المطالب العالية محققا
ابن حجر العسقلاني
المطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانيد الثّمَانِيَةِ للحافظ أحمد بن عليِّ بن حَجَر العَسْقَلانِيِّ (773 - 852 هجرية) تأليف محقّقي الكتاب تنسيق د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشَّثري المجلد الأول (1 - 2) المقدمة دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية 1 - 2
دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية/ تحقيق سعد بن ناصر الشثري - الرياض. 655 ص؛ 17 × 24 سم ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 8 - 87 - 749 - 9960 (ج 1) 1 - الحديث- زوائد 2 - الحديث-مسانيد 3 - الحديث-تخريج 4 - الحديث-شرح أ- الشثري سعد بن ناصر (محقق) ب- العنوان 2612/ 16 ديوي 4، 237 رقم الإيداع: 2612/ 18 ردمك: 1 - 87 - 749 - 9960 (مجموعة) 6 - 87 - 749 - 9960 (ج 1) حقوُق الطبع محفوظة للمنسق الطبعة الأولى 1419هـ - 1998مـ دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض - ص ب 42507 - الرمز البريدي 11551 هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب: 32594 - الرياض: 11438 - تلفاكس: 2660 - 421
مقدمة التحقيق
المقَدّمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يضلل فلا هادي له، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)}. أما بعد: فإن الله قد حفظ لهذه الأمة دينها من خلال حفظ كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل، فتناقلته الأمة جيلاً عن جيل نقلاً متواتراً: حفظاً وتلاوة وتدبراً، ليكون سعادة للعالمين ورحمة للمؤمنين فالحمد لله على هذه النعمة الجليلة والمنة العظيمة، كما أن الله حفظ لهذه الأمة دينها من خلال حفظ سنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - فيسر لها صحابة نبيه رضوان الله عليهم فحفظوها وتناقلوها وتدارسوها ثم جاء بعدهم التابعون فساروا على نهجهم واقتفوا أثرهم، فحفظوا سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - واستخرجوا أحكام الشريعة منها وذبّوا عنها تحريف المتأولين
وشبهات المبطلين، وغلط الواهمين، وانبرى الأئمة للكلام في الرجال جرحًا وتوثيقًا غيرة على دين الله عز وجل وحماية لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. واستكمالًا لحفظ السنة المطهرة قيض الله لهذه الأمة من يدون الأحاديث النبوية فوضعت الجوامع وهذبت الصحاح وحررت المسانيد ورتبت السنن، وكتبت المعاجم، وخرجت الأجزاء الحديثية، واستخرجت الفوائد، وعلقت الأمالي، واعتُنِيَ بالمشيخات، واهتُم بالمستدركات، وتُفُنن في المستخرجات. فجمعت الأحاديث من خلال الأسانيد المتكاثرة فأصبحت الإحاطة بجملتها مع ضعف الهمم وطول الأسانيد أمراً متعسراً إلاَّ على نوادر الأئمة. ومن هنا وُجِدَت الرغبة لتقريب السنة بين يدي الأمة فظهرت أعمال جيدة ومؤلفات عظيمة في ذلك، وقد اتخذت منهجين: المنهج الأول: جمع الأحاديث بحسب أطرافها مرتبة على المسانيد ومن هذا الصنف كتاب (تحفة الأشراف) للمزي الذي جمع فيه أطراف الكتب الستة مع معلقات البخاري وشمائل الترمذي والمراسيل لأبي داود وعمل اليوم والليلة للنسائي. ثم جاء العلامة ابن حجر فألف كتابه (إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة) فجمع أطراف كل من: موطأ مالك ومسند الشافعي ومسند أحمد مع زوائد ابنه والدارمي وابن الجارود وابن خزيمة والحاكم وابن حبان وأبي عوانة والدارقطني وشرح معاني الآثار للطحاوي. المنهج الثاني: جمع الأحاديث بحسب موضوعاتها، وهذا على ثلاث درجات: الأول: أحاديث الصحيحين والسنن وقد جمعها ابن الأثير في كتابه "جامع الأصول" كما جمع البوصيري زوائد ابن ماجه في "مصباح الزجاجة".
الثاني: أحاديث المسانيد المشهورة والمعاجم حيث قام الهيثمي بجمع زوائد أحمد وأبي يعلى والبزار في مسانيدهم والطبراني في معاجمه الثلاثة في كتاب "مجمع الزوائد". الئاك: بقية المسانيد مثل مسند مسدد وأحمد بن منيع، وابن أبي شيبة، وابن أبي عمر، وعبد بن حميد، وإسحاق بن راهوية، وأبي داود الطيالسي، والحميدي، والحارث بن أبي أسامة. وقد انبرى لجمع زوائد هذه الكتب كل من: 1 - العلامة المحقق الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه "المطالب العالية". 2 - الحافظ البوصيري في كتابه "إتحاف الخيرة المهرة". فإذا حصل طالب العلم هذه الكتب المهمة، فإنه قد حصل أصول الأحاديث النبوية التي قلما يتخلف عنها حديث. وهذا القسم الأخير لم تطبع كتبه المسندة مع أهميتها البالغة حيث تتجلى أهميتها فيما يأتي: 1 - أنها مكملة العقد في الأحاديث النبوية، فباستكمالها يحصل لنا تكميل موسوعة أغلب الأحاديث النبوية. 2 - أن أغلب المسانيد التي جُمعت زوائدها في هذين الكتابين مفقودة اليوم فبنشر هذين الكتابين أو أحدهما نحفظ أصولها. 3 - أن القائم على تأليف هذين الكتابين إمامان لهما مكانتهما في علوم الشريعة عامة وفي علوم الحديث النبوي خاصة، فلهما من التدقيق والضبط ما يجعل القارئ يطمئن لكتابيهما وجمعهما.
4 - أن المؤلِّفَين قاما بالتعليق على أغلب الأحاديث النبوية التي وردت مما يعطي الثقة فيما ورد في الكتابين ويزيد فوائدهما. 5 - أنهما أبقيا الأسانيد بحيث يطمئن المرء إلى أحكامهما، ويحكم على أحاديثها ويساعد ذلك على نشر القدرة على نقد الأحاديث ودراسة الأسانيد. 6 - أن المسانيد مرتبة حسب الرواة من الصحابة مما يصعب معه العثور على حديث فيها، بينما هذه الكتب مرتبة حسب الأبواب الفقهية مما يجعل مراجعتها سهلة وميسرة. وكان هذان الكتابان في قيد الإهمال حتى نشطت حركة التحقيق في العصر الحاضر من خلال الجامعات السعودية وغيرها فحققت بعض أجزاء كتاب البوصيري في الجامعة الإسلامية، وحقق كتاب ابن حجر في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مما يجعل المرء يستحضر الدعاء لقادة المملكة العربية السعودية لاهتمامهم بإنشاء المراكز العلمية التي تعنى بذلك. ومن هنا جاءت الرغبة شديدة في استكمال السلسلة الحديثية بطبع أحد هذين الكتابين، وتم اختيار كتاب المطالب العالية لأمور عديدة من أهمها: 1 - نقل ابن حجر -رحمه الله- فوائد عديدة من كتب مختلفة، بناء على تعمقه في علم الحديث واطلاعه على كثير من الكتب المؤلفة فيه، وكثير من هذه الكتب معدوم يعز وجوده، فطبع الكتاب ونشره إبقاء لهذه الفوائد، وتعريف بمصادرها. 2 - أن الحافظ ابن حجر له مكانة مرموقة في علم الحديث وله شهرة في ذلك أكثر من تلميذه البوصيري مما يجعل ثقة القراء فيه أكثر من البوصيري، وإن كان لكل منهما مكانته العالية، ومنزلته الرفيعة نسأل الله لهما الرحمة والمغفرة.
3 - أن اطلاع ابن حجر فيما يظهر على الأحاديث النبوية أكثر من البوصيري، وكتاب كل منهما يعكس ثقافته. 4 - أن الحافظ ابن حجر ضابط لأحاديث هذه الكتب لأنه قد رواها عن مؤلفيها بالإسناد. 5 - أن ابن حجر أدق في أحكامه على الأحاديث من البوصيري، مع إيجاز لفظه، وقلة وهمه، وتمييزه للرواة الذين قد يُشتبه فيهم؛ وقد أدرك البوصيري ذلك فعرض كتابه على ابن حجر فعلق عليه عدة تعليقات. 6 - اقتصر البوصيري في كثير من الأحيان على زوائد الكتب التي ذكرها، بينما الحافظ ابن حجر أكثر من النقل من غيرها على سبيل التخريج أو التعليق أو الاستشهاد ونحو ذلك، وهذه النقولات هي من كتب لها قيمة علمية رفيعة ومن هنا يتميز عمل الحافظ بها على عمل البوصيري. 7 - أن البوصيري خرج زوائد هذه المسانيد على الكتب الستة، بينما ابن حجر خرج زوائدها على الستة وعلى مسند الإمام أحمد، مع أن الهيثمي قد خرج زوائد أحمد في مجمع الزوائد وفي غاية المقصد في زوائد المسند، فيكون عملهما في ذلك متكرراً، بينما الحافظ ابن حجر في المطالب لم يخرج زوائد هذه المسانيد الواردة في مسند الإمام أحمد اكتفاءَ بعمل الهيثمي، ومن هنا كان الإتحاف ضعف المطالب تقريباً. 8 - وقعت بعض الأوهام في كتاب البوصيري فجُعلت زوائد بعض المسانيد من زوائد مسند آخر. 9 - أن كتاب المطالب العالية قد استكمل تحقيقه من خلال الرسائل العلمية، بخلاف كتاب إتحاف المهرة.
10 - أن المنهج الذي سار عليه محققو كتاب المطالب في تحقيقهم له مميزات عديدة ويُظهر للقارىء فوائد جليلة. 11 - أن الحافظ قد يكرر بعض ألفاظ الحديث لمناسبته لأبواب مختلفة، ولا يورد في الباب إلاَّ ما يناسبه. 12 - إن كتاب الإمام البوصيري لم يوجد القسم المسند منه كاملاً بل وجد بعضه في نسخة وحيدة بينما نسخ المطالب المخطوطة متعددة. 13 - أن المطالب أحسن ترتيباً، وأجمل في التراجم. وقد احتوى كتاب المطالب العالية على (5694) إسناداً لـ (4627) حديثاً فكان اختيار كتاب المطالب العالية لهذه الأسباب. وكتاب المطالب العالية وجد له مختصر قام العلامة الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي بطبعه بعد أن بذل فيه جهوداً في تحقيقه والحكم على بعض أحاديثه، إلاَّ أن هذا المختصر لا يغني عن أصل كتاب المطالب العالية للأسباب الآتية: 1 - أن هذا المختصر قد حذفت أسانيده، وحذف الأسانيد يفقد الكتاب شيئاً من عناصر أهميته، إذ بالإسناد يتم الحكم على الحديث فالإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء. 2 - أن النسخة المجردة قد اختصرت من إحدى نسخ الكتاب الخطية (وهي النسخة التركية) وهذه النسخة لا تتفق مع باقي النسخ فيما يأتي: (أ) هناك أحاديث كثيرة سقطت من هذه النسخة ووجدت في باقي النسخ، وهذه الأحاديث لم ترد في المختصر تبعاً للأصل الذي أخذ منه. (ب) هناك أبواب متتابعة سقطت من هذه النسخة وسقط ما فيها من أحاديث.
(ج) أن ترتيب الأحاديث في هذه النسخة ليس موافقاً لباقي النسخ وبالتالي فقد تجد فيها أحاديث ليست في مظانها، فإرجاع هذه الأحاديث -حسب ما ورد في النسخ الأخرى- أمر له أهميته. (د) أن هذه النسخة منقولة عن أصل غير منقوط، مخالف للخط المعتاد ومن هنا اجتهد ناسخها في معرفة ألفاظ الكتاب ونقط حروفه، وقد أصاب في كثير من ذلك، ولكنه وقع في أخطاء ليست بالقليلة. 3 - أن فضيلة المحقق مع ما بذله من جهود مشكورة في الحكم على أحاديث الكتاب وقع في أوهام متعددة، ولعل مصدر ذلك هو متابعته للبوصيري في الإتحاف حيث قد وقع في بعض الأوهام، أو تقليده للهيثمي في مجمع الزوائد مع أن الهيثمي يتحدث عن إسناد، وابن حجر يتحدث عن إسناد مختلف عنه، على أن الهيثمي وقعت له بعض الأوهام. 4 - أن فضيلة المحقق لم يراجع الموجود من أصول تلك المسانيد ومن هنا وقع في إشكالات عدة في رواة الأحاديث وألفاظها. 5 - أنه يعزو إلى كتب موجودة متوفرة مثل مسند أحمد ومجتبى النسائي بالواسطة مثل مجمع الزوائد وكنز العمال وغيرهما. ولأن كتاب "المطالب العالية" قد تتابعت عليه جهود خيرة الأمة في عصرنا الحاضر الذين يعدون من محدثي العصر بالإشراف على تحقيق الكتاب أو مناقشته بحيث شارك في ذلك أكثر من ثلاثين عالماً من أقطار شتى من أقطار المعمورة وبذلوا جهوداً في تقويمه وتصحيحه وأمضوا فيه أزمنة عديدة من أعمارهم، كما تتابع عليه سبعة عشر باحثاً من قارات شتى كل منهم له رغبة قوية في إخراج الكتاب ولديه ملكة علمية مدركة في علوم الحديث، فبذلوا فيه جهوداً مضنية في جمع مخطوطاته والبحث عن أصول المسانيد التي استخرج
الحافظ زوائدها وقارنوا بينها وقاموا بتحقيق الكتاب ومقابلة نسخه ودراسة أسانيده والحكم على أحاديثه وتخريجها وقد بذل كل منهم نحوا من ثلاث سنوات من عمره في ذلك، إلاَّ أنهم أخرجوا الكتاب من قائمة المخطوطات إلى قائمة الرسائل الجامعية المحدودة الاطلاع، ومن هنا تكونت لديَّ رغبة ملحة في طبع الكتاب ونشره بعد إشارة من الأخ الكريم الفاضل عبد الله بن ناصر الشثري وفقه الله فنظرت في جهد أصحاب الفضيلة المحققين فوجدته قد زخر بمعلومات قيمة وقد ألبسوا الكتاب ثوباً حسناً زاده جمالاً إلى جماله، وحسناً إلى حسنه، فاستعنت بالأخوين الناصحين الدكتور عبد الله التويجري والدكتور ناصر آل عبد الله في الاتصال بالباحثين الذين عملوا على تحقيق الكتاب فوجدت فيهما خير عون. ولما نظرت في جهود أولئك الباحثين في ذلك وجدت في بعضها بعض التكرار، ومن هنا حاولت تنسيقه من خلال الخطوات الآتية: 1 - قمت بجمع مقدمات المحققين التي تتعلق بدراسة المؤلف أو الكتاب أو المسانيد أو أصحابها في جزء مستقل -هو هذا- فنسقت بين مقدمات الباحثين حتى ظهرت بهذا الشكل، وطريقة ترتيب هذه المقدمة موجودة في فهرس هذا الجزء فلا حاجة لذكرها هنا. 2 - هناك كلمات واضحة في أصل الكتاب قام بعض المحققين بشرحها فحذفت هذا الشرح، اكتفاءً بشهرة معنى تلك الكلمة. 3 - أخرت دراسة الإسناد فجعلتها في جزء مستقل في آخر الكتاب ونسقت بين كتابات الباحثين في ذلك بحيث نخرج بترجمة موجزة شاملة، فالرواة الذين يكون الكلام فيهم متحداً توثيقاً أو قدحاً ترجمت للراوي بذكر سنة ولادته ووفاته وبعض كلام الأئمة فيه وأشهر مشايخه وتلاميذه وخلاصة ما توصلت إليه بعد دراسة ما قيل فيه وذكر مراجع ترجمته ما استطعت إلى ذلك سبيلاً من خلال ما ترجمه به محققو الكتاب.
أما من وقع فيه اختلاف بين الباحثين فيه فإني أورد أولاً رأي أكثر فيه وتعليلاتهم ثم أثني برأي الأقل مبينًا أسماء المحققين الذين خالفوا في ذلك وتعليلاتهم. 4 - ما ورد في تخريج الحديث والحكم عليه فإني أذكره كاملاً وأُغير فيه أرقام الإحالات إلى الأحاديث تبعاً للترقيم الجديد كما ألغي فيه الإشارة إلى التراجم وأحذف ما كان منه مكرراً في تخريج نفس الحديث. 5 - حذفت الفوائد الفقهية لكون الكتاب من المصادر الحديثية لا الفقهية، والقارئ فيه إنما هدفه معرفة الحديث ودرجته فلا داعي لتكبير حجم الكتاب بذكرها، ثم إن مناهج محققي الكتاب قد اختلفت في ذلك فمنهم من يتوسع توسعاً كبيراً وعنهم من يكتفي بإشارات في ذلك فتوحيداً للمنهج وحفاظًا على المعاني السابقة كان الرأي حذف هذه الفوائد الفقهية. 6 - بعض الباحثين لم يعتمد النسخة التركية ولا نسخة برنستون مع أن فيهما زوائد عديدة ولذلك قمت باستخراج الأحاديث الزائدة في هذه النسخة وإلحاقها في مكانها من أصل الكتاب مع إعطائها رقماً من الأرقام المتسلسلة للأحاديث ونبهت في الهامش على ذلك وأشرت إلى بعض مصادرها وأوردت نتفاً من كلام أهل العلم عليها. 7 - قمت بإعادة ترقيم أحاديث الكتاب بحيث يكون للكتاب ترقيم واحد من أوله إلى آخره. 8 - كما وضعت ترقيماً للأبواب داخل كل كتاب، وترقيماً لأسماء الكتب التي عنون بها المؤلف. 9 - سيكون في آخر الكتاب بإذن الله فهارس فنية تقرب لطلاب العلم طريق الاستفادة من هذا الكتاب.
وقمت بعرض عملي في كل جزء على الباحث الذي قام بتحقيقه فما وافق عليه من ذلك تم اعتماده، وما رأى تعديله فإن رأي الباحث مقدم على رأي غيره في الجزء الذي قام بتحقيقه. والعزم منعقد على إخراج الكتاب كاملاً بهذا الثوب القشيب. وإن كان هناك من أجزاء الكتاب جزء امتنع محققه من الاشتراك معنا في إخراجه فسيتم تحقيقه مرة أخرى. وقد تم عرض فكرة طبع الكتاب وطريقة العمل فيه على بعض أصحاب الفضيلة من علماء الحديث الذين لهم اتصال بالكتاب وقد وجهونا توجيهات قيمة وأرشدونا إرشادات متعددة وأذكر من هؤلاء صاحب الفضيلة الشيخ العلامة الدكتور محمود أحمد ميره عضو هيئة التدريس في كلية أصول الدين بالرياض جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وصاحب الفضيلة الشيخ العلامة الدكتور أحمد معبد عضو هيئة التدريس في الكلية المذكورة، فأسأل الله لهما وللجميع التوفيق لخَيري الدنيا والآخرة. وقد تعاون معنا في هذا الكتاب تعاونًا خاصًا كل من المشايخ الدكتور عبد الله التويجري والدكتور ناصر آل عبد الله والشيخ عبد القادر بن عبد الكريم والشيخ قاسم القاسم والشيخ جمال صاولي والشيخ عثمان شوشان، كما أن مما يذكر فَيُشكر سرعة تجاوب كل من فضيلة الشيخ عبد الرحمن المدخلي والشيخ عمر إيمان أبو بكر والدكتورة أم عبد الله البدراني، وأختم بشكر كل من الشيخ سمير العمران والشيخ باسم عناية فأسأل الله للجميع العلم النافع والعمل الصالح. كما أن الشكر موصول لحكومة المملكة العربية السعودية لجهودها المشكورة في إحياء العلم الشرعي من خلال إقامة الجامعات الشرعية ومنها
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نسأل الله أن يبارك في هذه الجهود وأن يجعل التوفيق حليفاً لهذه المؤسسات. والشكر موصول لوالدي الكريمين وأهل بيتي وأبنائي على ما وفّروه لي من جو علمي تمكنت فيه من إنجاز العمل في هذا الكتاب الذي تفضل الله علي بأن جعلني أتوجه إليه وأعانني على العمل فيه من خلال خدمة سنة نبينا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فالحمد لله أولاً وآخراً. المنسق سعَد بن ناصر الشثري
تنبيه على طبعة المطالب التي صدرت عن دار الوطن
تنبيه على طبعة المطالب التي صدرت عن دار الوطن في مراحل الطبع الأخيرة خرج في الأسواق طبعة لكتاب المطالب العالية صدرت عن دار الوطن بالرياض بتحقيق أبي بلال غنيم بن عباس بن غنيم وأبي تميم ياسر بن إبراهيم بن محمد فكدت أن أتوقف عن إخراج الكتب بحيث يستثمر الجهد في كتاب آخر، ولما قارنت الطبعة المذكورة بطبعتنا من خلال الأحاديث الأربعمائة وخمسين الواردة في أول الكتاب وجدت أن طبعتنا امتازت بمميزات عديدة ليست في الطبعة الأخرى مما جعلني أستمر في إخراج هذا الكتاب، ومن هذه المميزات التي اتصفت بها هذه الطبعة: أولاً: أن هذه الطبعة امتازت باعتماد ثماني نسخ خطية كما هو مذكور في القسم الثالث من هذا الجزء، بينما اُعتمد في الطبعة الأخرى على ثلاث نسخ فقط. ثانياً: امتازت هذه الطبعة بدراسة وافية عن الكتاب وعن المؤلف وعن أصول المسانيد التي اهتم الحافظ بجمع زوائدها. ثالثاً: امتازت هذه الطبعة بدراسة الأحاديث وتخريجها تخريجاً مستفيضاً. رابعاً: امتازت هذه الطبعة بالحكم على جميع أحاديث الكتاب حكماً مبنياً
على الاجتهاد من خلال دراسة الإسناد وملاحظة المتابعات والشواهد، وليس هذا الحكم ناتجاً عن تقليد لبعض العلماء. خامساً: امتازت هذه الطبعة بتراجم رجال الإسناد في جزء مستقل في آخر الكتاب مع أن كثيراً منهم لا يكاد المتخصص أن يعثر على أي شيء عنهم لعدم الرواية عنهم في الكتب المشهورة. سادساً: امتازت هذه الطبعة بعدم تكرار الأحاديث المتكررة، فإن النسخة التركية ليست على ترتيب النسخة المحمودية ومن هنا تكررت الأحاديث في الطبعة الأخرى لذلك فأشير في الموطن الأول إلى أن الحديث إنما وجد في إحدى النسخ، وفي الموطن الثاني أشير إلى أنه لم يوجد إلاَّ في النسخة الأخرى. ومن أمثلة ذلك: 1 - حديث (258) مع حديث (350). 2 - حديث (259) مع حديث (349). سابعاً: امتازت هذه الطبعة بالإشارة إلى فروق النسخ مع الدقة في ذلك، فمثلاً في المقدمة التي كتبها الحافظ أشير في هذه الطبعة إلى (108) فرقاً؛ بينما في الطبعة الأخرى لم يشر فيها إلاَّ إلى (19) فرقاً. ثامناً: امتازت هذه الطبعة بتصحيح الأخطاء التي وقع فيها النساخ؛ وقد فات الكثير من ذلك في الطبعة الأخرى ومن أمثلته ما يأتي: 1 - سقط في المطبوعة رجل من إسناد المؤلف إلى ابن أبي عمر مذكور في (سد) وفي المعجم لابن حجر. 2 - أثبت في حديث (2): "سعيد" أخذاً من (مح)، وصوابه: "شعبة" كما في باقي النسخ وإتحاف المهرة.
3 - في حديث (72): في النسخ: "مطر"، وصوابه: "فطر" كما في إتحاف المهرة. 4 - في حديث (114): في النسخ: "إسحاق عن ابن يسار"، وصوابه: "إسحاق بن يسار". 5 - في حديث (119): في النسخ: "أبو الجوزاء"، والصواب: "أبو الحواري"، وفي (ك): "الحوراء". 6 - في حديث (123): في النسخ: "منصور بن مهران"، وصوابه: "ميمون بن مهران". 7 - في حديث (125): في النسخ: "داود عن خالد"، وصوابه: "داود ثنا حماد عن خالد". 8 - في حديث (159): في النسخ: "أبو عاصم عن محمد"، وصوابه: "أَبُو عَاصِمٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مُحَمَّدِ"، وأشار لذلك في الهامش ولم يثبته في صلب الكتاب. 9 - في حديث (157): في النسخ: "الأزدي"، وصوابه: "الأذرمي". 10 - في حديث (165): في النسخ: "ابن أبي راشد"، وصوابه: "ابن راشد". 11 - في حديث (217): في (مح): "بخمس دنانير" فأثبته كذلك، والصواب ما في النسخ الأخرى: "بخمس دينار". 12 - في حديث (226): في النسخ: "الإيلي"، وصوابه: "الأبلي". 13 - في حديث (265): أثبت "عن أبي مهاجر"، وصوابه: "عن مهاجر". 14 - في حديث (270): أثبت "إسماعيل بن إبراهيم"، وصوابه: "إبراهيم بن إسماعيل".
15 - في حديث (272): أثبت "بكر بن عبد الله"، وصوابه: "بن عبد الرحمن". 16 - في حديث (289) سقط شيخ ابن أبي شيبة "عبد الله بن نمير" فلم يُنتبه له. 17 - أثبت في حديث (295): "عيينة"، وصوابه: عقبة كما في التاريخ الكبير (1/ 306). 18 - حديث (360): في الأصل: "عن شعيب"، وصوابه: "شعبة" كما في النسخ الأخرى. 19 - حديث (362) [8]،: أثبته "قطبة بن عبد العزيز"، وصوابه: "قطبة بن العلاء". 20 - حديث (405): أثبته "أبو سعيد" من (مح)، والصواب ما في (ك): "أبو سعد". 21 - حديث (408): أثبته "سفيان والأشجعي" من (مح)، وفي باقي النسخ: "سفيان أو الأشجعي" ولم يشر لها مع أنها الصواب. 22 - ورد خطأ في الإسناد من حديث (445)، ففيها: "ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي يحيى الأسلمي"، وصوابه: "ثنا عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي". تاسعاً: امتازت طبعتنا بذكر بداية أوراق المخطوط في جميع النسخ بحيث يسهل الرجوع إليها عند الحاجة لذلك، بينما لم يذكر إلاَّ بدايات أوراق المخطوطة المحمودية في طبعة دار الوطن. عاشراً: أسقط المحقق بعض الأحاديث التي وردت في بعض نسخ الكتاب ومن أمثلة ذلك ما يأتي: 1 - حديث رقم (134) في نسختنا.
2 - باب بناء المساجد وتوسيعها. حادي عشر: أعطي الحديث الواحد بجميع طرقه رقما واحداً في طبعتنا مع الإشارة لأرقام الطرق المندرجة في كل حديث، بينما في الطبعة الأخرى قد يتم إعطاء كل طريق من طرق الحديث الواحد أرقاماً مستقلة، ومن أمثلة ذلك: 1 - رقم (103) و (104). 2 - رقم (109) و (110). 3 - رقم (126) و (127). 4 - رقم (181) و (182). 5 - رقم (263) و (264). ثاني عشر: حاول محققو الكتاب الاجتهاد في تصحيح الكتاب فقاموا بتحريف بعض الألفاظ فيه ومن أمثلة ذلك: 1 - ورد في (ص 52) من مقدمة الحافظ: "الويري" فلم يعرفوا هذا اللقب فحرفوه إلى "الويرج". 2 - في حديث رقم (64): "سنان بن حبيب"، فحرفاه إلى "سليمان عن أبي حبيب". ثالث عشر: امتازت طبعتنا بالإشارة إلى فروق مصنف ابن أبي شيبة في الأحاديث التي من زوائده في الهامش، وفي الطبعة الأخرى ألحق المحققان فروق المصنف في الأحاديث الزائدة المستخرجة من مسند ابن أبي شيبة في صلب الكتاب ومن أمثلة ذلك زيادة لفظ: "وكفيه" من المصنف على ما في المطالب في صلب الكتاب، مع أنه لا يلزم من كون مؤلف الكتابين المسند والمصنف واحداً اتفاق ألفاظ الحديثين.
رابع عشر: وقعت بعض الأخطاء في قراءة المخطوط عندهما، ومن أمثلة ذلك ما يأتي: 1 - في حديث (51): ذكرا أن في (ك): "المسيبي"، والذي فيها: "المسني". 2 - في حديث (98): ذكرا أن في (هـ): "بقية"، والذي فيها: "قتيبة". 3 - في حديث (107) [2]: في جميع النسخ: "سمعت"، فأثبتا: "سمعته". 4 - في حديث (111): في جميع النسخ: "الجزاز"، فأثبتا: "الخزاز". 5 - في حديث (164): في جميع النسخ: "ثنا ابن لهيعة"، وفي (مح) كأنها: "عن"، ومع ذلك أثبت: "عن" ولم يشر إلى فروق النسخ الأخرى. 6 - في حديث (168): في (مح) و (ك): "عبد الله"، بدل: "عبيد الله" ولم يشر لذلك. 7 - لم يتمكن من قراءة المخطوط (1/ 203)، باب متى يقام إلى الصلاة. 8 - حديث (295): نسب لـ (ك): "عيينة"، والذي فيها "عنبسة". خامس عشر: كما وقع بعض الخلل عندهما في نسبة الأحاديث الزائدة لأصحابها كما في حديث رقم (305)، جعل من مسند مسدد وهو في الحقيقة من مسند ابن أبي شيبة، كما في (ك) والإتحاف. سادس عشر: قام المحققان بتعديل بعض ألفاظ الكتاب خلافاً للنسخ المعتمدة ولم يُشر إلى ذلك ومن أمثلته: 1 - حديث رقم (70): في النسخ: "حفص بن غياث بن أبي داود"، فصححاه إلى: "حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ثنا حَفْصُ بْنُ أَبِي داود". 2 - حديث رقم (74): في النسخ: "ابن حسين"، فأثبتاها: "ابن أبي حسين".
3 - (ص 440) من الجزء الأول أثبت: "الإقامة"، والذي في المخطوط: "الإمام". سابع عشر: مع قلة الأخطاء في الطبعة المذكورة إلاَّ أن منها ما هو مؤثر ومن ذلك: 1 - في حديث (435): تحريف لآية: "ابتدعوها ما كتبناها"، حيث أثبت (واو) قبل (ما). 2 - حديث (444) فيه: "حدثنا يزيد ثنا شعبة، وعلق عليه بأنه في (ك): "سهل"، يعني بدل: "يزيد" بينما هي بدل: "شعبة". ثامن عشر: مع أن محققي الكتاب اعتمدا النسخة المحمودية أصلاً، إلاَّ أنه ورد فيها فروق مؤثرة لم يشر إليها، ومن أمثلة ذلك ما يأتي: 1 - ففي حديث (42): ورد في (مح): "معاذ بن أوس"، بدل: "وقاء بن إياس" ولم يشيرا إلى ما في الأصل. 2 - في حديث (89): قال في (هـ): "عمر"، وفي (ك): "عمرو"، ولم يُذكر ما في الأصل. 3 - في حديث (120): في (مح): "زحمويه بن صالح"، وأثبت: "زحمويه حدثني صالح" ولم يشر لـ (مح). 4 - في حديث (177): في (مح): "ثنا ابن فضيل"، وأثبت: "ثنا فضيل" ولم يشر لذلك. 5 - في حديث (251): فيها: "عاين"، بدل: "عائذ". 6 - في حديث (253): فيها: "غر من"، بدل: "عرس". 7 - في حديث (293): فيها: "صلاته"، بدل: "صلاتكم". 8 - في حديث (333): فيها: "بن عمر"، بدل: "بن عثمان".
9 - في حديث (404): فيها: "عمي"، بدل: "عمر". تاسع عشر: كذلك ورد في (هـ) العمرية فروق مؤثرة ولم يشر لها، ومن أمثلة ذلك: 1 - في حديث (227): فيها: "سليمان"، بدل: "سفيان". 2 - في حديث (232): فيها: "بشير"، بدل: "نصير". 3 - في حديث (251): فيها: "عابداً"، بدل: "عائذ". 4 - في حديث (253): فيها: "غر من"، بدل: "عرس". 5 - في حديث (295): فيها: "صلاته"، بدل: "صلاتكم". 6 - في حديث (308): فيها زيادة: "عن عبد الله". 7 - في حديث (333): فيها: "الضحاك بن عمر"، بدل: "بن عثمان". 8 - في حديث (404): فيها: "عمي"، بدل: "عمر". 9 - في حديث (91): فيها: "عبد الرحمن"، بدل: "عبد الرحيم". عشرون: كذلك ورد في نسخة (ك) فروق مؤثرة ولم يشر المحققان لها، مثلة ذلك ما يأتي: 1 - في حديث (47): ورد في (ك): "ربيعة"، بدل: "زمعة" ولم يشر له. 2 - في حديث (47): ورد في (ك): "خديج"، بدل: "مدلج". 3 - في حديث (79): أسقط في (ك): "ثنا"، وقال: "جارية"، بدل: "حارثة". 4 - في حديث (93): في (ك): "مصعب بن أبي عمر"، فأثبتا: "مصعب قال رأى ابن عمر". 5 - في حديث (100): جاء في (ك): "سري"، بدل: "سيرين".
6 - في حديث (113): في (ك): "عبد العزيز بن يعلى المري"، بدل: "عبد الله بن مغفل المزني". 7 - في حديث (123): في (ك): "عن ابن جسرة"، بدل: "عمن أخبره". 8 - في حديث (165): في (ك): "سفيان بن فروخ"، بدل: "شيبان". 9 - في حديث (183): في (ك): "المقبرى"، بدل: "المقرىء" و"حيوة"، بدل: "خيرة". 10 - في حديث (255): في (ك): "عبد الله بن موسى"، بدل: "عبيد الله بن موسى". 11 - في حديث (382): زاد في (ك): "مرفوعا"، فلم يثبتها ولم يشر لها في الهامش. الحادي والعشرون: في هذه الطبعة تمت الإشارة لمخالفة نسخة (ك) للنسخ الأخرى في الترتيب بخلاف الطبعة الأخرى، فلم يشر فيها لذلك ومن أمثلته: 1 - حديث (102). 2 - حديث (135). 3 - حديث (260). 4 - باب فضل الذكر تقدم على باب الأوقات المنهي عن الصلاة فيها. الثاني والعشرون: سقط من نسخة (ك) أشياء كثيرة لم يُشر في تلك الطبعة إلى سقوطها منها، ومن أمثلة ذلك ما يأتي: 1 - تعليقات الحافظ على حديث رقم (4). 2 - الطريق الثالث من حديث رقم (55).
3 - حديث (85) سقط من (ك) بأكمله، ولم يشر لذلك. 4 - حديث (186) سقط من (ك). 5 - باب الأغسال الواجبة والمسنونة وفيه حديثان سقط بأكمله من (ك). 6 - حديث (218) سقط من (ك). 7 - حديث (219) سقط من (ك). 8 - حديث (221) سقط من (ك). 9 - باب فضل الصلاة سقط من (ك). 10 - باب ما يقول بعد الآذان سقط من (ك). 11 - باب قضاء الفوائت سقط من (ك) ولم يشر له. 12 - حديث (283) سقط من (ك). 13 - حديث (284) سقط من (ك). 14 - حديث (286) سقط من (ك). 15 - حديث (287) سقط من (ك). 16 - باب مراعاة الأوقات سقط من (ك). الثالث والعشرون: أن الحافظ يحيل إلى مواطن متقدمة ومتأخرة من كتاب المطالب، وامتازت طبعتنا بذكر الموطن المحال عليه وذكر رقم الحديث واسم الباب والكتاب، وهذا ما لم يوجد في الطبعة الأخرى. الرابع والعشرون: ورد في هوامش بعض النسخ تعليقات نفيسة ومع ذلك لم يشر المحققان لها، ومن أمثلة ذلك: 1 - في حديث (11) علق: "ليث بن أبي سليم ضعيف" فاغفلاه.
2 - في حديث (13) علق: "إسماعيل بن مسلم- وهو ضعيف" فاغفلاه. 3 - في حديث (14) علق: "سمعان ليس بالقوي" فاغفلاه. وما سبق هو في عُشر الكتاب الأول الذي يغلب على الظن أن الجهد المبذول فيه أكثر من الجهد المبذول فيما بعده، إذ إن الهمة والنشاط غالباً في أول الكتاب أعلى منها في آخره، والتعب والكلال في آخره أكثر منهما في أوله مما حدا بي إلى إتمام خطوات طباعة الكتاب، والمقصود طاعة الله عز وجل من خلال خدمة سنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - بإخراج كتاب المطالب صحيحاً سالمًا من الأخطاء والتحريفات والأوهام، وأسأل الله للجميع النية الحسنة، والعمل الصالح، والعلم النافع. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. حرره د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري
القسم الأول دراسة عن المؤلف والكتاب
القسم الأول دراسة عن المؤلف والكتاب وفيها فصلان: الفصل الأول: دراسة عن المؤلف. الفصل الثاني: دراسة عن الكتاب.
الفصل الأول دراسة عن المؤلف
الفصل الأول دراسة عن المؤلف وفيها المباحث التالية: المبحث الأول: اسمه، ونسبه، ونسبته، ولقبه، وكنيته. المبحث الثاني: مولده. المبحث الثالث: نشأته وطلبه للعلم. المبحث الرابع: رحلاته. المبحث الخامس: الحافظ ابن حجر والقضاء. المبحث السادس: ذكر أهمّ شيوخه. المبحث السابع: أبرز تلاميذه. المبحث الثامن: وفاته. المبحث التاسع: ثناء العلماء عليه. المبحث العاشر: ذكر كثرة مؤلفاته.
توطئة
توطئة من باب إفادة القارئ نذكر بعضاً من أهم المصنفات التي أفردت الحافظ ابن حجر بالترجمة، أو ذَكَرَتْهُ ضمناً: 1 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، لتلميذه الإمام السخاوي، وهو مجلد مخطوط تبلغ أوراقه نحو ثلاثمائة، وقد طبع منه الجزء الأول بتحقيق الدكتور طه الزيني، والدكتور حامد عبد المجيد، طبع لجنة إحياء التراث بمصر سنة 1406هـ. 2 - ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته ومنهجه وموارده في كتاب (الإصابة)، والكتاب دراسة وافية فريدة في بابها، أعدها محمود شاكر عبد المنعم ضمن رسالته في الدكتوراه، وطبع الجزء الأول منه بوزارة الأوقاف بالعراق سنة 1978 م. 3 - ابن حجر العسقلاني مؤرخا، وهي أطروحة أعدها الدكتور محمد كمال الدين عز الدين بالقاهرة، وطبعت بعالم الكتب سنة 1407 هـ. 4 - الحافظ ابن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث، وهو بحث واف قام به الأستاذ عبد الستار الشيخ عن الحافظ ابن حجر، جاء فيما يزيد على ستمائة صفحة -من الحجم الوسط-، طبع بدار القلم سنة 1412هـ.
5 - كتب ابن حجر نفسه، فقد ترجم لنفسه، وذكر شيئاً من سيرته في بعض كتبه، ومنها: (1) رفع الإصر عن قضاة مصر: (1/ 85)، حيث ترجم لنفسه مع قضاة مصر؛ لكونه تولى القضاء فيها. (ب) إنباء الغمر بأبناء العمر: (1/ 2). (ج) الدرر الكامنة: (2/ 450). (د) المَجمَع المُؤسِّس للمعجم المُفَهرِس، ترجم فيه الحافظ لشيوخه مرتبين على حروف المعجم. (هـ) تبصير المنتبه بتحرير المشتبه: (4/ 1514). ومن مراجع ترجمته أيضاً: 6 - طبقات الحفاظ، للسيوطي: (ص 552). 7 - حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، له أيضاً: (1/ 363). 8 - ذيل طبقات الحفاظ، له أيضاً: (ص 326). 9 - نظم العقيان في أعيان الأعيان، له أيضاً: (ص 45). 10 - الضوء اللامع، للسخاوي: (2/ 36). 11 - لحظ الألحاظ، لابن فهد: (ص 326). 12 - الذيل على رفع الإصر، للسخاوى: (ص 75). 13 - معجم الشيوخ، لابن فهد (ص 70). 14 - القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية، لابن طولون: (2/ 454). 15 - درة الحجال، للمكناسي: (1/ 64). 16 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، للشوكاني: (1/ 87).
17 - شذرات الذهب، لابن العماد الحنبلي: (7/ 270). 18 - المنهل الصافي، لابن تغري بردي: (2/ 17). 19 - الأعلام، للزركلي: (1/ 178 - 179). 20 - معجم المؤلفين، لعمر كحالة: (2/ 20). 21 - هدية العارفين: (1/ 128). هذه أهمها وإن كان الذين ترجموا لابن حجر ضمن كتبهم كثيرين، ففيما ذكر كفاية -والله أعلم-. ***
المبحث الأول اسمه، ونسبه، ونسبته، ولقبه، وكنيته
المبحث الأول اسمه، ونسبه، ونسبته، ولقبه، وكنيته هو "أحمد بن عليّ بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد" (¬1) المعروف بابن حجر، الكناني (¬2)، العسقلاني الأصل (2)، المصري المولد والمنشأ والدار والوفاة، الشافعي المذهب (¬3)، شيخ الإسلام، حافظ الدنيا في عصره. ¬
كان يلقب شهاب الدين، ويُكنى أبا الفضل، كناه بذلك أبوه كما ذكر هو في (إنباء الغُمر) في ترجمة والده، فقال: "وأحفظ منه أنه قال: كنية ولدي أحمد: أبو الفضل" (¬1). وكناه شيخه العراقي (أبا العباس)، وكذا كناه غيره. وكناه بعضهم (أبا جعفر)، وهو شذوذ (¬2). لكن تكنية أبيه له بـ (أبي الفضل) هي التي كانت معتمدة لديه وغالبة عليه، وأصبحت لصيقة اسمه في ترجمته لنفسه وفي تراجم سواه له. ويبدو أنها كانت محببة إليه، حتى إنه ألف كتاباً سقاه (القصد الأحمد بمن كنيته أبو الفضل واسمه أحمد) (¬3). وأمّا شهرته بـ (ابن حجر) -بفتح الحاء المهملة والجيم بعدها راء-، فقد قال السخاوي: "اختلف هل هو اسم أو لقب؟، فقيل: هو لقب لأحمد الأعلى في نسبه، وقيل: بل هو اسم لوالد أحمد المشار إليه، وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في جواب استدعاء منظوم بقوله: من أحمد بن علي بن محمد ... بن محمد بن علي الكناني المحتدِ ولجدّ جدّ أبيه أحمد لقّبوا ... حجراً وقيل بل اسم والد أحمد (¬4) وقد رجّح السخاوي أنه لقب لبعض آبائه، وجزم به الشوكاني قائلاً: " ... المعروف بابن حجر، وهو لقب لبعض آبائه" (¬5). * * * ¬
المبحث الثاني مولده
المبحث الثاني مولده وُلِد -رحمه الله- في شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بإجماع المُتَرجِمِين له، على شاطئ النيل، بمِصر القديمة (¬1). على أنه اختُلِف في تحديد تاريخ يوم وِلاَدَته على أقوالِ، بينها تِبيَانًا واضِحًا الدكتور شاكر عبد المُنعِم (¬2). وفي "الدليل الشافي" (1/ 64) أنَّه سَأَل- مصنَّفُه- الحافظَ ابْنَ حَجَر عَنْ يوم مولده، فقال له: "في ثاني عشري شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة" وعلى كُل، فإن أقْرب الأقوال في ذلك: أنه إما الثاني عشر من شعبان، أو الثاني والعشرين منه. -والله أعلَم-. * * * ¬
المبحث الثالث نشأته، وطلبه للعلم
المبحث الثالث نشأته، وطلبه للعِلم يمكن تقسيم فترة نشأة الحافظ إلى ثلاث مراحل: الأولى: نشأته في حياة والِدِه. الثانية: نشأته بعد وفاة والِدِه، وتولي وَصِيْه رِعَايَته. الثالثة: نشأته في مرحلة الطلب الجادَّ بعد ما اعتَرَاه مِنْ فُتُور. أمّا المرحلة الأولى: فتتسِم بالعناية الفائقة به، والاهتمام بالقيام على مصالحه ورِعَايته؛ لأن وَالِدَه كان من الأعْيان البارعين في الفقه والعربية والقراءات وغيرها (¬1)، فأثر ذلك على ابْنه، فكان أبوه به حفيًّا (¬2)، حريصًا على تعليمه وتأديبه ... يَدُلك على ذلك أنه اصطَحَبه معه للحج وزيارة بيت المقدس، ومجاورة الحرمين الشريفين (¬3) .. اضِف إلى ذلك حرصه على إحضاره مجالس الحديث (¬4)، مِمَّا زَرَع في نفسه مُنذ الصغَر- وعمره لا يتجاوز ¬
سنين أربعا- حب العلم والحديث ... الأمر الذي كان له الثمار التي آتت أُكُلَها في مرحلة الطلَب. وأما المرحلة الثانية: فتبدأ منذ وفاة والِدِه وذلك في رجب سنة سبع وسبعين وسبعمائة للهجرة (¬1)، فيكون له من العمر أربع سنين، وكان قد فَقَد أمه قَبل ذلك وهو طفل (¬2). وعليه فقد نشأ رحمه اللهُ لَطِيمًا (¬3)، إلاَّ أن اهْتِمَام والده به يَظهَر حينما أوصى به قبل وفاته كبير التجار الزّكي أبا بكر الخَرُّوبِيّ (¬4)، فقام على أمْره خَيْر قيام ولم يَأل جُهْدًا في رعايته والعناية به ... مِما كان له أعظم الأثر في تنشِئَتِهِ، فكانت في غاية العِفة والنزاهة والطهر والعفاف والأخلاق الحميدة (¬5). ويظهر أثر وَصِيَّة الخَرُوبِي فيه من الناحية العِلْمية في الأمور التالية: 1 - دخل المكتب، لَمَّا أكمَل خمس سنوات، ورُزِق سرعة الحِفْظ بحيث حَفِظ سورة "مريم" في يوم واحد (¬6). 2 - أتَمَّ حفظ القرآن الكريم وله تسع سنين (¬7). ¬
3 - حَفِظ بعد ذلك الكتب المختصرة في مبادئ العلوم مثل "العُمْدَة في الأحكام" للمقدسي، ومختصر ابن الحَاجِب في علم الأصول، وألفِية العراقيّ، وكتاب "الحاوي" الصغير لأبيه. 4 - في سنة 785 هـ جاور بمكة وسمع بها: "صحيح البخاري" على العفيف النشاوري (¬1). 5 - واجتهد في طلب العلم فاهْتَم بالأدب والتاريخ وهو لا يزال في المَكتَب .. وبلغ به الحرص على تحصيل العلم مَبْلغًا جعله يَسْتَأجِر أحيانًا بعض الكتب (¬2) ويطلب إعَارَتَها له. كلُّ هذا وغَيره كثير مِمّا يدل على نَهَم هذا الغلام، وحبّه للعلم، لِمَا رزقه الله مِنْ سرعةِ في الحفظ، وشِدة في الذكاء ... إلاَّ أنْ ذلك ما لبث أنْ تناقص ورجع إلى الوراء، فأصابه فتور عن التحصيل. وتعزو المصادر سبب هذا الفتور إلى عدم وجود من يحثه على الاشتغال بالعلم بعد موت وَصِيه الخَرُّوبِيّ سنة (787 هـ) إلى أن استكمَل سبع عشرة سنة وذلك في سنة (790 هـ) (¬3). وفي أثناء هذا الفتور حُبِّب إليه النظر في التاريخ والأدبيَّات، ففاق في ¬
أهم العوامل التي ساعدت الحافظ في نبوغه
فنونهما، حتى كان لا يسمع شعرًا إلاَّ استحضر مِن أين أخذه (¬1). إلاَّ أن هذا الفتور ما لبث أنْ فارقه، فقد استمرَّ عليه حتى عام (796 هـ) حينئذِ أقْبَل على العلم بِكُليته، وحرص على الطلب وخاصة في عِلْم الحديث، وهذه بداية ما يمكن الإطلاق عليه: المرحلة الثالثة: فأقْبل -رحمه الله- على العلم، وعزم على التحصيل، وصمم على المُضِى الجادَّ في الطلب (¬2)، واشتغل بعلم الحديث من جانب، إضافة إلى اهتمامه السابق بعلم التاريخ، مِمَّا أعانه على معرفة الرجال في أسرع مُدَّة. ومِن وَقتِها وهو جادٌّ في الدَّرس والتحصيل، ومُلاَزَمَة الشيوخ، والرحلة في الطلب، والإكثار مِنْ ذلك ... وهذا ما سَنَطْرُق بابه في السطور التالية. أهم العوامل التي ساعدت الحافظ في نبوغه: ولَعَلَّ مِما أعان الشيخ -رحمه الله- على سُرعة التحصيل وكثرة الإنتاج: ما منحه الله -عز وجل- مِن أسباب كثيرة تتجلى في هذه الأمور الثلاثة: "1 - سرعة القراءة الحَسَنَةِ: فقد قرأ "سُننَ ابن مَاجَه" في أربعة مجالس، وقرأ "السنن الكبرى" للنسَائِي في عَشرة مجالس، وكذا "صحيح البخاري" انتهى منه في مجالس أربعة (¬3) ... وغير ذلك كثير. 2 - سرعة الكتابة: فقد كتب بخطّه "التقييد" لابن نُقطَة في خمسة أيام (¬4)، وكان يكتب من "صحيح البخاري" جُزءًا من ثلاثين في ¬
اليوم (¬1). 3 - ذكاؤه وقابليته على الانْتِقاء، مِما سهل عليه كثيرًا من الأمور وهو يُفَتًش في مصنفات الحديث المُذهلَة (¬2) ". ومن العوامل التي ساعدت على نبوغه واستفادته منها: 4 - ما آتاه الله من ذكاء وسرعة في البديهة، والفهم، والقراءة، والكتابة، مما جعله يستوعب قدرًا كبيرًا من المسموعات، ويُدَوَّنها في مدة قصيرة. 5 - ثم ما تحلى به من الصبر والعزم، والهمة العالية، وإلا فقد تعرض لمخاطر كبيرة في رحلاته ممثلة في الغرق، والعطش، وقطع الطريق، وغيرها، فكان الحافظ ممن ينطبق عليه قول المتنبي: وإذا كانت النفوس كبارًا ... تعبت في مرادها الأجسام وكان يكتب وهو في المركب برًا وبحرًا. 6 - (ومنها الرفاق الذين كانوا غاية في الديانة والتواضع، والاعتناء بالبيان، والاهتمام بفنونه، والبعد عن التوَغُل في الغل والحسد والكتمان، وتكرر ذكر ما يقتضي الامتنان، فذا يعين رفيقه نوبة بالقراءة، ومرة بالكتابة، وأخرى بالعارية، ووقتًا بالمذاكرة، ومرة بالتنبيه على ما السلامة منه مختصة ¬
بالمعصومين، والآخر يفعل مع رفيقه أيضًا كذلك، ويُجَمِّل كل واحد منهم الآخر بقلمه ولسانه، ويوجه ما ظاهره القبيح من قول أو فعل بالتوجيه المرضي حتى يصرفه عما يخالفه، ويثني من تأخرت وفاته على صاحبه الثناء الجميل، ولتلبسهم بذلك كانت لهم جلالة ووجاهة، وفيهم كثرة. فأين هؤلاء ممن إذا كتب له رفيقه تجاه خطه: صوابه كذا، وقال له في حال قراءته: سقط عليك كذا، وكتب له على بعض ما يطالعه من خطه على جاري عادة المستفيدين بعضهم من بعض؛ يُضْمِر ذلك في نفسه إلى أن ينتقم بما يكون قصاصًا عن جناية بل ويهجوه نظمًا ونثرًا). اهـ. ملخصًا (¬1). 7 - (ومنها كونه لم يَتَودد في غضون هذه المدة لأحد من رؤساء الشام، بل لم يكن حينئذ يجتمع بأحد من الرؤساء مطلقًا مع احتياجهم إلى مجالسته، واغتباطهم برؤيته. بل كانت همته المطالعة، والقراءة، والسماع، والعبادة، والتصنيف، والإفادة، بحيث لم يكن يُخلي لحظة من أوقاته عن شيء من ذلك حتى في حال أكله، وتوجهه، وهو سألك كما حكى بعض رفقته الذين كانوا معه في رحلته، وإذا أراد الله أمرًا هيأ أسبابه) (¬2). وحوادث وأمثلة هذا كثيرة من حياته -رحمه الله-. * * * ¬
المبحث الرابع رحلاته
المبحث الرابع رحلاته الرحلة في طلب تحصيل العلوم الشرعية من الأعمال الصالحة، وخاصة الرحلة في طلب الحديث، وقد ألف بعض الأئمة في فضلها وآدابها تآليف جامعة (¬1). وللرحلة في طلب العلم فوائد كثيرة تنعكس على شخصية العَالِم وتُعطينا صورة عن مدى اطلاع العَالِم وتمكنه. وإمامنا الحافظ قد أخذ من ذلك بالحظ الوافر، فشدَّ الرحال وتنقل في البلدان، وبذل في ذلك المال متحملًا للمشاق والمتاعب والأهوال. فرحل أولًا إلى مكة سنة (784 هـ) مع وصيه الخروبي للحج والمجاورة فسمع على الشيخ عفيف الدين النشاوري أغلب البخاري (¬2) وعاد سنة (786هـ). وفي سنة (793 هـ) رحل إلى قوص وغيرها من بلاد الصعيد فلقي فيها جماعة من العلماء. ¬
وفي سنة (797 هـ) رحل إلى الإسكندرية وبقي بها عدة أشهر. ثم رحل إلى اليمن وذلك سنة (799 هـ)، وتجول في مدنها كتعز وعدن والمُهجم ووادي الخطيب وغيرها، وأخذ عن أعيانها الكثير. ولما سمع به صاحب اليمن الملك الأشرف إسماعيل بن عباس، دعاه ليلتقي به، فأحسن إليه وأكرمه، ورجع ابن حجر من اليمن إلى مكة سنة (800 هـ)، وحج حجّة الإسلام (¬1). وفي سنة (802 هـ) خرج إلى الشام للأخذ عن من بها من الشيوخ والمحدثين والمسندين، حيث ظل مقيمًا بها مائة يوم، وقد اتسعت معارفه كثيرًا بما أخذه عن العلماء بها، واستفاد من العلماء الذين صادفهم في طريقه إلى الشام، ومن هذه المدن: نابلس وغزة والرملة وبيت المقدس والخليل وسرياقوس وغيرها (¬2). وقد حصل له في هذه المدّة -مع قضاء أشغاله- ما بين قراءة وسماع ومطالعة من الكتب المجلدات أو الأجزاء ما لم يحصل له في رحلة أخرى. وعاد ابن حجر إلى اليمن للمرّة الثانية سنة (806هـ) -حيث جاور بمكة بعض تلك السنة-، فلقي بها أيضًا بعض من التقى معهم في رحلته الأولي. وفي هذه المرّة انصدع المركب الذي كان فيه الإمام، فغرق جميع ما معه من الأمتعة والنقد والكتب، ثم يسّر الله إنقاذ أكثرها بعد أن دفع ابن حجر مالًا كثيرًا للذين استخرجوها (¬3). ¬
ورحل ابن حجر إلى الحجاز أكثر من مرّة للحجّ والمجاورة وطلب العلم، فلقي بمكة وبمنى والمدينة النبوية جمعا من العلماء والمسندين، وذلك سنة (824هـ) (¬1). وفي سنة (836هـ) سافر إلى حلب ومنها إلى دمشق، وفي طريقه مرّ بحمص وحماة وسمع فيهما من بعض الشعراء وأهل الحديث. وممن سمع منه بحلب الشيخ الإمام برهان الدين سِبْط ابن العَجْمي. وقد حصل في رحلته هذه على فوائد ودُرر سجّلها في تذكرته التي سماها (جلب حلب) في نحو أربعة أجزاء حديثية (¬2). كما حدّث هناك وأقرأ وعقد المجالس، وهكذا شهدت حياة هذا الإمام رحلات كثيرة في طول البلاد وعرضها (¬3)، فأخذ عن أعيانها وسمع منهم وأسمعهم، واستفاد منهم وأفادهم. * * * ¬
المبحث الخامس أعماله في القضاء
المبحث الخامس أعماله في القضاء إنما تعرضت لهذه النقطة لأمور، منها: 1 - بعد اطلاعي على شيء من سيرته علمت أن القضاء قد أخذ قدرًا غير قليل من عمره فلا ينبغي إغفاله. 2 - ما تعرض له من أجل القضاء من المحن والابتلاء. 3 - عاب بعضهم عليه دخوله في القضاء، فعلى الباحث دفع هذه الشبهة. 4 - إذا علمنا أنه جمع بين القضاء والتدريس والتأليف، فلم يهمل جانبًا على حساب جانب آخر، فإبراز ذلك كان منقبة أخرى للحافظ ابن حجر. وبعد هذا أقول: إن القضاء في عهد ابن حجر كان وظيفة عالية لا تسند إلاَّ إلى قلة من العلماء البارزين المشهود لهم بالأمانة والورع فابن حجر كان ممن يشار إليه بالبنان لعلمه وشهرته، ولذلك طُلب منه الدخول في سلك القضاء. وكان رحمه الله مصممًا على عدم الدخول في القضاء حتى إنه لم يوافق الصدر المناوي لما عرض عليه النيابة عنه (¬1). وفوّض إليه الملك المؤيد القضاء بالمملكة الشامية مرارًا فأبى وأصرّ على ¬
الامتناع (¬1) ثم ألحّ عليه القاضي جلال الدين البلقيني (¬2) وكان بينهما مزيد اختصاص حتى ناب عنه، وجز ذلك إلى النيابة عن غيره (¬3). فلما كان في المحرم سنة سبع وعشرين فوض إليه القضاء بالقاهرة وما يتبعها فباشر ذلك بعفة ونزاهة فلما كان في ذي القعدة من السنة صرف نفسه ثم في أول رجب من سنة ثمان وعشرين أُعيد للقضاء، واستمر إلى صفر من سنة ثلاث وثلاثين فصرف (¬4)، ولا زال كذلك إلى أن أخلص في الإقلاع عنه عقب صرفه في جمادي الثانية سنة اثنتين وخمسين بعد زيادة مدة قضائه على إحدى وعشرين سنة، وزهد في القضاء زهدًا تامًا لكثرة ما توالى عليه من المحن بسببه وصرّح بأنه لم تبق في بدنه شعرة تقبل اسمه (¬5). أما ما يتعلق بولده بدر الدين فكان والده حريصًا على تعليمه وتهذيبه فحفظ القرآن وصلى بالناس وأسمعه الحديث على كبار المحدثين، وبلغ من حرصه أن صنف كتابه (بلوغ المرام) لأجله، واشتغل بأمر القضاء والأوقاف مساعدًا لوالده، وولي في حياة أبيه عدة وظائف، منها الإمامة بجامع طولون (¬6). ¬
وقد عاب بعض العلماء عليه دخوله في القضاء وكان الأولى والأرفع له درجة عند الله وعند المسلمين أن يتنزه عنه ويشتغل بدله بالتأليف ... إلخ. وقد كفاني مؤونة الرد المعلقُ على لحظ الألحاظ حيث قال: كأن المصنف يريد أن يجعل جميع العلماء من المجاورين بالحرمين الشريفين مثله غير ناظرِ إلى ما يترتب على ذلك من اختلال مصالح المسلمين بتوسيد الأمور إلى غير أهلها، وابن حجر قد نفع المسلمين بقبوله القضاء مدة طويلة، ولم يمنعه ذلك من نشر العلم وكثرة التأليف. وتلامذته المبرزون وتصانيفه الممتعة شهود عدل على ذلك (¬1). قلت: إن القضاء إذا دخل فيه الإنسان، وعنده علم، وحكم بين الناس بشرع الله كان هذا من أفضل ما يتقرب به إلى الله. وإن كثيرًا ممن يتنزه عن القضاء ينظر إلى الوعيد الذي ورد فيه ولا ينظر إلى العواقب التي تترتب على ما لو تخلى عن القضاء من كان عنده أهلية لأن به تستقيم مصالح العباد والمسلمون يدفعون اليوم الثمن غاليًا بسبب تفريطهم في هذا الجانب المهم. وكان من أثر ذلك أن أتى إلى القضاء أحمد بن أبي دواد وأمثاله، فوثقوا علاقتهم مع الأمراء حتى دسّوا عليهم مذهبهم في خلق القرآن واقتنع به الأمراء وأجبروا الناس على الاعتقاد بذلك، وحصل من الفتنة ما لا يتصور، وإلى يومنا هذا تعاني كثير من الدول الإسلامية مشاكل لا تحد بحدود بسبب التحكيم بغير شرع الله، والله المستعان. * * * ¬
المبحث السادس أهم شيوخه
المبحث السادس أهم شيوخه ذكرنا فيما سبق أن من أهم أسباب نبوغ هذا الإمام وسعة اطلاعه هو ما اجتمع له من الشيوخ الذين يشار إليهم ما لم يجتمع لغيره، وكان كل واحد منهم رأسًا في الفن الذي اشتهر به. وهؤلاء الشيوخ منهم من كان في بلده، ومنهم من كان في بلد آخر كان اجتماعه بهم نتيجة الرحلات العلمية التي قام بها. وقد ذكر عددهم الحافظ في كتابه (المجمع المؤسس)، فزاد عددهم على (640 نفسًا) (¬1)، مُرتبين على حروف المعجم وقسمهم فيه على قسمين: القسم الأول: من حمل عنهم على طريق الرّواية. والثاني: من أخذ عنهم على طريق الدراية، وأضاف إلى الثاني من أخذ عنه شيئًا بالمذاكرة من الأقران ونحوهم (¬2). وقسّمهم السخاوي إلى ثلاثة أقسام: الأول: من سمع منه الحديث ولو حديثًا واحدًا. الثاني: من أجازوا له. ¬
الثالث: من أخذ عنه مذاكرة أو إنشادًا أو سمع خطبته أو تصنيفه (¬1). فذكر في القسم الأول ما يزيد على (230) نفسًا. وفي القسم الثاني ذكر ما يزيد على (220) نفسًا. وفي القسم الثالث ذكر ما يزيد على (180) نفسًا، ثم قال: فجملة الأقسام الثلاثة ستمائة وأربعة وأربعون نفسًا (¬2). وقد حظي -رحمه الله- بالتتلمذ على كبار أئمة عصره؛ قال الشوكاني -رحمه الله-: "أدرك من الشيوخ جماعة كل واحد رأس في فنه الذي اشتهر به، فالتنوخي في معرفة القراءات، والعراقي في الحديث، والبلقيني في سعة الحفظ وكثرة الاطلاع، وابن الملقن في كثرة التصانيف، والمجد صاحب القاموس في حفظ اللغة، والعز بن جماعة في تفننه في علوم كثيرة. اهـ. وقال الحافظ في ترجمة شيخه ابن الملقن: "وهؤلاء الثلاثة (العراقي والبلقيني وابن الملقن) كانوا أعجوبة هذا العصر على رأس القرن، الأول في معرفة الحديث وفنونه، والثاني في التوسع في معرفة مذهب الشافعي، والثالث: في كثرة التصانيف. اهـ. وسأقتصر في هذه العُجالة على بعض شيوخه الذين كان لهم الأثر الواضح في تكوين شخصية ابن حجر العلمية: ¬
أولًا - الحافظ العراقي (725 - 806هـ) (¬1): هو عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن، العراقي الأصل، أبو الفضل الكردي، صاحب التصانيف المفيدة المشهورة. ويُعد من أبرز شيوخ ابن حجر وأهمهم في علوم الحديث، وهو أبرز شخصية تأثر بها. والعراقي -رحمه الله- من أئمة هذا الشأن ونقّاده الذي شهد له بالتفرد في فنه أئمة عصره وأوانه (¬2). لازمه ابن حجر مدّة طويلة (من 796 هـ إلى 806هـ)، وقرأ وسمع عليه الكثير من الكتب والأجزاء والعوالي والأمالي ونحوها مما لا يتسع ذكره ها هنا (¬3). ثانيًا- البُلْقِيني (724 - 805 هـ) (¬4): هو عمر بن رَسلان بن نُصيْر بن صالح البُلقيني، أبو حفص المصري الشافعي، الشيخ الفقيه المحدث، وهو من أبرز شيوخ ابن حجر في الفقه، وكان أعجوبة في عصره في التوسع في معرفة مذهب الشافعي خاصة، والمذاهب ¬
الأربعة عامة، واستفاد منه فقهاء المذاهب الأربعة. أجاز له من دمشق الحافظان الذهبي والمزّي، كما أجاز له ابن الخبّاز وابن نباتة، وآخرون. قال ابن حجر: "لازمت الشيخ مدّة، وقرأت عليه عدّة أجزاء حديثية، وسمعت عليه أشياء، وحضرت دروسه الفقهية، وقرأت عليه من الكتب (الروضة)، ومن كلامه في حواشيها، و (دلائل النبوّة) للبيهقي، وقرأت عليه (المسلسل بالأوّلية) ". كما قرأ عليه جزءًا من (الحلية)، وسمع عليه الكثير من صحيح البخاري وصحيح مسلم، والكثير من سنن أبي داود ومختصر المُزني (¬1). ثالثًا- ابن المُلَقّن (723 - 804هـ) (¬2): هو أبو علي عُمر بن علي بن أحمد بن محمد الأنصاري المعروف بابن المُلقَّن، وبابن النحوي؛ لأن أباه كان عالمًا بالنحو. الأندلسي الأصل ثمّ المصريّ، الشافعى، صاحب التصانيف المفيدة. وقد اجتمع ابن المُلقَّن بجماعة من الأئمة في عصره كالتاج السبكي والحافظ العلائي، فأثنوا عليه ونوّهوا به، كما وصفه تلميذه الحافظ الناقد ابن ناصر الدين الدمشقي بالحفظ والإتقان. واستفاد الحافظ ابن حجر منه في كثرة تصانيفه وتنوعها وطريقته فيها، وما يحرره من فوائد خاصة في تخريجه المعروف (البدر المنير)، وهو موسوعة عظيمة تدل على سعة اطلاع هذا الإمام وتبحره، وقد لخّص ابن حجر هذا الكتاب في (التلخيص الحبير). ¬
رابعًا- ابن جَمَاعة (749 - 819هـ) (¬1): هو محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن جَمَاعة، أبو عبد الله الكنانيّ، الحموي الأصل، المصري، الشافعي، المحقق المُتقن الأصولي المتكلم ... شيخ الديار المصرية في العلوم العقلية. أخذ عن البلقيني في الحاوي وغيره، وأجاز له خلق من الشاميين والمصريين بعناية الحافظ العراقي، واشتغل بالعلوم من صغره، ومال لفنون المعقول فأتقنها. قال السخاوي: "لم يرزق ملكة في الاختصار، ولا سعادة في حسن التصنيف إلى أن قال: بلى كان أعجوبة في حسن التقرير" (¬2). ولازمه الحافظ ابن حجر مدّة طويلة (من 790 إلى 819هـ)، حيث لازمه في غالب العلوم التي كان يقرئها. وقد أخذ عنه في الأصول (شرح منهاج البيضاوي) و (جمع الجوامع) وشرحه لابن جماعة نفسه، وغيرها. قال عنه ابن حجر: "لازمته من سنة تسعين إلى أن مات، وكان يودّني كثيرًا، ويشهد لي في غيبتي بالتقدم، ويتأدب معي إلى الغاية مع مبالغتي في تعظيمه، حتى كنت لا أسمّيه في غيبته إلاَّ إمام الأئمة" (¬3). ¬
خامسًا- الفيروزابادي (729 - 817 هـ) (¬1): هو محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن أبي بكر الشيرازي الفيروزابادي، اللغوي الشافعي، إمام عصره في اللغة. كان كثير الكتب، حتى إنه قال: "اشتريت كتبًا بخمسين ألف مثقال ذهب". ومن مروياته الكتب الستة (وسنن البيهقي)، و (مسند أحمد)، و (صحيح ابن حبان)، و (مصنف ابن أبي شيبة) وغيرها. وأما معرفته باللغة واطّلاعه على نوادرها، فأمر مستفيض. لقيه الحافظ بزَبِيد في رحلته لليمن كما تقدم، وقرأ عليه ثمانين حديثًا من العوالي، وتناول منه النصف الثاني من القاموس وأذن له في روايته عنه، وقرظ له تغليق التعليق. وله تصانيف كثيرة جليلة في شتى الفنون، ومن أهمها وأشهرها (القاموس المحيط) الذي لم يُؤلف في بابه مثله، وهو بحق جدير بالعناية والنظر. سادسًا- الهيثمي (735 - 807 هـ) (¬2): هو الحافظ أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر الهيثمي، المصري، الشافعي نور الدين، الإمام الزاهد، صاحب التصانيف الكثيرة. صحب العراقي وهو صغير، فسمع معه من ابتداء طلبه على جماعة من شيوخه، ثم رحل مع العراقي جميع رحلاته، ورافقه في جميع مسموعاته بمصر والقاهرة والحرمين وبيت المقدس وبعلبك وحمص وحماة وحلب وطرابلس وغيرها. وتزوج بنت العراقي، وتخرّج به في الحديث، وقرأ عليه أكثر مصنّفاته، وكتب عنه جميع مجالس إملائه. ¬
وكان كثير المحفوظات لمتون الأحاديث واستحضارها، حتى كأنها بين يديه، ويُعد الهيثمي الرائد في فن الزوائد، وله في ذلك مصنفات جليلة، أعظمها: كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) و (غاية المقصد في زوائد مسند الإمام أحمد)، وكان تأليفه بإشارة من شيخه العراقي، و (بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث)، و (موارد الظمآن في زوائد ابن حبان) على الصحيحين، وغيرها. وقرأ الحافظ عليه قرينًا للعراقي ومنفردًا، وقرأ عليه انفرادًا نحو النصف من (مجمع الزوائد)، ونحو الربع من (زوائد مسند أحمد)، و (مسند جابر) من (مسند أحمد)، وغير ذلك. وقد تتبع ابن حجر أوهامه في (مجمع الزوائد)، فلما بلغه أن ذلك شقّ عليه، تركه رعاية له.
المبحث السابع أبرز تلاميذه
المبحث السابع أبرز تلاميذه ليس غريبًا أن يعلو ذكره ويرتفع قدره، ويشتهر في الآفاق بين الخاصة والعامة، وتسير بكتبه وتصانيفه الركبان، وليس غريبًا أن يكون محطّ أنظار طلبة العلم وقد جاب البلاد الإسلامية دهرًا طويلًا، وحصل له من المسموعات والإجازات والقراءات ما لم يحصل لكثير من أقرانه. هذا بالإضافة إلى الأخلاق النبيلة التي كان عليها الحافظ ابن حجر، فكان محبًا لطلاّبه يبشّ في وجوههم، ويحسن إليهم ويقضي حوائجهم، وقد نوّه بذلك غير واحد من تلاميذه وأقرانه (¬1). ولقد سرد السخاوي في (الجواهر والدرر) أسماء جماعة من الذين أخذوا عنه رواية ودراسة، وأوصل عددهم إلى خمسمائة شخص، وسأذكر أبرزهم على وجه الإيجاز: أولًا- الحافظ السخاوي (831 - 902 هـ) (¬2): هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر، شمس الدين السخاوي ¬
الأصل، القاهري المولد، الشافعي المذهب، وهو من كبار العلماء المؤرّخين، والأئمة المتقنين. لازم الحافظ ابن حجر ملازمة طويلة، وأخذ عنه أكثر تصانيفه، وقدّمه الحافظ، وأذن له وهو بحقّ أنجب تلامذة ابن حجر. ومن مصنفاته البديعة (فتح المغيث) في شرح ألفية الحديث للعراقي و (المقاصد الحسنة)، و (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع)، و (الجواهر والدُّرَر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر)، وغيرها. ثانيًا- برهان الدين البِقَاعي (809 - 885) (¬1): هو الإمام إبراهيم بن عمر بن حسن الرُّباط -بضم الراء المهملة وتخفيف الموحّدة- بن علي البقاعي، الشافعي، الحافظ المفسّر، المؤرّخ الأديب. قال الشوكاني (¬2): " ... وبرع في جميع العلوم وفاق الآفاق، لا كما قال السخاوي: إنه ما بلغ رتبة العلماء، بل قصارى أمره إدراجه في الفضلاء ... "، ثم قال: "وتصانيفه شاهدة بخلاف ما قاله (¬3) ... ومن أمعن النظر في كتاب المترجم له في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور (¬4)، عَلِمَ أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء، الجامعين بين علمي المعقول والمنقول. وكثيرًا ما يشكل علي شيء في الكتاب العزيز، فأرجع إلى مطولات التفاسير ومختصراتها، فلا أجد ما يفيد في الغالب". وله تصانيف كثيرة من أجلّها الكتاب الذي أشار إليه الشوكاني آنفًا، وكتاب (عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران)، وغيرهما. ¬
ثالثًا- التقي ابن فهد المكلي (787 - 871هـ) (¬1): هو محمد بن محمد بن فهد المكي، الشافعي، أبو الفضل الهاشمي. برع في الحديث، وكثر من المسموع والشيوخ، وجدّ واجتهد، وعرف العالي والنازل، وشارك في فنون الأثر، وصار المعوّل عليه في هذا الشأن ببلاد الحجاز قاطبة (¬2). لقي الحافظ ابن حجر بمكة وسمع منه (المسلسل بالأولية) وشيئًا من ترجمة البخاري، وجزءًا في الحج، ونخبة الفكر، وتخريج الأربعين النووية وغيرها. ومن أشهر مصنفاته (لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ)، وقد ترجم فيه للحافظ ابن حجر. رابعًا- قاسم بن قُطلُوبُغا (802 - 879هـ) (¬3): هو قاسم بن قطلوبُغا زين الدين، أبو العدل، الحنفي، ولد بالقاهرة ونشأ بها وحفظ القرآن الكريم، ثم أخذ في الجد حتى شاع ذكره وذاع صيته، وقد عُرف -رحمه الله- بالذكاء وقوّة الحافظة، وخلف وراءه تصانيف نافعة، منها: 1 - تاج التراجم فيمن صنّف من علماء الحنفية، وقد طُبع بدار البشائر. 2 - رجال شرح معاني الآثار للطحاوي. وتوفي -رحمه الله- بالقاهرة. ¬
خامسًا- ابن تَغْري بَرْدي (813 - 874) (¬1): هو يوسف بن تغري بردي بن عبد الله الحنفي، أبو المحاسن جمال الدين القاهري، الإمام المؤرّخ. أجازه غير واحد كابن حجر والمقريزي والعيني، وانتهت إليه رياسة هذا الشأن في عصره، واستفاد من الحافظ ابن حجر، لا سيما في اتصال أسانيد الحوادث التاريخية، وهو ينقل عنه في كتبه ويُثني عليه، ومما قال عنه: "وهو أوحد من لقيناه" (¬2)، له تصانيف جليلة نافعة، منها: 1 - المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي، طُبع منه ستة مجلدات إلى الآن. 2 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، وهو مطبوع. 3 - الدليل الشافي، وهو مختصر للمنهل. سادسًا- ابن مزني (781 - 823 هـ) (¬3): هو ناصر بن أحمد بن يوسف الفزاري، البِسْكري (¬4)، الجزائري، أبو زيان المعروف بابن مزني، مؤرخ مغربي الأصل. وُلِد ببسكرة، ومرّ بالقاهرة حاجًا سنة (803 هـ)، واتصل بالعلاّمة ابن خلدون، ولازم ابن حجر. من آثاره ¬
الضخمة كتاب في (تاريخ الرواة)، قال عنه الحافظ ابن حجر: "جمع تاريخًا لو قُدِّر أن يبيضه، لكان مائة مجلد، وكان قد مارس ذلك إلى أن صار أعرف الناس به، فإنه جمع في مسوّداته ما لا يعد ولا يدخل تحت الحد، ومات قبل تبييضه، فتفرق شذر مذر) (¬1). وعَمِيَ قبل وفاته بسنة، وتوفي في شعبان سنة (823هـ) بالقاهرة. وكثرة تلاميذ الحافظ ابن حجر -رحمه الله- واختلاف مواطنهم وتعدّد تخصصاتهم خير دليل على قيامه بواجب تبليغ العلم الذي أمر الله به ونبيه - صلى الله عليه وسلم - بصفته حاملًا له-، فقام بذلك أحسن قيام وبشتى الوسائل التي كانت في عصره من إقراء وتدريس وإفتاء وخطابة في الجامع الأزهر، وإملاء في مجالس العلم من مساجد ومدارس في مختلف أنحاء البلاد، وفي كثير من التخصّصات والفنون. * * * ¬
المبحث الثامن وفاته
المبحث الثامن وفاته بعد عُمر طويل وحياة عامرة بالحركة والنشاط تزيد على تسعة وسبعين عامًا، قضاها الإمام ابن حجر بين التعلم والتعليم والتأليف، وافاه الأجل وأدركه الموت وذلك في شهر ذي الحجة سنة (852 هـ) بعد مرض بدأ به في ذي القعدة، ثم اشتد به وأقعده، فتخلف عن صلاة عيد الأضحى، ثم ازدادت شدّته فصار يصلي الفرض جالسًا، وانتابه الصرع، وفي ليلة السبت في 28 من ذي الحجّة، وبعد العشاء فاضت روحه إلى بارئها. وكانت جنازته مشهودة، لم يكن بعد جنازة ابن تيمية أحفل منها حتى قال السخاوي: "واجتمع في جنازته من الخلق ما لا يحصيهم إلاَّ الله عز وجل، بحيث ما أظن كبير أحد من سائر الناس تخلف عن شهودها، وقفلت الأسواق والدكاكين". وشُيع -رحمه الله- في موكب مهيب حضره السلطان وأعيان الناس من القضاة والعلماء والأمراء، وصُلي عليه صلاة الغائب أيضًا في بعض البلاد الإسلامية كمكّة وبيت المقدس ودمشق وغيرها.
المبحث التاسع ثناء العلماء عليه
المبحث التاسع ثناء العلماء عليه لقد أثنى على الحافظ شيوخه ومعاصروه من أقرانه وتلامذته والأئمة الكبار من بعده. قال السخاوي: "ولم يخلف بعده في مجموعه مثله، ورثاه غير واحد بما مقامه أجلّ منه -رحمه الله وإيانا-" (¬1). وفي الثناء عليه يقول شيخه العراقي: "ولما كان الشيخ العالم الكامل الفاضل المحدث المفيد المُجيد الحافظ المتقن، الضابط الثقة المأمون شهاب الدين أحمد أبو الفضل ... فجمع الرواة والشيوخ، وميْز بين الناسخ والمنسوخ، وجمع الموافقات والأبدال، وميّز بين الثقات والضعفاء من الرجال، وأفرط بجدّه الحثيث حتى انخرط في سلك أهل الحديث، وحصل في الزمن اليسير على علم غزير" (¬2). وأما شيخه ابن جماعة، فيقول ابن حجر في ترجمته: " ... وكان يودّني كثيرًا ويشهد لي في غيبتي بالتقدم، ويتأدب معي إلى الغاية" (¬3). ¬
ويقول أحد معاصريه في بعض مراسلاته وهو الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي الشافعي (ت 842هـ)، يقول: "إلي مولانا وسيدنا شيخ الإسلام حافظ الأعلام، ناصر السنة، إمام الأئمة، قاضي قضاة الأمة. . ." (¬1). ويقول فيه تلميذه التقي بن فهد المكي: ". . . وهو إمام علاّمة حافظ متقن، متين الديانة، حسن الأخلاق، لطيف المحاضرة، حسن التعبير، عديم النظير، لم تَرَ العيون مثله، ولا رأى هو مثل نفسِه" (¬2). ويقول العلاّمة المؤرّخ ابن تَغري بَرْدي: "كان إمامًا عالمًا، حافظًا شاعرًا أديبًا مُصنِّفًا، مليح الشكل منوّر الشيبة، حلو المحاضرة إلى الغاية والنهاية، عذب المذاكرة مع وقار وأبَّهة، وعقل وسكون وحلم وسياسة" (¬3). ويقول الحافظ جلال الدين السيوطي: "شيخ الإسلام وإمام الحفاظ في زمانه، وحافظ الديار المصرية، بل حافظ الدنيا مطلقًا" (¬4). ويقول العلاّمة المحدث الشوكاني (ت 1250 هـ): "الحافظ الكبير الشهير، الإمام المنفرد بمعرفة الحديث وعلله في الأزمنة المتأخرة ... وشهد له بالحفظ والإتقان القريب والبعيد، والعدو والصديق، حتى صار إطلاق لفظ (الحافظ) عليه كلمة إجماع. ورحل الطلبة إليه من الأقطار، وطارت مؤلفاته في حياته، وانتشرت في البلاد، وتكابت الملوك من قطر إلى قطر في شأنها، وهي كثيرة جدًا" (¬5). * * * ¬
المبحث العاشر ذكر كثرة مؤلفاته
المبحث العاشر ذكر كثرة مؤلفاته لم يقتصر عمل الحافظ ابن حجر على التدريس والإملاء والإفتاء ونحوها من الوظائف التي كان يتولاها بنفسه، بل تجاوز ذلك إلى التأليف الذي هو من أكبر الأدلّة على مكانة الحافظ العلمية وعمق بحثه، ونضوج فكره ووفور علمه، سواء كان ذلك في مختصراته وتلخيصاته أو نُكَته وتخريجاته، أو ذيوله واستدراكاته أو شروحه وفوائده ... لا يخلو واحد منها من بحث وتحقيق، أو نقد وتمحيص، أو استدراك وإتمام فائدة، حتى قال أبو ذرّ بن البرهان الحلبي: "وبالجملة ليس له مُؤلف إلاَّ وهو فرد في بابه" (¬1). وقد كثرت مصنفات الحافظ ابن حجر وتنوعت موضوعاتها وعلومها وزادت -على ما أحصاه السخاوي (¬2) - على 270 مصنفًا، ما بين كبير وصغير ورسالة وحاشية ونكت وتعليقات وديوان شعر، وإن كانت بهذه الكثرة، فإن السمة الغالبة على تآليفه هي الحديث وعلومه، هذا مع الدقة والتحرير والإتقان ¬
الذي لا يكاد يوجد عند كثير من المكثرين والمقلين على حد سواء. ويُعدُّ الحافظ بحق مجددًا في علمي الحديث والرجال على وجه الخصوص، يشهد له بذلك أئمة هذا الشأن من شيوخه وأقرانه وتلامذته. يقول تقي الدين محمد بن فهد المكي: "ألف التواليف المفيدة، المليحة الجليلة، السائرة الشاهدة له بكل فضيلة، الدالة على غزارة فوائده والمعربة عن حسن مقاصده، جمع فيها فأوعى، وفاق أقرانه جنسًا ونوعًا التي شنفت بسماعها الأسماع، وانعقد على كمالها لسان الإجماع، ورزق فيها الحظ السامي عن اللمس، وسارت بها الركبان سير الشمس" (¬1). ومع هذا كله، فقد نقل السخاوي عن شيخه ابن حجر أنه قال: "لست راضيًا عن شيء من تصانيفي؛ لأني عملتها في ابتداء الأمر، ثم لم يتهيأ من يحرِّرها معي سوى (شرح البخاري)، و (مقدمته)، و (المشتبه)، و (التهذيب)، و (لسان الميزان) ". كما نُقل عنه أنه أثنى على (تغليق التعليق)، مع أنه من أوائل مصنفاته وعلى (نخبة الفِكر). ثم قال ابن حجر عن باقي تصانيفه: "وأما سائر المجموعات، فهي كثيرة العدد، واهية العُدد، ضعيفة القوى، ظامئة الروى"! ويعقّب السخاوي على قول شيخه، فيقول: "ليس ذلك إلاَّ لتواضعه وكثرة معارفه المتجدّدة". ويقول المحدّث حبيب الرحمن الأعظمي: "ولا شك أن كلامه هذا مبعثه تحريه التجويد والتحرير، وهو يصوِّر تواضعه الجمّ، فمصنفاته كللها تنمُّ عن علم واسع وتحقيق نادر، وهي مراجع أساسية في موضوعاتها" (¬2). ¬
عدد مصنّفاته: أوصلها السخاوي في (الجواهر والدُّرَر) إلى أزيد من (270 مصنفًا)، وعد منها السيوطي في (نظم العقيان) (198 مصنفًا)، وابن العماد (73 مصنفًا)، وابن تغري بردي ما يزيد على (70 مصنفًا)، وابن فهد (25 مصنفًا)، وذكر الكتاني في (فهرس الفهارس) زهاء (195 مصنفًا) (¬1). ويُعدُّ كتاب (ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته ومنهجه وموارده في كتابه الإصابة) للدكتور شاكر عبد المنعم، من أحسن الكتب استيعابًا لتصانيف ابن حجر والكلام عنها، وقد سبق الإشارة إليه عند ذكر مصادر ترجمة الحافظ. وأذكر هنا أهم من توسع في ذكر مصنفاته -محيلًا الباقي إلى مصادر ترجمته المذكورة في المقدمة-، وهي: 1 - ابن حجر العسقلاني مؤرِّخًا: وقد ركز على مصنفاته التاريخية. 2 - الجواهر والدُّرَر: مخطوط، منه نسخة مصوّرة بالمكتبة المركزية رقم (505 ف)، وقد طُبع الجزء الأول منه. 3 - الحافظ ابن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث: لعبد الستار الشيخ، وقد تناول مصنفات الحافظ في أزيد من 100 صفحة. 4 - الرسالة المستطرفة: للكتاني. مؤلفاته في الزوائد خاصّة: علم الزوائد هو علم يتناول إفراد الأحاديث الزائدة في مصنَف رُويت فيه الأحاديث بأسانيد مؤلِّفِه على أحاديث كتب الأصول الستة و (مسند ¬
أحمد) (¬1) أو بعضها، من حديث بتمامه لا يوجد في الكتب المزيد عليها، أو هو فيها لكن من طريق صحابي آخر، أو من حديث شارك فيه أصحاب الكتب المزيد عليها أو بعضهم، وفيه زيادة مؤثرة عنده (¬2). وذلك مثل زيادةِ في اللفظ أو السند أو اختلاف في صيغ التحمل، وهذا يخضع لمنهج المُؤلِّف والطريقة التي اتبعها في تطبيقه. ويُعد أبرز من ألّف في هذا الفن ثلاثة أئمة أعلام متعاصرين عاشوا في مِصْرٍ واحد، وهم صاحبنا الحافظ ابن حجر والحافظ نور الدين الهيثمي والإمام البوصيري. وأذكر ها هنا من باب الفائدة مؤلفات الهيثمي والبوصيري في الزوائد وأُثني بمؤلفات الحافظ ابن حجر بعد ذلك. الحافظ نور الدين الهيثمي (ت 807هـ): 1 - (غاية المقصد في زوائد المسند)، جمع فيه زوائد مسند أحمد على الكتب الستة مُرتبًا على الأبواب مع ذكر الأسانيد. وقد قُسم رسائل دكتوراه في جامعة أم القرى. 2 - (كشف الأستار عن زوائد البزار)، جمع فيه زوائد مسند البزار على الكتب الستة، مُرتبًا على الأبواب مع ذِكْر الأسانيد، وقد طبع بمؤسسة الرسالة ¬
بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، وحقق القسم الأول منه في رسالة دكتوراه بالجامعة الإسلامية. 3 - (المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي)، جمع فيه زوائد مسند أبي يعلى من طريق أبي عمرو بن حمدان -وهو الرواية الصغرى المختصرة-، وأضاف إليه من طريق أبي بكر بن المقري -وهي الرواية الكبرى المطوّلة- مسانيد العشرة المبشرين على نفس نمط الكتابين السابقين. وقد طُبع الجزء الأول منه بتحقيق نايف الدعيس بمؤسسة تهامة. 4 - (البدر المنير في زوائد المعجم الكبير) للطبرانى، وهو مخطوط. 5 - (مجمع البحرين في زوائد المعجمين) الأوسط والصغير على الكتب الستة، وقد رتبه على الأبواب الفقهية مع ذكر الأسانيد، وقد طُبع في 9 مجلدات مع الفهارس بتحقيق عبد القدوس محمد نذير بمكتبة الرشد بالرياض سنة 1413هـ. 6 - (موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان)، على الصحيحين فقط، وسار في ترتيبه على نسق سابقيه، وقد طُبع. 7 - (بغية الباحث عن زوائد الحارث) على الكتب الستة، وقد حققه حسين أحمد الباكري، وقدّمه إلى الجامعة الإسلامية أطروحة لرسالته الدكتوراه، وطُبع مُؤخرًا بمركز خدمة السنة بالجامعة المذكورة سنة 1413 هـ. 8 - (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد)، وهو كتاب عظيم من أهم دواوين السنة، ويُعد بحق موسوعة حديثية، جمع فيها الهيثمي زوائد الكتب المتقدم ذكرها -باستثناء مسند الحارث وصحيح ابن حبان-، وحذف أسانيدها، وتكلم عقب كل حديث مُبينًا مرتبته، وإن كان أكثر كلامه في الحكم على الحديث يكون عامًا، كقوله (رجاله ثقات)، أو (رجاله رجال الصحيح)
ونحوها، ورتّبه على الأبواب، وطُبع طبعة غير محقّقة. ويقوم الآن الأستاذ حسين سليم أسد بالعمل على تحقيقه، وقد أنجز قسمًا منه. الحافظ العلاّمة البوصيري (762 - 840) (¬1): هو أحمد بن أبي بكر عبد الرحمن بن إسماعيل بن سليم بن قايماز الكناني، البوصيري الشافعي، نزيل القاهرة، يلقب بشهاب الدين. لازم العراقي واستفاد منه، وسمع منه ومن الهيثمي، كما لازم ابن حجر وكتب عنه. ومن مؤلفاته في الزوائد: 1 - (مصباح الزجاجة نى زوائد ابن ماجه) على الكتب الخمسة، وطُبع عدّة طبعات، بعضها سقيم مليء بالأخطاء. 2 - (إتحاف الخِيَرة المَهَرة بزوائد المسانيد العشرة) (¬2)، وهو من أهم كتبه وأعظمها، وهو مُوازِ لعمل ابن حجر في المطالب العالية من حيث المضمون غالبًا، وسيأتي الكلام على ذلك عند المقارنة بين عمليهما. والمسانيد التي جمع زوائدها البوصيري، هي: 1 - مسند أبي داود الطيالسي (ت 204هـ). 2 - مسند الحميدي (ت 219 هـ). 3 - مسند مسدّد (ت 228 هـ). 4 - مسند أبي بكر بن أبي شيبة (ت 235 هـ). 5 - مسند إسحاق بن راهويه (ت 238هـ). ¬
6 - مسند ابن أبي عمر العدني (ت 243 هـ). 7 - مسند أحمد بن منيع (ت 244 هـ). 8 - مسند عبد بن حميد (ت 249 هـ). 9 - مسند الحارث بن أبي أسامة (ت 282 هـ). 10 - مسند أبي يعلى الموصلي (ت 307 هـ). ورتَّب كتابه هذا على الأبواب، وترتيبه أقرب إلى ترتيب الهيثمي. وذكر الأحاديث بأسانيدها، وتكلم عليها في الغالب. وقد حُقق بعض كتاب إتحاف الخيرة للبوصيري في الجامعة الإسلامية في أطروحات، بعضها دكتوراه، وأكثرها ماجستير. وقد نوقشت أغلب أجزائه، ويعمل مركز خدمة السنة بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف على طبعه بتحقيق بعض علماء الحديث، وقد يسّر الله إخراج بعض أجزائه. مؤلفات الحافظ ابن حجر في الزوائد: 1 - (زوائد الأدب المُفرد للبخاري) (¬1): جرّد فيه زوائد الأدب للبخاري على الكتب الستة، ولعلّه اقتصر هنا على الكتب الستة على غير عادته؛ لصغر حجم (الأدب المفرد) مما لا يُخشى معه الطول. 2 - (زوائد مسند الحارث بن أبي أسامة) على الكتب الستة ومسند أحمد. 3 - (زوائد مسند أحمد بن منيع). 4 - (زوائد مسند البزار على الكتب الستة ومسند أحمد)، ومنهجه في ¬
هذا الكتاب لا يختلف كثيرًا عن عمل الهيثمي في (كشف الأستار)؛ لأن ابن حجر لخّص كتاب الهيثمي، وذلك بحذف ما كان عند البزّار، وهو في مسند أحمد ومنهجه في هذا الكتاب أنه يذكر كلام البزّار بلفظه، وإلَّا اختصره إن كان مطولًا، ثم ينقل كلام الهيثمي بقوله: "قال الشيخ"، ويتعقبه إن كان في كلامه ما يقتضي ذلك من وهم أو خطأ (¬1). وقد حقّقه الدكتور عبد الله مراد السلفي في رسالة دكتوراه إلى (كتاب الأطعمة) بإشراف الشيخ حماد الأنصاري. وطبع طبعة كاملة في مجلدين بمؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، تحقيق: صبري بن عبد الخالق أبو ذرّ على نسختين خطيتين مصورتين عن المكتبة الآصفية بحيدرآباد الدكن بالهند (¬2). 5 - (زيادات بعض الموطآت على بعض) (¬3): إن الموطأ له عدّة روايات، وسمعه خلق لا يحصون، ووقع للحافظ منها بالأسانيد المتصلة إلى رواتها: 1 - رواية يحيى بن يحيى الليثي، وهي الرواية التي اشتهرت عند المغاربة وأهل الأندلس. 2 - رواية أبي مصعب الزبيري. 3 - رواية يحيى بن عبد الله بن بكير. 4 - رواية سويد بن سعيد. 5 - رواية سعيد بن عفير المقري. ¬
6 - رواية معن بن عيسى. 7 - رواية محمد بن الحسن الشيباني. وذكر شاكر عبد المنعم أنّ جزءًا منه موجود بالمكتبة الأزهرية ضمن مجموع تحت رقم (109 مجاميع) (¬1). 6 - (زوائد الفردوس): ذكره الكتاني، وقال: "يقع في مجلد، وسماه (زهر الفردوس) "، كما أن هناك كتاب آخر بعنوان تسديد القوس وكلاهما مخطوطان موجودان. 7 - (زوائد الكتب الأربعة مما هو صحيح) (¬2): جمع فيه زوائد السنن الأربعة على الصحيحين، لكنه لم يتمّ. 8 - (المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية): وستأتي دراسة مفصلة عنه في الفصل التالي -إن شاء الله-. * * * ¬
الفصل الثاني دراسة عن الكتاب
الفصل الثاني دراسة عن الكتاب ويشتمل على ستة مباحث: المبحث الأول: تسمية الكتاب، وبيان مدى المطابقة بينها وبين مضمونه إجمالًا. المبحث الثاني: توثيق نسبة الكتاب للمؤلف. المبحث الثالث: موضوع الكتاب. المبحث الرابع: مقارنة عامة بين الهيثمي وابن حجر والبوصيري. المبحث الخامس: منهج المؤلف في الكتاب مع المقارنة بغيره.
المبحث الأول تسمية الكتاب، وبيان مدى المطابقة بينها وبين مضمونه إجمالا
المبحث الأول تسمية الكتاب، وبيان مدى المطابقة بينها وبين مضمونه إجمالًا ويشتمل على مطلبين، هما: المطلب الأول: تسمية الكتاب. المطلب الثاني: مطابقة التسمية للمضمون. * * * المطلب الأول تسمية الكتاب الذي يظهر من خلال تتبُّع من ذكر كتابنا هذا أن الصحيح في اسمه هو "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية"، هذا هو المعتمد في اسمه، وذلك لعدَّة اعتبارات: 1 - أن المؤلف صرح بما ذكرناه من اسمه في مقدمته للكتاب (¬1). 2 - أنّ غالب من ترجم للحافظ ابن حجر اتفقوا على هذه التسمية، وفيهم من هم أعرف الناس بالمصنف ومؤلفاته، كالسخاوي (¬2) وابن فهد ¬
المطلب الثاني مطابقة التسمية للمضمون إجمالا
المكي (¬1) وغيرهما. وقد تحرف هذا الاسم في بعض الكتب، فجاء في كشف الظنون (2/ 1714) وشذرات الذهب لابن العماد (7/ 272): "المطالب العالية برواية المسانيد الثمانية"، وتصحف في القلائد الجوهرية (ص 459) إلى: "المطالب الغالية بزوائد المسانيد الثمانية، وفي الرسالة المستطرفة للكتانى (ص 128): "المطالب العلية في زوائد المسانيد الثمانية"، ولعله تصحيف مطبعي أو من النساخ. 3 - أن نسخ الكتاب التي بين أيدينا اتفقت على هذا العنوان. المطلب الثاني مطابقة التسمية للمضمون إجمالًا جمع كتاب المطالب العالية ثمانية مسانيد فعلًا كما هو مذكور في مقدمته، وهي: 1 - مسند الطيالسي. 2 - مسند الحميدي. 3 - مسند مسدد. 4 - مسند ابن أبي عمر. 5 - مسند أحمد بن منيع. 6 - مسند ابن أبي شيبة. 7 - مسند الحارث بن أبي أسامة. 8 - مسند عبد بن حميد. ¬
لكن الحافظ لم يلتزم بذكر هذه المسانيد فقط، بل زاد عليها مسند أبي يعلى ومسند إسحاق بن راهويه ويرجع السبب في ذلك إلى أن الكتابين الأخيرين ليسا كاملين؛ إذ وقع له من الثاني نحو النصف، ووقع له من الأول الرواية الكبرى -وهي رواية ابن المقرئ- وهي التي فات الهيثمي إفراد زوائدها، فأراد الحافظ ذكر ما فاته؛ لكون الهيثمي اعتمد في إفراد زوائد أبي يعلى على الرواية الصغرى -وهي رواية أبي عمرو بن حمدان-. وأشار إلى هذا الاعتذار تلميذه ابن فهد المكي في لحظ الألحاظ (¬1). فلعل الحافظ أراد بقولها "المسانيد الثمانية" أي ثمانية مسانيد كاملة، وبذلك يتضح مدى المناسبة بين تسمية الكتاب ومضمونه، علمًا بأن الحافظ زاد كتبًا أخرى غير التي ذكرت، كمسند البزّار والروياني وكتاب ابن منده في الصحابة وغيرها، لكنه لا يذكرها استقلالًا، وإنما تبعًا، وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله. * * * ¬
المبحث الثاني توثيق نسبة الكتاب للمؤلف
المبحث الثاني توثيق نسبة الكتاب للمُؤلِّف لا يتطرق أدنى شك إلى أن هذا الكتاب وهو (المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية) من تأليف الحافظ ابن حجر العسقلاني، ويدل على ذلك عدة أمور، وهي: 1 - ذكر الحافظ له في مؤلفاته كما في كتاب المعجم المفهرس. 2 - ذكرُ غالب من ترجم للحافظ له في كتبهم كابن فهد المكي في لحظ الألحاظ (ص 333)، وابن تغري في المنهل الصافي (2/ 26)، والسخاوي في الجواهر والدرر (ق 176 أ) وفي الضوء اللامع (2/ 38)، وتلميذه البقاعي في عنوان الزمان (1/ ق 52)، وابن خليل الدمشقي في جمان الدرر (ق 72 ب)، والسيوطي في طبقات الحفاظ (ص 553)، وابن العماد في شذرات الذهب (7/ 271)، والكتاني في الرسالة المستطرفة (ص 128)، وحاجي خليفة في كشف الظنون (2/ 1714)، وعبد الحي الكتانب في فهرس الفهارس (1/ 334)، وإسماعيل باشا البغدادي في هدية العارفين (5/ 130)، وغيرهم. 3 - النقول منه والعزو إليه مع تسميته ونسبته له، ووجود هذه النقول فيه، وممن نقل عنه البوصيري في كتابه (إتحاف الخيرة)، وقد صرح بالنقل أحيانًا (¬1)، وأحيانًا لا يصرح (¬2). ¬
4 - أن أسانيده التي يروي بها هذه المسانيد العشرة، والتي ذكرها في مقدمة المطالب العالية (¬1) هي نفسها أسانيده التي ذكرها في المعجم المفهرس له (¬2)، وهذا ابتداءً من شيوخه إلى أصحاب المسانيد. 5 - ما ذكر في أواخر النسخ ومن ذلك: (أ) جاء في نهاية النسخة المحمودية: [انْتَهى الجزء الأول من كتاب "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية" جَمْع شَيْخِنا الإمام العَلامة شيخ الإسْلام، خاتمة الحُفاظ، قاضي القُضَاة، شهَاب الدين أبي الفَضل أحْمد بْن عَلِي بن محمد بْن محمد بْن حَجَر الكنانِيّ العَسْقَلاَنِي المِصْرِي الشَّافِعِي ...]. ومِثْلُه في السعِيدِيّة. (ب) جاء في آخر النسخة العُمَرِية: [آخر الكتاب: المطالب العالية في زوائد المسانيد الثمانية، تخريج الإمام العَلاَّمة، شَيْخ الإسلاَم، خاتمة الحُفَّاظ، قاضي القُضَاة شَهاب الدين، أبي الفَضْل أحْمد بن عَلِي بْن محمد العَسْقَلانِى الشافِعِي]. * * * ¬
المبحث الثالث موضوع الكتاب
المبحث الثالث موضوع الكتاب ويشتمل على تمهيد وثلاثة مطالب: المطلب الأول: التعريف بالمسانيد اصطلاحًا. المطلب الثاني: ذكر المسانيد التي خرج زوائدها ابن حجر في كتابه (المطالب العالية). المطلب الثالث: سبب تأليف الكتاب. * * * تمهيد جمع الحافظ ابن حجر في هذا الكتاب زوائد ثمانية مسانيد كاملة، وما وقع له من مسند إسحاق بن راهويه -وهو قدر النصف-، ورواية ابن المقرئ لمسند أبي يعلى -وهي الرواية الكبرى- على الكتب السنة ومسند الإمام أحمد. وقد بين الحافظ في مقدمة (المطالب العالية) موضوع كتابه، فقال: "وَقَدْ جَمَعَ أَئِمَّتُنَا مِنْهُ الشَّتَاتَ عَلَى الْمَسَانِيدِ والأبواب المرتبات، فرأيت جمع جميع ما وقفت عليه من ذلك في كتاب واحدة لَيَسْهُلَ الْكَشْفُ مِنْهُ عَلَى أُولِي الرَّغَبَاتِ، ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى جَمْعِ اَلْأَحَادِيثِ الزَّائِدَةِ عَلَى الْكُتُبِ المشهورات في
المطلب الأول التعريف بالمسانيد اصطلاحا
الْكُتُبِ المُسندات، وعَنَيتُ بِالْمَشْهُورَاتِ: الْأُصُولَ السِّتَّةَ وَمُسْنَدَ أحمد، وبالمسندات: ما رتب على مسانيد الصحابة (¬1). قد سبق التعريف بفن الزوائد ومعنى الحديث الزائد في المبحث العاشر من الفصل الأول (ص 68، 69)، وذكرت في ذلك أهم المؤلفات في هذا الباب مقتصرًا على الهيثمي والبوصيري؛ لما لهما من علاقة بكتابنا هذا وخاصة كتاب (إتحاف الخيرة) للبوصيري، حيث سأقوم بالمقارنة بين عمليهما وبين عمل الحافط ابن حجر، إن شاء الله تعالى. وفي هذا المبحث سيتطرق إلى جملة أمور، وهي: مح المطلب الأول التعريف بالمسانيد اصطلاحًا (¬2) المسانيد: جمع مُسنَد، وهو ضمّ أحاديث كل واحد من الصحابة بعضها إلى بعض تحت اسمه، سواء كانت صحيحة أم حسنة أم ضعيفة. وجرى على هذا التأليف جمع من العلماء بغية تسهيل حفظ مرويات الصحابي على طلبة العلم، حيث تكوّن وحدة مستقلة بمثابة السورة من القرآن. واختلف أصحاب المسانيد في طريقة ترتيب الصحابة على أي أساس يكون، فمنهم من رتبهم على حروف المعجم، وهو أسهل تناولًا، ومنهم من رتبهم على القبائل، أو على سوابق الصحبة في الإسلام وهكذا، أو على الأفضلية أو البلدان. ¬
المطلب الثاني ذكر المسانيد التي خرج زوائدها الحافظ ابن حجر في كتابه (المطالب العالية)
المطلب الثاني ذكر المسانيد التي خرّج زوائدها الحافظ ابن حجر في كتابه (المطالب العالية) حوى كتاب المطالب العالية زوائد من المسانيد الآتية (¬1): 1 - مسند الطيالسي: سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود البَصْري، الفارسي الأصل، مولى آل الزبير، الحافظ المصنف، توفي سنة (204 هـ). 2 - مسند الحميدي: عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي الأسدي، أبو بكر المكّي، الفقيه الثقة من كبار الأئمة، وأجل أصحاب ابن عيينة، مات بمكة سنة (219 هـ). 3 - مسند مُسَدَّد: ابن مُسَرْهَد بن مُسَرْبَل بن مُسْتَورِد الأسدي، أبو الحسن البصري، الحافظ الحجة، توفي سنة (228 هـ). * ولم يقتصر الحافظ ابن حجر على مسند مسدّد، بل أضاف إليه زيادات معاذ بن المُثنّى -وهو نفسه راوي مسند مسدّد الكبير- وهي قليلة، كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في مقدمة المطالب العالية. ومعاذ: هو ابن المُثنَّى بن معاذ العنبري، أبو المُثنى البصري، سكن بغداد، روى عن مسدّد والقعنبي، وعنه ابن قانع ويحيى بن صاعد، توفي سنة (288هـ). 4 - مسند عبد الله بن محمد بن أبي شيبة: إبراهيم بن عثمان الواسطي الأصل، أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي، الحافظ الثقة الثبت، صاحب (المسند) و (المصنف) وغيرهما، توفي سنة (235 هـ). 5 - مسند العَدَني: هو مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ العَدَني- ¬
أبو عبد الله المكّي، الحافظ المُسنِد المجاور بمكة، كان شيخ الحرم في زمانه، وكان صالحًا عابدًا، توفي سنة (243 هـ). 6 - مسند أحمد بن منيع: بن عبد الرحمن البغوي، أبو جعفر الأصمّ، نزيل بغداد، حافظ إمام ثقة، توفي سنة (244 هـ). 7 - مسند عبد بن حميد: ابن نصر الكَشِّي، أبومحمد، قيل اسمه: عبد الحميد، إمام حافظ ثقة، مُصنف (المسند) و (التفسير)، توفي سنة (249هـ). 8 - مسند الحارث: ابن محمد بن أبي أسامة -واسمه داهر-، أبو محمد التميمي، مولاهم البغدادي، الحافظ العالم مُسْنِد العراق، صاحب المسند المشهور، توفي سنة (282 هـ) في يوم عرفة. هذه المسانيد هي التي صرح بها الحافظ ابن حجر في عنونته للكتاب، حيث سماها (المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية)، وهي التي وقعت للحافظ (كاملة) بالإسناد إلى مصنفيها، وأضاف إليها: 9 - مسند أبي يعلى الموصلي: أحمد بن علي بن المُثنى، الحافظ الثبت، المتوفى سنة (307 هـ)، بروايته المطوّلة، وهي رواية أبي بكر بن المقرئ، واقتصر منه على ما فات شيخه الهيثمي فقط، حيث اعتمد الهيثمي على الرواية الصغرى، وهي رواية ابن حمدان. 10 - مسند إسحاق بن راهويه: الإمام سيّد الحفاظ، شيخ المشرق، إسحاق بن إبراهيم بن مخلد التميمي، أبو يعقوب الحنظلي، المروزي، نزيل نيسابور، توفي سنة (238 هـ). وقد وقف الحافظ ابن حجر على قدر النصف من هذا المسند الجليل. ولم يقتصر الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في كتابه هذا على المسانيد
العشرة التي صرح بها وألف كتابه من أجل زوائدها، بل أضاف إليها كتبًا أخرى إما على سبيل التخريج والمتابعة (¬1)، أو التعليق (¬2)، أو الاستشهاد (¬3)، أو غيرها من الأغراض، حتى إنّه جعل بعضها أصلاَ في بابه دون المسانيد العشرة (¬4)، وسيأتي بيان ذلك تفصيلًا بإذن الله عند بيان مصادر المؤلف في الكتاب. * وأما الأصول التي اعتمدها الحافظ ابن حجر في تخريج زوائده عليها، فهي الكتب الستة، ومسند الإمام أحمد وإليك الآن تعدادها إذ شهرتها تغني عن التعريف بها وبأصحابها، وهي: (أ) الجامع الصحيح للإمام البخاري المتوفى سنة (256 هـ). (ب) الجامع الصحيح للإمام مسلم المتوفى سنة (261هـ). (ج) سنن أبي داود السجستاني المتوفى سنة (275 هـ). (د) جامع الترمذي المتوفى سنة (279 هـ). (هـ) سنن النسائي المتوفى سنة (303 هـ). (و) سنن ابن ماجه المتوفى سنة (273 هـ). (ز) مسند إمام أهل السنة أحمد بن محمد بن حنبل المتوفى سنة (241 هـ). ومن خلال هذا العرض المتواضع الذي عرفنا به مادة وموضوع كتاب (المطالب العالية)، يتبيّن لنا مدى أهمية هذا السِّفر العظيم، لا سيما إذا كانت أكثر الأصول التي انتقى منها الحافظ زوائدها في عداد المفقود، والموجود منها بعضه غير مطبوع. فهو بحقِّ موسوعة علمية نفيسة، سخّر لها المولى عزّ وجل أحد الأئمة الأعلام لحفظ هذا الميراث النبوي الشريف. ¬
المطلب الثالث سبب تأليف الكتاب
المطلب الثالث سبب تأليف الكتاب سبب تأليف الكتاب: وهو أن الحافظ رحمه الله رغب أن يشارك في جمع حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا سيما تلك الموجودة في غير الكتب الأصول التي يتداولها كثر طلبة العلم فضلًا عن العلماء، كالستة ومسند أحمد والموطأ ونحوها، أراد أن يجمعها في كتاب واحد مرتب، ليسهل الطريق في كشفها على الباحث والمستفيد، فوجد بين يديه من كتب الحديث مئات الأجزاء والمجلدات، ومن بينها المرتب على أسماء الصحابة والشيوخ، وأهمها المسانيد والمعاجم، وحيث أن الكشف عن الأثر في هذه الكتب صعب خاصة لمن يريد الاستدلال للأحكام، لكونها غير مترابطة في الموضوع. رأى أن يبدأ بها أولًا، إلاَّ أنه رأى أن بعض هذه المصنفات لم تصل إليه كاملة، وبعض الكاملات قد سبقه إلى استخراج زوائدها شيخه وصاحبه الحافظ الهيثمي في كتابه (مجمع الزوائد) وذلك مثل مسند البزار وأبي يعلى ومعاجم الطبراني، فعزم أن لا يكرر الجهد، بل يشارك في تشييد البناء الذي بدأه غيره في جامع الأصول (¬1) وهو لابن الأثير الجزري (¬2) -وأصل الكتاب لرزين العبدري (¬3) - ومجمع الزوائد لشيخه ¬
الهيثمي (¬1)، فإذا ما ضم إلى ذلك كتاب الحافظ هذا (المطالب العالية) وكتاب البوصيري (مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه) وضعت بين يديك ديوانًا للسنة لا يشذ عنها غالبًا حديث من الأصول. ولتأكيد ما فصلته هنا انظر مقدمة الحافظ لكتابه المطالب الآتية قريبًا، إن شاء الله تعالى. * * * ¬
المبحث الرابع مقارنة عامة بين الهيثمي وابن حجر والبوصيري
المبحث الرابع مقارنة عامة بين الهيثمي وابن حجر والبوصيري وذلك من خلال كتاب (مجمع الزوائد) وكتاب (المطالب العالية)، وأخيرًا (إتحاف الخيرة) للبوصيري، وقد سبق أن عرّفتُ بهذه الكتب تعريفًا موجزًا (¬1). وسأشرع الآن -إن شاء الله- في ذكر ما لكل واحد من هؤلاء من ميزات وخصائص أو سلبيات تتضح من خلالها أوجه التشابه والاختلاف في المنهج وطريقة التأليف، فأقول وبالله التوفيق: (أ) هناك أمور اتفق الثلاثة -أو اثنان منهم فقط- عليها، وهي: 1 - اتفقوا على أصل ترتيب الكتاب، وهو الترتيب على أبواب الأحكام، وإن اختلفوا في التفاصيل، مع أن البوصيري أقرب في ذلك إلى الهيثمي من الحافظ. 2 - أن مادة كتبهم واحدة وهي (كتب المسانيد) دون غيرها، وبعملهم هذا قد حفظوا لنا كمًا هائلًا من المتون بأسانيدها كادت تكون في عالم ¬
المفقودات. وقد يرجع الحافظ والبوصيري إلى غيرها، والثاني أكثر من الأول في هذا الجانب. 3 - الهيثمي والبوصيري أكثر تعليقًا على الأحاديث، والثاني أقلّ من الأول. 4 - الهيثمي والبوصيري أكثر حكمًا على الأحاديث، والهيثمي أكثر من البوصيري. 5 - اتفق الحافظ والبوصيري في ذكر الأحاديث بأسانيدها من مسانيدها. 6 - اتفق الهيثمي والبوصيري في عدم ضم مسند الإمام أحمد إلى الكتب الستة عند إرادة إخراج زوائد المسانيد على هذه الكتب. (ب) أمور انفرد بها الهيثمي، وهي: 1 - أن كتابه محذوف الأسانيد، وهذه تعد من السلبيات. 2 - يتكلم على الأحاديث في الغالب، وكثيرًا ما يكتفي بقوله: "رجاله ثقات"، أو "رجاله رجال الصحيح"، وهو أكثر منهما في ذلك. 3 - هو أكثر منهما في عدد الأحاديث، وهذا راجع إلى ضخامة الكتب التي استخرج زوائدها. 4 - أنه هو الرائد في هذا الباب، وله في ذلك فضل السبق. (ج) أمور انفرد بها الحافظ ابن حجر، وهي: 1 - أنه ضمّ إلى الكتب الستة مسند الإمام أحمد، فلم يخرّج ما فيه. 2 - قلة كلامه في الرواة والأحاديث، مع دقّتها وإيجازها. 3 - قلّة حصول الوهم والخطأ لديه.
4 - رجوعه إلى بعض المصادر -غير المسانيد العشرة- وهي مصادر نادرة الوجود، وبعضها مفقود. 5 - تعدد نسخه حيث بلغت (7) نسخ. (د) أمور انفرد بها البوصيري: 1 - أنه كثير الكلام على الأحاديث والرواة، وكذا في بيان الأحكام الفقهية. 2 - أنه أكثرهما في شرح الغريب. 3 - أنه قد ينقل عن الحافظ ابن حجر، ويصرح باسمه أحيانًا، وأحيانًا لا يصرح. 4 - كثرة الأوهام عنده بالمقارنة مع الحافظ والهيثمي. 5 - أن كتابه له نسخة مسندة فريدة ناقصة والموجود منها بخط مؤلفه وأخرى مختصرة، وهذا من سلبياته. * * *
المبحث الخامس منهج المؤلف في الكتاب
المبحث الخامس منهج المؤلف في الكتاب ويشتمل على خمسة مطالب: المطلب الأول: ترتيب الأحاديث في الكتاب. المطلب الثاني: شرطه في إخراج الزائد في الكتاب. المطلب الثالث: الرجال الذين تكلم فيهم بجرح أو تعديل. المطلب الرابع: مصادر المؤلف في الكتاب. المطلب الخامس: الصناعة الحديثية في الكتاب، وتشمل: (أ) طريقته في سياق الأسانيد، مع المقارنة بغيره. (ب) طريقته في سياق المتون، مع المقارنة بغيره. (ج) ذكره للمتابعات والشواهد، مع المقارنة بغيره. (د) بيانه لدرجة الأحاديث، وتنبيهه على الأحاديث الموضوعة، مع المقارنة بغيره. (هـ) بيانه للتفرد في السند أو المتن، مع المقارنة بغيره. (و) بيانه لأحوال الرواة توثيقًا وتجريحًا، مع المقارنة بغيره. (ز) بيانه للأسماء والنسب والأنساب والكنى والألقاب، وغيره مما يميز الراوي عن غيره، مع المقارنة بغيره. (ح) بيانه لبعض ما يؤخذ من الأحكام.
المطلب الأول ترتيب الأحاديث في الكتاب
المطلب الأول ترتيب الأحاديث في الكتاب رتب ابن حجر رحمه الله كتابه هذا ترتيبًا موضوعيًا على أبواب الأحكام الفقهية، وقد سرد هذه الكتب في مقدمته (¬1)، فبلغت ثمانية وثلاثين كتابًا مرتبة كما يلي: 1 - كتاب الطهارة (ق 2 أ). وسيطبع في الجزء الثاني. وزاد الحافظ بعده كتاب الغسل (ق 7 ب) وكتاب الحيض (ق 8 ب). 2 - كتاب الصلاة (ق 8 أ). وسيطبع أوله في الجزء الثالث، وزاد الحافظ بعده كتاب صفة الصلاة (ق 16 ب) وكتاب النوافل (ق 21 أ) وكتاب الجمعة (ق 24 ب). 3 - كتاب الجنائز (ق 26 ب). وسيطبع في الجزء الخامس. 4 - كتاب الزكاة (ق 31 أ). وسيطبع في الجزء الخامس. 5 - كتاب الصيام (ق 34 ب). وسيطبع في الجزء السادس. 6 - كتاب الحج (ق 39 ب). وسيطبع أوله في الجزء السادس. 7 - كتاب البيوع (ق 46 أ). وسيطبع في الجزء السابع. 8 - كتاب العتق (ق 52 أ). وسيطبع في الجزء السابع. ¬
9 - كتاب الفرائض (ق 52 ب). وسيطبع أوله في الجزء السابع. 10 - كتاب الوصايا (ق 52 ب). وقد ضم المؤلف الفرائض والوصايا في كتاب واحد. 11 - كتاب النكاح (ق 53 ب). وسيطبع في الجزء الثامن. زاد الحافظ بعده كتاب الوليمة (ق 57 ب). 12 - كتاب الطلاق (ق 59 ب). وقد وضع الحافظ أبواب الطلاق ضمن كتاب الوليمة. 13 - كتاب النفقات (ق 61 ب). وقد أدرج الحافظ أبواب النفقات في كتاب الوليمة. 14 - كتاب الأيمان والنذور (ق 62 أ). وقد ضم الحافظ أبواب الأيمان إلى أبواب كتاب الوليمة. 15 - كتاب الحدود (ق 62 ب). وسيطبع أوله في الجزء الثامن. 16 - كتاب القِصاص (ق 66 ب). وسيطبع في الجزء التاسع. 17 - كتاب الديات (ق 66 ب). أدخل المؤلف أبواب الديات في كتاب القصاص. 18 - كتاب الجهاد (ق 67 أ). وسيطبع في الجزء التاسع. 19 - كتاب الإمارة والخلافة (ق 72 ب). وسيطبع أوله في الجزء التاسع. 20 - كتاب القضاء والشهادات (ق 76 ب). وسيطبع في الجزء العاشر. 21 - كتاب اللباس (ق 77 أ). وسيطبع في الجزء العاشر. 22 - كتاب الأضحية والعَقيقة (ق 79 أ). وسيطبع في الجزء العاشر. 23 - كتاب الذبائح والصيد (ق 80 ب). وسيطبع في الجزء العاشر. وقد جعل المؤلف لهما كتابين في صلب المطالب.
24 - كتاب الأطعمة والأشربة (ق 81 أ). وسيطبع في الجزء العاشر. 25 - كتاب الطب (ق 82 ب). وسيطبع في الجزء الحادي عشر. 26 - كتاب البر والصلة (ق 84 ب). وسيطبع في الجزء الحادي عشر. 27 - كتاب الأدب (ق 86 ب). وسيطبع أوله في الجزء الحادي عشر. 28 - كتاب التعبير ولم يجعله في النسخ كتابًا وإنما جعله بابًا في آخر كتاب الأدب باسم باب الرؤيا. إلاَّ في نسخة (ك) فقال: كتاب تعبير الرؤيا. 29 - كتاب الإيمان والتوحيد (ق 94 ب). وسيطبع في الجزء الثاني عشر. 30 - كتاب العلم (ق 102 ب). وسيطبع أوله في الجزء الثاني عشر. وزاد الحافظ بعده: كتاب الرقائق (ق 106 ب). 31 - كتاب الزهد والرقائق (ق 116 أ). وسيطبع في الجزء الثالث عشر. 32 - كتاب الأذكار والدعوات (ق 118 ب). وسيطبع أوله في الجزء الثالث عشر. 33 - كتاب بدء الخلق (ق 123 ب). وسيطبع في الجزء الرابع عشر. 34 - كتاب أحاديث الأنبياء (ق 124 ب). وسيطبع في الجزء الرابع عشر. 35 - كتاب فضائل القرآن (ق 126 ب). وسيطبع في الجزء الرابع عشر. 36 - كتاب التفسير (ق 129 أ). وسيطبع أوله في الجزء الرابع عشر. زاد الحافظ بعده: كتاب المناقب (ق 144 أ)، وسيطبع أوله في الجزء الخامس عشر؛ وفضائل البلدان (ق 166 أ)، وسيطبع أوله في الجزء السابع عشر؛ وكتاب السيرة والمغازي (ق 166 ب)، وسيطبع في الجزء السابع عشر؛ والفتن (ق 179 أ)، وسيطبع أوله في الجزء السابع عشر.
37 - كتاب الأشراط. وهو الباب رقم 27 من كتاب الفتوح، وسيطبع في الجزء الثامن عشر. 38 - كتاب البعث والنشور. وهو الباب رقم 30 من كتاب الفتوح، وسيطبع في الجزء الثامن عشر. وبذلك يتبين أنه ذكر في المقدمة (38) كتابًا، وذكر في صلب الكتاب (44) كتابًا. هذا هو ترتيب الكتب كما في مقدمة النسخة المحمودية "الأصل" مقارنًا بما صنعه الحافظ في صلب الكتاب. ومما يجدر ذكره هنا أن الحافظ -رحمه الله- قد ضَمنَ هذه الكتب عددًا من الأبواب تختلف في كثرتها من كتاب إلى آخر، بحسب ما لديه من المادة الحديثية، ففي حين بلغت أبواب كتاب المناقب أكثر من مائة وثلاثين بابًا (¬1)، وكتاب الأدب، كثر عن تسعين بابًا (¬2)، وكتاب الصلاة أكثر من خمسين بابًا (¬3)، نجد في كتاب الحيض خمسة أبواب (¬4) فقط، وفي كتاب بدء الخلق ستة أبواب (¬5)، وفي كتاب العتق اكتفى بالترجمة، ولم يذكر تحتها أبوابًا (¬6)، وهكذا الحال في عدد الأحاديث داخل الأبواب، حيث بلغت -على سبيل المثال- أحاديث باب عيش السلف ثلاثة عشر حديثا (¬7)، وكذا أحاديث باب التوبة ¬
والاستغفار (¬1)، في حين نجد في باب العمر الغالب حديثًا واحدًا (¬2) فقط، بل وأخلى بعض الأبواب من ذكر الأحاديث، واكتفى بالإحالة على باب سابق أو لاحق، مثل باب كراهية التبختر في المشي أحال فيه على حديث في باب عذاب القبر الآتي، وفي باب اجتناب الشبهات أحال على كتاب البيوع المتقدم. ويذكر في كل باب ما يناسبه من الأحاديث، وقد تكون مناسبتها للباب دقيقة، فلا تظهر إلاَّ بعد التأمل (¬3)، ولعله استفاد ذلك من خلال معاشرته لصحيح البخاري -رحمه الله-، وقد قيل: فقه البخاري في تراجمه (¬4). ويرتب الأبواب -غالبًا- في كل كتاب على حسب تسلسل موضوع الكتاب، فمثلًا: كتاب الأذكار والدعوات، افتتحه بباب الصلاة عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُمَّ بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، ثم بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْغَفْلَةِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تعالى، ثم باب فضل الدعاء، ثم باب جوامع الدعاء ... إلخ (¬5). ¬
المطلب الثاني شرطه في الزوائد
وكذلك الأحاديث داخل الأبواب، فإنه يرتبها في كل باب على حسب تسلسل عناصره (¬1)، فإن لم يكن فيه إلاَّ عنصر واحد، قَدمَ الحديث الذي دلالته أظهر لذلك الباب (¬2)، فإن تساوت الأحاديث في ذلك، نظر إلى الترتيب الزمني لأصحاب المسانيد، ولذا فقد يذكر في الباب الواحد عدة أحاديث متتالية من مسند واحد، ويكتفي بذكر اسم مصنفه في أول حديث في الغالب، ثم يعطف عليه دون تصريح باسمه (¬3). ويقدم المرفوع على الأثر، ولكن إذا كان إسناد الأثر أفضل من إسناد الحديث المرفوع، فإنه -أحياناً- يقدم الأثر (¬4). المطلب الثاني شرطه في الزوائد نتناول في هذا المطلب شرطه في إخراج الزائد في الكتاب، ومدى التزامه ¬
به، ومقارنة ذلك بشرط غيره (¬1). أوضح الحافظ شرطه في إخراج الزوائد، في مقدمة كتابه حيث يقول. ... (¬2) ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى جَمْعِ اَلْأَحَادِيثِ الزَّائِدَةِ عَلَى الْكُتُبِ الْمَشْهُورَاتِ فِي الْكُتُبِ الْمُسْنَدَاتِ، وَعُنِيتُ بِالْمَشْهُورَاتِ، الْأُصُولَ السِّتَّةَ وَمُسْنَدَ أَحْمَدَ وَبِالْمُسْنَدَاتِ، عَلَى مَا رُتِّبَ عَلَى مَسَانِيدِ الصِّحَابَةِ، وَقَدْ وَقَعَ لِي منها ثمانية كاملات، ... ، وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْهَا أَشْيَاءُ كَامِلَةٌ أَيْضًا كَمُسْنَدِ الْبَزَّارِ، وَأَبِي يَعْلَى، وَمَعَاجِمِ الطَّبَرَانِيِّ، لَكِنْ رَأَيْتُ شَيْخَنَا أَبَا الْحَسَنِ الْهَيْثَمِيَّ قَدْ جَمَعَ مَا فِيهَا، وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ فِي كِتَابٍ مُفْرَدٍ، مَحْذُوفِ الْأَسَانِيدِ، فَلَمْ أرَ أَنْ أُزَاحِمَهُ عَلَيْهِ، إلاَّ أَنِّي تَتَبَّعْتُ مَا فَاتَهُ مِنْ مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى لِكَوْنِهِ اقْتَصَرَ فِي كِتَابِهِ عَلَى الرِّوَايَةِ الْمُخْتَصَرَةِ، وَوَقَعَ لِي عِدَّةٌ مِنَ الْمَسَانِيدِ غَيْرِ مُكْمَلَةٍ، كَمُسْنَدِ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، وَوَقَفْتُ مِنْهُ عَلَى قَدْرِ النِّصْفِ، فَتَتَبَّعْتُ مَا فِيهِ، فَصَارَ مَا تَتَبَّعْتُهُ مِنْ ذَلِكَ مِنْ عَشَرَةِ دَوَاوِينَ، وَوَقَفْتُ أَيْضًا عَلَى قِطَعٍ مِنْ عِدَّةِ مَسَانِيدَ، كَمُسْنَدِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ السَّدُوسِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الرُّويَانِيِّ وَالْهَيْثَمِ بْنِ كُلَيْبٍ وَغَيْرِهِمْ، فَلَمْ أَكْتُبْ مِنْهَا شَيْئًا لَعَلِّي إِذَا بَيَّضْتُ هَذَا التَّصْنِيفَ أَنْ أَرْجِعَ فَأَتَتَبَّعَ مَا فِيهَا مِنَ الزَّوَائِدِ، وَأُضِيفَ إِلَى ذَلِكَ الْأَحَادِيثَ الْمُتَفَرِّقَةَ فِي الْكُتُبِ الْمُرَتَّبَةِ على فوائد الشيوخ. اهـ. هذا ما قاله بلسانه وسطره يراعه، وقد وفي بما قال في الجملة، أما التفاصيل، فلي معه عدة وقفات: 1 - لم يبين -رحمه الله- منهجه في استخراج الزائد أو على الأقل لم يستكمل بيانه، فاكتفى بأنه سيستخرج زوائد الكتب المذكورة على الكتب ¬
الستة وأحمد، فقصر عن صاحبيه اللذين ذكرا في مقدمات زوائدهما (¬1) مناهج أكمل مما اقتصر عليه الحافظ هنا، وبناءً عليه فيجب على من يريد أن يعرف منهجه أن يدرس المقصود بالزوائد عند المحدثين -وهو ما يشعر به سكوت الحافظ عنه-، ثم يخوض غمار الكتاب ويمعن النظر، ويكثر التأني والتأمل، لأنه يتعامل مع إمام ليس له نظير، لا سيما عند التدقيق والتحرير، وهذا ما أوقفني أحيانًا في حيرة وتردد، فتجد العبارة تلوح عليها أمارات الوهم والخطأ، إلاَّ أن مقام هذا الجهبذ وعلو شأنه يقف كالحارس من أن أسلط عليه قلم النقد خصوصًا مع استعماله -رحمه الله- للعبارات الموجزة، ذات المعاني الغزيرة. وسيتضح فيما سيأتي -إن شاء الله- جوانب من منهجه. 2 - إن إضافته -رحمه الله- مسند أحمد إلى الكتب الستة، هو عين الصواب، وقد بين سبب ذلك في مقدمته وهو أن شيخه الهيثمي سبق أن استخرج زوائده، فلا قيمة لتكراره، وهذا ما غفل عنه البوصيري -عفا الله عنه- حيث أسقطه وجعل كتابه زوائد على الستة فقط (¬2)، فجاءت أحاديثه نحو ضعف أحاديث المطالب، غير أن فيها جملة تبين له بعد ذلك أنها مخرجة في الكتب الستة، فضرب عليها، أو نبه عليها، كما كان فيها طائفة لم ينتبه لها. 3 - مع أن الحافظ التزم أن يقتصر في كتابه على زوائد المسانيد العشرة، إلاَّ أنه أورد أحاديث لا بأس بعددها من مصادر أخرى، ومن أهمها مسند البزار، والزهد للإمام أحمد، والمسند له، وبعض كتب الصحابة، وغيرها (¬3). ¬
4 - نص الحافظ في مقدمته أنه وقع له بعض المسانيد غير مكملة، مثل مسند الهيثم بن كليب، ومحمد بن هشام، والروياني، والحسن بن سفيان، وغيرهم، وأنه أعرض عنها عله بعد تبييض الكتاب أن يعود فيستخرج زوائدها ويضمها إليه، إلاَّ أنه لم يصبر رحمه الله، فبدأ يأخذ منها أحاديث أشتاتاً، وما زال الأمر يستدرجه حتى النهاية، يلحظ ذلك من نظر في الكتاب، بل إنه أفرد أبواباً بأحاديث من هذه المسانيد خاصة (¬1)، فلا هو التزم بشرطه وأعرض عنها كلياً، ولا هو استكمل العمل، فبقي الجهد مبتوراً، ولعل عذره في ذلك أنه لم يستطع الصبر إذ حضرته هذه الأحاديث فعلقها في مكانها على أمل أنه يقطع بها بعض الطريق عند رجعته مرة ثانية، لكن لم يتم له ذلك. كما أن من الأهمية بمكان، العلم بأنه أورد بعض الأحاديث من هذه المصادر الزائدة في بعض الأحوال لسبب في سند أو متن حديث أصلي من أحد المسانيد العشرة، كالتدليس أو الانقطاع أو التفرد أو القلب أو غير ذلك من الأغراض. 5 - وهو ما أدهشني وأوقفني في حيرة، وذلك فيما يتصل بموقفه -رحمه الله- من مسند أبي يعلى، حيث شرط على نفسه أن لا يورد حديثاً أورده الهيثمي لأنه اعتمد الرواية المختصرة للمسند -وهي رواية أبي عمرو بن حمدان- في كتابه المقصد والمجمع (¬2)، ومعنى ذلك: - أنه سيتتبع ما فات الهيثمي من الرواية المختصرة. - سيستخرج الأحاديث الزوائد في المسند الكبير -وهو رواية ابن المقرئ-. - لن يورد حديثاً سبق أن ذكره الهيثمي. ¬
وبعد استقراء أحاديث أبي يعلى وجدت أنها على أربع حالات: الأولى: أحاديث أوردها وليست في المسند الذي بين أيدينا -وهو رواية ابن حمدان (¬1) - ولا مجمع الزوائد، مثل الأحاديث التالية: (6، 11، 12، 21، 23، 25، 38، 40، 51، 53، 54، 74، 75، 76، 107، 117، 203،181،180،171،160،150). الثانية: أحاديث أوردها وهي في المسند والمجمع، وهي نحو ضعف العدد السابق، مثل الأحاديث: (12، 15، 24، 30، 31، 33، 52، 67، 78، 79، 82، 83، 84، 85، 87، 96، 111، 113، 123، 130، 131، 132، 133، 140، 147، 148، 151، 152، 153، 154، 156، 157، 170، 191، 192، 204). فكيف يكون الموقف حينئذٍ بين هاتين الحالتين؟ وقد تبين أن الأحاديث التي جاءت على شرطه نحو نصف التي خالفت مع أن الأصل العكس، بل لا ينبغي أن يخالف شرطه، ولو وقع ذلك بسبب الوهم فيجب أن تكون نسبته قليلة جداً. ويزداد الإشكال عند معرفة الحالة الآتية وهي: الثالثة: أحاديث أوردها هو والهيثمي، وليست في المسند مثل: ح (1، 55، 87، 93)، كما أوردها الهيثمي في المقصد. صحيح أن الثلاثة الأخيرة من مسند عثمان -رضي الله عنه- وهو غير موجود في المسند الذي بين أيدينا، وقد ذكر في مقدمة المقصد أنه وقع له من المسند الكبير مسانيد العشرة لكن التزم أن يرمز لها بـ (ك)، وكذلك فعل، غير أن هذه الثلاثة لم يصدرها برمز، ثم لنضرب صفحاً عن هذه الأحاديث ونرجع إلى ح (1) فهو من رواية عائشة -رضي الله عنها-. ¬
فهل هذه الأحاديث من المسند الكبير، فلماذا لم يميزها الهيثمي بحرف (ك)، وأيضًا لماذا يكررها الحافظ، أم أنها من المختصرة، وساقطة من نسخ المسند التي بين أيدينا، سيما مثل مسند عثمان كاملاً؟ وليت الإشكال يقف عند هذا الحد، بل يزداد ضغثًا على إبالة فيما يلي: الرابعة: أحاديث في المطالب والمسند، وليست في المجمع: وذلك مثل ح (14، 34، 66، 146، 179)، مع العلم أن الثاني والأخير قد ساقهما الهيثمي في المقصد برقم (111، 178)، ولذا تعقبه الأعظمي في المطالب (1/ 15، 51)، بأنهما على شرطه ولم يذكرهما في المجمع. إن هذه الإشكالات المتواردة لتجعل الناظر أسير الافتراضات التي تفتقر إلى أدلة كافية للجزم به، وعليه فيبقى ما سأقوله مجرد احتمالات ساقني إليها هذا التناقض العجيب: - فيحتمل أن الحافظ لم يطلع على أن الهيثمي أورد هذه الأحاديث سواء منها ما كان من المسند الصغير أو الكبير، لكن يقوض هذا أن نسخة المجمع التي بين أيدينا عليها تعليقات ابن حجر نفسه. - ويحتمل أن الحافظ استخرج هذه الزوائد من المسند الكبير على اعتبار أن الهيثمي لم يوردها، وفاته أن الهيثمي قد نقلها مخالفاً قاعدته في الاعتماد على النسخة المختصرة، ويدعم ذلك أن الأخير صرح بالنقل عن الكبير في المجمع (¬1). لكن كيف نصنع بالأحاديث التي ذكرها الحافظ، وهي في المسند -المختصر- والمجمع، مما يدل على أنه لم يعرض عن المختصرة. -ويحتمل أن نسخة المسند- المختصرة- التي اعتمد عليها الهيثمي، غير نسخة الحافظ، وأنه اكتفى بالنظر إليها عن النظر في المجمع، ويؤيد ذلك ¬
ما جاء في الحالة الرابعة، وأيضاً الثالثة، وأنهما لا يلتقيان في سماعه إلاَّ في أثناء الإسناد عند زاهر بن طاهر، وفي سماعهما تلفيق ونقص (¬1)، إلاَّ أنه يعكر على ذلك ما عكر على الاحتمال السابق. - ويحتمل أن يكون وقع منهما وهماً وسهواً، وهذا ربما يكون مقبولاً لو كان الخطب يسيراً، والخرق صغيراً، أما مع هذا السيل الهادر من الإشكال، فهو أمر لا يحالفه الإمكان. وأخيراً يكفيني أني أثرت هذه التساؤلات، ووضعت اليد على موطن الإشكال، وأسست تصوراً يكفي أن يكون قاعدة ومنطلقاً للبحث في هذا الاختلاف. أما البوصيري -رحمه الله- والذي التزم أيضاً استخراج زوائد المسند الكبير، فلم يكن أحسن حالاً من الحافظ، وانظر على سبيل المثال: ح (14، 40، 73، 85، 113، 115)، وأيضاً: (8، 146، 150)، وأيضاً: (15، 82، 197) من الإتحاف (¬2). 6 - إيراد حديث من أحد المسانيد العشرة لكنه ليس بزائد: قد يورد الحافظ حديثاً وهو في الكتب الستة أو أحمد، لكن ينبه على سبب إخراجه، مثل زيادة أو نقص أو اختلاف، إما في السند أو المتن، أو فيهما جميعاً، وهذا يشكل نحو النصف تقريبًا من هذه الأحاديث، وانظر مثالًا لذلك، ح (16، 97، 108، 130، 135، 182، 194) (¬3). ¬
وقد يورد حديثًا فيها ولا ينبه على ذلك، لكن يمكن أن يفهم من السياق سبب إخراجه له، وقد نبهت على مثل ذلك، وانظر مثلًا: ح (58، 167، 186)، كما أنه قد يورد حديثًا فيها، ولا ينبه على ذلك، ولم يتبين لي مقصوده، مما حدا بي في بعضها أن وهمته والعلم عند الله. أما الهيثمي فعنده أيضًا نماذج من ذلك، فمن الأمثلة على القسم الأول، انظر المجمع (ج 1 ص 117، 145، 199، 208، 211) غير أنه أكثر تنبهًا من صاحبيه، ومن الأمثلة على القسم الثالث انظر المجمع (ج 1 ص 61، 97، 105، 152، 220)، ومنها طائفة كبيرة تعقبه فيها ابن حجر ونبه عليها في الهامش، ومن الأمثلة على القسم الثاني، انظر: المقصد ح (115، 116، 121،117). وأما البوصيري، فهو مثلهما، ولكنه أكثر أوهامًا من الحافظ، مما جعل ابن حجر يتتبع أوهامه، ويعلق ذلك في هامش نسخة البوصيري نفسه. وقد نبهت أنا أثناء عملي في المطالب على طائفة منها، وانظر على سبيل المثال ح (158، 246) من الإتحاف (¬1)، نبهت عليها عند ح (58، 167) من المطالب. 7 - إهمال حديث زائد: وذلك أن يوجد حديث في أحد المسانيد العشرة ولا يورده، وهي نسبة قليلة إذا ما قورنت بالعدد الذي حققته، وقد وقعت على نحو ستة أحاديث هي: ح (64) حيث لم يورد الطريق الثاني عند مسدد (¬2). ح (97) حيث لم يعزه لأبي يعلى أيضًا (¬3). ¬
المطلب الثالث الرجال الذين تكلم فيهم الحافظ بجرح أو تعديل
ح (99) حيث لم يعزه لأبي يعلى، والحارث، وإلى ابن أبي شيبة أيضًا من الطريق الثاني (¬1). ح (135) حيث لم يعزه للحارث (¬2). حديث عائشة رضي الله عنها، في الوضوء بسؤر الهرة (¬3). أما البوصيري -رحمه الله- فقد وقع في هذا، ويظهر أنه أكثر من الحافظ، وقد نبه على بعضها الشيخ الأعظمي (¬4) -وفقه الله- ومنها مثلًا ح (16، 191، 192) في المطالب، فلم يوردها البوصيري، وكذا حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وهو عنده برقم (315) فلم يعزه لإسحاق (¬5). والأعجب من ذلك أنه فاته أيضًا كل الأحاديث التي انفردت نسخة (ك) من المطالب بذكرها، وقد عزاها الحافظ كلها لإسحاق إلاَّ واحدًا فهو لابن منيع وهي: ح (9، 17، 128، 134، 172، 195، 199، 201، 202، 205)، لكن مما ينبغي التنبه له أن البوصيري أهمل أحاديث في المختصرة من الإتحاف لكن استدركها في المسندة ومع ذلك فاته أحاديث في هذه وتلك (¬6). المطلب الثالث الرجال الذين تكلم فيهم الحافظ بجرح أو تعديل وهذا المبحث رأيت من المفيد لي ثم لطلبة العلم جمعه في مكان واحد ¬
-مرتبًا لهم بحسب حروف الهجاء (¬1) - لمعرفة المزيد عن أحوال الرواة خصوصًا وأن الأئمة قد تختلف أحكامهم عند التطبيق عنها نظريًا، لما يحتف بالتطبيق من السبر والتحري واختلاف الأحوال، إلى غير ذلك من المؤثرات. وأعلم أن كلامه الذي جمعته إما أن يكون من حكمه أو نقله عن غيره أما ما يتصل بالتوثيق والتضعيف الضمني مثل قوله: (رجاله ثقات) أو (إسناده ضعيف) ونحو ذلك فلم أعرج عليه، كما لم أبحث عن بيان المهمل منهم، وقد أتصرف في الكلام بما لا يخل به، وأحيانًا أذكر شيخ الراوي أو تلميذه لأميزه، وقد تحدث في هذا الكتاب عن قرابة (200) راوٍ، مما يعد معه الكتاب ثروة حديثية في الكلام عن الرواة. وإليك أسماء بعضهم وحكم الحافظ على كل واحد في المطالب تحت اسمه، وأمامه حكمه عليه في تقريب التهذيب، أو بعض النقولات عنه في لسان الميزان موضوعة بين قوسين: 1 - أبان عن أنس: ضعيف 2 - أبان بن أبي عياش: متروك ـــــــــــــــــــــــ متروك 3 - أبان الرقاشي: متروك ـــــــــــــــــــــــ[قال ابن معين: ضعيف] 4 - إبراهيم بن صالح، وهو نعيم بن النحام: لَمْ يُدْرِكِ السَّمَاعَ مِنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - ¬
5 - إبراهيم بن عثمان، أبو شيبة- جد أبي بكر-: ضعيف ــــــــــــــــــــــــــــ متروك 6 - إبراهيم بن مهاجر: (البزار) لا نعلم أسند عن أبي الزبير ــــــــــــــــ صدوق لين الحديث عن جابر، إلاَّ هذا 7 - أحمد بن طاهر بن حرملة التجيبي: كذبه الدارقطني ــــــــــــــــــــــــ[قال الدارقطني: كذاب] 8 - إسحاق بن عبيد الله بن أبي فروة: ضعيف جدًا 9 - إسحاق بن محمد بن أبي فروة: من رجال البخاري ـــــــــــــــــــــــ صدوق كف فساء حفظه (خ ت س) 10 - إسحاق بن يحيى: فيه ضعف، (البزار) تفرد به إسحاق ــــــــــــــــ ضعيف وهو لين 11 - إسماعيل بن أبي أويس: (الطبراني) تفرد به إسماعيل ــــــــــــــــــــ صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه 12 - إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيرا: فيه كلام. سيِّىء الحفظ ـــــــــــــــــــــ صدوق كثير الوهم وَقَدْ ذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَنَّهُ تَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بطوله
13 - إسماعيل بن عياش: أظن إسماعيل غلط فيه ـــــــــــــــــــــــ صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم 14 - إسماعيل بن مسلم: ضعيف. قال البزار: لم يتابع عليه ــــــــــــــــــــــ ضعيف الحديث 15 - إسماعيل المكي: فيه ضعف ـــــــــــــــــــــــــــــــ ضعيف الحديث 16 - بزيع أبو الخليل: ضعيف جدًا ـــــــــــــــــــــــــــــ[متهم] 17 - بشر بن نمير: ضعيف جدًا ــــــــــــــــــــــــــــــ متروك متهم 18 - بقية بن الوليد: (الطبراني) تفردبه بقية ــــــــــــــــــــــ صدوق كثير التدليس عن الضعفاء 19 - بكر بن خنيس: (البزار) ليس بالقوي ــــــــــــــــــــــ صدوق له أغلاط 20 - بكر بن عبد الله المزني، عن أبي موسى: منقطع ـــــــــــــــــــــــــــــــ من الثالثة 21 - بكر بن المختار: واهي ــــــــــــ[قال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه إلاَّ على سبيل الاعتبار] 22 - ثمامة بن عبيدة العبدي: تكلم فيه ابن المديني وغيره ــــــــــــ[قال أبو حاتم منكرالحدبث وكذبه ابن المديني]
23 - جابر الجعفي: ضعيف، متروك، ضعيف بمرة، تالف ــــــــــــــــــ ضعيف رافضي 24 - جرير بن أيوب: ضعيف جدًا (ابن خزيمة): إن صح الخبر ــــــــــــــــ[مشهور بالضعف] فَإِنَّ فِي الْقَلْبِ مِنْ جَرِيرِ بْنِ أَيُّوبَ، وكأنه تساهل فيه لكونه من الرغائب 25 - جرير بن حازم: (البزار) لانعلم أحدًا تابع ــــــــــــــــــ ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف جرير بن حازم عليه وله أوهام إذا حدث من حفظه 26 - جعفر بن الزبير: إسناده واه من أجل جعفر ـــــــــــــــــــــ متروك 27 - جعفر بن سليمان: (البزار) مارواه إلا جعفر ــــــــــــــــــــ صدوق كان يتشيع 28 - جعفر بن عون: (البزار) لا نعلم رواه عن ربيعة إلا جعفرًا ـــــــــــــــــ صدوق 29 - جويبر: متروك ـــــــــــــــــــــــــ ضعيف جدا 30 - الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: ليس له صحبة ــــــــــــــــــــ صدوق من الثانية وله رواية مرسلة 31 - حارثة بن محمد: ضعيف
32 - حبيب بن حبيب الزيات: أخطأ فيه حبيب 33 - حجاج بن أرطأة: ضعيف، فيه ضعف ـــــــــــــــــــ صدوق كثير الخطأ والتدليس 34 - الحسن البصري: لم يسمع عندي من المغيرة، لم يجالس أبا الدرداء ــــــــــــ ثقة كان يرسل كثيرًا ويدلس 35 - الحسن بن عمارة البجلي: (البزار) لا نعلم رواه غيره ـــــــــــــــــــ متروك 36 - الحسن بن قتيبة: ضعيف (البزار) لانعلم أحدًا تابع ـــــــــــــــــــ[قال الدارقطني: متروك الحديث] الْحَسَنَ بْنَ قُتَيْبَةَ فِي رِوَايَتِهِ إِيَّاهُ عَنْ حماد 37 - حسين بن عيسى: ضعيف ـــــــــــــــــــ ضعيف 38 - حفص بن أبي داود: ضعيف ـــــــــــــــــــ متروك الحديث 39 - الحكم بن عبد الله الأيلي: ضعيف بمرة ـــــــــــــــــــ[قال البخاري: تركوه، وقال مسلم: منكر الحديث] 40 - حكيم بن نافع: ضعيف 41 - حمزة الجزري: ضعيف جدًا متروك ـــــــــــــــــــ متهم بالوضع
42 - حميد الأعرج: ضعيف ـــــــــــــــــــ ضعيف 43 - حميد بن عطاء: ضعيف ـــــــــــــــــــ ضعيف 44 - خالد بن الياس: إسناد ضعيف من أجل خالد. ضعيف ـــــــــــــــــــ متروك 45 - خلف أبو الربيع: (ابن خزيمة) لا أعرفه بعدالة ولا جرح ـــــــــــــــــــ صدوق يهم 46 - الخليل بن زكريا: رواته ثقات إلاَّ الخليل ـــــــــــــــــــ متروك 47 - داود بن المحبر: معروف بالوضع ـــــــــــــــــــ متروك 48 - رويم بن يزيد القاري: (الْبَزَّارُ) لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ اللَّيْثِ إلاَّ رويم ــــــــــــــــــ[روي عن الليث حديثًا منكرًا] 49 - زائدة بن قدامة: (البزار) تفرد به زائدة ـــــــــــــــــــ ثقة ثبت 50 - زافر بن سليمان: ضعيف ـــــــــــــــــــ صدوق كثير الأوهام 51 - زبان بن فائد: ضعيف ـــــــــــــــــــ ضعيف
52 - زربي مولى خلاد: لم يثبت لضعف زربي ـــــــــــــــــــ ضعيف 53 - زُهَيْرُ بْنُ حَيَّانَ: - وَكَانَ يَغْشَى ابْنَ عَبَّاسٍ- غير مجروح 54 - زياد بن ميمون، وهو ابن أبي حسان: متروك ـــــــــــــــــــ[قال البخاري تركوه] 55 - سعد الاسكاف: (البزار) لم يكن قويًا ـــــــــــــــــــ متروك 56 - سعيد بن راشد: واهٍ ـــــــــــــــــــ[قال البخاري منكر الحديث] 57 - سعيد بن سليم الضبي: فيه ضعف ـــــــــــــــــــ[قال ابن عدي: ضعيف، وقال الأزدي: متروك] 58 - سعيد بن المرزبان، أبو سعد البقال: ضعيف ـــــــــــــــــــ ضعيف مدلس 59 - سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ بِلَالٍ. صحيح إن كان سمعه من حفصة ـــــــــــــــــــ من كبار الثانية 60 - سفيان بن حسين: في روايته عن الزهري ضعف ـــــــــــــــــــ ثقة في غير الزهري
61 - سفيان بن وكيع: هو من منكراته، وكان صدوقًا في نفسه، ـــــــــــــــ كان صدوقًا إلّا أنه ابتلى بوراقة فأدخل عليه إلاَّ أَنَّ وَرَّاقَهُ أَدْخَلَ عَلَيْهِ مَا لَيْسَ من حديثه ـــــــــــــ ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه وكانوا يحذرونه من ذلك فلا يرى: ضعيف 62 - سلام أبو المنذر: (الْبَزَّارُ) لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد إلاَّ سلام ـــــــــــــــــــ صدوق لا يهم 63 - سلم بن جنادة: (الْبَزَّارُ) لَا نَعْرِفُ أَحَدًا تَابَعَ سَلْمَ بْنَ جنادة ـــــــــــــــــــ ثقة ربما خالف على هذا 64 - سهل بن جماز: (البزار) تفرد به سهل 65 - سهيل بن أبي حازم: (البزار) لا يتابع على حديثه ـــــــــــــــــــ ضعيف 66 - سيف بن محمد: ضعيف جدًا لضعف سيف ـــــــــــــــــــ كذبوه 67 - شريك النخعي: (البزار) تفرد به شريك ـــــــــــــــــــ صدوق يخطئ كثيرًا 68 - صالح بن أبي الأخضر: ضعيف (البزار) تفرد به صالح ـــــــــــــــــــ ضعيف يعتبر به 69 - صالح بن رستم، أبو عامر الخزاز: فيه ضعف ـــــــــــــــــــ صدوق كثير الخطأ
70 - صالح المري: (البزار والطبراني) لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إِلَّا صَالِحٌ ـــــــــــــــــــ ضعيف 71 - صَالِحُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ: خالفه ليث بن أبي سليم وآخرون ـــــــــــــــــــ متروك 72 - الصقر بن عبد الرحمن، أبو بهز، ربيب مالك: أوهى منهما (¬1) ـــــــــــــــــــ[قال ابن أبي شيبة كان يضع الحديث] 73 - الضحاك: لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه 74 - الضحاك بن حمزة: قال إسحاق -أي ابن راهوية- ثقة في الحديث ــــــــــــــــ[قال الدارقطني: كان يضع الحديث] 75 - الضحاك بن نبراس: ضعيف الحفظ ـــــــــــــــــــ لين الحديث 76 - طلحة بن زيد: متروك ـــــــــــــــــــ متروك 77 - طلحة بن عمرو: ضعيف، ضعيف وقد خالف في سنده ومتنه ـــــــــــــــــــ متروك 78 - طلحة بن عمرو المكي: تفرد به وفيه ضعف ـــــــــــــــــــ متروك 79 - عاصم بن هلال: مختلف فيه ـــــــــــــــــــ فيه لين ¬
80 - عايذ بن نسير: ضعيف ـــــــــــــــــ[ضعفه يحيى مرة، وقال أخرى: لا بأس به ولكنه روى أحاديث مناكير] 81 - عباد بن كثير: تفرد به، وهر واه، وآثار الوضع لائحة عليه ـــــــــــــــــــ متروك 82 - عبد الأعلى بن أبي المساور: واهِ ـــــــــــــــــــ متروك 83 - عبد الرحمن بن أبي ليلى: عبد الرحمن يصغر عن ذلك- أي إدراك عمر- ـــــــــــــــ ثقة من الثانية اختلف في سماعه من عمر 84 - عبد الرحمن الأصبهاني: (البزار) لم يسمع هذا مرة إنما أخبر به عنه 85 - عبد الرحمن بن أنعم الأفريقي: (البزار) حدث بمناكير عن مجاهيل ـــــــــــــــــــ ضعيف في حفظه 86 - عبد الرحيم بن زيد العمي: ضعيف جدًا ـــــــــــــــــــ متروك 87 - عبد العزيز بن عبيد الله: تَبَيَّنَ بِرِوَايَةِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ تَقْصِيرُ عَبْدِ العزيز ـــــــــــــــــــ ضعيف 88 - عبد الله بن أبي شيبة: (الدارقطني) أخطأ فيه ـــــــــــــــــــ ثقة حافظ 89 - عبد الله بن جعفر المديني: ضعيف ـــــــــــــــــــ ضعيف
90 - عبد الله بن راشد، مولى عثمان: (البزار) مجهول 91 - عبد الله بن سعيد المقبري: ضعيف جدًا ـــــــــــــــــــ متروك 92 - عبد الله بن عامر الأسلمي: ضعيف ـــــــــــــــــــ ضعيف 93 - عبد الله بن لهيعة: هَكَذَا قَصُرَ ابْنُ لَهِيعَةَ فِي إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ، هذا من منكرات ابن لهيعة ـــــــــــ صدوق خلط بعد احتراق كتبه 94 - عبد الواحد بن زيد: (البزار) ليس بالقوي ـــــــــــــــــــ[قال يحيى ليس بشيء، وقال البخاري: تركوه] 95 - عبيد الله بن عمرو القيسي: ليس بالحافظ، لا سيما إذا خالف الثقات 96 - عبيد الله بن الوليد: ضعيف جدًا ـــــــــــــــــــ ضعيف 97 - عثمان بن أبي شيبة: (الدارقطني) أخطأ فيه ـــــــــــــــــــ ثقة حافظ له أوهام 98 - عطاء، عن عتاب بن أسيد: منقطع ـــــــــــــــــــ عطاء ثقة كثير الإرسال 99 - عطاء بن عجلان: (البخاري) منكر الحديث ـــــــــــــــــــ متروك
100 - عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ: لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عنه ـــــــــــــــــــ عطاء صدوق يهم كثيرًا ويرسل 101 - عكرمة بن إبراهيم الأزدي: (البزار) لم يرفعه غير عكرمة ـــــــــــــــــــ[قال يحيى: ليس بشيء] 102 - العلاء بن ثعلبة: مجهول، قاله أبو حاتم ـــــــــــــــــــ[مجهول] 103 - العلاء بن المسيب: اختلف فيه على العلاء ـــــــــــــــــــ العلاء ثقة ربما وهم 104 - علي بن ثابت الجزري: متروك، ورماه ابن حبان بالوضع ـــــــــــــــــــ صدوق ربما أخطأ 105 - علي بن زيد: سيِّىء الحفظ ـــــــــــــــــــ ضعيف 106 - عمارة بن راشد -من أهل دمشق-: (البزار) تفرد به ـــــــــــــــــــ[روى عنه جماعة ومحله الصدق] 107 - عمر بن الوليد السني: فيه مقال ـــــــــــــــــــ[ذكره ابن شاهين في الثقات] 108 - عمرو بن الحصين: ضعيف، ضعيف جدًا، متروك. ـــــــــــــــــــ متروك قال ابن عدي: تفرد به عمرو بن الحصين، وهو مظلم الحديث، ووهاه أبو زرعة وتركه أبو حاتم وكذبه الخطيب
109 - عمرو بن حمزة القيسي، أبو أسيد: (ابن خزيمة) لا أعرفه بعدالة ولا جرح [قال الدارقطني وغيره: ضعيف] 110 - عمرو بن خالد: واه ـــــــــــــــــــ متروك 111 - عمرو بن غياث: (الْبَزَّارُ) لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إلاَّ عَمْرٌو وهو كوفي ضعيف ــــــــــ[قال أبو حاتم والبخاري: منكر الحديث] 112 - عمير بن إسحاق: يكتب حديثه ـــــــــــــــــــ مقبول 113 - عون بن عبد الله بن عتبة: لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـــــــــــــــــــ ثقة عابد من الرابعة 114 - عيسى بن سوادة: (البيهقي) مجهول ـــــــــــــــــــ[قال ابن معين: كذاب] 115 - فائد بن عبد الرحمن: (أحمد) لم يرض حديثه، وكان عنده متروك الحديث ـــــــــــــــــــ متروك اتهموه 116 - فائد أبو الورقاء: ضعيف ـــــــــــــــــــ متروك اتهموه 117 - فرج بن فضالة: ضعيف ـــــــــــــــــــ ضعيف
118 - فليح: (البزار) لانعلم أحدًا تابع فليحًا ـــــــــــــــــــ صدوق كثير الخطأ 119 - فليح بن عبد الله: (البزار) لا نعلمه روى فليح عن أبي هريرة غير هذا 120 - فهد بن عوف، مولى بني عامر: تفرد به، قال الفلاس: متروك ـــــــــــــــــــ[قال ابن المديني: كذاب] 121 - القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، عن جده: منقطع ـــــــــــــــــــ ثقة من كبار الثالثة 122 - قبيصة: (البزار) أحسب أن قبيصة أخطأ في لفظ ... ولم يتابع على هذا 123 - قتادة عن أبي الأسود: فيه انقطاع ـــــــــــــــــــ قتادة رأس الطبقة الرابعة 124 - قران بن تمام: ضعيف ـــــــــــــــــــ صدوق ربما أخطأ 125 - القرضي: ما عرفته 126 - قيس بن الأحنف: ما عرفت من هو؟ 127 - كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف: ضعيف، ضعيف جدًا ـــــــــــــــــــ ضعيف، أفرط مَن نسبه للكذب
128 - الكوثر بن حكيم: متروك ــــــــــــــ[قال أبوزرعة: ضعيف. وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال الدارقطني: متروك] 129 - ليث بن أبي سليم: ضعيف، إسناد واه من أجل ليث ـــــــــــــــــــ صدوق اختلط جدًا ضعيف لسوء حفظه واختلاطه، واهي الحفظ، ـــــــــــــــــــ ولم يتميز حديثه مع ضعف ليث ـــــــــــــــــــ فترك 130 - مجالد: ضعيف، تفرد به وفيه ضعف ـــــــــــــــــــ ليس بالقوي 131 - محمد بن إبراهيم التيمي: لم يسمع سعد بن أبي وقاص ـــــــــــــــــــ ثقة له أفراد 132 - محمد بن إبراهيم الشامي: ضعيف جدًا ـــــــــــــــــــ منكر الحديث 133 - محمد أبو إبراهيم المدني: ضعيف 134 - محمد بن أبي حميدة ضعيف (البزار) عنده أحاديث لا يتابع عليها ـــــــــــــــــــ ضعيف 135 - محمد بن إسحاق: دلسه -يعني حديثًا- تدليس التسوية ـــــــــــــــــــ صدوق يدلس 136 - محمد بن جابر: ضعيف ـــــــــــــــــــ صدوق صناعة كتبه فساء حفظه وخلط كثيرًا
137 - محمد بن الحسن بن زبالة: ضعيف جدًا ـــــــــــــــــــ كذبوه 138 - محمد بن الحسن المخزومي: (البزار) منكر الحديث ـــــــــــــــــــ كذبوه 139 - محمد بن خازم أبو معاوية: (عمرو الناقد) لم أسمع أحدًا رفعه غير أبي معاوية ــــــــ ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره 140 - محمد بن خالد الطحان: أخطأ فيه، إنما هو يزيد الرقاشي لا قتادة ـــــــــــــــــــ محمد ضعيف 141 - محمد بن السائب الكلبي: متروك بمرة، متروك ـــــــــــــــــــ متهم بالكذب 142 - محمد بن سيرين: إِسْنَادٌ حَسَنٌ إِنْ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ سَمِعَ ابن عباس ـــــــــــــــــــ من الثالثة 143 - محمد بن صبيح بن السماك: فيه ضعف ــــــــــــــــــ[قال ابن حبان: مستقيم الحديث، وقال الدارقطني: لا بأس به] 144 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى: سيِّىء الحفظ، والاضطراب فيه منه ـــــــــــــــــ صدوق سيِّئ الحفظ جدًا 145 - محمد بن عبيد الله العرزمي: ضعيف جدًا ــــــــــــــــــ متروك 146 - محمد بن عثمان الجمحي: (ابن عدي) تفرد به عن هشام -يعني ابن عروة- ـــــــــــــــــــ ضعيف
147 - محمد بن علي أبو جعفر الباقر: لم يسمع من علي ـــــــــــــــــــ ثقة من الرابعة 148 - محمد بن عمر الواقدي: متروك، ضعيف جدًا ـــــــــــــــــــ متروك 149 - مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: لَمْ يَسْمَعْ النبي - صلى الله عليه وسلم - ـــــــــــــــــــ له رؤية وليس له سماع إلاَّ من الصحابة 150 - محمد بن الفضل بن عطية: ضعيف ـــــــــــــــــــ كذبوه 151 - مرة: (البزار) لانعلم رواه عن ابن مسعود غير مرة ـــــــــــــــــــ ثقة من الثانية 152 - مسلم بن إبراهيم: (البزار) لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ شُعْبَةَ إلَّا مُسْلِمُ ـــــــــــــــــــ ثقة من صغار التاسعة 153 - معاوية بن يحيى الصدفي: ضعيف ـــــــــــــــــــ ضعيف 154 - منصور بن أبي الأسود: (البزار) لَا أَدْرِي سَمِعَ مِنَ عَطَاءٍ بَعْدَ اخْتِلَاطِهِ أو قبل ـــــــــــــــــــ صدوق 155 - مكحول: عن أبي الدرداء: منقطع، وعن حذيفة ـــــــــــــــــــ ثقة كثير الإرسال من الخامسة منقطع، وعن أبي هريرة: منقطع 156 - معمر بن أبي حيية: وثقه ابن معين ـــــــــــــــــــ ثقة
157 - مندل: ضعيف ـــــــــــــــــــ ضعيف 158 - منصور بن صفير: (البزار) تفرد به ـــــــــــــــــــ ضعيف 159 - منير بن الزبير: ضعيف ـــــــــــــــــــ ضعيف 160 - موسى بن عبيدة: ضعيف ـــــــــــــــــــ ضعيف 161 - ميسرة بن عبد ربه: موضوع اختلقه ميسرة بن عبد ربه، ــــــ[قال أبو حاتم: كان يفتعل الحديث، وقال أبو داود: أقر بوضع الحديث] فقبحه الله فيما افترى، معروف بالوضع 162 - ميمون الأعور، أبو حمزة: ضعيف ـــــــــــــــــــ ضعيف 163 - نافع أبو هرمز: متروك ـــــــــــــــــــ[كذبه ابن معين، وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث] 164 - نافع الأعمى: أبو داود السبيعي: هو نافع وقيل نفيع الأعمى، ـــــــــــــــــــ تروك كذبه قتادة، وهو ضعيف جدًا 165 - النضر بن حميد: (البزار) لم يكن قويًا ـــــــــــــــــــ[قال أبو حاتم والبخاري: منكر الحديث]
166 - النضر بن شميل: الزيادة من مثل النضر مع حفظه مقبولة ـــــــــــــــــــ ثقة ثبت 167 - هشام: انفرد به هشام عن هشام -يعني ابن عروة- وهو شيخ شيخه 168 - الوازع بن نافع العقيلي: ضعيف جدًا واه [قال النسائي: متروك، وقال البخاري: منكر الحديث] 169 - الوليد بن محمد: متروك ـــــــــــــــــــ متروك 170 - وهب بن عبد الرحمن، أبو البختري القرشي: المعروف بالكذب ووضع الحديث، ــــــــــــ[قال أحمد: كان يضع الحديث، وقال يحيى: كان يكذب] وهذا الحديث مما افتراه 171 - يحيى بن العلاء: ضعيف جدًا ـــــــــــــــــــ رمي بالوضع 172 - يحيى بن هاشم: ضعيف جدًا 173 - يزيد بن جعدة: هو ابن عياض، متروك ـــــــــــــــــــ كذبه مالك وغيره 174 - يزيد الرقاشي: ضعيف، خالف فيه مع ضعفه ـــــــــــــــــــ ضعيف 175 - يزيد بن عطاء: (البزار) لم يسنده إلاَّ يزيد ـــــــــــــــــــ لين الحديث
176 - يوسف بن خالد السمتي: متروك، ضعيف جدًا ـــــــــــــــــــ تركوه، وكذبه ابن معين 177 - يوسف بن عطية: ضعيف ـــــــــــــــــــ متروك 178 - أبو أسماء: صَحِيحَةٌ إِنْ كَانَ أَبُو أَسْمَاءَ سَمِعَ مِنْ أبي بكر رضي الله عنه ــــــــــــــ أبو أسماء من الثالثة 179 - أبو أمامة بن سهل بن حنيف: له رؤية ورواية ــــــــــــــــ معدود في الصحابة له رؤية ولم يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- 180 - أبو بكر بن عبد الله بن محمد: (البزار) هذا عندي ابن أبي سبرة ـــــــــــــــــــ رموه بالوضع وهو لين الحديث. قُلْتُ: وَقَدْ ظَنَّ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ أَنَّهُ غَيْرُهُ فأخرج هذا الحديث في المختارة 181 - أبو حمزة: ضعيف 182 - أبو سورة: ضعيف، تالف ـــــــــــــــــــ ضعيف 183 - أبو عبد الرحمن الحبلي: تابعي بلا ريب ـــــــــــــــــــ ثقة من الثالثة
المطلب الرابع مصادر المؤلف في الكتاب
184 - أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود: اختلف في سماعه من أبيه ـــــــــــــــــــ ثقة من كبار الثالثة، والراجح أنه لا يصح سماعه من أبيه 185 - أبو عبيدة الناجي: فيه مقال ـــــــــــــــــــ[واه] 186 - أبو معشر: ضعيف، فيه ضعف ـــــــــــــــــــ ضعيف 187 - أبو هارون -وهو العبدي-: ضعيف ـــــــــــــــــــ متروك وفيهم من كذبه 188 - ابن ساباط الأحول: ليس له صحبة ـــــــــــــــــــ ثقة كثير الإرسال من الثالثة 189 - يزيد الرقاشي عن امرأة من قومه: لم أعرف حالها 190 - ابنة أبي الدرداء: (البزار) ما نعرفها المطلب الرابع مصادر المؤلف في الكتاب تقدَّم أن أصل مادة كتاب (المطالب) هي الأحاديث الزوائد في عشرة مسانيد، ألا أن الحافظ لم يقتصر عليها، كعادة المصنفين المتأخرين، فاحتاج أن يورد فيه من غيرها، إما على سبيل التخريج، أو التعليق، أو الاستشهاد، أو غيرها من الأغراض، بل لم يكتف بذلك حتى جعل بعضها أصلًا في بابه، كما سيأتي إيضاح ذلك في فقرة (ج) الآتية، أما البوصيرى -رحمه الله- فقد
نهج هذا النهج، إلاَّ أنه -كما أسلفت قريبًا- أكثر من الحافظ في ذلك، ولذا جاءت مصادره ضعف ما في المطالب مرتين أو ثلاثًا (¬1)، وأما الهيثمي فهو أقل الثلاثة، وغالب ما نقله إنما هو في الكلام على الرواة (¬2)، وفي أكثر الأحيان لا يسنده إلى مصدر، وعلى هذا فهو أكثرهم التزامًا بشرطه بأن لا يورد في كتابه إلاَّ زوائد المعاجم الثلاثة، والمسانيد الثلاثة على الكتب الستة، بل لا يورد من غيرها أحاديث في الأصول إلاَّ في شبه النادر، أو لا يكاد يوجد. وقبل أن أبدأ بذكر مصادر الحافظ أود أن أشير إلى أمرين: 1 - الأصل أن أكتفي بذكر المصادر الواردة في القسم الذي حققته -كما في عنوان المبحث-، إلاَّ أنني رأيت الحكم لا يكون قريبًا من الحقيقة، والتصوير مبتورًا حينئذِ، فعزمت أن أستوفي مصادره من كل الكتاب، سيما وأنني أثناء قراءتي الكتاب للإحصاء شدني إليه لما فيه من الأحاديث والأبواب والتعليقات، وفيها عدد كثير من المصادر، ومن ثم استعنت باللهِ وكررت راجعًا إليه مرة ثانية، إلاَّ أن هذه الجولة كانت مع نسخة (عم) - إلاَّ في مواطن النقص فأعتمد (مح) - كما شجعني أيضًا أني سأستخرج الرواة الذين أورد فيهم جرحًا أو تعديلًا. 2 - تسهيلًا على الباحث جعلت الإحالة على مكانها في لوحات (مح) إلاَّ في القسم الذي حققته فالإحالة إلى رقم الحديث، وإذا تكرر ذكر المصدر -في غير القسم المحقق- أكثر من ثلاث مرات فإني أكتفي بالإشارة لبعضها: واليك الآن هذه المصادر مرتبة حسب طبقة أصحابها: ¬
1 - "السيرة" (¬1) لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن يسار، المتوفي سنة (150 هـ). 2 - "الموطأ" (¬2) للإمام مالك بن أنس، الإمام المشهور، -رحمه الله-، المتوفي سنة (179 هـ). 3 - "السنن" (¬3) لموسى بن طارق اليماني، أبو قرة الزبيدي، المتوفي سنة (203 هـ). 4 - "الآثار" (¬4) للإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، المتوفى سنة (204هـ). 5 - "المصنف" (¬5) لأبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، المتوفى سنة (211هـ). 6 - "العلل" (¬6) لعلي بن عبد الله المديني، أبو الحسن البصري، المتوفى سنة (234 هـ). 7 - "المغازي" (¬7) لمحمد بن عائذ، أبو عبد الله القرشي، الدمشقي، المتوفى سنة (234 هـ). 8 - "المصنف" (¬8) لأبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، المتوفى سنة (235 هـ). ¬
9 - 11 - "المسند" (¬1) و"الزهد" (¬2)، و "العلل" (¬3) للإمام أحمد بن حنبل الشيباني، البغدادي، المتوفى سنة (241هـ). 12 - حرملة بن يحيى المصري، المتوفي سنة (243 هـ)، ولعله في زياداته على كتاب "السُّنَن" للإمام الشافعي (¬4). 13 - "السنن" (¬5)، لعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، المتوفى سنة (255 هـ)، وسماه في الأولى مسندًا. 14 - 16 - "الصحيح" (¬6)، و "التاريخ الكبير" (¬7)، و "الأدب المفرد" (¬8) للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، المتوفى سنة (256 هـ). 17 - "جزء الحسن بن عَرَفة العَبْدي" (¬9)، المتوفَّى سنة (257 هـ). 18 - "الزهريات" (¬10) لمحمد بن يحيى، أبو عبد الله الذهلي، المتوفَّي سنة (258 هـ)، وسماه في الأولى "علل حديث الزهري". ¬
19 - "الصحيح" (¬1) للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري، المتوفى سنة (264 هـ). 20 - "الفوائد" (¬2) لإسماعيل بن عبد الله، العبدي، أبو بشر الأصبهاني، الملقب بـ (سموية)، المتوفَّى سنة (267 هـ). 21و 22 - "السنن" (¬3)، و "المراسيل" (¬4) للإمام سليمان بن الأشعث، أبو داود السجستاني، المتوفَّى سنة (275 هـ). 23و 24 - "السنن" (¬5)، و "الشمائل" (¬6) للإمام محمد بن عيسى، أبو عيسى الترمذي، المتوفى سنة (275 هـ). 25 - "السنن" (¬7) للإمام محمد بن يزيد القزويني، أبو عبد الله ابن ماجه، المتوفى سنة (275 هـ). 26 - "كتاب الصحابة" (¬8) لسعيد بن يعقوب الأصبهاني (من طبقة الجماعة). 27 - بقَيُّ بن مَخْلَد، المتوفى سنة (276 هـ)، لعله في مسنده (¬9). 28 - يعقوب بن سفيان الفسوي، المتوفَّى سنة (277 هـ)، لم يوضح ¬
المصدر، فإما أن يكون في مشيخته أو تاريخه (¬1). 29 - "التاريخ" (¬2) لأحمد بن زهير، أبو بكر بن أبي خيثمة، النسائي، المتوفَّى سنة (279هـ). 30 - "المسند" (¬3) لعلي بن عبد العزيز، أبو الحسن البغوي، المتوفى سنة (286 هـ). 31 - "الأشربة" (¬4) لأحمد بن عمرو البصري، المعروف بابن أبي عاصم، المتوفى سنة (287هـ). 32 - زيادات معاذ بن المثنى العنبري، المتوفى سنة (288 هـ)، على مسند مُسَدِّد (¬5). 33 - زيادات عبد الله بن أحمد بن حنبل، المتوفى سنة (290 هـ)، على كتاب "الزهد" لأحمد (¬6) والمسند. 34 - "المسند" (¬7) لأحمد بن عمرو بن عبد الخالق، البزار، المتوفى سنة (292هـ). 35 - "لمسند" (¬8) لمحمد بن عبد الله الحضرمي، الملقب بـ (مطين)، المتوفى سنة (297 هـ). ¬
36 - "كتاب الصحابة" (¬1) لمحمد بن سعد، أبو منصور الباوردي، المتوفى سنة (301 هـ). 37 - 39 - "السنن المجتبى" (¬2)، و "السنن الكبرى" (¬3)، و "عمل اليوم والليلة" (¬4) للإمام أحمد بن شعيب، أبو عبد الرحمن النسائي، المتوفى سنة (303 هـ). 40 - "المسند" (¬5) للحسن بن سفيان النسائي، المتوفى سنة (302 هـ). 41 - "المسند" (¬6) لمحمد بن هارون، أبو بكر الروياني، المتوفى سنة (307 هـ). 42 - الإمام محمد بن جرير الطبري، المتوفى سنة (310 هـ)، لم يوضح المصدر (¬7). 43 - "الصحيح" (¬8) للإمام أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، المتوفى سنة (311 هـ). 44 - "البعث" (¬9) لأبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستانى، المتوفى سنة (316 هـ). ¬
45 و 46 - "المعجم" (¬1)، و "الجعديات" (¬2) لعبد الله بن محمد، أبو القاسم البغوي، المتوفى سنة (317 هـ). 47 - "التفسير" (¬3) للإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم، أبو محمد الرازي، المتوفى سنة (327 هـ). 48 - "المسند" (¬4) للهيثم بن كليب الشاشي، المتوفى سنة (335 هـ). 49 - "تاريخ مصر" (¬5) لعبد الرحمن بن أحمد، أبوسعيد بن يونس الصدفي، المتوفَّى سنة (347 هـ). 50 - "معجم الصحابة" (¬6) لأبي الحسين عبد الباقي بن قانع، البغدادي، المتوفى سنة (351هـ). 51 - "كتاب الصحابة" (¬7) لسعيد بن عثمان، أبو علي بن السكن البغدادي، المتوفى سنة (353هـ). 52 - "أخبار مكة" (¬8) للفاكهي عبد الله بن محمد المكي، المتوفى سنة (353 هـ). ¬
53 - "الصحيح" (¬1) للإمام أبي حاتم محمد بن حبان، السجستاني، المتوفى سنة (354 هـ). 54 - 56 - "المعجم الكبير" (¬2)، و "المعجم الأوسط" (¬3)، و "الدعاء" (¬4) للإمام أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، المتوفى سنة (360 هـ). 57 - "عمل اليوم والليلة" (¬5) لأحمد بن محمد بن إسحاق أبو بكر بن السني، المتوفى سنة (364هـ). 58 - "الكامل في ضعفاء الرجال" (¬6) للإمام أبي أحمد عبد الله بن عدي، الجرجاني، المتوفى سنة (365هـ). 59 - زيادات أبي بكر محمد بن إبراهيم الأصبهاني المقرئ، المتوفى سنة (381 هـ) (¬7). 60 - 62 - "السنن" (¬8)، و "غرائب مالك" (¬9)، و "العلل" (¬10)، للإمام على بن عمر، أبو الحسن الدارقطني، المتوفى سنة (385 هـ). ¬
63 - "التفسير الكبير" (¬1) لأبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان، المعروف بابن شاهين، المتوفَّى سنة (385هـ). 64 - "معرفة الصحابة" (¬2) للإمام أبي عبد الله، محمد بن إسحاق ابن منده الأصبهاني، المتوفَّى سنة (395هـ). 65 - 67 - "المستدرك" (¬3)، و "الكنى" (¬4)، و "تاريخ نيسابور" (¬5) للإمام أبي عبد الله، محمد بن عبد الله، الحاكم النيسابوري، المتوفَّى سنة (405هـ). 68 - "الفوائد" (¬6) لتمام بن محمد بن عبد الله، الرازي، المتوفَّى سنة (414 هـ). 69 - 71 - "الحلية" (¬7)، و"معرفة الصحابة" (¬8)، و"صفة الجنة" (¬9) للإمام أبي نعيم، أحمد بن عبد الله الأصبهاني، المتوفَّى سنة (430هـ). 72 و 73 - "السنن الكبرى" (¬10)، و "دلائل النبوة" (¬11) للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، المتوفَّى سنة (458 هـ). ¬
74 - الإمام أبو بكر أحمد بن علي، الخطيب البغدادي، المتوفَّى سنة (463 هـ)، لم يعين المصدر (¬1). 75 - "الجمع بين الصحيحين" (¬2) لمحمد بن أبي نصر، أبو عبد الله الحميدي الأندلسى، المتوفَّى سنة (488 هـ)، لم يعين المصدر، لكن يظهر أنه (الجمع بين الصحيحين". 76 - "التفسير" (¬3) للإمام ابن مردويه، وهناك اثنان، الجد والحفيد، ولم يظهر لي من المقصود منهما. 77 - "الموضوعات" (¬4) للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، المتوفَّى سنة (597 هـ). 78 - "المختارة" (¬5) للحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد، الضياء المقدسي، المتوفَّى سنة (643 هـ). 79و 80 - "الإصابة" (¬6)، وجزء "من بني لله مسجدًا" (¬7) للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، المتوفَّى سنة (852 هـ). صاحب كتابنا هذا (¬8). * * * ¬
المطلب الخامس الصناعة الحديثية في الكتاب
بعد هذه القائمة الكبيرة من المصادر الأصيلة التي حلى بها الحافظ كتابه (المطالب)، يحق لنا أن نقول بأنه صنفه وسط هذه الموسوعة، آخذًا في اعتباره مواطن الاتفاق والاختلاف معها، يصرح بذلك تارة، ويلمح أخرى، ويسكت أحيانًا لوضوح المقصود، تفننا منه، وإبداعًا في البناء، ومع هذا وافته المنية وهو غير راض عن هذا المصنف مع عشرات من مصنفاته، لأن همته العالية أبت أن تقنع بمثل ذلك، وفيها (التقريب) و (الدرر) (¬1)، فكيف لو عاش في زمننا وشاهد الفضلات، تثقل كواهل المكتبات، قد جثمت على رؤوس الأمهات؟ ماذا سيفعل لو رأى المتطفلين على ساح العلماء، قد ركبوا موجة التعالم؟ المطلب الخامس الصناعة الحديثية في الكتاب وسيكون الحديث في هذا المطلب من خلال الجزئيات الآتية: 1 - طريقته في سياق الأسانيد، مع المقارنة بغيره: لا تختلف طريقة ابن حجر عن طريقة البوصيري في أن كلًا منهما يسوق الحديث بإسناده كاملًا إذا كان من أحد المسانيد العشرة، وقد يكتفي بسياق بعضه ثم يحيل على إسناد سابق، أو لاحق (¬2)، وقد يكون الحديث عنده بإسنادين، من مسند أو أكثر، ويلتقيان في أثناء الإسناد، فيسوقهما إليه، ثم يوحد سياقهما (¬3). وقد يكرر سياق الأسانيد وذلك كي يظهر جوانب نقص أو اختلاف بينهما (¬4). ¬
وهذا المنهج ليس بدعًا من ابن حجر والبوصيري -رحمهما الله- بل هو الذي سار عليه جماهير المحدثين خلفًا عن سلف، في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها، وفيه يظهر جانب الاختصار وعدم التكرار والحق أن ذكر الأسانيد من أعظم الميزات التي امتاز بها كتابا (المطالب) و (الإتحاف) حيث حفظا لنا المطلوب من أصول كتب أصبح بعضها مفقودًا أو في حكم المفقود. 2 - طريقته في سياق المتون مع المقارنة بغيره: مشى الثلاثة -أعني الحافظ والهيثمي والبوصيري- أيضًا على ما مشى عليه السابقون من الاختصار في ذكر المتون، فيذكرون السند ثم يحيلون على متن سابق مثل قولهم (فذكره، بنحوه، بمعناه، بلفظه ... إلخ)، وقد يقطعون المتن بين الأبواب، وربما يكتفون بالشاهد من اللفظ، وأحيانًا بالإشارة للمتن فقط فتجدهم مثلًا يقولون: فيه حديث فلان تقدم في باب كذا، أو يأتي في باب كذا، ونظرًا لشهرة هذا المنهج، فقد كان غنيًا عن التنبيه، وهو واقع ملموس في أعمالهم، مع أن الوصيري ذكر شيئًا من ذلك في مقدمته (¬1)، وصرحوا به جميعًا في ثنايا كتبهم، فقد قال الحافظ في ل (142): هَذَا طَرَفٌ مِنْ حَدِيثٍ سَاقَهُ بِطُولِهِ، وَفَرَّقْتُهُ في أبوابه. وقال في ل (152): أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ بِأَتَمَّ مِنْ هَذَا السِّيَاقِ، وَقَدْ توخيت ما زاد عليه. وقال في ل (167): وَقَدْ سَبَقَ طَرَفٌ مِنْهُ فِي الصَّوْمِ، وَطَرَفٌ منه في النكاح (¬2). 3 - ذكره للمتابعات والشواهد، مع المقارنة بغيره: يعتبر الحافظ في هذه الناحية أقل من البوصيري، وأكثر من الهيثمي، ففي حين بلغت الأحاديث التي خدمها الحافظ بذلك نحو العشر -بحسب القسم ¬
المحقق-، فقد أربت على الثلث عند البوصيري وعند الهيثمي لم تجاوز عدة أحاديث (¬1)، ويبرز ذكر الشواهد والمتابعات عندهم فيما يلي: (أ) جمع طرق الحديث من الكتب التي استخرجوا زوائدها في مكان واحد. (ب) سياق طرق أخرى من مصادر أخرى. (ج) الإشارة إلى شواهد وردت في الكتب المستخرج زوائدها. (د) ذكر أو الإشارة إلى شواهد من مصادر أخرى. ولعل قلة عناية الهيثمي -رحمه الله- بها، راجع إلى أسباب أهمها: - ضخامة المادة التي جمعها، خاصة إذا عرفنا أنه استقاها من ستة مصادر فقط، ولعله يعتبر أكبر موسوعة لأحاديث الأحكام في العصور المتأخرة. - اهتمامه بالحكم على الأسانيد. - عدم ذكر الأسانيد، وهذا ظاهر في عدم العناية بالمتابعات خاصة. 4 - بيانه لدرجة الأحاديث وتنبيهه على الأحاديث الموضوعة، مع المقارنة بغيره: وهو في هذا المجال أقل الثلاثة، مع كون الأحاديث التي بين درجتها أو أشار إلى ذلك بلغت أقل من الربع (¬2) قليلًا، إلاَّ أن البوصيري قد تجاوزت عنده النصف (¬3)، أما الهيثمي فلا يكاد يترك الحديث بلا حكم إلاَّ في جملة يسيرة، لكن ابن حجر يمتاز عنهما بالتحرير ودقة الأحكام، وفي المثل (سكت ¬
دهرًا ونطق عبرًا) فكلامه رحمه الله برد الأكباد، وحين يتصدى للحكم على أثر أو قول تتناثر الدرر تحت قلمه، ولذا قلت أوهامه في هذا الكتاب وغيره، بل إنه لم يصبر عن كتابي صاحبيه حتى وشاهما بتلك التعليقات المفيدة، والتي غلب عليها جانب النقد، وقد نقل البوصيري عنه بعض الأحكام، صرح بالنقل عنه أحيانًا وأحيانًا لا يصرح (¬1). كما امتاز عنهما بتفننه في الأحكام، وإيجاز ألفاظها، فمرة يحكم على الإسناد ويعلل ذلك (¬2)، ومرة بدون تعليل (¬3)، وأحيانًا يحكم على الرواة (¬4) وأحيانًا يحكم على المتن (¬5)، وقد يبهم العلة (¬6)، وهذا كله منه تصريح بالحكم، وفي بعض الأحيان يلمح إليه (¬7)، وفي حالات قليلة ينقل الحكم عن غيره (¬8). 5 - بيانه للتفرد في السند أو المتن مع المقارنة بغيره: وهذا من أقل ما رأيته في تعليقات الحافظ في المطالب (¬9)، ولربما كان هو والهيثمي -والذي لم أرَ له شيئًا من ذلك- اكتفيا بالحكم على الإسناد أو المتن، كما يعتذر للهيثمي بما سبق وهو كثرة الأحاديث التي جمعها، أما البوصيري وهو وإن كان في الجملة أكثر منهما إلاَّ أن ما عنده يعتبر قليل (¬10). ¬
6 - بيانه لأحوال الرواة توثيقًا وتجريحًا، مع المقارنة بغيره: جاء الكلام في الرواة عندهم على ثلاثة ألوان، فإما أن يصرحوا بوصفهم، وهذا على لونين: - أن يوثقوا أو يجرحوا، عموم رواة الإسناد، مثل: رجاله ثقات (¬1)، أو لأشخاص بخصوصهم مثل: فلان ضعيف، أو مجهول ونحو ذلك (¬2). - أن يوثقوا أو يجرحوا ضمنيًا، كأن يحكم على الإسناد بأنه صحيح (¬3)، أو ضعيف جدًا أو واه (¬4)، أو حسن (¬5)، لأن كل وصف له من الرواة ما يناسبه، فلا يمكن أن يكون في الإسناد ضعيف أو متروك، ثم يحكم عليه بأنه صحيح، وهلم جرا. - أن يلمحوا إلى حال الرواة كان يشير بأن غيره ممن هو أوثق منه قد خالفه (¬6)، أو أنه شاذ (¬7)، ونحو ذلك. وبالجملة فالحافظ يعتبر أقل الثلاثة كلامًا في الرواة، إذ تبلغ نسبة الأحاديث التي تكلم على رواتها نحو العشر، بينما بلغت عند البوصيري ما يقارب النصف، في حين أن الهيثمي نادرًا ما يهمل الحديث من الكلام عن رواته، وهذه ميزة تذكر له رحمه الله، وإياهم وجميع موتى المسلمين، لكن كما أسلفت في العنصر الرابع -الماضي آنفًا- وإن قل كلامه، فهو يمتاز بالتحرير ¬
والإتقان الذي لا يوجد إلاَّ عند أمثال الذهبي -رحمه الله-، فهو البلسم الشافعي، ولذا كثرت الأوهام عند صاحبيه، بينما لا تكاد تذكر عنده، ولا أنسى أن أشير أنهم قد ينقلون هذا الكلام عن غيرهم، والبوصيري يتميز عنهما بأنه يبين سبب الحكم العام أو الخاص. 7 - بيانه للأسماء والنسب والأنساب والكنى والألقاب وغير ذلك مما يميز الراوي عن غيره، مع المقارنة: هذا الأمر مع قلته في المطالب، فإن الحافظ أكثر عناية به منهما (¬1)، بل هو نادر عندهما، لا سيما الهيثمي الذي قلما يتعرض لذلك. 8 - بيانه لبعض ما يؤخذ من الأحكام: وهو نادر جدًا في المطالب (¬2)، وشبه معدوم في المجمع، والإتحاف (¬3) أكثر منهما وإن كان قليلًا، مع العلم أن الحافظ والبوصيري قد ينقلان ذلك عمن سبقهما، ويمكن أن يعتذر لهم في ذلك أن الكتاب ليس شرحًا، كما أن تراجم الأبواب تقوم مقام الاستنباط، خصوصًا في المطالب التي جاءت كثير من تراجمه أعجوية في الفقه ودقة النظر. * * * ¬
القسم الثاني تعريف بأصحاب المسانيد وبمسانيدهم
القسم الثاني تعريف بأصحاب المسانيد وبمسانيدهم ويشتمل على عشرة فصول: الفصل الأول: التعريف بالإمام مسدد وبمسنده. الفصل الثاني: التعريف بالإمام الطيالسي وبمسنده. الفصل الثالث: التعريف بالإمام أبي يعلى الموصلي وبمسنده. الفصل الرابع: التعريف بالإمام محمد ابن أبي عمر العدني وبمسنده. الفصل الخامس: التعريف بالإمام أحمد بن منيع وبمسنده. الفصل السادس: التعريف بالإمام الحارث بن محمد بن أبي أسامة وبمسنده. الفصل السابع: التعريف بالإمام الحميدي وبمسنده. الفصل الثامن: التعريف بالإمام إسحاق بن راهويه وبمسنده. الفصل التاسع: التعريف بالإمام ابن أبي شيبة. الفصل العاشر: التعريف بالإمام عبد بن حميد.
الفصل الأول التعريف بالإمام مسدد ومسنده
الفصل الأول التعريف بالإمام مسدد ومسنده وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: حياته: وفيه ستة مطالب: المطلب الأول: اسمه ونسبه ولقبه وكنيته. المطلب الثاني: مولده ونشأته. المطلب الثالث: طلبه للعلم. المطلب الرابع: شيوخه. المطلب الخامس: تلاميذه. المطلب السادس: وفاته. المبحث الثاني: مكانته العلمية: وفيه مطلبان: المطلب الأول: عقيدته المطلب الثاني: ثناء العلماء عليه.
المبحث الثالث: مسنده: وفيه ستة مطالب: المطلب الأول: وصفه ونسبته إليه. المطلب الثاني: مكانته بين المسانيد العشرة. المطلب الثالث: عدد أحاديثه في المطالب. المطلب الرابع: نسبة الثلاثيات فيه حسب ما جاء في المطالب. المطلب الخامس: نسبة الآثار فيه حسب ما جاء في المطالب. المطلب السادس: نسبة الصحيح منه حسب ما جاء في المطالب.
المبحث الأول حياة الإمام مسدد
المبحث الأول (¬1) حياة الإمام مسدد (¬2) وتشمل ما يلي: المطلب الأول اسمه ونسبه ولقبه وكنيته هو مُسَدَّد- بضم الميم، وفتح السين وتشديد الدال- بن مسرهد (¬3) بن ¬
مسربل بن مستورد الأسدي، البصري. وزاد البخاري (مغربل بن مرعبل) بعد مسربل، ولم يذكر مستورد، أما مسلم فزاد الثاني فقط، والباقي كالبخاري. غير أن منصور الخالدي جاء بسياق عجيب في نسبه فقد قال العجلي -رحمه الله- ثنا الوليد، ثنا أبو علي منصور بن عبد الله الخالدي، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل بن أرندل بن عرندل بن ماسك بن مستورد الأسدي ... قال الذهبي بعد سياقه لهذا النسب في هذا الإسناد: هذا سياق عجيب منكر في نسب مسدد، أظنه مفتعلًا، ومنصور ليس بمعتمد، وفي التذكرة قال عنه: تالف، وقال أيضًا فيها: وقد وضع في نسبه بعض الكذابين عدة آباء، وقال في تاريخ الإسلام: فأما ما ذكر الخالدي من نسبة مسدد ... فلا يعتمد عليه لأن الخالدي غير ثقة. وقال ابن ماكولا: ولم يكن الخالدي من الأثبات. ونقل الحافظ عن منصور الخالدي هذه النسبة، غير أنه زاد (مرعبل) بين (مغربل، وأرندل)، وأيضًا (سرندل) بين (أرندل وعرندل)، لكنه صدر نقله بقوله: وزعم منصور الخالدي أنه -ثم ساق النسبة وقال:- ولم يتابع عليه. وقال في لسان الميزان (¬1): منصور هذا قال أبو سعيد الإدريسي: كذاب لا يعتمد عليه. المهم أن نسبه -رحمه الله- صار مجالًا للزيادة والنقص والقلب، بل والدعابة والمزح، حتى قال أبو نعيم، الفضل بن دكين عن نسبه: لو كانت في هذه النسبة (بسم الله الرحمن الرحيم) كانت رقية من العقرب. وكان يحيى بن معين إذا ذكر نسب مسدد قال: هذه رقية عقرب، وقال ابن الأهدل في شرحه للبخاري: نسب مسدد إذا أضيف إليه (بسم الله الرحمن الرحيم) كانت رقية من ¬
المطلب الثاني مولده ونشأته
العقرب. وجاء في تاج العروس: قال شيخنا: صرح جماعة من شراح الصحيحين، وغيرهما من أرباب الطبقات بأن هذه الأسماء إذا كتبت، وعلقت على محموم، كانت من أنفع الرقى، وجربت، فكانت كذلك؟!! فمثل هذه النوادر -بل الهزل البارد- تُنزه عنه كتب العلم، فضلًا عن كتب حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحاحها، ولم أذكره هنا إلاَّ على سبيل القدح والفضح، وما كلام الأئمة السابق إلاَّ على سبيل الدعابة والمزح، أما أن تُجرب فيثبت نفعها، فهذا من ألاعيب الشيطان، أو أساطير اليونان، أو الاستدراج المخزي، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله. لقبه وكنيته: هو أبو الحسن. وذكر المسبحي في تاريخه أن اسمه عبد الملك بن عبد العزيز، ومسدد لقبه. غير أن الذي عليه الجمهور أن مسددًا اسمه، وهو من الأسماء النادرة الغريبة، ولكن يكفيه أنه اسم وافق مسماه، رحمه الله تعالى. المطلب الثاني مولده ونشأته قال الذهبي: ولد في حدود الخمسين ومائة، وقال في التذكرة: توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين -رحمه الله تعالى- وقد شاخ. وهذا يدل على أنه عاش نحو ثمان وسبعين سنة. ذكره ابن سعد في الطبقة الثامنة من طبقات أهل البصرة، وذكره الذهبي في المعين، في الطبقة الثامنة من رواة الأحاديث وهي طبقة ابن المديني وأحمد ونحوهما. ولم أقف على شيء من المعالم البارزة في نشأته، سوى أنه بكر بطلب العلم، وبدأ سماع الحديث وهو في سن البلوغ تقريبًا، مما كان سببًا في علو إسناده، وسيأتي تفصيل ذلك في المطلب التالي.
المطلب الثالث طلبه للعلم ورحلته لأجله
المطلب الثالث طلبه للعلم ورحلته لأجله بدأ مسدد -رحمه الله- سماع الحديث بعد أن جاوز العاشرة -كما يظهر- على عادة البصريين، إذ إنهم قبل العاشرة يعتنون بحفظ كتاب الله ومعرفة القراءة والكتابة وهذا هو الذي عليه جمهور السلف -رحمهم الله- إلاَّ أن أهل الكوفة يؤخرون السماع إلى بلوغ العشرين، وأهل الشام إلى بلوغ الثلاثين (¬1)، وعندي أن ما عليه أهل البصرة أولى وأفضل، وذلك لما فيه من اغتنام الأوقات، وعلو الإسناد، ولولا توفيق الله ثم ذلك لم نر كبار الأئمة يجلسون لسماع الحديث، وكتابة المصنفات ولما يبلغوا العشرين، ولعل هذا من أهم أسباب كثرة حفاظ البصرة وتميزهم عن غيرهم بقوة الحفظ وكثرة الإتقان، ولإيضاح ذلك خذ مثالين (¬2) لإمامين من أئمتهم، ومن الموافقات أنهما في طبقة واحدة، ومن أبرز شيوخ الإمام مسدد: 1 - قال أبو داود: ما أحد من المحدثين إلاَّ قد أخطأ، إلاَّ إسماعيل ابن علية، وبشر بن المفضل. 2 - قال الهيثم بن خالد: اجتمع حفاظ أهل البصرة، فقال أهل الكوفة لأهل البصرة: نحوا عنا إسماعيل -يعنون ابن علية- وهاتوا من شئتم. أما شعبة بن الحجاج فشهرته تغني عما سيسطره قلمي هنا، وستأتي ترجمته عند ح (2)، وأما تلميذه يحيى القطان -وهو شيخ مسدد- فقد قال فيه الإمام أحمد -وحسبك به-: حدثني يحيى القطان وما رأت عيناي مثله، ¬
وقال مرة: لا ترى عيناك مثله (¬1). وقال ابن حبان -رحمه الله-: كان من سادات أهل زمانه حفظًا وورعًا وعقلًا وفهمًا وفضلًا ودينًا وعلمًا، وهو الذي مهد لأهل العراق رسم الحديث، وأمعن في البحث عن النقل، وترك الضعفاء، ومنه تعلم علم الحديث أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وسائر شيوخنا. قلت: إن مسددًا بدأ سماع الحديث، حين قارب البلوغ أو كاد اعتمادًا على الاستنتاج، وذلك بناءً على ما تقدم أن أهل البصرة يبدؤون السماع بعد العاشرة، وأن أقدم شيخ له هو: سلام ابن أبي مطيع، البصري (ت 164 هـ) (¬2)، ثم نشط في السماع من كبار الأئمة وهو لا يزال في سن الشباب، حيث روى عن جماعة منهم من توفي في العقد الثامن من القرن الثاني، أمثال جويرية بن أسماء الضبعي (ت 173 هـ)، وحماد بن زيد (ت 179 هـ)، وسلام بن سليم، أبي الأحوص (ت 179 هـ)، وشريك النخعي (ت 177 هـ)، وعبد الواحد بن زياد (ت 176 هـ)، ومحمد بن جابر السحيمي (ت بعد 170 هـ)، ومهدي بن ميمون (ت 172 هـ)، وأبي عوانة الوضاح بن عبد الله (ت 175 هـ) وخصوصًا من هؤلاء الثاني والأخير فقد حمل عنهما الشيء الكثير. وكان من توفيق الله لهذا الإمام أن بلده -البصرة- من أبرز المراكز العلمية، وأكثرها دويًا بالحديث، وذلك لما فيها من معادن الحفظ. وسادة العلم، وزادها حركة وازدهاوًا وقوعها في منتصف الطريق للراحلين لطلب الحديث بين الحجاز ومصر والشام من جهة، وخراسان وبلاد الجزيرة من جهة ثانية، وكذلك قربها من عاصمة الخلافة الإسلامية آنذاك، بغداد، والتي كانت ¬
تعج بفحول العلماء، مما وفر في المنطقة مادة علمية ضخمة للطلب والمذاكرة. هذه الأسباب وغيرها جعلت إمامنا ينهمك في السماع من أعيان بلده، ولم أقف على نص يذكر رحلته لطلب العلم في البلاد الأخرى، ولعل ذلك راجع إلى ما أسلفته من ميزات بلده، خصوصًا إذا أضيف إلى ذلك ما نهجه الأئمة من أنه لا ينبغي أن يرحل طالب العلم قبل أن يستوعب أهل بلده، لا سيما مثل البصرة التي فيها من ليس له نظير في الدنيا في عصره، قال الخطيب -رحمه الله- (¬1): المقصود في الرحلة في الحديث أمران: أحدهما: تحصيل علو الإسناد، وقدم السماع. والثاني: لقاء الحفاظ، والمذاكرة لهم، والاستفادة عنهم، فإذا كان الأمران موجودين في بلد الطالب، ومعدومين في غيره فلا فائدة في الرحلة، والاقتصار على ما في البلد أولى ... وأما إذا كان الأمران اللذان ذكرناهما موجودين في بلد الطالب، وفي غيره، إلاَّ أن ما في كل واحد من البلدين يختص به، ... فالمستحب للطالب الرحلة لجمع الفائدتين من علو الإسنادين، وعلم الطائفتين، لكن بعد تحصيله حديث بلده وتمهره في المعرفة ... وإذا عزم الطالب على الرحلة فينبغي له أن لا يترك في بلده من الرواة أحدًا إلاَّ ويكتب عنه ما تيسر من الأحاديث وإن قلت. اهـ. لكن بتأمل أقاليم شيوخه، يمكن أن يخرج المرء بنتيجة وهي: إنه استفاد من المراكز المهمة، والقريبة من بلده مثل (الكوفة) وهي لا تبعد عن البصرة في كثرة أئمة المحدثين كما أن (واسط) -وتقع بينهما- كان لها من المنزلة ما جعل الكبار يضربون لها أكباد المطي آلاف الأميال. ¬
المطلب الرابع شيوخه
لقد بلغ مشايخه من أهل بلده نصف من روى عنهم، كما بلغ شيوخه الكوفيون، نحو الربع، أما أهل واسط واليمامة فكانوا العشر من ذلك، وحيث إن اليمامة تقع في وسط نجد، فيحتمل أنه مر بها في طريقه إلى الحج أو عودته كما يحتمل فيهم، وفي من غير من شيوخه أن يكون التقى بهم في موسم الحج، أو أنهم وردوا البصرة، فأخذ عنهم. المهم أنني لم أعرف له كبير رحلة، إلاَّ ما يحتمل في النواحي المجاورة لبلده، أو إلى الحج، والله أعلم. المطلب الرابع شيوخه تقدم قبل قليل أن مشايخ مسدد البصريون كان لهم النصيب الأوفر في روايته، كما كانت همّة هذا الإمام عالية فاعتنى بالكبار منهم، ولذا نجده قد نهل من معين القطان حتى خرج الري من أظفاره، وكاد مسنده يصير مسندًا للقطان بروايته، كيف لا، وقد بلغت أحاديثه عن القطان من مجموع أحاديثه الزوائد في المطالب نحو الثلث، مع أن الذي وصلت إليه من شيوخه بلغوا ثمانين إلاَّ واحدًا، وهذا ليس بغريب على من عرف قدر القطان، وقد تقدم شيء من ذلك قبل قليل. كما حمل عن غيره من الجهابذة، مثل: (أ) حماد بن زيد الأزدي، ويمكن أن أشير هنا إلى شيء من الثناء عليه، فقد قال ابن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة: -وذكر منهم- حماد بن زيد بالبصرة، وقال الثوري: رجل البصرة بعد شعبة، ذاك الأزرق -يعني حمادًا-، وقال ابن خراش: لم يخطئ حماد بن زيد في حديث قط، وقال أبو عاصم النبيل: مات حماد بن زيد يوم مات، ولا أعلم له في الإسلام
نظيرًا في هيئته ودله وسمته، وقال يزيد بن زريع أيضًا: مات اليوم سيد المسلمين. (ب) عبد الله بن داود الخريبي، وكان رحمه الله ثقة ناسكًا زاهدًا، روي عنه قوله: ما كذبت قط إلاَّ مرة واحدة، كان أبي قال لي: قرأت على المعلم، قلت: نعم. وما كنت قرأت عليه (¬1). لقد حاولت جمع شيوخه من مصادر ترجمته، وبعد أن قيدت كل من وقعت عليه وجدت أن هناك شيوخًا لم يذكروا، كعادة الأئمة في الاكتفاء بجملة من المشايخ، ولذا عزمت على استخراجهم من روايته، وبما أنه ليس بين أيدينا من مسنده إلاَّ ما أورده الحافظ هنا في (المطالب)، فقد استعنت بالله وقرأت الكتاب من أوله إلى آخره، معتمدًا على النسخة المحمودية فوجدت أكثر من الثلث زيادة عما جمعته سلفًا. وقبل أن أسرد أسماءهم، أود التنبيه إلى أمور: 1 - الأسماء المميزة بنجمة أمامها، هم من استخرجتهم من روايته في المطالب، وليس لهم ذكر في مصادر ترجمته. 2 - من لم يكن من شيوخه مذكورًا في التقريب، أشرت إلى مصدر لترجمته. 3 - الرقم الذي أمام الترجمة، هو عبارة عن عدد أحاديثه في المطالب. وإليك الآن سرد أسمائهم هجائيًا مع عدد أحاديثهم في المطالب -إن وجد-: * إبراهيم بن عيينة، الهلالي مولاهم الكوفي // 2 * أحمد بن منيع البغوي، نزيل بغداد // 1 ¬
- إسماعيل بن علية، الأسدي مولاهم، البصري // 25 * إسماعيل بن عياش، العنسي، الحمصي // 1 - أمية بن خالد، القيسي، البصري // 6 * أوس بن عبد الله، السلولي، البصري (¬1) // 1 - بشر بن المفضل، الرقاشي، البصري // 16 - الجراح بن مليح الرؤاسي، الكوفي // 1 - جعفر بن سليمان الضبعي، البصري // 2 - جويرية بن أسماء الضبعي، البصري - الحارث بن عبيد، الإيادي، البصري // 3 * حرب بن أبي العالية، البصري // 1 - حصين بن نمير الواسطي // 2 * حفص بن سليمان، الأسدي الكوفي // 1 * حفص بن غياث، النخعي، الكوفي // 17 * حماد بن أسامة القرشي، الكوفي// 1 - حماد بن زيد، الأزدي، البصري // 55 - حميد بن الأسود، أبو الأسود البصري // 1 * خاقان بن عبد الله بن الأهتم المنقري (¬2) // 1 - خالد بن الحارث، الهجيمي، البصري - خالد بن زياد، الزيات (¬3) // 1 - خالد بن عبد الله، الواسطي // 29 ¬
* خالد بن عمرو بن يحيى // 1 - درست بن زياد العنبري البصري // 2 - ربعي بن عبد الله بن الجارود، البصري - روح بن عبادة، القيسي، البصري * سعيد بن إياس، الجريري، البصري // 1 - سفيان بن عيينة، الهلالي، الكوفي، ثم المكي // 35 - سلام بن سليم، أبو الأحوص، الكوفي // 11 - سلام بن أبي مطيع، البصري // 4 * سليم بن أخضر، البصري // 2 * شريك بن عبد الله، النخعي، الكوفي // 2 - عباد بن عباد، المهلبي، البصري // 1 * عبد الرحمن بن مهدي، أبو سعيد البصري // 2 * عبد الرحيم بن سليمان، الكناني، نزيل الكوفة // 1 - عبد العزيز بن عبد الصمد، العمي، البصري // 1 - عبد العزيز بن المختار، البصري // 1 - عبد الله بن داود، الخريبي، البصري // 41 * عبد الله بن المبارك، المروزي // 3 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، اليمامي // 1 * عبد المؤمن بن عبيد الله، أبو عبيدة البصري // 1 - عبد الواحد بن زياد، العبدي مولاهم، البصري // 14 - عبد الوارث بن سعيد، التنوري، البصري // 21 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، البصري // 1 * عبيد الله بن موسى، العبسي، الكوفي // 3
* عطاف بن خالد، المخزومي، المدني // 4 * العلاء بن خالد، أبو شيبة البصري (¬1) // 1 * علي بن مسهر، القرشي، الكوفي // 1 - عمر بن عبيد، الطنافسي، الكوفي * عمر بن علي المقدمي، البصري // 1 * عون بن موسى، أبو روح، البصري (¬2) // 1 - عيسى بن يونس، السبيعي الكوفي // 35 - فضيل بن عياض، التميمي، المكي // 8 - قرآن بن تمام، الأسدي، الكوفي نزيل بغداد * قزعة بن سويد، الباهلي، البصري // 2 - محمد بن إبراهيم، الكناني، الكوفي (¬3) - محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري - محمد بن جابر، السحيمي، اليمامي، أصله من الكوفة // 8 - محمد بن خازم، الضرير، الكوفي، أبو معاية // 12 - محمد بن عبيد الطنافسي، الكوفي - مرثد بن عامر، الهنائي (¬4) - مرحوم بن عبد العزيز، العطار، البصري * مروان بن معاوية، الفزاري، الكوفي، نزيل مكة ودمشق // 1 * مسلمة بن علقمة، المازني، البصري // 2 ¬
المطلب الخامس تلاميذه
- مسلمة بن محمد، الثقفي، البصري - معاذ بن هشام، الدستوائي، البصري // 1 * معاوية (¬1) // 1 - معتمر بن. سليمان، التيمي، البصري // 43 - ملازم بن عمرو، الحنفي، اليمامي // 2 - مهدي بن ميمون، الأزدي، البصري - هشيم بن بشير، السلمي، الواسطي // 35 - الوضاح بن عبد الله، اليشكري، الواسطي // 35 - وكيع بن الجراح، الرؤاسي، الكوفي // 1 * وهب بن جرير، الأزدي، البصري // 1 - يحيى بن سعيد، القطان، البصري // 322 - يزيد بن زريع، أبو معاوية البصري // 13 - يوسف بن يعقوب، الماجشون، المدني // 1 - يونس بن القاسم، اليمامي * أبو عبد الله بن الأعرابي (¬2) // 1 المطلب الخامس تلاميذه ما إن تصدى هذا الإمام لإسماع الحديث حتى ازدحم الناس عليه، وهذه نتيجة معروفة، فمن أخذ عن الكبار، رُحِل إليه من الأقطار وساد بعلمه الأمصار، وعند الصباح يحمد القوم السرى. ¬
حقًا إن مثل هذا العلم الفذ لحقيق أن يصرف الجهابذة الغالي والنفيس من جهدهم ووقتهم لالتقاط الدرر التي جمعها في عشرات السنوات، وبعضها شبه نوادر، فيسمعونها منه في مجالس محدودة، وهكذا -تالله- فعلوا، فقد ملأ البخاري منه صحيحه الذي هو أصح كتاب في الدنيا بعد كتاب الله وضرب إليه أئمة عصره أكباد الإبل من كل الجهات، أمثال أبي زرعة وأبي حاتم الرازيين وأبي داود السجستاني ويعقوب بن شيبة البصري، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وأحمد بن عبد الله العجلي، ومحمد بن يحيى الذهلي النيسابوري، وغيرهم كثير. وبما أن المادة العلمية التي سجلها الأئمة عن حياة هذا الإمام قليلة، فقد كان المذكورون من تلاميذه لا يعطون صورة حقيقية في الكم، وإن كانوا يمثلون صورة الكيف، ولكي أكون قريبًا من الحقيقة، استمع للإمام العجلي وهو يقول في تاريخ الثقات (¬1): كان يملي علَى حتى أضجر، فيقول لي: يا أبا الحسن اكتب هذا الحديث فأكتبه، فيملي علي بعد ضجري خمسين، ستين حديثًا، فأتيته في رحلتي الثانية، فأصبت عليه زحامًا كثيرًا، فقلت: قد أخذت بحظي منك. اهـ. ولو أردنا أن نأخذ نماذج من هؤلاء التلاميذ لنعرف من يكونون، لأن في ذلك إشارة إلى مقام هذا الإمام ولو لم تكن هذه القاعدة مطردة، فهي أغلبية، لا سيما في مثل البخاري، ومثل أبي زرعة، والذي عرف عنه أنه لا يحدث إلاَّ عن ثقة- كما سيأتي عند ح (14) -. أما البخاري فجمهور المسلمين لا يجهلونه، بل شهرته مثل الأئمة الأربعة أو أشهر، وكذا أبو داود السجستاني صاحب السنن لا يبعد عنه. ¬
وأما أبو زرعة (¬1) الرازي، فهو: عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ، الإمام الحافظ الثبت المتوقد ذكاء، العلم النحرير، منقطع النظير، الورع الزاهد، وكان لا يحدث أهل البدع، قال أحمد: ما جاوز الجسر أحفظ من أبي زرعة، وقال إسحاق: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي فليس له أصل. وقال أبو حاتم: ما خلف بعده مثله، علمًا وفهمًا وصيانةً وحذقًا، وهذا ما لا يرتاب فيه، ولا أعلم من المشرق والمغرب من كان يفهم هذا الشأن مثله. وكان يشبه بأحمد، لا سيما في الجرح والتعديل، حيث يتسم كلامهما بالإنصاف والاعتدال، قال الذهبي: يعجبني كلام أبي زرعة في الجرح والتعديل، يبين عليه الورع والمخبرة، بخلاف رفيقه أبي حاتم، فإنه جراح. وإليك الآن سياق لأسمائهم هجائيًا: * إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نزيل دمشق. * أحمد بن عبد الله، العجلي، الكوفي ثم البصري. * إسماعيل بن إسحاق، القاضي. * الحسن بن أحمد، الكرماني، نزيل طرسوس. * حماد بن إسحاق، القاضي. * سليمان بن الأشعث، أبو داود السجستاني. * عبد الله بن محمد بن عثمان المزني. * عبيد الله بن عبد الكريم، أبو زرعة الرازي. * الفضل بن حباب، أبو خليفة، الجمحي. * محمد بن أحمد بن مدوية، البلخي. ¬
المطلب السادس وفاته
* محمد بن إدريس، أبو حاتم الرازي. * محمد بن إسماعيل، البخاري، إمام الدنيا. * محمد بن سعيد الدنداني، الطرسوسي. * محمد بن محمد بن خلاد، الباهلي، البصري. * محمد بن يحيى، الذهلي، النيسابوري. * معاذ بن المثنى، العنبري، البغدادي. * موسى بن سعيد، الدنداني، الطرسوسي. * يحيى بن محمد بن يحيى، الذهلي، النيسابوري. * يعقوب بن سفيان الفارسي، الفسوي. * يعقوب بن شيبة، السدوسي، البصري. * يوسف بن يعقوب، القاضي. .. وغيرهم. المطلب السادس وفاته توفي رحمه الله سنة ثمان وعشرين ومائتين، فيها أرخه البخاري، وابن سعد، والحضرمي، وأبو حاتم، والنسائي، وخليفة بن خياط، وابن حبان، وذكر هو وابن سعد أن ذلك في شهر رمضان، وقال ابن عساكر: مات أول يوم -ويقال الثالث عشر- من شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين. * * *
المبحث الثاني مكانته العلمية
المبحث الثاني مكانته العلمية ومدار الكلام في مكانته العلمية على محورين، هما: عقيدته، وثناء العلماء عليه: المطلب الأول عقيدته بعد التأمل في ترجمة هذا الإمام يخرج الباحث بنتائج، ومنها: أنه كان حسن الاعتقاد، مع أنه عاش في عصر قد كشفت البدع عن ساقها، وترعرعت شبهاتها، وفتنة القول بخلق القرآن في مقدمة الصفوف تفعل في العلماء فعل النار بالهشيم، بسبب تبني السلطة لنشرها، وإرغام العلماء على قبولها، فيخرج من كل ذلك سالمًا بتوفيق الله، كما فعل رحمه الله الأسباب لاجتثاث أي شبهة قد ترد عليه، وذلك بالاسترشاد بمن هو أمكن منه. ويمكن أن ينطلق حكمي على حسن عقيدته من أمرين: أحدهما: أن الإمام أحمد أشار على أبي زرعة بالكتابة عن مسدد -كما سيأتي في المحور الثاني-، وهما رحمهما الله معروف عنهما أنهما لا يحدثان عن أهل الباع ولا يأخذان عنهم، وأمثلة ذلك أكثر من أن تحصر، بل كانا
يتركان الرجل لأدنى ريبة، وما موقف الإمام أحمد من ابن المديني (¬1) لما أجاب إلى القول بخلق القرآن مكرهًا، وموقف (¬2) أبي زرعة وأبي حاتم من الإمام البخاري، لما كتب لهما الذهلي من نيسابور أنه يقول بخلق أفعال العباد، ومن ذلك قراءتنا للقرآن، ليست هذه المواقف عن الأذهان ببعيدة. كما أن أحمد كتب إلى مسدد أن يحدث أبا الحسن الميموني، وسيأتي ذلك في المطلب التالي. الثاني: ما رواه القاضي أبو يعلى بسنده عن أحمد بن محمد التميمي الزرندي، قال: لما أشكل على مسدد بن مسرهد بن مسربل أمر الفتنة، وما وقع الناس فيه من الاختلات في القدر، والرفض، والاعتزال، وخلق القرآن، والإرجاء، كتب إلى أحمد بن حنبل: اكتب إلى بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فلما ورد كتابه على أحمد بن محمد بكى، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون. يزعم هذا البصري أنه قد أنفق على العلم مالًا عظيمًا، وهو لا يهتدي إلى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم ...... - إلى أن قال في آخر رسالة طويلة- أحبوا أهل السنة على ما كان منهم، أماتنا الله وإياكم على السنة والجماعة ورزقنا الله وإياكم اتباع العلم، ووفقنا وإياكم لما يحب وبرضاه (¬3). ¬
المطلب الثاني ثناء العلماء عليه
المطلب الثاني ثناء العلماء عليه قال يحيى القطان: لو أتيت مسددًا فحدثته في بيته لكان يستأهل، وقال أبو زرعة: قال لي أحمد: مسدد صدوق، فما كتبت عنه فلا يعده علي، وقال أبو الحسن الميموني، سألت أبا عبد الله -يعني أحمد- الكتاب لي إلى مسدد، فكتب لي إليه، وقال: نعم الشيخ عافاه الله، وقال ابن معين: صدوق، وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي: قلت ليحيى بن معين: عن من أكتب بالبصرة؟ قال: اكتب عن مسدد، فإنه ثقة ثقة. وقال النسائي وأبو حاتم والعجلي: ثقة. وقال أبو عمرو بن حكيم: قال أبو حاتم الرازي في حديث مسدد عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنه-: كأنها الدنانير، ثم قال: كأنك تسمعها من النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وَقَالَ أَحْمَدُ بن يونس الرقي: قدمت العراق في طلب العلم فسرت إلى البصرة، ثم سرت إلى بغداد، ثم سرت إلى أبي نعيم بالكوفة، قال: فقال أبو نعيم ممن أنت؟ فقلت من أهل الرقة، قال لي: وفيم قدمت؟ قلت: قدمت إلى العراق في طلب العلم، فقال لي: وإلى أين سرت؟ قلت: إلى البصرة، قال: فمن محدث البصرة؟ قلت له: مسدد بن مسرهد. وقال ابن قانع: كان ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن ناصر الدين: كان حافظًا حجة من الأئمة المصنفين الأثبات. وقال الذهبي: الإمام الحافظ الحجة ... أحد أعلام الحديث ... ، كان من الأئمة الأثبات. وقال ابن العماد: كان مسدد أحد الحفاظ الثقات، وهو ممن انفرد به البخاري دون مسلم. قلت: ولذا لم يجد الحافظ بدًا من قوله: ثقة حافظ. * * *
المبحث الثالث مسنده
المبحث الثالث مسنده قبل أن أدخل في الكلام عن مسنده، أحب أن نعرف ما المراد بالمسند في اصطلاح المحدثين، ليكون ذلك مدخلًا وتمهيدًا لما سيأتي، فأقول: إن المسند -بضم الميم وفتح النون- هو: الكتاب الذي يجمع حديث كل صحابي على حدة، صحيحًا كان أم حسنًا أم ضعيفًا، مرتبين على حروف الهجاء في أسماء الصحابة، كما فعله غير واحد، أو على القبائل، أو السابقة للإسلام، أو الشرافة النسبية، أو غير ذلك (¬1). والتصنيف على المسانيد أحد أنواع التصنيف في السنة وهي كثيرة جدًا، ومنها الكبار مثل مسند أحمد وأبي يعلى وبقي بن مخلد القرطبي، ومنها الصغار، والتي بعضها في نحو جزء، مثل مسند الحميدي، وعبد بن حميد، وابن أبي أوفى، وغيرهم. أما مسند مسدد فهو بين هذه وتلك، من المسانيد المتوسطة الحجم، كما يوضح وصف الأئمة له فيما سيأتي ويدل لذلك نسبة زوائده بين هذه المسانيد الثمانية ويمكن أن نستدل بذلك على مقداره بالنسبة لها، ولو بشكل تقريبي. ¬
المطلب الأول وصفه ونسبته إليه
قال ابن عدي: يقال أنه أول من صنف المسند بالبصرة (¬1). وبعد هذا يمكن أن أنطلق إلى الكلام عن هذا المسند من خلال ستة مطالب، هي: المطلب الأول وصفه ونسبته إليه لا يتطرق الشك إلى نسبة هذا المسند لمسدد، فهو مشهور معروف، بل وأكثر من ذلك رواه الأئمة خلفًا عن سلف، وحررت شيئًا من ذلك عند مقدمة المطالب حين ساق الحافظ أسانيده لهذا المسند (¬2)، ونسبه له جماهير الأئمة في كتبهم، ومنهم على سبيل المثال: ابن عدي -كما تقدم آنفًا- والسلفي، وابن نقطة- كما عند إسناد المسند (¬3)، والذهبي، وصاحب كشف الظنون، وهدية العارفين، والكتاني، وغيرهم، وسأنقل شيئًا من أقوالهم. قال السلفي في ترجمة أحمد بن المظفر الواسطي (¬4): هو صاحب أبي محمد بن السقا، روى عنه مسند مسدد، وحدث عنه أبو نعيم الجماري، وكان عنده الأصل بخطه، والسماع عليه بخط مسعود بن ناصر السجزي الحافظ أضوأ من الشمس، وسماع أبي الحسن من أبي محمد صحيح محقق عند أصحابنا الواسطيين. اهـ. (بتصرف). وقال الذهبي: ووقع لي جزء من مسنده ... ولمسدد مسند في مجلد، ¬
المطلب الثاني مكانته بين المسانيد العشرة
رواه عنه معاذ بن المثنى، ومسند آخر صغير يرويه عنه أبو خليفه -وهو الفضل بن الحباب أحد تلاميذه-. وذكر في التذكرة والعبر أنه سمع بعضه (¬1). وقال الكتاني واصفًا مسنده: هو في مجلد لطيف، وله آخر قدره ثلاث مرات، وفيه كثير من الموقوف والمقطوع (¬2). فتحصل مما مضى الآتي: (أ) صحة نسبة المسند له، واشتهاره. (ب) أن له مسندين أحدهما صغير، والثاني قدره ثلاث مرات. (ج) كثرة الموقوفات والمقطوعات في المسند الكبير. المطلب الثاني مكانته بين المسانيد العشرة تقدم قريبًا أن هذا المسند يعتبر من المسانيد المتوسطة حجمًا، بالنسبة لمثل مسند أبي يعلى من جهة، ومسند الحميدي وعبد بن حميد وغيرها من المسانيد الصغار من جهة أخرى، وأنه من أوائل المسانيد تصنيفًا، بل قيل إنه أول مسند بالبصرة، كما أنه احتل الدرجة الثانية من حيث عدد الأحاديث من بين المسانيد العشرة، ولم يتقدمه إلاَّ مسند أبي يعلى، وأنه امتاز من بينها بكثرة الآثار عن الصحابة والتابعين وغالبها صحاح أو حسان، وسيأتي بيان نسبة الآثار وعددها بعد مطلبين إن شاء الله تعالى. ¬
المطلب الثالث عدد أحاديثه في كتاب المطالب
المطلب الثالث عدد أحاديثه في كتاب المطالب بلغت أحاديثه وآثاره في عموم الكتاب نحو تسعمائة حديث، بل هي عشرون وتسعمائة حديثًا (920)، منها ستة وستون (66) في القسم الذي حققته -أي كتاب الطهارة- من بين مجموع مائتين وتسعة وعشرين (229)، ومعنى ذلك أنها تزيد على ربع هذا العدد، بل هي سبعاه على وجه التحديد، هذا مع العلم أنها عشرة مسانيد، وقد مضت البيانات التفصيلية في الفهرس العام الذي وضعته للكتاب، وستعرف قريبًا في المطلب الخامس كمية الآثار من هذا العدد المذكور آنفًا، والله أعلم. المطلب الرابع نسبة الثلاثيات فيه بحسب ما ورد من أحاديثه في الجزء الثاني المقصود بالثلاثيات هي: الأحاديث التي يتكون إسنادها من ثلاثة رواة، بين المصنف وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولهذا أمثلة متعددة مثل: ثلاثيات أحمد، والبخاري، والترمذي، وغيرهم (¬1). والذي وقعت عليه من الثلاثيات عنده ثلاثة أحاديث فقط وهي رقم: 57، 80، 105، بيد أن الأول أشك في حاله بسبب الجهالة بمن رفع الحديث والراوي عنه، فلا يدرى الأول أصحابي هو أو لا؟ وهذه في الحقيقة نسبة ليست كبيرة إذا ما قورنت بالثلاثيات عند غيره، ولعل عنايته بالآثار- كما ستراه في العنصر الآتي- كان سببًا في قلتها، وربما لم يكن العلو في الإسناد مطلبًا ملحًا في ذلك الوقت، لقرب العهد به - صلى الله عليه وسلم -. ¬
المطلب الخامس نسبة الآثار فيه بحسب ما جاء في المطالب
المطلب الخامس نسبة الآثار فيه بحسب ما جاء في المطالب وأعني بالآثار: ما جاء عن الصحابة والتابعين أو من دونهم، من أقوالهم أو أفعالهم (¬1)، وعلى هذا فقد بلغت الآثار أربعًا وخمسين (54) أي ما يزيد عن أربعة أخماس ما أسنده من الأحاديث والآثار. إن هذه النسبة الكبيرة لتؤكد لك ما كررته أكثر من مرة، وهي عناية هذا الإمام بالآثار مما يجعله من حيث المتون أشبه بالمصنفات منه بالمسندات، وهذه ميزة مهمة تذكر له بين المسانيد الأخرى، ويزيد ذلك أهمية أن الضعيف فيها قليل أو نادر، كما ستعرفه في المطلب التالي. المطلب السادس نسبة الصحيح فيه بحسب ما جاء في المطالب وأقصد بالصحيح ما كان عليه غالب الأقدمين، وهو قسيم الضعيف، أي أنه يدخل فيه الصحيح بقسميه، والحسن بقسميه، وذلك أنه يجمعها أصل الاحتجاج بها وقبولها (¬2). وقد بلغت الأحاديث الصحيحة من مجموع روايته في القسم الذي حققته أربعة وأربعين حديثًا، أي ثلثي العدد الكلي وهذه نسبة لا بأس بها في مثل المسانيد ما عدا مسند أحمد -رحمه الله-، واجتماع هؤلاء الأئمة الكبار لمسدد أمثال ابن عيينة والقطان وحماد بن زيد، ربما كان ذا أثر بالغ في هذا الشأن، مما جعله ينتقي الأحاديث ويصطفي الآثار، والله أعلم. * * * ¬
الفصل الثاني التعريف بالطيالسي ومسنده
الفصل الثاني التعريف بالطيالسي ومسنده وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: حياته: وفيه خمسة مطالب: المطلب الأول: اسمه ونسبه ونسبته وكنيته. المطلب الثاني: مولده ونشأته وطلبه للعلم. المطلب الثالث: شيوخه. المطلب الرابع: تلاميذه. المطلب الخامس: وفاته. المبحث الثاني: مكانته العلمية: وفيه مطلبان: المطلب الأول: عقيدته. المطلب الثاني: منزلته بين العلماء. المبحث الثالث: مسنده.
المبحث الأول حياة الإمام الطيالسي
المبحث الأول (¬1) حياة الإمام الطيالسي (¬2) المطلب الأول اسمه، ونسبه، ونسبته، وكنيته هو: أبو داود سليمان بن داود بن الجارود، الطيالسي الزبيري (¬3)، مولاهم، البصري. ¬
المطلب الثاني مولده، ونشأته وطلبه العلم
وهو بنسبته أشهر من اسمه وكنيته، بل هذه الكنية إذا أطلقت في كتب الحديث فالمقصود بها غالبًا سليمان بن الأشعث السجستاني صاحب السنن. المطلب الثاني مولده، ونشأته وطلبه العلم وُلد -رحمه الله- سنة ثلاث وثلاثين ومائة، ولم أعرف مكان ولادته وهذا يكثر في تراجم العلماء، لأن الإنسان قبل أن يبرز بشيء من الأسباب لا يكون محل اهتمام المؤرخين. بكر رحمه الله بطلب الحديث فأخذ عن بعض كبار مشاهير عصره ولم يبلغ العشرين من عمره، حيث روى عن ابن عون، وهشام الدستوائي، وأكثر عن الأخير ثم رحل إلى الكوفة وبغداد، والمدينة، ولقي الكبار وأخذ عنهم، وجدّ في جمع الحديث واجتهد، حتى ساد أهل عصره في كثرة الرواية، قال عن نفسه. بأنه كتب عن ألف شيخ. فكيف إذا علمت أنه كتب عن أحد مشايخه وهو شعبة بن الحجاج سبعة آلاف حديث، بل روى عن عثمان البري اثنا عشر ألف حديث، ولذا حق له أن يحدث في رحلته إلى خراسان -والتي جعلها لنشر الحديث- بمائة ألف حديث من حفظه. المطلب الثالث أهم شيوخه وإليك الآن سرد ما وصلت إليه من شيوخه (¬1): - أبان بن يزيد العطار. ¬
- إبراهيم بن سعد إبراهيم. * إسحاق بن سعيد. - إسرائيل بن يونس. - إسماعيل بن خليفة. * إسماعيل بن عياش. * الأسود بن شيبان. - أشرس من أهل الري. - الأشعث بن سعد. - أيمن بن نابل. - بسطام بن مسلم. * بكار الليثي. - ثابت بن يزيد أبو زيد. - الجراح بن مليح. - جرير بن حازم. - جرير بن عبد الحميد. * جسر بن فرقد. - جعفر بن سليمان الضبعي. - جعفر بن عثمان القرشي. - جويرية بن أسماء بن مخارق. - حبيب بن يزيد. * الحجاج بن حسن العنبسي.
- حرب بن شداد. - حرب بن أبي العالية. - حريث بن السائب. * الحسن بن أبي جعفر الجفري. - حماد بن الجعد. - حماد بن أبي جعفر الجفري. - حماد بن زيد. - حماد بن سلمة. - حماد بن نجيح الإسكاف. - حماد بن يحيى الأبح. - حميد بن أبي مهران الخياط. - حوشب بن عقيل الجرمي. - خارجة بن مصعب بن خارجة. - خالد بن دينار أو خالدة. - خليفة بن غالب الليثي. - داود بن أبي الفرات. - داود بن قيس الفراء. - رباح بن أبي معروف. - الربيع بن حبيب. - الربيع بن صبيح السعدي. - الربيع بن مسلم الجمحي.
- زائدة بن قدامة. - زمعة بن صالح الجندي. - زهير بن محمد. - زهير بن معاوية. - سالم بن دينار، أو ابن رشد. - السري بن يحيى بن إياس. - سعيد بن حسان المخزومي. - سعيد بن سنان البرجمي. - سعيد بن عبد الرحمن الرقاشي. - سعيد بن عقبة الليثي. - سفيان بن سعيد الثوري. - سفيان بن عيينة. - السكن بن مغيرة الأموي. - سلام بن سليم. - سلام بن زرير العطار. - سليم بن حيان الهدبي. - سليمان بن أرقم البصري. - سليمان بن سفيان التميمي. - سليمان بن قرم بن معاذ. - سليمان بن المغيرة القيسي. - سهل بن أسلم العدوي. - سهل بن أبي الصلت.
- سوادة بن أبي الأسود. - سوار بن ميمون. * سلام الطويل. - شريك بن عبد الله النخعي. - شعبة بن الحجاج. - شعيب بن صفوان. - شيبان بن عبد الرحمن النحوي. - صالح بن أبي الأخضر. - صخر بن جويرية. - صدقة بن موسى الدقيقي. - الصلت بن دينار. - طالب بن حبيب الأنصاري. - طلحة بن عمرو الحضرمي. - عامر بن عمرو العدوي. - عباد بن راشد التميمي. - عباد بن منصور. - عبادة بن مسلم الفزاري. * عبد الحميد الهلالي. - عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة. - عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. - عبد الرحمن بن أبي الزناد. - عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي. * عبد العزيز بن أبي رواد.
- عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون. - عبد العزيز بن المختار الأنصاري. - عبد الله بن بجير التميمي. - عبد الله بن بديل بن ورقاء. - عبد الله بن حسان التميمي. - عبد الله بن عثمان البصري. - عبد الله بن عون. - عبد الله بن المبارك. * عبد الله بن نافع. - عبد الملك بن ميسرة. - عبد الواحد بن زيد القاضي. * عبيد الله العمري. - عمارة بن مهران. - عمران القطان. - عمرو بن ثابت بن هرمز. - عيسى بن عبد الرحمن السلمي. * عيسى بن ميمون المكي. - فليح بن سليمان الخزاعي. - القاسم بن الفضل. - قرة بن خالد. - قيس بن الربيع. - مالك بن أنس. * مبارك بن فضالة.
* المثنى بن سعيد. - محمد بن أبان الغنوي. - محمد بن إبراهيم بن مسلم. - محمد بن ثابت بن أسلم البناني. - محمد بن أبي حميد الأنصاري. - محمد بن دينار الأزدي. - محمد بن طلحة بن مصرف. - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. - محمد بن مسلم بن أبي الوضاح. - مطرف بن معقل السعدي. - معروف بن خربوذ. - المغيرة بن مسلم القسملي. - مهدي بن ميمون الأنصاري. - هشام بن أبي عبد الله الدستوائي. * هشيم بن بشير. - همام بن يحيى. - الهيثم بن رافع. - ورقاء بن عمر. - وضاح بن عبد الله اليشكري. * يمان بن المغيرة. - أبو بكر الهذلي. * أبو عاصم المدني. - أبو عامر الخزاز.
المطلب الرابع تلاميذه
* أبو عمرو الخزاز. * أبو معشر. إن إمامًا يروي عن أمثال هؤلاء الجبال في مثل هذه الكثرة -مع العلم أن هؤلاء بعضهم- لا يستغرب أن يحتل مثل هذه المكانة السامية، والدرجة العالية في هذا العصر الذي لا يبرز فيه إلاَّ جهابذة الأئمة. المطلب الرابع تلاميذه وسأكتفي أيضًا بالترجمة لثلاثة منهم، ثم أسرد أسماءهم هجائيًا (¬1): 1 - أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، الإمام الرباني والصديق الثاني، حبر السنة في عصره بلا منازع، تأتي ترجمته رحمه الله عند بداية مقدمة الحافظ لكتاب المطالب. 2 - محمد بن بشار، العبدي، البصري، الملقب (بندار)، تأتي ترجمته رحمه الله عند ح (38). 3 - يونس بن حبيب العجلي، مولاهم، أبو بشر الأصبهاني، صاحب أبي داود، وراوي مسنده، تأتي ترجمته عند إسناد الحافظ لمسند الطيالسي في مقدمة المطالب. وإليك الآن سرد أسمائهم إجماليًا: - إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الحلبي. - أحمد بن إبراهيم الدورقي. - أحمد بن عصام بن الفرات. ¬
- أحمد بن محمد بن حنبل. - إسحاق بن منصور الكوسج. - بشار بن سمير بن بشار العجلي. - بكار بن قتيبة بن أسد. - جرير بن عبد الحميد. - جعفر بن مكرم الدقاق. - حجاج بن الشاعر. - حماد بن الحسن الوراق. - خليفة بن خياط. - زياد بن يحيى بن زياد. - زيد بن أخزم. - زيد بن يزيد الثقفي. - سلمة بن شبيب النيسابوري. - سليمان بن داود القزاز. - سليمان بن عبد الله الغيلاني. - سهل بن صالح الأنطاكي. - سوار بن عبد الله. - عامر بن إبراهيم الأصبهاني. - عباد بن الوليد الغبري. - عباس بن عبد العظيم العنبري. - عباس بن محمد الدوري. - عبد الرحمن بن الحكم بن بشير. - عبد الله بن الحكم القطواني.
- عبد الله بن عبد المؤمن الأرحبي. - عبد الله بن عمران الأصبهاني. - عثمان بن أبي شيبة. - علي بن المديني. - عمرو بن علي الفلاس. - محمد بن إبراهيم الخزاعي. - محمد بن أسد الأصبهاني -وهو آخرهم موتًا-. - محمد بن بشار (بندار). - محمد بن بكار الزبيري. - محمد بن أبي بكر المقدمي. - محمد بن حفص القطان. - محمد بن حميد بن جرير. - محمد بن حميد بن حبان التميمي. - محمد بن رافع القشيري. - محمد بن سعد (صاحب الطبقات)، - محمد بن علي المروزي. - محمد بن علي الرقي. - محمد بن فراس الضبعي. - محمد بن المثنى العنزي. - محمد بن المنهال التميمي. - محمد بن موسى الحشري. - محمد بن يحيى الذهلي. - محمد بن يزيد بن عبد الملك.
المطلب الخامس وفاته
- محمد بن يونس القرشي. - محمود بن غيلان. - مؤمل بن إهاب العجلي. - النعمان بن عبد السلام. - نعيم بن حماد الخزاعي. - هارون بن سليمان. - يحيى بن حكيم المقومي. - يحيى بن موسى الحداني. - يحيى بن النضر الأصبهاني. - يعقوب الدورقي. - يونس بن حبيب الأصبهاني. - أبو سلمة التبوذكي. - أبو مسعود الرازي. وأخيرًا، فمثل هذه القطوف الدانية، والثمرات اليانعة لتعطي صورة مصغرة عن قدر شيوخهم -غالبًا- فإن الكبار لا يعولون في الجملة إلاَّ على الكبار، ولا يرحلون إلاَّ لمن هو أهل لذلك. المطلب الخامس وفاته توفي رحمه الله في أوائل سنة أربع ومائتين في صفر، أو ربيع الأول، وقد جاوز السبعين، فقيل كان ابن إحدى وسبعين، وقيل اثنتين وسبعين، وقد وهم محمد بن يونس القرشي حين قال: مات سنة أربع عشرة ومائتين، ولذا قال الخطيب: هذا القول خطأ لا شك فيه. * * *
المبحث الثاني مكانته العلمية
المبحث الثاني مكانته العلمية المطلب الأول عقيدته كان أبو داود رحمه الله حسن الاعتقاد، من أهل السنة والجماعة، حيث لم يجرح في عقيدته، بل قال هو وابن عيينة -رحمهما الله-: حدثنا زائدة، وكان لا يحدث قدريًا ولا صاحب بدعة (¬1). فدل ذلك على أنه لو لم يكن حسن الاعتقاد ما حدثه زائدة وهذه من الأمور التي اختص بها زائدة رحمه الله مع عدد من الأئمة كأحمد وغيره. المطلب الثاني منزلته بين العلماء سبق في نشأته وطلبه العلم أنه اجتهد ونشط في جمع الحديث حتى بلغ فيه درجة الحافظ، وهي درجة لا يبلغها إلاَّ النوادر، ولا غرو في ذلك، فقد قال يونس بن حبيب العجلي: قدم علينا أبو داود وأملى علينا من حفظه مائة ألف حديث. أخطأ في سبعين موضعًا، فلما رجع إلى البصرة كتب إلينا بأني أخطات في سبعين موضعأ فأصلحوه. ¬
قلت: هذا يدل على قوة حفظه حيث أدرك هذا الخطأ القليل في هذا الجم الغفير، وعلى تواضعه وصلاحه حيث رجع إلى الحق ولم يتماد في الزلل. ويقول رحمه الله عن نفسه: أسرد ثلاثين ألف حديث ولا فخر، وفي صدري اثنا عشر ألفًا لعثمان البري ما سألني عنها أحد من أهل البصرة، فخرجت إلى أصبهان فبثثتها فيهم. وقال ابن المديني: ما رأيت أحفظ من أبي داود. وقال بندار: ما بكيت على أحد من المحدثين ما بكيت على أبي داود، قيل له: كيف؟ قال: لِما كان من حفظه، ومعرفته، وحسن مذاكرته، وقال الفلاس: ما رأيت في المحدثين أحفظ من أبي داود. قال الذهبي معقبًا على ذلك: قلت: قال هذا وقد صحب يحيى القطان وابن مهدي، ورافق ابن المديني. وقال وكيع: أبو داود جبل العلم، وقال أيضًا: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود، فذكر ذلك لأبي داود فقال: قل له: ولا قصير. وهذا الإمام قد توارد الجماهير على ثقته وإتقانه، وإمامته وجلالته، وجملة ما تكلم فيه فليس بقادح، ويمكن إيجاز ما قيل فيه في ثلاثة أمور: 1 - وقوع الخطأ في حديثه: ذكر إبراهيم الجوهري أنه أخطأ في ألف حديث، وقال أبو حاتم: كان كثير الخطأ. أما قول الجوهري فقد قال عنه الذهبي: هذا قاله إبرهيم على سبيل المبالغة، ولو أخطأ في سبع هذا لضعفوه. وأما قول أبي حاتم ففيه نظر، لأنه جعل أبا داود أحفظ من أبي أحمد
الزبيري، وأبو أحمد ثقة ثبت (¬1) عند الأئمة، فلعله قال تلك المقالة قبل أن يسبر عدد ما روى أبو داود، ثم لما تبين له كثرة حديثه عرف أن هذا القدر من الخطأ لا يمثل نسبة معتبرة للقدح. وعلى كل حال فإن ما أخطأ فيه أبو داود -وهو نحو سبعين حديثًا- كان سببه اعتماده على الحفظ (¬2)، وقد احتمل الأئمة منه ذلك كما احتملوا من غيره، قال أبو داود السجستاني: ما أحد من المحدثين إلاَّ قد أخطأ، إلاَّ إسماعيل ابن علية وبشر بن المفضل (¬3). قال أحمد بن الفرات: ما رأيت أحدًا أكثر في شعبة من أبي داود، وسألت أحمد عنه فقال: ثقة صدوق، قلت: إنه يخطئ، قال: يحتمل له. 2 - عدم إخراج البخاري لحديثه: وهذا لا يحط من قدر هذا الإمام، وليس بغريب من البخاري مثل هذا، لأن لديه بعض الاعتبارات التي تبين سبب ذلك، مثل علو الإسناد، والاختصار، وغير ذلك، ولذا ذكر الذهبي أن البخاري سمع عدة من أقران أبي داود فما احتاج إليه. ولإيضاح الصورة أكثر خذ هذين المثالين: (أ) هل ما رواه البخاري عن الإمام أحمد في صحيحه يتناسب مع جلالة هذا الجهبذ وسعة روايته، مع أنه ملأ صحيحه من الرواية عن أقرانه الذين هم أقل قدرًا منه كابن المديني ومسدد وغيرهما. (ب) بل أهم من المثال الأول، الإمام الشافعي -رحمه الله- لم يخرج ¬
له البخاري، حتى ولا مسلم في صحيحيهما، فماذا عسى أن يصنع هذا في جلالة هذا الإمام التي استفاضت واشتهرت للأمة إلى يومنا هذا، ولمزيد من الِإيضاح انظر ما قاله الخطيب رحمه الله عن ذلك (¬1) ففيه الدواء الشافي، والله المستعان. 3 - وصفه بالتدليس: وأصل ذلك قول لابن المنهال وعلى تقدير اعتباره فقد احتمل الأئمة تدليسه كما احتملوا لغيره من الأئمة كالزهري وغيره، ولذا ذكره الحافظ في المرتبة الثانية (¬2). وأختم هذا البحث بقول لابن عدي رحمه الله حيث قال: وأبو داود الطيالسي له حديث كثير عن شعبة وعن غيره من شيوخه، وكان في أيامه أحفظ من بالبصرة، مقدم على أقرانه لحفظه ومعرفته، وما أدري لأي معنى قال فيه ابن المنهال ما قال، فهو كما قال عمرو بن علي: ثقة، فإذا جاوزت في أصحاب شعبة معاذ بن معاذ وخالد بن الحارث ويحيى القطان وغندر، فأبو داود خامسهم، وقد حدث بأصبهان كما حكى عنه بندار أحدًا وأربعين ألف حديث ابتداءً، وإنما أراد به من حفظه، وله أحاديث يرفعها وليس بعجب ممن يحدث بأربعين ألف حديث من حفظه أن يخطئ في أحاديث منها، يرفع أحاديث لا يرفعها غيره، ويوصل أحاديث، يرسلها غيره، وإنما أتي ذلك من حفظه، وما ينجو من ذلك حفظه، وما أبو داود عندي وعند غيري إلاَّ متيقظ ثبت. اهـ. * * * ¬
المبحث الثالث مسنده
المبحث الثالث مسنده تقدَّم معنى المسند والمراد به عند مسند مسدد، وبين يديك الآن وصف إجمالي لمسند أبي داود رحمه الله، وأهم ما خدم به: (أ) وصفه: يعتبر هذا المسند من مشاهير كتب السنة، نظرًا لجلالة صاحبه وعلو إسناده، وكثرة الصحابة المذكورين فيه، إلاَّ أنه مع ذلك يعد من المسانيد المتوسطة فليس مثل مسند أحمد، وبقي بن مخلد، وابن أبي عاصم (¬1)، وغيرها من المسانيد الكبيرة، ولا مثل منتخب عبد بن حميد أو مسند الحميدي. وتبلغ أحاديثه بالمكرر (2767) (¬2). لكن مما ينبغي أن يعلم أن هذا المسند ليس من تأليف أبي داود نفسه، بل ذكر الأئمة أن الذي صنفه هو تلميذه يونس بن حبيب (¬3) -المذكور قبل قليل-، وقيل بل جمعه ليونس أبو مسعود الرازي (¬4). ¬
(ب) أهم ما خدم به: 1 - ترتيبه: على الموضوعات: وقد قام بذلك الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا، الشهير بالساعاتي، في كتابه المسمى (منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود) وقد رتبه على أبواب الجوامع، على غرار ترتيبه لمسند الإمام أحمد في كتابه المسمى (الفتح الرباني) (¬1)، غير أن على عمله هذا رحمه الله ملاحظات أهمها إدراجه لمسانيد ثمانية من الصحابة في مسند أبي داود أخذها من مسند أحمد، معللًا ذلك بأنها سقطت من النسختين اللتين اعتمد عليهما (¬2)، وهذا العمل وإن كان نبه عليه في المقدمة، وأشار إلى ذلك عند كل حديث، فهو أمر لا يجوز علميًا. ترتيبه: على حروف الهجاء: وهو عبارة عن فهرس يذكر بداية الحديث والأثر سواء كان قوليًا أو فعليًا مع ذكر اسم الراوي، ورقم الحديث أو الأثر، وقد قام بهذا العمل أبو عبد الله سعد المزعل في كتابه المسمى (ترتيب أطراف أحاديث مسند الطيالسي). 2 - ذكر أطرافه: وقد قام بذلك الحافظ البوصيري رحمه الله (ت 840هـ) في كتابه المسمى (أطراف المسانيد العشرة) يريد بها مسند الطيالسي والحميدي ومسدد والعدني وإسحاق وأبي بكر بن أبي شيبة وابن منيع وعبد بن حميد والحارث وأبي يعلى (¬3). وكتب الأطراف: هي التي يقتصر فيها على ذكر طرف أول الحديث الدال على بقيته مع الجمع لأسانيده (¬4). وغالبًا ما يكون ترتيب الأطراف بحسب اسم ¬
الصحابي أو راوي الحديث. 3 - استخراج زوائده: مضى ذكر المراد بالزوائد عند الكلام على مؤلفات ابن حجر -رحمه الله- وقد قام باستخراج. زوائد مسند أبي داود كل من: الحافظ البوصيري في كتابه (إتحاف الخيرة المهرة، بزوائد المسانيد العشرة) يعني بذلك المسانيد المذكورة آنفًا في كتابه الأطراف، وسيأتي الكلام على منهجه عند المقارنة بكتاب الحافظ ابن حجر -الآتي اسمه- بعد هذا المبحث إن شاء الله. الحافظ ابن حجر في كتابه (المطالب العالية) وهو كتابنا هذا، وقد مضى الكلام عليه في أول الفصل. 4 - استخراج ثلاثياته: تقدم المراد بالثلاثيات عند الكلام على ثلاثيات مسند مسدد. وقد قام باستخراج ثلاثيات أبي داود مؤلف لم يعرف اسمه بسبب السقط في أول الكتاب، إلاَّ أن لبقيته صورة ميكروفيلمية برقم (6438) في قسم المخطوطات بالمكتبة المركزية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (¬1). * * * ¬
الفصل الثالث التعريف بالإمام أبي يعلى الموصلي وبمسنده
الفصل الثالث التعريف بالإمام أبي يعلى الموصلي وبمسنده (¬1) ويحتوي على ثلاثة مباحث: المبحث الأول: لمحة موجزة عن مؤلف المسند: وفيه مطلبان: المطلب الأول: اسمه ونسبه، ونسبته، وكنيته. المطلب الثاني: مولده ونشأته ومنزلته. المبحث الثاني: مسنده: وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: رواياته. المطلب الثاني: أهم ما يلحظ في منهج أبي يعلى في المسند. المطلب الثالث: أهم ما خدم به. ¬
المبحث الثالث: زوائد مسند أبي يعلى في المطالب: وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: عددها ونوعها ونسبة المقبول والمردود. المطلب الثاني: طريقة الحافظ في سياق زوائد أبي يعلى. المطلب الثالث: شرطه في هذه الزوائد ومدى التزامه به من حيث وجود الأحاديث أو عدمه.
المبحث الأول لمحة موجزة عن مؤلف المسند
المبحث الأول لمحة موجزة عن مؤلف المسند (¬1) المطلب الأول اسمه ونسبه ونسبته وكنيته (¬2) هو: أحمد بن علي بن المُثنى بن يحيى بن عيسى بن هِلاَل التميمي المَوصِلي، كنيته: أبو يعلى وقد اشتهر بها أكثر من اسمه. عاش في بلدة الموصل وإليها ينسب، وهي مدينة عظيمة مشهورة تعتبر إحدى قواعد بلاد الإسلام، ومحط رحال الركبان لتوسطها في الموقع، وسميت ¬
المطلب الثاني مولده ونشأته ومنزلته
الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق (¬1)، شهدت الموصل حركة علمية كبيرة وخَرجَت عددًا من العلماء كان من بينهم أبو يعلى -رحمه الله-. المطلب الثاني مولده ونشأته ومنزلته ولد في شهر شوال سنة عشر ومائتين بالموصل. ونشأ نشأة علم وصلاح تحت رعاية والده علي بن المثنى، وبعناية خاله محمد بن أحمد بن المثنى. وكان -رحمه الله- ذا همة عالية، بدأ الرحلة في حداثة سنه، إذ كان عمره خمس عشرة سنة، ولقي الأئمة الكبار وسمع منهم، وواصل الرحلة والطلب وكان ذكيًا حريصًا. روى عن أحمد بْنِ مَنِيعٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ويحيى بن معين، وغيرهم كثير. وروى عنه: ابن حبان، وابن عدي، وابن السني، والطبراني، وأبو عمرو بن حمدان الحيري، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ، وخلق كثير. رحل إلى بغداد، والبصرة، وعبادان، وغيرها، واسْتَقَرَّ أخِيرًا في بلده الموصل عالمًا بالحديث حافظًا يرحل إليه ويسمع منه. حتى قال أبو عبد الله بن منده له: (إنما رحلت إليك لإجماع أهل العصر على ثقتك وإتقانك) (¬2). اهـ. ¬
وقال الذهبي: (وانتهى إليه علو الإسناد، وازدحم عليه أصحاب الحديث، وعاش سبعًا وتسعين سنة) (¬1). اهـ، وقال الحافظ ابن كثير: (كان حافظًا خيرًا حسن التصنيف عدلًا فيما يرويه ضابطًا لما يحدث به) (¬2). اهـ. صنف المسند الكبير، ومعجم الشيوخ، والمفاريد، وغيرها. وتوفي -رحمه الله- سنة (307 هـ). * * * ¬
المبحث الثاني مسنده
المبحث الثاني مسنده تقدَّم أن المسند من الكتب الحديثية التي يكون ترتيب الأحاديث فيها بناء على وحدة الراوي ويكون ترتيب مسانيد الصحابة فيه بحسب أولويات يراها صاحب المسند ولا ينظر في الغالب إلى صحة الأحاديث أو ضعفها بل يجمع المصنف كل ما وصله عن الصحابي، والمسانيد مع هذا تتفاوت في الحجم ومقدار المرويات (¬1). ومسند أبي يعلى من جملة المسانيد التي صنفت بهذا الشكل، وهو كبير. (قال أبو سعد السمعاني: سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الحافظ يقول: قرأت المسانيد كمسند العدني، ومسند أحمد بن منيع، وهي كالأنهار، ومسند أبي يعلى كالبحر يكون مجتمع الأنهار) (¬2). اهـ. وحول نسبته له لا يتطرق احتمال الشك أبدًا، بل هو من أول ما عرف به، أبو يعلى -رحمه الله-. ¬
المطلب الأول روايات المسند
المطلب الأول روايات المسند لمسند أبي يعلى روايتين: الأولى: عند أهل أصبهان من طريق أبي بكر محمد بن إبراهيم المقرئ (¬1) عنه، وهي الرواية المطولة، ويسميها بعضهم "المسند الكبير". الثانية: من رواية أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري (¬2)، عنه وهي مختصرة، ويسميها بعضهم "المسند الصغير". وبالرغم من أن المسند في الرواية الثانية قيل فيه: "إنه مختصر، وأطلق عليه المسند الصغير"، إلاَّ أن هذا إنما هو بالنظر إلى الرواية المطولة للمسند، أما بالنسبة لغيره من المسانيد، فإنه على الرواية المختصرة يعتبر من جملة المسانيد الكبار. وهذه الرواية المختصرة هي الموجودة الآن، وقد حظيت بجهودِ عدةِ من التحقيق والتعليق. في حين أن الرواية المطولة ظلت معروفة إلى عصر الحافظ ابن حجر ووقعت له بإسناده إلى أبي يعلى (¬3)، ثم اختفت بعد ذلك. ¬
المطلب الثاني أهم ما يلحظ في مسند أبي يعلى
المطلب الثاني أهم ما يلحظ في مسند أبي يعلى (¬1) * لم يذكر المصنف مقدمة له فيه يبين فيها موضوعه، وطريقة ترتيبه، ومنهجه الذي يسير عليه، ودرجة أحاديثه، ونوعها، ووجود المكرر، وغير ذلك مما يحتاج القارىء إلى معرفته * لم يختلف مسنده عن كتب المسانيد في منهجها العام، فقد صنف كتابه على مسانيد الصحابة، بجمع أحاديث كل صحابي ولو اختلفت موضوعاتها، فيذكر الحديث مرويًا بسنده، ثم يذكر الذي بعده، وهكذا دون ذكر لدرجة الحديث أو حكم على أحد الرواة، أو تعليق على المتن، أو غير ذلك. * لم يلتزم أبو يعلى ترتيبًا معينًا للمسانيد كأن يرتبها على حروف المعجم، أو على السابقة في الإسلام، أو على القبائل، أو نحو ذلك، فليس له قاعدة منضبطة في ذلك إذ بدأ بمسند أبي بكر، ثم عمر، ثم علي (¬2)، ثم بقية العشرة ما عدا سعيد ابن زيد، فقد آخره إلى أن ذكر عدة مسانيد، وانتهى الكتاب بمسند سهل بن سعد. * لم يلتزم أثناء عرض مسند الصحابي طريقة معينة كأن يرتب على حروف المعجم أو على حسب الرواة عن الصحابي أو يجمع الحديث الواحد بطرقه المتعددة، أو غيرها. ¬
المطلب الثالث أهم ما خدم به
وقد يرتب على التابعي في المسانيد الكبار كمسند أنس لكنه ليس منضبطًا أيضًا. وقد يأتي بأحاديث في غير مكانها وفي غير مسانيدها إما لغرض الاستشهاد (¬1)، أو لا يكون هناك غرض واضح. * غلب على طريقته ذكر جميع الإسناد حتى لوكان مكررًا، لكنه يختصره أحيانًا فلا يذكر إلاَّ الصحابي فقط أو من قبله، ويشير إلى أنه مكرر في الذي قبله بواو العطف فيقول مثلًا: وبه عن فلان، أو: عن فلان. أو يختصره بذكر شيخه ثم يقول: بنحوه أي بنحو الإسناد السابق، لكنه قليل. * الغالب من منهجه ذكر المتن كاملًا ولو كان مكررًا، وقد يختصر بعضه أو كله أحيانًا لكنه قليل. * من خصائص مسنده تعدد طرق الحديث، وقد يكرر طرقه فتصل إلى عشرة وليس بينها اختلاف يذكر، حتى إنه أحيانًا لا يختلف إلاَّ شيخه فقط وقد يكرر الحديث بسنده ومتنه، ولا يذكرها متتابعة في الغالب بل تكون مفرقة في ثنايا المسند. * تضمن مسنده إضافة إلى الأحاديث المرفوعة موقوفات، ومراسيل، وأحاديث منقطعة. المطلب الثالث أهم ما خدم به نظرًا لما لمسند أبي يعلى من أهمية كبيرة لا سيما احتوائه على أحاديث ليست في شيء من الكتب الستة، فقد كثر النقل عنه كما تطالع هذا في كتب تلاميذه ومنهم ابن عدي في الكامل، ويقدر الأستاذ حسين أسد أن سُبْع صحيح ¬
ابن حبان تقريبًا جاء من طريق شيخه أبي يعلى، ونقلت عنه المصادر الثانوية أيضًا كـ"الترغيب والترهيب" للمنذري، و "الجامع الصغير" للسيوطي، و "كنز العمال"، وعدد من كتب الصحابة. ومع أن ما سبق كان نقولًا جزئية ليست على نظام معين ومنهج واضح في النقل عنه، أو العزو إليه، إلاَّ أنها بكل حال تعطينا صورة واضحة عما لهذا الكتاب ولمؤلفه من قيمة. وفي أواخر القرن الثامن: طالعتنا جهود الحفاظ الثلاثة شيوخ مدرسة الزوائد: الهيثمي، وابن حجر، والبوصيري، وعلى أيديهم أخذت العناية بهذا المسند منهجًا واضحًا فجردوا زوائده إمّا استقلالًا كما فعل الهيثمي في المقصد العلي، أو مع غيره كما فعل الهيثمي أيضًا، وابن حجر، والبوصيري. وإليك بيان ذلك عن طريق عرض ما صنف في زوائده: 1 - المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي: ألفه الحافظ نور الدين الهيثمي (ت 807 هـ)، وهو كتاب مستقل جَرّد فيه الهيثمي زوائد مسند أبي يعلى على الكتب الستة لما رأى من قيمته، قال في مقدمته له: (... فقد نظرت مسند الإمام أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي -رضي الله عنه- فرأيت فيه فوائد غزيرة، لا يفطن لها كثير من الناس فعزمت على جمعها على أبواب الفقه لكي يسهل الكشف عنها لنفسي ولمن أراد ذلك، وسميته "المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي" ...) (¬1). اهـ. ويمكن أن يستنتج من مقدمته: * أنه استخرج زوائد مسند أبي يعلى على الكتب الستة فقط. ¬
* أن شرطه في الزوائد، أن يكون مما تفرد به أبو يعلى من حديث بتمامه. أو شاركهم فيه أو بعضهم وفيه زيادة، فيقول: "أخرجه فلان خلا قوله كذا"، أو "لم أره بتمامه عند أحد منهم" أو نحو هذا القول. * إذا اختصر أبو يعلى الحديث بأن قال: "فذكره، أو فذكر نحوه" فإن الهيثمي يضع قبل ذلك: "قال" فتكون: "قال: فذكره ... " وما كان من ذلك ليس فيه، قال: فهو من كلامه هو وليس من كلام أبي يعلى. * أنه يورد من زوائد أبي يعلى ما رواه البخاري تعليقًا، وما رواه النسائي في "الكبرى" دون "الصغرى". * أنه وقع له مسند العشرة من المسند الكبير لأبي يعلى فأورد زوائده وميزها بالحرف "ك" قبل الحديث. * بدأ بكتاب الإيمان، وختم بكتاب الزهد، وقسم كل كتاب إلى أبواب ترجم لها وذكر تحت كل باب ما يتعلق به من الأحاديث الزوائد. * بلغ عدد الأحاديث الزوائد فيه قرابة (ألفين وأربعمائة حديث) (¬1). 2 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: هذا الكتاب هو أول دواوين الزوائد بلا ريب، وفائدته عظيمة، فقد تقدم (¬2) أنه جمع زوائد ستة كتب هي (مسند الإمام أحمد، والبزار، وأبي يعلى، ومعاجم الطبراني الثلاثة) على الكتب الستة الأصول، مجردة الأسانيد وقد تقدم التعريف بهذا الكتاب، وأذكر هنا أن زوائد أبي يعلى التي في "المجمع" هي للرواية المختصرة أو كما تسمى المسند الصغير، وهو مجرد من ¬
الأسانيد ضمنه الهيثمي أحكامًا على الرجال والأحاديث (¬1)، على ما تقدم في التعريف به (¬2). 3 - "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية": مسندة، ومجردة كما تقدم بيان هذا، والرواية المطولة لمسند أبي يعلى قد وقعت للحافظ كاملة، وتقدم أنه قال بأنه سيستخرج منها ما زاد على نسخة الهيثمي التي أودع زوائدها على الستة في "مجمع الزوائد" فما زاد عنها وعلى الأصول السبعة، فإنه سيودعه في كتاب المطالب. 4 - إتحاف السادة الخيرة بزوائد المسانيد العشرة: مسندة، ومجردة، جرده البوصيري نفسه، وفيه ضمن هذه المسانيد مسند أبي يعلى، ويلاحظ أنه يورد زوائد من المسند الكبير لأبي يعلى كما يفعل الحافظ ابن حجر، لكن الحافظ ابن حجر يفترق عنه في ترك بعض ما ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في حين أن البوصيري -علي ما يظهر- ذكرها كلها ويذكر أيضًا ما كان فيها وإن كان في مسند أحمد. * * * ¬
المبحث الثالث زوائد مسند أبي يعلى في كتاب المطالب
المبحث الثالث زوائد مسند أبي يعلى في كتاب المطالب المطلب الأول عددها، ونوعها، ونسبة المقبول والمردود (¬1) بلغ إجمالي عدد زوائد أبي يعلى في كتابًا "المطالب": (1580) حديث فهو أكبر المسانيد العشرة. وأكثرها من حيث عدد الزوائد. وقد بلغ عدد زوائده في الجزء الرابع (63) حديثًا، من أصل (251)، أي بنسبة (25%)، وتكون النسبة الباقية للمسانيد التسعة الأخرى. - وتميزت زوائده بأن أغلبها مرفوعة، فبلغ عدد الأحاديث المرفوعة (58) حديثًا، أي بنسبة (92%) من زوائده، والباقي آثار موقوفة، وليس في هذا القسم ثلاثيات. - كما تميزت بأن أغلبها من المقبول المحتج به وهو دائر بين الحسن والصحة، وأغلبها من قبيل الحسن لغيره، وإليك بيان عددها ونسبتها من عدد زوائده في القسم المحقق. ¬
المطلب الثاني طريقة الحافظ في سياق زوائد أبي يعلى
بلغ عدد الصحيح لذاته (7) أحاديث (¬1)، أي بنسبة (11%). والصحيح لغيره (10) أحاديث (¬2)، أي بنسبة (16%). والحسن لغيره (32) حديثًا، أي بنسبة (7. 50%). ولم أذكر الحسن لذاته، ولا الضعيف المنجبر: لأني اعتبرت ما آل إليه الحديث واستقر عليه، لا ما كان عليه، فصار إما صحيحًا لغيره، أو حسنًا لغيره. وبلغ عدد الضعيف الذي لم يعتضد (7) أحاديث (¬3)، أي بنسبة (11%). والأحاديث شديدة الضعف (8) أحاديث (¬4)، أي بنسبة (7, 12%)، تقريبًا، وهذه قد يكون لها أصل ثابت إلاَّ أنها من طريق أبي يعلى شديدة الضعف. المطلب الثاني طريقة الحافظ في سياق زوائد أبي يعلى لا تختلف عما ذكر في منهج الحافظ العام في سياق المتون والأسانيد، والشواهد والمتابعات، فإن عامة ما قيل هناك يشمل زوائد أبي يعلى أيضًا. ويلاحظ أنه ينص أحيانًا على زيادة رواية المقرئ فيقول: (وقال أبو بكر المقري في زيادات مسند أبي يعلى: حدثنا (¬5) ...). - كما يلاحظ أنه -رحمه الله- يحافظ على الفوائد التي تتضمن حكمًا ¬
المطلب الثالث شرطه في هذه الزوائد ومدى التزامه به
على الحديث أو بيانًا للرفع والوقف، من أبي يعلى، أو من أحد شيوخه فيذكرها (¬1). - وقد يورد الحديث بإسنادين عند أبي يعلى فيسوق الأول، ثم يعطف الثاني عليه قائلًا، وبه إلى فلان، ثم يسوقه ابتداء من نقطة التغاير، وحدث أن أحال مرة بهذه الطريقة فكان الأمر ملتبسًا بعض الشيء لاتحاد نسبة الأب والابن ووجودهما في الإسناد الثاني معًا، في حين وجد الابن فقط في الإسناد الأول، فكان الأولى أن يقول وبه إلى فلان، عن أبيه، أو أن يقول وبه إلى فلان ويسمى الأب (¬2). المطلب الثالث شرطه في هذه الزوائد ومدى التزامه به مما نخلص إليه فيما يتعلق باستخراج زوائد مسند أبي يعلى: * أن الهيثمي -رحمه الله- اقتصر في "مجمع الزوائد" على الرواية المختصرة للمسند فاستخرج زوائدها على الستة. * أنه لم يقع له من المطولة سوى مسند العشرة، فألحقه في "المقصد العلي" وميزه بالحرف (ك). * أن الحافظ قد وقعت له المطولة كاملة، وجرد زوائدها على المختصرة، وزوائدها على الكتب الستة ومسند أحمد، فما زاد عن هذا كله جعله في كتاب المطالب، ومعنى هذا أنه لن يورد ما أورده الهيثمي في المجمع، ولا المقصد إلاَّ ما كان في المقصد من مسند العشرة وليس في المختصرة. ¬
والملاحظ في منهجهما -رحمهما الله- عند التطبيق هو التوسع وتجاوز هذا الشرط، وسيكون التركيز هنا على شرط الحافظ، فيتبين ما ذكرته من التوسع فيما يأتي: أولًا- حيث الوجود: * توجد أحاديث في المطالب، والمقصد، والمسند والمجمع: فتكون في هذه الكتب الأربعة كلها بالطريق نفسه، ويوردها الحافظ مع تعدد إيراد شيخه الهيثمي لها، ومع وجودها في النسخة المختصرة من المسند، وعددها (25) من جملة (63) حديثًا. إلاَّ أنه قد يعتذر للحافظ عن ذلك: - فمثلًا عند تخريجي لرقم (559)، وقفت على إسناد للحافظ في هذا الحديث وذلك في أماليه في تخريج الأذكار، المسمى: "نتائج الأفكار" وصرح فيه أنه وقع له عاليًا، فربما أنه أورده لهذا السبب. - ورقم (668): اشتمل سياقه عند أبي يعلى على تنبيه على وهم في رفع الحديث خلا من هذا التنبيه طريق أحمد بن منيع الذي سبقه، فربما أنه ساقه لهذا السبب. - ورقم (704): هو في مسند أبي يعلى من طريقين الأول من طريق شيخه أبي بكر ابن أبي شيبة، وهذا لم يورده الحافظ لأنه ساقه زائدًا من مسند أبي بكر، وأورد الطريق الثاني وفيه زيادة في "المتن" هامة، فربما أنه أورده لوجودها وذلك لاهتمامه بفقه المتون، والحديث موجود في "المجمع" إلاَّ أن هذه الزيادة ليست فيه. أما الباقي وعدده (22) حديثًا فلم يظهر لي وجه إيراد الحافظ له مع وجوده في المسند، وكتابَي الهيثمي.
* كما توجد أحاديث في المسند، والمجمع، وهو مع هذا يذكرها في المطالب: بل وربما وجد بعضها في المقصد لكني لم أقف عليه لعدم تتبعي له في جميع المواضع المحتملة لا سيما وأن الإشكال قائم حتى مع وجودها فيه، وعددها (12). ثانيًا- من حيث عدم ذكرها في بعض الكتب: * توجد أحاديث في المطالب، والمجمع، ولم أقف عليها في المسند: فيستشكل هنا إيراد الهيثمي لها في المجمع: وهي: ح (461) من مسند عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-. ح (572) من مسند أبي الدرداء -رضي الله عنه-. ح (589) من مسند سمرة بن جندب -رضي الله عنه-. ح (641) من مسند عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنه-. وربما وجدت أيضًا في المقصد مثل: ح (593) من مسند أنس -رضي الله عنه-. * كما توجد أحاديث في المطالب، والمسند، ولم أقف عليها في المجمع وهي (609، 698). وهذه ربما أنها مما فات الهيثمي -رحمه الله-، استدركه الحافظ هنا في المطالب، مع كونه من الرواية المختصرة. * توجد أحاديث في المسند، والمقصد، ولم أقف عليها في المجمع، ويذكرها الحافظ في المطالب: وهي (458، 672)، والأخير من مسند مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وليس من العشرة.
* وأحاديث في المقصد، ولم أقف عليها في المسند، ولا في المجمع، ويوردها الحافظ في المطالب: وهي (478، 600)، والثاني من مسند عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لكن الأول من حديث عمرو بن حريث، ومع ذلك ذكره فربما أن السبب هو كونه فات الهيثمي في المجمع. * وأخيرًا: هناك أحاديث يظهر أنها مما تفردت به النسخة المطولة عن المختصرة وهي إما أن تكون من مسند يكون كله زائدًا كمسند "شهاب بن المجنون" -رضي الله عنه- ح (524)، وإما أن يكون المسند موجودًا، لكن الحديث زائد كحديث البراء ورقمه (538). وبلغ عددها (14) حديثًا. لكنها في الحقيقة لا تقارن من حيث الكثرة، بما توارد هو والهيثمي على ذكره وعدده على الأقل (49) حديثًا. - مما يدل على أن الحافظ -رحمه الله- توسع في إيراد زوائد مسند أبي يعلى، ولم يقتصر على زوائد النسخة المطولة، بل استخرج أحاديث زوائد موجودة في المختصرة، وفي قليل منها وجدت ما يمكن أن يكون سببًا لذكرها، أما الباقي فلم يظهر لي وجه ذلك، إلاَّ أن تكون وقعت للحافظ من طريق آخر ينتهي إلى ابن حمدان لكنه عال، وهذا في الحقيقة لا يعدو أن يكون احتمالًا وافتراضًا ليس لدينا ما يثبته بطريقة قطعية فالله أعلم. * * *
الفصل الرابع التعريف بالإمام محمد بن أبي عمر العدني وبمسنده
الفصل الرابع التعريف بالإمام محمد بن أبي عمر العدني وبمسنده (¬1) ويشمل مبحثين: المبحث الأول: ترجمة المؤلف: وفيه أحد عشر مطلبًا: المطلب الأول: لمحة عن الحالة السياسية والاجتماعية، والعلمية في عصره. المطلب الثاني: مولد ابن أبي عمر العدني. المطلب الثالث: اسمه ونسبه ونسبته وكنيته. المطلب الرابع: نشأته وطلبه للعلم. المطلب الخامس: رحلته. المطلب السادس: شيوخه. المطلب السابع: تلاميذه. ¬
المطلب الثامن: رأي الأئمة فيه، ويشمل: * ما قيل في زهده وعبادته وصلاحه. * رأي أئمة الجرح والتعديل فيه. المطلب التاسع: عقيدته. المطلب العاشر: وفاته. المطلب الحادي عشر: آثاره، وتشمل: * مصنفاته، وما نقله عنه تلاميذه. * اهتمامه بالسير والفقه والحوادث التاريخية. المبحث الثاني: مسنده: وفيه ثمانية مطالب: المطلب الأول: نسبته إليه. المطلب الثاني: اهتمام المحدثين به. المطلب الثالث: موضوعه. المطلب الرابع: ترتيبه. المطلب الخامس: حجمه ومضمونه. المطلب السادس: طريقته في أداء الأحاديث. المطلب السابع: اختياره للشيوخ وشرطه في الكتاب.
المبحث الأول ترجمة المؤلف
المبحث الأول ترجمة المؤلف المطلب الأول لمحة عن الحالة السياسية والاجتماعية والعلمية في عصره ما بين (150 هـ - 243 هـ) 1 - الحالة السياسية والاجتماعية: عاصر الإمام ابن أبي عمر دولة بني العباس، وكان مولده في أثناء عهد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، أي في بداية قيام الدولة العباسية، وفي عصر فتوتها، وكان مقرها العراق. عاصر العدني من خلفائها: * أبا جعفر المنصور = عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم. تولى الخلافة سنة (136)، وتوفي سنة (158). * المهدي بن المنصور = محمد بن عبد الله بن محمد بن علي أبو عبد الله المهدي تولى بعد أبيه المنصور سنة (158)، وتوفي سنة (169). * موسى الهادي بن المهدي، تولى بعد أبيه سنة (169)، وتوفي سنة (170).
* هارون الرشيد بن المهدي، تولى بعد أخيه موسى سنة (170)، وتوفى سنة (193). * محمد الأمين بن هارون الرشيد، تولى بعد أبيه سنة (193)، وتوفي سنة (198). عبد الله المأمون بن هارون الرشيد، تولى بعد مقتل أخيه سنة (198) وتوفي سنة (218). * المعتصم باللهِ أبو إسحاق بن هارون الرشيد، تولى بعد وفاة أخيه سنة (218)، وتوفي سنة (227). * هارون الواثق بن المعتصم، تولى بعد أبيه سنة (227)، وتوفي سنة (232). * المتوكل على الله جعفر بن المعتصم: تولى بعد أخيه سنة (232)، وقتل سنة (247). وفي هذه الحقبة من الزمان كانت البلاد الإسلامية أوسع ما تكون رقعة، وكثر العمران وبناء المدن، واختلاط. العرب بالعجم، كما كثرت الموارد، وأعطى الجزية عدد كبير ممن لم يؤمن من الكفار، وتميزت هذه الفترة بكثرة الثورات والفتن على الخلافة: من الكفار والزنادقة في البلاد النائية كفتنة (أستاذسيس) في بلاد خراسان، في عهد أبي جعفر المنصور (¬1)، وبابك الخرير في أذربيجان وما حولها، في عهد المأمون، ثم المعتصم (¬2)، وثارت الخوارج من الصفرية وغيرهم، ببلاد أفريقية، كما حدثت فتنة عظيمة مؤلمة بين الأمين وأخيه المأمون، والمتوكل وابنه المنتصر. ¬
2 - الحالة العلمية
وفي عهد المأمون ظهرت على يده الفتنة العظيمة وهي القول بخلق القرآن ونادى بها وامتحن الأئمة بسببها، وكان لإمام أهل السنة أحمد بن حنبل -رحمه الله- ومن ثبت معه موقف قوي خالد: إذ رفضوا الإجابة إلى القول بحدوث القرآن الكريم، وأول ما نادى بها المأمون سنة (212) في ربيع الأول منها، وأوذي فيها عدد من الأئمة (¬1). - كما تم في عهد المعتصم فتح عمورية المشهور سنة (223) (¬2) بعد حرب دارت رحاها بين المسلمين والروم (¬3). 2 - الحالة العلمية: وبالرغم من كثرة الفتن والاضطرابات في هذه الفترة فقد كانت النهضة العلمية في نشاط كبير، في كثير من المجالات، ونشطت حركة التأليف والترجمة، وأنشأ المأمون الرصد على جبل دمشق، وازدهرت صناعة الورق، وكثر الشعراء والوراقون وصارت لهم أماكن يقصدها من أراد. وكان التأليف في التفسير، والفقه، واللغة، والأدب، والتاريخ، وغيرها وشهد القرن الثالث الهجري قمة ما بدأه الصحابة ومن بعدهم للحفاظ على الحديث النبوي، وذلك من حيث كتابته، ونقده أيضًا، فألفت الكتب الستة الأمهات، ومسند أحمد بن حنبل، وقبلها مسند الطيالسي، كما ظهرت مدونات أخرى في الحديث وألفوا في نقد الرجال، وكثر في هذا العصر اختلاط ¬
المسلمين بالعجم من أصحاب الملل والنحل الأخرى، وإن كان بعضهم دخل في الإسلام فحسن إسلامه، فإن هناك طوائف دخلت في الإسلام فرارًا من الجزية، وليتمكنوا من الكيد والدس الخفي، وصاحَبَ هذه مبالغة المأمون في تشجيع حركة الترجمة، فأدى هذا إلى ترجمة فلسفات، وأفكار، وعقائد منحرفة، من كتب اليونان والفرس، واليهود، والنصارى وغيرهم، فظهرت مذاهب الاعتزال، والزندقة، والعقائد الفاسدة في أصل الكون، ومصير الأرواح، والتخبط في مذاهب أهل الكلام في أسماء الله تعالى وصفاته. ولم تكن للزنادقة غلبة فكر في بادئ الأمر فقد تتبعهم متقدموا خلفاء بني العباس إلى عهد هارون الرشيد (¬1)، وشددوا عليهم النكير وقتلوا منهم من يخشى خطره وضرره، وهرب الباقي، وكان ممن هربوا بشر بن غياث المريسي (¬2). ولما كان الخلفاء آنذاك يُقْدِمُون على التَّسَرِّي واتخاذ أمهات الأولاد من الإماء من بلاد الفرس، والروم، وغيرهم، حتى أكثروا من ذلك، فحدث أن آلت الخلافة إلى بعض أولادهن فقَرَّبُوا أعدادًا من العجم من الفرس وغيرهم، وأحلوهم مراكز عالية في الدولة الإسلامية، واتخذوا منهم بطانة لعبت دورًا كبيرًا في تشويه نقاء العقيدة الإسلامية، وتكدير صفائها، ومن أبرز الأمثلة على ذلك حمل الناس جَبْرًا على القول بخلق القرآن الكريم، كما قام الزنادقة وأتباعهم بوضع الأحاديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وإزاء هذا كان لأئمة السنة دور واضح في تصحيح العقيدة، ونقد الرجال ¬
المطلب الثاني مولد ابن أبي عمر العدني
وأقوالهم، ومروياتهم، وصنفوا في الرد على الجهمية والمعطلة، والمشبهة، وغيرهم، كما صنفوا كتبًا في نقد الرجال، ونقلت أقوالهم في نقد الأحاديث وتمييز الدخيل منها، وكان لهم في هذا المجال جهود جبارة ظلت تحتفظ بأصالتها إلى يومنا هذا. المطلب الثاني مولد ابن أبي عمر العدني (¬1) في هذا العصر الذي تميزت أحداثه بالكثرة والسرعة، وبعيدًا عن جو الفتن والاضطرابات، ولد ابن أبي عمر العدني في رحاب مكة المكرمة. في حدود سنة (153 هـ) تقريبًا، إذ لم أجد تحديدًا دقيقًا لسنة مولده سوى أنه مات وعمره نحو (90) سنة. ¬
المطلب الثالث اسمه ونسبه ونسبته وكنيته
المطلب الثالث اسمه ونسبه ونسبته وكنيته هو محمد بن يحيى ابن أبي عمر العَدَني (¬1) أبو عبد الله المكي، وقد ينسب إلى جده، ويقال: إن أبا عمر كنية أبيه يحيى، والصواب ما أثبته ويقال له المكي باعتبار مولده ونشأته وإقامته. ويذكر في نسبته أحيانًا الدَّرَاوَرْدي (¬2): نسبة إلى "دارا بجرد" مدينة بفارس واستثقل قول دار أبجردي فاختصرت إلى دراوردي (¬3)، ولم تشتهر هذه النسبة له كما لم أقف على سببها، ونُسب أيضًا إلى الأزد (¬4)، ولا يبعد أن يكون أصله من قبائل (¬5) الأزد الجنوبية. وذكر بعض من ترجم له أنه نسب إلى عدن لتوليه القضاء بها، والذي أستظهره أن أصله من أهل عدن لوقوع هذه النسبة في ترجمة والده في بعض الكتب (¬6). ¬
المطلب الرابع نشأته وطلبه للعلم
المطلب الرابع نشأته وطلبه للعلم شهد العصر الذي عاش فيه ابن أبي عمر نهضة علمية كبيرة وتميز بنشاط كبير في التأليف والتدوين شمل العراق، والشام، ومصر، وخراسان، وما حولها، وغيرها، وكان لبلاد الحجاز من هذه النهضة نصيب كبير. وفي مكة المكرمة عاش ابن أبي عمر تحت رعاية والده بجوار البيت الحرام في جو علمي صالح، وبيئة طيبة، ويظهر أن والده اعتنى بتحفيظه القرآن الكريم وأسمعه الحديث منه ومن غيره، فقد كان أبوه من رواة الحديث لكنه كان مقلًا من الرواية حتى لا يكاد يعرف أحد روى عنه غير ابنه محمد. ونظرًا لقلة، بل وندرة ما كتب حول حياته في مكة لم أستطع أن أتبين بدقة نشأته وطلبه للعلم، لكن الذي يتأمل مشايخه يدرك أنه كان طالبًا جادًا لم يكن ليضيع فرصة السماع من الكبار وإدراكهم أمثال وكيع، وبشر ابن السري، وأبي معاوية وغيرهم، ممن سيأتي. المطلب الخامس رحلته لم تكن همة العدني -رحمه الله- لتقصر عن الرحلة إلى البلاد المجاورة أو النائية للقاء الحفاظ وتحصيل الأسانيد العالية، وما هو -رحمه الله- بالذي يأنف من أن تَغْبَرّ قدماه في سبيل الله. لكن البلد الحرام كان موطنه، وهو البلد الذي تضرب له أعناق المطي وتقطع إليه المفاوز والهواجر كل عام، فيقصده حجاج بيت الله من كل بقاع الأرض على تعدد أجناسهم، ومن بينهم كبار العلماء من أصحاب الفقه، والحديث، وسائر صنوف العلم، ناهيك عمن يأتون في أثناء العام في غير شهر
الحج لأداء العمرة، أو غير ذلك، فكان له -رحمه الله- نصيب كبير من هؤلاء كما سترى عند الكلام عن شيوخه. والرحلة لطلب الحديث إنما تندب للطالب إذا كانت فائدتها أكبر مما لو اقتصر على ما في بلده، يقول الخطيب البغدادي: (المقصود في الرحلة أمران: أحدهما: تحصيل علو الإسناد، وقدم السماع، والثاني: لقاء الحفاظ والمذاكرة لهم والاستفادة. فإذا كان الأمران موجودين في بلد الطالب، ومعدومين في غيره فلا فائدة في الرحلة، والاقتصار على ما في البلد أولى. وأما إذا كان الأمران اللذان ذكرناهما موجودين في بلد الطالب، وفي غيره إلاَّ أن ما في كل واحد من البلدين يختص به مثل أن يكون الطالب عراقيًا، وفي بلده عالي أسانيد العراقيين، وحفاظ رواياتها، والعلماء باختلافها، وليس ذلك في غيره، وبالشام من علو أسانيد الشاميين ومن أهل المعرفة بأحاديثهم ما ليس عند غيرهم فالمستحب للطالب الرحلة لجمع الفائدتين من علو الإسنادين وعلم الطائفتين لكن بعد تحصيله حديث بلده وتمهره في المعرفة به) (¬1) اهـ. وإذا كان العدني في مكة المكرمة التي يتوارد إليها جموع من العلماء فأَنَّى له أن يحيط بما عندهم كله ويجاوزهم في الوقت نفسه مرتحلًا إلى غيرهم في البلاد الأخرى. وعليه فلم تيسر المصادر التي ترجمت له إلى رحلاته مما يدل على اقتصاره على ما حوله واكتفائه به، وعدم الإكثار من الرحلات. ولا تكاد تقرأ ترجمته في كتاب إلاَّ وتجد إشارة إلى توليه القضاء بعدن (¬2) ¬
ومعلوم أن أمر القضاء صعب بحيث لا يمكن أن يتولاه إلاَّ من كان له باع في الفقه وعلوم الشرع، مما يدل على أن المترجم له كان على درجة من العلم والتقوى والصلاح وحسن التدبير. ولم تشر المصادر إلى السنة التي كان فيها ذلك، ولا إلى المدة التي مكثها في عدن غير أن هناك بعض القرائن التي يمكن أن نقارب من التحديد عن طريقها: فإذا جمعنا ما جاء عنه من تحديد السنوات التي اختلف فيها إلى ابن عيينة وعددها (18) سنة، مع تاريخ قدوم ابن عيينة إلى مكة، وهو (163) (¬1)، ووفاة ابن عيينة سنة (198)، ومداومة العدني على الطواف ستين سنة، وكونه عاش (90) سنة يمكن أن يقال: على اعتبار أن ملازمته لابن عيينة كانت متصلة فإنه يكون سمع منه وقت قدومه سنة (163) إلى سنة (181) ثم تولى القضاء في عدن حين بلغ من العمر نحو ثلاثين سنة، ثم مكث في القضاء مدة سنتين تقريبًا عاد بعدهما إلى مكة سنة (183) وابتداء منها بعد ستين سنة تكون هي المقصودة بمواصلته ومواظبته على الطواف بالبيت إلى سنة (243) وهي السنة التي تذكر المصادر أنه توفي فيها (¬2). ويمكن أن يضاف إلى ما سبق: أن هارون الرشيد في خلافته حَجّ بالناس ثماني مرات (¬3)، وكلها في حياة العدني، وهي: ¬
سنة: (170، 175، 177، 179، 181، 186، 187، 188) وهذه آخرها وفيها يقول أبو عبد الله الفاكهي (¬1): (... ثم جاء أمير المؤمنين هارون بعده في سنة ثمان وثمانين ومائة، يريد الجوار بمكة، فأقام بمكة، وأخرج لأهل المدينة ومكة نصف عطاء فأعطاهم. فسمعت محمد بن أبي عمر يقول: أخذت في ذلك العطاء مائة درهم، وأخذ أخي مثلها ... ألح) (¬2). وفي هذا دلالة على أنه في هذه السنّة كان في مكة، ولا يتأتى له أن يلازم البيت ستين سنة إلاَّ ابتداء من تاريخ (183)، ولا يمكنه أن يلي القضاء في صغره، فترجح -والله أعلم- ما تقدم من تقسيم إقامته. - على أن العدني -رحمه الله- كان يتنقل بين مدن الحجاز، وربما يسمي المكان الذي سمع فيه أثناء تحديثه فكان من بين ذلك تصريحه بسماعه في المدينة النبوية، مثاله قوله: (حدثني شيخ من أهل المدينة عند رأس الثنية، قال ...) (¬3). وكان يحرص على التزود ممن يقدم إلى مكة من نواحي العالم الإسلامي وذلك لتنوع من أسند عنهم كما سيأتي. ¬
المطلب السادس شيوخه
المطلب السادس شيوخه تعددت بلدانهم ولم يبلغ المكيون منهم ولا قدر النصف -فيما وقفت عليه- والباقون إما كوفيون، أو بصريون، أو مدنيون، أو يمانيون من مأرب، وصنعاء، أو مصريون، أو من واسط، ودمشق، وأهل مصر وواسط ودمشق أقل من أهل الكوفة والبصرة والمدينة. ويظهر أنه في رحلته للقضاء في عدن سمع من بعض الشيوخ في اليمن. وإليك تعريفًا موجزًا بمن كثر عنهم بالنسبة لغيرهم: 1 - سفيان بن عيينة ابن أبي عمران: ميمون الهلالي، أبو محمد الكوفي ثم المكي، ثقة حافظ فقيه إمام حجة، تغير بآخره، وكان أثبت الناس في عمرو بن دينار. قدم إلى مكة سنة (163) فلقيه العدني، ولازمه، وانتفع به في القرآن الكريم والحديث الشريف، وغيرهما، ويُروى عن العدني أنه قال: اختلفت إلى ابن عيينة ثماني عشرة سنة (¬1)، توفي -رحمه الله- سنة (198). 2 - عبد الله بن يزيد المقرئ المكي: أبو عبد الرحمن أصله من البصرة أو الأهواز ثقة فاضل، أقرأ القرآن نيفًا وسبعين سنة، وهو من كبار شيوخ البخاري، توفي سنة (213) -رحمه الله-، ويعتبر ممن أكثر عنهم العدني. 3 - بشر بن السَّري: أبو عمرو الأفوه، بصري سكن مكة، وكان واعظًا، متقنًا، توفي سنة خمس أو ست وتسعين ومائة. 4 - وكيع بن الجراح بن مليح الرُّؤاسي، أبو سفيان الكوفي، ثقة، ¬
حافظ، عابد، تتلمذ عليه العدني فروى عنه الحديث، كما استفاد من سيرته وعبادته ومما نقل عنه فيه ما ذكره أبو عبد الله الفاكهي قال: (حدثنا محمد ابن أبي عمر، وسمعته يقول: لم أر أحدًا أعبد من وكيع إلاَّ الفضيل ابن عياض، ولقد كان وكيع يطوف بالليل والنهار حتى تورم رجلاه" (¬1). اهـ. قلت: فاقتدى العدني بهما حتى روي عنه نحو هذا مما سيأتي بيانه. 5 - مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء الفزاري، أبو عبد الله الكوفي، نزيل مكة ودمشق ثقة حافظ، وكان يدلس أسماء الشيوخ، توفي سنة (193). 6 - كما روى عن عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري مولاهم أبو بكر الصنعاني وهو ثقة حافظ مصنف شهير عمي في آخر عمره فتغير. 7 - وتتلمذ أيضًا على الإمام الزاهد المشهور: فضيل بن عياض بن مسعود التميمي أبو علي، أصله من خراسان، وسكن مكة، ثقة عابد إمام، لكن العدني لم يكثر عنه الحديث -فيما وقفت عليه- وإنما روى من سيرته وسمته، وخلقه، مع الناس، ومع الحكام حوادث عديدة تجد بعضها في "أخبار مكة"، ويظهر أن العدني تأثر بصلاحه وزهده، وعبادته، تأثرًا كبيرًا. - أما بالنسبة لبقية شيوخه، فإن أكثر من وجدته استوعبهم ممن ترجم له المزي في "تهذيب الكمال" إلاَّ أنه فاته بعضهم فاستدركهم الحافظ علاء الدين مغلطاي في "الإكمال" ومع هذا فقد فاتهما عدد منهم، ولقلة من استوعب شيوخه، وجدت أن من الخطوات الأساسية في معرفتهم إحصاء الموجود منهم في زوائده في كتاب "المطالب" فقمت بتتبع زوائده في الكتاب كله، واستخرجتها، ثم أحصيت شيوخه وعدد ما رواه عن كل واحد منهم ثم اطلعت ¬
على كتاب "أخبار مكة" لأبي عبد الله الفاكهي تلميذ العدني، فألفيته كتابًا جامعًا روى فيه مؤلفه عن العدني مباشرة في أكثر من (526) موضعًا وهذا عدد لا يستهان به فاستعنت بالله وقرأت أغلب هذا الكتاب واستخرجت الزائد من شيوخ العدني فيه، -وإن كنت وجدت كثيرًا منها عن سفيان بن عيينة-، وأضفته لما عندي فتحصل من مجموع ذلك (71) شيخًا. وإليك بيان أسمائهم مرتبين على حروف المعجم وقبل هذا ينبغي التنبيه إلى أمور هي: ستجد أمام اسم الشيخ حروفًا هي (أ، خ، ط، ك) إما واحدًا منها أو بعضها، وهذه هي رموز المصادر التي أحصيت منها الشيوخ: (أ) أعني به "إكمال تهذيب الكمال" وحرصت على ذكر كل من ذكرهم مغلطاي لأنه نص على أن العدني قد روى عنهم في المسند. (خ) أعني به "أخبار مكة"، وهذا لا أذكره، إلاَّ حيث يتفرد، إلاَّ أن يكون الذي شاركه مغلطاي، وأشير فيما استخرجته منه في الغالب إلى الجزء والصفحة. (ط) من كتاب المطالب. (ك) من تهذيب الكمال للمزي. - ما كان منهم من رجال التقريب فإني أهملته دون إشارة إلى مصدر الترجمة ومن وضعت عند اسمه (*) هذه النجمة فإني أعني بها أني لم أتبين من هو ولم أجد له ترجمة، والباقي أشير إلى مصدر واحد لترجمته كما أشير إلى أرقام الأحاديث التي روى عنهم العدني فيها وهي في القسم المحقق. - ربما أشرف إلى رقم الحديث الذي ترجمت فيه للشيخ ولو لم يكن العدني تلميذه في ذلك الحديث:
م - اسم الشيخ // المصدر // عدد أحاديثه في المطالب إن وجد، وملحوظات أخري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 - إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم بن عبد الرحمن النوفلى (*) // أط // 1 2 - إبراهيم بن محمد بن العباس المطلبي المكي الشافعي // ط // 1 3 - إسحاق بن يوسف الأزرق المخزومي الواسطي // ك // - 4 - إسماعيل بن إبراهيم الصائغ الخراساني نزل مكة // ك // له ترجمة في الجرح والتعديل (2/ 152) 5 - أيوب بن واصل أبو سليمان البصري // ط ك // 1، انظر: الجرح والتعديل (2/ 261) 6 - أيوب بن النجار بن زياد الحنفي أبو إسماعيل اليمامي // أط // 1 7 - بشر بن السري أبو عمرو، بصري سكن مكة // ط ك // 22 8 - ثمامة بن عبيدة العبدي // أ 9 - حسن بن علي بن علي الحلواني أبو محمد // أ // انظر: الجرح والتعديل (3/ 21) 10 - حسين بن علي بن الوليد الجعفي الكوفي // ط ك // 3 11 - حفص بن غياث // أ 12 - الحكم بن القاسم (*) // أط // 1 13 - حكام بن سلم الرازي أبو عبد الرحمن الكناني // أخ 14 - حماد بن أسامة القرشي = أبو أسامة الكوفي // أط // 3 16 - حماد بن مسعدة التميمي أبو سعيد البصري // ك 16 - داود بن عجلان البلخي نزل مكة // ك 17 - داود بن عمر (*) // خ 18 - سعيد بن سالم القداح أبو عثمان المكي // ط ك // 1
م - اسم الشيخ // المصدر // عدد أحاديثه في المطالب إن وجد، وملحوظات أخري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 19 - سفيان بن عيينة الهلالي الكوفي ثم المكي // ط ك // 39 20 - سليمان بن عبد الرحمن // أ 21 - سلام أبو علي الخياط مولى عيسى (*) // خ (2/ 182) 22 - عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب // خ (2/ 108) 23 - عبد الله بن داود (*) // ط 24 - عبد الله بن رجاء المكي أبو عمران البصري // ك 25 - عبد الله بن الزبير الحميدي أبو بكر الحافظ // خ (3/ 306) 26 - عبد الله بن علي المدني (*) // أ 27 - عبد الله بن معاذ الصنعاني // ط ك // 1 28 - عبد الله بن وهب المصري // أ 29 - عبد الله بن يزيد المقرىء المكي // ط ك // 33 30 - عبد الرحمن بن خالد // أط // 1، ولعله الباهلي، انظر: الجرح والتعديل (5/ 229) 31 - عبد الرحمن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ بن عاصم بن عمر بن الخطاب // أ // انظر الجرح والتعديل (5/ 253) 32 - عبد الرحيم بن زيد العمي البصري // ط ك // 1 33 - عبد الرزاق بن همام الصنعاني // ط ك // 5 34 - عبد العزيز بن أبي رواد // ك 35 - عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ صَالِحِ بْنِ قُدَامَةَ الْجُمَحِيِّ (*) // ط // 1 36 - عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي المدني // ط // 3 37 - عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد // ط // 2
م - اسم الشيخ // المصدر // عدد أحاديثه في المطالب إن وجد، وملحوظات أخرى ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 38 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي البصري // ط ك // 7 39 - عثمان بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سالم الجمحي // أ // انظر: الجرح والتعديل (6/ 158) 40 - علي بن ظبيان بن هلال العبسي الكوفي // أ 41 - عمر بن خالد القرشي // أط // 1، وانظر: الجرح والتعديل (6/ 106) 42 - عمر بن هارون البلخي الثقفي مولاهم // أخ (2/ 124) 43 - عيسى بن يونس // أ // لعله الرملي، انظر: الجرح والتعديل (6/ 292) 44 - فرج بن سعيد بن علقمة المأربي اليماني // ك 45 - فضيل بن عياض بن سعود التميمي المكي // ك 46 - القاسم بن سليم (*) // خ (1/ 212) 47 - محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب // أط ك // (7/ 202) 48 - محمد بن حرب بن سليم المكي أصله بصري // أ // انظر الجرح والتعديل (7/ 237) 49 - محمد بن خازم أبو معاوية الضرير الكوفي // ط ك // 1 50 - محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي المكي // أط // 1 51 - محمد بن عيسى (*) // أ 52 - محمد بن فضيل بن غزوان الضبي مولاهم الكوفي // ك 53 - محمد بن قيس المأربي (*) // ك 54 - مروان بن معارية بن الحارث الفزاري الكوفي // ط ك // 15 نزيل مكة ودمشق 55 - معتمر بن سليمان التيمي البصري // ك 56 - معن بن عيسى بن يحيى القزاز المديني // ك // الجرح والتعديل (8/ 277) 57 - المهلب بن راشد، أبو العباس (*) // أ
م - اسم الشيخ. // المصدر // عدد أحاديثه في المطالب إن وجد، وملحوظات أخري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 58 - نصر بن باب المروزي أبو سهل // أط // 1، وانظر: الجرح والتعديل (8/ 469) 59 - هشام بن سليمان المخزومي المكي // ط ك // 10 60 - وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي // ط ك // 22 61 - الوليد أبو عثمان المدني // ط // 1 62 - الوليد بن مسلم القرشي مولاهم الدمشقي // ك 63 - يحيى بن سليم الطائفي نزيل مكة // ط ك // 3 64 - يحيى بن عبد الملك بن عبد الحميد بن أبي غنية الخزاعي الكوفي // ك 65 - يحيى ابن أبي عمر العدني // ك 66 - يحيى بن عيسى الرملي التميمي النهشلي الكوفي نزيل الرملة // ك 67 - يزيد بن هارون بن زاذان السلمي مولاهم الو اسطي // ط ك // 3 68 - يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري المدني // ك 69 - يوسف بن خالد السمتي البصري // أط // 3 70 - أبو سعيد مولى بني هاشم = عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبيد البصري نزيل مكة // ك 71 - شيخ من أهل المدينة // ط // 1 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب السابع تلاميذه
المطلب السابع تلاميذه حرص العدني على الأخذ عن الكبار، ولازم من استطاع أن يلازمه منهم، ورزقه الله حظًا في علو الإسناد فوقعت له جملة لا بأس بها من العوالي، جعلت عددًا من كبار المحدثين يتتلمذون عليه ويأخذون عنه والحَقّ أنه لم يكن أحفظ أهل مكة ولا أتقنهم، لكنه امتاز بعلو أسانيده وهذه ميزة جعلته جديرًا بأن يحدث أمثال مسلم، والترمذي، وابن ماجه، وبقي بن مخلد، وغيرهم من الأئمة، والحفاظ، وسأعَرَّف ببعضهم بإيجاز لتعرف جانبًا من قيمته عند أهل عصره: 1 - الإمام مسلم: وهو الإمام الكبير الحافظ المجود الحجة أبو الحسين: مسلم ابن الحجاج ابن مسلم بن ورد القشيري النيسابوري، صاحب الصحيح الذي تلقته الأمة بالقبول فلا يكاد يذكر شيء من مصادر الصحيح إلاَّ وتجد إشارة إليه، وما على وجه الأرض -بعد كتاب الله تعالى- أصح من كتابه هو والبخاري. ولد نحو سنة (204 هـ) وتوفي سنة (261 هـ) (¬1). كان سماعه من العدني بعد سنة (220 هـ)، روى عنه في صحيحه مائتين وستة عشر حديثًا عن عدد من شيوخه وهم: بشر بن السري، ومروان بن معاوية، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الوهاب الثقفي، وسفيان بن عيينة، ومعن بن عيسى، وعبد العزيز بن عبد الصمد، ووكيع، وعبد الرزاق، وفضيل بن عياض، وهشام بن سليمان، ¬
وعبد المجيد بن عبد العزيز، وعبد الله بن يزيد المصري، وأبو معاوية الضرير، وأبوه يحيى بن أبي عمر، ويزيد بن هارون، ويحيى بن سليم، ويحيى بن عيسى (¬1). 2 - محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى السلَمي التِّرمذي الضرير: الحافظ، العالم الإمام البارع مصنف "الجامع" و"العلل" كان مضرب المثل في الحفظ حتى قيل: مات البخاري فلم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم والحفظ والورع والزهد، ولد في حدود سنة (210 هـ)، وتوفي -رحمه الله- سنة (279هـ) (¬2). روى عن العدني في مواضع من "جامعه"، وأثنى عليه كما سيأتي. 3 - محمد بن يزيد ابن ماجه أبو عبد الله القزويني: الحافظ الكبير الحجة المفسر حافظ قزوين في عصره، ولد سنة (209 هـ)، وتوفي -رحمه الله- سنة (273 هـ) (¬3). 4 - عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ أبو زرعة الرازي (¬4): الإمام سيد الحفاظ، ولد سنة (200 هـ) تقريبًا، وتوفي -رحمه الله- في حدود سنة (264 هـ) وفيه يقول الإمام أحمد: (ما جاوز الجسر أحد أفقه من إسحاق بن راهويه ولا أحفظ من أبي زرعة) (¬5). اهـ. ¬
وقال الذهبي: (يعجبني كثيرًا كلام أبي زرعة في الجرح والتعديل: يبين عليه الورع والمخبرة) (¬1). اهـ. قلت: وصاحَبَ أحمد بن حنبل وشَبهه به غير واحد، والمعروف عنهما أنهما لا يحدثان عن صاحب بدعة، كما تتلمذ أبو زرعة على العدني وأكثر عنه في سفيان (¬2) خاصة. 5 - إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن نافع الخزاعي، أبو محمد المقرئ المكي (¬3): روى مسند العدني عنه كاملًا، ورواه عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ، وغيره. وكان متقنًا ثقة جَود القرآن الكريم، وله مصنفات في القراءات توفي سنة (308 هـ). 6 - بقي بن مخلد بن يزيد أبو عبد الرحمن الأندلسي القرطبي: الحافظ الإمام الصالح (¬4). قال الذهبي: صاحب "التفسير" و "المسند" اللذين لا نظير لهما، وقال أيضًا: عني بهذا الشأن عناية لا مزيد عليها، وأدخل جزيرة الأندلس علمًا جمًا. اهـ. بلغ عدد شيوخه نحو (284) شيخًا. كان مولده سنة (200 هـ) تقريبًا، وتوفي -رحمه الله- سنة (276 هـ) تقريبًا. فهؤلاء الأئمة تتلمذوا على العدني وسمعوا منه، وحدثوا عنه، وفيما يلي أسماء من وقفت عليهم من تلاميذه: - الإمام مسلم. ¬
- الترمذي. - ابن ماجه. - إبراهيم بن مهدي الأبُلِّي. - أحمد بن عمرو الخلال المكي. - أبو سعيد أحمد بن محمد بن سعيد. - أحمد بن محمد بن موسى المكي المعروف بابن شابان. - إسحاق بن إبراهيم البستي القاضي. - إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي المكي. - إسحاق بن أحمد الفارسي. - أبو محمد جعفر بن شعيب النسفي. - جمعة بن حامد النسفي الكرابيسي. - الحسن بن أحمد بن الليث الرازي. - الحسين بن إسحاق التستري. - أبو علي: الحسين بن عبد الله بن شاكر السمرقندي. - الحكم بن معبد الخزاعي الأصبهاني. - أبو يحيى: زكريا بن داود الخفاف النيسابوري. - أبو يحيى: زكريا بن يحيى البزاز النيسابوري. - زكريا بن يحيى السجزي. - عبد الله بن صالح البخاري. - عبد الله بن محمد بن شيرويه النيسابوري. - عبد الله بن محمد بن الصباح الرافقي. - عبد الله بن محمد بن عمران الأصبهاني. - ابنه: عبد الله بن مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ.
المطلب الثامن رأي الأئمة فيه
- عثمان بن خرزاد الأنطاكي. - علي بن عبد الحميد العضائري. - محمد بن إسحاق الثقفي السراج. - محمد بن إسحاق الفاكهي. - محمد بن حاتم بن نعيم المروزي. - أبو عبد الله: محمد بن عبد الله بن مصعب. - المفضل بن محمد الجندي. - أبو أحمد: هارون بن يوسف بن هارون بن زياد السطوي القطيعي. - هلال بن العلاء الرقي. - أبو سعد يحيى بن منصور الهروي الزاهد. - يعقوب بن سفيان البسوي. - أبو حاتم الرازي. - أبو زرعة الرازي المطلب الثامن رأي الأئمة فيه أولًا- مما قيل في زهده وعبادته وصلاحه: بدت على هذا الإمام سمات الخير والصلاح والتقى حتى وصفه بذلك عدد ممن روى عنه أو ترجم له. - قال الترمذي: (حدثنا محمد بن يحيى العدني المكي، ويكنى بأبي عبد الله الرجل الصالح هو ابن أبي عمر) (¬1). اهـ. - وقال أيضًا: (سمعت ابن أبي عمر يقول: اختلفت إلى ابن عيينة ¬
ثماني عشرة سنة، وكان الحميدي أكبر مني بسنة، وسمعت ابن أبي عمر يقول: حججت سبعين حجة ماشيًا على قدمي) (¬1). اهـ. - وامتاز -رحمه الله- بخلقه الرفيع وأدبه الجم، ومحبته لأقرانه كالحميدي وحرصه على استفادة الناس منهم) (¬2). - وسئل أحمد بن حنبل عمن نكتب؟ فقال: أما بمكة فابن أبي عمر (¬3). - وقال المزي: (روينا عن الحسن بن أحمد بن الليث الرازي قال: حدثنا محمد ابن أبي عمر العدني، وقد كان حج سبعًا وسبعين حجة، وبلغني أنه لم يقعد عن الطواف ستين سنة) (¬4). اهـ. وقال عبد الرحمن ابن أبي حاتم: (سمعت أبي يقول: وذُكِرَ ابن أبي عمر فقال: كان من المصلين أتيته فيما بين المغرب والعشاء، فإذا هو قائم يصلي كأنه خشبة، فلما رآني خفف وسَلَّم وقال: ما حاجة أبي حاتم؟ قلت: كذا وكذا) (¬5). اهـ. وقال الذهبي: (... صنف المسند، وعُمِّر دهرًا، وحج سبعًا وسبعين حجة، وصار شيخ الحرم في زمانه، وكان صالحًا عابدًا لا يفتر عن الطواف) (¬6). اهـ. وقال الجعدي: (كان من جلة الحفاظ، وأكابر العلماء) (¬7). ¬
ثانيًا- رأي أئمة الجرح والتعديل فيه: وثقه ابن معين (¬1)، وابن الأثير (¬2)، وذكره ابن حبان (¬3) في الثقات. وقال الإمام مسلم: هو حجة (¬4)، صدوق. اهـ. وأخرج حديثه في صحيحه كما تقدم. وصحح له الترمذي (¬5)، ووصفه الذهبي فقال: الِإمام المحدث (¬6) الحافظ شيخ الحرم. وقال مسلمة: لا بأس به (¬7). اهـ. وقال أبو حاتم: كان رجلًا صالحًا، وكان به غفلة، ورأيت عنده حديثًا موضوعًا حدث به عن سفيان بن عيينة، وهو صدوق (¬8). اهـ. وقال الحافظ في التقريب: صدوق صَنَف المسند. اهـ. قلتْ: قد فَسر أبو حاتم يسبب نزوله عنده وهو وقوعه في رواية حديث موضوع دون تعمد منه. فيمكن أن يقال فيه: ثقة له أخطاء بسبب غفلته، وإخراج مسلم له في صحيحه يكون مما تبين له عدم غفلته فيه، فيكون حديثه في غير صحيح مسلم حسنًا لذاته، وعند وجود ما يشهد له يكون صحيحًا لغيره، وعليه يحمل تصحيح ¬
المطلب التاسع عقيدته
الترمذي له في بعض المرات، وكذا تصحيح محمد بن إسحاق بن منده له (¬1). وقد حَسن له البخاري فيما نقله عنه الترمذي (¬2). أما ما نقله الحافظ في ترجمة الخضر من كتاب الإصابة أن ابن الجوزي جَهله فقد أجاب عنه الحافظ نفسه. فقال: (قال- أي ابن الجوزي-: ورواه محمد ابن أبي عمر عن محمد بن جعفر وابن أبي عمر مجهول. قلت: وهذا الإطلاق ضعيف فإن ابن أبي عمر أشهر من أن يقال فيه هذا: هو شيخ مسلم، وغيره من الأئمة، وهو ثقة حافظ صاحب مسند مشهور مروي، وهذا الحديث فيه ...). اهـ. ثم ساق الحافظ إسناده هو إلى الحديث من طريق ابن أبي عمر. الإصابة (2/ 128). المطلب التاسع عقيدته عاش العدني في عصر تميز بكثرة الاضطرابات، واحتدمت فيه نيران الفتن، وظهرت الحركات العقائدية المنحرفة، وفي مقدمة عسكرها فتنة خلق القرآن الكريم، والاعتزال، وكانت في عهد المأمون أشد ما تكون واتخذ أعوان سوء من الزنادقة، أمثال أحمد بن أبي دُوَاد، وغيره، فأذكرا نارها، وطارت شظاياها في الآفاق لتهوي على رؤوس آمنة ظلت زمنًا لا تعرف إلاَّ عقيدة السلف الصحيحة. - وقويت شوكة بشر المريسي المعتزلي الذي فر هاربًا من هارون الرشيد ¬
مخافة أن يقتله حين كان يتتبع الزنادقة ويهلكهم، فبدأ يناظر أهل السنة ويقارعهم الحجة بحضرة الخليفة. - وما أن جاءت سنة (218 هـ) حتى عظم البلاء وامتحن أئمة السنة، وأرغموا على الإجابة فمنهم من أجاب تقية مكرهًا، ومنهم من امتنع. فأرسلوه إلى الخليفة وأجاب هناك متأولًا، ومنهم من ثبت وامتنع وناله من ذلك بلاء عظيم، وشدة. ومن أبرز هؤلاء الإمام أحمد، ومحمد بن نوح الذي مات في الطريق حين حمل هو والإمام أحمد إلى المأمون فمات المأمون قبل وصولهما فأعيدا إلى بغداد، واستمر البلاء في عهد المعتصم والواثق وثَبت الله الإمام أحمد، ثم ارتفعت الفتنة في عهد المتوكل. - وفي هذا العصر أيضًا نشطت حركة الترجمة كما تقدم فأدى هذا إلى دخول أفكار فلسفية جدلية من أصحاب الملل والنحل الأخرى: اليهود والنصارى، والفرس، واليونان، وغيرهم، فظهر التخبط في المذاهب الكلامية وتشوشت بعض الأذهان بما لا طائل تحته. - وكانت بلاد الحرمين الشريفين من أسعد البلاد حظًا بالبعد عن كثير من هذه الفتن، ولم يذكر عن الأئمة المبرزين أمثال سفيان بن عيينة، والحميدي، والفضيل بن عياض، والعدني، أنهم تلبسوا بشيء منها. فيظهر أن الإمام العدني -رحمه الله- كان على مذهب السلف يعتقد ما يعتقده أهل السنة والجماعة ومما يؤكد هذا: 1 - كتابه "الإيمان" فإن الذي يتأمله يزداد قناعة بسلامة معتقده، وقد ركز فيه على تحقيق أن العمل من الإيمان، وصرح بأن هذا هو مذهب أهل السنة (¬1)، كما تعرض لبيان ما ينقص الإيمان من ¬
المطلب العاشر وفاته
المعاصي، وساق نصوصًا فيها الحث على اتباع السنة. 2 - أن الإمام أحمد حين سأله أحدهم عمن يكتب الحديث؟ قال: أما بمكة فمن العدني، فيبعد أن يشير به وهو يعلم أنه على بدعة. 3 - أن أبا زرعة -رحمه الله- لا يبعد عن الإِمام أحمد في اجتناب التحديث عن أصحاب البدع ومع ذلك تتلمذ عليه وأخذ عنه. المطلب العاشر وفاته بعد عمر مديد أمضاه -رحمه الله- في العلم والعمل والتعليم، توفي في مكة المكرمة لإحدى عشرة بقيت من ذي الحجة آخر سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وعلى هذا كل من تعرض لبيان سنة وفاته من الكتب التي أشرت إلى ترجمته فيها إلاَّ ما نقله ابن أبي مخرمة قال: (توفي سنة (320 هـ)، كذا في تاريخ اليافعي) (¬1). وهذا ممتنع بلا ريب، فإن تلامذته أمثال مسلم، والترمذي، وأبي زرعة، ماتوا قبل هذا التاريخ بكثير كما بينته في تراجمهم، وهو عندما توفي كان من أبناء التسعين وقد عاصر خلفاء بني العباس ابتداء بالمنصور وانتهاء بالمتوكل فلا يمكن أن يبقى إلى هذا التاريخ. ويظهر أن اليافعي اضطرب فيه فذكره في وفيات عام (243 هـ) (¬2). ¬
المطلب الحادي عشر آثاره
ثم عاد وذكره في وفيات عام (325 هـ) وقال: (وفيها أو قبلها أو بعدها، توفي القاضي محمد بن يحيى العدني قاضي عدن نزيل مكة ...). ونحا نحوه ابن العماد في الشذرات (¬1)، فجعله في موضعين. وذكر الجعدي (¬2) قولًا آخر: فقال في آخر ترجمته (وكان في المائة الثالثة بعد ظهور القرامطة). اهـ. والقرامطة لم يظهروا إلاَّ بعد موته بأكثر من ثلاثين سنة، إذ كان تحركهم سنة له (278 هـ) قال الحافظ ابن كثير وهو يسرد أحداث هذه السنة (... وفيها تحركت القرامطة، وهم فرقة من الزنادقة الملاحدة أتباع الفلاسفة من الفرس ...) (¬3). كما أرخه بعضهم سنة (244هـ) والصواب أنه في آخر سنة (243 هـ) -رحمه الله-. المطلب الحادي عشر آثاره توفي هذا الإمام، وانتقل إلى الدار الآخرة لكن عمله لم ينقطع فقد ترك علمًا انتفع به المسلمون تمثل فيما صنفه هو، وما رواه عنه تلاميذه وضمنوه في كتبهم كالإمام مسلم، والترمذي، وغيرهما. وآثاره التي صنفها هي: * المسند: وستأتي دراسة عنه في المبحث الآتي، أما عن وجوده فهو ¬
الآن في حكم المفقود، ويقال إنه موجود في مكتبة دار العلوم الألمانية في ألمانية الشيوعية (¬1). * كتاب الإيمان: وهو جزء صغير تضمن أحاديث في موضوع الإيمان، بالأسانيد: ذكره فؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي (1/ 211)، والألباني في فهرس المكتبة الظاهرية (¬2)، وهو ضمن مجموع برقم (104) من ق (230 أ- 250 ب- في القرن الخامس الهجري). وقد طبع هذا الكتاب محققًا سنة (1407هـ) بالدار السلفية في الكويت هذا جملة ما وقفت عليه مما صنفه هذا الإمام عليه رحمه الله. أما ما نقله عنه تلاميذه: فيمكن الوقوف على جملة وافرة منه في مصنفات المبرزين منهم مثل الإمام مسلم والترمذي، وابن ماجه، وأبي زرعة، ويعقوب بن سفيان، والفاكهي، وكذا في مصنفات غيرهم ممن روى عنه بواسطة كالنسائي. اهتمامه بالسيَر والفقه والحوادث التاريخية: لم يحظ العدني في كتب التراجم بالعناية اللائقة به، بخلاف المعهود فيمن ترجم لهم أمثاله، حتى لم تزد ترجمته في كثير من الكتب على نصف صفحة. لذا يحار المرء في دراسة أمثال هؤلاء الأعلام الذين تميزوا بحسن السمت والصلاح وخلفوا آثارًا تدل على منزلتهم، وتحدد مقدار الجهد الذي قدموه لخدمة هذا الدين. ¬
ولدى قراءتي في التواريخ التي خلفها كبار تلاميذه وهم الفاكهي، وأبو زرعة، ويعقوب بن سفيان، وقفت على جوانب متعددة اعتنى بها هذا الإمام تحملًا وأداة، فنقل عنه الفاكهي مباشرة في أكثر من (526) موضعًا وأبو زرعة في حوالي مائة موضع، ويعقوب نحوا من أربعين، احتوت هذه النصوص التي نقلوها على جوانب متعددة لا تخضع في نوعيتها لتآليف المسانيد بل تخرج عن هذا إلى الجانب التاريخي وعليه فلا بد من وجود اهتمام خاص منه بهذا الجانب، ولا ندري إن كان هناك كتاب جمعها أو أنها نصوص نقلت عنه مشافهة وهو غالب الظن. وبعد النظر في جملة كبيرة من هذه النصوص يمكنني أن أسجل هنا للقارىء أغلب المحاور الرئيسة التي تدور حولها هذه النقول: 1 - الكلام في الرواة جرحا وتعديلًا: وأغلب ما وقفت عليه في هذا المجال ينقله عن شيخه سفيان بن عيينة وقد يخرج إلى غيره لكنه قليل جدًا، ولا ينفرد هو -فيما وقفت عليه- بالكلام على الرجال (¬1). 2 - اهتمامه بتحديد أماكن الوفيات، وتاريخ الوفاة، وتاريخ قدوم الأئمة إلى مكة: وذلك ابتداء بالصحابة -رضي الله عنهم- كأبي الطفيل، وعبد الله وعتبة ابني مسعود، وعلي، وابنه الحسين، وغيرهم، وانتهاء بوفاة شيوخه أمثال الفضيل، وسفيان. كما نقل تاريخ قدوم الأئمة إلى مكة كالزهري مثلًا، وما تم فيه، ومن لقيه (¬2). ¬
3 - سرده لعدد من الحوادث التاريخية في مكة كأخبار الأوائل والسيول (¬1) وكلامه عن بعض الفرق كالخوارج (¬2). 4 - نقله لبعض الفتاوى الفقهية عن الفقهاء: مثل عكرمة، وطاوس (¬3)، وغيرهما. 5 - عنايته بسرد أمور تتعلق بأخبار العلماء الزهاد الصالحين: فيصفهم، ويذكر بعض مواقفهم في الجهر بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نقل جملة كبيرة منها عن سفيان، وقليل عن غيره كابن وهب (¬4). هذا كله وغيره مما نقل عنه مضافًا إلى تصنيفه المكتوب ممثلًا في المسند وكتاب الإيمان، يعد من آثاره. - كما لا يمكننا أن نقطع بأن ما رواه أمثال مسلم، والترمذي، وابن ماجه عنه هو ما كان في المسند فحسب بل يمكن أن ينقلوا عنه ما لم يجعله هو في مسنده. وبالجملة يعتبر هذا الإمام -إضافة إلى كونه مُحَدَّثاَ- مِنْ نَقَلَة التاريخ الإسلامي ذوي المنهج السليم، والسند العالي. رحمه الله رحمة واسعة. * * * ¬
المبحث الثاني مسنده
المبحث الثاني مسنده (¬1) المطلب الأول نسبته إليه لا يكاد يخلو كتاب اطلعت على ترجمته فيه من الإشارة إلى المسند (¬2) ¬
المطلب الثاني اهتمام المحدثين به
وبعض الأئمة كابن نقطة، والحافظ ابن حجر ساقوا أسانيدهم إليه. مما لا يدع مجالًا للشك في صحة نسبته له. لكنه -كما أسلفت- في حكم المفقود إلاَّ أن يتأكد وجوده في ألمانيا الشيوعية، فالله أعلم. المطلب الثاني اهتمام المحدثين به وعلى أي الحالين فقد حظي مسند العدني بجهود عدد من العلماء وكان محل عنايتهم، واهتمامهم، فاقتبسوا منه كما فعل الحافظ ابن حجر في عدة مواضع من كتابة الإصابة، واستخرجوا زوائده كما فعل الحافظان: ابن حجر، والبوصيري، وظل يروى إلى عصرهما بالسماع: 1 - فقد حَدَّث بالمسند عن العدني تلميذه: إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن نافع الخزاعي المقرئ المكي المتوفَّى سنة (308 هـ). 2 - وحدث عن إسحاق بالمسند أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ المتوفَّى سنة (381هـ) (¬1). 3 - وحدث به عنه: أحمد بن محمد بن النعمان، أبو العباس الصائغ الأصبهاني المتوفَّى سنة (449هـ) (¬2). ¬
المطلب الثالث موضوعه
4 - وحدث به عنه سعيد ابن أبي الرجاء الصيرفي (¬1). 5 - ثم حدث به عنه أبو مسلم هشام بن عبد الرحمن بن الأخوة الأصبهاني المتوفَّى سنة (606هـ) (¬2). 6 - وتلقاه عنه الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغني البغدادي: ابن نقطة الحنبلي المتوفَّى سنة (629 هـ) (¬3)، فقال: أخبرنا بجميع مسنده -أي العدني- أبو مسلم هشام بن عبد الرحمن بن الأخوة الأصبهاني المعروف بالمؤيد قراءة عليه بأصبهان (¬4) ... إلخ. وساق الحافظ إسناده إلى أبي مسلم هشام بن عبد الرحمن الأصبهاني (¬5) به، وتعددت طرق تحمل هذا المسند: فحدثوا به سماعًا، وقراءة وإجازة، ومكاتبة (¬6) مما يدل على أهميته عندهم. المطلب الثالث موضوعه السمة العامة لكتب المسانيد أن تذكر فيها الأحاديث مقسمة على مسانيد الصحابة ينظر فيها لوحدة الراوي دون وحدة الموضوع، ولو كانت تتفاوت في الدرجة من حيث الصحة وعدمها. ¬
المطلب الرابع ترتيبه
ومما يؤكد أن مسند العدني على هذا النسق ما عبر به الحافظ فقال: (مسند مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ نزيل مكة: قرأته سوى من مسند سلمان في أواخره إلى آخر المسند على الحافظين (¬1) ...). فصرح بتقسيمه على مسانيد الصحابة. المطلب الرابع ترتيبه لم أتمكن من تحديد الترتيب التفصيلي لأسماء الصحابة داخل مسند العدني وذلك لتعذر الاطلاع عليه، لكن المتوقع ألا يخرج في طريقة ترتيبه عما رتب عليه غيره من مصنفي المسانيد وفيها يقول الكتاني: (المسانيد جمع مسند وهي الكتب التي موضوعها جعل حديث كل صحابي على حدة صحيحًا كان أو حسنًا أوضعيفًا مرتبين على حروف الهجاء في أسماء الصحابة كما فعله غير واحد، وهو أسهل تناولًا. أو على القبائل أو السابقة في الإسلام، أو الشرافة النسبية، أو غير ذلك) (¬2). المطلب الخامس حجمه ومضمونه * الذي يظهر لي أن مسند العدني متوسط الحجم وذلك لأمرين: 1 - كثرة زوائده في كتاب المطالب مقارنة بالمسانيد الصغار مثل مسند الحميدي، وقلتها بالنسبة للمسانيد الكبار مثل مسند أبي يعلى. فبلغت زوائد ¬
الحميدي قريبًا من (48)، والعدني (198)، وأبي يعلى (1580). 2 - أنه قد تتلمذ عليه من الستة ثلاثة هم: مسلم، والترمذي، وابن ماجه، وروى عنه النسائي بواسطة، فلا يبعد أن تكون مروياتهم عنه موجودة في مسنده وبالتالي لا تكون من الزوائد فلا يوردها الحافظ. * ومن حيث مضمونه: * حوى المرفوع وهو الغالب، والموقوف وهو أقل منه، والمقطوع وهو قليل. كما تميزت أسانيده بالعلو فكثرت فيه الرباعيات، وفيه نسبة قليلة من الثلاثيات. * وزوائده في القسم المحقق (¬1) عددها (14) فقط وفيها الصحيح، والحسن، وهو أكثرها، والضعيف وكله وجدت ما يعضده، وحديثين فقط شديدا الضعف. * وبعد استخراجي لزوائد العدني من كتاب المطالب كله قمت بإحصاء ما تقدم بالأعداد والنسب المئوية، وفيما يأتي بيانه: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نوع الأحاديث الزوائد // عددها // النسبة المئوية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الكلي (192) الأحاديث المرفوعة // 146 // 76.5% الأحاديث المرفوعة حكمًا // 6 // 3% الأحاديث الموقوفة // 31 // 16% ¬
المطلب السادس طريقته في أداء الأحاديث
الآثار المقطوعة // 6 // 3% ما شك العدني في رفعه أو وقفه // 1 المعلقات // 1 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الكلي (192) الرباعيات // 87 // 45% الثلاثيات // 16 // 8% المراسيل // 3 // 1,5% ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الكلي (14) القسم المحقق فقط ما تفرد به من المتون عن الستة وأحمد // 8 // 57% عدد الصحيح لذاته // 2 // 14% الحسن لغيره // 10 // 72% الأحاديث شديدة الضعف // 2 // 14% ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تنبيه: * عند حساب الثلاثيات، والرباعيات في غير القسم المحقق أحرص على ما لم يكن فيه إبهام للتابعي فإن كان مبهمًا استبعدته، وكذا إذا نص الحافظ على أنه مرسل فإني لا أجعله منها. * عنيت بما تفرد به من المتون عن أصحاب الكتب الستة وأحمد ما لم أعثر على متنه ولو بالمعنى عند أحد منهم. المطلب السادس طريقته في أداء الأحاديث وهذه لم أتمكن من رصد جميع معالمها واستيفاء ما يتعلق بها، لكني سجلت بعض الملحوظات حول طريقته وهي:
* أن صيغة الأداء بينه وبين شيخه في كل الزوائد (حدثنا) بصيغة الجمع مما يدل على أنه تحملها مع جماعة. * قد يرد الشك في الرفع أو الوقف أو في أداء لفظ معين، فإما أن يكون من العدني نفسه فتجده ينص على هذا كقوله: (لا أدري رفعه أم لا ...) (¬1). أو يقول: (عن رجل سماه ذهب عني اسمه) (¬2). أو يكون من أحد الرواة في أداء لفظ في المتن فيوضحه العدني كقوله: "شك بشر" (¬3). أو أن يصرح الراوي نفسه بأنه يشك فيه فينقل هذا العدني كقوله: قال سفيان: (لا أدري بأيهما بدأ) (¬4). * عند وجود حكم من أحد شيوخه على من فوقه فإنه يحافظ عليه ويورده كقوله: (حدثنا سفيان، ثنا صاحب لنا، ثقة ثقة يقال له: عمر بن حفص ...) (¬5). * عند وجود زيادة بيان من أحد الرواة فإنه يحافظ عليه أيضًا ويذكره، ولو لم يكن صاحب الزيادة شيخه المباشر مثاله قوله: (قَالَ حَمَّادٌ: لَا أَعْلَمُهُ: إلاَّ قَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قال ...) (¬6). ¬
المطلب السابع اختياره للشيوخ وشرطه في الكتاب
كما يحافظ على تفسير الرواة للمعاني (¬1). * ونسبة المقبول في مسنده بحسب القسم المحقق كبيرة. المطلب السابع اختياره للشيوخ وشرطه في الكتاب تنوع شيوخه فمنهم الثقة الإمام، ومنهم الثقة لكنه دون الأول، ومنهم الصدوق، ومنهم من عرف بالصدق وفي حفظه شيء، ومنهم الضعيف والمجهول بل والمتروك أيضًا. إلاَّ أن روايته عن الثقات الأئمة كسفيان بن عيينة، ووكيع، والمقرىء وأمثالهم أكثر من غيرها. وروايته عن المجاهيل كأيوب بن واصل، وعمر بن خالد قليلة. ومثلها أو أقل روايته عن المتروكين أمثال عمر بن هارون البلخي، ويوسف بن خالد السمتي، وغيرهما، وهم قليل، بالنسبة للمقبولين من شيوخه (¬2). مما يتبين معه حرصه على التقليل من الرواية عن الضعفاء والمتروكين منهم. * * * ¬
الفصل الخامس تعريف بالإمام "أحمد بن منيع" وبمسنده
الفصل الخامس تعريف بالإمام "أحمد بن منِيع" وبمسنده (¬1) ويشمل المبحثين التاليين: المبحث الأول: ترجمة ابن منيع: وتشتمل على تسعة مطالب: المطلب الأول: اسمه ونَسَبه وكُنيَته ولَقَبه. المطلب الثاني: مولده. المطلب الثالث: نَشأته وطلبه للعِلم. المطلب الرابع: رحلاته. المطلب الخامس: شيوخه. المطلب السادس: ثناء الأئمة عليه. المطلب السابع: زُهْده وعبادته. المطلب الثامن: وفاته. المطلب التاسع: آثاره. ¬
المبحث الثاني: دراسة تفصيليَّه عن مُسْنَدِهِ: وفيه تمهيد وسبعة مطالب: التمهيد عن رواة السند. المطلب الأول: اهتمام المحدثين به. المطلب الثاني: موضوعه. المطلب الثالث: ترتيبه. المطلب الرابع: حجمه ومضمونه. المطلب الخامس: اختياره للشيوخ في مسنده. المطلب السادس: درجة أحاديثه. المطلب السابع: شرطه في الكتاب.
المبحث الأول ترجمة الإمام "أحمد بن منيع"
المبحث الأول ترجمة الإمام "أحمد بن مَنِيع" (¬1) المطلب الأول اسمه ونَسَبه وكنيته ولَقَبه هو أحمد بن مَنِيع بن عبد الرحمن البغوي، أبو جعفر، الأصَم، مَروَرُوذِي (¬2) الأصل، نزيل بغداد. ¬
المطلب الثاني مولده
هكذا اتّفقت جميع المصادر التي تَرْجَمَت له، إلاَّ أنه ورد الاختلاف في كنيته فمُعْظم المصادر التي تَرْجَمَتْ له تذكر أن كنيته: أبو جعفر، ولم يُخالِف في ذلك سوى أبي حاتم وأبي زرعة، فنَقَل ابن أبي حاتم عنهما في الجَرح والتعديل (¬1) أن كنيته أبو عبد الله. والذي يظهر أنّ الأصحّ: أبو جعفر، فهي الكنية التي عليها أَكْثر المُتَرْجِمِين، ولعل الإمامين أبا حاتم وأبا زرعة قد وَهِمَا، والله أعلم. المطلب الثاني مَولده وُلِد -رحمه الله- سنة ستين ومائة للهجرة، كما يقول سِبطه (¬2) الحافظ أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي (¬3)، في مدينة مَرو الرُّوذ. المطلب الثالث نَشْأته وطلبَه لِلعِلم نشأ أحمد بن مَنِيع -رحمه الله- في بيئة عِلمية، إذ تَميّز عصره بالتأليف والتدوين على مختلف أنواعه .. لكن المصادر لا تُسعِفُنا صراحة في بيان نشأةْ ¬
المطلب الرابع رحلاته
أحمد بن مَنِيع وكيف كانت أسرته، غير أنه يُمكِننا القَوْل أنَّه بكر في طلب العلم، وسماع الحديث من المشايخ، جَرْيًا على عادة السلف في ذلك، فإنه يَروِي عن عباد بن عباد المُتَوَفى سنة (179 هـ أو 180 هـ)، وهذا يَعْني أنه روى عنه وله من العمر تسعة عشر عامًا إن قُلْنا إنه كَتَب عنه سنة وفاته ولا يَبْعد أنه سمع منه قبل ذلك. على أننا لا نَغْفَل ما كان معروفًا من عادة السلف -رحمهم الله- بالبدء بحِفظ القرآن الكريم في سن مُبَكِّرة، أوّل الطلب، وقَبل البدء بسماع الحديث من المشايخ وَتَلقِّيه عنهم، ولا يَبْعد أنْ يكون ابن مَنِيع بَدَأ بحفظه. وحرص -رحمه الله- على طلب العلم، والسماع من الشيوخ، فروى عن شيوخ تقدمت سني وفاتهم بالنسبة له (¬1)، الأمر الذي أَدّى إلى اتّساع دائرة معارفه كما لا يَخْفى. المطلب الرابع رحلاته لم تُشِر المصادر التي تَرجَمَت لأحمد بن مَنِيع إلى رحلاته، ولم أجد في هذا الباب سوى قول الحافظ الذهبي يصف ابن منيع: "الإمام، الحافظ، الثقة، نزيل بغداد، رَحَل، وجَمَع، وصنَّف المسند" (¬2). إلاّ أن من المعروف حِرص المحدّثين على الرحلة في طلب الحديث، وعنايتهم الفائقة بذلك، لِمَا لِلرحلات من الفوائد الكثيرة التي لا تعدل بغيرها كسماع الحديث والتثبُّت منه، وطلب عُلوّ الإسناد، والبحث عن أحوال الرواة، ¬
والإكثار من المشايخ وغيرها (¬1). على أمه كان مِن عَادَتِهم التحمل من كلّ علماء بلدتهم، واستِقصاء ما عندهم، ثم الرحلة إلى المدن الأخرى لإكمال السيرة العلمية ... وما مِنْ شَك أن ابن مَنِيع أحد أولئك المحدثين الذين حَرصوا على تلقي العلم على مشايخ بلدهم، وما حَولَها، فقد سَمِع من الحسن بن سَوار، وحسين بن محمد بن بَهْرام، وشَبَابة بن سَوار، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم مِمن تقدمت وفياتهم، مِمّا يجعلنا نُؤكِّد أن أبن مَنِيع سَمِع من مشايخ بلده -مَرو الرُّوذ- ثم انتَقَل إلى البلدان المجاورة (كبَغشُور) (¬2) فإن في نسبه: "البَغَوي" نسبة إلى هذه المدينة "بَغْشور" ويبدو أنه قَطَنها مُدَّة طَلَبًا للعِلْم فنُسِب إليها. استمرّ على هذه الحال .. حتى إذا ما قام عوده، واشتدّ سوقه، ونَهَل من علوم شيوخ بَلَدِه، واستوعَب ما بِجِعَابِهم، آنس من نفسه رُشْدًا، وأحسّ بالحاجة إلى الرحلة، إلى مراكز العلم الأخرى، ومنارات المعرفة في وقته، كالحرمَين الشريفَين وبغداد، والتي كانت تَحتَل مركز الصدارة في العِلم والمعرفة، يشهد لذلك كثرة رحلات كِبَار الأئمة والمُحدِّثين والعلماء إليها، للتزود من علمائها، فقد كانت تَزخر بِمُحدِّثيها، وتزدان بعلمائها، وتحتضن أعظم حركة فكرية مزدهرة، شهدها تاريخ الإسلام. ولَما كانت -أعني بغداد- كذلك رأى ابْنُ مَنِيع لِزَامًا عليه الرحلة إلَيها، فرحل، ولزمها، واتّخذها مَوطِنًا حتى أَدْرَكَتْه المنية فيها. ¬
المطلب الخامس شيوخه
ويظهر من دراسة شيوخه، والذين أخذ عنهم، أنه كان واسع الرحلة، كثير التجوال، فقد طوف ببلدان المشرق الإسلامي، ورحل إلى البصرة، وبغداد، وواسط، والحجاز، والري ... وغيرها، فلَقِيَ علماءها، وتلقى عنهم العلم، مِما كان له أعظم الأثر في تكوين شخصيته العلمية. المطلب الخامس شيوخه اِتَّسَعَتْ دائرة أُفُق ابن مَنِيع، وتنوّعت معارفه، ونَمَت مداركه، ذلك أنّه سعى حثيثًا في الجِد والطلَب، والسماع من الشيوخ، والأخذ عنهم، وحضور مجالس التحديث، ولا يخفى ما لهذا الجانب من أثر كبير في تكوين شخصيته العلمية. ومِما يُبَيِّن منزلة ابن مَنِيع في علم الحديث كثرة مشايخه الذين روى عنهم، ولم أجد مَنْ استوعب ذكرهم، غير أن المِزي، ومغلطاي -رحمهما الله- وهما أكثر المُتَرجِمِين له استِيفَاءً بِتعدَاد شيوخه، ومع ذلك فَاتَهما الكثير .. لذا قُمْت بتتبع شيوخه من خلال "المطالب العالية" فجَمَعت كل النصوص التي ذَكَرَها ابن حجر في المطالب باستيعاب، فاستَخلَصتُ منها شيوخه ومن روى عنهم، وأضفتهم إلى ما ذكره المزي في "تهذيب الكمال" ومغلطاي في "الإكمال". وفيما يلي سَرد لأسمائهم مرتبِين على حروف المعجم، مع ذكر وفياتهم -إنْ وُجِد ذلك- وأذكر في الحاشية مَصدرًا واحِدًا فقط من المصادر التي نصت على أن ابن مَنِيع روى عن ذلك الشيخ، وما أهملته دون ذِكر مصدر له فهو مِمّا استخلصتُه من تَتَبُّعي للنصوص الزوائد التي ذكرها
ابن حَجَر في المطالب، وما يَرِد من ذكر لتهذيب الكمال فهو من القسم المُحَقق. 1 - أسباط بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن مَيْسرة القرشي، مولاهم، أبو محمد، المُتَوَفى سنة (200 هـ) (¬1). 2 - إسحاق بن سليمان الرازي، أبو يحيى، كوفي الأصل، المُتَوَفى سنة (200هـ) (¬2). 3 - إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي، أبو يعقوب، ابن الطباع، مات سنة (214 هـ)، وقيل: بعدها بسنة (¬3). 4 - إسحاق بن يوسف بن مرداس المخزومى الواسطى، المعروف بالأزرق، مات سنة (195هـ) (¬4). 5 - أسد ابن عمرو بن عامر أبو المنذر البجلي قاضي واسط، مات سنة (190 هـ) (¬5). 6 - إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن عُلَية (¬6) 7 - الأسود بن عامر الشامي، نزيل بغداد، ويلقب شاذان، مات سنة (208 هـ) (¬7). ¬
8 - أشعث بن عبد الرحمن بن زُبيد اليمامي، الكوفي. 9 - بحر بن موسى، أبو مودود (¬1). 10 - جرير بن عبد الحميد الضبي، مات سنة (188هـ). 11 - أبو العلاء الحارث (¬2). 12 - الحجاج بن محمد المِصِّيصي الأغور، أبو محمد، مات سنة (206 هـ) (¬3). 13 - الحسن بن سَوَّار، البغوي، أبو العلاء المَرُّوذي، مات سنة (216 هـ)، وقيل: (217 هـ) (¬4). 14 - الحسن بن سويد (¬5). 15 - الحسن بن موسى الأشيب، أبو علي البغدادي، توفي سنة (209 هـ) أو (210 هـ) (¬6). 16 - حسين بن محمد بن بَهْرام التميمي المَرُّوذى، مات سنة (213 هـ) أو بعدها بسنة أو سنتين. 17 - حماد بن خالد الخَيّاط، القرشط، أبو عبد الله البصري، نزيل بغداد. 18 - داود بن الزِّبْرِقان، الرَّقَاشي، البصري، نزيل بغداد، مات بعد الثمانين ومائة (¬7). ¬
19 - رَوْح بن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي، أبو محمد البصري، مات سنة (205 هـ) أو (207 هـ) (¬1). 20 - زيد بن الحُباب، أبو الحسين العُكْلي، تُوُفِّي سنة (230هـ) (¬2). 21 - سالم الخراساني. 22 - سَلْم بن سالم البلخي الخراساني، تُوُفِّي سنة (196 هـ) (¬3). 23 - سَلام بن سُلَيمْ الحنفي، مولاهم، أبو الأحوص الكوفي، تُوُفي سنة (179 هـ) (¬4). 24 - سُرَيْج بن النعمان بن مروان الجوهري، أبو الحسن البغدادي، تُوُفِّي سنة (217 هـ) (¬5). 25 - سفيان بن عيينة الهلالي، أبو محمد الكوفي، تُوُفي سنة (198هـ) (¬6). 26 - سلمة بن صالح الأحمر، الواسطي (¬7)، قاضي واسط. 27 - شبابة بن سوار المدائني، أصله من خراسان، مات سنة (204 أو 205، أو 206 هـ) (¬8). ¬
28 - شجاع بن أبي نصر البلخي، أبو نعيم المقرئ (¬1). 29 - شجاع بن الوليد بن قيس السكُوني، أبو بدر الكوفي، مات سنة (204هـ) (¬2). 30 - عَباد بن عباد بن حبيب بن المُهلب بن أبي صُفْرة الأزدي، أبو معاوية البصري، مات سنة (179 أو 180 هـ) (¬3). 31 - عَباد بن العَوام بن عمر الكلابي مولاهم، أبو سهل الواسطي، مات سنة (185 هـ) أو بعدها (¬4). 32 - عبادة (¬5). 33 - عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، أبو محمد الكوفي، مات سنة (192 هـ) (¬6). 34 - عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي الأسدي الحُمَيدِي، المكي، أبو بكر، مات بِمَكة سنة (219 هـ)، وقيل: بعدها (¬7). 35 - عبد الله بن عبد العزيز بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن الخَطَّاب العُمَري، مات سنة (184هـ). ¬
36 - عبدا الله بن المبارك المَروَزي، مولى بني حَنظلة، مات سنة (181هـ) (¬1). 37 - عبد العزيز بن أبي حازم: سَلَمة بن دينار المدني، مات سنة (184 هـ)، وقيل: قبل ذلك (¬2). 38 - عبد القدوس بن بكر بن خُنَيْس، الكوفي، أبو الجَهم (¬3). 39 - عبد الملك بن عبد العزيز القُشَيري، النسائي، أبو نصر التَمَّار، مات سنة (218 هـ) (¬4). 40 - عبد الواحد بن واصل السّدوسي مولاهم، أبو عبيدة الحَدَّاد، البصري، نزيل بغداد، مات سنة (190 هـ) (¬5). 41 - عبد الوهاب بن عطاء الخَفَّاف، أبو نصر العجلي مولاهم، البصري، نزيل بغداد، مات سنة (204 أو 206 هـ) (¬6). 42 - عَبِيدة بن حُمَيد الكوفي، أبو عبد الرحمن المعروف بالحَذَّاء، التيمي، أو الليثي أو الضَبِّي، مات سنة (190 هـ) (¬7). 43 - علي بن ثابت الجَزَري، أبو أحمد، الهاشمي مولاهم. ¬
44 - علي بن عاصم بن صُهَيب الواسطي، التيمي مولاهم، مات سنة (201هـ) (¬1). 45 - علي بن غُراب الفزاري مولاهم، الكوفي، القاضي، مات سنة (184هـ) (¬2). 46 - علي بن هاشم بن البَرِيد، الكوفي، مات سنة (180 هـ)، وقيل: (181 هـ) (¬3). 47 - عمار بن محمد الثوري، أبو اليقظان الكوفي، ابن أخت سفيان الثوري، سكن بغداد، مات سنة (182 هـ) (¬4). 48 - عمرو بن الهيثم بن قَطَن القُطَعي، أبو قطن البصري. مات على رأس المائتين (¬5). 49 - الفضل بن دكين الكوفي، أبو نُعَيم المُلاَئي. مات سنة (218 هـ)، وقيل: (219 هـ) (¬6). 50 - قَبِيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان السُّوائي، أبو عامر الكوفي. مات سنة (215 هـ) (¬7). ¬
51 - قُتَيْبة بن سعيد بن جَمِيل بن طَرِيف الثقفي، أبو رجاء البَغْلاني. مات سنة (240 هـ). 52 - قُرَّان بن تَمَّام الأسدي، الكوفي، نزيل بغداد. مات سنة (181 هـ) (¬1). 53 - كثير بن هشام الكلابي، أبو سهل الرَّقِّي، نزيل بغداد. مات سنة (207 هـ)، وقيل: (208 هـ) (¬2). 54 - مُبَشر بن وَرْقاء (¬3). 55 - محمد بن بِشْر العَبدي، أبو عبد الله الكوفي. مات سنة (203 هـ) (¬4). 56 - مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الهَمْداني، أبو الحسن الكوفي، نزيل واسط (¬5). 57 - محمد بن خازم، أبو معاوية الضرير، الكوفي. توفي سنة (195 هـ) (¬6). 58 - محمد بن عبد الله بن الزبير، أبو أحمد الزبيري. مات سنة (203 هـ) (¬7). 59 - محمد بن عُبَيد بن أبي أميّة الطَّنَافِسي، الكوفي، الأحدب. مات سنة (204هـ) (¬8). ¬
60 - محمد بن مصعب بن صَدَقة القُرْقُسائي. مات سنة (208 هـ) (¬1). 61 - محمد بن مُيَسر، الجعفي، أبو سعد الصاغاني، البلخي، نزيل بغداد (¬2). 62 - محمد بن يزيد الكَلاَعي، مولى خَولان، أبو سعيد، أو أبو يزيد، أو أبو إسحاق، الواسطي. مات سنة (190 هـ) أو قبلها، أو بعدها (¬3). 63 - مروان بن شجاع الجزري، أبو عمرو، وأبو عبد الله الأموي، مولاهم، نزيل بغداد. مات سنة (184هـ) (¬4). 64 - مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء الفَزَاري، أبو عبد الله الكوفي، نزيل مَكة ودمشق. مات سنة (193هـ) (¬5). 65 - مسعدة بن اليسع الباهلي (¬6). 66 - مُظَفر بن مُدْرِك الخراساني، أبو كامل، نزيل بغداد. مات سنة (207 هـ) (¬7). 67 - معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العَتبري، أبو المُثنى البَصري القاضي. مات سنة (196 هـ) (¬8). ¬
68 - معاوية بن عمرو بن المُهلب بن عمرو الأزدي، المَعنِى، أبو عمرو البغدادي، ويُعرَف بابن الكرماني. مات سنة (214 هـ) (¬1). 69 - منصور بن عَمار الواعظ، أبو السري، خراساني، ويقال بَصْري (¬2). 70 - موسى بن داود الضبي، أبو عبد الله الطرسوسي، الخُلقاني. مات سنة (217 هـ) (¬3). 71 - النضر بن إسماعيل بن حازم البَجَلي، أبو المغيرة الكوفي، القاص. مات سنة (182 هـ) (¬4). 72 - النضر بن شُمَيل المازني، أبو الحسن النحوي، البصري، نزيل مرو. مات سنة (204 هـ). 73 - هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي مولاهم، البغدادي، أبو النضر. مات سنة (207 هـ) (¬5). 74 - هُشيْم بن بَشِير بن القاسم بن دينار السُّلَمي، أبو معاوية بن أبي خازم الواسطي. مات سنة (183 هـ) (¬6). 75 - الهيثم بن خارجة المَروذي، أبو أحمد أو أبو يحيى، نزيل بغداد. مات سنة (227 هـ). ¬
76 - وكيع بن الجَرَّاح بن مَلِيح الرُّؤَاسِي، أبو سفيان الكوفي. مات آخر سنة (196 هـ)، وأول سنة (197 هـ) (¬1). 77 - الوليد بن عبد الله بن جُمَيع الرهري، المَكِّي، نزيل الكوفة (¬2). 78 - يحيى بن إسحاق السِّيْلَحِيني، أبو زكريا أو أبو بكر، نزيل بغداد. مات سنة (210 هـ) (¬3). 79 - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهَمداني، أبو سعيد الكوفي. مات سنة (183 هـ) أو (184 هـ) (¬4). 80 - يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي، أبوأيُّوب الكوفي، نزيل بغداد. مات سنة (194 هـ) (¬5). 81 - يحيى بن موسى، لقبه خَتّ، وقيل: هو لقب أبيه، أصْله من الكوفة. مات سنة (240 هـ) (¬6). 82 - يحيى بن واضح الأنصاري، مولاهم، أبو تُمَيلَة، المروزي، مشهور بكنيته (¬7). 83 - يزيد بن شَيبان، أبو معاوية (¬8). ¬
84 - يزيد بن هارون بن زاذان السُّلَمي مولاهم، أبو خالد الواسطي. مات سنة (206 هـ) (¬1). 85 - يعقوب بن إبراهيم، أبو يوسف القاضي. مات سنة (182 هـ) (¬2). 86 - يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي، مولاهم، أبو محمد المُقْرِىء النحوي. مات سنة (205هـ) (¬3). 87 - يعقوب بن سفيان الفارسي. أبو يوسف الفَسَوي. مات سنة (277 هـ) (¬4). 88 - يعقوب بن الوليد بن عبد الله بن أبي هلال الأزدي، أبو يوسف أو أبو هلال المدني، نزيل بغداد (¬5). 89 - يوسف بن عَطِية بن ثابت الصَفَّار، البصري، أبو سهل (¬6). 90 - أبو بكر بن عَيَّاش بن سالم الأسدي، الكوفي المُقرِىء، الحنّاط. مات سنة (194هـ)، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. هذا سرد لشيوخه الذين أخذ عنهم، وكما تلاحظ، فقد تنوّعت بلدانهم، وتعدّدت أقطارهم، كما كان لهم منزلة عالية، ومكانة مرموقة. وقد سبق الإشارة إلى شيء من ذلك في مبحث: رحلاته، وهو الخامس من هذا الفصل. ¬
المطلب السادس ثناء الأئمة عليه
المطلب السادس ثناء الأئمة عليه لم أر -فيما اطَّلَعت عليه من المصادر- شيئًا يقْدح في ابن مَنِيع أو أن أحدًا جَرَحه أو تكلَّم فيه، بل كلّ ما ورد فيه توثيق وثناء. فقال النسائي (¬1)، وصالح جزرة (¬2)، ومسلمة بن قاسم (¬3)، وهبة الله السجزي (¬4)، وأبو القاسم البغوي (¬5): ثقة. وقال أبو حاتم (¬6): صدوق. وذكره ابن حِبان في الثقات (¬7). وقال الدارقطني (¬8): لا بأس به. وقال أبو يعلى الخليلي (¬9): يَقْرب من أحمد بن حنبل وأقرانه في العلم. وأثنى عليه ابن عَسَاكر (¬10). وَوَصَفَه الحافظ الذهبي (¬11) بقوله: الإمام، الحافظ، الحُجَّة، الثقة، المعروف. ¬
المطلب السابع زهده وعبادته
ووصفه الحافظ ابن حَجَر (¬1) فقال: ثقة، حافظ. المطلب السابع زُهْده وعبادته كان ابن مَنِيع -رحمه الله- شخصية زاهدة، عَرَف الدنيا وزخرفها الباطل وغرورها الخادع، فترفع عنها، وعزَف عن شهوة النفس ورغبتها، فلم يكن له اتصال بالخلفاء والأمراء، وآثر أن يَظَل فقيرًا، يَعِيش الكفاف -إن لم يكن الأقل- مُفَضلًا ذلك على ملابسة السلاطين والأمراء، وترك أبوابهم، لِمَا يَتْركه ذلك من أثر على النفس. يقول أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي -حفيد ابن مَنِيع-: ما لنا ولأولاد الخلفاء والأمراء، لقد مات جَدّي لأمي أحمد بن مَنِيع، وما خلف تبنة في لبنة، ولقد بِعنا جميع ما يملك سوى كتبه فما جاءت غير أربعة وعشرين درهما (¬2). وفي مقابل هذا الزهد عن الدنيا، رأى -رحمه الله- التفرغ للعبادة - كما كان شأن السلف- والإكثار من العبادة والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، فقد روى الخطيب البغدادي (¬3) بسنده إلى أبي القاسم البغوي قال: أخبِرت عن جَدِّي أحمد بن مَنِيع أنه قال: أنا أخْتم منذ أربعين سنة، أو نحو ذلك في كُل ثلاث (¬4). ¬
المطلب الثامن وفاته
المطلب الثامن وفاته بعد تلك الحياة الحافلة التي قضاها ابن مَنِيع -رحمه الله- وقد مَتّعه الله بعمر طويل بلغ أربعًا وثمانين سنة، أمضاها -رحمه الله- في العبادة، والزهد في الدنيا، والتعلم والتعليم، وقد ودع هذه الحياة في بغداد يوم الأحد لثلاث ليال بقين من شوّال، في سنة أربع وأربعين ومائتين. ذكر ذلك كل من تَرْجم له (¬1). سوى الخليلي في الإرشاد (¬2) فقال: إنّه تُوُفي سنة (242 هـ)، ونقل ¬
المطلب التاسع آثاره
المِزّي في تهذيب الكمال (1/ 497) قَوْلًا آخر وهو: أنّه تُوُفي سنة (243 هـ). ولعلّ ذلك وهم والصواب الأول. رحم الله أبا جعفر، وأنزله منازل المقربين عنده، وجمعنا به في مستقرّ رحمته {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)} (¬1). المطلب التاسع آثاره ترك لنا أحمد بن مَنِيع -رحمه الله- ثلاث فئات من الآثار خَلَّدت ذِكْراه وهي: الفئة الأولى: مُصَنَّفَاته: جميع المراجع التي تَرجَمَت له، وَوَقَفتُ عليها لم تَذْكر له سوى كتاب المسند، وسيأتي بيان الدراسة عنه في المبحث الثاني من هذا الفصل، عِلمًا بِأنه في عالم المَفقود (¬2). ¬
الفئة الثانية: أحاديثه: وأعني بها تلك الأحاديث التي رواها ابن مَنِيع بأسانيده، وخرجها أئمة الحديث في كتبهم، نحو لبخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن جرير الطبري، وابن أبي الدنيا، وغيرهم كثير. الفئة الثالثة: تلاميذه والآخذون عنه: إن كَثرة التلاميذ -وخاصة النابغين المشهورين- يُعتَبر مقياسًا حقيقيًا، ¬
لمقدرة العالم، ومكانته العلمية التي يَحظَى بها .. وأحمد بن مَنِيع تتَلمذ عليه كثير من الأئمة والحُفاظ الأعلام، الذين وَصَلوا إلى أعلى المراتب في الإمامة والشهرة، مِما يَدُل على مكانة ابن مَنِيع، وسعة اطلاعه، وأخلاقه العالية التي كان يَتَمَتع بها. وفيما يلي سَرد لبعض تلاميذه والذين أخذوا عنه -عِلمًا أنني لم أستوعب استقصاءهم- مرتبين على حروف المعجم، مع ذكر وفياتهم -إن وجد ذلك- وأذكر في الحاشية مَصدرًا واحدًا فقط من المصادر التي نصت على أن ذلك الرجل روى عن ابن مَنِيع، وما يَرِد من ذِكْرِ لتهذيب الكمال فهو من القسم المُحَقق. 1 - أحمد بن شُعَيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن النسَائي الحافظ، صاحب السنن. مات سنة (303 هـ) (¬1). 2 - أحمد بن علي بن المُثنَّى بن يحيى بن عيسى التميمي، أبويعلى المَوصلي. مات سنة (307 هـ) (¬2). 3 - إسحاق بن إبراهيم بن جَمِيل الأصبهاني، راوي المسند عن ابن مَنِيع. مات سنة (310 هـ)، وقيل: (313 هـ) (¬3). 4 - جعفر بن أحمد بن نصر، النيسابوري. مات سنة (303 هـ) (¬4). 5 - الحسين بن محمد بن زياد، أبو علي النيسابوري القَباني. تُوُفي سنة (289 هـ) (¬5). ¬
6 - حسين غير منسوب، قيل: إنّه القبّاني، وقيل: ابن يحيى بن جعفر البَيْكَندِي (¬1). 7 - سليمان بن الأشعث بن إسحاق، أبو داود السجستاني، الحافظ. تُوُفِّي سنة (275 هـ) (¬2). 8 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني. المُتَوَفَّى سنة (290هـ) (¬3). 9 - عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، أبو القاسم البَغَوي. المُتَوَفَّى سنة (317 هـ) (¬4). 10 - عبد الله بن محمد بن عُبَيْد بن أبي الدنيا. المُتَوَفَّى سنة (281 هـ) (¬5). 11 - عبد الله بن محمد بن ناجية البربري، ثم البَغدادي. المُتَوَفَّى سنة (301 هـ) (¬6). 12 - القاسم بن زكريا بن يحيى البَغْدادي، المُقْرىء ويعرف بالمُطَرِّز. المُتَوَفَّى سنة (305 هـ) (¬7). 13 - محمد بن أحمد بن محمد السَطوي (¬8). ¬
14 - محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، السراج، أبو العباس النيسابوري. المُتَوَفَّى سنة (313 هـ) (¬1). 15 - محمد بن إسحاق بن خُزَيمة، أبو بكر النيسابوري. المُتَوَفَّى سنة (311 هـ) (¬2). 16 - محمد بن إسحاق الصاغاني، مُحدث بغداد. المُتَوَفَّى سنة (270 هـ) (¬3). 17 - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجُعفي أبو عبد الله البخاري صاحب الصحيح، المُتَوَفَّى سنة (256 هـ)، لكن روى عن ابن مَنِيع بواسطة (¬4). 18 - محمد بن جرير الطَبَري، المُتَوَفَّى سنة (310 هـ) (¬5). 19 - محمد بن عيسى بن سَورة الترمذي، أبو عيسى الإمام، المُتَوَفَّى سنة (279 هـ) (¬6). 20 - محمد بن هارون، أبو حامد الحضرمي (¬7). 21 - مسلم بن الحَجاج بن مسلم القُشَيرِي، أبو الحسين، الحافظ، النيسَابُوري، المُتَوَفَّى سنة (261 هـ) (¬8). 22 - يحيى بن محمد بن صاعد بـ كاتب، الهاشمي، البَغْدادي، المُتَوَفَّى سنة (318 هـ) (¬9). * * * ¬
المبحث الثاني مسند أحمد بن منيع تمهيد
المبحث الثاني مُسْنَد أحمد بن مَنيع تمهيد: لِابْن مَنِيع مُسند في الحديث، إذْ مُعْظم من عني بترجمته ذَكَر أنّ له كتابًا باسم "المسنَد" ذكره ابن نُقْطَة في "التقييد" (¬1)، فقال: "صنّف المُسْنَد". وقال الذهبي في سِيَر أعلام النبلاء (¬2): صنف المُسْنَد. وقال في العِبَر (¬3): صاحب المسند. وقال الكتبي (¬4): صاحب المُسْنَد المشهور. وقال ابن العِمَاد (¬5): صاحب المسئد. وقال الزركلي في الأعلام (¬6): له مُسند في الحديث. هذه النصوص وغيرها تَدُل على أن أحمد بن مَنِيع صنّف كتابًا أسماه "المسند" ومما يؤكد ذلك: اهْتِمام المُحدثين بِمسنَدِه فخرجوا زوائده كما سيأتي. إلاَّ أنه -وللأسف- ضاع مُسْنَده هذا ضِمن ما فُقِد من تراث المسلمين ¬
المطلب الأول اهتمام المحدثين به
العظيم وقد ظل محفوظًا بالتأكيد حتى زمن الحافظ ابن حَجَر إذْ سَمِعه، وقرأه على شيوخه، إلاَّ أننا نستطيع إغطاء القارئ بعض المعلومات عنه من خلال النصوص التي جَمَعتُها باستيعاب من المطالب العالية وسأتكلم عنه وِفْق الأمور التالية: المطلب الأول اهتمام المُحدِّثين به لقد كان مُسْنَد ابن مَنِيع موضع عناية المُحدثين، واهتمامهم، فتناقلوه سماعًا، وتحديثًا، ورواية. 1 - فقد حدّث بالمُسنَد عن ابن مَنِيع: إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جمِيل الأصبهاني المُتَوَفَّى سنة (313 هـ) (¬1). 2 - وحدث عن إسحاق بالمُسنَد، ابن ابنه أبو أحمد عُبَيْد الله بن يعقوب بن إسحاق الأصبهاني (¬2). 3 - وحدث عن عُبَيد الله كل من: (أ) عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن مَندة (¬3). (ب) عُثْمان بن محمد بن أحمد الخَلال (¬4). وسمعه منه: يحيى بن عبد الوهاب المعروف بابن مَندة (¬5). ¬
4 - وسمع من عبد الواحد بن مَنْدة: سعيد بن أبي الرجَاء (¬1)، ومِنْ سَعِيد سَمِع كل من: (1) محمود بن أحمد الأصبهاني (¬2). ومنه سَمِع: الإمام الحافظ ابن نُقْطَة (¬3). المُتَوَفَّى سنة (629هـ). (ب) هشام بن عبد الرحيم، المعروف بابن الأخوة (¬4). 5 - وتتَابع الأئِمة في سماعه، وروايته، وقراءته على الشيوخ، فقد سَمِعه الحافظ ابن حَجَر من شيوخه، ورواه عنهم بالإجازة والسمَاع (¬5). 6 - ومِما يُؤكِّد اهتمامهم به، أن كان من المسانيد التي اعتَنَى بها البوصيري فخزج زوائِدها على الكتب الستة في كتابه المُسمى إتحاف الخِيرَة المَهَرة بزوائد المسانيد العشرة. 7 - كما خَرج زوائده الحافظ ابن حَجَر في كتاب مستقل سماه "زوائد مسند ¬
المطلب الثاني موضوعه
أحمد ابن مَنِيع" ثم ضمّه مع المسانيد التي خرّج زوائدها من الكتب الستة ومسند أحمد بن حنبل، فكان هذا الكتاب الذي أقوم بتحقيق قسم منه. كُل هذا الجهد الذي بذله أئِمَّتنا، والاهْتِمام الذي أَولوه لِمُسْنَد ابن مَنِيع، والعناية الفائقة به، لَيُؤكّد أهمية هذا الكتاب، ويزيده قيمة ومكانة في صفوف كُتُب المسانيد. المطلب الثاني موضوعه مِن المعروف أن منهج كتُب المسانيد العام، أن يُذْكَر فيها الأحاديث على مسانيد الصحابة، فيُجْمَع في المُسْند أحاديث كلّ صحابيّ، ولو اختلفت موضوعاتها وتفاوتت مراتبها، فقد يكون فيه الصحيح، والحَسَن، والضعيف، وما هو دونه (¬1). ومسند ابن مَنِيع أحد تلك المسانيد التي نَهَجَت هذا المنهج. المطلب الثالث تَرتيبه لا نستطيع الجَزْم بتحديد الترتيب التفصيلي لأسماء الصحابة داخل مُسْنَد ابن مَنِيع، لعدم تَوَفُّره، لكنه أحد تلك المناهج في الترتيب، التي كان المُحدثون يُصَنًفون المسانيد بناء عليها، فقد يُرَتِّبهم بَعْضُهم على حروف الهجاء، كما فَعَلَه غَيرُ واحد، وهو أسْهل تنَاوُلًا، أو على القبائل، أو السابقة، في الإسلام، أو الشرافة النسبية، أو غير ذلك (¬2). ¬
المطلب الرابع حجمه ومضمونه
المطلب الرابع حَجْمه ومَضمُونه مُسنَد ابن مَنِيع، من المسانيد التي حَوَت المرفوع، والموقوف والقليل جدًا من المقطوع، وقد استَوعَبتُ كتاب "المطالب العالية" وجَمَعت النصوص التي رواها ابن مَنِيع في مسنده فوجدْتُها تربو على مائتين وسبعين نَصًّا منها (172 حديثًا مرفوعًا) و (91 أثرًا موقوفًا)، و (8 آثار مقطوعة) مِمّا يدلك على أن ابن منيع حرص على الإكتار من الأحاديث المرفوعة في مسنده. وكون زوائد مسنده تَصِل إلى (271 نصًّا) لا يدل على صِغَر المسند، بل يَبدو أنه كبير لِشُهرته، وكَون زوائده قليلة بالنسبة إلى غيره، يمكن أن يُحمل على أن أكثر أحاديثه ليست من الزوائد، وهذا يدل على علو مَنْزِلة هذا المسند، إذ أكثره ليس من الزوائد، يُؤيد هذا أنْ أصحاب الكتب الستة قد رووا عنه في كتبهم، ولا يَبْعد أن تكون الروايات والأحاديث التي أخرجوها في مُصَنفَاتِهم عنه أصلها في مُسنَده- والله أعلم-. المطلب الخامس اخْتِبَاره للشيوخ في مسنده ذَكَرت سابقًا (¬1) مَسْردًا لشيوخ أحمد بن مَنِيع، والذين أخَذَ عنهم مِمن وَقَفتُ عليه .. وبِتَتَبُّعي لشيوخه وَجَدت أن أغلبهم من الثقات الذين يقبَل حديثهم سواء كان صحيحًا أو حسنًا، بل هم من أصحاب الأسانيد العالية، وهذا مِما يَرْفع من قِيمة الكِتاب، فمن الشيوخ الثقَات الذين أكثر في الرواية عنهم في الزوائد حسب الإحصاء الذي قُمتُ به: يزيد بن هارون، روى عنه ¬
(53 نصًا)، وأبو أحمد الزُّبَيْري: روى عنه (13 نصًا)، وأبو معاوية محمد بن خازم الضَّرِير روى عنه (11 نصًا)، وإسْماعيل بن عُلَيَّة: روى عنه (11 نصًا). أما الضِّعاف الذين أخَذَ عنهم فَمَروِيَّاتُهم قليلة، وفيما يلي جدول لشيوخه الضعاف الذين أخذ عنهم، وعدد مَروِيَّاتِهِم حسب الإحصاء الذي قُمْتُ به بعد استقصائي لِمَا في "المطالب العالية": ـــــــــــــــــــــــــــ الشيخ // مرتبته // عدد مروياته ـــــــــــــــــــــــــــ داود بن الزِبرقان // متروك كذاب // 1 سلمة بن صالح الأحمر الواسطي // ضعيف // 1 محمد بن الحسن الهمداني // واه جدًا // 1 محمد بن ميسر الصاغاني // ضعيف // 1 مسعدة بن اليسع // كذّاب // 1 يعقوب بن الوليد الأزدي // كذّبه أحمد وغيره // 1 يوسف بن عَطِيّة الصَّفَّار // متروك // 11 ـــــــــــــــــــــــــــ وهناك شيوخ له ضِعَاف، بل بعضهم مُتهم، كأسد بن عمرو، وعمرو بن عبد الغفار الفقيمي، ومحمد بن عبد الله بن زياد الأنصاري، ومنصور بن عمار الواعظ، إلاَّ أنني لم أجد لهم مرويّات -حسب تتبعي للمطالب- فلعلّه روى عن بعضهم خارج المسند. إذا أمْعَنْت النظر في الجدول تبين لك قِلة مروياته عن الضعفاء والكذّابين الأمر الذي يُمَكننا من القول: إن ابن مَنِيع كان يَحرص على اخْتِيار الروايات وعدم التوسع في الرواية عن الضعفاء والمُتهَمين داخل المسند.
المطلب السادس درجة أحاديثه
المطلب السادس درَجة أحَادِيثه تبين لنا في المطلب السابق أنّ أكثر شيوخ ابن مَنِيع ثقات أو حديثهم من المقبول ... لكن ذلك لا يعني أن أحاديثهم كلها صحيحة، وبالتالي فإن معظم أحاديث كتابه صحيحة، بل قد يكون الضغف من نواح أخرى كضَعْفٍ في بقية رجال السند، أو لِانقِطَاع، أو لِعِلة، كما هو معروف وقد مرّ معي في القسم الذي أقوم بتحقيقه (22 نصًّا غَير مُكَرر)، ثلاثة منها صحيح لذاته، وسبعة ضعيف، وثلاثة ضعيف جدًا، وواحد ساقط تالف، وأربعة صحيح لغيره، وثلاثة حسن لغيره وواحد ضعيف جدًا مَتْنه صحيح. وعليه فَأغْلَب أحاديثه جِيَاد في حَيِّز المقبول، والضَعيف منها قد يوجد له شواهد تُرَقّيه، ومِمّا يُؤَيّد ذلك أن البَلْقِيني (¬1) صرّح أنّ في مسند أحمد بن مَنِيع كثيرًا من الأحاديث يُحْكم لها بالصحة. المطلب السابع شرطه في الكتاب لم يُعْرف لابن مَنِيع شرط في كتابه، لكن مِما سبق من الدراسة يتبيّن أنه كان يَحرص على التقليل من الرواية عن شيوخه الضعفاء إلى حد ما، وإن كان هذا لا يعني صحة الحديث -كما سبق- لكن أغلب أحاديثه جِيَاد، ويُحْكَم لها بالصحة كما تقدم -والله أعلم-. * * * ¬
الفصل السادس التعريف بالإمام الحارث بن أبي أسامة وبمسنده
الفصل السادس التعريف بالإمام الحارث بن أبي أسامة وبمسنده (¬1) ويشمل المبحثين التاليين: المبحث الأول: ترجمة المصنف: وتشتمل على عشرة مطالب: المطلب الأول: اسمه ونسبه. المطلب الثاني: مولده. المطلب الثالث: نَشأته وطلبه للعِلم. المطلب الرابع: أقْوال العلماء فيه. المطلب الخامس: رَحَلاته. المطلب السادس: عقيدته. المطلب السابع: شيوخه. المطلب الثامن: تلاميذه. ¬
المطلب التاسع: مُؤلفاتَه. المطلب العاشر: وَفَاته. المبحث الثاني: مُسْنَده: ويشتمل على خمسة مطالب: المطلب الأول: ترتيبه. المطلب الثاني: شرطه في الكتاب. المطلب الثالث: علو أسانيده ونزولها. المطلب الرابع: موارده. المطلب الخامس: اهتمام الأئمة به.
المبحث الأول ترجمة المصنف
المبحث الأول ترجمة المصَنِّف (¬1) المطلب الأول اسمه ونَسَبه الحارث بن محمد بن أبي أسَامة -واسم أبي أسامة- زاهر (¬2) بن بن عدي بن السائب بن شماس بن حنظلة بن عامر بن الحارث، بن مُرَّة بن ¬
المطلب الثاني مولده
مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان (¬1). المطلب الثاني مَولده وُلِد في شهر شوال عام (186 هـ) (¬2)، باتّفاق جميع مَنْ تَرْجم له. المطلب الثالث نَشأته وطلبه للعِلْم نَشَأ الحارث بن أبي أسَامة في بِيئَة عِلْمية، تميزت بالحركة الفكرية النشِطَة، المزدهرة، إذْ نشطت فيها حركة التأليف والتدوين، على مختلف أنواع التأليف والتصنيف (¬3). إلاَّ أن المصادر لم تُحدِّد لنا بالضبط السنة التي ابتدأ بها الحارث تَلقِّيه العلم، غير أننا نستطيع القول: أنه طلب العلم في سِن مُبَكرة فإنه يروي عن يحيى بن عَباد الضُبَعِي، المُتَوَفَّى سنة (198هـ) (¬4)، وقد عَلِمْنا أن الحارث وُلِد سنة (186 هـ)، فهذا يعني أمه روى عنه وله من العمر اثنتا عشرة سنة، هذا إذا قلنا أنه كَتَب عنه سنة وفاته. وقد روى أيضًا عن علي بن عاصم، المُتَوَفَّى سنة (201هـ) (¬5)، فيكون عمره خمس عشرة سنة إن كتب عنه سنة وفاته. ¬
المطلب الرابع أقوال العلماء فيه
فهذا مُؤَشِّر على أنّه نَشَأ منذ الصغَر نَشأة عِلْميّة طَيِّبة وأنَّه بكَّر في سماع الحديث. وقد كان من عادة السلف -رحمهم الله- البَدء بحفظ القرآن أول الطلب وقبل البدء بسماع الحديث، ولا يَبعد أن يكون الحارث بدأ بحفظه عِلمًا أن مصادر ترجمته لا تشير إلى ذلك. المطلب الرابع أقْوال العلماء فيه تتابعت أقوال أهل العلم، وتوالى ثناؤهم على الإمام الحارث -رحمه الله- فقد وثقه ابن حِبان (¬1)، وابن الجوزي (¬2)، وإبراهيم الحربي (¬3)، والسمعاني (¬4) وغيرهم، وقال الدارقطني: صدوق (¬5). إلاَّ أنه لُيِّن، فقد قال الأزدي: ضعيف لم أر أحَدًا من شيوخنا يُحدِّث عنه (¬6). ونُقِل عن ابن حَزْم أنه قال: ضعيف. وقال في موضع آخر: مجهول (¬7). ¬
ولعل تضعيف الأزدي له، وكذا ابن حزم -في قولِ- مبنيٌّ على كون الحارث كان يأخذ على التحديث أجرة (¬1). والتحقيق أنَّ هذا في حَقِّه ليس بقادح، كما عَلِمْت من كلام الإمام الصنعاني -المذكور في الهامش-، إذ كان الحارث -رحمه الله-، فقيرًا مُدْقعًا، فقد قال محمد بن موسى الرازي: سمعت الحارث بن أبي أسامة يقول: "لي ستّ بنات، أصغرهن بنت ستين سنة، ما زَوجت واحدة منهم لأنني فقير، وما جاءني إلاَّ فقير، وكَرِهت أن أزيد في عيالي، وها كفَنِي على الوَتِد من ثلاثين سنة، خِفْت أن لا يَجِدوا لي كَفَنًا (¬2). على أنّ الأزْدي نفسه مُضعَّف عند المُحدِّثين، ولا يقبل جرحه. وأمَّا ابن حَزْم حين قال في الحارث: "مجهول" فلا يُعوَّل عليه الْبَتة، فقد جَهّل أبا عيسى الترمذي (¬3) وغيره وهم معروفون مشهورون. قال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام الترمذي: "محمد بن عيسى الحافظ ¬
المطلب الخامس رحلاته
العلم أبو عيسى الترمذي، ثقة، مُجمع عليه، ولا اِلتِفَات إلى قول أبي محمد بن حَزْم فيه أنه مجهول، فإنه ما عرفه ولا دَرَى بوجود "الجامع" ولا "العِلَل" اللذَين له" (¬1). وقال الحافظ ابن حجر في ترجمته: "كان واسع الحفظ جدًّا، إلاَّ أنّه لِثِقَتِهِ بِحَافِظَتِه كان يَهجم على القول في التعديل والتجريح، وتبيين أسماء الرواة فيقع له من ذلك أوْهام شنيعة" (¬2). وجملة القول: أنّ الحارث -رحمه الله- ثقة، معروف، ولا يَضِيره قَوْل من ضعّفه، كما عَلِمت آنفًا، ولا قَوْل من جهله. قال الحافظ الذهبي في ترجمة الحارث: "لا بأس بالرجل، وأحاديثه على الاستقامة ... وذَنْبه أنه أخَذ على الرواية -يعني أجْرًا- فلعله وهو الظاهر أنّه كان محتاجًا، فلا ضير" (¬3). المطلب الخامس رحلاته كانت سُنَّة المُحدِّثين الرحلة في طلب الحديث تَحقيقًا لفوائد وأهداف سامية (¬4)، وقد بدأت الرحلة في زمن الصحابة -رضوان الله عليهم-، ونشطت في القرن الثالث أكثر من ذي قَبل حِرْصًا على جَمع الحديث من علماء الأمصار المختلفة. ¬
وكانت المدن التي يقصدها المُحدثون هي: مَكة المُكَرمة، والمدينة المُنَورة، والكوفة، والبَصرة، والشام، واليمن، ومصر، وبلاد ما وراء النهر، وغيرها من المدن المشهورة التي يكثر فيها العلماء، وتنثط فيها الرواية. والحارث بن أبي أسامة -رحمه الله- من أولئك الذين حرصوا على الرحلة، وإن كان أكثر الذين روى عنهم قد وردوا بغداد، أو كانوا مِن أهلها، غير أن المصادر لا تُصَرِّح برحلاته، وإنما يمكن معرفة ذلك بدراسة أحوال بعض شيوخه، وفيما يلي بيان لبعض رحلاته: رحلته إلى مكة المكرمة: ثَبَتَت رحلة الحارث -رحمه الله- إلى مَكة، ولا ندري كم كرة دخلها لكنه قد سجل وجوده فيها سنة (209 هـ) روى ذلك عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي (¬1)، قال: حَدثنا الحارث، حَدثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك الأزدي البصري (¬2) بِمَكة سنة تسع ومائتين ... ثم ذكر بقِية السَّنَد (¬3). ومِمن التَقى بهم عبد الله بن يزيد المُقرىء (¬4)، فإنه سافر إليها سنة ¬
(178 هـ)، أيْ قبل ولادة الحارث بثماني سنين، وقد تُوُفي عبد الله سنة (213 هـ، فيكون الحارث الْتَقَى به هناك وعمره سبع وعشرون سنة هذا إذا اعتبرنا لقاءه به عام وفاته. البصرة: اهَتم الحارث بمدينة البصرة كاهتِمامه بمدينة بغداد والكوفة وغيرها من المراكز العلمية، فدخلها، ومِما يدلّ على ذلك أنّه روى عن بعض علمائها الذين لم يَرِدوا بغداد، منهم: الضحاك بن مخلد (¬1)، وهدبة بن خالد مُحدث البصرة (¬2)، وهدبة لم يرحل (¬3)، ومسلم بن إبراهيم الفراهيدي (¬4)، وبشر بن عمر الزهراني (¬5)، وسعيد بن عامر الضُّبَعي (¬6) ¬
المطلب السادس عقيدته
- وغيرهم مِمن روى عنهم الحارث -رحمهم الله أجمعين -. الكوفة: ضَنَّت علينا المصادر التي تَرجَمت للحارث، فلم تذكر لنا شيئًا عن رحلته إلى الكوفة، إلاَّ أنه بدراسة شيوخه نجد أنّه التَقَى بعدد من علماء الكوفة الذين لم يدخلوا بغداد منهم: سعيد بن شُرَحبيل الكندي الكوفي (¬1)، وعُبَيْد الله بن موسى العَبْسي (¬2)، ومالك بن إسماعيل النهدِي (¬3)، وأحمد بن عبد الله بن يونس اليَربوعي (¬4) وغيرهم. المطلب السادس عقيدته عاصر الحارث -رحمه الله- أهل الاهواء والبدع، ومع ذلك لم يتأثر بهم، بل ظلّ على عقيدة الحق، عقيدة أهل السنة والجماعة، فقد قال: سنة سبع ¬
المطلب السابع شيوخه
وعشرين ومائتين فيها وَثَب قوم يوم الجمعة لثلاث ليال بقين من شهر ربيع الأول في مسجد الرصافة على رجلين من الجهمية فضربوهما وأذلُّوهما، ثم مضوا إلى مسجد شُعَيب بن سهل القاضي (¬1) يريدون مَحْو كتاب كان كتبه على مسجده يذكر فيه أن القرآن مخلوق، فأشرف عليهم خادم لِشُعَيب، فرماهم بالنُشَّاب (¬2)، فوثبوا فأحرقوا باب شعيب، وانتهب ناس منزله، وأرادوا نفسه، فهرب منهم، وهو أول قاض حُرِق بابه، وانتُهِب منزله فيما بلغنا، وكان يقول قَوْل جَهْم، مُبغِضًا لأهل السنة، مُتَحامِلا عليهم، مُنتَقِصًا لهم، لا يقبل لأحد منهم صَرفًا (¬3) ولا عَدلًا (¬4). فهذا يدلّ على أن الحارث كان على مُعتَقَد أهل السنة، كارهًا للجهمية، رافِضًا القول بِخَلْق القرآن. المطلب السابع شُيُوخه تَلَقّى الحارث -رحمه الله- العلم، وطَلَب السماع على عدد كبير من علماء عَصره، وقد تنوعت علومهم، وتَعددت معارفهم، ومنهم من عُرِفت مكانتهم وجلالتهم، كل ذلك كان له الأثر في تكوين شخصية الحارث، وجَمْعه لِقَدر كبير من المعارف والعلوم، يظهر ذلك جليا إذا أمعنّا النظر في شخصيات ¬
شيوخه، واختصاصاتهم مِمّا يؤكد أن الحارث أوْلى الطلب والسماع على الشيوخ عناية خاصة، وَاضِعا نصب عينيه، الحرص على التلقّي عن مشايخ في مختلف العلوم. وقد جمع الدكتور حسين الباكري في مقدمة تحقيقه لـ"بغية الباحث" (¬1) شيوخ الحارث، ومِنْ عدد كبير من المصادر والمراجع، فكان عددهم (139) شَيخًا، ولا شك أَنهم كثر من ذلك، ممّا يعطي تصوّرا عن شخصيته العلمية، التي كان من عوامل إثرائها تعدّد شيوخه، وتنوع معارفهم. ومن أشهرهم (¬2): - أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي. المُتوفَّى سنة (227 هـ). - إسحاق بن عيسى بن نجيح الطَّبَّاع. تُوُفِّي سنة (214 هـ). - الحسن بن موسى الأشْيَب. مات سنة (209هـ). - رَوْح بن عُبَادة القيسي. المُتوفّى سنة (205 هـ). - زهير بن حرب بن شداد أبو خيثمة. المُتوفّى سنة (234 هـ). - عبد الله بن عون بن أبي عون الهلالي. المُتوفّى سنة (232 هـ). - عُبَيْد الله بن موسى العَبْسي. المُتوفّى سنة (213 هـ). - الفَضل بن دُكَين، أبو نُعَيْم. المُتوفّى سنة (218 هـ). - القاسم بن سلّام، أبو عبيد. المُتوفّى سنة (224 هـ). ¬
المطلب الثامن تلاميذه والآخذون عنه
- محمد بن عبد الله بن الزبير، أبو أحمد الزبَيْري. المُتوفّى سنة (203 هـ). المطلب الثامن تلاميذه والآخذون عنه إذا كان الحارث -رحمه الله- قد حرص على إثْراء فِكْره، وتكوين حصيلة علمية غنية، فإن من نتائج ذلك أن اسْتَقْطب أنظار التلاميذ الذين يَبْحثون عَمن يُفِيدهم من الشيوخ، فوجدوا بُغْيَتَهم في الحارث، فتتابعوا في الأخذ عنه، وقد كان منهم كثير من كبار المُحدثين وأعلام الحُفاظ الذين تنَوعت بلدانهم، وكانوا ذَوِي مَنْزلة عالية، ومكانة مَرْموقة. وقد عدّ الدكتور الباكري في مُقدّمته لتحقيق "بغية الباحث" (¬1) تلاميذه، والآخذين عنه، فكان عددهم يَرْبو على المائة، على اختلاف أماكنهم، وتنوّع بلدانهم، وتفاوت منازلهم، وفيهم من المشاهير المعروفين. وفيما يلي ترجمة لثلاثة من المعروفين منهم: 1 - الشيخ، الإمام، الحافظ، العلاّمة إبْراهيم بن إسحاق بن إبْراهيم، أبو إسحاق البغدادي (¬2) الحربي. وُلِد سنة (198 هـ) (¬3). طَلَب العلم وسمع سُرَيْج بن النعمان، وأبا عبيدة مَعْمر بن المُثنّى، وعبد الله بن صالح العجلي وغيرهم. ¬
وعنه عبد الله بن أبي داود السجستاني، وأبو بكر أحمد بن جعفر القَطِيعي، وأحمد بن سلمان النَّجَّاد، وغيرهم. قال الخطيب البغدادي: كان إمامًا في العِلْم، رَأسًا في الزهد، عارفًا بالفقه، بصيرًا بالأحكام، حافظًا للحديث، مُمَيِّزًا لِعِلَلهِ، قيمًا بالأدب، جماعة للغة (¬1). وقال الدارقطني: كان يُقاس بأحمد بن حنبل في زُهْده وعِلْمه وَوَرَعه (¬2). وقال الذهبي يصفه: الشيخ، الإمام، الحافظ، العلامة، شيخ الإسلام (¬3). تُوفي -رحمه الله- سنة (285 هـ) (¬4). 2 - الإمام، الحافظ عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي مولاهم، البغدادي، المعروف بابن أبي الدنْيا (¬5). صاحب التصانيف المتعدّدة. وُلد سنة ثمان ومائتين (¬6). وسمع من علي بن الجعد، وخالد بن خداش، والحارث وخَلق كثير. ¬
وعنه ابن أبي حاتم، وأبو أحمد بن سلمان النجاد، وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وخَلْق غيرهم كثير. طلب العلم، ورحل، وصنّف التصانيف الكثيرة، وعدّ له الذهبي (¬1) أكثر من (160 مصنفًا). قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وقال أبي: هو صدوق (¬2). وقال الخطيب: كان يُؤَدِّب غير واحد من أولاد الخُلَفاء (¬3). وقال ابن حَجَر: صدوق حافظ (¬4). تُوفِّي رحمه الله سنة (281 هـ) (¬5). 3 - الإمام، الحافظ قاسم بن أصبَغ بن محمد بن يوسف البيَّاني، أبو محمد القرطبي المالكي (¬6). وُلِد سنة (247 هـ) (¬7). سمع بقي بن مخلد، ومحمد بن وَضاح، والحارث وغيرهم. وعنه حفيده قاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد الباجي، وعبد الوارث بن سفيان وغيرهم. قال ابن فرحون: كان ثَبْتًا صادقًا بَصِيرًا في الحديث والرجال. ¬
المطلب التاسع مؤلفاته
وقال الذهبي: الحافظ، العلاّمة، مُحدث الأندلس، صَنف سُنَنًا على وَضْع سنن أبي داود، وصحيحًا على هيئة صحيح مسلم ... ثم ذَكَر كتبا أخرى (¬1). وقال: انتهى إليه عُلو الإِسناد بالأندلس مع الحفظ والإتقان، وبراعة العربية، والتقدم في الفَتوى والحُرمة التامة والجلالة (¬2). قال ابن العماد: ثقة انْتَهى إليه التقدم في الحديث معرفة وحِفْظًا وعُلوّ إسْناد، رحل سنة (274 هـ) فسمع بمكة وبغداد والكوفة، عاش (63 سنة) (¬3). تُوفي -رحمه الله- في جُمَادَى الأولى سنة (340 هـ) (¬4). المطلب التاسع مُؤَلَفَاته لقد شهد العلماء للحارث، بالعلم، ومعرفة الأحاديث، ورواية الأخبار، فقال عنه الذهبي: "كان حافظًا عارفًا بالحديث عالي الإسناد" (¬5). وقال الحافظ ابن حَجَر: "ثقة راوية للأخبار، كثير الحديث" (¬6). وذلك أنه -رحمه الله- اهتمّ بالحديث، والتاريخ، وأوْلى الأخبار عناية خاصّة حتى ألف كتابًا في ذلك. استَفاد من ذلك الكِتَابِ الأَئِمَةُ الذين ألَّفُوا في ¬
التاريخ والسِّيَر كالطبري (¬1) في "تاريخ الرسل والملوك". والتفسير. والخطيب البغدادي (¬2) في "تاريخ بغداد" وأبي الفرج الأصبهاني (¬3) في كتابه "الأغاني" والحاكم (¬4) في "المُسْتَدرك" والبيهقي (¬5) في سننه، وأبي نُعَيم (¬6) في الحلية ... ¬
وغيرهم. وعليه فتُثِبْت النقول أنّ له كتابًا في التاريخ ... وفيما يلي توضيح موجز عنه. كتاب "أخبار الخلفاء" (¬1). للحارث كتاب في التاريخ أسماه "الخلفاء" أو "أخبار الخلفاء" والغالب أنه رَتبه على السنين (¬2)، تناول فيه شيئًا من أخبار الأنبياء والصحابة - كأبي بكر وعمر وعثمان، ومن الأمراء: الحجاج بن يوسف الثقفي، وبعض ما حصل في عهد كل منهم من أحداث، وتناول أيضًا معظم الخلفاء العباسيين، وحاشيتهم ومُقربيهم، وُعمالهم. كما تناول شيئًا عن بناء بغداد، وتواريخ وَفَيات وأخبار العلماء والقضاة، والأمراء، والوزراء، والقادة، والكُتاب، والأدباء، والشعراء (¬3). وللحارث كتاب آخر وهو "المسند" وسيأتي تفصيل عنه في المبحث الثاني من هذا الفصل- إنْ شاء الله تعالى -. هذا ما تُفِيده النقول عن مؤلفات الحارث، ولا تذكر له شيئًا آخر غير هذين الكتابين. ¬
المطلب العاشر وفاته
المطلب العاشر وفاته اختُلِف في تحديد سنة وفاته على قولين: الأول: أنه تُوفي ليلة عرفة، ودُفِن ضَحْوة النهار في سنة اثنتين وثمانين ومائتين. قاله أحمد بن كامل (¬1). الثاني: أنه تُوفي سنة تسع وسبعين ومائتين. ذكره أبو العباس النباتي (¬2). قال الحافظ ابن حَجَر (¬3): والأول هو الصحيح، فإنه وُلِد في سنة ست وثمانين ومائه، وقال أحمد بن كامل صاحبه: عاش ستا وتسعين. اهـ. رحم الله الإمام الحارث، وغفر له. ... ¬
المبحث الثاني مسند الحارث بن أبي أسامة
المبحث الثاني مسْنَد الحارث بن أبي أسامة تُثْبِت المصادر أن للحارث -رحمه الله- مسندًا، ذكر ذلك أكثر الذين ترجموا له كابن نقطة (¬1)، والذهبي (¬2)، وابن العِماد (¬3)، والسيوطي (¬4) بل إن أكبر دليل على ذلك، اسْتخراج الحافظ ابن حَجَر لزوائد مسند الحارث في هذا الكتاب -أعني المطالب- ومثله البوصيري في "إتحاف الخِيَرة المَهَرة بزوائد المسانيد العشرة"، والأمر أكبر مِن أن يُشَكك في إثبات مسند للحارث. والذي يَظهر أن هذا المسند كبير، يَدُلك على ذلك أنني تتبعت زوائده في كتاب "المطالب" فوجدتها تربو على (600 نصّ)، وهي في "بغية الباحث عن زوائد الحارث" تزيد على (1150 نصًا) (¬5). ¬
المطلب الأول ترتيبه
وفيما يلي دراسة موجزة (¬1) عن هذا المسند وفق الأمور التالية: المطلب الأول ترتيبه لم يَسلك الحارث -رحمه الله- في كتابه هذا ترتيبًا مُعَينًا، وبذلك وَصَفه ابن حَجَر فقال: "مسند الحارث بن أبي أسامة وهو غير مُرَتَّب" (¬2). والحارث لم يسلك فيه الترتيب على الصحابة، بل يأتي إلى بعض شيوخه كيزيد بن هارون مثلًا، فيذكر له عِدة أحاديث عن عدد من الصحابة، ثم يُتبِعه بشيخ آخر وهكذا ... ويبدو من ذلك أن هذه طريقته في المسند (¬3). المطلب الثاني شَرْطه في الكتاب الذي يَظهر من دراسة أحاديث مسند الحارث في القسم الذي أقوم بتحقيقه أنّه ليس للحارث شرط في مسنده خرّج الأحاديث بناء عليه، فلم يشترط في كتابه الصحة، أو الحُسن، أو الرواية عن الثقات، بل نجده يروي عن الثقات، والضعفاء، والضعفاء جدًا، بل والكذّابين كداود بن المُحَبر. ¬
ومن خلال القسم الذي أقوم بتحقيقه أحْصَيْت النصوص التي من مسند الحارث فكانت (28 نصًا) درجاتها حسب الإحصائية التالية: الصحيح: // حديث واحد (¬1). الحَسَن: // أربعة أحاديث (¬2). الضعيف: // (10) أحاديث (¬3). الضعيف جدًا: // (12) حديثًا (¬4). الموضوع: // حديث واحد (¬5). هذا في القسم الذي أقوم بتحقيقه، أضِف إلى ذلك بقية الكتاب فإن فيه ما جاء في فضل العقل، ضمّنه الحارث كتاب العقل الذي وَضَعه داود بن المُحبر. ومن الدراسة التي قُمْت بها حيث جَمَعْت النصوص التي أخرجها الحارث في مسنده، وضمنها ابن حَجَر كتاب "المطالب" وجدتها تربو على (600 نص) - كما تقدم- ومنها يَتبين أنه أكثر في الرواية عن الضعفاء، والمتروكين، والكذابين، كداود بن المُحبر وهو كذاب فإنه روى عنه (49 حديثًا)، ومحمد بن عمر الواقدي وهو متروك، روى عنه (61 حديثًا)، وعبد العزيز بن أبان وهو متروك، روى عنه (41 حديثًا)، وعبد الرحيم بن واقد وهو ضعيف، ¬
المطلب الثالث علو أسانيده ونزولها
روى عنه (21 حديثًا)، والحسن بن قتُيْبة وهو متروك، روى عنه (11 حديثًا)، والعَباس بن الفَضْل وهو ضعيف جدًا، روى عنه (11 حديثًا)، والخليل بن زكريا وهو متروك، روى عنه (18 حديثًا). وفي مسنده: المرفوع المُتصِل، والمرفوع المُنْقَطع، وكذا الموقوف، والمقطوع، ولم يتعرض في مسنده للحكم على الأحاديث، ولم يتعقب أسانيدها بالحكم على رجالها توثيقًا أو تجريحًا، كما يفعل البَزار. المطلب الثالث علوّ أسانيده ونزولها يُلًاحَظ أنه حصل للحارث عُلو في بعض أسانيده في مسنده فقد استخرج أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد جزءًا (¬1) جَمَع فيه عوالي مسند الحارث ومجموع أحاديثه: (53 حديثًا) وهي ثُلَاثِية بالنسبة للحارث. واستَخرج أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي رباعياته من مسند الحارث في الأسانيد الرباعيات (¬2) وهي من الأحاديث الثلاثية بالنسبة للحارث أيضًا. المطلب الرابع موارده نَظَرًا لكثرة شيوخ الحارث، وتنَوّع علومهم ومعارفهم من ناحية، ولكونه عاش في القرن الثالث الهجري، وكانت المُصنفات في الحديث قد ظهرت من ¬
المطلب الخامس اهتمام الأئمة به
ناحية أخرى، فقد تعددت موارده، واستقى من عدد كبير منها في مسنده سواء كان ذلك بروايته عنهم مباشرة، أو بواسطة واحدة أو أكثر على أنْ الحارث -رحمه الله- لم يُصرح بأسماء المُصنفات التي اقتبس منها بل يكتفي بسياق سنده إلى أصحاب تلك المُصنفات فيروي الحديث من طريقها (¬1). المطلب الخامس اهْتمام الأئمّة به اهتمّ المُحدِّثون بمسند الحارث سواء كان ذلك بسماعه وروايته، أو بالاقتباس منه، أو بِانتِخاب عواليه وزوائده. أمّا الاهتمام بسماعه وروايته، فيظهر إذا عَلِمنا تتابع المُحدِّثين في تداوله وحرصهم على سماعه ورواته. فقد رواه عن الحارث: أبو بكر بن خلّاد (¬2)، والقاسم بن أصْبغ. ورواه عن أبي بكر بن خلاّد: أبو نعيم الأصبهانى، ورواه عنه: غانم بن أبي نصر (¬3)، وعنه: الحافظ ¬
أبو موسى محمد بن عمر الأصبهاني (¬1). ورواه عن أبي نعيم أيضًا: أحمد بن محمود الأصبهاني (¬2)، وعثمان بن أبي بكر السفاقسي (¬3)، وأبو عليّ الحدّاد (¬4)، ورواه عن أبي عليّ كل من: حبيب بن إبراهيم (¬5)، والخليل بن أبي الرجاء (¬6). ورواه عن القاسم بن أصبغ: أحمد بن قاسم التميمي التاهرتي (¬7)، ورواه عنه: أبو حفص الزهراوي (¬8)، وعن أبي حفص رواه: أبو محمد بن. . . . . . . . . . . . . . . ¬
عتاب (¬1)، وعن ابن عتاب: الأشبيلي (¬2). وأمّا اهتمام الأئمة بسند الحارث من حيث الاقتباس منه، وانتخاب عواليه، فيظهر من الإحصائيات التي أجرِيت (¬3) والتي من نتائجها كثرة النقول منه من قبل الأئمة كأبي نعيم، وأبي بكر بن خلاد، والحاكم، والبيهقي، ¬
وأبي بكر الشافعي ... وغيرهم كثير. وأمّا اهتمام المحدثين باستخراج زوائده فيظهر من صنيع الإئمة: الهيثمي (¬1)، والبوصيري (¬2)، وابن حجر (¬3). كلّ ذلك الاهتمام من المُحدثين بمسند الحارث، إنّما يدلّ على أهميته، وقيمته العلمية ... والله المُعين والموفق. * * * ¬
الفصل السابع تعريف بالإمام الحميدي وبمسنده
الفصل السابع تعريف بالإمام الحميدي وبمسنده (¬1) ويحتوي على مبحثين: المبحث الأول: التعريف بالحميدي. المبحث الثاني: التعريف بمسنده وأهم ما خدم به. ¬
المبحث الأول التعريف بالحميدي
المبحث الأول التعريف بالحميدي وفيه المطالب الآتية: المطلب الأول: اسمه، ونسبه، وكنيته. المطلب الثاني: نشأته، وطلبه للعلم، ورحلته فيه. المطلب الثالث: أهم شيوخه. المطلب الرابع: مذهبه، ومكانته العلمية، وثناء العلماء عليه. المطلب الخامس: روايته عن ابن عيينة، ومنزلته عند العلماء فيه. المطلب السادس: فقهه وتأثره بالشافعي. المطلب السابع: شبه حول شخصية الإمام ودحضها. المطلب الثامن: أهم تلاميذه. المطلب التاسع: مؤلفاته. المطلب العاشر: وفاته.
تمهيد
تمهيد يعتبر الإمام الحميدي من الشخصيات التي لم تنل ما يليق بمكانتها من قبل الباحثين قديمًا وحديثًا، فلم أقف على شيء من ذلك، سوى ما يذكر من نتف قليلة متفرقة في كتب التراجم، وغيرها. ولا شك أن إمامًا كان شيخ الحرم في عصره جدير بأن تصرف الهمم إلى دراسة حياته، ومآثره العلمية في الحديث، والفقه، وغيرهما. ولا أستطيع في مثل هذه المقدمة أن أصنع شيئًا من ذلك لأمور شتى، لكنني سأحاول بمشيئة الله تعالى، أن أقدم ولو شيئًا يسيرًا، يكون لبنة لعمل قادم يقوم به من هو أجدر مني بذلك. ومن الله أستمد العون والسداد. المطلب الأول اسمه ونسبه وكنيته (¬1) هو عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبيد الله بن أسامة بن عبد الله بن ¬
حميد بن زهير (¬1) بن الحارث بن أسد بن عبد العزى -وقيل (¬2): ابن عيسى بن عبد الله بن الزبير بن عبيد الله بن حميد- القرشي الأسدي، أبو بكر الحُمَيْدي (¬3)، المكي، الإمام الحافظ الفقيه، شيخ الحرم في عصره. ¬
المطلب الثاني نشأته
المطلب الثاني نشأته نشأ بمكة المكرمة، والظاهر أنه ولد بها، لكن لم أجد من صرح بسنة ولادته. طلبه للعلم: طلب العلم، ولازم كبار شيوخ بلده، وعلى رأسهم سفيان بن عيينة. قال الحميدي: جالست ابن عيينة تسع عشرة سنة، أو نحوها. اهـ (¬1). كما كان يسمع من القادمين لأداء الحج والعمرة. وتفقه على الشافعي، حتى صار مفتي أهل مكة. رحلاته في طلب العلم: لم يذكر للحميدي كبير رحلة، ولعل السبب في ذلك -والله أعلم- مجاورته لبيت الله الحرام، فكل أهل العلم تهفوا قلوبهم إليه، فيأتونه حجاجًا، ومعتمرين، فلا حاجة له في البحث عنهم في ديارهم، لكنه لم يرض أن تخلو صحائف أعماله من تغبير الأقدام في طلب العلم. فحين خرج الشافعي -رحمه الله- إلى مصر، رافقه الحميدي، ولازمه حتى مات، ثم رجع إلى مكة (¬2). وكان كغيره من المحدثين كل ما بلغه حديثًا عن رجل ابتغى لقاءه ليسمعه بعلو منه، ومن ذلك ما رواه الخطب (¬3) بسنده عن أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بزة، قال: ثنا أبو العباس الوليد بن عبد العزيز بن عبد الملك بن ¬
المطلب الثالث أهم شيوخه
عبد العزيز بن جريح، قال: حدثتني أمي، عن جدي عبد الملك، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر حديثًا. قال: فحدثت الحميدي، فقال لي: اذهب بنا إليه حتى أسمعه منه. فقلت له: منزله بالثُقْبَه.-والثقبة على رأس ثلاثة أميال من مكة- فلما كان ذات يوم دفنَّا رجلًا من قريش، باكرًا، ثم قال لي الحميدي: هل لك بنا في الرجل؟ قلت: نعم. فخرجنا نريده، فلما كنا بقصر داود بن عيسى لقينا ابن عم له، فقال: يا أبا بكر أين تريد؟ قال: أردنا أبا العباس. فقال: يرحم الله أبا العباس، مات أمس. فقال الحميدي: هذه حسرة. ثم قال: أنا أسمعه منك. خروجه إلى البصرة: روى أبو نعيم (¬1) من طريق حبان بن إسحاق البلخي، ثنا محمد بن مردويه، قال: سمعت الحميدي يقول: صحبت الشافعي إلى البصرة، فكان يستفيد مني الحديث، وأستفيد منه المسائل. اهـ. فيظهر من هذا أن الحميدي خرج إلى الشافعي بالعراق، ثم سار معه إلى مصر، لأن الشافعي خرج إلى مصر من العراق (¬2). لكن الخطيب لم يذكر له ترجمة في تاريخ بغداد، فلعله إنما لحق به بالبصرة، ثم سارا إلى مصر. المطلب الثالث أهم شيوخه لم يذكر المترجمون له في ترجمته إلاَّ عددًا قليلًا -إذا ما قيس بإمامته- من الشيوخ، كما أن أحاديثه التي أودعها مسنده كان اعتماده فيها على شيخه ¬
ابن عيينة، ولم يذكر فيه من رواياته عن غيره إلَّا النزر اليسير، إذ لا يتجاوز عددهم تسعة وعشرين شيخًا، وبعضهم روى له مقرونًا بابن عيينة (¬1)، وأكثرهم ليس له إلاَّ حديث واحد. وإليك ما وقفت عليه منهم: 1 - [س- ت] (¬2) إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف "ثقة ربما أخطأ إذا حدث من حفظه"، مات سنة خمس وثمانين ومائة (¬3). 2 - [س] إسماعيل بن إبراهيم بن ميمون الصائغ "قال البخاري: سكتوا عنه. اهـ. وقال أبو حاتم: شيخ" (¬4). 3 - [س- ت] أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي المدني "ثقة"، مات سنة مائتين، وله ست وتسعون سنة (¬5). 4 - [س- ت] بشر بن بكر التنيسي، أبو عبد الله البجلي "ثقة يغرب"، مات سنة خمس ومائتين- وقيل: سنة مائتين- (¬6). 5 - [س] جرير بن عبد الحميد الضبي "ثقة صحيح الكتاب" مات سنة ثمان وثمانين ومائة، وله إحدى وسبعون سنة (¬7). ¬
6 - [ت] أبو أسامة حماد بن أسامة، "ثقة ثبت"، مات سنة إحدى ومائتين، وله ثمانون سنة. 7 - [س] سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري "قدري لين الحديث"، مات قبل المائتين (¬1). 8 - [س- ت] سفيان بن عيينة الهلالي، الكوفي ثم المكي "ثقة فقيه حافظ مفسر إمام"، ولد سنة سبع ومائة، ومات سنة ثمان وتسعين ومائة. 9 - [س] صالح بن قدامة بن إبراهيم القرشي الجمحي المدني "صدوق"، مات قبل المائتين (¬2). 10 - [س] عبد الرحمن بن زياد الرصاصي، "صدوق" (¬3). 11 - [ت] عبد الرحمن بن سعد بن عمار المؤذن المدني، "ضعيف"، مات قبل المائتين (¬4). 12 - [س] أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم "ثقة" (¬5)، مات سنة سبع وتسعين ومائة. 13 - [س] عبد الرزاق بن همام الصنعاني "ثقة حافظ، تغير بآخره بعدما عمي"، مات سنة إحدى عشرة ومائتين، وله خمس وثمانون سنة (¬6). ¬
14 - [س- ت] عبد العزيز بن أبي حازم المدني "صدوق فقيه"، مات سنة أربع وثمانين ومائة -وقيل: قبل ذلك- (¬1). 15 - [س- ت] عبد العزيز بن عبد الصمد العمي البصري "ثقة حافظ" مات سنة سبع وثمانين ومائة - وقيل: بعدها - (¬2). 16 - [س- ت] عبد العزيز بن محمد الدراوردي "صدوق صحيح الكتاب، يخطئ إذا حدث من حفظه"، مات سنة ست وثمانين ومائة- وقيل: غير ذلك- (¬3). 17 - [س- م- ت] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ القرشي المخزومي أبو محمد المكي "ثقة"، مات قبل المائتين (¬4). 18 - [ت] عبد الله بن الحارث بن محمد الحاطبي الجمحي المدني "صدوق"، مات قبل المائتين (¬5). 19 - [س- ت] عبد الله بن رجاء المكي "ثقة تغير حفظه قليلًا"، مات في حدود التسعين ومائة (¬6). 20 - [ت] أبو صفوان عبد الله بن سعيد الأموي، الدمشقي، نزيل مكة "ثقة"، مات على رأس المائتين (¬7). ¬
21 - [ت] عبد الله بن يرفا المدني مولى بني ليث "ذكره ابن حبان في الثقات" (¬1). 22 - [س- م] عبد الملك بن إبراهيم الجُدي ثم المكي "صدوق"، مات سنة أربع -أو خمس- ومائتين (¬2). 23 - [ت] علي بن عبد الحميد بن زياد بن صيفي (¬3). 24 - [ت] فرج بن سعيد المأربي اليماني "صدوق"، مات قبل المائتين (¬4). 25 - [س- ت] فضيل بن عياض "ثقة عابد إمام"، مات سنة سبع وثمانين ومائة، وقد جاوز الثمانين (¬5). 26 - [ت] محمد بن إدريس الشافعي "ثقة فقيه إمام، ومذهبه من أوسع المذاهب الأربعة انتشارًا"، مات سنة أربع ومائتين، وله أربع وخمسون سنة (¬6). 27 - [س] محمد بن خازم التميمي السعدي أبو معاوية الضرير "ثقة ثبت في حديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره"، مات سنة خمس وتسعين ومائة (¬7). ¬
28 - [س] أبو همام محمد بن الزِّبرِقان الأهوازي "صدوق ربما أخطأ"، مات قبل المائتين (¬1). 29 - [س- ت] محمد بن عبيد الطنافسي "ثقة"، مات سنة أربع ومائتين (¬2). 30 - [س- م] محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي "ضعيف"، مات قبل المائتين (¬3). 31 - [س- ت] مروان بن معاوية الفزاري "ثقة حافظ، وكان يدلس"، مات سنة ثلاث وتسعين ومائة، وله إحدى وثمانون سنة (¬4). 32 - [ت] مسلم بن خالد، الزنجي، "فقيه صدوق كثير الأوهام" (¬5). 33 - [م] المعتمر بن سليمان التيمي "ثقة"، مات سنة سبع وثمانين ومائة (¬6). 34 - [م] مهدي بن ميمون الأزدي المعولي، أبو يحيى البصري "ثقة"، مات سنة اثنتين وسبعين ومائة (¬7). 35 - [س- ت] وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي "ثقة حافظ عابد فقيه"، مات في آخر سنة ست وتسعين ومائة، وله سبعون سنة (¬8). ¬
المطلب الرابع مذهبه ومكانته العلمية وثناء العلماء عليه
36 - [س- ت] الوليد بن مسلم الدمشقي "ثقة كثير التدليس والتسوية"، مات في أول سنة خمس وتسعين ومائة، وله ست وسبعون سنة (¬1). 37 - [س] يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن التميمي النهشلي الكوفي "صدوق يخطئ، ورمي بالتشيع"، مات سنة إحدى ومائتين (¬2). 38 - [س- ت] يعلى بن عبيد الطنافسي، "ثقة"، مات سنة تسع ومائتين، ومولده سنة سبع عشرة ومائة (¬3). المطلب الرابع مذهبه ومكانته العلمية وثناء العلماء عليه كان الحميدي رحمه الله، كغيره من أئمة الحديث، في التمسك بالسنة، ونبذ البدع، واتباع السلف الصالح رضوان الله عليهم، فكان شديد الحمل على كل من خالف ذلك. قال الإمام أحمد بن حنبل (¬4): تكلم بشر بن السري بمكة بشيء، فوثب عليه ابن الحارث -يعني حمزة بن الحارث- والحميدي، فلقد ذل بمكة، حتى جاء فجلس إلينا مما أصابه من الذل. اهـ. وقال عن نفسه (¬5): ما دمت بالحجاز، وأحمد بن حنبل بالعراق، وإسحاق بخراسان، لا يغلبنا أحد. اهـ. فكان شيخ الحرم، ومفتي أهل مكة في زمانه، لجمعه بين حفظ ¬
الحديث، والفقه فيه. وكان لا يرى الأخذ عن كل صاحب بدعة وإن لم يكن داعية (¬1). وقد وصفه بالإمامة غير واحد من الأئمة، قال أحمد (¬2): الشافعي عندنا إمام، والحميدي عندنا إمام، وإسحاق بن راهويه عندنا إمام. اهـ. وقال إسحاق بن راهويه (¬3): الأئمة في زماننا: الشافعي، والحميدي، وأبو عبيد. اهـ. وقال أبو حاتم (¬4): ثقة إمام. اهـ، وكان حافظًا من حفاظ الحديث، ولم يكن بالمكثر (¬5) -إذا قُرِن ببعض أقرانه كأحمد بن حنبل وغيره- لاكتفائه بحديث ابن عيينة، غالبًا، فلم يكن بالمتوسع في الشيوخ، ولاشتغاله بالفقه وملازمة الشافعي (¬6) رحمه الله، لذا جاء مسنده مختصرًا، بخلاف مسانيد غيره من الأئمة (¬7). وقد استفاض ثناء العلماء عليه وتبجيلهم له. قال الشافعي (¬8): ما رأيت صاحب بلغم أحفظ من الحميدي، كان يحفظ لسفيان بن عيينة عشرة آلاف حديث. اهـ. وقال ابن سعد (¬9): كان ثقة كثير الحديث. اهـ. ¬
وقال أبو العباس السراج (¬1): سمعت محمد بن إسماعيل يقول: الحميدي إمام في الحديث. اهـ. وقال يعقوب بن سفيان الفسوي (¬2): حدثنا الحميدي- وما لقيت أنصح للإسلام وأهل الإسلام منه. اهـ. وقال ابن حبان (¬3): كان صاحب سنة وفضل ودين. اهـ. وقال الحاكم (¬4): ثقة مأمون. اهـ. وقال (¬5): كان البخاري إذا وجد الحديث عند الحميدي لا يعدوه إلى غيره. اهـ. وقال ابن عبد البر (¬6): كان من الفقهاء المحدثين النبلاء الثقات، والحفاظ المأمونين، أخذ عن ابن عيينة، وهو صاحبه والمتحقق به. اهـ. وقال الذهبي (¬7): الإمام الحافظ الفقيه، شيخ الحرم، ... ، وليس هو بالمكثر، ولكن له جلالة في الإسلام. اهـ. وقال الذهبي (¬8) أيضًا: هو أجل أصحاب ابن عيينة. اهـ. وروى الذهبي- بسنده إلى البخاري: حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، أخبرني محمد بن إبراهيم أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر يقول- على المنبر-: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنما الأعمال بالنيات ... " الحديث، ثم قال (¬9): هذا أول شيء افتتح به البخاري صحيحه، فصيره كالخطبة له، وعدل عن روايته افتتاحًا بحديث مالك الإمام إلى هذا الإسناد لجلالة الحميدي وتقدمه، ولأن إسناده هذا عزيز المثل ¬
المطلب الخامس روايته عن ابن عيينة، ومنزلته عند العلماء فيه
جدًا، ليس فيه عنعنة أبدًا، بل كل واحد منهم صرح بالسماع له. اهـ. وقال الحافظ (¬1): ثقة حافظ فقيه، أجل أصحاب ابن عيينة. اهـ. المطلب الخامس روايته عن ابن عيينة، ومنزلته عند العلماء فيه في سنة ثلاث وستين ومائة (¬2) انتقل سفيان بن عيينة من الكوفة، مسقط رأسه، إلى مكة المكرمة، فجاور بها حتى مات في سنة ثمان وتسعين ومائة، فلاحت الفرصة للحميدي، فما تردد في قبولها، بل جعل نفسه وتدًا في أرض حلقة ابن عيينة، التي كانت تشع بالأنوار المحمدية، فصاحبها قد حوى علم عمرو بن دينار، وابن المنكدر، والزهري، وغيرهم من جلة التابعين وفضلائهم، ولم يخرج الحميدي من مكة حتى مات سفيان. قال الحميدي (¬3): جالست ابن عيينة تسع عشرة سنة، أو نحوها. اهـ. ومع طول هذه المجالسة كان الحميدي -رحمه الله- قد وهِب قوة الحافظة، وحسن الفهم لما يحفظه، فحفظ ووعى حديث ابن عيينة، وقد تقدم قول الشافعي (¬4) فيه: ما رأيت صاحب بلغم أحفظ من الحميدي، كان يحفظ لسفيان ابن عيينة عشرة آلاف حديث. اهـ. وقد استفاض عن الأئمة تقديمه على سائر أصحاب ابن عيينة الحفاظ. قال محمد بن عبد الرحمن. . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
الهروي (¬1): قدمت مكة سنة ثمان وتسعين ومائة، ومات ابن عيينة في أول السنة قبل قدومنا بسبعة أشهر، فسألت عن أجل (¬2) أصحاب ابن عيينة، فذكر لي الحميدي فكتبت حديث ابن عيينة عنه. اهـ. وقال ابن سعد (¬3): وهو صاحب ابن عيينة، وراويته. اهـ. وقال ابن عبد البر (¬4): سئل أحمد بن حنبل: من أثبت في ابن عيينة: علي بن المديني أو الحميدي؟ فقال: الحميدي صاحب الرجل، وأعلم الناس بحديث ابن عيينة، وأثبتهم فيه. اهـ. وقال أبو حاتم (¬5): أثبت الناس في ابن عيينة: الحميدي، وهو رئيس أصحاب ابن عيينة. اهـ. وقال الدارقطني (¬6) -في أثناء كلامه على حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رأى نخامة في حائط المسجد ... الحديث"-: كذلك قال أصحاب ابن عيينة الحفاظ، منهم: الحميدي، ومسدد، وسعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي شيبة. اهـ. وقال الذهبي (¬7): أكثر عنه، وجود. اهـ. وقال الحافظ (¬8): أجل أصحاب ابن عيينة. اهـ. ومن الأدلة العملية القوية على صحة وصدق ما قاله من قدمنا ذكرهم، ما ¬
رواه يعقوب بن سفيان الفسوي (¬1)، عن شيخه الحميدي، أنه قال: كنت بمصر، وكان لسعيد بن منصور حلقة في مسجد مصر، ويجتمع عليه أهل خراسان، وأهل العراق، فجلست إليهم، فذكروا شيخًا لسفيان، فقالوا: كم يكون حديثه؟ فقلت: كذا وكذا، فسبح سعيد بن منصور، وأنكر ذلك، وأنكر بن دَيْسم، وكان إنكار ابن ديسم أشد علي، فأقبلت على سعيد، فقلت: كم تحفظ عن سفيان، عنه؟ فذكر نحو النصف مما قلت، وأقبلت على ابن ديسم، فقلت: كم تحفظ عن سفيان عنه؟ فذكر زيادة على ما قال سعيد نحو الثلثين مما قلت أنا، فقلت لسعيد: تحفظ ما كتبت عن سفيان، عنه؟ فقال: نعم. قلت: فعدّ. قال: فعدّ. ثم قلت لابن ديسم: عدّ ما كتبت عن سفيان، عنه. فإذا سعيد يغرب على ابن ديسم بأحاديث، وابن ديسم يغرب على سعيد في أحاديث كثيرة، فإذا قد ذهب عليهما أحاديث يسيرة، فذكرت ما ذهب عليهما. قال: فرأيت الحياء والخجل في وجهيهما. اهـ. قلت: وسعيد بن منصور، من حفاظ أصحاب ابن عيينة -كما تقدم نقل ذلك عن الدارقطني-. وقد أبدى السبكي عدم قناعته بقولهم: (أجل أصحاب ابن عيينة)، فقال (¬2): إن كان ما قاله أبو حاتم، والشافعي، وابن حبان، هو الحامل للذهبي على قوله: إن الحميدي أجل أصحاب ابن عيينة، فليس ذلك بكاف فيما قال. اهـ. قلت: الذي يظهر لي أن كلام من ذكر كاف في إثبات ذلك، لأنهم من جهابذة النقاد، فكيف إذا أضيف إليه ما ذكرنا من كلام محمد بن عبد الرحمن الهروي، وابن سعد، وأحمد بن حنبل. ¬
المطلب السادس فقهه، وتأثره بالشافعي
المطلب السادس فقهه، وتأثره بالشافعي أقام الإمام أحمد بن حنبل في مكة، على سفيان بن عيينة، ينهل من معين علمه الصافي، لكنه لم يكن صاحب علم واحد، بل كان يدور على حلق العلم المختلفة، فكان من بين هذه الحلق حلقة محمد بن إدريس الشافعي، التي كانت تغوص في بحور النصوص القرآنية والحديثية، لتستخرج منها اللؤلؤ والمرجان، فكان أحمد يلازم هذه الحلقة كثيرًا، ويدعو من رأى من إخوانه المحدثين إليها، لكنهم كانوا يظهرون النفرة منها في الوهلة الأولى، لتطرقها إلى شيء من القياس والرأي، لكن سرعان ما تنقلب هذه النفرة إعجابًا بذلك الإمام الفذ الثاقب البصيرة. قال إسحاق بن راهويه (¬1): كنا بمكة- والشافعي بها، وأحمد بن حنبل بها- فقال لي أحمد بن حنبل: يا أبا يعقوب، جالس هذا الرجل. -يعني: الشافعي- قلت: ما أصنع به: وسنه قريب من سننا؟ أترك ابن عيينة، والمقبري؟! فقال: ويحك، إن ذاك يفوت، وذا لا يفوت. فجالسته. اهـ. وقد تمنى إسحاق أن يكون عرف هذا الإمام وما أوتي من الفهم قبل ذلك، وكان يتأسف على ما فاته (¬2). فكان الحميدي واحدًا من أولئك النفر الذين اهتم أحمد بشأنهم، وسعى لإفادتهم. قال الحميدي (¬3): كان أحمد بن حنبل قد أقام عندنا بمكة على سفيان بن عيينة، فقال لي -ذات يوم أو ذات ليلة-: ههنا رجل من قريش، له ¬
بيان ومعرفة. فقلت له: فمن هو؟ قال: محمد بن إدريس الشافعي. وكان أحمد بن حنبل قد جالسه بالعراق، فلم يزل بي حتى اجترني إليه. وكان الشافعي قبالة الميزاب، فجلسنا إليه، ودارت مسائل. فلما قمنا قال لي أحمد بن حنبل: كيف رأيت؟ فجعلت أتتبع ما كان أخطأ فيه -وكان ذلك مني بالقرشية (يعني: الحسد) - فقال لي أحمد بن حنبل: فأنت لا ترضى أن يكون رجل من قريش يكون له هذه المعرفة، وهذا البيان!!! -أو نحو هذا القول- تمر مائة مسألة، يخطئ خمسًا أو عشرًا، اترك ما أخطأ، وخذ ما أصاب. قال: وكان كلامه وقع في قلبي، فجالسته، فغلبتهم عليه، فلم نزل نقدم مجلس الشافعي، حتى كان بقرب مجلس سفيان. قال: وخرجت مع الشافعي، إلى مصر. وكان هو ساكنًا في العلو، ونحن في الأوسط ... إلخ. فلازمه ملازمة الابن لأبيه. وكان الإمام الشافعي يعامل طلابه معاملة أبنائه، ويحب لهم كل خير، ولا يزال يفيدهم في كل أوقاته، ليلًا ونهارًا. قال الحميدي (¬1): كان الشافعي ربما ألقى علىَّ وعلى ابنه أبي عثمان، المسألة، فيقول: أيكما أصاب فله دينار. فتخرج الحميدي به، حتى عد من كبار أصحابه. وقد رأى من نفسه بعد طول هذه المجالسة، التأهل لتصدر مجلس الشافعي بعد وفاته. قال الذهبي (¬2): لما توفي الشافعي أراد الحميدي أن يتصدر موضعه، فتنافس هو وابن عبد الحكم على ذلك، وغلبه ابن عبد الحكم على مجلس الإمام، ثم إن الحميدي رجع إلى مكة، وأقام بها ينشر العلم، رحمه الله. اهـ. ¬
المطلب السابع شبهات حول شخصية الإمام، ودحضها
وبعد رجوعه من مصر تصدر الفتيا في المسجد الحرام، إلى جانب عقد مجالس التحديث والفقه، وحُقَّ له ذلك فقد جمع بين حديث ابن عيينة وفقهه، وفقه الشافعي، إلى جنب ما سمع واستفاد من غيرهما. قال أبو عبد الله الحاكم (¬1): الحميدي مفتي أهل مكة ومحدثهم، وهو لأهل الحجاز في السنة كأحمد بن حنبل لأهل العراق. اهـ. المطلب السابع شبهات حول شخصية الإمام، ودحضها لا يكاد أحد ينجو من كلام الآخرين، وخاصة أقرانه، ولا سيما إذا كان ممن بَعُدَ صيتهم وعلت منزلتهم، واشتهرت معارضتهم لغيرهم، لكن هذا الكلام منه المؤثر، ومنه غير المؤثر، ومنه المفتعل. وقد نقل عن الإمام يحيى بن معين في حق الحميدي كلام محتمل، وكلام غريب. أما المحتمل فهو ما نقله الدوري (¬2) عنه أنه قال: كان يجيء إلى سفيان، ولا يكتب. قلت ليحيى: فما كان يصنع؟ قال: كان إذا قام أخذها -يعني يحيى أنه كان يتسهل في السماع-. اهـ. فهذا الكلام ليس فيه قدح في الحميدي، لأنه هو صاحب الرجل وملازمه، وراويته، فليس بإمكان ابن معين، أو غيره، ممن يقيم عند سفيان بن عيينة اليوم واليومين، والشهر والشهرين، الحكم على الحميدي وسماعه من سفيان، فإن الرجل قد لازمه ما يقرب من عشرين سنة، فاستوعب ما عنده، وحفظه، وفاق أقرانه فيه. وذكر ابن الجنيد في سؤالاته (¬3): قلت ليحيى بن معين: الحميدي ¬
-صاحب ابن عيينة- ثقة هو؟ قال: ما أدري، ليس لي به علم. اهـ. وهذا غريب جدًا، فإنه يبعد أن يكون مثل ابن معين يخفى عليه حال الحميدي، وقد قال ما سبق في رواية الدوري، خاصة وأن سؤالات ابن الجنيد له كانت بعد المائتين، وقد قدم ابن معين على ابن عيينة وسمع منه، وهذا من كبار أصحابه، بل إنه كان مفتي مكة في زمانه -كما تقدم-. وقد اشتهر عن الحميدي (¬1) -رحمه الله- منابذته لأهل الرأي، وفرحه برد الشافعي. عليهم، بسبب مخالفتهم لبعض النصوص، والقول في بعض المسائل بآرائهم. وهذا ليس رأيه وحده، بل جُلُّ أئمة الحديث على ذلك، فكانوا يذمون الرأي وأهله، إلاَّ ما وافق الدليل، مع اعترافهم لهم بالفقه، والتقدم فيه. وبسبب موقف الحميدي هذا راح بعض من حقق أحد كتبه من المعاصرين يُنَقِّب في طيات الكتب والتراجم، عله يجد ما يغض من مكانة هذا الإمام، وهو لا يتورع في سبيل ذلك عن إعطاء ما يجده حجمًا مهيلًا يستطيع من خلاله تحقيق مآربه. فقال في آخر ترجمته له: والذي لا يكتم أن ما انتهى إلينا من شمائله وسيرته بطريق الرواة ينم عن كونه لا يملك نفسه إذا غضب، وإن جبهه أحد بما لا يرضاه أقذع في الكلام، وأفحش في الرد عليه. ثم استشهد على ذلك بما وقع بين محمد (¬2) بن عبد الله بن عبد الحكم، ويوسف البويطي، عندما تنازعا على مجلس الشافعي، فجاء الحميدي فقال: قال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من يوسف، وليس أحد من أصحابي أعلم منه. فقال ابن عبد الحكم: كذبت. فقال له الحميدي: كذبت أنت وأبوك وأمك. ¬
قال: ففي هذا ما يدلك على أنه كان قاسي اللسان -عفا الله عنه وغفر له-. قلت: مما لا شك فيه أن الحميدي -رحمه الله- قد تجاوز الحد بتكذيبه لأبيه وأمه، لكن ابن عبد الحكم أظلم، فهو الذي بادر برميه بالكذب، وليس مراد الحميدي تكذيب أبيه وأمه، وإنما مراده المبالغة في الرد عليه، في لحظة غضب. ثم ذكر قصته مع بشر بن السري، عندما ذكر حديث: "ناضرة إلى ربها ناظرة" فقال: ما أدري ما هذا؟ أيش هذا؟ فوثب به الحميدي، وأهل مكة، وأسمعوه كلامًا شديدًا، فاعتذر بعد، فلم يقبل منه. قال المترجم المشار إليه أعلاه: ومع هذا فلم يقبل الحميدي منه، بل كان يقول: إنه جهمي لا يحل أن يكتب عنه. قال: فهذا يعطيك أنه كان إذا تسخط على أحد، أو نقم منه شيئًا لم يكن ليرضى عنه، ولو تنصل أو اعتذر، ولكن الأئمة لم يتابعوه بل رضوا عن بشر ووثقوه، وأخرجو له، حتى إن البخاري تلميذ الحميدي أخرج له في صحيحه. اهـ. قلت: ولا يخلو هذا الكلام من بعض المغالطات، فإنه ليس الحميدي وحده الذي لم يقبل اعتذاره، بل قال أحمد بن حنبل (¬1): وثب به الحميدي وأهل مكة، وأسمعوه كلامًا شديدًا، فاعتذر بعد. فلم يقبل منه، وزهد الناس فيه بعد، فلما قدمت مكة المرة الثانية كان يجيء إلينا، فلا نكتب عنه، وجعل يتلطف، فلا نكتب عنه. اهـ. فقد تبين لك أن أهل مكة، والإمام أحمد، وغيرهم لم يقبلوا اعتذاره، وليس الحميدي وحده، وهذا منهم على سبيل زجر كل من تسول له نفسه الدخول في شيء من البدع، ومخالفة السلف الصالح، وإلا فالرجل تجد صح رجوعه عن ذلك وتوبته منه. ولم أر أحدًا ممن ترجم ¬
المطلب الثامن مؤلفاته
للحميدي تعرض لمثل هذا، لأنهم لا يرون مثل ذلك قادحًا فيه. فأقدم هذا المحدث على هذا العمل المشين ليفتح للرعاع باب القدح في أئمة السنة وعلمائها، فنعوذ بالله من الخذلان، ونعوذ باللهِ من عصبية مذهبية أعمت القلوب والأبصار. المطلب الثامن مؤلفاته إن إمامًا مثل الحميدي -رحمه الله- من المحتمل أن تكون له المؤلفات الواسعة في فروع الشريعة، فهو محدث فقيه، لكن للاسف لم يذكر له إلاَّ النزر اليسير، ولم يصل إلينا إلاَّ يسير اليسير، فلعل الإمام اشتغل بالتعليم والفتوى، ولم يعر جانب التأليف اهتمامًا، أو أن ما ألفه ضاع مع ما ضاع من تراثنا العلمي العظيم. فمما ذكر لنا من مؤلفاته: 1 - المسند (¬1). 2 - التفسير (¬2). 3 - الرد على النعمان (¬3). 4 - كتاب النوادر (¬4). 5 - كتاب الدلائل (¬5). ¬
المطلب التاسع تلاميذه
المطلب التاسع تلاميذه بعد وفاة الشافعي -رحمه الله- عاد الحميدي إلى مكة، فتفرغ لنشر الحديث، والفقه بين الناس، وتصدر الفتيا بمكة، وهي مهبط الأفئدة تهوي إليها من كل مكان، سيما في موسم الحج. فلا شك أنه قد حمل عنه العلم أمم من الناس، لكن لم يذكر المزي (¬1)، وغيره، في تلاميذه إلاَّ القليل، وليس ذلك بالمقياس الصحيح لهم، لأن اهتمام المزي، وغيره بمن روايتهم عنه في الكتب الستة، فيحتاج جمع تلاميذه إلى تتبع كتب التراجم، وهذا من العسر بمكان. ولم يسمع منه أحد من مصنفي الكتب الستة، سوى البخاري (¬2)، وكان من شيوخه في الفقه، والحديث (¬3)، وروى له في الصحيح خمسة وسبعين حديثًا (¬4). وروى له مسلم في مقدمة صحيحه (¬5)، بواسطة سلمة بن شبيب. وكلها أقوال لسفيان بن عيينة، في الكلام على الرجال. واعلم أن مسلمًا لم يُعرِض عن الحميدي إلاَّ بسبب طلب العلو، لأنه لم يسمع منه، وقد سمع من غير واحد ممن يروون عن ابن عيينة، فإذا روى الحديث من طريق الحميدي نزل درجة. وروى له أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه -في التفسير- وقد حدث عنه: محمد بن سعد -كاتب الواقدي-، والإمام أحمد ابن حنبل، ¬
وهما من أقرانه (¬1). وإليك أسماء من وقفت عليهم من الرواة عن الحميدي: 1 - إبراهيم بن صالح الشيرازي. 2 - أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري. 3 - إسماعيل بن عبد الله الأصبهاني، سمويه. 4 - بشر بن موسى الأسدي -وقد روى عنه المسند-. 5 - الحارث بن محمد بن أبي أسامة (¬2). 6 - الربيع بن سليمان المرادي (¬3) -صاحب الشافعي-. 7 - سلمة بن شبيب النيسابوري. 8 - أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي الإِمام. 9 - عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم النسائي. 10 - محمد بن أحمد القرشي. 11 - أبو بكر محمد بن إدريس بن عمر المكي، وراق الحميدي. 12 - أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الرازي الإمام. 13 - أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، صاحب الصحيح. 14 - أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، الترمذي -وقد روى عنه المسند- (¬4). 15 - محمد بن عبد الرحمن الهروي. 16 - محمد بن عبد الله بن سنجر الجرجاني، نزيل المغرب. ¬
المطلب العاشر وفاته
17 - محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي. 18 - محمد بن علي بن ميمون الرقي. 19 - محمد بن يحيى الذهلي. 20 - محمد بن يونس الكديمي. 21 - محمد بن يونس النسائي. 22 - هارون بن عبد الله الحمال. 23 - يعقوب بن سفيان الفسوي -صاحب كتاب المعرفة والتاريخ-. 24 - يعقوب بن شيبة السدوسي -صاحب المسند الكبير المعلل-. 25 - يوسف بن موسى القطان. المطلب العاشر وفاته قال ابن سعد (¬1)، والبخاري (¬2)، ويعقوب بن سفيان الفسوي (¬3)، وابن حبان (¬4)، وابن عبد البر (¬5)، وغيرهم، مات سنة تسع عشرة ومائتين. زاد ابن سعد، وابن عبد البر: بمكة، في شهر ربيع الأول. وقال المزي (¬6) -بعد أن ذكر قول ابن سعد والبخاري-: وقال غيرهما: مات سنة عشرين ومائتين. ¬
وقال الذهبي (¬1): وقيل: سنة عشرين. وقال الحافظ (¬2): وقيل بعدها -يعني بعد سنة تسع عشرة ومائتين-. ولم أجد أحدًا قال ذلك، ولم يسم المزي، ولا الذهبي، ولا ابن حجر، من قال ذلك، وأظن أن كلًا منهم تابع سابقه. والراجح لدي سقوط الخلاف في ذلك، وأن وفاته كانت كما قال عصريه ابن سعد، وتلميذاه: البخاري، والفسوي، ومن تابعهم، ولا عبرة بقول غيرهم إن وجد، لإمامتهم في هذا الشأن، وتثبتهم فيه. * * * ¬
المبحث الثاني التعريف بمسنده وأهم ما خدم به
المبحث الثاني التعريف بمسنده وأهم ما خدم به وفيه ثمانية مطالب: المطلب الأول: أهميته. المطلب الثاني: الانتهاء من تصنيفه وإملائه على الناس. المطلب الثالث: رواة المسند عنه. المطلب الرابع: نسخ المسند وطبعاته. المطلب الخامس: توثيق نسبته للحُميدي. المطلب السادس: وصف المسند. المطلب السابع: زوائده على الكتب الستة، ومسند أحمد. المطلب الثامن: بعض الملحوظات على مسند الحميدي المطبوع.
المطلب الأول أهميته
المطلب الأول أهميته إن أهمية كل عمل تنبثق في الدرجة الأولى من صاحب ذلك العمل، وحسبك بشيخ الحرم، ومفتي مكة وفقيهها، مع الإمامة في الدين، والحفظ المتين، والإتقان المنعدم النظير. فلقد كان عَلَمًا في نشر السنة، والذب عن حياضها، وقمع البدعة، ووأدها في مهادها، ولذا أقبل على مجالسه أفذاذ أئمة الحديث، كالبخاري، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وغيرهما، بل قد ذكر أن الإمام أحمد بن (¬1) حنبل، ومحمد بن سعد -كاتب الواقدي- قد رويا عنه. وقد كان من أخص تلاميذ ابن عيينة، فنهل من علمه، ونقل عنه ما لم يعلمه غيره، فرصع مسنده بهذه الجواهر الثمينة، فجاء كتاب حديث، وعلل، وفقه، وتفسير. كما أن لُقِيه للكبار -ابن عيينة وغيره- منحه علو الإسناد، والقرب من أفضل العباد - صلى الله عليه وسلم -. ومما زاد مسنده شرفًا دقة تحريه فيما ينتخب ويختار له من الأحاديث والآثار، فأغلب أحاديثه في الصحاح والسنن. ¬
المطلب الثاني الانتهاء من تصنيفه وإملائه على الناس
المطلب الثاني الانتهاء من تصنيفه وإملائه على الناس بعد عودته من مصر جلس في ساحات بيت الله الحرام ينشر العلم بين الناس، فقد جمع الله له الحديث والفقه معًا، فنقل عنه العلماء ما شاء الله من ذلك. ثم إنه أراد أن يكون بعض ذلك العلم مدونًا في كتاب باسمه ليكون سببًا في زيادة حسناته في حياته، وبعد موته، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلاَّ من ثلاثة: إلَّا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" (¬1). فشرع في تنظيم هذا المسند، فلما انتهى من ترتيبه شرع في إملائه على الناس. قال يعقوب بن سفيان الفسوي (¬2): قدمت مكة في أول شهر رمضان -يعني: في سنة ست عشرة ومائتين- وسمعت مسند الحميدي، ابتدأ فيه في شوال. اهـ. ويعتبر الحميدي من أوائل من صنف المسانيد. المطلب الثالث رواة المسند مما لا شك فيه أن هذا المسند -أو بعضه- قد سمعه الآلاف من طلبة العلم الذين كانوا يتقفرون العلم في ذلك الزمان، لكن أكثرهم كان يدخل ما سمعه منه في أثناء مصنفاته، ومجالسه الحديثية، دون الإشارة إلى أنه من مسند ¬
المطلب الرابع نسخ المسند وطبعاته
الحميدي، لأنهم تلقوه منه سماعًا، فهم يروونه كما سمعوه، ولذا تجد أن كثيرًا مما يرويه البخاري في صحيحه -مثلًا- من طريق الحميدي، هو في مسنده بحروفه، وهكذا غيره. أما من سمع الكتاب كله ودونه على أنه مصنف للحميدي فلم يصلنا من ذلك إلاَّ رواية بشر بن موسى الأسدي البغدادي (¬1). وذكر الحافظ ابن حجر ما يدل على أنه وقف على مسند الحميدي من رواية غيره، فقد قال (¬2): راجعت مسند الحميدي من طريق قاسم بن أصبغ، عن أبي إسماعيل السلمي عنه. اهـ. فلعل هذه الرواية، وغيرها، في نسخ لم تكتشف حتى الآن، أو تلفت مع ما تلف. المطلب الرابع نسخ المسند وطبعاته قام الشيخ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي، بالبحث عن نسخ خطية لهذا المسند كي يقوم بتحقيقه، فعثر على ثلاث نسخ (¬3)، هي: 1 - نسخة مكتبة دار العلوم، بمدينة ديوبند بالهند، وقد كتبت هذه النسخة في سنة أريع وعشرين وثلاثمائة وألف. 2 - نسخة المكتبة السعيدية، بحيدرآباد بالهند، وقد كتبت هذه النسخة في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف. ¬
3 - نسخة مكتبة الجامعة العثمانية بحيدرآباد بالهند، وقد كتبت هذه النسخة في سنة تسع وخمسين ومائة وألف، أو قبلها. وعدد أوراقها خمس وثلاثون ومائة ورقة. فبدأ بتحقيق الكتاب (¬1)، جاعلًا الأولى -أعني: نسخة ديوبند- أصلًا، وهي آخر النسخ الثلاث كتابة (¬2). وعندما انتهى من تحقيق بعض الكتاب وتقديمه للطبع أرسل إليه نسخة رابعة، وهي: 4 - نسخة المكتبة الظاهرية (¬3)، بدمشق، وهي من كتب الشيخ أبي الحسن علي بن الحسن بن عروة الحنبلي (¬4)، التي وقفها (¬5)، وقد انتهى كاتبها المدعو: أحمد بن البصير المقرئ، من كتابتها في العاشر من شعبان سنة تسع وثمانين وست مائة (¬6). وعدد أوراقها ثمان وعشرون ومائة ورقة وفي كل ¬
ورقة صفحتان. وفي كل صفحة خمسة عشر سطرًا. وفي كل سطر ما بين تسع إلى ثلاث عشرة كلمة، وهي متقاربة الأسطر. وخطها متوسط ليس بالدقيق ولا العريض. ويهمل كاتبها بعض النقاط، وبعض النبرات لا يظهر كثيرًا. وكتب العناوين بخط عريض. وعليها بعض التصحيحات، والتعليقات وليست بكثيرة. وألحق بهوامشها بعض ما سقط، وختمه بعلامة التصحيح (صح). وكتب على غلاف النسخة: وقفه وسائر كتبه شيخنا الإمام العلامة الأوحد أبو الحسن علي بن الحسين بن عروة الحنبلي، تقبل الله منه، فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم. اهـ. وتحته ختم دار الكتب الظاهرية الأهلية بدمشق. وفي صفحتها الثانية، والأولى التي تليها سرد لمسانيد الصحابة رضي الله عنهم، المذكورين في المسند. وفي الصفحة الثانية من الورقة التي تلي الغلاف ترجمة مختصرة للمؤلف، كتب فوقها: منقول من جامع الأصول لابن الأثير. وكتب على الورقة الأولى من النسخة اسم المسند ومؤلفه، ثم سند الرواية لهذا المسند، الذي ينتهي إلى كاتب النسخة التي كتبت منها نسختنا. حيث قال: سماع لكاتبه ومالكه أبي البركات بن أبي محمد بن أبي أحمد المقرئ. ثم صورة لسماع ابن عماد، وابن تيمية، ومن معهما. ثم سماع جماعة على ابن العماد. كتبه أحمد بن عساكر. وكتب بالجانب الأيسر من الصفحة، باتجاه الأعلى: ابتعته من المحدث شمس الدين بن محمد ... وكتب أحمد بن عساكر. وفي الصفحة الثانية من الورقة الأولى ابتدأ بالبسملة، ثم ذكر سند نسخة الأصل، وابتدأ بذكر أحاديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولم يضع لها
عنوانًا. ثم أعقبها بأحاديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وفي آخر المسند: أصول السنة. وهي من كلام الحميدي، يشرح معتقده السلفي. وبآخر النسخة سماعات مصورة من نسخة الأصل. وسماعات لنفس هذه النسخة، بخط أحمد بن يحيى بن علي بن عساكر. وهي بعد السبعمائة، وأحدها في جامع عمرو بن العاص بمصر. وفي الصفحتين الأخيرتين سماعات بعضها مصور، وبعضها بخط أحمد بن عساكر. 5 - وفي أثناء كتابة هذه الدراسة كنت أبحث في ما وصلت إليه يدي من الفهارس، وأحاول الاتصال بالمراكز المهتمة بالمخطوطات، وقد من الله على بالعثور على نسختين غير ما تقدم. والأولى منهما من مخطوطات دار الكتب الظاهرية بدمشق، ومنها صورة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (4665 ف). وهي أقدم من كل النسخ السالفة الذكر، إذ كتبت في سنة ثلاث وستمائة. كتبها أحمد بن عبد الخالق الدمشقي. وعدد أوراقها اثنتا عشرة ومائتا ورقة وعليها سماعات. 6 - والثانية: نسخة مكتبة دار العلوم بندوة العلماء بلكنو، ومنها صورة بالجامعة الإسلامية، برقم (3603 ف). كتبها أحمد أبو الخير بن عثمان ابن علي المكي. وعدد أوراقها تسعون ورقة، في كل ورقة واحد وعشرون سطرًا ومقاسها: (22× 16.5 سم) وخطها دقيق وجميل، لكن تصويرها لم يكن جيدًا. وتم نسخها في يوم الأربعاء من شهر ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف. وكلاهما -أعني النسختين- رواية بشر بن موسى الأسدي، عن الحميدي. وليس فيهما ذكر لمسند طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.
المطلب الخامس توثيق نسبة المسند للحميدي
وقد أفادني بهذه المعلومات عنهما أحد الإخوة الثقات المقيمين بالمدينة المنورة. فجزاه الله خيرًا. * وقد إنتهى المحقق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي من التعليق على مسند الحميدي في شهر صفر سنة ثمانين وثلاثمائة وألف (¬1). وقد جاء الكتاب في مجلدين، طبع الأول منهما في شعبان سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وألف، وهو من منشورات المجلس العلمي بكراتشي. وطبع المجلد الثاني في آخر تلك السنة. المطلب الخامس توثيق نسبة المسند للحميدي لا تكاد ترجمة الحميدي عند كل من ترجم له من المتقدمين، والمتأخرين تخلو من ذكر مسنده (¬2) هذا، بل قد ذكره غير واحد من تلاميذه في أثناء كتبهم، لمناسبة ما، ومن ذلك قول تلميذه يعقوب بن سفيان الفسوي (¬3): قدمت مكة في أول شهر رمضان، وسمعت مسند الحميدي، ابتدأ فيه في شوال. اهـ. كما أن أكثر الأحاديث التي رواها البخاري في صحيحه من طريق الحميدي، هي بحروفها في هذا المسند، عدا ما يقع فيها من اختصار البخاري، كما هو معروف من منهجه (¬4). وكذلك ما رواه غيره عنه. ¬
وجاء في كتب بعض من تأخر عنه أحاديث من طريق بشر بن موسى، عنه، ومن ذلك ما رواه ابن نقطة (¬1) في ترجمته بسنده عن بشر بن موسى عن الحميدي، بسنده إلى عائشة رضي الله عنها، فذكر حديثًا. ومما يؤكد -أيضًا- أن الذي بين أيدينا هو مسند الحميدي، اتصال إسناد بعض النسخ الخطية من مالكها إلى الحميدي، بل إن نسخة دار الكتب الظاهرية عليها سماعات سجلت بعد كتابة الأصل بسنوات، على علماء أجلاء معروفين برواية الحديث (¬2). ويتفق ما بين أيدينا من المسند مع ما كان لدى الحافظ ابن حجر، وتلميذه البوصيري من هذا المسند، وهما يرويان المسند بأسانيدهما التي تلتقي من بعض طرقها مع ما بين أيدينا في أبي عبد الله محمد بن عماد بن الحسين الحراني (¬3). وفي بعض طرقها في شيخه أبي الحسن سعد الله بن نصر الدجاجي (¬4). وما ذكره الحافظ ابن حجر من زوائد مسند الحميدي، في كتابه "المطالب العالية" وما ذكره تلميذه البوصيري -أيضًا- في كتابه: "إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة"- وجدنا ما وقع لنا منها بحروفها في المسند. ¬
المطلب السادس وصف المسند
المطلب السادس وصف المسند وفيه النقاط التالية: 1 - أجزاء المسند: جاء مسند الحميدي في أحد عشر جزءًا حديثيًا (¬1)، لكن هذه التجزئة فيما يبدو ليست من صنع المؤلف لاختلافها من نسخة لأخرى، من حيث بداية الجزء ونهايته (¬2)، بل إن كاتب النسخة الظاهرية أهمل كثيرًا من ذلك، فهو لا يذكر إلَّا نهاية الجزء، ويذكره في الحاشية، وبعض الأجزاء لم أجده ذكر نهايتها. 2 - ترتيب المسند: سلك الحميدي -رحمه الله- مسلك غيره ممن ألف المسانيد، لكنه امتاز عنهم ببعض الأمور. (أ) فمن حيث ترتيب المسانيد فقد ابتدأ كغيره بالخلفاء الراشدين على ترتيبهم المعروف عند أهل السنة والجماعة -أبو بكر، فعمر، فعثمان، فعلي رضي الله عنهم أجمعين- ثم ذكر بقية العشرة، لكن مسند طلحة بن عبيد الله سقط من النسخ التي بين أيدينا، وقد ذكر الحافظ ابن حجر (¬3)، والبوصيري (¬4)، حديثين من مسند طلحة، في الزوائد، فلا شك في سقوطه، أو أنه لم يكن في رواية بشر بن موسى، وهذا فيه بعد، لأن كلا منهما- الحافظ وتلميذه- (¬5) لم ¬
ينبه على ذلك، ولم يذكرا في أسانيدهما طريقًا لهما غير رواية بشر بن موسى. ثم ذكر بعدهم بعض من تقدم إسلامهم من الصحابة: فذكر ابن مسعود، ثم أبا ذر، ثم عامر بن ربيعة، ثم عمار بن يسار، ثم صهيب، ثم بلال، ثم خباب بن الأرت، رضي الله عنهم. ثم ذكر أمهات المؤمنين، فبدأ بعائشة، فحفصة، فأم سلمة، فأم حبيبة بنت أبي سفيان، فزينب بنت جحش، فميمونة بنت الحارث، فجويرية بنت الحارث، ولم يذكر باقي أمهات المؤمنين رضي الله عنهن. ثم ذكر بقية النساء، وقد ذكر فيه خمسًا وعشرين امرأة. ثم ذكر أحاديث رجال الأنصار: فذكر معاذ بن جبل، ثم أُبي بن كعب، ثم أبا أيوب الأنصاري، وذكر بعدهم خمسة عشر رجلًا من رجال الأنصار. ثم ذكر من تأخر إسلامهم، وصغار الصحابة، فبدأ ببني عبد المطلب: العباس فابنه الفضل، فابن عباس -أعني عبد الله-، فعبد الله بن جعفر بن أبي طالب. فأسامة بن زيد مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم أبا رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم حكيم بن حزام، ثم جبير بن مطعم، ثم ذكر سبعة ومائة صحابي. * عدد الصحابة المذكورين في المسند: وبهذا يكون قد ذكر في مسنده تسعة وأربعين ومائة رجل، واثنتين وثلاثين امرأة، من الصحابة رضي الله عنهم. بينما بلغ عدد المذكورين في مسند أحمد بن حنبل، من الرجال والنساء، والمبهمين خمسة عشر وتسعمائة (¬1). ¬
(ب) ومن حيث ترتيب الأحاديث داخل مسند كل صحابي من المكثرين، فقد سلك مسلكًا بديعًا لم أو من سبقه إليه ممن ألف المسانيد، من المتقدمين، وهو أنه رتب الأحاديث على بعض الأبواب الفقهية (¬1)، وذلك في أحاديث عائشة، وابن عباس، وأبي هريرة، رضي الله عنهم، فقط. وإليك تفصيل ما ذكره من ذلك: [1] مسند عائشة رضي الله عنها: قال (¬2): أحاديث عائشة أم المؤمنين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، في الوضوء. فذكر تحته أحد عشر حديثًا (¬3). ثم قال (¬4): أحاديث عائشة -رضي الله عنها- في الصلاة. فذكر تحته سبعه وعشرين حديثًا (¬5). ثم قال (¬6): أحاديث عائشة أم المؤمنين، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، في الصوم، فذكر تحته خمسة أحاديث (¬7). ثم قال (¬8): أحاديث عائشة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، في ¬
الحج. فذكر تحته ثمانية عشر حديثًا (¬1). ثم قال (¬2): أحاديث عائشة -رضي الله عنها- في الجنائز. فذكر تحته ستة أحاديث (¬3). ثم قال (¬4): في الطلاق عن عائشة -رضي الله عنها-. فذكر تحته اثني عشر حديثًا (¬5). ثم قال (¬6): في الأقضية عن عائشة، رضي الله عنها، فذكر تحته ستة أحاديث (¬7). ثم قال (¬8): أحاديث عائشة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، علم جامع. فذكر تحته واحدًا وأربعين حديثًا (¬9). وهو آخر أحاديث عائشة رضي الله عنها. ¬
[2] مسند ابن عباس رضي الله عنهما: قال (¬1): أحاديث ابن عباس، رضي الله عنه، التي قال فيها: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فذكر تحته تسعة عشر حديثًا، في بعضها التصريح بالسماع، وبعضها التصريح بالرؤية، والمعية (¬2). وذكر أيضًا فيها خمسة أحاديث، بعضها مكرر ولم يذكر فيه التصريح (¬3)، وبعضها مؤمن أومعنعن (¬4). وذكر في أثنائها أقوالًا لسفيان بن عيينة (¬5)، وغيره (¬6)، وأثرًا عن عمر (¬7). ثم قال (¬8): أحاديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، فذكر ثمانية أحاديث (¬9). ثم قال (¬10): في الحج. فذكر فيه سبعة وثلاثين حديثًا (¬11). ¬
وبعض هذه الأحاديث لا علاقة له بالحج، بل منها ما هو في البيوع (¬1)، وبعضها في المزارعة (¬2)، وبعضها في الصيام (¬3)، وبعضها في النكاح (¬4)، إلى غير ذلك من الأبواب (¬5). وكأنه وضع العنوان لأحاديث الحج، ثم ترك ما بعدها لقلة ما سيدخلها منها تحت كل باب. [3] مسند أبي هريرة رضي الله عنه: قال (¬6): أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه. فذكر أربعة وثمانين حديثًا، جلها في الصلاة، وبعضها في الطهارة، ونزر منها في أبواب شتى (¬7). ثم قال (¬8): باب الجنائز. فذكر سبعة أحاديث (¬9). ثم قال (¬10): باب البيوع. فذكر فيه أحد عشر حديثًا (¬11). ¬
ثم قال (¬1): جامع أبي هريرة -رضي الله عنه-، فذكر فيه خمسة وأربعين حديثًا (¬2). ثم قال (¬3): باب في الأقضية، فذكر فيه أربعة أحاديث (¬4). ثم قال (¬5): باب الجهاد، فذكر فيه ستة أحاديث (¬6). ثم قال (¬7): باب جامع عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، فَذَكَرَ فيه سبعة وثمانين حديثًا (¬8). 3 - عدد أحاديث المسند: بلغ عدد أحاديث المسند حسب ترقيم محققه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي (1300) ثلاثمائة وألف حديث (¬9)، لكن هذا الرقم ليس بدقيق، لأسباب سيأتي بيانها (¬10)، فيمكن أن يزيد العدد على هذا الرقم، ويمكن أن ينقص. ¬
4 - عدد أحاديث كل صحابي: مما هو معلوم أن الصحابة رضي الله عنهم، يختلفون من حيث كثرة الرواية عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقلتها، لأمور منها: 1 - تقدم موت الصحابي، أو تأخره. 2 - طول ملازمته للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وقصرها. 3 - تفرغه لنشر العلم، أو انشغاله بسبب إمارة أو غيرها. . . . إلى غير ذلك من الأسباب. لكن لصغر حجم مسند الحميدي، لا يظهر تصوير هذه القضية واضحًا فيه، لأن الغالب على أحاديث كل صحابي هو القلة، فعدد أحاديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه، سبعة أحاديث (¬1) فقط، بينما بلغت أحاديثه في مسند أحمد بن حنبل، واحدًا وثمانين حديثًا (¬2). وعدد أحاديث عمر بن الخطاب خمسة وعشرون حديثًا (¬3)، بينما بلغت أحاديثه في مسند أحمد، تسعة وثلاثمائة حديث (¬4). وعدد أحاديث عثمان بن عفان رضي الله عنه، أربعة أحاديث (¬5)، بينما بلغت أحاديثه في مسند أحمد ثلاثة وستين ومائة حديث (¬6). ¬
وعدد أحاديث علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، ثلاثة وعشرون حديثًا (¬1)، بينما بلغت أحاديثه في مسند أحمد، تسعة عشر وثمانمائة حديث (¬2). وعدد أحاديث ابن مسعود رضي الله عنه، ثلاثة وأربعون حديثًا (¬3)، بينما بلغت في مسند أحمد، تسعمائة حديث (¬4). وأكثر ما وقع فيه هو أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث بلغت أربعة وأربعين ومائتي حديث (¬5). وقد بلغت أحاديثه في مسند أحمد، أربعة آلاف حديث (¬6)، أو أقل بقليل. وبعده أحاديث عائشة رضي الله عنها، وقد بلغت ستة وعشرين ومائة (¬7) حديث. وبعدهما أحاديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، حيث بلغت اثنين ومائة حديث (¬8). بينما بلغت في مسند أحمد، تسعة وعشرين وألفي حديث (¬9). ¬
ولم أر غير هؤلاء من تجاوز حديثه المائة. وفيه كثير من الصحابة رضي الله عنهم، ممن ليس له إلَّا حديث واحد، منهم: أبو عبيدة بن الجراح (ح 85). وخالد بن الوليد (ح 562). وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق (ح 563). ومطيع بن الأسود (ح 568). وغيرهم (¬1). وفيه عدد من الصحابة رضي الله عنهم، ليس لهم إلَّا حديثان، منهم: عمر بن أبي سلمة (ح 570، 571). الحارث بن مالك (ح 572، 573). أبو شريح الكعبي (ح 575، 576). سبرة بن معبد (ح 846، 847). أبو واقد الليثي (ح 848، 849). وغيرهم (¬2). وفيه من لم تبلغ أحاديثهم إلَّا الثلاثة أو الأربعة، ومنهم: كعب بن عجرة (ح 709، 710، 711، 712). وأبو جحيفة (ح 890، 891، 892). ¬
5 - منهجه في ذكر الأحاديث تحت كل ترجمة: لم يبين الحميدي رحمه الله، منهجه في ذكر أحاديث كل صحابي، هل يذكر كل ما انتهى إليه؟ أم ينتقي، وهو الظاهر بالنظر إلى سعة حفظه، وقلة ما ذكره في مسنده من الأحاديث. فهو يذكر تحت كل صحابي ذكره جملة من الأحاديث، تختلف قلة وكثرة من صحابي لآخر، فيذكر أحاديثه المرفوعة، وربما ذكر بعض الآثار الموقوفة عليه (¬1)، أو على غيره (¬2). وقد يذكر حديثًا عن صحابي آخر أو عن تابعي مرسلًا لمناسبة ما، كبيان اختلاف على راوٍ، أو اختلاف في حكم (¬3)، أو فيه زيادة إيضاح. كما ذكر بعض المراسيل عن بعض التابعين، كعطاء بن يسار (¬4)، ومجاهد (¬5) وإسماعيل بن أبي أمية (¬6)، وعبيد بن عمير (¬7)، وطاوس (¬8) وشهر بن حوشب (¬9)، وكلها ساقها بعد أن ساقه عن ذلك الصحابي متصلًا، عدا مرسل عطاء فقد ساقه استقلالًا. ¬
وقد ذكر -أيضًا- بعض المقاطيع أثناء بعض المسانيد، لمناسبته لما قبله (¬1)، وقد يذكره دون أي مناسبة (¬2). 6 - منهجه في الكلام على الحديث: (أ) تصحيح الحديث: إن رسوخ قدم سفيان وإمامته في هذا الشأن مما لا يخفى على كل من له أدنى معرفة بهذا الفن، فهو من أحفظ أهل زمانه، مع الإتقان والبصيرة النافذة فيما يحفظ. وكان الحميدي رحمه الله، من أوتاد مجلسه لا يفارقه ليل نهار، فتسنى له أن ينقل من علمه ما أراد. ومن ذلك تصحيحه لبعض الأحاديث (¬3)، أو الإشارة إلى أنها أجود ما في الباب (¬4)، أو توثيق أحد رواتها (¬5)، ¬
بعبارة متزنة بعيدة عن الإفراط أو التفريط. (ب) علل الحديث: يذكر الحميدي ما يقع من الاختلاف على بعض الرواة في رفع الحديث ووقفه، أو وصله وإرساله إلى غير ذلك من الاختلاف في إسناده، مثل غلط بعض الرواة أو شكهم. وكذلك ما يقع في المتن من زيادة بعض الرواة، أو مخالفتهم لغيرهم، وهذا مما يندر وقوعه في مسانيد غيره، عدا المسانيد المعللة -كمسند البزار، ويعقوب بن شيبة-. ووقع مثل ذلك كثيرًا في مسنده، بالنظر إلى صغر حجمه، وكان يقول ذلك أحيانًا من عند نفسه (¬1). وكان كثيرًا ما يسأل سفيان بن عيينة، أو يحكي سؤال من سأله وجوابه، وأحيانًا يقوله سفيان أبتداء من غير سؤال، وقد يحكي سفيان شكه في بعض سنده أومتنه (¬2) وكان الحميدي ربما بين عدم سماع سفيان ابن عيينة، لحديث ما (¬3)، وربما نقل ذلك ¬
عن (¬1) سفيان، وربما بين سفيان سماعه لبعض الحديث دون باقيه (¬2)، وربما بين أنه سمعه لكن لم يحفظه كله (¬3)، أو بعضه (¬4). وربما بين الحميدي عدم سماعه لحديث ما (¬5)، من سفيان، أو سمعه ونسي بعضه (¬6). وكان الحميدي -رحمه الله- يتلقف ما يتكلم به شيخه سفيان بن عيينة، في أحوال شيوخه (¬7) أو من فوقهم، فيتوج به أحاديث مسنده. وكان سفيان ربما عدل عن الكلام في الرجل مباشرة إلى الإيماء إلى ضعفه (¬8). ¬
(ج) بيان ما يقع فيه من لحن، أو تصحيف الرواة: وكان الحميدي رحمه الله، بما أوتي من بصيرة ثاقبة، وحفظ وقال، ربما استدرك على شيخه سفيان في أسماء بعض الرواة، ولم يتابعه على وهمه (¬1)، وربما تابعه في القليل النادر (¬2)، وكان أحيانًا ينقل كلام شيخه في بيان تصحيف من صحف بعض الأسماء (¬3)، أو لحن في كلامه (¬4). (د) تسمية ما يأتي مبهمًا أو مهملًا في الإسناد: إن سعة علم سفيان وحفظه لطرق الحديث هيأت له السبل إلى معرفة من يبهمه الرواة، نسيانًا أو جهلًا باسمه -وهذا يقع كثيرًا في المتون-، أو تعمدًا لقصد التعمية لكون هذا المبهم ضعيفًا، وقد نقل عنه الحميدي بعض ذلك (¬5)، ¬
كما نقل عن غيره (¬1). 7 - منهجه في سوق المتون واختصارها: اهتم الحميدي رحمه الله، كغيره من المحدثين، بمتون الأحاديث، فبين ما يقع من الزيادة من بعض الرواة في المتن (¬2)، وما يقع من بعضهم من الشك في كلمة أو أكثر (¬3). وراعى في ذلك الإختصار، فكان يسوق الحديث بسنده ومتنه، ثم يسوقه من طريق أخرى، ويحيل على المتن السابق بما يناسب من عبارات الإحالة (¬4)، فإن كان في متنه زيادة مهمة لتعلق حكم بها، أو غير ذلك من المقاصد، ذكرها، وقد وقع في مسنده من ذلك الشيء الكثير. 8 - منهجه في سوق الأسانيد: قد مر بعض ذلك فيما تقدم، وهو يسوق الأسانيد بتمامها، ولعل السبب ¬
في ذلك قصر أسانيده، ولم أره استعمل حرف الإحالة (ح) (¬1) إلَّا مرة واحدة، مع أنه ساق السند بكماله. وربما ذكر بإسناد واحد أكثر من حديث، فيسوق السند ثم متنه، وبعده يقول الصحابي: وَسَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ... الْحَدِيثَ. وهذا ليس من الإحالة، وإنما هكذا تحمله عن شيخه وإلَّا للزمه أن يقول: (وبه) (¬2)، وكان ربما قرن شيخه ابن عيينة بشيخ له آخر (¬3). ولا يروي عن شيخه بالعنعنة إلَّا نادرًا (¬4)، وأكثر بصيغة التحديث (حدثنا، ثنا)، ولم يستعمل صيغة السماع (سمعت) إلَّا نادرًا أيضًا (¬5). وربما عبر بـ (قال) فقط ولم يذكر صيغة التحديث (¬6). 9 - منهجه في ذكر فقه الحديث، وتفسيره: لا غرو أن الإمام الحميدي كان فقيه مكة في زمانه، فلا يستغرب منه ذكر بعض ما في حديث ما من الفقه، وقد ذكر شيئًا من ذلك، لكنه ليس بكثير (¬7)، ¬
وإنما أكثر ما ذكر يرويه عن سفيان (¬1)، وربما رواه عن سفيان عن أحد شيوخه (¬2). كما أنه لم يخل كتابه من تفسير بعض الأحاديث، أو تفسير بعض كلماتها من قبله حينًا (¬3)، ومن قبل شيخه حينًا (¬4) آخر، وربما عمن فوقه (¬5). 10 - زوائد بشر بن موسى الأسدي وغيره على مسند الحميدي، وكلامهم في ضبط بعض الأسانيد: لم تظهر شخصية بشر بن موسى من خلال روايته لمسند الحميدي، فلم ¬
المطلب السابع زوائد مسند الحميدي على الكتب الستة، ومسند أحمد
أجده زاد فيه حديثًا من روايته عن غير الحميدي، كما يفعل أكثر رواة الكتب، بل وجدت الراوي عنه أبا علي الصواف روى حديثًا من أحاديث الحميدي، من طريق أخرى، والتقى معه في شيخه ابن عيينة (¬1). وكل ما وجدت له هو قوله -بعد قول سفيان: ثنا العسي-: قال أبو علي: كذا في كتابي: العسي. وفي أصول عندي: العبسي. والله ولي التوفيق (¬2). اهـ. وقوله (¬3): أبو بكر -يعني الحميدي- الذي وصف لنا. اهـ. ليؤكد بهذا أن الذي وصف لهم كيفية قبض الأصابع والإِشارة بالسبابة، في التشهد هو شيخه الحميدي. المطلب السابع زوائد مسند الحميدي على الكتب الستة، ومسند أحمد بلغ عدد الأحاديث والآثار والمقاطيع التي استخرجها الحافظ ابن حجر من مسند الحميدي، سبعة وأربعين حديثًا. وقد ذكر الحافظ أربعة أحاديث لم أجدها فيما بين يدي من المسند -المطبوع والمخطوط-. وأستبعد أن يكون الحافظ أخذها من غير رواية بشر بن موسى، لأنه لم يذكر في مقدمة (¬4) المطالب، حين ذكر أسانيده سوى طريقه إلى رواية بشر بن موسى. وكذلك لم يذكر غيرها في المعجم المفهرس. ¬
فلو أراد إضافة حديث من غيرها لنبه على ذلك. والذي يظهر لي أن ما بين أيدينا من نسخ المسند عائد إلى أصل واحد، لأنه كثيرًا ما تتفق هذه النسخ على رسم كلمات لاتدل على معنى، كما أن إجماعها على إسقاط مسند طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، من الأدلة القوية على ذلك، فلعل الله أن ييسر نسخًا أخرى يزاد منها ما نقص، ويقوَّم ما اعوج. وإليك سرد ما ذكره الحافظ من الأحاديث على حسب ترتيبها في المطالب مع ذكر رقم كل حديث في مسند الحميدي، عدا ما لم أعثر عليه: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اسم الكتاب والباب // عدد الأحاديث // رقم الأحاديث // رقم الحديث بمسند الحميدي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 - كتاب الطهارة: 40 - باب الطهارة من ألبان الإبل // 2 // (148، 149) // هما من حديث طلحة بن عبيد الله، ولا يوجد مسنده في ــــــــــــــــــــــــ المطبوع ولا المخطوط -نسخة الظاهرية- من مسند الحميدي. 4 - كتاب الصلاة: 37 - باب صون المساجد // 2 // (364، 365) // (339، 1278) 46 - باب الأمر باتباع الإمام في أفعاله // 1 // (416) // (989) 7 - أبواب الجمعة: 10 - باب تحية المسجد والإمام يخطب // 1 // (716) // (1224) 10 - كتاب الزكاة: 21 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْمَسْأَلَةِ // 1 // (932) // (237) لِمَنْ لَا يَحْتَاجُ إليها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اسم الكتاب والباب // عدد الأحاديث // رقم الحديث // رقم الحديث بمسند الحميدي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 33 - باب أفضل الصدقة // 1 // (970) // (328) 12 - كتاب الحج: 20 - باب الأمر بحج الذراري والرقيق // 2 // (1142، 1143) (504، 506) 20 - باب فضل المحرم // 1 // (1165) // (505) 49 - باب رمي الجمار // 1 // (1259) // (852) 58 - باب مشروعية ملاقاة الحاج // 1 // (1292) // (1164) والتبشير بسلامتهم 70 - باب فضل المسجد النبوي // 1 // (1329) // (941) وسقط من المطبوع القائل وهو عمر بن الخطاب- انظر ـــــــــــــــــــــــــــــ الظاهرية ق99: أ 14 - كتاب العتق: // 1 // (1517) // لم أجده في المطبوع من مسند الحميدي 16 - كتاب النكاح: 13 - باب ترك ملامسة المرأة الأجبية // 1 // (1586) // (368) 17 - كتاب الوليمة 43 - باب الأيمان والنذور // 1 // (1779) // (573) 18 - كتاب الحدود: 4 - باب مبدأ تحريم الخمر // 1 // (1806) // (1034) 10 - باب حكم المرتد // 1 // (1844) // (1177) 20 - كتاب الجهاد: 42 - باب الوفاء بالعهد // 1 // (2040) // (902) 48 - باب العطاء والحكم // 1 // (2051) // (30) فيما فضل منه 21 - كتاب الخلافة: 23 - باب العرافة // 1 // (2167) // (1300)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اسم الكتاب والباب // عدد الأحاديث // رقم الحديث // رقم الحديث بمسند الحميدي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 25 - أبواب الذبائح: 3 - باب التسمية // 1 // (2319) // لم اجده في المطبوع 10 - ما يكره أكله // 1 // (2341) // (482) 27 - كتاب الأطعمة والأشربة: 6 - باب آداب الأكل // 2 // (2397، 2405) // (832، 479) 29 - كتاب البر والصلة: 7 - باب فضل الإحسان إلى اليتيم // 2 // (2558، 2559) // (838، 839) 30 - كتاب الأدب: 44 - باب السلام // 1 // (2697) // (636) 83 - باب إنصاف الرقيق // 1 // (2823) // هو جزء من الحديث المتقدم في كتاب العتق. 95 - باب الرؤيا // 1 // (2848) // لم أجده في المطبوع، ولا المخطوط -نسخة الظاهرية-. 31 - كتاب الإيمان والتوحيد: 12 - باب خصال الإيمان // 1 // (2906) // (357) 32 - كتاب العلم: 33 - باب الرحلة في طلب العلم // 1 // (3077) // (384) 33 - كتاب الرقائق: 31 - باب ما يكرم به الرجل الصالح // 1 (3199) // (373) 34 - الزهد والرقائق: 5 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ // 1 // (3400) // (269) بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المنكر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اسم الكتاب والباب // عدد الأحاديث // رقم الحديث // رقم الحديث بمسند الحميدي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 39 - كتاب التفسير: 6 - سورة النساء // 1 // (3572) // (300) وهو في المطالب متصل، وفي المسند المطبوع ــــــــــــــــــــــ والمخطوط -نسخة الظاهرية- مرسل 7 - سورة المائدة // 2 // (35586، 3596) // (1295) 25 - سورة الشعراء // 1 // (3677) // (962) 53 - سورة المنافقون // 1 // (3757) // (1240) 73 - سورة تبت // 1 // (3788) // (323) 40 - كتاب المناقب: 27 - بَابُ فَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه // 1 // (3890) // (30) ذكر طرفًا منه هنا، وقد ــــــــــــــــــــــــــ تقدم ذكر طرف منه في كتاب الجهاد 57 - باب جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رضي الله عنهم // 1 // (4039) // (267) 41 - فضائل البلدان: 6 - فضل الطالف // 1 // (4202) // (335) 42 - كتاب السيرة والمغازي: 10 - بَابُ مَا آذَى الْمُشْرِكُونَ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى الله عليه وسلم - // 1 // (4228) // (324) 23 - باب قتل كعب بن الأشرف // 1 // (4259) // (1251) 42 - كتاب الفتوح: 12 - باب أخبار الخوارج // 1 // (4435) // (59) 14 - باب قتل على رضي الله عنه // 2 // (4443، 4447) // (53) 27 - باب الأشراط وعلامات الساعة // 1 // (4501) // (351) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الثامن بعض الملاحظات على المطبوع
المطلب الثامن بعض الملاحظات على المطبوع قام المحدث الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، قبل قرابة ثلاثين سنة، بإخراج هذا الكتاب من ظلام دور المخطوطات إلى أنوار مكتبات المطبوعات، فجزاه الله خيرًا على هذا العمل. وقد بذل في إخراجه، وتحقيقه، وتخريج أحاديثه، جهدًا لا بأس به -والكمال لله-، لكن لتطور علوم السنة في هذا العصر، وإقبال الناس على تعلمها، أصبح من الضروري إعادة تحقيق هذا الكتاب، ليتلاءم مع روح هذا العصر العلمية المشرقة، وليجد فيه القارئ ما ينشده من الوقوف على درجة الحديث، ومَنْ رواه، وغير ذلك من المطالب. وقد ظهر لي من خلال دراستي ومطالعتي السريعة لهذا المسند -المخطوط والمطبوع- بعض الملاحظات الهامة على هذه الطبعة، ومنها: 1 - يجب البحث عن نسخ أخرى للمسند، ليعاد طبعه عليها، مع إلحاق ما يليق به من الدراسة والتحقيق، لأسباب عدة: (أ) سقوط بعض مسانيد الصحابة رضي الله عنهم، من المطبوع والنسخ التي طبع عليها، كمسند طلحة بن عبيد الله -كما تقدم بيانه-. (ب) وجود بعض الكلمات الغامضة، وغير المفهومة في بعض الأحاديث (¬1). ¬
(ج) وجود بعض التحريف المخل في بعض الأحاديث، مع وجوده صحيحًا في بعض النسخ (¬1). 2 - ضعف التخريج جدًا في أغلب الأحاديث، فإن الشيخ كان -فيما يبدو- يعتمد على ما في حافظته فقط، فتجد الحديث -أحيانًا- في الصحيح ويكتفي بعزوه لأحمد. بل إنه أحيانًا يكون في الصحيح من طريق الحميدي، ويعزوه لأحمد أو لواحد من أهل السنن (¬2). 3 - لا تكاد ترى، وأنت تقلب صفحاته، أو تقع على كلام في رجل من رجال سنده، أو متن من متونه، فكأنك تقرأ في إحدى المخطوطات، عدا ما ترى بين الفينة والأخرى من التخاريج البسيطة التي لا يدل أغلبها على صحة أو ضعف. 4 - سقوط بعض الرجال من جملة من أحاديثه، فحينًا يسقط الصحابي (¬3)، فيصير الحديث مرسلًا. ¬
وحينًا يسقط شيخ الحميدي، فيكون الحميدي يروي عمن لم يره بصيغة التحديث (¬1). وربما سقط الحميدي نفسه، فصار الحديث من رواية بشر بن موسى عن ابن عيينة، وهو لم يدركه (¬2). وحينًا تسقط الترجمة، فتصبح أحاديث الصحابي تابعة لما قبله، فيعدم وجود حديثه، سيما وبعض التراجم ليس فيها إلَّا حديث واحد (¬3). وسقط اسم الصحابيين الجليلين: عمار بن ياسر، وأبي بن كعب، رضي الله عنهم، من فهرس المسانيد (¬4). 5 - وقد تحرفت فيه بعض أرقام الأحاديث (¬5)، كما أن المحقق تجاوز بعض المتون فلم يضع لها رقمًا، إما. سهوًا (¬6)،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
أو اجتهادًا (¬1)، وقد اختلف اجتهاده فاستدرك بعضها (¬2). وعكس ذلك، فقد وضع أرقامًا لكلام تابع للحديث الذي قبله، إما بيان لخلاف فيه، أو لحن، أو تفسير له (¬3). وهذه الملاحظات لا تغض من عمل الشيخ وفقه الله وإنما يجب التنبه لها، وتصحيح ما أمكن تصحيحه منها. * * * ¬
الفصل الثامن التعريف بالإمام إسحاق بن راهويه وبمسنده
الفصل الثامن التعريف بالإمام إسحاق بن راهويه وبمسنده (¬1) وفيه تمهيد ومبحثان: المبحث الأول: التعريف بإسحاق بن راهويه. المبحث الثاني: التعريف بمسند إسحاق وأهم ما خدم به. ¬
تمهيد
تمهيد ظل ذكر الإمام إسحاق بن راهويه في عداد الأموات، فلا يكاد يعرف عنه شيء، إلَّا القليل من الناس، وتختلف هذه المعرفة من شخص لآخر، وهي في جملتها ضعيفة لا تقارب حجم هذا الإمام، الذي كان له الباع الطويل في أكثر علوم الشريعة، سيما الحديث، والفقه. بل لقد كان له أتباع يذهبون مذهبه، ويفتون بما انتهى إليهم من اجتهاده. لكنهم انقرضوا لأسباب من أهمها الحُكَّام، ومَنْ حَولَهم من رؤوس المذاهب الأخرى. فبات من المحتم على أهل العلم وطلابه إزاحة هذا الستار، وكشف الغمة عن شخص هذا الجهبذ الفريد، وقد قام ببعض ذلك الدكتور عبد الغفور عبد الحق البلوشي، فعندما قام بتحقيق جزء من مسنده، وهو مسند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قدم له بترجمة وافية لهذا الإمام، جمع فيها مادة علمية لا يستهان بها، نقبها من مصادر شتى، ثم أتبع ذلك بدراسة وافية للموجود من مسنده (¬1). لكن هذا الإمام بحر خضم، فلا يزال بحاجة إلى دراسات متخصصة متعددة، كي تبرز شخصيته، ويستفاد من علمه، وهذه أمانة في أعناق المؤسسات العلمية الإسلامية، بالدرجة الأولى، ثم في أعناق علماء ومفكري هذا العصر الزاهر. وليس باستطاعتي في هذه العجالة أن أقدم أكثر مما قدمه من ¬
عاش مع ترجمته، ومسنده ما يقارب الأربع سنوات، وذلك لأن هذا الفصل هو مبحث جزئي من عملي في هذه الرسالة. ولذا سأكتفي بترجمة موجزة تلم به من كل جوانبه، أُحاول من خلالها تقديم ما غفل عنه من سبقني، ومن أراد التفصيل فعليه بمراجعة هذه الرسالة القيمة. وقد أفادني شيخنا الدكتور محمود ميرة حفظه الله، أنه حضر مناقشة رسالة دكتوراة في جامعة الأزهر عنوانها: "إسحاق بن راهويه وأثره في الفقه الإسلامي"، ثم رأيت الدكتور/ عبد الغفور البلوشي قد أشار إليها، وذكر أن مقدمها هو مصطفى الخطيب، وتمت مناقشتها عام ثلاث وأربعمائة وألف. * * *
المبحث الأول التعريف بإسحاق بن راهويه
المبحث الأول التعريف بإسحاق بن راهويه وفيه أربعة عشر مطلبًا: المطلب الأول: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه. المطلب الثاني: مولده ونشأته. المطلب الثالث: طلبه للعلم، ورحلاته في شيل ذلك. المطلب الرابع: ذكر أهم شيوخه. المطلب الخامس: عقيدته. المطلب السادس: حفظه للحديث، وإمامته فيه. المطلب السابع: معرفته بعلل الحديث ورجاله، وبعض آرائه في مصطلح الحديث. المطلب الثامن: عنايته بتفسير كتاب الله تبارك وتعالى. المطلب التاسع: فقهه واجتهاداته، وتأثره ببعض مشاهير معاصريه، ومخالفته لبعضهم. المطلب العاشر: دوره في نشر السنة.
المطلب الحادي عشر: بعض ثناء المشاهير عليه، وشهادتهم له بالإمامة. المطلب الثاني عشر: مؤلفاته. المطلب الثالث عشر: أهم تلاميذه. المطلب الرابع عشر: وفاته، وما ذكر من تغير حفظه.
المطلب الأول اسمه ونسبه وكنيته ولقبه
المطلب الأول اسمه ونسبه وكنيته ولقبه هو إسحاق (¬1) بن إبراهيم بن مَخْلَد (¬2) بن إبراهيم بن عبد الله بن مَطَر، التميمي الحنظلي، أبو يعقوب المَرْوَزي (¬3)، المعروف بابن راهويه (¬4). ¬
المطلب الثاني مولده ونشأته
وراهويه لقب لوالد إسحاق: أبو الحسن إبراهيم بن مخلد، ثم اشتهر به ابنه إسحاق. وإنما لقب بذلك لكونه ولد في الطريق إلى مكة المكرمة، وكان يكره أن يقال له ذلك، بخلاف ابنه إسحاق فإنه كان لا يكره ذلك (¬1). المطلب الثاني مولده ونشأته وُلد في مدينة مرو الشاهجان، إحدى مدن خراسان الكبار -وكانت تزخر إذ ذاك بالعلم والعلماء، كابن المبارك، والنضر بن شميل، والفضل بن موسى السيناني، وغيرهم- وذلك سنة إحدى وستين ومائة (¬2). قاله محمد بن موسى الباشاني. وقال موسى بن هارون (¬3): قلت لإسحاق: من أكبر أنت أو أحمد؟ قال: هو أكبر مني في السن وغيره. وكان مولد إسحاق في سنة ست وستين ومائة. اهـ. قال الذهبي (¬4): قد قدمنا أن مولده قبل هذا بمدة، فموسى لم يحرر ذلك. اهـ. وقال محمد بن إسحاق بن راهويه (¬5): ولد أبي سنة ثلاث وستين ومائة. اهـ. والراجح هو القول الأول، لأنه هو الموافق لقولهم: رحل سنة أربع وثمانين ومائة، وله ثلاث وعشرون سنة (¬6). ولقولهم: مات سنة ثمان ¬
المطلب الثالث طلبه للعلم ورحلته في سبيل ذلك
وثلاثين ومائتين، وله سبع وسبعون سنة، كما سيأتي. فنشأ إسحاق في هذا الوسط العلمي العظيم، مما كان له الأثر الكبير في نفسيته وحثه على الجد والمثابرة في طلب العلم، فلا مكان لجاهل بين العلماء. بخلاف من نشأ في بيئة متخلفة، فإن كل ما حوله يدعوه إلى الكسل والفتور، وقد لا يستطيع أن يجد من يتعلم منه وإن حرص على ذلك. المطلب الثالث طلبه للعلم ورحلته في سبيل ذلك بدأ إسحاق في تحصيل العلم منذ نعومة أظفاره، فبدأ بالكُتَّاب، على عادتهم إذ ذاك، فإذا حفظ القرآن الكريم، ابتدأ في الطلب وأول ذلك حفظ ما يتيسر من الكتب المختصرة. وقد يحفظ بعض ذلك وهو لا يزال في الكُتاب، وهذا لا يحصل -في الغالب- إلَّا ممن كان ذا حافظة قوية. كإسحاق بن راهويه، وقد قال في مناظرة له مع إبراهيم بن أبي صالح: حفظته من كِتَاب جده، وأنا وهو في كتاب واحد (¬1). اهـ. وسرعان ما تهيأ هذا الشاب اليافع لحضور مجالس العلماء ودروسهم (¬2) فظهرت بوادر النبوغ على محياه. وكانت عادة المتقدمين أن لايرحل رجل من بلده لطلب العلم حتى يلم بما فيه من العلم، فكان طلاب العلم يتفاوتون في ذلك، فمنهم من يمكث السنوات الطوال ¬
المطلب الرابع ذكر أهم شيوخه
حتى يتم له ذلك، ومنهم من يحصل ذلك في فتوته وريعان شبابه. وكان إسحاق من هذا القسم الأخير، فقد خرج إلى العراق سنة أربع وثمانين ومائة، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة (¬1). فلقي الكبار كأبي معاوية الضرير، ووكيع بن الجراح، وأبي أسامة حماد بن أسامة، وسمع منهم. ثم رحل إلى الحجاز، فسمع من علماء الحرم، كسفيان بن عيينة، وفضيل بن عياض وغيرهما. ثم رحل برفقة أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين إلى عبد الرزاق بن همام الصنعاني (¬2)، وكان يقيم بصنعاء اليمن، فسمع منه، وممن تيسر له السماع منه من علماء اليمن. ثم رحل إلى الشام، فسمع من كبار أهلها ومشاهيرهم، كبقية بن الوليد، وغيره (¬3) فحصل له علم جم مختلف الموارد والجهات. ثم عاد إلى خراسان فاستوطن نيسابور إلى أن مات بها، وانتشر علمه عند أهلها (¬4) المطلب الرابع ذكر أهم شيوخه لقد مكنت إسحاق رحلته المبكرة إلى العراق، وغيره، من اللقاء بكبار علماء عصره وفضلائهم، مما جمع له علو السند، وكثرة المسموع، وقد ذكر له الدكتور عبد الغفور عبد الحق البلوشي، ثلاثة وسبعين ومائة شيخ (¬5). وأنا أذكر ¬
هنا بعض مشاهير علماء الأمصار الذين سمع منهم إسحاق. فمنهم: 1 - أزهر بن سعد السمان، البصري الإمام الحافظ الحجة النبيل، أبو بكر الباهلي مولاهم، كان من أوعية العلم، مات سنة ثلاث ومائتين، وله أربع وتسعون سنة (¬1). 2 - إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم، المعروف بابن علية، أبو بشر الأسدي مولاهم البصري، أحد الأئمة، وكان ثقة ثبتًا حافظًا حجة، مات في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة. 3 - بشر بن المفضل بن لاحق أبو إسماعيل البصري، ثقة ثبت صاحب سنة، قال أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. اهـ. مات سنة ست وثمانين ومائة. 4 - بقية بن الوليد بن صائد الحمصي، محدث حمص، وكان أحد المشاهير الأعلام، وكان ثقة، وربما وهم في غير حديث الشاميين، وكان كثير التدليس والتسوية، مات سنة سبع وتسعين ومائة. 5 - أبو بكر بن عياش الأسدي مولاهم الكوفي، المقرئ الفقيه المحدث، وكان ثقة زاهدًا صحيح الكتاب، ربما وهم إذا حدث من حفظه، مات سنة ثلاث وتسعين ومائة. 6 - جرير بن عبد الحميد. الضبي، الرازي الإمام، ثقة صحيح الكتاب، مات سنة ثمان وثمانين ومائة. 7 - حماد بن أسامة، أبو أسامة الكوفي، أحد الأعلام الثقات الأثبات، مات سنة إحدى ومائتين. ¬
8 - سفيان بن عيينة الهلالي المكي، الإمام الكبير الثقة الحافظ الثبت، مات سنة ثمان وتسعين ومائة. 9 - سليمان بن حيان الأزدي، أبو خالد الأحمر، الكوفي، أحد الأعلام، وكان ثقة، مات سنة تسع وثمانين ومائة. 10 - عبد الرحمن بن مهدي، الإمام الناقد المجود، أبو سعيد البصري، فاق أقرانه حفظًا وتثبتًا وفقهًا، مع معرفة كبيرة بالرجال والعلل، مات سنة ثمان وتسعين ومائة. 11 - عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، عالم اليمن ومحدثها، وكان ثقة حافظًا، مات سنة إحدى عشرة ومائتين، وقد تغير، لكن سماع إسحاق منه قديم. 12 - عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي الإمام الذي اجتمعت فيه كل خصال الخير، مع الثقة والتثبت، مات سنة إحدى وثمانين ومائة، وهو أقدم شيخ لإسحاق، لكنه لم يحدث عنه لحداثة سنه حين سمع منه (¬1). 13 - عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم، الإمام المصري الفقيه الحافظ مات سنة سبع وتسعين ومائة. 14 - عَبْدَة بن سليمان الكِلاعي الكوفي، وكان ثقة ثبتًا صاحب قرآن، مات سنة سبع -وقيل ثمان- وثمانين ومائة. 15 - الفضيل بن عياض التميمي، الزاهد القدوة الثقة، نزيل مكة، ومات بها سنة سبع وثمانين ومائة (¬2). ¬
المطلب الخامس عقيدته
16 - محمد بن إدريس الشافعي، الإمام الثقة الفقيه، صاحب التصانيف المشهورة، وهو أول من تصدى لأهل الرأي ورد عليهم، ومذهبه أوسع المذاهب الأربعة انتشارًا، مات بمصر سنة أربع ومائتين، وكان إسحاق بن راهويه يتأسف على ما فرَط فيه من مجالس الشافعي (¬1). 17 - محمد بن يزيد الواسطي، الإمام الحافظ الثبت الزاهد، مات سنة تسعين ومائة. . . . وغيرهم كثير كما تقدم. المطلب الخامس عقيدته كان إسحاق أحد أئمة الحديث في عصره، فقد شهد له بذلك كبار معاصريه. قال الإمام أحمد (¬2): إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين. اهـ. فماذا يُظن بمن هذه حاله؟ لقد كان رحمه الله، حقًا إمامًا من أئمة المسلمين متبعًا لسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وللسلف الصالح رضي الله عنهم، ولم يرج عنده ما أحدثه الناس من باع الأقوال والأفعال، وإن كسوها بالبهرج، وألبسوها حلة التقى ظلمًا وعدوانًا. فكان هذا الإمام جبلًا صامدًا تتكسر عليه كل صخور الباطل. ولم يخالف مذهب السلف قيد أنملة، بل النقل عنه يثبت لزومه لجادتهم، وليس هذا موضع سرد ذلك إذ به يطول الكلام (¬3). وقد اشتهر عند العلماء حسن ¬
المطلب السادس حفظه للحديث، وإمامته فيه
مذهبه، وأن من تكلم فيه من أهل جهته فإنه قد دل على نفسه وفضحها، وأبان عن سؤته ومخالفته لهدي السلف. قال نعيم بن حماد -أحد أئمة السلف- (¬1): إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد ابن حنبل فاتهمه في دينه، وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه، وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتهمه في دينه. اهـ (¬2). المطلب السادس حفظه للحديث، وإمامته فيه لقد أثرت هذه الرحلات العلمية التي قام بها إسحاق مبكرًا -وقد تقدم ذكرها قريبًا- حصيلته العلمية، في شتى علوم الشريعة، وخاصة الحديث النبوي الشريف، وما يُروى عن الصحابة، والتابعين رضي الله عنهم، فقد كان ذا ذهن وقاد، وحافظة منقطعة النظير، فاستطاع بذلك أن يلم بجل ما سمع، ويختزنه في حفظه، مع عدم إهمال الكتابة، زيادة في التثبت، وخوفًا من الزلل، أو السهو، والنسيان. فكان بعد ذلك يذاكر إخوانه الحفاظ، كأحمد، وابن معين، وغيرهما. فكانوا يُقِرون له بتقدمه عليهم في الحفظ والإتقان، وما ذاك إلَّا شاهد قوي على سعة محفوظه، مع الفهم الدقيق، والضبط الأكيد. قال محمد بن يحيى الذهلي (¬3): وافقت إسحاق بن إبراهيم -صاحبنا- ¬
سنة تسع وتسعين، ببغداد، اجتمع في الرصافة أعلام أصحاب الحديث، فمنهم: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وغيرهما. فكان صدر المجلس لإسحاق، وهو الخطيب. اهـ. ومع هذا كان يروي عنهما، وعن غيرهما من كبار أقرانه (¬1). كما أن أقرانه كانوا يروون عنه، كما هي عادة المحدثين في الأخذ عن أقرانهم وعمن هم في طبقة تلاميذهم. وكان في الحفظ آية من آيات الله، لا يسمع شيئًا إلَّا حفظه، ولا حفظ شيئًا فنسيه. قال ابن عدي (¬2): ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا علي بن خشرم، ثنا ابن فضيل، عن ابن شبرمة، عن الشعبي، قال: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلَّا حفظته، ولا أحب أن يعيده علي. فحدثت -المحدث هو علي بن خشرم- بهذا الحديث إسحاق بن راهويه، فقال: تعجب من هذا؟ قلت: نعم. قال: كنت لا أسمع شيئًا إلَّا حفظته. وكأني انظر إلى سبعين ألف حديث -أو قال: أكثر من سبعين ألف- في كتبي. اهـ. وقال الأمير عبد الله بن طاهر (¬3) لإسحاق: قيل لي: إنك تحفظ مائة ألف حديث؟ قال: مائة ألف حديث!! ما أدري ما هو، ولكني ما سمعت شيئًا قط إلَّا حفظته، ولا حفظت قط شيئًا فنسيته. اهـ. فكان يملي الأحاديث من حفظه ولا يمسك كتابًا. قال أبو يحيى الشعراني (¬4): ما رأيت بيد إسحاق كتابًا قط، وما كان يحدث إلَّا حفظًا. اهـ. وكان في بعض الأحايين يملي عليهم من حفظه، ثم يقرأ ¬
عليهم ما أملى حفظًا، فلا يزيد ولا ينقص. قال أبو داود الخفاف (¬1): أملى علينا إسحاق بن راهويه، أحد عشر ألف حديث من حفظه، ثم قرأها علينا، فما زاد حرفًا ولا نقص حرفًا. اهـ. وقد حدث بمسنده -على ضخامته- حفظًا. قال إبراهيم بن أبي طالب (¬2): وكان قد أملى المسند كله من حفظه وقرأه أيضًا من حفظه ثانيًا. اهـ. وكان كبار حفاظ عصره يتعجبون من حفظه، وإتقانه، وسلامته من الغلط. قال أحمد بن سلمة (¬3) سمعت أبا حاتم الرازي يقول: ذكرت لأبي زرعة، إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وحفظه للأسانيد، والمتون، فقال أبو زرعة: ما روي أحفظ من إسحاق. قال أبو حاتم: والعجب من إتقانه وسلامته من الغلط مع ما رزق من الحفظ. قال أحمد بن سلمة: فقلت لأبي حاتم: إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه. فقال أبو حاتم: وهذا أعجب فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها. اهـ. وقال قتيبة بن سعيد (¬4): الحفاظ بخراسان: إسحاق بن راهويه، ثم عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، ثم محمد بن إسماعيل. اهـ. ¬
المطلب السابع معرفته بعلل الحديث ورجاله وبعض آرائه في مصطلح الحديث
المطلب السابع معرفته بعلل الحديث ورجاله وبعض آرائه في مصطلح الحديث كان إسحاق كغيره من أئمة الحديث النبلاء الأفذاذ، لا يكتفون بالحفظ المجرد عن الفهم والوعي، وإنما كانوا يحفظون، ويعون، ويفهمون ما يحفظون. فكان رحمه الله جهبذًا في معرفة علل الحديث -ولم يصلنا من ذلك إلَّا القليل- فعندما سمع أن أبا زرعة الرازي، يقدم عليه، أكب على مراجعة كتبه -رغم كثرة محفوظه- فأعد للقائه خمسين ومائة ألف حديث، خمسون ألفًا منها معلولات لا تصح -كما صرح بذلك (¬1) -. فحسبك بمن يحفظ خمسين ألف حديث معلول، إضافة إلى حفظ غيره، ومعرفة رجاله. وقد حملت لنا كتب الجرح والتعديل في طياتها جواهر فريدة من كلامه -رحمه الله-. وقد ذكروه في طبقات المتكلمين في الرجال (¬2)، وترجم له ابن عدي في مقدمة كتابه (¬3) - حيث ترجم للأئمة الذين يسمع قولهم في الرجال. ومما حفلت به كتب الرجال، قوله: 1 - الشافعي، إمام (¬4). 2 - الضحاك بن حمزة ثقة في الحديث (¬5). ¬
3 - وقال في سليمان بن عمرو النخعي: لا أرى في الدنيا أكذب منه (¬1). 4 - محمد بن عمر الواقدي، هو عندي ممن يضع الحديث (¬2). 5 - وقال: أصح الأسانيد كلها: الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬3) -رَضِيَ اللَّهُ عنه-. وغير ذلك كثير، وهو قليل إذا ما قيس بعلمه، وإمامته، وما ذلك، -والله أعلم- إلَّا لأنه لم يتهيأ له -فيما يبدو لي- من ينقل علمه من نجباء الطلبة، مثل ما تهيأ لغيره، كابن معين، وأحمد، وابن المديني، وغيرهم. وكانت له آراؤه الخاصة في بعض المصطلحات الحديثية، كقوله في أكثر حديثه: (أخبرنا) (¬4) ولا يقول: (حدثنا) إلَّا نادرًا، لأنه يرى أن (أخبرنا) أعم من (حدثنا)، فالأخيرة تختص عنده بما سمع من لفظ الشيخ. والجمهور على أنهما بمعنى (¬5). وغير ذلك من اختياراته في المناولة، والوجادة، وغيرها (¬6). ¬
المطلب الثامن عنايته بتفسير كتاب الله تبارك وتعالى
المطلب الثامن عنايته بتفسير كتاب الله تبارك وتعالى كان إسحاق مع اشتغاله بجمع السنة المطهرة، يحرص على جمع أقوال الصحابة، والتابعين، وتابعيهم، بأسانيدها، فاجتمع له رصيد ضخم من ذلك، نتج عنه نبوغ، واتساع في الفقه، وإحاطة بتفسير كتاب الله عز وجل، فأولى ما يفسر به كلامه جل وعلا، كلام نبيه - صلى الله عليه وسلم -، الذي لا ينطق عن الهوى، ثم كلام الصحابة رضي الله عنهم، الذين شاهدوا التنزيل، ثم التابعين لهم بإحسان. فألف تفسيره الكبير (¬1)، وأملاه من حفظه -كما تقدم- رغم صعوبة ضبط ألفاظ التفسير وأسانيده، لكن لشدة حفظه، وبذله نفسه لهذا الشأن صار عنده أمرًا سهلًا، رغم أنه مما تحار العقول عند سماعه، ويتعجب أفذاذ الحفاظ عند ذكره، فحين ذكر لأبي زرعة وأبي حاتم الرازيين ذلك تعجبا، وشهدا لإسحاق بالحفظ، والإتقان، والضبط. وقد ذكره الداودي في طبقات المفسرين (¬2). ولا غرو فهو إمام من أئمة التفسير بالمأثور (¬3). المطلب التاسع فقهه واجتهاداته، وتأثره ببعض مشاهير معاصريه، ومخالفته لبعضهم كان إسحاق بن راهويه من ذلك النفر القليل الذي يغوص في أعماق النصوص القرآنية والحديثية، ليستخرج منها قلائد اللؤلؤ والمرجان، وينظمها ¬
في العقد نظمًا يذهل كل من رآه، صافية نقية من شوائب كلام الرجال الذي لا يستند على إحدى هاتين القاعدتين العظيمتين. بل وكان يبغض ويذم من نحا هذا النحو (¬1). وقد ناظر أقرانه، بل ومَنْ هم في طبقة شيوخه كالشافعي (¬2)، فأظهر مهارة فائقة في استحضار النصوص، ووضعها في موضعها، واستنباط الغوامض من ثناياها. وكتب الحديث -الجامعة لمثل هذا- والفقه، خير شاهد لذلك (¬3). وعندما كان بمكة في إحدى رحلاته إلى الحجاز، طلب منه أحمد بن حنبل أن يصحبه إلى مجلس الشافعي، فرفض قائلًا: كيف أترك ابن عيينة، وأذهب إلى من هو في سني، لكن أحمد استطاع إقناعه (¬4). فلما حضر مجلس الشافعي رغب فيه، وتأسف على ما فاته منه (¬5). وقد طلب من أحمد أن يرسل إليه بعض كتب الشافعي، فأرسل إليه كتاب (الرسالة) (¬6). وقد أولع بحب كتب الشافعي وكلامه، حتى إنه تزوج بامرأة من أهل مرو مات عنها زوجها، وكانت عنده كتب الشافعي، وإنما تزوجها لذلك (¬7). ¬
المطلب العاشر دوره في نشر السنة
وقد وضع جامعه الكبير على كتاب الشافعي (¬1). ورغم ذلك لم يكن إسحاق إمعة يتبع غيره بدون وعي، فقد كان له مذهبه الفقهي المتميز باتباع الأثر. قال ابن عبد البر (¬2): وله اختيار كاختيار أبي ثور، إلَّا أنه أميل إلى معاني الحديث، واتباع السلف، نحو مذهب أحمد بن حنبل. اهـ. وله مصنفات في الفقه (¬3)، وكان له أتباع، ولكنهم انقرضوا (¬4). المطلب العاشر دوره في نشر السنّة كان المشرق الإسلامي -خراسان وما جاورها- قد بدأت تعج فيه أنواع البدع والضلالات، وخاصة التشيع والرفض. فقدر الله تبارك وتعالى بحكمته أن يعيش هذا الإمام في وسط ذلك الطغام الأهوج الذي لا يعرف كتابًا ولا سنة، وإنما يعرف التقليد الأعمى، الذي ينبو عنه كل قلب فيه أدنى شعور بالحياة. فشمَّر عن ساعد الجد، واجتهد فحقق الله على يديه خيرًا كثيرًا، من انتشار السنة في ذلك الصقع من العالم الإسلامي، وقمع البدع وأهلها. وقد شكر له علماء السنّة هذا الصنيع وامتدحوه به. قال وهب بن جرير (¬5): جزى الله إسحاق بن راهويه، وصدقة، ومعمر، عن الإسلام خيرًا، أحيوا السنة بأرض المشرق. اهـ. ¬
المطلب الحادي عشر بعض ثناء المشاهير عليه
وقال ابن القيم (¬1): وقد كان رحمه الله، رأس أهل زمانه في العلم، والحديث، والتفسير، والسنة، والجلالة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وكسر الجهمية، وأهل البدع ببلاد خراسان، وهو الذي نشر السنة في بلاد خراسان، وعنه انتشرف هناك، وقد كانت له مقامات محمودة عند السلطان، يظفره الله فيها بأعدائه، ويخزيهم على يديه، حتى تعجب منه السلطان، والحاضرون. اهـ. المطلب الحادي عشر بعض ثناء المشاهير عليه استفاض واشتهر ثناء الأئمة المتقدمين، والمتأخرين على هذا الإمام الفذ، حتى قال الإمام أحمد بن حنبل حين سئل عنه (¬2): مثل إسحاق يسأل عنه؟!! إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين. اهـ. وقال (¬3): لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم تزل يخالف بعضهم بعضًا. اهـ. وقال محمد بن أسلم الطوسي (¬4) -حين مات إسحاق-: ما أعلم أحدًا كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله تعالى: {إنما يَخشى الله مِن عِبَادهِ العلماء} (¬5)، وكان أعلم الناس، ولو كان سفيان الثوري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق. ¬
قال محمد بن عبد السلام الوَّراق: فأخبرت بذلك أحمد بن سعيد الرباطي، فقال: والله لو كان الثوري، وابن عيينة، والحمادان، في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق. قال محمد: فأخبرت بذلك محمد بن يحيى الصفار، فقّال: والله لو كان الحسن البصري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق في أشياء كثيرة. اهـ. وقال الدارمي (¬1): ساد إسحاق بن إبراهيم أهل المشرق بصدقه. اهـ. وقال سعيد بن ذؤيب (¬2): ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق. اهـ. وقال أبو حاتم (¬3): إسحاق بن راهويه، إمام من أئمة المسلمين. وقال النسائي (¬4): أحد الأئمة. وقال: ثقة مأمون. اهـ. وقال ابن خزيمة (¬5): والله لو أن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في التابعين لأقروا له بحفظه، وعلمه، وفقَه. اهـ. وقال ابن حبان (¬6): وكان إسحاق من سادات زمانه، فقهًا، وعلمًا، وحفظًا، ونظرًا، ممن صنف الكتب، وفرَّع السنن، وذب عنها، وقمع من خالفها. اهـ. وقال الذهبي (¬7): قد كان مع حفظه إمامًا في التفسسير، رأسًا قى الفقه، من أئمة الاجتهاد. اهـ. ¬
المطلب الثاني عشر مؤلفاته
المطلب الثاني عشر مؤلفاته بعد استقراره في نيسابور عكف على كتب الشافعي، وبعض كتب الثوري وغيرهما من أفاضل العلماء، يتعلم منها، ويصنف عليها، مع قيامه بنشر العلم، والسنة (¬1). وقد وصف غير واحد مؤلفاته بالكثرة، في الفقه، وغيره. قال ابن عبد البر (¬2): له كتب كثيرة، ومصنفات في الفقه. اهـ. لكن وللأسف لم يصلنا من ذلك شيء سوى بعض مسنده، ولعل من أهم أسباب ذلك ما ذكره أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، من أن إسحاق دفن كتبه (¬3). ومما ذكر من كتبه: 1 - المسند (¬4). 2 - التفسير الكبير (¬5). 3 - السنن في الفقه (¬6). ¬
المطلب الثالث عشر أهم تلاميذه
4 - الجامع الكبير، وضعه على كتاب الشافعي (¬1). 5 - الجامع الصغير، وضعه على جامع الثوري الصغير (¬2) 6 - المصنف (¬3). 7 - كتاب العلم (¬4). المطلب الثالث عشر أهم تلاميذه إن إمامًا مثل إسحاق، عاش في ثغر من ثغور الإسلام، ينشر الحديث، والتفسير، والفقه، سنوات طويلة لا بد وأنه سمع منه آلاف الطلاب، ونهل من علومه كثير من الناس على اختلاف طبقاتهم، وقد سمع منه أيضًا أهل البلدان الأخرى في رحلاته إليهم، ورحلاتهم إليه، فقد كان يعقد مجالس التحديث في بغداد وغيرها (¬5). بل قد حدث عنه بعض شيوخه، كبقية بن الوليد الحمصي، ويحيى بن آدم. وحدث عنه أيضًا كبار أقرانه، كأحمد بن حنبل (¬6)، ويحيى بن معين، وغيرهما. وحدث عنه: البخاري، ومسلم -في صحيحيهما-، وأبو داود، والنسائي، والترمذي -في سننهم-، وعبد الله بن محمد بن شيرويه -وقد روى عنه المسند-، وأبو العباس السراج -وهو خاتمة أصحابه- وخلق ¬
المطلب الرابع عشر وفاته، وما ذكر من تغير حفظه
سواهم يصعب حصر بعضهم (¬1). المطلب الرابع عشر وفاته، وما ذكر من تغير حفظه الأصل في هذه القضية -أعني: مسألة تغيره- ما رواه أبو عبيد محمد بن علي الآجري (¬2)، قال: سمعت أبا داود يقول: إسحاق بن راهويه تغير قبل أن يموت بخمسة أشهر، وسمعت منه في تلك الأيام، فرميت به، ومات سنة سبع، أو ثمان وثلاثين ومائتين. اهـ. وقد استنكر الحافظ الذهبي هذه المقالة جدًا، فقال (¬3): فائدة لا فائدة فيها، نحكيها لِنُلِيشَها (أي لنميتها ونزيلها) -فذكر رواية الآجري- ثم قال: فهذه حكاية منكرة. وفي الجملة فكل أحد يتعلل قبل موته غالبًا، ويمرض، فيبقى أيام مرضه متغير القوة الحافظة، ويموت إلى رحمة الله على تغيره، ثم قبل موته بيسير يختلط ذهنه، ويتلاشى علمه، فإذا قضى زال بالموت حفظه، فكان ماذا؟ أفبمثل هذا يلين عالم قط؟! كلا والله، ولا سيما مثل هذا الجبل في حفظه وإتقانه. نعم ما علمنا استغربوا من حديث ابن راهويه -على سعة علمه- سوى حديث واحد، وهو حديثه عن سفيان بن عيينة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله، عن ابن عباس، عن ميمونة -رضي الله عنها- في الفأرة التي وقعت ¬
في سمن (¬1)، فزاد إسحاق في المتن من دون سائر أصحاب سفيان، هذه الكلمة: "وإن كان ذائبًا، فلا تقربوه" (¬2)، ولعل الخطأ فيه من بعض المتأخرين، أو من راويه عن إسحاق (¬3). ¬
نعم وحديث تفرد به جعفر بن محمد الفريابي، قال: حدثنا إسحاق، حدثنا شبابة، عن الليث، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -، إذا كان في سفر فزالت الشمس، صلى الظهر والعصر، ثم ارتحل) فهذا منكر، والخطأ فيه من جعفر (¬1)، فقد رواه مسلم -في صحيحه- (¬2) عن عمرو الناقد، عن شبابة، ولفظه: (إذا كان في سفر وأراد الجمع، أخر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر، ثم يجمع بينهما)، تابعه الحسن بن محمد الزعفراني، عن شبابة، وقد اتفقا عليه -في الصحيحين- (¬3) من حديث عقيل عن ابن شهاب، عن أنس، ولفظه: (إذا عجل به السير، أخر الظهر إلى أول وقت العصر، فيجمع بينهما). ومع حال إسحاق وبراعته في الحفظ، يمكن أنه لكونه كان لا يحدث إلَّا من حفظه، جرى عليه الوهم في حديثين من سبعين ألف حديث، فلو أخطأ منها في ثلاثين حديثًا لما حط ذلك رتبته عن الاحتجاج به أبدًا، بل كون إسحاق تتبع حديثه، فلم يوجد له خطأ قط سوى حديثين، يدل على أنه أحفظ أهل ¬
زمانه. اهـ. وصدق الذهبي -رحمه الله- فهل يضيره لو ثبت خطؤه فيهما، فكيف ولم يثبت؟ ومما يضعف ويوهن القول بتغيره -أيضًا- ما رواه الخطيب (¬1) بسنده، عن أبي يزيد محمد بن يحيى بن خالد، قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول في سنة ثمان وثلاثين ومائتين: أعرف مكان مائة ألف حديث، كأني انظر إليها، وأحفظ منها سبعين ألف حديث عن ظهر قلبي، صحيحة، وأحفظ أربعة آلاف حديث مزورة. فقيل: ما معنى حفظ المزورة؟ قال: إذا مر بي منها حديث في الأحاديث الصحيحة فَلَيتُه منها فليًا. اهـ. مات بنيسابور، سنة ثمان وثلاثين ومائتين، ليلة السبت، لأربع عشرة خلت من شعبان، وهو ابن سبع وسبعين سنة. قاله البخاري (¬2)، وابن حبان (¬3)، وغيرهما. وقال محمد بن إسحاق بن راهويه (¬4): توفي -رحمه الله- في ليلة الأحد، للنصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وفيها يقول الشاعر: يا هَدَّةً ما هُدِدنا ليلةَ الأحدِ ... في نصف شعبان لا تُنسى مدى الأبدِ وكذلك قال الحسين بن محمد بن زياد، إلَّا أنه لم يسم الليلة (¬5). وقال أبو يزيد المشعراني: مات ليلة الخميس سنة ثمان وثلاثين (¬6). ¬
وقد نقل مغلطاي (¬1) عن الحاكم قوله: مات يوم السبت، في يوم بارد، ولم يدفن إلَّا يوم الأحد. قلت: وبهذا يجمع بين قول من قال: مات ليلة السبت -كالبخاري- ومن قال: ليلة الأحد -كمحمد بن إسحاق بن راهويه وغيره-. فيقال: مات ليلة السبت، ودفن ليلة- أو يوم- الأحد. * * * ¬
المبحث الثاني التعريف بمسنده وأهم ما خدم به
المبحث الثاني التعريف بمسنده وأهم ما خدم به وفيه تسعة مطالب: المطلب الأول: ثبوت نسبته إليه. المطلب الثاني: حجم هذا المسند. المطلب الثالث: أهميته. المطلب الرابع: الموجود منه الآن. المطلب الخامس: وصف مخطوط المجلد الموجود من هذا المسند. المطلب السادس: توثيق نسبة هذا القسم إلى مسند إسحاق بن راهويه. المطلب السابع: محتوى هذا القسم الموجود -وهو المجلد الرابع- وأهم ما خدم به. المطلب الثامن: زوائده -المذكورة في المطالب- على الكتب الستة ومسند أحمد. المطلب التاسع: شيوخ إسحاق بن راهويه، الذين وقفت عليهم في المطالب العالية.
المطلب الأول ثبوت نسبة المسند لإسحاق
المطلب الأول ثبوت نسبة المسند لإسحاق وهذه المسألة أشهر من أن يدلل عليها، وذلك أنه قد اشتهر في حياته، ورُحِل إليه لأجل سماعه (¬1) منه، وتناقل الأئمة أحاديثه في رواياتهم ومصنفاتهم. وأخرج الحافظ ابن حجر (¬2)، وتلميذه البوصيري (¬3)، زوائد ما وجداه منه على الكتب الستة -وزاد ابن حجر: وأحمد-، وقد ذكره -أيضًا- كل من ترجم لإسحاق بن راهويه. المطلب الثاني حجمه وكان مسندًا ضخمًا يقارب حجمه حجم مسند الإمام أحمد. قال الحافظ ابن حجر (¬4): مسند إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن راهويه، وهو في ست مجلدات ضخمة. اهـ. وقد أثبتت المقارنة التي قام بها محقق مسند أم المؤمنيين عائشة رضي الله ¬
المطلب الثالث أهميته
عنها، -وهو بعض جزء من مسند إسحاق- بين عدد أحاديثها عند إسحاق، وعدد أحاديثها عند أحمد بن حنبل، أن بينهما تقاربًا كبيرًا في الحجم. فعدد أحاديث مسند عائشة رضي الله عنها عند إسحاق بالمكرر وما أدخل في مسندها من مسانيد غيرها لسبب ما- اثنين وسبعين ومائتين وألف حديث. وعند أحمد بلغ عددها سبع وسبعون ومائتان وألف حديث (¬1). المطلب الثالث أهميته إن كتابًا ألفه إمام من أئمة المسلمين كإسحاق بن راهويه، لجدير أن تشد له الرحال، وتضرب أكباد الإبل لتحصيله، كيف لا وهو ممن فاق أقرانه حفظًا، وإتقانًا، وفقهًا، بل وأقسم بعضهم -كما تقدم- أنه لو وجد في عهد التابعين لاحتاج له كبارهم. أضف إلى ذلك -وإن كان ليس بحاجة إلى إضافة- علو أسانيده، فقد سمع مؤلفه من أوساط أتباع التابعين، كابن عيينة، وابن علية، وغيرهما. وقد كان من كبار شيوخ الأئمة أصحاب الكتب الستة -عدا ابن ماجه- وقد أكثروا من حديثه فيها. وكذلك من جاء بعدهم كابن خزيمة، وابن حبان، وغيرهم، تكبدوا المشاق للسماع ممن سمع منه، وأودعوا أكثر ذلك كتبهم، التي وسموها بالصحة، وقد ثبت من خلال القسم المحقق اعتناؤه بأحاديثه، فلم يذكر فيه ممن رمي بالكذب سوى واحد هو الحكم بن عبد الله العاملي، روى من طريقه ثلاثة أحاديث فقط (¬2). ¬
المطلب الرابع الموجود عن هذا المسند الآن
المطلب الرابع الموجود عن هذا المسند الآن للأسف العظيم لم تصل أيدينا حتى الآن إلَّا إلى الجزء الرابع منه، على نقص فيه، لكن الأمل كبير -بعون الله- في العثور على بقيته، وذلك لما تقوم به هذه الأيام بعض المؤسسات العلمية -كمعهد إحياء التراث بالكويت، وغيره-، وما يقوم به بعض طلاب العلم، من جولات علمية على مكتبات العالم المختلفة للبحث والتفتيش عما تتضمنه من التراث الإسلامي النفيس، وقد ظهرت بعض نتائج ذلك من خلال العثور على كتب كانت إلى عهد قريب تعتبر في حكم المفقود. وقد كان قدر نصف هذا المسند عند الحافظ ابن حجر (¬1)، في أوائل القرن التاسع. وقد أثبت محقق مسند عائشة رضي الله عنها، بعد المقارنة بين أحاديث المطالب العالية، ومسند إسحاق، أن أكثر هذا القسم الموجود الآن لم يكن عند الحافظ (¬2). المطلب الخامس وصف مخطوط هذا المجلد هذا المجلد محفوظ في دار الكتب المصرية، تحت رقم (454) في (305) ورقة، وأوله بعد البسملة: (ما يروى عن أبي قلابة، وزرارة، وجابر بن زيد، وأبي العالية، عن أبي هريرة رضي الله عنه). وآخره: (أخبرنا جرير عن ¬
المطلب السادس توثيق نسبة هذا القسم الموجود إلى مسند إسحاق بن راهويه
حصين بن عبد الرحمن، عن) ثم انقطع الكلام فدل على أن في آخر هذا المجلد نقصًا. وصور للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهو في مكتبتها المركزية تحت رقم (379، 380)، وعلى الورقة الأولى منه تمليكات، ووقف بشروطه. ومقاسه 24 × 32 سم. وفي كل صفحة (17) سطرًا، وفي كل سطر عشر إلى خمس عشرة كلمة، تقريبًا، ونسخ بخط معتاد مشرقي، وكتب سنة ثلاثين وستمائة. ويهمل النقط في كثير من الحروف (¬1). وهو برواية أبي محمد عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، عَنْ المؤلف، وله فيه زيادات (¬2). المطلب السادس توثيق نسبة هذا القسم الموجود إلى مسند إسحاق بن راهويه تقدم توثيق نسبة المسند إلى إسحاق، وهنا نذكر ما يثبت نسبة هذا القسم إليه، وذلك بأمور، منها: 1 - التصريح باسم الكتاب، واسم مؤلفه على طرة هذا المجلد المتبقي. 2 - سند الرواية الموجود تحت اسم الكتاب، والذي يتصل من كاتبه إلى راويه عن إسحاق، وهو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، عَنْ إسحاق. ¬
المطلب السابع محتوى هذا القسم الموجود -وهو المجلد الرابع- وأهم ما خدم به
3 - التصريح باسم إسحاق في بداية بعض أسانيد حديثه (¬1). 4 - أن كل شيوخ مؤلفه هم من طبقة شيوخ إسحاق بن راهويه. 5 - النقول المستفيضة عن المسند، ومنه هذا القسم الموجود، فمثلًا هناك أحاديث كثيرة موجودة في هذا المجلد وهي بحروفها عند ابن حجر في المطالب العالية وعند البوصيري في الإتحاف (¬2). المطلب السابع محتوى هذا القسم الموجود -وهو المجلد الرابع- وأهم ما خدم به يحتوي هذا المجلد على بعض أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقد ابتدأ المجلد بقوله: ما يروى عن أبي قلابة، وزرارة، وجابر بن زيد، وأبي العالية، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وقد بلغ عدد أحاديث هذا القسم من مسند أبي هريرة رضي الله عنه، ثلاثة وأربعين وخمس مائة حديث (¬3). ثم بعده مسند عائشة رضي الله عنها، وفيه ثلاثة وسبعون ومائتان وألف حديث. ثم مسند أم سلمة. ثم حفصة بنت عمر بن الخطاب. ¬
ثم ميمونة بنت الحارث الهلالية. ثم أم حبيبة بنت أبي سفيان. ثم سودة بنت زمعة، رضي الله عنهن. وقد بلغ مجموع أحاديثهن، سبعة وسبعين ومائتي حديث، جلها لأم سلمة رضي الله عنها. ثم ذكر بعد أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، بقية النساء مبتدئًا بفاطمة بنت محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. ثم أم هانئ بنت أبي طالب، رضي الله عنها. ثم أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما. ثم خولة بنت حكيم ... إلى آخر ما ذكر من النساء. وقد بلغ مجموع أحاديثهن ثلاثة وثلاثين وثلاث مائة حديث. ثم ذكر بعدهن مسند ابن عباس رضي الله عنه. فذكر فيه اثنين وعشرين ومائتي حديث، ولم يكمل مسنده، فقد سقط آخر هذا الجزء، ولا يعرف قدر الساقط. وبهذا يكون عدد أحاديث الموجود من المجلد الرابع، ثمانية وأربعين وست مائة وألفي حديث. وقد حقق الدكتور/ عبد الغفور البلوشي -كما تقدم غير مرة- من هذا المجلد مسند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ونال به درجة الدكتوراة من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وقد أفادني بأنه انتهى من تحقيق جميع المسانيد الأخرى الواردة في هذا المجلد، وسيدفعه قريبًا للمطبعة، فجزاه الله خير الجزاء، وجعل عملنا وعمله خالصًا لوجه الله تعالى (¬1). ¬
المطلب الثامن زوائد ما وقع لابن حجر من مسند إسحاق بن راهويه
المطلب الثامن زوائد ما وقع لابن حجر من مسند إسحاق بن راهويه لقد بيَّن الحافظ في مقدمته أنه لم يقع له من مسند إسحاق سوى قدر النصف، فاستخرج زوائد ما وقع له، وعلى هذا فإن ما تضمنه كتاب المطالب العالية، لا يمثل زوائد مسند إسحاق كلها، وإنما يمثل زوائد هذا النصف الذي وقع للحافظ. وهناك مفارقات بين نسخة (ك) وباقي نسخ المطالب، إذ فيها زيادة أحاديث من مسند إسحاق ليست في غيرها. فمثلًا وقع في هذا القسم الذي حققته زيادة ثلاثة أحاديث (ح 388 و 389 و 426) كلها من مسند إسحاق وليست في باقي النسخ وقد اعتمدت في هذه الإحصائية على النسخة المعتمدة - (مح) - ولم أتطرق إلى ما عداها. وقد بلغ مجموع هذه الزوائد ستمائة وعشرة أحاديث. المطلب التاسع شيوخ إسحاق بن راهويه الذين وقفت عليهم في المطالب العالية وقد رمزت لمن لم يذكره محقق مسند عائشة بـ (ز)، وأذكر الموضع الذي ورد ذكره فيه من المطالب: 1 - إبراهيم بن الحكم بن أبان السعداني. 2 - أحمد بن أيوب بن راشد الضبي البصري. 3 - إسحاق بن سليمان الرازي، أبو يحيى العبدي. 4 - (ز) -إسحاق أبو عبد الله الجوهري- (ق 125 ب) -.
5 - إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم، المعروف بابن علية. 6 - (ز) -إسماعيل بن أبي إسماعيل- (ق 103 ب). 7 - بشر بن عمر الزهراني. 8 - بقية بن الوليد الحمصي. 9 - جرير بن عبد الحميد الضبي. 10 - جعفر بن عون بن جعفر الكوفي. 11 - حفص بن غياث الكوفي القاضي. 12 - حكام بن سلم الرازي. 13 - حماد بن أسامة. 14 - (ز) -حمزة بن الحارث بن عمير البصري، سكن مكة- (ق 174 أ) - 15 - (ز) -خالد بن إسماعيل المدني- (ق 51 أ). 16 - روح بن عبادة القيسي البصري. 17 - زكريا بن عدي التيمي، أبو يحيى نزيل بغداد. 18 - سعيد بن عامر الضبي. 19 - (ز) -سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي- (ق 196 ب) -. 20 - سفيان بن عيينة الهلالي. 21 - سليمان بن حرب. 22 - سليمان بن حيان الأزدي، أبو خالد الأحمر. 23 - سليمان بن داود العتكي، أبو الربيع الزهراني. 24 - سويد بن عبد العزيز الدمشقي. 25 - شبابة بن سوَّار المدائني.
26 - شُريح بن يزيد الحضرمي، أبو حيوة الحمصي. 27 - صفوان بن عيسى الزهري، أبو محمد البصري. 28 - عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، أبو محمد ويقال أبو همام القرشي البصري. 29 - عبد الرحمن بن محمد المحاربي، أبو محمد الكوفي. 30 - عبد الرحمن بن مهدي، أبو سعيد العنبري. 31 - عبد الرزاق بن همام الصنعاني. 32 - عبد السلام بن حرب الملائي البصري. 33 - عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد، أبو سهل التيمي البصري. 34 - عبد العزيز بن محمد الدراوردي المدني. 35 - عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي. 36 - عبد الله بن الحارث المخزومي، أبو محمد المكي. 37 - (ز) - عبد الله بن نافع الصائغ. 38 - عبد الله بن نمير الهمداني، أبو هشام الكوفي. 39 - (ز) -عبد الله بن واقد الجزري- (ق 34 ب) -. 40 - عبد الله بن يزيد العدوي المكي المقرىء. 41 - عبد الملك بن عمرو القيسي، أبو عامر العقدي. 42 - عبد الملك بن محمد الشامي الصنعاني. 43 - (ز) -عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سعد الساعدي - (145 أ) -. 44 - عبدة بن سليمان الكلاعي الكوفي. 45 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. 46 - عبيد الله بن موسى العبسي.
47 - (ز) -عثمان بن عمر بن أبي ذئب- (ق 170 ب) -. 48 - عثمان بن عمر بن فارس، أبو محمد العبدي البصري. 49 - عرعرة بن البرند السامي الناجي. 50 - عطاء بن مسلم الكوفي، نزيل حلب. 51 - عفان بن مسلم الصفار، أبو عثمان البصري. 52 - عقبة بن خالد السكوني الكوفي. 53 - عمر بن سعد أبو داود الحفري الكوفي. 54 - عمر بن عبد الواحد الدمشقي السلمي. 55 - عمرو بن محمد القرشي، أبو سعيد الكوفي. 56 - عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. 57 - (ز) -غسان الكوفي، أبو بشر الأسدي- (102 أ) -. 58 - الفضل بن دكين الملائي، أبو نعيم الكوفي. 59 - الفضل بن موسى السيناني، أبو عبد الله المروزي. 60 - قبيصة بن عقبة السوائي، أبو عامر الكوفي. 61 - (ز) -قتيبة بن الوليد- (4 ب) -. 62 - كثير بن هشام الكلابي، أبو سهل الرقي. 63 - (ز) -محمد بن إسماعيل بن أبي فديك- (78 ب) -. 64 - محمد بن بشر العبدي، أبو عبد الله الكوفي. 65 - محمد بن بكر بن عثمان البرساني الأزدي البصري. 66 - محمد بن حازم السعدي الكوفي، أبو معاوية الضرير. 67 - (ز) -محمد بن سلمة الجزري- (ق 67 ب) -. 68 - محمد بن شعيب بن شابور، أبو عبد الله الدمشقي. 69 - محمد بن عبيد الطنافسي الكوفي.
70 - محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي مولاهم الكوفي. 71 - معاذ بن هشام الدستوائي البصري. 72 - معتمر بن سليمان التيمي، أبو محمد البصري. 73 - المغيرة بن سلمة المخزومي، أبو هشام القرشي البصري. 74 - مؤمل بن إسماعيل البصري، أبو عبد الرحمن. 75 - النضر بن شميل المازني، أبو الحس النحوي. 76 - النضر بن محمد القرشي، أبو عبد الله المروزي. 77 - هشام بن عبد الملك، أبو الوليد الطيالسي البصري. 78 - وكيع بن الجراح الرؤاسي، أبو سفيان الكوفي. 79 - الوليد بن مسلم الدمشقي. 80 - وهب بن جرير بن حازم الأزدي البصري. 81 - يحيى بن آدم بن سليمان، أبو زكريا الأموي مولاهم الكوفي. 82 - يحيى بن حماد الشيباني مولاهم البصري. 83 - (ز) -يحيى بن سعيد العطار الحمصي- (ق 52 ب) -. 84 - يحيى بن سعيد بن فروخ القطان. 85 - يحيى بن واضح الأنصاري، أبو تميلة المروزي. 86 - يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري. 87 - يزيد بن أبي حكيم الكناني، أبو عبد الله العدني. 88 - يزيد بن هارون السلمي الواسطي. 89 - يعلى بن عبيد الطنافسي. 90 - أبو بكر بن عياش الأسدي.
الفصل التاسع. التعريف بابن أبي شيبة
الفصل التاسع. التعريف بابن أبي شيبة وفيه مبحثان: المبحث الأول: حياته العامة: وفيه: المطلب الأول: اسمه ونسبه وأسرته. المطلب الثاني: ولادته ووفاته. المبحث الثاني: حياته العلمية: وفيه: المطلب الأول: أشهر مشايخه. المطلب الثاني: أشهر تلاميذه. المطلب الثالث: ثناء العلماء عليه. المطلب الرابع: آثاره. المطلب الخامس: مسنده.
المبحث الأول حياته العامة
المبحث الأول حياته العامة (¬1) المطلب الأول اسمه ونسبه وأسرته هو: الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستي وينتسب إلى قبيلة عبس بالولاء. ¬
المطلب الثاني ولادته ووفاته
وابن أبي شيبة من بيت علم، لديهم رغبة في رواية الحديث ولذا بكّر في طلب الحديث وزاحم أقرانه عند كبار شيوخ عصره؛ حتى قال يحيى بن عبد الحميد الحماني: أولاد ابن أبي شيبة من أهل العلم، كانوا يزاحموننا عند كل محدث. فمن إخوانه: 1 - الحافظ عثمان بن أبي شيبة. 2 - القاسم بن أبي شيبة. وابنه الحافظ إبراهيم بن أبي بكر ولد في أيام سفيان بن عيينة وروى عنه ابن ماجه والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم، وهو من تلامذة الإِمام أحمد، توفي سنة 265 هـ. والحافظ أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة ابن أخيه. المطلب الثاني ولادته ووفاته الأقرب أن تكون ولادته سنة 160هـ لأنه سمع من شريك وعمره 14 سنة، وقد تكون ولادته سنة 159هـ (¬1). قال البخاري: "مات عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي العبسي سنة خمس وثلاثين ومائتين (235هـ) أبو بكر ... مات يوم الخميس لثمان خلون من المحرم". وقال الذهبي: "توفي في المحرم وله بضع وسبعون سنة". * * * ¬
المبحث الثاني حياته العلمية
المبحث الثاني حياته العلمية المطلب الأول أشهر مشايخه لقد تتلمذ الحافظ ابن أبي شيبة على عدد كثير من علماء العراق والحجاز وغيرهما من البلدان، وسأورد أشهرهم هنا لنتبين الطبقة التي يروي عنهم، فمن هؤلاء: - القاضي شريك بن عبد الله، وهو أكبر شيخ له. - أبو الأحوص سلام بن سليم. - عبد الله بن المبارك. - جرير بن عبد الحميد. - سفيان بن عيينة. - خلف بن خليفة. - هشيم بن بشير. - وكيع بن الجراح. - يحيى القطان. - إسماعيل بن عياش.
المطلب الثاني أشهر تلاميذه
- أبو بكر بن عياش. - معتمر بن سليمان. المطلب الثاني أشهر تلاميذه للإمام أبي بكر ابن أبي شيبة تلاميذ عدة، حتى إنه أُحصي من في حلقته يوم قدم إلى بغداد فوجدوا قرابة ثلاثين ألفًا، لكن من أشهر هؤلاء من يأتي: - الإمام البخاري. - الإمام مسلم. - أبو داود. - ابن ماجه. - أبو بكر بن أبي عاصم. - بقي بن مخلد. - محمد بن وضاح. - محمد بن سعد كاتب الواقدي. - الحسن بن سفيان. - أبو بعلى الموصلي. - جعفر الفريابي. - أبو القاسم البغوي. - عبد الله بن أحمد بن حنبل. - أبو زرعة. - أبو حاتم. - إبراهيم الحربي. - ابنه أبو شيبة إبراهيم.
المطلب الثالث ثناء العلماء عليه
المطلب الثالث ثناء العلماء عليه قال الإمام أحمد: أبو بكر صدوق، هو أحب إلي من أخيه عثمان. وقال العجلي: كان أبو بكر ثقة، حافظًا للحديث. وقال الفلاس: ما رأيت أحدًا أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة، قدم علينا مع علي بن المديني، فسرد للشيباني أربع مدّة حديث حفظًا وقام. وقال الإمام أبو عبيد: "انتهى الحديث إلى أربعة" وذكرهم قال: فأبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له. وقال أبو زرعة: "ما رأيت أحفظ من ابن أبي شيبة". وقال صالح جزرة: "أحفظ من رأيت عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة". وقال ابن حبان: "وكان متقنًا حافظًا دينًا، ممن كتب وجمع وصنف وذاكر وكان أحفظ أهل زمانه بالمقاطيع". وقال ابن قانع: "ثقة ثبت". وقال الخطيب: كان أبو بكر متقنًا حافظًا مكثرًا. وقال الذهبي عنه (¬1): "الإمام العلم، سيد الحفاظ، وصاحب الكتب الكبار ... وكان بحرًا من بحور العلم، وبه يضرب المثل في قوة الحفظ". وقال (¬2): "الحافظ عديم النظير، الثبت النحرير". ¬
المطلب الرابع آثاره
وقال ابن كثير (¬1): "أحد الأعلام وأئمة الإسلام". ولكثرة محفوظاته قدح فيه بعضهم بوجود الخطأ في حديثه وقد أجاب عن ذلك الذهبي (¬2) بقوله: "أبو بكر ممن قفز القنطرة، وإليه المنتهى في الثقة". المطلب الرابع آثاره ذكر لابن أبي شيبة عدد من الكتب منها ما يأتي: 1 - المسند. 2 - المصنف: قال ابن كثير عنه: "المصنف الذي لم يصنف أحد مثله لا قبله ولا بعده" (1). وقال حاجي خليفة: "وهو كتاب كبير جدًا جمع فيه فتاوى التابعين وأقوال الصحابة وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - على طريقة المحدثين بالأسانيد مرتبًا على الكتب والأبواب على ترتيب الفقه" (¬3). 3 - التفسير. 4 - الأحكام. ولعله كتاب السنن له، ويحتمل أن يكون هو المصنف. 5 - التاريخ. - كما نسب إليه كتب أخرى منها: الآداب، والزكاة، والجمل، وثواب القرآن، والرد على أبي حنيفة، والفتوح وصفين، والجمل، والفتن .. ولعلها أجزاء من المصنف أو الأحكام وليست كتبًا مستقلة. ¬
المطلب الخامس مسنده
المطلب الخامس مسنده قال حاجي خليفة (¬1): "وهو كتاب كبير". وقال الذهبي: "له كتابان كبيران نفيسان: المسند والمصنف" (¬2). وهذا مرتب حسب الصحابة الذين رويت عنهم الأحاديث. هذا وقد ذكر المباركفوري أن له نسخة كاملة بخط السيوطي في الخزانة الجرمنية. كما أن الجزء الأول موجود في المكتبة المحمودية بالمدينة وعدد أوراقه (177) كل صفحة ما بين 32 - 40 سطرًا، وتضمن مسند (32) صحابيًا أولهم العشرة المبشرون بالجنة وآخرهم زيد بن أرقم. والجزء الثاني منه نسخة مغربية في ول (78) ورقة أسطرها ما بين 16 - 21 سطرًا، فيها مسند (256) صحابيًا أولهم نبيط بن شريط وآخرهم رجل وبحواشيها تصحيحات. وهناك من الصحابة من استقل مسند ابن أبي شيبة - دون باقي المسانيد- بوضع مسانيد لهم، ولم يكن للصحابة ترتيب معين في هذا الكتاب. ويظهر أن هذا المسند على الثلث تقريبًا من مسند الإمام أحمد في الحجم. وتشكل زوائد ابن أبي شيبة أكثر من عشر كتاب المطالب حيث جاءت في (572) حديثًا كثير منها موجود في المصنف. * * * ¬
الفصل العاشر التعريف بعبد بن حميد
الفصل العاشر التعريف بعبد بن حميد وفيه مبحثان: المبحث الأول: حياته العامة. ويشتمل على مطلبين: المطلب الأول: اسمه وولادته. المطلب الثاني: وفاته. المبحث الثاني: حياته العلمية. ويشتمل على أربعة مطالب: المطلب الأول: شيوخه. المطلب الثاني: تلاميذه. المطلب الثالث: ثناء العلماء عليه. المطلب الرابع: آثاره.
المبحث الأول حياته العامة
المبحث الأول حياته العامة (¬1) المطلب الأول اسمه وولادته عبد بن حميد بن مضر، كان اسمه عبد الحميد، ولكن خفف، وفي تهذيب التهذيب "عبد المجيد" ولعله خطأ مطبعي. ¬
المطلب الثاني وفاته
وكنيته أبو محمد. ولقبه الكشي -بفتح الكاف-، ويقال الكسي- بكسر الكاف وبالسين المهملة-. قال ياقوت: كش بالفتح ثم التشديد قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على جبل ... قال أبو الفضل المقدسي: الكشي منسوب إلى موضع بما وراء النهر منهم عبد بن حميد الكشي، وفيهم كثرة وإذا عرب كتب بالسين. قال الذهبي: ولد بعد السبعين ومئة. المطلب الثاني وفاته قال ابن حبان: مات سنة تسع وأربعين ومائتين، وهكذا قال البخاري في التاريخ الصغير. وفي التقييد نقلًا عن الإدريسي أنه مات بكش في رمضان سنة 249. قال الذهبي: فأما قول من قال إنه توفي بدمشق فإنه خطأ فاحش، فإن الرجل ما رأي دمشق لا في ارتحاله ولا في شيخوخته. وقال ابن حجر: وقال صاحب الشيوخ النبل: مات بدمشق ولم يذكره مع ذلك في تاريخ دمشق، قلت لعل قوله بدمشق مرقع في بعض النسخ السقيمة فإن أكثر النسخ ليس فيها بدمشق، وقال ابن قانع: مات بكش فلعلها كانت في النبل كذلك وتصحفت. وقال الذهبي: توفي بسمرقند. * * *
المبحث الثاني حياته العلمية
المبحث الثاني حياته العلمية المطلب الأول شيوخه عُرف عبد بن حميد بالرحلة إلى العلماء لرواية الحديث ومن هنا كثر شيوخه. قال الذهبي: رحل في حدود المائتين ولقي الكبار. ومن أبرز شيوخه من يأتي: - أبو داود الطيالسي. - عبد الرزاق. - يزيد بن هارون. - ابن أبي فديك. - محمد بن بشر العبدي. - علي بن عاصم الواسطي. - محمد بن بكر البرساني. - حسين بن علي الجعفي. - عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي.
- يحيى بن آدم. - أبو علي الحنفي. - أبو داود عمر بن سعد الحفري. - جعفر بن عون. - أبو بدر السكوني. - مسلم بن قتيبة. - زيد بن الحباب. - عبد الله بن بكر السهمي. - عمر بن يونس اليمامي. - محاضر بن المورع. - الواقدي. - مصعب بن المقدام. - أحمد بن إسحاق الحضرمي. - الحسن بن الأشيب. - روح بن عبادة. - سعيد بن عامر. - عبد الصمد بن عبد الوارث. - أبو عامر العقدي. - أبو الوليد الطيالسي. - يعقوب بن إبراهيم بن سعد. - يعلى بن عبيد. - يونس بن محمد المؤدب. - عارم.
المطلب الثاني تلاميذه
- مسلم بن إبراهيم. - أبو نعيم الفضل بن دكين. - عبيد الله بن موسى. المطلب الثاني تلاميذه نظرًا لأن الإمام عبد بن حميد عاش وراء النهر، وتلك المنطقة يهملها علماء التاريخ من المتأخرين، لذا لم يتم تقييد جميع تلاميذه، وقد سجلوا لنا بعض تلاميذه ممن عرفوا، ومن أشهرهم من يأتي: - الإمام مسلم. - الترمذي. - ابنه محمد بن عبد. - عمر بن محمد بن بجير. - بكر بن المرزبان السمرقندي. - زاهد بن عبد الله الصفدي. - إبراهيم بن خريم الشاشي. - حامد بن الحسن الشاشي. - حفص بن بوخاش (أبو عمر). - أبو معاذ عباس بن إدريس بن الفرج الكسي (خرك). - سليمان بن إسرائيل الخجندي. - الشاه بن جعفر النسفي (أبو سعيد). - محمود بن عبثر (عنبر) بن نعيم الأزدي النسفي. - المكي بن نوح المقرئ.
المطلب الثالث ثناء العلماء عليه
- شريح بن أبي عبد الله النسفي. - محمد بن عبد بن عامر السمرقندي. - أبو سعيد حاتم بن حسن الشاشي. - الحسن بن الفضل بن أبي البزاز. - سهل بن شاذويه البخاري. - محمد بن عمر بن منصور الكشي. - محمد بن موسى بن الهذيل النسفي. المطلب الثالث ثناء العلماء عليه عبد بن حميد من العلماء الذين لهم مكانة عالية في علم الحديث وقد روى عنه الإمام مسلم في صحيحه والترمذي، كما قيل بأن البخاري قد روى عنه تعليقًا (¬1). ومن نصوص العلماء في الثناء عليه ما يأتي: قال ابن حبان في الثقات عنه: "كان ممن جمع وصنف". وقال قتيبة: "إذا دخلتم كش فعليكم بعبد بن حميد". وقال السمعاني: "إمام جليل القدر ممن جمع وصنف، وكانت إليه الرحلة من أقطار الأرض". وقال أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي:: كان من الأئمة المتقنين والثقات المحدثين". وقال الذهبي: "كان أحد الحفاظ بما وراء النهر". ¬
المطلب الرابع آثاره
وقال: "هو الإمام الحافظ الجوال". وقال: "حافظ جوال ذو تصانيف". وقال ابن حجر: "ثقة حافظ". وقال ابن العماد: "وكان ثقة ثبتًا". المطلب الرابع آثاره 1 - المسند: قال الذهبي: "صنف المسند الكبير الذي وقع لنا منتخبه". والمسند رواه عنه إبراهيم بن خريم بن قمر الخمي الشاشي وهو من آخر الرواة عنه. قال الزركلي: ومسنده مخطوط في سفر ضخم، رأيته في القرويين بفاس ناقص الأول. هذا، وقد بلغ عدد زوائد مسند عبد بن حميد في كتاب المطالب (174) حديثًا. قال الذهبي: وقد وقع لنا المنتخب عاليًا، ثم لصغار أولادنا بعلو. وقد طبع المنتخب محققًا. وهناك ثلاثيات مسند عبد بن حميد مخطوطة بالقاهرة (1/ 106 حديث 2024). وفي آيا صوفية (882/ 2) وفي الظاهرية (حديث 248 ومجموع 110). 2 - التفسير: ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام وقال في سير أعلام النبلاء (تفسيره الكبير). وقال ابن كثير: "صاحب التفسير الحافل".
وقد رواه عنه إبراهيم بن خريم اللخمي الشاشي. وقد ذكره ابن حجر في التهذيب (6/ 456) ونقل منه في الإصابة في مواطن. وذكر في كشف الظنون (ص 1890) كتابًا باسم الموافقات في الحديث ونسبه لعبد بن حميد.
القسم الثالث دراسة النسخ الخطية وإيراد نماذج منها
القسم الثالث دراسة النسخ الخطية وإيراد نماذج منها وفيه فصلان: الفصل الأول: دراسة النسخ الخطية: المبحث الأول: النسخة المحمودية. المبحث الثاني: النسخة السعيدية. المبحث الثالث: النسخة العمرية. المبحث الرابع: النسخة السعودية. المبحث الخامس: النسخة التركية. المبحث السادس: نسخة جامعة برنستون. المبحث السابع: النسخة المجردة. المبحث الثامن: النسخة الراشدية. الفصل الثاني: إيراد نماذج من صور مخطوطات الكتاب: المبحث الأول: نماذج من المحمودية. المبحث الثاني: نماذج من السعيدية.
المبحث الثالث: نماذج من العمرية. المبحث الرابع: نماذج من السعودية. المبحث الخامس: نماذج من التركية. المبحث السادس: نماذج من نسخة برنستون. المبحث السابع: نماذج من المجردة. المبحث الثامن: نماذج من الراشدية.
الفصل الأول دراسة النسخ الخطية
الفصل الأول دراسة النسخ الخطية في أثناء بحثنا الحثيث الدقيق في أدراج، وكتب، وفهارس المخطوطات داخل المملكة وخارجها، عن مخطوطات كتاب "المطالب العالية" وقعت أيدينا على عدة نسخ خطية فاقتنينا مصورات عنها، وباشرنا العمل في الكتاب على أساسها. وإليك وصف مفصل لكل نسخة من هذه النسخ: المبحث الأول النسخة المحمودية- ورمز ها (مح) وهي إحدى مخطوطات المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة، وقفها لله تعالى، الشيخ الجليل محمد عابد السندي -كما هو مكتوب على الورقة الأولى من النسخة، بخط يده رحمه الله، وتاريخ وقفها هو ذو القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين بعد الألف- وقد اشتهرت كتبه لدى طلاب العلم بالجودة والإتقان، لعنايته الفائقة بها. (أ) عدد أوراق النسخة: (201) إحدى ومائتين، وقد زيد في آخرها ورقة استدرك فيها ما سقط من
ق 72 أ. وكل ورقة لها وجهان، الأول أرمز له ب (أ)، والثاني (ب)، ليكون أدق في العزو إليها، وأسرع لمن أراد الرجوع إليها. وهي عبارة عن جزأين، ينتهي الجزء الأول في (ق 94 أ) ويبدأ الثاني من (ق 94 ب). (ب) مسطرتها: يختلف عدد الأسطر من ورقة إلى أخرى، لكنها تتراوح بين ست وثلاثين إلى سبع وخمسين سطرًا، وعدد الكلمات في كل سطر تتراوح ما بين سبع عشرة إلى ثلاث وعشرين كلمة. (ج) مقاسها: 18× 23 سم تقريبًا. (د) تاريخ نسخها: تم نسخ الجزء الأول في يوم الإثنين، الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول، سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف. وتمت مقابلته في عشرين من ذي الحجة سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف. وكتب بآخر الجزء الثاني: تم هذا الجزء في شهر ربيع (الآخر) سنة 1321. (هـ) وصفها: كتبت هذه النسخة من نسخة كتبت بمكة المشرفة، وتم الجزء الأول منها في يوم السبت الثالث من شهر ربيع الثاني أحد شهور سنة خمس وسبعين وثماني مائة، بخط أحد تلاميذ المؤلف -انظر (ق 94 أ) -. وخطها مقروء لا بأس به، وإن كان في بعض الأحيان يكون دقيقًا جدًا، لكن ذلك قليل. وقد تخللها اختلاف في الخط من حيث التكبير والتصغير، واختلاف المنهج في بعض الأحيان. فكأنه اشترك في كتابتها أكثر من ناسخ، ويفصل بين كل حديث
وآخر بدائرة (o)، لكن ليس ذلك في كل النسخة، بل جاء بعضها بدون ذلك. وقد نقطت هذه الدائرة في بعض مواضع من النسخة، للدلالة على المقابلة. ويضع -أحيانًا- تحت حرف (الدال) نقطة، للدلالة على أنه مهمل. ويكتب (إسحاق، الحارث، عثمان -وما شابهها-) بدون ألف، هكذا: (إسحق، الحرث، عثمن) كما هي عادة المتقدمين. ويكتب فوق حرف السين المهملة، سين صغيرة، للدلالة على إهمالها، وربما كتب عليها دائرة صغيرة (o)، وقد يفعل ذلك مع الصاد، والألف المقصورة، وأحيانًا لا يكتب شيئًا. وإذا ألحق بالهامش ما سقط من الأصل ختمه بكلمة (صح)، ويضع في الأصل معقوفًا فوق مكان الساقط، يشير إلى جهة اللحق في الهامش. وفي (ق 72 أ) وقع سقط كبير في وسط الصفحة، فنبه عليه وألحقه بآخر النسخة. وإذا وقع سقط في النسخة الأصل التي ينقل منها لم يبيض له، وإنما يضع فوق مكانه معقوفة ويكتب بالهامش (وقع في الأصل بياض)، وربما بين مقداره فقال (ربع سطر ...). وقد قوبلت -كما سبق- فكتب كل ما سقط منها في هامشها، ولذلك كانت نسخة متقنة، قليلة السقط جدًا، نادرة الخطأ. وقد اعتنى بها صاحبها. الشيخ محمد عابد السندي -وهو أحد علماء عصره- أتم العناية، فوشَّحها بتعليقات حديثية، ولغوية نفيسة، ويكتب فوق الكلمة، أو الحديث الذي يريد الكلام عليه () ويكتبها أيضًا فوق الشرح بالهامش. ويصدر الكلام بما يناسبه، فأحيانًا يقول (قوله) وأحيانًا (فيه)، ومن هذه التعليقات ما جاء في هامش (ق 54 أ) تعليقًا على حديث اختصام علي والزبير،
رضي الله عنهما، إلى عمر رضي الله عنه، في موالي صفية بنت عبد المطلب. ونص التعليق: (فيه2 استفادة علي رضي الله عنه، حكمًا من أحكام الشريعة عن عمر رضي الله عنه، فتنبه). وفي (ق 94 أ) علق على طرف من حديث الحارث بن أبي أسامة، الطويل الموضوع فقال: (هذا الحديث باعتبار إسناده يحكم عليه بالوضع، وباعتبار متنه صحيح، قد ثبت عند الشيخين وغيرهما ما يؤيده. فتنبه). وربما عزا بعض التعليقات اللغوية إلى بعض كتب الغريب، كالنهاية لابن الأثير، انظر (ق 118 أ). ويكتب أحيانًا بالهامش ما يدل على موضوع الحديث، فيجعله كالعنوان له. ومن ذلك ما جاء في (ق 92 أ) من قوله: (رؤية محمد بن مسلمة لجبريل عليه السلام)، وانظر (ق 67 أ). وربما علق على الحديث من حيث الاتصال وعدمه، ومن ذلك قوله في (ق 82 أ): (عروة بن رويم، عن علي منقطع، حكاه المؤلف في اللسان عن ابن عدي). وانظر (ق 65 أ)، ومسرور بن سعيد غمزة ابن حبان هـ. ثقات) (¬1). وربما ذكر في الهامش من روى الحديث غير المذكورين وساق سنده، انظر (ق 71 أ، ق 125 ب). وأمثال هذه التعليقات كثير في حواشي النسخة). ¬
ولهذه المميزات المذكورة آنفًا، مع قدم النسخة، اعتمدناها، وجعلناها هي الأصل في التحقيق، ورمزنا لها بـ (مح). تنبيه: سقط من الأصل عشرة أبواب من كتاب الجهاد (ق 72 ب)، وقد نبه على هذا السقط صاحب النسخة محمد عابد السندي، فقال: "سقط من ههنا شيء كثير وأحاديث متعددة وأبواب متنوعة ينظر لها في الملحقة فتنبه" وقد ألحقها فعلًا بآخر النسخة، وكتب في آخر الملحقة (صح البياض). وهذه الأبواب الساقطة هي: 1 - بَابُ مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ لَهُ. 2 - باب الجزية والهدنة. 3 - باب قسم الفيء والهدنة. 4 - باب سهم ذوي القربى. 5 - بَابُ جَرَيَانِ السِّهَامِ فِيمَا بِيِعَ بِذَهَبٍ أَوْ فضة. 6 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّفَلَ كَانَ مَشَاعًا لِمَنْ أخذه قبل أن ينزل القسمة. 7 - بَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ لِمَنْ هَاجَرَ وَلِمَنْ وَقَعَ ذلك ببلده. 8 - باب ردّ الغنيمة قبل القسمة. 9 - باب السلب للقاتل، 10 - باب النفل. تنبيه ثان: بعد أن تم كتاب المطالب العالية، في (ق 199 أ) جاء بعده ما يلي: بسم الله الرحمن الرحيم، صلى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وسلَّم، رب يسِّر يا كريم. كتاب الرقاق.
أبو نعيم: حدثنا أحمد بن يعقوب المعدل، ثنا الحسن بن علوية، ثنا إسماعيل بن عيسى، ثنا الهياج بن بسطام، عن مسعر بن كدام، عن بكير بن الأخنس، عن سعد -رضي الله عنه- قَالَ: "سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: من أولياء الله -تعالى-؟ قال: الذين إذا رأوا ذكر الله حنت قلوبهم إليه". حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا محمد بن القاسم بن الحجاج، حدثنا الحكم بن موسى، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني مسلم بن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قال: "إن لله -عز وجل- ضنائن من عباده، يغذيهم في رحمته، ويحييهم في عافيته، إذا توفاهم توفاهم إلى جنته، أولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم، وهم منها في عافية". حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن نصير الصائغ، ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري، ثنا ابن أبي حازم، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "رب أشعث ذي طمرين تنبو عنه أعين الناس لو أقسم على الله لأبره". حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان، عن عياض بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عنهما- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "لكل قرن من أمتي سابقون". حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن الخزز الطبراني، ثنا سعيد بن أبي زيدون، ثنا عبد الله بن هارون الصوري، ثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "خيار أمتي في كل قرن خمسمائة، والأبدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون، كلما مات رجل أبدل الله من الخمسمائة مكانه، وأدخل من الأربعين
مكانهم، قالوا: يا رسول الله، دلنا على أعمالهم؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويتواسون فيما آتاهم الله -عز وجل-". * عبد الله بن هارون لا يعرف، والحديث كذب، قاله الذهبي. حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن السري القنطري، ثنا قيس بن إبراهيم بن قيس السامري، حدثنا عبد الرحيم بن يحيى الأرمني، ثنا عثمان بن عمارة، ثنا المعافى بن عمران، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: "إن لله -عز وجل- في الخلق ثلاثمائة، قلوبهم على قلب آدم، ولله -عز وجل- في الخلق أربعون، قلوبهم على قلب موسى، ولله -تعالى- في الخلق سبعة، قلوبهم على قلب جبريل، ولله -تعالى- في الخلق ثلاثة على قلب ميكائيل، ولله -جل وعلا- في الخلق واحد، قلبه على قلب إسرافيل، فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة، وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة، وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة، وإذا مات من السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين، وإذا مات من الأربعين أبدل الله مكانه من الثلاثمائة، وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة، فبهم يحيي ويميت، ويمطر وينبت، ويدفع البلاء، قيل لعبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: كيف بهم يحيي ويميت؟ قال: لأنهم يسألون الله -عز وجل- إكثار الأمم فيكثرون، ويدعون على الجبابرة فيقمعون، ويستسقون فيسقون، ويسألون فتنبت لهم الأرض، ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء". * اتهم بهذا الحديث عبد الرحمن وعثمان، وقال الذهبي: إنه كذب. حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا ابن عياش، ثنا صفوان بن عمرو، عن خالد بن معدان، عن
حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-: "يا حذيفة، إن في كل طائفة من أمتي قومًا شعثًا غبرًا إياي يريدون، وإياي يتبعون، وكتاب الله يقيمون، أولئك مني وأنا منهم وإن لم يروني". * عبد الوهاب متروك. حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا بكر بن سهل، ثنا عمرو بن هاشم، ثنا سليمان بن أبي كريمة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة -رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "من سرَّه أن ينازعني أو ينظر إلي فلينظر إلى أشعث شاحب مشمر، لم يضع لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، رفع له علم فشمر إليه، اليوم المضمار، وغدًا السباق، والغاية الجنة أو النار). * سليمان بن أبي كريمة صاحب مناكير. حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن منصور المدائني، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن محمد بن يحيى بن عروة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "إن موسى -عليه السلام- قال: يا رب، أخبرني بأكرم خلقك عليك. قال: الذي يسرع إلى هواي إسراع النفس إلى هواه، والذي يكلف بعبادي الصالحين كما يكلف الصبي بالناس، والذي يغضب إذا انتهكت محارمي غضب النمر لنفسه، فإن النمر إذا غضب لم يبال أقل الناس أم كثروا". حدثنا عبد الله بن محمد وأبو أحمد محمد بن أحمد في جماعة قالوا: ثنا الفضلى بن حباب، ثنا شداد بن فياض، ثنا أبو قحذم، عن أبي قلابة، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: مر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- وهو يبكي، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
يقول: أحب العباد إلى الله -تعالى- الأتقياء الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، أولئك هم أئمة الهدى ومصابيح العلم". حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيُّ، ثنا أبو معاوية عمرو بن عبد الجبار السنجاري، ثنا عبيدة بن حسان، عن عبد الحميد بن ثابت بن ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، عن أبيه، عن جده قال: "شهدت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مجلسمًا فقال: طوبى للمخلصين، أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء". حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا الوليد بن إسماعيل الحراني، ثنا شيبان بن مهران، عن خالد بن المغيرة، عن قيس، عن مكحول، عن عياض بن غنم -رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: "إن من خيار أمتي فيما نبأني الملأ الأعلى في الدرجات العلى قومًا يضحكون جهرًا من سعة رحمة ربهم، ويبكون سرًا من خوف شدة عذاب ربهم، يذكرون ربهم بالغداة والعشي في بيوته الطيبة، ويدعونه بألسنتهم رغبًا ورهبًا، ويسألونه بأيديهم خفضًا ورفعًا، ويشتاقون إليه بقلوبهم عودًا وبدءًا مؤنتهم على الناس خفيفة، وعلى أنفسهم ثقيلة، يدبون في الأرض حفاة على أقدامهم دبيب النمل بغير مرح ولا بذخ ولا مثلة، يمشون بالسكينة، ويتقربون بالوسيلة، يلبسون الخلقان، ويتبعون البرهان، ويتلون الفرقان، ويقربون القربان، عليهم من الله شهود حاضرة، وأعين حافظة، ونعم ظاهرة، يتوسمون العباد، ويتفكرون في البلاد، أجسادهم في الأرض، وأعينهم في السماء، أقدامهم في الأرض، وقلوبهم في السماء، أنفسهم في الأرض، وأفئدتهم عند العرش، أرواحهم في الدنيا، وعقولهم في الآخرة، ليس لهم هم إلَّا ما أمامهم، فنورهم ومقامهم عند ربهم، ثم تلا هذه الآية: {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14)} ".
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن موسى الأيلي، ثنا عمر بن يحيى الأيلي، ثنا حكيم بن حزام، عن أبي جناب، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عنه-، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "إن من موجبات الله -عز وجل- ثلاثًا: إذا رأى حقًا من حقوق الله -تعالى- لم يؤخره إلى أيام لا يدركها، وأن يعمل العمل الصالح العلانية على قوام من عمله في السريرة، وهو يجمع مع ما يعمل صلاح ما يأمل. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فهكذا ولي الله -تعالى- وعدد بيده ثلاثين". باب العقل وفضائله حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بن أبي أسامة، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عبد ربه، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ وَدَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إن لله -تعالى- خواص يسكنهم الرفيع في الجنان، كانوا أعقل الناس. قلت: يا رسول الله، وكيف كانوا أعقل الناس؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: كانت همتهم المسابقة إلى ربهم -عز وجل- والمسارعة إلى ما يرضيه، وزهدوا في فضول الدنيا ورياشها ونعيمها، وهانت عليهم فصبروا قليلًا واستراحوا طويلًا". * داود ضعيف جدًا. حدثنا محمد بن الفتح الحنبلي، ثنا الحسين بن أحمد بن صدقة، ثنا محمد بن عبد النور الخزازا، ثنا أحمد بن ... وسقط باقيه من النسخة، ثم أورد أحاديث باب العقل وتقدمت برقم (2764) ثم قال: قرأت في تاريخ نيسابور للحاكم أبي عبد الله: حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس بن أحمد بن أبي ذهل، ثنا أبوعلي أحمد بن محمد بن
علي بن رزين -وسأله أبو الفضل الشهيد الحافظ- ثنا أصرم بن مالك الفارسي، ثنا خالد بن سليمان، عن معمر، عن سفيان، عن أبي معاذ، عن الفضل بن عيسى، عن السائب بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لما خلق الله العقل قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر -وأحسبه قال: قم فقام، واقعد فقعد- وقال: وعزتي ما خلقت شيئًا أعجب إلي منك، بك آخذ وبك أعرف، وبك أعاقب، بك الثواب، وإليك العقاب". حدثني محمد بن عبدك، ثنا محمد بن داود الأصبهاني، ثنا سمعان بن بحر، ثنا إسحاق بن محمد الضبي، ثنا أبي، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تم دين إنسان إلَّا تم عقله". وقال الطبراني في الأوسط: حدثنا أحمد بن زنجويه العطار البغدادي، ثنا محمد بن بكار بن الريان، ثنا حفص بن عمر قاضي حلب، عن الفضل بن عيسى الرّقاشي، عن أبي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لما خلق الله- عز وجل- العقل قال له: قم فقام، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: اقعد فقعد، فقال له: وعزتي ما خلقت خلقًا خيرًا منك، ولا أكرم منك، ولا أفضل منك ولا أحسن، بك آخذ، وبك أعطي، وبك أعرف، وبك الثواب، وعليك العقاب". حدثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو همام الوليد بن شجاع، حدثنا سعيد بن الفضل القرشي، ثنا عمر بن أبي صالح العتكي، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لما خلق الله -تعالى- العقل قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزتي ما
خلقت خلقًا أعجب إلي منك، بك آخذ، وبك أعطي، وبك الثواب، وعليك العقاب". * لا يروي عن أبي أمامة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- إلَّا بِهَذَا الِاسْنَادِ، تَفَرَّدَ به أبو همام. حدثنا عبد الوهاب بن رواحة الرامهرزي، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا جعفر بن بشر الأسدي، حدثنا حسين بن الحسن بن يزيد العلوي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عَنْهُ- قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "رأس العقل بعد الإيمان بالله التحبب إلى الناس". حدثنا محمد بن يونس، ثنا أحمد بن ثابت الجحدري، ثنا عبيد الله بن عمرو الحنفي، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "رأس العقل بعد الإيمان بالله -تعالى- التودد إلى الناس". قال البزار: حدثنا عمر بن حفص الشيباني، ثنا عبيد الله بن عمرو القيسي به. * وقال: رواه هشيم، عن علي بن زيد، عن سعيد مرسلًا، وعبيد الله بن عمرو القيسي ليس بالحافظ، ولا سيما إذا خالف الثقات. حدثنا بشر بن موسى الأسدي، ثنا منصور بن صقير، ثنا موسى بن أعين، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "إن الرجل ليكون من أهل الصلاة والزكاة والحج والعمرة والجهاد حتى ذكر سهام الخير وما يجزى يوم القيامة إلَّا بقدر عقله". * لم يروه عن عبيد الله إلَّا ابن أعين تفرد به منصور.
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور البصري، ثنا يعقوب بن إسحاق القلوسي، ثنا محمد بن عمر الرومي، ثنا محمد بن مسلم الطائفي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنا الشاهد على الله -عز وجل- ألا يعثر عاقل إلَّا رفعه، ثم لايعثر إلَّا رفعه، ثم لايعثر إلَّا رفعه حتى يصيره إلى الجنة". * لم يروه عن ابن ميسرة إلَّا الطائفي، ولا عنه إلَّا الرومي. تفرد به يعقوب. والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم، وحسبنا الله ونعم الوكيل. * * * ويلاحظ أن الأحاديث الستة عشر الأولى مأخوذة من كتاب الحلية لأبي نعيم وهي في أوائل الجزء الأول منه. وبعدها حديثان من تاريخ نيسابور للحاكم. وبعدها ستة أحاديث من كتاب المعجم الأوسط للطبراني وهي موجودة في مواضع متفرقة من المطبوع. وكل هذا ليس من كتاب المطالب جزمًا، وليس من شرطه، وقد تخلل أحاديثه. نقول عن الذهبي في الكلام عليها، وليس هذا من عادة الحافظ، فلعل ذلك من زيادات صاحب النسخة أو غيره. ثم قال في (200 أ): بَابُ الْعَقْلِ وَفَضْلِهِ. قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو الفضل ... فذكر حديثًا.
ثم قال: من كِتَابِ الْعَقْلِ لِدَاوُدَ بْنَ الْمُحَبَّرِ أَوْدَعَهَا الْحَارِثُ بن أبي أسامة مُسْنَدِهِ، وَهِيَ مَوْضُوعَةٌ كُلُّهَا لَا يَثْبُتُ مِنْهَا شَيْءٌ، قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ... فذكر أحاديث كثيرة من كتاب العقل استغرقت ورقة ونصف الورقة. وهذا الأخير من شرط الكتاب، وقد أشار إليه الحافظ في صلب الكتاب، فقال في (ق 118 ب: الزهد والرقائق: باب فضل الورع والتقوى) معلقًا على حديث من أحاديث العقل: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ مِنْ كِتَابِ الْعَقْلِ لِدَاوُدَ بْنِ المحبر، كلها موضوعة، ذكرها في مسنده، وَسَبَقَ كَثِيرٌ مِنْهَا فِي بَابِ الْعَقْلِ مِنْ كتاب الأدب. اهـ. قلت: لم أجد باب العقل في كتاب الأدب في هذه النسخة. وقد جاءت أحاديث العقل هذه في نسخة (ك) في كتاب البر والصلة ولم أجدها في باقي النسخ وسنقوم بإدخالها في صلب الكتاب لذلك.
المبحث الثاني النسخة السعيدية - ورمزها (حس)
المبحث الثاني النسخة السعيدية - ورمزها (حس) وهي من مخطوطات المكتبة السعيدية بحيدرآباد بالهند، برقم (101 حديث) ومنها سورة بالجامعة الإسلامية المنورة برقم (30). (أ) عدد أوراقها: أربع عشرة ومائتا ورقة، وهذا هو الجزء الأول فقط، وأما الثاني فلا نعلم له وجودًا. (ب) مسطرتها: من أول النسخة إلى (ق 7 ب). في كل صفحة سبعة وعشرون سطرًا، وأما باقي النسخة ففي كل صفحة ثمانية وعشرون سطرًا، وعدد الكلمات في كل سطر ما بين خمس عشرة إلى عشرين كلمة. (ج) مقاسها: 39 × 26 سم. (د) تاريخ نسخها: تم نسخ هذا الجزء في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف (1312 هـ). وخطها جميل واضح للغاية. ولم يكتب الناسخ اسمه في نهاية هذا الجزء، وهي منقولة من نفس الأصل الذي نقلت منه سابقتها (مح). وهي تشابهها كثيرًا، من
حيث الخطأ وعدمه، إلَّا أنها لم تقابل فيما يبدو، لوجود بعض السقط في صفحاتها ولم تلحق بالهامش، وكذلك تكرير بعض الأسطر دون الشطب عليها -كما هو موضح في ثنايا البحث- وعليها بعض التصويبات لكنها قليلة. وقد كتب ناسخها اسم الباب، وصاحب المسند، بالحمرة، فلم تتضح على المصورة الورقية، وقد وقفت على صورتها الميكروفلمية بالجامعة الإسلامية فرأيت أن ذلك كله ظاهر بوضوح. ومن (ق 8 ب) صار يكتب اسم صاحب المسند بالخط الأسود العريض فأصبح ظاهرًا، ولفظة (باب) بالحمرة، ولم يظهر. * * *
المبحث الثالث النسخة العمرية - ورمزها (عم)
المبحث الثالث النسخة العمرية - ورمزها (عم) وهي من مخطوطات جامعة دار السلام، عمرآباد، مدراس بالهند، برقم (5). (أ) عدد أوراقها: أربع وعشرون وثلاثمائة ورقة (324)، لكن الذي رقمها جعل لوجه الورقة رقمًا ولظهرها رقمًا، فصارت ثمانيًا وأربعين وستمائة صفحة. (ب) مسطرتها: تختلف أسطرها من ورقة لأخرى، لكنها تتراوح ما بين أربعة وأربعين، وتسعة وعشرين سطرًا، في كل سطر عشر كلمات إلى ثلاث عشرة كلمة، ومقاسها (31 × 21 سم). (ج) ناسخها: هو حمزة بن مصطفى بن محمد مرتضى الجمَّازي الحسيني المدني. (د) تاريخ نسخها: أتم نسخها في يوم الأربعاء العاشر من شهر صفر سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وألف (1351 هـ) من نسخة محفوظة بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة، كتبت بمكة المكرمة، وفرغ منها في يوم الاثنين مستهل شهر صفر سنة ثمان وسبعين وثمانمائة.
وقد ذكر كاتب هذه النسخة العمرية في الورقة الأولى منها أن النسخة التي نسخ منها مقابلة على نسخة المؤلف. وقد قابلها بعد إنتهائه من نسخها بيوم واحد- وذكر أن النسخة التي كتب منها بها خروم لم يمكنه الاجتهاد فيها. وخطها جيد مقروء، وكلها على وتيرة واحدة في الخط، أحاط كل صفحة بخط أحاط بالورقة من جوانبها الأربعة. وفي الورقة الأولى والثانية بياضات كثيرة، بل إن الوجه الثاني من الورقة الثانية بياض كله. وكذلك الورقة الثانية، حيث بيض لأسفل وجهها الأول، وبيض للوجه الثاني كله عدا سطر ونصف بأسفله. وكذلك الورقة الرابعة بيض لوجهها الثاني كله، وبيض لوجه الورقة الخامسة الأول كله. وقد سرد كل ما في النسخة من البياضات في (ص 8)، حيث كتب رقم كل صفحة وقع فيها بياض وإن قل، لكنه كتب بجنب الصفحات التي سقطت كلها كلمة (كل) ثم ختم هذه الصفحة بتوقيعه. وقد كتب أسماء الكتب والأبواب، وأصحاب المسانيد، ولفظة القول والتحديث، بالحمرة، وإذا مر بكلمة لم يفهمها رسمها كما هي في الأصل، وكتب فوقها (~) ثم كتب مقابلها بالهامش -وأحيانًا يعيدها أيضًا بالهامش- (كذا) وكذلك يفعل إذا وقع بياض بالأصل، وربما بيض لما وجده بياضا في الأصل (انظر (ص 123)، وربما وصف حجمه ولم يتركه بياضًا (انظر ص 119). وربما كتب (ط) في وسط البياض، ثم أعادها في الهامش وقال (كذا) فلعله يعني بها أنه وقع سقط هنا. * * *
المبحث الرابع النسخة السعودية- ورمزها (سد)
المبحث الرابع النسخة السعودية- ورمزها (سد) وهي من مخطوطات مكتبة الرياض السعودية، التابعة لرئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد. وردت إليها من مكتبة مفتي الديار السعودية -في عصره- سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رحمه الله تعالى. بتاريخ 14/ 4/ 1392 هـ. (أ) ورقمها بالمكتبة (345/ 86). (ب) وعدد أوراقها: إحدى وستون وثلاثمائة ورقة. وقد رقمت أوراقها من كلا الوجهين فصار عددها (722). (ج) مسطرتها: في كل صفحة ثلاثة وعشرون سطرًا. في كل سطر ما بين سبع عشرة إلى عشرين كلمة. ومقاسها 11 × 22 سم. (د) وصفها: هذه النسخة هي الوحيدة التي وقفت على أصلها من بين النسخ السابقة،
ولم أجد فيها ذكرًا لتاريخ نسخها، أو اسم ناسخها، أو مصدرها. ولعل ذلك بسبب سقوط الورقة الأولى منها. لكن ظهر لي من خلال دراستي لها أنها نسخت من نفس النسخة التي نسخت منها سابقتها (عم) للتشابه بينهما في البياضات الموجودة في أول النسخة وفي أثنائها (انظر ص 2، 4 - وكلها بياض إضافة إلى ما سقط من أولها- وانظرص 3، 5، 6، 7، 8، 55، 57، 106، ... ففيها بياضات لكنها متفاوتة). كما ظهر لي من خلال القسم المحقق اتفاقهما -غالبًا- فيما تخالفان فيه النسخ السابقة، وظهر لي من خلال ذلك أن النسخة التي نسخت منها (عم، سد) غير التي نسخت منها (مح، حس) وإن كانتا كلتاهما كتبتا بمكة، وتاريخهما متقارب، خاصة وأن الأوليين (عم، سد) لم نعثر فيهما على تجزئة بخلاف (مح، حس) فكل منهما ينتهي الجزء الأول منهما بنهاية كتاب الأدب. وخطها مقروء لا بأس به. وكتب أسماء الكتب والأبواب بالحمرة وابتدأ من (ص 10) بكتابة اسم صاحب المسند بالحمرة، وفي آخر الصفحة صار يكتب (قال، حدثنا) بالحمرة أيضًا، ثم في (ص 15) صار يكتب (حدثنا) بالسواد، واستقر أمره على هذا إلَّا في (ص 329 إلى 336) فكتبها كلها بالسواد، ثم عاد إلى ما استقر عليه قبل ذلك. ويضع فوق كلمة (قال): (~) بالحمرة. ويبدو أنها قوبلت بالأصل، بدليل وجود إلحاقات ببعض هوامشها وعليها علامة التصحيح (انظر ص 12، 17، 111، 166، ...). وعليها بعض التصحيحات لبعض الكلمات المشتبهة بالأصل، بنفس خط الأصل (انظر ص 37، 69، ...).
ويكتب اسم الكتاب والباب وسط السطر، وفي الغالب لا يكتب معه شيئًا، وعلى عدد قليل من ورقاتها (انظر: ص 31، 32، 33، 34، 45، 46) أثر رطوبة، لكنها لم تخل بالكتابة. وجاءت (ص 209، 210) في غير مكانها، لأنها من كتاب النكاح، وجاءت وسط كتاب الوصايا. وفي (ص 144) ترك النصف الأسفل منها بياضًا، وكتب بالهامش (.. ط ..) هذا ساقط منه شيء قدر ورقة أو أكثر والله أعلم. ويبدو أنها قرئت على الشيخ محمد بن إبراهيم، أو غيره من أهل العلم، أو طالعها بعض العلماء، بدليل وجود بعض التعليقات العلمية بخط مغاير لخط الأصل. ففي (ص 179) تعليق بالهامش، نصه: (حفص قال البخاري: تركوه. وقال أبو حاتم: متروك لا يصدَّق. وقال ابن خراش: كذاب يضع الحديث). وانظر (ص 351). * * *
المبحث الخامس النسخة التركية - ورمزها (ك)
المبحث الخامس النسخة التركية - ورمزها (ك) وهي من مخطوطات مكتبة مراد بخاري، إحدى المكتبات المضافة إلى المكتبة السليمانية باستنبول، بتركيا. - ناسخها: هو ملا محمد بن ملا محمد فريد بن ملا عثمان السليماني الأفغاني. - تاريخ النسخ: تم نسخها في ليلة الثلاثاء بعد العشاء، في آخر شهر جمادى الآخرة، سنة عشر ومائة وألف. ولم يذكر أين كان ذلك، ولا النسخة التي نسخ منها. ولم أعثر فيها على تجزئة. وأصلها (¬1) موجود في المكتبة السليمانية باستانبول تحت رقم (83/ 2 - مكتبة مراد بخاري)، وقد اطلعت عليها بنفسي، فألفيت كاتبها لما أتمها كتب أيضًا مجمع الزوائد، وليس بينهما إلَّا نحو عشرة أشهر، ثم جمعهما في مجلد كبير، وصنع لهما فهرسًا موضوعيًا أشار فيه إلى أرقام الصفحات فيهما. - تتكون النسخة من (162) صفحة، في كل صفحة (65) سطرًا، ومتوسط ما في السطر من الكلمات نحو (30) كلمة. ¬
- كتبت بخط مشرقي واضح، وعليها تعليقات وتصويبات في الهامش، لكنها غير كثيرة. - وقع فيها بياضات قليلة، نبه إليها الكاتب، وانظر مثلًا لذلك (ص 5 السطر الثالث من أسفل، وص 6 وسط الصفحة تقريبًا). - جاءت أبواب فضل العقل فيها في الوسط (انظر ص 86) بينما هي في نسخة (مح) في آخر الكتاب. - يظهر أن كاتبها ليس من أهل العناية والإتقان، ويظهر ذلك فيما يلي: - لم يذكر الأصل الذي نقل عنه. - لم يشر أن النسخة قد قوبلت. - وأهم من هذين أن عنده أوهامًا في النسخ، ومن أشنعها أنه كرر (كتاب الصيد) والأحاديث الأولى فيه مرتين في صفحة واحدة، كتبها في أعلى الصفحة (67) ثم أعادها في وسط الصفحة وتابع، وهذه يبصرها الأعمى. - استعمل الحمرة في لفظة (كتاب، باب) وأيضًا (قال) عند بداية كل إسناد. - انفردت هذه النسخة عن النسخ السابقة بمخالفات رئيسة، أهمها: - تقديم، أو تأخير بعض الأبواب عن بعض (¬1)، بل بعض الأبواب غير موجودة (¬2). ¬
- مخالفة في بعض ألفاظ الأصل، سواء في الإسناد أو المتن (¬1). - نقص بعض التعليقات التي يذكرها الحافظ بعد الأحاديث إما كليًا (¬2)، أو جزئيًا (¬3). - زيادة عدد من الأحاديث (¬4). وهذا الأخير هو أهمها، والملاحظ أن جميع هذه الأحاديث الزوائد كلها من مسند إسحاق، ما عدا ح (134)، فهو من ابن منيع، كما أني لم أرها في مظنتها من الإتحاف، ما عدا الحديث الآنف الذكر، فإنه في الإتحاف برقم (145) ومع ذلك فيمكن توجيه هذا الإشكال بما يأتي: (أ) يحتمل أنه وقعت للحافظ قطعة إضافية من مسند إسحاق فاستخرج ما فيها من الزوائد، وألحقه في أماكنه، وهذا بعد وفاة البوصيري، إذ إن الحافظ عاش بعده نحو اثني عشر عامًا. (ب) فإن قيل كيف يمكن تسويغ ذلك، والنسخة فيها نقص لبعض تعليقات الحافظ، قلت: يمكن أن الحافظ علقها على إحدى نسخ الكتاب، في حين أن بأيدي تلاميذه نسخًا دونوا فيها تعليقاته أثناء الدروس، وهذا يتضح إذا علمنا أن النسخ الأربع السابقة منقولة من نسخة تلميذ الحافظ رحمهما الله. (ج) والذي جعلني ألحق هذه الأحاديث الزائدة من نسخة (ك) أنها جاءت في إحدى نسخ الكتاب، وتنطبق عليها شروط الزيادة عند ¬
الحافظ، ومع ذلك جعلتها بين قوسين كبيرين ونبهت على ذلك في الحاشية لينتبه القارئ، والعلم عند الله. - نقص بعض الأحاديث (¬1). وبين هذه النسخة وبين نسخنا الأخرى مفارقات كثيرة وجوهرية، ومن ذلك: 1 - انفردت بزيادة كلمة في شرط الحافظ الذي ساقه في المقدمة، ففيها بعد قوله: (مع التنبيه عليه): (أحيانًا) ولم ترد هذه الكلمة في باقي النسخ. 2 - ليس في مقدمتها سرد للكتب الفقهية، بخلاف غيرها من النسخ، والذي فيها: (ورتبته على أبواب الأحكام الفقهية، ثم ذكرت بدء الخلق، ...). 3 - وليس في مقدمتها أيضًا ذكر لأسانيد الحافظ إلى هذه المسانيد، بخلاف باقي النسخ. 4 - سقط منها أبواب كثيرة متوالية كـ (باب فضل الصلاة، وباب عظم قدر الصلاة- وفيهما خمسة عشر حديثًا) وكـ (بَابُ مَا يَصْنَعُ مَنْ جَاءَ وَحْدَهُ فَوَجَدَ الصف كاملًا، وباب قضاء الفوائت. وصفة الصلاة باب في الاستفتاح وغيره. وباب متى يقام إلى الصلاة). وغيرها كثير. ووقع فيها تقديم وتأخير لبعض الكتب والأبواب، فجاء كتاب الأدب، قبل كتاب البر والصلة. ودخل أكثر أبواب الأدب في البر والصلة. 5 - وفي المقابل انفردت بزيادة أبواب ليست في باقي النسخ، ومن ذلك (بَابُ: الزَّجْرِ عَنِ التَّدَافُعِ فِي الْإِمَامَةِ بَعْدَ الإمامة -هكذا بالأصل والصواب: (الإقامة) - وفيه أثر واحد. ¬
6 - وانفردت بزيادة أحاديث من مسند إسحاق بن راهويه -خاصة- (انظر: ح 180، 181، 218 من هذه الرسالة) والحديثان الأخيران هما بحروفهما في الموجود من مسند إسحاق بن راهويه -كما بينت في تخريجهما-. وقد اعتمدنا ما زادته من الأبواب والأحاديث، مع التنبيه على ذلك. لأن كل ما وقفنا عليه من زياداتها لا وجود له في الكتب الستة، ومسند أحمد. ولأن مسند إسحاق بن راهويه لم يكن عند الحافظ منه عند ابتداء تأليف المطالب سوى قدر النصف، فيمكن أن يكون وقع له بعد ذلك ما لم يكن عنده، فأملاه على من حضره من تلاميذه فأضافوه إلى نسخهم، وبقيت باقي النسخ دون إضافة. أو أن الحافظ -رحمه الله- حين بيض هذا الكتاب عدل فيه وزاد ونقص. سيما وقد نص السخاوي رحمه الله، على أن شيخه بيض هذا الكتاب من مسودته، فقال (¬1) وهو يعدد مصنفات شيخه: المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، في مجلدين، كمل في المسودة، ثم بيض، فكان بخطه في ثلاث مجلدات. اهـ. ولذا فالذي يترجح عندي أن هذه النسخة (ك) منسوخة من نسخة كتبت بعد التبييض الأخير، بدليل زيادة هذه الأحاديث، والأبواب -كما سبق- لكن ما وقع فيها من التحريف، والسقط. إضافة إلى عدم توثيقها، حال دون صلاحها لأن تكون أصلًا لهذا الكتاب. * * * ¬
المبحث السادس نسخة جامعة برنستون (مجموعة يهوذا) [ورمزها (بر)]
المبحث السادس نسخة جامعة برنستون (مجموعة يهوذا) [ورمزها (بر)] ومنها صورة لدى معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى. [برقم (524) حديث وهي مصورة عن نسخة مكتبة جامعة برنستون مجموعة يهوذا]. وقد كتب على الورقة الأولى منها: المطالب الوافية -وكتب فوقها (العالية) - من زوائد الكتب الثمانية، لشيخ الإسلام، علامة الأنام، الشهاب أحمد بن حجر، قدس الله روحه. وكتب بجانبها: من كتب العبد الفقير (لعلها المضطر) إلى لطف ربه الصمد الشكور، المدعو أبي (الخير السامي) أحمد. غفر له ولوالديه آمين. [وفي الجانب الآخر: من نعمة الله على عبده المعترف بذنبه، المعتصم بحبل المغفرة من ربه إبراهيم بن الملا أحمد بن الملا محمد ... بابن الملا لطف الله بهم وعفا عنهم]. وعلى هذه الورقة -أيضًا- كتابات كثيرة، لكنها لم تتضح في التصوير. [وعلى ظهره تملكات لم تتضح أيضًا: وليس عليها سماعات ولم نعرف تاريخ نسخها].
وعدد أوراقها: سبع وتسعون ورقة. في كل ورقة صفحتان، وفي كل صفحة واحد وثلاثون سطرًا وفي كل سطر ثماني عشرة كلمة تقريبًا، وتبدأ من أول الكتاب، وتنتهي بقوله: (قال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا [فُضَيْلٌ] عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ)، وهو أول حديث باب (الجزية والهدنة) [ورقمه 50] من كتاب الجهاد. فهي لا تمثل سوى ثلث الكتاب -تقريبًا- وهي مطابقة تمامًا لنسخة (ك) التي سبق ذكرها، من جميع الجوانب، فكأن إحداهما نسخت من الأخرى، إذ إن كل ما سقط من (ك) ساقط منها، وكل ما بيض له في (ك) بيض له فيها. وكاتبها يهمل النقط كثيرًا. ويقارب بين الأسطر، ويكتب لفظة (باب) بالحمرة. وعليها بعض الإلحاقات، لكن أكثرها تصعب قراءته لسوء التصوير. * * *
المبحث السابع النسخة المجردة من الأسانيد
المبحث السابع النسخة المجردة من الأسانيد (¬1) وهذه أصلها موجود في المكتبة السليمانية في استانبول، برقم (89/ 2 - مكتبة مراد بخاري). - تمت كتابتها بقصبة إدلب (¬2) المعمورة، ضحى يوم الأحد 12/ 4/ 1112 هـ، على يد أحمد السيد عبد القادر الرفاعي المكي ولا يعرف اسم المجرد، بيد أن الأعظمي في المطالب (المطالب ج 1 المقدمة ص ق) رجح أنه الكاتب نفسه. حقق هذه النسخة فضيلة الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي وطبعته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت سنة (1390 هـ)، ولقد كان له -غفر الله له- مزية السبق في إخراج هذا السفر العظيم، في وقت أصبحت الحاجة إليه شديدة، والرغبة فيه أكيدة، لما اختص به من الخصائص التي أشرت إلى بعضها في أول المقدمة، ومع ذلك فلا يعني أنه إن وقع في العمل بعض الهنات، أن تغض من قدره وأثره، ومن هذه المآخذ: 1 - إعتماده على هذه النسخة المجردة عن الأسانيد مع وجود المسندة، ولا يخفى أهمية الإسناد في معرفة درجة الحديث. ¬
2 - المقابلة على نسخة مسندة، وهي نسخة (ك) وقد تقدم أنها حديثة، ولا يعرف أصلها، ولم تقابل، مع أنه كان يعرف بوجود غيرها كما أشار إلى ذلك في مقدمته. 3 - تعويله على المجردة جعله ينساق وراء صاحبها في بعض الأوهام التي لم يشعر بها -وسيأتي قريبًا الإشارة إلى بعضها- مع أنه نبه عن بعضها (¬1). 4 - مسألة التلفيق من المسندة في المجردة، والتي لم يكن له فيها منهج ثابت، فمرة يضيف، ومرة يترك حتى أنه أحيانًا يلحق حديثًا بكامله (¬2). 5 - التصرف في النص أحيانًا بالزيادة أو التغيير مع عدم وجود المبرر الكافي (¬3). أما النسخة المجردة نفسها، فمن تجربتي القصيرة معها اتضح لي فيها ملحوظات كثيرة منها: 1 - أنه لم يبين الأصل الذي اعتمد عليه، مع أنه بالمقارنة لا يكاد يشك أنه اعتمد نسخة (ك) لما بينهما من التشابه التام تقريبًا مما جعل الأعظمي يجزم بذلك (¬4)، وهو وفقه الله قد قابلها جميعًا بالنسخة المذكورة. 2 - لم يقيد اسم من قام بذلك العمل لنعرف قيمته، ومدى إدراكه، وأهمية عمله. 3 - عدم الدقة في الاختصار، مما يدل على عدم فهم مقصد الحافظ، ¬
فأوقعه ذلك في حذف ما يجب ذكره مثل إسقاطه لبعض الأبواب (¬1)، ومثل أن يكون للحديث مصدرين فيكتفي بأحدهما وهو ضعيف الإسناد، ويحذف صحيح الإسناد (¬2). أويلصق كلام الحافظ في غير محله، كأن يثبت تعليق الحافظ على حديث سابق أو لاحق (¬3)، فحمل الحافظ ما لم يقله. أويكتفي ببعض من روى الحديث من أصحاب المسانيد ويحذف غيرهم (¬4)، فيظن الناظر أن الحافظ غفل عنه. أو يحذف بعض الأحاديث كليًا (¬5). وأشنع من ذلك أن ينسب الحديث لغير من أخرجه (¬6)، وهذه من أوهامه في متابعة الأصل. كما نبه الشيخ الأعظمي (¬7) على ثلاثة أمور هي: (أ) قوله عن بعض الأحاديث (رفعه) مع أنه ساقه بعبارة صريحة في الرفع. (ب) قوله عن بعض الآثار (رفعه) مع أنه موقوف صراحة. (ج) حذف كثيرًا من تعليقات الحافظ الضرورية. * * * ¬
المبحث الثامن النسخة الراشدية
المبحث الثامن النسخة الراشدية وهي نسخة فضيلة الشيخ بديع الدين الراشدي من علماء الباكستان وتقع في جزأين والجزء الثاني منهما يقع في 520 صفحة، إذ إن كل ورقة فيها صفحة لوحدها وليس كباقي النسخ تحوي كل ورقة صفحتين، بل لم تكتب إلَّا على جهة واحدة، وكاتبها رمز لنفسه بقوله. بيد أفقر عباد الله. عناية الله غفر الله له ولوالديه آمين، وتم الانتهاء من نسخ الجزء الأول في يوم الأربعاء الثالث من شهر جمادى الأولى من عام 1326 هـ، وتم الانتهاء من الثاني في يوم الخميس بعد صلاة الظهر العاشر من جمادى الثاني سنة 1326 هـ وأشار لمكان النسخ بقوله بمدينة الطيبة وهي منقولة من نسخة كُتب آخرها في يوم السبت الثالث من شهر ربيع الثاني من سنة 875هـ بمكة المشرفة فيحتمل أن تكون منقولة من النسخة المحمودية أو السعيدية أو غيرها من النسخ، أو تكون منقولة من الأصل الذي نقلت منه. * * *
الفصل الثاني أيراد نماذج من صور مخطوطات الكتاب
الفصل الثاني أيراد نماذج من صور مخطوطات الكتاب المبحث الأول: نماذج من المحمودية (مح). المبحث الثاني: نماذج من السعيدية (حس). المبحث الثالث: نماذج من العمرية (عم). المبحث الرابع: نماذج من السعودية (سد). المبحث الخامس: نماذج من التركية (ك). المبحث السادس: نماذج من برنستون (بر). المبحث السابع: نماذج من المجردة. المبحث الثامن: نماذج من الراشدية (ش).
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني 773 - 852 هجرية تحقيق ودراسة وتخريج الدكتور عبد الله بن عبد المحسن بن أحمد التّويجري تنسيق د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز المشتري المجلد الثاني 3 - 4 كتاب الطهارة - كتاب الحيض (1 - 208) دار العاصمة للنشر والتوزيع ـــ دار الغيث للنشر والتوزيع
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية 3 - 4
دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية/ تحقيق عبد الله بن عبد المحسن بن أحمد التويجري - الرياض. 574 ص: 17 × 24 سم ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 6 - 87 - 749 - 9960 (ج 1) 1 - الحديث- زوائد 2 - الحديث-مسانيد 3 - الحديث-تخريج 4 - الحديث-شرح أ- التويجري، عبد الله بن عبد المحسن بن أحمد (محقق) ب- العنوان 2612/ 16 ديوي 4، 237 رقم الإيداع: 2612/ 18 ردمك: 1 - 87 - 749 - 9960 (مجموعة) 6 - 87 - 749 - 9960 (ج 1) حقوُق الطبع محفوظة للمنسق الطبعة الأولى 1419هـ - 1998مـ دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض - ص ب 42507 - الرمز البريدي 11551 هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب: 32594 - الرياض: 11438 - تلفاكس: 2660 - 421
مقدمة المحقق
مقدّمة المحقّق إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يضلل فلا هادي له، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ - صلى الله عليه وسلم -، أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصِ الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئاً. أما بعد: فلا يخفى أن السنة بيان القرآن، ووسيلة فهمه، وقد امتن الله على عباده بهذه الحكمة، وندب لها من عباده المخلصين، والأئمة المهديين، من صبر وصابر في الحفاظ عليها، ونشرها بين الأمة قرناً بعد قرن، وجيلاً بعد جيل، وكان المحدثون فرسان هذا الشأن، فحازوا قصب السبق فيه، ولا تزال أياديهم البيضاء التي سطرت أجل تراث تمتلكه الأمة الإِسلامية في تاريخها المديد، وكانوا بحق أمثلة حية رائعة في الذود عن حياض الإِسلام، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، كلما انعقدت ألوية البدع، وأجلبت شبهات الضلال، فزعوا إليها من كل حدب وصوب، فمزقوا خميسمهم، وكشفوا تزييفهم حتى ترفرف راية الحق
على أصقاع الإِسلام، فهم حراس الشريعة بأنفسهم إن حضروا يفدونها بالنفس قبل النفيس، دمان غابوا فقداعدهم وأصولهم كالأوتاد، امتازوا عن غيرهم أن الغث من بضاعتهم لا يختلط بالسمين، حتى أصبح التاريخ الصحيح في كتبهم وعن أخبارهم، وتراجمهم همة المصنفين وسياحة المقتدين، فأهملت بسبب ذلك حياة الأعلام والسلاطين. والدعاوى إذ لم يقيموا عليها ... بينات أصحابها أدعياء نعم، من أراد أن ينشرح صدره مما أقول فليتجول بين كتبهم وأخبارهم، بل يكفي أن يقرأ في مثل (سير أعلام النبلاء) للذهبي، ليجد نفسه في رياض تهتز بكل زهر، وتعبق بكل عطر، ويكفي أن أذكر من المتقدمين مثل مالك (ت 179 هـ)، وأحمد (ت 241 هـ)، والبخاري (ت 256 هـ)؛ ومن المتوسطين كالنووي (ت 676 هـ)، والمزي (ت 742 هـ)، والذهبي (ت 748 هـ)، ويكفي المتأخرين خاتمة الحفاظ وقطب المحدثين ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ). المهم أن هؤلاء الأئمة نشطوا في تشييد هذا البنيان، يكمل المتأخر ما بدأه المتقدم، ويجمل الحاضر ما سواه الأول، حتى بلغ البناء ما تراه من عشرات الألوف من المجلدات التي تختزن الدرر، ولا تخلو من المدر وربما البعر، إلا أن هذا النشاط الذي ليس له نظير لم يكن مطردًا في كل القرون، بل كان يتردد بين المد والجزر، فما زال يعلو شأنه من عهده - صلى الله عليه وسلم - إلى أن لمع نجمه وبلغ أوج مجده في القرنين الثالث والرابع، إذ فيهما ضرب المحدثون أروع الأمثلة في جمع الحديث وحفظه وتدوينه، وجابوا الأقطار من أجل ذلك، فتعددت للمتن الأسانيد، وتكررت الأسانيد في
المسانيد، وأصبح الإحاطة بجملة الأحاديث والآثار مع هذا العدد الهائل من المصنفات أمر لا يستطيعه إلا نوادر الأئمة خصوصًا مع ضعف الهمم، وطول الأسانيد. لذا التفت الأئمة إلى تقريب السنة بين يدي الأمة، وتيسير الوصول إليها، فصنفوا الجوامع وكتب الأطراف فاجتمع الشمل بعد التفرق، ومن أهم كتب الجوامع (جامع الأصول) لابن الأثير (ت 606 هـ)، جمع فيه أحاديث الصحيحين والسنن الثلاث مع الموطأ، كما أن من أهم كتب الأطراف -وهي جمع أطراف الحديث في مكان واحد- (تحفة الأشراف) للمزي، ضمنه أطراف الستة مع تعاليق البخاري وشمائل الترمذي، وعمل اليوم والليلة للنسائي، والمراسيل لأبي داود. إن الاهتمام بهذه الكتب لا يعني أنها جمعت كل السنة، أو أن كل ما فيها صحيح. وإنما لكونها تحوي جل الأحاديث وأصولها، وجلالة أصحابها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، بيد أن في غيرها ما ليس فيها، ولذا هب العلماء لجمع هذه الزوائد ليتكامل الجهد، وبدأت هذه الفكرة تؤتي ثمارها البارزة في مطلع القرن الثامن، والذي بدأت تشرق فيه دراسة الحديث وتدريسه بعد فترة من الركود، وإن للإمام العراقي (ت 806هـ) أثر بالغ في صرف تلاميذه إلى هذا الشأن، أمثال الهيثمي (ت 807 هـ)، والبوصيري (ت 840 هـ)، وصاحبنا الحافظ ابن حجر، ففاق الأول الأخيرين، وصار علمًا في هذا الفن، فريدًا، لكثرة مصنفاته فيه، ومن أهمها (مجمع الزوائد) جمع فيه زوائد ست أمهات، من أهم المصادر بعد الكتب الستة، وهي مسانيد أحمد وأبي يعلى والبزار، ومعاجم الطبراني الثلاثة: الكبير، والأوسط، والصغير. كما قام صاحباه باستخراج زوائد عشرة مسانيد في كتابيهما (إتحاف الخيرة) و (المطالب العالية)، وهي
ثمانية مسانيد كاملة: (الطيالسي، ابن أبي شيبة، مسدد، العدني، عبد بن حميد، الحميدي، ابن منيع، الحارث). وقسم من مُسْنَدي (أبي يعلى وإسحاق)، كما عمل البوصيري أطراف هذه المسانيد المذكورة في (أطراف المسانيد العشرة)، وجاء الحافظ في كتابه (إتحاف السادة المهرة)، فرتب أطراف عشرة مسانيد، هي: (مسند الشافعي، الدارمي، الموطأ، شرح معاني الآثار، منتقى ابن الجارود، ابن خزيمة، ابن حبان، الحاكم، أبو عوانة، الدارقطني، مسند أحمد). إنك إذا ما ضممت كتاب جامع الأصول والمجمع والمطالب أو الإتحاف، بالإضافة إلى (مصباح الزجاجة للبوصيري، أو جمعت مع كتاب تحفة الأشراف، كتابي البوصيري وابن حجر -السالفَين- في الأطراف وضعت بين يديك موسوعة قلّما يشذ عنها حديث من الأصول، فإن كان قصدك المتون فعليك بالموسوعة الأولى، وإن كان الأسانيد والأطراف فعليك بالثانية، ونسأل أن يوفق المحدثين في العصر الحاضر لاستكمال ما بدأه سلفهم حتى نصل إلى مرحلة الفصل بين صحيح السنّة وضعيفها في ديوانين عظيمين، ولا أنسى في هذه المناسبة الإشادة بالجهود العظيمة التي يبذلها العلامة الألباني -حفظه الله وزاده توفيقًا- في هذا الشأن، فإن له اليد الطولى في العصر الحاضر. بهذا التمهيد اليسير يتضح السبب الذي دفعني إلى الاهتمام بكتاب (المطالب العالية)، فبالإضافة إلى أهمية مادته، والتي من أبرزها أنه حفظ لنا أحاديث أصول بأسانيدها من أمهات أصبحت كلها أو جزء منها في عداد المفقود، لا نغفل عن مكانة صاحبه، هذا الإِمام، مخرج هذه الزهرات من الكمام، ومعير عقود هذه الكلم نسق النظام، ومظهر سلسال
زلال الفضائل من أشرف (حجر)، ومجري الجواري المنشآت في بحر يضل في معتبر لمن عبر، قد ملك من الفضل نصابًا، واطلع في موقع في (الحفظ شهابًا)، وأظهر لأبلغ الثناء استئهالًاواستيجابًا، أتى من تسلسل أنفاسه بنفيسة صارت لديباجة المسندات طرازًا، ولطالبي كنز الحديث من (الحجر) المكرم من كلامه ركازًا، جلا (شهاب فضله) عن وجه الإسناد ليل كل مشكل بهيم، واستجلب من غرر المسانيد أخبار كل حديث وقديم، ... أحيا من دارس معالم الحديث ما أرانا بعد العشية عرارًا، معرفًا أبناء جلدته أن وحي إبداع الفضائل بعد لم ينقطع، وسلوك طريقة الإعجاز أصلًا ورأسًا لم يمتنع، ولا غرو فإنه الفاضل الذي فضله لا يُنكر، وتحريره للفضائل واجتهاده فيها قد نطق وأخبر، وعلى حجر مقامه العالي من بيت الفضل بحجر حجره حجر (¬1). كما كنت آمل أن أظفر ببعض النتائج عن مكنون هذا الكتاب، فوصلت -بحمد الله- إلى أكثر من بغيتي، وقد سكبت جل ذلك في دراستي عن الكتاب، فللَّه الحمد والمنّة. ولقد سرت في تحقيقي على ضوء النقاط التالية: (1) كتابة النص حسب قواعد الإِملاء، ومراعاة قواعد وضع علامات الترقيم بدقة لتساعد فعلًا على فهم النص وتوضيحه. (ب) ضبط ما يحتاج إلى ضبط، وذلك بالشكل في الأصل، وبالحروف في الهامش. ¬
(ج) مقابلة النسخ المعتمدة في التحقيق واتخاذ أوثقها، وهي نسخة المحمودية أصلًا ورمزت لها بـ"مح"، وقابلت بنسخة جامعة دار السلام بالهند ورمزت لها بـ"عم"، ونسخة المكتبة السعيدية بالهند ورمزت لها بـ"حس"، ونسخة المكتبة السعودية التابع للإِفتاء ورمزت لها بـ"سد"، ونسخة المكتبة السليمانية التركية ورمزت لها بـ" ك"، مع إثبات الفروق الهامة في الهامش. (د) مقابلة النص بالموجود من المسانيد التي أخذت منها تلك الزوائد، وإثبات الفروق الهامة في الهامش. (هـ) تصويب الأخطاء التي لا تحتمل وجهًا من الصواب، وذلك بإثبات الصواب في الأصل بين معكوفتين، والتنبيه على ذلك في الهامش. (و) عزو الآيات إلى سورها. (ز) توثيق النص، بتخريج الأحاديث على النحو التالي: 1 - تخريجه، بعزوه إلى الموجود من المسانيد التي أخذت منها الزوائد. 2 - تخريجه من بقية المصادر التي تلتقي أسانيدها مع أسانيد أحاديث الكتاب كلّيًا أو جزئيًا ولو في الصحابي. 3 - تخريج الروايات التي أشار إليها المؤلف ولم يوردها، مثل قوله: أصله في السنن من وجه آخر. 4 - إذا كان الحديث ضعيفًا أو حسنًا فيخرج من شواهده ما يرتقي به.
(ح) دراسة سند الحديث كما ساقه المؤلف، بالتفصيل. (ط) الحكم على الحديث بناء على الخطوات السابقة، مع ملاحظة العلل التي تطرأ على السند أو المتن كالشذوذ والعلة، ونحوهما. (ي) الخاتمة، وفيها أذكر النتائج التي انتهيت إليها من عملي في الكتاب. ولا يفوتني في هذه العجالة أن أذكر بأني حرصتُ في البحث عن نسخ أخرى للكتاب، وقد ظفرت بحمد الله بعدد لا بأس به، وعن أصول المسانيد العشرة، والتي تقدم آنفًا الإشارة إلى أن بعضها يعتقد أنه مفقود، فحاولت جهدي أن أبدد هذه الفكرة فاستعنت باللهِ وفتّشت ما استطعت في المكتبات التي هنا في المملكة وما لديهم من فهارس لمكتبات خارجية، ثم عزمت على السفر إلى بلاد قد تكون مظان لها، فيممت وجهي أولًا شطر الكويت، وفيها زرت جامعة الكويت، ومعهد المخطوطات، ومركز التراث والوثائق التابع لجمعية إحياء التراث الإِسلامي، ثم انتقلت إلى استنبول وفيها زرت عددًا من المكتبات، من أهمها: السليمانية، والتي تُعتبر من أكبر مكتبات العالم في المخطوطات العربية، حيث تضم ما يزيد عن (63.000) مخطوط عربي؛ ومكتبة أحمد الثالث، وفيض الله، ومكتبة بايزيد. ثم سافرت إلى لندن وقلبت فهارس المتحف البريطاني القديمة والجديدة، وبعدها انتقلت إلى ألمانيا الغربية، وفيها زُرت مركز الاستشراق في كولونيا ومكتبة جامعتها، وجامعة بنون، وفهارس بعض المكتبات فيها؛ وأهم من تلك مكتبة برلين الغربية الزاخرة بآلاف
المخطوطات، وفي هولندا زرت مكتبة جامعة لايدن، ومطبعة بريل والتي تُعتبر أقدم مطبعة عربية في أوروبا. يعنيني من ذلك أني استفدت من هذا التفتيش عدة أمور، منها: 1 - التحري في جزء لا بأس به من مكتبات التراث، ليتفرغ الإنسان لغيرها. 2 - مع كل ما بذلته من جهد فلا يزال الأمل في الوصول إلى ما يظن فقدانه يجذبني، مما جعلني أتابع البحث إلى وقت كتابة هذه الأسطر، من تفتيش بعض الفهارس والنقاش والمراسلة مع المهتمين، وأرجو الله أن يبلغني ما أريد، لا سيما في مثل مسند مسدد. 3 - وضعت يدي على قسم لا بأس به من هذه الكتب المذكورة التي كنت أفتش عنها، وهذا يشجِّع على الاستمرار. 4 - اطَّلعت على عدد من نوادر المخطوطات، فدوَّنت عنها معلومات في مذكّراتي الخاصة، وعرفت مقدار أهمية المكتبات والمراكز التي زرتها. وكما هو معلوم أن كثيرًا من الكتب تحمل عناوين متشابهة، وربما كان التشابه في أجل العنوان، وقد يكون للكتاب أكثر من نسخة، كما قد يكون مقسّمًا إلى أجزاء، إلى غير ذلك من أسباب الإِشكال، وربما كان العنوان طويلًا فأختصره. وعليه فلا بد من بيان ذلك رفعًا للبس. وما لم أذكره هنا وفيه احتمال وقوع اللبس، فلينظر فهرس المصادر فإني غالبًا إذا كان للكتاب أكثر من نسخة، أطلقت في واحدة وقيدت الباقي.
فإذا أطلقت الفتح: فأعني فتح الباري. وإذا أطلقت السير: فأعني سير أعلام النبلاء. وإذا أطلقت المجردة: فأعني المطالب العالية المجردة. وإذا أطلقت الإتحاف: فأعني إتحاف الخيرة - القسم الثاني. وإذا أطلقت المراسيل: فأعني لابن أبي حاتم. وإذا أطلقت العلل: فأعني لابن أبي حاتم. وإذا أطلقت عمل اليوم والليلة: فأعني لابن السني. وإذا أطلقت المسند: فأعني لأحمد. وإذا أطلقت التهذيب: فأعني تهذيب التهذيب. وإذا أطلقت التقريب: فأعني تقريب التهذيب. وإذا أطلقت الكاشف: فأعني للذهبي. وإذا أطلقت المغني: فإن كان في تراجم الرجال فهو (المغني في ضبط أسماء الرجال)، وإن كان في الفقه فهو لابن قدامة. وإذا أطلقت اللسان: فإن كان في التراجم فهو لابن حجر أو في اللغة فهو "لسان العرب". وعند ذكر المصدر المطبوع، أشير إلى مكانه على هذا الشكل (ج/ ص: الرقم)، وقد أذكر الكتاب والباب، وخاصة في المتابعات. أما المخطوط فأكتفي بذكر اللوحة أو الورقة، وقد أذكر أحيانًا اسم الكتاب والباب، أو رمز الورقة فـ (أ) للصفحة اليمنى، و (ب) لليسرى.
وأخيرًا، فإني أشكر الله الذي لا إله إلَّا هو على نعمه العظيمة التي أسبغها ومن أعظمها نعمة الإِسلام والثبات عليه، والعلم وسلامة المنهج في طلبه والعمل به، ثم أثني بالشكر لوالديَّ كما ربياني صغيرًا، وشجعاني على طلب العلم، وتحملا معي مشقته وصعوبته، أسأل الله أن يجزيهما خير ما جزى والدًا عن ولده، وأن يرفع درجتهما في عليين، ثم إنَّ أقل ما يمكن أن أسديه لمن أعانني، وغمرني بكريم معاملته أن أقدم له وافر الشكر وجزيل الامتنان في صدر بحثي، وأخص منهم جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية، ذات الوجه المشرق والآثار الملموسة ليس على مجتمعنا فحسب، بل على العالم الإِسلامي منه وغير الإِسلامي، وما كلية أصول الدين إلا إحدى منابعها، والتي عشت في كنفها هذه السنوات، ووجدت من إدارتها وأساتذتها كل تعاون وتيسير ممثلة بعميدها الفاضل حفظه الله. كما أشكر فضيلة المشرف الشيخ محمود أحمد ميرة، والذي عاش معي البحث حسًا ومعنى، وإن منذ البداية إلى آخر لحظة على وتيرة واحدة من الحزم والدقة والتوجيه لا يكل ولا يمل، كل ذلك وسط كرم بالغ في خلقه وما يملك حيث فتح لي أبواب مكتبته العامرة بنوادر المطبوعات والمخطوطات، ولطالما ألزمني التدقيق في أمر، ما كنت لأهتم به، وهذا ليس بعجيب، إذ إن الأعجب من ذلك أن هذا ديدنه مع كل طلبة العلم، يعرف هذا من عاشره هنا وفي المدينة، وقد لا أكون مبالغًا إذا قلت بأنه عانى من بحثي مثل -بل أكثر- مما عانيت، ولا زلت كلما أقلب الأوراق أرى لمسات توجيهاته العطرة، ولولا يقيني لكراهيته ما تقدم لسقت بعض الأمثلة المؤكدة لما أقول.
كما أقدم شكري لكل مشايخي وإخواني، الذين استفدت مما عندهم وإن لهم الأثر في خروج البحث على هذا الوجه، وأذكر منهم على سبيل المثال الدكتور سليمان السعود، والشيخ محمد بن عبد المحسن التركي جزى الله الجميع خيرًا وجعل ذلك في موازين حسناتهم، ولا يفوتني أن أنوه بمن أعانني ولا يرغب في الإشادة باسمه، وفي النهاية أشكر فضيلة المناقشين اللذين تفضلا بمناقشتي، وهما فضيلة الدكتور شاكر ذيب فياض، وفضيلة الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير، وأرجو الله أن ينفعني بملاحظاتهما، وأن تنتظم دررًا في خيط هذه الرسالة .. إنه سميع مجيب، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ورحم الله امرءًا عرف خللًا فنبهني إليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل. المحقق د. عبد الله بن عبد المحسن بن أحمد التّويجري
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني 773 - 852 هجرية تحقيق ودراسة وتخريج الدّكتور عبد الله بن عبد المحسن بن أحمَد التّويجري تنسيق د. سَعْد بن نَاصر بن عبد العزيز الشَّثري المجَلّد الثّاني 3 - 4 كتاب الطّهَارة - كتاب الحيض (1 - 208)
مقدمة المصنف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سيدنا محمده وَآلِهِ، وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ (¬1) الْحَمْدُ لِلَّهِ جَامِعِ الشَّتَات (¬2)، مِنَ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، وَسَامِعِ الْأَصْوَاتِ بِاخْتِلَافِ اللُّغَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، رَبُّ الأرَضين (¬3) وَالسَّمَاوَاتِ، ذُو الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتِ (¬4)، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمَبْعُوثُ بِالْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ (¬5)، وَالْخَوَارِقِ الْمُنِيرَاتِ (¬6)، صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الْعُلُومِ الزاهرات، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ "الطيِّبات" (¬7) الطَّاهِرَاتِ صَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى الأيام (¬8) ¬
مُتَوَالِيَاتٍ، أمَّا بَعْدُ (¬1): فَإِنَّ الِاشْتِغَالَ بِالْعِلْمِ -خُصُوصًا الْحَدِيثَ (¬2) النَّبَوِيَّ- مِنْ أَفْضَلِ القُرُبات، وَقَدْ (¬3) جَمَعَ أَئِمَّتُنَا مِنْهُ الشَّتَات (¬4)، عَلَى الْمَسَانِيدِ وَالْأَبْوَابِ الْمُرَتَّبَاتِ، فَرَأَيْتُ جَمْعَ جَمِيعِ مَا وَقَعْتُ (¬5) عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ وَاحِدٍ، لَيَسْهُلَ الْكَشْفُ مِنْهُ عَلَى أُولِي الرَغَبات، ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى جَمْعِ اَلْأَحَادِيثِ (¬6) الزَّائِدَةِ عَلَى الْكُتُبِ الْمَشْهُورَاتِ، فِي الْكُتُبِ الْمُسْنَدَاتِ، وَعُنِيتُ بِالْمَشْهُورَاتِ، الْأُصُولَ (¬7) السِّتَّةَ (¬8) وَمُسْنَدَ أَحْمَدَ، وَبِالْمُسْنَدَاتِ عَلَى مَا رُتِّبَ عَلَى مَسَانِيدِ الصِّحَابَةِ، وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْهَا ثَمَانِيَةٌ (¬9) كَامِلَاتٌ، وَهِيَ لِأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، وَالْحُمَيْدِيِّ، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ، ومسدَّد، وَأَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وعبدُ بْنِ حُمَيْدٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ أبي أسامة (¬10)، ¬
وَقَدْ (¬1) وَقَعَ لِي مِنْهَا أَشْيَاءُ كَامِلَةٌ أَيْضًا (¬2) كَمُسْنَدِ الْبَزَّارِ وَأَبِي يَعْلَى وَمَعَاجِمِ (¬3) الطَّبَرَانِيِّ. لَكِنْ رَأَيْتُ شَيْخَنَا أَبَا الْحَسَنِ الْهَيْثَمِيَّ (¬4) قَدْ جَمَعَ (¬5) مَا فِيهَا، وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ، فِي كِتَابٍ مُفْرَدٍ (¬6)، مَحْذُوفِ الْأَسَانِيدِ، فَلَمْ أَرَ أَنْ أُزَاحِمَهُ عَلَيْهِ، إلَّا أَنِّي تَتَبَّعْتُ (¬7) مَا فَاتَهُ مِنْ مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى لِكَوْنِهِ اقْتَصَرَ فِي كِتَابِهِ عَلَى الرِّوَايَةِ الْمُخْتَصَرَةِ (¬8) وَوَقَعَ لِي عِدَّةٌ مِنَ الْمَسَانِيدِ (¬9) غَيْرِ مُكَمَّلة، كَمُسْنَدِ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ "و" (¬10) وقفت مِنْهُ عَلَى قَدْرِ النِّصْفِ، فَتَتَبَّعْتُ مَا فِيهِ فَصَارَ مَا تَتَبَّعْتُهُ (¬11) مِنْ ذَلِكَ مِنْ عَشَرَةِ دَوَاوِينَ، وَوَقَفْتُ أَيْضًا عَلَى قِطَع مِنْ عِدَّةِ مَسَانِيدَ، كَمُسْنَدِ الْحَسَنِ بْنِ (¬12) سُفْيَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ هشام السدوسي، ومحمد بن هارون ¬
الرُوياني، والهَيْثَم بْنِ كُلَيب وَغَيْرِهِمْ (¬1)، فَلَمْ أَكْتُبْ مِنْهَا شَيْئًا، لعلِّي إِذَا بَيَّضْتُ هَذَا التَّصْنِيفَ أَنْ أَرْجِعَ فَأَتَتَبَّعَ مَا فِيهَا مِنَ الزَّوَائِدِ وَأُضِيفَ إِلَى (¬2) ذَلِكَ الْأَحَادِيثَ الْمُتَفَرِّقَةَ فِي (¬3) الْكُتُبِ الْمُرَتَّبَةِ عَلَى فَوَائِدِ الشُّيُوخِ. وَرَتَّبْتُهُ عَلَى أَبْوَابِ الْأَحْكَامِ (¬4) الْفِقْهِيَّةِ، وَهِيَ: الطَّهَارَةُ، الصَّلَاةُ، الْجَنَائِزُ، الزَّكَاةُ، الصِّيَامُ، الْحَجُّ، الْبُيُوعُ، العِتْق (¬5)، الْفَرَائِضُ، الْوَصَايَا (¬6)، النِّكَاحُ والطلاق والنفقات، والأيمان وَالنُّذُورُ، الْحُدُودُ، الْقِصَاصُ (¬7)، الدِّيَاتُ (¬8)، الْجِهَادُ، الإِمارة (¬9) وَالْخِلَافَةُ، القضاء والشهادات، اللَّباس، و (¬10) الأضحية والعقيقة "و" (¬11) الذبائح، وَالصَّيْدُ، الْأَطْعِمَةُ وَالْأَشْرِبَةُ، الطِّبُّ، الْبِرُّ (¬12) وَالصِّلَةُ، الْأَدَبُ والتعبير (¬13). ¬
ثُمَّ ذَكَرْتُ بَدْء الْخَلْقِ (¬1)، وَالْإِيمَانَ وَالتَّوْحِيدَ (¬2)، الْعِلْمَ "وَالسُّنَّةَ" (¬3)، الزُّهْدَ وَالرَّقَائِقَ، الْأَذْكَارَ وَالدَّعَوَاتِ (¬4)، أَحَادِيثَ الْأَنْبِيَاءِ (¬5)، فَضَائِلَ الْقُرْآنِ (¬6)، التَّفْسِيرَ، "الْمَنَاقِبَ، السِّيرَةَ النَّبَوِيَّةَ وَالْمَغَازِي وَالْخُلَفَاءَ، وَالْآدَابَ، وَالْأَدْعِيَةَ، الْفِتَنَ" (¬7)، الْأَشْرَاطَ (¬8)، الْبَعْثَ وَالنُّشُورَ (¬9). وسمَّيته (الْمَطَالِبُ الْعَالِيَةُ بِزَوائِدِ الْمَسَانِيدِ الثَّمَانِيَةِ). وَشَرْطِي فِيهِ: ذِكْرُ كُلِّ حَدِيثٍ وَرَدَ عَنْ صِحَابِيٍّ (¬10) لَمْ يُخَرِّجْهُ الْأُصُولُ السَّبْعَةُ مِنْ حَدِيثِهِ، وَلَوْ أخرجوه، أو (¬11) بعضهم من حديث غيره ¬
"مع" (¬1) التنبيه عليه (¬2) "أحيانًا" (¬3). و (¬4) هذا بَيَانُ أَسَانِيدِي لِلْمَسَانِيدِ الْعَشَرَةِ بِطَرِيقِ الِاخْتِصَارِ: أَمَّا (¬5) مُسْنَدُ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ: فَأَخْبَرَنِي بِهِ: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ (¬6)، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِ مُسْنَدِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ مِنْهُ (¬7) عَنْ أَبِي بَكْرٍ، الدَشْتي (¬8)، قَالَ: أَنَا يُوسُفُ بْنُ ¬
خَلِيلٍ، الْحَافِظُ (¬1)، قَالَ: أَنَا بِهِ مُلَفَّقًا (¬2) أَبُو الْمَكَارِمِ اللبَّان (¬3) وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أبي زيد الكَرَّاني (¬4)، وأبو جعفر الصيدلاني (¬5) ¬
وَخَلِيلُ بْنُ بَدْرٍ الرَّاراني (¬1)، قَالُوا: أَنَا أَبُو (¬2) علي الحدَّاد، أنا أبو نعيم (¬3)، ¬
أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسَ (¬1)، أَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ الْعِجْلِيُّ (¬2)، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَقَرَأْتُهُ كُلَّهُ عَلَى أَبِي الْفَرَجِ، عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن (¬3) أحمد، بن المبارك (¬4) الغَزِّي (¬5)، ¬
بِسَمَاعِهِ مِنْ أَوَّلِهِ، إِلَى قَوْلِهِ (أَحَادِيثُ سَعْدٍ) (¬1) وَمِنْ أَحَادِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حَصَينٍ، إِلَى أَثْنَاءِ مُسْنَدِ جَابِرٍ (¬2)، حَدِيثِ (مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَغْرِسُ غَرْسًا)، وَمِنْ حَدِيثِ (أيُّ الرَّكْعَتَيْنِ) (¬3)، مِنْ مُسْنَدِ جَابِرٍ، إِلَى آخِرِ الْكِتَابِ، عَلَى "أَبِي" الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مَنُصُورٍ الْجَوْهَرِيِّ (¬4)، أَنَا الفَخْر، عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، الْمَقْدِسِيُّ (¬5) -سَمَاعًا- والنَّجِيب أبو الفرج ¬
الحرَّاني (¬1) -إِجَازَةً- قَالَا: أَنَا: اللَّبان (¬2)،وَالصَّيْدَلَانِيُّ (¬3) إِجَازَةً (¬4) بِسَنَدِهِمَا. وَأَمَّا مُسْنَدُ مسدَّد (¬5): فَأَخْبَرَنَا بِالْكَبِيرِ (¬6) رِوَايةََ معَاذِ بْنِ الْمُثَنَّى (¬7)، أَبُو عَلِيٍّ الْفَاضِلِيُّ (¬8)، إِجَازَةً مشافهةً (¬9)، أخبرنا يونس بن ¬
أبي سحاق (¬1)، إذنًا (¬2)، عن أبي الحسين بن المُقَيَّر (¬3)، عن الفضل بن سهل (¬4)، ¬
عن الخطيب، أبي بكر (¬1)، أنا أبو الحسين، عَلِيُّ بْنُ (عُمَرَ) (¬2)، الحمَّامي، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الشافعي (¬3)،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
أنا معاذ بن المثنى (¬1)، ثنا مسدَّد. و (¬2) فيه من زيادات معاذ بن المثنى قليلًا. وَقَرَأْتُ الصَّغِيرَ (¬3)، رِوَايَةَ أَبِي خَلِيفَةَ الْفَضْلِ بْنِ الحُبَاب (¬4)، عَنْ مسدَّد، وَفِيهِ مِنْ زِيَادَاتِ أَبِي خَلِيفَةَ، وَفِي آخِرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُحَمَّدِ بن ¬
السقَّا (¬1) رِوَايَةً، عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ، عَلَى أُمِّ الْفَضْلِ خَدِيجَةَ بِنْتِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سُلْطَانَ (¬2)، بِإِجَازَتِهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ (مُظَفَّر) بْنِ عَسَاكِرَ (¬3)، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ دُلَف (¬4)، وزَهْرة بْنِتِ مُحَمَّدِ بْنِ ¬
حَاضِرٍ (¬1)، قَالَ الْأَوَّلُ: أَخْبَرَتْنَا شُهْدَة بِنْتُ الإبْري (¬2)، وَقَالَتْ زَهْرة: أَنَا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ (¬3) (قَالَا) (¬4): أَنَا ثَابِتُ بْنُ بُنْدار (¬5)، أَنَا القاضي، ¬
أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ (¬1)، وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ (¬2) أَيْضًا: أخبرنا أبو الحسين عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ (¬3): أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمِ بْنُ أبي البركات. . . . . . . . . . . . ¬
(الجُمَّاري) (¬1)، أنا أحمد بن المُظَفَّر (¬2)، قالا (¬3):. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
أَنَا ابْنُ السَقَّا (¬1)، أَنَا أَبُو خَلِيفَةَ (¬2). وَأَمَّا مُسْنَد الحُمَيدي (¬3): فَأَخْبَرَنَا بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أحمد بن ¬
الْمِقْدَادِ القَيْسي (¬1) فِي كِتَابٍ (¬2) إِلَيْنَا مِنْ دِمَشْق، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (¬3)، وَالْمَجْدُ مُحَمَّدُ بْنُ الْعِمَادِ الْكَاتِبُ (¬4) سَمَاعًا، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ القُبَّيطي (¬5)، أنا أحمد بن عبد الغني (¬6)، ¬
أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ (¬1) الخيَّاط، أَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّب (¬2)،ثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصوَّاف (¬3)، ثَنَا بِشْر بْنُ مُوسَى (¬4)، ثَنَا الحُمَيدي. ¬
وَأَمَّا مُسْنَد إِسْحَاقَ بْنِ راهُويَه (¬1): فَأَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي المَجْد (¬2)، مُشافهة (¬3)، عَنْ (¬4) أبي الحسين علي بن محمد (¬5) البَنْدنيجي (¬6)، ويحيى ابن مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ (¬7) قَالَ الْأَوَّلُ: أَنَا أَبُو العباس أحمد بن يوسف البغدادي (¬8)، ¬
سَمَاعًا، أَنَا (¬1) أَبُو (الخَيْر) (¬2)، أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطالقاني (¬3)، إجازةً، (¬4) وقال ¬
الثَّانِي: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عُمَرَ (¬1)، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى (¬2)، الْبَغْدَادِيَّانِ، كِتَابَةً، قَالَا: أَخْبَرَنَا الطَّالِقَانِيُّ، سَمَاعًا، أَنَا هِبَة اللَّهِ بْنُ سَهْل (¬3) الصُعْلُوكي (¬4)، أَنَا الْحُسَيْنُ (¬5) بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ حَفْصُويَه، أَنَا أَبُو (سَعْدٍ) (¬6) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ (حَمْدَانَ) (¬7) بْنِ مُحَمَّدٍ (النَصْرَوي) (¬8)، ¬
(أَنَا (¬1) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ السِّمِّذي (¬2) أَنَا عَبْدُ الله بن محمد بن شيرويه (¬3)، عنه. ¬
وَأَمَّا مُسْنَد ابْنِ أَبِي عُمَر (¬1): فَأَخْبَرَنِي بِهِ الْحَافِظُ (¬2) أَبُو الفَضْل بْنُ الْحُسَيْنِ (¬3)، بِقِرَاءَتِي، عَلَيْهِ سِوًى مِنْ أَثْنَاءِ سَلْمان (¬4)، وَهُوَ فِي أَوَاخِرِ ¬
الْكِتَابِ (¬1)، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ القيِّم (¬2)، أنا الفَخْر بن الْبُخَارِيِّ (¬3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَر (¬4)، وَهِشَامِ بْنِ عبد الرحيم (¬5)، قالا: أنا سعيد بن ¬
أَبِي (الرَّجاء) (¬1)، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُعْمَان (¬2)، أنا أبو بكر بن المُقْريء (¬3)، ¬
ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الخُزَاعي (¬1)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَر العَدَني. وَأَمَّا مُسْنَدُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬2): فَأَنْبَأَنَا (¬3) بِهِ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ الغَزِّي (¬4)، َشَفاهًا، عَنْ يُونُسَ بْنِ ¬
أَبِي إِسْحَاقَ الْعَسْقَلَانِيِّ (¬1)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيِّ (¬2)، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ (¬3)، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق بن مَنْده (¬4)، قال: ¬
أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيُّ (¬1)، أَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حمدان (¬2)، ثنا الحسين بْنُ سُفْيَانَ (¬3) عَنْهُ، هَذِهِ طَرِيقُهُ مِنْ رِوَايَةِ الْمَشَارِقَةِ، وَلَمْ نَقِفْ عَلَيْهَا، وَإِنَّمَا الَّذِي عِنْدَنَا عَنْهُ مِنْ طَرِيقِ الْمَغَارِبَةِ، وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِهَا: أَبُو الْفَرَجِ (¬4)، الْمَذْكُورُ، إِجَازَةً، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ (¬5)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مكِّي (¬6)، عن خَلَف بن ¬
عَبْدِ الْمَلِكِ (¬1)، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عتَّاب (¬2) أنا (¬3)، أبي (¬4)، ¬
أَنَا خَلَف بْنُ يَحْيَى (¬1)، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ العطَّاف (¬2)، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وضَّاح (¬3) عنه. ¬
وَأَمَّا مُسْنَد أَحْمَدَ بْنِ مَنِيْع (¬1): فَأَخْبَرَنَا بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَزْهَرِيُّ (¬2) -مُشَافَهَة- عَنْ بَدْرِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ (¬3)، قَالَ: أَخْبَرَتْنَا شاميَّة بِنْتُ أَبِي علي الحسين بْنِ مُحَمَّدٍ البَكْري (¬4)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَر بن الْفَاخِرِ (¬5) وزاهِر بْنِ أَحْمَدَ (¬6)، قَالَا: أَنَا سَعِيدُ بن أبي ¬
(الرَّجاء" (¬1)، أَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ البقَّال (¬2)، أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ "جَمِيلٍ" (¬3)، أَنَا جدِّي (¬4)، أَنَا أحمد بن مَنِيْع. ¬
وَقَرَأْتُ الْكَبِيرَ مِنْهُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنَجَّا (¬1)، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ (¬2)، أَنَا الْحَافِظُ ضِيَاءُ الدين المقدسي (¬3) -في الأحاديث ¬
المُخْتَارة- (¬1) أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَر (¬2)، وَزَاهِرُ (¬3) بْنُ مَحْمُودِ بْنِ أَحْمَدَ الثَّقَّفِيُّ، قَالُوا: أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي "الرَّجاء" (¬4)، وَبِهَذَا الإِسناد. وَأَمَّا مُسْنَد عَبْدُ بْنِ حُمَيْد (¬5): فَقَرَأْتُهُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي إسحاق التَنُوخي (¬6)، ¬
قَالَ: أَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (¬1) -سَمَاعًا-، وَعِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬2) فِي آخَرِينَ -إِجَازَةً مُكَاتَبَةً-، قَالُوا: أَنَا أَبُو المنجَّا بْنُ اللُتِّي (¬3) -سَمَاعًا-، إِلَّا أَحْمَدَ (¬4) فَقَالَ: سِوَى: مِنْ حَدِيثِ عبد الرحمن بن ¬
عُثْمَانَ التَيْمي (¬1)، إِلَى حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ (¬2) رضي الله عنهما: (مَنْ شَهِد إمْلَاك امرىءٍ مُسْلِم (¬3))، فَإِجَازَةً مِنْهُ، أَنَا أَبُو الوَقْت (¬4)، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ المُظَفَّر (¬5)، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسي (¬6)، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُزَيم ¬
الشَّاشي (¬1) عَنْهُ. وأمَّا مُسْنَد الْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسامة (¬2): فقرأتُ مُنْتَقى مِنْهُ (¬3) -وَهُوَ مَسْمُوع خَلِيلِ بْنِ بَدْرٍ، مِنَ الحدَّاد- (¬4)، عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الْأَزْهَرِيِّ (¬5)، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ كُشْتُغْدي (¬6)، أَنَا النَجِيب (¬7)، أنا خليل بن بدر (¬8) -في كتابه- ¬
أَنَا الحدَّاد (¬1)، أَنَا أَبُو نُعَيم (¬2)، أَنَا أَبُو بكر بن خلاد (¬3) عنه. وأئا مُسْنَد أَبِي يَعْلَى (¬4)، رِوَايَةَ ابْنِ المُقْري (¬5) عَنْهُ (¬6): فَأَنْبَأَنَا بِهِ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ التَنُوخي (¬7) -مُشَافَهَةً- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ الآمِدي (¬8)، ¬
أَنَا يُوسُفُ (¬1) بْنُ خَلِيلٍ الْحَافِظُ (¬2) -إِجَازَةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ (¬3) سَمَاعًا وَلَوْ لِبَعْضِهِ- أَنَا نَاصِرُ بْنُ "مُحَمَّدٍ" (¬4) الوِيْري (¬5)، أَنَا (¬6) الْحُسَيْنُ بْنُ (¬7) عَبْدِ الملك الخلاَّل (¬8)، أنا إبراهيم بن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
مَنْصُورٍ (¬1) -سِبْط "بَحْرُويَه (¬2) - أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي (¬3) بِهِ. وَقَرَأْتُ كَثِيرًا (¬4) مِنْهُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنَجَّا (¬5)، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ (¬6)، أَنَا الْحَافِظُ ضِيَاءُ الدِّينِ الْمَقَدْسِيُّ (¬7) -فِي المُخْتارة- (¬8)، أَنَا (¬9) زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ (¬10)، والمُؤَيَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ (¬11)، قَالَا: أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ به. ¬
قال زاهر: وأنا سعيد بن أبي المُرَجَّا (¬1)، أَنَا (¬2) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ (¬3)، أَنَا ابن المقري به. وَاللَّهَ أَسْتَعِينُ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ كلِّها، لَا إله إلا هو. * * * ¬
1 - كتاب الطهارة
1 - كِتَابُ الطَّهَارَةِ 1 - بَابُ الْمِيَاهِ 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا الحِمَّاني، ثنا شَرِيك، عَنِ المِقْدام بْنِ (¬1) شُرَيحْ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (الْمَاءُ لَا يُنَجِّسه شَيْءٌ) قَالَ البزَّار: لَا نَعْلَمُهُ (¬3) مَرْفُوعًا إِلَّا عَنْ شَرِيْك، قُلْتُ: إِسْنَادُهُ حَسَن "فإنَّ الحِمَّاني وَهُوَ يَحْيَى لَمْ ينفرد" (¬4). ¬
1 - تخريجه: أخرج هذا الحديث: الطبري في تهذيب الآثار (2/ 709 - مسند ابن عباس 1060)، والبزَّار في مسنده. (كشف الأستار 1/ 132: 249، كتاب الطهارة، باب الماء لا ينجِّسه شيء)، عن أبي أحمد الزبيري، ثنا شَرِيك، به، قال البزَّار: لا نعلم رواه إلَّا شَرِيك. والطبراني في الأوسط (3/ 60: 2114)، من طريق أبي أحمد، به، وقال: لم يرو هذا الحديث عن المقدام إلَّا شَرِيك.=
وعزاه الحافظ ابن حجر رحمه الله أيضًا إلى ابن السَّكَن في صِحاحه، وأحمد في مسنده، لكن ذكر أنه موقوف صحيح الإسناد، فقد قال: ... وعن عائشة بلفظ: (إن الماء لا ينجِّسه شيء). رواه الطبراني في الأوسط" وأبو يعلى، والبزَّار، وأبو علي بن السَّكَن في صِحاحه، من حديث شَرِيك، ورواه أحمد من طريق أخرى صحيحة لكنَّه موقوف. اهـ. التَّلْخِيص الحَبير (1/ 26). وانظر: المسند (6/ 172)، وإسناده صحيح كما قال الحافظ، وكذا الهيثمي حيث قال: رجاله رجال الصحيح. (مجمع الزوائد 1/ 214). وذكره البُرْهان فوري رحمه الله في كنز العمال (9/ 395: 26648)، وعزاه للطبراني في الأوسط فقط. وأورده أيضًا السيوطي رحمه الله في الجامع الصغير (ص 184)، والألباني حفظه الله في صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/ 1128: 6641) وعزياه للطبراني أيضًا في الأوسط، حسَّنه السيوطي، وأمَّا الألباني فصحَّحه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وذلك بسبب تَفَرُّد شريك به -وهو كما عرفت من كثرة خَطَئِه وأوهامه-. وأما ضَعْف الحِمَّاني فلا يضرُّ هنا لأن أبا أحمد الزبيري قد تابعه كما مضى عند التخريج. فقول الحافظ رحمه الله عن إسناده بأنه حَسَن، فيه نظر وذلك لأنه علَّل ذلك بأن الحِمَّاني لم ينفرد، وهذا حق لأن أبا أحمد قد تابعه، لكن يبقى تفرد شَرِيك به. كما أن قول الهيثمي رحمه الله في المجمع (1/ 214): رجاله ثقات مع أنه عزاه للبزَّار وأبي يعلى والطبراني في الأوسط، فيه نظر كما عرفت من حال شَريك. وإعلال البزَّار رحمه الله لهذا الحديث بتفرُّد شَريك برفعه جيد. خصوصًا إذا علمت أن كلَّ الطرق -التي اطلعت عليها- مدارُها على شَريك ما عدا طريقًا واحدة=
عند أحمد رحمه الله لكنها موقوفة، وقد صحَّح الحافظ إسنادها كما مر. كما أن تحسين السيوطي رحمه الله وتصحيح الألباني حفظه الله لهذا الحديث اعتمادًا على إسناد الطبراني في الأوسط، فيه نظرٌ أيضًا؛ لأنه من طريق شريك، كما ذكر ذلك الحافظ. لكن للحديث شواهد كثيرة يرتقي بها إلى درجة الحسن لغيره، وربما الصحيح لغيره، وهي: (أ) حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وقد أخرجه: النسائي في سننه (1/ 173، كتاب المياه) بنحوه. والإمام أحمد في مسنده (1/ 235، 284، 308، 337) بعدَّة ألفاظ، بعضها بمثله، وبعضها بنحوه. والحاكم في المستدرك (1/ 159) بمثله، وقال: هذا حديث صحيح في الطهارة، ولم يخرِّجاه، ولا يُحْفَظ له علَّة. ووافقه الذهبي في التلخيص. وابن حبان في صحيحه (الإحسان 2/ 271، 273: 1238 - 1239، 1245 - كتاب الطهارة-، باب المياه بمثله)، والثاني بنحوه. وهذا الحديث صححه أحمد شاكر رحمه الله (المسند بتحقيقه 3/ 353، 4/ 195، 289: 2102، 2566، 2806، 2807، 2808). والألباني حفظه الله (صحيح الجامع الصغير 2/ 1128: 6640). (ب) حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وقد أخرجه: أبو داود في سننه (1/ 53 - 55: 66 - 67) بنحوه، وزاد (طَهُور). والنسائي في سننه (1/ 174) بمثله، وآخر بمثل أبي داود، والترمذي في سننه (1/ 95: 66) بمثل أبي داود، وحسنه. وقال: (وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي سعيد). اهـ. وأحمد رحمه الله في مسنده (3/ 31، 86) بمثل لفظ أبي داود؛ والبيهقي في=
سننه (1/ 4، 257، 258) بعدَّة ألفاظ متقاربة. وهذا الحديث صحَّحه الإِمام أحمد، ويحيى بن معين، وابن حزم رحمهم الله. التلخيص الحبير (1/ 24)، والألباني حفظه الله في صحيح الجامع الصغير (2/ 1128: 6640)، والإرواء (1/ 45)، وعبد القادر الأرناؤوط حفظه الله. (جامع الأصول 7/ 64: 5028)، حيث قال: وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده. اهـ. (ج) حديث ميمونة رضي الله عنها، وقد أخرجه: الإِمام أحمد في مسنده (6/ 330) بنحوه، لكن مع الشكِّ في المتن؛ والطبراني في الكبير (24/ 18) بلفظه. وكلاهما من طريق شَريك عن سِماك، وقد عنعن. وقال الهيثمي (مجمع الزوائد 1/ 214)، عن إسناد الطبراني: ورجاله موثَّقون. اهـ. (د) حَدِيثُ سَهْل بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقد أخرجه: الدارقطني (1/ 29)، وقاسم بن أصْبَغ في مصنَّفه، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن في مُسْتَخْرَجِه على أبي داود. فقد قال الحافظ رحمه الله في التلخيص (1/ 25): قال ابن القطَّان: وله طريق أحسن من هذه ... فذكر الإسنادين، ولفظهما مثله، وقال قاسم بن أصْبَغ: هذا من أحسن شيء في بِئر بُضَاعة ... ويروى عن سهل بن سعد في بِئر بُضَاعة من طرق، هذا خَيْرها. اهـ. لكن مدار الإِسنادين على عبد الصمد بن أبي سُكَيْنَه، وقد قال عنه ابن حزم: ثقة مشهور، وأما ابن حجر وابن عبد البر وغير واحد فجعلوه مجهولًا، وقالوا: لم نجد عنه راويًا غير محمد بن وضَّاح. (من التلخيص بتصرف). أما الزَيلعي في نصب الراية (1/ 113)، فنقل عن ابن القطان تصحيحه لسند قاسم بن أصْبَغ. وحسَّنه ابن المُلَقِّن (البدر المنير ق1، ص 327).
2 - وقال مسدَّد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن "شُعْبَةَ" (¬1)، عَنْ قَتَادة، عَنْ كُرَيب (¬2) عَنِ ابْنِ عبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي الْوُضُوءِ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ، قَالَ: هُمَا الْبَحْرَانِ (¬3)، لَا يَضُرُّكَ بأيِّهما بَدَأت. * هذا موقوفٌ، رجاله ثقات. ¬
2 - تخريجه: هذا الأثَر، أخرجه: ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 130)، من رخص في الوضوء بماء البحر، من طريق عَبْدة -وهو ابن أبي سليمان الكِلابي- عن ابن أبي عَروبة، عن قَتادة، عن سنان بن سلمة، أنه سأل ابن عباس، فذكره بلفظ مُقَارِب، إلَّا أنه قال: (توضأت)، بدل: (بدأت) وفيه زيادة في آخره. قلت: هذا إسناد رجاله ثقات غير أن قتادة مدلس وقد عنعن، بل إن ابن حبَّان صرَّح أنه لم يسمع من سِنان، أما يحيى القطَّان فقد نصَّ على عدم سماعه لهذا الأثر من سِنان، كما جاء في التهذيب (4/ 241). والبزَّار في مُسْنَده (كشف الأستار 1/ 143: 273، كتاب الطهارة، باب الوضوء بماء البحر)، قال: حدثنا محمد بن المُثَنَّى، أبو موسى، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قتَادة، عن موسى بن سلمة، قال: أوصاني سنان بن سلمة أن أسأل ابن عباس، عن ماء البحر. . . فذكره بنحوه، وفيه زيادات، وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أن معاذًا هذا قال عنه الحافظ: صدوق ربما وهم. (التقريب ص 356: 6742)، كما أنَّ فيه عنعنة قَتادة. وقد قال الهيثمي في المجمع (1/ 216): رواه البزَّار ورجاله رجال الصحيح.=
وقد صَدَق، لكنَّه على غير شرط الصحيح. وعبد الرزاق في المصنَّف (1/ 95: 324، باب الوضوء من ماء البحر)، من طريق مَعْمَر عن قَتادة، به بمعناه، غير أنَّه أَرْسله عن ابن عبَّاس، إذ أنه لم يسمع منه. لكن تابع قتادة أبو التَيَّاح، حيث أخرجه أحمد في مُسْنَده (1/ 279)، قال: ثنا عفَّان، ثنا حمَّاد بن سلمة، أنا أبو التَيَّاح، عن موسى بن سَلَمة، فذكره بلفظ (ماء البحر طهور) وفيه قصة. قال الهيثمي رحمه الله في المجمع (1/ 216)، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وهو كما قال رحمه الله: بل ظاهر الإسناد الصحة، وإن كان البخاري لم يخرج لحمَّاد في الأصول، فقد احتجَّ به مسلم. ومن طريق حمَّاد، أخرجه ابن المُنذِر في الأوسط (1/ 248: 161 - كتاب المياه- باب ذكر اختلاف أهل العلم في الوضوء بماء البحر)، به مثل لفظ أحمد بدون القصة. وأخرجه الحاكم في المُسْتَدْرَك (1/ 140)، حيث قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، ثنا سُرَيج بن النعمان، ثنا حمَّاد، به. غير أنه رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. اهـ. ووافقه الذهبي. لكنَّ الدارقطني رحمه الله أخرجه في سننه (1/ 35: 10) من هذا الوجه، عن سُرَيج، ثم قال: كذا قال، والصواب موقوف. اهـ. ولذا قال الحافظ رحمه الله في التلخيص (1/ 23) بعد ذكره: رواه الحاكم والدارقطني، ورواته ثقات، لكن صحح الدارقطني وقفه.
الحكم عليه: هو كما قال الحافظ: موقوف رجاله ثقات، بل هو صحيح الإسناد، خصوصًا بعد المتابعة الصحيحة التي أخرجها أحمد فتوبع قتادة على رواية هذا الأثَر.
2 - باب قدر ما يكفي من الماء للوضوء والغسل
2 - بَابُ قَدْرِ مَا يَكْفِي مِنَ الْمَاءِ للوضُوء والغُسْل 3 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيل، عَنْ حُصَين، عَنْ يَزِيدَ الرَّقاشي، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ قَوْمِهِ، أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا حجَّت، مرَّت عَلَى أُمِّ سَلمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ (¬1): فَقُلْتُ لَهَا: أَرِينِي الإِناء الَّذِي كَانَ يَتَوَضَّأُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟، قَالَتْ: فَأَخْرَجَتْهُ، فَقُلْتُ: هَذَا مكُّوك المُفْتي (¬2)، فَقُلْتُ: أَرِينِي الْإِنَاءَ الَّذِي كَانَ يَغْتَسِلُ فِيهِ؟ فَأَخْرَجَتْهُ، فَقُلْتُ: هَذَا الْقَفِيزُ (¬3) المُفتي (¬4)، هُوَ قَدَح "الشُطَّار" (¬5). وَفِي (¬6) إِسْنَادِهِ مَقَالٌ (¬7). * "يزيد ضعيف، والمرأة لم أعرف حالها" (¬8). ¬
3 - تخريجه: الحديث لم أجد من أخرجه من هذه الطريق غير ابن أبي شيبة في مسنده، والحارث أيضًا في مسنده -كما سيأتي بعد هذا- لكن كلاهما من طريق حُصَين، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ قومه.
الحكم عليه: هو كلما قال الحافظ؛ لأن سبب ضعفه العلَّتان اللتان ذكرهما وهما ضعف يزيد، وجهالة المرأة، وكذا أعلّه البوصيري في الإتحاف (ص 262: 173)، لكن له شواهد، تأتي في الحديثين التاليين.
4 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي "بُكَير" (¬1)، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ حُصَين بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقُلْتُ: أَرِينِي -فَذَكَرَهُ، وَفِيهِ أَنَّهَا قَالَتْ فِي إِنَاءِ الْغُسْلِ- هَذَا مَخْتوم، -يَعْنِي الصَّاع- وَقَالَتْ: فِي إِنَاءِ الْوُضُوءِ: هَذَا رُبْع المُفْتي (¬2). * وفي إسناده (¬3) لِيْن. ¬
4 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة والحارث في مسنديهما كما تقدم.
الحكم عليه: قد أجمل الحافظ الحكم عليه هنا، وهو مفصَّل عند الحديث السابق وغايته أنه ضعيف من هذا الوجه، غير أنَّ أجل الحديث له شاهد في الصحيحين من حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يغتسل بالصَّاع إلى خمسة أمداد، ويتوضأ بالمُد. أخرجه البخاري (الفتح 1/ 304: 201)، ومسلم (1/ 258: 325). وسيأتي مَزيد شواهد له عند الحديث الآتي.
5 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الفَضْل بْنُ دُكيْن (¬1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ (¬2) أَبِي حَفْص العطَّار، عَنِ البَهي (¬3)، "عن السُدِّي (¬4) " عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، تَوَضَّأَ بكُوز (¬5). *وإسناده (¬6) حسن. ¬
5 - تخريجه: هذا الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف (1/ 67، باب من كان يكره الإسراف في الوضوء)، بمثله سندًا ومتنًا. والبزَّار في مسنده من طريق أبي نُعَيم الفضل بن دُكَين به، بنحوه. انظر: كشف الأستار، كتاب الطهارة، باب ما يجزئ من الماء للوضوء (1/ 135: 256).
الحكم عليه: قد مضى حُكْم الحافظ على إسناده بأنَّه حَسَن، فإن كان يعني أنه حَسَن لذاته=
فهذا ليس بظاهر، وذلك لان مداره على محمد بن أبي حفص وحديثه مُحْتَمِل للتحسين، وإن كان الأولى أن يُتَابَع، وإن كان يعني أنه حَسَن لغيره، وذلك لشواهده المتوافرة، منها الحديث السابق وشاهده فهو حقٌ وسأذكر هنا شيئًا منها وأشير لبعضها. ولذا قال الهيثمي رحمه الله في المجمع (1/ 219): رواه البزَّار، وفيه محمد بن أبي حفص العطار، قال الأزدي: يتكلمون فيه. اهـ. أما شواهد الحديث غير ما سبق، فمنها: 1 - عن سَفينة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يغسله الصَّاع من الماء من الجنابة، ويوضؤه المُدُّ. رواه مسلم (1/ 258: 326). 2 - عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يغتسل بالصَّاع ويتوضأ بالمُدِّ. أخرجه أبو داود (1/ 71: 92). قال الأرناؤوط: هو حديث حسن. (جامع الأصول 7/ 190). 3 - عن أم عِمارة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ، فأتي بإناء فيه ماء قَدْر ثُلُثَي المُدّ. رواه أبو داود (1/ 72: 94). والنسائي (1/ 58)، قال الشيخ الارناؤوط: إسناده حسن. (جامع الأصول 7/ 191). وفي الباب عن جابر -وصحَّح الحافظ إسناده- وابن عبَّاس وابن عمر، وغيرهم رضي الله عنهم. انظر: الفتح (1/ 305)؛ مجمع الزوائد (1/ 218 - 219).
6 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا "سُرَيْج" (¬1) بْنُ يُونُسَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الصَّلْت بْنِ دِينَارٍ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوشَب، عَنْ أَبِي أُمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، تَوَضَّأَ بِنصْف مُدّ. * وَفِي إسناده مقال (¬2). ¬
6 - تخريجه: هذا الحديث أخرجه: ابن عدي في الكامل (3/ 1398) من طريق سُرَيج، ومحمد بن عمرو بن أبي مَذْعور، فقال رحمه الله: ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا سُرَيج (*) بن يونس به، فذكره بمثله. وقال: ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا سريج (*) بن يونس. وثنا محمد بن عبد الواحد الناقد، ثنا محمد بن عمرو بن أبي مَذْعور، قالا: ثنا علي بن ثابت ... به، إلَّا أنه قال: (بأقلَّ من نصف مُدّ). والبيهقي في سننه (1/ 196) من نفس الطريق، حيث قال: أخبرناه أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا سريج بن يونس ... به بمثله -ثم قال-: والصَّلْت بن دينار، متروك لا يُفْرَح بحديثه، وقد روى عنه في هذا الحديث، وقال مرة أخرى: (بقِسْط من ماء)، أخبرناه أبو حازم= = = = (*) في المطبوع من الكامل والمخطوط (ج 2، ل 995) "شريح" بالشين المعجمة وهو تصحيف، وزاد المخطوط تصحيفًا حيث جاء فيه "بن موسى" بدل "بن يونس".
= الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الحافظ، ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد، ثنا سريج بن يونس فذكره بإسناده نحو حديث الماليني، وزاد: وقال مرة أخرى (بقِسْط من ماء)، وقد قيل عنه في هذا الحديث بأقلَّ من مد. أخبرناه أبو سعد الماليني، ثنا أبو أحمد بن عدي، ثنا محمد بن عبد الواحد الناقد، ثنا محمد بن عمرو بن أبي مَذْعور، ثنا علي بن ثابت الجَزَري، عن الصَّلْت بن دينار، فذكره بإسناده. والقِسْط: مكيال يسع نصف الصاع، وربما يتوضأ به. انظر: ترتيب القاموس (3/ 618). وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 334: 8071) من طريق الصلت بن دينار، عن أبي غالب، عن أبي أُمامة، به مثله.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، لأن فيه علتين: 1 - عنعنة شَهْر، وهو يرسل. 2 - الصَّلْت بن دينار، وهو متروك لا يحتج بحديثه. أما المُتابعة التي أخرجها الطبراني ففيها الصلت أيضًا ولا يُفْرَح بهذا الوجه الجديد؛ لأن المتروكين لديهم أكثر من ذلك الإغراب، ولذا قال الهيثمي رحمه الله في المجمع بعد الحديث المذكور: فيه الصلت بن دينار وقد أجمعوا على ضعفه. المجمع (1/ 219).
3 - باب الغدير تقع فيه الجيفة "و" حكم الماء الراكد
3 - باب الغَديرْ تَقَع فيه الجِيْفَة "و" (¬1) حُكْم الْمَاءِ الرَّاكِدِ 7 - قَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ "ثنا" (¬2) عوف، حدثني شيخٌ -كان يقضي عَلَيْنَا فِي مَسْجِدِ الْأَشْيَاخِ، قَبْلَ وَقْعَةِ ابْنِ الأشْعَث (¬3) - قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانُوا فِي مَسِيْر، فَانْتَهَوْا إِلَى غَدِيرٍ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ جِيفَةٌ، فأمْسَكوا عَنْهُ، حَتَّى جَاءَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْغَدِيرُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ جِيفَةٌ. فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (اسْقُوا، واسْتَقُوا، فَإِنَّ الماء يَحِلُّ (¬4) ولا يَحْرمُ). * "سند ضعيف" (¬5). ¬
7 - تخريجه: هذا الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف (1/ 142)، من قال: الماءُ طهورٌ لا يُنَجِّسه شيء، من طريق إسماعيل به مثله. وأخرجه ابن ماجه (1/ 173: 520، كتاب الطهارة، باب الحِيَاض)، والطَحَاوي في شرح معاني الآثار (1/ 12، الطهارة)، من طريق شَرِيك بن عبد الله النَخَعي، عن طَريف البصري، عن أبي نَضْرة، عن جابر، أو أبي سعيد، قال: فذكر بنحوه. وعند ابن ماجه عن جابر بدون شك. وهذا إسناد فيه شَرِيك، وهو كثير الخطأ، تقدم عند ح (1). وطريف: وهو ابن شِهاب السَعْدي، ضَعيف. (التقريب ص 282: 3013). لكن يَصْلُح للمتابعات والشواهد. بَيْد أن هذا الاختلاف في راوي الحديث يزيدُ في ضعف هذا الإسناد، وإلى هذا يشير البَيهَقي، حيث أخرجه في سننه (1/ 258، كتاب الطهارة، باب الماء الكثير لا يَنْجس بنجاسة ...) من طريقين عن طَريف، عن أبي نَضْرة، عن أبي سعيد رضي الله عنه. فقد قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فَوْرَك، أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني، ثنا يُونس بن حَبِيب، ثنا أبو داود، ثنا قيس -يعني ابن الربيع- عن طريف، به. وقال: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الخليل، ثنا أبو أحمد بن عدي، ثنا أبو يعلى، ثنا محمد بن الصباح الدولاني، ثنا شَريك، عن طَريف، به. قال أبو جعفر الدولابي: طَريف، هو أبو سُفْيان. قال البيهقي: وليس هو بالقوي، إلَّا أني أخرجته شاهدًا لما تقدم، وقد قيل عن شَريك بهذا الإسناد عن جابر، وقيل عنه، عن جابر أوأبي سعيد -بالشك- وأبو سعيد كأنَّه أصح، وقد روي عن أبي سعيد قصة أخرى في معناه، إن كان راويها حفظها. اهـ.=
=ومما يُؤَيِّد ما رجحه البيهقي أن عبد الرزاق روى في المصنَّف، (باب الماء لا ينجِّسه شيء. ... 1/ 78: 255)، حديث أبي سعيد هذا بنحوه، لكن فيه رجل مُبْهَم، هو الراوي عن أبي سعيد.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده عن أبي سعيد رضي الله عنه بهذه المتابعات لا بأس به ومُحْتَمِل للتحسين، أما المرفوع منه فحَسَن لغيره بلا شك، إذ يشهد له حديث عائشة وابن عباس وسهل بن سعد وميمونة رضي الله عنهم. وقد تقدمت عندح (1).
8 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ (¬1) هَاشِمٍ. [2] وقَالَ (¬2) أَحْمَدُ بْنُ مَنِيع: حَدَّثَنَا هُشَيْم، كلاهما، عن أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبير، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا نَسْتَحِب أَنْ نَأْخُذَ مِنْ مَاءِ الغَدِير نَغْتَسل (¬3) بِهِ فِي نَاحِيَةٍ، للنَّهي عَنِ الْبَوْلِ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ. ¬
8 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف (1/ 141، الرجل ينتهي إلى البير أو الغدير وهو جُنُب)، وأيضًا: من كان يكره أن يبول في الماء الراكد، من طريق علي بن هاشم، به مثله. ومن طريق هُشَيم عن أبي الزبير، عن جابر، به، نحوه، لكن دون المرفوع. قلت: سياق البوصيري في الإتحاف (ص 14: 10) لسَنَدَي الحديث أدَقُّ من الحافظ، حيث أوضح أن طريق هُشَيم التي أخرجها ابن مَنِيْع ليس فيها ذكر المرفوع، تمامًا كما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه. وأخرجه مسلم رحمه الله في صحيحه (1/ 235: 281)، من طريق الليث عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه به، نحوه دون الموقوف منه. والحديث له شاهد في الصحيحين مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بمعناه. أخرجه البخاري (1/ 346: 239)، ومسلم (1/ 235: 282).
الحكم عليه: حديث الباب إسناده صحيح لغيره، بمتابعاته، وشاهده.
9 - (¬1) (وَقَالَ إِسْحَاقُ: أنا سُفْيَانُ، عَنْ "مَنْبُوذ" (¬2)، عَنْ أمِّه، قالت: كنَّا نسافر مع ميمونة، فتنزل عَلَى الغُدْران فِيهَا الجِعْلان "والبَعَر" (¬3) فَنَسْتَقِي لَهَا منه لا ترى بذلك بأسًا). ¬
9 - تخريجه: أخرجه أبو عُبَيد في كتاب الطهارة (ل 45)، باب ذكر ما لا ينجس الماء من الهَوَام ونحوها من خَشاش الأرض الذي لا دَمَ فيه. ثنا سفيان، به، نحوه. وعبد الرزاق في المصنَّف (1/ 88: 297، باب الجُعَل وأشباهه)، عن سفيان بن عيينة، به، نحوه. وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 142 من قال: الماء طهور لا ينجسه شيء)، حدثنا ابن عُيَيْنَة، به، بلفظ مقارب. والبيهقي (1/ 259، باب الماء الكثير لا ينجس بنجاسة تَحْدُث فيه ما لم يَتَغَيَّر)، من طريق سفيان به، بلفظ مُقَارِب، وفيه: (فتشرب منه، أو تتوضأ به)، قال سفيان: وهذا ليس بشك، إنما أرادت: تشرب إن أرادت، أو تتوضأ إن أرادت.
الحكم عليه: =
= حديث الباب سندُه ضعيف للجهالة بحال أم مَنْبُوذ، وقد أعلَّ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حديثًا لها بذلك. انظر: جامع الأصول (7/ 351). وفي الباب عن عطاء ويحيى بن أبي كثير، وعِكْرمة، موقوفًا عليهم بأسانيد صحيحة. ويشهد له حديث الذُباب في البخاري، (الفتح 6/ 359: 3320). قال ابن المُنْذر: وقال عوامُ أهل العلم: إن الماء لا يفسد بموت الذُباب والخُنْفُسَاء، وما أشبه ذلك فيه. وقال أبو عُبَيْد بن سلاَّم: ولا أحسب العلماء توسعت في هذه دون غيرها من ذوات الأرواح، إلَّا هذه لأنها لا تَروح في موتها ولا تَنْتنُ كغيرها لأنَّه لا دَمَ لها، فاستوت حياتها وموتها، وكذلك ما كان نحوها كالجَنادب والصَراصر والعناكب والعقارب، وجميع هَوام الأرض عندي مثل ذلك. انظر: كتاب الطهارة لأبي عُبَيد (ل 45)؛ الأوسط (1/ 282).
4 - باب الماء المستعمل
4 - بَابُ الْمَاءِ المُسْتَعْمَل 10 - مُسَدَّد: حَدَّثَنَا مُعْتَمِر، سَمِعْتُ أبي يقول (¬1)، سمعت شيخًا يحدث عن "جابر" (¬2) بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُتِي بِمَاءٍ، وَفِي "الْمَاءِ" (¬3) قِلَّةٌ، فَتَوَضَّأَ فِي جَوْفِ الإِناء ثُمَّ أَمَر بِهِ فَنُضِحَ عَلَى الْقَوْمِ، فَسَعُد فِي أَنْفُسِنَا مَنْ أَصَابَهُ ذَلِكَ الْمَاءُ، قَالَ: وأُراه "قَدْ" (¬4) أَصَابَ الْقَوْمَ كلَّهم ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي (¬5) بهم صلاة الصبح. * وفي إسناده شيخ (¬6). ¬
10 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير مُسَدَّد في مُسنَده.
الحكم عليه: تقدم حكم الحافظ على إسناده، وهو إعلاله بهذا التابعي المُبْهَم الموصوف بالشيخ، وهر مجهول، وبذا يكون سندُ الحديث ضعيفًا، والله أعلم.
11 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَة "ثنا" (¬1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي "خَارِجَةُ" (¬2) بْنُ "الْحَارِثِ" (¬3)، عَنْ سَالِمِ بْنِ (¬4) سَرْج، عَنْ بِنْتِ قَيْسٍ، وَهِيَ خَوْلة، وَهِيَ جدَّة "خَارِجَةَ" (2) بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ سَمِعَهَا تَقُولُ: قَدِ اخْتَلَفَت يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ. (1) وَحَدِيثُ حُذَيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَأْتِي فِي بَابِ التَسَتُّر فِي الْغُسْلِ إن شاء الله تعالى، ورجاله (¬5) ثقات. ¬
11 - تخريجه: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (2/ 496: 1054، باب أكل الرجل مع امرأته)، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، به مثله. ومن طريق إسماعيل أخرجه ابن سعد (8/ 295 ترجمة أم صُبَيَّة). وأخرجه هو وأحمد (6/ 366)؛ وأبو نُعَيم في معرفة الصحابة (ج 2 ل 381) من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن ابن خَرَّبُوذ، به، مثله. وأخرجه أحمد: ثنا ابن مهدي، ثنى خارجة بن الحارث، به، مثله. وأخرجه ابن سعد: أنا خالد بن مَخْلَد البَجَلي، ثني خارجة بن الحارث، ثني سالم ونافع ابنا سَرْج، مولى أم صُبَيَّه، عن خولة بنت قيس، به، مثله. =
= إلَّا أنَّ ابن سعد عطف عليه إسنادًا عن أسامة بن زيد بمثل الطرق الماضية، ثم قال: والقول: قول من قال: سالم بن سَرْج أبو النعمان. يعني بذلك: من دون ذكر أخيه نافع، لا سيَّما وقد رواه عدد من الأئمة عن خارجة، مثل ابن مهدي وإسماعيل بن أبي أويس، بدون ذكر نافع، بل ويؤيد ذلك رواية أسامة بن زيد، وقد رواه عنه عدد من الأئمة. وأخرجه أبو داود في سننه (1/ 61: 78)، كتاب الطهارة، باب الوضوء بفضل وضوء المرأة، حيث قال: حدثنا عبد الله بن محمد النُفَيْلي، حدثنا وكيع، عن أسامة بن زيد عن ابن خَرَّبُوذ، عن أم صُبَيَّه، به، نحوه. قال عبد القادر الأرناؤوط عن إسناد أبي داود هذا: وإسناده حسن. جامع الأصول (7/ 78: 5046). وقال الدعَّاس -محقِّق سنن أبي داود-: وفي (هـ) -يعني النسخة الهندية التي بين أيدينا- ورد هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها بدلًا من الاقتصار على أم صُبيَّةَ هي هذا الكتاب. اهـ. ثم ساق نفس الإسناد السابق، عن أم صُبَيَّةَ، عن عائشة رضي الله عنهما، لكن الصواب هو أنه عن أم صُبَيَة، كما جاء ذلك في رواية حديث الباب، وطريق أبي داود الأول، وكذلك في الطرق الآتية، وهو مشهور عند الأئمة أنه من حديثها. وأخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 135: 382)، كتاب الطهارة، باب الرجل والمرأة يتوضآن ... ، من طريق أنس بن عياض، عن أسامة بن زيد، به، نحوه، غير أنه قال: عن سالم، أبي النعمان، ثم قال ابن ماجه: سمعت محمدًا يقول: أم صُبَيَة-، هي خولة بنت قيس، فذكرت ذلك لأبي زُزعة، فقال: صدق. اهـ. وابن أبي شيبة، في المصنف (1/ 35، في الرجل والمرأة يغتسلان بماء واحد)، من طريق وكيع عن أسامة، به، نحوه، إلَّا أنه قال: عن النعمان بن خَرَّبُوذ. والطبراني، في الكبير (24/ 236: 599، 25/ 168: 409)، من طريق سفيان =
= عن أسامة به، نحوه، إلَّا أنه قال: النعمان بن خربوذ. والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 25، الطهارة، باب سُور بني آدم)، من طريق عبد الوهاب، عن أسامة، به، نحوه. وقال: سالم بن النعمان. وقال ابن أبي حاتم في العِلَل (1/ 61: 161): سُئِل أبو زُزعة عن حديث رواه قَبِيصة، عن سفيان، عن أسامة بن زيد، عن سالم بن النعمان، عن امرأة من جُهَينة، يقال لها أم صُفَية -هكذا قال قَبِيصة- قالت: نازعت النبي - صلى الله عليه وسلم - في الوضوء من إناء واحد. ورواه وكيع، عن أسامة بن زيد، عن النعمان بن خربوذ، هذا الحديث. ورواه ابن وهب عن أسامة بن زيد عن سالم بن النعمان، عن أم صُبَية. ورواه خَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ سَرْج، سمعت أم صُبَية، فذكر الحديث. فقال أبو زرعة: هكذا قال قبيصة (أم صفية)، وإنما هي (أم صبية) واسمها (خولة بنت قيس) ووهم وكيع في الحديث الصحيح، حديث ابن وَهْب، وسالم بن النعمان. قال أبو محمد: يعني أن وكيعًا قال: عن النعمان بن خربوذ، فهذا الذي وهم فيه. اهـ. وما صوَّبه أبو زرعة، وابن أبي حاتم، هو الصواب إن شاء الله، كما ذكرت ذلك في ترجمته، آنفًا. وهذا الحديث كما رأيت أخرجه أبو داود وابن ماجه من نفس المخرج، وبلفظ مُقارِب، فلا أدري ما وجه إيراد الحافظ له في الزوائد، ولذلك صوب الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، أنه ليس من الزوائد. المطالب العالية (1/ 8: 11).
الحكم عليه: إسناد هذا الحديث فيه إسماعيل بن أبي أُويس وهو صدوق يخطئ. لكن تابعه أُسامة بن زيد -وهو الليثي-، وهو صدوق يهم.=
= فالحديث إذًا حَسَن الإِسناد. كما أَنَّ له شواهد بمعناه، يرتقي بها إلى درجة الصِحَّة، ومنها: حديث عائشة رضي الله عنها، أخرجه البخاري، (الفتح 1/ 363: 250)، ومسلم (1/ 255: 319). وحديث ابن عباس رضي الله عنهما، أخرجه البخاري (الفتح 1/ 366: 253)، ومسلم (1/ 257: 322). وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أخرجه البخاري (الفتح 1/ 374: 264) وحديث زينب بنت أبي سَلَمة رضي الله عنهما أخرجه البخاري (الفتح 1/ 422: 322)، ومسلم (1/ 257: 324) إلى غير ذلك من الأحاديث، وأما قول الحافظ عند نهاية كلامه على الحديث "ورجاله ثقات " فهو يعني بذلك حديث حذيفة رضي الله عنه المذكور، وقد توهّم البوصيري رحمه الله كلما يظهر فجعل هذا الحكم لحديث خولة مع أن رجاله دون ذاك كما يظهر من حال رواته، وربما تكون النسخة التي نقل عنها سقطت هذه العبارة منها ولم يبق إلَّا آخرها.
5 - باب إزالة النجاسات
5 - بَابُ إِزَالَةِ النَّجَاسَاتِ (¬1) 12 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ، عَنِ لَيْث -هُوَ ابْنُ أَبِي سُلَيم-، عَنْ حُدَير -مَوْلًى لِبَنِي عَبْسٍ- عَنْ مَوْلَى زَيْنَبَ (¬2) بِنْتِ جَحْش رضي الله عنهما يُقَالُ لَهُ أَبُو الْقَاسِمِ- عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْش رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: بيَّنَّا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَيْتِي، إِذْ أقْبَل حُسَيْنٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -وَهُوَ غُلام- حتى جلسى عَلَى بَطْنِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ وَضَعَ (¬3) ذَكَرَهُ فِي سُرَّته، فَقُمْتُ إليه، فقال (إيتني بِمَاءٍ) فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ، فصبَّه عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (يُغْسَل مِنْ بَوْلِ الْجَارِيَةِ، ويُصَبُّ عَلَيْهِ مِنَ الْغُلَامِ). وَهُوَ (¬4) صَحِيحٌ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَالْحَاكِمُ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي السَّمْح، آخِرَهُ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، الأزْدي، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن ليث ابن (¬5) أبي سُلَيم، عن حُدَيربن الْحَسَنِ، الْعَبْسِيِّ، عَنْ مَوْلًى لِزَيْنَبَ، أَوْ عَنْ بعض (¬6) أهله، عن زينب رضي الله عنهما قَالَتْ: بَيْنَمَا (¬7) رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَيْتِي، وحُسين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدِي -حِينَ دَرَج- فَغَفَلت عَنْهُ (¬8)، فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَلَسَ على بطنه، فبال (¬9)، فانطلقت لآخُذه، فاستيقظ ¬
رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: (دَعيه) فَتَرَكْتُهُ حَتَّى فَرغَ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَقَالَ: (إنَّه ليُصَب (¬1) مِنَ الغُلام ويُغْسَل مِنَ الْجَارِيَةِ، فصُبُّوا صَبًّا). ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي (¬2)، فَلَمَّا قَامَ احتَضَنَه إِلَيْهِ، فَإِذَا رَكَعَ، أَوْ جَلَسَ، وَضَعَهُ، ثُمَّ جَلَسَ يَدْعُو، فَبَكَى، ثُمَّ مدَّ يَدَهُ، فَقُلْتُ حِينَ قَضَى الصَّلَاةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُكَ الْيَوْمَ صَنَعْتَ شَيْئًا مَا رَأَيْتُكَ صَنَعْتَهُ (¬3)، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ ابْنِي هَذَا تَقْتُلُهُ (¬4) أُمَّتِي، فقلت: أرني تربته، فأراني تربته حمراء). ¬
12 - تخريجه: هذا الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 54، 57: 141، 147)، من طريق ابن أبي شيبة، نحوه. ومن طريق آخر، عن ليث، به، نحوًا من طريق=
=أبي يعلى، غير أنه في الإسناد الأول قال: عن ليث، عن حِدْمر -مولى لبني عبس- عن مولى لزينب ... إلخ. أما الإسناد الثاني، فقال: عن ليث، عن أبي القاسم -مولى لزينب بنت جَحْش- ... وهذا سبب الإشكال الذي جاء عن الأئمة، وذكرته في حديث ابن أبي شيبة. ومن طريق أبي يعلى، أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق. ترجمة الحسين (ص 181: 230).
الحكم عليه: هذا الحديث بهذين الإسنادين، ضعيفٌ، لضعف ليث بن أبي سُلَيم، والجَهالة بحال حُدَير -مولى بني عبس- وأبي القاسم -مولى زينب- إن كانا رجلين، أو واحدًا. ولذا قال الهيثمي في المجمع (1/ 285): رواه الطبراني في الكبير، وفيه ليث بن أبي سليم، وفيه ضَعْف. ومع ذلك نجد أن الحافظ يحكم له بالصحة، وقصده متن الحديث لأنَّه جاء من غير طريق زينب، عن عدد من الصحابة: 1 - أبو السَّمْح -كما أشار إليه الحافظ- فقد أخرجه: أبو داود في سننه (1/ 262: 376) من طريق ابن مهدي، حدثني يحيى بن الوليد، حدثني مِحَل بن خليفة، حدثني أبو السَّمْح، به نحو حديث زينب، وهذا إسناد حَسَن، رجاله ثقات، إلَّا يحيى بن الوليد، وهؤ لا بأس به. قال عبد القادر الأرناؤوط بعد أن ذكره: وإسناده حسن. جامع الأصول (7/ 82: 5051). وأخرجه النسائي في؛ سننه (1/ 158)، وابن ماجه (1/ 157: 526) بنحوه، وبنفس سند أبي داود. قال البخاري: حديث أبي السَّمْح حديث حسن. انظر: المجموع (2/ 540)؛ البدر المُنِير (ق 1 ص 510).=
= وأخرجه ابن خزيمة (1/ 143: 283) من طريق ابن مهدي، به نحوه، وأخرجه الحاكم في مستدركه (1/ 166) عن القَطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن ابن مهدي، به نحوه، وقد أخرجه على أنه شاهد صحيح لحديث علي رضي الله عنه وقال: قد خرَّج الشيخان في بول الصبِّي حديث عائشة وأم قيس بنت مِحْصَن،. . . فأمَّا ذكر بول الصبيَّه فإنهما لم يُخَرِّجاه. اهـ. وذكره الذهبي في التلخيص وقال: (صحيح) وأورده الزيلعي في نصب الراية (1/ 126)، ونقل عن الحاكم أنه قال: شاهد صحيح، وسكت على ذلك. 2 - لُبابة بنت الحارث رضي الله عنها وقد أخرجه أبو داود في سننه (1/ 261: 375) بلفظ مُقارب. تنبيه: جاء في جامع الأصول: (حسن)، بدل: (حسين) مع أنه لم يعزه لغير أبي داود والذي بين يدي من نسخ أبي داود، وشروحه كلها فيها (حسين) وهو ما يترجَّح لدي الآن، والله أعلم. والإمام أحمد (6/ 339، 340). وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف (1/ 120) بنحوه. ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (1/ 174)، وابن خزيمة (1/ 143)، والحاكم (1/ 166) بنحوه، كلهم من طريق أبي الأحوص، عن سماك، عن قابوس بن المُخَارق، عن لبابة، به. وصحَّحه الحاكم، ووافقه الذهبي. وهذا إسناد حسن لأن سِماكا، وإن كان قد اختلط فإن كثر اختلاطه في روايته عن عكرمة ولذا حكم عليه الأرناؤوط بالتحسين، كما في جامع الأصول (7/ 82: 5050)، وما ذلك إلَّا لما يشهد له من الأحاديث في ذلك. ومن طريق آخر أخرجه أيضًا ابن أبي شيبة (1/ 121) ورجال إسناده ثقات، إلَّا أن فيه شيخ قتادة يقال له أبو جعفر، ولم أعرفه. 3 - أبو ليلى الأنصاري رضي الله عنه وقد أخرجه: أحمد (4/ 347، 348) =
= بإسناد صحيح، وأخرجه هو وابن أبي شيبة (1/ 120) من طريق آخر فيه محمد بن أبي ليلى وهو مع سوء حفظه يُعْتبَر بحديثه. انظر ترجمته عندح (8). وأخرجه الطبراني في الكبير (7/ 87، 90: 6418، 6423، 6424) من طريق الإِمام أحمد بمثل الإسناد الثاني، ومن طريقين بمثل الإسناد الأول. قال الهيثمي في المجمع (1/ 284): رجاله ثقات. 4 - علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد أخرجه: أبو داود في سننه (1/ 263: 377، 378)، والترمذي في سننه (2/ 509: 610)، وابن ماجه (1/ 174: 525)، وأحمد (1/ 76، 97، 137) بنحوه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، رفع هشام الدَسْتَوائي هذا الحديث عن قتادة وأوقفه سعيد بن أبي عَرُوبَة عن قتادة، ولم يرفعه. اهـ. وابن خُزَيمة (1/ 143: 215)، وابن حبَّان (الإحسان 2/ 474: 1365)، والحاكم (1/ 166)، وقال: صحيح على شرطهما، ولم يخرِّجاه، ووافقه الذهبي. وقد صحَّحه جماعة من الأئمة، فقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في التلخيص (1/ 50): قلت: إسناده صحيح، إلَّا أنه اختلف في رفعه ووقفه، وفي وصله وارساله وقد رجَّح البخاري صحته، وكذا الدارقطني. اهـ. وصحَّحه أيضًا الألباني. صحيح الجامع الصغير (2/ 1349: 8117)؛ وإرواء الغليل (1/ 188: 166)، وذكر أن إسناده على شرط مسلم، لا كما قال الحاكم أنه على شرطهما، وضعف قول من أعلَّه بالوقف، وكذا صحَّحه عبد القادر الأرناؤوط. جامع الأصول (7/ 83: 5052). كما أن للحديث شواهد كثيرة، منها: 1 - حديث عائشة رضي الله عنها في بول الغلام، أخرجه: البخاري (الفتح (1/ 325: 222)، ومسلم (1/ 237: 286).
2 - حديث أم قيس بنت مِحْصَن، رضي الله عنها، بنحو حديث عائشة، أخرجه: البخاري (الفتح 1/ 326: 223)، ومسلم (1/ 238: 287). وانظر: المصنف (1/ 120 - 121)؛ مجمع الزوائد (1/ 284 - 285)؛ التلخيص الحبير (1/ 50)، وبالجملة فالحديث بشواهده ومتابعاته صحيح لغيره كما حكم عليه الحافظ رحمه الله.
13 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيْع: حَدَّثَنَا ابْنُ (¬1) عُلَيّه، ثنا عِمَارة بْنُ أَبِي حَفْصة، عَنْ أَبِي مِجْلَز، عَنِ (¬2) حَسَنِ (¬3) بْنِ عَلِيٍّ، "أَوِ" (¬4) (أَنَّ) (¬5) حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَتْنَا امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِي، قَالَتْ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُسْتَلْقِيًا عَلَى ظَهْرِهِ، يُلَاعِبُ صَبِيًّا (¬6) عَلَى صَدْرِهِ، إِذْ بَالَ، فَقَامَتْ لِتَأْخُذَهُ، وَتَضْرِبَهُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: (دعيه، إيتوني بِكُوزٍ (¬7) مِنْ مَاءٍ) فَنَضَحَ "الْمَاءَ" (¬8) عَلَى الْبَوْلِ حَتَّى تَفَايَضَ الْمَاءُ عَلَى الْبَوْلِ، فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (هَكَذَا يُصْنَع بِالْبَوْلِ، يُنْضَح من الذكر، ويغسل من الأنثى). ¬
13 - تخريجه: لم يعزه الحافظ في التلخيص (1/ 51)، ولا ابن المُلَقِّن في البدر المُنير (ق 1 ص 518) لغير ابن مَنِيع، وبحثت عنه فلم أجد من أخرجه سواه، غير أن البُرْهان فوري عزاه إلى سعيد بن منصور في سننه (الكَنْز 9/ 528: 27282).
الحكم عليه: هذا الحديث جيِّد الإسناد، رجاله ثقات، لكن كأنَّ ابن معين يرى أن رواية أبي مِجْلَز عن الحسين مُرْسَلةوإن كانت عبارته غير صريحة لكن يفهم منها ذلك. ولم أجد من نسبه إلى ذلك غير ابن معين. مع أنه يمكن لقاؤهما. التهذيب (11/ 172). وبالجملة فقد أسلفت أن هذا الحديث بمتابعاته وشواهده يصل إلى درجة الصحيح لغيره، بل في أعلى مراتبه لشهرته، وكثرة من نَقَله، والله أعلم.
14 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: ثنا أَبُو الرَّبيع، "ثنا إسماعيل -يعني ابن عيَّاش-" (¬1) ثنا إِسْمَاعِيلُ (¬2) عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ (¬3) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (يُصَبُّ عَلَى بَوْلِ الْغُلَامِ (¬4) (الْمَاءُ) (¬5)، ويُغْسَل بَوْلُ (¬6) الْجَارِيَةِ). [2] حَدَّثَنَا حَوْثَرة (¬7)، حَدَّثَنَا مبارك، عن الحسين، عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِهِ، وَزَادَ (مَا لَمْ يَطْعَم) وَزَادَ (طَعِمَت أو لم تَطْعم) ولم يرفعه (¬8). ¬
14 - تخريجه: الحديث في المسند (ل: 317). وأخرجه الطبراني في الأوسط (مَخمَع البحرين ج 1ل 51)؛ والكبير (23/ 366:=
= 866) من طريق عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن مُسْلَم، عن الحسن، به، بنحوه. ورواية الأوسط أقرب إلى رواية مبارك، عن الحسن. قال الهيثمي في مجمع البحرين (ج ال 51): قال: لم يروه عن الحسن عن أمه إلَّا إسماعيل، تفرد به عبد الرحيم. وأخرجه أيضًا في الأوسط" (مجمع البحرين ج 1ل 51)، من طريق هُشَيْم عن يونس، عن الحسن، به، بمعناه، وفي أوله قِصَّة. قال الطبراني: لم يروه عن الحسن إلَّا يونس، تفرد به عمار بن هَاعَان. قلت: وفي هذا الإسناد أيضًا الرواية بالوَجادة، والصحيح أنها منقطعة. انظر: فتح المغيث (2/ 136، 139)، وكذلك عنعنة هُشَيم، وهو مدلس. كما أخرجه أبو داود (1/ 263: 379)، والبيهقي (2/ 416)، من طريق عبد الوارث عن يونس، عن الحسن، به، بمعنى رواية حَوْثَرة، عن مبارك لكنه أوقفه على أم سلمة ولم يرفعه، وقد صحح إسناده البيهقي. وصحح الحافظ سند أبي داود. التلخيص (1/ 51). وأخرجه ابن أبي شيبة، في المصنَّف (1/ 121) من طريق وكيع عن الفضل بن دِلْهَم، عن الحسن، به، نحو رواية إسماعيل بن مسلم لكن موقوفًا. لكن في إسناده الفضل، وقد قال عنه الحافظ: ليِّن ورُمي بالاعتزال. التقريب (ص 446: 5402). وأخرجه البيهقي (2/ 415) من طريق معاذة بنت حُبَيش عن أم سلمة، به، نحو رواية إسماعيل بن مسلم. وفيه كَثير بن قَارَوَنْد، وهر مقبول. التقريب (ص 460: 5622). ومُعاذة لم أجدها، وكذلك عبد الله بن حَزْم الراوي عنها، أما فُضَيل بن سليمان الراوي عن كثير فهو صدوق كثير الخطأ. التقريب (ص 447: 5427).
الحكم عليه:=
= الحديث عن أم سلمة جاء مرفوعًا، وموقوفًا. أما المرفوع فضعيف، لضعف إسماعيل بن مسلم فيه، ولا تصلح متابعة هُشَيم عن يونس، عن الحسن، التي رواها الطبراني في الأوسط لما أسلفته من ضعفها، وأن الثابت عن يونس، أنه يوقفه كما في رواية أبي داود والبيهقي. أما طريق مُعاذة بنت حُبَيش عن أم سلمة، فلا يصلح أيضًا للمتابعة، لجهالتها، وجهالة الراوي عنها. أما الموقوف، فإن في إسناده مبارك بن فضالة، وهو شديد التدليس، ويرسل أيضًا، وقد عنعن هنا. لكنه توبع على ذلك من يونس عند أبي داود والبيهقي، وإسناده صحيح، والفضل بن دِلْهَم -وهو ليِّن- عند ابن أبي شيبة. وقد صحح هذا الموقوف كل من البيهقي وابن حجر. فهو ثابت إذًا عن أم سلمة موقوفًا، والله أعلم. لكن متن الحديث يشهد له ما مضى من الأحاديث وشواهدها عند ح (12، 13) فيصبح بها صحيحًا لغيره.
15 - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عيَّاش، ثنا سِمْعان (¬1) بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ (¬2)، فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَكَانِهِ فاحْتُفر (¬3)، وصَبَّ عَلَيْهِ دَلْوًا مِنْ مَاءٍ. الْحَدِيثَ (¬4). وَأَخْرَجَهُ (¬5) الْبُخَارِيُّ (¬6) وَمُسْلِمٌ (¬7)، بِمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ أنس بن مالك، صحيح. ¬
15 - تخريجه: الحديث أخرجه الدارفطني في سننه (1/ 132، كتاب الطهارة، باب في طهارة الأرض من البول)، من طريق أبي هشام الرفاعي، به، مثله. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 14، الطهارة)، من طريق أبي بكر بن عيَّاش، به، نحوه.=
= ونَسَبَه الحافظ في التلخيص (1/ 49) إلى الدارمي، وأنه من طريق سِمْعان بن مالك -مع أني لم أره في السنن- والله أعلم.
الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف بهذا الإسناد، لضعف سمعان بن مالك، والحديث ذكره ابن أبي حاتم في العِلل (1/ 24: 36)، ونقل عن أبي زرعة قوله: هذا حديث ليس بقوي. أما الحافظ فقال في التلخيص (1/ 50): وقال ابن أبي حاتم في العلل عن أبي زرعة: هو حديث منكر، وكذا قال أحمد، وقال أبو حاتم لا أجل له. وقال البيهقي (2/ 428): وقد روي ذلك -يعني إلقاء التراب- في حديث ابن مسعود رضي الله عنه وليس بصحيح. لكن للحديث شواهد منها: 1 - حديث أنس رضي الله عنه: أخرجه الدارقطني، من طريق عبد الجبار بن العلا، ثنا ابن عيينة عن يحيى بن سعيد، عن أنس، به، نحوه. نقله عن الدارقطني ابن حجر في التلخيص (1/ 49)، وذكر أن رجال إسناده ثقات، لكن أعله الدارقطني بان عبد الجبار تفزد به دون أصحاب ابن عُيَيْنَة الحفَّاظ، وأنه دخل عليه حديث في حديث، وأنه عند ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس مرسلًا وفيه (احفروا مكانه) وعن يحيى بن سعيد عن أنس موصولًا، وليست فيه الزيادة، وهذا تحقيق بالغ. اهـ. قلت: انظر: كلام الدارقطني في العلل المتناهية (1/ 334: 545)؛ ومرسل طاوس في مصنف عبد الرزاق (1/ 424: 1659). 2 - واثلة بن الأسقع رضي الله عنه: عزاه الحافظ في التلخيص (1/ 50) إلى أحمد والطبراني، على أنه شاهد لحديث ابن مسعود في مسألة الحفر للأرض. أما مسند أحمد فلم أجده في مسند واثلة، وهو في موضعين، والتمسته حول=
= حديث أنس وأبي هريرة، فلم أجد، إذ إن أحمد رحمه الله قد يورد حديث صحابي تحت مسند غيره لأمر له تعلق في الإسناد والمتن. كما أني بحثته عن طريق الفتح الرباني، حيث أورد الحديث من طريق أبي هريرة وأنس رضي الله عنهما فقط، ومفتاح كنوز السنة فلم أعثر عليه، ولم أره في العِلل له، مع أن الذي في البدر المُنيْر (ق 1 ص 504)، وهو أجل التلخيص- أنه عزاه إلى ابن ماجه والطبراني فهل تصحَّف ابن ماجه إلى أحمد؟ يحتمل ذلك، والله أعلم. والحديث عند ابن ماجه (1/ 176: 530). وأما الطبراني، فالذي وجدته في الكبير (77/ 22: 192)، من طريق عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي المَلِيح، عن واثلة، به، نحو رواية أنس التي ليس فيها الحفر للأرض. قال الحافظ رحمه الله في التلخيص (1/ 50) في ذكره لحديث واثلة: ... ثانيهما عن واثلة بن الأسقع، رواه أحمد والطبراني، وفيه عبيد الله بن أبي حميد الهُذَلي، وهو منكر الحديث، قاله البخاري وأبو حاتم. اهـ. قلت: قال البخاري في عبيد الله هذا: يروي عن أبي المليح العجائب. وقال عنه الحافظ: متروك الحديث، فمثله لا يصلح حديثه شاهدًا. الميزان (3/ 5: 5354؛ التقريب (ص 370: 4285). 3 - حديث عبد الله بن مَعْقِل المُزَني، مرسلًا: أخرجه أبو داود (1/ 265: 381)، ومن طريقه البيهقي (2/ 428)، وأخرجه الدارقطني (1/ 132)، كلهم عن موسى بن إسماعيل، حدثنا جرير، سمعت عبد الملك بن عمير يحدث عن ابن معقل، به بمعنى حديث ابن مسعود. قال أبو داود والدارقطني: هو مرسل. وقال الحافظ: رجاله ثقات. الفتح (1/ 325). وهو كلما قال، بل ظاهره صحة الإسناد، إن سلم من تدليس ابن عُمَير وهو قليل=
=التدليس، كما في التقريب (ص 364: 4200). 4 - حديث طاوس، مرسلًا: أخرجه عبد الرزاق -كما تقدم عند شاهد أنس- وأخرجه سعيد بن منصور. (التلخيص 1/ 49؛ وفتح الباري 1/ 325؛ وكنز العمال 9/ 530؛ والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 14)، كلاهما من طريق ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، به، نحو حديث ابن مسعود. قال الحافظ: رجاله ثقات. الفتح (1/ 325). قلت: بل الظاهر صحة إسناده، كما ذكر ذلك في التلخيص (1/ 49). وبالجملة، فأصل الحديث صحيح -كما قرَّر ذلك الحافظ عند سياق الحديث- لأنه جاء من رواية أنس عند الشيخين، ومن رواية أبي هريرة عند البخاري. (الفتح 1/ 323: 220) 0 أما رواية حَفر الأرض، ونَقل التراب، فهي بشاهديها المرسلين -مرسل ابن معقل، وطاوس- لا تكْتَسِب قوة تصل إلى درجة الاعتماد عليها. خصوصًا وأنها مع ضعف أسانيدها تخالف الروايات الصحيحة التي جاءت في الصحيحين. إذ إن الواقعة واحدة كما تدل على ذلك الروايات، فهي رواية منكرة كما قرر ذلك الإِمام أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم رحمهم الله.
16 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَضْر بْنُ شُمَيل، ثنا أَبُو العوَّام الْبَاهِلِيُّ، عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ (¬1) الرُّبَيِّع، أنا (¬2) أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَسيْر، فَأَتَى عَلَى قَبْرَيْنِ يُعَذب صَاحِبَاهُمَا، فَقَالَ: (مَا يُعَذَّبان فِي كَبِيرٍ)، ثُمَّ قَالَ: (بَلَى، أمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَغْتَابُ النَّاسَ، وَأَمَّا الْآخَرُ، فَكَانَ لَا يَتَأَدَّى مِنْ بَوْلِهِ) ثُمَّ أَخَذَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَريْدة رَطِبَةً، أَوْ جَرِيدَتَيْنِ، فَكَسَرَهُمَا، ثُمَّ غَرَسَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كُلَّ كِسْرَةٍ عَلَى (¬3) قَبْرٍ، فَقَالَ: (إِنَّهُ يُخَفَّف عَنْهُمَا مَا دَامَتَا رَطْبَتَيْنِ -أَوْ قَالَ- مَا لَمْ يَيْبَسَا). وَأَخْرَجَهُ (¬4) الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ (¬5)، صَحِيحٌ. ¬
16 - تخريجه: الحديث أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2307: 3012) من حديث جابر الطويل، حيث رواه من طريق هارون بن معروف، ومحمد بن عبَّاد قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد، أبي حرزة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم ... إلى أن قال: حتى أتينا جابر ... فذكره بمعناه غير أنه لم يذكر سبب التعذيب، وذكر أنهما غُضنان بدل جريدتين. كما أخرجه أحمد في المسند (3/ 295: 296)، من طريق أبي الزبير أنه سمع=
= جابر بن عبد الله يقول: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا نخلًا لبني النَجَّار، فسمع أصوات رجال من بني النجار ماتوا في الجاهلية يُعَذَّبون في قبورهم، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فزعًا فأمر أصحابه (أن تعوَّذوا من عذاب القبر). قال الحافظ (الفتح 1/ 321) عن إسناده بأنه صحيح على شرط مسلم. وهو كما قال رحمه الله. وأخرجه أبو موسى المَديْني. انظر: (الفتح 1/ 321)، بإسناد فيه ابن لَهِيْعة، بنحو رواية أحمد، إلَّا أنه ذكر سبب التعذيب وأنه من البول والنميمة. وضعفه الحافظ بابن لَهِيْعة، واعتبر ذلك السبب من تخليطه. انظر: الفتح (1/ 321).
الحكم عليه: حديث الباب فيه عنعنة أبي الزبير، وهو مدلِّس. لكن تابعه على معناه عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عند مسلم -كما أسلفت- من غير ذكر السبب. أمَّا رواية أحمد، وأبي موسى -السابقتين في تخريج الحديث-، فالذي يظهر أنها حادثة أخرى، وقعت في حائط لبني النَجَّار في المدينة، وقد أيَّد ذلك أن هذه الحادثة جاءت من طريق زيد بن ثابت عند مسلم (4/ 2199: 2867)، وأحمد (5/ 190)، ومن طريق أنس رضي الله عنه عند أحمد (3/ 175: 284) وإسنادها صحيح، والطبراني في الأوسط. (انظر: مجمع البحرين ج 1، ل 38)، وكلها أنه يمشي في حائط لبني النجار. أما رواية إسحاق -وهو حديث الباب- ورواية مسلم فهي تصرح بأنه في مَسيْر، بل ظاهر رواية مسلم أنه في غزوة، وأنه غرز عليهما غصنين، أو جريدتين، أما هناك فليس لهذا أي ذكر. كما أن للحديث شواهد أخرى هي: 1 - حديث أبي بكرة رضي الله عنه: أخرجه أحمد (5/ 35)، والطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (ج 1، ل 38)، وابن ماجه (1/ 125: 349)، وابن=
= أبي شيبة في المصنف (1/ 122)، وقال عنه الألباني (صحيح)، صحيح الترغيب والترهيب (1/ 66)؛ صحيح الجامع (1/ 479: 2441). 2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه ابن حبَّان في صحيحه. (الإحسان 2/ 96: 821). وقال عنه الألباني: (صحيح). صحيح الترغيب والترهيب (1/ 67). 3 - حديث عبد الرحمن بن حَسَنة رضي الله عنه: أخرجه ابن ماجه (1/ 124؛ 346)، وابن حبَّان في صحيحه. انظر: (الإحسان 5/ 51: 3117). وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 122). وقال عنه الألباني (صحيح). صحيح الترغيب والترهيب (1/ 67). 4 - حديث عائشة رضي الله عنها: أخرجه الطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (ج 1، ل 38). وقال: لم يروه عن منصور إلَّا عُبَيدة تفرَّد به علي. قلت: أما عُبَيدَة فهو ابن حُمَيد -كما جاء في سند الحديث- الكوفي المعروف بالحَذَّاء، قال عنه الحافظ: صدوق ربما أخطأ. التقريب (ص 379: 4408). وعلي هو ابن جعفر الأحمر، أبو الحسن التميمي الكوفي. قال عنه أبو حاتم: كان ثقة صدوقًا. الجرح والتعديل (6/ 178)؛ تاريخ بغداد (11/ 366: 6316)، وقد عزاه الهيثمي في المجمع (1/ 207) إلى الأوسط فقط وقال: ورجاله موثَّقون، إلَّا شيخ الطبراني محمد بن أحمد بن جعفر، فإني لم أعرفه. اهـ. كذا قال رحمه الله وقد نسبه الطبراني فقال (الوكيعي المصري)، وهو ثقة ثبت، توفي سنة ثلاثمائة. انظر: التقريب (ص 466: 5709). 5 - حديث أبي أُمامة رضي الله عنه: أخرجه أحمد (5/ 266). قال الهيثمي في المجمع (1/ 208) فيه علي بن يزيد بن علي الألْنهاني عن القاسم، وكلاهما ضعيف. اهـ.=
= أما الأول فهو كما قال رحمه الله، أما الثاني فإنه صدوق يُغْرِب كثيرًا. التقريب (ص 450). وبالجملة فالحديث في عذاب القبر لرجلين بسبب النميمة وإصابة البول متواترٌ ثابت الصحة. انظر: نظم المتناثر (ص 36: 22)، وحديث الباب وإن كان ذكر الغيبة بدل النميمة، فإن الغيبة من معنى النميمة، وعلى هذا فهو بهذه الشواهد صحيح لغيره.
17 - (¬1) (وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَراوَرْدي، أَخْبَرَنِي صَفْوان بْنُ سُلَيم، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - عن العَذِرَة الْيَابِسَةِ يَطَؤُهَا الرَّجُلُ فَقَالَ: ("يطهِّره" (¬2) ذَلِكَ المكان الطيِّب)). * هذا مُرْسَل أو مُعْضَل. ¬
17 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير إسحاق في مسنده.
الحكم عليه: هذا إسناد منقطع، لأن صفوان تابعي، وقد رفع الحديث، فإن كان الساقط صحابيًا فهو مرسل، وإن كان معه الراوي عنه فهو معضل، والله أعلم. أما متن الحديث فله شواهد منها: 1 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (إذا وَطِىء أحدكم بنعله الأذى، فإن التراب له طَهُور). أخرجه أبو داود (1/ 267: 385). 2 - وعن عائشة ر ضي الله عنها بمعناه، أخرجه أبو داود ح (387)، وصحَّحهما الألباني (صحيح الجامع (1/ 205: 833، 834)، وعبد القادر الأرناؤوط (جامع الأصول 7/ 89). وفي الباب عن أم سلمة وابن مسعود وابن عباس وامرأة من بني عبد الأشهل وغيرهم رضي الله عنهم مرفوعًا وموقوفًا عليهم. انظر: مصنفي عبد الرزاق (1/ 28 - 35)، وابن أبي شيبة (1/ 56 - 57)؛ وجامع الأصول (7/ 88 - 89). فمتن الحديث بهذه الشواهد ثابت ولا ينزل عن درجة الحَسَن لغيره.
6 - باب سؤر الهرة، وغيرها من الحيوانات الطاهرة
6 - بَابُ سُؤر الهِرَّة، وَغَيْرِهَا مِنَ الْحَيَوَانَاتِ الطَّاهِرَةِ 18 - مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ (¬1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلة (¬2)، حَدَّثَتْنِي (¬3) "أُمِّي"، قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ- زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَأُهْدِيَ لَهَا (¬4) صَحْفَة فِيهَا خُبْزٌ وَلَحْمٌ، وَقَامَتْ إِلَى الصَّلَاةِ، وَقُمْنَا نُصَلِّي فخالَفَت هِرَّة إِلَى الطَّعَامِ، فَأَكَلَتْ مِنْهُ، فلمَّا (¬5) أنْ سَلَّمنا أَخَذَت أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا القَصْعَة فكَوَّرتَهْا (¬6) حَتَّى كَانَ حَيْثُ أكَلَت الهِرَّة من نحوها، فأكلت منه. ¬
18 - تخريجه: هذا الأثر أخرجه أبو عُبَيد في كتاب الطهارة (ل 49)، باب ذكر سُؤر=
= الهِرَّة ...)، عن يحيى بن سعيد، به، مثله. ومن طريق أبي عُبَيد أخرجه ابن المُنْذر في الأوسط (1/ 302 ث: 224)، كتاب المياه، ذكر سؤر الهرة.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، لجهالة أم عبد الرحمن. أما عبد الرحمن نفسه، فحديثه مُحْتَمِل للتحسين. لكن الأثر له شواهد يرتقي بها إلى درجة الصِحَّة، ومنها: 1 - حديث أبي قتادة رضي الله عنه: سيأتي تخريجه عند أثر علي رضي الله عنه برقم (20). وهو حديث صحيح. 2 - حديث عائشة رضي الله عنه: أخرجه أبو داود في سننه (1/ 61: 76) من طريق الدَراوَرْدي، عن داود بن صالح التمار، عن أمه، أن مولاتها أرسلتها بهريسة إلى عائشة رضي الله عنها فوجدتها تصلي، فأشارت إليَّ أن ضعيها، فجاءت هِرَّة فأكلت منها، فلما انصرفت أكلت من حيث أكلت الهرة، فقالت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنها ليست بنَجَس إنمَّا هي من الطوافين عليكم)، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يتوضأ بفضلها. وأخرجه الدارقطني في سننه (1/ 70)، والطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (ج 1 ل 39)، وقال الدارقطني: رفعه الدَراوَرْدي عن داود بن صالح، ورواه عنه هشام بن عروة ووقفه على عائشة. وقال الطبراني: لم يروه عن داود إلَّا الدراوردي. وكذا قال البزَّار، وقال: لا يثبت، عزاه إليه الحافظ في التلخيص (1/ 55). وأُمُّ داود التَمَّار مجهولة. انظر: الميزان (4/ 615:11039)؛ البدر المُنِيْر (ق 1 ص 560).=
= وأخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 131: 368)، والدارقطني في سننه (1/ 69) من طريق حارثة، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بمعناه. قال الحافظ ابن حجر والبوصيري عن حارثة هذا أنه ضعيف. انظر: التلخيص الحبير (1/ 55)؛ مصباح الزجاجة (1/ 155). مع أن الزيلعي رحمه الله نقل عن الدارقطني أنه قال: وحارثة لا بأس به. نصب الراية (1/ 134). قلت: وليس هذا في النسخة المطبوعة، فلا أدري هل هو في نسخة ثانية، أم أنه وهم. وقد جاء هذا الحديث من طرق أخرى لا يخلو شيء منها من ضعف، لكنه بمجموع طرقه يكون حسنًا لغيره، خصرصًا وأنه يشهد له حديث أبي قَتادة الآتي قريبًا. بل إن الجزء المرفوع منه يصبح بمتابعته وشواهده صحيحًا لغيره. ولذا صحَّحه الألباني. انظر: صحيح الجامع الصغير (1/ 479: 2437). انظر: طرق الحديث الأخرى في: صحيح ابن خزيمة (1/ 54)، ومستدرك الحاكم (1/ 160)، وسنن الدارقطني (1/ 66 - 70)، وشرح معاني الآثار (1/ 19)، ومسند البزَّار (زوائد البزَّار لابن حجر ص 417)، وسنن البيهقي (1/ 246)، ومصنف عبد الرزاق (1/ 101). 3 - حديث أنس بن مالك رضي الله عنه بمعناه: أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (1/ 379: 634) وقال: لم يروه عن جعفر إلَّا عمر بن حفص، ولا روي عن علي بن الحسين، عن أنس حديثًا غير هذا. اهـ. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 216): وفيه عمر بن حفص المكِّي، وثَّقه ابن حبَّان، قال الذهبي: لا يدري من هو. وقال الحافظ ابن حجر: في إسناده ضعف. (الدراية 1/ 62). 4 - حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما بمعناه: أخرجه ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (ص 141: 145).
19 - وَقَالَ أَيْضًا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، وحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الرُّكَين بن الربيع، عن عَمَّته، قالت: إن الحسين بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَا بأس بسُؤر الهِرَّة.
19 - تخريجه: أخرجه ابن المنذر في الأوسط (1/ 302: 225)، كتاب المياه، ذكر سؤر الهر، من طريق مسدد به نحوه، إلَّا أنَّه جعله من مسند علي رضي الله عنه. وعبد الرزاق في المصنف (1/ 102: 357، باب سؤر الهر)، والبيهقي في سننه (1/ 247، كتاب الطهارة، باب سور الهرة)، كلاهما من طريق سفيان، عن الرُّكين، به بمعناه، غير أن عندهما الحسين بن علي بدل الحسين بن علي. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 31)، من رخص في الوضوء بسور الهر من طريق شَرِيك عن الركين، به، بمعناه.
الحكم عليه: الأثر ضعيف بهذا الإسناد، لجهالة صَفِيَّة بنت عَميلة عمَّة الرُكين لكن له شواهد من المرفوع والموقوف والآثار مضى بعضها في الأثر الذي قبله، وسيأتي مزيد لذلك في الأثر الذي بعده، كلما أن له شواهد عن جماعة من الصحابة والتابعين، مثل: ابن عباس، وابن عمر، والعباس رضي الله عنهم. وأبو وائل، وإبراهيم النخعي، والحسن، وأبو سلمة، وعلقمة رحمهم الله. انظر: المصنف لعبد الرزاق (1/ 151 - 103)، ومصنف أبي شيبة (1/ 31 - 32).
20 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْجَابِرِيِّ (¬1) قَالَ: إنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سُئِل: الهِرُّ (¬2) يَشْرَبُ مِنَ الْإِنَاءِ، قَالَ: لَا بَأْسَ بسُؤْر الهِرِّ. وَقَدْ (¬3) رُوِيَ مَرْفُوعًا عِنْدَ أَهْلِ السُّنَنِ الْأَرْبَعِ، وَابْنِ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فِي الْهِرَّةِ: (إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ عليكم والطوافات) (¬4). * صحيح. ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
20 - تخريجه: هذا الأثر أخرجه: ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 32) قال: حدثنا وكيع، قال حدثني يحيى بن مسلم ... به نحوه، غير أنه قال عن أمه، بدل أبيه، وذكر أنها مولاة لعوف بن مالك الجابري. والبخاري في التاريخ (7/ 57) معلَّقًا عن وكيع وعلي بن هاشم، نا يحيى ابن مسلم، عن أبيه ... به. والدارقطني في سننه (1/ 70) من طريق مَسْعَدة بن اليَسَع، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عليًا ... فذكره بنحوه. قلت: ومَسْعَدة بن اليَسَع، هو الباهلي، هالك ضعَّفه الأئمة، بل كَذَّبه أبو داود. انظر: الميزان (4/ 98: 8467)؛ ديوان الضعفاء والمتروكين (ص 296: 4096). فمثله لا يُفْرح بمتابعته.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف لجهالة عوف بن مالك الجابري، والراوي عنه، وضَغفِ يحيى بن مسلم، حيث انفرد به، وهو ليِّن إذا انفرد لا يحتج به. لكن جاءت أحاديث وآثار تشهد لمعناه، ويكون بها حسنًا لغيره، وقد ذكرت هذه الشواهد تحت أثر رقم (18، 19)، وقد مضت قريبًا، مع حديث أبي قتادة الذي أشار إليه الحافظ هنا، وخرَّجته، وهو حديث صحيح، وعليه يَنْصَتُّ حكم الحافظ.
7 - باب طهارة المسك
7 - بَابُ طَهَارَةِ المِسْك 21 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو همَّام، الْوَلِيدُ بْنُ شُجاع، ثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْأَنْصَارِيُّ -مِنْ بَنِي بَياضة- ثَنِي أَيُّوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّع، عَنْ مَوْلًى لِسَلَمَةَ (¬1) بْنِ الأكْوع عَنْ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْخُذُ المِسْك وَيَمْسَحُ (¬2) بِهِ رأْسَه ولحيته (¬3). ¬
21 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير أبي يعلى في مسنده، وقد ذكره السيوطي في الجامع الصغير (2/ 114)، وعزاه إلى أبي يعلى فقط، وتبعه على ذلك المناوي في الفيْض (5/ 193: 6932)، والألباني في ضعيف الجامع الصغير (4/ 214: 4521)، كما ذكره البُرْهان فوري في الكنز (7/ 123: 18292) وعزاه إلى أبي يعلى فقط.
الحكم عليه: الحديث ضعيف بهذا الإسناد، لأن فيه محمد بن عبد الله الأنصاري ولم أجد له ترجمة، وأيوب بن عبد الله، وهو مجهول، كما أن مولى سلمة بن الأكوع وإن كان
الاحتمال الاقوى أنه يزيد، ويحتمل أن يكون غير يزيد، وإبراهيم بن إسماعيل، وهو ضعيف. لكن له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن لغيره، منها: 1 - حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كأنِّي انظر إلى وَبيص الطيب في مفارق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مُحْرِم). أخرجه البخاري (الفتح 3/ 396: 1538)، ومسلم (2/ 849: 1190)، وفي لفظ عنده (المِسْك) وفي آخر (في رأسه ولحيته). حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (كَانَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُكَّة يتطيَّب منها). أخرجه أبو داود (4/ 394: 4162)، والترمذي في الشمائل (ص 181: 207)، وابن سعد في الطبقات (1/ 399)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (ص 98)، قال ابن المُلَقِّن (البدر المنير ق 1 ص 467): إسناده صحيح ورجاله كلهم ثقات، مخرَّج لهم في الصحيح. كلما صححه الألباني (مختصر الشمائل ص 116: 185)، وقال: وإسناده صحيح على شرط مسلم. كما يشهد له حديث أبي سعيد رضي الله عنه عند مسلم (4/ 1765: 2252)، والترمذي (3/ 317: 991، و 992)، وأحمد (3/ 40). وحديث أنس رضي الله عنه، عند النسائي (7/ 61، 62)، وأحمد (3/ 128)، وصحح إسناده ابن المُلَقِّن في البدر المنير (ق 1ص 468) وحسَّنه عبد القادر الأرناؤوط في جامع الأصول (4/ 766: 2913). وحديث أنس أيضًا رضي الله عنه في أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يرد الطيب. أخرجه البخاري (الفتح 10/ 370: 5929).
8 - باب طهارة النخامة والدموع
8 - بَابُ طَهَارَةِ النُّخَامَةِ وَالدُّمُوعِ 22 - أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا ثَابِتُ بْنُ (¬1) حمَّاد -أَبُو زَيْدٍ- ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ (¬2) بْنِ المسيِّب، عَنْ عمَّار رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا أَسْقِي نَاقَةً لِي، بَيْنَ يَدَيَّ (¬3) فَتَنَخَّمْت، فَأَصَابَتْ نُخَامتي (¬4) ثَوْبِي، فَأَقْبَلْتُ أَغْسِلُ ثَوْبِي مِنَ الرَّكوة الَّتِي بَيْنَ يَدَيَّ، فَقَالَ: (يَا عمَّار، مَا نَخَامَتُكَ وَدُمُوعُ (¬5) عَيْنَيْكَ إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْمَاءِ الَّذِي فِي رَكْوَتك، إِنَّمَا يُغْسَل (¬6) مِنَ الْبَوْلِ، وَالْغَائِطِ، والمَنِيِّ مِنَ الماء الأعظم، والدم، والقيء (¬7). ¬
22 - تخريجه: أخرجه البزَّار في مسنده (كشف الأستار 1/ 131: 248)، والدارقطني في سننه =
= (1/ 127)، والطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (ج 1، ل 51). والكبير. انظر: مجمع الزوائد (1/ 283)، إذ يبدو أن مسند عمار في المفقود من المعجم الكبير، والبيهقي تعليقًا في سننه (1/ 14)، وأبو نُعَيم في ذكر أخبار أصبهان (2/ 309)، وابن عدي في الكامل (2/ 525)، ومن طريقه ابن الجوزي في العِلَل (1/ 331: 542)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 176: 220)، كلُّهم من طريق ثابت بن حمَّاد، عن علي بن زيد، به. قال البزَّار عن ثابت بن حماد: وإن ثقة. ثم قال: تفرَّد به إبراهيم بن زكريا، ولم يتابع عليه، وثابت بن حماد لا نعلم روى غير هذا الحديث. وقال الدارقطني: لم يروه غير ثابت بن حماد، وهو ضعيف جدًا، وإبراهيم وثابت ضعيفان. وقال الطبراني: لا يروى عن عمار إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به ثابت. وقال البيهقي بعد ذكره للحديث: فهذا باطلٌ لا أصل له، وإنما رواه ثابت بن حمَّاد عن علي بن زيد، عن ابن المسيِّب، عن عمار، وعلي بن زيد غير مُجْتَج به، وثابت بن حماد متهم بالوضع. وقال ابن عدي: ولا أعلم روى هذا الحديث عن علي بن زيد، غير ثابت بن حمّاد. (الكامل 2/ 525). قلت: توثيق البزَّار لثابت هذا، وقوله إن إبراهيم بن زكريا تفرَّد به، فيه نَظَر. أمَّا ثابت فليس بثقة، ولا يَقْرُب من ذلك، بل هو ضعيف جدًا، كما حَكَم عليه الأئمة بذلك، قال الذهبي: ضعيف باتفاقهم. (المغني 1/ 120). وأما إبراهيم بن زكريا، فقد تابعه محمد بن أبي بكر المقدَّمي، كما عند أبي يعلى، والطبراني، وابن عدي، والعُقَيلي. كما تابعه إبراهيم بن عَرْعَرة، جاء ذلك عند ابن عدى.=
الحكم عليه: الحديث ضعيف بهذا الإسناد، وذلك لتفرُّد ثابت بن حماد به وهو ضعيف جدًا، لا يحتج بحديثه. وقد مضى قريبًا أن الدارقطني، والطبراني، والبيهقي وابن عدي، حكموا على هذا الحديث أنه تفرد به ثابت. ومضى أيضًا قول البيهقي: فهذا باطل لا أصل له. وقال الحافظ في لسان الميزان (2/ 76): وقال ابن تيميَّه فيما نقله عنه ابن عبد الهادي في التنقيح: هذا الحديث كذب عند أهل المعرفة. وقال ابن المُلَقِّن (البدر المنير ق 1، ص 457): هذا الحديث باطل لا يحل الاحتجاج به. وأما قول الزيلعي رحمه الله في نصب الراية (1/ 211): قلت: وجدت له متابعًا عند الطبراني، رواه في معجمه الكبير من حديث حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، به سندًا ومتنًا. وبقيَّه الإسناد: حدثنا الحسين بن إسحاق التُسْتَرى، ثنا علي بن بحر، ثنا إبراهيم بن زكريا العجلي، ثنا حماد بن سلمة، به ... -ثم قال-: وثابت هذا قال شيخنا علاء الدين: ما رأيت أحدًا بعد الكشف التام جعله متهمًا بالوضع غير البيهقي. اهـ. قلت: ما نقله رحمه الله عن الشيخ علاء الدين -وهو التُرْكُماني- لا ينفي التضعيف الشديد الذي حكم به الأئمة. وأمَّا هذه المتابعة التي ساقها، فالذي يظهر أنها خطأ من إبراهيم بن زكريا، فإنه أهلٌ لذلك، ومما يؤيد هذا الاحتمال، عِدَّةُ أمور هي: 1 - قول الهيثمي رحمه الله بعد أن خرّج الحديث من مُعْجَمي الطبراني الأوسط والكبير، ومسندي أبي يعلى والبزار: ومدار طُرُقه عند الجميع على ثابت بن حماد، وهو ضعيف جدًا، والله أعلم. انظر: مجمع الزوائد (1/ 283). 2 - أن البزَّار، والدارقطني، وأبا نُعَيم، أخرجوا هذا الحديث من طريق إبراهيم بن زكريا عن ثابت بن حماد.=
= 3 - أن الدارقطني والبيهقي وابن عدي، وكلهم من الحفاظ ذوي الاستقراء العظيم للطرق والأسانيد، كلهم حكموا أن هذا الحديث تفرد به ثابت بن حماد فكيف تغيب عنهم هذه المتابعة المهمة من هذا الإِمام الكبير؟. بل إن الطبراني -نفسه- الذي نقل الزيلعي هذه المتابعة من معجمه قال: لا يُرْوَى عن عمار إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به ثابت. 4 - وقد جزم الحافظ ابن حجر، وابن الملقن بغلط إبراهيم بن زكريا في ذلك. قال الحافظ في التلخيص (1/ 44): قلت: رواه البزَّار والطبراني من طريق إبراهيم بن زكريا العجلي، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، ولكنَّ إبراهيم ضعيف وقد غلط فيه، إنما يرويه ثابت بن حماد.
9 - باب الآنية
9 - بَابُ الآنِيَة 23 - قَالَ (¬1) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، "ثنا" (¬2) حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ -أَخِيهِ (¬3) - عَنْ مُحَمَّدِ بن إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَأَيْتُ عِنْدَهُ قَدَحا مِنْ خَشَب، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يشرب منه ويتوضأ (¬4). ¬
23 - تخريجه: أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 184)، من طريق أحمد، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، به، إلَّا أن في إسناده: محمد بن أبي إسماعيل.
الحكم عليه: الحديث ضعيف لجهالة محمد بن علي الجُعْفي وشيخه محمد بن إسماعيل. لكن له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن لغيره، ومنها:=
= 1 - حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - وتوضأ بكُوز. أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده -والبزَّار في مسنده- وقد مضى الحديث برقم (5) فليراجع-، ولكن في إسناده محمد بن أبي حفص العطًّار، وثقه ابن حبَّان وقال: كان يخطئ، وقال الأزدي: يتكلمون فيه مع أن الحافظ -هناك- حسَّن إسناده، وعندي أنه لا يصل بهذا الإسناد إلى درجة الحسن، فلعلَّه يعني أنه حسن لغيره، والله أعلم. 2 - حديث أم سلمة رضي الله عنها في أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ بالمَكُّوك، ويغتسل بالقَفيز، وقد مضى برقم (3، 4) وإسناده ضعيف، أخرجه ابن أبي شيبة والحارث في مسنديهما. 3 - حديث أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - توضأ بنصف مُدٍّ. أخرجه أبو يعلى في مسنده. وفي إسناده ضعف، وقد مضى برقم (6) فليراجع. 4 - ما أخرجه البخاري في تاريخه (3/ 212)، حيث قال: قال موسى بن إسماعيل، حدثنا خازم بن القاسم، قال: رأيت أبا عَسيب يشرب في قَدَح من هذا الخشب الأبيض، لم يُنْحت، فقلت: ألا تشرب في أقداحنا هذه الرِّقاق؟ قال: وما يمنعني أن أشرب فيه وآكل فيه حتى أموت، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم -يشرب فيه. قلت: وموسى بن إسماعيل هو التبُوذكي، وهو ثقة ثبت. وأبو عَسيب: هو مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قيل اسمه أحمر. لكن عِلَّة هذا الإسناد، خازم المذكور، فقد قال عنه الذهبي: فيه جهالة، وقال أبو حاتم: شيخ. انظر: الجرح والتعديل (3/ 392)؛ الميزان (1/ 626). 5 - ما أخرجه البخاري في صحيحه (10/ 99) عن عاصم الأحْول قال: رأيت قَدَح النبي - صلى الله عليه وسلم - عند أنس بن مالك رضي الله عنه وكان قد انْصَدَع فَسَلْسَله بفضَّة، قال: وهو قَدَح جيِّد عريض من نَضار، قال: قال أنس: لقد سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في=
= هذا القَدَح كثر من كذا وكذا. والنَضار: هو أجود الخَشَب للآنية، وقيل: إنه من أَثْل وَرْسي اللون بغُور الحجاز. انظر: المعجم الوسيط (2/ 929)؛ ترتيب القاموس (4/ 387). 6 - ما أخرجه الإِمام أحمد (3/ 260)، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - أُتي بقدح من ماء فتوضأ، وإسناده صحيح. 7 - ما أخرجه أحمد -أيضًا- (3/ 343) عن عبد الرحمن بن أبي قِراد أنه خرج مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - حاجًا، ولما أراد - صلى الله عليه وسلم - قضاء حاجته. تبعه بإداوة أو قَدَح، فتوضأ منها.
24 - "قَالَ أَبُو يَعْلَى" (¬1) حَدَّثَنَا حَفْص بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو عُمَرَ، الْحُلْوَانِيُّ، ثنا دُرُسْت بْنُ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: (يَا بُنَيَّ ادْعُ لِي مِنْ هَذِهِ الدَّارِ بِوَضُوءٍ) فَقُلْتُ: رَسُولُ اللَّهِ يَطْلب (¬2) وَضُوءًا، فَقَالَ (¬3): أَخْبِرْهُ أَنَّ دَلْوَهُ (¬4) جِلْدُ مَيْتَةٍ، قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: (سَلْهُمْ هَلْ دَبَغُوهُ)؛ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: (فإن دباغه طهرره) (¬5). ¬
24 - تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 969)، من طريق أبي يعلى، به. وأخرجه الطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (ج 1، ل 38)، من طريق أبي قُرَّة موسى بن طارق اليماني، عن ابن جرَيْج. أخبرني أبو قَزَعَة -وهو سُوَيد بن حُجَير الباهلي-، عن أنس بن مالك، به نحوه. قال الطبراني: لم يروه عن ابن جُرَيج، إلَّا أبو قُرَّة. قال الهيثمي في المجمع (1/ 217): وإسناده حسن. وهو كما قال رحمه الله، فإن رجاله ثقات، إلَّا أبو حمَّة محمد بن يوسف الزبيدي، الراوي عن أبي قُرَّة فإنه صدوق. ومن هذا الطريق أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 63: 189) فقال: أخبرنا=
= ابن جُرَيج، قال: حدثني غير عَطَاءٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، به، مثل لفظ الطبراني. وهذا مُرْسَل، والمُرْسِل له مبهم، أوضحه إسناد الطبراني وأنه موصول.
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف الإسناد بسبب دُرُسْت بن زياد ويزيد الرقاشي. وقد ذكره البوصيري في إتحاف الخيرة (ص 101: 73، كتاب الطهارة، باب طهارة جلد ما يؤكل لحمه ...) نقلًا عن أبي يعلى، ثم قال: قلت يزيد بن أبان الرقاشي ضعيف. وفاته أن دُرُسْت أضعف منه. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 217)، وقال: وفيه دُرُسْت بن زياد عن يزيد الرقاشي، وكلاهما مختلف في الاحتجاج به. لكن بعد المتابعة التي أخرجها الطبراني، وعبد الرزاق يصير الحديث بها حسنًا لغيره. كلما أن الحديث له شواهد يصل بها إلى درجة الصحيح لغيره، ومن هذه الشواهد: 1 - حديث ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - مرَّ بشاة ميتة، فقال: (هلَّا استمتعتم بإهابها؟)، قالوا: إنها مَيْتة، قال: (إنما حرم أكلها). أخرجه البخاري (9/ 658: 5531)، ومسلم (1/ 276: 363، 364، 365). واللفظ للبخاري. 2 - حديث ابن عباس أيضًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إذا دُبِغ الإهاب، فقد طَهُر). أخرجه مسلم (1/ 277: 366)، ومالك في الموطأ (2/ 498: 17)، وأبو داود (4/ 367: 4123)، والترمذي (4/ 221: 1728)، والنسائي (7/ 173)، وأحمد (1/ 219). 3 - حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - أمر أن يستمتع بجلود الميتة إذا دُبغَت.=
= أخرجه مالك في الموطأ (2/ 498: 18)، وأبو داود (4/ 368: 4124)، والنسائي (7/ 174)، وابن ماجه (2/ 1194: 3612). وصححه الألباني (صحيح الجامع 1/ 634: 3359)، وعبد القادر الأرناؤوط. انظر: جامع الأصول (7/ 111). وفي الباب عن سَلَمَة بن المُحَبَّق، وسَودة بنت زَمْعَة وميمونة، وابن عمر، وابن عباس -أيضًا-، وأمُّ سلمة وزيد بن ثابت، وجابر، وأنس، وابن مسعود، رضي الله عنهم، بل حكم لها الطحاوي، والكتَّاني بأنها متواترة. انظر: البخاري (11/ 569)، ومسلم (1/ 277)، وأبي داود (4/ 367)، والترمذي (4/ 221)، والنسائي (7/ 173)، وابن ماجه (2/ 1194)، ومصنَّفي ابن أبي شيبة (8/ 378)، وعبد الرزاق (1/ 62)، والدارقطني (1/ 41)، وأحمد (3/ 476، 6/ 329)، وابن حبَّان في الإحسان (2/ 286)، والحاكم (1/ 161)، والبيهقي (1/ 19 - 21)، وشرح معاني الآثار (1/ 469)؛ وقيل الأوطار (1/ 75)؛ والبدر المنير (ق 1، ص 574)؛ ونصب الراية (1/ 115)؛ والتلخيص الحبير (1/ 58)؛ وكنز العمال (9/ 418)؛ ومجمع الزوائد (1/ 217)؛ ونظم المتناثر (ص 21:35).
25 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بكَّار، ثنا فَرَج بْنُ فَضالة، عَنْ يَحْيَى بْنِ (سَعِيدٍ) (¬1) عَنْ عَمْرة، عَنْ أمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَاتَتْ شَاةٌ لَنَا، كُنَّا نَحْتَلِبها، فسأَلنْا (¬2) رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْهَا فَقَالَ: (مَا فَعَلَتْ شَاتُكُمْ يَا أمَّ سَلَمَةَ؟) قَالَتْ: قُلْتُ: مَاتَتْ فَأَلْقَيْنَاهَا، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - و: (أَلَا كُنْتُمْ تَنْتَفِعُونَ بِإِهَابِهَا). قَالَتْ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا مَيْتَةٌ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إِنَّ دِبَاغَهَا أحلَّها، كَمَا أَحَلَّ الخمرَ الحلُّ). قَالَ فَرَج: يَعْنِي أَنَّ الْخَمْرَ إِذَا تَغَيَّرت فصارت خلاَّ، حلَّت (¬3). ¬
25 - تخريجه: أخرجه الدارقطني في سننه (1/ 49: 4/ 266)، والطبراني في الكبير (23/ 360: 847) والأوسط (مجمع البحرين ج 1، ل 39)، والبيهقي في سننه (6/ 38)، وابن عدي في الكامل (6/ 2054). كلهم من طريق فَرَج بن فضالة، به، وألفاظهم متقاربة، قال الدارقطني: تفرد به فرج بن فضالة، عن يحيى، وهو ضعيف، يروى عن يحيى بن سعيد أحاديث عدة لا يتابع عليها. وقال الطبراني في الأوسط: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد، إلَّا فرج بن فضالة. وقال ابن عدي: وحديث يحيى بن سعيد، عن عمرة، لا يرويه عن يحيى غير فرج، وله عن يحيى غيره مناكير.
الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف فرج بن فضالة، خصوصًا وهو من=
= روايته عن يحيى بن سعيد، وهي منكرة، ولذا ضعفه الحافظ في التلخيص (1/ 62) بفَرَج بن فضالة، أمَّا قول البوصيري عنه في الإتحاف (ص 102: 74): (إسناد رجاله ثقات)، ففيه نظر لحال فرج بن فضالة كما عرفت، لكن الحديث يشهد له أحاديث صحيحة، أوردت بعضها، وأشرف إلى أماكن أخرى غيرها، وقد مضت في الحديث الذي قبله، فهو بها حسن لغيره إن شاء الله تعالى. أمَّا إباحة الخمر بعد تخللها بنفسها. فيشهد له: 1 - ما أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 252)، وأبو عُبَيْد في كتاب الأموال (ص 105: 288)، والبيهقي في سننه (6/ 37)، واللفظ لابي عبيد، من طريق ابن أبي ذِئب، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أسلم، قال: قال عمر بن الخطاب: لا تأكل خلاًّ من خَمْرأُفْسِدت، حتى يبدأ الله بفسادها -وذلك حين طاب الخَلُّ- ولا بأس على امرئ أصاب خلا من أهل الكتاب أن يبتاعه، ما لم يعلم أنهم تعمَّدوا إفسادها. ورواية البيهقي، بنحو هذه، لكن جاء فيها أنه قال ذلك في الجابية. قلت: وهذا إسناد صحيح. كلما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 202) من نفى هذا الطريق إلَّا أن عنده، أنه من قول أسلم. وادَّعى ابن قدامة رحمه الله أن كلام عمر هذا قاله وهو على المنبر، وأن الصحابة لم ينكروا ذلك فكان إجماعًا منهم لما ذهب إليه. انظر: المغني (8/ 220). وروى ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 202) بإسناد صحيح عن مثنى بن سعيد، قال: شهدت عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامله بواسط، أن لا تحملوا الخمر من قرية إلى قرية، وما أدركت فاجعله خلًا. لكن وجَّة أبو عُبَيد عمل عمر هذا بأنه في خمر أهل الذمة، أما خمر المسلمين فلا يجوز.=
= انظر: كتاب الأموال (ص 107). 3 - وروى عبد الرزاق في المصنف (9/ 202)، وابن سعد في الطبقات (8/ 485)، وأبو عبيد الله في الأموال (ص 106: 291)، والبيهقي في سننه (38/ 6)، كلهم من طريق سليمان التيمي، عن أم خِداش، قالت: رأيت عليًا رضي الله عنه يصطبغ بخل الخمر، واللفظ لأبي عبيد. وأخرجه ابن سعد وأبو عبيد عن إسماعيل بن إبراهيم عن سليمان، والبيهقي عن يزيد بن هارون وهذا إسناد صحيح، إلَّا أن أم خِداش لم أعرف حالها، فقد ذكرها ابن سعد (8/ 485)، ولم يذكر فيها شيئًا إلَّا أنها روت عن علي، وأورد لها هذا الحديث. 4 - وروى عبد الرزاق في المصنف (9/ 252) عن عطاء وابن سيرين بأسانيد صحيحة أنهم لا يرون بأسًا بخل الخمر. قلت: والمقصود بالخلِّ الواردة في حديث الباب -هي والله أعلم- المتغيرة بغير فعل آدمي، أو كانت متخلِّلة من خمر أهل الكتاب، فإن هذا هو الموافق لحديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ عن الخمر تُتَّخذ خلًّا. قال: (لا). أخرجه مسلم (3/ 1573: 1983)، والترمذي (3/ 389: 1294)، وأحمد (3/ 119: 260)، وفي روايته أن أبا طلحة سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أيتام ورثوا خمرًا، فقال: (أهْرِقها) قال: أفلا نجعلها خلًا؟ قال: (لا). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. كلما أن هذا هو الذي عليه جمهور العلماء، حكى ذلك ابن قدامة. (المغني 8/ 320). حيث قال: فأما إذا انقلبت بنفسها فإنها تطهير وتحلُّ في قول جميعهم.
26 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ "ثنا" (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الخُزاعي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا نُصيب مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَغَانِمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ الأسقية والأوعية فنقسمها كلَّها ميتة. ¬
26 - تخريجه: هذا الحديث له طريقان عن عطاء، عنا جابر رضي الله عنه: * الأول: سليمان بن موسى، عنه: أخرجه الحارث -كما هنا- في مسنده، وأحمد في مسنده (3/ 327، 343، 379، 389) من ثلاث طرق، والطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ص 816 - 818: 1205، 1206)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 473)، كلهم عن محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى، به، مثله. إلا أن في ألفاظ أحمد زيادة واو قبل (كلها)، وفي اللفظ الثالث: (فيقتسمها) بالياء، بدل النون. ولفظ الطحاوي فيه زيادة (فننتفع بذلك) في آخره. وعند الطبري طريق آخر عن عتبة بن أبي حكيم، عن سليمان، به. * الثاني: بَرْد بن سنان، عنه: أخرجه أحمد في مسنده (3/ 379)، وأبو داود (4/ 177: 3838)، ومن طريقه البيهقي في سننه (1/ 32، 10/ 11)، من طريق عبد الأعلى وإسماعيل عنه، به نحوه.؛ إلا أن أحمد من طريق عبد الأعلى فقط، وابن أبي شيبة (8/ 279)، من طريق إسماعيل فقط، لكن بمعناه.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده حسن، ولا يؤثِّر فيه وصف الإرسال في عطاء وسليمان، فإن الأئمة لم يذكروا أن رواية سليمان، عن عطاء مرسلة، وهكذا الحال في رواية عطاء عن جابر.=
= لكن الحديث جاء له متابع، من طريق برد بن سنان -وهو صدوق يرى القدر-، عند أحمد وأبي داود والبيهقي وابن أبي شيبة -وقد سبق الإشارة إلى أماكنها- وإسنادها حسن، فأصبح الحديث صحيحًا لغيره. وقد صحح إسناده الألباني، وقواه عبد القادر الأرناؤوط وشعيب الأرناؤوط. انظر: إرواء الغليل (1/ 76)؛ جامع الأصول (1/ 387)؛ شرح السنّة (11/ 201). وللحديث شواهد تزيده قوة، منها: 1 - حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه: أخرجه البخاري (9/ 622: 5496)، ومسلم (3/ 1532: 1930)، وأبو داود (4/ 177: 3839)، والترمذي (4/ 129: 1506) 2 - حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أخرجه البخاري (1/ 447: 344)، ومسلم (1/ 474: 682)، وأحمد (4/ 434). 3 - أثرين عن ابن سيرين رحمه الله: (أ) قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - يظهرون على المشركين فيأكلون في أوعيتهم، ويشربون في أسقيتهم. (ب) كانوا يكرهون آنية الكفار، فإن لم يجدو منها بدًّا غسلوها، وطبخوا فيها. أخرجهما ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 281) بإسنادين صحيحين.
27 - وَقَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، ثنا حَبيب بْنُ "جُرَيّ" (¬1)، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يُعْجِبُه الإِناء المُنْطَبِق. ¬
27 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 230: 4274، كتاب الأشربة، في تخمير الشراب ووِكاء السِّقاء)، من نَقس طريق مسدد، فقد قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الودأك عن حَبيب بن جُرَي ... به بلفظه. وقد تصرف محقق المصنَّف، فأزال الصواب، وأثبت الخطأ، مُعْتَمِدًا على التهذيب، ومهملًا ما أجمعت عليه نسختا المصنف، فإنه ذكر أن العبارة في النسختين هكذا: (... أبي الورَّاك -وفي الأخرى (الوداك- أبي حبيب بن جُرَي)، فأشكل عليه أن هذه الكنية لجَبْر بن نوف الهَمْدَاني، فظنَّ أن هناك خطأً، فأزال هذه العبارة، وأثبت الإسناد هكذ .. (عن أبي الوداك جبر بن نوف، عن أبي جعفر) فأخطأ من حيث لا يدري، فإن (أبي) الثانية التي جاءت في نسخ المصنف يُحْتَمَل أنها تحرفت عن إحدى صِيَغ التَحَمُّل. وقد ذكر السيوطي هذا الحديث في الجامع الصغير (2/ 119)، والألباني في ضعيف الجامع الصغير (4/ 225: 4579)، والبرهان فوري في الكنز (7/ 110: 18220) وعزوه إلى مسدد فقط.
الحكم عليه: الحديث ضعيف بهذا الإسناد، وسبب ضعفه علَّتان: 1 - الإرسال. 2 - ضعف حال حَبيب بن جُرَي، فإن حديثه -والله أعلم- لا يصل إلى
= درجة التحسين، وإنما يمكن أن يكون في أقوى الضعيف نظرًا لثناء ابن معين، وذكر ابن حبان له في الثقات. وأمَّا كلام ابن سعد في ترجمة الباقر فإنه أغلبي، وإلاَّ فقد روى عنه أئمة ثقات. ولذا ضعفه السيوطي في الجامع الصغير (2/ 119)، وأقرَّه على ذلك المناوي في الفيض (5/ 232: 7105)، كما ضعفه أيضًا الألباني في ضعيف الجامع الصغير (4/ 225: 4579). لكن الحديث له شواهد ترفعه إلى درجة الحسين لغيره، ومنها: 1 - حديث جابر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: (إذا كان جنح الليل -أو أمسيتم- فكفُّوا صبيانكم) وفيه (وأوْكُوا قِرَبكم، واذكروا اسم الله، وخَمِّروا آنيتكم، واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئًا ...) متفق عليه. أخرجه البخاري (الفتح 10/ 88: 5623)، ومسلم (3/ 1595: 2012). 2 - حَدِيثُ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقَدَح لبنٍ من النَقيع، ليس مخمَّرًا، فقال: (ألا خَمَّرته ولو تعرض عليه عودًا) متفق عليه. أخرجه البخاري (الفتح10/ 70: 5605)، ومسلم، واللفظ له (3/ 1593: 2010)، لكن البخاري جعله من مسند جابر رضي الله عنه. 3 - حديث جابر رضي الله عنهما، أيضًا، قال: كنا مع رسول الله فاستسقى، فقال رجل: يا رسول الله، ألا نسقيك نبيذًا؟ فقال (بلى) قال: فخرج الرجل يسعى، فجاء بقدَح فيه نبيذ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (ألا خمَّرته ولو تعرض عليه عودًا) قال: فشرب. أخرجه مسلم (3/ 1593: 2011). 4 - حديث أبي هريرة الآتي برقم (31).
28 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ: حَدَّثَنِي حَبيب بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أُمِّ "مُسْلم" (¬1) الأشَجْعِيَّة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ عليَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا فِي قُبَّه فَقَالَ: (نِعَمَ القُبَّة، إِنْ لَمْ يَكُنْ فيها مَيْته). ¬
28 - تخريجه: أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (156/ 25: 376)، من طريق مسدد، به، بلفظه، لكن وقع وهم من الناسخ والله أعلم، فجاء الحديث عنده من رواية يحيى بن سعيد، عن حبيب بن أبي ثابت، وهذا خطأ واضح، فإن يحيى بن سعيد لم يدرك حَبيبا، وما كان يدلس ولا يرسل، والراوي عن مسدد ثقة، وهر معاذ بن المثنى. كلما أخرجه أحمد في المسند (6/ 437)، وابن سعد في الطبقات (7/ 308)، والطبراني في الكبير (25/ 156: 375)، وابن الأثير في أُسْد الغابة (5/ 619)، وابن السكن، وابن منده. نقل ذلك الحافظ في الإصابة (4/ 496)، كلهم من طريق سفيان الثوري عن حبيب، به، ولفظه عند أحمد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاها وهي في قُبَّه، فقال: (ما أحسنها إن لم يكن فيها مَيْتَة) قالت: فجعلتُ أتتبعها. والحديث ذكره البرهان فوري في الكنز (16/ 742: 46606) ونسبه إلى مسدد فقط، لكنها بلفظ (الغُبَّه) بالغين الموحدة بدل القاف، وفسَّرها المحقق بالبُلْغَة من العيش، والظاهر أنه تحريف ولا معنى له.
الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف بهذا الإسناد؛ لأن فيه رجلًا مجهولًا، وتدليس حبيب بن أبي ثابت، وقد عنعن هنا. أما حديث ابن عكيم مرفوعًا بلفظ (لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب) أخرجه أحمد (4/ 310، 311)، وأبو داود (4/ 370)، والترمذي (4/ 222)، والنسائي (7/ 175)، وابن ماجه (2/ 1194) وغيرهم، فإنه حديث مضطرب لا يُقَوِّي هذا الحديث ولا يرفعه إلى درجة الحسن لغيره. انظر: البدر المنير (ق 1، ص 586).
29 - وَقَالَ مُسَدَّد (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ صَدَقَة بْنِ المُثَنَّى، حَدَّثَنِي جَدِّي رِياح بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ نَاسٌ يُقْرئُهم فَدَعَا بِشَرَابٍ، فَقَالَ: أمَا إِنَّ (¬2) هَذَا الشَّرَابَ كَانَ فِي سِقاء مَنيحَة لنا ماتت. ¬
29 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 381، كتاب العَقيقة، في الفِراء من جلود المَيْتَة إذا دُبغَت)، حدثنا عبد الرحيم، عن صَدَقة، به، مختصرًا. وابن المنذر في الأوسط (2/ 267، كتاب الدباغ، ذكر اختلاف أهل العلم في الانتفاع ...) (ث: 855)، ثنا أبو أحمد، ثنا يعلى، ثنا صدقة، به، نحوه، ولفظه أتم. والطبري في تهذيب الآثار. (مسند ابن عباس ص 830: 1232)، ثنا أبو كُرَيب، ثنا ابن فُضَيل، عن صدقة، به، بنحوه.
الحكم عليه: هذا موقوفٌ صحيحُ الإسناد، ورجال إسناده ثقات.
30 - قَالَ (¬1) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ "بَحْر" (¬2) (ثنا) (¬3) سُلَيْم بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا النَضْر بْنُ عَرَبِيٍّ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عبَّاس رَضِيَ الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ إنمَّا (¬4) يُجَرْجِر فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي صَحِيحَيْهِمَا (¬5) عَنْ أُمِّ سَلَمة (¬6). (2) حَدِيثُ أَبِي عُثْمَانَ فِي آنِيَةِ الْمُشْرِكِينَ، يَأْتِي فِي تَرْجَمَتِهِ (¬7) مِنْ كِتَابِ المناقب (¬8) إن شاء الله تعالى. ¬
30 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (5/ 101: 2711)، وفي معجم شيرخه (ص 40:=
= (6) بنفس هذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 373: 12546)، والأوسط. (انظر: مجمع البحرين ج 1، ل 39)، والصغير (1/ 200: 319)، وابن عدي في الكامل (3/ 1166)، والخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 156)، ومن وافقت كنيته اسم أبيه. (انظر: البدر المنير ق 1، ص 636). كلهم من طريق محمد بن بَحْر الهُجَيمي، ثنا سُلَيم بن مُسْلِم، به، مثله. قال الطبراني في الصغير: لم يروه عن النَضْر بن عربي إلَّا سليم بن مسلم، تفرد به محمد بن بحر الهجيمي. وقال ابن عدي: هذا الحديث عن النضر بن عربي هذا صوابه، وفي النسخ: عزيز، ويرويه سليم، على أنَّه قد رواه غيره، إلَّا أنه ضعيف، عن النضر غير محفوظ. قال الهيثمي رحمه الله في المجمع (5/ 77) عن هذا الحديث: رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة، وفيه محمد بن يحيى، ابن أبي سَمِيْنَة، وقد وثَّقه أبو حاتم، وابن حبَّان، وغيرهما، وفيه كلام لا يضر. وبقية رجاله ثقات. اهـ. كذا قال، وهذا وَهْم، ولذا تعقَّبه الألباني حفظه الله في الإرواء (1/ 69)، وذكر أن ابن أبي سَمِينَه ليس له ذكر في المعجمين الكبير والصغير. قلت: وأيضًا ليس في "الأوسط" ولا أبي يعلى، ولا من خرج الحديث سواهما، أما قوله: وبقية رجاله ثقات، ففيه نظر أيضًا، لأن فيه سُلَيم بن مسلم، والهُجَيمي، وكلاهما متروك الحديث. ولعل في النسخة التي نقلوا عنها من مسند أبي يعلى: (ابن يحيى)، بدل (ابن بحر). وأخرجه أحمد (1/ 321)، والطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (ج 1: 39)، من طريق خُصَيف، عن سعيد بن جُبَير، وعن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ولفظه مختصر.=
= قال الهيثمي في المجمع (5/ 76): ورجالهما -يعني أحمد والطبراني- رجال الصحيح. وفي هذانظر، فإن خُصَيفًا ليس من رجال الصحيح، بل قال عنه الحافظ: صدوق سيِّئ الحفظ، خَلَّط بآخرة، ورُمي بالإرجاء. فمثله يستأنس بحديثه ولا يُعْتَمَد عليه، ولذا قال الألباني: وإسناده حسن في الشواهد والمتابعات. الإرواء (1/ 70)؛ التقريب (ص 193: 1718).
الحكم عليه: إسناد حديث الباب ضعيف؛ لأن فيه سُلَيم بن مسلم الخَشَّاب، وهو متروك، لا يحتج بحديثه. ولذا ضَعَّفه الحافظ ابن حجر في التلخيص (1/ 63)، وقال عن سند أبي يعلى: وفي السند النَضْر بن عربي، كذا قال، ولي عليه ملاحظتان: 1 - أن في الإسناد: الهُجَيمي، منكر الحديث، وسليم بن مسلم متروك، والإعلال بهما هو الصحيح. 2 - أن النضر هذا قال عنه في التقريب: لا بأس به وهو كذلك، بل ربما كان أعلى من ذلك، ومثل هذا لا يتوقف في الاحتجاج به، فتأمَّل. كما ضعفه الألباني (الإرواء 1/ 69)، من أجل سليم بن مسلم الخشاب. أما المتابعة التي رواها أحمد والطبراني، فإنها لا تقوِّي الحديث لأن فيها خُصَيفًا، ولا يعتمد على حديثه إلَّا إذا تابعه من هو قريب منه، أو أقوى. لكن للحديث شواهد يقوى بها ليكون حسنًا لغيره منها: 1 - حديث أم سلمة رضي الله عنها الذي أشار إليه الحافظ هنا، ولفظه: (الذي يشرب في آنية الفضة، إنما يُجَرْجِر في بطنه نار جهنم)، وفي رواية لمسلم (من شرب في إناء من ذهب أو فضة. . .) الحديث. قال الحافظ ابن منده: وإسناده مجمع على صحته. (البدر المنير ق 1، ص 629).=
= 2 - حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما ولفظه: (أمَرَنا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بسَبْع، ونهانا عن سَبْع -إلى أن قال-: ونهانا عن خواتيم الذهب، وعن الشرب في الفضة، أو قال في آنية الفضة. . .) الحديث. أخرجه البخاري (الفتح 10/ 96: 6535)، ومسلم (3/ 1635: 2066). 3 - حديث حذيفة رضي الله عنه مرفوعًا: إلا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تلبسوا الحرير، فإنها لهم في الدنيا, ولكم في الآخرة). أخرجه البخاري (الفتح 10/ 96: 5633)، ومسلم (3/ 1637: 2067). وفي الباب عن: - عائشة رضي الله عنها: أخرجه أحمد (6/ 98)، وابن ماجه (2/ 1130: 3415)، قال البوصيري (زوائد ابن ماجه 3/ 109): إسناده صحيح، رجاله ثقات. وقال عنه العلامة الألباني: إسناده صحيح، رجاله ثقات، رجال الصحيحين. الإرواء (1/ 69)، بتصرف يسير. - ابن عمر رضي الله عنهما: أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 339: 563)، والدارقطني (1/ 40)، والجرجاني (تاريخ جرجان ص 109)، وقال الدارقطني: إسناده حسن. وقال الذهبي: هذا حديث منكر. الميزان (4/ 406)، وضعفه الألباني (الإرواء 1/ 70). - علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أخرجه الدارقطني في سننه (1/ 41)، ومن طريقه البيهقي (1/ 28)، قال ابن المُلَقِّن عن إسناده: (جيد). البدر المنير (ق 1، ص 637)، وقال الحافظ: (قوي). التلخيص (1/ 51). - أنس بن مالك رضي الله عنه: أخرجه البيهقي (1/ 28).
10 - باب في الأمر بتغطية الإناء بالليل
10 - بَابٌ فِي الْأَمْرِ بتَغْطِيةَ الإِناء بِاللَّيْلِ 31 - قَالَ أبو يعلى: حدثنا إبراهيم -هو ابن الحجاج- ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ أَبُو حُمَيد، أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِإِنَاءٍ فِيهِ لَبَن مِنَ النَّقِيْع (¬1) نَهَارًا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أَلَا خمَّرته، وَلَوْ أَنْ تَعْرُض (¬2) عَلَيْهِ بِعُودٍ) (¬3). *صحيحٌ، وَالْمَحْفُوظُ من حديث جابر رضي الله عنه. ¬
31 - تخريجه: الحديث أخرجه أحمد (2/ 367)، وابن ماجه (2/ 1129: 3411، كتاب الأشربة، باب تخمير الإناء)، كلاهما من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، بمعناه. وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا سهيلًا، فقد قال عنه الحافظ: (صدوق تغير بآخرة)، لكنه من=
= رجال مسلم. وقد روى له البخاري مقرونًا، مما يعني أنه إذا وافق الثقات فحديثه صحيح، ولذا قال البوصيري (مصباح الزجاجة 3/ 108): إسناده صحيح، ورجاله ثقات. كما أن الألباني صححه (صحيح ابن ماجه 2/ 248: 2754). ولهذا الحديث متابع، أخرجه أحمد (2/ 363) من طريق يونس بن عُبَيد، عن الحسين، عن أبي هريرة رضي الله عنه بمعناه. وهذا إسناد حَسَن، لولا عنعنة الحسن رحمه الله وهو البصري، وهو يرسل ويدلِّس. وقد صرَّح جمع كبير من الأئمة أنه لم يسمع من أبي هريرة، منهم أحمد، وابن المديني، وأيوب، وأبو زرعة، وأبو حاتم، بل صرح بَهْز بن حكيم ويونس بن عُبَيد الراوي عنه هنا، وابن معين بأنه لم يلق أبا هريرة. المراسيل لابن أبي حاتم (ص 34) وما بعدها. فيبقى الإِسناد منقطعًا.
الحكم عليه: حكم عليه الحافظ رحمه الله بأنه صحيح، وقال الهيثمي (المجمع 5/ 84): رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات. وهو كما قالا، فإن رجاله كلهم ثقات، وإسناده لا عِلَّة فيه. والمتابعة التي جاءت من طريق سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، وأيضًا الحسن، عن أبي هريرة، زادته قوة. لكن الحافظ رحمه الله أعلَّها بانها غير محفوظة، أي أنها شاذَّة، وإن لم يصرح بذلك، فقد أسلفت أن الذي يقابل المحفوظ هو الشاذ. وسبب هذا الإعلال الذي أورده ابن حجر رحمه الله أن هذا الحديث رواه الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عنه، وبهذا الوجه رواه عنه عدد من الأئمة، منهم: 1 - جَرير بن عبد الحَميد، الضَبِّي، قال عنه الحافظ، ثقة، صحيح الكتاب، ترجمته عند ح (160)، أخرجه من طريقه البخاري ومسلم. 2 - حفص بن غياث النخعي، قال عنه الحافظ: ثقة، فقيه تغير حفظه قليلًا=
= في الآخر، أخرجه من طريقه البخاري. 3 - أبو معاوية، محمد بن خازم، الضَرير، قال عنه الحافظ: ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش، أخرجه من طريقه مسلم، وأحمد، وأبو داود. انظر: فتح الباري (10/ 70)؛ صحيح مسلم (3/ 1593)؛ سنن أبي داود (4/ 118)؛ المسند (3/ 314). فمثل هؤلاء الأئمة الثقات، خصوصًا وأن أبا معاوية الضرير معهم، بل وفي حديث الأعمش أيضًا، لا يمكن أن تُرَجَّح عليهم رواية عبد العزيز بن مسلم وهو دون أحدهم في الثقة والضبط، فضلًا عن مجموعهم، بل فضلًا عن أبي معاوية في حديث الأعمش، ويغلب على الظن أنه يقع عليه ما وصفه به ابن حبَّان حين قال: (ربما وهم فأفحش)، ولا يمكن أن يقال هنا بتعدد الرواة للحادثة الواحدة، وأن أبا هريرة شاهدها، كما شاهدها جابر، فإن ذلك يمكن لو جاء عن أبي هريرة من غير هذا الوجه. ومما يزيد احتمال الوهم، أن أبا صالح، معروف بكثرة الرواية عن أبي هريرة، فربما وهم عبد العزيز هذا فسلك به الجادة. وخلاصة القول، أن هذا الإعلال يتصل بسند الحديث، أما مَتْنه، فهو صحيح، ثبت عن جابر، وأبي حُمَيد، في الصحيحين، ومسند أحمد، وغيرها وقد سبق تخريجها عند حديث رقم (27).
32 - "وَقَالَ" الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا عُبَيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ -مِنْ آلِ (¬2) أَبِي وَداعة- قَالَ: اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ (¬3): أَلَا آتِيكَ بِشَرَابٍ نَصْنَعُهُ (¬4)؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فأتي بإناء فيه نَبِيذ (¬5)، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (فَهَلَّا أَكْبَبَت عَلَيْهِ إناء وعَرَضْت (¬6) عَلَيْهِ عُودًا؟) قَالَ: فَشَرِبَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - منه (¬7) فقَطَّب (¬8)، فَدَعَا بِمَاءٍ فصَبَّ (¬9) عَلَيْهِ، ثم شرب وسقاه (¬10). ¬
32 - تخريجه: الحديث أخرجه الدارقطني (4/ 261، كتاب الأشربة وغيرها)، ومن طريقه الجَوْزُقاني (الأباطيل والمناكير 2/ 229: 619)، والبيهقي (8/ 304، كتاب الأشربة، باب الكسر بالماء وغيره)، ورواه من غير طريق الدارقطني.=
= كلهم من طريق الكَلْبي، عن أبي صالح، عن المطلب ابن أبي وداعة، به نحوه. قال الدارقطني: الكلبي متروك، وأبو صالح ضعيف واسمه باذان مولى أم هانئ. وقال الجَوْزُقاني: هذا حديث باطل، والكلبي، وأبو صالح متروكان كما أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ل 196). والحديث جاء من غير هذا الوجه، ويأتي بيان ذلك في الشواهد، عند الحكم على الحديث.
الحكم عليه: الحديث ضعيف بهذا الإسناد، بسبب ضعف ابن أبي ليلى والجهالة براوي الحديث، فإن كان غير صحابي، فهو مرسل، وإن كان هو جعفرًا، فحديثه مع الإرسال، ليِّن. ولذا ضعفه البوصيري، بابن أبي ليلى الإتحاف (ج 3 ل 173)، والحديث له شواهد، فإنه قد جاء من طريق: 1 - أبي مسعود، عقبة بن عمرو الأنصاري قال: عَطِش النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر نحوه: أخرجه النسائي (8/ 325 ذكر الأخبار التي اعتلَّ بها من أباح شراب الخمر)، ومن طريقه الجوزقاني (الأباطيل والمناكير 2/ 226)، وابن أبي شيبة (8/ 140)، كتاب الاشربة في الرخصة في النبيذ ومن شربه، والدارقطني (4/ 263)، وابن عدي في الكامل (7/ 2691)، والبيهقي (8/ 304)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 187)، من طريق الدارقطني. كلهم من طريق يحيى بن يمان، عن سفيان، عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود، به. قال النسائي: وهذا خبر ضعيف؛ لأن يحيى بن يمان انفرد به، دون أصحاب سفيان. ويحيى بن يمان لا يحتج بحديثه لسوء حفظه، وكثرة خطئه.=
= وقال الجوزقاني: هذا حديث منكر وليس بصحيح، وقال ابن الجوزي: هذا حديث منكر. وقال أبو زرعة: هذا إسناد باطل عن الثوري، عن منصور، وهم فيه يحيى بن يمان، وإنما ذاكرهم سفيان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن المطلب ابن أبي وداعة مرسل، فلعل الثوري إنما ذكره تعجبًا من الكلبي حين حدث بهذا الحديث مستنكرًا على الكلبي. وقال أبو حاتم وأبو زرعة: أخطأ ابن يمان في إسناد هذا الحديث وروى هذا الحديث عن الثوري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن المطلب بن أبي وداعة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ أبو حاتم: والذي عندي أن يحيى بن يمان دخل حديث له في حديث، رواه الثوري عن منصور، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي مَسْعُودٍ أنه كان يشرب نبيذ الجر. وعن الكلبي، عن أبي صالح عن المطلب، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ كان يطوف بالبيت، الحديث. فسقط عنه إسناد الكلبي فجعل إسناد منصور، عن خالد، عن أبي مسعود لمتن حديث الكلبي. وقال أبو زرعة: وهم فيه يحيى بن يمان، إنما هو الثوري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن المطلب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. (العلل لابن أبي حاتم 2/ 25، 26). وقال ابن عدي، (الكامل 7/ 2691): سمعت عبدان، سمعت محمد بن عبد الله بن نمير، يقول: ابن يمان سريع النسيان، وحديثه عن الثوري، عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود، إنما هو عن الكلبي، عن أبي صالح، عن المطلب بن أبي وداعة. ثم ساقه ابن عدي بإسناده مختصرًا، وقال: وهذا هو الحديث الذي أشار إليه ابن نمير، وأخطأ فيه ابن يمان حيث قال: عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود. إنما هو الكلبي، كلما ذكره ابن نمير. . . . ولابن يمان عن الثوري غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه غير محفوظ، وابن=
= يمان في نفسه لا يتعمَّد الكذب، إلَّا أنه يخطئ ويشتبه عليه. وذكر ابن عدي أيضًا في الكامل (3/ 899) قول البخاري في هذا الحديث: ولم يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أورد علل هذا الحديث عن البخاري وابن نمير، وطرقه، ومن تابع ابن يمان على وهمه. وأخرجه أيضًا الدارقطني رحمه الله (4/ 264)، والجوزقاني في الأباطيل والمناكير (2/ 227) معلقًا عن اليسع بن إسماعيل، عن زيد بن الحباب، عن سفيان، به كما أخرجه الدارقطني رحمه الله (4/ 264) عن عبد العزيز بن أبان، عن سفيان، به. قال الدارقطني: لا يصح هذا عن زيد بن الحباب، عن الثوري، ولم يروه غير اليَسَع بن إسماعيل، وهو ضعيف وهذا حديث معروف بيحيى بن يمان، ويقال: إنه انقلب عليه الإسناد، واختلط عليه بحديث الكلبي، عن أبي صالح، والله أعلم. وقال عن الطريق الثاني: عبد العزيز بن أبان متروك الحديث. وقال البيهقي (8/ 304): وقد سرقه عبد العزيز بن أبان فرواه عن سفيان، وسرقه اليسع بن إسماعيل، فرواه عن زيد بن الحباب، عن سفيان، وعبد العزيز بن أبان متروك، واليسع بن إسماعيل ضعيف. وقال الجوزقاني: لا يصح هذا عن زيد بن الحباب، عن الثوري، ولم يروه عنه غير. اليسع بن إسماعيل وهو ضعيف، وهذا حديث معروف بيحيى بن اليمان. 2 - حديث ابن عمر رضي الله عنهما بنحوه: أخرجه النسائي (8/ 324)، ومن طريقه الجوزقاني في الأباطيل والمناكير (2/ 228)، كما أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 139)، ومن طريقه ابن حبان في المجروحين (2/ 132)، والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 434)، والدارقطني (4/ 262)، والبيهقي (8/ 305). كلهم من طريق عبد الملك بن نافع، ابن أخي القعقاع، عن ابن عمر، به.=
= قال البخاري عن حديث عبد الملك هذا: لم يتابع عليه. وقال النسائي: عبد الملك بن نافع، ليس بالمشهور ولا يحتج بحديثه، والمشهور عن ابن عمر خلاف حكايته -ثم روى بأسانيده عن ابن عمر في تحريم المسكر، من طرق عدة، ثم قال-: وهؤلاء أهل التثبت والعدالة، مشهورون بصحة النقل، وعبد الملك لا يقوم مقام واحد منهم، ولو عاضده من أشكاله جماعة. وبنحو هذا قال ابن حبان وزاد: لا يحل الإحتجاج به بحال، وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر. وقال الجوزقاني: هذا حديث باطل. وقال أبو حاتم، والدارقطني، والبيهقي، وغيرهم، عن عبد الملك هذا: مجهول. انظر: العلل لابن أبي حاتم (2/ 34). 3 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما بنحوه: أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 139)، والبيهقي (8/ 304)، وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف. التقريب (ص 601: 7717). قال البيهقي: وقد روى خالد الحذَّاء، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قصة طواف النبي - صلى الله عليه وسلم -، وشربه، لم يذكر فيها ما ذكر يزيد بن أبي زياد، وإنما تُعْرَف هذه الزيادة من رواية الكلبي كما مضى، وزاد يزيد شربه منه قبل خلطه بالماء، ومو بخلاف سائر الروايات، وكيف يُظن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يشرب المسكر، إن كان مسكرًا على زعمهم، قبل أن يخلطه بالماء فدل على أنه لا أصل له، والله أعلم. وبعد هذا يتبين أن هذه الشواهد لا تصلح لتقوية حديث الباب، فيبقى ضعيفًا، والله أعلم.
11 - باب الاستطابة
11 - بَابُ الِاسْتِطَابَةِ 33 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الرَّمادي، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَم، ثنا نَافِعٌ -يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ هُوَ الجُمَحي- عَنْ عَمْرِو (¬1) بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَذْهَبُ لِحَاجَتِهِ إِلَى المُغَمَّس قال نافعٌ: نحو ميلين من مكَّة (¬2). ¬
33 - تخريجه: هذا الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 451: 13638)، والأوسط. انظر: مجمع البحرين (ج 1، ل 33)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (3/ 353) من طريق عمرو بن أبي الطاهر بن السرح، ويحيى بن أيوب العلاف المصريين، قالا: ثنا سعيد بن أبي مريم، به مثله. قال الطبراني: لم يروه عن عمرو إلَّا نافع، تفرد به ابن أبي مريم. وقال أبو نعيم: غربب من حديث عمرو، تفرد به نافع، وهو من ثقات أهل مكة. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 107، من كره أن ترى عورته). قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، قال: (قال عبد الله بن عمر، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا أراد الحاجة برز حتى لا يرى أحدًا. ..) الحديث، ورجاله ثقات، إلَّا أن فيه=
= انقطاعًا، لأن الأعمش لم بدرك ابن عمر.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 203)، وقال عنه: رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط والكبير، ورجاله رجال الصحيح، ولا يضره تفرد هؤلاء الثقات به، فأصل الإبعاد لقضاء الحاجة جاء من عدة طرق، فهي تشهد له ... ومن ذلك: 1 - عن عبد الرحمن بن أبي قِراد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - إلى الخلاء فكان إذا أراد الحاجة أبعد). أخرجه النسائي (1/ 17)، واللفظ له، وأحمد (3/ 443)، وابن ماجه (1/ 121: 334)، وإسناده صحيح، وقد صححه الألباني (صحيح الجامع 2/ 851)، وعبد القادر الأرناؤوط (جامع الأصول 7/ 116). 2 - عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - في سفر، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - حاجته، وأبعد في المذهب. أخرجه الترمذي (1/ 31)، واللفظ له، وأبو داود (1/ 14)، والنسائي (1/ 18)، وابن ماجه (1/ 120)، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني. (صحيح الجامع 2/ 861: 4724). 3 - عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يأتي البراز حتى يتغيب فلا يرى. أخرجه ابن ماجه (1/ 121)، وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 107)، وفيه عنعنة أبي الزبير، عن جابر وهو مدلس، لكنه يصلح في الشواهد. - ويعلي بن مُرَّة، عند ابن ماجه (1/ 120). - وأنس، عند ابن ماجه (1/ 120). قال الترمذي (1/ 32): وفي الباب -فذكر-: أبا قتادة، ويحيى بن عبيد عن أبيه، وأبا موسى، وابن عباس.
34 - حدثنا (¬1) محمد بن بكَّار (¬2)، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أبي ميمونة، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا انْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ تَبَاعَدَ حَتَّى (¬3) لَا يَرَاهُ أحدٌ (¬4). ¬
34 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف، (كتاب الطهارة، باب الإبعاد لقضاء الحاجة، ص 24: 15)، وعزاه لأبي يعلى فقط، وضعفه بعطاء بن أبي ميمونة. ولم أجد من أخرجه عن عطاء بن أبي ميمونة بهذا الوجه غير أبي يعلى في مسنده. لكن الحديث رواه عن عطاء، شعبة، وروح بن القاسم، وإسماعيل بن علية وخالد الحذاء، بغير هذا اللفظ، بل لفظهم: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِذَا خرج لحاجته، أجيء أنا وغلام بإداوة من ماء). فأخرجه من طريق شعبة: البخاري ومسلم والنسائي. وأخرجه من طريق روح بن القاسم: البخاري ومسلم. وأخرجه من طريق خالد الحذاء: مسلم وأبو داود. انظر: فتح الباري (1/ 250، 251، 252، 321)، ومسلم (1/ 227)، وأبو داود (1/ 38)، والنسائي (1/ 42). وبناءً على هذا -يظهر والله أعلم- أن يوسف بن عطية قد غلط في هذا الحديث، وهو أهل لذلك، فقد سبق أن ذكرت أنه متروك، منكر الحديث، فمثله لا يقابل هؤلاء الجبال في الحفظ، كيف لا وإن أحدهم ليساوي في الضبط والإتقان مائة من مثل يوسف، بل أكثر، وربما انطبق عليه هنا وصف ابن حبان له حين قال:=
= كان ممن يقلب الأسانيد، ويلزق المتون الموضوعة بالأسانيد الصحيحة ويحدث بها، لا يجوز الاحتجاج به بحال. المجروحين (3/ 134). غير أن حديث الباب جاء له متابع من طريق عطاء الخراساني عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سفر، فتنحى لحاجته، ثم جاء فدعا بوضوء فتوضأ). أخرجه ابن ماجه (1/ 120) قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا عمرو بن عبيد عن عمر (في السنن محمد، صوبته من تحفة الأشراف (1/ 288) ابن المثنى، عن عطاء الخراساني، به. وهذا إسناد ضعيف، بسبب: 1 - عمرو بن عبيد، التميمي، البصري، رأس المعتزلة، تركه الأئمة، وكذبه بعضهم. تهذيب التهذيب (8/ 70). 2 - عمر بن المثنى، قال عنه الحافظ: مستور. التقريب (ص 416)، وسيأتي كلام البوصيري على ضعف هذا الإسناد عند ح (106). ومعنى (فتنحى) في الحديث: أي ذهب في ناحية وأبعد. انظر: (المعجم الوسيط 2/ 908). ومثل هذه المتابعة لا يفرح بها ولا تزيد الحديث إلَّا وهنًا.
الحكم عليه: حديث الباب بهذا الإسناد ضعيف، منكر، لكن يشهد لمعناه الحديث الذي قبله، وشواهده. أما تضعيف البوصيري له -كما أسلفت- بعطاء بن أبي ميمونة، ففيه نظر لأمرين: 1 - أن الأولى أن يعل الحديث بأضعف رجل في المسند ثم من دونه، وفي الإسناد يوسف بن عطية وهو دون عطاء بطبقات، بل لا يقارن به. 2 - أن الحق أن عطاء صدوق يحتج بحديثه، فمثله لايضعف الحديث بسببه، بل حديثه حسن وفي أعلى مراتب الحسن.
35 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ "بْنُ أَبِي أُسامة" (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬2) بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ (¬3)، عَنْ وَاصِلٍ -مَوْلَى أَبِي عُيَيْنه- عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتبَوأُ (¬4) لِبَوْلِهِ، كَمَا يَتبَوأ (¬5) "لمنزله" (¬6). ¬
35 - [1] تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (ج 1، ل 36)، قال: حدثنا بشر بن موسى، ثنا يحيى بن إسحاق السيْلَحيني، به مثله، غير أنه جعله من مسند أبي هريرة. وبمثل هذا الوجه عن أبي هريرة أخرجه القطيعي في أماليه. انظر: الإصابة (2/ 443)، وابن عدي في الكامل (3/ 1214)، قال: ثنا علي بن إبراهيم، ثنا يزيد بن سنان، ثنا أبو عاصم، ثنا سعيد بن زيد، به مثله. وأبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2، ل 66)، وابن عبد البر في الاستبعاب بهامش الإصابة (2/ 441) معلقًا، وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 349)، معلقًا أيضًا، وابن قانع في الصحابة وابن منده في الصحابة، وإبراهيم الحربي. انظر: الإصابة=
= (2/ 443). كلهم من طريق واصل مولى أبي عيينة، به مثله. قال الطبراني: لم يروه عن واصل إلَّا سعيد، ويحيى هو: يحيى بن دحي، ولم يسند عبيد عن أبي هريرة إلَّا هذا الحديث. وذكره الترمذي (1/ 32) معلقًا بصيغة التمريض، حيث قال: ... وفي الباب عن ... فذكر جماعة منهم يحيى بن عبيد عن أبيه، ثم قال: ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر نحوه. وسيأتي الحكم عليه عند النص الثاني.
[2] قال (¬1) سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصْبَهَانِيُّ -فِي كِتَابِهِ فِي الصَّحَابَةِ- حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ الفَرُّخان، ثنا ابْنُ أَبِي السَّري، ثنا وَكيع عَنِ سَعِيدِ (¬2) بْنِ زَيْدٍ، عَنْ وَاصِلٍ -مَوْلَى أَبِي عُيَيْنه (¬3) - عَنْ عُبَيْد بْنِ صَيْفي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كَانَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. فلزِم مِنْ هَذَا أَنْ تَرْجم لصَيْفي فِي الصلاة. ¬
35 - [2] تخريجه: أخرجه من هذا الوجه أبو موسى المديني في كتابه في الصحابة. انظر: أسد الغابة (3/ 34). تنبيه: وهذا الحديث ليس من زوائد المسانيد العشرة التي التزم بها ابن حجر، فهو خارج عن شرطه.
الحكم عليه: الحديث بهذين الإسنادين ضعيف، لسببين: 1 - أنه مُرْسَل، نص على ذلك أبو زرعة. المراسيل لابن أبي حاتم (ص 136، 163)، والعلل له (1/ 41). 2 - أن يحيى بن عُبَيد، وأباه، مجهولان، وقد نص على ذلك أيضًا أبو زرعة العراقي حيث قال: فيه يحيى بن عبيد وأبوه غير معروفين. انظر: فيض القدير (5/ 200)، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 204): وهو من رواية يحيى بن عبيد بن دُحَي، عن أبيه، ولم أر من ذكرهما، وبقية رجاله موثقون. ولذا ضعفه السيوطي رحمه الله في الجامع الصغير (2/ 115)، وأقره المناوي=
= في الفيض (5/ 200)، والألباني في ضعيف الجامع الصغير (4/ 217). والحديث له شاهد بنحوه عن أبي قتادة رضي الله عنه، أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 1689)، وفيه عمر بن هارون البَلْخي، قال ابن عدي عن هذا الحديث: وهذا الحديث، بهذا الإسناد لا أعلم رواه غير عمر بن هارون. قال الحافظ عن عمر هذا: متروك، وإن حافظًا. التقريب (ص 417). كما يشهد له حديث أبي موسى بمعناه، أخرجه أبو داود (1/ 15)، وفي سنده رجل مبهم. فمثل هذين الشاهدين لا يعتبر بهما.
36 - حَدَّثَنَا الحَكَم بْنُ مُوسَى، نا الْوَلِيدُ -هُوَ ابْنُ مُسْلم- عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ "بْنِ أَبِي" (¬1) السَّائِبِ، عَنْ (¬2) طَلْحَةَ بْنِ أَبِي قَنان (¬3) قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ "يَبُولَ" (¬4) فَوَافَى (¬5) عَزَازًا مِنَ الْأَرْضِ، أَخَذَ عُودًا فنكَت بِهِ فِي الْأَرْضِ حَتَّى يُثير (¬6) التُّرَابَ، ثُمَّ (يَبُولُ) (¬7) فيه (¬8). ¬
36 - تخريجه: هذا الحديث أخرجه أبو داود في مراسيله، (كتاب الطهارة 1/ ب)، من طريق موسى بن إسماعيل عن الوليد بن مسلم، به، بنحوه. وابن عساكر في تاريخ دمشق (مخطوط 8/ 580، 581)، من طريق الحارث، به. ورواه من طريق آخر عن الوليد بن مسلم، به مثله. ورواه من طريق محمد بن شُعَب بن سابور عن ابن أبي السائب. وهو الوليد بن سليمان به، بلفظ مُقَارب، وإسناده حسن، وهذه متابعة تعضد طريق الوليد.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعفه السيوطي في الجامع الصغير (2/ 101)، والألباني في ضعيف الجامع (4/ 173: 4336)، وهو كذلك، وسبب ضعفه ثلاثة أمور: 1 - الإرسال وبه أعله كثير من الأئمة ومنهم البخاري، وعبد الحق الاشبيلي، والذهبي في التاريخ الكبير (4/ 347)؛ الميزان (2/ 342)؛ فيض القدير (5/ 94). 2 - جهالة طلحة بن أبي قَنان، وبه أعلَّه ابن القطَّان في فيض القدير (5/ 94) 3 - تدليس الوليد بن مسلم، وقد عنعن، ولا يؤمن أيضًا أن يكون استعمل تدليس التَسْوية، وهو تسوية الإسناد بإسقاط الضعفاء منه وجعل صيغة (عن) بين الرواة وهذا شرُّ أنواع التدليس. الباعث الحثيث (ص 55). وبتدليس الوليد أعله البوصيري في الإتحاف (ص 28: 18)، غير أن متابعة ابن شابور عند ابن عساكر تقوي روايته، فيبقى ضعف الحديث ناشىءٌ عن العلَّتين السابقتين. ويشهد لأصل الحديث، حديث يحيى بن عُبيد الذي قبله وشاهده حديث أبي موسى، لكنهما ضعيفان لا يقوِّيانه، كما يشهد لمعناه أحاديث التوقِّي والتنزُّه من البول، وقد سقت جملة منها عند الحديث (16)، ومنها: حديث جابر، وأبي هريرة، وعائشة، وعبد الرحمن بن حسنة، وأبي بكرة، وأبي أمامة، رضي الله عنهم. قال في عون المعبود، في كلامه على حديث أبي موسى المذكور: ... والحديث فيه مجهول، لكن لا يضر، فإن أحاديث الأمر بالتنزه عن البول تفيد ذلك، والله أعلم. عون المعبود (1/ 21).
37 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيْع: حَدَّثَنَا يَزِيدُ -هُوَ ابْنُ هَارُونَ- ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عطيَّة، عَنْ زَيْدٍ العمِّي (¬1)، عَنْ جَعْفَرٍ العَبْدي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (سِتْرُ (¬2) مَا بَيْنَ أَعْيُن الجنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا وَضَع الرجلُ ثوبَه، أَنْ يَقُولَ: يسم اللَّهِ). مُحَمَّدٌ (¬3) ضَعِيفٌ، وَقَدْ خَالَفَهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمة عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدٍ العمِّي، عَنْ أنس رضي الله عَنْهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ عَدي والطَبَراني فِي الدَعوات (¬4)، والأوسط (¬5). ¬
37 - تخريجه: هذا الحديث ذكره البوصيري في الإتحاف (ص 29: 19، كتاب الطهارة، باب ما يُستَر به من أعين الجن ...) وقال: زيد العَمِّي ضعيف. رواه الطبراني في كتاب الدعاء من طريق زيد العمي، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -، فذكره. قال العلامة الألباني حفظه الله: وأما حديث أبي سعيد فرواه البغوي في نسخة عبد الله الخَرَّاز (ق 328/ 1)، وتمام أيضًا، والثقفي في الفوائد الثقفيات، رقم (8)، منسوختي، وأبو بكر ابن النَّقُور في الفوائد الحسان (ج 1/ 132/ 2)، وقال: تفرَّد به زيد العمي، رواه عنه محمد بن الفضل بن عطية، وهو ضعيف. اهـ. الإرواء (1/ 90). قد مضى تخريج الحديث من طريق أنس رضي الله عنه عند متن الحديث.
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف بهذا الإسناد لعدَّة أمور سأذكرها, لكن متن الحديث جاء من طرق أخرى عن عدد من الصحابة، مما جعل العلماء، وسأذكرهم، يحكمون عليه بالصحة، وهي والله أعلم، الصحة لغيره. وأسباب ضعف هذا الإسناد: 1 - ضعف محمد بن الفضل بن عطية، وضعفه شديد حتى كذَّبه بعضهم. 2 - ضعف زيد العمِّي، وبه أعله البوصيري كما سبق. 3 - نكارة هذه الطريق، وإلى هذا أشار الحافظ رحمه الله. أما شواهد هذا الحديث فهي: 1 - حديث علي رضي الله عنه بنحوه: أخرجه الترمذي (2/ 503: 606)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (1/ 378)، وابن ماجه (1/ 109: 297)، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك القوي وأقرَّه النووي في المجموع (2/ 77)، وذكر الألباني أن السيوطي أيضًا أقره في الجامع الكبير (1/ 46/1). أما في الجامع الصغير (2/ 32) فرمز له بالحسن. قال المناوي في الفيض (4/ 96، 97): وهو كما قال، أو أعلى فإن مُغلَطَاي مال إلى صحته، فإنه لما نقل عن الترمذي أنه غير قوي، قال: ولا أدري ما يوجب ذلك؛ لأن جميع من في سنده غير مطعون عليهم بوجه من الوجوه بل لو قال قائل: إسناده صحيح لكان مصيبًا. إلى هنا كلامه. اهـ. أما أحمد شاكر رحمه الله فقال متعقِّبًا الترمذي في حكمه: ونحن نخالف الترمذي في هذا، ونذهب إلى أنه حديث حسن، إن لم يكن صحيحًا، وقد تَرْجَمْنا رواته، وبيِّنا أنهم ثقات. اهـ. سنن الترمذي (2/ 504). قال الألباني متعقبًا الجميع: قلت: وهذا خطأ منهم جميعًا: مغلطاي، ثم=
= السيوطي، ثم المناوي، ويضاف إليهم أحمد شاكر فليس الحديث بهذا السند صحيحًا، بل ولا حسنًا، فإن له ثلاث علل: الأولى: عنعنة أبي إسحاق، واختلاطه، وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، قال الحافظ في التقريب: ثقة اختلط بآخره. ونسي أن يصفه بتدليس أيضًا، فقد وصفه بذلك جماعة من الحفاظ، منهم ابن حبان، وأبو جعفر الطبري، وحسين الكرابيسي، وغيرهم. ولذلك أورده الحافظ ابن حجر في طبقات المدلسين. الثانية: الحكم بن عبد الله النَصْري، فإنه مجهول الحال لم يوثقه غير ابن حبان، ولهذا قال فيه الحافظ ابن حجر: (مقبول)، مشيرًا إلى أنه ليِّن الحديث عند التفرد. الثالثة: محمد بن حُمَيد الرازي، فإنه وإن كان موصوفًا بالحفظ فهو مطعون فيه حتى كذَّبه بعضهم كأبي زرعة وغيره، وأشار البخاري لتضعيفه جدًا بقوله: (فيه نظر)، ومن أثنى عليه لم يعرفه، كما قال الإِمام ابن خُزَيمة؛ ولهذا لم يسع الذهبي وابن حجر إلَّا أن يصرحا بأنه (ضعيف)، فلا يلتفت بعد هذا لتوثيق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله لمخالفته للقاعدة المقررة (الجرح مقدّم على التعديل)، فتبين من ذلك أن هذا الإسناد واهٍ. اهـ. الإرواء (1/ 88، 89). وهو كما قال -حفظه الله- فإن مع الجارح زيادة علم، إذا كان الجرح مفسَّرًا. وعزاه السيوطي رحمه الله إلى أحمد في مسنده لكن ذكر الشيخ أحمد شاكر، والعلامة الألباني أنهما لم يجداه في المسند، قال الألباني: ولا عزاه إليه أحد غيره فما أظنه إلَّا وهمًا. قلت: وقد بحثت أنا عنه أيضًا فلم أجده، فالله أعلم. 2 - حديث ابن مسعود رضي لله عنه بنحوه: قال الألباني في الإرواء (1/ 90): وأما حديث ابن مسعود فرواه أبو بكر بن النَّقور، في الفوائد (ج 1/ 155، 156) عن محمد بن حفص بن عمر الضرير، ثنا محمد بن معاذ، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عنه.=
= 3 - وأما حديث معاوية بن حَيْدة، فرواه مكِّي بن إبراهيم، عَنْ بَهْز بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده: ذكره ابن النَّقور معلَّقًا وقال: (وهو غريب). قلت: وهذا سند حسن إن كان من دون مكي ثقات، والله أعلم. اهـ. كلام الألباني. 4 - أما حديث أنس بن مالك رضي الله عنه بنحوه والذي أشار الحافظ إليه، وأنه المعروف من هذا الوجه، فله عنه ثلاثة طرق: (أ) أبو سنان، عن عمران بن وهب، عنه. أخرجه الطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (ج 1 ل 37). (ب) عن بشر بن معاذ العقدي، ثنا محمد بن خَلَف الكِرْماني، ثنا عاصم الأحول، عنه. قال الألباني في الإرواء (1/ 89): أخرجه تمَّام في الفوائد (ق 270/ 1)، وقال: لم يروه إلَّا بشر بن معاذ. قلت: وهو ثقة، ولكن شيخه الكِرْماني لم أعرفه. اهـ. (ج) عن سعيد بن مسلمة، ثنا الأعمش، عن زيد العمي، عنه. أخرجه الطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (ج 1ل 37)، وابن عدي في الكامل (3/ 1055، 1216)، والسَهْمي في تاريخ جرجان (ص 542)، قال الطبراني: لم يروه عن الأعمش إلَّا سعيد بن مسلمة وسعيد بن الصلت، وابن الصلت هذا لم أجده. وعزاه الألباني في الإرواء (1/ 89) إلى تمام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وهو فيه (6/ 604)، وقال تمام: لم يقل عن الأعمش، عن زيد العمِّي، إلَّا سعيد بن مسلمة. لكن ذكر الألباني أنه تابعه يحيى بن العلاء عن زيد، به، وكذلك عبد الرحيم بن زيد العمِّي، عن زيد، به، ومن طريق يحيى بن العلاء، أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ=
= اليوم والليلة (ص 18: 21)، إلَّا أن الألباني وصفهما بأنهما كذّابين، فلا يعرج على متابعتهما. ثم قال: رواه محمد بن عثمان العثماني في فوائد خُراسان (ج 1/ 169/1)، وقال: حديث صحيح. وكأنه يعني أنه صحيح لغيره كما هو قولنا أما متابعتهما سعيد بن مَسلَمة فضعيفه. اهـ. وقال الهيثمي رحمه الله حين ذكر الحديث: رواه الطبراني في الأوسط، بإسنادين: أحدهما فيه سعيد بن مسلمة الأموي، ضعفه البخاري وغيره، ووثقه ابن حبان، وابن عدي، وبقية رجاله موثَّقون. اهـ. المجمع (1/ 205). قلت: يغفر الله للهيثمي على وهمه هذا فإن سعيدًا هذا لم يوثقه ابن عدي، بل عبارته: وأرجو أنه ممن لا يترك حديثه. ويحتمل في روايته، فإنها مُقارِبة. اهـ. الكامل (3/ 1216). أما ابن حبان فقد ذكره في الثقات فقط، بل وقال: يخطئ. الثقات (6/ 375)، وقوله: (يخطئ)، ليست في نسخة الثقات المطبوعة، وهي في المخطوطة (ق 221 أ) هذا مع العلم أن في المطبوعة تحريفًا ونقصًا. وليت ابن حبان اكتفى بهذا، حيث ذكره في المجروحين (1/ 321)، وقال عنه: منكر الحديث جدًا فاحش الخطأ في الأخبار. فأين هذا من قول الهيثمي، بل إن سعيدًا هذا لا يصل حتى درجة ليِّن الحديث وليس بالقوي، كيف لا وقد قال عنه البخاري وأبو حاتم، وابن حبان والسَّاجي: منكر الحديث، وهذه من أشدِّ الجرح عند البخاري، وقال عنه ابن معين: ليس بشيء. بل الجميع على تضعيفه. أمَّا قوله: (وبقية رجاله موثقون) فإن فيهم زيدًا العمىِّ، وسبق في ترجمته أنه ضعيف، والله أعلم. وما ذكره الحافظ من مخالفة محمد بن الفضل بن عطية لرواية سعيد بن مَسْلَمة، قد سبقه إلى ذلك تمَّام الرازي في فوائده، حيث نقل عنه الألباني قوله: وقد رواه محمد بن الفضل، عن زيد العَمِّي، مخالفًا لرواية سعيد بن مسلمة. الإرواء (1/ 90).=
= والحديث بمجموع طرقه صحَّحه الألباني -حفظه الله-. كما في صحيح الجامع (1/ 675: 3610، 3611)؛ الإرواء (1/ 87 - 90). وقال: وجملة القول: إن الحديث صحيح لطرقه المذكورة، والضعف المذكور في أفرادها ينجبر إن شاء الله تعالى بضم بعضها إلى بعض، كما هو مقرَّر في علم المصطلح. كما صححه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط -حفظه الله- (جامع الأصول 4/ 316) وسبق أن ذكرت تصحيح مُغْلَطَاي، وأحمد شاكر، والمناوي، لكن الذي يظهر لي أن حكم السيوطي له بالحسن أولى، وأنه حسن لغيره، وذلك أن كل طرقه لا تسلم من ضعفه، بل وفي بعض أسانيدها نكارة، لكن بمجموعها تقوى. والقاعدة الإصطلاحية أن الحديث الضعيف المُنْجَبِر إذا تعددت طرقه صار حسنًا لغيره. انظر: نزهة النظر (ص 32 - 34)، أما الصحيح لغيره فلا بد أن يكون على الأقل أحد طرقه حسنًا لذاته، وهذا غير موجود في حديثنا كما تراه. والله أعلم.
38 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا القَواريري، ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي البَكَرات (¬1)، عَنْ مَحْفوظ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنِ الحَضْرمي -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -- أَنَّ أَعْرَابِيًّا لَقِي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَفْتِيهِ عَنِ الْغَائِطِ، فَقَالَ: (لَا تَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، وَلَا تستدْبرها إِذَا اسْتَنْجَيْتَ) قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (اعْتَرِضْ بحَجَرين، وضُمْ الثَّالِثَ). يُوسُفُ، مَتْرُوكٌ، وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (نَهَى أَنْ يَسْتَنْجِيَ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ). وَأَخْرَجَهُ ابْنُ قانع في ترجمة (حَضْرمي بن عامر الأسدي) مقتصرًا على الثاني، وزاد (ولا تستقبل الريح). ¬
38 - تخريجه: ذكره الحافظ في الإصابة (1/ 341)، ونسبه إلى أبي يعلى في مسنده, وابن قانع. وذكره البوصيري في الإتحاف (ص 33: 22، كتاب الطهارة، باب ما يُسْتَتَر به من أعين الجن ...) ونقله عن أبي يعلى في مسنده, وسَكَت عليه. وقد بحثت فلم أجد من أخرجه من هذا الطريق، وعن الحضرمي، غير أبي يعلى في مسنده، وابن قانع في معجم الصحابة أخرج القسم الثاني منه فقط، وزاد: (ولا تستقبل الريح)، أشار إلى ذلك الحافظ هنا وفي الإصابة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف،-كما ألْمَح إلى ذلك الحافظ هنا- وحكم عليه في التلخيص (1/ 118) أن إسناده ضعيف جدًا، وسبب ضعفه أن في إسناده متروكًا=
= ومجهولًا، فيوسف بن خالد متروك، وشيخه عمرو بن سفيان بن أبي البكرات لم أجد له ترجمة. وقال ابن أبي حاتم في العِلَل (1/ 51: 125): وسألت أبا زرعة عن حديث رواه عُبَيد الله القواريري- فذكر الحديث بإسناده ثم قال: فقلت لأبي زرعة: محفوظ، ما حاله؟ قال: لا بأس به، ولكن الشأن في يوسف، كان يحيى بن معين يقول: يكذب. اهـ. وانظر: البدر المنير (ق 2، ص 669). لكن متن الحديث صحيح، في النهي عن استقبال القبلة، له شواهد للفظه ومعناه، منها: 1 - حديث أبي أيوب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: (إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شَرِّقوا، أو غَرِّبوا). أخرجه البخاري (الفتح 1/ 245: 498)، ومسلم (1/ 224: 264). 2 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: (إذا جلس أحدكم على حاجته، فلا يستقبل القبلة، ولا يستدبرها)، أخرجه مسلم (1/ 224: 265). 3 - حديث سلمان رضي الله عنه -بمعناه- أخرجه مسلم (1/ 223:262). 4 - حديث ابن عمر رضي الله عنهما، بمعناه. أخرجه أبو داود (1/ 20)، قال عبد القادر الأرناؤوط: وهو حديث حسن. جامع الأصول (7/ 124). 5 - حديث جابر رضي الله عنه، قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - أن نستقبل القبلة ببول. . .) الحديث. أخرجه أبو داود (1/ 21)، والترمذي (1/ 15)، وقال: حديث حسن غريب. وأحمد (3/ 360)، وابن خزيمة (1/ 34)، وابن حبَّان (الإحسان 2/ 346)، والحاكم (1/ 154). 6 - حديث أسامة رضي الله عنه الآتي برقم (37).=
= وفي الباب عن رجل من الأنصار، ومعقل الأسدي، وسهل بن حُنَيف، وطاوس (مرسلًا)، وسهل بن سعد، وسُراقة بن مالك، وعبد الله بن الحارث الزَّبيدي، وعائشة، وعمار بن ياسر، وأبي قتادة، وغيرهم رضي الله عنهم. انظر: الموطأ (1/ 193)، وأبو داود (1/ 20)، والترمذي (1/ 15)، وابن حبان في الإحسان (2/ 346)، ومسند أحمد (4/ 190، 191)، ومصنَّف ابن أبي شيبة (1/ 150)، والتلخيص الحبير (1/ 117، 118)، وكنز العمال (9/ 360 - 363)، ومجمع الزوائد (1/ 205). ومِمّا تجدر الإشارة إليه أن الشواهد الواردة في النهي عن استقبال الريح أثناء البول كلها ضعيفة، لكن بمجموعها تقوى، ويكون بها حسنًا لغيره، كما يشهد لها أحاديث التوقي من البول، وقد مضت عند حديث (16).
39 - مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى "ثنا" (¬1) زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ العزيز بن رُفَيع، عن مجاهد (¬2)، قال: "ما" (¬3) بَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قائمًا غيره مرَّة في كثيب (¬4) أعجْبَه. ¬
39 - تخريجه: أخرجه أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 123 من رخص البول قائمًا)، حيث قال: حدثنا وكيع، عن زكريا، به، مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد مرسل، إسناده صحيح ورجاله ثقات، لأن مجاهدًا تابعي، وقد رفع الحديث. أمَّا تدليس زكريا بن أبي زائدة، فإنه لا يضر، فقد ذكره الحافظ في المرتبة الثانية، وهم من احتمل الأئمة تدليسهم، وأخرجوا لهم في الصحيح، كما أن إطلاق التدليس عليه، ينبغي أن يُحصَّص بروايته عن الشعبي كما فعل الذهبي رحمه الله. الكاشف (1/ 323). ويدل على ذلك تصريح أبي زرعة، وابنه يحيى بن زكريا، وأبو حاتم. لكن للحديث شواهد يرتفع بها، ويكون أصله صحيحًا، منها: 1 - حديث حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى ساباطة قوم فبال قائمًا. أخرجه البخاري (الفتح 1/ 328: 224، 225)، ومسلم (1/ 228: 273). 2 - حديث ابن عباس رضي الله عنه في بول النبي - صلى الله عليه وسلم - قائمًا، أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 201: 783) بإسناد صحيح. 3 - عن نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت ابن عمر يبول قائمًا.=
= أخرجه مالك في الموطأ (1/ 65)، قال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط: إسناده صحيح. (جامع الأصول 7/ 127). وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 123)، من طريق عبد الله الرومي، قال: رأيت ابن عمر، به، والرومي هذا ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 52)، ولم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا. انظر: التاريخ الصغير (2/ 15). 4 - فعل أبي هريرة رضي الله عنه، ويأتي برقم (41). 5 - فعل علي رضي الله عنه، ويأتي برقم (42). 6 - حديث أنس رضي الله عنه وفعله، ويأتي برقم (43). 7 - فعل سهل بن سعد رضي الله عنه، ويأتي برقم (44). 8 - فعل سعد بن عبادة رضي الله عنه، ويأتي برقم (45). وقد جاء فعل ذلك أيضًا، والقول بجوازه عن جماعة من الصحابة والتابعين، منهم: عمر، وزيد بن ثابت، وابن المسيب، وعروة، وابن سيرين، والشعبي، ويزيد الأصَم، والحكم. انظر: مصنف ابن أبي شيبة (1/ 123)؛ سنن البيهقي (1/ 102)؛ الفتح (1/ 330).
40 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بُنْدار، ثنا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عَبْدِ المَجِيد، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زيد، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ تُسْتَقْبَل (¬1) الْقِبْلَةُ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ (¬2). [2] حَدَّثَنَا (¬3) الرِّفاعي، ثنا أَبُو بَكْرٍ الحَنَفي، بِهِ، وَقَالَ فِيهِ: إِنَّ أسامة رضي الله عَنْهُ أَخبَره -ولَفْظُهُ- (لَا تَسْتَقْبِلُوا). خالَفه أَيُّوبُ، فَرَوَاهُ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عن أبيه رضي الله عَنْهُ. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ومُسَدَّد (¬4). ¬
40 - تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1483)، من طريق أبي يعلى بمثل الإسناد واللفظ الأول. وأخرجه من طريق ابن مكرم، ثنا محمد بن معمر، ثنا أبو بكر الحنفي، به مثل السند الثاني ولفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لأمرين: 1 - ضعف عبد الله بن نافع. 2 - نكارة هذا الإسناد، وقد أشار إلى ذلك الحافظ، فإن عبد الله بن نافع -الضعيف- خالف أيوب -الثقة المثبت- في روايته، وهذا حقيقة المُنْكر.=
= ومن طريق أيوب أخرجه مسدد وابن أبي شيبة وأحمد، كما قال الحافظ- وقد ذكرت الأحالات هناك. كما رواه ابن الأثير في أُسْد الغابة (1/ 122) معلقًا من هذا الوجه، ثم قال: ورواه عاصم بن هلال، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، والأول أصح. اهـ. فزاد وجهًا آخر للمخالفة، وما ذهب إليه من ترجيح الرواية الأولى حق، بل إن الرواية الثانية منكرة أيضًا فإن عاصم بن هلال، هو البارقي، إمام مسجد أيوب، قال عنه الحافظ: (فيه لِيْن). التقريب (ص 286: 308)، وقد خالف الإِمام الحافظ الثقة المثبت المتقن، إسماعيل بن عُلَيَّه عند أحمد. ترجمة إسماعيل تقدمت عند ح (7). لكن طريق أيوب هذه فيها رجل مبهم، وهو (رجل من الأنصار)، وقد جاء بيانه، وأنه (عبد الله بن عمرو بن أبي عمرو العجلاني، جزم بذلك أبو زرعة العراقي، ونقله عن العثماني وابن السَّكَن. المستفاد (ص 15). وألْمَحَ إلى ذلك الطبراني رحمه الله في المعجم الكبير (17/ 12)، حيث نَسَب العجلاني إلى الأنصار، وأخرج الحديث تحت هذه الترجمة. كما ألمح إلى ذلك الحافظ ابن حجر وابن الأثير، حيث ذكروا الحديث عند ترجمة العجلاني وأشاروا إلى الخلاف في ذلك. والحديث أخرجه ببيان المُبْهَم: الطبراني في المعجم الكبير (17/ 12)، وابن عدي في الكامل (4/ 1483)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2، ل 86)، وابن الأثير في أُسد الغابة (4/ 122) معلقًا، وابن أبي عاصم، وابن السكن. انظر: (الإصابة 3/ 8)، كلهم من طريق عبد الله بن نافع، عن أبيه أن عبد الله بن عمر العجلاني حدث ابن عمرو عن أبيه، به. غير أن هذا الإسناد ضعيف بسبب عبد الله بن نافع، وهو ضعيف كما مر. وبه أعله الهيثمي في المجمع (1/ 205). قلت: ولولا تَوَارُد الأئمة على تعيين هذا المبهم لما كانت النفس تطمئن إلى=
= بيانه بهذا الإسناد الضعيف. والذي يظهر والله أعلم أنهم اعتمدوا عليه، ومن ثم إثبات الصحبة لعمرو والعجلاني، والذي انفرد بالرواية عنه ابنه عبد الله، كما نص على ذلك ابن الأثير. وعبد الله لم أجد له ترجمة. وبعد هذه الجولة فإن الحديث لا يزال بهذا الإسناد ضعيفًا. وذلك للجهالة بحال عبد الله بن عمرو العجلاني. لكن لمتنة شواهد يرتفع بها إلى درجة الحسن لغيره، وقد ذكرتها عند الحديث (38).
41 - قَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَير (¬1)، عن رجلٍ من أخْوال "المُحَرَّر" (¬2) ابن أَبِي هُرَيْرَةَ- أَنَّهُ رَأَى (¬3) أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه بال قائمًا، وعليه مُورَّدَتان (¬4)، فدعى بماء فَغَسَل ما هنالك. ¬
41 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 123، من رخَّص في البول قائمًا)، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، عن عمران بن حدير، به، مثله.
الحكم عليه: هذا الأثر، ضعيف بهذا الإسناد، للجهالة بحال هذا المُبْهَم، وبهذا أعلَّه البوصيري كما في الإتحاف، كتاب الطهارة، باب البول قائمًا (ص 38: 26). لكن يشهد لمعناه بول النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعدد من الصحابة والتابعين عن قيام، وقد تقدَّم تخريجها عند ح (39).
42 - حَدَّثَنِي (¬1) يَحْيَى "ثنا" (¬2) "وِقاء بْنُ (¬3) إِيَاسٍ"، حَدَّثَنِي أَبُو ظَبْيان، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عنه تَبُول قَائِمًا فِي الرُحْبَة (¬4)، ثُمَّ تَوَضَّأَ ومَسَح عَلَى نعليه ودَخَل المسجد. ¬
42 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 210) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن أبي ظبيان، به، نحوه. وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، وهو: ضعيف كبر فتغيَّر وصار يتلقَّن وكان شيعيًا. قاله الحافظ في التقريب (ص 601: 7717). وأخرجه أيضًا هو، وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 123، 190، من رخص في البول قائمًا)، وابن المنذر في الأوسط (1/ 334: 276، كتاب آداب الوضوء، ذكر اختلاف أهل العلم في البول قائمًا)، من طريق الأعمش عن أبي ظبيان، به، نحوه. وفيه عنعنة الأعمش، وهو مدلس، لكن لعل تدليسه لا يضر، فقد ذكره الحافظ في المرتبة الثانية من المدلسين، وهم من احتمل الأئمة تدليسهم، كما أنه معروف بالرواية عن أبي ظبيان، حتى ضبطوا الأخير، بأنه من يروي عنه الأعمش. وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا من طريق، حُصَين عن أبي ظبيان، به، مختصرًا، وروايته قرنها بالاعمش في الإسناد السابق. وحُصَين ثقة تغير حفظه في الآخر. وأخرجه أيضًا ابن ابن شيبة (1/ 190) من=
= طريق عبد العزيز بن رُفَيع عن أبي ظبيان، به، نحوه، ولم يذكر القيام. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 268) من طريق سَلَمة بن كُهَيل، عن أبي ظبيان، به مثل لفظ ابن أبي شيبة. وإسناده صحيح، رجاله ثقات، إلَّا شيخ الطحاوي وهو أبو بكرة، واسمه، بكَّار بن قتيبة، البصري، البَكْراوي، فقيه حنفي، قاضي مصر الكبير. كان عابدًا ورعًا، ووصفه الذهبي بالعلامة المحدث. انظر: السير (12/ 599)؛ الشذرات (2/ 158). وكذا عزاه صاحب الكنز (9/ 518) إلى سعيد بن منصور في سننه.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسنه البوصيري في الإتحاف (ص 39: 27) والحق أنه دون ذلك، فهو إسنادلين، علته وِقَاء بن إياس وهو ليِّن، إلَّا أنه لم يَنْفَرد، فقد تابعه كل من: 1 - يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف كما مر. 2 - الأعمش وهو ثقة حافظ، مدلس من المرتبة الثانية. 3 - حُصين بن عبد الرحمن، وهو ثقة تغير حفظه بآخره. 4 - سلمة بن كُهَيل، وهو ثقة. التقريب (ص 248). 5 - عبد العزيز بن رُفيع، وهو ثقة. فالأثر بهذه المتابعات يكون صحيحًا لغيره، وله من الشواهد التي تزيده قوة في جواز البول قائمًا، ما سبق أن ذكرته عند ح (39).
43 - وَقَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَة: حَدَّثَنَا مَالك (¬1) بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا زُهيَر، ثنا وَهْب بْنُ عُقْبة عَنْ محمدِ بْنِ سَعْد الأنْصَاري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ أتَى المِهْراس فَبَالَ قَائمًا، ثُمَّ تَوضَّأ، ومسحَ عَلَى خُفَّيه، ثُمَّ توجَّه إِلَى المسجِد، فقلتُ لَهُ: لَقَدْ فَعلْت شَيْئًا يُكْرَه. فَقَالَ: خَدمتُ رسولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تسعَ سنينَ يَفعلُ ذلَك. ¬
43 - تخريجه: هذا الأثر أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 67 - 68)، من طريق مالك بن إسماعيل، به، مختصرًا.
الحكم عليه: هذا الأثر بهذا الإسناد ضعيف للجهالة بحال تَابِعِيِّه، سعد الأنصاري، الراوي عن أنس رضي الله عنه، وقد أشار البخاري إلى تضعيفه، بقوله بعد أن رواه بالإسناد السابق، وقال ابن أبي شَيْبة، نا ابن عُيَيَنة، عن يحيى بن أبي إسحاق سمع أنسًا: لم أر النبي - صلى الله عليه وسلم - يمسح. حدثوني عنه وهذا أصح. اهـ. من التاريخ الكبير (4/ 68). لكن أصله ثابت، يشهد له عدد من الأحاديث والآثار، فبالنسبة لجواز البول قائمًا، تقدم ذكر شيء منها عند ح (39)، أما المسح على الخفين، فقد تواتر هذا الحكم. انظر: نَظم المُتَنَاثِر (ص 42). ورواه عدد من الصحابة، يزيدون عن ستين نفسًا. انظر: صحيح البخاري (الفتح 1/ 305)؛ وصحيح مسلم (1/ 227)؛ ومصنف ابن. أبي شَيْبة (1/ 175).
44 - وَقَالَ أَيْضًا (¬1): حَدَّثَنَا قتُيبة بْنُ سَعيد، (ثنا) (¬2) يَعْقُوب بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِم، أنَّه رأى سَهْل بن سعد رضي الله عَنْهُ بَالَ (¬3) بَوْل الشَّيخ الْكَبِيرِ، وَهُوَ قَائِمٌ يَكَادُ (¬4) يَسْبِقه، ثُمَّ تَوضأ، وَمَسَحَ عَلَى الخُفَّين، فَقُلْتُ: ألَا تَنْزِع الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ: لَا. رَأَيْتُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي (وَمِنْكَ) (¬5) مَسَحَ (¬6) عَلَيْهَا -يَعْنِي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ --. * إِسْنَادُهُ صحيح. ¬
44 - تخريجه: هذا الحديث ذكره البُوصيري في الإتحاف، (كتاب الطهارة، باب البول قائمًا ص 42: 30) ولم يَعْزُه لغير ابن أبي شَيْبة في مسنده. وعَزَاه في كَنْز العُمَّال إلى سعيد بن مَنْصور في سُنَنِه، من طريق يَعْقُوب بن عبد الرحمن، به نحوه، ولم يذكر البول، وعزاه أيضًا إلى ابن عَسَاكِر في تاريخه من طريق عبد المُهَيمِن بن العباس بن سَهْل بن سعد، عن أبيه، عن جده، الحديث، فذكر المرفوع فقط بمعناه. انظر: الكنز (9/ 615: 27658، 27659).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حكم عليه الحافظ بالصِّحَة، وهو كما قال رحمه الله، فإن رجاله ثقات، وليس فيه شُذُوذ ولا عِلَّة. كما يزيده قوةَ شواهد الأثر الذي قبله.
45 - وَقَالَ الحَارِث: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصم، ثنا ابْنُ عَوْن (¬1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيْرِين قَالَ: بَيْنَمَا سعد بن عُبَادة رضي الله عنه قائمًا يبول (¬2)، فمات، قَتَله (¬3) الجِن. (فقالوا) (¬4) قَتَلْنا (¬5) سيدَ الخَزْر ... جِ، سَعْدَ بْنَ عُبَادة رَميناهُ بِسَهْمين فَلَمْ ... نُخْط (¬6) فُؤاده (¬7) ¬
45 - تخريجه: الأثر في بغية الباحث (1/ 102: 63)، كتاب الطهارة، باب البول قائمًا. أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 18: 5359، 5360) من طريق أبي عاصم الكَشِّي، ثنا أبو عاصم، به، مثله. وابن أبي شَيبة في المصنَّف (1/ 123، من رخص في البول قائمًا)، من طريق أبي أُسَامة وعبد الله بن إدريس، عن ابن عون، به، مختصرًا، فلم يذكر قصة القتل والشعر. وابن سعد في الطبقات (3/ 617، 7/ 391)، من طريق يزيد بن هارون، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، قال: سمعت محمد بن سيرين. فذكره، مع اختلاف يسير في ألفاظه، والحاكم (3/ 253)، من طريق أبي بكر بن بَالويه، ثنا أبو مسلم، ثنا بَكّار بن محمد، ثنا ابن عون، به، بلفظ مقارب.
= وابن عَسَاكر في تاريخه (7/ 126 ترجمة سعد بن عبادة)، وذكر الألباني أنه مرسل رجاله ثقات.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، لأن ابن سيرين لم يدرك سعد بن عُبَادة، كما حكم عليه الهَيْثمي رحمه الله بذلك في المجمع (1/ 206) وهو كما قال. وقد تابع محمد بن سيرين على روايته قَتَادة وعبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة، وأبو رجاء العَطَارِدِي، وعَطَاء بن أبي رباح. أما مُتَابعة قتادة، فأخرجها: عبد الرزاق في المصنف (3/ 597، كتاب الجنائز، باب موت الفُجاءة)، من طريق مَعْمَر، عنه بمعناه، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 18)، والحاكم (3/ 253). لكن هذه الطريق ضعيفة أيضًا، فقد قال الهيثمي رحمه الله في المجمع (1/ 206): وقتادة لم يدرك سعدًا أيضًا. وهو كما قال رحمه الله. انظر: جامع التَّحْصيل (ص 254: 633). وأما متابعة عبد العزيز بن سعيد، فأخرجها: ابن سعد (3/ 617، 7/ 390)، من طريق الواقدي، قال: أخبرنا يحيى بن عبد العزيز بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادة، عَنْ أبيه، فذكر بمعناه، وسياقه أطول. لكن الواقدي متروك. ويحيى: مجهول، قال عنه أبو حاتم: لا أعرفه. الجرح والتعديل (9/ 171)، أما عبد العزيز بن سعيد، فقد ذكره ابن حِبَّان في الثقات (5/ 125) في التابعين، ولم أجد من ترجمه غيره. وبناء على ذلك يكون السند ضعيفًا.=
= وأما متابعة أبي رجاء، فقد أوردها الإِمام الذهبي رحمه الله في السير (278/ 1)، حيث قال الأصمعي: حدثنا سَلَمة بن بِلًال، عن أبي رجاء قال: فذكره بمعناه، مختصرًا. ومما ينبغي التنبيه عليه أن الذهبي رحمه الله له فيما ينقل في السير من الأسانيد منهج خاص وهو أنه يذكر اسم المؤلف ثم يسوق الإسناد بعده مع أنها متصلة للذَّهَبي نفسه بالرواية ولعله يفعل ذلك اختصارًا، وقد أشار إلى هذا المنهج بقوله في السير (2/ 113): أبو يعلى في مسنده -سماعنا-. اهـ. فلعل ما أورده عن الأصْمَعي هنا إما من كتاب للأصمعي أو لغيره فاكتفى ببعض الإسناد. وهذه المتابعة متصلة إن صَحَّت إلى الأصمعي؛ لأن أبا رجاء -وهو العَطَارِدي- أدرك سعد بن عُبَادة، لكن سَلَمة بن بلال لم أجد له ترجمة. أما متابعة عطاء، فقد أوردها ابن عبد البَر في الاستيعاب بهامش الإصابة (2/ 40)، حيث ذكره بصيغة الجزم فقال: روى ابن جُرَيج عن عَطَاء، فذكره مختصرًا، وفيه انقطاع. وبعد هذه الجولة يتضح لنا أن أيًا من هذه الطرق لا تسلم من ضعف، ولذا حكم الألباني حفظه الله على هذا الأثر بالضعف، حيث قال: (لا يصح)، على أنه مشهور عند المُؤَرخين، ... ولم أجد له إسنادًا صحيحًا على طريقة المحدثين، فقد أخرجه ابن عَسَاكر (7/ 63/ 2)، عن ابن سيرين مرسلًا ورجاله ثقات، وعن محمد بن عائذ، ثنا عبدُ الأعْلى، به. وهذا مع إعضاله، فعبد الأعلى لم أعرفه. اهـ. قلت: لكن توارد الأئمة على ذكر هذا السبب في قتله، واستشهادهم بهذه الآثار، مثل الإِمام الذهبي -وهو من كبار النُقَّاد المحققين- وابن الأثِير، بل ذهب هو وابن عبد البر رحمهما الله إلى أبعد من ذلك، حيث قالا: ولم يختلفوا أنه وجد=
= ميتًا في مُغْتسله، وقد اخْضَرَّ جسده ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلًا يقول ولا يرون أحدًا: نحن قتلنا سيد ... إلخ البيتين. الاستيعاب بهامش الإصابة (2/ 40)؛ وأُسْد الغابة (2/ 384). فمثل هذا، ومع اشتهاره عند المُؤَرخين يُشعِر بثُبوتِ أصله، وإن كان لا يَثْبُت بحسب القواعد الحديثية، والله أعلم.
46 - (وَقَالَ مُسَدَّد) (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ قُرَّة بْنِ خَالِدٍ، عَنْ بُدَيل، عَنْ مُطَرِّف، حَدَّثَنِي أَعْرَابِيٌّ، قال: صَحبتُ أبا ذر رضي الله عنه فأعجبتني (¬2) أَخْلَاقُهُ كُلُّهَا، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الخلاء انتضح. ¬
46 - تخريجه: هذا الأثر أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 237)، قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا قُرَّة بن خالد، به، فذكر نحوه، غير أنه قال: (رجل من أهل البادية)، بدل: (أعرابي) والمعنى واحد.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، للجهل بحال هذا المُبْهم، وهو الأعرابي لكنه بشواهده يكون حسنًا لغيره، ومن هذه الشواهد: 1 - حديث سُفْيان بن الحَكَم، أو الحَكَم بن سفيان، الثقفي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا بال توضأ، وينتضح، أخرجه أبو داود (1/ 117، 118)، واللفظ له، والنَّسَائي (1/ 86)، وابن مَاجَه (1/ 157)، وعبد الرَّزاق في المصَنَّف (1/ 152) وإسناده صحيح، إلَّا أن المُنذري رحمه الله قال في مختصر أبي داود (1/ 126): واختُلِف في سماع الثقفي هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -. اهـ. وقال ابن عبد البر (الاستبعاب بهامش الإصابة 1/ 319)، عن حديث سفيان هذا: وهو حديث مضطرب جدًا. وعلل ذلك بالاختلاف في اسمه واسم أبيه، وبوصله وإرساله. وذكره الحافظ في القسم الأول في الإصابة (1/ 345): ورجح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أنه ليست له صُحْبة. سنن الترمذي (1/ 72).=
= وقال الترمذي رحمه الله في السنن (1/ 72)، وفي الباب عن أبي الحكم بن سفيان، وابن عباس، وزيد بن حارثة، وأبي سعيد الخُدْري. وقال بعضهم: سفيان بن الحكم، أو الحكم بن سفيان، واضطربوا في هذا الحديث. اهـ. والذي يترجح لَدَي هو الاضطراب، وأنه لا يثبت به صُحْبة الحَكَم فيبقى الحديث مرسلًا. قال الحافظ في الإصابة (1/ 345): قال ابن المديني والبخاري وأبو حاتم: الصحيح: الحكم بن سفيان، عن أبيه، وقال أحمد والبخاري: ليس للحَكَم صحبة. اهـ. بتصرف. 2 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: جاءني جبريل، فقال: يا محمد إذا توضأت فانتضح. أخرجه الترمذي (1/ 71)، واللفظ له، وابن ماجه (1/ 157). قال الترمذي: هذا حديث كريب، قال: وسمعت محمدًا يقول: الحسن بن علي الهَاشِمي منكر الحديث. وقال المُنْذري في تهذيب السنن (1/ 126)، والهاشمي هذا ضعفه غير واحد من الأئمة. 3 - حديث زيد بن حارثة رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ جبريل عليه السَّلام أتاه في أول ما أُوحي إليه، فعَلَّمه الوضوء والصلاة، فلما فرغ من الوضوء أخذ غَرْفة من ماء فنضح بها فرجه. أخرجه أحمد (161/ 4)، واللفظ له، وابن ماجه (1/ 157)، والدارقطني (1/ 111) لكن في إسناده ابن لهيعة وبه أعَلَّه البُوصيري. (مصباح الزجاجة 1/ 67). وقد جاء هذا الحديث عن أسامة بن زيد رضي الله عنه مرفوعًا، أخرجه الدارقطني (1/ 111) لكن في إسناده رِشْدِين بن سعد، قال عنه الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 209). 4 - حديث جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فنضح فرجه. أخرجه ابن ماجه (1/ 157) وأعله البوصيري بقيس بن عاصم وابن أبي ليلى.=
= (مصباح الزجاجة 1/ 167). وفي الباب عن: سَلَمة بن الأكوع، وابن عمر، ومَيمُون بن مَهْران، والقاسم، وابن سيرين، ومحمد بن كعب، ومُجَاهد. انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 151 - 153)، وابن أبي شيبة (1/ 167 - 168).
47 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ زَمْعَة (¬1) بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي محمد بن عبد الرحمن، عن رجل -من بَنِي (¬2) مُدْلج- عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ سُرَاقة بن مالك رضي الله عنه، فجعل يقول: علَّمنا رسول لله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: كَيْفَ عَلَّمَكُمْ تَخْرُون (¬3)؟ قَالَ: نعم، أمرنا (¬4) أن نتكيء عَلَى الْيَمِينِ (¬5) وَنَنْصِبَ الْيُسْرَى. [2] وَقَالَ (¬6) أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُبَيري، بِهَذَا، لَكِنَّهُ عكسه في اليمين (¬7) واليسرى. ¬
47 - تخريجه: هذا الحديث أخرجه مع ابن أبي شيبة وابن منيع في مسنديهما كل من: الطَبراني في الكبير (7/ 160: 6605)، من طريق علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا زَمْعَة، به، نحو لفظ ابن منيع. والبَيهقي (1/ 96، كتاب الطهارة، باب تغطية الرأس عند دخول الخلاء والاعتماد على الرجل اليسرى إذا قعد)، إن صح الخبر فيه، من طريق أبي عاصم، عن زمعة، به مثل لفظ ابن منيع.=
= تنبيهان: ا- تصحف اسم زَمْعة في البيهقي إلى ربيعة، وصوبته من البَدر المُنير -وسيأتي موضعه-. 2 - عزا البُوصيري هذا الحديث في الإتحاف (ص 45: 32) إلى الحاكم في المستدرك، ولم أقف عليه في المستدرك، وغالب ظني أنه وهم في ذلك، والذي أوقعه أنه وجد البَيْهقي روى هذا الحديث من طريقه، ويؤيد ما رجحته أن ابن المُلَقِّن -وهو ممن يستقصي- عزا هذا الحديث للطبراني والبيهقي فقط، وكذا تبعه الحافظ في التلخيص فلم يزد على ذلك. انظر: البدر المنير (ق 2، ص 673)؛ التلخيص (1/ 118).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لثلاث علل: 1 - فيه رجلان مبهمان، وهما الرجل المُدْلجي ووالده. 2 - فيه رجل مجهول، هو محمد بن عبد الرحمن. 3 - فيه زَمْعَة بن صالح، وهو ضعيف. ولذا قال عنه البُوصيري في الإتحاف (ص 45: 32): هذا إسناد ضعيف. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 206): وفيه رجل لم يُسَم وتعقبه حمدي السلفي في تحقيق المعجم الكبير (7/ 160)، فقال: قلت: بل رجلان لم يسميا. وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص (1/ 118): قال الحازمي: لا نعلم في الباب غيره، وفي إسناده من لا يعرف، وادعى ابن الرِفْعة في المطلب أن في الباب عن أنس، فلينظر. اهـ. وانظر: البدر المنير (ق 2، ص 674). وقال النووي رحمه الله في المجموع (2/ 92): هذا الحديث ضعيف ... إلى أن قال: وقد بيَّنَّا أن الحديث لا يحتج به، فيبقى المعنى، ويُسْتَأنس بالحديث، والله أعلم. اهـ.
48 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيد (¬1): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إِنَّ عَامَّة عَذَابِ القبرِ مِنَ البول، فتنزَّهوا من البول) (¬2). ¬
48 - تخريجه: أخرجه البَزَّار في مسنده. (زوائد البَزَّار لابن حجرص 398: 243، كتاب الطهارة، باب الاستطابة). قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، ثنا عُبَيْدُ الله بن موسى، به نحوه. والطبراني في الكبير (11/ 84: 11120)، وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (2/ 357)، كلاهما من طريق عبد الله بن رَجاء، أنا إسرائيل، به مثله. والدَّارَقطني (1/ 128)، والحَاكم في المُسْتدرك (1/ 183، 184)، من طريق إسحاق بن منصور، ثنا إسرائيل، به نحوه. والطَبَراني في الكبير (11/ 79: 11104)، من طريق العَوَّام بن حَوْشَب عن مُجَاهد، به نحوه.
الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أبا يحيى القَتَّات فإنه لَيِّن الحديث، ومثله إذا وافق الثقات في روايتهم صار حديثه مقبولًا في أقل درجات الحسن خصوصًا إذا انضم إلى ذلك توثيق ابن معين في رواية عنه. وقول البَزار ويعقوب بن سفيان لا بأس به. انظر: مصادر ترجمته. ولذا قال الدارقطني بعد أن ساق الحديث: لا بأس به. وقال الحافظ ابن حجر:=
= وإسناده حسن، ليس فيه غير أبي يحيى القَتَّات، وفيه لين. التلخيص (1/ 117). أما الحاكم فقد أورده على أنه شاهد لما قبله وسكت عليه الذهبي. وقال البُوصيري في إتحاف الخيرة، (كتاب الطهارة، باب الاستنزاه من البول ص 56: 37): والقَتَّات مختلف في توثيقه. إلا أنه حسن إسناده، كما في النسخة المُجَرَّدة (1/ 33/ أ). وحديث ابن عباس هذا أورده السيوطي في الجامع الصغير، والألباني في صحيح الجامع، وعزياه إلى الحاكم فقط، وصححاه. انظر: الجامع الصغير (2/ 57، 58)؛ صحيح الجامع (2/ 736: 397). قلت: لعلهما صححاه لشواهده، كما سيأتي. على أَن العَوَّام بن حَوْشَب قد تابع أبا يحيى القَتَّات، عن مجاهد في هذا الحديث، أخرج هذه المتابعة الطبراني في الكبير (11/ 79)، لكن في إسناده عبد الله بن خِرَاش، وهو تالف. قال عنه البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وكذبه آخرون واتهموه بالوَضْع. انظر: تهذيب التهذيب (5/ 197)، فمثله لا يلتفت إلى متابعته. لكن متن الحديث صحيح جاء عن عدد من الصحابة، منهم: 1 - أبو هريرة رضي الله عنه وبنحو حديث الباب. أخرجه ابن أبي شيبة في المُصنَّف (1/ 122)، ومن طريقه ابن ماجه (1/ 125)، وأخرجه أحمد (2/ 326، 388، 389)، والدارقطني (1/ 128)، والآجري في كتاب الشريعة (ص 632، 363)، والحاكم (1/ 183)، كلهم من طريق الأعْمَش عن أبي صالح، عنه، به. قال الدارقطني: صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولا أعرف له علة. ووافقه الذهبي. وقال البُوصبري: هذا إسناد صحيح رجاله من آخرهم مُحْتَج بهم في الصحيحين. (مصباح الزجاجة 1/ 51)، كما صححه العلامة الألباني (الإرواء 1/ 331)؛ وصحيح ابن ماجه (1/ 61).=
= 2 - أنس بن مالك رضي الله عنه بنحو حديث الباب. أخرجه: الدارقطني (1/ 127)، من طريق أبي جعفر الرَازِي عن قتَادة، عنه مرفوعًا، وقال بعده: المحفوظ مرسل. وأَقَرَّه المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 86). قال الألباني: وعلة هذا الموصول: أبو جعفر الرازي، وهو ضعيف لسُوء حفظه، لكن رواه حَمَّاد بن سَلَمة عن ثمامة بن أنس، عن أنس به هكذا رواه جماعة عن حَمَّاد. ورواه أبو سَلَمة عن حَمَّاد، عن ثمامة مرسلًا والمحفوظ الموصول كما قال ابن أبي حاتم (1/ 26) عن أبي زرعة. قلت: سنده صحيح. اهـ من الإرواء (1/ 310). 3 - حديث ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على قبرين فقال: أما إنهما ليُعذَّبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله ... الحديث، متفق عليه. أخرجه البخاري. انظر: الفتح (1/ 317)، ومسلم -واللفظ له- (1/ 240، 241)، وفي رواية لمسلم: (وإن الآخر لا يستنزه عن البول، أو من البول). كما أن في الباب عن جماعة من الصحابة. وقد مض ذكر بعضهم عند شواهد ح (16) فليراجع.
49 - وَقَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَام بْنِ عُروة، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاثة أحْجَار تُغنِي (¬1) في الاستنجاء). ¬
49 - تخريجه: هذا الحديث ذكره البُوصيري في الإتحاف، (كتاب الطهارة، باب وجوب الاستنجاء ص 56: 38)، ونسبه إلى مُسَدَّد فقط. وأخرجه مالك (1/ 28) عن هِشَام، به بنحوه. وقال الأرْنَاؤوط ومحمد فُؤَاد عبد الباقي: وقد وصله أبو داود والنَّسَائي عن عائشة، وسيأتي في الحكم على الحديث. أما البُرْهَان فُوري في الكنز (9/ 355، 356) فقد عزاه بلفظين مقاربين إلى عبد الرزاق، ولم أقف عليه في مصنفه ولا جامعه، ويقرب أن بكلون في القسم الساقط من أول المصنف، والله أعلم.
الحكم عليه: هذا الحديث مُرْسل، صحيح الإسناد. على أنه ثبت موصولًا من طريق عروة، عن عائشة رضي الله عنها، بمعناه. أخرجه أحمد (6/ 108، 133)، وأبو داود (1/ 37)، والنَّسَائي (1/ 41)، والدَّارِمي (1/ 171، 172)، والدَّارَقُطني (1/ 54، 55) وقال: إسناد صحيح، -وفي نسخة إسناد حسن- وذكر الحافظ أنه صحح إسناده في العلل، كما أن الحافظ نسبه إلى ابن ماجه ولم أقف عليه. انظر: التلخيص (1/ 119). وصححه الألباني لشواهده (الإرواء ص 84)؛ صحيح الجامع (1/ 156: 547). وبالجملة، فإن متن الحديث صحيح يشهد له عدد من الأحاديث منها:=
= 1 - حديث جابر رضي الله عنه مرفوعًا: (إذا استجمر أحدكم فَلْيَستجمِر ثلاثًا)، أخرجه مسلم (1/ 213)، وأحمد (3/ 400)، وابن خُزَيمة (1/ 42)، واللفظ لهما. 2 - حديث ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار، الحديث أخرجه البخاري (الفتح 1/ 256). وفي الباب عن ابن عمر، وخُزَيمة بن ثابت، وأبي هريرة، وسلمان، وأبي أيوب، والسَّائِب بن خَلاَّد الجُهَنِي، وأنس، وأبي أُمَامة وغيرهم. انظر: مسند أحمد (2/ 463)؛ وصحيح ابن خُزَيمة (1/ 41 - 43)؛ وسنن البيهقي (1/ 102)؛ ومصنف ابن أبي شيبة (1/ 154، 155)؛ وكنز العمال (9/ 349 - 358). وسيأتي مزيد لذلك عند حديث ابن مسعود بعد ثلاثة أحاديث.
50 - [1] وقال ابن أبي (¬1) عمر: حدثنا المُقْري، ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم (¬2) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافع، عَنْ عَبْدِ الله -هو ابن عمرو رضي الله عَنْهُمَا- قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةَ الجِن، فَسَمِعْتُهُ وَهُمْ يَسْتَفْتُونَهُ عَنِ الِاسْتِنْجَاءِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: (ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ)، قَالُوا: كَيْفَ بِالْمَاءِ؟ قَالَ: (هُوَ أَطْهَرُ، وَأَطْهَرُ). [2] وقال (أَحْمَدُ) (¬3) بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن زياد (¬4) بن أَنْعم، به. ¬
50 - تخريجه: هذا الحديث ذكره البُوصيري في الإتحاف، (كتاب الطهارة، باب وجوب الاستنجاء ص57: 39) وعزاه إلى ابن أبي عمر وابن منيع -كما صنع ابن حجر- ولم يعزه إلى غيرهما. وقد بحثت فلم أجد من أخرجه غيرهما.
الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد، ضَعَّفه البُوصيري من أجل عبد الرحمن بن زياد بن أَنعُم، وهو كما قال. لكن حكم الاستجمار بالاحجار، وكونها ثلاثًا، ثابت يشهد له عدد من الأحاديث، مضى ذكرها، وذكر من أخرجها عند الحديث السابق، فليراجع. كما أن التطهير بالماء ثابت يشهد له عدد من الأحاديث، أذكر منها: 1 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يدخل الخلاء، فأحمل أنا وغلام، إدَاوة من ماء، وعَنْزة، يستنجي بالماه. متفق عليه.=
= أخرجه البخاري (الفتح 1/ 252)، واللفظ له، ومسلم (1/ 227). 2 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: مُرْن أزواجَكُن أن يستطيبوا بالماء، فإني أستحييهم منه، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يفعله. أخرجه الترمذي (1/ 30، 31)، والنسائي (1/ 43)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الأرناؤوط: وإسناده صحيح. (جامع الأصول 7/ 140). 3 - عَنْ جَرِير بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فأتى الخلاء، فقضى الحاجة، ثم قال: (يا جرير هات طهورًا)، فأتيته بالماء، فاستنجى بالماء، وقال بيده، فَدَلك بها الأرض. أخرجه النسائي (1/ 45) وقال: هذا أشبه بالصواب من حديث شَرِيك. قال الأرناؤوط (جامع الأصول 7/ 141): وفي سنده انقطاع. أما شهود ابن عمرو لليلة الجن مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فهذا من مناكير ابن أَنعُم عن ابن رَافِع، وإلا فقد أسلفت أنه لم يثبت أن أحدًا من الصحابة شهدها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غير ابن مسعود، إلا ما رواه الطبراني في الكبير (1/ 85: 251) عن الزُبَير بن العَوَّام، وأنه شهدها، وحَسَّن الهيثمي إسناده في المجمع (1/ 210). أما الحافظ فقد ضَعَّف إسناده في التلخيص (1/ 120)، ووافقه عبد المجيد السلفي في تحقيقه للمعجم الكبير (1/ 85)، حيث قال: وهو الحق لأن ابن قُحَافة لا يعرف، تفرد عنه نُمَير بن يزيد القَيْني. ونُمَير: ليس بشيء، قاله الأزْدي. وتَفَرَّد عنه بَقيَّه، ففيه ثلاثة مجاهيل: قحافة، ونمير، ووالده يزيد، فكيف يكون إسناده حسنًا. اهـ. كما نقله ابن كثير عن أبي نُعَيم، ثم قال: هذا حديث غريب، والله أعلم. تفسير ابن كثير (7/ 284)، وحق ما قال، فقد ثبت عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ لم يشهدها غيره.=
= ولذا ذهب البُوصِيري رحمه الله في الإتحاف (ص 57، 58: 39) إلى أن هذا الحديث من مسند ابن مسعود، لا كما فعل الحافظ هنا، ففسره بابن عمرو بن العاص. ولكن يُعَكِّر على هذا أنه عُرِف بالرواية عن ابن عمرو، ولم يذكر أحد -فيما أعلم- أنه روى عن ابن مسعود، بل يبعد أن يلقاه، فإن ابن مسعود قد تقدمت وفاته، فما ذهب إليه ابن حجر هو الأولى، ويحمل على أنه من منكرات ابن أنعم عن ابن رافع وهي كثيرة. وحاولت استقصاء روايات ليلة الجن فلم أجد منها شيئًا من طريق ابن عمرو، أو أنه حضرها، فالله أعلم.
51 - وقال أبو يعلى: حدثنا محمد بن إسحاق (المسيبي) (¬1)، حدثني عبد الله بن (نافع) (¬2) عن (¬3) عَبْدِ اللَّهِ بْنُ (نَافِعٍ) (¬4) -مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ- عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬5) رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَاءَتْهُ وُفُودُ الْجِنِّ مِنَ الْجَزِيرَةِ، فَأَقَامُوا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم بَدَا لَهُمْ، فَأَرَادُوا الرُّجُوعَ إِلَى بِلَادِهِمْ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُزَوِّدَهُمْ، فَقَالَ: (مَا عِنْدِي (¬6) مَا أُزَوِّدُكُمْ بِهِ، وَلَكِنِ ادْنُوا (¬7) لِكُلِّ (¬8) عَظْمٍ مَرَرْتُمْ بِهِ، فَهُوَ لَكُمْ لَحْم عَرِيض، وَكُلُّ رَوْثٍ مَرَرْتُمْ بِهِ، فَهُوَ لَكُمْ ثَمَر (¬9)، فَلِذَلِكَ نَهَى (¬10) أَنْ (يُتمسح) (¬11) بالبَعْر والرِّمة. ¬
51 - تخريجه: هذا الحديث ذكره البُوصيري في الإتحاف، (كتاب الطهارة، باب وجوب الاستنجاء ص 65: 44)، وعزاه إلى أبي يَعْلى فقط ولم أجد من أخرجه من طريق ابن عمر غيره. والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث ضعيف، بل مُنكر، بسبب عبد الله بن نافع، وبه ضَعَّفه البوصيري في الإتحاف، فقد صرح البخاري أنه في روايته عن أبيه منكر الحديث -كما سبق في ترجمته-. أما متن هذا الحديث فإنه صحيح ثابت من طريق ابن مسعود رضي الله عنه مشهور بطرقه، كما قال الحافظ رحمه الله في التلخيص (1/ 120). وقد أخرجه مسلم (1/ 332)، وأبو داود (1/ 36)، والنَسَائي (1/ 37)، وغيرهم. كما يشهد لحديث الباب عدد من الأحاديث منها: 1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه. أخرجه البخاري (الفتح 7/ 171). 2 - حديث سليمان رضي الله عنه بمعناه. أخرجه مسلم (1/ 323)، وأحمد (5/ 439). 3 - خُزَيمة بن ثابت رضي الله عنه بمعناه. أخرجه أبو داود (1/ 37). 4 - جابر رضي الله عنه بمعناه. أخرجه مسلم (1/ 324)، وأبو داود (1/ 36). وفي الباب عن الزُبَير بن العَوام -وقد مضى قريبًا- وابن مسعود أيضًا ورُوَيفِع بن ثابت، وسَفل بن حنيف، ورجل من الصحابة، وأبي هريرة، وسيأتي مزيد لذلك عند شواهد الحديث الآتي إن شاء الله تعالى، كما مضى بعض ذلك عند ح (49)، والله أعلم. انظر: مصنف ابن أبي شيبة (1/ 155، 156)؛ سنن الدارقطني وشرح معاني الآثار (1/ 123، 124، 1/ 54 - 57)؛ نصب الراية (1/ 215 - 220)؛ التلخيص (1/ 120، 121)؛ الكنز (9/ 351 - 359).
52 - (قَالَ أَبُو يَعلى) (¬1): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْران الأخْنسِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيل، ثنا إِبْرَاهِيمُ الهَجَري عن أبي الأحْوص عن عبد الله رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (إنَّ اللَّهَ وِتْر يحب الوتر، فإذا استجمرتَ فأوتِر ((¬2). ¬
52 - تخريجه: الحديث بهذا اللفظ، ومن هذا الوجه، انفرد بإخراجه أبو يعلى في مسنده، فقد ذكره البُوصيري في الإتحاف، (كتاب الطهارة، باب وجوب الاستنجاء، ص 60: 40)، والهَيثَمي في المجمع (1/ 211)، والنَبْهاني في الفتح الكبير (1/ 347)، والأَلْباني في صحيح الجامع (1/ 375)، وكلهم عزوه لأبي يعلى فقط، وقد بحثتُ كثيرًا فوصلت إلى حيث انتهوا، والله الموفق. لكن أخرجه أبو يعلى في مسنده (8/ 404: 4987)، وأبو داود (2/ 128: 1417)، وابن ماجه (1/ 370: 1170)، وابن نَضر في كتاب الوِتر (ص 245)، والطبراني في الكبير (10/ 178، 179: 10262، 10263)، وأبو نُعَيم في الحِلْيَة (7/ 313)، والبيهقي (2/ 468)، كلهم من طريق عمرو بن مُرَّة، عن أبي عبيدة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ وتر يحب الوتر، أوتروا يا أهل القرآن)، وأبو داود لم يذكر اللفظ بل اكتفى بالإسناد والإحالة إلى حديث علي، وهو بمعناه، وليس عند الطبراني وأبي نعيم قوله: (إن الله وتر يحب الوتر). وهذا الحديث فيه علَّة، وهي أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، وبه أعَلَّه البيهقي، ووافقه الذهبي في المُهَذَّب (2/ 431)، والمنْذِري في مختصر سنن أبي داود (2/ 121)، وعبد المجيد السلفي في نعليقه على المعجم الكبير، وعبد القادر الأرناؤوط (جامع الأصول 6/ 44).=
= كما أعله البيهقي وتبعه على ذلك الذهبي بالإرسال وأن الموصول غير مَحْفوظ. قلت: لكن الحديث يشهد له عدد من الأحاديث سيأتي ذكر بعضها في الشواهد، ومنها: حديث أبي هريرة بنحوه في الاستجمار فقط، أخرجه البخاري (الفتح 262/ 1: 161)، ومسلم (1/ 212: 237)، وحديث علي رضي الله عنه بنحوه وليس فيه ذكر الاستجمار. أخرجه أبو داود (2/ 127)، والترمذي (2/ 316)، والنَّسَائي (3/ 229)، وابن ماجه (1/ 370)، وحسَّنَه الترمذي، وعبد القادر الأرناؤوط (جامع الأصول 6/ 43)، وقال الترمذي: وفي الباب عن ابن عمر، وابن مسعود وابن عباس. ولهذا صحح الألباني حديث ابن مسعود رضي الله عنه. انظر: صحيح الجامع (1/ 375: 1830). وأعل المُنَاوي حديث ابن مسعود -هذا- بعد أن ذكره بإبراهيم الهَجَري، وقد عزاه تبعًا للسيوطي إلى ابن ماجه في الفيض (2/ 267)، وهذا وَهْم فإن الهَجري هذا ليس له وجود أصلًا في سند ابن ماجه، بل هو في إسناد أبي يعلى فقط، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث بإسناد أبي يعلى ضعيف، بسبب رجلين: 1 - أحمد بن عِمْران الأخْنَسي وهو منكر الحديث كما سبق. 2 - إبراهيم الهَجَري وهو لَيِّن الحديث كما سبق، وبه أعَلَّه البُوصيري. لكنه يَتَقوَّى بالطريق الآخر، وبالشواهد فيصير حسنًا لغيره، أما متنه فهو صحيح قطعًا قد جاء عن عدد من الصحابة، وها أنا أذكر بعضًا منها: 1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، وفيه: (وإن الله وتر يحب الوتر) متفق عليه. أخرجه البخاري (الفتح 11/ 214)، ومسلم (4/ 2062) واللفظ له.=
= 2 - حديث جابر رضي الله عنه مرفوعًا: (إذا استجمر أحدكم فَلْيُترتِر)، أخرجه مسلم (1/ 213). وفي الباب عن أبي أيوب، والسَّائِب بن خَلاَّد وابن عمر، وسلمان وعائشة، وأنس، وعن قَبِيصة بن هَلْب عن أبيه، وأبي أُمَامَة وسَلَمة بن قيس، كما مضى بعض ذلك عند ح (49). انظر: مسند أحمد (2/ 109، 314، 491)؛ والدارقطني (1/ 54 - 57)؛ ومصنف ابن أبي شيبة (1/ 154، 155)؛ وشرح معاني الآثار (1/ 121، 122)؛ ونصب الراية (1/ 214 - 217)؛ وكنز العمال (9/ 351 - 357).
53 - (وَقَالَ) (¬1): حَدَّثَنَا مُعَلَّى (¬2) بْنُ مَهْدي، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَر عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحَكَم، عَنْ نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (عَلَيْكُمْ بِإِنْقَاءِ الدُّبُر، فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بالبَاسُور (¬3)). ¬
53 - تخريجه: أخرجه أبو نُعَيم في (الطِّب النَّبوي)، وابن السُّني أيضًا في (الطب النبوي) له في فيض القدير (4/ 350)، والسلسلة الضعيفة (2/ 210)، وابن حِبَّان في المجروحين (2/ 100)، وابن عَدِي في الكامل (2/ 721، 5/ 1812). كلهم من طريق عُثمان بن مَطَر، ثنا علي بن الحَكَم، به، إلَّا أن فيه (بغسل) بدل (بإنقاء). كما أن عثمان هذا مرة يذكر الحسين بن أبي جعفر بينه وبين علي بن الحَكَم كما في أسانيدهم جميعًا، إلَّا إسناد ابن عَدِي الثاني، فإنه رواه كرواية أبي يَعلى، أما في الإسناد الأول فقد قَرَنه بعلي بن الحَكَم، أما إسناده الثالث والذي رواه في الموضع الثاني فقد رواه كما رواه البقية.
الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف جدًا بسبب عثمان بن مَطَر الشَيبَاني، فإنه كما قال البخاري: مُنكر الحديث، ولذا قال ابن عَدِي عن هذا الحديث: وهو حديث منكر ... وسائر أحاديثه -يعني عثمان- فيها مشاهير وفيها مناكير والضعف بيِّن على حديثه. وقال أيضًا عن الحديث: وهذا يرويه ابن أبي جعفر عن علي بن الحَكَم، وعن ابن أبي جعفر، عثمان بن مَطَر، ولعل البلاء من عثمان لأنه يرويه عن الحسن بن أبي جعفر.=
= وقد أورده ابن حِبَّان والذهبي رحمهما الله في ترجمته في الميزان (3/ 54) على عادتهما في إيراد بعض مناكير الرواة. بل أبعد العلاَّمة الألباني النَجْعة حين حكم عليه بالوضع. (ضعيف الجامع 4/ 50)؛ والسلسلة الضعيفة (2/ 210: 798). ويظهر لي أنه بَنى حكمه بقدر كبير على قول ابن حِبَّان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات. أما تصحيح السيوطي رحمه الله له في الجامع الصغير (2/ 65)، فهذا من تساهله، والاَّ فأنَّى له الحُسْن، ناهيك عن الصحة، وفيه مثل هذا الرجل، أَضِف إلى ذلك حكم الأئمة بضعف الحديث ونكارته، مثل ابن عَدِي. أما الشاهد لهذا الحديث، والذي أورده الحافظ في اللسان (4/ 316)، في ترجمة عمر بن عبد العزيز الهَاشمي، ومن طريقه، عن الحارث عن علي رضي الله عنه مرفوعًا: (عليكم بغسل الدُّبُّر، فإنه يُذهِب البواسير). فقد أخرجه الخطيب في (المُتفِق والمُفتَرِق). انظر: لسان الميزان (4/ 316) في ترجمة محمد بن سَلَمة البَزار الفَرغَانِي، عنه عن يونس بن أبي إسحاق، عنه إسحاق، عن أبيه عن الحارث، به. قال الحافظ عن عمر الهاشمي: شيخ مجهول، له أحاديث مناكير لا يتابع عليها. قال الألباني (الضعيفة 2/ 211): والحارث وهو الأعور مُتَّهم. فمثل هذا الشاهد لا يقوى به حديث ابن عمر، والله أعلم.
12 - باب صفة الوضوء
12 - بَابُ صِفَة الْوُضُوءِ 54 - [1] قَالَ ابْنُ أَبِي عُمر: حَدَّثَنَا بِشْر -هُوَ ابْنُ السَريّ- ثنا حَمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَار، عَنْ سُمَيع، عَنْ أَبِي أُمَامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وَسَلَّمَ - كَانَ يَغْسِلُ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، ويُمضمِض ثَلَاثًا، وَيَسْتَنْشِقُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَيَغْسِلُ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، ثَلَاثًا (¬1). [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارون، نا حَمَّاد بْنُ سَلَمة، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ (تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَتَمَضْمَضَ (¬2) ثَلَاثًا، واسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا). [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، مِثْلَهُ، وَزَادَ (وَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا) (¬3). [4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحة، ثنا حَمَّاد، مِثْلَ حَدِيثِ بِشْر. ¬
54 - تخريجه: أخرجه غير ابن أبي عمر، وابن أبي شيبة، وابن مَنِيع، في مسانيدهم، كل من:=
= أحمد في مسنده (5/ 257)، وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 9، في الوضوء كم هو مرة)، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، به، بنحوه. والبخاري في تاريخه (1/ 190)، والطبراني في الكبير (8/ 303: 7990)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 29) في الوضوء للصلاة مرة مرة وثلاثًا ثلاثًا. كلهم من طريق حَمَّاد بن سَلَمة، به. وأيضًا فقد أخرجه الترمذي (1/ 53: 37)، وأبو داود (1/ 93: 134). كلاهما من طريق قتُيبة حدثنا حَمَّاد بن زيد، عن سِنَان بن ربيعة، عَنْ شَهْر بْنِ حَوَشب، عَنْ أَبِي أُمامة، به بمعناه ولفظه أخصر من حديث الباب. قال الترمذي: هذا حديث حسن، ليس إسناده بذاك القائم. وهذا الحديث في إسناده شَهْر، وقد تقدمت ترجمته في ح (6) وأنه مُختلف فيه، وحديثه مُحتمِل للتحسين جدًا. كما أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا في مصنفه (1/ 13 في تخليل اللحية في الوضوء)، وعنه الطبراني في الكبير (8/ 333) من طريق زيد بن الحُبَاب، عن عمر بن سُلَيم الباهلي، قال: حدثني أبو غالب قال: قلت: لأبي أمامة رضي الله عنه: أخبرنا عن وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الحديث بمعناه مختصرًا. ولفظ الطبراني ليس فيه تثليث الوضوء. وهذا إسناد حسن ليس فيه إلَّا أبو غالب الباهلي، وحديثه مُحتمِل للتحسين، فقد قال عنه ابن معين والذهبي صالح الحديث، ووثقه الدارقطني، وقال ابن عَدِي: ولم أر في أحاديثه، حديثًا منكرًا جدًا، وأرجو أنه لا بأس به. الكاشف (3/ 365)؛ وتهذيب الكمال (3/ 1636)؛ والكامل لابن عدي (2/ 861)، وقال الترمذي عن حديث رواه من طريقه: هذا حديث حسن صحيح. (سنن الترمذي 5/ 379)، وأسوأ ما فيه تضعيف النسائي وأبي حاتم له. لكنه جَرح غير مُفَسر، ولهذا كان كلام ابن عدي فيه اعتدال، أما تضعيف الحافظ له فهو نزول به، وأما قول الهيثمي في المجمع (1/ 235) بأن في إسناده=
= الصَلت، فهذا أمر عَجَب، إذ هو ليس في الإسناد. وحديث الباب على غير شرط الحافظ في المطالب؛ لأنه كما ترى قد أخرجه الإِمام أحمد والترمذي، وأبو داود وهو قد التزم أن لا يُخَرِّج ما جاء في الكتب الستة أو المسند كما مر ذلك في مقدمته، فلذا يعتبر هذا من أوهامه رحمه الله.
الحكم عليه: إسناد هذا الحديث ضعيف بسبب جهالة سُمَيع، والانقطاع بينه وبين أبي أُمامة، وبينه وبين عمرو بن دينار كما صرح بذلك البخاري. لكن بهاتين المُتابعتين اللتين سبق ذكرهما عند التخريج يَتَقوَّى الحديث ليصل إلى درجة الحسين لغيره. أما قول الهَيثَمي رحمه الله في المجمع (1/ 230) عن هذا الحديث: وإسناده حسن. مع أنه ذكر أنه من طريق سُمَيع، ففي هذا نظر؛ لأن سُمَيعًاكما عَرَفت لا يَحْسُن حديثه ولا يكاد إلَّا لمن اعتمد توثيق ابن حِبَّان كما فعل الهيثمي غفر الله له. وأخيرًا فإن معنى الحديث وهو تثليث الوضوء ثابت في عدد كبير من الأحاديث عن جمع غفير من الصحابة، وأسانيدها صِحَاح وحِسَان وبعضها ضعيفة أو أقل من ذلك. انظر: مصنف ابن أبي شيبة (1/ 8 - 11)؛ وجامع الأصول (7/ 149 - 174)؛ والكَتز (9/ 424 - 461)؛ ونَصب الرَّاية (1/ 30 - 34)؛ والمجمع (1/ 228 - 234).
55 - [1] وَقَالَ أحمدُ بْنُ مَنِيع: حَدَّثَنَا الحَسن بْنُ مُوسى، ثنا أبو النَضْر عن (¬1) مَنْ رأى (¬2) عثمان بن عَمان، قَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَا بِوَضُوءٍ، وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ وطَلحة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا، ثَلَاثًا. ثُمَّ قَالَ أَنشدُكم بِاللَّهِ، أَتعلَمُون أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَتَوَضَّأُ كَمَا تَوَضَّأْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. [2] وقَال الحَارث: حَدَّثَنَا يونُس بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا لَيْث -هُوَ ابْنُ سَعْدٍ- عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ أَبِي النَضْر، قَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَا بِوَضُوءٍ، وَعِنْدَهُ طَلْحَةُ، والزُبير، وَسَعْدٌ، وَعَلِيٌّ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ، فَذَكَرَ فِيهِ (¬4) الْوُضُوءَ ثَلَاثًا، ثَلَاثًا، ثُمَّ (¬5) قَالَ لِلَّذِينَ حَضَرُوا: أنشُدكم بِاللَّهِ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَتَوَضَّأُ كَمَا تَوَضَّأْتُ الْآنَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، وَذَلِكَ لِشيءِ بَلغَه (¬6) عَنْ وُضُوءِ رِجَالٍ. [3] وَقَالَ (¬7) أَبُو يَعلى: حَدَّثَنَا غَسَّان بْنُ الرَّبِيع، ثنا اللَّيْث بن سعد، به ¬
55 - تخريجه: هذا الحديث ذكره البُوصيري في الإتحاف (ص 221: 146)، وقال: حديث عثمان في الصحيح وغيره، وإنما أوردته لانضمام من ذُكر معه من الصحابة، ورواه أحمد بن حنبل في مسنده من طريق بِسْر بن سعيد، عن عثمان بن عَفَّان، فذكره. اهـ. كما أن الهيثمي قال بعد إيراد هذا الحديث في بُغية الباحث (1/ 110: 69): حديث عثمان بعينه في الصحيح. قلت: حديث عثمان رضي الله عنه مشهور في دواوين الإِسلام، فقد أخرجه البخاري (الفتح 1/ 259: 159)، ومسلم (1/ 204: 226)، وأبو داود (1/ 78 - 81: 106 - 110)، والنسائي (1/ 64، 65)، وابن ماجه (1/ 105: 285). أما أحمد فقد أخرجه في مسنده (1/ 67)، من طريق ابن الأشجعي -وهو أبو عبيدة بن عبيد الله- وعبد الله بن الوليد، ثنا سُفيان حدثني سالم أبو النَضْر، عن بِشْر بن سعيد، عن عثمان بن عفَّان، به، نحوه. كما أخرجه البيهقي (1/ 79)، من طريق الحسين بن حَفْص والفِرْيابي، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النَهْدي، كلهم عن سفيان، به، نحو رواية أحمد، ثم قال البيهقي رحمه الله: وهكذا هو في جامع الثوري، رواية عبد الله بن الوليد العَدَني. وأخرجه مسلم (1/ 207: 230)، والدارقطني (1/ 86)، والبيهقي (1/ 78). كلهم من طريق وكيع عن سفيان، عن سالم أبي النَضْر، عن أبي أنس -مالك ابن أبي عَامر الأصبحي- أنَّ عُثمان توضأ بالمَقَاعد ... الحديث بنحوه. وأخرجه مسلم من طريق قُتَيبة بن سعيد، وابن أبي شيبة وزُهَير بن حرب، عن وكيع به. وأخرجه الدارقطني من طريق العباس بن يزيد عن وكيع، به.=
= وأخرجه البيهقي من طريق أبي بكر بن أبي شيبة وعبد الله بن هاشم، عن وكيع، به. قال الدارقطني: وتابعه -يعني وكيعًا- أبو أحمد الزُبيري عن الثوري، وعزاه صاحب الكنز (9/ 439) إلى مُسَدَّد في مسنده" والله أعلم.
الحكم عليه: قال البُوصيري رحمه الله في الإتحاف (المُختصرة 1/ 38/ ب): ورجال الإسناد ثقات إلَّا أنه منُقَطِع، أبو النَضْر -اسمه سالم- لم يسمع من عثمان. اهـ. وهو كما قال رحمه الله: فإن رجاله ثقات بمجموع السَنَدين لأن في الأول ابن لَهِيعة، وهو ضعيف، كما مر، أما السند الثاني فكلهم ثقات. وأيضًا الانقطاع ظاهر، وقد جاء مُصرَّحًا به في الإسناد الأول، وأن هناك مبهمًا بين أبي النَضْر وعثمان، وبه أعلَّه الدارقطني (العلل 3/ 18)، وغيره من الأئمة المتقدمين -وسيأتي ذكرهم عند الكلام على علة الحديث الأخرى- وكذا الهيثمي حيث قال في المجمع (1/ 229): وأبو النَضْر لم يسمع من أحد من العشرة. لكن الحديث جاء مُتَصِلًا عند مسلم، وأحمد، والدارقطني، والبيهقي -كما ذكرت ذلك عند التخريج- فأخرجه مسلم والدارقطني والبيهقي من طريق سفيان الثَوري، عن أبي النَضْر، عن أبي أنس أنه رأى عثمان ... الحديث. وأخرجه أحمد والبيهقي من هذا الوجه إلَّا أن عندهم بِسْر بن سعيد بَدَل أبي أنس، وهذه هي العلة الأخرى في الحديث، لكن الحق أن من جعله عن بِسْر بن سعيد هو الصواب، دإليك بيان الخلاف في ذلك من كلام الأئمة النقاد: قال ابن أبي حَاتِم في العلل: سُئِل أبو زُرعة عن حديث رواه الفِرْيابي، عن سُفيان، عن سالم أبي النَضْر، عن بِسْر بن سعيد، أن عثمان توضأ ... إلى الحديث. ورواه وكيع عن سفيان، عن أبي النَضْر، عن أبي أنس، عن عثمان ... الحديث. قال أبو زُرعة: وَهِم فيه الفِرْيَابي، والصواب ما قال وكيع. سألت أبي عن=
= هذا الحديث، فقال: حديث وكيع أصح، وأبو أنس جد مالك بن أنس، وأبو أنس عن عثمان متصل، وبِسْر بن سعيد عن عثمان مرسل. اهـ. وقال الدارقطني في السُنَن بعد أن ذَكَر رواية وكيع ومتابعة الزُبَيري له: والصواب عن أبي النَضْر، عن بِسر، عن عثمان. اهـ. وقال في التَتَبُّع: وأخرج مسلم حديث وكيع، عن الثوري، عن أبي النَضْر، عن أبي أنس، عن عثمان، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ توضأ ثلاثًا، وقد كتبنا علته في موضع آخر. اهـ. وقال في العلل لِمَّا سئل عن هذا الحديث: رواه أبو النَضر سالم، واختلف عنه، فرواه الثوري عنه، واختلف عنه أيضًا. ورواه أبو نُعَيم، وأبو حذيفة، والعَدَنِيان، عبد الله بن الوليد، ويزيد بن أبي حَكيم، وعبيد الله الأشجعي وغيرهم، عن الثوري، عن أبي النَضْر، عن بِسْر بن سعيد، عن عثمان. وخالفهم وكيع بن الجراح، وأبو أحمد الزُبَيري، روياه عن الثوري، عن أبي النَضْر، عن أبي أنس، وهو مالك بن أبي عامر، جد مالك بن أنس، عن عثمان. ورواه يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي النَضر مرسلًا، عن عثمان، ولم يأت بحجة. والصحيح قول من قال: عن بِسْر بن سعيد، والله أعلم. اهـ. وقال النووي رحمه الله في شرح مسلم، بعد أن ذكر الإسناد: هذا الإسناد من جملة ما استدركه الدارقطني وغيره، قال أبو علي الغَسَّاني الجياني: مذكور أن وكيع بن الجَرَّاح وَهِم في إسناد هذا الحديث في قوله: عن أبي أنس وإنما يرويه أبو النَضْر، عن بسر بن سعيد، عن عثمان بن عفَّان، روينا هذا عن أحمد بن حنبل وغيره، قال: وهكذا قال الدارقطني هذا مما وهم فيه وكيع على الثوري، وخالفه أصحاب الثوري الحُفَّاظ، منهم: الأشجعي عبد الله، وعبد الله بن الوليد، ويزيد بن أبي حكيم، والفِرْيابي، ومعاوية بن هشام، وأبو حذيفة وغيرهم، رووه عن الثوري،=
= عن أبي النَضْر، عن بسر بن سعيد أن عثمان، وهو الصواب. كذا آخر كلام أبي علي. اهـ. وقال الذهبي في المُهذَّب بعد أن ساق الروايتين فجعل الأولى رواية وكيع والثانية رواية الفِرْيابي ومن تَبِعه: قلت: هذه علة مؤثرة في حديث وكيع. اهـ. وقال مقبل الوادعي في تحقيقه للالتزامات والتتبع، بعد أن ساق كلام الأئمة: إن أبا زُرعة وأبا حَاتم رحمهما الله لم يستوعبا طرقه، كما استوعبها الدارقطني رحمه الله، ومن ثم حكما لوكيع على الفِرْيابي، ولكن الفِرْيابي تابعه الحُفَّاظ على روايته كما ذكره الدارقطني، وأبو علي الغَسَّاني وأقرَّهما النووي على ذلك. ثم ذكر روايتي أحمد والبيهقي، إلى أن قال:- فَتَحصَّلَ من هذا أن الحديث من طريق أبي أنس وَهْم، وأن الصحيح من طريق بسر بن سعيد، عن عثمان، وقول أبي حاتم رحمه الله أن حديث بسر بن سعيد منقطع، فيه نظر، فقد ذكروا أنَّ بِسْر بن سعيد توفي سنة (100هـ)، وقيل سنة (101هـ) عن عمر 78 سنة كما في تهذيب التهذيب، وتوفي عثمان رضي الله عنه سنة (35 هـ)، فيكون عُمر بسر بن سعيد قبل موت عثمان قدر ثلاث عشرة سنة، ومسلم رحمه الله يكتفي بالمُعاصرة مع إمكان اللقي، والله أعلم. اهـ. انظر: العلل لابن أبي حاتم (1/ 55: 143)، السنن للدارقطني (1/ 86)، العلل له (3/ 17: 259)، الإلزامات والتتبع له (ص 412: 134)، صحيح مسلم بشرح النووي (3/ 114)؛ والمُهذَّب (1/ 97: 300، 301). وعلى كل حال، فمتن الحديث صحيح، مُخرَّج في الصحاح وغيرها من دواوين الإِسلام كما سبق الإشارة إلى ذلك عند تخريج الحديث.
56 - وَقَالَ عَبْد بْنُ حُميد: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيد، ثنا المُخْتار بْنُ نَافع، عَنْ (أَبِي) (¬1) مَطَر قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَرِنِي وضوء رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟، فَدَعَا قُنبرًا (¬2) فَقَالَ: ائْتِنِي بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ ثَلَاثًا (¬3) وَأَدْخَلَ بَعْضَ أَصَابِعِهِ فِي فِيه. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ (خَارِجَ الْأُذُنَيْنِ من الرأس، وباطنهما مِنَ الْوَجْهِ، ثُمَّ حَسَا حَسْوًا (¬4) بَعْدَ الْوُضُوءِ (¬5)، ثُمَّ قَالَ: كَذَا (¬6) كَانَ وُضُوءُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬7). ¬
56 - تخريجه: أخرجه أحمد بتحقيق أحمد شاكر (2/ 347: 1355) بمثله سندًا ولفظًا، بل رواه عن نفس محمد بن عُبَيد الطنافسي شيخ عَبْد بن حُمَيد، وهذا عجيب من الحافظ مخالف لشرطه في المقدمة، وما أظنُّه إلَّا وهمًا منه رحمه الله تعالى. غير أن الحديث له طرق أخرى عن علي بغير ذكر أن ظاهر الأذنين من الرأس، وباطنهما من الوجه، ومن هذه الطرق: 1 - عن عبد خير، عنه رضي الله عنه، نحوه. أخرجه: أبو داود (1/ 81 - 83: 111 - 113)، والنسائي (1/ 67 - 69)،=
= والترمذي (1/ 68: 49)، وابن أبي شيبة (1/ 8 - 9)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 2/ 197، 205: 1053، 1076)، والبزار (التلخيص الحبير 1/ 91)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 29، 35). 2 - الحارث الأعور عنه رضي الله عنه، نحوه: أخرجه: عبد الرزاق (1/ 38 - 40: 122)، والترمذي معلَّقًا (1/ 68). 3 - أبي حَيَّه بن قيس عنه رضي الله عنه، نحوه: أخرجه: الترمذي (1/ 67: 48)، وأبو داود (1/ 83 - 84: 116) مختصرًا، والنسائي (1/ 75 - 71)، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند، تحقيق شاكر (2/ 346: 1353) مختصرًا، وعبد الرزاق (1/ 38: 120، 121)، وابن أبي شيبة (1/ 8)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 29، 35). 4 - محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عنه رضي الله عنه بنحوه: أخرجه: النسائي (1/ 69 - 75)، عبد الرزاق (1/ 40: 123)، وابن جرير -ولعله في تهذيب الآثار- وصححه. انظر: كنز العمال (9/ 445: 26895). 5 - عبد الرحمن بن أبي ليلى، عنه رضي الله عنه، نحو مختصرًا: أخرجه: أبو داود (1/ 83: 115)، وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 10، 15)، وصحح الحافظ إسناد أبي داود. التلخيص الحبير (1/ 91). 6 - زِرّ بن حُبَيش، عنه رضي الله عنه، نحوه: أخرجه: أبو داود (1/ 83: 114). وأعله أبو حاتم بأنه إنما يروى عن المنهال، عن أبي حَيَّه، عن علي رضي الله عنه. علل ابن أبي حاتم (1/ 21). وفي نسخة التلخيص التي عندي جاء فيها: وأعله أبو زرعة بأنه ... إلخ، فإما أن يكون نقله من غير العلل، أو أن هناك وهمًا. انظر: (التلخيص 1/ 90).=
= 7 - رِبْعِي بن حِراش، عنه رضي الله عنه، نحوه: أخرجه: أحمد في المسند (1/ 102). 8 - النَزَّال بن سَبُرة، عنه رضي الله عنه، نحوه: أخرجه: البخاري مختصرًا (الفتح 10/ 81: 5615، 5616)، والطيالسي (ص 22: 148، 149)، والنسائي (1/ 84 - 85)، وقال الحافظ في الفتح (10/ 82): هي على شرط الصحيح، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 34)، وابن حبان (الإحسان 2/ 197: 1055). وأخرج أحمد كثر هذه الروايات في المسند (1/ 78، 110، 113، 114، 120، 123، 125، 127، 135، 158، 159). أما قوله: (خارج الأذنين من الرأس وباطنهما من الوجه)، فقد جاء ما يشهد له من طريق ابن عباس رضي الله عنهما، قال: دخل على علي -يعني ابن أبي طالب- وقد أهْراق الماء، فدعا بوضوء ... - فذكر وصف وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفيه: (ثم أدخل يديه في الإناء جميعًا، فأخذ بها حَفْنهَ من ماء، فضرب بها على وجهه، ثم ألقم إبهاميه ما أقبل من أذنيه ثم الثانية، ثم الثالثة مثل ذلك ... إلى أن قال: ثم مسح رأسه وظهور أذنيه) الحديث. أخرجه أبو داود (1/ 84: 117)، وأحمد (1/ 82)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 32، 35)، والبزار (التلخيص الحبير 1/ 91)، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا إلَّا من حديث عبيد الله الخولاني، ولا نعلم أن أحدًا رواه عنه إلَّا محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة. قال الحافظ: وقد صرح ابن إسحاق بالسماع فيه، وأخرجه ابن حبان من طريقه مختصرًا. اهـ. قلت: نعم. وانظر ذلك في صحيح ابن حبان (الإحسان 2/ 206: 1077)، بل رواه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 79: 153) والعزو إليه أولى لأنه أعلى إسنادًا=
= وصحةً، ناهيك أن ابن حبان روى هذا الحديث من طريقه. أما عبيد الله الخولاني، ومحمد بن طلحة فكلاهما ثقتان. انظر: (التقريب 369، 485)، وبناء على ذلك فهذا الإسناد حسن، فإن ابن إسحاق إذا سلم من التدليس (صدوق) وعنده تلتقي الطرق. انظر: التقريب (ص 467). بيد أن البخاري رحمه الله ضعف هذا الحديث، نقل ذلك الخطابي وابن حجر، فقد قال الخطابي: وأما هذا الحديث فقد تكلم الناس فيه، قال أبو عيسى: سألت محمد بن إسماعيل عنه فضعفه، وقال: ما أدري ما هذا. اهـ. انظر: سنن أبي داود (1/ 86)؛ والتلخيص الحبير (1/ 91). والذي يظهر أنه ضعفه من أجل نكارة في لفظه وهي أن عليًا رضي الله عنه مسح قدميه ولم يغسلهما حيث قال ابن عباس: (ثم أدخل يديه جميعًا فأخذ حَفنَة من ماء فضرب بها على رجله وفيها النعل، فَفَتَلها بها، ثم الأخرى مثل ذلك، قال: قلت: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين- ثلاثًا، الحديث). إلَّا أن الخطابي وجه ذلك بقوله: وقد يحتمل إن ثبت الحديث أن تكون تلك الحفنة من الماء قد وصلت إلى ظاهر القدم وباطنه، وإن كان في النعل، ويدل على ذلك قوله: ففتلها بها ثم الأخرى مثل ذلك، والحَفْنَة من الماء إنما كفت مع الرفق في مثل هذا، فأما من أراد المسح على بعض القدم فقد يكفيه ما دون الحفنة، وقد روي في غير هذه الرواية عن علي رضي الله عنه أنه توضأ ومسح على نعليه، وقال: هذا وضوء من لم يحدث، وإذا احتمل الحديث وجهًا من التأويل يوافق قول الأئمة فهو أولى من قول يكون فيه مفارقتهم والخروج من مذاهبهم. اهـ. سنن أبي داود (1/ 86). كما يشهد للعبارة المذكورة في حديث الباب ما رواه ابن أبي شيبة عن الشعبي، قال: ما أقبل من الأذنين فمن الوجه، وما أدبر فمن الرأس. وأخرج أيضًا عن إبراهيم النخعي أنه سأله رجل عن مسح الأذنين مع الرأس أو مع الوجه، فقال:=
= مع كل. المصنف (1/ 17 - 18). وقال الترمذي في السنن (1/ 55): وقال بعض أهل العلم: ما أقبل من الأذنين فمن الوجه، وما أدبر فمن الرأس. قال إسحاق: واختار أن يمسح مقدمهما مع الوجه ومؤخرهما مع الرأس. اهـ.
الحكم عليه: حديث الباب بهذا الإسناد ضعيف لأن فيه علتين: 1 - ضعف المختار بن نافع. 2 - جهالة أبي مطر، وبه أعلَّه البوصيري كما في الإتحاف. المجردة (1/ 38 /ب). وبالاثنين أعله العدوي في تحقيقه للمنتخب (1/ 145). لكن الحديث ثابت صحيح عن علي رضي الله عنه من عدة طرق سبق ذكرها في تخريج الحديث، كما أن الحديث له شواهد لا تحصى، سبق ذكر بعضها عند حديث عثمان رضي الله عنه السابق. وبهذه المتابعات والشواهد يصبح سند هذا الحديث حسنًا لغيره، والله أعلم.
57 - وَقَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ ضَمْضَم، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومَسَح رأسه مَرَّةَ واحدة (1).
57 - تخريجه: لم أجد أحدًا أخرجه من هذا الوجه، غير مسدد في مسنده.
الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، للجهالة بحال ضمضم ووالده، وضعف محمد بن جابر. إلَّا أن متن الحديث له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن لغيره، وهو ثابت بلا ريب من وجوه تصل إلى حد التواتر إن شاء الله تعالى، وإليك بعضًا منها: 1 - حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه مرفوعًا، وفيه أنه مسح رأسه مرة واحدة، وقد مضى تخريجه وذكر طرقه قبل هذا الحديث. 2 - حديث عثمان رضي الله عنه، مرفوعًا وفيه أنه مسح برأسه مرة واحدة وقد مضى تخريجه عند ح (55) وهو حديث متفق عليه لكن التقييد بمرة واحدة جاء في غير رواية الصحيحين إلَّا أن مفهوم رواية الصحيحين يفيد ذلك، حيث جاء ذكر التعدد، إلَّا في المسح على الرأس، ولذا قال الإِمام أبو داود رحمه الله في سننه (1/ 80): أحاديث عثمان رضي الله عنه، الصحاح كلها تدل على مسح الرأس أنه مرة، فإنهم ذكروا الوضوء ثلاثًا، وقالوا فيها: ومسح رأسه، ولم يذكروا عددًا كما ذكروا في غيره. اهـ. 3 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما في صفة وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفيه أنه مسح رأسه، بدون عدد كما في بقية الأعضاء، بل في إحدى روايات هذا الحديث المختصرة: (توضأ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّة مرَّة)، وبوَّب عليه البخاري، وأبو داود، (باب الوضوء مرة مرة)، أما في إحدى روايات أبي داود فقد قيَّد مسح الرأس بواحدة.=
= أخرجه البخاري (1/ 240، 258)، وأبو داود (1/ 92، 95). وفي الباب عن عبد الله بن زيد، وسلمة بن الأكوع، وابن أبي أوفى وأنس، ورجل من الأنصار، والمِقْدام بن مَعدي كَرِب، وابن عمر رضي الله عنهم، وغيرهم من التابعين مثل الحسن وعطاء، وابن أبي ليلى رحمهم الله. انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 6 - 7)؛ وابن أبي شيبة (1/ 15)؛ وجامع الأصول (7/ 156 - 167)؛ والتلخيص الحبير (1/ 94 - 95).
58 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَفْص، عَنْ لَيْث، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - تَوَضَّأَ فَمَسَحَ رَأْسَهُ هَكَذَا -وأمرَّ حَفْصٌ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى مَسَح قَفَاهُ-. [2]، وَقَالَ عَبْد بْنُ حُمَيْد (¬1): حَدَّثَنِي زَكَريا بْنُ عَدي، ثنا حَفْص بْنُ غِياث، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ فَوَضَعَ يَدَهُ، فَوْقَ رَأْسِهِ، ثُمَّ ردَّها إِلَى (¬2) قَفاه، ثم أخرجها من تحت الحَنَك) (¬3). ¬
58 - تخريجه: وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 16، باب في مسح الرأس كيف هو)، بنفس السند واللفظ. وأخرجه أبو داود (1/ 92: 132)، وأحمد (3/ 481) كلاهما من طريق ليث بن أبي سليم، به، نحوه. قال أبو داود: قال مسدد فحدثت به يحيى فأنكره. قال أبو داود: وسمعت أحمد يقول: إن ابن عيينة زعموا أنه كان ينكره، ويقول: إيش هذا طلحة عن أبيه، عن جده؟ وأخرجه البيهقي (1/ 60) من طريق حفص عن ليث، به، نحوه وفيه اختلاف يسير. ولم أعرف سبب إيراد الحافظ له، وكذا البوصيري في الإتحاف (ص 235: 158) حيث أخرجه أبو داود وأحمد بنفس الطريق، وبنحو اللفظ، خصوصًا رواية ابن أبي شيبة غير أنه ليس فيه وصف حفص للمسح، أما رواية عَبْد بن حُمَيد ففيها زيادة=
= بسيطة في المعنى، وهو أنه مسح قدرًا أكبر من الرقبة، فالله أعلم بمرادهما.
الحكم عليه: حديث الباب بهذا الإسناد ضعيف، لأن مداره على ليث بن أبي سليم، وقد ترك الأئمة حديثه بسبب اختلاطه وسوء حفظه، كما أن مصرِّفًا والد طلحة مجهول، وجده كعب بن عمرو مختلف في صحبته. وقد سبق أن ذكرت إنكار ابن عيينة ويحيى القطان لهذا الحديث. وأعله ابن القطان بجهالة مصرف، وقال عبد الحق: هذا إسناد لا أعرفه، وقال النووي عن هذا الحديث بأنه ضعيف بالاتفاق، وضعف الحافظ إسناده. (التلخيص الحبير 1/ 90، 104؛ وعون المعبود 1/ 222؛ والمجموع 1/ 450). وبالجملة فالحديث منكر سندًا ومتنًا، أما نكارة السند فقد تقدم عن ابن عيينة والقطان، وأما نكارة المتن فلذكر مسح الرقبة فيه. فقد قال القاضي أبو الطيب: لم ترد فيه سنة ثابتة. وقال القاضي حسين: لم ترد فيه سنة -وهؤلاء من الشافعية- وذهب النووي إلى أنه بدعة، لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال ابن القيم رحمه الله: لم يصح عنه في مسح العنق حديث البتة. انظر: المجموع (1/ 450)؛ وزاد المعاد (1/ 195)؛ والتلخيص الحبير (1/ 103، 104). هذا فيما يتصل بمسح الرقبة أو شيء منها، أما مسح الرأس فهو ثابت، وقد تقدم ذكر بعض النصوص الواردة والإشارة إلى بعضها الآخر، في الحديث السابق، والله الموفق.
13 - باب فرض الوضوء
13 - بَابُ فَرْض الوُضوء 59 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بن المُحَبَّر، ثنا حمَّاد (¬1) عن أيوب (و) (¬2) حُمَيد أَوْ أَحْدِهِمَا عَنْ أَبِي قِلابة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلول) (¬3). 60 - وعَنْ حمَّاد (¬4)، عَنْ حُميد، وغَيْرِهِ، عن الحسين رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله (¬5). ¬
59 - 60 - تخريجهما: ولم أجد من أخرجهما من هذا الوجه غير الحارث في مسنده.=
= الحكم عليهما: وهذان الإسنادان ضعيفان؛ لأن فيهما علتين: 1 - ضَعْف داود بن المُحبَّر. 2 - الإرسال، فقد أرسل أبو قِلابة والحسن الحديث، وكلاهما تابعي، وبهما أعلَّه البُوصيري في الإتحاف (ص 210)، إلَّا أن متن الحديث قد صح من طرق أخرى عن عدد من الصحابة مثل: (أ) حديث أبي هريرة رضي الله عنه وله عنه لفظان: الأول: (لا تُقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ). أخرجه البخاري، ومسلم، وابن خزيمة، وأبو عَوانة في مسنده. الثاني: بمثل حديث الباب أو نحوه. أخرجه ابن خزيمة، وأبو عَوانة، وأبو نُعيم في الحِلية. انظر: فتح الباري (1/ 234)؛ وصحيح مسلم (1/ 204)؛ وصحيح ابن خُزيمة (1/ 8، 9)؛ وأبو عَوانة (1/ 235، 236)؛ والحِلية (9/ 251). (ب) ابن عمر رضي الله عنهما، ولفظه مقارب لحديث الباب. أخرجه مسلم (1/ 204)، والترمذي (1/ 5)، وابن ماجه (1/ 100)، وأحمد (2/ 19، 20، 38، 39، 57)، وابن خزيمة (1/ 8)، وأبو عَوانة (1/ 234)، وقال الترمذي: هذا الحديث أَصح شيء في هذا الباب وأحسن. اهـ. وفي هذا نظر، فإن حديث أبي هريرة السابق أصح منه، وقد نبَّه على ذلك المُبَاركفُوري، وأحمد شاكر، والألباني. انظر: تحفة الأحوذي (1/ 8)؛ وسنن الترمذي (1/ 6)؛ وإرواء الغليل (1/ 154). (ج) أبو المُليح الهُذَلي عن أبيه أسامة بن عُمير رضي الله عنه، ولفظه مقارب لحديث الباب.=
= أخرجه أبو داود (1/ 48)، والنَّسائي (1/ 87، 88)، وابن ماجه (1/ 100)، وأحمد (5/ 74)، والدارمي (1/ 175)، وأبو عَوانة (1/ 235)، والطَحاوي في مُشكل الآثار (4/ 287)، والبغوي في شرح السنة (1/ 329). وأبو قلابة رحمه الله الذي أرسل حديث الباب، يروي عن أبي المُلَيح كثيرًا، لكن هذا الحديث رواه عن أبي المليح قَتَادة رحمه الله فيحتمل جدًا أن يكون أبو قِلابة سمعه منه، والله أعلم. وفي الباب عن: أبي بكر الصديق، وأبي بكرة، وأنس، وعُمْران بن حُصين، وأبي سعيد الخُدري، والزُبير بن العوام، وابن مسعود رضي الله عنهم. انظر: مسند أبي عوانة (1/ 237)؛ وسنن ابن ماجه (1/ 100)؛ ومَجمَع الزوائد (1/ 227، 228)؛ وحِلية الأولياء (7/ 176)؛ والكامل لابن عدي (3/ 931). وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى درجة الحسين لغيره. والله أعلم.
14 - باب السواك
14 - بَابُ السّوَاك 61 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبة: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ وَاصل، حدثني (أبو) (¬1) سَوْرة بن أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ (¬2) رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَستاك فِي اللَّيْلِ مِرَارًا. ¬
61 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 170، ما ذكر في السواك) بهذا الإسناد مثله؛ وعبدُ بن حُميد في المنتخب (1/ 221: 219)، ثنا محمد بن عبيد، ثنا واصل، به، نحوه، ولفظه أطول؛ وأحمد (5/ 417)، من طريق محمد بن عُبَيد، ثنا واصل، به بمعناه ولفظه أتَمّ. والطبراني في الكبير (4/ 213: 4066)، من طريق محمد بن عبيد، به، بنحو لفظ أحمد.
الحكم عليه: الحديث ضعَّفه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 75). وقال البُوصيري بعد إيراده لهذا الحديث: هذا إسناد ضعيف لضعف أبي
سوْرة. إتحاف الخِيرة (ص 74: 50). قلت: وواصل بن السائب أيضًا ضعيف، وبه أعلَّه الهَيثمي في المجمع (2/ 99)، وبهما أعله محقق المنتخب من مسند عبدُ بن حُميد، فيزيد السند ضعفًا. لكن للحديث شواهد كثيرة عن عدد من الصحابة، مثل: 1 - حديث حُذَيفة رضي الله عنه مرفوعًا: (كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قام من الليل يَشُوصُ فَاهُ بالسواك). أخرجه البخاري (1/ 356)، ومسلم (1/ 220). 2 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما إنَّهُ بَاتَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ ليلة، فقام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ... الحديث، وفيه أنه استاك مرتين في هذه الليلة. أخرجه البخاري (1/ 355)، وبَوَّب عليه، (باب السواك. وقال ابن عباس: بِتُّ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فاسْتَنَّ). ومسلم -والسياق له- (1/ 221). وفي الباب عن بُريدة بن الحصيب، وخُزيمة بن ثَابت، وابن عمر وأبي هريرة، وأسامة، وعلي، وعائشة رضي الله عنهم؛ وسيأتي بعضها قريبًا إن شاء الله تعالى. انظر: مصنف ابن أبي شيبة (1/ 168 - 172)؛ وسنن أبي داود (1/ 47)؛ والتلخيص الحَبير (1/ 74 - 81)؛ وكنز العمال (9/ 462 - 464)؛ ومَجمَع الزوائد (2/ 98، 99). وبهذه الشواهد يرتقي حديث أبي أيوب رضي الله عنه إلى درجة الحسين لغيره، والله أعلم.
62 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكيع، ثنا المُنْذِر بْنُ ثَعْلَبة (¬1) العَبْدي، عَنِ (ابْنِ) (¬2) بُرَيدة، عَنْ (¬3) أَبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا انْتَبَهَ مِنَ اللَّيْلِ، دَعَا (¬4) جَارِيَةً -يُقَالُ لَهَا بَريرة- (¬5) بالسِّواك. ¬
62 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 171، ما ذكر في السِّواك)، من طريق وكيع، به مثله.
الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، ويزداد صحة بالحديث السابق وشواهده. لكن العجب أن البُوصيري قال في إتحاف الخِيرة (المُجرَّدة 1/ 33/ ب) عن هذا الحديث:. . . وفي سنده المُنذِر بن ثَعلبة، لم أقف له على ترجمة، وباقي رجاله ثقات. ولذا علق الشيخ الأعظمي على هذا بقوله: سبحان من لا يسهو ولا ينسى، هو من رجال التهذيب، ترجم له في الكمال، وتهذيبه، وتهذيب التهذيب، وثقه أحمد وغيره. اهـ. المطالب العالية (1/ 22).
63 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيبة: حَدَّثَنَا أَبُو خَالد الْأَحْمَرُ، عَنْ حَرَام (¬1) بْنِ عُثمان عَنْ أَبِي عَتيق (عَنْ جَابِرٍ) (¬2)، أَنَّهُ كَانَ يَسْتَاكُ إِذَا أَخَذَ مَضْجعه، وَإِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، وَإِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ شَقَقت عَلَى نَفْسك بِهَذَا السِّواك، فَقَالَ: إنَّ أُسَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَنِي، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَسْتَاكُ هَذَا السِّواك (¬3). [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا الهَيثم بْنُ خَارجة، ثنا حَفْص بْنُ مَيْسرة، عَنْ حَرَام (¬4) بْنِ عُثْمَانَ بِهِ، وَزَادَ (قَالَ: و (¬5) سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: (لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَجَعَلْتُ السِّواك عَزْمَة). ¬
63 - تخريجه: أخرجه غير ابن أبي شيبة وابن منيع في مسنديهما كل من: ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 169، ما ذكر في السِّواك)، بمثل سنده في المسند ولفظه، إلا أن فيه نقصًا يسيرًا. وعزاه البُوصيري في الإتحاف (المُجرَّدة 1/ 33/ ب) إلى إسحاق أيضًا -ولعله في المسند-. كلما عزاه الحافظ في التلخيص الحبير (1/ 79، 80) إلى أبي نعيم في كتاب السواك، له.=
= وقد وجدت متابعًا لهذا الإسناد، عند ابن عَدِي في الكامل (2/ 561)، من طريق إسماعيل بن عَيَّاش، عن جعفر بن الحَارث، عن منصور، عن أبي عتيق به، نحو زيادة ابن منيع؛ إلا أنه جعله من مسند جابر رضي الله عنه. لكن لا يُفرح بهذه؛ لأن فيها رواية إسماعيل بن عَيَّاش عن غير أهل بلده، وهو مُخلِّط في ذلك، وشيخه هنا واسطي كوفي، وإسماعيل شامي. كما أن في الإسناد ما هو أدهى وأمرّ، فهو من رواية عبد الوهاب بن الضَحَّاك عن إسماعيل، وعبد الوهاب متروك، لا يتابع على بعض حديثه، عن إسماعيل. انظر: الكامل (5/ 1933)؛ التقريب (ص 109: 368). كما أن له متابعًا آخر، بنحو لفظ المتابع الأول. أخرجه ابن أبي حَاتِم في العلل (1/ 35)، قال: حدثني أبو إسحاق الغَرَوي، عن ابن أبي الموالي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن جابر، به -ثم قال-: فقال أبي: حدثنا به أبو زرعة، عن الغَرَوي، فقال أبي: ليس بمحفوظ، حدثنا به حَرمَلَة عن ابن وهب، عن أبي المَوالي، عن ابن عقيل، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل. قال أبي: والمرسل أشبه. اهـ.
الحكم عليه: قال البُوصيري في الإتحاف (ص 76: 51): هذا إسناد ضعيف لضعف حَرَام. اهـ. قلت: بل الحق أنه ضعيف جدًا، فمع أنه متروك، فقد سبق قول البخاري عنه أنه منكر الحديث. وبه أعله الحافظ في التلخيص الحبير (1/ 80). لكن متن الحديث له شواهد تدل على أن له أصلًا، فمثلًا اللفظ الذي اتفق ابن أبي شيبة وابن منيع على روايته يشهد له الأحاديث السابقة وشواهدها. أما الزيادة الواردة في لفظ ابن منيع، فيشهد لها الحديث الآتي، والله أعلم.
64 - [1] قَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سِنَان بْنِ (¬1) حَبِيب، عَنْ شيخِ مِنْ أَهْلِ الحِجاز، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُبير رَضِيَ الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (لَوْلَا أَنْ أشُق عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ). [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬2): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ، ثنا سُليمان، عَنْ (أَبِي حَبيب) (¬3)، بِهِ (¬4). حَدَّثَنَا مُعاوية (¬5) بْنُ هِشام، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ (قَرْم) (¬6)، عَنْ أَبِي (حَبيب) (¬7)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الحجاز، بهذا. ¬
64 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 169، ما ذكر في السِّواك)، قال: حدثنا مُعاوية بن هِشام، به، مثله. والبزَّار في مسنده (كشف الأستار 1/ 241: 492)، قال: ثنا خالد بن يوسف،=
= ثنا أبو عَوانة، عن سِنان، به، ولفظه (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بالسِّواك). قال البزَّار: لا نعلمه يروى عن ابن الزُبير إلا من هذا الوجه. اهـ. قلت: وخالد بن يوسف هو السَمْتي، ضعيف. انظر: الكامل لابن عَدي (3/ 915)؛ والميزان (1/ 648: 2488)، وعزاه البُوصيري في الإتحاف (ص 71)، إلى مسدَّد في مسنده من طريق خالد بن يوسف، به. تنبيه: إذا ثبت أن مسدَّدًا قد أخرجه، فهذا من أوهام الحافظ رحمه الله. وعزاه الهيثمي والحافظ إلى الطبراني في الكبير. مجمع الزوائد (1/ 97)؛ والتلخيص الحبير (1/ 74)، وقال الهيثمي: وفيه رجل لم يُسَمّ. قلت: لعله في الأجزاء المفقودة من المعجم، وهي: (13، 14، 15، 16) لأن فيها أكثر مسانيد من اسمه (عبد الله)، ولم أجده في الأجزاء المطبوعة، ولا في مجمع البحرين. وعزاه ابن الملقن في البدر (ق 2، ص 98) إلى أبي نعيم، ولعله في السواك.
الحكم عليه: إسناد هذا الحديث ضعيف بسبب جَهَالة هذا المُبْهم، وبه أعلَّه ابن الملقن في البدر (ق 2، ص 98)، والهيثمي -كما مرَّ آنفًا- وأيضًا البُوصيري في الإتحاف (ص 71)، حيث قال: هذا إسناد ضعيف لجَهالة التابعي. اهـ. لكن متن الحديث صحيح قطعًا، بل أشبه أن يكون متواترًا، وقد حكم له بذلك الكتَّاني في نَظْم المُتَناثر (ص 37، 38) فقد ثبت من طريق عدد كبير من الصحابة إليك بعضًا من ذلك: 1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا بمثله. أخرجه البخاري (الفتح 2/ 374)، ومسلم (1/ 220). 2 - حديث زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مرفوعًا، بمثله. أخرجه أحمد (4/ 114، 116)، وأبو داود (1/ 40)، والترمذي (1/ 35)، وقال: هذا حديث=
= حسن صحيح. قال المُنذري: رجاله ثقات، وصحَّحه الألباني، وحسنه عبد القادر الأرناؤوط. انظر: الترغيب والترهيب (1/ 166)؛ والإرواء (1/ 108)؛ وجامع الأصول (7/ 176). وفي الباب عن علي، وأم حبيبة، وعبد الله بن عمرو، وسَهل بن سعد، وجابر، وأنس، وابن عمر، وجعفر بن أبي طالب، وزينب بنت جَحْش، والعباس، ورجل مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وعبد الله بن حَنْظَلة، وعائشة، وابن عباس، وأبي أُمامة، وتَمام بن العباس، وأبي سَعيد، رضي الله عنهم، ومرسلًا عن مكحول وحسَّان بن عطية، وغيرهم، كلهم بمثل حديث الباب أو بنحوه. أما بمعناه، فقد جاء من طرق أخرى، زادت بمجملها عند الكتَّاني على ثلاثين، وبعضها في سنده ضعف. وبهذا يكون حديث ابن الزُبير هذا حسنًا لغيره؛ لأن الضعيف والمجهول قد يُعرف ضَبطُه بمتابعته للثقات، والله أعلم. انظر: مصنف ابن أبي شيبة (1/ 168 - 170)؛ ومجمع الزوائد (2/ 96 - 99)؛ والبدر المنير (ق 2، ص 89 - 101)؛ ونَظْم المتناثر (ص 37، 38)؛ والتلحيص الحبير (1/ 74)؛ والكنز (9/ 316 - 318)؛ والإرواء (1/ 108 - 111).
65 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يُوسف بْنُ عَطية، عَنِ العَلاء بْنِ كَثير، عَنْ مَكحُول، عَنْ وَاثِلة بْنِ الأسْقَع رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُوَثِّقُون مَسَاوِيكَهم فِي ذَوائب سُيُوفِهِمْ، والنساء في خُمُرهن.
65 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير ابن منيع في مسنده.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، لأن فيه متروكَين، هما: يوسف بن عَطية، والعَلاء بن كثير. أما البُوصيري - رحمه الله - فقد أعلَّه بتدليس مكحول وضَعف يوسف. (إتحاف الخِيرة ص 77: 53). لكن سبق أن أشرف أن في النفس شيئًا من تدليس مكحول، وقد ذكر الحافظ في ترجمه بأنه لم يره لأحد من المتقدمين غير ابن حِبِّان. نعم الإرسال تتابع الأئمة بوصفه به، لكنهم صرحوا أنه سمع من وَاثلة، وإن الأولى أن يُعلَّه بضعف العلاء مع يوسف، والله أعلم. إلا أنه يشهد له بعض الآثار، مثل: 1 - حديث زيد بن خالد رضي الله عنه، الذي مضى ذكره قريبًا في شواهد الحديث السابق، وفيه زيادة: (فكان زيد بن خالد يضع السواك منه موضع القلم من أذن الكاتب كلما قام إلى الصلاة استاك)، وقد مضى أن الحديث صحيح. 2 - عن صالح بن كيسان، أن عبادة بن الصامت، وأصحاب رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانُوا يروحون والسواك على آذانهم. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 169، 171)، وإسناده لا بأس به في الشواهد والمتابعات، رجاله ثقات إلَّا أسامة بن زيد الليثي، وهو صدوق يهم. التقريب (ص 98).=
= 3 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - أسوكتهم خلف آذانهم يستنون بها لكل صلاة. قال الحافظ في التلخيص (1/ 81): رواه الخطيب في كتاب (الرواة عن مالك) في ترجمة يحيى بن ثابت، عنه، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة. اهـ. قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات، إن صح إسناد الخطيب إليه، وهو شاهد قوي في معناه. وانظر: البدر المنير (ق 2، ص 244 - 247).
66 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (عُبَيْدُ اللَّهِ) (¬1)، ثنا يوسف بن خالد، عن الأعمش، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَسْتَاكُ بِفَضْلِ (وَضُوئِهِ) (¬2). [2] وقَالَ البزَّار: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا أَبِي، بِهِ. * يُوسُفُ: هُوَ السَّمْتِيُّ (¬3)، ضَعِيفٌ جدًا (¬4). ¬
66 - تخريجه: هذا الحديث أخرجه الدارقطني (1/ 40) من طريق ابن أبي حية، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا يوسف بن خالد، به، مثله. كما أخرجه البزَّار أيضًا في مسنده من طريق سعد بن الصلت عن الأعمش، عن مسلم -يعني الأعور- عن أنس، به، مثله. وأخرجه من هذا الوجه الدارقطني أيضًا. وأخرجه أبو نعيم (ذكر أخبار أصبهان 2/ 21)، بالإسناد الأول بمثله.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا لأن فيه يوسف بن خالد السمتي وهو متروك، وقد حكم عليه الحافظ هنا أنه ضعيف جدًا، وفي التقريب -كما مر في ترجمته- والتلخيص الحبير (1/ 80) حكم عليه أنه متروك، وبه أعل الإسناد. وقال البوصيري في الإتحاف (ص 78: 54) تعليقًا على هذا الحديث:=
= ويوسف بن خالد كذاب، كذبه غير واحد، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث، لا تحل الرواية عنه. اهـ. بيد أن الحافظ قال عنه في زوائد البزَّار (ص 415: 274): (كذاب)، فاختلف قوله بين ضعيف جدًا، ومتروك كذاب، وكل واحدة أخف من التي تليها، والذي يظهر لي أن يوسف تتردد حاله بين متروك وكذاب. كما أن في الإسناد عنعنة الأعمش، وهو مدلس، وقد ثبت أنه لم يسمع من أنس، نص على ذلك ابن المديني وأبو حاتم. انظر: المراسيل (ص 82)؛ والجرح والتعديل (4/ 146). وبهذا أعله البزَّار بعد أن أخرجه، بل إن الدارقطني رحمه الله ذهب إلى أكثر من ذلك وهو أن رواية سعد بن الصلت أصح. البدر المنير (ق 2، ص 227 - 228). قلت: لا يعني من ذلك أنها صحيحة، بل كل ما في الأمر أنها أصوب وأحسن بالمقارنة مع الطريق الأولى، وإلا فهي ضعيفة أيضًا كما سيأتي. وعزاه السيوطي إلى أبي يعلى، وضعفه. أما الألباني فقال: ضعيف جدًا. الجامع الصغير (2/ 117)؛ وضعيف الجامع (4/ 221)، وبالنسبة للطريق الآخر والذي صرح فيه الأعمش بالواسطة بينه وبين أنس. فقد أعله الحافظ في التلخيص بالانقطاع، بعد أن أعل الإسناد الأول بيوسف وهذا ذهول منه رحمه الله فإن الانقطاع في إسناد يوسف، أما الإسناد الآخر فهو متصل، لكنه ضعيف من أجل علتين: ضعف مسلم بن كيسان الأعور الراوي عن أنس، فإنه مجمع على ضعفه كما أنه من رواية سعد بن الصلت. وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أغرب، وأما ابن أبي حاتم فسكت عنه. التلخيص الحبير (1/ 80)؛ والثقات (6/ 378)؛ والجرح والتعديل (4/ 86)؛ والتقريب (ص 530).=
= وبهذا يتضح أن هذه المتابعة لا تصلح لتقوية الحديث. ولقد عجبت أيضًا من محقق زوائد البزَّار لابن حجر، حين اعتبر الأثرين الواردين عن جرير وإبراهيم واللذين أخرجهما ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 172)، والدارقطني (1/ 40) مع أن معناهما يختلف مع معنى حديث الباب إذ أن معناه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يستاك بالماء الباقي من وضوئه، أما الأثران فمعناهما جواز الوضوء بالماء الفاضل بعد السواك، كأن يخمر فيه، أو يغمس، أي أنه لا يؤثر في طهوريته. ولقد خف عجبي حين عرفت أن له في ذلك سلفًا، وأنه تبعهم على ذلك كما يظهر، فلقد نقل صاحب التعليق المغني على سنن الدارقطني أن الإِمام أحمد سئل عن معنى حديث أنس ففسره بأن الرسول كان يدخل السواك في الإناء ثم يستاك وبعد ذلك يتوضأ بهذا الماء. كما أن الدارقطني جعل حديث أنس تحت (باب الوضوء بفضل السواك)، وجعل الحافظ أثر إبراهيم في معنى حديث أنس وشاهدًا له، وعندي في كل هذا نظر فتأمل. ومع ذلك فيمكن أن يشهد له حديث علي رضي الله عنه الماضي برقم (53).
67 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (أَبُو) (¬1) خَيْثَمَةَ، ثنا (¬2) يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حَمَّادٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت رسول الله- يَقُولُ: (السِّوَاكُ (¬3) مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ). [2] (¬4) حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، بِهَذَا. قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: هُوَ خَطَأٌ (¬5)، وَالصَّوَابُ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ عائشة رضي الله عنها (¬6). ¬
67 - تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد (1/ 3)، والسراج في مسنده. انظر: فتح الباري (4/ 159)، وابن عدي في الكامل (2/ 678)، والمروزي في مسند أبي بكر (ص 145: 108). كلهم من طريق حماد عن ابن أبي عتيق، به. وعزاه ابن الملقن في البدر المنير (ق 2، ص 69) إلى أبي نعيم -ولعله في كتاب السواك-.=
= الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. أما الهيثمي رحمه الله فقد قال في المجمع (1/ 220): رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله ثقات، إلَّا أن عبد الله بن محمد، لم يسمع من أبي بكر. اهـ. وتبعه على ذلك شعيب الأرناؤوط في تحقيقه المسند أبي بكر للمروزي (ص 145)، وإن لم يصرح بالمتابعة للهيثمي. وفيما ذهبا إليه ومن تبعهما نظر، والحق أن الحديث متصل لا انقطاع فيه وذلك لأمرين: (أ) أن المعروف بابن أبي عتيق، هو عبد الله بن محمد، أما ابناه عبد الرحمن ومحمد، فقد شهرا بأبي عتيق كنية جدهما لا أنهما كانا يكنيان بابن أبي عتيق كما قرر ذلك الحافظ ابن حجر. ونص الدارقطني والبيهقي والبغوي أن ابن أبي عتيق، هو عبد الله. التقريب (ص 696)؛ وسنن البيهقي (1/ 34)؛ وشرح السنة (1/ 398)؛ وعلل الدارقطني (1/ 278). وعبد الله قد سمع من أبيه، وأبو محمد سمع من أبي بكر الصديق. (ب) أن الأئمة الجهابذة الذين أعلوا الحديث -وسيأتي ذكرهم وإعلالهم- لم يتعرضوا لهذا الأمر، ويبعد أن يخفى عليهم. ولذا ذهب محقق المقصد العلي الدكتور: نايف الدعيس إلى اتصال السند، ورد ما قاله الهيثمي، ومن تبعه (المقصد العلي ص 210)، لكن العلة المؤثرة في الحديث هي ما أعله به الأئمة كأبي زرعة، وأبي حاتم، والدارقطني، وابن عدي، وما نقله أبو يعلى هنا عن عبد الأعلي بن حماد، وإليك نصوصهم في ذلك: قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 12): سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه حماد بن سلمة، عن ابن أبي عتيق، إلى نهاية الحديث ثم قال قالا: هذا خطأ، إنما=
= هو ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة، قال أبو زرعة: أخطأ فيه حماد، وقال أبي: الخطأ من حماد أو ابن أبي عتيق. اهـ. وقال الدارقطني في العلل (1/ 277) حين سئل عن هذا الحديث: يرويه حماد بن سلمة، عن ابن أبي عتيق، عن أبي بكر، وخالفهم جماعة من أهل الحجاز، وغيرهم، فرووه عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الصواب. اهـ. وقال ابن عدي في الكامل (2/ 678) بعد أن روى الحديث بسنده: ويقال إن هذا الحديث أخطأ فيه حماد بن سلمة حيث قال: عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي بكر الصديق، وإنما رواه غيره عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، اهـ. أما قول عبد الأعلى، فقد سبق في أجل النص. وأما متن الحديث فهو صحيح ثابت من طريق عائشة رضي الله عنها، وغيرها، وإليك بعضًا منها: عن عائشة رضي الله عنها، مرفوعًا بمثله. أخرجه أحمد (6/ 47، 62، 124، 238)، والنسائي (1/ 10)، وابن خزيمة (1/ 70)، وابن حبان (الإحسان 2/ 201)، وعلقه البخاري جازمًا به عن عائشة (الفتح (4/ 158)، والحديث صححه ابن الملقن في البدر المنير (ق 2، ص 67)، والسيوطي (الجامع الصغير 2/ 38)، والألباني (الإرواء1/ 105). وفي الباب عن ابن عباس، وأبي أمامة، وأبي هريرة، وابن عمر، وأنس رضي الله عنهم، وأسانيدها لا تخلو من ضعف، ولكن يشد بعضها بعضًا، وقد صحح الألباني حديث ابن عباس وابن عمر. انظر: البدر المنير (ج 1، ق 2، ص 60 - 76)؛ والتلخيص الحبير (1/ 71 - 72)؛ ومجمع الزوائد (1/ 220)؛ والكنز (9/ 310 - 314)؛ وصحيح الترغيب (1/ 90)؛ وصحيح الجامع (1/ 688).
68 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي (¬1) مَرْيَمَ (¬2)، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ السِّوَاكِ بِعُودِ الرَّيْحَانِ (¬3)، وَقَالَ: (إِنَّهُ يُحَرِّكُ عِرْقَ الْجُذَامِ) (¬4). ¬
68 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 80، كتاب الأدب، في التخلل بالقصب والسواك بعود الريحان)، من طريق عيسى بن يونس، عن أبي بكر الشيباني، عن ضمرة بن حبيب، به، نحوه. وفيه زيادة (الرمان). وعزاه ابن الملقن في البدر (ق 2، ص 243)، والمناوي في الفيض (6/ 315) إلى أبي نعيم. وأوضح ابن الملقن أنه في كتاب الطب له.
الحكم عليه: قال الحافظ عنه بعد أن أورده في التلخيص (1/ 83): وهذا مرسل وضعيف. وضعفه السيوطي، والألباني (الجامع الصغير 2/ 190)؛ وضعيف الجامع (6/ 29)؛ والفيض (6/ 315). وبالضعف أعله أيضًا البوصيري في الإتحاف. المخطوطة (1/ 189/ ب). ومن دراسة الإسناد وكلام الائمة يتبين لنا أن علل هذا الحديث علتان هما: 1 - ضعف إسناده بسبب ضعف ابن أبي مريم. 2 - إرساله لأن ضمرة تابعي، وقد رفع الحديث. وربما يكون معضلًا، لأن ضمرة من الرابعة، وكثر روايتهم عن كبار التابعين.
15 - باب خصال الفطرة
15 - بَابُ خِصَالِ الْفِطْرَةِ 69 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا قريش بن حيان، عن [حس8 ب] وَاصِلٍ، قَالَ أَتَيْتُ (أَبَا أَيُّوبَ) (¬1) الْأَزْدِيَّ، فَصَافَحْتُهُ، فَرَأَى أَظْفَارِي طُوَالًا، فَقَالَ: أَتَى (¬2) رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْأَلُهُ، فَقَالَ: (يَسْأَلُنِي أَحَدُكُمْ عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَيَدَعُ أَظْفَارَهُ كأظفار الطير، تجتمع (¬3) فيها الجنابة وَالتَّفَثُ (¬4). قَالَ الْبَيْهَقِيُّ (¬5): أَبُو أَيُّوبَ هَذَا: تَابِعِيٌّ، وَالْحَدِيثُ مُرْسَلٌ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ الرَّاوِي (¬6) عن أبي داود: أخرجه أبو مسعود [ك 2]-يَعْنِي الرَّازِيَّ- عَنِ الْعَقَدِيِّ، عَنْ قُرَيْشٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ فَرُّوخَ، قَالَ: (لَقِيتُ أَبَا أَيُّوبَ) (¬7). فذكره، ولم يقل الأزدي (¬8). ¬
69 - تخريجه: أخرجه أحمد (5/ 417)، قال: ثنا وكيع، ثنا قريش، به، نحوه، إلَّا أنه قال: عن أبي واصل، ثم علق الحديث، وبين أنه ليس من حديث أبي أيوب الأنصاري، والبخاري في التاريخ (4/ 128): حدثني ابن سلام، نا وكيع، به. وقال البخاري: أدخله ابن سلام في المسند. والبيهقي (1/ 175)، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، به، مثله. وأخرجه البخاري في التاريخ (4/ 128)، والبيهقي (1/ 175)، والطبراني في الكبير (4/ 220: 4086)، كلهم من طريق أبي الوليد -هشام بن عبد الملك الطيالسي-، ثنا قريش بن حيان، ثنا سُلَيْمَانَ بْنِ فَرُّوخَ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا أَيُّوبَ، به، نحوه. وقال البيهقي: لفظ الإسفاطي -أحد الرواة- هكذا رواه جماعة عن قريش.
الحكم عليه: إسناد هذا الحديث صحيح، رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل، قال الهيثمي رحمه الله في المجمع (5/ 168): رواه أحمد والطبراني -باختصار- ورجالهما رجال الصحيح، خلا أبا واصل، وهو ثقة. اهـ. وقال الإمام أحمد بعد أن روى الحديث: ولم يقل وكيع مرة (الأنصاري)، قال غيره: أبو أيوب العتكي -ثم قال-: يسبقه لسانه، يعني وكيعًا، فقال: لقيت أبا أيوب الأنصاري، وإنما هو العتكي. اهـ. المسند (5/ 417)، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه أبو داود الطيالسي، عن قريش بن=
= حيان، عن واصل بن سليم. . . الحديث، فسمعت أبي يقول: هذا خطأ، ليس هو واصل بن سليم، إنما هو أبو واصل سليمان بن فروخ، عن أبي أيوب، وليس هو مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، هو أبو أيوب يحيى بن مالك العتكي من التابعين. قال ابن أبي حاتم: ولم يفهم يونس بن حبيب أن أبا أيوب الأزدي هو العتكي، فأدخله في مسند أبي أيوب، الأنصاري. اهـ. العلل (2/ 288). قلت: ما فعله يونس بن حبيب هو عين ما صنعه الإمام أحمد ولعلهما عرفا ذلك، بل أكاد أجزم، حيث أوردا ما يدل على ذلك فذكراه في هذا المكان لينبها على علته، كما هي عادة الأئمة رحمهم الله، فقد يوردون الرجل في ترجمة غيره لينبهوا على أمر ما. أو الحديث في غير بابه ليزيلوا شبهة حوله، والله أعلم. وقال البيهقي رحمه الله بعد الحديث: وهذا مرسل، أبو أيوب الأزدي، غير أبي أيوب الأنصاري. اهـ. السنن (1/ 176). وقال البخاري: سليمان بن فروخ أبو واصل، قال: لقيني أبو أيوب هو الأزدي، مرسل. وقال أيضًا: أدخله ابن سلام في المسند. قال المحقق معلقًا على قوله (في المسند): كأنه يريد أن محمد بن سلام أدخل هذا الحديث في مسند أبي أيوب الأنصاري. انظر: التاريخ الكبير (4/ 30: 128)، إلَّا أنه قد ورد الحث على تقليم الأظفار في عدد من الاحاديث أذكر بعضًا منها، وأشير إلى بعضها الآخر: 1 - فمنها حديث: أبي هريرة رضي الله عنه مرفرعًا (الفطرة خمس) وذكر منها (تقليم الأظفار) متفق عليه، أخرجه البخاري (الفتح 10/ 349)، ومسلم (1/ 221).=
= 2 - حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مَرْفُوعًا (مَنْ الفطرة حلق العانة، وتقليم الأظفار، وقص الشارب). أخرجه البخاري (الفتح 10/ 349). 3 - حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعًا (الفطرة عشر)، وقال فيه: (وقص الأظفار). أخرجه مسلم (1/ 223). وفي الباب عن: أنس بن مالك، وابن عباس، وأبي الدرداء، وابن مسعود وسوادة بنت الربيع، ورجل من بني غفار، وعمار بن ياسر، وغيرهم رضي الله عنهم. انظر: صحيح مسلم (1/ 222)؛ ومجمع الزوائد (5/ 167، 168)؛ والكنز (6/ 651 - 660).
70 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ (ثنا حَفْصُ) (¬1) بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ شَقِيقًا (¬2) أَخَذَ مِنْ شَعْرِهِ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ (¬3) وَلَمْ يمس ماء. ¬
70 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 53، الرجل يأخذ من شعره أيتوضأ؟) عن حفص، به، مثله.
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه حفص بن أبي داود، وهو متروك ويضاف إلى ذلك أن رواية عاصم عن أبي وائل فيها اضطراب.
71 - [1] حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ (¬1): نَمْسَحُهُ (¬2) بِالْمَاءِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ (فِطْرٍ) (¬3)، عَنْ بَشِيرٍ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: مَا مَسَّهُ الْحَدِيدُ مِنْ ظُفُرٍ أَوْ شَعْرٍ، فَأَمِسَّهُ بالماء. ¬
71 - تخريجه: هذا الأثر، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 53، من قال يعيد الوضوء ومن قال يجري عليه الماء)، من طريقين هما: 1 - حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، به، نحو اللفظ الأول. 2 - وحدثنا أبو معاوية، عن الشيباني، عن حماد، عن إبراهيم، به، نحو اللفظ الأول. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 126: 463، باب قص الشارب وتقليم الأظفار)، عن الثوري، عن حماد، عن إبراهيم، به، نحو اللفظ الثاني. فتابع حمادٌ -وهو ابن أبي سليمان- ومغيرة يونسَ في روايته عن إبراهيم. أما طريق مغيرة فرجاله ثقات، إلَّا أن فيه علتين هما عنعنة هثيم، ومغيرة، وكلاهما مدلسان، وضعف أحمد رواية مغيرة عن إبراهيم خاصة (تهذيب التهذيب 10/ 270). وأما طريق حماد، فالإسناد إليه صحيح، إلَّا أنه صدوق، له أوهام. (التقريب ص 178). ومع هذا فهو إسناد حسن في المتابعات والشواهد.=
= الحكم عليه: هذا الأثر بهذا الإسناد ضعيف بسبب عنعنة هثيم وهو مدلس، وكذلك عنعنة يونس، وقد صرح المزي في ترجمته أنه رأى إبراهيم، ولم يذكر له رواية أو سماعًا منه. أما السند الثاني ففيه هذا الرجل المهمل الذي لم تعرف حاله إلَّا أنه بمتابعة مغيرة، وحماد، يقوى، ويرتقي إلى درجة الحسن لغيره. وفي الباب عن عطاء، والحكم بن عتيبة، وحماد، وغيرهم رحمهم الله. انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 126)؛ ومصنف ابن أبي شيبة (1/ 53)؛ وسنن البيهقي (1/ 150).
72 - حَدَّثَنَا ابْنُ دَاوُدَ، عَنْ شَيْخٍ يُكَنَّى (¬1) أَبَا عَبْدِ اللَّهِ/، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَا زَادَهُ إِلَّا طَهَارَةً، -يَعْنِي الْأَخْذَ مِنَ الشَّعْرِ والظفر-. ¬
72 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير مسدد في مسنده.
الحكم عليه: قال البوصيري رحمه الله في الإتحاف، (المجردة ل 34 أ): رواه مسدد بسند ضعيف، لجهالة بعض رواته. وهو كما قال فإن شيخ الخريبي، وشيخ شيخه لم يتبينا. لكن الأثر له شواهد، عن ابن عمر، والحسن، وعطاء وسعيد بن جبير، وأبي جعفر، والحكم بن عتيبة والشعبي، وغيرهم رحمهم الله. وقد مر نحو من ذلك في الأثر السابق وشواهده. انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 126)؛ وابن أبي شيبة (1/ 52 - 53)؛ وسنن البيهقي 1/ 150).
73 - حدثنا سفيان عن ابن حُسَيْنٍ، عَنْ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ لِلْحَلَّاقِ: يَا غُلَامُ أَبْلِغِ الْعَظْمَيْنِ، قَالَ: فَلَمَّا حَلَقَهُ أَعْطَاهُ ذِرَاعَيْهِ وَصَدْرَهُ فَحَلَقَ شَعْرًا عَلَيْهِمَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ، فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ (¬1): يَا أَبَةِ، إِنَّ النَّاسَ يَحْسَبُونَ أَنَّهَا سُنَّةٌ، قَالَ: فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّهَا لَيْسَتْ بِسُنَّةٍ، وَلَكِنَّ ابْنَ عُمَرَ آذَاهُ شَعْرُهُ فأراد أن يخففه (¬2) عنه. ¬
73 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير مسدد في مسنده.
الحكم عليه: هذا إسناد حسن، رجاله ثقات، إلَّا الأزدي، فإنه صدوق.
74 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ (ثنا) (¬1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أُمِرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاخْتَتَنَ بِقَدُومٍ (¬2) فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى (¬3) إِلَيْهِ: عَجِلْتَ قَبْلَ أَنْ نَأْمُرَكَ بِآلَتِهِ، قَالَ: يا رب كرهت أن أؤخر أمرك. ¬
74 - تخريجه: أخرجه البيهقي (8/ 326) من طريق الحاكم، وأبي سعيد بن أبي عمرو، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبيد الله، ثنا أبو عبد الرحمن المقري، به، نحوه، وفيه زيادة في آخره. وعزاه البوصيري في الإتحاف (ص 95: 67) إلى الحاكم. ولم أجده في المستدرك، وكذا قال محقق الإتحاف د. سليمان السعود. قلت: لعله رواه في غير المستدرك، كالتاريخ وغيره أو أن البوصيري حين رأى البيهقي رواه من طريقه، عزاه إليه، اعتمادًا على البيهقي، ولم يحدد مصدره كما فعل مع البيهقي. وقد تقدم مثل هذا الصنيع من البوصيري عند ح (47) ونبهت عليه هناك فليراجع. أما إذا كان يعني المتن، فهذا صحيح لأن الحاكم رواه -كما سيأتي قريبًا- عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفًا، والله أعلم بالصواب.=
= الحكم عليه: حديث الباب إسناده صحيح، رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل، علي بن رباح تابعي كبير. لكن هذا الأثر ورد مرفوعًا، وموقوفًا من غير طريق علي هذا، أما المرفوع: فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فذكر بنحوه مختصرًا. انظر: فتح الباري (6/ 388)؛ وصحيح مسلم (4/ 1839). أما الموقوف فأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 551) من طريقين عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه نحو لفظ الشيخين موقوفًا، ولفظه أطول وفيه ذكر سن الاختتان وأنه عشرين ومائة، بينما هو عند الشيخين ابن ثمانين. وأخرج مالك (2/ 922)، وعبد الرزاق في المصنف (11/ 175) -واللفظ له- كلاهما من طريق يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قال: إبراهيم أول من اختتن. . . -إلى أن قال- واختتن وهو ابن عشرين ومائة، ومات وهو ابن مائتي سنة. قال عبد الرزاق: واختتن بالقدوم اسم، هكذا أخبرني معمر، لا شك. وإسناده صحيح، وهكذا قال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط في جامع الأصول (4/ 776). وبهذا المرفوع والموقوف يعتضد أثر الباب، ويمكن الاعتماد عليه، والله أعلم.
75 - حدثنا أبوخيثمة، ثنا (¬1) يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ النجار، لأنه اختتن بالقدوم. ¬
75 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير أبي يعلى في مسنده، وقد بحثت عنه في مجمع الزوائد، في مظانه، فلم أجده، وليس في المقصد العلي.
الحكم عليه: قال البوصيري بعد أن أورده في الإتحاف (ص 96: 68): هذا إسناد رجاله ثقات. وهو كما قال رحمه الله.
76 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يحيى، عن يونس بن (¬1) مسيرة، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (الْمُطَهِّرَاتُ أَرْبَعٌ (¬2): قَصُّ الشَّارِبِ، وحلق العانة، وتقليم الأظفار، والسواك). ¬
76 - تخريجه: أخرجه البزار في مسنده في كشف الأستار (3/ 370)، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، ثنا إسحاق بن سليمان، به، بلفظ مقارب. وعزاه الهيثمي في المجمع (5/ 168) إلى الطبراني، ولم أجده في الأجزاء المطبوعة، فلعله في المفقود منه. وعزاه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (3/ 431: 1271) إلى أبي سعيد الأشج في حديثه (214/ 2).
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لأن فيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف، ومن أحاديثه بالري وهي أضعف، بل ومن رواية إسحاق بن سليمان عنه، وقد قال البخاري وأبو حاتم: روى عنه عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان أحاديث مناكير كأنها من حفظه. التاريخ الكبير (7/ 336)؛ والجرح والتعديل (8/ 384).=
= ولذا أعل الهيثمي، والبوصيري، والألباني الحديث به، وضعفوه، كما ضعفه السيوطي أيضًا. انظر: المجمع (5/ 168)؛ وإتحاف الخيرة (ص 98: 69)؛ والجامع الصغير (2/ 57)؛ وسلسلة الأحاديث الضعيفة (3/ 431: 1271). إلَّا أن الحديث له شواهد، تشهد لأصله، مضى ذكر بعضها، والإشارة إلى بعضها الآخر في أول الباب، فلتراجع.
16 - باب الذكر على الوضوء
16 - بَابُ الذِّكْرِ عَلَى الْوُضُوءِ 77 - (قَالَ) (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ (¬2) السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه، عن جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ -: (يَا عَلِيُّ، إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ الْوُضُوءِ، وَتَمَامَ الصَّلَاةِ، وَتَمَامَ رِضْوَانِكَ، وَتَمَامَ (¬3) مَغْفِرَتِكَ، فَهَذَا زَكَاةُ الوضوء) الحديث (¬4). * هذا حديث ضعيف جدًا (¬5). ¬
77 - تخريجه: لم أجد من أخرجه من هذا الوجه غير الحارث في مسنده إلَّا أنه جاء عن علي رضي الله عنه من طرق أخرى، هي: 1 - عن محمد ابن الحنفية، قال: دخلت على والدي علي بن أبي طالب=
= وإذا عن يمينه إناء من ماء، فسمى ... الحديث، بمعناه، ولفظه أطول. عزاه ابن الملقن إلى القطب القسطلاني في كتابه (الأدوية الشافية في الأدعية الكافية). وعزاه هو والبرهان فوري إلى ابن عساكر في أماليه، لكن أعلاَّه بأصرم بن حوشب، فقال ابن الملقن: هالك. وقال البرهان فوري: كان يضع الحديث. 2 - عن الحسن البصري، عن علي رضي الله عنه قال: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثواب الوضوء ... الحديث، به، بمعناه ولفظه أطول. عزاه ابن الملقن، والبرهان فوري إلى المستغفري في كتاب الدعوات، وعزاه الثاني أيضًا إلى ابن منده في كتاب الوضوء، والديلمي، وابن النجار. ثم قال: قال الحافظ ابن حجر في أماليه: هذا حديث غريب، ورواته معروفون، لكن فيه خارجة بن مصعب، تركه الجمهور، وكذبه ابن معين، وقال (حب) -أي ابن حبان- كان يدلس عن الكذابين أحاديث رووها عن الثقات الذين لقيهم، فوقعت الموضوعات في روايته. اهـ. كما أنه مرسل، لأن الحسن لم يسمع عليًا، كما صرح بذلك ابن المديني وأبو زرعة رحمهما الله (المراسيل لابن أبي حاتم ص 31)، وبهذا أعله ابن الملقن. 3 - عن أبي إسحاق السبيعي، رفعه إلى علي بن أبي طالب: (علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمات أقولهن عند الوضوء ...) الحديث بمعناه، ولفظه أطول. عزاه البرهان فوري إلى المستغفري في الدعوات، ونقل عن ابن دقيق العيد رحمه الله قوله: أبو إسحاق عن علي، منقطع، وفي إسناده غير واحد يحتاج الى معرفته والكشف عن حاله. قال ابن الملقن في تخريج أحاديث الوسيط: وهو كما قال فقد بحثت عن أسمائهم في كتب الأسماء فلم أر إلَّا أحمد بن مصعب المروزي، قال في اللسان: هو متهم بوضع الحديث، والراوي عنه أبو مقاتل سليمان بن محمد بن الفضل=
= ضعيف. اهـ. (من الكنز). انظر: البدر المنير (ق 2، ص 591 - 597)؛ وكنز العمال (9/ 465 - 468).
الحكم عليه: قال البوصيري: هو حديث ضعيف، السري، وحماد، وعبد الرحيم ضعفاء. (إتحاف الخيرة ص 209: 136)، وقال البرهان فوري: فيه حماد بن عمرو النصيبي كان يضع الحديث. الكنز (9/ 469). أما الطرق الأخرى، فقد سبق ذكر الحكم عليها، وأنها شديدة الضعف، ولا تزيده إلَّا وهنا. وبهذا يتضح أن الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا كما قال الحافظ.
17 - باب التسمية
17 - بَابُ التَّسْمِيَةِ 78 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا (¬1) ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ حَارِثَةَ (¬2) بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ (عَمْرَةَ) (¬3)، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقوم للوضوء يكفي (¬4) الْإِنَاءَ فَيُسَمِّي اللَّهَ تَعَالَى فَيُسْبِغُ (¬5) الْوُضُوءَ. * حَارِثَةُ (¬6) ضعيف (¬7). ¬
78 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 3، في التسمية للوضوء)، قال: حدثنا عبدة، عن حارثة، به، بنحوه.=
= والدارقطني (1/ 72، كتاب الطهارة، باب التسمية على الوضوء)، من طريق جعفر الأحمر، عن حارثة، به، بمعناه. والبزار في مسنده (زوائد البزار لابن حجر ص 428: 261، كتاب الطهارة، باب الوضوء)، قال: حدثنا إبراهيم بن زياد الصائغ، ثنا أبو داود الحضري، ثنا سفيان، عن حارثة، به، بمعناه. وابن عدي في الكامل (2/ 616)، ثنا عبد الله بن محمد بن مسلم، ثنا الحسين بن الحسن المروزي، ثنا ابن أبي زائدة، به، بلفظ مقارب.
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، من أجل حارثة بن محمد، ومدار كل هذه الطرق عليه، ولهذا أعله الحافظ رحمه الله به. قال ابن عدي في الكامل (2/ 616)، وبلغني عن أحمد بن حنبل رحمه الله أنه نظر في جامع إسحاق بن راهويه، فإذا أول حديث قد أخرج في جامعه هذا الحديث، فأنكره جدًا، وقال: أول حديث في الجامع، يكون عن حارثة. ونقل الحافظ ابن حجر رحمه الله، عن إبراهيم الحربي أنه روى عن الإمام أحمد قوله: هذا يزعم أنه اختار أصح شيء في الباب، وهذا أضعف حديث فيه. انظر: التلخيص الحبير (1/ 86). وأعله البزار والهيثمي بحارثة بن محمد. انظر: زوائد البزار لابن حجر (ص 428: 261)؛ ومجمع الزوائد (1/ 220)، بل ذهب الإمام أحمد إلى أبعد من ذاك، حيث قال حين سئل عن التسمية عند الوضوء: لا أعلم فيه حديثًا صحيحًا. وقال مرة: ليس فيه شيء يثبت، وقال البزار: كل ما روي في هذا الباب فليس بقوي، وقال العقيلي: الأسانيد في هذا الباب فيها لين. وقد أورد الحافظ عددًا من الأحاديث في الباب، لكن لا يسلم أي منها من ضعف.=
= انظر: البدر المنير (ق 2، ص 249 - 283)؛ والتلخيص الحبير (1/ 85 - 87). وهذا التضعيف المجمل لما يتصل بالتسمية عند الوضوء، أما إكفاء الإناء للوضوء منه بعد النوم فهذا له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا (إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثًا، فإنه لا يدري أين باتت يده). أخرجه البخاري (الفتح 1/ 263)، ومسلم (1/ 233)، واللفظ له. أما إسباغ الوضوء فسيأتي له شواهد في الباب الآتي إن شاء الله تعالى.
18 - باب فضل إسباغ الوضوء وفضل الوضوء
18 - بَابُ فَضْلِ (¬1) إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ وَفَضْلِ الْوُضُوءِ 79 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أنا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ، وَإِعْمَالُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، تَغْسِلُ (¬2) الْخَطَايَا). [2] رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (¬3) عَنْ صَفْوَانَ. [3] وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى (¬4) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ، وَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَأَبُو ضَمْرَةَ عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْعَيَّاسِ -وَهُوَ بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ وَالْمُهْمَلَةِ- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَلَهُ شَاهِدٌ (¬5) فِي الصَّحِيحِ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬6)، وَآخَرُ فِي السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬7). ¬
79 - تخريجه: أخرجه البزار في مسنده (كشف الأستار 1/ 222 - 223: 447، 448، كتاب الصلاة، باب المشي الى المساجد)، قال: حدثنا محمد بن المثنى وعمرو بن علي، قالا: ثنا صفوان، به، نحوه=
= حدثنا عمر بن الخطاب، ثنا ابن أبي مريم، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن الحارث بن عبد الرحمن، ثنا أبو العباس، عن سعيد بن المسيب فذكره، والحاكم (1/ 132)، من طريق صفوان، به، بلفظ مقارب، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قلت: وفي هذا نظر، يأتي بيانه. وابن جرير في تفسيره (4/ 222)، من طريق آخر، حيث قال: حدثني أبو السائب، قال: ثنا ابن فضيل، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ جده، عن شرحبيل، عن علي رضي الله عنه، نحوه. وهذا إسناد ضعيف، لأن فيه عبد الله بن سعيد المقبري، وهو متروك. انظر: التقريب (ص 306: 3356)، فمثله لا يحتج بمتابعته ولا يفرح بها. كما أخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 1). انظر: مجمع البحرين (ج 1، ل 42)؛ وسلسلة الأحاديث الضعيفة (2/ 237). قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي حثمة، ثنا إبراهيم بن موسى البصري، ثنا أبو حفص العبدي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، به، بمعناه، مختصرًا مقتصرًا على إسباغ الوضوء فقط. قال الطبراني: لم يروه عن علي بن زيد إلَّا أبو حفص، واسمه عمر بن حفص. قلت: وهو متروك. كما قال النسائي، وقال أحمد: تركنا حديثه وحرقناه. انظر: الميزان (3/ 189)، وعلي بن زيد، هو ابن جدعان، تقدم في ح (22)، وأنه شيعي ضعيف. قال الهيثمي في المجمع (1/ 237)، بعد هذا الحديث: وفيه عمر بن حفص العبدي، وهو متروك. قال الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 237): وإبراهيم بن موسى البصري لم أعرفه، ولعله من أولئك الرواة الذين رووا عن العبدي، وقال فيهم أبو زرعة الرازي=
= وقد سئل عن العبدي: واهي الحديث، لا أعلم حدث عنه كبير أحد، إلَّا من لا يدري الحديث. اهـ. ولذا حكم -أي الألباني- على هذا الحديث بأنه ضعيف جدًا. وأخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 191)، وعزاه الألباني إلى ابن النجار. انظر: السلسلة الضعيفة (2/ 238: 840). كلاهما من طريق محمد بن الفضل عن علي بن زيد، به، مثل اللفظ السابق، وفي آخره زيادة. ومحمد بن الفضل، هو ابن عطية العبدي، كذاب، وصفه بذلك الائمة. التقريب (ص 502: 6225). ولهذا حكم عليه الألباني بالوضع، وقال عن سنده: هذا سند واهٍ بمرة، وأعله بعلي بن زيد، ومحمد بن الفضل، ووصف الأخير بالكذب.
الحكم عليه: إسناده ليس بالقوي، من أجل الحارث بن أبي ذباب فهو، وإن كان في الجملة صدوق، يهم، وأخرج له مسلم. فقد تقدم قول أبي حاتم أن الدراوردي حدث عنه بأحاديث منكرة، وقد روى عنه الدراوردي هذا الحديث -كما مر- ويظهر والله أعلم أن هذا منها، لانفراده به، حيث أن المتابعات الأخرى تالفة لا يعتمد عليها، ولا يضير مسلمًا الرواية عنه، فكم انتقى هو والبخاري أحاديث لرجال رووا في غير الصحيحين أحاديث منكرة بل باطلة. أما قول الهيثمي رحمه الله في المجمع (2/ 36): رواه أبو يعلى، والبزار، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. فهذا حق إن كان يقصد صحيح مسلم، لأن صفوان والحارث لم يخرج لهما البخاري. كما لا يعني ثقة رجال الإسناد وكونهم من رجال الصحيح، صحة الإسناد أو المتن، فهناك الشذوذ والنكارة، وهي علل مؤثرة في المتن، والانقطاع والإرسال وهي علل مؤثرة في السند.=
= ومع كل ذلك فإن متن الحديث له شواهد تقويه في الصحاح والسنن والمسانيد، وقد أشار الحافظ إلى اثنين منها. وفي الباب عن: جابر بن عبد الله، وامرأة من المبايعات، وأبي هريرة، وعبيدة بن عمرو الكلابي، وعثمان بن عفان، وأنس، وطارق بن شهاب، وخولة بنت قيس بن فهد، وابن مسعود، وأبي أمامة، وعمرو بن عبسة، وسلمان، وغيرهم، مما ستأتي أحاديثهم قريبًا. انظر: مصنف ابن أبي شيبة (1/ 5 - 8)؛ والمجمع (1/ 236 - 238، 2/ 36 - 39)؛ والكنز (9/ 284 - 298)؛ وصحيح الترغيب والترهيب (1/ 77 - 85).
80 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إسماعيل بن رافع، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بمسجد الْخَيْفِ، فَجَاءَهُ (¬1) رَجُلَانِ، أَنْصَارِيٌّ وَثَقَفِيٌّ -فَذَكَرَ الْحَدِيثَ- قَالَ: فَقَالَ الثَّقَفِيُّ: أَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: (جئت تسألني عن الصلاة (¬2)، فإنك إذا غسلت وجهك انتشرت الذُّنُوبُ مِنْ أَشْفَارِ عَيْنَيْكَ، وَإِذَا غَسَلْتَ يَدَيْكَ انتشرت الذُّنُوبُ مِنْ أَظْفَارِ يَدَيْكَ، وَإِذَا مَسَحْتَ بِرَأْسِكَ انتشرت الذنوب عن رأسك، وإذا غسلت رجليك انتشرت الذنوب من أظفار رجليك) (¬3) الحديث. (3) و (4) وَحَدِيثُ ثَوْبَانَ، وأَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما فِي إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ (ص) (¬4). (5) وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِحْسَانِ (¬5) الْوُضُوءِ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صَلَاةِ (¬6) الضُّحَى. (6) وَحَدِيثُ (أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ (¬7) بِهِ طُهُورُهُ) يَأْتِي إِنْ شَاءَ الله تعالى في أول الصلاة (¬8). ¬
80 - تخريجه: الحديث أخرجه أبو يعلى عن أنس رضي الله عنه بمعناه وسيأتي قريبًا، برقم (83)، وهو ضعيف جدًا. والبزار في مسنده (كشف الأستار 1/ 138: 263، كتاب الطهارة، باب إسباغ الوضوء)، قال: حدثنا أبو كريب، ثنا يحيى بن آدم (ح)، وحدثناه سهل بن بحر، ثنا الحسن بن الربيع، قالا: ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن أنس، به، بمعناه مختصرًا. قال البزار: لا نعلم رواه عن عاصم إلَّا أبو بكر. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 237): رواه البزار، وعاصم بن بهدلة لم يسمع من أنس، وبقية رجاله ثقات. اهـ. قلت: وهو كما قال، أما سماع عاصم من أنس، فلم أجد من أثبت له رواية أو سماعًا، ولا من نفى ذلك، ولقاوهما ممكن، والعلم عند الله. وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين ج 1، ل 55) فال: حدثنا بكر، ثنا عمرو بن هاشم البيروتي، ثنا عبد الرحمن بن سليم العنسي، عن عباد بن كثبر البصري، عن أبي عبيدة، عن أنس، به، بمعناه. قال الطبراني: لم يروه عن حميد، عن أنس، إلَّا عباد تفرد به عبد الرحمن، وأبو عببدة، هو حميد الطويل. اهـ. فال الهيثمي في المجمع (1/ 302): فيه عباد بن كثير وقد أجمعوا على ضعفه. اهـ. وهو كما قال رحمه الله. وانظر: التقريب (ص 290).=
= ولذا ضعفه الألباني حفظه الله. انظر: صحيح الترغيب والترهيب (1/ 158).
الحكم عليه: إسناده ضعيف، من أجل إسماعيل بن رافع، فإن أكثر الأئمة على أنه متروك. أما الطرق الأخرى التي أخرجها أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، فإنها لا تقويه، لأنها واهية. وأما طريق البزار، فإن فيها انقطاعًا -كما قال الهيثمي- كما أن لفظها مختصر جدًا بالنسبة للفظ حديث الباب، وبناء على ذلك لا يفرع عن درجة الضعف. إلَّا أن أصل الحديث يشهد له عدد من الأحاديث منها الحديث السابق وشواهده، وما سيأتي من الأحاديث.
81 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ (هَاشِمٍ) (¬1)، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِمَا تَعْرِفُ أُمَّتَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (غرٌّ محجلين من أثر الوضوء) (¬2). ¬
81 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط، (مجمع البحرين ج 1، ل 41)، حيث قال: حدثنا محمد بن الحصين أبو حصين، ثنا أحمد بن عبد الملك البجلي المعري، ثنا حسن بن حسين العرني، عن أبي إسرائيل، عن عطية، به، نحوه، ثم قال: لم يروه عن أبي إسرائيل إلا حسن. قلت: وحسن بن حسين العرني، قال عنه أبو حاتم: ليس بصدوق، وقال ابن عدي: روى أحاديث مناكير، ... لا يشبه حديثه حديث الثقات. ولذا أعله الهيثمي رحمه الله به، فقال: وفيه حسن بن حسين العرني، وهو ضعيف جدًا. انظر: الكامل لابن عدي (2/ 743)؛ والمغني في الضعفاء (1/ 58)؛ ومجمع الزوائد (1/ 225). وعزاه صاحب الكنز (9/ 292) إلى الطبراني في الكبير، وسعيد بن منصور في سننه، ولم أقف عليه في معجم الطبراني الكبير، فالله أعلم.
الحكم عليه: هذا إسناد واهٍ، لأن فيه يحيى بن هاشم، وهو كذاب ووضاع، وعطية العوفي،=
= وهو سيىء الحفظ، ومدلس، وقد عنعن، والعجب أن البوصيري في الإتحاف، (المجردة 1/ 39/أ)، ضعفه بعطية وابن أبي ليلى، فكيف غاب عنه يحيى بن هاشم، عفا الله عنه. أما المتابعة التي رواها الطبراني في الأوسط، فإنها من طريق عطية أيضًا، والإسناد إليه ضعيف، لأن فيه حسن بن حسين العرني، وهو منكر الحديث، ومثلها لا تقوي إسناد الباب فيبقى ضعيفًا. إلا أن أصل الحديث ثابت من طريق أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه. أخرجه البخاري (الفتح 1/ 235)، ومسلم (1/ 216)، ومن طريق حذيفة بنحوه أخرجه مسلم (1/ 217). ومن طريق ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ في المصنف (1/ 6)، وابن حبان في صحيحه. (الإحسان 2/ 274). وفي الباب عن أبي أمامة، وأبي الدرداء، وعبد الله بن بسر، وجابر رضي الله عنهم. انظر: مجمع الزوائد (1/ 225)؛ وكنز العمال (9/ 292، 293).
82 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا (بَشَّارُ) (¬1) بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (إِنَّ الْخَصْلَةَ الصَّالِحَةَ تَكُونُ (¬2) فِي الرَّجُلِ، فَيُصْلِحُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا عَمَلَهُ كُلَّهُ، وَطَهُورُ الرَّجُلِ (لِصَلَاتِهِ) (¬3) يُكَفِّرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِطَهُورِهِ ذُنُوبَهُ، وَتَبْقَى صَلَاتُهُ نَافِلَةً (¬4). [2] (¬5) قَالَ الْبَزَّارُ: نا سَهْلُ بْنُ (بَحْرٍ) (¬6)، نا مُعَلَّى (¬7) بْنُ أَسَدٍ، نا بَشَّارُ بْنُ الْحَكَمِ نا أبو بدر الضبي، نا ثابت، به (¬8). ¬
82 - تخريجه: أخرجه غير أبي يعلى والبزار في مسنديهما، كل من: الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين ج 1، ل 40)، من طريق أبي يعلى به مثله. ثم قال: لا يروى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلا بهذا الإسناد.=
= وابن حبان في المجروحين (1/ 191)، من طريق الحسن بن سفيان، ثنا إبراهيم بن الحجاج، به نحوه، مختصرًا. وابن عدي في الكامل (2/ 456)، من طريق أبي يعلى، به بلفظ مقارب. وعزاه السيوطي في الجامع الصغير (1/ 79) إلى البيهقي في شعب الإيمان.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، لأن مداره على بشار بن الحكم، وهو منكر الحديث سيما وقد قال الأئمة أنه يروي عن ثابت أحاديث منكرة لا يرويها غيره، وغالب الظن أن هذا منها. قال البزار في مسنده (كشف الأستار 1/ 134)، بعد أن روى الحديث: لا نعلم رواه عن ثابت غير بشار. ولذا أعله الهيثمي في المجمع (1/ 225) به. أما تحسين السيوطي له، فهذا من تساهله رحمه الله، أو من أوهامه. ولذا تعقبه المناوي في الفيض بكلام الهيثمي، والألباني في ضعيف الجامع وضعفه. انظر: فيض القدير (2/ 326)؛ وضعيف الجامع الصغير (2/ 43: 1438)، إلا أن أصل الحديث جاء في عدد من الأحاديث الصحيحة، ومضى بعضها، وذكرت بعض الشواهد لها، كما سيأتي مزيد لذلك في الأحاديث التالية.
83 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا مُبَارَكٌ -هُوَ ابْنُ سُحَيْمٍ-، مَوْلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ (عَنْ) (¬1) عَبْدِ الْعَزِيزِ بن صهيب- عن أنس رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (مَثَلُ الْمَرْءِ (¬2)، مَثَلُ نَهَرٍ يُغْتَسَلُ مِنْهُ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَمَا عَسَى أَنْ يَبْقَيَنَّ (¬3) عَلَيْهِ مِنْ دَرَنِهِ، يَقُومُ إِلَى الْوُضُوءِ، فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، فَيَتَنَاثَرُ (¬4) كُلُّ خَطِيئَةٍ فَعَلَتْهَا يَدَاهُ (¬5)، (وَيَتَمَضْمَضُ) (¬6) فَتَتَنَاثَرُ (¬7) كُلُّ خَطِيئَةٍ (تَكَلَّمَ) (¬8) بِهَا لِسَانُهُ، ثُمَّ يَغْسِلُ وَجْهَهُ، فَيَتَنَاثَرُ (¬9) كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَتْ بِهَا عَيْنَاهُ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ فَيَتَنَاثَرُ كُلُّ خَطِيئَةٍ سَمِعَتْهَا (¬10) أُذُنَاهُ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ فَيَتَنَاثَرُ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْ (¬11) بها قدماه (¬12). ¬
83 - تخريجه: تقدم تخريجه عند ح (80)، لأنه من طريق أنس بنحوه، وقد أخرجه مسدد،=
= والبزار في مسنديهما، وقد سبق ذلك عند الحديث المذكور.
الحكم عليه: إسناده واه، من أجل مبارك بن سحيم، أما المتابعة السالفة الذكر والتي أخرجها مسدد والبزار في مسنديهما فهي ضعيفة أيضًا لا تقوي الحديث، وقد سبق بيان ضعفها. أما معنى الحديث فيشهد له عدد من الأحاديث سبق أن أوردت بعضها عند رواية مسدد المذكورة.
84 - (¬1) حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ: وَأَنْتُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ (¬2). ¬
84 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير أبي يعلى في مسنده.
الحكم عليه: إسناده ليس بالقوي، من أجل سوء حفظ ابن يمان، لكن متن الحديث له شواهد تدل على ثبوته عنه - صلى الله عليه وسلم - وقد مضى ذكرها والإشارة إليها عند ح (81)،فليراجع. أما قول الهيثمي رحمه الله في المجمع (10/ 344): رجاله رجال الصحيح. اهـ. فإن كان يقصد مسلمًا فحق، لكن لا يلزم من كون الرجل أخرج له أصحاب الصحيح، صحة الإسناد، وقد سبق أن بينت شيئًا من ذلك عند ح (79).
85 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا محمد (¬1) بن الحسن ابن أَبِي يَزِيدَ، ثنا عَبَّادٌ الْمِنْقَرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ (زَيْدٍ) (¬2)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ -: (يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ يُحِبَّكَ حَافِظَاكَ، وَيُزَدْ (¬3) فِي عُمُرِكَ، وَيَا أَنَسُ (¬4) بَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ فِي الْجَنَابَةِ فَإِنَّكَ تَخْرُجُ مِنْ مُغْتَسَلِكَ وَلَيْسَ عَلَيْكَ ذَنْبٌ وَلَا خَطِيئَةٌ (¬5) قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ الْمُبَالَغَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (تَبُلُّ أُصُولَ الشَّعْرِ، وَتُنَقِّي الْبَشَرَةَ، (¬6) يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَزَالَ (¬7) عَلَى وُضُوءٍ فَإِنَّهُ مَنْ يَأْتِيهِ الْمَوْتُ وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ يُعْطَى الشَّهَادَةَ ...) الْحَدِيثَ (¬8). [2] وَقَالَ (¬9) أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ (¬10) بْنُ هَارُونَ، ثنا (¬11) الْعَلَاءُ -أَبُو مُحَمَّدٍ (¬12) الثَّقَفِيُّ- حَدَّثَنَا أنس (¬13) رضي الله عنه. ¬
85 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الصغير (2/ 100 - 102: 856): حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي، البصري، ابن أخي العباس بن الوليد النرسي، حدثنا مسلم بن حاتم الأنصاري، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه عبد الله بن المثنى، عن علي بن زيد بن جدعان، به، بنحوه بلفظ طويل. ثم قال: لا يروى عن أنس بهذا التمام إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به مسلم الأنصاري، وكان ثقة. قال الهيثمي بعد أن ذكره في المجمع (1/ 271، 272): رواه أبو يعلى والطبراني في الصغير ... وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد، وهو ضعيف. وعبارته رحمه الله توهم أن محمدًا في طريقيهما، والواقع أنه في طريق أبي يعلى فقط كما ترى، وهذا تساهل منه رحمه الله، إلَّا أن إسناد الطبراني من طريق ابن جدعان وهو ضعيف كما مر وشيخ الطبراني لم أقف على ترجمته. وأخرجه الترمذي (2/ 484: 589)، حدثنا محمد بن حاتم البصري، به، فذكر قطعة منه، ثم قال: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه بهذا الإسناد (5/ 46: 2678)، لكن ذكر قطعة أخرى منه، ثم قال: وفي الحديث قصة طويلة. وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ثقة، وأبوه ثقة، وعلي بن زيد، صدوق إلَّا أنه ربما يرفع الشيء الذي يوقفه غيره، قال: وسمعت محمد بن بشار يقول: قال أبو الوليد: قال شعبة: حدثنا علي بن زيد، وكان رفاعًا، ولا نعرف لسعيد بن المسيب، عن أنس رواية إلَّا هذا الحديث بطوله، وقد روى عباد بن ميسرة المنقري هذا الحديث عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَلَمْ يذكر فيه عن سعيد بن المسيب، قال: وذاكرت به محمد بن إسماعيل فلم يعرفه، ولم يعرف لسعيد بن المسيب عن أنس هذا الحديث ولا غيره، ومات أنس بن مالك، سنة=
= ثلاث وتسعين، ومات سعيد بن المسيب بعده بسنتين، مات سنة خمس وتسعين. اهـ. وأخرجه الطبراني أيضًا في الصغير (2/ 81: 819): حدثنا محمد بن محمد الجذوعي، القاضي، حدثنا مسدد بن مسرهد، حدثنا علي بن الجند، عن عمرو بن دينار، عن أنس، به، مختصرًا. وقال: لم يروه عن عمرو بن دينار إلَّا علي بن الجند، ولا عن علي إلَّا مسدد ومحمد بن عبد الله الرقاشي. اهـ. وعلي بن الجند، قال عنه البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: مجهول، خبره كذب، وأورد له هذا الحديث. انظر: ميزان الاعتدال (3/ 118: 5801). وقال العقيلي في الضعفاه (3/ 224) عن علي هذا: مجهول في النسب والرواية، حديثه غير محفوظ، حدثناه أحمد بن محمد الجذوعي، به نحو سياق الطبراني مختصرًا. ثم قال: وهذا الحديث يروى عن أنس من غير هذا الوجه بأسانيد لينة. وأخرجه ابن عدي في الكامل من طريق أشعث بن براز، ثنا ثابت، عن أنس، به مختصرًا. لكن أشعث هذا ضعفه ابن معين، وقال: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث. وذكر ابن عدي أن أحاديثه غير محفوظة والضعف بين على رواياته. وأخرجه أيضًا من طريق أزور عن غالب، عن سيمان التيمي، عن أنس، وعن أزور، عن ثابت البناني وسليمان التيمي، عن أنس، به نحوه، ولفظه أخصر. إلَّا أن أزور منكر الحديث كما قال البخاري، وأحاديثه غير محفوظة أيضًا كما قال ابن عدي. وأخرجه أيضًا من طريق سعيد بن زون التغلبي، عن أنس، به، نحوه، ثم قال: إلَّا أن هذا المتن الذي جاء به عن أنس الذي ذكرته، لم يأت بهذا المتن، أو أرجح منه إلَّا ضعيف مثله. اهـ.=
= وسعيد هذا ضعفه ابن معين، وقال: ليس بشيء. وقال البخاري: لا يتابع في حديثه. انظر: الكامل لابن عدي (1/ 367 - 409، 3/ 1200، 1201).
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف لأن فيه ضعيفين هما: محمد بن الحسن الهمداني، وعلي بن زيد بن جدعان، ورجل ليس بالقوي وهو: عباد المنقري، أما الإسناد الآخر ففيه رجل تالف متروك الحديث، متهم بوضعه عن أنس وهو العلاء بن زيد الثقفي. أما المتابعات التي رواها الطبراني وابن عدي، والعقيلي، فهي كما يلي: أما إسناد الطبراني الأول والترمذي ففيه ابن جدعان، وهو ضعيف كما مر، ورجل لم أقف على ترجته، وأما بقية الطرق فكلها واهية بعضها أسقط من بعض، ولا تزيد إسنادي الباب إلَّا وهنًا. وقد أعلّ الهيثمي إسناد أبي يعلى بمحمد بن الحسن كما أسلفت ذلك قريبًا. أما متن الحديث، فإن كثيرًا من ألفاظه لها شواهد سبق كثير منها فيما مضى، وسيأتي مزيد لذلك، فيما يأتي. [(3127)]
19 - باب كراهية ذكر الله تعالى على غير وضوء
19 - بَابُ كَرَاهِيَةِ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى غَيْرِ وضوء 86 - قال أبوداود الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ، قال: إِنَّ رَجُلًا سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَمَسَّحَ (¬1) وَقَالَ: (لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أني لم أكن متوضأ -أَوْ قَالَ- لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ (¬2) حَتَّى تَمَسَّحَ (¬3) ورد عليه (¬4). ¬
86 - تخريجه: أخرجه ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل 3/ 239)، عن أبيه معلقًا في ترجمة حنظلة حيث قال: وروى محمد بن المنكدر، عن رجل، عنه، سمعت أبي يقول ذلك. وعزاه البرهان فوري إلى البارودي. انظر: الكنز (9/ 132: 25354).
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، لجهالة تابعيه، وبهذا ضعفه البوصيري في الإتحاف=
= (ص 31: 20). لكن متن الحديث صحيح له عدة شواهد، منها: 1 - حديث أبي الجهم ابن الحارث الأنصاري، بمعناه. أخرجه مسلم (1/ 281). 2 - حديث المهاجر بن قنفذ رضي الله عنه، بنحوه. أخرجه أبو داود (1/ 23)، والنسائي (1/ 37)، وابن ماجه (1/ 126)، وأحمد (5/ 80)، وابن حبان (الإحسان 2/ 86، 88)، والحاكم (3/ 479). وفي الباب عن ابن عمر وجابر رضي الله عنهما ... انظر: صحيح مسلم (1/ 281)؛ وشرح معاني الآثار (1/ 85 - 86)؛ ونصب (1/ 5 - 6)؛ والكنز (9/ 131 - 132).
87 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ (¬2)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ (¬3)، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَالِسًا بِالْمَقَاعِدِ (¬4) يَتَوَضَّأُ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ (وَضُوئِهِ) (¬5) ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَوَقَفَ عَلَى الرَّجُلِ، فَقَالَ: لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: (مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ لَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَقُولَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بين الوضوئين) (¬6). ¬
87 - تخريجه: أخرجه الدارقطني (1/ 92، كتاب الطهارة، دليل تثليث المسح)، من طريق ابن البيلماني، به، مثله وفيه زيادة.=
= الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، توالى فيه ضعيفان، أحدهما متهم بالوضع، وهما ابن البيلماني، وأبوه. لكن متن هذا الحديث عن عثمان رضي الله عنه بغير القصة التي في أوله، وقوله: (ثم لم يتكلم) والتقييد بما بين الوضوئين، ثابت في الصحيحين وغيرهما بطرق متعددة. انظر: صحيح البخاري (الفتح 1/ 259، 261، 266؛ 4/ 158، 11/ 250)، ومسلم (1/ 204 - 208)، وأبو داود (1/ 78 - 81)، والنسائي (1/ 64 - 65)، والترغيب والترهيب (1/ 151 - 152).
20 - باب الرخصة في ذلك
20 - (¬1) بَابُ الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ 88 - أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ (¬2) دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو (¬3)، ثنا أَبُو سَلَّامٍ، حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى النَّبِيَّ - صَلَّى الله عليه وسلم - قال: بال (¬4)، ثم تلى آيات من القرآن قبل أن يمس ماء). ¬
88 - تخريجه: أخرجه الإمام أحمد (4/ 237) بمثله سندًا ومتنًا، وفيه من الزيادة تصريح هشيم بالسماع، وتردده في لفظ الحديث.
الحكم عليه: هذا إسناد حسن، ليس فيه إلَّا عنعنة هشيم، حيث أنه مدلس، لكن قد صرح بالسماع في إسناد أحمد. أما قول الهيثمي رحمه الله في المجمع (1/ 276): رجاله ثقات. ففيه نظر، لأن=
= الراجح في داود بن عمرو أنه دون الثقة، كما مضى ذلك في ترجمته. وللحديث شواهد يتقوى بها، ففي الباب عن سلمان، وابن عباس، وابن عمر، وعمر، وعلي، وأبي هريرة، وعائشة، وغيرهم رضي الله عنهم، كسعيد بن جبير، وعطاء، والحسن، وابن طاوس، وإبراهيم النخعي رحمهم الله. انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 237 - 341)؛ وابن أبي شيبة (1/ 103، 104).
21 - باب منع المحدث من مس المصحف
21 - بَابُ مَنْعِ الْمُحْدِثِ مِنْ مَسِّ الْمُصْحَفِ 89 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: كَانَ فِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، حِينَ بعثه إلى نجران (¬1)، (أن لا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إلَّا طَاهِرٌ، وَلَا يُصَلِّيَ (¬2) الرَّجُلُ وهو عاقص (¬3) شعره، وأن لا يَحْتَبِيَ وَلَيْسَ بَيْنَ فَرْجِهِ وَبَيْنَ السَّمَاءِ شَيْءٌ ...) الحديث. ¬
89 - تخريجه: هذا الحديث مشهور الذكر عند العلماء، مخرج في كثير من دواوين الإسلام، لما اشتمل عليه من الأحكام والفرائض التي قلما توجد في مثله، وهو حديث طويل، وانما هذا قطعة منه، وقد جاء مرسلًا، كما في هذا الإسناد، ومسندًا، من عدة طرق هي: 1 - بمثل إسناد حديث الباب: أخرجه الدارقطني (1/ 121)، حدثنا ابن مخلد، نا حميد بن الربيع، نا ابن إدريس، به، مختصرًا.=
= وأبو داود في المراسيل (ص 105)، عن محمد بن العلاء، عن ابن إدريس به، مثل لفظ الدارقطني. 2 - عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن حزم عن أبيه -مرسلًا- فتابع عبد الله، محمد بن عمارة على حديث الباب: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 341: 1328)، عن معمر، عن عبد الله، به، مختصرًا، بلفظ: (لا يمس القرآن إلَّا على طهر). وفي التفسير له، انظر: نصب الراية (1/ 197)، عن معمر، عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر، عن أبيهما، به، بنحو اللفظ السابق. ومن طريق عبد الرزاق، أخرجه الدارقطني (1/ 121)، ومن طريقه البيهقي (1/ 87)، وقال الدارقطني: مرسل ورواته ثقات. ومالك (2/ 849)، عن عبد الله، به، فذكر جزءًا من الديات، ومن طريقه: النسائي في السنن (8/ 60)، وأخرجه البيهقي في الخلافيات. المختصرة (ص 12). 3 - عبد الله بن أبي بكر، مرسلًا: أخرجه مالك (1/ 199)، بمثل اللفظ السابق، ومن طريقه أبو داود في المراسيل (ص 105)، وقال: روي مسندًا ولا يصح، والشافعي في المسند (ص 347)، أخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن عبد الله، به، مقتصرًا على جزء من الديات. ثم قال: قال ابن جريج: فقلت لعبد الله بن أبي بكر: في شك أنتم من أنه كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا. ومن طريق ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله. 4 - الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم، عن أبيه، عن جده -مسندًا-: أخرجه النسائي (8/ 57 - 59)، فذكره مطولًا في الديات وليس فيه شيء مما ذكر في حديث الباب، رواه من طريقين: (أ) أخبرنا عمرو بن منصور قال: حدثنا الحكم بن موسى، به، إلَّا أنه قال:=
= سليمان بن داود، بدل ابن أرقم، ثم قال: خالفه محمد بن بكار. (ب) أخبرنا الهيثم بن عمران، قال: حدثنا محمد بن بكار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سليمان بن أرقم، به، ثم قال: هذا أشبه بالصواب، والله أعلم، وسليمان بن أرقم متروك. وأبو داود في المراسيل في مخطوط (ل 14)، عن هارون بن محمد بن بكار بن بلال، عن أبيه، وعمه، كلاهما عن يحيى بن أبي حمزة، عن سليمان بن أرقم، عن الزهري، به. وعن ابن أبي هبيرة قال: قرأت في أصل يحيى بن حمزة: حدثني سليمان بن أرقم، بإسناده، نحوه، وعن الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزهري، قال أبو داود: وهذا وهم من الحكم -يعني قوله- (ابن داود). وعن وهب بن بيان الواسطي، وأبي الطاهر بن السرح، وأحمد بن سعيد الهمداني، ثلاثتهم عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: قرأت في كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعمرو بن حزم حين بعثه إلى نجران، وكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم ... فذكره ولم يذكر أبا بكر بن محمد، ولا أباه ولا جده. وانظر: تحفة الأشراف (8/ 403). ومن هذا الوجه الأخير أخرجه النسائي (8/ 59، 60)، حيث قال: وقد روى هذا الحديث يونس عن الزهري مرسلًا. أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، به. وقال: أخبرنا أحمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا مروان بن محمد قال: حدثنا سعيد -هو ابن عبد العزيز-، عن الزهري، قال جاءني أبو بكر ابن حزم بكتاب في رقعة من أدم، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، هذا بيان ... الحديث. قلت: فتابع سعيد بن عبد العزيز، يونس على رواية هذا الحديث عن الزهري مرسلًا، ومع هذا فروايتهما -عندي- لا تخالف رواية السابقين ونحوهم، ممن جعلوها عن الزهري عن أبي بكر مرسلًا، لأنه قد يكون الزهري رواه عنه ثم شاهد=
= الكتاب بنفسه، أو العكس، فروى مرة هكذا ومرة هكذا، وقد فعل هذا عدد من الصحابة ومن بعدهم، والله أعلم. وأخرجه الدارقطني (1/ 122، 2/ 285) لكن جعله عن سليمان بن داود بدل ابن أرقم. وابن حبان (الإحسان 8/ 180: 6525)، والحاكم (1/ 395) بمثل حديث الباب في لفظ طويل، وسياقهما أتم سياق في هذا الباب، غير أنه ليس في لفظ الحاكم النهي عن الاحتباء، وعندهما عن سليمان بن داود بدل ابن أرقم. قال ابن حبان: سليمان بن داود هذا، هو: سليمان بن داود الخولاني، من أهل دمشق، مأمون، وسليمان بن داود لا شيء، وجميعًا يرويان عن الزهري. وقال الحاكم: هذا حديث كبير، مفسر في هذا الباب، يشهد له أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، وإمام العلماء في عصره محمد بن مسلم الزهري بالصحة، كما تقدم ذكري له، وسليمان بن داود الدمشقي الخولاني معروف بالزهري، وإن كان يحيى بن معين غمزه، فقد عدله غيره كما أخبرنيه أبو أحمد الحسين بن علي، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: سمعت أبي، وسئل عن حديث عمرو بن حزم في كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِي كتبه له في الصدقات، فقال: سليمان بن داود الخولاني عندنا ممن لا بأس به، قال أبو محمد بن أبي حاتم وسمعت أبا زرعة يقول ذلك. اهـ. وذكر أن إسناده من شرط الكتاب وأنه من قواعد الإسلام، وسكت عليه الذهبي، ومن طريق الحاكم، أخرجه البيهقي (1/ 87). وعزاه من هذا الوجه الزيلعي إلى الطبراني، وأحمد وإسحاق في مسنديهما، ولم أجده في المطبوع من الطبراني ولعله في الأجزاء المفقودة، كما لم أقف عليه في مسند أحمد. انظر: نصب الراية (1/ 197). 5 - مالك عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أبيه، عن جده، به. قال الزيلعي:=
= أخرجه الدارقطني في غرائب مالك، من طريق أبي ثور هاشم بن ناجية، عن مبشر بن إسماعيل، عن مالك، به، مختصرًا، ثم قال: تفرد به أبو ثور، عن مبشر، عن مالك، فأسنده عن جده، ثم رواه من حديث إسحاق الطباع أخبرني مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، به. قال: وهذا الصواب عن مالك، ليس فيه عن جده. اهـ. قال الشيخ تقي الدين في (الإمام): وقوله فيه (عن جده) يحتمل أن يراد به جده الأدنى، وهو محمد بن عمرو بن حزم، ويحتمل أن يراد به جده الأعلى، وهو عمرو بن حزم، وإنما يكون متصلًا إذا أريد به الأعلى، لكن قوله: كان فيما أخذ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقتضي أنه عمرو بن حزم لأنه الذي كتب له الكتاب. اهـ. من نصب الراية بتصرف يسير (1/ 197). 6 - إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر عن أبيهما، عن جدهما: أخرجه البيهقي في الخلافيات (نصب الراية 1/ 198)، قال الزيلعي: وأبو أويس صدوق أخرج له مسلم في المتابعات. 7 - عن سعيد بن المسيب، مرسلًا: أخرجه النسائي (8/ 56)، أخبرنا الحسين بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أنه لما وجد الكتاب الذي عند آل عمرو بن حزم، فذكره مختصرًا. وعزاه ابن عبد البر (التمهيد 17/ 339) إلى ابن وهب عن مالك، والليث، عن يحيى بن سعيد، به، نحوه. قلت: وهذا إسناد غاية في الصحة. الكلام على علل الحديث، وثبوته: قال الشافعي في الرسالة (ص 422): ولم يقبلوا كتاب آل عمرو بن حزم -والله أعلم- حتى يثبت لهم أنه كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. اهـ. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 222): سألت أبي عن حديث رواه يحيى بن=
= حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزهري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم، عن أبيه، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - كتب إلى أهل اليمن بصدقات الغنم، قلت له: من سليمان هذا؟ قال أبي: من الناس من يقول سليمان بن أرقم، قال أبي، وقد كان قدم يحيى بن حمزة العراق، فيرون أن الأرقم لقب، وأن الاسم داود، ومنهم من يقول سليمان بن داود الدمشقي، شيخ ليحيى بن حمزة، لا بأس به، فلا أدري أيهما هو، وما أظن أنه هذا الدمشقي، ويقال: إنهم أصابوا هذا الحديث بالعراق من حديث سليمان بن أرقم. اهـ، وقال يعقوب بن سفيان البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 216)، ولا أعلم في جميع الكتب، كتابًا أصح من كتاب عمرو بن حزم، وقال: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والتابعون يرجعون إليه ويدعون آراءهم. اهـ. وقال ابن عبد البر (التمهيد 17/ 338): هذا كتاب مشهور عند أهل السير، معروف ما فيه عند أهل العلم، معرفة يستغني بشهرتها عن الإسناد، لأنه أشبه التواتر في مجيئه، لتلقي الناس له بالقبول والمعرفة. اهـ. وذكر الحافظ في التلخيص (3/ 21 - 22) كلامًا طويلًا عن هذا الحديث ألخصه فيما يلي: وقد اختلف أهل الحديث في صحة هذا الحديث- ثم ذكر كلام أبي داود، ومنه: أن شيخه محمد بن الوليد قرأه في أصل يحيى بن حمزة: سليمان بن أرقم ثم قال: وهكذا قال أبو زرعة الدمشقي: أنه هو الصواب، وتبعه صالح بن محمد جزرة، وأبو الحسن الهروي، وغيرهما وقال جزرة نا دحيم، قال: قرأت في كتاب يحيى بن حمزة، حديث عمرو بن حزم، فإذا هو عن سليمان بن أرقم، قال صالح: كتب هذه الحكاية عني مسلم بن الحجاج، قلت: ويؤكد هذا ما رواه النسائي -ثم ذكر روايته وقوله السابقين-، وقال ابن حزم: صحيفة عمرو بن حزم، منقطعة لا تقوم بها الحجة، وسليمان بن داود، متفق على تركه، وقال عبد الحق: سليمان بن=
= داود هذا الذي يروي هذه النسخة عن الزهري، ضعيف، ويقال أنه سليمان بن أرقم، وتعقبه ابن عدي فقال: هذا خطأ، إنما هو سليمان بن داود، وقد جوده الحكم بن موسى، انتهى، وقال أبو زرعة: عرضته على أحمد، فقال: سليمان بن داود هذا ليس بشيء، وقال ابن حبان: سليمان بن داود اليمامي، ضعيف وسليمان بن داود الخولاني ثقة، وكلاهما يروي عن الزهري، والذي روى حديث الصدقات هو الخولاني، فمن ضعفه فإنما ظن أن الراوي له هو اليمامي، قلت: ولولا ما تقدم من أن الحكم بن موسى وهم في قوله سليمان بن داود، وإنما هو سليمان بن أرقم، لكان لكلام ابن حبان وجه. وصححه الحاكم وابن حبان والبيهقي، ونقل عن أحمد ابن حنبل أنه قال: أرجو أن يكون صحيحًا، وقد أثنى على سليمان بن داود الخولاني هذا: أبو زرعة وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد وجماعة من الحفاظ، وقد صحح الحديث بالكتاب المذكور جماعة من الأئمة، لا من حيث الإسناد، بل من حيث الشهرة، وقال العقيلي: هذا حديث ثابت محفوظ، إلَّا أنا نرى أنه كتاب غير مسموع عمن فوق الزهري. اهـ. قال ابن التركماني في الجوهر النقي: قلت هذا منقطع، ذكر هو -يعني البيهقي- في كتاب المعرفة وهو فيها (ج 2، ل 176). انظر: سنن البيهقي (1/ 87). وضعفه العلامة الألباني. أما الشيخ عبد القادر الأرناؤوط فصححه. انظر: الإرواء (1/ 158)؛ وجامع الأصول (4/ 424). وانظر: تعليق الأستاذ محمد عوامة عليه في مسند عمر بن عبد العزيز (ص 152 - 154: 80).
الحكم عليه: حديث الباب إسناده حسن، إلَّا أنه مرسل. وهو بهذه المتابعات يزداد قوة، وقد جاء مسندًا لكن بطرق لا تسلم من مقال، وعلى هذا اعتمد من ضعف الحديث.=
= أما المتأمل لواقع هذا الحديث بطرقه لا يجد بدًا من القول بصحته وإليه أذهب بحمد الله وذلك للأمور التالية: 1 - أن المرسل بهذه الطرق المتعددة، وفيها الصحيح الذي يشهد للمسند ويقويه، ولو إلى درجة الحسن لغيره، وهي درجة قبول. 2 - إن هذا الكتاب قد اشتهر بين العلماء سلفًا وخلفًا من الصحابة فمن بعدهم، واعتمدوه في أحكامهم، نص على ذلك عدد من الأئمة كالشافعي وابن عبد البر ويعقوب بن سفيان، وغيرهم، ويبعد أن يحصل ذلك لما لم يثبت عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. 3 - أَنَّهُ قد ثبت أن هذا كِتَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى عمرو، وإنما الخلاف في نقله سماعًا عن عمرو، والصحيح أنها -أي الكتابة- إحدى طرق التحمل. وإن لم تكن في درجة السماع، وعلى ذلك العمل. ولذا قال الشافعي رحمه الله: ولم يقبلوا كتاب آل عمرو بن حزم -والله أعلم- يثبت لهم أنه كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. انظر: الرسالة (ص 422: 1163)؛ وتدريب الراوي (2/ 91 - 96).
22 - باب تخليل إلاصابع واللحية
22 - بَابُ تَخْلِيلِ إلاَّصابع وَاللِّحْيَةِ 90 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي (¬1) عَبْدُ الرَّحِيمِ (¬2) بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ عَمِّهِ -أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عنه- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (حَبَّذَا الْمُتَخَلِّلُونَ (¬3)) قَالَ: قَالُوا (¬4): يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْمُتَخَلِّلُونَ (¬5)؟ قَالَ: (التَّخَلُّلُ مِنَ الوضوء، أن تخلل بين أصابعك، وأظفارك، وَالتَّخَلُّلُ مِنَ الطَّعَامِ فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَشَدَّ عَلَى الْمَلَكِ الَّذِي مَعَ الْعَبْدِ مِنْ أَنْ يَجِدَ مِنْ أَحَدِكِمْ رِيحَ الطَّعَامِ) (¬6). * أَبُو (¬7) سَوْرَةَ ضعيف، وقد أخرج (¬8) أحمد أصله (¬9). ¬
90 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 12، في تخليل الأصابع في الوضوء)،=
= بمثل هذا الإسناد، وفي لفظه اختصار. وأخرجه عبد بن حميد (المنتخب 1/ 221: 217، 218)، أخبرنا يزيد بن هارون أنا رياح بن عمرو، ثنا أبو يحيى، الرقاشي -وهو واصل-، به، مختصرًا، وقال: حدثنا محمد بن عبيد، ثنا واصل، به، بمعناه، من فعله - صلى الله عليه وسلم -، وأحمد بن منيع من هذا الوجه فذكر تخليل اللحية. انظر: مصباح الزجاجة (1/ 177). وأبو يعلى -من طريقين- في المسند (5/ 416). عن مروان بن معاوية، ثنا أبو سورة، به، بلفظ مقارب. وأحمد في المسند (5/ 416)، ثنا وكيع، عن واصل، به، مختصرًا. والطبراني في الكبير (4/ 211، 212: 4061، 4562)، من طريقين عن واصل، به، واللفظ الأول بنحو حديث الباب، والثاني مثل لفظ أحمد. وابن ماجه (1/ 149: 433)، والترمذي في العلل الكبير (1/ 114: 13). كلاهما من طريق محمد بن عبيد، عن واصل، به، من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - بِلَفْظِ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - توضأ فخلل لحيته)، واللفظ لابن ماجه. وقال الترمذي: سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هذا لا شيء، فقلت: أبو سورة ما اسمه؟ فقال: لا أدري ما يصنع به، عنده مناكير، ولا يعرف له سماع من أبي أيوب. اهـ.
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف من أجل واصل وأبي سورة، ومدار كل الطرق عليهما. بل ربما يكون هذا من مناكير أبي سورة عن عمه. أما تضعيف الحافظ -كما هنا- والهيثمي -رحمهما الله- في المجمع (1/ 235) لهذا الحديث بأبي سورة فقط، فهذا قصور، لأن واصلًا أيضًا ضعيف. إلَّا أن متن الحديث له شواهد يتقوى بها، فمثلًا:=
= قوله: (حبذا المتخللون من أمتي)، جاء من طريق أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعًا. أخرجه الطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (ج 1، ل 43)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 267: 1333)، وعزاه الألباني الى الحربي في الحربيات (2/ 48/ 2). انظر: الإرواء (1/ 35)، كلهم من طريق محمد بن عمار الموصلي، ثنا عفيف بن سالم عن محمد بن أبي حفص الأنصاري، عن رقبة بن مصقلة، عن أنس رضي الله عنه، به. وقال الطبراني: لم يروه عن رقبة إلَّا محمد، ولا عنه إلَّا عفيف، تفرد به محمد. قال الألباني: هو ثقة، وكذلك سائر الرواة إلَّا محمد بن أبي حفص ... ، روى عنه أربعة من الثقات، وقال ابن حبان: كان ممن يخطىء. اهـ. بتصرف. فمثل هذا إسناد لا بأس به في الشواهد والمتابعات. وأما تخليل الأصابع: فعن لقيط بن صبرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (إذا توضأت فأسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع)، أخرجه أحمد (4/ 211)، وأبو داود (1/ 100)، والنسائي (1/ 66)، والترمذي (1/ 56)، وابن ماجه (1/ 142)، وابن حبان (الإحسان 2/ 298)، والحاكم (1/ 148)، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فإنهما أعرضا عن الصحابي الذي لا يروي عنه غير واحد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال البغوي (مصابيح السنة 1/ 22)، وابن القطان (بيان الوهم والإيهام 2/ ق 228 ب) عنه: حديث صحيح. وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: (إذا توضأت فخلل أصابع يديك ورجليك). أخرجه الترمذي (1/ 57)، وفي العلل له (1/ 117: 14)، وابن ماجه=
= (1/ 153)، وأحمد (1/ 287)، كلهم من طريق صالح مولى التوأمة عن ابن عباس، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال في علله، (المخطوط ق 5/ أ): سألت محمدًا -يعني البخاري- عنه، فقال: حديث حسن، وموسى بن عقبة سمع من صالح مولى التوأمة قديمًا، وكان أحمد يقول: من سمع من صالح مولى التوأمة قديمًا، فسماعه حسن، ومن سمع منه أخيرًا، فإنه يضعف سماعه. اهـ. وقال أحمد شاكر عن إسناد أحمد: صحيح. المسند بتحقيقه (4/ 207). وفي الباب عن المستورد بن شداد، وأبي هريرة، وعائشة، وواثلة بن الأسقع، وجابر، وعثمان، ووائل بن حجر، وابن مسعود رضي الله عنهم، وسيأتي بعضها قريبًا بعد هذا الحديث. انظر: مصنف ابن أبي شيبة (1/ 11، 12)؛ ونصب الراية (1/ 26، 27)؛ والتلخيص الحبير (1/ 105). وأما تخليل الأظفار، فلم أجد فيه حديثًا يمكن أن يكون شاهدًا، فيبقى هذا الجزء ضعيفًا، والله أعلم. وأما تخليل الأسنان ففيه أثر موقوف عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (إن فضل الطعام الذي يبقى بين الأضراس يوهن الأضراس)، أخرجه الطبراني في الكبير: حدثنا أبو خليفة، نا عبيد الله بن معاذ، نا أبي، نا ابن عون، عن محمد قال: قال ابن عمر فذكره. قال الهيثمي في المجمع، عنه: رجاله رجال الصحيح. وقال الألباني: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي خليفة واسمه الفضل بن الحباب، وهو ثقة حافظ. اهـ. انظر: مجمع الزوائد (5/ 30)؛ والإرواء (1/ 33). وهذا الأثر وإن كان فيه الحث على تخليل الأسنان، إلأَ أنه لا يشهد له مرفوعًا، كما في حديث الباب، وعلى هذا يبقى عجز الحديث ضعيفًا، وبالله التوفيق.
91 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، ثنا موسى بن (¬1) أبي عائشة، عن عبد الله بْنِ شَدَّادٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ بِأَصَابِعِهِ، ثُمَّ قَالَ: (هَكَذَا أَمَرَنِي ربي عز وجل أن أخلل). ¬
91 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير مسدد في مسنده.
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لأن فيه علتين هما: ضعف محمد بن جابر، وإرسال الحديث، لأن عبد الله بن شداد لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلم -، كما مضى في ترجمته، بل نص على ذلك الإمام أحمد. انظر: تهذيب الكمال (2/ 692). أما متن الحديث فله شواهد كثيرة يرتقي بها إلى درجة الحسن لغيره، وهي: قال الإمام الزيلعي رحمه الله: روى تخليل اللحية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - جماعة من الصحابة: عثمان بن عفان، وأنس بن مالك، وعمار بن ياسر، وابن عباس، وعائشة، وأبو أيوب، وابن عمر، وأبو أمامة، وعبد الله بن أبي أوفى، وأبو الدرداء، وكعب بن عمرو، وأبو بكرة، وجابر بن عبد الله، وأم سلمة. وكلها مدخولة، وأمثلها حديث عثمان. اهـ. نصب الر اية (1/ 23). وزاد الحافظ في التلخيص (1/ 96، 97): علي، وجرير، وعبد الله بن عكبرة، رضي الله عنهم أجمعين. وانظر: المصنف لابن أبي شيبة (1/ 12 - 14)؛ والمجمع (1/ 235، 236) أما قول الإمام أحمد: ليس في تخليل اللحية شيء صحيح ... وقول أبي حاتم: لا يثبت عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي تخليل اللحية شيء. كما نقل ذلك الحافظ في التلخيص=
= (1/ 98) فهو محمول على الحكم على كل إسناد بمفرده، حيث لا يسلم أي منها كما أسلفت عن الإمام الزيلعي، أو أنهما لم يبلغهما شيء يعتمدان عليه، ويثبت عندهما، كيف لا وقد جاء فعل ذلك عن عدد من الصحابة والتابعين، وأفتوا به غيرهم، كما روى ذلك ابن أبي شيبة، في المصنف، في الموضع الآنف الذكر.
92 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي وَاقِدٌ، عَنْ مُصْعَبٍ (¬1) قَالَ: رَأَى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قومًا يتوضؤون، فقال: (خللوا) (¬2) -يعني بين الأصابع-. ¬
92 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 11، باب في تخليل الأصابع في الوضوء)، حدثنا وكيع، عن سفيان، به نحوه، إلَّا أنه جعله من مسند عمر، بدل ابنه، وعلى هذا يكون منقطعًا لأن مصعبًا لم يدرك عمرًا.
الحكم عليه: هو موقوف، إسناده حسن، رجاله ثقات إلَّا واقدًا فإنه صدوق، ويحتمل أن يأخذ حكم الرفع لما يحتف به، فإن الآمر ابن عمر وهو معروف بدقته وشدة تحريه للسنّة، كما أنه أمرهم وهذا تكليف قد يبعد أن يطالبهم به لولا أنه عنده أصل شرعي، والله أعلم. والأمر بالتخليل قد جاء مرفوعًا، وموقوفًا من طريق عدد من الصحابة، وقد مضى بيان هذا عند ح (90) فليراجع.
93 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): ثنا مَسْرُوقٌ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: تَوَضَّأَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَخَلَّلَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فعل ذلك (¬2). ¬
93 - تخريجه: هذا الحديث جاء عن إسرائيل، من عدة طرق هي: (أ) عبد الرحمن بن مهدي، ومن طريقه أخرجه: ابن الجارود (ص 35: 72)، وابن خزيمة (1/ 78: 152)، بنحوه في لفظ طويل. (ب) أبي غسان، مالك بن إسماعيل النهدى، ومن طريقه أخرجه: ابن الجارود (ص 36: 72) بنحوه. (ج) خلف بن الوليد، ومن طريقه أخرجه: ابن خزيمة (1/ 78: 151)، بنحوه. (د) عبد الرزاق، ومن طريق أخرجه: الترمذي (1/ 46: 31)، وفي العلل له (1/ 114: 13)، وابن ماجه (1/ 148: 430)، والحاكم (1/ 148، 149)، به، بمعناه، ولم يذكر فيه تخليل الأصابع. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح، قد احتجا بجميع رواته غير عامر بن شقيق، ولا أعلم في عامر بن شقيق طعنا بوجه من الوجوه. لكن علق الذهبي على ذلك قائلًا: قلت: ضعفه ابن معين. (هـ) عبد الله بن نمير، ومن طريقه أخرجه: ابن أبي شيبة (1/ 13)، ومن طريقه ابن حبان (الإحسان 2/ 206 - : 1078) بنحوه، ولم يذكر تخليل الأصابع. (و) عبيد الله بن موسى العبسي، ومن طريقه أخرجه: الحاكم (1/ 148،=
= 149) بنحوه في لفظ طويل، ولم يذكر تخليل الأصابع. (ز) يحيى بن آدم، ومن طريقه أخرجه: الدارقطني (1/ 91)، بنحوه في لفظ طويل، من غير تخليل الأصابع. قلت: فتابع هؤلاء الأئمة السبعة ابن أبي زائدة على رواية هذا الحديث، وتابعه الثلاثة الأولون على رواية الأصابع.
الحكم عليه: هذا إسناد لين فيه عامر بن شقيق، وهو ليس بالقوي. إلَّا أنه قد سبق تصحيح الترمذي والحاكم له، ونقل الترمذي عن البخاري قوله: أصح شيء في هذا الباب حديث عامر بن شقيق، عن أبي وائل، عن عثمان. وفي العلل له: قلت: إنهم يتكلمون في هذا الحديث، فقال: هو حسن. سنن الترمذي (1/ 45)؛ والعلل الكبير له (1/ 115). وقال الهيثمي رحمه الله عن هذا الحديث: رواه أبو يعلى، ورجاله موثقون. اهـ المجمع (1/ 235). لكن في هذا نظر، لأن عامرًا لا يعرف بتوثيق، إلَّا بذكر ابن حبان له في الثقات، أوتصحيح الأئمة لحديثه، أما تصحيح الحاكم فاعتمد أنه لا يعرف في عامر طعنًا بوجه من الوجوه، وعدم الطعن لا يلزم منه التوثيق، والله أعلم. قلت: لعل من صحح الحديث، نظر إلى مجموع الروايات، حيث إن هذا الحديث -كما أسلفت عند ح (90) - له شواهد كثيرة، فاطمأنوا إلى حفظ عامر لهذا الحكم لمجيئه من غير وجه، ولذا يقول ابن الملقن رحمه الله بعد أن ساق شواهده: فهذا -كذا ولعل الصواب (فهذه) - اثنا عشر شاهدًا لحديث عثمان رضي الله عنة فكيف لا يكون صحيحًا، والأئمة قد صححوه: الترمذي في جامعه، وإمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة، وابن حبان في صحيحهما، والدارقطني كما تقدم عنه، والحاكم أبو عبد الله في مستدركه، والشيخ تقي الدين ابن الصلاح، وشهد له إمام هذا الفن أبو عبد الله البخاري بأنه حديث حسن وبأنه أصح حديث في الباب، فلعل ما نقله=
= ابن أبي حاتم عن أبيه من قوله: أنه لا يثبت عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي تخليل اللحية حديث، ومن قول الإمام أحمد حيث سأله ابنه: لا يصح عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي تخليل اللحية شيء، أن يكون المراد بذلك غير حديث عثمان. وقد قال الشيخ تقي الدين في الإمام: ذكر عن أبي داود أنه قال: قال أحمد: تخليل اللحية قد روي فيه أحاديث، ليس يثبت فيه حديث، وأحسن شيء فيه حديث شقيق عن عثمان أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ. اهـ. من البدر المنير (ق2، ص 453، 454)، وصححه أيضًا الطوسي، كما نقل ذلك مغلطاي في ترجمة عامر بن شقيق. إكمال تهذيب الكمال (ل 158). فيتبين من هذا -والله أعلم- أن حديث عامر بن شقيق بهذه الشواهد، وأحكام الأئمة على أقل الأحوال حسن لغيره.
23 - باب المضمضة من اللبن
23 - بَابُ (¬1) الْمَضْمَضَةِ مِنَ اللَّبَنِ 94 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ -هُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ- عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ -هُوَ ابْنُ سِيرِينَ- عَنْ أنس رضي الله عنه أنه كان يمضمض (¬2) من اللبن ثلاثًا. * موقوف (¬3) صحيح. ¬
94 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 57، في اللبن يشرب، من قال يتوضأ)، حدثنا ابن عيينة، وإسماعيل بن عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنُ سِيرِينَ، أن أنس بن مالك والحارث الهمداني، به فذكر بلفظه التثنية. وأخرجه أيضًا (1/ 58، الباب السابق)، حدثنا ابن علية، عن هشام بن حسان أن أبا موسى وأنسًا والحارث الهمداني كانوا يمضمضون من اللبن. وأخرجه عبد الرزاق (1/ 177: 688، باب المضمضة من الأشربة)، عن معمر، عن أيوب، به، مثل لفظ ابن أبي شيبة الأول وزيادة (ثلاثًا) ثانية.=
= الحكم عليه: هذا إسناد صحيح موقوف، كما قال الحافظ رحمه الله، والمضمضة من اللبن، قد جاء فيها أحاديث مرفوعة، وآثار موقوفة ثابتة. انظر: صحيح البخاري (الفتح 1/ 313)؛ ومصنف عبد الرزاق (1/ 176 - 178)؛ ومصنف ابن أبي شيبة (1/ 57، 58).
24 - باب استحباب عدم الاستعانة في الطهور
24 - بَابُ اسْتِحْبَابِ (¬1) عَدَمِ الِاسْتِعَانَةِ فِي الطُّهُورِ 95 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ، هُوَ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ (¬2)، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ (¬3)، أَنَّ أَبَا حَمْزَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: وَلَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَكِلُ (¬4) صَدَقَتَهُ إِلَى غَيْرِ نَفْسِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَضَعُهَا فِي يَدِ السَّائِلِ، وَلَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَكِلُ وُضُوءَهُ إِلَى غير نفسه، حتى يكون هو الذي يهيىء وضوءه لنفسه حين (¬5) يقوم من الليل. ¬
95 - تخريجه: لم أجد من أخرجه بهذا السياق غير أحمد بن منيع في مسنده، أما أصل هذا الحديث فقد أخرجه عدد من الأئمة في مصنفاتهم، وقد اختصر الحافظ لفظ الحديث حيث أهمل من أوله، كما في إتحاف الخيرة (ص 194: 130)، قولها: (ما انتقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه من أحد قط، إلَّا أن يؤذى في الله عز وجل فينتقم ...)، وبنحو صدر هذا الحديث، أخرجه البخاري في صحيحه (الفتح 6/ 566: 3560)، ومسلم=
= (4/ 1813: 2327)، وأبو داود (5/ 142: 4785)، ومالك (2/ 902)، وأحمد (6/ 32، 114، 116، 130، ... ، ...)، كلهم من طريق الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها قالت: (ما خيِّر رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ أمرين إلَّا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلَّا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها)، واللفظ للبخاري إلَّا أن عند مسلم طريقًا آخر عن هشام بن عروة، عن أبيه، به، بلفظ أخصر من هذا.
الحكم عليه: هذا إسناد لين، من أجل معاوية بن صالح، حيث انفرد ببعض الألفاظ، وقد طعن فيه الأئمة، بسبب هذا التفرد في بعض الألفاظ -كما أسلفت في ترجمته- والانقطاع، لأن أبا حمزة لم يدرك عائشة، أما متابعة الزهري عن عروة، التي أخرجها البخاري ومن معه، فهي في صدر الحديث فقط، أما عجزه، بل ثلثاه، فقد انفرد بها. إلَّا أن للحديث شاهدًا من طريق ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا بلفط: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يكل طهوره إلى أحد، ولا صدقته التي يتصدق بها حتى يكون هو الذي يتولاها بنفسه). أخرجه ابن ماجه (1/ 129: 362)، لكن أعله مغلطاي في شرح ابن ماجه بعلقمة بن أبي جمرة وأنه مجهول، ومطهر ابن الهيثم وهو متروك، وبالأخير أعله البوصيري في المصباح، وابن حجر في التلخيص وضعف هذا الحديث السيوطي، وأقره المناوي والألباني. انظر: مصباح الزجاجة (1/ 54)؛ وفيض القدير (5/ 189)؛ والتلخيص (1/ 107)؛ وضعيف الجامع الصغير (4/ 212: 4509). وعلى هذا فلا يصلح أن يكون شاهدًا يقوي الحديث. وله شاهد أيضًا من حديث عائشة رضي الله عنها في مباشرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وضوءه بنفسه، وقد مضى برقم (76) لكنه ضعيف لا يصلح للاعتبار.
96 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، ثنا النَّضْرُ -يَعْنِي ابْنَ مَنْصُورٍ- ثنا أَبُو الْجَنُوبِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْتَقِي (¬1) مَاءً لِوُضُوئِهِ (¬2)، فَبَادَرْتُهُ أَسْتَقِي لَهُ، فَقَالَ: مَهْ (¬3) يَا أَبَا الْجَنُوبِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ (¬4) عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْتَقِي مَاءً لِوُضُوئِهِ، فَبَادَرْتُهُ أَسْتَقِي لَهُ، فَقَالَ: مَهْ يَا أَبَا الْحَسَنِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَقِي مَاءً لِوُضُوئِهِ، فَبَادَرْتُ (¬5) أَسْتَقِي لَهُ فَقَالَ. (مَهْ يَا عُمَرُ (¬6)، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَشْرَكَنِي في طهوري أحد) (¬7). ¬
96 - تخريجه: أخرجه غير أبي يعلى كل من: ابن عدي في الكامل (7/ 2489) (ترجمة النضر بن منصور)، قال: ثنا حمد بن حميد بن بيان الدقاق، ثنا أبو هشام الرفاعي، به نحوه. والبزار في مسنده (زوائد ابن حجر ص 435: 260، كتاب الطهارة، باب الوضوء). وابن حبان في المجروحين (3/ 53)، ترجمة النضر بن منصور، وعزاه ابن=
= الملقن كما في البدر (ق 2، ص 540) إلى الإمام الرافعي في أماليه الشارحة لمفردات الفاتحة. كلهم من طريق النضر بن منصور، به، نحوه، وفي لفظ الرافعي، بيان أن الماء الذي يتوضأ به رسول الله، من زمزم. قال البزار: لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلَّا عن عمر بهذا الإسناد. اهـ.
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، توالى فيه ضعيفان هما: النضر، وأبو الجنوب، أما أبو هشام، فقد توبع كما عند البزار وابن حبان والرافعي. قال الطبراني: هذا حديث لا يصح، لأن راويه النضر بن منصور، عن أبي الجنوب، عن علي، وهما غير حجة في الدين، ولا يتعبد بنقلهما. وقال ابن الجوزي: هذا حديث ليس بالقوي. وقال ابن الصلاح: هذا لم أجد له أصلًا، ولا وجدت له ذكرًا في شيء من كتب الحديث المعتمدة. نقلها عنهم ابن الملقن في البدر (ق 2، ص 443 - 445). وكلام ابن الصلاح رحمه الله أنه لم يجده في شيء من كتب الحديث المعتمدة، هذا حسب علمه وبحثه، وإلاَّ فقد خرجته من الكتب المعتمدة، لكن بإسناد لا يعتمد عليه، والله أعلم. وقال الإمام النووي في المجموع (1/ 357): باطل، لا أصل له، ويغني عنه الأحاديث الصحيحة المشهورة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضأ بغير استعانة، والله أعلم. وأعله الهيثمي وابن حجر، والبوصيري بأبي الجنوب. انظر: المجمع (1/ 227)؛ وزوائد البزار لابن حجر (ص 435)؛ وإتحاف الخيرة (ص 196). قلت: ولا يكفي ما في إسناد هذا الحديث من ضعف، بل إن متنه مخالف لما=
= ثبت في الأحاديث الصحيحة من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استعان في طهوره بغيره من الصحابة، كما حصل له مع المغيرة وأسامة، والربيع بنت معوذ، وعمرو بن العاص، وأميمة مَوْلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ورجل من قيس، وصفوان بن عسال، وأم عياش، رضي الله عنهم. انظر: صحيح البخاري (الفتح 1/ 285)؛ ومسلم (1/ 228 - 231)؛ والتلخيص الحبير (1/ 107، 108).
25 - باب المسح على الخفين
25 - بَابُ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ 97 - قَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا (بَقِيَّةُ) (¬1) بْنُ الْوَلِيدِ (¬2)، حَدَّثَنَا (¬3) جَرِيرُ بْنُ يَزِيدَ (¬4)، حَدَّثَنِي مُنْذِرٌ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنهما قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِرَجُلٍ يَتَوَضَّأُ وَهُوَ يَغْسِلُ خُفَّيْهِ، فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ (¬5) هَكَذَا: (إِنَّمَا أُمِرْتُ بِالْمَسْحِ) وَفَرَّجَ بَيْنَ أَصَابِعِ كَفَّيْهِ عَلَى خُفَّيْهِ. * رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ (¬6)، وَلَيْسَ فِي سَمَاعِنَا (¬7). ¬
97 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط. (انظر: مجمع البحرين ج 1، ل 47)، من طريق بقية، به، نحوه، غير أنه ليس في إسناده منذر، ونسب جريرًا فقال: الكندي. وقال: لا يروى عن جابر إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به بقية. وأبو يعلى، (انظر: إتحاف الخيرة ص 424) من طريق بقية، به، نحو لفظ الطبراني. والعجب أن الحافظ لم ينسب هذا الحديث لأبي يعلى مع أنه زائد ولم أقف عليه في مسند جابر، ولا في مظنته من المجمع، فهل فات الحافظ إذ أن البوصيري ساقه بإسناده عن شيخ أبي يعلى محمد بن سهم فيحتمل أنه من الرواية الموسعة للمسند ولم يطلع عليه الحافظ.
الحكم عليه: قال الحافظ ابن حجر: إسناده ضعيف جدًا. (التلخيص الحبير 1/ 169)، وهو كما قال رحمه الله: فإن في إسناده مجهولين، أحدهما يحتمل أنه متروك، وفيه أيضًا عنعنة بقية وهو مدلس إلَّا أن هذا زال بتصريحه بالتحديث عند أبي يعلى، لكن تقدم في ترجمته أنه إذا روى عن المجهولين فروايته لا تقبل، وليست بشيء. أما المسح على الخفين فهو ثابت، بل متواتر عنه - صلى الله عليه وسلم - رواه عنه قريبًا من سبعين صحابيًا. (انظر: نظم المتناثر ص 42؛ ونصب الراية 1/ 162).
98 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا قَتَادَةُ، سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ سَلَمَةَ، سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ: ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ للمسافر، ويوم وليلة للمقيم (¬1). ¬
98 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 182، باب في المسح على الخفين)، حدثنا ابن علية عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، به، نحوه، وابن المنذر في الأوسط (1/ 431: 443، كتاب المسح على الخفين)، حدثنا يحيى بن محمد، ثنا أبو عمر، ثنا شعبة، به، مثله. والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 84، في الطهارة، باب المسح على الخفين ...)، من طريقين عن شعبة، به، بلفظ مقارب. والبيهقي (1/ 277، كتاب الطهارة، باب التوقيت في المسح على الخفين)، من طريق قتادة، به، مثله. كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما من غير هذا الوجه، فقد أخرجه عبد الرزاق (1/ 208: 802)، وابن أبي شيبة (1/ 180)، كلاهما من طريق مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن عطاء. عنه، نحوه، وفيه اختصار. وعزاه صاحب الكنز (9/ 617: 27667، 27669) إلى سعيد بن منصور وابن جرير. وهذا إسناد ضعيف من أجل موسى بن عبيدة. انظر: التقريب (ص 552: 6989)، وجاء مرفوعًا -لكن بسند ضعيف- فقد أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 43: 12423)، بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (1/ 259): وفيه مسلم=
= الملائي وهو ضعيف. وهو كما قال رحمه الله بل قال الذهبي: تركوه. (المغني في الضعفاء 2/ 656: 6220).
الحكم عليه: حديث الباب إسناده صحيح، لكنه موقوف. وقد جاء الحديث مرفوعًا. وموقوفًا عن عدد كبير من الصحابة، يصل إلى حدّ التواتر، ففي الباب عن: علي، وخزيمة بن ثابت، وصفوان بن عسال، وعوف بن مالك، وأبي هريرة، وعمر، وأبي بكرة، وغيرهم مرفوعًا، وموقوفًا عن: عمر، وابنه، وابن مسعود، وسعد بن أبي وقّاص، وغيرهم من الصحابة والتابعين، رضي الله عنهم. انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 202 - 209)؛ وابن أبي شيبة (1/ 175 - 183)؛ ومجمع الزوائد (1/ 258 - 260)؛ وكنز العمال (9/ 600 - 620).
99 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ (¬1)، عَنْ أَفْلَحَ- مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ (عَنْ أَبِي أَيُّوبَ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَسْحِ وَكَانَ هُوَ (¬3) يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ: كَيْفَ (¬4) تأمر بالمسح؟ فقال بئسما (¬5) لِي إِنْ كَانَ مَهْنَأُهُ لَكُمْ، وَإِثْمُهُ (¬6) عَلَيَّ، قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَفْعَلُهُ، وَيَأْمُرُ بِهِ وَلَكِنَّهُ حَبَّبَ إِلَيَّ الوضوء (¬7). * إسناده صحيح. ¬
99 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 176، في المسح على الخفين)، بمثله سندًا ولفظًا. وأخرجه أيضًا (1/ 181)، حدثنا ابن علية، عن أيوب، وابن عون، عن ابن سيرين. قال: نبئت أن أبا أيوب، فذكر بمعناه مختصرًا. وابن المنذر في الأوسط (1/ 432: 449، كتاب المسح على الخفين)، من طريق هثيم، به، مختصرًا. والحارث في مسنده. (انظر: بغية الباحث، كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين 1/ 120: 76)، حدثنا يونس بن محمد، ثنا أبو هلال، عن محمد بن سيرين، أن أبا أيوب، فذكر بنحوه. والطبراني في الكبير (4/ 182: 3982)، والبيهقي (1/ 293، كتاب الطهارة،=
= باب جواز نزع الخف ...)، كلاهما من طريق هشيم، به، بلفظ مقارب. وأحمد (5/ 421) وعزاه البوصيري في الإتحاف (ص 420، 421) إلى ابن أبي شيبة في مسنده، ولم أقف عليه في مسند أبي أيوب في الجزء الموجود منه وكذا عزاه إلى أبي يعلى في مسنده، ومسند أبي أيوب لم أره في المسند الموجود بين أيدينا، كما لم أره في المقصد ولا المجمع في مظنّته، فالله أعلم بالصواب. والطبراني (4/ 203: 4040)، كلهم من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، ثنا الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن علي بن مدرك، قال: رأيت أبا أيوب، فذكر بنحوه مختصرًا. والطبراني (4/ 203: 4039)، من طريق الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن علي بن الصلت، قال: رأيت أبا أيوب، فذكر مثل اللفظ السابق. وعبد الرزاق في المصنف (1/ 198: 769، باب المسح على الخفين)، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، أن أبا أيوب، فذكر بنحوه. والطبراني أيضًا (4/ 182: 3983)، من طريق أبي شعيب، عن ابن سيرين، ثنا أفلح غلام أبي أيوب، به، بمعناه مختصرًا وفيه زيادة المسح على الخمار. لكن قال الهيثمي في المجمع (1/ 257): رواه الطبراني في الكبير، وفيه الصلت بن دينار -يعني أبا شعيب- وهو متروك. وعزاه الإمام الزيلعي إلى إسحاق بن راهويه في مسنده، والطبراني في معجمه -كلاهما من طريق جرير عن الأشعث، عن ابن سيرين-، به، بنحوه. (انظر: نصب الراية 1/ 168). قلت: لم أقف عليه في المعجمين الكبير والصغير، ولا في مجمع البحرين، فالله أعلم.
الحكم عليه: قول الحافظ أن إسناده صحيح، حق إن شاء الله تعالى، ويزداد قوة بهذه المتابعات التي سقتها في تخريجه وإن كان في بعضها ضعف، أو انقطاع.
100 - (وَقَالَ (¬1)) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عن سهل ابن أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا (¬2) مِنْ أَهْلِ الشَّامِ سَأَلَ أَبَاهُ أَبَا أُمَامَةَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ: نَعَمِ، امْسَحْ (¬3) عَلَيْهِمَا، قَالَ الشَّامِيُّ: فَأَيْنَ قَوْلُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لِي أَبِي: (أَيْ (¬4) بُنَيَّ (¬5) ائْتِ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فأخبره بما قُلْتُهُ (¬6) قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَسْأَلُكَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ: إِنْ (¬7) أَدْخَلْتَهُمَا طَاهِرَتَيْنِ (¬8)، فَامْسَحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى تنزعهما (¬9). ¬
100 - تخريجه: لم أجد من أخرجه من هذا الوجه غير الحارث في مسنده. أما أثر ابن المسيب: فقد أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 182، في المسح على الخفين)، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن حرملة، قال: قال سعيد بن=
= المسيب، فذكر بنحوه في لفظ أتمّ. قلت: وهذا إسناد حسن في الشواهد والمتابعات.
الحكم عليه: أثر الباب موقوف، إسناده صحيح، رجاله ثقات، كما أن لمتنه شواهد تدلّ على أصله المرفوع، فصدر الحديث يشهد له الحديث الأول في هذا الباب، وسقت هناك شواهده، أما قول ابن المسيب، فيشهد له: حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سفر، فأهويت لأنزع خفّيه، فقال: "دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين". أخرجه البخاري (الفتح1/ 309)، ومسلم (1/ 230). وفي الباب عن عمر، وابنه، وصفوان بن عسال، وأبي هريرة مرفوعًا. وموقوفًا عن جمع منهم عمر، وابن عباس، والبراء بن عازب رضي الله عنهم أجمعين. انظر: مصنف ابن أبي شيبة (1/ 178 - 183)؛ ومجمع الزوائد (1/ 254 - 255)؛ وفتح الباري (1/ 309)؛ والكنز (9/ 604 - 617)، بل قال ابن المنذر: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن الرجل إذا تطهّر فأكمل طهوره ثمّ لبس الخفين ثم أحدث فتوضأ أن له أن يمسح على خفّيه. الأوسط (1/ 441).
101 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1) أَيْضًا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ (ثنا) (¬2) عبد الحميد بن عمران ابن (¬3) أَبِي أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ حَزْمٍ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَقاَلَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ (¬4). (7) حَدِيثُ (¬5) سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي (¬6) الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، تَقَدَّمَ فِي الِاسْتِطَابَةِ (¬7). ¬
101 - تخريجه: عزاه الهيثمي في المجمع (1/ 257) إلى الطبراني في الكبير، وقال: فيه الواقدي وهو ضعيف جداً. لكن لم أجده في الأجزاء المطبوعة من المعجم الكبير، ويغلب على الظن أنه في الأجزاء المفقودة منه. وقد ساقه الأمام الزيلعي في نصب الراية (1/ 172)، لكنه من طريق الواقدي به، مثله.
الحكم عليه: كلام الهيثمي فيه قصور، لأن في إسناده ثلاث علل:=
= 1 - ضعف الواقدي، وهو متروك لا يحتج به. 2 - جهالة حال عبد الحميد بن عمران. 3 - جهالة حال عبد الله بن الطفيل. أما مسح النبي - صلى الله عليه وسلم - خفيه فهو ثابت كما تقدم في الأحاديث السابقة، وخصوصًا الحديث الأول في الباب.
102 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَرِيمَ (¬1) بْنِ الأسعد الْخَارِفِيِّ (¬2)، قَالَ: رَأَيْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَدْ كَانَ خَدَمَ (¬3) النَّبِيَّ (¬4) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَشْرَ سِنِينَ- قَالَ: ثُمَّ أَتَى دِجْلَةَ وَعَلَيْهِ خُفَّانِ رَنْدَجَان (¬5)، فَتَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ (مَرَّةً. وَقَالَ هَكَذَا بِكَفِّهِ بِأَصَابِعِهِ عَلَى ظَهْرِ خُفَّيْهِ (¬6). [2] حَدَّثَنَا (¬7) يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ يَرِيمَ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: رَأَيْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَالَ (¬8)، ثُمَّ أُتَى دِجْلَةَ، فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ مَرَّةً، وَقَالَ هَكَذَا بِكَفِّهِ بِأَصَابِعِهِ عَلَى ظَهْرِ خُفَّيْهِ. ¬
102 - تخريجه: أخرجه ابن المنذر (1/ 432، 1/ 453 ث: 451، 472)، كتاب المسح على=
= الخفين عن سفيان، وعن يونس، كلاهما عن أبي إسحاق به نحوه. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (6/ 53): أخبرنا يعلى بن عبيد. قال حدثنا الأجلح، عن أبي إسحاق، به، بنحوه، وفيه زيادة واختصار ألفاظ. وابن أبي شيبة (1/ 182 - في المسح على الخفين-): حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، به، بنحوه، وفي أوله زيادة. والبخاري في تاريخه (8/ 427) عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أبي إسحاق، به مختصرًا. وعبد الرزاق (1/ 219: 852، باب في المسح على الخفين)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة، والتاريخ (3/ 81)، والبيهقي (1/ 293، كتاب الطهارة، باب الاقتصار بالمسح على ظاهر الخفين)، والخطيب في تاريخه (14/ 357)، والطبراني في الكبير (18/ 347: 882)، كلهم من طريق أبي إسحاق، به، نحوه، إلَّا أن في لفظ الطبراني (لأنهما جديدين) -هكذا في الأصل والصواب (جديدان) لأنه خبر أن-. وعزاه صاحب الكنز (9/ 611) إلى سعيد بن منصور وابن جرير وابن عساكر. وأخرجه البيهقي (1/ 293)، من طريق محمد بن يونس، ثنا روح، عن أبي عون، عن العلاء بن عرار، عن قيس بن سعد، به نحوه. وأخرجه أيضًا بنفس السند، عن محمد بن يونس، ثنا روح، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن العلاء بن عرار، عن قيس، به. فانظر إلى بريق هذه المتابعة، فإذا ما وصلها الباحث وجدها سرابًا بقيعة، فكم جنى هؤلاء الهلكى على حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكم أهدروا على المحدثين من أوقات أضاعوها في التفتيش عن غرائبهم وكشف عوارها. قلت: كل هذا لأن محمد بن يونس، هو الكديمي، تالف متروك، متهم بالوضع، بل أطلق بعض الأئمة عليه الكذب، وقال الدارقطنى: يتهم بوضع الحديث،=
= وما أحسن فيه القول إلَّا من لم يخبر حاله. (انظر: الميزان 4/ 74 - 75). فقد انفرد هذا الهالك بهذه الطريق ليغرب على من لم يعرف حاله، أو لم يعرف طرق هذا الحديث، فمثل هذه المتابعة لا يلتفت إليها، ولولا بيان حالها لكان حقها أن تطرح من كتب الحديث. وخذ مثالًا على تلبيسه، فقد أوهم الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي عفا الله عنه، في تحقيقه لمصنف عبد الرزاق، حيث روى عبد الرزاق هذا الحديث (1/ 219) عن الثوري، عن أبي إسحاق، كما رواه الأئمة فجاء إلى الأصل وجعله (عن أبي إسحاق، عن العلاء)، وقال في الهامش: في الأصل (أبو العلاء)، والصواب ما أثبتناه، وهو العلاء بن عرار كما في (هق). اهـ. فتأمّل.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف، بسبب جهالة حال يريم أبي العلاء. قال الهيثمي: ويريم ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر له راويًا غير أبي إسحاق. المجمع (1/ 258). وقال البوصيري في الإتحاف المجردة (ج 1، ل 44): ويريم ما علمته، وباقي رجال الإسناد ثقات. وعندي في هذا نظر، لأن يونس دون الثقة كما أسلفت إلَّا أن المسح ثابت ليس موقوفًا فحسب بل ومرفوعًا من طريق عدد من الصحابة، كما تقدم في أول الباب.
103 - حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: خَرَجْتُ (¬1) مَعَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى (¬2) الْمَدِينَةِ فكان يمسح على الخف ثلاثًا. ¬
103 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق (1/ 207: 800، في الطهارة، باب كم يمسح على الخفين). وابن أبي شيبة (1/ 180، باب في المسح على الخفين). والبيهقي (1/ 277، كتاب الطهارة، باب التوقيت في المسح). كلهم من طريق الأعمش، به نحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة (الإحالة السابقة)، وابن المنذر (1/ 431 ث: 442، كتاب المسح على الخفين)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 84، في الطهارة، باب المسح على الخفين كم وقته للمقيم والمسافر)، كلاهما من طريق مغيرة، عن إبراهيم، عن عمرو بن الحارث، به، نحوه. وهذه متابعة رجالها ثقات، إلَّا أن فيها انقطاعًا فإن إبراهيم لم يسمع من عمرو، حيث صرّح غير واحد من الأئمة أنه لم يسمع من أحد من الصحابة. (انظر: المراسيل ص 8 - 10). وأخرجه عبد الرزاق (الإحالة السابقة 801)، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أبي وائل، به نحوه، وفيه زيادة في أوله. وهذه متابعة رجالها ثقات، إلَّا عامر بن شقيق، وهو ابن جمرة الأسدي، فإنه ليّن الحديث. (انظر: التقريب ص 287).=
= الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف (ص 410): هذا إسناد، رجاله ثقات، موقوف. قلت: وهو كما قال، بل ويصح متنه، فإنه وإن كان في إسناده عنعنة الأعمش، فهو ممن احتمل الأئمة تدليسه، وأخرجوا له في الصحيح، وقد سمعت شيخنا عبد العزيز بن باز حفظه الله قريبًا، قال عن سند في النسائي قد عنعن الأعمش فيه: هذا إسناد صحيح، لأنه ممن احتمل الأئمة تدليسه. أضف إلى ذلك أنه اعتضد بهاتين المتابعتين اللتين فيهما وهن، لكنهما يصلحان للاستشهاد، والله أعلم. وله شواهد مرفوعة وموقوفة، تقدم ذكرها قريبًا.
104 - (وَقَالَ) (¬1): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وخَالِدٌ، قَالَا: أنا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ نَضْلَةَ (¬2)، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي بَعْضِ الْبَسَاتِينِ، فَأَخَذَتْنِي حَاجَةٌ، فَانْطَلَقْتُ لِحَاجَتِي، فَرَجَعْتُ، فَجَلَسْتُ عَلَى جَدْولٍ، فَأَتَى عَلَيَّ أَبُو مُوسَى، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْلَعَ خُفَّيَّ، فَقَالَ: أَقِرَّهُمَا (¬3)، وَامْسَحْ حَتَّى تَضَعَهُمَا (¬4) حين تنام. ¬
104 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة، (باب المسح على الخفين 1/ 181)، وابن المنذر (1/ 432 ث: 452، كتاب المسح على الخفين) من طريق ابن علية، به، بلفظ مقارب. وعزاه البرهان فوري في الكنز (9/ 616: 27663)، من طريق عياض، به نحوه، وفيه اختصار. إلى سعيد بن منصور في سننه.
الحكم عليه: هذا أثر موقوف، ضعيف الإسناد للجهالة بحال تابعيه عياض، لكن لمعناه شواهد، تقدم ذكرها عند ح (101) وغيره.
105 - [1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا نَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَنُؤْمَرُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: (سَمِعْتَهُ) (¬1) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال لا تغضب (¬2). [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أنا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: كُنَّا نَمْسَحُ خِفَافَنَا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّا سَمِعْنَاهُ، مِمَّنْ لَا يُتَّهَمُ (¬3) مِنْ أَصْحَابِنَا، يَقُولُ: امْسَحْ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَاصْنَعْ (¬4) كَذَا وَكَذَا، غَيْرَ أَنَّهُ لا (يكنّي) (¬5). ¬
105 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 182، في المسح على الخفين): حدثنا ابن علية به، نحوه. وعزاه صاحب الكنز (9/ 619) إلى ابن جرير -ولم يقيده بكتاب- وسعيد بن منصور في سننه، من طريق يحيى بن أبي إسحاق به، بنحوه.
الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، وهو موقوف في الظاهر لكنه مرفوع حكمًا لأن رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هُوَ الآمر الناهى للصحابة فيما يتصل بالتشريع.
106 - وحَدَّثَنَا (¬1) مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا زِيَادُ بنُ عُبَيْدَةَ أَوْ عُبَيْدَةُ -شَكَّ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ- أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَسِيرٍ فَقَامَ بِالْغَلَسِ، وَقَالَ: (يَا أَنَسُ، فِي (إِدَاوَتِكَ) (¬2) مَاءٌ؟) قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ (¬3): فَتَنَحَّى فَبَالَ، وَصَبَبْتُ عَلَيْهِ الْمَاءَ، فَتَوَضَّأَ (¬4)، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَمْسَحَ، طَأْطَأْتُ ظَهْرِي لَأَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ فَقَالَ (¬5): (هُوَ مَا تَرَى)، وَمَسَحَ على خفيه. ¬
106 - تخريجه: جاء هذا الحديث عن أنس من غير طريق زياد بن عبيدة. أولًا: من طريق عطاء الخراساني: أخرجه ابن ماجه (1/ 182: 548، كتاب الطهارة، باب ما جاء في المسح على الخفين): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا عمر بن عبيد الطنافسي، ثنا عمر بن المثنى، عن عطاء الخراساني، عن أنس، به، نحوه. ولفظه أخصر. قال البوصيري في الزوائد (1/ 141: 137، كتاب الطهارة، باب التباعد للبراز في الفضاء ...): هذا إسناد ضعيف لضعف عمر بن المثنى الأشجعي، قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، وقال أبو زرعة: عطاء لم يسمع من أنس. اهـ. قلت: وانظر: الضعفاء للعقيلي (3/ 190)؛ والمراسيل (ص 157)، وتقدم الكلام على ضعف هذا الإسناد عند ح (34) فليراجع. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 331، 332: 3657، 3658) من طريقين،=
= ثنا عمر بن عبيد، فذكره. ثانيًا: من طريق أبي يعفور: أخرجه ابن حبان (الإحسان 2/ 307: 1315، كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين)، أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد -ببست-، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن أبي يعفور، قال: سألت أنسا، فذكر نحوه مختصرًا وليس فيه ذكر السفر. وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات، إلَّا شيخ ابن حبان وهو به أعرف، وقد ذكره في الثقات، وقال: كان شيخًا صالحًا. قال المعلمي رحمه الله في (التنكيل 1/ 437) عن توثيق ابن حبان رحمه الله: والتحقيق أن توثيقه على درجات: الأولى: أن يصرح به، كأن يقول (كان متقنًا) أو مستقيم الحديث أو نحو ذلك. الثانية: أن يكون الرجل من شيوخه الذين جالسهم وخبرهم ... فالأولى لا تقل عن توثيق غيره من الأئمة، بل لعلها أثبت من توثيق كثير منهم، والثانية قريب منها. فعلّق على ذلك العلامة الألباني بقوله في الحاشية: قلت: هذا تفصيل دقيق يدل على معرفة المؤلف رحمه الله تعالى وتمكنه من علم الجرح والتعديل، وهو مما لم أره لغيره فجزاه الله خيرًا. وأما ابن أبي حاتم فذكر أنهم سمعوا منه بالري، ولم يذكر فيه شيئًا. انظر: الثقات (9/ 155)؛ والجرح والتعديل (7/ 295)، ولكن بحمد الله تأكد لي صحة ما ذهبت إليه، حيث أخرجه ابن المنذر (1/ 431 ث: 447)، كتاب المسح على الخفين، من طريق أبي عوانة بإسناد صحيح إلَّا أنه وقع فيه نفس التصحيف الذي في صحيح ابن حبان. ثالثًا: من طريق سليمان التيمي، عنه، بنحوه مختصرًا وفيه: (قبل موته بشهر)، أخرجه الطبراني في الأوسط. (انظر: مجمع البحرين ج 1، ل 47، كتاب الطهارة، =
= باب المسح على الخفين): حدثنا عبد الرحمن بن عمرو، وأبو زرعة، ثنا علي بن عياش الحمصي، ثنا علي بن الفضيل بن عبد العزيز الحنفي، حدثني سليمان، عن أنس بن مالك، به. قال الهيثمي: قلت: أخرجته لقوله: (قبل موته بشهر)، وقال في المجمع (1/ 255)، وفيه علي بن الفضيل بن عبد العزيز ولم أجد من ذكره. وهو كما قال، فإني لم أجده.
الحكم عليه: قال البخاري عن هذا الحديث: لا يصح. (التاريخ الكبير 3/ 361: 1225)، وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل (3/ 538)، والذهبي في الميزان (2/ 92: 2952) عنه: حديث باطل، وزياد مجهول. وهو كذلك، وهم بحكمهم إنما يحكمون على الإسناد، وإلا فقد جاء الحديث من غير طريقه كما أسلفت، أما طريقا عطاء وسليمان فلا يخلوان من ضعف لكن يثبت الحديث بمثل طريق ابن حبان حيث رواه من طريق أبي يعفور، لكن ليس فيه ذكر السفر، وبهذا يتقوى الحديث ليكون حسنًا لغيره، كما أن له شواهد تقدم ذكرها في أول الباب.
107 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ (زَنْجَلَةَ) (¬1)، ثنا الصَّبَّاحُ (¬2) بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -هُوَ ابْنُ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ (¬3) - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. [2] (¬4) وعَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا نَكُونُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ، لَا نَنْزِعُ خِفَافَنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ، لِحَاجَةٍ، فَقَضَيْنَاهَا (¬5)، وَنَكُونُ مَعَهُ فِي الْحَضَرِ يَوْمًا وَلَيْلَةً نَمْسَحُ (¬6) على خفافنا. ¬
107 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 154: 492، 22/ 262: 674)، والخطيب في تاريخه (9/ 117)، كلاهما من طريق سهل بن زنجلة، به، فلفظ الخطيب بنحوه، ولفظ الطبراني بمعناه. وأخرجه الطبراني أيضًا (22/ 262: 673) من طريق مروان بن معاوية، حدثني عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مرّة، به، بنحوه، وليس فيه ذكر الإسناد الآخر -أعني سند زياد-. =
= الحكم عليه: قال الهيثمي في المجمع (1/ 260): فيه عمر بن عبد الله بن يعلى، وهو مجمع على ضعفه. قلت: وهو كما قال، وأبوه كذلك، بل ازداد مع الضعف شيئًا من الجهالة وبذا يتضح أن هذا الإسناد ضعيف بسبب هذين الرجلين. أما معناه فيشهد له ما سبق من الأحاديث. والله أعلم.
26 - باب صفة المسح
26 - بَابُ صِفَةِ الْمَسْحِ 108 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ أبي عامر (الخزّاز) (¬1)، ثنا الحسن عن المصيرة بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَالَ، ثُمَّ جَاءَ حَتَّى تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى خُفِّهِ الْأَيْمَنِ، وَيَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى خُفِّهِ الْأَيْسَرِ، ثُمَّ مَسَحَ أَعْلَاهُمَا مَسْحَةً وَاحِدَةً، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ أَصَابِعِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الْخُفَّيْنِ. قُلْتُ: حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي الْمَسْحِ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ (¬2) بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ. وَأَبُو عَامِرٍ (الْخَزَّازُ) (¬3) اسْمُهُ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ (¬4)، فِيهِ ضَعْفٌ (¬5) وَالْحَسَنُ لَمْ يسمع -عندي- من المغيرة (¬6). ¬
108 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا في المصنف (1/ 187، في من كان لا يرى المسح)، بمثله سندًا ولفظًا. والبيهقي، في سننه (1/ 292، كتاب الطهارة، باب الاقتصار بالمسح على ظاهر الخفين)، من طريق ابن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة عن أشعث، عن الحسن، به، مثله. وعزاه صاحب الكنز -بنحو هذا اللفظ مختصرًا- إلى سعيد بن منصور في سننه. انظر: الكنز (9/ 614: 27652).
الحكم عليه: الحافظ أعله بضعف أبي عامر والانقطاع بين الحسن والمغيرة، كما أعله في التلخيص (1/ 170) بالانقطاع فقط. وما ذهب إليه الحافظ هو الحق إن شاء الله، فقد أسلفت أن الحكم بالانقطاع له وجه قوي، كما أن في حفظ أبي عامر من الضعف ما يجعلنا لا نقبل تفرّده، حيث روى الأئمة الثقات في الصحيحين وغيرهما هذا الحديث بغير هذا السياق. إلَّا أن الحديث له متابع وشواهد، أما المتابع: فما أخرجه أبو داود (1/ 114)، والترمذي -واللفظ له- (1/ 165)، من حديث المغيرة رضي الله عنه: قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يمسح على الخفين على ظاهرهما. وقال الترمذي: حديث المغيرة حديث حسن =
= -وأشار أحمد شاكر في الحاشية أن في بعض النسخ (حس صحيح) - وهو حديث عبد الرحمن بن أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ المغيرة، ولا نعلم أحدًا يذكر عن عروة عن المغيرة (على ظاهرهما) غيره، وهو قول غير واحد من أهل العلم وبه يقول سفيان الثوري وأحمد. قال محمد: وكان مالك بن أنس يشير بعبد الرحمن بن أبي الزناد. اهـ. كلام الترمذي. وعلق أحمد شاكر رحمه الله في الحاشية على كلام مالك بقوله: قوله: (يشير بعبد الرحمن) أي يضعفه ويتكلم فيه، قال في التهذيب: تكلم فيه مالك لروايته عن أبيه كتاب السبعة، يعني الفقهاء، وقال: أين كنا عن هذا، وكلام مالك فيه من كلام الأقران الذي نستخير الله في الإعراض عنه، قال الشافعي: "كان ابن أبي الزناد يكاد يجاوز القصد في ذم مذهب مالك"، فهذا كما ترى، ومع ذلك فإن موسى بن سلمة قال: قدمت المدينة فاتيت مالك بن أنس، فقلت له: إني قدمت إليك لأسمع العلم، وأسمع ممن تأمرني به، فقال: (عليك بابن أبي الزناد) وهذا صنيع الرجال المنصفين، وقد ضعفه غير مالك أيضًا، والحق أنه ثقة ولا حجة لمن ضعفه، قال أحمد: أحاديثه صحاح، وقال ابن معين: عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج، عن أبي هريرة حجة، ووثقه العجلي والترمذي، وصحح عدة من أحاديثه، وقال في: (اللباس) ثقة حافظ، كل ذلك نقلته من التهذيب، وكان على الترمذي إذ يصحح حديثه أن يصحح هذا الحديث أيضًا، فإن إسناده صحيح. اهـ. قال الأرناؤوط: وهو حديث حسن، (انظر: جامع الأصول 7/ 242). وأما الشواهد، فمنها: 1 - حديث علي رضي الله عنه حيث قال: لو كان الدين بالرأي لكان باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما، وقد مسح النبي - صلى الله عليه وسلم - على ظهر خفيه، أخرجه أبو داود (1/ 115). قال الأرناؤوط: هو حديث صحيح. انظر: جامع الأصول (7/ 243). =
= 2 - حديث قيس بن سهل رضي الله عنه، وقد مضى برقم (101)، وفيه ضعف، لكنه مما يستأنس به في الشواهد والمتابعات. 3 - حديث جابر رضي الله عنه، وقد مضى برقم (97)، وهو ضعيف جدًا. 4 - أثر الحسن الآتي بعد هذا الحديث. كما جاء موقوفًا على ابن عمر، والشعبي، وإبراهيم، والمغيرة، والزهري، وعطاء، وغيرهم. انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 219، 220)، وابن أبي شيبة (1/ 185)، وبهذا يتضح أن الحديث بهذا المتابع، وهذه الشواهد حسن لغيره.
109 - وَقَالَ (¬1): حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ، خَطَطٌ بِالْأَصَابِعِ. (7) وَحَدِيثُ (¬2) جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تَقَدَّمَ أول الباب (¬3). ¬
109 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، (في المسح على الخفين كيف هو 1/ 185)، بمثله سندًا ومتنًا، إلَّا أنه. قال: (خطأ)، بدل (خطط). والدارقطني (1/ 195، كتاب الطهارة، باب الرخصة في المسح على الخفين وما فيه)، بمثله. وأخرجه أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف (الإحالة السابقة)، من طريق هشيم، عن يونس، عنه، بمعناه. وهذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أن فيه عنعنة هشيم وهو مدلس. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 218: 851، باب في المسح على الخفين)، عن معمر، عن أيوب. قال: رأيت الحسن، فذكر بنحوه من فعله. وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات. وعزاه في الكنز (9/ 620: 27667) إلى سعيد بن منصور بمثله، إلَّا أن فيه (خطوطًا).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح، وقد ازداد قوة بهذه المتابعات الآنفة. وله شواهد مرفوعة وموقوفة، تقدم ذكرها عند الحديث السابق.
27 - باب أول المسح على الخفين
27 - بَابُ أول (¬1) الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ 110 - قَالَ أَبُو داود الطيالسي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ، عَنْ، مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ رَأَيْتُ عَلَيْهِ خُفَّيْنِ فِي الإسلام المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، أَتَانَا وَنَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَيْهِ خُفَّانِ أَسْوَدَانِ، فَجَعَلَ (¬3) يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا، وَيَعْجَبُ مِنْهُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أما (أنه) (¬4) ستكثر (¬5) لكم -أي الخفاف-)، قالوا: يا رسول الله (¬6) فكيف نصنع؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: (تمسحون عليها وتصلون) (¬7). ¬
110 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع بنحوه وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه =
= الحسن بن دينار، وهو متروك. (انظر: المجمع 1/ 255). قلت: ولم أجده في المطبوع من المعجم الكبير، والأقرب أن يكون في الأجزاء المفقودة. وقد تقدم أن حديث المغيرة في الكتب الستة وغيرها بغير هذا السياق.
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا لأن فيه الحسن بن دينار، وهو متروك. أما متن الحديث فتشهد له الأحاديث السابقة.
28 - باب ترك التوقيت
28 - باب (¬1) ترك التوقيت 111 - قال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ عُمَرَ (¬2) بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ (¬3) يَسَارٍ، قَالَ: قَرَأْتُ لِعَطَاءٍ (¬4) كِتَابًا مَعَهُ، فَإِذَا فِيهِ: حَدَّثَتْنِي مَيْمُونَةُ- زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَخْلَعُ الرَّجُلُ خُفَّيْهِ كُلَّ سَاعَةٍ؟، قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: (لا، ولكن (يمسحهما) (¬5) ما بدا له) (¬6). ¬
111 - تخريجه: أخرجه الإمام أحمد في مسنده (6/ 333)، قال: ثنا أبو بكر الحنفي، به، بمعناه. =
= ومن طريق الإمام أحمد، أخرجه الدارقطني (1/ 199، كتاب الطهارة، باب الرخصة في المسح على الخفين). وأخرجه أيضًا من طريق آخر، عن أبي بكر الحنفي، به، بنحوه لفظ أحمد.
الحكم عليه: هذا إسناد ليس بالقوي، بسبب عمر بن إسحاق، إذ هو ليس بالقوي، كما أن روايته عن عطاء -يترجح عندي أنها- وجادة وهي وإن وجب العمل بها فلا تصح الرواية بها، كما قرر ذلك الأئمة. (انظر: فتح المغيث 2/ 136 - 139). أما ما نقله محقق نصب الراية (1/ 180) عن الإمام العيني، أنه قال في (البناية): إسناده صحيح، ففيه نظر، لأن عمر أقل أحواله أنه لين الحديث إذا انفرد، وقد انفرد هنا. زد على ذلك روايته بالوجادة. (وانظر: البناية 1/ 1/ 341)، إلَّا أنه قد جاء للحديث شواهد مرفوعة وموقوفة، منها: حديث خزيمة بن ثابت، وأبي بن عمارة، وعمر بن الخطاب، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه موقوفًا. انظر: مصنف ابن أبي شيبة (1/ 184 - 185)؛ وشرح معاني الآثار (1/ 79 - 80)؛ ونصب الراية (1/ 175 - 180). والمرفوع منها لا يخلو من مقال، وقد أوسعها بحثًا الإمام الزيلعي رحمه الله، وابن الملقن في البدر (ق 3، ص 317 - 337)، كما تكلم عنها الإمام الطحاوي رحمه الله أيضًا ومن قوله بعد أن ذكر جملة من أحاديث التوقيت: فهذه الآثار قد تواترت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالتوقيت ... فليس ينبغي لأحد أن يترك مثل هذه الآثار المتواترة إلى مثل حديث أبي بن عمارة، وأما ما احتجوا به مما رواه عقبة، عن عمر رضي الله عنه، فإنه قد تواترت الآثار أيضًا عن عمر بخلاف ذلك.=
= ثم ساق عددًا من الأسانيد في ذلك، إلى أن قال: فهذه أقوال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد اتفقت على ما ذكرنا من التوقيت في المسح على الخفين للمسافر والمقيم، فلا ينبغي لأحد أن يخالف في ذلك. اهـ. وجملة القول أنه على افتراض ثبوتها فيحمل إطلاقها على تقييد النصوص الأخرى، والله أعلم.
29 - باب المسح على (الموقين)
29 - بَابُ الْمَسْحِ عَلَى (الْمُوقَيْنِ) (¬1) 112 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أبي أمامة رضي الله عنه قَالَ: تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمُوقَيْنِ، فِي رِجْلَيْهِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ثلاثًا (¬2). ¬
112 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 198: 7710)، والأوسط. (انظر: مجمع البحرين ج 1، ل 46، كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين)، من طريق عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عن أبي أمامة، به، بمعناه، ولم يذكر التوقيت. قال الهيثمي في المجمع (1/ 257): وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف. وهو كما قال رحمه الله، وانظر: (التقريب ص 393: 4626)، فإن باقي رجاله كلهم ثقات إلَّا شيخ الطبراني، وهو لا ينزل عن درجة الصدوق. وأخرجه أيضًا الطبراني في الكبير (8/ 144: 7558)، من طريق مروان أبي سلمة، ثنا شهر بن حوشب، عن أبي أمامة، به، بمعناه، وفيه زيادة، ولم يقيد=
= السفر بغزوة معينة. قال الهيثمي في المجمع (1/ 260): وفيه مروان أبو سلمة، قال الذهبي: مجهول. قلت: وهو كما قال، وذكره العقيلي في الضعفاء، وساق هذا الحديث من طريقه، ونقل هو وابن عدي أن البخاري قال فيه: منكر الحديث. انظر: الضعفاء للعقيلي (4/ 203)؛ ولسان الميزان (6/ 18)، فمثله لا يعتضد بمتابعته. وأخرجه الطبراني أيضًا في الكبير (8/ 141: 7550)، عن أبي أمامة وثوبان رضي الله عنهما مختصرًا فيه ذكر المسح بعد البول فقط، وإسناده تالف، فيه لين، وضعيف، وكذاب، وهذا الأخير أحمد بن محمد بن عمر بن يونس. (انظر: الجرح والتعديل 2/ 71).
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف جدًا لأجل جعفر بن الزبير، فإنه متروك. أما المتابعات التي أوردتها في تخريجه، فإنها كما أسلفت واهية، أو ضعيفة لا تقوي الإسناد. أما متن الحديث فله شواهد تدل على ثبوته، مضى كثير منها قبل ذلك حيث أوردتها، أو أشرت إليها في أثناء الأحاديث. ومما لم أذكره، وهو شاهد للفظ الحديث: 1 - حديث عوف بن مالك الأشجعي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ بالمسح على الخفين ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمٌ وَلَيْلَةٌ لِلْمُقِيمِ. أخرجه أحمد (6/ 27)، والبزار (كشف الأستار 1/ 157: 359)، والطبراني في الأوسط (مجمع البحرين ج 1، ل: 47)، وعزاه في نصب الراية (1/ 168) إلى إسحاق بن راهويه في مسنده. قال الهيثمي في المجمع (1/ 259): رجاله رجال الصحيح. =
= وقال أحمد: هذا من أجود حديث في المسح على الخفين لأنه في غزوة تبوك، وهي آخر غزوة غزاها. (نصب الراية 1/ 168). 2 - حديث أبي بردة رضي الله عنه قال: آخر غزوة غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمرنا أن نمسح على خفافنا للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة ما لم يخلع. عزاه الهيثمي في المجمع (1/ 259) إلى الطبراني في الكبير، ولم أقف عليه في الأجزاء الموجودة المطبوعة. ويغلب على الظن أنه من حديث أبي برزة الأسلمي، ومسنده في الجزء (21) الذي لم يوجد كاملًا. قال الهيثمي: فيه عمر بن رديح، ضعفه أبو حاتم، وقال ابن معين: صالح الحديث. قلت: ولعل ما ذهب إليه ابن معين هو الصواب، فقد ذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات، ووثقه ابن أبي خيثمة. (انظر: لسان الميزان 4/ 306).
30 - باب النضح بعد الوضوء
30 - بَابُ النَّضْحِ بَعْدَ الْوُضُوءِ 113 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ (¬1)، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: مَا إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ؟، فَسَكَتَ (عَنْهُ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - (¬2)) حتى حضرت الصلاة، فدعى بِمَاءٍ، فَذَكَرَ صِفَةَ الْوُضُوءِ، قَالَ: ثُمَّ نَضَحَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَحْتَ ثَوْبِهِ، فَقَالَ: (هذا إسباغ الوضوء) (¬3). ¬
113 - تخريجه: أخرجه البزار (كشف الأستار 1/ 138: 265، الطهارة، باب إسباغ الوضوء)، ثنا عمرو، ثنا جَابِرُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، به، بنحوه، ولفظه أتم.
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لأجل أبي معشر، وخصوصًا في روايته عن المقبري -إن كان هو المراد- فقد قال ابن المديني والفلاس أن روايته عنه منكرة. (انظر: تاريخ بغداد 13/ 430). قال الهيثمي في المجمع (1/ 237): أبو معشر يكتب من حديثه الرقاق والمغازي، وفضائل الأعمال، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. لكن لمتن الحديث شواهد من حديث سفيان بن الحكم، وجابر وأبي هريرة، وزيد بن حارثة، وسلمة بن الأكوع، وابن عمر وغيرهم، وقد مضى تخريجها عند ح (46)، وبها يكون متن الحديث حسنًا لغيره.
114 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَأْخُذْ حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ فَلْيَنْضَحْ بِهَا فَرْجَهُ، فَإِنْ أَصَابَهُ شَيْءٌ فَلْيَقُلْ إِنَّ ذَلِكَ منه).
114 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 151: 583، باب قطر البول، ونضح الفرج إذا وجد بللًا)، عن الثوري، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما، به، بنحوه، ولفظه أتم. وهذا إسناد صحيح، وعنعنة الأعمش احتملها الأئمة وصححوا له كما مر في ترجمته عند ح (31). وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 167، من كان إذا توضأ نضح فرجه)، حدثنا ابن فضيل، عن يزيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، به، بمعناه. ويزيد لم يتبين لي من هو. وأخرجه ابن المنذر (1/ 244: 155، كتاب الطهارة، ذكر استحباب نضح الفرج بعد الوضوء ...)، ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا عبد الله بن حمدان، ثنا أبان بن صمعة، عن عكرمة، عن ابن عباس بنحوه. وهذا إسناد حسن في المتابعات، لأن أبان بن صمعة، صدوق تغير بآخره. (انظر: التقريب ص 87).
الحكم عليه: حديث الباب موقوف إسناده صحيح رجاله ثقات، ويزيده قوة هاتان المتابعتان، خصوصًا طريق عبد الرزاق فإنها مثله أو أقوى، كما يشهد له أحاديث وآثار أشرت إليها عند الحديث السابق.
31 - باب التمندل بعد الوضوء
31 - بَابُ التَّمَنْدُلِ بَعْدَ الْوُضُوءِ 115 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عن عطاء، عن جابر رضي الله عنه أَنَّهُ كَرِهَهُ، -يَعْنِي الْمَسْحَ عَلَى الْوَجْهِ بِالْمِنْدِيلِ-. * صحيح موقوف (¬1). ¬
115 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 182: 708، باب المسح بالمنديل)، عن ابن عيينة، به، من قول جابر: (إذا توضأت فلا تمندل). ورواه منصور عن عطاء -وهو من شيوخه- فلم يذكر هلالًا، فيشبه أن يكون سمعه من الاثنين، فحدث به عن هذا تارة وعن هذا تارة، لأن منصورًا كما مر في ترجمته لا يدلس. ومن طريق عبد الرزاق، أخرجه ابن المنذر (1/ 418 ث: 426، كتاب صفة الوضوء، ذكر اختلاف أهل العلم في التمسح ...). وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 149، من كره المنديل)، حدثنا ابن عيينة، به، بمثل إسناد مسدد، ونحو لفظ عبد الرزاق.=
= وأخرجه البيهقي (1/ 185، كتاب الطهارة، باب التمسح بالمنديل)، من طريق ابن عيينة، به، نحو لفظ عبد الرزاق، ثم قال: وروينا عن عثمان وأنس أنهما لم يريا به بأسًا، وعن الحسن بن علي أنه فعله. قلت: وما أشار إليه البيهقي حق، فإن هذا عن جابر محمول على اجتهاد خاص به، لأنه قد جاء جواز التمندل مرفوعًا وموقوفًا ومقطوعًا. وأمثل ما في الباب من المرفوع حديث سلمان رضي الله عنه بِلَفْظِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - توضأ فقلب جبة صوف كانت عليه فمسح بها وجهه. أخرجه ابن ماجه (1/ 158: 468). وقال البوصيري (مصباح الزجاجة 1/ 186: 191): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وفي سماع محفوظ من سلمان نظر. أما الترمذي رحمه الله فإنه أخرج حديث عائشة ومعاذ وضعفهما وذكر أنه لا يصح في هذا الباب شيء، ثم قال: وقد رخص قوم من أهل العلم مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومن بعدهم في التمندل بعد الوضوء، ومن كرهه إنما كرهه من قبل أنه قيل: إن الوضوء يوزن، وروى ذلك عن سعيد بن المسيب والزهري. اهـ. وانظر مصنفي عبد الرزاق وابن أبي شيبة، والبيهقي، الإحالات السابقة، فقد أوردوا عن جماعة من الصحابة والتابعين فعله وإباحته.
الحكم عليه: هو كما قال الحافظ رحمه الله: فإنه موقوف، إسناده صحيح.
32 - باب ما يقال بعد الوضوء
32 - باب ما يقال بعد الوضوء 116 - قال أبوبكر بن أبي شيبة: حدثنا حسين بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن وهب (¬1)، النخعي، ثنا أبو الجوزاء (¬2)، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِلَّا (¬3) فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ (¬4)، مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ). (8) وَحَدِيثُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تَقَدَّمَ فِي بَابِ كَرَاهِيَةِ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى غير وضوء (¬5). ¬
116 - تخريجه: أخرجه أحمد (3/ 265)، وابن ماجه (1/ 159: 469، كتاب الطهارة، باب ما يقال بعد الوضوء)، وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 4، في الرجل ما يقول إذا فرغ من وضوئه)، كلهم، من طريق زيد العمي، به، مثله. وأخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 175، عند ترجمة عيسى بن يعقوب)، من طريق دينار خادم أنس بن مالك، عن أنس، به، بلفظ مقارب إلَّا أن دينارًا هذا تالف، متهم بالوضع، قال الإمام الذهبي: حدث في حدود الأربعين ومائتين بوقاحة عن أنس. (الميزان 2/ 30: 2692). ومن هذا الطريق عزاه صاحب الكنز إلى ابن النجار. ولعله رواه إما في مسنده، أو تاريخ بغداد له. (انظر: الرسالة المستطرفة =
= ص 74، 132). فمثل هذه المتابعة لا تزيد الحديث إلَّا وهنًا، ولا القلب إلَّا غمًا.
الحكم عليه: إسناده ضعيف علته زيد العمي، أبو الحواري. لكن للمتن شواهد يتقوى بها، وتدل على أن له أصلًا، ومنها: 1 - حديث عثمان رضي الله عنه الذي أشار إليه الحافظ، وهو مخرج في الصحيحين. 2 - حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أصرح من حديث عثمان، ولفظه بنحو حديث الباب، أخرجه مسلم (1/ 209: 234). وفي الباب عن ثوبان، والبراء رضي الله عنهما، ومعاوية بن قرة عن أبيه، عن جده رضي الله عنهما. انظر: مجمع الزوائد (1/ 239)؛ والكنز (9/ 297 - 299).
33 - باب تجديد الوضوء إذا صلى بالأول
33 - بَابُ تَجْدِيدِ الْوُضُوءِ إِذَا صَلَّى بِالْأَوَّلِ 117 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَحْمَوَيْهِ، (ثنا) (¬1) صَالِحُ بْنُ عُمَرَ (¬2)، أنا أَبُو خَلْدَةَ (¬3)، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنِي مَنْ كَانَ يَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: هَذَا مَا حَفِظْتُ لَكُمْ (¬4) مِنْهُ: كَانَ إِذَا صَلَّى ثُمَّ لَمْ يَبْرَحْ فِي (¬5) الْمَسْجِدِ حَتَّى (تَحْضُرَ) (¬6) صَلَاتُهُ، تَوَضَّأَ (¬7) وضوءًا خفيفًا في جوف المسجد. ¬
117 - تخريجه: أخرجه الإمام أحمد. (انظر: الفتح الرباني 2/ 56: 316). تنبيه: حاولت تخريجه من أصل المسند، عن طريق فهرس الألباني ممن عنون له الإمام أحمد بـ (رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -) وعن طريق المعجم المفهرس، =
= ومفتاح كنوز السنة. وهو في أطراف المسند لابن حجر (ج 2، ل 168)، وقد بذلت جهدي وطاقتي في تخريجه من أصل المسند فلم أصل إليه، وأسال الله أن ييسر ذلك لاحقًا بحول الله وقوته. وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 37، في الوضوء في المسجد)، كلاهما من طريق وكيع عن خالد بن دينار -وهو أبو خلدة- به، نحوه مختصرًا، إلَّا أن عندهما (رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -).
الحكم عليه: قال الهيثمي رحمه الله في المجمع (2/ 21): رواه أحمد وإسناده حسن. كذا قال، وكان الأولى أن يقول إن إسناده صحيح، لأن رجاله ثقات، وليس له علة إن شاء الله وإرسال أبي العالية مأمون، لأنه صرح بالسماع من الصحابي، وأما جهالة الصحابي فتقدم أنها لا تضر.
34 - باب نواقض الوضوء
34 - بَابُ نَوَاقِضِ الْوُضُوءِ 118 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يَتَوَضَّأُ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ وَلَا يَتَوَضَّأُ مِنَ الْكَلِمَةِ العوراء يقولها.
118 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق، في المصنف (1/ 127: 470، باب الوضوء من الكلام)، وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 134، في الوضوء من الكلام الخبيث والغيبة)، كلاهما من طريق الثوري، به، مثله، إلَّا أن عند عبد الرزاق (الطعام الطيب). كما أن عند ابن أبي شيبة (الخبيثة)، بدل: (العوراء)، وزيادة (لأخيه) في آخره. ومن طريق عبد الرزاق، أخرجه ابن المنذر في الأوسط (1/ 232 ث: 136، كتاب الطهارة، ذكر الوضوء من الكذب والغيبة).
الحكم عليه: هو موقوف الإسناد حسن لذاته، رجاله ثقات إلَّا عاصم بن أبي النجود، فإن الصواب أنه يخطىء. ويشهد له ما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا بنحوه، ورجال إسناده ثقات، إلَّا أن التيمي عنعن وهو يدلس. وفي الباب عن ابن عباس وابن مسعود، وعبيدة، وعطاء، وإبراهيم التيمي وشيخ من الأنصار، وأبي صالح، موقوفة عليهم. انظر: مصنفي عبد الرزاق (1/ 127)؛ وابن أبي شيبة (1/ 134 - 135)؛ والأوسط (1/ 232).
119 - وَقَالَ أَيْضًا (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَلَّى بِالنَّاسِ، فَخَرَجَ مِنْ إِنْسَانٍ شَيْءٌ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَزَمْتُ عَلَى صَاحِبِ هَذِهِ الرِّيحِ أَنْ يَتَوَضَّأَ وَيُعِيدَ صلاته، قال جرير (¬2) رضي الله عنه: أو تعزم (¬3) عَلَى كُلِّ مَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَوَضَّأَ وَأَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ قَالَ: نِعْمَ مَا قُلْتَ، جَزَاكَ الله خيرًا، فأمرهم بذلك. ¬
119 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 328: 2213)، حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، به، مثله، إلَّا بعض الاختلاف في اليسير. قال الهيثمي رحمه الله في المجمع (1/ 244): رجاله رجال الصحيح. وفي هذا نظر لأن مجالدًا، وإن كان من رجال مسلم، فقد روى عنه مقرونًا كما تقدم في ترجمته، فلم يعتمد عليه.
الحكم عليه: هذا موقوف إسناده ليس بالقوي، بسبب مجالد والجمهور على تضعيفه. إلَّا أن معنى الحديث له شواهد تقويه، ويصل بها إلى درجة الحسن لغيره، وأن له أصلًا في الشرع، ومن ذلك: 1 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ)، فقال رجل من حضرموت: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء أو ضراط. =
= أخرجه البخاري (الفتح 1/ 234: 135)، والسياق له، ومسلم (1/ 204: 225). 2 - عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه أنه شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، قال: (لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أويجد ريحًا)، أخرجه البخاري (الفتح 1/ 237: 137)، ومسلم (1/ 276: 361). 3 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا وجد أحدكم من بطنه شيئًا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا)، أخرجه مسلم (1/ 276: 362). وفي الباب عن علي بن طلق، وأنس، وقرة بن إياس، وعائشة، والسائب بن خباب، وأبي سعيد، وعبد بن زيد بن عاصم، وابن عباس، وعلي، وأبي أمامة، وقيس بن طلق، وعلي بن سبابة، ومجاهد، وعروة، رحمهم الله. انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 139 - 142)؛ ومجمع الزوائد (1/ 243)؛ والكنز (9/ 329 - 336).
120 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جامع، عن (ميمون) (¬1) بن مهران (¬2)، (عمن) أَخْبَرَهُ (¬3)، أَنَّهُ رَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَدْخَلَ أُصْبُعَهُ فِي أَنْفِهِ، فَخَرَجَتْ مُتَلَطِّخَةً دمًا، أو عليها دم، ثم صلى. ¬
120 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 138، من كان يرخص فيه -أي الدم- ولا يرى فيه الوضوء): حدثنا شبابة، حدثنا شعبة، عن غيلان بن جامع، به، نحوه. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 145: 556، باب الوضوء من الدم)، عن معمر، عن جعفر بن برقان، قال: أخبرني ميمون بن مهران، قال: رأيت أبا هريرة، به، بلفظ مقارب. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن المنذر (1/ 173 ث: 66)، كتاب الطهارة، ذكر اختلاف أهل العلم فيما يجب على الراعف). قلت: وجعفر بن برقان تكلم الأئمة فيه في حديثه عن الزهري، أما غيره فهو ثقة، بل قال الإمام أحمد: جعفر ثقة ضابط لحديث ميمون، وقال الدارقطني: فأما حديثه عن ميمون بن مهران، ويزيد بن الأصم فثابت صحيح. (انظر: تهذيب التهذيب 2/ 86؛ وشرح علل الترمذي 2/ 634 - 638)، وبين هذين الوجهين اضطراب لا يمكن معه الجمع، وليس لنا إلَّا الترجيح، وإذا صرنا إليه، فالذي يظهر لي أن رواية =
= شعبة مقدمة على رواية جعفر لأنه أحفظ منه وأضبط.
الحكم عليه: هذا موقوف إسناده ضعيف للجهالة بحال التابعي، ولذا قال البوصيري في الإتحاف (ص 266: 178): إسناد ضعيف. لكن له شواهد يتقوي بها، عن ابن عمر، وابن عباس وابن أبي أوفى، وجابر وعائشة رضي الله عنهم، وعطاء، وابن المسيب، وغيرهم، رحمهم الله. وقد علق بعضها البخاري. انظر: مصنفي عبد الرزاق (1/ 144 - 145)؛ وابن أبي شيبة (1/ 137 - 138)؛ والأوسط (1/ 172 - 173)؛ وفتح الباري (1/ 280)؛ والتلخيص الحبير (1/ 124).
121 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طارق قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللمس: ما دون (¬2) الجماع. ¬
121 - تخريجه: أخرجه ابن المنذر (1/ 118 ث: 12، كتاب الطهارة، ذكر الوجه الثالث)، ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، به، مثله. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (5/ 104، عند آية النساء السالفة)، حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، به، نحوه، ومن هذا الوجه أخرجه ابن أبي حاتم عن شعبة، به، مثله. (انظر: تفسير ابن كثير 2/ 276 عند الآية المذكورة). وأخرجه ابن جرير أيضًا: حدثنا ابن بشار، فال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن مخارق، به، مثله. وقال أيضًا: حدثنا ابن الْمُثَنَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ منصور، عن هلال، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، أو عن أبي عبيدة -منصور الذي شك- قال -أي عبد الله- فذكر بمعناه. حدثني يعقوب بن إبراهيم، ثنا ابن علية، عن شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم، قال: قال ابن مسعود، فذكر بنحوه. حدثنا ابن وكيع، ثنا أبي، عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، به، بمعناه. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 133: 499 - 500)، من طريقين عن الأعمش، به، بمعناه. ولفظه في أحدهما أطول، ومن طريق عبد الرزاق أخرج الطريق الأولى ابن المنذر (الإحالة السابقة)، وأخرج الطريق الثانية من طريق ابن نمير عن =
= الأعمش، به. وقال ابن جرير -أيضًا- ثنا أبو السائب، ثنا أبو معاوية، وحدثنا ابن وكيع، ثنا ابن فضيل، عن الأعمش، به، بمعناه. حدثنا تميم بن المنتصر، أخبرنا إسحاق، عن شريك، عن الأعمش، به، بمعناه. حدثنا ابن وكيع، ثنا حفص، عن أشعث، عن الشعبي، عن أصحاب عبد الله، عن عبد الله، به، نحوه. ثنا ابن وكيع، ثنا جرير عن بيان، عن عامر -أي الشعبي- عن عبد الله، به، نحوه. ثنا ابن وكيع، ثني أبي، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله، نحوه. ومن هذا الوجه أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 166، قوله: أو لامستم النساء)، عن وكيع، به مثل لفظ الباب. وقال ابن جرير أيضًا: حدثنا ابن وكيع، ثنا محمد بن بشر، عن سعيد، عن أبي معشر، عن إبراهيم، قال عبد الله، به، نحوه.
الحكم عليه: هذا موقوف إسناده صحيح، رجاله ثقات، وازداد قوة بهذه المتابعات التي ذكرتها.
35 - باب القهقهة
35 - بَابُ الْقَهْقَهَةِ 122 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ (ثنا حَمَّادٌ) (¬1) عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ (¬2)، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ (¬3) أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي وَخَلْفَهُ أصحابه، فجاء رجل أعمى، فوطىء عَلَى خَصَفَةٍ (¬4)، عَلَى رَأْسِ بِئْرٍ فَتَرَدَّى فِي الْبِئْرِ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ ضَحِكَ أَنْ يُعِيدَ الوضوء (¬5). ¬
122 - تخريجه: هذا الحديث جاء عن أبي العالية، من عدة أوجه هي: =
= 1 - حفصة بنت سيرين، عنه، به: أخرجه من هذا الوجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 376: 7360، 7362، 7363، كتاب الصلاة، باب الضحك والتبسم في الصلاة)، من ثلاث طرق، أحدها عن خالد الحذاء، عنها، بنحوه في جميع الطرق. وأخرجه أبو داود في المراسيل (ل: 3، كتاب الطهارة)، والدارقطني (1/ 165 - 170، كتاب الطهارة، باب أحاديث القهقهة في الصلاة وعللها) من عدة طرق بألفاظ متقاربة. وابن المنذر (1/ 226: 135، كتاب الطهارة، ذكر الوضوء من الضحك في الصلاة)، بنحوه. 2 - قتادة، عنه، به: أخرجه عبد الرزاق في المصنف، (الإحالة السابقة، ورقم 7361) بنحوه. والدارقطني (1/ 161 - 164، كتاب الطهارة، باب أحاديث القهقهة في الصلاة وعللها)، من عدة طرق بألفاظ متقاربة، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 373: 619، كتاب الطهارة، حديث في إسقاط الوضوء بالضحك في الصلاة)، بنحوه. 3 - أبو هاشم الرماني، عنه، به: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 388، من كان يعيد الصلاة والوضوء، أي من الضحك)، به، بنحوه. والدارقطني (1/ 170، 171، الإحالة السابقة)، من عدة طرق، بألفاظ متقاربة. هذه هي الأوجه الصحيحة في رواية هذا الحديث، وهذا ما قرره الإمام الزيلعي رحمه الله. وإلاَّ فقد اضطرب إسناد هذا الحديث جدًا، حيث جاء عن أبي العالية عن رجل من الأنصار، وعن أبي العالية عن أنس، وعن رجل يقال له معبد، مرسلًا، ومتصلًا، وعن الحسن وإبراهيم والزهري مرسلًا، وعن قتادة عن أبي موسى متصلًا وعن جابر، =
= وعن أبي المليح عن أبيه، إلى غير ذلك من الأوجه الكثيرة التي بسطها الأئمة بشكل وافِ لا يتسع المجال لسردها هنا وكتفي بالإشارة -في الأخير- إلى مواضعه، خصوصًا الدارقطني في سننه، والبيهقي في خلافياته، وابن عدي في كامله، والزيلعي في نصب الراية. وحاصل الأمر أنه لا يثبت من غير طريق أبي العالية مرسلًا وكل الطرق لا تسلم من وهن، إما طعن في الإسناد، أو انقطاع وفي أقل الاحوال شذوذ ومخالفة لما رواه الثقات. وبعضها يعود إلى أبي العالية إذا اتضح الأمر. قال ابن مهدي: حديث الضحك في الصلاة ... كله يدور على أبي العالية، قال ابن المديني: أعلم الناس بهذا الحديث عبد الرحمن بن مهدي، قال الإمام أحمد: لو كان عند الزهري والحسن فيه حديث صحيح لما استجازا القول بخلافه. وقال أيضًا رحمه الله: ليس في الضحك حديث صحيح، وحديث الأعمى الذي وقع في البئر مداره على أبي العالية، وقد اضطرب عليه فيه. وقال الذهلي حين سئل عن حديث أبي العالية وتوابعه في الضحك فقال: واه ضعيف، ونقل عنه الحافظ قوله: لم يثبت عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الضحك في الصلاة خبر. وقال الدارقطني: رجعت هذه الأحاديث كلها، التي قدمت ذكرها في هذا الباب إلى أبي العالية، وأبو العالية فأرسل هذا الحديث عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلَمْ يسم بينه وبينه رجلًا سمعه منه عنه، وقد روى عاصم الأحول عن محمد بن سيرين -وكان عالمًا بأبي العالية والحسن- فقال: لا تأخذوا بمراسيل الحسن ولا أبي العالية، فإنهما لا يباليان عمن أخذا. ثم روى عن ابن سيرين قوله: كان أربعة يصدقون من حدثهم، ولا يبالون ممن يسمعون الحديث: الحسن وأبو العالية وحميد بن هلال، وداود بن أبي هند. وقال ابن المنذر: أجمعوا على أنه -أي الضحك- لا ينقض الوضوء خارج =
= الصلاة، واختلفوا إذا وقع فيها، فخالف من قال به القياس الجلي، وتمسكلوا بحديث لا يصح، وحاشا أصحاب رسول الله يكونِ الذين هم خير القرون أن يضحكوا بين يدي الله تعالى خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وفي الأوسط (1/ 230) بنحوه. وقال البيهقي: وفي رواية الحسن ... الزعفراني عن أبي عبد الله الشافعي في حديث الضحك في الصلاة، لو ثبت عندنا الحديث بذلك لقلنا به، والذي يزعم أن عليه الوضوء في القهقهة، يزعم أن القياس أن لا ينتقض، ولكنه يتبع الآثار، فلو كان يتبع منها الصحيح المعروف كان بذلك عندنا حميدًا، ولكنه يرد منها الصحيح الموصول المعروف، ويقبل الضعيف المنقطع. اهـ. وقال ابن عدي: روى هذا الحديث الحسن البصري وقتادة وإبراهيم النخعي، والزهري يحكون هذه القصة عن أنفسهم مرسلًا، وقد اختلف على كل واحد منهم موصولًا ومرسلًا، ومدار هؤلاء كلهم مرجعهم لأبي العالية، والحديث حديثه. ... وأكثر ما نقم عليه -أي أبي العالية- حديث الضحك في الصلاة وكل من رواه غيره فإنما مدارهم ورجوعهم إلى أبي العالية، والحديث له، وبه يعرف، ومن أجل هذا الحديث تكلموا في أبي العالية، وسائر أحاديثه مستقيمة صالحة. اهـ. قال النووي في المجموع (2/ 62): والمعتمد أن الطهارة صحيحة، ونواقض الوضوء محصورة، فمن ادعى زيادة فليثبتها، ولم يثبت في النقض بالضحك شيء أصلًا. وأما ما نقلوه عن أبي العالية ورفقته، وعن عمران، وغير ذلك مما رووه فكلها ضعيفة واهية، باتفاق أهل الحديث، قالوا: ولم يصح في هذه المسألة حديث، وقد بين البيهقي وغيره وجوه ضعفها بيانًا شافيًا فلا حاجة إلى الإطالة بتفصيله مع الاتفاق على ضعفها. اهـ. جمع أبو يعلى الخليلي طرقه في جزء مفرد، وألف الشيخ الكندي فيه رسالة سماها: (الهسهسة بنقض الوضوء بالقهقهة). =
= انظر: سنن الدارقطني (1/ 161 - 175)؛ والكامل لابن عدي (3/ 1026 - 1030)؛ والأوسط (1/ 226 - 230)؛ والسنن للبيهقي (1/ 144 - 148)؛ والخلافيات له (المختصرة ل 25 - 29)؛ والعلل المتناهية (1/ 368 - 374)؛ ونصب الراية (1/ 47 - 54)؛ والبدر المنير (ق 2، ص 796)؛ والتلخيص الحبير (1/ 124، 125)؛ فتح الباري (1/ 280)؛ إعلاء السنن (1/ 95 - 105)؛ ورسالة الهسهسة لأبي الحسنات اللكنوي.
الحكم عليه: إسناد حديث الباب واهِ جدًا لأجل: 1 - إرسال أبي العالية، وهو من أضعف المراسيل كما قال ابن سيرين وخصوصًا في هذا الحديث كما أشار إلى ذلك الأئمة. 2 - داود بن المحبر، وهو متروك. 3 - وربما تكون رواية حماد عن خالد بعد أن أنكر حفظه، فإني لم أقف على أنها قبل ذلك. أضف إلى ذلك أن المتن منكر كما ألمح إلى ذلك ابن المنذر رحمه الله وأسانيده مضطربة جدًا، بل تقدم حكم الأئمة عليه بعدم الصحة، وأنه تكلم في أبي العالية بسببه. وأما تضعيف البوصيري رحمه الله (الإتحاف ص 340) له بداود فقط ففيه قصور لا يخفى.
123 - [1] (وَقَالَ (¬1) الْحَارِثُ): حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ (¬2) بْنُ أَبِي خَالِدٍ (¬3) أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَخْبَرَهُ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ، فَلَيْسَ عَلَيْهِ وُضُوءٌ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ (¬4) وَكِيعٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قال: سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي (¬5) يَضْحَكُ فِي الصَّلَاةِ، قال: يعيد الصلاة ولا يعيد الوضوء (¬6). ¬
123 - تخريجه: هذا الأثر رواه عن يزيد بن أبي خالد كل من: 1 - ابن جريج، ومن طريقه أخرجه الدارقطني. 2 - شعبة، ومن طريقه أخرجه الدارقطني، من ثلاث طرق، وفي أحدها التصريح أن أبا سفيان سمعه من جابر، وسأتكلم عنها عند الحكم على الأثر قريبًا. وأخرجه أيضًا البيهقي. 3 - أبو شيبة، به مرفوعًا، أخرجه الدارقطني، ووهم ابن الجوزي في تسميته، حيث ظن أنه عبد الرحمن بن إسحاق، وإنما هو إبراهيم بن عثمان الواسطي، قال البيهقي: أبو شيبة ضعيف، والصحيح أنه موقوف، قال الحافظ عن أبي شيبة: =
= (متروك). (التقريب ص 92: 215). ونص هو والبيهقي، وابن الملقن على أنه الواسطي، وأن ابن الجوزي وهم. ورواه عن الأعمش جماعة من الأئمة مثل: 1 - الثوري، ومن طريقه أخرجه الدارقطني، والبيهقي. 2 - أبو معاوية الضرير، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة، والدارقطني والبيهقي. 3 - وكيع، ومن طريقه أخرجه الدارقطني والبيهقي. 4 - الخريبي، ومن طريقه أخرجه الدارقطني. 5 - المقدمي، ومن طريقه أخرجه الدارقطني. 6 - زائدة بن قدامة، ومن طريقه أخرجه الدارقطني. 7 - محمد بن طلحة، ومن طريقه أخرجه الدارقطني. 8 - مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن الأعمش، به مرفوعًا، أخرجه الدارقطني، وقال: قال لنا أبو بكر النيسابوري: هذا حديث منكر فلا يصح، والصحيح عن جابر خلافه، ثم قال الدارقطني: بزيد بن سنان، ضعيف، ويكنى بأبي فروة الرهاوي، وابنه ضعيف أيضًا، وقد وهم في الحديث في موضعين، أحدهما في رفعه إياه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، والآخر في لفظه، والصحيح عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ من قوله. اهـ. كما تابع أبا سفيان على رواية هذا الأثر عن جابر هؤلاء: (أ) عطاء، به، بمعناه، أخرجه الدارقطني. (ب) شعيب، به، بمعناه، أخرجه عبد الرزاق. (ج) الشعبي، به، بنحوه، أخرجه عبد الرزاق والدارقطني والبيهقي. (د) أبو الزبير، به بمعناه، أخرجه عبد الرزاق والدارقطني والطبراني في الصغير، والخطيب في تاريخه. =
= قال الدارقطني: رفعه ثابت بن محمد، عن سفيان. وقال الخطيب: تفرد بروايته أحمد بن مهدي عن ثابت الزاهد، عن الثوري، هكذا مرفوعًا، ورواه أبو أحمد الزبيري، عن الثوري موقوفًا ... وهكذا رواه علي بن ثابت وعبد الله بن وهب عن الثوري موقوفًا ورفعه لا يثبت. ومن طريق ثابت عن سفيان الثوري، مرفوعًا، أخرجه الطبراني في الصغير، وقال: لم يروه مرفوعًا عن سفيان إلَّا ثابت. وأخرجه ابن عدي، وقال: لا أعلم هذا الحديث إلَّا من رواية ثابت عن الثوري، ولعله شبه على ثابت، فلعل الحديث كان عنده عن العرزمي، عن أبي الزبير، والعرزمي يحتمل لضعفه، فشبه عليه، فضم إليه الثوري، فحمل حديث العرزمي على حديث الثوري، وهذا لما أتى به عن الثوري بهذا الإسناد غير ثابت. وأبو نعيم في أخبار أصبهان، والخطيب في تاريخه. ورواه البخاري في صحيحه معلقًا مجزومًا به عن جابر موقوفًا، وعزاه الحافظ في الفتح إلى سعيد بن منصور. انظر: مصنف عبد الرزاق (2/ 377، 378: 3766، 3767، 3774، كتاب الصلاة، باب الضحك والتبسم في الصلاة)، وابن أبي شيبة (1/ 387، من كان يعيد الصلاة إذا ضحك)، فتح الباري (1/ 280، كتاب الوضوء، باب من لم ير الوضوء ...) سنن الدارقطني (1/ 172 - 174، كتاب الطهارة، باب أحاديث القهقهة في الصلاة وعللها). معجم الطبراني الصغير (2/ 185، 186: 999، 1000)؛ والكامل لابن عدي (2/ 523)؛ وذكر أخبار أصبهان (1/ 86، 2/ 264)؛ سنن البيهقي (1/ 144، 145، كتاب الطهارة، باب ترك الوضوء من القهقهة). تاريخ بغداد (11/ 345)؛ والبدر المنير (ق 2 ص 790 - 795)؛ التلخيص الحبير (1/ 124، 125).
الحكم عليه:=
= هذا موقوف صحيح، وبهذا حكم عليه الأئمة كما مضى مثل أبي بكر النيسابوري، والدارقطني، والبيهقي، وغيرهم. قال ابن الملقن رحمه الله: فتلخص من كلام هؤلاء الأئمة ضعف رفع هذا الحديث، وصحة وقفه. البدر (ق 3، ص 795). وقال الحافظ: هو صحيح من قول جابر. الفتح (1/ 280). أما قول الهيثمي رحمه الله رواه الطبراني مرفوعًا وموقوفًا ورجاله موثقون. (المجمع 2/ 82)، ففيه إيهام لا يخفى على من نظر في الإسناد وكلام الأئمة عليه ابتداء من الطبراني نفسه، ثم عرج على الحافظ ابن عدي، والخطيب كما نقلته عنهم في التخريج. وأما إسناد الدارقطني -السالف- من طريق شعبة، وفيه إثبات سماع أبي سفيان من جابر. فعندي أنه لا يعتمد عليه لإثبات السماع، وذلك لأمور: 1 - أن طريقي محمد بن جعفر (غندر) وابن مهدي، عن شعبة، لم يذكرا فيها سماعًا من جابر، بل جاءا بالعنعنة. 2 - أن الأعمش، وهو كما مر في ترجمة أبي سفيان يعتبر أحسن الناس رواية عنه، قد رواه عنه جمع من الأئمة، كما مر في التخريج، ولم يرد عنه واحد منهم الرواية بالسماع. 3 - نص الأئمة أنه لم يسمع منه إلَّا أربعة أحاديث، وتوقع الحافظ أنها هي التي أخرجه البخاري في صحيحه، وهذه ليست منها. وبناءً على ذلك يظهر لي أن رواية السماع شاذة بسبب وهم أحد الرواة. وقد تقدم في الحديث السابق أنه لا يصح في هذا الباب شيء مرفوع، صرح بذلك عدد من الأئمة رحمهم الله.
36 - باب الوضوء مما غيرت النار وبيان نسخه
36 - بَابُ الْوُضُوءِ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ وَبَيَانُ نَسْخِهِ 124 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ (¬1)، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَتَوَضَّأُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ، وَيُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عنه توضأ (¬2) مما غيرت النار. ¬
124 - تخريجه: أخرجه ابن المنذر (1/ 214 ث: 106، كتاب الطهارة، الوضوء مما مست النار)، من طريق يحيى به مثله، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 151، من كان يرى الوضوء مما غيرت النار). وأحمد (4/ 28)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 62، كتاب الطهارة، باب أكل ما غيرت النار هل يوجب الوضوء، أم لا؟) كلهم من طريق همام، قال: قيل لمطر الوراق وأنا عنده: عمن أخذ الحسن أنه كان يتوضأ مما مست النار؟ فقال: أخذه عن أنس، وأخذه أنس عن أبي طلحة، وأبو طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأخرجه البزار في مسنده (كشف الأستار 1/ 150، كتاب الطهارة، باب الوضوء مما مست النار): حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ، الْعَطَّارُ، ثنا حَجَّاجُ بن نصير، ثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: توضؤوا مما=
= غيرت النار. قال البزار: هكذا رواه مبارك عن الحسن، عن أنس، وقال مطرف: عن الحسن، عن أبي طلحة. وقال أشعث: عن الحسن، عن أبي هريرة. قلت: أما حديث أبي طلحة رضي الله عنه فأخرجه أحمد (4/ 28، 30)، والنسائي (1/ 106، باب الوضوء مما غيرت النار)، والطبراني في الكبير (5/ 107، 108: 4728، 4730). وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فأخرجه مسلم (1/ 273: 352)، وأحمد (2/ 265، 271، 427، 470، 479، 503، 529)، والنسائي (1/ 105 - 106)، لكن كلاهما من غير طريق الحسن عنهما. وقال ابن أبي شيبة في المصنف، (الإحالة السابقة): حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، أن أنسًا وأبا طلحة -وذكر غيرهما- كانوا لا يتوضؤون مما غيرت النار. وأخرجه ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه لكنه رفع الحديث، ولم يذكر أبا طلحة فيه السنن (1/ 164: 487، كتاب الطهارة، باب الوضوء مما غيرت النار). والحديث الآتي شاهد قوي لهذا.
الحكم عليه: حديث الباب موقوف إسناده صحيح لغيره، وما يخشى من تدليس قتادة قد اعتضد بالمتابعات التي ذكرتها. كما جاء الحديث مرفوعًا بلفظ (توضؤوا مما غيرت النار)، أو بنحوه عن عدد من الصحابة، مضى منها حديث أبي هريرة وأبي طلحة. كما جاء من طريق عائشة وأم حبيبة، وأبي أيوب، وزيد بن ثابت وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين. انظر: صحيح مسلم (1/ 272، 273)؛ وسنن أبي داود (1/ 134، 135)؛ وسنن النسائي (1/ 105 - 107)؛ وسنن الترمذي (1/ 114 - 116).
125 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: [1] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: أَتَيْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَلَمْ أَجِدْهُ، فَقَعَدْتُ حَتَّى جَاءَ، فَجَاءَ وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ هَذَا -يَعْنِي الْحَجَّاجَ- فَأُتِيَ (¬1) بِطَعَامٍ، فأكلوا، ثم قاموا فصلوا، ولم يتوضؤوا (¬2). فقلت: أو ما كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ هَذَا؟ فَقَالَ: لَا، مَا كُنَّا نَفْعَلُهُ (¬3). [2] حَدَّثَنَا (¬4) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ فِيهِ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَبِيثَ النَّفْسِ فَقُلْتُ (¬5): أَرَاكَ (¬6) خَبِيثَ النَّفْسِ. قَالَ: وَمَا لِي لَا أَكُونُ خَبِيثَ النَّفْسِ وَقَدْ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ هَؤُلَاءِ آنِفًا، وَقَدْ أَكَلُوا خبزًا ولحمًا (¬7)، وصلوا (¬8) ولم يتوضؤوا. ¬
125 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 173: 670، باب ما جاء فيما مست النار من الشدة)، عن معمر، عن أيوب، به، نحوه، وفي آخره زيادة.=
= وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 51، من كان يرى الوضوء مما غيرت النار): حدثنا ابن علية، به، بلفظ مقارب. وابن المنذر (1/ 215 ش: 110، كتاب الطهارة، الوضوء مما مست النار)، من طريق سفيان، عن أبي قلابة، به، ولفظه أقرب للرواية الثانية.
الحكم عليه: هذا موقوف إسناده صحيح، رجاله ثقات أثبات.
126 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ (¬1)، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: توضؤوا، والوضوء مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ، وَمِمَّا يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ فرث ودم. ¬
126 - تخريجه: لم أجد من أخرج هذا الأثر غير مسدّد في مسنده.
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف بسبب جهالة أبي عثمان. أما قول البوصيري رحمه الله في الإتحاف (ص 303: 202): هذا إسناد رجاله ثقات، مع أنه لم يذكر له طريقًا آخر غير هذا فإنه تساهل منه، لأن أبا عثمان تفرّد ابن حبان بذكره في الثقات، مع أن الأئمة جهلوه. إلَّا أن صدر الأثر له شواهد، تقدمت فيما سبق، وأما الوضوء مما يخرج من بين فرث ودم، وهو اللبن بدليل قوله سبحانه: {نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا} [النحل: 66]، فقد جاء عن أبي هريرة وأبي سعيد بأسانيد صحيحة أنهما يقولان ذلك، لكن الثابت في السنة، وعن جمهور الصحابة والتابعين أنه لا يلزم منه الوضوء، بل المسنون فيه المضمضة فقط، والله أعلم. انظر: مصنفي عبد الرزاق (1/ 176 - 178)؛ وابن أبي شيبة (1/ 57، 58)؛ وجامع الأصول (7/ 405).
127 - (¬1) حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ خَالَتِهِ، أَوْ عَمَّتِهِ -شَكَّ يَحْيَى- وَكَانَتِ امْرَأَةَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَتْ (¬2): إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يتوضأ مما غيّرت النار. ¬
127 - تخريجه: لم أجد من أخرجه من هذا الوجه غير مسدد في مسنده، إلَّا أن عبد الرزاق (1/ 172، باب ما جاء فيما مست النار من الشدّة)، قال: قال معمر، قال الزهري: بلغني أن زيد بن ثابت، وعائشة كانا يتوضآن مما مست النار. وقد وصله ابن أبي شيبة (1/ 51: من كان يرى الوضوء مما غيرت النار)، فقال: ثنا ابن علية، عن معمر، عن الزهري، عن خارجة، عن زيد بن ثابت أنه قال: توضؤوا مما مست النار، ومن طريق ابن علية أخرجه ابن المنذر (1/ 214 ث: 109، كتاب الطهارة، الوضوء مما مست النار)، وهذا إسناد كالشمس. كما قال ابن أبي شيبة أيضًا: حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه أنسًا -وذكر آخرين منهم زيد بن ثابت- كانوا يتوضؤون مما غيرت النار. وهذا مرسل جيد.
الحكم عليه: هو موقوف إسناده بهذه المتابعات حسن لغيره.
128 - (¬1) (وَقَالَ إِسْحَاقُ): أنا الْعَقَدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ هِنْدِ بِنْتِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ (عَمَّتِهَا) (¬2)، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَكَلَ مِنْ كتف شاة، ئم صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (¬3). قُلْتُ (¬4): أَظُنُّهُ مُرْسَلًا، وَمُحَمَّدُ بن أبي حميد ضعيف). ¬
128 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 445: 1094)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2، ل 365)، من طريق محمد بن أبي حميد، به، فلفظ الطبراني مثله، ولفظ أبي نعيم بنحوه، وفيه زيادة الخبز. وأخرجاه أيضًا من طريق العباس بن فضل الأسفاطي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثني أخي، عن سليمان بن بلال، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عن محمد بن كعب القرظي، حدثتني هند بنت سعيد بن أبي سعيد، به، مثل لفظ أبي نعيم الأول. وسيأتي الكلام عن هذا الإسناد في الحكم على الحديث. وأخرجاه أيضًا من طريق عمرو بن محمد بن معاذ الأنصاري، سمعت هند بنت سعيد، به، بنحوه. انظر: المعجم الكبير (1092، 1093)، وعمرو هذا لم أقف على ترجمته. وعزاه في الكنز إلى ابن أبي خيثمة وابن عساكر في تاريخيهما من طريق هند،=
= به، بنحوه. انظر: الكنز (9/ 495: 27133)؛ والرسالة المستطرفة (ص 130).
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علّتان: 1 - الجهالة بحال التابعية، وهي هند بنت سعيد. 2 - ضعف محمد بن أبي حميد. أما قول الحافظ "أظنه مرسلًا، ففيه نظر، لأنه هو ذكر فريعة -عمّة هند- في الإصابة ضمن القسم الأول، وهم من ثبتت صحبتهم لديه، بل صرّح بأنها شهدت بيعة الرضوان كما في التهذيب، مع أن صحبتها لا خلاف فيها. وأما قول الهيثمي رحمه الله في المجمع (1/ 254): رواه الطبراني في الكبير من طرق، وبعض رجالها رجال الصحيح، إلَّا هند بنت سعيد، وقد وثقها ابن حبان، ففيه إيهام لا يخفى؛ لأن الطريق الوحيد الذي رواته رواة الصحيح هو طريق محمد بن كعب، وفيه العباس بن فضل الأسفاطي شيخ الطبراني، مجهول الحال، بل قال هو عنه في المجمع (5/ 66): لم أعرفه. وانظر: اللباب (1/ 54)، ومقدمة الدعاء للطبراني (1/ 386)، وهو وإن لم يكن في طبقة رواة الصحيح، فلا يحسن إهمال أثره في الإسناد. وبذا يتضح أن هاتين المتابعتين لمحمد بن أبي حميد فيهما مجهولان الأول فيه العباس الأسفاطي، والثاني فيه محمد بن عمرو الأنصاري. إلَّا أنه إذا ضمّ إلى ذلك ما ورد من الشواهد في الباب ارتقى متن الحديث إلى درجة الحسن لغيره، وقد ذكرت جملة من هذه الشواهد الصحيحة عند ح (130) الآتي قريبًا.
129 - حدثنا (¬1) يحيى، عن شعبة، عن عمروبن مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَوْ أَكَلْتُ لَحْمًا وَشَرِبْتُ لَبَنَ اللِّقَاحِ ثُمَّ أُصَلِّي وَلَمْ أَتَوَضَّأْ، مَا بَالَيْتُ أَنْ (¬2) لَا أُمَضْمِضَ فَمِي، وَأَغْسِلَ يَدِي مِنْ غَمْرِ الطَّعَامِ (¬3). * صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ. ¬
129 - تخريجه: أخرجه البيهقي (1/ 160، كتاب الطهارة، باب الرخصة في ترك المضمضة من ذلك -أي شرب اللبن-)، من طريق آدم، نا شعبة، به، بنحوه، وفيه بعض الاختلاف. كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما من فعله، وبنحو هذا القول مختصرًا. انظر: مصنفي عبد الرزاق (1/ 177)؛ وابن أبي شيبة (1/ 58)؛ والأوسط 1/ 221 ث: 117).
130 - (¬1) حَدَّثَنَا عِيسَى، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دخل على ابنته فاطمة رضي الله عنها، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ لَحْمًا، فَأَكَلَ، فَلَمَّا قَامَ أَخَذَتْ رضي الله عنها بردائه - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ألا تتوضأ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: " (ممّ) (¬2) يا بنية؟ "، فقالت رضي الله تعالى عنها: مما غيّرت النار، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أو ليس أَطْهَرُ طَعَامِنَا مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ". رَوَاهُ أَحْمَدُ (¬3)، وَالْحَارِثُ (¬4)، وَأَبُو يَعْلَى (¬5)، مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ فاطمة رضي الله عنها- موصولًا. ¬
130 - تخريجه: أخرجه الإمام أحمد، وأبو يعلى، والحارث في مسانيدهم، كلهم من طريق محمد بن إسحاق عن أبيه، عن الحسن بن أبي الحسن، عن فاطمة رضي الله عنها، به، بنحوه، ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 88: 2742)، قال: ثنا محمد بن عبدوس، ثنا عبد الله بن عمرو بن أبان، ثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن إسحاق، به، بنحوه، إلَّا أنه جعل بدل الحسن بن أبي الحسن، الحسن بن علي رضي الله عنه، وجعله الطبراني في مسنده، وأنه هو الذي حضر القصة ورواها ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات إلَّا أن عبد الله بن عمرو لم أجد له ترجمة. وبناء عليه تبقى رواية الأئمة هي المحفوظة، لأنها زيادة على صحة بعض أسانيدها، جاءت من طرق متعددة، وتبقى علَّة الحديث كما هي حيث إن ابن إسحاق قد عنعن هنا أيضًا.=
= الحكم عليه: هذا مرسل إسناده صحيح، رجاله ثقات، أما متابعة محمد بن إسحاق الموصولة، فلها علتان أيضًا: قال البوصيري في الإتحاف (ص 312): ومدار حديث فاطمة على محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وقد عنعن. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 253) بعد أن ذكر الحديث: والحسن بن أبي الحسن ولد بعد وفاة فاطمة، والحديث منقطع. اهـ. أما متن الحديث فله شواهد كثيرة منها: 1 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما، وسيأتي بعد هذا الحديث. 2 - حديث عمرو بن أمية الضمري أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يحتزّ من كتف شاة في يده، ثم صلى ولم يتوضأ، أخرجه البخاري (الفتح 1/ 311: 208)، ومسلم (1/ 273: 354). 3 - حديث ميمونة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل عندها كتفًا، ثم صلَّى ولم يتوضأ، أخرجه البخاري (الفتح 1/ 312: 210)، ومسلم (1/ 274: 356). وفي الباب مرفوعًا عن عدد من الصحابة أيضًا، منهم: جابر، وأبو رافع، والمغيرة، وزينب بنت أبي سلمة، وسويد بن النعمان، وعبد الله بن الحارث، وعثمان بن عفان، وابن مسعود، وأبو هريرة، وعائشة، وغيرهم رضي الله عنهم، كما جاء موقوفًا عن عدد كبير جدًا من الصحابة رضي الله عنهم، ويشبه أن يكون هذا متواترًا. انظر: مصنف ابن أبي شيبة (1/ 50 - 51)؛ والأوسط (1/ 219 - 226)؛ والبيهقي (1/ 153 - 158)؛ وجامع الأصول (7/ 221 - 225)، ومجمع الزوائد (1/ 251 - 254)؛ والبدر المنير (ق 3، ص 805 - 811).
131 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا حُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عباس، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَسَ (¬1) من كتف ثم صلى ولم يتوضأ (¬2). ¬
131 - تخريجه: أخرجه البزار في مسنده (زوائد البزار لابن حجر ص 483: 292، كتاب الطهارة، باب الوضوء)، ثنا أبو كريب، ثنا موسى بن داود، ثنا حسام بن مصك، به، نحوه، وفيه أكل خبزًا ولحمًا". والمروزي في مسند أبي بكر (ص 70، 71: 33، 34)، بمثل إسناد البزار ونحو لفظ أبي يعلى. ورواه بإسناد آخر قال: ثنا سفيان بن وكيع، ثنا زيد بن حباب، عن حسام، به، مثل لفظ أبي يعلى. قال البزار: قد رواه هشام وأشعث، عن ابن سيرين، عن ابن عباس، ولم يذكرا أبا بكر، وإنما قاله حسام وهو ليس بالقوي ولم يسمع ابن سيرين من ابن عباس. اهـ. وأشار الترمذي إلى حديث أبي بكر هذا في سننه (1/ 118 - 119) ثم قال: ولا يصح حديث أبي بكر في هذا الباب من قبل إسناده إنما رواه حسام بن مصك، عن ابن سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، هكذا روى الحفاظ، وروي من غير وجه عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورواه عطاء بن يسار، وعكرمة ومحمد بن عمرو بن عطاء، وعلي بن عبد الله بن عباس=
= عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلَمْ يذكروا فيه: عن أبي بكر الصديق، وهذا أصح. اهـ. قلت: وقد أشار الشيخ أحمد شاكر رحمه الله إلى هذه الروايات التي يشير إليها الترمذي في قوله، وهي في المسند بتحقيقه تحت الأرقام التالية: (1988، 2002، 2188، 2286، 2289، 2339، 2341، 2406، 2467، 2545، 2941، 3014، 3108، 3287، 3295، 3312، 3352، 3433، 3453، 1994، 2524، 3403، 3463). وقال الدارقطني في علله (1/ 211: 18)، لما سئل عن هذا الحديث: خالفه -يعني حسامًا- أيوب السختياني، وهشام بن حسان، وأشعث بن سوار، وغيرهم، فرووه عن ابن سيرين، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، ولم يذكروا فيه أبا بكر، وهم أثبت من حسام، والقول قولهم. اهـ. والحديث من طريق ابن عباس، دون ذكر أبي بكر رضي الله عنهما. أخرجه البخاري (الفتح 1/ 310، 9/ 545)، ومسلم (1/ 273)، وأبو داود (1/ 130 - 133)، والنسائي (1/ 108)، وابن ماجه (1/ 164)، وأحمد (1/ 226، 227، 253) بأسانيد كثيرة، ومالك (1/ 25)، وعبد الرزاق (1/ 164)، وابن أبي شيبة (1/ 47). أما مسألة سماع ابن سيرين من ابن عباس، وأنه لم يثبت فمع كونه توبع على ذلك -كما تقدم- فقد نقل الحافظ في الفتح (9/ 545 - 546)، عن شعبة وخالد الحذاء، أنه سمعها من عكرمة أيام المختار.
الحكم عليه: الحديث من هذا الوجه منكر، لأن فيه حسام بن مصك، وهو يكاد يترك، وقد خالف الثقات في إسناده إلى أبي بكر رضي الله عنه، قال الهيثمي (1/ 251): فيه حسام بن مصك وقد أجمعوا على ضعفه. أما أصل الحديث من رواية ابن عباس رضي الله عنهما فهو صحيح لا مرية في ذلك كما تقدم في التخريج.
132 - (¬1) حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ إِسْحَاقَ (¬2) الْهَاشِمِيِّ (¬3)، حَدَّثَتْنَا صَفِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ (¬4): دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ، كَتِفًا (¬5) بَارِدًا فَكُنْتُ أَسْحَاهَا (¬6)، فَأَكَلَهَا، ثُمَّ قَامَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - فصلى (¬7). ¬
132 - تخريجه: أخرجه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ (1/ 321: 808)، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العزيز، ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي، ثنا جعفر بن سليمان، به، نحوه.
الحكم عليه: قال الهيثمي (1/ 253): رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات. قلت: إلَّا جعفر بن سليمان فإن الحق فيه أنه صدوق، وبذا يكون إسناده حسنًا لذاته. ويشهد لمتنه عدد من الأحاديث سبق الإشارة إليها قبل حديثين.
133 - [1] قَالَ (¬1): وحَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: نَشَلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَتِفًا مِنْ قِدْرِ (¬2) الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَأَكَلَهَا، وَقَامَ فَصَلَّى (¬3) وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. [2] وقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، نحوه (¬4). ¬
133 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 27: 42، كتاب الوضوء، باب ذكر الدليل على أن ترك النبي - صلى الله عليه وسلم -)، ثنا أحمد بن عبدة الضبي، ثنا عبد العزيز -يعني ابن محمد الدراوردي- به، نحو سياق البزار. ومن طريق ابن خزيمة أخرجه ابن حبان (الإحسان 2/ 235: 1148، كتاب الطهارة، باب البيان بأن ترك الوضوء. . .). والبيهقي (1/ 156، كتاب الطهارة، باب ترك الوضوء مما مست النار). وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 67، كتاب الطهارة، باب أكل ما غيرت النار. . .)، حدثنا محمد بن خزيمة، ثنا حجاج، ثنا عبد العزيز بن مسلم، عن سيل، به، نحو سياق البزار. وعبد العزيز بن مسلم، هو القسملي، ثقة عابد، ربما وهم. (انظر: ح 31)،=
= والحديث أخرجه مسلم (1/ 272: 352)، عن عبد الله بن قارظ أنه وجد أبا هريرة يتوضأ على المسجد، فقال: إنما أتوضأ من أثوار أقط أكلتها لِأَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: "توضؤوا مما مست النار".
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف (ص 330) عن إسناد أبي يعلى: إسناد صحيح. وقال الحافظ في زوائد البزار (تقدمت الإحالة) عن إسناد البزار: هذا إسناد صحيح. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 251) عن إسناد أبي يعلى، فيه محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حديث حسن. قلت: وهو كما قال رحمه الله، لا كما قال البوصيري آنفًا، فإن محمدًا لا يبلغ حديثه الصحة، وقد نص على ذلك الذهبي في كلامه على طبقات كتابه (ديوان الضعفاء والمتروكين). انظر: ديوان الضعفاء والمتروكين (ص 373). وقال عن سند البزار: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ البزار، وقد سبق أنه (مستور)، لكن الحديث بمجموع طرقه صحيح لغيره بلا شك.
37 - باب المضمضة من اللبن
37 - (¬1) بَابُ الْمَضْمَضَةِ مِنَ اللَّبَنِ 134 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ -هُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ- عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ أنه كان تمضمض (¬2) من اللبن ثلاثًا. * هذا موقوف صحيح. ¬
134 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 57، في اللبن يشرب، من قال: يتوضأ)، حدثنا ابن عيينة وإسماعيل بن علية، به، مثله، من فعله رضي الله عنه وفعل الحارث الهمداني. ومن هذا الوجه أخرجه عبد الرزاق (1/ 177: 688، باب المضمضة من الأشربة)، عن معمر، عن أيوب، به، وفيه زيادة (ثلاثًا) ثانية، والحديث جاء عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا بمعناه، وسيأتي برقم (146)، لكن إسناده ضعيف.=
الحكم عليه: هو كما قال الحافظ (موقوف صحيح). والاكتفاء بالمضمضة من اللبن ثبت مرفوعًا وموقوفًا عن عدد من الصحابة. انظر: فتح الباري (1/ 313: 149).
38 - باب الوضوء من مس الفرج
38 - بَابُ الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الْفَرْجِ 135 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ (¬1)، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ (¬2)، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ -يَعْنِي الزُّهْرِيَّ- وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ، وعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ). قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وقَالَ يحيى بن أبي كثير، عن رجل من الْأَنْصَارِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬3) صَلَّى ثُمَّ عَادَ فِي مَجْلِسِهِ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ أَعَادَ الصَّلَاةَ، فَقَالَ: "إِنِّي كُنْتُ مَسِسْتُ ذَكَرِي، فَنَسِيتُ" (¬4). [2] أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي رَجُلٌ (¬5) فِي مَسْجِدِ الْرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬6) (وَقَالَ أَيْضًا: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ، ذَكَرَ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَتَذَاكَرُوا عِنْدَهُ مَسَّ الذَّكَرِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: إِنَّ بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانَ -وَهِيَ إِحْدَى خَالَاتِي- قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعِنْدَهُ فُلَانٌ، وَفُلَانٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو حَتَّى ذَكَرَتْ سِتَّةً أَوْ سَبْعَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فليتوضأ". ¬
أَمَّا الْإِسْنَادُ الْأَوَّلُ فَصَحِيحٌ مُتَّصِلٌ، وَحَدِيثُ بُسْرَةَ فِي السُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ (¬1)، وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ (¬2) مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، لَكِنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَقَدْ (تَبَيَّنَ) (¬3) فِي الْإِسْنَادِ الَّذِي سُقْنَاهُ أَنَّ الزُّهْرِيَّ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ عُرْوَةَ، فَكَأَنَّ ابْنَ إِسْحَاقَ دَلَّسَهُ تَدْلِيسَ التَّسْوِيَةِ (¬4) لِأَنَّهُ صَرَّحَ فِيهِ بِسَمَاعِهِ مِنَ الزُّهْرِيِّ، فَأَخْرَجْتُهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ لِلْفَائِدَةِ، وَبَاقِي الطُّرُقِ الَّتِي هُنَا لم يخرجوها. ¬
135 - تخريجه: هذا الحديث كما ترى أورده الحافظ من طريق ثلاثة من الصحابة:=
= 1 - بسرة بنت صفوان، وحديثها مشهور في دواوين الإسلام، بل هو أصل هذا الباب، وفيه خلاف كثير، من حيث الاتصال والانقطاع والراجح أنه صحيح متصل، وله شواهد، نص على ذلك عدد من الأئمة وأخرجوه في مصنفاتهم، ثم جرى بينهم خلاف هل هو ناسخ أو منسوخ وكيف الجمع بينه وبين حديث طلق، وهذه التفاصيل لا حاجة إلى ذكرها أو استيعابها في مثل هذه الحال، بل يكفي إن شاء الله تعالى الإشارة إلى مواضعها في تلك الكتب لمن أراد التوسع، وذلك مثل: الأوسط (1/ 197 - 198)؛ وتنقيح كتاب التحقيق (ص 24 - 26)؛ ونصب الراية (1/ 54 - 76)؛ والبدر المنير (ق 2، ص 878 - 923)؛ والتلخيص الحبير (1/ 131 - 136)؛ وإرواء الغليل (1/ 150 - 151). ولا بأس هنا من الإشارة على وجه السرعة إلى بعض من أخرجه من غير أصحاب السنن، وإسحاق في مسنده، فقد أخرجه: مالك في الموطأ (1/ 42: 58)، والشافعي في الأم (1/ 15)، وعبد الرزاق في المصنف (1/ 112 - 113: 410 - 411)، وابن سعد في الطبقات (8/ 245)، وابن أبي شيبة (1/ 163)، وأحمد (6/ 406)، والدارمي (1/ 184 - 185)، وابن الجارود (ص 17: 16 - 18)، وابن خزيمة (1/ 22: 33)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 2/ 220 - 222: 1109 - 1114)، والحاكم (1/ 136 - 137). 2 - زيد بن خالد الجهني: ومن طريقه أخرجه: أحمد (5/ 194)؛ وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 163، من كان يرى من مس الذكر وضوء). والبزار في مسنده (كشف الأستار 1/ 148: 238، كتاب الطهارة، باب الوضوء من مسّ الذكر). والطبراني في الكبير (5/ 279: 5221 - 5222)؛ والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 73، في الطهارة، باب مسّ الفرج هل يجب فيه الوضوء أم لا).=
= كلهم من طريق ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زيد بن خالد، به. قال الهيثمي في المجمع (1/ 244 - 245): رجاله رجال الصحيح، إلَّا أن ابن إسحاق مدلس، وقد قال: حدثني. قلت: ذلك في سند أحمد والطحاوي، وفي غيرهما رواه بالعنعنة. قال الطحاوي رحمه الله بعد رواية الحديث: ونفس هذا الحديث منكر وأخلق به أن يكون غلطًا، لأن عروة حين سأله مروان عن مس الفرج فأجابه من رأيه (أن لا وضوء فيه)، فلما قال مروان، عن بسرة، عن النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا قَالَ، قال له عروة: (ما سمعت به، وهذا بعد موت زيد بن خالد بكم ما شاء الله. اهـ. وهذا عجيب منه رحمه الله، وأعجب منه سكوت الإمام الزيلعي رحمه الله على ذلك حين ساق كلامه هذا، وذلك أن الحكم بالنكارة لا يتم بهذه السهولة إذا صح الإسناد أو ثبت، فمن أين له أن حديث بسرة متأخر عنه، وذلك أن عروة روى حديث بسرة حين كان مروان على المدينة واليًا لمعاوية عليها، وقد جاء هذا صريحًا عند البيهقي (1/ 129)، قبل سنة إحدى وستين، وزيد بن خالد على أقل الأقوال في وفاته -وهو قول ابن سعد- أنه في آخر خلافة معاوية، مع أن الأكثرين على أنه توفي بعد ذلك بزمن، فذهب طائفة إلى أنه توفي سنة ثمان وستين، وقال آخرون سنة ثمان وسبعين، أما مروان فقد ترك المدينة بلا شك قبل وفاته بعدة سنوات حين ذهب إلى الشام، وتوفي قطعًا في سنة خمس وستين، فتأمل. وحديث زيد هذا أشار إليه الترمذي في سننه (1/ 128). 3 - حديث عائشة رضي الله عنها، أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 73، في الطهارة، باب مس الفرج ...)، حدثنا أبو بكرة، ثنا أبو داود، ثنا هشام، به، نحوه، ومثل إسناد إسحاق، وأخرجه الحارث في مسنده. (وقد فات الحافظ فلم يذكره في المطالب العالية). (انظر: بغية الباحث ص 124: 80، كتاب الطهارة، باب ما ينقض الوضوء)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا هِشَامٌ -وهو=
= الدستوائي- عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، به مثله فأسقط يحيى الواسطة بينه وبين عروة، أو يكون هذا من فعل ابن أبان فإنه متروك. انظر: التقريب (ص 356: 4083)، وكلاهما محتمل أن يفعل ذلك، لأن يحيى أيضًا يدلس، وإسناد إسحاق -في حديث الباب- يوضح أن هناك واسطة أسقط بينه وبين عروة، بل صرح البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة رحمهم الله وذكروا أنه يقع بينهما رجل أو رجلان ولا يذكر سماعًا ولا رؤية، ولا سؤاله عن مسألة، ولا يضر إثبات يحيى السماع له من عروة، لأن قولهم أرجح لكثرتهم، ولأن حكمهم يشمّ منه رائحة السبر والتحرّي لأحاديثه، والله أعلم. انظر: جامع التحصيل (ص 299: 880). كما أخرجه البزار في مسنده. (انظر: كشف الأستار 1/ 148: 284)، كتاب الطهارة، باب الوضوء من مسّ الذكر): حدثنا محمد بن المثنى، ثنا أبو عامر، ثنا إبراهيم بن إسماعيل، عن عمر بن شريح، عن الزهري، عن عروة، به، نحوه. قال البزار: تفرّد به عمر بن شريح، وخالف فيه أكثر أهل العلم وهو عمر بن سعيد بن شريح، روى عن إبراهيم وفضيل وغيرهما. قلت: ضعفه الدارقطني وغيره، وقال ابن عدي: أحاديثه عنه -يعني الزهري- ليست بمستقيمة. وساق له الذهبي هذا الحديث من طريق إبراهيم بن إسماعيل، به وضعف إبراهيم، ثم قال: ويروى عن سليمان بن موسى، عن الزهري مثله، ورواه معمر، عن الزهري، عن عروة، عن مروان، عن بسرة، وقال عقيل ويونس وشعيب، وعبد الرحمن بن نمر وغيرهم، عن الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عن عروة، عن مروان بن الحكم، عن بسرة، وقيل غير ذلك عن الزهري. (انظر: الكامل لابن عدي 5/ 1717)؛ والميزان (3/ 200: 6125). وبذا يتضح لك سبب سياق الحافظ لها مساق الحديث الواحد وكوني وضعت لها رقمًا واحدًا مع اختلاف أوجهها سواء في=
= صحابي الحديث، أو إرسال الحديث واتصاله، وأنها تعود إلى حديث واحد، وما هذا الاختلاف إلَّا بسبب ضعف الرواة ومخالفتهم، أو تدليسهم كما يصنع يحيى. قال الهيثمي في المجمع (1/ 245): رواه البزار، وفيه عمر بن شريح، قال الأزدي: لا يصح حديثه. ومن طريق إبراهيم بن إسماعيل، عن عمر بن شريح، به، نحوه. أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 74، في الطهارة، باب مسّ الفرج. . .)، ثم حكم عليه بالنكارة وحجته في ذلك ما ذكره عند حديث زيد بن خالد، ويرد عليه، ما أوردته هناك -وهو أن ليس هناك قطع بتأخر حديث بسرة عن هذا الحديث- وكان الأولى أن يعلّه بضعف راويه عمر بن شريح -وقد صنع ذلك رحمه الله- وبنكارة إسناده كما فعل ابن عدي والذهبي. وأخرجه الدارقطني (1/ 147، كتاب الطهارة، باب ما روي في لمس القبل. . .)، مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ العمري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، به، نحوه، وفيه زيادة. قال الدارقطني: عبد الرحمن العمري، ضعيف. وقال الزيلعي رحمه الله في نصب الراية (1/ 60): وهو معلول بعبد الرحمن هذا، قال أحمد: كان كذابًا، وقال النسائي وأبو حاتم وأبو زرعة: متروك. وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 36: 74)، من طريق حسن الحلواني عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، عن حسين المعلّم، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بن عكرمة، عن الزهري، عن عروة، به، مثله. وأما السياق الأول لحديث الباب، حيث جمع عروة بين بسرة وزيد بن خالد في رواية الحديث عنهما، فبمثله أخرجه عبد الرزاق في المصنف (الإحالة السابقة ح 412): أخبرنا ابن جريج، به، مثله، إلَّا أنه لم يذكر نفي سماع الزهري من عروة، وكذا جعله من رواية بسرة، عن زيد بن خالد وأيضًا أخرجه في المصنف (ح 413)،=
= بنحو مرسل الرجل الذي من الأنصار لكنه جعله مرسلًا ليحيى، فقال: عن معمر بن راشد، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، به.
الحكم عليه: هذا الحديث ثابت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من قوله، وخصوصًا حديث بسرة، كما نص على ذلك أحمد، وابن معين، والترمذي، والدارقطني، والحاكم، والبيهقي، والحازمي، وغيرهم، ونص البخاري أنه أصح حديث في الباب، كما أنه يتقوّى بالشواهد الواردة عن عدد من الصحابة، والتي سأشير إليها لاحقًا إن شاء الله. أما حديث زيد بن خالد، فإسناده صحيح، وقد حكم عليه بذلك الحافظ في التلخيص (1/ 133)، وتقدم حكم الهيثمي. وأما قول ابن المديني: أخطأ فيه ابن إسحاق، وذكره أنه من منكراته فهو متعقب بأنه لم ينفرد به -كما ظن رحمه الله- بل تابعه على ذلك ابن جريج كما في حديث إسحاق هنا، وأخرجه أيضًا عبد الرزاق. وأما قول الترمذي في علله الكبير (1/ 156، في الوضوء من مس الذكر): وسألت محمدًا -يعني البخاري- عن أحاديث مس الذكر، فقال: أصح شيء عندي في مس الذكر حديث بسرة، ابنة صفوان، والصحيح عن عروة، عن مروان، عن بسرة، فقلت له: فحديث محمد بن إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْدِ بن خالد؟ قال: إنما روى هذا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عن عروة، عن بسرة، ولم يعدّ هذا الحديث محفوظًا. قلت: فحديث عروة عن عائشة، وعروة عن أروى ابنة أنيس؟ قال: ما يصنع بهذا هذا لا يشتغل به ولا يعبأ به .. ، قال: وحديث عبد الله بن عمرو في مس الذكر هو عندي صحيح. اهـ. ففي بعضه نظر، إذ أن حديث بسرة صح من طريق عروة عن مروان عنها، وعن عروة عنها مباشرة، وقد بسط هذا الأمر جماعة من الأئمة في مصنفاتهم بما لا يدع مجالًا للشك فيه، وسبق أن أشرت إلى مواضعه عند تخريج الحديث، ويحمل قول=
= البخاري على أنه لم يطلع على تلك الطرق أو أنها لم تصح عنده، وكذا يقال عن كلامه في حديث زيد بن خالد، بأنه إما لم يطلع على متابعة ابن جريج هذه، أو أنها لم تصح عنده، والله أعلم. أما حديث عائشة رضي الله عنها فضعيف الإسناد، علته جهالة هذا الرجل المبهم، ويحتمل أنه المهاجر بن عكرمة كما في علل ابن أبي حاتم (1/ 36: 74) حيث صرّح به يحيى، ونصّ عليه أبو حاتم رحمه الله، أو أنه عمر بن شريح لأن البزار أخرجه من طريقه، وهو من أهل تلك الطبقة، وقد نصّ البزار أنه تفرد بهذا الوجه، وخالف أهل العلم، كما أوضح الذهبي نكارته مع هذا المتن، وأنه هو صاحب هذه المخالفة، فلربما أن يحيى أبهمه لضعفه، حيث تقدم أنه ضعيف له مناكير. وقال أبو حاتم -كما في علل ابنه، الإحالة السابقة-: هذا حديث ضعيف، لم يسمعه يحيى من الزهري، وأدخل بينهم رجلًا ليس بالمشهور ولا أعلم أحدًا روى عنه إلَّا يحيى، وإنما يرويه الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عن عروة، عن مروان، عن بسرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولو أن عروة سمع من عائشة، لم يدخل بينهم أحد، وهذا يدل على وهن الحديث. اهـ. وقد تقدم تضعيف الدارقطني له، والزيلعي، ومال إلى ذلك الحافظ رحمهم الله كما في التلخيص (1/ 135)، وقال ابن الملقن رحمه الله في البدر (ق 2، ص 915 - 916) هذا الحديث ضعيف ... ، وقد صح هذا من قولها. وكذا صحح الحاكم وقفه. المستدرك (1/ 138). وأصل الحديث جاء من طريق عدد من الصحابة، أوصلهم ابن الملقن إلى سبعة عثسر صحابيًا، وقد ورد هنا ذكر بعضهم، ومن أراد التوسع فليطالع المصادر التي أحَلْتُ إليها في بداية التخريج حيث بسطت ذكرها بما فيه الكفاية إن شاء الله. كما جاء هذا المتن موقوفًا على عدد من الصحابة والتابعين. وانظر: مصنفي عبد الرزاق (1/ 113 - 121)؛ وابن أبي شيبة (1/ 163 - 164).
131 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (بْنُ هَاشِمٍ) (¬1) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ (¬2) بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الْمَرْأَةِ تَمَسُّ (¬3) فَرْجَهَا، قال: "تتوضأ" (¬4). ¬
136 - تخريجه: مضى تخريج هذا الحديث عند الحديث السابق.
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، من أجل يحيى بن هاشم لأنه كذاب إلَّا أن الحديث صحيح جاء من عدة طرق، وقد مضى الحكم عليه عند الحديث السابق.
137 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: من مسّ ذكره فعليه الوضوء.
137 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 163، من كان يرى من مسّ الذكر الوضوء): حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن حرملة، به، نحوه. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 120)، باب الوضوء من مس الذكر: عن إبراهيم بن محمد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بلفظ (من مس ذكره فليس عليه وضوء)، لكن إبراهيم هو الأسلمي متروك لا يلتفت إليه إذا انفرد، فكيف إذا خالف هؤلاء الثقات. انظر: التقريب (ص 93: 241).
الحكم عليه: هذا إسناد حسن لغيره، لشواهده المذكورة في ح (135)، كما أن ابن حزم والحازمي، نصًا على ثبوته عنه، بل قال الحازمي أنه أصح الروايتين عنه. انظر: المحلّى (1/ 320)؛ والاعتبار في الناسخ والمنسوخ (ص 69). وفي هذا نظر، إلَّا أن يكون لهذا الأثر إسناد صحيح غير هذا لأن الإسناد القادم أصح، ولا يضر هذا مخالفة ما سيأتي، لأنه ربما يكون أفتى بأحدهما ثم تبين له خلاف ذلك فأفتى به، والله أعلم.
138 - (وَقَالَ مُسَدَّدٌ) (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدًا -يَعْنِي ابْنَ الْمُسَيَّبِ- عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ، فَقَالَ: هُوَ كَبَعْضِ جَسَدِكَ. ¬
138 - تخريجه: أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 79، في الطهارة، باب مسّ الفرج. . .)، حدثنا عبد الله بن محمد بن خشيش، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام -وهو الدستوائي-، ثنا قتادة، به، بمعناه.
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف (ص 284: 187): هذا الإسناد رجاله ثقات. قلت: بل وإسناده صحيح، لكنه موقوف على ابن المسيب.
139 - [1] (وَقَالَ) (¬1) حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ مُخَارِقِ بْنِ أَحْمَرَ (¬2) الْكِلَابِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي مَسِّ الذَّكَرِ، فَقَالَ: مَا أُبَالِي مَسِسْتُ إِيَّاهُ، أَوْ أَنْفِي (¬3) وَأُذُنِي، قَالَ يَحْيَى أَوْ (¬4) أَحَدَهُمَا. [2] حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ (¬5) سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سُئِلَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ مسّ الذكر، فذكر نحوه. ¬
139 - تخريجه: أخرجه ابن المنذر (1/ 201 ث: 96، كتاب الطهارة، ذكر الوضوء من مسّ الذكر) من طريق سفيان، به، نحوه. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 117، باب الوضوء من مس الذكر) من طريق معمر، عن قتادة، عن المخارق به، وعن قتادة عن إياد به، نحوه. وأخرجه البخاري في تاريخه (2/ 117، ترجمة البراء بن قيس: 1889، قال لنا أبو نعيم: حدثنا مسعر، عن إياد بن لقيط، به، بمعناه، وقال لنا عمرو بن عاصم، عن همّام: قال: ثنا قتادة عن أبي حسان، به، نحوه، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 78، في الطهارة، باب مسّ الفرج ...) من طريقين عن إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ قَيْسٍ، به، نحوه. ومن طريق سدوس عن البراء، به، نحوه.=
ومن طريق همام عن قتادة، عن المخارق، به، نحوه. قلت: فاتضح من إسناد مسدد الأول، وإسناد البخاري الثاني أن قتادة دلس في روايته عند عبد الرزاق والطحاوي، حيث عنعنه عن المخارق، والواقع أن بينهما أبا حسان الأعرج. كما أن المخارق، والبراء بن قيس، لم ينفردا بهذا الأثر -وهما مجهولان- عن حذيفة، فقد تابعهما على روايته كل من: 1 - أبو عبد الرحمن السلمي، ومن طريقه أخرجه: ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 164، من كان لا يرى فيه -أي مسّ الذكر- وضوءًا)، حدثنا ابن فضيل، عن حصين، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، به، نحوه. وهذا إسناد رجاله ثقات، جميعهم من رجال الشيخين، إلَّا أن حصين بن عبد الرحمن، قد تغير بآخره، ولم تتبين رواية ابن فضيل هل هي قبله أو بعده، بيد أن البخاري أخرج من طريقه عن حصين، لكن مما توبع عليه، نص على ذلك الحافظ. (انظر: هدي الساري ص 398). إلَّا أن ابن فضيل قد تابعه عبثر بن القاسم الزبيدي -وهو ثقة من رجال الشيخين كما في التقريب (ص 294: 3117) - عند الدارقطني (1/ 150، كتاب الطهارة، باب ما روي في لمس القبل. . .)، حدثنا أبو محمد بن صاعد، ثنا أبو حصين، عبد الله بن أحمد بن يونس، نا عبثر، عن حصين، به، نحوه. وابن صاعد، وعبد الله ثقتان. (انظر: التقريب ص 295)؛ وتاريخ بغداد (14/ 231). 2 - شقيق بن سلمة، أبو وائل الأسدي، ومن طريقه، أخرجه: الدارقطني (الإحالة السابقة)، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، نا أبو الربيع، نا إسماعيل بن زكريا، نا حصين، عن شقيق، به، نحوه.=
= وهذا إسناد ورجاله ثقات، إلَّا إسماعيل بن زكريا، فإنه صدوق يخطىء قليلًا. (انظر: التقريب ص 107)، فمثله حديثه حسن في المتابعات والشواهد. 3 - قيس بن السكن، قال: إن عليًا وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وأبا هريرة لا يرون من مس الذكر وضوءًا، وقالوا: لا بأس به. أخرجه عبد الرزاق (1/ 120: 436، الإحالة السابقة) عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ قيس، به. وهذا إسناد رجاله ثقات. وأما عنعنة الأعمش فهو ممن احتمل الأئمة تدليسه. 4 - إبراهيم النخعي مرسلًا عن حذيفة، بنحوه. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 165 في الإحالة السابقة). 5 - الحسن مرسلًا: بنحو أثر قيس بن السكن السابق: أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 283: 9218). قال الهيثمي في المجمع (1/ 244): رجاله ثقات من رجال الصحيح إلَّا أن الحسن مدلس، ولم يصرح بالسماع. قلت: بل جزما لم يلق من ذكره في هذا الأثر. (انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص 31، وما بعدها). وعزاه في الكنز (9/ 507: 27180)، إلى سعيد بن منصور في سننه.
الحكم عليه: أثر الباب موقوف صحيح لغيره بهذه المتابعات التي ذكرتها، ويشهد له أيضًا ما رواه عبد الرزاق (1/ 117: 427)، والطبراني في الكبير (9/ 283: 9218)، وابن المنذر (الإحالة السابقة 1/ 202 ث: 99) بسنده عن الحسن رحمه الله قال: أجمع لي رهط مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فمنهم من يقول: (ما أبالي إياه مسست، أو مسست أذني، أو ركبتي، أو فخذي). قال الهيثمي في المجمع (1/ 244): رجاله ثقات.
140 - قَالَ (¬1) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ ثَوَابٍ (¬2) -رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ- حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَدَّاعٍ (عَنْ أَبِيهِ) (¬3) عَنْ سَيْفِ (¬4) بْنِ عبيد اللَّهِ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَرِجَالٌ مَعِي عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَسَأَلْنَاهَا عَنِ الرَّجُلِ يَمَسُّ فَرْجَهُ، وَعَنِ المَرَأَةِ تَمَسُّ فَرْجَهَا، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - / يَقُولُ: "مَا أُبَالِي إِيَّاهُ مَسِسْتُ أَوْ أنفي" (¬5). ¬
140 - تخريجه: لم أجد أحدًا أخرجه غير أبي يعلى في مسنده، ويظهر ذلك من صنيع الأئمة فإن الزيلعي، والحافظ، والهيثمي لم يعزوه لغيره.
الحكم عليه: قال الهيثمي في المجمع (1/ 244): رواه أبو يعلى من رواية رجل من أهل اليمامة، عن حسين بن دفاع، عن أبيه، عن سيف، وهؤلاء مجهولون، وهو أقل ما يقال فيهم. وقال الحافظ في التلخيص (1/ 136): إسناده مجهول.=
= وقال حسين أسد في تحقيقه للمسند (الإحالة السابقة): إسناده مسلسل بالمجاهيل، ثم ذكر أنه يشهد له حديث طلق بن علي -وهو أشهر حديث في هذا الباب وأصحه- أخرجه أحمد (4/ 22، 23)، وأبو داود (1/ 127)، ح (182)، والترمذي (1/ 131: 85)، والنسائي (1/ 101)، وابن ماجه (1/ 163: 483)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 2/ 223: 1116، 1117)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 75، 76)، والبيهقي (1/ 134)، وغيرهم، بلفظ (هل هو إلَّا بضعة منك)، وصححه ابن حزم في المحلَّى (1/ 323).
39 - باب الوضوء من النوم
39 - بَابُ الْوُضُوءِ مِنَ النَّوْمِ 141 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (¬1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ مُضْطَجِعًا (¬2)، فَلْيَتَوَضَّأْ، فَقِيلَ لَهُ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنَامُ مُضْطَجِعًا (¬3) فَلَا يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: لَسْتُمْ كَرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلَوْ كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ شيء (¬4) علمه. ¬
141 - تخريجه: لم أجد من أخرجه بهذا السياق غير إسحاق في مسنده، لكن أخرج عبد الرزاق في مصنفه (1/ 130: 488، باب الوضوء من النوم)، عن الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، قال: سألته عن الرجل ينام وهو راكع أو ساجد قال: لا يجب عليه الوضوء حتى يضع جنبه. قلت: الضمير في قوله (سألته) غالبًا ما يعود على ابن مسعود لأنه إمام أهل الكوفة في زمانه، وإليه المرجع في الحديث والفتوى، وإبراهيم من أخص تلاميذه،=
وهذا إسناد غاية في الصحة، إلَّا أن ابن أبي شيبة في المصف (1/ 132 - 133، من قال: ليس على من نام ساجدًا أو قاعدًا وضوء)، أخرجه من طريقين عن إبراهيم موقوفًا عليه، لكن هذا إن شاء الله لا يؤثر؛ بدليل أن إبراهيم يرسل ذلك ويرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (الإِحالة السابقة) حدثنا شريك، عن منصور، عن إبراهيم، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ينام في ركوعه، وسجوده ثم يصلي ولا يتوضأ، فلعله سأل ابن مسعود ليتثبت، أو أنه سأله قبل أن يكون عنده حديث مرفوع، ثم صار يفتي به الناس كما هو حال كثير من أئمة التابعين. كما أخرج عبد الرزاق (الإحالة السابقة)، عن ابن التيمي، عن فطر، عن عبد الكريم بن أبي أمية أن عليًا، وابن مسعود، والشعبي قالوا في الرجل ينام وهو جالس: ليس عليه وضوء، إلَّا أن عبد الكريم هو ابن أبى المخارق وهو ضعيف. انظر: التقريب (ص 361)، كما أنه لم يدرك عليًا ولا ابن مسعود. وكذا قال الهيثمي في المجمع (1/ 248).
الحكم عليه: هذا إسناد فيه ضعف لأجل اختلاط المسعودي، ويحيى بن آدم لم تتحدد روايته عنه، إلَّا أنه بمتابعات وشواهده حسن لغيره، ومن شواهده التي يتقوّى بها: 1 - حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وسيأتي قريبًا. 2 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان ينام جالسًا ثم يصلي ولا يتوضأ أخرجه مالك في الموطأ بإسناد صحيح. 3 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ليس على المحتبي النائم، ولا على القائم النائم، ولا على الساجد النائم وضوء، حتى يضطجع، فإذا اضطجع توضأ. أخرجه البيهقي في سننه (1/ 122، 123)، وقال الحافظ في التلخيص (1/ 129) إسناده جيد. وفي الباب عن ابن عباس، وأبي أمامة، وابن سيرين وغيرهم موقوف عليهم.=
= انظر: (مصنف ابن أبي شيبة 1/ 132 - 133). أما نوم النبي - صلى الله عليه وسلم - مضطجعًا حتى ينفخ فهو ثابت من طريق عدد من الصحابة، منهم ابن عباس، وعائشة، وابن مسعود. انظر: البخاري (الفتح 1/ 238)؛ ومسلم (1/ 525 - 531)؛ ومصنف ابن أبي شيبة (1/ 132 - 133).
142 - وقال الحارث: حدثنا محمد بْنُ عُمَرَ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ (¬1)، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: (¬2) إذا وضع جنبه (¬3) توضأ (¬4). ¬
142 - تخريجه: هذا الأثر أخرجه البيهقي في سننه (1/ 119، كتاب الطهارة، باب الوضوء من النوم)، من طريق الواقدي، به، مثله، وزيادة (أحدكم). ومالك في الموطأ (1/ 121، كتاب الطهارة، باب وضوء النائم إذا قام إلى الصلاة)، عن زيد بن أسلم، به، نحوه. ومن طريق مالك أخرجه، عبد الرزاق في المصنف (1/ 129: 482، باب الوضوء من النوم)، وابن أبي شيبة (1/ 132، من قال: ليس على من نام ساجدًا أو قاعدًا وضوء)، والبيهقي (الإحالة السابقة) ثم قال: هذا مرسل.
الحكم عليه: هذا إسناد مرسل -كما حكم عليه البيهقي- وذلك أن زيد بن أسلم لم يدرك عمر، بل ولا من دون عمر، كجابر وأبي هريرة رضي الله عنهم. انظر: جامع التحصيل (ص 178)، وكذا حكم عليه بالإرسال البوصيري في الإتحاف (ص 291)، أما ضعف الواقدي فقد زال بمتابعة مالك له.
143 - (¬1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ (¬2)، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬3)، (عَنْ حَرْمَلَةَ) (¬4) -مَوْلَى زَيْدٍ- قَالَ: اسْتَفْتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فِي النَّوْمِ قَاعِدًا، فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا، قُلْتُ: أَرَأَيْتُ إِنْ وَضَعْتُ جَنْبِي؟ قَالَ: توضأ. ¬
143 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير الحارث في مسنده.
الحكم عليه: هذا إسناد مظلم، فيه متروكان الواقدي وابن أبي سبرة، وضعيف هو عاصم بن عبيد الله.
144 - (¬1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ (¬2)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وعَنْ (أَبِيهِ عَنْ) (¬3) عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَا: مَنْ نَامَ عَلَى كُلِّ حَالٍ لَا يَعْقِلُ (¬4)، فَعَلَيْهِ الوضوء. ¬
144 - تخريجه: لم أجد من أخرجه من هذا الوجه غير الحارث في مسنده، إلَّا أن الطبراني أخرجه -مرفوعًا- في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (ج 1، ل 45، كتاب الطهارة، باب الوضوء من النوم)، حدثنا محمد بن يونس العَصْفَري، ثنا إسحاق بن إبراهيم، السواق، ثنا عبد القاهر بن سعيد، ثنا الحسن بن أبي جعفر، عن لَيْث ابن أَبِي سُلَيم، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: "من نام وهو جالس فلا وضوء عليه، وإذا وضع جنبه فعليه الوضوء" لم يروه عن ليث إلَّا الحسن، تفرد به عبد القاهر. اهـ. قال الهيثمي في المجمع (1/ 247): فيه الحسن بن أبي جعفر، الجَفْري، ضعفه البخاري وغيره، وقال ابن عدي له أحاديث صالحة ولا يَتَعَمد الكذب. قلت: كان الأولى به رحمه الله أن يبين أن الجمهور على عدم الاحتجاج به وأن يذكر جرح البخاري فإنه شديد حيث قال: (منكر الحديث)، وكذا قال الفلّاس، وعدم الكذب لا يعنى الضبط والاتقان فكم من صادق في كلامه، شديد الغَفْلة فاحش الغلط، ولذا قال ابن حبان: كان الجَفْري من المتعبدين المجابين الدعوة، ولكنه ممن غَفَل عن صناعة الحديث فلا يحتج به. انظر: الميزان (1/ 428: 1826) كما أن ليثًا ضعيف.=
= انظر: ح (12). وأخرجه الدارقطني في سننه (1/ 160، كتاب الطهارة، باب في ما روي فيمن نام قاعدًا ...)، من هذا الوجه حيث قال: حدثنا محمد بن جعفر المَطيري، ثنا سليمان بن محمد الجنابي، نا أحمد بن أبي عمران الدورقي، نا يحيى بن بِسْطام، نا عمر بن هارون، عن يعقوب بن عطاء، عن عمرو بن شعيب، به، نحوه. ويحيى بن بسطام، وعمر بن هارون، متروكان لا يحتج بهما، بل أعلَّه ابن المُلَقَّن والحافظ أيضًا بمهدي بن هلال، ومقاتل بن سليمان وأنهما متهمان بالوضع، وهما كما قالا رحمهما الله. انظر: البدر المنير (ق 2، ص 862 - 863)؛ والتلخيص (1/ 129).
الحكم عليه: ما عند الحارث موقوف إسناده واه جدًا، لأن فيه الواقدي وهو متروك، أمَّا المرفوع من طريق ابن عمرو، فأسانيده أوهى من الموقوف. وللموقوف شاهد من قول ابن عباس رضي الله عنهما بنحوه، أخرجه عبد الرزاق (1/ 129)، وابن أبي شيبة (1/ 133)، والبيهقي (1/ 119)، لكن من طريق يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف. انظر: التقريب (ص 601).
145 - (¬1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَنَامُ قَاعِدًا حَتَّى أَسْمَعَ غَطِيطَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي ولا [سد 26] يتوضأ. ¬
145 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير الحارث في مسنده.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا لأن فيه الواقدي وهو متروك، وعمر بن أبى بكر مستور، إلَّا أن هذا الأثر ثابت بمعناه من قول أبي هريرة رضي الله عنه -وقد تقدم عند أول حديث في الباب- وجوَّد الحافظ إسناده، كما أن له شاهدًا من حديث أنس وسيأتي برقم (148).
146 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، قَالَ: ذَكَرْتُ لِعَطَاءٍ -يَعْنِي نَوْمَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى نَفَخ، ثُمَّ صَلَّى (¬1) - فَقَالَ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - كغيره (¬2). ¬
146 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 133، من قال: ليس على من نام ساجدًا ...)، حدثنا إسحاق بن منصور، عن منصور بن الأسود، عن الأعمش، عن إبراهيم، به نحوه، فتابع الأعمش حجاجًا على روايته عن إبراهيم، وهي متابعة ناقصة، لأنه تابعه في شيخ شيخه، وهذا إسناده حسن، لأن إسحاق، ومنصور، صدوقان. التقريب (ص 103: 546). وأخرجه أيضًا (1/ 132) من مرسل إبراهيم بنحوه، قال: حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكره.
الحكم عليه: هذا إسناد حسن لغيره لأجل متابعة الأعمش، وإلاَّ فالحجاج مدلِّس وقد عَنْعَن، ويزيده قوة أن له شواهد صحيحة منها: 1 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين، وقد تقدَّم عند الحديث الأول في هذا الباب. 2 - حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعًا بنحو حديث الباب، أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 132) بإسناد صحيح.
147 - [1] "وَقَالَ (¬1): حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ، "ثنا" (¬2) خَالِدٌ، "ثنا" (¬3) سعيد، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، أو عن (¬4) نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - أنهم كَانُوا يَضَعُونَ جنُوبَهم، فَذَكَرَهُ (¬5). [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ التمَّار، ثنا أَبُو هِلال، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ (¬6): كُنَّا نَجِيءُ مَسْجِدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِنُصَلِّيَ (¬7) فَنَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، فَمِنَّا مَنْ نَعَس، أَوْ نَامَ، فَلَا يُحْدث (¬8) وُضُوءًا. قال هُشَيم: لا يُؤخَذ (¬9) بهذا. ¬
147 - تخريجه: أخرجه البزَّار في مسنده. انظر: زوائد البزار لابن حجر (ص 470: 282، كتاب الطهارة، باب الوضوء)، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن سعيد، به، بنحو لفظ أبي يعلى. ثم قال الحافظ بعده: إسناده صحيح، أما الهيثمي، فقال في المجمع=
= (1/ 248): رجاله رجال الصحيح، وقوله أسلم من قول الحافظ، لأنه وإن كان الرجال رجال الصحيح، إلَّا أن الإسناد ليس بصحيح، إذ إن سماع ابن عدي من سعيد بعد اختلاطه كما في تهذيب التهذيب (4/ 65)، وعلى هذا نص محقق الزوائد. وأخرجه ابن المنذر (1/ 154 ث: 48، كتاب الطهارة، ذكر الوضوه من النوم): ثنا محمد بن نصر، ثنا عبدة بن سليمان، عن سعيد، به، نحو لفظ أبي يعلى. والدارقطني في سننه (1/ 130، كتاب الطهارة، باب ما روي في النوم ...)، قرىء على أبي القاسم بن منيع وأنا أسمع، حدثكم طالوت بن عباد، نا أبو هلال، به، نحو لفظ ابن منيع. وقال: صحيح. وقد تابع شعبة سعيدًا وأبا هلال على رواية هذا الحديث عن قتادة ورواه عن شعبة، عبد الأعلى، ومن طريقه أخرجه البزار في مسنده، بنحو لفظ أبي يعلى، قال ابن القطَّان: هذا كما ترى صحيح من رواية إمام عن شعبة. كما رواه بندار عن القطان عن شعبة، ومن طريقه أخرجه قاسم بن أصبغ بنحو رواية أبي يعلى، قال ابن القطان: وهذا كما ترى صحيح من رواية إمام عن شعبة. انظر: نصب الراية (1/ 47). ومن طريق قاسم، أخرجه ابن حزم في المحلى (1/ 301)، إلَّا أن أحمد رواه من طريق يحيى القطان، به، وليس فيه يضعون جنوبهم، (المسند 3/ 277)، وكذا أخرجه الترمذي من طريق بُندار به، بدون ذكر وضع الجنوب. (سنن الترمذي 1/ 113: 78). وكذا أخرجه البيهقي (1/ 120)، من طريق تَمتام، عن بُندار بمثل الترمذي. قال الإمام أحمد: لم يقل شعبة قط كانوا يضطجعون. قلت: هذا بحسب ما اطلع عليه رحمه الله من الطرق، ومن حَفِظ حجة على من لم يحفظ وهذا يحصل للأئمة النقاد كثيرًا والعصمة لكلام الله ورسله. وخذ مثالًا لهذا=
= النوع، ومن كلام الإمام أحمد نفسه: حديث: "أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احْتَجَمَ وهو محرم، واحتجم وهو صائم". أخرجه البخاري (الفتح 4/ 174: 1938)، من طريق أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ رَضِيَ الله عنهما. قال مهنا: سألت أحمد عن هذا الحديث، فقال: ليس فيه صائم إنما هو: (وهو محرم)، ثم ساقه من طرق عن ابن عباس. وفي رواية عنه قل: إن أصحاب ابن عباس لا يذكرون صيامًا. قال الحافظ بعد أن أشار إلى الطرق التي ذكرها أحمد: لكن ليس فيها طريق أيوب هذه، والحديث صحيح لا مرية فيه. انظر: الفتح (4/ 177، 178)؛ وسبل السلام (2/ 158)؛ والتلخيص الحبير (1/ 128). والحديث بغير لفظ الاضطجاع صحيح مشهور، أخرجه: البخاري (الفتح 2/ 124: 642، 643، 11/ 85: 6292)، وليس فيه أنهم لم يتوضؤوا؛ ومسلم (1/ 284: 376)؛ وأبو داود (1/ 369: 542)؛ والترمذي (2/ 394 - 396: 517، 518)؛ والنسائي (2/ 81)، وغيرهم.
الحكم عليه: قال الهيثمي عن حديث الباب في المجمع (1/ 248): رجاله رجال الصحيح. وقال حسين أسد في تحقيقه لمسند أبي يعلى (5/ 467): إسناده صحيح. وهو كما قالا، وهذا الحكم كله لأجل مسألة الاضطجاع وإلاَّ فأصل الحديث -كما سلف- ثابت في الصحيحين وغيرهما بأسانيد صحيحة، وهذه هي العلَّة الظاهرة في إيراد الحافظ للحديث هنا، والهيثمي في المجمع، إضافة إلى زيادة الطريق، لأنه في المصادر الأخرى من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، وثابت عن أنس، وقتادة عن أنس لكن من طريق شعبة عنه.
40 - باب الوضوء من ألبان الإبل
40 - بَابُ الْوُضُوءِ مِنْ أَلْبَانِ الإِبل 148 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ (¬1)، سَمِعْتُ لَيْثَ بْنَ أَبِي سُلَيْمٍ يُحَدِّثُ (¬2) عَنْ مَوْلًى لِمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، أَوِ ابْنٍ (لِمُوسَى) (¬3) بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ (¬4) كَانَ يَتَوَضَّأُ مِنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ، وَلُحُومِهَا وَلَا يُصَلِّي فِي أَعْطَانِهَا (¬5). [2] قَالَ إِسْحَاقُ: ذَكَرَهُ الْمُعْتَمِرُ لِغَيْرِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ -يَعْنِي عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ-. [3] قُلْتُ: هَكَذَا أَخْرَجَهُ الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ، بِلَفْظِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (أَتَوَضَّأُ (¬6) مِنْ لُحُومِ الإِبل، وَلَا أُصَلِّي (¬7) فِي أَعْطَانِهَا). [4] وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنِ الْمُعْتَمِرِ، سَمِعْتُ لَيْثًا يُحَدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، أَوْ عَنِ ابْنٍ لِمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ (¬8)، عَنْ أَبِيهِ (¬9)، عَنْ جَدِّهِ طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (لَا يُصَلَّى (¬10) فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ) (¬11). [5] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ. ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مَوْلًى لِمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، أو عن ابن ¬
لِمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ (¬1)، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَوَضَّأُ مِنْ أَلْبَانِ الإِبل وَلُحُومِهَا، وَلَا يُصَلِّي (¬2) فِي أَعْطَانِهَا، وَلَا يَتَوَضَّأُ (¬3) مِنْ أَلْبَانِ الْغَنَمِ وَلُحُومِهَا، وَيُصَلِّي (¬4) فِي مرابضها (¬5). ¬
148 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير هؤلاء الثلاثة في مسانيدهم، أعني إسحاق، والحميدي، وأبا يعلى.
الحكم عليه: قال الهيثمي في المجمع (1/ 250): رواه أبو يعلى، وفيه رجل لم يسم. وقال=
البوصيري في الإتحاف (ص 336): مدار طرق هذه الأسانيد على ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف. فمن مجموع كلامهما يكون الحكم وافيًا، فيضعف الإسناد بضعف ليث، وجهالة شيخه. إلَّا أن الحديث لمتنه شواهد يتقوى بها وهي: 1 - عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بنحوه، وليس فيه ذكر الألبان، أخرجه مسلم (1/ 275: 360). 2 - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بنحو حديث جابر بن سمرة. أخرجه أبو داود (1/ 128: 184)، والترمذي (1/ 121: 81)، وأحمد (4/ 288، 304)، وابن الجارود في المنتقى (ص 19: 26)، وابن خزيمة (1/ 21: 32)، وقال: ولم نر خلافًا بين علماء أهل الحديث أن هذا الخبر أيضًا صحيح من جهة النقل لعدالة ناقليه. وصححه أيضًا أحمد وإسحاق كما سيأتي. 3 - حديث ذي الغرة رضي الله عنه بنحو حديث جابر أيضًا. سيأتي قريبًا والكلام عليه. 4 - حديث ابن عمر رضي الله عنهما بنحو حديث الباب وفيه ذكر الألبان، أخرجه ابن ماجه (1/ 166: 497). قال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 197: 205): فيه بقية بن الوليد، وهو مدلس، وقد رواه بالعنعنة، وشيخه خالد مجهول الحال. وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 28: 28): سمعت أبي يقول: كنت أنكر هذا الحديث لتفرده، فوجدت له أصلًا، حديث ابن المصفاة عن بقية، قال: حدثني فلان -سماه- عن عطاء بن السائب، عن محارب، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - بنحوه. قال: وحدثني عبيد الله بن سعد الزهري، قال: حدثني عمي يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، حدثني عطاء بن السائب الثقفي، أنه سمع محارب بن دثار=
يذكر عن ابن عمر بنحو هذا، ولم يرفعه. قال أبي: حديث ابن إسحاق أشبه موقوف. اهـ. قال أحمد وإسحاق: صح في هذا الباب حديثان، حديث البراء وحديث جابر بن سمرة. انظر: سنن الترمذي (1/ 125). 5 - حديث أسيد بن حضير رضي الله عنه بنحو حديث الباب، لكنه معل وسيأتي الكلام عليه عند حديث ذي الغرة إن شاء الله. وعلى هذا فيبقى الوضوء من ألبان الإبل يحتاج إلى متابعة، وبقية الحديث حسن لغيره بهذه الشواهد.=
149 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ -هُوَ الْفَزَارِيُّ- عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَشْرَبُ مِنَ اللَّبَنِ وَلَا يَتَوَضَّأُ منه، ويقطر على ثوبه ولا يغسله.
149 - تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 376): حدثنا محمد بن جعفر المطيري، ثنا عباس الترقفي، ثنا الفريابي، حدثنا إسرائيل، عن أبان، به، نحوه. وأخرجه أبو داود (1/ 135: 197، كتاب الطهارة، باب الرخصة في ذلك أي الوضوء من اللبن)، عن أنس مرفوعًا بلفظ: (شرب لبنًا فلم يمضمض ولم يتوضأ وصلى)، لكن في إسناده مطيع بن راشد، قال الذهبي: لا يعرف. وقال أبو داود: أثنى عليه شعبة، وحسن الحافظ هذا الإسناد. الميزان (4/ 130)؛ والتهذيب (10/ 181)؛ والفتح (1/ 313).
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف جدًا لأجل أبان بن أبي عياش، فإنه متروك، لكن بالمتابعة التي عند أبي داود يصبح صدر الحديث حسنًا ويبقى عدم غسل الثوب من اللبن بلا متابع مع أن الأصل طهارته، وهذه الرواية الضعيفة لا ترفع هذا الأصل، وعدم الوضوء من اللبن ثابت عن عدد من الصحابة كابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، رضي الله عنهم. انظر: مصنفي عبد الرزاق (1/ 176 - 178)؛ وابن أبي شيبة (1/ 58 - 59).
150 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (الْأَذْرَمِيُّ) (¬1)، أنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الضَّبِّيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) -هُوَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬3) بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ذِي الْغُرَّةِ، قَالَ: عَرَضَ أَعْرَابِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِسَيْرٍ (¬4)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُدْرِكُنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، أَفَنُصَلِّي؟ فَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَا، قَالَ: أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِهَا؟ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: نَعَمْ، قَالَ: فَنُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: نَعَمْ، قَالَ: فَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِهَا؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: لا (¬5). ¬
150 - تخريجه: أخرجه الإمام أحمد (4/ 67)، وابنه عبد الله في زوائده (المسند 5/ 112) من طريق عمرو الناقد، حدثنا عبيدة، به مثله. والطبراني في الكبير (22/ 276: 709)، من طريق عيسى بن أبي ليلى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به، نحوه.
الحكم عليه: قال الهيثمي في المجمع (1/ 205): رجال أحمد موثقون. قلت: ورجال أبي يعلى كذلك، إلَّا أن الحديث له علة وهو أن عبد الله رواه عن ابن أبي ليلى على ثلاثة وجوه، فمرة عن البراء بن عازب، ومرة عن أسيد بن=
حضير، ومرة عن ذي الغرة، وإليك بيان ذلك: قال الترمذي رحمه الله في علله (1/ 151: 29): حدثنا هناد، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى، عن البراء بن عازب قال: فذكر بنحوه مختصرًا. ثم قال: وروى الحجاج بن أرطاة عن عبد الله بن عبد الله الرازي هذا الحديث، فقال: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أسيد بن حضير. وحديث الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ البراء أصح، وقال حماد بن سلمة عن حجاج، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى، عن أبيه، عن أسيد بن حضير، فخالف حماد بن سلمة أصحاب الحجاج وأخطأ فيه. وروى عبيدة الضبي هذا الحديث، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ذِي الغرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذو الغرة لا يدري من هو، وحديث الأعمش أصح. ثم ذكر قول إسحاق السالف قبل حديث واحد. وقال في السنن (1/ 124) بعد أن ساق نحوًا من هذا الكلام: والصحيح عن عبد الله بن عبد الله الرَّازِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ البراء بن عازب. وقال ابن أبي حاتم في علله (1/ 25: 38): سألت أبي عن حديث رواه عبيدة الضَّبِّيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ ذي الغرة الطائي، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الوضوء من لحم الإبل. قال: توضأوا. ورواه جابر الجعفي، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنِ ابْنِ أبي ليلى، عن سليك الغطفاني، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وحدثنا سعدويه، قال: حدثنا عباد بن العوام، عن الحجاج بن أرطاة، عن=
عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ أسيد بن حضير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قلت لأبي: فأيهما الصحيح، قال: ما رواه الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - والأعمش أحفظ. اهـ. ومتن الحديث له شواهد تقدمت قبل حديث واحد.
151 - (¬1) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ -هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ- عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ (أَبِي) (¬2) عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْكُلُ اللَّحْمَ ثُمَّ يَقُومُ إلى الصلاة فما يمس (¬3) قطرة ماء (¬4). ¬
151 - تخريجه: الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/ 403)، حدثنا أبو سلمة، أنبأنا عبد العزيز بن محمد -يعني الدراوردي- به، بمثله. وقال أيضًا (1/ 400): ثنا سليمان بن داود الهاشمي، أنبأنا إسماعيل، أخبرني عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وحمزة، ابني عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن مسعود، به، نحوه. وقال أيضًا: ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد العزيز بن محمد، به، نحوه. ثم قال: ثنا أبو سعيد، ثنا سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن حمزة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عن ابن مسعود، به، بنحوه. وعزاه صاحب الكنز (9/ 496، 27134) إلى سعيد بن منصور في سننه بهذا اللفظ.=
الحكم عليه: قال الهيثمي في المجمع (1/ 251): رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله موثقون. وقال البوصيري في الإتحاف (ص 333: 226) بعد أن ذكره من طريقهما: رواته ثقات. وكلام الهيثمي أدق لأن عمرو بن أبي عمرو (صدوق) أما الدراوردي فهو دون ذلك، لأنه سيِّىء الحفظ أيضًا، فأين التوثيق من هذين؟ إلَّا أن الإسناد له علة غير ما ذكر، وهي الانقطاع بين عبيد الله وابن مسعود، كما سلف في ترجمة الأول، وقد نص عليها أحمد شاكر رحمه الله في المسند بتحقيقه (5/ 302 - 317)، أما متابعة أخيه حمزة له فإنها لا تقويه لأنه مستور لم يوثقه غير ابن حبان. انظر: تعجيل المنفعة (ص 104: 230)، غير أن متن الحديث له شواهد في الصحيحين وغيرهما، تقدم شيء منها قبل بابين، يرتفع بها الحديث إلى درجة الحسن لغيره.
152 - (¬1) حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، أَبُو أَيُّوبَ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ (عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ) (¬2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَكَلَ (لَبَئا) (¬3)، ثم صلى ولم يتوضأ. ¬
152 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير أبي يعلى في مسنده.
الحكم عليه: قال الهيثمي في المجمع (1/ 252): رواه أبو يعلى، وفيه رجل لم يسم. وقال البوصيري في الإتحاف (ص 334: 227): هذا إسناد ضعيف لجهالة التابعي. وهو كما قالا رحمهما الله، وأيضًا فيه تدليس ابن جريج- وهو قبيح، قال الدارقطني: شر التدليس تدليس ابن جريج، فإنه قبيح التدليس لا يدلس إلَّا فيما سمعه بن مجروح، وقد عنعن هنا.
153 - (¬1) وحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ محمد بن علي، عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْكُلُ الثَّرِيدَ (¬2)، وَيَشْرَبُ اللَّبَنَ وَيُصَلِّي ولا يتوضأ. ¬
153 - تخريجه: عزاه صاحب الكنز (9/ 502: 27160) إلى سعيد بن منصور في سننه، وابن جرير، ولعله يعني تهذيب الآثار.
الحكم عليه: وهذا إسناد ضعيف لأن فيه علتين: ضعف عبد الأعلى، وعدم سماعه من ابن الحنفية، بل روايته عنه شبه الريح كما قال أحمد، وإن كان شيخه هو الباقر ففيه انقطاع، لأن الباقر لم يدرك عليًا. قال الهيثمي في المجمع (1/ 251): رواه أبو يعلى، وفيه عبد الأعلى بن عامر ضعفه أحمد وأبو حاتم، وقال ابن عدي: حدث عنه الثقات وبقية رجاله رجال الصحيح. إلَّا أن الحديث للفظه ومعناه شواهد سبق الإشارة إليها عند ح (148)، وانظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 163 - 171).
154 - (¬1) حدثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، (عَنْ عِكْرِمَةَ) (¬2)، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَمُرُّ بِالْقِدْرِ فَيَتَنَاولُ مِنْهُ الْعَرْقَ (¬3) فيصيب منه ثم (¬4) يصلي ولا يتوضأ (¬5). ¬
154 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 50، من كان لا يتوضأ مما مست النار) من هذا الوجه، وبلفظه، وفيه زيادة ولم يمس ماء في آخره. والإمام أحمد في مسنده (6/ 161): ثنا حسين بن علي، به مثله. والبزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 153: 298، كتاب الطهارة، باب ترك الضوء مما مست النار)، كلاهما من طريق يحيى بن يعلى المحاربي، ثنا زائدة، به، نحوه، وفي آخره زيادة: (ولا يمضمض). قال الذهبي في المهذب (1/ 165: 553) عن إسناد البيهقي: سنده صحيح.=
= الحكم عليه: قال الهيثمي في المجمع (1/ 253): رواه أحمد وأبو يعلى، والبزار، ورجاله رجال الصحيح. قلت: بل أيضًا كما قال الذهبي: إسناده صحيح.
41 - باب التيمم
41 - بَابُ التيمُّم 155 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ بُرْدٍ -هُوَ ابْنُ سِنَانٍ- عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ (¬1) لَمْ أَدْرِ كَيْفَ أَصْنَعُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (أَسْأَلُهُ) (¬2)، فَلَمْ أَجِدْهُ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهُ فَاسْتَقْبَلْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي عَرَفَ الَّذِي جِئْتُ لَهُ، فَضَرَبَ (بِيَدَيْهِ) (¬3) إلى الأرض، فمسح (¬4) وجهه. * هذا منقطع. ¬
155 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 159، باب التيمم كيف هو)، بمثله سندًا ومتنًا.
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف (ص 443: 312): هذا إسناد رجاله ثقات.=
= وفي هذا نظر، لأن بردًا وسليمان صدوقان. وأما قول الحافظ: هذا منقطع، فهو يعني، والله أعلم، أن سليمان لم يدرك أبا هريرة، وهذا حق، بل قال البخاري: لم يدرك أحدًا من أصحاب رسول الله، وعلى هذا فهو ضعيف بسبب هذا الانقطاع غير أن أصل الحديث ثابت في نصوص أخرى. انظر: جامع الأصول (7/ 252).
156 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ (ثنا) (¬1) ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: إِنَّ رِجَالًا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالوا: إِنَّا نَاسٌ (¬2) نَكُونُ بِالرَّمْلِ، فَتُصِيبُنَا الْجَنَابَةُ، وَفِينَا (¬3) الْحَائِضُ، وَالنُّفَسَاءُ وَلَا نَجْدُ الْمَاءَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (¬4)، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (عَلَيْكُمْ بالأرض) (¬5). * فيه (¬6) ضعف. ¬
156 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 236: 911، باب الرجل يعزب عن الماء)، عن المثنى بن الصباح، أخبرني عمرو بن شعيب، به، بنحوه، إلَّا أنه قال: (أعرابيًا) بدل (رجال). وأحمد (2/ 278)، من طريق عبد الرزاق، به. والطبراني في الأوسط (3/ 22، 2032). قال رحمه الله: حدثنا أحمد بن محمد البزار الأصبهاني، ثنا الحسن بن حماد الحضرمي، ثنا وكيع بن الجراح، عن إبراهيم بن يزيد، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن المسيب، به، نحوه، إلَّا أنه قال: (أقوامًا) بدل (رجال). ثم قال: لا نعلم لسليمان الأحول، عن سعيد بن المسيب غير هذا، ولم يروه إلَّا وكيع، عن إبراهيم بن يزيد، وقد روي عن سعيد بن المسيب من وجه آخر، ورواه=
= الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عن سعيد. وهذه متابعة جيدة، لولا أن فيها إبراهيم بن يزيد وهو الخوزي، لأنه متروك. انظر: التقريب (ص 95: 272). وأخرجه البيهقي في سننه (1/ 216، 217، كتاب الطهارة، باب الجنب يكفيه التيمم إذا لم يجد الماء)، من عدة طرق. فأخرجه من طريق الثوري، عن المثنى، به نحوه، إلَّا أنه جعل السائل أعرابيًا، ثم قال: هذا حديث يعرف بالمثنى بن الصباح عن عمرو، والمثنى غير قوي، وقد رواه الحجاج بن أرطاة عن عمرو إلَّا أنه خالفه في الإسناد، فرواه عن عمرو، عن أبيه، عن جده، واختصر المتن، فجعل السؤال عن الرجل لا يقدر على الماء، أيجامع أهله؟ قال: نعم. ورواه أبو الربيع السمان أشعث بن سعيد، عن عمرو بن دينار، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن أعرابًا أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه. أخبرناه محمد بن عبد الله ثم ساق بإسناده، وقال: وأبو الربيع السمان ضعيف. ثم ساق بإسناده الى ابن المديني أنه قال: قلت لسفيان: أن أبا الربيع روى عن عمرو بن دينار، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الرجل يعزب في أبله فقال سفيان: إنما جاء بهذا الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وإنما قال عمرو بن دينار سمعت جابر بن زيد يقوله. قال علي: قلت لسفيان: إن شعبة رواه هكذا عن جابر، فقال: إن شعبة كان من أهل الحفظ والصدق ولم يكن ممن يريد الباطل. قال البيهقي: وقد روي عن ابن أبي عروبة، عن عمرو بن دينار، عن ابن المسيب عن أبي هريرة، وابن أبي عروبة إنما سمعه من أبي الربيع عن عمرو، كذلك رواه سعيد بن الصلت عن ابن أبي عروبة، وروي من وجه آخر ضعيف أخبرناه -ثم ساق بإسناده الى عبد الله بن سلمة الأفطس- عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، بنحوه ثم قال: عبد الله بن سلمة الأفطس=
= ضعيف، والله أعلم. قال الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (14/ 168) عن إسناد أحمد الماضي: إسناده حسن -لأنه يرى تحسين حديث المثنى، والأولى أنه حسن إذا توبع كما سيأتي- ثم ذكر أن حديث الحجاج الذي أشار إليه البيهقي قد مضى في المسند برقم (7097)، قال: وإسناده عندنا صحيح، فهو شاهد قوي لهذا الحديث، لا نراه اختلافًا على عمرو بن شعيب، فيكون عنده الحديثان من وجهين. قلت: ولكلامه رحمه الله وجه، خاصة وأن ابن لهيعة قد تابع المثنى على روايته كما في حديث الباب. وعزاه الزيلعي رحمه الله إلى إسحاق بن راهويه في مسنده من طريق المثنى، به. انظر: نصب الراية (1/ 156). ومن طريق حجاج عن عمر وعن أبيه عن جده، أخرجه ابن المنذر (2/ 18 ث: 521، كتاب التيمم، ذكر جماع المسافر الذي لا يجد الماء ...). وعزاه صاحب الكنز (9/ 594: 27572) إلى سعيد بن منصور في سننه بنحوه.
الحكم عليه: قول الحافظ (فيه ضعف) يعني، والله أعلم، كون ابن لهيعة في إسناده، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 261: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الأوسط ...)، وفي المثنى بن الصباح، والأكثر على تضعيفه. قلت: ومن تأمل في حاله علم أنه ضعيف بسبب سوء حفظه واضطرابه وإلا فقد كان عابدًا صالحًا، وهو مضطرب خاصةً في حديث عمرو بن شعيب وعطاء، فيخلط بينهما، وليس معنى هذا أن كل روايته مطرحة عن عمرو وعطاء، بل قد يحفظ ويضبط، فقد قال ابن عدي رحمه الله في كامله (6/ 2418): له حديث صالح عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده. فموافقته لابن لهيعة تكسبه قوة ولو في أقل درجاتها، لأن كلًّا منهما أتاه الضعف=
= من قبل سوء حفظه، وعندي أن الحديث حسن لغيره خصوصًا إذا ضم إلى ذلك تلك الطرق الضعيفة التي ساقها البيهقي وغيره، وشواهد لمعناه، منها: 1 - حديث عائشة رضي الله عنها في نزول آية التيمم، عندما فقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الماء، وأنهم تيمموا. متفق عليه. أخرجه البخاري (الفتح 1/ 431، 334)، ومسلم (1/ 279: 367)، وفي رواية أبي داود (1/ 224: 218)، والنسائي (1/ 166 - 168): (أنهم ضربوا بأيديهم الأرض). 2 - حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه حين أصابته الجنابة فتمرغ مثل الدابة، وفيه قوله - صلى الله عليه وسلم -: إنما يكفيك أن تصنع هكذا، -وضرب بكفيه ضربة على الأرض-، متفق عليه. أخرجه البخاري (الفتح 1/ 443: 338)، ومسلم (1/ 280: 368). 3 - حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في الرجل الذي اعتزل المصلى وأنه قال: أصابتني جنابة ولا ماء، فقال: (عليك بالصعيد فإنه يكفيك)، متفق عليه. أخرجه البخاري (الفتح 1/ 457: 348)، ومسلم (1/ 474: 682).
157 - (حَدَّثَنَا (¬1) شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ (¬2) عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ (¬3)، فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ نَزَلَ (¬4) الْقَوْمُ، فَبَصُرَ بِهِمْ رَاعٍ (فَنَزَلَ) (¬5) فَضَرَبَ بِيَدِهِ الصَّعِيدَ، فَتَيَمَّمَ، ثُمَّ أَذَّنَ (¬6). * الْحَدِيثَ فِيهِ ضعف (¬7). ¬
157 - تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1218): ثنا إبراهيم بن علي العمري، ثنا معلى بن مهدي، ثنا سعيد بن راشد، به، نحوه، ولفظه أتم.
الحكم عليه: هذا إسناد واه، لأن فيه سعيد بن راشد وهو متروك، وبذا أعله الهيثمي في المجمع (1/ 263)، وانقطاعًا، لأن عطاء لم يسمع ابن عمر.
158 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ (¬1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَهْرَاقَ الْمَاءَ (فَتَمَسَّحَ) (¬2) بِالْتُرَابِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا الْمَاءُ مِنْكَ قَرِيبٌ، فَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (وَمَا يُدْرِينِي لَعَلِّي لا أبلغه) (¬3). * ضعيف. ¬
158 - تخريجه: أخرجه أحمد في المسند (1/ 288)، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا ابن لهيعة، به، بلفظ مقارب. وأخرجه أيضًا (1/ 303): ثنا يحيى بن إسحاق، وموسى بن داود، قالا: ثنا ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ -قال يحيى: عن الأعرج، ولم يقل موسى: عن الأعرج- عن حنش، عن ابن عباس، به، بلفظ مقارب. وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 238: 12987): حدثنا بشر بن موسى، ثنا يحيى بن إسحاق، به، مثل إسناد أحمد الأول من الطريق الثاني. وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده. انظر: التلخيص الحبير (1/ 164)، أنا زيد بن أبي الزرقاء، ثنا ابن لهيعة، به، نحوه.
الحكم عليه: تقدم حكم الحافظ، وهو كما قال، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 263): فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. وقال البوصيري في الإتحاف (ص 444: 313): هذا إسناد ضعيف، فيه حنش وابن لهيعة.=
= وفي هذا نظر، لأن حنشًا كما تقدم ثقة، وإنما ظنه البوصيري ابن المعتمر، فإنه ضعيف، وبهذا تعقبه محقق بغية الباحث. ومع ضعف ابن لهيعة اتضح من طريق أحمد الثاني، والطبراني أن في إسناد الباب انقطاعًا بين ابن لهيعة وبين حنش، لكن هذه العلة زالت بالطريق المذكور، ويبقى ضعف ابن لهيعة. لكن يشهد للحديث، ما أخرجه أبو داود (1/ 241: 338)، والنسائي (1/ 213)، والدارمي (1/ 190)، والحاكم (1/ 178) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رجلين خرجا في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء، فتيمما صعيدًا طيبًا وصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الوضوء والصلاة، ولم يعد الآخر فأتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: (أصبت السنة وأجزأتك صلاتك، وقال للذي أعاد: لك الأجر مرتين). قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، فإن عبد الله بن نافع ثقة، ووافقه الذهبي في تلخيصه. وقال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط: هو حديث حسن. جامع الأصول (7/ 266).
159 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ (أَبِي إِسْحَاقَ (¬1)) عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قال: التيمم عند كل صلاة. * ضعيف. ¬
159 - تخريجه: أخرجه ابن المنذر (1/ 57: 550، كتاب التيمم، باب ذكر التيمم لكل صلاة ...)، من طريق مسدد، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 160، باب التيمم كم يصلى به): حدثنا هشيم، عن حجاج، عن أبي إسحاق، به، بلفظ مقارب. ومن طريق ابن أبي شيبة، أخرجه البيهقي في سننه (1/ 221، كتاب الطهارة، باب التيمم لكل فريضة). فاتضح أن هشيمًا دلس حجاجًا في حديث الباب، وحجاج كما مضى في ح (146) يدلس أيضًا وقد عنعن هنا. وأخرجه الطبري في تفسيره (5/ 114) من طريقين عن هشيم، به، مثل سند ولفظ ابن أبي شيبة. والدارقطني (1/ 184، كتاب الطهارة، باب التيمم، وأنه يفعل لكل صلاة)، حدثنا إسماعيل بن علي، نا إبراهيم الحربي، نا سعيد بن سليمان، نا هشيم، به مثل ابن أبي شيبة.
الحكم عليه: هو كما قال الحافظ، فإن فيه حجاجًا مع تدليسه، وأبا إسحاق، وهو ضعيف، والحارث، وفيه ضعف، ويروي عن علي مناكير، وفي التلخيص (1/ 163) أعله الحافظ بحجاج والحارث، إلَّا أن مثل هذا القول ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما. انظر: سنن البيهقي (1/ 221).
160 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (عُبَيْدُ اللَّهِ) (¬1) الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ (¬2)، عَنْ قَابُوسَ -هُوَ ابْنُ (¬3) أَبِي ظَبْيَانَ- عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَطْيَبُ الصعيد حرث الأرض. * موقوف حسن. ¬
160 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 211: 814، باب أي الصعيد أطيب)، عن الثوري، عن قابوس، به، بنحوه. وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 161، باب ما يجزىء الرجل في تيممه)، حدثنا جرير، به، بلفظ مقارب، وفيه زيادة. والبيهقي (1/ 214، كتاب الطهارة، باب التيمم بالصعيد الطيب)، من طريق جرير، به مثله. ومن طريق ابن إدريس، عن قابوس، به، بمعناه. وعزاه ابن كثير والحافظ ابن حجر إلى ابن أبي حاتم في تفسيره بنحوه، وعزاه ابن كثير إلى ابن مردويه، ولكن ذكر أنه رواه مرفوعًا. انظر: تفسير ابن كثير (2/ 280)؛ والتلخيص الحبير (1/ 157).
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف (ص 445: 314): موقوف رجاله ثقات. وفي هذا نظر، فإن قابوسًا ليس بثقة، ولا يقرب من ذلك بل هو لين الحديث=
= كما سلف، أما قول الحافظ فعجيب؛ فإنه قد حكم على قابوس باللين في تقريبه، فكيف يقول مثل هذا؟ إلَّا أن يكون قصده، بالنظر إلى شواهده، ومنها ما سبق عند ح (156)، وعلى هذا فيمكن أن يكون حسنًا لغيره، والله أعلم. وإلاَّ فهذا الإسناد لين.
2 - كتاب الغسل
2 - كِتَابُ الْغُسْلِ 1 - بَابُ التَّسَتُّرِ عِنْدَ الْغُسْلِ 161 - [1] قَالَ أبو بكر: حدثنا الفضل بن دكين، ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ سَعْدِ (¬1) بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ (¬2) زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةً مِنْ رَمَضَانَ، فَقَامَ يَغْتَسِلُ، وَسَتَرْتُهُ، فَفَضَلَتْ مِنْهُ فَضْلَةٌ فِي الْإِنَاءِ، فَقَالَ: (إِنْ شِئْتَ فَأَرِقْهُ، وَإِنْ شِئْتَ فَصُبَّ عَلَيْهِ)، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ الْفَضْلَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا أَصُبُّ عَلَيْهِ، (قَالَ) (¬3): فَاغْتَسَلْتُ بِهِ، وَسَتَرَنِي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: لَا تَسْتُرْنِي (¬4). فَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (بَلْ (¬5) سَتَرْتُكَ كَمَا سَتَرْتَنِي). * جَابِرٌ هُوَ الجعفي، ضعبف. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْفِهْرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره مطولًا (¬6). ¬
161 - تخريجه: لم أر من أخرجه من هذا الوجه غير ابن أبي شيبة، والحارث في مسنديهما، إلَّا أن الإمام مسلم أخرجه (2/ 697: 1005)، والإمام أحمد في مسنده (5/ 398)، كلاهما من طريق أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة رضي الله عنه مختصرًا ولفظه مرفوعًا: (كل معروف صدقة). وهذه اللفظة جاءت في رواية الحارث الطويلة، فرواية مسلم متابعة لها دون بقية الحديث.
الحكم عليه: إسناد ابن أبي شيبة ضعيف جدًا كما أشار إلى ذلك الحافظ حيث أن علته جابر الجعفي، وهو متروك، إلَّا أن إسناد الحارث صحيح رجاله ثقات، فالحديث به صحيح إن شاء الله، ويزيده أيضًا قوة أحاديث في التستر عند الاغتسال في الصحيحين وغيرهما. انظر: فتح الباري (1/ 387)؛ وصحيح مسلم (1/ 265 - 266).
162 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا (¬1) ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ يَغْتَسِلُ إِلَى بَعِيرٍ -يَعْنِي وَهُوَ مُحْرِمٌ- وَأَنَا أَسْتُرُ عَلَيْهِ بِثَوْبٍ، إِذْ قَالَ لِي: يَا يَعْلَى اصْبُبْ عَلَى رَأْسِي الْمَاءَ، قُلْتُ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَى الْمَاءَ يَزِيدُ الشَّعْرَ إِلَّا شَعَثًا، قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، وأفاض على رأسه. ¬
162 - تخريجه: أخرجه الشافعي في الأم (2/ 124)، كتاب الحج، باب الغسل بعد الإحرام، أخبرنا سعيد بن سالم، عن ابن جريج، به، بنحوه. ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في سننه (5/ 63، كتاب الطهارة، باب الاغتسال بعد الإحرام).
الحكم عليه: هذا موقوف إسناده صحيح، رجاله ثقات، وابن جريج وإن كان مدلسًا فقد صرح بالإخبار هنا.
2 - باب من استدفأ بامرأته بعد الغسل
2 - بَابُ مَنِ اسْتَدْفَأَ بِامْرَأَتِهِ بَعْدَ الْغُسْلِ 163 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ (¬1) بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَغْتَسِلَ الرجل من الجنابة ثم يستدفىء بِامْرَأَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَغْتَسِلَ (¬2)، أَوْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ قبل الرجل فتستدفىء به. ¬
163 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير مسدد في مسنده.
الحكم عليه: وهذا الأثر إسناده صحيح، رجاله ثقات.
164 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قَالَ عَامِرٌ لِإِبْرَاهِيمَ: مَا تَقُولُ فِي الَّذِي يَغْتَسِلُ من الجنابة، ثم يستدفىء بِامْرَأَتِهِ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قَالَ (¬2): أَفَلَا أُنَبِّئُكَ عَنْ صَدِيقِكَ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى به بأسًا. ¬
164 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 277)، ح (1068، باب مباشرة الجنب)، عن معمر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، بمعناه، وفيه زيادة. وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 76، في الرجل يستدفىء بامرأته بعد أن يغتسل)، من طريق حفص، وكذلك أبي معاوية، عن الأعمش، به، نحو سياق عبد الرزاق.
الحكم عليه: إسناد هذا الأثر صحيح، رجاله ثقات، والأعمش وان كان مدلسًا ولم يصرح بالسماع، إلَّا أنه ممن احتمل الأئمة تدليسه، وخرجوا عنه في الصحيح. وفي الباب عن عدد من الصحابة والتابعين بأسانيد صحيحة وحسنة كعمر وابنه، وابن المسيب، والزهري، وغيرهم، وجاء مرفوعًا عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ طريق عائشة رضي الله عنها أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يفعله، أخرجه ابن أبي شيبة، لكن في إسناده حريث بن أبي مطر، وهو ضعيف. انظر: التقريب (ص 156)، ح (1182). انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 276 - 277)؛ وابن أبي شيبة (1/ 76 - 77).
165 - حَدَّثَنَا (¬1) هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كان لا يرى بأسًا بذلك. ¬
165 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير مسدد في مسنده، إلَّا أنه يمكن عزوه بمعناه إلى تخريج الأثر السابق، وذلك أن الأعمش قال بعده: فقلت لإبراهيم: أيتوضأ بعد هذا؟ قال: نعم. ولازم ذلك موافقته على ما قبل ذلك من جواز الاستدفاء بعد الغسل، والله أعلم.
الحكم عليه: هو موقوف في سنده ضعف بسبب تدليس هشيم، ومغيرة عن إبراهيم، لكن يمكن أن يتقوى بالإسناد السابق، حيث يفهم منه موافقة إبراهيم على مضمون فتوى علقمة رحمهما الله، وبدا يكون هذا الإسناد حسنًا لغيره.
3 - باب صفة الغسل
3 - بَابُ صِفَةِ الْغُسْلِ 166 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا اغْتَسَلَ نَضَحَ عَيْنَيْهِ بِالْمَاءِ، وَأَدْخَلَ أُصْبُعَهُ فِي سُرَّتِهِ. * صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ. رَوَاهُ مَالِكٌ عَنْ نَافع، وروي مرفوعًا ولا يصح (¬1). ¬
166 - تخريجه: أخرجه مالك في الموطأ (1/ 45، كتاب الطهارة، باب العمل في غسل الجنابة)، عن نافع، أن ابن عمر، فذكر بنحوه، ولفظة أطول، وليس فيه إدخال الإصبع في السرة. وعبد الرزاق في المصنف (1/ 258 - 259: 990، 991، باب اغتسال الجنب)، عن ابن جريج، قال: أخبرني نافع عن اغتسال عبد الله بن عمر من الجنابة، فذكر بنحو لفظ مالك، غير أنه أتم. ثم رواه عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، فذكر بنحوه مختصرًا ثم قال عبد الله: ولا أعلم أحدًا نضح الماء في عينيه إلَّا ابن عمر. وأخرجه البيهقي في سننه (1/ 177، كتاب الطهارة، باب نضح الماء في=
= العينين، وإدخال الأصبع في السرة): أخبرنا أبو الحسن ابن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا الحسن بن علي، الفسوي، ثنا عبيد الله بن عمر، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عن نافع، عن ابن عمر، بمثل سياق الباب. وأخرجه من طريق مالك -السالف قريبًا- ثم قال: قال مالك: ليس عليه العمل، قال الشافعي: ليس عليه أن ينضح في عينيه لأنهما ليستا ظاهرتين من بدنه. أما الحديث المرفوع الذي أشار إليه الحافظ، فلعله: ما أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 36: 73)، وابن حبان فى المجروحين (1/ 202)، وابن عدي في الكامل (2/ 490)، كلهم من طريق البختري بن عبيد الطائي، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا توضأتم فلا تنفضوا أيديكم، فإنها مراوح الشيطان، وأشربوا أعينكم الماء). قال ابن أبي حاتم عن أبيه: هذا حديث منكر، والبختري ضعيف الحديث وأبوه مجهول. وقال ابن حبان: يروي عن أبيه عن أبي هريرة نسخة فيها عجائب، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد لمخالفته الأثبات في الروايات مع عدم تقدم عدالته، وقال ابن عدي: روى عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قدر عشرين حديثًا عامتها مناكير، فيها (أشربوا أعينكم الماء). ونقل الذهبي في الميزان (1/ 299) عن أبي نعيم أنه قال: روى عن أبيه موضوعات، ثم قال الذهبي: أنكر ما روى -فذكر هذا الحديث-. ولذا قال الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 303: 903): موضوع. وهو قريب من ذلك، ولو قيل: منكر، أو واه جدًا لكان أحوط في الحكم، والله أعلم.
الحكم عليه: هو كما قال الحافظ: صحيح موقوت فإسناده صحيح رجاله ثقات، بل وقد تابع فضيلًا على روايته كل من مالك وابن جريج، وقتادة، وعبد الله بن عمر، وهذا يزيده قوة.
167 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ (شُعْبَةَ) (¬1) قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ أَفْرَغَ بيمينه على يساره سبعًا (¬2). ¬
167 - تخريجه: وأخرجه أبو داود (1/ 171: 246، كتاب الطهارة، باب في الغسل من الجنابة)، حدثنا حسين بن عيسى، الخراساني، حدثنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب به، بلفظ مقارب. وفي هذا إشكال، إذ كيف يضعه الحافظ في الزوائد، بل وتبعه على ذلك البوصيري في الإتحاف (ص 257: 246) إلَّا أنه برر ذكره في الزوائد بأنه ليس في لفظ أبي داود (فأفرغ على يساره سبعًا)، وقال: (على جلده)، بدل: (رأسه). قلت: أما اللفظ الأول ففيه احتمال الزيادة على اعتبار إعادة الإفراغ سبعًا لما نسي -وهذه ليست في أبي داود- إلَّا أن صنيع الحافظ هنا غفر الله له فيه إلباس، إذ يوهم أن الزيادة فيما أورده من الحديث كما هو الأصل، والواقع أن الزيادة فيما أهمله، أما المغايرة الثانية فهو كما قال، لكن هل تستحق هذه المغايرة البسيطة أن يجعل في الزوائد، خصوصًا وأنه يمكن الجمع بين الروايتين، وأنه في رواية أبي داود ذكر الجزء -وهو الرأس- وأراد الكل وهذا سائغ في اللغة بل لا يمكن الاغتسال بدون غسل بقية الجسد، إلَّا أن الذي خطر لي -والله أعلم- أن اللفظة الأولى يمكن أن تكون غير موجودة في نسخة أبي داود التي اعتمدها الحافظان.=
= الحكم عليه: هذا إسناده لين، لأن فيه شعبة مولى ابن عباس وهو سيِّىء الحفظ. ومما ينبغي التنبيه عليه أن في صنيع الحافظ إيهامًا، إذ أن الظاهر منه أن الأثر موقوف، والحق أنه مرفوع، لأنه قال في آخره عند الطيالسي نفسه، وعند أبي داود: هكذا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فعل ذلك.
168 - وَقَالَ مسدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ الْأَخْنَسِ، حَدَّثَنِي الْمَعْرُورُ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَمَّا أنا، فأحفن على رأسي ثلاث حفنات.
168 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 64، في الجنب كم يكفيه). حدثنا وكيع، عن مسعر، به، نحوه. وأخرجه -بمعناه- عبد الرزاق في مصنفه (1/ 257 - 258: 987، 988، باب اغتسال الجنب من طريق آخر)، حيث قال: عن معمر، عن أبي إسحاق، عن رجل يقال له عاصم أن رهطًا أتوا عمر رضي الله عنه، وفيه أنهم سألوه عن ثلاثة أمور، منها غسل الجنابة، فقال لهم: (وأما الغسل من الجنابة فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اغسل رأسك ثلاث مرات، ثم أفض الماء على جلدك). ثم رواه من طريق آخر فيه تقييد الرجل المهمل، فقال: عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن عمر البجلي، فذكر بنحو اللفظ السابق. وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا عاصمًا فإنه صدوق. انظر: التقريب (ص 286: 3073)، لكن فيه عنعنة أبي إسحاق، وهو مدلس كما مضى في ترجمته عند ح (102)، غير أنه لا بأس به في الشواهد والمتابعات.
الحكم عليه: وهو موقوت إسناده صحيح، رجاله ثقات، كما يشهد له الأثر الآتي بشواهده، كما أن هذا الحكم ثبت مرفوعًا من طريق عدد من الصحابة، وسيأتي بيان ذلك عند ح (170) قريبًا إن شاء الله تعالى.
169 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا فُضَيْلُ (¬1) بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ (¬2) أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ فَقَالَ: ثَلَاثًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي كَثِيرُ الشَّعْرِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَكْثَرَ شَعْرًا مِنْكَ وأطيب. ¬
169 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 65، في الجنب كم يكفيه)، بمثله سندًا، وبنحو لفظه. وأحمد في المسند (2/ 54): حدثنا وكيع، فذكر بمثل حديث الباب سندًا ولفظًا.
الحكم عليه: هذا إسناد ليس بالقوي، فيه فضيل، وهو صدوق يهم، وأيضًا عطية، وهو صدوق يخطىء كثيرًا، ويدلس تدليسًا قبيحًا، وهو تكنيته للضعفاء أمثال الكلبي، وقد عنعن. إلَّا أن للحديث شواهد صحيحة بنحو لفظه، يرتقي بها إلى درجة الحسن لغيره، مثل: 1 - حديث جابر رضي الله عنه، أخرجه البخاري (الفتح 1/ 368: 256)؛ ومسلم (1/ 259: 329). 2 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (1/ 64)، لكن في إسناده محمد بن عجلان، وفي روايته عن أبي هريرة كلام. التقريب (ص 496: 6136)، لكن لا بأس به في الشواهد والمتابعات. وسيأتي مزيد من الشواهد الصحيحة عند الحديث الآتي.
170 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عن أنس رضي الله عنه قال: إن وَفْدَ ثَقِيفٍ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ بَارِدَةٌ فَمَا يَكْفِينَا مِنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ؟ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أَمَّا أَنَا فَأُفِيضُ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثًا). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَمِينَةَ، ثنا مُعْتَمِرُ بن سليمان، به (¬2). * صحيح. ¬
170 - تخريجه: لم أجد من أخرجه غير ابن أبي شيبة وأبي يعلى في مسنديهما إلَّا أن الحديث جاء من غير طريق أنس، وسيأتي عند الحكم عليه.
الحكم عليه: قال الهيثمي في المجمع (1/ 271): رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. قلت: بل هو صحيح أيضًا كما قال الحافظ. كما أن الحديث له شواهد للفظه ومعناه، منها جملة كبيرة في الصحيحين، أو صحت خارجهما، بل إن تثليث غسل الرأس في غسل الجنابة يصل الى حد التواتر، لكثرة من نقله من الصحابة، وعلى رأسهم بعض أمهات المؤمنين.=
= وأهمها حديث جابر رضي الله عنه أن وفد ثقيف سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا. فذكر بنحو حديث أنس. أخرجه مسلم (1/ 259: 328)، وأحمد (3/ 292، 298، 304)، وبأسانيد متعددة. وفي الباب عن جبير بن مطعم، وجابر أيضًا، وميمونة وعائشة، وأم سلمة، وابن عمر، وعمر، وتقدم تخريجه عند ح (168)، وغيرهم رضي الله عنهم. انظر: فتح الباري (1/ 360 - 368)، ومسلم (1/ 253 - 260)، والنسائي (1/ 205).
171 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو مُوسَى، إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، الْخَطْمِيُّ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ (¬2) قُنْفُذٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سِيلَانَ عَنِ ابْنِ (¬3) مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: إن رجلا سأل النبي - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الرَّجُلِ يَغْتَسِلُ مِنَ الجنابة، فيخطىء بَعْضَ جَسَدِهِ الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (يَغْسِلُ ذَلِكَ الْمَكَانَ ثُمَّ يصلي). ¬
171 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 284: 10561)، والأوسط. انظر: مجمع البحرين (ج1، ل 49): ثنا موسى بن هارون، ثنا إسحاق بن موسى، به، مثله. ثم قال: لا يروى عن ابن مسعود إلَّا بهذا الإسناد. والبيهقي في سننه (1/ 184، كتاب الطهارة، باب تفريق الغسل)، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه، نا أبو محمد عبد الله بن محمد، المعروف أبي الشيخ، ثنا الهيثم بن خلف الدوري، ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، به، مثله. ثم ذكر بعده قول البخاري في عاصم بن عبد العزيز.
الحكم عليه: هذا إسناد لين، فيه عاصم بن عبد العزيز، وهو ليس بالقوي، وكذلك جابر بن سيلان، وهو مقبول. إلَّا أن له شاهدًا من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه عبد الرزاق (1/ 265) عن العلاء بن زياد مرسلًا، وعن ابن جريج معضلًا. وأخرجه الدارقطني (1/ 110)، من طريق عبد السلام بن صالح، نا إسحاق بن=
= سويد عن العلاء، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - مرضي، فذكر نحوه. ثم قال: عبد السلام بن صالح هذا، بصري ليس بالقوي، وغيره من الثقات يرويه عن إسحاق، عن العلاء مرسلًا. ثم أخرجه عن العلاء مرسلًا وقال: هذا مرسل، وهو الصواب. اهـ. وهذا الشاهد لا يقوي حديث الباب كثيرًا، فيبقى الحديث في قسم الضعيف، لا سيما وهو معارض للحديث الصحيح، الذي رواه مسلم (1/ 215: 243)، عن جابر، أخبرني عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أن رجلًا توضأ فترك موضع ظفر على قدمه فأبصره النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (ارجع فأحسن وضوءك)، فرجع ثم صلى. إلَّا أن حمل هذا الحديث على مضي مدة على الوضوء بحيث جف الماء، وحديث الباب على ما إذا كانت الأعضاء لا تزال رطبة، وهذا صريح في مرسل العلاء، وابن جريج، فلا معارضة. وهذا جمع حسن ذهب إليه بعض الفقهاء. انظر: حاشية الروض المربع (1/ 187).
172 - (وقال إسحاق (¬1): أخبرنا المقرىء، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا يَزِيدُ بن أبي حبيب عن ناعم -مولى أم سَلَمَةَ-: سَأَلْتُ أُمَّ سَلَمَةَ عَنْ غُسْلِ الرَّجُلِ. فقالت: ينقي الشعر، ويروي البشر، وسألتها عن غسل المرأة (فقالت) (¬2): تنظف فروتها (¬3)، ولا تحل رأسها). ¬
173 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق (1/ 273: 1050، باب غسل النساء)، وابن أبي شيبة (1/ 79، في المرأة كيف تؤمر أن تغتسل)، من طريق مسعر، عن أبي بكر بن عمارة الزهري، عن عمه، عن أم سلمة، بمعناه مختصرًا دون ذكر غسل الرجل. وعند ابن أبي شيبة: عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة، عن امرأة عن أم سلمة. وأبو بكر هذا روى عن أبيه، وعنه مسعر وإسماعيل بن أبي خالد سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات ونسبوه إلى ثقيف، فمثله يكون (مستورًا). انظر: التاريخ الكبير، "الكنى" (ص 11: 65)؛ والجرح والتعديل (9/ 339)؛ والثقات (5/ 563). وأما الراوي عن أم سلمة رضي الله عنها فلم أعثر عليه سواء كان رجلًا أو امرأة. وسيأتي عند ح (202) أن إسحاق أخرجه لكن بلفظ آخر. وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (1/ 73، في المرأة تغتسل، أتنقض شعرها؟): ثنا أبو داود، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن امرأة سألت أم سلمة، به، بمعناه، مختصرًا في غسل المرأة فقط.=
= وهذا إسناد رجاله ثقات ما عدا هذه المرأة فلم أقف على ترجمتها، لكن يستأنس في حالها بثلاثة أمور: 1 - أن يحيى لا يحدث إلَّا عن ثقة. 2 - قول الذهبي: ما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها. (الميزان 4/ 604). وهذان الأمران وإن كان فيهما إجمال إلَّا أنهما يشعران بقبول، سيما إذا ضممت إلى ذلك: 3 - أن هذا الأثر لم تنفرد به، بل توبعت، وله شواهد: وأخرجه ابن المنذر (2/ 133 ث: 682، كتاب الاغتسال من الجنابة، ذكر اغتسال ضفرت رأسها)، من طريق علي بن زيد، عن أم محمد، عن أم سلمة، به، بمعناه في غسل المرأة. وعلي بن زيد هو ابن جدعان، ضعيف. وأم محمد زوجة أبيه يقال لها أمية أو أمينة بنت عبد الله، روى عنها ربيبها علي، وروت عن عائشة، مجهولة لم أر فيها جرحًا ولا تعديلًا، والراوي عنها ضعيف. انظر: الميزان (4/ 604، 10938)؛ والكاشف (3/ 465: 13)؛ والتقريب (ص 744: 8539). وأخرجه البيهقي (1/ 182، كتاب الطهارة، باب ترك المرأة نقض قرونها ...)، من طريق ابن مهدي، عن بكار بن يحيى، عن جدته، عن أم سلمة، بمعناه في غسل المرأة. وبكار مجهول، وجدته لم أقف على اسمها ولا ترجمتها. انظر: الميزان (1/ 342: 1264)؛ وتهذيب التهذيب (1/ 479).=
= الحكم عليه: حديث الباب موقوف إسناده صحيح رجاله ثقات، وهذه المتابعات الآنفة تزيده بعض قوة، لا سيما الثانية. أما أصل الحديث فهو ثابت من طريق أم سلمة رضي الله عنها مرفوعًا في صفة غسل المرأة من الجنابة. أخرجه مسلم (1/ 259: 330)، وأبو داود (1/ 174)، والترمذي (1/ 175، 176)، والنسائي (1/ 131).
4 - باب الحمام (و) كراهية التعري
4 - باب الحمام (و) (¬1) كراهية التعرِّي 173 - [1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نِعم الْبَيْتُ الْحَمَّامُ، يُذْهِبُ الْوَسَخَ وَيُذَكِّرُ النَّارَ. * صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (نِعْمُ الْبَيْتُ الْحَمَّامُ يَدْخُلُهُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ، لِأَنَّهُ إِذَا دَخَلَهُ سَأَلَ تَعَالَى الْجَنَّةَ وَاسْتَعَاذَ بِهِ مِنَ النَّارِ، وَبِئْسَ الْبَيْتُ الْعُرْسُ، يَدْخُلُهُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ لِأَنَّهُ إِذَا دَخَلَهُ رغبه في الدنيا، وأنساه الآخرة). ¬
173 - تخريجه: أخرجه ابن المنذر، في الأوسط (2/ 121: 651، كتاب الاغتسال من الجنابة، ذكر النهي عن دخول الحمام إلَّا بمئزر)، حدثنا يحيى، حدثنا مسدد، به، مثله. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 109، باب من رخص في دخول=
الحمام)، حدثنا جرير، عن عمارة، به، نحو سياق مسدد.
الحكم عليه: الموقوف صحيح. وله أيضًا شواهد، منها: 1 - قول ابن عمر رضي الله عنهما بنحوه: أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 109)، وابن المنذر في الأوسط (2/ 121)، وعلقه البيهقي في سننه (7/ 309)، لكن في إسناده عطية العوفي، وهو صدوق كثير الخطأ ويدلس. انظر: ح (81)، وقد عنعن هنا، لكن لا بأس به في الشواهد والمتابعات. 2 - قول أبي الدرداء رضي الله عنه بمعناه: أخرجه ابن أبي شيبة، وابن المنذر -الإحالات السابقة- ورجال إسناده ثقات إلَّا أن داود بن عمرو الأودي لا بأس به. انظر: ح (88)، ومثله يحسن حديثه في المتابعات والشواهد، وعزاه البوصيري في الإتحاف إلى مسدد في مسنده، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. انظر: الإتحاف (ص 123: 93)، لكن تقدم أن داود دون الثقة بمراتب. وأما المرفوع، فإسناده ضعيف جدًا، فيه يحيى بن عبيد الله، وهو متروك، وأبوه، وهو مجهول.
174 - وقال ابن أبي عمر: حدثنا المقرىء (¬1)، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، أَخْبَرَنِي أَبُو خَيْرَةَ (¬2)، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ - قَالَ أَبُو خَيْرَةَ (¬3): لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يَدْخُلَنَّ الحَمَّامَ إِلَّا بِمِئْزَرٍ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ إِنَاثِ أُمَّتِي، فَلَا تَدْخُلَنَّ الْحَمَّامَ). ¬
174 - تخريجه: أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 321) بمثل إسناده، ونحو لفظه. وعزاه صاحب الكنز (9/ 389: 26619) إلى ابن عساكر، أي في تاريخه، بمعناه.
الحكم عليه: هذا إسناد لين لأن فيه أبا خيرة، وهو مستور وبه أعله الهيثمي في المجمع (1/ 277)، والبوصيري في الإتحاف (ص 118: 87)، أما الألباني فقال عنه (حسن). انظر: صحيح الترغيب والترهيب (1/ 70: 163)، لكن لعله يعني أنه كذلك بشواهده، وهو الصواب، فإنه بشواهده الكثيرة يصل إلى الحسن بغيره، أما متنه فهو صحيح لغيره بلا شك، ومن شواهده: 1 - حديث جابر رضي الله عنه، وسيأتي برقم (179). 2 - حديث أبي أيوب رضي الله عنه، وسيأتي برقم (180). 3 - عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يقعدن على مائدة يدار عليها الخمر، ومن كان=
يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلَّا بإزار، ومن كانت تؤمن بالله واليوم الآخر فلا تدخل الحمام). أخرجه أحمد (1/ 20)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 216)، إلَّا أن المنذري قال في الترغيب والترهيب (1/ 144): وقاص الأجناد -وهو الراوي عن عمر- لا أعرفه، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 277) فيه رجل لم يسم -يعني قاص الأجناد-. غير أن الألباني قال في الإرواء (7/ 6): رجاله ثقات معروفون، غير قاص الأجناد. فقال المنذري، ثم ذكر قوله. قلت: لكن الحديث صحيح فإن له شواهد تقويه. 4 - عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - نهى الرجال والنساء عن دخول الحمام، قالت: ثم رخص للرجال أن يدخلوه في المآزر. أخرجه أبو داود (4/ 300)، والترمذي (5/ 113، 114)، وحسن إسناده الأرناؤوط كما في جامع الأصول (7/ 339). وفي الباب عن ابن عباس، وابن عمرو، وأم سلمة، وأم الدرداء، والمقدام بن معدي كرب، وعائشة -أيضًا- وأبي سعيد، وأنس، وابن عمر، رضي الله عنهم، وطاوس رحمه الله مرسلًا، وغيرهم، وأسانيدها لا تخلو من مقال، لكن بعضها لا بأس به في الشواهد، بل صحح بعضها الحاكم وغيره، ووافقه الذهبي. انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 290، 291)؛ ومستدرك الحاكم (4/ 288، 289)؛ وتاريخ بغداد (12/ 332)؛ والترغيب والترهيب (1/ 142 - 147)؛ والمجمع (1/ 277 - 279)؛ والكنز (9/ 389 - 393)؛ وآداب الزفاف (ص 59).
175 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ عَنْ دُخُولِ الْحَمَّامِ، فَقَالَ: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكرهه.
175 - تخريجه: لم أجد من أخرجه بهذا السياق غير مسدد في مسنده إلَّا أنه جاء عن عمر رضي الله عنه بمعناه. فقد أخرج عبد الرزاق في المصنف (1/ 291: 1120، باب الحمام للرجال)، عن معمر، عن قتادة إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى أبي موسى الأشعري: ألا تدخلن الحمام إلَّا بمئزر، ولا يغتسل اثنان من حوض. ثم روى عن ابن جريج برقم (1121) أنه بلغه عن عمر مثله ولا يذكر فيه اسم الله حتى يخر. وفي هذين الإسنادين انقطاع، أما الثاني فواضح، وأما الأول فإن قتادة أيضًا لم يدرك عمر، بل ولا من هو دون عمر. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 110، من كان يقول: إذا دخلته فأدخله بمئزر)، عن قتادة من وجه آخر، بنحوه. وقال أيضًا: حدثنا حفص بن غياث، عن أسامة بن زيد، عن مكحول، قال: كتب عمر إلى أمراء الأجناد أن لا يدخل رجل الحمام إلَّا بمئزر. وهذا مرسل أيضًا، لأن مكحولًا لم يدرك عمر. وأخرجه ابن المنذر في الأوسط (2/ 121: 652، كتاب الاغتسال من الجنابة، ذكر النهي عن دخول الحمام إلَّا بمئزر): حدثنا أبو أحمد، أنا جعفر بن عون، أنا إبراهيم بن إسماعيل، عن الزهري، عن قبيصة قال: نهى عمر أن ندخل الحمام إلَّا وعلينا الأزر. وهذا إسناد ضعيف علته إبراهيم بن إسماعيل، وهو ابن مجمع الأنصاري، لكنه يقوي ما قبله ويعضده.
الحكم عليه: أثر الباب موقوف صحيح.
176 - حَدَّثَنَا (¬1) هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورِ (¬2) بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: إِنَّ ابْنَ (¬3) عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ لَا يَدْخُلُ الْحَمَّامَ، ويقول: هو مما أحدثوا من النعيم ¬
176 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 109، من كان لا يدخل الحمام ويكرهه)، قال: حدثنا هشيم، أخبرنا منصور، عن ابن سيرين، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لا تدخل الحمام، فإنه مما أحدثوا من النعيم. كما أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 292: 1124، باب الحمام للرجال)، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، أنه كان لا يدخل الحمام ولا يطلي. إلَّا أن عبد الله بن عمر، هو العمري، ضعيف. انظر: التقريب (ص 314: 3489)، وأخرجه أيضًا برقم (125)، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، وفيه أنه دخله مرة واحدة فإذا هو بالناس عراة، فخرج منه ولم يدخله بعد ذلك. وهذا إسناد كالشمس. وأخرجه أيضًا برقم (1126)، عن ابن عيينة، عن شيخ من أهل الكوفة، به، بمعنى اللفظ السابق. ولم أعرف هذا المبهم.
الحكم عليه: أثر الباب موقوف إسناده صحيح، وأما عنعنة هشيم -وهو مدلس- فقد زال ما يخشى منها حيث صرح بالإخبار في سند ابن أبي شيبة، ويزيده قوة هذه المتابعات التي ذكرتها، خصوصًا طريق عبد الرزاق الثاني.
177 - (¬1) حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ، أنهما كانا لا يدخلان الحمام. ¬
177 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 109، من كان لا يدخل الحمام ويكرهه)، قال: حدثنا هشيم، أخبرنا منصور، عن الحسن وابن سيرين أنهما كانا يكرهان دخول الحمام.
الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، وهشيم صرح بالإخبار عند ابن أبي شيبة.
178 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ -هُوَ ابْنُ دَاوُدَ- عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ الحَمِّامَ فَيُنُوِّرُهُ صَاحِبُ الْحَمَّامِ، فَإِذَا بَلَغَ حَقْوَهُ (¬1) قَالَ لِصَاحِبِ الحمام: اخرج. ¬
178 - تخريجه: أخرجه ابن المنذر في الأوسط (1/ 123: 658، كتاب الاغتسال من الجنابة، ذكر النهي عن دخول الحمام إلَّا بمئزر)، والطبراني في الكبير (12/ 266: 13068)، كلاهما من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عن نافع، عن ابن عمر، به. حيث قال ابن المنذر: حدثنا موسى بن هارون، ثنا شريح، ثنا محمد بن ربيعة، عن عبد الله بن سعيد، به نحوه. وقال الطبراني: حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا عبد الله بن داود، عن عبد الله بن سعيد، به مثله. وأخرجه البيهقي (1/ 152، كتاب الطهارة، باب ما جاء في التنور)، من طريقين: أحدهما: عن أسامة بن زيد الليثي، عن نافع، عن عبد الله بن عمر كان يطَّلي، فيأمرني أطليه، حتى إذا بلغ سفلته وليها هو. والثاني: عن عبد الله بن عمر، عن نافع، به، نحو اللفظ السابق إلَّا أنه أتم، وفيه زيادة أنه لا يدخل الحمام ويتنور في البيت، لكن أسامة صدوق يهم. انظر: التقريب (ص 98: 317)، فمثله يكون حديثه حسنًا إذا توبع وهو كذلك، سيما وقد أخرج له مسلم في صحيحه، أما عبد الله بن عمر وهو العمري، فقد تقدم قبل حديثين أنه ضعيف، فمثله لا يركن إلى زيادته، هذا إذا انفرد فكيف إذا خالف من هو أقوى منه كما هو الحال هنا، حيث نفى شيئًا أثبته غيره، لكن يستأنس به فيما وافق غيره.=
الحكم عليه: هذا إسناد فيه ضعف، علته عطية العوفي، ومع قلة ضبطه عنعن وهو مدلس لكنه لم ينفرد بذلك، فقد تابعه نافع، وهو ثقة ثبت، كما أخرجه عنه ابن المنذر والطبراني والبيهقي. قال الهيثمي في المجمع (1/ 279)، عن إسناد الطبراني: رجاله رجال الصحيح، وقد تقدم أن له عن نافع طربقين أيضًا عند البيهقي، فيكون الأثر بهذه المتابعات حسنًا لغيره، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
179 - وقال أبو يعلى: حدثنا عبد الأعلى، ثنا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - أن يدخل الماء (¬1) إلا بإزار (¬2). ¬
179 - تخريجه: هذا الحديث أخرجه: العقيلي في الضعفاء (1/ 312)، وابن المنذر في الأوسط (1/ 119: 648، كتاب الاغتسال من الجنابة، ذكر النهي عن دخول الماء إلَّا بمئزر)، وابن عدي في الكامل (2/ 660)، وابن حبان في المجروحين (1/ 251)، كلهم من طريق حماد بن شعيب، به مثله. قال العقيلي: ولا يتابعه -يعني حمادًا- عليه إلَّا من هو دونه، ومثله. وقال ابن عدي: وهذا الحديث، ليس يرويه بهذا اللفظ: (أن يدخل الماء) غير أبي الزبير، وعن أبي الزبير، غير حماد بن شعيب. وقال ابن حبان بعد أن ساق له حديثين، هذا أولهما: ليس للحديث الأول أصل يرجع إليه، وقد سمع الحسن بن بشر هذا الخبر عن حماد بن شعيب، ورواه عن زهير بن معاوية، عن أبي الزبير، وهم فيه. وتقدم في ترجمته أن الذهبي عد هذا الحديث من مناكيره. وأخرجه ابن خزيمة (1/ 124: 249)، كتاب الوضوء، باب الزجر عن دخول الماء بغير مئزر للغسل، والحاكم (1/ 162)، كلاهما من طريق الحسن بن بشر الهمداني، ثنا زهير، عن أبي الزبير، به مثله، وعند الحاكم زيادة: (الرجل) مع البناء للفاعل.=
= قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بأنه على شرط مسلم فقط. إلَّا أن الحق لا هذا ولا ذاك، لأن الحسن بن بشر، من رجال البخاري فقط، وكذا قال حسين أصد في تحقيقه لمسند أبي يعلى، وكذا الشيخ عبد الله بن حمود التويجري في تحقيقه أيضًا للمسند (رسالة دكتوراه). انظر: القسم الثاني من مسند أبي يعلى بتحقيقه ح (397). ومع ذلك فإسناده ليس على شرط أحدهما، لأن عنعنة أبي الزبير لا تقبل خارج الصحيحين، أو من غير طريق الليث، كما هو متقرر عند أئمة هذا الفن، والحسن بن بشر، وإن كان من رجال البخاري، فقد تقدم قول ابن حبان أنه وهم في هذا الحديث. وقال أحمد: روى عن زهير أشياء مناكير، ولذا قال الحافظ: صدوق يخطىء. انظر: تهذيب التهذيب (2/ 256)؛ والتقريب (ص 158: 1214)، فمثل هذه المتابعة لا يعتمد عليها. والحديث جاء عن جابر بغير هذا السياق، وبلفظ الحمام، بدل الماء، فقد أخرجه أحمد (3/ 339)، من طريق ابن لهيعة، والنسائي (1/ 198، كتاب الغسل والتيمم، باب الرخصة في دخول الحمام)، والحاكم (4/ 388)، والخطيب في تاريخه (1/ 244)، عن عطاء، كلاهما عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه مرفوعًا بلفظ: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يدخل الحمام إلَّا بمئزر ...) الحديث. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قلت: عنعنة أبي الزبير خارج الصحيحين تقدم الكلام عنها قريبًا. وأخرجه الترمذي (5/ 113: 2801، كتاب الأدب، باب ما جاء في دخول الحمام)، من طريق ليث بن أبي سليم، عن طاوس، عن جابر رضي الله عنه به مثله. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث طاوس عن جابر إلَّا من هذا الوجه، قال محمد بن إسماعيل: ليث بن أبي سليم صدوق، وربما يهم في=
= الشيء، قال محمد بن إسماعيل: وقال أحمد بن حنبل: ليث لا يفرح بحديثه، كان ليث يرفع أشياء لا يرفعها غيره، فلذلك ضعفوه. اهـ. تقدمت ترجمته عند ح (12)، وأنه ترك لاختلاطه جدًا، ولعله دخل عليه حديث في حديث، لأن طاوسًا روى عن ابن عباس بمعنى حديث جابر. انظر: مسند البزار (كشف الأستار 1/ 161، 162)، والحاكم (4/ 288). وأخرجه البزار. انظر: كشف الأستار (1/ 162: 320، كتاب الطهارة، باب في الحمام)، من طريق: محمد بن كثير الملائي، ثنا عمرو بن قيس الملائي، عن أبي الزبير، به. لكن محمد ضعيف. (التقريب ص 504: 6253).
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، علته حماد بن شعيب، وقد نص الأئمة -كما مر قريبًا- أنه تفرد به، وأنه من منكراته. أما بلفظ (الحمام) -بدل الماء- الذي أخرجه أحمد والنسائي ومن بعدهما، فهو صحيح لغيره بمتابعاته وشواهده. ولذا قال العراقي: إسناد النسائي جيد. وصححه الألباني من هذا الطريق وحسنه من طريق الترمذي والحاكم -ولعله يعني بشواهده- (تخريج أحاديث إحياء علوم الدين 1/ 310، صحيح الجامع 2/ 1109)، وهذا حق إذا ما اعتبرنا شواهده الكثيرة، وقد استوفيت جلها -بحمد الله- عند ح (174). تنبيه: من العجب أنه برغم أن الهيثمي ذكر هذا الحديث في المقصد العلي، إلَّا أني لم أقف عليه في مجمع الزوائد، برغم التحري الذي صنعته، ومما يقوي هذا أن محقق المقصد، وأيضًا محقق المسند لم يعزواه كعادتهما، بل إن صاحب المقاصد السنية (ص 607) عزاه إلى المطالب فقط، فالله أعلم.
180 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، ثنا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ (¬2) أَيُّوبَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن سويد الْخَطَمِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ نِسَائِكُمْ فَلَا يَدْخُلَنَّ الْحَمَّامَ)، قَالَ فَنَمَّيْتُهُ إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عَنْهُ فِي (¬3) خِلَافَتِهِ فَكَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بن محمد بن عمرو بن حزم، أن سَلْ مُحَمَّدَ بْنَ ثَابِتٍ عَنْ حَدِيثِهِ، فَإِنَّهُ رَضِيٌّ (¬4)، فَسَأَلَهُ، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَمَنَعَ (¬5) النِّسَاءَ عَنِ الْحَمَّامِ (¬6). * صَحَّحَهُ ابْنُ حبان والحاكم. ¬
180 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 147: 3873)، والأوسط. انظر: مجمع البحرين (ج 1، ل 50)، كتاب الطهارة، باب في الحمام، حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث حدثني يحيى بن أيوب به، نحوه، وفيه اختصار، ثم قال: لا يروى عن أبي أيوب إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به الليث.=
= وابن حبان في صحيحه (الإحسان 7/ 445: 5568، كتاب الحظر والإباحة، باب ذكر الزجر عن دخول النساء. . .)، أخبرنا أحمد بن الحسن الصوفي، ثنا يحيى بن معين، ثنا عمرو بن الربيع بن طارق، ثنا يحيى بن أيوب، به، نحوه. والحاكم (4/ 289)، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا أبو صالح، حدثني الليث، عن يعقوب، به، نحوه، فأسقط أبو صالح يحيى بن أيوب، بين الليث ويعقوب، وبهذا أوقع الحاكم في الوهم حين قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ويعقوب بن إبراهيم هذا الذي روى عنه الليث بن سعد، هو أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن جبير، عن محمد بن ثابت بن شرحبيل القرشي، فذكر الحديث. اهـ. ووافقه على ذلك الذهبي في تلخيصه. وفي هذا نظر لأمرين: أولهما: أن أبا صالح، وهو عبد الله بن صالح كاتب الليث، صدوق يخطىء إذا حدث من حفظه، وفيه غفلة، وثبت إذا حدث من كتابه. التقريب (ص 308: 3388) فمثله لا يصحح له إذا لم يثبت أنه حدث من كتابه. وثانيهما: أن البخاري وابن أبي حاتم، وابن حبان، نصوا على أن يعقوب هذا، غير أبي يوسف، كما مضى في ترجمته وترجمة عبد الله بن سويد. إلَّا إذا كان الحاكم والذهبي يقصدان غير صاحب أبي حنيفة -رحمهما الله- وهو احتمال بعيد، لكن على فرضه ففيه إيهام لا يخفى، حيث إن المشهور بهذه الكنية هو تلميذ أبي حنيفة. والبيهقي (7/ 309، كتاب القسم والنشوز، باب ما جاء في دخول الحمام)، من طريق عمرو بن الربيع، به، مثله، وفيه اختصار.
الحكم عليه: إسناده لين للجهالة بحال يعقوب، وعبد الله بن سويد، بالإضافة للاختلاف على=
= يحيى بن أيوب فيه. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 72: 192): سألت أبي عن حديث رواه يحيى بن أيوب، واختلف في الرواية على يحيى بن أيوب، فروى عبد الله بن وهب، عن يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الله بن حنين، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عبد الله بن يزيد، عن أبي أيوب الأنصاري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... -فذكر الحديث-، فرواه الليث بن سعد، وعمرو بن الربيع بن طارق، كلاهما، عن يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الله بن حنين، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عبد الله بن سويد الخطمي، عن أبي أيوب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، غير أن الليث زاد في الإسناد رجلًا، روى الليث: عن يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن عبد الرحمن بن جبير، عن محمد بن ثابت بن شرحبيل القرشي من بني عبد الدار، أن عبد الله بن سويد الخطمي أخبره، عن أبي أيوب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فسمعت أبي يقول: عبد الله بن سويد أشبه، قال أبو محمد: والذي عندي -والله أعلم- أن الأصح على ما رواه ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن يعقوب، عن محمد بن ثابت، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطَمِيِّ، عَنْ أبي أيوب. اهـ. إلَّا أن الحديث له شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره، وقد تقدمت عند ح (174)، أما متنه فهو صحيح لغيره كما تقدم.
5 - باب أمر الجنب بالغسل إذا أراد العود
5 - بَابُ أَمْرِ الْجُنُبِ (¬1) بِالْغُسْلِ إِذَا أَرَادَ الْعَوْدَ 181 - [1] إِسْحَاقُ، وَمُسَدَّدٌ: (قَالَا) (¬2): أَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُشْمَعِلِّ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلُهُ، وَأَرَادَ أَنْ يَعُودَ، فَلْيَغْسِلْ فَرْجَهُ). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا مُعْتَمِرٌ، بِهِ. ¬
181 - تخريجه: أخرجه البيهقي في سننه (7/ 192، كتاب النكاح، باب: الجنب يتوضأ كلما أراد إتيان واحدة، أو أراد العود): أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرىء، أنبأ الحسن بن محمد بن اسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا المعتمر بن سليمان، به، مثله، ثم قال: هذا أصح -أي من حديث ابن عمر المرفوع الذي أخرجه قبل هذا، وقال عنه: ليس بمحفوظ- وليث بن أبي سليم لا يحتج به، وفي حديث أبي سعيد كفاية. اهـ. وابن حبان في الثقات (5/ 571)، ثنا ابن قتيبة، ثنا ابن أبي السري، ثنا المعتمر، به، نحوه، إلَّا أنه قال: (المستهل) بدل (المتوكل).=
= وعزاه الهيثمي في المجمع (4/ 295) بمثله، إلى أبي يعلى في الكبير، ثم قال: فيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس. تنبيه: في هذا رد على دعوى ابن حجر رحمه الله حين ذكر فى مقدمته أن الهيثمي اقتصر في المجمع على الرواية المختصرة لأبي يعلى. كما عزاه أيضًا صاحب الكنز (16/ 564: 45881) إلى المحاملي في أماليه، وابن أبي شيبة. وعندي في هذا وقفة، لأن الذي وقفت عليه في ابن أبي شيبة يختلف فى سياقه عما أورده صاحب الكنز، خصوصًا المرفوع منه، فإنه جاء فيه الأمر بالوضوء، بدل الاقتصار على غسل الفرج فقط، كما أن في سياق ابن أبي شيبة اختصارًا. وإليك روايته في المصنف (1/ 79، 80، في الرجل يجامع أهله ثم يريد أن يعيد، ما يؤمر به): حدثنا ابن علية، عن التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان بن ربيعة، قال: قال لي عمر: يا سلمان إذا أتيت أهلك، ثم أردت أن تعود كيف تصنع؟ قال: قلت: كيف أصنع؟ قال: توضأ بينهما وضوءًا. وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات. وعزاه أيضًا (16/ 343: 44833) إلى الترمذي في سننه، وقبله السيوطي في زيادة الجامع الصغير. انظر: الفتح الكبير (1/ 64)، وتبعه على ذلك الألباني في ضعيف الجامع الصغير (1/ 123: 280)، إلا أن الذي رأيته في سنن الترمذي أنه أشار في آخر باب ما جاء إذا أراد أن يعود توضأ. (تحفة الأحوذي 1/ 130، 131)، حيث قال بعد إخراجه حديث أبي سعيد، وفي الباب عن عمر، قال أبو عيسى: ... وهو قول عمر بن الخطاب، وقال به غير واحد من أهل العلم، قالوا: إذا جامع امرأته ثم أراد أن يعود فليتوضأ قبل أن يعود. اهـ. وتقدم آنفًا أن ابن أبي شيبة أخرجه عنه بمثل هذا، وإسناده صحيح.=
= الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف جدًا من أجل ليث، فقد ترك الأئمة روايته بسبب كثرة تخليطه، وقد تقدم قول البيهقي والهيثمي فيه، بل إسناد هذا الحديث ومتنه منكران. أما إسناده فقد خلط فيه ليث تخليطًا عظيمًا، دخل عليه سند أبي سعيد في سند عمر، وحرف في اسم التابعي. وأما متنه فقد تقدم أن الثابت عن عمر غير هذا، وعليه نص الترمذي رحمه الله. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 34: 67): سألت أبي عن حديث رواه لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أبي المستهل، عن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال -فذكره ثم قال-: قال أبي: هذا يرون أنه عاصم عن أبي المتوكل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - وهو أشبه. اهـ. وقال الدارقطني في العلل (2/ 240: 242) بعد أن سُئل عن هذا الحديث: كذا رواه لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أبي المستهل، عن عمر، ورواه الثقات الحفاظ عن عاصم، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، منهم شعبة، والثوري، وابن المبارك، وجرير، وإسماعيل بن زكريا، وعبد الواحد بن زياد، وابن عيينة، ومروان الفزاري وغيرهم. اهـ. قلت: حديث أبي سعيد رضي الله عنه بلفظ: (إذا أتى أحدكم أهله، ثم بدا له أن يعاود، فليتوضأ بينهما وضوءًا). أخرجه مسلم (1/ 249: 308)، وأبو داود (1/ 149، 150: 220)، والترمذي (تقدمت الإحالة)، والنسائي (1/ 142)، وابن ماجه (1/ 193: 587) وغيرهم. ولذا حكم الألباني على حديث الباب بالضعف.
6 - باب منع الجنب من إتيان المسجد
6 - بَابُ مَنْعِ الْجُنُبِ مِنْ إِتْيَانِ الْمَسْجِدِ 182 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ مَحْدُوجٍ الْهُذَلِيِّ (¬1)، عَنْ جَسْرَةَ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إِلَى صَرْحَةِ (¬2) الْمَسْجِدِ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: (أَلَا إِنَّ هَذَا الْمَسْجِدَ لَا يَحِلُّ لِجُنُبٍ، وَلَا حَائِضٍ، إِلَّا لِلْنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأزواجه، و (علي) (¬3) وَفَاطِمَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، أَلَا هَلْ بَيَّنْتُ لَكُمُ الْأَسْمَاءَ أَنْ تَضِلُّوا). أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ (¬4) عَنْ أَبِي بَكْرٍ، دُونَ قَوْلِهِ: (إِلَّا لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلى آخره). ¬
182 - تخريجه: أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 99: 269)، والطبراني في الكبير (23/ 373: 883)، والبيهقي (7/ 65، كتاب النكاح، باب دخوله المسجد جنبًا)، وابن حزم في=
= المحلى (2/ 252: 262)، كلهم من طريق ابن أبي غنية به، وعند البيهقي زيادة الحسن والحسين، وليس عند ابن حزم: (ألا هل بينت لكم الأسماء ...). وأخرجه البيهقي من وجه آخر وضعفه، فقال: أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة، أنبأ أبو الحسن محمد بن الحسن بن إسماعيل السراج، ثنا مطين، ثنا يحيى بن حمزة التمار، سمعت عطاء بن مسلم يذكر عن إسماعيل بن أمية، عن جسرة، به، نحو لفظه السابق، وليس فيه ذكر أزواجه - صلى الله عليه وسلم -.
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه أبو الخطاب ومجدوح، وهما مجهولان، وقد انفردا بهذا الخبر المنكر، ولذا قال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 230: 242): هذا إسناد ضعيف، محدوج لم يوثق، وأبو الخطاب مجهول، وحكم ابن حزم عليه بعد إخراجه بأنه باطل. إلا أن أصل الحديث جاء بعدة ألفاظ عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، لكن كلها معلة: فأما حديث عائشة رضي الله عنها، فأخرجه أبو داود (1/ 157)، من طريق أفلت بن خليفة، عن جسرة بنت دجاجة، سمعت عائشة رضي الله عنها بمعناه، إلا أن البخاري رحمه الله في تاريخه (2/ 67)، لما ذكر الاختلاف على جسرة في هذا الحديث، وأن عندها عجائب، قال: وقال عروة وعباد بن عبد الله، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (سدوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر)، وهذا أصح، قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 99: 269): سمعت أبا زرعة، وذكر حديثًا حدثنا به- ثم ساق حديث الباب بإسناده- قال أبو زرعة: يقولون عن جسرة، عن أم سلمة، والصحيح عن عائشة، وسيأتي كلام ابن الجوزي على حديث أبي سعيد، كما أن البيهقي في سننه (7/ 65) روى عن البخاري أنه قال بعد أن ذكر الاختلاف على جسرة: ولا يصح هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحكم عليه أيضًا ابن حزم بالبطلان. وأما حديث أبي سعيد رضي الله عنه، فأخرجه الترمذي (5/ 639) بلفظ:=
= (يا علي لا يحل لأحد يجنب في المسجد غيري، وغيرك)، ثم قال: قال علي بن المنذر: قلت لضرار بن صرد: ما معنى هذا الحديث؟ قال: لا يحل لأحد يستطرقه جنبًا غيري وغيرك. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمع منى محمد بن إسماعيل هذا الحديث فاستغربه. اهـ. إلا أن البيهقي أعلّه بعطية العوفي، وكذا ابن الجوزي وقال: هذا حديث لا صحة له، وإنما هو مبني على سد الأبواب غير بابه، وفيه آفات. وضعفه الألباني أيضًا، وعبد القادر الأرناؤوط، واعتذر النووي للترمذي على تحسينه بقوله: إنما حسنه الترمذي لشواهده. وقال الحافظ رحمه الله في أجوبته عن بعض أحاديث المصابيح: ضعيف، ويجوز أن يحسن. وأما حديث سعد رضي الله عنه، فأخرجه البزار (كشف الأستار 3/ 198)، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ سَعْدٍ إِلَّا بهذا الإسناد، ولا نعلم روى عن خارجة إلا الحسن. ووثق الحافظ في رسالته المذكورة من دون خارجة، وكذا الهيثمي في المجمع (9/ 115) وزاد: خارجة لم أعرفه. وفي الباب عن عمر، وجابر، وأبي حازم الأشجعي مرسلًا، لكن يبقى قول البخاري، وابن الجوزي، أن ذلك لا يصح ولا ترفع هذه الطرق حديث الباب إلى الحسن، أما حديث سد الأبواب إلا بابه، فقد قاله الحافظ في رسالته المذكورة: وقد ورد من طرق كثيرة صحيحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أمر بسد الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب علي، فشق على بعض من الصحابة، فأجابهم بعذره في ذلك. اهـ. وانظر لما مضى: الموضوعات (1/ 367)؛ وتنزيه الشريعة (1/ 384)؛ واللآلىء المصنوعة (1/ 353)؛ وجامع الأصول (8/ 657)؛ ومجمع الزوائد (5/ 114، 115)؛ وأجوبة الحافظ ابن حجر عن أحاديث المصابيح بذيل مشكاة المصابيح (3/ 1789 - 1791)؛ وضعيف الجامع الصغير (6/ 109).
7 - باب أمر الجنب بالوضوء إن لم يغتسل
7 - بَابُ أَمْرِ الْجُنُبِ بِالْوُضُوءِ إِنْ لَمْ يَغْتَسِلْ 183 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ (¬1) بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ سَعْدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُجْنِبُ ثم يتوضأ ويخرج. ¬
183 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 75) في الجنب يخرج في حاجته قبل الغسل: حدثنا محمد بن بشر العبدي، حدثنا مسعر، به، بلفظ مقارب. وعبد الرزاق في المصنف (1/ 282: 1090، باب الرجل يخرج من بيته وهو جنب)، عن الثوري، عن أبي سلمة، عن بكير، به، نحوه.
الحكم عليه: هذا موقوف إسناده صحيح، رجاله ثقات.
8 - باب الاختلاف في طهارة المني
8 - بَابُ الِاخْتِلَافِ فِي طَهَارَةِ الْمَنِيِّ 184 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ (¬1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَحُكُّ الْمَنِيَّ من ثوبه. ¬
184 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 84، من قال: يجزيك أن تفركه -يعني المني- من ثوبك): حدثنا هشيم، عن حصين، عن مصعب بن سعد، به نحوه، ثم قال: حدثنا جرير، عن منصور، به، بنحوه. والشافعي في الام (1/ 48، كتاب الطهارة، باب المني)، أخبرنا الثقة عن جرير، به، بمعناه، ولفظه أتم. وابن المنذر في الأوسط (2/ 159: 723، كتاب طهارات الأبدان والثياب، باب ذكر اختلاف أهل العلم في المني يصيب الثوب): حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا شريك، عن عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سعد، به، نحوه.
الحكم عليه: هذا موقوف إسناده صحيح، رجاله ثقات، وقد ازداد قوة بهذه المتابعات التي مضت، وهذا الأثر صحح أيضًا ابن حزم في المحلى (1/ 163). وله شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها، أخرجه مسلم (1/ 290: 239).
185 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ أَنَّهُ (¬2) سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول فِي الرَّجُلِ احْتَلَمَ فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ خَفِيَ عليه قال: اغسل الثوب كله. ¬
185 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 369: 1443، باب المني يصيب الثوب ولا يعرف مكانه)، عن مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به بمعناه. وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 83، في الرجل يجنب في الثوب فطلبه فلم يجده)، حدثنا عبدة بن سليمان، عن سعيد، عن أيوب، به، بنحو لفظ الباب. وابن المنذر في الأوسط (2/ 162: 730، كتاب طهارات الأبدان والثياب، ذكر الثوب الذي يصيبه المني، ويخفى مكانه). حدثنا ابن عبد الحكم، أنا ابن وهب، أخبرني الليث، عن نافع، به بنحو لفظ الباب. وسياقه أتم. وعلقه البيهقي في سننه (2/ 406، كتاب الصلاة، باب النجاسة إذا خفي موضعها من الثوب).
الحكم عليه: هذا موقوف في إسناده مبهم، وهو شيخ شعبة، لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه على روايته كل من: 1 - أيوب عن نافع، كما عند عبد الرزاق وابن أبي شيبة.=
= 2 - الليث عن نافع، كما عند ابن المنذر. وأسانيدها صحيحة، وبها يكون سند الباب حسنًا لغيره. أما متنه، فهو صحيح لغيره بلا شك. وبذا يتضح لك ما فات البوصيري رحمه الله حين قال في الإتحاف (ص 392: 374): هذا إسناد ضعيف لجهالة التابعي. وكان الأولى أن يذكر أنه صح من طرق أخرى.
9 - باب إيجاب الغسل بالتقاء الختانين، ونسخ قوله (الماء من الماء)
9 - بَابُ إِيجَابِ الْغُسْلِ بِالْتِقَاءِ الْخِتَانَيْنِ، وَنَسْخِ قَوْلِهِ (الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ) (¬1) 186 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى (¬2)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ أَبِي حُيَيَّةَ (¬3) -مَوْلَى ابْنَةِ صَفْوَانَ- عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَفْتَى عَلَى رِفَاعَةَ فقال: أو كنتم تَفْعَلُونَ ذَلِكَ إِذَا أَصَابَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ ثُمَّ أَكْسَلَ لَمْ يَغْتَسِلْ؟ قَالَ: قَدْ كُنَّا نَفْعَلُ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمْ (يَأْتِنَا) (¬4) فِيهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى تَحْرِيمٌ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهْيٌ. [2] رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ (¬5)، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثَنَا زُهَيْرٌ، وَابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (¬6)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حبيب، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ أَبِي حُيَيَّةَ (¬7)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، -قَالَ زُهَيْرٌ فِي حَدِيثِهِ: رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ (¬8) وَكَانَ عَقَبِيًّا، بَدْرِيًّا- قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (¬9) يُفْتِي النَّاسَ فِي الْمَسْجِدِ -قَالَ زُهَيْرٌ فِي حَدِيثِهِ: النَّاسَ بِرَأْيِهِ- فِي الَّذِي يُجَامِعُ وَلَا يُنْزِلُ (¬10)، فَقَالَ: أَعْجِلْ بِهِ فَأُتِيَ بِهِ، فَقَالَ: يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ (¬11)، أو قد بلغت ¬
أَنْ تُفْتِيَ النَّاسَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِرَأْيِكَ؟ قَالَ: مَا فَعَلْتُ ذَلِكَ، حَدَّثَتْنِي (¬1) عُمُومَتِي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: أَيُّ عُمُومَتِكَ؟ قَالَ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ -قَالَ زُهَيْرٌ: وَأَبُو أَيُّوبَ، وَرِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ- (¬2)، فَالْتَفَتَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَيَّ، فَقَالَ: مَا يَقُولُ هَذَا الْفَتَى؟ فَقُلْتُ: كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ (¬3): فَسَأَلْتُمْ عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: فَجَمَعَ النَّاسَ، فاتفق (¬4) عَلَى أَنَّ الْمَاءَ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ الْمَاءِ، إِلَّا رَجُلَيْنِ: عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، ومعاذ ابن جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَا: إِذَا جَاوَزَ (¬5) الْخِتَانُ الخِتَانَ، وَجَبَ الْغُسْلُ، قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، إن أَعْلَمَ النَّاسِ بِهَذَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأرسَلَ إِلَى حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَقَالَتْ: لَا عِلْمَ لِي، فَأَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ وَجَبَ الْغُسْلُ، (فَتَحَطَّمَ) (¬6) عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: لَا يَبْلُغُنِي (¬7) أَنَّ أَحَدًا فَعَلَهُ وَلَمْ يَغْتَسِلْ إِلَّا أَنْهَكْتُهُ عُقُوبَةً. [3] وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ (¬8): حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ (¬9) بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، فَذَكَرَهُ مُطَوَّلًا. وَمَعْمَرٌ (¬10)، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ، وَرَوَى بَعْضُهُمْ حَدِيثَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مَجُرَدًا (¬11). [4] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ أَبِي حُيَيَّةَ (¬12)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُصُّ، فَيَقُولُ فِي قَصَصِهِ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا خَالَطَ (¬13) الْمَرْأَةَ فَلَمْ يُنْزِلْ فَلَا غُسْلَ عَلَيْهِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ عِنْدِ زَيْدٍ، فَأَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه ¬
للرجل (¬1): اذهب إليه، فأتني بِهِ لِتَكُونَ عَلَيْهِ شَهِيدًا، فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ لَهُ (¬2) عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَنْتَ الَّذِي تُضِلُّ (¬3) النَّاسَ بِغَيْرِ (¬4) عِلْمٍ، فَقَالَ زَيْدٌ (¬5) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا ابْتَدَعْتُهُ مِنْ قِبَلِ نَفْسِي، و (إنما) (¬6) أَخْبَرَنِي بِهِ أَعْمَامِي، قَالَ: وَأَيُّ عُمُومَتِكَ؟ قَالَ: أبي، وأبو أيوب، وَرِفَاعَةُ يومئذٍ عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ (¬7) رِفَاعَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬8) وَقَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْلَمُ، قَالَ: لَا عِلْمَ لِي، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ، إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَصْلُحُ، (¬9) وَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ إِنَّ هَذَا الأمر (¬10) لا يصلح. ¬
186 - تخريجه: تقدم أنه أخرجه مع ابن أبي شيبة وابن منيع في مسنديهما أحمد في مسنده. وابنه في زوائد المسند، وحيث أن الحافظ أدخل السياق المختصر على المطوّل، فلا بد من التنبيه على أن هذا الحديث بمجموعه له طرق كثيرة جدًا، كما أن شواهده أكثر، وأكتفي هنا بما يلزم لإثباته، وأشير الى الباقي، فأقول وبالله التوفيق: هذا الحديث له عن يزيد بن أبي حبيب ثلاث طرق: (أ) محمد بن إسحاق، عن يزيد، به: أخرجه ابن أبي شيبة في المسند -كما هنا-، وفي المصنف (1/ 87، 88 من قال: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل)، بمثل سنده في مسنده لكن لفظه أتم، فهو بنحو لفظ أحمد. وأحمد في المسند، وابنه عبد الله في زيادته -كما هنا أيضًا- ومن طريقه الحافظ في موافقة الخبر الخبر (ص 147: 100)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 58، 59، في الطهارة، باب الذي يجامع ولا ينزل)، من طريق ابن إدريس، ومن طريق عبد الأعلى عنه، به، بمثل سياق أحمد في مسنده. والطبراني في الكبير (5/ 35: 4537) أيضًا من طريق ابن إدريس وعبد الأعلى، عنه، به لكن مختصرًا، بذكر قول رفاعة فقط. والبزار في مسنده (كشف الأستار (1/ 164: 325، كتاب الطهارة، باب الماء من الماء)، من طريق ابن إدريس، عنه، به، مختصرًا مثل الطبراني، ثم قال: لا نعلم أحدًا رواه بأحسن من هذا الإسناد، ولا روى معمر بن عبد الله بن أبي حبيبة عن=
= عبيد، إلَّا هذا. (ب) الليث بن سعد، عن يزيد، به: أخرجه أحمد بن منيع في مسنده، كما هنا. والطبراني في الكبير (5/ 34: 4536)، من طريق عبد الله بن صالح عنه به، بنحو سياق ابن منيع، وفيه زيادة في أثنائه وآخره، ومن طريق الطبراني أخرجه الحافظ في موافقة الخبر الخبر (ص 148: 102)، فتابع أبو صالح، يحيى بن سعيد القطان على روايته عن الليث هكذا، لكن خالفهما يحيى بن عبد الله بن بكير في روايته عن الليث. حيث أخرج الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 59، الإحالة السابقة)، وأيضًا في مشكل الآثار (2/ 373، باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله في العزل. . .)، من طريق روح بن الفرج، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني الليث، حدثني معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، قال: تذاكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند عمر، به، فذكر في شرح معاني الآثار، بنحو سياق الطبراني، أما في المشكل فقد اختصره، بل لم يذكر قصة الإنزال والغسل والخلاف فيها، بل قصر الأمر على مسألة العزل، وكذا صنع في رواية ابن لهيعة الآتية، ولعل هذا من تصرف الإمام الطحاوي وحمه الله وأن الحديث عنده طويل، فذكر بعضه هنا، وبعضه هناك بحسب التبويب، إلَّا أن روح بن الفرج هذا لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل، إلَّا قول العيني رحمه الله: كان من الثقات. (مباني الأخبار ص 199)، وأخشى أن يكون التخليط منه، فقد خالف رواة هذا الحديث في السند والمتن، فأما السند فظاهر، وأما المتن فإن قصة العزل لم يذكرها أحد من رواة هذا الحديث إلَّا أبو صالح كاتب الليث وهو سِّيىء الحفظ، فيقبل ما توبع عليه، ويترك ما تفرد به أو خالف. انظر: ح (180). وهذه المخالفة في السند والمتن، خالف فيها الرواة عن الليث، وخالف أيضًا من تابع الليث كابن إسحاق، وابن لهيعة، ومما يؤيد ما ذهبت إليه ما تقدم -آنفًا- =
= من كلام البزار، وعلى هذا تعتبر روايته غير محفوظة، والمعوّل على ما سبق. (ج) عبد الله بْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، به: أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار، وفي مشكل الآثار (تقدمت الإحالة)، حدثنا صالح بن عبد الرحمن، ثنا عبد الله بن يزيد المقرىء، ثنا ابن لهيعة، به، نحوه. وصالح بن عبد الرحمن، مصري، قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بمصر ومحلّه الصدق. انظر: (الجرح والتعديل 4/ 408) ومباني الأخبار ص 249). أما ابن لهيعة فإن حديثه إذا كان من طريق العبادلة -وابن يزيد أحدهم- فإن الجمهور يصححونها، والحق أنها حسنة، كما تقدم في ترجمته عند ح (55). وأصل الحديث كما أشار إليه الحافظ في صحيح مسلم (1/ 271، 272: 349، 350)، وروى الترمذي حديث عائشة رضي الله عنها مجردًا في سننه (1/ 182، 183: 108، 109، كتاب الطهارة، باب ما جاء: إذا التقى الختانان وجب الغسل)، ثم قال: حديث عائشة حديث حسن صحيح، وقد روي هذا الحديث عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - من غير وجه ... وهو قول أكثر أهل العلم مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - منهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعائشة، والفقهاء من التابعين ومن بعدهم مثل سفيان الثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق. اهـ. قال الحافظ في موافقة الخبر الخبر (ص 149، 150): هذا حديث حسن، وقد جوّد محمد بن إسحاق إسناده حيث قال: عن عبيد بن رفاعة هو الذي حضر القصة عند عمر. وسياق الليث مشعر بذلك، لكن سياق ابن إسحاق أصرح في الاتصال، فالذي يظهر أن عبيدًا حضر ما وقع عند زيد، وحمل ما وقع عند عمر عن أبيه، وعبيد ذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين، وذكره البغوي في الصحابة، فقال: ولد عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فعلى هذا لا يبعد حضوره القصة. اهـ. باختصار بسيط. والحديث بجملته سواء المرفوع منه أو الموقوف، رواه الأئمة في مصنفاتهم بأسانيد صحيحة وحسنة، ويكفي أن تنظر: صحيح مسلم (1/ 269، 270)؛ وسنن =
= أبي داود (1/ 146، 147)؛ والترمذي (1/ 183 - 188)؛ والنسائي (1/ 115)؛ والموطأ (1/ 45 - 47)؛ وعبد الرزاق (1/ 245 - 251)؛ وابن أبي شيبة (1/ 85 - 89)؛ وشرح معاني الآثار (1/ 54 - 62)؛ ومجمع الزوائد (1/ 265 - 267).
الحكم عليه: قال الهيثمي في المجمع (1/ 266): رجال أحمد ثقات إلَّا أن ابن إسحاق مدلس، وهو. ثقة. يعني أنه عنعن هنا، أما كونه ثقة، فقد تقدم في ترجمته أنه دون ذلك، ومع ذلك فقد توبع على روايته من الليث وابن لهيعة، وهذه متابعات تامة، وقد توبع متابعات ناقصة على أجزاء حديثه بجملتها -كما سبق الإشارة إلى ذلك- وأسانيدها ثابتة، بل بعضها في الصحيح كما مرّ. ولذا صحح أسانيد هذا الحديث العلامة أحمد شاكر كما في تعليقه على سنن الترمذي (1/ 188). فالحديث بمتابعاته وشواهده صحيح بلا شك بل أكثره شبه متواتر، لكثرة من نقله من الصحابة ومن بعدهم، والله أعلم.
10 - باب الماء من الماء
10 - بَابُ الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ (¬1) 187 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬2)، ثنا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ حَبِيبٍ (¬3)، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قال: إن رجلا قال لَهُ: الرَّجُلُ يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَلَا يُنْزِلُ، قَالَ: لَوْ (¬4) هَزَّهَا حَتَّى يَهْتَزَّ (¬5) قَرْنَاهَا لَيْسَ عَلَيْهِ غسل. ¬
187 - تخريجه: أخرجه ابن المنذر في الأوسط (2/ 77: 566، كتاب الاغتسال من الجنابة، ذكر إسقاط الاغتسال عمن جامع إذا لم ينزل ...)، حدثنا يحيى، ثنا مسدد، به، نحوه. =
= وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 90، من كان يقول: "الماء من الماء")، حدثنا غندر، عن شعبة، به، إلَّا أنه قال: (قرطاها). والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 195: 727)، قال محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر -هو غندر-، حدثنا شعبة، به، نحوه مختصرًا.
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف: هذا إسناد ضعيف لجهالة خرشة. وهو كما قال رحمه الله، بل إن البخاري ألمح إلى علّة ثانية في هذا الأثر، وهو أنه غير محفوظ، وذلك أنه بعد سياق هذا الأثر، قال: قال أبو الوليد، ثنا زائدة، عن عاصم، عن زرّ، عن علي، قال: إذا التقى الختانان وجب الغسل، وقال الجعفي: ثنا مروان بن معاوية، سمع عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس، سمع أبا يحيى السائب بن يزيد، قال علي مثله. قلت: ومن الطريق الأول أخرجه ابن المنذر في الأوسط (2/ 80: 578)، فكأنه يشير إلى أن هذا هو المحفوظ عن علي رضي الله عنه ويشهد لهذا ما جاء في الحديث السابق، وشواهده التي أشرت إليها هناك، إلَّا أنه ثبت أيضًا عنه رضي الله عنه القول بأن الغسل من الإنزال فقط، فلعله كان ذلك منه أولًا ثم رجع عنه بعد أن عرف نسخه، ولمعرفة ما جاء عنه أن الغسل من الإنزال: ما أخرجه البخاري في صحيحه. الفتح (1/ 396: 292)، من طريق أبي سلمة أن عطاء بن يسار أخبره أن زيد بن خالد الجهني أخبره، أنه سأل عثمان بن عفان، فقال: أرأيت إذا جامع الرجل امرأته فلم يمن؟ قال عثمان: يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره، قال عثمان: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، فسألت عن ذلك علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وأبي بن كعب رضي الله عنهم، فأمروه بذلك. وأخرجه أيضًا عبد الرزاق (1/ 252: 968)، من طريق عبيد الله بن أبي عياض، وابن أبي شيبة (1/ 89، 90)، من طريق زيد بن أسلم، وأيضًا من =
= طريق أبي سلمة، كلهم عن عطاء به. قال الحافظ في الفتح (1/ 397): وقد حكى الأثرم عن أحمد أن حديث زيد بن خالد المذكور في هذا الباب معلول، لأنه ثبت عن هؤلاء الخمسة الفتوى بخلاف ما في هذا الحديث، وقد حكى يعقوب بن شيبة، عن علي بن المديني أنه شاذ، والجواب عن ذلك: أن الحديث ثابت من جهة اتصال إسناده، وحفظ رواته، وقد روى ابن عيينة -فذكر طريق ابن أبي شيبة- فليس هو فردًا، وأما كونهم أفتوا بخلافه، فلا يقدح ذلك في صحته لاحتمال أنه ثبت عندهم ناسخه فذهبوا إليه، وكم من حديث منسوخ، وهو صحيح من حيث الصناعة الحديثية. اهـ.
188 - [1] وَعَنْ (¬1) سُفْيَانَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. [2] (وَعَنْ سُفْيَانَ (¬2))، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (¬3)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: لَوْ بَلَغْتُ ذَلِكَ مِنْهَا، لَاغْتَسَلْتُ. [3] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ -أُرَاهُ- عَنْ عَلْقَمَةَ، -شَكَّ الأعمش فيه (¬4) -. ¬
188 - تخريجه: الحديث أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 247: 947، باب ما يوجب الغسل)، عن الثوري، به، مثله. وأخرجه أيضًا (1/ 245: 938)، عن الثوري، عن جابر -وهو الجعفي-، عن الشعبي، عن علقمة، به، بمعناه، وجابر تقدم عند ح (158) أنه متروك. وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 86، من قال: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل)، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، به، مثله. وابن المنذر في الأوسط (2/ 80: 580، كتاب الاغتسال من الجنابة، ذكر إسقاط الاغتسال عمّن جامع إذا لم ينزل. . .)، من طريق عبد الرزاق، به مثله. ومن طريق عبد الرزاق الأولى أيضًا، أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 290: 9252)، وأخرجه أيضًا برقم (9253)، من طريق منصور، به، مثله. =
= والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 60، في الطهارة، باب الذي يجامع ولا ينزل)، حدثنا يزيد، ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان، به، مثله. والبيهقي (1/ 66، كتاب الطهارة، باب وجوب الغسل بالتقاء الختانين)، من طريق شعبة، عن جابر الجعفي، به، مثل سياق عبد الرزاق في طريقه الثاني.
الحكم عليه: هذا موقوف أسانيده صحيحة، خلا طريق جابر الجعفي لأنه متروك.
189 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: الْمَاءُ من الماء، ولا بأس بالدرهم (و) (¬2) الدرهمين. ¬
189 - تخريجه: أخرجه ابن المنذر في الأوسط (2/ 77: 567، كتاب الاغتسال من الجنابة، ذكر إسقاط الاغتسال عمّن جامع إذا لم ينزل ...)، حدثنا يحيى، ثنا مسدد به، دون قوله: (ولا بأس. . . إلخ). وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 89، من كان يقول: "الماء من الماء")، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش به، مثل ابن المنذر.
الحكم عليه: هذا موقوف إسناده صحيح، ولفظ (الماء من الماء)، جاء مرفوعًا وموقوفًا على عدد من الصحابة بأسانيد ثابتة، وتقدم الإشارة إلى ذلك عند الحكم على ح (186)، وسيأتي حديث ابن عباس رضي الله عنهما بعد هذا، وهو صحيح.
190 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قال (¬2): سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: الماء من الماء. * صحيح موقوف. ¬
190 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 252: 967، باب ما يوجب الغسل)، عن ابن جريج، به، مثله، إلا أن ابن جريج قال: قال عطاء. وأخرجه أيضًا برقم (969) عن ابن جريج، به، مثله، إلا أنه قال: قال لي عطاء. ومن طريق عبد الرزاق الثاني، أخرجه ابن المنذر في الأوسط (2/ 77: 568، كتاب الاغتسال من الجنابة، ذكر إسقاط الاغتسال. . .) مثله. وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 89، من كان يقول: "الماء من الماء")، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن رجل من أهل الخدرة، عن ابن عباس، مثله. وقال أيضًا: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَبْدٍ الله، عن ابن عباس، مثله. قلت: أما الإسناد الأول لابن أبي شيبة، ففيه رجل مبهم، وأما الإسناد الثاني، فسليم بن عبد الله، هو السلولي الكوفي، لم يرو عنه غير أبي إسحاق، وثقه العجلي، وابن حبّان. (تعجيل المنفعة ص 163: 406)، فمثله إذا لم يخالف أو يتفرّد فحديثه حسن. وأصل الحديث أخرجه الترمذي (1/ 186: 112، كتاب الطهارة، باب ما جاء أن الماء من الماء)، بلفظ: (إنما الماء من الماء في الاحتلام)، وقال: هذا حديث= حسن صحيح.
= والذي دعا الحافظ إلى ذكره في الزوائد أن القيد المذكور عند الترمذي غير موجود عند مسدد، وله أثر في المعنى، لأن هذا القيد يخرجه عن معنى عدم إيجاب الغسل عند الجماع الخالي من الإنزال.
الحكم عليه: تقدم قول الحافظ: (صحيح موقوف)، وهو كما قال رحمه الله، فإن ابن جريج وإن كان مدلسًا، فقد صرح بالتحديث عند عبد الرزاق وابن المنذر، بل إنه وإن لم يصرح فهو متصل في عطاء خاصة، لأنه قال: إذا قلت: قال عطاء، فأنا سمعته منه وإن لم أقل سمعت. تهذيب التهذيب (6/ 406).
191 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا طَلْحَةُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَقَالَ (¬1): مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: كُنْتُ حِينَ أَتَانِي رَسُولُكَ عَلَى الْمَرْأَةِ فَقُمْتُ فَاغْتَسَلْتُ، فَقَالَ: وَمَا عَلَيْكَ أَنْ لَا (تَغْتَسِلَ) (¬2) مَا لَمْ تُنْزِلْ، قَالَ: فَكَانَ الْأَنْصَارُ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ (¬3). * أَبُو سَعْدٍ: هُوَ سَعِيدُ بْنُ المرزبان (¬4)، البقال، ضعيف. ¬
191 - تخريجه: أخرجه البزار في مسنده. (زوائد مسند البزار لابن حجر ص 523: 328، كتاب الطهارة، باب الماء من الماء)، حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، ثنا طلحة بن سنان، به، بلفظ مقارب. ثم قال: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا من هذا الوجه، وأبو سعد اسمه: سعيد بن المرزبان. وابن عدي في الكامل (3/ 1221)، ثنا ابن ناجية، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، به، مثله.
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، علته سعيد بن المرزبان، لأنه ضعيف، ومع ضعفه عنعن، =
= وهو مدلس، فزاد الوهن هنا. أما أصل الحديث، وهو قصة الأنصاري الذي ناداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنه أمره بعدم الغسل إذا لم ينزل، فهي ثابتة في الصحيحين وغيرهما من عدة طرق: عن عبد الرحمن بن عوف -وسيأتي بعد هذا-، وأبي سعيد، وعتبان بن مالك، وأبي هريرة، وجابر رضي الله عنهم. انظر: فتح الباري (1/ 284)؛ وصحيح مسلم (1/ 269)؛ ومسند أحمد (4/ 342)؛ ومجمع الزوائد (1/ 264، 265).
192 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو (كُرَيْبٍ) (¬2)، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ سَعْدٍ (¬3)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: انْطَلَقَ. رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي طَلَبِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَدَعَاهُ، فَخَرَجَ الْأَنْصَارِيُّ، وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ما أَرَابَكَ (¬4)؟، قَالَ: دَعَوْتَنِي وَأَنَا مَعَ أَهْلِي، فَخِفْتُ أَنْ أَحْتَبِسَ عَلَيْكَ فَعَجِلْتُ، فَقُمْتُ، فَصَبَبْتُ عَلَيَّ الْمَاءَ (¬5)، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - هل كنت أنزلت؟، قال: لا، - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَلَا تَغْتَسِلْ، (اغْسِلْ) (¬6) مَا مَسَّ الْمَرْأَةَ مِنْكَ، وَتَوَضَّأَ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، فَإِنَّ الْمَاءَ مِنَ الْمَاءِ (¬7). ¬
192 - تخريجه: أخرجه البزار في مسنده. (زوائد البزار لابن حجر ص 520: 330، كتاب الطهارة، باب الماء من الماء)، حدثنا محمد بن العلاء -وهو أبو كريب- به، نحوه، ثم قال: لا نعلم روى عن زيد بن سعد هذا، إلا يونس بن بكير، وقد رواه غيره عن أبي سلمة، عن أبي سعيد. =
= الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لأن فيه علتين، هما: جهالة حال زيد بن سعد، والانقطاع بين أبي سلمة وأبيه. قال الهيثمي في المجمع (1/ 265): أبو سلمة لم يسمع من أبيه، وزيد لم أجد من ترجمه. إلا أن الحديث له شواهد للفظه، تقدمت عند الحديث السابق، وشواهد لمعناه، تقدمت عند ح (186)، وحديث زيد بن خالد- فى البخاري- تقدم عند ح (187). وانظر أيضًا حديث أُبَي بن كعب رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ: (يغسل ما مسّ المرأة ثم يتوضأ ويصلي). قال ذلك لما سُئل - صلى الله عليه وسلم - عمّن جامع ولم ينزل. أخرجه البخاري (الفتح 1/ 398: 293)؛ ومسلم (1/ 270: 346)، واللفظ للبخاري. فهو بهذه الشواهد حسن لغيره، إن شاء الله تعالى.
11 - باب الغسل من الاحتلام
11 - بَابُ الْغُسْلِ مِنَ الِاحْتِلَامِ 193 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ (¬1) الْعَبْدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ يُقَالَ لَهَا (بُسْرَةُ) إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يا رَسُولَ اللهِ، إِحْدَانَا تَرَى أَنَّهَا مَعَ زَوْجِهَا فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِذَا وَجَدْتِ بَلَلًا فَاغْتَسِلِي يَا بُسْرَةُ، قَالَ: فقالت (لها) (¬2) عائشة وضي اللهُ عَنْهَا: فَضَحْتِ النِّسَاءَ، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: دَعِيهَا تَسْأَلُ عَمَّا بَدَا لَهَا، ترب جبينك، أو تربت يمينك. ¬
193 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 81، في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل): حدثنا محمد بن بشر العبدي، حدثنا عبد الله بن عامر، عن عمرو بن شعيب، به، مثله، دون آخر الحديث من قول عائشة رضي الله عنها ورد النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها. =
= وعبد الله بن عامر هذا، هو الأسلمي، ضعيف. (التقريب ص 309: 3406).
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن المؤمل، فإنه ضعيف لكن تابعه عبد الله بن عامر، ومع كون هذا ضعيفًا، غير أنه إذا ضمّ إلى ذلك شواهده عند الحديث الآتي، قوي هذا الحديث، وجاوز منطقة الضعف ليصل إلى الحسن لغيره.
194 - [1] وقال إسحاق: أخبرنا عبيد الله بن موسى، ثنا (¬1) إِسْرَائِيلُ، عَنْ (عَبْدِ الْعَزِيزِ) (¬2) بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ سُلَيْمٍ -أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِحْدَانَا تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ، فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: هَلْ تَجِدُ شَهْوَةً؟، قَالَتْ: لَعَلَّهُ (قَالَ (¬3) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (¬4) فَهَلْ تَجِدُ مَاءً؟ قَالَتْ: لَعَلَّهُ)، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فَلْتَغْتَسِلْ. * هَذَا سَنَدٌ (¬5) صَحِيحٌ، لَكِنْ لَهُ عِلَّةٌ. [2] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا (جَرِيرٌ) (¬6)، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ، قَالُوا: إِنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَ (¬7) مِثْلَهُ، (وَقَالَ: (بَلَلًا) بَدَلَ (مَاءً) (¬8). وَقَالَ فِي آخِرِهِ، قَالَ: (إِذَا (رَأَتْ) (¬9) ذَلِكَ، فَلْتَغْتَسِلْ) (¬10)، فَلَقِيَهَا نِسْوَةٌ، فَقُلْنَ لَهَا: فَضَحْتِينَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَتْ: (¬11) مَا كُنْتُ (لِأَنْتَهِي) (¬12) حَتَّى أَعْلَمَ أَنَا (¬13) فِي حَلَالٍ أَمْ فِي حَرَامٍ. قُلْتُ: وَأَصْلُ هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ النَّسَائِيِّ (¬14) مِنْ طَرِيقِ (¬15) سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (¬16) مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ سَعِيدٍ، (لَكِنَّ) (¬17) ظَاهِرَ سِيَاقِهِ أَنَّهُ مِنْ مُسْنَدِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، (وَأَصْلُ الْقِصَّةِ) (¬18) فِي الصَّحِيحَيْنِ (¬19) مِنْ طَرِيقِ زَيْنَبَ (¬20) بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ (¬21)، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ (¬22)، قَالَتْ: جاءت أم سليم رضي الله عنها. ¬
194 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 81، في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل)، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عطاء، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، ومجاهد، قالوا: إن أم سليم، به، نحوه. =
= الحكم عليه: تقدم قول الحافظ عند الإسناد الأول: هذا سند صحيح لكن له علة. أما عن صحة الإسناد، فهو واضح، إذ إن رجاله ثقات، وهو متصل، لكن يبدو أن هناك علة خفية، والذي ظهر لي أن أبا سلمة مع مجاهد وعطاء أرسلوا الحديث، لانهم قالوا: إن أم سليم. . . ولم يقولوا: عن أم سليم. . .، وأبو سلمة لم أر من أثبت له سماعًا من أم سليم، أو نفاه، ولم أر له أيضًا سماعًا في غير هذا الحديث، ويقرب أن عدم سماعه أرجح، ويؤيد ذلك ما جاء في نسخة (ك)، وهو قول الحافظ عن الإسناد الثاني (فذكره مرسلًا)، وذلك أن الأئمة صرحوا بعدم سماعه من أناس توفوا معها، لأنها توفيت في خلافة عثمان رضي الله عنه، فنفوا سماعه من أبيه عبد الرحمن وعلل أحمد ذلك بأنه مات وهو صغير، بيد أن وفاته كانت سنة اثنتين وثلاثين -أي أواخر خلافة عثمان-، بل أنكروا سماعه من أناس تأخروا بعد ذلك بزمن طويل، أمثال أبي موسى، وأم حبيبة، وعمرو بن العاص، وطلحة، ولذا قال الحافظ رحمه الله في ختام ترجمة أبي سلمة بعد أن نقل نصوص الأئمة فيمن لم يسمع منهم: ولئن كان كذلك، فلم يسمع أيضًا من عثمان ولا من أبي الدرداء، فإن كلاَّ منهما مات قبل طلحة، والله تعالى أعلم. اهـ. انظر: التهذيب (12/ 117، 118). فيظهر والله أعلم أنه وقع وهم لأحد هؤلاء الثقات ولا عجب في ذلك، فقد يقع مثل ذلك ممن هو أجلّ منهم. وأما متن الحديث فهو ثابت عن أم سليم، من طريقها، ومن طريق عائشة، وأم سلمة، وأنس رضي الله عنهم، في الصحيحين وغيرهما، كما تقدم من اشارة الحافظ لذلك بعد الحديث.
195 - (¬1) (وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بكْرٍ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ خُثَيْمٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَتِيقٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ (¬2) كَأَنَّ فُلَانًا يَنْكِحُنِي، فَذَكَرَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "إِذَا رَأَتِ الرطب فلتغتسل"). ¬
195 - تخريجه: لم أجد من أخرجه من هذا الوجه غير إسحاق في مسنده.
الحكم عليه: هو إسناد تلوح عليه إمارات الإرسال، وإن سلم منه فلن يجاوز الضعف بسبب هذه المبهمة، وذلك أن سليمان لم يبين كيف أخذ القصة، فأما حضوره فمحال لأنه تابعي، وأما إن كان رواه عن السائلة، فهل أدركها، ومن هي؟ أما أم سليم فأكاد أجزم أنه لم يدركها لأنها توفيت في أواخر خلافة عثمان، ولو أدركها لأدرك جماعات من الصحابة، لا سيما من عاش بمكة والمدينة. أما متن الحديث فهو ثابت من طريق أم سليم وغيرها رضي الله عنهن، وقد تقدم الكلام عنه عند الحديث السابق.
12 - باب الأغسال الواجبة والمسنونة
12 - بَابُ (¬1) الْأَغْسَالِ الوَاجِبَةِ وَالْمَسْنُونَةِ 196 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: الْغُسْلُ مِنْ خَمْسٍ (¬2): الْحِجَامَةِ، والحّمام، والجنابة، والموتى، والجمعة، قال: فذكر (¬3) ذلك لإبراهيم، وقال: مَا كَانُوا يَعُدُّونَ غُسْلًا وَاجِبًا، إِلَّا الْجَنَابَةَ، وكانوا يستحبون غسل الجمعة. ¬
196 - تخريجه: أخرجه البيهقي في سننه الكبرى (1/ 300، كتاب الطهارة، باب الغسل من غسل الميت)، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به، مثله، إلَّا أن فيه: (كنا نغتسل) بدل (الغسل)، و (نتف الإبط) بدل (الموتى). ثم روى بإسناده بعد ذلك عن حفص بن غياث، ثنا الأعمش، به، إلَّا أنه ذكر: (الموسى) بدل (الموتى). قلت: وينبغي أن لا يتطرق الشك إلى أن في الكلمة تصحيفًا وأن أصلها: (الموتى) كما عند مسدّد، وذلك أن البيهقي رحمه الله صدّر كلامًا بقوله: وله -أي =
= حديث عائشة رضي الله عنها، وسيأتي- شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن العاص، إلَّا أنه لم يذكر الغسل من غسل الميت. اهـ. وإسناد البيهقي الأول ضعيف، لأجل أحمد بن عبد الجبار العطاردي. انظر: التقريب (ص 81: 64)، أما الإسناد الثاني فإنه صحيح رجاله ثقات. وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 95، 96، كتاب الجمعة، في غسل الجمعة)، كلام إبراهيم فقط، فقال: حدثنا وكيع، قال: نا الأعمش، عن إبراهيم، قال: كانوا يستحبون غسل يوم الجمعة، وقال أيضًا: حدثنا هشيم، أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، بنحو اللفظ السابق، وقال أيضًا: حدثنا الفضل بن دكين، ووكيع، عن عمرو بن زرّ، عن إبراهيم أنه كان يستحب الغسل في العيدين والجمعة.
الحكم عليه: هذا موقوف إسناده صحيح.
197 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: إِذَا (¬2) كَانَ أَحَدُكُمْ جُنُبًا فَلَا يَرْقُدْ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ نَفْسَهُ (تُصَابُ) (¬3) فِي مَنَامِهِ. ¬
197 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 60، في الجنب يريد أن يأكل أو ينام): حدثنا وكيع، عن هشام، به نحوه، إلَّا أن عنده زيادة: (فليتوضأ). وابن المنذر في الأوسط (2/ 89: 598، كتاب الاغتسال من الجنابة، ذكر وضوء الجنب إذا أراد النوم): حدثثا محمد بن عبد الوهاب، ثنا محاضر ثنا هشام، به، نحوه، وفي زيادة: (فليتوضأ وضوء الصلاة). وعبد الرزاق في المصنف (1/ 278: 1072، باب الرجل ينام وهو جنب، أو يطعم، أو يشرب)، عن أبن جريج، أخبرني عطاء، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: فذكر بنحو لفظ ابن أبي شيبة، وابن المنذر، إلَّا أنه ليس عنده: (فإنه لا يدري لعل ...) إلخ.
الحكم عليه: هذا موقوف إسناده صحيح. وفي الباب مرفوع، من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وقوله، عن عائشة -أيضًا-، وعمر، وعمّار. وموقوف، عن علي، وابن عمر، وشداد بن أوس، وأبي سعيد، وابن عباس، وابن سيرين رضي الله عنهم أجمعين. أنظر: صحيح البخاري (الفتح 1/ 392، 393)؛ ومصنّفي عبد الرزاق (1/ 278 - 282)؛ وابن أبي شيبة (1/ 60 - 62)؛ والأوسط (2/ 88 - 90).
3 - كتاب الحيض
3 - كِتَابُ الحَيْضِ 1 - بَابُ بَدْءِ الْحَيْضِ 198 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا، قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِآدَمَ: "يَا آدَمُ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا"؟ قَالَ: (فَاعْتَلَّ) (¬1) آدَمُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ زَيَّنَتْهُ لِي حَوَّاءُ، قَالَ: فَإِنِّي (عَاقَبْتُهَا) (¬2) بِأَنْ لَا تَحْمِلَهَا إِلَّا كُرْهًا، وَلَا تَضَعَهَا إِلَّا كُرْهًا، وَدَمَيْتُهَا فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّتَيْنِ. قَالَ: فَرَنَّتْ (¬3) حَوَّاءُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَقِيلَ لَهَا: عَلَيْكِ الرَّنَّةُ، وعلى بناتك. * هذا موقوف صحيح الإسناد. ¬
198 - تخريجه: أخرجه ابن المنذر في الأوسط (2/ 201: 779، كتاب الحيض، ذكر الذنب الذي من أجله أعقب بنات آدم بالحيض)، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا =
= أبو الربيع، ثنا عباد بن العوام، به، بلفظ مقارب. والحاكم في المستدرك (2/ 381)، من طريق عمرو والناقد، ثنا عباد بن العوام، به، بلفظ مقارب، ثم قال: هذا حديث صحيح ولم يِخرجاه، ووافقه الذهبى في تلخيصه.
الحكم عليه: تقدم قول الحافظ: هذا موقوف صحيح الإسناد، وكذا قال في الفتح (1/ 400)، وسبق قول الحاكم مثل ذلك ووافقه الذهبي، وهو كما قال رحمهم الله. ومعنى هذا الأثر جاء عن غير ابن عباس رضي الله عنهما، فقد جاء عن ابن مسعود، ووهب بن منبّه، وأبي العالية، ومحمد بن قيس، وجابر بن زيد، وابن المسيب. انظر: جامع البيان (335 - 238).
2 - باب طهارة بدن الحائض
2 - بَابُ طَهَارَةِ بَدَنِ الْحَائِضِ (¬1) 199 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُلَائِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: قَالَ: نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ، قِيلَ: مَنْ؟ قَالَ: النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ، فَقَالَ: (إن حيضتك ليست في يدك) (¬2). ¬
199 - تخريجه: الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 87: 234، 225)، من طريق أبي نعيم به مثله.=
= ومن طريق مطهر بن سوار أبو بشر، عن أبي عامر الخزاز -وهو صالح بن رستم- به، بلفظ مقارب. ومطهر لم أقف على ترجمته.
الحكم عليه: هذا إسناد لين، لأن صالحًا تفرد به، وخالف غيره إلَّا إن حمل على الوجه الآنف الذكر، فيكون بشواهده حسنًا لغيره. أما أصل الحديث فهو صحيح بلا شك، تقدم أنه جاء من طريق عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما. وأما قول الهيثمي رحمه الله في المجمع (2/ 28) فيه أبو نعيم عن صالح بن رستم، فإن كان هو أبو نعيم الفضل بن دكين فرجاله ثقات كلهم، وإن كان ضرار بن صرد فهو ضعيف، والله أعلم. اهـ. فعلّق على ذلك محقق المعجم الكبير: قلت: نعلم من تتبعنا للطبراني في معجمه الكبير أنه إذا أطلق أبا نعيم، فإنه يقصد الفضل بن دكين، وإذا أراد ضرار بن صرد فإنه يذكر اسمه أيضًا. قلت: بل هو أبونعيم جزمًا كما جاء مصرحًا بنسبته هنا وهي (الملائي)، وصالح وأبو يزيد وإن وثقهما بعض الأئمة فالحق أنهما دون ذلك خصوصًا صالحًا فحديثه إلى الضعف أقرب.
3 - باب كراهية النظر إلى دم الحيض بالليل
3 - بَابُ كَرَاهِيَةِ النَّظَرِ إِلَى دَمِ الْحَيْضِ بِاللَّيْلِ (¬1) 200 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَتْ: كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَنْهَى النِّسَاءَ أَنْ يَنْظُرْنَ إِلَى أَنْفُسِهِنَّ لَيْلًا فِي المَحِيْضِ، وتقول: قد تكون الصفرة، والكدرة. ¬
200 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 93، في المرأة تطهر ثم ترى الصفرة بعد الطهر): حدثنا ابن علية، به، مثله. والدارمي في سننه (1/ 213، كتاب الصلاة والطهارة، باب الطهر كيف هو)، أخبرنا محمد بن عيسى، ثنا ابن علية، به، مثله. وابن المنذر في الأوسط (2/ 234: 815، كتاب الحيض، ذكر اختلاف أهل العلم في الكدرة والصفرة): حدثنا ابن صالح، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامُ، أَبُو الْأَشْعَثِ، ثنا يزيد بن زريع، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، به، مثله.=
= والبيهقي (1/ 336، كتاب الحيض، باب الصفرة والكدرة في أيام الحيض)، من طريق إسماعيل بن علية، به، مثله.
الحكم عليه: هذأ موقوف إسناده حسن لذاته، رجاله كلهم ثقات إلَّا عبد الرحمن بن إسحاق، فإنه صدوق، وله شاهد عن عائشة رضي الله عنها موقوفًا، أخرجه مالك (1/ 59)، والبخاري في ترجمة باب (الفتح 1/ 420)، سكت عنه الحافظ وسنده حسن.
201 - (¬1) قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ، قَالَتْ: كَانَتْ تُحَدِّثُنَا أَسْمَاءُ (وَبَنَاتُ أَخِيهَا) (¬2) فَكَانَتْ إِحْدَانَا تَغْتَسِلُ مِنَ الْحَيْضَةِ بَعْدَ الطُّهْرِ ثُمَّ (¬3) الْحَيْضَةُ، سَلَسُهَا إِلَى الصُّفْرَةِ وَالْكُدْرَةِ، (فَتَأْمُرُنَا) (¬4) أَنْ نَعْتَزِلَ الصَّلَاةَ حَتَّى لَا نَرَى إِلَّا الْبَيَاضَ خَالِصًا). ¬
201 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 94، في الطهر ما هو، وبم يعرف؟)، ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق، به، نحوه. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه البيهقي (1/ 336، كتاب الحيض، باب الصفرة والكدرة في أيام الحيض). وانظر: المهذب للذهبي (1/ 329، 330)، وأخرجه من طريق زهير عن محمد بن إسحاق، به. وأخرجه الدارمي (1/ 214، كتاب الصلاة والطهارة، باب الطهر كيف هو؟): أنا محمد بن عبد الله الرقاشي، عن يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ به، نحوه.=
= وابن المنذر (2/ 234 ث: 816، كتاب الحيض، ذكر اختلاف أهل العلم في الكدرة والصفرة)، من طريق زهير، به، نحوه.
الحكم عليه: هذا موقوف إسناده حسن لذاته، ويشهد له الحديث السابق وشاهده.
202 - (¬1) (قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُلَائِيُّ -هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ- ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَتْ إِحْدَانَا تَغْتَسِلُ، فتبقى صفرتها). ¬
202 - تخريجه: لم أجد من أخرجه بهذا اللفظ غير إسحاق، إلَّا أن مما يغلب على الظن أن في لفظ هذا الحديث تخليطًا ووهمًا من رواته المجهولين، وذلك أنه تقدم تخريج هذا الأثر عند ح (172)، من طريق مسعر به، ولفظه عند عبد الرزاق: (إن كانت إحدانا لتبقي ضفيرتها عند الغسل)، وهذه رواية ابن عيينة عن مسعر ولفظ ابن أبي شيبة من طريق وكيع عن مسعر: (إن كانت إحدانا إذا اغتسلت من الجنابة لتنقي ضفيرتها)، وتقدم تخريج ألفاظه الأخرى لكن من طرق غير هذه.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، فيه مجهولان هما: أبو بكر بن عمارة، وهو مجهول الحال، والمرأة القرشية، وهي مبهمة لا تعرف عينها ولا حالها، ومع هذا فمتنه منكر كما أسلفت في تخريج الحديث.
4 - باب المستحاضة
4 - باب المستحاضة 203 - قال أبويعلى: حدثنا حسن (¬1) بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ (¬2) أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: سَأَلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ. - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الْمُسْتَحَاضَةِ، فَقَالَ: (عُدِّي أَيَّامَ أَقْرَائِكِ" وَأَمَرَهَا أَنْ تَحْتَشِيَ وتصلّي، وتغتسل لكل طهر. ¬
203 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 153: 235): حدثنا إبراهيم بن أيوب الواسطي، المعدل، حدثنا وهب بن بقية، حدثنا جعفر بن سيمان، به، نحوه، ثم قال: لم يروه عن ابن جريج إلَّا جعفر بن سليمان. والدارقطني (1/ 219، كتاب الحيض): حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، نا قطن بن نسير الغبري، نا جعفر بن سيمان، به، نحوه، ثم قال: تفرّد به جعفر بن سليمان، ولا يصح عن ابن جريج، عن أبي الزبير، وهم فيه، وإنما هي فاطمة بنت أبي حبيش. والحاكم في المستدرك (4/ 55): حدثنا إسماعيل بن علي الخبطي ببغداد، ثنا=
= عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبدوس بن كامل، قالا: ثنا وهبه بن بقية الواسطي، ثنا جفر بن سليمان، به، نحوه، إلَّا أنه جعله من مسند جابر عن فاطمة، ثم قال: وقد روت عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما عن فاطمة بنت قيس: أما حديث أم سلمة، فحدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني، ثنا سريج بن النعمان، ثنا عبد الله بن عمر، عن سالم أبي النضر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أم سلمة رضي الله عنها قالت: جاءت فاطمة بنت قيس -الحديث بنحوه-. -ثم قال- وأما حديث عائشة رضي الله عنها: فأخبرناه أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا أبو جعفر أحمد بن سليمان التستري، ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن بزيع، ثنا حماد بن زيد، عن هام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، أن فاطمة بنت قيس رضى الله عنها -الحديث بمعناه-. وسكت عنه الذهبي في تلخيصه. قلت: وعندى أن في هذين الإسنادين وهم، لأنه شبه تواتر عن عائشة وأم سلمة، بل وغيرهما، أن السائلة عن الاستحاضة بنقلهما هي بنت أبي حبيش كما في الصحيحين وغيرهما، من مصنّفات الأئمة، وسيأتي الإشارة ألى ذلك عند الحكم على الحديث. وأخرجه أيضًا الطبراني في الأوسط (2/ 357: 1620) من طريق أبي يوسف القاضي، عن عبد الله بن علي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أنه أمر المستحاضة بالوضوء لكل صلاة، ثم قال: لم يرو هذا الحديث عن أبي أيوب الإفريقي، وهو عبد الله بن علي إلَّا أبو يوسف. والبيهقي (1/ 347، كتاب الحيض، باب المستحاضة تغسل عنها الدم ...)، من طريق أبي يوسف هذا، به، بمثله. ثم قال: تفرد به أبو يوسف، عن عبد الله من علي، أبي أيوب الإفريقي، وأبو يوسف ثقة إذا كان يووى عن ثقة. اهـ.=
= إلَّا أن الإفريقي هذا قال عنه أبو زرعة: لين، في حديثه إنكار ليس بالمتين. (تهذيب التهذيب 5/ 326)، وقريب منه ابن عقيل، فقد قال عنه الحافظ (التقريب ص 321: 3592): صدوق في حديثه لين، ويقال تغير بآخره، فمثلهما لا يحتج بهما إلَّا إذا توبعا. وأخرجه الطبراني في الصغير (1/ 150: 230): حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي، حدثنا عمران بن أبي جميل، حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ فاطمة بنت قيس -الحديث بمعناه- ثم قال: لم يروه عن الأوزاعي إلَّا ابن سماعة، تفرّد به عمران بن أبي جميل، وفاطمة، بنت أبي حبيش، واسم أبي حبيش قيس، وليست بفاطمة بنت قيس الفهرية التي روت قصة طلاقها. قلت: نعم في هذا الحديث، أما حديث الباب فالأرجح أنها الفهرية، وعليه فهو شاهد لحديث الباب وليس متابعًا.
الحكم عليه: قال البوصيري عن حديث الباب في الإتحاف (ص 461: 328): هذا إسناد رجاله ثقات. كذا قال، وفيه نظر، لأن أبا الزبير، وجعفرًا، والحسن بن عمر بن شقيق كل منهم صدوق، ليس فيه من الثقات إلَّا ابن جريج، ومع ذلك فهو مدلس وقد عنعن، وهو مشهور بالتدليس القبيح الذي يسقط من أجله بعض الهلكى. أضف إلى ذلك أن في الإسناد نكارة، كما صرّح بذلك الدارقطني بعد أن أخرج الحديث -كما تقدم- حيث ذكر أنه لا يصح وأن جعفر بن سليمان وهم فيه. وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 50: 120): سألت أبي عن حديث رواه جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أبي الزبير، عن جابر، قال: سألَت فاطمة بنت أبي حبيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله، المرأة المستحاضة كيف تصنع؟ قال: (تغتسل عند كل طهر ثم تصلي)، قال أبي: هذا ليس بشيء.=
= أما طريق أم سلمة وعائشة رضي الله عنهما، اللذان أخرجهما الحاكم، فقد تقدم أن الصواب في السائلة أنها ابنة أبي حبيش كما عند البخاري ومسلم فيما سيأتي. وأما طريق الإفريقي عن أبي عقيل، التي أخرجها الطبراني، والبيهقي، فقد سبق أن فيهما من اللين، وعندهما من الوهم والنكار ما يجعل الطريق غير ناهض للتقوية مع مثل هذا الضعف في الإسناد المتابع. وأما طريق ابن سماعة عن الأوزاعي، التي أخرجه الطبراني فقد مضى أن الطبراني نصّ أن المراد بها ابنة أبي حبيش. وعلى كلٍّ فأصل الحديث ثابت من سؤال فاطمة بنت أبي حبيش، وحمنة بنت جحش، وأم حبيبة بنت جحش رضي الله عنهن، من طريقهن، ومن طريق عائشة وأم سلمة وغيرهما رضي الله عنهن أجمعين. انظر: صحيح البخاري (الفتح 1/ 409 - 426)، مسلم (1/ 262 - 264)، أبو داود (1/ 187 - 214)، الترمذي (1/ 217 - 230)، النسائي (1/ 181 - 186)، ابن ماجه (1/ 203 - 205)، الموطأ (1/ 61، 62)، عبد الرزاق (1/ 303 - 309)، ابن أبي شيبة (1/ 125 - 128)، البيهقي (1/ 323 - 335).
204 - (¬1) وحدثنا أبوهمام، ثنا عبد الأعلى، ثنا (الجلد) (¬2) ابن أَيُّوبَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: (لِتَنْظُرْ (¬3) خَمْسًا، سَبْعًا، ثَمَانِيًا، تِسْعًا، عَشْرًا (¬4)، فَإِذَا مَضَتِ العشر فهي مستحاضة). ¬
204 - تخريجه: هذا الأثر رواه عن الجلد بن أيوب عدد من الأئمة، بمثل هذا اللفظ. وبنحوه، وبمعناه، وهم كما يلي: 1 - سفيان الثوري، ومن طريقه أخرجه: عبد الرزاق، والدارمي، والدارقطني. 2 - حماد بن زيد، ومن طريقه أخرجه: الدارمي، والدارقطني، وابن حبان، وابن عدي، والبيهقي. 3 - حماد بن سلمة، ومن طريقه أخرجه: الدارمي. 4 - إسماعيل بن عليّة، ومن طريقه أخرجه: الدارقطني، والبيهقي. 5 - عبد السلام بن حرب، ومن طريقه أخرجه: الدارقطني، وابن عدي. 6 - يزيد بن زريع، ومن طريقه أخرجه: ابن عدي. 7 - هشام بن حسان، ومن طريقه أخرجه: الدارقطني. 8 - سعيد الجريري، ومن طريقه أخرجه: الدارقطني. انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 299: 1150)؛ وسنن الدارمي (1/ 209،=
= 210، كتاب الطهارة والصلاة، باب ما جاء في أكثر الحيض)، والدارقطني (1/ 209، 210، كتاب الحيض)، والبيهقي (1/ 322، كتاب الحيض، باب أكثر الحيض)؛ والمجروحين (1/ 210، 211)؛ والكامل لابن عدي (2/ 598). وللأثر طريق أخرى عن أنس رضي الله عنه إلَّا أنها منقطعة فقد رواه الربيع بن صبيح، عمّن سمع أنس بن مالك، فذكره بمعناه، أخرجه الدارمي والدارقطني -تقدمت الإحالة-. كما أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 715) من طريق أبي يوسف، عن الحسن بن دينار، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عنه مرفوعًا، بنحوه. ثم قال: وهذا حديث معروف بالجلد بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أنس، وقد ذكرته فيما تقدم في باب الجيم. اهـ. والحسن بن دينار تقدم عند ح (110) وأنه متروك ورمي بالكذب. وأخرجه الدارقطني أيضًا -من طريق آخر- عن إسماعيل بن داود، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبيد الله بن عمر، عن ثابت، عن أنس -فذكر بنحوه-. قلت: وآفة هذه الطريق هو إسماعيل بن داود، وهو ابن مخراق، فإنه ضعيف جدًا، قال البخاري: (منكر الحديث)، وقال أبو حاتم: (ضعيف الحديث جدًا). اهـ. وانظر: التاريخ الكبير (1/ 374)؛ والتاريخ الصغير (2/ 293)؛ والجرح والتعديل (2/ 167).
الحكم عليه: هذا إسناد منكر علته الجلد بن أيوب، وهو متروك لا يحتج به، وبه أعلّه الأئمة، وأما المتابعات التي ذكرتها، فقد تقدم الكلام عليها وأنها لا تسمن ولا تغني من جوع. قال ابن حبان في ترجمته: هو صاحب حديث الحيض -ثم ذكر الحديث- يرويه عن معاوية بن قرّة عن أنس، وهذا موضوع عليه، ما أعلم أن أحدًا من أصحاب=
= رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفتى بهذا. وقال ابن عيينة: حديث الجلد بن أيوب في الحيض، حديث محدث لا أصل له. وقال ابن المبارك: أهل البصرة يضعفون جلد بن أيوب، ويقولون: ليس بصاحب حديث، يعني روايته عن أنس قصة الحيض. وقال أبو معمر: ما سمعت ابن المبارك ذكر أحدًا بسوء إلَّا يوم ذكر عنده الجلد بن أيوب، فقال: أيش الجلد، وما الجلد، ومن الجلد؟ وقال يزيد بن زريع: ذاك أبو حنيفة لم يجد شيئًا يحدث به في حديث الحيض إلَّا بالجلد. وقال حماد بن زيد: ذهبت أنا وجرير بن حازم إلى الجلد بن أيوب، فحدثنا بهذا الحديث، في المستحاضة تنتظر ثلاثًا، خمسًا، سبعًا، عشرًا، فذهبنا نوقفه -أي ليقولوا: الحائض- فإذا هو لا يفصل بين الحيض والاستحاضة. وقال الشافعي عن حديث الجلد: أخبرنيه ابن علية ... وقال لي: الجلد أعرابي لا يعرف الحديث، وقال لي: قد استحيضت امرأة من آل أنس، فسئل ابن عباس عنها فأفتى فيها وأنس حي فكيف يكون عند أنس بن مالك ما قلت من علم الحيض ويحتاجون إلى مسألة غيره فيما عنده فيه علم؟ قال الشافعي: لا نحن ولا أنت، لا نثبت حديث مثل الجلد، ونستدل على غلط من هو أحفظ منه بأقل من هذا. وأنكر أحمد هذا الحديث وقال: لو كان هذا صحيحًا لم يقل ابن سيرين: استحيضت أم ولد لأنس بن مالك فأرسلوني أسأل ابن عباس رضي الله عنه. كما حكم عليه بالنكارة البيهقي رحمه الله، والألباني حفظه الله. انظر: سنن الدارقطني، والبيهقي، والمجروحين -تقدمت الإحالة-؛ والضعفاء للعقيلي (1/ 204: 252)؛ والسلسلة الضعيفة (3/ 605).
205 - (¬1) (وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ أُمَّ حَبِيبَةَ أَنْ تَغْتَسِلَ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَكَانَتِ اسْتُحِيضَتْ. قُلْتُ: لَيْثٌ: ضَعِيفٌ، وَأُمُّ حَبِيبَةَ هِيَ: بِنْتُ جَحْشٍ، وَالْحَدِيثُ عنها أصله في السنن (¬2) موصول). ¬
205 - تخريجه: لم أر من أخرجه من هذا الوجه غير إسحاق في مسنده.
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، بسبب علتين.=
= (أ) ضعف ليث ابن أبي سليم. (ب) الإرسال، حيث أرسله الزهري، مع أن هذه العلة ليس لها أثر حيث علمنا أنه جاء موصولًا من طريقه في الصحيحين وغيرهما. كما أن في متنه نكارة وهو الأمر بالغسل لكل صلاة، وقد تقدم الكلام عن ذلك قريبًا.
5 - باب النهي عن إتيان الحائض، وكفارة ذلك، وما يحل منها
5 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِتْيَانِ الْحَائِضِ، وَكَفَّارَةِ ذَلِكَ، وَمَا يَحِلُّ مِنْهَا 206 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا المقرىء، عن الإفريقي، حدثني عمارة بن غراب قال: إن عمة له حدثته أنها سألت عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ إِحْدَانَا تَحِيضُ، وَلَيْسَ لَهَا وَلِزَوْجِهَا إِلَّا فِرَاشٌ وَاحِدٌ وَلِحَافٌ وَاحِدٌ، فَكَيْفَ تَصْنَعُ؟ قَالَتْ: تَشُدُّ عَلَيْهَا إِزَارَهَا ثُمَّ تَنَامُ مَعَهُ، وَلَهُ مَا فَوْقَ ذَلِكَ. * ضعيف.
206 - تخريجه: أخرجه أبو داود في سننه (1/ 185: 270، كتاب الطهارة، باب في الرجل يصيب منها ما دون الجماع)، حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا عبد الله -يعني ابن عمر بن غانم- عن عبد الرحمن -يعني ابن زياد-، عن عمارة بن غراب، قال: إن عمة له حدثته أنها سألت عائشة رضي الله عنها قالت: إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلَّا فراض واحد، قالت: أخبرك بما صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: دخل فمضى إلى مسجده -قال أبو داود تعني مسجد بيته- فلم ينصرف حتى غلبتني عيني، وأوجعه البرد فقال: (ادني مني) فقلت: إني حائض، فقال: (وإن، اكشفي عن فخذيك) فكشفت فخذي، فوضع خده وصدره على فخذي، وحنيت عليه حتى دفىء ونام.=
= قال المنذري في مختصر أبي داود (1/ 177): عمارة بن غراب والراوي عنه: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْأَفْرِيقِيِّ، والراوي عن الإفريقي: عبد الله بن عمر بن غانم، وكلهم لا يحتج بحديثه. اهـ. وأيضًا عمة عمارة فإنها مجهولة. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (1/ 313، كتاب الحيض، باب الرجل يصيب من الحائض ما دون الجماع). فتبين من سياق أبي داود، سبب إخراج الحافظ له في الزوائد، حيث إن كلام عائشة الموقوف عليها تفرّد به ابن أبي عمر في روايته دون أبي داود وفتوى عائشة بمباشرة الحائض فيما فوق الإزار ونومها معه، ثابتة عن عائشة من غير هذا الطريق. فقد روى نافع أن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، أرسل إليها يسألها: هل يباشر الرجل امرأته وهي حائض؟ قالت: تشدّ إزارها على أسفلها ثم يباشرها إن شاء. أخرجه مالك في الموطأ (1/ 59، كتاب الطهارة، باب ما يحل للرجل من امرأته وهي حائض)، وعبد الرزاق (1/ 323: 1240، 1241، كتاب الحيض، باب مباشرة الحائض)، وإسناده صحيح.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، كما قال الحافظ، ففيه ضعيفان، ومجهولة، وقد تقدم كلام الحافظ المنذري أنه لا يحتج بحديثهم. إلَّا أنه قد تقدم أيضًا أن أصل الحديث ثابت عن عائشة رضي الله عنها، كما جاء مرفوعًا من أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - له، وفعلها معه، وفي الباب أيضًا عن أم سلمة وميمونة رضي الله عنهما. انظر: صحيح البخاري (الفتح 1/ 403 - 405)، ومسلم (1/ 242، 243)، وعبد الرزاق (1/ 321 - 323)، والأوسط (2/ 205 - 208).
207 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُمَرَ (¬1) بن ذرّ، حَدَّثَنِي حَنْظَلَةُ بْنُ سَبْرَةَ بْنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ (نَجْبَةَ) (¬2)، عَنْ عَمَّتِهِ، جُمَانَةَ (¬3)، -وَكَانَتْ تَحْتَ حُذَيْفَةَ- قَالَتْ: إِنَّ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَنْصَرِفُ مِنَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ فِي رَمَضَانَ، فَيَدْخُلُ معها في لحافه/ وَيُوَلِّيهَا ظَهْرَهُ، وَلَا يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ عَلَيْهَا، تَعْنِي (¬4) وهي حائض. * موقوف حسن. ¬
207 - تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 482): أخبرنا خلاّد بن يحيى، حدثنا عمرو ابن دينار، قال: أخبرنا حنظلة بن سبرة، به، بلفظ مقارب.
الحكم عليه: تقدم حكم الحافظ عليه بأنه موقوف حسن، وهو كذلك إن شاء الله، خصوصًا بشواهده التي مضت عند الأثر السابق، يكون حسنًا لغيره.
208 - [1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ تَكْرَهُ الرِّجَالَ فَكَانَ كُلَّمَا أَرَادَهَا، اعْتَلَّتْ (¬1) بِالْحَيْضَةِ، فَظَنَّ أَنَّهَا كَاذِبَةٌ، فَأَتَاهَا فَوَجَدَهَا صَادِقَةً، فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِخُمْسِ (دِينَارٍ) (¬2). * حَدِيثٌ حَسَنٌ. [2] وَأَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ. فَذَكَرَ مِثْلَهُ. [3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، فَذَكَرَهُ، لَكِنَّ لَفْظَهَ (¬3): أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَتَى جَارِيَةً لَهُ، فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ، فَوَقَعَ بِهَا، فَوَجَدَهَا حَائِضًا، فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ يَا أَبَا حفص، تصدّق بنصف دينار (¬4). ¬
208 - تخريجه: أخرجه الدارمي (1/ 255، كتاب الصلاة والطهارة، باب من قال عليه -أي=
= على من أتى حائضًا- الكفارة): حدثنا محمد بن يوسف، ثنا الأوزاعي، به، نحو رواية إسحاق. ورواه معلقًا: أبو داود في سننه (1/ 183، كتاب الطهارة، باب في إتيان الحائض): عن الأوزاعي، بهء مختصرًا، ثم قال: وهذا معضل. والبيهقي (1/ 316، كتاب الحيض، باب ما روي في كفارة من أتى إمرأته حائضًا)، من طريق إسحاق، به، ثم قال: وهو منقطع بين عبد الحميد وعمر.
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، بسبب الإنقطاع بين عبد الحميد وعمر، وتقدم هذا عن أبي داود، والبيهقي، وهو كما قالا فإن الأئمة نصوا على أن حديثه عن حفصة مرسل، فعمر من باب أولى، وكذا فيه راو مستور. لكن لمتنه شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا في الذي يأتي امرأته وهي حائض، قال: (يتصدق بدينار، أو نصف دينار). أخرجه أبو دارد (1/ 181)، والترمذي (1/ 244)، والنسائى (1/ 153)، وابن ماجه (1/ 210)، وغيرهم. قال أبو داود: هكذا الرواية الصحيحة، قال: دينار، أو نصف دينار وربما لم يرفعه شعبة. إلَّا أن بعض الأئمة طعنوا في إسناد هذا الحديث، وأكثروا من الكلام عليه كالشافعي، والخطابي، وابن عبد البر، وابن حزم، وغيرهم، حتى قال النووي المجموع 2/ 343): اتفق المحدثون على ضعف حديث ابن عباس، واضطرابه، حتى عاب على الحاكم تصحيحه. لكن الحق أن الحديث صحيح إن شاء الله، صححه جماعة من الأئمة، وجمع أحمد شاكر رحمه الله طرقه جمعًا لا مثيل له، شكر الله له سعيه. قال الحافظ: وقد أمعن ابن القطان القول في تصحيح هذا الحديث والجواب.=
= عن طرق الطعن فيه، بما يراجع منه، وأقرّ ابن دقيق العيد تصحيح ابن القطان، وقواه في الإمام، وهو الصواب، فكم من حديث قد احتجوا به، فيه من الإختلاف أكثر مما في هذا، كحديث بئر بضاعة، وحديث القلّتين، ونحوهما، وفي ذلك ما يردّ على النووي في دعواه في شرح المهذب والتنقيح والخلاصة، أن الأئمة كلهم خالفوا الحاكم في تصحيحه، وأن الحق أنه ضعيف باتفاقهم، وتبع النووي في بعض ذلك ابن الصلاح، والله أعلم. وقال أحمد شاكر: وحديث ابن عباس هذا في كفارة إتيان الحائض قد روي بأسانيد كثيرة، وبألفاظ مختلفة، واضطربت فيه أقوال العلماء جدًا، وسنحاول أن نبين وجه الصواب فيه، وتصحيح الصحيح من رواياته، وقد وجدث له نحوًا من خمسين طريقًا أو أكثر وذكرها مفصلة يطول به الأمر كثيرًا، وسأشير إليها وإلى مواضعها بالإيجاز مع الدقة في التعليل والترجيح إن شاء الله تعالى. إلى أن قال: وبعد: فإنا لم ننفرد بتصحيح هذا الحديث، وإن انفردنا بتحقيقه على هذا الوجه الذي لم نسبق إليه فيما رأينا، مما بين أيدينا من الكتب، والحمد لله على التوفيق. وقال ابن التركماني في الجوهر النقي: مقسم -أي الراوي عن ابن عباس- أخرج له البخاري، وعبد الحميد -الراوي عن مقسم- أخرج له الشيخان وكل من في الإسناد قبله من رجال الصحيحين، فلهذا أخرجه الحاكم في مستدركه، وصححه، وصححه أيضًا ابن القطان، وذكر الخلال عن أبي داود أن أحمد قال: ما أحسن حديث عبد الحميد، يعني هذا الحديث، قيل له: تذهب إليه؟ قال: نعم إنما هو كفارة. والحديث صححه الحاكم (1/ 171، 172)، ووافقه الذهبي، وصححه أيضًا الألباني، ونقل عن ابن القيم ذلك، وكذا صححه عبد القادر الأرناؤوط سوى من تقدموا.=
= انظر: التلخيص الحبير (1/ 176)؛ وسنن الترمذي (1/ 246 - 253)؛ وسنن البيهقي (1/ 314، 315)؛ والمحلى (2/ 254 - 257)؛ وإرواء الغليل (1/ 218)؛ وجامع الأصول (7/ 347). فالحديث بهذا الشاهد حسن لغيره إن شاء الله تعالى، وبهذا يتضح وجه حكم الحافظ له بالحسن. انتهى المجلد الثاني ويليه المجلد الثالث وأوله كتاب الصلاة
الخاتمة وفي ختام رحلتي مع كتاب "المطالب" أود أن أسجل مجمل النتائج التي وصلت إليها، إذ إن تفاصيلها مبثوثة في مقدمهّ البحث، والدراسة عن الكتاب، وفي ثنايا تعليقى على النص، وهذه النتائج على وجه الإِيجاز هى: 1 - يعتبر كتاب "المطالب" أحد روافد أكبر موسوعة حديثية، تتكون من ثلاثة كتب هي: كتابَي "جامج الأصول" و "مجمع الزوائد" مع كتاب "المطالب". 2 - هناك عدد كبير من الأحاديث والآثار فاتت أصحاب الكتب الستة ومسند أحمد. 3 - حفظ هذا الكتاب أحاديث أصول، من كتب أصبح أكثرها شبه مفقود. 4 - يتضح من صنيع المؤلف أهمية نقل الأحاديث بأسانيدها من مصادرها. 5 - أثر جمع الزوائد في تقريب السنة بين يدي الأمة. 6 - اختار الحافظ لكتابه عنوانًا نادرًا مع إيجاز لفظه، وشهرة معناه. 7 - العناية ببيان سبب التأليف ومنهج التأليف، يساعد كثيرًا في فهم مادة الكتاب ومدى أهميتها، وهكذا صنع الحافظ رحمه الله.
8 - قام الحافظ بتوثيق مادة كتابه، حيث ساق أسانيده إلى أصحاب تلك المسانيد في مقدمته. 9 - الكتاب مرتب ترتيبًا أشبه بالجوامع. 10 - صور رحمه الله فقهه لمضمون تلك الأحاديث بتلك التراجم الرائعة التي افتتح بها الأبواب. 11 - جاء كتاب "المطالب" مشابهًا إلى حد بعيد لكتاب "الإتحاف" للبوصيري إلَّا أنه امتاز عنه بإهمال الأحاديث التي رواها أحمد في مسنده. 12 - مكانة هذه المسانيد بالنسبة لبعضها، ولغيرها، ويمكن أن أذكر هنا أبرز المعالم: (أ) يعتبر مسند أبي يعلى أكبرها. (ب) أهمية مسند مسدد، لكثرة أحاديثه، وارتفاع نسبة الصحيح والآثار فيها. (ج) قلة الزوائد في مسند الحميري وعبد بن حميد والطيالسي. (د) كثرة الضعيف والموضوع في مسند الحارث. 13 - جرى الحافظ على عادته في كتبه من الكلام على الأسانيد والمتون والرواة، إلا أنه يعتبر قليلًا في هذا الكتاب. 14 - لم يلتزم الحافظ بشرطه في كل الكتاب. 15 - لم يعتن بكتابه العناية المعهودة عنه. وسبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلَّا أنت، نستغفرك ونتوب إليك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. * * *
1 - فهرس المصادر والمراجع القرآن الكريم. (أ) المخطوطات: 2 - إتحاف الخيرة "المختصرة"، للبوصيري- منه نسخة مصورة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. 3 - إتحاف الخيرة، للبوصيري- عن نسخة مصورة في الجامعة الإسلامية في المدينة. 4 - أطراف المسند، المسمى "المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي"، لابن حجر- منه نسخة مصورة بجامعة الإمام. 5 - إكمال تهذيب الكمال، لمغلطاي- نسخة مجمعة، لدى شيخنا محمود ميرة صورة منها. 6 - بيان الوهم والإيهام، لابن القطان- دار الكتب المصرية. 7 - تاريخ ابن عساكر، لأبي القاسم ابن عساكر- نسخة مصورة نشرتها مكتبة الدار- المدينة. 8 - تحفة التحصيل، للعلائي -المكتبة السليمانية- تركيا.
9 - التكميل، لابن كثير -من (م- آخر الكتاب) - نسخة دار الكتب المصرية. 10 - ترتيب علل الترمذي الكبير، لأبي طالب القاضي أحمد الثالث- تركيا. 11 - تنقيح كتاب التحقيق، للذهبي- منه نسخة مصورة لدى الشيخ حماد الأنصاري. 12 - تهذيب الكمال، للمزي- ش: دار المأمون- دمشق. 13 - الثقات، لابن حبان- المكتبة الناصرية- لكنو- الهند، 14 - الثقات القدريون، لابن المديني- نسخة مكتبة الشيخ حماد الأنصاري. 15 - جمان الدرر، للبصروي- نسخة الظاهرية. 16 - الجواهر والدرر، للسخاوي -بخط المؤلف- دار الكتب المصرية. 17 - الخلافيات "المختصرة"، للبيهقي- منه نسخة مصورة من مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. 18 - الطهارة، لأبي عبيد- نسخة معهد المخطوطات- الكويت. 19 - الكامل في ضعفاء الرجال، لابن عدي- منه نسخة فيلمية لدى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تحت رقم 9669، 9670، 9671. 20 - مباني الأخبار للعيني. 21 - المجمع البحرين- أحمد الثالث- تركيا. 22 - المجمع المؤسس، لابن حجر- منه صورة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. 23 - المراسيل، لأبي داود- مكتبة الأحقاف- اليمن.
24 - مسند ابن أبي شيبة، لابن أبي شيبة- منه صورة في الجامعة الإسلامية- برقم 2303. 25 - مسند أبي يعلى، لأبي يعلى الموصلي- منه صورة في الجامعة الإسلامية- المدينة- رقم 1149. 26 - مصنفات ابن حجر، للبقاعي- مكتبة لايدن بهولندا- ومنه صورة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. 27 - المعجم المفهرس، لابن حجر، دار الكتب المصرية. 28 - معرفة السنن والآثار، للبيقهي- منه نسخة مصورة في جامعة الإمام. 29 - معرفة الصحابة، لأبي نعيم- نسخة أحمد الثالث- تركيا. (ب) المطبوعات والرسائل: 30 - آداب الزفاف، للألباني- ط: المكتب الإسلامي- ط: الخامسة. 31 - الأباطيل والمناكير للجوزقاني - ت: الفريوائي- نشر: إدارة البحوث بالجامعة السلفية- بنارس- الهند. 32 - ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته للدكتور شاكر عبد المنعم. ج 1 ط: دار الرسالة للطباعة- بغداد. وج 2 - عن صورة لأصل الرسالة لدى الشيخ محمود ميرة. 33 - إتحاف الخيرة للبوصيري. ق 1 - رسالة دكتوراه. ت: الباحث سليمان العريني، من أول الكتاب حتى بداية الطهارة -الجامعة الإسلامية بالمدينة- إشراف الشيخ: حماد الأنصاري- عام 1405 - 1406 هـ. 34 - إتحاف الخيرة للبوصيري. ق 2 - رسالة دكتوراه. ت: المحاضر سليمان بن علي السعود- من أول كتاب الطهارة إلى نهاية كتاب
الأذان -الجامعة الإسلامية بالمدينة- إشراف الدكتور: سعدي الهاشمي- عام 1406 - 1407 هـ. 35 - أجوبة الحافظ ابن حجر عن أحاديث المصابيح "بذيل المشكاة"- مشكاة المصابيح، للتبريزي- ت: الألباني- ط: المكتب الإسلامي. 36 - الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان، لابن بلبان الفارسي. ت: الحوت -نشر: دار الكتب العلمية- بيروت عام 1407 هـ. 37 - أخبار أهل الرسوخ "بذيل المستفاد" = المستفاد. 38 - أخبار القضاة، لوكيع بن حيان -نشر عالم الكتب- بيروت. 39 - الأدب المفرد، للبخاري -مع شرحه فضل الله الصمد، لفضل الله الجيلاني- ط: السلفية- القاهرة. 40 - إرواء الغليل، للألباني- ط: المكتب الإسلامي عام 1399 هـ. 41 - الاستغناء في معرفة الكنى، لابن عبد البر- ت: د. عبد الله السوالمة، نشر دار ابن تيمية- الرياض عام 1405 هـ. 42 - الاستيعاب، لابن عبد البر "بهامش الاصابة" = الإصابة. 43 - أسد الغابة، لابن الأثير، نشر دار إحياء التراث العربي- بيروت. 44 - الإصابة، لابن حجر- نشر: المكتبة الخديويه- مصر عام 1328 هـ. 45 - الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار، للحازمي- ط: دار الوعي- حلب عام 1403 هـ. 46 - الأعلام، للزركلي- ط: دار العلم للملايين- بيروت عام 1400 هـ. 47 - أعلام النساء، لعمر كحالة- ط: مؤسسة الرسالة- بيروت عام 1402هـ.
48 - الاغتباط، لسبط ابن العجمي- ط: الدار العلمية -دلهي- الهند عام 1406هـ. 49 - الإكمال، لابن ماكولا- ت: المعلمي- نشر: محمد دمج- بيروت. 50 - الالتزامات والتتبع، للدارقطني- ت: مقبل الوادعي- نشر: دار الخلفاء- الكويت. 51 - الإلماع، للقاضي عياض- ت: السيد صقر- نشر: دار التراث- القاهرة عام 1398 هـ. 52 - الأم، للشافعي- ط: كتاب الشعب. 53 - الأموال، لأبي عبيد القاسم بن سلام- ت: محمد خليل هراس- ط: دار الفكر- القاهرة عام 1401 هـ. 54 - إنباء الغمر، للحافظ ابن حجر- ط: دائرة المعارف العثمانية- الهند. 55 - الأوسط، لابن المنذر- ت: د. صغير حنيف- ط: دار طيبة- الرياض عام 1405 هـ. 56 - الباعث الحثيث، لأحمد شاكر- ط: دار الكتب العلمية- بيروت. 57 - بداية المجتهد، لابن رشد- ط: مطبعة حسان- القاهرة. 58 - البداية والنهاية، لابن كثير- نشر: دار الفكر- بيروت عام 1394 هـ. 59 - البدر الطالع، للشوكاني- نشر: دار المعرفة- بيروت. 60 - البدر المنير، لابن الملقن -ق 1 - رسالة ماجستير. للباحث: جمال السيد، إشراف: د. ربيع مدخلي- الجامعة الإسلامية بالمدينة 1406هـ.
61 - البدر المنير، لابن الملقن -ق 2 - رسالة ماجستير. للباحث: أحمد عبد الغني، إشراف: د. محمود ميرة -الجامعة الإسلامية 1405 - 1406هـ. 62 - البدر المنير، لابن الملقن -ق3 - رسالة ماجستير. للباحث: إقبال محمد إسحاق، إشراف: د. ربيع مدخلي- الجامعة الإسلامية 1406هـ. 63 - بذل المجهود، للسهارنفوري- دار الكتب العلمية- بيروت. 64 - بغية الباحث، للهيثمي- رسالة دكتوراه، ت: حسين الباكري- الجامعة الإسلامية عام 1405 هـ. 65 - بغية الملتمس، للضبي- دار الكتاب العربي عام 1967م. 66 - البناية في شرح الهداية، للعيني- ش: المكتبة الإمدادية- مكة. 67 - تاريخ ابن عساكر، لأبي القاسم ابن عساكر- ت: جماعة من المحققين- ط: مجمع اللغة- دمشق. 68 - تاريخ ابن معين، ليحيى بن معين- ت: د. أحمد نور سيف- ط: جامعة أم القرى. 69 - تاريخ أسماء الثقات، لابن شاهين- ت: صبحي السامرائي- نشر: الدار السلفية- الكويت عام 1404 هـ. 70 - تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي- نشر: دار الكتاب العربي- بيروت. 71 - تاريخ التراث، لسزكين- ط: جامعة الإمام. 72 - تاريخ الثقات، للعجلي- ت: د. عبد المعطي قلعجي-، دار الكتب العلمية- بيروت عام 1405 هـ.
73 - تاريخ جرجان، للسهمي- نشر: عالم الكتب- بيروت عام 1401 هـ. 74 - تاريخ خليفة بن خياط، لخليفة بن خياط- ت: د. أكرم العمري- ط: مؤسسة الرسالة- بيروت عام 1397 هـ. 75 - التاريخ الصغير، للبخاري- ت: محمود زايد- ط: دار الوعي- حلب عام 1397 هـ. 76 - تاريخ عثمان الدارمي- ت: د. أحمد نور سيف- ش: جامعة أم القرى. 77 - تاريخ علماء الأندلس، لابن الفرضي- الدار المصرية عام 1966 م. 78 - التاريخ الكبير للبخاري- نشر: دار الكتب العلمية- بيروت. 78 - تاريخ الموصل، للأزدي- ت: د. علي حبيبة- ط: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية- مصر 1387 هـ. 80 - تاريخ واسط، لبحشل- ت: كركيس عواد- نشر مكتبة العلوم والحكم- المدينة عام 1406 هـ. 81 - تبصير المنتبه، لابن حجر- ت: البجاوي- النجار- نشر المكتبة العلمية- بيروت. 82 - التبيين لأسماء المدلسين، لسبط ابن العجمي = الاغتباط. 83 - تتبع مرويات عكرمة مولى ابن عباس في صحيح البخاري- رسالة ماجستير. للباحث: مرزوق الزهراني- الجامعة الإسلامية بالمدينة عام 1399 هـ. 84 - تجريد أسماء الصحابة للذهبي- نشر: دار المعرفة- بيروت. 85 - تحفة الأحوذي، للمباركفوى- نشر: دار الكتاب العربي- بيروت.
86 - تحفة الأشراف، للمزي- نشر: الدار القيمة- بومباي- الهند، عام 1384 هـ. 87 - تخريج أحاديث إحياء علوم الدين، لمحمود الحداد- نشر: دار العاصمة- الرياض عام 1408 هـ. 88 - تخريج الأذكار، لابن حجر -ق 1 - رسالة ماجستير. للباحث: عبد الله الدوسي، بإشراف د. مسفر الدميني- جامعة الإمام عام 1406 - 1408هـ. 89 - تخريج الأذكار، لابن حجر -ق 2 - رسالة ماجستير. للباحث: عبد الله الجعيثن، بإشراف د. مسفر الدميني- جامعة الإمام عام 1406 - 1407هـ. 90 - تدريب الراوي، للسيوطي- ت: عبد الوهاب عبد اللطيف- نشر: دار إحياء السنة- مصر عام 1399 هـ. 91 - التدوين في أخبار قزوين، للرافعي- نشر: مكتبة الإيمان- المدينة عام 1404هـ. 92 - تذكرة الحفاظ، للذهبي- ت: المعلمي- نشر: دار إحياء التراث العربي- بيروت. 93 - ترتيب القاموس، للطاهر الزاوي- ط: البابي الحلبي- مصر. 94 - ترجمة الحسين، لابن عساكر- ت: محمد المحمودي- ط: مؤسسة المحمودي للطباعة- بيروت عام 1398 هـ. 95 - الترغيب والترهيب، للمنذري- ت: مصطفى عمارة- نشر: إدارة إحياء التراث الاسلامي- قطر. 96 - تعجيل المنفعة، لابن حجر- نشر دار الكتاب العربي- بيروت.
97 - تعريف أهل التقديس، لابن حجر- ت: البنداري- محمد عبد العزيز- ط: دار الكتب العلمية- بيروت عام 1405 هـ. 98 - تفسير ابن جرير، لابن جرير الطبري- ط: الحلبي- مصر عام 1388 هـ. 99 - تفسير ابن كثير، لابن كثير- ت: غنيم، عاشور، البنا- ط: دار الشعب- مصر. 100 - تقريب التهذيب، لابن حجر- ت: محمد عوامة- ط: دار البشائر- بيروت. 101 - تقريب التهذيب، لابن حجر- ت: عبد الوهاب عبد اللطيف- نشر: دار المعرفة- بيروت. 102 - التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد، لابن نقطة- ط: دائرة المعارف العثمانية- الهند 1403 هـ. 103 - التقييد والإيضاح، للعراقي- ش: دار الفكر- بيروت 1401 هـ. 104 - تكملة إكمال الإكمال، لابن الصابوني- ط: عالم الكتب بيروت 1406هـ. 105 - التكملة لوفيات النقلة، للمنذري- ت: بشار عواد- ط: مؤسسة الرسالة- بيروت 1401 هـ. 106 - التلخيص الحبير، لابن حجرت: شعبان. إسماعيل- ش: مكتبة الكليات الأزهرية 1399 هـ. 107 - تلخيص المتشابه، للخطيب البغدادي- ت: سكينة الشهابي- ط: دار طلاس- دمشق 1985 م.
108 - التمهيد، لابن عبد البر- ت: مصطفى العلوي، محمد البكري- ط: المملكة المغربية 1387 هـ. 109 - تنزيه الشريعة، للكناني- ت: عبد الوهاب عبد اللطيف، عبد الله الصديق- ش: دار الكتب العلمية- بيروت. 110 - التنكيل، للمعلمي- ت: الألباني- ط: المطبعة العربية- لاهور باكستان 1401 هـ. 111 - تهذيب الآثار، للطبري- ت: محمود شاكر- ط: المدني- مصر. 112 - تهذيب الأسماء واللغات، للنووي- ش: دار الكتب العلمية- بيروت. 113 - تهذيب تاريخ دمشق، لابن بدران- ط: دار المسيرة- بيروت 1399 هـ. 114 - تهذيب التهذيب، لابن حجر، ط: دائرة المعارف العثمانية- الهند 1326 هـ. 115 - تهذيب السنن، عون المعبود. 116 - تهذيب اللغة، للأزهري- ت: يعقوب عبد النبي- ش: الدار المصرية للتأليف والترجمة. 117 - توجيه القاري، لحافظ الزاهدي- ط: المكتبة العلمية- لاهور- باكستان 1406 هـ. 118 - توضيح الأفكار، للصنعاني- ت: محيي الدين عبد الحميد- ط: مكتبة الخانجي 1366 هـ. 119 - الثقات، لابن حبان- ط: دائرة المعارف العثمانية- الهند 1397 هـ.
120 - جامع الأصول، لابن الأثير- ت: عبد القادر الأرناؤوط - ط: مطبعة الملاح - بيروت 1391 هـ. 121 - جامع البيان = تفسير ابن جرير. 122 - جامع التحصيل، للعلائي- ت: حمدي السلفي- ط: عالم الكتب- بيروت1407 هـ. 123 - الجامع الصغير، للسيوطي- ش: دار الكتب العلمية- بيروت. 124 - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي- ت: د. الطحان- ط: مكتبة المعارف- الرياض 1403 هـ. 125 - جذوة المقتبس، للحميدي- ط: الدار المصرية للتأليف والترجمة 1966م. 126 - الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم- ط: دائرة المعارف العثمانية- الهند. 127 - الجمع بين رجال الصحيحين، للحميدي- ش: دار الكتب العلمية- بيروت 1405 هـ. 128 - جنى الجنتين، للمحبي- ط: مطبعة الترقي- دمشق 1348 هـ. 129 - الجواهر المضية، للقرشي- ت: عبد الفتاح الحلو- ط: الحلبي- مصر 1398 هـ. 130 - الجواهر والدرر، للسخاوي- ت: د. حامد عبد المجيد، د. طه الزيني- ط: وزارة الأوقاف- مصر 1406 هـ. 131 - حاشية الروض المربع، لابن قاسم- 1403 هـ.
132 - الحافظ الخطيب البغدادي، للدكتور محمود الطحان- ط: دار القرآن- بيروت 1401 هـ. 133 - حسن المحاضرة، للسيوطي- ت: أبو الفضل إبراهيم- ط: الحلبي- مصر 1401هـ. 134 - الحطة في ذكر الصحاح الستة، لصديق حسن خان- ش: دار الكتب العلمية- بيروت 1405 هـ. 135 - حلية الأولياء، لأبي نعيم- ش: دار الكتاب العربي- بيروت 1400هـ. 136 - حياة الألباني، للشيباني- ط: الدار السلفية- الكويت 1407 هـ. 137 - الخصائص الكبرى، للسيوطي- ش: دار الكتاب العربي- بيروت. 138 - الخلاصة، للخزرجي- ت: محمود فايد- ط: الفجالة- القاهرة. 139 - الدراية، لابن حجر- ط: الفجالة- القاهرة 1384 هـ. 140 - الدرر الكامنة، لابن حجر- ط: المدني- القاهرة 141 - الدعاء، للطبراني- ت: د. محمد البخاري- ط: دار البشائر- بيروت 1407 هـ. 142 - دلائل النبوة، للبيهقي- ت: عبد المعطي قلعجي- ش: دار الكتب العلمية- بيروت 1405 هـ. 143 - دول الإسلام، للذهبي- ش: مؤسسة الأعلمي- بيروت 1405 هـ. 144 - ديوان الضعفاء والمتروكين، للذهبي- ت: حماد الأنصاري- ط: مطبعة النهضة- مكة 1387 هـ.
145 - ديوان المتنبي بشرح العكبرى- ت: السقا، الأبياري، شلبي- ط: الحلبي- مصر 1391 هـ. 146 - ذكر أخبار أصبهان، لأبي نعيم- ش: الدار العلمية- الهند. 147 - ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق، للذهبي- ت: المياديني- ط: مكتبة المنار- الأردن 1406 هـ. 148 - ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل، للذهبي- ت: أبو غده- مكتب المطبوعات الإسلامية- حلب 1404 هـ. 149 - ذيل تذكرة الحفاظ، للحسيني- ش: دار إحياء التراث العربي- بيروت. 150 - ذيل طبقات الحنابلة، لابن رجب- ش: دار المعرفة- بيروت. 151 - ذيل العبر= العبر. 152 - الذيل على رفع الإصر، للسخاوي- ت: جودة هلال، محمود صبح- ط: الدار المصرية للتأليف والترجمة. 153 - الرجال الذين انفرد بهم ابن ماجه، (ماجستير). للباحث محمد القرني- إشراف: د. باسم الجوابرة- جامعة الإمام. 154 - الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي- ت: عتر- ش: دار الكتب العلمية- بيروت 1395 هـ. 155 - الرد على الجهمية، للدارمي، ت: الشاويش، الألباني- ط: المكتب الإسلامي 1402 هـ. 156 - الرسالة، للشافعي- ت: أحمد شاكر- ط: دار التراث- القاهرة 1399 هـ.
157 - الرسالة المستطرفة، للكتاني- ط: دار البشائر- بيروت 1406 هـ. 158 - رفع الإصر عن قضاة مصر، لابن حجر- ط: المطبعة الأميرية- القاهرة 1957 م. 159 - زاد المعاد، لابن القيم- ت: شعيب وعبد القادر الأرناؤوط- مؤسسة الرسالة- بيروت 1401 هـ. 160 - زوائد مسند البزار، لابن حجر "رسالة دكتوراه". للباحث: عبد الله مراد- إشراف: الشيح حماد الأنصاري- الجامعة الإسلامية بالمدينة 1404هـ. 161 - سبل السلام، للصنعاني- ط: جامعة الإمام 1400 هـ. 162 - سلسلة الأحاديث الصحيحة، للألباني- ط: المكتب الإسلامي. 163 - سلسلة الأحاديث الضعيفة، للألباني- ط: المكتب الإسلامي. 164 - سنن ابن ماجه، لابن ماجه- ت: عبد الباقي- ش: دار إحياء التراث العربي- بيروت 1395 هـ. 165 - سنن أبي داود، لأبي داود- ت: الدعاس- ش: محمد السيد- حمص 1388 هـ. 166 - سنن البيهقي، للبيهقي- ش: دار الفكر- بيروت. 167 - سنن الترمذي، للترمذي- ت: أحمد شاكر- ش: المكتبة الإسلامية. 168 - سنن الدارقطني- ط: دار المحاسن- القاهرة 1386 هـ. 169 - سنق الدارمي، للدارمي- ش: دار إحياء السنة النبوية. 170 - سنن النسائي، للنسائي- ش: دار الفكر- بيروت 1398 هـ.
171 - السنة لعبد الله بن أحمد، ت: د. محمد القحطاني- ش: دار ابن القيم- الدمام 1406 هـ. 172 - السنة ومكانتها من التشريع، للسباعي- ط: المكتب الإسلامي 1402هـ. 173 - سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني، لمحمد بن أبي شيبة- ت: موفق عبد القادر- ط: مكتبة المعارف- الرياض 1404 هـ. 174 - سؤالات السلفي للحوزي، لأبي طاهر السلفي- ت: الطرابيشي- ط: دار الفكر- دمشق 1403 هـ. 175 - السير، للذهبي- ت: جماعة من المحققين- ط: مؤسسة الرسالة- بيروت 1401 هـ. 176 - السيرة النبوية، لابن هشام- ش: رئاسة البحوث والإفتاء- الرياض. 177 - سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز، لابن الجوزي- ت: نعيم زرزور- ش: مكتبة الباز- مكة 1404 هـ. 178 - شذرات الذهب، لابن العماد الحنبلي- ط: دار المسيرة- بيروت 1399 هـ. 179 - شرح ألفية العراقي، للعراقي- ش: دار الكتب العلمية- بيروت. 180 - شرح السنة، للبغوي- ت: شعيب الأرناؤوط- ط: المكتب الإسلامي 1390 هـ. 181 - شرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز- ت: الألباني ط: المكتب الإسلامي 1400 هـ. 182 - شرح علل الترمذي، لابن رجب- ت: عتر- ط: دار الملاح- 1398 هـ.
183 - شرح معاني الآثار، للطحاوي- ت: جاد الحق- ط: مطبعة الأنوار المحمدية- القاهرة 184 - الشريعة للآجرى- ت: محمد الفقي- ط: مطابع الأشراف- لاهور- باكستان 1403 هـ. 185 - شمس الضحى، للدهلوي- ط: المطابع الوطنية- الرياض. 186 - صحيح ابن خزيمة، لابن خزيمة- ت: الأعظمي- ط: المكتب الإِسلامي 1399 هـ. 187 - صحيح ابن ماجه، للألباني- ش: مكتب التربية العربي 1407 هـ. 188 - صحيح الترغيب والترهيب، للألباني- ط: المكتب الإسلامي. 189 - صحيح الجامع الصغير، للألباني- ط: المكتب الإسلامي 1406 هـ. 190 - صحيح مسلم، للإمام مسلم- ت: عبد الباقي- ش: دار الفكر- بيروت 1398 هـ. 191 - صحيح مسلم بشرح النووي، لمسلم والنووي- ط: المطبعة المصرية- القاهرة. 192 - الصلة، لابن بشكوال- ط: سجل العرب- القاهرة. 193 - الضعفاء، للعقيلي- ت: عبد المعطي قلعجي- ط: دار الكتب العلمية- بيروت. 194 - الضعفاء الصغير، للبخاري- ت: محمود زايد- ط: دار الوعي- حلب 1396 هـ. 195 - الضعفاء والمتروكون، لابن الجوزي- ت: عبد الله القاضي- ط: دار الكتب العلمية- بيروت 1406 هـ.
196 - الضعفاء والمتروكون، للدارقطني- ت: موفق عبد القادر- ط: مكتبة المعارف 1404 هـ. 197 - الضعفاء والمتروكون، للنسائي- ت: محمود زايد- ط: دار الوعي حلب 1396. 198 - ضعيف الجامع الصغير، للألباني- ط: المكتب الإسلامي 1399 هـ. 199 - الضوء اللامع، للسخاوي- ش: دار مكتبة الحياة- بيروت. 200 - طبقات ابن سعد، لابن سعد- ش: دار صادر- بيروت. 201 - طبقات الحفاظ، للسيوطي- ط: دار الكتب العلمية- بيروت 1403هـ. 202 - طبقات الحنابلة، لابن أبي يعلى- ش: دار المعرفة- بيروت. 203 - الطبقات السنية، للغزي- ت: عبد الفتاح الحلو- ش: دار الرفاعي- الرياض 1403 هـ. 204 - طبقات الشافعية، لابن هداية الله الحسيني- ت: عادل نويهض- ش: دار الآفاق- بيروت 1979 هـ. 205 - طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي- ش: دار المعرفة- بيروت. 206 - العبر، للذهبي- ت: زغلول- ط: دار الكتب العلمية- بيروت 1405هـ. 207 - العلل، للإمام أحمد- ط: المكتبة الإسلامية- إستانبول 1987م. 208 - العلل، لابن أبي حاتم- ش: دار السلام بحلب. 209 - العلل، للدارقطني- ت: محفوظ السلفي- ط: دار طيبة- الرياض 1405هـ.
210 - العلل الكبير، للترمذي- ت: حمزة مصطفى- ش: مكتبة الأقصى- الأردن 1406 هـ. 211 - العلل المتناهية، لابن الجوزي- ت: إرشاد الحق الأشري- ط: دار نشر الكتب الإسلامية- لاهور- باكستان. 212 - عمل اليوم والليلة، لابن السني- ت: عبد القادر عطا- ش: دار المعرفة- بيروت 1399 هـ. 213 - عون المعبود، لشمس الحق آبادي- ط: المكتبة السلفية- المدينة 1388 هـ. 214 - عيون الأثر، لابن سيد الناس- ط: دار الآفاق- بيروت 1977. 215 - غرائب الجن والشياطين، للشبلي- ت: إبراهيم الجمل- ط: دار الرياض- الرياض. 216 - غريب الحديث، للحربي- ت: سليمان العايد- ش: جامعة أم القرى 1405 هـ. 217 - غريب الحديث، للخطابي- ت: عبد الكريم العزباوي- ش: جامعة أم القرى 1403 هـ. 218 - الفائق، للزمخشري- ت: أبو الفضل إبراهيم البجاوي- ش: دار المعرفة- بيروت. 219 - فتح الباري، لابن حجر- ت: الشيخ ابن باز، عبد الباقي- ط: السلفية- القاهرة- ط: الأولى. 220 - الفتح الرباني، للساعاتي- ط: مطبعة الإخوان- القاهرة 1358 هـ. 221 - الفتح الكبير، للنبهاني- ط: دار الكتب العربية- مصر.
222 - فتح المغيث، للسخاوي- ط: العاصمة- القاهرة 1388 هـ. 223 - فتح الوهاب، لحماد الأنصاري- ط: مؤسسة الرسالة- بيروت 1406هـ 224 - فضائل الصحابة، للإمام أحمد- ت: وصي الله عباس- ش: جامعة أم القرى 1403 هـ. 225 - فقه السنة، للسيد سابق- ش: دار الفكر- بيروت 1401 هـ. 226 - فهرس الفهارس، للكتاني. 227 - فهرس مخطوطات الظاهرية، للألباني- ط: مجمع اللغة العربية- دمشق 1390 هـ. 228 - الفوائد المجموعة، للشوكاني- ت: المعملي- ش: المكتب الإسلامي 1392 هـ. 229 - فيض القدير، للمناوي- ش: دار المعرفة- بيروت. 230 - قواعد في علوم الحديث، للتهانوي- ت: أبو غدة- ش: مكتب المطبوعات الإسلامية- حلب 1404 هـ. 231 - الكاشف، للذهبي- ت: عزت عطية، موسى الموشي- ش: دار الكتب الحديثة- مصر 1392 هـ. 232 - الكامل في التاريخ، لابن الأثير- ش: دار صادر- بيروت 1386 هـ. 233 - الكامل في ضعفاء الرجال، لابن عدي- ش: دار الفكر- بيروت 1404هـ. 234 - كشف الأستار، للهيثمي- ت: الأعظمي- ط: مؤسسة الرسالة- بيروت 1399 هـ.
235 - كشف الظنون، لحاجي خليفة- ش: دار الفكر- بيروت 1402 هـ. 236 - الكنى والأسماء، لمسلم- ط: دار الفكر- دمشق 1404 هـ. 237 - الكنى والأسماء، للدولابي - ط: دائرة المعارف العثمانية- الهند 1322 هـ. 238 - كنز العمال، للبرهان فوري- ط: مطبعة البلاغة- حلب 1391 هـ. 239 - الكواكب النيرات، لابن الكيال- ت: عبد القيوم عبد رب النبي- ش: جامعة أم القرى 1401هـ. 240 - اللآلىء المصنوعة، للسيوطي- ش: دار المعرفة- بيروت 1395 هـ. 241 - اللباب، لابن الأثير- ش: دار صادر- بيروت. 242 - لحظ الألحاظ، لابن فهد- ش: دار إحياء التراث العربي- بيروت. 243 - لسان العرب، لابن منظور- ش: دار صادر- بيروت. 244 - لسان الميزان، لابن حجر- ش: مؤسسة الأعلمي- بيروت 1390 هـ. 245 - لقط المرجان، للسيوطي- ت: مصطفى عطا- ط: دار الكتب العلمية- بيروت 1406 هـ. 246 - المجروحين، لابن حبان- ت: محمود زايد- ط: دار الوعي- حلب-1396 هـ. 247 - مجمع الزوائد، للهيثمي- ش: دار الكتاب العربي- بيروت 1402هـ. 248 - المجموع، للنووي- ط: الفجالة- القاهرة.
249 - المحلى، لابن حزم- ط: دار الاتحاد العربي- القاهرة 1389 هـ. 250 - مختار الصحاح، للرازي- ش: دار البصائر 1405 هـ. 251 - مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور- ت: رياض مراد- ط: دار الفكر- دمشق 1404 هـ. 252 - مختصر سنن أبي داود، للمنذري- ت: محمد فقي- ش: دار المعرفة- بيروت. 253 - مختصر الشمائل، للألباني- ط: المكتبة الإسلامية- عمان 1405هـ. 254 - المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي، للذهبي- ت: مصطفى جواد- ط: المجمع العراقي 1397 هـ. 255 - المخصص، لأبي الحسن بن سيده- ش: المكتب التجاري- بيروت. 256 - المراسيل، لابن أبي حاتم- ت: شكر الله قوجاني- ط: مؤسسة الرسالة- بيروت 1397 هـ. 257 - المراسيل، لأبي داود- ت: عبد العزيز السيروان- ط: دار القلم- بيروت 1406 هـ. 258 - مراصد الإطلاع، لصفي الدين البغدادي- ت: البجاوى- ض: دار المعرفة- بيروت 1374 هـ. 259 - المستدرك، للحاكم-:ش: مطابع النصر- الرياض. 260 - المستفاد من تاريخ بغداد، لابن النجار، ابن الدمياطي- ط: دائرة المعارف العثمانية- الهند 1399 هـ.
261 - المستفاد من مبهمات المتن والإسناد، لأبي زرعة العراقي- ت: حماد الأنصاري- ط: مطابع الرياض. 262 - مسند أبي بكر، للمروزي، ت: شعيب الأرناؤوط- ط: المكتب الإسلامي 1399 هـ. 263 - مسند أبي عوانة، لأبي عوانة- ش: دار المعرفة- بيروت. 264 - مسند أبي يعلى، لأبي يعلى الموصلي- ت: حسين أسد- ط: دار المأمون دمشق- 1407 هـ. 265 - مسند أبي يعلى، لأبي يعلى الموصلي -القسم الثاني- ت: د: عبد الله التويجري- إشراف: د: أبو لبابة حسين- جامعة الإمام. 266 - المسند، لأحمد- ش: المكتب الإسلامي- بيروت. 267 - مسند أحمد، للإمام أحمد- ت: أحمد شاكر- ط: دار المعارف- مصر 1391 هـ. 268 - مسند الحميدي، للحميدي- ت: الأعظمي- ش: مكتبة المتنبي- القاهرة. 269 - مسند الشافعي، ش: دار الكتب العلمية- بيروت 1400 هـ. 270 - مسند الشهاب، للقضاعي- ت: حمدي السلفي- ط: مؤسسة الرسالة- بيروت 1405 هـ. 271 - مسند الطيالسي، لأبي داود الطيالسي- ط: دائرة المعارف العثمانية- الهند 1321 هـ.
272 - مسند الطيالسي- ق 1، (رسالة ماجستير). ت: محمد بن عبد المحسن التركي، إشراف: د: أحمد معبد عبد الكريم- جامعة الإمام 1406 - 1407. 273 - مسند الطيالسي- ق 4، ت: عبد الرحمن المليص- إشراف: د. ياسم الجوابره- جامعة الإمام 1408 هـ. 274 - مسند عائشة من مسند إسحاق- رسالة دكتوراه. للدكتور: عبد الغفور البلوشي- الجامعة الإسلامية- المدينة 1404 هـ. 275 - مسند عمر بن عبد العزيز، للباغندي- ت: محمد عوامه- ط: دار ابن كثير- دمشق- بيروت 1407 هـ. 276 - مشاهير علماء الأمصار، لابن حبان- ش: دار الكتب العلمية بيروت. 277 - المشتبه، للذهبي- ت: البجاوي- ط: البابي- مصر 1962م. 278 - مشكاة المصابيح، للتبريزي- ت: الألباني- ط: المكتب الإسلامي 1399هـ. 279 - مشكل الآثار، للطحاوي- ط: دائرة المعارف العثمانية- الهند 1333. 280 - المشوف المعلم، لأبي البقاء العكبري- ت: ياسين السواس- ط: دار الفكر- دمشق 1403 هـ. 281 - مصابيح السنة، للبغوي- ش: دار القلم- بيروت. 282 - مصباح الزجاجة، للبوصيري- ت: موسى علي، عزت عطية - ط: مطبعة حسان- القاهرة.
283 - المصنف، لابن أبي شيبة- ط: الدار السلفية- بومباي- الهند 1399 هـ. 284 - المصنف، لعبد الرزاق- ت: الأعظمي- ط: المكتب الإسلامي 1403 هـ. 285 - المطالب العالية "المجردة" - نشر التراث الإسلامي- إدارة الشؤون الإسلامية- الكويت- وزارة الأوقاف 1390 هـ. 286 - معالم السنن، للخطابي= مختصر أبي داود. 287 - المعجم، لابن الأبار-ش: دار الكتاب العربي- القاهرة 1387 هـ. 288 - المعجم، لابن المقريء- "رسالة دكتوراه". ت: محمد بن صالح الفلاح- إشراف: د. أكرم العمري- الجامعة الإسلامية بالمدينة 1404 - 1405هـ. 289 - المعجم الأوسط، للطبراني- ت: د: الطحان- ط: مكتبة المعارف- الرياض 1405 هـ. 290 - معجم البلدان، لياقوت الحموي- ش: دار صادر. 291 - المعجم، لأبي يعلى- ت: إرشاد الحق الأثري- ط: المكتبة العلمية لاهور- باكستان 1407 هـ. 292 - المعجم الصغير، للطبراني- ت: محمد أمرير- ط: المكتب الإسلامي 1405 هـ. 293 - معجم قبائل العرب، لعمر كحالة- ط: مؤسسة الرسال- بيروت- 1402هـ. 294 - المعجم الكبير، للطبراني- ت: حمدي السلفي- ط: مطبعة الأمة- بغداد.
295 - المعجم المشتمل، لابن عساكر- ت: سكينة الشهابي- ط: دار الفكر- دمشق 1400 هـ. 296 - المعجم المفهرس، لجماعة من المستشرقين- ط: مطبعة بريل 1955م. 297 - معجم المؤلفين، لعمر كحالة- ش: دار إحياء التراث العربي- بيروت. 298 - المعجم الوسيط، لجماعة من الأساتذة في مجمع اللغة العربية ط: المكتبة الإسلامية- استانبول. 299 - المعرب، لأبي منصور الجواليقي- ت: أحمد شاكر- نشر: وزارة الثقافة- مصر 1389 هـ. 300 - معرفة الرجال، لابن معين- ت: محمد مطيع، غزوة بدير- ط: مجمع اللغة العربية- دمشق. 301 - معرفة الصحابة، لأبي نعيم- ت: محمد عثمان- ش: مكتبة الدار- المدينة 1408 هـ. 302 - معرفة القراء الكبار، للذهبي- ت: بشار معروف، شعيب الأرناؤوط، صالح عباس- ط: مؤسسة الرسالة- بيروت 1404 هـ. 303 - المعرفة والتاريخ، للفسوي- ت: أكرم العمري- ط: مؤسسة الرسالة- بيروت 1401 هـ. 304 - المغني، لابن قدامة- ش: مكتبة الرياض- الرياض. 305 - المغني في ضبط أسماء الرجال، للهندي- ش: دار الكتاب العربي- بيروت 1399 هـ.
306 - المغني في الضعفاء، للذهبي- ت: عتر. 307 - مفتاح كنوز السنة، لمحمد فؤاد عبد الباقي- ط: مطبعة معارف لاهور- باكستان 1398 هـ. 308 - المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصبهاني- ت: كيلاني- ط: الحلبي- القاهرة 1381 هـ. 309 - مقاتل الطالبيين، لأبي الفرج الأصفهاني- ت: السيد صقر- ش: دار المعرفة- بيروت. 310 - مقدمة ابن الصلاح، لابن الصلاح- ش: دار الكتب العلمية- بيروت 1398 هـ. 311 - المقصد العلي، للهيثمي- ت: نايف الدعيس- ط: تهامة 1402 هـ. 312 - مناقب الإمام أحمد، لابن الجوزي- ط: دار الآفاق- بيروت 1393 هـ. 313 - مناقب الشافعي، لابن أبي حاتم- ت: عبد الغني عبد الخالق- ط: مكتبة التراث الإسلامي- حلب- سوريا. 314 - مناقب عمر بن الخطاب، لابن الجوزي، ت: زينب القاروط- ط: دار الكتب العلمية- بيروت 1400 هـ. 315 - المناسك وأماكن طرق الحج، للحربي- ت: حمد الجاسر- ش: وزارة الحج والأوقات السعودية 1401 هـ. 316 - المنتخب من مسند عبد بن حميد، لعبد بن حميد- ت: مصطفى شلباية- ش: دار الأرقم- الكويت 1405 هـ.
317 - المنتقى، لابن الجارود- ط: الفجالة- القاهرة 1382 هـ. 318 - منحة المعبود، للساعاتي- ش: المكتبة الإسلامية- بيروت 319 - المنهل الصافي، لابن تغردي بردي- ت: محمد أمين- ط: الهيئة المصرية العامة للكتاب 1984 هـ. 320 - المهذب، للذهبي- ت: حامد إبراهيم، محمد العقبي- ط: مطبعة الإمام- مصر. 321 - موارد الظمآن، للهيثمي- ت: عبد الرزاق حمزة- ط: السلفية- مصر. 322 - موافقة الخبر الخبر، لابن حجر - "رسالة دكتوراه". للدكتور عبد الله الحمد- إشراف: الشيخ محمود ميره- الجامعة الإسلامية- المدينة 1403 - 1404هـ. 323 - الموطأ، للإمام مالك- ت: عبد الباقي- ط: الحلبي- مصر. 324 - ميزان الاعتدال للذهبي- ت: البجاوي- ش: دار المعرفة- بيروت. 325 - ناسخ الحديث ومنسوخه، لابن شاهين- ت: سمير الزهيري- ط: مكتبة المنار- الأردن 1408هـ. 326 - نخبة الفكر = نزهة النظر. 327 - نزهة النظر، لابن حجر- ش: مؤسسة الخافقين- دمشق 1400 هـ. 328 - نصب الراية، للزيلعي- ط: المجلسى العلمي 1357 هـ. 329 - نظم العقيان، للسيوطي- ش: المكتبة العلمية- بيروت.
330 - نظم المتناثر، للكتاني- ش: دار الكتب العلمي- بيروت 1400 هـ. 331 - نقد ابن حزم للرواة في المحلى- رسالة دكتوراة بقسم السنة بجامعة الإمام، للدكتور إبراهيم الصبيحي، عام. 332 - النكت على ابن الصلاح، لابن حجر- ت: ربيع ابن هادي- ش: دار الراية الرياض 1408 هـ. 333 - النهاية، لابن الأثير- ت: محمود الطناحي، طاهر الزاوي- ش: المكتبة الإسلامية 1383 هـ. 334 - نيل الأوطار، للشوكاني- ط: الحلبي بمصر. 335 - هدي الساري، لابن حجر- ط: السلفية "الطبعة الأولى". 336 - هدية العارفين، لإسماعيل باشا البغدادي- ش: دار الفكر- بيروت 1402هـ. 337 - الهسهسة بنقض الوضوء بالقهقهة، لأبي الحسنات اللكنوي- ط: المطبعة اليوسيفة- لكنو- الهند 1340 هـ. 338 - الوافي بالوفيات، صلاح الدين بن أيبك الصفدي- ش: دار النشر "فرانز شتاينز" 1381 هـ. 339 - الوتر، لمحمد بن نصر- ط: المطبعة العربية- لاهور- باكستان 1402هـ. 340 - وفيات الأعيان، لابن خلكان- ش: دار صادر- بيروت. * * *
المطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانيد الثّمَانِيَةِ للحافظ أحمد بن عليِّ بن حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجرية تحقيق وتخريج د. ناصر بن محمد بن عبد العزيز العبد الله تنسيق د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشَّثري المجلد الثالث 5 - 6 أوّل كتاب «الصَّلاة» (209 - 452) دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانيد الثّمَانِيَةِ 5 - 6
(ح) دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية/ تحقيق سعد بن ناصر الشثري - الرياض. 905 ص؛ 17 × 24 سم ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 8 - 90 - 749 - 9960 (ج 1) 1 - الحديث-مسانيد 2 - الحديث-تخريج 3 - الحديث-شرح 4 - الحديث-زوائد أ- العبد الله، ناصر محمد عبد العزيز (محقق) ب- العنوان 2615/ 18 ديوي 4، 237 رقم الإيداع: 2615/ 18 ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 6 - 90 - 749 - 9960 (ج 1) حقوُق الطبع محفوظة للمنسّق الطّبعة الأولى 1419هـ - 1998مـ دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض - ص ب 42507 - الرمز البريدي 11551 هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب: 32594 - الرياض: 11438 - تلفاكس: 2660 - 421
لمسة ودّ ووفاء الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى .. وبعد. فأشكر الله الكريم المنان، الذي منَّ عليّ ويسر لي إتمام هذه الرسالة، وقد تأذن جل وعلا بالزيادة لمن شكر، فقال: [لَئِن شَكرْتُم لَأَزِيدَنَكم} [إبراهيم: الآية 7]. ثم لا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لكل من مدّ يد العون والمساعدة بشتى صورها، من أساتذتي الكرام، وإخواني الأفاضل. وأخص منهم بالذكر والتنويه شيخي المفضال فضيلة الدكتور/ محمود أحمد ميره -المشرف على هذه الرسالة- على ما قدمه لي من رعاية أبوية، وعلمية، وتوجيهات قيمة، وكتب نافعة نادرة. فجزاه الله عني كل خير. كما أشكر كلاَّ من فضيلة الشيخ الدكتور سليمان العريني، وفضيلة الشيخ الدكتور باسم فيصل الجوابرة لقبولهما مناقشة الرسالة ولِإبدائهما ملحوظات قيمة عليها. كما أخص من إخواني أخي الفاضل إبراهيم بن محمد بن حمد العبد الله، الذي كان نعم العون لي في مقابلة هذه الرسالة وتصحيحها.
وأختم المقال بشكر هذه الجامعة العريقة جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية، وأخص بالثناء كلية أصول الدين بالرياض، ومشايخها الكرام. وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينِ.
بسم اِلله الرحمن الرحيم مقدمة المحقق الحمد لله الذي فضل علم الشريعة على سائر العلوم، وخص أهله بالذكر من بين خلقه، فقال جل شأنه: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} (¬1). ثم الصلاة والسلام الأتمّان الأكملان على الذي قال: "من يرد الله به خيرًا يفقِّهه في الدين} (¬2)، وعلى صحابته الغر الميامين الذين حملوا لنا هذا الميراث العظيم. وعلى التابعين الذين رفضوا الدنيا ليتفرغوا لنشر هذا العلم العظيم. وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد. فإن أهم ما صُرفت إليه الهمم بعد كتاب الله الكريم سنة نبيه المصطفى الأمين - صلى الله عليه وسلم -، إذ هي المصدر الثاني من مصادر هذا الدين القويم، وهي المفسرة لكلام أحكم الحاكمين، فمن ابتغى فهم كلامه من غير طريق نبيه ضل مع من ضل في الغابرين، ومن تمسك بهما وصل بإذن الله إلى دار النعيم. وقد صرف الصحابة رضي الله عنهم، جُلَّ وقتهم للسماع من النبي ¬
الكريم، فحملوا إلى من جاء بعدهم علمًا عظيمًا، فتناقلته العقول السليمة والأيدي الأمينة حتى وصل إلينا مصفى من كل دخيل، فلزمنا حمله والعناية به ليضيء لنا ولمن جاء بعدنا معالم الطريق، ففكرت في عمل أدخل عن طريقه في سلك حملة هذا العلم العظيم، وإن كنت لست أهلًا لذلك، ولكن هم القوم لا يشقى جليسهم. فوقع اختياري على كتاب هذا الجِهْبِذ البصير، والناقد النحرير، مفيد شيوخه، وشيخ أقرانه، وحافظ زمانه، ابن حجر العسقلاني، وكتابه الموسوم بالمطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية. أهمية هذا الكتاب: 1 - تكمن أهمية هذا الكتاب العظيم في كونه مكملًا للموسوعة الحديثية الكبرى، فإذا ضم هذا الكتاب إلى كتابَي: جامع الأصول للعلامة ابن الأثير المتوفَّى سنة 606 هـ، ومجمع الزوائد للحافظ الهيثمي المتوفَّى سنة 708 هـ اكتمل من الجميع ديوان عظيم يجمع هذه الموسوعة، وذلك أن جامع الأصول جمع فيه مؤلفه الأصول الستة -وقد جعل السادس كتاب الموطأ- ومجمع الزوائد جمع فيه مؤلفه زوائد مسند أحمد، والبزار، وأبي يعلى، ومعاجم الطبراني الثلاثة، على الأصول الستة. وكتابنا هذا أكمل به الحافظ ابن حجر هذا العمل العلمي، بجمعه زوائد مسند الطيالسي، والحميدي، ومسدد بن مسرهد، وأبي بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ العدني، وأحمد بن منيع، وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، وما وجد من مسند إسحاق بن راهويه، وما فات شيخه الهيثمي من مسند أبي يعلى الموصلي، لكونه اعتمد على الرواية المختصرة له. 2 - إن الحافظ -رحمه الله تعالى- جعل كتابه زائدًا على الأصول
السبعة، حيث أضاف إلى الستة، مسند أحمد بن حنبل، وقد أفاد هذا كثيرًا في تصغير حجم الكتاب، وزاد في أهميته عند الباحثين، فمن وجد فيه حديثًا لم يُحَمِّل نفسه مشقة البحث عنه في هذه الأصول، من طريق ذلك الصحابي -عدا ما وقع له من الأوهام القليلة في ذلك، إذ الكمال لله-. 3 - إن هذا الكتاب يغني الناظر فيه عن هذه المسانيد التي بعضها حتى الآن في حكم المفقود، وبعضها الآخر لم ير النور بعد. 4 - سياقه لأسانيد هذه الزوائد تامة كما جاءت عند مؤلفها، ولا يخفى ما لذلك من أهمية في سبيل معرفة درجة الحديث. 5 - تحليته لهذا الكتاب بفرائد من كلامه، وكلام من سبقه من أهل العلم الأفذاذ، على بعض الأحاديث، تصحيحًا وتضعيفًا، وبيانًا لعللٍ الظاهر السلامة منها، والكلام على رجال يعز وجود مثله فيهم. 6 - إن هذا الكتاب العظيم بقي أسيرًا في خزائن المخطوطات يصعب الوصول إليه على كل باحث. 7 - قيام بعض المعاصرين بطبعه، طبعة ما أعده الحافظ لها، وذلك أن ناشره اعتمد على مخطوطة سقيمة مجردة الأسانيد، فجاء مبتورًا، كالذي يولد ولا رأس له. ومن أسباب اختياري لهذا الكتاب ما يلي: 1 - أهميته العظيمة بين كتب السنة -كما تقدم بيانه-. 2 - ما قام به بعض المعاصرين من إخراجه مبتورًا محذوف الأسانيد مع ما حواه من أخطاء نبهت على بعضها في ثنايا البحث، مما شوه صورته، وقلل أهميته. 3 - رسوخ قدم مؤلفه في هذا العلم، وإمامته للمتأخرين فيه.
خطة العمل في تحقيق هذا الجزء من هذا الكتاب: قدمت تحقيق نص هذا الجزء من هذا الكتاب بمقدمة اشتملت على: ترجمة للمؤلف، ودراسة وافية لهذا الكتاب، ومنهجه فيه، ومقارنة ذلك بعمل غيره ممن ألف في الزوائد، كما شملت المقدمة دراسة مسند الحميدي، ومؤلفه، وكذا مسند إسحاق بن راهويه، ومؤلفه. ولما أردنا طبع هذا الكتاب كاملًا رأى الإِخوة أن يكون له مقدمة واحدة تستخلص مما كتبه المحققون لأجزائه، وتكون في جزء مستقل كالمدخل إلى هذا السفر الكبير، وقد رأى المحققون أيضًا أن يكتفى بتراجم مختصرة لرجال أسانيد هذا الكتاب وتكون في جزء مستقل يلحق بآخر الكتاب لئلا يتكرر ذكر هذه التراجم مما يكون له الأثر الأكبر في تضخيم حجم هذا الكتاب الكبير، ولذا اكتفيت هنا بما يتعلق بنص الكتاب. وقد سلكت في تحقيق النص، وتوثيقه، والتعليق عليه الخطوات الآتية: 1 - كتابة النص حسب قواعد الإِملاء، ومراعاة قواعد وضع علامات الترقيم بدقة. 2 - مقابلة النسخ المعتمدة في التحقيق، وهي النسخة المحمودية ورمزها "مح"، والنسخة السعيدية ورمزها "حس"، والعمرية ورمزها "عم"، ومكتبة الرياض السعودية ورمزها "سد"، والتركية ورمزها "ك"، واتخاذ أوثقها أصلًا وهي "مح"، وإثبات الفروق الهامة بالهامش. 3 - مقابلة النص بالموجود من المسانيد التي أخذت منها تلك الزوائد، وإثبات الفروق بالهامش.
4 - تصويب الأخطاء التي لا تحتمل وجهًا من الصواب، وذلك بإثبات الصواب في الأصل بين معقوفتين، والتنبيه على ذلك بالهامش، وأعتمد في ذلك التصويب- على المصادر الأصلية للزوائد، أو على المصادر الأخرى التي خرّجت الحديث. 5 - ضبط ما يحتاج إلى ضبط، وذلك بالشكل في الأصل، وبالحروف في الهامش. 6 - توثيق النص بتخريج الأحاديث على النحو التالي: (أ) تخريج الحديث بعزوه إلى الموجود من المسانيد التي أخذت منها الزوائد. (ب) تخريج الحديث من بقية المصادر التي تلتقي أسانيدها مع أسانيد الحديث في هذا الكتاب التقاءً كليًا أو جزئيًا، ولو في الصحابي. (ج) تخريج الروايات التي أشار إليها المؤلف ولم يوردها، مثل قوله:- عن بعض الأحاديث-: أصله في السنن من وجه آخر. وقوله- عن حديث آخر-: حديث أبي هريرة أخرجوه- يعني الستة-. (د) إذا كان الحديث ضعيفًا، أو حسنًا فأخرج من شواهده ما يرتقي به الحديث إلى الحسن لغيره، أو الصحيح لغيره. 7 - أنظر في اتصال السند وانقطاعه، سواء كان ذلك ظاهرًا، أو خفيًا، وذلك بمراجعة كتب المدلسين، والمراسيل، والعلل. 8 - النظر في الشذوذ، أو العلل الأخرى التي قد توجد في الحديث، وأقوال العلماء في درجة الحديث، خاصة البوصيري في كتابه.
9 - الحكم على الحديث بناء على الخطوات السابقة ودراسة سند الحديث، مع تقييد الحكم بالإِسناد المدروس. 10 - عند احتياج الحديث لمتابع، أو شاهد لتقويته فأكتفي بذكر خلاصة القول في حال الرواة مع الإِحالة على المصادر الكافية في ذلك. 11 - الخاتمة. الرموز والاختصارات المستخدمة في ثنايا التعليق: الإِتحاف: إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري. الإرواء: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل للألباني. الإِكمال: الإِكمال لابن ماكولا. الانتقاء: الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر. بغداد: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي. البغية: بغية الباحث إلى زوائد مسند الحارث بن أبي أسامة، للهيثمي. التاريخ: التاريخ الكبير للبخاري. التبصير: تبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر. التذكرة: تذكرة الحفاظ للذهبي. التقريب: تقريب التهذيب لابن حجر. التهذيب: تهذيب التهذيب لابن حجر.
الثقات: كتاب الثقات لابن حبان. الجرح: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم. الحلية: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني. الخلاصة: خلاصة تذهيب تهذيب الكمال للخزرجي. الديوان: ديوان الضعفاء والمتروكين للذهبي. السير: سير أعلام النبلاء للذهبي. شرح العلل: شرح علل الترمذي لابن رجب. الصحيحة: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني. الضعيفة: سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني. الطبقات: الطبقات الكبرى لابن سعد. علل: كتاب العلل ومعرفة الرجال. العلل الكبير: علل الترمذي الكبير. الفتح: فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر. الكامل: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي. الكفاية: كتاب الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي. اللسان: لسان الميزان لابن حجر. مجمع البحرين: مجمع البحرين في زوائد المعجمين -الصغير والأوسط- للهيثمي. المجمع: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي. المجموع: المجموع شرح المهذب للنووي. مختصر إتحاف: مختصر إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري.
المراسيل: لابن أبي حاتم الرازي. المدخل: المدخل إلى الصحيح للحاكم. مراتب المدلسين: تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس لابن حجر. المغني: المغني في ضعفاء الرجال للذهبي. وفي المسائل الفقهية: المغني لابن قدامة الحنبلي. المقصد: المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي للهيثمي. موارد الظمآن: موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان للهيثمي. الميزان: ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي. النهاية: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير. رواه ابن أبي شيبة: أعني في مصنفه. رواه ابن عدي: أعني في الكامل في ضعفاء الرجال. رواه البيهقي: أعني في السنن الكبرى. رواه الحاكم: أعني في المستدرك على الصحيحين. رواه الطحاوي: أعني في شرح معاني الآثار. رواه عبد الرازق: أعني في مصنفه. رواه العقيلي: أعني في الضعفاء له. ح: حديث -وإذا وقعت في الإسناد فإنما تعني التحويل إلى إسناد آخر-. نا: حدثنا. ثنا: حدثنا.
أنا: أخبرنا. أرنا: أخبرنا. رنا: أخبرنا. أبنا: أنبأنا. خ: البخاري في صحيحه. خت: البخاري تعليقًا. م: مسلمًا. مق: مسلمًا في مقدمته. د: أبا داود. ت: الترمذي. س: النسائي. ق: ابن ماجه. ع: الستة -خ، م، د، ت، س، ق-. الأربعة: د، ت، س، ق. * علامة (=) في آخر الصفحة: تعني أن بقية الكلام على الحديث يأتي في الصفحة التالية. * أحلت في تخريجي لأحاديث البخاري على المتنن المطبوع مع شرحه فتح الباري -طبعة المكتبة السلفية بمصر- لأنها هي المشتهرة والمنتشرة بأيدي الناس. * وضعت كلام الحافظ على الحديث بين نجمتين. * أقدم الكتب الستة على غيرها فى التخريج.
* إذا ذكرت كتابًا من كتب الجرح والتعديل وبعده رقمًا بين قوسين - () - فهو رقم ترجمته، أو رقم الفقرة التي فيها الكلام عليه. * إذا نقلت كلام أحد ورأيت أنه سقط منه حرف، أوكلمة لا يستقيم الكلام إلا بها ألحقتها ووضعتها بين معقوفتين. * * *
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني 773 - 852 هجرية تحقيق وتخريج د. ناصر بن محمد بن عبد العزيز العبد الله تنسيق د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشَّثري المجلد الثالث 5 - 6 أول كتاب "الصلاة" (209 - 452)
4 - كتاب الصلاة
4 - كِتَابُ الصَّلَاةِ (¬1) 1 - بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ (¬2) 209 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (¬3)، عَنْ أَبِي قِلابة (¬4)، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَتَى عَلَى مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: يَا مُعَاذُ مَا قِوام (¬5) هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: الْإِخْلَاصُ، وَهِيَ: الفِطْرة (¬6). وَالصَّلَاةُ، وَهِيَ: المِلَّة (¬7) والطاعة (¬8) (¬9). ¬
209 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 117 أ)، كتاب الصلاة، باب في الإِخلاص والنية الصالحة، وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - حماد بن زيد لم يدرك أبا قلابة، لأنه ولد بالبصرة سنة ثمان وتسعين، ومات أبو قلابة مرابطًا بمصر سنة أربع -وقيل سبع- ومائة. 2 - أبو قلابة لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فهو منقطع في موضعين. لذا فهو ضعيف جدًا.
210 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ (¬1)، ثنا حَمَّادٌ- هُوَ (¬2) ابْنُ سَلَمَةَ-، أنا (¬3) مَعْبَدٌ (¬4)، أَخْبَرَنَا (¬5) فُلَانٌ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ (¬6) قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَه (¬7) - قَالَ (¬8): قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الصَّلَاةُ؟ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خيرٌ مَوْضُوعٌ فَمَنْ شاء أقل منه ومن شاء أكثر". ¬
110 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإِتحاف 1/ 119 أ)، كتاب الصلاة، باب فضل الصلاة، وعزاه لِإسحاق -بحروفه كما هنا في المطالب- ثم قال: فذكر الحديث بتمامه، وقد تقدم في كتاب العلم. اهـ. انظر: (1/ 58 ب- 59 ب)، كتاب العلم، باب حسن السؤال. ورواه الحارث بن أبي أسامة (كما في بغية الباحث (1/ 80)، كتاب العلم، باب الاستكثار من العلم)، من طريق يونس بن محمد المؤدب، ثنا حماد -وهو ابن سلمة- به. فذكره في أثناء حديث طويل. ورواه أبو يعلى (كما في الإتحاف (1/ 59 ب)، كتاب العلم، باب حسن السؤال)، من طريق هدبة، ثنا حماد، به فذكره.=
= ورواه الطيالسي (ص 65: 478)؛ وأحمد (5/ 178، 179)؛ والبزار كما في كشف الأستار (1/ 93: 160)، من طرق عن المسعودي، عن أبي عمر الشامي، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ. فذكره في أثناء حديث. قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلَّا عن أبي ذر، ولا نعلم روى عنه عبيد إلَّا هذا. اهـ. قلت: عبيد بن الخشخاش - بمعجمات، وقيل: بمهملات- لين الحديث. (التقريب ص 376). وأبو عُمر -ويقال: عَمرو- الشامي الدمشقي، ضعيف. (التقريب ص 660). والمسعودي: هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفي، صدوق اختلط قبل موته، وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط. (التقريب ص 344). ورواه ابن حبان (1/ 287: 362)، وأبو بكر الآجري في كتاب الأربعين (ص 216: 40)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 166)، من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، حدثنا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر. فذكره في أثناء حديث طويل جدًا. وإبراهيم بن هشام بن يحيى، رماه أبو حاتم وغيره بالكذب، ووثقه ابن حبان فلم يصب. (الجرح 2/ 142؛ الثقات 8/ 79) وسمى أباه هاشمًا. (الميزان 1/ 72). وأبوه هشام بن يحيى قال فيه أبو حاتم: صالح الحديث. (الجرح 9/ 70). وجده يحيى بن أبي زكريا الغساني، ضعيف. (التقريب ص 590). ورواه ابن عدي في الكامل (7/ 2699) في ترجمة يحيى بن سعد السعدي، والحاكم (2/ 597)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 168)، من طريق يحيى بن سعيد العبشمي السعدي، ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر. فذكره في أثناء حديث.=
= قال ابن عدي: هذا حديث منكر عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر: وهذا الحديث ليس له من الطرق إلَّا من رواية أبي إدريس الخولاني، والقاسم بن محمد، عن أبي ذر، والثالث حديث ابن جريج هذا، وهذا أنكر الروايات. اهـ. وقال أبو نعيم: تفرد به عن ابن جريج يحيى بن سعيد العبشمي. اهـ. وقال الذهبي: السعدي ليس بثقة. اهـ. وقال العقيلي في الضعفاء (4/ 404): لا يتابع على حديثه. اهـ. وقال ابن حبان في المجروحين (3/ 129): شيخ يروي عن ابن جريج المقلوبات، وعن غيره من الثقات الملزقات، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد. اهـ. ثم روى طرفًا من حديث الباب، ثم قال: وليس من حديث ابن جريج، ولا عطاء، ولا عبيد بن عمير، وأشبه ما فيه رواية أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر. اهـ. قلت: وقد تقدم ذكر ما في هذه الرواية.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات إلَّا الذي لم يسم فلا ندري ما حاله، وما ذكرته من المتابعات لا تخلو من مقال -كما تقدم-. وقد حسنه الألباني بمجموع طرقه وشاهده من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، قال - (صحيح الترغيب 1/ 154) -: أخرجه الطيالسي، وأحمد، والحاكم، من طريقين عن أبي ذر، وأحمد وغيره من حديث أبي أمامة، فالحديث حسن إن شاء الله تعالى. اهـ. 1 - حديث أبي أمامة رضي الله عنه: رواه أحمد (5/ 265)، والطبراني في الكبير (8/ 258: 7871). من طريق أبي المغيرة، ثنا معان بن رفاعة، حدثني عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في المسجد=
= جالسًا، وكانوا يظنون أنه ينزل عليه، فأقصروا عنه حتى جاء أبو ذر فاقتحم ... الحديث بطوله. ومعان بن رفاعة الدمشقي، قال فيه الذهبي: صاحب حديث ليس بمتقن. (الميزان 4/ 134). وعلي بن يزيد الألهاني، ضعيف الحديث جدًا. 2 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر". رواه الطبراني في الأوسط، كما في مجمع البحرين (1/ 54 أ)، كتاب الصلاة، باب فضل الصلاة. من طريق أحمد بن رِشدين، ثنا عبد المنعم بن بشير الأنصاري، ثنا أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني، عن محمد بن كعب، به. قال الطبراني: لا يروى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إلَّا بهذا الإِسناد، تفرد به أبو مودود. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (2/ 249): وفيه عبد المنعم بن بشير، وهو ضعيف. اهـ. قلت: وعبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي مولاهم، أبو مودود المدني، مقبول. (التقريب ص 357).
211 - مسدد: حدثنا بشر -هو (¬1) ابن المفضل-، ثنا مُهَاجِرٌ أَبُو مَخْلَدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ طُهورَه، فَإِنْ أَحْسَنَ طُهوره فَصَلَاتُهُ كَنَحْوِ طُهُورِهِ، ثُمَّ يُحَاسَبُ بِصَلَاتِهِ، فَإِنْ حَسُنَت صلاته فسائر عمله كنحو من صلاته". ¬
211 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإِتحاف 1/ 91 ب)، كتاب الطهارة، باب المحافظة على الوضوء وتجديده. وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد معضل، فإن أبا مخلد لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يدرك أحدًا من أصحابه رضي الله عنهم. وهو -أيضًا- صدوق ربما وهم. لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا.
212 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬1)، ثنا عِيسَى -هُوَ ابْنُ الْمُخْتَارِ-، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ [أَبِي] (¬2) الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: أرأَيت رَجُلًا قَرَأَ أَوَّلَ اللَّيْلِ ثُمَّ سَرَقَ آخِرَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا قَرَأَ أَوَّلَهُ حَجَزَهُ آخِرُهُ أن يسرق [بغلس] (¬3) ". ¬
212 - تخريجه: لم أجد مسند جابر في الموجود من مسند أبي بكر بن أبي شيبة. وقد أعاده الحافظ بسنده ومتنه عدا قوله (بغلس) في كتاب التفسير، سورة البقرة (ق 29 أ). وروى علي بن الجعد في مسنده (2/ 805: 2160)، ومن طريقه رواه أبو الطاهر في الجزء الثالث والعشرين من حديثه (ص 14: 5)، من طريق قيس عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قال: قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن رجلًا يقرأ القرآن الليل كله، فإذا أصبح سرق. قال: "ستنهاه قراءته". قلت: قيس هو ابن الربيع، وهو صدوق تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه. (التقريب ص 457). وروى البزار كما في كشف الأستار (1/ 346: 721)، قال: حدثنا يوسف ابن موسى، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: -أراه عن جابر- قال: قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن فلانًا يصلي، فإذا أصبح سرق. قال: "سينهاه ما تقول".=
= ورواه أيضًا (1/ 347: 722). من طريق زياد بن عبد الله، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: بنحوه، ولم يشك -يعني أبا صالح-. قال الهيثمي (المجمع 2/ 258): رواه البزار ورجاله ثقات. اهـ. قلت: الطريق الأولى كما قال الهيثمي إلَّا أن فيها تردد أبي صالح. وأما الثانية ففيها زياد بن عبد الله البكائي، وهو صدوق في حديثه لين. (التقريب ص 220).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه ابن أبي ليلى، وهو صدوق سيِّىء الحفظ جدًا. وفيه أيضًا: عنعنة أبي الزبير، وهو مدلس. وقد توبعا في رواية نحو هذا الحديث عن جابر كما مر، إلَّا أن هذه المتابعات لا تخلو من مقال، فالحديث ضعيف بهذه الطرق، إلَّا أنه يرتفع بشاهده الآتي إلى الحسن لغيره. فللحديث شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رواه الإمام أحمد في مسنده (2/ 447)، قال: حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، أخبرنا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، فذكره بلفظ البزار السابق. ورواه ابن حبان (6/ 300: 2560)، من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش به. ورواه البزار (كشف الأستار 1/ 346: 720)، من طريق: محاضر -يعني ابن المورع-، عن الأعمش، عن أبي صالح، به، فذكره. قال البزار: وقد اختلف فيه كما ترى -يريد الاختلاف في الطرق إلى الأعمش من نسبته تارة إلى جابر، وأخرى إلى أبي هريرة، وعندي، والله أعلم، أن هذا لا يضر لأن كليهما صحابي-. وقد ذكر الهيثمي هذا الحديث في المجمع (2/ 258)، وقال: رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح. اهـ.=
= قلت: رجال أحمد رجال الصحيح كما قال الهيثمي، فكلهم ثقات، وقد صرح الأعمش فيه بالسماع حيث قال: أخبرنا أبو صالح. وأما سند البزار ففيه محاضر بن المورع، صدوق له أوهام، ولم يصرح الأعمش فيه بالسماع، لكن تصريحه عند أحمد كاف لارتفاع هذه العلة، فيبقى لِينُ محاضر هو علة رواية البزار، لكنه توبع كما عند أحمد، فارتفع ما نخشاه من أوهامه. انظر: (الضعيفة 1/ 16).
2 - باب عظم قدر الصلاة
2 - بَابُ عِظَم قَدْرِ الصَّلَاةِ (¬1) 213 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سوَّار أَبُو الْعَلَاءِ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ [قَالَ] (¬2): إِنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ [ابْنَ عَائِذٍ] (¬3) يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ -فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا عُمَرُ إِنَّكَ لَا تُسأل عَنْ أَعْمَالِ الناس ولكن تُسْألون عن الصلاة" (¬4). ¬
213 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 119 ب) من المختصرة، كتاب الجنائز، باب الصلاة على من أعان على خير أو أثني عليه خيرًا، وعزاه لأحمد بن منيع وأبي يعلى، وقد ساقه تمامه.=
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - أبو عبد الرحمن شَعْوَذ بن عبد الرحمن الأزدي، وهو مجهول الحال. 2 - عبد الرحمن بن عائذ، وليس له صحبة، فيكون حديثه مرسلًا. لذا فالحديث ضعيف جدًا.
214 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا بَحِير (¬1) بْنُ سَعْدٍ (¬2) الكَلاعي، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ (¬3)، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - (¬4) -فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ-. (9) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى في الجنائز (¬5). ¬
214 - تخريجه: رواه البغوي، وأبو أحمد الحاكم كما في الإصابة (7/ 131)؛ وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق، 279)، من طريق إسماعيل بن عياش. والطبراني في الكبير (22/ 378: 945)، ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (5/ 255)، من طريق بقية بن الوليد. كلاهما عن بحير بن سعد، به، ولفظه: (إِنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَا رسول الله لا تصل عليه. فَقَالَ: "هَلْ رَآهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ عَلَى شَيْءٍ من أعمال الخير؟ " فقال رجل: حرس معنا ليلة كذا، وكذا. قال: فصلى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم مشى إلى قبره، ثم حثى عليه، ويقول: "إن أَصْحَابُكَ يَظُنُّونَ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِعُمَرَ: "إنك لا تسأل عن أعمال الناس وإنما تسأل عن الغيبة". وفي رواية الطبراني والبغوي وأبو نعيم: "الفطرة" بدل: "الغيبة"، زاد البغوي: (يعني الإسلام). وعلى رواية هؤلاء=
= ليس في الحديث شيء يتعلق بهذا الباب، لكن لعل في رواية أبي يعلى: "الصلاة" بدل: "الغيبة"، وإن كان المفروض أن يذكر الحافظ اللفظ هنا أو في الجنائز بتمامه ولكنه لم يفعل، ولم أجده ذكر هذا الحديث في الجهاد -باب الحرس- فإنه من مظان وجوده.
الحكم عليه الحديث بهذا الإسناد فيه إسماعيل بن عياش، وهو صدوق في حديث الشاميين، وهذا منه. وعليه فالحديث حسن، إن ثبت أن أبا عطية صحابي؛ فليست حجة من ذكره في الصحابة قوية، لأنه لم يذكر له إلَّا هذا الحديث، وليس فيه تصريح بسماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا بشهوده تلك الجنازة -فالله أعلم-.
215 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ (¬1)، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقاشي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَوَّلُ مَا يُحاسب بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ، يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ (¬2): انْظُرُوا إِلَى صَلَاةِ عَبْدِي، فَإِنْ وَجَدُوهَا كَامِلَةً كُتِبَتْ لَهُ كَامِلَةً (¬3)، وَإِنْ [وَجَدُوهَا] (¬4) [انْتُقِصَ] (¬5) مِنْهَا شَيْءٌ قَالَ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي تَطَوُّعًا، فَتُكْمَلُ صَلَاتُهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ" بِهَذَا، أَوْ نَحْوِهِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا حَمَّادٌ -هُوَ (¬6) ابْنُ زَيْدٍ-، بِهِ (¬7)، وَأَتَمَّ مِنْهُ (¬8)، وَأَوَّلُهُ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّاسِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمُ الصَّلَاةُ وَآخِرُ مَا يَبْقَى (¬9) الصَّلَاةُ، وَأَوَّلُ مَا يُحَاسَبُونَ (¬10) بِهِ، الصَّلَاةُ، يَقُولُ: انْظُرُوا فِي (¬11) صَلَاةِ عَبْدِي" فَذَكَرَهُ إِلَى أَنْ قَالَ: "فَإِنْ وُجِدَ لَهُ تَطَوُّعٌ أُتِمَّت (¬12) الْفَرِيضَةُ مِنَ التَّطَوُّعِ، ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا هَلْ زَكَاتُهُ تَامَّةٌ؟ فَإِنْ وُجِدَتْ زَكَاتُهُ تَامَّةً كُتِبَتْ تَامَّةً، وَإِنْ وُجِدَتْ نَاقِصَةً قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لَهُ صَدَقَةٌ؟ فَإِنْ كَانَتْ لَهُ تَمَت زكاته من الصدقة". ¬
215 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 153: 4124). وذكره الهيثمي (بغية الباحث 1/ 152: 100). وذكره أيضًا (المجمع 1/ 288)، وعزاه لأبي يعلى وقال: وفيه يزيد الرقاشي، ضعفه شعبة وغيره، ووثقه ابن معين، وابن عدي. اهـ. وذكره الهيثمي -أيضًا- في المقصد العلي (ص 259: 179). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 122 ب)، كتاب الصلاة، باب الحساب على الصلاة، بهذين اللفظين السابقين، وعزى الأول للحارث بن أبي أسامة، والثاني لأبي يعلى. وقال: مدار حديث أنس على يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف. اهـ. ورواه الطبراني في الأوسط (2/ 512: 1880)، من طريق القاسم بن عثمان أبي العلاء البصري، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، قال: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله". قال الطبراني: لا تروى هذه الأحاديث الثلاثة -يعني هذا الحديث وآخرين معه- عن أنس إلَّا بهذا الإسناد، تفرد بها القاسم. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 1/ 292): وفيه القاسم بن عثمان، قال البخاري: له أحاديث لا يتابع عليها. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ. اهـ. قلت: وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. اهـ. وقال الدارقطني -في السنن-: ليس بالقوي. انظر: الثقات (5/ 307)؛ الضعفاء الكبير (3/ 480)؛ اللسان (4/ 463).=
= ورواه الطبراني في الأوسط، كما في مجمع البحرين (1/ 52 ب)، كتاب الصلاة، باب فرض الصلاة، من طريق روح بن عبد الواحد القرشي، ثنا خليد بن دَعْلَج، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَوَّلُ مَا يسأل عنه العبد يوم القيامة ينظر في صلاته فإن صلحت فقد أفلح، وإن فسدت فقد خاب وخسر". قال الطبراني: لم يروه عن قتادة عن أنس، إلَّا خليد، تفرد به روح. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 1/ 292): وفيه خليد بن دعلج، ضعفه أحمد، والنسائي، والدارقطني، وقال ابن عدي: عامة حديثه تابعه عليه غيره. اهـ. قلت: وتمام كلام ابن عدي: وفي بعض حديثه إنكار، وليس بالمنكر الحديث جدًا. اهـ. وضعفه -أيضًا- ابن معين. وقال أبو حاتم: صالح ليس بالمتين في الحديث، حدث عن قتادة أحاديث بعضها منكرة. اهـ. وقال الحافظ: ضعيف. الجرح (3/ 384)؛ الكامل (3/ 917)؛ التهذيب (3/ 158)؛ التقريب (ص 195). وفيه أيضًا روح بن عبد الواحد، قال فيه أبو حاتم: ليس بالمتقن، روى أحاديث فيها صنعة. وقال أيضًا: شيخ. قال المعلمي -محقق الجرح والتعديل- مفسرًا قوله (فيها صنعة): يعني أنه يتصرف فيها، ولا يأتي بها على الوجه. ووقع في اللسان -يعني لسان الميزان-: (أحاديث متناقضة) وهو تحريف. اهـ. (الجرح 3/ 399؛ اللسان 2/ 466).
الحكم عليه: الحديث بهذين الطريقين ضعيف لضعف يزيد الرقاشي. وقد توبع على بعضه كما مر، لكنها متابعة لا تخلو من مقال. وله شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره.=
= 1 - فله، شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. رواه أبو داود في سننه (1/ 540: 864)، وأحمد (2/ 425)، والحاكم (1/ 262)، والبيهقي (2/ 386). من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن حكيم الضبي، قال: خاف من زياد، أو ابن زياد، فأتى المدينة، فلقي أبا هريرة، قال: فنسبني فانتسبت له، فقال: يا فتى ألا أحدثك حديثًا؟ قال: قلت: بلى رحمك الله -قال يونس: وأحسبه ذكره عَنِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة ... الحديث -واللفظ لأبي داود- بنحو حديث الباب. وفي سنده أنس بن حكيم الضبي. قال الحافظ: مستور. (التقريب ص 115)، كما أن فيه عنعنة الحسن وهو مدلس. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: هذا حديث قد اختلف فيه الحسن من أوجه كثيرة، وما ذكرنا أصحها إن شاء الله تعالى. اهـ. ورواه ابن ماجه (1/ 458: 1425)، وأحمد (2/ 290)، مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ بن حكيم، به فذكر نحوه. ورواه النسائي (1/ 233: 467)، حيث قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا النضر بن شميل، أنبأنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن يحيى بن يعمر، عن أبي هريرة، مرفوعًا، فذكر نحوه. قلت: هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، لكن اختلف على حماد بن سلمة فيه كما سيأتي. فرواه أحمد (4/ 103)، من طريق الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، به، لكن قال: عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - ولم يقل عن أبي هريرة. ورواه أيضًا (4/ 103)، من طريق الحسن بن موسى، ثنا حماد، عن حميد، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - مثله.=
= ورواه أبو داود (1/ 541: 865)، والحاكم (1/ 263)، والبيهقي (2/ 386)، من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن رجل من بني سليط، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، بنحوه. ورواه الترمذي (2/ 269: 413)، والنسائي (1/ 232: 465)، من طريق همام، حدثني قتادة، عن الحسن، عن حريث بن قبيصة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، فذكر نحوه. قال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة. وقد روى بعض أصحاب الحسن عن قبيصة بن حريث، غير هذا الحديث، والمشهور هو قبيصة بن حريث. وروي عن أنس بن حكيم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، نحو هذا. اهـ. قلت: حريث بن قبيصة -ويقال: قبيصة بن حريث، وهو الأشهر- الأنصاري البصري، قال البخاري: فيه نظر. اهـ. وقال النسائي: لا يصح حديثه. اهـ. وجهله ابن القطان، وضعفه ابن حزم وذكره ابن حبان في الثقات، وذكر أبو العرب التميمي أن أبا الحسن العجلي قال: قبيصة بن حريث تابعي ثقة. اهـ. وقال الحافظ: صدوق. الثقات (5/ 319)؛ التهذيب (8/ 345)؛ التقريب (ص 453). وفيه أيضًا عنعنة الحسن، وهو مدلس. وقد صحح حديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا، الألباني - (صحيح الجامع 2/ 352) -، فكأنه نظر إلى تعدد طرقه وشواهده. 2 - ومن حديث تميم الداري رضي الله عنه. رواه أبو داود (1/ 541: 866)؛ وابن ماجه (1/ 458: 1426)؛ وأحمد (4/ 103)؛ والدارمي (1/ 313)؛ والحاكم (1/ 262)؛ والبيهقي (2/ 387). من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عن زرارة بن أبي أوفى، به نحو حديث أبي هريرة.=
= قال الدارمي: لا أعلم أحدًا رفعه غير حماد. قيل للدارمي: صح هذا؟ قال: أي. وقال البيهقي: رفعه حماد بن سلمة ووقفه غيره. اهـ. ثم رواه البيهقي من طريق يزيد بن هارون، عن داود بن أبي هند، به موقوفًا. قال: ووقفه كذلك سفيان الثوري، وحفص بن غِياث، عن داود بن أبي هند. اهـ. قلت: حماد بن سلمة ثقة لكنه يخطىء في حديث داود بن أبي هند، فلا يؤخذ بزيادته هنا لمخالفته من هم أوثق منه في داود وأضبط لحديثه. فالراجح وقفه على تميم الداري رضي الله عنه، لكنه في حكم المرفوع لأنه مما لا مجال للرأي فيه.
216 - وقال أبو يعلى: حدثنا سفيان بن وكيع، ثنا أَبِي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارَيِّ، ثنا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ ابْنِ (¬1) أَبِي مروان الأسلمي، عن أبيه، عن جده، قال: جِئْنَا أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ، سَادِسُنَا رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَنَحْنُ مِنْ أَسْلَمَ، فَوَجَدْنَاهُ مُرْتَحِلًا (¬2) يَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكُمْ، [مَا جَاءَ بِكُمْ] (¬3)؟ قَالُوا: جئنا نُسَلِّم (¬4) عليك، ونقتبس مِنْكَ. قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَعَمْ (¬5)، سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى بِهِنَّ لَمْ يُنْقِصْ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ (¬6) ذُنُوبَهُ وَإِنْ كَانَتْ مِلْءَ الْأَرْضِ". فَقُلْنَا: فَكَيْفَ لما مضى في الجاهلية؟ قال: "تمحوه (¬7) التُّقَى - مَرَّتَيْنِ-". فَقَالَ لَهُ الْجُهَنِيُّ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ!! أَيَحِلُّ لِلَّرَجُلِ (¬8) أَنْ يَكْذِبَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!!؟ ¬
216 - تخريجه: وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 122 أ)، كتاب الصلاة، باب المحافظة على الصلوات، وعزاه لأبي يعلى. وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف سفيان بن وكيع. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لضعف سفيان بن وكيع، وإبراهيم بن إسماعيل الأنصاري، لكن للحديث شواهد يرتفع بها إلى الحسن لغيره. شواهده: 1 - لأوله شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: "أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه ... ، فذكره، وفيه "فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا". رواه البخاري (2/ 11: 528)؛ ومسلم (1/ 462: 667) -واللفظ له-؛ والترمذي (5/ 151: 2868)؛ والنسائي (1/ 230: 462). 2 - ومن حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خمس صلوات كتبهن الله عز وجل على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئًا استخفافًا بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة. . . " الحديث. رواه مالك في الموطأ (1/ 123)؛ وأبو داود (2/ 130: 1420)؛ والنسائي (1/ 230: 461)؛ وابن ماجه (1/ 449: 1401)؛ وأحمد (5/ 315، 319)؛ وابن حبان (3/ 115: 1728)، جميعهم رووه من طريق ابن محيريز عن المَخْدَجي عن عبادة بن الصامت، به. وقد تابع المخدجي في رواية هذا الحديث عبد الله الصنابحي، فرواه من طريقه أبو داود (1/ 295: 425)؛ وأحمد (5/ 317)، وسندهما حسن. فالحديث بهذين الطريقين صحيح لغيره، وقد صححه غير واحد، منهم العلامة الألباني. (صحيح الترغيب والترهيب 1/ 147).=
3 - ولآخِر الحديث شاهد من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: قلنا يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: "من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر" متفق عليه. البخاري (12/ 265: 6921)؛ ومسلم (1/ 111: 120). 4 - ومن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: "إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها، وكان بعد ذلك القصاص: الحسنة بعشر أمثالها ... الحديث". رواه البخاري معلقًا (1/ 98)، ووصله النسائي (8/ 105: 4998)، وسنده حسن. وبهذه الشواهد السابقة لأول الحديث وآخره يرتفع الحديث إلى درجة الحسن لغيره كما قدمنا.
217 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (¬1)، ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- هُوَ [الأبُلِّي] (¬2) -، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "يَا أَنَسُ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا تُصَلِّي فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي عَلَيْكَ مَا دُمْتَ تصلي". ¬
217 - تخريجه: لم أجد مسند أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الموجود من مسند أبي بكر بن أبي شيبة. ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 119 أ)، كتاب الصلاة، باب فضل الصلاة، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف كثير بن عبد الله. اهـ. ورواه ابن حبان في المجروحين (2/ 223، 224)، في أثناء حديث طويل من طريق قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا كثير أبو هشام الأبلي، سمعت أنس بن مالك. وجاء في المجروحين بعد هذا: يحدث عن معاوية بن قرة، وأظنه سبق نظر، لأن الحديث من مسند أنس، والكلام من الرسول - صلى الله عليه وسلم - متوجه لأنس، فلا مدخل لمعاوية فيه. ورواه تمام في فوائده. انظر: الروض البسام (1/ 274: 237)، كتاب الصلاة، باب فضائل الصلاة، من طريق إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، نا كثير بن عبد الله، به مثله. ورواه أبو يعلى في مسنده (6/ 306: 3624) في أثناء حديث طويل، من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الصدائي، حَدَّثَنَا عَبَّادٍ الْمَنْقَرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب عن أنس، فذكره.=
= ومحمد بن الحسن بن أبي يزيد، ضعيف. (التقريب ص 474)، وعباد المنقري، لين الحديث. (التقريب ص 291). وعلي بن زيد، ضعيف. (التقريب ص 401).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه كثير بن عبد الله الأبلي، وهو ضعيف جدًا. وما ذكرته من متابعة أشد ضعفًا. لذا فالحديث ضعيف جدًا.
218 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ (¬1) الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ (¬2)، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اسْتَقِيمُوا (¬3) وَلَنْ تُحْصُوا (¬4)، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إلَّا مُؤْمِنٌ". * قُلْتُ: هَذَا مَقْلُوبٌ (¬5)، وَالْمَحْفُوظُ (¬6) عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ الله عنه. ¬
218 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 155: 103). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 119 ب)، كتاب الصلاة، باب فضل الصلاة، وعزاه للحارث بن أبي أسامة. وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف الحسن بن قتيبة. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا لضعف الحسن بن قتيبة. وهو مقلوب كما قال الحافظ؛ لأن الثقات رووه عن سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عن ثوبان. والحديث صحيح ثابت عن ثوبان، وروي عن غيره بأسانيد لا تخلو من مقال. 1 - طرقه عن ثوبان رضي الله عنه:=
(أ) رواه ابن ماجه (1/ 101: 277)؛ والحاكم (1/ 130)، من طريق وكيع بن الجراح عن سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عن ثوبان، فذكره. (ب) ورواه الحاكم (1/ 130)، أيضًا من طريق الحسين بن حفص، وخلاد بن يحيى، كلاهما عن سفيان به. (ج) ورواه الدارمي (1/ 168)، من طريق محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا سفيان، به. وهذه الطرق صحيحة إلَّا أن فيها انقطاعًا بين سالم وثوبان. (د) ورواه أحمد (5/ 276 - 282)، والطيالسي (ص 134: 996)، والحاكم (1/ 130)، والبيهقي (1/ 82، 457) من عدة طرق عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، به. وهذه الطريق صحيحة إلَّا أن فيها عنعنة الأعمش -وهو مدلس-، والانقطاع؛ لأن سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان رضي الله عنه. قاله أحمد وأبو حاتم والبخاري، وقال ابن حبان: وخبر ابن أبي الجعد عن ثوبان منقطع. اهـ. العلل الكبير للترمذي (2/ 963)؛ والمراسيل لابن أبي حاتم (ص 79)؛ وصحيح ابن حبان (2/ 187). (هـ) ورواه أحمد (5/ 280)، من طريق حَرِيز بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ميسرة عن ثوبان، فذكر نحوه. ورجال أحمد كلهم ثقات. (و) ورواه أحمد (5/ 282)؛ والدارمي (1/ 168)؛ والطبراني في الكبير (2/ 101: 1444)؛ وأبو يعلى كما في الإتحاف (1/ 90 ب)؛ وابن حبان (2/ 187: 1034)؛ من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا ابن ثوبان -وعند الطبراني عن ابن ثوبان- حدثني حسان بن عطية، أن أبا كبشة السلولي حدثه أنه سمع ثوبان يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ... فذكر نحوه. ورجال إسناده ثقات إلَّا ابن ثوبان وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان فإنه=
= صدوق يخطىء، ورمي بالقدر، وتغير بآخره. (التقريب ص 337)، لكنه توبع كما سبق. فالحديث بهذه الطرق عن ثوبان صحيح إن شاء الله تعالى. 2 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص: روإه ابن ماجه (1/ 102: 278)، إلاَّ أنه قال: (واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصلاة)، وفي سنده ليث بن أبي سليم، وهو صدوق عابد سيىء الحفظ، اختلط فلم يتميز حديثه، فلا يحتج به إلاَّ فيما وافق الثقات. لكنه هنا في موقع القبول حيث إنه في الشواهد. 3 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه: رواه ابن ماجه (1/ 102: 279)، وفيه زيادة: (ونعمَّا إن استقمتم)، ولم يذكر (ولن تحصوا)، وفي سنده أبو حفص الدمشقي مجهول. (التقريب ص 633). 4 - وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: رواه الطبراني في الكبير (7/ 25: 6270)، وفيه الواقدي وهو متروك. 5 - وعن ربيعة الجرشي: رواه الطبراني في الكبير (5/ 65: 4596)، وفي سنده ابن لهيعة وهو ليِّن الحديث، واختلط بآخره. وربيعة الجرشي هذا مختلف في صحبته.
(10) حَدِيثُ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "مَا تَقَرَّبَ إليَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ فَرِيضَتِي" (¬1)، يَأْتِي إِنْ شاء الله تعالى في صلاة النافلة (¬2). ¬
219 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بن عبد العزيز (¬1). ح (¬2). [2] [و] (¬3) قال عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى (¬4). قَالَا: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ (¬5)، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهران، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم قال: "قَالَ لِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: حُبِّبَتْ إليك الصلاة فخذ منها ما شئت". ¬
219 - تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (1/ 566: 665). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 119 ب)، كتاب الصلاة، باب فضل الصلاة، وعزاه لأحمد بن منيع، وعبد بن حميد. وقال: علي بن زيد بن جدعان، ضعيف. اهـ. وذكره الهيثمي (المجمع 2/ 270)، وعزاه لأحمد، والطبراني في الكبير، وقال: وفيه علي بن زيد -تصحفت إلى يزيد- وفيه كلام، وبقة رجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: يوسف بن مهران، ليس من رجال الصحيح، وهو في سنده أيضاً. ورواه أحمد (1/ 245)، من طريق يونس بن محمد المؤدب.=
= وفي (1/ 255)، من طريق عفان بن مسلم، وفي (1/ 296)، من طريق الحسن بن موسى الأشيب، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، به، فذكره. إلاَّ أنه قال في أوله: "إنه قد حبب. . . " وقال الحسن بن موسى: "حببت". قال العلامة أحمد شاكر في شرحه للمسند (4/ 41): إسناده صحيح. قلت: وعلى هذا فليس الحديث من الزوائد لأن أحمد أخرجه في مسنده. ورواه الطبراني في الكبير (12/ 215: 12929)، من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا حجاج بن المنهال، حدثنا حماد بن سلمة، به، فذكره، إلاَّ أنه زاد في أوله "قد" وشيخ الطبراني وشيخ شيخه ثقات.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لأن فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو صدوق كثير الأوهام ولم يتابع في رواية هذا الحديث عن يوسف بن مهران. وأما تصحيح العلامة أحمد شاكر لسند أحمد فهو تساهل منه -رحمة الله عليه-. ويشهد لمعنى هذا الحديث حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "حبب إليَّ من الدنيا النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة". رواه النسائي (7/ 61: 3939، 3940)، وأحمد (3/ 128، 199، 285)؛ والحاكم (2/ 160)، -وقال: صحيح على شرط مسلم. وأقره الذهبي- والبيهقي (7/ 78). وقال الحافظ في التلخيص (3/ 116): رواه النسائي وإسناده حسن. اهـ. وحسنه السيوطي كما في فيض القدير (3/ 370)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3/ 87).
220 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ (¬1)، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ (¬2)، عَنِ الْحَسَنِ، رَفَعَهُ: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الجمعة، كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر". ¬
220 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث إلى زوائد مسند الحارث 1/ 157: 105). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 120 أ)، كتاب الصلاة، باب فضل الصلاة، وعزاه للحارث بن أبي أسامة. وفد خالف أبا الأشهب في هذا الحديث حميد الطويل، ويونس بن عبيد، وصالح المعلم، وعلي بن زيد بن جدعان، فرووه عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ (2/ 414)، مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، ويونس بن عبيد، وحميد الطويل، وصالح المعلم، عن الحسن، عن أبي هريرة، به مثله. وأبو داود الطيالسي (ص 324: 2470)، من طريق علي بن زيد، به مثله. وإسناد أحمد رجاله ثقات إلَّا أن فيه، وفي إسناد أبي داود انقطاعًا لأن الحسن لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه. ورواه الرامهرمزي في الأمثال (ص 90)، عن أبي الأشهب، عن الحسن، عن أبي هريرة، به، فذكره بلفظ مقارب. وهو منقطع كسابقيه، كما أن فيه موسى بن زكريا التستري وهو متروك. الميزان (4/ 205).
الحكم عليه: إسناده رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل لأن الحسن البصري لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -،=
= وإنما هو تابعي صغير، ومرسله ضعيف عندهم. وأما رواية أحمد وأبي داود والرامهرمزي فهي منقطعة، والمنقطع ضعيف لانقطاعه. لكن المتن صحيح ثابت مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ومروي عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم. 1 - فأخرجه مسلم (1/ 209: 233)؛ والترمذي (1/ 418: 214)؛ وأحمد (2/ 484)؛ وابن خزيمة (1/ 162: 314)؛ والبيهقي (2/ 467)؛ من طريق العلاء بن عبد الرحمن، مولى الحُرَقَة، عن أبيه عن أبي هريرة، فذكره. إلَّا أن فيه "ما لم تغْش" بدل: "ما اجتنبت". وعند مسلم: "الصلاة" بدل: "الصلوات" و "كفارة" بدل: "كفارات". قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه مسلم -أيضًا- (1/ 209: 233)؛ وأحمد (2/ 484)؛ والبيهقي (10/ 187)؛ من طريق عمر بن إسحاق، مولى زائدة، عن أبيه، عن أبي هريرة، نحوه. وأخرجه مسلم (1/ 209: 233)؛ وأحمد (2/ 359)؛ والبيهقي (2/ 466)؛ من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة فذكر مثله، إلَّا قوله: (ما اجتنبت الكبائر) فلم يذكرها إلَّا أحمد. 2 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: بلفظ حديث الباب وفي آخره زيادة: أخرجه الحارث بن أبي أسامة، كما في بغية الباحث (1/ 156: 104)؛ وأبو نعيم في الحلية (9/ 249)؛ والبزار كما في كشف الأستار (1/ 175: 347)، ولا يخلو سند كل منهم من مقال، ففي سند الحارث: داود بن المحبر، وهو متهم بالوضع. انظر: الكشف الحثيثي (ص 174). وفي سند أبي نعيم: عبد الحكم بن عبد الله القَسْمَلي، وهو منكر الحديث. انظر: الميزان (2/ 536).=
= وفي سند البزار: زائدة بن أبي الرقاد، وهو منكر الحديث. انظر: التقريب (ص 213). 3 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه: بلفظ حديث الباب: ذكره الهيثمي (المجمع 1/ 300)، وعزاه للطبراني في الكبير -ولم أجده في المطبوع- قال: وفيه الخليل بن زكريا، وهو متروك كذاب.
221 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى (¬1)، ثنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقان، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ (¬2)، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مثل الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كَمَثَلِ نهرٍ عذبٍ (¬3) جارٍ (¬4)، أَوْ غمْرٍ (¬5)، عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، مَا يُبْقي (¬6) مِنْ دَرَنِهِ؟ " (¬7). ¬
221 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 67: 3988). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 263: 182). وذكره أيضًا (المجمع 1/ 298)، وعزاه لأبي يعلى والبزار، وقال: وفيه داود بن الزبرقان وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 120 أ)، كتاب الصلاة، باب فضل الصلاة، وعزاه لأبي يعلى، وقال: علي بن زيد بن جدعان، ضعيف. اهـ. ورواه البزار (كشف الأستار 1/ 175: 347)، من طريق زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ قال: فذكره بلفظ مقارب. قال البزار: وزائدة بن أبي الرقاد ضعيف، وزياد النميري ليس به بأس حدث عنه جماعة بصريون، ولو عرفنا هذا عند غيره لحدثنا به عنه. اهـ. ورواه أبو نعيم (الحلية 2/ 244)، من طريق داود بن الزبرقان، عن مطر، عن=
= قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَهُ بلفظ مقارب. قال أبو نجم: هذا حديث غريب من حديث أنس، وقتادة، ومطر، تفرد به داود عن مطر. اهـ. قلت: وداود متروك.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه داود بن الزبرقان، وهو متروك، وما ذكرته من القابعات متهالكة لا تزيده إلَّا ضعفًا. لكن متن الحديث صحيح، قد رواه أهل الصحاح عن غير واحد من الصحابة، رضي الله عنهم، منهم: 1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يقول: "أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسًا، ما تقول ذلك يبقي من درنه؟ " قالوا: لا يبقي من درنه شيئًا. قال: "فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا". رواه البخاري (2/ 11: 528) -واللفظ له-؛ ومسلم (1/ 462: 667)؛ والترمذي (5/ 151: 2868)؛ والنسائي (1/ 230: 462)؛ وأحمد (2/ 379)؛ والدارمي (1/ 267)؛ وأبو عوانة (2/ 20)؛ وابن حبان (3/ 113: 2723)؛ والبيهقي (1/ 361)؛ والبغوي في شرح السنة (2/ 174: 342)، كلهم من طريق يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سلمة بن عبد الرحمن، به. ورواه أحمد (2/ 441)؛ وابن أبي شيبة (2/ 389)، من طريق محمد بن عبيد، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: إنما مثل هؤلاء الصلوات الخمس مثل نهر جارٍ. . . الحديث. وهذا إسناد رجاله ثقات أثبات، وأبو صالح ممن أكثر عنهم الأعمش، وروايته عنه محمولة على الاتصال. انظر: الميزان (2/ 224). 2 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "مثل=
= الصلوات الخمس كمثل نهر جار غَمْرٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يوم خمس مرات". رواه مسلم (1/ 463: 668) واللفظ له؛ وابن أبي شيبة (2/ 389)؛ وأحمد (2/ 426)، (3/ 317)؛ والدارمي (1/ 267)؛ وأبو إسحاق الحربي في الغريب (3/ 1066)؛ وأبو يعلى (3/ 445: 1941)؛ (4/ 193: 2292)؛ وأبو عوانة (2/ 21)؛ وابن حبان (3/ 112: 1722)؛ والبيهقي (3/ 63)؛ والبغوي في شرح السنة (2/ 175: 343)، جميعهم من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، به. 3 - وعن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، بنحو حديث الباب. رواه ابن ماجه (1/ 447: 1397)؛ وأحمد (1/ 72)، من طريق ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، حدثني صالح بن عبد الله بن أبي فروة، أن عامر بن سعد بن أبي وقاص أخبره أنه سمع أبان بن عثمان يقول: قال عثمان، فذكره. وسنده حسن إن شاء الله تعالى. 4 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، فذكره بنحوه وفي أوله قصة. رواه مالك في الموطأ (1/ 174)؛ وأحمد (1/ 177)؛ وابن خزيمة (1/ 160: 310)؛ والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 53 ب)؛ والحاكم (1/ 200)، وهو في الموطأ معلقًا حيث قال مالك: بلغني عن عامر بن سعد. وعند الباقين من طريق عبد الله بن وهب، حدثني مخرمة، عن أبيه، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قال: سمعت سعدًا وناسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، فذكره. قال الطبراني: لم يروه عن عامر عن أبيه إلَّا بكير، ولا عنه إلَّا ابنه، تفرد به ابن وهب، ورواه ابن أخي الزهري عن الزهري، عن صالح بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عامر بن سعد، عن أبان بن عثمان، عن أبيه. اهـ. وقال الحاكم: صحيح ولم يخرجاه، فإنهما لم يخرجا مخرمة بن بكير، والعلة فيه أن طائفة من أهل مصر ذكروا=
= أنه لم يسمع من أبيه لصغر سنه، وأثبت بعضهم سماعه منه. اهـ. ووافقه الذهبي. قلت: وهو متعقب في قوله (فإنهما لم يخرجا مخرمة بن بكير) لأن مسلمًا أخرج من طريقه عن أبيه عدة أحاديث وهي مما انتقد عليه. وقال الهيثمي (المجمع 1/ 297)، رواه أحمد، والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح. اهـ. قلت: وهو كما قال، إلَّا أن فيه علة، وهي أن مخرمة بن بكير لم يسمع من أبيه ما ثبت ذلك عنه بالإسناد الصحيح حيث قال: لم أسمع من أبي شيئًا. وما قال غير واحد من الأئمة، وإنما روايته عنه وِجَادة من كتبه. فيكون الإسناد على هذا منقطعًا. قال ابن أبي حاتم (العلل 1/ 130)، رقم (360): سألت أبي عن حديث رواه مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن عامر بن سعد، قال: سمعت سعدًا وناسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: "مثل الصلاة كمثل نهر". ورواه ابن أخي الزهري، عن عمه، عن صالح بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عامر بن سعد، عن أبان بن عثمان، عن عثمان، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قَالَ: هذا. أدخل بينه وبين عثمان، أبان وهو عندي أشبه. اهـ. 5 - وعن أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فذكره بلفظ مقارب. رواه الطبراني في الكبير (8/ 192: 7684)، من طريق عُفَير بْنُ مَعدان، عَنْ سُلَيم بْنِ عَامِرٍ، عنه. قال الهيثمي (المجمع 1/ 300)، وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف جدًا. قلت: وهو كما قال؛ فإن عفير بن معدان ضعيف، وهو في روايته عن سليم بن عامر أشد ضعفًا.
222 - حَدَّثَنَا (¬1) إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي (¬2) إِسْرَائِيلَ، ثنا حَاتِمُ بن إسماعيل، عن حميد بن صخر (¬3)، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ -: "مَنْ صلَّى الْغَدَاةَ وَأُصِيبَتْ (¬4) ذِمَّتُهُ فَقَدِ استُبِيح حِمَى اللَّهِ تَعَالَى، وخُفِرَت (¬5) ذِمَّتُهُ (¬6)، فَأنا (¬7) طالبٌ بذمته". ¬
222 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 151: 4120). وذكره الهيثمي (المجمع 1/ 296)، وعزاه لأبي يعلى، وقال: وفيه يزيد الرقاشي، وهو ضعيف وقد وثق. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 120 ب)، كتاب الصلاة، باب فضل الصلاة، وعزاه لأبي يعلى، وقال: يزيد بن أبان الرقاشي ضعيف. اهـ. وقد توبع يزيد الرقاشي في رواية معنى هذا الحديث عن أنس رضي الله عنه، فرواه أبو يعلى (7/ 141: 4107)، من طريق صالح المري، عن ثابت، وجعفر ابن=
= يزيد، ويزيد الرقاشي، وميمون بن سياه، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - يقول: "من صلى الغداة فهو في ذمة الله، فإياكم أن يطلبكم الله بشيء من ذمته". كما رواه أبر نعيم في الحلية (6/ 173)، من طريق صالح به، لكن لم يذكر يزيد الرقاشي في سنده. ورواه البزار كما في كشف الأستار (4/ 120: 3343)، من طريق صالح، عن ثابت البناني، عن ميمون بن سياه، عن أنس، به، فذكره. قلت: أظن أنه وقع تحريف في هذا السند لأن سند أبي يعلى وأبي نعيم: (ثابت وميمون) وهنا (ثابت عن ميمون)، وثابت من أشهر الرواة عن أنس. ورواه ابن عدي (الكامل 2/ 691)، من طريق حاتم بن إسماعيل، به، فذكره بلفظ مقارب.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لضعف يزيد الرقاشي، وقد توبع في رواية معنى هذا الحديث عن أنس، ولكن هذه المتابعات مدارها على صالح بن بشير المري وهو ضعيف أيضًا. وللحديث شواهد عن عدد من الصحابة، فلعله يرتقي بها إلى الحسن لغيره، ومنها: 1 - عن جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله. فلا بطلُبَنَّكُم الله مِن ذِمَّتِه بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يُدركه، ثم يَكبَّهُ على وجهه في نار جهنم". رواه مسلم (1/ 454: 657) واللفظ له؛ وأبو داود الطيالسي: (ص 126: 938)، من طريق أنس بن سيرين، قال سمعت جندبًا، فذكره. ورواه مسلم (1/ 455: 657)؛ والترمذي (1/ 434: 222)؛ وأحمد (4/ 312 - 313)؛ وأبو يعلى (3/ 95: 1526)؛ وابن حبان (3/ 120: 1740)؛=
= وأبو نعيم في الحلية (3/ 96)؛ والخطيب (11/ 304)، من طرق عن الحسن البصري، عن جندب، فذكر نحوه مختصرًا. 2 - وعن سمرة بن جندب، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ. فذكره مختصرًا. رواه ابن ماجه (2/ 1301)، قال البوصيري في مصباح الزجاجة (3/ 227): (هذا إسناد صحيح إن كان الحسن سمع من سمرة. . . ورواه أحمد في مسنده من هذا الوجه)، قلت: هو في المسند (5/ 10)، وسياقه أطول؛ ورواه الطبراني (الكبير 7/ 220 - 224: 6917 - 6934)، مختصرًا، وإسناده الأول هالك، والثاني صحيح لولا عنعنة الحسن البصري. والجمهور على أن الحسن لم يسمع من سمرة إلَّا حديث العقيقة، وحديثًا آخر، وأما الباقي فكتاب وليس بسماع. ولو ثبت سماعه من سمرة سماعًا مطلقًا لكان الحديث هنا معلًا بعنعنته لأنه مدلس. 3 - وعن سعد بن إبراهيم، عن حابس بن سعد اليماني، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: من صلى ... فذكره بنحوه. رواه ابن ماجه (2/ 1301: 3945). قال البوصيري في مصباح الزجاجة (3/ 226): هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع: سعد بن إبراهيم لم يدرك حابس بن سعد. قاله في التهذيب. ورواه الطبراني في الكبير. اهـ. (أقول: لم أجده في مسند أبي بكر الصديق). 4 - وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ قال ... فذكر نحوه. رواه الترمذي (4/ 465: 2164). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. اهـ. قلت: وفي سنده معدي بن سليمان، وهو ضعيف. (التقريب ص 540). 5 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "مَنْ صَلَّى الصبح فهو في ذمة الله ... الحديث).=
= رواه أحمد (2/ 111)؛ والبزار، (كشف الأستار (4/ 120: 3342)؛ والطبراني في الكبير (12/ 312: 13211)؛ قال الهيثمي في المجمع (1/ 296). (رواه أحمد، والبزار، والطبراني في الأوسط، وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وقد حسن له بعضهم). قلت: والتحسين له بعيد، إلَّا إذا توبع.
223 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا عبد الملك ابن نُصَيْرٍ (¬2) مَوْلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ يُونُسَ أَبِي (¬3) عِمْرَانَ بْنِ أَنَسٍ (¬4)، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَنَسٍ، رَضِيَ الله عنهما، أَنَّهَا قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ (¬5) اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ لَهُ (¬6): جَعَلَكَ اللَّهُ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى مِنَ الْجَنَّةِ (¬7)، وَأَنَا مَعَكَ. قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "آمِينَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي عَمَلًا صَالِحًا أَعْمَلُهُ؟ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَقِيمِي الصَّلَاةَ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْجِهَادِ، وَاهْجُرِي الْمَعَاصِيَ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْهِجْرَةِ، وَاذْكُرِي اللَّهَ كَثِيرًا، [فَإِنَّ] (¬8) أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى الله تبارك وتعالى، أن تلقيه به". ¬
223 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 120 ب)، كتاب الصلاة، باب فضل الصلاة، وعزاه لأبي يعلى. ورواه الطبراني في الكبير (25/ 149: 359)، في ترجمة أم أنس الأنصارية، قال: وليست بأم أنس بن مالك.=
= من طريق أبي كريب، به مثله -عدا ما أشرنا إليه في فروق النسخ- ولم يذكر قوله (قال: آمين). قال الهيثمي (المجمع 10/ 75): رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وقال: أم أنس هذه ليست أم أنس بن مالك. من طريق محمد بن إسماعيل الأنصاري عن يونس بن عمران بن أبي أنس، وكلاهما ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وقد ذكر الحافظ في الإصابة (8/ 212): أن الطبراني رواه من طريق محمد بن إسماعيل الأنصاري، عن موسى بن عمران بن أبي أنس عن جدته أم أنس. والذي وجدته في معجم الطبراني هو يونس وليس موسى، وكذلك رواية أبي يعلى هنا. ورواه أيضًا (25/ 129: 313) في ترجمة أم سليم والدة أنس بن مالك. من طريق إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، حدثني مِرْبع، عن أم أنس، قالت: يا رسول الله أوصني. فذكر نحوه. قال الهيثمي (المجمع 4/ 218): رواه الطبراني، وفيه إسحاق بن نسطاس، وهو ضعيف. اهـ. وهو كما قال. انظر: الميزان (1/ 178). ومربع لم أجد له ترجمة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - محمد بن إسماعيل بن محمد الأنصاري، وهو مجهول الحال. 2 - يونس بن عمران بن أنس، وهو مجهول. لذا فالحديث ضعيف.
3 - باب الأذان
3 - بَابُ الْأَذَانِ 224 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ (¬1)، عَنِ الْمُغِيرَةِ (¬2)، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: اهْتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْأَذَانِ لِلصَّلَاةِ وَكَرِهَ أن يَنْقُس (¬3) كما تصنع أَهْلُ مَكَّةَ، فَكَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَبْعَثُ (¬4) رِجَالًا إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَيَشْغَلُهُمْ (¬5) عَنِ الصَّلَاةِ (¬6)، وَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ (¬7) الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُهْتَمًّا بِهَمِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأُتِي فِي النَّوْمِ، وَقِيلَ: لِأَيِّ شَيْءٍ اهْتَمَمْتَ؟ قَالَ: لِهمِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَقَالَ الَّذِي أَتَاهُ: ائْتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَمُرْهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِالصَّلَاةِ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ -مَرَّتَيْنِ-، أَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ -مَرَّتَيْنِ-، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ -مَرَّتَيْنِ-، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ -مَرَّتَيْنِ-، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ. ثُمَّ قَالَ لَهُ (¬8): اجْعَلْ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ: فَأَتَى عبدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنه رسولَ الله، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَلِّمهَا بِلَالًا". وَجَاءَ عمرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: رَأَيْتُ مِثْلَ مَا رَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، وَلَكِنَّ عبد الله سبقني. ¬
* هَذَا مُرْسَلٌ (¬1) صَحِيحُ الإِسناد، وَهُوَ شَاهِدٌ (¬2) جَيِّدٌ لحديث ابن إسحاق المخرج في السنن (¬3). ¬
224 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 137 ب)، كتاب الأذان، باب بدء الأذان وصفته، وعزاه لإسحاق بن راهويه. وقال: هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَهُوَ شَاهِدٌ جَيِّدٌ لحديث ابن إسحاق المخرج في السنن. اهـ. ورواه أبو داود في المراسيل (ص 2)، باب الأذان، من طريق هشيم، عن المغيرة، به مختصرًا، وزاد فيه ذكر الإقامة.=
= الحكم عليه: رجال إسناده كلهم ثقات، إلَّا أن المغيرة لم يصرح بالسماع من الشعبي وهو مدلس، والشعبي تابعي لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -. فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف؛ للِإرسال، وعنعنة مغيرة. وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه رضي الله عنه. روي عنه من طرق كثيرة أمثلها طريق محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد، عن أبيه، فذكره بطوله، بنحو حديث الباب. رواه أبو داود (1/ 337: 499)؛ والترمذي (1/ 358: 189) مختصرًا؛ وابن ماجه (1/ 232: 706)؛ وأحمد (4/ 43)؛ والدارمي (1/ 268)؛ وابن خزيمة (1/ 191، 193: 370، 371)؛ وابن حبان (3/ 93: 1677)؛ والدارقطني (1/ 241) مختصرًا؛ والبيهقي (1/ 390). قال الترمذي: حديث عبد الله بن زيد، حديث صحيح. اهـ. وقال ابن خزيمة (1/ 197): وخبر مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن محمد بن عبد الله، عن أبيه، ثابت صحيح من جهة النقل لأن محمد بن عبد الله قد سمعه من أبيه، ومحمد بن إسحاق قد سمعه من محمد بن إبراهيم التيمي، وليس هو مما دلسه محمد بن إسحاق. اهـ. وروى ابن خزيمة (1/ 193: 372)، عن محمد بن يحيى الذهلي، تصحيحه لهذا الحديث. وروى البيهقي تصحيحه عن الذهلي، ثم قال: وفي كتاب العلل لأبي عيسى الترمذي قال: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث، يعني حديث محمد بن إبراهيم التيمي-، فقال: هو عندي صحيح. اهـ. قلت: لم أجد كلام الترمذي -هذا- في كتاب العلل الكبير له، والذي رتبه أبو طالب القاضي، ولم أجده في كتاب العلل الصغير الذي شرحه ابن رجب.
225 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (¬1): إِنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَذَّنَ الظُّهْرَ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَكَّةَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ [حِينَ] (¬2) زَالَتِ الشَّمْسُ. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أَبَا مَحْذُورَةَ أما خفت أن تنشق مُرَيْطَاؤُكَ (¬3)؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَحْبَبْتُ أَنْ أسْمِعَك. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يَقُولُ: "أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ، فَإِنَّ (¬4) الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ (¬5) جَهَنَّمَ، وَإِنَّ جَهَنَّمَ [تَحَاجَّتْ] (¬6) حَتَّى أَكَلَ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَاسْتَأْذَنَتِ (¬7) اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي نَفَسَيْنِ. فَأَذِنَ (¬8) لَهَا، فَشِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ (¬9) جَهَنَّمَ، وَشِدَّةُ الزَّمْهَرِيرِ (¬10) مِنْ بَرْدِهَا (¬11) ". [2] رَوَاهُ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ (¬12)، وَأَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ (¬13)، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحسن المخزومي، بهذا. وقال: لَا نَعْلَمُهُ مَرْفُوعًا [عَنْ عُمَرَ] (¬14) إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. ¬
225 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المقصد العلي (ص 267: 187)، ورمز له بـ (ك) علامة أنه من مسند أبي يعلى الكبير. وذكره في (المجمع 1/ 306)، وعزاه لأبي يعلى والبزار، وقال: وفيه محمد بن الحسن بن زبالة نسب إلى وضع الحديث. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 127ب)، وذكر رواية البزار وكلامه على الحديث، ثم قال -في محمد بن الحسن-: كذبه ابن معين، وأبو داود، ونسبه الساجي إلى وضع الحديث. وروى المرفوع منه دون القصة البزار، كما في كشف الأستار (1/ 188: 369)؛ وزوائد البزار لابن حجر (ص 592: 224)، وهي التي ذكر الحافظ هنا في الأصل. ورواه أيضًا ابن عدي في الكامل (1/ 388)، بدون ذكر القصة، من طريق محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي، به. ورواه أيضًا بقصته في ترجمة محمد بن الحسن بن زبالة (6/ 2180). وروى القصةَ وأمْرَ عمرَ بالإبرادِ دون المرفوع من الحديث: 1 - عبد الرزاق في المصنف (1/ 545: 2060)، من طريق عكرمة بن خالد قال: قدم عمر مكة ... فذكر نحوه.=
ورجاله ثقات إلَّا أن عكرمة بن خالد لم يسمع من عمر -قاله أحمد- فيكون منقطعًا. انظر: جامع التحصيل (ص 239). 2 - والبيهقي في السنن (1/ 439)، من طريق ابن أبي مليكة أن عمر بن الخطاب قدم مكة ... فذكره. وفيه انقطاع لأن ابن أبي مليكة لم يسمع من عمر. انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (ص 113)؛ جامع التحصيل (ص 214). 3 - ورواه أيضًا (1/ 397)، من طريق ابن أبي مليكة عن أبي محذورة: وهذا متصل لكن هذه الرواية مختصرة، وليس فيها ذكر الأمر بالإِبراد، وفيها أبو عامر الخزاز صالح بن رستم: صدوق كثير الخطأ. التقريب (ص 272).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيَف جدًا. لأن في إسناده محمد بن الحسن، وهو متروك، وأسامة بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف. لكن لقصته أصل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من غير طريق محمد بن الحسن كما مر في التخريج. وأما المرفوع من الحديث فثابت عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، سوى عمر رضي الله عنه؛ فلم يصح عنه مرفوعًا، قاله الترمذي (1/ 296)، بعد ح (157)، والبزار -كما تقدم في التخريج- ومنها: 1 - عن أبي هريرة، وابن عمر رضي الله عنهم، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم". رواه البخاري (2/ 15: 533، 534)؛ ورواه مسلم (1/ 430: 615)؛ وأبو داود (1/ 284: 402)؛ والترمذي (1/ 295: 157)؛ والنسائي (1/ 248: 500)؛ وابن ماجه (1/ 222: 677، 678)؛ ومالك (1/ 16) عن أبي هريرة وحده. 2 - وعن أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، نحوه. رواه البخاري (2/ 18: 538)؛ وابن ماجه (1/ 223: 679)؛ وأحمد (3/ 59)؛ وأبو يعلى (2/ 480: 1309). 3 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: أذن مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر، فقال:=
= "أبرد أبرد -أو قال: انتظر انتظر- وقال: شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة حتى رأينا فيء التلول. رواه البخاري (2/ 18: 535)، واللفظ له؛ ومسلم (1/ 431: 616)؛ وأبو داود (1/ 283: 401)؛ والترمذي (1/ 297: 158)؛ وابن خزيمة (1/ 169: 328). 4 - ولآخر الحديث شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضًا. فأذن لها بنفسين: نفسٌ في الشتاء، ونفسٌ في الصيف. فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير" متفق عليه. البخاري (2/ 18: 537)، و (6/ 330: 3260)؛ ومسلم (1/ 431: 617).
226 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيد، ثنا أَبُو حَيْوَة (¬1)، ثنا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي (¬2) الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (¬3): إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:"أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ فِي السَّمَاءِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام فَسَمِعَهُ عُمَرُ وَبِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَأَقْبَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَا سَمِعَ (¬4). ثُمَّ أَقْبَلَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَا سَمِعَ. فَقَالَ لَهُ (¬5) رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَبَقَكَ (¬6) عُمَرُ. يَا بِلَالُ أَذِّنْ كَمَا سَمِعْتَ". قَالَ: ثُمَّ أَمَرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنْ يَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ اسْتِعَانَةً بِهَا (¬7) على الصوت. ¬
226 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث 1/ 165: 113). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 138 أ)، كتاب الأذان، باب بدء الأذان وصفته، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف سعيد بن سنان. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد مرسل ضعيف جدًا، لأن كثير بن مرة لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولأن في إسناده أبا مهدي سعيد بن سنان وهو متهم بالوضع.
4 - باب مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم -
4 - باب مؤذن النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1) 227 - [1] قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا رَوْح بْنُ عُبادة، ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مُؤَذِّنَانِ أَحَدُهُمَا: بِلَالٌ. وَالْآخَرُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْأَصَمِّ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. [2] قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ، بِهِ (¬3). [3] رَوَاهُ أَبُو قُرَّة الزَّبِيدي فِي سُنَنِهِ: مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ (¬4)، بِهِ سَوَاءً (¬5)، وَزَادَ: (وَكَانَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُؤَذِّنُ بَلَيْلٍ، يُوقِظُ النَّائِمَ، وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَتَوَخَّى الْفَجْرَ فَلَا يُخْطِئُهُ). * وَكَأَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْأَصَمِّ رضي الله عنه، على هذا هو ابن أم مكتوم، والله أعلم. ¬
227 - تخريجه: رواه أبو نعيم (معرفة الصحابة 2/ 60 أ) (في ترجمة عبد العزيز بن الأصم)، من طريق الحارث بن أبي أسامة، به مثله. وليس بزائد، بناء على ما قررته في ترجمة (عبد العزيز بن الأصم) من أنه هو ابن أم مكتوم لأن الحديث مخرج في صحيح مسلم، من رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ولذلك لم يذكره الهيثمي في بغية الباحث. ولا البوصيري في الإتحاف. وأخرجه مسلم (1/ 287: 380، 2/ 768: 1092)، من طريق عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: (كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، مؤذنان: بلال، وابن أم مكتوم الأعمى)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ولم يذكر مسلم المرفوع من الحديث في الموضع الأول. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 217)، من طريق عبيد الله، به فذكره دون المرفوع.
الحكم عليه: الحديث بسناد الحارث ضعيف لضعف موسى بن عبيدة، لكن تابعه عبيد الله بن عمر -كما في رواية مسلم وابن أبي شيبة- فزال ما نخشاه من قلة ضبطه فالحديث=
= صحيح لغيره. 1 - وقد ثبت في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم". زاد البخاري: ثم قال: وكان رجلًا أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت. وهذه الزيادة عند مالك في الموطأ لكنها مرسلة. البخاري (2/ 99: 617)؛ ومسلم (2/ 768: 1092)؛ والموطأ (1/ 74، 75)، وهذا صريح في أنه كان له - صلى الله عليه وسلم -، مؤذنان. 2 - وعن عائشة رضي الله عنها، مرفوعًا، مثل حديث ابن عمر، دون قوله: ثم قال. . . الحديث. البخاري (2/ 104: 622)؛ ومسلم (2/ 768: 1092)، ولم يذكر مسلم لفظه وإنما أحال على حديث ابن عمر، ولم يعطه المحقق رقمًا. 3 - وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "لا يمنعن أحدًا منكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن بليل، ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم ... " لحديث. رواه البخاري (2/ 103: 621)؛ ومسلم (2/ 768: 1093)؛ وأبو داود (2/ 759: 2347)؛ والنسائي (4/ 148: 2170)؛ وابن ماجه (1/ 541: 1696)؛ وأحمد (1/ 435).
5 - باب صفة الأذان وموضعه
5 - بَابُ صِفَةِ الْأَذَانِ وَمَوْضِعِهِ 228 - [قَالَ] (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (¬2)، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّهُ كان يؤذن مثنى، مثنى، ويوتر (¬3) الإِقامة). ¬
228 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث 1/ 166: 114). والبوصيري (الإتحاف 1/ 140 أ) وعزاه للحارث. وروى ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 205)، من طريق عَبدة، عن هشام، عن عروة، أن أباه كان يشفع الأذان ويوتر الأقامة. وهذا إسناد صحيح، وقد كان وقع في نفسي أن ما هنا خطأ، صوابه: (عن هشام بن عروة، أن أباه)، لكن وجدت الإسناد في النسخة التي حققها الأعظمي (2/ 7: 2106)، كما هنا، فصار هذا من فعل الزبير بن العوام، وليس كما في حديث الباب، من فعل ولده عروة -والله أعلم-.=
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، وهو موقوف على عروة بن الزبير -فعله-. وتثنية الأذان وإفراد الإقامة صحيح ثابت عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ أنس رضي الله عنه: "أمر بلال أن يشفع الأذان، ويوتر الإقامة، إلَّا الإقامة". رواه البخاري (2/ 82: 605)، واللفظ له؛ ومسلم (1/ 286: 378)؛ وأبو داود (1/ 349: 508)؛ والترمذي (1/ 369: 193)؛ والنسائي (2/ 3: 627)؛ وابن ماجه (1/ 241: 729، 730). وفي الباب أيضًا: عن عبد الله بن زيد، وأبي محذورة، وابن عمر.
229 - [قال] (¬1) مسدد: حدثنا حماد (¬2) بن زيد، عن أَيُّوبَ (¬3)، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكة، أَوْ عَنْ (¬4) غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: (إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَمَرَ بِلَالًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنْ يُؤَذِّنَ فَوْقَ ظَهْرِ الْكَعْبَةِ (¬5). ¬
229 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 141 أ)، كتاب الأذان، باب في الأذان على ظهر الكعبة، بلفظه تمامًا، كما عند الحافظ في السيرة والمغازي، وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: إحداهما: شك أحد الرواة حيث قال: (عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَوْ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ مكة)، ولم يعين ذلك الغير، وعلى هذا يكون في إسناده مبهم، والمبهم مجهول. الأخرى: الإرسال لأن ابن أبي مليكة لم يشهد القصة وإنما هو تابعي، وأيوب لم يسمع من أحد من الصحابة رضي الله عنهم، فالحديث بهذا الإسناد ضعيف. ولهذا الحديث شاهد مرسل رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (1/ 224)، وأبو داود في المراسيل (ص 3)، من طريق هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: (أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - أمر بلالًا ...) الحديث، وإسناد أبي داود صحيح.
6 - باب التأذين قبل الفجر في رمضان
6 - بَابُ التَّأْذِينِ قَبْلَ الْفَجْرِ فِي رَمَضَانَ 230 - قَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا (¬2) أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ (¬3)، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّري، عَنْ جَابِرٍ (¬4)، عَنْ أَبِي نَصْرٍ (¬5) قَالَ: قَالَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أذنتُ بِلَيْلٍ (¬6) فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "منعتَ الناسَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ. انْطَلِقْ فَاصْعَدْ فَنَادِ: أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ قَدْ نَامَ". فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا أَقُولُ: لَيْتَ بِلَالًا لَمْ تَلِدْهُ أُمُّه ... وَابْتَلَّ مِنْ نضحِ (¬7) دمٍ جَبِينِهِ فَنَادَيْتُ ثَلَاثًا: أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ قَدْ (¬8) نَامَ. * هَذَا إِسْنَادٌ (¬9) ضعيف وفيه انقطاع. ¬
230 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 141 أ)، كتاب الأذان، باب السنة في الأذان لصلاة الصبح قبل طلوع الفجر- وعزاه لإسحاق بن راهويه وقال: هذا إسناد ضعيف، وفيه انقطاع. اهـ. ورواه الدولابي في الكنى (2/ 140)، من طريق جابر عن أبي نصر، قال: أذن بلال، فذكره.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه ثلاث علل: 1 - جابر الجعفي، وهو رافضي متروك. 2 - أبو نصر البصري، وهو ضعيف جدًا. 3 - أبو نصر البصري لم يدرك بلالًا رضي الله عنه، وإنما هو تابعي صغير، فالإِسناد منقطع. وعليه فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. وقد روي هذا الحديث عن ابن عمر وأنس رضي الله عنهم، وروي عن غيرهما مرسلًا. أما حديث ابن عمر فرواه أبو داود (1/ 363: 532)؛ والدارقطني (1/ 244)؛ والطحاوي (1/ 139)؛ والبيهقي (1/ 383)، من طريق حماد بن سلمة عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أن بلالًا ... فذكره بنحوه. وإسناده صحيح، لكن أعله الحفاظ وقالوا: إن حماد بن سلمة وَهِمَ في رفعه والصواب أنه موقوف على عمر رضي الله عنه، من فعله مع مؤذنه. قال محمد بن يحيى الذهلي: حديث حماد بن سلمة عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أن بلالًا أذن قبل طلوع الفجر، شاذ غير واقع على القلب، وهو خلاف ما رواه الناس عن ابن عمر. اهـ. يعني حديث "إن بلالًا يؤذن بليل فكلوا. . . ". رواه عنه البيهقي (2/ 383).
= وقال الترمذي (1/ 394، 395): هذا حديث غير محفوظ. ثم نقل عن علي ابن المديني أنه قال: حديث حماد بن سلمة عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، هو غير محفوظ وأخطأ فيه حماد بن سلمة. وقال أبو حاتم (العلل لابن أبي حاتم 1/ 114: 308): حديث حماد بن سلمة خطأ. اهـ. وذكر الدارقطني وغيره أن سعيد بن زربي تابع حماد بن سلمة في رواية هذا الحديث عن أيوب لكن قالوا: سعيد ضعيف. انظر: علل الدارقطني (4/ 112 ب). وقال الحافظ (الفتح 2/ 103)، اتفق أئمة الحديث: علي ابن المديني، وأحمد بن حنبل، والبخاري، والذهلي، وأبو حاتم، وأبو داود، والترمذي، والأثرم، والدارقطني على أن حمادًا أخطأ في رفعه وأن الصواب وقفه على عمر بن الخطاب، وأنه هو الذي وقع له ذلك مع مؤذنه، وأن حمادًا انفرد برفعه. اهـ. وقال ابن الجوزي (العلل المتناهية 1/ 396): وهذه الأحاديث لا تثبت. ثم تكلم عليها. وأما حديث أنس فرواه الدارقطني (1/ 245)، من طريق قتادة عن أنس بلفظ مقارب. وقال: تفرد به أبو يوسف عن سعيد -ابن أبي عروبة-، وغيره يرسله عن سعيد، عن قتادة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ثم رواه من طريق سعيد عن قتادة أن بلالًا، فذكره. قال: والمرسل أصح. ورواه البزار، كما في كشف الأستار (1/ 184: 364)، والدارقطني (1/ 245)، من طريق الحسن عن أنس، نحوه. قال البزار: لا نعلم رواه عن الحسن عن أنس إلَّا محمد بن القاسم، وقد تقدم ذِكرنا له، تفرد به عن أنس. اهـ. وقال الدارقطني: محمد بن القاسم الأسدي، ضعيف جدًا. اهـ. ورواه عبد الرزاق في المصنف (1/ 491: 1888)، من طريق معمر عن أيوب قال: أذن بلال. . . فذكره. وسنده معضل فأيوب لم يسمع من أحد من الصحابة.=
= ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 221)، من طريق أشعث عن الحسن مرسلًا. وأشعث هو ابن سوار وهو ضعيف. ورواه الدارقطني (1/ 244)؛ والبيهقي (1/ 384)، من طريق حميد بن هلال أن بلالًا ... فذكره. وحميد لم يدرك بلالًا. قال الحافظ في الدراية (1/ 119): وهذا مرسل قوي. وقال أيضًا في الفتح (2/ 103) بعد إشارته لتلك الطرق السابقة: وهذه طرق يقوي بعضها بعضًا قوة ظاهرة. اهـ.
231 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المُحَبَّر، ثنا حَمَّادٌ (¬1)، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (¬2): إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا (¬3) تعتدُّوا بِأَذَانِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَلَكِنْ أَذَانُ بِلَالٍ"، قَالَ (¬4): وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ أَعْمَى. * مُرْسَلٌ (¬5). ¬
231 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث 1/ 170: 118). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 141 أ)، كتاب الأذان، باب السنة في الأذان لصلاة الصبح قبل طلوع الفجر، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: داود بن المحبر ضعيف، بل كذاب. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: الأولى: داود بن المحبر، وهو متهم بالوضع. الثانية: عروة بن الزبير، لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو مرسل. فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. لكن الحديث روي موصولًا من طريق الدراوردي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ=
= أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، قال: "إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال، فإن بلالًا لا يؤذن حتى يرى الفجر". رواه ابن خزيمة (1/ 211: 406)، وقال: فأما خبر هشام بن عروة فصحيح من جهة النقل. اهـ. ومن طريقه ابن حبان (5/ 196: 3465)؛ ورواه البيهقي (1/ 382). ورواه ابن خزيمة (1/ 212: 408)، من طريق أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة، وقال: فيه نظر لأني لا أقف على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من الأسود. اهـ. ورواه أحمد (6/ 185)، من طريق يونس بن أبي إسحاق عن الأسود به، وأظن أنه وقع تحريف في هذا السند، وأن صوابه، عن يونس، عن أبي إسحاق لأن ابن خزيمة (1/ 211: 407)، رواه هكذا. ورواه (1/ 112: 408)، من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. ولم أجد الأسود بن يزيد في شيوخ يونس، ولا يونس في تلاميذه، ولا أظنه سمع منه لبعد ما بينهما؛ فالأسود مات سنة أربع وسبعين، ويونس مات سنة تسع -وقيل اثنتين-، وخمسين ومائة، وقد أعل ابن خزيمة الحديث بأبي إسحاق كما بينا. وقد صحح العلامة الألباني (الإرواء 1/ 237) رواية أحمد ولم يتنبه لهذا التحريف وقال: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم. اهـ. وإذا ثبت ما قلته فرواية أحمد ضعيفة أيضًا لأن أبا إسحاق مدلس ممن لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع ولم يصرح هنا والله أعلم. وروى النسائي (2/ 10: 640)؛ وأحمد (6/ 433)؛ وابن خزيمة (1/ 210: 404)؛ وابن حبان (5/ 196: 3464)؛ والطبراني (24/ 191: 482). من طريق منصور بن زاذان، عن خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمَّتِهِ أُنَيْسَةَ بنت خبيب قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "إذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا واشربوا، وإذا أذن=
= بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا". ورجاله ثقات. قال الهيثمي بعد ذكره لهذا الحديث: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. (المجمع 3/ 152). وروي هذا الحديث من طريق شعبة، عن خبيب، به. لكن اختلف على شعبة في متنه، فرواه الطيالسي (ص 231: 1661)؛ ومن طريقه البيهقي (1/ 382)، بلفظ: "إن بلالًا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم قال البيهقي: وهكذا رواه عمرو بن مرزوق، وجماعة عن شعبة. اهـ. ورواه أحمد (6/ 433)؛ وابن خزيمة (1/ 210: 405)؛ والطبراني (24/ 191: 480، 481)؛ والبيهقي (1/ 382)، من طريق غندر، وعفان، وسليمان بن حرب، وغيرهم، عن شعبة، به على الشك: "إن بلالًا، أو ابن أم مكتوم. . . " الحديث. والظاهر أن شعبة -على جلالته- دخل عليه حديث في حديث. وأما رواية منصور فصحيحة لا غبار عليها لأنه من الثقات ولم يشك. ورواه البيهقي (1/ 382)، عن زيد بن ثابت عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَهُ. وأعله بالواقدي وقال: ليس بحجة. اهـ. وهو كما قال لأنه متروك. ورواه عبد الرزاق (1/ 492: 1891)، من طريق سعد بن إبراهيم أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إن ابن أم مكتوم أعمى، فإذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا، وإذا أذن بلال فأمسكوا لا تأكلوا". وإسناده معضل لأن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف لم يدرك أحدًا من الصحابة. وللجمع بين هذا الحديث وحديث ابن عمر، وعائشة، وابن مسعود- (إن بلالًا يؤذن بليل فكلوا ... الحديث) متفق عليه- انظر الحديث رقم (230).
7 - باب لا يكون الإمام مؤذنا
7 - بَابُ لَا يَكُونُ الإِمام مُؤَذِّنًا 232 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ -هُوَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ-[قَالَ] (¬1): قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (لَوْ أُطِيقُ الْأَذَانَ مَعَ [الخِلِّيفَى] (¬2) لَأَذَّنْتُ). * صَحِيحٌ. ¬
- تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 138 أ)، كتاب الأذان، باب في الأذان والمؤذنين، وعزاه لمسدد. ورواه عبد الرزاق في المصنف (1/ 486: 1869)؛ وابن سعد (3/ 290)؛ وابن أبي شيبة (1/ 224، 225)؛ وسعيد بن منصور، كما في التلخيص (1/ 211 - 313)؛ وابن المنذر في الأوسط (1/ 129 ب)، كتاب الأذان، ذكر أذان العبد؛ والبيهقي (1/ 426 - 433)، من طريق بيان بن بشر، وإسماعيل بن أبي خالد كلاهما عن قيس بن أبي حازم عن عمر، بألفاظ متقاربة.=
= الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح كما قال الحافظ، لأن رجاله كلهم ثقات وليس فيهم مدلس إلَّا إسماعيل بن أبي خالد، لكنه ممن احتمل الأئمة تدليسه لإمامته وقلة تدليسه، كما أنه قد تابعه في رواية هذا الحديث عن قيس بن أبي حازم، بيان بن بشر الأحمسي، وهو ثقة ثبت. (التقريب ص 129). وقال ابن الملقن (خلاصة البدر المنير 1/ 106): رواه البيهقي بإسناد جيد. اهـ.
233 - حَدَّثَنَا (¬1) عِيسَى، [أنا] (¬2) إِسْمَاعِيلُ، عَنْ شُبَيْل بْنُ عَوْفٍ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِجُلَسَائِهِ: مَنْ مُؤَذِّنُكُمْ؟ قَالُوا: عَبِيدُنَا وَمَوَالِينَا. قَالَ: مَوَالِينَا، وَعَبِيدُنَا؟!!! إِنَّ ذَلِكَ بِكُمْ لَنَقْصٌ كثير (¬3). ¬
233 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 138 أ)، كتاب الأذان، باب في الأذان والمؤذنين، وعزاه لمسدد. ورواه عبد الرزاق (1/ 486: 1871)، من طريق الثوري عن إسماعيل، به نحوه. وابن أبي شيبة (1/ 225)، من طريق يزيد ووكيع قالا: حدثنا إسماعيل، به مثله، إلَّا أنه قال: كثيرًا أو كبيرًا. ورواه البيهقي (1/ 426)، من طريق إسماعيل عن قيس قال: قدمنا على عمر فسأل من مؤذنكم؟ فقلنا: عبيدنا وموالينا. فقال بيده هكذا يقلبها: عبيدنا وموالينا!! إن ذلكم بكم لنقص شديد. لو أطيق الأذان مع الخِلِّيْفى لأذنت. ورواه ابن المنذر في الأوسط (1/ 129 ب)، كتاب الأذان، ذكر أذان العبد، من طريق يعلى بن عبيد قال: أخبرنا إسماعيل، به، فذكره بلفظ مقارب.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح.
8 - باب فضل المؤذنين
8 - بَابُ فَضْلِ الْمُؤَذِّنِينَ 234 - قَالَ [عَبْدُ] (¬1) بْنُ حُمَيْدٍ: أَخْبَرَنَا (¬2) عَبْدُ الرَّزَّاقِ، [أنا مَعْمَر] (¬3)، عَنْ أَبَانَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَحَبَّ عَبَّادِ (¬4) اللَّهِ تَعَالَى، إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، الَّذِينَ (¬5) يُراعون (¬6) الشمس والقمر". ¬
234 - تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (3/ 204: 1436). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 126 أ، 1/ 139 أ)، كتاب الأذان، باب في الأذان والمؤذنين، وعزاه لعبد بن حميد. ورواه البيهقي (1/ 379) موقوفًا على أبي هريرة رضي الله عنه، وفي سنده واصل بن أيوب الأسواري، لم أجد له ترجمة.=
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، لأن فيه أبان بن أبى عياش، وهو متروك. وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن أبي أوفى، وأنس بن مالك. 1 - عن عبد الله بن أَبِي أَوَفِي، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: "إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة لذكر الله". رواه المروزي في زوائده على كتاب الزهد لابن المبارك (ص 460: 1304)، والبزار (كما في كشف الأستار 1/ 185: 366)؛ والطبراني في الكبير كما في المجمع (1/ 327)؛ وفي الدعاء (3/ 1637: 1876)؛ والحاكم (1/ 51) واللفظ له؛ وأبو نعيم في الحلية (7/ 227)؛ والبيهقي (1/ 379)؛ وابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 320). كلهم -عدا الطبراني في الكبير فلم أقف على سنده-، من طريق عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان بن عيينة، عن مِسْعَر، عن إبراهيم السكسكي، به. قال ابن شاهين -كما في نتائج الأفكار (1/ 320) -: هذا حديث صحيح غريب، تفرد به ابن عيينة، عن مسعر، وما رواه ثقة عنه إلَّا عبد الجبار. اهـ. وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح، وعبد الجبار العطار ثقة، وقد احتج مسلم، والبخاري بإبراهيم السكسكي، وإذا صح مثل هذه الاستقامة لم يضره توهين من أفسد إسناده. اهـ. ثم رواه بسنده عن ابن المبارك عن مسعر عن إبراهيم السكسكي قال: حدثني بعض أصحابنا عن أبي الدرداء، أنه قال: إن أحب عباد الله ... الحديث. قال: هذا لا يفسد الأول ولا يُعِلُّهُ، فإن ابن عيينة حافظ ثقة، وكذلك ابن المبارك، إلَّا أنه أتى بأسانيد أخر كمعنى الحديث الأول. اهـ. وقال أبو نعيم: تفرد سفيان عن مسعر، برفعه، ورواه خلاد وغيره عن مسعر موقوفًا. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 327): رجاله موثقون، لكنه معلول. اهـ.=
= قلت: قول الحاكم: (وقد احتج مسلم والبخاري بإبراهيم السكسكي) فيه وَهَمٌ، فلم يحتج مسلم بالسكسكي، وليس له في البخاري إلَّا حديثان، وهو صدوق ضعيف الحفظ، وقد تفرد بهذا الحديث عن ابن أبي أوفى. التهذيب (1/ 138)؛ (هدي الساري (ص 388)؛ التقريب (ص 91). ورواه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 185: 366) -، من طريق محمد بن الوليد بن أبان، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا سفيان بن عيينة، به، فذكر نحوه. قال البزار: لا نعلم رواه عن مسعر بهذا الإِسناد إلَّا سفيان، ومحمد بن الوليد لا نعلم أحدًا تابعه على روايته عن يحيى، والحديث إنما يعرف بعبد الجبار، والصحيح أنه موقوف على أبي الدرداء. اهـ. قلت: قد توبع محمد بن الوليد على روايته عن يحيى، لكن المتابع ضعيف. فرواه ابن صاعد في زوائده على كتاب الزهد لابن المبارك (ص 460: 1305)، من طريق محمد بن حميد قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، به نحوه. ومحمد بن حميد هو الرازي، وهو ضعيف. التقريب (ص 475). ومحمد بن الوليد بن أبان، الظاهر أنه هو القلانسي المخرمي البغدادي، قال ابن عدي: يضع الحديث، ويوصله، ويسرق، ويقلب الأسانيد والمتون. اهـ. انظر: الكامل (6/ 287)؛ الميزان (4/ 59). وقد ضعف الألباني هذا الحديث في ضعيف الجامع (2/ 154: 1854)، وهو كما قال. 2 - وعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "لو أقسمت لبررت: إن أحب عباد الله إلى الله لرعاة الشمس والقمر -يعني المؤذنين- وإنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم". رواه الطبراني في الأوسط (كما في مجمع البحرين (1/ 60 أ)، كتاب الصلاة،=
= باب فضل الأذان)، والخطيب في تاريخه (3/ 99)، وابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 321، 322). من طريق جنادة بن مروان، ثنا الحارث بن النعمان الليثي، به. قال الهيثمي في المجمع (1/ 326): وفيه جنادة بن مروان، اتهمه. أبو حاتم بالكذب. اهـ. انظر: الجرح (2/ 516). وقال الحافظ: هذا حديث غريب. ونقل عن الطبراني أنه قال -بعد أن روي بهذا السند ستة أحاديث-: لم يرو هذه الأحاديث عن أنس إلَّا الحارث بن النعمان. قال الحافظ: وهو ابن أخت سعيد بن جبير، وقد ضعفه البخاري وأبو حاتم -انظر: الضعفاء الصغير (ص 60) - والراوي عنه جُنادة -بضم الجيم وتخفيف النون- ضعفه أبو حاتم أيضًا، وخالفه ابن حبان فذكره في الثقات. اهـ. وعليه فالحديث ضعيف جدًا بهذا الإسناد. 3 - أثر أبي الدرداء: رواه ابن المبارك في الزهد (ص 460: 1303)، ومن طريقه الحاكم (1/ 51). والبيهقي (1/ 379)، من طريق جعفر بن عون، كلاهما عن مسعر عن إبراهيم السكسكي قال: حدثني أصحابنا عن أبي الدرداء، فذكر نحوه. وفي إسناده مبهم، وإبراهيم السكسكي صدوق ضعيف الحفظ كما تقدم.
(11) حَدِيثُ بِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهُ: "لَيْسَ شَيْءٌ (¬1) أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِكَ إلَّا الْجِهَادُ". يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي: فَضْلِ الْجِهَادِ (¬2). ¬
235 - وقال ابن أبي عمر: حدثنا المقرىء (¬1)، ثنا الإِفريقي (¬2)، ثنا سَلَامَانُ بْنُ عَامِرٍ الشَّعْباني، عَنْ أَبِي (¬3) عُثْمَانَ الْأَصْبَحِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ: "الْمُؤَذِّنُ (¬4) فَضْلُهُ (¬5) عَلَى مَنْ حَضَرَ الصَّلَاةَ بِأَذَانِهِ عِشْرُونَ وَمِائَةٌ، فَإِنْ أَقَامَ: فَأَرْبَعُونَ وَمِائَتَا حَسَنَةٍ، إلَّا من قال [مثل] (¬6) قوله". ¬
235 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 138 ب)، كتاب الأذان، باب في الأذان والمؤذنين، وعزاه لابن أبي عمر، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف الإفريقي واسمه عبد الرحمن. اهـ. ورواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 327) في ترجمة سعيد بن بشر بن حماد القرشي من طريق صاحب الترجمة، ثنا أبو عبد الرحمن المقرىء، به مثله وزاد: (حسنة) بعد قوله: (عشرون ومائة).
الحكم عليه الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف الإفريقي، ولجهالة حال أبي عثمان الأصبحي. ولم أجد ما يشهد لهذا الحديث.
236 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبيل، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ [بْنِ] (¬1) أَبِي حبيب، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ (¬2)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ (¬3)، وَهُمْ أَوَّلُ مَنْ يُؤْذَن لَهُمْ فِي الْكَلَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". * مُرْسَلٌ. [2] وَقَدْ (¬4) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنِ ابْنِ (¬5) لَهِيعَةَ بِهَذَا الإِسناد إِلَى أَبِي الخير، عن عقبة بن عامر موصولًا. ¬
236 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث 1/ 169: 117). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 139 أ)، كتاب الأذان، باب في الأذان والمؤذنين، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: هذا إسناد ضعيف ومرسل. اهـ. وروى الجزء الأول منه الطبراني في الكبير (17/ 282: 777)، مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عن أبي الخير، عن عقبة بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: فذكره.=
= قال الهيثمي (المجمع 1/ 326 ب)، رواه الطبراني في الكبير، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف. اهـ. ولم أجد الرواية التي ذكر الحافظ أن الطبراني أخرجها في الأوسط، في مظانها في مجمع الزوائد، ولا مجمع البحرين، فلعل قوله: (الأوسط) وهم، صوابه (الكبير).
الحكم عليه الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: الأولى: ضعف ابن لهيعة، وخاصة أن الراوي عنه غير العبادلة. الثانية: الإرسال لأن أبا الخير تابعي. لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لكن الجزء الأول منه صحيح ثابت عند مسلم وغيره من حديث معاوية رضي الله عنه، وروي عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم. 1 - مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رواه مسلم (1/ 290: 387)؛ وابن ماجه (1/ 240: 725)؛ وابن أبي شيبة (1/ 225)؛ وأحمد (4/ 95 - 98)؛ وأبو عوانة (1/ 333)؛ وابن حبان (3/ 89: 1667)، من طرق عن طلحة بن يحيى بن عبيد الله، عن عمه عيسى بن طلحة قال: سمعت معاوية عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ... فَذَكَرَهُ. ووقع في إسناد ابن أبي شيبة سقط أظنه من الناسخ فجاء السند هكذا: (حدثنا أبو بكر قال: نا يعلى بن عبيد، عن طلحة بن يحيى قال: سمعت معاوية)، وطلحة لم يسمع من معاوية قطعًا، وإنما الذي حصل هو أنه سقط اسم عيسى بن طلحة، وهو الذي سمع معاوية رضي الله عنه، ثم وجدته في طبعة حبيب الرحمن الأعظمي، (2/ 43: 2315)، جاء على الصواب كما في بقية المصادر. 2 - أبو هريرة رضي الله عنه:=
= رواه ابن حبان (3/ 89: 1668)، من طريق معمر، عن منصور، عن عباد بن أنيس، عن أبي هريرة مرفوعًا: ... فذكره. ورجاله ثقات إلَّا عباد بن أنيس فقد ذكره ابن حبان في الثقات ولم يذكر في الرواة عنه إلَّا واحدًا، ولم أجد من ترجمه غيره فأخاف أن يكون مجهولًا. الثقات (5/ 141). ورواه الطبراني في الأوسط، مجمع البحرين (1/ 60 ب)، من طريق القعنبي، ثنا خالد بن أبي الصلت، عن أبيه، به. قال الهيثمي - (المجمع 1/ 326) -: وفيه أبو الصلت البصري، قال المزي: روى عنه علي بن زيد ولم يذكر غيره. وقد روى عنه ابنه خالد بن أبي الصلت في الطبراني في هذا الحديث، وبقية رجاله موثقون. اهـ. قلت: وقال الذهبي - (الميزان 4/ 540) - أبو الصلت عن أبي هريرة، لا يعرف، روى عنه: علي بن جدعان. اهـ. وبرواية ابنه عنه ارتفعت جهالة عينه لكن بقي مجهول الحال. 3 - أنس بن مالك رضي الله عنه: رواه أحمد (3/ 169، 264)، من طريق الأعمش قال: حُدِّثْتُ عن أنس مرفوعًا: ... فذكره. ولم يصرح الأعمش بمن حدثه فالحديث منقطع ضعيف. 4 - زيد بن أرقم: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 225)، من طريق يزيد بن هارون، نا شيخ من أهل البصرة قال: نا القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَذَكَرَهُ، وفي أوله زيادة. وهو ضعيف لأجل هذا الإبهام -شيخ من أهل البصرة-. ورواه الطبراني في الأوسط (3/ 406: 2872)؛ والكبير (5/ 209: 5118)، من طريق سليمان بن داود الشاذكوني، ثنا سهل بن حسان بن مِصَك، حدثني أبي، عن قتادة، عن القاسم بن عوف -تحرفت في الأوسط إلى (عون) - الشيباني، به فذكره.=
= قال الطبراني -في الأوسط-: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلَّا حسام بن مصك. اهـ. وقال الهيثصي في المجمع (1/ 326): رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه حسام بن مصك وهو ضعيف. اهـ. قلت: بل هو متروك. انظر: المغني (1/ 155). وسليمان بن داود الشاذكوني، حافظ متروك. انظر: الميزان (2/ 205). ورواه البزار كما في كشف الأستار (3/ 254: 2693)؛ والطبراني في الكبير (5/ 209: 5119)؛ وابن عدي (2/ 840)؛ وأبو نعيم في الحلية (1/ 147)، من طريق يزيد بن هارون، أنا حسام بن مِصَك، عن قتادة، عن القاسم -في كشف الأستار: الحسن. ولم أجد في الرواة أحدًا بهذا الاسم- ابن ربيعة، به فَذَكَرَهُ. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُروى عَنْ زيد بن أرقم إلَّا من هذا الوجه، ولم يرْوه عن قتادة إلَّا حسام. اهـ. وقال الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 312): هذا حديث غريب. اهـ. قلت: وفيه حسام بن مصك، وهو متروك، كما تقدم.
237 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَاب، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ (¬1)، عَنْ مُحارب، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ لَا يَسْمَعُونَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ إلَّا الْأَذَانَ". * عبيد الله ضعيف جدًا. ¬
237 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 139 ب)، كتاب الأذان، باب في الأذان والمؤذنين، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن الوليد أجمعوا على ضعفه. وقال الحاكم: روى عن محارب بن دثار أحاديث موضوعه. اهـ. ورواه أبو أمية الطرسوسي في مسند ابن عمر (ص 24: 12)، من طريق سحيم بن القاسم الحَرَّاني، حدثنا عيسى بن يونس به، فذكره. -سقطت صيغة التحديث بين عيسى والوصَّافي، فليتنبه لذلك-. ورواه ابن حبان في المجروحين (2/ 63)، من طريق أبي يعلى، به، فذكره. ورواه ابن عدي في الكامل (4/ 1630)، من طريق سعيد بن يحيى عن عبيد الله الوصافي، به، فذكره. ومن طريق ابن عدي، رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 394: 659)، قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال يحيى: عبيد الله الوصافي ليس بشيء. وقال الفلاس: متروك الحديث. اهـ. ورواه عبد الرزاق (1/ 486: 1868)، من طريق الثوري، قال: سمعت من يذكر أن أهل السماء ... الحديث. قلت: وقفه الثوري على شيخه، فلم يرفعه، ولم يسم شيخه الذي ذكر له ذلك وأظن أنه عبيد الله الوصافي، فإنه قد روى عنه، وإنما ترك تسميته هنا لضعفه.=
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي، وهو ضعيف جدًا، وهو في روايته عن محارب بن دثار أكثر وهنًا. قال ابن عدي (الكامل 4/ 1630) بعد روايته لهذا الحديث وغيره: وهذه الأحاديث للوصافي، عن محارب، عن ابن عمر هو الذي يرويها ولا يتابع عليها. اهـ. وقال ابن الجوزي (العلل 1/ 394): هذا حديث لا يصح، قال يحيى: عبيد الله الوصافي ليس بشيء. وقال الفلاس: متروك الحديث. اهـ. وقال الألباني في ضعيف الجامع (2/ 150): ضعيف جدًا.
238 - حَدَّثَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ بِعَبَّادَانَ (¬2)، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الأَيْلي (¬3)، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبي بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أُدْخِلْتُ (¬4) الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا جَنَابِذَ (¬5) مِنْ لُؤْلُؤٍ (¬6). فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ (¬7): لِلْمُؤَذِّنِينَ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ أُمَّتِكَ". * مُحَمَّدٌ شَيْخُ أَبِي يَعْلَى ضَعِيفٌ جدًا. ¬
238 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 139 ب)، كتاب الأذان، باب في الأذان والمؤذنين، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد ضعيف، محمد بن إبراهيم ضعفوه، وكذبه الدارقطني. وقال فيه ابن حبان: يروي الموضوعات، لا تحل الرواية عنه. اهـ. ورواه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 149)، حديث رقم (417)، من طريق أبيه عن محمد بن إبراهيم بن العلاء، به فذكره، ثم قال: قال أبي: هذا حديث منكر، ومحمد بن العلاء مجهول. اهـ. ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 2274)، من طريق محمد بن سعيد بن مهران=
= الأيلي، ثنا محمد بن إبراهيم الشامي، به فذكره. قال: وهذا الإسناد منكر لا أعلم يرويه عن يونس غير محمد بن العلاء، وعنه محمد بن إبراهيم الشامي. اهـ. ورواه الفاكهي في أخبار مكة (2/ 144: 325)، والهيثم بن كليب في مسنده (3/ 321: 1428)، من طريق محمد بن العلاء، به.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - محمد بن إبراهيم الشامي، وهو متهم بالوضع. 2 - محمد بن العلاء الأيلي، وهو مجهول. ولم أجد من تابعه في رواية هذا الحديث بهذا اللفظ عن يونس بن يزيد، ولا عن غيره، فهو ضعيف جدًا. وقد حكم عليه العلامة الألباني بالوضع في ضعيف الجامع (3/ 150: 2963)؛ والضعيفة (2/ 227: 826). وهذا الحديث دون قوله: (فقلت: لمن هذا يا جبريل؟ قال: للمؤذنين والأئمة من أمتك) ثابت في الصحيحين وغيرهما، في آخر حديث الإسراء الطويل. رواه البخاري (1/ 458: 349)، (6/ 374: 3342)؛ ومسلم (1/ 148: 163)، من طرق عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أنس، عن أبي ذر رضي الله عنه، فذكر حديث الإسراء بطوله، وفيه: قال ابن شهاب: وأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوىً أسمع فيه صريف الأقلام". قال ابن حزم وأنس بن مالك: قال رسول الله: "ففرض الله على أمتي. . ." الحديث، وفي آخره، قال: "ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك".
239 - حَدَّثَنَا (¬1) إِسْحَاقُ -هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ-، ثنا عَبْدَةُ (¬2)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ (¬3)، عَنِ الْحَسَنِ [قَالَ] (¬4): (بَلَغَنَا أَنَّ أَوَّلَ النَّاسِ (¬5) يُكْسَى (¬6) يَوْمَ القيامة من ثياب الجنة المؤذنون). ¬
239 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 139 ب)، كتاب الأذان، باب في الأذان والمؤذنين، وعزاه لأبي يعلى. وروى ابن أبي شيبة (1/ 225)، كتاب الأذان والإقامة، في فضل الأذان وثوابه، من طريق أبي خالد الأحمر، عن هشام، عن الحسن قال: (المؤذن المحتسب أول من يكسى). وهشام هو ابن حسان الأزدي، ثقة إلَّا أن في روايته عن الحسن وعطاء مقالًا، لأنه قيل: كان يرسل عنهما. (التقريب ص 572). ورواه أيضًا من طريق يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشيم، عن الحسن قال: أهل الصلاح والحسبة من المؤذنين أول من يكسى يوم القيامة.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات عدا إسماعيل بن مسلم، فإن كان هو العبدي البصري القاضي، فهو ثقة. لان كان هو المكي أبو إسحاق البصري، فهو ضعيف جدًا. وفد توبع كما تقدم من وجهين فيهما مقال. وهو بهذه الطرق مقطوع حسن.
9 - باب ما يقول إذا سمع المؤذن
9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ 240 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ (¬1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيم قَالَ: (كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْقَائِلِينَ عَدْلًا (¬2)، وبالصلاة مرحبًا وأهلًا). ¬
240 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 143 أ)، كتاب الأذان، باب في إجابة المؤذن، وعزاه لأحمد بن منيع. ورواه الطبراني في كتاب الدعاء (2/ 1011: 460)، من طريق محمد بن فضيل عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الله القرشي، عن عبد الله بن عكيم، به مثله، إلَّا أنه قال: (إذا قال المؤذن حي على الصلاة) بدل قوله: (إذا سمع الأذان). وقد بينت هذه الرواية الواسطة بين عبد الرحمن بن إسحاق وعبد الله بن عكيم وهو عبد الله القرشي، ولم أجد له ترجمة. وقد ذكروا في تلاميذ عبد الله بن عكيم، وشيوخ عبد الرحمن بن إسحاق: عبيد الله -مصغرًا- القرشي، ولم أجد له ترجمة أيضًا.=
= ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 227، 228)، كتاب الصلوات، ما يقول الرجل إذا سمع الأذان، من طريق سعيد بن أبي عروبة. والطبراني في الكبير (1/ 87: 129)، وفي كتاب الدعاء (2/ 1011: 461)، من طريق أبي هلال الراسبي. (في الدعاء: أبي هلال، فزاد المحقق قبلها: سعيد بن. وادعى أنها كذلك في المعجم الكبير، وكل هذا خطأ محض). كلاهما عن قتادة، أن عثمان رضي الله عنه، فذكره. وفي أوله عند ابن أبي شيبة زيادة، وفي آخره: (ثم ينهض للصلاة). قال الهيثمي (المجمع 2/ 4): رواه الطبراني في الكبير، وقتادة لم يسمع من عثمان. اهـ. قلت: وهو كما قال، وعليه فالأثر بهذا الإسناد منقطع. انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (ص 168). ورواه الطبراني في كتاب الدعاء (2/ 1011: 459)، من طريق جرير، عن حُنيف المؤذن، قال: كان عثمان رضي الله عنه، فذكر مثله. وحنيف هو ابن رُستُم الكوفي المؤذن، روى عن أبي الرقاد النخعي، وعنه جرير بن عبد الحميد الضبي، ولم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة. قال ابن معين: شيخ. اهـ. وذكره ابن حبان في الثقات -كعادته في توثيق المجاهيل- وقال أبو حاتم والذهبي وابن حجر: مجهول. الجرح (3/ 318)؛ الثقات (6/ 248)؛ الميزان (1/ 621)؛ التقريب (ص 184).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد فيه ثلاث علل: 1 - النضر بن إسماعيل، ليس بالقوي، لكنه تابعه محمد بن فضيل كما تقدم في رواية الطبراني.=
= 2 - عبد الرحمن بن إسحاق، وهو ضعيف. 3 - الانقطاع بين عبد الرحمن بن إسحاق، وعبد الله بن عكيم، فإن ابن عكيم مخضرم قديم الوفاة، وقد بينت رواية الطبراني -في كتاب الدعاء- الساقط، وهو عبد الله القرشي، كذا في كتاب الدعاء، والذي في تلاميذ عبد الله بن عكيم، وشيوخ عبد الرحمن بن إسحاق، في التهذيب وغيره: عبيد الله -مصغرًا- ولم أجد له ترجمة بكلا الاسمين. لذا فالأثر بهذا الإسناد ضعيف جدًا. وما ذكرته من المتابعات لا يخلو شيء منها من مقال -كما تقدم-.
241 - [وَقَالَ (¬1) -أَيْضًا-]: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: (كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ قَالَ: أَشْهَدُ بِهَا (¬2) كُلِّ شاهد، وأتحملها عن (¬3) كل جاحد). ¬
241 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 143 أ)، كتاب الأذان، باب في إجابة المؤذن، وعزاه لأحمد بن منيع.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف جدًا لضعف النضر بن إسماعيل، وعبد الرحمن بن إسحاق، كما أن النعمان بن سعد يحتاج إلى متابع ولم أجد له متابعًا. وقد روى البزار، كما في كشف الأستار (1/ 183: 362)، نحو هذا الأثر عن أبي هريرة رضي الله عنه، موقوفًا عليه. من طريق روح بن عبادة، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، به. قال الهيثمي في المجمع (1/ 333): رجاله ثقات. اهـ. قلت: وهو كما قال، لكن هشام بن حسان مدلس وقد عنعن. -مراتب المدلسين (ص 114) من الثالثة-. ورواه الطبراني في كتاب الدعاء (2/ 1012: 464)، من طريق أبي عبيدة الحداد، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ رجل، عن أبي هريرة، فذكره.
242 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى (¬1)، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي [عَائِذٍ] (¬2) -وَهُوَ (¬3) عُفَير بْنُ مَعْدان-، عَنْ سُلَيم بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا نَادَى الْمُنَادِي بِالصَّلَاةِ فُتِحَت أَبْوَابُ السَّمَاءِ، واستُجِيب الدُّعَاءُ، فَمَنْ نَزَل (¬4) بِهِ كَرْبٌ، أَوْ شِدَّةٌ فَلْيَتَحَيَّنِ الْمُنَادِيَ، فَإِذَا كَبَّرَ كَبَّرَ (¬5)، وَإِذَا تَشَهَّدَ (¬6) تَشَهَّدَ، وَإِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى (¬7) الصَّلَاةِ قَالَ: حَيَّ عَلَى (¬8) الصَّلَاةِ، وَإِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى (¬9) الْفَلَاحِ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ. ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ربَّ هذهِ الدعوةِ التامةِ، دعوةُ الحقِ المستجابةِ المستجابُ لَهَا، دعوةُ الحقِ، وكلمةُ التَّقْوَى، أَحْيِنَا عَلَيْهَا، وَأَمِتْنَا عَلَيْهَا، وَابْعَثْنَا عَلَيْهَا، وَاجْعَلْنَا مِنْ خَيْارِ (¬10) أَهْلِهَا مَحْيَانَا ومماتَنا. ثُمَّ (¬11) يَسْألُ اللهَ حَاجَتَهُ". [2] أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ -فِي الدُّعَاءِ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ (¬12)، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى، بِطُولِهِ. [3] وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ -فِي الْمُسْتَدْرَكِ (¬13) - مِنْ طَرِيقِ الْهَيْثَمِ بْنِ خَارِجَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ، بِطُولِهِ. [4] وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ إِلَى قَوْلِهِ: "وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ" وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بعده. ¬
242 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 142 ب)، (143 أ)، كتاب الأذان، باب في إجابة المؤذن، مختصرًا، وعزاه لأحمد بن منيع، ومطولًا وعزاه لأبي يعلى. وهو في كتاب الدعاء للطبراني، باب القول عند الأذان (2/ 1010: 458) ولم يذكر قوله: "إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء". وفي المستدرك (1/ 546)، كتاب الدعاء. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ. وقد تعقبه الذهبي فقال: قلت: عفير واه جدًا. اهـ. ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 49: 98)، من طريق أبي يعلى به، فذكره. ورواه أبو نعيم في الحلية (10/ 213)، من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا عفير بن معدان، به فذكره مطولًا بلفظ مقارب. ثم قال: غريب من حديث سليم، وعفير لا أعلم رواه عنه إلَّا الوليد. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذه الأسانيد فيه علتان: الأولى: عنعنة الوليد بن مسلم، وهو كثير التدليس لكن هذه العلة زالت بتصريحه بالتحديث في رواية أبي نعيم -كما مر-. الثانية: أن مداره على عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وعفير ضعيف، وروايته عن سليم بن عامر أشد ضعفًا من روايته عن غيره، ولم أجد من تابعه.=
= لكن الشطر الأول من الحديث وهو قوله (إِذَا نَادَى الْمُنَادِي بِالصَّلَاةِ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ واستجيب الدعاء)، له شواهد منها: 1 - ما رواه الطيالسي في المسند (ص 282: 2106)؛ وأبو يعلى في المسند (7/ 142: 4109)؛ والطبراني في الدعاء (2/ 1022: 485)؛ وأبو نعيم في الحلية (3/ 54، 6/ 308)، من طريق يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعًا فذكره. ويزيد ضعيف. لكن تابعه سليمان التيمي، فرواه أبو يعلى، المسند (7/ 119: 4072)؛ والخطيب في تاريخه (8/ 204)، وابن عبد البر في التمهيد (21/ 139)، من طريق سهل بن زياد، حدثنا سليمان التيمي عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَهُ. وفيه سهل بن زياد قال فيه الأزدي كما في اللسان (3/ 118): منكر الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 291)، وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم. والراجح عندي أنه ضعيف أخذًا بقول الأزدي، لضعف توثيق ابن حبان لمن هم في مثل طبقة المذكور -كما هو معلوم بالاستقراء-، وقد حسن الحافظ هذا الحديث من هذه الطريق، (نتائج الأفكار 1/ 394)، فلعله حسنه بالنظر إلى شواهده. ورواه الطبراني في الدعاء (2/ 1023: 488)، من طريق عبد الرحمن بن عمرو بْنُ جَبَلَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ سليمان التيمي، به مثله. وفيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، رمي بالوضع كما في اللسان (3/ 424) وقد خالفهما، أعني: سهل بن زياد، وعمرو بن النعمان، الإمام الجهبذ يحيى بن سعيد القطان. فرواه النسائي في اليوم والليلة (ص 169: 72)، من طريق محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن سعيد، عن التيمي -يعني سليمان-، عن قتادة، عن أنس، فذكره موقوفًا. ورواه النسائي فيه أيضًا (ص 169: 71)، من طريق عبد الله بن=
= المبارك، عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن أنس قال: (الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد). وهذا وان كان موقوفًا فإن له حكم الرفع لأنه مما لا مجال للرأي فيه، لكن في سنده عنعنة فتادة وهو مدلس. وقد صحح الألباني (الصحيحة 3/ 402: 1413) حديث أنس -بلفظه الأول- بمجموع طرفه، وبشاهده، وهو حديث الباب. ورواه ابن أبي شيبة (10/ 226: 9296)؛ وأحمد (3/ 155، 254)؛ والنسائي في اليوم والليلة (ص 167: 67)؛ وأبو يعلى (6/ 353: 3679، 3680)؛ وابن خزيمة (1/ 221: 425)؛ وابن حبان (3/ 101: 1694)؛ والطبراني في الدعاء (2/ 1022: 484)؛ وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 51: 102)، من طريق يزيد بن زريع، وأسود بن عامر، وحسين بن محمد بن بهرام التميمي، وغيرهم، عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، عن بريد بن أبي مريم، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "إن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة، فادعوا" وليس في رواية النسائي والطبراني قوله: (فادعوا). وعد أبي يعلى -في الرواية الثانية- وابن حبان: (مستجاب) -تحرفت في ابن حبان إلى: يستجاب. بالياء بدل الميم- بدل قوله: (لا يرد). هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وإسرائيل بن يونس من أثبت الناس في جده أبي إسحاق، وقد سمع منه قبل التغير: وقد عنعن أبو إسحاق في هذا الحديث وهو مدلس، لكن تابعه في رواية هذا الحديث عن بريد بن أبي مريم، ابنه يونس بن أبي إسحاق. فرواه أحمد (3/ 225)؛ وابن خزيمة (1/ 222: 427)، من طريق إسماعيل بن عمر الواسطي. ورواه أيضًا ابن خزيمة (1/ 222: 426)؛ والبغوي في شرح السنة (5/ 165: 1365)، من طريق سَلْم بن قتيبة.=
= كلاهما عن يونس بن أبي إسحاق، -قال إسماعيل: حدثنا. وقال سلم: عن- بريد بن أبي مريم، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -: "الدعوة لا ترد بين الأذان والإقامة"، زاد إسماعيل: "فادعوا". وهذا إسناد حسن، يونس بن أبي إسحاق، صدوق، يهم قليلًا. التقريب (ص 613). ورواه أبو داود (1/ 358: 521)؛ والترمذي (1/ 415: 212)، (5/ 576، 577: 3594، 3595)؛ وعبد الرزاق (1/ 495: 1909)؛ وابن أبي شيبة (10/ 225: 9293)؛ وأحمد (3/ 119)، وسقط اسم شيخه من المطبوع؛ والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص 168: 68، 69)؛ والطبراني في الدعاء (2/ 1021: 483)؛ والبيهقي (1/ 410)؛ والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 103: 120)؛ والبغوي في شرح السنة (2/ 289: 425)، من طريق وكيع، وابن المبارك، وأبي نعيم، وغيرهم، عن الثوري، عن زيد العَمِّي، عن أبي إياس مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرة، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة"، زاد الترمذي في إحدى رواياته: (قال: فماذا نقول يا رسول الله؟ قال: "سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة"). قال الترمذي: وقد زاد يحيى بن اليمان في هذا الحديث هذا الحرف، قالوا: فماذا نقول يا رسول الله؟ قال: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة. اهـ. قلت: يحيى بن يمان، صدوق يخطىء كثيرًا، وقد تغير. التقريب (ص 598)، فلا يعتد بزيادته. قال الترمذي: حديث أنس حديث حسن صحيح. وقد رواه أبو إسحاق الهَمداني عن بريد بن أبي مريم، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَثَلُ هذا. وقال بعد الرواية الثانية: هذا حديث حسن. اهـ.=
= وقال بعد الرواية الثالثة: وهكذا روى أبو إسحاق الهمداني هذا الحديث عن بريد -تحرفت إلى بريدة- بن أبي مريم الكوفي، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، نحو هذا، وهذا أصح. اهـ. وقال البغوي: هذا حديث حسن. اهـ. وقال الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 374): هذا حديث حسن، وهو غريب من هذا الوجه. . . قال أبو الحسن بن القطان: وإنما لم نصححه لضعف زيد العمي، وأما بريد فهو موثق، وينبغي أن يصحح من طريقه. وقال المنذري: طريق بريد أجود من طريق معاوية، وقد رواه قتادة عن أنس، موقوفًا، ورواه سليمان التيمي عن أنس مرفوعًا. وقد نقل المصنف -يعني النووي- أن الترمذي صححه، ولم أر ذلك في شيء من النسخ التي وقفت عليها، ومنها بخط الحافظ أبي علي الصيرفي، ومنها بخط أبي الفتح الكروخي، وكلام ابن القطان والمنذري يعطي ذلك، ويبعد أن الترمذي يصححه مع تفرد زيد العمي به وقد ضعفوه. نعم طريق بريد التي أشار إليها صححها ابن خزيمة وابن حبان. اهـ. كلام الحافظ ابن حجر. قلت: كلام المنذري الذي نقله الحافظ هنا هو في مختصره لسنن أبي داود (1/ 283: 489)، دون قوله: (ورواه سليمان التيمي عن أنس مرفوعًا). وأما تصحيح الترمذي فقد بين العلامة أحمد شاكر في تحقيقه لسنن الترمذي (1/ 416) أن ذلك جاء في نسختين من نسخ الترمذي التي اعتمدها في التحقيق. وزيد بن الحواري أبو الحواري العمي، ضعيف، لكن الحديث -أعني حديث أنس- بمجموع طرقه السابقة صحيح إن شاء الله. 2 - وعن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ثنتان لا تردان -أو قلما تردان-: الدعاء عند النداء، وعند الباس حين يُلْحم بعضهم بعضًا".=
= رواه أبو داود (3/ 45: 2540)؛ والدارمي (1/ 272)؛ وابن الجارود (ص 356: 1065)؛ وابن خزيمة (1/ 219: 419)؛ والطبراني (6/ 135: 5756)؛ والحاكم (1/ 198)، (2/ 113)؛ والبيهقي (1/ 410)، من طرق عن سعيد بن أبي مريم، ثنا موسى بن يعقوب الزَّمْعي، ثنا أبو حازم، به. قال الحاكم: هذا حديث ينفرد به موسى بن يعقوب، وقد يروى عن مالك، عن أبي حازم. وموسى بن يعقوب، ممن يوجد عنه التفرد. اهـ. وقال في الموضع الثاني: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: رفعه الزَّمْعي، ووقفه مالك بن أنس الإمام. اهـ. قال الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 379، 380): هذا حديث حسن صحيح ... ورجاله رجال الصحيح، إلَّا موسى، وهو مدني مختلف فيه. اهـ. قلت: موسى بن يعقوب الزمعي، صدوق سيِّىء الحفظ. التقريب (ص 554)، لكنه توبع، فلعل الحافظ حكم عليه بناء على هذه المتابعات. فرواه الطبراني في الكبير (6/ 159: 5847)؛ وفي الدعاء (2/ 1023: 489)، من طرق عن عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم، به فذكر نحوه. لكن عبد الحميد بن سليمان الخزاعي، ضعيف. الكاشف (2/ 134)؛ والتقريب (ص 333). ورواه ابن حبان (3/ 110: 1717)؛ والدارقطني في غرائب مالك (كما في نتائج الأفكار)؛ والحافظ في نتائج الأفكار (1/ 380)، من طريق إسماعيل بن عمر الواسطي، عن مالك بن أنس، عن أبي حازم، به مرفوعًا. ولفظه: "ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء: عند حضور الصلاة، وعند الصف في سبيل الله" ورجاله ثقات. ورواه ابن حبان (3/ 128: 1761)، والطبراني في الكبير (6/ 140: 5774)، وابن عبد البر في التمهيد (21/ 138، 139)، من طريق مؤمل بن إهاب، حدثنا=
= أيوب بن سويد، حدثنا مالك، به مرفوعًا فذكر نحوه. ومؤمل صدوق له أوهام. التقريب (ص 555)، وأيوب بن سويد الرملي، صدوق يخطىء. التقريب (ص 118)، لكنه منجبر بما قبله. ورواه أبو نعيم في الحلية (6/ 343)، وابن عبد البر في التمهيد (21/ 139)، من طريق بكر بن سهل، عن محمد بن مَخْلد الرعيني، ثنا مالك، به مرفوعًا، فذكر نحوه. قال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، لم يروه عنه في الموطأ. اهـ. قلت: بل رواه في الموطأ -كما سيأتي- لكن وقفه على سهل بن سعد ولم يرفعه، وكذلك رواه جماعة من الثقات عن مالك موقوفًا. ومحمد بن مخلد الرعيني متروك الحديث. انظر: الجرح (8/ 92)؛ الكامل (6/ 2260)؛ الميزان (4/ 32)؛ اللسان (5/ 375). وقد رواه الدارقطني في غرائب مالك من طريق أيوب بن سويد، ومحمد بن مخلد الرعيني، وبشر بن عمر. قاله الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 381). لكن مالك بن أنس رواه في موطئه موقوفًا، ورواه عنه جماعة من الثقات كذلك موقوفًا. فرواه في الموطأ (1/ 70)، ومن طريقه: عبد الرزاق (1/ 495: 1910)؛ وابن أبي شيبة (10/ 224: 9291)، من طريق معن -وهو ابن عيسى الأشجعي- عنه. والبخاري في الأدب المفرد (ص 171: 661)، من طريق إسماعيل -وهو ابن أبي أويس- عنه. والبيهقي (1/ 411)، من طريق ابن بكير -وهو يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي- عنه، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فذكره. قال ابن عبد البر -في التمهيد (21/ 138) - هكذا هو موقوف على سهل بن سعد، في الموطأ عند جماعة الرواة، ومثله لا يقال من جهة الرأي، وقد رواه=
= أيوب بن سويد، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل بن عمرو، عن مالك، مرفوعًا. 3 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن المؤذنين يفضلوننا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تعطه". رواه أبو داود (1/ 360: 524)، ومن طريقه: البيهقي (1/ 410). ورواه النسائي في اليوم والليلة (ص 157: 44)؛ وابن حبان (3/ 101: 1693)؛ والطبراني في الدعاء (2/ 1004: 444)، ومن طريقه: الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 377)، من طرق عن ابن وهب، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن الحُبُلي، به. قال الحافظ: هذا حديث حسن. . . ورجاله موثقون من رجال الصحيح إلَّا حيي -وهو بضم المهملة وفتح المثناة التحتية وبعدها مثلها مثقلة- ابن عبد الله معافري مصري مختلف فيه، ضعفه البخاري، ولينه أحمد والنسائي. وقال ابن معين وابن عدي: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. وتابعه عمر مولى غُفُرة -بضم المعجمة وسكون الفاء- عن الحبلي. أخرجه الطبراني في الدعاء أيضًا، بسند ضعيف. اهـ. قلت: هو في كتاب الدعاء (2/ 1005: 445)، من طريق رِشْدِين بن سعد، عن عمر مولى غفرة، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به مثله. ورشدين بن سعد، ضعيف. التقريب (ص 209). ورواه أحمد (ص 172)، من طريق ابن لهيعة، ثنا حيي بن عبد الله، به فذكر مثله. 4 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا ثوب بالصلاة فتحت أبواب السماء، واستجيب الدعاء". رواه أحمد (3/ 342)، من طريق حسن -وهو ابن موسى الأشيب- ثنا ابن=
= لهيعة، ثنا أبو الزبير، به. وابن لهيعة لين الحديث، واختلط بآخره، وأبو الزبير مدلس وقد عنعن. فالحديث بهذا الإسناد ضعيف. ولقوله: (اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، دَعْوَةِ الْحَقِّ. . .) -الحديث- شاهد من حديث ابن عمر موقوفًا عليه. رواه الطبراني في الدعاء (2/ 1012: 463)، من طريق عثمان بن عمر الضبي، ثنا أبو الوليد الطيالسي. والبيهقي (1/ 411)، من طريق يحيى بن أبي طالب، ثنا عبد الوهاب بن عطاء. كلاهما عن شعبة، عن عاصم الأحول، سمعت -وعند البيهقي: عن- أبا عيسى الأسواري قال: كان ابن عمر إذا سمع الأذان قال: (اللهم رب هذه الدعوة الْمُسْتَجَابَةِ، الْمُسْتَجَابِ لَهَا، دَعْوَةِ الْحَقِّ، وَكَلِمَةِ التَّقْوَى، توفني عليها، وأحيني عليها، واجعلني من صالح أهلها عملًا يوم القيامة). هذا لفظ البيهقي، ولفظ الطبراني مقارب. ورجال الطبراني لهم ثقات إلَّا أبا عيسى الأسواري، فقد وثقه الطبراني والذهبي. وقال أحمد: لم يرو عنه إلَّا قتادة. اهـ. قلت: بل روى عنه غيره كما في هذا الحديث. وقال ابن المديني: مجهول. اهـ. وخالفه البزار فقال: مشهور. وقال الحافظ: مقبول. اهـ. وذكره ابن حبان في الثقات. فالراجح عندي أنه صدوق، وحديثه حسن. الثقات (5/ 580)؛ الكاشف (3/ 321)؛ التهذيب (12/ 195)؛ التقريب (ص 663). وشيخ الطبراني عثمان بن عمر الضبي أبو عمرو البصري ذكره ابن حبان في الثقات. وقال الحاكم: ثقة مشهور. الثقات (8/ 455)؛ سؤالات السجزي (306).=
= وقوله: (إذا كبر كبر، وإذا تشهد تشهد) صحيح ثابت من وجوه في الصحيحين وغيرهما عن عدد من الصحابة. انظر: صحيح البخاري (2/ 396: 914)، فقد رواه عن معاوية رضي الله عنه. ومسلم (1/ 289: 385)، عن عمر بن الخطاب. وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا (إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن). البخاري (2/ 90: 611)؛ ومسلم (1/ 288: 383).
243 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المُحَبَّر، ثنا حَمَّادٌ (¬1)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ (¬2)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: -مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَه- إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ (¬3) إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ مِثْلَ مَا يَقُولُ، وَإِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، قَالَ (¬4) مِثْلَ ذَلِكَ. وَإِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ مِثْلَ مَا يَقُولُ، وَإِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَالَ: "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ". * فِيهِ ضعف وانقطاع. ¬
243 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 168: 116). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 143 ب)، كتاب الأذان، باب في إجابة المؤذن، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: علي بن زيد ضعيف، وداود كذاب. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه ثلاث علل: 1 - داود بن المحبَّر وهو متهم بالوضع. 2 - علي بن زيد بن جدعان وفيه ضعف. 3 - الإبهام في قوله: (عن رجل من بني هاشم)، فيحتمل أن يكون الحديث مرسلًا، أو معضلًا، إذا كان المبهم غير صحابي، وهو الأظهر هنا، لأن علي بن زيد=
= لم يسمع من أحد من الصحابة إلَّا أنس بن مالك وليس من بني هاشم. فهذا هو الانقطاع الذي أشار إليه الحافظ رحمه الله. فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا لما سبق، لكنه صح عن عدد من الصحابة بألفاظ مقاربة: 1 - فرواه مسلم (1/ 289: 385)؛ وأبو داود (1/ 361: 527)؛ وابن خزيمة (1/ 218: 417)؛ والبيهقي (1/ 408)؛ والبغوي في شرح السنة (2/ 286: 424)، عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا قال المؤذن: الله أكبر، الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر، الله أكبر ... ثم قال: حي على الصلاة، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ. . ." الحديث. 2 - وعن معاوية رضي الله عنه: رواه البخاري (2/ 90: 612)، (2/ 396: 914) فذكره مختصرًا. ورواه الشافعي في المسند (1/ 62: 182)؛ والنسائي (2/ 25: 677)؛ والبغوي في شرح السنة (2/ 285: 422)، مطولًا إلَّا أن في إسناده عبد الله بن علقمة بن وقاص الليثي، لم يوثقه أحد، إلَّا أن ابن حبان ذكره في الثقات (7/ 39)، وقال الحافظ: مقبول. التقريب (ص 314)، وسقط شيخه علقمة بن وقاص من المطبوع من مسند الشافعي. ورواه ابن خزيمة (1/ 217: 417)؛ وابن حبان (3/ 98: 1685)، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده، عن معاوية رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره مطولًا. لكن في سنده عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، كأخيه عبد الله السابق. والحديث بمجموع الطريقين حسن. 3 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن".=
= رواه الجماعة وغيرهم، البخاري (2/ 90: 611)؛ ومسلم (1/ 288: 382)؛ وأبو داود (1/ 359: 522)؛ والترمذي (1/ 407: 208)؛ والنسائي (2/ 23: 673)؛ وابن ماجه (1/ 238: 720)؛ وابن خزيمة (1/ 215: 411)؛ وابن حبان (3/ 98: 1684)؛ والبيهقي (1/ 408).
244 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ (¬1)، ثنا سلاَّم (¬2)، عَنْ زَيْدٍ العَمِّي، عَنْ يَزِيدَ الرَّقاشي، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[عَرَّس] (¬3) ذات ليلة فأذن بلال رضي الله عنه، فقال: "مَنْ قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، وَشَهِدَ مِثْلَ شَهَادَتِهِ فله الجنة". * إسناده (¬4) ضعيف. ¬
244 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 165: 4138). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 288: 212). وذكره أيضًا (المجمع 1/ 332)، وعزاه لأبي يعلى، وقال: وفيه يزيد الرقاشي ضعفه شعبة وغيره، ووثقه ابن عدي وابن معين في رواية. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 143 ب)، كتاب الأذان، باب في إجابة المؤذن، وعزاه لأبي يعلى، وقال: يزيد بن أبان الرقاشي ضعيف، وكذا الراوي عنه زيد العمي. اهـ. ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 1706)، من طريق عمر بن حفص العبدي، عن يزيد الرقاشي به فذكره بلفظ مقارب، وعمر بن حفص أبو حفص العبدي ضعيف جدًا، انظر: الميزان (3/ 189).=
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه ثلاث علل: 1 - سلام بن سلم أبو سليمان الطويل، وهو متروك. 2 - زيد العمي وهو ضعيف. 3 - يزيد الرقاشي وهو شديد الضعف في روايته عن أنس. فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، ولا أدري كيف حسنه العلامة الألباني. صحيح الترغيب (1/ 105: 250). فلعله اغتر بكلام الهيثمي بعلال الحديث بيزيد الرقاشي -وهو ممن ينجبر ضعفه- ولم يطلع على سنده، أو أنه حسنه بالنظر إلى شواهده، وهذا غير سائغ لأن في سنده متروكًا، لكن متنه صحيح ثابت من حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا قال المؤذن: الله أكبر، الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر، الله أكبر. . . ثم قال: لا إلَه إلَّا الله، قال: لا إله إلَّا الله من قلبه دخل الجنة". رواه مسلم وغيره -سبق تخريجه في الحديث السابق-. ومن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقام بلال ينادي فلما سكت قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من قال مثل هذا يقينًا دخل الجنة". رواه النسائي (2/ 24: 674) واللفظ له؛ وأحمد (2/ 352)؛ والبخاري في التاريخ (8/ 78)؛ وابن حبان (3/ 88: 1665)؛ والمزي في تهذيب الكمال (2/ ق 966)، كلهم من طريق علي بن خالد الدؤلي أن النضر بن سفيان الدؤلي حدثه أنه سمع أبا هريرة قال: فذكره. وفيه النضر بن سفيان لم يوثقه أحد إلَّا ابن حبان فقد ذكره في الثقات (5/ 474)، وقال عنه الحافظ: مقبول. التقريب (ص 561)، وقد صححه العلامة أحمد شاكر في شرحه للمسند (16/ 256: 8609)، كما حسنه العلامة الألباني،=
= (صحيح الترغيب 1/ 104: 249)، وقد رواه الحاكم (1/ 204)، من طريق علي بن خالد الدؤلي أنه سمع أبا هريرة، فذكره. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه هكذا. اهـ. وقال الذهبي في التلخيص: صحيح. قلت: إن سلمت رواية الحاكم من أن يكون النضر بن سفيان قد سقط من سندها فهي صحيحة الإسناد كما قال لأن علي بن خالد سمع من أبي هريرة ومن النضر بن سفيان فلعله سمعه من كليهما.
10 - باب فضل من أذن محتسبا
10 - باب فضل من أذن محتسبًا 245 - الحارث: حدثنا دَاوُدُ بْنُ المُحَبَّر، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ (¬1)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عباس رضي الله عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فقال: "من تولى أذان مسجد من مساجد الله تعالى، يريد بذلك وجه الله عز وجل، أعطاه الله تعالى ثَوَابَ أَرْبَعِينَ ألفَ ألفِ نَبِيٍّ، وَأَرْبَعِينَ ألفَ ألفِ صِدَّيق، وَأَرْبَعِينَ ألفَ ألفِ شَهِيدٍ، وَيَدْخُلُ في شَفَاعَتَهُ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ أمَّة، فِي كُلِّ أُمَّةٍ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ رَجُلٍ. وَلَهُ فِي كل جزء (¬2) من الجنَّات (¬3) أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ دَارٍ، فِي كُلِّ دَارٍ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ بَيْتٍ، فِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ سَرِيرٍ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، سَعة كُلِّ بَيْتٍ مِنْهَا سعةُ الدُّنْيَا أَرْبَعِينَ ألفَ ألفِ مَرَّةٍ، بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ زَوْجَةٍ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ وَصِيفَةٍ (¬4)، فِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ مَائِدَةٍ (¬5)، عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ قَصْعَةٍ (¬6)، فِي كُلِّ قَصْعَةٍ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ لون، لو نزل به الثقلان (¬7) لأوسعهم (¬8) بأدنى بيت من بيوته بما شاؤا مِنَ الطَّعَامِ، وَالشَّرَابِ، وَاللِّبَاسِ، وَالطِّيبِ، وَالثِّمَارِ، وَأَلْوَانِ التُّحَفِ (¬9)، وَالطَّرَائِفِ (¬10)، وَالْحُلِيِّ (¬11)، وَالْحُلَلِ (¬12)، كُلُّ بَيْتٍ مِنْهَا مُكْتَفٍ بِمَا فِيهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ عَنِ البيت الآخر. ¬
فَإِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ اكْتَنَفَهُ (¬1) سَبْعُونَ ألفَ ألفِ (¬2) مَلَكٍ، كُلُّهُمْ يُصَلُّونَ (¬3) عَلَيْهِ، وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ، وَهُوَ فِي ظل رحمة الله عز وجل حَتَّى يَفْرُغَ، ويكْتُب لَهُ ثَوَابَهُ أَرْبَعُونَ ألفَ ألفِ مَلَكٍ، ثُمَّ يَصْعَدُونَ بِهِ إِلَى اللَّهِ تعالى (¬4). * هَذَا مَوْضُوعٌ اخْتَلَقَهُ مَيْسَرَةُ بْنُ [عَبْدِ رَبِّهِ] (¬5)، فقبحه الله فيما افترى (¬6). ¬
245 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث 1/ 270: 200): في خطبة قد كذبها داود بن المحبر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بلفظ طويل جدًا، ثم قال: هذا حديث موضوع وإن كان بعضه في أحاديث حسنة بغير هذا الإسناد، فإن داود بن المحبر كذاب. اهـ. قلت: بل ميسرة بن عبد ربه شر منه وأكذب. وذكره البوصيري في (الإتحاف 1/ 91 أ- 94 ب) من المختصرة، كتاب الجمعهّ، باب في خطبة كَذَبَها داود بن المحبر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعزاه للحارث بن أبي أسامة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد موضوع -كما قال الحافظ- لأن في إسناده داود بن المحبر، وهو متهم بالوضع، وميسرة بن عبد ربه، وهو وضاع، وما أورد الحافظ من متنه هنا كله موضوع لا يصح بهذا الإسناد ولا بغيره، بل فيه ما هو مخالف لقواعد الشريعة كقوله: (أعطاه الله تعالى ثواب أربعين ألفَ ألفِ نبي)، فالأنبياء هم أفضل الخلق بعد الرسل فكيف يعطى المؤذن ثواب أربعين ألف ألف منهم، وأما قول الهيثمي رحمه الله (وإن كان بعضه في أحاديث حسنة بغير هذا الإسناد)، فهو محمول على ألفاظ وردت في الحديث بطوله، ولم ترد فيما ذكره الحافظ هنا. والله أعلم.
11 - باب ما يقول بعد الأذان
11 - بَابُ مَا يَقُولُ بَعْدَ الْأَذَانِ (¬1) 246 - [1، 2] وَقَالَ (¬2) أَبُو بكر بن أبي شيبة، وعبد بْنُ حُمَيْدٍ (¬3): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬4) بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبيدة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَلُوا اللَّهَ تَعَالَى لِيَ الْوَسِيلَةَ (¬5)، لَا يَسْأَلُهَا لِي مُؤْمِنٌ (¬6) فِي الدُّنْيَا إلَّا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ (¬7) شَفِيعًا (¬8) يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬9). [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (¬10)، ثنا مُوسَى بْنُ [عُبَيْدَةَ (¬11) بِهَذَا]. [4] تَابَعَهُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ (¬12)، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ. أَخْرَجَهُ الطبراني في الأوسط (¬13). ¬
246 - تخريجه: لم أجد مسند ابن عباس في الموجود من مسند ابن أبي شيبة. وهو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (1/ 585: 687)، ولفظه: "سلوا الله لي الوسيلة لا يسأل الله لِي مُؤْمِنٌ فِي الدُّنْيَا إلَّا كُنْتُ لَهُ شهيدًا أو شفيعًا، أوشهيدًا شفيعًا يوم القيامة".=
= وذكره الهيثمي (المجمع 1/ 333)، وعزاه للطبراني في الأوسط، وقال: وفيه الوليد بن عبد الملك الحراني. وقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال: مستقيم الحديث إذا روى عن الثقات. قلت: وهذا من روايته عن موسى بن أعين وهو ثقة. اهـ. وذكره الهيثمي أيضًا في مجمع البحرين (1/ 62 أ)، كتاب الصلاة، باب ما يقول عند الأذان بسند الطبراني ومتنه المذكور هنا. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 143 ب- 144 أ)، كتاب الأذان، باب الدعاء عند الأذان، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وأحمد بن منيع، وقال: موسى بن عبيدة ضعيف. اهـ. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (10/ 353: 9639)، بسنده، ومتنه كما هنا.
الحكم عليه: الحديث بإسناد أبي بكر بن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وأحمد بن منيع ضعيف لأن فيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف جدًا، لكن ينجبر ضعفه بمتابعة الوليد بن عبد الملك له بروايته هذا الحديث عن موسى بن أعين، عن محمد بن عمروبن عطاء، وهو شيخ شيخ موسى بن عبيدة الربذي، فهي متابعة قاصرة. وموسى بن عبيدة وإن كان ضعيفًا جدًا، إلَّا أن ضعفه من قبل حفظه فينجبر بالمتابعة فالحديث حسن إن شاء الله تعالى. وقد حسنه المناوي في فيض القدير (4/ 109)؛ والتيسير (2/ 60)؛ والألباني في صحيح الجامع (3/ 209: 3531) وله شواهد في الصحيحين وغيرهما يرتفع بها إلى درجة الصحيح لغيره منها: 1 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله قال: "من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة".=
= رواه البخاري -واللفظ له- (2/ 94: 614)؛ وأبو داود (1/ 362: 529)؛ والترمذي (1/ 413: 211). والنسائي (2/ 26: 680)؛ وابن ماجه (1/ 239: 722)؛ وأحمد (3/ 354)؛ وابن خزيمة (1/ 220: 420)؛ وابن حبان (3/ 99: 1687). قال أبو عيسى: حديث جابر: صحيح حسن غريب من حديث محمد بن المنكدر لا نعلم أحدًا رواه غير شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر. اهـ. 2 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ فإنه من صلَّى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلَّا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو. فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة". رواه مسلم (1/ 288: 384) -واللفظ له-؛ وأبو داود (1/ 359: 523)؛ والترمذي (5/ 586: 3614)؛ والنسائي (2/ 25: 678)؛ وأحمد (2/ 168)؛ وابن حبان (3/ 99، 100: 1688، 1689، 1690). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
12 - باب من أذن فهو يقيم
12 - بَابُ مَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ 247 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى (¬1)، ثنا سَعِيدٌ السمَّاك، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: أَبْطَأَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا بِالْأَذَانِ، فَأَذَّنَ رَجُلٌ (¬2)، فَجَاءَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَرَادَ أَنْ يُقِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُقِيمُ مَنْ أَذَّنَ". ¬
247 - تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (2/ 38: 809). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 145 أ)، كتاب الأذان، باب فيمن يقيم الصلاة ومتى تقام، وعزاه لعبد بن حميد. وذكره الهيثمي (المجمع 2/ 3)، بنحوه، وعزاه للطبراني في الكبير وقال: وفيه سعيد بن راشد السماك وهو ضعيف. اهـ. ورواه ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (ص 161: 168)؛ وأبو الشيخ في الأذان. كما في نصب الراية (1/ 280)؛ والعقيلي في الضعفاء الكبير (2/ 105)؛ والطبراني في الكبير (12/ 435: 13590)؛ وابن عدي في الكامل (3/ 12218)؛ والبيهقي (1/ 399)؛ والخطيب في الأسماء المبهمة (ص 85)، مطولًا بنحو حديث الباب=
= ورواه الدوري في تاريخ ابن معين (4/ 90: 3295)؛ والطرسوسي في مسند ابن عمر (ص 27: 25)؛ وابن حبان في المجروحين (1/ 324)، مختصرًا بدون ذكر القصة. ومداره في كل هذه الروايات على سعيد بن راشد السماك. ورواه الخطيب في تاريخه (14/ 60)، من طريق أبي بكر أحمد بن محمد بن عمر المنكدري، حدثنا أبو محمد عبدان بن محمد بن عيسى المروزي الفقيه، حدثنا الهيثم بن خلف -ببغداد- حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، عن نافع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: "من أذن فهو يقيم" قال عبدان: دخلت مع أحمد بن السكري على هذا الشيخ فسأله عن هذا الحديث وسمعته منه. واستغربه جدًا. قلت: وفي هذه الرواية متابعة لرواية سعيد بن راشد السماك، لكن في سندها أحمد بن محمد المنكدري حافظ خراسان، قال الحاكم: له أفراد وعجائب. انظر: الميزان (1/ 147). وفيه أيضًا: الهيثم بن خلف لم أجد من ذكره إلَّا الخطيب. بغداد (14/ 60). وقال: وما أظنه إلَّا الهيثم بن خالد الذي ذكرته آنفًا -يعني أبا الحسن القرشي- فإن كان كما ظن الخطيب فهو صدوق يغرب، قاله الحافظ في التقريب (ص 577)، وإن لم يكن هو فمجهول. والخلاصة أنه لا يمكن التعويل على هذا الإِسناد لجهالة الهيثم بن خلف.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا لضعف سعيد السماك. قال أبو حاتم الرازي: هذا حديث منكر، وسعيد ضعيف الحديث -وقال مرة-: متروك الحديث. اهـ. العلل لابن أبي حاتم (1/ 122، 123). وقال البيهقي (1/ 399): تفرد به سعيد بن راشد، وهو ضعيف. اهـ.=
= وقال الحافظ في التلخيص (1/ 209): وسعيد بن راشد هذا ضعيف، وضعَّف حديثه هذا أبو حاتم الرازي، وابن حبان في الضعفاء. اهـ. وقال الألباني في الضعيفة (1/ 53، 54: 35): ضعيف. اهـ. ولهذا الحديث شاهدان: الأول: عن زياد بن الحارث الصدائي رضي الله عنه قال: لما كان أول أذان الصبح أمرني -يعني النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- فَأَذَّنْتُ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أقيم يا رسول الله؟ فجعل ينظرناحية الْمَشْرِقِ إِلَى الْفَجْرِ، فَيَقُولُ: "لَا" حَتَّى إِذَا طلع الفجر نزل فبرز ثم انصرف إليّ وقد تلاحق أصحابه -يعني فتوضأ- فأراد بلال أن يقيم، فقال له نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَنْ أخا صداء هو أذن، ومن أذن فهو يقيم"، قال: فأقمت. . . رواه أبو داود (1/ 352: 514)، واللفظ له؛ والترمذي (1/ 383: 199)؛ وابن ماجه (1/ 237: 717)؛ وعبد الرزاق (1/ 475: 1833)؛ وأحمد (4/ 169)؛ والبخاري في التاريخ (3/ 344)؛ والحازمي في الاعتبار (ص 104). من طرق عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن -وعند أبي داود وغيره: أنه سمع- زياد بن نعيم الحضرمي، به. قال الترمذي: وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي. والإفريقي هو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره، قال أحمد: لا أكتب حديث الإفريقي. قال: ورأيت محمد بن إسماعيل يقوي أمره، ويقول: هو مقارب الحديث. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم أن من أذن فهو يقيم. اهـ. قلت: وقول البخاري (مقارب الحديث) لا يقتضي التوثيق وإنما يرفعه إلى درجة من يعتبر بحديثه، لكن البخاري نفسه ذكره في كتاب الضعفاء، وقال: (عنده بعض المناكير). وقد تركه يحيى القطان وابن مهدي وغيرهما من قبل حفظه. ولا يغتر بتوثيق العلامة أحمد شاكر له في تحقيقه لسنن الترمذي (1/ 76)، لأنه بناه على قول أحمد بن صالح المصرى، وسحنون المالكي، وقولهما لا يقاوم قول الجهابذة=
= والنقاد، فلكل فن رجاله، فلا يكفي الدين والورع، وإنما لا بد من الحفظ والإتقان، وأكثر من أثنى عليه إنما قصد الزهد والورع. وقد أنكر عليه الثوري ستة أحاديث، قال: (جاءنا عبد الرحمن بستة أحاديث يرفعها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، لم أسمع أحدًا من أهل العلم يرفعها)، فذكر منها هذا الحديث. انظر: التهذيب (6/ 175). وقال الحازمي: هذا حديث حسن. اهـ. وقال العقيلي في الضعفاء (2/ 105)، -بعد روايته لحديث ابن عمر السابق-: وقد روي هذا المتن بغير هذا الإسناد من وجه صالح. اهـ. يعني حديث زياد بن الحارث الصدائي. ورواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 265)؛ وفي الحلية (7/ 114)؛ ومن طريقه الخطيب في السابق واللاحق (ص 120). من طريق الثوري عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زياد، عن زياد بن الحارث الصدائي، فذكره مختصرًا. وقد سقط من هذا الإسناد زياد بن نعيم، ولم أر من ذكر للإفريقي سماعًا من زياد بن الحارث، وهو مدلس وقد عنعن. وقال البغوي في شرح السنة (1/ 302): في إسناده ضعف. اهـ. وقال ابن الملقن في البدر المنير (2/ ق: 159): وفي حسنه وقفة، والله أعلم. الثاني: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أذن فهو الذي يقيم". رواه ابن عدي في الكامل (6/ 2173) وفيه محمد بن الفضل بن عطية المروزي وهو كذاب. انظر: التهذيب (9/ 401).
13 - باب إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة
13 - بَابُ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إلَّا الْمَكْتُوبَةُ 248 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬1)، عَنْ سُفْيَانَ (¬2)، عَنْ شَريك بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، رَجُلًا يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَقَالَ: أَصَلَاتَانِ مَعًا؟!. * صَحِيحٌ إلَّا أَنَّهُ مُرْسَلٌ. ¬
248 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 145 ب)، كتاب الأذان، باب النهي عن الصلاة إذا أخذ المؤذن في الإقامة، وعزاه لمسدد، وقال: رجاله ثقات. اهـ. ورواه مالك (1/ 128)، كتاب صلاة الليل، باب ما جاء في ركعتي الفجر، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نمر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال: سمع قوم الإقامة، فقاموا يصلون، فخرج عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: "أصلاتان معًا؟ أصلاتان معًا؟ "، وذلك في صلاة الصبح، في الركعتين اللتين قبل الصبح.=
= قال ابن عبد البر -في التمهيد (22/ 67) -: لم تختلف الرواة عن مالك في إرسال هذا الحديث. فيما علمت إلَّا ما رواه الوليد بن مسلم، فإنه رواه عن مالك عن شريك، عن أنس اهـ. ورواه البخاري في التاريخ الصغير (1/ 183)، من طريق علي بن حجر، ثنا محمد بن عمار الأنصاري، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك قال: أقيمت الصلاة، فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ناسًا يصلون، فقال: "أصلاتان؟ ". ثم قال البخاري: حدثني علي بن حجر، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن شريك، عن أبي سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا. وهذا أصح مع إرساله. اهـ. ورواه أيضًا في التاريخ الكبير (1/ 186)، مثل روايته في الصغير وقال: والمرسل أصح. اهـ. ورواه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 134) رقم (369)، من طريق إبراهيم بن طهمان، عن شريك، عن أنس مرفوعًا، فذكره نحوه. قال أبو حاتم: وقد خالفهما -يعني: محمد بن عمار المؤذن، وإبراهيم بن طهمان- مالك والثوري والدراوردي عن شريك بن أبي نمر عن أبي سلمة بن -تحرفت في المطبوع إلى (عن) - عبد الرحمن قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، رجلا يصلي. مرسل. وهذا أشبه وأصح. اهـ. ورواه البزار، كما في كشف الأستار (1/ 250: 517) من طريق محمد بن عمار عن شريك، عن أنس مرفوعًا فذكر نحوه. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنْ أَنَسٍ إلَّا بهذا الإسناد. اهـ. ورواه أبو يعلى (10/ 387: 5985) من طريق عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - رجلا يصلي والمؤذن يقيم، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "أصلاتان معًا"؟.=
= وعبد الغفار بن عبد الله بن الزبير، ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر جرحًا. وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح (6/ 54)؛ الثقات (8/ 421). ومحمد بن عمرو بن علقمة، صدوق له أوهام، قال ابن معين: ثقة -وقال مرة-: ما زال الناس يتقون حديثه، قيل ليحيى: ما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء رأيه، ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد مرسل كما قال الحافظ، لأن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف تابعي لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما ولد في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه. انظر: التقريب (ص 645). أما رجاله فثقات إلَّا شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ فهو صدوق احتج به الشيخان وغيرهما. وقد اختلف الرواة في وصل هذا الحديث وإرساله، كما بينا في التخريج لكن الذي رجحه الأئمة -البخاري وأبو حاتم وغيرهما- هو الإرسال لأن جبال الحفظ -مالكًا، والثوري، ومعهما الدراوردي، وإسماعيل بن جعفر- أرسلوه ولم يصله إلَّا إبراهيم بن طهمان، وهو ثقة يغرب -كما قال الحافظ في التقريب (ص 90) -، ومحمد بن عمار بن حفص المدني المؤذن، ولم يصل مرتبة الثقات. انظر: التهذيب (9/ 358). فالحديث ضعيف لهذا الإرسال، خاصة وأن أبا سلمة بن عبد الرحمن ليس من كبار التابعين الذين صحح بعض الأئمة مراسيلهم. 1 - وله شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عن النبي، أنه قال: "إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إلَّا الْمَكْتُوبَةُ". رواه مسلم (1/ 493: 710)؛ وأبو داود (2/ 50: 1266)؛ والترمذي=
= (2/ 282: 421)؛ والنسائي (2/ 116: 865، 866)؛ وابن ماجه (1/ 364: 1151)؛ وأحمد (2/ 455، 531)؛ والدارمي (1/ 337). 2 - ومن حديث عبد الله بن بُحَينة رضي الله عنه، قال: أقيمت الصبح فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رجلا يصلي، والمؤذن يقيم، فقال: "أتصلي الصبح أربعًا". رواه البخاري (2/ 148: 663)؛ ومسلم (1/ 493، 494: 711)، واللفظ له؛ والنسائي (2/ 117: 867)؛ وابن ماجه (1/ 364: 1153)؛ وأحمد (5/ 345)؛ والدارمي (1/ 338).
14 - باب المواقيت
14 - بَابُ الْمَوَاقِيتِ 249 - قَالَ (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نافع، ثنا عمران بن حُدَير (¬2)، عن أبي مِجْلَز قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَسَأَلَهُ عَنِ الصَّلَوَاتِ، قَالَ: فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاةَ الْفَجْرِ بِغَلَسٍ، ثُمَّ صَلَّى (¬3) صَلَاةَ الْعَصْرِ بِنَهَارٍ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ انْتَظَرَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، حَتَّى قِيلَ مَا يَحْبِسُهُ، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ انْتَظَرَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ، حَتَّى قِيلَ مَا يَحْبِسُهُ، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ -: "أَيْنَ السَّائِلُ؟ ". قَالَ هَا أنَا ذَا. قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ -: "أَشَهِدْتَنا أَمْسِ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ -: "وَشَهِدْتَنَا الْيَوْمَ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "أيَّ (¬4) ذَلِكَ أردتَ فَهُوَ وَقْتٌ وَمَا بَيْنَهُمَا وقت". ¬
249 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث 1/ 164: 112). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 125 أ)، كتاب المواقيت، باب أوقات الصلوات، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: هذا إسناد مرسل فيه مقال؛=
= السكن بن نافع أبو الحسن الباهلي قال فيه أبو حاتم: شيخ، وباقي رجال الإسناد ثقات. اهـ.
الحكم عليه: إسناده حسن لكنه مرسل، لأن أبا مجلز تابعي لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -. انظر: جامع التحصيل (ص 296). قال علي بن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أول ما طلبت الحديث وقع في يدي كتاب فيه مرسلات عن أبي مجلز فجعلت لا أشتهيها وأنا يومئذ غلام. اهـ. (جامع التحصيل ص 91). قلت: والمرسل عمومًا ضعيف عند أكثر أهل الحديث. انظر: التمهيد لابن عبد البر (1/ 5)؛ شرح العلل (1/ 529). ولهذا المرسل شاهد صحيح من حديث بُريدة بن الحُصَيب الأسلمي رضي الله عنه، أن رجلًا أتى النبي، فذكر نحوه. رواه مسلم (1/ 428، 429: 613)؛ والترمذي (1/ 286: 152)؛ والنسائي (1/ 258: 519)؛ وابن ماجه (1/ 219: 667)؛ وأحمد (5/ 349). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. وشاهد آخر من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، نحو حديث بريدة. رواه مسلم (1/ 429: 614)؛ وأبو داود (1/ 279: 395)؛ والنسائي (1/ 260: 523)؛ وأحمد (4/ 416).
250 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ (¬1)، عَنْ عَلِيِّ (¬2) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ (¬3) زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ -: "صَلِّهَا مَعِي (¬4) الْيَوْمَ وَفِي غَدٍ" (¬5). فَلَمَّا كَانَ بِقَاعِ نَمِرة (¬6) بالجُحْفَة (¬7) صَلَّاهَا حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذِي طَوى (¬8) أَخَّرَهَا حَتَّى قَالَ النَّاسُ: أَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فَقَالُوا: لَوْ صَلَّيْنَاهَا (¬9)؟، فَخَرَجَ فَصَلَّاهَا أَمَامَ الشَّمْسِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: "مَاذَا قُلْتُمْ؟ " قَالُوا: قُلْنَا: لَوْ صَلَّيْنَا. قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ -: "لَوْ فَعَلْتُمْ أَصَابَكُمْ عذاب". ثم دعى السائل فقال - صلى الله عليه وسلم - (¬10): "الصلاة ما بين هذين الوقتين" (¬11). ¬
250 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (ق 331 أ- 331 ب). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 227: 197). وذكره أيضًا (المجمع 1/ 317)، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير، من رواية علي بن عبد الله بن عباس، عنه، وعلي لم يدرك زيد بن حارثة. اهـ. قلت: قوله: (من رواية علي بن عبد الله بن عباس) ليس له دليل قوي، لأن علي ابن عبد الله بن عباس الهاشمي لم يذكر في شيوخ كثير بن كثير، وكثير بن كثير لم يذكر في تلاميذه، وعلي بن عبد الله الأزدي البارقي مذكور في شيوخ كثير بن كثير، وكثير بن كثير مذكور في تلاميذه، وهما -أي علي الهاشمي، وعلي الأزدي- جميعًا أرسلا عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فالراجح عندي هنا أنه علي بن عبد الله الأزدي. وقد وجدت الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي رجح ما رجحت هنا في تعليقه على مصنف عبد الرزاق. ورواه عبد الرزاق في المصنف (1/ 567: 2158)، عن ابن جريج قال: أخبرني كثير بن كثير، به، فذكره بلفظ مقارب. ورواه الطبراني في الكبير (5/ 89: 4669)، من طريق الدَّبَري، عن عبد الرزاق، به فذكره. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 132 أ)، كتاب المواقيت، باب وقت الصبح، وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: الأولى: عنعنة ابن جريج، وقد زالت بتصريحه بالإخبار في رواية عبد الرزاق -التي سبق ذكرها-. الثانية: الإنقطاع بين علي بن عبد الله الأزدي، وزيد بن حارثة، لأنه توفي سنة=
= ثمان في غزوة مؤتة، فأنى لعلي بن عبد الله الأزدي أن يدركه. انظر: الإصابة (3/ 25). ولهذا الحديث شاهدان: 1 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن سائلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عن وقت الصبح، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بلالًا، فأذن حين طلع الفجر، فلما كان من الغد أخر الفجر حتى أسفر، ثم أمره فأقام فصلى، ثم قال: "هذا وقت الصلاة" هذا لفظ رواية النسائي، وفي رواية البزار: "ما بين هذين وقت". رواه النسائي (2/ 11: 642)؛ والبزار كما في كشف الأستار (1/ 193: 380)؛ والبيهقي (1/ 377). ورجال النسائي كلهم ثقات لكن حميد الطويل مدلس لا يقبل من روايته إلَّا ما صرح فيه بالسماع وقد عنعن هنا، ولم يصرح بالسماع عند جميعهم. وأما قول الألباني في الصحيحة (3/ 109: 1115)، عن سند البزار: (هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين) فهو صحيح إذ إن رجاله كلهم حديثهم في الصحيحين، لكنه معلول بعنعنة حميد الطويل، فالحديث ضعيف حتى يوجد له طريق مقبولة يصرح فيها حميد بالسماع. 2 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فغلَّس بها، ثم صلى الغد فأسفر بها، ثُمَّ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ - "أَيْنَ السائل عن وقت صلاة الغَداة؟ فيما بين صلاتي أمس واليوم". رواه أبو يعلى (10/ 343: 5938)؛ ومن طريقه ابن حبان (3/ 25: 1493)، من طريق سعيد بن يحيى الأموي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن، به، فذكره. ورجاله ثقات إلَّا محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة- فإنه صدوق له أوهام. انظر: التقريب (ص 499)، فالحديث حسن لغيره، إن شاء الله تعالى.
251 - وَقَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ (¬2)، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو الْهُذَلِيِّ، قَالَ: إنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (كتبتَ فِي الصَّلَاةِ وَأَحَقُّ مَا تَعَاهَدَ الْمُسْلِمُونَ أَمْرُ دِينِهِمْ، وَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي، حَفِظْتُ مِنْ ذَلِكَ مَا حَفِظْتُ، وَنَسِيتُ مِنْهُ مَا نَسِيتُ، فصلِّ الظهرَ بِالْهَجِيرِ (¬3)، والعصرَ والشمسُ حَيَّةٌ (¬4)، والمغربَ لِفِطْرِ الصَّائِمِ، والعشاءَ مَا لَمْ تَخَفْ رُقاد النَّاسِ، والصبحَ بغلس، وأطِلِ القراءة فيها). ¬
251 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 124 ب)، كتاب المواقيت، باب أوقات الصلوات، وعزاه لإسحاق بن راهويه. ورواه البيهقي (1/ 456)، من طريق الضحاك بن مخلد، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جندب، عن الحارث بن عمر -سقطت الواو من المطبوع- الهذلي، به فذكره. ورواه مالك في الموطأ (1/ 7)، كتاب وقوت الصلاة، وعبد الرزاق (1/ 536: 2036)، والبيهقي (1/ 370). كلهم من طريق أبي سهيل بن مالك -عم مالك بن أنس- عن أبيه أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي موسى. . . فذكر نحوه.=
= وهذا سند صحيح رجاله ثقات. ورواه مالك في الموطأ (1/ 7)، كتاب وقوت الصلاة، من طريق هشام بن عروة عن أبيه: أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي موسى. . . فذكر نحوه. ورجاله ثقات لكنه منقطع، لأن عروة بن الزبير لم يسمع من عمر. انظر: جامع التحصيل (ص 236). ورواه مالك أيضًا في الموطأ (1/ 6)، كتاب وقوت الصلاة؛ ومن طريقه رواه عبد الرزاق (1/ 536: 2038) من طريق نافع مولى ابن عمر، أن عمر كتب إلى عماله. . . فذكر نحوه. ونافع لم يسمع من عمر بن الخطاب. انظر: تهذيب التهذيب (10/ 414). لكن لهذا المتن طريق أخرى عند عبد الرزاق (1/ 537: 2039) فرواه من طريق مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مثله. فأحال على المتن السابق، وهذه طريق متصلة، رجالها ثقات. ورواه عبد الرزاق (1/ 535: 2035) من طريق معمر، عن قتادة، عن أبي العالية الرياحي: أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي موسى. . . فذكر نحوه. وفيه عنعنة قتادة، وهو ممن لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع. انظر: مراتب المدلسين (ص 102). ورواه عبد الرزاق أيضًا: (1/ 536: 2037) من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر قال: كتب عمر إلى أهل الأمصار ... فذكر نحوه. وفيه عبد الله بن عمر العمري، وهو صدوق سيِّيء الحفظ، لكن روايته منجبرة بما تقدم. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 319)، من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن نافع بن جبير قال: كتب عمر إلى أبي موسى. . . فذكر نحوه. ورجاله ثقات لكن حبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعن. انظر: مراتب=
= المدلسين (ص 84): (من الثالثة). ونافع بن جبير بن مطعم لم يذكر له رواية عن عمر. انظر: تهذيب الكمال (3/ ق: 1403).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف لجهالة الحارث بن عمرو الهذلي، لكن الأثر صحيح ثابت عن عمر موقوفًا عليه من غير هذه الطريق كما بينت في التخريج.
252 - [1] [وقال (¬1) إسحاق] أخبرني (¬2) بشر بن عمر الزهراني (¬3) ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (¬4)، حدثني أبو بكر بن عَمر [و] (¬5) بن حزم، عن أبي (¬6) مسعود الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (جَاءَ جِبْرِيلُ (¬7) عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، إِلَى النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ (¬8): " [أقم] (¬9) فصلِّ" وذلك لِدُلُوكِ (¬10) الشَّمْسِ حِينَ مَالَتْ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَصَلَّى الظُّهْرَ أَرْبَعًا. . .) الحديث بطوله. ¬
[2] تَابَعَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ (¬1)، عَنْ سُلَيْمَانَ (¬2)، عند البيهقي وساقه بطوله (¬3). * قلت: وأصله فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ بَشِيرِ بْنِ أَبِي مَسْعُودٍ (¬4) مِنْ غَيْرِ بَيَانِ الْأَوْقَاتِ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِهِ بِبَيَانِ الْأَوْقَاتِ (¬5)، وَهَذَا الْإِسْنَادُ شاهد جيد لأبي داود (¬6)، وأخرجته (¬7) للفائدة (¬8). ¬
252 - تخريجه: هو في سنن البيهقي (1/ 361، 362)، كتاب الصلاة، باب عدد ركعات الصلوات الخمس. وقال عَقِبَهُ: أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم لم يسمعه من أبي مسعود الأنصاري، وإنما هو بلاع بلغه. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 124 أ)، كتاب المواقيت، باب أوقات الصلوات، وعزاه لإسحاق بن راهويه. 1 - ورواه البخاري (2/ 3: 521، 6/ 305: 3221)؛ ومسلم (1/ 425: 610)؛ والنسائي (1/ 245: 494)؛ وابن ماجه (1/ 220: 668)، كلهم من طريق عروة بن الزبير، قال: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: "نزل جبريل فأمّني فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه"، يحسب بأصبعه خمس صلوات. هذا لفظ البخاري -في الرواية الثانية- والنسائي. 2 - ورواه أبو داود (1/ 278: 394)؛ وابن خزيمة (1/ 181: 352)؛ وابن حبان (3/ 25: 1492)؛ والطبراني في الكبير (17/ 259: 716)؛ والدارقطني (1/ 250)؛ والبيهقي (1/ 364)، جميعهم من طريق أسامة بن زيد الليثي: أن ابن شهاب أخبره، أن عمر بن عبد العزيز كان قاعدًا على المنبر، فأخر العصر شيئًا، فقال له عروة بن الزبير: أما إن جبريل، قد أخبر محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بوقت الصلاة، فقال له عمر: اعلم ما تقول. فقال عروة: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود الأنصاري يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: "نزل جبريل - صلى الله عليه وسلم -. . . الحديث"، وقد ذكر فيه أبو مسعود رضي الله عنه رؤيته لصلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -الأوقات الخمسة بمواقيتها، ولم يذكر عدد الركعات. قال أبو داود: روى هذا الحديث عن الزهري: معمر، ومالك، وابن عيينة،=
= وشعيب بن أبي حمزة، والليث بن سعد، وغيرهم، لم يذكروا الوقت الذي صلَّى فيه ولم يفسروه. اهـ. قال المنذري في مختصر سنن أبي داود (1/ 233)، (وهذه الزيادة في قصة الإسفار -يعني قوله: وصلى الصبح مرة بغلس، ثم صلَّى مرة أخرى فأسفر بها، ثم كانت صلاته بعد ذلك التغليس حتى مات، لم يعد إلى أن يسفر- رواتها عن آخرهم ثقات، والزيادة من الثقة مقبولة). اهـ. قلت: بل فيهم أسامة بن زيد الليثي، وهو صدوق يهم. انظر: التهذيب (1/ 208)؛ التقريب (ص 98). وقال الخطابي: صحيح الإسناد. اهـ. وقال ابن سيد الناس: إسناده حسن. انظر: التعليق المغني على الدارقطني (وهو مطبوع بذيل السنن) (1/ 250). قلت: والصواب فيه إن شاء الله، أنه حسن لغيره. 3 - ورواه الباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز (ص 110: 58)؛ والطبراني في الكبير (17/ 263: 724)، كلاهم من طريق سليمان بن بلال به فذكره بلفظ حديث الباب. 4 - ورواه الباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز (ص 113: 60)، والطبراني في الكبير (17/ 260: 718)، من طريق أيوب بن عتبة قال: سمعت أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يقول: حَدَّث عروة بن الزبير عمر بن عبد العزيز، عن أبي مسعود الأنصاري أو -عند الباغندي (و) - بشير بن أبي مسعود -وكلاهما صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- إن جبريل، جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث -ولم يذكر الباغندي متنه- وهو عند الطبراني بلفظ حديث الباب لكن دون ذكر عدد الركعات. ورواه البيهقي في المعرفة. انظر: نصب الراية (1/ 223) من هذه الطريق.=
= وقال: فأيوب بن عتبة ليس بالقوي. اهـ. قال الهيثمي (المجمع 1/ 305): رواه الطراني في الكبير وفيه: أيوب بن عتبة، ضعفه ابن المديني، ومسلم، وجماعة. ووثقه عمرو بن علي -في رواية-، وكذلك يحيى بن معين -في رواية- وضعفه -في روايات- والأكثر على تضعيفه. اهـ. قلت: وتضعيفه هو الصواب. انظر: التهذيب (1/ 408). وفيه علة أخرى وهي قوله: (عن أبي مسعود الأنصاري أو بشير بن أبي مسعود). فإن كان عروة سمعه من أبي مسعود الأنصاري فهو متصل، لكن لم أر من ذكر لعروة سماعًا منه، وهو محتمل لأن عروة ولد سنة ست وعشرين، وأبا مسعود مات بعد الأربعين. أما إن كان سمعه من بشير بن مسعود مرفوعًا فهو مرسل، لأن بشيرًا لم يثبت أنه أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -. انظر: الإصابة (1/ 174) (القسم الثاني). وقد تكلم على هذه العلة الحافظ ابن حجر، فبين الصواب فيها. قال الحافظ في الإصابة (1/ 174): وهو من تخليط أيوب بن عتبة، وإنما رواه عروة، عن بشير بن أبي مسعود، عن أبيه، كما هو في الصحيحين وغيرهما. اهـ. 5 - ورواه البيهقي (1/ 365): من طريق سليمان بن بلال، قال: قال صالح بن كيسان: سمعت أبا بكر بن حزم، بلغه أن أبا مسعود قال: (نزل جبريل عليه السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة، فأمره فصلى الظهر حين زالت الشمس. . .) الحديث بنحوه، وليس فيه ذكر عدد الركعات. ورجاله ثقات عن آخرهم، لكنه منقطع، لأن أبا بكر بن حزم لم يسمعه من أبي مسعود، وإنما بلغه بلاغًا. وهذه الرواية تدل أيضًا على أن حديث الباب منقطع، حيث إن أبا بكر لم يصرح فيه بالسماع، وإنما عنعن فكانت هذه الرواية مبينة لهذا الانقطاع.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد منقطع، لأن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، لم يسمعه من أبي مسعود الأنصاري، وإنما هو بلاغ بلغه، قاله البيهقي (1/ 362). وقد بينت ذلك رواية البيهقي الأخرى (1/ 365)، حيث قال صالح بن كيسان: سمعت أبا بكر بن حزم بلغه أن أبا مسعود، به فذكره. وفي رواية للباغندي والطبراني، أن أبا بكر سمعه من عروة بن الزبير عن أبي مسعود. ورجال سند إسحاق كلهم ثقات وليس فيه إلَّا ما ذكرنا من الانقطاع. ومتن هذا الحديث صحيح إن شاء الله تعالى، لما ذكرناه من المتابعات ولما سنذكره من الشواهد، إلَّا أن في ذكر عدد الركعات فيه إشكالًا لأنها لم ترد في شيء من طرق حديث أبي مسعود، غير هذه الطريق المنقطعة، ولأنها مخالفة لحديث عائشة رضي الله عنها الصحيح: "الصلاة أول ما فرضت ركعتين فأقرت صلاة السفر، وأتمت صلاة الحضر". متفق عليه. البخاري (2/ 569: 1090)؛ ومسلم (1/ 478: 685). فتبقى هذه الزيادة ضعيفة شاذة، إلَّا أن تحمل على أن ذلك كان بعد زيادة صلاة الحضر، لكن ذلك بعيد جدًا؛ لأن نزول جبريل، وتعليمه النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أول ما فرضت الصلاة. ولهذا الحديث شواهد عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، منها: 1 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: جاء جبريل عليه السلام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حين زالت الشمس، فقال: "قم يا محمد فصل الظهر. . . " الحديث، بنحو حديث أبي مسعود، لكن ليس فيه ذكر عدد الركعات. رواه التر مذي (1/ 281: 150) مختصرًا؛ والنسائي (1/ 263: 526)؛ وأحمد (3/ 330)؛ وابن حبان (3/ 16: 1470)؛ والدارقطني (1/ 256)؛ والحاكم=
= (1/ 195)؛ والبيهقي (1/ 368)؛ وابن عبد البر في التمهيد (8/ 28) مطولًا. من طرق عن عبد الله بن المبارك، عن حسين بن علي بن حسين بن علي، قال: أخبرني وهب بن كيسان، عن جابر، به. قال البخاري كما في العلل الكبير (1/ 202): أصح شيء في المواقيت حديث جابر. اهـ. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. اهـ. وقال الحاكم: حديث صحيح مشهور. اهـ. ووافقه الذهبي. قلت: ورجاله كلهم ثقات. ورواه النسائي (1/ 255: 513)؛ وأحمد (3/ 351، 352)؛ والدارقطني (1/ 257)؛ والحاكم (1/ 196)؛ والبيهقي (1/ 368)؛ وابن عبد البر في التمهيد (8/ 30)، من طريق بُرد بن سنان، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر، به فذكر نحوه. وإسناد النساني حسن. 2 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "أمني جبريل عليه السلام، عند البيت مرتين. . . الحديث " بنجوه. رواه أبو داود (1/ 274: 393)؛ والترمذي (1/ 278: 149)؛ والشافعي (1/ 50: 145)؛ وعبد الرزاق (1/ 531: 2028)؛ وأحمد (1/ 333)؛ وابن خزيمة (1/ 168: 325)؛ والطحاوي (1/ 146)؛ والدارقطني (1/ 258)؛ والحاكم (1/ 193)؛ والبيهقي (1/ 364)؛ والبغوي (2/ 181: 348)، من طريق عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ ابن عباس، به. وعبد الرحمن بن الحارث بن عياش، صدوق له أوهام. انظر: التهذيب (6/ 156). ورواه عبد الرزاق (1/ 531: 2029)، من طريق عبد الله بن عمر، عن عمر بن=
= نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن عباس، به فذكره. تنبيه: وقع في مصنف عبد الرزاق خطأ مطبعي بلا شك فتحرفت (بن) إلى (عن) فقال: (عمر بن نافع، عن جبير بن مطعم، عن أبيه) فيكون جبير بن مطعم يروي عن أبيه، وأبوه لم يسلم. قال ابن دقيق العيد (التلخيص 1/ 173): هي متابعة حسنة. اهـ. قلت: فيه العمري، وهو صدوق سيء الحفظ، وعمر بن نافع لم أجد له ترجمة. وقد صَحَّح حديث ابن عباس رضي الله عنهما -هذا- جمع من أهل العلم، وحسنه آخرون. قال الترمذي: حسن صحيح. اهـ. وقال الحاكم: صحيح. اهـ. ووافقه الذهبي. وصححه ابن السكن. انظر: تحفة المحتاج (1/ 244). وقال ابن عبد البر في التمهيد (8/ 28): تكلم بعض الناس في إسناد حديث ابن عباس هذا بكلام لا وجه له، وهو والله كلهم معروفو النسب مشهورون بالعلم. اهـ. وقال البغوي: حسن. اهـ. وصححه أبو بكر بن العربي في عارضة الأحوذي (1/ 250، 251)، وصححه أحمد شاكر في شرحه للمسند (5/ 34: 3081)، وصححه الألباني في الأرواء (1/ 268: 249). 3 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هَذَا جبريل عليه السلام، جاءكم يعلمكم دينكم" فصلى الصبح ... الحديث. رواه النسائي (1/ 249: 502) مطولًا؛ والطحاوي (1/ 147)؛ والدارقطني (1/ 261)؛ والحاكم (1/ 194)؛ والبيهقي (1/ 369) مختصرًا، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.=
= قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. اهـ. ووافقه الذهبي. وليس كما قالا، لأن فيه محمد بن عمرو بن علقمة، وهو صدوق له أوهام ولم يخرج له مسلم إلَّا في المتابعات. انظر: التهذيب (9/ 375)؛ التقريب (ص 499). فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى، كما قال الذهبي في الميزان (4/ 673) خاصة وأنه قد توبع في هذا الحديث. فرواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 187: 368)؛ والحاكم (1/ 194)، ومن طريقه البيهقي (1/ 369) وهو عندهما مختصرًا. من طريق عمر بن عبد الرحمن بن أسيد، عن محمد بن عمار بن سعد المؤذن، عن أبي هريرة، به. لكن وقع في رواية الحاكم تسمية محمد بن عمار بن سعد: (محمد بن عباد بن جعفر المؤذن). وقد رواه البيهقي من طريقه فلم ينسبه وإنما قال: (عن محمد أنه سمع أبا هريرة)، ثم قال بعد تمام الحديث: (محمد هو ابن عمار بن سعد المؤذن). ولم أجد من يسمى بهذا الاسم الذي ذكره الحاكم في رواة الحديث، ولم يذكر ابن أبي حاتم في الرواة عن عمر بن عبد الرحمن بن أسيد إلَّا محمد بن عمار بن سعد. وقد أشار الحافظ في التلخيص (1/ 174) إلى طريق الحاكم، ولم يتعقبها بشيء. وقد أفادني صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور، محمود ميره: أن هذا هو الموجود في كل ما لديه من نسخ المستدرك المخطوطة. فلا أدري ما وجهه. قال البزار: محمد بن عمار لا نعلم روى عنه إلَّا عمر هذا. اهـ. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. اهـ. ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي (المجمع 1/ 303): رواه البزار، وفيه عمر بن عبد الرحمن بن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، ذكره ابن أبي حاتم وقال: سمع منه أبو نعيم، وعبد الله بن نافع، سست أبي يقول ذلك. وشيخ البزار إبراهيم بن نصر لم=
= أجد من ترجمه، وبقية رجاله موثقون. اهـ. قلت: وتصحيحه بعيد جدًا فإن فيه عمر بن عبد الرحمن -كما ذكر الهيثمي- وقد ذكره البخاري في التاريخ (6/ 174)، وابن أبي حاتم (6/ 121)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا فهو مجهول الحال. وفيه محمد بن عمار بن سعد المؤذن، ولم يوثقه أحد، إلَّا ابن حبان فإنه ذكره في الثقات (5/ 372)، وقال عنه الحافظ في التقريب (ص 498): مستور. اهـ. وهو كما قال إذ لا عبرة بذكر ابن حبان، فإنه يذكر المجاهيل والمجروحين. وأما شيخ البزار -إبراهيم بن نصر- فقد وجدت له ترجمة عند الذهبي في السير (13/ 355)، قال الذهبي: إبراهيم بن نصر بن عبد العزيز الحافظ الإمام المجود أبو إسحاق الرازي، محدث نهاوند، يروي عن: أبي نعيم. . . وعنه: أحمد بن محمد بن أوس. . . وقد صنف المسند، وقدم هَمَذان وحدث بها، وكان كبير الشأن عالي الإسناد، توفي في حدود الثمانين ومائتين، قال الخليلي: مسنده نيف وثلاثون جزءًا، وهو صدوق. اهـ. وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 89)، وهو وإن لم يُذكَر البزار في تلاميذه فإنه في طبقة شيوخه، خاصة وأنه قد روى عن أبي نعيم، وهو في هذا الإسناد يروي عن أبي نعيم. والخلاصة أن حديث أبي هريرة بمجموع الطريقين حسن لذاته، وصحيح لغيره بشواهده. قال البخاري (العلل الكبير 1/ 203): وحديث مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة -في المواقيت- هو حديث حسن. اهـ. وقال الحافظ في التلخيص (1/ 173): رواه النسائي بإسناد حسن، فيه محمد بن عمرو بن علقمة، وصححه ابن السكن، والحاكم. اهـ.
[3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا (¬1) دَاوُدُ بْنُ المُحَبَّر، ثنا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن أبي بكربن محمد بن عمرو بن حزم [قَالَ] (¬2): إِنَّ النَّبِيَّ (¬3) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. . . فذكره مطولًا. ¬
252 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 158: 106) بطوله. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 124 أ)، كتاب المواقيت، باب أوقات الصلوات، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقد ساقه بطوله. ورواه عبد الرزاق (1/ 535: 2033) من طريق الثوري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أبيه، وعن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ محمد، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، فصلى به الظهر حين زالت الشمس. . هذا هو الموجود من متنه في المصنف، وقد ذكر المحقق أن فوق كلمة (الشمس) خط معقوف. قال المحقق: يشير به الكاتب إلى وقوع خطأ. اهـ. قلت: لعله ألحق الساقط بالهامش ووضع الخط المعقوف إشارة إليه، لكن هذا الهامش لم يظهر في نسخة المحقق فاضطر إلى هذا التأويل.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - داود بن المحبر، وهو متهم بالوضع، لكنه توبع في شيخ شيخه كما في رواية عبد الرزاق. 2 - الإعضال، لأن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، تابعي صغير، ولم يثبت أنه سمع هذا الحديث من أحد من الصحابة، وإنما روى نحوه عن جده عمرو بن=
= حزم ولم يدركه -قاله المزي- وروى نحوه أيضًا عن أبي مسعود الأنصاري، ولم يسمعه منه أيضًا. انظر تخريج الحديث السابق، والآتي برقم (254)، فيكون الساقط هنا اثنين: التابعي، وصحابي الحديث. ولم يذكروا لأبي بكر رواية عن أحد من الصحابة إلَّا أبا حبة الأنصاري، وخالدة بنت أنس الأنصارية، ولم أقف على هذا الحديث مرويًا عن أحدهما. وقد ذكر المزي أن روايته عن جده عمرو بن حزم مرسلة. انظر: تهذيب الكمال (3/ ق: 1587). ومتنه معتضد بما قبله.
253 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ -هُوَ ابْنُ هَارُونَ-، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ -هُوَ (¬1) ابْنُ سِيرِينَ-، عَنْ أَبِي مُهَاجِرٍ (¬2) قَالَ: (كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنْ صَلِّ الظُّهْرَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ (¬3) بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، وصل المغرب حين تغيب الشمس -أوحين تَغْرُبُ الشَّمْسُ- وَصَلِّ الْعِشَاءَ حِينَ يَغِيبُ الشَّفَقُ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ، فَإِنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ، وأقم (¬4) بسواد (¬5)، أو بغلس، وأطل القراءة). ¬
253 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 160: 108). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 124 ب)، كتاب المواقيت، باب أوقات الصلوات، وعزاه للحارث بن أبي أسامة. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 320) من طريق عبد الله بن إدريس، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين قال: أخبرني المهاجر، قال: قرأت كتاب عمر إلى أبي موسى، فيه مواقيت الصلاة. . . الحديث بنحوه مختصرًا.=
= ورواه الطحاوي (1/ 181) من طريق يزيد بن إبراهيم قال: ثنا محمد بن سيرين، عن المهاجر: أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي موسى: (أن صلِّ الفجر بسواد -أو قال: بغلس- وأطل القراءة). ثم رواه من طريق يزيد بن هارون قال: أنا ابن عون، عن محمد، عن المهاجر، عن عمر رضي الله عنه: مثله -ولم يسق متنه-.
الحكم عليه: الحديث رجاله ثقات رجال الشيخين، عدا مهاجر البصري فإنه مجهول. لكن متنه قد صح من طرق -بألفاظ متقاربة- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كما بينت ذلك في تخريج الحديث رقم (251)، وكان الأليق بهذا الأثر أن يكون بعده مباشرة -كما جاء في نسخة (ك) -.
254 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: (جَاءَ جِبْرِيلُ عليه الصلاة والسلام [فَصَلَّى] (¬1) بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَصَلَّى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالنَّاسِ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّهُ مِثْلَهُ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ كَأَنَّهُ يُرِيدُ ذَهَابَ الشَّفَقِ، ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ بِغَلَسٍ حِينَ فَجَر (¬2) الْفَجْرُ، ثُمَّ جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنَ الْغَدِ، فَصَلَّى الظُّهْرَ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَصَلَّى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالنَّاسِ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّهُ مِثْلَهُ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ صَارَ ظِلُّهُ مِثْلَيْهِ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ لِوَقْتٍ وَاحِدٍ (¬3)، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ بَعْدَ (¬4) مَا ذَهَبَ هَوي (¬5) مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ بِهَا). * هَذَا إِسْنَادُ حَسَنٌ، إلَّا أَنْ مُحَمَّدَ (¬6) بْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ -، لِصِغَرِهِ، فَإِنْ كَان الضَّمِيرُ فِي (جَدِّهِ) يَعُودُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ تَوقَفَ (¬7) عَلَى سَمَاعِ أَبِي بَكْرٍ مِنْ عَمْرٍو (¬8). ¬
254 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 124 ب)، كتاب المواقيت، باب أوقات الصلوات، وعزاه لإسحاق، وقال: هذا إسناد حسن. اهـ. قلت: فيه انقطاع -كما سيأتي-. ورواه عبد الرزاق (1/ 534: 2032) من طريق مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أن جبريل عليه السلام نزل فصلى. . . الحديث. وزاد في آخره (ثم صلى الفجر بعد ما أسفر بها جدًا، ثم قال: فيما بين هذين الوقتين وقت). هكذا جاء إسناد الحديث في مصنف عبد الرزاق (عبد الله بن أبي بكر، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ)، وعلى هذا يكون الحديث منقطعًا لأن عبد الله بن أبي بكر لم يدرك جده محمد بن عمرو، وقد علق المحقق على هذا مما يفيد أن هذا هو الموجود في المخطوط، لكن قال الزيلعي. (نصب الراية 1/ 225): (وأما حديث عمرو بن حزم فرواه عبد الرزاق "في مصنفه" أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده عمرو بن حزم)، فذكر الحديث، ثم قال: (وعن عبد الرزاق، رواه إسحاق في مسنده). وكذلك قال ابن حجر في الدراية (1/ 99). فما وقع في المصنف -والله أعلم-. ما هو إلَّا تحريف من الناسخ، ومما يؤيد ذلك أن عبد الرزاق رواه بعد ذلك (1/ 535: 2033) من طريق الثوري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أبيه، وعن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ محمد قال: جاء جبريل. . . الحديث. فهو هنا وإن كان مرسلًا فإنه من طريق أبي بكر بن محمد، وهذا يؤيد صحة ما ذكرناه.
الحكم عليه: رجال إسناد هذا الحديث كلهم ثقات، لكن قال المزي في تهذيب الكمال=
= (2/ ق 1030، 2/ ق 1587)، وتحفة الأشراف (8/ 149): أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم لم يدرك جده عمرو بن حزم، وروايته مرسلة. اهـ. بتصرف. ولم أجد من صرح بذلك غير المزي رحمه الله، وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة عمرو بن حزم في التهذيب (8/ 21): بأنه تكلم على قول المصنف: (إن أبا بكر لم يدرك جده)، في ترجمة أبي بكر حفيده، لكن لم أجد كلامه على هذه المسألة هناك. انظر: التهذيب (12/ 38، 39، 40)، ويبدو أنه سقط إما من المطبعة أو المخطوط، لأن الترجمة انتهت بـ (قلت). وسماع أبي بكر من جده ممكن لأن جده توفي -على الصحيح- بعد سنة خمسين، واتفقوا على أن وفاة أبي بكر كانت قبل نهاية سنة عشرين ومائة، وذكروا أنه عاش أربعًا وثمانين سنة، فعلى هذا يكون سن أبي بكر عند وفاة جده لا يقل عن أربع عشرة سنة. ويشهد لهذا الحديث حديث جابر بن عبد الله، وابن عباس، وأبي هريرة رضي الله عنهم، التي سبق تخريجها في حديث رقم (252).
255 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا غَسَّانُ -وَهُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ-، عَنْ مُوسَى بْنِ مُطَير (¬1)، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ، الَّتِي كَانَ يَدُوم عَلَيْهَا فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ أَخَّرَ وَقَدَّمَ، وَلَكِنَّ الصَّلَاةَ الَّتِي كَانَ يَدُومُ عَلَيْهَا كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا؟ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يصلي الظُّهْرَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، فَإِنْ كَانَ الصَّيْفُ أَبْرَدَ بِهَا، وَكَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، وَكَانَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ إِذَا غَابَ قُرْصُ الشَّمْسِ، وَيَنْصَرِفُ وَمَا يُرَى ضَوْءُ [النَّجْمِ] (¬2) وَكَانَ يُؤَخِّرُ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ حَتَّى إِذَا خَافَ النَّوْمَ قَالَ: "يَا بِلَالُ أَذِّنْ"، وَسَمِعْتُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَوْلَا أَنْ تَنَامَ أُمَّتِي عَنْهَا لَسَرَّنِي أَنْ أَجْعَلَهَا فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ، أونصف اللَّيْلِ". وَكُنَّا نَنْصَرِفُ مِنَ الْفَجْرِ وَنَحْنُ نَرَى ضَوْءَ النُّجُومِ). * فِي السُّنَنِ (¬3) بَعْضُهُ مِنْ وَجْهٍ آخر. ¬
255 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 125 أ)، كتاب المواقيت، باب أوقات الصلوات، وعزاه لأبي يعلى، وقال: وفي إسناده مطير وهو ضعيف. اهـ. قلت: بل فيه ابنه موسى بن مطير، وهو متهم بالكذب. وروى النسائي (1/ 237: 552)؛ وأبو داود الطيالسي (ص 284: 2136)؛ وأحمد (3/ 129، 169)، من طرق عن شعبة، عن أبي صدقة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ=
= رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ: (يصلي الظهر إذا زالت الشمس، ويصلي العصر بين صلاتيكم هاتين، ويصلي المغرب إذا غربت الشمس، ويصلي العشاء إذا غاب الشفق، ثم قال على إثره: ويصلي الصبح إلى أن ينفسح البصر) هذا لفظ النسائي. ورجاله ثقات، وأبو صدقة هو توبة الأنصاري، مولى أنس بن مالك، أثنى عليه شعبة خيرًا. المسند (3/ 169). ووثقه الذهبى في الميزان (1/ 361). وروى البخاري (2/ 28: 550)؛ ومسلم (1/ 433: 621)؛ وأبو داود (1/ 185: 404)؛ والنسائي (1/ 252، 253: 507، 508)؛ وابن ماجه (1/ 223: 682)، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، يصلي العصر والشمس بيضاء مرتفعة حية. . .). وروى البخاري (2/ 21: 540)؛ والترمذي (1/ 294: 156)؛ والنسائي (1/ 246: 496)، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: (خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، حين زاغت الشمس فصلى بهم صلاة الظهر)، وعند الترمذي: (زالت) بدل: (زاغت).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن شيخ أبي يعلى ضعيف، وموسى بن مطير متهم بالكذب، وأباه مطير متروك، لكن أكثر ألفاظ هذا الحديث رويت عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من طرق أخرى -كما بينت في التخريج-. ويشهد لعمومه حديث جابر، وابن عباس، وأبي هريرة رضي الله عنهم، في إمامة جبريل، وقد سبق تخريجها في حديث رقم (252). ويشهد له أيضًا حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، وفيه: (كان يصلي -أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-- الهجير -التي تدعونها الأولى- حين تدحض الشمس، ويصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشمس حية. . . وكان=
= يستحب أن يؤخر من العشاء -التي تدعونها العتمة- وكان يكره النوم قبلها، والحديث بعدها. . .). رواه البخاري (2/ 26: 547)؛ ومسلم (1/ 447: 647)؛ وأبو داود (1/ 281: 398)؛ والنسائي (1/ 246: 495)؛ وابن ماجه (1/ 221: 674)، وهو عنده مختصر.
256 - وَقَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ ثَعْلَبَةَ (¬2)، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ (¬3) مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ: "لَا تُقَدِّمُوهَا لِلْفَرَاغِ، وَلَا تُؤَخِّرُوهَا لِلْحَاجَةِ". * هذا إسناد ضعيف. ¬
256 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 124 ب)، كتاب المواقيت، أوقات الصلوات وعزاه لإسحاق بن راهويه، وقال: هذا إسناد ضعيف، إسحاق بن ثعلبة قال فيه أبو حاتم: مجهول منكر الحديث. وقال ابن عدي: أحاديثه كلها غير محفوظة. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - إسحاق بن ثعلبة، وهو منكر الحديث. 2 - الانقطاع بين الحسن البصري وابن مسعود رضي الله عنه، لأنه لم يسمع منه. انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (ص 31: 45). لذا فالحديث ضعيف جدًا. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود رضي الله عنه، قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها. . . الحديث". رواه البخاري (2/ 9: 527)؛ ومسلم (1/ 89، 90: 85)؛ والترمذي (1/ 325: 173)؛ والنسائي (1/ 292: 610، 611). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. اهـ. قلت: فلما كان من أحب الأعمال إلى الله: الصلاة على وقتها، كان تقديمها على الوقت أو تأخيرها مرغوبًا عنه.
257 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بن عبد العزيز (¬1) ابن أَبِي رَوَّادٍ، ثنا بَلْهط بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الرَّمْضَاءَ فَلَمْ يُشْكِنا (¬2)، وَقَالَ: "استعينوا بلا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا تَدْفَعُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ بَابًا مِنَ الضَّرَّاءِ (¬3) أَدْنَاهَا الْهَمُّ". ¬
257 - تخريجه: ذكره الهيثمي (المجمع 1/ 306)، وعزاه للطبراني في الصغير والأوسط، وقال: وفيه بلهط، ضعفه العقيلي، ووثقه ابن حبان. اهـ. وذكره أيضًا في مجمع البحرين (1/ 55 ب)، كتاب الصلاة، باب وقت الظهر. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 126 ب)، كتاب المواقيت، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر. وعزاه لابن أبي عمر، وقال: هذا إسناد فيه مقال؛ بلهط، قال الذهبي: لا يعرف، والخبر منكر. وذكره ابن حبان في الثقات، وباقي الإسناد ثقات. اهـ. ورواه العقيلي في الضعفاء الكبير (1/ 166)؛ والطبراني في الصغير (1/ 157)؛ وأبو نعيم في الحلية (3/ 156)؛ وفي أخبار أصبهان (2/ 93)، من طرق عن محمد بن أبي عمر العدني، به. ووقع في روايتي أبي نعيم (سبعين بابًا) واختلفت ألفاظهم في حروف يسيرة. قال العقيلي: أما الكلام الأول: فرواه أبو إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن=
= خباب، قال: "شكونا إلى النبي عليه السلام حر الرمضاء فلم يشكنا". رواه عن أبي إسحاق: شعبة، وسفيان وغيرهما من الثقات. وأما اللفظ الآخر: فلا يصح فيه شيء. اهـ. وقال الطبراني: لم يروه عن محمد بن المنكدر إلَّا بلهط بن عباد المكي، وهو عندي ثقة، تفرد به ابن أبي عمر عن عبد المجيد، ولا يروى عن جابر إلَّا بهذا الإسناد ولا يحفظ لبلهط حديثًا غير هذا. اهـ. وقال أبو نعيم في الحلية: وحديث بلهط بن عباد تفرد به عبد المجيد بن أبي رواد. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة بلهط بن عباد، وقد تقدم قول العقيلي: حديثه غير محفوظ ولا يتابع عليه. وقال ابن أبي حاتم في الجرح (2/ 440): روى عن محمد بن المنكدر حديثًا منكرًا. اهـ. وقال الذهبي: لا يعرف والخبر منكر. اهـ. وقد جاء بعض ألفاظه في أحاديث صحيحة، وبعضها في حديث ضعيف: 1 - عن خباب بن الأرت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، الصلاة في الرمضاء فلم يشكنا). رواه مسلم (1/ 433: 619)، واللفظ له؛ والنسائي (1/ 247: 497)؛ وابن ماجه (1/ 222: 675)؛ وأحمد (5/ 108، 110). 2 - عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، في سفر. . . الحديث، وفيه: فقال- يعني رسول الله -: (يا عبد الله بن قيس، قُلْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا كنز من كنوز الجنة"، أو قال: "ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلَّا بالله". رواه البخاري (11/ 187، 213، 500: 6384، 6409، 6610)؛ ومسلم=
= (4/ 2076: 2704)؛ وأبو داود (2/ 182: 1526)؛ والترمذي (5/ 457، 509: 3374، 3461)؛ وأحمد (4/ 407) وغيرهم. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. اهـ. 3 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ، كان دواء من تسعة وتسعين داء، أيسرها الهم". رواه الحاكم (1/ 542)، من طريق: عبد الرزاق، عن بشر بن رافع، عن محمد بن عجلان عن أبيه، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه، وبشر بن رافع الحارثي ليس بالمتروك، وإن لم يخرجاه. اهـ. قال الذهبي: بشر واهٍ. اهـ. قلت: وهو كما قال. انظر: التهذيب (1/ 448).
258 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (¬1) الْمَدَنِيُّ، ثنا هُرَير (¬2) بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيج قَالَ (¬3): سَمِعْتُ جَدِّي رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نَوِّر (¬4) بِلَالُ بِالصُّبْحِ قَدْرَ مَا يُبْصِرُ (¬5) الْقَوْمُ مَوَاقِعَ نبلهم" (¬6). ¬
258 - تخريجه: هو في مسند أبي بكر بن أبي شيبة (1/ 111 أ). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 131 ب)، كتاب المواقيت، باب وقت الصبح، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة. وقد ذكر قبل رواية ابن أبي شيبة رواية الطيالسي لهذا الحديث. ولا أدري لماذا أهمل الحافظ رواية الطيالسي، فلم يذكرها هنا وهي على شرطه. وقد رواه أبو داود الطيالسي (1/ 129: 961)، من طريق أبي إبراهيم، عن هرير، به فذكره، لكن قال: (أسفر)، مكان (نور). وأبو إبراهيم، شيخ أبي داود في هذا الحديث، الظاهر أنه محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف منكر الحديث، فإنه من شيوخ أبي داود، ومن طبقة تلاميذ هرير بن عبد الرحمن، وكان مدنيًا.=
ورواه البخاري في التاريخ (3/ 301)؛ والطبراني في الكبير (4/ 277: 4414)، من طريق أبي إسماعيل المؤدب، ثنا هُرَيْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعِ بن خديج الأنصاري، عن جده رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - قال لبلال، فذكره، إلَّا أن البخاري لم يذكر لفظه وإنما قال: نحوه -يعني نحو حديث أسفروا بالصبح-، وهذا إسناد حسن. أبو إسماعيل المؤدب هو إبراهيم بن سليمان بن رزين، وهو "صدوق". التهذيب (1/ 125). ورواه أبو داود (1/ 294: 424)؛ والنسائي (1/ 272: 548)؛ وابن ماجه (1/ 221: 672)؛ وعبد الرزاق (1/ 568: 2159)؛ وأحمد (3/ 465)، (4/ 140، 142)؛ والدارمي (1/ 277)؛ وابن حبان (3/ 22، 23: 1487، 1489)؛ والطحاوي (1/ 178، 179)؛ والطبراني (4/ 249: 4283، 4284)، من طرق عن محمد بن عجلان، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "أصبحوا بالصبح فإنه أعظم لأجوركم"، أو "أعظم للأجر"، هذا لفظ أبي داود، وعند بعضهم بلفظ: "أسفروا. . . "، وبلفظ: "نوروا. . . "، ولم يذكر النسائي في روايته: "فإنه أعظم للأجر". وقد صرح محمد بن عجلان بالسماع كما في رواية النسائي، وابن ماجه، ورجاله ثقات. وقد تابع محمد بن عجلان، محمد بن إسحاق، فرواه عن عاصم، به. رواه الترمذي (1/ 289: 154)؛ والطيالسي (ص 129: 959)؛ والدارمي (1/ 277)؛ والطحاوي (1/ 179)؛ وابن حبان (3/ 23: 1488)؛ والطبراني في الكبير (4/ 250، 251: 4286، 4290)؛ والبيهقي (1/ 457)؛ والبغوي في شرح السنة (1/ 196: 354). قال الترمذي: حديث رافع بن خديج حديث حسن صحيح. اهـ.=
= قلت: لكن ابن إسحاق مدلس لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، ولم أجد تصريحه في شيء من هذه الطرق، بل وجدت ما يقوي كونه دلس في هذا الحديث، ففي رواية أحمد (3/ 465)، صرح ابن إسحاق بتحمله هذا الحديث عن محمد بن عجلان، فقد قال: (أنبأنا محمد بن عجلان) لكن هذا ليس أمرًا قاطعًا، لأنه يمكن أن يكون سمعه من محمد بن عجلان، وسمعه مرة أخرى من عاصم بن عمر. وقال العقيلي في الضعفاء (1/ 113): يُروى عن رافع بن خديج بسناد جيد. اهـ. وقال ابن حجر في الفتح (2/ 55): صححه غير واحد. اهـ.
الحكم عليه: الحديث رجاله كلهم ثقات، إلَّا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، فإنه ضعيف، وقد خطأ أبو حاتم أبا نعيم في قوله: (إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع)، وبين أن الصواب: (إبراهيم بن سليمان المؤدب)، وقد ذكرته في التخريج من روايته عن هرير، كما عند البخاري في التاريخ، والطبراني في الكبير. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 139: 385): سألت أبي عن حديث رواه أبو نعيم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ هرير بن عبد الرحمن. . . فذكره بسنده ومتنه، ثم قال: قال أبي: حدثنا هارون بن معروف، وغيره، عن أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب، عن هرير، وهو أشبه. اهـ. وقال في موضع آخر من العلل (1/ 143: 400): سمعت أبي وذكر حديث إبراهيم بن سليمان بن إسماعيل المؤدب، عن هرير بن عبد الرحمن ... وذكر الحديث بسنده ومتنه، ثم قال: قال أبي: روى أبو بكر بن أبي شيبة هذا الحديث عن أبي. نعيم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ هرير بن عبد الرحمن، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -. قال أبي: وسمعنا من أبي نعيم، كتاب إبراهيم بن إسماعيل، الكتاب كله، فلم يكن لهذا الحديث فيه ذكر، وقد حدثنا غير واحد، عن أبي إسماعيل المؤدب.=
= قلت لأبي: الخطأ من أبي نعيم، أو من أبي بكر بن أبي شيبة؟ قال: أرى قد تابع أبا بكر رجل آخر، إما محمد بن يحيى، أو غيره، فعلى هذا يدل أن الخطأ من أبي نعيم. يعني أن أبا نعيم أراد أبا إسماعيل المؤدب، وغلط في نسبته، ونسب إبراهيم بن سليمان إلى إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع. اهـ. قلت: وعلى كل حال فهذا متن صحيح، لما ذكرته من المتابعات في تخريجه، وقد تقدم قول الحافظ: صححه غير واحد. وممن صححه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (22/ 95). وله شاهد من حديث زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ محمود بن لبيد، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. رواه النسائي (1/ 272: 549)؛ والطبراني (4/ 251: 4294). وإسناد النسائي صحيح، وأما إسناد الطبراني ففيه شيخه إسحاق بن إبراهيم القطان المصري، لم أجد له ترجمة، أما الرجل المبهم في قوله: (رجل من الأنصار) فالظاهر أنه صحابي لأن جل رواية محمود بن لبيد عن الصحابة، ويحتمل أن يكون هو رافع بن خديج كما في الروايات المتقدمة. وقد أثبت بعضهم لمحمود بن لبيد الصحبة، لكن لم يثبت ذلك بسند صحيح صريح، والأكثر على أنه تابعي كبير. الإصابة (6/ 66)؛ التهذيب (10/ 65). قال المزي في تهذيب الكمال (3/ ق: 1311): ولد في حياة النبي، ولم تصح له رؤية ولا سماع من النبي - صلى الله عليه وسلم -. ورواه أحمد (4/ 143) من طريق هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن محمود بن لبيد، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - .. فذكره. وهذا إسناد حسن. هشام بن سعد، قال فيه الذهبي: حسن الحديث. الكاشف (3/ 196). وقد رواه زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ محمود بن لبيد -كما في الرواية السابقة- وفي هذه الرواية أسقط عاصم بن عمر، فإما أن يكون=
= دلسه، وإما أن يكون سمعه من كليهما. ورواه الطحاوي (1/ 179)، من طريق زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ رجال من قومه مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالُوا: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - ... فذكره. وقد رواه من طريقين عن زيد بن أسلم، وهو حسن بمجموعهما. وتقويه رواية ابن أبي عمر القادمة برقم (259). ورواه عبد الرزاق في المصنف (1/ 568: 573)؛ وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 321)، من طريق زيد بن أسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -. وهذا مرسل لأن زيد بن أسلم تابعي لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -. انظر: التهذيب (3/ 365). ولهذا الحديث شواهد أخرى أعرضت عن ذكرها لشدة ضعفها. انظر: نصب الراية (1/ 235 إلى 237)؛ وإرواء الغليل (1/ 281 إلى 287).
259 - [1] وَقَالَ (¬1) ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ الله عنهم، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَصْبِحُوا (¬2) بِصَلَاةِ الصُّبْحِ فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَصْبَحْتُمْ بِهَا كَانَ أَعْظَمَ لِلْأَجْرِ". [2] وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَقَالَ (¬3): حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬4)، ثنا أَبُو عَامِرٍ (¬5)، ثنا (¬6) فُلَيْحٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ فُلَيْحًا. ¬
259 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 131 ب)، كتاب المواقيت، باب وقت الصبح، وعزاه لابن أبي عمر. ورواه الطحاوي (1/ 179)، من طريقين عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عمر ابن قتادة، عن رجال من قومه من الأنصار من أصحاب رسول الله قَالُوا: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فذكره. إسناد الطحاوي بطريقيه حسن إن شاء الله.=
= وقد روي من عدة طرق عن زيد بن أسلم، كما بينت ذلك في شواهد الحديث السابق. وأما رواية البزار فلم أجد من أخرجها غيره. انظر: كشف الأستار (1/ 194: 384)؛ زوائد البزار لابن حجر (1/ 620: 235). وقد ذكرها الهيثمي (المجمع 1/ 315)، وعزاها للبزار وقال: ورجاله ثقات. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بإسناد ابن أبي عمر حسن، فبهام الصحابي لا يضر، لكن قد يكون عاصم بن عمر لم يسمعه من الصحابي مباشرة وإنما سمعه من تابعي عنه، فإنه لم يسمع إلَّا من نزر قليل من الصحابة، وروايات الحديث الصحيحة قد بينت أن بينه وبين الصحابي محمود بن لبيد، وهو من كبار التابعين -على الصحيح- خاصة وأن زيد بن أسلم قد اضطربت الروايات عنه في هذا الحديث، فمرة رواه عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، عن رجال من الأنصار -كما عند النسائي والطبراني-، وهذه هي أصح طرق هذا الحديث عنه كما بينت في تخريج شواهد الحديث السابق. ومرة رواه عن عاصم، عن رجل من الصحابة، كما هنا، وكما في روايتي الطحاوي. ومرة أرسله كما في رواية عبد الرزاق وابن أبي شيبة التي تقدم تخريجها في الحديث السابق. وهو صحيح بشاهده الذي تقدم تخريجه -وهو حديث رافع بن خديج-. وأما رواية البزار فلم يتابع فليح عليها كما قال البزار، وفليح صدوق له أوهام وغرائب فلا يحتمل تفرده. وفي إسناده أيضًا عمر بن قتادة بن النعمان وهو مستور، لم يرو عنه إلَّا ابنه ولم يوثقه أحد.
260 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا (¬1) بكر بن عبد الله (¬2)، ثنا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (¬3)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ (¬4)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ (¬5): (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي الْمَغْرِبَ ثُمَّ يَرْجِعُ نَاسٌ (¬6) إِلَى أَهَالِيهِمْ وَهُمْ ينظرون (¬7) مواقعَ النبلِ حين يرمونها). ¬
260 - تخريجه: هو في مسند ابن أبي شيبة (1/ 172 ب). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 130 أ)، كتاب المواقيت، باب وقت المغرب، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وقال: محمد بن أبي ليلى ضعيف، لكن له أصل في الصحيحين وغيرهما من حديث سلمة بن الأكوع. اهـ. ورواه ابن أبي حاتم (العلل 1/ 92)، رقم (249)، من طريق أحمد بن عثمان الأودي، قال: حدثنا بكر بن عبد الرحمن، به فذكره. وقد سقط من إسناده ابن أبي ليلى، فلعله سهو من الناسخ. قال أبو حاتم: هذا خطأ إنما يروى عن الزهري، عن ابن كعب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث، مرسل، به. اهـ.=
= ورواه الطبراني في الكبير (19/ 62: 116)، من طريق أبي كريب، وأحمد بن عثمان الأودي، قالا: حدثنا بكر بن عبد الرحمن، به فذكره. ورواه أيضًا (19/ 62: 114)، من طريق أبي زائدة، ثنا عمر بن حبيب القاضي، ثنا يحيى بن سعيد، عن الزهري، به فذكر نحوه. ورواه أيضًا في الأوسط، كما في مجمع البحرين (1/ 56 أ)، من هذه الطريق، وقال: لم يروه عن يحيى إلا عمر، تفرد به أبو زائدة. اهـ. قلت: عمر بن حبيب القاضي، ضعيف. انظر: التهذيب (7/ 431). ورواه أيضًا في الكبير (19/ 62: 115)؛ والأوسط، كما في مجمع البحرين (1/ 56 أ)، من طريق موسى بن أعين، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، حدثني ابن كعب بن مالك، عن أبيه، به فذكر نحوه. قال الطبراني: لم يرفعه عن إسحاق إلا موسى. اهـ. قلت: ورجاله ثقات إلا المعافى بن سليمان، فإنه صدوق. لكن بعض الأئمة كابن معين والذهلي وغيرهما، ضعفوا رواية إسحاق بن راشد الجزري عن الزهري، وقالوا بأن فيها اضطرابًا. انظر: شرح العلل (2/ 809)؛ التهذيب (1/ 230)؛ هدي الساري (ص 389). ورواه عبد الرزاق (1/ 551: 2090)؛ ومن طريقه الطبراني في الكبير (19/ 63: 117)، من طريق معمر، وابن جريج، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أخبره أن رجالًا من بني سَلِمة كانوا يشهدون المغرب ... الحديث. قال الطبراني: ولم يقل معمر، وابن جريج، في هذا الحديث عن ابن كعب، عن أبيه. اهـ. ورواه الطبراني في الكبير (19/ 63: 118)، من طريق يونس عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كعب، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أخبره ... الحديث.=
= قال الطبراني: هكذا رواه يونس، عن ابن شهاب، عن ابن كعب، أخبرني رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 1/ 311): ورجاله ثقات. اهـ. قلت: شيخ الطبراني: إسماعيل بن الحسن الخفاف، لم أجد له ترجمة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لسوء حفظ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى، وقد توبع في رواية هذا الحديث عن شيخ شيخه -كما مر في التخريج- لكن هذه المتابعات لا تخلو من مقال. وقد خالف الثقات -معمر، وابن جريج- هذه الروايات فرووه مرسلًا كما في رواية عبد الرزاق عنهما. وهذا مما يقوي صحة كلام أبي حاتم الرازي -الذي تقدم ذكره- في تخطئته لمن وصله، وتصحيح الإرسال فيه. وأما رواية يونس بن يزيد الأيلي المتقدِّمة فقد تفرد بها، وهو ثقة، وخاصة في حديثه عن الزهري، لكن يقع في حديثه المناكير إذا حدث من حفظه. انظر: شرح العلل (2/ 765)، فلعل هذه الرواية حدث بها من حفظه فوقعت له المخالفة، على أنه لا مانع من كون الحديث عند الزهري من طريقين أحدهما عن عبد الله بن كعب مرسلًا، والآخر عن ابنه عبد الرحمن متصلًا. والحديث إن شاء الله تعالى، بمجموع هذه الطرق المرسل منها والموصول، وبما له من الشواهد الصحيحة لا ينزل عن درجة الحسن. فمن شواهده: 1 - ما رواه البخاري (2/ 40: 559)؛ ومسلم (1/ 441: 637)؛ وابن ماجه (1/ 224: 687)؛ وأحمد (4/ 141)؛ وعبد بن حميد في المنتخب من مسنده (1/ 491: 426). من حديث رافع بن خديج رضي الله عنه، قال: (كنا نصلي المغرب مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فينصرف أحدنا وإنه ليبصر مواقع نبله). 2 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قَالَ: (كُنَّا نُصَلِّي مَعَ=
= رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَغْرِبَ، ثم نأتي بني سَلِمة ونحن نبصر مواقع النبل). رواه الطيالسي (ص 243: 1771)؛ وأحمد (3/ 382)؛ وابن خزيمة (1/ 173: 337)؛ والطحاوي (1/ 213)، من طرق عن ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ القعقاع بن حكيم، به. وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات. ورواه أحمد (3/ 369)؛ والبزار كما في كشف الأستار (1/ 190: 374)، من طريق سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيل، عن جابر، به مثله. قال البزار: لا نعلم له عن جابر طريقًا غير هذا. اهـ. قلت: بل له طرق أخرى كما ترى. وعبد الله بن محمد بن عَقيل، صدوق في حديثه لين، ويقال: تغير بآخره. انظر: التقريب (ص 321). 3 - وما رواه الطيالسي (ص 190: 1335)؛ وأحمد (4/ 114، 115، 117)؛ وعبد بن حميد في المنتخب من مسنده (1/ 254: 281)، من طرق عن ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، سمعت زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: (كنت أصلي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم أخرج إلى السوق. فلو أرمي لأبصرت مواقع نبلي). ورجاله ثقات إلا صالح مولى التوأمة فإنه قد اختلط آخر عمره، لكن ابن أبي ذئب ممن سمع منه قبل الاختلاط، وكان قبله معدود عند بعض العلماء من الثقات. انظر: التهذيب (4/ 405)؛ التقريب (ص 274)؛ الكواكب النيرات (ص 258)، فالحديث بهذا الإسناد حسن، وهو صحيح لغيره. 4 - وما رواه البخاري (2/ 41: 561)؛ ومسلم (1/ 441: 636)؛ وأبو داود (1/ 291: 417)؛ والترمذي (1/ 304: 164)؛ وابن ماجه (1/ 225: 688)؛ وأحمد (4/ 51)؛ وعبد بن حميد في المنتخب من مسنده (1/ 351: 386)؛ وابن حبان (3/ 34: 1521)، من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: (أن=
= رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي المغرب إذا غربت الشمس، وتوارت بالحجاب). هذا لفظ مسلم. 5 - وما رواه أحمد (4/ 36)؛ والطحاوي (1/ 213)، من طريق علي بن بلال، عن ناس من الأنصار قالوا: (كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - المغرب، ثم ننصرف فنترامى حتى نأتي ديارنا، فما بخفى علينا مواقع سهامنا)، وفي لفظ آخر: (حتى يأتون ديارهم في أقصى المدينة)، قال الحافظ في الفتح (2/ 41): سنده حسن. اهـ. قلت: رجاله ثقات، إلا علي بن بلال الليثي، فقد ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 208)، وقال: يروي المراسيل والمقاطيع، وذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عليه، ولم يذكره صاحب الميزان، وذكره في اللسان ولم يزد على كلام ابن حبان. وقال في تعجيل المنفعة (ص 291): ليس بمشهور.
261 - [وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ -أَيْضًا-] (¬1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيل، عَنِ الْأَجْلَحِ (¬2)، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ مَكَّةَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى أَتَى سَرِف (¬3)، وَهِيَ تِسْعَةُ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ). * فِيهِ دليل على امتداد وقت المغرب. ¬
261 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 128 ب)، كتاب المواقيت، باب وقت المغرب، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة. ورواه أحمد (3/ 305)، من طريق محمد بن فضيل، به فذكره بتمامه. ورواه الطبراني في الأوسط (2/ 292: 1514)، من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عبد الرحيم بن سليمان، عن الأجلح، وحبيب بن حسان، عن أبي الزبير، به فذكره بلفظ مقارب. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن حبيب إلا عبد الرحيم، تفرد به عبد الله بن عمر. اهـ. قلت: وحبيب بن حسان متروك الحديث. انظر: الميزان (1/ 450، 454)، فلا فائدة من متابعته للأجلح، لأنها كعدمها. وفيه أيضًا عنعنة أبي الزبير وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالسماع. انظر: مراتب المدلسين (ص 108).=
= ورواه أبو داود (2/ 16: 1215)؛ والنسائي (1/ 287: 593)، من طريق يحيى بن محمد الجاري، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن مالك، عن أبي الزبير، به، ولفظه عند النسائي: (غابت الشمس ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة، فجمع بين الصلاتين بسَرِف)، ولم يرد عندهما ذكر المسافة. ورواه الطحاوي (1/ 161)، من طريق نُعيم بن حماد، عن عبد العزيز بن محمد، به فذكره. وفيه عنعنة أبي الزبير -وهو مدلس كما تقدَّم-. وهذا الحديث ليس من الزوائد، لأن أبا داود، والنسائي، أخرجا معناه، وأحمد أخرجه في مسنده بحروفه، وشرط الحافظ رحمه الله: أن لا يكون أخرجه أحد السبعة، من طريق ذلك الصحابي -أي ولو كان بمعناه كما صرح بذلك في المقدمة-.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لأن أبا الزبير مدلس لا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع. انظر: مراتب المدلسين (ص 108)، وقد عنعن هنا، ولم أجد للحديث طريقًا أخرى فيها تصريحه بالسماع. لكن للحديث شواهد كثيرة دالة على تأخيره - صلى الله عليه وسلم - صلاة المغرب في السفر، فالحديث بهذه الشواهد حسن لغيره. 1 - فمنها حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إذا أعجله السير في السفر يؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء) متفق عليه. انظر: البخاري (2/ 572: 1091)؛ ومسلم (1/ 489: 703). 2 - وحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يجمع بين صلاة المغرب والعشاء في السفر). رواه البخاري (2/ 579: 1108)؛ ورواه مسلم (1/ 489: 704) بمعناه، وفيه: (ويؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء، حين يغيب الشفق).
262 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن حسان العبدي (¬1)، [حَدَّثَتْنِي] (¬2) جَدَّتَايَ: دُحَيبة، وَصَفِيَّةُ بِنْتَا عُلَيْبَةَ، عَنْ رَبِيبَتِهِمَا (¬3) وَجَدَّةِ أَبِيهِمَا: قَيْلَة بِنْتِ مَخْرَمَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: (صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْفَجْرَ حين [انشق (¬4) الفجر (¬5) و] النجوم شَابِكَةً (¬6) فِي السَّمَاءِ [مَا نَكَادُ] (¬7) نَتَعَارَفُ (¬8)، وَالرِّجَالُ ما تكاد تعارف ((¬9). ¬
262 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 230: 1658). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 131 أ)، كتاب المواقيت، باب وقت الصبح، وعزاه لأبي داود الطيالسي. ورواه الطحاوي (1/ 177) من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، ثنا عبد الله بن حسان العنبري، به فذكر نحوه.=
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لجهالة حال كل من دحيبة، وصفية بنتي عليبة، والراوي عنهما عبد الله بن حسان. لكن التغليس بالفجر ثابت في الصحاح عن عدد من الصحابة: 1 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: (لقد كان نساء من المؤمنات يشهدن الفجر مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، متلفعات بمروطهن، ثم ينقلبن إلى بيوتهن وما يعرفن، من تغليس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بالصلاة). رواه البخاري (2/ 54: 578)؛ ومسلم (1/ 445، 446: 645)، واللفظ له؛ وأبو داود (1/ 293: 423)؛ والنسائي (1/ 271: 545، 546)؛ والترمذي (1/ 287: 153)؛ وابن ماجه (1/ 220: 669)؛ وابن حبان (3/ 26، 27: 1496، 1497، 1498، 1499). قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح. اهـ. 2 - وعن محمد بن عمرو بن الحسن بن علي قال: سألنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (كان يصلي الظهر بالهاجرة، والعصر والشمس حية، والمغرب إذا وجبت، والعشاء إذا كثر الناس عجل، وإذا قلو أخر، والصبح بغلس). رواه البخاري (2/ 41، 47: 560، 565)، واللفظ له؛ ومسلم (1/ 446: 646)؛ وأبو داود (1/ 281: 397)؛ والنسائي (1/ 270: 543)؛ والبيهقي (1/ 434).
263 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (¬1)، عَنْ لَيْثٍ (¬2)، عَنْ طاوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (لَا (¬3) تَفُوتُ صَلَاةٌ حَتَّى يَدْخُلَ وَقْتُ الأخرى). ¬
263 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 123 ب)، كتاب المواقيت، باب أوقات الصلوات، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد موقوف، ورجاله ثقات. اهـ. قلت: بل فيه ليث بن أبي سليم، وهو يحتاج إلى متابع. ورواه عبد الرزاق (1/ 584: 2226)، من طريق ليث، عن ابن طاوس، عن ابن عباس قال: (وقت الظهر إلى العصر، والعصر إلى المغرب، والمغرب إلى العشاء، والعشاء إلى الصبح). وفيه ليث بن أبي سليم، وابن طاوس -واسمه عبد الله- لم يدرك ابن عباس رضي الله عنهما. انظر: تهذيب الكمال (2/ ق: 696). ورواه الطحاوي (1/ 165)، من طريق أبي داود، عن سفيان بن عيينة، به، فذكره بلفظ مقارب لحديث الباب.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، لأن فيه ليث بن أبي سليم، وهو يحتاج إلى متابع ولم أجد من تابعه، لكن لهذا الأثر شواهد تشهد بصحة معناه، فلعله بها يرتفع إلى درجة الحسن لغيره. فمنها: 1 - ما رواه الشيخان: البخاري (2/ 56: 579)؛ ومسلم (1/ 424: 608)، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس=
= فقد أدرك العصر". وقد رواه مسلم (1/ 424: 609) أيضًا من حديث عائشة رضي الله عنها، لكن فيه (سجدة) مكان (ركعة)، والمعنى واحد. فهذا الحديث الصحيح دال على معنى أثر ابن عباس رضي الله عنهما، في الجملة. 2 - ما رواه عبد الرزاق (1/ 582: 2216)؛ وابن أبي شيبة (1/ 334)، من طريق الثوري، عن عثمان بن موهب -سقطت الميم في مصنف ابن أبي شيبة فصار عثمان بن وهب- قال: سمعت أبا هريرة وسأله رجل عن التفريط في الصلاة. فقال: (أن تؤخرها إلى وقت التي بعدها، فمن فعل ذلك فقد فرط) اللفظ لعبد الرزاق. وسنده صحيح. وعثمان بن موهب: هو عثمان بن عبد الله بن موهب، ثقة، وقد نسب إلى جده هنا. انظر: التقريب (ص 385). ووجدت لأثر ابن عباس شاهدًا صحيحًا: 3 - فعن أبي قتادة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: "إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم وتأتون الماء ... " بطوله، وفيه: "أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى ... " الحديث. رواه مسلم (1/ 372: 681)؛ وأبو داود مختصرًا (1/ 307: 441). قال النووي في شرحه على مسلم (5/ 187): فيه دليل على امتداد وقت كل صلاة من الخمس حتى يدخل وقت الأخرى، وهذا مستمر على عمومه في الصلوات إلَّا الصبح فإنها لا تمتد إلى الظهر بل يخرج وقتها بطلوع الشمس، لمفهوم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح". اهـ.
264 - حَدَّثَنَا (¬1) سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو -هُوَ ابْنُ دِينَارٍ- قَالَ: (كُنَّا نُصَلِّي مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما الْفَجْرَ، ثُمَّ نَأْتِي جِيَادَ (¬3) فَنَقْضِي حَاجَتَنَا، ثُمَّ نَرْجِعُ. وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِغَلَسٍ، فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا وَلَا يَعْرِفُ صاحبه) (¬4). ¬
264 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 131 ب)، كتاب المواقيت، باب وقت الصبح، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ. ورواه عبد الرزاق (1/ 571: 2173) من طريق سفيان بن عيينة، به، فذكره، دون قول ابن الزبير، فلم يذكره. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 320) من طريق وكيع، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمرو بن دينار: أنه صلَّى مع ابن الزبير فكان يغلس بالفجر فينصرف ولا يعرف بعضنا بعضًا. وفي سنده تخليط كما ترى وأظن أن صوابه: وكيع بن نافع بن عمر -الجمحي- عن عمرو بن دينار. لكن تبادر إلى ذهن الناسخ السند المعروف -نافع عن ابن عمر-، وقد وجدت الشيخ حبيب الرحمن قد أثبت ما استظهرته هنا -في تحقيقه لمصنف ابن أبي شيبة (2/ 244: 3214) - من بعض نسخ المصنف.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح. وله شواهد منها: 1 - عن عمرو بن ميمون الأودي قال: (كنت أصلي مع عمر بن الخطاب الصبح، ولو كان ابني إلى جنبي ما عرفت وجهه). رواه عبد الرزاق (1/ 571: 2171)؛ وابن أبي شيبة (1/ 320) بنحوه - وسنده صحيح. 2 - وعن نافع قال: (كان ابن عمر يصلي مع ابن الزبير الصبح، ثم يرجع إلى منزله مع الصلاة، لأن ابن الزبير كان يصلي بليل -أو قال: بغلس-). رواه عبد الرزاق (1/ 571: 2174) وسنده صحيح. 3 - عن مغيث بن سُمَيّ قال: (صليت مع عبد الله بن الزبير الصبح بغلس، فلما سلم أقبلت على ابن عمر، فقلت: ما هذه الصلاة، قال: هذه صلاتنا كانت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأبي بكر، وعمر، فلما طُعِن عمر أسفر بها عثمان). رواه ابن ماجه (1/ 221: 671) وسنده صحيح، وإن كان فيه الوليد بن مسلم، لأنه صرح بالتحديث وكذلك باقي رجال السند صرحوا بالتحديث، فأمن كل ما يخشى من أنواع تدليسه، وهو ثقة إذا أمن ذلك منه.
265 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المُحَبَّر، ثنا حَمَّادٌ (¬1)، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ (¬2): أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لِلْأَنْصَارِيِّ (¬3) الَّذِي ذكَّره بِمِيقَاتِ صَلَاةِ الْعَصْرِ: بَلَى اشْهَدُوا (¬4) أنَا كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ (¬5) نَقِيَّةٌ (¬6)، ثُمَّ نَأْتِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ (¬7) -وَهِيَ عَلَى مِيلَيْنِ مِنَ المدينة- وإن الشمس لم تفقد (¬8). ¬
265 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث 1/ 159: 107)، بلفظ أطول مما هنا فيبدوا أن الحافظ اختصره. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 125 أ)، كتاب المواقيت، باب أوقات الصلوات، بتمامه كما في البغية، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: هذا الإسناد والذي قبله ضعيف لضعف داود بن المحبر. اهـ.=
= ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 327)، من طريق أبي أسامة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (قدم رجل على المغيرة بن شعبة، وهو على الكوفة، فرآه يؤخر العصر، فقال له: لم تؤخر العصر؟ فقد كنت أصليها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم أرجع إلى أهلي بني عمرو بن عوف والشمس مرتفعة). وسنده صحيح. ورواه الخطيب في الأسماء المبهمة (ص 237)، من طريق الحارث بن أبي أسامة، به فذكره بتمامه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه داود بن المحبر، وهو متهم بالوضع. لكن الحديث قد ثبت من غير طريقه كما بينت في التخريج، والقصة وبعض ألفاظه ثابتة في الصحيحين وغيرهما. انظر: تخريج الحديث رقم (252).
266 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو (¬1) مُعَاوِيَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى (¬2)، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَازِبٍ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يَسْأَلُهُ عَنْ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ (¬3)، فَقَدَّم، وأخَّر، وَقَالَ: الْوَقْتُ مَا (¬4) بينهما". ¬
266 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 341: 1679). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 265: 184). وذكره أيضًا (المجمع 1/ 304)، وعزاه لأبي يعلى، وقال: وفيه حفصة بنت عازب، ولم أجد من ذكرها. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 125 ب)، كتاب المواقيت، باب أوقات الصلوات، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد ضعيف [لضعف] ابن أبي ليلى. اهـ. ما بين المعقوفتين زدته لتستقيم العبارة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى، ولجهالة حفصة بنت عازب. وله شاهدان صحيحان: 1 - من حديث بُريدة بن الحُصَيْب رضي الله عنه، وفيه: (وقت صلاتكم بين ما رأيتم)، وفي لفظ: (ما بين ما رأيت وقت). 2 - ومن حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وفيه: (الوقت بين هذين). وقد سبق تخريجهما في حديث رقم (249). فالحديث حسن لغيره بهذه الشواهد.
267 - [وَقَالَ أَبُو يَعْلَى] (¬1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الجوهري، ثنا أصرم ابن حَوْشب، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا كَانَ الْفَيْءُ ذِرَاعًا وَنِصْفًا (¬2) إِلَى ذِرَاعَيْنِ فَصَلُّوا الظُّهْرَ". (12) وَحَدِيثُ (¬3) أَبِي مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَبَقَ فِي الأذان (¬4). ¬
267 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (9/ 377: 5502). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 266: 186). وذكره أيضًا (المجمع 1/ 306)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه أصرم بن حوشب، وهو كذاب. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 126 ب)، كتاب المواقيت، باب وقت الظهر، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إشاد ضعيف لضعف أصرم. اهـ. ورواه العُقَيلي في الضعفاء الكبير (1/ 118)، من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، به، فذكره. -وقد سقط زياد بن سعد من سنده، وهو خطأ مطبعي أو من الناسخ-. وقال: لا يتابع عليه، ولا يعرف إلَّا به. اهـ.-يعني أصرم بن حوشب-. ورواه ابن حبان في المجروحين (1/ 183) من طريق أبي يعلى، به فذكره. وقال: المتنان جميعًا باطلان -يعني هذا الحديث، وحديث آخر طويل-. ورواه ابن عدي في الكامل (1/ 395) من طريق محمد بن جعفر، حدثنا=
أصرم بن حوشب، به فذكره. وقال: هذه الأحاديث عن زياد بن سعد، لا يرويها عن زياد غير أصرم بن حوشب هذا. اهـ. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 86) من طريق ابن عدي، به فذكره وقال: قال أبو جعفر العقيلي: لا يعرف هذا الحديث إلَّا بأصرم، وليس له أصل من جهة يثبت. وقال أبو حاتم ابن حبان: هذا متن باطل. وأصرم كان يضع الحديث على الثقات. قال يحيى بن معين: أصرم كذاب خبيث. وقال البخاري: متروك الحديث. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد موضوع، لأن في سنده أصرم بن حوشب وهو وضاع، ولم أجد من تابعه عليه، وقد حكم عليه كثير من أهل العلم بأنه موضوع، كما تقدم عن ابن حبان، وابن الجوزي، وقد أورده في الموضوعات أيضًا: ابن عَرَّاق في تنزيه الشريعة (2/ 76) في الفصل الأول. وعلي القاري في الأسرار المرفوعة (ص 116: 30). والشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 35). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1/ 220: 224): موضوع. اهـ.
268 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَمْرٌو الجُعْفِي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى (¬1)، عَنْ سُويد بْنِ غَفَلة، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُسْفِرُ بالفجر) (¬2). ¬
268 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث 1/ 163: 111). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 132 أ)، كتاب المواقيت، باب وقت الصبح، وعزاه للحارث بن أبي أسامة. وذكره السيوطي في مسند أبي بكر (ص 153: 498)، وعزاه للحارث، وقال: عبد العزيز، وعمرو كلاهما متروكان. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه عبد العزيز بن أبان الأموي، وهو متهم بالوضع، وفيه أيضًا عمرو بن شمر الجعفي، وهو متروك الحديث. لكن الأمر بالإسفار بصلاة الصبح قد دل عليه حديث رافع بن خديج الصحيح الذي تقدم تخريجه في حديث رقم (258).
269 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا شَبَابة، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ سِنَانٍ (¬1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "أصبحوا بصلاة الصبح فإنه أعظم للأجر". ¬
269 - تخريجه: ذكره الهيثمي (المجمع 1/ 315)، وعزاه للبزار والطبراني في الكبير، وقال: وفيه أيوب بن سيار وهو ضعيف. اهـ. قلت: بل هو منكر الحديث جدًا. ولم يعزه الهيثمي لأبي يعلى، وهذا يدل على أن هذا الحديث من الرواية المطولة لمسند أبي يعلى. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 132 أ)، كتاب المواقيت، باب وقت الصبح، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن سيار. اهـ. ورواه البزار، [كما في كشف الأستار (1/ 194: 383)؛ وزوائد البزار لابن حجر (1/ 615: 234)]. والطحاوي (1/ 179)؛ والعقيلي في الضعفاء (1/ 112)؛ وابن حبان في المجروحين (1/ 171)؛ والطبراني في الكبير (1/ 339، 351: 1016، 1067)؛ وابن عدي (1/ 339)؛ والعسكري في تصحيفات المحدثين (2/ 621)، من طرق عن أيوب بن سيار عن محمد بن المنكدر، به. قال البزار: وأيوب ضعيف. اهـ. وقال العقيلي: ليس لإسنادهما جميعًا، -يعني هذا الحديث وحديث بلال: (أذنت في ليلة باردة شديدة ...) -، أصلًا ولا يتابع عليهما -يعني أيوب بن سيار- قال: فأما متن الحديث الأول، في الإسفار بالفجر فيروى عن رافع بن خديج بإسناد=
= جيد، والثاني: فليس بمحفوظ إسناده ولا متنه. اهـ. وقال ابن حبان: هذا متن صحيح وإسناد مقلوب. اهـ. وقال ابن عدي: وهذان الحديثان -يعني حديث الباب، وحديث بلال: (أذنت في غداة باردة ...) - لا يرويهما بهذا الإسناد عن محمد بن المنكدر غير أيوب بن سيار. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه أيوب بن سيار، وهو منكر الحديث جدًا، ولم يتابع عليه كما تبين في التخريج من خلال أقوال بعض من خرجه من الأئمة، لكن المتن صحيح كما قال ابن حبان، من حديث رافع بن خديج. انظر: تخريج الحديث رقم (258).
270 - وَقَالَ (¬1) أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَدَنِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ المَقْبُري (¬2)، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَحَدَكُمْ لِيُصَلِّي الصَّلَاةَ وَمَا فَاتَهُ مِنْ وَقْتِهَا أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ". ¬
270 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 132 ب)، كتاب المواقيت، باب في من صلى الصلاة في وقتها، ومن أخرها، وعزاه لابن منيع، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف يعقوب. اهـ. ورواه الدارقطني (1/ 248) من طريق إبراهيم بن الفضل، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إن أحدكم ليصلي الصلاة لوقتها، وقد ترك من الوقت الأول ما هو خير له من أهله وماله". وفيه إبراهيم بن الفضل المخزومي المدني، وهو متروك الحديث. انظر: الضعفاء للنسائي (ص 45)؛ التقريب (ص 92).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه يعقوب بن الوليد، وهو كذاب متهم بالوضع، وقد تابعه إبراهيم بن الفضل المخزومي -كما في رواية الدارقطني- لكنه متروك، فوجود متابعته كعدمها. وللحديث شواهد، لكنه غير قابل للتقوية لوجود كذاب في سنده، ومن شواهده: 1 - عن نوفل بن معاوية رضي الله عنه: أن النبي قال: "من فاتته الصلاة فكأنما وتر أهله وماله".=
= رواه ابن حبان (3/ 14: 1466) من طريق أبي عامر العَقَدي، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام، به. ورجاله ثقات، إلَّا أن ابن أبي ذئب وإن كان ثقة، فقد تُكلم في روايته عن الزهري، فقد قال ابن معين، ويعقوب بن شيبة: لم يسمع من الزهري وإنما عرض عليه، وحديثه عنه فيه شيء. انظر: شرح العلل (2/ 809). وتكلم مسلم في رواية العراقيين عنه وقال بأن فيها وهمًا كبيرًا. التمييز (ص 191)؛ شرح العلل (2/ 779)، والراوي عنه هنا عراقي بصري، وهو أبو عامر العقدي. وظاهر هذا الإسناد الاتصال. وقد روى هذا الحديث البخاري (6/ 612: 3601، 3602)؛ ومسلم (4/ 2212: 2886)؛ والنسائي (1/ 238: 479)، ولفظه: (من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله). وفي رواية أخرى للنسائي: (1/ 237: 478): (من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله). فقد صرحت رواية النسائي بهذه الصلاة المبهمة في رواية الشيخين. ورواية الشيخين والنسائي دالة على ضعف رواية ابن أبي ذئب التي جاء فيها الإطلاق على جميع الصلوات، لا صلاة بعينها. وهو عند الشيخين من طريق صالح بن كَيسان، عن الزهري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود، عن نوفل بن معاوية. فزاد صالح: عبد الرحمن بن مطيع، بين أبي بكر بن عبد الرحمن ونوفل بن معاوية، فلعله من المزيد في متصل الأسانيد. 2 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ الرَّجُلَ لِيُصَلِّي الصَّلَاةَ، وَمَا فَاتَهُ مِنْ وقتها خير من أهله وماله". رواه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 961: 1043، 1044) بإسنادين:=
= الأول: من طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن الزهري، به. ورجاله ثقات، لكنه منقطع لأن الزهري لم يسمع من ابن عمر، وقيل سمع منه حديثين أو ثلاثة. (جامع التحصيل ص 269). والثاني: من طريق هشيم، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عبد الرحمن الجُرَشي، عن ابن عمر، به. ورجاله ثقات، لكن هشيم مدلس وقد عنعن. انظر: مراتب المدلسين (ص 115). وحديث ابن عمر مخرج في الصحيحين: البخاري (2/ 30: 552)؛ ومسلم (1/ 435: 626) لكن بلفظ: "الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله". 3 - وعن طَلْق بن حبيب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "إِنَّ الرَّجُلَ لِيُصَلِّي الصَّلَاةَ وَمَا فَاتَهُ مِنْ وقته أفضل من أهله وماله". يأتي تخريجه في الحديث الآتي بعد هذا الحديث برقم (271).
271 - وَقَالَ (¬1) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ (¬2)، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ (¬3) بْنُ سُلَيْمَانَ (¬4)، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (¬5)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يُدْعى يَعْلَى (¬6)، قَالَ (¬7): أَخْبَرَنِي طَلْقٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لِيُصَلِّي الصَّلَاةَ، وَمَا فَاتَهُ مِنْ وَقْتِهِ أَفْضَلُ من أهله وماله". ¬
271 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 132 ب)، كتاب المواقيت، باب في من صلى الصلاة في وقتها ومن أخرها عنه، وعزاه لأبي يعلى. ورواه عبد الرزاق (1/ 584: 2225) من طريق ابن أبي سَبْرة، عن يحيى بن سعيد، به، فذكره. بلفظ مقارب. وفي سنده ابن أبي سبرة، وقد رمي بالوضع. انظر: التقريب (ص 623). ورواه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 960، 961: 1040، 1041، 1042) من ثلاث طرق: الطريق الأولى: من طريق الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد، عن يعلى، عن طلق قال: بلغتا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ "إِنَّ الرَّجُلَ لِيُصَلِّي الصَّلَاةَ، وَمَا فَاتَهُ، ولما فاته من وقتها أفضل من أهله وماله". ورجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل لأن طلقًا تابعي صغير، وقذ. حذف. يحيى بن سعيد=
= الواسطة بينه وبين يعلى بن مسلم، وهو محمد بن المنكدر، فلا أدري أدلسه أم سمعه مرة من محمد، ومرة من يعلى -وسماعه منه ممكن-. انظر: مراتب المدلسين (ص 47)، وهو من الأولى. الطريق الثانية: من طريق محمد بن يحيى الذهلي، حدثنا جعفر بن عون، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، به فذكر المتن السابق. ورجاله ثقات إلَّا أنه مرسل كسابقه. الطريق الثالثة: من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن محمد بن المنكدر، عن طلق بن حبيب قال: كان يقال ... ، بهذا الحديث -يعني بمثل الحديث السابق-. ورجاله ثقات إلَّا أنه مرسل كسابقيه، ولم يذكر محمد بن المنكدر يعلى بن مسلم في هذه الطريق، ومحمد ليس بمدلس وسماعه من طلق ممكن.
الحكم عليه: الحديث إسناده صحيح، إلَّا أنه مرسل، حيث إن طلق بن حبيب العنزي، تابعي لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -. انظر: الطبقات (7/ 227)؛ ذكر أسماء التابعين للدارقطني (2/ 124: 568). وله شواهد خرجتها في الحديث السابق (270).
272 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو الرَّبِيعِ (¬2)، ثنا حَمَّادٌ (¬3)، عَنْ عَاصِمٍ (¬4)، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، [قَالَ] (¬5): قُلْتُ لِأَبِي (¬6): يَا أَبَتَاهُ أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)} (¬7)، أيُّنا لَا يَسْهُو؟ [أيُّنا] (¬8) لَا يُحَدِّث نَفْسَهُ (¬9)؟ قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ إِضَاعَةُ الْوَقْتِ، يَلْهو حتى يضيع (¬10) الوقت. ¬
272 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 63: 704). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 285: 207). وذكره أيضًا (المجمع 1/ 325)، وعزاه لأبي يعلى، وقال: إسناده حسن. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 132 ب)، كتاب المواقيت، باب في من صلى الصلاة في وقتها ومن أخرها، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد حسن. اهـ. ورواه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 125: 43)؛ والطبري في تفسيره (30/ 201)؛ والبيهقي (2/ 214)، من طرق عن عاصم بن أبي النجود، به. وفي بعض ألفاظهم اختلاف يسير.=
= ورواه البيهقى (2/ 214)، من طريق عبد الله بن زبيد الأيامى، عن طلحة بن مصرف، عن مصعب بن سعد، به فذكر نحوه. ورواه الطبري في تفسيره (30/ 201) من طريق خلف بن حوشب، عن طلحة بن مصرف، عن مصعب، به فذكر نحوه.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلا أن عاصم بن أبي النجود في حفظه سوء، لكن قد تابعه سماك بن حرب -كما في روأية أبي يعلى الآتية- وطلحة بن مصرف -كما مر في التخريج-، فزال ما نخشاه من سوء حفظه، فالأثر صحيح لغيره. وله شاهد من كلام مسروق بن الأجدع رحمه الله تعالى، حيث قال في تفسير هذه الآية: (إغفال الصلاة عن وقتها) وفي رواية: (تضييع ميقاتها). روأه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 126: 44)؛ والطبري في تفسيره (30/ 201) من طريقين عن الأعمش، عن أبى الضحى مسلم ابن صَبِيْح، عنه به. ورجاله ثقات أثبات، وليس فيه إلَّا ما يخشى من عنعنة الأعمش. انظر: مراتب المدلسين (ص 67).
[2] حَدَّثَنَا (¬1) زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ (¬2)، [ثَنَا] (¬3) حَاتِمٌ (¬4)، عَنْ سِمَاك، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)}، [أَسَهْو] (¬5) أَحَدِنَا فِي صَلَاتِهِ [حَدِيثُ] (¬6) نَفْسِهِ؟ قَالَ سعد: (أوَ ليس كلنا نفعل (¬7) ذلك؟ ولكن الساهي ... فذكره) (¬8). ¬
272 - [2] تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 64: 705). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 186: 208). وأشار إليه (المجمع 1/ 325)، عند ذكره للرواية السابقة وعزاهما لأبي يعلى، وقال: اسناده حسن. اهـ. قلت: فلا أدري قصد مجموع الطريقين أو الأول فقط. وذكره البوصير (الإتحاف 1/ 133 أ)، كتاب المواقيت، باب في من صلى الصلاة لوقتها ومن أخرها. وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات إلَّا أن سماك بن حرب ساء حفظه بآخره فربما=
= قبل التلقين، لكن الراوي عنه حاتم بن أبي صغيرة من طبقة قدماء أصحابه كشعبة والثوري، وحديثهم عنه أصح من غيرهم، لكن لا أستطيع الجزم بسماعه هذا الأثر منه قديمًا، وإن كان ذلك الأقرب لما ذكرته سابقًا، وقد زال ما نخشاه من سوء حفظه بما مر في الأثر السابق من المتابعات، فارتقى بها إلى الصحيح لغيره.
273 - حَدَّثَنَا (¬1) شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَزْدِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمير، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: إِنَّهُ سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)}، "هُمُ الَّذِينَ يُخْرِجُونَ (¬2) الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا". * قَالَ الْبَزَّارُ: رَوَاهُ الْحُفَّاظُ مَوْقُوفًا، وَلَمْ يَرْفَعْهُ غَيْرُ عكرمة بن إبراهيم. ¬
273 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 140: 822). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 286: 209). وذكره أيضًا (المجمع 1/ 325)، وقال: رواه البزار، وأبو يعلى، مرفوعًا بنحو هذا، وموقوفًا، وفيه عكرمة بن إبراهيم، ضعفه ابن حبان، وغيره، وقال البزار: رواه الحفاظ موقوفًا ولم يرفعه غيره. اهـ. وذكره أيضًا (المجمع 7/ 143)، وعزاه للطبراني في الأوسط، وقال: وفيه عكرمة بن إبراهيم وهو ضعيف جدًا. اهـ. وذكره أيضًا في كشف الأستار (1/ 198: 392)، وقال: قال البزار: لا نعلم أحدًا أسنده إلا عكرمة، وهو لين الحديث، وقد رواه الثقات الحفاظ عن عبد الملك، عن مصعب بن سعد، عن أبيه موقوفًا. اهـ. وذكره ابن حجر في زوائد البزار (ص 641: 244). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 133 أ)، كتاب المواقيت، باب في من صلى الصلاة لوقتها ومن أخرها، وعزاه لأبي يعلى، وذكر طريق البزار وكلامه عليها. ثم=
قال: وقال الحافظ عبد العظيم المنذري: عكرمة هذا مجمع على ضعفه، والصواب وقفه. اهـ. قلت: كلام المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 387). ورواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 124: 42)؛ وابن المنذر في الأوسط (2/ 387: 1081)؛ والطبري في تفسيره (30/ 202)؛ والعقيلي في الضعفاء (3/ 377)؛ وابن أبي حاتم في العلل (1/ 187)، رقم (536)؛ والبيهقي (2/ 214)؛ والبغوي في شرح السنة (2/ 246: 397)؛ وفي تفسيره (4/ 532)، من طريق عكرمة بن إبراهيم الأزدي، به مرفوعًا. قال العقيلي: وقال الثوري، وحماد بن زيد، وأبو عوانة، وقيس بن الربيع، عن عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه موقوفًا. وروى الأعمش، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، موقوفًا أيضًا. ورواه حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه موقوفًا أيضًا، والموقوف أولى. ورواه ابن عيينة، عن موسى الجهني، عن مصعب بن سعد، عن أبيه موقوفًا أيضًا. اهـ. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: هذا خطأ، والصحيح موقوف. اهـ. وقال البيهقي: وهذا الحديث إنما يصح موقوفًا. وعكرمة بن إبراهيم قد ضعفه يحيى بن معين، وغيره من أئمة الحديث. اهـ. وقال البغوي في شرح السنة: عكرمة بن إبراهيم ضعيف. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - عنعنة عبد الملك بن عمير، وهو مدلس لا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع، ولم أجده صرح في شيء من طرق هذا الحديث.=
= 2 - ضعف عكرمة بن إبراهيم الأزدي، ومع ضعفه كان يخالف الثقات. قال العقيلي في الضعفاء (3/ 377): يخالف في حديثه، وفي حفظه اضطراب. اهـ. لذا، فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. وقد ورد بالأسانيد الصحيحة موقوفًا على سعد بن أبي وقاص -كما في الأثرين السابقين- فهذا يبين خطأ عكرمة في رفعه، كما قال البزار، والعقيلي، وأبو زرعة، والبيهقي، والمنذري -وقد ذكرت كلامهم في تخريج الحديث-. وقد سُئل الدارقطني في العلل (4/ 320)، رقم (592)، عن هذا الحديث فقال: يرويه عبد الملك بن عمير، فاختلف عنه: فأسنده عكرمة بن إبراهيم عن عبد الملك بن عمير، وَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغيره يرويه عن عبد الملك بن عمير موقوفًا على سعد. وهو الصواب. وكذلك رواه طلحة بن مصرف، وسماك بن حرب، وعاصم بن أبي النجود، عن مصعب بن سعد، عن أبيه موقوفًا. وهو الصواب. اهـ.
274 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (¬1)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ (¬2)، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ بُكَيْرٍ (¬3)، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ (¬4)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّهُ (¬5) سَيَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ فَسَقَةٌ يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ لِغَيْرِ وَقْتِهَا، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، فَصَلُّوا الصلاة لوقتها، واجعلوا الصلاة معهم نافلة" (¬6). ¬
274 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 293: 4323). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 287: 210). وذكره أيضًا (المجمع 1/ 325)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط، وفي إسناده من لا يعرف. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 133 أ)، كتاب المواقيت، باب فيمن صلى الصلاة في وقتها، ومن أخرها. وعزاه لأبي يعلى. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 235، 6/ 153)، من طريق إبراهيم بن المنذر، عن عبد الله بن نافع، به. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 55 أ)، من طريق المقدام بن داود، ثنا خالد بن نزار، ثنا عمر بن حفص بن ذكوان، به. قال الطبراني: لم يروه عن زياد إلا داود، تفرد به عمر. اهـ.=
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - زياد بن أبي زياد الجصاص، وهو متروك. 2 - عمر بن ذكوان، وهو مجهول الحال. فالحديث بهذ! الإسناد ضعيف جدًا، وغير قابل للتقوية. لكن معنى هذا المتن صحيح مروي عن عدد من الصحابة: 1 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قال لي رسول الله: "كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها -أو يميتون الصلاة عن وقتها-؟ " قال: قلت: فما تأمرني؟ قال: "صلِّ الصلاة لوقتها، فإن أدركتها معهم فصل، فإنها لك نافلة". رواه مسلم (1/ 448: 648)، واللفظ له؛ وأبو داود (1/ 299: 431)؛ والترمذي (1/ 332: 176)؛ والنسائي (2/ 113: 859)؛ وابن ماجه (1/ 398: 1256)؛ وأحمد (5/ 147، 159، 168)؛ والدارمي (1/ 279)؛ والبيهقي (2/ 299، 301). 2 - وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بنحو حديث الباب، رواه مسلم (1/ 378: 534)، في أثناء حديث التطبيق، من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، والأسود، عنه به. ورواه أحمد (1/ 455، 459)، من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، به فذكره. ورواه أبو داود (1/ 300: 432)، من طريق حسان بن عطية، عن عبد الرحمن بن سابط، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن عبد الله، مرفوعًا، فذكره وفي أوله قصة.=
= ورواه ابن ماجه (1/ 398: 1255)، من طريق عاصم بن أبي النجود، عن زر، عنه به فذكره. 3 - وعن عبادة بن الصامت، مرفوعًا، نحو حديث الباب. رواه أبو داود (1/ 301: 433)؛ وابن ماجه (1/ 398: 1257)؛ وأحمد (5/ 315، 329)، من طريق هلال بن يَسَاف، عن أبي المثنى، عن أبي أُبَيّ -ابن امرأة عبادة بن الصامت، وقيل ابن أخته- عن عبادة، به. ورجاله ثقات إلا أبا المثنى ضمضم الأملوكي الحمصي، ففيه خُلْف. انظر: التهذيب (4/ 463). وذكره الهيثمي (المجمع 1/ 325)، وقال: رجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: ولم يصب، لأن أبا المثنى مختلف في توثيقه، ولم يخرج له الشيخان. 4 - وعن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قال: "سيكون من بعدي أئمة يميتون الصلاة ... " الحديث رواه أحمد (4/ 124)؛ والبزار كما في كشف الأستار (1/ 198: 393)؛ والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 55 أ)، من طريقين عن إسماعيل بن عياش، عن -وعند البزار والطبراني: حدثنا- راشد بن داود الصنعاني الدمشقي، عن أبي أسماء الرحبي، به. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن شداد إلَّا من هذا الوجه. اهـ. وقال الطبراني: لا يروى عن شداد إلا بهذا الإسناد. اهـ. وذكره الهيثمي (المجمع 1/ 325)، وعزاه لهم، ثم قال: وفيه راشد بن داود، ضعفه الدارقطني، ووثقه ابن معين، ودحيم، وابن حبان. اهـ. قلت: قال الحافظ: صدوق له أوهام. اهـ. انظر: التقريب (ص 204)، فحديثه حسن بما قبله.=
= 5 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: (يكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة ...) الحديث. رواه مسدد كما فى الإتحاف (1/ 131 ب)، من طريق أبي الأحوص، به. قال البوصيري: رجاله ثقات. اهـ. قلت: وهو كما قال، وهو هنا موقوف لكن له حكم الرفع، لأن هذا إخبار عن المغيبات فلا سبيل لمعرفته إلا عن طريق النبي - صلى الله عليه وسلم -.
15 - باب مراعاة الأوقات بالمقادير المعتادة
15 - بَابُ مُرَاعَاةِ الْأَوْقَاتِ بِالْمَقَادِيرِ الْمُعْتَادَةِ (¬1) 275 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيم، عَنْ عَبِيدة اليَزَني، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَحِبُّ الدِّيكَ الْأَبْيَضَ، وَيَأْمُرُ بِاتِّخَاذِهِ، وَيَقُولُ: "إِنَّهُ يُؤَذِّنُ لِلصَّلَاةِ، ويوقظ النائم، ويطرد الجن بصياحه". ¬
275 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 145 أ)، كتاب الأذان، باب عدد المؤذنين واتخاذ الديك الأبيض للصلاة، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف الأحوص بن حكيم. اهـ. قلت: وعبيدة مجهول، وحديثه مرسل.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه ثلاث علل: 1 - الإرسال، لأن عبيدة اليزني ليس بصحابي. انظر: التاريخ الكبير (6/ 83). 2 - عبيدة اليزني، وهو مجهول. 3 - ضعف الأحوص بن حكيم.=
= لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. ولبعضه شاهد من حديث زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة". لفظ أبي داود، وفي لفظ لعبد الرزاق وغيره: "لا تلعنه فإنه يدعو للصلاة". رواه أبو داود (5/ 331: 5101)؛ والطيالسي (ص 129: 957)؛ وعبد الرزاق (11/ 262: 20498)؛ وأحمد (4/ 115، 5/ 192)؛ والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص 525: 945)؛ وابن حبان (7/ 493: 5701)، من طرق عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيسان، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، به. ورواه الطيالسي (ص 129: 957)، من طريق صالح بن كيسان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ. قال يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ -الرَّاوِي عَنْ أَبِي دَاوُدَ-: وهذا أثبت عندي. اهـ. لكن قال أبو حاتم في العلل (2/ 345) رقم (2559): ليس لابن أبي قتادة عن أبيه ها هنا معنى. وحديث صالح، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ زيد بن خالد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، صحيح. اهـ. قلت: وهو كما قال أبو حاتم، صحيح لا غبار عليه. وقال النووي في رياض الصالحين (ص 624)؛ والأذكار (ص 324): إسناده صحيح. وقال المناوي في فيض القدير (6/ 399) -بعد نقل كلام النووي-: وقال غيره: رجاله ثقات. فرمز المؤلف -يعني السيوطي- لحسنه فقط تقصير، أو قصور. اهـ. وصححه الألباني. انظر: صحيح الجامع (6/ 151: 7191). ولاستحبابه شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكًا ... الحديث".=
= رواه البخاري (6/ 350: 3303) واللفظ له؛ ومسلم (4/ 2092: 2729)؛ وأبو داود (5/ 331: 5102)؛ والترمذي (5/ 508: 3459)؛ والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص 524: 943، ص 525: 944)؛ وأحمد (2/ 306، 321، 364). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. اهـ.
276 - قَالَ (¬1) مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنِي بِشْرٌ (¬2)، عَنْ زَيْنَبَ، قَالَتْ: (كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَتَّخِذُ دِيكًا لوقت صلاتها، ولوقت سَحُورها). ¬
276 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 145 أ)، كتاب الأذان، باب عدد المؤذنين واتخاذ الديك الأبيض للصلاة، وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف لجهالة زينب.
16 - باب جواز الجمع بين الظهر والعصر للحاجة
16 - بَابُ جَوَازِ الْجَمْعِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ لِلْحَاجَةِ (¬1) 277 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [الحناط] (¬2)، حدثني يحيى بن هانىء بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: إِنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَهْدَوْا إِلَيْهِ هَدِيَّةً (¬3)، فَسَأَلُوهُ، وَمَا زَالُوا يَسْأَلُونَهُ حَتَّى مَا صَلَّوُا الظُّهْرَ إِلَّا مع العصر. ¬
277 - تخريجه: هو في مسند أبي داود الطيالسي (ص 190: 1336). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 126 أ)، كتاب المواقيت، باب وقت الظهر، وعزاه لأبي داود الطيالسي، وقال: هذا إسناد ضعيف لجهالة أبي حذيفة، ولم يسم. قاله الذهبي في الكاشف. اهـ. ورواه البخاوي في التاريخ الكبير (5/ 250)، من طريق يوسف بن يعقوب،=
= حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا يحيى بن هانىء المرادي، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ محمد بن بشير، عن عبد الرحمن بن علقمة قال: قدم وفد ثقيف ... فذكر طرفه. ورواه النسائي (6/ 279: 3758)، من طريق هنَّاد بن السَّرِي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن يحيى، عن أبي حذيفة، عن عبد الملك، عن عبد الرحمن بن علقمة قال: قدم وفد ثقيف ... فذكره. ورواه المزي في تهذيب الكمال (2/ ق، ص 861)، من طريق لُوين، ثنا أبو بكر بن عياش، به. مثل رواية النسائي. قال: خالفه زهيربن معاوية، عن يزيد بن أبي خالد، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الثقفي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. اهـ. قلت: رواه البخاري في التاريخ (5/ 249، 250)، في ترجمة عبد الرحمن بن أبي عقيل، من طريق أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا أبو خالد الأسدي، قال: حدثنا عون بن أبي جحيفة السُّوائي، عن عبد الرحمن بن علقمة الثقفي، عن عبد الرحمن بن أبي عقيل، قال: انطلقت في وفد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكره. وليس فيه من لفظ حديث الباب شيئا. ورواه الحاكم (1/ 67)، من طريق عبد الجبار بن العباس الشِّبامي -تحرفت إلى (الشامي) -، عن عون بن أبي جحيفة، به، بنحو رواية البخاري السابقة. قال الحاكم: فأما عبد الجبار بن العباس فإنه ممن يجمع حديثه، ويعد مسانيده في الكوفيين. اهـ. قال الذهبي: قوّاه بعضهم، وكذبه أبو نعيم الملائي، وليس الحديث بثابت. اهـ. قلت: عبد الجبار شيعي صدوق ربما أخطأ، وقد توبع كما في رواية البخاري السابقة.=
وأظن أن المخالفة التي عناها المزي هي أن عبد الرحمن بن علقمة يروي حديث الباب عن النبي، وفي هذا الحديث جاء يينه وبين النبي عبد الرحمن بن أبي عقيل، لكن المتن مختلف، فيمكن أن يقال: كان عبد الرحمن بن علقمة في وفد، وعبد الرحمن بن أبي عقيل في وفد آخر قبله، أو بعده -والله أعلم-.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه ثلاث علل: 1 - أبو حذيفة، وهو مجهول. 2 - أبو حذيفة لم يسمع من عبد الرحمن بن علقمة. قال المزي في تهذيب الكمال (2/ ق، 805): الصحيح أن بينهما عبد الملك بن محمد بن بشير. 3 - أخطأ يونس بن حبيب في اسم الصحابي حيث قال: عبد الملك بن علقمة، وهو عبد الرحمن بن علقمة، كما في رواية البخاري -في تاريخه-، والنسائي. وقد نص على ذلك الحافظ ابن حجر في تعليقاته على الإتحاف، فكتب بهامشه: عبد الملك تصحيف من يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، الرَّاوِي عَنْ أَبِي دَاوُدَ، وإنما هو عبد الرحمن، أخرجه البخاري في تاريخه من طريق أبي بكر بن عياش، وهو الحناط المذكور. اهـ. قلت: العجب من الحافظ كيف يعلق على كتاب البوصيري، ويترك الحديث في كتابه غفلًا من ذلك وعليه، فالحديث ضعيف جدًا. ويشهد لهذا الحديث حديث ابن عباس رضي الله عنهما -المخرج في الصحيحين وغيرهما-، قال: (جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر) هذا لفظ مسلم. وفي رواية له: (في غير خوف ولا سفر).=
= البخاري (2/ 23: 543، ص 41: 562)، وليس عنده نفي الخوف ولا السفر ولا المطر؛ ومسلم (1/ 489، 490: 705)؛ وأبو داود (1/ 16: 1214)؛ والنسائي (1/ 290: 601، 602، 603)؛ والترمذي (1/ 354: 187)؛ ومالك في الموطأ (1/ 144)؛ وعبد بن حميد (1/ 597: 708).
17 - باب تأخير العصر وتعجيلها
17 - بَابُ تَأْخِيرِ الْعَصْرِ وَتَعْجِيلِهَا (¬1) 278 - قَالَ (¬2) أَبُو بَكْرِ بن أبي شيبة: حدثنا (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] (¬4) إِسْمَاعِيلَ (¬5)، عَنِ عُمَارَةَ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -فَذَكَرَ الْحَدِيثَ- قَالَ: ثُمَّ أَتَتْهُ الْجَارِيَةُ فَقَالَتِ: الصَّلَاةَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ. قَالَ: أيُّ الصلاة؟ قالت: صلاة العصر. [قال: أَوَ قد صَلَّيتِها؟] (¬6)، قالت: قَدْ صليتُها قَبْلَ أَنْ أدخلَ إِلَيْكَ. قَالَ: اسْتَأْخِرِي عَنِّي، لَمْ يَأْتِ الْعَصْرُ بَعْدُ. ثُمَّ راجَعَتْهُ، فقال لها مثلَ قولها (¬7) الْأَوَّلِ. ثُمَّ رَاجَعَتْهُ، [فَقَالَتْ] (¬8) لَهُ. فَقَالَ: قَدْ سمعتُ مَا قلتِ. نَاوِلِينِي وَضُوءًا، فَإِنَّ النَّاسَ يُصَلُّونَ هَذِهِ الصَّلَاةَ قَبْلَ وَقْتِهَا. ثُمَّ صَلَّى. ¬
278 - تخريجه: لم أجده في مظنته من الإتحاف. وقد رواه أبو يعلى في مسنده (7/ 305: 4344) من طريق أبي بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [أَبِي] إِسْمَاعِيلَ، به فذكره، وفي أوله زيادة تتعلق بالأوعية. وقد أشار إليها الحافظ هنا بقوله: (فذكر الحديث). ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (8/ 116: 3835)، كتاب الأشربة، باب ما ذكر عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا نهى عنه من الظروف، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن أبي إسماعيل، عن عمارة بن -تحرفت إلى (عن) - عَاصِمٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فسألته عن النبيذ ... الحديث، ولم يذكر لفظ حديث الباب، وكأنه اختصره هناك.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - جهالة عمارة بن عاصم. 2 - سقوط رجل من إسناده، لأنه لم يذكر في الرواة عن عمارة بن عاصم إلَّا محمد بن أبي إسماعيل، وأبو بكر بن أبي شيبة لم يدركه، وقد بينت رواية أبي يعلى هذا الساقط وهو عبد الله بن نمير، أحد شيوخ أبي بكر بن أبي شيبة. فالأثر بهذا الإسناد ضعيف جدًا، ويزيده ضعفًا وتوهينًا أنه قد روي عن أنس بن مالك نفسه ما يدل على خلاف ذلك. ولا يصح في تأخير العصر حديث لا عنه، ولا عن غيره، وقد روى البيهقي: (1/ 443) عن الدارقطني في الكلام على حديث ابن رافع عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - كان يأمرهم بتأخير العصر. قوله: هذا حديث ضعيف الإسناد، والصحيح عن رافع وغيره ضد هذا. اهـ. 1 - وقد روى مسلم (1/ 434: 622)؛ وأبو داود (1/ 288: 413)؛=
= والترمذي (1/ 301: 160)؛ والنسائي (1/ 254: 511)؛ ومالك في الموطأ (1/ 225)؟ وعبد الرزاق (1/ 549: 2080)؛ والبيهقي (1/ 443)، عن العلاء بن عبد الرحمن، أنه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة، حين انصرف من الظهر، وداره بجنب المسجد، فلما دخلنا عليه قال: أصليتم العصر؟ فقلنا له؟ إنما انصرفنا الساعة من الظهر. قال: فصلوا العصر، فقمنا فصلينا، فلما انصرفنا قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: "تلك صلاة المنافق، يجلس يَرقُب الشمس، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعًا، لا يذكر الله فيها إلَّا قليلًا" هذا لفظ مسلم. 2 - وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر، ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك، فوجدناه يصلي العصر، فقلت: يا عم ما هذه الصلاة التي صليت؟ قال: (العصر، وهذه صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، التي كنا نصلي معه). رواه البخاري (2/ 26: 549)؛ ومسلم (1/ 434: 623)؛ والنسائي (1/ 253: 509)؛ وابن حبان (3/ 32: 1515). 3 - وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يصلي العصر والشمس مرتفعة حية، فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتيهم والشمس مرتفعة، وبعض العوالي من المدينة على أربعة أميال أو نحوه). رواه البخاري (2/ 28: 550)، واللفظ له؛ ومسلم (1/ 433: 621)؛ وأبر داود (1/ 285: 404)؛ والنسائي (1/ 252: 507)؛ وابن ماجه (1/ 223: 682)؛ وابن حبان (3/ 33: 1517). 4 - وعن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، يصلي العصر والشمس لم تخرج من حجرتها). رواه البخاري (2/ 52: 544، 545، 546)؛ ومسلم (1/ 426: 611)؛ وأبو داود (1/ 286: 407)؛ والترمذي (1/ 298: 159)؛ والنسائي (1/ 252:=
= 505)؛ وابن ماجه (1/ 223: 683)؛ وابن خزيمة (1/ 170: 332)؛ وابن حبان (3/ 34: 1519)؛ والبيهقي (1/ 442). 5 - وعن رافع بن خديج رضي الله عنه، قال: (كنا نصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، العصر فننحر جزورًا، فتقسم عشر قِسَم، فنأكل لحمًا نضيجًا قبل أن تغرب الشمس). رواه البخاري (5/ 128: 2485)؛ ومسلم (1/ 435: 625)؛ وأحمد (4/ 141، 143)؛ وابن حبان (3/ 32: 1513). 6 - وعن أبي برزة الأسلمي قال: (كان يصلي، أي: الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ويصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشمس حية ...) متفق عليه، سبق تخريجه في حديث رقم (255).
279 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا زِيَادُ بْنُ لَاحِقٍ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: تَمِيمَةُ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، [فَصَلَّتِ] (¬1) الْعَصْرَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي تَدْعُونَهَا: بَيْن الصَّلَاتَيْنِ، ثُمَّ قَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: إنا آل محمد لا نصلي الصفيرا (¬2). ¬
279 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 128 أ)، كتاب المواقيت، باب وقت العصر، وعزاه لابن أبي عمر. ورواه البيهقي (1/ 446) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن زياد بن لاحق، قال: حدثتني تميمة بنت سلمة أنها أتت عائشة في نسوة من أهل الكوفة، فقلنا: يا أم المؤمنين نسألك عن مواقيت الصلوات. قالت: اجلسن. فجلسنا ... فلما كانت الساعة التي تدعونها بين الصلاتين، صلت بنا العصر، فقلنا لها: يا أم المؤمنين إنا ندعو هذه في بلادنا بين الصلاتين، قالت: هذه صلاتنا آل محمد - صلى الله عليه وسلم -، إنا آل محمد لا نصلي الصفراء ... الحديث.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - جهالة تميمة بنت سلمة. 2 - جهالة حال زياد بن لاحق الراوي عنها. فالأثر بهذا الإسناد ضعيف. لكن تعجيل العصر ثابت عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مَنْ حديث عائشة، وغيرها. انظر: تخريج الحديث رقم (278).
18 - باب الإبراد بالظهر
18 - بَابُ الإِبراد بِالظُّهْرِ 280 - [1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ (¬1)، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ [أَظُنُّهُ] (¬2) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ فِي (¬3) الْحَرِّ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ (¬4)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، بِهِ. قَالَ أَبُو يَعْلَى: كَذَا حَدَّثَنَا بِهِ عَلَى الشَّكِّ. [3] وَرَوَاهُ (¬5) الْبَزَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ (¬6) مُحَمَّدٍ (¬7)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، بِسَنَدِهِ وَلَمْ يَشُكَّ، وَلَفْظُهُ (¬8): إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جهنم، فأبردوا بالصلاة". وقال: غريب لانعرفه عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، إلَّا مِنْ هذا الوجه (¬9). ¬
280 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 119: 1456)، بسنده، عن عائشة -إن شاء الله- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أبردوا بالظهر في الحر". ثم أعاده بسنده مرة أخرى (8/ 361: 4949)، عن عائشة -إن شاء الله، هكذا أملاه علينا عبد الأعلى- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أبردوا بالظهر في شدة الحر". قلت: زاد هنا: "شدة". وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 268: 188). وذكره أيضًا (المجمع 1/ 307)، وعزاه للبزار وأبي يعلى، وقال ورجاله موثقون. اهـ. وذكره الهيثمي في كشف الأستار (1/ 189: 371). وذكره ابن حجر في زوائد البزار (ص 594: 225). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 127 أ)، كتاب المواقيت، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر وقد ذكر رواية مسدد، ورواية أبي يعلى، ورواية البزار، وقال: حديث عائشة رجاله ثقات اهـ. ورواه ابن خزيمة (1/ 170: 331) من طريق القاسم بن محمد بن عباد المهلبي، حدثنا عبد الله بن داود الخريبي، به، فذكره ولم يشك.
الحكم عليه: الحديث بإسناد مسدد، وأبي يعلى، رجاله رجال البخاري، ثقات لا مطعن فيهم، وأما سند البزار ففيه محمد بن القاسم، لم يخرج له من الجماعة إلَّا ابن ماجه،=
= وهو ثقة. فالحديث صحيح إن شاء الله. وأما ما وقع من الشك في رواية مسدد، ورواية أبي يعلى، فمنجبر برواية البزار، وابن خزيمة، فإنه لا شك فيهما. فلعل عبد الله بن داود الخريبي سمعه منه مرة بالشك، ومرة بالجزم. وهذا الحديث من أحاديث هشام بن عروة التي رواها أهل العراق عنه، وقد كان يحدث بالعراق وليس عنده كتب فكان ربما شك في وصل الحديث وإرساله، فتارة يصله وتارة يرسله، قال يعقوب بن شيبة: هشام مع تثبته ربما جاء عنه بعض الاختلاف، وذلك فيما حدث بالعراق خاصة، ولا يكاد يكون الاختلاف عنه فيما يفحش؛ يسند الحديث أحيانًا ويرسله أحيانًا، لا أنه يقلب إسناده، كأنه على ما يذكر من حفظه، يقول: عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، ويقول: عن أبيه عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يكون، إذا أتقنه أسنده، وإذا هابه أرسله. اهـ. قال ابن رجب: وهذا فيما نرى أن كتبه لم تكن معه في العراق فيرجع إليها، والله أعلم. اهـ. شرح العلل (2/ 769). وقال الذهبي في السير (6/ 47): في حديث العراقيين عن هشام أوهام تحتمل، كما وقع في حديثهم عن معمر أوهام. اهـ. وأما ما علل به البزار الحديث فليس بقادح لأنه لا يضر التفرد إذا كان رجال الإسناد ثقات، ولم يخالفوا من هو أوثق منهم، قال ابن الصلاح في المقدمة (ص 37): إذا انفرد الراوي بشيء نظر فيه، فإن كان ما انفرد به مخالفًا لما رواه من هو أولى منه بالحفظ لذلك، وأضبط، كان ما انفرد به شاذًا مردودًا، وإن لم تكن فيه مخالفة لما رواه غيره وإنما هو أمر رواه هو ولم يروه غيره، فينظر في هذا الراوي المنفرد، فإن كان عدلًا حافظًا موثوقًا بإتقانه، وضبطه، قُبِل ما انفرد به، ولم يقدح الانفراد فيه. اهـ.=
= قلت: ولا مخالفة هنا، فالحديث قد روي عن عدد من الصحابة، وروي عن عائشة بهذا الإسناد الصحيح فما المانع من القول بصحته!! وله شاهد من حديث أبي هريرة، وأبي ذر رضي الله عنهما، في الصحيحين وغيرهما. ومن حديث أبي سعيد، وابن عمر رضي الله عنهم، عند البخاري وغيره -سبق نخريجهما في حديث رقم (225) -.
19 - باب تأخير العشاء
19 - بَابُ تَأْخِيرِ الْعِشَاءِ 281 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ (¬1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، ثنا داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - على أَصْحَابِهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ الْعِشَاءَ، فَقَالَ: "صَلَّى الناسُ وَرَقَدُوا وَأَنْتُمْ تَنْتَظِرُونَهَا، أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا"، ثُمَّ (¬2) قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ -: "لَوْلَا ضعفُ الضعيفِ، وكِبَرُ الكبيرِ، لأخَّرْتُ هَذِهِ الصَّلَاةَ إِلَى شَطْرِ (¬3) اللَّيْلِ". * أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ "فِي صَحِيحِهِ" عَنْ أَبِي يَعْلَى. وَتَابَعَهُ سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ أَبِي معاوية [محمد بن خازم] (¬4). ¬
281 - تخريجه هو في مسند أبي يعلى (3/ 444: 1939). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 273: 193).
= وذكره أيضًا (المجمع 1/ 312)، من طريق أبي الزبير، قال: سألت جابرًا ... الحديث. وعزاه لأحمد، وأبي يعلى. قال: وزاد أبو يعلى: "ولولا ضَعْفُ الضَّعِيفِ، وَكِبَرُ الْكَبِيرِ لَأَخَّرْتُ هَذِهِ الصَّلَاةَ إلى شطر الليل". قال: وإسناد أبي يعلى رجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: لم أجد هذا الحديث بهذه الطريق في المطبوع من مسند أبي يعلى، ولا في المقصد العلي، ولا في الإتحاف. وأظن أن الهيثمي إنما عنى طريق أبي يعلى التي عندنا هنا في حديث الباب، وإنما سها عن التنبيه إلى ذلك. وهو في صحيح ابن حبان (3/ 36: 1527)، وقد تحرّف فيه (أبو خيثمة) إلى (أبو حسين). وجاء على الصواب في موارد الظمآن (ص 91: 273). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 130 ب)، كتاب المواقيت، باب وقت العشاء، وعزاه لأبي يعلى. أما متابعة سعدان بن نصر فقد أخرجها البيهقي (1/ 375). ورواه ابن أبي شيبة في المُصَنَّف (1/ 402)، من طريق أبي معاوية، به. ورواه أيضًا في المُصَنَّف (1/ 402)، من طريق الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جهّز رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَيْشًا حتى انتصف الليل، أو بلغ ذلك، ثم خرج إلينا فقال: "صلى الناس ورقدوا وأنتم تنتظرون الصلاة، أما إنكم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتموها". ومن طريقه رواه أبو يعلى (3/ 442: 1936)، والطحاوي (1/ 157). ورواه أحمد (3/ 367)، من طريق أبي الجواب، عن عمار بن رزيق، عن الأعمش، به. قلت: وفي هذه الرواية علتان: 1 - أن أباسفيان طلحة بن نافع متكلم في سماعه من جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، فقد قال شعبة، وابن عيينة: روايته عن جابر إنما هي صحيفة.=
= وروي عن شعبة، وأبي خالد الدالاني قالا: لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث. وقد اعترض البخاري على هذا فقال: وما يدريه -يعني أبا خالد الدالاني- أوَ لا يرضى أن ينجو رأسًا برأس حتى يقول مثل هذا. اهـ. وعن عبد الرحمن بن مهدي، قال: كان شعبة يرى أن أحاديث أبي سفيان عن جابر إنما هو كتاب سليمان اليَشْكُري. اهـ. وقال البخاري: نا مسدد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان: جاورت جابرًا بمكة ستة أشهر. اهـ. وقال البخاري -أيضًا-: قال علي: سمعت عبد الرحمن قال: قال لي هشيم، عن أبي العلاء، قال أبو سفيان: كنت أحفظ، وكان سليمان اليشكري يكتب -يعني عن جابر-. اهـ. وقال ابن عدي: قد روى عن جابر أحاديث صالحة، رواه الأعمش عنه، ورواه عن الأعمش الثقات، وهو لا بأس به. وقال أبو زرعة: طلحة بن نافع عن عمر، مرسل، وهو عن جابر أصح. اهـ. قلت: فالراجح عندي هو ما قاله البخاري، لمجاورته جابرًا بمكة، لكنه مدلس، فمتى عنعن لم يقبل حديثه وقد عنعن هنا. انظر: معرفة الرجال (2/ 642)؛ التاريخ الكبير (4/ 346)؛ العلل الكبير (2/ 966)؛ الجرح (1/ 46، 145)، (4/ 475)؛ المراسيل لابن أبي حاتم (ص 100)؛ الكامل (4/ 1432)؛ جامع التحصيل (ص 202)؛ شرح العلل (2/ 852)؛ هدي الساري (ص 411)؛ مراتب المدلسين (ص 88)، (من الثالثة). 2 - أن فيه عنعنة الأعمش، وهو مدلس مشهور بذلك، وكان يدلس عن الضعفاء رحمه الله، لكن أبا سفيان من شيوخه الذين أكثر عنهم، وهو راويته، وقد قال الذهبي: إن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال. لكن قال ابن حبان: كان الأعمش يدلس عنه -يعني أبا سفيان-. (الثقات 4/ 393). انظر: التاريخ الكبير (4/ 346)؛ جامع التحصيل (ص 202)؛ هدي الساري (ص 441)؛ مراتب المدلسين (ص 66).=
= وقد جاء في سند أبي يعلى [عن زائدة، عن سليمان]، فتوارد عليه ثلاثة من المحققين كلهم يسميه (ابن طرخان التيمي) ولا أدري لماذا عدلوا عن الأعمش وهو راوية أبي سفيان، ولم أجد لهم مستندًا على هذا العدول، بل وجدت ما يؤكد خطأهم وهو أنه جاء مصرحًا به في مصنف ابن أبي شيبة: [عن زائدة، عن الأعمش، عن أبي سفيان]. وجاء عند أحمد -كما سبق ذكره- مصرحًا به مثل المصنف. ولم يذكر المزي طلحة بن نافع في شيوخ سليمان بن طرخان التيمي، ولا ذكر سليمان في تلاميذه. انظر هذا الوهم في: مسند أبي يعلى (3/ 442: 1936)؛ المقصد العلي (ص 274: 194)؛ الإتحاف (ص 583: 419) من المحققة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلا أن أبا معاوية محمد بن خازم يقع له الوهم في غير حديث الأعمش، وقد سُئل أبو زرعة عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث وهم، وهم فيه أبو معاوية. اهـ. قال ابن أبي حاتم: لم يبين الصحيح ما هو، والذي عندي أن الصحيح ما رواه وهيب، وخالد الواسطي، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. اهـ. علل ابن أبي حاتم (1/ 186)، رقم (533). وبنحو ذا قال الدارقطني في العلل (4/ ق 5 أ). وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، رواه أبو داود (1/ 293: 422)، من طريق مسدد، حدثنا بشر بن المفضل، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نضرة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، فذكر نحوه. ورواه النسائي (1/ 268: 538)، وفي الكبرى (1/ 475: 1520)، من طريق عمران بن موسى، حدثنا عبد الوارث، حدثنا داود، به نحوه. ورواه ابن ماجه (1/ 226: 693)، من طريق عمران بن موسى، به.=
= ورواه ابن خزيمة (1/ 177: 345)، قال: نا بندار، نا ابن أبي عدي، عن داود، ح وحدثنا عمران بن موسى القزاز، نا عبد الوارث، نا داود ح، وحدثنا إسحاق بن إبرإهيم بن حبيب بن الشهيد، نا عبد الأعلى، عن داود، عن أبي نضرة، به نحوه. ورواه البيهقي (1/ 375، 451)، من طريق علي بن عاصم، أنا داود، به. قال البيهقي: هكذا رواه بشر بن المفضل، وغيره، عن داود بن أبي هند وخالفهم أبو معاوية الضرير عن داود، فقال: عن جابر بن عبد الله. اهـ. قلت: وبهذه الطرق الصحيحة المتعددة إلى داود بن أبي هند يتبين خطأ أبي معاوية في هذا الحديث، وأن الصواب ما رواه الجماعة عنه، عن أبي نضرة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -. وقد ثبت نحو هذا الحديث عن عدد من الصحابة: 1 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (أَعْتَم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة بالعشاء، حتى رقد الناس، واستيقظوا، ورقدوا، واستيقظوا، فقام عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: الصلاة). قال عطاء: قال ابن عباس رضي الله عنهما: (فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - كأني أنظر إليه الآن يقطر رأسه ماء، واضعًا يده على رأسه، فقال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوها هكذا"). رواه البخاري (2/ 50: 571)، (13/ 224: 7239)؛ ومسلم (1/ 444: 642)؛ والنسائي (1/ 265: 531) وغيرهم. 2 - وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: (أعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة من الليالي بصلاة العشاء -وهي التي تدعى العتمة- فلم يخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نام النساء والصبيان، فخرج رسول الله فقال لأهل=
= المسجد حين خرج عليهم: "ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم"، وذلك قبل أن يفشوا الإسلام في الناس). رواه البخاري (2/ 47، 49: 566، 569)؛ ومسلم (1/ 441: 638)؛ والنسائي (1/ 267: 535)؛ وابن حبان (3/ 38: 1533)؛ والبيهقي (1/ 450). 3 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (شُغِل عنها ليلة فأخَّرها، حتى رقدنا في المسجد، ثم استيقظنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، ثم خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، ثم قال: "ليس أحد من أهل الأرض الليلة ينتظر الصلاة غيركم". رواه البخاري (2/ 50: 570)؛ ومسلم (1/ 442: 639)؛ وفي رواية لمسلم (1/ 442: 939)؛ وأبي داود (1/ 292: 420)؛ والنسائي (1/ 267: 537)؛ وابن حبان (3/ 39: 1534)؛ والبيهقي (1/ 450)، قال: (مكثنا ذات ليلة ننتظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصلاة العشاء الآخرة، فخرج إلينا حين ذهب ثلث الليل، أو بعده، فلا ندري أشيء شغله في أهله، أو غير ذلك، فقال حين خرج: "إنكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم، ولولا أن يثقل على أمتي لصليت بهم هذه الساعة"، ثم أمر المؤذن فأقام الصلاة وصلى). 4 - وعن أنس رضي الله عنه قال: (أخر النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة العشاء إلى نصف الليل، ثم صلى، ثم قال: "صلى الناس وناموا، أما إنكم في صلاة ما انتظرتموها". رواه البخاري (2/ 51: 572)، واللفظ له؛ ومسلم (1/ 443: 640)؛ والنسائي (1/ 268: 539)؛ وابن ماجه (1/ 226: 692)؛ وابن حبان (3/ 39: 1535)؛ والبيهقي (1/ 375). 5 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "لولا أن أشق على أمتي ... ولأمرتهم بتأخير العشاء". زاد الترمذي: "إلى ثلث الليل أو نصفه".=
= ولابن ماجه، وأحمد، وابن حبان: "ولأخّرت العشاء إلى ثلث الليل، أو نصف الليل ... ". رواه أبو داود (1/ 40: 46)؛ والترمذي (1/ 310: 167)؛ والنسائي (1/ 266: 534)؛ وابن ماجه (1/ 226: 690، 691)؛ وعبد الرزاق (1/ 556: 2107)؛ والحميدي (2/ 428: 965)؛ والشافعي في مسنده (ص 30: 72)؛ وأحمد (2/ 250، 259، 433)؛ وابن حبان (3/ 37، 40: 1529، 1536). قال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. اهـ.
20 - باب كراهية تسميتها العتمة
20 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَسْمِيَتِهَا الْعَتَمَةَ 282 - [1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا بحيى بْنُ سَعِيدٍ (¬1)، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " لَا يَغْلِبَنَّكم (¬2) الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ [صَلَاتِكُمْ] (¬3) فَإِنَّهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ عز وجل: الْعِشَاءُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ} (¬4)، وَإِنَّمَا تُسَمِّيهَا الْأَعْرَابُ الْعَتَمَةَ (¬5)، مِنْ أَجْلِ إِبِلِهِمْ وحِلَابِها" (¬6). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ به. ¬
282 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 173: 868). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 278: 198). وذكره أيضًا في المجمع (1/ 214)، وقال: رواه البزار، وأبو يعلى، وفيه راو لم يسم، وغيلان بن شرحبيل لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وذكره أيضًا في كشف الأستار (1/ 192: 379)، قال البزار: لا نعلمه يُروى عن عبد الرحمن بن عوف إلَّا بهذا الإسناد. اهـ. وذكره ابن حجر في زوائد البزار (ص 608: 230). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 198 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فيمن سمى العشاء عتمة، وعزاه لمسدد، ولأبي يعلى، وقال: مدار حديث عبد الرحمن بن عوف على شيخ عبد العزيز بن أبي رواد، وهو مجهول. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 439)، من طريق وكيع، عن ابن أبي رواد، عن رجل لم يسمه، عن عبد الرحمن بن عوف به، فذكره بلفظ مقارب. ورواه أبو نعيم في الحلية (8/ 385)، والبيهقي (1/ 372)، من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن ابن أبي رواد، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الرحمن بن عوف لم نكتبه إلَّا بهذا الإسناد. اهـ. ورواه عبد الرزاق (1/ 566: 2153)، والبخاري في التاريخ (2/ 153)، من طريق ابن جريج، أخبرت -وعند البخاري: عن- تميم بن غيلان الثقفي عن=
= عبد الرحمن بن عوف، به. وهو عند البخاري مختصرًا. قلت: أسقط ابن جريج الواسطة بينه وبين تميم، وتميم مجهول الحال، ذكره البخاري وابن أبي حاتم، وسكتا عليه، وذكره ابن حبان في الثقات. (التاريخ الكبير 2/ 153؛ الجرح 2/ 441؛ الثقات 4/ 86).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه راويًا لم يسم، وغيلان بن شرحبيل لم أجد له ترجمة، وأما متابعة تميم بن غيلان فهي كعدمها لسقوط رجل من إسناده، ولجهالة حاله. ولهذا الحديث شاهد من حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم، ألا إنها العشاء، وهم يعتمون بالإبل". رواه مسلم (1/ 445: 644)، واللفظ له؛ وأبو داود (5/ 261: 4984)؛ والنسائي (1/ 270: 541، 542)؛ وابن ماجه (1/ 230: 704)؛ وابن أبي شيبة (2/ 439)؛ وأحمد (2/ 10، 19، 144)؛ والبغوي في شرح السنّة (2/ 221: 377). وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مثله. رواه ابن ماجه (1/ 231: 705). قال الحافظ في الفتح (1/ 45): سنده حسن. اهـ. لكن حديث الباب لا يرتفع ضعفه لشدته.
21 - باب كراهية النوم قبلها
21 - بَابُ كَرَاهَيةِ النَّوْمِ قَبْلَهَا (¬1) 283 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ (¬2)، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عَنِ النَّوْمِ قَبْلَهَا، وَعَنِ السَّمَر (¬3) بعدها -يعني العشاء-). ¬
283 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 198)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فيمن سمى العشاء عتمة، وما جاء في النوم قبلها والحديث بعدها، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة. ورواه ابن أبي شيبة -أيضًا- في المصنف (2/ 280)، كتاب الصلوات، من كره السمر بعد العتمة، بسنده ومتنه كما هنا، إلَّا أنه لم يذكر قوله: (يعني العتمة). ورواه أيضًا في المصنف (2/ 333)، كتاب الصلوات، من كره النوم بين المغرب والعشاء، بسنده ومتنه إلَّا قوله: (وعن السمر بعدها) فلم يذكره. ورواه أبو يعلى (7/ 98: 4039) من طريق جرير، عن ليث، عن أنس، به فذكره.=
= قلت: لا أدري لماذا أهمل الحافظ ذكر رواية أبي يعلى، فلم يذكرها وهي مستدركة عليه، ولم أر البوصيري ذكرها -أيضًا- في الإتحاف.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لجهالة تابعيه؛ ولضعف حديث ليث بن أبي سليم، وأما رواية أبي يعلى فقد أسقط ليث شيخه فيها وعنعن، ولم يثبت له رواية عن أحد من الصحابة. ولهذا الحديث شاهد صحيح من حديث أبي برزة رضي الله عنه: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها". رواه البخاري 2/ 26، 49: 547، 568)؛ ومسلم (1/ 447: 647)؛ وأبو داود (1/ 281: 398)؛ والترمذي (1/ 312: 168)؛ وابن ماجه (1/ 229: 701)؛ وأحمد (4/ 423).
284 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ [عُقْبَة] (¬1)، قَالَ: سَمِعْتُ [كَبْشَةَ] (¬2) بِنْتَ كَعْبٍ تَقُولُ (¬3): كُنْتُ أَبِيتُ قَبْلَ الْعَتَمَةِ، فَإِذَا سَمِعْتُ الْإِقَامَةَ قُمْتُ (¬4). فَصَلَّيْتُ، فَبَلَغَنِي أَنَّهُ يُكْره، فَسَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَرِهَهُ (¬5) وَقَالَ: (لَا تَنَامِي قبلها). ¬
284 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 198 أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فيمن سمى العشاء عتمة، وما جاء في النوم قبلها، وعزاه لمسدد. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 306) من طريق مسدد، به مختصرًا.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف لجهالة حال إبراهيم بن عقبة، والتابعية التي يروي ويشهد له حديث أبي برزة الذي تقدم تخريجه في الحديث السابق. وفي الباب آثار كثيرة عن عدد من الصحابة. انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 561)؛ ومصنف ابن أبي شيبة (2/ 333، 334).
22 - باب السمر بعد العشاء
22 - بَابُ السَّمر بَعْدَ الْعِشَاءِ 285 - [1] قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيم، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ (¬1): سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعَتْ عائشةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا كَلَامِي بَعْدَ الْعِشَاءِ، الَّتِي تُسَمِّيهَا الْأَعْرَابُ الْعَتَمَةَ، -قَالَ: وكنا في حجرة بينها (¬2) وَبَيْنَهَا (¬3) سَعَف (¬4) - فَقَالَتْ (¬5): يَا عُرَيَّة -أَوْ يَا عُرْوة- مَا هَذَا السَّمَرُ؟ إِنِّي مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، [نَائِمًا قَبْلَ هَذِهِ الصَّلَاةِ، وَلَا مُتَحَدِّثًا بَعْدَهَا، إِمَّا نائمًا فَيَسْلَم (¬6)، وإما مصليًا فَيَغْنَم] (¬7). ¬
285 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 198 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فيمن سمى العشاء عتمة، وما جاء في النوم قبلها، والحديث بعدها، وعزاه لابن أبي عمر.=
= ورواه محمد بن نصر في قيام الليل كما في المختصر (ص 115)، باب كراهة السمر بعد العشاء)، من طريق محمود بن آدم، ثنا يحيى بن سليم، به مثله. ورواه عبد الرزاق (1/ 562: 2137)، من طريق ابن جريج، قال: حدثني من أُصَدًق عن عائشة أنها سمعت عروة ... فذكر نحوه. قلت: وفيه رجل لم يسم وهو شيخ ابن جريج. ورواه ابن ماجه (1/ 230: 702)؛ والطيالسي (ص 201: 1414)؛ وأحمد (6/ 264)؛ وأبو يعلى (8/ 218: 4784)؛ والبيهقي (1/ 451). من طريق عبد الله بن عبد الرحمن -في البيهقي: عامر- الطائفي عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما نَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلَ العشاء ولا سمر -في مسند أحمد: سهر- بعدها). قال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 246: 258): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. اهـ. قلت: فيه: عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، صدوق يخطىء ويهم. التقريب (ص 311). وباقي رجاله ثقات كما قال البوصيري رحمه الله. وروى عبد الرزاق (1/ 565: 2149)، من طريق جعفر بن سليمان، عن رجل من أهل مكة، عن عروة ... فذكر نحوه. وفيه راو مبهم -رجل من أهل مكة-.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن؛ لأن فيه يحيى بن سليم، وهو ثقة يهم، لكن الحديث يرتفع إلى الصحيح لغيره، بما ذكرنا من الروايات عن عائشة، وبما يأتي في الحديث التالي، وبحديث أبي برزة، الأسلمي رضي الله عنه. وقد سبق تخريجه في حديث رقم (283).
[2] [وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوف، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ (¬1)، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رضي الله عنها- قَالَتْ: (مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] (¬2) نَائِمًا قَبْلَ الْعِشَاءِ (¬3)، وَلَا لَاغِيًا (¬4) بَعْدَهَا، إِمَّا ذَاكِرًا فَيَغْنَم (¬5) وَإِمَّا نَائِمًا فَيَسْلَمُ) (¬6). ¬
285 - [2] تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 288: 4878). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 280: 200). وذكره -أيضًا- (المجمع 1/ 314)، وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 198 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فيمن سمّى العشاء عتمة، وما جاء في النوم قبلها والحديث بعدها، وعزاه لأبي يعلى. ورواه البيهقي (1/ 452)، من طريق بحر بن نصر، ثنا ابن وهب، به مثله.
الحكم عليه: الحديث رجال إسناده ثقات، لكن لم أجد لأبي حمزة رواية عن أحد من الصحابة، وعلى هذا فالحديث منقطع حيث سقط تابعيه. وعليه فهو ضعيف. لكن هذا الحديث قد صح كما سبق عن عائشة رضي الله عنها. انظر الحديث السابق.
286 - قَالَ (¬1) مُعَاوِيَةُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: (السَّمَرُ لِثَلَاثٍ (¬2): لعروسِ، أو مسافرٍ، أو متهجدٍ، بالليل). ¬
286 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 289: 4879). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 281: 201). وذكره -أيضًا- (المجمع 1/ 314)، وعزاه لأبي يعلى، وقال: رجاله رجال الصحيح. اهـ. أصدر الحكم عليه مع سابقه. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 198 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فيمن سمى العشاء عتمة، وما جاء في النوم قبلها، والحديث بعدها، وعزاه لأبي يعلى. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (8)، الكنى (ص 48)، من طريق عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح، به، وفيه: (السهر) بدل (السمر) وزيادة: بالقرآن من الليل.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات إلَّا أبا عبد الله الأنصاري الشامي فإنه مجهول، فالأثر ضعيف حتى تتبين حاله.
287 - وَقَالَ (¬1) أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬2)، أنا عُمَرُ بْنُ وَاصِلٍ (¬3)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله: "من نام قبل العشاء فلا نام" (¬4). ¬
287 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 198 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فيمن سمى العشاء عتمة، وما جاء في النوم قبلها، والحديث بعدها، وعزاه لابن أبي شيبة. ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 192: 378)، وزوائد البزار لابن حجر (ص 611: 231)، من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ ابن أبي مليكة، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ نَامَ قبل العشاء فلا أنام الله عينه"، قالت عائشة: (مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نام قبلها ولا تحدث بعدها). قال البزار: لا نعلم روى ابن أبي مليكة، عن عروة، عن عائشة إلَّا هذا). اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 1/ 314): رواه البزار، وفيه: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عمير وهو ضعيف. اهـ. قال الحافظ في زوائد البزار (ص 611): بل هو متروك. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لضعف عمر بن واصل، وجهالة والده. وله شاهد من قول عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (مَنْ نام قبل العشاء فلا نامت عينه).=
= رواه مالك في الموضأ (1/ 6)، وعبد الرزاق (1/ 563: 2142) من طريق نافع عن عمر. وهو منقطع لأن نافعًا لم يدرك عمر. انظر: التهذيب (10/ 414). ورواه ابن أبي شيبة (2/ 334) من طريق أيوب، عن نافع، عن أسلم، عن ومن طريق عبد الله، عن نافع، عن صفية، عن عمر. والطريق الأولى رجالها كلهم ثقات. وروى -أيضًا- عن ابن عمر نحوه، وفي سنده عنعنة الأعمش وهو مدلس.
23 - باب الدعاء في الصلاة
23 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ 288 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى التُّسْتَري، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ [سَعِيدِ] (¬1) بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ (¬2)، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ (¬3): إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[قَالَ] (¬4): "سَلُوا حَوَائِجَكُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ". * رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ، إِنْ كَانَ أَبُو رَافِعٍ هُوَ الصَّحَابِيَّ، وَإِلَّا فَهُوَ مُرْسَلٌ، أَوْ مُعْضَلٌ. ¬
288 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 200 أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب في فضل صلاة الصبح، وما يقرأ فيها، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ. وذكره الديلمي في الفردوس (2/ 432). ورواه الرُّوياني في مسنده (ق 138 ب) في مسند أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، من=
= طريق ابن إسحاق، نا محمد بن بكير، نا عبد الله بن وهب، به مثله، وزاد بعد قوله: (حوائجكم): (البتة).
الحكم عليه: رجال إسناد هذا الحديث كلهم ثقات كما قال الحافظ، لكن ليس لخالد بن يزيد الجمحي رواية عن أحد من الصحابة، وإنما يروي عن بعض التابعين. فإن كان أبو رافع المذكور هنا صحابيًا فالحديث منقطع، لأنه سقط منه الواسطة بين خالد بن يزيد والصحابي، وإن كان أبو رافع غير الصحابي فالحديث مرسل، لسقوط صحابيه، وقد يكون معضلًا -كما قال الحافظ- وقد ضعفه محدث العصر ناصر الدين الألباني. (ضعيف الجامع 3/ 221)، وهو كما قال سواء كان إسناده منقطعًا أو مرسلًا، أو معضلًا وهو أشد.
24 - باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها
24 - بَابُ (¬1) الْأَوْقَاتِ الَّتِي نُهِيَ عَنِ الصَّلَاةِ فِيهَا 289 - [1] قَالَ (¬2) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو (¬3) بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ المَقْبُري (¬4)، عَنْ عَون بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، إذ جاءه عمرو بن عَبَسة (¬5) رضي الله عنه، وَكَانَ قَدْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْإِسْلَامِ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي يَا مُحَمَّدُ عمَّا أَنْتَ بِهِ عَالِمٌ وَأَنَا بِهِ جَاهِلٌ؟ فَسَأَلَهُ عَنْ سَاعَاتِ الصَّلَاةِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "إذا صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ فَالصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ مَشْهُودَةٌ (¬6) حَتَّى تُصَلِّيَ الْفَجْرَ، ثُمَّ اجْتَنِبِ الصَّلَاةَ حَتَّى تَرْتَفِعَ (¬7) الشَّمْسُ وتَبْيَضّ فَإِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، فَإِذَا ابْيَضَّتْ، وَارْتَفَعَتْ، فَالصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى [يَنْتَصِفَ] (¬8) [النَّهَارُ] (¬9)، وَتَعْتَدِلَ الشَّمْسُ، وَيَقُومَ كُلُّ شَيْءٍ فِي ظِلِّهِ، وَهِيَ السَّاعَةُ الَّتِي تُسَعَّر (¬10) فِيهَا جَهَنَّمُ، فَإِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ فَالصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، فَإِنَّ الشَّمْسَ تَغْرُبُ بَيْنَ قرني شيطان". [2] قَالَ اللَّيْثُ: وَحَدَّثَنِي بَعْضُ إِخْوَانِنَا، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ -في (¬11) هَذَا الْحَدِيثَ- أَنَّهُ قَالَ: "إلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِنَّهُ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ يومئذٍ نِصْفَ النَّهَارِ، لأن جهنم لا تُسَعَّر فيه". ¬
* قُلْتُ: هَذَا الْمَتْنُ رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ، مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ عَبَسة (¬1) نَفْسِهِ، وَهَذِهِ الطَّرِيقُ شَاهِدَةٌ لِتِلْكَ، وَهَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ إلَّا أَنَّ فِيهِ انْقِطَاعًا لِأَنَّ عَوْنًا لَمْ يُدْرِكْ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ جَاءَتْ عَنْهُ (¬2) أَحَادِيثُ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، غير هذا. ¬
289 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 135 ب)، كتاب المواقيت، باب في الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، وعزاه لإسحاق، ثم قال: قال شيخنا أبو الفضل العسقلاني أبقاه الله تعالى: هذا إسناد صَحِيحٌ إلَّا أَنَّ فِيهِ انْقِطَاعًا، لِأَنَّ عَوْنًا لم يدرك عبد الله بن مسعود، فقد جَاءَتْ عَنْهُ أَحَادِيثُ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ، عن ابن مسعود غير هذا. اهـ.
= قلت: شيخه أبو الفضل هو ابن حجر مؤلف هذا الكتاب.
الحكم عليه: ما حكم به الحافظ على هذا الحديث صحيح لا غبار عليه، وما قاله من عدم سماع عون بن عبد الله من ابن مسعود قد قاله غير واحد من أهل العلم، كالترمذي، والدارقطني، بل حكى المِزْيُّ أنه يقال: إن روايته عن الصحابة مرسلة. وقد أثبت له السماع من أبي هريرة: البخاري، وابن أبي حاتم. انظر: مصادر ترجمته. فالحديث بهذا الإسناد ضعيف لعدم معرفة الواسطة بين عون وعَمِّ أبيه عبد الله بن مسعود، لكن كما ذكر الحافظ، قد روي هذا الحديث بألفاظ مقاربة للفظ حديث الباب، من طريق عمرو بن عبسة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: فرواه مسلم (1/ 569: 832)، وفي أوله قصة، وفي آخره ذكر الوضوء؛ وأبو داود (2/ 56: 1277)؛ والنسائي (1/ 283: 584)؛ وابن ماجه (1/ 396: 1251)؛ وأحمد (4/ 111، 112، 113). وفي كل هذه الروايات نهيه عن الصلاة بعد العصر إلى أن تغرب الشمس. وعند النسائي (1/ 279: 572)، وأحمد (4/ 385) كما في حديث الباب، أي: أمره أن يصلي حتى تقرب الشمس من الغروب، وسند النسائي صحيح. أما قول الليث: وحدثني بعض إخواننا عن المقبري في هَذَا الْحَدِيثَ، أَنَّهُ قَالَ: "إلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِنَّهُ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ يَوْمَئِذٍ نِصْفَ النَّهَارِ لأن جهنم لا تسعر فيه" فلم أجد فيما وقفت عليه من طرق الحديث له ذكرًا، وهو ضعيف جدًا لعدم معرفة الواسطة بين الليث والمقبري. فإن كان القائل: قال الليث، هو إسحاق، فهو معلق منقطع في موضعين. وستأتي أحاديث في الصلاة وسط النهار. انظر: حديث رقم (300).
290 - [وَقَالَ] (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ (¬2)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق، عن (¬3) محمد ابن عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: انْصَرَفْنَا لِجَنَازَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَعَلَى النَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ (¬4)، فَأَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَقَامَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، فَصَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: لَا تُصَلُّوا عَلَى جَنَائِزِكُمْ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ. فَجَلَسَ الْأَمِيرُ، وَالنَّاسُ. * هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، مَوْقُوفٌ، وَلِمَالِكٍ فِي الْمُوَطَّأِ، مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، نحوه. ¬
290 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (1/ 119 أ)، كتاب الجنائز، باب هل يصلى على الجنازة في الأوقات المكروهة، وقال: رواه مسدد، إسحاق بإسناد حسن. اهـ. قلت: ولا أدري لماذا أهمل الحافظ عزو هذا الحديث إلى مسدد. وأما رواية مالك التي أشار إليها الحافظ، فهي في الموطأ (1/ 229)، كتاب الجنائز، باب الصلاة على الجنائز بعد الصبح إلى الإسفار، وبعد العصر إلى الإصفرار، عن محمد بن أبي حرملة، مولى عبد الرحمن بن أبي سفيان بن=
= حويطب: أن زينب بنت أبي سلمة توفيت، وطارق أمير المدينة، فأتي بجنازتها بعد صلاة الصبح، فوضعت بالبقيع. قال: وكان طارق يغلس بالصبح. قال ابن أبي حرملة: فسمعت عبد الله بن عمر يقول لأهلها: إما أن تصلوا على جنازتكم الآن، وإما أن تتركوها حتى ترتفع الشمس. وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، وقد صرح محمد بن أبي حرملة بالسماع من ابن عمر، وفي هذا رد لقول المزي: في سماعه منه نظر. اهـ. انظر: تهذيب الكمال (3/ ق: 1186). ورواه البيهقي (2/ 460)، كتاب الصلاة، باب ذكر البيان بأن النهي مخصوص ببعض الصلوات دون بعض، من طريق مالك، به مثله. وروى عبد الرزاق (3/ 523: 6565)، كتاب الجنائز، باب الصلاة على الجنازة في الحين التي تكره فيه الصلاة، من طريق معمر، عن الزهري، عن سالم ابن عبد الله، أن ابن عمر قال يوم وضعت جنازة رافع بن خَديج ببقيع الغرقد يريدون أن يصلوا عليها بعد الصبح، قبل أن تطلع الشمس، فصاح في الناس ابن عمر: ألا تتقون الله، إنه لا يصلح لكم أن تصلوا على الجنائز بعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغيب الشمس. فانتهى الناس فلم يصلوا عليها حتى طلعت الشمس. وهذا إسناد رجاله ثقات. وروى البيهقي (2/ 460)، كتاب الصلاة، باب ذكر البيان أن النهي مخصوص ببعض الصلوات دون بعض، من طريق الحاكم، أنبأ أبو العباس المحبوبي، ثنا سعيدبن مسعود، ثنا النضر بن شميل، أنبأ شعبة، عن أبي بكر بن حفص قال: سمعت ابن عمر في جنازة رافع بن خديج يقول: إن لم تصلوا عليه حتى تطفل الشمس فلا تصلوا عليه حتى تغيب. وهذا إسناد صحيح. أبو العباس المحبوبي هو محمد بن أحمد بن محبوب بن=
= فضيل المروزي، راوي جامع الترمذي. (السير 15/ 537). ووصفه بالإمام المحدث. وسعيد بن مسعود هو صاحب النضر بن شميل، أبو عثمان المروزي، أحد الثقات. (السير 12/ 504). وأبو بكر بن حفص هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعيد بن أبي وقاص الزهري، اشتهر بكنيته، وكان ثقة. (التقريب ص 300). وروى عبد الرزاق (3/ 523: 6564)، من طريق الثوري، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما، قال: اخرجوا بالجنائز قبل أن تطفل الشمس للغروب. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 288)، كتاب الجنائز، ما قالوا في الجنائز يصلى عليها عند طلوع الشمس وعند غروبها، من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به فذكر نحو حديث عبد الرزاق، ورجال الإسنادين ثقات. وروى مالك (1/ 229)، كتاب الجنائز، باب الصلاة على الجنائز بعد الصبح إلى الإسفار، وبعد العصر إلى الإصفرار، ومن طريقه: عبد الرزاق (3/ 523: 6561)، والبيهقي (2/ 459)، عن نافع أن عبد الله بن عمر قال: يصلى على الجنازة بعد العصر، وبعد الصبح إذا صليتا لوقتهما. ورواه عبد الرزاق (3/ 523: 6560)، من طريق معمر، عن أيوب، قال: قلت لنافع، فذكر نحوه. وروى عبد الرزاق (3/ 523: 6563)، من طريق الثوري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما، أنه كان يكره أن يصلى على الجنائز إذا طلعت الشمس حتى ترتفع شيئًا. وهذا إسناد رجاله ثقات.=
= الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات إلَّا محمد بن إسحاق فإنه صدوق مدلس، وقد عنعن. لكن قد روي من غير وجه، عن ابن عمر نحوه، ولذلك حسن الحافظ إسناده، ويرتفع إلى الصحيح لغيره بمتابعاته السابقة، وبشاهده المرفوع، وهو حديث عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، قال: ثلاث ساعات كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بنهانا أن نصلي فيهن، أو أن نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب. رواه مسلم (1/ 568: 831)؛ وأبو داود (3/ 531: 3192)؛ والترمذي (3/ 339: 1030)؛ والنسائي (4/ 82: 2013)؛ وابن ماجه (1/ 486: 1519)؛ وعبد الرزاق (3/ 225: 6569)؛ وابن أبي شيبة (2/ 353)؛ وأحمد (4/ 152)؛ والدارمي (1/ 333)؛ والطحاوي (1/ 151)؛ وأبو عوانة (1/ 386)؛ والبيهقي (2/ 454). وأثر ابن عمر هنا فيه النهي عن الصلاة على الجنازة من بعد صلاة الصبح حتى ترتفع الشمس، لكنه محمول على أنهم كانوا يؤخرون صلاة الصبح، ثم يذهبون للصلاة على الجنازة في البقيع وقد اقترب بزوغ الشمس، ويدل على ذلك ما سبق ذكره عنه رضي الله عنه، أنه لا يرى بذلك باسأ إذا صليتا -أعني الصبح والعصر- في وقتهما.
291 - [1] [وَقَالَ] (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدي، ثنا زُهَيْرٌ -وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ-، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَة، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ أُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَمَا رَأَيْتُهُ صَلَّى بَعْدَ الْعَصْرِ وَلَا بَعْدَ الصُّبْحِ. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬2): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (¬3)، ثنا زهير، به. * هذا الإِسناد (¬4) حسن. ¬
291 - تخريجه: ذكره الهيثمي (المجمع 2/ 226)، وقال: رواه أحمد، والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 133 أ)، كتاب المواقيت، باب ما جاء في كراهية الصلاة بعد العصر، وبعد الصبح إلَّا بمكة، وعزاه لإسحاق، وأبي بكر بن أبي شيبة، وقال: هذا إسناد حسن. اهـ. ورواه أحمد (4/ 51)، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن أبي بكير، ثنا زهير بن محمد، به، وفي آخره زيادة: (قط). وعلى هذا فليس هذا الحديث من الزوائد، فلعل الحافظ وهم في إيراده لأن من شرطه أن يكون الحديث غير مخرج في شيء من الأصول السبعة. ورواه الطبراني في الأوسط؛ كما في مجمع البحرين (1/ 95 أ)، كتاب الصلاة، باب الأوقات التي تكره الصلاة فيها، من طريق سعيد بن سلمة، ثنا يزيد بن=
= خصيفة، عن ابن سلمة بن الأكوع، عن سلمة، به. قال الطبراني: لم يروه عن ابن سلمة إلَّا يزيد، تفرد به سعيد بن سلمة. اهـ. قلت: سعيد بن سلمة بن أبي الحسام العدوي مولاهم، صدوق، صحيح الكتاب، يخطىء من حفظه. (التقريب ص 236). وابن سلمة بن الأكوع إن كان هو إياس، فهو ثقة، وإن كان غيره فلا أدري ما اسمه وما حاله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات إلَّا زهير بن محمد التميمي فإنه صدوق. وقد صحح أحمد ما رواه عنه أبو عامر العقدي، وعبد الرحمن بن مهدي. لكنه منقطع لأن يزيد بن خصيفة لم يثبت له لقاء أحد من الصحابة غير السائب ابن يزيد، ولذا ذكره ابن حبان في أتباع التابعين، وذكر أنه أدرك السائب ابن يزيد. وسلمة بن الأكوع مات قبل السائب بنحو عشرين سنة. وعلى هذا ففي تحسين الحافظ لهذا الإسناد نظر، لكن الحديث حسن بشواهده. وقد ذكر المزي يزيد بن خصيفة في تلاميذ سلمة بن الأكوع، لكن لم يذكر سلمة بن الأكوع في شيوخه، فاظن أن ذكره له في تلاميذ سلمة وهم، لأن أحدًا لم يذكر في شيوخه من الصحابة غير السائب بن يزيد رضي الله عنه. وقد أدخل بينه وبين سلمة رجلًا -كما في رواية الطبراني السابقة- تفرد بها سعيد بن سلمة، وليس هو بالحافظ، ولم يسم ابن سلمة بن الأكوع. 1 - وله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (شهد عندي رجال مرضيون، وأرضاهم عندي عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، نهى عن الصلاة بعد الصبح، حتى تشرق الشمس، وبعد العصر حتى تغرب). رواه البخاري (2/ 58: 581)؛ ومسلم (1/ 566: 826)؛ وأبو داود (2/ 56:=
= 1276)؛ والترمذي (1/ 343: 183)؛ والنسائي (1/ 276: 562)؛ وابن ماجه (1/ 396: 1250). 2 - ومن حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: "لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ولا صلاة يعد العصر حتى تغيب الشمس". رواه البخاري (2/ 61: 586)؛ ومسلم (1/ 567: 827)؛ والنسائي (1/ 277: 566)؛ وابن ماجه (1/ 395: 1249). 3 - ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، عن صلاتين: بعد الفجر حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس). رواه البخاري (2/ 61: 588)، واللفظ له؛ ومسلم (1/ 566: 825)؛ والنسائي (1/ 276: 561)؛ وابن ماجه (1/ 395: 1248)؛ ومالك (1/ 221): (وقد أخطأ محققه محمد عبد الباقي، في تخطئة أحمد شاكر في قوله: رواه البخاري)؛ وأحمد (2/ 462). 4 - ومن حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: صحبت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم أره يسبح في السفر، وقال الله جل ذكره: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [سورة الأحزاب: آية 21]. رواه البخاري (2/ 577: 1101)، واللفظ له؛ ومسلم (1/ 479: 689)؛ وأبو داود (2/ 20: 1223)؛ والنسائي (3/ 122: 1457، 1458)؛ وابن ماجه (1/ 340: 1071). وهذا الحديث وإن كان خاصًا بالتنفل بعد الصلوات فالجامع بينه وبين حديث الباب هو السفر وأنه إذا ترك أداء نوافل الصلوات فمن باب أولى أن لا يصلي في هذين الوقتين اللذين تواتر النهي عن الصلاة فيهما.
292 - وَقَالَ (¬1) مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ (¬2): إِنَّ رَجُلًا (¬3) رَأَى أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، [صَلَّى] (¬4) وَقَدِ اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، تَنْهَوْنَ عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَجْرِ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ؟! قَالَ: أَجَلْ، إلَّا أَنَّ هَذَا البَيْتَ لَيْسَ كَغَيْرِهِ. ¬
292 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 133 أ)، كتاب المواقيت، باب ما جاء في كراهية الصلاة بعد العصر وبعد الصبح إلَّا بمكة، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة (ج 4)، القسم الأول (ص 168: 1112)؛ والطحاوي (2/ 186)؛ والبيهقي (2/ 463)، من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عبد الله بن باباه، قال: (طاف أبو الدرداء بعد العصر، وصلى قبل مغارب الشمس، فقلت: أنتم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، تقولون: (لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس)، فقال: (إن هذا البلد ليس كسائر البلدان) هذا لفظ الطحاوي. وفيه عند جميعهم عنعنة أبي الزبير، وهو مدلس لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع. اتظر: مراتب المدلسين (ص 108).=
= الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف لانقطاعه، لأن أبا الدرداء مات في آخر خلافة عثمان بن عفان، فلم يدركه أبو الزبير، لكن قد بينَت رواية ابن أبي شيبة والطحاوي والبيهقي الواسطةَ بينه وبين أبي الدرداء، وهو عبد الله بن باباه، ولم يصرح أبو الزبير بالسماع عندهم فبقي الحديث على ضعفه لأنه مدلس لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع. انظر: مراتب المدلسين (ص 108). وله شاهد من حديث جبير بن مطعم، وابن عباس، وأبي ذر، وغيرهم، وعن بعض الصحابة والتابعين موقوفًا عليهم، فيكون بهذه الشواهد حسنًا لغيره. 1 - عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن النبي، قال: "يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدًا طاف بهذا البيت، وصلَّى أية ساعة شاء من ليل أو نهار". رواه أبو داود (2/ 449: 1894)؛ والترمذي (3/ 211: 868)؛ والنسائي (1/ 284: 585)؛ وابن ماجه (1/ 398: 1254)؛ والشافعي في مسنده (1/ 57: 170)؛ والحميدي في مسنده (1/ 255: 561)؛ وابن أبي شيبة (ج 4)، (القسم الأول)، (ص 166: 1101)؛ وأحمد (4/ 80)؛ والدارمي (2/ 70)؛ وابن خزيمة (2/ 263: 1280)؛ والطحاوي (2/ 186)؛ وابن حبان (3/ 46: 1550، 1552)؛ والدارقطني (1/ 423)؛ والحاكم (1/ 448)؛ والبيهقي (2/ 461)؛ والبغوي في شرح السنة (1/ 333: 780)، من طرق عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، عن عبد الله بن باباه، عنه به، وقد صرح أبو الزبير بالسماع عند الحميدي، والنسائي، وغيرهما. قال الترمذي: حديث جبير حديث حسن صحيح. اهـ. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: أقام ابن عيينة إسناده، ومن خالفه في إسناده لا يقاومه، فرواية ابن عيينة أولى أن تكون محفوظة، والله أعلم. اهـ.
= ورواه عبد الرزاق (5/ 61: 9004)؛ وأحمد (4/ 81، 84)؛ وابن خزيمة (2/ 263: 1280)، من طريق ابن جريج، أنا أبو الزبير، أنه سمع عبد الله بن باباه، به مثله. وهذا سند صحيح. ورواه ابن حبان (3/ 46: 1551)، من طريق حرملة بن يحيى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أن أبا الزبير حدثه، عن ابن باباه به نحوه. وإسناده حسن لأجل حرملة بن يحيى فإنه صدوق. انظر: التقريب (ص 156). ورواه أحمد (4/ 82، 83)، من طريقين عن ابن إسحاق، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عبد الله بن باباه، به نحوه. وهذه متابعة جيدة لأبي الزبير المكي، حيث صرح ابن إسحاق بالتحديث، لكن شيخه عنعن، وهو مدلس من الثالثة، وهم من لا يقبل من حديثهم إلَّا ما صرحوا فيه بالسماع. انظر: مراتب المدلسين (ص 90). 2 - وعن أبي ذر رضي الله عنه، أنه أخذ بحلقة باب الكعبة، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: "لا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا بعد الفجر حتى تطلع الشمس، إلَّا بمكة، إلَّا بمكة". رواه أحمد (5/ 165)، واللفظ له، والدارقطني (1/ 424)، والبيهقي (2/ 461)، من طريق عبد الله بن المؤمل، عن حميد مولى عفراء، عن قيس بن سعد، عن مجاهد، به، هذه طريق الدارقطني والبيهقي. أما أحمد فإنه عنده من طريق ابن المؤمل عن قيس بن سعد، به. وعبد الله بن المؤمل ضعيف الحديث كما في التقريب (ص 325)، لكن تابعه إبراهيم بن طَهمان، كما عند البيهقي (2/ 461)، فرواه عن حميد مولى عفراء، عن قيس بن سعد، به مثله.=
= قال البيهقي: حميد الأعرج ليس بالقوي، ومجاهد لايثبت له سماع من أبي ذر. اهـ. قلت: حميد الأعرج هو ابن قيس مولى عفراء، المكي، أخرج له الجماعة، وقال فيه ابن حجر: ليس به بأس. التقريب (ص 182). ووثقه الذهبي في الكاشف 1/ 193). وقد ظن ابن التركماني أنه حميد الأعرج الكوفي القاص المُلاَّئي، فتعقب البيهقي بقوله: تساهل في أمره، والذي في الكتب أنه واهي الحديث، وقيل ضعيف، وقيل منكر الحديث، وقيل: ليس بشيء، وقال ابن حبان: يروي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مسعود نسخة كأنها موضوعة. اهـ. انظر: الجوهر النقي- مطبوع بذيل سنن البيهقي (2/ 461) -، وقد نبه على هذا الوهم ابن الملقن رحمه الله، فقال في البدر المنير (2/ ق 126 ب): وهذا عجيب من المعترض، فطبقتهما مختلفة، فإن هذا المتروك لم يرو [إلَّا]، عن عبد الله بن الحارث المؤدب، وحميد الآخر روى عن قيس بن سعد، وجماعة. اهـ. وأما مجاهد فكما قال البيهقي لم يسمع من أبي ذر. انظر: جامع التحصيل (ص 274). فالحديث منقطع، والمنقطع ضعيف عند أهل العلم، وقد توسع ابن الملقن في البدر المنير (2/ ق 125 ب، 126 أ) في الكلام على هذا الحديث، فذكر علله، وأقوال العلماء فيه، ولم يحكم عليه بشيء. 3 - وعن عمرو بن دينار قال: رأيت أنا وعطاء بن أبي رباح: ابن عمر رضي الله عنهما، طاف بعد الصبح، وصلى قبل أن تطلع الشمس. رواه الشافعي في مسنده (1/ 58: 171)؛ والبيهقي (2/ 462)، من طرق عن عمرو بن دينار، به. وهذا إسناد في غاية الصحة، وقد علقه البخاري (3/ 488)، بلفظ (وكان ابن عمر رضي الله عنهما، يصلي ركعتي الطواف ما لم تطلع الشمس). وانظر: تغليق التعليق (3/ 77).=
= ورواه عبد الرزاق (5/ 63: 9011)؛ وسعيد بن منصور كما في فتح الباري (3/ 489)؛ وابن أبي شيبة (ج 4) القسم الأول (167: 1153)؛ والبيهقي (2/ 463)؛ من طرق عن عطاء بن أبي رباح، قال رأيت ابن عمر ... الحديث بنحو حديث عمرو بن دينار. ورواه سعيد بن منصور كما في الفتح (3/ 489)، قال: حدثنا داود العطار، حدثنا عمرو بن دينار (رأيت ابن عمر طاف سبعًا بعد الفجر، وصلى ركعتين وراء المقام). قال الحافظ: هذا إسناد صحيح. اهـ. 4 - وعن عبد العزيز بن رُفَيع قال: (رأيت عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يطوف بعد الفجر ويصلي ركعتين ...) الحديث. رواه البخاري (3/ 488: 1630)؛ والبيهقي (2/ 462).
293 - [وقال مسدد] (¬1): حدثنا (¬2) يَحْيَى (¬3)، ثنا [عَنْبَسَةُ] (¬4) الْوَزَّانُ، قَالَ: كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِيهَا بُدَيْلٌ (¬5)، فَقَالَ -وَالشَّمْسُ مُصْفَرَّةٌ عَلَى أَطْرَافِ الْحِيطَانِ-: لَا تُصَلُّوا هَذِهِ السَّاعَةَ. فَقَالَ أبو أمامة (¬6) رضي الله عنه: صليت مع أبي هريرة رضي الله عنه على جنازة هذه الساعة. ¬
= 293 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (1/ 119 ب)، كتاب الجنائز، باب هل يصلى على الجنازة في الأوقات المكروهة، وعزاه لمسدد. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 287)، كتاب الجنائز، ما قالوا في الجنائز يصلى عليها عند طلوع الشمس وعند غروبها، من طريق يحيى بن سعيد، عن عنبسة الوراق، قال: حدثنا أبو لبابة قال: صليت مع أبي هريرة على جنازة والشمس على أطراف الجدر.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات. وقال ابن معين في تاريخه (2/ 557): (ليس يرويه إلَّا يحيى القطان وحده، عن عنبسة الوزان، عن أبي لبابة هذا). اهـ. قلت: وما أظن ابن معين أراد تضعيف الأثر بهذا، وإنما أراد بيان تفرد هؤلاء بروايته، وحديث الثقة -وإن تفرد به- مقبول عند جمهور العلماء ما لم يخالف من هو أوثق منه.
294 - [1] [وَقَالَ (¬1) أَبُو بَكْرٍ:] حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (¬2)، عَنِ الإفريقي عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ (¬3)، عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْفَجْرِ إلَّا رَكْعَتَيْنِ (¬4) ". [2] وَقَالَ ابن أبي عمر: حدثنا المقرىء (¬5)، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، بِهِ. [3] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا (¬6) يَعْلَى، ثنا الإِفريقي، به. ¬
294 - تخريجه: ذكره الهيثمي (المجمع 2/ 218)، وعزاه للبزار والطبراني في الكبير، وقال: وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، واختلف في الاحتجاج به. اهـ. وذكره -أيضًا- في كشف الأستار (1/ 338: 703)، من طريق المقرىء، ثنا عبد الرحمن بن زياد، به، ولفظه: (لا صلاة قبل الفجر إلَّا ركعتي الفجر).=
= وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 135 أ)، كتاب المواقيت، باب ما جاء في الصلاة بعد الصبح، وعزاه لأبي بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، وعبد بن حميد، وقال: الإفريقي ضعيف. اهـ. ورواه عبد الرزاق (3/ 53: 4757)، كتاب الصلاة، باب الصلاة بعد طلوع الفجر، من طريق الثوري، عن الإفريقي، به. ولفظه: (لا صلاة بعد طلوع الفجر إلَّا ركعتي الفجر). ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 355)، كتاب الصلوات، من كره إذا طلع الفجر أن يصلي أكثر من ركعتين، من طريق أبي معاوية، به، ولفظه: (لا صلاة بعد طلوع الفجر إلَّا ركعتين قبل صلاة الفجر). ورواه الدارقطني (1/ 246)، كتاب الصلاة، باب النهي عن الصلاة بعد صلاة الفجر، من طريق الثوري، عن الإفريقي، به، ولفظه: (لا صلاة بعد طلوع الفجر إلَّا ركعتين). ورواه -أيضًا- (1/ 419)، كتاب الصلاة، باب لا صلاة بعد الفجر إلَّا سجدتين، من طريق الثوري، به، ولفظه: (لا صلاة بعد صلاة الفجر إلَّا ركعتين). قلت: اختلف اللفظ عند الدارقطني في الموضعين كما ترى، مع أن شيخه في الموضعين واحد، فلعل كلمة (طلوع) تصحفت إلى: (صلاة) التي جاءت في الموضع الثاني، لأن ما جاء في الموضع الأول هو الموافق لرواية عبد الرزاق عن الثوري. ورواه البيهقي (2/ 465)، كتاب الصلاة، باب من لم يصل بعد الفجر إلَّا ركعتي الفجر ثم بادر بالفرض، من طريق ابن وهب، عن الإفريقي، به، ولفظه: "لا صلاة بعد طلوع الفجر إلَّا ركعتي الفجر". ثم رواه من طريق الثوري، عن الإفريقي، به، مثل لفظ ابن وهب. ثم رواه (2/ 466)، من طريق جعفر بن عون، عن الإفريقي، به، موقوفًا على عبد الله بن عمرو، ولفظه: (لا صلاة بعد أن يصلي الفجر إلَّا ركعتين)، ثم قال: وهو=
= بخلاف رواية الثوري، وابن وهب، في المتن، والوقف، والثوري أحفظ من غيره، إلَّا أن عبد الرحمن الإفريقي غير محتج به. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لأن مداره في جميع طرقه على عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو ضعيف الحفظ، كما أنه مدلس ولم أر تصريحه بالسماع في شيء من طرق هذا الحديث، لكن للحديث شواهد يرتفع بها إلى الحسن لغيره، لأن ضعف الإفريقي من قِبَل حفظه، ومِنَ الأئمة من وثقه لصلاحه، فمن شواهده: 1 - عن يسار مولى ابن عمر قال: رآني ابن عمر رضي الله عنهما، وأنا أصلي بعد طلوع الفجر، فقال: يا يسار إن رسول الله خرج علينا ونحن نصلي هذه الصلاة، فقال: "ليبلغ شاهدُكم غائبَكم، ولا تصلوا بعد الفجر إلَّا سجدتين". رواه أبو داود (2/ 58: 1278)، واللفظ له؛ والترمذي (2/ 278: 419)؛ وأحمد (2/ 104)؛ والدارقطني (1/ 419)؛ والبيهقي (2/ 465)، من طريق قُدامة بن موسى، عن أيوب -وقيل: محمد- ابن حصين، عن أبي علقمة عن يسار، به. قال الترمذي: حديث ابن عمر حديث غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث قدامة بن موسى، وروى عنه غير واحد. اهـ. قلت: قدامة بن موسى، ثقة. انظر: التقريب (ص 454)، لكن علته: محمد -وقيل: أيوب- ابن حصين، فإنه مجهول. انظر: التقريب (ص 474). وله طرق أخرى عند ابن عدي والطبراني -استوفى ذكرها الألباني في الإرواء (2/ 234) -، ولا تقوم بشيء منها حجة، ولذلك أعرضت عن الإطالة بذكرها. 2 - وعن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ النداء إلَّا سجدتين -يعني الفجر-". رواه عبد الرزاق (3/ 52، 53: 4755، 4756)؛ والبيهقي (2/ 466)، من طريق الثوري، حدثنا عبد الرحمن بن حرملة، به.=
= ومن طريق الثوري، عن أبي رباح، عن سعيد، به نحوه. قال البيهقي: وروي موصولًا بذكر أبي هريرة - رضي الله عنه - فيه ولا يصح. اهـ. قلت: ورجال الطريق الأولى -عند عبد الرزاق- ثقات إلَّا عبد الرحمن بن حرملة فإنه: صدوق ربما أخطأ، كما في التقريب (ص 339). وهو مرسل لأن سعيد بن المسيب تابعي وليس بصحابي، لكن لمراسيله مكانة عند أهل العلم، قال ابن رجب في شرح العلل (1/ 555): وأما مراسيل ابن المسيب فهي أصح المراسيل، كما قال أحمد وغيره، وكذا قال ابن معين: أصح المراسيل: مراسيل ابن المسيب. قال الحاكم: قد تأمل الأئمة المتقدمون مراسيله فوجدوها بأسانيد صحيحة، قال: وهذه الشرائط لم توجد في مراسيل غيره. كذا قال. اهـ. ثم نقل عن ابن عبد البر تصحيحه لمرسل سعيد، ونص الشافعي على ذلك. وانظر: معرفة علوم الحديث (ص 25، 26)؛ التمهيد (1/ 30)، وقد رواه متصلًا الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 96 أ) -، وفيه أحمد بن عبد الصمد الأنصاري، قال فيه الذهبي: لا يعرف. اهـ. (الميزان 1/ 117). 3 - وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لا يمنعن أحدكم -أو أحدًا منكم- أذان بلال من سَحُوره، فإنه يؤذن بليل ليرجع قائمكم، ولينبه نائمكم ... " الحديث متفق عليه. البخاري (2/ 103: 621)؛ ومسلم (2/ 768: 1093). قال ابن دقيق العيد، في كتاب الإمام: فلو كان التنفل بعد الصبح مباحًا لم يكن لقوله: "حتى يرجع قائمكم" معنى. اهـ. انظر: نصب الراية (1/ 256). 4 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: أخبرتني حفصة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان إذا اعتكف المؤذن للصبح، وبدا الصبح، صلَّى ركعتين خفيفتين=
= قبل أن تقام الصلاة) متفق عليه، وفي لفظ لمسلم: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا طلع الفجر لا يصلي إلَّا ركعتين خفيفتين". البخاري (2/ 101: 618)؛ ومسلم (1/ 500: 723). 5 - وعن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان يصلي ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح)، متفق عليه، واللفظ لمسلم. البخاري (2/ 101: 619)؛ ومسلم (1/ 501: 724). فهذان الحديثان يدلان على أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يصلي بعد طلوع الفجر قبل الصلاة إلَّا ركعتي الفجر.
295 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (¬1)، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَير، عَنْ طَاوُسٍ (¬2): أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ فَنَهَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما. فَقَالَ طَاوُسٌ: إِنَّمَا نُهِي عَنْهَا أَنْ يَتخِذَها سُلَّمًا (¬3). قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ تَكُونَ (¬4) لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (¬5) الْآيَةَ، وَمَا أَدْرِي أتعَذَّبُ (¬6) عَلَيْهَا، أَمْ (¬7) تُؤْجَر (6). * إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ، وَأَصْلُهُ في النسائي (¬8). ¬
295 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 133 أ)، كتاب المواقيت، باب ما جاء في كراهية الصلاة بعد العصر، وبعد الصبح، وعزاه لابن أبي عمر، وقال: هذا إسناد صحيح، وأصله في النسائي. اهـ.=
قلت: وكأنه رأى توثيق هشام بن حجير فصححه، أو أنه تبع الحافظ في تصحيحه. وأما أصله الذي ذكر الحافظ أنه عند النسائي، فهو ما رواه في سننه (1/ 278: 569)، كتاب الصلاة، باب النهي عن الصلاة بعد العصر، من طريق أحمد بن حرب قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ، عَنْ طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما، "أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، نَهَى عن الصلاة بعد العصر". وهذا إسناد حسن. ورواه عبد الرزاق، كتاب الصلاة، باب الساعة التي يكره فيها الصلاة (2/ 433: 3974)، من طريق ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن المصعب، أن طاووسًا أخبره، أنه سأل ابن عباس عن ركعتين بعد العصر؟ فنهاه عنها، فقال: فقلت: لا أدعهما، فقال ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا} فتلا هذه الآية إلى {مُبِينًا (36)}. ورواه الطحاوي، كتاب الصلاة، باب الركعتين بعد العصر (1/ 305) مثل حديث عبد الرزاق إلَّا أنه سمى شيخ ابن جريج: عامر بن مصعب. وهذا أقرب للصواب لأن عمرو بن مصعب بن الزبير ذكره البخاري في التاريخ (6/ 372)، وابن أبي حاتم في الجرح (6/ 261)، ولم يذكرا ابن جريج في الرواة عنه ولا طاوس في شيوخه، أما عامر بن مصعب فقد ذكره في التهذيب (5/ 81)، وذكر ابن جريج في تلاميذه وطاوسًا في شيوخه، وقال في التقريب (ص 288): لا يعرف، وقد وثقه ابن حبان على عادته. اهـ. ونقل في التهذيب عن الدارقطني أنه قال: ليس بالقوي. ورواه البيهقي، كتاب الصلاة، باب النهي عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ... : (2/ 453)، من طريق سعدان، ثنا سفيان بن عيينة، به فذكره، وفيه زيادة: (قال ابن عباس: إنه قد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن صلاة بعد العصر ...).=
= الحكم عليه: الأثر بهذ الإسناد رجاله ثقات، إلَّا هشام بن حجير فإنه صدوق وقد تابعه عامر بن مصعب كما تقدم، وهو وإن كان مختلفًا فيه، فإن متابعته صالحة، مع ما لهذا الأثر من الشواهد، فهو صحيح إن شاء الله، كما قال الحافظ رحمه الله، ومن شواهده: 1 - حديث عمر بن الخطاب: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (نَهَى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس، وبعد العصر، حتى تغرب). 2 - وحديث أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس". 3 - وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - عن صلاتين: بعد الفجر حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس)، وكل هذه الأحاديث في الصحيحين وغيرهما، وقد شق تخريجها في حديث رقم (291). وقد ورد عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، نَهْيُ من رَأوه يصلي بعد العصر وهذا متواتر عن عمر بن الخطاب، وسيأتي بيانه في تخريج الحديث رقم وروى عبد الرزاق (2/ 428: 3960)، من طريق ابن عيينة، عن عبيد الله ابن أبي زيد، عن قزعة، قال: كنت أصلي ركعتين بعد العصر، فلقيني أبو سعيد الخدري، فنهاني عنهما، فقال -كذا في الأصل ولعل الصواب: (فقلت) - أتركهما لك؟ قال: نعم. وإسناده صحيح.
296 - [و] (¬1) قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاك بْنِ حَرْبٍ، قَالَ (¬2): سَمِعْتُ الْمُهَلَّبَ بْنَ أَبِي صُفْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ سَمُرَة بْنِ جُنْدَب رَضِيَ الله عنه، قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنْ يُصَلى بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ عَلَى قَرْنٍ -أو قرني- الشيطان) (¬3). ¬
296 - تخريجه: ذكره الهيثمي (المجمع 2/ 225)، بنحو حديث الباب، وعزاه لأحمد والبزار والطبراني في الكبير، وقال: رجال أحمد رجال الصحيح. اهـ. وذكره -أيضًا- في كشف الأستار (1/ 292: 612)، من طريق عمرو بن علي، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، به، ولم يذكر الهيثمي متنه وإنما قال: ... ، فذكر نحوه -يعني نحو الحديث الذي قبله- قال البزار: لا نعلم أسند المهلب عن سمرة غير هذا. اهـ. وذكره أيضًا في كشف الأستار (1/ 292: 611)، من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن سمرة، فذكر نحوه. قال البزار: وأحاديث إسماعيل لا نعلم رواها عن الحسن غيره. اهـ. قلث: وإسماعيل بن مسلم هذا هو أبو إسحاق المكي، وهو ضعيف الحديث.
= (التقريب ص 110)، وفيه عِلَّة أخرى وهي عنعنة الحسن البصري، وهو مدلس، والجمهور على أنه لم يسمع من سمرة بن جندب غير حديث العقيقة، والباقي إنما هو كتاب. انظر: جامع التحصيل (ص 165). ورواه الطبراني في الكبير (7/ 227: 6946)، من هذه الطريق التي رواها البزار، وهي معلولة بما تقدم. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 134 ب)، كتاب المواقيت، باب ما جاء في الصلاة بعد الصبح، وعزاه لأبي داود الطيالسي، وأبي بكر بن أبي شية، ثم ذكر روايتي أحمد في مسنده، وسأذكرهما فيما يأتي، ثم قال: هذا إسناد حسن، المهلب بن أبي صفرة ذكره ابن حبان في الثقات، وسماك مختلف فيه، قال ابن معين: ثقة. وكذا قال أبو حاتم، وزاد: صدوق. وقال أحمد: مضطرب الحديث. وقال ابن المبارك: ضعيف الحديث. وقال صالح جزرة: يضعف. وقال يعقوب بن سفيان: روايته عن عكرمة مضطربة وروايته عن غيره صالحة. وباقي رجال الإسناد ثقات. اهـ. ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 121: 896)، قال: حدثنا شعبة قال: أخبرني سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ سَمِعْتُ الْمُهَلَّبَ بْنَ أبي صفرة يقول: سمعت سمرة بن جندب يخطب، يقول في خطبته: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عن صلاة قبل طلوع الشمس، فإنها نطلع بين قرني الشيطان، أو على قرني الشيطان). قلت: ولا أدري لِمَ لَم يذكر الحافظ هذه الرواية لأنها هي الأصل وهي أتم من جهة الإسناد لتصريح أبي داود بالتحديث، ثم يعطف عليها رواية ابن أبي شيبة كعادته. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 349)، كتاب الصلاة، باب من قال لا صلاة بعد الفجر، من طريق أبي داود، به فذكر مثله. إلَّا أنه زاد في أوله (لا تصلوا، أو قال: نهى ...).=
= ورواه أحمد (5/ 15)، من طريق محمد بن جعفر، ثنا شعبة، به، فذكره بلفظ: "لا تصلوا حين تطلع الشمس ولا حين تسقط فإنها تطلع بين قرني الشيطان، وتغرب بين قرني الشيطان". ورواه أيضًا (5/ 20)، من طريق حجاج، ثنا شعبة، به فذكر نحو الرواية الأولى. ورواه ابن خزيمة (2/ 256: 1274)، كتاب الصلاة، جماع أبواب الأوقات التي ينهى عن صلاة التطوع فيهن، من طريق محمد بن جعفر، ثنا شعبة، به فذكر مثل رواية أحمد الأولى. ورواه الطبراني في الكبير (7/ 234: 6974)، من طريق ابن أبي شيبة، به فذكره بلفظ حديث الباب. ورواه الطحاوي (1/ 152)، كتاب الصلاة، باب مواقيت الصلاة، من طريق وهب، ثنا شعبة، به فذكره نحو رواية أحمد. ورواه الطبراني في الكبير (7/ 234: 6973)، من طرق عن شعبة، به فذكره بلفظ حديث أحمد. ورواه الطبراني في الكبير (7/ 248: 7007، 7008)، من طريقين عن خبيب بن سليمان بن سمرة بن جندب، عن أبيه سليمان، عن سمرة بن جندب قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يأمرنا أن نصلي أية ساعة شئنا ... الحديث بنحوه. وخبيب بن سليمان، مجهول. انظر: التقريب (ص 192)، وأبوه سليمان بن سمرة قال فيه الحافظ: مقبول. انظر: التقريب (ص 252).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه عنعنة أبي داود الطيالسي، وهو مدلس، لكن صرح بالتحديث في غير رواية ابن أبي شيبة، وفيه سماك بن حرب وهو ثقة، ساء حفظه بآخره فكان ربما تلقن، لكن الحديث له شواهد ترفعه إلى مرتبة الصحيح لغيره، فمنها:=
= 1 - حديث عمرو بن عَبَسة رضي الله عنه، وفيه: "صلِّ صلاة الصبح ثم أقْصِر عن الصلاة حتى تطلع الشمس، حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان ... ". رواه مسلم وغيره، تقدم تخريجه في حديث رقم (289). 2 - حديث ابن عباس قال: شهد عندي رجال مرضيون، وأرضاهم عندي عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس، وبعد العصر حتى تغرب)، متفق عليه. 3 - وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا: (لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس ...) متفق عليه. 4 - وحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن صلاتين: بعد الفجر حتى تطلع الشمس، وبعدالعصر حتى تغرب الشمس)، متفق عليه. وقد سبق تخريج هذه الأحاديث في حديث رقم (291). 5 - وحديث زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، نَهَى أن يصلى إذا طلع قرن الشمس، أو غاب قرنها، وقال: (إنها تطلع بين قرني شيطان، أو من بين قرني شيطان). رواه أحمد (5/ 190)، من طريق عفان، ثنا همام، ثنا قتادة، عن ابن سيرين، به. قال الهيثمي (المجمع 2/ 224)، رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: وهو كما قال، لكن فيه عنعنة قتادة، وهو مدلس لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع. انظر: مراتب المدلسين (ص 102). وقد تواترت الأحاديث في النهي عن الصلاة بعد العصر، وبعد الصبح، روى ذلك أكثر من عشرين صحابيًا، جملة منها في الصحيحين -كما تقدم-.=
= قال الطحاوي (1/ 304): فقد جاءت الآثار عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - متواترة بالنهي عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وعمل بذلك أصحابه من بعده، فلا ينبغي لأحد أن يخالف ذلك. اهـ. وانظر: التلخيص الحبير (1/ 185)؛ وقطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة (ص 82: 27)؛ ونظم المتناثر من الحديث المتواتر (ص 111: 83).
297 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو عَوانَة، عَنْ مُغِيرة (¬2)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (¬3)، عَنِ الْأَسْوَدِ (¬4)، قَالَ (¬5): (أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَ يضربُ عَلَى الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ). * إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ من وجه آخر. ¬
297 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 102 ب)، من المختصرة: النوافل، باب الصلاة بعد العصر، وقال رواه مسدد ورجاله ثقات. اهـ.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكن فيه عنعنة مغيرة بن مقسم الضبي، وهو مدلس، ولا سيما في حديثه عن إبراهيم النخعي، ولا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، وفي حكم الحافظ على سنده بالصحة تجوز. وهذا الأمر -ضرب من صلى بعد العصر- قد ثبت عن عمر رضي الله عنه، من طرق كثيرة، وبها يكون هذا الأثر صحيحًا لغيره. فمن ذلك: 1 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (وكنت أضرب الناس مع عمر بن الخطاب عنها)، قلت: يعني الركعتين بعد العصر. رواه البخاري (3/ 105: 1233)، كتاب السهو، باب إذا كُلِّم وهو يصلي فأشار بيده واستمع؛ ومسلم (1/ 571: 834)، كتاب صلاة المسافرين، باب معرفة الركعتين اللتين كان يصليهما النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد العصر.=
= 2 - وعن مختار بن فُلْفُل قال: سألت أنس بن مالك عن التطوع بعد العصر؟ فقال: (كان عمر يضرب الأيدى على صلاة بعد العصر). رواه مسلم (1/ 573: 836)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 351). 3 - وعن زر بن حُبَيش قال: (رأيت عمر بن الخطاب يضرب على الصلاة بعد العصر). رواه عبد الرزاق (2/ 429: 3965)، من طريق الثوري، عن عاصم، عن زر، به. وسنده حسن. 4 - وعن السائب بن يزيدد (أنه رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يضرب المنكدر على الصلاة بعد العصر). رواه مالك في الموطأ (1/ 221: 50)؛ وعبد الرزاق (2/ 429)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 351)، من طرق عن الزهري، به. وسنده صحيح. 5 - وعن قزعة قال: كنت أصلي ركعتين بعد العصر فلقيني أبو سعيد الخدري فنهاني عنهما، فقال: -كذا بالأصل والصواب: (فقلت) - أتركهما لك؟ قال: نعم. رواه عبد الرزاق (2/ 428)، من طريق ابن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، به. وسنده صحيح. فلم ينفرد عمر رضي الله عنه، بالنهي عن هاتين الركعتين بل شاركه أبو سعيد الخدري -كما في هذا الأثر- ومعاوية رضي الله عنه، كما سيأتي في الحديث رقم (298). وقد صح النهي عن الصلاة بعد العصر عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مَنْ رواية عدد من الصحابة. انظر: تخريج الحديث رقم (291 و 296).
298 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو التيَّاح، عَنْ مَعْبَد الجُهَني، قَالَ: خَطَبَنَا (¬1) مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: (أَلَا مَا بالُ أقوامٍ يُصَلُّونَ صَلَاةً قَدْ (¬2) صحبتُ رسولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَمَا (¬3) رَأَيْتُهُ (¬4) يُصَلِّيهَا، وَقَدْ سَمِعْنَاهُ يَنْهَى عَنْهَا -يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ العصر-). ¬
298 - تخريجه: لم أجد مسند معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما في المطبوع من مسند أبي داود الطيالسي. وكذلك لم أجده في نسخة بتنة المخطوطة، وقد وجدته في نسخة مكتبة الأوقاف العراقية ووجدت هذا الحديث فيه (ق 76 ب). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 102 ب)، من المختصرة: النوافل، باب الصلاة بعد العصر، وقال رواه مسدد بسند فيه معبد الجهني. ورواه البيهقي (2/ 453)، كتاب الصلاة، باب النهي عن الصلاة ... وبعد العصر حتى تغرب الشمس: من طريق يونس بن جيب، ثنا أبو داود الطيالسي، به، فذكر مثله. قال البيهقي: وكذلك رواه عثمان بن عمر، عن شعبة. ورواه البخاري (2/ 61: 587)، كتاب مواقيت الصلاة، باب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس، من طريق غندر قال: حدثنا شعبة، عن أبي التياح، قال: سمعت حُمْران بن أبان يحدث عن معاوية قال: (إنكم لتصلون صلاة، لقد صحبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما رأيناه يصليها، ولقد نهى عنهما). يعني: الركعتين بعد العصر. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 349)، كتاب الصلوات، باب من قال=
= لا صلاة بعد الفجر وبعد العصر، من طريق شبابة، والطحاوي (1/ 304)، كتاب الصلاة، باب الركعتين بعد العصر، من طريق عبد الله بن حمران، والبيهقي (2/ 452)، كتاب الصلاة، باب النهي عن الصلاة ... وبعد العصر حتى تغرب الشمس، من طريق محمد بن جعفر (غندر)، قالوا حدثنا شعبة، بمثل إسناد البخاري ومتنه. قال البيهقي: وكان أبا التياح سمعه منهما -يعني من معبد الجهني، وحمران ابن أبان-، والله أعلم. اهـ. وقال الحافظ في الفتح (2/ 62): والطريق التي اختارها البخاري أرجح، ويجوز أن يكون لأبي التياح فيه شيخان. اهـ.
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات إلَّا معبد الجهني، فإنه صدوق مبتاع، لكن لا علاقة لهذا الحديث ببدعته، وقد تابعه في رواية هذا الحديث عن معاوية رضي الله عنه أبانُ بن حمران -كما في رواية البخاري وغيره- لذا فالحديث صحيح لغيره. ويشهد لهذا الحديث ما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، (أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الصلاة بعد الصبح، وبعد العصر). انظر: تخريج الحديث رقم (291)، ورقم (296).
299 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا (¬1) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ بَيَانٍ (¬2)، عَنْ وَبَرة، قَالَ: (رَأَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَمِيمًا الدَّارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ، فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ، فَقَالَ تَمِيمٌ: لِمَ يَا (¬3) عُمَرُ تَضْرِبُنِي عَلَى صَلَاةٍ صَلَّيْتُهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا تَمِيمُ ليس كل الناس يعلم ما تعلم). ¬
299 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (ص 296: 209). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 102 ب)، من المختصرة: النوافل، باب الصلاة بعد العصر، وقال: رواه الحارث وأبو يعلى بسند رجاله ثقات. اهـ. ورواه أحمد (4/ 102)، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه قال: خرج عمر على الناس يضربهم على السجدتين بعد العصر، حتى مر بتميم ... الحديث بنحوه ورجاله ثقات، لكن عروة لم يسمع من عمر بن الخطاب. انظر: علل ابن أبي حاتم (1/ 154)؛ جامع التحصيل (ص 236). ورواه الطبراني في الكبير (2/ 58: 1281)؛ والأوسط (كما في مجمع البحرين (1/ 94 ب)، كتاب الصلاة، باب الصلاة بعد العصر)، من طريق عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، قال: أخبرني (في الكبير: أخبر) تميم الداري -أو أخبِرتُ- أن تميمًا الداري ركع ركعتين ... الحديث بنحوه مطولًا. قال الطبراني: لا يروى عن تميم إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به الليث. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 2/ 222): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح في=
= الكبير. والأوسط ... وفيه عبد الله بن صالح، قال فيه عبد الملك بن شعيب: ثقة مأمون وضعفه أحمد، وغيره. اهـ. قلت: وقال الحافظ في التقريب (ص 308): صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. اهـ. وفيه أيضًا: تردد عروة فلم يجزم بأن تميمًا أخبره به.
الحكم عليه: إسناده رجاله ثقات، لكن لم أجد من ذكر لوبرة بن عبد الرحمن سماعًا من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإنما سمع من صغار الصحابة رضي الله عنهم، فهو مرسل، لكنه يعتضد بمرسل عروة، فلعله يرتفع إلى الحسن لغيره لشواهده التي أسلفنا ذكرها في حديث رقم (297).
300 - [وَقَالَ (¬1) الْحَارِثُ]: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ (¬2)، أَنَّهُ (¬3) سَمِعَ الْمَقْبُرِيَّ (¬4) يُحَدِّثُ (¬5) عن (¬6) أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ (¬7): "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، عَنِ الصَّلَاةِ نِصْفَ النَّهَارِ إلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ". ¬
300 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 268: 198). ورواه الأثرم في الناسخ والمنسوخ. انظر: البدر المنير (2/ 125 أ)، من طريق الواقدي، به فذكره. ورواه الشافعي في المسند (1/ 139: 408)، كتاب الصلاة، باب في صلاة الجمعة، والبيهقي (2/ 464)، كتاب الصلاة، باب ذكر البيان أن النهي مخصوص ببعض الأيام دون بعض، من طريق إبراهيم بن محمد، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ المقبري، به فذكر مثله، وفيه زيادة (حتى تزول الشمس). قال ابن عبد البر في التمهيد (4/ 20): وإبراهيم بن محمد الذي روى عنه الشافعي هذا الخبر، هو ابن أبي يحيى المدني، متروك الحديث، وإسحاق بعده في الإسناد، وهو ابن أبي فروة، ضعيف أيضًا. اهـ. ورواه البيهقي (2/ 464): من طريق أبي خالد الأحمر، عن شيخ من أهل المدينة يقال له عبد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -=
= قال: "تحرم -يعني الصلاة- إذا انتصف النهار كل يوم إلَّا يوم الجمعة. قال ابن الملقن في البدر المنير (2/ 125 أ): وهذا الشيخ يُحْتاج إلى معرفة عينه وحاله. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك الحديث، ورواية الشافعي وإن خلت من الواقدي، فإن فيها إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك أيضًا. انظر: التقريب (ص 93)، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متروك كذلك. انظر: التقريب (ص 102)، أما رواية البيهقي الثانية ففيها مجهول، وهو عبد الله -شيخ من أهل المدينة-، وللحديث شواهد لكن لا يخلو شيء منها من مقال، فلا أراه يرتفع بها عن الضعف، ومنها: 1 - عن أبي قتادة، رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ كره الصَّلَاةِ نِصْفَ النَّهَارِ، إلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَالَ: "إن جهنم تُسجَّر إلَّا يوم الجمعة". رواه أبو داود (1/ 653: 1083)؛ والبيهقي (2/ 464، 3/ 192)؛ والخطيب في تاريخه (8/ 260)؛ وابن عبد البر في التمهيد (4/ 20)، من طريق ليث، عن مجاهد، عن أبي الخليل، به. قال أبو داود: هو مرسل، مجاهد أكبر من أبي الخليل، وأبو الخليل لم يسمع من أبي قتادة. اهـ. قلت: وكذلك قال الترمذي. انظر: جامع التحصيل (ص 198). وقال ابن عبد البر: وهذا الحديث منهم من يوقفه. اهـ. وفيه أيضًا: ليث وهو ابن أبي سليم، وهو صدوق سيء الحفظ واختلط فلم يتميز حديثه، فيحتاج إلى متابع. 2 - وعن واثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سأل سائل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما بال يوم الجمعة يؤذن فيها بالصلاة في نصف النهار، وقد نهيت عن سائر الأيام؟ =
= فقال: "إن الله يُسَعِّر جهنم كل يوم في نصف النهار، ويخبثها في يوم الجمعة". رواه الطبراني في الكبير (22/ 60: 144)، من طريق بشر بن عون، ثنا بكار بن تميم، عن مكحول، به. وفيه بشر بن عون القرشي، قال ابن حبان في المجروحين (1/ 190): روى عن بكار بن تميم، عن مكحول، عن واثلة، نسخة فيها ستمائة حديث كلها موضوعة، لا يجوز الإحتجاج به بحال. اهـ. وبكار بن تميم شيخه مجهول. انظر: الميزان (1/ 340). 3 - وفي حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "إلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِنَّهُ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ يَوْمَئِذٍ نِصْفَ النَّهَارِ لِأَنَّ جَهَنَّمَ لَا تسعر فيه". رواه بهذه الزيادة إسحاق بن راهويه في مسنده. انظر: حديث رقم (289)، وهي زيادة ضعيفة، لأن في سندها انقطاعًا سبق بيانه هناك.
301 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هُدْبة، وَإِبْرَاهِيمُ [السَّامِيُّ] (¬1)، قَالَا: ثنا أَبَانُ (¬2)، عَنْ يَحْيَى (¬3)، [أَنَّ] (¬4) قُرَّةَ بْنَ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَهُ: أَنَّ أَبَا أُسَيد حَدَّثَهُ: أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ، فَزَجَرَهُ، وَقَالَ: لَا تصلِّ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يَقُولُ: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ" -لَفْظُ هُدْبَةَ-. ¬
301 - تخريجه: ذكره الهيثمي (المجمع 2/ 227)، ولم يذكر القصة التي في أوله، وعزاه للطبراني في الكبير، وقال: وفيه فروة بن أبي فروة ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات. اهـ. قلت: الذي في سند الطبراني: قرة بن أبي قرة، وليس فروة، وما في الطبراني هو الموافق لما في المطالب في هذا الحديث. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 103 أ) من المختصرة، كتاب النوافل، باب الصلاة بعد العصر؛ وقال: رواه أبو يعلى. ورواه الطبراني في الكبير (19/ 268: 593)، من طريق موسى بن هارون، وعبد الله بن أحمد، قالا: حدثنا هدبة بن خالد، به، فذكر المرفرع فقط.=
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات إلا قرة بن أبي قرة، فإنه مجهول. لذا، فالحديث ضعيف. وللحديث شاهد من حديث عمر بن الخطاب، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة رضي الله عنهم، وكلها في الصحيحين. وقد سبق تخريجها في حديث رقم (291).
302 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عبدِ القارِيّ، قَالَ: (طُفْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَرَكِبَ فَلَمْ يُصْبِحْ حتى أتى ذا طَوَى (¬2) فركع ركعتين). ¬
302 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث 2/ 480: 369). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 162 أ) من المختصرة، كتاب الحج، باب ما جاء في جمع الأسابيع، وركعتي الطواف، وما يقرأ فيهما، وجواز فعلهما في غير المسجد. وقال: رواه الحارث والبيهقي ورجاله ثقات. وذكره البخاري (3/ 488) تعليقًا مجزومًا به. ورواه مالك في الموطأ: كتاب الحج، باب الصلاة بعد الصبح والعصر في الطواف (1/ 368: 117)، وعبد الرزاق، كتاب الحج، باب الطواف بعد العصر والصبح (5/ 63: 9008)، والطحاوي، كتاب المناسك، باب الصلاة للطواف بعد الصبح وبعد العصر (2/ 187)، والبيهقي، كتاب الصلاة، باب البيان أن النهي مخصوص ببعض الأمكنة (2/ 463)، وفي كتاب الحج، باب من ركع ركعتي الطواف حيث كان (5/ 91)، من طريق الزهري، عن حميد، به مثله، وعند بعضهم زيادة: (فلما قضى عمر طوافه نظر فلم ير الشمس طلعت فركب ...) وهو عند عبد الرزاق من طريق معمر، وعند الباقين من طريق مالك، كلاهما عن الزهري. ورواه الطحاوي (2/ 187)، والبيهقي (2/ 463)، وابن حجر في تغليق التعليق (3/ 78)، من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عبدِ القارِيّ، به مثله.=
= قال البيهقي: وكذلك رواه الحُمَيدي عن سفيان، والصحيح عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. ثم نقل البيهقي عن يونس بن عبد الأعلى قوله: قال لي الشافعي -رحمه الله- في هذا الحديث: إتَّبعَ سفيانُ بن عيينة في قوله: (الزهري، عن عروة، عن عبد الرحمن) المجرة -يريد لزوم الطريق-. قال عبد الرحمن بن محمد -الراوي عن يونس-: وذلك أن مالكًا، ويونس، وغيرهما رووا الحديث عن الزهري، عن حميد، عن عبد الرحمن القاري، عن عمر، فأراد الشافعي أن سفيان وهِمَ، وأن الصحيح ما رواه مالك. اهـ. قلت: وكذا قال أحمد بن حنبل. انظر: فتح الباري (3/ 489)؛ تغليق التعليق (3/ 79)، وقد ذكر الحافظ في الفتح (3/ 489) أن الأثرم رواه من طريق نوح بن يزيد، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري. مثل رواية سفيان -وهذا سند رجاله ثقات- فلعله كان عند الزهري من طريقين، وليس هذا بغريب على حافظ واسع الحفظ مثل الزهري، وهو أولى من توهيم سفيان بن عيينة -والله أعلم-. لكن وجدت أبا حاتم قد وافقهم على تخطئة ابن عيينة ومن وافقه. انظر: العلل لابنه (1/ 282: 835). ورواه سعيد بن أبي عروبة في المناسك: عن قتادة، عن عطاء، عن عمر مرسلًا. قاله الحافظ في تغليق التعليق (3/ 79). ورواه ابن أبي شيبة في المصنف: (ج 4)، القسم الأول (ص 169: 1117)، من طريق ابن أبي ليلى، عن عطاء قال: (طاف عمر ... الحديث). وهذا كسابقه، لأن عطاء بن أبي رباح لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإنما ولد في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه. انظر: التهذيب (7/ 202).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلا عاصم بن علي، فإنه صدوق. لكن قد تابعه مالك، ومعمر -كما عند عبد الرزاق- فرووه عن شيخ شيخه الزهري. وعلى=
= هذا، فالأثر صحيح. ويشهد له ما جاء عن بعض الصحابة والتابعين، من فعلهم رضي الله عنهم، ومن ذلك: 1 - ما رواه عبد الرزاق (5/ 63: 9010)، والبيهقي (2/ 464)، من طريق ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيح، عَنْ أبيه قال: (قدم أبو سعيد الخدري حاجًا أو معتمرًا، فطاف بعد الصبح، فقال -وعند البيهقي: فقلت-: انظروا كيف يصنع، فلما فرغ من سُبعه قعد، فلما طلعت الشمس صلّى ركعتين). هذا لفظ عبد الرزاق. ورجاله ثقات. ورواه ابن أبي شيبة (ج 4)، القسم الأول (ص 169: 1118)، من طريق أبي داود الطيالسي، عن هشام الدستوائي، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، نحوه. 2 - وروى عبد الرزاق (5/ 63: 9009)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (ج 4)، القسم الأول (ص 169: 1114)، من طريق أيوب قال: (رأيت سعيد بن جبير، ومجاهدًا يطوفان بعد العصر سبعًا واحدًا، ثم يجلسان ولا يصليان حتى تغرب الشمس) لفظ عبد الرزاق. وسنده صحيح. 3 - وفي الباب عن معاذ بن عفراء عند ابن أبي شيبة (ج 4)، القسم الأول (ص 169: 1116)؛ والطحاوي (1/ 303)؛ والبيهقي (2/ 264). 4 - وعن عائشة رضي الله عنها عند ابن أبي شيبة (ج 4)، القسم الأول (ص 169: 1115). 5 - وعن المسور بن مخرمة (عنده أيضًا: 1113).
303 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أنا مَخْرَمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: رَآنِي [أَبُو هُبَيْرَةَ] (¬1) الْأَنْصَارِيُّ، صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَنَا أُصَلِّي الْفَجْرَ (¬2) حِينَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَعَابَ ذَلِكَ عليَّ، وَنَهَانِي، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تُصَلُّوا حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا إِنَّمَا تَطْلُعُ فِي قَرْنِ (¬3) شَيْطَانٍ". ¬
303 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 143: 1572)، وفي المفاريد له (ص 84: 84). وذكره الهيثمي المقصد العلي ص 374: 344). وأيضًا (المجمع 2/ 226)، وسمى صحابيه أبا بشير الأنصاري، وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الأوسط، إلا أن أبا يعلى قال: رآني أبو هبيرة، ورجال أحمد ثقات. اهـ. ثم ذكر رواية البزار عن أبي اليسر وقال: رجاله ثقات. اهـ. قلت: بل في كل طرق الحديث سعيد بن نافع، لم يرو عنه إلا واحد ولم يوثقه غير ابن حبان. وذكره أيضًا في كشف الأستار (1/ 336: 699)، من طريق محمد بن عبد الرحيم، ثنا هارون بن معروف، ثنا ابن وهب، عن مَخْرَمَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ نَافِعٍ قال: رآني أبو اليسر، فذكره بلفظ مقارب. قال البزار: لا نعلمه عن أبي اليسر إلا من هذا الوجه، وسعيد لا نعلمه حدث عنه إلا بكير. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 137 أ)، كتاب المواقيت، باب في الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، وعزاه لأبي يعلى.=
= وذكره ابن الأثير في أُسد الغابة (5/ 315)، من طريق أبي يعلى به، فذكر مثله. ثم قال: وسعيد -يعني ابن نافع- تابعي لم يدرك من قُتل بأُحد، وهو مرسل. وفي قوله: (رآني أبو هبيرة) نظر، فإن كان غير الذي قتل يوم أُحد، وإلا فهو منقطع. اهـ. وذكره ابن حجر في الإصابة (7/ 19)، في ترجمة أبي بشر الأنصاري. وذكره أيضًا في الإِصابة (7/ 198)، في ترجمة أبي هبيرة الأنصاري، ثم قال: خلطه -يعني الصحابي- ابن الأثير بالذي قبله -يعني أبا هبيرة بن الحارث بن علقمة- ثم قال: سعيد تابعي لم يدرك من يقتل بأُحد، فإن كان غيره وإلا فهو منقطع. انتهى، وكيف يحتمل أن يكون منقطعًا وهو يصرح بأنه رآه، فتعين الاحتمال الأول. اهـ. ورواه أحمد، وابنه (5/ 216)، من طريق هارون بن معروف، به، إلا أنه سمّى الصحابي أبا بشير الأنصاري، فذكره بلفظه إلا أنه قال: "فإنها تطلع بين قرني الشيطان". ورواه الطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (1/ 95 أ)، من طريق محمد بن زريق، ثنا أبو الطاهر، ثنا ابن وهب، أخبرني مَخْرَمَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ نَافِعٍ قال: (رآني أبو بشير صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أصلي ... الحديث). قال الطبراني: لا يروى عن أبي بشير إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن وهب. اهـ.
الحكم عليه: الحديث رجاله ثقات، إلا سعيد بن نافع، فلم يرو عنه إلا بكير بن عبد الله الأشج، ولم يوثقه إلا ابن حبان، على عادته في توثيق المجاهيل، وهو عندي مجهول، وفيه أيضًا الانقطاع بين مخرمة وأبيه لأن روايته وجادة، وأما الاختلاف في اسم الصحابي فلا يضر لأن الصحابة كلهم عدول. وهذا المتن صحيح ثابت عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، وقد تقدم=
= تخريج بعض هذه الشواهد في حديث رقم (291)، ونضيف هنا ما يأتي: 1 - عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله عنه: "إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز ... " الحديث، وفيه: "ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان -أوالشيطان-" هذا لفظ البخاري، وعند مسلم: "لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان". البخاري (6/ 335: 3272)؛ ومسلم (1/ 567: 828). 2 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "وقت الظهر إذا زالت الشمس ... " الحديث، وفيه: "فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة فإنها تطلع بين قرني شيطان". رواه مسلم (1/ 427: 612). 3 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: وهِمَ عمر، إنما نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يتحرى طلوع الشمس وغروبها. رواه مسلم (1/ 571: 833)، والنسائي (1/ 279: 570).
304 - [وَقَالَ] (¬1): حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ (¬2)، ثنا (¬3) رَوْح، ثنا أُسَامَةُ بْنُ [زَيْدٍ] (¬4)، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬5)، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَا تُصَلُّوا عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَلَا عِنْدَ غُرُوبِهَا، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ وَتَغْرُبُ عَلَى قَرْنِ شَيْطَانٍ، وصلوا بين ذلك ما شئتم". ¬
304 - تخريجه:. هو في مسند أبي يعلى (7/ 220: 4216). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 375: 345). ولم أجده في مظنته في المجمع. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 137 أ)، كتاب المواقيت، باب في الأوقات التي نُهي عن الصلاة فيها، وعزاه لأبي يعلى. وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 561: 314)، وقال: وهذا إسناد حسن، رجاله لهم ثقات، رجال الشيخين، غير أسامة بن زيد، وهو الليثي، وفيه كلام من قبل حفظه، والمتقرر أنه حسن الحديث إذا لم يخالف، وقد استشهد به مسلم. اهـ. ورواه ابن المنذر في الأوسط (2/ 389: 1089)، من طريق روح بن عبادة، به، فذكر مثله، إلا أنه قال: "لا صلاة" مكان "لا تصلوا". ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 293: 613)، قال: حدثنا محمد بن المثنى أبو موسى، ثنا روح بن عبادة، به، وَلَفْظُهُ: "إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى عن الصلاة بعد=
= العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الفجر حتى تطلع الشمس". قال البزار: لا نعلم رواه عن حفص إلا أسامة. اهـ. قلت: وهو بهذا اللفظ موافق لغيره من الأحاديث.
الحكم عليه: فيه أسامة بن زيد الليثي، وهو صدوق يهم. وللحديث شواهد كثيرة، كحديث عمرو بن عبسة -تقدم برقم (289) -، وحديث عمر، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة رضي الله عنهم، وكلها في الصحيحين -وقد تقدم تخريجها في حديث رقم (290) - وحديث ابن عمر، وابن عمرو، وعائشة رضي الله عنهم -وتقدم تخريجها في حديث رقم (303) - وحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعًا، لا يذكر الله فيها إلا قليلًا". رواه مسلم وغيره -وقد تقدم تخريجه في حديث رقم 278 - . وحديث علي رضي الله عنه أن النبي قال: "لا تصلوا بعد العصر، إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة"، وفي رواية النسائي: "إلا أن تكون الشمس بيضاء نقية مرتفعة". رواه أبو داود (2/ 55: 1274)؛ والنسائي (1/ 280: 573)؛ وأحمد (1/ 81، 129)؛ وأبو يعلى (1/ 329: 411)، و (ص 437: 581)، من طرق عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن وهب بن الأجدع، به. وهذا سند صحيح. وله طريق أخرى عند أحمد (1/ 130)، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن علي رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر مثله، وهذه الطريق شاهد جيد للأولى.
25 - باب لا فرض من الصلاة غير الخمس
25 - بَابُ لَا فَرْضَ مِنَ الصَّلَاةِ (¬1) غَيْرَ الْخَمْسِ 305 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا زَمْعَة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ (¬2)، قَالَ: كُنْتُ (¬3) جَالِسًا فِي مَجْلِسٍ فِيهِمْ (¬4) عُبادة (¬5) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬6)، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، يَقُولُ: "أَتَانِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، مْنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ الله تعالى يقول (¬7): إني فى ضت عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ مَنْ وَفَّى (¬8) بِهِنَّ عَلَى وُضُوئِهِنِّ، وَمَوَاقِيتِهِنَّ، وَرُكُوعِهِنَّ (¬9)، وَسُجُودِهِنَّ، فَإِنَّ لَهُ (¬10) بِهِنَّ عِنْدِي عَهْدًا أَنْ أُدْخِلَهُ بِهِنَّ الْجَنَّةَ ... الحديث (¬11). ¬
305 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 78: 573). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 118 أ)، كتاب الصلاة، باب فرض الصلاة، وعزاه لأبي داود الطيالسي. ورواه أبو داود (2/ 130: 1420)، كتاب الصلاة، باب فيمن لم يوتر، والنسائي (1/ 230: 461)، كتاب الصلاة، باب المحافظة على الصلوات الخمس؛ وابن ماجه (1/ 449: 1401)، كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في فرض الصلوات الخمس، ومالك (1/ 123: 14)، صلاة الليل، باب الأمر بالوتر، وأحمد (5/ 319)، من طريق محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن مُحْيريز، أن رجلًا من بني كنانة يدعى المُخدَجي، سمع رجلًا بالشام يدعى أبا محمد يقول: إن الوتر واجب. قال المُخْدَجي: فَرُحْتُ إلى عبادة بن الصامت فأخبرته، فقال عبادة: كذب أبو محمد، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: "خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئًا استخفافًا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد: إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة" لفظ أبي داود. ورجاله ثقات، إلَّا المخدجي، واسمه رُفَيع، وقيل: أبو رُفيع، قال الحافظ فيه: مقبول. اهـ. انظر: التقريب (ص 640)، ونقل المنذري في مختصر سنن أبي داود (2/ 123)، عن ابن عبد البر أنه قال: لم يختلف عن مالك في إسناد هذا الحديث، وهو حديث ثابت. اهـ. ورواه أبو داود (1/ 295: 425)، كتاب الصلاة، باب في المحافظة على وقت الصلوات، وأحمد (5/ 317)؛ من طريق عطاء بن يسار، عن عبد الله الصُّنَابحي، قال: زعم أبو محمد ... الحديث بنحوه، ورجاله ثقات إلَّا عبد الله الصُّنَابحي، فقيل=
= صحابي وقيل: هو أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عسيلة، لكن أخطأ الرواة في تسميته، وقيل غير ذلك. انظر: التهذيب (6/ 90، 229)؛ التقريب (ص 331)، وعلى كل حال فهو متابع جيد للمخدجي.
الحكم عليه: الحديث رجاله ثقات، إلَّا زمعة بن صالح، فإنه ضعيف الحديث لسوء حفظه، وحديثه عن الزهري أشد ضعفًا، وقد انفرد في هذا الحديث بلفظة لم نجد من تابعه عليها، وهي قوله: "أَتَانِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، مْنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يقول: وأما باقي الحديث فحسن لغيره، لما ذكرت من المتابعات، ولما له من الشواهد الصحيحة، ومنها: 1 - عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -، من أهل نجد ثائر الرأس، يُسمَعُ دَوي صوته ولا يُفْقَه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله: "خمس صلوات في اليوم والليلة"، فقال: هل علي غيرها؟ قال: "لا، إلَّا أن تطوع ... الحديث" متفق عليه. البخاري (1/ 106: 46)؛ ومسلم (1/ 40: 11). 2 - وعن مالك بن صعصعة رضي الله عنه -في حديث الإسراء الطويل-: "فأتيت موسى فقال: ما صنعت؟ قلت: جعلها خمسًا. فقال مثله. قلت: فسلمت. فنودي: إني قد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي، وأجزي الحسنة عشرًا". متفق عليه. البخاري (6/ 302: 3207)؛ ومسلم (1/ 149: 164)، ولم يورد اللفظ كاملًا وإنما أحال على سابقه، وهو حديث أنس عن أبي ذر رضي الله عنهما. 3 - وعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -فِي حديث الإسراء الطويل- "قال: هي خمس وهي خمسون، لا يبدل القول لديّ ... الحديث" أي هي خمس في العدد، خمسون في الأجر والثواب، كما بيَّن ذلك حديث مالك بن صعصعة.=
= البخاري (1/ 458: 349)؛ ومسلم (1/ 148: 163). 4 - وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "نزل جبريل فأمني، فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه" يحسب بأصابعه خمس صلوات. رواه الشيخان وغيرهما. وقد سبق تخريجه في حديث رقم (252).
306 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ [الْعَبْدِيِّ] (¬1) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (فُرِضت الصَّلَاةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لَيْلَةَ الإِسراء (¬2) خَمْسِينَ صَلَاةً (¬3)، ثُمَّ نُقِصَتْ حَتَّى جُعِلَتْ خَمْسًا، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "كَانَ (¬4) لَكَ فِي الْخَمْسِ خَمْسِينَ، الْحَسَنَةُ بعشر أمثالها". ¬
306 - تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (2/ 93: 955). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 118 ب)، كتاب الصلاة، باب فرض الصلاة، وعزاه لعبد بن حميد، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف أبي هارون العبدي، واسمه عمارة بن جوين. اهـ. ورواه عبد الرزاق (1/ 452: 1769)، كتاب الصلاة، باب ما جاء في فرض الصلاة من طريق معمر، به، مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن في سنده أبا هارون العبدي، وهو متروك. والمتن صحيح ثابت من حديث أنس بن مالك، ومالك بن صعصعة، وهما في الصحيح، وكونها خمس صلوات في اليوم والليلة جاء أيضًا في الصحيحين من حديث طلحة بن عبيد الله، ونحوه في حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنهم جميعًا -وقد سبق تخريجها في حديث رقم (305) -.
307 - وَقَالَ (¬1) أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا حُبَيِّب بْنُ حَبِيْب (¬2)، أَخُو حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ العَيْزار بْنِ حُرَيث، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إنَّا أناس (¬3) من المسلمين، وها هنا أُنَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ يَزْعُمُونَ أنَّا لَسْنَا عَلَى شَيْءٍ (¬4)، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ، وَأَتَى الزَّكَاةَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ، وصام رمضان، وقرى الضيف، دخل الجنة". ¬
307 - تخريجه: ذكره الهيثمي (المجمع 1/ 45)، وعزاه للطبراني في الكبير، وقال: وفي إسناده حبيب بن حبيب أخو حمزة الزيات، وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 119 ب)، كتاب الصلاة، باب فضل الصلاة، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة. ورواه الطبراني في الكبير (12/ 136: 12692)، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: ثنا حبيب أخو حمزة الزيات، به فذكر الحديث ولم يذكر القصة التي قبله. ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 821)، من طريق عثمان بن أبي شيبة، ثنا حَبِيبُ بْنُ حَبِيبٍ أَخُو حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، به، فذكره بمثل رواية الطبراني. قال ابن عدي: لحبيب أحاديث غيرها يرويها عنه عثمان وغيره، وهذان الحديثان -يعني هذا الحديث وحديثًا آخر ذكره- اللذان ذكرتهما لا يرويهما عن أبي إسحاق غيره، وهما أنكر ما رأيت له من الرواية. اهـ.=
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه حبيب بن حبيب، وهو واهي الحديث. وللحديث شواهد صحيحة، لكن حديث حبيب بن حبيب غير قابل للانجبار لشدة ضعفه. ومن شواهده: 1 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "بني الإسلام على خمس: شهادة أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقام الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِ، وصومِ رمضانَ". رواه الشيخان وغيرهما. البخاري (1/ 49: 8)؛ ومسلم (1/ 45: 16)؛ والترمذي (5/ 5: 2609)؛ والنسائي (8/ 107: 5001). 2 - وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -، من أهل نجد ثائر الرأس، يُسمَع دَوي صوته ولا يُفْقَه ما يقول، حتى دنا، فذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "خمس صلوات في اليوم والليلة"، قال: هل عليَّ غيرها؟ قال: "لا إلَّا أن تطوع. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وصيام رمضان" قال: هل على غيره؟ قال: "لا إلَّا أن تطوع قال: وذكر لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الزكاة، قال: هل على غيرها؟ قال: "لا إلَّا أن تطوع"، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أفلح إن صدق، أو دخل الجنة إن صدق". متفق عليه. البخاري (1/ 106: 46، 4/ 102: 1891)؛ ومسلم (1/ 40: 11). 3 - وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: نُهِينا أن نسأل رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَكَانَ يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع ... (وفيه: الله أرسلك؟ قال؟ "نعم" قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا. قال: "صدق" ...) ثم ذكر الزكاة، وصوم رمضان، والحج وفيه: (قال: ثم=
ولّى -أي الأعرابي- قال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن، ولا أنقص منهن، فقال النبي: "لئن صدق ليدخلن الجنة". رواه البخاري (1/ 148: 63)، مختصرًا ولم يذكر الحج، ولا قوله "لئن صدق ليدخلن الجنة"، ومسلم (1/ 41: 12). 4 - وعن أبي شُرَيح العدوي أنه قال: سَمِعَت أُذُنَايَ وأبصرت عيناي حين تكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضيفه جائزته" قالوا: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: "يومه وليلته، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه، الحديث متفق عليه واللفظ لمسلم. البخاري (10/ 445، 531: 6019، 6135)، (ص 531: 6135)؛ ومسلم (1/ 69، 3/ 1352: 48).
26 - باب استقبال القبلة والسترة للمصلي
26 - بَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ وَالسُّتْرَةِ لِلْمُصَلِّي (¬1) 308 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الحِمّاني، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقة، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -وَكَانَ قَدْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ جَمِيعًا- قَالَ: إِنِّي لَفِي مَنْزِلِي (¬2) إِذَا منادِ (¬3) يُنَادِي عَلَى الْبَابِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَدْ تَحَوَّل (¬4) إِلَى الْكَعْبَةِ، فَأَشْهَدُ عَلَى إِمَامِنَا والرجال، والنساء، والصبيان، لقد صلوا إلى ها هنا -يعني بيت المقدس- وإلى ها هنا -يعني الكعبة-. ¬
308 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 79: 1509). وفي المفاريد -له أيضًا- (ص 34: 21). وذكره الهيثمي (المقصد ص 321: 260). وأيضًا (المجمع 2/ 13)، وعزاه لأبي يعلى، والطبراني في الكبير، وفي روايته: (قال: بينا نحن في إحدى صلاتي العشي إذ نادى منادٍ).=
= قال الهيثمي: وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة، والثوري، واختلف في الاحتجاج به. اهـ. قلت: وفي رواية أبي يعلى شيخه يحيى بن عبد الحميد الحمانى، وهو أسوء حالًا منْ قيس. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 173 ب)، كتاب القبلة، باب في تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد ضعيف، لضعف قيس بن الربيع. اهـ. ورواه ابن الجعد في مسنده (2/ 807: 2169)، من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، به فذكر مثله. ورواه ابن مردويه. انظر: تفسير ابن كثير (1/ 193)، من طريق مالك بن إسماعيل النهدي، حدثنا قيس، به فذكره بلفظ مقارب. ورجاله إلى قيس ثقات. ورواه الذهبي في السير (10/ 539)، في ترجمة يحيى الحماني، من طريق أبي يعلى، به، فذكر مثله. ورواه أيضًا من طريق أبي القاسم البغوي، حدثنا يحيى الحماني، به، فذكره مختصرًا. قال الذهبي: هذا حديث غريب، من الأفراد العوالي. قلت: الظاهر أن الذهبي يعني بقوله: (غريب) غرابة السند، لانفراد قيس بن الربيع به، عن شيخه زياد بن علاقة، وقيس ممن لا يحتمل تفرده.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه يحيى الحماني، وهو متهم بسرقة الحديث، والكذب، وفيه أيضًا فيس بن الربيع، وهو صدوق سيِّىء الحفظ جدًا، وأدخل عليه ابنه، وغيره ما ليس من حديثه، فاستحق الترك، كما قال ابن حبان. لكن تابع يحيى الحماني في رواية هذا الحديث عن قيس بن الربيع، مالك بن إسماعيل=
= النهدي -وهو ثقة- كما في رواية ابن مردويه، وبهذا يكون الحديث ضعيفًا غير شديد الضعف. وأما أحاديث تحويل القبلة فثابتة في الصحيحين، وغيرهما، وكذلك تحول أهل مسجد قباء حين بلغهم الأمر من جهة بيت المقدس إلى الكعبة وهم في الصلاة. فمن ذلك: 1 - عن البراء بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، صلَّى نحو بيت المقدس ستة عشر -أو سبعة عشر- شهرًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يحب أن يوجه إلى الكعبة، فأنزل الله: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} فتوجه نحو الكعبة، وقال السفهاء من الناس -وهم اليهود- {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142)} فصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، رجل، ثم خرج بعدما صلى، فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر، نحو بيت المقدس، فقال: (هو يشهد أنه صلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأنه توجه نحو الكعبة، فتحَرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة) متفق عليه واللفظ للبخاري. البخاري (1/ 502: 399)؛ ومسلم (1/ 374: 525). 2 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: بينا الناس بقباء في صلاة الصبح، إذ جاءهم آت فقال: إن رسول الله، قد أُنزِل عليه الليلة قرآن، وقد أُمرَ أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة. متفق عليه. البخاري (1/ 506: 403)؛ ومسلم (1/ 375: 526). 3 - وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان يصلي نحو بيت المقدس، فنزلت: {قد نرَى تَقَلُبَ وَجهك فِى السَمَاء فلنولينك قبلة ترضاها فولِ وجهك شطر المسجد الحرام}، فمر رجل من بني سَلِمة وهم ركوع في صلاة الفجر، وقد صلوا ركعة، فنادى: ألا إن القبلة قد حولت، فمالوا كما هم نحو القبلة. رواه مسلم (1/ 375: 527)؛ وأبو داود (1/ 633: 1045).
309 - [وَقَالَ أَيْضًا] (¬1): حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ -هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ- حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ السَّرِي، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ (¬2)، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:، "أَرْهِقوا الْقِبْلَةَ" (¬3). [2] حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا بِشْرُ بن السري، به. ¬
309 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 350: 4387)، من طريق مصعب، ثنا بشر بن السري، به. وفي (8/ 253: 4840)، من طريق هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، به. وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 322: 261). وأيضًا (المجمع 2/ 59)، وعزاه لأبي يعلى والبزار، وقال: ورجاله موثقون. اهـ. قلت: بل مصعب بن ثابت: لين الحديث لكثرة غلطه. وذكره الهيثمي في كشف الأستار (1/ 283: 588)؛ وابن حجر في زوائد البزار=
= (ص 800: 314)، من طريق عباس بن يزيد، ثنا بشر بن السري، به، فذكر مثله. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إلَّا مصعب، ولا عنه إلَّا بشر. اهـ. ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 449)، من طريق محمود بن آدم، ثنا بشر بن السري، به، فذكر مثله. ورواه أيضًا (6/ 2359)، من طريق بهلول بن إسحاق، ثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ بن ثابت، به، فذكره، وزاد: (وإن اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يتقنه). قال ابن عدي: وهذا لم يروه عن هشام غير مصعب هذا، وعن مصعب بشر بن السري. اهـ. ورواه العسكري في تصحيفات المحدثين (1/ 318)، من طريق العباس بن يزيد، حدثنا بشر بن السري، به، فذكر مثله، غير أنه قال: (إرْهَقوا) بكسر الهمزة وفتح الهاء، والمحدثون يروونه بفتح الهمزة وكسر الهاء.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لأن فيه مصعب بن ثابت، وهو لين الحديث لكثرة غلطه، وقد تفرد بروايته عن هشام بن عروة ولم يتابعه أحد -قاله البزار، وابن عدي-. وقد جاءت الأحاديث بالإِخبار عن دنوه - صلى الله عليه وسلم -، من سترته، وفي بعضها الأمر بذلك. 1 - فعن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: (كان بين مصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبين الجدار ممر الشاة). متفق عليه. البخاري (1/ 574: 496)؛ ومسلم (1/ 364: 508). 2 - وعن سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (كان جدار المسجد عند=
= المنبر، ما كادت الشاة تجوزها) هذا لفظ البخاري، وعند مسلم (وكان بين المنبر والقبلة قدر ممر الشاة). البخاري (1/ 574: 497)؛ ومسلم (1/ 364: 509). 3 - وعن سهل بن أبي حثمة يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال: "إذا صلَّى أحدكم إلى سترة فليدن منها، لا يقطع الشيطان عليه صلاته". رواه أبو داود (1/ 446: 695)؛ والنسائي (2/ 62: 748)؛ والطيالسي (1/ 191: 1342)؛ والحميدي (1/ 196: 401)؛ وأحمد (4/ 2)؛ وابن خزيمة (2/ 10: 803)؛ والطحاوي في المشكل (3/ 251)؛ وفي شرح معاني الآثار (1/ 458)؛ وابن حبان (4/ 49: 2367)؛ والحاكم (1/ 251)؛ والبيهقي (2/ 272)؛ من طرق عن ابن عيينة، عن صفوان بن سُلَيم، عن نافع بن جبير، به. قال أبو داود: رواه واقد بن محمد، عن صفوان، عن محمد بن سهل، عن أبيه، أو عن محمد بن سَهْلٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ بعضهم: عن نافع بن جبير، عن سهل بن سعد، واختلف في إسناده. اهـ. ورواه البيهقي (2/ 272)، من طريق ابن وهب قرىء عليه أخبرك داود بن قيس المدني، أن نافع بن جبير بن مطعم حدثه: أن رسول الله، فذكره مرسلًا. قال البيهقي: قد أقام إسناده سفيان بن عيينة، وهو حافظ حجة. اهـ. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. اهـ. ووافقه الذهبي. وهو كما قالا. 4 - وعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها فإن الشيطان يمر بينه وبينها، ولا يدع أحدًا يمر بين يديه" هذا لفظ ابن حبان، ولأبي داود وابن ماجه (إذا صلى أحدكم فليصلِّ إلى سترة، ولا يدع أحدًا يمر بين يديه، فإن جاء أحد يمر فليقاتله فإنه شيطان). رواه أبو داود (1/ 448: 698)؛ وابن ماجه (1/ 307: 954)؛ وابن أبي شيبة=
= (1/ 279)؛ وابن حبان (4/ 48: 2366)؛ والبيهقي (2/ 267)، من طريق أبي خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، به. وفيه أبو خالد الأحمر، وهو ثقة ربما وهم. وابن عجلان مدلس من الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع وقد عنعن هنا. انظر: مراتب المدلسين (ص 106)، وهو في الصحيحين -البخاري (1/ 581: 509)؛ ومسلم (1/ 362: 505) - بلفظ: (إذا صلَّى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحوه، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان). وقوله: (في نحوه) ليست في رواية البخاري.
310 - [وَقَالَ أَبُو يَعْلَى] (¬1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (¬2)، ثنا (¬3) سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ (¬4)، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (مَا أَعْرِفْ شَيْئًا مِنْ أمور الناس غير القبلة). ¬
310 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 172: 4419). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 174 أ)، كتاب القبلة، باب الائتمام بالكعبة والصلاة فيها، وعزاه لأبي يعلى. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 9)، من طريق علي -هو ابن المديني- حدثنا حسان بن إبراهيم، عن سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الله الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قال: (ما أعرف إلَّا القبلة). قال البخاري: ورواه يونس بن أبي إسحاق، عن معاوية بن قرة، عن أنس. ورواه البخاري أيضًا في التاريخ (3/ 9)، من طريق عمرو بن عباس، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن أبيه، عن حصين بن عبد الله الهفاني، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: (ما أعرف شيئًا إلَّا الصلاة). وروى البخاري (2/ 13: 529)، كتاب مواقيت الصلاة، باب تضييع الصلاة عن وقتها: عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (مَا أعرف شيئًا مما كان على عهد النبي. قيل: الصلاة. قال: أليس صنعتم ما صنعتم فيها؟). ورواه الترمذي (4/ 632: 2447)، كتاب القيامة، وأحمد (3/ 100)، من=
= طريق زياد بن الربيع حدثنا أبو عمران الجوني، سمعت أنس بن مالك يقول: فذكر نحو رواية البخاري. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، من حديث أبي عمران الجوني، وقد روي من غير وجه عن أنس. اهـ. قلت: هو عند البخاري من طريق غيلان بن جرير، عن أنس، ورجال الترمذي وأحمد ثقات. وروى البخاري (2/ 13: 530)، عن الزهري قال: دخلت على أنس بن مالك بدمشق، وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ فقال: (لا أعرف شيئًا مما أدركت إلَّا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيعت). وروى أحمد (3/ 270)؛ وأبو يعلى (6/ 74: 3330)، من طريق سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قال: (ما أعرف شيئًا كنت أعرفه عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، ليس قولكم: لا إله إلَّا الله. قال: قيل: الصلاة يا أبا حمزة؟ قال: قد صليتموها عند المغرب، أفكانت تلك صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ مع أني لم أر زمانًا خيرًا لعامل من زمانكم هذا). لفظ أبي يعلى. وسنده صحيح.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، لجهالة حصين بن عبد الرحمن الشيباني، لكنه توبع في رواية معنى هذا الحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كما بينت في التخريج. وقد شارك أنسًا غيره من الصحابة في التعبير عن استيائهم مما يفعله الناس، والحُكَّام، وما طرأ عليهم من التغير، والتغيير لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهذا أبو الدرداء رضي الله عنه، يغضب ويستاء مما عليه الناس، بالرغم من كونه مات في الخلافة الراشدة، لكنه كان يعيش بالشام بعيدًا عن مركز الخلافة، وهي التي بدًا منها الشقاق=
= والتغيير. روى أحمد (6/ 443) من طريق محمد بن عبيد، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أم الدرداء قالت: دخل عليَّ أبو الدرداء وهو مغضب، فقلت له: مالك؟ فقال: ما أعرف من أمر محمد - صلى الله عليه وسلم -، إلَّا الصلاة. وفي رواية: والله لا أعرف فيهم من أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - شيئًا إلَّا أنهم يصلون جميعًا. وروى أبو نعيم في الحلية (6/ 85) نحوه. وإسناد أحمد رجاله ثقات، وليس فيه إلَّا ما يُخشى من عنعنة الأعمش. وروى مالك في الموطأ (1/ 72)، عن عمه أبي سهيل، عن أبيه: مالك بن أبي عامر الأصبحي أنه قال: ما أعرف شيئًا مما أدركت عليه الناس إلَّا النداء بالصلاة. قلت: ومالك هذا من كبار التابعين، أدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومات قبل أنس بن مالك بنحو عشرين سنة، لكنه أدرك ما أحدثه بنو أمية من تغيير مواقيت الصلاة وغير ذلك.
311 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو الرَّبِيعِ، نا (¬2) [أَبُو] (¬3) شِهاب [الحَنّاط] (¬4)، عَنْ حَمْزَةَ النَّصِيبِيِّ (¬5)، عَنِ (¬6) ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَكْرَمُ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ به القبلة". ¬
311 - تخريجه: لم أجده في المطبوع من مسند ابن عمر رضي الله عنهما، فالظاهر أنه من الرواية المطولة لمسند أبي يعلى، وليس من الرواية المختصرة التي بين أيدينا. ويدل على ذلك أن الهيثمي لم يذكره في المقصد العلي ولم يعزه في المجمع إلى أبي يعلى. وذكره الهيثمي (المجمع 8/ 59)، وعزاه للطبراني في الأوسط، وقال: وفيه حمزة بن أبي حمزة، وهو متروك. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 174 أ)، كتاب القبلة، باب الائتمام بالكعبة والصلاة فيها، وفضلها، وأنها خير المجالس، وأفضلها، زادها الله شرفًا، وعزاه لأبي بعلى. ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق (ق 106 ب)، باب ما جاء في حسن الاختيار في المجالس وأن تعطى حقها-. وابن عدي (2/ 785)، من طرق عن أبي الربيع الزهراني، ثنا أبو شهاب، عن حمزة النصيبي، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَكْرَمُ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ القبلة". قال ابن عدي: وهذه الأحاديث -يعني هذا الحديث وأحاديث أخرى ذكرها- التي أمليتها من طريق نافع عن ابن عمر، منكرة ليس يرويها غير حمزة عن نافع. اهـ.=
= ورواه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (2/ 74، 344)، من طريق عبد الله بن محمود بن الفرج، ثنا يزيد بن خالد أبو مسعود، ثنا زيد بن الحريش، ثنا محمد بن الصلت، عن إبي شهاب، عن الأعمش، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "خير المجالس ما استقبل به القبلة". وفي سنده: عبد الله بن محمود بن الفرج، وقد ترجم له أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 74)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم أجد من ترجمه غيره، فهو مجهول الحال. وكذلك يزيد بن خالد أبو مسعود، ترجم له أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 344)، وذكر الله كان تاجرًا، وأنه كان من الزهاد العباد. وهذه الأوصاف لا تقتضي توثيقه ولا قبول روايته، لأن العباد، والزهاد هم أضعف الناس في الحديث لإنقطاعهم للعبادة وانشغالهم عن حفظ الحديث، وهذا ليس على إطلاقه لأن بعض الأئمة جمع بينها وبين حفظ الحديث والإمامة فيه، ولم أجد من ترجم ليزيد بن خالد غير أبي نعيم. وفيه: زيد بن الحريش، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (3/ 561)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 251)، وقال: ربما أخطأ. وذكره العراقي في ذيل الميزان (ص 253)، ونقل عن ابن القطان قوله: مجهول الحال. والأظهر أنه صدوق يخطىء. وفيه أيضًا: عنعنة الأعمش، وهو مدلس يدل عن الضعفاء. انظر: مراتب المدلسين (ص 67)؛ إتحاف ذوي الرسوخ (ص 29). وفيه أيضًا: المخالفة في إسناده، فإن المشهور في هذا الحديث أنه من طريق أبي شهاب الحناط، عن حمزة النصيبي، عن نافع، وهنا قال: عن أبي شهاب عن الأعمش، عن نافع، فلعل أحد هؤلاء الضعفاء أبدل حمزة بن أبي حمزة بالأعمش ليصلح إسناده.=
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه ثلاث علل: 1 - أبو شهاب الحناط، وهو صدوق ربما وهم، وهذه علة خفيفة. 2 - حمزة بن أبي حمزة، وهو متروك متهم بالوضع. 3 - الانقطاع في سنده، بين حمزة، وابن عمر، لأنه لم يسمع من أحد من الصحابة، والصواب أنه رواه عن نافع، عن ابن عمر، كما في رواية الخرائطي، وابن عدي، وأكاد أجزم بأن إسقاط نافع من هذا السند إنما هو وهم من الحافظ ابن حجر رحمه الله -حملت الوهم عليه لإجتماع جميع نسخ المطالب على ذلك- لأن ابن عدي ذكر في جملة من سمع منهم هذا الحديث أبا يعلى، وساقه كما قدمنا. وقد ذكره أيضًا الزيلعي في نصب الراية (3/ 64)، وعزاه لأبي يعلى والطبراني في الأوسط وساق سنده على الصواب. لكن البوصيري ذكره في الإتحاف بسنده كما هنا في المطالب، فما أن يكون هكذا وقع في نسختهما من المسند، أو أن البوصيري إنما نقله من المطالب. وأما مخالفة محمد بن الصلت لأبي الربيع الزهراني في إسناد هذا الحديث فلا عبرة لها، لضعف من رواه عنه، ولأنه رواه جملة من الثقات عن أبي الربيع، ولم يختلفوا عليه في إسناده. ولهذه العلل فالحديث ضعيف جدًا، وغير قابل للانجبار لأن فيه متروكًا متهمًا بالوضع. وقد روي نحو هذا الحديث عن اثنين من الصحابة رضي الله عنهما، مرفوعًا، وعن ثالث من فعله. 1 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شَرَفًا، وَإِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ ما استقبل به القبلة ... الحديث بطوله "، وفي أوله قصة عند أكثرهم.=
= رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على كتاب الزهد لأبيه (ص 359)؛ والعقيلي في الضعفاء (4/ 340)، وابن عدي في الكامل (7/ 2564)، والطبراني في الكبير (10/ 389: 10781)، والحاكم في المستدرك (4/ 270)، من طرق عن هشام بن زياد أبي المقدام، ثنا محمد بن كعب القرظي، به. قال العقيلي: وليس لهذا الحديث طريق يثبت. اهـ. وقال الحاكم: هذا حديث قد اتفق هشام بن زياد البصري، ومصادف بن زياد المديني على روايته عن محمد بن كعب القرظي، والله أعلم، ولم أستجز إخلاء هذا الموضع منه فقد جمع آدابًا كثيرة. اهـ. قال الذهبي في تلخيصه للمستدرك (2/ 270): قلت: هشام -يعني ابن زياد- متروك، ومحمد بن معاوية -أحد رجال الطريق الأخرى- كذبه الدارقطني، فبطل الحديث. اهـ. وهشام بن زياد، كما قال الذهبي: متروك. قاله: العقيلي في الضعفاء (1/ 170)؛ والهيثمي في المجمع (8/ 59)؛ وابن حجر في التقريب (ص 572). وانظر: التهذيب (11/ 38). ورواه الحاكم في مستدركه (4/ 269)، من طريق محمد بن معاوية، ثنا مصادف بن زياد المديني، قال: وأثنى عليه خيرًا، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي، به فذكره مطولًا. وقد تقدم كلام الذهبي في محمد بن معاوية، وأن الدارقطني كذبه. ومصادف بن زياد، قال فيه العقيلي (1/ 170): متروك. ورواه العقيلي في الضعفاء (3/ 387)، من طريق عيسى بن ميمون، عن محمد بن كعب القرظي، به فذكره مطولًا. قال العقيلي: تابعه من هو نحوه في الضعف. اهـ. قلت: وعيسى بن ميمون، قال فيه البخارى في التاريخ الكبير (6/ 401): منكر=
= الحديث. وقال الحافظ في التقريب (ص 441): ضعيف. ورواه العقيلي -أيضًا-: (1/ 170)، من طريق تمام بن بزيع، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي، به فذكره مطولًا. قال العقيلي: لم يحدث بهذا الحديث عن محمد بن كعب ثقة، رواه هشام ابن زياد أبو المقدام، وعيسى بن ميمون، ومصادف (في الأصل: مصارف)، ابن زياد القرشي، وكل هؤلاء متروك. وحدث به القعنبي، عن عبد الملك بن محمد بن أيمن، عن عبد الله بن يعقوب، عمن حدثه، عن محمد بن كعب. ولعله أخذه عن بعض هؤلاء. اهـ. قلت: وتمام بن بزيع، متروك أيضًا. انظر: الميزان (1/ 358). 2 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سيدًا، كان سيد المجالس قبالة القبلة". رواه الطبراني في الأوسط (3/ 182: 2375)، من طريق إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمد بن خالد الوهبي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عنه به. قال الطبراني: لم يرو هذين الحديثين -يعني هذا الحديث وآخر بعده- عن محمد بن خالد إلَّا عمرو بن عثمان. اهـ. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 59)، وقال: رواه الطبراني بإسناد حسن. اهـ. وذكره الهيثمي (المجمع 8/ 59)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن. اهـ. وتبعهم السخاوي في المقاصد (ص 77)، فقال: وسنده حسن، وقد قال ابن حبان في كتاب "وصف الاتباع وبيان الابتداع": إنه خبر موضوع تفرد به أبو المقدام، عن محمد بن كعب، عن ابن عباس، وقد كانت أحواله - صلى الله عليه وسلم -، في مواعظ الناس، أن=
= يخطب لها وهو مستدبر القبلة. قال السخاوي: كذا قال، وما استدل به لا ينهض للحكم بالوضع، إذ استدباره يكز القبلة ليكون مستقبلًا لمن يعلمه أو يعظه، ممن بين يديه لا سيما مع ما أوردته من طرقه. اهـ. قلت: وعندي أن تحسين إسناد حديث أبي هريرة رضي الله عنه، بعيد جدًا لأمرين: 1 - أن شيخ الطبراني في هذا الحديث: إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، قد قال فيه الذهبي في الميزان (1/ 63): غير معتمد. اهـ. ولم يتعقبه الحافظ في اللسان (1/ 105) بشيء. ولم أجد من ذكره غيرهما. 2 - أن فيه محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة، وهو صدوق له أوهام. انظر: التقريب (ص 499). ولهذا فحديث أبي هريرة رضي الله عنه ضعيف كسابقيه. 3 - وقد روى البخاري في الأدب المفرد (ص 291: 1137)، من طريق سفيان بن منقذ، عن أبيه قال: (كان أكثر جلوس عبد الله بن عمر، وهو مستقبل القبلة ...). وسفيان بن منقذ، وأبوه، قال في كل منهما الحافظ: مقبول. انظر: التقريب (ص 245، 547).
312 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (¬1)، ثنا يعلى بن عطاء (¬2)، عن يحيى ابن [قَمْطَةَ] (¬3)، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ [عَمرو] (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِإِزَاءِ (¬5) المِيْزاب (¬6) وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} (¬7) فهذه القبلة هذه (¬8) القبلة. ¬
312 - تخريجه: ذكره الهيثمي (المجمع 6/ 316) نحوه، وقال: رواه الطبراني من طريقين، ورجال إحداهما ثقات. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 174 أ)، كتاب القبلة، باب الائتمام بالكعبة والصلاة فيها، وعزاه لأحمد بن منيع.=
= ورواه عبد الرزاق في تفسيره (ص 62)، من طريق هشيم، به فذكر مثله، إلَّا أنه لم يذكر قوله: (وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لنبيه - صلى الله عليه وسلم -). وإنما الذي في رواية عبد الرزاق: (وتلا هذه الآية). ومن طريق عبد الرزاق، رواه ابن جرير في تفسيره (3/ 178: 2248). ورواه ابن جرير أيضًا (3/ 178: 2249)، من طريق الحسين، حدثنا هشيم، به، فذكر نحوه. ورواه ابن جرير أيضًا (3/ 177: 2247)، من طريق شعبة، عن يعلى بن عطاء، به مختصرًا. ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره. انظر: تفسير ابن كثير (1/ 192)، من طريق الحسن بن عرفة عن هشيم -وتحرفت في بعض النسخ إلى هشام- به، ولم يذكر ابن كثير لفظه وإنما أحال على لفظ الحاكم. ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 269)، من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، به، ولفظه: (رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما جالسًا في المسجد الحرام بإزاء الميزاب، فتلا هذه الآية: {فَلَنُوَليَنكَ قِبلَة تَرضاهَا}. قال: نحو ميزاب الكعبة). تحرف اسم والد يحيى بن قمطه في المستدرك إلى (قطة)، وهو في مخطوطة المستدرك على الصواب. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 147) أيضًا إلى ابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور، وابن المنذر.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح، وإن كان لم يرو عن يحيى بن قمطة، إلَّا يعلى ابن عطاء، لأن العجلي وثقه، وكذلك ابن حبان، بل إن ابن حبان وصفه بالإتقان، واليقظة، مما يدل على معرفته التامة به، والله أعلم.
313 - وَقَالَ (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَزْرَقُ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ (¬2)، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ (¬3) قَالَ (¬4): إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَبْصَرَ رَجُلًا يُصَلِّي بَعِيدًا مِنَ الْقِبْلَةِ (¬5)، فَقَالَ: تَقَدَّمْ لَا تُفْسِدْ (¬6) عَلَيْكَ صَلَاتَكَ، وَمَا قُلْتُ لَكَ إلَّا مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، [يقوله] (¬7) ¬
313 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 228: 163). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 174 ب)، كتاب القبلة، باب في القرب من القبلة في الصلاة، وعزاه للحارث بن محمد بن أبي أسامة، وقال: (والأصوب عن إسحاق بن سويد عن عمر مرسلًا). اهـ.، ولم يتضح كلامه في نسختي من الإتحاف، جيدًا لكونه في الحاشية، وقد وقع بعضه في أعلى الصفحة. ورواه عبد الرزاق في المصنف (2/ 16: 2309)، كتاب الصلاة، باب كم يكون بين الرجل وسترته، من طريق ابن جريج قال: مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بفتى وهو يصلي، فقال عمر: (فتى! يا فتى -ثلاثًا حتى رأى عمر أنه قد عرف صوته- تقدم إلى السارية، لا يتلعب الشيطان بصلاتك، فلست برأي أقوله، ولكن سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -). وابن جريج لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فالحديث منقطع.=
= وروى ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 370)، كتاب الصلوات من كان يكره الصلاة بين السواري، من طريق محمد بن يزيد -وهو الواسطي- عن أيوب، عن أبي العلاء -وأظن (عن) هنا زائدة وإنما هو: أيوب أبو العلاء القصاب، لكن وجدت السند على هذه الصورة أيضًا في تغليق التعليق (2/ 246)، فلعل المحقق هو الذي وضع السند على هذه الصورة ولم يشر إلى ذلك كما هي عادة كثير منهم. وقد جاء السند على الصواب في المصنف الذي صدر بعض أجزائه أخيرًا بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي وأشار إلى أنه أتى في إحدى النسخ (عن) بدل (أبي)، (4/ 88: 7476) -عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رآني عمر وأنا أصلي بين أسطوانتين فأخذ بقفائي فأدنانى إلى سترة، فقال: (صل إليها). وذكره البخاري في صحيحه (1/ 577) معلقًا مجزومًا به. هذا وإن كان موقوفًا على عمر رضي الله عنه، إلَّا أنه شاهد جيد لحديث الباب من حيث مشروعية اتخاذ السترة والقرب منها، وهذا متضمن لمعنى حديث الباب. وفي إسناده أبو العلاء القصاب، وهو صدوق له أوهام في التقريب (ص 119)، فالأثر حسن لغيره. وروى عبد الرزاق (2/ 15: 2304)، كتاب الصلاة، باب كم يكون بين الرجل وسترتة، من طريق محمد بن سيرين قال: رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلًا يصلي ليس بين يديه سترة فجلس بين يديه، قال: لا تعجل عن صلاتك، فلما فرغ، قال له عمر: (إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة، لا يحول الشيطان بينه وبين صلاته). وهذا في حكم المرفوع لأنه مما لا مجال للرأي فيه. انظر: تدريب الراوي (1/ 193)، ورجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع، لأن محمد بن سيرين لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإنما ولد في آخر خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه. انظر: طبقات ابن سعد (7/ 193).=
= لكن قال ابن عبد البر: مراسيل سعيد بن المسيب، ومحمد بن سيرين، وإبراهيم النخعي، عندهم صحاح. اهـ. انظر: التمهيد (1/ 30)؛ جامع التحصيل (ص 87). قلت: وهذا يعني عندي أن مراسيلهم أقوى من مراسيل غيرهم، ولا يعني الصحة المطلقة، لأن المنقطع والمرسل عند جمهور المحدثين من قبيل الضعيف، وإنما اختص هؤلاء بالتقديم لأن الأئمة سَبَروا حال مراسيلهم فوجدوهم -في الغالب- لا يرسلون إلَّا عن ثقة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - العباس بن الفضل الأزرق، وهو ذاهب الحديث. 2 - إسحاق بن سويد، لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهو منقطع. انظر: مراسيل ابن أبي حاتم (ص 13). فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، وغير قابل للإنجبار لشدة ضعف العباس بن الفضل، لكن أمر عمر باتخاذ السترة والدنو منها ثابت كما عند ابن أبي شيبة، والبخاري تعليقًا، وكما في مرسل محمد بن سيرين -وقد تقدم ذلك كله في التخريج-. وله شاهد من حديث سهل بن أبي حثمة يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها، لا يقطع الشيطان عليه صلاته". سبق تخريجه في حديث رقم (309)، وهو حديث صحيح إن شاء الله. ومن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، نحوه وقد سبق تخريجه في حديث رقم (309). ومن حديث ابن عمر عند مسلم وابن خزيمة (800)؛ وابن حبان (6/ 26: 2362)؛ والبيهقي (2/ 268)، وهو عندهم -عدا مسلم- بصيغة الأمر لكن في سنده عندهم حتى مسلم، الضحاك بن عثمان، وهو صدوق يهم.
314 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَد الْبَصْرِيُّ، ثنا حُسَامُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أبيه، عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، دَخَلَ الْمَسْجِدَ مِنْ (¬1) قِبَلِ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ حَتَّى جَاءَ إِلَى وَجْهِ الْكَعْبَةِ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَخَطَّ بَيْنَ يَدَيْهِ خَطًّا عَرْضًا (¬2)، ثُمَّ كَبَّرَ فصلى والناس يطوفون بين الخط والكعبة). ¬
314 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 174 ب)، كتاب القبلة، باب في القرب من القبلة في الصلاة، والخط بين يدي المصلي، وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - حسام بن عباد، لم أجد له ترجمة. 2 - إبراهيم بن عبد الملك بن أبي محذورة، مجهول. لهذا فهو ضعيف. ويشهد له حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئًا، فإن لم يجد فلينصب عصًا، فإن لم يكن معه عصًا فليخطط خطًا، ثم لا يضره ما مر أمامه". رواه أبو داود (1/ 443: 689، 690)؛ وابن ماجه (1/ 303: 943)؛ وعبد الرزاق (2/ 12: 2286)؛ والحميدي (2/ 436: 993)؛ وأحمد (2/ 249)؛ وابن خزيمة (2/ 13: 811، 812)؛ وابن حبان (4/ 44: 2355)؛ والبيهقي (2/ 270)؛ والبغوي (2/ 451: 541)، وغيرهم.=
= وقد اختلف في إسناده: فرواه بشر بن المفضل، وروح بن القاسم، وابن عيينة -في رواية عنه- عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حُرَيث، عن جده حريث، عن أبي هريرة رضي الله عنه، به. قال ابن خزيمة: الصحيح ما قال بشر بن المفضل، وهكذا قال معمر والثوري: عن أبي عمرو بن حريث، إلَّا أنهما قالا: عن أبيه عن أبي هريرة. اهـ. ورواه معمر، والثوري، وابن عيينة -في أخرى عنه-، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، به. ورواه حميد بن الأسود، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث بن سليم، عن أبيه، به. ورواه عبد الوارث، ووهيب، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن حريث، عن جده حريث، به. ورواه عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرني إسماعيل بن أمية، عن حريث بن عمار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، به. ورواه ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن جده حريث -رجل من بني عذرة- عن أبي هريرة رضي الله عنه، به. وغير ذلك من وجوه الاختلاف على إسماعيل بن أمية. انظر: تاريخ البخاري (3/ 71)؛ علل ابن أبي حاتم (1/ 186)؛ علل الدارقطني (3/ 175 أ)؛ البدر المنير (3/ 86 ب)؛ التبصرة والتذكرة للعراقي (1/ 242)؛ التلخيص الحبير (1/ 286)؛ تدريب الراوي (1/ 262). وقد نقل ابن عبد البر في التمهيد (4/ 199)، عن ابن المديني وأحمد، تصحيحه، ونُقِل عن أحمد -أيضًا- خلاف ذلك. وسمعت شيخنا العلَّامة عبد العزيز بن باز، يقول به، ويحسنه. وأشار إلى ضعفه ابن عيينة، والشافعي، والطحاوي، والبيهقي، -لكنه قال: ولا بأس به في مثل هذا الحكم، إن شاء الله=
= تعالى- والبغوي، وغيرهم. ومن المتأخرين: أحمد شاكر في تعليقه على المسند (13/ 123: 7386). والألباني في ضعيف الجامع (1/ 199: 669). والقول بتضعيفه هو الصواب -إن شاء الله- لاضطرابه، ولجهالة شيخ إسماعيل بن أمية، وشيخ شيخه. انظر: التمهيد (4/ 200)؛ الميزان (1/ 475)، (4/ 556، 569)، التهذيب (2/ 235)، (12/ 180، 223)؛ التقريب (ص 156، وعن سعيد بن جبير رحمه الله، أنه قال: (إذا كنت في فضاء من الأرض وكان معك شيء تركزه فاركزه بين يديك، فإن لم يكن معك شيء فلتخطط خطًا بين يديك). رواه عبد الرزاق (2/ 14: 2297)، ورجاله ثقات، إلَّا أن هشيمًا لم يصرح بالتحديث، وهو مدلس. * وقال الثوري: الخط أحب إليَّ من هذه الحجارة التي في الطريق إذا لم يكن ذراعًا. رواه عبد الرزاق (2/ 24: 2296)، والثوري من شيوخه.
315 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المُحَبر، ثنا حَمَّادٌ (¬1)، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يَقْطَعُ (¬2) الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ، وَالْكَلْبُ". قُلْتُ: فَمَا يَسْتُرُنِي؟ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "السهم (¬3)، والرَّحْل (¬4)، والحجر". ¬
315 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 225: 160). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 175 أ)، كتاب القبة، باب السترة للمصلي، وعزاه للحارث بن محمد بن أبي أسامة، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف أبي هارون العبدي، واسمه عُمارة بن جوين. اهـ. ورواه عبد الرزاق (2/ 27: 2350)، كتاب الصلاة، باب ما يقطع الصلاة، من طريق معمر، عن أبي هارون العبدي، به، ولفظه: "يقطع الصلاة: الكلب، والحمار، والمرأة". وروى عبد الرزاق (2/ 13: 2294)، كتاب الصلاة، باب قدر ما يستر المصلي، من طريق مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري، قال: (كنا نستتر بالسهم، والحجر في الصلاة -أو قال: كان أحدنا يستتر بالسهم والحجر في الصلاة-). وروى أيضًا (2/ 13: 2295) من طريق جعفر بن سليمان، قال: أخبرني أبو هارون العبدي، قال: قلت لأبي سعيد الخدرى: ما يستر المصلي؟ قال: (مثل=
= مؤخرة الرحل، والحجر يجزىء ذلك، والسهم تغرزه بين يديك). ومدار روايات عبد الرزاق -المرفوع منها والموقوف- على أبي هارون العبدي، وهو متروك. وروى أبو داود (1/ 460: 719، 720)، وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 280)، والدارقطني (1/ 368)، والبيهقي (2/ 278)، عن أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقطع الصلاة شيء وادرؤوا ما استطعتم، فإنما هو شيطان" لفظ إحدى روايتي أبي داود. من طريقين عن مجالد، عن أبي الوداك، به. ومجالد هو ابن سعيد الهَمْدَاني، ضعفه غير واحد لسوء حفظه، وقد تغير بآخره. انظر: شرح العلل (1/ 416، 418)؛ التهذيب (10/ 39)؛ التقريب (ص 520). وأبو الودَّاك جبر بن نوف، صدوق يهم. انظر: التقريب (ص 137). لذا فالحديث ضعيف.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه داود بن المحبر، وأبا هارون العبدي، والأول متهم بالوضع، والثاني شيعي متروك الحديث، واتهمه بعضهم بالكذب،. لكن داود بن المحبر قد توبع -متابعة قاصرة- في رواية هذا الحديث، فقد تابعه معمر -كما في رواية عبد الرزاق- لكنه لم يصرح برفع آخر الحديث وإنما قال: (كنا نستتر ...). وكذلك سليمان بن جعفر قد روى آخره عن أبي هارون عن أبي سعيد موقوفًا. ولهذا الحديث شواهد صحيحة لكن سنده غير قابل للانجبار، لشدة ضعف أبي هارون العبدي، فمن شواهده: 1 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا قام أحدكم يصلي، فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرّحل، فذا لم يكن بين يديه مثل آخرة=
= الرّحل فإنه يقطع صلاته الحمار، والمرأة، والكلب الأسود ... الحديث". رواه مسلم (1/ 365: 510) واللفظ له؛ وأبو داود (1/ 450: 702)؛ والترمذي (2/ 161: 338)؛ والنسائي (2/ 63: 750)؛ وابن ماجه (1/ 306: 952)؛ وأحمد (5/ 151)؛ وابن خزيمة (2/ 11: 806)؛ وابن حبان (4/ 53: 2378). قال الترمذي: حديث أبي ذر حديث حسن صحيح. اهـ. 2 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عنه: "يقطع الصلاة: المرأة، والحمار، والكلب، ويقي ذلك مثل مؤخرة الرّحل". رواه مسلم (1/ 365: 511)؛ وابن ماجه (1/ 305: 950)؛ ولم يذكر قوله؛ (ويقي ذلك ...)؛ وأحمد (2/ 425) بلفظ ابن ماجه؛ والبيهقي (2/ 274). 3 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ كان يُعَرِّض راحلته فيصلي إليها. قلت: أفرأيت إذا هبت الركاب؟ قال: (كان يأخذ هذا الرحل فيعدِّله فيصلي إلى آخرته -أو قال: مؤخره) - وكان ابن عمر رضي الله عنهما يفعله. رواه البخاري (1/ 580: 507)؛ ومسلم (1/ 359: 502)، إلَّا أنه لم يذكر قوله: (قلت: أفرأيت ...). وذكر الحافظ في الفتح (1/ 580): أن هذه الجملة من كلام نافع مولى ابن عمر، وليس من كلام ابن عمر رضي الله عنهما، وعلى هذا يكون آخر الحديث مرسلًا لأن نافعًا لم يدرك القصة، وأفاد بأن رواية الإسماعيلي هي التي بينت ذلك. 4 - وعن سَبْرة بن معبد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلى أحدكم فليستتر لصلاته ولو بسهم) لفظ أحمد.=
= رواه ابن أبي شيبة (1/ 278)؛ وأحمد (3/ 404)؛ وأبو يعلى (2/ 239: 941)؛ وابن خزيمة (2/ 13: 810)؛ والطبراني في الكبير (7/ 114: 6539، 6540، 6541، 6542)؛ والبيهقي (2/ 270)، من طرق عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه، عن جده. قال الهيثمي (المجمع 2/ 58): رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح. اهـ. قلت: فيه عبد الملك بن الربيع بن سبرة، أخرج له مسلم حديثًا واحدًا متابعة، وقد وثقه العجلي، والذهبي، وحُكي عن ابن معين تضعيفه، وقال ابن القطان: لم تثبت عدالته، وإن كان مسلم أخرج له فغير محتج به. اهـ. وقال أبو خيثمة: سئل يحيى ابن معين عن أحاديث عبد الملك بن الربيع، عن أبيه، عن جده. فقال: ضعاف. اهـ. انظر: الجرح (5/ 350)؛ والضعفاء لابن الجوزي (2/ 148)؛ والكاشف (2/ 184)؛ والميزان (2/ 654)؛ والمغني (2/ 405)؛ والتهذيب (6/ 393). وهو عندي صدوق إن شاء الله، لأنه لم يرد تضعيفه إلَّا عن ابن معين، وهو تضعيف مجمل؛ فقد ضَعَّف الأحاديث الواردة بهذه السلسلة جملة، فلعله حكم عليها بالنظر إلى الرواة والناقلين لها عن عبد الملك عن أبيه عن جده، وأما ما نقله ابن الجوزي عن ابن معين أنه قال فيه: ضعيف، فلم أره في شيء من الروايات عنه، ولعله استنبطه من هذا الحكم العام. وقد وثقه العجلي والذهبي ووصفه في الميزان والمغني بأنه صدوق، وهو عمدة في هذا الفن. وقد جاء في سند ابن خزيمة (عبد الملك -وهو ابن عبد العزيز بن سبرة الجهني-). والمعروف أن عبد الملك هو ابن الربيع بن سبرة بن معبد الجهني، كما في باقي طرق هذا الحديث. وجاء في روايتين عند الطبراني، وإحدى روايتي البيهقي، من طريق حرملة بن عبد العزيز بن الربيع، حدثني عمي عبد الملك بن الربيع. فلو كان=
= عبد الملك هو ابن عبد العزيز لكان أخوه. ورواه الحاكم (1/ 252)، من طرق عن إبراهيم بن سعد (تحرفت إلى سعيد)، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَهُ. قَالَ الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. اهـ. وعلى هذا يكون الحديث مرسلًا لأن جده: الربيع بن سبرة ليس بصحابي، لكن أظن أن ما هنا خطأ من الحاكم، أو غيره، والصواب: (عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة)، فلم أجد في الرواة من اسمه عبد الملك بن عبد العزيز بن الربيع، وإنما الموجود هو من ذكرت. وفي الرواة عنه: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وقد رواه الطبراني من طريقين عن إبراهيم بن سعد، عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة، عن أبيه، عن جده، مرفوعًا. وكلام الحاكم على الحديث ساقط من المطبوع، وقد أفادني به شيخنا الدكتور محمود ميره، وأفادني أن الإسناد الموجود في المطبوع مطابق لما في المخطوط عدا قوله: (إبراهيم بن سعيد)، فالصواب (إبراهيم بن سعد). وتصحيح الحاكم له دال على وقوع الخطأ في إسناده، إما منه أو من النساخ، إذ كيف يسوغ له تصحيح حديث مرسل، ويقول على شرط مسلم. وقد رواه الحاكم أيضًا من طريق حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد، عن أبيه، عن جده، مرفوعًا. وهذا مرسل كسابقه لأن الربيع بن سبرة ليس صحابيًا، وقد رواه البيهقي من طريق الحاكم، وغيره، قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا حرملة -يعني ابن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة-، قال: حدثني عمي، عن أبيه، عن جده، مرفوعًا. فذكره، وهذا هو الصواب إن شاء الله تعالى، فقد رواه البيهقي من طريق أخرى عن حرملة قال: حدثني عمي عبد الملك، به. ورواه الطبراني من طريقين عن حرملة، بمثل رواية البيهقي.=
= والحاكم إنما رواه من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الله بن الحكم، ثنا حرملة، به. فإما أن يكون الخطأ من الحاكم، أو من النساخ، لأن البيهقي -كما تقدم- رواه عن الحاكم، وأبي طاهر الفقيه، وأبي زكريا بن أبي إسحاق المزكي، وأبي سعيد بن عمرو، قالوا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، به، فروايتهم أولى بالصواب من رواية الحاكم وحده -والله أعلم-. وانظر أيضًا شواهد الحديث رقم (309).
316 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ [بْنُ أَبِي شَيْبَةَ] (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ (¬2)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ (¬3): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَنْ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْكَ مِثْلُ مُؤخِرة (¬4) الرحْل فَقَدْ سَتَرَكَ". [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنِ حَجَّاجٍ (¬5)، نَحْوَهُ، وَقَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ -. ¬
316 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 175 أ)، كتاب القبلة، باب قدر سترة المصلي، وعزاه لأبي بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وقد ساق إسناد كل منهما ومتنه بتمامه. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 277)، كتاب الصلوات، قدر كم يستر المصلي، من طريق أبي خالد الأحمر، به، مثله. ورواه عبد الرزاق (2/ 10: 2276)، كتاب الصلاة، باب قدر ما يستر المصلي، من طريق الثوري، عن أبي إسحاق قال: سمعت المهلب بن أبي صفرة،=
= قال: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إذا كان بينك وبين الطريق مثل مؤخرة الرحل فلا يضرك من مر عليك".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - حجاج بن أرطأة، وهو صدوق ربما وهم، وكان كثير التدليس عن الضعفاء، وقد عنعن. 2 - عنعنة أبي إسحاق السبيعي، وهو أيضًا مدلس لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، وقد تبين من سياق البوصيري لإسناد ابن منيع تصريحه بالإخبار عنده. وقد تابع حجاج بن أرطأة، سفيانُ الثوري -كما في رواية عبد الرزاق- وقد صرح أبو إسحاق بالسماع في رواية الثورى، فزال ما نخشاه من وهم حجاج بن أرطأة، وما نخشاه أيضًا من تدليسه، وتدليس أبي إسحاق. والثوري كان عنعن فإنه ممن احتمل الأئمة تدليسهم. لذا فالحديث حسن إن شاء الله تعالى، ولم أصححه لما في بعض حديث عبد الرزاق عن الثوري من الاضطراب، وله شواهد كثيرة صحيحة يرتفع بها إلى الصحيح لغيره. فمن شواهده: 1 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل ... " الحديث. رواه الجماعة إلَّا البخاري- وقد سبق تخريجه في حديث رقم (315). 2 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يقطع الصلاة: المرأة والحمار والكلب، ويقي من ذلك مثل مؤخرة الرحل". رواه مسلم (1/ 365: 511)، وغيره، وقد سبق تخريجه في حديث رقم (315). 3 - وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سئل رسول الله في غزوة تبوك=
= عن سترة المصلي؟ فقال: "مثل مؤخرة الرحل". رواه مسلم (1/ 358: 500)؛ والنسائي (2/ 62: 746)؛ والبيهقي (2/ 268). 4 - وعن طلحة بن عبيد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل، فليصل، ولا يبال من مر وراء ذلك". وفي رواية: كنا نصلي والدواب تمر بين أيدينا، فذكرنا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: "مثل مؤخرة الرحل تكون بين يدي أحدكم ثم لا يضره ما مر بين يديه". رواه مسلم (1/ 358: 449) واللفظان له؛ وأبو داود (1/ 442: 685)؛ والترمذي (2/ 156: 335)؛ وابن ماجه (1/ 303: 940)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 276)؛ وأحمد (1/ 161)؛ وابن الجارود (65: 166)؛ وابن خزيمة (2/ 11: 805)؛ وابن حبان (4/ 50: 2372)؛ والبيهقي (2/ 269) وغيرهم.
27 - باب الاجتهاد في القبلة
27 - بَابُ الِاجْتِهَادِ فِي الْقِبْلَةِ 317 - [1] [قَالَ] (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو (¬2)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ مُحَمَّدٍ -هُوَ ابْنُ سَالِمٍ (¬3) -، عَنْ عطاء (¬4)، عن جابر بن عبد الله ضي اللَّهُ عَنْهُما، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَسِيرٍ -أَوْ سَرِيَّةٍ- فَأَصَابَنَا غَيْمٌ، فَتَحَرَّيْنَا، فَاخْتَلَفْنَا فِي الْقِبْلَةِ، فَصَلَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا يَخُطُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، لِنَعْلَمَ أَمْكِنَتَنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا نَظَرْنَا فَإِذَا نَحْنُ قَدْ صَلَّيْنَا لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ -، فَلَمْ يَأْمُرْنَا بِالْإِعَادَةِ، وَقَالَ: "قَدْ أَجْزَأَتْ صَلَاتُكُمْ". [2] تَابَعَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ (¬5)، عَنْ عَطَاءٍ. [3] ورُوي أَيْضًا: عَنْ عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء. ¬
317 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث 1/ 187: 131). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 175 أ)، كتاب القبلة، باب استبيان الخطأ في=
= القبلة بعد الاجتهاد، وعزاه للحارث بن محمد بن أبي أسامة. ورواه الدارقطني (1/ 271)، كتاب الصلاة، باب الاجتهاد في القبلة، والحاكم في المستدرك (1/ 271)، كتاب الصلاة، باب ما بين المشرق والمغرب قبلة، والبيهقي (2/ 10)، كتاب الصلاة، باب الاختلاف في القبلة عند التحري، من طرق عن داود بن عمرو الضبي، به مثله، وعند الدارقطني والحاكم: (أو سفر) مكان قوله: (أو سرية). قال الدارقطني: كذا قال: عن محمد بن سالم، وقال غيره: عن محمد بن يزيد، عن مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، وهما ضعيفان. اهـ. وقال الحاكم: هذا حديث محتج برواته كلهم، غير محمد بن سالم، فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح. اهـ. قال الذهبي: هو أبو سهل واه. اهـ. ورواه ابن مردويه في تفسيره -انظر: تفسير ابن كثير (1/ 159) - والبيهقي (2/ 10)، كتاب الصلاة، باب الاختلاف في القبلة عند التحري، وأيضًا (2/ 11)، باب استبيان الخطأ بعد الاجتهاد، من طريق محمد بن عبيد اله العرزمي، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، فذكر نحوه. ورواه الدارقطني (1/ 271)، كتاب الصلاة، باب الاجتهاد في القبلة، وابن مردويه في تفسيره -انظر: تفسير ابن كثير (1/ 158) - والبيهقي (2/ 11)، كتاب الصلاة، باب استبيان الخطأ بعد الاجتهاد، والواحدي في أسباب النزول (ص 34)، من طرق عن أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري، قال: وجدت في كتاب أبي، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قَالَ: (بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - سرية كنت فيها، فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة، فقالت طائفة منا: القبلة ها هنا قبل الشمال، فصلوا وخطوا خطًا، وقال بعضهم: القبلة ها هنا قبل الجنوب، وخطوا خطأ، فلما أصبحنا وطلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة، فقدمنا من سفرنا فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألناه=
= عن ذلك، فسكت، وأنزل الله عز وجل: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي حيث كنتم. هذا لفظ البيهقي. قال البيهقي: ولم نعلم لهذا الحديث إسنادًا صحيحًا قويًا، وذلك لأن عاصم بن عبيد الله بن عمر العمري -قلت: هو راوي حديث عامر بن ربيعة، وسيأتي ذكره في الشواهد- ومحمد بن عبيد الله العرزمي، ومحمد بن سالم الكوفي، كلهم ضعفاء، والطريق إلى عبد الملك العرزمي غير واضح، لما فيه من الوجادة، وغيرها، وفي حديثه أيضًا نزول الآية في ذلك، وصحيح عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، عن سعيد بن جبير، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أن الآية إنما نزلت في التطوع خاصة حيث توجه بك بعيرك. اهـ. قلت: هذا الأخير رواه مسلم (1/ 486: 700) وغيره. ورواية عبد الملك بن أبي سليمان لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، فيها أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لَمْ يكن معهم في هذه السفرة، بخلاف الروايتين السابقتين فتحمل على تعدد القصة إن صحت هذه الرواية. لكن أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري، لم تثبت عدالته. قاله الحافظ ابن حجر في اللسان (1/ 218)، وأيضًا الوجادة عندهم تعتبر انقطاعًا. انظر: تدريب الراوي (2/ 61).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلا محمد بن سالم، فإنه ضعيف جدًا؛ وما ذكره الحافظ من المتابعات فلا يخلو كل منها من مقال: فالأولى فيها محمد بن عبيد الله العرزمي، وقد أجمع الناس على ترك حديثه. وأما الثانية ففيها أحمد بن عبيد الله العنبري، ولم تثبت عدالته، والوجادة إذ لم يسمعه من أبيه، وإنما وجده في كتابه -وقد بيّنّا ذلك في التخريج-. وللحديث شواهد، لكن لا يخلو شيء منها من مقال، فالحديث ضعيف بجميع=
طرقه وشواهده كما قال العقيلي -في كلامه على حديث عامر بن ربيعة-: وأما حديث عامربن ربيعة، فليس يروى من وجه يثبت متنه. اهـ. (الضعفاء الكبير 1/ 31)، وكما قال البيهقي -تقدم ذكر كلامه في التخريج-. ومن شواهده: 1 - عن عامر بن ربيعة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ في ليلة مظلمة، فلم ندر أين القبلة، فصلى كل رجل منا على حياله، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فنزل: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [سورة البقرة: آية 115]. رواه الترمذي (2/ 176: 345)، واللفظ له؛ وابن ماجه (1/ 326: 1020)؛ والطيالسي (ص 156: 1145)؛ وابن جرير في تفسيره (2/ 531: 1841)؛ (ص 532: 1843)؛ والدارقطني (1/ 272)؛ وأبو نعيم في الحلية (1/ 179)؛ والبيهقي (2/ 11)، من طريق أشعث بن سعيد أبي الربيع السمان -زاد الطيالسي، ومن طريقه البيهقي: وعُمر بن قيس- كلاهما عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عنه، به. قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان. وأشعث بن سعيد أبو الربيع السمان يضعف في الحديث. اهـ. قلت: عاصم بن عبيد الله بن عاصم. بن عمر بن الخطاب، ضعيف لسوء حفظه. انظر: الميزان (2/ 353)؛ التقريب (ص 285). وأشعث بن سعيد أبو الربيع السمان، متروك. انظر: التقريب (ص 113). ومُتَابِعُه -عند الطيالسي والبيهقي- عُمر بن قيس المكي، المعروف بسَندَل، متروك، ولذلك لم يُلق أهل العلم لمتابعته بالًا واعتبروها كَلا شيء. انظر ترجمته في: الكاشف (2/ 277)؛ التهذيب (7/ 490)؛ التقريب (ص 416)، وقد تحرف اسمه في المطبوع من مسند الطيالسي إلى (عَمرو)، أي أن الطابع زاد فيه واوًا من جعبته، وهذه الواو كفيلة بتحويله من متروك إلى ثقة.=
= وقد حسن الألباني في الإرواء (1/ 323: 291)، هذا الحديث، لظنه أن ما جاء في المطبوع من مسند الطيالسي صحيحاً، فيكون الراوي هو عمرو بن قيس الملائي، وهو ثقة متقن عابد. (التقريب ص 426)، فلا يبقى في الحديث إلا ضعف عاصم بن عبيد الله، لسوء حفظه، فينجبر ذلك بشاهده وهو حديث جابر، لكن الأمر ليس كما ظن. وقد راجعت نسختين مخطوطتين من مسند الطيالسي، فإذا فيهما: عمر -بضم العين- الأولى: نسخة بتنة الهندية (ق 142 أ)، والثانية: نسخة مكتبة الأوقاف العراقية (ق 98 أ). 2 - وعن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (صلينا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في يوم غيم في سفر إلى غير القبلة، فلما قضى الصلاة وسلم، تجلت الشمس. فقلنا: يا رسول الله، صلَّينا إلى غير القبلة، فقال: "قد رُفعت صلاتكم بحقها إلى الله عز وجل". رواه الطبراني في الأوسط (1/ 184: 248)، من طريق أحمد بن رِشدِين، قال: حدثنا هشام بن سلام البصري، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله السكوني، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم بن أبي عبلة إلا إسماعيل بن عبد الله، ولا عن إسماعيل إلا أبو داود، تفرد به هشام بن سلام. اهـ. وقال الهيثمي في (المجمع 2/ 15): رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أبو عبلة والد إبراهيم، ذكره ابن حبان في الثقات، واسمه: شمر بن يقظان. اهـ. قلت: هو في الثقات (4/ 367)، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 376)، ولم يذكر جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكرا في الرواة عنه إلا ابنه إبراهيم بن أبي عبلة، فهو مجهول، ولا عبرة بذكر ابن حبان له في ثقاته، لأنه يذكر من التابعين من لا يعرفهم ولم يقف لهم على حال. وشيخ الطبراني: أحمد بن رشدين هو: أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد أبو جعفر المصري، ضعيف. انظر:=
= المغني (1/ 54)؛ اللسان (1/ 257). وهشام بن سلام البصري، وإسماعيل بن عبد الله السكوني، لم أعثر لهما على ترجمة. 3 - وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - بعث سرية، فأخذتهم ضبابة، فلم يهتدوا إلى القبلة، فصلوا لغير القبلة، ثم استبان لهم بعدما طلعت الشمس أنهم صلوا لغير القبلة، فلما جاؤوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حدَّثوه، فأنزل الله تعالى هذه الآية: {وَللَهِ المشَرِقُ وَالمغرب فَأينَمَا تُوَلوا فَثَمَ وَجْهُ اللَه}. رواه ابن مردويه -انظر: تفسير ابن كثير (1/ 159) - من طريق الكلبي، عن أبي صالح، به. وهذا إسناد تالف. الكلبي: هو محمد بن السائب بن بشر، أبو النضر الكوفي، متهم بالكذب، ورُمي بالرفض. انظر: التقريب (ص 479). وأبو صالح هو باذام مولى أم هانىء، ضعيف. وإذا روى عنه الكلبي فليس بشيء. انظر: التهذيب (1/ 416)؛ التقريب (ص 120).
28 - باب ستر العورة
28 - بَابُ سَتْرِ الْعَوْرَةِ 318 - [1] [قَالَ] (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا رَوْح بْنُ عُبادة، أنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ (¬2)، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَدَخَلَ عَلَيْهِ يَوْمًا وَقَدْ كَشَفَ عَنْ فَخِذَيْهِ، فَقَالَ: "يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ لَا تَكْشِفْ عَنْ فَخِذِكَ (¬3) فَإِنَّهَا عَوْرَةٌ، وَلَا تَنْظُرٍ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلَا مَيِّتٍ، فَإِنَّكَ تُغَسِّلُ الْمَوْتَى". قُلْتُ: أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ، مِنْ حَدِيثِ (¬4) ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ حَبِيبٍ، بِسَنَدِهِ، دُونَ قَوْلِهِ: "فَإِنَّهَا عَوْرَةٌ" وَدُونَ قَوْلِهِ: "فإنك تغسل الموتى". ¬
[2] وَرَوَاهُ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ [الشَّاشِيُّ] (¬1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ [سَعْدٍ] (¬2) الْعُوفِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: دَخَلَ عليَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَنَا كَاشِفٌ عَنْ فَخِذِي، فَقَالَ: "يَا عَلِيُّ غَطِّ فَخِذَكَ فَإِنَّهَا من العورة". ¬
318 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 178 أ)، كتاب القبلة، باب في ستر العورة وعزاه لإسحاق. ورواه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (1/ 146)، قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، حدثني يزيد أبو خالد البَيْسَري القرشي، ثنا ابن جريج، أخبرني حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: "لا تبرز فخذك، وَلَا تَنْظُرٍ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلَا مَيِّتٍ". ورواه ابن عدي في الكامل (7/ 2734)، من طريق أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا ابن جريج، أخبرني حبيب بن أبي ثابت، به فذكره.=
= وعلى هذه الصورة يكون قد سقط من إسناد ابن عدي شيخ شيخه، وأبو خالد البيسري، لأن شيخ ابن عدي وهو أبو يعلى لم يدرك ابن جريج، ولا أبا خالد البيسري فلعله رواه عن القواريري، عن أبي خالد البيسري، عن ابن جريج، به. وقد راجعت نسخة من الكامل (صورت من مكتبة أحمد الثالث بتركيا. ورقمها في مكتبة جامعة الإمام المركزية (9671 ف الجزء الثالث: ق 254 أ) فوجدته كما في المطبوع. والقواريري ثقة ثبت. انظر: التقريب (ص 373). وأما يزيد أبو خالد: فهو يزيد بن عبد الله بن قسيط القرشي، أبو خالد البيسري البصري، روى عن: الثوري وابن جريج، وعمر بن محمد بن يزيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وطلحة بن عمرو الحضرمي، وعنه، القواريري، وأبو كامل الجحدري، وأبو داود الطيالسي، وقطن بن نسير، وعلي بن أبي هاشم الطبراخ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات فقال: مستقيم الحديث، أصله من السند. اهـ. وذكره ابن عدي في الكامل، فقال: ليس هو بمنكر الحديث. اهـ. وقد روى ابن عدي هذا الحديث في ترجمته. وقال الذهبي: مقل، تُكلم فيه. اهـ. وقال الحسيني -في التذكرة برجال العشرة-: مجهول. وتبعه أبو زرعة ابن العراقي في ذيله على الكاشف، ولم يتعقبهما الحافظ ابن حجر بشيء في تعجيل المنفعة، وقد تصحف (البيسري) في تعجيل المنفعة إلى (النسري) فلعل هذا هو الذي دفع الحافظ إلى موافقة الحسيني وإلاَّ فإنه قد ذكره في اللسان، وذكر كلام ابن عدي، وابن حبان فيه، فكيف يوافق على تجهيل من هذه حاله، وعندي أنه صدوق، لذكر ابن حبان له في الثقات، وقوله: مستقيم الحديث، ولما قاله ابن عدي أيضًا -ليس بمنكر الحديث-". التاريخ الكبير (8/ 346)؛ الجرح (9/ 276)؛ الثقات (9/ 274)؛ الكامل (7/ 2734)؛ المغني (2/ 751)؛ الميزان (4/ 431)؛ ذيل الكاشف (ص 310)؛=
= توضيح المشتبه (1/ 515)؛ تعجيل المنفعة (455)؛ اللسان (6/ 290). وقد صحح العلاَّمة أحمد شاكر هذا الإسناد -في تعليقه على المسند (2/ 303: 1248) - وما أظنه يوافق على ذلك، لأن حبيب بن أبي ثابت مدلس لايقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، وقد تكلم غير واحد في سماعه من عاصم بن ضمرة. وقد أعله الحافظ في التلخيص (1/ 278) بعلة أخرى، وهي أن تصريح ابن جريج بإخبار حبيب له وهم. ولعل الذي دفع الحافظ إلى هذا القول أن أبا داود رواه من طريق حجاج بن محمد المصيصي، عن ابن جريج، قال: أخبرت عن حبيب بن أبي ثابت. وهذا فيه تصريح ابن جريج أنه لم يسمعه من حبيب، وقد قال أبو حاتم (علل ابن أبي حاتم 2/ 271): ابن جريج لم يسمع هذا الحديث بذا الإسناد من حبيب، إنما هو من حديث عمرو بن خالد الواسطي، ولا يثبت لحبيب -وقد تحرفت في المطبوع إلى (لحسن) - رواية عن عاصم، فأرى أن ابن جريج أخذه من الحسن بن ذكوان، عن عمرو بن خالد، عن حبيب، والحسن بن ذكوان وعمرو بن خالد ضعيفا الحديث. اهـ. قلت: وكلام أبي حاتم خاص برواية حجاج عن ابن جريج، لقوله: (بذا الإسناد)، فلا يقدح هذا في تصريح ابن جريج بإخبار حبيب له في طريق أخرى غير هذه الطريق، لأن ابن جريج حافظ واسع الحفظ فيمكن أنه سمعه أولًا من الحسن بن ذكوان، أو غيره، ثم سمعه من حبيب بن أبي ثابت مباشرة. وذكر يعقوب بن شيبة عن علي بن المديني أنه قال في حديث ابن جريج هذا: رأيته في كتب ابن جريج: أخبرني إسماعيل بن مسلم، عن حبيب. انظر: شرح العلل (2/ 828). وكلام ابن المديني هذا معارض لما ذهب إليه أبو حاتم لأن أبا حاتم لم يجزم بما قال، وإنما قال: (فأرى أن ابن جريج أخذه من الحسن بن ذكوان)، فمن رآه في كتبه أثبت ممن قال بغلبة الظن، فيكون الساقط بين ابن جريج، وحبيب في رواية=
= حجاج هو إسماعيل بن مسلم المكي، وهو من أقران ابن جريج، وكان ضعيف الحديث. انظر: التقريب (ص 110). فتبقى رواية يزيد أبي خالد القرشي، عن ابن جريج، أخبرني حبيب، صحيحةً لا وهم فيها لما ذكرنا، ولأن يزيد صدوق، ولم ينفرد بهذا فقد تابعه محمد بن سعد العوفي قال: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قال: حدثني حبيب، به، كما في رواية الهيثم بن كليب التي ذكرها الحافظ. ورواه الدارقطني (1/ 225)، كتاب الحيض، باب في بيان العورة والفخذ منها: من طريق أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي، نا روح بن عبادة، ثنا ابن جريج أخبرني حبيب، به، ولفظه: (لا تكشف عن فخذك، فإن الفخذ من العورة). ومحمد بن سعد العوفي، وإن كان فيه لين، فروايته منجبرة بمتابعة أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي، وهو صدوق. انظر: التقريب (ص 85). وأما ما ذكره العلامة الألباني في الأرواء (1/ 296)، من توهين الإخبار في هاتين الروايتين -أعني رواية عبد الله بن أحمد، ورواية الدارقطني- بأن يزيد بن عبد الله البيسري مجهول، وأحمد بن منصور قد خالفه الثقات فرووه عن روح، عن ابن جريج عن حبيب، ولم يصرح بالإخبار، فهو كلام مردود لأمور: 1 - أن يزيد بن عبد الله البيسري، ليس بمجهول بل هو صدوق مشهور. 2 - أنه احتج برواية البيهقي (2/ 228)، كتاب الصلاة، باب عورة الرجل، من طريق أحمد بن كامل، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعُوفِيُّ، ثنا رَوْحُ، ثنا ابن جريج، عن حبيب، به. وهذه معارضة برواية الهيثم بن كليب -السابقة- ففيها تصريح ابن جريج بالتحديث، وهي من طريق محمد بن سعد العوفي نفسه. ورواية الهيثم بن كليب مقدمة على رواية أحمد بن كامل، لأنه وإن كان ثقة، فقد قال فيه الدارقطني، كان متساهلًا فربما حدث من حفظه بما ليس في كتابه، وأهلكه العُجب. اهـ. وقال الذهبي: كان يعتمد على حفظه فيهم. اهـ.=
= انظر: بغداد (4/ 357)؛ الميزان (1/ 129)؛ السير (15/ 544)؛ اللسان (1/ 249). 3 - توهينه لأحمد بن منصور، وأنه لم يوثقه أحد، عدا قول أبي حاتم: صدوق. وأن الصدوق قد يخطىء. فأقول: أما توهينه بأنه لم يوثقه أحد، فقول أبي حاتم كاف لتوثيقه وإن قال: (صدوق)؛ لتشدده في الرجال، وفي إطلاق العبارات، فكم رأيناه يطلق على مشاهير الثقات لفظ: (صدوق)، وأحمد بن منصور من شيوخه وقد كتب عنه -كما في الجرح (2/ 78) - فهو أعلم الناس بحاله. وأما قوله: (الصدوق قد يخطىء) فهو صحيح لكن أوثق الثقات قد يخطىء أيضًا، فهذا احتمال لا دليل عليه، فلم يصف أحمد بن منصور أحد بهذا. 4 - قوله: (قد خالف -يعني أحمد بن منصور- في ذلك كل من وقفنا على روايته لهذا الحديث عن روح من الثقات، مثل بشر بن آدم عند ابن ماجه، والحارث بن أبي أسامة عند الحاكم، ومحمد بن سعد العوفي عند البيهقي، فإنهم قالوا عن روح، عن ابن جريج، عن حبيب، كما تقدم. الأولان ثقتان، الأول احتج به البخاري، والثاني حافظ صدوق، والآخر قال الدارقطني: لا بأس به). فأقول: (أ) رواية الثقات لحديث بالعنعنة ليس موهنًا لرواية ثقة آخر بالتحديث، فهي زيادة ثقة، سيما وقد تابعه من ذكرنا. (ب) أن احتجاجه برواية محمد بن سعد العوفي، منقوض بما ذكرت سابقًا. حيث رواه الهيثم بن كليب من طريقه وفيه تصريح ابن جريج بالتحديث، وطريق الهيثم أصح من طريق البيهقي. (ج) أن قوله: (الأول احتج به البخاري) ليس بصواب لأن شيخ ابن ماجه في هذا الحديث هو بشر بن آدم بن يزيد البصري، وهو صدوق فيه لين، وليس من رجال=
= البخاري. انظر: الكاشف (1/ 100)؛ التهذيب (1/ 442)؛ التقريب (ص 122)، وأما الذي احتج به البخاري فهو بشر بن آدم الضرير أبو عبد الله البغدادي، وليس هو من شيوخ ابن ماجه وإنما يروي عنه بواسطة الذهلي. انظر: المراجع السابقة، ورجال البخاري للكلاباذي (1/ 107). والخلاصة أنه لا معنى لتوهيم من ذكر تصريح ابن جريج بالإخبار، لأنه قول ليس له دليل قوي ينهض به. انظر: تعليق أحمد شاكر على هذا الحديث في شرحه للمسند (2/ 303: 1248). وأما ما ذكره الحافظ من رواية أحمد، وأبي داود، وابن ماجه، لهذا الحديث، فهي كما يلي: 1 - لم أجد الإمام أحمد روى هذا الحديث في مسنده، وإنما رواه ابنه عبد الله في زياداته على المسند (1/ 146) وقد سبق ذكرها. 2 - رواه أبو داود (3/ 501: 3140)، كتاب الجنائز، باب ستر الميت عند ذمله، وأيضًا في: (4/ 303: 4015)، كتاب الحمَّام، باب النهي عن التعري، من طريق علي بن سهل الرملي، حدثنا حجاج -وهو ابن محمد- عن ابن جريج، قال: أخبرت عن حبيب بن أبي ثابت، به، ولفظه: "لا تكشف فخذك، وَلَا تَنْظُرٍ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلَا مَيِّتٍ، قال أبو داود: هذا الحديث فيه نكارة. اهـ. وعنده في الموضع الأول: (لا تبرز) بدل (لا تكشف). 3 - ورواه ابن ماجه (1/ 469: 1460)، كتاب الجنائز، با ما جاء في تغسيل الميت، من طريق بشر بن آدم، ثنا روح بن عبادة، عن ابن جريج، عن حبيب، به، ولفظه: "لا تبرز فخذك، وَلَا تَنْظُرٍ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلَا مَيِّتٍ". ورواه الطحاوي (1/ 474)، كتاب الصلاة، باب الفخذ هل هو من العورة أم لا، من طريق يحيى بن سعيد، عن سعيد، عن ابن جريج، عن حبيب، به، ولفظه: "الفخذ عورة"، وقوله هنا: (عن سعيد) أظنه زيادة من النساخ أو الطابع، لأن=
= يحيى بن سعيد القطان يروي عن ابن جريج مباشرة، وأيضًا لم يذكره في روايته للحديث في مشكل الآثار (2/ 284)، وهي بنفس سند ومتن روايته في شرح معاني الآثار. ورواه الدارقطني (1/ 225)، كتاب الحيض، باب في بيان العورة، من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن ابن جريج، عن حبيب، به، مثل رواية أبي داود. ومن طريق أحمد بن منصور بن راشد، نا روح، ثنا ابن جريج، أخبرني حبيب، به، وقد تقدم ذكرها. ورواه الحاكم (4/ 180)، كتاب اللباس، من طريق الحارث بن أبي أسامة، ثنا روح، ثنا ابن جريج، عن حبيب، به، مثل رواية أبي داود، إلَّا أنه قال: (لا تبرز فخذيك) بالتثنية. وسكت عليه ولم يتعقبه الذهبي بشيء. ورواه البيهقي (2/ 228)، كتاب الصلاة، باب عورة الرجل، من طريق أبي داود، ثنا علي بن سهل الرملي، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال أخبرت عن حبيب، به، مثله. ورواه أيضًا: من طريق أبي بكر أحمد بن كامل، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعُوفِيُّ، ثنا رَوْحُ، ثنا ابن جريج، عن حبيب، به، فذكره بلفظ رواية الهيثم بن كليب.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - عباد بن منصور، وهو صدوق سيىء الحفظ، وتغير بآخره، وكان قدريًا، لكن قد تابعه -متابعة قاصرة- ابن جريج، حيث رواه عن حبيب بن أبي ثابت -كما تقدم بيانه- فزال ما نخشاه من سوء حفظه، وأما بدعته فلا تأثير لها هنا. 2 - عنعنة حبيب بن أبي ثابت، وهو مدلس لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح=
= فيه بالسماع، وروايته هنا عن عاصم بن ضمرة، وقد تكلم غير واحد في سماعه منه -انظر: مصادر ترجمته وعلل ابن أبي حاتم (2/ 271) - فقالوا إنه لم يسمع منه، وقال ابن المديني: سمع حديثًا واحدًا. اهـ. وقال ابن المديني أيضًا: أحاديث حبيب عن عاصم بن ضمرة، لا تصح، إنما هي مأخوذة عن عمرو بن خالد الواسطي. اهـ. انظر: شرح العلل (2/ 827)، وكذلك قال أبو داود. وقال الحافظ في التلخيص الحبير (1/ 279): وبين البزار أن الواسطة بينهما هو عمرو بن خالد الواسطي. اهـ. قلت: وهو متروك. انظر: التقريب (ص 421). لذا فالحديث ضعيف جدًا، وله شواهد لكن لا تخلو من مقال، ومنها: 1 - عن جرهد الأسلمي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، مرَّ به وهو كاشف عن فخذه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "غط فخذك فإنها من العورة، هذا لفظ إحدى روايات الترمذي. علقه البخاري (1/ 478)، قال: ويروى عن ابن عباس، وجرهد، ومحمد بن جحش، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "الفخذ عورة". ورواه أبو داود (4/ 303: 4014) من طريق القعنبي، عن مالك، عن أبي النضر، عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد، عن أبيه -قال: كان جرهد هذا من أصحاب الصفة- أنه قال: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفخذي منكشفة فقال: "أما علمت أن الفخذ عورة". ورواه البيهقي (2/ 228) من طريق ابن أبي أويس، عن مالك، به نحوه. ورواه الترمذي (5/ 110: 2795)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (9/ 118: 6743)؛ والدارقطني (1/ 224)؛ والحاكم (4/ 180)، من طريق ابن عيينة، عن سالم أبي النضر، عن زرعة بن مسلم بن جرهد الأسلمي، عن جده جرهد قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بجرهد في المسجد، وقد انكشف فخذه فقال: "إن الفخذ عورة".=
= قال البخاري في تاريخه (2/ 249)، بعد الإشارة إلى هذه الطريق: وهذا لا يصح. اهـ. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وما أرى إسناده بمتصل. اهـ. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. ورواه أحمد (3/ 478) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، عن أبي النضر، عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد، عن أبيه، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - مر به ... الحديث. ورواه الطحاوي في المشكل (2/ 285)، من طريق ابن وهب، عن مالك، عن أبي النضر، عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد، عن أبيه، عن جده جرهد، وكان من أصحاب الصفة، أنه قال: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عندي وفخذي منكشفة، فقال: "خمر عليك، أما علمت أن الفخذ عورة". ورواه في شرح معاني الآثار (1/ 475) من طريق ابن وهب، عن مالك، عن أبي النضر، عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد، عن أبيه، وكان من أصحاب الصفة، أنه قال: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عندي ... الحديث، بمثل لفظه السابق في المشكل. ورواه أحمد (3/ 479) من طريق إسحاق بن عيسى الطباع، عن مالك، عن أبي النضر، عن زرعة بن جرهد، عن أبيه وكان من أصحاب الصفة ... الحديث. ورواه الترمذي (5/ 111: 2798)؛ وعبد الرزاق (1/ 289: 1115)؛ وأحمد (3/ 478)، من طريق معمر، عن أبي الزناد، أخبرني ابن جرهد، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، مرّ به وهو كاشف عن فخذه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "غط فخذك فإنها من العورة" هذا لفظ الترمذي، وعند أحمد: (مرّ بي)، وعند عبد الرزاق: (رآني). قال الترمذي: هذا حديث حسن. اهـ. ورواه أحمد (3/ 479)، وابن حبان (3/ 106: 1707)، من طريق سفيان=
= -وهو الثوري- قال: حدثني أبو الزناد، عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد، عن جده جرهد قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وعليَّ بردة، وقد انكشفت فخذي، قال: "غط فإن الفخذ عورة". ورواه الطحاوي (1/ 475)، من طريق مسعر، عن أبي الزناد، عن عمه زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد، عن جده جرهد، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، وعلي بردة قد كشفت عن فخذي فقال: "غلط فخذك، الفخذ عورة". ورواه أيضًا في المشكل (2/ 286) بنفس الإسناد السابق، إلَّا أنه قال: (عن عمه زرعة بن عبد الله) وأظنه تحريفًا. ورواه أحمد (3/ 479)؛ والبخاري في تاريخه (2/ 248)، من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد، عن جرهد جده، ونفر من أسلم سواه ذوي رضا، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مرّ على جرهد، وفخذ جرهد مكشوفة فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "يا جرهد غط فخذك، فإن يا جرهد الفخذ عورة" ولم يذكر البخاري قوله: (ونفر من أسلم سواه ذوي رضا) كما أنه اختصر الحديث. ورواه الترمذي (5/ 111: 2797)؛ وأحمد (3/ 478)؛ والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 475)؛ وفي المشكل (2/ 285)، من طريقين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيل، عن عبد الله بن جرهد الأسلمي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -. وعند أحمد: سمع أباه جرهدًا يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الفخذ عورة" هذا لفظ الترمذي. وعند أحمد: "فخذ المرء المسلم عورة". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. اهـ. ورواه البخاري في تاريخه (5/ 63)، والطحاوي (1/ 475)، من طريق الحسن، -تحرفت في المطبوع من شرح معاني الآثار إلى (المحسن) - ابن صالح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن عبد الله بن مسلم بن جرهد، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ=
= النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "فخذ الرجل من عورته" أو قال: "من العورة" واللفظ للطحاوي. قال البخاري (التهذيب 5/ 170): عبد الله بن مسلم أصح. اهـ. قال الحافظ في تغليق التعليق (2/ 212): فدخله أيضًا -يعني حديث عبد الله بن محمد بن عقيل- الاضطراب والإرسال. اهـ. قلت: وله طرق أخرى، منها المرسل، ومنها الموقوف، أعرضت عن ذكرها اختصارًا. قال ابن القطان الفاسي -انظر: نصب الراية (4/ 243) -: وحديث جرهد له علتان: إحداهما: الاضطراب المؤدي لسقوط الثقة به، وذلك أنهم مختلفون فيه، فمنهم من يقول: زرعة بن عبد الرحمن، ومنهم من يقول: زرعة بن عبد الله ... قال: وإن كنت لا أرى الاضطراب في الإسناد علة، فإنما ذلك إذا كان من يدور عليه الحديث ثقة، فحينئذِ لا يضره اختلاف النقلة عليه إلى مرسل ومسند، أو رافع وواقف، أو واصل وقاطع، وأما إذا كان الذي اضطرب عليه الحديث غير ثقة، أو غير معروف، فالاضطراب يوهنه، أو يزيده وهنًا، وهذه حال هذا الخبر، وهي العلة الثانية أن زرعة وأباه غير معروف الحال، ولا مشهوري الرواية. اهـ. وقال الحافظ في تغليق التعليق (2/ 209): وأما حديث جرهد فإنه حديث مضطرب جدًا. اهـ. قلت: وهو كما قالا، فإن اضطرابه شديد، وليس له طريق مستقيمة، وأما حال زرعة بن عبد الرحمن فهي معروفة، فهو زرعة بن عبد الرحمن الأسلمي المدني، وقيل: زرعة بن مسلم بن جرهد، لكن قال البخاري وأبو حاتم: لم يصح، وقد وثقه النسائي وابن حبان. انظر: التاريخ الكبير (3/ 110)؛ الجرح (3/ 606)؛ الثقات (4/ 268)؛ التهذيب (3/ 326).=
= وأما والده عبد الرحمن بن جرهد، فهو مجهول الحال. انظر: التهذيب (6/ 155)؛ التقريب (ص 338). وأما عبد الله بن جرهد، وقيل: عبد الله بن مسلم بن جرهد -وصححه البخاري- فلم يرو عنه إلَّا عبد الله بن محمد بن عقيل. قال ابن حبان بعد ذكره في الثقات: إن كان حفظه. اهـ. ولم يوثقه أحد إلَّا ما كان من ابن حبان حيث ذكره في الثقات وقال ما ذكرناه عنه، فهو مجهول. انظر: الثقات (5/ 22)؛ الميزان (2/ 400)؛ الكاشف (2/ 69)؛ التهذيب (5/ 170)؛ التقريب (ص 298). ولمزيد الاطلاع على ما في هذا الحديث من الاضطراب. انظر: علل الدارقطني (4/ 92 ب)، وقد جاء مسند جرهد الأسلمي في وسط مسند ابن عمر، ثم انبتر الكلام على هذا الحديث بعد أن ذكر كثيرًا من طرقه، وأظن أن بعض الأوراق جاءت في غير محلها فانبتر الكلام. 2 - وعن محمد بن جحش رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، فمرّ على معمر، وهو جالس عند داره بالسوق، وفخذاه مكشوفتان، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا معمر غط فخذيك، فإن الفخذين عورة". رواه أحمد (5/ 290)؛ والبخاري في التاريخ (1/ 13)، وعلقه في الصحيح بصيغة التمريض (1/ 478)؛ والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 474)؛ وفي مشكل الآثار (2/ 285)؛ والطبراني في الكبير (19/ 245، 246: 550، 551، 552، 553، 554، 555)؛ والحاكم (3/ 637، 4/ 80)؛ والبيهقي (2/ 228)، واللفظ له؛ -والخطيب في الأسماء المبهمة (ص 380) - من طرق عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي كثير مولى محمد بن جحش، به. قال الحافظ في الفتح (1/ 479): رجاله رجال الصحيح، غير أبي كثير، فقد روى عنه جماعة، لكن لم أجد فيه تصريحًا بتعديل، ومعمر المشار إليه هو معمر بن=
= عبد الله بن نضلة القرشي العدوي. اهـ. قلت: أبو كثير، ذكره البخاري، وابن أبي حاتم، وسكتا عليه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: شيخ. وقال الحافظ في التقريب: ثقة. فيبدو أن الحافظ إنما وثقه رغم أنه لم يجد فيه تصريحًا بتعديل، لرواية جماعة من الثقات عنه، ولعدم وجود النكارة في حديثه، ولذكر ابن حبان له في الثقات. التاريخ الكبير (8/ كنى 65)؛ الجرح (9/ 429)؛ الثقات (5/ 570)؛ الكاشف (3/ 328)؛ التهذيب (12/ 211)؛ التقريب (ص 668). 3 - وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، على رجل وفخذه خارجة فقال: "غط فخذك فإن فخذ الرجل من عورته". ذكره البخاري معلقًا (1/ 478)؛ ورواه الترمذي (5/ 111: 2796)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (9/ 119: 6747)؛ وأحمد (1/ 275)، واللفظ له؛ والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 474)؛ وفي مشكل الآثار (2/ 285)؛ والطبراني في الكبير (11/ 84: 11119)؛ والحاكم (4/ 181)؛ والبيهقي (2/ 228)؛ والخطيب في الأسماء المبهمة (ص 378)، من طرق عن إسرائيل بن يونس، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، به. وأبو يحيى القتات مختلف في اسمه فقيل: زاذان، وقيل دينار، وقيل: مسلم، وقيل غير ذلك، قال الحافظ في التقريب (ص 684): لين الحديث. اهـ. وقال أحمد: روى إسرائيل عن أبي يحيى القتات أحاديث مناكير جدًا، كثيرة. اهـ. انظر: الميزان (4/ 586)؛ التهذيب (12/ 277). قال البيهقي بعد روايته لهذه الأحاديث الثلاثة -حديث جرهد، وحديث ابن عباس، وحديث محمد بن جحش-: وهذه أسانيد صحيحة يحتج بها. اهـ. (2/ 228). قلت: وقد مر بك ما فيها من العلل، لكن يتقوى بعضها ببعض.
319 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (¬1)، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو الرِّجَالِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَتْ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: (لَا تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ (¬2) لمن قدر) (¬3). ¬
319 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 182 أ)، كتاب استقبال القبلة، باب ما تصلي فيه المرأة، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ. وروى عبد الرزاق (3/ 128: 5029)، كتاب الصلاة، باب في كم تصلي المرأة من الثياب، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 224)، كتاب الصلوات، باب المرأة في [كم] ثوب تصلي، عن مكحول، عمن سأل عائشة رضي الله عنها، في كم تصلي المرأة من الثياب؟ فقالت له: سل عليًا ثم ارجع إليَّ فأخبرني بالذي يقول لك، قال: فأتى عليًا فسأله فقال: في الخمار، والدرع السابغ. فرجع إلى عائشة فأخبرها، فقالت: صدق. ورجاله ثقات إلا أنه منقطع، لأن مكحولًا لم يسمع من عائشة، ووقع في مصنف ابن أبي شيبة (عن مكحول قال: سألت عائشة)، وهو خطأ لاتفاقهم على عدم سماعه منها. انظر: جامع التحصيل (ص 285)؛ التهذيب (10/ 289)، وقد تبين لي أن ما وقع في مصنف ابن أبي شيبة إنما هو خطأ مطبعي، فقد جاء في النسخة التي حققها حبيب الرحمن الأعظمي (3/ 270: 6142): (عن مكحول قال: سُئلت عائشة ...) الحديث، فصرح أنه سألها غيره.=
= وروى عبد الرزاق (3/ 129: 5031)، كتاب الصلاة، باب في كم تصلي المرأة من الثياب، عن ابن جريج قال: أخبرتني ليلى بنت سعيد: أنها رأت عائشة أم المؤمنين تصلي في الدار مؤتزرة و [عليها] درع، وخمار كثيف ليس عليها غير ذلك. وروى ابن أبي أبي شيبة في مصنفه (2/ 226)، كتاب الصلوات، باب المرأة في [كم] ثوب تصلي- من طريق ابن فضيل، عن عاصم، عن معاذة، عن عائشة: (أنها قامت تصلي في درع وخمار، فأتتها الأمة فألقت عليها ثوبًا). وهذا إسناد حسن.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسن، لأجل ابن إسحاق، فإنه صدوق مدلس، لكن قد صرح بالإخبار هنا فانتفى التدليس. وله شواهد عن بعض الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، يرتفع بها إلى الصحيح لغيره. فمن شواهده: 1 - عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (تصلي المرأة في ثلاثة أثواب)، وسيأتي بر قم (321)، وسنده صحيح. 2 - وعن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، قال: (إذا صلت المرأة فلتصل في ثيابها كلها: الدرع، والخمار، والملحفة). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 225)، من طريق عبد الله بن نمير، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، به. وهذا سند صحيح. 3 - وعن ابن سيرين، قال: (تصلي المرأة في ثلاثة أثواب)، وفي رواية عنه: (كان يستحب أن تصلي المرأة في ثلاثة أثواب، في الدرع والخمار والحَقْو). قلت: كانت الأنصار تسمي الإزار: الحَقْوَ. انظر: ابن أبي شيبة (2/ 225). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 225). الأولى: من طريق ابن علية عن أيوب، به. وهذا سند صحيح. والثانية: من طريق وكيع، قال: حدثنا أبو هلال، به. وهذا سند حسن، أبو هلال هو محمد بن سُلَيم الراسبي، صدوق فيه لين. انظرة التقريب (ص 481).
320 - حَدَّثَنَا (¬1) هُشَيْمٌ، عَنْ مُجالد (¬2) قَالَ (¬3): سُئل مَسْرُوقٌ: كيف تصلي [الأمة] (¬4)؟ قال: (كما تخرج) (¬5). ¬
320 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 182 أ)، كتاب استقبال القبلة، باب ما تصلي فيه المرأة من الثياب. وعزاه لمسدد، وفال: مجالد ضعيف. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة في مصنف (2/ 230)، كتاب الصلوات، باب في الأمة تصلي بغير خمار، من طريق أبي أسامة، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال: (تصلي الأمة كما تخرج). وفيه مجالد، وليس بالقوي، وتغير بآخره. انظر ترجمته في الجرح (8/ 361)؛ الميزان (3/ 438)؛ التهذيب (10/ 39).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد فيه ثلاث علل: 1 - عنعنة هشيم، وهو مدلس، لكن تابعه أبو أسامة، كما في رواية ابن أبي شيبة. 2 - ضعف مجالد بن سعيد.=
= 3 - الانقطاع بين مجالد ومسروق، فلم أجد له رواية عنه، وإنما المشهور أنه يروي عنه بواسطة الشعبي، فإن كان الساقط هو الشعبي فلا يضر لأنه ثقة، لكن لا نعلم من هو الساقط، فقد يكون غيره. وقد جاء متصلًا عند ابن أبي شيبة، كما ذكرت في التخريج، من طريق مجالد، عن الشعبي، عن مسروق. وبهذا ترتفع هذه العلة. لذا، فالأثر ضعيف. وقد جاء عن غير مسروق بأسانيد لا تخلو من مقال، وصح نحوه عن عطاء: 1 - عن أبي إسحاق: أن عليًا وشُريحًا كانا يقولان: (تصلي الأمة كما تخرج). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 230)، من طريق شريك، به. وشريك هو ابن عبد الله النخعي، صدوق يخطىء كثيرًا، تغير حفظه منذ وُلي القضاء. انظر: التقريب (ص 266). وأبو إسحاق هو السبيعي، مدلس لا يقل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع، وقد عنعن هنا، وليس له سماع من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإنما رآه رؤية. انظر: جامع التحصيل (ص 245). لذا، فالأثر بهذا الإسناد ضعيف جدًا. 2 - وعن شُريح قال: (تصلي الأمة كما تخرج). رواه عبد الرزاق (3/ 135: 5056)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 230)، من طرق عن مجالد، عن الشعبي، به. ومجالد قد عرفت حاله فيما تقدم. 3 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه، (وسُئل كيف تصلي الأمة؟ قال: كما تخرج). رواه ابن أبي شيبة (2/ 231)، من طريق مجالد عن الشعبي، به.=
= 4 - وعن ابن جريج قال: قلت لعطاء: ما أدنى ما تكفي الأمة من الثياب؟ قال: نقول فيها ما قال عمر: ألقت فروتها وراء الدار، فيكفيها إزارها ودرعها، قال: وتجعل بعض درعها على رأسها، فلت: فكانت ناكحة عبدًا؟ قال: وكذلك أمة عند عبد. قلت: فكانت ناكحة حرًا؟ قال فلتلفف ذلك منها، لتصل في إزارها ودرعها وخمارها. رواه عبد الرزاق (3/ 133: 5052). وسنده صحيح إلى عطاء بن أبي رباح، أما المنقول عن عمر فمنقطع، لأن عطاء بن أبي رباح لم يدرك عمر، رضي الله عنه. انظر: جامع التحصيل (ص 237)، وقد روى مجاهد، عن عمر، نحوه. مصنف ابن أبي شيبة (2/ 231)، ولم يدرك عمر أيضًا. انظر: جامع التحصيل (ص 273). 5 - وعن ابن جريج -أيضًا- قال: قلت لعطاء: أتصلي الأمة التي قد حاضت بغير خمار؟ قال: نعم. رواه عبد الرزاق (3/ 135: 5057)، وسنده صحيح. 6 - وعن إبراهيم النخعي قال: (ليس على الأمة خمار، وإن كانت عجوزًا). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 230)، من طريق سفيان، عن حماد، به. وسفيان هو الثوري، وحماد هو ابن أبي سليمان: ففيه صدوق له أوهام. انظر: التقريب (ص 178).
321 - وقال أحمدبن مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّه، ثنا (¬1) سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي ثَلَاثِة أَثْوَابٍ). * هَذَا إسناد صحيح. ¬
321 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 182)، كتاب استقبال القبلة، باب ما تصلي فيه المرأة، وعزاه لابن منيع، وقال: هذا إسناد صحيح. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 224)، كتاب الصلوات، باب المرأة في [كم] ثوب تصلي. ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (5/ 74: 2410) جماع أبواب اللباس في الصلاة، ذكر عدد ما تصلي فيه المرأة من الثياب، من طريق ابن علية -وسقط ابن أبي شيبة من المطبوع، فصار: (حدثنا موسى بن هارون، ثنا ابن علية). وموسى لم يدرك ابن علية-. والبيهقي (2/ 235)، كتاب الصلاة، باب الترغيب في أن تكثف ثيابها. من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري. كلاهما عن سليمان التيمي، به، مثله. وزاد البيهقي في روايته: (درع، وخمار، وإزار).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكن تكلم القطان في رواية التيمي عن الحسن، وابن سيرين، وقال: صالحة إذا قال: سمعت، أو: قلت. اهـ. وقد عنعن هنا. لكن الحافظ ابن حجر، وتلميذه البوصيري، قد صححا هذا الإسناد، فكأنهما لم يلتفتا إلى قوله. وله شواهد صحيحة، وبعضها حسن، عن عائشة، وابن عمر، وابن سيرين رضي الله عنهم، من كلامهم، وقد تقدم تخريجها في رقم (319).
322 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [عُمَرَ] (¬1) الْأَسْلَمِيُّ، ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ [عُثْمَانَ] (¬2)، عَنْ حَبِيبٍ مَوْلَى عُرْوَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، تَقُولُ: (رَأَيْتُ أَبِي يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ (¬3)، وَثِيَابُهُ مَوْضُوعَةٌ، وَقَالَ (¬4): يَا بُنَيَّةُ إِنَّ آخِرَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ الله صلَّى (¬5) فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهِ. ¬
322 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 51: 51). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 364: 323). وذكره الهيثمي -أيضًا- (المجمع 2/ 48)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه الواقدي وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 171 أ) كتاب الإمامة، باب صلاة الإمام خلف رجل من رعيته، وعزاه لأبي بكر، وأبي يعلى، وقال: هذا إسناد ضعيف، شيخ ابن أبي شيبة: الواقدي. اهـ. وذكره السيوطي في مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه (ص 7: 1)، وعزاه لابن أبي شيبة.=
= ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 314)، كتاب الصلوات، باب في الصلاة في الثوب الواحد. وأبو بكر المروزي في مسند أبي بكر الصديق (ص 150: 115)، من طريق الواقدي، به مثله، إلا أن المروزي ساقه بلفظ أبي يعلى، وفيه بعض إيضاح كما بينت في فروق النسخ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - الواقدي، وهو متروك. 2 - حبيب مولى عروة، وهو لين الحديث، ولم أجد من تابعه. لذا، فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لكن الصلاة في الثوب الواحد ثابتة عنه - صلى الله عليه وسلم -. روى ذلك غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم. فمن هذه الأحاديث: 1 - عن محمد بن المنكدر قال: (رأيت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يصلي في ثوب واحد، وقال: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلِّي في ثوب) زاد مسلم: (متوشِّحًا به). رواه البخاري (1/ 468: 353)؛ ورواه مسلم (1/ 369: 518)، من طريق أبي الزبير، وأبو داود (1/ 416: 633) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر، بنحوه. 2 - وعن عمر بن أبي سلمة: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلي في ثوب واحد، في بيت أم سلمة، وقد ألقى طرفيه على عاتقيه. رواه البخاري (1/ 468، 469: 354، 355، 356)؛ ومسلم (1/ 368: 517)؛ وأبو داود (1/ 415: 628)؛ والترمذي (2/ 166: 339)؛ والنسائي (2/ 70: 764)؛ وابن ماجه (1/ 333: 1049)؛ ومالك في الموطأ (1/ 140). 3 - وعن أم هانىء رضي الله عنها قالت: ذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح، فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره. قالت: فسلمت عليه. فقال: من هذه؟ =
= قلت: أنا أم هانىء بنت أبي طالب. فقال: "مرحبًا بأم هانىء". فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفًا في ثوب واحد ...) الحديث. رواه البخاري (1/ 469: 357)، واللفظ له، ومسلم (1/ 265: 336). 4 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن سائلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الصلاة في ثوب واحد، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَوَلِكُلكم ثوبان؟! ". رواه البخاري (1/ 470: 358)؛ ومسلم (1/ 367: 515)؛ وأبو داود (1/ 414: 625)؛ والنسائي (2/ 69: 763)؛ وابن ماجه (1/ 333: 1047)؛ ومالك في الموطأ (1/ 140). 5 - وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (آخِرَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - مع القوم صلى في ثوب واحد متوشحًا، خلف أبي بكر). رواه النسائي واللفظ له (2/ 79: 785)؛ والترمذي (2/ 197: 363)، ولفظه: (صلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في مرضه خلف أبي بكر، قاعدًا في ثوب متوشًحًا به)، وابن حبان (3/ 283: 2122) بنحو رواية النسائي، من طريق حميد الطويل، عن ثابت، به. ولم يذكر النسائي ثابتًا في روايته، وإنما هو عنده من طريق حميد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وسيأتي لهذا الحديث مزيد تخريج عند الحديث رقم (332). قال الترمذى: هذا حديث حسن صحيح. قال: وهكذا رواه يحيى بن أيوب، عن حميد، عن ثابت، عن أنس، وقد رواه غير واحد عن حميد، عن أنس؛ ولم يذكروا فيه (عن ثابت)، ومن ذكر فيه (عن ثابت) فهو أصح. اهـ.
323 - [وَقَالَ] (¬1) الْحَارِثُ: نَا (¬2) أَبُو النَّضْرِ (¬3)، نا (¬4) اللَّيْثُ (¬5)، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬6) عَنْ بُسْر (¬7) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬8) الْخَوْلَانِيِّ، رَبِيبِ (¬9) مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قال (¬10): (رَأَيْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، تُصَلِّي فِي دِرْعٍ (¬11) سَابِغٍ (¬12) ضَيِّقٍ، وَخِمَارٍ (¬13)، لَيْسَ عَلَيْهَا إزار) (¬14). * صحيح موقوف. ¬
= 323 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 193: 134). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 182)، كتاب القبلة، باب ما تصلي فيه المرأة، وعزاه للحارث بن أبي أسامة. ورواه مالك في الموطأ (1/ 142) كتاب صلاة الجماعة، باب الرخصة في صلاة المرأة في الدرع والخمار -ومن طريقه البيهقي (2/ 233)، كتاب الصلاة، باب ما تصلي فيه المرأة من الثياب- من طريق الثقة، عن بكير بن عبد الله الأشج، به، ولفظه: (كانت تصلي في الدرع والخمار وليس عليها إزار). قلت: لا يكتفى بتوثيق رجل دون تسميته، لأنه قد يكون ثقة عنده، ضعيفًا عند غيره. انظر: تدريب الراوي (1/ 310). ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 225)، كتاب الصلوات، باب المرأة في [كم] ثوب تصلي، من طريق مالك، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عبيد الله الخولاني، عن مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: (أنها صلت في درع وخمار). قلت: قد رواه مالك في الموطأ، كما مر من طريق الثقة عنده، عن بكير. وروى ابن أبي حاتم في الجرح (1/ 23) بإسناده: أنه قيل لمالك: سمعت من بكير بن عبد الله بن الأشج؟ فقال: لا أعلمه. وقال أحمد: لم يسمع من بكير بن الأشج شيئًا. اهـ. وقال العلائي: قد صرح الإمام مالك بالسماع منه، رواه عنه ابن وهب. اهـ. جامع التحصيل (ص 271). وكذلك بكير إنما يروي هذا الحديث من طريق بسر بن سعيد، كما مر. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه أيضًا (2/ 224)، من طريق محمد بن إسحاق، عن بكير بن الأشج، عن عبيد الله الخولاني قال: (رأيت ميمونة تصلي في درع واحد فضلا، وقد وضعت بعض كمها على رأسها).=
= قال: وكان. عبيد الله يتيمًا في حجرها. وفيه عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس، وبكير بن الأشج إنما يروي هذا الحديث من طريق بسر بن سعيد، عنه، كما رواه الثقات. ورواه ابن المنذر في الأوسط (5/ 72: 2406) جماع أبواب اللباس في الصلاة: ذكر عدد ما تصلي فيه المرأة من الثياب، من طريق ابن وهب. والبيهقي (2/ 233)، كتاب الصلاة، باب ما تصلي فيه المرأة من الثياب، من طريق ابن لهيعة. كلاهما عن بكير بن عبد الله بْنِ الأشج، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عبيد الله الخولاني، به مثله. وليس عند البيهقي قوله: (ضيق). تنبيه: وقع في أكثر المصادر تسمية بسر بن سعيد (بشر) بالمعجمة، وهو تصحيف.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، وهو صحيح كما قال الحافظ رحمه الله. 1 - وله شاهد من حديث مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، عن أمه أنها سألت أم سلمة: ماذا تصلي فيه المرأة من الثياب؟ فقالت: تصلي في الخمار والدرع السابغ الذي يغيب ظهور قدميها. رواه أبو داود (1/ 420: 639)؛ ومالك في الموطأ (1/ 142)؛ وابن سعد (8/ 476)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 225)؛ وابن المنذر في الأوسط (5/ 72: 2405)؛ والبيهقي (2/ 232)، من طرق عن محمد بن زيد، به، -وجاء في المطبوع من طبقات ابن سعد: (محمد بن يزيد) فلعله تصحيف-. وأمه أم حرام، قال الذهبي: لا تعرف. (الميزان 4/ 612). وقد روي مرفوعًا: رواه أبو داود (1/ 420: 640)، والحاكم (1/ 250)، والبيهقي (2/ 233)، مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن دينار، عن محمد بن زيد،=
= عن أمه (وفي المستدرك: عن أبيه) -وقد راجع شيخنا ما لديه من نسخ المستدرك، فوجدها مثل المطبوع، فلا أدري هل هي تصحيف أم رواية- عن أم سلمة أنها سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -: أتصلي المرأة في درع وخمار ليس عليها إزار؟ قال: "إذا كان الدرع سابغًا يغطي ظهور قدميها". قال أبو داود: روى هذا الحديث: مالك بن أنس، وبكر بن مضر، وحفص بن غياث، وإسماعيل بن جعفر، وابن أبي ذئب، وابن إسحاق، عن محمد بن زيد، عن أمه، عن أم سلمة، لم يذكر أحد منهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، قصروا به على أم سلمة رضي الله عنها. اهـ. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. وقال الدارقطني (العلل 5/ 181 ب)، وهو الصواب -يعني وقفه-. قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، صدوق يخطىء. (التقريب ص 344)، وقد خالف كل هؤلاء الثقات، وعلى كل حال فهو ضعيف؛ لجهالة حال أم محمد بن زيد، وعلى فرض صحة ما في المستدرك من قوله: (عن أبيه)، فقد ذكره ابن أبي حاتم. (الجرح 3/ 572)، ولم بذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم أجد له ترجمة عند غيره. 2 - وعن عطاء بن أبي رباح قال: تصلي المرأة في درع وخمار. رواه ابن أبي شيبة (2/ 226)، من طريق عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، به. وهذا سند صحيح، وتقدم تخريج هذا الأثر في رقم (319).
324 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدان، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ قَالَ (¬1): (سَأَلْتُ عَطَاءً (¬2) عَنِ الْقَوْمِ يَغْرِقُونَ فَيَخْرُجُونَ عُرَاةً كَيْفَ يُصَلُّونَ؟ قَالَ: إِنْ أَصَابُوا حَشِيشًا اسْتَتَرُوا بِهِ، وإلاَّ صَلَّوْا قُعُودًا، إِمَامُهُمْ بَيْنَهُمْ -أو قال: وسطهم-) (¬3). ¬
324 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 171 أ)، كتاب الإمامة، باب في إمامة الأعمى والعراة، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف الحجاج. اهـ. وروى عبد الرزاق (2/ 583: 4561)، من طريق ابن جريج قال: سئل عطاء عن الرجل يخرج من البحر عريانًا؟ قال: يصلي قاعدًا. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 92)، كتاب الصلوات في القوم يكونون عراة وتحضر الصلاة، من طريق حفص بن غِياث، عن ابن جريج، عن عطاء: سئل عن قوم انكسرت بهم سفينتهم فأدركتهم الصلاة وهم في الماء؟ قال: يومئون إيماء. فإن خرجوا عراة؟ قال: يصلون قعودًا. ولم يصرح ابن جريج بالسماع من عطاء، وهو مدلس لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه: -الإحالة السابقة-، من طريق وكيع، عن إبراهيم بن يزيد، عن عطاء في العراة، قال: يصلون قعودًا يومئون إيماء يقوم إمامهم وسطهم. وابراهيم بن يزيد، هو الخوزي، وهو متروك الحديث. (التقريب ص 95).=
= الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، لعدم معرفة حال شيخ أبي يعلى. فإن كان عبدان بن يسار الشامي فهو مجهول. وأما ما أعل به البوصيري هذا الأثر بقوله: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف حجاج. اهـ. فلا أوافقه عليه، لأن حجاجًا صدوق ربما أخطأ، فإذا صرح بالسماع فلا ينزل حديثه عن درجة الحسن -إن شاء الله تعالى- خاصة وأنه كان فقيهًا وهذه مسألة فقهية. وأما ما ذكرته من المتابعات فليست بناهضة لتقوية هذا الأثر لما فيها من العلل. وقد روي نحو هذا الأثر عن بعض الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، فمن ذلك: 1 - عن ميمون بن مِهران قال: سئل علي عن صلاة العريان، فقال: إن كان حيث يراه الناس صلى جالسًا، وإن كان حيث لا يراه الناس صلى قائمًا. رواه عبد الرزاق (2/ 584: 4566)، من طريق إبراهيم بن محمد، عن إسحاق بن عبد الله، به. وإبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك. التقريب (ص 93). وميمون بن مهران لا أراه أدرك عليًا، فقد قال أحمد: لم يرو إلَّا عن ابن عباس وابن عمر، رضي الله عنهم. اهـ. وقال أبو زرعة ميمون بن مهران، عن سعد مرسل. اهـ. مراسيل بن أبي حاتم (ص 206، 207). فَمِن رِوايته عن سعد بن أبي وقاص مرسلة فبالأحرى أن تكون عن علي مرسلة أيضًا، لأن سعدًا تأخر موته فقد مات سنة خمس وخمسين. (التقريب ص 232)، وعلي مات سنة أربعين. (التقريب ص 402). 2 - وعن نافع، عن ابن عمر، في قوم عراة خرجوا من البحر، قال: يصلون قعودًا ويومئون إيماء. رواه ابن المنذر (الأوسط 1/ ق 248 أ)، جماع أبواب اللباس في الصلاة، ذكر=
= صلاة العاري لا يجد ما يستتر به، من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عبيد الله، به. وعبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة الحمصي، ضعيف جدًا، ولم يرو عنه إلَّا إسماعيل بن عياش. انظر: التهذيب (6/ 348). وأيضًا إسماعيل بن عياش مدلس، وقد عنعن. 3 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: الذي يصلي في السفينة، والذي يصلي عريانًا، يصلي جالسًا. رواه عبد الرزاق (2/ 584: 4565)، من طريق إبراهيم بن محمد، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، به. وإبراهيم بن محمد، هو ابن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك. (التقريب ص 93). 4 - وعن معمر، عن قتادة قال: إذا خرج ناس من البحر عراة فأمهم أحدهم، صلوا قعودًا، وكان إمامهم معهم في الصف، ويومئون إيماء. قال معمر: وإن كان على أحدهم ثوب أمهم قائمًا، ويقوم في الصف، وهم خلفه قعودًا صفًا واحدًا. رواه عبد الرزاق (2/ 583: 4564)، وسنده صحيح. ورواه أيضًا (2/ 583: 4563)، عن معمر، عن قتادة، قال: إذا خرج الرجل من البحر عريانًا صلى جالسًا. 5 - وعن الحسن، في القوم تنكسر بهم السفينة فيخرجون عراة كيف يصلون؟ قال: جلوسًا، وإمامهم وسطهم، ويسجدون ويغضون أبصارهم. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 92)، من طريق يزيد بن هارون، عن هشام، به. ورجاله ثقات، إلَّا أنه تكلم في رواية هشام، وهو ابن حسان، عن الحسن البصري فقيل: لم يسمع منه لصغره وإنما يرسل عنه. انظر: التهذيب (11/ 34).
325 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي (¬1) حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: (كَانَ عَامَّةُ مَنْ يُصَلِّي خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَصْحَابَ الْعُقَدِ). قُلْتُ: وَمَا أَصْحَابُ الْعُقَدِ؟ قَالَ: (لَمْ يَكُنْ لَأَحَدِهِمْ إلَّا ثَوْبٌ (¬2) كَانَ يعقده على عنقه). ¬
325 - تخريجه: سقط مسند سهل بن سعد، من مسند الطيالسي المطبوع، وسقط كذلك من نسخة بتنة الهندية المخطوطة، وقد وجدته في نسخة مكتبة الأوقاف العراقية، ووجدت هذا الحديث فيه (ق 76 أ- ب). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 178 أ)، كتاب القبلة، باب الصلاة في الثوب الواحد، وعزاه لأبي داود الطيالسي. ورواه البخاري (1/ 473: 362)، كتاب الصلاة، باب إذا كان الثوب ضيقًا، (2/ 298: 814)، كتاب الأذان، باب عقد الثياب وشدها، (3/ 86: 1215)، كتاب العمل في الصلاة، باب إذا قيل للمصلي تقدم أو انتظر فانتظر فلا بأس. ومسلم (1/ 326: 441)، كتاب الصلاة، باب أمر النساء المصليات وراء الرجال أن لا يرفعن رؤوسهن من السجود حتى يرفع الرجال. وأبو داود (1/ 415: 630)، كتاب الصلاة، باب الرجل يعقد الثوب في قفاه ثم يصلي. والنسائي (2/ 70: 766)، كتاب القبلة، باب الصلاة في الإزار. وأحمد (3/ 433، 5/ 331). من طرق عن الثوري، عن أبي حازم، به، ولفظه: القد رأيت الرجال عاقدي أزرهم في أعناقهم مثل الصبيان، من ضيق الأزر، خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال قائل: يا معشر النساء لا ترفعن رؤوسكن حتى يرفع الرجال"، هذا لفظ مسلم وأبي داود.=
= وفي لفظ للبخاري: (كان الناس يصلون مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهم عاقدوا أزرهم من الصغر على رقابهم، فقيل للنساء: لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوسًا). وأظن الحافظ اعتبره زائدًا بقوله فيه: (لم يكن لأحدهم إلَّا ثوب). ورواه الطحاوي (1/ 382)، كتاب الصلاة، باب في الثوب الواحد، من طريق بشر بن المفضل، قال: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: أن رجالًا من المسلمين كانوا يشهدون الصلاة مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عاقدي ثيابهم في رقابهم، ما على أحدهم إلَّا ثوب واحد. وسنده حسن؛ عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث المدني: صدوق. (التقريب ص 336).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه عدي بن الفضل، وهو متروك، لكن قد تابعه سفيان الثوري، كما عند الشيخين وغيرهما، في رواية معنى هذا الحديث عن أبي حازم، وليس في حديث سفيان قوله: (لم يكن لأحدهم إلَّا ثوب)، وقد جاءت هذه اللفظة في رواية الطحاوي، من طريق عبد الرحمن ابن إسحاق، -كما بينا في التخريج- فالمتن صحيح، إلَّا ذكر الثوب، فإنه لم يرد إلَّا في رواية الطحاوي، وسنده حسن. وللحديث شواهد صحيحة كثيرة فيها صلاته - صلى الله عليه وسلم -، وبعض أصحابه، في ثوب واحد، وقد ذكرت طرفًا منها عند الحديث رقم (322).
29 - باب جواز الصلاة في الثوب الواحد
29 - بَابُ جَوَازِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ 326 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن مَهْدِيٍّ، عَنْ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنِ ابنِ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عن أبيه: رَأَيْتُ (¬1) رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا (¬2) بِهِ). [2] وَقَالَ أبو بكر [ابن أَبِي شَيْبَةَ] (¬3): حَدَّثَنَا (¬4) أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن يُونُسَ، ثنا يَعْلَى (¬5) بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ (¬6): سَمِعْتُ غَيْلَانَ بْنَ جَامِعٍ يَقُولُ (¬7): حَدَّثَنَا (¬8) إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابنِ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: (أَمَنا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ). [3] [وَقَالَ] (¬9) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى الحِمَّاني، ثنا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ، بِهِ (¬10). [4] قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ (¬11)، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، به. ¬
326 - تخريجه: هو في مسند ابن أبي شيبة (1/ 161 ب). وفي مسند أبي يعلى (3/ 205: 1639)، من طريق يحيى الحماني، حدثنا يعلى بن الحارث، به، وَلَفْظُهُ: (إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلَّى في ثوب واحد متوشحًا به). وفي مسند أبي يعلى أيضًا (3/ 210: 1647)، من طريق موسى، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، به، وَلَفْظُهُ: (إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلَّى في ثوب). وذكره الهيثمي (المقصد ص 364، 365: 324، 325). وذكره أيضًا (المجمع 2/ 49)، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير، كلاهما من رواية ابنِ لعمار، عن عمار. اهـ. وذكره البوصيرى (الإتحاف 1/ 172 أ)، كتاب الأمامة، باب كراهة إمامة المتيمم للمتوضئين، وما جاء فيمن أم بعد ما صلى، وفيمن أم في ثوب واحد وغير ذلك، بلفظ أبي بكر، وعزاه له. وذكره أيضًا (الإتحاف 1/ 179 ب)، كتاب القبلة، باب الصلاة في الثوب الواحد، بلفظ حديث إسحاق، وعزاه له.=
= ثم ذكره في (1/ 180 أ) بلفظ أبي بكر بن أبي شيبة، وعزاه له ولأبي يعلى، ولم يذكر لفظه. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (1/ 313)، كتاب الصلوات، باب في الصلاة في الثوب الواحد، والطحاوي (1/ 380)، كتاب الصلاة، باب الصلاة في الثوب الواحد، من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، به، فذكره بلفظ حديث أبي بكر بن أبي شيبة المتقدِّم في حديث الباب.
الحكم عليه: حديث الباب ذكر له الحافظ أربع طرق. فنذكر الحكم على كل طريق، ثم نذكر الحكم العام على مجموعها. الأولى: فيها علتان: 1 - شيوخ إسحاق مبهمون، إذ لم يسم لنا أحدًا منهم، ومعنى هذا جهالة حالهم. 2 - ابن عمار بن ياسر، لم أجد من سماه ولا من ترجم له، فهو مجهول. الثانية: رجالها كلهم ثقات، إلا ابن عمار بن ياسر، المتقدِّم في الطريق الأولى. الثالثة: فيها يحيى الحماني، وهو متهم بالكذب وسرقة الحديث، بالإضافة إلى ابن عمار المتقدِّم ذكره. الرابعة: فيها موسى بن محمد، وهو صدوق ربما أخطأ، بالإضافة إلى ابن عمار. والخلاصة أن الحديث بهذه الطرق ضعيف، لأن مداره على ابن عمار بن ياسر، وهو مجهول. وصلاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ متوشحًا به ثابتة من رواية عدد من الصحابة رضي الله عنهم في الصحيحين وغيرهما، وقد ذكرت طرفًا من هذه الأحاديث في حديث رقم (322).
327 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا (¬1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ (¬2) عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (زُرْتُ أُخْتِي أُمَّ حَبِيبَةَ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ (¬3) بْنُ يَحْيَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ (¬4)، بِهِ. [3] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬5)، ثنا [مُبَشِّرٌ] (¬6) -يَعْنِي ابْنَ (¬7) إِسْمَاعِيلَ-، وَالْحَارِثُ بْنُ عَطِيَّةَ (¬8)، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ (¬9)، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ [يَعِيشَ] (¬10) بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، نحوه (¬11). ¬
327 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (13/ 61: 7140). (مسند أم حبيبة). والرواية الثانية في مسند أبي يعلى (13/ 364: 7373)، (مسند معاوية). وذكره الهيثمي (المقصد ص 367، 368: 330، 331). وذكره أيضًا (المجمع 2/ 49)، بلفظ حديث أبي يعلى، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، ورواه في الكبير مختصرًا: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي في الثوب الواحد)، وإسناد أبي يعلى حسن. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 180 أ)، كتاب القبلة، باب الصلاة في الثوب الواحد، بلفظيه، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي يعلى، وقال: حديث معاوية رجاله ثقات. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 311)، كتاب الصلوات، باب في الصلاة في الثوب الواحد، من طريق إسماعيل بن عياش، عن عطاء، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، (أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى في ثوب واحد). وفيه عنعنة إسماعيل بن عياش، وهو مدلس، وعطاء الخراساني لم يسمع من أحد من الصحابة رضي الله عنهم. فهو ضعيف جدًا. ورواه الطبراني في الكبير (19/ 331: 761)، من طريق إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، ثنا سليمان بن داود الشاذكوني، ثنا الفضل بن العلاء، ثنا طلحة بن يحيى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصلي في الثوب الواحد). وشيخ الطبراني إبراهيم بن نائلة: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث بن ميمون، وقد وجدت له ترجمة في أخبار أصبهان (1/ 188)، وليس فيها جرح ولا تعديل الا=
= أنه قال: ضاع سماعه. وسليمان بن داود الشاذكوني، حافظ، اتُّهم بالكذب والوضع. انظر: الميزان (2/ 205)؛ اللسان (3/ 84). والفضل بن العلاء الكوفي، صدوق، له أوهام. انظر: التقريب (ص 446). وطلحة بن يحيى بن عبيد الله التيمي، المدني، نزيل الكوفة، صدوق يخطىء. انظر: التقريب (ص 283). فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. ورواه الطبراني في الأوسط، كما في مجمع البحرين (1/ 66 أ)، من طريق محمد بن علي الصائغ، ثنا خالد بن يزيد العمري، ثنا سعيد بن مسلم بن بانك، عن أبيه، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قال: (دخلت على أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوجدت النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي فِي ثوب واحد عاقده على قفاه). وخالد بن يزيد العمري، متروك. انظر: الجرح (3/ 360)؛ اللسان (2/ 389)، ومسلم بن بانك قال فيه أبو حاتم: يُروى عنه. اهـ. ولم يذكروا معاوية في شيوخه. (الجرح 8/ 181)، ولم يرو عنه إلا ابنه، وذكره ابن حبان. (الثقات 5/ 392). ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 1998)، من طريق عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن مطرف بن مطاع، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قال: (دخلت على أم حبيبة ...) فذكره، بنحو رواية أبي يعلى. وعثمان بن عطاء الخراساني، ضعيف. انظر: التقريب (ص 385). ووالده عطاء مدلس وقد عنعن. ومطرف بن مطاع، لم أجد له ترجمة. فالحديث ضعيف جدًا بهذا الإسناد.
الحكم عليه: حديث الباب له ثلاث طرق:=
= الأولى: فيها عنعنة إسماعيل بن عياش، وهو مدلس، وقد روى عن غير أهل بلده، وهو ضعيف في ذلك. وفيها عنعنة عطاء الخراساني، وهو مدلس، ولم يسمع من أحد من الصحابة رضي الله عنهم، وقد أدخل بينه وبين معاوية رضي الله عنه مطرف بن مطاع -كما في رواية ابن عدي-. الثانية: فيها علل الطريق الأولى، إلا أن إسماعيل بن عياش صرح بالإخبار. الثالثة: فيها إبراهيم بن الحسين الأنطاكي، لم يوثقه إلا ابن حبان، وباقي رجالها ثقات. فالحديث بمجموع هذه الطرق وما سبق في التخريج ضعيف، لكنه منجبر بما في الباب من الأحاديث الكثيرة الدالة على صلاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ. انظر: الحديث رقم (322) وشواهده، فهو إن شاء الله تعالى، حسن لغيره.
328 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا (¬1) مُعْتَمِرٌ (¬2)، عَنْ بُرْد (¬3) بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَي، عَنْ غُضَيْفِ (¬4) بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ (¬5): إِنَّا نَخْرُجُ فِي (¬6) كُلِّ عَامٍ، وَلِي [بِنَاءٌ] (¬7) فِيهِ صِغَرٌ، [فَإِنْ] (¬8) صلَّيت فِيهِ، كَانَتِ الْمَرْأَةُ بِحِذَائِي، وَإِنْ خَرَجت قُرِرْت (¬9)، قَالَ: اقْطَعْ بَيْنَكُمَا بِثَوْبٍ ثُمَّ صَلِّ كيف شئت. ¬
328 - تخريجه: رواه عبد الرزاق (2/ 36: 2391)، كتاب الصلاة، باب الرجل والمرأة يصليان أحدهما بحذاء الآخر، والبيهقي (2/ 312)، كتاب الصلاة، باب الدليل على أن وقوت المرأة بجنب الرجل لا يفسد عليه صلاته، من طريق الثوري، عن أبي العلاء بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عن غضيف بن الحارث قال: قلت لأمير المؤمنين: إنا نبدو -زاد البيهقي: فنكون في الأبنية- فإن خرجت قررت وإن خرجت امرأتي قرت؟ قال: فاقطع بينك وبينها بثوب ثم صل ولتصل، -يعني اقطع في الخباء- هذا لفظ عبد الرزاق، ولفظ البيهقي فيه اختلاف يسير.=
= الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلا برد بن سنان، فإنه صدوق رُمي بالقدر، ولأجله فالأثر حسن. وله شاهد من حديث الحارث بن معاوية الكندي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رواه الإمام أحمد بسند صحيح، ولذا فحديث الباب صحيح لغيره. قال الإمام أحمد في المسند (1/ 18): حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن الحارث بن معاوية الكندي: أنه ركب إلى عمر بن الخطاب يسأله عن ثلاث خلال، قال: فقدم المدينة فسأله عمر: ما أقدمك؟ قال: لأسألك عن ثلاث خلال. قال: وما هن؟ قال: ربما كنت أنا والمرأة في بناء ضيق فتحضر الصلاة، فإن صليت أنا وهي كانت بحذائي، وإن صلت خلفي خرجت من البناء؟ فقال عمر: تستر بينك وبينها بثوب ثم تصلي بحذائك إن شئت، ... الحديث. قال العلامة أحمد شاكر في شرحه للمسند (1/ 203: 111): إسناده صحيح. اهـ. وهو كما قال رحمه الله. وله شاهد من حديث أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها، قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يصلي وأنا حائض، وأنا حائض، وربما أصابني ثوبه إذا سجد ...) الحديث. رواه البخاري، واللفظ له (1/ 488: 379)؛ ومسلم (1/ 367: 513). وعن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: (كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلي من الليل وأنا إلى جنبه، وأنا حائض، وعلي مُرط، وعليه بعضه إلى جنبه). رواه مسلم (1/ 367: 514).
329 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1) حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (¬2)، عَنْ أَبِي هَارُونَ (¬3)، قَالَ (¬4): سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَضُرُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُصَلِّيَ فِي ثَوْبِهِ مُشْتَمِلًا (¬5)، وَلَكِنْ لَيَعْقِدْهُ لَا يَشْغَلُهُ عَنْ صلاته". ¬
329 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 179 ب)، كتاب القبلة، باب الصلاة في الثوب الواحد، وعزاه لمسدد، وقال: رواه مسلم في صحيحه باختصار.، وأبو هارون العبدي ضعيف، واسمه عمارة بن جوين. اهـ. ورواه تمام في فوائده كما في الروض البسام (1/ 358: 353)، من طريق برد بن سنان، عن أبي هارون، به، ولفظه: (لا يضر أحدكم أن يصلي في ثوب واحد مشتملًا به، وليعقد طرفه يتفرغ لصلاته). ورواه مسلم (1/ 369: 519)، كتاب الصلاة، باب الصلاة في ثوب واحد، وابن ماجه (1/ 333: 1048)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب الصلاة في الثوب الواحد، وأحمد (3/ 53، 59)، والطحاوي (1/ 381)، كتاب الصلاة، باب الصلاة في الثوب الواحد، والبيهقي (2/ 237)، كتاب الصلاة، باب الصلاة في ثوب واحد، من طرق عن الأعمش، عن -وعند الطحاوي: قال ثنا- أبي سفيان، عن جابر، حدثني أبو سعيد الخدري: (أنه دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال: فرأيته يصلي على=
= حصير يسجد عليه. قال: ورأيته يصلي في ثوب واحد متوشحًا به)، هذا لفظ مسلم، وليس عند الباقين ذكر الحصير والصلاة عليه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه أبو هارون العبدي، وهو متروك، واتَّهموه بالكذب. ولذا، فهو ضعيف جدًا، والذي صح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، هو حكايته لما رأى من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث رآه يصلي في ثوب واحد متوشحًا به -كما بينت في التخريج-. وفي الصحيحين وغيرهما عن عمر بن أبي سلمة قَالَ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، يصلي في ثوب واحد مشتملًا به، في بيت أم سلمة، واضعًا طرفيه على عاتقيه). البخاري (1/ 469: 356)؛ ومسلم (1/ 368: 517).
330 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬2)، عَنْ سُفْيَانَ (¬3)، عَنِ عثمان بن المغيرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد بن الْحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ (¬4): (إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، وَكَانَ يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طرفيه). ¬
330 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 179 ب)، كتاب القبلة، باب الصلاة في الثوب الواحد، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 313)، كتاب الصلوات، باب في الصلاة في الثوب الواحد، من طريق يحيى بن سعيد القطان، به، ولفظه: (أن عليًا قال: لا بأس بالصلاة في ثوب واحد -أو صلى في ثوب واحد-). ورواه أيضًا (1/ 314)، قال: حدثنا سفيان -وهو ابن عيينة-، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، به، ولفظه: (قال علي: إذا صلى الرجل في الثوب الواحد فليتوشح به).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح. وتشهد له الأحاديث المتواترة عنه -صلى الله عليه وسلم- في جواز الصلاة في الثوب الواحد. انظر حديث رقم (322).
331 - [وَقَالَ] (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬2)، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ (¬3)، عَنْ قَيْسٍ (¬4) قَالَ (¬5): (رَأَيْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَؤُمُّ النَّاسَ فِي الْجَيْشِ فِي ثَوْبٍ واحد). ¬
331 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المقصد (ص 368: 332). و (المجمع 2/ 51)، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير، وإسناده ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 179 ب)، كتاب القبلة، باب الصلاة في الثوب الواحد، وعزاه لمسدد. ولا أدري لم يعزه البوصيري لأبي يعلى، مع أنه رواه في مسنده -كما سيأتي-. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 312)، كتاب الصلوات، في الصلاة في ثوب واحد من طريق أبي الأحوص، عن طارق، عن قيس بن أبي حازم قال: كان خالد بن الوليد يخرج فيصلي بالناس في ثوب واحد. ورواه أيضًا: من طريق غندر، عن شعبة، عن الحكم، عن قيس بن أبي حازم، قال: صلى بنا خالد بن الوليد في ثوب واحد في الوفود، وقد خالف بين طرفيه، وخلفه أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى في مسنده (13/ 145)، (7189) من طريق أبي الحارث -سريج بن يونس- ثنا يحيى، قال حدثني إسماعيل، به ولفظه: (رأيت خالد بن=
= الوليد يَؤُمُّ النَّاسَ فِي الْجَيْشِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ)، وسنده صحيح وليس كما قال الهيثمي. ورواه الطحاوي (1/ 383)، كتاب الصلاة، باب الصلاة في الثوب الواحد، من طريق مؤمل بن إسماعيل، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم، قال: صلى بنا خالد بن الوليد يوم اليرموك فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ. ورواه أيضًا: من طريق شعبة، عن الحكم، عن قيس بن أبي حازم، قال: أمنا خالد بن الوليد يوم اليرموك فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ، وخلفه أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-. ورواه ابن المنذر في الأوسط (1/ 224 أ)، جماع أبواب اللباس في الصلاة، الرخصة في الثوب الواحد، من طريق أبي أحمد قال: أخبرنا يعلى، ثنا إسماعيل، عن قيس قال: لقد رأيت خالد بن الوليد يؤمنا في ثوب واحد في الجيش. ورواه الطبراني في الكبير (4/ 105: 3807) من طريق علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا بكير بن عامر البجلي، قال سمعت قيس بن أبي حازم يقول: أم الناس خالد بن الوليد متوشحًا بثوب. قلت: وسنده ضعيف كما قال الهيثمي، لأن فيه بكير بن عامر البجلي، وهو ضعيف. انظر: التقريب (ص 128)، والذي يظهر من كلام الهيثمي أنه عمم الحكم على سند أبي يعلى، والطبراني، وسند أبي يعلى صحيح لا غبار عليه. ورواه عبد الرزاق (1/ 355: 1383)، كتاب الصلاة، باب ما يكفي الرجل من الثياب من طريق الثوري، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم: (أمنا خالد بن الوليد في مسفرة متوشحًا بها، والمسفرة: الملحفة). وهذا سند صحيح.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات، وتشهد له الأحاديث المتواترة في صلاته -صلى الله عليه وسلم- في الثوب الواحد، وإذنه لأصحابه في ذلك. انظر حديث رقم (322).
332 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا (¬1) دَاوُدُ بْنُ المُحبر، ثنا حَمَّادٌ (¬2)، عَنْ حُمَيْدٍ (¬3)، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، خَرَجَ مُتَوَكِّئًا عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ قِطْرِي (¬4) ليس عليه ثوب (¬5) غيره). ¬
332 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (ص 189: 132). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 180 أ)، كتاب القبلة، باب الصلاة في الثوب الواحد، وعزاه للحارث بن محمد بن أبي أسامة. ولهذا الحديث سبع طرق: الأولى: من طريق حميد عن أنس، كما في حديث الباب، وما يأتي: فرواه أَحْمَدُ (3/ 262) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ. والترمذي في الشمائل (ص 124: 128)، باب ما جاء في اتكاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من طريق عمرو بن عاصم. كلاهما عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس، به نحوه. قلت: عبد الله بن محمد أخشى أن يكون تحريفًا صوابه: عبيد الله بن محمد العيشمي التيمي، فهو شيخ أحمد وتلميذ حماد، وهو ثقة، التقريب (ص 374)، وقد=
= جاء في أطراف المسند لابن حجر (عبيد الله)، كما استظهرت. أما عمرو بن عاصم فهو صدوق في حفظه شيء. التقريب (ص 423). ورواه الطيالسي في مسنده (ص 285: 2140)، من طريق حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس، أو الحسن -شك أبو داود- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-. فذكر نحوه. ورواه النسائي (2/ 79: 785)، كتاب الإمامة، صلاة الإمام خلف رجل من رعيته. وأحمد (3/ 159)، والبغوي في شرح السنة (2/ 421: 514)، كتاب الصلاة، باب الصلاة في الثوب الواحد، من طريق إسماعيل بن جعفر -وهو ابن أبي كثير الأنصاري- حدثنا. -وعند أحمد: أخبرني- حميد، عن أنس قال: (آخِرَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- مع القوم صلَّى في ثوب واحد متوشحًا خلف أبي بكر) وهذا الإسناد رجاله ثقات. ورواه أبو يعلى (6/ 389، 474: 3734، 3884)، قال: حدثنا أبو خيثمة، ثنا إسماعيل، عن حميد، عن أنس قَالَ: (صلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وصلى أبو بكر، جالسًا في ثوب متوشحًا في مرضه الذي مات فيه). وإسماعيل هنا الظاهر أنه ابن علية، لأنه هو المذكور في شيوخ أبي خيثمة، وأبو خيثمة مذكور في تلاميذه، وروايته عن إسماعيل بن جعفر ممكنة زمنًا لكن لم أره في تلاميذه -وابن علية وابن جعفر كلاهما ثقة-. ورواه أحمد (3/ 216)، قال: ثنا عبد الله بن الوليد، ثنا سفيان، عن حميد، عن أنس قال: (كان آخِرَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، عليه برد متوشحًا به، وهو قاعد). وعبد الله بن الوليد هو العدني، صدوق ربما أخطأ. (التقريب ص 328). ورواه أحمد (3/ 233)، من طريق عبد الوهاب، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (صلَّى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، خلف أبي بكر في ثوب واحد، وهو قاعد). ورجاله ثقات، عبد الوهاب هو ابن عطاء الخفاف.=
= ورواه أبو يعلى (6/ 399: 3751)، من طريق صالح بن حاتم بن وردان، ثنا معتمر، سمعت حميدًا الطويل يحدث عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى خلف أبي بكر في ثوب. وصالح بن حاتم: صدوق. التقريب (ص 271). ورواه عبد الرزاق (1/ 350: 1367)، كتاب الصلاة، باب ما يكفي الرجل من الثياب، من طريق عبد الله بن عمر، عن حميد الطويل، عن أنس قال: (آخِرَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في ثوب واحد مخالفًا بين طرفيه)، وعبد الله بن عمر هو العمري -المكبر- وهو صدوق سيىء الحفظ. انظر: التهذيب (5/ 326)، لكنه قد توبع كما مر في الروايات السابقة. ورواه أبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 101)، ذكر بردته -صلى الله عليه وسلم-، من طريق أبي خليفة، نا داود بن شبيب، نا حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس، وعن حبيب بن الشهيد، عن الحسن، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، خرج وهو متكىء على أسامة وعليه برد قطري. وأبو خليفة هو الفضل بن الحُبَاب الجمحي، ثقة. انظر: السير (14/ 7)، وداود بن شبيب الباهلي، صدوق. (التقريب ص 198)، وأما طريق حبيب بن الشهيد عن الحسن عن أنس فسيأتي ذكرها بالتفصيل إن شاء الله تعالى. الثانية: من طريق حميد، عن ثابت، عن أنس: رواه الترمذي (2/ 197: 363)، أبواب الصلاة، باب منه، أي من: إذا صلَّى الإمام قاعدًا فصلوا قعودًا، من طريق محمد بن طلحة، عن حميد، عن ثابت، عن أنس قَالَ: (صلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، في مرضه خلف أبي بكر، قاعدًا في ثوب متوشحًا به)، ومحمد بن طلحة، صدوق له أوهام. (التقريب ص 485)، لكن تابعه سليمان بن بلال كما يأتي. فرواه ابن حبان (3/ 283: 2122)، كتاب الصلاة، ذكر البيان بأن هذه الصلاة كانت آخر الصلاتين اللتين وصفناهما قبل- من طريق سليمان بن بلال، عن حميد=
الطويل، عن ثابت البناني، عن أنس قال: (آخِرَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- مع القوم في ثوب واحد متوشحًا به -يريد قاعدًا خلف أبي بكر-). ورجال ابن حبان كلهم ثقات. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهكذا رواه يحيى بن أيوب عن حميد، عن ثابت، عن أنس، وقد رواه غير واحد عن حميد، عن أنس ولم يذكروا فيه (عن ثابت) ومن ذكر فيه (عن ثابت) فهو أصح. اهـ. وقال ابن أبي حاتم (العلل 1/ 122)، رقم (333): سألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة، وخالد الواسطي، والأنصاري، ومعتمر بن سليمان، كلهم رووه عن حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنَّهُ صلَّى في ثوب واحد. وروى يحيى بن أيوب، عن حميد، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم-. قلت لأبي: أيهما أصح، قال: يحيى قد زاد رجلًا ولم يقل أحد من هؤلاء عن (في الأصل: غير -وهو تحريف-) حميد سمعت أنسًا، ولا حدثني أنس، وهذا أشبه قد زاد رجلًا. اهـ. قلت: قد تابع يحيى بن أيوب كلًا من سليمان بن بلال، ومحمد بن طلحة كما في رواية الترمذي، وابن حبان. الثالثة: من طريق حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، وأنس: رواه أحمد (3/ 239)، وقال: ثنا حسن، ثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس والحسن: (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، خرج متوكئًا على أسامة بن زيد، وعليه ثوب قطن قد خالف بين طرفيه فصلى بهم). وحسن هو ابن موسى الأشيب، وهو ثقة. (التقريب ص 164). ورواه أيضًا (3/ 257) من طريق عفان، ثنا حماد بن سلمة، أنا حميد، عن الحسن، وعن أنس -فيما يحسب حميد- (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج وهو متوكىء على أسامة بن زيد، وهو متوشح بثوب قطن قد خالف بين طرفيه فصلى بالناس). ورواه أيضًا (3/ 281)، من طريق عفان، ثنا حماد بن سلمة، ثنا حميد، عن=
الحسن، وعن أنس -فيما يحسب حماد- فذكر مثله. ورواه ابن حبان (4/ 38: 2329)، كتاب الصلاة، ذكر الإباحة للمرء أن يصلي في الأبراد القطرية، من طريق داود بن شبيب، حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، وأنس بن مالك (في الأصل: ومالك بن أنس، وهو خطأ وصوبته من موارد الظمآن (ص 105))، وحبيب بن الشهيد، عن الحسن، عن أنس، فذكر نحوه، ورجاله ثقات، وهو هنا عند حماد من طريقين: 1 - من طريق حميد عن الحسن وأنس. 2 - من طريق حبيب بن الشهيد عن الحسن عن أنس. الرابعة: من طريق حماد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، عن أنس: رواه أحمد (3/ 262)، من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سلمة، عن حبيب بن الشهيد، عَنْ أَنَسٍ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، خرج وهو يتوكأ على أسامة بن زيد متوشحًا في ثوب قطري فصلى بهم، أو قال: مشتملًا فصلى بهم). وهذا منقطع لأن حبيب بن الشهيد لم يدرك أنس بن مالك رضي الله عنه وإنما أرسل عنه. انظر: تهذيب الكمال (5/ 378)؛ السير (7/ 56). الخامسة: من طريق حماد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن، عن أنس. وقد تقدمت رواية ابن حبان، وأبي الشيخ، من هذه الطريق، ومعها طريق أخرى. ورواه أيضًا الترمذي في الشمائل (ص 72: 58)، باب ما جاء في لباس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من طريق عبد بن حميد. وأبو يعلى (5/ 170: 2785)، من طريق أبي خيثمة. كلاهما عن محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن سلمة -ولم ينسبه أبو خيثمة- عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: (خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وهو=
= متكىء على أسامة بن زيد، عليه ثوب قطري قد توشح به فصلى بهم) هذا لفظ الترمذي، وعند أبي يعلى (ثوب قطن متوشحًا به ...). ومحمد بن الفضل السدوسي، قد اختلط بآخره، لكن سماع أبي خيثمة وعبد بن حميد منه قديم، وقد روى له مسلم من طريق عبد بن حميد. انظر: الكواكب النيرات (ص 382 وما بعدها). والحسن البصري مدلس لكنه ممن احتمل بعض الأئمة تدليسه، وروايته عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثابتة. انظر: جامع التحصيل (ص 165)؛ ومراتب المدلسين (ص 56). ورواه أحمد (3/ 262)، من طريق سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن، عَنْ أَنَسٍ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، خرج يتوكأ على أسامة بن زيد متوشحًا في ثوب قطري فصلى بهم -أو قال: مشتملًا فصلى بهم-). ورواه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 285: 593)، كتاب الصلاة، باب الصلاة في الثوب الواحد- من طريق محمد بن المثنى، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن، عن أنس، فذكره بنحو حديث محمد بن الفضل السابق. قال البزار: تفرد به أنس، ولا روى حبيب عن الحسن إلَّا هذا، ولا رواه عنه إلَّا حماد. اهـ. قلت: بل روى حبيب، عن الحسن غير هذا في البخاري، انظر: (9/ 590: 5472)، العقيقة: إماطة الاذى عن الصبي. والترمذي، انظر: (5/ 61: 2703)، كتاب الأستئذان، باب ما جاء في تسليم الركب على الماشي. ورواه الطحاوي (1/ 381)، كتاب الصلاة، باب الصلاة في الثوب الواحد، من طريق ابن أبي داود، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ح. وحدثنا محمد بن خزيمة، ثنا عبيد الله بن محمد التيمي، أنا حماد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، عن=
= الحسن، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: (خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وهو متكئ على أسامة متوشح ببرد فصلى بهم). وابن أبي داود هو إبراهيم بن سليمان بن داود البَرَلُّسي، أبو إسحاق الأسدي الكوفي، ثقة ثبت. انظر: السير (12/ 612)؛ مباني الأخبار (ص 120)، وباقي رجال إسناديه ثقات. السادسة: من طريق سُلَيْمَانَ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن، عن أنس: رواه أبو نعيم في الحلية (6/ 263)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بن أبي أسامة، ثنا سُلَيْمَانَ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن، عن أنس، فذكر نحو لفظ أحمد المتقدم. قلت: كذا وقع في رواية أبي نعيم (حماد بن زيد)، فإن لم يكن خطأ مطبعيًا فهو وهم من الحارث بن أبي أسامة، أو ممن دونه؛ لأن الثقات -أحمد بن حنبل، ومحمد بن المثنى، وابن أبي داود- قد رووه عن سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن سلمة، وهو معروف من جميع طرقه من حديث حماد بن سلمة ليس لابن زيد فيه ذكر. السابعة: من طريق عاصم الأحول، عن أنس: رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 311)، كتاب الصلوات، في الصلاة في الثوب الواحد. والبزار كما في كشف الأستار (1/ 285: 592)، كتاب الصلاة، باب الصلاة في الثوب الواحد. وأبو يعلى (7/ 92: 4030)، من طريق عبد الله بن الأجلح، عن عاصم، عن أنس قَالَ: (صلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، في ثوب واحد خالف بين طرفيه) هذا لفظ ابن أبي شيبة وأبي يعلى، ولفظ البزار: (رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي في ثوب واحد).=
= قال البزار: لا نعلم رواه عن عاصم، عن أنس، إلَّا عبد الله بن الأجلح. اهـ. قلت: وعبد الله بن الأجلح، صدوق، وقد خالفه محمد بن فضيل، وهو ثقة، فوقف الحديث عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 312)، كتاب الصلوات، في الصلاة في الثوب الواحد- من طريق ابن فضيل، عن عاصم، قال: (سئل أنس عن الصلاة في الثوب، فقال: يتوشح به). قال ابن أبي حاتم (العلل 1/ 80، رقم 215): سألت أبي عن حديث رواه عبد الله بن الأجلح، عن عاصم، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، صلَى في ثوب واحد؟ فقال أبي: الصحيح عن أنس موقوفًا؛ رواه فضيل بن سليمان، عن عاصم، عن أنس موقوفًا. ورواه غير واحد عن عاصم، عن أنس موقوفًا. اهـ. وقال الدارقطني (العلل 4/ 19 أ): يرويه عبد الله بن الأجلح، عن عاصم، عن أنس، مرفوعًا. وتابعه علي بن الحسن الشامي -وكان ضعيفًا- فرواه عن الثوري، عن عاصم، عن أنس، مرفوعًا. وخالفه علي بن مسهر، وثابت بن يزيد أبو زيد، فروياه عن عاصم، موقوفًا، وهو الصواب. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه داود بن المحبر، وهو متهم بالوضع، لكنه روي من طرق أخرى عن حماد بن سلمة، وغيره -كما مر في التخريج- فهو حديث صحيح، كما قال الترمذي، وغيره، وله شواهد صحيحة، تقدم ذكرها في حديث رقم (322).
333 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ [بْنُ أَبِي شَيْبَةَ] (¬1): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (¬2)، عَنِ الجُرَيْري (¬3)، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: قَالَ (¬4) أبيٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (الصَّلَاةُ فِي الثَّوْبِ (¬5) الْوَاحِدِ حَسَنٌ، قَدْ فَعَلْنَاهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-). ¬
333 - تخريجه: هو في مسند ابن أبي شيبة (1/ 84 ب). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 180 أ)، كتاب القبلة، باب الصلاة في ثوب واحد -وعزاه لأبي بكر، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات- وكُتِبَ فوق هذه الجملة السابقة (بل صحيح على شرط مسلم)، والجريري هو سعيد بن إياس، وقد اختلط بآخره، لكن إسماعيل بن علية روى عنه قبل الاختلاط، ومن طريقه روى له مسلم في صحيحه، وأبو نضرة هو منذر بن مالك. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 312)، كتاب الصلوات، في الصلاة في الثوب الواحد، من طريق ابن علية، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: [قَالَ أبي]-ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وقد استدركه في المحققة (2/ 208: 3151) -: إن الصلاة في ثوب واحد حَسَنٌ، قَدْ فَعَلْنَاهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ورواه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (5/ 141) من طريقين عن الجريري، عن أبي نضرة بن بقية -كذا بالمسند- قال: قال أبي بن كعب: (الصلاة في الثوب الواحد سنة كنا نفعله مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولا يعاب علينا)، فقال ابن=
= مسعود: (إنما كان ذاك إذ كان في الثياب قلة، فأما إذ وسع الله فالصلاة في الثوبين أزكى). قال الهيثمي (المجمع 2/ 49)، وأبو نضرة لم يسمع من أبي، ولا ابن مسعود. اهـ. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 313)، كتاب الصلوات، في الصلاة في الثوب الواحد. والبيهقي (2/ 238)، كتاب الصلاة، باب الصلاة في ثوب واحد، من طريق يزيد بن هارون، قال: أخبرنا داود بن أبي هند، عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: اختلف أبي بن كعب، وابن مسعود، في الصلاة في الثوب الواحد، فقال أُبي: ثوب. وقال ابن مسعود: ثوبان. فخرج عليهما عمر فلامهما، وقال: إنه ليسوؤني أن يختلف اثنان من أصحاب محمد في الشيء الواحد، فعن أي فتياكما صدر الناس؟ أما ابن مسعود فلم يألوا -كذا في المصنف، والصواب: يأل- والقول ما قال أُبي. وهذا سند صحيح، رجاله ثقات. ورواه عبد الرزاق (1/ 356: 1384)، كتاب الصلاة، باب ما يكفي الرجل من الثياب، من طريق معمر، عن قتادة، عن الحسن قال: اختلف أبي ... الحديث، بلفظ مقارب لسابقه، وفيه انقطاع حيث إن الحسن لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولم يذكر من حدثه بها. وروى الطبراني في الكبير (9/ 348: 9506)، من طريق حماد بن سلمة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قال: (يصلي الرجل في ثوبين). فلقيت أبي بن كعب فأخبرته فقال: (كلكم يجد ثوبين!! يصلي في ثوب واحد). وعاصم هو ابن أبي النجود، وهو ثقة في حفظه سوء، وحديثه عن زر وأبي وائل فيه اضطراب.=
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكن أبا نضرة لم يسمع من أبي بن كعب، قاله الهيثمي. وكان البوصيري صحح هذا الإسناد بناء على ما جاء عنده من قول أبي نضرة: (قال لي أبي)، ولم أجد من ذكر مولد أبي نضرة في أي سنة كان، وإنما ذكروا أنه أدرك طلحة بن عبيد الله، وأبي بن كعب مختلف في وفاته فقيل سنة تسع عشرة، وقيل: عشرين، وقيل: اثنتين وثلاثين، فالله أعلم. أما افتاؤه بذلك فهو ثابت كما مر من رواية ابن أبي شيبة، والبيهقي. ويشهد لحديث الباب الأحاديث الكثيرة الواردة في جواز الصلاة في الثوب الواحد. انظر حديث رقم (322).
30 - باب ما يصلى عليه وفيه
30 - بَابُ مَا يُصَلَّى عَلَيْهِ وَفِيهِ (¬1) (13) وَفِيهِ (¬2) الْأَحَادِيثُ فِي الصَّلَاةِ فِي الْخُفِّ وَالنَّعْلِ- تَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي بَابِ مَا يُجْتَنَبُ في الصلاة (¬3). 334 - [1] قال أبو بكر [ابن أَبِي (¬4) شَيْبَةَ]: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ المِقْدَام (¬5) بْنِ شريح بن هانىء، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُريح (¬6)، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يُصَلِّي عَلَى الْحَصِيرِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَجعَلْنَا جَهَنمَ (¬7) لِلكًافِرِينَ حَصِيًرا (8)} (¬8). قالت: [عائشة] (¬9) رضي الله عنها: لا (¬10) لم يكن [رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-] (¬11) يُصَلِّي عَلَيْهِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. ¬
334 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 426: 4448). وذكره الهيثمي (المقصد ص 373: 342). وذكره (المجمع 2/ 57)، وعزاه لأبي يعلى، وقال: ورجاله موثقون. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 183 ب)، كتاب القبلة، باب الصلاة على البساط والحصير وغير ذلك، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي يعلى. وروى الطبراني في الأوسط (3/ 50: 2096)، من طريق حماد بن مسعدة، عن هشام الدستوائي، عن الأزرق بن قيس، عن ذكوان، عَنْ عَائِشَةَ: (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان يصلي على حصيرة). قال الطبراني: لم يروه عن هشام إلَّا حماد بن مسعدة، والمشهور من حديث حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس. اهـ. قلت: رجاله كلهم ثقات.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسن؛ لأجل يزيد بن المقدام حيث إنه صدوق. وهذا محمول على أن عائشة رضي الله عنها، لم تره يصلي على الحصير، أو نسيت ذلك، وقد روي عنها أنه كان يصلي على الحصير -كما في رواية الطبراني السابقة-. وصلاته -صلى الله عليه وسلم-، على الحصير ثابتة في الصحيحين، وغيرهما. 1 - فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّ جدته مليكة دعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لطعام صنعته، فأكل منه، ثم قال: "قوموا فأصلي لكم، قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس فنضحته بماء، فقام عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وصففت أنا واليتيم وراءه، والعجوز من ورائنا، فصلى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ركعتين ثم انصرف).=
= رواه البخاري (1/ 488: 380)؛ ومسلم (1/ 457: 658)؛ وأبو داود (1/ 407: 612)؛ والترمذي (1/ 454: 234)؛ والنسائي (2/ 85: 801)؛ ومالك (1/ 153). 2 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (أنه دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فوجده يصلي على حصير يسجد عليه). رواه مسلم (1/ 458: 661)؛ والترمذي (2/ 153: 332) مختصرًا؛ وابن ماجه (1/ 328: 1029).
335 - [وَقَالَ أَبُو يَعْلَى] (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ (¬2)، ثنا سلاَّم بْنُ سُلَيم (¬3)، عَنْ زَيْدٍ العَمي، عَنْ مجاهد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ (¬4): (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسجد على ثوبه). ¬
335 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 335: 2448). وذكره الهيثمي (المقصد ص 373: 341). وذكره أيضًا (المجمع 2/ 57)، وعزاه لأبي يعلى، والطبراني في الكبير. وقال: ورجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: وليس كما قال، بل فيه سلام بن سُلَيم، وهو متروك. وزيد العمي، وهو ضعيف، وليس لهما رواية في الصحيحين أو أحدهما. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 183 ب)، كتاب القبلة، باب الصلاة على الخمرة، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف زيد العمي. اهـ. ورواه الطبراني في الكبير (10/ 102: 1178)، من طريق الحسين بن إسحاق التستري، ثنا أبو الربيع الزهراني، به، مثله. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 269)، كتاب الصلوات في الرجل يسجد على ثوبه من الحر والبرد. وأحمد (1/ 256، 303، 320)؛ وأبو يعلى (4/ 334، 450: 2446، 2576)، (5/ 86: 2687). والطبراني في الكبير (11/ 210: 11520، 11521)؛ وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 65 ب)، كتاب الصلاة، باب الصلاة في الثوب الواحد.=
= من طرق عن شريك، عن حسين بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ متوشحًا به يتقي بفضوله حر الأرض وبردها) هذا أحد ألفاظ أحمد. وفي آخر: (رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم-). وفي لفظ لأبي يعلى: (صلى في كساء يتقي بفضوله حر الأرض وبردها). قال الهيثمي (المجمع 2/ 48): رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الكبير، والأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح. اهـ. وضعفه أحمد شاكر في شرحه للمسند (4/ 91، 268، 338: 2320، 2760، 2940)، وهو الصواب لأن فيه شريك بن عبد الله النخعي، وهو صدوق يخطىء، وساء حفظه جدًا منذ ولي القضاء. والحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس المطلبي الهاشمي، ضعيف أيضًا. (التقريب ص 167). لكن شَرِيكًا قد تابعه محمد بن إسحاق، في رواية نحو هذا الحديث عن حسين بن عبد الله. رواه أحمد (1/ 265)، وأبو يعلى (4/ 355: 2470)، من طريقين عن محمد ابن إسحاق، عن (وعند أحمد: ثنا) حسين بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما، قال: (لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، في يوم مطير، وهو يتقي الطين إذا سجد بكساء عليه، يجعله دون يديه إلى الأرض إذا سجد) هذا لفظ أحمد، وهو عند أبي يعلى مختصرًا. وهذا ضعيف أيضًا لضعف الحسين بن عبد الله. ورواه عبد الرزاق (1/ 350: 1369)، كتاب الصلاة، باب ما يكفي الرجل من الثياب، من طريق إبراهيم بن محمد، عن الحسين بن عبد الله، به فذكر نحوه. وإبراهيم بن محمد، هو ابن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك. التقريب (ص 93).=
= ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 761)، من طريق عمرو بن عبد الغفار، عن الثوري، عن حسين، به، نحو رواية شريك. وعمرو بن عبد الغفار الفقيمي، شيعي متروك، بل اتهمه بعضهم بالوضع، ولم يصب ابن حبان في ذكره في الثقات. الجرح (6/ 246)؛ الثقات (8/ 478)؛ الميزان (3/ 272). وقد توبع الحسين بن عبد الله في رواية نحو هذا الحديث ولكنها متابعة كعدمها. فرواه البيهقي (2/ 108)، كتاب الصلاة، باب من سجد عليهما -أي الكفين- في ثوبه، من طريق الواقدي، ثنا خارجة بن عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، يصلي في كساء أبيض، في غداة باردة، يتقي بالكساء برد الأرض بيده ورجله). والواقدي، متروك. وخارجة، صدوق له أوهام. (التقريب ص 186). وداود بن الحصين، وإن كان ثقة إلَّا أنه تكلم في حديثه عن عكرمة. انظر: التهذيب (3/ 181).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه سلام بن سُليم، وهو متروك. وزيد العمي، وهو ضعيف. وقد تابع مجاهدًا عكرمة مولى ابن عباس في رواية معنى هذا الحديث، لكن الطريق إليه لا تخلو من ضعف لأن مدارها على الحسين بن عبد الله، وهو ضعيف، ولها طريق أخرى أشد ضعفًا -كما بينت في التخريج-. والسجود على الثوب اتقاء للحر ثابت من فعل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهم يصلون خلفه، وهو في حكم المرفوع=
= لاقراره لهم فهو يراهم من خلفه، فعن أنس رضي الله عنه، قال: (كنا نصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيضع أحدنا طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود). رواه البخاري (1/ 492: 385)، واللفظ له؛ ومسلم (1/ 433: 620)؛ وأبو داود (1/ 430: 660)؛ والترمذى (2/ 479: 584)؛ والنسائي (2/ 216: 1116)؛ وابن ماجه (1/ 329: 1033)؛ وأحمد (3/ 100).
336 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأعمش، عن ثابت بن عبيد، قال (¬1): (دخلت عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فرأيته يصلي على حصير، فسجد (¬2) عليه). ¬
336 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 183 ب)، كتاب القبلة، باب الصلاة على البساط والحصير وغير ذلك، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد صحيح. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 399)، كتاب الصلوات، باب في الصلاة على الحصر، وفي (2/ 480)، ما جاء في فضل صلاة الجماعة على غيرها، من طريق حفص، عن حجاج، عن ثابت بن عبيد (تحرفت في الموضع الأول إلى: عبيد الله) قال: (رأيت زيد بن ثابت يصلي على حصير يسجد عليه). ولفظه في الموضع الثاني: (دخلنا على زيد بن ثابت، وهو يصلي على حصير يسجد عليه). وحفص هو ابن غِياث، وحجاج هو ابن أرطأة، وهو صدوق ربما أخطأ ولا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، وقد عنعن هنا. ورواه أيضًا: من طريق وكيع، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، قال: (أخبرني من رأى زيد بن ثابت يصلي على حصير). ورجاله ثقات، لكن عدي بن ثابت لم يسم من أخبره، فهو منقطع.
الحكم عليه: رجاله ثقات، لكن الأعمش عنعن ولم يصرح بالتحديث، وهو مدلس، وقد تابعه حجاج بن أرطأة، وهو مدلس أيضًا وقد عنعن.=
= فالأثر ضعيف بهذا الإسناد لما تقدم. وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم-، من حديث أنس، وأبي سعيد رضي الله عنهما، أنه صلى على الحصير، والأول في الصحيحين، والثاني في مسلم، وقد سبق تخريجهما في حديث رقم (334).
337 - حَدَّثَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سِمَاك بْنِ حَرْبٍ، قَالَ (¬2): (رَأَيْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ الله عنهما، يصلي على لوح). ¬
337 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 183 ب)، كتاب القبلة، باب الصلاة على البساط والحصير وغير ذلك، وعزاه لمسدد
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، لضعف محمد بن جابر اليمامي. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 275)، كتاب الصلوات: من رخص في الصلاة على العود واللوح، من طريق إسماعيل بن سُمَيْع، عن مالك بن عمير قال: حدثني من رأى حذيفة مرض فكان يصلي، وقد جعل له وسادة، وجعل له لوح يسجد عليه. ورجاله ثقات إلَّا إسماعيل بن سميع فإنه صدوق. (التقريب ص 108)، لكن مالك بن عمير لم يسم من حدثه فهو منقطع. وروى أيضًا من طريق رزين مولى آل عباس، قال: أرسل إلي علي بن عبد الله بن عباس: أن أرسل إلي بلوح من المروة أسجد عليه. ورزين ذكره البخاري وفرق بينه وبين رزين الأعرج مولى آل العباس، وجعلهما ابن أبي حاتم واحدًا، ولم يذكرا جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات. التاريخ الكبير (3/ 325)؛ الجرح (3/ 508)؛ الثقات (6/ 308)، وعليه فالأثر ضعيف، ولو صح فلا حجة فيه إلى مشروعية مثل ذلك، بل هذا من الإبتداع في الدين.
338 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬2)، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ (¬3)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ عمر، عن عمر رضي الله عنه قال (¬4): (مَا أُحب أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِمْ هَذَا المغلق) (¬5) -يعني المقصورة- (¬6). ¬
338 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 177ب)، كتاب القبلة، باب ما جاء في الصلاة في أعطان الإبل وبيت المال والمقصورة، وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلَّا أن عبد الحميد بن جعفر ربما وهم، وفي إسناده مبهم، وهو قوله: (عن بعض ولد عمر) فالأثر ضعيف لأجل هذا، وفي تقديري أن نسبة هذا الكلام إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خطأ من أحد الرواة المسمين هنا، أو المبهمين، لأن المقصورة لم تعرف إلَّا بعد زمن عمر رضي الله عنه، فقيل إن أول من اتخذها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقيل: معاوية رضي الله عنه، ولعله الأقرب، فصلاته فيها ثابتة في صحيح مسلم وغيره، ومسلم (2/ 601: 883). وانظر: الأوائل للعسكري (1/ 335)، ولعل الصواب أن الكلام هنا صدر من=
= عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، لأنه هو الذي جاء عنه كراهة الصلاة في المقصورة، روى ذلك عنه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 50)، كتاب الصلوات: من كره ذلك (يعني الصلاة في المقصورة)، من طريق وكيع، عن عيسى، عَنْ نَافِعٍ: (أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا حضرته الصلاة وهو في المقصورة خرج إلى المسجد). وعيسى هنا يحتمل أن يكون هُوَ ابْنُ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بن الخطاب، وهو ثقة. (التقريب ص 438). ويحتمل أن يكون هو ابن أبي عيسى الحناط، وهو متروك. (التقريب ص 440) لأن كلًا منهما شيخ لوكيع بن الجراح، وقد روى كل منهما عن نافع مولى ابن عمر، فالله أعلم. وروى أيضًا (2/ 49)، من طريق ابن إدريس، عن حصين، عن عامر بن ذؤيب، قال: (سألت ابن عمر عن الصلاة من وراء الحجر، فقال: إنهم يخافون أن يقتلوهم). وعامر بن ذؤيب ذكره البخاري، وابن أبي حاتم، ولم يذكرا جرحًا ولا تعديلًا، وذكر اابن حبان في الثقات. التاريخ الكبير (6/ 454)؛ الجرح (6/ 40)؛ الثقات (5/ 192). وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي، أبو الهذيل الكوفي، وهو ثقة، عُمر فنسي، ولم يختلط، ولم أر من ذكر عبد الله بن إدريس فيمن روى عنه قبل التغير. وروي عبد الرزاق (2/ 415)، كتاب الصلاة، باب الصلاة في المقصورة، من طريق الثوري، عن خصيف الذياك قال: سئل ابن عمر عن المقصورة فقال: إنما فعلوا ذلك مخافة أن يطعنوهم. قلت: لم أجد في الرواة من اسمه خصيف الذياك، وإنما فيهم خصيف بن عبد الرحمن الجزري، أبو عون الحراني الحضرمي الأموي، فإن كان هو فإنه لم يدرك ابن عمر، وفي حفظه سوء. تهذيب الكمال (8/ 257).
31 - باب ما يصلى إليه وما لا يصلى إليه
31 - بَابُ مَا يُصَلَّى إِلَيْهِ وَمَا لَا يُصَلَّى إِلَيْهِ (14) حَدِيثُ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الصَّلَاةِ إِلَى الْبَعِيرِ، يَأْتِي فِي بَابِ الْخَمْسُ مِنَ الْجِهَادِ (¬1). 339 - [1] قَالَ (¬2) أَبُو بَكْرِ [بْنُ أَبِي شَيْبَةَ] (¬3)، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَا (¬4): ثنا هُشَيْمٌ، أنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كُنْتُ أُصَلِّي إِلَى قَبْرٍ فَرَآنِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: الْقَبْرَ، الْقَبْرَ، فَجَعَلْتُ لَا أَفْهَمُ مَا يُرِيدُ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: الْقَبْرُ أَمَامَكَ) (¬5). [2] قَالَا (¬6): وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أنا مَنْصُورٌ (¬7)، عَنِ الْحَسَنِ (¬8)، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِمِثْلِ ذَلِكَ. * هذا خبر صحيح علقه البخاري. ¬
339 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 176)، كتاب القبلة، باب ما جاء في الصلاة إلى القبر، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وابن منيع، من طريقين كما هنا، وقال: هذا حديث صحيح، رواه البخاري في صحيحه تعليقًا. اهـ. وذكره البخاري تعليقًا مجزومًا به (1/ 523)، كتاب الصلاة: باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، قال: (ورأى عمر أنس بن مالك يصلي عند قبر فقال: القبر، القبر. ولم يأمره بالإعادة)، وهو في تغليق التعليق (2/ 230). ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 379)، كتاب الصلوات، ما تكره الصلاة إليه وفيه، من طريق سفيان، ثنا حميد، عن أنس قال: (رآني عمر وأنا أصلي فقال: القبر أمامك، فنهاني). ورواه البيهقي (2/ 435)، كتاب الصلاة، باب النهي عن الصلاة إلى القبور. وابن حجر في تغليق التعليق (2/ 230) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، ثنا حميد، عن أنس قال: كنت [وعند البيهقي: قمت] يومًا أصلي وبين يدي قبر لم أشعر به، فناداني عمر: القبر، القبر، فظننت أنه يعني القمر، فقال لي بعض من يليني: إنما يعني القبر. فتنحيت عنه. ورواه عبد الرزاق (1/ 404: 1581)، كتاب الصلاة، باب الصلاة على القبور من طريق معمر، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: (رآني عمر بن الخطاب وأنا أصلي عند قبر فجعل يقول: القبر. قال: فحسبته يقول: القمر، قال: فجعلت أرفع رأسي إلى السماء فأنظر فقال: إنما أقول القبر لا تصلِّ إليه). قال ثابت: فكان أنس بن مالك يأخذ بيدي إذا أراد أن يصلي فيتنحى عن القبور.=
= وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أن في رواية معمر عن ثابت ضعفًا. انظر: الميزان (4/ 154)، لكن تابعه حماد بن زيد كما سيأتي. ورواه أبو الحسن الدينوري في جزء فيه مجالس من أمالي أبي الحسن القزويني (ق 3/ 1). ذكر ذلك الألباني في تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد (ص 36)، وقال: بإسناد صحيح. اهـ. ورواه الحافظ في تغليق التعليق (2/ 229)، من طريق أبي الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري، أنا علي بن عمر القزويني، أنا عمر بن محمد الزيات، ثنا موسى بن سهل، ثنا عبد الواحد بن غياث، ثنا حماد بن زيد، ثنا ثابت البناني، عن أنس قال: (كنت أصلي قريبًا من قبر، فرآني عمر بن الخطاب، فقال: القبر، القبر، فرفعت بصري إلى السماء، وأنا أحسبه يقول: القمر). قلت: وهذا المتن هو الذي ذكره الألباني وعزاه لأبي الحسن الدينوري، فيبدو أنه بنفس هذا الإسناد، وهذا إسناد صحيح كما قال الألباني. وإن كان الدينوري، صدوقًا، كما قال الذهبي في السير (19/ 525)، فلا يضر لأنه مجرد راوٍ لأمالي القزويني، وموسى بن سهل هو الجوني البصري نزيل بغداد، وهو ثقة. انظر: السير (14/ 261)، وقد أخطأ محقق تغليق التعليق -عفا الله عنه- فأضاف بين معقوفتين [بن كثير الوشاء] وهذا وهم قبيح، ومزلق خطير، أبدل به الثقة ضعيفًا، بلا علم، ولا دليل، بل بمجرد الظنة، فموسى بن سهل بن كثير الوشاء مات سنة ثمان وسبعين ومائتين، وولد عمر بن محمد الزيات سنة ست وثمانين ومائتين، فكيف يسمع ممن مات قبل ولادته بثماني سنين. انظر: ترجمة موسى بن سهل الوشاء في التهذيب (10/ 348)، وترجمة عمر بن محمد الزيات في السير (16/ 323). ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 379)، كتاب الصلوات، ما تكره الصلاة إليه وفيه، من طريق حفص، عن حُجَيَّة، عن أنس قال: (رآني عمر وأنا أصلي إلى=
= قبر، فجعل يقول: يا أنس القبر، فجعلت أرفع رأسي أنظر إلى القمر. فقالوا: إنما هو يقول القبر). وحفص هو ابن غياث وهو ثقة. (التقريب ص 173). وحُجَيَّة -بوزن عُلَيَّه- هو ابن عدي الكندي، قال الحافظ: صدوق يخطىء. (التقريب ص 154). ولم يذكر المزي في الرواة عنه إلَّا سلمة بن كهيل، وأبا إسحاق السبيعي. وذكر عن ابن المديني أنه قال: لا أعلم روى عن حجية إلَّا سلمة بن كهيل، روى عنه أحاديث. اهـ. تهذيب الكمال (5/ 485). وزاد الذهبي في الميزان (1/ 466) في الرواة عنه: الحكم -يعني ابن عتيبة-، وقال: وهو صدوق إن شاء الله. وحجية قديم جدًا، فحفص لم يدرك أحدًا من الرواة عنه، كأبي إسحاق السبيعي، والحكم بن عتيبة، فكيف يدركه هو، لكن حفصًا موصوف بالتدليس فلعله دلس هنا. تهذيب الكمال (7/ 56)؛ ومراتب المدلسين (ص 35). وقد روي نحو هذا الحديث عن أنس مرفوعًا: رواه الترمذي في العلل الكبير (1/ 245)، أبواب الصلاة، في كراهية ما يصلى إليه وفيه. والبزار - (كما في كشف الأستار (1/ 221: 442)، كتاب الصلاة، باب النهي عن الصلاة بين القبور) -. وابن حبان (3/ 102: 1696)، كتاب الصلاة، باب شروط الصلاة، وأيضًا في (4/ 31: 2311)، كتاب الصلاة، باب ما يكره للمصلي وما لا يكره، ذكر الخبر المصرح بأن قوله: "جعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، أراد بعض الأرض لا الكل، -وأيضًا في (4/ 32: 2313)، ذكر تخصيص قوله جعلت لي الأرض مسجدًا- من طرق عن حفص بن غياث، عن أشعث، عن الحسن، عن أنس=
= رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، نهى عن الصلاة بين القبور) وفي لفظ لابن حبان (نهى أن يصلى بين القبور). قال البزار: قد رواه غير حفص، عن أشعث، عَنِ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، مرسلًا، ولم يذكر أنسًا إلَّا حفص. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 2/ 27): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: فيه أشعث بن عبد الملك لم يخرج له البخاري إلَّا تعليقًا، وليس من رجال مسلم، والحديث معلول كما سيأتي. ورواه ابن حبان (4/ 34: 2317)، كتاب الصلاة، باب ما يكره للمصلي وما لا يكره، ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به أشعث. قال: أخبرنا الحسن بن علي بن هذيل القَصَبي بواسط قال: حدثنا جعفر بن محمد ابن بنت إسحاق الأزرق، حدثنا حفص بن غياث، عن أشعث، وعمران بن حُدَير، عن الحسن، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نهى عن الصلاة إلى القبور. ولم أجد ترجمة لشيخ ابن حبان، ولا شيخ شيخه، لكن رواية ابن حبان لهما تصحيح لحديثهما فهو توثيق ضمني، أما أشعث فهو ابن عبد الملك الحمراني البصري، وهو ثقة فقيه. (التقريب ص 113). وعمران بن حدير السدوسي أبو عبيدة البصري، وهو ثقة ثقة. (التقريب ص 429). ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 221: 443)، كتاب الصلاة، باب النهي عن الصلاة بين القبور، من طريق أبي سفيان -يعني السعدي- عن ثمامة، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، نهى عن الصلاة بين القبور). وأبو سفيان السعدي: هو طَرِيف بن شهاب، وهو ضعيف بإجماعهم. انظر: التهذيب (5/ 11)؛ التقريب (ص 282).=
= وثمامة: هو ابن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري، وهو صدوق. (التقريب ص 134). فهذه متابعة للحسن البصري، لكنها كعدمها لإجماعهم على ضعف أبي سفيان. ورواه الترمذي في العلل الكبير (1/ 245)، أبواب الصلاة، في كراهية ما يصلى إليه وفيه، من طريق محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن سعيد، عن أشعث بن عبد الملك، عن الحسن: (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، نَهَى عن الصلاة بين القبور). وهذا إسناد في غاية الصحة، لكنه مرسل لأن الحسن البصري لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال الترمذي، بعد روايته لهذا الحديث متصلًا كما سبق ومرسلًا كما هنا: سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: حديث الحسن عن أنس خطأ، وروى ابن عون عن الحسن، عن أنس قال: رآني عمر وأنا أصلي إلى قبر. اهـ. قلت: وقد تابع ابن عون، منصور بن زاذان -كما في الطريق الثانية لحديث الباب-. ورواه الطبراني في الأوسط- كما في مجمع البحرين (1/ 119 أ)، كتاب الجنائز، باب الصلاة على الجنازة بين القبور. من طريق حسين بن يزيد الطحان، ثنا حفص بن غياث، عن عاصم الأحول، عن محمد بن سيرين، عَنْ أَنَسٍ: (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، نهى أن يصلى على الجنازة بين القبور). قال الطبراني: لم يروه عن عاصم إلَّا حفص، تفرد به حسين. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 3/ 36): رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن. اهـ. قلت: وليس كما قال، لأن حسين بن يزيد الطحان، لين الحديث. (التقريب ص 169)، وهو بهذا اللفظ خاص بالصلاة على الجنازة، لكنه بالألفاظ السابقة عام لكل صلاة.=
= وقد روي من طريق عاصم، عن أنس، مباشرة، بطريق أصح من هذه ولم يرفعه أنس. انظر: رواية البزار الآتية. ورواه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 221: 441)، كتاب الصلاة، باب النهي عن الصلاة بين القبور- من طريق عبد الله بن الأجلح، عن عاصم، عن أنس، قال: (نهي عن الصلاة بين القبور). وعبد الله بن أجلح، صدوق. (التقريب ص 295). وعاصم هو الأحول وهو ثقة. (التقريب ص 285). فالإسناد حسن، لكنه هنا محتمل للرفع والوقف فليس صريحًا في أحدهما، فقد يكون أنسًا أراد بالناهي الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد يكون أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقد أعله الدارقطني بالوقف، فقال في العلل (4/ 19 أ): يرويه عبد الله بن الأجلح، عن عاصم الأحول، عن أنس. وخالفه عبد الواحد بن زياد، وعلي بن مسهر، وأبو معاوية، ومحاضر، فرووه عن عاصم الأحول، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ كره ذلك. وهو الصحيح. اهـ. والخلاصة: أن هذا الحديث لا يثبت رفعه، والأقرب للصواب والله أعلم أنه خطأ كما قال البخاري رحمه الله، لأنه تفرد بروايته عن أشعث بن عبد الملك، وعمران بن حدير -إن صحت هذه الطريق-: حفص بن غياث، وهو ثقة، لكن قال أبو زرعة في الجرح (3/ 186): ساء حفظه بعدما استُقْضي، فمن كتب عنه من كتابه فهو صالح، وإلَّا فهو كذا. اهـ. وأيضًا: قد وصفه ابن سعد -الطبقات (6/ 389) -، وأحمد -جامع التحصيل (ص 106) - بالتدليس، وقد عنعن هنا ولم أره صرح بالتحديث في شيء من طرق الحديث، لكن الأئمة احتملوا تدليسه. وقد خالفه يحيى بن سعيد القطان، وهو أوثق منه بلا شك، فروى هذا الحديث عن أشعث عن الحسن مرسلًا -كما في رواية الترمذي السابقة- وأيضًا: الحسن البصري مدلس، لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع عند في أهل العلم -كما=
= قال العلائي في جامع التحصيل (ص 113) حيث اعتبره من أهل المرتبة الثالثة، ولا عبرة بكلام الحافظ ابن حجر حيث ذكره في أهل المرتبة الثانية، لأنه ثبت أنه يُحْسِن الظن بمن حدثه فيحذف اسمه وقد يكون ضعيفًا- وقد عنعن هنا ولم يصرح بالسماع من أنس، فلعله سمعه من ضعيف فدلسه. وأيضًا: فقد رواه ابن عون -كما ذكر البخاري- ومنصور بن زاذان -كما في الطريق الثانية لحديث الباب- عن الحسن عن أنس قال: (رآني عمر ... الحديث) ولم يرفعه، وهذه العلة الأخيرة قد لا تكون قادحة لأنه يمكن أن يرويه الحسن عن أنس مرفوعًا، وموقوفًا، ويكون كل واحد منهما صحيحًا في محله، لكنها صارت دليلًا على الضعف بسبب ما سبقها من العلل، ولأن هذه الرواية -أي الموقوفة- هي التي تابع الناس الحسن البصري على روايتها عن أنس، أما المرفوعة فلم يتابع عليها من طريق صحيح ولا حسن صريح في الرفع. وقد صحح هذا الحديث مرفوعًا العلامة الألباني. صحيح الجامع (6/ 44: 6711، 6/ 55: 6770). والأولى هي رواية الطبراني، وهي لا تصح كما بينت سابقًا، والثانية: رواية ابن حبان، وفيها ما ذكرت من كلام البخاري، والعلل، لكن كأن الشيخ نظر إلى الحديث من خلال رجال سنده، وما له من الشواهد الصحيحة، ولم يعبأ بغير ذلك.
الحكم عليه: الأثر من الطريق الأولى رجاله كلهم ثقات، لكن حميد عنعن، ولم يصرح بالسماع من أنس، وبعض الأئمة احتملوا تدليسه كما قال العلائي (جامع التحصيل ص 113) حيث إنه سمع من أنس أكثر من عشرين حديثًا، والباقي سمعه من ثابت، والقليل سمعه من قتادة، وبكر بن عبد الله المزني، فدلسه عنهم، وهم كلهم ثقات. أما الطريق الثانية: فرجالها كلهم ثقات أيضًا، لكن فيه عنعنة الحسن، وهو مدلس لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع.=
= وقد تابعهما ثابت البناني فرواه عن أنس، كما في رواية عبد الرزاق وأبي الحسن الدينوري -وقد تقدم ذكرهما- وذكره البخاري تعليقًا. فالأثر صحيح. وله شاهد من حديث أبي مَرْثد الغنوي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها". رواه مسلم (2/ 668: 972)؛ وأبو داود (3/ 554: 3229)؛ والترمذي (3/ 358: 1050، 1051)؛ والنسائي (2/ 67: 760)؛ وأحمد (4/ 135)؛ وابن حبان (4/ 33، 34: 2315، 2318)؛ والبيهقي (2/ 435: 4/ 79).
340 - [وَقَالَ] (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَبَّادٍ (¬2)، ثنا عبد الحكم (¬3)، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ (¬4): إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-، قَالَ: "يَقْطَعُ الصَّلَاةَ: الْكَلْبُ، وَالْحِمَارُ، وَالْمَرْأَةُ". ¬
340 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (ص 222: 158). وذكره أيضًا (المجمع 2/ 60)، وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 177 أ)، كتاب القبلة، باب ما يقطع الصلاة وما لا يقطعها، وعزاه للحارث بن أبي أسامة. ورواه ابن خلاّد في عوالي مسند الحارث -وهو جزء صغير في خمس ورقات ونصف، لكنه ضمن مجموع-: (ق 213 أ) (وقد تحرف فيه اسم شيخ الحارث إلى): (يحيى بن عباد) والصواب كما هنا: (يعلى بن عباد). ورواه البزار، كما في كشف الأستار (1/ 281: 582)، كتاب الصلاة، باب ما يقطع الصلاة، من طريق يحيى بن محمد بن السكن، ثنا يحيى بن كثير. والخطيب في تاريخه (7/ 49)، من طريق أبي حمزة الأنصاري، حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع الهروي. كلاهما قالا: حدثنا شعبة، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ (وعند الخطيب: سمع أنسًا): أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يقطع الصلاة: الكلب والحمار والمرأة". قال الحافظ في زوائد البزار (ص 802: 315)، قال الشيخ -يعني الهيثمي-: رجاله رجال الصحيح. اهـ. وأقره ولم يتعقبه بشيء، وهو كما قالا لكن اختلف في رفعه ووقفه، وسيأتي بيان ذلك.=
= وأما سند الخطيب ففيه أبو حمزة الأنصاري وهو أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن مالك، لم أجد من ذكره غير الخطيب في تاريخه (7/ 49)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 576)، من طريق جعفر بن عبد الواحد، قال: قال لنا الأنصاري، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الكلب، والحمار، والمرأة". قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا نعرفه إلَّا عن جعفر هذا، وقد ترك -كذا- فيه جعفر الطريق الواضح، إذ كان أسهل عليه عن سعيد، عن قتادة، عن أنس. وروى سعيد بن أبي عروبة هذا عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الصامت، عن أبي ذر. اهـ. قلت: وجعفر بن عبد الواحد هو الهاشمي، القاضي، متروك هالك. المغني: (1/ 133). ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 281)، كتاب الصلوات، من قال: يقطع الصلاة الكلب والمرأة والحمار. من طريق أبي داود، وغندر. وابن المنذر في الأوسط (1/ 251 ب)، أبواب سترة المصلي، ذكر التغليظ في مرور الحمار والمرأة والكلب، من طريق علي بن عبد العزيز قال: حدثنا حجاج بن منهال. كلهم عن شعبة، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قال: (يقطع الصلاة الكلب، والحمار، والمرأة). واجتماع هؤلاء الحفاظ الثلاثة على وقفه موهن لرفع من رفعه، خاصة وقد انفرد بذلك يحيى بن كثير أبو غسان العنبري، لأن متابعة سعيد بن الربيع الهروي -كما في رواية الخطيب- ليس إسنادها بقائم فهي كعدمها، ويحيى بن كثير وإن كان ثقة فلا يقاوم مثل غندر محمد بن جعفر، وأبي داود الطيالسي، لأنهما من=
= كبار أصحاب شعبة، وقد تابعهما حجاج بن منهال، وهو أيضًا ثقة فاضل. (التقريب ص 153). قال أحمد: ما في أصحاب شعبة أقل خطأ من محمد بن جعفر، ولا يقاس بيحيى بن سعيد في العلم أحد. اهـ. وقال ابن مهدي: غندر أثبت مني في حديث شعبة. اهـ. وقال ابن المبارك: إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم فيما بينهم. اهـ. وقال الفلاس: كان يحيى، وعبد الرحمن، ومعاذ، وخالد وأصحابنا إذا اختلفوا في حديث عن شعبة رجعوا إلى كتاب غندر فحكم عليهم. اهـ. وقال العجلي: غندر من أثبت الناس في حديث شعبة. اهـ. وقدم ابن معين أبا داود في شعبة على عبد الرحمن بن مهدي. وقال أبو مسعود بن الفرات: ما رأيت أحدًا أكبر في شعبة من أبي داود. اهـ. وقال ابن عدي: أصحاب شعبة: معاذ بن معاذ، وخالد بن الحارث، ويحيى القطان، وغندر، وأبو داود خامسهم. اهـ. انظر: الجرح (7/ 221)؛ شرح العلل (2/ 702). وقد روي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- ما يخالف هذا: رواه الباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز (ص 51: 8). وأبو الحسين ابن المظفر في زياداته على مسند عمر، للباغندي (ص 52: 9). والدارقطي (1/ 367)، كتاب الصلاة، باب صفة السهو في الصلاة، وأنه لا يقطع الصلاة شيء يمر بين يديه. والبيهقي (2/ 277)، كتاب الصلاة، باب الدليل على أن مرور الحمار بين يديه -أي المصلي- لا يفسد صلاته. من طريق إدريس بن يحيى، عن بكر بن مضر، عن صخر بن عبد الله بن حرملة: أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، صلَّى بالناس فمر بين أيديهم حمار، فقال عياش بن أبي ربيعة: سبحان الله، سبحان الله، فلما سلم رسول الله، قال: "من المسبح آنفًا: سبحان=
= الله وبحمده"، فقال: أنا يا رسول الله، إني سمعت أن الحمار يقطع الصلاة، قال: "لا يقطع الصلاة شيء". قلت: وفيه صخر بن عبد الله بن حرملة المدلجي، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال النسائي: صالح. اهـ. وقال ابن القطان: مجهول الحال، لا يعرف، ما روى عنه غير بكر بن مضر. اهـ. وقال الذهبي: شيخ حجازي قليل الحديث، ولا يكاد يعرف. اهـ. وقال الحافظ: مقبول. قلت: أما توثيق العجلي فمعروف مكانه عند أهل العلم فهو مشهور بالتساهل، وأما ابن حبان فقد ذكره مجرد ذكر، ولم يتكلم عليه بما يدل على معرفته له وقد عرف أن من منهجه ذكر كل من وقع عليه من الرواة من طبقات التابعين وتابعيهم إذا لم يعرف فيهم جرحًا، وإن لم يعرف أنهم ثقات. وأما النسائي فقد جعله في أدنى مراتب التعديل، وأهل هذه المرتبة لا يقبل من حديثهم إلَّا ما توبعوا عليه. وأما كلام ابن القطان فقد لا يوافق على بعضه حيث إنه قد عرفت حاله ضمنًا بتوثيق من ذكرنا، لكن لا تعرف عينه لأنه لم يرو عنه إلا واحد. والذى يظهر لي والله أعلم أن المرتبة التي وضعه فيها الحافظ هي الموافقة لحاله فإذا توبع عرفنا أنه ضبط وقبلنا حديثه، وإذا لم يتابع فلا تتوفر لدينا المعلومات الكافية عن حاله لنصحح حديثه فيبقى لينًا، وهذا هو الموافق لما أطلقه عليه النسائي، فعض بالنواجذ على كلام أئمة هذا الفن ودع عنك كلام أهل التساهل. تاريخ الثقات (ص 227)؛ الجرح (4/ 427)؛ الثقات (6/ 473)؛ الميزان (3/ 308)؛ التهذيب (4/ 412)؛ التقريب (ص 275)؛ تدريب الراوي (1/ 345). ورواه أيضًا الباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز (ص 53: 10)، من طريق=
= الوليد بن مسلم، عن بكر بن مضر، عن صخر بن عبد الله المدلجي، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يحدث عن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، فذكره. والوليد بن مسلم، مدلس مشهور بذلك لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع. وعمر بن عبد العزيز رحمه الله، لم يدرك عياش بن أبي ربيعة، فهو منقطع. انظر: تهذيب الكمال (2/ 1075). وصخر بن عبد الله يحتاج إلى متابع كما ذكرنا ولم نجد من تابعه على رواية هذا الحديث عن عمر بن عبد العزيز، لذا فالحديث ضعيف بهذا الإسناد، وأيضًا فمن المستبعد أن يروي أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَثَلُ هذا الحديث ثم يروي عنه الثقات القول بمخالفته حيث صح عنه أنه قال: يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة. وقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: يرويه صخر بن عبد الله بن حرملة المدلجي، حدث به عنه: بكر بن مضر، واختلف عنه، فرواه إدريس بن يحيى، عن بكر، عن صخر بن عبد الله، عن عمر بن عبد العزيز، عن أنس. وخالفه الوليد بن مسلم، رواه عن بكر، عن صخر، عن عمر بن عبد العزيز، عن عياش بن أبي ربيعة. وغيرهما -يعني: إدريس بن يحيى، والوليد بن مسلم- يرويه عن صخر، مرسلًا، والمرسل أصح. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه يعلى بن عباد، ضعفه الدارقطني، وقال ابن حبان: يخطىء. وفيه أيضًا: عبد الحكم بن عبد الله -ويقال: ابن زياد- القسملي، وهو منكر الحديث. لذا فالحديث ضعيف جدًا. وعبد الحكم قد توبع في رواية هذا الحديث عن أنس، تابعه عبيد الله بن أبي بكر، رواه عنه شعبة، وقد اختلف على شعبة فيه، فبعضهم رواه عنه مرفوعًا،=
= وبعضهم وقفه على أنس، وقد بينت ذلك في التخريج، وأن من وقفه أكثر وأحفظ، وهم كبار أصحاب شعبة. وبهذا ثبت لدي أن هذا الحديث صحيح من كلام أنس رضي الله عنه، ولا يثبت رفعه، لكنه مما لا مجال للرأي فيه فهو في حكم المرفوع، سيما وأن هذا المتن ثابت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، من رواية أبي ذر، وأبي هريرة، وغيرهما رضي الله عنهما، وحديثهما في صحيح مسلم وغيره -وقد سبق تخريج هذه الأحاديث في حديث رقم (315) -.
341 - [وَقَالَ] (¬1) مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬2)، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ [سَعْدِ] (¬3) بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: (كُنْتُ أُصَلِّي، فَمَرَّ رَجُلٌ بَيْنَ يديَّ فَمَنَعْتُهُ (¬4)، فَسَأَلْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يا ابن أخي لا يضرك). ¬
341 - تخريجه: ذكره الهيثمي (المجمع 2/ 62، 63)، وقال: رواه عبد الله بن أحمد، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 177 أ)، كتاب القبلة، باب المرور بين يدي المصلي، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ. وذكره الحافظ في تغليق التعليق (2/ 249) بسنده ومتنه. ورواه ابن المنذر في الأوسط (1/ ق 252 أ)، أبواب السترة، ذكر التغليظ في مرور الحمار والمرأة والكلب، من طريق يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري، ثنا مسدد، به، فذكره، وزاد بعد قوله (فمنعته) لفظة: (فمر). وهذه اللفظة هي الدالة على المقصود، لأنه لو منعه فامتنع لما احتاج إلى سؤال عثمان بن عفان رضي الله عنه. ورواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 72)، من طريق سويد بن سعيد، حدثنا إبراهيم بن سعد، به، فذكره، وزاد بعد قوله: (فمنعته) لفظة: (فأبى). قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (1/ 387: 523): إسناده صحيح. اهـ.=
= وراه الطحاوي (1/ 464)، كتاب الصلاة، باب المرور بين يدي المصلي -من طريق وهب- وهو ابن جرير بن حازم. قال: ثنا شعبة، عن سعد (تصحفت في المطبوع إلى: سعيد) ابن إبراهيم، عن أبيه: أنه كان يصلي، فمر بين يديه رجل. قال: فمنعته فغلبني إلا أن يمر بين يدي، فذكرت ذلك لعثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان خال ابنه -قلت: الصحيح أنه خاله هو-[انظر: تهذيب الكمال (2/ 134)]، فقال: لا يضرك. ورواه الطحاوي أيضًا من طريق عبد الله بن صالح، حدثني بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن بكير: أن بسر بن سعيد، وسليمان بن يسار، حدثاه أن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف حدثهما أنه كان في صلاة، فمر به سليط بن أبي سليط، فجذبه إبراهيم فخرّ فشجّ. فذهب إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، فأرسل إليَّ، فقال لي: ما هذا؟ فقلت: مر بين يدي، فرددته لئلا يقطع صلاتي. قال: ويقطع صلاتك؟! قلت: أنت أعلم. قال: إنه لا يقطع صلاتك. وعبد الله بن صالح، هو أبو صالح المصري، كاتب الليث، وهو صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. انظر: التقريب (ص 308)، لكن حديثه معتضد بما قبله فهو حسن لغيره. وروى عبد الرزاق (2/ 29: 2362)، كتاب الصلاة، باب ما يقطع الصلاة. عن ابن جريج قال: أراد رجل أن يجيز أمام حميد بن عبد الرحمن بن عوف، فانطلق به إلى عثمان، فقال للرجل: ما يضرك لو ارتددت حين ردك؟ ثم أقبل على حميد، فقال له: ما ضرك لو أجاز أمامك؟ إن الصلاة لا يقطعها شيء إلا الكلام والأحداث. قال عبد الرزاق: ذكره ابن جريج، عن محمد بن يوسف، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وفيه عنعنة ابن جريج، وهو مدلس لا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع.=
= وهذه الرواية محمولة على التعدد، ولا منافاة بينها وبين رواية الباب، فهذه وقعت لحميد، والأولى لأخيه عبد الرحمن.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح.
342 - حَدَّثَنَا (¬1) حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ (¬2)، وَأَيُّوبَ (¬3)، عَنْ مُحَمَّدٍ (¬4)، قال (¬5): (إنَّ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يُصَلِّي، فَمَرَّ الْحَارِثُ (¬6) بَيْنَ يَدَيْهِ -أَوْ أَرَادَ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ- حَتَّى هَمَّ أَنْ يَأْخُذَ شَعَرَهُ، فَشَكَى الْحَارِثُ إِلَى مَرْوَانَ، فَجَاءَ أَبُو سَعِيدٍ إِلَى مَرْوَانَ (¬7)، فَقَالَ مَرْوَانُ: إِنَّكُمْ إِنْ أَطَعْتُمْ هَذَا وَأَصْحَابَهُ لَيُهَوِّدُنَّكُم (¬8). فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: [قد] (¬9) كَذَبْتَ. وَاللَّهِ لَوْ تَهَوَّدْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ مَا تَهَوَّدْنَا مَعَكُمَا). قَالَ أَيُّوبُ (¬10): قَالَ مُحَمَّدٌ: صَدَقَ، قَدْ عُرِضَتْ عَلَيْهِمُ الْيَهُودِيَّةُ في الجاهلية فأبوها. ¬
= 342 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 177 أ)، كتاب القبلة، باب المرور بين يدي المصلي، وعزاه لمسدد. ورواه ابن أبي شيبة (1/ 283)، كتاب الصلوات، باب من كان يكره أن يمر الرجل بين يدي الرجل وهو يصلي، من طريق أبي معاوية، عن عاصم، عن ابن سيرين قال: كان أبو سعيد الخدري قائمًا يصلي، فجاء عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يمر بين يديه فمنعه وأبى إلا أن يمضي، فدفعه أبو سعيد فطرحه، فقيل له تصنع هذا بعبد الرحمن فقال: والله لو أبى إلا أن آخذه بشعره لأخذت. ورجاله ثقات، وهو من نفس مخرج حديث الباب، وهو ابن سيرين. لكن يبدو أن هذه واقعة أخرى غير التي ذكر ابن سيرين في حديث الباب، إلا أن تكون هذه مختصرة، وتغير اسم من وقعت له القصة خطأ من أحد رواة الحديثين. وثبت في الصحيحين عن أبي سعيد رضي الله عنه، نحو هذه القصة التي في حديث الباب: فعن أبي صالح السمان قال: رأيت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، في يوم جمعة يصلي إلى شيء يستره من الناس، فأراد شاب من بني أبي معيط أن يجتاز بين يديه، فدفع أبو سعيد في صدره، فنظر الشاب فلم يجد مساغًا إلا بين يديه، فعاد ليجتاز، فدفعه أبو سعيد أشد من الأولى، فنال من أبي سعيد، ثم دخل على مروان فشكا إليه ما لقي من أبي سعيد، ودخل أبو سعيد خلفه على مروان. فقال: ما لك ولابن أخيك يا أبا سعيد؟ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان". البخاري (1/ 581: 509)، كتاب الصلاة، باب يرد المصلي من مر بين يديه، ومسلم (1/ 362: 505)، كتاب الصلاة، باب منع المار بين يدي المصلي. وروى النسائي (8/ 61: 4862)، كتاب القسامة، باب من اقتص وأخذ حقه=
= دون السلطان، مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أنه كان يصلي، فإذا بابن لمروان يمر بين يديه، فدرأه فلم يرجع فضربه، فخرج الغلام يبكي حتى أتى مروان فأخبره، فقال مروان لأبي سعيد: لم ضربت ابن أخيك؟ قال: ما ضربته، إنما ضربت شيطانًا، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا كان أحدكم في صلاة، فأراد إنسان يمر بين يديه، فيدرؤه ما استطاع، فإن أبى فليقاتله، فإنه شيطان". وهذا إسناد حسن لأجل عبد العزيز بن محمد، وهو الدراوردي، فإنه صدوق صحيح الكتاب، يخطىء إذا حدث من حفظه. لكن الحديث صحيح كما تقدم. وروى عبد الرزاق (2/ 20: 2328)، كتاب الصلاة، باب المار بين يدي المصلي، ومن طريقه أحمد في مسنده (3/ 57)، لكن اقتصر على المرفوع فقط دون القصة، من طريق دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري قال: بينا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يصلي، إذ جاءه شاب يريد أن يمر قريبًا من سترته، -وأمير المدينة يومئذٍ مروان- قال: فدفعه أبو سعيد حتى صرعه قال: فذهب الفتى حتى دخل على مروان، فقال: ها هنا شيخ مجنون دفعني حتى صرعني. قال: هل تعرفه؟ قال: نعم. وكانت الأنصار تدخل عليه يوم الجمعة، قال: فدخل عليه أبو سعيد. فقال مروان للفتى: هل تعرفه؟ قال: نعم، هو هذا الشيخ. قال مروان للفتى: أتعرف من هذا؟ قال: لا. قال: هذا صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: فرحب به مروان وأدناه، حتى قعد قريبًا من مجلسه، فقال له: إن هذا الفتى يذكر أنك دفعته حتى صرعته. قال: ما فعلت. فردها عليه وهو يقول: إنما دفعت شيطانًا. قال: ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: "إذا أراد أحد أن يمر بين يديك وبين سترتك فرده، فإن أبى فادفعه، فإن أبى فقاتله، فإنما هو شيطان". وإسناده صحيح.=
= الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح، بل هو من أعلى مراتب الصحيح، فرجاله كلهم ثقات أثبات فقهاء. وأصل القصة ثابت في الصحيحين وغيرهما -كما ذكرت في التخريج- لكن دون ذكر كلام مروان على أبي سعيد؛ وقد جاء في رواية عبد الرزاق السابقة ترحيب مروان بأبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وإجلاله له، وهذا هو اللائق في حق صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لكن يبدو أن مروان غضب من أبي سعيد بسبب تكرر ذلك منه، خاصة وأنه في إحدى المرات ضرب ابنًا لمروان، فتفوه مروان بما تفوه به في حال شدة غضبه على أبي سعيد رضي الله عنه، والحق مع أبي سعيد رضي الله عنه في كل ما فعل؛ لأنه إنما ينفذ ما أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. ولم ينفرد أبو سعيد بهذا، فقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه كان لا يدع أحدًا يمر بين يديه، وجاء عن ابنه عبد الله رضي الله عنهما، من طرق صحيحة أنه كان لا يدع أحدًا يمر بين يديه، بل يدفعه حتى يرجع. وجاء مثل ذلك عن سالم بن عبد الله، وعمر بن عبد العزيز، والحسن البصري، وإبراهيم النخعي، وغيرهم. انظر: الموطأ (1/ 155)، كتاب قصر الصلاة في السفر، باب التشديد في أن يمر أحد بين يدي المصلي، ومصنف عبد الرزاق (2/ 20 - 26)، كتاب الصلاة، باب المار بين يدي المصلي، ومصنف ابن أبي شيبة (1/ 282)، كتاب الصلوات، باب من كان يكره أن يمر الرجل بين يدي الرجل وهو يصلي.
32 - باب النهي عن ضرب المصلين
32 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ 343 - قَالَ أَبُو يعلى: حدثنا سفيان بن (¬1) وكيع، ثنا أبي، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬2) بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَتْ (¬3): أن رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- أَتَاهُ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ (¬4)، فَاسْتَخْدَمَهُ (¬5)، فَوَعَدَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنْ أَصَابَ سَبْيًا. فَلَقِيَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فَقَالَ: يَا أَبَا الْهَيْثَمِ، إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ أَصَابَ سَبْيًا، قَالَ (¬6): فائته فَإِنَّهُ (¬7) مُنْجِزٌ وَعْدَكَ (¬8). فَمَضَى أَبُو الْهَيْثَمِ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبُو الْهَيْثَمِ أَتَاكَ يَنْتَجِزُ وَعْدَكَ (¬9). فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قَدْ أَصَبْنَا غُلَامَيْنِ أَسْوَدَيْنِ، اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ". قَالَ: فَإِنِّي أَسْتَشِيرُكَ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: (¬10) "خُذْ هَذَا فَقَدْ صَلَّى عِنْدَنَا، وَلَا تَضْرِبْهُ فإنا قد (¬11) نهينا عن ضرب المصلين". * أخرج الترمذي منه: "المستشار مؤتمن" مختصر. ¬
343 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (12/ 371: 6942). ورواه أبو يعلى مختصرًا (12/ 333: 6906)، عن الحسن بن حماد الكوفي الوراق، ثنا وكيع بن الجراح، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ابن جدعان -يعني عن جدته- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "المستشار مؤتمن". وذكره الهيثمي (المجمع 8/ 96)، وقال: رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع، وهو ضعيف. اهـ. ورواه الترمذي (5/ 126: 2823)، كتاب الأدب، باب: إن المستشار مؤتمن، مختصرًا، من طريق أبي غريب، حدثنا وكيع، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "المستشار مؤتمن". قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من حديث أم سلمة. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه سفيان بن وكيع، وهو ضعيف، وكان يقبل التلقين.=
= وفيه أيضًا داود بن أبي عبد الله مولى بني هاشم، وهو يحتاج إلى متابع. وفيه أيضًا عبد الرحمن بن محمد بن جدعان، فإنه وإن وثقه النسائي وابن حبان، غير معروف؛ لأنه لم يرو عنه إلا داود بن أبي عبد الله -على ضعفه-، وقد قال فيه الذهبي: لا يعرف. اهـ. وبعض الأئمة كثيرًا ما يطلقون التوثيق على مثل هذا بالنظر إلى ما يجدونه له من الحديث. فلعل النسائي لما رأى قلة حديثه ولم يجد له حديثًا منكرًا وثقه. وفيه أيضًا جدة ابن جدعان، فإنها مجهولة لا تُعرف. وقد قال الترمذي رحمه الله عندما روى بعض هذا الحديث في سننه: هذا حديث غريب من حديث أم سلمة. اهـ. فإنه وإن كانت الغرابة لا تقتضي الضعف، فإن عدم تصحيحه أو تحسينه للحديث يدل على توقفه في أمره. وللحديث شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ولبعضه شواهد من حديث غيره: 1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: (قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأبي الهيثم: "هل لك خادم؟ "، قال: لا. قال: "فإذا أتانا سبي فائتنا". فأُتي النبي -صلى الله عليه وسلم- برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اختر منهما"، فقال: يا رسول الله اختر لي. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن المستشار مؤتمن، خُذ هذا، فإني رأيته يصلي واستوص به معروفًا"، فقالت امرأته: ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أن تعتقه، قال: فهو عتيق. فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يبعث نبيًا ولا خليفة إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالًا، ومن يوق بطانة السوء فقد وقي". رواه البخاري في الأدب المفرد (ص 74: 256)، باب المستشار مؤتمن. ورواه الترمذي في سننه (4/ 583: 2369)، وفي أوله قصة طويلة. وفي الشمائل (ص 290: 354)، والحاكم (4/ 131)، وقال: صحيح على شرط الشيخين=
= ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. وروى منه أبو داود (5/ 345: 5128)؛ وابن ماجه (2/ 1233: 3745)، (المستشار مؤتمن) فقط. من طريق شيبان أبي معاوية، حدثنا عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن، به. قال الترمذي: هذا الحديث حسن صحيح غريب. ثم قال: حدثنا عبد الله بن صالح، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عمير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج يومًا وأبو بكر وعمر. فذكر نحو هذا الحديث ولم يذكر فيه (عن أبي هريرة)، وحديث شيبان أتم من حديث أبي عوانة وأطول، وشيبان ثقة عندهم، صاحب كتاب، وقد روي عن أبي هريرة هذا الحديث من غير هذا الوجه، وروي عن ابن عباس أيضًا. اهـ. ثم رواه الترمذي (5/ 125: 2822)، من طريق شيبان، به مختصرًا. ثم قال: وقد روى غير واحد عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وشيبان هو صاحب كتاب، وهو صحيح الحديث، ويكنى أبا معاوية. حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار، عن سفيان بن عيينة قال: قال عبد الملك بن عمير: إني لأحدث الحديث فما أدع منه حرفًا. اهـ. قلت: وأبو عوانة ثقة، صاحب كتاب أيضًا؛ لكنه ربما وهم إذا حدث من حفظه. وعبد الملك بن عمير، ثقة ساء حفظه بآخره، وكان يدلس. ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 196)، من طريق هشيم، حدثنا عمر بن أبي سلمة، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- خرج ... الحديث بطوله. لكن ليس فيه قوله: (إن الله لم يبعث نبيًا ...). وعمر بن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزهري، صدوق يخطىء. انظر: التقريب (ص 413).
= فتبين من هذا ضعف حديث أبي هريرة رضي الله عنه بهذا اللفظ المذكور آنفًا، عدا قوله: (إن الله لم يبعث نبيًا، ولا خليفة ... الحديث). فإن له طرقًا أخرى، وليس هذا موضع بسطها. وسبب ضعفه أمران: الأول: عنعنة عبد الملك بن عمير، فإنه مدلس لا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع، وكذلك ساء حفظه بآخره، وليس أبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن من كبار أصحابه. الثاني: الاختلاف في وصله وإرساله، فقد رواه أبو عوانة عن عبد الملك، به، مرسلًا -كما عند الترمذي-، ورواه عمر بن أبي سلمة عن أبيه، مرسلًا أيضًا -كما عند الطحاوي-. إلا أنه بشواهده حسن لغيره، وقد صححه -كما مر- الترمذي رحمه الله تعالى، وأيضًا صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/ 278: 1931)، وقد عرفت ما فيه، فتأمل. 2 - وعن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أقبل من خيبر ومعه غلامان، فقال علي رضي الله عنه: يا رسول الله أخدمنا. فقال: "خُذ أيهما شئت"، فقال: خِرْ لي. قال "خُذ هذا ولا تضربه، فإني قد رأيته يصلي مقبلنا من خيبر، وإني قد نهيت عن ضرب أهل الصلاة". وأعطى أبا ذر الغلام الآخر، فقال: "استوص به خيرًا"، ثم قال: "يا أبا ذر، ما فعل الغلام الذي أعطيناك؟ "، قال: (أمرتني أن أستوصي به خيرًا فأعتقته). رواه أحمد (5/ 250)، [وتصحفت هنا (أبو غالب) إلى (أبو طالب)] و (5/ 258)، واللفظ له، والبخاري في الأدب المفرد (ص 52: 163)، والطبراني في الكبير (8/ 330، 344: 8057، 8100)، من طريق أبي غالب، به. قال الهيثمي (المجمع 4/ 238): ومدار الحديث على أبي غالب، وهو ثقة، وقد ضعف. اهـ.=
= قلت: هو: صدوق يخطىء. وعلى هذا، فحديث أبي أمامة رضي الله عنه حسن لغيره. 3 - وعن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَى عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ غُلَامًا، وَقَالَ: "أحسِنا إِلَيْهِ، فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي". رواه أبو يعلى (6/ 113: 3383)، من طريق محمد بن الحسن، حدثنا أبو جميع الهجيمي، عن ثابت، به. قال الهيثمي (المجمع 4/ 238): رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات. اهـ. قلت: هذا القول فيه تجوز، فإن محمد بن الحسن الأسدي صدوق، فيه لين. وأبا جميع الهجيمي، وثقه ابن معين. وقال أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، لم يكن عنده إلا شيء يسير من الحديث. اهـ. وقال أبو زرعة: لين الحديث. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال الذهبي: صدوق. اهـ. فهو كالراوي عنه: صدوق فيه لين. انظر: الجرح (4/ 180)؛ الثقات (6/ 411)؛ الكاشف (1/ 270)؛ التهذيب (3/ 434). فيكون هذا الحديث حسنًا بما قبله -وهو حديث أبي أمامة-. 4 - وعن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: وعد النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلًا غلامًا من الفيء، فجاء الرجل لطلب عدته، فقال: "لم يبق إلا غلامان". قال: يا رسول الله، فأشر علي أيهما آخذ؟ قال: "خذ هذا -لأحدهما- ولا تضربه، فإني رأيته يصلي، وقد نهيت عن ضرب المصلين، والمستشار مؤتمن". رواه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 285)، وفيه: داود بن الزبرقان، وهو متروك. وقد جاء النهي عن ضرب العبيد مطلقًا غير مقيد بالمصلين: 1 - فعن زاذان أبي عمر قال: أتيت ابن عمر، وقد أعتق مملوكًا، قال: فأخذ من الأرض عودًا، أو شيئًا. فقال: ما فيه من الأجر ما يسوى هذا. إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ=
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من لطم مملوكه، أو ضربه، فكفارته أن يعتقه". رواه مسلم (3/ 1278: 1657)؛ وأبو داود (5/ 364: 5168). 2 - وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: كنت أضرب غلامًا لي بالسوط، فسمعت صوتًا من خلفي: "اعلم أبا مسعود! ". فلم أفهم الصوت من الغضب. قال: فلما دنا مني، إذا هو رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَإِذَا هو يقول: "اعلم أبا مسعود! اعلم أبا مسعود"، قال: فألقيت السوط من يدي. فقال: "اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام"، قال: فقلت: لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا. وفي رواية: فقلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله، فقال: "أما لو لم تفعل للفحتك النار -أو لمستك النار- "، هذا لفظ مسلم. رواه مسلم (3/ 1280: 1569)؛ وأبو داود (5/ 360: 5159)؛ والترمذي (4/ 335: 1948).
344 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُباب، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي (¬1) هُودُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، فَذَكَرَهُ. [3] وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَد، ثنا أبي، نا (¬2) موسى، به. * [و] (¬3) موسى ضعيف. ¬
344 - تخريجه: هو في مسند أبي بكر بن أبي شيبة (1/ 11 ب). وفي مسند أبي يعلى (1/ 88، 89: 88، 89)، ثم ذكر أبو يعلى الحديث في مسند أنس (7/ 169: 4144)، من طريق عمرو بن الضحاك، به مثله. وذكره الهيثمي (المجمع 1/ 296)، وعزاه للبزار، وأبي يعلى، وقال: وفيه موسى بن عبيدة، متروك. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 122 ب)، كتاب الصلاة، باب النهي عن ضرب المصلين، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي يعلى من طريقيه، وقال: موسى بن عبيدة الربذي ضعيف. اهـ. ورواه أحمد بن علي بن سعيد الأموي في مسند أبي بكر الصديق له (ص 119: 75)، من طريق أبي بكر، وعثمان ابني أبي شيبة، قالا: حدثنا زيد بن الحباب، به، فذكر مثله.=
= ورواه البزار كما في كشف الأستار (4/ 120: 3341)، من طريق عمرو بن علي، ثنا أبو عاصم، عن موسى بن عبيدة، به مثله، إلا أنه قال: (عن قتل المصلين). قال الهيثمي: ثم أعاده بسنده إلا أنه قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن ضرب المصلين). اهـ. قال البزار: لا نعلم روى عن هود غير موسى بن عبيدة، وموسى تشاغل بالعبادة عن الحديث. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لأن فيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف جدًا. وفيه أيضًا هود بن عطاء، ضعفه ابن حبان ولم يوثقه أحد. وللحديث شواهد كثيرة سبق ذكرها في الحديث السابق، لكن لشدة ضعفه لا يرتفع عن مرتبة الضعيف.
33 - باب متى يؤمر الصبي بالصلاة
33 - بَابُ مَتَى يُؤْمَرُ الصَّبِيُّ بِالصَّلَاةِ 345 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى (¬1)، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ (¬2): أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي هِلَالٍ أَخْبَرَهُ عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ (¬3) سَأَلْنَا (¬4) رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عَنْ صَلَاةِ الصِّبْيَانِ؟ قَالَ: "إِذَا عَرَفَ أَحَدُهُمْ يَمِينَهُ (¬5) مِنْ شماله (¬6) فمروه بالصلاة". ¬
345 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 123 أ)، كتاب الصلاة، باب متى يؤمر الصبي بالصلاة، وعزاه لأحمد بن منيع وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه عبد الله بن لهيعة، وهو مختلط لين الحديث، وكان يدلس، وقد عنعن، وفيه أيضًا رجل لم يسم، وكل ما عرفنا عنه أنه من أقارب سعيد بن أبي هلال. وأما عم هذا الرجل فلا تضر جهالته لأنه صحابي.=
= وله شاهد من حديث ابن وهب، حدثنا هشام بن سعد، حدثني معاذ بن عبد الله ابن خبيب الجهني، قال: دخلنا عليه فقال لامرأته: متى يصلي الصبي؟ فقالت: كان رجل منا يذكر عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أنه سئل عن ذلك فقال: "إذا عرف يمينه من شماله فمروه بالصلاة". رواه أبو داود (1/ 235: 497)؛ والبيهقي (3/ 84). قال الحافظ في التلخيص (1/ 184): قال ابن القطان: لا تعرف هذه المرأة، ولا الرجل الذي روت عنه. اهـ. قلت: وهشام بن سعد المدني، صدوق له أوهام، كما في التقريب (ص 572)، وأما معاذ بن عبد الله، فثقة. (الكاشف 3/ 136). وأما قول الحافظ في التقريب (ص 536): صدوق ربما وهم. اهـ. فإن مبناها على ما نقل عن الدارقطني أنه قال فيه: ليس بذاك. اهـ. لكن الذين نقلوا كلام الدارقطني سموه: معاذ بن عبد الرحمن بن حبيب، فيحتمل أن يكون غير هذا، ومع هذا الإحتمال، وتوثيق من وثقه من الأئمة فلا ينبغي إنزاله عن مرتبة الثقة، والله أعلم. انظر: سؤالات الحاكم للدارقطني (ص 276: 491)؛ التهذيب (10/ 192). والخلاصة أن هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف لأن فيه هشام بن سعد، ولجهالة المرأة ومن روت عنه -كما قال ابن القطان- فلم تنص على أن من روت عنه كان من الصحابة، وقد ضعفه الألباني. (ضعيف الجامع 1/ 206: 693). وروى هذا الحديث السابق أبو يعلى في مسنده- كما في الإتحاف (1/ 123 أ)؛ والطبراني في الصغير (1/ 99)، والأوسط، كما في مجمع البحرين (1/ 52 ب)، من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، عن هشام بن سعد، عن معاذ بن عبد الله ابن خبيب الجهني، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إذا عرف الغلام يمينه من شماله فمروه بالصلاة". قال الطبراني في الصغير: لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن خبيب، وله=
= صحبة، إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الله بن نافع. اهـ. وقال في الأوسط: لا يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا بهذا الإسناد. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 1/ 294): رجاله ثقات. اهـ. وليس كما قال، لأن فيه هشام بن سعد، وهو صدوق له أوهام. وعبد الله بن نافع الصائغ، وإن كان ثقة، فقد تفرد بهذه الرواية كما قال الطبراني، وخالف من هو أوثق منه، وهو عبد الله بن وهب، فيخشى أن تكون هذه الرواية أملاها عبد الله بن نافع من حفظه، وقد كان يخطىء إذا حدث من حفظه. وهذا الشاهد الذي ذكرته آنفًا غير جابر لضعف حديث الباب لأنه ضعيف، وحديث الباب أشد ضعفًا. وفي الباب مثله، ونحوه عن بعض الصحابة والتابعين: 1 - فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: (يعلم الصبي بالصلاة إذا عرف يمينه من شماله). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 347 - 348)، من طريق أبي معاوية، عن نافع، به. ثم رواه من طريق حفص، وهو ابن غياث، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر مثله، ولم يذكر المتن وإنما عطفه على متن سبقه، بنفس اللفظ الذي ذكرته أولًا. والطريق الأولى رجالها ثقات لكنها منقطعة، لأن أبا معاوية محمد بن خازم، لم يدرك نافعًا، فإنه ولد سنة ثلاث عشر ومائة، ومات نافع سنة سبع عشرة ومائة. أما الطريق الثانية فإسنادها صحيح على شرط الشيخين. 2 - وعن ابن سيرين قال: (يعلم الصبي الصلاة إذا عرف يمينه من شماله). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 348)، من طريق حفص، عن أشعث، به. وحفص هو ابن غياث، وأشعث هو ابن عبد الملك الحمراني، ثقة فقيه. (التقريب ص 113)، وهذا سند صحيح.=
= 3 - وعن إبراهيم النخعي قال: (كان يعلم الصبي الصلاة إذا أثغر). قلت: قال ابن فارس: [معجم مقاييس اللغة (1/ 379)، يقال: ثغر الصبي إذا سقطت أسنانه، وأثغر إذا نبتت بعد السقوط، وربما قالوا عند السقوط: أثغر. اهـ. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 347). من طريق أبي معاوية، وحفص، عن الأعمش، به. ومن طريق أبي بكر بن عياش، عن مغيرة، به نحوه. والطريق الأولى صحيحة، وإن كان الأعمش عنعن، لأن إبراهيم من شيوخه الذين أكثر عنهم، وروايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال. أما الثانية ففيها أبو بكر بن عياش، وهو ثقة يهم، وساء حفظه بآخره. وفيها عنعنة مغيرة -وهو ابن مقسم- وكان يدلس، ولا سيما عن إبراهيم النخعي لكنها منجبرة بالطريق الأولى. 4 - وعن الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (إذا عرف الغلام يمينه من شماله فمروه بالصلاة). رواه ابن أبي حاتم (العلل 1/ 189: 542)، عن أبي زرعة، حدثنا عباد بن موسى، عن طلحة بن يحيى الأنصاري، عن يونس بن يزيد، به. قال ابن أبي حاتم: فسمعت أبا زرعة يقول: الصحيح عن الزهري قط، قوله. اهـ. قلت: عباد بن موسى هو الختلي، وهو ثقة. (التقريب ص 291)، وطلحة ابن يحيى الزرقي الأنصاري، صدوق يهم. التقريب (ص 283)؛ التهذيب (5/ 28). ويونس بن يزيد الأيلي، ثقة حجة صحيح الكتاب، وربما وقع له الوهم اليسير إذا حدث من حفظه.
346 - وَقَالَ (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المُحَبَّر، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ-: "مُرُوهُمْ بِالصَّلَاةِ [لِسَبْعٍ (¬2)، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِثَلَاثَ عَشْرَةَ". * دَاوُدُ مَتْرُوكٌ، وَقَدْ خَالَفَ فِي هَذَا الحديث سندًا ومتنًا]. ¬
346 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 153: 101). وذكره أيضًا (المجمع 1/ 294)، وقال: رواه الطبراني، وفيه داود بن المحبر، ضعفه أحمد والبخاري وجماعة، ووثقه ابن معين. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 123 أ)، كتاب الصلاة، باب متى يؤمر الصبي بالصلاة، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: داود بن المحبر ضعيف. اهـ. ورواه الدارقطني في سننه (1/ 231)، كتاب الصلاة، باب الأمر بتعليم الصلوات والضرب عليها، من طريق الفضل بن سهل، ثنا داود بن المحبر، به، مثله. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 52 ب)، كتاب الصلاة، باب متى يؤمر الصبي بالصلاة، من طريق علي بن سعيد، ثنا أبو بكر الأعين، ثنا داود بن المحبر، ثنا أبي، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، به فذكر مثله. قال الطبراني: لم يروه عن ثمامة إلَّا المحبر بن قحذم، تفرد به أبيه. اهـ. كذا في الأصل، ولعل الصواب (ابنه). وقال الحافظ في التلخيص (1/ 185): رواه الطبراني، وفي إسناده داود بن المحبر، وهو متروك، وفد تفرد به فيما قاله الطبراني. اهـ.=
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، بل بعض متنه، وهو قوله: (لثلاث عشرة) منكر، لأن داود بن المحبر، وهو متروك ومتهم بالوضع، قد خالف الثقات في هذه اللفظة، إذ المحفوظ: (واضربوهم عليها لعشر). وأيضًا قد خالف في سنده، فالحديث معروف من حديث سبرة بن معبد الجهني، وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم، ولم يرو عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلَّا من هذا الوجه، وهذا هو تفصيل قول الحافظ رحمه الله: (وَقَدْ خَالَفَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ سَنَدًا وَمَتْنًا). ومما جاء في هذا الباب من الأحاديث: 1 - عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة، عن أبيه، عن جده قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين، وإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها". رواه أبو داود (1/ 332: 494)، واللفظ له؛ والترمذي (2/ 259: 407)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 347)؛ وأحمد (3/ 404)؛ والدارمي (1/ 333)؛ وابن الجارود في المنتقى (ص 58: 147)؛ وابن خزيمة (2/ 102: 1002)؛ والطحاوي في المشكل (3/ 231)؛ والدارقطني (1/ 230)؛ والحاكم (1/ 201)؛ والبيهقي (2/ 14، 3/ 83)؛ والبغوي في شرح السنة (2/ 403). قال الترمذي: حديث سبرة بن معبد الجهني، حديث حسن صحيح. اهـ. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بعبد الملك بن الربيع بن سبرة عن آبائه، ثم لم يخرج واحد منهما هذا الحديث. اهـ. وأقره الذهبي. قال الألباني في الإرواء (1/ 267)، وفيما قالاه نظر، فإن عبد الملك هذا إنما أخرج له مسلم (2/ 1025: 1406) حديثًا واحدًا في المتعة متابعة، كما ذكر ذلك الحافظ وغيره، وقد قال فيه الذهبي: "صدوق إن شاء الله. ضعفه ابن معين فقط" فهو=
= حسن الحديث إذا لم يخالف، ويرتقي حديثه هذا إلى درجة الصحة بشاهده الذي قبله. اهـ. -يعني حديث عبد الله بن عمرو وسيأتي إن شاء الله تعالى-. قلت: وهو كما قال، وقد فصلت القول في عبد الملك في شواهد الحديث رقم (315)، وعليه فالحديث بهذا الإسناد حسن، ويرتقي إلى الصحيح لغيره بشاهده الآتي حيث كان الربيع بن سبرة ثقة. (التقريب ص 206)، وقد روي هذا الحديث من طرق عن عبد الملك. وهذا الحديث قد رواه ابن الجارود في المنتقى، كما بينت في تخريجه، وقد قال الذهبي في السير (14/ 239): ابن الجارود صاحب كتاب "المنتقى في السنن" مجلد واحد في الأحكام، لا ينزل فيه عن رتبة الحسن أبدًا، إلَّا في النادر في أحاديث يختلف فيها اجتهاد النقاد. اهـ. 2 - عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع". رواه أبو داود (1/ 334: 495)، واللفظ له، وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 347)، وأحمد (2/ 180، 187)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 167)، والدارقطني (1/ 230)، والحاكم (1/ 197)، والبيهقي (2/ 229، 3/ 84)، والخطيب في تاريخه (2/ 278)، من طرق عن سوار بن داود أبي حمزة المزني الصيرفي، به. قال العقيلي: فلا يتابع.-يعني سوارًا- عليهما -يعني هذا الحديث وحديثًا آخر ذكره- جميعًا بهذا الإسناد ... وأما الحديث الأول -يعني حديث الباب- ففيه رواية فيها لين أيضًا. اهـ. قلت: سوار بن داود المزني، أبو حمزة الصيرفي البصري، صدوق له أوهام. (التقريب ص 259). وانظر: الميزان (2/ 245). وأما عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، فهذه سلسلة قد تشعبت فيها أقوال=
= العلماء، ولكن الجمهور على تحسين حديثها إذا لم يكن منكرًا، ونزاعهم يتلخص في أمرين: (أ) سماع شعيب من جده عبد الله، وأنه هو المقصود في قوله: (عن جده). وقد جاءت أحاديث فيها تصريح شعيب بسماعه من جده عبد الله، وأثبته غير واحد من الأئمة. انظر: سنن البيهقي (7/ 397)، وهذا يبين أيضًا أن المقصود بقوله: (عن جده) هو عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. قال الذهبي (السير 5/ 173): وعندي عدة أحاديث سوى ما مر، يقول: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو فالمطلق -يعني عن أبيه عن جده- محمول على المقيد المفسر بعبد الله، والله أعلم. اهـ. (ب) أن رواية عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، صحيفة، وليست سماعًا، وأن فيها أحاديث مناكير. والصواب، والله أعلم. أنها ليست كلها صحيفة، بدليل التصريح في بعضها بالسماع، لكن الأمر في الباقي محتمل، وهم يضعفون أحاديث الوِجادة. وقد روى علي بن المديني، عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال: حديثه عندنا واه. اهـ. وفي مقابل هذا روى الحاكم بسنده عن إسحاق بن راهويه أنه قال: إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب ثقة، فهو كأيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما. اهـ. وروى الترمذي عن البخاري قال: رأيت أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، والحميدي، وإسحاق بن إبراهيم، يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، وشعيب قد سمع من جده. اهـ. قلت: قد جاء عن بعض من ذكرهم البخاري ترددهم في الاحتجاج بهذه السلسلة. والأقوال فيها كثيرة، ونختم بما قاله إمام المتأخرين في نقد الرجال الإمام الذهبي حيث قال: ولا ريب أن بعضها من قبيل المسند المتصل، وبعضها يجوز أن تكون روايته وجادة أو سماعًا، فهذا محل نظر واحتمال، ولسنا ممن نعد نسخة=
= عمرو، عن أبيه، عن جده، من أقسام الصحيح الذي لا نزاع فيه، من أجل الوجادة، ومن أجل أن فيها مناكير، فينبغي أن يتأمل حديثه، ويتحايد ما جاء منه منكرًا، ويروى ما عدا ذلك في السنن، والأحكام، مُحَسِّنين لإسناده فقد احتج به أئمة كبار، ووثقوه في الجملة، وتوقف فيه آخرون قليلًا، وما علمت أن أحدًا تركه. اهـ. من السير. وقال في الميزان: ولسنا نقول إن حديثه من أعلى أقسام الصحيح، بل هو من قبيل الحسن. اهـ. انظر: التاريخ الكبير (6/ 342)؛ العلل الكبير (1/ 325)؛ المستدرك (1/ 500)، (2/ 65)؛ تهذيب الأسماء واللغات (2/ 28)؛ السير (5/ 165، 175)؛ الميزان (3/ 263)؛ التهذيب (8/ 48). وعلى ضوء هذه النتيجة فإن هذا الحديث حسن لغيره، لأجل سوار بن داود، وقد تابعه الخليل بن مرة، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بن شعيب، به نحوه، روى ذلك ابن عدي (3/ 329)، والبيهقي (2/ 229)، لكن الخليل بن مرة ضعيف. (التقريب ص 196). وقال فيه ابن عدي: ولم أر في حديثه حديثًا منكرًا قد جاوز الحد، وهو في جملة من يكتب حديثه، وليس هو بمتروك الحديث. اهـ. وكذلك ليث بن أبي سليم، صدوق سيِّىء الحفظ، اختلط فلم يتميز حديثه فلا يحتج به إلَّا فيما توبع عليه. فهذه الطريق شاهدة للطريق الأولى، وإن كان فيها من الضعف ما ذكرت. 3 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عَلِّمُوا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعًا، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرًا، وفرقوا بينهم في المضاجع". رواه البزار، كما في كشف الأستار (1/ 172: 341)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 49)، من طريق محمد بن ربيعة، عن محمد بن الحسن بن عطية العوفي، عن محمد بن عبد الرحمن، به.=
= قال البزار: لا نعلمه يروى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إلَّا بهذا الإسناد. اهـ. وقد رواه العقيلي أيضًا، من طريق عبد الله بن داود، عن أبي سعيد بن عطية، عن محمد بن عبد الرحمن، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا. قال العقيلي: هذا أولى، والرواية في هذا الباب فيها لين. اهـ. قلت: محمد بن ربيعة الكلابي الكوفي، وثقه الجمهور. (التهذيب 9/ 162). ومحمد بن الحسن بن عطية العوفي، أبو سعيد، ضعيف. (التهذيب 9/ 118). ورجح العقيلي الإرسال -والله أعلم- لأن عبد الله بن داود الخريبي، قد خالف محمد بن ربيعة، والخريبي أوثق من محمد بن ربيعة، وقد أخرج البخاري في تاريخه (1/ 66)، هذه الرواية المرسلة في ترجمة محمد بن الحسن بن عطية، ثم قال: ولم يصح حديثه. اهـ. والخلاصة أن الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، للإرسال، ولضعف محمد بن الحسن. 4 - عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ قال: وجدنا صحيفة في قِراب سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بعد وفاته فيها مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، فرقوا بين مضاجع الغلمان، والجواري، والإخوة، والأخوات، لسبع سنين، واضربوا أبناءكم على الصلاة إذا بلغوا -أظنه- تسعًا ... الحديث". رواه البزار، كما في كشف الأستار (1/ 173: 342)، من طريق غسان بن عبيد الله، ثنا يوسف بن نافع، ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي، به. قال الهيثمي (المجمع 1/ 294): رواه البزار، وفيه غسان بن عبيد الله، عن يوسف بن نافع، ولم أجد من ذكرهما. اهـ. 5 - عن عبد الله أبو مالك الخثعمي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعة ... الحديث".=
= رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 43 أ)، من طريق علي بن غُراب، عن محمد بن عبيد الله، ثنا أبو يحيى، عن عمرو بن عبد الله أبو مالك الخثعمي، به. قال الحافظ في التلخيص (1/ 185): إسناده ضعيف. اهـ. وجاء في التلخيص: عبد الله بن مالك. وهو تصحيف. وقال في التقريب (ص 404): علي بن غراب، صدوق، وكان يدلس ويتشيع، وأفرط ابن حبان في تضعيفه. اهـ. قلت: ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع الهاشمي مولاهم، منكر الحديث. انظر: التهذيب (9/ 321). وأبو يحيى لم أعرف اسمه. وعمرو بن عبد الله أبو مالك الخثعمي، لم أجد له ترجمة.
34 - [باب بناء المساجد وتوسيعها]
34 - [بَابُ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ وَتَوْسِيعِهَا] (¬1) 347 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ (¬2): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِرْهم (¬3) الْأَزْدِيُّ (¬4)، حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ (4)، عَنِ ابْنِ (¬5) أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ونحن نبني المسجد، فقال: "أوسعوه [تملؤوه] (¬6) ". ¬
347 - تخريجه: هو في مسند أبي داود الطيالسي (ص 84: 605). وذكره الهيثمي (المجمع 2/ 11)، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه=
= محمد بن درهم، روى عنه شبابة بن سوار وقال: ثقة. وضعفه ابن معين والدارقطني. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 150 أ)، كتاب المساجد، باب في توسيع المسجد والزيادة فيه، وعزاه لأبي داود الطيالسي. ورواه البيهقي (2/ 439)، كتاب الصلاة، باب في كيفية بناء المساجد، من طريق يحيى بن أبي طالب، ثنا أبو داود الطيالسي، أنبأ محمد بن درهم، عن كعب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قتادة، فذكره. وهو مخالف لرواية أبي داود المشهورة عنه، والتي رواها في مسنده، فإنه قال: عن محمد بن درهم، عن كَعْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ، عَنِ ابْنِ أبي قتادة، عن أبيه. فالله أعلم بصحة ما جاء في رواية البيهقي. ورواه ابن خزيمة (2/ 280: 1320)، كتاب الصلاة، باب الأمر بتوسعة المساجد إذا بنيت، من طريق زيد بن الحباب. والعقيلي في الضعفاء (4/ 65) في ترجمة محمد بن درهم. والبيهقي (2/ 439)، كتاب الصلاة، باب في كيفية بناء المساجد. كلاهما -أعني العقيلي والبيهقي- من طريق حجاج بن منهال. والخطيب في تاريخه (5/ 268) في ترجمة محمد بن درهم، من طريق عاصم بن علي. وعلقه البخاري في تاريخه (7/ 226) في ترجمة كعب بن عبد الرحمن بن أبي قتادة، عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم. جميعهم عن محمد بن درهم، عن كعب بن عبد الرحمن الأنصاري، عن أبيه، عن أبي قتادة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ورواه البخاري في تاريخه (7/ 225) في ترجمة كعب بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن محمد -وهو المسندي-، عن شبابة، عن محمد بن درهم، عن كعب بن=
= عبد الرحمن الأنصاري، عن جده أبي قتادة. ورواه الطبراني في الكبير (19/ 93: 180) من طريق قيس بن الربيع، وطلق بن غنام، كلاهما عن محمد بن درهم، عن كعب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، فذكر مثله. ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 2206) في ترجمة محمد بن درهم، من طريق طلق بن غنام، عن قيس بن الربيع، عن محمد بن درهم، عن كعب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جده كعب بن مالك قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فذكر مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، للأسباب الآتية: 1 - ضعف محمد بن درهم، قال العقيلي (4/ 65): ولا يعرف إلَّا به. اهـ. 2 - كعب بن عبد الرحمن، ووالده لم يوثقهما إلَّا ابن حبان. 3 - الاختلاف في سنده على محمد بن درهم -كما سبق في التخريج- لكن رجح الحفاظ -كالدارقطني، والذهبي- رواية من قال: عن محمد بن درهم، عن كعب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قتادة. ورواية أبي داود الطيالسي -أعني حديث الباب- لا تنافي الرواية السابقة بل هي موافقة لها وكل ما في الأمر أن أبا داود لم يقل (عن أبيه)، وإنما قال: (عن ابن أبي قتادة) والأمران متساويان. قال الدارقطني (العلل 2/ 60 أ): والقول قول من أسنده عن أبي قتادة لاتفاقهم على خلاف قيس -يعني ابن الربيع-، ومحمد بن درهم ضعيف، والحديث غير ثابت. اهـ. وقال الذهبي في الميزان (3/ 541): فأما حجاج فقال: عن محمد بن درهم، عن أبيه، عن أبي قتادة، وهو أشبه. اهـ. وقال البيهقي (2/ 439): هذا حديث قد اختلف في إسناده. اهـ.=
= وقال ابن الجوزي (العلل المتناهية 1/ 402): هذا حديث لا يصح، قال يحيى بن معين: محمد بن درهم ليس بشيء. وقال الدارقطني: هو ضعيف [و] الحديث غير ثابت. اهـ. وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (4/ 36: 1529): ضعيف. اهـ.
348 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا سَلْم (¬1) بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَزِيدَ فِي قِبْلَتِنَا" لَمَا زِدْتُ). [2] حَدَّثَنَا (¬2) أَبُو خَيْثَمَةَ (¬3)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، مِثْلَهُ. قَالَ الْعُمَرِيُّ (¬4): فَزَادَ مَا بين المنبر إلى موضع المقصورة. ¬
348 - تخريجه: لم أجده في مسند عمر، ولا مسند ابن عمر في المطبوع من مسند أبي يعلى وذكره الهيثمي في المقصد العلي (ص 298: 225)، و (ص 299: 226). وذكره في (المجمع 2/ 11)، وعزاه لأحمد، والبزار، وأبي يعلى، قال: وفيه عبد الله العمري، وثقه أحمد وغيره، واختلف في الاحتجاج به، وإسناد أحمد منقطع بين نافع، وعمر. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 150 أ)، كتاب المساجد، باب في توسيع المسجد والزيادة فيه، وعزاه لأبي يعلى بكلا طريقيه، وقال بعد الأولى: وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري. اهـ. وقال بعد الثانية: قلت: عبد الله بن عمر العمري ضعيف. اهـ. ورواه أحمد (1/ 47) من طريق حماد الخياط، حدثنا عبد الله، عن نافع: أن عمر زاد في المسجد من الأسطوانة إلى المقصورة، وزاد عثمان. وقال عُمَرَ: لَوْلَا أَنِّي=
= سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "نبغي نزيد في مسجدنا" ما زدت فيه. قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (1/ 298: 330): إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن نافعًا مولى ابن عمر لم يدرك عمر، ولا عثمان. اهـ. قلت: وفيه عبد الله بن عمر العمري، وهو صدوق سيِّىء الحفظ، يزيد في الأسانيد كثيرًا. وعلى هذا فحديث الباب ليس بزائد على الأصول السبعة حيث إن أحمد أخرجه في مسنده، لكن قد يقال إن في حديث أبي يعلى زيادة تسوغ إيراده، وهي تصريح نافع بالواسطة بينه وبين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ورواه البزار، كما في كشف الأستار (1/ 206: 407)، من طريق محمد بن المثنى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثنا عَبْدُ الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر قال: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَزِيدَ في قبلتكم" ما زدت. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عُمَرَ إلَّا من هذا الرجه، تفرد به العمري. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لسوء حفظ عبد الله بن عمر العمري. لكن زيادة عمر رضي الله عنه، فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثابتة في الصحيح. فعن نافع أن عبد الله أخبره أن المسجد كان عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، مبنيًا باللَّبِن، وسقفه الجريد وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئًا، وزاد فيه عمر، وبناه على بنيانه فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، باللبن والجريد، وأعاد عمده خشبًا، ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة، والقصَّة، وجعل عمده من حجارة منقوشة، وسقفه بالساج. رواه البخاري (1/ 540: 446) واللفظ له، وأبو داود (1/ 311: 451)، وأحمد (2/ 130).
349 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬1)، عَنْ شُعْبَةَ (¬2)، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ (¬3)، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[قَالُوا] (¬4): "إن المساجد بيوت الله في الأرض". ¬
349 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 153 أ)، كتاب المساجد، باب خير البقاع المساجد، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد موقوف رجاله ثقات. اهـ. ورواه ابن المبارك في الزهد- من زيادة نسخة نعيم بن حماد (ص 2: 6) - من طريق يونس بن أبي إسحاق، وعبد الرحمن المسعودي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقولون: (إن بيوت الله في الأرض المساجد، كان حقًا على الله أن يكرم من زاره فيها). ورواه عبد الرزاق (11/ 296: 20584)، كتاب الصلاة، باب فضل المساجد من طريق معمر، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأودي، قال: [أخبر] رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أن المساجد بيوت الله في الأرض، وأنه لحق على الله أن يكرم من زاره فيها. قلت: وهذا مرسل لأن عمرو بن ميمون تابعي أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يره وفيه أيضًا عنعنة أبي إسحاق السبيعي وهو مدلس. ورواه هناد بن السَّري في الزهد (2/ 471: 953)، باب فضل المسجد والجلوس فيه، من طريق أبي الاحوص، عن أبي إسحاق. وأبو نعيم في الحلية (4/ 149) من طريق مسعر، عن الوليد بن العَيْزار.=
= كلاهما عن عمرو بن ميمون قال: (بيوت الله في الأرض المساجد، وحق على الله أن يكرم من زاره فيها) لفظ حديث أبي إسحاق، وحديث الوليد: (المساجد بيوت الله، وحق على المزور أن يكرم زائره). ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 318: 16463)، كتاب الزهد، ما جاء في لزوم المساجد من طريق أبي أسامة، عن مسعر، عن الوليد بن العيزار، عن عمرو بن ميمون، عن عمر قال: (المساجد بيوت الله في الأرض، وحق على المزور أن يكرم زائره). وسنده صحيح. ورواه الطبراني في الكبير (10/ 199: 10324)، من طريق عبد الله بن أبي يعقوب الكرماني، ثنا عبد الله بن يزيد المقرىء، ثنا المسعودي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عن عبد الله -يعني ابْنِ مَسْعُودٍ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "إن بيوت الله في الأرض المساجد، وإن حقًا على الله أن يكرم من زاره فيها". قال الهيثمي (المجمع 2/ 22): رواه الطبراني في الكبير، وفيه عبد الله بن يعقوب الكرماني، وهو ضعيف. اهـ. قلت: قيل في اسمه: عبد الله بن يعقوب، وقيل ابن أبي يعقوب، وهو ضعيف كما قال الهيثمي رحمه الله. انظر: اللسان (3/ 379). والمسعودي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بن عبد الله بن مسعود، صدوق اختلط قبل موته. التقريب (ص 344)؛ الكواكب النيرات (ص 282). وأبو إسحاق السبيعي، قد عنعن وهو مدلس. فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا أن أبا إسحاق السبيعي ساء حفظه بآخرها وكان يدلس، لكن سماع شعبة منه صحيح، فهو من أثبت الناس فيه، وقد جاء=
= عن شعبة قوله: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش، وأبي إسحاق، وقتادة، قال الحافظ في مراتب المدلسين (ص 151): فهذه قاعدة جيدة في أحاديث هؤلاء الثلاثة أنها إذا جاءت من طريق شعبة دلت على السماع ولو كانت معنعنة. اهـ. قلت: وبهذا يكون الأثر صحيحًا. وفي الباب عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضًا. رواه الطبراني في الكبير (10/ 319: 10608) من طريق عبد الله بن الوليد العجلي، عن بكير بن شهاب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: (المساجد بيوت الله في الأرض، تضيء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الأرض). قال الهيثمي (المجمع 2/ 7): رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون. اهـ. قلت: بكير بن شهاب الكوفي، قال فيه أبو حاتم: شيخ. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ: مقبول. اهـ. فيحتاج إلى متابع، ولم أجد من تابعه، فالأثر بهذا الإسناد ضعيف. انظر: الثقات (6/ 106)؛ التهذيب (1/ 490)؛ التقريب (ص 128).
350 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا جَرِيرٌ (¬1)، عَنْ عَطَاءٍ (¬2)، عَنْ مُحارب بْنِ دِثار (¬3)، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قال (¬4): (جاء رجل إلى رسول الله، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْبِقَاعِ [شَرٌّ] (¬5)؟ قَالَ: "لَا أَدْرِي -أَوْ سَكَتَ- " فَقَالَ لَهُ (¬6): أَيُّ الْبِقَاعِ خَيْرٌ؟ قَالَ: "لَا أَدْرِي -أَوْ سَكَتَ-". فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ: لَا أَدْرِي. فَقَالَ: "سَلْ رَبَّكَ" فَقَالَ: مَا نَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ. وَانْتَفَضَ انْتَفَاضَةً كَادَ (¬7) يصعد (¬8) منها روح النبي (¬9) محمد (¬10) -صلى الله عليه وسلم-، فلما صعد جبريل عليه الصلاة والسلام، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَأَلَكَ مُحَمَّدٌ أَيُّ الْبِقَاعِ خَيْرٌ، فَقُلْتَ: لَا أَدْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَحَدِّثْهُ أَنَّ خَيْرَ الْبِقَاعِ الْمَسَاجِدُ، وَأَنَّ شر البقاع الأسواق) (¬11). * صححه ابن حبان. ¬
350 - تخريجه: لم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى. وذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 171: 119). وذكره (المجمع 2/ 6) مختصرًا، وعزاه للطبراني في الكبير، قال: وفيه عطاء بن السائب، وهو ثقة ولكنه اختلط في آخر عمره، وبقية رجاله موثقون. اهـ. قلت: لم أجده في المطبوع من مسند ابن عمر من المعجم الكبير للطبراني، ومعلوم أن بعض مسند ابن عمر رضي الله عنهما، واقع في القسم المفقدد من المعجم الكبير. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 153)، كتاب المساجد، باب خير البقاع المساجد، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: رواه ابن حبان في صحيحه، والبيهقي في سننه، والطبراني في الكبير، من طريق جرير بن عبد الحميد عن عطاء بن السائب، وفي الحكم بصحته نظر فإن جرير بن عبد الحميد سمع من عطاء بعد اختلاطه، قاله أحمد بن حنبل، وشيخه يحيى بن سعيد القطان، لكن له شاهد من حديث أبي هريرة رواه مسلم في صحيحه. اهـ. ورواه ابن حبان (3/ 64: 1597)، كتاب الصلاة، باب المساجد من طريق أبي الوليد الطيالسي، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: إن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي البقاع شر؟ قال: "لا أدري حتى أسأل جبريل" فسأل جبريل، فقال: لا أدري حتى أسأل ميكائيل، فجاء فقال: خير البقاع المساجد وشرها الأسواق.=
= ورواه الحاكم (1/ 90)، كتاب العلم، (2/ 7)، كتاب البيوع. والبيهقي (3/ 65)، كتاب الصلاة، بادٍ فضل المساجد و (7/ 50)، كتاب النكاح، بابٌ كان لا ينطق عن الهوى إن هو إلَّا وحي يوحى. وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 49)، باب ما يلزم العالم إذا سئل عما لا يدريه من وجوه العلم، من طرق عن جرير بن عبد الحميد، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ البقاع خير؟ قال: "لا أدري"، قال: فأي البقاع شر؟ قال: "لا أدري" قال: فأتاه جبريل عليه السلام، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا جبريل أي البقاع خير؟ "، قال: "لا أدري". قال: "أي البقاع شر"، قال: "لا أدري". قال: "سل ربك". قال: فانتفض جبريل انتفاضة كاد يُصْعَق منها محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما أسأله عن شيء. فقال الله سبحانه لجبريل عليه السلام: سَأَلَكَ مُحَمَّدٌ: أَيُّ الْبِقَاعِ خَيْرٌ، فَقُلْتَ لَا أدري. وسألك أي البقاع شر فقلت: لا أدري، فأخبره أَنَّ خَيْرَ الْبِقَاعِ الْمَسَاجِدُ، وَأَنَّ شَرَّ الْبِقَاعِ الأسواق). وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وهذا من أوهامهما لأن جريرًا وإنما سمع من عطاء في حال اختلاطه. ورواه الحافظ في موافقة الخُبْر الخَبَر (ص 6، 7: 3)، من طريق جرير، عن عطاء، به، مختصرًا. وقال: هذا حديث حسن. اهـ. قلت: تحسين الحافظ لهذا الحديث من هذه الطريق فيه تساهل، لكن لعله إنما حسنه بالنظر إلى شواهده.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا أن عطاء بن السائب اختلط في آخر عمره، والراوي عنه هنا جرير بن عبد الحميد الضبي إنما سمع منه في حال اختلاطه،=
= نص على ذلك أحمد، وغيره، ولم أجد من تابعه في رواية هذا الحديث عن عطاء، ولا من تابع عطاء في روايته عن محارب بن دثار. قال ابن الصلاح في المقدمة (ص 195): والحكم فيهم -يعني المختلطين- أنه يقبل حديث من أخذ عنهم قبل الاختلاط، ولا يقبل حديث من أخذ عنهم بعد الاختلاط، أو أشكل أمره فلم يُدْر هل أخذ عنه قبل الاختلاط أو بعد. اهـ. لذا فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. ولهذا الحديث شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره، منها: 1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه! أن رسول لله -صلى الله عليه وسلم- قال:" أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها". رواه مسلم (1/ 464: 671)؛ وابن خزيمة (2/ 269: 1293)؛ وابن حبان (3/ 64: 1598) والبيهقي (3/ 65). 2 - وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه: (أن رجلًا قال: يا رسول الله أي البلدان أحب إلى الله؟ وأي البلدان أبغض إلى الله؟ قال:" لا أدري حتى أسأل جبريل -صلى الله عليه وسلم- " فأتاه فأخبره، أن أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق). رواه البزار- كما في كشف الأستار (2/ 81: 1252) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، عن محمد بن جبير بن مطعم، به. قال البزار: لا نعلمه عن جبير إلَّا بهذا الإسناد. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 2/ 6) وفيه عبد الله بن محمد بن عَقِيل، وهو مختلف في الاحتجاج به. اهـ. وقال الحافظ في التقريب (ص 321): (صدوق في حديثه لين). اهـ. قلت: فالحديث ضعيف إذ لم يتابعه عليه أحد فيما قال البزار، لكن المتن صحيح بما قبله، وقد حسنه الحافظ، في موافقة الخبر الخبر (ص 5: 2).=
= ورواه أحمد (4/ 81)، والطبراني في الكبير (2/ 128: 1545، 1546)، والحاكم (1/ 89، 90)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (2/ 170)، من طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، به، لكن ليس عندهم ذكر المساجد، وإنما الأسواق فقط. 3 - وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لجبريل: "أي البقاع خير؟ " قال: لا أدري. قال: "فسل عن ذلك ربك عَزَّ وَجَلَّ " قال: فبكى جبريل -صلى الله عليه وسلم-، وقال: يا محمد ولنا أن نسأله؟ هو الذي يخبرنا بما شاء، فعرج إلى السماء، ثم أتاه فقال: "خير البقاع بيوت الله في الأرض"، قال: "فأي البقاع شر؟ " قال: "فعرج إلى السماء ثم أتاه فقال: "شر البقاع الأسوق". رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 1174)، كتاب البيوع، باب ما جاء في الأسواق، من طريق محمد بن نوح بن حرب، نا محمد بن خالد بن خداش، ثنا عبيد بن واقد القيسي، عن عمار بن عمارة الأزدي، حدثني محمد بن عبد الله، به. قال الطبراني: لم يروه عن عمار بن عمارة -وهو أبو القاسم صاحب الزعفراني- إلَّا عبيد. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 2/ 6): وفيه عبيد بن واقد القيسي، وهو ضعيف. اهـ. قلت: شيخ الطبراني لم أجد له ترجمة. ومحمد بن خالد بن خداش المهلبي، صدوق يغرب. (التقريب ص 475). ومحمد بن عبد الله البصري، قال الذهبي: مجهول. (التاريخ الكبير 1/ 128؛ الميزان 2/ 608). فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. 4 - وعن واثلة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "شر المجالس الأسواق، والطرق، وخير المجالس المساجد، فإن لم تجلس في المسجد فالزم =
= بيتك"، وفي رواية: "من شر المجالس". رواه الطبراني في الكبير (22/ 60: 142، 143) من طريقين: 1 - من طريق بشر بن عون، ثنا بكار بن تميم، عن مكحول، به. 2 - من طريق أيوب بن مدرك، ثنا مكحول، به. قال الهيثمي (المجمع 2/ 6): رواه الطبراني في الكبير، وفيه بكار بن تميم، قال في الميزان: مجهول. اهـ. قلت: قال الذهبي في الميزان (1/ 340): بكار بن تميم عن مكحول، وعنه: بشر بن عون، مجهول، وذا سند نسخة باطلة. اهـ. وبشر بن عون القرشي الشامي، قال ابن حبان: يروي عن بكار بن تميم، عن مكحول، عن واثلة نسخة فيها ستمائة حديث كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به بحال. اهـ. (المجروحين 1/ 190؛ الميزان 1/ 321). وأيوب بن مدرك الحنفي، سكن دمشق، عداده في أهل الشام، يروي المناكير عن المشاهير، ويدعي شيوخًا لم يرهم ويزعم أنه سمع منهم، روى عن مكحول نسخة موضوعة، ولم يره. قاله ابن حبان في المجروحين (1/ 168)، وانظر: الميزان (1/ 293). ومكحون الشامي، إمام أهل الشام وفقيههم، لم يسمع من واثلة، قاله أبو مسهر، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وقال ابن معين: سمع منه. والراجح عدم سماعه منه، وهو كثير الإرسال جدًا. انظر: جامع التحصيل (ص 285). وقال الألباني في ضعيف الجامع (3/ 247: 3392): موضوع. اهـ.
35 - باب فضل من بني مسجدا
35 - بَابُ فَضْلِ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا 351 - [1] قَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (¬2)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَلَوْ مِثْلَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ (¬3) بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ). [2]، [وَقَالَ إِسْحَاقُ] (¬4): أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ (¬5)، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ (¬6)، -يَعْنِي عَنِ الْأَعْمَشِ- بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ -يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ-، وَغَيْرُهُ -يَعْنِي عَنِ الْأَعْمَشِ- وَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. [3]، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشيم، عَنْ (¬7) مَنْصُورٍ (¬8)، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ (¬9)، [عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ بُنِي لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ، وَكَتَبَ لَهُ حَسَنَةً] (¬10). [4] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بن سليمان، عن الحجاج (¬11)، عن الحكم ابن عُتَيْبَةَ (9)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا ... "، فَذَكَرَ مِثْلَهُ. [5]، وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا قطبة (¬12) عن الأعمش، به مرفوعًا. ¬
[6]، رَوَاهُ الرُّوياني -فِي مُسْنَدِهِ-: حَدَّثَنَا (¬1) الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬2)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهِ مَرْفُوعًا. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: قِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ: إِنَّ هَذَا لَمْ يَرْفَعْهُ غَيْرُكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنَ الْأَعْمَشِ وَهُوَ شَابٌّ. [7]، وَقَالَ (¬3) الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا سَلْم (¬4) بْنُ جُناده، ثنا وَكِيعٌ -فِي دَارِهِ-، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، مَرْفُوعًا. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْرِفُ أَحَدًا تَابَعَ سَلْمَ بْنَ جُنَادَةَ عَلَى هَذَا وَإِنَّمَا يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ. [8] وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى -فِي مُسْنَدِهِ-: حَدَّثَنَا (¬5) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرة، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، [ثنا قُطْبَةُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنِ الْأَعْمَشِ] (¬6) بِهِ مَرْفُوعًا [أَيْضًا]. [9] وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ النَّشَائِيُّ (¬7)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَخِيهِ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهِ مَرْفُوعًا أَيْضًا. * وَقَدْ جَمَعْتُ طُرُقَهُ فِي جُزْءٍ كَبِيرٍ، كتبت فيه عن نيفِ وثلاثين صحابيًا (¬8). ¬
351 - تخريجه: لم أجد مسند أبي ذر في مسند أبي يعلى -رواية ابن حمدان-، ولا في الموجرد من مسند ابن أبي شيبة، ومسند الروياني. وذكر الهيثمي في كشف الأستار (1/ 203: 401)، وابن حجر في زوائد البزار (ص 674: 255)، رواية البزار التي ساقها المصنف هنا. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 147 ب، 1/ 1148)، كتاب المساجد، باب فضل من بني لله مسجدًا. بكل هذه الطرق التي ساقها المصنف هنا، وزاد طريقًا أخرى من مسند أبي داود=
= الطيالسي -وسيأتي ذكرها-، وأخرى من مسند أبي يعلى قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش فذكره مرفوعًا. وهذان الطريقان بما فات الحافظ هنا وهما من شرطه. ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 203: 401)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 123: 2508)، جماع أبواب بناء المساجد، ذكر فضل بناء المسجد وإن صغر، والطحاوي في المشكل (1/ 485)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 291: 479)، والبيهقي (2/ 437)، كتاب الصلاة، باب في فضل بناء المساجد، وفي شعب الإيمان (3/ 81)، باب في الصلوات، فضل المشي إلى المساجد، من طرق عن أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عياش، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ -سقطت لفظة (أبيه) من سنن البيهقي-، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَلَوْ مِثْلَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" زاد الطحاوي والبيهقي: قال أحمد بن يونس: قيل لأبي بكر بن عياش إن الناس يخالفونك في هذا الحديث لا يرفعونه، فقال أبو بكر بن عياش: سمعنا هذا من الأعمش، والاعمش شاب. ورواه أبو يعلى في مسنده" كما في الإتحاف (1/ 147 ب)، كتاب المساجد، باب فضل من بني لله مسجدًا، وأبو نعيم في الحلية (4/ 217)، من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، به مرفوعًا. ورواه الطبراني في الصغير (2/ 138)، والبيهقي (2/ 437)، كتاب الصلاة، باب في فضل بناء المساجد، من طريق علي بن المديني. وابن حبان (3/ 69: 1608)، كتاب الصلاة، باب المساجد. وأبو نعيم في الحلية (4/ 217)، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة. قالا: حدثنا يحيى ابن آدم، ثنا قطبة بن عبد العزيز، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فذكره.=
= قال الطبراني: لم يروه عن قطبة إلَّا يحيى بن آدم. تفرد به علي بن المديني. اهـ. قلت: قوله: (تفرد به علي بن المديني) ليس بصحيح فقد تابعه أبو بكر بن أبي شيبة، كما مر آنفًا. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (1/ 310)، كتاب الصلوات في ثواب من بني لله مسجدًا، من طريق يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ العزيز، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي ذر رضي الله عنه، مرفوعًا فذكره. قلت: وعلى هذا يكون ليحيى بن آدم في هذا الحديث ثلاثة شيوخ: 1 - قطبة بن عبد العزيز، 2 - يزيد بن عبد العزيز، 3 - قطبة بن العلاء، كما في رواية أبي يعلى -تقدمت في الأصل-. ورواه الطحاوي في المشكل (1/ 485)، وابن حبان (3/ 69: 1609)، كتاب الصلاة، باب المساجد، من طريق محمد بن حرب النشائي، حدثنا مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَخِيهِ يَعْلَى بْنِ عبيد، عن الأعمش، به مرفوعًا. وقد خولف محمد بن عبيد في هذا الحديث، فرواه البيهقي (2/ 437)، كتاب الصلاة، باب في فضل بناء المساجد، عن أبي محمد الحسن بن علي بن المؤمل، ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ثنا محمد بن عبد الوهاب، أنبأ يعلي بن عبيد، ثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: من بني لله عَزَّ وَجَلَّ مسجدًا ولو مَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجنة. ومحمد بن عبد الوهاب بن حبيب بن مهران النيسابوري، ثقة. التقريب (ص 494). وأبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ذكره الذهبي. (السير 15/ 364؛ تاريخ الإِسلام 331، 350: 109)، فوصفه بالزهد والعبادة، ولم يذكر فيه توثيقًا لأحد. وشيخ البيهقي الحسن بن علي بن المؤمل، ثقة جليل.=
= المنتخب من السياق (ص 180: 484)، وتاريخ الإِسلام (401، 420: 158). ورواه الطحاوي في المشكل (1/ 485)، والطبراني في الصغير (2/ 120)، من طريق مؤمل بن إسماعيل، ثنا سفيان -قال الطبراني في روايته: يعني ابن عيينة-، عن الأعمثس، به مرفوعًا. قال الطبراني: لم يروه عن ابن عيينة إلَّا مؤمل. اهـ. قلت: ومؤمل بن إسماعيل البصري، صدوق سيِّئ الحفظ، يكثر رواية المناكير عن الشيوخ الثقات. (التهذيب 10/ 380؛ التقريب ص 555). ورواه أبو داود الطيالسي (ص 62: 461)، من طريق قيس، وهو ابن الرببع. وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 310)، كتاب الصلوات، في ثواب من بني لله مسجدًا، وأبو عبيد في غريب الحديث (3/ 132).-انظر: الهامش-، من طريق أبي معاوية. كلاهما عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (من بني دله مسجدًا ولو كمفحص قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ). وقيس بن الربيع، صدوق ساء حفظه وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه، ولذلك ضعفوه، وأبو معاوية هو محمد بن خازم، ثقة ثبت في الأعمثس، يلي شعبة والثوري فيه. ورواه الطحاوي في المشكل (1/ 485)، من طريق هشيم، حدثنا منصور بن زاذان، عن الحكم، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، ولم يرفعه، وذكر مثله، وزاد (وكتب له حسنة). وهذا إسناد صحيح.
الحكم عليه: هذا الحديث قد اختلف في رفعه ووقفه، ووصله وإرساله -كما تقدم- ومعظم الاختلاف فيه على الأعمش. وقد رواه عنه بعض الثقات مرفوعًا -كما سبق- لكن=
= قال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: قال سفيان -يعني الثوري- وشعبة: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من إبراهيم التيمي. اهـ. انظر: التمهيد (1/ 32). ولذا فروايته منقطعة. ورواية الحكم بن عتيبة، المرفوعة مرسلة. ولذلك لما ذكره الدارقطني في العلل (2/ 81أ، ب)، وذكر الخلاف فيه، قال: والموقوف أشبهها بالصواب. اهـ. وهو مما لا مجال للرأي فيه فله حكم الرفع. وللحديث شواهد كثيرة منها: 1 - عن عبيد الله الخولاني أنه سمع عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول -عند قول الناس فيه حين بني مسجد الرسول الله -صلى الله عليه وسلم--: إنكم أكثرتم، وإني سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَقُولُ:"من بني مسجدًا- قال بكير: حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله- بني الله له مثله في الجنة". رواه البخاري (1/ 544: 450)؛ ومسلم (1/ 378: 533)، واللفظ لهما؛ والترمذي (2/ 134: 318) وابن ماجه (1/ 243: 736)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 310)؛ وأحمد (1/ 61، 70)؛ وابن خزيمة (2/ 268: 1291)؛ وابن حبان (3/ 68: 1607). 2 - وعن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:" من بني لله مسجدًا مِثْلَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا في الجنة". رواه العقيلي في الضعفاء (1/ 260) في ترجمة يعلي بن عطاء المحاربي، وابن عدي في الكامل (2/ 629)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 24)، والقضاعي في مسند الشهاب (292/ 1: 485)، من طريق الحكم بن يعلي بن عطاء المحاربى، ثنا محمد بن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن أبي معمر، به. قال ابن عدي: وهذا لا يرويه عن محمد بن طلحة -وهو محمد بن طلحة بن مصرف- غير الحكم بن يعلى، ومحمد بن عبد الرحمن شيخ قرشي مدني. اهـ.=
= وقال أبو حاتم -العلل لابن أبي حاتم (1/ 140)، رقم (390) -: هذا حديث منكر، والحكم بن يعلى متروك الحديث، ضعيف الحديث. اهـ. قلت: وهو آفة هذا الحديث. انظر ترجمته في: اللسان (2/ 341). ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 2200) في ترجمة محمد بن عبد الرحمن القرشي، من طريق محمد بن عبد الرحمن القرشي، عن محمد بن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن أبي معمر، به. قال ابن عدي: هذا الحديث للحكم بن يعلى يعرف بأبي محمد البرغشي الكوفي، عن محمد بن طلحة. سرقه من الحكم بن يعلي بن عطاء، محمد بن عبد الرحمن هذا. اهـ. ورواه الطبراني في الأوسط (8/ 56: 7110)، من طريق وهب بن حفص الحراني، ثنا حبيب بن فروخ، ثنا محمد بن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، مرفوعًا فذكره. قال الطبراني: لم يروه عن طلحة إلَّا ابنه، ورواه حبيب عن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن أبي معمر، عن أبي بكر. اهـ. قال الهيثمي (المجمع 2/ 8): رواه الطبراني في الأوسط، وفيه وهب بن حفص، وهو ضعيف. اهـ. قلت: بل هو متهم بالوضع. انظر: اللسان (6/ 229، 234). 3 - وعن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (من بني مسجدًا يذكر فيه اسم الله، بني الله له بيتًا في الجنة". رواه ابن ماجه (1/ 243: 735)، واللفظ له؟ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 310)؛ وأحمد (1/ 20، 53)؛ وعبد بن حميد في المنتخب (ص 85: 34)؛ وابن حبان (3/ 68: 1606)؛ والبيهقي (9/ 172)، وفي أوله عند أحمد وعبد بن حميد والبيهقي زيادة: "من أظل غازيًا كان له مثل أجره حتى يرجع أو يموت ... =
= الحديث". من طريق عثمان بن عبد الله بن سراقة، به. وعثمان بن عبد الله بن سراقة هو ابن بنت عمر بن الخطاب، لكن روايته عنه مرسلة. قاله المزي: تهذيب الكمال (2/ ق 912). 4 - وعن عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ بَنَى لله مسجدًا من ماله بني الله له بيتًا في الجنة". رواه ابن ماجه (1/ 243: 737)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 180)، من طريق الوليد بن مسلم عن -وعند أبي نعيم: ثنا- ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث عروة، تفرد به عبد الله بن لهيعة، رواه عنه الكبار ابن المبارك، وابن وهب. اهـ. قلت: ابن لهيعة، مدلس -من الخامسة- وقد عنعن، وهو لين الحديث. وأبو الأسود هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود الأسدي المدني، يتيم عروة، وهو ثقة. انظر: التهذيب (9/ 307). وعروة هو ابن الزبير بن العوام، أحد الأعلام، لكن روايته عن علي مرسلة، قاله أبو زرعة وأبو حاتم. (جامع التحصيل ص 236). فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. 5 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال:"من بني مسجدًا لله كمفحص قطاة، أو أصغر، بني الله له بيتًا في الجنة". رواه ابن ماجه (1/ 244: 738)؛ والبخاري في التاريخ (1/ 332)؛وابن خزيمة (2/ 269: 1292)، وفي أوله عنده زيادة؛ والطحاوي في المشكل (1/ 486)، من طريق ابن وهب، عن إبراهيم بن نشيط، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي حسين النوفلي، عن عطاء بن أبي رباح، به. وإبراهيم بن نشيط الوعلاني، ثقة. تهذيب الكمال (2/ 229)؛ والتقريب=
= (ص 95). وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي، ثقة. (التهذيب 5/ 293؛ التقريب ص 311). فالحديث بهذا الإسناد صحيح. لكن البخاري روى بعض ألفاظه في التاريخ موقوفة على جابر رضي الله عنه، وصرح فيها عطاء أنه يشك في سماعه منه، وإنما أخبره بعض أصحابه. ثم رواه البخاري من طريق عطاء عن عائشة مرفوعًا، فكانه يشير إلى أن عطاء دخل عليه حديث في حديث آخر. وقال الشوكاني في نيل الأوطار (2/ 212)، إسناده جيد. اهـ. 6 - وعن واثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من بني مسجدًا يصلى فيه بني الله عَزَّ وَجَلَّ له في الجنة أفضل منه). رواه أحمد (3/ 490)؛ والبخاري في التاريخ (2/ 71) والعقيلي في الضغفاء (1/ 244)؛ والطبراني في الكبير (22/ 88: 213) وابن عدي في الكامل (2/ 736)؛ وأبو نعيم في الحلية (8/ 319)؛ والخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 229)، من طريق الحسن بن يحيى الخشني، عن بشر بن حيان، قال: أتانا واثلة بن الأسقع ونحن نبني مسجدًا، فوقف علينا فسلم ثم قال: ... فذكره. قال العقيلي: ولا يتابع عليه. اهـ. -يعني الحسن بن يحيى-. وقال ابن عدي: ولا أعلم يروي هذا الحديث بهذا الإسناد غير الحسن بن يحيى الخشني. اهـ. وقال أبو نعيم: تفرد به الخشني، عن بشر. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 2/ 7): وفيه الحسن بن يحيى الخشني، ضعفه الدارقطني وابن معين -في رواية- ووثقه.-في رواية- ووثقه دحيم وأبو حاتم. اهـ. وقال الحافظ في الحسن بن يحيى: صدوق كثير الغلط. (التقريب ص 164). وبشر بن حيان الخشني القرشي، ذكره البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يرو عنه غير الحسن بن يحيى.=
= انظر: التاريخ الكبير (2/ 71)؛ الجرح (2/ 354)؛ الثقات (4/ 70)، وقد فات أبا زرعة ابن العراقي فلم يذكره في ذيله على الكاشف، وكذلك الحافظ لم يذكره في تعجيل المنفعة مع أنه من شرطهما. فالحديث بهذا الإسناد ضعيف. 7 - وعن أنسَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "من بني لله مسجدًا، صغيرًا كان أو كبيرًا، بني الله له بيتًا في الجنة". رواه الترمذي (2/ 135: 319)، والبخاري في التاريخ (5/ 330)، وأبو يعلى (4298)، والدولابي في الكنى (2/ 45)، من طريق نوح بن قيس، عن عبد الرحمن مولى قيس، عن زياد النميري، به. وعبد الرحمن مولى قيس، قال فيه الحافظ: مجهول. (التقريب ص 354). وزياد بن عبد الله النميري، ضعيف. التقريب (ص 220). ورواه بحشل في تاريخ واسط (ص 220)، وأبو يعلى (7/ 4018)، والطبراني في الأوسط (2/ 511: 1878)، من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، أخبرنا شريك، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: " من بني لله عَزَّ وَجَلَّ مسجدًا كمفحص قطاة بني الله عَزَّ وَجَلَّ له بيتًا في الجنة". قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلَّا شريك، تفرد به إسحاق. اهـ. قلت: وشريك هو ابن عبد الله النخعي، صدوق يخطئ كثيرًا، وتغير حفظه منذ ولي القضاء. (التقريب ص 266). والأعمش لم يسمع من أنس-على الصحيح- فهو منقطع. ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 1683) في ترجمة عمر بن رديح البصري، من طريق العباس بن الحسن البلخي، ثنا يحيى بن غيلان، أخبرنا عمر بن رديح، أخبرنا ثابت البناني، عن أنس، مرفوعًا فذكره. وزاد: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا يكثر! قال:=
= "فالله أكثر". العباس بن الحسن البلخي، قال فيه الخطيب: ما علمت إلَّا خيرًا. وقال الحافظ: مقبول. (بغداد 12/ 140؛ التقريب ص 292). عمر بن رديح البصري، قيل لأبي حاتم: إن ابن معين قال: صالح الحديث. قال أبو حاتم: بل هو ضعيف الحديث. اهـ. وقال ابن حبان: مستقيم الحديث. اهـ. "الجرح 6/ 108؛ الثقات 7/ 185؛ اللسان 4/ 306). وقال ابن أبي حاتم "العلل" 2/ 171، رقم 2008): سألت أبي عن حديث رواه مؤمل بن إسماعيل، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ، عَنِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (من بني مسجدًا في الدنيا بني الله له مسجدًا في الآخرة). قال أبي: هذا خطأ، أخطأ فيه مؤمل. حدثنا أبو سلمة، عن حماد، عن ثَابِتٍ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... -مرسل-. وعن حماد، عن أبان، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. والصحيح حديث أبي سلمة. اهـ. يعني المرسلة، لأن الموصولة فيها أبان بن أبي عياش، وهو متروك. 8 - وعن سلمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من بني لله مسجدًا في الدنيا بني الله له أوسع منه في الجنة". رواه الدولابي في الكنى (1/ 188)، من طريق أبان بن فيروز، عن أبي عثمان، به. وأبان بن فيروز، هو ابن أبي عياش، وهو متروك. 9 - وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه: أن رسول الله -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يذكر الله فيه، بني الله عَزَّ وَجَلَّ له بيتًا في الجنة". رواه النسائي (2/ 31: 688)؛ وأحمد (4/ 386)؛ والبغوي في شرح السنة (9/ 355: 2420)، من طريق بقية، عن -وعند أحمد: حدثنا- يحيى بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كثير بن مرة، به.=
= ورجاله ثقات، فبقية قد صرح بالتحديث وشيخه شامي، وليس فيه إلَّا ما يخشى من تسوية بقية. انظر: جامع التحصيل (ص 102، 103). 10 - وعن أم حبيبة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:" مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا، بَنَى اللَّهُ لَهُ بيتًا في الجنة". رواه البخاري في التاريخ (3/ 142، 7/ 36)؛ وابن عدي في الكامل (3/ 1174)؛ وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 242)، من طريق سلم بن زرير، عن خالد الربعي، عن شهر بن حوشب، عن عنبسة بن أبي سفيان، به. -وقد سقط شهر بن حوشب من سند ابن عدي-. وسلم بن زرير، روى له الشيخان، ووثقه جماعة، وضعفه ابن معين. (المغني 1/ 273). وخالد بن باب الربعي الأحدب، ضعيف. انظر: اللسان (2/ 374). وشهر بن حوشب، صدوق كثير الإرسال والأوهام. (التقريب ص 269). ورواه عبد الرزاق (3/ 75: 4855)، والطبراني في الكبير (23/ 231: 437)، في آخر حديث "من صلى في يوم. . ."، من طريق معمر عن أبان، عن سليمان بن قيس، عن عنبسة، به. وأبان هو ابن أبي عياش، وهو متروك، ولم يدرك سليمان بن قيس اليشكري. ورواه ابن عدي في الكامل أيضًا: (7/ 2579)، من طريق أبي ظلال القسملي هلال بن ميمون، عن أنس، عن أم حبيبة أنها سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَقُولُ: فذكره. قال ابن عدي: وعامة ما يروي -يعني أبا ظلال- ما لا يتابعه الثقات عليه. اهـ. وقال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 576). وقال الحافظ في الفتح (1/ 545): رواه سمويه في فوائده بسند حسن. اهـ.=
= 11 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا في الجنة". رواه البزار -كشف الأستار (1/ 204: 403) -؛ والطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 57 ب) -؛ والخطيب في تاريخه (5/ 37)، من طريق الحكم بن ظهير، عن ابن أبي ليلى، عن نافع، به. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ [إلَّا]، بهذا الإسناد، والحكلم لين الحديث، وقد روى عنه جماعة كثيرة. اهـ. قلت: بل الحكم بن ظهير متروك، ورمي بالرفض. (المغني 1/ 183؛ التقريب ص 175). 12 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "من بني لله مسجدًا بني له بيت أوسع منه في الجنة". ولفظ الخطيب: "من بني لله مسجدًا، ولو قدر مَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجنة". رواه أحمد (2/ 221) -ومسدد وأبو يعلى-. الإتحاف (1/ 148 أ). والخطيب في تاريخه (9/ 95)، من طريق عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. وفيه عند أحمد: الحجاج بن أرطأة، وهو صدوق ربما أخطأ، وهو مدلس لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، وقد عنعن. وفيه عند الخطيب: أبو قتادة شيخ بالبصرة، ولم أجد له ترجمة. 13 - وعن أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من بني لله مسجدأبنى الله له بيثأ في الجنة أوسع منه". رواه الطبراني في الكبير (8/ 267: 7889)، من طريق عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، به.=
= قال في المجمع (2/ 8): وفيه علي بن يزيد، وهو ضعيف. اهـ. والقاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، صاحب أبي أمامة، صدوق يغرب كثيرًا. (التقريب ص 450). وعثمان بن أبي العاتكة بن سليمان الأزدي، صدوق، ضعفوه، في روايته عن علي بن يزيد الألهاني. وهذا منها. انظر: التقريب (ص 384). فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. 14 - وعن أبي قرصافة رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول:" ابنوا المساجد وأخرجوا القمامة منها، فمن بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا في الجنة". قال رجل: يا رسول الله: وهذه المساجد التي تبنى في الطريق؟ قال: (نعم، وإخراج القمامة منها مهور حور العين". رواه الطبراني في الكبير (3/ 19: 2521)، من طريق أيوب بن علي، ثنا زياد بن سيار، عن عزة بنت عياض قالت: سمعت أبا قرصافة. قال الهيثمي (المجمع 2/ 9): وفي إسناده مجاهيل. اهـ. قلت: أيوب بن علي بن هيصم أبو سليمان الكناني من شيوخ أبي حاتم، وقال فيه: شيخ. "الجرح 2/ 252 ". وزياد بن سيار الكناني، ذكره البخاري، وابن أبي حاتم، ولم يذكرا جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات. التاريخ الكبير (3/ 357)؛ الجرح (3/ 534)؛ الثقات (4/ 255). وعزة بنت عياض، ذكرها ابن حبان في الثقات لكنه نسبها لجدها أبي قرصافة. (الثقات 5/ 289). 15 - وعن أسماء بنت يزيد: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من بني لله مسجدًا فإن الله يبني له بيتًا أوسع منه في الجنة". هذا لفظ أحمد.=
= رواه أحمد (6/ 461)؛ والطحاوي في المشكل (1/ 486)؛ والعقيلي في الضعفاء (2/ 126)؛ والطبراني في الكبير (24/ 185: 468)؛ وفي الأوسط، كما في مجمع البحرين (1/ 57 ب) وابن عدي في الكامل (1/ 382). من طريق أبان بن يزيد العطار، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن محمود ابن عمرو، به. قال الطبراني: لا يروى عن أسماء إلَّا بهذا الإِسناد، تفرد به موسى. اهـ. قلت: لم يتفرد به موسى بن إسماعيل، بل تابعه شيخ أحمد سويد بن عمرو. ومسلم بن إبراهيم -كما عند ابن عدي-. وفيه محمد بن عمرو بن يزيد بن السكن الأنصاري، ضعفه ابن حزم، وقال الذهبي: فيه جهالة. وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح (8/ 290)؛ الثقات (5/ 34)؛ الميزان (4/ 78). ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 126) بعد روايته بالسند المتقدم، من طريق محمد بن إسماعيل قال: حدثنا أبو سلمة، قال حدثنا أبان، قال: حدثنا يحيى، عن محمود بن عمرو، عن أبي هريرة، نحوه (موقوف)، وهذا أولى. اهـ. وقال عباس الدوري في التاريخ (2/ 6): حديث أبان -يعني العطار- حديث محمود بن عمرو، عن أسماء. قال يحيى: ليس هذا بشيء، وإنما هو عن أبي هريرة، موقوف. اهـ. ورواه ابن عدي في الكامل أيضًا -الإحالة السابقة- من طريق أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، ثنا يحيى بن عبد العزيز، ثنا يحيى بن أبي كثير، به نحوه. والسند بهذه الصورة فيه خلل لأن أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، ليس له رواية عن يحيى بن عبد العزيز وإنما يروي عن جده عمر بن يونس، فكأنه كان على هذه الصورة [أحمد بن محمد عن عمر بن يونس]، أو [أحمد بن محمد بن عمر بن=
= يونس عن عمرو بن يونس]، وكلاهما صواب. وأحمد بن محمد بن عمر بن يونس، كذبه أبو حاتم وابن صاعد، وتركه الدارقطني. (الميزان 1/ 142). 16 - وعن نُبَيط بن شَرِيط رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا، بَنَى اللَّهُ لَهُ بيتًا في الجنة". رواه الطبراني في الأوسط (3/ 115: 2236)؛ والصغير (1/ 30)، من طريق أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط، حدثني أبي إسحاق، عن أبيه، عن جده. قال الطبراني في الأوسط: لا يروى عن نبيط إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به، ولده عنه. اهـ. وفيه أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط الأشجعي، قال الذهبي: لا يحل الاحتجاج به، فإنه كذاب. اهـ. (الميزان 1/ 82). وفي الباب: عن معاذ بن جبل، وعبد الله بن أبي أوفى، وأبي موسى، وعمر بن مالك، وعائشة -وسيأتي برقم (353) - وابن عباس -وسيأتي برقم (352) -. ذكر الشوكاني في نيل الأوطار (2/ 212): أن الدمياطي أخرجها في جزء المساجد- أعني حديث معاذ، وابن أبي أوفي، وأبي موسى، وعمر بن مالك رضي الله عنهم.
245 - [وقال] (¬1) الحارث: حدثنا (¬2) داود، ثنا ميسرة، عَنْ أَبِي (¬3) عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي هريرة، وابن عباس رضي الله عنهم، قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا- وَفِيهِ: "وَمَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ شِبْرٍ -أَوْ قَالَ: بِكُلِّ ذِرَاعٍ- أَرْبَعِينَ ألفَ ألفِ (¬4) مَدِينَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِضَّةٍ، وَدُرٍّ، وَيَاقُوتٍ، وَلُؤْلُؤٍ، فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَرْبَعُونَ ألفَ قَصْرٍ (¬5)، فِي كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ ألفَ دَارٍ، فِي كُلِّ دَارٍ ألف بيت، في كل بيت أربعون ألف سَرِيرٍ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ، وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ مَائِدَةٍ، عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ قَصْعَةٍ، فِي كُلِّ قَصْعَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ لَوْنٍ مِنَ الطَّعَامِ، وَيُعْطِي اللَّهُ تَعَالَى وَلِيَّهُ مِنَ الْقُوَّةِ مَا يَأْتِي عَلَى تِلْكَ الْأَزْوَاجِ، وَذَلِكَ الطَّعَامِ، وَالشَّرَابِ فِي يوم واحد". * هذا حديث موضوع (¬6). ¬
352 - [1]، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ [الطَّيَالِسِيُّ] (¬1): حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي جَابِرٌ (¬2)، عَنْ عمَّار (¬3)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ (¬4): إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قَالَ: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا، وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ". [2]، وقال الحارث [ابن أَبِي أُسَامَةَ]، (¬5)، وَأَبُو يَعْلَى، جَمِيعًا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثنا شَرِيكٌ (¬6)، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ (¬7)، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ". ¬
352 - تخريجه: هو في مسند أبي داود الطيالسي (ص 341: 2617). وفي مسند أبي يعلى (1/ 414: 2534)، لكنه من طريق يحيى بن عبد الحميد، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. ولم أجد هذه الطريق التي ذكرها الحافظ هنا في مسند ابن عباس من المطبوع من مسند أبي يعلى. وذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 173: 120). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 148 أ)، كتاب المساجد، باب فضل من بني لله مسجدًا. وعزاه لأبي داود الطيالسي، وللحارث، وأبي يعلى، كعزو الحافظ هنا. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 310) كتاب الصلوات، باب في ثواب من=
= بني لله مسجدًا، وأحمد (1/ 241)؛والبزار كما في كشف الأستار (1/ 204: 402)؛ والطحاوي في المشكل (1/ 486) (وسقط من سنده عمار الدهني)؛ والعقيلي في الضعفاء (3/ 323) في ترجمة عمار الدهني؛ وابن عدي في الكامل (2/ 542) في ترجمة جابر الجعفي، من طرق عن شعبة، به، مثله. وعلى هذا، فالحديث ليس من الزوائد لأن أحمد أخرجه في مسنده. ورواه الطبراني في الأوسط- كما في مجمع البحرين (1/ 57 ب) كتاب الصلاة، باب في من بني لله مسجدًا -من طريق علي- هو ابن عثمان اللاحقي، ثنا عمران -هو ابن عبد الله- قال: سمعت الحكم يحدث عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من بني مسجدًا يراه الله بني الله له بيتًا في الجنة، فإن مات في يومه غفر له". قال الطبراني: لم يروه عن الحكم إلا عمران، تفرد به علي. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 8/ 2): وفيه عمران بن عبد الله، وإنما هو ابن عبيد الله. ذكره البخاري في تاريخه وقال: فيه نظر، وضعفه ابن معين أيضًا. وذكره ابن حبان في الثقات، وسمى أباه عبد الله، مكبَّرًا. اهـ. قلت: البخاري، وابن أبي حاتم سميا أباه عبيد الله، وأما ابن عدي والذهبي فقالا: عبد الله -مكبرًا-، والصواب أنه عبيد الله -مصغرًا-، وإنما الذي أوقع ابن عدي -وتبعه الذهبي- هو أن ابن معين في رواية الدارمي عنه قال: عمران بن عبد الله، ضعيف. اهـ. فظنّا أنه هو صاحب الترجمة، وليس كذلك؛ لأن ابن معين إنما عني بقوله هذا عمران بن عبدِ المعافري. فقد نقل العقيلي، وابن الجوزي، والمزي تضعيف ابن معين في ترجمة عمران بن عبدٍ المعافري، وسمى العقيلي وابن الجوزي أباه عبدَ الله -تبعًا لابن معين- والصواب عبد -بدون إضافة-. قال الحافظ: والذي ضعفه يحيى بن معين هو ابن عبد الله المعافري، الذي أخرج له (ق)، والذي قال فيه البخاري: فيه نظر. اسم أبيه عبيد الله مصغرًا. قال شيخنا:=
= رأيته في ثلاث نسخ. قلت: وما نقله الذهبي قد سبقه إليه ابن عدي كما -كذا بالأصل، وأظن الصواب: فما- ذكر سواه، وقال: هو غير معروف. اهـ. التاريخ الكبير (6/ 427)؛ الضعفاء الكبير (3/ 300)؛ الجرح (6/ 301)؛ الثقات (8/ 497)؛ الكامل (5/ 1749)؛ الضعفاء لابن الجوزي (2/ 221)؛ تهذيب الكمال (2/ ق 1057)؛ الميزان (3/ 238)؛ اللسان (4/ 346).
الحكم عليه: الحديث بإسناد الطيالسي فيه علتان: 1 - جابر الجعفي، وهو متروك. 2 - الانقطاع بين عمار الدهني وسعيد بن جبير. وأما رواية الحارث وأبي يعلى ففيها علتان أيضًا: 1 - ضعف يحيى الحماني حيث اتُّهم بسرقة الحديث والكذب. 2 - الانقطاع كما في الطريق الأولى. وأما رواية أبي يعلى التي ذكرتها في التخريج، ففيها يحيى الحماني أيضًا، وفيها سِمَاك بن حرب، وروايته عن عكرمة مضطربة. وقد ساء حفظه بآخره فكان ربما تلقن. وأما رواية الطبراني ففيها عمران بن عبيد الله البصري، وقد ضعف، والحكم بن أبان العدني وهو صدوق له أوهام. لكن لعله بمجموع هذه الطرق، وما له من الشواهد الكثيرة -وقد ذكرت جملة منها في حديث رقم (351) - يكون حسنًا لغيره.
353 - [1]، وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ (¬1)، ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّحَّانُ، حَدَّثَنِي عطاء (¬2)، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهَذِهِ الْمَسَاجِدُ الَّتِي بِطَرِيقِ مَكَّةَ؟ قَالَ: (وَتِلْكَ). [2]، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا (¬3) مَرْوَانُ (¬4)، عَنْ كَثِيرٍ الْمُؤَدِّبِ (¬5)، بِهِ. وفيه: "ولو قدر مَفْحَص قطاة". ¬
353 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 149أ)، كتاب المساجد، باب فضل من بني لله مسجدًا، وعزاه لمسدد، وابن أبي عمر. ورواه أبو عبيد في غريب الحديث (3/ 132) (وألحق سنده بالهامش نقلًا عن بعض نسخ الغريب)، وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 310) كتاب الصلوات، في ثواب من بني لله مسجدًا، والبخاري في التاريخ (1/ 332) في ترجمة إبراهيم بن نشيط الوعلاني، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 205: 404)، وهو أيضًا في زوائد البزار لابن حجر (ص 683: 258)، والطحاوي في المشكل (1/ 486)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 3) في ترجمة كثير بن عبد الرحمن، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 57 ب) كتاب الصلاة، باب في من بني لله مسجدًا، والخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 152، 153).=
= من طرق عن كثير بن عبد الرحمن، به، بألفاظ متقاربة. قال الطبراني: لم يروه عن عطاء إلا كثير. اهـ. ورواه الطبراني في الأوسط، كما في مجمع البحرين (1/ 57 ب) كتاب الصلاة، باب في من بني لله مسجدًا، من طريق هشام بن عمار، ثنا محمد بن عيسى بن سميع، عن المثنى بن الصباح، عن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من بني لله مسجدًا لا يريد به رياء ولا سمعة بني الله له بيتًا في الجنة". قال الطبراني: لم يروه عن المثنى إلا محمد. تفرد به هشام. اهـ. قلت: والمثنى بن الصباح، ضعيف، اختلط بآخره. التقريب (ص 519). ومحمد بن عيسى بن سميع، صدوق يخطئ ويدلس، ورُمي بالقدر. انظر: التقريب (ص 501)، وقد عنعن هنا، وهو من الرابعة. انظر: مراتب المدلسين (ص 134). فالحديث من هذه الطريق ضعيف جدًا.
الحكم عليه: الحديث بطريقيه رجاله ثقات، إلا كثير بن عبد الرحمن العامري، فهو ضعيف، وقد تابعه المثنى بن الصباح على نحو هذا الحديث عن عطاء، والمثنى ضعيف، والراوي عنه مدلس. فالحديث بهذا الإسناد ضعيف، لكنه يرتقي إلى الحسن لغيره، بما له من الشواهد الكثيرة. انظر حديث رقم (351)، حيث إن ضعفه ليس بشديد، بل قابل للانجبار.
354 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْرٌ -هُوَ ابْنُ الْوَلِيدِ (¬1) -، ثنا سُلَيْمَانُ (¬2)، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ بَنَى بَيْتًا لِيُعْبَدَ اللَّهُ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ (¬3)، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ". ¬
354 - تخريجه: لم أجده في المطبوع من مسند أبي هريرة رضي الله عنه، ولم أجده أيضًا في القسم الذي لم يتم طبعه، فلعله من الرواية المطولة المسند أبي يعلى. وذكره البوصيري الإتحاف (1/ 150 أ)، كتاب المساجد، باب فضل من بني لله مسجدًا، وعزاه لأبي يعلى. ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 1125) في ترجمة سليمان بن داود اليمامي، من طريق بشر بن الوليد، ثنا سليمان بن داود، به مثله. ورواه البزار -كما في كشف الأستار- (1/ 205: 405)، ووقع سقط في سنده هناك حيث سقط من وسطه (ثنا سليمان)، وهي ثابتة في زوائد البزار لابن حجر (ص 681: 257). والطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 57 ب) كتاب الصلاة، باب في من بني لله مسجدًا-؛ والعقيلي في الضعفاء (2/ 126) في ترجمة سليمان بن داود اليمامي، والخطيب في الموضح لأوهام الجمع والتفريق (1/ 119)، من طريق سعيد بن سليمان -وهو سعدويه- حدثنا سليمان بن داود اليمامي، به مثله. إلا أن البزار لم يذكر قوله:" من در وياقوت". قال البزار: سليمان لا يشارك في حديثه، وأحاديثه تدل على ضعفه إن شاء الله، وهو ليس بالقوي. اهـ.=
= وقال الطبراني: لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد. تفرد به سعيد. اهـ. قلت: بل تابعه بشر بن الوليد كما مر. ورواه العقيلي (2/ 126) في ترجمة سليمان بن داود أيضًا. قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا أبو سلمة، حدثنا أبان، حدثنا يحيى، عن محمود بن عمرو، عن أبي هريرة رضي الله عنه، نحوه (موقوف) وهذا أولى. اهـ. ونقل الحافظ في اللسان (3/ 84) عن العقيلي أنه قال: رواه أبان العطار عن يحيى -يعني فخالف في إسناده- قال: عن محمود بن عمرو، عن أسماء بنت يزيد. قال: واختلف على موسى بن إسماعيل، عن أبان في رفعه ووقفه. قال الحافظ: والمستغرب منه قوله فيه:" من درّ وياقوت". فإن للحديث طرقًا جيدة ليس هذا فيها. اهـ. قلت: يعني الحافظ أن حديث: "من بني لله مسجدًا. . ." له طرق عن عدد من الصحابة كما مر، لا أنه يعني حديث أبي هريرة خاصة. وقال ابن أبي حاتم "العلل 1/ 177، رقم 508": سُئل أبو زرعة عن حديث رواه سعيد بن سليمان، عن سليمان بن داود اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، به مثله. قال: قال أبو زرعة: هذا الحديث من حديث أبي هريرة وهم. قال ابن أبي حاتم: ولم يُشبع الجواب، ولم يبين علة الحديث بأكثر مما ذكره، والذي عندي أن الصحيح على ما رواه أبان العطار عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عمرو، عن أسماء بنت يزيد بن السكن، عن -صلى الله عليه وسلم-. وعن يحيى، عن محمود بن عمرو، عن أبي هريرة موقوف. وسمعت أبي يقول: هو محمد بن عمرو بن يزيد بن السكن. اهـ. ورواه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 57 ب) كتاب الصلاة، باب في من بني لله مسجدًا- من طريق المثنى بن الصباح، عن عطاء بن أبي رباح، عن المحرر بن -تحرفت في مجمع البحرين إلى (عن) - أبي هريرة،=
= عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بيتًا في الجنة". قال الطبراني: لم يروه عن المحرر إلا عطاء. تفرد به المثنى. اهـ. قلت: والمثنى بن الصباح، ضعيف، واختلط بآخره. انظر: الميزان (3/ 435)؛ التقريب (ص 519). والمحرر بن أبي هريرة الدوسي، قال فيه الحافظ: مقبول. انظر: التقريب (ص 521).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه سليمان بن داود اليمامي، وهو منكر الحديث. وقد خولف في سند هذا الحديث حيث رواه أبان بن يزيد العطار، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مَحْمُودِ بن عمرو، عن أبي هريرة موقوفًا -كما في رواية العقيلي- وقد رجح العقيلي، وابن أبي حاتم هذه الرواية الموقوفة على حديث الباب. وهذه الرواية الموقوفة فيها ضعف واضطراب. فمحمود بن عمرو فيه جهالة، وأما الاضطراب فقد رواه أبان العطار مرة مرفوعًا، من حديث أسماء بنت يزيد، ومرة موقوفًا، من حديث أبي هريرة. وللحديث خلا قوله (من در وياقوت) شواهد كثيرة مضى ذكرها، في حديث (351). أما هذه اللفظة فمنكرة.
36 - باب كراهية بناء المساجد لغير صلاة فيها
36 - بَابُ (¬1) كَرَاهِيَةِ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ لِغَيْرِ (¬2) صَلَاةٍ فِيهَا 355 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (¬3)، عَنْ أَيُّوبَ (¬4)، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَرَّ قَبْلَ الطَّاعُونِ الْجَارِفِ (¬5)، فَجَعَلَ يَمُرُّ بِالْمَسْجِدِ قَدْ أُحْدِث، فَيَسْأَلُ عَنْهُ. فَيَقُولُ: هَذَا مَسْجِدٌ أَحْدَثَهُ (¬6) بَنُو فُلَانٍ. فَقَالَ: كَانَ يُقَالُ: (يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَبْنُونَ الْمَسَاجِدَ (¬7) [يَتَبَاهَوْنَ] (¬8) بِهَا، ثُمَّ لَا يَعْمُرُونَهَا إلَّا قَلِيلًا). قَالَ أَيُّوبُ: فَجَاءَ الْجَارِفُ فَجَرَفَهُمْ. * عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ، وَقَدْ روي مرفوعًا. ¬
355 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 149أ)، كتاب المساجد، باب فضل من بني لله مسجدًا، وعزاه لمسدد، وقال: ضعيف لجهالة التابعي. اهـ. وذكره البخاري تعليقًا -كما قال الحافظ- (1/ 539)، كتاب الصلاة، باب بنيان المسجد، ولفظه: (وقال أنس: يَتَبَاهَوْنَ بِهَا ثُمَّ لَا يَعْمُرُونَهَا إلَّا قَلِيلًا). ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (1/ 309)، كتاب الصلوات، في زينة المساجد وما جاء فيها، من طريق ابن علية به، دون ذكر القصة، ولفظه: (كان يقال: ليأتين عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَبْنُونَ الْمَسَاجِدَ يَتَبَاهَوْنَ بِهَا ولا يعمرونها إلَّا قليلًا). وروى ابن خزيمة (2/ 281: 1321)، كتاب الصلاة، جماع أبواب فضائل المساجد وبنائها، باب كراهة التباهي في بناء المساجد وترك عمارتها بالعبادة فيها. والبغوي في شرح السنة (2/ 351: 466)، كتاب الصلاة، باب ثواب من بني مسجدًا، من طريق سعيد بن عامر الضُّبَعي، حدثنا صالح بن رستم، قال: قال أبو قلابة الجرمي: غدونا مع أنس إلى الزاوية، فحضرت صلاة الصبح، فمررنا بمسجد، فقال أنس: لو صلينا في هذا المسجد. فقال بعض القوم: حتى نأتي المسجد الآخر. فقال أنس: أي مسجد؟ قالوا مسجد أحدث الآن. فقال أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، قال:" سيأتي على أمتي زمان يتباهون في المساجد ولا يعمرونها إلَّا قليلًا"، هذا لفظ البغوي. قال ابن خزيمة: الزاوية قصر من البصرة على شبه من فرسخين. اهـ. ورواه أبو يعلى في مسنده (5/ 199: 2817)، ومن طريقه الحافظ في تغليق التعليق (2/ 236) من طريق يونس بن بكير، حدثنا صالح بن رستم، به نحوه.=
= وفيه صالح بن رستم، ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه أبو داود، وقال الحافظ: صدوق كثير الخطأ. (التهذيب 4/ 391، التقريب ص 272)، لكنه توبع على نحو هذا الحديث عن أنس -كما سيأتي- وعلى هذا فالحديث حسن لغيره. فقد روى أحمد (3/ 134، 145) (لكن سقط اسم شيخه من المطبوع)، 152، 230، 283، والدارمي (1/ 327)، كتاب الصلاة، باب في تزويق المساجد، وأبو يعلى (5/ 185، 186: 2798، 2799)، وابن حبان (3/ 70: 1612)، كتاب الصلاة، باب المساجد، والبيهقي (2/ 439)، كتاب الصلاة، باب في كيفية بناء المسجد، من طرق عن حماد بن سلمة، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:" لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد". ورواه أبو داود (1/ 311: 449)، كتاب الصلاة، باب في بناء المساجد، وابن خزيمة (2/ 282: 1323)، كتاب الصلاة، جماع أبواب فضائل المساجد، باب كراهة التباهي في بناء المساجد، والطبراني في الكبير (1/ 259: 752)، والصغير (2/ 114)، والبغوي في شرح السنة (2/ 350: 464)، كتاب الصلاة، باب ثواب من بني مسجدًا، من طرق عن محمد بن عبد الله الخزاعي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ. وَقَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "لا تقوم الساعة ... الحديث". قال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلَّا حماد، تفرد به الخزاعي. اهـ. قلت: محمد بن عبد الله الخزاعي، "ثقة. (التقريب ص 489). وما المانع أن يكون حماد بن سلمة سمعه منهما جميعًا. والحديث بهذا الإسناد صحيح إن شاء الله. ورواه النسائي (2/ 32: 689)، كتاب المساجد، المباهاة في المساجد. وابن خزيمة (2/ 282: 1322).=
= والبغوي في شرح السنة (2/ 350: 465)، من طرق عن حماد بن سلمة، عن أيوب، به، ولفظه: "إن من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد" وليست "إن" في رواية النسائي.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد فيه رجل مبهم لم يسم، وباقي رجاله ثقات، فهو ضعيف حتى يعرف هذا المبهم. وقد جاء نحو قصة حديث الباب عن أيوب عن أبي قلابة، فسمى من حدثه، لكن أورد الحديث مرفوعًا، وسندها حسن لغيره -كما بينا في التخريج- وصح قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى يتباهى الناس بالمساجد" وهذا كله فيه تقوية لحديث الباب.
37 - باب صون المساجد
37 - بَابُ صَوْنِ (¬1) الْمَسَاجِدِ 356 - [قَالَ] (¬2) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ (¬3)، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ (¬4)، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[قَالَ] (¬5):" جَنِّبُوا مساجدَكم صِبْيَانَكُمْ، وَمَجَانِينَكُمْ، وإقامَة حُدُودِكُمْ، وسلَّ سُيُوفِكُمْ، وبَيْعَكم، وخصومَتكم. وجمِّروها (¬6) يَوْمَ جُمعكم، واجعلوا على أبوابها المطاهر" (¬7). * هذا منقطع. ¬
= 356 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 157 أ)، كتاب المساجد، باب في تنظيف المساجد وتطهيرها وتجميرها، وعزاه لِإسحاق، وقال: وكذا رواه الطبراني في الكبير، من رواية مكحول عن معاذ، ولم يسمع منه اهـ. ورواه عبد الرزاق (1/ 441: 1726)، كتاب الصلاة، باب البيع والقضاء في المسجد، وما يجنب المسجد، من طريق محمد بن مسلم، عن عبد ربه بن عبد الله، به، ولفظه: "جنبوا مساجدكم مجانينكم، وصبيانكم، ورفع أصواتكم، وسل سيوفكم، وبيعكم وشراءكم، وإقامة حدودكم، وخصومتكم، وجمروها يوم جمعكم، واجعلوا مطاهركم على أبوابها". ورواه الطبراني في الكبير (20/ 173: 369)، من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن عبد ربه بن عبد الله الشامي، عن يحيى بن العلاء، عن مكحول، رفعه إلى معاذ بن جبل، ورفعه معاذ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره بلفظ مقارب. وقد زاد الطبراني في هذا الإِسناد: يحيى بن العلاء، بين عبد ربه، ومكحول وذكر محقق المعجم الكبير حمدي عبد المجيد السلفي، أن الطبراني رواه من طريق آخر في مسند الشاميين (3581)، عن محمد بن مسلم، فجعل يحيى بن العلاء بين مكحول ومعاذ. قال البيهقي (10/ 103)، وقيل: عن مكحول، عن يحيى بن العلاء، عن معاذ مرفوعًا، وليس بصحيح. اهـ. قلت: كانه يشير إلى هذه الرواية.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان. 1 - الانقطاع بين مكحول ومعاذ بن جبل رضي الله عنه، وهذا هو الذي عناه الحافظ والله أعلم، بقوله: هذا منقطع. وقد سبقه إلى ذلك شيخه الهيثمي حيث قال في المجمع (2/ 26): ومكحول لم يسمع من معاذ. اهـ.=
= وكذلك قال البوصيري -كما مر-. 2 - عبد ربه بن عبد الله الشامي، لم أجد من ذكره. لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف. وله شواهد، منها: 1 - عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أبي الدرداء، وأبي أمامة، وواثلة، قالوا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقول ... ، فذكره بلفظ مقارب لحديث الباب. رواه العقيلي في الضعفاء (3/ 347) -في ترجمة العلاء بن كثير-، والطبراني في الكبير (8/ 156: 7601)، وابن عدي في الكامل (5/ 1861)، والبيهقي (10/ 103)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 404). قال ابن عدي: وللعلاء بن كثير، عن مكحول، عن الصحابة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، نسخ كلها غير محفوظة، وهو منكر الحديث. اهـ. وقال البيهقي: العلاء بن كثير هذا شامي منكر الحديث. اهـ. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قال أحمد بن حنبل: العلاء ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حنبل: يروي الموضوعات عن الأثبات. اهـ. 2 - وعن واثلة بن الأسقع رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، قال ... ، فذكره بلفظ مقارب. رواه ابن ماجه (1/ 247: 750)، والطبراني في الكبير (22/ 57: 136)، من طريق الحارث بن نبهان، حدثنا عتبة بن يقظان، عن أبي سعيد، عن مكحول، به. وفيه الحارث بن نبهان، وهو متروك. (التقريب ص 148). وعتبة بن يقظان الراسبي، وهو ضعيف. (التقريب ص 381). وأبو سعيد الشامي، وهو مجهول. (التقريب ص 644).=
= 3 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "جنبوا مساجدكم الصبيان والمجانين". رواه عبد الرزاق (1/ 442: 1728)، وابن عدي في الكامل (4/ 1454)، من طريق عبد الله بن محرر: أن يزيد بن الأصم أخبره أنه سمع أبا هريرة. وفيه عبد الله بن محرر -براءين مهملتين-، وهو متروك. التهذيب (5/ 389). 4 - وعنه أَيْضًا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد، فقدلوا: لا أربح الله تجارتك. وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: لا رد الله عليك،، وليس فيه عند ابن حبان وابن السني قوله: إ وإذا رأيتم من ينشد ... ". رواه الترمذي (3/ 601: 1321)، واللفظ له؛ والدارمي (1/ 326)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص 219: 176)، وابن الجارود في المنتقى (ص 196: 562)،وابن خزيمة (2/ 274: 1305)، وابن حبان (3/ 81: 1648)،وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 80: 154)، والحاكم (2/ 56)، والبيهقي (2/ 447)، من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، أخبرني يَزِيدُ بْنُ خُصَيفة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن ثوبان، به. قال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن غريب. اهـ. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. وصححه الألباني. الإرواء (5/ 134: 1295). ورجاله ثقات عدا الدراوردي، فإنه صدوق صحيح الكتاب، يخطئ إذا حدث من حفظه. والذي يترجح عندي أنه حسن كما قال الترمذي رحمه الله. وقوله: "إذا رأيتم من ينشد فيه ضالة ... ". رواه مسلم (1/ 397: 568)، من غير طريق الدراوردي. 5 - وعن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نهى عن=
= الشراء، والبيع في المسجد ... وأن ينشد فيه شعر ... الحديث. رواه أبو داود (1/ 651: 1079) واللفظ له، والترمذي (2/ 139: 322)، والنسائي (2/ 47، 48: 714، 715)، وابن ماجه (1/ 247: 749)، وأحمد (179/ 2) وقد سقط من إسناده لفظة: (عن)، فأصبح: (يحيى بن عجلان)، والصواب: (يحيى عن ابن عجلان) وقد نبه الشيخ أحمد شاكر إلى هذا الخطأ المطبعي (10/ 156: 6676)، وابن خزيمة (2/ 274: 1304)؛ والبيهقي (2/ 448)، من طريق عن محمد بن عجلان، عن -وعند أحمد والبيهقي: حدثنا- عمرو بن شعيب، به. قال الترمذي: حديث عبد الله بن عمرو حديث حسن. اهـ. وقد توبع محمد بن عجلان في رواية بعضه عن عمرو بن شعيب، تابعه أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، به ولفظه: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن البيع والاشتراء في المسجد". رواه أحمد (2/ 112). قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (10/ 560: 6676) إسناده صحيح. اهـ. قلت: هو حديث حسن، كما قال الإِمام الترمذي؛ لأن حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، حسن، كما قررت في شواهد الحديث رقم (346)، والراوي عنه هنا ثقة، وقد تابعه على بعضه أسامة بن زيد الليثي -كما في رواية أحمد السابقة-. وهو صدوق يهم. 6 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: "خصال لا تنبغي في المسجد: لا يتخذ طريقًا، ولا يشهر فيه سلاح، ولا ينبض فيه بقوس، ولا ينشر فيه نبل، ولا يمر فيه بلحم نيء، ولا يضرب فيه حد، ولا يقتص فيه من أحد، ولا يتخذ سوقًا". رواه ابن ماجه (1/ 247: 748) واللفظ له؛ وابن حبان في الضعفاء والمتروكين=
= (1/ 310)، وابن عدي في الكامل (3/ 1059)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 403)، من طريق زيد بن جبيرة الأنصاري، عن داود بن حصين، عن نافع، به قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال ابن حبان: نتجنب رواية زيد، وداود جميعًا، يروي المناكير عن المشاهير فاستحق التنكب عن روايته، وكذلك داود حدث عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، تجب مجانبة روايته. اهـ. قلت: داود بن الحصين، ثقة، إلَّا في روايته عن عكرمة. (التقريب ص 198) وليس هذا منها. لكن آفته زيد بن جبيرة الأنصاري المدني، فإنه متروك. (التقريب ص 222). 7 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رجلًا مر بأسهم في المسجد، قد أبدى نصولها، فأُمِر أن يأخذ بنصولها كي لا يخدش مسلمًا. (لفظة: كي -ليست عند البخاري-). رواه البخاري (13/ 24: 7074)؛ ومسلم (4/ 2019: 2614)، وفي رواية لهما عن جابر (مر رجل بسهام فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أمسك بنصالها". البخاري (13/ 23: 7073) وهي عنده بصيغة السؤال من سفيان لعمرو بن دينار: سمعت جابر بن عبد الله ... قال نعم. ومسلم (4/ 2018: 2614). وفي رواية لمسلم (14/ 2019): عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أنه أمر رجلًا كان يتصدق بالنبل في المسجد، أن لا يمر بها، إلَّا وهو آخذ بنصولها. 8 - وعن أبي موسى رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إذا مر أحدكم في مسجدنا، أو في سوقنا، ومعه نبل فليمسك على نصالها -أو قال: فليقبض بكفه- أن يصيب أحدًا من المسلمين منها بشيء".=
= رواه البخاري (1/ 547: 452)، (13/ 24: 7075)، ومسلم (4/ 2019: 2615). 9 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لا تقام الحدود في المساجد ... الحديث". رواه الترمذي (4/ 19: 1401)، وابن ماجه (2/ 867: 1599)، والدارمي (2/ 190)، والدارقطني (3/ 141)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 18)، والبيهقي (8/ 39)، من طرق عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ طاوس، به. قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه بهذا الإسناد مرفوعًا، إلى من حديث إسماعيل بن مسلم، وإسماعيل بن مسلم المكي، قد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه. اهـ. قلت: إسماعيل بن مسلم المكي الفقيه، ضعيف الحديث. (التقريب ص 110). وقد تابعه عبيد الله بن الحسن العنبري، عن عمرو بن دينار، به مثله. رواه الدارقطني (3/ 142)، والبيهقي (8/ 39)، لكن الراوي عنه أبا حفص السعدي التمار، واسمه عمر بن عامر، ليس بثقة، ذكره الذهبي في الميزان (3/ 209)، وقال: روى عنه أبو قلابة، ومحمد بن مرزوق، حديثًا باطلًا. اهـ. وذكره الحافظ في اللسان (4/ 314)، ولم يزد شيئًا. وتابعه أيضًا سعيد بن بشير، عن عمرو بن دينار، به مثله. رواه الحاكم (4/ 369). وسعيد بن بشير الأزدي مولاهم أبو عبد الرحمن الشامي، ضعيف. (التقريب ص 234). ورواه الدارقطني (3/ 142)، وابن حزم في المحلى (11/ 123)، من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن عمرو بن دينار، به مثله. وهي كسابقتها.=
= وقد ذكر الزيلعي في نصب الراية (4/ 340)، أن البزار أخرجه من طريق قتادة عن عمرو بن دينار، به. ولم يذكر اسم راويه عن قتادة، والظاهر أنه سعيد بن بشير -كما هنا- لأن ابن حزم رواه من طريق البزار. لذا فالحديث ضعيف. 10 - عن حكيم بن حزام رضي الله عنه، أنه قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، أن يستقاد في المسجد، وأن تنشد فيه الأشعار، وأن تقام فيه الحدود). رواه أبو داود (4/ 629: 4490)، والدارقطني (3/ 85)، وابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (ص 484: 649)، وقد تحرف (الشعيثي) في المطبوع إلى (الشعبي)، والحاكم (4/ 378)، والبيهقي (8/ 328: 10/ 103)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 403: 675)، والمزي في تهذيب الكمال (9/ 354)، من طرق عن محمد بن عبد الله الشعيثي، عن زفر بن وثيمة، به. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال الدارقطني: محمد بن سهل متروك، وقال مرة، يضع الحديث. اهـ. قلت: ليس محمد بن سهل عند أحد ممن ذكرت إلَّا ابن الجوزي، وهذا يدل على عدم تثبته -رحمه الله-، حيث غفل عن باقي طرق الحديث، وكان الأولى أن يعله بزفر بن وثيمة بن مالك بن الحدثان، لأن مدار الحديث عليه، ولم يتابعه إلَّا من هو دونه. وزفر هذا قال فيه الحافظ. (التقريب ص 215): مقبول. اهـ. ولم يرو عنه غير محمد بن عبد الله الشعيثي، لكن وثقه ابن معين، ودحيم، وزاد: لم يلق حكيم بن حزام. وقال ابن القطان: علته -يعني الحديث- الجهل بحال زفر، تفرد عنه محمد بن عبد الله الشعيثي. اهـ. الميزان (2/ 71)، التهذيب (3/ 328).=
= قلت: وقد عزاه الألباني في الإرواء (7/ 361) لأحمد، من هذه الطريق، وليس بصواب لأنه عند أحمد موقوف. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (10/ 42: 8696)، وأحمد (3/ 434)، والدارقطني (3/ 86)، من طريق وَكِيعٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّعِيثِيُّ، عن العباس بن عبد الرحمن، عن حكيم بن حزام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا تقام الحدود في المساجد، ولا يستقاد فيها" وقد وقع في مصنف ابن أبي شيبة تحريف وهو زيادة (عن) بين محمد بن عبد الله ونسبه وهو الشعيثي، وأثبتوها هكذا: محمد بن عبد الله، عن الشعيثي. قال ابن حزم في المحلى (11/ 123): محمد بن عبد الله، والعباس، مجهولان. اهـ. قال ذلك بعد أن ذكر الحديث من طريق ابن وضاح، نا موسى بن معاوية، نا محمد بن عبد الله، عن العباس بن عبد الرحمن، عن -وتحرفت إلى (بن) - حكيم بن حزام، به. فإن كان محمد بن عبد الله الذي في هذا السند هو شيخ وكيع في الرواية السابقة فهو الشعيثي، وهو ثقة معروف. (التهذيب 9/ 280). وأما العباس بن عبد الرحمن، فمجهول كما قال ابن حزم. انظز: تعجيل المنفعة (ص 210)، وقد أنكر الحافظ أن يكون العباس بن عبد الرحمن، من رجال أحمد، وقال بان أحمد روى الحديث من طريق وكيع، عن الشعيثي، عن القاسم بن عبد الرحمن المزني، قال: وفي الجملة فليس للعباس بن عبد الرحمن في حديث حكيم مدخل في مسند أحمد، والله أعلم. اهـ. قلت: الذي في مسند أحمد (3/ 434) هو ما ذكره الحسيني، ولم أجد ما ذكره الحافظ، فلعل هذا من اختلاف النسخ. وقد قال الحافظ في التلخيص (4/ 78): لا بأس بإسناده. اهـ.=
= وحسنه الألباني في الإرواء (7/ 361: 2327). وعندي أن تحسينه بعيد، لما ذكرت من الكلام في زفر بن وثيمة، ولقول دحيم بأنه لم يلق حكيم بن حزام، فهو منقطع. 11 - وعن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نهى عن إقامة الحد في المساجد. رواه ابن ماجه (1/ 867: 2600)، من طريق ابن لهيعة، عن محمد بن عجلان، أنه سمع عمرو بن شعيب، به. وابن لهيعة، مدلس -وقد عنعن-، لين الحديث، واختلط بآخره. 12 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: (لا تقام الحدود في المساجد). رواه ابن أبي شيبة غير، مصنفه (10/ 43: 8697)، من طريق وكيع، عن مبارك، عن ظبيان بن صبيح، به. قال ابن حزم في المحلى (11/ 123): ظبيان، مجهول. اهـ. وقال الذهبي في الميزان (2/ 348): لا يدرى من ذا. اهـ. وذكره البخاري في التاريخ (4/ 368)، وابن حبان في الثقات (4/ 400)، وهو مجهول كما قال ابن حزم والذهبي رحمهما الله تعالى. 13 - وعن عمر رضي الله عنه، أنه كان يجمر المسجد في كل جمعة. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 363)، من طريق وكيع، قال: نا العمري، عن نافع، عن ابن عمر، به. والعمري: هو عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو صدوق سيِّىء الحفظ، يزيد في الأسانيد كثيرًا. وعلى هذا فالأثر بهذا الإسناد ضعيف. 14 - وعن طارق بن شهاب قال: أتي عمر برجل في شيء، فقال: أخرجاه من المسجد، فاضرباه.=
= رواه عبد الرزاق (1/ 436: 1706)، من طريق الثوري، عن قيس بن مسلم، به. وهذا سند صحيح رجاله ثقات. 15 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من رأيتموه ينشد شعرًا في المسجد فقولوا: فض الله فاك -ثلاث مرات- ومن رأيتموه ينشد ضالة في المسجد فقولوا: لا وجدتها -ثلاث مرات- ومن رأيتموه يبيع ويبتاع في المسجد، فقولوا: "لا أربح الله تجارتك"، كذلك قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. رواه الطبراني في الكبير (2/ 103: 1454)، ومن طريقه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 288: 1388) من المحققة. ورواه ابن السني في عمل اليوم واليلة (ص 78: 153) واقتصر على الجزء الأول منه فقط، من طريق محمد بن حمير، عن عباد بن كثير، عن يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن ثوبان، عن أبيه، عن جده ثوبان. قال أبو نعيم: تفرد به ابن حمير، عن عباد. ورواه عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- مثله. اهـ. وقال ابن الأثير. (أسد الغابة 1/ 250): غريب، تفرد ... اهـ. وقد ذكر كلام أبي نعيم بحروفه. وقال الحافظ في الإصابة (1/ 212): روى ابن منده، من طريق محمد بن حمير عن عباد بن كثير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَقُولُ: "مَنْ رأيتموه ينشد شعرًا ... الحديث". ورواه من طريق أبي خيثمة الجعفي عن عباد بن كثير، فلم يقل عن جده، وعباد فيه ضعف، وخالفه يزيد بن خصيفة فقال: عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، وهو المحفوظ، أخرجه النسائي والترمذي. اهـ.=
=قلت: قول الحافظ: وخالفه يزيد بن خصيفة ... إلخ، وهم وقع له بسبب سقوط يزيد بن خصيفة من سياق سند ابن منده عنده، وإلَّا فقد ساق ابن الأثير -في أسد الغابة (1/ 250) - رواية ابن منده من طريق محمد بن حمير عن عباد بن كثير، عن يزيد بن خصيفة، به، فيكون الذي خالف عباد بن كثير بهذا هو الدراوردى، كما قال ابن الأثير، وقد تقدم تخريج حديث أبي هريرة في شواهد هذا الحديث برقم (4)، فالعلة فيه من عباد بن كثير، وعبد الرحمن بن ثوبان. قال الهيثمي في المجمع (2/ 25): لم أجد من ترجمه. اهـ. وثوبان هذا ليس مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وإنما هو أبو عبد الرحمن الأنصاري.
357 - [وَقَالَ إِسْحَاقُ] (¬1): أَخْبَرَنَا (¬2) أَبُو مُعَاوِيَةَ (¬3)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ [عُبَيْدِ اللَّهِ] (¬4) بْنِ كَرِيز، عَنْ أَبِي (¬5) أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخَذَ رجلٌ قَمْلَةً مِنْ ثَوْبِهِ [فَرَمَاهَا] (¬6) فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " أَعِدْهَا فِي ثوبك". * هذا منقطع. ¬
357 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 157 أ)، كتاب المساجد، باب في تنظيف المساجد وتطهيرها وتجميرها، وعزاه لإسحاق. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده- كما في الإتحاف (1/ 156 أ)، كتاب المساجد، باب في تنظيف المساجد وتطهيرها وتجميرها-. وأحمد (5/ 419)، من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز،، عن شيخ من أهل مكة، من قريش، قال: وجد رجل في ثوبه قملة فأخذها ليطرحها فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:" لا تفعل، ارددها في ثوبك حتى تخرج من المسجد". ورواه إسحاق بن راهويه من طريق يزيد بن هارون، ثنا محمد بن إسحاق، به، لكنه قال: عن رجل من أهل المدينة. فذكر نحوه. وستأتي هذه الرواية بعد هذا الحديث برقم (358).=
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه ثلاث علل: 1 - عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس. 2 - لم أجد من ذكر لطلحة بن عبيد الله بن كريز رواية عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ولعل هذا هو ما عناه الحافظ بقوله: هذا منقطع. اهـ. ولأنه روي من طريقين عن ابن إسحاق، عن طلحة، عن رجل من أهل المدينة -وفي رواية من أهل مكة- فكانه هو الواسطة بين طلحة وأبي أيوب رضي الله عنه، وقد أورد الإِمام أحمد هذا الحديث في مسند أبي أيوب الأنصاري، رغم أنه في روايته عن رجل من أهل مكة من قريش، فكانه استأنس بهذه الرواية التي بين أيدينا، فتكون هنا منقطعة كما قال الحافظ إذ إنه سقط منها رجل وهو الذي قيل عنه إنه من أهل مكة، أو كما في الثانية: من أهل المدينة. 3 - الاختلاف على محمد بن إسحاق في إسناد هذا الحديث، فقد رواه أبو معاوية -كما هنا- فقال: حدثنا ابن إِسْحَاقَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كريز، عن أبي أيوب الأنصاري. ورواه يزيد بن هارون فقال: حدثنا ابن إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كريز، عن رجل من أهل المدينة وستأتي هذه الرواية برقم (358). ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، قالا: حدثنا محمد بن عبيد، ثنا ابن إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كريز، عن رجل من أهل مكة من قريش -وقد سبق ذكر هذه الرواية في التخريج-. لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. وله شواهد مرفوعة لا تخلو من مقال. منها: 1 - عن رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:" إذا وجد أحدكم القملة في ثوبه فليصرّها، ولا يلقيها في المسجد" هذا لفظ أحمد. ولابن أبي شيبة: "إذا=
= وجد أحدكم القملة في المسجد فليصرها في ثوبه حتى يخرجها". وفي رواية البيهقي: "إذا وجد أحدكم القملة وهو يصلي فلا يقتلها ولكن يصرها حتى يصلي". رواه مسدد في مسنده- كما في الإتحاف (1/ 155 ب)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 368)، وأحمد (5/ 410)، وأبو داود في المراسيل (ص 2)، والبيهقي (2/ 294)، من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، به، وفي ألفاظهم اختلاف بيَّنا بعضه. لكن قال مسدد في روايته: عن رجل من بني خطمة. والمعنى واحد؛ إذ إن في بني خطمة بطن من الأنصار.-اللباب (1/ 453) - ورجاله ثقات، إلَّا الحضرمي بن لاحق، فقال فيه الحافظ: لا بأس به. (التقريب ص 171). وشيخه مبهم لم يسم، ولم يسمع الحضرمي بن لاحق من أحد من الصحابة رضي الله عنهم. انظر: تهذيب الكمال (6/ 553). فالحديث بهذا الإسناد مرسل، وفيه راوٍ لم يسم، فهو ضعيف جدًا. لكن قال البيهقي، هذا مرسل حسن في مثل هذا. اهـ. أقول: فلعله استحسنه بسبب عدم وجود ما يصح في هذا الباب من المرفوع. 2 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليدفنها". زاد الطبراني: "أو ليمطها عنه". رواه البزار، كما في كشف الأستار (1/ 209: 414). والطبراني في الأوسط (2/ 113: 1219)، من طريق خالد بن يوسف السمتي، حدثنا أبي، سمعت -عند الطبراني: حدثني- زياد -عند البزار: ابن سعد-، عن عتبة الكوفي -قال البزار: وهو عندي عتبة بن يقظان- عن عكرمة مولى ابن عباس، به. وقد تحرفت (عن) التي بين (زياد) و (عتبة) إلى (بن) في المطبوع من المعجم "الأوسط" وجاءت على الصواب في مجمع البحرين (1/ 58 ب)، كتاب الصلاة، باب من وجد قملة وهو في المسجد. قال البزار: لا نعلمه يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا من رواية أبي هريرة بهذا الإسناد،
= وعتبة بن يقظان مشهور حدث عنه جماعة. اهـ. وقال الطبراني: لم يرو هذين الحديثين -يعني هذا الحديث وآخر قبله- عن زياد إلَّا يوسف، تفرد بهما ابنه عنه. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 2/ 20): وفيه يوسف بن خالد السمتي، وهو ضعيف. اهـ. قلت: بل هو متروك متهم بالكذب. انظر: الميزان (4/ 463). وابنه خالد بن يوسف، ضعيف. (الميزان 1/ 648). وعتبة بن يقظان الراسبي البصري، ضعيف. (التقريب ص381). وهذه الأحاديث كلها ضعيفة، لكن قد جاء عن عدد من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، أنهم كانوا يدفنون القمل، أو يقتلونه في المسجد، فلم يكونوا يلقونه فيه حيًا، وهي شاهدة لمعنى هذه الأحاديث حيث إنها تنهى عن إلقاء القمل في المسجد، وليس فيها النهي عن قتله، أو دفنه خارج الصلاة، وإن جاء في بعض الروايات النهي عن قتلها في المسجد، فهو مع ضعفه محمول على إلقائها. فمنها: 1 - عن مالك بن يَخَامِر قال: رأيت معاذ بن جبل يقتل القملة، والبراغيث في الصلاة. رواه عبد الرزاق (1/ 448: 1752)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 367)، والطبراني في الكبير (20/ 35: 51)، من طريق ثور بن يزيد عن راشد بن سعد، به. ورجاله ثقات. ورواه ابن أبي شيبة (2/ 367)، من طريق حسان بن عطية، قال كان معاذ بن جبل يأخذ البرغوث في الصلاة فيفركه بيده حتى يقتله ثم يبزق عليه. ورجاله ثقات، لكن حسان بن عطية لم يدرك معاذ بن جبل. انظر: تهذيب الكمال (6/ 34)، فقد ذكر أنه لم يدرك أبا الدرداء، ومعاذ مات قبل أبي الدرداء بسنين.=
= 2 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه، أنه كان يتفلى في المسجد، ويدفن القمل في الحصى. رواه عبد الرزاق (2/ 447: 1745، 1746)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 368، 369)، وأحمد (5/ 263)، من طرق يتقوى بعضها ببعض. 3 - وعن يوسف بن مالك، أن عبيد بن عمير رأى على ابن عمر قملة في المسجد فأخذها فدفنها، وابن عمر ينظر إليه، ولم ينكر عليه ذلك. رواه عبد الرزاق (1/ 446: 1743)، وابن أبي شيبة (2/ 369)، من طريق أيوب بن أبي تميمة السختياني، به. وسنده صحيح، وسقط بعض متنه في مصنف ابن أبي شيبة، وأشار في الهامش إلى وجوده في نسخة، وهو الصواب، إلَّا أن قوله: (وابن عمر ينظر إليه، ولم ينكر عليه ذلك) ليس في رواية ابن أبي شيبة. انظر: مصنف ابن أبي شيبة (4/ 87: 7470) بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي. ورواه ابن أبي شيبة -أيضًا- من طريق أبي معاوية، عن ليث، عن الحسن بن مسلم، عن عبيد بن عمير، فذكر نحوه، وفيها رؤية ابن عمر وعدم إنكاره. وليث هو ابن أبي سليم، وهو صدوق سيِّئ الحفظ، واختلط فلم يتميز حديثه. والحسن بن مسلم بن يناق، لم يدرك عبيد بن عمير، قاله المزي في تهذيب الكمال (6/ 325). وفي الباب عن عمر بن الخطاب، وابن مسعود، وأبي أيوب الأنصاري وإبراهيم النخعي وغيرهم. انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 447)، ابن أبي شيبة (2/ 367).
358 - [وَقَالَ إِسْحَاقُ] (¬1): أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا مُحَمَّدٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ كَريز، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ (¬3): رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا قد (¬4) أخذ قملة. فذكر مثله. ¬
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه أربع علل: ا- عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس. 2 - جهالة التابعي حيث لم يسم. 3 - الإرسال. 4 - الإختلاف على ابن إسحاق في إسناده -وقد بينت ذلك في الحكم على الحديث السابق فأغنى عن إعادته-.
359 - [وَقَالَ إِسْحَاقُ] (¬1): أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ (¬2)، أنا (¬3) ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، (أَنَّهُ نَهَى أَنْ تُقَامَ الْحُدُودُ فِي الْمَسَاجِدِ، أَوْ يُنْشَد فِيهَا الْأَشْعَارُ، أَوْ يُسَلَّ فِيهَا السِّلَاحُ). * هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، إِنْ كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ [يَسَارٍ] (¬4) سَمِعَهُ مِنْ (¬5) جُبَيْرٍ رَضِيَ الله عنه. ¬
359 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 158أ)، كتاب المساجد، باب النهي عن البصاق في المسجد، وإقامة الحدود وإنشاد الشعر، وعزاه لإسحاق، وأعله بتدليس ابن إسحاق. ورواه الروياني في مسنده (ق 243 ب)، من طريق يعلي بن عبيد، نا محمد بن إسحاق قال: سمعت أصحابنا يذكرون عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، أن تقام الحدود في المسجد، وأن ينشد فيها الشعر، ولا يسل فيها السلاح.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - التوقف في كون إسحاق بن يسار سمع من جبير، أم لم يسمع منه، فلم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة، سوى الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عنه.
= 2 - عنعنة محمد بن إسحاق، وهو مدلس لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع. وعلى هذا فالحديث ضعيف بهذا الإسناد، وأما قول الحافظ رحمه الله: هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ إِنْ كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ سَمِعَهُ مِنْ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. اهـ. ففيه تجوز لانه لو ثبت سماعه له من جبير لبقيت عنعنة ابنه حائلًا دون تحسينه، لان الأئمة اتفقوا على عدم قبول ما عنعن فيه من حديثه. ولبعضه شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو رضي الله عنهما، وفيه:"ونهى أن ينشد فيها شعر"، وقد تقدم تخريجه في حديث رقم (356). ومن حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "خصال لا تنبغي في المسجد: ... ولا يشهر فيه سلاح ... الحديث". وهو حديث ضعيف. ومن حديث جابر وأبي موسى، في الأمر بإمساك نصال النبال في المسجد، وهما في الصحيحين وغيرهما. ومن حديث ابن عباس مرفوعًا: "لا تقام الحدود في المساجد ... ". ومن حديث حكيم بن حزام، وقد تقدم تخريج كل هذه الأحاديث والكلام عليها في حديث رقم (356).
360 - وقال الحارث: حدثنا محمد بن عمر، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ (¬1)، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَفَعَهُ: "لَا تُقَامُ الْحُدُودُ في المساجد". ¬
360 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 184: 129)، وقد تصحف فيه (أبو الأسود) إلى (أبي الأشعث)، لكن المحقق عدلها على الصواب، والذي يظهر لي أن الخطأ في ذلك وقع في مسند الحارث بن أبي أسامة رحمه الله، فإما أن يكون منه، أو من النساخ بعده، لاتفاق الهيثمي، وابن حجر، والبوصيري، على هذا النقل منه كما أسلفنا. ويرجح كونه من النساخ أن أبا نعيم رواه من طريق أبي بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، به. على الصواب، والله أعلم. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 158 ب)، كتاب المساجد، باب النهي عن البصاق في المسجد واقامة الحدود، وعزاه للحارث، وقال -معلقًا على هذا الحديث والذي قبله-: إسناد حديث جبير ضعيف من الطريقين معًا، الأولى: لتدليس ابن إسحاق، والثاني: لضعف الواقدي. اهـ. ورواه البزار، كما في كشف الأستار (2/ 222: 1565)، والطبراني في الكبير (2/ 139: 1590)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ ق 120)، وابن حزم في المحلى 11/ 123)، من طرق عن محمد بن عمر الواقدي، ثنا إسحاق بن حازم، عن أبي الأسود، به، مثله. وهو عند أبي نعيم من طريق أبي بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمد بن عمر الواقدي، به.=
= وروى عبد الرزاق (1/ 437)، كتاب الصلاة باب هل تقام الحدود في المسجد، قال: أخبرني من سمع عمرو بن دينار، يحدث عن نافع بن جبير بن مطعم، قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، أن تنشد الأشعار، وأن يتناس -كذا بالأصل ـ الجراحات، وأن تقام الحدود في المسجد). وهو مرسل إذ إن نافع بن جبير تابعي، وليس بصحابي، وفيه انقطاع إذ لم يسم عبد الرزاق من حدثه عن عمرو بن دينار. وروى الطبراني في الكبير (2/ 139: 1589)، من طريق عيسى بن هلال الحمصي، ثنا محمد بن حمير، عن بشر بن جبلة، عن أبي الحسن، عن عمروبن دينار، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "لا تسل السيوف، ولا تنثر النبل في المساجد ... " الحديث. قال الهيثمي (المجمع 2/ 25): وفيه بشر بن جبلة، وهو ضعيف. اهـ. قلت: وهو مجهول أيضًا، كما قال أبو حاتم وغيره. انظر: تهذيب الكمال (4/ 99).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه الواقدي، وهو متروك الحديث. وله شواهد سبق ذكرها في حديث رقم (356). ولكنه بهذا الإسناد غير قابل للإنجبار، لشدة ضعف الواقدي.
361 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (¬1)، عَنْ أَيُّوبَ (¬2)، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ (¬3)، قَالَ (¬4): سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، يَخْطُبُ فِي يَوْمٍ مَطِيْر، فَقَالَ: (صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ (¬5)، وَلَا تَنْقِلُوا هَذَا الْخَبَثَ بِأَقْدَامِكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ كُلُّ جِيرَانِ المسجد يسعه طهوركم). ¬
361 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 156 ب)، كتاب المساجد، باب في تنظيف المساجد وتطهيرها وتجميرها، وعزاه لمسدد. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 234)، كتاب الصلوات: ما رخص فيه من ترك الجماعة، من طريق هشيم، قال: حدثنا عوف، عن أبي رجاء، قال: أصابنا مطر في يوم جمعة في عهد ابن عباس، فأمر مناديًا فنادى: أن صلوا في رحالكم. وهذه متابعة جيدة لأيوب -وإن كانت مختصرة- وعوف هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وهو ثقة. (التقريب ص 433). ورواه البخاري (2/ 97: 618)، كتاب الأذان، باب الكلام في الأذان، و (2/ 157: 668)، باب هل يصلي الإِمام بمن حضر؟ وهل يخطب يوم الجمعة في المطر؟ و (2/ 384: 901)، كتاب الجمعة، باب الرخصة إن لم يحضر الجمعة في المطر. ومسلم (1/ 485: 669)، كتاب صلاة المسافرين، باب الصلاة في الرحال في المطر. وأبو داود (1/ 463: 1066)، كتاب الصلاة، باب التخلف عن الجماعة في الليلة الباردة أو الليلة المطيرة. وابن ماجه (1/ 302: 938، 939)، كتاب إقامة=
= الصلاة والسنة فيها، باب الجماعة في الليلة المطيرة. وأحمد (1/ 277) مختصرًا. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: (قَالَ ابن عباس رضي الله عنهما، لمؤذنه في يوم مطير: إذا قلت: أشهد أن محمدًا رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم. فكأن الناس استنكروا. قال: فعله من هو خير مني، إن الجمعة عَزْمة، وإني كرهت أن أُخرِجَكم، فتمشون في الطين والدحض). قوله: (عزمة)، أي: فرض النهاية (3/ 231)، مادة: (عزم). ورواه ابن خزيمة (3/ 180: 1864)، كتاب الجمعة، باب أمر الإِمام المؤذن في أذان الجمعة بالنداء أن الصلاة في البيوت، ليعلم السامع أن التخلف عن الجمعة في المطر طلق مباح، من طريق يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث، أن ابن عباس أمر المؤذن، فذكره بنحو لفظ الشيخين، وزاد: (أن أخرج الناس ونكلفهم أن يحملوا الخبث من طرقهم إلى مسجدكم). ويوسف بن موسى بن راشد بن بلال القطان أبو يعقوب الكوفي، ثقة. (التهذيب 11/ 425). وجرير هو ابن عبد الحميد الضبي، وعاصم هو الأحول. فسنده صحيح على شرط البخاري.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح. والأمر بالصلاة في الرحال رواه الشيخان وغيرهما، عن ابن عباس رضي الله عنهما، مرفوعًا -كما بينت في التخريج-. وله شواهد صحيحة، منها: 1 - عن نافع مولى ابن عمر قال: أذَّن ابن عمر رضي الله عنهما، في ليلة باردة بضَجْنَان، ثم قال: صلوا في رِحالكم. فأخبرنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان يأمر مؤذنًا=
= يؤذن ثم يقول على إثره: (ألا صلوا في الرحال) في الليلة الباردة، أو المطيرة في السفر. هذا لفظ البخاري، ومسلم، وأبي داود. وفي رواية لهم وللباقين مثله، لكن لم يقيده بالسفر. رواه البخاري (2/ 112، 156: 632، 666)؟ ومسلم (1/ 484: 697)؛ وأبو داود (1/ 641: 1060، 1061، 1062، 1063)، والنسائي (2/ 15: 654)؛ وابن ماجه (1/ 302: 937) مختصرًا؛ ومالك في الموطأ (1/ 73)، كتاب الصلاة، باب النداء في لسفر وضجنان -بفتح الضاد المعجمة وبالجيم بعدها نون على وزن فعلان- هو جبل قرب مكة. انظر: الفتح (2/ 113). 2 - وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله في سفر، فمطرنا فقال:" ليصلِّ من شاء منكم في رحله". رواه مسلم (1/ 484: 698)؛ وأبو داود (1/ 643: 1065)؛ والترمذي (2/ 263: 409).
362 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا (¬1) زَيْدُ بْنُ (¬2) الحُباب، ثنا (¬3) الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ (¬4)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "البصاق في المسجد سيئة، ودفنها حسنة". ¬
362 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 158 أ)، كتاب المساجد، باب النهي عن البصاق في المسجد، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي يعلى، وقال: هذا حديث حسن. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 365)، كتاب الصلوات، من قال البصاق في المسجد خطيئة، من طريق زيد بن الحباب، به، ولفظه: "البصاق في المسجد خطيئة، ودفنه حسنة". ورواه أحمد (5/ 260)، من طريق زيد بن الحباب، به، ولفظه: "التفل في المسجد سيئة، ودفنه حسنة". ويبدو أن الحافظ رحمه اله تعالى إنما اعتبر هذا الحديث زائدًا لأنه عند أحمد بلفظ (التفل)، وعند ابن أبي شيبة: (البصاق)، ومعناهما متقارب، وإن كان التفل دون البصاق، والذي أرى أن هذا الحديث ليس بزائد على شرط الحافظ، لأن أحمد أخرجه في مسنده" وإن اختلفت هذه الكلمة, لأنه قال في مقدمته (2/ 23) (ق اب)، وَشَرْطِي فِيهِ ذِكْرُ كُلِّ حَدِيثٍ وَرَدَ عَنْ صِحَابِيٍّ لَمْ يُخَرِّجْهُ الْأُصُولُ السَّبْعَةُ مِنْ حَدِيثِهِ، وَلَوْ أَخْرَجُوهُ أَوْ بَعْضُهُمْ مِنْ حَدِيثِ غَيْرِهِ، مع التنبيه عليه. اهـ. ورواه الطبراني في الكبير (8/ 341: 8091)، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، به، ولفظه: "البزاق في المسجد سيئة، ودفنه حسنة".=
= ورواه أيضًا (8/ 341: 8092، 8093)، من طريق محمد بن قضاء الجوهري البصري، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قال: سمعت أبي، أنا الحسين بن واقد، به. ولفظه:" من تنخع في المسجد فلم يدفنه فسيئة، وإن دفنه حسنة". ولم أجد لشيخه ترجمة، وأما محمد بن علي، ووالده فثقتان. (التقريب ص 497 - 399). ورواه أيضًا (8/ 341: 8094)، من طريق أحمد بن علي الأبار البغدادي، ثنا عبد الله بن أحمد بن سويه -لعل الصواب: شبوية-، ثنا علي بن الحسن ابن شقيق، به ولفظه:" البزاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنه". وأحمد بن علي الأبار البغدادي، ثقة. (تاريخ بغداد 4/ 356). وعبد الله بن أحمد بن سويه، لم أجده إلَّا أن يكون تحرف من شبويه، وهو الراجح عندي لأن ابن شبويه يروي عن علي بن الحسن بن شقيق، ويروي عنه أحمد بن علي الأبار، وتحريفها سهل لتقارب الصورتين، وابن شبويه قال فيه ابن حبان: مستقيم الحديث. وقال الخطيب: من أئمة أهل الحديث. الثقات (8/ 366)؛ تاريخ بغداد (9/ 371).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا أبا غالب فإنه صدوق يخطئ، ومن هذه درجته يحتاج إلى متابع، ولم أقف على أحد تابعه في رواية هذا الحديث عن أبي أمامة رضي الله عنه، لذا فحديثه ضعيف. لكن له شاهد صحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وأبي ذر رضي الله عنه، فيرتقي بهما، وبما في معناهما إلى الحسن لغيره. 1 - فعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها"، وفي رواية لمسلم:" التفل في المسجد ... ". رواه البخاري (1/ 511: 415)؛ ومسلم (1/ 390: 552)؛ وأبو داود=
= (1/ 321، 322: 474، 475، 476)؛والترمذي (2/ 461: 572)؛ والنسائي (2/ 50: 723)؛ وأحمد (3/ 232). 2 - وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ:" إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق أمامه، فإنما يناجي الله ما دام في مصلآه، ولا عن يمينه، فإن عن يمينه ملكًا، وليبصق عن يساره، أو تحت قدمه، فيدفنها". رواه البخاري (1/ 512: 416)، واللفظ له؛ ومسلم (1/ 389: 550) لكن ليس عنده قوله: (فيدفنها)، وهي شاهدنا هنا، وأبو داود (1/ 322: 477) بنحوه. 3 - وعن أبي ذر رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ:" عرضت عليَّ أعمال أمتي، حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق. ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن". رواه مسلم (1/ 390: 553)؛ وأحمد (5/ 178:180)؟ والبيهقي (2/ 291).
363 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬1)، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّب، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ (¬2): (إِذَا رَأَيْتُمُ الشَّيْخَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَذْكُرُ أَيَّامَ (¬3) الجاهلية، فاقرعوا رأسه بالعصا). *صحيح موقوف. ¬
363 - تخريجه: = = = = ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 158 أ) كتاب المساجد، باب البصاق في المسجد، وما جاء في تشبيك الأصابع، وإقامة الحدود، وإنشاد الشعر فيه، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات، وأبو إسحاق، واسمه: عمرو بن عبد الله، وإن اختلط بآخره فإن شعبة روى عنه قبل الاختلاط، ومن طريقه روى له البخاري ومسلم في صحيحيهما، ويحيى هو ابن سعيد القطان. اهـ.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، وشعبة روى عن أبي إسحاق السبيعي قبل أن يسوء حفظه، بل إن جمهور أهل العلم لا يقدمون عليه هو والثوري في أبي إسحاق أحدًا. وقد عنعن أبو إسحاق وهر مدلس، لكن كما ذكرنا سابقًا أن ما رواه شعبة عنه محمول على الاتصال، لقوله: كفيتكم تدليس ثلاثة. فذكر منهم أبا إسحاق السبيعي. وعلى هذا، فالأثر صحيح، موقوف، كما قال الحافظ رحمه الله. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن البيع والابتياع، وعن تناشد الأشعار في المساجد). وقد تقدم تخريجه مع شواهد أخرى عند الحديث رقم (356).
364 - [قَالَ] (¬1) الحُمَيْدِي: حَدَّثَنَا (¬2) سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ (¬3) اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ [لَهُ] (¬4): يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ (¬5) هَذَا الْحَدِيثَ (¬6) الَّذِي يُحَدَّثُ بِهِ عَنْكَ: "إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدم"؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "حق". ¬
364 - تخريجه: هو في مسند الحميدي (1/ 162: 339)، ذكره عقب حديث أم أيوب الانصارية قالت: نزل عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فتكلفنا له طعامًا فيه من بعض هذه البقول، فكرهه، وقال لأصحابه: "كلوا فإني لست كأحدكم، إني أكره أن أوذي صاحبي". وقال الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في تعليقه على المطالب العالية (1/ 101): لعل أبا إسماعيل الترمذي رواه في نسخته عن الحميدي. ولم أجده في النسخة التي نشرت بتحقيقي، وهي رواية بشر بن موسى عن الحميدي. اهـ. قلت: فجلّ من لا يسهو، ولا ينسى. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 166 أ)، كتاب الاطعمة، باب ما جاء في الثوم والبصل والكراث. وقد ذكر معه أيضًا حديث أم أيوب الأنصارية الذي تقدم ذكره، وعزاه للحميدي، ثم قال: رواه الترمذي في الجامع، عن الحسن بن الصباح، وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن سفيان، فذكراه، دون ما رآه سفيان في النوم، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. اهـ.=
= قلت: هو في سنن الترمذي (4/ 262: 1810)، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. اهـ. وفي سنن ابن ماجه (2/ 1116: 3364)، بنحوه. ورواه أحمد في مسنده (6/ 433، 462)، وزاد في آخره: (يعني الملك)، ولم يذكر أجد منهم رؤيا سفيان بن عيينة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكنه رؤيا منامية، ولا تثبت الأحكام بالمنامات وإن كان الرائي صالحًا من كبار أهل العلم كسفيان بن عيينة. لكن قد صح هذا الحديث عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن أكل البصل، والكراث، فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها، فقال: "من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تأذى بما يتأذى منه الإنس". وفي رواية: "من أكل من هذه البقلة، الثوم -وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكراث- فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى بما يتأذى منه بنو آدم". رواهما مسلم (1/ 394، 395: 564)؛ والنسائي (2/ 43: 707)، الرواية الثانية فقط؛ وابن ماجه (2/ 1116: 3365)؛ والحميدي (2/ 544: 1299)؛ وأحمد (3/ 374، 387)؛ وابن خزيمة (3/ 83: 1664؛ 1665)؛ والطحاوي (4/ 240)؛ وابن حبان (3/ 80، 261: 1642، 2083)؛ والبيهقي (3/ 76) بألفاظ متقاربة وفيها جميعًا: "فإن الملائكة تتأذى ... ". وعن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من كل من خضرواتكم هذه، ذوات الريح، فلا يقربنا في مساجدنا، فإن الملائكة تتأذى بما يتأذى منه بنو آدم". رواه الطحاوي (4/ 237)، من طريق طلحة بن عمرو، عن عطاء، به. وطلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي متروك. انظر: التقريب (ص 283).
365 - قَالَ (¬1): وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا أَبُو (¬2) الزُّبَيْرِ، قَالَ (¬3): سَمِعْتُ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وسُئل عَنِ الثُّومِ، فَقَالَ: (مَا كَانَ بِأَرْضِنَا يومئذِ ثُومٌ، وإنما الذي نُهي عنه: البصل، والكراث). ¬
365 - تخريجه: هو في مسند الحميدي (2/ 537: 1278). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 166 ب) كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الثوم والبصل والكراث، وعزاه للحميدي. ورواه ابن خزيمة (3/ 85: 1668)، كتاب الصلاة، باب ذكر الدليل على أن النهي عن ذلك لتأذي الملائكة بريحه إذ الناس يتأذون به، من طريق عبد الله بن هاشم، ثنا بهز بن أسد، نا يزيد -وهو ابن إبراهيم- التستري، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ أَكْلِ البصل والكراث. قال: ولم يكن ببلدنا يومئذ الثوم. فقال: "من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذىء بما يتأذى منه الإنسان". ورجاله كلهم ثقات، إلا أن أبا الزبير قد عنعن، وهو مدلس، لكنه صرح بالسماع كما في حديث الباب، فيحمل ما هنا على السماع. ورواه عبد الرزاق (1/ 446: 1741)، كتاب الصلاة، باب أكل الثوم والبصل ثم يدخل المسجد، من طريق ابن عيينة، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:" من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يؤذينا في مسجدنا، وليقعد في. بيته". قال ابن عيينة: فسمعت أبا الزبير يحدث عن جابر قال: ما كان الثوم بأرضنا إذ ذاك.=
= وهذا مرسل رجاله ثقات؛ لأن عطاء بن يسار تابعي وليس بصحابي. انظر: التهذيب (7/ 217). لكن الجزء الأخير منه، وهو قول جابر: (ما كان الثوم ...) متصل، وهو شاهدنا هنا. ورواه أبو عوانة (1/ 411)، كتاب الصلاة، باب النهي عن أكل البصل والكراث، والدليل على إباحة كلها وبأن من أكلها لا يقرب المسجد حتى يذهب ريحها، من طريق يوسف بن مسلم قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يأكلوا البصل والكراث، فلم ينتهوا ولم يجدوا من أكلها بدًّا فوجد ريحها، فقال:" ألم ينهوا عن أكل هذه البقلة الخبيثة أو المنتنة مَنْ أكلها فلا يَغْشَنا في مساجدنا، فإن الملائكة تتأذى بما يتأذى به الإنسان"، فقيل لجابر: والثوم؟ قال: لم يكن عندنا يومئذ ثوم. قال أبو عوانة: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: أبنا ابن وهب، عن ابن جريج -بنحوه-. ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، ثقة حافظ. انظر: التقريب (ص 661). وحجاج هو ابن محمد المصيصي الأعور، ثقة ثبت، لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته. انظر: التقريب (ص 153). ورواه مسلم (1/ 394: 564)، كتاب المساجد، باب نهي من أكل ثومًا أو بصلًا أو كراثًا أو نحوها. وابن ماجه (2/ 1116: 3365)، كتاب الأطعمة، باب أكل الثوم والبصل والكراث. وأحمد (3/ 374، 387 - 397). وابن حبان (3/ 80: 1643)، كتاب الصلاة، باب المساجد: ذكر الزجر عن إتيان المسجد لآكل الثوم والبصل والكراث إلى أن تذهب رائحتهما. و (3/ 261، 262: 2083، 2084، 2087). والبيهقي (3/ 76)، كتاب الصلاة، باب ما جاء في منع من أكل ثومًا أو بصلًا أو كراثًا أن يأتي المسجد، من طرق عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله رضي الله=
= عَنْهُمَا، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن أكل البصل والكراث، فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها، فقال: (من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تأذى ممايتأذى منه الإنس". هذا لفظ مسلم، وليس عند أحد منهم ذكر الثوم. ورواه البخاري (2/ 339: 854، 855)؛ ومسلم (1/ 394: 564)؟؛ وأبو داود (4/ 170: 3822)؛ والترمذي (4/ 261: 1806)؛ والنسائي (2/ 43: 707)؛ وعبد الرزاق (1/ 444: 1736)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 510)؛ وأحمد (3/ 380، 400)؛ وابن خزيمة (3/ 83: 1664، 1665)؛ وأبو عوانة (1/ 411، 412)؛ وابن حبان (3/ 80، 262: 1642، 2086)، من طرق عن عطاء بن أبي رباح، أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا -أو ليعتزل مسجدنا- وليقعد في بيته" وأنه أتي بقدر فيه خَضِرات من بقول، فوجد لها ريحًا، فسأل فأخبر مما فيها من البقول فقال:" قربوها" إلى بعض أصحابه، فلما رآه كره أكلها قال: "كل، فإني أناجي من لا تناجي". هذا اللفظ للبخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم، والنسائي، وابن خزيمة وغيرهم: "من أكل من هذه البقلة، الثوم -وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكراث- فلا يقربن مسجدنا، فإن الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، وقد صرح أبو الزبير بالسماع من جابر، فارتفعت تهمة التدليس. لكن قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (مَا كَانَ بِأَرْضِنَا يَوْمَئِذٍ ثُومٌ، وَإِنَّمَا الَّذِي نُهي عنه البصل والكراث) مشكل لأنه قصر النهي على البصل والكراث دون الثوم، وقد صح عن جابر نفسه أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، نَهَى عن أكل الثوم، روى ذلك عنه=
= عطاء. وصح أيضًا عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم -كما سيأتي- أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ أَكْلِ الثوم. وقد أجاب الحافظ رحمه الله -الفتح (2/ 341) - على ذلك فقال: وهذا لا ينافي التفسير المتقدم -يعني تفسير المنهي عنه بأنه الثوم والبصل والكراث.- إذ لا يلزم من كونه لم يكن بأرضهم أن لا يجلب إليهم، حتى لو امتنع هذا الحمل لكانت رواية المثبت مقدمة على رواية النافي، والله أعلم. اهـ. قلت: لكن يشكل هنا أيضًا أنه حصر النهي في البصل والكراث دون غيره فقال: (وإنما الذي نهي عنه: البصل والكراث)، فالمخرج أن يقال: إن رواية عطاء بن أبي رباح مقدمة على رواية أبي الزبير لأنه أوثق منه، وتعضد روايته رواية باقي الصحابة رضي الله عنهم، ومنها: 1 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال- في غزوة خيبر-: "من أكل من هذه الشجرة -يعني الثوم- فلا يأتين المساجد". رواه البخاري (2/ 339: 853)؛ ومسلم (1/ 393: 561)، واللفظ له؛ وأبو داود (4/ 172: 3825)؛ وابن ماجه (1/ 325: 1016) وابن خزيمة (3/ 82: 1661). 2 - وعن عبد العزيز بن صهيب، قال: سئل أنس عن الثوم؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا ولا يصلي معنا". رواه البخاري (2/ 339: 856)؛ ومسلم (1/ 394: 562)؛ وأحمد (3/ 186). 3 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا، ولا يؤذينا بريح الثوم". رواه مسلم (1/ 394: 563)، واللفظ له؛ وابن ماجه (1/ 324: 1015)؛ وعبد الرزاق (1/ 445: 1738)؛ وأحمد (2/ 264، 266، 429)؛ وأبو عوانة (1/ 411)؛ وابن حبان (3/ 80: 1643)؛ والبيهقي (3/ 76).=
= 4 - وعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لم نعد أن فتحت خيبر، فوقعنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، في تلك البقلة، الثوم، والناس جياع، فأكلنا منها أكلًا شديدًا، ثم رحنا إلى المسجد فوجد رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، الرِّيحُ، فقال: "من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئًا فلا يقربنا في المسجد". فقال الناس: حرمت، حرمت، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال:" أيها الناس إنه ليس بي تحريم ما أحل الله لي، ولكنها شجرة أكره ريحها". رواه مسلم (1/ 395: 565)، واللفظ له؛ وأبو داود (4/ 171: 3823)، وليس عنده القصة، وفيه السؤال عن الثوم والبصل، وأحمد (3/ 12)؛ وأبو عوانة (1/ 412)؛ والبيهقي (3/ 77). 5 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال أثناء خطبة له: ثم إنكم أيها، الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلَّا خبيثتين: هذا البصل والثوم، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد، أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخًا. رواه مسلم (1/ 396: 567)؛ والنسائي (2/ 43: 708)؛ وابن ماجه (1/ 324: 1014)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 510)؛ وأحمد (1/ 15، 28، 49)؛ وابن خزيمة (3/ 84: 1666)؛ وابن حبان (3/ 263: 2088)؛ والبيهقي (3/ 78).
366 - [وَقَالَ] (¬1) أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا (¬2) أَبُو أَحْمَدَ (¬3)، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُسْلِمٍ -هُوَ الْأَعْوَرُ- عَنْ [حَبَّةَ] (¬4)، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَكْلِ الثُّومِ)، وَقَالَ: "لَوْلَا أَنَّ المَلَك يَنْزِلُ عليَّ لأكلته". ¬
366 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 166 ب)، كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الثوم والبصل والكراث، وعزاه لأحمد بن منيع. ورواه البزار، كما في كشف الأستار (3/ 329: 2864). والطحاوي (4/ 240)، كتاب الكراهية، باب أكل الثوم والبصل والكراث. والطبراني في الأوسط (3/ 285: 2620)؛ وابن عدي في الكامل (2/ 835). والسهمي في تاريخ جرجان (ص 103) في ترجمة أبي الحسن أحمد بن موسى المعروف بابن أبي عمران النجار. وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 218) في ترجمة محمد بن هارون الجوزداني، من طرق عن إسرائل، به مثله، لكن عند السهمي وأبي نعيم بلفظ الأمر: "يا علي كل ... ". قال البزار: لا نعلمه يروى عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ طريق إلَّا بهذا الإسناد. اهـ. وقال ابن عدي: وهذان الحديثان -يعني حديث الباب وآخر ذكره قبله- يرويهما عن حبة مسلم الملائي، وقد رواه عن مسلم إسرائيل، وهو غريب من حديث إسرائيل، لا أعلم يرويه عن إسرائيل غير عبد الله بن رجاء، ويحيى بن يحيى الأسلمي. اهـ. قلت: بل رواه جماعة عن إسرائيل غيرهما وهم: 1 - عبيد الله بن موسى العبسي، -كما عند البزار-، 2 - عقبة بن خالد،=
= -عند البزار أيضا-. 3 - شبابة بن سوار، -كما عند الطحاوي-. 4 - أبو أحمد الزبيري، -كما في حديث الباب- وغيرهم. وقال الهيثمي (المجمع 5/ 46): وفيه حبة بن جوين، وقد ضعفه الجمهور، ووثقه العجلي. اهـ. قلت: بل فيه مسلم الأعور، وهو متروك. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 349) في ترجمة أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، من طريق علي بن الجعد، حدثنا أبو عمرو بن العلاء، عن مسلم، عن حبة، به مثله. ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 170: 1094)، كتاب الأطعمة: حديث في الثوم، من طريق الحسن بن عرفة قال: نا محمد بن مروان، عن مسلم، عن حبة، به بلفظ: "يا علي كُلِ الثوم فلولا أن الملك يأتيني لأكلته". قال ابن الجوزي: قال الدارقطني: هذا حديث مما أنكر على حبة بن جون -كذا بالأصل والصواب جوين-، وهو ضعيف. قال يحيى: ليس حديثه بشيء. وقال السعدي: غير ثقة. اهـ. قلت: ومحمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل السدي الصغير، متهم بالكذب. (اتقريب ص 506). ومسلم الملائي الأعور، متروك.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه مسلم بن كيسان الأعور، وهو متروك الحديث، وفيه أيضًا حبة بن جوين، وهو ضعيف. ولم أجد ما يشهد لهذا الحديث بل الأحاديث الصحيحة متضافرة في النهي عن أكله، ونهي من أكله عن قرب المساجد، والأسواق، وقد وصفه -صلى الله عليه وسلم-، بالشجرة الخبيثة، لكنه علل عدم أكله له -في بعض الأحاديث الصحيحة- بنزول الملك ومناجاته له، وقد حمل ذلك، -أي: التعليل- على المطبوخ منه لا النيء، وقد بين -صلى الله عليه وسلم-، أنه حلال وإنما كان يكرهه لأجل ريحه، كما في حديث أبي سعيد الخدري. انظر: الحديث رقم (365).
(15) حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي كَرَاهِيَةِ الرُّقَادِ فِي الْمَسْجِدِ، يَأْتِي فِي مَنَاقِبِ عَلِيٍّ رضي الله عنه (¬1). ¬
38 - باب في فضل ملازمة المسجد
38 - بَابٌ فِي فَضْلِ مُلَازَمَةِ الْمَسْجِدِ 367 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي (¬2) حُمَيْدٍ، ثنا سَعِيدٌ المَهري (¬3)، عَنْ (¬4) أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ (¬5):إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قال: "فضل الرِّبَاطِ (¬6) انْتِظَارُ الصَّلَاةِ، وَلُزُومُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ (¬7)، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي ثُمَّ يَقْعُدُ فِي مُصَلَّاهُ (¬8) إلَّا لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ (¬9) حَتَّى يُحْدِث، أو يقوم". ¬
= تخريجه: هو في مسند أبي داود الطيالسي (ص 328: 2510). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 159 أ)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد والجلوس فيها، وعزاه لأبي داود الطيالسي، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد. اهـ. ورواه عبد الرزاق (1/ 521: 1994)، كتاب الصلاة، باب شهود الجماعة، وابن عدي في الكامل (6/ 2203) في ترجمة محمد بن أبي حميد، من طريق محمد بن أبي حميد، قال: أخبرني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن -وعند ابن عدي: سمعت- أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أفضل الرباط: الصلاة بعد الصلاة، ولزوم مجالس الذكر، ما من عبد يصلي ثم يجلس في مجلسه، إلَّا صلت عليه الملائكة حتى يحدث" هذا لفظ عبد الرزاق. ولفظ ابن عدي: "إن الرباط أفضل الرباط: انتظار الصلاة بعد الصلاة، ولزوم مجالس أهل الذكر، وما من عبد مؤمن يصلي في مسجد ثم يجلس في مجلسه إلَّا صلت عليه الملائكة مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ أو يقوم". وروى مسلم (1/ 219: 251)، كتاب الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره؛ والترمذي (1/ 72، 73: 51، 52)، أبواب الطهارة، باب ما جاء في إسباغ الوضوء؛ والنسائي (1/ 89: 143)، كتاب الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء؛ ومالك في الموطأ (1/ 161)، كتاب قصر الصلاة في السفر، باب انتظار الصلاة والمشي إليها. من طرق عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال:" ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ "قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذالكم الرباط". =
= وروى البخاري (1/ 538: 445)، كتاب الصلاة، باب الحدث في المسجد، و (2/ 142: 659)، كتاب الأذان، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة؛ ومسلم (1/ 459: 649)، باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة؛ وأبو داود (1/ 319: 469)، كتاب الصلاة، باب في فضل القعود في المسجد؛ والنسائي (2/ 55: 733)، كتاب المساجد، باب الترغيب في الجلوس في المسجد وانتظار الصلاة؛ والترمذي (2/ 150: 330)، أبواب الصلاة، باب ما جاء في القعود في المسجد وانتظار الصلاة من الفضل؛ وابن ماجه (1/ 262: 799)، كتاب المساجد والجماعات، باب لزوم المساجد وانتظار الصلاة؛ ومالك في الموطأ (1/ 160)، كتاب قصر الصلاة في السفر، باب انتظار الصلاة والمشي إليها؛ وأحمد (2/ 415)؛ وأبو يعلى في مسنده (11/ 192، 351: 6303، 6430). من طرق عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: "لا يزال العبد في صلاة ماكان في مصلاه ينتظر الصلاة، وتقول الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه. حتى ينصرف أو يحدث". هذا لفظ إحدى روايات مسلم، وعند الباقين بألفاظ مقاربة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه أربع علل: 1 - محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف منكر الحديث. 2 - سعيد المهري، وهو صدوق فيه لين. 3 - الانقطاع بين سعيد المهري وأبي هريرة رضي الله عنه؛ لأن سعيدًا لم يسمع من أحد من الصحابة، وإنما يروي عن أبيه، عنهم، لكن جاء في مسند الطيالسي متصلًا فقد قال: سعيد المهري، عن أبيه، عن أبي هريرة، فلعل ما وقع هنا وفي الإتحاف من خطأ النساخ. 4 - الاختلاف في إسناده، فقد رواه عبد الرزاق وابن عدي -كما شق- من =
= طريق محمد بن أبي حميد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فلا أدري هل لمحمد فيه شيخان، أو أن ذلك من تخليطاته. لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، إلَّا أن بعض هذا الحديث قد صح مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، من غير هذا الطريق -كما سبق بيان ذلك في التخريج-. أما قوله: (ولزوم مجالس الذكر)، فقد جاءت أحاديث صحيحة تشهد له، منها: 1 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ... الحديث بطوله". رواه البخاري (11/ 208: 6408)؛ ومسلم (4/ 2069: 2689) بنحوه؛ وأحمد (2/ 358، 383) بنحو رواية مسلم. 2 - وعن الأغر أبي مسلم، أنه قال: أشهد على أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، أنهما شهدا على النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنَّهُ قَالَ:" لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل، إلَّا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده". رواه مسلم (4/ 2074: 2700)؛ والترمذي (5/ 459: 3378)؛ وابن ماجه (2/ 1245: 3791)؛ وابن أبي شيبة (10/ 307: 9524)؛ وأحمد (3/ 92).
368 - وَقَالَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ (¬1)، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬2)، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَقُولُ: "مَنْ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ (¬3)، أَوْ دَخَلَ مَسْجِدًا لِلصَّلَاةِ (¬4)، لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ مَا لَمْ يُحْدِث: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ". [2]، وَقَالَ (¬5) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا [دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ] (¬6)، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ -هُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ- وَهُوَ يَقْضِي -أَيْ يَمُوتُ- فِي مَسْجِدِهِ، فَقُلْتُ: لَوْ تحوَّلت إِلَى فِرَاشِكَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ، فَذَكَرَهُ (¬7). وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَأُرِيدُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا فِي مَسْجِدِي. ¬
368 - تخريجه: ذكر الهيثمي رواية الحارث (بغية الباحث ص 180: 126). وذكر البوصيرى- (الإتحاف 1/ 159 ب)، كتاب المساجد، باب لزوم=
= المساجد والجلوس فيها- كلا الروايتين، وعزا الأولى لأبي بكر بن أبي شيبة، والثانية للحارث بن أبي أسامة. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 403)، كتاب الصلوات: من قال من انتظر الصلاة فهو في صلاة. وابن صاعد في زوائده على كتاب الزهد لابن المبارك (ص 142: 421). من طريق ابن فضيل، به. ولم يذكر ابن صاعد لفظه وإنما أحال على ما قبله فقال: نحوه. وأما رواية ابن أبي شيبة ففيها: حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، قال: "إذا صلى أحدكم ثم قعد في مصلاه يذكر الله فهو في صلاة، وإن الملائكة يصلون عليه، يقولون: اللهم ارحمه، واغفر له. وإن هو دخل مصلاه ينتظر كان مثل ذلك". ورواه ابن المبارك في الزهد (ص 141: 420). وابن سعد في الطبقات (6/ 174)، من طريق عفان بن مسلم، كلاهما -أي: ابن المبارك وعفان- عن حماد بن سلمة، به مثل رواية الحارث. إلَّا أن رواية ابن المبارك مختصرة، وفيها: حدثني فُلَانٌ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ورواه أحمد (1/ 144) -وابن صاعد في زوائده على كتاب الزهد لابن المبارك (ص 142: 422) - من طريق يحيى بن آدم قال: حدثنا إسرائيل، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن الحلمي قال: سمعت -عند ابن صاعد: عن- عليًا رضي الله عنه، يقول:" إن العبد إذا جلس في مصلاه بعد الصلاة .. ، "الحديث بنحوه. قال ابن صاعد: وكذلك رواه محمد بن ثابت، عن إسرائيل، وقال: عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، نَحْوَهُ. اهـ. قال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (2/ 292: 1218): إسناده حسن؛=
= عطاء بن السائب اختلط بآخره، ولم يذكروا إسرائيل بن يونس فيمن سمع منه قديمًا قبل اختلاطه. اهـ. قلت: رجاله ثقات، لكن لا وجه لتحسينه، بل يجب التوقف فيه حتى نعلم أن سماع إسرائيل من عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وإلاَّ فالحديث ضعيف. وروى ابن المبارك في الزهد (141: 419)، من طريق شعبة، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، أنه كان يأمرهم أن يحملوه في الطين والمطر إلى المسجد، وهو مريض. وهذا سند صحيح -منصور هو ابن المعتمر- وهو شاهد لأصل القصة التي في حديث الباب.
الحكم عليه: أما الطريق الأولى: ففيها محمد بن فضيل، ولم يسمع من عطاء بن السائب إلَّا بعد اختلاطه. وأما الطريق الثانية: فرجالها ثقات، وحماد بن سلمة قد سمع من عطاء ابن السائب قبل اختلاطه، على الصحيح من أقوال أهل العلم، ولم يتعين من هو شيخ الحارث بن أبي أسامة في الحديث -كما سبق- لكن قد رواه ابن المبارك. ورواه ابن سعد عن عفان، كلاهما عن حماد بن سلمة -كما مر-. فالحديث صحيح ان شاء الله تعالى، وله شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، -وقد سبق تخريجه في الحديث السابق (367) -.
369 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ (¬1)، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ -أَوْ قِيلَ (¬2) لَهُ-: أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ: "إِنَّ الْعَبْدَ لَا يَزَالُ فِي صَلَاةٍ (¬3) مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ"، قَالَ: قُلْتُ: مَقْعَدُهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ؟ قال: (بل المسجد كله). ¬
369 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 159 ب)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد والجلوس فيها. وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد صحيح رجاله رجال الصحيح. اهـ.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط البخاري.
370 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى (¬2)، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري (¬3)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -لَمْ يَرْفَعْهُ (¬4) - قَالَ: (مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَوَطَّنُ (¬5) الْمَسَاجِدَ فَيَحْبِسُهُ عَنْهَا مَرَضٌ، أَوْ عِلَّةٌ، ثُمَّ عَادَ إلَّا تَبَشْبَشَ (¬6) اللَّهُ بِهِ ...) الْحَدِيثُ. * صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ. وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ [مَرْفُوعًا] (¬7) أَخْصَرَ مِنْهُ. ¬
370 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 158 ب)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد والجلوس فيها، وعزاه لمسدد. ورواه ابن ماجه (1/ 262: 800)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد وانتظار الصلاة؛ والطيالسي في مسنده (ص 307: 2334)؛ وأحمد (2/ 328، 453)؛ وابن خزيمة (2/ 379: 1503)، كتاب الإمامة في الصلاة، باب فضل إيطان المساجد للصلاة؛ وابن حبان (3/ 67: 1605)، كتاب الصلاة، باب نظر الله جل وعلا بالرأفة والرحمة إلى الموطن المكان في المسجد للخير والصلاة؛ والحاكم (1/ 213)، كتاب الصلاة.=
= من طرق عن ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لا يوطن الرجل المساجد ... الحديث" بنحوه دون قوله:"فيحبسه عنها مرض أو علة" فليس عند أحد منهم. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد خالف الليث بن سعد ابن أبي ذئب، فرواه عن المقبري، عن أبي عبيدة، عن سعيد بن يسار [لحدثناه أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عبيدة، عن سعيد بن يسار] أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-. اهـ. فذكر نحوه. ووافقه الذهبي. قلت: ما بين المعقوفتين أفادني به شيخنا الدكتور محمود ميره من مخطوطات المستدرك، حيث إنه ساقط من المطبوع. وحديث الليث بن سعد، رواه -أيضًا- أحمد (2/ 307، 340، 453)، وابن خزيمة (2/ 374: 1491)، كتاب الإمامة في الصلاة، باب ذكر فرح الرب تعالى بمشي عبده إلى المسجد متوضئًا. من طرق عنه، به. قال العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند (15/ 204: 8051). إسناده صحيح. أبو عبيدة لم أستطع تعيين من هو؟ ولكنه على كل حال من التابعين، فهو يروي هنا عن تابعي كبير، وهو سعيد بن يسار، ويروي عنه تابعي آخر وهو سعيد المقبري، والمقبري سمع من أبي هريرة، وسمع من أبيه أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، وسمع من سعيد بن يسار عن أبي هريرة، وها هو ذا يروي ها هنا عن سعيد بن يسار بواسطة، وعن أبي هريرة بواسطتين. اهـ. قلت: وقد حاولت جاهدًا معرفة أبي عبيدة هذا فلم أستطع. وتصحيح الحديث قبل معرفته فيه بعد وإن كان تابعيًا، لأنه في حكم المجهول،=
= بل وجدت الدارقطني في العلل (3/ 194أ، ب)، صرح بذلك، فقال: وزاد -يعني الليث بن سعد- في الإسناد رجلًا مجهولًا. اهـ. والليث بن سعد هو أثبت أصحاب سعيد المقبري، وابن أبي ذئب، ثبت فيه أيضًا.-انظر: شرح العلل (2/ 670) -. فيصعب ترجيح رواية أحدهما على الآخر لكن يقال: لعل سعيدًا المقبري سمعه من أبي عبيدة عن سعيد بن يسار، وسمعه من سعيد بن يسار مباشرة، لكن رأى أن ما سمعه أبو عبيدة من سعيد بن يسار أتم سياقًا مما سمعه هو، فكان تارة يحدث به هكذا وتارة هكذا. وعلى هذا يمكن تصحيح الحديث من طريق ابن أبي ذئب، إذ رجاله كلهم ثقات، ولهذا والله أعلم صححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وقد ذكر الدارقطني هذا الحديث، واختلافهم فيه، ثم قال: ويشبه أن يكون الليث قد حفظه من المقبري. اهـ. وذكر -أيضًا- أن أبا عاصم النبيل قد وافق يحيى القطان على وقف هذا الحديث، وخالفهما سليمان بن بلال، ومحمد بن الزبرقان أبو هشام. فروياه عن ابن عجلان، بهذا الإسناد، مرفوعًا. العلل (3/ 194 ب)
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد فيه ثلاث علل: 1 - عنعنة ابن عجلان، وهو مدلس. 2 - أنه من روايته عن سعيد المقبري، وقد ضعفوا روايته عنه لكونها اختلطت عليه فلم يميز ما رواه سعيد عن أبيه، عن أبي هريرة، وما رواه عن رجل، عن أبي هريرة، وما رواه عن أبي هريرة مباشرة، لكن قد أخبر أنه عند ما لم يستطع التمييز بينها جعلها كلها عن سعيد، عن أبي هريرة، وهنا قال: عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي هريرة، فتبين أن هذا الحديث حدث به قبل اختلاطها عليه، فيكون صحيحًاكما قال ابن حبان.=
= 3 - أن ابن عجلان قد خولف في إسناده، فرواه ابن أبي ذئب، عن المقبري، به مرفوعًا، وكذلك الليث بن سعد -كما سبق-، وقد ذكر الدارقطني -كما تقدم نقله- أنه اختلف على ابن عجلان -أيضًا- في وقفه ورفعه لكن يقال: لعل سعيدًا المقبري كان حينًا يرفع الحديث وحينًا يوقفه على أبي هريرة رضي الله عنه، كما هي عادة الحفاظ، فقد ينشطون فيرفعون الحديث، ويكسلون حينًا فيقفونه. وعلى كل حال فهو بهذا الإِسناد ضعيف، لعنعنة ابن عجلان، والمرفوع أصح منه. وتصحيح الحافظ رحمه الله له مع ما فيه، فيه تساهل.
371 - وَقَالَ (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الوَرَكاني، ثنا معتمر (¬2)، عَنْ فَيَّاضِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -[رَفَعَهُ] (¬3) -:"إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ جِيرَانِي؟ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا (¬4) وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ (¬5) يجاورك؟ فيقول: أين عمار المساجد (¬6)؟ ". ¬
371 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 174: 121). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 158 ب)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد والجلوس فيها، وعزاه للحارث بن أبي أسامة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا محمد بن عطية السعدي، فإنه صدوق، لكن لا أدري أسمع فياض بن غزوان من محمد بن عطية، أم لم يسمع منه، فلم أجد من ذكره في شيوخه، وقد قال الذهبي في محمد بن عطية: لم يرو عنه سوى ولده عروة. اهـ. وقد نفى البخاري أن يكون فياض بن غزوان سمع من أنس بن مالك رضي الله عنه، ومحمد بن عطية من طبقة أنس أو قريبًا منها. فإن ثبت سماعه منه فالحديث حسن، والَّا فهو ضعيف لانقطاعه. وقد دلت أحاديث صحيحة على فضل عمارة المساجد بالعبادة، والطاعة،=
= وانتظار الصلوات، ذكرنا بعضها فيما سبق. انظر رقم (367)، ومنها أيضًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له في الجنة نزلًا كلما غدا أو راح". وفي رواية البخاري: "من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة ... " الحديث. رواه البخاري (2/ 148: 662)؛ ومسلم (1/ 463: 669)؛ وأحمد (2/ 508)؛ وابن خزيمة (2/ 376: 1496)؛ وابن حبان (3/ 242: 2035)؛ والبيهقي (3/ 62). قال الحافظ في الفتح (2/ 148): النُزُل -بضم النون والزاي- المكان الذي يهيأ للنزول فيه، -وبسكون الزاي- ما يهيأ للقادم من الضيافة ونحوها. اهـ.
372 - [1] وقال (¬1) أبو داود (¬2): حدثنا صالح المُزِّي، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عمَّار مَسَاجِدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [هُمْ] (¬3) أَهْلُ اللَّهِ". [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا صَالِحٌ، بِهِ (¬4). [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النِّيلِيُّ. [4] قال الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ. قَالَا (¬5):ثنا صَالِحٌ، بِهِ. *وَقَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إلَّا صَالِحٌ. وَكَذَا (¬6) قَالَ الطبراني في (¬7) الأوسط (¬8). ¬
372 - تخريجه: هو في مسند أبي داود الطيالسي (ص 272: 2041). وفي المنتخب من مسند عد بن حميد (3/ 145: 1289).=
= وهو أيضًا في مسند أبي يعلى (6/ 132: 3406)، وفيه: (بيوت) مكان كلمة: (مساجد). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 305: 237) -وذكره أيضًا- في كشف الأستار (1/ 217: 433)، وقال: قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ عن أنس إلَّا صالح. اهـ. وذكره أيضًا (المجمع 2/ 23) ولفظه: "إن عمار بيوت الله ... الحديث"، وقال: رواه الطبراني في الأوسط" وأبو يعلى، والبزار، وفيه صالح المري وهو ضعيف. اهـ. وذكره ابن حجر في زوائد البزار (ص 716: 273). وذكره البوصيري - (الإتحاف 1/ 158 ب)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد والجلوس فيها- وعزاه لأبي داود الطيالسي، وعبد بن حميد، وأبي يعلى والبزار، والطبراني في الأوسط، والبيهقي، وذكر كلامهم على الحديث، ثم قال: وقد ضعفه -يعني صالح المري- ابن معين وابن المديني والبخاري وأبو داود والنسائي وغيرهم. اهـ. ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 199) في ترجمة صالح المري؛ والطبراني في الأوسط (3/ 244: 2523)؛ وابن عدي في الكامل (4/ 1379) في ترجمة صالح المري؛ وأبو نعيم في الحلية (6/ 173) في ترجمة صالح المري؛ والبيهقي (3/ 66)، كتاب الصلاة، باب فضل المساجد وفضل عمارتها بالصلاة فيها، من طرق عن صالح المري، عن ثابت، به، مثله. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلَّا صالح. اهـ. وقال البيهقي: صالح المري غير قوي. اهـ. ورواه ابن عدي في الكامل (4/ 1379) في ترجمة صالح المري؛ وتمام في فوائده (كما في الروض البسام) (1/ 299: 270)، من طريق عبد الله بن معاوية=
= الجمحي، ثنا صالح المري، عن ثابت، وجعفر بن زيد، وميمون بن سياه، عن أنس، به مثله. وقد تابع عبد الله بن معاوية على هذه الرواية يونس بن محمد المؤدب -كما في رواية عبد بن حميد التي سبق ذكرها-.
الحكم عليه: الحديث من جميع طرقه المذكورة في الأصل والتخريج مداره على صالح المري، وهو ضعيف، منكر الحديث، وهو في ثابت أشد ضعفًا، وإذا جمع الضعيف في روايته لحديث ما بين عدة شيوخ حيث يقول: حدثنا فلان وفلان وفلان، فهذه أشد ضعفًا إذا لم يتابع لأنها تدل على تخليطه، وهذه حال رواية صالح المري التي جمع فيها بين عدة شيوخ. ولذا فالحديث ضعيف جدًا، وله شاهد من حديث أنس السابق -رقم (371) - لكنه غير قابل للانجبار. وكما قدمنا فإن فضل عمارة المساجد بالطاعة، وانتظار الصلاة فيها ثابت بالأحاديث الصحيحة. انظر حديث رقم (367، 371). وعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذا رأيتم الرجل يتعاهد -وفي رواية: يعتاد- المسجد فاشهدوا له بالإيمان، فإن الله تعالى يقول: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ} الآية. رواه الترمذي (5/ 12، 277: 2617، 3093)؛ وابن ماجه (1/ 263: 802)؛ وأحمد (3/ 68، 76)؛ وابن أبي عمر في كتاب الإيمان (ص 68: 2)؛ والدارمي (1/ 278)؛ وابن خزيمة (2/ 379: 1502)؛ وابن حبان (3/ 110: 1718)؛ وابن عدي في الكامل (3/ 981، 1013)؛ والحاكم (1/ 212، 2/ 332)؛ وأبو نعيم في الحلية (8/ 327)؛ والبيهقي (3/ 66)؛ والخطيب في تاريخه (5/ 459)، من طريق أبي السمح دراج، عن أبي الهيثم، به.=
= قال الترمذي: هذا حديث غريب حسن -وفي الموضع الثاني: قال- حسن غريب. اهـ. وقال ابن عدي: وعامة هذه الأحاديث التي أمليتها -يعني هذا الحديث وأحاديث أخرى معه- مما لا يتابع دراج عليه. اهـ. وقال الحاكم: هذه ترجمة للمصريين لم يختلفوا في صحتها وصدق رواتها غير أن شيخي الصحيح لم يخرجاه. اهـ. وتعقبه الذهبي فقال: دراج كثير المناكير. اهـ. وقال الحاكم في الموضع الثاني: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي ولم يتعقبه في هذا الموضع، فجل من لا يسهو. وقال مغلطاي -في شرح ابن ماجه-: حديث ضعيف. انظر: فيض القدير (1/ 358)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1/ 184: 608)، وهو كما قالا لأن في سنده دراجًا، وهو صدوق، لكن ضعفوا أحاديثه التي يرويها عن أبي الهيثم، قال أحمد: أحاديث دراج عن أبي الهيثم فيها ضعف. اهـ. وكذلك قال أبو داود. وقد وثقه ابن معين، ولما ذكر لفضلك الحافظ توثيق ابن معين له، قال: ليس بثقة ولا كرامة. اهـ. وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال مرة: منكر الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال في موضع آخر: متروك. انظر: الكا مل (3/ 979)؛ الميزان (2/ 24)؛ التهذيب (3/ 208)؛ التقريب (ص 201). وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، في ذكر السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلَّا ظله: "ورجل قلبه معلق في المساجد". رواه البخاري (2/ 143: 660)؛ ومسلم (2/ 715: 1031)؛ والترمذي (4/ 598: 2391) وهو عنده عن أبي سعيد أو أبي هريرة -على الشك، وقد تكلم عليه- والنسائي (8/ 222: 5380)؛ وأحمد (2/ 439).
373 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الفَزَاري، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، قَالَ (¬1): [إِنَّ]، (¬2) أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ لِيَكُنْ بَيْتَكَ الْمَسْجِدُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول:"إن الْمَسْجِدَ بُيُوتُ الْمُتَّقِينَ، فَمَنْ كَانَتِ الْمَسَاجِدُ بُيُوتَهُ أَتَمَّ (¬3) اللَّهُ لَهُ بالرَّوْحِ (¬4)، والرَّحْمَةِ (¬5)، والجوازِ (¬6) عَلَى الصراط إلى الجنة". ¬
373 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 159 أ)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد والجلوس فيها، وعزاه لابن أبي عمر، وقال: هذا إسناد لجهالة بعض روايته. اهـ. قلت:. كذا في الأصل، وأظن أنه سقط من الكلام لفظة (ضعيف)، بعد قوله: (هذا إسناد). ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (13/ 317: 16458)، كتاب الزهد ما جاء في لزوم المساجد. من طريق يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خالد، به، فذكره بلفظ مقارب. ورواه هنَّاد بن السَّري في الزهد (2/ 471: 951)، باب فضل المسجد=
= والجلوس فيه من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خالد، عن محمد بن واسع، به مثله. وفي هذه الرواية لم يذكر إسماعيل الواسطة بينه وبين محمد بن واسع فإما أن يكون سمعه منه -وهذا ممكن زمنًا- أو دلسه، وقد وصفه النسائي بالتدليل، وهو ممن احتمل الأئمة تدليسهم، لكن يتوقف في هذه الرواية لأنه لم يصرح بالسماع من محمد بن واسع، وقد روى عنه هذا الحديث ثقتان -هما مروان الفزاري، ويعلى بن عبيد- وقال في روايتهما: عن رجل عن محمد بن واسع. انظر: مراتب المدلسين (ص 51). ورواه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 217: 434)، وزوائد البزار لابن حجر (ص 713: 272)، من طريق نصر بن علي، ثنا أبو أحمد، ثنا إسرائيل، عن عبد الله بن المختار، عن محمد بن واسع، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: لتكن المساجد بيتك، فإني يسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله عز وجل، ضمن لمن كانت المساجد بيته الأمن والجواز على الصراط يوم القيامة". قال البزار: لا نعلم هذا الحديث بهذا اللفظ إلَّا بهذا الإسناد، وإسناده حسن، وقد روي نحوه بغير لفظه. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 2/ 22): رواه الطبراني في الكبير والأوسط، والبزار وقال: إسناده حسن. قلت: ورجال البزار كلهم رجال الصحيح. اهـ. وهو كما قال الهيثمي، فرجاله كلهم ثقات، على شرط مسلم، لكن قال الدارقطني في العلل (2/ 73 أ) بعد أن ذكر اختلافهم فيه: ورواه حماد بن سلمة ومطعم بن المقدام الصنعاني، والمرسل هو المحفوظ. اهـ. ويعني والله أعلم بقوله: (والمرسل)، أي الذي ليس فيه ذكر أم الدرداء، فحديث محمد بن واسع عن أبي الدرداء منقطع؛ إذ لم يدركه، والمتقدمون من أئمتنا يطلقون لفظ المرسل على المرفوع الذي سقط صحابيه، وعلى المنقطع والمعضل، وقيده المتأخرون بما سقط=
= صحابيه فقط، والأول هو مذهب الفقهاء وأهل الأصول. انظر: تدريب الراوي (1/ 195). ورواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 77: 72)؛ وابن عساكر (13/ 378/ 1) ـكما في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 342) - من طريق الربيع بن ثعلب، ثنا إسماعيل بن عياش، عن مطعم بن المقدام وغيره، عن محمد بن واسع قال: كتب أبو الدرداء إلى سلمان ... وفيه: وليكن المسجد بيتك فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول:" المسجد بيت كل تقي". قال الألباني: وهذا إسناد رجاله ثقات، فهو جيد لولا الانقطاع بين الربيع -كذا في الأصل والصواب: محمد بن واسع- وأبي الدرداء، فإنه لم يسمع منه ولا من غيره من الصحابة. اهـ. قلت: وفي ما قاله العلاَّمة الألباني تساهل كبير؛ فمطعم بن المقدام، صدوق. (التقريب ص 534). وإسماعيل بن عياش، صدوق في حديث الشاميين، لكنه مدلس، لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، وقد عنعن هنا. ورواه الخطيب في تاريخه (8/ 340) ومن طريقه ابن الجوزى في العلل المتناهية (1/ 410: 690) من طريق عمرو بن جرير، حدثني إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم قال: سمعت أبا الدرداء يقول لابنه: يا بني لا يكونن بيتك إلَّا المسجد، فإن المساجد بيوت المتقين، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول. فذكر نحو حديث الباب. قال ابن الجوزي: قال الدارقطني: عمرو بن جرير، متروك. اهـ. قلت: بل قال أبو حاتم: كان يكذب. انظر: الجرح (6/ 224)؛ الميزان (3/ 250). ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 214) من طريق عبد الرزاق، ثنا معمر، عن صاحب له، أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان: يا أخي اغتنم صحتك ... بطوله وفيه: ويا أخي ليكن المسجد بيتك فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول:" إن المساجد بيت كل=
= تقي، وقد ضمن الله عَزَّ وَجَلَّ لمن كانت المساجد بيته بالروح والراحة والجواز على الصراط إلى رضوان الرب عز وجل". ولم يسم معمر صاحبه الذي حدثه، فهو مجهول. ورواه الطبراني في الكبير (6/ 254: 6143)؛ والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 78: 73)؛ وأبو نعيم في الحلية (6/ 176)، من طريق صالح المري، ثنا الجريري، عن أبي عثمان، قال: كتب سلمان إلى أبي الدرداء. فذكره بنحو رواية أبي نعيم السابقة -وهو عند القضاعي مختصرًا-. قال أبو نعيم: غريب من حديث صالح، لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه. اهـ. قلت: صالح المري، ضعيف، منكر الحديث، وقد خالف في هذا الحديث، فالناس يقولون: كتب أبو الدرداء إلى سلمان. ويقول هو: كتب سلمان إلى أبي الدرداء. والجريري اختلط بآخره، لكن سماع صالح منه قديم؛ لأن أبا داود قال: من أدرك أيوب السختياني فسماعه من الجريري جيد. وصالح المري قد أدرك من هو أقدم موتًا من أيوب، وهو ثابت البناني.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا المبهم -رجل- فلم يتين لي من هو فهو مجهول، ومحمد بن واسع لم يدرك أبا الدرداء رضي الله عنه فهو منقطع. لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف. لكن قد رواه، البزار كما أسلفنا وحسَّن إسناده ورجاله رجال الصحيح. فلعله بهذه الرواية وبما ذكرت من المتابعات -التي لا تخلو من مقال- يكون حسنًا لغيره، ويشهد له عموم ما ذكرنا في الأحاديث السابقة (367، 368، 371)، من فضل عمارة المساجد والمكث فيها. وله شاهد من كلام سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال: (من توضأ فأحسن=
= الوضوء ثم أتى المسجد ليصلي فيه كان زائرًا لله، وحق على المزور أن يكرم زائره). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (13/ 319: 16465) وتصحف اسم شيخه حفص بن غياث إلى جعفر بن غياث؛ وأحمد في الزهد (ص 189)؛ وهناد بن السري في الزهد (2/ 471: 952)، من طرق عن أبي عثمان النهدي، به. وقد رواه الطبراني في الكبير (6/ 253، 255: 6139، 6145) مرفوعًا، ولا يصح رفعه؛ لأن في سنده -في الرواية الأولى- سعيد بن زرْبي، وهو منكر الحديث. (التقريب ص 235). وعامر بن سيار، قال فيه أبو حاتم: مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أغرب. اللسان (223)؛ الثقات (8/ 502). وفي الرواية الثانية: عَمُّ سعيد بن يحيى بن سعيد -وقد تصحفت في المطبوع إلى: شعبة- الأموي، واسمه: عبد الله بن سعيد بن أبان الأموي، سكت عليه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات. التاريخ الكبير (5/ 104)؛ الجرح (5/ 72)؛ الثقات (7/ 14). وقد خالف الثقات فهو يرويه عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي عثمان، عن سلمان، مرفوعًا، وقد خالفه أبو معاوية محمد بن خازم فرواه عنه موقوفًا. وهكذا رواه حفص بن غياث عن عاصم الأحول عن أبي عثمان -كما في رواية ابن أبي شيبة- ويحيى القطان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان -كما في رواية أحمد-.
374 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) الْمُقْرِئُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -هُوَ ابْنُ يَزِيدَ الحُبُلي-، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ستُّ مَجَالِسَ مَا كَانَ المسلمُ فِي مجلسٍ مِنْهَا إلَّا كَانَ ضَامِنًا (¬2) عَلَى اللَّهِ تَعَالَى: فِي سَبِيلِ اللَّهِ (¬3) عز وجل، أَوْ مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ، أَوْ عِنْدَ مَرِيضٍ، أَوْ يَتْبَعُ جَنَازَةً، أَوْ فِي بَيْتِهِ، أَوْ عِنْدَ إِمَامٍ مُقْسِط (¬4) يُعَزِّره (¬5) ويُوَقِّرُه" (¬6). [2] وَقَالَ عَبْدُ [بْنُ حُمَيْدٍ] (¬7): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ (¬8)، بِهِ. [3] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ (¬9)، ثنا عَبْدُ الله بن يزيد، به. ¬
= 374 - تخريجه: هوفي المنتخب من مسند عبد بن حميد (1/ 300: 337). وذكره الهيثمي في كشف الأستار (1/ 218: 435). وذكره -أيضًا- (المجمع 2/ 23)، وقال: رواه الطبراني في الكبير، والبزار بنحوه، ورجا له موثقون. اهـ. وذكره ابن حجر في زوائد البزار (ص 718: 274). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 159 أ)، كتاب المساجد، باب لزوم المساجد والجلوس فيها، وعزاه لابن أبي عمر، وعبد بن حميد، والبزار، والطبراني في الكبير، وقال: مدار أسانيد هذا الحديث على الإفريقي، وهو ضعيف، لكن المتن له شاهد من حديث معاذ بن جبل ... اهـ.
الحكم عليه: الحديث من جميع طرقه المذكورة مداره -كما قال البوصيري- على عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو ضعيف من قِبَل حفظه، وكان يدلس، لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف. لكن له شواهد صحيحة يرتفع بها إلى الحسن لغيره، ومنها: 1 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "من جاهد في سبيل الله كان ضامنًا على الله، ومن عاد مريضًا كان ضامنًا على الله، ومن غدا إلى المسجد أو راح كان ضامنًا على الله، ومن دخل على إمام يعزره كان ضامنًا على الله، ومن جلس في بيته لم يغتب إنسانًا كان ضامنًا على الله". هذا لفظ ابن حبان، وعند الباقين في أوله قصة. رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة (2/ 491: 1022) لكنه لم يذكر لفظه وإنما أحال على حديث ابن لهيعة الآتي، ورواه ابن خزيمة: (2/ 375: 1495)؛ وابن حبان (1/ 295: 373)؛ والطبراني في الكبير (20/ 37: 54)؛ والحاكم=
= (1/ 212، 2/ 90)؛ والبيهقي (9/ 166)، من طرق عن الليث بن سعد، عن الحارث بن يعقوب، عن قيس بن رافع القيسي، عن عبد الرحمن بن جبير -وزاد بعضم في اسمه: ابن نفير وهو خطأ-، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. قلت: رجاله كلهم ثقات إلَّا قيس بن رافع القيسي، فلم يوثقه إلَّا ابن حبان، وقال الحافظ فيه: مقبول. الثقات (5/ 315)؛ التقريب (ص 456). لكن له طريق أخرى يرتفع بها إلى الحسن. فقد رواه أحمد (5/ 241)؛ وابن أبي عاصم في كتاب السنَّة (2/ 490: 1021)؛ والبزار (كما في كشف الأستار (2/ 257: 1649)؛ والطبراني في الكبير (20/ 37: 55)، من طرق عن ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ علي بن رباح، عن عبد الله بن عمرو، به نحوه، إلَّا أنه قال: أو تبع جنازة، ولم يذكر قوله: (ومن غدا إلى المسجد أو راح) ورجاله كلهم ثقات، إلَّا ابن لهيعة فإنه لين الحديث وكان يدلس- لكنه متابع جيد -كما أسلفت- للإسناد الأول. 2 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: رجل خرج غازيًا في سبيل الله، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرده مما نال من أجر وغنيمة، ورجل راح إلى المسجد، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرده مما نال من أجر وغنيمة، ورجل دخل بيته بسلام، فهو ضامن على الله عز وجل". رواه أبو داود (3/ 16: 2494) وهذا لفظه؛ والطبراني في الكبير (8/ 118: 7492)؛ والحاكم (2/ 73)؛ والبيهقي (9/ 166)، من طرق عن أبي مسهر عبد الأعلى الغساني، ثنا إسماعيل بن عبد الله -يعني ابن سماعة- ثنا الأوزاعي، ثني سليمان بن حبيب، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.=
= وهو كما قالا فرجاله كلهم ثقات. وله طريق أخرى عن الأوزاعي: فقد رواه الطبراني في الكبير (8/ 118: 7491)، من طريق بكر بن سهل، عن عمرو بن هاشم البيروتي، عن الأوزاعي، به مثله. ورجاله ثقات إلَّا بكر بن سهل الدمياطي، ففيه خُلْف، والراجح أنه صدوق يخطئ. انظر: الميزان (1/ 345)؛ السير (13/ 425)؛ اللسان (2/ 51)، وهو معتضد بالرواية الأولى. وله طريق أخرى: فقد رواه ابن حبان (1/ 359: 499) من طريق محمد بن المعافى، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عثمان بن أبي العاتكة، حدثني سليمان بن حبيب، به، فذكره بلفظ مقارب. وشيخ ابن حبان وصفه بالعبادة والزهد، وقال الدارقطني: ما علمت إلَّا خيرًا. سؤالات السهمي (84). وعثمان بن أبي العاتكة، صدوق، ضعف في حديث علي بن يزيد الألهاني، وليس هذا منها. (التقريب ص 384)، وهشام بن عمار، صدوق، كَبِر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح. (التقريب ص 573)، ولا أدري هل هذا من قديم حديثه أم لا. وقد اقتصرت في ذكر الشواهد على ما وجد فيه موضوع الباب، وإلَّا ففي الجهاد، وعيادة المرضى، واتباع الجنائز، أحاديث في الصحيحين وغيرهما وليس هذا موضع بسطها.
39 - باب القول عند دخول المسجد والخروج منه
39 - بَابُ الْقَوْلِ عِنْدَ دُخُولِ الْمَسْجِدِ وَالْخُرُوجِ مِنْهُ 375 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ (¬1)، ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُريح، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ (¬2)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ (¬3) قُسَيط، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: (إِنِّي لَأَقُولُ إِذَا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ) (¬4). * مَوْقُوفٌ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، لَكِنَّهُ مُنْقَطِعٌ (¬5). ¬
375 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 156 أ)، كتاب المساجد، باب ما يقول إذا دخل المسجد وإذا خرج منه، وعزاه لابن أبي عمر.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد كما قال الحافظ رحمه الله تعالى، رجاله رجال الصحيح،=
= لكنه منقطع؛ لأن يزيد بن قسيط لم يدرك أبا الدرداء بل ولد قبل وفاته بسنتين، أو أكثر قليلًا. وله شواهد مرفوعة، وموقوفة، منها: 1 - عن أبي حميد -أو أبي أُسَيْدٍ-. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك. رواه مسلم (1/ 494: 713)، من طريق يحيى بن يحيى؛ وأبو عوانة (1/ 414)، من طريقين عن ابن أبي مريم؛ والبيهقي (2/ 441)، من طريق يحيى بن يحيى، كلاهما عن سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري، به. قال مسلم: سمعت يحيى بن يحيى يقول: كتبت هذا الحديث من كتاب سليمان بن بلال. قال بلغني أن يحيى الحماني يقول: وأبي أسيد. اهـ. ورواه مسلم -أيضًا- (1/ 495: 713)، ولم يذكر لفظه وإنما أحال على حديث يحيى بن يحيى؛ وابن حبان (3/ 247: 2046)؛ وابن السني (ص 80: 156)؛ وأبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث (ص 121)؛ والبيهقي (2/ 441)، من طرق عن بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، به، مثله، وزادوا في أوله -عدا مسلم-: (فليسلم) بعد قوله: (إذا دخل أحدكم المسجد). قال البيهقي: ولفظ التسليم فيه محفوظ. اهـ. ورواه النسائي (2/ 53: 729)؛ وفي عمل اليوم والليلة (ص 220: 177)؛ وأحمد (3/ 497، 5/ 425)؛ وابن حبان (3/ 247: 2047)، من طرق عن أبي عامر العَقَدي، حدثنا سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري، قال: سمعت أبا حميد، وأبا أسيد، به، فذكره بمثل لفظ مسلم. ورواه الدارمي (2/ 293)، من طريق القعنبي، ثنا سليمان -يعني ابن=
= بلال-، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيد، عن أبي حمد أو أبي أسيد، فذكره بلفظ مسلم. ورواه أبو داود (1/ 317: 465)؛ والبيهقي (1/ 442)، من طريق أبي الجماهر محمد بن عثمان، حدثنا الدراوردي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد، سمعت أبا حميد -أو أبا أسيد- الأنصاري يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ ليقل: ... الحديث"، بمثل لفظ مسلم. ورواه الدارمي (1/ 324)، من طريق يحيى بن حسان، أنا عبد العزيز بن محمد -يعني الدراوردي-، به مثله. إلَّا أن الهمزة سقطت من نسختي (سمعت أبا حمد، وأبا أسيد الأنصارى يقول). والدليل على سقوط همزة (أو) من نسختي وأنه ليس من أصل الرواية ما تقدم من رواية أبي داود والبيهقي، وأيضًا قوله: (أبا حميد وأبا أسيد الأنصارى يقول) فلو كان بواو العطف للزمه أن يقول: (الأنصاريين يقولان)، وبذا تكون رواية الدارمي موافقة لرواية أبي داود والبيهقي. ثم وجدت الحافظ ابن حجر قد روى هذا الحديث في نتائج الأفكار (1/ 274)، من طريق الدارمي على الصواب. فالحمد لله. وقد وقفت عليه -أيضًا- في سنن الدارمي (1/ 264: 1401) بتحقيق عبد الله هاشم اليماني، فوجدته فيها كما في نسختي إلَّا أنه قال: (يقولان) بدل (يقول)، وقد علق المحقق في الحاشية، فقال: وفي الدمشقية: (وأبا أسيد)، وفيها: (يقول)، وفي الهندية: (أو أبا أسيد)، وفيها (يقولان). اهـ. ورواه أبو عوانة (1/ 414)؛ وابن أبي حاتم في العلل (1/ 178: 509)؛ والطبراني في الدعاء (2/ 993: 426)، من طريق ابن وهب، أخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عمارة بن غزية، عن ربيعة به، وفيه: (أبا حميد وأبا أسيد)، وزاد: (وليسلم صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ... وإذا خرج فليسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- ... الحديث).=
= ورواه ابن ماجه (1/ 254: 772)، من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، به، مثل رواية أبي عوانة، والطبرانى، سندًا ومتنًا، غير أنه قال: (عن أبي حميد) فقط. وشيخ إسماعيل بن عياش هنا مدني، وروايته عن غير الشاميين ضعيفة. ورواه أبو عوانة (1/ 414)، من طريق عبد العزيز الأويسي، ثنا عبد العزيز، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سويد -كذا في الأصل وكأنه نسبه لجده-، عن أبي حميد السَّاعِدِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يقول إذا دخل المسجد: "اللهم افتح لنا أبواب رحمتك، وسهل لنا أبواب رزقك". وعبد العزيز يحتمل أن يكون هو الدراوردي، ويحتمل أن يكون ابن الماجشون، فكلاهما يروي عن ربيعة، ويروي عنهما الأويسي. ثم وجدت الحافظ قد جزم بأنه الدراوردي. انظر: نتائج الأفكار (1/ 277). قال ابن أبي حاتم (العلل 1/ 178: 509): سئل أبو زرعة عن حديث رواه ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فاختلف عنه، فروى بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري، عن أبي حميد الساعدي، [أو -سقطت من الأصل-] عن أبي أسيد الساعدي، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: فذكره. ورواه سليمان بن بلال، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد، عن أبي حميد، وأبي أسيد، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ أبو زرعة: عن أبي حميد، وأبي أسيد كلاهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. أصح. قلت -أي ابن أبي حاتم-: لم يكن أخرج أبو زرعة من خالف بشر بن المفضل في روايته عن عمارة بن غزية، وأحسب أنه لم يكن وقع عنده، وأخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة عليه، عن ابن وهب، عن يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عمارة بن غزية، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد، عن أبي حميد، وأبي أسيد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما رواه سليمان بن بلال، فدل أن=
= الخطأ من بشر بن المفضل. اهـ. قلت: لا أظن أن أبا زرعة، وابن أبي حاتم -رحمهما الله- أصابا في ذلك. وذلك أن سليمان بن بلال قد روى عنه ثلاثة من الثقات الأثبات، هم يحيى بن يحيى النيسابوري، وابن أبي مريم سعيد بن الحكم، والقعنبي، هذا الحديث بمثل رواية بشر بن المفضل. ولم أر من خالفهم في سليمان بن بلال، إلَّا أبا عامر العقدي، وهو وإن كان ثقة، فهم أوثق منه وأكثر. ويحيى بن عبد الله بن سالم ليس بالمحل الذي يمكن أن تعارض رواية بشر بن المفضل بروايته، فإنه صدوق، وبشر ثقة ثبت. وقد رواه أيضًا الدراوردي -كما تقدم- عن ربيعة، فوافق بشر بن المفضل. وبهذا تظهر غزارة علم الإِمام مسلم، ومعرفته بالأحاديث، وطرقها الراجحة، والمرجوحة، فقد أخرج رواية الشك وترك رواية الجمع، وليس في ذلك أدنى أثر على صحة الحديث فكلاهما صحابي. 2 - وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بنت الحسين، عن جدتها فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم، وقال: "رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك". وإذا خرج صلى على محمد وسلم، وقال: "رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك". رواه الترمذي (2/ 127)، واللفظ له؛ وابن ماجه (1/ 353: 771) بنحوه؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 338)، (10/ 405: 9813)؛ وأحمد (6/ 282، 283)؛ والدولابي في الذرية الطاهرة (ص 105: 195)؛ والطبراني في الكبير (22/ 424: 1044) باختصار؛ وفي الدعاء (2/ 992: 424)؛ والبغوي في شرح السنة (2/ 367: 481)، من طرق عن ليث بن أبي سليم، به. ثم روى الترمذي، وأحمد، من طريق ابن علية، أنه قال بعد روايته هذا الحديث عن ليث بن أبي سليم: ثم لقيت عبد الله بن الحسن بمكة، فسألته عن هذا الحديث،=
= فحدثني به قال: كان إذا دخل قال: "رب افتح لي باب رحمتك"، وإذا خرج قال: "رب افتح لي باب فضلك". قال الترمذي: حديث فاطمة، حديث حسن، وليس إسناده بمتصل، وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى إنما عاشت فاطمة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- أشهرا. اهـ. قال في تحفة الأحوذي (1/ 262): فإن قلت: قد اعترف الترمذي بعدم اتصال إسناد حديث فاطمة، فكيف قال: حديث فاطمة حديث حسن. قلت: الظاهر أنه حسَّنه لشواهده، وقد بينا في المقدمة أن الترمذي قد يحسن الحديث مع ضعف الإسناد للشواهد. اهـ. قلت: ومع انقطاعه ففيه ليث بن أبي سليم، وهو صدوق سيِّىء الحفظ، اختلط فلم يتميز حديثه فلا يحتج به إلَّا فيما توبع عليه، وقد تابعه تلميذه ابن علية -كما تقدم- فزال ما نخشاه من سوء حفظه. ورواه عبد الرزاق (1/ 425: 1664)، ومن طريقه: الطبراني في الكبير (22/ 423: 1043)؛ وفي الدعاء (2/ 991: 423)، من طريق قيس بن الربيع، عن عبد الله بن الحسن، به نحوه، ولم يذكر التسليم. وقيس بن الربيع، صدوق ساء حفظه، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه. ورواه الدولابي في كتاب الذرية الطاهرة (ص 106: 196)، من طريق موسى بن داود، حدثنا عبد العزيز الدراوردي، عن عبد الله بن الحسن، به نحوه. وموسى بن داود الضبي، صدوق له أوهام. التقريب (ص 550). وهذا متابع جيد لما تقدم. ورواه الدولابي فيه أيضًا: (ص 106: 197)، والطبراني في الدعاء (2/ 992: 425)، من طريق ابن وهب، أخبرني أبو سعيد التميمي، عن روح بن القاسم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ فاطمة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر نحوه.=
= ولم أجد ترجمة لأبي سعيد التميمي، وهذا مرسل فقد سقطت صحابيته، وهي فاطمة رضي الله عنها. ورواه ابن السني (ص 45: 87)؛ والحافظ في نتائج الأفكار (1/ 284: 286)، من طريق إبراهيم بن يوسف الصيرفي الكندي الحضرمي الكوفي، ثنا سُعَيْر بن الخِمْس، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عن جدته، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فذكر نحوه، وليس فيه ذكر الصلاة. وسعير بن الخمس، صدوق. التقريب (ص 243). وإبراهيم بن يوسف، صدوق فيه لين. التقريب (ص 95). قال الحافظ: رجال هذا السند ثقات، لكن فيه انقطاع. اهـ. -يعني بين فاطمة وجدتها- وقوله رجاله ثقات فيه تجوز. ورواه العقيلي في الضعفاء (1/ 255)؛ وابن عدي في الكامل (2/ 781 - 782)، من طريق حسان بن إبراهيم الكرماني، عن عاصم بن سليمان، عن عبد الله بن الحسن -تصحفت في الكامل إلى: حسين-، عن أمه فاطمة بنت الحسين بن علي، عن أمها فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فذكر نحوه. لكن رَويا عن أحمد بن حنبل، أنه قال: ليس هذا من حديث عاصم الأحول، هذا من حديث ليث بن أبي سليم. اهـ. قلت: حسان بن إبراهيم، ثقة يخطئ، فلعل هذا من أخطائه. وبمجموع هذه الطرق يظهر أن نقطة الضعف الوحيدة في هذا الحديث هي الإنقطاع بين فاطمة الصغرى وفاطمة الكبرى رضي الله عنها. 3 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ المسجد فليسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليقل: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ. وَإِذَا خَرَجَ فليسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليقل: اللهم باعدني من الشيطان"، وعند ابن ماجه: (اعصمني من الشيطان)، وعند ابن خزيمة: (أجرني)، وعند ابن السني: (أعذني).=
= رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (ص 178: 90)؛ وابن ماجه (1/ 254: 773)؛ وابن خزيمة (1/ 231: 452)؛ وابن حبان (3/ 246، 247: 2045، 2048)؛ والطبراني في كتاب الدعاء (2/ 994: 427)؛ وابن السني (ص 44: 86)؛ والحاكم (1/ 207) مختصرًا؛ وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 19)؛ والبيهقي (2/ 442)، من طرق عن أبي بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي، ثنا الضحاك بن عثمان، ثنا سعيد المقبري، به. قال النسائي: خالفه محمد بن عجلان، رواه عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ كعب قوله. اهـ. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. وقد تابع الضحاك بن عثمان، أبو معشر، فرواه عن سعيد المقبري، به مثله. روى ذلك الطبراني في الدعاء (2/ 994: 428) لكن أبا معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني، ضعيف، أسن واختلط، قاله الحافظ في التقريب (ص 559): فلا عبرة بمتابعته. وقد روى عبد الرزاق (1/ 427: 1670) خلاف ذلك، فرواه عن أبي معشر المدني، عن سعيد بن أبي سعيد، أن كعبًا قال لأبي هريرة رضي الله عنه: احفظ عليَّ اثنتين، فذكره بلفظ مقارب. فلعل ما وقع في رواية الطبراني من قبل شيخه محمد بن عيسى بن شيبة المصري، فإني لم أجد من ذكره، أو أنه من تخليطات أبي معشر. ورواه النسائي في عمل اليوم والليلة (ص 178: 91)؛ وعبد الرزاق (1/ 428: 1671)؛ ومسدد في مسنده كما في الإتحاف (1/ 156 أ)، وصرح ابن عجلان عنده بالتحديث، وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 339 - 10/ 406: 9816)، من طرق عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه: أن كعب الأحبار قال: يا أبا هريرة احفظ مني اثنتين، أوصيك بهما، إذا دخلت المسجد ... فذكره بلفظ مقارب لرواية الضحاك بن عثمان السابقة، ووقع في رواية ابن أبي شيبة: عن=
= أبي هريرة، قال لي كعب بن عجرة، فذكره. وعبد الرزاق أحال على متن حديث أبي معشر السابق. وعند مسدد: "احفظني من الشيطان الرجيم". قال الإِمام أبو عبد الرحمن النسائي: خالفه ابن أبي ذئب، رواه عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن كعب. ثم رواه (ص 179: 92)، من طريق عيسى بن إبراهيم، عن ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم خير من يوم الجمعة"، ثم قدم علينا كعب، فقال أبو هريرة: وذكر رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، سَاعَةٌ في يوم الجمعة لا يوافقها مؤمن يصلي يسأل الله شيئًا إلَّا أعطاه. قال كعب: صدق والذي أكرمه، وإني قائل لك اثنتين فلا تنسهما، إذا دخلت المسجد فسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- ... فذكره بلفظ الضحاك السابق. قال أبو عبد الرحمن النسائي: ابن أبي ذئب أثبت عندنا من محمد بن عجلان، ومن الضحاك بن عثمان، في سعيد المقبري، وحديثه أولى عندنا بالصواب، وبالله التوفيق. وابن عجلان اختلطت عليه أحاديث سعيد المقبري، ما رواه سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، وسعيد عن أخيه عن أبي هريرة، وغيرهما من مشايخ سعيد، فجعلها ابن عجلان كلها عن سعيد، عن أبي هريرة، وابن عجلان ثقة. والله أعلم. اهـ. قلت: تقديم ابن أبي ذئب على المذكورين في سعيد المقبري، مما لا يختلفون فيه، قال ابن المديني: الليث وابن أبي ذئب ثبتان في حديث سعيد المقبري (شرح العلل 2/ 670)، وابن عجلان حاله كما ذكر أبو عبد الرحمن وهو موافق لابن أبي ذئب في الجملة. وأما الضحاك بن عثمان، فهو صدوق ربما وهم، فلا يعتد بمخالفته لمن ذكرنا. فالراجح أن هذا الحديث موقوف على كعب الأحبار، ولا يصح رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-=
= قال الحافظ (نتائج الأفكار 1/ 280): وخفيت هذه العلة على من صحح الحديث، من طريق الضحاك، وفي الجملة هو حسن لشواهده، والله أعلم. قلت: تحسينه باعتبار سنده بعيد ولو بشواهده، لكن المتن صحيح مما تقدم من حديث أبي أسيد، وأبي حميد. 4 - وعن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، إذا دخل المسجد قال: "السلام على النبي ورحمة الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك والجنة"، وإذا خرج قال: "السلام على النبي ورحمة الله، اللهم أعذني من الشيطان، ومن الشر كله". رواه عبد الرزاق (1/ 425: 1663)، من طريق ابن جريج، أخبرني هارون بن أبي عائشة، به. قال الحافظ (نتائج الأفكار 1/ 288): ورجاله ثقات، ليس فيه سوى الإِرسال، والله أعلم. اهـ. قلت: لأن أبا بكر بن محمد تابعي صغير. وهارون بن أبي عائشة المدني، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يذكروا في الرواة عنه إلَّا ابن جريج، وعادة الحافظ في التقريب أن يطلق على من هذه حاله -غالبًا- لفظ (مقبول). التاريخ الكبير (8/ 220)؛ وتاريخ الثقات (ص 454)؛ والجرح (9/ 93)؛ والثقات (7/ 579). 5 - وعن سعيد بن ذي حُدَّان قال: سألت علقمة: ما تقول إذا دخلت المسجد؟ قال أقول: السلام عليكم أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، صلى الله وملائكته على محمد. رواه عبد الرزاق (1/ 427: 1669)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 339، 10/ 407: 9818) -وليس عنده ذكر السؤال- من طريق الثوري -وعند=
= عبد الرزاق: ومعمر- عن أبي إسحاق، به. وتصحف اسم سعيد بن ذي حدان، إلى (جلدان)، وعند ابن أبي شيبة (ابن أبي حدان)، وفي الموضع الثاني (دي حدام)، وصححها المحقق، لكن الموضع الأول (ابن أبي) لم يصحح. وسعيد بن ذي حدان، لم يرو عنه إلَّا أبو إسحاق السبيعي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطاء وقال ابن المديني: وهو رجل مجهول، لا أعلم أحدًا روى عنه إلَّا أبو إسحاق. اهـ. وقال الحافظ: كوفي مجهول. التاريخ الكبير (3/ 470)؛ والجرح (4/ 19)؛ والثقات (4/ 282)؛ والميزان (2/ 135)؛ والتقريب (ص 235)؛ والتهذيب (4/ 26). وأبو إسحاق السبيعي، ثقة ساء حفظه بآخره، وكان يدلس، لكن سماع الثوري منه صحيح، ولا يَرِدُ هنا إلَّا تدليسه -وهو من الثالثة-. وعليه فالأثر بهذا الإسناد ضعيف جدًا. 6 - وعن إبراهيم -وهو النخعي- أنه كان إذا دخل المسجد قال: (بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وإذا دخل بيتًا ليس فيه أحد قال: السلام عليكم). رواه عبد الرزاق (1/ 427: 1668) بصيغة الأمر ولفظه أطول مما هنا، من طريق الثوري ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 339، 10/ 407: 9819)، واللفظ له، من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، به. وهذا سند صحيح رجاله ثقات، ولا تضر عنعنة الأعمش هنا. قال الذهبي: وإذا قال (عن) تطرق إليه أحتمال التدليس إلَّا فى شيوخ أكثر عنهم كإبراهيم النخعي ... فروايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال. اهـ. ميزان الاعتدال (2/ 224).
376 - [وَقَالَ] (¬1): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كان إِذَا خَرَجَ إِلَى (¬2) الْمَسْجِدِ قَالَ: " اللَّهُمَّ احْفَظْنِي من الشيطان الرجيم). ¬
376 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 156 ب)، كتاب المساجد، باب ما يقوله إذا دخل المسجد وإذا خرج منه، وعزاه لابن أبي عمر، وقال: هذا إسناد مرسل أو معضل. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لأنه معضل، فعبد الله بن سعيد بن أبي هند لم يدرك أحدًا من الصحابة رضي الله عنهم، وإنما روى عن كبار التايعين كابن المسيب وغيره. ويشهد له ما تقدم -في الحديث السابق- في مرسل أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم، وأثر أبي هريرة رضي الله عنه، عن كعب الأحبار. فقد جاء في رواية مسدد: (اللهم احفظني من الشيطان الرجيم). وعن حيوة بن شريح قال: لقيت عقبة بن مسلم فقلت له: بلغني أنك حدثت عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنَّهُ كان إذا دخل المسجد قال:" أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم". قال: أَقَط؟ قلت: نعم. قال: "فإذا قال ذلك قال الشيطان: حُفِظ مني سائر اليوم". رواه أبو داود (1/ 318: 466)؛ والحافظ في نتائج الأفكار (1/ 281)، من طريق إسماعيل بن بشر بن منصور، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الله بن المبارك، به.=
= قال الحافظ: هذا حديث حسن غريب، ورجاله موثقون، وهم من رجال الصحيح، إلَّا إسماعيل، وعقبة. وقال: ومعنى قوله: (أقط) أما بلغك إلَّا هذا خاصة، والهمزة للاستفهام، والمشهور في طاء (قط) التخفيف، والله أعلم. اهـ. قلت: إسماعيل بن بشر، صدوق. (التقريب ص 106). وعقبة بن مسلم، ثقة. (التقريب ص 395).
377 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ [أَبَانَ] (¬1)، ثنا هِشَامٌ -هُوَ الدَّسْتَوائي-، عَنْ يَحْيَى -هُوَ ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ-، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَام رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يُسَلِّم عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ قَالَ (¬2) (اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ)، وَإِذَا خَرَجَ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬3)، وَيتَعوَّذ مِنَ الشَّيْطَانِ. * موقوف وفيه انقطاع. ¬
377 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 178: 125). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 156 أ)، كتاب المساجد، باب ما يقوله إذا دخل المسجد وإذا خرج منه. وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: هذا إسناد ضعيف. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 339)، كتاب الصلوات: ما يقول الرجل إذا دخل المسجد وما يقول إذا خرج، وفي (10/ 406: 9817)، كتاب الدعاء: ما يدعو به الرجل وهو في المسجد. من طريق أبي عامر العقدي، عن علي بن مبارك، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن، أن عبد الله بن سلام كان ... الحديث بمثله. وقد أدخل يحيى بن أبي كثير في هذه الرواية محمد بن عبد الرحمن، بينه وبين عبد الله بن سلام. وقد ذكر المزي في شيوخ يحيى ثلاثة بهذا الاسم:=
= 1 - محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، القرشي العامري، روى عن جابر بن عبد الله، وزيد بن ثابت وغيرهما، وكان ثقة. انظر: التهذيب (9/ 294)، وسماعه من عبد الله بن سلام محتمل. 2 - محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة، ويقال: هو الأول (التهذيب 9/ 310). 3 - محمد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، روى عن عمته عمرة بنت عبد الرحمن، ومحمد بن عمرو بن الحسن، وهو ثقة، مات سنة أربع وعشرين ومائة، وسماعه من عبد الله بن سلام، غير محتمل، فإن عبد الله بن سلام، مات سنة اثنتين وأربعين. انظر: التهذيب (9/ 298).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - عبد العزيز بن أبان، وهو متهم بالوضع، لكنه توبع -كما في رواية ابن أبي شيبة-. 2 - يحيى بن أبي كثير لم يسمع من أحد الصحابة رضي الله عنهم، وهذه هي التي عني الحافظ بقوله: (فيه انقطاع)، وقد ذكر الواسطة بينه وبين عبد الله بن سلام -كما في رواية ابن أبي شيبة- لكن لم يتبين سماع هذا الواسطة من عبد الله بن سلام، وأيضًا: يحيي مدلس وقد عنعن. فالحديث بهذا الإسناد، وإسناد ابن أبي شيبة، ضعيف. وتشهد له الأحاديث السابقه. انظر: الحديث رقم (375، 376).
378 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ (¬1)، ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ (¬2)، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم، قَالَ (¬3): إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، قَالَ: "اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ"، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: "اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ". * خَالَفَهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَآخَرُونَ (¬4)، [فَقَالُوا]، (¬5): [عَنْ] (¬6) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ (¬7)، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ، عَنْ (¬8) جَدَّتِهَا فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ¬
378 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 378: 486). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 308: 241)، وذكره في المجمع (2/ 32)، وعزاه لأبي يعلى، وقال: وفيه صالح بن موسى، وهو متروك الحديث. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 156 أ)،كتاب المساجد، باب ما يقوله إذا دخل المسجد وإذا خرج منه، وعزاه لأبي يعلى. ورواه ابن عدي في الكامل (4/ 1388) في ترجمة صالح بن موسى الطلحي،=
= من طريق محمد بن عبيد المحاربي، ثنا صالح بن موسى، به نحوه. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 339)، كتاب الصلوات: ما يقول الرجل إذا دخل المسجد وما يقول إذا خرج، وفي (10/ 406: 9815)،كتاب الدعاء: ما يدعو به الرجل وهو في المسجد، من طريق أبي معاوية عن عبد الرحمن ابن أبي إسحاق، عن النعمان بن سعد، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ إذا دخل المسجد قال: اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: اللَّهُمَّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك. وهذا موقوف ضعيف؛ عبد الرحمن بن إسحاق الوسطي الأنصاري، ضعيف. (التهذيب 6/ 136؛ التقريب ص 336). والنعمان بن سعد بن حَبْتَه الأنصاري الكوفي، لم يرو عنه إلَّا ابن أخته عبد الرحمن بن إسحاق، ولم يوثقه إلَّا ابن حبان. قال الحافظ: والراوي عنه ضعيف كما تقدم فلا يحتج بخبره. اهـ. وقال في التقريب: مقبول. (التهذيب 10/ 453؛ التقريب ص 564).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه سويد بن سعيد، وهو صدوق لكنه عمي فكان يقبل التلقين، وفيه أيضًا صالح بن موسى الطلحي، وهو متروك. وقد توبع سويد بن سعيد -كما في رواية ابن عدي- في رواية هذا الحديث عن صالح بن موسى، وقد خولف في هذا الحديث -كما بيَّن الحافظ- فرواه الناس عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ فاطمة، عن جدتها فاطمة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.- وقد استوفيت تخريجه في شواهد الحديث رقم (375). قال الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 288): وقد شذ صالح بن موسى الطلحي، فرواه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عن أبيها الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب. أخرجه أبو يعلى من طريقه، وصالح ضعيف. اهـ.
40 - باب ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب
40 - بَابُ مَا يُجْتَنَبُ (¬1) فِي الصَّلَاةِ ومَا لَا يُجْتنَبُ (1) 379 - [1] قَالَ (¬2) إِسْحَاقُ، وَأَبُو بَكْرٍ، جَمِيعًا: عَنْ عُقْبَةَ -قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا (¬3) وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا (¬4) عقبة بن خالد اليشكري (¬5) - حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ الله، عَنِ الصَّلَاةِ فِي [الْقَوْسِ] (¬6). فَقَالَ: "صَلِّ فِي [الْقَوْسِ]، وَاطْرَحِ القَرَن" (¬7). [2]، قَالَ إِسْحَاقُ: وَكَانَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا بِهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ، وَفَسَّرَهُ عِيسَى، قَالَ: القَرَن: الجَعْبَة (¬8) الصَّغِيرَةُ تَكُونُ مَعَ الصَّيَّادِينَ. [3] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، عَنْ مُوسَى، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ. [4]، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (¬9) أَبُو بَكْرٍ، بِهِ. ¬
379 - تخريجه: ذكره الهيثمي (المجمع 2/ 57)، وعزاه للطبراني في الكبير -فقط- وقال: وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 222 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب الصلاة في القسي والسيوف، وعزاه لإسحاق بن راهويه، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي يعلى. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 233)، كتاب الصلوات: في الصلاة في القوس والسيف؛ والطبراني في الكبير (7/ 28: 6277)؛ وابن حبان في المجروحين (2/ 241) في ترجمة موسى بن محمد التيمي؛ والدارقطني (1/ 398)، باب الصلاة في القوس والقرن والنعل وطرح الشيء في الصلاة إذا كان فيه نجاسة؛ والحاكم (1/ 335، 336)، كتاب صلاة الخوف؛ والبيهقي (3/ 255)، كتاب صلاة الخوف، باب ما لا يحمل من السلاح لنجاسته أو ثقله. من طرق عن عقبة بن خالد، به، مثله، وعند جميعهم -عدا الحاكم والبيهقي- زيادة، (والقرن) بعد قوله: (عن الصلاة في القوس). وفي رواية الطبراني زيادة: (يعني الكنانة)، قلت: وهو تفسير لكلمة (القرن). قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، إن كان محمد بن إبراهيم التيمي سمع من سلمة بن الأكوع. اهـ. ووافقه الذهبي فقال: صحيح. اهـ.=
= وقال البيهقي: موسى بن محمد غير قوي. اهـ. وسيأتي ذكر ما فيه في الحكم على الحديث.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لأن في سنده موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، وهو منكر الحديث، ولم أجد من تابعه عليه. ومحمد بن إبراهيم التيمي لم أجد من ذكر له سماعًا من سلمة بن الأكوع، وقد جاء عن بعض الصحابة، والتابعين، رضي الله عنهم، ما يشهد لهذا الحديث. 1 - فعن مَكْحُولٍ عَنْ واثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: كان أناس مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يربطون مساويكهم بذوائب سيوفهم، فإن حضرت الصلاة استاكوا ثم صلوا، وكان أحدهم إذا حضرت الصلاة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان يأخذ سيفه، أو قوسه، فيصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم-. رواه البيهقي (3/ 225)، من طريق أبي يحيى الحماني، عن أبي سعد، به. وقال: أبو سعد البقال غير قوي. اهـ. قلت: بل هو ضعيف مشهور بالتدليس، وقد عنعن هنا. انظر: التقريب (ص 241)؛ ومراتب المدلسين (ص 141). وأبو يحيى الحماني عبد الحميد بن عبد الرحمن، صدوق يخطئ، ورمي بالإرجاء. (التقريب ص 334). 2 - وعن الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يصلون وعليهم قسيهم. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 232). وفيه الأحوص بن حكيم وهو ضعيف الحفظ. (التقريب ص 96). 3 - وعن إبراهيم النخعي أنه قال: القوس بمنزلة الرداء. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 233)، من طريق هشيم، أخبرنا عُبَيدَة، به. وعبيدة بن معتب الضبي، ضعيف واختلط بآخره. (التقريب ص 379).
380 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ (¬1)، عَنِ الْعَلَاءِ (¬2)، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ (¬3): (كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، في الْمُعَسْكَرِ فَأُقِيمَتِ (¬4) الصَّلَاةُ وَثَبْنَا إِلَى قِسينا (¬5)، وَسُيُوفِنَا، فصلينا فيها بمنزلة الرداء (¬6). ¬
380 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 222 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب الصلاة في القسي والسيوف، وعزاه لأحمد بن منع.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه يوسف بن عطية، والعلاء بن كثير، وكلاهما متروك. لذا فالحديث ضعيف جدًا. وله شواهد، منها: 1 - الحديث السابق -على ضعفه- وأيضًا ما ذكرنا له من الشواهد. 2 - وعن عروة بن الزبير قال: كان يقال: السيوف أردية الغزاة.=
= رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 233)، من طريق الأحوص بن حكيم، حدثني راشد بن سعد، به. والأحوص بن حكيم، ضعيف الحفظ. (التقريب ص 96). 3 - وعن إبراهيم النخعي قال: كان أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، يصلون في السيوف عليها الكمحت -وفي نسخة: اللمحت- من جلود الميتة. وجاء في المحقق: (الكيمخت) قال الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي -مفسرًا لهذه اللفظة-: لباس أو غطاء يصنع من جلد العير، أصله فارسي. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 233)، وهو في المحققة (3/ 284: 6230)، من طريق وكيع، قال: حدثنا عُبَيْدَة، به. وعبيدة هو ابن معتب الضبي، وهو ضعيف واختلط بآخره. التقريب: (ص 379). 4 - وعنه أيضًا قال: كانوا يرون أن السيوف بمنزلة الرداء في الصلاة. رواه عبد الرزاق (1/ 361: 1405)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 233)، واللفظ له من طريق الثوري، عن منصور، به. وهذا سند صحيح، فمنصور هو ابن المعتمر.
381 - [و] (¬1) قال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا (¬2) عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنْ أُصَلِّيَ وَأَنَا عَاقِصٌ شَعْرِي، وَأَنْ أُقَلِّبَ الْحَصَى فِي الصلاة ... الحديث) (¬3). ¬
381 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف -كما تقدم-. وروى أحمد (1/ 146)؛ وعبد بن حميد (1/ 121: 67)؛ والبيهقي (3/ 212)، كتاب الجمعة، باب إذا أحصر الإِمام لُقِّن. من طريق إسرائيل بن يونس، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "يا علي إني أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره لك ما أكره لنفسي، لا تقرأ وأنت راكع، ولا وأنت ساجد، ولا تصلِّ وأنت عاقص شعرك فإنه كفل الشيطان، ولا تُقْع بين السجدتين، ولا تعبث بالحصى ... الحديث. وفيه الحارث الأعور، وهو ضعيف الحديث، متهم بالكذب. ورواه عبد الرزاق (2/ 144: 2836)، كتاب الصلاة، باب القراءة في الركوع والسجود، من طريق الحسن بن عمارة، عن أبي إسحاق، به نحوه.=
= وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 414)، كتاب الصلوات، في تحريك الحصى. من طريق وكيع، عن سفيان، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قال: (إذا صليت فلا تعبث بالحصى). وروى -أيضًا- في (2/ 435)، كتاب الصلوات: الرجل يصلي وشعره معقوص. بسنده السابق عن علي رضي الله عنه قال: إلا يصلي الرجل وهو عاقص شعره) وهذان موقوفان ضعيفان، فالحارث هو الأعور.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه ثلاث علل: 1 - عنعنة محمد بن إسحاق، وهر مدلس. 2 - عنعنة أبى إسحاق السبيعي، وقد قال شعبة وغيره: لم يسمع من الحارث إلَّا أربعة أحاديث والباقي إنما هو كتاب. وهو مدلس أيضًا. 3 - ضعف الحارث بن عبد الله الأعور، فقد كذبه الشعبي وغيره، ورمي بالرفض. والعلة الأولى قد زالت بمتابعة إسرائيل لابن إسحاق في رواية معنى هذا الحديث عن أبي إسحاق -كما مر في التخريج-. والحديث ضعيف جدًا لهاتين العلتين الأخيرتين. لكن متنه قد صح عن غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم، يرفعونه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. فمن ذلك: 1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:"أمرت أن أسجد على سبعة أعظم، ولا أكف ثوبًا ولا شعرًا". رواه البخاري (2/ 295: 809، 810)؛ ومسلم (1/ 354: 490)؛ وأبو داود (1/ 552: 889)؛ والترمذي (2/ 62: 273)؛ والنسائي (2/ 208: 1093)؛ وابن ماجه (1/ 286: 884)؛ وأحمد (1/ 279، 285، 286).=
= 2 - وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أنه رأى عبد الله بن الحارث يصلي، ورأسه معقوص من ورائه. فقام فجعل يحله، فلما انصرف أقبل إلى ابن عباس فقال: ما لك ورأسي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: "إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف". رواه مسلم (1/ 355: 492)؛ وأبو داود (1/ 425: 647)؛ والنسائي (2/ 215: 1114)؛ وأحمد (1/ 304، 316)؛ والدارمي (1/ 320)؛ وابن حبان (4/ 22: 2277)؛ والبيهقي (2/ 108). 3 - وعن أبي سعيد المقبري، أنه رأى أبا رافع رضي الله عنه، مر بحسن بن علي رضي الله عنهما، وهو يصلي قائمًا وقد غرز ضفره في قفاه، فحلها أبو رافع فالتفت حسن إليه مغضبًا. فقال أبو رافع: أقبل على صلاتك ولا تغضب فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "ذلك كفل الشيطان" يعني مقعد الشيطان، يعني مغرز ضفره. رواه أبو داود (1/ 424: 646) واللفظ له؛ والترمذي (2/ 223: 384) ومن طريقه البغوي في شرح السنة (3/ 138: 646). وعبد الرزاق (2/ 183: 2991)؛ والرُّوياني في مسنده (ق 136 أ)؛ وابن خزيمة (2/ 58: 911)؛ وابن حبان (4/ 21: 2276)؛ وابن المنذر (3/ 263: 1628)؛ والطبراني (1/ 332: 993)؛ والحاكم (1/ 261)؛ وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 147: 718)؛ والبيهقي (2/ 109). من طريق ابن جريج، أخبرني عمران بن موسى، عن سعيد المقبري، به. قال الترمذي: حديث أبي رافع حديث حسن. اهـ. وقال الدارقطني في العلل (2/ 89 ب): وحديث عمران بن موسى، أصحها إسنادًا. اهـ. يعني أنه أصح طرق حديث أبي رافع. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وقد احتجا بجميع رواته غير عمر ان. اهـ. ووافقه الذهبي.=
= قلت: رجاله ثقات، غير عمران بن موسى، فلم يوثقه إلَّا ابن حبان، وقال فيه الحافظ: مقبول. الثقات (7/ 240)؛ والتقريب (ص 430). وقد تابعه مُخَوَّل بن راشد. فرواه عن أبي سعد رجل من أهل المدينة عن أبي رافع رضي الله عنه. أخرجه ابن ماجه (1/ 331: 1042)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 434)؛ والدارمي (1/ 320)؛ والرواياني في مسنده (ق 134 أ) وليس في روايته قوله (رجل من أهل المدينة)؛ والطبراني (1/ 331: 991) من طرق عن شعبة، به نحوه. وهو عند ابن أبي شيبة والدارمي والطبراني مختصرًا. وتصحف (أبي سعد) إلى (أبي سعيد) في المطبوع من مصنف ابن أبي شيبة وسنن الدارمي والطبراني، إذ المعروف في هذا الحديث هو ما في رواية ابن ماجه (أبو سعد) وقد جاء على الصواب في المحقق من مصنف ابن أبي شبة (4/ 180: 8018) وأشار الشيخ حبيب الرحمن إلى أنه جاء في بعض النسخ محرفًا إلى (أبي سعيد) ورجاله ثقات إلَّا أبا سعد المدني، فقد قال الحافظ في التقريب (ص 643): قيل هو شرحبيل بن سعد. اهـ. وجزم المزي بذلك في التحفة (9/ 204). وقال الحافظ: في جزمه نظر، وشُرْحبيل بن سعد، صدوق اختلط بآخره. (التقريب ص 265؛ التهذيب 4/ 320). لكن وجدت الدارقطني في العلل (2/ 89 ب)، جزم بان أبا سعد، هو سعيد المقبري. وعلى هذا يكون منقطعًا لأنه لم يدرك أبا رافع. ورواه عبد الرزاق (2/ 183: 2990)، ومن طريقه أحمد (6/ 8)؛ والطراني (1/ 331: 990)، ورواه أحمد أيضًا (6/ 391)، من طريق وكيع. كلاهما عن الثوري عن مخول بن راشد، عن رجل، عن أبي رافع رضي الله عنه فذكره مختصرًا. وفيه راو مبهم وهو قوله: رجل. ورواه الطبراني (1/ 331: 992) من طريق يحيى الحماني عن قيس بن الربيع=
= عن مخول: حدثني شيخ من أهل الطائف يكنى أبا سعيد عن أبي رافع أنه رأى الحسين بن علي ساجدًا قد عقص شعره، فقال أبو رافع: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لا يصلين أحدكم وهو عاقص شعره". والظاهر أنه حسن كما قال الترمذي، بمجموع هذه الطرق، وبشواهده الصحيحة السابقة. ورواه الشافعي، كما في السنن المأثورة (ص 115: 5)، ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن (3/ 27: 3541)، من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد أخبرنا ابن جريج، أخبرني عمران بن موسى، أخبرني سعيد بن أبي سعيد المقبري أنه رأى أبا رافع. فذكره بطوله ولم يذكر (عن أبيه). 4 - وعن معيقيب رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد ... قال:" إن كنت لا بد فاعلًا فواحدة". وفي رواية لمسلم: ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-، المسح في المسجد -يعني الحصى- قال: "إن كنت لا بد فاعلًا فواحدة". رواه البخاري (3/ 79: 1207)؛ ومسلم (1/ 387: 546)، واللفظ لهما؛ وأبو داود (1/ 581: 946)؛ والترمذي (2/ 220: 380)؛ والنسائي (3/ 7: 1192)؛ وابن ماجه (1/ 327: 1026)؛ وأحمد (3/ 426)، (5/ 425). 5 - وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه، فلا يمسح الحصى". رواه أبو داود (1/ 581: 945)؛ والترمذي (2/ 219: 379)؛ والنسائي (3/ 6: 1191)؛ وابن ماجه (1/ 328: 1027)؛ وأحمد (5/ 150)؛ وابن حبان (4/ 19، 20: 2270، 2271)؛ والبيهقي (2/ 1284، من طرق عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي الأحوص، به. قال الترمذي: حديث أبي ذر حديث حسن. اهـ.=
= قلت: رجاله ثقات، عدا أبا الأحوص مولى بني ليث -أو غفار- فلم يرو عنه إلَّا الزهري، وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. اهـ. وقال الحافظ: مقبول. اهـ. وذكره ابن حبان في الثقات. وهو قليل الحديث، وعندي أنه إلى الضعف اقرب. تاريخ ابن معين (2/ 690)؛ والثقات (5/ 564)؛ والميزان (4/ 487)؛ والتهذيب (12/ 5)؛ والتقريب (ص 617). وهذا الحديث حسن كما قال الترمذي رحمه الله، بشواهده.
382 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (¬1): حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَر، عَنْ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قَالَ (¬2): (مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، وَفِيهِ دِرْهَمٌ (¬3) حَرَامٌ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً مَا كَانَ عَلَيْهِ). ثُمَّ (¬4) أَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: صُمَّتا (¬5) إِنْ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- سمعناه يقوله. ¬
382 - تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (2/ 51: 847). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 223 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب ما يُجتنب في الصلاة، وغير ذلك مما يُذكر، وعزاه لعبد بن حميد، وقال: هذا إسناد ضعيف، لتدليس بقية بن الوليد، وجهالة التابعي. اهـ. وذكره الهيثمي (المجمع 10/ 292)، وقال: رواه أحمد من طريق هاشم، عن ابن عمر. وهاشم لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا، على أن بقية مدلس. اهـ. ورواه أحمد (2/ 98)، من طريق أسود بن عامر، حدثنا بقية، به مثله. قال الذهبي في تنقيح التحقيق (ص 54): هاشم لا يُدرى من هو. اهـ. وعلى هذا، فليس الحديث بزائد حيث أخرجه أحمد في مسنده. ورواه الخطيب في تاريخه (14/ 21) من طريق هارون بن أبي هارون العبدي، حدثنا بقية، عن مسلمة الجهني، حدثني هاشم الأوقص، قال: سمعت ابن عمر، فذكر مثله.=
= قال الخطيب: هكذا رواه هارون عن بقية، وخالفه أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي. اهـ. ثم رواه من طريق أبي العباس الأصم، حدثنا أبو عتبة، حدثنا بقية، حدثنا يزيد بن عبد الله الجهني، عن أبي جعونة، عن هاشم الأوقص قال: سمعت ابن عمر. فذكره. قلت: ومن هذه الطريق رواه ابن حبان في المجروحين (2/ 37). وقال: هذا إسناد شبه لا شيء. اهـ، ثم قال الخطيب: خالفهما مؤمل بن الفضل الحراني. اهـ. ثم رواه من طريق مؤمل بن الفضل، حدثنا بقية، عن أبي جَعْوَنة، عن هاشم الأوقص، عن نافع، عن ابن عمر، به مثله. قال الألباني (الأحاديث الضعيفة 2/ 240: 844): ثم رواه ابن عساكر من طرق أُخرى، عن بقية على وجوه أخرى من الاضطراب عن هاشم. وقال: وهذا الاضطراب في الحديث من بقية، فإنه كان يخلط فيه. قلت -أي الألباني-: ومداره على هاشم الأوقص، وقد قال البخاري: ضال غير ثقة. كما رواه ابن عدي عنه. اهـ. قلت: الذي في المطبوع من الكامل لابن عدي (7/ 2576). قال البخاري: هاشم الأوقص غير ثقة. اهـ. وهذا هو الذي نقله الذهبي في الميزان (4/ 288)، ج (2). أما الذي قال فيه: ضال غير ثقة. فهو الجوزجاني في أحوال الرجال ص 98. وقال الذهبي في الميزان (4/ 431): يزيد بن عبد الله الجهني عن هاشم الأوقص، وعنه بقية: لا يصح خبره. اهـ. وقال الذهبي أيضًا في المقتنى في سرد الكنى (1/ 150): أبو جعونة، عن هاشم الأوقص لم يصح خبره. اهـ. ورواه ابن حبان في المجروحين (2/ 37) من طريق علي بن أحمد الجواربي، حدثنا أبي وعمي، قالا: حدثنا عبد الله بن أبي علاج، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فذكره بلفظ مقارب. قال ابن حبان: فليس من حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولا ابن عمر رواه، ولا نافع=
= حدث به، ولا مالك ذكره. وإنما هو مشهور من حديث الشاميين من رواية بقية بن الوليد بإسناد واهٍ. اهـ. وقال الذهبي في الميزان (2/ 394): هذا كذب. اهـ. وعبد الله بن أبي علاج هو عبد الله بن أيوب بن أبي علاج، قال فيه ابن حبان في المجروحين (2/ 37): شيخ يروي عن يونس بن يزيد، ومالك بن أنس، ما ليس من أحاديثهم، لا يشك المستمع لها -إذا كان ذلك صنعته- أنه كان يضعها. اهـ. وقال الذهبي (الميزان 2/ 394): متهم بالوضع كذاب، مع أنه من كبار الصالحين. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - عنعنة بقية، وهو مدلس. 2 - هاشم، إن كان هو الأوقص كما جاء في بعض طرق هذا الحديث، فهو غير ثقة، كما قال البخاري، والجوزجاني، دمان كان غيره فهو مجهول. وقد اضطرب بقية بن الوليد في إسناد هذا الحديث -كما تبين في التخريج- اضرابًا شديدًا. وعليه، فالحديث ضعيف جدًا. وقد نقل الخلال عن أبي طالب قال: سألت أبا عبد الله -يعني أحمد بن حنبل- عن هذا الحديث، فقال: ليس بشيء ليس له إسناد. اهـ. (نصب الراية 2/ 325).
383 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ [بْنُ أَبِي شَيْبَةَ] (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ (¬2)، ثنا زُهَيْرٌ (¬3)، أنا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عن عبد الله رضي الله عنه قال: خَلَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَعْلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَخَلَعَ مَنْ خَلْفَهُ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-: "مَا حَمَلَكُمْ عَلَى خَلْعِ نِعَالِكُمْ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ خَلَعْتَ فَخَلَعْنَا. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-: " إِن جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَخْبَرَنِي أَنَّ بِأَحَدِهِمَا قَذَرًا فَخَلَعْتُهُمَا لِذَلِكَ (¬4)، فَلَا تَخْلَعُوا نِعَالَكُمْ". * أَبُو حمزة ضعيف. ¬
383 - تخريجه: هو في مسند أبي بكر بن أبي شيبة (1/ 146 ب). وذكره الهيثمي (المجمع 2/ 56) وقال: رواه البزار والطبرني في الأوسط والكبير. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إِلَّا أبو حمزة، وأبو حمزة هو ميمون الأعور، ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 182 ب)، كتاب القبلة، باب الصلاة في الخفاف والنعال، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة. ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 290: 606)؛ وزوائد البزار لابن حجر (ص 788: 301)؛ والطحاوي (1/ 511)، كتاب الجنائز، باب المشي بين القبور بالنعال؛ والطبراني في الكبير (10/ 83: 9972)، -والأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 67 أ) كتاب الصلاة، باب الصلاة في النعلين-، والحاكم (1/ 140)، كتاب الطهارة، -ولم يظهر في المطبوع من المستدرك إلا بعض المتن والباقي=
= بياض-، من طرق عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، به مثله، وزاد البزار في روايته: قال إبراهيم: كانوا يخلعونها. قال: ورأيت إبراهيم يصلي في نعليه. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إِلَّا أبو حمزة. اهـ. قال الحافظ: وهو ميمون الأعور، ضعيف. اهـ. وقال البيهقي (2/ 403) حديث ابن مسعود إنما رواه أبو حمزة الراعي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. وأبو حمزة غير محتج به، وروي من وجه آخر أضعف منه. اهـ. ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 2162) في ترجمة محمد بن جابر اليمامي، من طريق مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ إبراهيم، به نحوه. ومحمد بن جابر الحنفي اليمامي، ضعيف. وأبو إسحاق السبيعي مدلّس وقد عنعن. فلعل البيهقي إنما عني هذه الطريق حين قال: وروي من وجه آخر أضعف منه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلا أبا حمزة ميمون الأعور، فإنه ضعيف جدًا، وخاصة في أحاديثه التي يرويها عن إبراهيم النخعي، وهذا منها، ولم يتابع عليه إلا من طريق أضعف منه -كما تقدم في التخريج-. لذا، فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، وله شواهد بعضها صحيحة. وصلاته -صلى الله عليه وسلم- نعليه وخفيه ثابتة في الصحيحين، وغيرهما: [1] صلاته -صلى الله عليه وسلم- في نعليه: (1) عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد قال: قلت لأنس بن مالك: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي في النعلين؟ قال: نعم. رواه البخاري (1/ 494: 386)؛ ومسلم (1/ 391: 555)؛ والترمذي (2/ 249: 400)؛ والنسائي (2/ 74: 775)؛ وأحمد (3/ 100، 166، 189)؛ والدارمي (1/ 320)؛ وابن خزيمة (2/ 105: 1010).=
= (ب) وعن عبد الله بن الشِّخِّير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فرأيته تنخع فدلكها بنعله). وفي رواية لمسلم: (بنعله اليسرى). وفي رواية لأحمد بسند صحيح: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي في نعليه). رواه مسلم (1/ 390: 554)؛ وأبو داود (1/ 324، 325: 482، 483)؛ والنسائي (2/ 52: 727)، لكنه قال: (فدلكها برجله)؛ وأحمد (4/ 25). (ج) وعن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يصلي حافيًا، ومنتعلًا). رواه أبو داود (1/ 427: 653)؛ وابن ماجه (1/ 330: 1038)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 415)؛ وأحمد (2/ 174، 178، 179، 190، 206، 215)؛ والطحاوي (1/ 512)؛ والبيهقي (2/ 431)، من طرق عن عمرو بن شعيب، به. وهو حديث صحيح لغيره. (د) وعن عائشة رضي الله عنها، مثل حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. رواه النسائي (3/ 82: 1361)؛ والطبراني في الأوسط (2/ 123: 1235)؛ والبيهقي (2/ 431) من طرق عنها. وسند النسائي جيد، وسند الطبراني قال عنه الهيثمي في المجمع (2/ 55): رجاله ثقات. (هـ) وعن شداد بن أوس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "خالفوا اليهود، فإنهم لا يصلون في نعالهم، ولا خفافهم". وفي رواية ابن حبان "خالفوا اليهود والنصارى". رواه أبو داود (1/ 427: 652)؛ وابن حبان (3/ 306: 2183)؛ والحاكم (1/ 260)؛ والبيهقي (2/ 432)، من طريق مروان بن معاوية الفزاري، ثنا هلال بن=
= ميمون، ثنا يعلي بن شداد، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. قلت: سنده حسن، هلال بن ميمون الرملي، صعدوق. (الكاشف 3/ 251؛ التقريب ص 576؛ التهذيب 11/ 84). ويعلي بن شداد، صدوق أيضًا. (الميزان 4/ 457؛ القريب ص 609؛ التهذيب 11/ 402). [2] صلاته -صلى الله عليه وسلم- في خفيه: (أ) في حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:" ومسح على خفيه ثم صلى" يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. رواه البخاري (1/ 473، 495: 363، 388)؛ ومسلم (1/ 229: 274). (ب) عن همام بن الحارث قال: رأيت جرير بن عبد الله بال " ثم توضأ ومسح على خفيه، ثم قام فصلى، فسُئل فقال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- صنع مثل هذا. قال إبراهيم -هو النخعي-: فكان يعجبهم لأن جريرًا كان من آخر من أسلم. رواه البخاري (1/ 494:387)؛ والنسائي (2/ 73: 774)؛ وأحمد (4/ 364). وحديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أخرجه الجماعة كلهم، وإنما اقتصرت على المذكورين هنا لأني لم أجد قوله: (ثم قام فصلى) إلا عندهم، وهو الشاهد هنا. قال الحافظ (الفتح 1/ 494): قوله (ثم قام فصلى) ظاهر في أنه صلى في خفيه؛ لأنه لو نزعهما بعد المسح لوجب غسل رجليه، ولو غسلهما لنقل. اهـ. قلت؛ ولذلك ترجم له البخاري) بقوله: باب الصلاة في الخفاف. [3] ذكر الأحاديث التي فيها صلاته -صلى الله عليه وسلم- في نعليه، وإخبار جبريل عليه السلام، له أن بهما أذى:=
= (أ) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي بأصحابه، إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره ... الحديث بنحو حديث الباب. رواه أبو داود (1/ 426: 650)؛ والطيالسي (ص 286: 2154)؛ وابن أبي شمبة في مصنفه (2/ 417)؛ وابن سعد، وأحمد (3/ 20، 92)؛ وعبد بن حميد، والحربي، وأبو يعلى، والدارمي (1/ 320)؛ وابن خزيمة (2/ 107: 1017)؛ وابن المنذر، والطحاوي (1/ 511)؛ وابن حبان (3/ 305: 2182)؛ والحاكم (1/ 260)؛ والبيهقي (2/ 402، 431)، والحافظ في (موافقة الخبر). من طرق عن حماد بن سلمة، عن أبي نعامة السعدي، عن أبي نضرة، به (ووقع في سنن أبي داود خطأ ظاهر، إذ نسب حماد، فقال: (بن زيد)، وإنما الحديث معروف بحماد بن سلمة. وكذلك وقع في عون المعبود (2/ 353)، وقد روى هذا الحديث البيهقي (2/ 432) من طريق ابن داسة عن أبي داود، فقال: حماد بن سلمة). قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: هذا الحديث يُعرف بحماد بن سلمة عن أبي نعامة عبد ربه السعدي عن أبي نضرة. وقد رُووي عن الحجاج بن الحجاج، عن أبي عامر الخزاز، عن أبي نعامة، وليس بالقوي؛ ورُوي من وجه آخر غيو محفوظ عن أيوب السختياني، عن أبي نضرة. اهـ. قال: وكأن الشافعي رحمه الله رغبة عن حديث أبي سعيد لاشتهاره بحماد بن سلمة، عن أبي نعامة السعدي، عن أبي نضرة، وكل واحد منهم مختلف في عدالته، وكذلك لم يحتج البخاري في الصحيح بواحد منهم، ولم يخرجه مسلم في كتابه مع احتجاجه بهم في غير هذه الرواية. اهـ. وقد تعقبه ابن التركماني -في الجوهر النقى (مطبوع بحاشية. السنن الكبرى=
= للبيهقي) - مما محصله أن حماد بن سلمة إمام جليل، ثقة ثبت، لم يُتَّهم بلون من الألوان -أي: البدع-، وأما أبو نعامة فوثقه ابن معين، وأبو نضرة وثقه ابن معين وأبو زرعة، وأخرج مسلم للثلاثة، ولا يلزم من ترك البخاري الاحتجاج بشخص أن يكون للاختلاف في عدالته؛ لأنه لم يلتزم هو ولا مسلم التخريج عن كل عدل على ما عرف. قلت: والأمر كما قال ابن التركماني، فإن الأئمة مجمعون على إمامة حماد بن سلمة، وجلالته، وأنه لا يتكلم فيه إلا مبتدع، لكن كان له بعض الأوهام عن بعض الشيوخ. وهذا الحديث قد توبع عليه ورُوي عن غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم -كما تقدم ويأتي-. وأبو نعامة السعدي، واسمه عبد ربه، وقيل عمرو، ثقة أيضًا، وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. واتفق على القول بتوثيقه الإمامان الحافظان: الذهبي، وابن حجر. (الثقات 7/ 155؛ الكاشف 3/ 340؛ التهذيب 12/ 257؛ التقريب ص 679). وأبو نضرة: المنذر بن مالك بن قُطَعَة العبدي، ثقة. وقال النووي في المجموع (3/ 132): رواه أبو داود بإسناد صحيح. اهـ. ورواه ابن خزيمة (1/ 384: 786)، من طريق محمد بن عَقِيل، نا حفص، حدثني إبراهيم، عن الحجاج، عن أبي نعامة، به نحوه. وهذه متابعة جيدة لحماد بن سلمة، فمحمد بن عقيل، صدوق حدث من حفظه فأخطأ في أحاديث. (التقريب ص 497). وحفص هو ابن عبد الله السلمي، صدوق. (الكاشف 1/ 178؛ التقريب ص 172). وإبراهيم هو ابن طهمان، ثقة يغرب، وهو أروى الناس عن حجاج بن حجاج=
= الأحول. (التقريب ص 90). وحجاج هو ابن حجاج الباهلي الأحول، ثقة. (التقريب ص 152). فهذا إسناد حسن، مما قبله. ورواه عبد الرزاق (1/ 388: 1516)، من طريق معمر، عن أيوب، عن رجل حدثه عن أبي سعيد الخدري، فذكر نحوه. وفيه رجل لم يسم، فهو مجهول. ورواه البيهقي (2/ 403) من طريق معمر، عن أيوب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، به نحوه. لكن قال البيهقي: غير محفوظ. اهـ. قلت: وأحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن العباس الشافعي المذكور في سند البيهقي، هو ابن بنت الشافعي، فقيه كبير القدر. (تهذيب الأسماء 2/ 296؛ طبقات السبكي 2/ 186؛ طبقات ابن قاضي شهبة 1/ 75؛ حسن المحاضرة 1/ 306). وعمه هو إبراهيم بن محمد الشافعي، وهو من رجال التهذيب. وقد سُئل أبو حاتم عن هذا الحديث، فقال في العلل لابنه: (1/ 121: 330)، رواه حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي نعامة، عن أبي نضرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسل. قال أبو حاتم: أيوب أحفظ، وقد وهن أيوب رواية هذا الحديث حديث حماد بن سلمة. ورواه أبراهيم بن طهمان، عن حجاج الأحول، عن أبي نعامة، عن أبي نضرة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. والمتصل أشبه؛ لأنه اتفق اثنان عن أبي نضرة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. وقال الدارقطني (العلل 4/ 5 أ، ب): يرويه أبو نعامة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد. حدث به: حماد بن سلمة، والحجاج بن الحجاج، وأبو عامر الخزاز، [ومر .. القطان]-كذا بالأصل فلم يتبين آخر الكلمة الأولى، وأظن أن صواب الجملة: ومرحوم العطار. لأنه هو أحد الرواة عن أبي نعامة-. ورُوي عن أيوب السختياني، عن أبي نعامة، مرسلًا. ومن قال فيه: عن=
= أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، فقد وهم، والصحيح: عن أيوب سمعه من أبي نعامة، لم يحفظ إسناده فأرسله. والقول قول من قال: عن أبي سعيد. اهـ. (ب) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، نحو حديث الباب. رواه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 167أ)، كتاب الصلاة، باب الصلاة في النعال-، والحاكم (1/ 139)؛ والبيهقي (2/ 404). ورواه أيضًا البزار -كما في كشف الأستار (1/ 290: 605)، لكن مختصرًا- من طريق عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، به. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنْ أَنَسٍ إِلَّا من هذا الوجه. اهـ. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: روي عن أنس بإسناد لا بأس به. وقال: تفرد به عبد الله بن المثنى. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (2/ 56). رواه الطبراني في الأوسط" ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار باختصار. اهـ. قلت: عبد الله بن المثنى، صدوق يخطئ، لكن روايته عن عمه ثمامة أحسن حالًا من غيرها. وثمامة بن عبد الله بن أنس، ثقة. (ج) وعن أبي هريرة رضي الله عنه، بنحو حديث الباب. رواه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 289: 604) - والطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 67 ب) كتاب الصلاة، باب الصلاة في النعال- من طريق يحيى بن أيوب، عن عباد بن كثير، عن أيوب، عن محمد، به. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إِلَّا عباد، وهو لين الحديث، ولا رواه عنه إلَّا يحيى. اهـ. وقال الطبراني: لم يروه عن أيوب، عن محمد إلا عباد، تفرد به يحيى، ورواه عبد الرزاق، عن معمر، عن رجل، عن أبي سعيد. اهـ.=
= وقال الهيثمي (المجمع 2/ 55): رواه البزار، والطبراني في الأوسط، وفي إسنادهما عباد بن كثير البصري، سكن مكة، ضعيف. اهـ. وقال الحافظ (التلخيص 1/ 278): إسناده ضعيف، ومعلول أيضًا. اهـ. قلت: عباد بن كثير البصري، متروك. (التقريب ص 290)، ولم يبين الحافظ علته، وأظنها المخالفة، فإن الناس يروون هذا الحديث عن أيوب، عن رجل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وليس عن محمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ثم وجدت الدارقطني قد نص على ذلك -كما تقدم في كلامه على حديث أبي سعيد- حيث قال: ومن قال فيه عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، فقد وهم. والصحيح عن أيوب، سمعه من أبي نعامة، لم يحفظ إسناده فأرسله. اهـ. (د) وعن عطاء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسلًا، نحوه. رواه عبد الرزاق (1/ 388: 1514)، من طريق ابن جريج، به. وقد قال أحمد: ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن، وعطاء بن أبي رباح. اهـ. وقال ابن عبد البر: مراسيل عطاء والحسن لا يُحتجُّ بهما؛ لأنهما كانا يأخذان عن كل أحد. اهـ. انظر: التمهيد (1/ 30)؛ جامع التحصيل (ص 79، 87، 90). (هـ) وعن قتادة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسلًا. رواه عبد الرزاق (1/ 388: 1517)،من طريق معمر، به. ولم يذكر متنه، وإنما قال: مثل ذلك -يعني حديث أبي سعيد-، وقد كان يحيى بن سعيد القطان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئًا، ويقول هو بمنزلة الريح، ويقول: هؤلاء قوم حفاظ كانوا إذا سمعوا الشيء علقوه. اهـ. (المراسيل لابن أبي حاتم ص 3؛ جامع التحصيل ص 90).
384 - [وَقَالَ] (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبة، ثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ (¬2)، قَالَ: صلَّى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَخَلَعَ النَّاسُ نِعَالَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ (¬3): [لِمَ] (¬4) خَلَعْتُمْ نِعَالَكُمْ؟ ". قَالُوا: خَلَعْتَ فَخَلَعْنَا. قَالَ: "إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا (¬5) أَذًى، فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْيَقْلِبْ نَعْلَيْهِ، فَإِنْ كَانَ فِيهِمَا أَذًى فليخلعهما (¬6)، وإلا فليصلِّ فيهما (5) ". * مرسل. ¬
384 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث 197: 137). وذكره البوصيرى (الإتحاف 1/ 182 ب)، كتاب القبلة، باب الصلاة في النعال والخفاف، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف الحسن بن قتيبة. اهـ. ورواه أبو داود (1/ 427: 651)، من طريق موسى بن إسماعيل، حدثنا أبان، حدثنا قتادة، حدثني بكر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بهذا. ولم يذكر أبو داود متنه وإنما أحال على سابقه، وهو حديث أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه، وبيَّن ما اختلف الحديثان فيه، وهو كلمة واحدة، ففي حديث أبي سعيد قال: فيهما قذرًا، أو قال أذى.=
= وفي حديث بكر بن عبد الله: فيهما خبث. ورجال أبي داود كلهم ثقات، إلا أنه مرسل. موسى بن إسماعيل المنقري، ثقة ثبت. (التقريب ص 549). وأبان هو ابن يزيد العطار، ثقة حجة. وعلى هذا، فليس الحديث من الزوائد، إلا أن يكون الحافظ رحمه الله، أورده لأجل أن أبا داود لم يذكر لفظه، وما أرى هذا بمتجه لأنه جرت عادة المحدثين على الإحالة بالمتن على سابقه إذا كان بلفظه ويعتبرونه حديثًا مستقلًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - الحسن بن قتيبة، وهو ضعيف جدًا. 2 - بكر بن عبد الله المزني، تابعي لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فحديثه مرسل كما قال الحافظ. والعلة الأولى زالت بمتابعة قتادة -كما في رواية أبي داود-. فالحديث ضعيف للإرسال، لكن متنه قد صح من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. انظر شواهد الحديث السابق رقم (383).
385 - [وقال] (¬1): حدثنا أبو النضر (¬2)، ثنا سليمان بن (¬3) حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْأَعْرَابِيَّ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي وَعَلَيْهِ نَعْلَانِ مِنْ جَلْدِ بَعِيرٍ (¬4). قَالَ: فَتَفَلَ عَنْ يساره، ثم حك حيث تفل بنعله. ¬
385 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 196: 136). وذكره أيضًا (المجمع 2/ 54)، وقال: رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 182 ب)، كتاب القبلة، باب الصلاة في النعال والخفاف، وعزاه للحارث بن أبي أسامة. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 415)، كتاب الصلوات: من رخص في الصلاة في النعلين، وأحمد (5/ 6)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 118): ذِكرُ نعله -صلى الله عليه وسلم-، من طرق عن سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عمن سمع الأعرابي يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهو يصلي وعليه نعلان من بقر، قَالَ: فَتَفَلَ عَنْ يَسَارِهِ ثُمَّ حَكَّ حَيْثُ تفل بنعله. هذا لفظ أحمد، وليس عند ابن أبي شيبة وأبي الشيخ ذكر التفل. وعلى هذا ليس الحديث من الزوائد، لأن أحمد أخرجه في مسنده, لكن لعل الحافظ اعتبره زائدًا بسبب ما وقع في سنده من التحريف في قوله (سليمان بن حميد)، والصواب كلما بينا: (سليمان عن حميد).=
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلَّا الذي لم يسم فلا ندري ما حاله، فهو مجهول. وعليه فالحديث ضعيف. وقد تقدم في حديث رقم (383) أحاديث صحيحة فيها صلاته جمع في نعليه، ودلكه البزاق بأحدهما- كما في حديث عبد الله بن الشخير، وانظر: أيضًا شواهد الحديث رقم (362). وعن أبي ذر رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي في نعلين مخصوفتين من جلود البقر. رواه أبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 118). والبيهقي (2/ 420)، من طريق علي بن سعيد، نا محمد بن سنان القزاز، نا أبو غسان العنبري، نا شعبة، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الصامت به. قال الدارقطني "العلل" 2/ 74 ب، 75 أ): يرويه حميد بن هلال، وأختلف عنه: فرواه شعبة، عن حميد بن هلال. واختلف عن شعبة، فرواه يحيى بن كثير، عن شعبة، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الصامت، عن أبي ذر. وقيل: عن شعبة، عن حميد بن هلال، عن مطرف، عن أعرابي رأى النبي -صلى الله عليه وسلم-. [و] رواه سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْأَعْرَابِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-. اهـ. وقال البيهقي: تفرد به أبو غسان يحيى بن كثير العنبري، كما أعلم. اهـ. قلت: أبو غسان ثقة. انظر: التقريب (ص 595)، وتفرده لا يضر. لكن محمد بن سنان القزاز ضعيف. (التقريب ص 482). وهو علة الأثر، عما ذكره الدارقطني من الاختلاف فيه.
386ـ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ, ثنا زُهَيْرٌ (¬1) , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ -وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلْقَمَةَ- قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَتَى أَبَا مُوسَى فِي دَارِهِ (¬2) فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: تَقَدَّمْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، -فَأَنْتَ أَقْدَمُ مِنِّي سِنًّا وَأَعْلَمُ-. قَالَ: لَا (¬3) بَلْ تَقَدَّمْ (¬4) أَنْتَ، فَإِنَّمَا أَتَيْنَاكَ فِي مَنْزِلِكَ وَمَسْجِدِكَ فَأَنْتَ أَحَقُّ. فَتَقَدَّمَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ (¬5) [لَهُ] (¬6): مَا أَرَدْتَ إِلَى خَلْعِهِمَا؟!! أَبِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوى، أنت (¬7)؟!! ¬
386 - تخريجه: هو في مسند أبي بكر بن أبي شيبة (1/ 60 أ- 60 ب). وذكره الهيثمي (المجمع 2/ 66)، وقال: رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم، ورواه الطبراني متصلًا برجال ثقات. اهـ. وذكره الوصيري (الإتحاف 1/ 182 ب)، كتاب القبلة، باب الصلاة في النعال والخفاف، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة.=
= ورواه أحمد (1/ 460)؛ والطحاوي (1/ 511)، كتاب الجنائز، باب المشي بين القبور بالنعال؛ والطبراني في الكبير (9/ 293: 9262). من طرق عن زهير بن معاوية، به مثله، مع ذكر المرفوع من الحديث الذي لم يذكره الحافظ هنا، كما ذكرنا في فروق النسخ. وعلى هذا فالحديث ليس من الزوائد لأن أحمد أخرجه في مسنده. ورواه ابن ماجه (1/ 330: 1039)، كتاب إقامة الصلاة، باب الصلاة في النعال؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 417)، كتاب الصلوات: من رخص في الصلاة في النعلين. من طريق يحيى بن آدم، به. فذكر المرفوع منه فقط، ولم يذكر ابن أبي شيبة في روايته (الخفين). ورواه عبد الرزاق (1/ 386: 1057)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 292: 9261)، من طريق إسرائيل بن يونس. وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 418)، من طريق شريك. كلاهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ ابن مسعود، به نحوه. وهذا إسناد رجاله ثقات، لولا ما فيه من عنعنة أبي إسحاق وهو مدلس، فإن سماع شريك، وإسرائيل، منه قديم، وأبو الأحوص هو عوف بن مالك الجشمي، ثقة. التقريب (ص 433). وروى عبد الرزاق (2/ 392: 3821)، كتاب الصلاة، باب الرجل يؤتى في ربعه، من طريق ابن عيينة، عن حصين بن عبد الرحمن، عن مرة الهمداني قال: أتيت ابن مسعود أطلبه في داره، فقيل: هو عند أبي موسى الأشعري. فأتيته، فإذا عبد الله وحذيفة ... الحديث، وفيه: قال: فاقيمت الصلاة فتقدم أبو موسى، فأمهم لأنهم كانوا في داره.=
= وهذا إسناد صحيح؛ حصين بن عبد الرحمن هو السلمي، ثقة. انظر: تهذيب الكمال (6/ 519). لكن ليس فيه ذكر الصلاة في النعال، إنما هو مثبت لأصل القصة. وروى الطبراني في الكبير (9/ 90: 8493)، من طريق مغيرة قال: قال إبراهيم: أتى عبد الله أبا موسى، فتحدث عنده فحضرت الصلاة، فلما أقيمت فتأخر أبو موسى، فقال عبد الله: لقد علمت أن من السنة أن يتقدم صاحب البيت. فأبى أبو موسى، حتى تقدم مولى لأحدهما. قال الهيثمي (المجمع 2/ 66): رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: وهو كما قال، فإن شيخ الطبراني محمد بن النضر الأزدي -اسم أبيه أحمد ونسب هنا لجده- وإن لم يكن من رجال التهذيب، فإنه ثقة. (تاريخ بغداد 1/ 364). لكن مغيرة بن مقسم لم يصرح بالسماع من إبراهيم النخعي، وكان يدلس -من الثالثة- لا سيما عن إبراهيم النخعي. وإبراهيم النخعي لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، فهو منقطع. لكن قال أحمد: مرسلات إبراهيم النخعي لا بأس بها. قال العلائي: وخص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود دون غيره. اهـ. (جامع التحصيل ص 89). قلت: وهذا منها. وهذه الرواية فيها نوع تعارض مع ما تقدم لكن تحمل على التعدد.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - زهير بن معاوية لم يسمع من أبي إسحاق إلَّا بعد الإختلاط. 2 - أبو إسحاق لم يسمع من علقمة بن قيس. لكن أبا إسحاق رواه من وجه آخر عن أبي الأحوص عن ابن مسعود -كما تقدم في التخريج- وقد عنعن، ولم يصرح بالسماع، وهو مدلس -من الثالثة-.=
= وعليه فالحديث ضعيف من طريقه، وقد صح منه إمامة أبي موسى الأشعري لهم -كما في رواية عبد الرزاق عن مرة الهمداني- وليس فيها ذكر النعال. والمرفوع منه، وهو قوله: "لقد رأينا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي في الخفين والنعلين" قد صح من رواية غير واحد من الصحابة كما تقدم في حديث رقم (383). أما النهي عن إمامة الرجل في بيته وسلطانه، فثابتة من حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، وغيره. ففي حديث أبي مسعود الأنصاري: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ... ولا يؤمَّن الرجلُ الرجلَ في سلطانه ... الحديث". وفي رواية: "ولا تؤمَّن الرجل في أهله ولا في سلطانه". رواه مسلم (1/ 465: 673)؛ وأبو داود (1/ 390، 391: 582، 583)؛ والترمذي (1/ 458: 235)؛ والنسائي (2/ 76: 780)؛ وابن ماجه (1/ 313: 980).
387 - وقال (¬1) أبو يعلى: حدثنا إبراهيم -هو ابن عَرْعَرَةَ-، ثنا سَلْم بْنُ قتُيْبة، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَبْهان، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (¬2): (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كَانَ يُصَلِّي فِي خُفَّيهِ). ¬
387 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (5/ 291: 2912)، ولفظه" كان يصلي في خفيه ونعليه". وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 370: 334). وذكره أيضًا (المجمع 2/ 54)، وعزاه للطبراني في الأوسط" وقال: في الصحيح منه الصلاة في النعلين فقط، ومدار الحديثين -هذا الحديث وحديث البزار- على عمر بن نبهان، وهو ضعيف. وروى أبويعلى منه الصلاة في الخفين. اهـ. قلت: عند أبي يعلى الصلاة في الخفين والنعلين. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 182 ب)، كتاب القبلة، باب الصلاة في النعال والخفاف، وعزاه لأبي يعلى. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 202) في ترجمة عمر بن نبهان؛ وفي التاريخ الصغير (2/ 121)؛ والعقيلي في الضعفاء (3/ 193)؛ والطبراني في الأوسط (427/ 3: 2922)؛ وابن عدي في الكامل (5/ 1690)، من طرق عن سلم بن قتيبة، به مثله، وزادوا -عدا البخاري في الكبير والطبراني-: "ورأيته يدعو بباطن كفيه وبظاهرهما". قال البخاري: لا يتابع -يعني عمر بن نبهان- في حديثه. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلَّا عمر، تفرد به سلم. اهـ.=
= ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 287، ح (597)، من طريق عقبة بن مكرم العمي، ثنا أبو قتبة، به ولفظه: "خالفوا اليهود وصلوا في خفافكم ونعالكم، فإنهم لا يصلون في خفافهم ونعالهم". قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَنَسِ إلَّا مِنْ هذا الوجه، ولا حدث به عن عمر إلَّا قتيبة، وعمر مشهور. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لأجل عمر بن نبهان، قال الدارقطني: يحدث عن قتادة عن أنس بغرائب. اهـ. قلت: وهذا منها، فلم يتابع على ذكر الخفين في حديث أنس، أما النعلان فثابتة في الصحيحين وغيرهما. وكذلك صلاته في خفيه، ثابتة في الصحيحين وغيرهما، لكن من حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وغيره، وقد سبق تخريج هذه الأحاديث في الحديث رقم (383).
388 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أنا المُؤمَّل، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُخَوَّل بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يصلى الرَّجُلُ وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ). قُلْتُ لِلْمُؤَمِّلِ: أَفِيهِ أُمُّ سَلَمَةَ؟ فَقَالَ: لَا أَشُكُّ (¬1)، كَتَبْتُهُ مِنْهُ أَوَّلًا بِمَكَّةَ. * قُلْتُ: قَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَوَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، لَيْسَ فِيهِ أُمُّ سَلَمَةَ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْهُمَا، وَبِسَبَبِ ذَلِكَ [اسْتَثْبَتُّ] (¬2) إسحاقُ المؤمَّلَ، فَإِنْ كَانَ المؤمَّل حَفِظَهُ فَالِاخْتِلَافُ فِيهِ من سفيان لا عليه، والله أعلم (¬3). ¬
388 - تخريجه: هو في مسند إسحاق بن راهويه (4/ 217 ب). وذكره الهيثمي (المجمع 2/ 86)، وقال: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. ورواه الترمذي في العلل الكبير (1/ 254): أبواب الصلاهّ في كراهية كف الشعر في الصلاة، والدارقطني في العلل (2/ 90 أ). من طريق محمد بن بشار، عن مؤمَّل، به، فذكره بلفظ: "نهى أن يصلي الرجل=
= وهو معقوص". ورواه الطبراني في الكبير (23/ 252: 512)، من طريق علي بن عبد العزيز، ثنا أبو حذيفة، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ سعيد الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سلمهَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فذكر مثله. وعلي بن عبد العزيز البغوي، ثقة. "الجرح 6/ 196؛ والسير 13/ 348؛ والميزان 3/ 143). وأبو حذيفة هو موسى بن مسعود النهدي البصري، صدوق سيِّئ الحفظ، وقد ضعفه في سفيانَ الثوري جماعةٌ منهم: أحمد، وابن معين -في رواية- والعقيلي. (الجرح 8/ 163؛ الضعفاء للعقيلي 4/ 197؛ الكاشف 3/ 166؛ الميزان 4/ 221؛ شرح العلل 2/ 726؛ التهذيب 10/ 370؛ والتقريب ص 554).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا مؤمل بن إسماعيل فإنه صدوق يخطئ كثيرًا. وقد تابعه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي -كما في رواية الطبراني- وهو صدوق سيِّئ الحفظ، وضُعِّف في روايته عن الثوري. وإسناده قابل للتحسين بمجموع الطريقين، لكن الحديث معلول: فقد خولف مؤمل بن إسماعيل، وأبو حذيفة في إسناد هذا الحديث، فرواه وكيع بن الجراح -وهو من كبار أصحاب الثوري-، وعبد الرزاق، فقالا: عن الثوري، عن مخول بن راشد، عن رجل، عن أبي رافع، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ... الحديث- وقد سبق تخريجه في شواهد الحديث رقم (381). ورواه غندر، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وسعيد بن عامر، وخالد بن الحارث، كلهم عن شعبة، عن مخول بن راشد، عن أبي سعد رجل من أهل المدينة، قال: رأيت أبا رافع مولى النبي -صلى الله عليه وسلم-، رأى الحسن بن علي وهو يصلي وقد عقص شعره، فأطلقه، أو نهى عنه. وقال: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يصلي الرجل وهو=
= عاقص شعره. وقد سبق تخريجه في حديث رقم 381، وليس في طريق أبي أسامة، وسعيد بن عامر ذكر القصة-. وأبو سعد المدني هو شُرَحْبيل بن سعد، جزم بذلك المزي في تحفة الأشراف (9/ 204). وذكر الترمذي (العلل الكبير 1/ 255): أنه رواه أسود بن عامر، عن زهير، عن مخول، عن شرحبيل المدني أن أبا رافع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ... الحديث. ففي هذه الطريق التصريح بأنه شرحبيل بن سعد المدني. لكن قال الترمذي في العلل الكبير (1/ 257): وأبو سعيد، هو عندي سعيد المقبري .. اهـ. قلت: قوله: (أبو سعيد) أظنه تصحيفًا صوابه (أبو سعد) لأنه هكذا في أصل الرواية" وقوله إنه سعيد المقبري، متعقب عليه؛ لأنه يلزم منه أن يكون حديث شعبة منقطعًا لأن سعيدًا المقبري لم يدرك أبا رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وفي رواية غندر، وخالد بن الحارث -عند ابن ماجه- التصريح بان أبا سعد رأى أباء رافع. ورواه ابن جريج، عن عمران بن موسى، عن سعيد المقبري، عن أبيه، قال: رأيت أبا رافع مولى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وقد سبق تخريجه في حديث رقم 381. وقد وافق الدارقطني، الترمذيَ، بأن أبا سعد هو سعيد المقبري. انظر: علل الدارقطني (2/ 89 ب). وقال الترمذي (العلل الكبير 1/ 257): وهذا الحديث -يعني حديث ابن جريج عن عمران بن موسى، السابق- هو الصحيح، وحديث مخول فيه اضطراب، ورواية شعبة عن مخول، أشبه وأصح من حديث مؤمل عن سفيان عن مخول؛ لأن شعبة قال: عن أبي سعيد، عن أبي رافع، وأبو سعيد هو عندي سعيد المقبري. اهـ. قلت: كنية سعيد المقبري أبو سعد، وليس أبا سعيد، وأظن أن ما وقع هنا تصحيف فقد روى الحديث قبل هذا الكلام بأسطر فقال: أبو سعد. وقوله: هو عندي سعيد المقبري متعقب كما ذكرت سابقًا.=
= وقال ابن أبي حاتم (العلل 1/ 107: 289): سألت أبي عن حديث رواه المؤمل بن إسماعيل، عن الثوري، عن مخول، عن سعيد المقبري، عن أم سلمة قالت: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إن يصلي الرجل ورأسه معقوص. قال أبي: إنما روي عن مخول، عن أبي سعيد، عن أبي رافع، وكنية سعيد المقبري أبو سعيد. وأخطأ مؤمل إنما الحديث عن أبي رافع. اهـ. وقال الدارقطني في العلل (2/ 90 أ): واختلف عن الثوري، فرواه مؤمل بن إسماعيل، عن الثوري، عن مخول، عن أبي سعيد، عن أبي رافع، عن أم سلمة. ووهم في ذكر أم سلمة، وغيره لا يذكر فيه أم سلمة. وحديث عمران بن موسى أصحها إسنادًا. اهـ. وقال أيضًا (5/ 177 ب): يرويه مخول بن راشد. واختلف عنه، فرواه مؤمل وأبو حذيفة، عن الثوري، عن مخول، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سلمة. وغيرهما يرويه عن الثوري، عن مخول، ولا يذكر أم سلمة. و [هكذا]-زيادة من نصب الراية-، رواه شعبة [و]-في العلل (عن) - شريك، عن مخول، وهو الصواب. اهـ. والنهي عن كف الشعر وعقصه ثابت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:" أمرت أن أسجد على سبعة أعظم، ولا أكف ثوبًا ولا شعرًا". وفي مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ رأى عبد الله بن الحارث يصلي ورأسه معقوص من ورائه، فقام فجعل يحله. فلما انصرت أقبل إلى ابن عباس فقال: مالك ورأسي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، يقول:"إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف". وحديث أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يصلي الرجل ورأسه معقوص. - وقد تقدم تخريج هذه الأحاديث في شواهد الحديث رقم (381).
41 - باب السواك عند كل صلاة
41 - بَابٌ السِّوَاكُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ (16) تَقَدَّمَ فِي بَابِ السِّوَاكِ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" (¬1). ¬
389 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ (¬1)، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَوْلَا أَنْ تُضَيِّعُوا (¬2) لَأَمَرْتُكُمْ بِالسِّوَاكِ عند كل صلاة" (¬3). ¬
389 - تخريجه: هو في مسند إسحاق (4/ 296 أ). ولم أجده في مظنته من الإتحاف. وذكره الهيثمي (المجمع 2/ 97)، وقال: رواه البزار، والطبراني في الكبير، من طريق مسلم بن كيسان الملائي، وهو ضعيف، وقال البزار: لا بأس به. اهـ. ورواه البزار (كشف الأستار 1/ 241، 242: 494، 495)؛ والطبراني في الكبير (11/ 85، 87: 11125، 11133)؛ وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (2/ 240: 220)؛ ومن طريقه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 295)، من طرق عن مسلم الملائي، به، ولفظ البزار الأول بمثل حديث الباب عدا قوله: (تضيعوا) فهي عنده (تضعفوا)، ولفظي الطبراني بنحوه، وفي الثاني (تضعف أمتي)، ولفظ أبي الشيخ وأبي نعيم مقارب وفيه (تضعفوا). قال البزار: قد روي نحوه من غير وجه بغير لفظه، والملائي ليس به بأس، يروي عنه شعبة والثوري والأعمش وإسرائيل وجماعة كثيرة، واحتملوا حديثه. اهـ. قلت: بل هو متروك. وهو عند أبي الشيخ معلقًا؛ لأنه لم يذكر من حدثه به عن يونس بن حبيب. وعند أبي نعيم منقطعًا لأن شيخه -وهو أبو الشيخ- لم يذكر من حدثه به عن يونس بن حبيب.=
= قال أبو نعيم: هذا الحديث ذكره أبو محمد بن حيان عن يونس ولم يذكر من دونه. اهـ. ورواه ابن عدي في الكامل (1/ 242) في ترجمة إبراهيم بن الحكم بن أبان الصنعاني، من طريق صاحب الترجمة، عن أبيه، عن عكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "لولا أن يضعفوا عن السواك لأمرتهم به عند كل صلاة". وفيه إبراهيم بن الحكم بن أبان، وهو ضعيف، قال ابن عدي: وبلاؤه ما ذكروه أنه كان يوصل المراسيل عن أبيه، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه. اهـ. وروى ابن عدي عن عباس بن عبد العظيم قال: كانت هذه الأحاديث في كتبه مراسيل ليس فيها ابن عباس ولا أبو هريرة، يعني أحاديث أبيه عن عكرمة. اهـ. وانظر: التهذيب (1/ 115)؛ والتقريب (ص 89).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لأن فيه مسلم بن كيسان الملائي الأعور، وهو متروك. ومدار كل الروايات عليه، إلَّا ما ذكرت من رواية إبراهيم بن الحكم، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس -كما في رواية ابن عدي، وقد بينت ضعفها في التخريج- وقد جاء نحو هذا الحديث عن غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم. فمن ذلك: 1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كل صلاة"، رواه الجماعة وفي رواية: "لولا أن أشق على المؤمنين". رواه البخاري (2/ 274: 887)؛ ومسلم (1/ 220: 252)؛ وأبو داود (1/ 40: 46) في أثناء حديث؛ والترمذي (1/ 34: 22)؛ والنسائي (1/ 12: 7)؛ وابن ماجه (1/ 105: 287)؛ ومالك في الموطأ (1/ 66)؛ وأحمد (2/ 245، 287، 399).=
= 2 - وعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أمتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة". قال أبو سلمة: فرأيت زيدًا يجلس في المسجد وإن السواك من أذنه موضع القلم من أذن الكاتب، فكلما قام إلى الصلاة استاك. رواه أبو داود (1/ 40: 47)؛ والترمذي (1/ 35: 23)؛ وابن أبي شيبة (1/ 168)؛ وأحمد (4/ 114، 116)؛ (5/ 193)؛ والطحاوي (1/ 43)؛ والبيهقي (1/ 37)، من طرق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. اهـ. ونقل عن البخاري تصحيحه. وفيه محمد بن إسحاق، وهو صدوق مدلس، ولم أر في شيء مما وقفت عليه من طرق الحديث تصريحه بالسماع، فلعل من صححه وقف على ذلك، أو اعتمد على شواهده.
42 - باب الصفوف
42 - بَابُ الصُّفُوفِ 390 - قَالَ (¬1) مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬2)، عَنْ (¬3) عُبَيْدِ اللَّهِ (¬4)، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ (¬5): (إِذَا كَانُوا (¬6) ثَلَاثَةً يَتَقَدَّمُ أَحَدُهُمْ وَيَتَأَخَّرُ اثْنَانِ يَصُفَّانِ خَلْفَهُ). قَالَ (¬7): وَجِئْتُ مَرَّةً فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَقَامَنِي عَنْ يمينه. * صحيح موقوف. ¬
390 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 165 ب)، كتاب الإِمامة، باب فيمن يلي الإِمام، وعزاه لمسدد.=
= ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 87)، كتاب الصلوات، ما قالوا إذا كانوا ثلاثة يتقدم الإِمام. من طريق وكيع، عن سفيان، عن حماد، عن إبرهيم، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (إذا كانوا ثلاثة تقدمهم أحدهم، وتأخر اثنان). وهذا إسناد ضعيف للإرسال، فإبراهبم هو: النخعي، ولم يسمع من أحد من الصحابة. (جامع التحصيل ص 141). وحماد هو ابن أبي سليمان، فقيه صدوق له أوهام. (التقريب ص 178). ورواه أيضًا في المصنف (2/ 87)، من طريق لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما، أنه كان إذا صلى ثالثَ ثلاثةِ جَعَلَ اثنين خلفه. وهذا إسناد ضعيف أيضًا، فليث هو ابن أبي سليم، وهو صدوق عابد سيِّئ الحفظ اختلط فلم يتميز حديثه فلا يحتج به إلَّا فيما توبع عليه، وقد توبع عليه كما في حديث الباب، فيرتفع حديثه هذا إلى الحسن لغيره. وروى عبد الرزاق (2/ 408: 3879)، كتاب الصلاة، باب الرجل يؤم الرجلين والمرأة، من طريق ابن جريج، عن نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: (يصليان وراءه)، وابن جريج مدلس وقد عنعن. وروى أيضًا (2/ 406: 3869)، من طريق ابن جريج، أخبرني نافع مولى ابن عمر: أنه قام وحده إلى يسار ابن عمر رضي الله عنهما، فجر بيمينه، حتى جره إلى شقه الأيمن. وهذا إسناد صحيح، وقوله: (فجر بيمينه)، أي: أن ابن عمر أمسك بيد نافع اليمنى وجره بها. وروى مالك في الموطأ (1/ 134)، كتاب الصلاة، باب العمل في صلاة الجماعة، من طريق نافع: أنه قال: (قمت وراء عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، في=
= صلاة من الصلوات، وليس معه أحد غيري، فخالف عبد الله بيده فجعلني حذاءه) زاد ابن الأثير في جامع الأصول (5/ 605: 3859): (عن يمينه)، ولم أجدها في الموطأ الذي حققه محمد عبد الباقي، ولا في رواية يحيى بن يحيى الليثي، ووجدتها في رواية محمد ابن الحسن، ولفظه: (فجعلني عن يمينه)، ولم يذكر (بحذائه)، (ص 76: 177)، وإسناده من أصح الأسانيد، ويعرف عند العلماء بسلسلة الذهب. انظر: تدريب الراوي (1/ 78). وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 86)، كتاب الصلاة: في الرجل يصلي مع الرجل يقيمه عن يمينه، من طريق ابن نمير، عن عبيد الله بن عمر -تحرفت في المطبوع إلى عمير وقد جاءت على الصواب في المحققة (3/ 80: 4895) -، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قام رجل يصلي عن يساره فحوله إلى يمينه. وإسناده صحيح.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح، كما قال الحافظ رحمه الله. وله شواهد مرفوعة منها: 1 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أن جدته مُلَيكة، دعت رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ...) الْحَدِيثَ، وفيه: (وصففت أنا واليتيم وراءه، والعجوز من ورائنا، فصلى بنا ركعتين، ثم انصرف) رواه البخاري، ومسلم وغيرهما، وقد سبق تخريجه في حديث رقم (334). 2 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال في حديثه الطويل: (ثم جئت حتى قمت عن يسار رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَخَذَ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه، ثم جاء جبار بن صخر فتوضأ، ثم جاء فقام عن يسار رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَخَذَ=
= رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بيدينا جميعًا، فدفعنا حتى أقامنا خلفه ...) الحديث. ورواه مسلم (4/ 2305: 3010)، كتاب الزهد والرقائق، باب حديث جابر الطويل -واللفظ له-؛ وأبو داود (1/ 417: 634)؛ والطحاوي (1/ 307)؛ وابن حبان (3/ 310: 2194)؛ والبيهقي (3/ 95)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 383: 827)؛ والحازمي في الاعتبار (ص 166). وفي حديث ابن المنكدر عن جابر: (فقمت خلفه فأخذ باذني فجعلني عن يمينه)، رواه مسلم (1/ 532: 766)؛ وأحمد (3/ 351)؛ والبيهقي (3/ 95). 3 - وعن سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إذا كنا ثلاثة أن يتقدمنا أحدنا). رواه الترمذي (1/ 452: 233). من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن به. قال الترمذي: حديث حسن غريب. قال: وقد تكلم بعض الناس في إسماعيل ابن مسلم المكي من قبل حفظه. اهـ. قلت: إسماعيل بن مسلم المكي، فقيه ضعيف الحديث -التقريب (ص 110) -، ورواية الحسن البصري عن سمرة كلها كتاب، عدا حديث العقيقة، قاله يحيى القطان، وغيره، واعتبرها بعض أهل العلم كابن المديني سماعًا. جامع التحصيل (ص 165). 4 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما -في حديث مبيته عند ميمونة- قال: "فجئت فقمت عن يساره، فجعلني عن يمينه ... الحديث". رواه البخاري (2/ 190، 191: 697، 698)؛ ومسلم (1/ 525: 763)؛ وأبو داود (1/ 407: 610)؛ والترمذي (1/ 451: 232)؛ والنسائي (2/ 87: 806)؛ وابن ماجه (1/ 312: 973)؛ ومالك (1/ 121)؛ وعبد الرزاق (2/ 403: 3861، 3862)؛ وأحمد (1/ 283، 284)؛ وابن خزيمة (3/ 17: 1533،=
= 1534)؛ وابن حبان (3/ 309: 2193)؛ والبيهقي (3/ 99). 5 - وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، صلى به وبأمه، أو خالته. قال: فأقامني عن يمينه وأقام المرأة خلفنا). رواه مسلم (1/ 458: 660)، واللفظ له؛ وأبو داود (1/ 604: 609)؛ والنسائي (2/ 86: 803)؛ وابن ماجه (1/ 312: 975)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 86: 88)؛ وأحمد (3/ 194، 258، 261)؛ وابن خزيمة (3/ 19: 1538)؛ وابن حبان (3/ 314: 2203، 2204)؛ والبيهقي (3/ 95).
391 - [قَالَ (¬1) مُسَدَّدٌ] (¬2): حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (¬3)، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ (¬4)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ (¬5): (كَانَ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يُصَلِّينَ مَعَ الرِّجَالِ فِي الصَّفِّ، فَاتَّخَذْنَ قَوَالِبَ (¬6) يَتَطَاوَلْنَ بِهَا، تَنْظُرُ إِحْدَاهُنَّ إِلَى صَدِيقِهَا، فَأُلْقِيَ عَلَيْهِنَّ الْحَيْضُ فَأُخِّرْنَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَأَخِّرُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَخَّرَهُنَّ اللَّهُ عَزَّ وجل). ¬
391 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 89 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب تأخير النساء خلف الرجال والصبيان، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ. ورواه عبد الرزاق (3/ 149: 5115)، كتاب الصلاة، باب شهود النساء الجماعة. ومن طريقه: الطبراني في الكبير (9/ 342: 9484). ومن طريقه: الحافظ في تغليق التعليق (2/ 167)، كتاب الحيض. من طريق الثوري، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عن ابن مسعود رضي الله عنه، فذكره بلفظ مقارب، قال الهيثمي (المجمع 2/ 35): رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وقال الحافظ (الفتح 1/ 400): أخرجه عبد الرزاق عن ابن مسعود، بإسناد صحيح. اهـ.=
= وهو كما قالا رحمهما الله تعالى. ورواه الطبراني أيضًا (9/ 342: 9485)، من طريق زائدة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الله -يعني ابن مسعود-. وقد سقط شيخ إبراهيم النخعي، فإما أن يكون أرسله، أو أن من دونه هو الذي أسقطه. ورواه ابن خزيمة (3/ 99: 1700)، كتاب الصلاة: جماع أبواب صلاة النساء في الجماعة، باب ذكر بعض أحداث نساء بني إسرائيل الذي من أجله منعن المساجد، من طريق ابن عيينة، ثنا الأعمش، عن عمارة -وهو ابن عمير- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، فذكره بلفظ مقارب، وفيه زيادة: (وحرمت عليهن المساجد). ورجاله ثقات، لكن الأعمش لم يصرح بالسماع وهو مدلس. وقد صحح الألباني إسناده في تعليقه على ابن خزيمة.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح، موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه، ورواية الأعمش عن إبراهيم النخعي محمولة على السماع وإن عنعن. قال الحافظ (الفتح 2/ 350): بعد شرحه لحديث عائشة رضي الله عنها -الآتي-: وهذا وإن كان موقوفًا فحكمه حكم الرفع لانه لا يقال بالرأي. اهـ. قلت: وحديث الباب مثله. لكن تعقبه شيخنا عبد العزيز بن باز، فقال: هذا فيه نظر، والاقرب أنها تلقت ما ذكر عن نساء بني إسرائيل. ويدل على إنكار الرفع قولها: (وسلطت عليهن الحيضة)، والحيض موجود في بني إسرائيل، وقيل بني إسرائيل، وقد صح عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنَّهُ قال لعائشة لما حاضت في حجة الوداع: "إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم"، البخاري (1/ 400، 407: 294. 305)؛ ومسلم (2/ 873: 1211)، والكلام في=
= أثر ابن مسعود المذكوركالكلام في أثر عائشة، والله أعلم. اهـ. قلت: وعندي أن ما ذهب إليه الحافظ أرجح، وإن كان ما قاله شيخنا محتمل، لأن عائشة، وابن مسعود رضي الله عنهما، لم يشتهر عنهما الأخذ عن أهل الكتاب، وما استدل به شيخنا على إنكار الرفع قد أجاب عليه الحافظ من قبل بجواب لطيف فقال في الفتح (1/ 400): ويمكن أن يجمع بينهما -يعني ما في أثر ابن مسعود وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم "-مع القول بالتعميم -يعني أن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، شامل نساء بني إسرائيل وغيرهن- بأن الذي أرسل على نساء بني إسرائيل طول مكثه بهن -يعني الحيض- عقوبة لهن، لا ابتدأ وجوده. اهـ. قلت: ويؤيد ذلك أيضًا أن نساء بني إسرائيل ابتلين بأحكام في الحيض، انفردن بها تشريعًا، ومن ذلك أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم، لم يؤاكلوها، ولم يساكنوهن في البيوت رواه مسلم (1/ 246: 352) -وغيره-. وانظر: تفسير القرطبي (3/ 80). وله شواهد، منها: 1 - حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: (كان نساء بني إسرائيل يتخذن أرجلًا من خشب، يتشرفن للرجال في المساجد، فحرم الله عليهن المساجد وسلطت عليهن الحيضة). رواه عبد الرزاق (3/ 149: 5114). من طريق معمر، عن هشام بن عروة عن أبيه، به. قال الحافظ (الفتح 2/ 350): أخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح. اهـ. وهو كما قال. 2 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "لو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد، كما منعت نساء بني إسرائيل). قال: -أي يحيى بن سعيد الأنصاري- فقلت لعمرة: أنساء بني إسرائيل منعن المسجد؟ قالت: نعم.=
= رواه البخاري (2/ 349: 869)؛ ومسلم (1/ 329: 445)، واللفظ له؛ وأبو داود (1/ 383: 569)؛ ومالك (1/ 198)؛ وعبد الرزاق (3/ 149: 5113). 3 - وتأخير النساء وراء الرجال والصبيان ثابت كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وغيره. انظر: حديث رقم (334، 390).
392 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ (¬2) أَبِيهِ، قَالَ: (دَخَلْتُ مَعَ [عُمَرَ] (¬3) فِي سُبْحَةِ (¬4) الظُّهْرِ، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَجَاءَ يَرْفَأ (¬5)، فقمت أنا وهو خلفه). * صحيح موقوف. ¬
392 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 165 ب)، كتاب الإمامة، باب فيمن يلي الإِمام ومتى يقوم الإِمام، وعزاه لمسدد. ورواه مالك (1/ 154)، كتاب قصر الصلاة في السفر، باب جامع سبحة الضحى. ومن طريقه: الطحاوي (1/ 307)، كتاب الصلاة، باب الرجل يصلي بين الرجلين أين يقيمهما؟ والبيهقي (3/ 96)، كتاب الصلاة، باب الرجلين يأتمان بالرجل. ورواه عبد الرزاق (2/ 410: 3888)،كتاب الصلاة، باب الصلاة تحضر وليس معه إلَّا رجل، من طريق معمر.
393 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ (¬2)، ثنا محمد بن إسحاق، قال (¬3): سمعت أبا [سعد] (¬4) الخَطْمي يقول (¬5): سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يُحَدِّثُ (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، صلى به وبجابر (¬6) -أو جبار- ابن صَخْرٍ، فَأَقَامَهُمَا خَلْفَهُ). * أَصْلُهُ فِي مُسْلِمٍ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عن جابر رضي الله عنه، بغير هذا السياق (¬7). ¬
393 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 165 ب)، كتاب الإمامة، باب فيمن يلي الإِمام ومتى يقوم الإِمام، وعزاه لمسدد. ورواه ابن المنذر في الأوسط (1/ 203 أ)، كتاب الإمامة، ذكر قيام الاثنين خلف الإِمام. من طريق موسى بن هارون، ثنا عاصم بن عمر بن علي المقدمي، ثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، به، فذكر مثله، إلَّا أنه قال: وبجبار بن صخر -ولم يشك-. وعاصم بن عمر بن علي المقدمي، لا بأس به -تعجيل المنفعة (ص 204) -.=
= ورواه أحمد (3/ 326)؛ وابن خزيمة (3/ 18: 1535)، كتاب الصلاة، جماع أبواب قيام المأمومين خلف الإِمام، باب قيام الاثنين خلف الإِمام. من طريق أبي بكر الحنفي، نا الضحاك بن عثمان، حدثني شرحبيل، وهو ابن سعد أبو سعد، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: (قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يُصَلِّي المغرب فجئته فقمت إلى جنبه عن يساره، فنهاني فجعلني عن يمينه، ثم جاء صاحب لي فصففنا خلفه، فصلى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في ثوب واحد مخالفًا بين طرفيه). والضحاك بن عثمان، صدوق ربما وهم. ورواه أحمد (3/ 421)؛ والطبراني في الكبير (2/ 270: 2137). من طريق حسين بن محمد، ثنا أبوأويس -وسقطت لفظة: (أبو) من المسند- ثنا شرحبيل بن سعد، عن جبار بن صخر الأنصاري أحد بَنِي سَلَمَةَ قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وهو بطريق مكة: من يسبقنا ... الحديث. وفيه: ثم قام يصلي فقمت عن يساره، فأخذ بيدي فحولني عن يمينه فصلينا فلم يلبث يسيرًا أن جاء الناس). هذا لفظ أحمد. ولفظ الطبراني: (صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأقامني عن يمينه). قال الهيثمي (المجمع 2/ 95): وفيه شرحبيل بن سعد، وهو ضعيف. اهـ. قلت: وأبو أويس: هو عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، صدوق، يهم. (التقريب ص 309). ومدار هذه الطرق كلها على شرحبيل بن سعد، وهو ضعيف، واختلط بأخرة، وقد اضطرب في هذا الحديث، فمرة يرويه عن جابر بن عبد الله، ومرة عن جبار بن صخر، ويزيد وينقص في ألفاظه -كما مر-. وقد صح هذا الحديث -كما بَيَّن الحافظ-، من طريق عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما.=
= رواه مسلم مطولًا، ورواه غيره أخصر منه -وقد سبق تخريجه في حديث رقم (390) -. وفي اعتبار الحافظ هذا الحديث من الزوائد وقفة؛ فكل ما فيه من الزيادة على حديث عبادة بن الوليد بن عبادة، عن جابر -المخرج في مسلم، وأبي داود- هو الشك في المصلي مع جابر بن عبد الله هل هوجابر -أو جبار- ابن صخر، وقد رواه أحمد أيضًا من طريق شرحبيل كما مر، وشرط الحافظ- كما في مقدمته (2/ 23) -: ذِكْرُ كُلِّ حَدِيثٍ وَرَدَ عَنْ صِحَابِيٍّ لَمْ يُخَرِّجْهُ الْأُصُولُ السَّبْعَةُ مِنْ حَدِيثِهِ، وَلَوْ أَخْرَجُوهُ، أَوْ بَعْضُهُمْ مِنْ حَدِيثِ غَيْرِهِ مَعَ التَّنْبِيهِ عليه. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه أبو سعد الخطمي شرحبيل بن سعد، وهو ضعيف واختلط بأخرة، لكن تابعه على رواية هذا الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عبادة بن الوليد بن عبادة، بلفظ أطول منه، ولم يشك في المصلي مع جابر، بل سماه: جبار بن صخر. أما الشك فلم يتابع عليه شرحبيل. لذا فحديث الباب ضعيف السند صحيح المتن، عدا ما ذكرنا من الشك. وله شواهد صحيحة، منها حديث أنس، وابن عباس، وغيرهما رضي الله عنهم، وقد تقدم تخريجها في حديث رقم (334، 390).
394 - [1] وقال أبو بكر: حدثنا ابن فضيل، عن الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيع، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "رَاصُّوا (¬1) الصُّفُوفَ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ (¬2) تَخَلَّلُكُمْ (¬3) كَأَنَّهَا (¬4) أَوْلَادُ [الحَذف] (¬5) ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (¬6) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بن أبان، ثنا (¬7) ابن فضيل، به. ¬
394 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 474: 2607، 5/ 64: 2657). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 320: 259). وذكره أيضًا (المجمع 2/ 91)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه رجل لم يسم. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 187 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب ما جاء في فضل الصف الأول وتسوية الصفوت والتراص فيها وإقامتها، وميامنها، وعزاه=
= لأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي يعلى، وقال: هذا حديث ضعيف لجهالة التابعي. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه رجل مبهم، فلم يبين الوليد بن جميع اسم الذي حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، فهو مجهول. وعليه فالحديث ضعيف. لكن المتن قد صح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وغيره. 1 - فعن حميد قال: حدثنا أنس رضي الله عنه، قال: (أقيمت الصلاة فأقبل عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بوجهه فقال:" أقيموا صفوفكم، وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري" زاد البخاري وابن أبي شيبة: (وإن أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه)، وهي عند البيهقي، والبغوي، لكن دون قوله: (وقدمه بقدمه)، وزاد ابن أبي شيبة -أيضًا-: (ولو ذهبت تفعل ذلك لترى أحدهم كانه بغل شموس)، وسنده صحيح. رواه البخاري (2/ 208، 211: 719، 725)؛ والنسائي (2/ 92: 814)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 351)؛ وأحمد (1/ 103، 125، 182، 229، 263)؛ وابن حبان (3/ 301: 2170)؛ والبيهقي (2/ 21)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 365: 807). 2 - وعن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة"، وفي رواية: "من تمام الصلاة". رواه البخاري (2/ 209: 723)؛ ومسلم (1/ 324: 433)؛ وأبو داود (1/ 434: 668)؛ وابن ماجه (1/ 317: 993)؛ وأحمد (3/ 177، 179، 274، 291)؛ والدارمي (1/ 289)؛ وابن حبان (3/ 302: 2171)؛ والبيهقي (3/ 100)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 368: 812).=
= 3 - وعن قتادة قال: حدثنا أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: رُصُوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف". رواه أبو داود (1/ 434: 667)؛ والنسائي (2/ 92: 815)؛ وأحمد (3/ 260، 283)؛ وابن خزيمة (3/ 22: 1545)؛ وابن حبان (3/ 298: 2163)؛ والبيهقي (3/ 100)؛ والبغوي في شرح السنة 3/ 368: 813). من طرق عن أبان بن يزيد العطار، به. وإسناده صحيح، فقد صرح قتادة بالتحديث عند النسائي وأحمد. 4 - وعن البراء بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية، يمسح صدورنا ومناكبنا، ويقول: "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم"، وإن يقول: "إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول"). رواه أبو داود (1/ 432: 664)؛ والنسائي (2/ 89: 811)؛ وابن ماجه (1/ 318: 997)، مقتصرًا على الجزء الأخير فقط؛ والطيالسي (ص 100: 741)؛ وعبد الرزاق (2/ 45، 51: 2431، 2449)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 378) مثل ابن ماجه؛ وأحمد (4/ 285، 296، 304)؛ والدارمي (1/ 289)؛ وابن الجارود (ص 116: 316)؛ وابن خزيمة (3/ 24: 1551)؛ وابن حبان (3/ 295، 297: 2154، 2158)؛ والحاكم (1/ 571، 572، 573)؛ وتمام في فوائده (كما في الروض البسام (1/ 330: 313، 314) مثل ابن ماجه؛ وأبو نعيم في الحلية (5/ 27)؛ والبيهقي (3/ 103)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 373: 818). من طريق شعبة، والأعمش، ومالك بن مغول، وأبي إسحاق السبيعي، ومنصور بن المعتمر وغيرهم كثير (قال أبو نعيم في الحلية (5/ 27): رواه الجم الغفير عن طلحة)، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوسجة، به. وهذا إسناد صحيح؛ طلحة بن مصرف اليامي ثقة قارئ فاضل. (الكاشف=
= 2/ 40؛ التهذيب 5/ 25؛ التقريب ص 283)؛ وعبد الرحمن بن عوسجة النهمي ثقة. (الكاشف 2/ 159؛ التهذيب 6/ 244؛ التقريب ص 347). ورواه أحمد (4/ 297)؛ وابن خزيمة (3/ 24: 1552). من طريق ابن وهب، عن جرير بن حازم، قال سمعت أبا إسحاق الهمداني يقول: حدثني عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكر مثله. ورجاله ثقات إلَّا أن جرير بن حازم، يهم أحيانًا إذا حدث من حفظه، وقد قال أحمد: حدث بالوهم بمصر، ولم يكن يحفظ. اهـ. وقال الأزدي: صدوق خرج عنه بمصر أحاديث مقلوبة ولم يكن بالحافظ. اهـ. والظاهر أن هذا من أحاديثه في مصر، لأن الراوي عنه مصري، وقد سئل أبو حاتم عن هذا الحديث، فقال -العلل (1/ 124) رقم (343) -: هذا خطأ، إنما يروونه عن أبي إسحاق، عن طلحة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. اهـ. قلت: قد تابع جرير بن حازم على هذه الرواية كل من عمار بن رزيق، وَأبو بكر بن عياش، روى ذلك أحمد (4/ 298، 299)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 378). ورواه أحمد أيضًا (4/ 298)، من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء به. لكن ليس في شيء من تلك الروايات تصريح أبي إسحاق السبيعي الهمداني، بالتحديث وهو مدلس مشهور، فهي محمولة على التدليس. ورواه ابن خزيمة (3/ 26: 1557). من طريق أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد اليامي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوسجة، به مثله. لكن قد روي من طرق أخرى عن زبيد اليامي، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، به. فإن صحت رواية ابن خزيمة ولم تكن من أخطاء أشعث فهي متابع جيد لطلحة ابن مصرف.=
= وأشعث بن عبد الرحمن، صدوق يخطئ. (التقريب ص 113). ووالده، وثقه ابن حبان، ووهم من زعم أن البخاري تكلم فيه. (التاريخ الكبير 5/ 286؛ الجرح 5/ 235؛ الثقات 7/ 67؛ الميزان 2/ 561؛ اللسان 3/ 415). وذكر الحاكم (1/ 575) أن الحكم بن عتيبة قد تابع طلحة بن مصرف، ثم رواه من طريق إبراهيم بن طهمان، عن منصور، والحكم، عن طلحة بن مصرف، به مختصرًا. وعلى هذا الإسناد لا يكون الحكم تابع طلحة، إنما تابع منصورًا، وأظن أن الإسناد وقع فيه تحريف وأن صوابه: إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن الحكم وطلحة، به. لكن رأيت الذهبي في تلخيصه قال: إبراهيم بن طهمان لم يدرك الحكم. اهـ. فكأنه هكذا كان في نسخته -فالله أعلم- وإن من الواجب عليه أن ينبه على أن الحكم لم يتابع طلحة في هذه الرواية. وبعد مراجعة النسخ المخطوطة من المستدرك وجدته قد جاء فيها على الصواب كما استظهرت هنا -انظر: (1/ 262 ب) - وتبين أن ما في المطبوع تصحيف من الطابع أو الناسخ وهو الأقرب لأن الذي يظهر من قول الذهبي السابق أنه اعتمد على هذه المصحفة ولم يتنبه لذلك، وعلى ما في المخطوط يكون الحكم قد تابع طلحة كما قال الحاكم رحمه الله. وإبراهيم بن طهمان، ثقة يغرب. (التقريب ص 90). ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 415: 743)، من طريق إبراهيم بن طهمان، عن منصور بن المعتمر، عن الحكم، عن طلحة، عن عبد الرحمن، عن البراء، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث، عن منصور، عن الحكم، إلَّا إبراهيم بن طهمان، ورواه سفيان الثوري عن منصور، عن طلحة نفسه. اهـ.=
= 5 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أقيموا صفوفكم لا يتخللكم الشياطين كأولاد الحذف"، قيل: يا رسول الله وما أولاد الحذف؟ قال: "ضان سود جرد تكون بأرض اليمن". رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 351)، واللفظ له؛ وأحمد (4/ 296)؛ والطبراني في الصغير (1/ 119)؛ والحاكم (1/ 217)؛ والبيهقي (3/ 101). من طريق الحسن بن عبيد الله -وتصحفت في المسند إلى (عمرو) - النخعي، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوسجة، به. قال الطبراني: لم يروه عن الحسن بن عبيد الله إلَّا أبو خالد الأحمر. اهـ. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا اللفظ. اهـ. ووافقه الذهبي. وهو كما قالا، فإن الحسن بن عبيد الله النخعي، ثقة فاضل. (التقريب ص 162)، وكل رجاله ثقات، إلَّا أن عبد الرحمن بن عوسجة لم يخرجا له في الصحيحين. 6 - وعن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ... الحديث. وفيه: قال: ثم خرج علينا فقال:" ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها"؟ فقلنا: يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: "يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف". رواه مسلم (1/ 322: 430)، واللفظ له؛ وأبو داود (1/ 431: 661)؛ والنسائي (2/ 92: 816)؛ وعبد الرزاق (2/ 46: 2432)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 353)؛ وأحمد (5/ 101، 106)؛ وابن خزيمة (3/ 21: 1544)؛ وابن حبان (3/ 294، 297: 2151، 2159)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 366: 809).
395 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن فاطمة بنت قيس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قَالَتْ (¬1): سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخرها وشرها أولها". ¬
395 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 207: 145). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 188 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب في خير الصفوف وشرها، وعزاه للحارث، وقال: مجالد ضعيف. اهـ. ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 931) في ترجمة الخليل بن زكريا، من طريق الحارث بن أبي أسامة، به، مثله. قال ابن عدي: وهذه الأحاديث التي ذكرتها بأسانيدها عن الخليل بن زكريا مناكير كلها من جهة الإسناد والمتن جميعًا. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه الخليل بن زكريا، وهو متروك. ومجالد بن سعيد، وليس بالقوي، وإن يقبل التلقين بأخرة لاختلاطه. لكن قد صح هذا المتن مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وروي عن غيره أيضًا. 1 - فعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (خير صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النساء آخرها وشرها أولها". رواه مسلم (1/ 326: 440)؛ وأبو داود (1/ 438: 678)؛ والترمذي (1/ 435: 224)، والنسائي (2/ 93: 820)؛ وابن ماجه (1/ 319: 1000)؛ والطيالسي (ص 316: 2408)؛ وابن أبي شيبة (2/ 385)؛ وأحمد (2/ 247،=
= 336، 354، 367)؛ والدارمي (1/ 291)؛ وابن الجارود (ص 117: 317)؛ وابن خزيمة (3/ 27، 96: 1561، 1693)؛ وابن حبان (3/ 303: 2176)؛ والبيهقي (3/ 97، 98)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 371: 815). 2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلَّا أن يستهموا عليه لاستهموا. ... " الحديث. رواه البخاري (2/ 96: 615)؛ ومسلم (1/ 325: 437)؛ والنسائي (1/ 269: 540)؛ ومالك (1/ 68)؛ وأحمد (2/ 236، 278، 303)؛ وابن خزيمة (3/ 25: 1554)؛ وابن حبان (3/ 294: 2150). 3 - وعنه أيضًا، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لو تعلمون -أو يعلمون- ما في الصف المقدم لكانت قُرْعَة"، وفي رواية: (الصف الأول ما كانت إلَّا قرعة، هذا لفظ مسلم. رواه مسلم (1/ 326: 439)؛ وابن ماجه (1/ 319: 998)؛ وابن خزيمة (3/ 25: 1555)؛ والبيهقي (3/ 102).
396 - [وَقَالَ (¬1) الْحَارِثُ]: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ (¬2)، ثنا سُفْيَانُ (¬3)، [أَوِ]، (¬4) الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ (¬5) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مُقِيمِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ). ¬
396 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث 206: 144). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 187 ب) كتاب افتتاح الصلاة، باب ما جاء في فضل الصف الأول، وتسوية الصفوت والتراص فيها. وعزاه للحارث بن أبي أسامة. ورواه عبد الرزاق (2/ 46: 2434) كتاب الصلاة، باب الصفوت؛ من طريق الثوري، عن حماد، عن إبراهيم، قال: قال عمر: (لتراصوا في الصف أو يتخللكم أولاد الحذف من الشيطان، فإن الله وملائكه يصلون على الذين يقيمون الصفوف). وحماد هو ابن أبي سليمان، وهو فقيه صدوق، له أوهام. انظر: التقريب (ص 178). وإبراهيم هو النخعي، ولم يسمع من عمر.
الحكم عليه: الأثر بهذا اللفظ لو صح لكان له حكم الرفع، لأنه مما لا مجال للرأي فيه. وعمر بن الخطاب لم يكن ممن يأخذ عن أهل الكتاب. لكنه منقطع, لأن إبراهيم النخعي لم يسمع من عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وكذا سفيان الثوري لم يسمع من إبراهيم النخعي، لكنه سمع من حماد بن أبي سليمان -كما عند عبد الرزاق- وحماد سمع من إبراهيم.=
= وعليه، فهو ضعيف. وله شاهد مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما؛ تقدم تخريجه في حديث رقم (394). ومن أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه، في ذكر فضل الصف الأول، تقدمت في رقم (395). وله شواهد أخرى لا تخلوا من مقال، منها: 1 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول". رواه ابن ماجه (1/ 319: 999)؛ من طريق محمد بن المصفى الحمصي، ثنا أنس بن عياض، ثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، به. قال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 336: 358): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. اهـ. قلت: محمد بن المصفى، صدوق له أوهام. انظر: التقريب (ص 507). وقال الذهبي: ثقة يغرب. انظ: الكاشف (3/ 86)، والأول أصح. انظر: التهذيب (9/ 460). ومحمد بن عمرو بن علقمة، صدوق له أوهام. انظر: التقريب (ص 499)، وهو معلول أيضًا، فقد سُئل أبو حاتم عنه فقال: هذا خطأ بهذا الإسناد، الصحيح ما رواه الدراوردي عن ابن عجلان، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. اهـ من العلل لابنه (1/ 172)، رقم (492). قلت: وعلى هذا يكون مرسلًا؛ لأن عبد الله بن حنين تابعي. انظر: التقريب (ص 301). وقال الدارقطني في علله (4/ 287)، رقم (570) عندما سُئل عن هذا الحديث بنحو هذا اللفظ: يرويه محمد بن مصفى، وانفرد به عن أنس بن عياض، عن=
= محمد بن عمرو، عن إبراهيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، ووهم فيه، وإنما رواه مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي مرسلًا. اهـ. 2 - وعن أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول". قالوا: يا رسول الله وعلى الثاني؟ قال: "وعلى الثاني ... " الحديث. رواه أحمد (5/ 262)؛ وأبو يعلى- كما في الإتحاف (1/ 186 ب)؛ والطبراني في الكبير (8/ 205: 7727). من طرق عن فرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، به. قال الهيثمي (المجمع 2/ 91): ورجال أحمد موثقون. اهـ. قلت: فرج بن فضالة التنوخي، ضعيف. انظر: التقريب (ص 444)؛ التهذيب (8/ 260). ولقمان بن عامر، صدوق. انظر: التقريب (ص 464). 3 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ... فذكره بمثل حديث الباب. رواه أحمد (5/ 262)، والبزار- كما في كشف الأستار (1/ 247: 508)، من طريق حسين بن واقد، حدثني سماك بن حرب، به. قال البزار: لا نعلم أحدًا رواه هكذا إلا حسين بن واقد. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 2/ 91): رواه أحمد، والبزار ورجاله ثقات. اهـ. قلت: حسين بن واقد، ثقة ربما وهم. وسماك بن حرب، ثقة، لكن ساء حفظه بأخرة، فكان ربما لقن. 4 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مِثْلَهُ. رواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 246: 507)، من طريق معمر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، به.=
= قال الهيثمي (المجمع 2/ 92): رواه البزار، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وفيه كلام، وقد وثقه جماعة. اهـ. قلت: الراجح أنه صدوق سيء الحفظ. انظر: التهذيب (6/ 13)؛ التقريب (ص 321). 5 - وعن ابن مسعود نحوه. رواه عبد الرزاق، والطبراني (9/ 299: 9292)، وفيه رجل لم يسم.
397 - [وَقَالَ] (¬1) مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬2)، عَنْ سُفْيَانَ (¬3)، حَدَّثَنِي عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ حُجَيْرَةَ بِنْتِ حُصَيْنٍ، قَالَتْ (¬4): (أَمَّتْنا أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فِي العصر، فقامت بيننا). ¬
397 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 172 ب)، كتاب الإمامة، باب في إمامة المرأة، وعزاه لمسدد. ورواه عبد الرزاق (3/ 140: 5082)، كتاب الصلاة، باب المرأة تؤتم النساء. ومن طريقه ابن حزم في المحلى (4/ 220) في المسألة رقم (491). ورواه أيضًا ابن المنذر في الأوسط (1/ 212 أ) كتاب الإمامة، جماع أبواب صلاة النساء في جماعة، من طريق علي بن الحسن، وهو ابن موسى الهلالي، ثنا عبد الله، وهو ابن الوليد العدني، كلاهما عن الثوري، به مثله. وقد وهم الزيلعي (نصب الراية 2/ 31)، وتبعه الحافظ في تلخيص الحبير (2/ 42)، رقم (598)، فقال: رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما، والشافعي في مسنده، قالوا ثلاثتهم: أخببرنا سفيان بن عيينة. اهـ. لأن عبد الرزاق رواه عن سفيان الثوري -كما سبق- وقد رواه ابن حزم من طريقه فقال: عن سفيان الثوري. ورواه الشافعي في مسنده (1/ 107: 315) كتاب الصلاة، باب في الجماعة وأحكام الإمامة، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 88) كتاب الصلوات، باب المرأة تؤم النساء، وابن سعد في الطبقات (8/ 884) في ترجمة حجيرة بنت حصين.=
= والبيهقي (3/ 131) كتاب الصلاة، باب المرأة تؤم النساء فتقوم وسطهن، من طريق سفيان بن عيينة، عن عمار الدهني، به، فذكره. وهو عند الشافعي وابن أبي شيبة والبيهقي مختصرًا: (أنها أمتهن فقامت وسطًا). ولفظ ابن سعد بمثل حديث الباب، غير أنه قال: (وسطنا) ولم يقل: (بيننا). ورواه الدارقطني (1/ 405) كتاب الصلاة، باب صلاة النساء جماعة وموقف إمامهن، من طريق أحمد بن يوسف السلمي، ثنا عبد الرحمن، أنا سفيان، عن عمار، به مثله. ولم أستطع تعيين سفيان، هل هو الثوري أو ابن عيينة؟ ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 88) من طريق علي بن مسهر، وابن حزم في المحلى (4/ 219) من طريق يحيى بن سعيد القطان. كلاهما عن سعيد -عند ابن حزم: ابن أبي عروبة- عن قتادة، عن أم الحسن أنها رأت أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، تؤم النساء تقوم معهن في الصف. وفي رواية ابن حزم: عن قتادة أن أم الحسن بن أبي الحسن حدثتهم: أن أم سلمة أم المؤمنين كانت تؤمهن في رمضان وتقوم معهن في الصف. قال ابن حزم: هي خيرة -يعني اسم أم الحسن- ثقة الثقات. وهذا إسناد كمالذهب. اهـ. قلت: وذكرها ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ: مقبولة. اهـ. وقد أخرج لها مسلم والأربعة. (الثقات 4/ 216؛ التقريب ص 746؛ التهذيب 12/ 416). فهذا إسناد على شرط مسلم، فسماع يحيى القطان من سعيد قديم.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد فيه حجيرة بنت حصين، وهي مجهولة. لكن تابعتها أم الحسن البصري -كما سبق، ولم تذكر في روايتها أنها صلاة فريضة-. وعليه، فالأثر بمجموع الطريقين صحيح.=
= وقد صحح إسناد حديث الباب النووي في المجموع (4/ 199)، وحسَّنه في موضع آخر (4/ 296). وله شاهد مرفوع، وشواهد موقوفة، منها: 1 - في حديث أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بن نوفل الأنصارية: (وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يزورها في بيتها، وجعل لها مؤذنًا يؤذن له، وأمرها أن تؤم أهل دارها). رواه أبو داود (1/ 396، 397: 591، 592)؛ وأحمد (6/ 405)؛ وابن خز يمة (3/ 89: 1676)؛ والدارقطني (1/ 403)؛ والحاكم (1/ 203)؛ والبيهقي (3/ 130). رواه أبو داود من طريق الوليد بن عبد الله بن جميع، حدثتني جدتي، وعبد الرحمن بن خلاد الأنصاري، عن أم ورقة، فذكره بلفظ أطول وليس فيه ذكر الإمامة عنده. وهكذا رواه الحاكم والبيهقي في إحدى روايتيه. لكن عندهما: عن ليلى بنت مالك. بدل: عن جدته، والمعنى واحد، فهي جدته. ورواه أبو داود أيضًا من طريق الوليد، عن عبد الرحمن بن خلاد، عن أم ورقة. ورواه ابن خزيمة من طريق الوليد، عن ليلى بنت مالك، عن أبيها، وعن عبد الرحمن بن خلاد، عن أم ورقة، به فذكره. ورواه الدارقطني والبيهقي -في إحدى روايتيه- من طريق الوليد، حدثتنى جدتى، عن أم ورقة. ورواه عبد العزيز بن أبان، عن الوليد، عن عبد الرحمن بن خلاد، عن أبيه، عن أم ورقة. انظر: تحفة الأشراف (13/ 110). قال الحاكم: قد احتج مسلم بالوليد بن جميع، وهذه سنّة غريبة لا أعرف في الباب حديثًا مسندًا غير هذا. اهـ. وحسّنه الألباني في تعليقه على ابن خزيمة، وفي الإرواء (2/ 255: 493).=
= والوليد بن عبد الله بن جميع، ثقة يهم. وجدته ليلى بنت مالك. قال الحافظ؛ لا تُعرف. انظر: التقريب (ص 763). وعبد الرحمن بن خلاد الأنصاري، مجهول الحال. انظر: التقريب (ص 339)؛ الثقات (5/ 98). فمداره على مجاهيل، وفيه اضطراب يزيده ضعفًا. 2 - وعن عائشة رضي الله عنها، أنها كانت تؤم النساء، تقوم معهن في الصف، في الصلاة المكتوبة. وقد رُوي من طرق عنها: (أ) من طريق الثوري، عن ميسرة بن حبيب النهدي أبي حازم، عن ريطة الحنفية، به. رواه عبد الرزاق (3/ 141: 5086)؛ وابن سعد في الطبقات (8/ 483)؛ والدارقطني (1/ 404)؛ وابن حزم في المحلى (4/ 219)؛ والبيهقي (3/ 131). وميسرة بن حبيب، صدوق. انظر: التقريب (ص 555). وريطة الحنفية، لم أجد من ذكرها غير ابن سعد، ولم يذكر جرحًا ولا تعديلًا. وقد صحح هذا الإسناد النووي. انظر: المجموع (4/ 199)، وحسنه في موضع آخر (4/ 296). (ب) من طريق القطان، ثنا زياد بن لاحق، عن تميمة بنت سلمة، به. رواه ابن حزم في المحلى (4/ 219). وزياد بن لاحق مستور. وتميمة لم أجد لها ترجمة. (ج) من طريق وكيع، عن أبي ليلى، عن عطاء، به. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 88). ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، صدوق سيء الحفظ. لكنه توبع -كما يأتي-. وعطاء هو ابن أبي رباح.=
= (د) من طريق عبد الله بن إدريس، عن ليث بن أبي سليم، عن عطاء، به. رواه الحاكم (1/ 203)؛ والبيهقي (1/ 408، 3/ 131). وليث بن أبي سليم، صدوق سيء الحفظ، واختلط بآخره، لكن حديثه مقبول في المتابعات. (هـ) من طريق ابن جريج أخبرني يحيى بن سعيد، أن عائشة، فذكره. رواه عبد الرزاق (3/ 141: 5087). ويحيى بن سعيد الأنصاري، لم يدرك عائشة رضي الله عنها، فهو منقطع. والأثر بمجموع هذه الطرق حسن، ويرتقي مما تقدم إلى الصحيح لغيره.
398 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَمَّارٌ (¬2)، عَنْ عِمْرَانَ (¬3)، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلة قَالَ: (كَانَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُسَوِّي مَنَاكِبَنَا، وَيُضْرَبُ أَقْدَامَنَا (¬4) لِإِقَامَةِ الصَّفِّ). (17) وَحَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَأْتِي [إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى] (¬5) فِي التأمين (¬6). ¬
398 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 186 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب ما جاء في فضل الصف الأول، وتسوية الصفوف، والتراص فيها وإقامتها. وعزاه لمسدد، ونسب عمران فقال: ابن عمير، ولم ار في الرواة أحدًا بهذا الاسم، إلا عمران بن عمير مولى عبد الله بن مسعود، وهو أخو القاسم بن عبد الرحمن لأمه، ولم يرو إلا عن أبيه، وعنه: مسعر، قال البخاري: حديثه في الكوفيين. اهـ. ولم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا. إلا أن الحسيني قال: فيه جهالة. اهـ. وقال ابن العراقي: لا أعرفه. اهـ. (التاريخ الكبير 6/ 420؛ الجرح 6/ 301؛ ذيل الكاشف ص 215؛ تعجيل المنفعة ص 219). ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 352) كتاب الصلوات، ما قالوا في إقامة الصف.=
= من طريق ابن نمير، عن الأعمش، عن عمران، به فذكر مثله، إلا كلمة: (يضرب)، فلم يذكرها. ورواه عبد الرزاق (2/ 47: 2435). من طريق الثوري، عن الأعمش، عن عمارة بن عمران الجعفي، عن سويد بن غفلة، فذكر مثله. والظاهر أن هذه الرواية مثل رواية ابن أبي شيبة السابقة، وإنما زاد بعض النساخ كلمة (عمارة بن)، فلم أجد في الرواة أحدًا بهذا الاسم، وقد ذكر ابن حزم هذا الأثر في المحلى (4/ 59) وقال: عمارة بن عمران الجعفي. مثل رواية عبد الرزاق -فالله أعلم- فلعل التصحيف وقع قديمًا في المصنف فنقله ابن حزم منه، وإن كان لم يعزه لعبد الرزاق. ويحتمل أيضًا أن يكون شيخ الأعمش هنا هو عمارة بن القعقاع، فتحرفت (عن) إلى (ابن)، وهذا أقرب. ويحتمل أيضًا أن يكون التحريف من عبد الرزاق، فإن في روايته عن الثوري بمكة، بعض الاضطراب. ورواه الطبراني في الصغير (2/ 81). من طريق أحمد بن أبي الحواري، حدثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غفلة، عن بلال رضي الله عه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسوي مناكبنا في الصلاة). قال الطبراني: لم يروه عن الأعمش إلا ابن نمير، تفرد به أحمد بن أبي الحواري، ولا يروى عن بلال إلا بهذا الإسناد. اهـ. قلت: أحمد بن عبد الله بن ميمون بن أبي الحواري، ثقة. انظر: الجرح (2/ 47)؛ التقريب (ص 81). لكن خالفه أبو بكر بن أبي شيبة، والناس، وأخشى أن يكون النبلاء من شيخ الطبراني محمد بن علي بن خلف الدمشقي، فقد ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق (15/ 718، 719)، ولم يذكر جرحًا ولا تعديلًا.=
= الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح. وله شواهد كثيرة، وقد تقدم بعضها في حديث رقم (394)، ومنها أيضًا: 1 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لتسوّن صفوفكم، أو ليخالفن الله بين قلوبكم". هذا لفظ البخاري، وعند الباقين: " بين وجوهكم". رواه البخاري (2/ 206: 717)؛ ومسلم (1/ 324: 436)؛ وأبو داود (1/ 432: 663)؛ والترمذي (1/ 438: 227)؛ والنسائي (2/ 89: 810)؛ وابن ماجه (1/ 318: 994)؛ وعبد الرزاق (2/ 44: 2429)؛ وأحمد (4/ 271، 272)؛ وابن حبان (3/ 298: 2162)؛ والبيهقي (3/ 100). 2 - وعن أبي مسعود الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول:"استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم". قال أبو مسعود: فأنتم اليوم أشد اختلافًا". رواه مسلم (1/ 323: 432)، واللفظ له؛ وأبو داود (1/ 436: 674)، وليس عنده إلا الجزء الأخير فقط (ليلني منكم ..)؛ والنسائي (2/ 90: 812)؛ وابن ماجه (1/ 312: 976)؛ وعبد الرزاق (2/ 45: 2430)؛ وأحمد (4/ 122)؛ وابن خزيمة (3/ 20: 1542)؛ وابن حبان (3/ 301، 303: 2169، 2175)؛ والبيهقي (3/ 97). 3 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كان عمر لا يكبر حتى تعتدل الصفوت، يوكل بذلك رجالًا). رواه عبد الرزاق (2/ 47: 2439). من طريق معمر، عن أيوب، عن نافع، به.=
= وهذا سند صحيح. ورواه مالك (1/ 158)، وعبد الرزاق (2/ 47: 2437)، والبيهقي (2/ 21)، من طريق نافع مولى ابن عمر، أن عمر، فذكر نحوه. ونافع لم يدرك عمر. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 352). من طريق. وكيع، عن عمران بن حُدَير، عن أبي عثمان قال: (كنت فيمن يقيم عمر بن الخطاب قدامه لإقامة الصف). وهذا إسناد صحيح. 4 - وعن أبي سُهيل بن مالك، عن أبيه، أنه قال: (كنت مع عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقامت الصلاة، وأنا أكلمه في أن يفرض لي، فلم أزل أكلمه وهو يسوي الحصباء بنعليه، حتى جاءه رجل قد كان وكلهم بتسوية الصفوف، فأخبروه أن الصفوف قد استوت، فقال لي: استو في الصف. ثم كبّر). رواه مالك (1/ 158)؛ وابن أبي شيبة (1/ 352)؛ والبيهقي (2/ 21). وإسناده صحيح.
43 - باب صلاة الجماعة
43 - بَابُ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ (¬1) 399 - [1] قَالَ (¬2) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو العَقَدي، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سيَّار الزُّهْرِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي (¬3) بَحْرِيَّه قَالَ: (دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا أَنَا بِفَتًى وَالنَّاسُ حَوْلَهُ، جَعْد قَطَط (¬4)، فَإِذَا تَكَلَّمَ كَأَنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ نُورٌ وَلُؤْلُؤٌ، فَقُلْتُ (¬5): مَنْ هَذَا)؟ قَالُوا: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَأْتِيَ اللَّهَ تَعَالَى، آمِنًا فَلْيَأْتِ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ حَيْثُ يُؤَذَّنُ لَهَا (¬6)، فَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَمِمَّا سَنَّهُ لَكُمْ نَبِيُّكُمْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-، وَلَا يَقُلْ (¬7) إِنَّ لِي مُصَلًّى فِي بَيْتِي فَأُصَلِّي فِيهِ، فَإِنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-، ولو تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُنَا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إلَّا مُنَافِقٌ بَيِّن النِّفَاقِ، حَتَّى كَانَ الرَّجُلُ الْمَرِيضُ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عبد الأعلي بن حماد (¬8). ¬
399 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 121 ب)، كتاب الصلاة، باب المحافظة على الصلوات، وعزاه لإسحاق بن راهويه.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا أيوب بن سيار فإنه منكر الحديث جدًا، وعليه فالأثر ضعيف جدًا. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود رضي الله عنه، موقوفًا عليه، بلفظ مقارب لحديث الباب وفيه زيادة. رواه مسلم (1/ 453: 654)؛ وأبو داود (1/ 373: 550)؛ والنسائي (2/ 801: 849)؛ وابن ماجه (1/ 255: 777)؛ والطيالسي (ص 40: 313)؛ وعبد الرزاق (1/ 516: 1979)؛ وأحمد (1/ 382، 414، 419، 455)؛ وابن حبان (3/ 267: 2097)، مختصرًا؛ والبيهقي (3/ 85).
400 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ (¬1) جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَفَعَهُ (¬2): "لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ صَارِخًا (¬3) بِالصَّلَاةِ، ثُمَّ أتخلَّف عَلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عن الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم". ¬
400 - تخريجه: هو في مسند أبي داود الطيالسي (ص 238: 1717). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 184 أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب في صلاة الجماعة، وعزاه لأبي داود الطيالسي.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لأن فيه طلحة بن عمرو الحضرمي، وهو متروك، لكن صح هذا المتن من حديث أبي هريرة وغيره رضي الله عنهم. 1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذَّن لها، ثم آمر رجلًا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عَرْقًا سمينًا أو مِرْماتين حسنتين لشهد العشاء". رواه البخاري (2/ 125: 644)؛ ومسلم (1/ 451: 651)؛ وأبو داود (1/ 371، 372: 548، 549)؛ والترمذي (1/ 422: 217)؛ والنسائي (2/ 107: 848)؛ وابن ماجه (1/ 259: 791)؛ ومالك (1/ 129)؛ وعبد الرزاق (1/ 517، 518: 1984، 1985، 1986، 1987)؛ وأحمد=
= (2/ 244، 314، 525)؛ وابن خزيمة (2/ 369: 1481)؛ وابن حبان (3/ 265: 2093)؛ والبيهقي (3/ 55). 2 - وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: لقد هممت أن آمر رجلًا يصلي بالناس، ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم". رواه مسلم (1/ 452: 652)؛ وأحمد (1/ 394، 422، 449، 461)؛ وابن خزيمة (3/ 174: 1853)؛ والبيهقي (3/ 172).
401 - [قَالَ] (¬1) مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الأعمش، عن ثابت بن عبيد قال (¬2): (دخلت عَلَى زِيدِ بْنِ ثَابِتٍ أَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، وَعِنْدَهُ ابْنَاهُ، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ: اذْهَبَا إِلَى الصَّلَاةِ، فَإِنَّ صَلَاةَ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ على صلاته وحده خمسًا وعشرين درجة). ¬
401 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 184أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب صلاة الجماعة، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد صحيح. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 480)، كتاب الصلوات، ما جاء في فضل صلاة الجماعة على غيرها. من طريق حجاج، عن ثابت بن عبيد، قال: دخلنا على زيد بن ثابت، وهو يصلي على حصير يسجد عليه، وقال: فضل صلاة الجماعة على صلاة الوحدة خمس وعشرون درجة. وحجاج هو ابن أرطاة، صدوق ربما أخطأ، ولا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، وقد عنعن هنا. وروى عبد الرزاق (1/ 529: 2025)، كتاب الصلاة، باب فضل الصلاة في جماعة؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 481)، كتاب الصلوات، ما جاء في فضل صلاة الجماعة على غيرها. من طريق محمد بن سيرين، عن كثير بن أفلح، قال: دخل علينا زيد بن ثابت رضي الله عنه، بيت المال، فصلى بنا العصر، ثم قال: (إن صلاة الجميع تفضل على صلاة الرجل وحده بضعًا وعشربن). هذا لفظ عبد الرزاق. وابن أبي شيبة بنحوه.=
= وهذا إسناد صحيح. كثير بن أفلح، ثقة. (التقريب ص 459). وقد روي مرفوعًا: رواه الطبراني في الكبير (5/ 158: 9436). من طريق سهل بن عثمان، ثنا الربيع بن بدر، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "صلاة الجميع تفضل على صلاة الرجل وحده أربعًا وعشرين سهمًا، إلى صلاته خمسًا وعشرين". قال الهيثمي (المجمع 2/ 39): وفيه الربيع بن بدر، وهو ضعيف. اهـ. قلت: بل هو متروك. انظر: الكاشف (1/ 235)؛ التهذيب (3/ 239)؛ التقريب (ص 206).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا أن الأعمش مدلس وقد عنعن، وقد تابعه حجاج بن أرطاة، وهو مدلس أيضًا. وقد رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة من طريق أخرى صحيحة -كما بينا في التخريج-، لكنه قال: (بضعًا وعشرين)، ولا منافاة بينها وبين رواية (خمس وعشرين) فإن البضع من الثلاث إلى التسع فهو يصدق على الخمسة. فالأثر بمجموع هذه الطرق صحيح، وهو مما لا مجال للرأي فيه، فله حكم الرفع وقد رواه الطبراني مرفوعًا كما سبق، لكن إسناده واهٍ. وله شواهد كثيرة منها. 1 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة"، وفي رواية لمسلم:" بضعًا وعشرين"، ولا منافاة بين الروايتين. وفي رواية لعبد الرزاق وأبي عوانة: "بخمس وعشرين". قال الحافظ في الفتح (2/ 132): لم يختلف عليه -يعني ابن عمر- في ذلك -يعني قوله: سبعًا وعشرين- إلَّا ما وقع عند عبد الرزاق، عن عبد الله العمري، عن نافع، فقال فيه:"خمس وعشرون" لكن العمري ضعيف. ووقع عند أبي عوانة في=
= مستخرجه من طريق أبي أسامة عن عبد الله بن عمر عن نافع، فإنه قال فيه: "بخمس وعشرين"، وهي شاذة مخالفة لرواية الحفاظ من أصحاب عبد الله وأصحاب نافع، وإن كان راويها ثقة. اهـ. قلت: الذي في المطبوع من مصنف عبد الرزاق (عبد الله) وليس (عبد الله) لكن رواية عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر فيها ضعف أيضًا. وأما رواية أبي عوانة فليس الشذوذ فيها من أبي أسامة حماد بن أسامة كما قال الحافظ، وإنما هو من شيخ أبي عوانة وهو أبو جعفر أحمد بن عبد الحميد بن خالد الحارثي الكوفي، ولم أجد من ترجمه إلَّا ابن حبان فقد ذكره في الثقات (8/ 51)، والذهبي في السير (12/ 508)، ونعته بالصدق، وقد خالفه الحافظ الجهبذ أبو بكر بن أبي شيبة فرواه عن أبي أسامة، به، وقال: "سبع وعشرين". رواه البخاري (2/ 131: 645)؛ ومسلم (1/ 450: 650)؛ والترمذي (1/ 420: 215)؛ والنسائي (2/ 103: 837)؛ وابن ماجه (1/ 259: 789)؛ ومالك (1/ 129)؛ وعبد الرزاق (1/ 524: 2005)؛ وابن أبي شيبة (2/ 480)؛ وأحمد (2/ 17، 65، 102)؛ وأبو عوانة (2/ 3)؛ وابن خزيمة (2/ 364: 1471)؛ وابن حبان (3/ 248: 2050)؛ والبيهقي (3/ 59). 2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: "صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزاءً"، وفي رواية "تفضل صلاة الجميع على صلاة الرجل وحده خمسًا وعشرين درجة". رواه البخاري (2/ 131، 137: 647، 648)؛ ومسلم (1/ 449، 450: 649)؛ وأبو داود (1/ 378: 559)؛ والترمذي (1/ 421: 216)؛ والنسائي (2/ 103: 738)؛ وابن ماجه (1/ 258: 786، 787)؛ ومالك (1/ 129)؛ وعبد الرزاق (1/ 522: 2000، 2001)؛ وابن أبي شيبة (2/ 480)؛ وأحمد (2/ 525)؛ وابن خزيمة (2/ 373: 1490)؛ وأبو عوانة (2/ 2، 3)؛ وابن حبان=
= (3/ 245، 248: 2041، 2049)؛ والبيهقي (3/ 59، 60). 3 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة". رواه البخاري (2/ 131: 646)؛ وأبو داود (1/ 379: 560)؛ وابن ماجه (1/ 259: 788)؛ وابن أبي شيبة (2/ 480)؛ وأحمد (3/ 55)؛ وابن حبان (3/ 249: 2053)؛ والبيهقي (3/ 60).
402 - وَقَالَ (¬1) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيد، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْعَنْسِيِّ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ رُفَيْع، ثنا (¬2) مَيْمُونُ بْنُ مِهران، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صَلَاةُ الرَّجُلِ وَحْدَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلَاةً، وَصَلَاتُهُ فِي رُفْقَتِهِ بِتِسْعِمِائَةِ صَلَاةٍ، وَصَلَاتُهُ فِي جَمَاعَةٍ بِتِسْعَةٍ وأربعين ألف صلاة". ¬
402 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 186أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فضل صلاة المجاهد وحده أو في جماعة، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد ضعيف لتدليس بقية بن الوليد. اهـ. وذكره الديلمي في الفردوس (2/ 541: 3536)، إلَّا أنه قال: (وصلاته في رفقته سبع مائة صلاة ... الحديث). ولم أقف على سنده في مسند الفردوس.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه بقية بن الوليد، وهو مدلس شديد التدليس، وقد عنعن، وشيخه مجهول. وعليه فالحديث ضعيف جدًا.
245 - [وقال] (¬1) الحارث: حدثنا داود، ثنا ميسرة، عن أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ (¬2): "مَنْ حَافَظَ عَلَى الْجَمَاعَةِ حَيْثُ (¬3) كَانَ، وَمَعَ مَنْ كَانَ، مَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللَّامِعِ، فِي أَوَّلِ زُمْرَةٍ مَعَ السَّابِقِينَ، وَوَجْهُهُ أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ ليلة البدر، وإن لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ حَافَظَ عَلَيْهَا ثَوَابُ شَهِيدٍ، وَمَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ فَأَدْرَكَ أَوَّلَ تَكْبِيرَةٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُؤْذِيَ مُؤْمِنًا، أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى ثَوَابَ الْمُؤَذِّنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". (18) فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي ثَوَابِ الْمُؤَذِّنِينَ (¬4)، وَقَدْ مَضَى فِي الْأَذَانِ. * هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، سَاقَهُ الْحَارِثُ في نحو خمسة أوراق (¬5). ¬
403 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬1)، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْهِلَالِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (من سمع الأذان ثُمَّ لَمْ يَأْتِ الصَّلَاةَ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ فلا صلاة له) (¬2). ¬
403 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 144 ب)، كتاب الأذان، باب فيمن خرج من المسجد بعد الأذان أو سمع النداء فلم يأته إلا من عذر. وعزاه لمسدد. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 345) كتاب الصلوات، باب من قال إذا سمع المنادي فليجب. ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (1/ 197 ب) كتاب الإمامة، باب ذكر إيجاب حضور الجماعة. لكنه قال: حدثنا إسماعيل، ثنا أبو بكر، أظنه عن رجل، عن سليمان بن المغيرة. وفي المصنف: من طريق وكيع، حدثنا سليمان بن المغيرة، به، ولفظه: (من سمع المنادي ثم لم يجب، من غير عذر، فلا صلاة له). فلعل الشك والإبهام في مسند ابن المنذر من قبل شيخه إسماعيل بن قتيبة. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 61) كتاب الصلوات، باب الرجل يمسح جبهته في الصلاة. من طريق عاصم بن أبي النجود، عن المسيب بن رافع قال: قال عبد الله: (أربع من الجفاء: أن يصلي الرجل إلى غير سترة، وأن يمسح جبهته قبل أن ينصرف، أو يبول قائمًا، أو يسمع المنادي ثم لا يجيبه). وعاصم بن أبي النجود، ثقة يهم. والمسيب بن رافع، لم يسمع من ابن مسعود. انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (ص 207)؛ جامع التحصيل (ص 280).=
= فهو بهذا الإسناد ضعيف جدًا. ورواه علي بن الجعد في مسنده (2/ 1101: 3206). قال: أنا سليمان بن المغيرة، به، فذكره. ولفظه: (جار المسجد يسمع النداء لا يأتيه من غير علة لا صلاة له).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد فيه أبو موسى الهلالي، ووالده، وهما مجهولان، ولم أجد من تابعهما، إلا ما ذكرته من رواية المسيب بن رافع عن ابن مسعود (أربع من الجفاء ...)، وهي وإن كانت مغايرة للفظ حديث الباب إلا أنها مقوية له لو صحت، لكنها ضعيفة كما سبق. وللحديث شواهد مرفوعة وموقوفة، منها: 1 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر" قالوا: وما العذر؟ قال: "خوف أو مرض، لم تقبل منه الصلاة التي صلى". رواه أبو داود (1/ 373: 551)؛ ومن طريقه الدارقطني (1/ 420)؛ والبيهقي (3/ 75)؛ ورواه الطبراني في الكبير (11/ 446: 12266)؛ وابن عدي في الكامل (7/ 2670)؛ والحاكم (1/ 245). من طريق جرير بن عبد الحميد الضبي، عن أبي جناب، عن مغراء العبدي، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، به. وأبو جناب هو يحيى بن أبي حية الكلبي، ضعفوه لكثرة تدليسه. انظر: التقريب (ص 589). ومغراء العبدي، قال فيه الحافظ: مقبول. انظر: التقريب (ص 542). ورواه ابن ماجه (1/ 260: 973)؛ وابن حبان (3/ 253: 2061)؛ والطبراني في الكبير (11/ 446: 12265)؛ والدارقطني (1/ 420)؛ والحاكم (1/ 245)؛=
= والبيهقي (3/ 174)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 347: 794). من طرق عن هشيم، عن -وعند الحاكم: حدثنا، وعند البيهقي: أنبأ- شعبة، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، به مرفوعًا، ولفظه: "من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر". ورواه الدارقطني (1/ 420)؛ والحاكم (1/ 245)؛ والبيهقي (3/ 57)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 348: 795). من طرق عن قراد أبي نوح، عن شعبة، به مثله. قال الدارقطني: رفعه هشيم. وقراد شيخ من البصريين مجهول. اهـ. وقال الحاكم: هذا حديث قد أوقفه غندر وأكثر أصحاب شعبة، وهر صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وهشيم، وقراد أبو نوح ثقتان، فإذا وصلاه فالقول فيه قولهما. اهـ. ووافقه الذهبي. ورواه الحاكم (1/ 245) من طريق أبي محمد إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل الصفار، ثنا سوار بن سهل البصري، ثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عدي، به مرفوعًا. ولم أجد من ترجم لأبي محمد إسماعيل بن يعقوب. ورواه أيضًا من طريق أبي سليمان داود بن الحكم، ثنا شعبهّ، عن عدي به مرفوعًا وأبو سليمان داود بن الحكم، قال المزي: لا يُعرف. انظر: ذيل الميزان (ص 219)؛ اللسان (2/ 416). ورواه ابن حزم في المحلى (4/ 190)؛ والبيهقي (3/ 174)؛ والخطيب في تاريخه (6/ 285). من طرق عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا شعبة، عن حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، به مرفوعًا.=
= قال الخطيب: قال لنا أبو بكر البرقاني: تفرد به إسماعيل بن إسحاق عن سليمان بن حرب. اهـ. قلت: قد خولف إسماعيل بن إسحاق في رفعه من هذه الطريق. فقد رواه الطبراني في الكبير (12/ 18: 12344). من طريق أحمد بن عمرو القطراني، ثنا سليمان بن حرب، ثنا شعبة، عن حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله. قال الطبراني: هكذا رواه القطراني عن سليمان بن حرب موقوفًا، ورواه إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حرب مرفوعًا. اهـ. وأحمد بن عمرو القطراني، ثقة. انظر: الثقات (8/ 55)؛ السير (13/ 556). لكن حبيب بن أبي ثابت لم يصرح بالسماع في كلا الروايتين -المرفوعة والموقوفة- وهو كثير التدليس والإِرسال. ورواه البيهقي (3/ 174) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثثا أبو عمر الحوضي، وسليمان بن حرب قالا: ثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، به موقوفًا. ورواه ابن أبي شيبة (1/ 345) من طريق وكيع، وابن الجعد في مسنده (1/ 388: 496)، والبيهقي (3/ 174)، من طريق وهب بن جرير، كلهم عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، به موقوفًا. وروى الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 164) كتاب الصلاة، باب التشديد في ترك الجماعة-. من طريق موسى بن هارون، حدثنا العباس بن الحسين القنطري، ثنا مبشر بن إسماعيل، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال:"من سمع حيَّ على الفلاح، فلم يجب، فقد ترك سنّة محمد -صلى الله عليه وسلم- ". قال الطبراني: لم يروه عن ميمون إلا جعفر، ولا عنه إلا مبشر، تفرد به=
= العباس. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 2/ 44): رجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: وهو كما قال غير أن موسى بن هارون الحمال ليس له رواية في الكتب الستة، لكنه ثقة حافظ، وبقية رجاله ثقات، فمبشر بن إسماعيل، وإن قال فيه الحافظ: صدوق. فقد خولف في ذلك فوثقه ابن سعد والذهبي وغيرهما، وتكلم فيه ابن قانع بلا حجة. انظر: الكاشف (4/ 104)؛ التهذيب (10/ 31)؛ التقريب (ص 519). وكذلك جعفر بن برقان قال فيه الحافظ: صدوق يهم في حديث الزهري. اهـ. وقد خولف في هذا أيضًا، فإنهم لا يختلفون في توثيقه والثناء عليه، إلا أنه يضطرب في حديث الزهري. (الكاشف 1/ 128؛ التهذيب 2/ 84؛ والتقريب ص 140)، وليس هذا منه. والخلاصة في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ثبوته موقوفًا. وأما مرفوعًا، فإن الرفع زيادة من ثقين، وهما هشيم، وقراد عبد الرحمن بن غزوان، لكن خالفهما أثبات أصحاب شعبة كغندر وغيره، ولم يأت من طرق أخرى سالمة من القدح، وقد اعتد الحاكم زيادتهما، وقال: إن القول فيه قولهما. ووافقه الذهبي، ومن المتأخرين الألباني في الإرواء (2/ 336: 551)، فالله أعلم بالصواب. وانظر: نلخيص الحير (2/ 30). 2 - وعن أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من سمع النداء فارغًا صحيحًا، فلم يجب، فلا صلاة له". رواه الحاكم (1/ 246)؛ والبيهقي (3/ 174). من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، به. وصححه الحاكم والذهبي.=
= وأبو بكر بن عياش، ثقة يهم، وساء حفظه بآخره، لكن كتابه صحيح. وأبو حَصين هو عثمان بن عاصم الأسدي، ثقة ثبت. انظر: التقريب (ص 384)، وقد توبع أبو بكر عليه، تابعه عبد الرحمن بن محمد بن منصور العامري (الحارثي)، عن يحيى بن سعيد القطان، عن مسعر، عن أبي حصين، به مثله. رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 342). لكن عبد الرحمن بن محمد بن منصور، ليس بالقوي. انظر: الجرح (5/ 283)؛ بغداد (10/ 273)؛ الميزان (2/ 586). وقد خالفه من هو أوثق منه. فرواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 345) من طريق وكيع. والبيهقي (3/ 174) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين. كلاهما عن مسعر، عن أبي حصين، به موقوفًا. ورواه الطبراني في الكبير. انظر: المجمع (2/ 42) مرفوعًا، وفيه قيس بن الربيع، وهو صدوق، ساء حفظه جدًا بعد توليته القضاء، وأدخل عليه ما ليس من حديثه. والعهدة في باقي إسناد الطبراني على الهيثمي، فإنه لم يذكر غيره. قال البيهقي (3/ 57): ورُوي عن أبي موسى الأشعري مسندًا وموقوفًا، والموقوف أصح. اهـ. 3 - وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجل أعمى، فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد. فسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له. فلما ولّى دعاه فقال: " هل تسمع النداء بالصلاة؟ "، فقال: نعم. قال: "فأجب". رواه مسلم (1/ 452: 653)؛ والنسائي (2/ 109: 850)؛ وابن أبي شيبة (1/ 346)؛ وأبو عوانة (2/ 6)؛ والبيهقي (3/ 57، 66). 4 - وعن ابن أم مكتوم رضي الله عنه، إنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله=
= إني رجل ضرير البصر، شاسع الدار، ولي قائد لا يلائمني، فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: "هل تسمع النداء؟ ". قال: نعم. قال: "لا أجد لك رخصة". رواه أبو داود (1/ 374: 552)؛ وابن ماجه (1/ 260: 792)؛ والبيهقي (3/ 58)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 348: 796). من طرق عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي رزين، به. وعاصم بن أبي النجود، ثقة يهم. وأبو رزين مسعود بن مالك، ثقة فاضل. لكن قال يحيى بن معين -وفي التهذيب: القطان-: لم يسمع من ابن أم مكتوم. انظر: جامع التحصيل (ص 278)؛ التهذيب (10/ 118). وقد روي من طريق أخرى: فرواه أبو داود (1/ 375: 553)؛ والنسائي (2/ 109: 851)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 345)؛ والبيهقي (3/ 58). من طريق عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به، ولفظه: عن ابن أم مكتوم أنه قال: يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام والسباع. قال: "هل تسمع حيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ؟ ". قَالَ: نعم. قال:"فحي هلا" ولم يرخص له. هذا لفظ النسائي، وليس عند أبي داود: ولم يرخص له. وعبد الرحمن بن عابس، ثقة. انظر: التقريب (ص 343). وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ثقة. لكن قال الذهبي: حدث عنه -يعني ابن أم مكتوم- عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسل. انظر: السير (1/ 365)؛ التقريب (ص 349). والحديث بمجموع هذين الطريقين وشواهده حسن إن شاء الله. 5 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (من سمع المنادي فلم يجب لم يُرِد=
= خيرًا، ولم يُرَد به). رواه عبد الرزاق (1/ 498: 1917)، وابن أبي شيبة (1/ 345)، والبيهقي (3/ 57)، من طريق منصور بن المعتمر، عن عدي بن ثابت، به. وعند البيهقي من طريق حفص بن غياث عن مسعر، عن عدي، به. ولم أجد من ذكر لعدي رواية عن عائشة رضي الله عنها، ولا أراه سمع منها، فلم يذكروا له رواية إلا عن بعض الصحابة الذين عاشوا إلى سنة سبعين فما بعدها، كالبراء بن عازب، وعبد الله بن أبي أوفى. فالذي يظهر أنه منقطع، والله أعلم.
404 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: (أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَخْرُجَ الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَقَدْ سمع الإِقامة) (¬1). ¬
404 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 144أ)، كتاب الأذان، باب فيمن خرج من المسجد بعد الأذان، أو سمع النداء، فلم يأته إلا من عذر. وعزاه لمسدد. وروى عبد الرزاق (1/ 509: 1948) كتاب الصلاة، باب الرجل يخرج من المسجد، من طريق الثوري، عن مغيرة قال: (إذا سمعت الإقامة فلا تخرج من المسجد)، وإن إبراهيم في الأذان أمين -قال المحقق: لعل الصواب: ألين- منه في الإِقامة). وقال الترمذي (1/ 398): ويروى عن إبراهيم النخعي أنه قال: يخرج ما لم يأخذ المؤذن في الإقامة.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات أثبات، لكن شأن بعضهم نفسه بالتدليس، فكل من: هشيم، ومغيرة، مدلس شديد التدليس، ويكثر تدليس مغيرة في روايته عن إبرابيم النخعي. لذا، فالأثر ضعيف، وقد جاء الحديث الصحيح في النهي عن الخروج من المسجد بعد الأذان، فيكون بعد الإقامة أولى. ولما ذكرت، فالأثر حسن لغيره. وله شواهد مرفوعة وموقوفة، منها: 1 - عن أبي الشعثاء قال: كنا قعودًا في المسجد مع أبي هريرة رضي الله عنه، فأذن المؤذن، فقام رجل من المسجد يمشي، فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد فقال أبو هريرة: (أما هذا فقد عصى أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-). رواه مسلم (1/ 453: 655)؛ وأبو داود (1/ 366: 536)؛ والترمذي=
= (1/ 397: 204)؛ والنسائي (2/ 29: 683، 684)؛ وابن ماجه (1/ 242: 733)؛ وعبد الرزاق (1/ 508: 1947)؛ وأحمد (2/ 410، 416، 471)؛ وابن حبان (3/ 252: 2059)؛ والبيهقي (3/ 56). ورواه أحمد (2/ 537) من طريق هاشم، ثنا المسعودي، وشريك، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، فذكره. وزاد: قال: وفي حديث شريك: ثم قَالَ: (أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إذا كنتم في المسجد، فنودي بالصلاة، فلا يخرج أحدكم حتى يصلي)، ثم قال أحمد: ثنا هاشم، ثنا شريك، عن المسعودي قَالَ: (أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إذا كنتم في المسجد" .. الحديث). قال الهيثمي (المجمع 2/ 5): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: الطريق الأولى فيها المسعودي، وقد اختلط، وسماع هاشم بن القاسم أبي النضر منه بعد الاختلاط. انظر: الكواكب النيرات (ص 287). وقد تابعه شريك بن عبد الله النخعي، وهو صدوق يخطئ، وساء حفظه جدًا بعد توليته القضاء، ولم أر من ذكر هاشم بن النضر فيمن سمع منه قديمًا. أما الطريق الثانية، فهي كما ترى، لم يكتمل إسنادها. فلا أدري أحال على الطريق الأولى أم سقط سهوًا. وعلى كل حال ففيها شريك، وقد بيَّنَّا حاله، وروايته عن المسعودي الظاهر أنها قبل الاختلاط لأنه كوفي، وهو إنما حدث بعد اختلاطه ببغداد، وهو -أي المسعودي- صدوق. انظر: التقريب (ص 344)، وإن يغلط في روايته عن صغار شيوخه، كعاصم بن أبي النجود، وسلمة بن كُهَيل، والأعمش، بعكس روايته عن الكبار، كعون بن عبد الله بن عتبة، وزياد بن عِلاقة، وغيرهما -قال معنى ذلك ابن المديني، وابن معين-. انظر: شرح العلل (2/ 748)؛ التهذيب (6/ 210)؛ الكواكب النيرات (ص 295). وشيخه في هذا الحديث أشعث بن أبي الشعثاء في طبقة صغار شيوخه، وهذا مما يزيد هذه الرواية وهنًا -والله أعلم-.=
= وقد رواه الطيالسي (337: 2588)، من طريق شريك، عن أشعث، به، فذكره بمثل لفظ أحمد السابق، ولا أدري سماع أبي داود من شريك قديم أم لا. 2 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا يسمع النداء في مسجدي هذا ثم يُخرج منه إلا لحاجة، ثم لا يعود إليه إلا منافق". رواه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 62 أ): كتاب الصلاة، باب في من سمع النداء في المسجد ثم خرج-. من طريق علي بن سعيد الرازي، ثنا أبو مصعب، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، حدثني أبي، وصفوان بن سليم، عن سعيد بن المسيب، به. قال الطبراني: تفرد به أبو مصعب، ولم يروه موصولًا عن أبي هريرة غير صفوان، وأبي حازم. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 2/ 5): رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: وهو كما قال، إلا أن أبا مصعب أحمد بن أبي بكر بن الحارث الزهري، صدوق. انظر: التهذيب (1/ 20)؛ التقريب (ص 78). وعبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار، صدوق فقيه. انظر: التقريب (ص 356)، وقد أخرج لهما الجماعة. وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، متأخر ليس له رواية في الكتب الستة، وهذا لا يعكر على كلام الهيثمي، لأنه من المعلوم بداهة أن شيوخ الطبراني ليس لأحد منهم رواية في الصحيحين لتأخرهم، لأن أول سماعه للحديث كان سنة أربع وسبعين ومائتين. انظر: سير أعلام النبلاء (16/ 119). وعلي بن سعيد هذا قد تُكُلِّم فيه. قال الدارقطني: حدث بأحاديث لم يتابع عليها. اهـ. (سير أعلام النبلاء 14/ 145؛ اللسان 4/ 231).=
= وقد روى هذا الحديث: عبد الرزاق (1/ 508: 1946)، وأبو داود في المراسيل (ص 3)، والبيهقي (3/ 56). من طريق ابن عيينة، وغيره عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، عن ابن المسيب، فذكره مرسلًا، لم يذكر أبا هريرة وليس في هذه الرواية تخصيص ذلك بمسجده -صلى الله عليه وسلم-. وفيها عند عبد الرزاق قصة. وعبد الرحمن بن حرملة، صدوق ربما أخطأ. انظر: التهذيب (5/ 161)؛ التقريب (ص 339). وهذا الإسناد ضعيف للإرسال، ولحال عبد الرحمن بن حرملة. ورواه الدارقطني "العلل" 3/ 82أ). من طريق بكر بن الشرود، عن سفيان، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ ابن المسيب، قال: نادى مناد بالصلاة، فخرج رجل من المسجد، فقال أبو هريرة رضي الله عنه: أما هذا، فقد عصى أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-. قال الدارقطني: تفرد به بكر بن الشرود عن الثوري. اهـ. قلت: بكر بن الشرود، هو بكر بن عبد لله بن الشرود الصنعاني، وهو ضعيف، وكذبه ابن معين. انظر: الميزان (1/ 346). وقال الدارقطني -الإحالة السابقة-: يرويه عبد الرحمن بن حرملة، وقد اختلف عنه، فرواه بكر بن الشرود، عن الثوري، عن ابن حرملة، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، وكذلك قيل عن ابن أبي حازم، عن أبيه، وصفوان بن سليم، عن ابن المسيب عن أبي هريرة -يشير الدارقطني إلى رواية الطبراني السابقة-. ورواه يحيى القطان، عن أبي حرملة، عن ابن المسيب، مرسلًا، وهو الصواب. وكذلك رواه أبو نعيم [و] قبيصة، عن الثوري، مرسلًا. اهـ.=
= 3 - وعن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من أدركه الأذان في المسجد، ثم خرج، لم يخرج لحاجة، وهو لا يريد الرجعة، فهو منافق". رواه ابن ماجه (1/ 242: 734). وفيه عبد الجبار بن عمر، ضعيف. انظر: التقريب (ص 332). وابن أبي فروة إسحاق بن عبد الله، متروك. انظر: التقريب (ص 102).
405 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، ثنا شعبة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -هُوَ ابْنُ عبد الله بن عبد الرحمن ابن أسعد (¬1) بن زرارة-، عن عمه -هو يَحْيَى بْنُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ-، قَالَ: وَلَمْ أَرَ فِينَا رَجُلًا يُشْبِهُهُ (¬2) يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "مَنْ سَمِعَ نِدَاءَ الْجَمَاعَةِ ثُمَّ لَمْ يَأْتِ ثَلَاثًا، ثُمَّ سَمِعَ، ثُمَّ لَمْ يَأْتِ ثَلَاثًا طُبِعَ عَلَى قلبه، فجعل قلبه (¬3) قلبَ منافق". ¬
405 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 144 ب)، كتاب الأذان، باب في من خرج من المسجد بعد الأذان، أو سمع النداء فلم يأته إلَّا من عذر، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة. ورواه مسدد كما في المطالب العالية (ق 125)، كتاب الجمعة، باب زجر المتخلف عن الجمعة. من طريق يحيى القطان، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ:"مَنْ تَرَكَ الجمعة ثلاثًا طبع الله عَلَى قَلْبِهِ، وَجُعِلَ قَلْبُهُ عَلَى قَلْبِ مُنَافِقٍ". ورواه أبو يعلى (ص 328 ب). من طريق محمد بن الخطاب، ثنا الجُدّي، أنا شعبة، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن به، ولفظه: "من سمع النداء يوم الجمعة فلم يأت- أو لم يجب-، ثم سمع النداء فلم يأت -أوفلم يجب-، ثم سمع النداه فلم يأت=
= -أو لم يجب-، طبع الله عَزَّ وَجَلَّ على قلبه، فجُعِل قلبَ منافق". قال الهيثمي (المجمع 2/ 193): رواه أبو يعلى. ومحمد بن عبد الرحمن هو ابن سعد بن زرارة، والراوي له عن محمد بن عبد الرحمن شعبة، واختلف عليه فيه، فرواه عنه عبد الملك ابن إبراهيم الجُدي، والنضر بن شميل، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن عمه. ورواه أبو إسحاق الفزاري، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن ابن أبي أوفى كما سيأتي. اهـ. ثم ذكر حديث عبد الله بن أبي أوفى، بلفظ مقارب للفظ السابق، وعزاه للطبراني في الكبير قال: وفيه من لم يعرف. اهـ. قلت: كذا قال الهيثمي: (عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ)، والذي في المسند -كما تقدم-: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن، وشعبة يروي عنهما جميعًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، لكن اختلفوا في صحبة يحيى بن أسعد بن زرارة، وقد جزم المزي بأنه لا صحبة له، فيكون الحديث مرسلًا ضعيفًا. وقد اختلف على شعبة في إسناده ومتنه كما مر.
406 - [وَقَالَ] (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ (¬2)، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي (¬3) عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فَضْلُ صَلَاةِ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ عَلَى صَلَاتِهِ وَحْدَهُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ جُزْءًا". (19) وَحَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَأْتِي في الرقاق (¬4) إن شاء الله تعالى. ¬
406 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 216: 153). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 185 أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب في صلاة الجماعة، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: داود بن المحبر ضعيف، لكن لم ينفرد به، فقد رواه البزار والطبراني في الأوسط، بسند صحيح، بلفظ: "تفضل صلاة الجماعة صلاة الفذ -أو صلاة الرجل- وحده خمسًا وعشرين صلاة. اهـ. قلت: لكن داود بن المحبر انفرد بقوله في هذا الحديث: "أربعة وعشرون جزءًا". ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 227: 459)، وزوائد البزار لابن حجر (ص 754: 291). من طريق عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا حجاج بن المنهال، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَهُ بلفظه الذي سقته عن البوصيري قبل أسطر.=
= قال البزار: لا نعلم رواه عن عاصم، عن أنس، إلَّا حماد بن سلمة. اهـ. وقال الدارقطني (العلل 4/ 19 أ): يرويه حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. ورواه أبو داود الطيالسي، عن حماد، موقوفًا وهو الصواب. اهـ. قلت: عبد الملك بن محمد أبو قلابة الرقاشي، صدوق يخطئ، وتغير حفظه لما سكن بغداد. (التقريب ص 365)، وحماد بن سلمة، ثقة له أوهام. وعاصم هو ابن سليمان الأحول، ثقة. (التقريب ص 285). ورواه البزار أيضًا كما في كشف الأستار (1/ 227: 460)؛ وزوائد البزار لابن حجر (ص 754: 292)؛ والطبراني في الأوسط (3/ 98: 2199). من طريق عبد السلام بن شعيب بن الحبحاب، عن أبيه، عن أنس، به نحوه. وقد سقط شيخ البزار من الإسناد الذي ساقه كل من الهيثمي وابن حجر؛ لأنه جاء عندهما. هكذا: حدثنا عبد السلام بن شعيب بن الحبحاب، عن أبيه، عن أنس. والبزار لم يدرك عبد السلام بن شعيب قطعًا؛ لأنه مات سنة أربع وثمانين ومائة، وولد البزار بعد المائتين. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن شعيب إلَّا ابنه عبد السلام. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 2/ 38): رواه البزار، والطبراني في الأوسط، ورجال البزار ثقات. اهـ. قلت: عبد السلام بن شعيب، قال فيه الذهبي: وثق. وقال الحافظ: صدوق. وعبارة الذهبي أدق، فإنه لم يوثقه فيما ذكروا إلَّا ابن حبان. (الثقات 7/ 128؛ الكاشف 2/ 172؛ التهذيب 6/ 319؛ التقريب ص 355). وأما أبوه شعيب بن الحبحاب البصري، فثقة. (التقريب ص 267). والعهدة في شيخ البزار على الهيثمي فإنه قال: رجال البزار ثقات.=
= أما إسناد الطبراني ففيه وهب بن يحيى بن زمام العلاف، قال الهيثمي في المجمع (4/ 154): لم أجد من ترجمه. اهـ. وهو من شيوخ البزار. انظر: كشف الأستار (2/ 84: 259)، فأخاف أن يكون هو شيخه في هذا الحديث، وإنما اعتمد الهيثمي في توثيق رجال البزار ما رآه أمامه في كشف الأستار من الرجال وليس فيهم شيخ البزار فصار وهمًا على وهم -فالله أعلم بالصواب-. وقال الدارقطني (العلل 4/ 18 ب): يرويه عبد السلام بن شعيب، واختلف عنه فرواه صالح بن عبد الكبير بن شعيب، عن عمه عبد السلام، عن أبيه شعيب، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. ورواه أبو عتاب الدلال، عن عبد السلام بن شعيب، موقوفًا، وهو أشبه بالصواب. اهـ. قلت: صالح بن عبد الكبير بن شعيب، قال فيه الحافظ: مجهول. (التقريب ص 273). ومخالفه: أبو عتاب سهل بن حماد الدلال البصري، صدوق. (التقريب ص 257)، وروى له مسلم والأربعة. والذي تمحص لي من حال هذا الحديث -من هذين الطريقين- بعد فحص أسانيده، واستعراض كلام الدارقطني فيه، أنه لا يصح رفعه، وإنما هو صحيح موقوفًا، لكنه مما لا مجال للرأي فيه فله حكم الرفع، ولذلك أشار إليه الحافظ في الفتح وصححه، ونسبه للسراج. الفتح (2/ 132). وتشهد له الأحاديث الصحيحة الكثيرة المروية عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم. انظر: الحديث رقم (301).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه داود بن المحبر، وهو متهم بالوضع، وفيه أيضًا محمد بن سعيد، لم أستطع تعيينه.=
= وفيه أيضًا أبان بن أبي عياش، وهو متروك الحديث. فهو بهذا الإسناد واهٍ بالمرة، ومخالف لرواية الثقات فإن الأحاديث من رواية أنس وغيره، جاءت بلفظ: (خمس وعشرين)، وفي حديث ابن عمر: (سبع وعشرين)، ولم يأت من طريق صحيح (أربع وعشرين). وقد جاء عن أنس رضي الله عنه من طريق صالحة-كما مر في التخريج-بلفظ (خمس وعشرين)، وهذا هو الموافق للأحاديث الصحيحة. انظر: حديث رقم (400). وروى عبد الرزاق (1/ 523: 2002)، من طريق معمر، عمن سمع الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: (صلاة الرجل في الجميع تفضل على صلاة الرجل وحده أربعًا وعشرين صلاة". وهذا مرسل وفيه انقطاع فلم يذكر معمر من حدثه. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 480)، من طريق أبي خالد الأحمر، عن داود، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: (فضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده أربع وعشرون درجة). وأبو خالد سليمان بن حيان، ثقة ربما وهم، وداود هو ابن أبي هند، ثقة متقن، ربما وهم. إذا حدث من حفظه. وهذه رواية موقرفة شاذة مخالفة لرواية الثقات عن أبي هريرة يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فلعل ذلك وهم من أحد هذين الثقتين. انظر: الحديث رقم (400). وانظر: الفتح (2/ 132).
407 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقان أَبُو هَمَّامٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَبَّادِ بن تميم، عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قال (¬1): سمعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّون عَلَى الَّذِينَ يَصِلُون الصُّفُوفَ، وَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَذِّ وَالْجَمَاعَةِ خَمْسٌ وعشرون درجةً (¬2). ¬
407 - تخريجه: ذكره الهيثمي (المجمع 2/ 38) وقال: رواه الطبراني في الأوسط، والكبير، وفيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف. اهـ. قلت: فاته العزو لأبي يعلى، فلعله لم يكن في الرواية المختصرة التي اعتمد عليها، وإنما أخذه ابن حجر من الرواية المطولة التي جاء فيها مسند أبي يعلى على تمامه. وقد رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 62 ب)، كتاب الصلاة، باب الصلاة في الجماعة. من طريق محمد بن النضر الأزدي، ثنا محمد بن الفرج، به مثله. قال الطبراني: لا يروى عن عبد الله بن زيد إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن الزبير قان. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 185 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب في صلاة الجماعة، وعزاه لأبي يعلى، وقال: موسى، ضعيف. اهـ.=
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه محمد بن الزبرقان، وهو صدوق ربما وهم، وفيه أيضًا موسى بن عبيدة وهو ضعيف جدًا. لذا فالحديث ضعيف. والجزء الأخير من الحديث قد صح من طريق عدد من الصحابة. انظر: شواهد الحديث رقم (400، 401). وأما الجزء الأول منه فله شاهدان: 1 - عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: (إن الله وملائكته يُصَلّون على الذين يَصِلُون الصفوف، ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة". رواه ابن ماجه (1/ 318: 995)، وأحمد (6/ 89). من طريق إسماعيل بن عياش، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، به. وإسماعيل بن عياش ضعيف في حديث الحجازيين، وشيخه في هذا الحديث هشام بن عروة حجازي. وقال أبو حاتم العلل لابنه (1/ 148: 415): هذا خطأ، إنما هو: عروة أن النبي -صلى الله عليه وسلم-. مرسل. وإسماعيل عنده من هذا النحو مناكير. اهـ. قلت: لكن إسماعيل بن عياش قد توبع على هذه الرواية. فقد رواه ابن حبان (3/ 298: 2161). من طريق العباس بن الفضل بن شاذان المقرئ، ثنا عبد الرحمن بن عمر رسته، ثنا حسين بن حفص، عن سفيان، عن هشام، به، ولم يذكر آخره. وسفيان هو الثوري. وحسَّن بن حفص الهمدانى -بإسكان الميم- الأصبهاني قاضيها، صدوق. (التقريب ص 166). وعبد الرحمن بن عمر رسته، ثقة له غرائب. (التقريب ص 347).=
= وشيخ ابن حبان العباس بن الفضل، مقرىء مجود، ولم أجد من وثقه أو جرحه. (معرفة القراء الكبار 1/ 236؛ وغاية النهاية 1/ 352). ورواه أحمد (6/ 160)، من طريق أبي أحمد الزبيري. والبيهقي (3/ 103)، من طريق قيصة، والأشجعي، كلهم عن الثوري. ورواه ابن خزيمة (3/ 23: 1550)، وابن حبان (3/ 297: 2160)، والحاكم (1/ 214)، والبيهقي (3/ 101)، من طرق عن ابن وهب. كلاهما -أي الثوري وابن وهب- عن أسامة بن زيد الليثي، عن عثمان بن عروة، عن أبيه، به فذكره دون قوله: (ومن سد فرجة). قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. اهـ. ووافقه الذهبي. ورجاله كلهم ثقات، إلَّا أسامة بن زيد الليثي فإنه صدوق يهم. ورواه أحمد (6/ 67)، من طريق عبد الله بن الوليد العدني. والبيهقي (3/ 103)، من طريق أسيد بن عاصم، ثنا الحسين بن حفص. كلاهما عن سفيان الثوري، عن أسامة، عن عبد الله بن عروة، به فذكره بلفظ الرواية السابقة، وعبد الله بن الوليد هو العدني، وهو صدوق ربما أخطأ. (التقريب ص 328). لكن تابعه الحسين بن حفص الهمداني الأصبهاني، وهو صدوق. (التقريب ص 166)، والراوي عنه أسيد بن عاصم أبو الحسين الأصبهاني، ثقة. "الجرح 2/ 318؛ والسير 12/ 378). وعبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام، ثقة فاضل. (التقريب 314)، وأسامة هو ابن زيد الليثي تقدم الكلام عليه في السند السابق. وقد رواه عبد الرزاق (2/ 56: 2470). من طريق الثوري، عن أسامة، عن عبد الله بن عروة، به بلفظ: (إن الله وملائكته يصلون على الذي يصلي في الصف الأول).=
= وكأنه وقع فيه تحريف، فقد أشار البيهقي (3/ 103) إلى أن عبد الرزاق رواه من هذه الطريق بلفظ أحمد السابق. وروى أبو داود (1/ 437: 676)، وابن ماجه (1/ 321: 1005)، وابن حبان (3/ 296: 2157)، والبيهقي (3/ 103)، والبغوي في شرح السنة (3/ 374: 819). من طريق عثمان بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حدثنا سفيان، عن أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف". قال البيهقي: كذا قال: والمحفوظ بهذا الإسناد عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف". ثم قال: قال لي الحسن بن عبدان: قال أبو القاسم الطبراني: كلاهما صحيحان. قال البيهقي: يريد كلا الإسنادين، فأما المتن فإن معاوية بن هشام ينفرد بالمتن الأول، فلا أراه محفرظًا. اهـ. قلت: معاوية بن هشام القصار، صدوق له أوهام. (التقريب ص 538) فلا يحتمل تفرده ومخالفته للثقات. وقد ضعف حديثه هذا الألباني كما في ضعيف الجامع (2/ 106: 1668). وأما حديث عائشة رضي الله عنها، المحفوظ من رواية الثقات عن أسامة بن زيد، واسماعيل بن عياش، والثوري، فقد حسنه الألباني كما في صحيح الجامع (135/ 2: 1839)، وهو كما قال حفظه الله. وأما الدارقطني رحمه الله فقد ذهب إلى تصحيح قول من قال: عن أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة. فقال في العلل (5/ 49 أ): بعد أن ذكر طرق هذا الحديث والصحيح قول من قال: عن أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة. وكذلك رواه هشام بن سعد، عن عثمان بن عروة. اهـ.=
= 2 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف، ولا يصل عبد صفًا إلَّا رفعه الله به درجة، وذرت عليه الملائكة من البر". رواه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (2/ 91)؛ ومجمع البحرين (1/ 70 ب)، كتاب الصلاة، باب صلة الصفوف وسد الفرج. لكنه نجاء فيه موقوفًا، فالظاهر أن ذلك سهو من الناسخ. وهو عنده من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم، عن أبيه، عن جده، عن غانم بن الأحوص، أنه سمع أبا صالح السمان، به. قال الطبراني: لم يرو عن غانم بن الأحوص عن أبي صالح غير هذا الحديث. اهـ. وقال الهيثمي (2/ 91): وفيه غانم بن الأحوص، قال الدارقطني: ليس بالقوي. اهـ. قلت: وقال ابن أبي حاتم: غانم بن أبي غانم روى عن عبد الله بن نيار، روى عنه محمد بن عمر. سمعت أبي يقول: هو مجهول. قال أبو محمد: هو غانم بن الأحوص، روى عن أبي صالح السمان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، قال في الصلاة. روى عنه إسماعيل بن عبد الله بن خالد ابن أبي مريم، شيخ لإسماعيل بن أبي أويس. اهـ. (الجرح 7/ 59؛ الميزان 3/ 333؛ اللسان 4/ 417). وإسماعيل بن عبد الله بن أويس، لين الحديث، وإسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم مولى ابن جدعان، قال فيه أبو حاتم: لا أعلم روى عنه إلَّا ابن أبي أويس، وأرى في حديثه ضعفًا، وهو مجهول. اهـ. "الجرح 2/ 179؛ الميزان 1/ 235".=
= وعبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم، قال الأزدي: لا يكتب حديثه. اهـ. وقال ابن القطان: مجهول الحال. وقال الحافظ: مستور تكلم فيه الأزدي. ووثقه أحمد بن صالح. (التهذيب 5/ 196؛ التقريب ص 301). وخالد بن سعيد بن أبي مريم، وثقه الذهبي، وقال الحافظ: مقبول. وقد ابن حبان في الثقات. (الكاشف 1/ 204؛ التهذيب 3/ 95؛ التقريب ص 188). وقد ضعف الألباني هذا الحديث. (ضعيف الجامع 2/ 106: 1667). وأقول بل هو ضعيف جدًا، فهو كما ترى مسلسل بالضعفاء والمجاهيل.
44 - باب أقل الجماعة
44 - بَابُ أَقَلِّ الْجَمَاعَةِ (¬1) 408 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْر (¬2)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ (¬3)، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ (¬4): وَفَدَ (¬5) رَجُلٌ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّي مَعَهُ". قَالَ (¬6): فَقَامَ رَجُلٌ فَصَلَّى مَعَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هَذِهِ الْجَمَاعَةُ، وَهَؤُلَاءِ جماعة". ¬
408 - تخريجه: ذكره البوصيري (الأتحاف 1/ 184أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب في صلاة الجماعة، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد ضعيف، قال ابن معين: علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم، وعنه عبيد الله، هي ضعف كلها. اهـ.=
= ورواه أحمد (5/ 254، 269)؛ والطبراني في الكبير (8/ 252: 7857)، من طريق عبد الله بن المبارك، به فذكره، وفيه: "هذان جماعة "،وليس فيه قوله: "هذه الجماعة، وهؤلاء جماعة". قال الهيثمي (المجمع 2/ 45): رواه أحمد، والطبراني، ولها طرق كلها ضعيفة. اهـ. قلت: لعل الحافظ اعتبره زائدًا بسبب اختلاف هذه اللفظة. ورواه الطبراني في الكبير أيضًا (8/ 296: 7974). من طريق الحسين بن دينار، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، به فذكره بلفظ مقارب. والحسن بن دينار أبو سعيد التميمي، متروك. (الميزان 1/ 487؛ الديوان ص 57)، وجعفر بن الزبير الحنفي -أو الباهلي- الدمشقي، متروك متهم بالوضع. (الميزان 1/ 406؛ التقريب ص 140). ورواه أيضًا في الأوسط، كما في مجمع البحرين (1/ 63 ب)، كتاب الصلاة، باب مقدار الجماعة. من طريق أبي توبة، ثنا مسلمة بن علي، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، به، ولفظه: "الاثنان فما فوقهما جماعة". قال الطبراني: لم يروه عن يحيى إلَّا مسلمة، تفرد به أبو توبة. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 2/ 45): وفيه مسلمة بن علي، وهو ضعيف. اهـ. قلت: بل هو متروك. (الميزان 4/ 109؛ التقريب ص 531). وأبو توبة هو الربيع بن نافع الحلبي، ثقة حجة عابد. (التقريب ص 207).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه عبيد الله بن زحر، وهو ضعيف. وفيه أيضًا: علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف جدًا.=
= وما ذكرته في التخريج من المتابعات كلها واهية، فهو ضعيف جدًا، وله شواهد مرفوعة، وموقوفة. منها: 1 - عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: أتى رجلان النبي -صلى الله عليه وسلم-، يريدان السفر، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" إذا أنتما خرجتما فأذِّنا، ثم أقيما، ثم ليؤمكم أكبركما". رواه البخاري (2/ 111، 142: 630، 658)، وقد بوب عليه في الموضع الثاني بقوله: (باب اثنان فما فوقهما جماعة). ومسلم (1/ 466: 674)؛ وأبو داود (1/ 395: 589)؛ والترمذي (1/ 399: 205)؛ والنسائي (2/ 77: 781)؛ وابن ماجه (1/ 313: 979)؛ والبيهقي (3/ 67). 2 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أبصر رجلًا يصلي وحده، فقال: "أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّي مَعَهُ". وفي رواية الترمذي:" أيكم يتجر على هذا"؟ فقام رجل فصلى معه. رواه أبو داود (1/ 386: 574)، واللفظ له؛ والترمذي (1/ 427: 220)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 322)؛ وأحمد (3/ 64، 85)؛ والدارمي (1/ 318)؛ وابن الجارود (ص 121: 330)؛ وابن خزيمة (3/ 63: 1632)؛ وأبو يعلى (2/ 321: 1057)؛ وابن حبان (4/ 58: 2390، 2391، 2392)؛ والطبراني في الصغير (1/ 218، 238)؛ والحاكم (1/ 209)؛ والبيهقي (2/ 303)، (3/ 68، 69)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 436: 859). من طرق عن سليمان الأسود -ويقال: ابن الأسود- الناجي، عن أبي المتوكل الناجي، به. قال الترمذي: حديث أبي سعيد حديث حسن. اهـ. وقال الطبراني: لا يروى عن أبي سعيد إلَّا بهذا الإسناد. اهـ.=
= وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، سليمان الأسود هذا هو سليمان بن سحيم، قد احتج مسلم به، وبأبي المتوكل، وهذا الحديث أصل في إقامة الجماعة في المساجد مرتين. اهـ. ووافقه الذهبي. وذلك خطأ منهما فليس على شرط مسلم لأن سليمان الأسود، غير سليمان بن سحيم فهما اثنان، ومسلم إنما أخرج لابن سحيم. نبه على ذلك العلامة أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي (1/ 432). وسليمان الأسود الناجي بصري يكنى أبا محمد، روى له أبو داود، والترمذي، ووثقه ابن معين، وابن المديني، وأحمد بن صالح (نقل ذلك عنهما ابن خلفون)، وذكره ابن حبان في الثقات. ووثقه الذهبي، وقال الحافظ: صدوق. اهـ. وهو ثقة إن شاء الله. انظر: الجرح (4/ 153)؛ الثقات (6/ 382)؛ الكاشف (1/ 321)؛ التهذيب (4/ 231)؛ التقريب (ص 255). وأبو المتوكل الناجي هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد (بضم الدال بعدها واو بهمزة، وهو ثقة. انظر: الجرح (6/ 184)؛ التقريب (ص 401). وعلى هذا فالحديث صحيح إن شاء الله تعالى. 3 - وعن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اثنان، فما فوقهما، جماعة". رواه ابن ماجه (1/ 312: 972)؛ وابن أبي شيبة (2/ 531)؛ والطحاوي (1/ 308)؛ وابن عدي في الكامل (3/ 989)؛ والدارقطني (1/ 280)؛ والبيهقي (69/ 3). من طرق عن الربيع بن بدر، عن أبيه، عن جده عمرو بن جراد، به. قال ابن عدى: وهذا لا أعلم يرويه بهذا الإسناد غير الربيع بن بدر. اهـ.=
= وقال البيهقي: كذلك رواه جماعة عن عليلة، وهو الربيع بن بدر، وهو ضعيف، وقد روي من وجه آخر أيضًا ضعيف. اهـ. -يعني حديث أنس وسيأتي-. 4 - وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الرجل أحق بصدر دابته، والرجل أحق بصدر فراشه" قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: (الاثنان جماعة، والثلاثة جماعة، وما كثر فهو جماعة". رواه البيهقي (3/ 69). من طريق سعيد بن زَزْبي، ثنا ثابت، به. وقد سبق تضعيف البيهقي لهذا الحديث، وهو كما قال لأن سعيد بن زربي، منكر الحديث. (التقريب ص 235). 5 - وعن عثمان بن عبد الرحمن المدني، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "اثنان فما فوقهما جماعة". رواه الدارقطني (1/ 281). وعثمان بن عبد الرحمن بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ المدني، متروك، وكذبه ابن معين. (سؤالات ابن الجنيد 245؛ التقريب ص 385). 6 - وعن إبراهيم النخعي قال: إذا صلى الرجل مع الرجل فهما جماعة، لهما التضعيف: خمس وعشرون درجة. رواه ابن أبي شيبة (2/ 531). من طريق هشام الدستوائي، عن حماد، به. وحماد هو ابن أبي سليمان: وهو فقيه صدوق. الجرح (3/ 146)؛ والكاشف (1/ 188)؛ والتهذيب (3/ 16). وعليه فالإسناد حسن.
45 - باب المحافظة على الجماعة
45 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْجَمَاعَةِ 409 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ (¬1)، قَالَ (¬2): (شَهِدْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما بِمَكَّةَ، والحجاجُ محاصِرٌ (¬3) ابنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، بَيْنَهُمَا، فَكَانَ رُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ مَعَ هَؤُلَاءِ، وَرُبَّمَا حَضَرَ [الصَّلَاةَ] (¬4) مع هؤلاء). * إسناده صحيح. ¬
409 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 171أ)، كتاب الإمامة، باب في إمامة الأعمى والعراة، ومن لا يحمد فعله. وعزاه لمسدد. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 378)، كتاب الصلوات: في الصلاة خلف الأمراء. من طريق عيسى بن يونس، به مثله.=
= ورواه عبد الرزاق (2/ 387: 3803). من طريق الثوري، وغيره، عن الأوزاعي، عن عمير بن هانئ، قال: رأيت ابن عمر -وابن الزبير، ونجدة، والحجاج- وابن عمر يقول: يتهافتون في النار كلما يتهافت الذبان في المرق، فإذا سمع المؤذن -يعني مؤذنهم- أسرع إليه فيصلي معه. ورواه البيهقي (3/ 121 - 122). من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن عمير بن هانئ، قال: بعثني عبد الملك بن مروان بكتب إلى الحجاج، فأتيته وقد نصب على البيت أربعين منجنيقًا، فرأيت ابن عمر إذا حضرت الصلاة مع الحجاج، صلى معه، وإذا حضر ابن الزبير صلى معه ... إلخ. وروى البخاري (3/ 511: 1660)، والنسائي (5/ 252: 3005)، ما يدل على أن ابن عمر رضي الله عنهما صلى خلف الحجاج بعرفة. وروى الشافعي في مسنده (1/ 109: 323)، كتاب الصلاة، باب في الجماعة وأحكام الإمامة، ومن طريقه البيهقي (3/ 121)، كتاب الصلاة؛ باب الصلاة خلف من لا يحمد فعله. من طريق مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن نَافِعٌ: (أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا اعتزل بمنى، في قتال ابن الزبير رضي الله عنه والحجاج بمنى، فصلى مع الحجاج). ومسلم بن خالد المخزومي مولاهم المكي، فقيه صدوق، كثير الأوهام. انظر: التقريب (ص 529)، وابن جريج، شديد التدليس وقد عنعن. لكن يشهد له ما قبله، ولا تعارض بينهما، فلعله كان يقيم بمنى ويدخل أحيانًا إلى مكة ليصلي في المسجد الحرام، وكان ابن الزبير بداخله.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح كما قال الحافظ رحمه الله، ويزيده قوة ما ذكرته -في=
= التخريج- من المتابعات. ويشهد له أيضًا ما رواه البخاري (2/ 188: 695)، كتاب الأذان، باب إمامة المفتون والمبتدع، عن عبيد الله بن عدي بن خيار: أنه دخل على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو محصور فقال: إنك إمام عامة، ونزل بك ما نرى، ويصلي لنا إمام فتنة ونتحرج. فقال: الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، وإذا أساؤوا فاجتنب إساءتهم.
410 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] (¬1) حُمَيْدٍ (¬2)، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظِ، عَنْ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا يُحَافِظُ (¬3) الْمُنَافِقُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً عَلَى [صَلَاةِ]، (¬4) الْعِشَاءِ (¬5) الآخرة " -يعني في جماعة-. ¬
410 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (325: 2480). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 184أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب في صلاة الجماعة. وعزاه لأبي داود الطيالسي، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف منكر الحديث. ويشهد لمعنى هذا الحديث أحاديث، منها: 1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ... الحديث". رواه البخاري (2/ 141: 657)؛ ومسلم (1/ 451: 651)؛ وابن ماجه (1/ 261: 797)؛ وابن أبي شيبة (1/ 332)؛ وأحمد (2/ 424، 466، 431)؛ وابن خزيمة (2/ 370: 1484)؛ وابن حبان (3/ 266: 2095)؛ والبيهقي (3/ 55). 2 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كنا إذا فقدنا الرجل في صلاة=
= العشاء، وصلاة الفجر أسأنا به الظن). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 332)، والبزار -كما في كشف الأستار- (1/ 228: 463)، ولم يذكر العشاء، وابن خزيمة (2/ 370: 1485)، وابن حبان (3/ 266: 2096)، والبيهقي (3/ 59). من طرق عن يحيى بن سعيد -وهو الأنصاري- عن نافع، به. وهذا إسناد صحيح. ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 228: 462). من طريق خالد بن يوسف السمتي، عن أبيه، عن ابن عجلان، عن نافع، به. ويوسف بن خالد بن عمير السمتي، تركوه، وكذبه ابن معين. انظر: التقريب (ص 610)، وابنه خالد بن يوسف بن خالد السمتي، ضعيف. انظر: الميزان (1/ 648). ورواه الطبراني في الكبير (12/ 271: 13085). مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، به. قال الهيثمي (المجمع 2/ 40): رواه الطبراني في الكبير، والبزار، ورجال الطبراني موثقون. اهـ. قلت: عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، قال فيه ابن عدي: يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل. وقال: إما أن يكون مغفلًا لا يدري ما يخرج من رأسه، أو متعمدًا، فإني رأيت له غير حديث مما لم أذكر هنا غير محفوظ. اهـ. انظر: الكامل (4/ 1568)؛ الميزان (2/ 491)؛ المغني (1/ 353)؛ اللسان (3/ 337). وقد خالف الثقات في هذا الإسناد، فإنهم يروونه -كما مر- عن يحيى بن سعيد، عن نافع، لا عن سعيد بن المسيب.
46 - باب الأمر باتباع الإمام في أفعاله
46 - بَابُ الْأَمْرِ بِاتِّبَاعِ الإِمام فِي أَفْعَالِهِ 411 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَد، ثنا (¬1) سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ (¬2) بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ (¬3): سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: قَالَ معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " إِذَا صَلَّى الإِمام (¬4) جَالِسًا (¬5) فَصَلُّوا جُلُوسًا". قَالَ (¬6): فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ صِدْقِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه. ¬
411 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 166 أ)، كتاب الإمامة، باب متابعة الإِمام. وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة -أيضًا- في مصنفه (2/ 327)، كتاب الصلوات، في الإِمام يصلي جالسًا.=
= من طريق خالد بن مخلد، به مثله. إلا أنه قال (الأمير) بدل (الإِمام). ورواه الطبراني في الكبير (19/ 332: 764). من طريق علي بن المبارك الصنعاني، والعباس بن الفضل الأسفاطي، قالا: ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني سليمان بن بلال، به مثله، إلا الحرف الأول، فإنه عنده (إن) بدل (إذا). قال الهيثمي (المجمع 2/ 67): ورجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: شيخ الطبراني علي بن المبارك، لم أجد له ترجمة. وأما العباس بن الفضل الأسفاطي، فصدوق. قاله الدارقطني في سؤالات الحاكم (143)، ولم يقف محقق كتاب الدعاء للطبراني على كلام الدارقطني هذا، فقال: لم أجد له ترجمة. وإسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، قد أخرج له الشيخان، لكنهما كانا ينتقيان من حديثه، وكان البخاري ينقل من أصوله ولا يعتمد على حفظه، وحديثه خارجهما لين، لكنه صالح في المتابعات.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلا خالد بن مخلد القطواني فإنه صدوق، وحديثه في الصحيحين، وقد تابعه إسماعيل بن أبي أويس -كما في رواية الطبراني-. لذا، فالحديث صحيح. وله شواهد صحيحة كثيرة، منها: 1 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سقط النبي-صلى الله عليه وسلم- عن فرس، فَجُحِش شقه الأيمن، فدخلنا عليه نعوده، فحضرت الصلاة، فصلى بنا قاعدًا، فصلينا وراءه قعودًا ... الحديث، وفيه: "وإذا صلى قاعدًا فصلوا قعودًا أجمعون". رواه البخاري (2/ 173: 689)؛ ومسلم (1/ 308: 411)؛ وأبو داود=
= (1/ 401: 601)؛ والترمذي (2/ 194: 361)؛ والنسائي (2/ 83: 794)؛ وابن ماجه (1/ 392: 1238)؛ ومالك (1/ 135)؛ والطيالسي ص (280: 2090)؛ وعبد الرزاق (2/ 460: 4078)؛ وابن أبي شيبة (2/ 325)؛ وأحمد (3/ 110، 162)؛ والدارمي (1/ 286)؛ وابن الجارود (87: 229)؛ وأبو عوانة (2/ 105، 106)؛ والطحاوي (1/ 403)؛ وابن حبان (3/ 286: 2099، 2100)؛ والبيهقي (3/ 78)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 419: 850). 2 - وعن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فدخل عليه ناس من أصحابه يعودونه، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسًا، فصلوا بصلاته قيامًا، فأشار إليهم أن اجلسوا، فجلسوا. فلما انصرف قال:" إنما جعل الإِمام ليؤتم به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وَإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا". رواه البخاري (2/ 173: 688)؛ ومسلم (1/ 309: 412)؛ وأبو داود (1/ 405: 605)؛ وابن ماجه (1/ 392: 1237)؛ ومالك (1/ 135)؛ وابن أبي شيبة (2/ 325)؛ وأحمد (6/ 51، 148، 194)؛ وابن خزيمة (3/ 52: 1614)؛ وأبو عوانة (2/ 170)؛ والطحاوي (1/ 404)؛ وابن حبان (3/ 269: 2101)؛ والبيهقي (3/ 79)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 420: 851). 3 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:" إنما جُعِل الإمامُ ليؤتم به ... " الحديث، وفيه: "وإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا صلى قاعدًا فصلوا قعودًا أجمعون". رواه البخاري (2/ 208: 722)؛ ومسلم (1/ 309، 310، 311: 414، 416، 417)؛ وأبو داود (1/ 404: 603)؛ وابن ماجه (1/ 393: 1239)؛ وعبد الرزاق (2/ 461: 4082)؛ وأحمد (2/ 314، 411)؛ وأبو عوانة (2/ 109)؛ والطحاوي (1/ 404)؛ وابن حبان (3/ 271: 2104). وانظر: الإرواء (2/ 119، 121)، فقد فصل القول في طرق هذا الحديث.
412 - وقال أبو يعلى: حدثنا الحسين بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ أًبُو سَعِيدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ (¬1) -يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ-، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ (¬2): إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا انْتَهَى (¬3) [إِلَى] (¬4) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، أَرَادَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنْ يَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- " أَنْ مَكَانَكَ"، فَصَلَّى، وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِصَلَاةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه (¬5). ¬
412 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 161: 853). ولم أجده في مظانه من المقصد العلي، وقد ذكره الهيثمي في المجمع (2/ 74)، واقتصر على عزوه إلى أحمد بن حنبل، فقط. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 171أ)، كتاب الإمامة، باب صلاة الإِمام خلف رجل من رعيته. وعزاه لأبي يعلى. ورواه أحمد (1/ 191، 192). من طريق رِشْدِين بن سعد، عن عبد الله بن الوليد، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يحدث عن أبيه: أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في سفر، فذهب النبي -صلى الله عليه وسلم- لحاجته، فأدركهم وقت الصلاة، فأقاموا الصلاة، فتقدمهم عبد الرحمن، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم-، فصلى مع الناس خلفه ركعة، فلما سلم قال: (أصبتم- أو أحسنتم-".=
= قال الهيثمي (المجمع 2/ 74): رواه أحمد، وفيه رشدين بن سعد، وثقه هيثم بن خارجة، وقال أحمد: لا بأس به في أحاديث الرقاق. وضعفه جماعة. وأبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه. اهـ. وقال أحمد شاكر (3/ 130): إسناده ضعيف، لضعف رشدين بن سعد. اهـ. قلت: رشدين بن سعد، ضعيف. انظر: التقريب (ص 209). ومن أثنى عليه إنما أثنى عليه لصلاحه في نفسه لا لصلاح حديثه. وأبو سلمة بن عبد الرحمن، لم يسمع من أبيه -كما قال الهيثمي- قاله ابن معين والبخاري. انظر: جامع التحصيل (ص 213)، ومع أن أحمد رواه في مسنده ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهذا ينافي شرطه فيها. لكن لعله أخرجه لاتصاله، فإن راويه عن عبد الرحمن بن عوف -في رواية أبي يعلى- هو ابنه إبراهيم وقد أدركه بيقين، وأيضًا إسناده هنا سالم من الضعفاء.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلا أن إبراهيم بن سعد ربما أخطأ إذا حدث من حفظه، لكن اعتمده الشيخان، واحتمل الناس حديثه. ورواية أحمد، وإن كانت ضعيفة، فإنها مقوية له في الجملة، فهو صحيح إن شاء الله تعالى. وله شاهد صحيح من حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أنه غزا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تبوك، ... الحديث، وفيه: قال المغيرة: فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى لهم، فَأَدْرَكَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إحدى الركعتين، فصلى مع الناس الركعة الآخرة، فلما سلم عبد الرحمن بن عوف قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتم صلاته، فأفزع ذلك المسلمين، فأكثروا التسبيح، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلا ته أقبل. عليهم ثم قال:" أحسنتم" أو قال:" قد أصبتم" يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها. وفي رواية: قال المغيرة؛ فأردت تأخير عبد الرحمن، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "دعه".=
= وصرح في رواية أبي داود، أن ذلك كان في صلاة الفجر. رواه مسلم (1/ 317: 274)، واللفظ له؛ وأبو داود (1/ 103، 106: 149، 152)؛ والنسائي (1/ 77: 109)؛ وابن ماجه (1/ 392: 1236)؛ ومالك (1/ 35)؛ وعبد الرزاق (1/ 191: 748)؛ وأحمد (4/ 249، 251)؛ وابن خزيمة (3/ 8، 9: 1514، 1515)؛ وأبو عوانة (2/ 214، 215)؛ وابن حبان (3/ 320: 2221، 2222)؛ والبيهقي (2/ 295، 3/ 92).
413 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مسلمة، ثنا (¬1) خالد بن إلياس، عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما (¬2)، فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا (¬3) يُصَلِّي لِأَصْحَابِهِ الْعَصْرَ، وَهُمْ جُلُوسٌ (¬4). قَالَ: فَنَظَرْتُ حَتَّى سَلَّمَ، ثُمَّ (¬5) قُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تُصَلِّي بِهِمْ وَأَنْتَ جَالِسٌ؟! قَالَ: أَنَا مَرِيضٌ، فَجَلَسْتُ، فَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يَجْلِسُوا (¬6)، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ (¬7): "الإِمام جُنَّة، فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا، وَإِنْ صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جلوسًا". ¬
413 - تخريجه: هو في المنتخب من مسندعبدبن حميد (3/ 79: 1150). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 185 أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب في صلاة الجماعة. وعزاه لعبدبن حميد، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف خالد بن إياس. اهـ. ورواه الدارقطني (1/ 423).=
= من طريق خالد بن إياس، به مثله، إلا أنه اختصر بعض القصة التي في أوله. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 326). من طريق عبد الوهاب بن عبد الحميد الثقفي، عن يحيى بن سعيد، قال: أخبرني أبو الزبير أن جابرًا اشتكى عندهم بمكة، فلما أن تماثل خرج، وأنهم خرجوا معه يتبعونه حتى إذا بلغوا بعض الطريق حضرت صلاة من الصلوات، فصلى بهم جالسًا، وصلوا معه جلوسًا. ورواه الشافعي في اختلاف الحديث ص (99). ومن طريقه الحازمي في الاعتبار ص (173) مختصرًا. وإسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صححه أيضًا الحافظ في الفتح (2/ 176). وروى ابن المنذر في الأوسط (1/ 208 ب)، كتاب الإمامة، باب ذكر النهي عن صلاة المأموم قائمًا خلف الإِمام قاعدًا. من طريق علي بن عبد العزيز، ثنا حجاج، نا حماد، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير: أن جابر بن عبد الله الأنصاري، كان وجعًا فصلى بأصحابه قاعدًا وأصحابه قعود. وهذا سند صحيح أيضًا، علي بن عبد العزيز البغوي، ثقة. انظر: التيسير (13/ 348)؛ الميزان (3/ 143). وحجاج هو ابن منهال الأنماطي، ثقة فاضل. انظر: التقريب (ص 153). وحماد هو ابن سلمة، ويحيى بن سعيد هو الأنصاري، وهما ثقتان. وأما المرفوع من الحديث، فقد صح نحوه أيضًا. فروى مسلم (1/ 309: 413)، كتاب الصلاة، باب ائتمام المأموم بالإمام؛ وأبو داود (1/ 455: 606)، كتاب الصلاة، باب الإِمام يصلي من قعود -ولم يسق لفظه كاملًا وإنما أحال على ما قبله-؛ والنسائي (9/ 3: 1200)، كتاب السهو،=
= باب الرخصة في الالتفات في الصلاة يمينًا وشمالًا؛ وابن ماجه (1/ 393: 1240)، كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في (إنما جُعِل الإِمام ليؤتم به)، وأحمد (3/ 334)، وأبو عوانة (2/ 108، 109)، باب بيان الائتمام في الصلاة، والطحاوي (1/ 403)، كتاب الصلاة، باب صلاة الصحيح خلف المريض، وابن حبان (3/ 281: 2119، 2120)، كتاب الصلاة، ذكر الخبر المفسر للألفاظ المجملة في خبر عائشة، والبيهقي (3/ 79)، كتاب الصلاة، باب ما روي في صلاة المأموم جالسًا إذا صلى الإِمام جالسًا. من طريق أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: (اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فصلينا وراءه وهو قاعد، وأبو بكر يُسمع الناس تكبيره، فالتفت إلينا فرآنا قيامًا، فأشار إلينا فقعدنا، فصلينا قعودًا، فلما سلم قال: "إن كدتم آنفًا لتفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا، ائتموا بأئمتكم، إن صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإن صلى قاعدًا فصلوا قعودًا". ورواه أبو داود -أيضًا- (1/ 403: 602)؛ وابن أبي شيبة (2/ 325)، كتاب الصلوات، في الإِمام يصلي جالسًا؛ وأحمد (3/ 300)؛ وأبو يعلى (3/ 411: 1896)، و (4/ 195: 2297)؛ وابن خزيمة (3/ 53: 1615)، كتاب الصلاة، باب النهي عن صلاة المأموم قائمًا خلف الإِمام قاعدًا، وابن حبان (3/ 274، 275: 2109، 2111)؛ والدارقطني (1/ 422)، كتاب الصلاة، باب فضل صلاة القائم على صلاة القاعد وكيفية صلاة الصحيح خلف الجالس؛ والبيهقي (3/ 79). من طرق عن الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر رضي الله عنه قال: (صُرع النبي -صلى الله عليه وسلم- من فرس له، فوقع على جذع نخلة، فانفكت قدمه، فدخلنا عليه نعوده، وهو يصلي في مَشْرَبة لعائشة، فصلينا بصلاته ونحن قيام، ثم دخلنا عليه مرة أخرى وهو يصلي جالسًا، فصلينا بصلاته ونحن قيام، فأومأ الينا أن اجلسوا، فلما صلى قال: "إنما جعل الإِمام ليؤتم به، فإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا صلى جالسًا=
= فصلوا جلوسًا، ولا تقوموا وهو جالس كما يفعل أهل فارس بعظمائهم". وهذا إسناد حسن، وقد عنعن الأعمش، لكنهم يتسامحون في حديثه عن شيوخه الذين أكثر عنهم. وطلحة بن نافع، صدوق، خرّج له مسلم والبخاري مقرونًا. انظر: السير (5/ 293)؛ والتقريب (ص 283).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه خالد بن إلياس، وهو متروك الحديث، لكن قد روى المرفوع من الحديث مسلم وغيره -كما مر-. وروى الموقوف الشافعي وغيره -كما مر- بأسانيد صحاح. وله شاهد من حديث أنس، وعائشة، وأبي هريرة رضي الله عنهم، وقد سبق تخريجها في حديث رقم (411).
414 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكين، ثنا عُمَرُ بْنُ مُوسَى، أنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عنه (¬1): "أنه كان يصلي للناس ها هنا (¬2)، فكان أناسٌ يضعون رؤوسهم قبل أن يضع رأسه، ويرفعون رؤوسهم قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الْتَفَتْ (¬3) إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ: لِمَ تأثَمُون وتُأثِّمُون (¬4)، صَلَّيْتُ لَكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا أخرم (¬5) عنها). ¬
414 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 167 أ)، كتاب الإمامة، باب مبادرة الإِمام، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف عمر بن موسى. اهـ. وذكره الهيثمي (المجمع 2/ 79)، وعزاه للطبراني في الكبير، قال: وفيه محمد بن موسى الأنصاري، شيخ لأبي نعيم، ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: أظن أن ما وقع في نسخة الهيثمي من معجم الطبراني تصحيف، حيث=
= تصحف (عمر) إلى (محمد) ومسند عبد الله بن يزيد لا يوجد في المطبوع من معجم الطبراني الكبير.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه عمر بن موسى الوجيهي، وهو متروك متهم بالرضع، ولم أجد من تابعه. فالحديث ضعيف جدًا. وله شاهد من حديث أنس رضي الله عنه، مرفوعًا: "إنما جعل الإِمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا صلى قاعدًا فصلوا قعودًا أجمعون". ومثله حديث عائشة، وحديث أبي هريرة رضي الله عنهما، وكلها في الصحيحين وغيرهما، وقد سبق تخريجها في حديث رقم (411). ويشهد له أيضًا ما بعده -وهو حديث علي بن شيبان رضي الله عنه -.
415 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ بَدْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَرَفَعَ رَجُلٌ رَأْسَهُ قَبْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: "مَنْ رَفَعَ (¬2) رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمام أَوْ وَضَعَ فَلَا صَلَاةَ له ". ¬
415 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 166 ب)، كتاب الإمامة، باب مبادرة الإِمام، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن جابر. اهـ. ورواه عبد الرزاق (2/ 375: 3759)، كتاب الصلاة، باب الذي يخالف الإِمام. من طريق رجل، عن محمد بن جابر، به، فذكر المرفوع فقط دون القصة ولم يذكر قوله: "أو وضع". وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الجامع الصغير. فيض القدير (6/ 138)، وعزاه لابن قانع. ورواه بقي بن مخلد في مسنده كما في الإصابة (3/ 217). من طريق محمد بن جابر، به فذكره بلفظ حديث الباب. قال الحافظ: وقد أخرج ابن ماجه هذا الحديث من هذا الوجه لكن قال: عن عبد الله بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه، وهو المعروف، وولده علي صحابي، وقد أخرج له أيضًا أبو داود وغيره. اهـ. قلت: الحديث الذي يشير إليه الحافظ، هو ما رواه ابن ماجه (1/ 282: 871)، من طريق ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن بدر، أخبرني عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه -وكان من الوفد- قال: خرجنا حتى قدمنا على=
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فبايعناه وصلينا خلفه، فلمح بمؤخر عينه رجلًا لا يقيم صلاته -يعني صلبه- في الركوع والسجود، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الصلاة قال: "يا معشر المسلمين، لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود". ومتن هذا الحديث لا صلة له بمتن حديث الباب وإن كان كل منهما في الركوع فهما مختلفان، لكن الحافظ إنما عني بكلامه سياقة السند، وأن محمد بن جابر أخطأ في مسند حديث الباب، إذ لا يعرف لشيبان والد علي صحبة، وإنما الصحبة لعلي ابنه:
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه محمد بن جابر اليمامي، وهو ضعيف، وقد أخطأ في إسناده -كما بيَّنَّا في التخريج- إذ لا يعرف لشيبان بن محرز صحبة، وإنما الصحبة لابنه علي بن شيبان رضي الله عنه. فالحديث ضعيف. لكن الأمر بمتابعة الإِمام، وعدم سبقه في شيء من أعمال الصلاة ثابت في أحاديث صحيحة -تقدم بعضها في رقم (414) - وجاء الزجر الشديد عن الرفع من الركوع قبل الإِمام في أحاديث صحيحة. منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال محمد -صلى الله عليه وسلم-:" أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإِمام أن يحول الله رأسه رأس حمار"؟. وفي رواية:"ما يأمن الذي يرفع رأسه في صلاته قبل الإِمام أن يحول الله صورته في صورة حمار". رواه البخاري (2/ 182: 691)؛ ومسلم (1/ 320: 427)؛ وأبو داود (1/ 413: 623)؛ والترمذي (2/ 475: 582)؛ والنسائي (2/ 96: 828)؛ وا بن ماجه (1/ 308: 961)؛ وأحمد (2/ 260، 425)؛ وابن خزيمة (3/ 47: 1600)؛ وابن حبان (4/ 23: 2279)؛ والبيهقي (2/ 93)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 17: 849).
416 - [1] وَقَالَ الحُمَيْدِي: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، سَمِعْتُ مَلِيح (¬1) بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ (¬2) عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: [إِنَّ] (¬3) الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَخْفِضُهُ قَبْلَ الإِمام فإنما ناصيته (¬4) بيد شيطان). قال (¬5): وإن سُفْيَانُ رُبَّمَا رَفَعَهُ وَرُبَّمَا لَمْ يَرْفَعْهُ. [2]، وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن محمد (¬6) بن عمرو (¬7) [و] (¬8) قال: لَا نَعْلَمُهُ (¬9) رَوَى مَلِيحٌ (¬10) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، إلَّا هذا. ¬
416 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 166 ب)، كتاب الإمامه، باب مبادرة الإِمام. وعزاه للحميدي. وهو في مسند الحميدي (2/ 435: 989).=
= وذكره الهيثمي في كشف الأستار (1/ 233: 475). وابن حجر في زوائد البزار (ص 833: 333). وذكره الهيثمي في (المجمع 2/ 78)، وقال: رواه البزار، والطبراني في الأوسط، وإسناده حسن. اهـ. وقد اختلف على محمد بن عمرو بن علقمة فيه، فروي من طريقه مرفوعًا، وموقوفًا وهو المحفوظ. قاله: أبو حاتم، وأبو زرعة، والدارقطني، وابن حجر في الفتح (2/ 183). فرواه البزار -كما تقدم في الطريق الثانية لحديث الباب-. من طريق الدراوردي، عن محمد بن عمرو، به مرفوعًا. وكذلك رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 69 أ)، كتاب الصلاة؛ باب من سابق الإِمام. من طريق أبي سعد (في الأصل: سعيد) الأشهلي حدثني محمد بن عجلان، عن محمد بن عمرو بن علقمة، به مرفوعًا، وعنده (يسجد) بدل قوله: (يخفض). وأبو سعد محمد بن سعد الأشهلي الأنصاري، ثقة. التهذيب (9/ 184)، وقد سبق قول الحميدي: وإن سفيان ربما رفعه وربما لم يرفعه. اهـ. فكأنه كان عند سفيان عن شيخه محمد بن عمرو على الوجهين، مرفوعًا وموقوفًا. وهذا من الأدلة على أن الاختلاف فيه من محمد بن عمرو. ورواه مالك (1/ 92)، كتاب الصلاة، باب ما يفعل من رفع رأسه قبل الإِمام؛ وعبد الرزاق (2/ 373: 3753)، كتاب الصلاة، باب الذي يخالف الإِمام. من طريق ابن عيينة. وابن أبي شبة في مصنفه (2/ 327)، كتاب الصلوات، من قال ائتم بالإمام. من طريق عبدة وهو ابن سليمان. وأبو حاتم (العلل لابنه 1/ 83: 223).=
= من طريق ابن عيينة عن ابن عجلان. كلهم عن محمد بن عمرو بن علقمة، به موقوفًا. قال ابن عيينة -في رواية أبي حاتم-: فقدم علينا محمد بن عمرو، فأتيته فسألته، فحدثني عن مليح بن عبد الله، عن أبي هريرة، موقوف -يعني أن ابن عيينة كان أولًا يرويه عن محمد بن عجلان، عن محمد بن عمرو، ثم سمعه بنفسه من محمد بن عمرو-. فالذي تبين لي -كما أسلفت سابقًا- أن محمد بن عمرو بن علقمة كان يحدث به على الوجهين -فلعل ذلك من أوهامه-؛ لأنه رواه عنه مرفوعًا الدراوردي -كما عند البزار-، وابن عجلان -كما عند الطبراني-، وإن ابن عيينة ربما رفعه -كما قال الحميدي-. ورواه عنه موقوفًا: مالك، وعبدة بن سليمان -كما عند ابن أبي شيبة-؛ وابن عيينة- كما عند عبد الرزاق، والحميدي، وأبي حاتم-؛ وابن عجلان -كما عند ابن أبي حاتم عن أبيه-. ورواه تمام في فوائده، كما في الروض البسام (1/ 326: 305). من طريق زهير بن عباد، نا أبو عمر حفص بن ميسرة، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "إن الذي يسجد قبل الإِمام ويرفع رأسه قبله، إنما ناصيته بيد شيطان". قال ابن أبي حاتم "العلل" 1/ 83: 223): سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه زهيربن عباد، عن حفص بن ميسرة، عن ابن عجلان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَخْفِضُهُ قَبْلَ الإِمام كأنما ناصيته بيد شيطان) قال أبي: هذا خطأ، كنا نظن أنه غريب ثم تبين لنا علته. قلت: وما علته؟ قال: حدثنا العباس بن يزيد العبدي وإياك -كذا بالأصل- عن ابن عيينة، عن ابن عجلان، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن مليح بن عبد الله،=
= عن أبي هريرة، موقوف. قال ابن عيينة: فقدم علينا محمد بن عمرو فأتيته فسألته، فحدثني عن مليح بن عبد الله، عن أبي هريرة. قال أبي: فلو كان عند ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة موقوف. قال أبي: فلو كان عند ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة لم يحدث عن محمد بن عمرو، عن مليح، عن أبي هريرة. اهـ. قلت: زهير بن عباد من شيوخ أبي حاتم فيبدو أنه سمعه منه. وزهير وثقه أبو حاتم. لكن قال ابن حبان: يخطئ ويخالف. اهـ. وضعفه ابن عبد البر. (الجرح 3/ 591؛ الثقات 8/ 256؛ الميزان 2/ 83؛ اللسان 2/ 492). وشيخه حفص بن ميسرة، ثقة ربما وهم. (التقريب ص 174). وقال الدارقطني (العلل 2/ 139 ب): وقال حفص بن ميسرة أبو عمر، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. وهو وهم. والصواب قول بكر بن صدقة: عن ابن عجلان، عن محمد بن عمرو، عن مليح بن عبد اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وقال أيضًا: رواه ثابت بن يزيد أبو زيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، موقوفًا. ورواه حفص بن عمرو، عن مالك، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، مرفوعًا. وكذلك رواه عمرو بن جرير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. وكلاهما وهم. اهـ. قلت: الصواب عن مالك هو ما رواه في الموطأ -وقد سبق ذكره-.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد فيه محمد بن عمرو بن علقمة، وهو صدوق له أوهام. وشيخه مليح بن عبد الله السعدي، مجهول.=
= وجميع رواياته المرفوعة والموقوفة -عدا رواية تمام وهي أشد ضعفًا- مدارها عليهما. وعليه فهو ضعيف، ولا عبرة بتحسين المنذري.- (الترغيب والترهيب 1/ 334) - والهيثمي -كما مر- لسنده فإنه لا ينهض لذلك. وقد جاء النهي والزجر الشديد عن سبق الإِمام. انظر: الحديث رقم (415)، وشواهده.
417 - [وَقَالَ] (¬1) مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا (¬2) مُعْتَمِرٌ قَالَ (¬3): سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: (كنا إذا رفعنا رؤوسنا مِنَ الرُّكُوعِ خَلْفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لَمْ نَزَلْ (¬4) قِيَامًا حَتَّى نَرَى (¬5) النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ سَجَدَ وَأَمْكَنَ وَجْهَهُ مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ نَسْجُدُ (¬6) بَعْدَ ذَلِكَ (¬7). ¬
417 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 167أ)، كتاب الإمامة، باب مبادرة الإِمام، وعزاه لمسدد وأبي يعلى، وقال: هذا إسناد ضعيف لجهالة التابعي. اهـ. وعزاه أيضًا لأبي يعلى من طريق أخرى سيأتي بيانها إن شاء الله. وقد ذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 342: 291، 292). من طريق حديث الباب ومن طريق أخرى سيأتي ذكرها. ورواه أبو حاتم (العلل لابنه 1/ 113: 305)، من طريق مسدد، به مختصرًا. ورواه أبو يعلى (7/ 124: 4082) قال: حدثنا عبد الأعلي بن حماد، حدثنا معتمر قال: سمعت أبي: أن رجلًا حدثه عن أنس بن مالك، أنه قال: (إن كان أحدنا ليقيم صلبه في الصلاة خلف النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى يتمكن النبي -صلى الله عليه وسلم-، من السجود، -أو قال: من الأرض- ثم يسجد عند ذلك). ذكره الهيثمي (المجمع 2/ 77)، وقال: وفيه رجل لم يسم. اهـ.=
= قلت: عبد الأعلي بن حماد بن نصر الباهلي مولاهم البصري، ثقة. ورواه ابن خزيمة (3/ 46: 1598)، كتاب الصلاة، باب مبادرة الإِمام المأموم بالسجود، وثبوت المأموم قائمًا، وتركه الانحناء للسجود حتى يسجد إمامه. من طريق محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، ثنا المعتمر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم-، إذا رفع رأسه من الركوع لم نزل قيامًا حتى نراه قد سجد). قال الألباني في تعليقه على ابن خزيمة: إسناده صحيح على شرط مسلم. اهـ. قلت: وليس كذلك، فإن الحديث بهذه الرواية منقطع، فلم يذكر سليمان التيمي الواسطة بينه وبين أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو وإن كان سمع من أنس، فلم يسمع هذا الحديث، صرحت بذلك رواية مسدد، وعبد الأعلي بن حماد -كما في رواية أبي يعلى- عن ابنه معتمر. قال ابن أبي حاتم (العلل 1/ 113: 305): سألت أبي عن حديث رواه المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس، أنه قال: (كان أحد منا لا يحني ظهره حتى يرى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، سَاجِدًا). قال أبي: هذا خطأ، هو كما حدثنا مسدد، عن معتمر، عن أبيه، عن رجل، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. اهـ. ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 232: 472)، وزوائد البزار لابن حجر (ص 829: 330). من طريق الحسين -وتحرف في كلا المصدرين إلى: الحسن- ابن أبي كبشة، ثنا سعيد بن الفضل، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى الله عليه وسلم-، كان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد أحد منا حتى نراه قد سجد). قال البزار: لا نعلم رواه عن حميد، عن أنس إلَّا سعيد، وقد رواه المعتمر -تحرفت في كشف الأستار إلى (المعمر) - عن أبيه، عن رجل، عن أنس. اهـ. قال الحافظ: وسعيد قد ضعفه أبو حاتم. اهـ.
= وقال الهيثمي (المجمع 2/ 77): وفي حديث البزار سعيد بن الفضل -تحرفت إلى (المفضل) - ضعفه أبو حاتم، ووثقه غيره. قلت: قال فيه أبو حاتم: ليس بالقوي، منكر الحديث. اهـ. ولم أجد من وثقه غير أن ابن حبان ذكره في الثقات. وقد نقل محقق (زوائد البزار لابن حجر) عن البخاري أنه قال فيه: عنده مناكير وفيه نظر. اهـ. وأحال على التاريخ الكبير، والضعفاء الصغير، ولم أجده تكلم فيه في التاريخ، ولم أجد له ترجمة في الضعفاء الصغير، ولم ينقل هذا القول عنه أحد، والذي يظهر أن نظر المحقق وقع على ترجمة سلمة بن الفضل الأبرش، فإن البخاري قال هذا الكلام فيه. انظر: الضعفاء الصغير (ص 111)؛ التاريخ الكبير (3/ 507)؛ الجرح (4/ 55)؛ الثقات (6/ 370)؛ الميزان (2/ 154)؛ المغني (1/ 265)؛ اللسان (3/ 40). أما شيخ البزار فهو الحسين بن سلمة بن إسماعيل بن يزيد بن أبي كبشة، وهو ثقة. (الكاشف 1/ 170؛ التهذيب 2/ 340). وفيه أيضًا: عنعنة حميد الطويل، وهو كثير التدليس عن أنس، لكن قالوا إن الواسطة بينهما معروف وهو إما ثابت أو قتادة وكلاهما ثقة، فاحتمل بعضهم تدليسه لذلك. والحديث من هذه الطريق ضعيف لضعف سعيد. ورواه أبو يعلى (7/ 78: 4007) قال: حدثنا نصر بن علي بن نصر، حدثنا عثَّام بن علي، عن الأعمش، قال: قال أنس بن مالك، والبراء بن عازب: (كنا لا نحني ظهورنا حتى ننظر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ساجدًا). قال الهيثمي (المجمع 2/ 77): وحديث أبي يعلى منقطع بين الأعمش وأنس. اهـ. قلت: يثبتون له رؤية أنس بن مالك، وينفون أن يكون سمع منه، ولم يسمع من البراء. وعثام بن علي بن هجير، صدوق. (التقريب ص 382). ونصر بن علي بن نصر، ثقة ثبت. (التقريب ص 561).=
= فالحديث بهذا الإسناد ضعيف لانقطاعه، لكن حديث البراء بن عازب مخرج في الصحيحين وغيرهما -وسيأتي تخريجه- من غير هذه الطريق.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا الذي أبهم ولم يسم، فلا ندري ما حاله، ولم أجده مصرحًا به. وما ذكرته من متابعات لا يخلو شيء منها من قال. لذا فالحديث ضعيف. لكن المتن قد صح عن البراء، وغيره. 1 - فعن البراء بن عازب رضي الله عنه: (أنهم كانوا يصلون خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فإذا رفع رأسه من الركوع لم أر أحدًا يعني ظهره حتى يضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبهته على الأرض، ثم يخِرُّ مَنْ وراءه سجدًا). رواه البخاري (2/ 181: 690)؛ ومسلم (1/ 345: 474)؛ وأبو داود (1/ 412: 620، 621، 622)؛ والترمذي (2/ 70: 281)؛ والنسائي (2/ 96: 829)؛ وعبد الرزاق (2/ 374: 3754)؛ والحميدي في مسنده (2/ 317: 725)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 328)؛ وأحمد (4/ 300)؛ وأبو يعلى (3/ 238: 1676)؛ وأبو عوانة (2/ 178، 179)؛ وابن حبان (3/ 321: 2223، 2224)؛ والبيهقي (2/ 92). 2 - وعن عمرو بن حريث قَالَ: (صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الفجر، فسمعته يقرأ: فلا أقسم بالخنس، الجوار الكنس [التكوير: الآيتان 15، 16]، وإن لا يحني رجل منا ظهره حتى يستتم ساجدًا). رواه مسلم (1/ 346: 475)؛ وأبو يعلى (3/ 41: 1457)؛ وابن خزيمة (3/ 46: 1599) بنحوه وليس عنده ذكر القراءة؛ وأبو عوانة (2/ 279)؛ وابن حبان (3/ 151: 1816).
(20) وَحَدِيثُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْع، عَنْ شَيْخٍ (¬1) مِنَ الْأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَأْتِي إِنْ شاء الله تعالى في صفة الصلاة (¬2). ¬
47 - باب إثم من لا يقتصد في إمامته
47 - بَابُ إِثْمِ مَنْ لَا (¬1) يَقْتَصِدُ فِي إِمَامَتِهِ 245 - قال (¬2) الحارث: حدثنا دَاوُدُ بْنُ المُحَبَّر، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عباس رضي الله عنهما، قَالَا (¬3): خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فذكر حَدِيثًا طَوِيلًا، فِيهِ: "وَمَنْ أمَّ قَوْمًا (¬4) وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ فَاقْتَصَدَ بِهِمْ فِي حُضُورِهِ وَقِرَاءَتِهِ، وَرُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ، وَقُعُودِهِ، فَلَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ، وَمَنْ لَمْ يَقْتَصِدْ بِهِمْ فِي ذَلِكِ رُدَّتْ عَلَيْهِ صلاته، ولم تتجاوز (¬5) تراقيَه (¬6)، وإن بِمَنْزِلَةِ أَمِيرٍ جَائِرٍ مُعْتَدٍ (¬7) لَمْ يُصْلِحْ إِلَى رَعِيَّتِهِ، وَلَمْ يَقُم فِيهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى)، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي وَأُمِّي: وَمَا مَنْزِلَةُ الْأَمِيرِ الْجَائِرِ الْمُعْتَدِي الَّذِي لَمْ يُصْلِحْ لِرَعِيَّتِهِ، وَلَمْ يَقُمْ فِيهِمْ بِأَمْرٍ اللَّهِ تَعَالَى؛ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-: (هُوَ رَابِعُ أَرْبَعَةٍ، وَهُوَ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِبْلِيسُ، وفِرْعَون، وَقَابِيلُ (¬8) قَاتِلُ النَّفْسِ، وَالْأَمِيرُ الْجَائِرُ رابعهم". *هذا حديث موضوع (¬9). ¬
48 - باب أمر الإمام بالتخفيف
48 - بَابُ أَمْرِ الإِمام بِالتَّخْفِيفِ 418 - [قَالَ] (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، ثنا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" تَجوَّزُوا (¬2) فِي الصَّلَاةِ فإنَ خلفَكُم الضعيفَ، والكبيرَ، وَذَا الحاجةِ". 419 - [1] قَالَ (¬3) الْأَعْمَشُ: وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ (¬4)، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ (¬5). [2] قَالَ (¬6): [وَحَدَّثَنَا] (¬7) إِبْرَاهِيمُ (¬8) النَّخَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ (¬9) اللَّهِ مِثْلَ (¬10) ذَلِكَ. 420 - قَالَ (¬11): وَحَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بِمِثْلِ (¬12) ذَلِكَ (¬13). * قُلْتُ: حَدِيثُ أَبِي هريرة رضي الله عنه أخرجوه (¬14). ¬
418 - 419 - 420 - تخريجها: ذكرها البوصيري (الإتحاف 1/ 168 أ)، كتاب الإمامة، باب في تخفيف صلاة الإِمام، وعزاها لإسحاق بن راهويه. ورواها أحمد (2/ 525). من طريق يحيى بن حماد، به فذكر كل أحاديث الباب بأسانيدها، ومتنها، لكن قال: (تجاوزوا) بدل (تجوزوا). ولم يصرح الأعمش في رواية أحمد بالتحديث عن أبي صالح، وإنما عنعن. وبهذا يظهر أن هذه الأحاديث ليست من شرط هذا الكتاب؛ لأن أحمد أخرجها بنفس السند والسياقة -إلَّا ما أسلفنا ذكره من الفروق-، لكن لعل الحافظ إنما أخرجها -وإن لم يصرح بذلك- لتصريح الأعمش بالتحديث عن أبي صالح.=
= ذكر من روى هذه الأحاديث متفرقة: (أ) حديث أبي هريرة رضي الله عنه: رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 54)، كتاب الصلوات، باب التخفيف في الصلاة [و]، من كان يخففها؛ وأحمد (2/ 472)؛ والخطيب في تاريخه (7/ 416) من طريق وكيع عن -وعند أحمد: ثنا- الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَهُ بمثل حديث الباب. وهذا الإسناد رجاله ثقات. ورواه الطبراني في الأوسط (2/ 433: 1749)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 364)، من طريق محمد بن رافع النيسابوري، ثنا مصعب -تصحفت في الأوسط إلى (سيف) - ثنا داود بن نصير الطائي، عن الأعمش، عن أبي صالح، به مثله. قال أبو نعيم: صحيح ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بغير إسناد، لم يروه عن داود إلَّا مصعب. اهـ. قلت: رجاله كلهم ثقات عدا مصعب بن المقدام الخثعمي مولاهم الكوفي، فهو صدوق له أوهام. (التقريب ص 533). ورواه الخطيب في تاريخه (7/ 415). من طريق الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري، حدثنا علي بن المنذر، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن الأعمش، به مثله. قال الخطيب: رواه يعقوب الدورقي، عن وكيع، عن الأعمش نفسه، لم يذكر بينهما سفيان. اهـ. قلت: وهذا هو الصواب -إن شاء الله- فقد رواه الثقات عنه هكذا، وصرح وكيع بالتحديث عند أحمد، وهذه الرواية انفرد بها علي بن المنذر الطريقين، وهو صدوق يتشيع. التقريب (ص 405)، فلا تقاوم رواية الثقات. ورواه البخاري (2/ 199: 703)؛ ومسلم (1/ 341: 467)؛ وأبو داود=
= (1/ 502: 794)؛ والترمذي (1/ 461: 236)؛ والنسائي (2/ 94: 823)؛ ومالك (1/ 134)؛ وأحمد (2/ 486)؛ وأبو يعلى (11/ 216: 6331)؛ وأبو عوانة (2/ 88)؛ وابن حبان (3/ 127: 1757)؛ والبيهقي (3/ 117)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 407: 843). من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:"إذا صلًّى أحدكم للناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف، والسقيم، والكبير، وإذا صلَّى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء". وفي رواية الترمذي (والصغير) وعنده بدل (والسقيم): (والمريض). وفي رواية أبي يعلى: (وذا الحاجة) ولم يذكر: (والكبير). ورواه مسلم (1/ 341: 467)؛ وعبد الرزاق (2/ 362: 3712)؛ وأحمد (2/ 317)؛ وأبو عوانة (2/ 87)؛ والبيهقي (3/ 117)؛ والبغوي في شرح السنّة (3/ 407: 842). من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال:"إذا ما قام أحدكم للناس فليخفف الصلاة، فإن فيهم الكبير، وفيهم الضعيف، وإذا قام وحده فليطل صلاته ما شاء". ورواه مسلم (1/ 341: 467)؛ وأحمد (2/ 502)؛ وابن حبان (3/ 288: 2133)؛ والبيهقي (3/ 115). من طريق أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هريرة به، ولفظه: "إذا صلى أحدكم للناس فليخفف، فإن في الناس: الضعيف، والسقيم، وذا الحاجة". ورواه مسلم (1/ 341: 467)؛ والبيهقي (3/ 115). من طريق ابن شهاب الزهري، حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به فذكره بمثل اللفظ السابق إلَّا أنه قال: (والكبير) بدل (والسقيم).=
= ورواه أبو داود (1/ 502: 795)؛ وعبد الرزاق (2/ 62: 3713)؛ وأحمد (2/ 271). من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابن المسيب وأبي سلمة -في رواية عبد الرزاق وأحمد: أو أحدهما- عن أبي هريرة، به مثل سابقه وزاد: (والشيخ الكبير). ورواه الطيالسي (ص 312: 2370)؛ وأحمد (2/ 256، 393، 537). من طرق عن ابن أبي ذئب، أخبرني أبو الوليد، عن أبي هريرة، به، ولفظه: "إذا أممتم الناس فأخفوا فإن فيهم الصغير، والكبير، والضعيف". (ب) أثر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رواه الطبراني في الكبير (9/ 297: 9282). قال: حدثنا محمد بن النضر الأزدي، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بن سويد قال: كان عبد الله يقول: (تجوزوا في الصلاة فإن خلفكم الكبير، والضعيف، وذا الحاجة) وكنا نصلي مع إمامنا وعلينا ثيابنا فيقرأ السورة من المئين، ثم ننطلق إلى عبد الله فنجده في الصلاة. قال الهيثمي (المجمع 1/ 316): ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وهو كما قال، إلَّا أن محمد، بن أحمد بن النضر الأزدي، لا رواية له في الكتب الستة، لكنه ثقة، (بغداد 1/ 364). ومعاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو الأزدي، ثقة. (التقريب ص 538؛ والتهذيب 10/ 215). وزائدة بن قدامة الثقفي، ثقة ثبت صاحب سنة. (التقريب ص 213). والأعمش قد عنعن هنا لكنه صرح بالتحديث في حديث الباب. ورواه ابن خزيمة (3/ 49: 1607)، كتاب الصلاة، باب قدر قراءة الإِمام الذي لا يكون تطويلًا؛ والطبراني في الكبير (10/ 263: 10507)؛ وفي الأوسط (218/ 2: 1390) وفيه أيضًا، من طريق أخرى كما في مجمع البحرين (1/ 68 ب)،=
= كتاب الصلاة، باب تخفيف الإِمام؛ وأبو نعيم في الحلية (4/ 218). من طرق عن أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم البزار صاعقة، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا عبد الجبار بن العباس، عن عمار الدهني، عن إبراهيم التيمي، قال: (كان أبي قد ترك الصلاة معنا. قلت: مالك لا تصلي معنا؟ قال: إنكم تخففون الصلاة، قلت: فأين قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن فيكم الضعيف والكبير وذا الحاجة"؟ قال: قد سمعت عبد الله بن مسعود يقول ذلك، ثم صلى بنا ثلاثة أضعاف ما تصلون". وفي إحدى روايتي الطبراني في الأوسط: (قد سمعت عبد الله بن مسعود يقول ذلك، وكان يمكث في الركوع والسجود). قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عمار الدهني إلَّا عبد الجبار، تفرد به أبو أحمد. اهـ. وقال الهيثمي (المجمع 2/ 73): رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله موثقون. اهـ. وقال الألباني في تعليقه على ابن خزيمة: إسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال البخاري، غير عبد الجبار بن العباس، وهو ثقة، ولا اعتداد بما تكلم فيه. اهـ. قلت: عبد الجبار بن العباس، الشبامي الكوفي، قال فيه أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، وكان يتشيع. اهـ. وقال ابن معين: ليس به بأس. اهـ. وقال العجلي: صويلح لا بأس به. اهـ. وقال البزار: أحاديثه مستقيمة إن شاء الله. اهـ. ووثقه أبو حاتم. وقال أبو نعيم: لم يكن بالكوفة أكذب منه. اهـ. قلت: أبو نعيم أعلم الناس بحاله فقد كان أحد شيوخه، لكن لعل هذا منه على سبيل المبالغة، وأن ذلك في غير الحديث إن ثبت. والراجح عندي ما قرره الإمامان الذهبي وابن حجر، وهو أنه: شيعي صدوق. فلا أراه يرتفع عن ذلك إن لم ينزل، وقد قال فيه ابن حبان أيضًا: كان ممن ينفرد بالمقلوبات عن الثقات. اهـ. (تاريخ ابن معين 2/ 340؛ الجرح 6/ 31؛ المجروحين 2/ 159؛ الميزان=
= 2/ 533؛ الكاشف 2/ 131؛ التهذيب 6/ 102؛ التقريب ص 332). وعلى هذا فالإسناد حسن، وقول ابن مسعود صحيح بما قبله. (ج) حديث ابن عباس رضي الله عنهما: رواه الطبراني في الكبير (12/ 17: 12338)، من طريق فهد بن عوف، والعباس بن طالب، ثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. بمثل حديث الباب. قال الهيثمي (المجمع 2/ 73): ورجاله ثقات. اهـ. قلت: فهد بن عوف اسمه زيد، وفهد لقب، وهو عامري بصري، متروك. (التاريخ الكبير 3/ 404؛ تاريخ الثقات 385) ولم يوافق على قوله)؛ الضعفاء الكبير 3/ 463؛ الجرح 3/ 570؛ الميزان 2/ 105، 3/ 366؛ اللسان 2/ 509،4/ 455) والعباس بن طالب البصري نزيل مصر، ليس بذاك، قاله أبو زرعة. وذكره ابن جان في الثقات. (الجرح 6/ 216؛ الثقات 8/ 510؛ الميزان 2/ 384؛ اللسان 3/ 240). لكن قد تابعهما يحيى بن حماد -كما في حديث الباب-.
الحكم عليه: (أ) حديث أبي هريرة رضي الله عنه: رجاله كلهم ثقات، وقد صرح الأعمش بالتحديث، فهو صحيح على شرط الشيخين، وهو مخرج في الصحيحين وغيرهما -كما مر- من عدة طرق عن أبي هريرة وليست هذه الطريق في شيء من الكتب الستة. (ب) أثر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، موقوفًا عليه: له طريقان: الأول: رجاله كلهم ثقات، وهو صحيح على شرط الشيخين، وهو من كلام=
= عبد الله موقوفًا عليه. الثاني: رجاله كلهم ثقات، لكنه منقطع -كما مر- فإن إبراهيم النخعي لم يدرك ابن مسعود، وهو موقوف أيضًا. وقد ذكرنا له طريقًا ثالثًا وهو صحيح موقوف. (ج) حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: رجاله كلهم ثقات، لكن حبيب بن أبي ثابت، قد عنعن ولم أجده صرح بالتحديث فيما وقفت عليه من طرق هذا الحديث. لذا فالحديث ضعيف، لكن له شواهد صحيحة يرتفع بها إن شاء الله، إلى الحسن لغيره. ومن شواهد هذه الأحاديث: 1 - عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: إِنِّي لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا. فما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذٍ. فقال: "يا أيها الناس، إن منكم منفرين، فأيكم أم الناس فليوجز، فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة". رواه البخاري (2/ 197، 200: 702، 704)؛ ومسلم (1/ 340: 466)؛ وابن ماجه 1/ 315: 984)؛ وعبد الرزاق (2/ 366: 3726)؛ وابن أبي شيبة (2/ 54)؛ وأحمد (4/ 118)؛ والدارمي (1/ 288)؛ وابن الجارود (ص 119: 326)؛ وابن خزيمة (3/ 48: 1605)؛ وابن حبان (3/ 288: 2134)؛ والبيهقي (3/ 115، 117)؛ والبغوي في شرح السنّة (3/ 408: 844). 2 - وعن أنس رضي الله عنه قال: (ما صليت وراء إمامٍ قط أخف صلاة، ولا أتم صلاة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-). رواه البخاري (2/ 201: 706، 708)؛ ومسلم (1/ 342: 469)؛ والترمذي=
= (1/ 463: 237)؛ والنسائي (2/ 94: 824)؛ وابن ماجه (1/ 315: 985)؛ وعبد الرزاق (2/ 363: 3718)؛ وابن أبي شيبة (2/ 54، 55)؛ وأحمد (3/ 233، 262)؛ والدارمي (1/ 288)؛ وأبو يعلى (5/ 173، 239: 2787، 2852)؛ وابن خزيمة (3/ 48: 1604)؛ وأبو عوانة (2/ 88، 89)؛ وابن حبان (3/ 126، 288: 1756، 2135)؛ والبيهقي (3/ 114، 155)؛ والبغوي في شرح الستة (3/ 406: 840، 841). 3 - وعن عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له:" أُمَّ قومك، فمن أم قومًا فليخفف، فإن فيهم الكبير، وإن فيهم المريض، وإن فيهم الضعيف، وإن فيهم ذا الحاجة، وإذا صلى أحدكم وحده فليصلِّ كيف شاء". رواه مسلم (1/ 341: 468)؛ وابن ماجه (1/ 316: 987، 988)؛ وزاد: (والبعيد) وسنده فيه ابن إسحاق وقد عنعن؛ والطيالسي (ص 127: 940) مختصرًا؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 55)؛ وأحمد (4/ 21، 22، 216)؛ وأبو عوانة (2/ 86، 87)؛ والبيهقي (3/ 116).
421 - [و] (¬1) قَالَ (¬2) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعَمْيَاءِ قَالَ (¬3): إِنَّ سَهْلَ بْنَ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ: حَدَّثَهُ أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَأَبُوهُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬4) زَمَنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ أَمِيرٌ (¬5) فَصَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً (¬6) كَأَنَّهَا صَلَاةُ مسافرِ، أَوْ قريبٌ مِنْهَا. فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، [أَرَأَيْتَ] (¬7) هَذِهِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةُ أَمْ شَيْءٌ تَنَفَّلْتَهُ؟ قَالَ: إِنَّهَا الْمَكْتُوبَةُ، وَإِنَّهَا لِصَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا أَخْطَأْتُ مِنْهَا (¬8) [إلَّا شَيْئًا] (¬9) سَهَوْتُ عَنْهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كَانَ يَقُولُ:" لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَيُشَدَّدَ (¬10) عَلَيْكُمْ، فَإِنَّ (¬11) قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشُدِّدَ عَلَيْهِمْ، فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ [وَالدِّيَارَاتِ] (¬12): {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا (¬13) مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} (¬14). ¬
= 421 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 365: 3694). ورواه أبو داود في سننه (5/ 209: 4904)، كتاب الأدب، باب في الحسد، من طريق أحمد بن صالح المصري، حدثنا عبد الله بن وهب، به مثله. وعلى هذا فالحديث ليس من الزوائد حيث إن أبا داود أخرجه. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 55)، كتاب الصلوات، التخفيف في الصلاة، من كان يخففها. من طريق سهل بن يوسف، عن حميد، عن ثابت، قال: صليت مع أنس العتمة فتجوزما شاء الله. وهذا سند صحيح، سهل بن يوسف الأنماطي، ثقة. التهذيب (4/ 259).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعَمْيَاءِ، لم يوثقه إلَّا ابن حبان، لكن الإمامين الذهبي وابن حجر قبلا ذلك منه، فقد قال الذهبي: وثق. اهـ. وأدخله الحافظ في درجة القبول. وقد تابعه ثابت -كما في رواية ابن أبي شيبة السابقة- حيث ذكر أنه صلى مع أنس فتجوز في الصلاة. وقد تقدم في حديث رقم (418) حديث أنس: (ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة، ولا أتم صلاة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) أخرجاه في الصحيحين. وقد جاء الأمر بتخفيف الصلاة في أحاديث كثيرة صحيحة، وقد تقدم تخريج بعضها في حديث رقم (418). ولآخر الحديث شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:=
= "إن هذا الدين يسرٌ، ولن يشاد الدينَ أحدٌ إلَّا غلبة، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والرَّوحَة وشيء من الدُّلْجة". رواه البخاري (1/ 93: 39)؛ وأوله عنده: "إن الدين"، ولم يذكر "هذا"، والنسائي (8/ 121: 5034)؛ وابن حبان (1/ 282: 352)؛ والبيهقي (3/ 18). وعليه فحديث الباب حسن لغيره.
422 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (¬1)، ثنا الْحَجَّاجُ (¬2)، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْأَصْبَغِ (¬3) بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ (¬4) حَدَّثَهُمْ: (أَنَّ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَلَّى بِقَوْمِهِ الْفَجْرَ، فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَخَلْفَهُ رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ مَعَهُ نَاضِحٌ (¬5) لَهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ صَلَّى الْأَعْرَابِيُّ وَتَرَكَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَخْبَرُوا بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: خِفْت عَلَى نَاضِحِي، وَلِي عِيَالٌ [أَكْتَسِبُ] (¬6) عَلَيْهِمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَلِّ بِهِمْ صَلَاةَ أَضْعَفِهِمْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الصَّغِيرَ، وَالْكَبِيرَ، وَذَا الْحَاجَةِ [لا تكن] (¬7) فتَّانًا" (¬8). ¬
422 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 1169)، كتاب الإمامة، باب في الإِمام يطول في الصلاة فيفارقه المأموم، وعزاه لأحمد بن منيع، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى وحجاج بن أرطأة. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه أبو يوسف القاضي، وهو صدوق، ربما غلط، وشيخاه=
= صدوقان لكن حجاج ربما غلط، وإن يدلس، وقد عنعن هنا، وابن أبي ليلى سيِّئ الحفظ جداً، وشيخهما أصبغ بن نباتة رافضي متروك. فالحديث بهذا الإسناد واهٍ. لكن قد صح نحوه من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما، قال: إن معاذ بن جبل كان يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة، فقرأ بهم البقرة، قال: فتجوز رجل فصلى صلاة خفيفة، فبلغ ذلك معاذاً فقال: إنه منافق. فبلغ ذلك الرجل، فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: يا رسول الله إنا قوم نعمل بأيدينا، ونسقي بنواضحنا، وإن معاذاً صلى بنا البارحة فقرأ البقرة فتجوزت، فزعم أني منافق. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا معاذ أفتان أنت؟ -ثلاثاً- اقرأ والشمس وضحاها، وسبح اسم ربك الأعلى، ونحوهما"، هذا لفظ البخاري في الأدب. وجاء في الروايات الأخرى أن هذه الصلاة هي العشاء، وفي بعض الروايات -خارج الصحيح- أنها المغرب. رواه البخاري (2/ 192، 200: 700، 701، 705)، (10/ 515: 6106)؛ ومسلم (1/ 339: 465)؛ وأبو داود (1/ 500: 790)؛ والنسائي (2/ 97، 172: 831، 998)؛ وابن ماجه (1/ 315: 986)؛ والطيالسي (ص 239، 1728)؛ وعبد الرزاق (2/ 365: 3725)؛ والحميدي (2/ 523: 1246)؛ وابن أبي شيبة (2/ 55)؛ وأحمد (3/ 299، 300، 308، 369)؛ والدارمي (1/ 297)؛ وابن الجارود (ص 120: 327)؛ وابن خزيمة (3/ 51: 1611)؛ وأبو عوانة (2/ 156، 157، 158)؛ والطحاوي (1/ 213)؛ وابن حبان (4/ 58: 2393)؛ والبيهقي (2/ 392، 3/ 116)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 71: 599). ويشهد له أيضاً ما تقدم من الأحاديث التي فيها الأمر بالتخفيف. انظر: ح (418).
49 - باب الفتح على الإمام
49 - بَابُ الْفَتْحِ عَلَى الإِمام 423 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُبَشِّرٍ (¬1) [أَبُو سَعْدٍ] (¬2) الصَّاغَانِيُّ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬3)، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُفْتَحَ عَلَى الإِمام إِذَا اسْتَطْعَمَكَ). قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ما استطعام الإِمام. قال: إذا سكت. ¬
423 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 166أ)، كتاب الإمامة، باب الفتح على الإِمام، وعزاه لأحمد بن منيع. ورواه البيهقي (3/ 213)، كتاب الجمعة، باب إذا حصر الإِمام لقن. من طريق أحمد بن منيع، به مثله. ورواه ابن أبي شيبة (2/ 72)، كتاب الصلوات: من رخص في الفتح على الإِمام، والبيهقي (3/ 213).=
= من طريق ليث بن أبي سليم، عن عبد الأعلى، به، ولفظه: (إذا استطعمك الإِمام فأطعمه) وفي رواية البيهقي بضمير الجمع، وفيها شك، قال إسماعيل -هو ابن علية الراوي عن ليث- أحسبه عن علي. قال أبو عبيد: هكذا حفظته عنه، ثم بلغني بعد عنه أنه كان لا يشك فيه). وليث صدوق سيِّىء الحفظ، اختلط فلم يتميز حديثه، لكنه صالح للمتابعة. ورواه الدارقطني (1/ 400)، كتاب الصلاة، باب تلقين المأموم لإمامه. من طريق أبي حفص الأبار. والبيهقي (3/ 213)، من طريق الحسين بن عُمارة. كلاهما عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي -في رواية الدارقطني: أراه- عن علي رضي الله عنه قال: (إذا استطعمكم الإِمام فأطعموه). وأبو حفص عمر بن عبد الرحمن بن قيس الأبار، صدوق، وإن يحفظ (التقريب ص 415) لكن لم أجد له ذكر فيمن روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط، فإن عطاء ثقة اختلط بآخرة. والحسن بن عُمارة، متروك (التقريب ص 162). ورواه عبد الرزاق (2/ 143: 2831)، كتاب الصلاة، باب تلقينه الإِمام. من طريق الثوري، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي، قال: (إذا استطعمكلم فأطعموه) يقول: إذا تعايا فردوا عليه. قلت: جعله الثوري من كلام أبي عبد الرحمن السلمي.
الحكم عليه: الأثر بهذا اللفظ له حكم الرفع لقوله: (من السنة)، لكن في إسناده أبو سعد الصاغاني، وهو ضعيف. وفيه أيضًا عبد الأعلي بن عامر الثعلبي، وهو ضعيف أيضًا، وقد تابعه عطاء بن السائب، لكنه مختلط ولم يتبين أن الراوي عنه روى عنه قبل ذلك.=
= فالأثر ضعيف، لكنه ينجبر بما له من الشواهد فيرتقي إلى الحسين لغيره، وقد قال الحافظ (التلخيص 1/ 284): وقد صح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال علي: إذا استطعمك الإِمام فأطعمه. اهـ. ومن شواهده: 1 - عن يحيى بن كثير الكاهلي الأسدي، عن المسور بن يزيد الأسدي المالكي، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يحيى: وربما قال: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ في الصلاة فترك شيئًا لم يقرأه، فقال له رجل يا رسول الله، تركت آية كذا وكذا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" هلا أذكرتنيها" قال: كنت أراها نسخت. رواه أبو داود (1/ 558: 907)؛ وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (4/ 74)؛ وابن خزيمة (3/ 73: 1648)؛ وابن حبان (4/ 6: 2237، 2238)؛ والبيهقي (3/ 211). من طرق عن مروان الفزاري، به. قال أبو حاتم (العلل لابنه 1/ 156: 441): لم يرو هذا الحديث غير مروان، ويحيى بن -زاد في الأصل (أبي) وهو خطأ- كثير، ومسور مجهولان. اهـ. قلت: مروان بن معاوية الفزاري، ثقة حافظ، وقد صرح بالتحديث. ويحيى بن كثير الكاهلي، لم يرو عنه إلَّا مروان، وضعفه النسائي، وقال أبو حاتم: شيخ. اهـ. وهنا قال: مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: ضعيف. وقال الحافظ: لين الحديث. اهـ. وهو كما قال النسائي والذهبي. (الجرح 9/ 183؛ الثقات 5/ 527؛ الكاشف 3/ 233؛ التهذيب 11/ 267؛ التقريب ص 595). وأما المسور بن يزيد فعدوه في الصحابة استنادًا على هذا الحديث (الإصابة 6/ 99)، القسم الأول. وعلى هذا فالحديث ضعيف، لكنه يتقوى مما سيأتي إن شاء الله تعالى.=
= 2 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، صلَّى صلاة فقرأ فيها، فلُبِّس عليه، فلما انصرف قال لُأبي: "أصليت معنا"؟ قال: نعم، قال:"فما منعك"، زاد ابن حبان: "أن تفتحها علي" وكذلك الطبراني والبيهقي. رواه أبو داود (1/ 558: 907) -لم يعطه المحقق رقمًا فأعطيته رقم سابقه-؛ وتمام في فوائده، كلما في الروض البسام (1/ 329: 311)، من طريق هشام بن إسماعيل العطار؛ وابن حبان (4/ 6: 2239)؛ والطبراني في الكبير (12/ 313: 13216)؛ والبيهقي (3/ 212)، من طريق هشام بن عمار. كلاهما عن محمد بن شعيب بن شابور، أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زبر، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، به. قال النووي (المجموع 4/ 241): رواه أبو داود بإسناد صحيح كامل الصحة، وهو حديث صحيح. اهـ. قلت: هشام بن إسماعيل العطار، ثقة فقيه عابد (التقريب ص 572)؛ وهشام بن عمار، صدوق كَبر فصار يتلقن، فحديثه القديم أصح (التقريب ص 573)، وانظر: الميزان (4/ 302)؛ ومحمد بن شعيب، وعبد الله بن العلاء، كلاهما ثقة. (الكاشف 3/ 47؛ الميزان 3/ 580؛ التهذيب 9/ 222؛ التقريب ص 483، 317؛ تهذيب الكمال 15/ 403)، فرجاله كلهم ثقات. لكن قال ابن أبي حاتم (العلل 1/ 77: 207) سألت أبي عن حديث رواه هشام بن إسماعيل، عن محمد بن شعيب بن شابور، عن عبد الله بن العلاء بن زبر -تحرفت في الأصل إلى (زيد) -، عن سالم، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أنه صلَّى فترك آية، فلما انصرف قال: "أفيكم أبي ... " وذكر الحديث. قال أبي: هذا وهم، دخل لهشام بن إسماعيل حديث في حديث. نظرت في بعض أصناف محمد بن شعيب فوجدت هذا الحديث: رواه محمد بن شعيب، عن محمد بن يزيد البصري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، صلى فترك آية، هكذا مرسل. ورأيت بجنبه=
= حديث عبد الله بن العلاء، عن سالم، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، أنه سئل عن صلاة الليل فقال:"مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح" فعلمت أنه سقط على هشام بن إسماعيل متن حديث عبد الله بن العلاء، وبقي إسناده، وسقط إسناد حديث محمد بن يزيد البصري، فصار متن حديث محمد بن يزيد البصري، بإسناد حديث عبد الله بن العلاء، وهذا حديث مشهور يرويه الناس عن هشام بن عروة. فلما قدمت السفرة الثانية رأيت هشام بن عمار يحدث به عن محمد بن شعيب، فظننت البغداديين أدخلوه عليه. فقلت له: يا أبا الوليد ليس هذا من حديثك. فقال: أنت كتبت حديثي كله؟ فقلت: أما حديث محمد بن شعيب فإني قدمت عليك سنة بضع عشرة فسألتني أن أخرج لك مسند محمد بن شعيب فأخرجت إليَّ حديث محمد بن شعيب، فكتبت لك مسنده، فقال: نعم هي عندي بخطك، قد أعلمت الناس أن هذا بخط أبي حاتم. فسكت. اهـ. قلت: وهذه علة لطيفة تدل على تبحر أبي حاتم رحمه الله في هذا الفن، فإن هشام بن إسماعيل وإن كان ثقة حافظًا، فيجوز عليه الوهم، لكنه نادر؛ لأن كل إنسان مهما كان حفظه فجائز وقوع ذلك عليه، خاصة بمثل هذه الصورة الدقيقة التي ذكر أبو حاتم. أما هشام بن عمار فكان يتلقن -كما تقدم- وقد كتب له أبو حاتم حديث محمد بن شعيب وليس فيه هذا الحديث. كما أن إعراض الأئمة -عدا أبا داود، وابن حبان- عن إخراج هذا الحديث في كتبهم -على ثقة رجاله- ملمح إلى أنهم كانوا يرون أن فيه شيئًا. 3 - وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كنا نفتح على الأئمة عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-). رواه الدارقطني (1/ 399)؛ والحاكم (1/ 267)؛ والبيهقي (3/ 212)، من طريق يحيى بن غيلان، ثنا عبد الله بن بزيع، ثنا حميد، به.=
= قال الحاكم: يحيى بن غيلان، وعبد الله بن بزيع التستريان ثقتان. هذا حديث صحيح. اهـ. ووافقه الذهبي. قلت: يحيى بن غيلان، قال فيه ابن حبان في الثقات: مستقيم الحديث. اهـ. وقال الحافظ: مقبول. اهـ. (الثقات 9/ 267؛ التقريب ص 595)، وهو الراسبي التستري. وأما عبد الله بن بزيع التستري القاضي، فقد خرجوه، فقال الدارقطني: لين ليس بمتروك. اهـ. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه ليست بمحفوظة، وليس هو عندي ممن يحتج به. اهـ. وقال الساجي: ليس بحجة، روى عنه يحيى بن غيلان مناكير. (الكامل 4/ 1566؛ الميزان 2/ 396؛ اللسان 3/ 263). فالحديث لين لكنه حسن بشواهده المرفوعة والموقوفة. 4 - وعنه -أيضًا- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، يلقن بعضهم بعضًا في الصلاة). رواه الدارقطني (1/ 400)؛ والحاكم (1/ 276)؛ والبيهقي (3/ 213). من طريق جارية بن هرم، ثنا حميد، به. قال الذهبي: جارية متروك. اهـ. وهو كما قال. انظر: اللسان (2/ 91). 5 - وسيأتي حديث ابن عباس رضي الله عنه: - (تَرَدَّدَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ...) الحديث- بعد هذا مباشرة. وهو ضعيف منجبر. 6 - وعن ابن جريج، قال: أخبرني نافع قال: (كنت ألقن ابن عمر في الصلاة فلا يقول شيئًا). رواه عبد الرزاق (2/ 143: 2826)، والبيهقي (3/ 212).=
= وإسناده صحيح. وعن معمر، عن أيوب، عن نِافِع: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، صلى المغرب فلما قرأ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}، جعل يقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} مرارًا ورددها فقلت: {إِذَا زُلْزِلَتِ} فقرأها، فلما فرغ لم يعب ذلك عليَّ. رواه عبد الرزاق (2/ 143: 2827)، ومن طريقه البيهقي (3/ 212). وسنده صحيح. وعن ابن فضيل، عن أشعث، عن نافع، قال: صلى بنا ابن عمر. قال: فتردد. قال: ففتحت عليه فأخذ عني. رواه ابن أبي شيبة (2/ 73). وأشعث هو ابن سوار، صدوق فيه لين، لكن روايته منجبرة بالروايات السابقة عن ابن عمر. (الكاشف 1/ 82؛ التقريب ص 113؛ التهذيب 1/ 352). وفي الباب عن عثمان بن عفان، وأنس، وأبي هريرة، والحسن، وابن سيرين وغيرهم من السلف رضي الله عنهم، أنهم كانوا لا يرون بذلك بأسًا. انظر: عبد الرزاق (2/ 141، 143)؛ ابن أبي شيبة (2/ 71)؛ البيهقي (3/ 212).
424 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا (¬1) قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْأَغَرِّ (¬2)، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ (¬3)، عَنْ أَبِي نَصْرٍ -هُوَ الْأَسَدِيُّ-، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (تَرَدَّدَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي آيَةٍ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ، فَقَالَ (¬4): "أَمَا صلَّى مَعَكُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ"؟ قَالُوا: لَا. قَالَ (¬5): فَرَأَى الْقَوْمُ أَنَّهُ إِنَّمَا تَفَقَّدَهُ (¬6) لِيَفْتَحَ عليه (¬7)). ¬
424 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (ص 204: 143). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 166 أ)، كتاب الإمامة، باب الفتح على الإِمام، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: هذا إسناد حسن، قيس مختلف فيه وباقي رجال الإسناد ثقات. اهـ. قلت: بل وفيه أبو نصر الأسدي، وهو مجهول. ورواه البزار كلما في كشف الأستار (1/ 234: 479)؛ وزوائد البزار لابن حجر (ص 816: 322)؛ والطبراني في الكبير (12/ 126: 12665)؛ وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 68 أ)، كتاب الصلاة، باب الفتح على الإِمام. من طرق عن قيس بن الربيع، به مثله.=
= قال البزار: لا نعلمه عن ابن عباس إلَّا بهذا الإسناد، ولا عن غير ابن عباس بهذا اللفظ، وأبو نصر فلا نعلم روى عنه إلَّا خليفة. اهـ. وقال الطبراني: لا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تفرد به قيس. اهـ. وقال الهيثمي: (المجمع 2/ 69): ورجاله ثقات خلا قيس بن الربيع، فإنه ضعفه يحيى القطان وغيره، ووثقه شعبة والثوري. اهـ. قلت: انظر الحكم على الحديث.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه قيس بن الربيع، وهو صدوق ساء حفظه جدًا بعد توليته القضاء، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديث، وفيه أبو نصر الأسدي، وهو مجهول، ولا يعرف سماعه من ابن عباس. لذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف. لكن لعله ينجبر مما ذكرنا له في الحديث السابق من الشواهد، فيكون حسنًا لغيره.
50 - باب إعادة الصلاة لجماعة في المسجد
50 - بَابُ إِعَادَةِ الصَّلَاةِ لِجَمَاعَةٍ (¬1) فِي الْمَسْجِدِ 425 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: (مَرَّ بِنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي مَسْجِدِ بَنِي ثَعْلَبَةَ، فَقَالَ: أَصَلَّيْتُمْ؟ قُلْنَا (¬2): نَعَمْ، -وَذَلِكَ فِي (¬3) صَلَاةِ الصُّبْحِ- فَأَمَرَ رَجُلًا فأذَّن، وَأَقَامَ ثُمَّ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ). *صحيح موقوف. ¬
425 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 315: 4355). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 291: 217). وذكره أيضًا: (المجمع 2/ 4)، وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصري (الإتحاف 1/ 145 ب)، كتاب الأذان، باب من فاته صلوات أذن لكل صلاة، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ. وعلقه البخاري في صحيحه (2/ 131)، كتاب الأذان، باب فضل الجماعة،=
= قال: (وجاء أنس إلى مسجد قد صُلِّيَ فيه فأذن وأقام، وصلى جماعة). ورواه الحافظ (تغليق التعليق 2/ 276). من طريق أبي يعلى، به مثله. قال الحافظ: هذا إسناد صحيح موقوف. اهـ. ورواه ابن المنذر (الأوسط 1/ 132 ب)، كتاب الأذان، ذكر الأذان والإقامة لمن صلى في مسجد قد صلّى فيه أهله. من طريق سعيد بن منصور، ثنا حماد بن زيد، به فذكره بلفظ مقارب. ورواه عبد الرزاق (2/ 191: 3417)، كتاب الصلاة، باب الرجل والرجلان يدخلان المسجد؛ ومن طريقه ابن المنذر (الأوسط: الإحالة السابقة). من طريق جعفر بن سليمان -وهو الضبعي- عن أبي عثمان، به نحوه، وفي آخره عند عبد الرزاق حديث مرفوع في الدعاء لأنس. وهذا سند صحيح مما قبله، لأن جعفر بن سليمان، وإن كان ثقة ففيه كلام يسير. انظر: التهذيب (2/ 95). ورواه عبد الرزاق (2/ 292: 3418)؛ وابن أبي شيبة (2/ 321)، كتاب الصلوات، في القوم يجيئون إلى المسجد وقد صلي فيه، من قال لا بأس أن يجمعوا؛ والبيهقي (3/ 70)، كتاب الصلاة، باب الجماعة في مسجد قد صلي فيه إذا لم يكن فيه تفرق الكلمة. من طريق الثوري -عند عبد الرزاق والبيهقي-، وهشيم -عند ابن أبي شيبة-، كلاهما عن -وقال هشيم: أخبرنا- يونس بن عبيد، حدثني أبو عثمان اليشكري، به نحوه. ورواية عبد الرزاق والبيهقي أخصر. وقال ابن أبي شيبة: حدثنا إسماعيل بن عيينة عن الجعد أبي عثمان، عن أنس، بمثله. وهذان إسنادان صحيحان.=
= ورواه ابن أبي شيبة (1/ 221)، كتاب الأذان والإقامة، في الرجل يجيء إلى المسجد وقد صلوا، أيؤذن ويقيم؟. قال: ثنا ابن علية، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس: أنه دخل المسجد وقد صلوا، فأمر رجلًا فأذن وأقام. وهذا سند صحيح. ورواه البيهقي (3/ 70). من طريق أبي بحر البربهاري، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا أبو عبد الصمد العمي، ثنا الجعد أبو عثمان اليشكري، قال: صلينا الغداة في مسجد بني رفاعة وجلسنا، فجاء أنس بن مالك، في نحو من عشرين من فتيانه، فقال: أصليتم؛ قلنا: نعم. فأمر بعض فتيانه، فأذن وأقام، ثم تقدم فصلى بهم. وأبو بحر محمد بن الحسين بن كوثر البربهاري، واهٍ متهم بالكذب. انظر: الميزان (3/ 519).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح كما قال الحافظ رحمه الله. وله شواهد مرفوعة، منها: 1 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أبصر رجلًا يصلي وحده، فقال: "أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّي مَعَهُ". رواه أبو داود، وغيره، وقد سبق تخريجه في حديث رقم (408)، وهو حديث صحيح. 2 - وعن أنس رضي الله عنه: أن رجلًا جاء وقد صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقام يصلي وحده، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من يتَّجِر على هذا فليصلي معه". رواه الدارقطني (1/ 276).=
= من طريق عمر بن محمد بن الحسين الأسدي، عن أبيه، نا حماد بن سلمة، عن ثابت، به. قال الزيلعي (نصب الراية 2/ 58): وسنده جيد. اهـ. قلت: وهو كما قال عمر بن محمد، صدوق ربما وهم. (التقريب ص 417)، وأبوه، صدوق فيه لين. وهو منحبر مما قبله.
51 - باب الزجر عن التدافع في الإمامة بعد الإمام
51 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَافُعِ فِي الإِمامة بَعْدَ الإِمام (¬1) (¬2) 226 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ قَالَ: (أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَتَدَافَعُ الْقَوْمُ الْإِمَامَةَ فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ هَذَا لِهَذَا، وَهَذَا لِهَذَا: تَقَدَّمْ، حَتَّى خُسِف بِهِمْ). ¬
226 - تخريجه: لم أجده في الإتحاف.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد فيه من لم يسم، وهم بعض أهل العلم ويشبه أن يكون من أخبار بني إسرائيل، أخذه أبو عبد الرزاق عن شيخه وهب بن منبه، وإن عالمًا بأخبار بني إسرائيل.
52 - باب مقدار القراءة في الصلاة
52 - بَابُ مِقْدَارِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ 427 - [قَالَ] (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَر، ثنا رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ (¬2): (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ فِي الْعِشَاءِ فِي السَّفَرِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ). * هَذَا مُنْقَطِعٌ فِي [مَوْضِعَيْنِ] (¬3)، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بن عازب رضي الله عنهما. ¬
427 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 197 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب القراءة في العشاء، وعزاه لإسحاق بن راهويه، وقال: هذا إسناد منقطع في موضعين، وله شاهد من حديث البراء بن عازب، رواه أصحاب الكتب الستة. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد منقطع في موضعين كما قال الحافظ رحمه الله فإن فيه رجلًا لم يسم، والحسن البصري لم يلق عبادة بن الصامت رضي الله عنه. لذا فالحديث ضعيف جدًا.=
= وله شاهد -كما ذكر الحافظ- في الصحيحين وغيرهما مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، عن عدي بن ثابت قال: (سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنَّهُ كان في سفر فصلى العشاء الآخرة فقرأ في إحدى الركعتين: والتين والزيتون). وجاء غير مقيد بالسفر في الصحيحين وغيرهما، لكن المطلق محمول على المقيد. رواه البخاري (2/ 250، 251: 767، 769)؛ ومسلم (1/ 339: 464)؛ وأبو داود (2/ 19: 1221)؛ والترمذي (2/ 115: 310)؛ والنسائي (2/ 173: 1000، 1001)؛ وابن ماجه (1/ 272: 834)؛ ومالك (1/ 79)؛ وعبد الرزاق (2/ 111: 2706)؛ وابن أبي شيبة (1/ 359)؛ وأحمد (4/ 291، 298)؛ وابن خزيمة (1/ 263: 522، 524، 525)؛ وأبو عوانة (2/ 154، 155)؛ وابن حبان (3/ 157: 1835)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 71: 598).
428 - [وَقَالَ (¬1) إِسْحَاقُ]: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا مَنْدل العَنَزي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ عَمِّهِ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأوليين بفاتحة الكتاب (¬3) وسورة، وفي الآخرتين (¬4) بفاتحة الكتاب). * هذا إسناد ضعيف. ¬
428 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 194أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب الاقتصار على فاتحة الكتاب في الصلاة، وما جاء في قراءتها وسورة في الركعتين الأوليين. وعزاه لإسحاق بن راهويه، وقال: هذا إسناد ضعيف لتدليس ابن إسحاق، وضعف مندل. اهـ.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، كما قال الحافظ رحمه الله؛ لأن فيه مندل العنزي، وهو ضعيف، وفيه أيضًا عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس كثير التدليس عن الضعفاء وغيرهم. وعليه فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. وله شواهد مرفوعة وموقوفة، منها: 1 - عن أبي قتادة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، كان يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة، ويسمعنا الآية أحيانًا، ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب).=
= رواه البخاري (2/ 243، 246، 260، 261: 759، 762، 776، 778)؛ ومسلم (1/ 333: 451)؛ وأبو داود (1/ 503، 504: 798، 799)؛ والنسائي (2/ 165: 977)؛ وابن أبي شيبة (1: 372)؛ وأحمد (5/ 300، 305، 307)؛ والدارمي (1/ 296)؛ وابن الجارود (73: 187)؛ وابن خزيمة (1/ 253: 503، 504)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 64: 592). وقد ذكر النووي رحمه الله في المجموع (3/ 362) أن قوله: (ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب) مما انفرد به مسلم عن البخاري، وليس كذلك، بل بوب عليه البخاري (2/ 260: 776) فقال: باب يقرأ في الأخريين بفاتحة الكتاب. 2 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (كنا نقرأ في الظهر والعصر خلف الإِمام فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، وَفِي الأخريين بفاتحة الكتاب). رواه ابن ماجه (1/ 275: 843). من طريق سعيد بن عامر الضبعي، ثنا شعبة، عن مسعر، عن يزيد الفقير، به. ورواه ابن أبي شيبة (1/ 371). من طريق وكيع، عن مسعر، به نحوه. ورواه الطحاوي (1/ 210)؛ والبيهقي (2/ 63). من طريق يحيى بن سعيد، ثنا مسعر، به نحوه، وهذه أسانيد صحيحة. ورواه عبد الرزاق (2/ 101: 2661، 2662)، والطحاوي 1/ 210) من طرق عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر، نحوه. وهذا إسناد صحيح أيضًا. وفي الباب عن علي، وعائشة، وابن عمر، وأبي الدرداء، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مغفل، عند عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، والطحاوى، بأسانيد جياد، وكلها موقوفات.
429 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬1)، عَنْ ثَوْرٍ (¬2)، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ الثُّمَالِيِّ (¬3) -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- وَعَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرٍ الثُّمَالِيِّ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: (أَنَّهُمَا صَلَّيَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، [الصبح] (¬5)، فقرأ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} فسجد فيها). ¬
429 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 199 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب في فضل صلاة الصبح وما يقرأ فيها، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ. ورواه الطبراني في الكبير (3/ 225: 3217). من طريق معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، به مثله، إلَّا أنه قال: (عبد الله بن عامر) بدل (عبد الله بن عبيد). قال الهيثمي (المجمع 2/ 286): رواه الطبراني في الكبير، ورجاله مو ثقون. اهـ. وروى ابن أبي شيبة (2/ 7، 23)، كتاب الصلوات، من كان يسجد في المفصل قال: حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا علي بن سويد بن منجوف، قال: أنا أبو رافع الصائغ، قال: صلى بنا عمر صلاة العشاء الآخرة، فقرأ في إحدى الركعتين الأوليين {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} فسجد، وسجدنا معه. وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري، معاذ بن معاذ العنبري، ثقة متقن.=
= التقريب (ص 536)، وعلي بن سويد بن منجوف، ثقة. التهذيب (7/ 330). وليس قوله هنا (في صلاة العشاء) مخالف لما في حديث الباب، بل هو محمول على التعدد، فكما قرأ بها هنا في العشاء، قرأ بها في الفجر كما في حديث الباب. وروى عبد الرزاق (3/ 340: 5884)، كتاب فضائل القرآن، باب كم في القرآن من سجدة؛ وابن أبي شيبة (2/ 7)؛ والطحاوي (1/ 355)، كتاب الصلاة، باب المفصل هل فيه سجود أم لا؟، والطبراني في الكبير (9/ 158: 8729، 8730) من طرق عن إبراهيم -وهو النخعي- عن الأسود، قال: رأيت عمر، وعبد الله بن مسعود، يسجدان في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}، قال -أي الأسود-: أو أحدهما. وهذا إسناد صحيح، لكنه يشك هل رآهما جميعًا أو أحدهما.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا أن خالد بن معدان كان يرسل ويدلس، لكن احتمل الأئمة تدليسه، ولم يرو عن الحجاج بن عامر الثمالي الصحابي سواه، وقد ذكرنا في التخريج بعض المتابعات الصحيحية لبعض هذا الأثر. وعليه فالأثر صحيح. وقد صح عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قرأ هذه السورة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} في الصلاة وسجد فيها. فعن أبي رافع الصائغ قال: صليت مع أبي هريرة العتمة، فقرأ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} فسجد، فقلت له. قال: سجدت خلف أبي القاسم -صلى الله عليه وسلم-، فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه. هذا لفظ الشيخين، وفي بعض طرقه لم يذكر الصلاة، وفي بعضها زاد ذكر السجود في {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} كما في إحدى روايات مسلم وهي رواية الترمذي. رواه البخاري (2/ 250، 559: 766، 1078)؛ ومسلم (1/ 406، 407: 578)؛ وأبو داود (2/ 123: 1408)؛ والترمذي (2/ 462، 463: 573،=
= 574)؛ والنسائي (2/ 161، 162: 961، 968)؛ وابن ماجه (1/ 336: 1059)؛ ومالك (1/ 205)؛ وعبد الرزاق (3/ 340: 5886 - 5887)؛ وابن أبي شيبة (2/ 6)؛ والدارمي (1/ 343)؛ وابن خزيمة (1/ 280، 282: 559، 561)؛ وأبو عوانة (2/ 208، 209)؛ والطحاوي (1/ 357)؛ وابن حبان (4/ 187: 2750)؛ والبيهقي (2/ 315)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 308: 767).
430 - حَدَّثَنَا (¬1) يَزِيدُ، ثنا (¬2) شُعْبَةُ (¬3)، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بِنِ ثَعْلَبَةَ، قَالَ (¬4): (صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الصُّبْحَ فَقَرَأَ فِيهَا الْحَجَّ، فَسَجَدَ فِيهَا سَجْدَتَيْنِ). قُلْتُ: الصبح؟ قال: (الصبح). ¬
430 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 199 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فضل صلاة الصبح، وما يقرأ فيها، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 11)، كتاب الصلوات: من قال في الحج سجدتان، وإن يسجد فيها مرتين. من طريق غندر. والطحاوي (1/ 362)، كتاب الصلاة، باب المفصل هل فيه سجود أم لا؟ من طريق أبي داود، وروح. والدارقطني (1/ 408)، كتاب الصلاة، سجود القرآن. من طريق الحجاج. والحاكم (2/ 390)، كتاب التفسير، تفسير سورة الحج؛ والبيهقي (2/ 317)، كتاب الصلاة، باب سجدتي الحج. من طريق يزيد بن هارون، وسعيد بن عامر. كلهم عن شعبة به، فذكروه بألفاظ مقاربة، ولم يذكر ابن أبي شيبة قوله: (الصبح). قال الذهبي في تلخيصه: صحيح. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 11)، من طريق هشيم، عن منصور، عن ابن سيرين، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عمر رَضِيَ اللَّهُ عنهما: أنه سجد في الحج سجدتين، ثم قال: إن هذه السورة فضلت على سائر السور بسجدتين.
= وهذا إسناد على شرط الشيخين، إلَّا أن هشيمًا عنعن، وهو مدلس. ورواه مالك (1/ 205)، كتاب القرآن، باب ما جاء في سجود القرآن؛ والبيهقي (2/ 317). من طريق عبد الله بن عمر العمري. كلاهما عن نافع، أن رجلًا من أهل مصر أخبره أن عمر بن الخطاب، قرأ سورة الحج فسجد فيها سجدتين. ثم قال: إن هذه السورة فضلت بسجدتين. ولم يسم نافع الذي حدثه عن عمر، فهو منقطع. ورواه عبد الرزاق (3/ 342: 5895)، كتاب فضائل القرآن، باب كم في القرآن من سجدة. من طريق الثوري، عن سعد بن إبراهم قال: أنباني من رأى عمر رضي الله عنه بالجابية، سعيد في الحج مرتين. قلت: لم يسم سعد بن إبراهيم الذي حدثه في هذه الرواية، وهو عبد الله بن ثعلبة كما في حديث الباب. والجابية: قرية من قرى دمشق بالشام، خطب فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطبة عظيمة مشهورة. انظر: تاريخ الأمم والملوك للطبري (4/ 63، 66)؛ ومراصد الاطلاع (1/ 304). وروى عبد الرزاق -أيضًا- (3/ 341: 5890). من طريق معمر، عن أيوب، عن نافع، أن عمر، وابن عمر كانا يسجدان في الحج سجدتين. قال ابن عمر: لو سجدت فيها واحدة كانت السجدة الآخرة أحب إليَّ. قال: وقال ابن عمر: إن هذه السورة فضلت بسجدتين. وهذا إسناد صحيح، إلَّا أن رواية نافع عن عمر منقطعة. فنقله عن ابن عمر صحيح، وعن عمر منقطع إلَّا أنه يعتضد مما تقدم. وروى مالك (1/ 82)، كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح؛ ومن طريقه: البيهقي (2/ 389)، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه سمع عبد الله بن عامر بن ربيعة=
= يقول: (صلينا وراء عمر بن الخطاب الصبح، فقرأ فيها بسورة يوسف، وسورة الحج، قراءة بطيئة) فقلت: والله، إذًا كان يقوم حين يطلع الفجر؟ قال: أجل. وهذا إسناد صحيح. عبد الله بن عمر بن ربيعة، ولد في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، واختلفوا في صحبته، واتفقدا على توثيقه، وأخرج له الجماعة. التهذيب (5/ 270). ورواه عبد الرزاق (2/ 114: 2715)، كتاب الصلاة، باب القراءة في صلاة الصبح. من طريق معمر، عن هشام بن عروة، به، فذكره بنحو رواية مالك.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح. وقد جاء في إثبات سجدتي سورة الحج حديثان ضعيفان، وآثار صحيحة عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم، فهي تعضد هذين الحديثين. 1 - عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن: منها ثلاث في المفصل، وفي سورة الحج سجدتان. رواه أبو داود (2/ 120: 1401)؛ وابن ماجه (1/ 335: 157)؛ والدارقطني (1/ 408)؛ والحاكم (1/ 223)؛ والبيهقي (2/ 316). من طريق الحارث بن سعيد العُتَقي، عن عبد الله بن مُنَيْن، به. والحارث بن سعيد العتقي، قال فيه الحافظ: مقبول (التقريب ص 146). وعبد الله بن منين اليَحْصِبي، لم يرو عنه سوى الحارث بن سعيد، ووثقه يعقوب بن سفيان، ولم أجد من تابعه على توثيقه، فالظاهر أنه مجهول. (الميزان 2/ 508؛ التهذيب 6/ 44؛ التقريب ص 325). 2 - وعن عبد الله بن لهيعة، عن مِشرَح بن هاعان -بتقديم الهاء على العين- عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: قلت لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا رَسُولَ اللَّهِ أفي سورة الحج سجدتان؟ قال:"نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما". رواه أبو داود (2/ 120: 1402)؛ والترمذي (2/ 470: 578)؛ وأحمد=
= (4/ 151، 155)؛ والدارقطني (1/ 408)؛ والحاكم (1/ 221، 2/ 390)؛ والبيهقي (2/ 317)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 304: 765). قال الترمذي: هذا حديث حسن ليس إسناده بذاك القوي. اهـ. وقال الحاكم: هذا حديث لم نكتبه مسندًا إلَّا من هذا الوجه، وعبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، أحد الأئمة، إنما نقم عليه اختلاطه في آخر عمره، وقد صحت الرواية فيه من قول عمر بن الخطاب، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر، وعبد الله بن مسعود، وأبي موسى، وأبي الدرداء، وعمار رضي الله عنهم. اهـ. وقال أحمد شاكر -معقبًا على كلام الترمذي السابق-: بل هو حديث صحيح فإن ابن لهيعة ومشرح بن هاعان ثقتان. اهـ. قلت: لم يصب -رحمه الله - فإن ابن لهيعة، لين الحديث، واختلط بآخره. ومِشْرَح بن هاعان، وثقه ابن معين، والذهبي، وقال ابن حبان -في الثقات- يخطئ ويخالف. اهـ. وقال -في المجروحين-: يروي عن عقبة بن عامر أحاديث مناكير لا يتابع عليها، والصواب في أمره ترك ما انفرد [به] من الروايات، والاعتبار بما وافق الثقات. اهـ. وقال الحافظ: مقبول. اهـ. أي يحتاج إلى متابع، وهذا هو الصواب إن شاء الله، في حاله. (الثقات 5/ 452؛ المجروحين 3/ 28؛ الكامل 6/ 2460؛ الميزان 4/ 117؛ الكاشف 3/ 129؛ التهذيب 10/ 155؛ التقريب ص 532). لذا فالحديث ضعيف. وللوقوف على الآثار الصحيحة الموفوفة في إثبات سجدتي سورة الحج، انظر: الموطأ (1/ 205)؛ مصنف عبد الرزاق (3/ 342)؛ مصنف ابن أبي شيبة (2/ 11)؛ شرح معاني الآثار للطحاوي (1/ 362)؛ مستدرك الحاكم (2/ 390، 391)؛ سنن البيهقي (2/ 317، 318).
431 - وقال الحارث: حدثنا محمد بن عمر، ثنا [عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيِّ] (¬1)، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ الله عنه، قَالَ (¬2): (إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-، قَرَأَ فِي الصُّبْحِ: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} (¬3). ¬
431 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 233: 168). والبوصيري (الإتحاف 1/ 199 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب في فضل صلاة الصبح وما يقرأ فيها، وعزاه للحارث بن محمد بن أبي أسامة، وقال: هذا إسناد ضعيف؛ محمد بن عمر هو الواقدي، ضعيف. اهـ. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ ق 206). قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بن أبي أسامة، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن أبي يحيى الأسلمي، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، به مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك الحديث، ولذا فهو ضعيف جدًا.
432 - [وَقَالَ الْحَارِثُ] (¬1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْط، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: (أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنْ أَقْرَأَ فِي الصُّبْحِ بـ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)} (¬2)، و: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)} (¬3)). [قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي هَذَا، وَالَّذِي قبله هو الواقدي، وهو متروك] (¬4). ¬
433 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 234: 169). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 199 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فضل صلاة الفجر، وما يقرأ فيها. وعزاه للحارث بن محمد بن أبي أسامة، وقال: محمد بن عمر: شيخ الحارث في هذا الإسناد، والذي قبله -يعني الحديث السابق رقم (431) - هو الراقدي، متروك، ونسبه بعضهم لوضع الحديث. اهـ. ورواه الطبراني في الكبير (11/ 134: 11276). من طريق ابن لهيعة، حدثني بكر بن عمرو، عن رباح أبي سعيد المكي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمْرَهُ، فذكر مثله. قال الهيثمي (المجمع 2/ 119): وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام. اهـ. قلت: هو لين الحديث، واختلط بآخرة، وليس هذا الحديث من رواية العبادلة عنه، فروايتهم أحسن حالًا من رواية غيرهم عنه. ورباح أبو سعيد المكي، ذكر ابن أبي حاتم أنه يروي عن عبد الله بن بديل، عن=
= ابن عباس، ومعنى هذا أن عبد الله بن بديل قد سقط من هذا الإسناد. وقد سئل أبو زرعة عن رباح فقال: لا أعرفه، ولا أعرف عبد الله بن بديل. (الجرح 3/ 489؛ ذيل الميزان ص 233؛ اللسان 2/ 443). فالحديث بهذا الإسناد ضعيف أيضًا. ورواه البخاري (التاريخ 5/ 57) من طريق ابن وهب عن حيوة: أخبرني بكر بن عمرو قال: قال أبو سعيد المكي: سمع عبد الله بن بديل قال: أخبرني ابن عباس. فذكره.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك الحديث، وقد رواه الطبراني لإسناد آخر إلى ابن عباس -كما مر- لكنه ضعيف أيضًا. لذا فالحديث بهذين الإسنادين ضعيف.
433 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى؛ حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ (¬1)، [ثنا] (¬2) مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ (¬3)، ثنا مُغَلِّسٌ (¬4) الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ يَزِيدَ (¬5)، عَنْ أَبِي رَزِينٍ (¬6)، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ (¬7): (إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَرَأَ فِي الصُّبْحِ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} (¬8)، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} (¬9)، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-:" الفلق: جهنم" (¬10). ¬
433 - تخريجه: لم أجد مسند عمرو بن عبسة فيما لدينا من مسند أبي يعلى ولم أجد هذا الحديث في مظانه في المقصد العلي، ولا مجمع الزوائد. فلعل مسنده جاء في الرواية المطولة دون المختصرة.=
= وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 199 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فضل صلاة الفجر، وما يقرأ فيها: وعزاه لأبي يعلى. وذكره الشوكاني في تفسيره (فتح القدير 5/ 521)، وعزاه لابن مردويه، ولم يسق إسناده، وإنما ساق متنه بنحو حديث الباب. وذكر أيضًا أن ابن أبي حاتم أخرجه موقوفًا على عمرو بن عبسة رضي الله عنه.
الحكم عليه: إسناده مُظلم، فيه محمد بن عثمان القرشي، وهو ضعيف. وشيخه مغلس الخراساني، مجهول. وشيخه أيوب بن يزيد، مجهول أيضًا. وشيخه أبو رزين إن لم يكن مسعود بن مالك -كما رجحت- فهو مجهول أيضًا. لذا فالحديث بهذا الإسناد واهٍ. وهذا المتن دون قوله: "الفلق جهنم" قد صح من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، إنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المعوذتين؟ قال عقبة: فأمَّنَا بهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الفجر -هذا أحد ألفاظ النسائي- وفي بعض ألفاظه النص على أن ذلك في السفر. رواه أبو داود (2/ 152: 1462، 1463)؛ والنسائي (2/ 158: 952، 8/ 252، 253: 5434. 5435، 5436، 5437)؛ وابن أبي شيبة (1/ 366)؛ وأحمد (4/ 144، 149، 153)؛ وابن خزيمة (1/ 266: 534، 535، 536)؛ وابن حبان (3/ 151: 1815)؛ والحاكم (2/ 240)؛ والبيهقي (2/ 394). من طرق عن عقبة بن عامر منها: 1 - الثوري عن معاوية بن صالح، عن جبير بن نفير، عن أبيه، به. وهذا إسناد حسن؛ معاوية بن صالح بن حُدَير ثقة، ربما وهم، وادعى بعضهم أن الثوري غَلِط في هذا الإسناد. وقد رد ذلك أبو حاتم وابن خزيمة. انظر: علل ابن أبي حاتم (2/ 60).=
= 2 - من طرق كثيرة عن القاسم أبي عبد الرحمن، به. والقاسم، صدوق يرسل. وقد قيل إنه لم يسمع من صحابي غير أبي أمامة، والراجح خلاف ذلك، وأنه سمع من عدد من الصحابة منهم عقبة بن عامر. 3 - من طريق محمد بن إسحاق عن سعيد المقبري، عن أبيه، به. وفيه عنعنة ابن إسحاق. 4 - من طريق مكحول، به -ومكحول لم يسمع من عقبة-. 5 - ومن طرق أخرى مرسلة. وهو صحيح بمجموع هذه الطرق، وأصله في مسلم (1/ 558: 814) في فضل المعوذتين وليس فيه ذكر صلاته بها. قال الحاكم (2/ 240): هذا حديث صحيح على شرط الشيخين -يعني رواية الثوري- ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.
53 - باب التجميع في البيوت
53 - باب التجميع في البيوت 413 - قال عبد (¬1) [ابن حُمَيْدٍ] (¬2): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثنا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، قَالَ (¬3): دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، بِمَكَّةَ، فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ (¬4) ... الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: (كُنَّا نُنَادِي (¬5) في بيوتنا للصلاة ونُجَمِّع (¬6) لأهلنا) (¬7). ¬
54 - باب شروط الأئمة
54 - بَابُ شُرُوطِ الْأَئِمَّةِ 434 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا [عَنْبَسَةُ] (¬1) بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن علاَّق (¬2) أَبِي (¬3) مُسْلِمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِمَامُ الْقَوْمِ وَافِدُهُمْ إِلَى الله عز وجل، فقدموا أفضلكم". ¬
434 - تخريجه ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 200: 139). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 164 ب)، كتاب الإمامة، باب فيمن أحق بالإمامة، وعزاه للحارث بن محمد بن أبي أسامة، وقال: علاق ضعيف، وداود يروي الموضوعات. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد واهٍ؛ فإن فيه داود بن المحبر، وهو متهم بالوضع، وعنبسة بن عبد الرحمن، وهو متروك، ورماه أبو حاتم بالوضع، وعلاق، وهو مجهول.=
= وفي الباب عن ابن عمر، ومرثد الغنوي، وأبي هريرة رضي الله عنهم، بنحو حديث الباب، وكلها ضعاف لا تقوم بشيء منها حجة. انظر: معجم الطبراني الكبير (20/ 328: 777)؛ سنن الدارقطني (2/ 88)، مستدرك الحاكم (3/ 222)؛ سنن البيهقي (3/ 90)؛ تاريخ بغداد (2/ 51)؛ العلل المتناهية (1/ 420)؛ سلسلة الأحاديث الضعيفة (4/ 302، 303: 1822، 1823)، وقد استوعبها تخريجًا ودراسة. ويغني عنها أمرُه -صلى الله عليه وسلم- في مرض موته، وقبلَه أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يصلي بالناس، وقد راجعته عائشة وحفصة رضي الله عنهما في ذلك فأصرّ على أمره. وأبو بكر الصديق أفضل الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بإجماع المسلمين، لا يخالف في ذلك إلَّا من أعمى الله بصيرته من الروافض أخزاهم الله. قال البخاري في صحيحه، باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة. اهـ. ثم ذكر أمره -صلى الله عليه وسلم- في مرض موته أبا بكر أن يصلي بالناس، وقد رواه عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم. البخاري (2/ 164، 165: 678، 679، 680، 681، 682). وروى أبو مسعود البدري رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنَّهُ قال: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلمًا" وفي رواية "سنًا" الحديث. رواه مسلم (1/ 465: 673)؛ وأبو داود (1/ 390: 582)؛ والترمذي (1/ 458: 235)؛ والنسائي (2/ 76: 780)؛ وابن ماجه (1/ 313: 980)؛ وأحمد (4/ 118)؛ والبيهقي (3/ 119).
435 - [وَقَالَ] (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا سُفْيَانَ (¬2)، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ (¬3): (كَانَ مُعَاذٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْفَجْرَ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّ أَصْحَابَهُ). *مُرْسَلٌ. ¬
435 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث (ص 201: 140). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 172 أ)، كتاب الإمامة، باب كراهة إمامة المتيمم للمتوضئين، وما جاء في من أمَّ بعد ما صلى، وعزاه للحارث بن محمد بن أبي أسامة.
الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف جدًا لأن في إسناده عبد العزيز بن أبان، وهو متهم بالوضع، وفيه عنعنة حبيب بن أبي ثابت وهو مدلس. وهو مرسل كما قال الحافظ؛ فإن أبا صالح السمان لم يدرك هذه القصة فإنه ولد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقد صح ذلك من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وقد تقدم تخريجه في حديث رقم (422) أخرجاه في الصحيحين. إلَّا أن قوله هنا (الفجر) منكر, لأن الذي في الصحيحين، وغيرهما في هذه القصة، أنه كان يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاة العشاء ثم يرجع فيصلي بقومه تلك الصلاة، ولو صلى مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْفَجْرَ لطلعت الشمس قبل أن يصلي بأصحابه، في بني سلمة، لأن منزلهم بعيد من مسجده -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
436 - [وَقَالَ] (¬1) أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ (¬2)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ (¬3) جَابِرٍ قَالَ (¬4): سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُخَيْمِرَةَ يَقُولُ: إِنَّ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَدَّمَهُ قَوْمُهُ لِيُصَلِّيَ بِهِمْ، فَأَبَى حَتَّى دَفَعُوهُ، فَلَمَّا صلَّى بِهِمْ قَالَ: (أَكُلُّكُمْ رَاضٍ؟) قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَقُولُ: "ثَلَاثَةٌ لَا تُقْبَلُ لَهُمْ صَلَاةٌ: الْمَرْأَةُ تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا بِغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا (¬5)، وَالْعَبْدُ الْآبِقِ (¬6)، وَالرَّجُلُ يَؤُمُّ القوم وهم له كارهون"). ¬
436 - تخريجه: هو في مسند أبي بكر بن أبي شيبة (1/ 163 ب). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 171 ب): كتاب الإمامة: باب فيمن أم قومًا وهم له كارهون، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ. قلت: قد قال جمع من الأئمة إن شيخ حماد بن أسامة الذي يسميه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، إنما هو ابن تميم، وابن تميم ضعيف. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (1/ 407)، كتاب الصلوات، في الإِمام يؤم القوم وهم له كارهون. من طريق أبي أسامة، به مثله.=
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وهو ضعيف منكر الحديث، وقد تركه غير واحد، وإن أبو أسامة يغلط في اسمه فيسميه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وإنما هو ابن تميم، كما بين ذلك الأئمة. والقاسم بن مخيمرة لم أر من ذكر له رواية عن سلمان الفارسي، بل قال ابن معين: لم أسمع أنه سمع من أحد مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. اهـ. ورجح ابن حبان عدم سماعه من أبي موسى الأشعري، وذكره في أتباع التابعين. وسلمان رضي الله عنه متقدم الوفاة، فقد مات في سنة ثلاث وثلاثين. فلا أراه سمع منه. وعليه فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. وله شواهد عن عدد من الصحابة، منها: 1 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون". رواه الترمذي (2/ 193: 360)؛ وابن أبي شيبة (1/ 408)؛ والطبراني في الكبير (8/ 340، 343: 8090، 8098)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 404: 838). من طريق حسين بن واقد، حدثنا أبو غالب، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. اهـ. قال أحمد شاكر: بل هو حديث صحيح، فإن أبا غالب ثقة، وثقه موسى ابن هارون، والدارقطني. اهـ. قلت: لكن ضعّفه آخرون، والذي ترجح عندي في حاله. أنه صدوق يخطئ فحديثه هذا إنما هو حسن بشواهده.=
= 2 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: (ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرًا: رجل أم قومًا وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وأخوان متصارمان". رواه ابن ماجه (1/ 311: 971)، واللفظ له؛ وابن حبان (3/ 126: 1754) بنحوه. من طريق يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، ثنا عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، به. قال البوصيري (مصباح الزجاجة 1/ 330: 351): إسناد صحيح رجاله ثقات. اهـ. قلت: في هذا تجوز كبير فإن يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، صدوق ربما أخطأ. (التقريب ص 593، التهذيب 11/ 250). وشيخه عبيدة بن الأسود الهمداني، صدوق، وهو مدلس أيضًا وقد عنعن -من الثالثة-. (التهذيب 7/ 86؛ التقريب ص 593، مراتب المدلسين ص 98). وشيخه القاسم بن الوليد الهمداني، وثقه ابن سعد، وابن معين، والعجلي، والذهبي، وقال ابن حبان: يخطئ ويخالف. اهـ. وقال الحافظ: صدوق يغرب. اهـ. ولعل هذا الأخير هو الأرجح في حاله. (الثقات 7/ 334، 338؛ الكاشف 2/ 339؛ التهذيب 8/ 340؛ التقريب ص 452). والمنهال بن عمرو الأسدي مولاهم الكوفي، صدوق. (التهذيب 10/ 319). فتبين بهذا أن الحديث ضعيف بهذا الإسناد لحال من ذكرنا، وهو معتضد في=
= الجملة بما قبله، ولذلك حسن النووي إسناده، المجموع (4/ 274). وقوله متصارمان: أي متقاطعان، لخصومة كانت بينهما. 3 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، كان يقول (ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة: من تقدم قومًا وهم له كارهون ... الحديث". رواه أبو داود (1/ 397: 593)؛ وابن ماجه (1/ 311: 970)؛ والبيهقي (3/ 128). من طريق: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْأَفْرِيقِيِّ، عن عمران بن عبدٍ المَعَافري، به. والإفريقي ضعيف، وإن يدلس -من الخامسة- وقد عنعن هنا. وعمران، ضعيف. (التقريب ص 430). فالحديث ضعيف جدًا، لكنه شاهد لما قبله. وقد ضعفه النووي (المجموع 4/ 275). 4 - وعن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال:"ثلاثة لا تقبل منهم صلاة، ولا تصعد إلى السماء، ولا تجاوز رؤوسهم: رجل أمَّ قومًا وهم له كارهون ... الحديث". رواه ابن خزيمة (3/ 11: 1519). مِنْ طَرِيقِ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد، به. ورجاله كلهم ثقات إلَّا عمرو بن الوليد بن عبدة، فإنه صدوق، وقد وثق (التهذيب 8/ 116؛ التقريب ص 428). لكن أشار الحافظ في ترجمته في التهذيب إلى أن الدارقطني ذكر أنه اختلف على يزيد بن أبي حبيب في اسمه، فقيل: عمرو بن الوليد. وقيل: الوليد بن عبدة. انظر: التهذيب (11/ 141).=
= وقد رواه الترمذي (2/ 191: 358) ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 440: 744). من طريق محمد بن القاسم الأسدي، عن الحسين، قال سمعت أنس بن مالك، فذكر نحوه. قال الترمذي: حديث أنس لا يصح، لأنه قد روي هذا الحديث عَنِ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- .. ، مرسل، ومحمد بن القاسم، تكلم فيه أحمد وليس بالحافظ. اهـ. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ قال أحمد بن حنبل: أحاديث محمد بن القاسم موضوعة، ليس بشيء، رمينا حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الدارقطني: يكذب. اهـ. قلت: وقال الحافظ: كذبوه (التقريب ص 502). 5 - وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، أنه صلَّى بقوم فلما انصرف قال: نسيت أن أستأمركم قبل أن أتقدمكم، أفرضيتم بصلاتي؟ قالوا نعم، ومن يكره ذلك يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: "أيما رجل أمَّ قومًا وهم له كارهون لم تجز صلاته أذنه". رواه الطبراني في الكبير (1/ 115: 210). من طريق يحيى بن عثمان بن صالح السهمي مولاهم، ثنا سليمان بن أيوب، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ مُوسَى بْنِ طلحة، به. قال الهيثمي (المجمع 2/ 68): سليمان بن أيوب الطلحي قال فيه أبو زرعة: عامة أحاديثه لا يتابع عليها. وقال صاحب الميزان: صاحب مناكير، وقد وثق. اهـ. قلت: هو سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبد الله، وما نسبه الهيثمي لأبي زرعة إنما هو وهم، فإنه مختصر من كلام ابن عدي فإنه قال: وعامة هذه الأحاديث أفراد بهذا (في الأصل لهذه) الإِسناد، لا يتابع سليمان=
= عليها أحد. اهـ. وسبب الوهم في نظري أنه وقع في بعض نسخ الميزان نسبته لأبي زرعة، والدليل على أن الذهبي إنما أراد نسبته لابن عدي، أنه وصل به قوله: وحدثنا عبد الله بن أبان بن شداد ... فذكر حديثًا. وهذا إنما هو شيخ ابن عدي ومن طريقه روى ذاك الحديث في كامله. وذكر الحافظ أن ابن حبان ذكره في الثقات، ولم أجده في مظنته. (الجرح 4/ 101)؛ (الكا مل 3/ 1132)؛ (الميزان 2/ 197)؛ (التهذيب 4/ 173)؛ (التقريب ص 250) وقال فيه صدوق يخطئ. اهـ. وأبوه أيوب بن سليمان، ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. الجرح (2/ 248)، ولم أجده عند غيره. وجدُّه سليمان بن عيسى، ذكره ابن حبان في الثقات. (التاريخ الكبير 4/ 30؛ الثقات 6/ 394) ولم أجده في الجرح والتعديل. فالحديث ضعيف، لضعف سليمان بن أيوب، والجهل بحال أبيه وجده. 6 - وعن الحسين البصري، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أم قومًا وهم له كارهون لم تجاوز صلاته ترقوته". رواه عبد الرزاق (2/ 411: 3893). من طريق معمر عن قتادة، به. وابن أبي شيبة (1/ 407). من طريق وكيع، نا أبو عبيدة الناجي، به. ومن طريق هشيم، قال: حدثنا هشام بن حسان، قال: حدثنا الحسين، فذكره. وسند عبد الرزاق رجاله ثقات إلَّا أن قتادة مدلس وقد عنعن. ورواية ابن أبي شيبة الأولى فيها أبو عبيدة بكر بن الأسود الناجي، وهو ضعيف جدًا (الميزان 1/ 342)، والثانية رجالها ثقات، صرحوا بالتحديث فذهب ما يخشى من تدليسهم وإرسالهم.=
= والحديث مرسل؛ فالحسن البصري، تابعي، وقد ضعف أحمد مراسيله (جامع التحصيل ص 79 - 90). 7 - وعن عمرو بن الحارث بن المصطلق -وله صحبة- رضي الله عنه، قال: (كان يقال: أشد الناس عذابًا يوم القيامة اثنان: امرأة عصت زوجها، وإمام قوم وهم له كارهون). رواه الترمذي (2/ 192: 359)؛ وابن أبي شيبة (1/ 407). من طريق جرير، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ زياد بن أبي الجعد، به ورجاله ثقات عدا زياد فلم يوثقه إلَّا ابن حبان، وقال الحافظ: مقبول. (الثقات 4/ 253؛ التقريب ص 218). قال المباركفوري (تحفة الأحوذي 1/ 287): قال العراقي: هذا كقول الصحابي: كنا نقول، وكنا نفعل، فإن عمرو بن الحارث له صحبة، وهو أخو جويرية بنت الحارث إحدى أمهات المؤمنين. وإذا حُمِل على الرفع فكأنه قال: قيل لنا. والقائل هو النبي -صلى الله عليه وسلم-. اهـ. قلت: قول الصحابي: كنا نقول وكنا نفعل. إذا لم يضفه إلى زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد جزم ابن الصلاح، والنووي، وغيرهما أنه موقوف. وذهب العراقي وابن حجر إلى أنه مرفوع. انظر: تدريب الراوي (1/ 185). وعندي أن قوله: (كان يقال) ليس مثل (كنا نقول) لأن الأولى لم تقصر على هذه الأمة، بخلاف الثانية فهي محصورة في الصحابة ومن في زمنهم. والخلاصة أن هذه الأحاديث في موضوع كراهة إمامة المرء لمن يكرهونه بمجموعها لا تنزل عن مرتبة الحسن.
437 - [وَقَالَ] (¬1) مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ (¬2)، عَنِ الْحَجَّاجِ (¬3)، قَالَ (¬4): (إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَكْرَهُ أن يؤم المتيمم المتوضئين). ¬
437 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 171 أ)، كتاب الإمامة، باب كراهة إمامة المتيمم للمتوضئين، وعزاه لمسدد. ورواه البيهقي (1/ 234)، كتاب الطهارة، باب كراهية من كره ذلك (يعني أن يؤم المتيمم المتوضئين). من طريق مسدد، ثنا حفص بن غياث، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، فذكر مثله. قال البيهقي: وهذا إسناد لا تقوم به الحجة. اهـ. وهو كما قال، ففيه الحجاج بن أرطأة وهو صدوق ربما أخطأ، وإن يدلس عن الضعفاء. والحارث الأعور وهو ضعيف، ورماه غير واحد بالكذب. وأبو إسحاق السبيعي لم يسمع من الحارث إلَّا أربعة أحاديث، وهو مدلس وقد عنعن. وقد تبيَّن بهذه الرواية الواسطة بين حجاج بن أرطأة وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ورواه الدارقطني (1/ 185)، كتاب الطهارة، باب في كراهية إمامة المتيمم المتوضئين.=
= من طريق هشيم، نا حجاج عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قال: "لا يؤم المُقَيَّد المطلقين ولا المتيمم المتوضئين). ورواه أيضًا من طريق يعقوب، وحفص، عن حجاج، بإسناده، نحوه في التيمم. قلت: كذا قال الدارقطني ولم يذكر متن هذه الرواية، وهاتان الروايتان كسابقتهما. ورواه ابن عدي في الكامل (1/ 316) في ترجمة إسماعيل بن عمرو بن نجيح من طريق صاحب الترجمة، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: "لايؤم المتيمم المتوضئ، ولا المقيد المطلقين، ولا المفلوج الأصحاء). قال ابن عدي: وهذه الأحاديث التي أمليتها مع سائر رواياته التي لم أذكرها عامتها مما لا يتابع إسماعيل أحد عليها، وهو ضعيف. اهـ. وانظر: الميزان (1/ 239).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد فيه حجاج بن أرطأة، وهو صدوق ربما أخطأ، وإن يدلس عن الضعفاء، وهو منقطع أيضًا بين حجاج وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وقد رواه البيهقي -كما تقدم- من طريق مسدد، فبين الواسطة، وهو أبو إسحاق السبيعي، عن الحارث الأعور. والأول. مدلس، وقد عنعن، ولم يسمع من الحارث إلَّا أربعة أحاديث لا أدري هذا منها أم لا، والحارث ضعيف رمي بالكذب. لذا فالأثر ضعيف جدًا. وله شاهد ضعيف من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا يؤم المتيمم المتوضئين". رواه الدارقطني (1/ 185)، ومن طريقه البيهقي (1/ 234).=
= من طريق أبي إسماعيل الكوفي أسدبن سعيد، نا صالح بن بيان، محمد بن المنكدر، به. قال الدارقطني: إسناده ضعيف. اهـ. قلت: صالح بن بيان، قال فيه الدارقطني: متروك. الميزان (2/ 290).
438 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ (¬2): (إِنَّ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عنه، أمهم في قميص). ¬
438 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 172 أ)، كتاب الإمامة، باب كراهة إمامة المتيمبم للمتوضئين، وما جاء فيمن أم بعد ما صلى، وفيمن أم في ثوب واحد وغير ذلك، وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح. وقد ثبت عن غير واحد من الصحابة -في الصحيحين وغيرهم- إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلَّى في ثوب واحد. انظر شواهد الحديث رقم (322).
439 - [وَقَالَ] (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيد، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ (¬2)، وَضَمْرَةَ (¬3)، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ (¬4): "يَا أَبَا عُبَيْدَةَ لَا يؤمَّن أحدٌ بعدي جالسًا". ¬
439 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث (203: 142). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 172 أ)، كتاب الإمامة، باب النهي عن أن يؤم أحد بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- جالسًا، وعزاه للحارث بن محمد بن أبي أسامة، ولم يذكر قوله (جالسًا). وقال عقبه: قلت: لعله: (جالسًا) فإنها سقطت من الأصل. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه ثلاث علل: 1 - سقط من إسناده شيخ داود بن رشيد، ولو أنه قال هنا: ثنا أبو بكر بن أبي مريم؛ لأنه لم يدرك أبا بكر بن أبي مريم، فإن أبا بكر مات سنة ست وخمسين ومائة، ومات داود سنة تسع وثلاثين ومائتين، فبين وفاتيهما ثلاثة وثمانون سنة، وقد قال الذهبي في السير (11/ 134)، مات سنة تسع وثلاثين ومائتين وهو من أبناء الثمانين. اهـ. وأيضًا فإن من ذكر في ترجمته من شيوخه ليس من هذه الطبقة، وقد تتبعت وفيات أكابرهم فوجدتهم كلهم ماتوا بعد الثمانين ومائة. 2 - أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وهو ضعيف من قبل حفظه، ويزداد ضعفًا إذا جمع الشيوخ -كما هنا-.=
= 3 - الإرسال فإن كلا من أبي الأحوص، وضمرة، تابعي لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-. لذا فالحديث ضعيف جدًا. وله شاهد مرسل أشد ضعفًا منه. فروى عبد الرزاق (2/ 463: 4087)؛ والدارقطني (1/ 398)؛ والبيهقي (3/ 80). من طريق الثوري، عن جابر، عن الشعبي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا يَؤمّن رجل بعدي جالسًا). ورواه البيهقي (3/ 80). من طريق سفيان بن عيينة، عن رجل، عن جابر، به. قال الدارقطني: لم يروه غير جابر الجعفي عن الشعبي، وهو متروك، والحديث مرسل لا تقوم به حجة. اهـ. وروى البيهقي (3/ 80)، عن الشافعي أنه قال: قد علم الذي احتج بهذا أن ليست فيه حجة، وأنه لا يثبت؛ لأنه مرسل، ولأنه عن رجل يرغب الناس عن الرواية عنه. اهـ. وجابر بن يزيد الجعفي رافضي كذاب متروك الحديث.
55 - باب ما يصنع من جاء وحده فوجد الصف كاملا
55 - بَابُ مَا يَصْنَعُ مَنْ جَاءَ وَحْدَهُ فَوَجَدَ الصَّفَّ كَامِلاً 440 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْفُضَيْلِ (¬1) بْنِ عِيَاضٍ، ثنا مَالِكُ ببن سَعْدٍ (¬2)، ثنا السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (¬3)، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: (انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَرَجُلٌ يُصَلِّي خَلْفَ الْقَوْمِ وَحْدَهُ (¬4)، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا (¬5) الْمُصَلِّي وَحْدَهُ، أَلَا تَكُونُ وَصَلْتَ (¬6) صَفًّا فَدَخَلْتَ مَعَهُمْ، أَوِ اجْتَرَرْتَ إِلَيْكَ رَجُلًا إِنْ ضَاقَ بِكُمُ الْمَكَانُ؟ أَعِدْ صَلَاتَكَ، فَإِنَّهُ (¬7) لَا صَلَاةَ (¬8) لَكَ) (¬9). ¬
= 440 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 162: 1588)، وفي المفاريد له (ص 99: 99). وذكره الهيثمي (المقصد العلي 319: 257). وذكره أيضًا (المجمع 2/ 96)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه السري بن إسماعيل، وهو ضعيف. اهـ. قلت: فاته عزوه للطبراني في الكبير. وذكره البوصيرى (الإتحاف 1/ 216 ب): كتاب افتتاح الصلاة، باب لا صلاة لفرد خلف الصف، وعزاه لأبي يعلى. ورواه الطبراني في الكبير (22/ 145: 394). من طريق أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، به مثله. ورواه الطبراني في الكبير (22/ 145: 393)، والبيهقي (3/ 105)، كتاب الصلاة، باب كراهية الوقوف خلف الصف وحده. من طريق يزيد بن هارون، ثنا السري بن إسماعيل، به، فذكره وهو عند الطبراني مختصر، وعند البيهقي بلفظ مقارب لحديث الباب. ورواه ابن الأعرابي في معجمه (2/ 238: 985) من طريق أخرى عن السري به. ورواه الطبراني في الكبير (22/ 145: 392). من طريق سهل بن عامر البجلي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خالد، عن الشعبي، به مختصرًا. قال الدارقطني -كما في أطراف الغرائب-: تفرد به سهل بن عامر البجلي عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خالد. اهـ. وهذه متابعة جيدة -لو صح سنده- للسري بن إسماعيل، لكن سهل بن عامر=
= البجلي الكوفي، متروك، قال فيه البخاري: منكر الحديث، لا يكتب حديثه. اهـ. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، روى أحاديث بواطيل، أدركته بالكوفة، وكان يفتعل الحديث. اهـ. التاريخ الصغير (2/ 307)، وتصحف اسم أبيه إلى عمار)؛ الجرح (4/ 202)؛ الكامل (3/ 1279)؛ الميزان (2/ 239)؛ اللسان (3/ 119). ورواه أبو داود (1/ 439: 682)؛ والترمذي (1/ 448: 231)؛ والطيالسي (ص 166: 1201)؛ وأحمد (4/ 227، 228)؛ والطحاوي (1/ 393)؛ وابن حبان (3/ 311: 2196)؛ والطبراني (22/ 140: 371)؛ وابن حزم في المحلى (4/ 52)؛ والبيهقي (3/ 104)؛ والخطيب في الأسماء المبهمة (ص 321)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 378: 824). من طريق عدد من كبار أصحاب شعبة -منهم: غندر، ويحيى القطان، وأبو داود الطيالسي، وغيرهم- عن شعبة، أخبرني عمرو بن مرة، قال: (سمعت هلال بن يساف، قال: سمعت عمرو بن راشد، عن وابصة بن معبد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أبصر رجلًا يصلي في الصف وحده، فأمره أن يعيد الصلاة) هذا سياق إسناد الطيالسي ولفظه. وفي رواية أبي داود في سننه: (يصلي خلف الصف وحده). قال البغوي: هذا حديث حسن. اهـ. ورواه ابن حبان (3/ 311: 2195)؛ والطبراني (22/ 140: 372). من طريقين عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الرَّقِّيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة، به، ولفظه (أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رأى رجلًا يصلي وحده خلف الصفوف، فأمره أن يعيد الصلاة). ورواه الطبراني (22/ 141: 373). من طريق: شجاع بن الوليد، ثنا أبو خالد الدالاني، عن عمرو بن مرة، به نحوه.=
= ورجال الطريق الأولى كلهم ثقات، عدا عمرو بن راشد الأشجعي، فقد وثقه ابن حزم، ونقل عن أحمد توثيقه وقد جاء في مسائل أحمد رواية ابنه عبد الله (3/ 916، 917: 1233) قال أبو ثور: يا أبا عبد الله: من عمرو بن راشد؟ فقال: سبحان الله أما سمعت حديث شعبة ... ثم قال أبي: هو رجل معروف أو مشهور. ووثقه أيضًا الذهبي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ: مقبول. ونقل الزيلعي عن البزار أنه قال: أما حديث عمرو بن راشد، فإن عمرو بن راشد رجل لا يعلم حدث إلَّا بهذا الحديث، وليس معروفًا بالعدالة، فلا يحتج بحديثه. اهـ. قلت: قد عرفه وعدله غيره، والمثبت مقدم على النافي، والذي يترجح عندي أنه يحتاج إلى متابع، كما يفهم من حكم الحافظ عليه. انظر: التاريخ الكبير (6/ 330)؛ الجرح (6/ 232)؛ الثقات (5/ 175)؛ الكاشف (2/ 284)؛ نصب الراية (2/ 38)؛ التهذيب (8/ 31)؛ التقريب (ص 421). وقد توبع عمرو بن راشد في رواية هذا الحديث عن وابصة. فرواه: الترمذي (1/ 445: 230)، وابن ماجه (1/ 321: 1004)، والحميدي (2/ 392: 884)، وابن أبي شيبة (2/ 192)، وأحمد (4/ 228)، والدارمي (1/ 294)، والطحاوي (1/ 393)، وابن حبان (3/ 311: 2197)، والطبراني (22/ 141، 142: 376، 377، 378، 379، 380)، والبيهقي (3/ 104)، والخطيب في تاريخه (4/ 123). من طريق: شعبة، والثوري، وزائَدة بن قدامة، وعبد الله بن إدريس، وابن عيينة، وغيرهم، عن حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن هلال بن يساف قال: أخذ زياد بن أبي الجعد، بيدي ونحن بالرقة، فقام بي على شيخ يقال له وابصة بن معبد -من بني أسد- فقال زياد: حدثني هذا الشيخ: (أن رجلًا صلى خلف الصف وحده -والشيخ يسمع- فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أن يعيد الصلاة).=
= هذا لفظ الترمذي، وقوله: (والشيخ يسمع) جاء من طريقين غير طريق الترمذي، عند الدارمي وعند الطبراني بإسنادين صالحين، وليس هو عند الباقين. قال الترمذي: وحديث وابصة حديث حسن ... وفي حديث حصين ما يدل على أن هلالًا قد أدرك وابصة. قال: واختلف أهل الحديث في هذا: فقال بعضهم: حديث عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة بن معيد: أصح. وقال بعضهم: حديث حصين، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد: أصح. قال: وهذا عندي أصح من حديث عمرو بن مرة؛ لأنه قد روي من غير حديث هلال بن يساف عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة. اهـ. كلام الترمذي. وقال الدارمي (1/ 295): كان أحمد بن حنبل يثبت حديث عمرو بن مرة، وأنا أذهب إلى حديث يزيد بن زياد بن أبي الجعد. ورجح أبو حاتم رواية عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة، حيث قال: عمرو بن مرة أحفظ -يعني من حصين- انظر: علل ابن أبي حاتم (1/ 100: 271). وقال ابن حبان (3/ 312): سمع هذا الخبر هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة بن معبد، وسمعه من زياد بن أبي الجعد عن وابصة، والطريقان جميعًا محفوظان. اهـ. وقال ابن حزم (المحلى 4/ 53): ورواية هلال بن يساف حديث وابصة مرة عن زياد بن أبي الجعد، ومرة عن عمرو بن راشد قوة للخبر، وعمرو بن راشد ثقة، وثفه أحمد بن حنبل وغيره. اهـ. وقال أحمد شاكر في تعليقه على المحلى (4/ 54): وقد ظن بعض المحدثين أن هذا اختلاف على هلال، يضعف به الخبر، وهو ظن خطأ، بل هو انتقال من ثقة إلى ثقة، فيقوى به الحديث كما قال المؤلف. اهـ.=
= وقال البزار (كما في نصب الراية 2/ 38): وأما حديث حصين، فإن حصينًا لم يكن بالحافظ، فلا يحتج بحديثه في حكم. اهـ. قلت: وهذا عجيب جدًا، فمن قال إن حصين بن عبد الرحمن السلمي ليس بالحافظ؟ بل الأئمة يثنون عليه، حتى قال أحمد: الثقة المأمون، من كبار أصحاب الحديث. اهـ. ووثقوه باتفاق، إلَّا أنه ساء حفظه بآخره، لكن سماع شعبة، والثوري، وزائدة بن قدامة، قديم قبل ذلك. انظر: التهذيب (2/ 381)؛ الكو اكب المنير ات (ص 126). وقد توبع حصين بن عبد الرحمن في رواية هذا الحديث عن هلال. فرواه عبد الرزاق (2/ 59: 2482)، ومن طريقه ابن الجارود (ص 117: (319)،والطبراني (22/ 141: 375). من طريق منصور -وهو ابن المعتمر- عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة، فذكره. لكن وقع في مصنف عبد الرزاق: أخبرنا الثوري، عن معمر، عن منصور، به. وفي رواية ابن الجارود: قال عبد الرزاق: أخبرنا الثوري عن منصور، به. وفي رواية الطبراني: قال عبد الرزاق: ثنا معمر والثوري، عن منصور، به. والثوري قد روى هذا الحديث عن حصين كما سبق، فأخشى أن يكون ما هنا من سماع عبد الرزاق من الثوري، بمكة، ففيه اضطراب. وعندي أن حديث حصين بن عبد الرحمن السابق، حديث صحيح، لثقة رجاله، وسلامته من الشذوذ والعلة القادحة. لكن قد يقال: إن في إسناده زياد بن أبي الجعد، واسمه رافع الكوفي، ولم يوفقه إلَّا ابن حبان، وقال الحافظ: مقبول. اهـ. (التهذيب 3/ 359، التقريب ص 218). فالجواب من وجهين:=
= 1 - أن زياد بن أبي الجعد قد تابعه عمرو بن راشد -كما تقدم- فيتقوى كل منهما بالآخر، وقد حسن الترمذي حديثه كما مر. 2 - وهو القوي، أنه لا مكان لزياد بن أبي الجعد في إسناد هذا الحديث، فهو بمنزلة القارئ على الشيخ، فهل يذكر أحد من الرواة عن مالك -مثلًا- في إسناده من كان يقرأ على مالك، واسطة بينه وبينه؟ قال أحمد شاكر في تعليقه على المحلى (4/ 54): وهذا صريح -يعني قوله: (والشيخ يسمع) - في رواية هلال عن وابصة، إذ هو من باب العرض على الشيخ، وهو حجة كالسماع عند العلماء، ولذلك قال الترمذي: وفي حديث حصين ما يدل على أن هلالًا قد أدرك وابصة. اهـ. قلت: وفي رواية ابن ماجه ما يدل على أن هلالًا سمعه من وابصة، فقد قال ابن ماجه: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عبد الله بن إدريس، عن حصين، عن هلال بن يساف قال: أخذ بيدي زياد بن أبي الجعد، فأوقفني على شيخ بالرقة، يقال له وابصة بن معبد، فقال: (صلى رجل خلف الصف وحده فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يعيد). قال المزي (تحفة الأشراف 9/ 76): وليس فيه -يعني رواية ابن ماجه- (أخبرني هذا الشيخ) كأن هلالًا رواه عن وابصة نفسه. اهـ. وقال في تهذيب الكمال (9/ 445): وذكره -يعني زياد بن أبي الجعد- ابن ماجه في حديث وابصة. اهـ. وقد توبع هلال بن يساف في رواية هذا الحديث عن زياد بن أبي الجعد. فرواه أحمد (4/ 228)، والدارمي (1/ 295)؛ وابن حبان (3/ 312: 2198)؛ والطبراني (22/ 141، 143: 374، 384)؛ والدارقطني (1/ 362، 363)؛ والييهقي (3/ 105). من طرق عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عن عمه عبيد بن أبي الجعد، عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة بن معبد رضي الله عنه، أن رجلًا صلى خلف الصف=
= وحده، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يعيد. وعند الدارقطني وغيره زيادة: (الصلاة). ويزيد بن زياد بن أبي الجعد الأشجعي، وثقه أحمد وابن معين والعجلي، والذهبي. وقال أبو زرعة: شيخ. اهـ. وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس، صالح الحديث. اهـ. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ: صدوق. اهـ. وهو لا ينزل عن هذه المرتبة بلا شك، وأما قول البزار -كما في نصب الراية (2/ 38) -: وأما حديث يزيد بن زياد، فلا نعلم أحدًا من أهل العلم إلَّا وهو يضعف أخباره، فلا يحتج بحديثه. اهـ. فلم أجد له مستندًا. (الجرح 9/ 262؛ الثقات 7/ 621؛ الكاشف 3/ 243؛ التهذيب 11/ 328؛ التقريب ص 601). وعمه عبيد بن أبي الجعد، قال فيه الحافظ: صدوق. اهـ. (التقريب ص 376). وقد توبع يزيد بن زياد في رواية هذا الحديث عن عمه عبيد. فرواه الطبراني (22/ 143: 385، 386). من طريقين عن عبد الواحد بن زياد -وهو العبدي- عن الأعمش، عن عبيد بن أبي الجعد، عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة، فذكره. وهذا إسناد جيد لولا عنعنة الأعمش، وقد احتمل بعض الأئمة تدليسه. ورواه الطبراني (22/ 144: 388). من طريق عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عبيد بن أبي الجعد، عن سالم بن أبي الجعد، عن وابصة، فذكره. فلعل عبيد بن أبي الجعد كان يحفظه عن أخيه زياد، وعن سالم أيضًا. حيث إنه قد توبع في روايته عن سالم بن أبي الجعد عن وابصة. فرواه الطبراني (22/ 144: 390). من طريق أبي خالد الأحمر، عن محمد بن سالم، عن سالم بن أبي الجعد،=
= عن وابصة، به فذكره. لكن محمد بن سالم الكوفي، ضعيف جدًا. ورواه أحمد (4/ 228)، والطبراني (22/ 143: 383)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (1/ 332: 315). من طرق عن أبي معاوية، ثنا الأعمش، عن شِمْر بن عطية، عن هلال بن يساف، عن وابصة بن معبد رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن رجل صلَّى خلف الصفوف وحده؟ فقال: "يعيد -زاد أحمد: الصلاة-" وهذا إسناد صحيح إن سلم من تدليس الأعمش، وهلال بن يساف قد لقي وابصة بن معبد، وعرض عليه زياد بن أبي الجعد هذا الحديث وهلال يسمع، ولا يبعد أن يكون سمع منه بلفظه. وهذه الرواية في متنها اختلاف عن سابقتها، فلعله من تصرف الرواة. وقد رواه الطبراني (22/ 143: 387). من طريق معتمر بن سليمان قال: سمعت الحجاج بن أرطاة يحدث عن هلال بن يساف، عن وابصة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- رأى رجلًا يصلي خلف الصف وحده، فأمره أن يعيد الصلاة. لكن حجاج بن أرطاة، صدوق ربما أخطأ، وإن يدلس عن الضعفاء. وللحديث طريق أخرى عن وابصة: فرواه الطبراني (22/ 146: 396)، والخطيب في الأسماء المبهمة (ص 321، 322). من طرق عن عمر بن علي المقدمي، عن -وفي رواية الطبراني: ثنا- أشعث بن سوار، عن بكير بن الأخنس، عن حنش -تصحفت في الأسماء المبهمة إلى (وحيش) - ابن المعتمر، عن وابصة رضي الله عنه قال: (رآني -تصحفت في الطبراني إلى: (وافى) - أصلي خلف الصف وحدي، فأمرني أن أعيد الصلاة) هذا=
= لفظ الطبراني والخطيب بنحوه. ورواه الطبراني (22/ 146: 397). من طريق حفص بن غياث، عن أشعث بن سوار، عن بكير بن سوار، عن بكير بن الأخنس، عن حنش بن المعتمر، عن وابصة، أن رجلًا صلَّى ... الحديث. وقد زاد في هذه الطريق بكير بن سوار، وأظن ذلك من زيادات النساخ فلم أجد في الرواة أحدًا بهذا الاسم. وقد سئل أبو حاتم عن حديث عمر بن علي المقدمي -السابق- فقال: أما عمر فمحله الصدق، وأشعث هو أشعث. اهـ. قال ابنه: يعني أنه ضعيف الحديث، وهو أشعث بن سوار. قال: قلت لأبي: حنش -تصحفت إلى (حفش) - أدرك وابصة؟ قال: لا أبعده. علل ابن أبي حاتم (1/ 104: 281). وتصحف فيه أيضًا اسم والد بكير إلى: (الأحفش)، والصواب: (الأخنس). وانظر: (1/ 166: 474). قلت: وأشعث بن سوار، ضعيف، كما أشار إلى ذلك أبو حاتم. (التقريب ص 113). ورواه الطبراني (22/ 146: 398). من طريق أبي خالد الأحمر، ثنا أشعث بن سوار، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عن وابصة. وأشعث، عن بكير بن الأخنس، عن وابصة رضي الله عنه قال: صليت صفًا وحدي ... الحديث. ففي هذه الطريق لم يذكر حنش بن المعتمر، وبكير بن الأخنس له رواية عن صغار الصحابة، لكن لم يذكر المزي وابصة في شيوخه. وقد أشار أبو حاتم إلى هذه الطريق، حين سئل عن حديث عمر بن علي السابق، فقال: رواه بعض الكوفيين عن أشعث، عن بكير، عن وابصة بن معبد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. اهـ. علل ابن أبي حاتم (1/ 166: 474). وله طريق أخرى عن وابصة رضي الله عنه:=
= فرواه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 292: 250)؛ وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 352: 2/ 364). من طريق عقيل بن يحيى، ثنا الطائي -شيخ قدم علينا أيام أبي داود- ثنا قيس، عن السدي، عن زيد بن وهب، حدثني وابصة بن معبد، أن رجلًا صلَّى خلف النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحده، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاته قال: "ألا دخلت في الصف، أو جذبت إليك رجلًا. أعد الصلاة". قال أبو نعيم: قال أبو محمد -يعني أبا الشيخ الأصبهاني-: هذا الشيخ أراه يحيى بن عبدويه البغدادي، لأن هذا الحديث معروف به. اهـ. قلت: ومن طريقه رواه بن الأعرابي في المعجم- كما في إرواء الغليل (2/ 326). قال الألباني: وهذا إسناد واهٍ أيضًا، قيس هو ابن الربيع، قال الحافظ: صدوق تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به. وبه أعله الحافظ في التلخيص (2/ 37). قال الألباني: وإعلاله بالراوي عنه يحيى بن عبدويه أولى، فإنه وإن كان قد أثنى عليه أحمد، فقد قال فيه ابن معين: كذاب رجل سوء. وقال مرة: ليس بشيء. اهـ. انظر: ترجمته في تاريخ بغداد (14/ 165)؛ الميزان (4/ 394)، ولسان الميزان (6/ 268)؛ وتعجيل المنفعة (ص 443).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لأن فيه السري بن إسماعيل، وهو متروك الحديث. لكنه توبع على رواية معنى هذا الحديث عن وابصة بن معبد رضي الله عنه -كما تقدم في التخريج-. فهو حديث صحيح بمجموع طرقه، سوى قوله: "أَوِ اجْتَرَرْتَ إِلَيْكَ. رَجُلًا إِنْ ضَاقَ بِكُمُ المكان" فلم يتابع عليها إلَّا من طريق واهية.=
= وله شاهد ضعيف من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:" إذا انتهى أحدكم إلى الصف وقد تم فليجبذ إليه رجلًا يقيمه إلى جنبه". رواه الطبراني في الأوسط، كما في مجمع البحرين (1/ 70 ب)، كتاب الصلاة، باب في من وجد الصف قد تم. من طريق بشر بن إبراهيم، حدثني الحجاج بن حسان، عن عكرمة، به. قال الطبراني: لا يُروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، إلَّا بهذا الإسناد. تفرد به بشر. اهـ. قال الهيثمي (المجمع 2/ 96): وفيه بشر بن إبراهيم، وهو ضعيف جدًا. اهـ. قلت: بل قال ابن حبان، وابن عدي وغيرهما: كان يضع الحديث على الثقات. انظر: الضعفاء الكبير (1/ 142)؛ الكامل (2/ 446)؛ المجروحين (1/ 189)؛ الميزان (1/ 311). وللجزء الصحيح من حديث وابصة، شاهد من حديث علي بن شيبان اليمامي رضي الله عنه، قال: خرجنا حتى قدمنا على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فبايعناه، وصلينا خلفه، ثم صلينا وراءه صلاة أخرى، فقضى الصلاة، فرأى رجلًا فردًا يصلي خلف الصف. قال: فوقف عليه نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، حين انصرف قال: (استقبل صلاتك. لا صلاة للذي خلف الصف". وعند غير ابن ماجه (حتى) بدل (حين). وعند كثرهم زيادة في أوله. رواه ابن ماجه (1/ 320: 1003) واللفظ له؛ ومسدد كما في الإتحاف (1/ 216 أ)؛ وابن سعد في الطبقات (5/ 551)؛ وابن أبي شيبة (2/ 193)؛ وأحمد (4/ 23)؛ وابن خزيمة (3/ 30: 1569)؛ والطحاوي (1/ 394)؛ وابن حزم في المحلى (4/ 53)؛ والبيهقي (3/ 105). من طرق عن ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، به. قال ابن حزم: ملازم ثقة، وثقه ابن أبي شيبة، وابن نمير وغيرهما. وعبد الله بن بدر ثقة مشهور، وما نعلم أحدًا عاب عبد الرحمن بأكثر من أنه لم يرو عنه=
= إلَّا عبد الله بن بدر، وهذا ليس جرحة. اهـ. قال أحمد شاكر: وعبد الرحمن روى عنه أيضًا ابنه يزيد، ووَعْلَة بن عبد الرحمن، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له في صحيحه، ووثقه العجلي وأبو العرب التيمي، وهذا الإسناد صحيح. اهـ. وحسن النووي إسناده. (المجموع 4/ 298). وقال شيخ الإِسلام (الفتاوى 23/ 393): وقد صحح الحديثين -يعني هذا وحديث وابصة- غير واحد من أئمة الحديث، وأسانيدهما مما تقوم بهما الحجة. اهـ. وقال البوصيري (مصباح الزجاجة 1/ 339): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. اهـ. وذكر الزيلعي (نصب الراية 2/ 39) أن البزار أخرج هذا الحديث في مسنده، وقال: وعبد الله بن بدر ليس بالمعروف، إنما حدث عنه ملازم بن عمرو، ومحمد بن جابر، فأما ملازم فقد احتمل حديثه، وإن لم يحتج به، وأما محمد بن جابر فقد سكت الناس عن حديثه. وعلي بن شيبان لم يحدث عنه إلَّا ابنه، وابنه هذه صفته، وإنما يرتفع جهالة المجهول إذا روى عنه ثقتان مشهوران، فأما إذا روى عنه من لا يحتج بحديثه لم يكن ذلك الحديث حجة، ولا ارتفعت جهالته. اهـ. كلام البزار. قلت: أما قوله: عبد الله بن بدر ليس بالمعروف ... إلخ، فقد وثقه ابن معين وأبو زرعة، والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه أيضًا الذهبي، وابن حجر، وزاد: كان أحد الأشراف. اهـ. وقد ذكر المزي في الرواة عنه: ملازم بن عمرو، وعكرمة بن عمار، وياسين بن معاذ الزيات الكوفي، ومحمد وعمر ابنا جابر، وجهضم بن عبد الله القيسي. (الجرح 5/ 11؛ الثقات 5/ 16، 7/ 46، تهذيب الكمال 14/ 324؛ الكاشف 2/ 66؛ التهذيب 5/ 154؛ التقريب ص 296).=
= وقوله: (فملازم احتمل حديثه وإن لم يحتج به) قد خولف فيه، فوثقه ابن معين، وأبو زرعة، والنسائي، والدارقطني، وقال أبو حاتم: صدوق لا بأس به. اهـ. وقال أبو داود: ليس به بأس. اهـ. وقال أحمد: من الثقات -وعنه: ثقة- وعنه: حاله مقارب. وعنه قال: كان يحيى بن سعيد يختاره على عكرمة بن عمار، ويقول: هو أثبت حديثًا منه. اهـ. وقول أحمد: حاله مقارب. ليس بجرح، ويقابله قوله: ثقة. فَمَن الناس بعد هؤلاء؟ وقد حكى اين حزم كما تقدم، توثيقه عن ابن أبي شيبة وابن نمير. انظر: علل أحمد (1/ 61، 733)؛ (الجرح 8/ 435؛ الثقات 9/ 195؛ الكاشف 3/ 169؛ الميزان 4/ 180؛ التهذيب 10/ 384؛ التقريب ص 555). وعبد الرحمن بن علي بن شيبان الحنفي السحيمي اليمامي، روى عنه -كما سبق- ابنه يزيد، وعبد الله بن بدر، ووعلة بن عبد الرحمن. ووثقه العجلي، وأبو العرب التميمي، وابن حزم، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم أر من تكلم فيه. وقال الحافظ: ثقة. (الجرح5/ 263؛ الثقات 5/ 105؛ الكاشف 2/ 158؛ التهذيب 6/ 233، التقريب ص 347). وعلي بن شيبان، صحابي، وفد عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي وفد بني حنيفة، ولا يضر الصحابي إذا ثبتت صحبته أن لا يروي عنه إلَّا واحد، ففي الصحيحين غير واحد من الصحابة لم يرو عنهم إلَّا واحد. أسد الغابة 4/ 15؛ التجريد 1/ 392؛ الإصابة 4/ 269 (القسم الأول)؛ التهذيب 7/ 332). لذا فالحديث صحيح؛ وليس كما زعم البزار.
56 - باب قضاء الفوائت
56 - بَابُ قَضَاءِ الْفَوَائِتِ (¬1) 441 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ (¬2)، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ (¬3)، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَامِرٍ (¬4)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فِي مَنْ نَسِيَ صَلَاةً- قَالَ: "يُصَلِّيهَا إِذَا ذكرها". ¬
441 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 407: 1190). وذكره الهيثمي (المقصد العلي ص 284: 204). وفي المجمع (1/ 322)، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 1218 أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب لا تفريط على من نام عن صلاة أو نسيها حتى ذهب وقتها، وعليه قضاؤها إذا ذكرها لا كفارة=
= لها إلَّا ذلك، وعزاه لأبي يعلى. وقد رواه الطبراني في الأوسط، كما في مجمع البحرين (1/ 56 ب)، كتاب الصلاة، باب في من نسي صلاة أو نام عنها. من طريق موسى بن هارون، ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا معاذ بن هشام به مثله. قال الطبراني: لم يروه عن عامر إلا هشام، تفرد به معاذ. اهـ. وروى أبو داود (2/ 137: 1431)؛ والترمذي (2/ 330: 465)؛ وابن ماجه (1/ 375: 1188)؛ والدارقطني (2/ 22)؛ والحاكم (1/ 302)؛ والبيهقي (2/ 480)، من طريق زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ من: "من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره" هذا لفظ أبي داود، وعند الباقين عدا الترمذي: "فليصله إذا أصبح أو ذكر". قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، اهـ. ووافقه الذهبي. وقد أعله الترمذي بالإرسال، فرواه (2/ 330: 466). من طريق عبد الله بن زيد بن أسلم، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال:"من نام عن وتره فليصل إذا أصبح". قال: وهذا أصح من الحديث الأول. اهـ. ثم تكلم على عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، راوي الحديث الأول عن أبيه وبين أنه ضعيف، وأن أخاه عبد الله ثقة، وقد أرسل الحديث. لكن لم يروه من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم إلَّا الترمذي، وابن ماجه، ورواه الباقون من طريق عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، ثنا أبو غسان مُحَمَّدُ بْنُ مُطرّف، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، به. وهذا سند رجاله ثقات لا مطعن فيهم. وقد روى ابن ماجه عقب هذا الحديث حديث أبي سعيد الخدري، رفعه: "أوتروا قبل أن تصبحوا".=
= ثم قال: قال محمد بن يحيى: في هذا الحديث دليل على أن حديث عبد الرحمن واهٍ. اهـ. سنن ابن ماجه (1/ 375: 1189). قلت: لكن تابعه محمد بن مطرف، كما تقدم، وقد صحح سنده العراقي. انظر: التعليق المغني على الدارقطني (2/ 22).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه معاذ بن هشام، وعامر الأحول وكلاهما صدوق ربما وهم، والحسن البصري لم يسمع من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. فالحديث بهذا الإسناد ضعيف. وله شواهد صحيحة، منها: 1 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:" من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلَّا ذلك". وفي رواية لمسلم: "إذا رقد أحدكم عن الصلاة، أو غفل عنها، فليصلها إذا ذكرها، فإن الله يقول: أقم الصلاة لذكري". رواه البخاري (2/ 70: 597)؛ ومسلم (1/ 477: 684)؛ وأبو داود (1/ 307: 442)؛ والترمذي (1/ 335: 178)؛ والنسائي (1/ 293: 613)؛ وابن ماجه (1/ 227: 696)؛ وابن أبي شيبة (2/ 63)؛ وأحمد (3/ 184)؛ وابن خزيمة (2/ 97: 992، 993)؛ والطحاوي (1/ 466)؛ وابن حبان (3/ 47: 1554، 4/ 147: 2639)؛ والبيهقي (2/ 218). 2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حين قفل من غزوة خيبر، سار ليله حتى إذا أدركه الكرى عرَّس، وقال لبلال: "اكلأ لنا الليل" فصلى بلال ما قدر له، ونام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه. فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته، مواجه الفجر، فغلبت بلال عيناه، وهو مستند إلى راحلته، فلم يستيقظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا بلال ولا أحد من أصحابه، حتى ضربتهم الشمس، فكان=
= رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أولهم استيقاظًا. ففزع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "أي بلال! " فقال بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ -بأبي أنت وأمي يا رسول الله- بنفسك. قال: "اقتادوا" فاقتادوا رواحلهم شيئًا. ثم تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأمر بلالًا فأقام الصلاة، فصلى بهم الصبح. فلما قضى الصلاة قال: "من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها، فإن الله تعالى قال {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (طه: آية 14). وفي رواية: "ثم دعا بالماء فتوضأ، ثم سعيد سجدتين، ثم أقيمت الصلاة فصلى الغداة". رواه مسلم (1/ 471: 680)، واللفظ له؛ وأبو داود (1/ 302: 435)؛ والترمذى (5/ 319: 3163)؛ والنسائي (1/ 296، 298: 619، 620، 623)؛ وابن ماجه (1/ 227: 697)؛ والبيهقي (2/ 217، 218). وليس في رواية الترمذي قوله: (من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها) وإسناده فيه ضعف -أعني الترمذى-.
442 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬1): حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَيَّاشٍ (¬2)، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فِي سَفَرِهِ الَّذِي نَامُوا فِيهِ- إِذْ طَلَعَتْ [عَلَيْهِمُ] (¬3) الشَّمْسُ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-: (إِنَّكُمْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْكُمْ أَرْوَاحَكُمْ، فَمَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا اسْتَيقَظَ، وَمَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ (¬4)، ثنا الفضل بن دكين، به. ¬
442 - تخريجه: هو في مسند أبي بعلى (2/ 192: 895). وذكره الهيثمي في المقصد العلى (ص 283: 203). وأيضًا (المجمع 1/ 322)، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات. اهـ. قلت: فيه عبد الجبار بن العباس الشبامي، وهو صدوق ربما أخطأ، وإن شيعيًا. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 218 أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب لا تفريط على من نام عن صلاة أو نسيها حتى ذهب وقتها، وعليه قضاؤها إذا ذكرها لا كفارة لها إلَّا ذلك، وعزاه لأبي بكر بن أبي شبية، وأبي يعلى، وقال: هذا إسناد حسن؛=
= عبد الجبار بن عباس مختلف في توثيقه وباقي رجال الإسناد محتج بهم في الصحيح. اهـ. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (2/ 64)، كتاب الصلوات، الرجل ينسى الصلاة أو ينام عنها؛ والعقيلي في الضعفاء الكبير (3/ 88)، في ترجمة عبد الجبار بن عباس؛ والطبراني في الكبير (22/ 107: 268). من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، به مثله، إلَّا أنه عند العقيلي مختصرًا. قال العقيلي: لا يحفظ من حديث أبي جحيفة إلَّا عن هذا الشيخ -يعني عبد الجبار بن عباس- وقد روي هذا عن أبي قتادة وغيره بأسانيد جياد. اهـ. ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 1963) في ترجمة عبد الجبار بن عباس. من طريق أبي قتيبة -وهو سلم بن جنادة- ثنا عبد الجبار بن عباس، به نحوه. قال ابن عدي: وهذا لا أعلم يرويه عن عون بن أبي جحيفة غير عبد الجبار هذا. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه عبد الجبار بن عباس الشبامي، وهو شيعي صدوق ربما أخطأ، وقد تفرد بهذا الحديث عن عون بن أبي جحيفة -قاله العقيلي وابن عدي-. لذا فالحديث ضعيف، لكن له شواهد صحيحة، سبق بعضها في حديث رقم 441 يرتقي بها إلى الحسين لغيره. ومن شواهده أيضًا: 1 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سِرْنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة، فقال بعض القوم: لو عرَّست بنا يا رسول الله. قال: "أخاف أن تناموا عن الصلاة"، قال بلال: أنا أوقظكم. فاضطجعوا، وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام. فاستيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد طلع حاجب الشمس، فقال: "يا بلال أين ما قلت؟؟ "قال: (ما أُلقيت عليَّ نومة مثلها قط".=
= قال: "إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها حين شاء، يا بلال قم فأذن بالناس بالصلاة" فتوضأ، فلما ارتفعت الشمس، وابيضت قام فصلى. وفي رواية للترمذي والنسائي وغيرهما: "فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها". رواه البخاري (2/ 66: 595)، واللفظ له؛ ومسلم (1/ 472: 681) بنحوه مطولًا؛ وأبو داود (1/ 304، 305، 306: 437، 438، 439)؛ والترمذي (1/ 334: 177)؛ والنسائي (1/ 294: 615، 105/ 2: 846)؛ والأخيرة بلفظ البخاري؛ وابن ماجه (1/ 228: 698)؛ وابن أبي شيبة (2/ 66)، بلفظ البخاري؛ وأحمد (5/ 298، 302، 307)، والأخيرة بلفظ البخاري؛ والبيهقي (2/ 216). 2 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه، نحو حديث أبي قتادة، في ذكر نومهم آخر الليل وطلوع الشمس ولم يصلوا الفجر. رواه البخاري (1/ 447: 344)؛ ومسلم (1/ 474: 682)، وهو عندهما مطولًا؛ وأبو داود (1/ 308: 443) -مختصرًا -؛ وابن أبي شيبة (2/ 67)؛ وأحمد (4/ 431، 441)، والطحاوي (1/ 400)؛ والبيهقي (2/ 217).
443 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، سَمِعْتُ لَيْثًا (¬1)، يُحَدِّثُ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ رِبعي بْنِ [حِراش] (¬2)، عَنْ صِلَةَ قَالَ: (اسْتَخْلَفنِي (¬3) حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَصَلَّيْنَا الظُّهْرَ، وَأَتَيْنَا (¬4) عَلَى قَوْمٍ يَصُلُّونَ الظُّهْرَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُمْ، ثُمَّ صَلَّيْنَا الْعَصْرَ، فَأَتَيْنَا عَلَى قَوْمٍ يُصَلُّونَ الْعَصْرَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُمْ، ثُمَّ صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ، فَأَتَيْنَا عَلَى قَوْمٍ يُصَلُّونَ الْمَغْرِبَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُمْ، فَلَمَّا قُمْتُ فِي الثالثة احتبسني (¬5). ¬
443 - تخريجه: ذكره البوصيبري (الإتحاف 1/ 216 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فيمن صلى ثم وجد من يصلي، وعزاه لمسدد. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 276)، كتاب الصلوات، من قال إذا أعدت المغرب فأشفع بركعة. قال: حدثنا حفص، عن ليث، عن نعيم، عن صلة، عن حذيفة، أنه صلَّى الظهر مرتين، والعصر مرتين، والمغرب مرتين، وشفع في المغرب بركعة.=
= قلت: سقط من هذا السند الواسطة بين نعيم بن أبي هند، وصلة بن زفر، وهو ربعي بن حراش -كما في حديث الباب- ولم أجد من ذكر لنعيم رواية عن صلة بن زفر. ورواه عبد الرزاق (2/ 421: 3935)، كتاب الصلاة، باب الرجل يصلي في بيته ثم يدرك الجماعة؛ وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 276)؛ وابن المنذر في الأوسط (2/ 401: 1110)، كتاب المواقيت، ذكر المرء يصلي وحده المكتوبة ثم يدرك الجماعة. من طرق عن سفيان الثوري، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ [سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ] عَنْ صلة بن زفر قال: (أعدت الصلوات كلها مع حذيفة، وشفع في المغرب بركعة) وهذا لفظ ابن أبي شيبة، وهو عند الباقين بلفظ مقارب. ورواه علي بن الجعد في مسنده (2/ 874: 2450). من طريق شريك، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ (سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ)، عَنْ صلة بن زفر قال: (دخلت مع حذيفة مسجدًا فأقيمت فيه صلاة الظهر، فصلى معهم وقد كان صلى، ودخلت معه مسجدًا فأقيمت [فيه] صلاة العصر فصلى معهم، وقد كان صلى، ودخلت معه مسجدًا فأقيمت فيه صلاة المغرب فصلى معهم، وقد كان صلى، ثم قام فشفع بركعة). وجابر في هذين الإسنادين هو ابن يزيد الجعفي، وهو رافضي متروك الحديث. وكان يدلس. وسعد بن عبيدة السلمي أبو حمزة الكوفي، روى عن عدد من الصحابة، وعنه جابر الجعفي، والحكم بن عتيبة، وزبيد اليامي، وغيرهم، وهو ثقة. انظر: تهذيب الكمال (10/ 290). وقد وقع في مصنف ابن أبي شيبة: سعيد بن عبيدة، وعند عبد الرزاق، وابن المنذر: سعيد بن عبيد، وعند علي بن الجعد: سعد بن عبيد، وفي نسخة: سعيد بن عبيدة.=
= ولم أجد في الرواة عن صلة أحدًا بهذه الأسماء، وكذلك لم أجد أحدًا في شيوخ جابر الجعفي، وإنما وجدت جابر الجعفي في الرواة عن سعد بن عيدة السلمي فأثبته إذ هو الأقرب للصواب. والله أعلم. ثم وجدته في مصنف ابن أبي شيبة (3/ 345: 6629) بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، كما أثبته هنا، وقد أشار إلى تصحفه في بعض النسخ وصوب ما صوبته، فلله الحمد والمنة. وشريك: هو ابن عبد الله النخعي، وهو صدوق يخطئ، وساء حفظه جدًا منذ ولي القضاء. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 205)، كتاب الصلوات، الرجل تفوته الصلاة في مسجد قومه. من طريق عيسى بن يونس، عن حفص بن سليمان، عن معاوية بن قرة قال: كان حذيفة إذا فاتته الصلاة في مسجد قومه يعلق نعليه ويتبع المساجد حتى يصليها في جماعة. وحفص بن سليمان -وقيل: سليمان بن حفص- لم أجد من وثقه، ولم يرو عنه إلَّا عيسى. قال البخاري: حفص بن سليمان، سمع معاوية بن قرة عن حذيفة، مرسل. روى عنه عيسى بن يونس، ويقال: سليمان بن حفص، يعد في البصربين. اهـ. قلت: فهو مجهول، والرواية مرسلة كما قال البخاري لأن معاوية لم يدرك حذيفة بن اليمان. فحذيفة مات سنة ست وثلاثين، وولد معاوية سنة سبع وثلاثين إذ إن عمره ست وسبعون سنة، وكانت وفاته سنة ثلاث عشرة ومائة. (التاريخ الكبير 2/ 363؛ الجرح 3/ 174).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد فيه ليث بن أبي سليم، وهو صدوق سيِّئ الحفظ، اختلط=
= فلم يتميز حديثه، فلا يحتج به إلَّا فيما توبع عليه. وقد تابعه من هو أشد منه ضعفًا، وهو جابر الجعفي، فرواه عن سعد بن عبيدة، عن صلة -كما تقدم-. وعليه فالأثر ضعيف بهذا الإسناد وما ذكرته من المتابعات. لكن إعادة الصلاة في جماعة قد صح الأمر بها عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقد أمر -صلى الله عليه وسلم-، من بُلِيَ بأمراء يؤخرون الصلاة أن يصلي الصلاة لوقتها ويجعل الصلاة معهم نافلة، صح ذلك من حديث حذيفة، وابن مسعود رضي الله عنهما، وهما عند مسلم وغيره، وجاء ذلك أيضًا من حديث عبادة بن الصامت وغيرهم. وقد سبق تخريجها في حديث رقم (274). 1 - وعن بسر بن محجن، عن أبيه محجن رضي الله عنه، أنه كان في مجلس مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأذن بالصلاة، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فصلى ثم رجع ومحجن في مجلسه لم يصل معه. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: (ما منعك أن تصلي مع الناس؟ ألست برجل مسلم؟ ". فقال: بلى يا رسول الله، ولكني قد صليت في أهلي. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إذا جئت فصل مع الناس، وإن كنت قد صليت". رواه النسائي (2/ 112: 857)؛ ومالك (1/ 132)؛ وعبد الرزاق (2/ 420، 421: 3932، 3933)؛ وأحمد (4/ 34، 338)؛ وابن حبان (4/ 60: 2398)؛ والدارقطني (1/ 415)؛ والحاكم (1/ 244)؛ والبيهقي (2/ 300). من طرق عن زيد بن أسلم، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح، ومالك بن أنس الحكم في حديث المدنيين، وقد احتج به في الموطأ، وهو من النوع الذي قدمت ذكره أن الصحابي إذا لم يكن له راويان لم يخرجاه. اهـ. قلت: بسر بن محجن الديلمي، لم يرو عنه إلَّا زيد بن أسلم، ولم يوثقه إلَّا ابن حبان، فإنه ذكره في الثقات، وبالرغم من ذلك قال فيه الحافظ: صدوق.=
= (الثقات 4/ 79؛ التهذيب 1/ 438). ونقل عن ابن القطان أنه قال: لا يعرف حاله. (التقريب ص 122). 2 - وعن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه رضي الله عنه، أنه صلى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهو غلام شاب، فلما صلى إذا رجلان لم يصليا في ناحية المسجد، فدعا بهما، فجيء بهما ترعد فرائصهما، فقال: (ما منعكما أن تصليا معنا؟ " قالا: قد صلينا في رحالنا، فقال: "لا تفعلوا، إذا صلى أحدكم في رحله ثم أدرك الإِمام ولم يصل فليصل معه فإنها له نافلة". وفي رواية: "شهدت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- حجته، فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف ... الحديث". رواه أبو داود (1/ 387: 575، 576)؛ والترمذي (1/ 424: 219)؛ والنسائي (2/ 112: 858)؛ والطيالسي (ص 175: 1247)؛ وعبد الرزاق (2/ 421: 3934)؛ وابن أبي شيبة (2/ 274)؛ وأحمد (4/ 160، 161)؛ وابن خزيمة (3/ 67: 1638)؛ وابن حبان (3/ 50: 1562، 1563، 4/ 59: 2388)؛ والدارقطني (1/ 413، 414)؛ والحاكم (1/ 244)؛ والبيهقي (2/ 300، 301). من طريق: شعبة، والثوري، وهشيم، وغيرهم عن يعلي بن عطاء، به. قال الترمذي: حديث يزيد بن الأسود حديث حسن صحيح. اهـ. وقال الحاكم: هذا حديث رواه شعبة، وهشام بن حسان، وغيلان بن جامع، وأبو خالد الدالاني، وأبو عوانة، وعبد الملك بن عمير، ومبارك بن فضالة، وشريك بن عبد الله، وغيرهم، عن يعلي بن عطاء، وقد احتج مسلم بيعلى بن عطاء. اهـ. ووافقه الذهبي. وقال الحافظ (التلخيص 2/ 29): قال الشافعي في القديم: إسناده مجهول. قال البيهقي: لأن يزيد بن الأسود ليس له راو غير ابنه، ولا لابنه جابر راوٍ غير يعلى.=
= قلت: يعلى من رجال مسلم، وجابر وثقه النسائي وغيره، وقد وجدنا لجابر بن يزيد راويًا غير يعلى: أخرجه ابن مندة في المعرفة من طريق بقية، عن إبراهيم بن ذي حماية، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر. اهـ. كلام الحافظ. أقول: هذه الرواية التي عزاها الحافظ لابن مندة، رواها أيضًا الدارقطني: (1/ 414)، وصرح بقية وشيخه بالتحديث، عنده. لكن لم أهتد إلى ترجمة إبراهيم بن ذي حماية. وأما يعلي بن عطاء العامري، فثقة. (الجرح 9/ 302؛ التهذيب 11/ 403؛ التقريب ص 609). وجابر بن يزيد بن الأسود السوائي -ويقال: الخزاعي- روى عن أبيه وله صحبة، وعنه يعلي بن عطاه، وعبد الملك بن عمير -كما في رواية ابن مندة والدارقطني-. وقال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ: صدوق. اهـ. وهو ثقة إن شاء الله. (التاريخ الكبير 2/ 210؛ الجرح 2/ 497؛ الثقات 4/ 102؛ تهذيب الكمال 4/ 465؛ التهذيب 2/ 46؛ التقريب ص 137). وعلى هذا فحديث يزيد هذا صحيح إن شاء الله، ويعضده ما ذكرنا قبله. وقد قال البيهقي بعد حكايته لكلام الشافعي السابق: وهذا الحديث له شواهد قد تقدم ذكرها فالاحتجاج به وبشواهده صحيح، والله أعلم. اهـ. (السنن الكبرى 2/ 302). 3 - وعن نافع، أن رجلًا سأل عبد الله بن عمر، فقال: إني أصلي في بيتي ثم أدرك الصلاة مع الإِمام، أفأصلي معه؟ فقال له عبد الله بن عمر: نعم. فقال الرجل: أيتهما أجعل صلاتي؟ فقال له ابن عمر: أَوَذلك إليك؟ إنما ذلك إلى الله يجعل أيتها شاء.=
= رواه مالك (1/ 133)، ومن طريقه البيهقي (2/ 302). وسنده صحيح. وروى عبد الرزاق (2/ 422: 3939). من طريق ابن جريج أخبرني نافع، فذكر نحوه وزاد: غير صلاة الصبح وصلاة المغرب، التي يقال لها صلاة العشاء، فإنهما لا تصليان مرتين. وروى مالك (1/ 133)، عن نافع: أن عبد الله بن عمر كان يقول: من صلّى المغرب أو الصبح، ثم أدركهما مع الإِمام، فلا يعد لهما. قلت: وهذه الجملة الأخيرة من كلام ابن عمر رضي الله عنهما، معارضَةٌ بعموم الأحاديث السابقة. 4 - وعن سعيد بن المسيب أنه سأله رجل فأجاب بنحو إجابة ابن عمر. روى ذلك: مالك (1/ 133)؛ وعبد الرزاق (2/ 422: 3938). من طريق يحيى بن سعيد، به. وهذا إسناد صحيح.
444 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزال بْنِ سَبْرة قَالَ: (صلَّى الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِالنَّاسِ، فَأَعَادَ عَبْدُ اللَّهِ بِالنَّاسِ وَأَعَادَ الصَّلَاةَ) ¬
244 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 216 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فيمن صلى ثم وجد من يصلي، وعزاه لمسدد. وقصة صلاته -أعني: الوليد بن عقبة- بأهل الكوفة الصبح أربعًا- وفي مسلم ركعتين- وقوله بعد ذلك: أزيدكم؟ صحيحة مشهورة. انظر: صحيح مسلم (3/ 1331: 1707)؛ وأحمد (1/ 82، 140، 144)؛ والطحاوي (3/ 102)؛ والبيهقي (3/ 152). وقد أقام عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه، الحد، لأنه كان سكران، وإن أخوه لأمه، رضي الله عنهما جميعًا. انظر: البخاري (7/ 53: 3696)؛ ومسلم (3/ 1331: 1707)؛ وأبو داود (4/ 622: 4480)؛ وابن ماجه (2/ 858: 2571)، وباقي المراجع السابقة وغيرها.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح.
445 - وقال أبو يعلى: حدثنا أبو (¬1) إبراهيم التَّرجماني (¬2)، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلَمْ يَذْكُرْهَا إلَّا وَهُوَ مَعَ الإِمام فليصلِّ مَعَ الإِمام، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ (¬3) فَلْيُعِدِ الصَّلَاةَ الَّتِي نَسِيَ، ثُمَّ لِيُعِدِ الصَّلَاةَ الَّتِي صلاها مع الإِمام". ¬
445 - تخريجه: لم أجده في المطبوع من مسند ابن عمر، فيبدو أن الحافظ رحمه الله، أخذه من الرواية المطولة لمسند أبي يعلى، ولا أعلم لهذه الرواية وجودًا الآن. وذكره الهيثمي (المجمع 1/ 324)، وعزاه للطبراني في الأوسط، فقط، وقال: رجاله ثقات إلَّا أن شيخ الطبراني محمد بن هشام المستملي لم أجد من ذكره. اهـ. قلت: وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، صدوق له أوهام، ولم يتابع على رفعه. ولم أجده في مظنته من المقصد العلي. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 219 أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب صفة قضاء الفوائت، وعزاه لأبي يعلى. ورواه النسائي في الكنى (كما في نصب الراية 2/ 162)، وأبو يعلى في معجم شيوخه (ص 111: 110)؛ والطحاوي (1/ 467)؛ وابن حبان في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن في المجروحين (1/ 323)؛ والطبراني في الأوسط (كما في مجمع البحرين (1/ 70 ب)، كتاب الصلاة، باب في من نسي صلاة فذكرها وهو مع الإِمام)؛ وابن عدي في الكامل (3/ 1236)؛ والبيهقي (2/ 221)، الصلاة، باب من ذى صلاة وهو في أخرى؛ وفي المعرفة (3/ 141: 4035)، كتاب الصلاة، قضاء=
= الفائتة؛ والخطيب في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن في تاريخه (9/ 67). من طرق عن أبي إبراهيم الترجماني، به مثله مرفوعًا. قال النسائي: رفعه غير محفوظ. اهـ. وقال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله إلَّا سعيد. اهـ. وقال ابن عدي: وهذا لا أعلم أحدًا رفعه عن عبيد الله غير سعيد بن عبد الرحمن. ويُروى عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، من طريق واحد، وهو موقوف عن مالك أيضًا. لقن البغداديون بهلولًا الأنباري، عن محمد بن عمرو بن حبان، عن عثمان بن سعيد الحمصي، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فلقنوه: عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وهر موقوف، ثناه بهلول بها موقوفًا. اهـ. فبين ابن عدي أنه لم يرفعه إلَّا سعيد بن عبد الرحمن عندما رواه عن عبيد الله. وأن البغدادبين لقنوا بهلولًا فوواه مرفوعًا من طريق مالك. وقد سمعه منه ابن عدى ببغداد قبل ذلك موقوفًا على الصواب. وقال البيهقي: تفرد أبو إبراهيم الترجماني برواية هذا الحديث مرفوعًا. والصحيح أنه من قول ابن عمر موقوفًا، وهكذا رواه غير أبي إبراهيم عن سعيد. اهـ. وقد عارضه ابن التركماني في هذا، وادعى أن الرفع زيادة من ثفة وهو أبو إبراهيم الترجماني، فيجب قبولها. قلت: ليس أبو إبراهيم الترجماني -وإن كان لا بأس به-، بالذي يقبل تفرده كما أن شيخه صدوق له أوهام، وقد خولف فيه أيضًا، كما قال البيهقي -وسيأتي بيان ذلك-. وقال في المعرفة: وهذا خطأ من جهته -يعني الترجماني- وقد رواه يحيي بن أيوب عن سعيد بن عبد الرحمن بهذا الإسناد موقوفًا وهو الصحيح. اهـ. وقد سأل ابن أبي حاتم (العلل 1/ 108: 293) أبا زرعة عن هذا الحديث المرفوع فقال: هذا خطأ، رواه مالك، عن نافع، عن ابن عمر، موقوفًا، وهو=
= الصحيح. وأُخْبِرت أن يحيى بن معين انتخب على إسماعيل بن إبراهيم، فلما بلغ هذا الحديث جاوزه، فقيل له: كيف لا تكتب هذا الحديث؟ فقال يحيى: فعل الله في إن كتبت هذا الحديث. اهـ. وذكر ابن الجوزي هذا الحديث في العلل المتناهية (1/ 443: 750)، ونقل عن الدارقطني أنه قال: وهم في رفعه، والصحيح أنه موقوف من قول ابن عمر، كذلك رواه مالك عن نافع عن ابن عمر قوله. اهـ. ورواه الدارقطني (1/ 421)، باب الرجل يذكر صلاة وهو في أخرى؛ والخطيب في تاريخه (9/ 67)؛ والبيهقي (2/ 221). من طريق يحيى بن أيوب، حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره موقوفًا. قال الدارقطني: قال أبو موسى: وحدثناه أبو إبراهيم الترجماني، ثنا سعيد، به، وَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ووهم في رفعه، فإن كان قد رجع عن رفعه فقد وفق للصواب. اهـ. قلت: يحيى بن أيوب المقابري، ثقة. (الكاشف 3/ 220، التهذيب 11/ 188، التقريب ص 588). ورواه الطحاوي (1/ 467)، وابن المنذر في الأوسط (2/ 417: 1139)، الصلاة، ذكر الرجل يذكر صلاة فائتة وهو في أخرى، لكن لم يسم شيخه، وإنما قال: حدثونا عن محمد بن يحيى، ثنا أبو صالح به. من طريق عبد الله بن صالح، ثنا الليث، عن سعيد بن عبد الرحمن، فذكر بإسناده مثله، ولم يرفعه. وعبد الله بن صالح، كاتب الليث، صدوق، كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. (التقريب ص 8: 3).=
= فبهذا يتبين أن الوهم فيه من أبي إبراهيم الترجماني، إذ خالفه من ذكرنا في رواية هذا الحديث عن شيخه موقوفًا. ويحتمل أن يكون ذلك من أوهام شيخه فحمله عنه على الوهم، فقد وصفه -أعني سعيد بن عبد الرحمن- ابن عدي بأنه يرفع الموقوفات. ورواه مالك (1/ 168: 77)، ومن طريقه: عبد الرزاق (2/ 5: 2254)، باب الرجل يأتي الجماعة لصلاة فيجدهم في التي بعدها؛ والطحاوي (1/ 467)، باب الرجل ينام عن الصلاة أو ينساها؛ والبيهقي في المعرفة (3/ 139: 4030). عن نافع، عن ابن عمر، بمثله موقوفًا. ورواه ابن المنذر في الأوسط (2/ 417: 1138)؛ والبيهقي (2/ 222). من طريق ابن وهب، أخبرني عبد الله بن عمر، ومالك بن أنس، عن نافع عن ابن عمر، موقوفًا. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 68). من طريق حفص بن غياث، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يقول: إذا ذكرت وأنت تصلي العصر أنك لم تصل الظهر، مضيت فيها ثم صليت الظهر، فإذا ذكرت أنك لم تصل الظهر فصليت أجزأتك. وهذا إسناد صحيح، ومتن فيه ركاكة، ظاهره مخالف لرواية مالك في الموطأ، ومن رواه عنه غير حفص بن غياث.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه أبو إبراهيم الترجماني، وهو لا بأس به، لكن خالفه من هو أوثق منه. وفيه شيخه سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وهو صدوق له أوهام، ووصفه ابن عدي بأنه يرفع الموقوفات. وقد بيَّنَّا في التخريج أن رفعه خطأ، والصواب وقفه على ابن عمر، قوله.=
= وله شاهد من حديث أبي جمعة حبيب بن سباع رضي الله عنه -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، عام الأحزاب صلى المغرب ونسي العصر، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لأصحابه "هل رأيتموني صليت العصر؟ " قالوا: لا يا رسول الله. فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المؤذن، فأذن ثم أقام الصلاة فصلى العصر، ونقض الأولى، ثم صلى المغرب. رواه أحمد (4/ 106)، والطبراني (4/ 23: 3542)، والبيهقي (2/ 220). مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن محمد بن يزيد، عن عبد الله بن عوف، به. قال البيهقي: وقد روي بإسناد ضعيف، أنه نقض الأولى فصلى العصر ثم صلى المغرب. اهـ. وهو إنما عني هذا الحديث. وقال الهيثمي (المجمع 1/ 324): وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف. اهـ. قلت: بل هو مدلس لين الحديث، واختلط بآخره، وليس هذا الحديث من رواية العبادلة عنه.
446 - وَقَالَ (¬1) أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبيدة بْنُ حُميد، عَنْ يَزِيدَ بْنِ (¬2) أَبِي زِيَادٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قَالَ: (خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-، فَأَعْرَسَ مِنَ اللَّيْلِ (¬3)، فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إلَّا بِالشَّمْسِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- بِلَالًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَذَّنَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ). قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: فَمَا يَسُرُّنيِ بِهِ الدنيا وما فيها -يعني الرخصة-. ¬
446 - تخريجه: هو في مسند أبي بعلى (4/ 263: 2375). وذكره الهيثمي (المقصد العلي 284: 206). وأيضًا (المجمع 1/ 321)، وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار، والطبراني في الأوسط، فرواه أحمد عن يزيد بن أبي زياد عن رجل عن ابن عباس، ورواه أبو يعلى والبزار والطبراني: عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ورجال أبي يعلى ثقات. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 218 أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب لا تفريط على من نام عن صلاة أو نسيها حتى ذهب وقتها وعليه قضاؤها إذا ذكرها، وعزاه لأبي يعلى، فقط دون غيره.=
= ورواه أحمد (1/ 259)، قال: ثنا عبيدة بن حميد، ثنا يزيد بن أبي زياد، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، فذكره بلفظ مقارب. ورواه الطبراني في الأوسط (كما في مجمع البحرين 1/ 56 ب)، كتاب الصلاة، باب فيمن نسي صلاة أو نام عنها. من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، به فذكره بلفظ مقارب، ولم يذكر قول ابن عباس، وذكر بدله: قال مسروق: وما أحب أن لي الدنيا وما فيها بصلاة رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ طلوع الشمس). قال الطبراني: لم يروه عن مسروق إلَّا تميم، ولا عنه إلَّا يزيد، تفرد به عبيدة. اهـ. وقد سأل ابن أبي حاتم أباه وأبا زرعة عن هذا الحديث فقالا: هذا خطأ، أخطأ فيه عبيدة. رواه جماعة فقالوا: عن تميم بن سلمة، عن مسروق: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ ... " مرسل فقط. قلت لهما: الوهم ممن هو؟ قالا: من عبيدة. اهـ. علل ابن أبي حاتم (1/ 97: 262). وقد رواه ابن أبي شيبة (2/ 82)، عن مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. نَحْوَهُ. ومحمد بن فضيل، ثقة، وروايته أولى من رواية عبيدة بن حميد. ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 201: 398). قال: حدثنا محمد بن مرزوق بن بكير، ثنا حرمي بن حفص، ثنا صدقة بن عبادة، عن أبيه عبادة، عن ابن عباس، فذكر نحوه. قال البزار: قد روي هذا الحديث بألفاظ مختلفة أنه نام عن الصلاة، ولا نعلم عن ابن عباس إلَّا من طريقين، هذا، وطريق آخر رواه عبيدة بن حميد: ثنا يزيد بن أبي زيد، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. حدثنا به السري بن عاصم، عن عبيدة بن حميد. قال البزار: لا نعلم روى مسروق عن ابن عباس غير هذا الحديث، ولا روى=
= هذا متصلًا إلَّا عَبيدة، ورواه غيره مرسلًا. اهـ. قلت: شيخ البزار في الطريق الأولى هو محمد بن محمد بن مرزوق بن بكير الباهلي، نسب هنا إلى جده، وهو صدوق له أوهام. التقريب (ص 505). وصدقة بن عبادة بن نشيط الأسدي، وأبوه، ذكرهما ابن حبان في الثقات. ولم يرو عن عبادة إلَّا ابنه صدقة، فهو مجهول. (التاريخ الكبير 4/ 297، 6/ 96؛ الجرح 4/ 433، 6/ 96؛ الثقات 5/ 145، 8/ 320) نحوه. ورواه النسائي (1/ 298: 625)؛ والطيالسي (ص 340: 2612). من طريق حبيب، عن عمرو بن هرم، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: (أدلج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم عرس فلم يستيقظ حتى طلعت الشمس، أو بعضها، فلم يصل حتى ارتفعت الشمس فصلى، وهي صلاة الوسطى). وحبيب هو ابن أبي حبيب الجرمي البصري، وهو صدوق يخطئ. (التهذيب 3/ 180؛ التقريب ص 150). فالحديث بهذا الإسناد ضعيف. وعلى هذا فليس الحديث من الزوائد، لان أحمد رواه كما تقدم بلفظ حديث الباب، ورواه النسائي بنحوه. لكن لعل الحافظ اعتبره زائدًا باختلاف الطريق وإن اتحد الصحابي، ولفظ الحديث.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه يزيد بن أبي زياد، وهو صدوق ساء حفظه بآخره فكان يقبل التلقين، فوقع المناكير في حديثه، وإن يدلس ولم يصرح هنا بالتحديث. وقد روي عنه عن تميم عن مسروق مرسلًا -كما مر- وقد خطأ أبو حاتم وأبو زرعة عبيدةَ بن حميد حين رواه متصلًا- كما في حديث الباب.=
= وقد توبع يزيد بن أبي زياد في رواية هذا الحديث متصلًا، كما في رواية البزار، لكن سنده ضعيف أيضًا. وتوبع في رواية معناه عن ابن عباس -كما في رواية النسائي- لكن في سندها ضعف أيضًا وله شواهد صحيحة تقدمت في حديث رقم (441، 442) فهو بها حسن لغيره.
5 - صفة الصلاة
5 - " صِفَةُ الصَّلَاةِ" (¬1) 1 - بَابٌ فِي الِاسْتِفْتَاحِ وَغَيْرِهِ (21) حَدِيثُ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ بِالتَّكْبِيرِ، يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالى في باب التسليم (¬2). ¬
447 - [1] إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ (¬1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رِفَاعَةَ بْنَ رَافِعٍ (¬2) -رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ-: (كَبَّرَ فِي صَلَاتِهِ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، وَلَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ، وَإِلَيْكَ (¬3) يُرْجع الْأَمْرُ كُلُّهُ، أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ). * قُلْتُ: رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ آدَمَ (¬4)، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ ابْنِ (¬5) شَدَّادٍ قَالَ: (رَأَيْتُ رِفَاعَةَ بْنَ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيَّ -وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا-) (¬6). وَبَقِيَّتُهُ عَلَى شَرْطِهِ، وَهُوَ هُنَا غَيْرُ مَرْفُوعٍ، وَأَظُنُّ أَنَّ حُكْمَهُ الرَّفْعُ (¬7). [2] إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدي، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، [قَالَ] (¬8): سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ (¬9) بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يُقَالُ لَهُ: رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ فَكَبَّرَ فَقَالَ: فَذَكَرَ مِثْلَهُ. * هَذَا حديث صحيح. ¬
447 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 192 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب فيما يستفتح به الصلاة من الدعاء، وذكر الحديث بطريقيه، وعزاه لإسحاق بن راهويه، وقال: قال شيخنا الحافظ أبو الفضل: هذا حديث صحيح، رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ آدَمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ ابْنِ شَدَّادٍ قَالَ: رَأَيْتُ رِفَاعَةَ بْنَ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيَّ -وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا- وَبَقِيَّتُهُ عَلَى شَرْطِهِ، وَهُوَ هُنَا غير مرفوع، وأظن أن حكمه الرفع. اهـ. قلت: شيخ البوصيري الذي نقل عنه هذا الكلام هو الحافظ ابن حجر، مصنف هذا الكتاب -أعني المطالب العالية-. ورواه الإسماعيلي في مستخرجه على البخاري -كما في الفتح (7/ 321) - من طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة، بلفظ: (سمع رجلًا من أهل بدر يقال له: رفاعة بن رافع كبر في صلاته حين دخلها). ومن طريق ابن أبي عدي، عن شعبة، ولفظه: (عن رفاعة رجل من أهل بدر، أنه دخل في الصلاة، فقال: الله أكبر كبيرا).
الحكم عليه: الأثر بهذين الأسنادين صحيح، على شرط البخاري -كما قال الحافظ- رحمه الله.
448 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عطَّاف بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي إسماعيل بن رافع، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في مَسْجِدِ الخَيْف (¬1)، فَأَتَاهُ رَجُلَانِ: أَنْصَارِيُّ، وَثَقَفِيُّ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: فَقَالَ الثَّقَفِيُّ: أَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ عَمَّا جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْهُ؟ قَالَ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "جئت تسألني عن الصلاة" ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-: "ثُمَّ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَاقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ إِذَا رَكَعْتَ فَأَمْكِنْ يَدَيْكَ مِنْ رُكْبَتَيْكَ، وَافْرُقْ بَيْنَ أَصَابِعِكَ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ إِذَا سَجَدْتَ فَمَكِّنْ وَجْهَكَ مِنَ السُّجُودِ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، وصلِّ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَآخِرِهِ". قَالَ: أَرَأَيْتَكَ إِنْ صَلَّيْتُ اللَّيْلَ كُلَّهُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-: "فإنك إذًا أنت" (¬2). ¬
448 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 89 ب)، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء وإسباغه، وعزاه لمسدد، ولم يسق لفظه وإنما قال: فذكره مطولًا وسيأتي لفظه في كتاب الحج، في باب الطواف بالبيت. اهـ. ثم ذكره بطوله (1/ 161 أ) من المختصرة، كتاب الحج، باب في الطواف بالبيت وفضله، وقال: رواه مسدد، والبزار، والأصبهاني، بسند ضعيف، لضعف إسماعيل بن رافع. اهـ. ورواه البزار (كما في كشف الأستار 2/ 9: 1083).=
= من طريق الحسين بن الربيع، ثنا العطاف بن خالد المخزومي، به فذكره بطوله. قال الهيثمي (المجمع 3/ 276): رواه البزار، وفيه إسماعيل بن رافع، وهو ضعيف. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه ثلاث علل: 1 - عطاف بن خالد، وهو صدوق ربما وهم. 2 - إسماعيل بن رافع، وهو ضعيف جدًا. 3 - لم أجد من ذكر لإسماعيل بن رافع رواية عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم، وكل من ذكر في شيوخه هم من التابعين، وقال ابن حجر: من السابعة. اهـ. وهم عنده من لم يلق أحدًا من الصحابة. لكن ابن سعد ذكره في الطبقة الخامسة من تابعي أهل المدينة. وسنه محتملة والله أعلم. والحديث ضعيف جدًا -لما تقدم ذكره-. وللألفاظ الواردة فيه شواهد صحيحة كثيرة، عدا قوله: (أرأيتك إن صليت الليل كله؟ ... الحديث) فإنه مخالف لسنته العملية والقولية، فإنه -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي وينام، وقد نهى من أراد أن يقوم فلا ينام، وبين أن ذلك مخالف لسنته. فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "ألم أخبر أنك تصوم النهار، وتقوم الليل؟ "، فقلت: بلى يا رسول الله. قال: (فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقًا، وإن لعينك عليك حقًا، وإن لزوجك عليك حقًا، وإن لزورك عليك حقًا ... " الحديث. رواه البخاري (4/ 217: 1975)؛ ومسلم (2/ 312، 315: 1159). وعن أنس رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، يسألون عن عبادة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما أُخْبِرُوا، كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَدْ غَفَرَ الله لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قال أحدهم: أما أنا فأنا أصلي=
= الليل أبدًا. وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر. وقال آخر. أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال:"أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني". رواه البخاري (9/ 104: 5063) واللفظ له؛ ومسلم (2/ 1020: 1401) بنحوه. 1 - ومن شواهده حديث المسيء صلاته، رواه أبو هريرة، وغيره. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال -أي النبي -صلى الله عليه وسلم-:"إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها". رواه البخاري (2/ 276: 793)؛ ومسلم (1/ 298: 397)؛ وأبو داود (1/ 534: 856)؛ والترمذي (2/ 103: 303)؛ والنسائي (2/ 124: 884)؛ وابن ماجه (1/ 336: 1060). 2 - وفي حديث أبي حميد الساعدي: (وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه)، يعني النبي -صلى الله عليه وسلم-. وفي رواية لأبي داود بسند فيه ابن لهيعة: (فإذا ركع أمكن كفيه من ركبتيه، وفرج بين أصابعه). روى الحديث بطوله: البخاري (2/ 305: 828). وأبو داود (1/ 467، 468: 730، 731)؛ والترمذي (2/ 105: 304)؛ والنسائي (2/ 187: 1039) مختصرًا؛ وابن ماجه (1/ 337: 1061).
449 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سَمْعَانَ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَقِفُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ هُنَيَّه (¬1) يسأل الله من فضله). ¬
449 - تخريجه: ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 191 أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب تكبيرة الإِحرام، وصفة رفع اليدين، ومتى يكبر، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وساقه بلفظ: دخل علينا أبو هريرة المسجد فقال: (ثلاث كان يعمل بها نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، تركهن الناس، كان إذا قام في الصلاة رفع يديه مدًا، وإن يقف قبل القراءة هنية ليسأل الله من فضله، وإن يكبر كلما رفع رأسه وكلما ركع، وكلما سجد). قال: ورواه أبو داود الطيالسي-فذكره بلفظ مقارب- ثم قال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ. ولم يعزه الحافظ لأبي داود الطيالسي، فلا أدري ترك ذلك عمدًا، أو سهوًا. ورواه النسائي (2/ 124: 883)؛ والطيالسي (313: 2374)؛ وأحمد (2/ 434، 500)؛ والبخاري في جزء القراءة خلف الإِمام (ص 61: 279)؛ وابن خزيمة (1/ 241: 473)؛ وابن المنذر في الأوسط (1/ ق 138 أ)، كتاب صفة الصلاة: ذكر سؤل العبد ربه جل ثناؤه من فضله؛ وابن حبان (3/ 134: 1774)؛ والييهقي (2/ 195)؛ والمزي في تهذيب الكمال (10/ 490). من طرق عن ابن أبي ذئب، به، فذكره بألفاظ مقاربة لحديث الباب الذي ساقه البوصيري، إلَّا قوله: (كلما رفع رأسه) فليس عند أحد منهم كلمة (رأسه). وليس عند النسائي قوله: (ليسأل الله من فضله) وهي عند أحمد والباقين، وفي أكثر الروايات تعيين المسجد بأنه مسجد بني زريق.=
= ولم أر لذكر الحافظ هذا الحديث في الزوائد وجهًا، لأن النسائي أخرجه عدا هذه الكلمة، وأخرجه أحمد بتمامه، ولو أن الحافظ ساقه بتمامه كما فعل البوصيري لقلنا لعله اعتبره زائدًا بقوله فيه: (وكلما رفع رأسه) فإن النص على الرأس ليس عند أحد منهم، ولم أر الحافظ ذكره في باب التكبير، ولا في باب رفع اليدين. انظر: (ق 8/ ب) من المطالب العالية، فقد ذكر فيها هذين البابين. وقد روى هذا الحديث مختصرًا أبو داود (1/ 479: 753)؛ والترمذي (2/ 6: 240). من طريق ابن أبي ذئب، به، وَلَفْظِهِ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إذا دخل في الصلاة رفع يديه مدًا). ورواه الحاكم (1/ 234) بنحو هذا اللفظ، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. ورواه البخاري (2/ 227: 744)؛ ومسلم (1/ 419: 598)؛ وأبو داود (1/ 493: 781)؛ والنسائي (2/ 128: 895)؛ وابن ماجه (1/ 264: 805)؛ وأحمد (2/ 231، 494)، والدارمي (1/ 283)؛ وابن خزيمة (1/ 237: 465)؛ وابن حبان (3/ 133، 134: 1772، 1773، 1775)؛ والبيهقي (2/ 195). من طرق عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، إذا كبر في الصلاة سكت هنية قبل أن يقرأ، فقلت: يا رسول الله -بأبي أنت وأمي- أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: (أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ... الحديث" وهذا لفظ مسلم. وقد وهم ابن الأثير -رحمه الله- في جامع الأصول (4/ 183: 2146)، فقال: (وزاد أبو داود والنسائي، في أول الدعاء، قال: "أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كلما باعدت بين المشرق والمغرب .. والباقي مثله". اهـ.=
= لأن هذا الذي عزاه لأبي داود والنسائي، عند الشيخين بحروفه، ولم ينبه المحقق -عبد القادر الأرناؤوط- على ما وقع للمصنف في هذا الحديث.
الحكم عليه: الحديث بذا الإسناد صحيح. وقد رواه الشيخان وغيرهما من غير طريق حديث الباب، ببعض لفظه، ومعنى باقيه -كما تقدم في التخريج-.
450 - وقال (¬1) الحارث: حدثنا محمد بن عمر، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "افْتِتَاحُ (¬2) الصَّلَاةِ الطُهُور (¬3)، وتحريمها التكبير (¬4)، وتحليلها التسليم (¬5) ". ¬
450 - تخريجه: ذكره الهيثمي (بغية الباحث ص 229: 164). وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 190 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب تحريم الصلاة التكبير وتحليلها التسليم، وعزاه للحارث بن محمد بن أبي أسامة، وقال: محمد بن عمر هو الواقدي، ضعيف. اهـ. وذكره مرة أخرى (الإتحاف 1/ 210 ب)، كتاب افتتاح الصلاة، باب تحليل الصلاة التسليم، وعزاه للحارث بن محمد بن أبي أسامة، وقال: هذا إسناد فيه=
= محمد بن عمر الواقدي، وهو ضعيف. اهـ. ورواه الروياني في مسنده (ص 177 أ) والطبراني في الأوسط (كما في مجمع البحرين 1/ 73 أ)، كتاب الصلاة، باب تحريم الصلاة وتحليلها، والدارقطني (1/ 361)، كتاب الصلاة، باب مفتاح الصلاة الطهور. من طريق محمد بن عمر الواقدي، به مثله، إلَّا أن الروياني، والطبراني قالا: (مفتاح الصلاة) ولم يقول لا: (افتتاح). قال الطبراني: لايروى عن عبد الله بن زيد إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به الواقدي. اهـ. قلت: وليس في سند الروياني: أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة، فلا أدري سقط من الناسخ، أم هكذا في أصل الرواية. ورواه ابن حبان في المجروحين (2/ 289) في ترجمة محمد بن موسى بن مسكين. من طريق صاحب الترجمة، عن فليح بن سليمان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عباد بن تميم، به مثله. إلَّا أنه قال: (مفتاح الصلاة). قال ابن حبان: كان -يعني صاحب الترجمة- ممن يسرق الحديث ويحدث به ويروي عن الثقات أشياء موضوعات حتى إذا سمعها المبتدىء في الصناعة سبق إلى قلبه أنه كان المتعمد لها. اهـ. وانظر: الميزان (4/ 49).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه ثلاث علل: 1 - محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك الحديث. 2 - يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة، ولم أجد له ترجمة.=
= 3 - أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، وهو مستور. وللحديث شواهد حسنة بمجموعها، ولكنه غير قابل للانجبار. فمن شواهده. 1 - عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم". وفي رواية الشافعي، وإحدى روايتي أحمد: (مفتاح الصلاة الوضوء). رواه أبو داود (1/ 49، 411: 61، 618)؛ والترمذي (1/ 8: 3)؛ وابن ماجه (1/ 101: 275)؛ والشافعى في مسنده (1/ 70: 206)؛ وعبد الرزاق (2/ 72: 2539)؛ وابن أبي شيبة (2/ 229)؛ وأحمد (1/ 123، 129)؛ والدارمي (1/ 175)؛ وأبو يعلى في مسنده (1/ 456: 616)؛ وابن عدي في الكامل (4/ 1448) في ترجمة عبد الله بن محمد بن عقيل؛ والدارقطني (1/ 360)؛ والطحاوي (1/ 273)؛ وأبو نعيم في الحلية (8/ 372)؛ وفي أخبار أصبهان (1/ 271)؛ والبيهقي (2/ 15، 173، 253، 379)؛ والخطيب في تاريخه (10/ 197)؛ والبغوي في شرح السنة (3/ 17: 558). من طريق الثوري، وغيره، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن محمد بن الحنفية، به. قال الترمذي: هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن، وعبد الله بن محمد بن عقيل هو صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان أحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم، والحميدي، يحتجون بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل. قال محمد: وهو مقارب الحديث. اهـ. وقال البغوي: هذا حديث حسن. اهـ. وقال العقيلي: في الضعفاء (2/ 229): فيه لين. اهـ.=
= وانظر التلخيص الحبير (1/ 216) رقم (323)؛ والإرواء (2/ 8: 301)، وقد صححه بشواهده. 2 - وعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فذكر مثله. وفي بعض رواياته: (مفتاح الصلاة الوضوء). رواه الترمذي (2/ 3: 238)؛ وابن ماجه (1/ 101: 276)؛ وابن أبي شيبة (1/ 229)؛ وأبو يعلى في مسنده (2/ 336، 366: 1077، 1125)؛ والعقيلي في الضعفاء (2/ 229)؛ وابن حبان في المجروحين (1/ 381)؛ وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 82)؛ والبيهقي (2/ 380). من طرق عن أبي سفيان طَرِيف بن شهاب السعدي، عن أبي نضرة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وفي الباب عن علي وعائشة. قال: وحديث علي بن أبي طالب في هذا أجود إسنادًا وأصح من حديث أبي سعيد، وقد كتبناه في أول كتاب الوضوء. اهـ. قلت: أبو سفيان طريف بن شهاب السعدي، ضعيف -التهذيب (5/ 11)؛ التقريب (ص 282) - لكن الحديث معتضد بما قبله. ورواه ابن حبان في المجروحين (1/ 381) في ترجمة أبي سفيان طريف بن سفيان ويقال: ابن شهاب؛ وابن عدي في الكامل (2/ 783، 784) في ترجمة حسان بن إبراهيم الكرماني؛ والحاكم (1/ 132). من طرق عن حسان بن إبراهيم الكرماني، عن سعيد بن مسروق الثوري، عن أبي نضرة، به مثله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه، وشواهده عن أبي سفيان عن أبي نضرة، كثيرة، فقد رواه أبو حنيفة، وحمزة الزيات، وأبو مالك النخعي، وغيرهم، عن أبي سفيان. وأشهر إسنادٍ فيه حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن الحنفية عن علي. والشيخان قد أعرضا عن=
= حديث ابن عقيل أصلاً. اهـ. ووافقه الذهبي. وقال ابن حبان: هذا -يعني قول حسان: عن سعيد بن مسروق- وهم فاحش؛ ما روى هذا الخبر عن أبي نضرة إلاَّ أبو سفيان السعدي، فتوهم حسان لما رأى أبا سفيان أنه والد الثوري، فحدث عن سعيد بن مسروق، ولم يضبطه، وليس لهذا الخبر إلاَّ طريقان: أبو سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد، وابن عقيل عن ابن الحنفية عن علي، وابن عقيل قد تبرأنا من عهدته فيما بعد. اهـ. وبنحو هذا الكلام قال ابن عدي في الكامل، دون قوله: وليس لهذا الخبر إلاَّ طريقان ... الخ. وذكر أن حسان حدث به مرتين، مرة على الخطأ كما هنا، ومرة على الصواب فقال: عن أبي سفيان، به مثله. وقال الدارقطني (العلل 4/ 4 ب): يرويه أبو سفيان السعدي طريف بن شهاب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد. وروى حسان بن إبراهيم، عن سعيد بن مسروق، عن أبي نضرة، قاله أبو عمر الحوضي. وسعيد بن مسروق لا يحدث عن أبي نضرة. ولعل حسان حدثهم عن أبي سفيان، فيوهم من سمعه منه أنه أبو سفيان الثوري سعيد بن مسروق، وقد حدث به عبيد الله العبسي، عن حسان، عن أبي سفيان، عن أبي نضرة، وهذا هو الصحيح. اهـ. قلت: حسان بن إبراهيم الكرماني، ثقة يخطئ، أخرجا له في الصحيحين أحاديث توبع عليها. فهذا من أخطائه. وانظر: التلخيص الحبير (1/ 216) رقم (323).
2 - باب متى يقام إلى الصلاة
2 - بَابُ مَتَى يُقَامُ (¬1) إِلَى (¬2) الصَّلَاةِ 451 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سهم الأنطاكي، ثنا حجاج بن فزُّوخ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (كَانَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذَا قَالَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، نَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-). ¬
451 - تخريجه: لم أجد مسند عبد الله بن أبي أوفى فيما بين يدي من مسند أبي يعلى، المطبوع والمخطوط، ولم أجده في مظنته من المقصد العلي. وذكره الهيثمي (المجمع 2/ 5)، وقال: رواه الطبراني في الكبير، من طريق حجاج بن فروخ، وهو ضعيف جدًا. اهـ. وفي آخره: (فكبر). وذكره في (2/ 103)، وزاد في آخره (بالتكبير)، وقال: رواه البزار، وفيه الحجاج بن فروخ وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 145 أ)، كتاب الأذان، باب فيمن يقيم الصلاة، ومتى تقام، وعزاه لأبي يعلى، وقال: هذا إسناده ضعيف لضعف الحجاج. اهـ. وذكره أيضًا (الإتحاف 1/ 191 أ)، كتاب افتتاح الصلاة، باب تكبيرة الإحرام،=
= وصفة رفع اليدين، ومتى يكبر، وقال: قَالَ أَبُو يَعْلَى: ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بن حيان، ثنا الحجاج بن فروخ -شيخ واسطي- به مثله، وزاد في آخره (فكبر). قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف الحجاج، وتقدم في كتاب الأذان. اهـ. ورواه البزار [كما في كشف الأستار (1/ 252: 520)؛ وزوائد البزار لابن حجر (ص 884: 365)]؛ وبحشل في تاريخ واسط (ص 43)؛ وابن عدي في الكامل (2/ 650)؛ وابن حزم في المحلى (4/ 117) مسألة (449)؛ والبيهقي (2/ 22). من طرق عن حجاج بن فروخ، به مثله، وزاد البزار، وابن حزم في آخره (بالتكبير)، وزاد ابن عدي، والبيهقي (فكبر). قال البزار: لا نعلمه إلَّا عن ابن أبي أوفى بهذا الإسناد، وحجاج بن فروخ ضعيف. اهـ. وقال ابن حزم: وهذان أثران -يعني هذا الحديث وآخر عن عمر قوله- مكذوبان. أما حديث ابن أبي أوفى فمن طريق الججاج بن فروخ، وهو متفق على ضعفه وترك الاحتجاج به. اهـ. وقال البيهقي: وهذا لا يرويه إلَّا الحجاج بن فروخ، وكان يحيى بن معين يضعفه. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - حجاج بن فروخ، وهو ضعيف جدًا. 2 - الانقطاع بين العوام بن حوشب، وعبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه، فقد قال أحمد لم يلق ابن أبي أوفى. فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا.=
= وقد جاء عن بعض التابعين أنه يكبر إذا قال المؤذن قد قامت الصلاة -كسويد بن غفلة- رواه ابن أبي شيبة (1/ 404) وفي سنده شريك القاضي، وهو صدوق يخطئ كثيرًا وساء حفظه بعد توليته القضاء. وعن قيس بن أبي حازم، رواه ابن أبي شيبة (1/ 405)، وسنده صحيح. وعن إبراهيم النخعي، رواه عبد الرزاق (2/ 74: 2550، 2552)؛ وابن أبي شيبة (1/ 405)، من طرق عنه.
452 - حدثنا عبدان، [ثنا] (¬1) عبد الواحد، [ثنا] (¬2) يونس بن عبيد، قال: (كان الحسن (¬3) رضي الله عنه يكره (¬4) أن يكبر حتى [يفْرَغ] (¬5) المؤذن من الإقامة) (¬6). ¬
452 - تخريجه: لم أجده في المطبوع ولا المخطوط من مسند أبي يعلى. فالظاهر أنه من الرواية المطولة. وقد ذكره البوصيري (الإتحاف 1/ 165 أ)، كتاب الإمامة، باب فيمن يلي الإِمام ومتى يقوم الإِمام، وعزاه لأبي يعلى، وعنده زيادة: (اللإمام) بعد قوله: (يكره). وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 405)، كتاب الصلوات، في الإِمام متى يكبر، إذا قال المؤذن: قد قامت الصلاة. قال: حدثنا عبد الأعلى، عن هشام، عن الحسن: كره أن يقوم الإِمام حتى يقول المؤذن: قد قامت الصلاة. وكره أن يكبر حتى يفرغ المؤذن من إقامته. وعبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري السامي ثقة. التقريب (ص 331). وهشام بن حسان، ثقة، إلَّا أن في روايته عن الحسين مقالًا، فقد قيل: إنه لم يلقه. (التقريب ص 572، التهذيب 11/ 34)، وهو مدلس من الثالثة، وقد عنعن. (مراتب المدلسين ص 114).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات إلَّا شيخ أبي يعلى فلم يتبين لي أمره. وهو معتضد برواية ابن أبي شيبة السابقة -وكان كان فيها ضعف-.
الخاتمة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله وجوده تبلغ الغايات، وتنال الدرجات العاليات من الجنات، أشهد أن لا إله إلَّا هو رب العرش والسماوات، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمَبْعُوثُ بِالْآيَاتِ البينات، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور. وبعد فقد منَّ الله عليّ بالانتهاء من تحقيق هذا القسم من كتاب المطالب العالية، لمؤلفه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، بعد أن قدمت ما استطعت تقديمه من خدمة متواضعة لهذا الكتاب النافع الجليل، وأنا على يقين بأن ما قدمته من خدمة لهذا القسم، ما هو إلَّا جهد من مقل بضاعته مزجاة، وليس بأهل للتصدي لمثل هذه المهمات، لكن لا سبيل إلى بلوغ الغايات إلَّا بقطع المفازات وإن قل الزاد وضعفت الملكات. وقد ظهر لي من خلال هذا العمل بعض النقاط المهمات، فأحببت أن أختم بها هذه الصفحات، ومنها: 1 - عظم ما تكبده السلف الصالح من المشاق في سبيل جمع سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، فرحلوا في سبيل ذلك إلى شرق الدنيا وغربها، ثم ألفوا الكتب على شتى أنواع تصنيفها لتكون لما جمعوا حافظات.
2 - أن ما وصل إلينا في هذا العصر من مؤلفات سلفنا لا يمثل إلَّا اليسير مما ألفوه، وما ذلك إلَّا بسبب ما لاقته هذه الأمة من النكبات، وما حل بها من الأزمات، وخاصة في عصورها المتأخرة؛ فقد احتواه العدو بقوته العسكرية والفكرية، وسلب ما لديها من هذا التراث العظيم، فأتلف منه ما أتلف، وحفظ في مكتباته ما حفظ. 3 - ضخامة بعض هذه المسانيد العشرة، واشتمالها على كثير من أقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، إذ إن أحاديث هذا الكتاب -أعني المطالب العالية- كلها عدا ما ذكر للفائدة، أو بسبب الوهم، زوائد على الكتب الستة ومسند الإِمام أحمد. وأحب هنا أن أذكر عدد زوائد كل مسند في هذا القسم المحقق، إذ عن طريقها يمكن تصور حجم كل مسند من هذه المسانيد تصورًا تقريبيًا: - مسند الطيالسي: (11) حديثًا. - مسند الحميدي: (3) أحاديث. - مسند مسدد: (56) حديثًا. - مسند أبي بكر بن أبي شيبة: (34) حديثًا. - مسند إسحاق بن راهويه -ولم يقع للحافظ منه إلَّا قدر النصف-: (32) حديثًا. - مسند ابن أبي عمر العدني: (12) حديثًا. - مسند أحمد بن منيع: (18) حديثًا. - المنتخب من مسند عبد بن حميد: (10) أحاديث.
- مسند الحارث بن أبي أسامة: (40) حديثًا. - مسند أبي يعلى -وهو الكبير رواية ابن المقرئ-: (72) حديثًا. 4 - عظم ما قدمه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى للحديث وعلومه من خدمات تقصر العبارة عن وصفها، ولكن يبقى العمل خير شاهد على ذلك، فما هذا الكتاب الذي انتزعه من بطون المسانيد الضخام إلاَّ جزء يسير مما قدمه. 5 - رسوخ قدمه في شتى علوم الحديث، وثقابة رأيه، ونفاذ بصيرته، ودقة عبارته في ذلك، فهو إمام المتأخرين في كل فن من فنونه. والناظر في هذا الكتاب يدرك مصداقية ما قلته مما لا مجال لبسطه هنا. 6 - بلغ عدد الأحاديث الصحيحة في هذا القسم: (17) حديثًا. وبلغ عدد الأحاديث الحسنة: (27) حديثًا. وبلغ عدد الأحاديث الضعيفة: (124) حديثًا، وهي ضعيفة بأسانيدها هنا، أما متونها فجلها صحيحة. وبلغ عدد الأحاديث الموضوعة: (2)، كرر الحافظ أحدهما في أكثر من باب. وبلغ عدد الآثار الصحيحية: (39) أثرًا، عن الصحابة وبعض التابعين رضي الله عنهم. وبلغ عدد الآثار الحسنة: (8) آثار.
وبلغ عدد الآثار الضعيفة: (27) أثرًا. والله أسأل أن يحسن عاقبتي وإخواني المسلمين في الأمور كلها، والحمد لله أولًا وآخرًا. • • • انتهى المجلد الثالث ويليه المجلد الرابع وأوله آخر الصلاة
فهرس المصادر والمر اجع (أ) المخطوطات: 1 - إتحاف الخيرة المهرة بأطراف المسانيد العشرة للحافظ البوصيري، نسخة المكتبة الأزهرية، وعنها صورة بالمكتبة المركزية بجامعة الإِمام محمد بن سعود. وبعضه مصور من مكتبة جار الله، بتركيا. 2 - إكمال مغلطاي، نسخة المكتبة السليمانية بتركيا، ومنها صورة في خزانة شيخنا الدكتور محمود ميره. 3 - الأوسط لابن المنذر، نسخة المكتبة السليمانية بتركيا، ومنها صورة في خزانة شيخنا الدكتور محمود ميره. 4 - البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير للرافعي، تأليف: الحافظ سراج الدين عمر بن علي بن الملقن، نسخة مكتبة أحمد الثالث بتركيا، وفي مكتبتي صورة منها. 5 - تاريخ دمشق للحافظ أبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله بن عساكر، نسخة المكتبة الظاهرية، صورته مكتبة الدار بالمدينة المنورة ومنه نسخة في مكتبة الشيخ أبي عبد الله سعد الحميد. 6 - تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق للحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، من مخطوطات مكتبة فيض الله بتركيا ورقمها هناك (296) وعندي صورة منها.
7 - تهذيب الكمال للحافظ أبي الحجاج يوسف المزي، صورته دار المأمون للتراث. 8 - جزء فيه أحاديث عوالي مستخرجة من مسند الحارث بن أبي أسامة، منه نسخة بالمكتبة المروزية برقم (10663 ف) وعندي نسخة منه وهو ثلاث ورقات بسماعاته لكنه في الأصل ضمن مجموع. 9 - جمان الدرر بترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر، لابن خليل الدمشقي، منه نسخة أصلية بالمكتبة المركزية، بجامعة الإِمام محمد بن سعود، محفوظة تحت رقم (1379خ). 10 - الجواهر والدرر للسخاوي، منه نسخة مصورة بالمكتبة المركزية برقم (505 ف). 11 - علل الدارقطني للحافظ أبي الحسين علي بن عمر الدارقطني، نسخة دار الكتب المصرية المحفوظة فيها برقم (394) وعندي صورة منها. 12 - عوالي مسند الحارث: جزء فيه أحاديث عوالي مستخرجة من مسند الحارث بن أبي أسامة. 13 - الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي (ج 3)، نسخة أحمد الثالث منه صورة بالمكتبة المركزية (9671 ف). 14 - الكنى والأسماء لمسلم بن الحجاج القشيري، صورة النسخة المحفوظة بالمكتبة الظاهرية بدمشق قدم له مطاع الطرابيشي. وصورته دار الفكر. 15 - مجمع البحرين في زوائد المعجمين للحافظ نور الدين الهيثمي، صورت الجزء الأول منه من مصورات شيخنا الدكتور محمود ميره. 16 - المجمع المؤسس للمعجم المفهرس. منه نسخة مصورة بالمكتبة المركزية وهو جزءان برقم (2585خ، 2586خ) وهو للحافظ ابن حجر.
17 - مختصر إتحاف الخيرة للبوصيري، منه نسخة بالمكتبة المركزية. برقم 18 - المراسيل لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، عندي منه نسخة مصورة عن معهد المخطوطات العربية بالكويت. 19 - مستدرك الحاكم، نسخة رواق المغاربة بالأزهر. ومنها صورة في خزانة شيخنا الدكتور محمود ميره. 20 - مسند أبي داود الطيالسي. نسخة بتنه الهندية (عند شيخنا الدكتور محمود ميره نسخة عنها). 21 - مسند أبي داود الطيالسي، نسخة دار الأوقاف العراقية وعنها نسخة في مكتبة الشيخ محمد بن عبد المحسن التركي. 22 - مسند ابن أبي شيبة، يوجد قطعة منه. وفي المكتبة المركزية صورة لهذه القطعة برقم (9786 ف). 23 - مسند أبي يعلى، منه نسخة مصورة بالجامعة الإِسلامية برقم (1149) ومنه نسخة بمكتبة شيخنا الدكتور محمود ميره. 24 - مسند إسحاق بن راهويه، يوجد منه المجلد الرابع، وهو محفوظ في دار الكتب المصرية برقم (454) وعنه صورة بالجامعة الإِسلامية بالمدينة برقم (379). 25 - مسند الحميدي، نسخة دار الكتب الظاهرية بدمشق (رقم 541 حديث)، ومنها صورة في المكتبة المركزية بجامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية برقم (2923 ف) وعندي نسخة منها. 26 - مسند محمد بن هارون الروياني، والموجود منه من أول الجزء السادس عشر إلى آخر المسند- نسخة الظاهرية، ومنها صورة في خزانة شيخنا الدكتور محمود ميره.
27 - معاني الأخبار في رجال معاني الآثار للحافظ بدر الدين محمود بن أحمد العيني الحنفي. وعندي نسخة منه. 28 - معجم شيوخ أبي يعلى، للإمام أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، وعندي نسخة منه مصورة عن مصورة الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة (2801). 29 - المعجم المفهرس، وهو تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة لابن حجر، نسخة دار الكتب المصرية (ف 138 ق 531)، وعند شيخنا الدكتور محمود ميره نسخة منه. 30 - معرفة الصحابة لأبي نعيم نسخة مكتبة أحمد الثالث بتركيا وفي مكتبة الأخ عبد الله بن عبد المحسن التويجري صورة منها. 31 - مكارم الأخلاق للخرائطي، نسخة رئيس الكتاب باسطنبول بتركيا وعنها نسخة في مكتبة الأخ عبد الكريم بن عبد الله بن صالح البديوي. 32 - المنهل الصافي لابن تغري بردى، منه نسخة بالمكتبة المركزية (712ف) (ب) الرسائل الجامعية: 1 - إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للحافظ البوصيري، القسم الثاني، حققه الدكتور سليمان بن علي السعود ونال به درجة الدكتوراه من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة. 2 - الإرشاد إلى معرفة علماء الحديث، للحافظ أبي يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي القزويني، حققه الدكتور محمد سعيد بن عمر إدريس، ونال به درجة الدكتوراه، من كلية أصول الدين بالرياض عام 1406 هـ.
3 - بغية الباحث في زوائد مسند الحارث للحافظ نور الدين الهيثمي، حققه الدكتور حسين أحمد الباكري، ونال به درجة الدكتوراه من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، عام 1405 هـ. 4 - الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم، إعداد وجمع الشيخ صالح بن حامد الرفاعي، ونال بها درجة الماجستير من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة عام 1406 هـ. 5 - دراسة المتكلم فيهم من رجال تقريب التهذيب، أعدها الشيخ عبد العزيز بن سعد التخيفي، ونال بها درجة الدكتوراه من كلية أصول الدين بالرياض عام 1405 هـ. 6 - زوائد البزار للحافظ ابن حجر، حققه الدكتور عبد الله مراد السلفي، ونال به درجة الدكتوراه من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة. 7 - مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد الله الحاكم، للعلامة سراج الدين عمر بن أحمد المعروف بابن الملقن، حقق النصف الأول منه الشيخ عبد الله اللحيدان، ونال به درجة الماجستير، من كلية أصول الدين بالرياض عام 1404 - 1405 هـ. 8 - مسند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من مسند إسحاق بن راهويه، حققه وخرج أحاديثه الدكتور عبد الغفور عبد الحق البلوشي، ونال به درجة الدكتوراه من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة عام 1403 - 9 - موافقة الخُبْر الخَبَر، للحافظ ابن حجر العسقلاني، القسم الأول حققه الدكتور عبد الله بن سليمان الحمد، ونال بها درجة الدكتوراه من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة.
(ج) الكتب المطبوعة: 1 - آداب الشافعي ومناقبه: للإمام أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، تحقيق عبد الغني عبد الخالق، طبعة مكتبة التراث الإِسلامي- سوريا. 2 - الأباطيل والمناكير: للحافظ أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الجورقاني، تحقيق عبد الرحمن الفريوائي، طبعة الجامعة السلفية- بنارس الهند، الطبعة الأولى 1403 هـ. 3 - ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته: للدكتور شاكر محمود عبد المنعم، طبعة دار الرسالة بغداد 1978 م. 4 - أبو زرعة الرازي وكتابه الضعفاء، تحقيق الدكتور سعدي الهاشمي، طبعة الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1402 هـ. 5 - إتحاف ذوي الرسوخ بمن رمي بالتدليس من الشيوخ، تأليف حماد بن محمد الأنصاري، طبعة مكتبة المعلا الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 6 - أحوال الرجال: لأبي إسحاق الجوزجاني، تحقيق السيد صبحي البدري السامرائي، طبعة مؤسسة الرسالة بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 7 - أخبار أصبهان: للحافظ أبي نعيم الأصبهاني، طبعة الدار العلمية- الهند، الطبعة الثانية 1405 هـ. 8 - أخبار القضاة، تأليف محمد بن خلف بن حيان المعروف بوكيع، طبعة عالم الكتب - بيروت. 9 - اختلاف الحديث: للإمام محمد بن إدريس الشافعي، تحقيق عامر أحمد حيدر، طبعة مؤسسة الكتب الثقافية، الطبعة الأولى 1405 هـ.
10 - أخلاق النبي وآدابه: للحافظ أبي محمد عبد الله بن حيان الأصبهاني، تحقيق السيد الجميلي، طبعة دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ. 11 - الأدب المفرد: للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، أشرف عليه عبد الوهاب الخلجي. 12 - الأذكار: الإِمام أبي زكريا محيي الدين النووي، طبعة دار الكتاب العربي بيروت 1403 هـ. 13 - إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق: للِإمام أبي زكريا محيي الدين النووي، تحقيق عبد الباري السلفي، طبعة مكتبة الإيمان بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1408 هـ. 14 - إرواء الغليل بتخريج أحاديث منار السبيل: للمحدث محمد ناصر الدين الألباني، إشراف محمد زهير الشاويش، طبعة المكتب الإِسلامي، الطبعة الأولى 1399 هـ. 15 - الإلزامات والتتبع: للإمام أبي الحسين علي بن عمر الدارقطني، تحقيق مقبل الوادعي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الثانية 1405هـ 16 - أساس البلاغة: لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري، تحقيق عبد الرحيم محمود، طبعة دار المعرفة - بيروت، 1402 هـ. 17 - أسباب النزول: لأبي الحسين علي بن أحمد الواحدي، تحقيق السيد أحمد صقر، الطبعة الثانية 1404 هـ. 18 - الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى: لأبي عمر يوسف بن عبد البر القرطبي، تحقيق الدكتور عبد الله مرحول السوالمة، طبعة منشورات دار ابن نيمية عام 1405 هـ.
19 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب: مطبوع بهامش الإصابة، لأبي عمر يوسف بن عبد البر القرطبي، طبعة مطبعة السعادة- مصر، مصور عن الطبعة الأولى 1328 هـ. 20 - أسد الغابة في معرفة الصحابة: للعلامة عز الدين أبي الحسن علي بن محمد المعروف بابن الأثير، طبكة دار إحياء التراث العربي- بيروت. 21 - الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، تأليف نور الدين علي بن محمد القاري، تحقيق الدكتور محمد بن لطفي الصباغ، طبعة المكتب الإِسلامي، الطبعة الثانية 1406 هـ. 22 - الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة، تأليف الخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت، تحقيق عز الدين علي السيد، طبعة مكتبة الخانجي بالقاهرة، الطبعة الأولى 1405 هـ. 23 - الإصابة في تمييز الصحابة: للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت. 24 - الاعتبار في الناسخ والمنسوخ: لأبي بكر محمد بن موسى الحازمي، تحقيق عبد المعطي قلعجي، طبعة دار الوعي- حلب، الطبعة الأولى 1403 هـ. 25 - الأعلام: لخير الدين الزركلي، طبعة دار العلم للملايين - بيروت. 26 - الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ: للحافظ شمس الدين السخاوي، طبعة دار الكتاب العربي- بيروت 1403 هـ. 27 - الإقناع في القراءات السبع، تأليف أحمد بن علي بن خلف الأنصاري، تحقيق عبد المجيد قطامش، طبعة جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1403 هـ.
28 - الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى: للأمير الحافظ ابن ماكولا، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، طبعة دائرة المعارف العثمانية بالهند، الطبعة الثانية. 29 - الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع: للقاضي عياض اليحصبي، تحقيق السيد أحمد صقر، طبعة دار التراث- القاهرة 1398 هـ. 30 - إنباء الغمر بأبناء العمر: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق محمد عبد المعيد خان، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الثانية 1406هـ 31 - إنباه الرواة على أنباء النحاة، تأليف جمال الدين علي بن يوسف القفطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، طبعة دار الفكر العربي- القاهرة، الطبعة الأولى 1406 هـ. 32 - الإِنباه على قبائل الرواة: لابن عبد البر يوسف بن عمر القرطبي، تحقيق إبراهيم الأبياري، طبعة دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ 33 - الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء: للحافظ أبي عمر بن عبد البر القرطبي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت. 34 - أنيس الفقهاء، تأليف قاسم القونوي، تحقيق أحمد بن عبد الرزاق الكبيسي، طبعة دار الوفاء- جدة، الطبعة الأولى 1406 هـ. 35 - الأنساب: لأبي سعد عبد الكريم السمعاني، تحقيق عبد الله عمر البارودي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ.
36 - الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف: لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، تحقيق أبي حماد صغير أحمد بن محمد حنيف، طبعة دار طيبة- الرياض، الطبعة الأولى 1405 هـ. 37 - الأوائل: لأبي هلال العسكري، تحقيق وليد قصاب ومحمد المصري، طبعة دار العلوم- الرياض. 38 - الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث، تأليف أحمد شاكر، طبعة دار الكتب العلمية - بيروت. 39 - بداية المجتهد ونهاية المقتصد: للإمام محمد بن رشد القرطبي المالكي، طبعة دار المعرفة- بيروت، الطبعة السابعة 1405 هـ. 40 - البداية والنهاية: للحافظ أبي الفداء ابن كثير الدمشقي، طبعة مكتبة المعارف- بيروت، الطبعة الثالثة 1980 م. 41 - البدر الطالع: للعلامة محمد بن علي الشوكاني، طبعة مكتبة ابن تيمية- القاهرة. 42 - بغية الوعاة: لجلال الدين السيوطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، طبعة المكتبة العصرية- بيروت. 43 - بين الإمامين مسلم والدارقطني: للدكتور ربيع بن هادي المدخلي، طبعة الجامعة السلفية- الهند، الطبعة الأولى 1402 هـ. 44 - تاريخ ابن معين: رواية العباس بن محمد الدوري، تحقيق أحمد محمد نور سيف، طبعة جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1399 هـ. 45 - تاريخ أسماء الثقات: للحافظ أبي حفص ابن شاهين، تحقيق صبحي السامرائي، طبعة الدار السلفية تونس. الطبعة الأولى 1404 هـ.
46 - تاريخ الإِسلام: للحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق عمر عبد السلام تدمري، طبعة دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 47 - تاريخ الإِسلام: للحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، طبعة مكتبة القدسي- القاهرة 1369 هـ. 48 - تاريخ الأمم والملوك: للِإمام المجتهد محمد بن جرير الطبري، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، طبعة دار سويدان- بيروت. 49 - تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت، طبعة دار الكتب العليمة- بيروت. 50 - تاريخ التراث العربي: لفؤاد سزكين، ترجمة محمود فهمي حجازي، طبعة جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية. 51 - تاريخ الثقات: بترتيب الهيثمي، تأليف أحمد بن عبد الله العجلي، تحقيق عبد المعطي قلعجي، طبعة دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 52 - تاريخ جرجان: للحافظ أبي القاسم حمزة بن يوسف السهمي، تحقيق محمد عبد المعيد خان، طبعة عالم الكتب- بيروت، الطبعة الثالثة. 53 - تاريخ خليفة بن خياط، تأليف خليفة بن خياط العصفري، تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري، طبعة دار طيبة- الرياض، الطبعة الثانية 1405هـ 54 - التاريخ الصغير: للإمام البخاري، تحقيق محمود إبراهيم زايد، طبعة دار المعرفة- بيروت.
55 - تاريخ الدارمي: للحافظ عثمان بن سعيد الدارمي، تحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف، طبعة دار المأمون للتراث- دمشق. 56 - التاريخ الكبير: للإمام البخاري، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت. 57 - تاريخ واسط، تأليف أسلم بن سهل الواسطي، تحقيق كوركيس عواد، طبعة عالم الكتب- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 58 - تبسيط علوم الحديث، تأليف محمد نجيب المطيعي، طبعة مطبعة حسان- القاهرة. 59 - التبصرة والتذكرة: لأبي الحسين عبد الرحيم بن الحسين العراقي الحافظ، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت. 60 - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد النجار، طبعة المكتبة العلمية- بيروت. 61 - تبيين كذب المفتري: لابن عساكر الدمشقي، طبعة دار الكتاب العربي- بيروت. 62 - تجريد أسماء الصحابة: للحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، طبعة دار المعرفة- بيروت. 63 - تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد، تأليف محمد ناصر الدين الألباني، طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثالثة. 64 - تحذير الساجد من بدعة منع الصبيان من المساجد، تأليف أبي حذيفة بن محمد البرقاوي، طبعة دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي، الطبعة الأولى 1405 هـ. 65 - تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي: لمحمد بن عبد الرحمن المباركفوري، صورته عن الطبعة الهندية- دار الكتاب العربي 1404 هـ.
66 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف: لأبي الحجاج يوسف المزي، تحقيق عبد الصمد شرف الدين، طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 67 - تحفة المودود بأحكام المولود: لشمس الدين أبي عبد الله ابن قيم الجوزية، تحقيق عبد القادر الأرناؤوط، طبعة مكتبة دار لبنان، الطبعة الأولى 1391 هـ. 68 - تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج: لابن الملقن، تحقيق عبد الله بن سعاف اللحياني، طبعة دار حراء- مكة، الطبعة الأولى 1406 هـ. 69 - تدريب الراوي: للحافظ جلال الدين السيوطي، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، طبعة دار الكتب الحديثة، الطبعة الثانية 1385 هـ. 70 - تذكرة الحفاظ: للحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، طبعة دار إحياء التراث العربي. 71 - تذكرة الطالب المعلم بمن قيل إنه مخضرم: لبرهان الدين سبط ابن العجمي، نشره عبد الوهاب الخلجي، طبعة الدار العلمية- الهند، الطبعة الثانية 1406 هـ. 72 - تراجم الأحبار من رجال معاني الآثار: لمحمد أيوب السهارنبوري، طبعة المكتبة العزيزية- دلهي. 73 - ترتيب المدارك: للقاضي عياض اليحصبي المالكي، طبعة دار مكتبة الحياة- بيروت. 74 - الترغيب والترهيب: لزكي الدين المنذري، تحقيق مصطفى محمد عمارة، طبعة دار إحياه التراث العربي، الطبعة الثالثة 1388 هـ.
75 - تسمية أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، تحقيق عماد الدين أحمد حيدر، طبعة دار الجنان- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 76 - تصحيفات المحدثين: لأبي أحمد الحسن بن سعيد العسكري، تحقيق الدكتور محمود أحمد ميره، طبعة المطبعة العربية الحديثة- القاهرة، الطبعة الأولى 1402 هـ. 77 - تعجيل المنفعة برجال الأربعة: للحافظ ابن حجر العسقلاني، طبعة دار الكتاب العربي- بيروت. 78 - التعديل والتجريح لمن خرَّج له البخاري في الجامع الصحيح: لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي، حققه الدكتور أبو لبابة حسين، طبعة دار اللواء- الرياض، الطبعة الأولى 1406 هـ. 79 - التعريفات: للسيد الشريف علي بن محمد الجرجاني، تحقيق عبد الرحمن عميرة، طبعة عالم الكتب- بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 80 - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس: لابن حجر العسقلاني، تحقيق عبد الغفار سليمان البنداري ومحمد أحمد عبد العزيز، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1405. 81 - تعظيم قدرة الصلاة: للإمام محمد بن نصر المروزي، تحقيق عبد الرحمن الفريوائي، طبعة مكتبة الدار بالمدينة المنورة، الطبعه الأولى 1486 هـ. 82 - التعليق المغني على الدارقطني، عطبوع بحاشية سنق الدارقطي، لأبي الطيب محمد آبادي.
83 - تغليق التعليق: لابن حجر العسقلاني، تحقيق سعيد عبد الرحمن القزقي، طبعة المكتب الإسلامي- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 84 - تفسير البغوي: لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي، تحقيق خالد عبد الرحمن العك ومروان سوار، طبعة دار المعرفة- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 85 - تفسير الطبري: لمحمد بن جرير الطبري، تحقيق محمود شاكر، طبعة دار المعارف بمصر، الطبعة الثانية. 86 - تفسير القرآن العظيم: لأبي الفداء إسماعيل بن كثير، طبعة دار المعرفة- بيروت. 87 - تقريب التهذيب: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق محمد عوامة، طبعة دار الرشد- سوريا، الطبعة الأولى 1406 هـ. 88 - التقييد والإيضاح: للحافظ زين الدين العراقي، طبعة دار الحديث- بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ. 89 - التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد: لأبي بكر محمد بن عبد الغني بن نقطة، طبعة دائرة المعارف العثمانية- حيدرآباد. 90 - تكملة الإكمال: لأبي بكر محمد بن عبد الغني البغدادي، تحقيق عبد القيوم عبد رب النبي، طبعة جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1408 هـ. 91 - تلخيص الحبير: لابن حجر العسقلاني، تحقيق السيد عبد الله هاشم المدني، طبعة دار المعرفة - بيروت. 92 - تلخيص المتشابه في الرسم: للخطيب البغدادي، تحقيق سكينة الشهابي، دار طلاس- دمشق، الطبعة الأولى 1985 م.
93 - التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: لأبي عمر يوسف بن عبد البر القرطبي، تحقيق مجموعة من المحققين. 94 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة: لأبي الحسن علي بن محمد الكناني، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الله محمد الصديق، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1399 هـ. 95 - تهذيب الآثار: لأبي جعفر الطبري، تحقيق محمود محمد شاكر، طبعة مطبعة المدني- القاهرة، طبع في 1402 هـ. 96 - تهذيب الأسماء واللغات: لأبي زكريا محيي الدين النووي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت. 97 - تهذيب تاريخ دمشق الكبير، تأليف عبد القادر بدران، طبعة دار المسيرة- بيروت، الطبعة الثانية 1399 هـ. 98 - تهذيب التهذيب: لابن حجر العسقلاني، طبعة دائرة المعارف- الهند، مصور عن الطبعة الأولى 1325 هـ. 99 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال: للحافظ جمال الدين يوسف المزي، تحقيق الدكتور بشار عواد معروف، طبعة مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 100 - توالي التأسيس: لابن حجر العسقلاني، تحقيق أبي الفداء عبد الله القاضي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 101 - توضيح الأفكار: لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، طبعة دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى 1366 هـ.
102 - توضيح المشتبه: لابن ناصر الدين شمس الدين القيسي الدمشقي، تحقيق محمد نعيم العرقسوسي، طبعةمؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1407 هـ. 103 - الثقات: للإمام محمد بن حبان البستي، تحقيق محمد عبد المعيد خان، طبعة دائرة المعارف- حيدرآباد، مصورة عن الطبعة الأولى 1393 هـ. 104 - الجامع لأحكام القرآن: لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، طبعة دار إحياء التراث العربي- بيروت. 105 - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: للخطيب البغدادي، تحقيق الدكتور محمد رأفت سعيد، طبعة مكتبة الفلاح- الكويت، الطبعة الأولى 1401 هـ. 106 - جامع الأصول في أحاديث الرسول، تأليف المبارك بن محمد بن الأثير الجزري، تحقيق عبد القادر الأرناؤوط، طبعة مكتبة دار البيان، طبعة 1389 هـ. 107 - جامع بيان العلم وفضله: لأبي عمر يوسف ابن عبد البر القرطبي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، 1398 هـ. 108 - جامع التحصيل في أحكام المراسيل: للحافظ صلاح الدين بن خليل العلائي، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، طبعة مكتبة النهضة العربية، الطبعة الثانية 1407 هـ. 109 - الجرح والتعديل: للإمام أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، طبعة دار إحياء التراث العربي- بيروت، مصور عن الطبعة الأولى 1371 هـ.
110 - الجمع بين رجال الصحيحين: لأبي الفضلى القيسراني، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ. 111 - جمهرة أنساب العرب: لأبي محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت. 112 - جمهرة النسب: لأبي النذر هشام الكلبي، تحقيق ناجي حسن، طبعة مكتبة النهضة العربية- بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 113 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر، لشمس الدين محمد السخاوي، تحقيق حامد عبد المجيد، وغيره، طبعة لجنة إحياء التراث الإِسلامي 1406 هـ. 114 - الجواهر المضية في طبقات الحنفية: لمحيي الدين أبي محمد القرشي، تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو، طبعة داو العلوم- الرياض، طبعة 1398 هـ. 115 - الجوهر النقي على سنن البيهقي: لابن التركماني الحنفي، مطبوع بحاشية سنن البيهقي الكبرى. 116 - حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة: لجلال الدين السيوطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، طبعة دار إحياء الكتب العربية، الطبعة الأولى 1387 هـ. 117 - حلية الأولياء: للحافظ أبي نعيم الأصبهاني، طبعة دار الكتب العلمية بيروت. 118 - خلاصة البدر المنير: للحافظ سراج الدين عمر بن علي ابن الملقن، تحقيق حمدي بن عبد المجيد السلفي، طبعة دار الرشد- الرياض.
119 - خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: لصفي الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي، تحقيق محمود عبد الوهاب فايد، طبعة مكتبة القاهرة- طبعة 1392 هـ. 120 - خير الكلام في القراءة خلف الإِمام: للِإمام البخاري، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 121 - الدراية في تخريج أحاديث الهداية: لابن حجر العسقلاني، تحقيق عبد الله هاشم المدني، طبعة دار المعرفة- بيروت. 122 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور: للسيوطي، تحقيق محمد الزهري الغمراوي، طبعة الناشر محمد أمين دمج- بيروت، مصووة عن طبعة الحلبي، 1314 هـ. 123 - الدعاء: للِإمام أبي القاسم أحمد بن سليمان الطبراني، تحقيق محمد سعيد البخاري، طبعة دار البشائر الإِسلامية- بيروت، الطبعة الأولى 1407هـ 124 - الدليل الشافي إلى المنهل الصافي: لجمال الدين أبي المحاسن ابن تغري بردي، تحقيق فهيم محمد شلتوت، طبعة جامعة أم القرى. 125 - دول الإِسلام: للحافظ شمس الدين الذهبي، طبعة منشورات مؤسسة الأعلمي- بيروت، 1405 هـ. 126 - ديوان الضعفاء والمتروكين وخلق من المجهولين وثقات فيهم لين: للحافظ شمس الدين الذهبي، تحقيق حماد بن محمد الأنصاري، طبعة مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة- مكة، طبعة 1387 هـ. 127 - الذرية الظاهرة النبوية: لأبي بشر محمد بن أحمد الدولابي، تحقيق سعد المبارك الحسن، طبعة الدار السلفية- تونس، الطبعة الأولى 1407هـ
128 - ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم: لأبي الحسين علي بن عمر الدارقطني، تحقيق بوران الضناوي وكمال يوسف الحوت، طبعة مؤسسة الكتب الثقافية- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 129 - ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق: للإمام شمس الدين الذهبي، تحقيق محمد شكور المياديني، طبعة مكتبة المنار- الأردن، الطبعة الأولى 1406 هـ. 130 - ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (مطبوع مع قاعدة في الجرح والتعديل): لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، طبعة مكتب المطبوعات الإِسلامية بحلب، الطبعة الخامسة 1404 هـ. 131 - ذيل تذكرة الحفاظ المسمى لحظ الألحاظ: للحافظ تقي الدين ابن فهد المكي، طبعة دار إحياء التراث العربي. 132 - ذيل ديوان الضعفاء والمتروكين: للإمام شمس الدين الذهبي، تحقيق الشيخ حماد بن محمد الأنصاري، طبعة مكتبة النهضة الحديثة- مكة، طبعة 1406 هـ. 133 - الذيل على رفع الإصر: للسخاوي، تحقيق جودة هلال ومحمد محمود صبح، طبعة الدار المصرية للتأليف والترجمة. 134 - ذيل الكاشف: للحافظ أبي زرعة ابن الحافظ العراقي، تحقيق بوران الضناوي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 135 - ذيل ميزان الاعتدال للحافظ أبي الفضل العراقي، تحقيق عبد القيوم عبد رب النبي، طبعة جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1406 هـ.
136 - رجال صحيح البخاري: للإمام أبي نصر الكلاباذي، تحقيق عبد الله الليثي، طبعة دار المعرفة- بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 137 - رجال صحيح مسلم: للإمام أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني، تحقيق عبد الله الليثي، طبعة دار المعرفة- بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ 138 - الرحلة في طلب الحديث: للخطيب البغدادي، تحقيق الدكتور نور الدين عتر، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1395 هـ. 139 - الرسالة المستطرفة: للإمام الشريف محمد الكتاني، تحقيق محمد المنتصر الكتاني، طبعة دار البشائر الإِسلامية- بيروت، الطبعة الرابعة 1406هـ 140 - رفع الإصر عن قضاة مصر: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق حامد عبد المجيد، طبعة المكتبة الاميرية بالقاهرة 1957 م. 141 - الرواة الذين وثقهم الإِمام الذهبي في الميزان: لمحمد إبراهيم شحاذة الموصلي، طبعة دار القبلة. 142 - الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام: لأبي سليمان جاسم بن سليمان الفهيد الدوسري، طبعة دار البشائر الإِسلامية- بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 143 - رياض الصالحين: للإمام النووي، طبعة مكتبة الغزالي- دمشق. 144 - الزهد: للإمام وكيع بن الجراح، تحقيق عبد الرحمن الفريوائي، طبعة مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1404 هـ.
145 - الزهد: للإمام أحمد بن حنبل، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 146 - الزهد: للإمام هناد بن السري الكوفي، تحقيق عبد الرحمن الفريوائي، طبعة دار الخلفاء- الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 147 - الزهد والرقائق: للإمام عبد الله بن المبارك، تحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت. 148 - السابق واللاحق للحافظ الخطيب البغدادي، تحقيق: محمد بن مطر الزهراني، طبعة دار طيبة- الرياض، الطبعة الأولى 1402 هـ. 149 - سنن أبي داود: لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، تحقيق عزت الدعاس وعادل السيد، طبعة دار الحديث- بيروت، الطبعة الأولى 1388 هـ. 150 - سنن ابن ماجه: للإمام أبي عبد الله محمد بن يزيد الربعي المعروف بابن ماجه، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، طبعة المكتبة العلمية- بيروت. 151 - سنن ابن ماجه: للإمام أبي عبد الله محمد بن يزيد الربعي المعروف بابن ماجه، تحقيق محمد الأعظمي، طبعة شركة الطباعة السعودية، الطبعة الثانية 1404 هـ. 152 - سنن الترمذي: للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، تحقيق أحمد محمد شاكر، الطبعة الثانية 1398 هـ. 153 - سنن الدارقطني: للحافظ أبي الحسين علي بن عمر الدارقطني، طبعة عالم الكتب- بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ.
154 - سنن الدارمي: للإمام أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، طبعة دار إحياء السنة النبوية. 155 - سنن الدارمي: للإمام أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، طبعة حديث أكادمي- باكستان، طبعة 1404 هـ، تحقيق عبد الله هاشم اليماني. 156 - السنن الكبرى: للحافظ أبي بكر أحمد بن علي البيهقي، طبعة دار الفكر. 157 - سنن النسائي: للإمام أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، اعتنى به عبد الفتاح أبو غدة، طبعة مكتبة المطبوعات الإِسلامية- حلب، الطبعة الثانية 1406 هـ. 158 - السنة: لأبي بكر عَمرو بن أبي عاصم الشيباني، طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الأولى 1400 هـ. 159 - سلسلة الأحاديث الصحيحة: لمحمد ناصر الدين الألباني، طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الرابعة 1405 هـ. 160 - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة: لمحمد ناصر الدين الألباني، طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الخامسة 1405 هـ. 161 - سؤالات ابن الجنيد لأبي زكريا يحيى بن معين: لابن الجنيد، تحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف، طبعة مكتبة الدار بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1408 هـ، 162 - سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي: للدارقطني، تحقيق سليمان آتش، طبعة دار العلوم، طبعة 1408 هـ.
163 - سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود السجستاني، تحقيق محمد علي سالم العمري، طبعة إحياء التراث الإِسلامي، الطبعة الأولى 1403هـ 164 - سؤالات الحاكم النيسابوري: للدارقطني، تحقيق الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر، طبعة مكتبة المعارف- الرياض، الطبعة الأولى 1404هـ 165 - سؤالات حمزة السهمي: للدارقطني وغيره من المشايخ، تحقيق الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر، طبعة مكتبة المعارف- الرياض، الطبعة الأولى 1404 هـ. 166 - سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة: لعلي بن المديني، تحقيق الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر، طبعة مكتبة المعارف- الرياض، الطبعة الأولى 1404 هـ. 167 - سؤالات مسعود بن علي السجزي: للحاكم النيسابوري، تحقيق الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر، طبعة دار الغرب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 168 - سير أعلام النبلاء: للإمام شمس الدين الذهبي، تحقيق شعيب الأرناؤوط وحسين أسد وغيرهم، طبعة مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الثانية 1402 هـ. 169 - سيرة عمر بن عبد العزيز: لجمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي، طبعة دار الفكر. 170 - شذرات الذهب: لأبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي، طبعة دار المسيرة- بيروت، الطبعة الثانية 1399 هـ.
171 - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: للإمام أبي القاسم هبة الله بن الحسين الطبري اللالكائي، تحقيق أحمد سعد حمدان، طبعة دار طيبة- الرياض. 172 - شرح السنة: للإمام الحسين بن مسعود البغوي، تحقيق زهير الشويش وشعيب الأرناؤوط، طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 173 - شرح صحيح مسلم؛ للإمام أبي زكريا يحيى النووي، طبعة دار الفكر. 174 - شرح علل الترمذي: لابن رجب الحنبلي، تحقيق الدكتور همام عبد الرحيم سعيد، طبعة مكتبة المنار- الأردن، الطبعة الأولى 1407هـ 175 - شرح معاني الآثار: للإمام أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي، تحقيق محمد زهرى النجار، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1399 هـ. 176 - شعار أصحاب الحديث: للإمام أبي أحمد الحاكم، تحقيق عبد العزيز بن محمد السدحان، طبعة دار البشاثر الإِسلامية- الطبعة الأولى 1405 هـ. 177 - الشمائل المحمدية: للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، تحقيق محمد عفيف الزعبي، الطبعة الأولى 1403هـ. 178 - الصحاح: لإسماعيل بن حماد الجوهري، تحقيق عبد الغفور عطار، طبعة دار العلم للملايين- بيروت، الطبعة الثانية 1399 هـ.
179 - صحيح ابن حبان: رتبه ابن بلبان، لمحمد بن حبان البستي، تحقيق كمال يوسف الحوت، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 180 - صحيح الجامع الصغير: لمحمد ناصر الدين الألباني، طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثالثة 1402 هـ. 181 - صحيح ابن خزيمة: للإمام أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، تحقيق الدكتور محمد مصطفى الأعظمي، طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت. 182 - صحيح البخاري (مطبوع مع شرحه فتح الباري): لمحمد بن إسماعيل البخاري، طبعة المكتبة السلفية- بمصر. 183 - صحيح الترغيب والترهيب: للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ. 184 - صحيح سنن الترمذي: للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 185 - صحيح مسلم: لأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، طبعة إحياء التراث الإِسلامي- بيروت. 186 - الضعفاء الصغير: للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق بوران الضناوي، طبعة عالم الكتب- بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 187 - الضعفاء الكبير: لأبي جعفر محمد بن حماد العقيلي المكي، تحقيق عبد المعطي أمين قلعجي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 188 - الضعفاء والمتروكون: لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي،
تحقيق بوران الضناوي وكمال الحوت، طبعة مؤسسة الكتب الثقافية، الطبعة الأولى 1405 هـ. 189 - الضعفاء والمتروكون: لأبي الحسين علي بن عمر الدارقطني، تحقيق الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر، طبعة مكتبة المعارف- الرياض، الطبعة الأولى 1404 هـ. 190 - الضعفاء والمتروكون: لجمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي، تحقيق أبي الفداء عبد الله القاضي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 191 - الضوء اللامع: للحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، طبعة منشورات مكتبة الحياة- بيروت. 192 - ضعيف الجامع الصغير وزياداته: لمحمد ناصر الدين الألباني، طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثانية 1399 هـ. 193 - الطبقات: للإمام أبي عَمرو خليفة بن خياط العصفري، تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري، طبعة دار طيبة- الرياض، الطبعة الأولى 1387 هـ. 194 - طبقات الأسماء المفردة: للإمام أبي بكر أحمد البرديجي، تحقيق سكينة الشهابي، طبعة طلاس- دمشق، الطبعة الأولى 1987 م. 195 - طبقات الحفاظ: لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 196 - طبقات الشافعية: لأبي بكر تقي الدين ابن قاضي شهبة، طبعة عالم الكتب- بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ.
197 - طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي، تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو ومحمود محمد الطناحي، طبعة مكتبة ابن تيمية، الطبعة الأولى 1388 هـ. 198 - طبقات الفقهاء: لأبي إسحاق الشيرازي، تحقيق إحسان عباس، طبعة دار الرائد العربي- بيروت، الطبعة الثانية 1401 هـ. 199 - طبقات فقهاء اليمن: لعمر بن علي الجعدي، تحقيق فؤاد سيد، طبعة دار القلم- بيروت. 200 - الطبقات الكبرى: للإمام محمد بن سعد، كاتب الواقدي، طبعة دار صادر- بيروت. 201 - الطبقات الكبرى (القسم المتمم): للإمام محمد بن سعد، كاتب الواقدي، تحقيق زياد محمد منصور، طبعة مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة، الطبعة الثانية 1408 هـ. 202 - طبقت المحدثين بأصبهان: لأبي محمد عبد الله بن حيان، المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق عبد الغفور البلوشي، طبعة مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 203 - طبقات المفسرين: للحافظ شمس الدين محمد بن علي الداودي، تحقيق علي محمد عمر، طبعة مكتبة وهبة- مصر، الطبعة الأولى 1392هـ. 204 - عارضة الأحوذي شرح جامع الترمذي: لابن العربي المالكي، طبعة دار الكتاب العربي- بيروت. 205 - العبر في خبر من غبر: للحافظ الذهبي، تحقيق أبي هاجر محمد زغلول، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ.
206 - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين: للإمام تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي، تحقيق فؤاد سيد، طبعة السنة المحمدية- القاهرة، 1385 هـ. 207 - العلل: لعلي بن عبد الله بن المديني، تحقيق محمد مصطفى الأعظمي طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت، طبعة 1980 م. 208 - علل الترمذي الكبير: ترتيب أبي الطالب القاضي، تحقيق حمزة ديب مصطفى، طبعة مكتبة الأقصى- الأردن، الطبعة الأولى 1406 هـ. 209 - علل الحديث: لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، طبعة دار المعرفة- بيروت، طبعة 1405 هـ. 210 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية: لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، تحقيق إرشاد الحق الأثري، طبعة دار نشر الكتب الإِسلامية- لاهور، باكستان، الطبعة الأولى 1399 هـ. 211 - العلل ومعرفة الرجال عن أحمد بن حنبل: رواية المروذي وغيره، تحقيق وصي الله بن محمد عباس، طبعة الدار السلفية- الهند، الطبعة الأولى 1408 هـ. 212 - العلل ومعرفة الرجال: للإمام أحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله، طبعة المكتبة الإِسلامية- بتركيا. 213 - العلل الواردة في الأحاديث النبوية: لأبي الحسين علي بن عمر الدارقطني، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله السلفي، طبعة دار طيبة- الرياض، الطبعة الأولى 1405 هـ. 214 - عمل اليوم والليلة: للإمام أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق الدكتور فاروق حمادة، طبعة مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ.
215 - عمل اليوم والليلة: لأبي بكر أحمد الدينوري المعروف بابن السني، تحقيق بشير محمد عيون، طبعة مكتب دار البيان- دمشق، الطبعة الأولى 1407 هـ. 216 - عيون الأثر في معرفة المغازي والسير: لابن سيد الناس اليعمري، طبعة دار الآفاق- بيروت، الطبعة الثالثة 1402 هـ. 217 - غاية النهاية في طبقات القراء: لشمس الدين محمد ابن الجزري، طبعة مكتبة المتنبي- القاهرة. 218 - غريب الحديث: لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي، طبعة دار الكتاب العربي- بيروت. 219 - كريب الحديث: لأبي إسحاق إبراهيم الحربي، تحقيق سليمان بن إبراهيم العايد، طبعة جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1405 هـ. 220 - غريب الحديث: لأبي سليمان الخطابي، تحقيق عبد الكريم إبراهيم العزباوي، طبعة جامعة أم القرى، طبعة 1402 هـ. 221 - غريب الحديث: لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، تحقيق عبد المعطي قلعجي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 222 - الفائق في غريب الحديث، تأليف جار الله محمود الزمخشري، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، طبعة دار المعرفة- بيروت، الطبعة الثانية. 223 - فتاوى شيخ الإِسلام: مجموع فتاوى شيخ الإِسلام. 224 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري: للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق الشيخ عبد العزيز بن بار (حقق الأجزاء الثلاثة الأول)، طبعة المكتبة السلفية- بمصر.
225 - الفتح الرباني: لأحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي، طبعة دار الفكر. 226 - فتح القدير: لمحمد بن علي الشوكاني، طبعة دار الشهاب- القاهرة. 227 - فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي: لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 228 - فردوس الأخبار: للحافظ شيرويه بن شهردار الديلمي، تحقيق فواز أحمد الزمرلي ومحمد البغدادي، طبعة دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 229 - الفقيه والمتفقه: لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الثانية 1400 هـ. 230 - الفهرست: لابن النديم محمد بن إسحاق، طبعة دار المعرفة- بيروت، الطبعة الأولى 1398 هـ. 231 - فهرس الفهارس والإثبات، تأليف عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، تحقيق إحسان عباس، طبعة دار الغرب الإسلامي- بيروت، الطبعة الثانية 1402.هـ. 232 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: للعلامة محمد بن علي الشوكاني، تحقيق محمد عبد الرحمن عوض، طبعة دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 233 - فيض القدير شرح الجامع الصغير: لمحمد عبد الرؤوف المناوي طبعة دار المعرفة- بيروت. 234 - القاموس المحيط: لمجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي، طبعة عالم الكتب- بيروت.
235 - قطف الأزهار المتناثرة من الأخبار المتواترة: لجلال الدين السيوطي، تحقيق خليل محيي الدين لميس، طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 236 - قواعد في علوم الحديث: لظفر أحمد العثماني التهانوي، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة، طبعة شركة العبيكان- الرياض، الطبعة الخامسة 1404هـ. 237 - القواعد الفقهية: لأبي الفرج عبد الرحمن بن رجب الحنبلي، طبعة دار المعرفة- بيروت. 238 - القول المسدد في الذب عن المسند: للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، طبعة إدارة ترجمان السنة- لاهور. 239 - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة: للحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 240 - كتاب أمثال الحديث: لأبي محمد الحسين بن خلاد الرامهرمزي، تحقيق أمة الكريم القرشية، طبعة المكتبة الإِسلامية- تركيا. 241 - كتاب الأربعين: لأبي بكر محمد بن الحسين الآجري، تحقيق محمود النقراشي السيد علي، طبعة مكتبة دار العليان- بريدة. 242 - كتاب الأم: للإمام محمد بن إدريس الشافعي، طبعة دار الفكر- بيروت، الطبعة الثانية 1453 هـ. 243 - كتاب الأوائل: لأبي بكر أحمد بن عَمرو بن أبي عاصم الشيباني، تحقيق محمد بن ناصر العجمي، طبعة دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي.
244 - كتاب الأيمان: للحافظ محمد بن يحيى العدني، تحقيق حمد بن حمدي الحربي، طبعة الدار السلفية، الطبعة الأولى 1407 هـ. 245 - كتاب التمييز: لأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق محمد مصطفى الأعظمي، الطبعة الثانية 1402 هـ. 246 - كتاب التوحيد: لأبي بكر محمد بن خزيمة، تحقيق الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان، طبعة دار الرشد- الرياض، الطبعة الأولى 1408 هـ. 247 - كتاب الكافي في فقه أهل المدينة المالكي: لأبي عمر يوسف بن عبد البر القرطبي، تحقيق محمد محمد أحيد الموريتاني، طبعة مكتبة الرياض الحديثة- الرياض، الطبعة الثانية 1400 هـ. 248 - كتاب المعجم: للإمام أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، تحقيق إرشاد الحق الأثري، طبعة دار العلوم الأثرية- باكستان، الطبعة الأولى. 249 - الكنى والأسماء: لأبي بشر الدولابي، صورته دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 250 - الكامل في ضعفاء الرجال: لأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، طبعة دار الفكر- بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ. 251 - كشف الأستار عن رجال معاني الآثار: لأبي التراب رشد الله السندهي، طبعة مكتبة الدار بالمدينة المنورة. 252 - كشف الأستار عن زوائد البزار: للحافظ نور الدين الهيثمي، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، طبعة مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الثانية 1404 هـ.
253 - الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث: لبرهان الدين الحلبي، تحقيق صبحي السامرائي، طبعة مطبعة العاني- بغداد. 254 - كشف الخفاء ومزيل الإلباس: لإسماعيل بن محمد العجلوني، تحقيق أحمد القلاش، طبعة مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة 1403 هـ. 255 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: لمصطفى بن عبد الله القسطنطيني، طبعة دار الفكر، طبعة 1402 هـ. 256 - الكفاية في علم الرواية: للخطيب البغدادي، طبعة المكتبة العلمية. 257 - الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات: لأبي البركات ابن الكيال، تحقيق عبد القيوم عبد رب النبي، طبعة جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1401 هـ. 258 - لسان العرب: لأبي الفضل جمال الدين ابن منظور المصري، طبعة دار صادر- بيروت. 259 - لسان الميزان: للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، طبعة دار الفكر. 260 - اللباب في تهذيب الإنساب: للعلامة عز الدين ابن الأثير الجزري، طبعة دار صادر- بيروت، طبعة 1400 هـ. 261 - المجرد في رجال سنن ابن ماجه: للإمام الحافظ الذهبي، تحقيق الدكتور باسم فيصل الجوابرة، طبعة دار الراية- الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 262 - المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين: لمحمد بن حبان بن أحمد البستي، تحقيق محمود إبراهيم زايد، طبعة دار المعرفة- بيروت.
263 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: لنور الدين علي الهيثمي، طبعة دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الثالثة 1402 هـ. 264 - مجمل اللغة: لأبي الحسين أحمد بن زكريا المعروف بابن فارس، تحقيق زهير عبد المحسن سلطان، طبعة مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 265 - المجموع شرح المهذب: لأبي زكريا محيي الدين النووي، طبعة دار الفكر. 266 - مجموع فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية، جمع عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، الطبعة الأولى 1398 هـ. 267 - المجموع المغيث: لأبي موسى محمد بن المديني الأصفهاني، تحقيق عبد الكريم العزباوي، طبعة جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1406هـ. 268 - المحدث الفاصل بين الراوي والواعي: للرامهرمزي، تحقيق الدكتور محمد عجاج الخطيب، طبعة دار الفكر، الطبعة الثالثة 1404 هـ. 269 - المحلى: لابن حزم الظاهري، تحقيق أحمد محمد شاكر، طبعة مكتبة دار التراث- القاهرة. 270 - مختار الصحاح: للإمام محمد بن أبي بكر الرازي، طبعة مكتبة لبنان- بيروت. 271 - مختصر سنن أبي داود: للحافظ المنذري، تحقيق محمد حامد الفقي، طبعة مكتبة السنة المحمدية- القاهرة. 272 - مختصر الشمائل المحمدية للترمذي: للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، طبعة المكتبة الإِسلامية- الأردن،، الطبعة الأولى 1405هـ.
273 - مختصر قيام الليل: لأبي عبد الله محمد بن نصر المروزي، طبعة الناشر حديث أكادمي- باكستان، الطبعة الأولى 1408 هـ. 274 - المختلف فيهم: لابن شاهين، مطبوع بآخر تاريخ جرجان. 275 - المختلف فيهم: للمنذري، ألحقه بآخر الترغيب والترهيب. 276 - المدخل إلى الصحيح: لأبي عبد الله محمد النيسابوري، تحقيق ربيع بن هادي المدخلي، طبعة مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 277 - مرآة الجنان: لعفيف الدين اليافعي اليمني، تحقيق عبد الله الجبوري، طبعة مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 278 - المراسيل: لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، تحقيق شكر الله بن نعمة الله قوجاني، طبعة مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الثانية 1402 هـ. 279 - مراصد الاطلاع: لصفي الدين عبد المؤمن البغدادي، تحقيق علي محمد البجاوي، طبعة دار المعرفة- بيروت، الطبعة الأولى 1373 هـ. 280 - مسائل الإِمام أحمد بن حنبل: رواية أبي داود سليمان السجستاني، تحقيق السيد رشيد رضا، طبعة دار المعرفة- بيروت. 281 - مسائل الإِمام أحمد بن حنبل: رواية ابنه عبد الله، تحقيق الدكتور علي سليمان المهنا، طبعة مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1409هـ. 282 - المستدرك: لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري، صورته مكتبة المعارف- الرياض.
283 - المستفاد من مبهمات المتن والإسناد: للحافظ ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم العراقي، تحقيق الشيخ حماد الأنصاري، طبعة مطابع الرياض. 284 - مسند علي بن الجعد: لأبي الحسين علي بن الجعد الجوهري، تحقيق الدكتور عبد المهدي بن عبد الهادي، طبعة مكتبة الفلاح- الكويت، الطبعة الأولى 1405هـ. 285 - مسند أبي بكر الصديق،: لأبي بكر أحمد المروزي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الرابعة 1406هـ. 286 - مسند أبي بكر الصديق: لأبي الفضل جلال الدين السيوطي، تحقيق عبد الله بن محمد الغماري، طبعة مكتبة النهضة الحديثة- مكة. 287 - مسند أبي داود الطيالسي: رواية يونس بن حبيب، عنه، طبعة دار المعرفة- بيروت. 288 - مسند أبي عوانة (وهو المستخرج على مسلم): لأبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، طبعة دار المعرفة- بيروت. 289 - مسند أبي يعلى الموصلي: للإمام أحمد بن علي بن المثنى التميمي، تحقيق حسين سليم أسد، طبعة دار المأمون للتراث- دمشق، الطبعة الأولى 1404 هـ. 290 - المسند: للإمام أحمد بن حنبل، طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت. 291 - مسند الأمام أحمد بن حنبل، تحقيق أحمد محمد شاكر، طبعة دار المعارف- مصر، طبعة 1377 هـ.
292 - مسند الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت. 293 - مسند الحميدي: لأبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، من منشورات المجلس العلمي. 294 - مسند الشهاب: لأبي عبد الله محمد القضاعي، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، طبعة مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 295 - مسند عبد الله بن عمر: لأبي أمية محمد الطرسوسي، تحقيق أحمد راتب عرموش، طبعة دار النفائس- بيروت، الطبعة الخامسة 1407هـ. 296 - مسند علي بن أبي طالب: لجلال الدين السيوطي، تحقيق عزيز بيك، طبعة المطبعة العزيزية- بالهند، الطبعة الأولى 1405 هـ. 297 - مسند عمر بن عبد العزيز: لأبي بكر محمد الباغندي، تحقيق الدكتور محمد عوامة، طبعة دار ابن كثير- دمشق- بيروت، الطبعة الثالثة 1407هـ. 298 - مشارق الأنوار على صحاح الآثار: لأبي الفضل القاضي عياض بن موسى اليحصبي، طبعة المكتبة العتيقة- تونس. 299 - مشكل الآثار: لأبي جعفر الطحاوي، طبعة مؤسسة قرطبة السلفية، الطبعة الأولى. 300 - مشاهير علماء الأمصار: للحافظ محمد بن حبان البستي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت.
301 - مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه: للحافظ أحمد بن أبي بكر البوصيري، تحقيق موسى محمد علي، طبعة دار الكتب الحديثة. 302 - مصنف ابن أبي شيبة: للحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي، تحقيق عبد الخالق الأفغاني، طبعة الدار السلفية- الهند. 303 - مصنف ابن أبي شيبة (التتمة): للحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي، طبعة إدارة القرآن والعلوم الإِسلامية- باكستان، الطبعة الأولى 1406 هـ. 304 - مصنف ابن أبي شيبة: للحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي، تحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، طبعة مطابع الرشد بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1403 هـ. 305 - المصنف: لأبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، طبعة المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 306 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت. 307 - المعجم الأوسط: للحافظ الطبراني، تحقيق محمود الطحان، طبعة مكتبة المعارف- الرياض، الطبعة الأولى 1405 هـ. 308 - معجم البلدان: لشهاب الدين ياقوت الحموي، طبعة دار صادر- بيروت، طبعة 1399 هـ. 309 - معجم الشيوخ: لأبي الحسين محمد بن جُمَيع الصيداوي، تحقيق عمر عبد السلام تدمري، طبعة مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ.
310 - المعجم الصغير للطبراني: لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، طبعة 1403 هـ. 311 - المعجم الكبير: لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، الطبعة الثانية. 312 - معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، تأليف عبد الله بن عبد العزيز الأندلسي، تحقيق مصطفى السقا، طبعة عالم الكتب- بيروت، الطبعة الثالثة 1403 هـ. 313 - المعجم المشتمل: لأبي القاسم علي بن الحسين ابن عساكر، تحقيق سكينة الشهابي، طبعة دار الفكر- دمشق، طبعة 1401هـ. 314 - معجم مقاييس اللغة: لأبي الحسين أحمد بن زكريا بن فارس، تحقيق عبد السلام محمد هارون، طبعة دار الكتب العلمية- إيران. 315 - المعجم الوسيط: لإبراهيم أنيس وعبد الحليم منتصر وغيرهما، أشرف عليه حسن علي عطية، طبعة دار إحياء التراث العربي. 316 - معرفة الرجال: للإمام أبي زكريا يحيى بن معين، تحقيق محمد كامل القصار، طبعة مجمع اللغة العربية- بدمشق، طبعة 1405 هـ. 317 - معرفة الصحابة: لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، تحقيق محمد راضي عثمان، طبعة مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1408 هـ. 318 - معرفة علوم الحديث: لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري، تحقيق معظم حسين، طبعة المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، الطبعة الثانية 1397هـ.
319 - معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار: للحافظ شمس الدين أبي عبد الله الذهبي، تحقيق بشار عواد معروف وغيره، طبعة مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 320 - المعرفة والتاريخ: لأبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري، طبعة مطبعة الإرشاد- بغداد 1394 هـ. 321 - المغني لابن قدامة: لأبي محمد عبد الله بن محمد بن قدامة، طبعة مكتبة الرياض الحديثة- الرياض. 322 - المغني في ضبط أسماء الرجال ومعرفة كنى الرواة وألقابهم وأنسابهم: لمحمد طاهر بن علي الهندي الفتني، طبعة دار الكتاب العربي- بيروت، طبعة 1402 هـ. 323 - المغني في الضعفاء: للحافظ شمس الدين أبي عبد الله الذهبي، تحقيق نور الدين عتر. 324 - المفاريد عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لأبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، تحقيق عبد الله بن يوسف الجديع، طبعة مكتبة دار الأقصى، الطبعة الأولى 1405 هـ. 325 - المفردات في غريب القرآن: لأبي القاسم الحسين الأصفهاني، طبعة دار المعرفة- بيروت. 326 - المفاسد الحسنة: للحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق عبد الله بن محمد بن الصديق، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1399 هـ. 327 - المقاصد السنية في الأحاديث القدسية: لأبي القاسم على المقدسي، تحقيق محيي الدين مستو ومحمد الخطراوي، طبعة مكتبة دار التراث، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1403 هـ.
328 - المقتنى في سرد الكنى: للحافظ شمس الدين أبي عبد الله الذهبي، تحقيق محمد صالح المراد، طبعة إحياء التراث الإِسلامي، المدينة المنورة. 329 - مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث: لأبي عمرو ابن الصلاح، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة 1398 هـ. 330 - المقصد العلي في زوائد مسند أبي يعلى الموصلي: للحافظ نور الدين الهيثمي، تحقيق الدكتور نايف بن هاشم الدعيس، طبعة تهامة- جدة، الطبعة الأولى 1402 هـ. 331 - مناقب الإِمام أبي حنيفة وصاحبيه: للحافظ شمس الدين أبي عبد الله الذهبي، تحقيق محمد زاهد الكوثري وأبي الوفاء الأفغاني، طبعة إحياء الحروف النعمانية- الهند، الطبعة الثالثة 1408هـ. 332 - مناقب الإِمام أحمد بن حنبل: لأبي الفرج بن الجوزي، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد الَمحسن التركي، طبعة مكتبة الخانجي- مصر. 333 - من اسمه عطاء من رواة الحديث: للإمام الطبراني، تحقيق إسماعيل السقا، طبعة عالم الكتب- الرياض، طبعة 1405 هـ. 334 - من كلام أبي زكريا يحيى بن معين: رواية الدقاق، تحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف، طبعة دار المأمون للتراث- دمشق. 335 - المنتخب من مسند عبد بن حميد: للحافظ عبد بن حميد الكسي، تحقيق أبي عبد الله العدوي شلباية، طبعة دار الأرقم- الكويت، الطبعة الأولى 1405 هـ.
336 - المنتقى لابن الجارود: لأبي محمد عبد الله بن الجارود النيسابوري، طبعة حديث أكاديمي- باكستان، الطبعة الأولى 1403 هـ. 337 - المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإِمام أحمد: لأبي اليمن مجير الدين العليمي، تحقيق محمد عبد الحميد، طبعة عالم الكتب- بيروت، الطبعة الثانية 1404 هـ. 338 - منهج النقد في علوم الحديث: للدكتور نور الدين عتر، طبعة دار الفكر- دمشق، الطبعة الثالثة 1401 هـ. 339 - المنهل الصافي: ليوسف بن تغري بردي، تحقيق محمد محمد أمين وعبد الفتاح عاشور. 340 - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: للحافظ نور الدين الهيثمي، تحقيق محمد عبد الرزاق حمزة، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت. 341 - المؤتلف والمختلف: لأبي الحسين علي بن عمر الدارقطني البغدادي، تحقيق الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر، طبعة دار الغرب الإسلامي- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 342 - الموضح لأوهام الجمع والتفريق: للخطيب البغدادي، تحقيق عبد الرحمن المعلمي، طبعة دار الفكر الإِسلامي، الطبعة الثانية 1405هـ. 343 - الموقظة في علم مصطلح الحديث: للحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، طبعة مكتبة المطبوعات الإِسلامية- حلب، الطبعة الأولى 1405 هـ. 344 - الموضوعات: لأبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي، تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان، طبعة المكتبة السلفية، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1386 هـ.
345 - موطأ الإِمام مالك: للإمام مالك بن أنس، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، طبعة دار إحياء الكتب العربية. 346 - موطأ الإِمام مالك: رواية يحيى بن يحيى الليثي، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 347 - موطأ مالك بن أنس: رواية ابن القاسم، تحقيق محمد بن علوي مالكي، طبعة دار الشرق- مكة، الطبعة الثانية 1408 هـ. 348 - موطأ الإِمام مالك (رواية محمد بن الحسين الشيباني): لأبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، طبعة دار القلم- بيروت. 349 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال للحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق علي محمد البجاوي، طبعة دار المعرفة- بيروت. 350 - ناسخ الحديث ومنسوخه: للحافظ عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، تحقيق سمير الزهيري، طبعة مكتبة المنار- الأردن، الطبعة الأولى 1408هـ. 351 - نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار: للحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، طبعة مكتبة المثنى- بغداد. 352 - نزهة الألباء في طبقات الأدباء: لأبي البركات الأنباري، تحقيق إبراهيم السامرائي، طبعة مكتبة المنار- الأردن، الطبعة الثالثة 1405هـ.
353 - نزهة النظر شرح لخبة الفكر: للحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، طبعة مؤسسة الخافقين- دمشق، طبعة 1400 هـ. 354 - نصب الراية: للحافظ جمال الدين أبي محمد الزيلعي، طبعة دار المأمون- القاهرة، الطبعة الأولى 1357 هـ. 355 - نظم المتناثر من الحديث المتواتر: لأبي الفيض الإدريسي الكتاني، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 356 - النهاية في غريب الحديث والأثر: للعلامة المبارك بن محمد ابن الأثير الجزري، تحقيق طاهر أحمد الزاوي، طبعة دار الباز- مكة المكرمة. 357 - نيل الأوطار: للعلامة محمد بن علي بن محمد الشوكاني، تحقيق طه عبد الرؤوف سعد ومصطفى الهواري، طبعة مكتبة المعارف- الرياض. 358 - هدية العارفين بأسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون: لإسماعيل باشا البغدادي، طبعة دار الفكر، 1402 هـ. 359 - هدي الساري مقدمة فتح الباري: للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق عبد العزيز بن عبد الله بن باز، طبعة المكتبة السلفية- مصر. 360 - الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع، تأليف عبد الفتاح عبد الغني القاضي، طبعة مكتبة الدار بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1404هـ.
361 - الوسائل في مسامرة الأوائل ويليه الأوائل: لجلال الدين السيوطي وللحافظ الطبراني، تحقيق أبي هاجر زغلول، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 362 - وفيات الأعيان: لأبي العباس شمس الدين بن خلكان، تحقيق إحسان عباس، طبعة دار صادر- بيروت. • • •
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني 773 - 852 هجرية تحقيق د. أم عبد الله هيا بنت حمود بن سعد البدراني تنسيق د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشَّثري المجلد الرابع 7 - 8 آخركتاب الصلاة- أول كتاب الجمعة (453 - 711) دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية 7 - 8
(ح) دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية / تحقيق هياء حمود سعد العرموش - الرياض. 759 ص؛ 17×24سم ردمك:1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 6 - 91 - 749 - 9960 (ج4) 1 - الحديث- مسانيد 2 - الحديث- تحريج 3 - الحديث-شرح 4 - الحديث-زوائد أ- العرموش، هياء حمود سعد (محقق) ب- العنوان 2616/ 18 ديوي 4، 237 رقم الايداع:2616/ 18 ردمك:1 - 68 - 749 - 99600 (مجموعة) 6 - 91 - 749 - 9960 (ج4) حقوق الطبع محفوظة للمنسّق الطبعة الأولى 1419هـ -1998م دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض- ص ب 42507 - الرمز البريدي11551 هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب:32594 - الرياض:11438 - تلفاكس:2660 - 421
المقدمة إنَّ الحَمدَ لِلَّه نحْمَدُه، ونَستَعِينُه، وَنَستَغفِرهُ، وَنَعُوذُ بالله مِنْ شرُورِ أنْفُسِنَا ومن سيئات أَعْمَالِنَا، مَن يَهدِه اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، وَأشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ (¬1). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} (¬2). {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (¬3). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًايُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (¬4). ¬
أما بعد: فلقد مَنَّ الله تعالى على هذه الأمة ببعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- هاديًا للبشرية ومعلمًا، فأتَمَّ الله به النعمة، وأكمل به الذين. قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (¬1). فبَلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح لهذه الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، -صلى الله عليه وسلم-، ومَكَثَ بين صحابته منذ بعثته إلى أن اختاره الله يعلمهم أمور دينهم بالقول، والفعل، والتقرير، والشمائل والصفات التي عزَّ لها النظير. والصحابة ينقلون سنته نقلًا حيًا دقيقًا واعيًا، حرصوا فيه على نقاء المصدر الثاني من مصادر التشريع الإِسلامي. ثم توالى نقل السنة، وشُرع في تدوينها الفعلي في نهاية المائة الأولى، وتتابعت الجهود في التدوين، وكثر في القرن الثاني والثالث فما بعد، حتى لم تنقضِ المائة الخامسة إلَّا وقد أُثبت الكثير بما نُقل من السنة. ولم يسلك في هذه المدونات مسلكًا واحدًا، بل كانت تتفاوت في الحجم، والشرط وطريقة التصنيف وهيئته تبعًا لِتَنَوُّع الأغراض. فكان التصنيف على طريقة: الجوامع، والسنن، والمسانيد، والأجزاء الحديثية، والفوائد، وا لأمالي، والمَشْيخات، والمعاجم، والأطراف، والمستدركات، والمستخرجات، وغيرها. وفي منتصف القرن الثامن تقريبًا، ظهر التصنيف على طريقة الزوائد. والمتأمل لنماذج بما صُنف على الطرق السابقة: يدرك كم عانى مصنفوها، وكم لاقوا من المشاق، وَتكبَّدُوا من المصاعب في سبيل إثبات ما فيها، وظهوره بالصورة التي استقر عليها، على تفاوت في ذلك. ¬
والطريقة الأخيرة، وهي التصنيف على الزوائد: خدمة جليلة لما صنف على الطرق المتقدمة: خاصة المسانيد، والمعاجم، والأمالي، وما شاكلها بما يصعب الكشف عن الحديث فيها، وقد لا يمكن إلاَّ بالاستقراء والتتبع الدقيق عن طريق قراءة الكتاب كله. - وعندما يتم استخراج الأحاديث الزوائد في كتاب أو مجموعة كتب، على كتاب أو مجموعة أخرى، لا سيما مع الإبقاء على الأسانيد فإِن الفائدة تعظم لأن في هذا إحياءً لأصولٍ هذه الكتب التي أُخذت منها الزوائد، وتيسير أمر البحث في عصر قلَّت فيه الهمم، وكثرت الشواغل، والصوارف عن المهمات والضروريات وعلى رأسها القرب من السنة النبوية والحياة معها، فاحتاج الناس إلى تقريبها منهم أكثر ليسهل عليهم أمر العثور على ما فيها من سنن، كما حَظِيَت بعض الكتب الأصول باهتمام المحققين والناشرين، فظهرت -ولله الحمد- منذ زمن طويل، وظل بعضها الآخر مبعثرًا بين المتاحف، والمكتبات. - وفي طور الغفلة والركود الذي انتاب المسلمين: انتقلت أفواج من مدونات وموسوعات السنة، واستقرت في العديد من المتاحف والمكتبات في بلاد الكفار والوثنيين، وأودعوها هناك في سباتٍ عميقٍ، وكانت بضاعة سهلة المَأخَذ آنذاك. ولم يقف الحال عند هذا، بل امتدت الأيدي العابثة من لصوص التراث الإِسلامي وأعداء الدَّين إلى بعضها فاهلكته، حتى صرنا نسمع به، ونقرأ عنه، ومنه في الكتب ولا نراه. وكان من جملة ما هلك، بعض المسانيد التي صنفت في القرون الأولى ومنها، مسند بقيّ بن مَخْلَد، ومحمد ابن أبي عمر العَدَني، والمسند الكبير لمُسَدّد، والمسند الكبير لأبي يَعلى المُوصلي ... وغيرها.
- ومن فضل الله علينا أن قَيّضَ لهذه المسانيد مَنْ خَدَمها واعتنى بها قبل اغتيالها، فقام بعض الحفاظ من شيوخ الإِسلام في القرن الثامن والتاسع وعرضوا هذه المسانيد على كتب السنة الستة أو بعضها وجَرَّدُوا زوائد هذه المسانيد عليها، وأضافوا إليها زوائد كتب أخرى، ورتبوها بحيث صارت سهلة المنال. لكن كتب الزوائد، ظلت زمنًا تنتظر من طلاب العلم دورها في الإِحياء والخدمة، إلى أن نشطت حركة التحقيق، والنشر، وبدأت جهود علماء المسلمين وطلاب العلم تتضافر لإِخراج هذه الكنوز الثمينة من تراث المسلمين، وكان للجامعات الإِسلامية دور كبير في هذه الحركة المباركة، ولكتب الزوائد منها نصيب. ولقد تَفَضل قسم السنة وعلومها بكلية أصول الذين بافتتاح أحد دواوين الزوائد، وهو كتاب "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية" للحافظ ابن حجر العسقلاني، وأتيحت فرصة التسجيل فيه لطلاب مرحلة الماجستير. أهميته: - ولأن هذا الكتاب قد طبعت منه النسخة المُجَرَّدة من الأسانيد قبل عدة سنوات (¬1) بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، فقد قارنت بينه وبين النسخة المسندة التي تقرر -من قسم السنة- بداية العمل بها، فألفيت الفرق كبيرًا، بل وجدت أبوابًا بكاملها قد سقطت من المجردة، أضف إلى أن الأسانيد فيها محذوفة أيضًا بما يجعل الوقوف على سند الحديث في بعض المرات شبه المتعذر، خاصةَ فيما فقد بكامله من المسانيد، في حين أن ظهور هذا الكتاب بالأسانيد فيه فائدة عظيمة في مجال النقد والدراية. ¬
- وإِضافةً إلى ما تَقَدَّم مِنْ أنَّ هذا العمل إحياء لأصول المسانيد التي استخرجت زوائدها، فإنَّ فيه أيضًا تيسيرًا للبحث، وتقريبًا لهذه الكتب مع المحافظة على هيكل الحديث سندًا ومتنًا، ليتمكن من قراءته، والاستخراج منه من لا يستطيع الاستفادة منه في صورته الأولى؛ لاسيما وأن بعضها لم يرتب على نسق معين كمسند الحارث ابن أبي أسامة. - وغالب كتب الزوائد يتم ترتيبها بحسب أبواب الفقه فتجمع بين الترتيب، واستخراج الزائد. - ويمكن عن طريق كتاب "المطالب" إعطاء تصور -وإن كان جزئيًا- عن نسبة الصحيح والحسن، والضعيف، في المسند الأصلي، والوقوف على طريقة صاحب المسند في سياق ألفاظ التحمل والأداء. - كما يمكن الاستفادة من أحكام الحافظ ابن حجر على بعض الأحاديث، وكلامه في الرواة والاستفادة من تبويبه الدقيق الجيد. - واحتواء هذا الكتاب على أحاديث زائدة بتمامها على الكتب الستة ومسند أحمد، وعلى زيادات هامة في المتون والأسانيد أحيانًا. أسباب اختياره: لِما تقدم من بيان جانب من أهمية هذا الكتاب، ولأن الاشتغال بالسنَّة النبوية رواية ودراية من خير ما تُصْرَف فيه الأوقات، وتُعَبَّأُ له الجهود والطاقات، ولرغبتي في التَدَرُّب على خدمة السنة تحت إشراف علمي، ولما للحافظ رحمه الله من مكانة بين علماء الحديث. لهذه الأسباب، ولغيرها، وبعد مشاورة لشيوخنا، استخرت الله تعالى، ومضيت قدمًا للمشاركة في تحقيق هذا السفر العظيم.
ولقد اتبعت في تحقيق الكتاب المنهج الآتي: اعتمدت في التحقيق على خمس نسخ خطية، هي نسخة المكتبة المحمودية ورمزت لها بـ"مح" ونسخة المكتبة السعيدية ورمزت لها ب "حس"، ونسخة المكتبة العمرية ورمزت لها بـ"عم"، ونسخة المكتبة السعودية ورمزت لها بـ"سد"، والنسخة التركية وإليها رمزت بـ"ك"، وكانت النسخة "مح" هي الأصل، لذا أثبت ما فيها في متن الكتاب، وقابلت باقي النسخ مع ما أثبت، وكان منهجي في المقابلة على النحو التالي: 1 - إذا وجدت مخالفة في إحدى النسخ الأخرى فإن رأيت أن ما في النسخة الأصل "مح"- هو الصواب أو أن الوجهين محتملان أثبت ما في الأصل وجعلت ما في النسخة أو النسخ الأخرى المخالفة في الحاشية. 2 - إذا وجدت الصواب في نسخة أخرى -غير الأصل "مح"- أثبت الصواب في صلب النص، وأشرت إلى ما في "مح" في الحاشية مع بيان وجه التصويب فيما أثبته. 3 - إذا اتفقت جميع النسخ مع "مح" على خطإ ظاهر أثبت الصواب في الأصل وأشرت في الحاشية إلى اتفاق النسخ على هذا الخطأ مع بيان وجه تخطئته ويظهر هذا في رجال الأسانيد. 4 - وقد يغلب على ظني أنه خطأ ولا أجزم بتخطئة ما جاء في النسخ فأثبت ما فيها في النص وأُنبِّه على ما أراه صوابًا. 5 - اعتبرت ما وقفت عليه من أصول المسانيد أو زوائدها المفردة المسندة بمثابة نسخ أخرى أثبت فروقها في الغالب. 6 - توجد في "عم- حس" بياضات، في عناوين الكتب والأبواب فتختفي كلها أو بعضها، وكذا صيغة التحمل بين صاحب المسند وشيخه؛ لأنها كتبت بلون باهت فلم تظهر في التصوير، لذا قابلت ما ظهر منها، وتركت التنبيه
على ما اختفى لكثرته كيلا أثقل الحواشي، واكتفيت بالتنبيه عليه هنا. 7 - أثبت جميع الفروق في الحاشية إلَّا ما لا تدعو الحاجة إلى إثباته كأن يأتي في بعضها (حدثنا)، وفي بعضها (ثنا) أو (نا)، لأن هذين الرمزين اختصار لـ (حدثنا)، ومثله (أخبرنا) إذا جاءت في بعضها (أنا). كما أهملت التنبيه على الفروق في ألفاظ الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، وألفاظ الترضي عن الصحابة. فيحدث أن يوجد في بعضها (صلى الله عليه وآله وسلَّم)، وفي بعضها (صلى الله عليه وسلم) وفي بعضها تختفي تمامًا، وألفاظ الترضي تظهر في بعض النسخ وتختفي تمامًا في بعضها، وقد تطلق في بعضها على التابعين، لذا أثبته للصحابة بقولي (رضي الله عنه)، وأثبت في الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، وربما فاتني استدراك القليل منها في أول الرسالة. 8 - عند وقوع تقديم وتأخير في النسخة "ك"، فإن ترتب عليه تركيب متن حديث متأخر على إسناد حديث متقدم فإني أشير إلى ذلك، وكذا إذا لم يكن التقديم والتأخير في الباب كثيرًا، أما إذا كثر فإني أترك التنبيه عليه، ومثله حذف كلمة (قال) من هذه النسخة عند إنتهاء السند وبداية المتن تركت التنبيه عليه لكثرة تكرره. 9 - اتبعت في كتابة النص: الرسم الإملائي الحديث، ولو كان مخالفًا لما جاء في إحدى النسخ أو فيها جميعًا، وكذا لو كتب فيها على وجه غير صحيح إملائيًا، ولا أشير إلى الأول أبدًا، ولا الأخير في الغالب. 10 - بينت مواضع الآيات من سورها، بذكر اسم السورة، ورقم الآية منها. 11 - عند وجود سقط في "مح" أضيفه وأجعله بين قوسين كبيرين، وعند وجود سقط في غيرها أكتفي بوضعه بين نجمتين (* ... *) وأشير في الحاشية إلى أن ما بينهما ساقط من النسخة كذا.
12 - خرجت الأحاديث بعزوها إلى الموجود من المساند التي أخذت منها الزوائد أو بعزوها إلى بقية المصادر التي تلتقي أسانيدها مع أسانيد الحديث في الكتاب التقاءً كليًا أو جزئيًا، ولو في الصحابي، مع المقارنة بين الروايات. 13 - إن كان المصدر الذي خرجت الحديث منه مطبوعًا أشرت إلى الجزء إن كان متعدد الأجزاء، ثم الصفحة، ثم رقم الحديث إن وجد، وأثبت اسم الباب في الغالب لقناعتي بأهمية إثباته خاصةً في كتب الأئمة الذين برعوا في الفقه والاستنباط كالبخاري، ومالك، ثم محمد بن نصر وغيرهم، أو شيوخ الزوائد: الهيثمي، والبوصيري؛ ليتمكن القارئ من الوقوف على وجهة كل واحد منهما في الاستنباط، ويقارنها بوجهة ابن حجر. وإن كان المصدر الذي خرجت منه مخطوطًا أشرت إلى رقم الجزء إن وجد ورقم الصفحة، أو الورقة ووجهها. 14 - راعيت في التخريج التوسع والاستقصاء ما أمكن، خاصةً عندما يكون الحديث من باب الأذكار لأجمع الألفاظ الزائدة أوالمختلفة، لأن الأذكار توقيفية لابد فيها من الدقة والشمول، أوأن يكون حديث الباب ضعيفًا، فيحتاج إلى ما يعضده، أو حسنًا لذاته فأخرج من متابعاته، وشواهده، ما يرتقي به إلى الصحيح لغيره. وإذا كان الحديث أو الأثر صحيحًا لذاته، أو متواترًا، أو مرويًا، في الصحيحين فإني لا أتوسع في تخريجه. 15 - ثم أبين درجة الإسناد الذي قمت بدراسة رواته فأحكم عليه بناء على نتيجة دراستهم، بعد النظر في اتصاله وانقطاعه سواء كان الانقطاع ظاهرًا أو خفيًا وذلك بمراجعة كتب المدلسين، والمختلطين، والمراسيل، والعلل، وحكمي هنا إنما هو على الإِسناد الذي درسته بغض النظر عن كون الحديث قد صح من طرق أخرى.
16 - ثم أنظر في متنه من حيث الشذوذ والنكارة أو عدمها، وأنظر في إمكانية تقوِّيه إن كان ضعيفًا، أو بلوغه مرتبة الصحيح لغيره إن كان حسنًا لذاته عن طريق ما تقدم في تخريجه من المتابعات، فإن كان غير ممكن إما لعدم وجودها أو لكون مدارها كلها على نقطة واحدة هي سبب الضعف سقت من شواهده ما يتقوى به ثم أشرت بعد ذلك إلى ما انتهيت إليه في درجته، مع الحرص فيما سبق على الاستفادة من أحكام العلماء على الحديث. 17 - أشرت إلى نهاية كل ورقة من النسخ الأربع في الهامش الأيسر مع بيان وجه الورقة من "مح"، "سد"ورقم الصفحة من "عم"، "سد"، وأهملته في "ك" لعدم انضباط ترتيبها. 18 - اعتمدت في العزو لكتاب البوصيري على الموجود من المسندة، أما بقية أحاديث السهو، وأبواب التطوع، والجمعة، فإنها مفقودة من المسندة لذا خرجتها من المجردة، وقد أعزو للمجردة في غيرها أحيانًا. 19 - خرجت الروايات التي أشارالحافظ إلى من أخرجها دون أن يوردها أو أشار إلى من رواها من الصحابة، دون أن يعزوها إلى شيء من الكتب. 20 - ضبطت في النص ما رأيت أنه يحتاج إلى ضبط. 21 - أثناء عملي كنت في العزو أختصر بعض أسماء الكتب، أشير هنا إلى بعضها والباقي يطالع في فهرس المصادر: - الإتحاف = أعني به إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، للبوصيري. - الإرواء = إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، للألباني. - الأسد، أو أسد الغابة = أسد الغابة في معرفة الصحابة، لابن الأثير.
- الإصابة = الإصابة في تمييز الصحابة، للحافظ ابن حجر. - البغية = بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، للحافظ الهيثمي. - التبصير = تبصير المنتبه بتحرير المشتبه، للحافظ ابن حجر. - التحفة = تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، للحافظ المزي. - التعجيل = تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة، للحافظ ابن حجر. - التقريب = تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر. - التلخيص = التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، للحافظ ابن حجر. وإذا كان مع المستدرك عنيت به تلخيص الذهبي للمستدرك. - الجامع العلائي = جامع التحصيل لأحكام المراسيل، للحافظ العلائي. - الحلية = حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم الأصبهاني. - الزاد = زاد المعاد في هدي خير العباد، للإمام ابن القيم. - السير = سير أعلام النبلاء، للحافظ الذهبي. - الشعب = الجامع لشعب الإِيمان، للبيهقي. - الصحيحة = سلسلة الأحاديث الصحيحة، لفضيلة الشيخ الألباني. - الضعيفة = سلسلة الأحاديث الضعيفة، له أيضًا. - العلل الكبير = ترتيب أبي طالب المكي لعلل الترمذي الكبير. - الفائق = الفائق في غريب الحديث، للزمخشري. - الفتح = فتح الباري بشرح صحيح البخاري، للحافظ ابن حجر. - الكاشف = الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، للحافظ الذهبي. - الكشف، للسندهي = كشف الأستار عن رجال معاني الآثار.
- اللسان = إن كان في اللغويات: عنيت به لسان العرب، لابن منظور. وإن كان في التراجم: عنيت به لسان الميزان، للحافظ ابن حجر. - المجتبى = السنن الصغرى، للنسائي. - المراسيل = أعني مراسيل ابن أبي حاتم الرازي. - المستدرك = أعني المستدرك على الصحيحين، للحاكم النيسابوري. - المعرفة = إن كان في تراجم الصحابة أو منسوبًا لأبي نعيم: عنيت به معرفة الصحابة له. وإن كان في التخريج والتراجم- ويكون غالبًا منسوبًا للبيهقي- عنيت به معرفة السنن والآثار له. - المغني = إن كان في التراجم: عنيت به كتاب المغني في الضعفاء، للحافظ الذهبي. وإن كان في ضبط الأسماء: عنيت به المغني في ضبط الأسماء، للفتني الهندي. وإن كان في الأحكام والفوائد: عنيت به المغني في الفقه، لابن قدامة المقدسي. - المقتنى = المقتنى في سرد الكنى، للحافظ الذهبي - المنتقى = المنتقى من أخبار المصطفى، لمجد الدين ابن تيمية. - المنحة = منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي، للبنا. - الموضح = موضح أوهام الجمع والتفريق، للخطيب البغدادي. - الميزان = ميزان الاعتدال في نقد الرجال، للحافظ الذهبي. - النصب = نصب الراية = نصب الراية لتخريج أحاديث الهداية، للحافظ الزيلعي. - وحيثما أطلقت العزو إلى تهذيب الكمال عنيت به المخطوط، فإن عزوت للمطبوع وضحت في الغالب، أو أشرت إلى رقم الترجمة فيتبين أنه المحقق.
- وحيثما أطلقت كلمة الحافظ فإني أعني الحافظ ابن حجر في غير جحود وتقليل من شأن الأئمة والحفاظ الآخرين كالحافظ الذهبي مثلًا، لكني هنا بصدد تحقيق كتابه وعليه فيكثر الكلام عنه دون غيره لذا آثرت الاختصار والتنبيه هنا. * * * وبعد: فإن كتاب "المطالب العالية" من خير ما خلفه الحافظ رحمه الله ومن أولى الكتب بالعناية والدراسة. ولقد -والله- بذلت ما في وسعي، وهو جهد المقل، وحاولت جاهدة تخطي ما يعترضني من عقبات لتقديمه في المدة المحددة. فأشكر الله تعالى، وأحمده على تيسيره، وعونه، وأسأله أن يرزقنا صلاح النية، وسلامة القصد، والسَّدَاد في القول والعمل. ثم أشكر جامعة الإِمام ممثلة في إدارتها وفي عمادة كلية أصول الدين، وقسم السنة وعلومها، على ما أتاحته لي من فرصة مواصلة طلب علم الحديث الشريف. كما أشكر شيخنا الفاضل المشرف على تحقيق هذا الكتاب: الدكتور محمود بن أحمد ميرة على تفضله بقبول الإِشراف، ولقد استفدت كثيرًا من خبرته، وتوجيهاته، وأمدني بكثير مما احتجته من المصادر المطبوعة والمخطوطة، فله من التقدير أوفره، ومن الشكر أجزله، وجزاه الله عني خير الجزاء. وكذلك أتقدم بالشكر الجزيل، والدعوات الصادقة، بأن يجزي الله خيرًا كل من أعانني: بتوجيه أو مشورة، أو تصوير، أو إعارة، أو شراء لما احتجته من مصادر أو مراجع، ولولا ما أتوقعه من عدم رغبتهم في ذكر أسمائهم لنوهت ببعضها.
وأخيرًا: فما أنا إلَّا طالبة علم، وفي بداية الطريق، وإني إذ أقدَّم عملي هذا لأعترف مسبقًا بالتقصير، ولا أدعي الكمال، ولا أزعم الإِجادة، فالإِنسان جُبِلَ على التقصير والنقص الملازم؛ والكمال لله وحده، والعصمة لأنبيائه، ورسله، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده وبتوفيقه وعونه، وما كان فيه من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان. وحسبي أني بذلت ما في وسعي، ويعلم الله أني ما ادخرت عن هذا البحث شيئًا أستطيعه في حاضري. ولولا أني أعلم يقينًا أن بحثي هذا سيَطَّلِع عليه من هو أعلم مني، ويرشدني إلى الصواب فيما أخطأت فيه لَمَا كتبته، فرحم الله من أهدى إليّ عيوبي، وساهم في النقد البَنَّاء. وأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، أن يوفقني وإخواني وأخواتي المسلمين والمسلمات لما يحبه ويرضاه، وأن يكرمنا بطاعته، ويحسن عاقبتنا في الأمور كلها. وأن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه، وينفع به من كتبه، ومن قرأه، ويجعله في ميزان حسناتي، إن ربي قريب مجيب. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وكتبت د. أم عبد الله هيا بنت حمود بن سعد البدراني الرياض
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ أحمد بن حجر العسقلاني 773 - 852 هجرية تحقيق د. أم عبد الله هيا بنت حمود بن سعد البدراني تنسيق د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري المجلد الرابع 7 - 8 آخركتاب الصلاة - أول كتاب الجمعة (453 - 711)
3 - باب متى يكبر التكبيرة الأولى
[بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ] 3 - بَابُ مَتَى يُكَبِّرُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى 453 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الرَّجُلِ (¬1) يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ، وَالْقَوْمُ رُكُوعٌ يُكَبِّر؟ قَالَ: لَا، حَتَّى تأخُذ مَقَامَكَ فِي الصَّفِّ. * صَحِيحٌ (¬2) موقوف (¬3). ¬
453 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 256): باب من كره أن يركع دون الصف: قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عجلان به بنحوه. وكذا أخرجه في الباب نفسه من طريق أبي خالد الأحمر عن محمد بن عجلان به بنحوه. إلا أنه لم يذكر التكبير بل ذكر الركوع فقط. وأبو خالد الأحمر، صدوق يخطئ. (التقريب: 250).=
= وكذا رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 396): باب من صلى خلف الصف وحده، فقال: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا المقدمي، قال: حدثني عمر بن علي، قال: ثنا ابن عجلان به لكن رفعه، وذكره بنحوه بلفظ الركوع دون التكبير. وقد حسن الحافظ ابن حجر إسناده في فتح الباري. انظر (2/ 269). وفيه عمر بن علي المقدمي: جعله الحافظ نفسه في الرابعة من المدلسين، وأهلها اتفق على أنه لا يقبل حديثهم ما لم يصرحوا بالسّماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل. وقال أيضًا: ثقة مشهور، كان شديد الغلو في التدليس. وانظر تعريف أهل التقديس (ص 123:130)، وطبقات ابن سعد (7/ 291). قال الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 408: 977) معلقًا على هذا الطريق: (... قلت: وأنا أخشى أن يكون دلس في هذا الحديث عن بعض الضعفاء، حيث زاد الرفع، والمعروف أنه موقوف). اهـ. لكن زيادة الرفع ليست تدليسًا بل التدليس حذف للراوي لضعفه أو لغير الضعف كصغر سنه ونحو ذلك. فالصواب أن يقول: إن هذا من وهم الثقة يرفع ما وقفه الأوثق منه. كيف وقد صرح بالتحديث في حديث الباب. وحديث الباب بطريق ابن أبي شيبة الذي تقدم، ذكره الألباني ورجح وقفه - لكن يرى أن متنه لا يعمل به لوجود ما يعارضه وسيأتي بيان هذا إن شاء الله-. وذكره البوصيري في إتحاف السادة المهرة (ق 202/ ب): باب فيمن أدرك القوم ركوعًا، وقال: رواه مسدد، ورجاله ثقات. اهـ من المسندة، وفي المجردة أضاف قوله: موقوف. انظر (ق 77/ ب).=
= الحكم عليه: الحديث من طريق مسدد حسن لذاته لحال محمد بن عجلان وله شاهد من حديث أبي بكرة أنه جاء ورسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَاكِعٌ فَرَكَعَ دُونَ الصف ثم مشى إلى الصف فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاته قال: أيكم الذي ركع دون الصف ثم مشى إلى الصف؟ فقال أبو بكرة: أنا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: زادك الله حرصًا، ولا تعد. أخرجه أبو داود، انظر سننه مع عون المعبود (2/ 379: 670): باب الرجل يركع دون الصف. قال الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 60: 230) بعد أن ذكره: قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم، وأصله في صحيح البخاري. اهـ. قلت: وإنما اخترت إيراده عند أبي داود لأنه أطول، وإلا فقد أخرجه البخاري مختصرًا، انظر صحيحه مع الفتح (2/ 267: 783)، وأخرجه غيره أيضًا. ووجه إيرادي له هنا شاهدًا: أنه لا يتأتى الركوع دون الصف إلا بتكبير، ولما أنكر عليه -صلى الله عليه وسلم- إنكارًا عامًا بقوله: "ولا تَعُد" كان إنكارًا للتكبير أيضًا. وحديث أبي بكرة وإن كان عند البخاري في صحيحه احتجاجًا: إلا أن الدارقطني قد أعله: لأن مداره على الحسن عن أبي بكرة، ويرى الدارقطني رحمه الله أن الحسن لم يسمع من أبي بكرة، وحجته في ذلك أنه روى أحاديث عن الأحنف بن قيس عن أبي بكرة. لكن رد ذلك من وجهين، فقد: 1 - أجاب ابن الملقن في البدر المنير حديث (35/ ق) وذلك بعد أن ساق إعلال الدارقطني له فقال: (وذلك لا يمنع من سماعه منه ما أخرجه البخاري). وقال -قبل ذلك بقليل-: (... لكن البخاري لا يكتفي بإمكان اللقاء فلا بد أن يكون ثبت عنده سماعه منه). اهـ.=
= 2 - وأقوى منه ما قال الحافظ في الفتح (2/ 268): فقال: (ورد هذا الإِعلال برواية سعيد بن أبي عروبة عن الأعلم قال: (حدثني الحسن أن أبا بكرة حدثه) أخرجه أبو داود والنسائي. اهـ. وعلى ما تقدم فالراجح في حديث مسدد الوقف. وبشاهده يرتقي إلى الصحيح لغيره فهو كما وصفه الحافظ رحمه الله. والأصل في الإِطلاق هو التصحيح الذاتي. لكن تدل القرائن هنا على تصحيح الحديث لغيره لحال بعض رواته.
454 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ حذيفة رضي الله عنه: (أنه دخل والشعبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَاكِعٌ، فَرَكَعَ دُونَ الصَّفِّ، فَذَكَرُوا صنيعَه لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَحْسَنَ حُذَيْفَةُ، وأَجْمَلَ" * هَذَا إِسناد واهٍ جدًا.
1454 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في إتحاف السادة المهرة: باب فيمن أدرك القوم ركوعًا: (ق 77/ ب). ثم قال: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بسند ضعيف لضعف جويبر بن سعيد البلخي. اهـ. قلت: وفيه يوسف بن خالد أيضًا، وحاله كما عرفت. وهذا الباب وأحاديثه ليس في المطبوع من المطالب. وفي معناه آثار عن بعض الصحابة رضي الله عنهم منها: ما أخرجه البيهقي بسنده إلى سهل بن حنيف أنه قال: "دخل زيد بن ثابت المسجد فوجد الناس ركوعًا فركع ثم دب حتى وصل الصف". انظر السنن الكبرى (2/ 90): باب من ركع دون الصف. وفي ذلك دليل على إدراك الركعة، ولولا ذلك لما تكلفوه. وهو عند مالك في الموطأ. انظر (حس 115: 393): باب ما يفعل من جاء، والإِمام راكع. وعند مالك في الباب نفسه برقم (394) عن ابن مسعود بلاغًا، هـ إِسناده منقطع. وإسناد البيهقي صححه الألباني، انظر السلسلة الصحيحة (1/ رقم 229). وعند البيهقي في الكبرى (2/ 90): روى بسنده إلى مكحول عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث بن هشام "أن أبا بكر الصديق، وزيد بن ثابت: دخلا المسجد، والإِمام راكع: فركعا، ثم دبا، وهما راكعان حتى لحقا في الصف".=
= وفيه عنعنة مكحول الشامي وهو في الثالثة من المدلسين لا يقبل تدليسه ما لم يصرح، وقال الحافظ في التقريب (حس 545: رقم 6875): مكحول الشامي أبو عبد الله، ثقة فقيه كثير الإِرسال مشهور. اهـ. وما أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف: (1/ 255): باب في الرجل يدخل والقوم ركوع: فيركع قبل أن يصل الصف: قال: نا أبو الأحوص، عن منصور، عن زيد بن وهب قال: "خرجت مع عبد الله من داره إلى المسجد: فلما توسطنا المسجد ركع الإِمام، فكبر عبد الله ثم ركع، وركعت معه، ثم مشينا راكعين: حتى انتهينا إلى الصف، حتى رفع القوم رؤوسهم، قال: فلما قضى الإِمام الصلاة قمت أنا: وأنا أرى لم أدرك، فأخذ بيدي عبد الله فأجلسني وقال: إنك قد أدركت". وكذا أخرجه البيهقي بسنده إلى أبي الأحوص به (2/ 90 - 91): الباب السابق. وقد صحح الألباني هذا الإسناد. انظر تعليقه على الحديث (229) من الصحيحة. قال البيهقي: وروينا فيه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. اهـ.
الحكم عليه: إِسناده كما وصفه الحافظ واهٍ جدًا لحال يوسف بن خالد، وجويبر ابن سعيد. ومعنى الركوع قبل الدخول في الصف قد ثبت بالآثار التي تقدمت، ولم أقف عليه مرفوعًا من طريق يثبت.
456 - وقال أبو بكر: حدثنا أبو أسامة، عن أَبِي فَرْوَةَ: يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، ثنا أَبُو (¬1) عُبَيْدٍ الْحَاجِبُ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "إِنَّ لِكُلِّ شيءٍ أُنْفَةً، وَإِنَّ أُنْفَةَ الصَّلَاةِ: التَّكْبِيرَةُ الْأُولَى، فَحَافِظُوا عَلَيْهَا". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَحَدَّثْتُ بِهِ رَجَاءَ بْنَ حَيْوَةَ، فَقَالَ: (حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عنهما (¬2)). * إِسناده حسن. ¬
456 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 306) بمثله. وأخرجه أيضًا في المصنف (1/ 230): قال: نا ابن فضيل، ووكيع: عن مسعر، عن عثمان الثقفي، عن سالرقال: قال أبو الدرداء: "لكل شيء شعار، وشعار الصلاة التكبير". وهذا المتابع: أتى بلفظ الشعار، وفيه عموم التكبير، ولم تخص فيه التكبيرة الأولى. وهو أيضًا: منقطع، فإن سالمًا: هو ابن أبي الجعد: رافع الأشجعي: ثقة لكنه لم يدرك أبا الدرداء كما نقله ابن أبي حاتم عن أبيه في المراسيل (حس 71). وأخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 177): قال: حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبيد بن غنام، قال: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ مثله. ثم قال: غريب من حديث رجاء: لم يروه عنه إلا أبو فروة، عن أبي عبيد. اهـ. والبيهقي في شعب الإِيمان (1/ ق 208/ ب: ش 21) قال: أخبرنا أبو الحسن المقري، أنا الحسن بن محمد بن أسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا حماد أبو أسامة، حدثنا أبو فروة به مثله.=
= والبزار في مسنده" انظر: كشف الأستار (1/ 252)، وزوائد البزار للحافظ ابن حجر (2/ 886: 367): قال البزار: حدثنا إبراهيم، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا حماد بن أسامة به بلفظه ثم قال: (لا نعلمه يروى مرفوعًا إلا بهذا الإِسناد، وقد روي بعض كلامه بغير لفظه ...) إلخ. اهـ. وسيأتي بيان هذه الرواية عند الكلام على الشواهد. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 190/ ب)، وفي المجردة (ق 72/ ب): باب تكبيرة الإِحرام وصفة رفع اليدين: مثله، ثم قال: هذا إِسناد حسن، وساق كلام البزار السابق. وكذا ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 103)، وقال بعد أن ساقه: (رواه البزار والطبراني في الكبير بنحوه موقوفًا، وفيه رجل لم بسم). اهـ. وقد نقل الشيخ الأعظمي كلام الهيثمي السابق -في تحقيقه كشف الأستار- ثم قال: (قلت: لكن تابعته أم الدرداء في الطريق التي بعده). اهـ. قلت: لكن في الحديث علة أخرى، وهي: ضعف يزيد بن سنان، والطرق التي تقدمت كلها مدارها عليه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لحال يزيد. لكن يشهد لمعناه: ما أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد، والبزار، وصححه الحاكم، وذكره البيهقي في المعرفة: عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم". قال المباركفوري في التحفة عند شرحه لقوله -صلى الله عليه وسلم- "وتحريمها التكبير" (1/ 38): (قال المظهري: سمي الدخول في الصلاة تحريمًا لأنه يحرم الأكل والشرب، وغيرهما على المصلي، فلا يجوز الدخول في الصلاة إلا بالتكبير مقارنًا به النية). اهـ.=
= وقال في (2/ 40): (الحق في هذا الباب: هو ما ذهب إليه الجمهور من أن تحريم الصلاة التكبير، ولا يكون الرجل داخلًا في الصلاة إلا بالتكبير كما عر فت ..). اهـ. وإلى هذا المعنى يشير تبويب البيهقي في المعرفة (1/ ق 156/ ب): قال: (النية في الصلاة، وما يدخل به فيها من التكبير): فقرنها بالنية التي لا بد من استصحابها ابتداءً. فالتكبيرة الأولى: إنما هي لبدء الدخول في الصلاة. ومعنى أنفة الشيء ابتداؤه، فلا تنعقد صلاته أصلًا إلا بالتكبير كما يدل عليه الحديثان. فحديث الباب بشاهده حسن لغيره. وعندما أخرج البزار حديث أبي الدرداء قال: (لا نعلمه يروى مرفوعًا إلا بهذا الإسناد، وقد روي بعض كلامه بغير لفظه: سمعت عمرو بن علي يقول: سمعت الحسن بن السكن يحدث عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "الكل شيء صَفْوة، وصفوة الصلاة التكبيرة الأولى". اهـ). وفي سنده الحسن بن السكن لم يتابع عليه، ولا يعرف إلا به كما قال العقيلي، واثظر الضعفاء له (1/ 244: 291). ومن طريق الحسن: أخرجه الذهبي في الميزان: انظر: (1/ 493: 1854)، والبيهقي في الشعب (1/ ق 208/ ب/ ش) (21). وكذا روى متنه أبو نعيم في الحلية (5/ 67): من حديث عبد الله بن أبي أوفى، وفيه الحسن بن عمارة: قال فيه الحافظ في التقريب (162: 1264): الحسن بن عمارة البجلي: مولاهم، أبو محمد الكوفي، قاضي بغداد، متروك). اهـ. فإسناده ضعيف جدًا.
457 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: (بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَانَ يَقُولُ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: مِنْ هَمزِهِ، ونَفْثِهِ، ونَفْخِهِ. قِيلَ: مَا هَمْزُه؟ قَالَ: هَمْزُه: المُوْتَة (¬1) الَّتِي تَأْخُذُ بَنِي آدم، ونَفْثُه: الشِّعر، ونَفْخُه: الكِبْر"). ¬
457 - تخريجه: أخرجه أبو داود في المراسيل: باب في الاستفتاح (ق 4/ ب)، قال: حدثنا أبو كامل، أن خالد بن الحارث حدثهم، ثنا عمران بن مسلم: أبو بكر عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: كان إذا قام من الليل يريد أن يتهجد: قال قبل أن يكبر: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا: أعرذ بالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ، وَنَفْخِهِ، قال: ثم يقول: الله أكبر، ورفع عمران يديه يحكي. اهـ. هكذا دون تفسير الألفاظ. وأخرجه مرسلًا أيضًا: ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد وقيام الليل (ق 188/ ب) قال: حدثنا علي بن الجعد، ثنا علي بن علي الرفاعي، عن الحسن به مرفوعًا نحوه وفيه أن ذلك في قيام الليل. وأخرجه في السنن (4/ 513): مع بذل المجهود: باب من رأى الاستفتاح بسبحانك: قال: حدثنا عبد السلام بن مطهر، نا جعفر بن سليمان، عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إذا قام من الليل كبر، ثم يقول:"سبحانك الله وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، ثم يقول: لا إله إلا الله -ثلاثًا-، ثم يقول: الله أكبر كبيرًا -ثلاثًا-: أعرذ بالله السميع العلم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه" ثم يقرأ).=
= قال أبو داود: (وهذا الحديث يقولون: هو عن علي بن علي، عن الحسن مرسلًا: الوهم من جعفر). اهـ. قال السهارنفوري: (أي وهم جعفر بن سليمان فرفعه موصولًا). اهـ. قلت: هو جعفر بن سليمان الضُّبَعي: أبو سلمان البصري، قال فيه الحافظ في التقريب (140: 942): صدوق زاهد: لكنه كان يتشيع. اهـ. وقد ضعفه بعضهم بسبب تشيعه، لكن دافع عنه القاضي ابن شاهين، انظر رسالته في "المختلف فيهما": في نهاية تاريخ جرجان (حس 553): ورد تضعيفه بسبب التشيع لأنه لم يكن داعية، وفي حديثه قال (حس 554): (وما رأيت من طعن في حديثه إلا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي). اهـ. وفي سؤالات محمد بن عثمان لعلي بن المديني: (53: 14)، قال علي: (ثقة عندنا، وقد كان يحيى بن سعيد: لا يروى عنه). اهـ. وذكره ابن الملقن في البدر المنير انظر (1/ ق 9/ ب): الحديث الثاني والعشرون: من طرق ثم قال: (رواه الأئمة أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وربما يزيد بعضهم على بعض). وحول طريق أبي سعيد الخدري قال: (قال الترمذي: هذا الحديث: أشهر حديث في هذا الباب، وقد تكلم في إِسناده: كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي الرفاعي، -يعني المذكور في إِسناده-، وقال أحمد: هذا الحديث لا يصح، قلت: فلم أخرجته في مسندك، وشرطك فيه الصحة كما رواه عنك الحافظ أبو موسى المديني، وقد سألك حرب الكرماني عن علي بن علي فقلت: لم يكن به بأس، وسيأتي عنه أنه صالح أيضًا ... إلخ). اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 192/ ب): مثله، وقال: (هذا حديث مرسل لكن له شواهد فمنها: ما رواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث أبي سعيد الخدري ... إلخ).=
= ومن طريق أبي داود: أخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 35): باب التعوذ بعد الافتتاح: قال: وأخبرنا أبو علي الروذباري، أنبأ أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود به نحوه باختصار يسير. وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 50): قال: ثنا محمد بن الحسن بن أنس، ثنا جعفر -يعني ابن سليمان- به بزيادة يسيرة في وسطه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 265): بعد أن ذكره: (رواه أحمد ورجاله ثقات). اهـ. وذكر نحوه من حديث أبي أمامة الباهلي: إلا أنه قال: (وشَرَكِه) بدلًا من: ونَفَثِه، ثم قال: رواه أحمد، وفيه من لم يسم. وأخرجه الترمذي في جامعه (1/ 9: 242): باب ما يقول عند افتتاح الصلاة: قال: حدثنا محمد بن موسى البصري، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي به نحوه. ومن طريقه: أخرجه ابن الجرزي في التحقيق (1/ 286: 484): قال: أخبرنا عبد الملك، قال: أنبأنا الأزدي، والغورجي، قالا: أنبأنا ابن الجراح، قال: حدثنا المحبوبي، قال: حدثنا الترمذي به نحوه. قال ابن عبد الهادي في التنقيح (1/ 286): (وقد رواه أبو داود من حديث جعفر بن سليمان مرفوعًا: قال ابن دقيق العيد: وقد أعل، وقد روته عائشة مرفوعًا).اهـ. قلت: هذه الطرق، وإن كان مدارها على جعفر بن سليمان فإنه صدوق يتشيع، وليس ضعيفًا، على أنه لم يتفرد بالرفع: بل روي الحديث مرفوعًا: من غير طريقه، عن غير أبي سعيد الخدري. فقد أخرجه ابن ماجه (1/ 265: 807): من السنن: باب الاستعاذة في الصلاة: قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ،=
= عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- حين دخل في الصلاة قال: "الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا" -ثلاثًا- "الحمد لله كثيرًا، الحمد لله كثيرًا" -ثلاثًا- "سبحان الله بكرةٌ وأصيلًا" -ثلاث مرات-. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، من همزه، ونفخه، ونفثه". قال عمرو: همزه المُوْتَة، ونَفثه الشِّعر، ونَفْخه الكِبْر. اهـ. وفيه عاصم بنعمير العنزي، قال الحافظ في التقريب (حس 286/ 3074): مقبول. اهـ. وقال الألباني في الإرواء عند كلامه على الحديث رقم (242)، (حس 55): قال الحاكم: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي. قلت: وفي ذلك نظر فإن عاصمًا هذا العنزي لم يوثقه أحد، اللهم إلا ابن حبان: فإنه أورده في الثقات 2/ 222، وساق له هذا الحديث). اهـ. ثم ذكر الألباني هذا الحديث وأررد له شاهدًا آخر لكن فيه من لا يُعْرَف، ثم قال: (ولكنه على كل حال هو شاهد جيد للأحاديث الآتية). اهـ. يقصد حديث ابن مسعود وغيره. وذكر ولي الدين أبو زرعة في المستفاد (حس 25) أن هذا المبهم هو عاصم العنزي واستدل برواية أبي داود وابن ماجه للحديث بتسمية عاصم العنزي عن ابن جبير، وأن ابن جبير اسمه نافع، فإن صح كلونه عاصمًا صارا طريقًا واحدًا. ورواه ابن حبان في صحيحه: انظر موارد الظمآن (123/ 443): باب فيما يستفتح الصلاة من التكبير وغيره، والإحسان (3/ 135: 1777): قال ابن حبان: أخبرنا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بن مهدي، حدثنا شعبة، عن عاصم العنبري (*)، عن ابن جبير بن مطعم به مثله.= ¬
= ورواه ابن حزم في المحلى (3/ 248): باب ما ورد في الاستعاذة في الصلاة: قال: حدثنا محمد بن سعيد بن نبات، ثنا أحمد بن عون الله، ثنا قاسم بن أصبغ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عن عاصم العنزي به دون تفسير الألفاظ. وكذا رواه البيهقي في السنن (2/ 35): من حديث جبير بن مطعم بلفظ مقارب جدًا لرواية الحسن: التي أخرجها مسدد- ويعتبر أقرب الألفاظ السابقة كلها. ولم أذكره في أول التخريج مع أنه الأقرب لفظًا وذلك لأني بدأت برواية أبي سعيد فهي مرتبطة كما هو واضح برواية الحسن من حيث السند فأوردها أبو داود وأورد بعدها مرسل الحسن وأجاب عنه، وهذه الرواية قريبة من مرسل الحسن من حيث المتن. ومن حديث جبير بن مطعم أخرجه أبو داود الطيالسي في مسند جبير (حس 128) قال: حدثنا شعبة به بنحوه بدون تفسير الألفاظ. وابن أبي الدنيا في (التهجد وقيام الليل) (ق 188/ ب) قال: ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة به نحوه. والإمام أحمد في المسند (4/ 83)، فقد أورده بسنده إلى عمرو بن مرة عن عَبَّاد بن عاصم عن نافع بن جبير به بنحوه، وفيه تفسير حصين للألفاظ فالحديث هنا: هو إبدال عبَّاد بن عاصم بدل من عاصم العنزي، وعباد لم أجد له ترجمة. وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 238): باب ما يجزئ من افتتاح الصلاة: قال: حدثنا ابن إدريس عن حصين عن عمرو بن مرة به نحوه بدون تفسير الألفاظ. ومن حديث ابن مسعود أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 266: 808): قال: حَدَّثَنَا عَلَى بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثنا عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وهمزه، ونفخه، ونفثه".=
= قال: همزه: الموتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر". وإسناده ضعيف لأن عطاء بن السائب رحمه الله: اختلط بآخره، وقد سمع منه ابن فضيل بعد اختلاطه، نص عليه أبو حاتم فقال: (كان محله الصدق قديمًا قبل أن يختلط: صالح مستقيم الحديث، ثم بآخره تغير حفظه ... إلى أن قال: وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب؛ رَفَعَ أشياء كان يرويها عن التابعين، فرفعها إلى الصحابة). اهـ. وقال ابن معين: (جميع من روى عن عطاء: روى عنه في الاختلاط إلا شعبة وسفيان). اهـ. انظر تهذيب الكمال (2/ 935). وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (1/ 404)، وبتحقيق الشيخ أحمد شاكر (5/ 317: 3828)، و (حس 318: 3830): قال: 3828/ حدثنا أبو الجواب، حدثنا عمار بن زريق، عن عطاء بن السائب، به. وقال: "الكبرياء" بدلًا من الكبر. قال الشيخ أحمد شاكر: إِسناده حسن. اهـ. وبرقم 3830/ حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة: (قال عبد الله بن أحمد): وسمعته أنا من عبد الله، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ به نحوه، وقال: الكبر. وهذا قال فيه المحقق إِسناده حسن. اهـ. وفي كلا الطريقين عطاء بن السائب لكن الراوي عن عطاء في الطريق الأول: عمار، فيُحَسَّن أحدهما بالآخر. والحاكم في المستدرك (1/ 207): قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن موسى، ثنا محمد بن أيوب، أنبأ أبو بكر بن أبي شيبة به نحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، وقد استشهد البخاري بعطاء بن السائب. اهـ. ووافقه الذهبي في التلخيص، وتقدم بيان ضعف إِسناده إذا انفرد.=
= والبيهقي في الكبرى (2/ 36): قال: حدثنا أبو بكر بن فورك، أنبأ عبد الله بن جعفر، حدثنا يونس بن حبيب، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السائب، به نحوه: دون تفسير الألفاظ. ويرى الهيثمي أن حماد بن سلمة قد سمع من عطاء قبل الاختلاط وعزا هذا القول لأبي داود فيما رواه عنه الآجري: انظر هامش كشف الأستار ونسبه ابن الكيال إلى الجمهور، وقال بأن يحيى بن معين وأبا داود والطحاوي وحمزة الكناني قالوا ذلك، وأن ابن عدي في الكامل ذكره عن ابن معين، وعباس الدوري وأبي بكر بن أبي خيثمة. انظر الكواكب النيرات (حس 63: 39): بتحقيق حمدي السلفي. ورواه الإِمام أحمد في المسند 6/ 156 مرسلًا من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن فقال: حدثنا قراد أبو نوح، أنا عكرمة بن عمار عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: سألت عائشة أم المؤمنين: بأي شيء كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام كبر ... فذكره بطوله) زاد أبو سلمة في آخره: (وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: تعوذوا بالله من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه، ونفثه، قالوا: يا رسول الله: وما همزه ونفخه ونفثه؟ ... الحديث). فيفترق هذا المرسل عن مرسل الحسن بأنه أتى بصيغة الأمر، وأتى في سياق افتتاح صلاة الليل. وقد صحح الألباني هذا الإسناد إلى أبي سلمة وقال: وفيه رد على من أنكر من المعاصرين ورود هذا التفسير مرفوعًا. اهـ. الإرواء (2/ 57). ويبدو أن المقصود هو الشيخ أحمد شاكر رحمه الله فقد قال ذلك، وخَطأ الزمخشري لما ذكر رفعها في الفائق، وذلك في تعليقه على الترمذي (2/ 10).=
= الحكم عليه: والحديث إلى الحسن البصري صحيح،. لكنه مرسل. فإذا ما ضم إلى مرسل أبي سلمة بن عبد الرحمن -وقد سبق تصحيح الشيخ الألباني له-، وكذا الأحاديث المرفوعة السابقة- على ما أوضحته من اختلاف ألفاظها، لكنها كلها تشهد لمعنى الحديث بل وللفظه أيضًا، وهذا الحديث من الشواهد على قول أبي زرعة حول إرسال الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبناء على ما تقدم، فإن هذا الحديث: صحيح بشواهده، ومتابعه. قال الشيخ الألباني في الإِرواء (2/ 57): بعد أن خرج الحديث: (وبالجملة فهذه أحاديث خمسة مسندة، معها حديث الحسن البصري وحديث أبي سلمة المُرْسَلَيْن إذا ضم بعضها إلى بعض: قطع الواقف عليها بصحة هذه الزيادة، وثبوت نسبتها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعلى المصلي الإتيان بها اقتداء به عليه الصلاة والسلام). اهـ.
458 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إسرائيل، ثنا محمد ابن جَابِرٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عن عبد الله رضي الله عنه، قال: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "فَلَمْ يَرْفَعُوا أَيْدِيَهُمْ إلَّا عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ". وَقَدْ قَالَ (¬1): "فَلَمْ يَرْفَعُوا أَيْدِيَهُمْ بَعْدَ (¬2) التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى". أَخْرَجَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ بِلَفْظِ: "فَلَمْ يَرْفَعْ يديه إلَّا عند التكبيرة الأولى". ¬
458 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (8/ 453: 5039): مثله إلَّا أنه سمى القائل في اللفظ الثاني فقال: وقد قال محمد: "فلم يرفعوا أيديهم ... " الحديث. ومحمد هو ابن جابر، الراوي عن حماد. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 323: 263): مثله. ثم قال: (قلت: الذي في السنن من حديثه: "ألا أصلي بكم صلاة رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَلَمْ يَرْفَعْ يَدَيْهِ إلَّا عِنْدَ التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى". والبوصيري في الإِتحاف (ق 190/ ب): مثله. ثم ساق كلام الهيثمي السابق، وقال بعد ذلك: محمد بن جابر ضعيف. اهـ. وأخرجه الدارقطني في سننه (1/ 195: 25): وساقه بسنده إلى إسحاق بن أبي إسرائيل به مثله مقتصرًا على اللفظ الأول منه. وانظر العلل له (4/ 106 - 107). وأخرج اللفظ الأول منه: ابن الجوزي في التحقيق (1/ 275: 467): ساقه بسنده إلى إسحاق بن أبي إسرائيل به مثله.=
= وابن عدي في الكامل (6/ 2162) بسنده إلى إسحاق به مثله إلَّا أنه قال استفتاح بدلًا من افتتاح. وابن حبان في المجروحين (2/ 270)، بسنده إلى إسحاق به نحوه. وقال: فيه محمد بن يسار، وهو خطأ -فيما يظهر- إذ هو: محمد بن جابر بن سيار. ولم أقف على من اسمه محمد بن يسار في تلامذة حماد، وانظر تهذيب الكمال (1/ 327). وذكره الذهبي في الميزان (3/ 496): عن إسحاق به نحوه دون صيغة النفي. ورواه غيرهم. وهو في طرقه السابقة ضعيف لحال محمد بن جابر، وحماد بن أبي سليمان، وأعله بعض المحققين بعنعنة إبراهيم، ولا أرى هذا علة فهو في الثانية من المدلسين وتدليسه محتمل، ويستقيم الإعلال لو أنه أرسله. وبعد أن ساق الدارقطني رحمه الله هذا الحديث: ذكر أن الوقف على ابن مسعود هو الراجح، وهو رأي الحاكم وغيره. والرواية الموقوفة: أخرجها الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 277): قال: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا أحمد بن يونس، قال ثنا أبو الأحوص، عن حصين، عن إبراهيم، قال: "كان عبد الله لا يرفع يديه في شيء من الصلاة إلَّا في الافتتاح". والبيهقي في الخلافيات (ق 76/ ب): من طريق حماد بن سلمة، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أن ابن مسعود: "كان إذا دخل في الصلاة: كبر ورفع يديه أول مرة، ثم لا يرفع بعد ذلك" وهو منقطع -كما ترى- بين إبراهيم وابن مسعود. قال البيهقي بعد أن ساقها: (قال أبو عبد الله الحاكم: هذا هو المحفوظ (أي: الوقف) وإبراهيم النخعي لم ير ابن مسعود، والحديث منقطع ... إلخ). اهـ. وقد صحح ابن التركماني في هامشه على البيهقي (2/ 89): إِسناد هذه الرواية مع انقطاعه بين إبراهيم وعبد الله.=
= وللحديث متابعات أخرج طائفة منها أصحاب السنن -كما أشار المصنف- وكذا غيرهم، وسأذكر بعضها: فمنها ما أخرجه الترمذي (2/ 40: 257): قال: حدثنا هناد، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة به بنحوه، وفيه أنه قال: (فلم يرفع يديه إلَّا في أول مرة). فعاصم بن كليب، قال فيه الحافظ: صدوق. انظر: التقريب (286: 3075). وعبد الرحمن هو ابن الأسود بن يزيد بن قيس النخعي، قال فيه الحافظ: ثقة. انظر: التقريب (336: 3803)، فقد توبع حماد عليه عن غير إبراهيم. وكذا أخرجه النسائي (2/ 195) قال: أخبرنا محمود بن غيلان المروزي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان به بمثل رواية الترمذي. وأخرجه غير واحد من أصحاب السنن، والمسانيد، والأجزاء، وغيرها.
الحكم عليه: الحديث من طريق أبي يعلى إِسناده ضعيف، وقد سبق بيان سبب ذلك. ومتابعه الذي أخرجه الترمذي، والنسائي من طريق "وكيع عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة به". هذا المتابع اختلفت فيه أقوال العلماء، وقد عرضها الزيلعي في نصب الراية. انظر (11/ 395، 396)،وأشار ابن أبي حاتم في العلل إلى رأي أبيه (1/ 96). وملخص كلام الزيلعي رحمه الله: 1 - أن ابن المبارك قال: حديث وكيع لا يصح. ويرى الزيلعي أن الحديث صحيح إلَّا زيادة (ثم لا يعود) فيبقى لفظ: "فلم يرفع يديه إلَّا في أول مرة" دالًا على عدم الرفع، حتى مع عدم ثبوت هذه الزيادة (ثم لا يعود). وساق طائفة ممن ضعفها، ونسب ابن القطان وغيره الوهم فيها لوكيع لأنه زادها مرة وتركها مرة، ونسبها إلى ابن=
= مسعود مرة أخرى، لكنه توبع عليها. 2 - هناك من يرى أن الوهم من سفيان الثوري لا من وكيع، ومن هؤلاء: البخاري، وأبوحاتم -فيما أورده عنه ابنه في العلل رقم 258 قال-: (سألت أبي عن حديث رواه الثوري عن عاصم، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، عن عبد الله أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "قَامَ: فكبر فرفع يديه ثم لم يعد". قال أبي: هذا خطأ، يقال: وهم فيه الثوري، فقد رواه جماعة عن عاصم: وقالوا كلهم: أن النبي-صلى الله عليه وسلم-: افتتح فرفع يديه، ثم ركع، فطَبَّق، وجعلها بين ركبتيه، ولم يقل أحد ما رواه الثوري). اهـ. وبعدما عرض الزيلعي رحمه الله الخلاف بين الفريقين قال: (وهذا اختلاف يؤدي إلى طرح القولين، والرجوع إلى صحة الحديث لوروده عن الثقات). اهـ. نصب الراية (1/ 296). قلت: ويضاف إلى ذلك أن النزاع هو حول زيادة (ثم لا يعود) والحديث قال على نفي الرفع من قوله: "فلم يرفع يديه إلَّا في أول مرة" أي حتى على فرض عدم ثبوت الزيادة فإن الرفع منتف. إذا هذا المتابع لا ينزل عن رتبة القبول. على أن الأحاديث الواردة في نفي الرفع متعددة، وإن كانت لا تخلو من وجود الضعيف وقد أجملها ابن عبد الهادي في "التنقيح" في ستة، وعرضها ونقد أسانيدها. فبعضها ثابت وينتهي إلى علقمة عن ابن مسعود، وبعضها عن غيره وفيه مقال، وبعضها عن غيره وفي سنده كذاب، وذكرها هنا إطالة لا طائل تحتها لا سيما وقد ثبت المتابع. وانظر: التنقيح بهامش التحقيق لابن الجوزي (1/ 275 - 282).
459 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: شَهِدْتُ سَلَمَةَ بْنَ صَالِحٍ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَرْفع يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَع رأسَهُ من الركوع".
459 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 191/ أ): من المسندة، باب تكبيرة الإِحرام، وصفة رفع اليدين، ومتى يكبر، ثم قال في المجردة -بعد أن ذكره-: رواه أحمد بن منيع عن سلمة بن صالح وهو ضعيف. اهـ. وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 1177): قال: حدثنا الحسن بن سفيان، ثنا الحارث بن عبد الله الخازن، ثنا سلمة بن صالح به بنحوه. والخطيب البغدادي في تاريخه (9/ 133): من طريق: حسين بن علي البسطامي عن أبيه قال: حدثنا سلمة بن صالح الأحمر به بنحوه مختصرًا جدًا. وفي كل الطرق السابقة مداره على سلمة بن صالح، وهو متروك كما عرفت من حاله. وأخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 281: 868) قال: حدثنا محمد بن يحيى، ثنا أبوحذيفة، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أن جابر بن عبد الله: فذكره بنحوه. قال البوصيري في الزوائد (1/ 108): هذا إِسناد رجاله ثقات، وله شاهد من حديث ابن عمر رواه النسائي. اهـ. قلت: وإبراهيم بن طهمان: هو الخراساني أبو سعيد قال الحافظ في التقريب (حس 90: 189) ثقة يُغرب. اهـ. وأبو الزبير هو: محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي: أبو الزبير المكي، قال فيه الحافظ: صدوق إلَّا أنه يدلس. انظر: التقريب (حس 506: 6291) وقد وضعه الحافظ في المرتبة الثالثة من المدلسين: انظر: تعريف أهل التقديس (حس 108: رقم 101).=
= فلا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، ويستثنى من ذلك كما هو معروف ما كان من رواية الليث عنه عن جابر. انظر الفصل الأخير في تعريف أهل التقديس (حس 151). ولم يصرح هنا بالسماع، فهذا السند رجاله -كما يظهر- ليس فيهم ضعيف لكنه منقطع.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا لحال سلمة بن صالح، وقد صح في معناه ما يغني عنه. فقد أخرج البخاري في صحيحه عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ: (كَانَ إِذَا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه، وإذا ركع رفع يديه، وإذا قال سمع الله لمن حمده رفع يديه، وإذا قام من الركعتين: رفع يديه. ورفع ذلك ابن عمر إلى نبي الله -صلى الله عليه وسلم-). انظر: فتح الباري (2/ 222)، وأخرجه مسلم أيضًا. انظر: (4/ 93، 94) من صحيح مسلم بشرح النووي.
460 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا ثَوْر بْنُ (يَزِيدَ) (¬1)، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي زِيَاد: مولى آل دَارِج، قَالَ: "مَا رَأَيْتُ فَنَسِيتُ، فَإِنِّي لَمْ أَنْسَ أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كَانَ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ قَامَ هَكَذَا، وَأَخَذَ بِكَفِّهِ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى لَازِقًا بالكُوع". ¬
460 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1: 391): قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ثور، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ -مولى آل دراج- (بدلًا من دارج): "مَا رَأَيْتُ فَنَسِيتُ، فَإِنِّي لَمْ أَنْسَ أَنَّ أبا بكر كان إذا قام في الصلاة قال: هكذا، فوضع اليمنى على اليسرى". وذكره البوصيري في الإِتحاف: انظر (1: ق 190/ ب: 1597) من المسندة: باب وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة.
الحكم عليه: الحديث من طريق مسدد ضعيف وذلك لحال أبي زياد خيار بن سلمة، حيث لم يتابع عليه. لكن له شواهد، منها: ما أخرجه البخاري -وله حكم الرفع- من حديث سهل بن سعد قال: "كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة". انظر: فتح الباري (2/ 224). ويشهد لكون الكف اليمنى لازقًا بالكوع: ما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 243: 480) قال: نا محمد بن يحيى، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، نا عاصم بن كليب، حدثني أبي، أن وائل بن حجر أخبره، قال: قلت: لأنظرن إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف يصلي. قال: فنظرت إليه، فقام وكبر، ورفع يديه حتى حاذتا=
= أذنيه، ثم وضع يده اليمنى على ظهر كله اليسرى، والرسغ، والساعد". وإسناده صحيح. وقد صححه الألباني. انظر صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- له (حس 68: ط 12). قال السندي في حاشيته على النسائي (1: 126). (والمراد أنه وضع: بحيث صار وسط كله اليمنى على الرسغ، ويلزم منه أن يكون بعضها على الكف اليسرى، والبعض على الساعد) قلت: الكوع في اللغة أصل اليد بما يلي الإبهام، وأما الكرسوع فإنه رأس أصل اليد، بما يلي الخنصر، والرسغ أعم منهما، فهو مفصل ما بين الكف والذراع. انظر لسان العرب: مادة كرسع، رستم. فإذا أخذ بكفه اليمنى على رستم اليسرى صار آخذًا بالكوع، لأن الأخذ بالكل أخذ بالجزء ولا عكس. ومن الشواهد أيضًا: ما أخرجه النسائي في المجتبى (1: 125، 126): قال: أخبرنا سويد بن نصر قال: أنبأنا عبد الله بن موسى بن عمير العنبري، وقيس بن سليم العنبري، قالا: حدثنا علقمة بن وائل، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: إذا كان قائمًا في الصلاة قبض بيمينه على شماله". وإسناده صحيح. وقد صححه الألباني أيضًا -في تعليقه على كتابه صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-- (حس 68: هامش 6). وبلفظ الأخذ أخرجه الدارقطني في سننه: من حديث ابن مَسْعُودٍ "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كان يأخذ شماله بيمينه في الصلاة" (1: 283). وعليه فالحديث بشواهده يرتقي إلى مرتبة "الحسن لغيره".
461 - [1]، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ "خُنَيْس" (¬1)، أنا الْحَجَّاجُ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ (¬2) اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- افْتَتَحَ الصَّلَاةَ: فَرَفَع يَدَيْهِ: حَتَّى تَجَاوَز (¬3) بِهِمَا أُذُنَيْهِ" [2]، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِهَذَا. ¬
461 - تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (4/ 3): قال: ثنا عبد القدوس بن بكر ابن خنيس، قال: أنا حجاج به ونحوه بلفظ مقارب. وقال: قرئ على سفيان وأنا شاهد: سمعت ابن عجلان، وزياد بن سعد، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، به وفيه: "وعقد ابن الزبير". قلت: وكل من محمد بن عجلان وزياد بن سعد قد لقي عامر بن عبيد الله، وروى عنه: وانظر: تهذيب الكمال (1/ 440، 2/ 1242). وزياد هو: ابن سعد بن عبد الرحمن الخراساني، أبو عبد الرحمن، ثقة ثبت، قال ابن عيينة: كان أثبت أصحاب الزهري. روى له الجماعة. اهـ. انظر: التقريب (219: 2180). وكلاهما: قد تابعا حجاج بن أرطأة على هذا الحديث عن عامر. وذكره البخاري في التاريخ الكبير (6/ 121): نحوه بلفظ مقارب. ثم قال: لا يعرف لحجاج سماع من عامر. اهـ.=
= والهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 101): وعزاه للطبراني في معجمه الكبير فقط، ثم قال: وفيه الحجاج بن أرطأة، واختلف في الاحتجاج به. اهـ. والبوصيري في الإِتحاف (1/ ق 191/ أ): مثله. أورده البوصيري بعد أن ساق الحديث، ثم قال: وحجاج ضعيف. اهـ.
الحكم عليه: الحديث من طريق أحمد بن منيع "ضعيف الإسناد"، وذلك لحال الحجاج، وانقطاعه بينه وببن عامر؛ فقد عنعنه، وهو مدلس من الرابعة، وقد تقدم أن ليس له سماع من عامر. لكنه بمتابعه -الذي أخرجه الإِمام أحمد- حسن لغيره. وله شاهد بمعناه: ففد أخرج الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 196): قال: حدثنا محمد ابن عمرو بن يونس السوسي الكوفي، قال: ثنا عبد الله بن نمير، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مثله، إلَّا أنه قال: "حتى يحاذي بهما فوق أذنيه". فقوله (مثله): أي مثل حديث وائل بن حجر، فقد ساقه قبل ذلك، وفيه أن الرفع حيال أذنيه. وقوله (فوق): يشهد للفظ المجاوزة الوارد في هذا الحديث.
462 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُبَاب، ثنا مُعَاوية بْنُ صَالِحٍ، ثنا يُونُس بْنُ سَيْف العَنْسِي، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ "غُضَيْف" (¬1)، أَوْ (¬2) "غُضَيْفِ" (1) بْنِ الْحَارِثِ الْكِنْدِيِّ -شَكَّ مُعَاوِيَةُ-، قَالَ: "مَهْمَا نَسِيتُ: لَمْ أَنْس أَنِّي (¬3) رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاضِعًا يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى- يعني في الصلاة". ¬
462 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 390) قال: حدثنا زيد بن حباب قال: حدثنا معاوية بن صالح، قال: حدثني يُونُسُ بْنُ سَيْفٍ الْعَنْسِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ غطيف، أو غطيف بْنِ الْحَارِثِ الْكِنْدِيِّ -شَكَّ مُعَاوِيَةُ- قَالَ: (مَهْمَا رأيت نسيت: لم أنس ... " الحديث. والإِمام أحمد في مسنده (5/ 290): قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا معاوية، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن غطيف، أو غطيف بن الحارث، قال: ما نسيت من الأشياء، لَمْ أَنْسَ أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واضعًا يمينه على شماله في الصلاة". ففي هذه الرواية: تابع عبد الرحمن بن مهدي زيد بن الحباب عليه من معاوية. وقد تابعهما عليه أيضًا عبد الله بن وهب إلَّا أنه زاد رجلًا بين يونس وغضيف فقد: أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2401): قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عمرو بن ثور الزوفي بمصر، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، ثنا معاوية، عن يوسف بن سيف، عن أبي راشد الحبراني، عن الحارث بن غضيب قال: ما نسيت نسيت من الأشياء أَنِّي: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واضعًا يمينه على شماله في الصلاة".=
= والتصحيف في سند هذا الحديث ظاهر. وأبو راشد هو الحُبْراني، الشامي، قيل: اسمه أخضر، وقيل: النعمان، ثقة، انظر: التقريب (639: 8088). وقد ذكر الحافظ: المزي وابن كثير للحبراني رواية عن غضيف، انظر: تهذيب الكمال (3/ 1603)، والتكميل (4/ ق 161/ ب). ويوسف بن سيف في هذا السند تصحيف والصواب يونس بن سيف، ولم يذكرا ليونس بن سيف رواية عن الحبراني. انظر: تهذيب الكمال (3/ 1567، 3/ 1603)، والتكميل (4/ ق 133/ أ). وكذا ذكره البخاري في التاريخ الكبير (1/ 4)، (113): (449)، قال: وقال عبد الله بن صالح عن معاوية، عن يونس بن يوسف، عن غضيف أو الحارث بن غضيف السكوني به بنحوه. وعبد الله هو: أبو صالح عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني، المصري كاتب الليث بن سعد، صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. انظر: تهذيب الكمال (3/ 1345)، التقريب (ص 308): (3388). فهذا الإِسناد ضعيف لحال عبد الله. وقد تابع عبد الله عليه معن. قال البخاري: وقال معن عن معاوية به. قلت: ومعن هو: ابن عيسى بن يحيى الأشجعي، أبو يحيى المدني، القزاز، ثقة، ثبت. اهـ. وانظر: تهذيب الكمال (3/ 1345)، والتقريب (542): (6820)، والإِصابة (5/ 189)، وبه يكون إِسناده صحيحًا. وفي السند بعض التصحيفات التي تقدم ضبطها. ومن هذا الطريق الأخير عند البخاري: ذكره الحافظ ابن حجر في الإِصابة: (5/ 189)، مع تصحيح التصحيفات الموجودة في السند في التاريخ الكبير.=
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 190/ أ): من المسندة (1598)، باب وضع اليمنى على اليسرى، مثله: إلَّا أنه قال: (معناه) بدلًا من: (يعني في الصلاة). ثم قال في المجردة: في باب تكبيرة الإِحرام وصفة رفع اليدين: رواه ابن أبي شيبة، ورواته ثقات، وله شواهد في السنن من حديث ابن مسعود، وقبيصة، ووائل بن حجر. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد "حسن لذاته"، وذلك لحال زيد بن الحباب. وله شاهد قوي عند الإِمام مسلم فقد أخرج في صحيحه من حديث وائل بن حجر مرفوعًا وفيه: " ... ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى ... " الحديث. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي (4/ 114). وعليه فالحديث بشاهده: "صحيح لغيره".
463 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قال: "أتى رجل والشعبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الصَّلَاةِ: فَقَالَ -حِينَ وَصَلَ إِلَى الصَّفِّ-: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرةً واصِيلًا، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاته قال: "من صاحب الْكَلِمَاتِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا أَرَدْتُ بِهِنَّ إلَّا الْخَيْرَ، فَقَالَ (¬1): "لَقَدْ رَأَيْتُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ لَهُنَّ". قَالَ ابْنُ عمر رضي الله عنه: "فما تركتهن بعد ما سمعتهن". ¬
463 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 76: 2559) عن معمر به مثله، إلَّا أنه قال: "والله ما أردت". وقال: "فتحت" بدلًا "من تفتح". والإمام مسلم في صحيحه (5/ 97): مع شرح النووي: قال: حدثنا زهير ابن حرب، حدثنا إسماعيل بن عُلَيه، أخبرني الحجاج بن أبي عثمان، أبي الزبير، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عمر به نحوه. والحديث فيه عنعنة أبي الزبير المكي، عن عون بن عبد الله بن عتبة، وهو في الثالثة من المدلسين لا يقبل حديثه ما لم يصرح، انظر: تعريف أهل التقديس (45/ 101). وله رواية عن عون، انظر: تهذيب التهذيب (9/ 440). وقال الحافظ في التقريب: صدوق إلَّا أنه يدلس. اهـ. انظر: (506: 6291). وقال في الهدي (حس 442): (وثقه الجمهور، وضعفه بعضهم لكثرة التدليس، وغيره ... إلى أن قال واحتج به مسلم، والباقون). اهـ.=
= قلت: ووجه احتجاج الإِمام مسلم به هنا هو: أن أبا الزبير قد توبع عليه، فقد تابعه عمرو بن مرة الجَمَلي المرادي عليه عن عون، وعمرو قال فيه الحافظ: ثقة عابد: كان لا يدلس، ورمي بالإِرجاء. اهـ. التقريب (426: 5112). فزال ما يخشى من تدليس أبي الزبير بمتابعة عمرو والذي نص الحافظ على أنه لم يكن يدلس. ويبدو أن الإِمام مسلمًا قد اطلع على أن أبا الزبير قد سمعه من عون لكنه آثر إيراد هذا الطريق لميزة فيه عنده، أو نحوها. وهذه المتابعة: أخرجها أبو عوانة في مستخرجه على صحيح مسلم -المسمى بالمسند-. انظر: (2/ 100)، باب ما يقال في السكتة لتكبيرة الإِفتتاح. وقد وافق مسلمًا على تصحيحه بصورته هذه عدد من الأئمة منهم الترمذي، فقد أخرجه في جامعه (4/ 575: 3592) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا الحجاج بن أبي عثمان به مثله، ثم قال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. اهـ. وكذا صححه: الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" فقد: أخرجه الإِمام أحمد في موضعين من مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنه، انظر: (2/ 14، 97)، والمحققة (6/ 286: 4627): قال: حدثنا إسماعيل ابن إبراهيم به مثله. قال الشيخ أحمد شاكر: إِسناده صحيح. اهـ. وأخرجه البيهقي في سننه (2/ 16): قال: ثنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو ثور، ثنا إسماعيل بن إبراهيم به مثله. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 190/ ب): من طريق أبي داود الطيالسي نحوه، وقال: ورواه مسدد، ثنا أبو الأحوص فذكره، ثم قال في الحاشية: إِسناد رجاله ثقات. اهـ.=
= الحكم عليه: الحديث من طريق ابن أبي عمر: ضعيف الإِسناد، وذلك لوجود الرجل المبهم. لكنه -كما تقدم- توبع عليه عن ابن عمر، فقد تابعه عون بن عبد الله بن عتبة، وإسناده صحيح. فيكون بمتابعه حسنًا لغيره. وقد أخرج الحديث غير من سبقوا، عن غير ابن عمر نحوه، منهم على سبيل الإجمال: أبو داود من حديث أنس. انظر: السنن مع بذل المجهود (4/ 499)، وأحمد في "المسند"من حديث ابن أبي أوفى (4/ 355)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 105)، وبعضه من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 233): من حديث ابن مسعود، وغيرهم.
464 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَاذَانُ: الأسْوَد بْنُ عَامِرٍ، ثنا شَرِيك، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (قَامَ رَجُلٌ خَلْفَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-وَهُوَ فِي الصلاة-، فقال: الحمد الله (¬1) كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- صلاته، قال: من القائل؟ (¬2): فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونها، أيهم يكتبها؟ "). ¬
464 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1328) قال: ثنا عبد الصمد بن عبد الله الدمشقي، ثنا محمد بن إبراهيم بن مسلم، ثنا ابن الأصفهاني، ثنا يزيد بن هارون، عن شريك به بنحوه. إلَّا أن فيه أن الرجل عطس في الصلاة فقال ذلك. والبغوي في شرح السنة (3/ 241: 727): قال: أخبرنا عمر بن عبد العزيز، أنا القاسم بن جعفر، أنا أبو علي اللؤلؤي، نا أبو داود، نا العباس بن عبد العظيم، نا يزيد بن هارون به بنحوه. وقد ذكر فيه أن الرجل قد عطس فقال تلك الكلمات، وقال البغوي: فذهب بعض أهل العلم إلى أنه كان في التطوع، أما في المكتوبة فيحمد في نفسه. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 191/ ب): من المسندة، من طريق عن أنس، وقال: حديث صحيح، رجاله ثقات.
الحكم عليه: الحديث هو بهذا الإِسناد ضعيف لحال عاصم بن عبيد الله، ولعدم يتميز نوع رواية شريك هنا.=
= لكن قد صح متنه، من غير هذا الطريق، فقد أخرجه الإِمام مسلم في صحيحه (5/ 97) مع شرح النووي: قال مسلم رحمه الله: وحدثني زهير بن حرب، حدثنا عفان، حدثنا حماد، أخبرنا قتادة، وثابت، وحميد عن أنس أن رجلًا جاء فدخل الصف، وقد حَفَزَهُ النَّفَس، فَقَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- صلاته، قال: أيكم المتكلم بالكلمات؟ فأرمَّ القوم، فقال أيكم المتكلم بها، فإنه لم يقل بأسًا. فقال الرجل: جئت وقد حفزني النفس فقلتها. فقال: لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يرفعها". وأرَمَّ قيل: سكت عامة، وقيل سكت من فَرَقٍ. انظر: لسان العرب، مادة: (رم م). وعليه فالحديث بشاهده يرتقي إلى الحسن لغيره. ومن طريق أنس أخرجه أيضًا: عبد الرزاق في المصنف (2/ 77: 2561)، وابن خزيمة في صحيحه (1/ 237: 467)، والنسائي في المجتبي (2/ 132 - 133)، وأبو داود في السنن (4/ 497 - 498): مع بذل المجهود، وأبو عوانة في مستخرجه (2/ 99)، وأحمد في المسند (3/ 106، 167، 188، 252)، وأبو يعلى في المسند (5/ 294: 2915)، (حس 414: 3100)، وأبو داود الطيالسي في مسنده (268/ 2001)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 107)، من حديث أبي ثعلبة الخشني، وعزاه للطبراني في معجمه "الأوسط" وقال: فيه محمد بن سنان الرهاوي. ضعفه ابن معين، والبخاري، والنسائي. ووثقه ابن حبان. اهـ. وانظر: الفتح (2/ 284: 799)، الفتوحات الربانية (2/ 261)، ونتائج الأفكار (ق 114/أ).
4 - باب القراءة في الصلاة والسبب في تخفيفها
4 - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ وَالسَّبَبُ (¬1) فِي تَخْفِيفِهَا 465 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَير (¬2)، ثنا عَبَّاد بْنُ كَثِير، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا فَقَدَ رَجُلًا". فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: "فَقَالَ الرَجُلٌ: مَرَرْتُ بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَأَنْتَ تُصَلِّي الْمَغْرِبَ، فَصَلَّيْتُ مَعَكَ، وأنت تقرأ هذه السورة: القارعة". ¬
465 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (6/ 150: 3429): قال: حدثنا أبو الجهم: الأزرق بن علي به ضمن حديث طويل. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3)، باب ما جاء في عيادة المريض، وفضلها، وما يفعله العائد: في كتاب الطب: ذكره بطوله، وعزاه لأبي يعلى ثم قال: (بسند ضعيف؛ لضعف عباد بن كثير. ومن طريق عباد: رواه ابن الجوزي في كتاب الموضوعات، وقال: هذا حديث موضوع على رسول الله ي -صلى الله عليه وسلم- والمتهم به عباد بن كثير. اهـ. كلام ابن الجوزي: ثم قال البوصيري: لم ينفرد بيع عباد: بل له أصل صحيح كما سيأتي في بقية أحاديث الباب. اهـ. ثم ذكر بعضه دون حديث الباب ثم قال: (رواه أبو يعلى، وعنه ابن حبان في صحيحه فذكره، وزاد ... إلخ).=
= والهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 395): ك الجنائز: ساقه بطوله ثم قال: (رواه أبو يعلى، وفيه عباد بن كثير، وكان رجلًا صالحًا، ولكنه ضعيف الحديث: متروك لغفلته). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب في (1/ 121: 442): باب القراءة في الصلاة والسنة في تخفيفها: مثله وعزاه لأبي يعلى. وذكره أيضًا: في (2/ 345: 2436): في كتاب الطب: باب فضل العيادة: بطوله وعزاه لأبي يعلى. وفي (3/ 262: 3440): ك الأذكار والدعوات: بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ بِالْبَلَاءِ لِمَنْ لَا يطيقه. بعضه، وعزاه لأبي يعلى ثم قال: قُلْتُ: أَوَّلُ الحَدِيثِ بِمَعْنَاهُ فِي الصَّحِيحِ، وَلَيْسَ مَسَاقُهُ، وَمِنْ سُؤَالِ عُمَرَ إِلَى آخِرِهِ تَفَرَّدَ بِهِ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، وهو واهي، وآثار الوضع لائحة عليه. اهـ. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، انظر: (5/ 152: 6760) (مع فيض القدير وعزاه لأبي يعلى فقط، ورمز له له بالضعف، وقد علق عليه المناوي، ونقل كلام الهيثمي السابق). وذكره الألباني في ضعيف الجامع الصغير (4/ 197: 4445)، وقال: موضوع. اهـ. وأصله الذي عناه البوصيري: انظره في صحيح مسلم مع شرح النووي (17/ 13): باب كراهة الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا: من حديث أنس بعضه، ولا علاقة له بحديث الباب وهو قراءهّ سورة "القارعة" في صلاة المغرب. وانظر أيضًا: مسند أحمد (3/ 107)، كتاب الزهد لابن المبارك: (346/ 973)، وحلية الأولياء: (2/ 329). كلهم بنحو ما أخرجه مسلم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد شديد الضعف، وذلك لحال عباد بن كثير.
466 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ خُثَيم، حَدَّثَنِي (¬1) دَاوُدُ بْنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِي، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "وَقَّتَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إن أَقْرَأَ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَأَشْبَاهِهَا (¬2) مِنَ القرآن". ¬
466 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف بطوله: باب تخفيف الصلاة (1/ ق 195/ ب): المسندة: (1632). وساقه بسنده إلى عثمان قال: "آخر كلام كلمني به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين استعملني على الطائف قال: خفف الصلاة على الناس. حتى وقّت لي أن اقرأ: بسبح اسم ربك الأعلى الذي خلق، وأشباهها من القرآن". وأخرج مسلم النصف الأول منه في صحيحه (4/ 186): مع شرح النووي قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت سعيد بن المسيب قال: حدث عثمان بن أبي العاص قال: "آخر ما عهد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أممت قومًا، فأخف بهم الصلاة". ومن طريق شعبة: أخرجه البيهقي في الكبرى (3/ 116) قال: أخبرنا أبو بكر بن فورك، أنبأ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة به بلفظه. وهو في المطبوع من المطالب: (1/ 121) برقم (446). إلَّا أنه زاد (الذي خلق) بعد قوله (سبح اسم ربك الأعلى).=
= الحكم عليه: الحديث من طريق أبي بكر بن أبي شيبة حسن لذاته، وذلك لحال ابن خثيم، لكنه يرتقي بمتابعه الذي رواه مسلم وغيره إلى الصحيح لغيره.
467 - حَدَّثَنِي (¬1) عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ [أَبِي مَالِكٍ] (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَانَ يَقْرَأُ فِي الْأَرْبَعِ مِنَ الظُّهْرِ والعصر". ¬
467 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 371): قال: حدثنا عبد السلام عَنْ لَيْثٍ عَنْ شَهْرٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: كان يقرأ في الظهر والعصر في كلهن، وكذا أخرج نحوه موقوفًا على ابن عمر (1/ 371). ومن طريق ابن أبي شيبة: أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 330: 3437) فيما رواه شهر بن حوشب عن أبي مالك الأشعري. قال: حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ بنحوه، وفيه تأكيد القراءة في الركعات الأربع بقوله "كلهن". ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 195/ ب: 1639): مثله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 116): من حديث أبي مالك وعزاه لمعجم الطبراني ثم قال: وفيه شهر بن حوشب، وفيه كلام، وقد وثقه جماعة. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 121: 443): في الباب نفسه، وعزاه لأبي بكر.
الحكم عليه: الحديث من طريق ابن أبي شيبة ضعيف الإِسناد وذلك لحال ليث بن أبي سليم، وشهر بن حوشب.=
= لكن له شاهد عند الإِمام مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية، وفي الآخريين قدر خمس عشرة آية، أو قال نصف ذلك، وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية، وفي الأخريين نصف ذلك). وله رواية أخرى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لم يذكر فيها العدد وإنما ذكر سورة السجدة. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي (4/ 172)، والفتح الرباني (3/ 224: 573)، وشرح معاني الآثار (1/ 207)، والكبرى للبيهقي (2/ 64): فقد ذكر حديث مسلم السابق وغيره تحت عنوان: (باب من استحب قراءة السورة بعد الفاتحة في الآخريين). وعليه فالحديث بشاهده: حسن لغيره، والله أعلم.
468 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاء، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "مَنْ قَرَأَ فِي الْمَكْتُوبَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ أَجْزَأَ عَنْهُ، وَإِنْ (¬1) زَادَ مَعَهَا شَيْئًا فهو أحب إلى". ¬
468 - تخريجه: الحديث أخرجه البخاري في صحيحه انظر: (2/ 251: 772): مع فتح الباري: قال البخاري رحمه الله: حدثنا مسدد، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني عطاء: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يقول: أسمْعناكم، وما أخفى عنا أخفينا عنكم، وإن لم تزد على أم القرآن أجزأت، وإن زدت فهو خير". وأخرجه مسلم في صحيحه: انظر: (4/ 105) مع شرح النووي، قال مسلم رحمه الله: حدثنا عمرو الناقد، وزهير بن حرب، واللفظ: لعمرو، قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم به بنحو لفظ البخاري. وأخرجه البيهقي في الكبرى بنحوه (2/ 61): قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا إسماعيل به بنحوه. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 93: 2622) قال: عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: أواجبة قراءة أم القرآن قال: أما أنا فلا أدعها في المكتوبة والتطوع، فاتحة القرآن، قال: وأما أنا فسمعت أبا هريرة يقول: إذا قرأ أحدكم بأم القرآن فإن انتهى إليها كفته، وإن زاد عليها فخير". وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبي هريرة بنحوه (1/ 361): قال: حدثنا يزيد بن هارون عن حجاج، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: "تجزئ فاتحة الكتاب"، قال: فلقيته بعد، فقلت: في الفريضة؟ فقال: "نعم".=
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 193/ ب): باب الاقتصار على فاتحة الكتاب في الصلاة، مثله. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 121: 443): في الباب نفسه، وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: الحديث من طريق مسدد صحيح لذاته، وقد صح مرفوعًا كما سبق. وله شاهد عند ابن أبي شيبة في المصنف من حديث جابر (1/ 371).
469 - وَحَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا حَنْظَلَة السَّدُوسِي، "قَالَ": قُلْتُ لِعِكْرِمَةَ: "إِنِّي رُبَّمَا قَرَأْتُ فِي الْمَغْرِبِ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، وَإِنَّ نَاسًا يُعْتِبُونَ (¬2) عَلَيَّ!؟، قَالَ: سُبْحَانَ الله!: اقرأ (¬3) بهما (¬4)، فإنهما (¬5) من القرآن". ¬
469 - تخريجه: الحديث أخرجه الإِمام أحمد، انظر: المسند (1/ 282)، والفتح الرباني (3/ 227: 579)، قال: ثنا عَفَّانُ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا حَنْظَلَةُ السَّدُوسِيُّ قَالَ: قُلْتُ لعكرمة: إني أقرأ في صلاة المغرب بقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، وإن ناسا يعيبون ذلك علي. فقال: وما بأس بذلك، اقرأهما فإنهما من القرآن. ثم قال: حدثني ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- جاء فصلى ركعتين: لم يقرأ فيهما إلا بأم الكتاب". وأخرج الجزء الأخير منه البيهقي في الكبرى (2/ 61) قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقري ببغداد، أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، أنبأ جعفر بن محمد الصائغ قراءة عليه، ثنا عفان، ثنا عبد الوارث به بمثله. وابن عدي في الكامل (2/ 829) قال: ثنا محمد بن منير، ثنا أحمد بن أبي العوام، ثنا محمد بن عبد العزيز الرملي، ثنا عبد الملك بن الخطاب بن عبيد الله بن أبي بكرة، ثنا حنظلة السدوسي به بنحوه. والبزار في مسنده: انظر كشف الأستار (1/ 239: 490): حدثنا محمد بن=
= المثنى، ثنا أبو بحر البكراوي عبد الرحمن بن عثمان، ثنا حنظلة عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به بنحوه. وأبو يعلى في مسنده" انظر: المقصد العلي (1/ 328: 271): حدثنا زهير ثنا القاسم بن مالك المزني، عن حنظلة عن شهر به بنحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 115)، بلفظ الإِمام أحمد فقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الكبير، والبزار، وفيه حنظلة السدوسي. ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن حبان. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف -بتمامه- أي بنحو رواية الإِمام أحمد. ثم ساقه من طريق الحارث بن أبي أسامة: ثنا العباس بن الفضل ثنا عبد الوارث فذكره. ومن طريق أبي يعلى السابق ساقه أيضًا. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 121: 444): في الباب نفسه، نحوه بلفظ مقارب.
الحكم عليه: الحديث من طريق مسدد ضعيف الإِسناد، وذلك لحال حنظلة السدوسي. ويشهد للموقوف منه ما رواه ابن خزيمة في صحيحه بإِسناد صحيح قال: ثنا بندار، حدثنا أبو بكر-يعني الحنفي- أنا الضحاك -وهو ابن عثمان- حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج، حدثنا سليمان بن يسار، أنه سمع أبا هريرة يقول: "ما رأيت أحدًا أشبه صلاة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من فلان: -لأمير كان بالمدينة- قال سليمان: فصليت أنا وراءه، فكان يطيل في الأوليين، ويخفف الأخريين، ويخفف العصر، وكان يقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل ... " الحديث. انظر صحيح ابن خزيمة (1/ 261: 520)، فتح الباري (2/ 248). والمفصل=
= يبتدىء من سورة (ق) إلى آخر القرآن الكريم -على الصحيح- وقصاره تبدًا من الضحى إلى آخره، وعليه فإن المعوذتين تدخلان في القصار. فيرتقي الحديث بشاهده إلى الحسن لغيره. ويشهد للمرفوع فيه -والذي أخرجه الإِمام أحمد وذكره البوصيري وغيره- الحديث الذي تقدم برقم (468).
470 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا شُعْبة، عَنْ حَيَّان البَارِقِي (¬1)، قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَوْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنِّي أُصَلِّي خَلْفَ فُلَانٍ، وَإِنَّهُ يُطِيلُ الصَّلَاةَ (¬2)، فَقَالَ: "إِنَّ رَكْعَتَيْنِ مِنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "كَانَتَا" (¬3) أَخَفَّ مِنْ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ فُلَانٍ، أَوْ "كَانَتَا" (3) مِثْلَ صَلَاةِ فُلَانٍ، أَوْ مثل ركعة من صلاة فلان" ¬
470 - تخريجه: الحديث في مسند أبي داود الطيالسي (259: 191): قال: حدثنا شعبة، عن حيان البارقي: به مثله. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 195/ ب) من المسندة: مثله ثم قال: (هذا إِسناد صحيح ...). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 122: 445)، في الباب نفسه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد مختصرًا وقال: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون. انظر: (2/ 74).
الحكم عليه: الحديث إِسناده صحيح لذاته.
471 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هَارُونَ- فِيمَا يَعْلَم عن أبي سعيد رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلى بِهِمُ الْفَجْرَ، فَقَرَأَ (¬1) بِهِمْ بأقْصر سُورَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ، أَوْ أوْجَز، قَالَ: فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ: قَالَ لَهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، أَوْ مُعَاذٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ صَلَاةً، مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ مِثْلَهَا قَطُّ، قال -صلى الله عليه وسلم-: "أو ما سَمِعْتَ (¬2) بُكَاءَ الصَّبِيِّ خَلْفِي فِي صَفِّ النِّسَاءِ؟ أَرَدْتُ أَنْ أُفْرِغَ لَهُ أُمَّهُ". [2]، وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: "صَلَّى بِنَا، فذكره". ¬
471 - تخريجه: الحديث أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 364: 3721): عن معمر عن أبي هارون العبدي به بنحوه ثم قال: قال ابن جريج: قرأ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} يومئذٍ. اهـ. وفيه الجزم بأقصر بدلًا من أوجز. وابن أبي شيبة في المصنف مختصرًا (2/ 57): قال: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سعيد فيما نعلم، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إني لأكون في الصلاة، فاسمع بكاء الصبي فاخفف مخافة أن أشق على أمه، أو قال: أن تفتن أمه". وهو في المطبوع من المطالب (1/ 122: 447). وذكره البوصيري في الإِتحاف (1): باب تخفيف الصلاة والقراءة بأقصر السور: من المجردة: ثم قال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ بْنُ حميد بسند ضعيف لضعف=
= أبي هارون العبدي لكن له شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس، ورواه البخاري وغيره من حديث قتادة. اهـ.
الحكم عليه: الحديث في كل الطرق السابقة مداره على أبي هارون العبدي، وقد عرفت حاله، فالحديث بهذا الإِسناد شديد الضعف. لكن يغني عنه ما أخرجه الشيخان في الصحيحين من طرق عن أنس رضي الله عنه قال: "إني لأدخل في الصلاة فأريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز بما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه" متفق عليه واللفظ للبخاري. انظر: صحيح البخاري مع الفتح (2/ 202: 710)، وصحيح مسلم مع شرح النووي (4/ 187) وأخرجه البخاري عن أبي قتادة (2/ 201: 707). وأخرجه غيرهما. انظر: شرح السنة (3/ 410: 845، 846)، السنن الكبرى للبيهقي (2/ 393)، جامع الأصول (5/ 591: 3835، 3836)، ومجمع الزوائد (2/ 74). وأخرجه البزار من طريق أبي هريرة رضي الله عنه، انظر: كشف الأستار (1/ 237: 485).
472 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا سُكَيْن:- هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الْمُثَنَّى الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الْعَزِيزِ -يَعْنِي (¬2) وَالِدَ السُّكَيْنِ- قَالَ: "أَتَيْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: أخْبِرْني عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأمَّ (¬3) أَهْلَ بَيْتِهِ، فَصَلَّى بِنَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، فَقَرَأَ (¬4) هَمْسًا (¬5)، فَقَرَأَ بِالْمُرْسَلَاتِ، والنازعات، وعم يتساءلون، ونحوهما (¬6) من السور". ¬
472 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (1): باب فصل صلاة الصبح وما يُقرأ في الصلوات: من المجردة، وفي باب القراءة في الظهر والعصر من المسندة (1/ 190: 1646) والهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 116)، وعزاه لأبي يعلى والطبراني في الأوسط ثم قال: وفيه سكتتين بن عبد العزيز. ضعفه أبو داود، والنسائي. ووثقه وكيع وابن معين، وأبو حاتم، وابن حبان. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 123): في الباب نفسه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، وذلك لحال المثنى، وعبد العزيز بن قيس.=
= وقد أخرجه بنحوه عبد الرزاق في المصنف موقوفًا على ابن عمر مقيدًا بالعصر دون الظهر، قال: عن جعفر بن سليمان عن أبان عن مورق قال: ("صلينا مع ابن عمر العصر فقرأ: "بالمرسلات" و"عم يتساءلون "). انظر: (2/ 107: 2689). قلت: وأبان هو ابن أبي عياش فيروز الصبري: متروك. وانظر: التقريب (87: 142). وعليه فهذا الشاهد شديد الضعف، ولم أجد له غيره، فيبقى الحديث على ضعفه.
473 - وقال ابن أبي عمر: حدثنا المُقْرىء، ثنا حَيْوة، ثنا جَعْفر بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعرج، قال: إنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّث عَنِ (ابْنِ) (¬1) مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ: حم: الَّتِي يُذكر فِيهَا الدُّخان" (¬2). ¬
473 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 197/ أ): المسندة من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثم قال: رواه النسائي في الصغرى من طريق عبد الله بن عتبة بن مسعود مرسلًا. اهـ. قلت: أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 169): قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ قال: حدثنا أبى، قال: حدثنا حيوة، وذكر آخر، قالا: حدثنا جعفر بن ربيعة: أن عبد الرحمن بن هرمز حدثه أن معاوية بن عبد الله بن جعفر حدثه أن عبد الله بن عتبة بن مسعود حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "قرأ في صلاة المغرب بحم الدخان". وعبد الله بن عتبة بن مسعود: هو الهذلي ابن أخي عبد الله بن مسعود. يرى ابن عبد البر أنه: تابعي، وابن البرقي أنه: أدرك ولم يرو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا، وبقولهما يقول البوصيري كما مر آنفًا. في حين رد الحافظ ابن حجر ذلك وقال: كان صغيرًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقد حفظ عنه يسيرًا. اهـ. كما ذكره العقيلي أيضًا في الصحابة، وعلل ابن حجر لذلك تعليلًا جيدًا. انظر: الإصابة (4/ 100).=
= وقال الشيخ الأرناؤوط في تعليقه على الحديث في جامع الأصول (5/ 346: هامش3): وفي سنده معاوية بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشمي المدني، لم يوثقه غير ابن حبان، والعجلي، وباقي رجاله ثقات. اهـ. ومعاوية قد وثقه أكثر من واحد، لكن يبقى: احتمال انقطاعه بينه وبين عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 358)، موقوفًا على ابن عباس من فعله قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن خالد بن عبد الله بن الحارث أن ابن عباس "قرأ الدخان في المغرب". وسفيان هو الثوري.
الحكم عليه: الحديث إِسناده ضعيف لاحتمال انقطاعه بين معاوية بن عبد الله وبين عبد الله بن مسعود، وتطرق هذا الاحتمال أيضًا إلى شاهده الذي أخرجه النسائي لكنهما مع موقوف ابن عباس يعتضدان إلى الحسن لغيره.
474 - [1] [وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعُ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، "عَنْ" (¬1) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ] (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قرأ في الْمَغْرِبِ: التِّينَ (¬3) وَالزَّيْتُونَ". [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حدثنا أبو نعيم، ثنا إسرائيل به. ¬
474 - تخريجه: الحديث في المنتخب (2/ 490: 492): قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسماعيل، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن يزيد الأنصاري، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقرأ في المغرب: والتين والزيتون". وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 358): قال: حدثنا وكيع به مثله. والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 214): قال: حدثنا أحمد بن داود قال: ثنا يعقوب بن حميد، قال: ثنا وَكِيعُ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قرأ في المغرب: والتين والزيتون". وذكره البوصيري في الإِتحاف: باب فضل صلاة الصبح، وما يقرأ في الصلوات: (من المجردة): ثم قال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ بْنُ حميد بسند فيه جابر الجعفي. اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 118): ثم قال:=
= رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي، وثقه شعبة وسفيان وضعفه بقية الأئمة. اهـ.
الحكم عليه: الحديث إِسناده ضعيف جدًا، وذلك لحال جابر الجعفي. لكن قد صح مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه عند الطيالسي، وأحمد في مسنديهما، وفيه عندهما أن ذلك كان في سفر، وعند أحمد أنه كان في العشاء الآخرة. وقال أبو داود الطيالسي رحمه الله: حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت سمع البراء قَالَ: (كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في سفر، فقرأ في المغرب، في الركعة الثانية بالتين والزيتون). انظر: مسند الطيالسي (99: 733)، منحة المعبود (94: 409). وفي مسند الإِمام أحمد (4/ 284): ثنا بهز، ثنا شعبة به بنحوه إلا أنه قال: في العشاء الآخرة. وقد أخرجه عبد الرزاق في المصنف موقوفًا على عمر رضي الله عنه، وكانت القراءة فيه في الركعة الأولى وليس في الثانية قال: عن الثوري، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قال: صلى بنا عمر بن الخطاب صلاة المغرب، فقرأ في الركعة الأولى "بالتين والزبتون وطور سنين" وفي الركعة الأخيرة "ألم تر، ولئيلاف" جميعًا. وأبو إسحاق هو: السبيعي: مدلس من الثالثة فلا يقبل حديثه ما لم يصرح. وانظر: تعريف التقديس (101: 91). وقد عنعنه هنا فإسناده ضعيف. أما كونه في صلاة الصبح فلم أقف على ما يشهد له خاصة.
5 - باب التأمين
5 - بَابُ التَّأْمِينِ 475 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ (¬1) مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "إنَّ يَهُودِيًّا مَرَّ بِأَهْلِ مَسْجِدٍ، وَهُمْ يَقُولُونَ آمِينَ، قَالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي عَلَّمَكم آمِينَ إنَّكَم لعلى الحق". ¬
475 - تخريجه: الحديث في المطبوع من المطالب (1/ 123: 449). وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 194/ ب)، باب التأمين وما جاء فيمن لم يؤمن. فساقه ثم قال: هذا إِسناد رجاله ثقات. اهـ.
الحكم عليه: الحديث إِسناده صحيح لذاته.
476 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أبَان، ثنا زَرْبِي مَوْلَى خَلاَّد (¬1)، ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أُعْطِيت ثَلَاثَ خِصَالٍ: صَلَاةً فِي الصُّفُوفِ، وأُعطيت السَّلَامُ، وَهُوَ تَحِيَّةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وأُعطيت آمِينَ: وَلَمْ يُعطها (¬2) أَحَدٌ (¬3) مِمَّنْ (¬4) كَانَ قَبْلَكُمْ: إلَّا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ تَبَارَكَ (¬5) وَتَعَالَى: أَعْطَاهَا هَارُونَ: فإِن مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَدْعُو، ويؤَمِّن هَارُونُ عَلَيْهِ السَّلَامُ". قُلْتُ: أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ زَرْبِيٍّ لَكِنْ قَالَ: ابْنُ بِنْتِ (¬6) الْحُرِّ. قُلْتُ: لَمْ (يَثْبُتْ) (¬7) لِضَعْفِ زربي (¬8). ¬
476 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (3/ 39: 1586)، وتردد في ثبوته فقال: إن ثبت الخبر، قال: نا محمد بن معمر القيسي، نا أبو عامر، ثنا محمد بن معمر أيضًا، ثنا حرمي بن عمارة عن زربي مولى لآل المهلب به بنحوه. وحرمي بن عمارة هو ابن أبي حفصة، ثابت العتكي، البصري، أبو روح: صدوق يهم. انظر: التقريب (156/ 1178)، تهذيب الكمال (1/ 244).=
= وقد تابع عبد العزيز بن أبان عليه عن زربي. وذكره الهيثمي في بغية الباحث، باب ما جاء في الصفوف (1/ 206: 147)، وساق سند الحارث قال: حدثنا عبد العزيز بن أبان به مثله. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 123: 450)، وعزاه للحارث. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 194/ أ)، باب في التأمين رقم (1621) به مثله ثم قال: (هذا إِسناد ضعيف: زربي بن عبد الله، أبو يحيى الأزدي، قال البخاري: فيه نظر ... إلخ). والمنذري في الترغيب والترهيب (1/ 256: 704) وقال: رواه ابن خزيمة في صحيحه من رواية زربي مولى آل المهلب، وتردد في ثبرته. اهـ. والسيوطي في الجامع الصغير بمثله، وعزاه المسند الحارث، وابن مردويه في تفسيره. انظر: فيض القدير (1/ 566: 1173). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1/ 300: 1047). وكذا ذكره في الدر المنثور (1/ 17) مثله، وعزاه للحارث، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن مردويه. قلت: أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ ق 47/ أ): من (المسندة) في الأصل الثامن والأربعين ومائة، وفي (المجردة) في الأصل (146 حس 185)، قال في المسندة: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا رزين: مؤذن مسجد هشام بن حسان، قال: حدثنا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله أعطى أمتي ثلاثًا لم يعط أحد قبلهن: السلام، وهي تحية أهل الجنة، وصفوف الملائكة، وآمين، إلَّا ما كان من موسى وهارون"، قوله: رزين: الصواب زربي. وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/ 62)، نحوه مختصرًا وعزاه لابن=
= مردويه، وقال المحقق: (حديث أنس لم أجد سنده، والغالب على ما تفرد به ابن مردويه الضعف). اهـ. قلت: سنده قد تقدم عند الحارث وابن خزيمة، والحكيم الترمذي فلم يتفرد ابن مردويه بإخراجه، لكنه ضعيف كما قال.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال زربي بن عبد الله، ومداره عليه، ولم أقف له على متابع. أما عبد العزيز بن أبان فقد تابعه عليه حرمي بن عمارة.
477 - (¬1) قَالَ إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ عَنْ هَارُونَ الْأَعْوَرِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ أمِ الْحُصَيْنِ عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا صَلَّتْ خَلْفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمِعَتْهُ وَهُوَ يَقُولُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} فلما قرأ (ولا الضالين) قَالَ: آمِينَ، حَتَّى سَمِعَتْهُ وَهِيَ فِي صَفِّ النساء. ¬
477 - تخريجه: هذا الحديث: أخرجه إسحاق (5/ 244: 2396) به. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (25/ 158) من طريق إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا هدبة بن خالد ثنا هارون به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 117): رواه الطبراني في الكبير؛ وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. وفي حديث وائل بن حجر قال: (سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ: (ولا الضالين) فقال (آمين) يمد بها صوته). رواه أحمد (4/ 316)، والترمذي (2/ 27: 248)، كتاب الصلاة، باب ما جاء في التأمين، وأبو داود (1/ 246: 932)، كتاب الصلاة، باب التأمين وراء الإِمام، والنسائي في السنن الكبرى (83/ 2: 2445 - 2449)، وابن ماجه (1/ 278: 855) كتاب إقامة الصلاة باب الجهر بآمين. قال الترمذي: حديث وائل بن حجر حديث حسن، قال: وفي الباب عن علي وأبي هريرة.
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف، لضعف إسماعيل بن مسلم. (سعد).
6 - باب وجوب القراءة في الصلاة على الإمام والمأموم، ومن أسقط القراءة عن المسبوق في أول ركعة خاصة
6 - بَابُ وُجُوبِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الإِمام وَالْمَأْمُومِ، وَمَنْ أَسْقَطَ الْقِرَاءَةَ عَنِ الْمَسْبُوقِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ خَاصَّةً 478 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "مَنْ (¬1) أدْرك الْقَوْمَ رُكُوعًا: فَلَا يَعْتَدَّ بِتِلْكَ الركعة". ¬
478 - تخريجه: الحديث أخرجه البخاري في جزء القراءة خلف الإِمام (حس 37): قال: حدثنا مسدد، وموسى بن إسماعيل، ومعقل بن مالك، قالوا: حدثنا أبو عوانة به قال: "لا يجزئك إلا أن تدرك الإِمام قائمًا". حدثنا عبيد بن يعيش قال: حدثنا يونس قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرني الأعرج به. وذكره ابن الملقن في البدر المنير (1/ ق 151/ أ- ب) رقم (51): ثم قال: (... رأيته في طبقات الفقهاء لأبي الحسن العبادي: أحد أصحابنا أصحاب الوجوه من قول أبي هريرة ... إلى أن قال: والرافعي حكاه عن أبي عاصم العبادي أنه حي عن ابن خزيمة أنه قال: لا تدرك الركعة بإِدراك الركوع، ويجب تداركها، ثم قال: واحتج بما روي عن أبي هريرة فذكره). اهـ.=
= قال الحافظ في التلخيص (2/ 41: 595) (قلت: وراجعت صحيح ابن خزيمة، فوجدته أخرج: عن أبي هريرة: (من أدرك ركعة من الصلاة: فقد أدركها قبل أن يقيم الإِمام صلبه). وترجم له: (ذكر الوقت الذي يكون المأموم مدركًا للركعة إذا ركع إمامه قبل). وهذا مغاير لما نقلوه عنه، ويؤيد ذلك أنه ترجم بعد ذلك: (باب إدراك الإِمام ساجدًا، والأمر بالاقتداء به في السجود، وأنه لا يعتد به، إذ المدرك للسجدة، إنما يكون بإِدراك الركوع قبلها). اهـ. وانظر: صحيح ابن خزيمة (3/ 45: 102؛ 1595). وهو في المطبوع من المطالب (1/ 124: 452)، في الباب نفسه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1)، باب فيمن أدرك القوم ركوعًا (202/:1730) ثم قال: (هذا إِسناد ضعيف لتدليس ابن إسحاق). اهـ.
الحكم عليه: الحديث إِسناده ضعيف لتدليس ابن إسحاق، وهو معارض بأحاديث صحاح، سبق بيانها مع شيء من فقهها في الحديث الأول، وأذكر هنا أيضًا: ما أخرجه البخاري، ومسلم في صحيحيهما مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة" هذا لفظ البخاري. وزاد مسلم: (مع الإِمام)، بعد قوله: (من الصلاة). انظر البخاري مع الفتح (2/ 57)، وصحيح مسلم مع شرح النووي (5/ 104). وما أخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 90)، عن ابن عمر أنه كان يقول: "من أدرك الإِمام راكعًا فركع قبل أن يرفع الإِمام رأسه، فقد أدرك تلك الركعة". وفيه أبو عامر موسى بن عامر بن عمارة بن خريم الناعم، المري صدوق له أوهام، انظر ترجمته في التقريب (552: 6979)؛ تهذيب الكمال (3: 1388).=
= لكن أخرجه بنحوه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (1/ 243) بإِسناد صحيح، عن ابن عمر، قال: "إذا جئت والإِمام راكع فوضعت يديك على ركبتيك: قبل أن يرفع رأسه فقد أدركت". وقد تابعه عليه عبد الرزاق بن همام: فقد أخرجه في المصنف (2/ 279: 3361) قال: عن ابن جريح قال: أخبرني نافع عن ابن عمر قال: "إذا أدركت الأمام راكعًا فركعت قبل أن يرفع فقد أدركت، وإن رفع قبل أن تركع فقد فاتتك" أي الركعة. فإذا ما ضمت هذه الأحاديث، وكذا الحديث الآتي برقم (479)، وحديث أبي بكرة إلى بعضها: يتبين أن مدرك الركوع يعتبر مدركًا للركعة: حتى وإن فاته القيام، والقراءة فيه، وهو رأي الجمهور. وممن خالف في هذا: البخاري. انظر: "جزء القراءة" له (حس 37) وما بعدها.
479 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيع، عَنْ شَيْخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَفْقَ نَعْلَيْهِ، فَلَمَّا سلَّم قَالَ: كَيْفَ (¬1) أَدْرَكْتَنَا (¬2)؟ قَالَ: سُجُودًا فَسَجَدْتُ، قَالَ: كَذَلِكَ فَافْعَلْ، وَلَا تَعْتَدُّوا بِالسَّجْدَةِ: مَا لَمْ تُدْرِكُوا الرَّكْعَةَ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الإِمام قَائِمًا: فقدموا، وَرَاكِعًا: فَارْكَعُوا، وَسَاجِدًا فَاسْجُدُوا، وَجَالِسًا: فَاجْلِسُوا. *"صَحِيحٌ". ¬
479 - تخريجه: الحديث أخرجه البيهقي في الكبرى (2: 296): قال: أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، أنبأ يعلي بن عبيد، ثنا سفيان، به بمثله. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 206/ ب): المسند: باب فيمن أدرك الإِمام ساجدًا (1771). ثم قال: وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه أبو داود في سننه وغيره.
الحكم عليه: إِسناده صحيح لذاته.
7 - باب القنوت
7 - بَابُ الْقُنُوتِ 480 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ (¬1)، ثنا هِشَامُ بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْنُتُ فِي الْفَجْرِ قبل الركعة، وقال: "إنما أقنت بكم: لتدعو (¬2) ربكم وتسألوه حاجتكم". * يحيى ضعيف جدًا. ¬
480 - تخريجه: الحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث بسند الحارث قال: حدثنا يحيى بن هاشم به بمثله (1/ 241): باب القنوت. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 138): بلفظ (حوائجكم)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط وإِسناده حسن. والبوصيري في الإِتحاف (1/ ق 203/ ب): المسندة: (1744)، وقال: هذا إِسناد ضعيف، لضعف يحيى بن هاشم. وهو في المطبوع من المطالب: باب القنوت (1/ 124: 454).=
= الحكم عليه: الحديث إِسناده ضعيف جدًا لحال يحيى بن هاشم، كذبه غير واحد وتركه آخرون، ومداره -فيما أعلم- عليه.
481 - [1]، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عن عبد الله رضي الله عنه قال: "إنَّهُ بَاتَ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَنَتَ قَبْلَ الرَّكْعَةِ، ثُمَّ أَرْسَلْتُ أُمِّي مِنَ الْقَابِلَةِ، فَأَخْبَرَتْنِي مِثْلَ ذَلِكَ". [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا أَبَانُ (¬1) بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ: فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: "بِتُّ عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: لأنظر كيف يقنت فِي وِتْرِهِ؟: فَقَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ، ثُمَّ بَعَثْتُ (¬2) أُمِّي أُمَّ عَبْدٍ، فَقُلْتُ: بَيِّتِي مَعَ نِسَائِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَانْظُرِي: كَيْفَ يَقْنُتُ فِي وِتْرِهِ؟ فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قنت قبل الركوع". أبان متروك. ¬
481 - تخريجه: الحديث أخرجه الدارقطني باللفظين في سننه (2/ 32): قال: حدثنا الحسين بن يحيى بن عياش، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا يزيد بن هارون، أنا أبان ابن أبي عياش ... ، به نحو رواية أحمد بن منيع. وبنحو رواية ابن أبي عمر قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن محمد المؤذن، ثنا=
= السري بن يحيى ثم قال: ثنا قبيصة ثنا سفيان عن أبان به نحوه، ثم قال الدارقطني: وأبان متروك. اهـ. والبيهقي في الكبرى (3/ 41): قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ أبان به مثله. ثم قال: ورواه سفيان الثوري عند أبان ابن أبي عياش، ومدار الحديث عليه، وأبان متروك. اهـ. وعبد الرزاق في المصنف (3/ 130): قال: عن الثوري عن أبان به، دون ذكر القصة. وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 302): قال: حدثنا سفيان، عن أبان به نحوه، دون ذكر القصة. وقال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبان ابن أبي عياش به مثله. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 124)، وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 203/ ن): باب القنوت، مثله. وذكره الزيلعي في نصب الراية (2/ 124)، وعزاه لابن أبي شيبة في المصنف، والدارقطني في السنن. والحافظ في الدراية (1/ 193: 244): مثله دون ذكر القصة، وعزاه لابن أبي شيبة، والدارقطني، ثم قال: وفيه أبان وهو متروك، ثم قال: (وأخرجه الخطيب من وجه آخر ضعيف، وأخرجه الطبراني من وجه آخر صحيح، لكن موقوفًا: أن ابن مسعود "كان لا يقنت في شيء من الصلوات في الوتر قبل الركوع"). اهـ. قال الزيلعي: (وذكره ابن الجوزي في التحقيق من جهة الخطيب وسكت عنه، إلا أنه قال: أحاديثنا مقدمة). اهـ. قلت: هو في التحقيق (1/ ق 144/ أ): باب الأفضل في القنوت بعد الركوع: قال: "وأخبرنا أبو المعمر، قال: أخبرنا محمد بن مرزوق، قال: أخبرنا=
= أحمد بن علي، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد الأهوازي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك، قال: حدثنا منصور ابن أبي نويرة، عن شريك عن منصور عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقنت في الوتر قبل الركوع". والجواب: أن حفاظ الحديث قدموا أحاديثنا، فقال أبو بكر الخطيب: الأحاديث التي جاء فيها قبل الركوع كلها معلولة). اهـ. قلت: وأحاديث كونه بعد الركوع، لا تخلو من مقال أيضًا. وانظر بيان ذلك في العرض الموجز لفقه أحاديث باب القنوت فيما سيأتي. وذكره البيهقي في الخلافيات انظر (ق 113/ ب): بنحو رواية أحمد بن منيع.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف جدًا لحال أبان ابن أبي عياش، ورواه عليه في الطرق السابقة، لكن: أخرج البيهقي في الخلافيات له طريقًا آخر تابع فيه الأعمش أبان ابن أبي عياش، انظر (ق 114/أ)، قال البيهقي معلقًا على طريق أبان: هذا الحديث لم نكتبه إلا من حديث أبان، وأبان متروك الحديث لا يحل الاحتجاج به. اهـ ثم قال: (أنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف المعدل من أصل كتابه، ثنا أحمد بن الخليل البغدادي، ثنا أبو النضر، ثنا سفيان الثوري، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قنت في الوتر قبل الركعة" ثم قال: هذا غلط، والمشهور: رواية الجماعة عن سفيان، عن أبان، عن إبراهيم). اهـ. ومن ابن التركماني أكملت سنده من المصنف إلى أبي النضر. وهذا الشاهد منقطع بين أبي النضر وسفيان الثوري فإِسناده ضعيف. وبالتالي يبقى حديث الباب على ضعفه.
482 - (¬1) قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ أَبُو يُوسُفَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَنَتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكفني رعلًا وذكران وعضلًا وعصية عصت الله ورسوله. ¬
482 - تخريجه: وقد ورد معناه من حديث أنس عند البخاري برقم (2801) كتاب الجهاد، باب من ينكب في سيل الله. ومسلم برقم (677) كتاب المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزل بالمسلمين نازلة. ومن حديث أبي هريرة رواه مسلم برقم (675) كتاب المساجد، باب استحباب القنوت ... ومن حديث خفاف بن إيماء الغفاري عند مسلم برقم 679 كتاب المساجد، إلَّا أنه لم يرد فيها (عضل)، وجاءت بلفظ (العن) بدل (اكفني).
الحكم عليه: الحديث ضعيف لضعف يعقوب ويزيد وثبت معناه في أحاديث أخر. [سعد].
483 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لَمْ يَقْنُتِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَّا شَهْرًا: لَمْ يَقْنُتْ قَبْلَهُ، وَلَا بَعْدَهُ". * أَبُو حَمْزَةَ: هُوَ مَيْمُونٌ الْأَعْوَرُ: ضَعِيفٌ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْرٌ: هُوَ ابْنُ الْوَلِيدِ، ثنا شَرِيكٌ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: "قَنَتَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَهْرًا يَدْعُو عَلَى عُصَيَّة، وذَكْوَان، فَلَمَّا ظَهَرَ-صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- عليهم ترك القنوت".
483 - تخريجه: أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 245): قال: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا المقدمي، قال: ثنا أبو معشر، قال: ثنا أبو حمزة، به بمثله، مصرحًا فيه بعبد الله بن مسعود. وأخرجه بنحوه (1/ 243): قال: حدثنا ابن أبي داود قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا أبو بكربن عياش عن نصير عن أبي حمزة به قال: (قنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثين يومًا". والبيهقي في الكبرى (2/ 213): قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا ابن منصور القاضي، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو غسان، ثنا شريك به، بلفظ أبي يعلى. وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 310): قال: حدثنا وكيع، قال حدثنا مسعر، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله بن مسعود: "قد علموا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّمَا قنت شهرًا". وابن عدي في الكامل (6/ 2407): قال: ثنا ابن أبي ذريح، ثنا=
= مسروق بن المرزبان، ثنا شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عن عبد الله به بنحوه. والبزار في مسنده" انظر (1/ 268): من كشف الأستار برقم (555): ساقه الهيثمي بسند البزار، قال: حدثنا يوسف بن موسى، ثنا مالك بن إسماعيل به بمثله، إلا أنه مَيَّز شهرًا فقال: (واحدًا). قال البزار: وهذا روي عن حماد عن إبراهيم عن علقمة. رواه عنه محمد بن جابر، ولا نعلم روى هذا الكلام عن أبي حمزة إلا شريك. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 348: 298): بسند أبي يعلى قال: حدثنا بشر، ثنا شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بنحوه. وذكره من طريق آخر قال: حدثنا محمد ثنا يوسف بن يزيد: يعني: أبا معشر، ثنا أبو حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الله، به بمثله. وفي مجمع الزوائد (2/ 137): بلفظ أبي يعلى، وعزاه له وللبزار والطبراني في الكبير ثم قال: وفيه أبو حمزة الأعور القصاب، وهو ضعيف. وذكره الزيلعي في نصب الراية (1/ 127)، ثم قال: وهو معلول بأبي حمزة القضاب. اهـ. وحكى فيه قول ابن حبان وابن معين. والحافظ فيأ "الدراية" (1/ 194: 246): وقال: (وإِسناده ضعيف). اهـ. وقال: (وأخرجه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ ابن مسعود قال: "صليت خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبي بكر وعمر، فما رأيت أحدًا منهم قانتًا في صلاة إلا في الوتر" وفيه ضعف). اهـ. والمزي في تهذيب الكمال (3/ 1400 - 1401)، من طريق ابن عدي. والبيهقي في معرفة السنن والآثار (1/ ق 273/ ب): بمثل لفظ رواية أبي يعلى، وأشار إلى ضعفه، قال البيهقي: (وروي في رواية غير قوية عن علقمة،=
= عن ابن مسعود قال: قنت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَهْرًا: يَدْعُو عَلَى عصية وذكوان، فلما ظهر عليهم ترك القنوت). اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 203/ ب) باب في القنوت. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 125: 458، 459).
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لحال أبي الأعور.
484 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا السَّكَن بْنُ نَافِعٍ (¬1)، ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَير قَالَ: ذُكِرَ لِأَبِي مِجْلَز الْقُنُوتُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَقَالَ: (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ رَجُلًا إِلَى بَنِي فُلَانٍ، فَقَالَ: "انْظُرْ، فَإِنْ كَانُوا أَذِنُوا فَجَاوِزْهُمْ إِلَى بَنِي فُلَانٍ"، فَلَمَّا أَتَاهُمْ يَسْأَلُهُمْ (¬2)، قَالَ: فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَلَبِسَ لأْمَته -يَعْنِي سِلَاحَهُ- ثُمَّ خَرَجَ (¬3) إِلَى رَسُولِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَطَعَنَهُ (¬4)، فَصَرَعَهُ، فَقَالَ: رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهُمَّ إِنِّي رَسُولُ رَسُولِكَ: اقْرَأْ عَلَيْهِ مِنِّي السَّلَامَ"، قَالَ (¬5): فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَعَلَيْكُمْ (¬6) السَّلَامُ"، فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا رَأَيْنَا مِنْ أَحَدٍ!، فقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ فُلَانًا قُتل، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ السَّلَامَ"، فَقَامَ بِهِمْ شَهْرًا فِي آخِرِ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِبَنِي عُصَيَّة: عَصَوْا رَبَّهُمْ، وَعَلَيْكَ بِبَنِي ذَكْوَانَ"، قَالَ: ثُمَّ تركه: لم يكن غيره). *مرسل. ¬
484 - تخريجه: الحديث أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (3/ 116) قال: ثنا يحيى بن سعيد، حدثنا التيمي، عن أبي مجلز، عن أنس قال: "قنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهرًا بعد الركوع، يدعو على رعل وذكران، وقال: عصية: عصت الله ورسوله".=
= فسمى الصحابي وهو أنس رضي الله عنه، وقد أسقطه في رواية الحارث. واقتصر على فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- دون ذكر القصة. ويحيى هو الإِمام الحافظ يحيى بن سعيد القطان. والتيمي: هو سليمان بن بلال التيمي مولاهم: أبو محمد المدني: ثقة، روى له الجماعة، انظر التقريب (250: 2539). وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 310)، بنحو رواية الإِمام أحمد، بدون ذكر القصة، لكن وقع فيه التصريح بالحصر فقد حصر القنوت في هذا الشهر: مقبولة: (إنما): فهو من هذه الناحية أقرب إلى لفظ الحارث قال: حدثنا معاذ بن معاذ عن التيمي، عن أبي مجلز عن أنس قال: "إنما قنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الصبح يدعو على رعل وذكوان" وإسناده صحيح. وذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 240: 173)، بسند الحارث قال: حدثنا السكن بن نافع به بمثله. والبوصيري في الإِتحاف (1/ ق 203/ ب): باب القنوت: (1743): من طريق الحارث به بمثله. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 125 - 126: 460): في الباب نفسه. وأشار إليه البيهقي في المعرفة (1/ ق 273/ ب): القنوت في صلاة الصبح. وكلام البيهقي رحمه الله يقتضي أن السبب في الدعاء على هذه القبائل هو قتل أهل بئر معونة، لا ما ساقه الحارث في روايته من الدعاء على قتلة رسوله -صلى الله عليه وسلم-. وفي الخلافيات، انظر (1/ ق 113/ أ).
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لحال السكن بن نافع شيخ الحارث، ولإرساله. لكن تابعه عليه -دون ذكر القصة-: يحيى بن سعيد القطان، ومعاذ بن=
= معاذ، كما مر في رواية الإِمام أحمد. وابن أبي شيبة للحديث، وكلا الروايتين إسنادهما صحيح متصل مرفوع. وعليه فإن هذا الحديث -دون القصة- يرتقي بمتابعة إلى درجة الصحة، ويترجح فيه الوصل. أما القصة فلم أجد لها شاهدًا ولا متابعًا فتبقى على ضعفها.
485 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أنا سُلَيْمَانُ التَّيْمي، عَنْ أَبِي مِجْلَز، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ (¬1) وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: "الكِبَر يَمْنَعُكُمَا مِنَ الْقُنُوتِ؟ قَالَا: لَمْ نَأْخُذْهُ من (¬2) أصحابنا". *صحيح موقوف. ¬
485 - تخريجه: الحديث أخرجه بنحوه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 311) قال: حدثنا مروان بن معاوية عن التيمي، عن أبي مجلز قال: "صليت خلف ابن عمر فلم يقنت قبل الركوع ولا بعده". والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 246): قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: ثنا شعبة، قال: ثنا قتادة عن أبي مجلز قال: "صليت خلف ابن عمر رضي الله عنهما الصبح، فلم يقنت، فقلت: آلكبر يمنعك؟ فقال: ما أحفظه عن أحد من أصحابي". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 137): بنحوه. قال: وعن أبي مجلز قال: صليت خلف ابن عمر، فلم يقنت فقلت: ما منعك من القنوت؟ قال: إني لا أحفظه عن أحد من أصحابي. ثم قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات. وذكره البوصيري في "الإِتحاف" (1/ 204/ أ: 1745): باب ترك القنوت بمثله ثم قال: هذا إِسناد رجاله ثقات، وله شاهد من حديث أبي مالك الأشجعي عن أبيه مرفوعًا، رواه أبو داود الطيالسي، ومسدد، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ منيع في مسانيدهم، وأبو داود، والترمذي والنسائي في سننهم، وابن حبان في "صحيحه" ورواه ابن ماجه في سننه من حديث أم سلمة. اهـ.=
= قلت: ويضاف إلى من سبقوا الطحاوي في شرح المعاني (1/ 252)، وعبد الرزاق في المصنف (3/ 107) وغيرهم.
الحكم عليه: الحديث إِسناده صحيح لذاته موقوف على هذين الصحابيين.
8 - باب وضع اليمين على اليسرى
8 - باب وضع اليمين (¬1) على اليسرى 486 - [1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ: هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إنا معشر الأنبياء: أمرنا أن (¬2) نُعَجِّلَ إِفْطَارَنَا، وَأَنْ (¬3) نُؤَخِّرَ سُحُورنا، وَأَنْ نَضَعَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلَاةِ". [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا طلحة بن عمرو، فذكره بلفظ: "أمرنا معشر الأنبياء أَنْ نُؤَخِّرَ سُحُورَنَا، وَنُمْسِكَ بِأَيْدِينَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلَاةِ". [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا طَلْحَةُ بِهِ. *غَرِيبٌ تَفَرَّدَ بِهِ طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو الْمَكِّيُّ، وَفِيهِ ضَعْفٌ. وَقَدْ أَتَى فِيهِ أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ حرملة التُّجِيبي: "بآبد"، قال (¬4): حدثنا (¬5) جَدِّي، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ "عَنْ عَطَاءٍ (¬6) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما يذكره، فأبطل فِي قَوْلِهِ: عَنْ عَمْرِو (¬7) بْنِ الْحَارِثِ" وَإِنَّمَا هو طلحة بن عمرو، وأحمد "بن طاهر" كذبه الدارقطني، وغيره، وأخرجه (¬8) الطَّبَرَانِيُّ فِي "الْأَوْسَطِ" عَنْ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ (¬9). ¬
486 - تخريجه: الحديث في مسند الطيالسي (246: 2654): قال: حدثنا طلحة، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَهُ مثله. وفي منتخب مسند عبد بن حميد (2/ 624: 622) قال: حدثنا محمد بن عبيد به مثله. وأخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر الإِحسان (3/ 130). قال ابن حبان: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا عمرو بن الحارث أنه سمع عطاء بن أبي رباح يحدث عن ابن عباس به بلفظ مقارب. قال أبو حاتم: سمع هذا الخبر ابن وهب عن عمرو بن الحارث، وطلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح. والدارقطني في سننه (1/ 284): قال: حدثنا ابن السكين، ثنا عبد الحميد بن محمد، نا مخلد بن يزيد، نا طلحة، عن عطاء، عن ابن ابن عباس به مثله. ومن طريق الدارقطني. وأخرجه ابن الجوزي في التحقيق (1/ 284: 479) قال: أخبرنا ابن عبد الخالق، قال: أنبأنا أبو طاهر بن يوسف، أنبأنا محمد بن عبد الملك قال: حدثنا=
= أحمد بن عيسى بن السكين، به بلفظه مختصرًا، واقتصر فيه على ذكر وضع اليمين على الشمال، ولم يذكر الباقي. وأخرجه البيهقي في الكبرى عن طريق أبي داود الطيالسي. انظر (4/ 238) قال: أخبرنا أبو بكر: محمد بن فورك، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا طلحة عن عطاء به بلفظه ثم قال: هذا حديث يعرف بطلحة بن عمرو المكي، هو ضعيف، واختلف عليه، فقيل عنه هكذا، وقيل: عنه عن عطاء عن أبي هريرة. وروي من وجه آخر ضعيف عن أبي هريرة، ومن وجه ضعيف عن ابن عمر، وروي عن عائشة رضي الله عنها من قولها: "ثلاث من النبوة ... " فذكرهن، وهو أصح ما ورد فيه، وقد مضى في كتاب الصلاة. اهـ. قلت: سيأتي بيان طرقه عن عائشة، وأبي هريرة، وابن عمر، ويعلي بن مرة، وأبى الدرداء باختصار. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 199: 11485) قال: حدثنا أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى، ثنا جدي: حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهب به بلفظ مقارب. وأخرجه في (11/ 7: 1085) قال: حدثنا العباس بن محمد المجاشعي الأصبهاني، ثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن طاوس، عن ابن عباس: فذكره مثله بتمامه إلَّا أنه قال: (نضرب) بدلًا من (نضع). ورجال هذا الإِسناد ثقات: إلَّا العباس بن محمد، شيخ الطبراني، فقد قال فيه ابن القطان: لا يعرف. اهـ. انظر: لسان الميزان (3/ 245: 1075). فإِسناده ضعيف. وذكره الزيلعي في نصب الراية (1/ 318)، وعزاه للدارقطني، واقتصر منه على=
= القدر الذي أخرجه ابن الجوزي في التحقيق، ثم قال: وطلحة هذا: قال فيه أحمد: متروك الحديث. وقال ابن معين: ضعيف، ليس بشيء. وتكلم فيه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وابن حبان، والدارقطني، وابن عدي. اهـ. والهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 105) بمثله ثم قال: رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح! وكذا ذكره في (3/ 155) بمثله وقال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح! قلت: وقد تقدم بيان حالهم. وفي مجمع البحرين (1/ ك) الصوم: بتمامه بمثله: من طريقين إلى ابن عباس. ومن طريق أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 284) قال: حدثنا ابن صاعد، نا زياد بن أيوب، نا النضر بن إسماعيل، عن ابن أبي ليلى عن عطاء، عن أبي هريرة قال: فذكره بمثله. ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (1/ 284: 480) قال: أخبرنا ابن عبد الخالق قال: أنبأنا أبو طاهر بن يوسف: أنبأنا محمد بن عبد الملك. قال: قال الدارقطني: حدثنا يحيى بن صاعد به قال: أمرنا معاشر الأنبياء أن نضرب بأيماننا على شمائلنا في الصلاة. وذكره الزيلعي في نصب الراية (1/ 318) وعزاه للدارقطني قال: أخرجه الدارقطني أيضًا عن النضر بن إسماعيل عن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعًا نحو حديث ابن عباس. ثم قال الزيلعي: والنضر بن إسماعيل قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: وأبو زرعة: ليس بالقوي، وابن أبي ليلى أيضًا ضعيف. اهـ.=
= قلت: فإسناده ضعيف. وذكره البيهقي (2/ 29) وضعفه. ومن طريق عائشة رضي الله عنها: أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 284) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا شجاع بن مخلد، ثنا هشيم، قال منصور: ثنا عن محمد بن أبان الأنصاري، عن عائشة قالت: "ثلاث من النبوة: تعجيل الإِفطار، وتأخير السحور، ووضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة". ورجحه البيهقي على الروايات السابقة. انظر الكبرى له (2/ 29) حيث أورده من طريق الدارقطني. قلت: وفيه محمد بن أبان الأنصاري، قال في التعليق المغني (1/ 284): قال البخاري: لا يصح السماع لمحمد بن أبان من عائشة. اهـ. فإِسناده منقطع. ومن طريق ابن عمر رضي الله عنه: أخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 29) قال: أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي، ثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي بمكة، ثنا يحيى بن سعيد بن سالم القداح، قال ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أبي رواد عن أبيه عن نافع عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: فذكره بمثله. ثم قال: تفرد به عبد المجيد، وإنما يعرف بطلحة بن عمرو، وليس بالقوي عن عطاء عن ابن عباس. اهـ. قلت: مراده رحمه الله: تفرد عبد المجيد بعزوه لابن عمر، والله أعلم، وانظر تعليقه (4/ 238) من الكبرى. وذكره الهيثمي في مجمع البحرين (ك الصوم: ج 1) من الطريق نفسه، والتقى معه في إسحاق إلَّا أنه قال ابن إبراهيم المكي.=
= وساقه بمثل لفظه. وحديث يعلي بن مرة: ذكره في مجمع الزوائد (2/ 105) عن يعلي بن مرة بلفظ: ثلاثة يحبها الله عز وجل: فذكره ولم يعين أي اليدين توضع على الأخرى. وفي مجمع البحرين أيضًا عن يعلي بن مرة بمثل ما ساقه في مجمع الزوائد. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد بعد ما ساقه: وفيه عمر بن عبد الله بن يعلى وهو ضعيف. اهـ. وحديث أبو الدرداء رضي الله عنه: كذا ذكره في مجمع الزوائد عن أبي الدرداء رفعه، قال: "ثلاث من أخلاق النبوة ... " الحديث بمثله. ثم قال: رواه الطبراني في الكبير مرفوعًا، وموقوفًا على أبي الدرداء. الموقوف: صحيح. والمرفوع: في رجاله من لم أجد من ترجمه. اهـ.
الحكم عليه: الحديث -في جميع الطرق الثلاثة الأولى التي ساقها الحافظ- مداره على طلحة بن عمرو، وهو متروك كما عرفت من حاله، فإِسناده ضعيف جدًا. والطريق الأخير في سنده أحمد بن طاهر، وهو أشد ضعفًا من سابقه. لكن يتبين للمتأمل في شواهده أنه يحصل منها مجموع يصح أن يقال: إنه "حسن لغيره". وأما الجزء الخاص بوضع اليمين على الشمال "فصحيح" وله شاهد قوي أخرجه البخاري في صحيحه من حديث سهل بن سعد. انظر الفتح (2/ 224: 225) ولفظه: "كان الناس يؤمرون: أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة". قال أبوحازم -الراوي عن سهل-: لا أعلمه إلَّا ينمي ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهذا الشاهد له حكم المرفوع. انظر الفتح في الجزء اليسار إليه.
9 - باب الخشوع
9 - باب الخشوع 487 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبان، ثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَزَالُ اللَّهُ تعالى مُقْبِلًا عَلَى الْعَبْدِ فِي صَلَاتِهِ، مَا لَمْ يلتفت"، فكان ذلك الرجل الذي حدثني هذا الحديث، إن (¬1) قام في الصلاة، كأنه وَتِدٌ (¬2). ¬
487 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 213: 150): بسند الحارث قال: حدثنا عبد العزيز بن أبان به بمثله. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 219/ أ)، باب في الخشوع وترك الالتفات. ولم أجده بهذا السند عند أحد، وإنما وجدته من حديث أبي ذر رضي الله عنه. أخرجه الإِمام أحمد في المسند (5/ 172) قال: ثنا علي بن إسحاق قال: قال عبد الله: حدثني يونس، عن الزهري، قال: سمعت أبا الأحوص مولى بني ليث، يحدثنا في مجلس ابنه -كذا ولعله ابن- المسيب، وابن المسيب جالس: أنه سمع=
= أبا ذر يَقُولُ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لا يزال الله عَزَّ وَجَلَّ مُقْبِلًا عَلَى الْعَبْدِ فِي صَلَاتِهِ، مَا لَمْ يلتفت، فإذا صرف وجهه: انصرف عنه). والحديث من هذا الطريق لا ينزل عن رتبة الحسن. وأخرجه النسائي في المجتبى (3/ 8) قال: أخبرنا سويد بن نصر قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك به بمثل لفظ الإِمام أحمد. وأبو داود في سننه (3/ 177: 896)، من عون المعبود قال: حدثنا أحمد بن صالح: أخبرنا ابن وهب: أخبرني يونس عن ابن شهاب به بمثله. والدارمي في سننه (1/ 271: 1430) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني يونس بمثله. والحاكم في المستدرك (1/ 236)، من طريق ابن وهب، وعبد الله بن صالح، كلاهما قالا: ثنا الليث به، فذكره بمثله ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وأبو الأحوص هذا: مولى بني الليث: تابعي من أهل المدينة، وثقه الزهري، وروى عنه. اهـ. وقال الذهبي في هامشه: صحيح. اهـ. قلت: صحيح بشواهده كما سيأتي. والبيهقي من طريق الليث. انظر: (2/ 282). وأخرجه بنحوه من حديث الحارث الأشعري. وذكره الزيلعي في نصب الراية (2/ 89) بمثله. والحافظ في الدراية (1/ 183: 232)، وسكت عنه. ومجد الدين بن تيمية في المنتقى، انظر: (488: 1091)، ونيل الأوطار (2/ 378). وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 189: 3) بمثله. وابن الأثير في جامع الأصول (5/ 493، 494: 3699).=
= الحكم عليه: من طريق الحارث: إِسناده ضعيف جدًا، لحال عبد العزيز بن أبان، ولِعِلَّة الإِرسال فالتابعي ممن يرسلون عن الصحابة ولم يُسَم من حدثه. ومن طريق أبي ذر: حسن لذاته. وصحيح لغيره بشواهده في مستدرك الحاكم، وسنن البيهقي، وسنن النسائي. وورد النهي عن الالتفات في حديث عائشة عند البخاري. انظر: (2/ 234: 751) من الصحيح مع الفتح.
488 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (¬1): "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى رَجُلًا يُحَرِّك الْحَصَى وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قال للرجل: هو حَظَّكَ مِن صَلاتك". ¬
488 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (7/ 82: 4013) قال: حدثنا العباس بن الوليد النرسي به بمثله. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 338: 285) باب مس الحصى في الصلاة. وأخرجه البزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 275: 569)، ذكره بسند البزار قال: وبه، أي: بقوله: حدثنا خالد بن يوسف، ثنا أبي، عن الأعمش، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "رأى رجلًا يُحَوِّل في الحصى في الصلاة. قال: ذاك حظك من صلاتك". وذكره أيضًا في مجمع الزوائد (2/ 86) بمثله ثم قال: رواه أبو يعلى، والبزار وفيه يوسف بن خالد السمتي، وهو ضعيف. اهـ. فاكتفى بوصفه بالضعف مع أنه قال في (1/ 92): (كذاب خبيث). وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 414)، عن قيس بن عباد، قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن عمران بن حدير مولى عطية قال: صليت إلى جنب قيس بن عباد، فأخذت عودًا، فرفعته إلى في فضرب ذقني، فلما صلَّى قلت له: ما حملك وقد أعجبني، فقال: كان يقال: من عبث بشيء في صلاته كان حظه من صلاته".=
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 220/ ب)، وضعفه.
الحكم عليه: الحديث إِسناده من طريق أبي يعلى ضعيف جدًا. ومن طريق ابن أبي شيبة صحيح. وقد ثبت النهي عن مس الحصى في الصحيحين وغيرهما من الكتب الأخرى. ففي رواية عند مسلم قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، حدثنا هشام الدستوائي: عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن معيقيب قَالَ: "ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المسح في المسجد -يعني الحصى-، قال: إن كنت لا بد فاعلًا فواحدة". انظر: صحيح مسلم بشرح النووي (5/ 37). وفي لفظ البخاري "يسوى التراب" بدلًا من الحصى، لكن ترجم له فقال: باب مسح الحصى في الصلاة. قال ابن رشيد: (ترجم بالحصى، والمتن الذي أورده "في التراب" لينبه على إِلحاق الحصى بالتراب في الاقتصار على التسوية مرة، وأشار بذلك أيضًا إلى ما ورد في بعض طرقه بلفظ الحصى). اهـ. من الفتح (3/ 79). وانظر: الفتح الرباني (4/ 81 - 82).
489 - حدثنا (¬1) محمد بن الخَطَّاب، ثنا مؤمَّل، ثنا شعبة، عن حُصَين، عن عبد الملك بن عُمير، عن عمرو بن حريث (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ربما مس لحيته في الصلاة". ¬
489 - تخريجه: الحديث أخرجه أبو يعلى (3/ 44 ح 1462). وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 289)، باب في مس اللحية في الصلاة. قال: حدثنا هشيم، عن حصين، عن عبد الملك بن عمرو بن حويرث (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ربما مس لحيته، وهو يصلي"، وفيه تصحيف كما ترى. وأخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 264) قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنبأ أبو محمد، دعلج بن أحمد، ثنا إبراهيم بن علي، ثنا يحيى بن يحيى، أنبأ هشيم، عن حُصين به قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يضع اليمنى على اليسرى في الصلاة وربما مس لحيته وهو يصلي". قال البيهقي: هكذا رواه هشيم بن بشير، ورواه شعبة. كما أخبرنا أبوعبد الله الحافظ: ثنا أبو عبد الله الصفار، ثنا أبو المثنى، ثنا أبي، ثنا شعبة. (قال: وثنا) أبو المثنى، ثنا عمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن حصين، عن عبد الملك ابن أخي عمرو بن حريث، عن رَجُلٌ إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كان يصلي فربما تناول لحيته في صلاته". وروى عن مؤمل بن إسماعيل عن شعبة وذكر الرجل الذي لم يسمه وهو: عمرو بن حريث.=
= ورواه سليمان بن كثير عن حصين، عن عمرو بن عبد الملك بن حريث المخزومي ابن أخي عمرو بن الحريث قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الحديث. اهـ. وروي الحديث من وجه آخر، ذكره البيهقي، فيه زيادة: (من غير عبث)، لكنه ضعيف لضعف عيسى القداح، قال ابن عدي: (عامة ما يرويه لا يتابع عليه). اهـ. قلت: وفيه عنعنة الوليد بن مسلم عنه أيضًا. وأخرجه أبو داود في المراسيل (ق 5/ أ) قال: حدثنا حفص بن عمر وأبو الوليد الطيالسي قالا: ثنا شعبة، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الملك ابن أخي عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-. فذكره بمثله. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 336: 282)، باب ما ورد من الأفعال في الصلاة، بسند أبي يعلى قال: حدثنا محمد بن الخطاب به بمثله. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 220/ ب)، باب في مس الرأس واللحية في الصلاة. بطريق أبي يعلى بمثله ثم قال: ورواه البيهقي في سننه عن الحاكم، وله شاهد من حديث ابن عمر: رواه البيهقي في سننه، وَلَفْظِهِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ربما يضع يده على لحيته في الصلاة من غير عبث". اهـ. قلت: وقد سبقت الإِشارة إلى هذا الطريق وأنه ضعيف.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لحال شيخ أبي يعلى، وسوء حفظ مؤمل. لكن كلاهما قد توبع عليه فيما أخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 264).
490 - حدثنا (¬1): أبو معمر، حدثنا عَبْدُ السَّلَامِ، عَنْ يَزِيدَ الدَّالَانِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كان يمس رأسه ولحيته في الصلاة" (¬2). ¬
490 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (5/ 96: 2706) مثله لكن بدون مس الرأس. وجعله أبو يعلى في مسند ابن عباس مع أنه هنا، وهناك عن الحسن مرسلًا. وفي المقصد العلي (1/ 336: 283) مثل ما في المسند. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 85)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وهو مرسل. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 479)، باب صفة رد السلام في الصلاة، من (المجردة)، ثم قال: (رواه أبو يعلى مرسلًا). اهـ. وإسناده ضعيف؛ فيه يزيد الدالاني مدلس ضعيف، وقد عنعنه، وفيه إرسال الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. أما الجزء الخاص بمس اللحية فيشهد له الحديث السابق. وأما الجزء الخاص بمس الرأس: فلم أجد ما يشهد له.
491 - حدثنا (¬1) أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْم، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما به، ولم يذكر لحيته. ¬
491 - تخريجه: تقدم في حديث رقم (490) أنه في مسند أبي يعلى، وقد وضعه هناك في مسند ابن عباس مع كونه مرسلًا، بينما هو هنا من حديث ابن عباس صراحة، ولم أقف عليه فيه، ولا في المقصد العلي، ولا في مجمع الزوائد. والحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 478)، باب صفة رد السلام في الصلاة: (المجردة)، ولفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يمس رأسه في الصلاة.
الحكم عليه: الحديث إِسناده ضعيف لحال ليث بن أبي سليم، وعنعنة عبد الرحمن المحاربي عن ليث. ولم أقف له على شاهد أو متابع. وهو معارض أيضًا مما أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ ق 306/ ب)، وهو في مجمع البحرين (ق/41/ ب): باب مسح الجبهة في الصلاة، من طريق يشبه طريق الباب ليس فيه الليث، وبلفظ مغاير قليلًا قال الطبراني: حدثنا يعقوب بن إسحاق بن الزبير الحلبي، ثنا أبو جعفر النفيلي، نا مروان بن معاوية، ثنا أبو العلاء الخفاف، عن مجاهد، عن ابن عباس، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يمسح وجهه في الصلاة، ثم قال: لم يرو هذا الحديث عن خالد بن طهمان أبي العلاء، إلَّا مروان بن معاوية تفرد به النفيلي. اهـ. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 84): رجاله موثقون. اهـ.
492 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا عبد السلام، هو (¬1) ابن حرب، عن إسحاق بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا وَجَد أحَدُكم فِي بطنه رِزَّاً، أَوْ شَيْئًا وَهُوَ (¬2) فِي الصَّلَاةِ: فَلْيَضَعْ يَدَهُ على أنفه، وليخرج". ¬
492 - تخريجه: الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الصغير مختصرًا. انظر: (1/ 16: 391)، قال حدثنا الحسين بن محمد الخياط الرامهرمزي، حدثنا إبراهيم بن راشد الآدمي، حدثنا محمد بن بلال البصري، حدثنا عمران القطان، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا وجد أحدكم- وهو في صلاته- رِزَّا: فلينصرف، فليتوضأ". وقد صحح الألباني هذا الحديث، من هذا الطريق. انظر: صحيح الجامع (1/ 204: 823). وأخرجه الدارقطني (1/ 156: 21)، من حديث علي رضي الله عنه، قال الدارقطني: حدثنا يزيد بن الحسين بن يزيد البزار، نا محمد بن إسماعيل الحساني، نا وكيع، نا علي بن صالح وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن علي رضي الله عنه قال: "إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي بَطْنِهِ: رُزْءًا، أَوْ قيئًا، أو رعافًا، فلينصرف: فليتوضأ، ثم ليبن علي صلاته ما لم يتكلم. اهـ. وقال أيضًا: حدثنا أبو بكر النيسابوري، نا الزعفراني، نا شبابة، نا يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عاصم بن حمزة والحارث، عن علي رضي الله عنه قال: "إذا أم الرجل القوم، فوجد في بطنه رزءًا، أو رعافًا، أو قيئًا: فليضع ثوبه=
= على أنفه، وليأخذ بيد رجل من القوم فليقدمه، الحديث". إِسناد هذا الحديث ضعيف بسبب عنعنة أبي إسحاق، لكن إذا ما ضم إليه الطريق السابق عند الطبراني ارتقى إلى الحسن لغيره. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد. انظر: (2/ 89) في باب صلاة الحاقن. والبوصيري في الإِتحاف (1/ ق 85/ ب) -من المجردة- عن ابن عمر. وقال: رواه أبو بكر ابن أبي شيبة، ورجاله ثقات. اهـ. قلت: فيه إسحاق بن أبي فروة وحاله معروف، فلعل البوصيري رحمه الله قصد الطريق الذي أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف فقد: أخرجه من حديث علي. انظر: المصنف (2/ 195) قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع قال: نا علي بن صالح وإسرائيل، فساقه بالطريق الأول عن الدارقطني.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف جدًا لحال إسحاق بن أبي فروة. لكن قد صح مختصرًا كما تقدم عند الطبراني، ومضى عند الدارفطني بإسناد حسن لغيره.
493 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المُحَبَّر، ثنا مُعَاذٌ (¬1)، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لَا تُدَافِعُوا الْأَذَى مِنَ (¬2) البول، أو الغائط (¬3) في الصلاة". ¬
493 - تخريجه: الحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 214: 151): بسند الحارث. قال: حدثنا داود بن المحبر به مثله. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 451: 1762): باب مدافعة البول والغائط في الصلاة. قال: عن الثوري، عن منصور، عن ليث، عن مجاهد قال: قال عمر بن الخطاب: لا تدافعوا الأخبثين في الصلاة: "الغائط والبول". وهو منقطع بين مجاهد وعمر رضي الله عنه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1: 85/ ب) من "المجردة"، ثم قال: (رواه الحارث بسند ضعيف، وفيه انقطاع). اهـ.
الحكم عليه: الحديث إِسناده شديد الضعف؛ لحال داود بن المحبر، ولأنه منقطع بين قتادة وعمر رضي الله عنه، وفيه معاذ وهو مجهول. لكن قد صح في معناه عدة أحاديث، منها الحديث السابق، وكذا ما رواه الإِمام مسلم وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها، وفيه: (... إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا صلاة بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان"). انظر: صحيح مسلم مع شرح النووي (5/ 47).
10 - باب التبسم والتفكر في الصلاة
10 - بَابُ التَّبَسُّمِ وَالتَّفَكُّرِ فِي الصَّلَاةِ 494 - [1]، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، ثنا الْوَازِعُ بْنُ (¬1) نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ -صَلَّى الله عليه وسلم- يصلي العصر في غزوة (¬2) بَدْرٍ إِذْ (¬3) تَبَسَّمَ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا (¬4) قَضَى الصَّلَاةَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَبَسَّمْتَ وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ؟! قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ مِيكَائِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَرَّ بِي (¬5) وَهُوَ رَاجِعٌ مِنْ طَلَبِ الْقَوْمِ، وَعَلَى جَنَاحِهِ غبار: فضحك إليَّ، فتبسمت إليه" (¬6). * (قلت: علي متروك، ورماه ابن حبان بالوضع (¬7) والوازع ضعيف جدًا، واهٍ). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (عَمْرُو بْنُ) (¬8) مُحَمَّدٍ الناقد، ثنا علي بن ثابت نحوه. ¬
494 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 49: 295)، قال: حدثنا عمرو الناقد به مثله. وأخرجه الدارقطني في سننه (1/ 175)، وقال: حدثنا الحسين بن إسماعيل، نا يعقوب بن إبراهيم، نا علي بن ثابت ح. وحدثنا أبو حامد محمد بن هارون، نا محمد بن حاتم الزمي، ثنا علي بن ثابت: عن الوازع بن نافع العقيلي به بنحوه، إلَّا أنه جعله في صلاة العصر ولم يذكر أنه في غزوة. وذكره عبد الحق الأشبيلي في الأحكام الكبرى، انظر: (ص 123)، نحوه، وقال قبله: (وذكر الدارقطني من حديث الوازع بن نافع العقيلي -وهو متروك- عن أبي سلمة به). اهـ. وأخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 2556)، من طريق أبي يعلى، قال: ثنا أبو يعلى، أخبرنا عمرو الناقد به بمثله دون تسمية الغزوة. ومن طريق أبي يعلى أيضًا. أخرجه ابن حبان في المجروحين (3/ 84)، قال بعد ما ساقه: أخبرناه أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا عمرو بن محمد الناقد به بمثله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 82): بمثله وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الوازع بن نافع وهو ضعيف.=
= وعن جابر بن ثابت عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مر بي جبريل عليه السلام، وأنا أصلي، فضحك إلى فتبسمت إليه. رواه الطبراني في الكبير، وفيه الوازع، وهو ضعيف. اهـ. وذكره في مجمع البحرين (ق 44/ ب)، وساق بعده قول الطبراني: لم يروه عن جابر إلا أبو سلمة، ولا عنه إلَّا الوازع: تفرد به علي. اهـ. وذكره المناوي في فيض القدير (5/ 452)، وعزاه للدارقطني. والبوصيري في الإِتحاف (1/ 84/ ب): المجردة: باب صفة رد السلام في الصلاة. وقال: رواه أحمد بن منيع، وأبو يعلى، والبيهقي بسند ضعيف لضعف الوازع بن نافع.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف جدًا، ومتنه منكر. وهو مع ذلك معارض بما هو أخف ضعفًا منه، فقد روى الإِمام أحمد في مسنده (3/ 224)، قال: حدثنا أبو اليمان، حدثنا ابن عياش، عن عمارة بن غزية الأنصاري، أنه سمع حميد بن عبيد مولى بني معلى يقول: سمعت ثابتًا البناني يحدث عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- أنه قال لجبريل عليه السلام: "ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا" قط قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار". ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الخائفين، ورواه ابن شاهين في السنة عن حديث ثابت مرسلًا، قاله الحافظ العراقي. قلت وذكره السيوطي أيضًا في الجامع الصغير. فأما إِسناد الإِمام أحمد ففيه إسماعيل بن عياش، وقد ضعفه أيضًا الألباني في ضعيف الجامع. وأما طريق ابن أبي الدنيا فلم أطلع عليه، لكن قال الحافظ العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الخائفين من رواية ثابت عن أنس: بإسناد جيد. اهـ. وانظر:=
= إحياء علوم الدين (4/ 181): باب أحوال الأنبياء والملائكة عليهم السلام في الخوف. لذا فالذي أراه أنه لو حكم على هذا الحديث بالوضع لما عد ذلك مبالغة، والله أعلم. وقد نقل المناوي رحمه الله جواب السهيلي حول تعارض هذين الحديثين كعادته رحمه الله مع أن الحديث من الضعف على ما ترى. فقال: وأجاب السهيلي بان المراد: لم يضحك منذ خلقت النار إلَّا تلك المرة فالحديث عام: أريد به الخصوص، أو أنه حدث بالحديث الأول ثم حدث بعده بما حدث من ضحكه إليه. اهـ. انظر: فيض القدير (5/ 452: 7930)، ضعيف الجامع (5/ 99: 5093)، معارج القبول (2/ 65)، إحياء علوم الدين (4/ 181). وأما ما يتعلق بالضحك، فهو أيضًا معارض بأحاديث ثابتة فيها إنكار النبي عليه الصلاة والسلام على من ضحك.
495 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ (¬1)، قَالَ: إِذَا كُنْتَ فِي أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا فَتَوَحَّ (¬2)، وَإِذَا كُنْتَ فِي أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ الْآخِرَةِ فَتَمَكَّثْ مَا اسْتَطَعْتَ، وَإِذَا هَمَمْتَ بِخَيْرٍ فَلَا تُؤَخِّرْهُ، وَإِذَا أَتَاكَ الشَّيْطَانُ وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ فقال: إنك مراءٍ، فأطِلْها". ¬
495 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن المبارك في "الزهد والرقائق" (ص 12: 35): باب التحضيض على طاعة الله عز وجل. قال الراوي: أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا سفيان الثوري عن سليمان الأعمش، عن خيثمة، عن الحريث بن قيس، قال: "إذا أردت أمرًا من الخير فلا تؤخره لغد، وإذا كنت في أمر الآخرة فامكث ما استطعت، وإذا كنت في أمر الدنيا فتوح، وإذا كنت في الصلاة فقال لك الشيطان: إنك ترائي، فزده طولًا". ومن طريق ابن المبارك: أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (1/ 218) في ترجمة الحارث بن قيس نحوه بلفظ مقارب. وأخرجه أحمد في الزهد، ولم أقف عليه عنده. ومن طريقه أبو نعيم في الحلية. انظر: (4/ 132): قال: حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. حدثني أبي ثنا وكيع، ثنا الأعمش، عن خيثمة، عن الحارث بن قيس، قال: ... ، فذكره نحوه. وأخرجه وكيع في الزهد (2/ 521: 259): قال: حدثنا الأعمش به بلفظ: (إذا=
= كنت في أمر الدنيا فتوح، وإذا كنت في أمر الاخرة فتمكث، وإذا هممت بخير فلا تؤخر، وإذا أتاك الشيطان وأنت تصلي، فقال: إنك ترائي، فزدها طولًا). إِسناده صحيح. وقد أخرج وكيع رحمه الله أثرًا عن عمر برقم (261)، بإِسناد صحيح، قال: حدثنا سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ قال: قال عمر رضي الله عنه: "التؤدة في كل شيء خير، إلَّا ما كان في أمر الآخرة). ولا يتعارض مع سابقه: فإن التؤدة مذمومة هنا قبل أن يشرع في الأمر الأخروي إذ فيه الحث على المبادرة، فإذا شرع في العمل تمكث فيه، وأطال واستزاد من الطاعة والأجر، ويؤيده قوله في حديث مسدد: "وإذا هممت بخير فلا تؤخره). وبنحو هذا أجاب المحقق الشيخ الفريوائي. انظر: (2/ 522). وذكره البوصيري في الإِتحاف -المجردة (1: ق 84) -، وقال: رواه مسدد والنسائي في الكبرى. اهـ. وذكره الذهبي في السير في ترجمة الحارث، مختصرًا، وعزاه المحقق لتاريخ الإِسلام (2/ 215).
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده صحيح لذاته.
11 - باب النهي عن القراءة في الركوع والسجود
11 - بَابُ النَّهْيِّ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ 496 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يَقْرَأُ وَهُوَ رَاكِعٌ فَقَالَ: "إن رجالًا يقرؤون الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهم، فَإِذَا رَسَخَ فِي القلب يقع" (¬1). ¬
496 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (1: ق 201/ أ): باب (38) بمثله.
الحكم عليه: الحديث إِسناده ضعيف لحال أبي خالد، وعلى تقدير كون عبد الله هو ابن مسعود فالحديث منقطع أيضًا .. وقد صح معناه لوروده في الصحيحين كما سيأتي: فقد روى البخاري في صحيح من حديث أبي سعيد الخدري قال: سَمِعْتُ رَسُولَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: يخرج فيكم قوم: تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ... " الحديث. انظر: الفتح (9: 99 - 100). وأخرج مسلم من حديث عبد الله بن مسعود، فروى بسنده إلى الأعمش عن أبي وائل قال: جاء رجل يقال له: نهيك بن سنان إلى عبد الله فقال: يا أبا=
= عبد الرحمن، كيف تقرأ هذا الحرف: ألفًا تجده أم ياء: "من ماء غير آسن"، أو "من ماء غير ياسن" فقال عبد الله: وكل القرآن قد أحصيت غير هذا؟ قال: إني لأقرأ المفصل في ركعة، فقال عبد الله: هَذَّاً كهذ الشعر. "إن أقوامًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع. إن أفضل الصلاة ... " الحديث. انظر صحيح مسلم مع شرح النووي (6/ 104، 105). وأخرج مسلم النهي عن القراءة في الركوع والسجود من طرق عبد الله بن عباس وعلي رضي الله عنهم. فعن ابن عباس قال: (كشف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال: "أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلَّا الرؤيا الصالحة: يراها المسلم: أو تُرَى له، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا فأما الركوع ... " الحديث. انظر: (4/ 196).
497 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ، ثنا الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عن ابن عباس رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَقْرَأَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ رَاكِعٌ أَوْ ساجدًا" (¬1). ¬
497 - تخريجه: أخرجه مسلم في صحيحه، (4/ 198 - 199) مع شرح النووي، من طرق عن ابن عباس. قال مسلم: حدثني عمرو بن علي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حنين، عن ابن عباس، أنه قال: "نهيت أن أقرأ، وأنا راكع". اهـ. وأخرجه من طرق غيره. ووقع في بعضها: زيادة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بين ابن عباس رضي الله عنه والنبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي طرق أخرى كثيرة عند مسلم إضافة السجود مع الركوع. وأخرجه النسائي في المجتبى (2/ 317) قال: أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف قال: حدثنا أبو علي الحنفي، وعثمان بن عبد الله بن حنين عن أبيه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب رضي الله عنه قال: (نهاني حبي - صلى الله عليه وسلم - عن ثلاث، لا أقول نهى الناس، "نهاني عن تختم الذهب، وعن لبس القسي، وعن المعصفر المُفَدَّمَة، ولا أقرأ ساجدًا ولا راكعًا"). والمُفَدَّمَة: المُفْدَمُ من الثياب: المُشْبَعُ حمرة، والفَدْم: الثقيل من الدم. اهـ. انظر: اللسان (12)، مادة: (ف د م). وأخرجه من طريق آخر أيضًا عن إبراهيم بن عبد الله، عن أبيه، عن علي رضي الله عنهما.=
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (1: ق 201: أ).
الحكم عليه: هو من طريق أحمد بن منيع ضعيف جدًا. لحال أبي يوسف، وجهالة الحجاج، وانقطاع بين أبي بكر بن حفص وابن عباس: إذ تبين أن بينهما عبد الله بن حنين. لكن بمتابعه يصح متنه.
12 - باب الطمأنينة بين السجدتين
12 - بَابُ الطَّمَأْنِينَةِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ 498 - قَالَ مُسَدَّدٌ (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ (¬2) عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ المَقْبُرِي قَالَ: "صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَانْتَصَبْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَميّ، ورُكْبَتَيّ، فضرب فخذي حتى اطمأننت". * صحيح موقوف. ¬
498 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 285) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، عن سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ قَالَ: "صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي هريرة فانتصبت على صدور قدمي فجذبني حتى اطمأننت". وذكره البوصيري في الإِتحاف (1: ق 208/ ب): باب التشهد والجلوس، وما جاء في الطمأنينة من طريق مسدد، ثم قال: هذا إِسناد رجاله ثقات. وأخرج الطحاوي في شرح معاني الآثار نحوه مرفوعًا، قال: حدثنا أحمد بن داود قال: ثنا مسدد، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله ابن عمر، قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه عن أبي هريرة=
= رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، نَحْوَهُ. أي نحو حديث رفاعة بن رافع وفيه (... ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم قم حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم اجلس حتى تطمئن جالسًا، فإذا فعلت ذلك ... الحديث).
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده حسن لذاته، ارتقى بشاهده الذي أخرجه الطحاوي إلى الصحيح لغيره، فهو كما قال الحافظ رحمه الله صحيح موقوف.
13 - باب ما يسجد عليه
13 - بَابُ مَا يَسْجُدُ عَلَيْهِ 499 - [1]، قَالَ أَبُو دَاوُدَ (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ: هُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ (¬3)، قَالَ: رَأَيْتُ وَهْبَ بْنَ كيسَان يَسْجُدُ عَلَى قِصَاص الشَّعْرِ، قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عنه: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعله". [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ: قُلْتُ لِوَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ: يا أبا نعيم: مالك لَا تُمَكِّنُ جَبْهَتَكَ وَأَنْفَكَ مِنَ الْأَرْضِ؟ قَالَ: ذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْجُدُ عَلَى أَعْلَى جَبْهَتِهِ عَلَى قُصَاصِ الشَّعْرِ". [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، ثنا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ حَكِيمِ بن عمير (¬4)، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَانَ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَتِهِ مَعَ قُصَاصِ الشعر". * هذا إِسناد ضعيف والذي قبله كذلك. ¬
499 - تخريجه: الحديث في مسند أبي داود الطيالسي (ص247: 1791)، قال: حدثنا يونس، قال حدثنا أبو داود، قال حدثنا أبو عيينة، عن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حمزة، ابن صهيب به بمثله. وقال: عبد الرحمن وصوابه عبيد الله كما أثبته الحافظ ابن حجر، وقال: أبو عيينة وصوابه أبو عتبة. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 262)، قال: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عبيد الله قال: قُلْتُ لِوَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ: يَا أَبَا نُعَيْمٍ: مالك لَا تُمَكِّنُ جَبْهَتَكَ وَأَنْفَكَ مِنَ الْأَرْضِ؟ قَالَ: ذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يسجد في أعلى جبهته على قصاص الشعر". وهو في مسند أبي يعلى (4/ 127:412) قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حدثنا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْغَسَّانِيُّ، عن حكيم بن عمير، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "كان يسجد في أعلى جبهته مع قصاص الشعر". ومن طريقه ابن حبان في المجروحين (3/ 147) قال أخبرناه أبو يعلى فذكره بمثل لفظ أبي يعلى، في ترجمة أبي بكر الغساني. والدارقطني في سننه (1/ 349) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز وجماعة قالوا: ثنا الحسن بن عرفة، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عبيد الله قال: قلت لوهب بن كيسان، فذكره بنحوه. قال الدارقطني: تفرد به عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب، وليس بالقوي. اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 125): بلفظ أبي يعلى وعزاه له وللطبراني في الأوسط بنحوه ثم قال: وفيه أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وهو ضعيف لاختلاطه. اهـ. قلت: وهو الغساني الشامي، وقد ينسب إلى جده، قيل: اسمه بكير، وقيل:=
= عبد السلام، ضعيف، وكان قد سُرِق بيته فاختلط. اهـ. انظر: التقريب (623: 7974). وقال ابن حبان: (من خير أهل الشام ولكنه كان رديء الحفظ، يحدث بالشيء ويهم فيه، وهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد). اهـ. المجروحين (1/ 146). وأخرجه ابن الجوزي في التحقيق (1/ 350: 587) من طريق الدارقطني قال: أخبرنا ابن عبد الخالق، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد، حدثنا محمد بن عبد الملك، قال: حدثنا علي بن عمر الحافظ به بمثل لفظ الدارقطني. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1: ق 204/ ب)، باب صفة السجود، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي يعلى ثم قال: قلت: عبد العزيز ضعيف. اهـ.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لحال عبد العزيز بن عبيد الله. وقد أعله صاحب التنقيح (1/ 351) بإسماعيل بن عياش ولا يستقيم هذا لأن إسماعيل قد رواه عن عبد العزيز وهو شامي وإسماعيل أقل أحواله في الشاميين أن يكون حديثه حسنًا. لكن الحديث إذا ما ضم لطريق أبي يعلى يرتقي إلى الحسن لغيره. أما زيادة (الألف) في رواية ابن أبي شيبة فلم أجد ما يشهد لها فتبقى على ضعفها لا سيما وقد صح الأمر بالسجود على الأنف.
500 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ سُمَيّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ قَالَ: شَكَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيْهِ الِاعْتِمَادَ فِي السُّجُودِ: فَرَخَّصَ لَهُمْ أن يعتمدوا على رُكَبهم بمرافِقِهم". *مرسل.
500 - تخريجه: الحديث أخرجه البيهقي في الكبرى (1/ 117) قال: أخبرنا: أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا سعدان بن نصر، ثنا سفيان -يعني ابن عيينة- عَنْ سُمَيَّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ قَالَ: (شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- الاعتماد، والإِدعام في الصلاة. فرخص لهم أن يستعين الرجل بمرفقيه على ركبتيه أو فخذيه". ثم قال: وكذلك رواه سفيان الثوري عن سُمي، عن النعمان، قال: "شكا أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-" فذكره مرسلًا. قال البخاري: وهذا أصح بإرساله. اهـ. قلت: والإِدعام: يقال: دَعَم الشيء يدعمه دعمًا: مال فأقامه ليستقيم، وادعَم الرجل على يده إذا اتكأ عليها، وانظر اللسان، النهاية (2/ 120)، مادة: (د ع م). والحاكم في المستدرك (1/ 229) من حديث أبي هريرة، قال الحاكم: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا شعيب بن الليث بن سعد، ثنا أبي عن محمد بن عجلان عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أنه قال: (شكا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشقة السجود عليهم إذا انفرجوا. فقال: "استعينوا بالركب"). قال ابن عجلان: وذلك أن يضع مرفقه على ركبتيه إذا أطال السجود، ودعا، هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 259) قل: حدثنا ابن عيينة، عَنْ سُمَيٍّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ قال: "شَكَوْا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الإدعام، والاعتماد في=
= الصلاة، فرخص لهم أن يستعين الرجل بمرفقيه على ركبتيه أو فخذيه". وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 206/ ب)، باب الاعتماد في السجود على المرافق، ثم قال: هذا إِسناد رجاله ثقات. اهـ.
الحكم عليه: الحديث من طريق مسدد مرسل صحيح، ويشهد له أيضًا الحديث الذي أخرجه الحاكم موصولًا.
501 - حدثنا (¬1) يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرة، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: "أَمَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا سَجَدْنَا: أَنْ نَضَعَ مرافِقَنَا، وسَوَاعِدَنا عَلَى الْأَرْضِ" فذكرته لطاوس، فقال: كذب. ¬
501 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 259): قال: حدثنا وكيع، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي الأحوص قال: قال عبد الله: إذا سجدتم: فاسجدوا حتى بالمرافق: حتى يستعين بمرفقيه. وإسناده صحيح. وهذا اللفظ هو الذي أراه صوابًا إذ هو مشعر أن الأمر على سبيل الرخصة. أما لفظ رواية مسدد فهو مع سلامة إِسناده لا يستقيم متنه لمعارضته الأحاديث الصحيحة الكثيرة والتي تنهى عن بسط الأيدي سواء بالمرافق أو بها مع السواعد على الأرض، وأذكر -على سبيل المثال- ما رواه البخاري في صحيحه من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب". وبوب له فقال: باب لا يفترش ذراعيه في السجود. وانظر الصحيح مع الفتح (2/ 301). ولهذا أنكره طاوس بهذا اللفظ وقال: كذب. ويبدو أنه أراد أخطأ. وحديث البخاري الذي مضى قد أخرجه أبو داود من حديث أنس وأبي هريرة رضي الله عنه وختم به الباب ثم قال في الباب الذي يليه: باب الرخصة في ذلك الضرورة. قال الشارح: (في ذلك) أي في ترك التفريج. اهـ. انظر: عون المعبود (3/ 168). قلت: فلا يفهم إذًا أن أبا داود رخص في تلك الهيئة التي نهى عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي هيئة انبساط الكلب.=
= ثم أخرج حديث أبي هريرة والذي قد مضى تخريجه من المستدرك في الحديث (45) وإِسناده صحيح ولفظه عنده: "اشتكى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- مشقة السجود عليهم إذا انفرجو (إذا تَفَرَّجوا) فقال: "استعينوا بالركب". فالمقصود هنا ما تضمنه الحديث رقم (45) من الرخصة في الاعتماد بالمرفق على الفخذ أو الركبة فقط، دون أن يبسط الذراع على الأرض فيكون كانبساط الكلب. إذا عرف هذا تبين أن لا تعارض بحمد الله بين أحاديث التجافي وأحاديث النص عن انبساط الكلب، وهذا الحديث حديث الرخصة في الاعتماد بالمرفق، وأما وضعهما على الأرض فلا يصح. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1: ق 206/ ب) باب الاعتماد في السجود على المرافق ثم قال: رجاله ثقات. اهـ.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده صحيح لذاته. أما متنه بهذا اللفظ فهو موقوف على ابن مسعود، معارض بوروده بغير هذا اللفظ عند ابن أبي شيبة، من حديثه رضي الله عنه، وكذا أحاديث النهي عن انبساط الكلب، فيبدو أن فيه خطأ كما قال طاوس.
14 - باب الركوع والسجود والذكر فيهما
14 - بَابُ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالذِّكْرِ فِيهِمَا 502 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ هُوَ الْجُعْفِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَنْظُرُ إِلَى صَلَاةِ عَبْدٍ لَا يَرْفَعُ إزَارَهُ فَوْقَ عَقِبَيْهِ، ويباشر بكفيه الأرض". *جابر هو الجعفي: متروك.
502 - تخريجه: الحديث أخرجه بنحوه الإِمام أحمد في مسنده (5/ 379)، واقتصر على الجزء الأول منه دون ما يتعلق بمباشرة الكفين الأرض، قال: ثنا يونس بن محمد، ثنا أبان وعبد الصمد، ثنا هشام، عن يحيى، عن أبي جعفر، عن عطاء بن يسار، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال ... ، فذكر قصة في أوله .. إلى أن قال: فقالوا يا رسول الله: مالك أمرته أن يتوضأ ثم سكتَّ عنه؟ قال: "إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة عبد مسبل إزاره". وكذا أخرجه أبو داود في السنن: (2/ 341: 624) من السنن مع عون المعبود، قال أبو داود: حدثنا سليمان بن إسماعيل، حدثنا أبان، حدثنا يحيى، عن أبي جعفر، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: "بينما رجل يصلي مسبلًا إِزاره ... " فذكر نحو القصة التي ذكرت في رواية الإِمام أحمد ... ثم قال: "وإن الله=
= جل ذكره: لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره". وفي كلا الطريقين مداره على أبي جعفر. رجح المنذري في مختصر السنن (1/ 324) أنه المدني قال: في إِسناده أبو جعفر، وهو رجل من أهل المدينة، لا يُعرف اسمه. اهـ. في حين يرى صاحب عون المعبود أنه أبو جعفر المؤذن. وهذا الأخير قال فيه الحافظ: مقبول. اهـ. انظر التقريب (628: 8017). قال صاحب العون: وقال في الخلاصة: أبو جعفر الأنصاري المؤذن المدني عن أبي هريرة، وعنه يحيى بن أبي كثير حسنن الترمذي حديث. اهـ (2/ 342). قلت: ويضاف إلى هذا أن عدم نظر الله عَزَّ وَجَلَّ لمن يسبل إزاره خيلاءً أو بطرًا، قد صح فيه أحاديث كثيرة فيها العموم للصلاة وغيرها، وقد أخرج البخاري ومسلم طائفة منها، ورواية البخاري عامة في الثوب. ولم يُخَصَّصْ فيها إزار ولا غيره. وانظر الفتح (10/ 258)؛ صحيح مسلم مع شرح النووي (14/ 60) كتاب اللباس، تحريم جر الثوب خيلاء. وذكره السيوطي في الجامع الصغير بلفظ أبي داود دون القصة، وعزاه له، ورمز له بالصحة. وذكر المناوي قول النووي: إِسناده صحيح على شرط مسلم. وتعقبه بإيراد قول المنذري فيه، وقد تقدم. وانظر فيض القدير (1/ 274. 275: 1827). والبوصيري في الإِتحاف (1/ ق 180/ أ): باب إِسبال الإِزار في الصلاة، مثله. ثم قال: قلت: جابر ضعيف. اهـ.
الحكم عليه: والحديث من طريق إسحاق بن راهويه. شديد الضعف، لحال أحمد بن أيوب، وفيه جابر الجعفي، وقد تقدم قريبًا أنه ضعيف جدًا. أما المعنى الأول وهو التغليط في الإسبال وأثره على الصلاة فقد صح، بأحاديت أخرى كما تقدم.
503 - وقال أبو يعلى: حدثنا دَاوُدُ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ، أَنَّهُ (¬1) سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَالِحٍ الْأَشْعَرِيُّ: أَنَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِرَجُلٍ لَا يُتِمُّ رُكُوعَهُ، وَلَا سُجُودَهُ. قَالَ: لَوْ مَاتَ هَذَا عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ لَمَاتَ (¬2) عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فأما الركوع مع السجود، فَإِنَّ مَثَل الَّذِي يُصَلِّي وَلَا يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ كَمَثَلِ الْجَائِعِ الَّذِي لَا يَأْكُلُ إلا التمرة (¬3) أو التمرتين، لَا يُغْنِيَانِ عَنْهُ شَيْئًا". قَالَ أَبُو صَالِحٍ: فَلَقِيتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ هذا الحديث؟ [أو أنت سمعته؟] (¬4) قَالَ: أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ: خَالِدُ بن الوليد، وشرحبيل بن حَسَنَةَ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: [إنهم سمعوه من رسول الله- صلى الله عليه وسلم] (¬5). ¬
503 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى (13/ 139 ح 7183 و 7350)، وفيه: (شيبة بن الأحنف). وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 332: 665): قال: نا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا شيبة بن الأحنف الأوزاعي، حدثنا أبو سلام الأسود به قَالَ: "صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بأصحابه ثم جلس في طائفة منهم، فدخل رجل، فقام يصلي، فجعل يركع، وينقر سجوده، فقال=
= النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أترون هذا، من مات على هذا مات على غير ملة محمد، ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم، إنما مثل الذي يركع وينقر في سجوده كالجائع، لا يأكل إلا التمرة والتمرتين، فماذا تغنيان عنه؟!، فأسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار، أتموا الركوع والسجود". قال أبو صالح، فقلت لأبي عبد الله الأشعري: من حدثك بهذا الحديث؟ فقال: أمراء الأجناد: عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة. كل هؤلاء سمعوه من النبي -صلى الله عليه وسلم-. اهـ. وفي هذا الطريق تصريح الوليد بالتحديث، وإسناده حسن. والمزي في تهذيب الكمال (2/ 577) في ترجمة شرحبيل بن حسنة قال المزى: أخبرنا أحمد بن أبي الخير، قال: أنبأنا أبو القاسم بن بوش، قال أخبرنا: أبو طالب بن يوسف، قال أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، قال أخبرنا أبو حفص الزيات، قال: أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي، قال: حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا شيبة بن الأحنف الأوزاعي به بمثل لفظ ابن خزيمة، وفيه أيضًا تصريح الوليد بالتحديث. وأخرج ابن ماجه بعضه (1/ 155: 455): قال: حدثنا العباس بن عثمان، وعثمان بن إسماعيل الدمشقيان. قالا: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا شيبة بن الأحنف، عن أبي سلام الأسود به قال: كل هؤلاء -أي أمراء الأجناد- سمعوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ":أتموا الوضوء، ويل للأعقاب من النار". وذكره البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 66): باب غسل الأعقاب، وقال: هذا إِسناد حسن، ما علمت في رجاله ضعفًا. اهـ. وذكره في المقصد العلي (1/ 333 - 334: 279): باب فيمن لا يتم ركوعه ولا سجوده. بطريق أبي يعلى: حدثنا داود بن رشيد فذكره به بمثله.=
= وأعله المحقق بعنعنة الوليد، وقول الحافظ في التقريب: شيبة بن الأحنف مقبول. اهـ. فأما الوليد فقد عرفت حاله وهو ثقة وقد صرح في الطرق السابقة بالتحديث. وشيبة قد حسن له المنذري، والهيثمي، وتبعهما البوصيري، وكذا الألباني. وما ذهبوا إليه هو الذي أراه صوابًا إن شاء الله. وذكره في مجمع الزوائد (1/ 121): بنحوه وقال: رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى، وإِسناده حسن. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 202/ أ- ب) بمثله وقال: حكم هذا الإِسناد حكم الذي قبله -أي فيه عنعنة الوليد-. وحسن المنذري هذا الإِسناد، ورواه الطبراني في الكبير وابن خزيمة في صحيحه. اهـ.
الحكم عليه: الحديث من طريق أبي يعلى حسنه الإِسناد فإن عنعنة الوليد قد زال ما يخشى منها بوقوع التصريح بالتحديث في كثر من طريق. وله شواهد كثيرة يرتقي بها إلى الصحيح لغيره. منها ما أخرجه البخاري من حديث أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "أقيموا الركوع والسجود، فوالله إني لأراكم من بعدي -وربما قال: من بعد ظهري- إذا ركعتم وسجدتم". قال الحافظ في الفتح (2/ 225): ("أقيموا الركوع والسجود" أي كملوها وفي رواية عند الإسماعيلي "أتموا" بدل أقيموا). اهـ مختصرًا. وأخرج أيضًا من حديث حذيفة (2/ 275): "أنه رأى رجلًا لا يتم الركوع والسجود قال: ما صليت، ولومتَّ مُتَّ على غير الفطرة التي فطر الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم-" قلت: وله حكم الرفع ومثله لا يقال من قبيل الرأي، ونص على ذلك الحافظ وذكر أنه رأي البخاري. وكذا حديث المسيء صلاته، أخرجه البخاري وغيره. وانظر الفتح (2/ 277).
504 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا إسماعيل بن رافع، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬2) قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِرَجُلٍ: "إِذَا رَكَعْتَ: فَضَعْ يديك على ركبتيك، وفَرِّج بين أصابعك". ¬
504 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 200/ ب): باب في الركوع وقال: (هذا إِسناد ضعيف لجهالة التابعي). اهـ. ولم أجده بهذا الطريق، وقد روي من طرق أخرى: فقد: أخرج البخاري من حديث أبي حميد الساعدي قال: "أنا كنت أحفظكم لِصَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ... الحديث". وأخرج في (باب وضع الأكف على الركب): من حديث مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: "صليت إلى جنب أبي فطبقت بين كَفَّيّ، ثم وضعتهما بين فخذي، فنهاني أبي وقال: "كنا نفعله فنهينا عنه وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب" انظر (2/ 273). وأما التفريج بين الأصابع أثناء القبض على الركب فقد روي من طرق أخرى متعددة أذكر منها: ما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 301: 594): قال: نا موسى بن هارون بن عبد الله البزار حدثني أبو الحسن الحارث بن عبد الله الهمداني -يعرف بابن الخازن-، حدثنا هشيم، عن عاصم بن كليب، عن علقمة بن وائل، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "كان إذا ركع فرجَ أصابعه".=
= الحكم عليه: الحديث من طريق ابن أبي عمر ضعيف الإِسناد، لكن يرتقي بشاهديه إلى الحسن لغيره وإِنما حكم عليه بالضعف من هذا الطريق لجهالة التابعي، وحال إسماعيل بن رافع.
505 - [1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا سَلاَّم -هُوَ أَبُو الْأَحْوَصِ-، عَنْ سِمَاك بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَيَّار بْنِ المَغْرُور، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ، وَنَحْنُ مَعَهُ، وَالْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، فإِذا اشْتَدَّ الزَّحَام: فَلْيَسْجُدِ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَلَى ظَهْرِ أخيه". ورأى قومًا يصلون في الطريق فقال لهم (¬1): "صَلُّوا فِي الْمَسْجِدِ". [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ: فَذَكَرَهُ إِلَى قوله: "على ظهر أخيه". ¬
505 - تخريجه: الحديث في مسند الطيالسي (13/ 70) قال: حدثنا سلام، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ المغرور، به مثله، لكن دون قوله "ورأى قومًا يصلون ... " الحديث. وفي مسند ابن أبي شيبة (ق 25/ أ): قال: ثنا أبو الأحوص به نحوه إلى قوله (فصلوا فيه) بلفظ: "خطبنا عمر رضي الله عنه فقال ... الحديث". وفي المصنف له (1/ 265): باب في الرجل يسجد على ظهر الرجل، من كلام عمر، قال أبو بكر: نا أبو معاوية عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن زيد بن وهب، عن عمر قال: "إذا لم يستطع الرجل أن يسجد يوم الجمعة، فليسجد على ظهر أخيها". وإِسناده صحيح. ومن طريق الطيالسي: أخرجه الإِمام أحمد في "المسند (1/ 218: 217): في مسند عمر، قال:=
= حدثنا سليمان بن داود: أبو داود، حدثنا سلام -يعني أبا الْأَحْوَصِ- عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَيَّارِ بن المَغْرور، قال: "سمعت عمر يخطب، وهو يقول: فذكره بتمامه". وصحح الشيخ أحمد شاكر إِسناده. وفيه سيار بن مغرور، وربما صححه لوجود ما يعضده عنده لا سيما: ما أخرجه ابن حزم في المحلى (4/ 84): ففيه: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود، ثنا أحمد بن سعيد بن حزم، ثنا محمد بن عبد الملك بن أيمن، ثنا عبد لله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن زيد بن وهب، عن عمر بن الخطاب، قال: "إذا اشتد الحر، فليسجد أحدكم على ثوبه، وإذا اشتد الزحام فليسجد على ظهر رجل". قال الشيخ أحمد شاكر في الهامش (1): هذا الإسناد ليس في مسند أحمد المطبوع فإما أنه سقط من النسخ، وإما أنه من كتاب آخر من كتب أحمد. اهـ. وإِسناده من الإِمام أحمد إلى نهايته صحيح. وأخرجه عبد الرزاق من طريق عن عمر رضي الله عنه. انظر المصنف (3/ 233): باب من حضر الجمعة فزحم فلم يستطع، يركع مع الإِمام: مختصرًا. انظر الأرقام: (5465، 3466، 5469). وذكره الدارقطني في العلل (2/ 153: 179): ساقه الراوي مختصرًا. قال: وسُئل عن حديث سيار بن مغرور عن عمر "إن هذا مسجد بناه رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ معه" ... وفي السجود على ظهر المسلم. فقال: هو حديث يرويه سماك بن حرب عنه. حدث به عن سماك أبو الأحوص، وأسباط بن نصر، واتفقا على أنه سيار بن معرور ... إلخ. اهـ.=
= وذكره النووي في الخلاصة (ق / 116 أ): باب من زحم عن السجود: نحوه مختصرًا وقال: رواه البيهقي بإِسناد صحيح. اهـ. والبوصيري في الإِتحاف: المجردة انظر (2/ ق 96/ ب): باب الزحام يوم الجمعة وفيمن أدرك الجمعة .... ذكره بتمامه ثم قال: (رواه أبو داود الطيالسي، وعنه أحمد بن حنبل، ورواه ابن أبي شيبة مختصرًا، وأبو داود، والنسائي بنقص ألفاظ). اهـ.
الحكم عليه: الحديث إِسناده من طريق الطيالسي ضعيف لجهالة سيار. لكن بمتابعاته حسن لغيره.
506 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، ثنا عَبْدُ الله بن عبد الله الْأَصَمِّ، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: كان إذا سجد: يُرى وَضَحُ إبطيه".
506 - تخريجه: الحديث من طريق مسدد: أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/ 222) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ أبو المثنى، ثنا مسدد به مثله إلا أنه قال: (رُئي) بدلًا من (يرى) ثم صححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وأخرجه النسائي بنحوه في باب صفة السجود (2/ 212): قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن عمران، عن أبي مجلز، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة قال: "لوكنت بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لأبصرت إبطيه"، قال أبو مجلز: كأنه قال ذلك لأنه في صلاة. وعمران هو ابن حدير -بمهملات- السدوسي، أبو عبيدة البصري، ثقة ثقة. انظر التقريب (429: 5148)، وقد تقدم في حديث (484). والحديث بهذا الإِسناد صحيح لذاته. وأخرجه مسلم وغيره من طرق عن البراء، وأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، وعبد الله بن مالك بن بحينة رضي الله عنهم، وسأسوقها هنا مكتفية بطرق مسلم، مبتدئة بأقربها لحديث مسدد: قال مسلم: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا مروان بن معاوية الفزاري، قال: حدثنا عبيد اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ يزيد بن الأصم: أنه أخبره عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إذا سجد خوَّى بيديه، يعني جَنح حتى يرى وَضَحُ إبطيه من ورائه، وإذا قعد أطمأن على فخذه اليسرى". وقال: حدثنا عمرو بن سوَّاد، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، والليث بن سعد، كلاهما عن جعفر بن ربيعة، بهذا الإِسناد.=
= وفي رواية عمرو بن الحارث: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا سجد يجنح في سجوده حتى يرى وضح إبطيه). اهـ. والسند الذي أحال عليه مسلم بقوله (بهذا الإِسناد) أي على قوله: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا بكر -هو ابن مضر- عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن عبد الله بن مالك بن بحينة: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه). وهذا قد أخرجه البخاري. انظر صحيحه مع الفتح (2/ 294). ومن حديث البراء رضي الله عنه قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا عبيد الله بن إياد عن إياد عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"إذا سجدت فضع كفيك، وارفع مرفقيك". وانظر صحيح مسلم مع شرح النووي (4/ 210 - 212). والحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق / 205 أ): باب صفة السجود قال: وقال مسدد: ثنا عبد الواحد به فذكره بمثله ثم قال: قلت: له شاهد من حديث عمرو بن حريث، رواه مسلم في صحيحه، وغيره. اهـ. كذا قال رحمه الله. والذي يغلب على ظني أنه إنما أخذ هذا من قول مسلم، وقد مضى ذكره عند تخريج الحديث؛ وأنه قال: (وفي رواية عمرو بن الحارث "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... الحديث") فظن الحافظ البوصيري أنه عمرو بن الحارث أو عمرو بن حريث الصحابيان، ولا أراه كذلك فليس عند مسلم من حديث عمرو بن حريث أو عمرو بن الحارث في هذا الباب شيئًا بل ولا عند الستة كلهم ولا في مسند أحمد، وانظر صحيح مسلم في الصفحة المشار إليها انفًا، وتحفة الأشراف مسند عمرو بن الحارث (8/ 141)، وعمرو بن حريث (8/ 143)، ومسند أحمد (4/ 278، 306). والذي في طريق مسلم هو عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري بالولاء=
= المصري، أبو أيوب، ثقة فقيه حافظ، من السابعة. روى له الجماعة. وانظر التقريب (419/ 5004). وهو من طبقة الليث بن سعد وكلاهما اشتركا في الأخذ عن جعفر بن ربيعة. ومسلم رحمه الله من عادته ودقته أنه يميز الألفاظ ويذكر كل لفظ ويرجعه لمن قاله عند اشتراك الرواة في الحديث ومتابعتهم لبعضهم عليه فمن هذا الباب قال: وفي رواية عمرو بن الحارث: (كان رسول الله ...) الحديث، والله أعلم. والحديث ذكره الذهبي في السير (4/ 519): في ترجمة يزيد بن الأصم. قال الذهبي: جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه".
الحكم عليه: الحديث إِسناده من طريق مسدد صحيح لذاته.
507 - وقال أبويعلى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ (¬1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: في يوم مَطِير، وَهُوَ يَتَّقِي بِكِسَاءٍ عَلَيْهِ الطِّينَ إِذَا سَجَدَ". ¬
507 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى من طرق عن ابن عباس: في المطبوع (4/ 355: 2470)، وفي المخطوط (1/ ق 124/ ب): قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، قال: حدثنا عبد الرحيم، عن محمد بن إسحاق به مثله. وفي (5/ 86: 2687): قال: حدثنا محرز، حدثنا شريك، عن حسين بن نحوه، قَالَ: "صلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في ثوب متوشحًا به، قد خالف بين طرفيه، يتقي بفضله حر الأرض وبردها". وفي (4/ 334: 2446): قال: حدثنا أبو الربيع، حدثنا شريك بن عبد الله به مثل لفظ الذي قبله. وفي (4/ 335: 2448): قال: حدثنا أبو الربيع، حدثنا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ مجاهد، عن ابن عباس قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يسجد على ثوبه". وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 256): قال: ثنا عبد الله بن محمد، وسمعته أنا منه، عن شريك عن حسين به باللفظ الثاني الذي تقدم عند أبي يعلى. وكذا أخرجه في (1/ 265): قال: ثنا يعقوب، ثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: ثنا حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عكرمة، مولى عبد الله بن عباس به بمثل اللفظ الأول وزاد فيه: -يجعله دون يديه إلى الأرض-. وأخرجه في (1/ 303): قال: ثنا أسود، ثنا شريك، عن حسين به بنحو اللفظ الثاني عند أبي يعلى.=
= وبمثله أيضًا في (1/ 320): قال: ثنا أبو النضر، ثنا شريك، عن حسين به. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 311): قال: حدثنا شريك، عن حسين بن عبد الله به بمثل اللفظ الثاني عند أبي يعلى. وابن عدي في الكامل (2/ 761): قال: ثنا محمد بن الحسين المحاربي الكوفي عن عباد بن يعقوب، ثنا شريك عن حسين الهاشمي به بنحو سابقه. وقال أيضًا: ثناه ابن سعيد، ثنا الحسين بن القاسم البجلي، ثنا محمد بن علي بن خلف، ثنا عمرو بن عبد الغفار، عن سفيان الثوري، عن حسين بن عبد الله به بمثل اللفظ الثاني عند أبي يعلى. وأخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 108): من طريق الحارث بن أبي أسامة. قال البيهقي: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا الواقدي، ثنا خارجة بن عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ داود بن الحصين، عن عكرمة به قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يصلي في كساء أبيض في غداة باردة يتقي بالكساء برد الأرض بيده ورجله". اهـ. وفيه الواقدي، وهو: محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، الواقدي، المدني، القاضي، نزيل بغداد، متروك مع سعة علمه. قاله الحافظ في التقريب (498: 6175)، فإسناده ضعيف جدًا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 57: 48) فقال ص (57): باب الصلاة على الخمرة: (وعن ابن عباس قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: يصلي يسجد على ثوبه" رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح). اهـ. وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال في تحقيق المسند (4/ 91: 2320): (وهو وهم منه وخطأ فما كان حسين هذا من رجال الصحيح، ولا روى له واحد من صاحبي الصحيحين). اهـ. كما نبه عليه أيضًا الأستاذ حسين أسد في تحقيقه المسند أبي يعلى.
وفي حس (48): باب الصلاة في الثوب الواحد وأكثر منه، بلفظ الإِمام أحمد وباللفظ الثاني عند أبي يعلى دون قوله: (وقد خالف بين طرفيه). وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح. اهـ. قلت: وتعقبه الشيخ أحمد شاكر كما تقدم، وانظر أيضًا المسند برقم (2385). وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 180/ أ): باب الصلاة في الكساء، وعزاه لابن أبي عمر قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج عن حسين بن عبد الله به فذكره بنحوه. وفي طريق آخر قال: وقال ثنا وكيع، ثنا شريك عن حسين به بنحوه ثم قال: هذا إِسناد مداره على حسين بن عبد الله، وهو ضعيف. اهـ. وفي كل الطرق السابقة مداره على حسين بن عبد الله الهاشمي، وهو ضعيف كما تقدم.
الحكم عليه: الحديث إِسناده من طريق أبي يعلى ضعيف لحال حسين، ولعنعنة محمد بن إسحاق، وهو في الرابعة من المدلسين كما مضى في ترجمته. لكن له شواهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس وغيره. فقد أخرج البخاري في باب بسط الثوب في الصلاة للسجود عليه (2/ 80) من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كنا نصلي مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي شدة الحر، فإِذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه". وحديث أبي يعلى وإن كان فيه اتقاء الطين، لكن الحديث فيه أن هذا كان في يوم مطير، ووقع في بعض متابعاته -كما تقدم- اتقاء حر الأرض وبردها- فلا يعترض عليه بعدم نصه على اتقاء الطين في هذا الشاهد، لا سيما وأنه عاد فأفاد دخول=
= كل ما يعيق التمكين من برد أو حر أو طين أو غيره بقوله: (فإِذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض ... الحديث). وأخرجه مسلم في المساجد، انظر صحيحه مع شرح النووي (5/ 121): باب استحباب تقديم الظهر في أول الوقت. أخرجه من حديث أنس رضي الله عنه بمثل لفظ البخاري، إلا أنه قال: "يمكن جبهته" بدلًا من وجهه. وعليه فالحديث بشواهده حسن لغيره.
508 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَسْجُدُ، وَلَا يَرْكَعُ، فَقَالَ: "كَذَبْتَ لَا سُجُودَ إلَّا بِرُكُوعٍ".
508 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 288) بنحوه: من حديث أبي هريرة. قال ابن أبي شيبة: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: "إن الرجل ليصلي ستين سنة ما تقبل له صلاة، لعله يتم الركوع ولا يتم السجود، ويتم السجود ولا يتم الركوع". والحديث لحال محمد بن عمرو يحتاج إلى متابع يرتقي به إلى الحسن لغيره.
الحكم عليه: الحديث هو من طريق مسدد ضعيف الإِسناد وذلك لعنعنة محمد بن عجلان وهو في الثالثة من المدلسين، وحديثهم لا يقبل ما لم يصرحرا بالتحديث أو الإِخبار. لكن إذا ما ضم إلى سابقه أعني متابعه الذي رواه ابن أبي شيبة فإنه يرتقي إلى الحسن لغيره. والأحاديث التي وردت بتعليم الصلاة كحديث المسيء صلاته، وغيره مما أتى بصيغة القول عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكذا ما ورد بصيغة وصف الفعل كحديث أبي هريرة، وأبي حميد، وغيرهما في صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-: مما امتلأت به كتب السنة، وكلها تضمنت الإِشارة إلى ركنية الركوع، ولم يُغفَل ذكره في واحد منها، وهي مشهورة في الصحيحين وغيرهما، قد تقدمت الإِشارة إلى بعضها.
509 - [1] حَدَّثَنَا (¬1): يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ (¬2)، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كُنَّا نَدْعُو قيامًا وقعودًا، ونسبَّح رُكُوعًا وَسُجُودًا". [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يزيد، أنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، قَالَ: "صَلَّى بِنَا الْحَسَنُ (¬3) رَضِيَ الله عنه إحدى صلاتي (¬4) العَشِيّ: فَأَطَالَ (¬5)، فَرَأَيْتُ اضْطِرَابَ لِحْيَتِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ له: أكنت تَقْرَأُ؟ قَالَ: إِنَّ عَامَّتَهُ تَسْبِيحٌ، وَدُعَاءٌ، ثُمَّ (¬6) قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عنهما، فذكره". ¬
509 - تخريجه: الحديث أخرجه أبو داود في سننه. انظر: (3/ 62: 818، 819)، من السنن مع العون، وفي مختصر السنن (396: 796، 797)، قال أبو داود: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، أنبأنا أبو إسحاق -يعني الفزاري- عن حميد عن الحسن عن جابر ابن عبد الله قال: "كنا نصلي التطوع ندعو قيامًا وقعودًا ونسبح ركوعًا وسجودًا". وفي رواية قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، أخبرنا حماد، عن حميد مثله، لم يذكر التطوع، قال: "كان الحسن يقرأ في الظهر والعصر إمامًا أو خلف إمام بفاتحة الكتاب، ويسبح، ويكبر، ويهلل: قدر قاف، والذاريات". اهـ. قال المنذري: ذكر علي بن المدني وغيره أن الحسن البصري لم يسمع من=
= جابر بن عبد الله. اهـ. وعزاه البوصيري في الإِتحاف لأحمد بن منيع أنه قال: ثنا يزيد، ثنا حميد الطويل قال: صلى بنا الحسن إحدى صلاتي العشي فَأَطَالَ، فَرَأَيْتُ اضْطِرَابَ لِحْيَتِهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ له: أكنت تقرأ، فقال: إِنَّ عَامَّتَهُ تَسْبِيحٌ وَدُعَاءٌ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا جابر بن عبد الله قال: كنا ندعو ... فذكره. وانظر:. الإِتحاف (1/ ق 200/ ب): باب التسبيح في الركوع والسجود، وسيأتي هذا الطريق عند أحمد بن منيع فهو الحديث التالي لهذا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف لانقطاعه بين الحسن البصري، وجابر، ولا عبرة بالتصريح الذي ورد في رواية أحمد بن منيع. فأما الجزء الثاني منه وهو الخاص بالتسبيح في الركوع والسجود فقد ثبت التسبيح والدعاء في السجود فهو مظنة الإِجابة قال البخاري: باب الدعاء في الركوع. ثم روى حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك الله ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي". انظر: البخاري مع الفتح (2/ 281: 794)، وفي (2/ 299): قال: باب التسبيح والدعاء في السجود، وذكر حديث عائشة رضي الله عنهما. وعليه فإن هذا الحديث يشهد لما يختص بالتسبيح في الركوع والسجود وإن كان قد ورد أيضًا الدعاء في السجود. أما الجزء الأول فلا أعلم له أصلًا ثابتًا ولا ما يعضده بل قال في عون المعبود بعد أن أورد قول المنذري في الحديث: (وأيضًا هو معارض بحديث حبيب بن الشهيد: "لا صلاة إلَّا بقراءة". رواه مسلم مرفوعاٌ من رواية أبي أسامة عنه، وبحديث عبادة بن الصامت: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا صلاة" عام يشمل التطوع=
= والفريضة ... إلى أن قال: هذا فعل الحسن البصري رضي الله عنه، وما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحق با لاتباع). اهـ. انظر: عون المعبود (4/ 62 - 63). قلت: وحديث عبادة قد أخرجه البخاري في صحيحه: (باب وجوب القراءة للإِمام والمأموم في الصلوات كلها، في الحضر والسفر، وما يجهر فيها وما يخافت). انظر البخاري مع الفتح (2/ 237: 756). وهو عام يشمل ما ذكر البخاري ويشمل التطوع والفريضة لا فرق بينهما، فلا يكفي إذًا مجرد الدعاء في القيام ولا تتم الصلاة ما لم تقرأ فيها الفاتحة في كل ركعة إلَّا عن المسبوق إذًا أدرك الركوع عند من أجاز اعتبارها ركعة.
510 - وقال أبو يعلى: حدثنا عبد الأعلى، ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عثيم (¬1) الحضرمي يقول (¬2): حدثني عثيم، عن عثمان بن عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فانْسَلَّ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ أَتَى (¬3) بَعْضَ نِسَائِهِ، فَخَرَجْتُ غَيْرَى، فإِذا به (¬4) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَاجِدًا كَالثَّوْبِ الطرِيحِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "سَجَدَ لَكَ سَوَادي، وخَيَالي (¬5)، وَآمَنَ (¬6) بِكَ فِؤَادي، هَذِهِ يَدِي، وَمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسي: ياعظيم يرْجَى (¬7) لِكُلِّ عَظِيمٍ، فَاغْفِرِ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ"، فَرَفَعَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأْسَهُ وَقَالَ (¬8): مَا أَخْرَجَكِ؟ قُلْتُ (¬9): ظَنَنْتُ ظَنًّا، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ، فَاسْتَغْفِرِي الله تعالى: إن (¬10) جبريل عليه الصلاة والسلام أَتَانِي، فَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي سَمِعْتِ، فَقُولِيهَا فِي سُجُودك، فإِنه (¬11): مَنْ قَالَهَا لم يَرْفع راسهُ حتى يُغْفَر له". ¬
510 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (8/ ص 121: 4661).=
= قال: حدثنا عبد الأعلى، حدثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عثيم أبا ذر الحضرمي. قال حدثني عثيم به بمثله. قال المحقق: (... ومحمد بن عثيم تصحفت في الكنى عند الدولابي (1/ 171) إلى غنيم. قال النسائي وغيره: متروك، وقال ابن عدي: هو كذاب، وقال الدارقطني: ضعيف). اهـ. قلت: وقع نسبة هذا القول (كذاب) لابن عدي خطأ في بعض كتب التراجم، والذي قال ذلك هو يحيى بن معين، وانظر: الكتب المشار إليها في ترجمة محمد. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 116): في ترجمة محمد بن عثيم، قال العقيلي: حدثنا أحمد بن داود القومسي، حدثنا محمد بن أبي السري، حدثنا معمر، حدثنا محمد بن عثيم، عن عطاء به، دون ابنه عثمان، ودون قوله: ما أخرجك وما بعده. قال العقيلي: (أما الحديث الأول فلا يتابع عليه -أي محمد- وأما الآخر -أي هذا الحديث- فيروى من غير هذا الوجه بخلاف هذا اللفظ). اهـ. قلت: وسيأتي بيان هذا إن شاء الله. وابن عدي في الكامل (6/ 2244): في ترجمة محمد بن عثيم. قال ابن عدي: أخبرنا الحسن بن الفرج، ثنا يوسف بن عدي، ثنا معتمر عن محمد بن عثيم أبي ذر، عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه به. وذكره الذهبي في الميزان (3/ 644: 7937): قال: محمد بن أبي السري، حدثنا معتمر به دون قوله: ما أخرجك وما بعده. والهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 128): بمثله ثم قال: (رواه أبو يعلى وفيه عثمان بن عطاء الخراساني، وثقه دحيم وضعفه البخاري ومسلم وابن معين، وغيرهم). اهـ.=
= والبوصيرِي في الإِتحاف (1/ ق 201/ أ) وقال في هامش النسخة: له شاهد في صحيح مسلم، وعزاه إلى كتاب الدعاء للطبراني وساق لفظه عنده وهو: "كان يقول في ركوعه: سبوح قدوس ... " الحديث عن عائشة.
الحكم عليه: الحديث من طريق أبي يعلى ضعيف الإسناد؛ لحال محمد بن عثيم وعثمان، ولانقطاعه بين عطاء وعائشة. وقد روي من طريق عائشة رضي الله عنها بنفس القصة لكن الدعاء بلفظ آخر مغاير تمامًا للفظه عند أبي يعلى ومن سبقوا، فقد أخرجه مسلم، والنسائي في التطبيق، وأحمد في مسند عائشة (6/ 151) كلهم بلفظ متقارب، قال مسلم: حدثني حسن بن علي الحلواني، ومحمد بن رافع قالا حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج قال: قلت لعطاء كيف تقول أنت في الركوع، قال: أما (سبحانك وبحمدك لا إله إلَّا أنت)، فأخبرني ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: "افتقدت النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ، فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه فتحسست ثم رجعت، فإِذا هو راكع، أو ساجد، يقول: سبحانك، وبحمدك لا إله إلَّا أنت، فقلت: بأبي أنت وأمي إني لفي شأن، وإنك لفي آخر". انظر: صحيح مسلم (2/ 51). وأما لفظ الدعاء فقد صح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه فقد: أخرجه البزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 264: 543): قال البزار: حدثنا يوسف بن موسى، وإبراهيم بن زياد، قالا: ثنا عبيد الله بن موسى ثنا حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "كَانَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول في سجوده إذا سجد: سَجَدَ لَكَ سَوَادِي، وَخَيَالِي، وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي، أبوء بنعمتك علي، هذه يداي وما جنيت على نفسي". قال البزار: لا نعلمه عن عبد الله إلَّا من هذا الوجه. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع: رواه البزار، ورجاله ثقات. اهـ. (2/ 128).=
= قلت: إِسناد الحديث من هذا الطريق ضعيف لحال حميد. وانظر أيضًا: زوائد البزار للحافظ ابن حجر (1/ 908: 543). لكن إذا ما ضم لطريق أبي يعلى فإِنه يرتقي إلى الحسن لغيره. ومن هذا الطريق أيضًا. أخرجه المروزي في قيام الليل. انظر: مختصر المقريزي (ص80)، قال المروزي: حدثنا أبو علي البسطامي، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ به بمثله إلَّا أنه قال (بما جنيت) بالباء بدلًا من الواو. والحاكم في المستدرك (1/ 533): قال: أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ به نحوه وبأطول منه، ثم قال: هذا حديث صحيح الإِسناد: إلَّا أن الشيخين لم يخرجا عن حميد الأعرج الكوفي، إنما اتفقا على إخراج حديث حميد بن قيس الأعرج المكي. اهـ. وقال الذهبي: حميد متروك. اهـ.
511 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ (¬1)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا سَجَدَ العبد سجد على سبعة آراب: وجهه، وكفيه، وركبتيه، وقدميه، فما لم يصنع: فقد إنتقص". [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بن أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا. * قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هُوَ الْوَاقِدِيُّ: ضَعِيفٌ جِدًّا، إلَّا أَنَّهُ لَمْ يَتَفَرَّدْ (¬2) بِهِ، فَقَدْ: [3] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ: أَبُو الْمُطَرِّفِ، عَنْ عَبْدِ الله بن جعفر: بنحوه (¬3). * تفرد (¬4) بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ -وَهُوَ وَالِدُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ (¬5) -: وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَدْ أَخْطَأَ في إِسناده، وإنما رواه عامر بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. هَكَذَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَصْحَابُ السنن. ¬
511 - تخريجه: الحديث في المنتخب (1/ 194: 156): قال:=
= حدثني ابن أبي شيبة، حدثنا محمد بن عمر به مثله. وأخرجه أبو داود في سننه من حديث العباس بن عبد المطلب. انظر: العون (3/ 162: 878): قال أبو داود: حدثنا قتيبة بن سعيد، أخبرنا بكر -يعني ابن مضر- عن ابن الهاد، عن محمد بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ العباس به مثله، دون قوله (فما لم يضع فقد انتقص). وأخرجه النسائي في المجتبى (2/ 208). قال: أخبرنا قتيبة قال: حدثنا بكر، عن ابن الهاد به مثل رواية أبي داود. والترمذي في جامعه (2/ 61: 272): قال: حدثنا قتيبة، حدثنا بكر به بمثل لفظ أبي داود، والنسائي. وأحمد في المسند. انظر: (3/ 200: 1764): قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ محمد، عن عامر بن سعد، عن العباس قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إذا سجد الرجل سجد معه سبعة آراب: وجهه وكفيه وركبتيه، وقدميه". قال الشيخ أحمد شاكر: إِسناده صحيح. وانظر: (1765، 1769، 1780). اهـ. وعنده من طرق أخرى منها: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا بكر بن مضر القرشي عن ابن الهاد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عامر بن سعد، به مثله. والبيهقي في الكبرى (2/ 101): قال: حدثنا أبو سعد الزاهد إملاءً، وأبو صالح بن أبي طاهر العنبري قراءة: قالا: أنبأ أبو محمد يحيى بن منصور القاضي، ثنا قتيبة بن سعيد الثقفي به مثل=
= لفظ أصحاب السنن ثم قال: رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة. اهـ. قلت: نسبته إلى صحيح مسلم من حديث العباس فيها نظر، وبلفظ "الآراب" فيها نظر أيضًا. فهو في الستة من حديث ابن عباس بلفظ "الأعظم". وفي السنن الأربع من حديث العباس بن عبد المطلب بلفظ "الآراب". هذا هو الصحيح فيه. وعندما ذكره المزي في التحفة (4/ 265) في مسند العباس، رمز لمسلم مع باقي أصحاب السنن، فوضع المحقق عليه علامة استفهام. وقال الحافظ في النكت الظراف: قال ابن شيخنا -يعني الحافظ أبو زرعة العراقي-: لم أقف عليه في الصلاة من صحيح مسلم. وتعقب قول المزي في رواية النسائي وابن ماجه نحوه بأن لفظهما بلفظ رواية مسلم. قال الزيلعي في نصب الراية (1/ 384): (واعلم أن حديث العباس: "إذا سجد العبد: سجد معه سبعة آراب" عزاه جماعة إلى مسلم: منهم أصحاب الأطراف، والحميدي في الجمع بين الصحيحين، والبيهقي في سننه، وابن الجوزي في جامع المسانيد وفي التحقيق، ولم يذكره عبد الحق في الجمع بين الصحيحين. ولم يذكر القاضي عياض لفظ "الآراب" في مشارق الأنوار الذي وضعه على ألفاظ البخاري، ومسلم، والموطأ، فأنكره في شرح مسلم فقال: قال المازري: قوله عليه السلام: "سجد معه سبعة آراب" قال الهروي: "الآراب" الأعضاء، وأحدها: أرب، قال القاضي عياض: وهذه اللفظة لم تقع عند شيوخنا في مسلم، ولا هي في النسخ التي رأينا، والتي في كتاب مسلم سبعة أعظم، انتهى. قال الزيلعي: والذي يظهر -والله أعلم- أن أحدهم سبق بالوهم، فتبعه الباقون، وهو محل=
= اشتباه، فإنأ "العباس" يشتبه بابن عباس، "وسبعة آراب، قريب من "سبعة أعظم"). اهـ. وانظر: أيضًا شرح الأُبِّي لصحيح مسلم (2/ 211). وهو في مسند أبي يعلى. انظر: (2/ 61: 702): قال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ أَبُو الْمُطَرِّفِ عَنْ عبد الله بن جعفر به. ولفظه موقوفًا قال: "أمر العبد أن يسجد على سبعة آراب منه: وجهه، وكفيه، وركبتيه، وقدميه، أيها لم يضع فقد انتقص". ومن هذا الطريق: أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 255): باب ما يبدأ بوضعه في السجود: قال: حدثنا أبو بكرة قال: ثنا إبراهيم بن أبي الوزير، قال: ثنا عبد الله بن جعفر به مثله، إلَّا أنه قال "أيها لم يقع" بالقاف. وساق طرقًا أخرى له. انظر: (ص 256) منه. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 341: 289): مثله. وفي مجمع الزوائد (2/ 124): من حديث سعد مثله، وعزاه لأبي يعلى، وقال: (وفيه موسى بن محمد بن حيان، ضعفه أبو زرعة، وضبطه الذهبي بالجيم). اهـ. والبوصيري في الإِتحاف (1/ ق 255/ أ) وعزاه لأبي بكر، وأبي يعلى وقال: له شاهد: رواه الترمذي. اهـ.
الحكم عليه: الحديث من طريق أبي بكر، وعبد بن حميد شديد الضعف لحال الواقدي كما=
= ذكر ذلك الحافظ في المتن، وفيه أيضًا عبد الله بن جعفر، وموسى بن محمد ابن حيان. ومن طريق أبي يعلى ضعيف الإِسناد: لحال موسى وعبد الله بن جعفر، وقد أخطأ فيه عبد الله كما أشار إليه الحافظ في المتن، فكونه عن العباس هو الصواب، وأخرجه أبو يعلى في مسند العباس من طريق عبد الله أيضًا. انظر: المخطوط (2/ ق 303/ أ). وأخرجه الشيخان من حديث ابن عباس. انظر: صحيح البخاري مع الفتح (2/ 297). ومسلم. انظر: صحيحه (2/ 52). فالحديث بشواهده ومتابعاته حسن لغيره.
15 - باب التكبير
15 - باب التَّكْبِيرِ 512 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا زَمَعَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَانَ يُكبِّر إِذَا ركع (¬1)، وإذا خفض ". ¬
512 - تخريجه: الحديث في مسند أبي داود الطيالسي: (ص236: 1699) قال: حدثنا زمعة به بلفظ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يكبر إذا خفض، وإذا رفع، وإذا ركع". وأخرجه البزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 260). قال البزار: حدثنا محمد بن معمر، ورجاء بن محمد السقطي قالا: ثنا أبو عامر، ثنا زمعة به بلفظ: "كان يكبر كلما خفض، ورفع". ثم قال البزار: (لا نعلمه عن جابر إلَّا من هذا الوجه، تفرد به زمعة وقد حدث عنه جماعة). اهـ. وانظر: زوائد البزار للحافظ ابن حجر (1/ 910: 534). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 131) بلفظ البزار، وعزاه له، وقال: (ورجاله ثقات). اهـ.=
= قلت: وزمعة تقدم بيان حاله فليس هو بثقة. والبوصيري في الإِتحاف (1/ ق 196/ ب) بمثله، وقال: هذا إِسناد ضعيف لضعف زمعة بن صالح)، وقال: (رواه البزار من طريق زمعة، وقال: تفرد به). اهـ. وذكره بنحوه مالك في الموطأ (61/ 166)، باب ما جاء في افتتاح الصلاة: قال: عن جابر بن عبد الله، "أنه كان يعلمهم التكبير في الصلاة، قال: فكان يأمرنا نكبر كلما خفضنا ورفعنا".
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لحال زمعة بن صالح، لكن متنه صحيح؛ فقد روي من طرق عدة عن ابن مسعود، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، في الصحيحين وغيرهما. سأقتصر على إيراد شاهد واحد منها: فقد أخرج البخاري مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في باب إتمام التكبير في الركوع (2/ 269) من البخاري مع الفتح ونصه: عن أبي هريرة: "أنه كان يصلي بهم فيكبر كلما خفض ورفع: فإِذا انصرف قال: "إني لأشبهكم صلاة برسول الله -صلى الله عليه وسلم-". وأخرجه مسلم في صحيحه. انظر: (2/ 7)، باب: إثبات التكبير في كل خفض ورفع في الصلاة ... قال: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة: "كان يصلي لهم، فيكبر كلما خفض ورفع ... " الحديث.
513 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِي، ثنا إسرائيل، عن ثُوير (¬1)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "أَوَّلُ مَنْ نَقَصَ التَّكْبِيرَ: الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: نَقَصُوهَا: نَقَصَهُمُ اللَّهُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَكَعَ، وَكُلَّمَا سَجَدَ، وكلما رفع رأسه". ¬
513 - تخريجه: الحديث أخرجه البزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 260: 533): باب في التكبير: مصرحًا فيه بعبد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ البزار: حدثنا يوسف بن موسى ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْرَائِيلُ عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه به بمثله دون قوله (رأسه). وانظر: زوائد البزار للحافظ ابن حجر (1/ 912: 533): باب صفة الصلاة: ذكره ثم قال: ثوير ضعيف هـ اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 199/ ب): باب في التكبير عند الركوع وعدد التكبيرات: حديث (1694). والهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 131): باب صفة الصلاة والتكبير فيها: بمثله ثم قال: (رواه البزار، وفيه ثوير بن أبي فاختة).
الحكم عليه: الحديث إِسناده ضعيف لحال ثوير. فإما المرفوع منه فقد تقدم ذكر شواهده في الصحيحين في الذي قبله. وانظر: صحيح البخاري مع الفتح (2/ 269)، وصحيح مسلم (2/ 7). وأما ترك التكبير من قبل بعض الأمراء والخلفاء فقد ورد عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لما أسن وكبر وضعف صوته. انظر: الفتح الرباني (3/ 249): باب ذكر أول من ترك تكبيرات الانتقال.=
= وورد عن معاوية رضي الله عنه وغيره كما في الفتح (2/ 270): باب إتمام التكبير في الركوع. قال الحافظ: (فكأن معاوية رضي الله عنه تركه بترك عثمان رضي الله عنه، وقد حمل ذلك جماعة من أهل العلم على الإخفاء). اهـ. وتقدم نقل بقية كلامه رحمه الله في هذه المسألة في الذي قبله. وقد روى البخاري أيضًا في: باب إتمام التكبير في السجود: من حديث مطرف ابن عبد الله: قال: "صليت خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنا وعمران بن حصين، فكان إذا سجد كبر، وإذا رفع رأسه كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر، فلما قضى الصلاة: أخذ بيدي عمران بن حصين رضي الله عنه فقال: "قد ذكرني هذا صلاة محمد -صلى الله عليه وسلم- أو قال: لقد صلى بنا صلاة محمد -صلى الله عليه وسلم-". انظر: البخاري مع الفتح (2/ 371: 786).
16 - باب الفعل اليسير لا يبطل الصلاة
16 - بَابُ الْفِعْلُ الْيَسِيرُ لَا يُبْطِلُ الصَّلَاةَ 514 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَمَّنْ (¬1) حدثه، عن عائشة رضي الله عنهما: "أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ (¬2) تَرَى (¬3) بَأْسًا أَنْ يُحَوِّل الرَّجُلُ خَاتَمَهُ إِلَى أَصَابِعِهِ يَتَحَفَّظ بِهِ (¬4) الصَّلَاةَ". ¬
514 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 222 ب): باب الصلاة في القسي والسيوف وجواز تحويل الرجل خاتمه في الصلاة. فذكره بمثله، وقال: هذا إِسناد ضعيف لجهالة التابعي. اهـ. ولم أجده عند غيره.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لأن شيخ الأعمش مبهم. وهو معارَض بأحاديث ترك العبث في الصلاة وهي كثيرة مشهورة، والساهي في الصلاة إن كان في القراءة في غير الفاتحة فلا يضره لأنها ليست واجبة وإنما سنة=
= مؤكدة على التفصيل المعروف فيها، وان كان في الفاتحة وغيرها من الأركان، وكذا الواجبات قد شرع فيه سجود السهو مع التفرقة بين الركن والواجب، فالركن يأتي به ثم يسجد للسهو، والواجب يسجد، والتفصيل في أحكامه موجود في مظانه من كتب الفقه والحديث، وعليه فلا يسوغ التمسك بظاهر هذا الحديث الضعيف، لا سيما وقد وضع الشارع المخرج في حال السهو.
515 - وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬1)، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي فِي بَيْتِي، فَأَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَقَامَ إِلَى جَنْبِهِ عَنْ يَمِينِهِ، فَأَقْبَلَتْ عَقْرَبٌ نَحْوَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا دَنَت مِنْهُ: صُدَّت عَنْهُ، فَأَقْبَلَتْ نحو عليَّ، فَأَخَذَ النَّعْلَ فَقَتَلَهَا، وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (قَاتَلَهَا اللَّهُ!: أَقْبَلَتْ نَحْوَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثم صُدَّت عنه، ثم أقبلت (¬2) تُرِيدُنِي)، فَلَمْ يَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بقتلها في الصلاة بأسًا". ¬
515 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (8/ 184: 4739): قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي به بمثله. وأخرجه البيهقي في "الكبرى" (2/ 266): من طريق الحاكم: قال البيهقي: وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، وإسحاق بن محمد بن يوسف السوسي، قالا: ثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب، أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، ثنا الأوزاعي، عن أم كلثوم بنت أسماء بنت أبي بكر الصديق عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يصلي في الببت، فجاء علي بن أبي طالب- كرم الله تعالى وجهه- فدخل: فلما رأى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي قام إلى جانبه يصلي قال: فجاءت عقرب حتى انتهت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم تركته وأقبلت إلى عليِّ، فلما رأى ذلك عليّ ضربها بنعله، فَلَمْ يَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بقتله إياها بأسًا). وهذا الإِسناد حسن لذاته.=
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 221/ ب): باب قتل العقرب في الصلاة: بمثله، ثم قال: (هذا إِسناد ضعيف: لضعف معاوية بن يحيى الصدفي، ولكن لم يتفرد به معاوية بن يحيى فقد: رواه الحاكم من طريق الأوزاعي عن أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق، عَنْ عَائِشَةَ -زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يصلي في البيت، فجاء علي بن أبي طالب، فجاءت عقرب، فذكره، ورواه البيهقي في سننه عن الحاكم به. وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وغيرهم، وبه يقول أحمد وإسحاق، وكره بعض أهل العلم قتل الحية والعقرب في الصلاة قال: وقال إبراهيم: إن في الصلاة لشغلًا. والقول الأول أصح). اهـ. انظر: جامع الترمذي (2/ 233: 390): باب ما جاء في قتل الحية والعقرب في الصلاة. وهذا القول لا يتعارض مع حديث "إن في الصلاة لشغلًا" لأنه جاء بالنص فهو مما يستثنى. قلت: فأما عند البيهقي فقد تقدم، وأما عند الحاكم فلم أقف عليه إلَّا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بصيغة الأمر، وأما قول إبراهيم وهو النخعي رحمه الله فقد رده البوصيري كما ترى، وكذا البغوي في شرح السنة فقال: (والسنة أولى بالاتباع). انظر: (3/ 268). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 337: 284): باب قتل العقرب في الصلاة: بمثله. وفي مجمع الزوائد (2/ 84): باب قتل العقرب في الصلاة: مختصرًا ثم قال: (رواه الطبراني في الأوسط، وأبو يعلى، وفي طريق الطبراني: عبد الله بن صالح: كاتب الليث. قال عبد الملك بن شعيب بن الليث: ثقة، مأمون وضعفه الأئمة: أحمد، وغيره. ورجال أبي يعلى: رجال الصحيح غير معاوية بن يحيى الصدفي، وأحاديثه عن الزهري مستقيمة، كما قال البخاري، وهذا منها، وضعفه الجمهور. اهـ.=
= قلت: إن كان رحمه الله يقصد عبارة البخاري التي في التاريخ الكبير فليس فيها، ما يدل على ما قال، وقد سبق نقلها في ترجمة معاوية.
الحكم عليه: الحديث من طريق أبي يعلى ضعيف الإِسناد وذلك لحال معاوية بن يحيى لكنه قد توبع كما في الطريق الذي أخرجه البيهقي بما يجعله حسنًا لذاته. وقد صح من شواهده ما يجعله يرتقي إلى الصحيح لغيره. فقد أخرج الإِمام أحمد في مسنده (2/ 473): قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن علي بن المبارك، قال: حدثني يحيى، قال: حدثني ضمضم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- أمر بقتل الأسودين في الصلاة الحية والعقرب". قال الشيخ أحمد شاكر: إِسناده صحيح. انظر في تحقيقه لمسند أبي هريرة الأرقام الآتية (7373، 7463، 7804، 10120، 10157، 10362). وفي رقم (7178) صرح الراوي يكون تفسير الأسودين بالحية والعقرب إنما هو من قول يحيى بن أبي كثير. فمتنه ("أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقتل الأسودين في الصلاة" فقلت ليحيى: ما يعني بالأسودين؟ قال: الحية والعقرب). اهـ. وأخرجه غيره. انظر: المستدرك (1/ 256): وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وانظر: شرح السنة (3/ 267: 744، 745)، والفتح الرباني (4/ 113)، وعزاه للأربعة، وابن حبان، والحاكم. وانظرة السنن الكبرى للبيهقي (2/ 266).
516 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى، ثنا (¬1) مُحَمَّدٌ -هُوَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى- عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: "جَاءَ الْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ساجد: فرَكِبَ على (¬2) ظهره، فأخذ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ، فَقَامَ وَهُوَ عَلَى ظَهْرِهِ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ فَذَهَبَ رضي الله عنه". ¬
516 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 222/ أ): باب حمل الصغير في الصلاة بطريق أبي بكر بن أبي شيبة بمثله، ثم قال: (هذا إِسناد ضعيف لضعف عطية العوفي). اهـ. قلت: وفيه علة أخرى وهي سقط عيسى بن المختار، وجعل اسمه لأبي بكر بن عبد الرحمن، وهو وإن كان ثقة إلَّا أنه هنا سقط من الإِسناد. ولم أقف عليه من طريق أبي سعيد، ولكن روي بنحوه من طريق عن شداد بن الهاد رضي الله عنه فقد: أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 229): قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا جرير بن حازم، قال: حدثنا محمد بن أبي يعقوب البصري، عن عبد الله بن شداد، عن أبيه قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حسنًا أو حسينًا، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَضَعَهُ ثم كبر للصلاة فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال أبي: فرفعت رأسي، وإذا الصبي على ظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ساجد فرجعت إلى سجودي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الصلاة قال الناس: يا رسول الله: إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها، حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى=
= إليك، قال: كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته". وإسناده حسن لذاته لحال شيخ النسائي فقد قال فيه الحافظ: لا بأس به. ورواه الإِمام أحمد في موضعين في المسند (3/ 493): قال: ثنا يزيد قال أنا جرير بن حازم به. فعبد الرحمن شيخ النسائي قد تابعه هنا الإِمام أحمد وبطريقه يكون الحديث صحيحًا. والموضع الثاني: وهو آخر حديث في المسند (6/ 467) بالسند والمتن السابقين. والحاكم في المستدرك (3/ 165): قال: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو جعفر محمد بن عبيد الله بن المناوي، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، ثنا أَبِي، به بمثله ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. اهـ. ولم يخالفه الذهبي.
الحكم عليه: الحديث من طريق أبي بكر بن أبي شيبة ضعيف الإِسناد لحال عطية العوفي، ولوجود السقط بين شيخ أبي بكر وبين محمد بن أبي ليلى. وحمل الصغير في الوقف قد صح من حديث أبي قتادة رضي الله عنه وهو مشهور في الصحيحين وغيرهما، وأسوق هنا لفظ البخاري. فقد أخرجه في باب: إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة (1/ 590): من صحيح البخاري مع الفتح: من حديث أبي قتادة الأنصاري: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كان يصلي، وهو حامل أمامة بنت زينب بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس، فإِذا سجد وضعها، وإذا قام حملها".=
= وأخرجه مسلم. انظر: صحيحه مع شرح النووي (3/ 31): باب جواز حمل الصبيان في الصلاة. وانظر: جامع الأصول (5/ 524: 3749). وعليه فالحديث بشواهده يرتقي إلى الحسن لغيره.
17 - باب رفع اليدين
17 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ 517 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يَقُولُ: "إنَّ رَفْعَكم أَيْدِيَكُمْ فِي الصَّلَاةِ لَبِدْعَةٌ، وَاللَّهِ مَا زَادَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- على هكذا: يعني بإصبعه".
517 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن عدي في الكامل في ترجمة بشر (2/ 441) قال: أخبرنا ابن عقبة ثنا جبارة، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ ابن عمر: "رأيتكم رفعتم أيديكم في الصلاة، والله إنها لبدعة، مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فعل هذا قط". وقال حماد: وضع يده عند حنكه هكذا. وذكره الذهبي في الميزان في ترجمة بشر أيضًا (1/ 315) قال: جبارة بن المغلس، حدثنا حماد بن زيد، عن بشر بن حرب به بمثل لفظ ابن عدي. وابن حبان في المجروحين (1/ 186) قال في ترجمة بشر: (وهو الذي روى عن ابن عمر قال: "أرأيتم رفعكم أيديكم في الصلاة؟ إنها لبدعة! مَا زَادَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على هذا". وقد تعلق بهذا الخبر جماعة ممن ليس الحديث صناعتهم، فزعموا أن رفع اليدين في الصلاة عند الركوع، وعند رفع الرأس منه بدعة، وإنما قال ابن عمر: "أرأيتم رفعكم أيديكم في الدعاء: بدعة، يعني إلى أذنيه، مَا زَادَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-على هذا"، يعني ثدييه، هكذا فسره حماد بن زيد وهو ناقل الخبر.=
= أنبأناه الحسن بن سفيان، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حماد بن زيد، عن بشر بن حرب قال: سمعت ابن عمر يقول: (أرأيتم رفع أيديكم في الصلاة هكذا -ورفع حماد يديه حتى حاذاهما أذنيه- والله إنها لبدعة، مَا زَادَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على هذا شيئًا قط)، وأومأ حماد إلى ثدييه. والعرب تسمي الصلاة دعاء، فخبر حماد هذا: "أرأيتم رفعكم أيديكم في الصلاة" أراد به في (الدعاء). والدليل على صحة ما قلت أن الحسن بن سفيان ثنا قال: ثنا محمد بن علي الشقيقي، ثنا أبي، ثنا الحسين بن واقد عن أبي عمرو الندبي بشر بن حرب قال: حدثني ابن عمر قال: والله ما رفع نبي الله -صلي الله عليه وسلم- يديه فوق صدره في الدعاء. جَوَّد الحسين بن واقد حفظه وأتى الحديث على جهته كما ذكرنا). انتهى كلامه رحمه الله وقد نقلته بكامله لما فيه من فائدة. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 200/ أ)، باب رفع اليدين عند الركوع بمثله إلَّا أنه أبدل بشر بن حرب، ببشر بن الحارث وهو خطأ. ثم قال: قلت: بشر بن الحارث ضعيف وله شاهد من حديث ابن مسعود رواه الترمذي. اهـ. وبقية الكلام مطموس.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لحال حماد بن سلمة، وبشر بن حرب. وقول البوصيري رحمه الله "ويشهد له حديث ابن مسعود، عند الترمذي" فيه نظر، والذي أراه أنه لا يشهد له، ففرق بين المعنيين، وإليك نص حديث ابن مسعود. أخرجه الترمذي (2/ 40: 257) قال: حدثنا هناد، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، قال: قال عبد الله بن مسعود: "ألا أصلي بكم=
= صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فصلى، فلم يرفع يديه إلَّا في أول مرة. قال: وفي الباب عن البراء بن عازب. قال أبو عيسى: حديث ابن مسعود حديث حسن. اهـ. فهذا الحديث وإن كان فيه قد ترك، لكنه لم يشعر بأن هذا الترك مستمر وأنه لا يرى الرفع أبدًا بل قد صحت الأدلة الكثيرة في الرفع في الصحيحين وغيرهما وقد تقدم ذكرها في الحديث (459). وحديث ابن مسعود يمكن الجمع بينه وبين أحاديث الرفع في غير تكبيرة الإحرام وقد تقدم في الحديث السادس. أما حديث ابن عمر، وفيه النفي المطلق ووصف الرفع بأنه بدعة فلا يمكن الجمع بينه وبينها، وهو ضعيف سندًا ومتنًا. والله تعالى أعلم.
518 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْأَعْرَابِيَّ يَقُولُ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَرَفَعَ كَفَّيْهِ حَتَّى حَاذَتَا (¬1) أَوْ بَلَغَتَا فُرُوعَ أُذُنَيْهِ، كَأَنَّهُمَا مِرْوحتان". ¬
518 - تخريجه: الحديث أخرجه أحمد في مسنده (5/ 6) قال: ثنا هاشم، وبهز قالا: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هلال، قال: حدثني من سمع الأعرابي قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ... " فذكره بمثله. وذكره الحافظ في التلخيص (1/ 220)، بنحوه ثم قال: (رواه أبو نعيم في الصلاة، وروى مالك في الموطأ عن سليمان بن يسار مرسلًا مثله، وروى عبد الرزاق في مصنفه عن الحسن مرسلًا مثله). اهـ. والهيثمي في بغية الباحث (1/ 239: 172) بمثله سندًا ومتنًا. 4 - وفي مجمع الزوائد (2/ 101): بنحوه ثم قال: (رواه أحمد وفيه رجل لم يسم). اهـ. 5 - والبوصيري في الإِتحاف (1/ ق 203/ أ: 1735) مثله ثم قال: (هذا إِسناد ضعيف لجهالة التابعي). اهـ.
الحكم عليه: هو كما قال البوصيري رحمه الله. لكن شواهده في الصحيحين وغيرهما عن ابن عمر. وعند مسلم أيضًا من حديث مالك بن الحويرث، وانظرها في الحديث رقم 459.
18 - باب التشهد
18 - بَابُ التَّشَهُّدِ 519 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: لَقِيتُ الأسْوَد، فَقُلْتُ (¬1) لَهُ (¬2): "إِنَّ أَبَا الْأَحْوَصِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -فِي التَّشَهُّدِ-: الْمُبَارَكَاتِ، فَقَالَ: ائْتِهِ فَانْهَهُ عن هذا، وقيل لَهُ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ عَلَّمَ عَلْقَمة التَّشَهُّدَ فعقدهن في يده". *صحيح. ¬
519 - تخريجه: الحديث في مسند أبي داود الطيالسي (39: 305) قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا زهير عن أبي إسحاق قال: "أتيت الأسود بن يزيد، وكان لي أخًا، وصديقًا، فقلت: إن أبا الأحوص يزيد في التشهد عن عبد الله فقال: ائته، فانهه عن هذا، وقيل لَهُ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ عَلَّم عَلْقَمَةَ التَّشَهُّدَ يعقدهن في يده". وهو في المنحة (102: 460): باب في هيئة التشهد وألفاظه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 207: 1777): باب في تعليم التشهد بمثل سياق أبي داود.
الحكم عليه: إِسناده صحيح لذاته كما وصفه الحافظ.
520 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحارب بْنِ دِثَارٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلَّم المُكْتِبُ الولدانَ". [2] حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الْوَاحِدِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِهِ، وَزَادَ "عَلَى الْمِنْبَرِ". [3] حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ (¬2) زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: وكان أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ على المنبر (¬3) كما يُعَلَّم الغلمانُ في المَكْتَبِ. ¬
520 - تخريجه: الحديث أخرجه الترمذي في العلل الكبير (1/ 224: 58): باب ما جاء في التشهد، قال: حدثنا محمد بن المثنى، نا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن زيد العمي به نحوه بلفظ مقارب. قال الترمذي: سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: روى شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن ابن عمر. وروى (سيف) عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله بن مسعود. قال محمد: وهو المحفوظ عندي. قلت: فإِنه يُروى عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، ويُروى عن ابن عمر عن أبي بكر الصديق؟ قال محمد: يحتمل هذا، وهذا. قال محمد: وعبد الرحمن بن إسحاق، الذي روى عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ في التشهد هو عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، وهو ضعيف الحديث.=
= حدثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي البصري، نا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أيمن بن نابل، قال: حدثني أبو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن ... " الحديث. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 264): قال: وحدثنا حسين بن نصر قال: ثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان، عن زيد العمي به نحوه بلفظ مقارب، "ثم ذكر مثل تشهد ابن مسعود رضي الله عنه سواء" قاله الطحاوي. وحسين هو ابن نصر بن المبارك أبو علي البغدادي صهر أحمد بن صالح المقري، روى عن أبي نعيم، وغيره، وعنه الطحاوي وغيره، قال ابن أبي حاتم: محله الصدق. وقال ابن يونس: كان ثقة: كذا في المغاني. اهـ مختصرًا من كشف الأستار للسندهي (ص 26). وأبو نعيم هو الفضل بن دكين الكوفي التيمي مولاهم، ثقة ثبت. وسفيان هو الثوري، ثقة إِمام. وإسناد هذا الحديث ضعيف لحال زيد العمي. وقد أشار إليه البيهقي في الكبرى (2/ 139). وابن عدي في الكامل (4/ 1613): قال: وعن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دثار قال: رأيت ابن عمر في حلقة يحدث قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على المنبر يعلم الناس التشهد كما يعلم المكتب الولدان". وإسناده ضعيف لحال عبد الرحمن بن إسحاق. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 294): قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن محارب، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يعلمنا التشهد في الصلاة كما يعلم المكتب الولدان".=
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 207/ ب): باب في تعليم التشهد مثله إلَّا أنه في الطريق الأخير قال: قال مسدد: وثنا يحيى، عن سفيان، عن زيد العمي به مثله. فزاد هنا (سفيان) بين يحيى وزيد، وهو الظاهر والله أعلم، وقد سقط سفيان من نسخ المطالب، وإثباته -كما فعل البوصيري- هو الأولى، وكما تقدم في تخريجه عند الطحاوي، وهو الذي تقتضيه الطبقة فإن يحيى من التاسعة وزيد من الخامسة. وهو الثوري: معدود في تلامذة زيد، دون ابن عيينة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 140): مثل اللفظ الثاني إلَّا أنه قال: (المعلم) ثم قال: رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شبة، وهو ضعيف. اهـ.
الحكم عليه: إِسناده بهذه الطرق التي عند مسدد: ضعيف. ففي الطريق الأول: عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف، وعنعنة هشيم. وفي الثاني عبد الرحمن أيضًا. وفي الثالث: زيد ضعيف يكتب حديثه للاعتبار، وسقط سفيان. وتعليمه -صلى الله عليه وسلم- التشهد للناس، صحيح عند مسلم وغيره دون قوله على المنبر، وهو عنده من طرق منها ما أخرجه في (4/ 119) من الصحيح مع شرح النووي قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يحيى بن آدم، حدثنا عبد الرحمن بن حميد، حدثني أبو الزبير عن طاوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يعلمنا السورة من القرآن". وعنده عن ابن مسعود من طريق آخر. وعليه فالحديث بشاهده حسن لغيره، وفي رواية أبي موسى عنده (4/ 119)، "خطبنا" والخطبة عادة لا تكون إلَّا على المنبر، فيشهد هذا لكونه علمهم وهو على المنبر.
521 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا هُشيم، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أعُطِيت فَوَاتِحَ الكَلِمِ، وجَوَامِعَهُ، وخَوَاتِمَهُ، فقلنا: عَلَّمنا بما علمك الله تعالى: فعلمنا التشهد).
521 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 294): قال: حدثنا أبو بكر قال: نا هشيم بن بشير قال: نا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ به بمثله. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 207/ ب): باب في تعليم التشهد وقال: رواه أبو يعلى، ثنا إسحاق الهروي، ثنا هشيم فذكره. وأصله عند مسلم في صحيحه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. انظر: الصحيح مع شرح النووي (4/ 119): وهوحديث طويل، وفيه "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خطبنا فبَيَّن لنا سنتنا، وعلمنا صلاتنا. إلى أن قال: (وإذا كان عند القعدة: فليكن من أول قول أحدكم (التحيات الطيبات ... " الحديث، واقتصر منه على ما يخص التشهد. وقال البوصيري في المصباح (1/ 111): (هذا إِسناد صحيح رجاله ثقات ...). اهـ.
الحكم عليه: الحديث إِسناده ضعيف لحال عبد الرحمن بن إسحاق، وأما عنعنة هشيم فقد انتفت في رواية أبي بكر في المصنف؛ فإِنه صرح فيه بالسماع. ويشهد لي ما أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (1/ 437): قال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سمعت أبا إسحاق يحدث عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: "إنَّ محمدًا -صلى الله عليه وسلم- علم فواتح الخير، وجوامعه، وخواتمه، فقال: "إذا قعدتم في كل ركعتين: فقولوا التحيات لله، والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى=
= عباد الله الصالحين: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أن محمدًا عبده ورسوله. ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع به ربه عز وجل. وإن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- قال: ألا أنبئكم ما العضة؟ قال: هي النميمة، القالة بين الناس. وإن محمدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ يصدق حتى يكتب صديقًا، ويكذب حتى يكتب كذابًا". وإِسناده صحيح، فإن أبا إسحاق -هو السبيعي- قد اختلط إلَّا أن شعبة قد سمع منه قديمًا. وقد صحح إِسناده الشيخ أحمد شاكر في المسند عند رقم (3877) فيه: حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر، عن أبي إسحاق به بمثل اللفظ السابق، وكذا أورده بنحوه مختصرًا السيوطي في الجامع الصغير من حديث أبي موسى ورمز لحسنه، وكذا في نسخة المناوي. انظر: الفيض (1/ 565: 1170). وهو في صحيح الجامع (1/ 241: 1058) وقال صحيح؛ والسلسلة الصحيحة (3/ 1483). يضاف إلى ما سبق شاهده عند مسلم وغيره. فالحديث بشواهده: حسن لغيره.
522 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ خُصَيف قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في الْمَنَامِ فَقُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ اخْتُلِفَ عَلَيْنَا في التشهد! فقال فلان (¬1) كذا، وقال فُلَانٌ كَذَا، وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نِعْمَ التشهد تشهد ابن مسعود". وأخرجه الترمذي مختصرًا (¬2). ¬
522 - تخريجه: الحديث أخرجه الترمذي في جامعه (2/ 82): قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ خصيف قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المنام: فقلت: يا رسول الله إن الناس قد اختلفوا في التشهد؟ فقال: عليك بتشهد ابن مسعود". وأحمد بن محمد بن موسى: هو العباس السِّمسَار المعروف بمَردُيه، ثقة حافظ. وانظر: القريب (84: 100). وبقية رجاله مترجم لهم، وإِسناده إلى خصيف صحيح، وخصيف وإن كان صدوقًا سيِّئ الحفظ فإن هذا الحديث من قوله هو ورؤيته؛ فإِنه عاين النبي عليه الصلاة والسلام في المنام وسمعه منه وليس الخبركالمعاينة، لكن الرؤيا لا تثبت بها الأحكام. وأخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (50/ ق 14/ أ): قال: حدثنا أحمد، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا عبد الرزاق، عن مَعْمَرٌ عَنْ خُصَيْفٍ قَالَ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في المنام، قلت: يا رسول الله إن الناس قد اختلفوا في=
= التشهد فقال فلان كذا وكذا، وقال فلان كَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نعمَ السُّنة سُنَّة ابن مسعود"). وإِسناده صحيح. وابن عدي في الكامل (3/ 941): قال: ثنا أبو عروبة، حدثنا أحمد بن بكار والشهيدي قالا: ثنا عتاب بن بشير عن خصيف قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المنام: فعرضت عليه تشهد ابن مسعود، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَعَمْ السنة سنة عبد الله، نعم السنة سنة عبد الله، يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا قلت أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أن محمدًا عبده ورسوله فقل: اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار". وفيه عتاب بن بشير الجزري أبو الحسن مولى بني أمية صدوق يخطئ. التقريب (380: 4419). وعبد الرزاق في المصنف (2/ 205: 3077): قال: عن معمر عن خصيف الجزري قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في النوم جاءني فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي التشهد؛ قال فلان: كذا، وقال فلان: كذا، وقال فلان: كذا، وقال ابن مسعود: كذا، قال: السنة سنة ابن مسعود". وذكره الزيلعي في نصب الراية (1/ 419): بنحوه وفيه: "عليك بتشهد ابن مسعود"، وعزاه للترمذي.
الحكم عليه: إِسناده إلى خصيف صحيح وهو وإن كان سيئ الحفظ إلَّا أن هذا بما رآه وعاينه وسمعه فهو آكد مما سمعه فقط، وترجيح حديث ابن مسعود لا لهذه الرؤيا، ولكن للأحاديث الصحيحة الثابتة، التي تقدمت الإِشارة إليها، فجاءت هذه الرؤيا متفقة معها.
523 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ: (¬1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: كان لا يزيد في الركعتين على التشهد". ¬
523 - تخريجه: في مسند أبي يعلى (7/ 337: 4373): به بمثله. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 398: 382): به بمثله في باب ما يقرأ في ركعتي الفجر. وفي مجمع الزوائد (2/ 142): بمثله ثم قال: (رواه أبو يعلى: من رواية أبي الحويرث، عن عائشة، والظاهر أنه خالد بن الحويرث، وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح). اهـ. قال الشيخ حسين أسد. في هامش مسند أبي يعلى (7/ 238): (وهذا وهم من الحافظ الهيثمي رحمه الله لأن بديل بن ميسرة هو الذي يروي عن أبي الجوزاء، ولا تعرف له رواية عن أبي الحويرث. وانظر: كتب الرجال). اهـ.
الحكم عليه: الحديث إِسناده صحيح لذاته.
19 - باب الدعاء في التشهد
19 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي التَّشَهُّدِ 524 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَبَابٌ (¬1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْرَانَ (¬2)، ثنا صَفْوَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: قَالَ: "دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الصلاة واضعًا (¬3) يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى (¬4) فَخِذِهِ الْيُمْنَى يُشِيرُ بالسَّبَّابة، وَهُوَ يَقُولُ: يَا مُقلب الْقُلُوبِ ثَبِّت (¬5) [قَلْبِي] (¬6) على دينك". ¬
524 - تخريجه: أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة ترجمة شهاب: قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا شباب، ثنا محمد بن حمران، ثنا أبو معدان به بمثله، إلَّا أنه قال رافعًا السبابة بدلًا من يشير.
= ثم قال: رواه معلي بن أسد عن محمد بن حمران: وأبو معدان اسمه عبد الله بن معدان، بصري نزل بني ناجية، سماه سعيد بن سفيان الجحدري، فيما حدثناه محمد بن محمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عقبة بن مكرم، ثنا سعيد بن سفيان الجحدري، ثنا عبد الله بن معدان شيخ كان ينزل بني ناجية حدثني عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو يصلي فذكره مثله. اهـ. قلت: ومن هذا الطريق الأخير: أخرجه الترمذي في "جامعه" (5/ 273: 3587): قال: حدثنا عقبة بن مكرم، حدثنا سعيد بن سفيان الجحدري، حدثنا عبد الله بن معدان، أخبرني عاصم بن كليب الجرمي به بنحوه، ثم قال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. اهـ. والحديث بهذا السند يحتاج إلى متابع لحال سعيد -وهو صدوق-، وابن معدان. وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2252): قال: حدثنا عبد الله بن عبد الحميد الواسطي، ثنا محمد بن معاوية الزيادي، ثنا معلي بن أسد، ثنا محمد بن حمران بن عبد العزيز، ثنا أبو معدان، عن عاصم بن كليب به بمثله دون قوله في الصلاة. وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 6): في ترجمة شهاب: بنحوه. ثم قال: أخرجه الثلاثة إلَّا أن ابن منده ترجم عليه: شهاب بن كليب بن شهاب الجرمي. وترجم عليه أبو نعيم، وأبو عمر: شهاب بن المجنون وهما واحد. والحافظ ابن حجر في الإصابة (3/ 215): قال: وروى الترمذي وأبو يعلى، والبغوي، ومطين، والباوردي، والطبري،=
= وآخرون، من طريق أبي معدان عن عاصم بن كليب فذكره به بمثله. ثم قال: قال الترمذي والبغوي: غريب تفرد به محمد بن حمران عن ابن معدان.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لحال ابن معدان، ومحمد بن حمران. وبهذا السياق لم أقف على متابع له ولا شاهد. أما الدعاء في حد ذاته فقد صح قوله عنه دون تقييده بهذه الهيئة وهذا الوقت. فقد روى الترمذي في جامعه (5/ 238: 3522): قال: حدثنا أبو موسى الأنصاري، حدثنا معاذ بن معاذ عن أبي بن كعب: صاحب الحرير، حدثني شهر بن حوشب، قال: قلت لأم سلمة: يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله-صلى الله عليه وسلم- إذا كان عندك؟ قالت: كان كثر دعائه: (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ). قالت: قلت: يا رسول الله: ما كثر دعاءك: (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ؟)! قال: "يا أم سلمة: إنه ليس آدمي إلَّا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله، فمن شاء أقام، ومن شاء أزاغ"، فقال معاذ: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا). وقال: حديث حسن. ومن طريقه أخرجه الإِمام أحمد في المسند. انظر: (6/ 302): قال: ثنا هاشم، ثنا عبد الحميد قال: حدثني شهر بن حوشب به نحوه. قلت: وهذا الإِسناد وإن كان فيه شهر بن حوشب، وهو صدوق كثير الإِرسال والأوهام. التقريب (269: 283). إلَّا أن حديثه هذا قد رواه كثير من الأئمة، وخرجوه في كتبهم بما يشهد له ويترقى به إلى الصحيح لغيره. وانظر على سبيل المثال: الشريعة للآجري (ص 316 - 318): باب الإِيمان=
= بأن قلوب الخلائق بين أصبعين من أصابع الرب عَزَّ وَجَلَّ بلا كيف: من حديث أم سلمة، وأنس، وعائشة، وجابر، وبشر بن الحارث رضي الله عنهم. وطرق أنس عنده اثنان: أحدها: قوله: أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا محمد بن زنبور المكي، قال: حدثنا فضيل بن عياض عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُكْثِرُ أن يَقُولُ: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دينك ... الحديث". وصححه الشيخ الألباني في تعليقه على السنة لابن أبي عاصم (1/ 100 - 106: 223 - 238، 1/ 101: 225) من طرق عدة. صححها الشيخ الألباني وحسن أسانيد بعضها. وفي جامع الأصول (4/ 342: 2365)، عزاه للترمذي باللفظ الذي تقدم. ونقل المحقق تحسين الترمذي، وقال به، وقد مضى أنه لا يقف عند الحسن فقط بل هو صحيح. وانظر: صحيح الجامع (2/ 1323: 7988).
20 - باب التسليم
20 - بَابُ التَّسْلِيمِ 525 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عبد الله بن زيد رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "افْتِتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُور، وتَحْريمها التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التسليم" (¬1). ¬
525 - تخريجه: الحديث أخرجه الدارقطني (1/ 361: 5) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري، ثنا أحمد بن الخليل، ثنا الواقدي به بمثله. إلَّا أنه زاد بعد عباد بن تميم قوله: (عن عمه) عبد الله بن زيد. وذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 289). في ترجمة محمد بن موسى بن مسكين: قال: روى عن فليح بن سليمان بن عبد الله بن أبي بكر، عن عباد بن تميم، عن عمه عبد الله بن زيد فذكره به بمثله. ثم قال: أخبرناه عبد الجبار بن أحمد بِتِنِّيس قال: حدثنا النضر بن سلمة، قال: حدثنا أبو غزية عن فليح، ثم قال: (والنضر بن سلمة أيضًا قد تبرأنا من عهدته). اهـ. وهو في بغية الباحث (1/ 229): باب في تحريم الصلاة، وتحليلها قال: حدثنا=
= مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أبي صعصعة به مثله. وفي الإِتحاف (1/ ق 92/ ب)، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء وإسباغه: (المسندة): من طريق أبي يعلى بسنده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بلفظ: "مفتاح الصلاة الوضوء، وتحريمها التكبير، وإحلالها التسليم، وفي كل ركعتين تسليم، ولا تجوز صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب وشيء معها". وعزاه للترمذي وابن ماجه، ثم قال: (وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زيد، وسيأتي في كتاب افتتاح الصلاة). اهـ. ثم ذكره في كتاب الافتتاح، باب تحليل الصلاة التسليم (1/ ق 210/ أ): من طريق الحارث قال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أبي صعصعة به مثله، ثم قال: (هذا إِسناد فيه محمد بن عمر الواقدي، وهو ضعيف: لكن المتن له شاهد صحيح من حديث عائشة، رواه مسلم في صحيحه وغيره، ورواه الترمذي في الجامع من حديث أبي سعيد الخدري، وقد تقدم في كتاب الطهارة بطرقه في باب الوضوء واسباغه). اهـ. ثم ساق كلام الترمذي في جامعه حول هذا الحديث، وذكر له شواهد أخرى عند الحاكم وغيره. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 104)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط" وفيه الواقدي، وهو ضعيف. اهـ.
الحكم عليه: الحديث إِسناده من طريق الحارث شديد الضعف لحال الواقدي، وجهالة شيخه يعقوب، لكن متنه قد صح بلفظه، وبمعناه. فمن أخرجه بلفظه: الترمذي في جامعه (1/ 8: 3)، باب ما جاء أن مفتاح=
= الصلاة الطهور: قال: حدثنا قتيبة، وهناد، ومحمود بن غيلان، قالوا: حدثنا وكيع، عن سفيان ح، وحدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، عن محمد بن الحنفية، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم". قال الترمذي: هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن. وعبد الله بن محمد بن عقيل: هو صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه ... إلى أن قال: وفي الباب عن جابر، وأبي سعيد. اهـ. وأخرجه في كتاب الصلاة (2/ 3: 238)، باب ما جاء في تحريم الصلاة وتحليلها من حديث أبي سعيد مثله وزاد في آخره: "ولا صلاة لمن لم يقرأ بالحمد وسورة، في فريضة أو غيرها". وحسنه ثم قال: وفي الباب عن علي، وعائشة. قال: وحديث علي بن أبي طالب في هذا أجود إسنادًا وأصح من حديث أبي سعيد، والعمل عليه عند أهل العلم مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ومن بعدهم، وبه يقول: سفيان الثوري، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، أن تحريم الصلاة التكبير، ولا يكون الرجل داخلًا في الصلاة إلَّا بالتكبير. اهـ. مختصرًا. وأخرج حديث علي أبو داود. انظر: سننه مع عون المعبود (1/ 88: 61) قال: حدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة، قال حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن عقيل به مثله. وفي كلا الطريقين: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أبي طالب الهاشمي أبو محمد المدني أمه زينب بنت علي. قال في التقريب: صدوق في حديثه لين، ويقال: تغير بآخره. اهـ. انظر: التقريب (321: 3592). وحديثه هنا له شواهد متعددة فلا يقل عن الحسن.=
= وممن أخرجه بمعناه: الإِمام مسلم. انظر: صحيحه مع شرحه النووي (3/ 213): باب ما يجمع صفة الصلاة، وما يفتتح به، ويختم به: من حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين ... إلى قولها: وكان يختتم الصلاة بالتسليم ... الحديث". وهو الذي عناه البوصيري عندما أشار إلى شواهده.
526 - حدثنا (¬1) محمد بن عمر ثنا سعيد بن مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ (¬2)، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْجَزَرِيِّ (¬3)، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (¬4) -: سَلّم (¬5) عن يمينه تسليمة واحدة" (¬6). ¬
526 - تخريجه: الحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 244: 177) بمثله إلَّا أنه بعد عطاء ابن يسار: رفعه، ووقع فيه أيضًا: بانك الحميري، وليس الجزري. والبوصيري في الإِتحاف (1/ ق 211/ أ): باب جواز الاقتصار على تسليمة واحدة: (المسندة): من طريق الحارث مثله، ثم قال: وله شاهد من حديث عائشة: رواه الترمذي في الجامع وضعفه ... إلى أن قال: نقلا عن الترمذي: قال الشافعي: إن شاء سلم تسليمة، وإن شاء سلم تسليمتين. اهـ. وأحاديث التسليمة الواحدة متعددة، سأذكر بعضها، وجانبًا من أقوال أهل العلم فيها، والراجح في هذه المسألة إن شاء الله فأقول وبالله التوفيق: أخرج الترمذي في جامعه (1/ 90: 296): من حديث عائشة قال: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، حدثنا عمرو بن أبي سلمة: أبو حفص التِّنِّيسي، عن زهير بن محمد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة: "أن=
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسلم في الصلاة: تسليمة واحدة تلقاء وجهه، يميل إلى الشق الأيمن شيئًا". قال: وفي الباب عن سهل بن سعد: وحديث عائشة لا نعرفه مرفوعًا إلَّا من هذا الوجه. اهـ. وذكره عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الكبرى (ص119): ثم قال: (هذا يرويه زهير بن محمد، قال أبو عمر: حديث زهير بن محمد في التسليمة لا يصح مرفوعًا، وزهير: ضعفه ابن معين، وغيره). اهـ. قلت: رواية التنيسي عنه من قبيل ما انتقد من حديثه لكنه توبع عليه وله شواهد أيضًا. ومن طريق الترمذي: أخرجه ابن الجوزي في التحقيق (1/ 367: 619): قال: أخبرنا ابن عبد الملك قال: أنبأنا الأزدي، والغورجي، قالا: أنبأنا ابن الجراح قال: حدثنا ابن محبوب قال: حدثنا أبو عيسى الترمذي قال: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري به مثله. وقال (ص 369): والجواب أن هذه الأحاديث ضعاف: أما الأول ففيه زهير بن محمد، قال البخاري: هو من أهل الشام: يروى عنه مناكير، وقال يحيى ضعيف، وقال الترمذي: لا يعرف هذا الحديث مرفوعًا إلَّا من هذا الوجه. اهـ. وبنحوه قال صاحب التنقيح، وقد عرفت حال زهير. وأخرج ابن حبان في صحيحه. انظر: الإحسان (3/ 224: 1992): من حديث عائشة رضي الله عنها قال ابن حبان: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا ابن أبي السري، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة رضي الله عنها: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسلم تسليمة واحدة عن يمينه يميل بها وجهه إلى القبلة".=
= ومن طريقه: أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 230) قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عيسى التنيسي، ثنا عمرو ابن أبي سلمة، به نحوه، وبمثل لفظ الترمذي. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. لكن قال الحافظ في الدراية (1/ 159: 192): (واحتج من اختار التسليمة الواحدة بحديث زهير بن محمد عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "كان يسلم في الصلاة تسليمة واحدة تلقاء وجهه". أخرجه الترمذي وابن ماجه واستنكره أبو حاتم، والطحاوي، وغيرهما، وصوبوا وقفه، وغفل الحاكم فصححه). اهـ. وانظر: شرح معاني الآثار (2/ 27)، وجامع الترمذي (1/ 91). ونقل الزيلعي في نصب الراية (1/ 433): عن الخلاصة للنووي: (هو حديث ضعيف، ولا يقبل تصحيح الحاكم له). اهـ. قلت: وينظر باقي كلام الزيلعي رحمه الله في الصفحة المشار إليها، وقد اقتصر في نقله على الطرق التي فيها ضعف وأكثر من إيراد الأقوال في تضعيف رواتها خاصة زهير بن محمد، وزهير قد تقدم التفصيل في ترجمته وتبين أنه لا يصل من الضعف إلى ما يشعر به كلام الزيلعي رحمه الله. والحاكم عندما صححه ووافقه الذهبي لم يقل صحيح الإِسناد، على شرط الشيخين بل قال: "صحيح على شرط الشيخين"، وقد عرف عنه التقييد بالإسناد في كثير من المواضع في مستدركه. لكن الحكم صحح الحديث بناء على متابعه فإن زهيرًا قد تابعه عليه زرارة ابن أوفى رواه عن سعيد بن هشام عن عائشة رضي الله عنها فقد: أخرجه ابن حبان في=
= صحيحه. انظر: (4/ 72: 2433) من الإحسان: قال ابن حبان: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا معاذ بن هشام قال: حدثنا أبي عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا أوتر بتسع ركعات لم يقعد إلَّا في الثامنة، فيحمد الله ويذكره، ويدعو، ثم ينهض، ولا يسلم ثم يصلي التاسعة، ويذكر الله ويدعو ثم يسلم تسليمة يسمعناه ثم يصلي ركعتين، وهو جالس". قال الحافظ في التلخيص (1/ 270: 419) بعد أن ذكره: (وإسناده على شرط مسلم، ولم يستدركه الحاكم مع أنه أخرج حديث زهير بن محمد عن هشام كما قدمناه). اهـ. قلت: ونقله عنه الشوكاني في النيل (2/ 342): وزاد بعده: (وقد قدمنا أنه أخرج له البخاري أيضًا فهو على شرط مسلم فقط، ومما ذكرنا تعرف عدم صحة قول العقيلي: ولا يصح في تسليمة واحدة شيء، وكذا قول ابن القيم: إنه لم يثبت عنه ذلك من وجه صحيح). اهـ. قلت: وَوَجَّه ابن القيم رحمه الله هذه الرواية الأخيرة عن عائشة رضي الله عنها بأن قال: (على أن حديث عائشة: ليس صريحًا في الاقتصار على التسليمة الواحدة، بل أخبرت أنه كان يسلم تسليمة واحدة يوقظهم بها، ولم تنف الأخرى، بل سكتت عنها وليس سكوتها عنها مقدمًا على رواية من حفظها وضبطها، وهم أكثر عددًا وأحاديثهم أصح). اهـ. انظر: الزاد (1/ 259). قلت: ما قاله شيخنا رحمه الله متجه لو لم يرد إلَّا هذه الرواية بهذا الطريق، لكن قد مضى له طريق عنها، وسيأتي عن غيرها بما لو جمعناه لما قل عن الحسن، فإِذا ما ضم إلى هذه الرواية الأخيرة عنها والصحيحة -كما تقدم- لتبين بذلك أن التسليمة الواحدة قد ثبتت عنه -صلى الله عليه وسلم-. فلما انتفى احتمال وجود الثانية في هذه الرواية صح الاستدلال به على أنه شاهد=
= للطريق الأول كما صنع الحافظ ابن حجر رحمه الله وتبعه الشوكاني رحمه الله. أما طرقه عن أنس رضي الله عنه فقد: أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط. انظر: مجمع البحرين (1/ ق 43/ أ): ذكره الهيثمي بسند الطبراني قال: ثنا معاذ، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: كان يسلم تسليمة واحدة"، ثم قال الهيثمي: لم يرفعه عن حميد إلَّا عبد الوهاب: اهـ. وعبد الوهاب ثقة. وهذا الحديث ذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة المجلد الأول: (4/ 316:19). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 179): جواز الاقتصار على تسليمة واحدة قال: أما حديث أنس: فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ أبو المثنى، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ به بمثله. وفي معرفة السنن والآثار: باب التسليم: قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا علي بن حماد، ثنا أبو المثنى العنبري، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الجمحي به بمثله. وقد ذكره الزيلعي في نصب الراية (1/ 433 - 434): وسكت عليه: وقال الحافظ في الدراية (1/ 159: 192): ورجاله ثقات. اهـ. وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 301): من كان يسلم تسليمة واحدة: قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا جرير بن حازم، عن أيوب، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- سلم تسليمة.=
= وإذا ما ضم هذا الطريق إلى الذي قبله تبين صحته عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا. ومن حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 297: 918): باب من يسلم تسليمة واحدة: قال: حدثنا أبو مصعب المديني، أحمد بن أبي بكر، ثنا عبد المهيمن بن عباس ابن سهل بن سعد الساعدي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم-: "سلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه". قال البوصيري في المصباح (1/ 114): (هذا إِسناد ضعيف: عبد المهيمن: قال فيه البخاري: منكر الحديث، وله شاهد من حديث عائشة رواه الترمذي في جامعه، وقال: أصح الروايات عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، والتابعين ومن بعدهم قال: ورأى قوم مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وغيرهم تسليمة واحدة في المكتوبة). اهـ. ومن حديث سلمة بن الأكوع: أخرجه ابن ماجه أيضًا في سننه (1/ 297: 920): قال: حدثنا محمد بن الحارث المصري، ثنا يحيى بن راشد، عن يزيد، مولى سلمة عن سلمة ابن الأكوع، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "صلى فسلم مرة واحدة". قال البوصيري في المصباح (1/ 114): (هذا إِسناد ضعيف لضعف يحيى بن راشد). اهـ. ومن حديث سمرة بن جندب: أخرجه الدارقطني في سننه (1/ 358: 8): قال: ثنا ابن مخلد، ثنا الرمادي، ثنا نعيم، ثنا روح بن عطاء بن أبي ميمون عن أبيه، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يسلم واحدة في الصلاة قبل وجهه، فإِذا سلم عن يمينه سلم عن يساره".=
= قال الغساني في تخريجه لضعاف الدارقطني (ق 8/ أ)، باب كيفية التسليم: (روح بن عطاء ضعيف). اهـ. وقال عبد الحق في الأحكام الكبرى (ق 119): (وذكر أبو أحمد من حديث عطاء ابن أبي ميمونة، وكنيته أبو معاذ قال: حدثني أبي، وحفص المقبري: عن الحسن، عَنْ سَمُرَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: كان يسلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه": عطاء هذا ضعيف، معروف بالقدر، مع كلامهم في سماع الحسن عن سمرة). اهـ. قلت: لكن عطاء قال فيه الحافظ في التقريب (392: 4601): (عطاء بن أبي ميمونة البصري، أبو معاذ، ثقة، رمي بالقدر). اهـ. باختصار. هذا عرض لبعض طرق حديث التسليمة الواحدة، وانظر أيضًا: التحقيق لابن الجوزي (1/ 367 - 369)، وجامع الترمذي (1/ 92 - 93)، شرح معاني الآثار (1/ 271 - 272)، التلخيص الحبير (1/ 270: 419)، السنن الكبرى (2/ 179 - 180)، سنن الدارقطني (1/ 357 - 359) لمعرفة بقية طرقه عن هؤلاء الصحابة الخمسة، ومصنف ابن أبي شيبة (1/ 301) للوقوف عيها وعلى طرق أخرى وآثار. يتبين مما سبق أنه قد صح عن عائشة، وأنس رضي الله عنهما. وطرقه عن الباقين ضعيفة، وثبوته عن عائشة وأنس رضي الله عنهما كافٍ لثبوت التسليمة الواحدة، وبالتالي فإِنه يشهد لحديث الحارث.
الحكم عليه: الحديث من طريق الحارث شديد الضعف لحال الواقدي، وجهالة أبي مالك الجزري، وإرساله. لكن قد صح من حديث أنس وعائشة رضي الله عنهما.
527 - حَدَّثَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ، وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ: جَمِيعًا عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا "أَنَّهُ سلَّم وَاحِدَةً تجاه القبلة". ¬
527 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 244: 178): بمثله. والبوصيري في الإِتحاف (1/ ق 211/ أ): باب جواز الاقتصار على تسليمة واحدة من طريق الحارث مثله، وضعفه بسبب الواقدي.
الحكم عليه: إِسناده شديد الضعف لحال الواقدي، وابن أبي سبرة، وجهالة علي بن عمر ابن عطاء، وضعف عمر بن عطاء. وقد صح كما تقدم في الذي قبله، لكن فيه التسليم عن اليمين لا تلقاء الوجه، وفي بعضها تلقاء وجهه يميل بها إلى جهة اليمين، وعليه يحمل ما في هذا الحديث لو صح لكنه كما تقدم شديد الضعف، ثم هو موقوف على ابن عباس رضي الله عنهما من فعله هو، والمرفوع أولى، لا سيما وأنه أصح.
528 - [حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ] (¬1)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: "أَنَّهُ" (¬2) سَمِعَ الزُّهْرِيَّ قَالَ (¬3): رَأَيْتُ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ: "إِذَا سَلَّمَ: سَلَّمَ وَاحِدَةً تُجَاهَ الْقِبْلَةِ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ "مَوْهَبٍ" (¬4)، قَالَ: سَأَلْتُ قَبِيصَةَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ يُسَلم (¬5) واحدة تجاه القبلة". ¬
528 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 246: 180): بسند الحارث قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عبد العزيز به بمثله. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 129: 477) بمثله: وقال في الهامش (2): (مسند الحارث المخطوط (2/ 154) رواه عن الواقدي). اهـ. قلت: وهو أولى كما تقدم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 211/ أ): باب جواز الاقتصار على تسليمة واحدة مثله، وأعله بالواقدي.
الحكم عليه: إِسناده شديد الضعف لحال الواقدى.=
= فعِلَّته كالذي قبله، أما ثبوت التسليمة الواحدة فقد تقدم مرفوعًا، وكونها في بعض الأحيان تلقاء الوجه كما في هذه الرواية، والتي قبلها فإِنه يضاف إليه يميل جهة اليمين قليلًا، هذا على فرض ثبوت التسليم تلقاء الوجه دون تقييده بالميل جهة اليمين.
529 - حدثنا محمد بن عمر، ثنا سعيد بن عَطَاءِ بْنِ (¬1) أَبِي مَرْوَانَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: "صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ، وَخَلَفَ عَلِيٍّ، وَخَلَفَ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَكُلُّهُمْ رَأَيْتُ يُسَلَّم عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ". ¬
529 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 245: 179) مثله. والبوصيري في الإِتحاف (1/ ق 210/ ب) بمثله وقال: (قلت محمد بن عمر: شيخ الحارث في هذا الإِسناد، والذي قبله هو الواقدي وهو ضعيف. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 130: 480).
الحكم عليه: إِسناده شديد الضعف لحال الواقدي، وجهالة سعيد، وجده والتسليم عن اليمين والشمال ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عند مسلم وغيره، وقد استوعب ابن الملقن في البدر المنير تخريجها وقال بعد أن ساق حديث "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسلم عن يمينه: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خده الأيمن، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خده الأيسر". هذا الحديث له طرق كثيرة يحضرنا منها أحد عشر طريقًا. اهـ. ثم ساقها كلها وخرجها، ثم الحافظ في التلخيص (1/ 270 - 271: 420)، وانظر: البدر المنير (1/ ق 56/ أ- 58/ أ): الحديث الخامس والعشرون بعد المائة، وانظر: شرح معاني الآثار (1/ 270 - 271)، ومصنف عبد الرزاق (2/ 219)، وما بعدها. وابن أبي شيبة (1/ 298) وما بعدها، للوقوف على الآثار عن الصحابة والتابعين فيه.
= وسأكتفي هنا بإيراد لفظ الإِمام مسلم: فقد أخرج من حديث عامر بن سعد عن أبيه، قال: "كنت أَرَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسلم عن يمينه، وعن يساره: حتى أرى بياض خده". انظر: صحيحه مع شرح النووي (5/ 82).
530 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنْ أَبِي"مُعَاذٍ" (¬1) الْجُهَنِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله، السلام عليكم ورحمة الله". ¬
530 - تخريجه: ذكره الهيثمي في البغية (1/ 243: 176): في باب الانصراف من الصلاة في حين أورده الحافظ في باب التسليم وهو أنسب لمضمون الحديث، وهو في البغية بمثل ما في المطالب، إلَّا أبا معاذ الجهني، وقد تقدم بيان هذا. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 130: 481): بمثله. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 210/ ب): باب تحليل الصلاة التسليم، بمثله. وضعفه بالواقدي.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف جدًا لحال الواقدي، وعبد الله بن سليمان لكنه قد صح من طرق أخرى منها: ما أخرجه الترمذي بإِسناد صحيح، قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أنه كان يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ". وَقَالَ: حديث ابن مسعود: حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم. مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومن بعدهم، وهو قول سفيان الثوري، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق. اهـ. انظر: جامعه (2/ 89: 295).
= وأبو إسحاق هو السبيعي وإن كان قد اختلط إلَّا أن الشيخين قد أخرجا له من رواية سفيان الثوري عنه. وانظر: الكواكب (ص351). وللحديث طرق وشواهد أخرى ساق جملة منها النسائي في "المجتبى". انظر: (3/ 62 - 64)، وشرح معاني الآثار (1/ 268)، ومصنف ابن أبي شيبة (1/ 299)، ومصنف عبد الرزاق (2/ 219: 3127). وذكره الحافظ في التلخيص (1/ 270: 418): قال: ("حديث ابن مسعود: أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يمينه: السلام عليكم ورحمة الله، وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله " الأربعة والدارقطني، وابن حبان، واللفظ: لإحدى روايات النسائي والدارقطني وله ألفاظ، وأصله في صحيح مسلم من طريق أبي معمر ... إلى أن قال: وقال العقيلي: والأسانيد صحاح ثابتة في حديث ابن مسعود في تسليمتين، ولا يصح في تسليمة واحدة شيء). اهـ. وقال ابن الملقن في البدر المنير (1/ ق 53/ ب، 54/ أ): (الحديث الثالث بعد العشرين والمائة: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كَانَ يُسَلِّمُ عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله، وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله". هذا الحديث صحيح رواه أصحاب السنن الأربعة د، ت، س، والدارقطني في سننه وأبو حاتم ابن حبان في صحيحه ... إلخ)، ثم ساق تخريجه مقارنًا بين ألفاظ الروايات وكلها بألفاظ التسليم واحدة.
531 - وقال أبو بكر: حدثنا أبو أسامة، عن الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "أَنَّهُ سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يساره ثم قام".
531 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 302)، باب من كان يستحب إذا سلم أن يقوم أو ينحرف، قال: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رزين به بمثله إلَّا أنه قال: (ثم وثب كما هو) بدلًا من قوله (ثم قام). والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 27): من طرق: عن علي رضي الله عنه، قال الطحاوي: حدثنا سليمان بن شعيب، قال: ثنا عبد الرحمن بن زياد، قال: ثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي رزين، قال: "صليت خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسلم عن يمينه، وعن يساره". وقال: حدثنا حسين بن نصر، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي رزين به بنحوه. وعبد الرزاق في المصنف (2/ 219): باب التسليم: برقم (3131): قال: عن معمر، والثوري، عن عاصم، عن أبي رزين أن عليًا كان يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السلام عليكم. وبرقم (3133): قال: عن الثوري، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ عَلِيٍّ مثله: أي مثل الرواية التي تقدمت عند عبد الرزاق. وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (1/ 299): قال: حدثنا ابن فضيل عن إبراهيم بن سمع، قال: سمعت أبا رزين يقول: "سمعت عليًا يسلم في الصلاة عن يمينه، وعن شماله، والتي عن شماله أخفض". والبيهقي في الكبرى (2/ 178): من طريق الحاكم: قال البيهقي: وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أحمد بن الخضر الشافعي، ثنا إبراهيم بن علي، ثنا علي بن=
= الجعد، ثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي رزين به بمثل حديث الباب. ثم قال البيهقي، ورواه مغيرة عن أبي رزين، وزاد فيه سلام عليكم، سلام عليكم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 210/ ب): باب تحليل الصلاة التسليم. وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 130: 478): بترتيب مخالف لما في المسندة.
الحكم عليه: إِسناده صحيح لذاته، وهو موقوف على علي رضي الله عنه، وقد تقدم نحوه مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
532 - حَدَّثَنَا (¬1) وَكِيعٌ، عَنْ "حُرَيْثٍ" (¬2)، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ (¬3) اللَّهِ: حتى يُرَى بياض خده". ¬
532 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 299): باب من كان يسلم في الصلاة تسلمتين: قال: حدثنا وكيع عن حريث عن الشعبي به بنحوه. والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 269): قال: حدثنا علي بن عبد الرحمن، قال: ثنا أبو إبراهيم الترجماني، قال: ثنا حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن البراء: "أن رسول الله ي: كان يسلم في الصلاة تسليمتين". ثم قال: حدثنا: أحمد بن داود، قال: ثنا مسدد، وأبو الربيع: قالا: ثنا عبد الله بن داود، عن حريث، عن الشعبي، عن البراء، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مثله. اهـ. والإسناد الثاني ضعيف لحال حريث، وبقية رجاله ثقات. والإسناد الأول فيه: أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس من الثالثة وأهلها لا يقبل تدليسهم ما لم يصرحوا بتحديث أوإخبار، وقد عنعنه هنا، وكذا فيه حديج بن معاوية. وهو صدوق يخطئ. اهـ. وانظر: التقريب (154/ 1152). فحريث لم ينفرد بحديثه هذا إذ تابعه عليه معاوية، والشعبي تابع أبا إسحاق عليه، فحصل من مجموع الطريقين ما يرتقي به الحديث إلى الحسن لغيره. والبيهقي في الكبرى (2/ 177): قال:=
= أخبرنا أبو بكر: أحمد بن الحسن القاضي، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا عبيد الله: هو ابن موسى، أنبأ حريث عن الشعبي، عن البراء بن عازب قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "يسلم عن يمينه وعن شماله: حتى يبدو خده: السلام عليكم ورحمة الله". وهو ثابت عن سعد بن أبي وقاص، وجابر بن سمرة عن النبي". اهـ. وسمَّى حريثًا فقال: ورواه حريث بن أبي مطر عن الشعبي، عن البراء، ثم ساقه. وفيه حريث وقد عرفت حاله. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 130: 479): وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 210/ ب) مثله، وقال: وحريث هو ابن أبي مطر الحَنَّاط: ضعيف، وله شاهد من حديث عدي بن عميرة، تقدم في باب صفة السجود. اهـ.
الحكم عليه: الحديث إِسناده من طريق ابن أبي شيبة ضعيف لحال حريث، وبمتابعه الذي تقدم عند الطحاوي يرتقي إلى الحسن لغيره.
533 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ (¬1) بْنِ مُضَرِّب قَالَ: (كَانَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "عَلَيْنَا" (¬2) أَمِيرًا سَنَةً: فَمَا صَلَّى بِنَا صَلَاةً إلَّا سلَّم عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ (¬3): السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله، السلام عليكم ورحمة الله" (¬4). ¬
533 - تخريجه: أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 271): قال: حدثنا ابن مرزوق قال: ثنا وهب، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق به بمثله إلَّا أنه قال: شماله، بدلًا من يساره. وابن مرزوق: شيخ الطحاوي، هو إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري نزيل مصر، ثقة عمي قبل موته، فكان يخطئ ولا يرجع. اهـ. الكشف (ص 7). ووهب: هو ابن جرير بن حازم بن زيد، أبو عبد الله الأزدي البصري: ثقة. اهـ. الكشف (ص 112)، تهذيب الكمال (3/ 1478) التقريب (585: 7472). وبقية رجاله تقدمت ترجمتهم فليس ثمة ما يعل به إلَّا ابن مرزوق وقد توبع عليه، فقد: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 220: 3134): قال: عن معمر، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، أن عمار بن ياسر: "كان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعن يساره مثل ذلك". وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 299): قال:=
= حدثنا أبو الأحوص، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قال: "صليت خلف عمار فسلم عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله". وأبو الأحوص: سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه، وقد أخرج له الشيخان عنه، فإسناده صحيح. وأخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 296: 916) مرفوعًا من حديث عمار رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن محمد، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عياش، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَر، عن عمار بن ياسر، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يسلم عن يمينه وعن يساره، حتى يُرى بياض خده: (السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله"). قال البوصيري في المصباح: هذا إِسناد حسن ... وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود رواه أبو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح. اهـ. انظر: (1/ 113): باب التسليم. وهو في المطبوع من المطالب في باب القول عقب الصلاة: وكان الأولى أن يوضع في باب التسليم. انظر: (1/ 131: 485). وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 210/ ب): باب تحليل الصلاة التسليم، بمثله ثم قال: (هكذا روي موقوفًا، ووقع هذا الحديث في بعض نسخ ابن ماجه: عن صلة بن زفر، عن عمار بن ياسر، قال: ... ، وفي بعضها عن صلة بن زفر، عن حذيفة. وطريق حذيفة أخرجها المزي، ويؤيد كونه عن عمار أن الدارقطني رواه من هذا الوجه فقال: عن عمار). اهـ.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده صحيح لذاته، موقوف على عمار رضي الله عنه، وقد روي مرفوعًا كلما تقدم عنه وعن غيره.
21 - باب القول عقب الصلاة
21 - بَابُ الْقَوْلِ عَقِبَ الصَّلَاةِ 534 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمير، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ (¬1)، عَنْ صِلَة بْنِ زُفَر: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ فِي دُبُر الصَّلَاةِ: "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ"، ثُمَّ صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَسَمِعْتُهُ يَقُولُهُنَّ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ مِثْلَ الَّذِي تَقُولُ!، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (¬2): "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُهُنَّ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ". [2] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا (¬3) عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، نا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: صَلَّى رَجُلٌ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَعَدَ يَدْعُو فَذَكَرَهُ، (¬4) (¬5) قَالَ: ثُمَّ صَلَّى إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ مِثْلَهَا، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: "هَذَا دُعَاءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ أَخِيكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (¬6) رَضِيَ الله عنهما. ¬
534 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 303)، باب ماذا يقول الرجل إذا انصرف قال: نا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، قال: حدثني شيخ، عن صهيب بن زفر، قال: سمعت ابن عمر يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ: (اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ والإِكرام)، ثُمَّ صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو فسمعته يقولهن قال: فقلت له: إني سمعت ابن عمر يَقُولُ مِثْلَ الَّذِي تَقُولُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان يقولهن. وبمثل هذا الإِسناد: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 211/ ب) قال: ورواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ عمرو بن مرة، حدثني شيخ عن صلة بن زفر، سمعت عبد الله بن عمرو في دبر الصلاة يقول: "اللهم أنت السلام: فذكره بتمامه). اهـ. ففي طريقه عند ابن أبي شيبة والبوصيري زِيدَ (شيخ) بين عمرو وصلة، في حين خلا من هذه الزيادة سنده في المطالب إلَّا (ك) كما تقدم وعند: الطبراني فقد أخرجه في كتاب الدعاء (2/ 1090: 650) باب جامع القول في أدبار الصلوات: قال: حدثنا العباس بن محمد المجاشعي الأصبهاني، حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني، حدثنا يوسف بن خالد السمتي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ صلة بن زفر، عن عبد الله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ والإِكرام".=
= فرواه بدون الزيادة بين عمرو وصلة، وطريقه عند الطبراني فيه يوسف بن خالد السمتي أبو خالد البصري، متروك، وعليه فتبقى مناقشة الزيادة بين طريقه عند ابن أبي شيبة في المصنف وهو الذي نقله عنه البوصيري، والطريق الذي ساقه الحافظ في المطالب. فطبقة عمرو بن مرة عند ابن حجر هي الخامسة، وصلة في الثانية، ثم إن الطريق الخالي منها في موضعها فيه العنعنة؛ فإن عمرو بن مرة عنعنه عن صلة، في حين صرح بالتحديث عن الشيخ المبهم، بما يجعل جانب الزيادة يترجح ويكون الطريق الخالي منها -وهو الذي ساقه الحافظ في المطالب- فيه إرسال جلي لأن عَمْرًا لم يعاصر صلة. وذِكْر صهيب بن زفر في المصنف يبدو أنه تصحيف عن صلة. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 130: 482) في باب القول عقب الصلاة بمثله.
الحكم عليه: إِسناده من طريق أبي بكر بن أبي شيبة في المطالب ضعيف؛ لانقطاعه بين عمرو بن مرة، وصلة بن زفر فبينهما شيخ مبهم لم يسم. لكن قد صح متنه من غير هذا الطريق فقد: أخرجه مسلم في صحيحه من حديث ثوبان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا انصرف من صلاته: استغفر ثلاثًا، وقال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام". قال الوليد: فقلت للأوزاعي: كيف الاستغفار؟ قال: يقول: "أستغفر الله، أستغفر الله". وسنده عند مسلم: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الأوزاعي، عن أبي عمار: اسمه شداد بن عبد الله عن أبي أسماء عن ثوبان به. والوليد بن مسلم وإن كان في الرابعة من المدلسين، إلَّا أن سؤاله للأوزاعي في=
= نهاية الحديث وتعليم الأوزاعي له مشعر بالسماع، ولعله لهذا أخرجه مسلم، أو أنه صرح في غير هذا الطريق. والله أعلم. وكذا أخرجه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قال: حدثنا أبو بكر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أبو معاوية، عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة قَالَتْ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا سلم لم يقعد إلَّا مقدار ما يقول: "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام". وفي رواية ابن نمير: (يا ذا الجلال والإِكرام"، وفي رواية عنده عن عائشة: (يا ذا الجلال والإِكرام". وانظر صحيح مسلم مع شرح النووي (5/ 89، 90). والدعاء للطبراني (2/ 1087، 1091)؛ والأذكار للنووي (80)، باب الأذكار بعد الصلاة؛ ومصنف عبد الرزاق (2/ 237: 3197)؛ والسنن الكبرى للبيهقي (2/ 183)، باب من استحب أن يذكر الله في مكثه ذلك. وعليه فالحديث بشواهده يرتقي إلى الحسن لغيره.
535 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ (¬1): حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ (¬2) عَائِذِ (¬3) بْنِ نُصَيْب، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ (¬4) فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا (¬5) سَلَّمَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ (¬6) الْخَيْرَ كُلِّهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أعلم، وَأَعُوذُ بِكَ (¬7) مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، مَا عَلِمْتُ منه وما لم أعلم". ¬
535 - تخريجه: أخرجه في "مسند الطيالسي" (106/ 785) قال: حدثنا قيس عن عائذ بن نصيب به بنحوه. وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2066) قال: حدثنا علي بن سعيد قال: ثنا محمد بن بكار، ثنا قيس بن الربيع، عَنْ عَائِذِ بْنِ نُصَيْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة: "كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يُشِيرُ بإِصبعه فِي الصلاة: فإِذا قضاها، قال: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشركله، ما علمت منه وما لم أعلم". وفيه قيس، لا يطمئن القلب لانفراده. وذكره الذهبي في الميزان (3/ 395) قال: محمد بن بكار، حدثنا قيس بن الربيع به بمثل لفظ ابن عدي. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق / 209 أ)، باب الإِشارة بالمسبحة، والدعاء في التشهد: بمثله إلَّا أنه زاد: (من) قبل قوله: (الخير).=
= وهو في المطبوع من المطالب (1/ 131: 484) باب القول عقب الصلاة بمثله. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 282: 2058) قال: حدثنا فضيل بن محمد الملطي، حدثنا أبو نعيم، وحدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، ح وعمر بن حفص السدوسي، وحدثنا عاصم بن علي: كلهم قالوا: حدثنا قيس بن الربيع عن عائد بن نصيب به بمثله بوجود (من) قبل الخير. وفي كل الطرق السابقة مداره على قيس بن الربيع.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال قيس بن الربيع، لكن له شواهد. فقد أخرج الحاكم في المستدرك (1/ 521) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمدان، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا شعبة. (وأخبرنا) أبو بكر محمد بن أحمد بن الحلاب (و) أبو بكر أحمد بن جعفر، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ جَبْرِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه: دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكلمه في شيء يخفيه من عائشة، وعائشة تصلي: فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا عائشة: عليك بالكوامل": أو كلمة أخرى: فلما انصرفت عائشة سألته عن ذلك فقال لها: (قُولِي: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عاجله وآجله، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك خير ما سألك عبدك ورسولك محمد، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشدًا" هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.=
= أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (6/ 134) قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد، قال: أنا جبر بن حبيب، عن أم كلثوم، بنت أبي بكر، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- علمها هذا الدعاء: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إني أسألك ... " الحديث بنحو لفظ الحاكم. وهذا الإِسناد صحيح. وأخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1264: 3846): قال: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حماد بن سلمة، أخبرني جبر بن حبيب، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- علمها هذا الدعاء: (اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بك من الشر كله عاجله وآجله مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ. اللَّهُمَّ إني أسألك الجنة وما قرَّب. إليها من قول وعمل ... " الحديث بمثل لفظ الإِمام أحمد. قال البوصيري في الزوائد: في إِسناده مقال، وأم كلثوم هذه لم أر من تكلم فيها، وعدها جماعة في الصحابة، وفيه نظر، لأنها ولدت بعد موت أبي بكر، وباقي رجال الإِسناد ثقات. اهـ. من السنن. قلت: واستدرك الشيخ الألباني على هذا القول فقال في الصحيحية (4/ 56: 1542). قلت: يكفيها توثيقًا أن مسلمًا أخرج لها في صحيحه، وروى عنها الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري ...) إلخ، وذلك بعد أن أورد قول البوصيري السابق. وذكر حديث ابن ماجه وصححه وقال: وهذا إِسناد صحيح، رواته ثقات: رواه مسلم: غير جابر بن حبيب: وهو ثقة. اهـ. فإسناده عند ابن ماجه صحيح أيضًا.=
= وعليه فالحديث بشواهده صحيح. وثمة شاهد آخر: أخرجه الطبراني في الأوسط. انظر مجمع البحرين (1/ ق 43/ أ) ذكره الهيثمي بسند الطبراني أنه قال: محمد بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم، ثنا أبي، عن جدي، عن نهشل، عن الضحاك، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: (كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد التشهد في الفريضة: "اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم. وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم إنا نسألك ما سألك منه عبادك الصالحون، وأستعيذ بك بما استعاذ منه عبادك الصالحون. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حسنة، وقنا عذاب النار، ربنا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سياتنا، وتوفنا مع الأبرار، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد"، ويسلم عن يمينه وعن شماله). ثم قال الهيثمي: لم يروه عن الضحاك هكذا إلَّا نهشل. اهـ. هذا الحديث لو صح لكان قريبًا من حديث الحاكم، إلَّا أن هذا الدعاء فيه يقال قبل التسليم، وفي حديث أبي داود والحاكم أنه يقال بعد التسليم. لكن في إِسناده: نهشل بن سعيد بن وردان، الورداني: البصري الأصل، سكن خراسان: متروك وكَذَّبه إسحاق بن راهويه. اهـ. التقريب (665: 7198)، وقال يحيى الدارقطني: ضعيف، وبمثل قولهما قال: الغساني في تخريجه لضعاف الدارقطني (ق 16/ أ)، وقال الذهبي في المغني (2/ 702: 6673): بصري واه. اهـ. وهو قريب من قول الحافظ في التقريب: وعليه فهذا الحديث شديد الضعف. وانظر: الميزان (4/ 275: 9127).
536 - [1] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا سلَّم مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون} (¬1) ... إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (¬2)). [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، ثنا أَبُو هَارُونَ العبدي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ عِنْدَ انْصِرَافِهِ" فَذَكَرَهُ. [3] قَالَ (¬3) عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي دُبُر كُلِّ صَلَاةٍ -لَا أَدْرِي بَعْدَ التَّسْلِيمِ أَوْ قَبْلِ التَّسْلِيمِ-) فَذَكَرَهُ. [4] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ (¬4)، ثنا سُفْيَانُ، أَوِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بِهِ. [5] وَقَالَ أبو يعلي: حدثنا إسحاق -هو ابن أبي إِسْرَائِيلَ-، ثنا حَمَّادٌ -هُوَ ابْنُ زَيْدٍ- عَنْ أَبِي هَارُونَ، فَذَكَرَهُ (¬5) نَحْوَ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ. * تَفَرَّدَ بِهِ "أَبُو" (¬6) هَارُونَ وَهُوَ ضَعِيفٌ. ¬
= 536 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 363: 1118) قال: حدثنا إسحاق، حدثنا حماد، عن أبي هارون قال: قلنا لأبي سعيد: هل حفظت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شيئأ كان يقوله بعد ما يسلم؟ قال: نعم، كان قول: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)} الصا فات (180 - 182). وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (1/ 303) قال: حدثنا هشيم، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ عِنْدَ إنصرافه: "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين". وهو في المنتخب (2/ 964: 952) قال: أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ- لَا أَدْرِي قبل التسليم أو بعد التسليم: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}. وذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 253: 185) باب ما يقول في دبر الصلاة بسند الحارث قال: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا سُفْيَانُ، أَوِ الْأَشْجَعِيُّ، عن سفيان، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري به بمثله إلَّا أنه قال: (إذا فرغ من صلاته قال -ما أدري أقبل التسليم أم بعد التسليم-). وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (63/ 119) باب ما يقول في دبر صلاة الصبح، قال: أخبرني أبو عروة، حدثني سفيان بن وكيع، حدثني أبي، عن سفيان الثوري، عن أبي هارون العبدي به نحوه بلفظ مقارب. والطبراني في الدعاء (2/ 1091: 651) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سفيان، عن أبي هارون به نحوه بلفظ مقارب.=
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق: 212/ أ) باب ما يقوله بعد السلام، بمثله، بتقديم أبي بكر على عبد، وإتباع روايتي عبد لرواية أبي بكر، ثم تلاهما عنده الحارث ثم أبو يعلى. ثم قال: (قلت مدار حديث أبي سعيد على أبي هارون، وهو ضعيف، واسمه عمارة بن جوين). اهـ. والهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 147) قال: عن أبي هريرة قال: (قلنا لأبي سعيد: هل حفظت ...) الحديث به، بلفظ أبي يعلى. وكما هو ظاهر فقد تصحف أبو هارون إلى أبي هريرة، قال الهيثمي بعد أن ساقه: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات. اهـ. وكما تقدم من عرض تراجم الرواة فإن أبا هارون ليس ثقة بل هو متروك. وليس هو في المطبوع من المطالب.
الحكم عليه: الحديث كما قال الحافظ مداره على أبي هارون العبدي: وهو متروك. فالحديث بهذا الإِسناد شديد الضعف، واكتفى الحافظ بقوله ضعيف. وثمة طريق آخر لهذا الحديث فقد: أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 5124) قال: حدثنا أحمد بن رشدين المصري، ثنا عبد المنعم بن بشير الأنصاري، ثنا عبد الله بن محمد الأَنَسي من ولد أنس: عن عبد الله بن زيد بن أرقم عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "من قال في دبر كل صلاة: (سبحانْ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين) ثلاث مرات، فقد أكتال بالجريب الأوفى من الأجر". والجريب من الطعام والأرض: مقدار معلوم، ومكيلة معروفة، والجمع أجربة وجربان.=
= وقال ابن دريد لا أحسبه عربيًا، وانظر اللسان، مادة: (ج. ر. ب) (1/ 260)، النهاية (1/ 253). وقال الهيثمي بعد أن ساق الحديث في (10/ 103) رواه الطبراني، وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف جدًا. اهـ. قلت وعليه، فإِسناده هذا ليس بأحسن حال من سابقه، ويقرب منهما: ما أخرجه الطبراني أيضًا في الكبير (11/ 115: 11221) من حديث ابن عباس، وأخرجه في الدعاء (2/ 1091: 652) وقد: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 236: 3196) قال: عن ابن عيينة عن أبي حمزة الثمالي، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال علي: "من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل عند فروغه من صلاته: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)} وفيه أبو حمزة الثمالي: ضعيف رافضي. التقريب (132: 818). وعليه فإِن هذا الحديث يبقى على ضعفه: لم أجد ما يمكن أن يتقوى به.
537 - وقال أبو بكر: حدثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: (أَنَّهَا جَاءَتْ بعُكَّة سَمْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ...) فَذَكَرَ الْحَدِيثَ: قَالَ: "ثُمَّ عَلَّمَهَا (¬1) أَنْ تقول في دبركل صَلَاةٍ عَشْرًا: سُبْحَانَ اللَّهِ عَشْرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عشرًا (¬2)، والله أكبر عشرًا". ¬
537 - تخريجه: من طريق ابن أبي شيبة: أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (5/ 616) قال: أخبرنا يحيى بن محمود إجازة بإِسناده، عن ابن أبي عاصم: أخبرنا أبو بكر ابن أبي شيبة أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عن أم مالك الأنصارية قالت: "جاءت بعكة من سَمْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: فعصرها ثم دفعها إليها فرفعتها، فإِذا هي مملوءة، فَأَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: يا رسول الله: نزل فِيَّ شيء؟! قَالَ: وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ مَالِكٍ؟ قَالَتْ: رددت عليَّ هديتي، قالت: فدعا بِلَالًا فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحق لقد عصرتها حتى استحييت، فقال: هنيئًا لك يا أم مالك! هذه بركة، والله عجل ثوابها. ثُمَّ عَلَّمَها أَنْ تَقُولَ فِي دُبًرِ كَلِّ صلاة: سُبْحَانَ اللَّهِ عَشْرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَشْرًا، وَاللَّهُ أكبر عشرًا". وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ ق / 388/ أ) في ترجمة أم مالك الانصارية: قال: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بن فضيل به نحوه بلفظ مقارب.=
= وذكره الحافظ في الإصابة (8/ 277: 1478) قال: أورد ابن أبي عاصم في الوحدان، وابن أبي خيثمة من طريق عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ عن رجل حديثه عن أم مالك قالت: فذكره بنحوه باختلاف يسير. ثم قال: لفظ ابن أبي عاصم، واقتصر ابن أبي خيثمة على آخره. اهـ. أي هذا لفظ ابن أبي عاصم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 213/ أ): باب في الذكر والتسبيح والدعاء بعد الصلاة، وعزاه لأبي بكر بن شيبة، وذكره بطوله، بمثله باختلاف يسير ثم قال: (هذا إِسناد ضعيف لجهالة التابعي). اهـ. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (25/ 145: 351) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ ابن فضيل به بمثله إلا أن فيه فرجعت بدلًا من فرفعتها. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 309): بمثل لفظ الطبراني، وعزاه له ثم قال: وفيه راو لم يسم، وعطاء بن السائب اختلط، وبقية رجاله: رجال الصحيح. اهـ.
الحكم عليه: وهو كما قال البوصيري رحمه الله: إِسناده ضعيف لجهالة التابعي. اهـ. ويضاف إليه اختلاط عطاء بن السائب رحمه الله. وموضع الشاهد: وهو الذكر الذي يقال: دبر الصلاة، قد ثبت بالأحاديث الصحيحة، منها: الحديث المتفق على صحته، وهو حديث: أهل الدثور: فقد: أخرجه البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (11/ 132): باب الدعاء بعد الصلاة: ك الدعوات من حديث سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة: قالوا: "يا رسول الله: قد ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم. قال: كيف ذاك؟ قال: صلوا كما صلينا، وجاهدوا كما جاهدنا، وانفقوا من فضول أموالهم، وليست لنا أموال. قال: أفلا أخبركم بأمر تدركون من كان قبلكلم وتسبقون من جاء بعدكم ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم بمثله: تسبحون في دبر كل صلاة عشرًا، وتحمدون عشرًا،=
= وتكبرون عشرًا". ثم قال: تابعه عبيد الله بن عمر عن سمي: -أي تابع ورقاء راويه عن سمي- ورواه ابن عجلان عن سمي، ورجاء بن حيوة، ورواه جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ أبي صالح عن أبي الدرداء. ورواه سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-. اهـ. قلت: فهذا شاهد لحديث أم مالك رضي الله عنها، وقد صحت الأحاديث أيضًا بغير هذا العدد، ورواية سهيل التي أشار إليها البخاري رحمه الله ستأتي، وفيها ثلاث وثلاثون تسبيحة وتحميدة وتكبيرة. وقد أشار الحافظ إلى هذا الاختلاف قال -بعد أن سرد الروايات المختلفة-: (وهذا اختلاف شديد على سهيل، والمعتمد في ذلك رواية سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة والله أعلم). اهـ. (11/ 135): الفتح. ورواية سمي توافق رواية أم مالك رضي الله عنها، أما الرواية الثانية فهي: ما أخرجه البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (2/ 325: 843) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "جاء الفقراء إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: "ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى، والنعيم المقيم يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون، ويجاهدون ويتصدقون، قال: ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه، إلَّا من عمل مثله: تسبحون، وتحمدون، وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، فاختلفنا بيننا، فقال بعضنا: نسبح ثلاثًا وثلاثين، ونحمد ثلاثًا وثلاثين، ونكبر أربعًا وثلاثين، فرجعت إليه، فقال: تقول سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاث وثلاثون". اهـ. وأخرج هذا الحديث مسلم. انظر: صحيحه مع شرح النووي (5/ 93): باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وبيان صفته. وانظر: الأذكار للنووي (ص80)، باب الأذكار بعد الصلاة.
538 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَفْصٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَى فِي دُبُرِ كَلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثَ مِرَارٍ فَقَالَ: (أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ)، غُفِرَت لَهُ ذُنُوبُهُ، وإن كان فَرَّ من الزَّحْفِ".
538 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع وقد ذكره الهيثمي في المجمع لكنه عزاه للطبراني في الصغير والأوسط، وليس هو عنده من مسند أبي يعلى فهو من زوائد نسخة الحافظ على نسخة شيخة الهيثمي. ومن طريقه أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 730) قال: ثنا أَبُو يَعْلَى، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا سعيد بن راشد به بمثله. ومن طريقه أيضًا: ابن السني في عمل اليوم والليلة (66: 126) قال: حدثنا أبويعلى، حدثنا عمرو بن الحصين، حدثنا سعيد بن راشد عن الحسين بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "من استغفر الله في دبر كل صلاة ثلاث مرات فَقَالَ: (أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إلَّا هو الحي القيوم وأتوب إليه)، غفر الله عَزَّ وَجَلَّ ذنوبه، وإن كان قد فَرَّ بن الزحف". قال المحقق: وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك، وسعيد بن راشد وهو ضعيف. قال الألباني في ضعيف الجامع (5410) ضعيف جدًا. اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 104): باب الاستغفار عقب الصلوات: دون قوله ثلاث مرات ثم قال: رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عمرو بن فرقد كما سيأتي فيما أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (2/ 307: 826) قال: حدثنا محمد بن يعقوب الأهوازي الخطيب، حدثنا يعقوب أبو يوسف القلوسي، حدثنا=
= علي بن حميد الذهلي، حدثنا عمرو بن فرقد القزاز عن عبد الله بن المختار، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ به بمثله، دون قوله (ثلاث مرار) ثم قال: لم يروه عن أبي إسحاق إلَّا عبد الله بن المختار البصري، ولا عن عبد الله إلَّا عمر بن فرقد. تفرد به علي بن عبد الحميد. قلت: لم يتفرد به فقد تابعه عليه الحسن بن ذكوان عند أبي يعلى كما ترى، وإِسناده عند الطبراني: ضعيف فيه تدليس أبي إسحاق السبيعي وهو في الثالثة فلا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالتحديث أو الإخبار، وهو مختلط أيضًا. وذكره السيوطي في الجامع الصغير. انظر: الجامع مع الفيض (6/ 57: 8417) بمثله وعزاه لأبي يعلى وابن السني ورمز لضعفه. وتقدم قول الألباني في ضعيف الجامع وعزاه أيضًا للضعيفة (/ 4546). والبوصيري في الإِتحاف (1/ ق 214/ أ): باب في الذكر والتسبيح بعد الصلاة بسند أبي يعلى هنا بمثله ثم قال: (رواه الطبراني في الصغير والأوسط وله شاهد من حديث معاذ بن جبل رواه ابن السني في كتابه). اهـ.
الحكم عليه: إِسناده من طريق أبي يعلى ضعيف جدًا لحال عمرو بن الحصين، والحسن ابن ذكوان، وعنعنة أبي إسحاق واختلاطه. والشاهد الذي عناه البوصيري هو ما أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ في الباب السابق، عن معاذ قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا محمد بن جامع الموصلي، حدثنا عكرمة بن إبراهيم، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم: حدثني معاذ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من قال بعد الفجر ثلاث مرات وبعد العصر ثلاث مرات: (أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الحي القيوم وأتوب إليه) كُفِّرت عنه ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر". قال المحقق:=
= (فيه عكرمة بن إبراهيم: لعله الموصلي الأزدي، وهو ضعيف، انظر: الميزان (3/ 89 - 90)، وفيه محمد بن محمد بن سليمان، قال الدارقطني مُخَلِّط مدلس يكتب عن بعض أصحابه ثم يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة، وهو كثير الخطأ رحمه الله تعالى). اهـ. قلت: فإسناده إذًا ضعيف. وعليه ففيه، وفيما تقدم من الروايات مسائل: 1 - في رواية أبي يعلى ومن روى من طريقه: عموم هذا الذكر، وأنه يقال (دبركل صلاة): وهذا المعنى لا أعلمه إلَّا من هذا الطريق الذي فيه عمرو بن الحصين فهو ضعيف جدًا ولا يقبل الاعتضاد، وكذا في الطريق الذي أخرجه الطبراني في الصغير وإسناده ضعيف كما تقدم، ولم أجد ما يعضده وعليه فتبقى على ضعفها أيضًا. 2 - الشاهد الذي مضى عند ابن السني من حديث معاذ رضي الله عنه فيه أنه يقال (بعد الفجر ثلاث مرات، وبعد العصر ثلاث مرات). فأما كونه يقال بعد الفجر والعصر فوروده في هذا الطريق بهاتين الصلاتين يجمع ضعف هذه الرواية -أعني رواية حديث معاذ- مع رواية الطبراني والتي فيها دبركل صلاة فيشهد هذا الحديث لما جاء به دون غيره -أعني كونه يقال بعد الفجر والعصر- وتبقى الصلوات الباقية لا يقال بعدها لعدم اعتضاد الرواية الواردة فيها. ولوروده في هذه الرواية في الفجر والعصر وجه؛ ففيهما يتعاقب ملائكة الليل والنهار كما جاء في الحديث، والفجر بداية النهار، والعصر فيه تنزل ملائكة الليل وتصعد ملائكة النهار وهو آخره، والاستغفار ثلاثًا بقوله (أستغفر الله) ثابت ومعروف أنه يقال دبر الصلاة، والذي فيه الكلام هو هذا اللفظ الموجود في الحديث. قوله (وإن كان فَرَّ من الزحف) ورد في طريق أبي يعلى ومن روى عنه: وهو كما تقدم ضعيف جدًا، وفي طريق الطبراني وإسناده ضعيف وليس في حديث معاذ بل جاء فيه (وإن كانت مثل زبد البحر) وهذا معروف بالأحاديث الصحيحة.=
= وعليه فتبقى عبارة (وإن كان فر من الزحف) على ضعفها. وبناءً على ما تقدم فإن هذا الحديث بطريقه الذي عند الطبراني وحديث معاذ عند ابن السني يرتقي منه إلى الحسن لغيره. أما الباقي فهو متردد بين كونه ضعيفًا أو ضعيف جدًا.
539 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ (¬1)، ثنا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيُّ (¬2): الْأَصَمُّ عَنِ الْجَعْدِ أَبِي (¬3) عُثْمَانَ، [عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] (¬4) قَالَ: "صَلَّى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي رَفَاعَةَ: ها هنا، فَأَمَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ أَنْ يُؤَذِّنَ، فَصَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ: فَلَمَّا أَنْ فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ: أقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ، فَقَالَ: [اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَمِلٍ يُخزيني، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنَىً يُطغيني] (¬5)، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَاحِبٍ يُرْدِيني، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَمَلٍ (¬6) يُلْهِيني، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فَقْرٍ يُنْسِيني". [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنِ الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقَالَ (¬7): لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ أَنَسٍ إلَّا الْجَعْدُ، وَلَا عَنْهُ إلَّا أَبُو عِمْرَانَ، وَلَا حَدَّثَ بِهِ إلَّا بَكْرٌ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ. كَذَا قَالَ، وَقَدْ تَابَعَهُ عقبة كما ترى. ¬
= 539 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 313: 4352) قال: حدثنا شيبان بن فروخ به بمثله بالفروق التي تقدمت في ضبط النص. وأخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 1095: 657) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا شيبان بن فروخ الأيلي به باختصار القصة في أوله: أما الدعاء فمثله ترتيبًا ولفظًا. قال المحقق: (وأخرجه المعمري في عمل اليوم والليلة -قاله ابن حجر-. ومن عجيب منهج ابن حجر: أنه قال: عُقبة شبيه ببكر بن خنيس في الضعف، لكن اتفاق روايتها تُرَقي الحديث إلى درجة الضعيف الذي يعمل به في الفضائل). اهـ. قلت: الذي يظهر أن الحافظ عني الضعيف المنجبر، فإِذا انفرد الطريقان كانا من قبيل ما يعمل به في الفضائل مع ضعفه، وإذا اجتمعا صارا من قبيل الحسن لغيره وهو الضعيف المنجبر، إذ أن كُتُب الحافظ في علم الدراية وتقريراته فيها حول الضعيف المنجبر وباعه الطويل في هذا المجال يجعلنا نُجِلّه عن أن يتناقض هنا مع قواعد في الحديث الضعيف كان له فضل في رسوخها ووضوحها للناس. وابن السني في عمل اليوم والليلة (63/ 120) قال: أخبرنا ابن منيع حدثنا طالوت بن عباد، حدثنا بكر بن خنيس، عن أبي عمران، عن الجعد به مقتصرًا على الدعاء بنحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 110)، بمثله ثم قال: رواه البزار وفيه بكر بن خنيس، وهو متروك، وقد وثق، ورواه أبو يعلى وفيه عقبة بن عبد الله الأصم، وهو ضعيف جدًا. اهـ. قلت أما بكر فتقدم أنه لا يصل إلى درجة الترك وأنه يكتب حديثه خاصة في الرقاق وهذا منه، وكذا عقبة ضعيف فقط بدون جدًا، وتقدم بيان هذا في ترجمتيهما.=
= وهو في المطبوع من المطالب: (3/ 248: 3401): باب الذكر عقب الصلاة بمثله وعزاه لأبي يعلى. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 328/ ب): باب ما يقال بعد الصلاة الصبح: بنحوه باختلاف يسير، ثم قال: رواه أبو القاسم الطبراني في كتاب الدعاء فقال: فذكره وقال: لم يرو هذا الحديث عن الجعد أبي عثمان إلَّا عقبة بن عبد الله الرفاعي، وليس كما قال: فقد رواه الْبَزَّارُ (ثنا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ ثنا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنِ الجعد فذكره. قال البزار: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ أَنَسٍ إلَّا الْجَعْدُ ولا عنه إلَّا أبو عمران، ولم يسند أبو عمران عن الجعد غيره وَلَا حَدَّثَ بِهِ إلَّا بَكْرٌ وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ ولا نعلم حدث به غيره، قلت حدث به مثله كما تقدم. اهـ مختصرًا.
الحكم عليه: إِسناده من طريق أبي يعلى ضعيف لحال عقبة. ومن طريق البزار لحال بكر بن خنيس. لكن قد توبع بكر بن خنيس عليه، تابعه عقبة عن الجعد، وبكر قد رواه عن أبي عمران عن الجعد. وبكر صدوق له أغلاط وهو ممن يكتب حديئهم للاعتبار، وحيث قد توبع عليه في رواية أبي يعلى فإن حديثه يرتقي بمتابعه إلى الحسن لغيره.
540 - وقال أبويعلى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبِي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلَّم يَقُولُ بَعْدَ الركعتين مِنَ الْفَجْرِ: اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَئِيلَ (¬1) ... " الْحَديثَ. أَخْرَجَهُ النسائي مطلقًا (¬2). ¬
540 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 213: 4779): قال: حدثنا سفيان بن وكيع به قال: إن عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يصلي الركعتين قبل طلوع الفجر، ثم يقول في مصلاه: "اللهم رب جبريل، وميكائيل، ورب إسرافيل، ورب محمد، أعوذ بك من النار" ثم يخرج إلى صلاته. والرواية التي أشار إليها الحافظ عند النسائي وقال مطلقًا -أي بدون تقييد بكونه قبل وقت الفجر- هي: ما أخرجه النسائي (8/ 278): باب الاستعاذة من حر النار قال: أخبرنا أحمد بن حفص، قال: حدثني أبي، قال: حدثني إبراهيم، عن سفيان بن سعيد، عن أبي حسان، عن جسْرة، عن عائشة أنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، ورب إسرافيل أعوذ بك من حر النار ومن عذاب القبر". وإِسناده فيه ضعف، لكن له متابع عند البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد ...) الحديث.=
= انظر البخاري مع الفتح (11/ 182: 181)، بلفظ مختصر. فهو بشاهده حسن لغيره. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 110): قال: (وعن عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول في دبركل صلاة: اللهم رب جبريل وميكائيل، وإسرافيل أعذني من حر النار، وعذاب القبر) ثم قال: قلت: رواه النسائي غير قولها في دبر كل صلاة، رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي، وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله ثقات. وفي (10/ 110) أيضًا قال: وعن أبي المليح بن أسامة عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- صلى صلاة فسمعته يقول: رب جبريل وميكائيل ومحمد "أجرني من النار". ثم قال: رواه البزار وفيه من لم أعرفه. اهـ. وفي (10/ 104): باب ما يقول بعد ركعتين الفجر: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يصلي ركعتين قبل طلوع الفجر ثم يقول: "اللهم رب جبريل، وميكائيل، ورب إسرافيل، ورب محمد أعوذ بك من النار". ثم يخرج إلى الصلاة". ثم قال: (قلت: رواه النسائي بنحوه من غير تقييد بركعتي الفجر- رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع وهو ضعيف. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (3/ 248: 3402): بمثل سياقه هنا، وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده شديد الضعف لحال سفيان بن وكيع، وعبيد الله بن أبي حميد. لكنه قد ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها كما تقدم عند النسائي والبخاري. بدون اقترانه بقوله رب جبرايل وميكائيل وإسرافيل، لكن قد ثبت الدعاء بهذا اللفظ "اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة=
= أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم". أخرجه مسلم من حديث عبد الرحمن بن عوف قال: سألت عائشة أم المؤمنين بأي شيء كان نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يفتتح صلاته إذا قام من الليل قالت كان إذا قام من الليل افتتح صلاته (اللهم رب جبرائيل ...) الحديث. انظر صحيحه مع شرح النووي في (6/ 56). أما كون الدعاء المذكور يقال بعد سنة الفجر فلا أعلمه ثابتًا، بل أُطلقت الاستعاذة بدون قيد كما تقدم.
541 - [1] وَقَالَ عَبْدٌ (¬1): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا (¬2) مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "شَكَى فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ مَا فُضِّلَ بِهِ أَغْنِيَاؤُهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَؤُلَاءِ إِخْوَانُنَا (¬3): آمَنُوا إِيمَانَنَا، وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا، وَصَامُوا صِيَامَنَا، وَلَهُمْ (¬4) عَلَيْنَا فَضْل فِي الْأَمْوَالِ: يَتَصَدَّقُونَ (¬5)، ويَصِلُون الرَّحِمَ، ونحن فقراء: لا نجد (¬6) ذلك؟ فقالو: "أَفَلَا أُخبِركم بِشَيْءٍ إِنْ صَنَعْتُمُوهُ أَدْرَكْتُمْ (¬7) فَضْلَهم؟: قُولُوا فِي دُبُر كُلِّ صَلَاةٍ: اللَّهُ أَكْبَرُ إِحْدَى عَشْرَةَ (¬8) مَرَّةً، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِحْدَى عَشْرَةَ (8) مَرَّةً، وَسُبْحَانَ اللَّهِ إِحْدَى عَشْرَةَ (8) مَرَّةً، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ (8) مَرَّةً (تَدَارَكُوا) (¬9) مِثْلَ فَضْلِهِمْ". فَبَلَغ ذَلِكَ الْأَغْنِيَاءَ، فَقَالُوا مِثْلَ مَا أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. "فجاؤُه فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِخْوَانُنَا يَقُولُونَ مِثْلَ مَا نَقُولُ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " ذلك فضل الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ؟ إنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ (¬10) بِنِصْفِ يَوْمٍ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ". [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّكَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزبْرِقَان، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ فَذَكَرَهُ. وَزَادَ: وَتَلَا مُوسَى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} (¬11). وَقَالَ (¬12): لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَعِلَّتُهُ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ. وَأَخْرَجَ ابْنُ مَاجَهْ مِنْهُ فِي الزهد بعضه (¬13). ¬
541 - تخريجه: الحديث في المنتخب (2/ 801: 795): قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى به نحوه بفروق يسيرة تقدمت. أخبرنا ابن ماجه في سننه: ك الزهد (2/ 1381: 4124): مختصرًا قال: (حدثنا إسحاق بن منصور، أنبأنا أبو غسان بهلول، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قال: "اشتكى فقراء المهاجرين إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ما فضل الله به عليهم أغنياءهم. فقال: "يا معشر الفقراء! ألا أبشركم إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بنصف يوم، خمسمائة عام". ثم تلا موسى هذه الآية: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}. (في الزوائد: عبد الله بن دينار لم يسمع من عبد الله بن عمر، وموسى بن عبيدة ضعيف). اهـ من السنن.=
= ويبدو أن صاحب الزوائد رحمه الله يرى أن عبد الله بن دينار هو البهراني أبو محمد الحمصي وهذا الثاني ضعيف، ولم يسمع من ابن عمر وإنما روى عن مولاه نافع. في حين يشعر تعليق الحافظ على الحديث وعدم إعلاله له به أنه لا يرى هذا بل يرى أنه عبد الله بن دينار مولى ابن عمر، وبهذا يشعر سياقه لترجمته من التهذيب ص (202، 203). وهو الذي يظهر لي. يبقى إعلاله بموسى بن عبيدة. على أن المحقق قد نقل عن البوصيري في رقم (4121) قوله: متروك. اهـ. ورواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 18): قال: أخبرنا حمد بن محمد، قال: حدثنا وهب بن مسرة، قال: حدثنا ابن وضاح قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا موسى ابن عبيدة به بمثل لفظ ابن ماجه. وذكره الألباني في صحيح الجامع (6/ 305: 7853): قال: "يامعشر الفقراء: ألا أبشركم؟ إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بنصف يوم: خمسمائة عام". وعزاه لابن ماجه، وتخريج المشكاة (5243)، وقال: صحيح. قال الفريوائي في هامشه على الزهد لوكيع (1/ 378): بعد أن ساق تصحيح الألباني: (قلت: تصحيحه لشواهده الكثيرة، وإلا فهو ضعيف الإِسناد كما مر). اهـ. وقد استوعب تخريجه هناك. والذي يتعلق بالباب هنا هو الذكر الذي عَلَّمهم إياه وقد تقدم في حديث أم مالك الأنصارية رضي الله عنها أنه في صحيح البخاري بنحوه فليطالع. وينظر أيضاً البخاري مع الفتح (11/ 134): فقد تَعَقَّب الحافظ قول من قال أن العدد هنا=
= لا مفهوم له. قلت: وهذا لا يعني أنه يُخَطِّىء ما اشتهر عند الأصوليين من أن العدد لا مفهوم له، بل قصد أن الأذكار توقيفية إذا قرنت بأجر معين لا بد أن يؤتى بها على الصورة التي ذكرها لمن أراد تحصيل الفضل المذكور، هذا ما تبين لي والله أعلم. وانظر الفتوحات الربانية (1/ 208).
الحكم عليه: الحديث من طريق عبد: ضعيف الإِسناد لحال موسى بن عبيدة، ومن طريق البزار أيضًا للعلة السابقة، ولحال محمد بن الزبرقان، وكونه صدوقًا ربما وهم. ولما تقرر ثبوت سؤالهم له -صلى الله عليه وسلم- ورده عليهم بأن عَلَّمَهم الذكر الوارد في الحديث وصحته بشهادة ما أخرجه البخاري له. بقي بيان بشارته -صلى الله عليه وسلم- الفقراء المؤمنين، وسأتعرض لها لسببين: 1 - أن الحافظ رحمه الله لم يقتصر على ما يشهد للباب ويترك هذه الزيادة إلى باب الزهد بل أوردها هنا، فلزم تخريجها، كغيرها، بغض النظر عن علاقتها بالباب. 2 - أنها بشارة عظيمة تبين جانبًا من رحمة المولى عَزَّ وَجَلَّ بعباده وأنه في ميزان العدل الإلهي لايضيع للمؤمن ولا مثقال حبة من خردل، فعليه بالصبر والاحتساب ومثل هذا حَرِيُّ بألَّا يؤجل. وعليه فقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ؟ إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قبل أغنيائهم، بنصف يوم خمسمائة عام)، قد روي عن عدد من الصحابة: ابن عمر رضي الله عنهما كما هو هنا، وابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وأبي هريرة رضي الله عنه، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأنس بن مالك رضي الله عنه، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وعند أحمد دون تسمية الصحابي. وإليك بيان هذا:=
= ابن عمر تقدم. عبد الله بن عمرو بن العاص: جاءت الروايات عنه بتخصيص فقراء المهاجرين إن صبروا بدخولهم الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفًا، قال النووي (18/ 110) أي أربعين سنة، وقد صرح بها في رواية الدارمي. وأخرج مسلم في صحيحه في ك الزهد: انظر صحيحه مع شرح النووي (18/ 110): قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أبو هانئ، سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص وسأله رجل فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم. قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإن لي خادمًا قال: فأنت من الملوك! .. قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، وأنا عنده فقالوا: يا أبا محمد إنا والله ما نقدر على شيء: لا نفقة، ولا دابة، ولا متاع، فقال لهم: ما شئتم؟ إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم، ما يَسَّرَ الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفًا، قالوا فإنا نصبر لا نسأل شيئًا". وعند الدارمي في سننه (2/ 245: 2847): قال: حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية، أن عبد الرحمن بن جبير، حدثه عن أبيه جبير بن نفير، عن عبد الله بن عمرو، قال: "بينا أنا قاعد في المسجد، وحلقة من فقراء المهاجرين قعود، إذ دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقعد إليهم، فقعدت إليهم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم: "ليبشر فقراء المهاجرين بما يسر وجوههم فإنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين عامًا." ... الحديث. ومعاوية هو ابن صالح كما وقع مصرحًا به فيما: أخرجه ابن حبان في صحيحه، انظر الإحسان (2/ 34: 676، 677): فقال:=
= أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه به بنحو لفظ الدارمي. وانظر رقم (677) بعده أيضًا. ومعاوية بن صالح هو ابن حُدَير الحضرمي: ثقة. وحرملة بن يحيى: هو التجيبي صدوق. وانظر المشكاة (3/ 1444: 5244)، والرسالة الملحقة بالمشكاة من أجوبة الحافظ ابن حجر: الحديث الرابع عشر (3/ 1786). ومن حديث أبي هريرة: لعموم الفقراء سوى المهاجرين، أنهم يدخلون قبل الأغنياء بخمسمائة عام وهو المطابق لحديث الباب هنا فمما ورد فيه: ما أخرجه ابن حبان في صحيحه انظر الإحسان (2/ 33: 674): قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبدة بن سليمان، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم خمسمائة سنة". وإسناده ضعيف لحال محمد بن عمرو، وهو صدوق له أوهام. كما في التقريب (499: 6188)؛ واحتمال غلط إسحاق فيه. فأما إسحاق فقد توبع عليه فيما: أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1380: 4122): ك الزهد قال: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بن بشر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم-: "يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، خمسمائة عام". ومحمد بن بشر: هو العَبْدي: أبو عبد الله الكوفي، ثقة حافظ. اهـ. انظر التقريب (469: 5756).=
= والترمذي (4/ 578: 2353): قال: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان عن محمد بن عمرو به بنحوه. أي بنحو لفظ ابن ماجه. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وبر قم (2354): قال: حدثنا أبو كريب، حدثنا المحاربي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عن أبي هريرة به بنحوه، وقال: وهذا حديث صحيح. ومن طريق أبي بكر بن أبي شيبة الذي تقدم عند ابن ماجه: أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 18): قال: حدثنا سعيد بن نصر قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن وضاح، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر قال: حدثنا محمد بن عمرو به بمثله ثم قال: فهذه الآثار يؤيد بعضها بعضًا في فضل القناعة والرضى بالكفاف. وأخرجه أحمد في مسنده (2/ 296): قال: ثنا يزيد أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة به بمثله إلا أنه قال أغنيائهم. وأبو نعيم في الحلية (7/ 91): قال: حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا جعفر بن محمد الصايغ، ثنا قبيصة ح:، وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى قالا: ثنا سفيان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ به بمثله وزاد "نصف يوم" ثم قال: مشهور من حديث الثوري. والخطيب في الموضح (2/ 209): في ذكر عبد الله بن محمد بن سنان السعدي.=
= قال الخطيب: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، حدثنا أبو محمد جعفر بن هارون النحوي المؤدب، حدثنا عبد الله بن محمد بن سنان السعدي، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا زائدة بن قدامة، عن محمد بن عمرو به بمثله. وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 59): قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن سوادة، ثنا عمرو بن حأتم: أبو بشر المقرئ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يُدْخِلُ فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام". وأبو بكر بن عياش هو: ابن سالم الأسدي الكوفي المقرئ الحَنَّاط، مشهورٌ بكنيته والأصح أنها اسمه وقيل غير هذا، ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح. اهـ. التقريب (624: 7985). وهذا المتابع إذا ما ضم لسابقه فإِنه لا يقل عن الحسن لذاته. وذكره الألباني في صحيح الجامع (6/ 338): وقال: صحيح، انظر رقم (7932). ونقل المنذري تصحيح الترمذي له ولم يتعقبه بشيء، انظر (5/ 256) من مختصر السنن، وذلك بعد أن أعل طريق أبي سعيد بالمعلي بن زياد أبي الحسن قال: (في إِسناده: المعلي بن زياد: أبو الحسن، وفيه مقال). اهـ. إذا تقرر ثبوت الحديث فإني لخشية الإطالة سأكتفي في بقية الطرق بالعزو: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: انظر جامع الترمذي (4/ 577: 2351)؛ البداية والنهاية (6/ 57) باب زهده عليه السلام؛ سنن ابن ماجه (2/ 1381: 4123)، وغيرهم. أنس بن مالك رضي الله عنه:=
= انظر: جامع الترمذي (4/ 577: 5352). جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: في دخول فقراء المهاجرين قبل بأربعين خريفًا. الترمذي (4/ 578: 2355): وحَسَّنَه؛ مختصر سنن أبي داود للمنذري (5/ 256). وغيرهم.
542 - وقال أبو يعلى: حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ثَلَاثٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ بالإِيمان: دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، وزُوِّج مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شاء: من عفى عَنْ قَاتِلِهِ، وأدَّى دَيْنا خَفِيًّا، وَقَرَأَ فِي دُبُرِ كُلِّ (¬1) صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ (¬2)، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَوْ إِحْدَاهُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ إِحْدَاهُنَّ" (¬3). (22) وَبَقِيَّةُ الذِّكْرِ عُقَيْبَ الصَّلَاةِ سَيَأْتِي (¬4) -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- في باب الذكر (¬5). ¬
542 - تخريجه: حديث الباب من زيادات نسخة الحافظ ابن حجر على نسخة شيخه الهيثمي. وهو في المطبوع من المسند (3/ 332: 1794)، وفيه: (عن أبي شداد). وهو في المطبوع من المطالب (3/ 249: 3404): بمثله إلا أنه أثبت قوله (عشر مرات). وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 331/ أ): باب ما يقال في دبر الصلوات وحين يأوي إلى فراشه: بمثله بزيادة عشر مرات، ثم قال: (... هذا إِسناد ضعيف لضعف عمر بن نبهان ...). اهـ.=
= الحكم عليه: هو كما قال البوصيري رحمه الله إِسناده ضعيف لحال عمر بن نبهان. ولم أقف له على شاهد بهذا اللفظ. وسورة الإِخلاص قد ثبت أنها تقرأ إذا أصبح وإذا أمسى، قال النووي في الأذكار ص (86): (وروينا في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وغيرها بالأسانيد الصحيحة عن عبد الله بن خبيب -بضم الخاء المعجمة- رضي الله عنه، قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي -صلى الله عليه وسلم- ليصلي لنا فأدركناه فقال: قل، فلم أقل شيئًا، ثم قال: قل، فلم أقل شيئًا، ثم قال: قل، فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: "قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات يكفيك من كل شيء" قال الترمذي حديث حسن صحيح). اهـ. وروى الترمذي في جامعه بسند ضعيف جدًا: ما يشبه حديث الباب: انظر (5/ 514: 3473). (حدثنا قتيبة، حدثنا الليث عن الخليل بن مرة عن الأزهر بن عبد الله عن تميم الداري عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "من قال أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له إلهًا واحدًا أحدًا صمدًا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا، ولم يكن له كفوًا أحد، عشر مرات، كتب الله له أربعين ألف ألف حسنة. ثم قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والخليل بن مرة ليس بالقوي عند أصحاب الحديث. قال محمد بن إسماعيل: هو منكر الحديث). اهـ. قلت: وهو منقطع أيضًا بين أزهر وتميم. ومثل هذه المجازفات من تعليق الأجر العظيم على عمل يسير كهذا مما يشهد بان هذا الحديث إما غلط أو أن واضعه متعمد.
22 - باب فضل الذكر بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس
22 - بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ (23) حَدِيثٌ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صَلَاةِ الضُّحْىَ (¬1). 543 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ (¬2)، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ (¬3)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي دَارِمٍ (¬4)، قَالَ: (تَزَوَّجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا امْرَأَةً مِنَّا (¬5)، فَسَكَنَ فِينَا، فَصَنَعَ رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ طَعَامًا، فَدَعَا الْحَيَّ وَدَعَا الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: فَلَمْ أَرَ الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَجَابَهَ، قَالَ: فَرَأَيْتُ الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُشِيرُ إِلَى مَوْلًى لَهُ، فَلَمَّا قَامَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬6) فَانْصَرَفَ: جِئْتُ (¬7) لِأَسْأَلَ مَوْلَاهُ عَمَّا بَطَّأَ بِهِ عَنِ الدَّعْوَةِ، وَعَمَّا كَانَ يُشِيرُ إِلَيْهَا (¬8) قَالَ: فَلَقِيتُ الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ وَحَيَّانِي، وَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ يَا فُلَانُ؟ أَلَكَ حَاجَةٌ؟ قُلْتُ (¬9): يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ (¬10): جِئْتُ لِأَسْأَلَ مَوْلَاكَ عَمَّا بَطَّأَ بِكَ عَنِ الدَّعْوَةِ، وَعَمَّا كُنْتَ تُشِيرُ إِلَيْهِ؟ قَالَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَنَا أُحَدِّثُكَ ذَلِكَ (¬11): أَمَّا الَّذِي بَطَّأَنِي (¬12) عَنْهَا، فَكُنْتُ صَائِمًا، وَأَمَّا الَّذِي كُنْتُ أُشِيرُ إِلَيْهِ فَكُنْتُ أَسْأَلُهُ (¬13): أَطَلَعَتِ الشَّمْسُ أَمْ لَا؟ ثُمَّ حَدَّثَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من صَلَّى الصَّبْحُ ثُمَّ جَلَسَ يَذْكُرُ اللَّهَ تَعَالَى حتى تطلع الشمس: كان له سترًا أو حجابًا من النار". ¬
543 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 212/ ب)، باب في الذكر والتسبيح والدعاء بعد الصلاة: بمثله. وفي المجردة (ق/ 81)، باب ما يقال بعد الصلاة من ذكر وتسبيح ودعاء وغير ذلك: بمثله ثم قال: (رواه مسدد عن حفص بن سليمان وهو ضعيف). اهـ. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 75/ 146)، باب فضل الذكر بعد صلاة الفجر، مقتصرًا على المرفوع منه: قال: (أخبرني أبو عروبة، حدثنا المنذر بن الوليد الجارودي، حدثنا أبي، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عتيبة، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "سمعت جدي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَا مِنْ عبد صلى صلاة الصبح ثم جلس يذكر الله عَزَّ وَجَلَّ حتى تطلع الشمس إلَّا كان له حجابًا من النار أو سترًا". والطبراني في المعجم الصغير (2/ 401: 1109) قال: حدثنا يعقوب بن=
= مجاهد البصري، حدثنا المنذر بن الوليد الجارودي، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عتيبة، عن الحسن بن علي قال: سمعت جَدِّي رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "ما من عبد يصلي صلاة الصبح ثم يجلس يذكر الله حتى تطلع الشمس إلَّا كان ذلك له حجابًا من النار". ثم قال الطبراني: "لم يروه عن محمد بن جحادة إلَّا الحسن، تفرد به المنذر. ولا يروى عن الحسن بن علي إلَّا بهذا الإِسناد) اهـ. قلت: ولم يتفرد به الحسن عن محمد بن جحادة، فقد رواه عنه حفص بن سليمان كما تقدم عند مسدد وفي إِسناده عنده رجل من دارم بين الحكم والحسن رضي الله عنه. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 404)، باب من كان إذا صلى جلس في مصلاه قال: حدثنا غندر عن شعبة، عن الحكم، قال: بلغني عن رجل من بني تميم أنه دخل على الحسن بن علي، وهو قاعد في مصلاه وقال: ما من مسلم يصلي الصبح ثم يقعد في مصلاه إلاَّكان له حجابًا من النار". وسيأتي في هذا الحديث بنحو هذا السند برقم (645). وعمير قال فيه الحافظ مقبول وهو إلى الضعف أقرب. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 106) بمثل لفظه عند الطبراني دون قوله له: ثم قال: (رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري، وهو ضعيف من قبل حفظه، وهو في نفسه صدوق، وبقية رجاله رجال الصحيح). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 82: 284)، بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ إِلَى أن تطلع الشمس، بمثله وعزاه لمسدد. وعزاه المحقق للبوصيري، وابن السني، ثم قال: (وعند مسدد بينهما رجل من بني دارم). اهـ.=
= الحكم عليه: إِسناده ضعيف جدًا من طريق مسدد لحال حفص بن سليمان وجهالة الرجل الدارمي، فأما حفص: فقد تابعه عليه الحسن بن أبي جعفر الجفري عند الطبراني، وابن السني. وهو كما قال الهيثمي: ضعيف من قبل حفظه وهو في نفسه صدوق، وعليه فالإِسناد ضعيف لحاله وجهالة الرجل الدارمي -إن لم يكن ابن مأموم-. وله شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره، لكن دون القصة التي في أوله. فقد أخرجه الترمذي في جامعه (1/ 481: 586) قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي البصري، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا أبو ظلال عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ صَلَّى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة"، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: (تامة، تامة، تامة"). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب: وسألت محمد بن إسماعيل، عن أبي ظلال؟ فقال: هو مقارب الحديث. قال محمد: واسمه هلال. اهـ. فهو بهذا الإِسناد ضعيف. لضعف أبي ظلال كما في التقريب (576: 7349). لكن قال الشيخ أحمد شاكر (ص 482): هامش (3): (وأبو ظلال هو القسملي البصري، الأعمى، اختلفوا فيه اختلافًا كثيرًا، فبعضهم ضعفه جدًا، وبعضهم جعله مقارب الحديث، وقد حسن الترمذي حديثه كما ترى، وذكر ابن الجوزي في الموضوعات حديثًا آخر من طريقه رواه أحمد في المسند (3/ 230: 13444)، ودافع عنه الحافظ في القول المسدد (36، 37). وقال المباركفوري في التحفة (3/ 194): (حسنه الترمذي وفي إِسناده أبو ظلال، وهو متكلم فيه، لكن له شواهد، فمنها حديث: أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى الله عليه وسلم-: "من صلى الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة" أخرجه الطبراني، قال المنذري في=
= الترغيب: إِسناده جيد، ومنها حديث أبي أمامة وعتبة بن عبد مرفوعًا: "مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ ثبت حتى يسبح لله سُبحة الضحى، كان له كأجر حاج ومعتمر تامًا له حجة وعمرة" أخرجه الطبراني. قال المنذري: وبعض رواته مختلف فيه. قال: وللحديث شواهد كثيرة، انتهى وفي الباب أحاديث عديدة ذكرها المنذري في الترغيب. اهـ. قلت: ويضاف إلى هذه الشواهد أيضًا: ما أخرجه الترمذي وصححه (2/ 480: 585) قال: (حدثنا قتيبة، حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جابر بن سمرة قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا صلى الفجر قعد في مصلاه حتى تطلع الشمس". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. اهـ. قال الشارح: (وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي). اهـ. وسماك بن حرب: صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بآخره فكان ربما تلقن، وروايته هنا ليست عن عكرمة، ورواية أبي الأحوص عنه قد أخرج له عنه مسلم كما تقدم، وصحح له الترمذي عنه كما في هذا الحديث، وانظر أيضًا جامعه (2/ 156 - 158: 235). وكذا صحح له عنه الشيخ أحمد شاكر: انظر مسند أحمد (1/ 218: 217)، وعليه فإِن: ما كان من حديث أنس دالًا على المكوث في المصلى بعد صلاة الفجر إلى أن تطلع الشمس يذكر الله، لا يقل عن الحسن لغيره. وفي تشبيه أجره بأجر الحاج والمعتمر قال المباركفوري (3/ 194): (قال الطيبي: شبه استيفاء أجر المصلي تامًا بالنسبة إليه باستيفاء أجر الحاج تامًا بالنسبة إليه، وأما وصف الحج والعمرة بالتمام إشارة إلى المبالغة). اهـ. ولم أجد في شيء من الروايات فيه "كان له سترًا أو حجابًا من النار" كما في حديث الحسن رضي الله عنه هنا.
544 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ مِقْدام، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّهُ جَلَسَ إِلَى جَنْبِ إِيَاسِ بْنِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيِّ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ: فِي مَسْجْدِهِمْ فَقَالَ: أَقْبِلْ عَلَيَّ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا حَازِمٍ: أَلَا أُحَدِّثُكَ عَنْ أَبِي، عَنْ رَسُولٍ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لأن أُصَلِّي الصَّبْحُ ثُمَّ أَجْلِسُ فِي مَجْلِسِي أَذْكُرُ اللَّهَ تَعَالَى حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الشَّدِّ عَلَى جِيَاد الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، مِنْ حِينِ أُصَلِّى الصَّبْحُ إِلَى أن تطلع" (¬1). ¬
544 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 530: 2027) قال: حدثنا محمد بن أبي حميد، قال: أخبرني حازم بن تمام، عن عباس بن سهل الأنصاري ثم الساعدي كذا قال: عن أبيه أو جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "لَأَن أُصَلِّي الصَّبْحُ ثُمَّ أَجْلِسُ فِي مَجْلِسِي فأذكر الله حتى تطلع الشمس أحب إلى من شد على جياد الخيل في سبيل الله". اهـ. وحازم بن تمام تصحيف صوابه: أبو حازم التمار، وفي قوله عباس نظر أيضًا، ومحمد بن أبي حميد: ضعيف كما تقدم. والطبراني في المعجم الكبير (6/ 125: 5638)، قال: حدثنا عبيد بن غنام، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مصعب بن المقدام، قال: حدثني محمد بن إبراهيم المدني، عن أبي حازم به بنحوه باختلاف يسير. ونقل المحقق قول الحافظ في الإصابة والذي تقدم في ترجمة إياس. وأخرجه أيضًا في (6/ 168: 5761)، قال: حدثنا المقدام بن داود، حدثنا خالد بن نزار، حدثنا حماد بن أبي حميد عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أن=
= رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: "لأن أشهد الصبح ثم أجلس أذكر الله حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَحْمل على جياد الخيل في سبيل الله حتى تطلع الشمس". وفي (6/ 158: 5737) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن محمد بن أبي حميد، حدثنا حازم ابن تمام عن عياش بن سهل الأنصاري ثم الساعدي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "لأن أصلي الصبح ثم أجلس مجلسي فأذكر الله حتى تطلع الشمس أحبّ إليّ من شَدَّ على جِيَاد الخيل في سبيل الله". هكذا قال الدبري: عياش وإنما هو عباس. انظر: التدريب (2/ 377). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 105، 106): بمثل اللفظ الثاني. عند الطبراني بزيادة فاء قبل قول (وأذكر). ثم قال: رواه الطبراني بأسانيد في الكبير والأوسط، وأسانيده ضعيفة، وفي بعضها محمد بن أبي حميد، وفي بعضها المقدام بن داود وغيره، وكلهم ضعفاء. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 212/ ب)، باب في الذكر والتسبيح، والدعاء بعد الصلاة بنحوه باختلاف يسير. وابن حبان في الثقات (4/ 36): في ترجمة إياس. قال: يروي عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَأَن أُصَلِّي الصَّبْحُ ثُمَّ أَجْلِسُ في مجلسي أذكر الله عَزَّ وَجَلَّ حتى تطلع الشمس أحب إلي من شد على جياد في سبيل الله". وذكره أبو نعيم في المعرفة فذكر سنده دون متنه في ترجمة إياس (1/ 144). وتقدم أن الحافظ قد ذكره في الإصابة في (3/ 143)، وذكره أيضًا في (1/ 91: 474) في ترجمة إياس: قال: وروى مصعب بن المقدام عن محمد بن إبراهيم المدني عن أبي حازم أنه جلس إلى إياس بن سهل الأنصاري في مسجد بني ساعدة فقال لي: أقبل علي أبا حازم أحدثك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.=
= قلت: فيه محمد بن إبراهيم وهو ابن أبي حميد أحد الضعفاء. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 82: 285) في الباب نفسه، وعزاه لابن أبي شيبة.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف؛ لحال محمد بن إبراهيم المدني، ومصعب بن المقدام. لكن معنى المكوث في المصلى للذكر بعد صلاة الصبح قد ثبت في الذي قبله فإِنه يشهد له. أما كونه أفضل مِنَ الشَّد عَلَى جِيَادِ الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ الله فهذا ما لا أعرف له شاهدًا. وعليه فإِنه يبقى على ضعفه.
23 - باب الانصراف من الصلاة
23 - بَابُ الِانْصِرَافِ (¬1) مِنَ الصَّلَاةِ 545 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ -هُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ-، عَنْ عُمَيْرِ (¬2) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬3) "فَرَأَيْتُهُ يَنْفَتِلُ (¬4) عَنْ يَمِينِهِ، وعن يساره". ¬
545 - تخريجه: هو في مسند أبي داود الطيالسي (ص 151: 1112): قال: حدثنا قيس، عن عمير بن عبد الله به مثله بالزيادة التي تقدمت. وفي المنحة (1/ 103: 465): باب ما جاء في كيفية الانصراف عن الصلاة ومتي ينصرف. قال: حدثنا قيس عَنْ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، به مثل لفظ أبي داود.=
= وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 219: 596) في مسند أوس بن أوس قال: حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا قيس ابْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ أوس بن أوس الثقفي قال: (أقمنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- نصف شهر فرأيته ينفتل عن يمينه ورأيته ينفتل عن يساره، ورأيت نعليه له قبالان". وبرقم (597): قال حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ومحمد بن عبد الله الحضرمي قالا: أخبرنا يحيى الحماني، ثنا قيس بن الربيع، عن عمير بن عبد الله الخثعمي، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ أوس بن أوس قال: أقمت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- نصف شهر فرأيته يصلي وعليه نعالان مقابلتان، ورأيته يبزق عن يمينه وعن شماله". قوله (نعلاه له قبلان): أي زمامان: قال ابن الأثير في النهاية (4/ 8): ("كان لنعله قبالان" القِبَال: زِمَام النعل، وهو السَّيْر الذي يكون بين الأصبعين وقد أَقْبَل نعله وقابلها. ومنه قَابِلوا النعال أي اعمَلُوا لها قبالًا، ونَعْل مقبلة إذا جعلت لها قبالًا، ومقبولة إذا شددت قبالها). اهـ. وكلا الطريقين عند الطبراني: فيهما عبد الملك بن المغيرة الطائفي؛ فالإسنادان ضعيفان. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 146): بنحو لفظ الطبراني الأول ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون، ومع ذلك في بعضهم خلاف. اهـ. وزاد محقق المعجم بعد أن نقل قول الهيثمي: (وإسماعيل بن عمرو البجلي ضعفه أئمة الحديث، ولا اعتبار بتوثيق ابن حبان. قاله شيخنا محب الله شاه)، قلت: وفيه عبد الملك بن مغيرة أيضًا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 55): باب الصلاة في النعلين: عن=
= أوس بن أوس أيضًا قال: أقمت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- نصف شهر فرأيته يصلي وعليه نعلان متقابلتان، ورأيته يبزق عن يمينه وعن شماله، ثم قال: قلت: روى ابن ماجه منه في الصلاة في النعلين، رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. اهـ. قال محقق المعجم: قلت: ويحيى الحماني ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 214/ أ): باب صفة الانصراف من الصلاة بلفظ: (قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في وفد ثقيف، فأقمنا عنده نصف شهر "فرأيته ينفتل عن يمينه، وعن يساره"). اهـ.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لحال عبد الملك، وقيس بن الربيع. لكن: أخرج الحميدي في مسنده (2/ 438: 997): قال: (ثنا سفيان قال: ثنا عبد الملك بن عمير قال: سمعت رجلًا يقول: سمعت أبا هريرة يَقُولُ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي قائمًا، وقاعدًا، وحافيًا، وناعلًا، ورأيته ينفتل عن يمينه، وعن شماله" قال سفيان: قالوا: هذا أبو الأوبر). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 295): قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا سعدان بن نصر، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي الأوبر، عن أبي هريرة قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يصلي حافيًا وناعلًا، وقائمًا وقاعدًا، وينفتل عن يمينه، وعن شماله". وهذا الشاهد إذا ما ضم لحديث الباب فإِنه يرتقي إلى الحسن لغيره.
546 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا يَزِيدُ بن هارون، أخبرنا (¬1) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بن حَبَّان (¬2): أخبره (¬3) [أن عمه واسع بن حَبَّان] (¬4) كان قائمًا يصلي في المسجد، و"ابن" (¬5) عمر رضي الله عنهما مسندًا ظهره إلى قبلة المسجد، فلما انصرف واسع (¬6)، (¬7) انْصَرَفَ عَنْ يَسَارِهِ إِلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَجَلَسَ إِلَيْهِ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ (¬8) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا يَمْنَعُكَ (¬9) أَنْ تنصرف عن يمينك؟ قال (¬10): لأني رأيتك فانصرفت إليك، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "إِنَّكَ قَدْ أَحْسَنْتَ!، إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِذَا كُنْتَ تُصَلِّي فَانْصَرَفْتَ: فَانْصَرِفْ عَنْ يَمِينِكَ، قَالَ ابن عمر -رضي الله عنهما-: "إذا كُنْتَ تُصَلِّي فَانْصَرَفْتَ، فَانْصَرِفْ إِنْ شِئْتَ عَنْ يمينك، وإن شئت عن يَسَارك" (¬11). ¬
546 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (10/ 108: 5741): في مسند ابن عمر بلفظ أطول قال: حدثنا زهير، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بن حبان أن عمه واسع بْنِ حَبَّانَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا يُصَلِّي في المسجد وابن عمر مستقبله، مسندًا ظهره إلى قبلة المسجد، فلما انصرف واسع، انصرف عن يساره إلى ابن عمر، فجلس إليه. فقال له ابن عمر: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَنْصَرِفَ عَنْ يَمِينِكَ؟ قَالَ: لا، إلَّا أني رأيتك فانصرفت إليك. قال: فقال ابن عمر: فإِنك قَدْ أَحْسَنْتَ: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِذَا كُنْتَ تُصَلِّي فَانْصَرَفْتَ، فَانْصَرِفْ عَنْ يَمِينِكَ. قَالَ ابْنُ عمر: إذا كُنْتَ تُصَلِّي فَانْصَرَفْتَ، فَانْصَرِفْ إِنْ شِئْتَ عَنْ يمينك، وإن شئت عن يسارك. قال ابن عمر: ويقول ناس آخرون: إذا جلس للغائط فلا يستقبل القبلة، ولا بيت المقدس، ولقد صعدت يومًا على بيتنا فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-على حاجته- شك أبو يعلى مستقبل بيت المقدس". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 145): مقتصرًا. على ما ذكره الحافظ في المطالب بمثله بدون فاء في قوله: (إنك). ثم قال: (رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات). اهـ. وفي المقصد (1/ 345: 295): بمثل ذكره في مجمع الزوائد. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 214/ ب): باب صفة الانصراف من الصلاة: بنحوه ثم قال: هذا إِسناد رجاله ثقات. اهـ.=
= الحكم عليه: إِسناده صحيح لذاته. وقد: أخرجه البخاري في صحيحه (1/ 250) من البخاري مع الفتح مقتصرًا. على الجزء الخاص باستقبال القبلة عند قضاء الحاجة: بنحوه. وأخرجه غير البخاري أيضًا من أصحاب السنن والمسانيد بمثل ما أخرجه البخاري. وأخرج البخاري في صحيحه (2/ 337): من البخاري مع الفتح: باب الانفتال والانصراف عن اليمين والشمال: من حديث عبد الله بن مسعود قال: "لا يجعل أحدكم للشيطان شيئًا من صلاته، يرى أن حقًا عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه، لقد رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا ينصرف عن يساره". وأخرجه أبو يعلى (105/ 5174): بنحوه وزاد في آخره: قال عمارة: فأتيت المدينة فرأيت منازل رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عن شماله". وإسناده عند أبي يعلى صحيح. وأخرجه مسلم. انظر: (5/ 219، 220). كما أخرج مسلم في صحيحه (5/ 220): مع شرح النووي، في باب جواز الانصراف من الصلاة عن اليمين والشمال: قال: وحدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن السدي قال: سألت أنسًا كيف أنصَرِف إذا صليت: عن يميني وعن يساري، قال: أما أنا فأكثر مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ينصرف عن يمينه". فائدة: ظاهر هذه الأحاديث الصحيحة التعارض: وقد جمع بينها النووي فقال في شرحه لصحيح مسلم (5/ 220): (... وجه الجمع بينهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: كان يفعل تارة هذا، وتارة هذا فأخبر كل واحد بما اعتقد أنه الأكثر فيما يعلمه، فدل على جوازهما، ولا كراهة في واحد منهما، وأما الكراهة التي اقتضاها كلام ابن مسعود، فليست بسببِ أصلٍ للانصراف عن اليمين أوالشمال، وإنما هي في حق من يرى أن ذلك لا بد منه فإِن من اعتقد وجوب واحد من الأمرين=
= مخطيء ولهذا قال: (يرى أن حقًا عليه) فإنما ذم من رآه حقًا عليه، ومذهبنا أنه لا كراهة في واحد من الأمرين لكن يستحب أن ينصرف في جهة حاجته سواء كانت يمينه أو شماله فإِن استوى الجهتان في الحاجة وعدمها فاليمين أفضل لعموم الأحاديث المصرحة بفضل اليمين في باب المكارم ونحوها). اهـ. وحكى البيهقي ما يشبه هذا عن الشافعي فقال (2/ 295): (... قال الشافعي: فإِن لم يكن له حاجة في ناحية وكان يتوجه ما شاء: أحببت أن يكون توجهه عن يمينه لما كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحِبُّ من التيامن غير مضيق عليه في شيء من ذلك). اهـ. وجمع الحافظ في الفتح (2/ 338): فمما قال -بعد أن ساق قول النووي السابق ذكره-: ويمكن أن يجمع بينهما بوجه آخر، وهو أن يحمل حديث ابن مسعود على حالة الصلاة في المسجد، لأن حجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت من جهة يساره، ويحمل حديث أنس على ما سوى ذلك كحال السفر. ثم إذا تعارض اعتقاد ابن مسعود وأنس رجح ابن مسعود لأنه أعلم وأسن وأجل وأكثر ملازمة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأقرب إلى موقفه في الصلاة من أنس ... إلخ. كذا في الفتح، وليس المقصود الاعتقاد الذي هو علم التوحيد كما هو بين من السياق والصحابة رضي الله عنهم متفقون في أمور الاعتقاد لا خلاف بينهم فيها. ثم ظهر لي أن يمكن الجمع بين الحديثين بوجه آخر، وهو أن من قال كان أكثر انصرافه عن يساره، نظر إلى هيئته في حال الصلاة، ومن قال كان أكثر انصرافه عن يمينه نظر إلى هيئته في حالة استقباله القوم بعد سلامه من الصلاة فعلى هذا لا يختص الانصراف بجهة معينة، ... ثم ذكر نحو ما نقله البيهقي عن الشافعي. اهـ. وحكى التخيير صاحب المغني (1/ 599)، والكاساني في بدائع الصنائع (1/ 160)، والذي يظهر لي أن الأول والثاني أقوى وجوه الجمع.=
= أما الثالث ففيه تقديم اعتقاد ابن مسعود على أنس عن التعارض، والذي يظهر لي أنه حتى وإن كان على ما وصف الحافظ من كونه أعلم، وأسن، وأجل، وأكثر ملازمة، فإِنه لا تعارض، فأنس خادمه في البيت يراه وهو يصلي السنن من الليل والنهار، وابن مسعود يراه في المسجد، وابن مسعود رضي الله عنه خفيت عليه سنة القبض على الركب وإنها ناسخة للتطبيق مع أنها في المسجد، ولا حاجة للترجيح فلا تعارض بحمد الله، وقد جمع النووي والحافظ رحمهما الله جمعًا جيدًا كما تقدم.
24 - باب سجود التلاوة في الصلاة وغيره، وجواز الركوع عند سجود التلاوة
24 - بَابُ سُجُودِ التِّلَاوَةِ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْره، وَجَوَازِ الركوع عند سجود (¬1) التِّلَاوَةِ 547 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال (¬2): سمعت الأسود يحدث عن عبد الله رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي السُّورَةِ يَكُونُ آخِرَهَا السُّجُودُ قَالَ: "اقْرَأْ وَاسْجُدْ، ثُمَّ قُمْ فَاقْرَأْ وَارْكَعْ، وَإِنْ شِئْتَ: فَارْكَعْ فِي الْأَعْرَافِ، وَالنَّجْمِ، وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ، وَأَشْبَاهِهِنَّ". * هَذَا إِسناد صَحِيحٌ موقوف. ¬
547 - تخريجه: الحديث أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 347: 5918): قال أخبرنا معمر عن أبي إسحاق: سمعته يقول: قال ابن مسعود: (إذا كانت السجدة آخر السورة فاركع إن شئت أو اسجد فإِن السجدة مع الركعة). قلت: من حدثك هذا يا أبا إسحاق؟ قال: أصحابنا علقمة والأسود، والربيع بن خثيم. وبرقم (5919) قال: عن الثوري عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله قال: "إذا كانت السجدة خاتمة السورة فإِن شئت ركعت، وإن شئت سجدت".=
= وهو من طريق عبد الرزاق: صحيح. والبيهقي في الكبرى (2/ 323) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ العباس بن الفضل، ثنا يوسف بن موسى، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله في الرجل يقرأ السورة آخرها السجدة قال: "إن شاء ركع وإن شاء سجد". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 286) بألفاظ متعددة عن ابن مسعود وعزاه للطبراني في الكبير قال: وعن عبد الله بن مسعود: "أنه كان يسجد في النجم واقرأ باسم ربك الذي خلق". رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. وعنه قال: "من قرأ سورة الأعراف أو النجم أو اقرأ باسم ربك أو إذا السماء انشقت أو بني إسرائيل فشاء أن يركع بآخرهن ركع أجزأه سجود الركوع، وإن سجد فليضف إليها سورة أخرى". وعنه قال: "من قرأ الأعراف والنجم واقرأ باسم ربك الذي خلق، فإِن شاء ركع بها وقد أجزأ عنه وإن شاء سجد ثم قام فقرأ السورة وسجد". رواهما الطبراني في الكبير ورجالهما ثقات إلَّا أنهما منقطعان بين إبراهيم وابن مسعود. وعن ابن مسعود قال: "إذا كانت السجدة آخر السورة فاركع إن شئت أو اسجد فإِن السجدة مع الركعة". رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. اهـ. بتصرف. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 127: 466) في الباب نفسه. هذا فيما يتعلق بالشق الأول من الحديث. أما قوله: (وإن شئت ... الحديث). فإِن السجود في النجم قد أخرجه البخاري: انظر صحيحه مع الفتح (2/ 553):=
= قال: باب سجدة النجم. قاله ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قَالَ (1070):) حدثنا حفص بن عمر، قال حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق عن الأسود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ سورة النجم فسجد بها، فما بقي أحد من القوم إلَّا سجد، فأخذ رجل من القوم كفًا من حصى أو تراب فرفعه إلى وجهه وقال: يكفيني هذا، فلقد رأيته بعد قتل كافرًا"). اهـ. والأعراف من طريق ابن مسعود هذا، وسورة "اقرأ" في شرح معاني الآثار للطحاوي عن ابن عمر (1/ 356، 357)، وعن أبي هريرة من طرق متعددة.
الحكم عليه: الحديث إِسناده صحيح لذاته موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه كما وصفه الحافظ.
548 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَجُلَيْنِ: كِلَاهُمَا خَيْرٌ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: (أَنَّ احدَهُما سَجَدَ فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} (¬1)، أو في (¬2) {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} (¬3)، ولم يسجد الآخر، فكان الذي سجد (¬4) أَفْضَلَ مِنَ الَّذِي لَمْ يَسْجُدْ، فإِن لَمْ يكن [عمر رضي الله عنه] (¬5) فهو: خير من عمر رضي الله عنه). (24) وحديث عمر رضي الله عنه في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} (¬6) تقدم في القراءة في الصلاة (¬7). ¬
548 - تخريجه: أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 358) قال: (حدثنا ابن أبي داود، قالا -كذا فيه-: ثنا مسدد، قال: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ محمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (عَنِ رَجُلَيْنِ، كِلَاهُمَا خَيْرٌ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَحَدَهُمَا سَجَدَ فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} وَفِي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} وكان الذي سجد أَفْضَلَ مِنَ الَّذِي لَمْ يَسْجُدْ، فإِن لَمْ يكن عمر، فهو خير من عمر). اهـ. وشيخ الطحاوي هنا هو: إبراهيم بن سليمان بن سليمان بن داود: أبو إسحاق بن أبي داود الأسدي المعروف بالبرلسي: ثقة له ترجمة في المباني=
= (1/ 119)، وقد أكثر الطحاوي عنه وكان راويًا حافظًا. والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 323) قال: (أخبرنا أبو سعيد ابن أبي عمرو، ثنا أبو عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن محمد البرتي القاضي ثنا مسلم (ح وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة، أنبأ أبو علي حامد بن محمد الرفاء، أنبأ علي بن عبد العزيز، أنبأ مسلم بن. إبراهيم، ثنا عبد الله بن بكر المزني، ثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "حدثني رجلان كلاهما خير مني -إن لم يكن أظنه قال: أبو بكر أو عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فلا أدري من هو- أَنَّ أَحَدَهُمَا سَجَدَ فِي إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، وفي اقرأ باسم ربك الذي خلق. قال وكان عبد الله بن مسعود: إذا قرأ النجم مع القوم سجد، وإذا قرأها في الصلاة. وكان ابن عمر: إذا وصل إليها قرآنا سجد، وإذا لم يصل إليها قرآنًا ركع. وكان عثمان رضي الله عنه إذا قرأها سجد، ثم يقوم فيقرأ بالتين والزيتون أو سورة تشبهها. قال: وسجد بها النبي -صلى الله عليه وسلم-. وفي حديث البرتي: إِنْ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أو عمر ابن الخطاب رضي الله عنه). اهـ. وأخرجه النسائي (2/ 161): بنحوه مختصرًا، قال: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا قرة بن خالد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: سجد أبو بكر وعمر رضي الله عنه في إذا السماء انشقت ومن هو خير منهما. وفي (2/ 162) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنبأنا المعتمر، عن قرة، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سجد أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما ومن هو خير منهما -صلى الله عليه وسلم- في إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك. وأصل هذين الحديثين موجود في الصحيحين وغيرهما: انظر صحيح البخاري مع الفتح (2/ 559)، وصحيح مسلم بشرح النووي (5/ 76 - 78)، وجامع الترمذي (2/ 462)، وما بعدها (573)، وسنن أبي داود مع العون (4/ 283) وما بعدها (1394).=
= وأخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 316) قال: أخبرنا أبو بكر بن فورك، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا قرة، ثنا محمد بن سيرين به بمثل لفظ النسائي إلَّا أنه جمع بين الروايتين عنده في سياق وإسناده واحد. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 128: 567) في الباب نفسه، وقدم باب سجود التلاوة على باب التسليم، ذكره بنحوه باختلاف يسير. ثم قال المحقق في الهامش: قال البوصيري: رواه مسدد موقوفًا بسند صحيح. اهـ.
الحكم عليه: الحديث -كما قال البوصيري رحمه الله - إِسناده صحيح لذاته موقوف عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
549 - أخبرنا (¬1) يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه النَّجْمَ، فَسَجَدَ ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ سُورَةً أُخْرَى". ¬
549 - تخريجه: الحديث أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (1/ 355) قال: حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رأيت عمر رضي الله عنه يسجد في "النجم" في صلاة الصبح، ثم استفتح في سورة أخرى. وقال أيضًا: حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا عثمان بن عمر، قال: أنا مالك، عن الزهري، عن الأعرج به بلفظ "صلَّى بنا عمر رضي الله عنه فقرأ النجم، فسجد فيها". والبيهقي في الكبرى (2/ 314) قال: أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن نجيد، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا ابن بكير، ثنا مالك عن ابن شهاب عن عبد الرحمن الأعرج به، بنحو لفظ مسدد باختلاف يسير. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 128: 468): بمثله ثم قال المحقق: قال البوصيري: بسند الصحيحين. اهـ.
الحكم عليه: إِسناده صحيح لذاته، مسلسل بالثقات الأثبات.
550 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الْعَوَّامِ الْبَاهِلِيِّ، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنه، قَالَ: "إِنَّمَا السَّجْدَةُ عَلَى مَنْ جَلَسَ لَهَا". ¬
550 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 5) قال: حدثنا وكيع عن أبي العوام، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "إِنَّمَا السجدة على من جلس لها" وإِسناده صحيح. وأخرجه أيضًا في موضع آخر قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عباس به بمثله، وإسناده صحيح. وعبد الرزاق في المصنف (3/ 345: 5908) قال: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس به بمثله وزاد: "فإِن مررت فسجدوا فليس عليك سجود". والبيهقي في الكبرى (2/ 324) قال: وعن سفيان، ثنا ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فذكره بمثل لفظه عند مسدد وابن أبي شيبة. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 128: 469) بمثله.
الحكم عليه: إِسناده من طريق مسدد صحيح لذاته إن كان عبد الله هو الخريبي، وحسن لذاته إن كان ابن أبي كثير. وبمتابعاته عند ابن أبي شيبة وعبد الرزاق يرتقي إلى الصحيح. وقد روى نحوه عنه سلمان الفارسي، وابن عمر رضي الله عنهم وغيرهم عند عبد الرزاق وغيره.
551 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ يُقَالَ لَهُ: حُمَيْدٌ: أَبُو (¬1) عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "سَجَدَ فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} عَشْرَ مَرَّاتٍ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أبو بكر فذكره. ¬
551 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 162: 854) قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بكر بن عبد الرحمن، عن ابن أبي ليلى، عن حميد بن أبي عبد الله، عبد أبي سلمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "رأيته يسجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} عشر مرار". أخرجه البزار في مسنده. انظر كشف الأستار (1/ 360: 752) باب سجود التلاوة، قال: حدثنا محمد (قال محققه: صوابه: محمود) بن بكر بن عبد الرحمن، ثنا أبي بكر بن عبد الرحمن، عن عيسى بن المختار، عن محمد بن أبي ليلى، عن حميد بن عبد الله، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبيه، قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَجَدَ فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}، عَشْرَ مَرَّاتٍ". قال البزار: هكذا رواه ابن أبي ليلى، ورواه الثوري عن حميد عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وزوائد البزار لابن حجر (ص 1147/ 509) قال ابن حجر بعد ما ساقه: ونقل كلام البزار: (قلت: حديث أبي هريرة في الصحيح من غير عدد). اهـ. وبمقارنة إِسناده عند أبي يعلى مع إِسناده عند الحافظ في المطالب، وعند البزار يتبين أنه قد سقط من إِسناده عند أبي يعلى: عيسى بن المختار. نبه على هذا محقق=
= زوائد البزار لابن حجر فقال (ص 1148): (قلت هكذا الإِسناد عند أبي يعلى، وقد سقط منه راويان كما يظهر من سنده عند البزار، ولأن بكر بن عبد الرحمن متأخر لا يروي عن ابن أبي ليلى مباشرة؛ حيث كانت وفاة ابن أبي ليلى (148)، وتوفي بكر عام (219) كما في التهذيب، ولم ينتبه لهذا الأمر محقق المقصد العلي). اهـ. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 416: 416) بمثله دون قوله عشر مرار، وقال: (ليس في إِسناد أبي يعلى مجهول). اهـ. وقد تقدم أن حميد بن عبد الله مجهول وصفه بذلك الحافظ وغيره، ولينه بعضهم. وحكلى ذلك الذهبي في المغني فقال (1/ 196: 1789): حميد الشامي روى عنه ابن جحادة خبرًا منكرًا في ذكر فاطمة، لا يعرف: ولينه بعضهم. اهـ. قلت: وهو بلا شك مجهول. نص على هذا الإِمام أحمد وغيره كما تقدم في ترجمته. ومقتضى كونه مجهولًا أن يُلَيَّن فلا تعارض. وذكره في مجمع الزوائد (2/ 286) دون قوله: (عشر مرات) ثم قال: رواه أبو يعلى، والبزار. وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام، وأبو سلمة: لم يسمع من أبيه رضي الله عنه). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 128: 470) وقال المحقق: أخرجه أبو يعلى والبزار، وليس عندهما: "عشر مرات" كما في الزوائد (2/ 286). قال البوصيري: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لجهالة بعض رواته، وفي سند البزار محمد بن أبي ليلى.
الحكم عليه: إِسناده من طريق أبي بكر بن أبي شيبة ضعيف لحال ابن أبي ليلى، وجهالة حميد، وانقطاعه بين أبي سلمة وأبيه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه. على أنه يظهر لي -والله أعلم- أن إضافة عبد الرحمن رضي الله عنه وهم=
= وغلط من ابن أبي ليلى رحمه الله، وقد أخرجه جمع من الأئمة وعلى رأسهم البخاري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، انظر صحيحه مع الفتح (2/ 556: 1074)، دون قوله عشر مرات. وقد أخرج الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 358) له طرقًا عدة عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنِ عطاء بن مينا عن أبي هريرة، ليس في شيء منها ابن أبي ليلى. ومداره في الطرق التي تقدمت في تخريجه عليه. ومجرد السجود في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} قد مضى ما يشهد له، وكذا ما تقدم عند البخاري، والطحاوي وغيرهما. أما كونه عشر مرات فهذا ما لم أجد ما يشهد له. وطريقه عند أبي يعلى إضافة إلى ما تقدم من علله عند ابن أبي شيبة فإِن فيه سقطًا كما تقدم. فإِسناده عنده ضعيف أيضًا. وبشواهده يرتقي دون قوله عشر مرات إلى الحسن لغيره. وانظر في شواهده: صحيح مسلم بشرح النووي (5/ 76)، سنن النسائي (2/ 161)، وجامع الترمذي (2/ 462: 573)، والكبرى للبيهقي (2/ 315)، وغيرها.
552 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ، عن الحسن وأبي قِلَابَةَ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لَيْسَ فِي المُفَصَّلِ (¬1) سُجُودٌ". [2] حَدَّثَنَا (¬2): حَمَّادٌ عن أيوب (¬3) عن أبي قلابة مثله. ¬
552 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 6) قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن خالد، عن أبي قلابة والحسن قالا: قال عمر: "ليس في المفصل سجود". وقال: حدثنا هشيم أنا خالد عن الحسن كان يقول: "ليس في العربي سجود يعني المفصل". حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة، عن ابن المسيب وعكرمة والحسن قالوا: "ليس في المفصل سجود". حدثنا الفضل بن دكين عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسار قال: "سألت أبي بن كعب في المفصل سجود؟ قال: لا". ونفي السجود فيه مروي عن طاوس، ومجاهد. وإِسناده إلى أُبَيّ صحيح. ومن حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (1/ 354) قال: حدثنا ابن أبي داود قال: ثنا أحمد بن الحسين اللهبي، قال: حدثني ابن أبي فديك، قال: حدثني داود بن قيس، به بمثله. ثم نقل الطحاوي عن المعترض على وجود السجود في المفصل قال: قال: فأبي بن كعب قد قرأ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن كله، فلو كان في المفصل سجود إذًا لعله سجود النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه لما أتى عليه في تلاوته.=
= ثم قال الطحاوي: (ولا حجة له في هذا -عندنا- لأنه قد يحتمل أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- ترك ذلك فيه، لمعنى من المعاني التي ذكرناها في الفصل الأول). اهـ. والمعاني التي قصدها الطحاوي هي ما ذكره (ص352) وأذكر منها واحدًا هو الذي يبدو أنه أظهرها وهو قوله: (... ويحتمل أن يكون تركه، لأن الحكم كان عنده في سجود التلاوة أن من شاء سجد، ومن شاء تركه). اهـ. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 343: 5900) من حديث ابن عباس موقوفًا عليه، قال عبد الرزاق: عَنْ مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عباس قال: "ليس في المفصل سجدة". وعن معمر، عن أبي جمرة، الضُّبعي عن ابن عباس مثله. وعن معمر، عمن سمع أنسًا والحسن يقولان: "ليس في المفصل سجدة". وإِسناده عن ابن عباس صحيح من كلا الطريقين. وعن أنس والحسن فيه مبهم. وفي جامع الأصول (5/ 561: 3801) ذكر عن ابن عباس وعزاه لأبي داود: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة". قال المحقق (هامش 2): وفي إِسناده ضعف. قلت: وإسناده عنده: حدثنا محمد بن رافع، أخبرنا أزهر بن القاسم -قال محمد: رأيته بمكة- أخبرنا أبو قدامة عن مطر الوراق، عن عكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة". قال في عون المعبود (4/ 280): قال التوربشتي: هذا الحديث إن صح لم يلزم منه حجة: لما صح عن أبي هريرة قال: "سجدنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} وَفِي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} وأبو هريرة متأخر". قال ابن عبد الملك: ولأن كثيرًا من الصحابة يروونها فيه فالإِثبات أولى بالقبول.=
= قال النووي: هذا حديث ضعيف الإِسناد، ومع كونه ضعيفًا مناف للمثبت المقدم عليه، فإِن إسلام أبي هريرة سنة سبع، وقد ذكر أنه سجد مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الانشقاق، واقرأ، وهما من المفصل. وعلى أن الترك يحتمل أن يكون لسبب من الأسباب. اهـ. وبنحوه قال المنذري إذا استدل بتأخر إسلام أبي هريرة وقدومه سنة سبع من الهجرة، وانظر عون المعبود (4/ 280، 281). وقال ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن ط مع عون المعبود (4/ 280): وقال الإِمام أحمد: أبو قدامة مضطرب الحديث. وقال يحيى بن معين: ضعيف. وقال النسائي: صدوق، عنده مناكير. وقال البستي: كان شيخًا صالحًا ممن كثر وهمه. وعَلَّله ابن القطان بمطر الوَرّاق، وقال: يشبه في سوء الحفظ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى، وقد عيب على مسلم إخراج حديثه، وضعف عبد الحق هذا الحديث. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 128: 471) بمثله وعزاه لمسدد. وقال في الهامش (6): قال البوصيري: رجاله ثقات. اهـ. قلت: لكنه منقطع بين الحسن البصري وأبي قلابة وبين عمر رضي الله عنه.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لانقطاعه. وما صح عن بقية الصحابة، فتقدم أنه نافٍ، والمثبت مقدم عليه، على أن ما ورد عن زيد بن ثابت: كان يقرأ والنبى -صلى الله عليه وسلم- يستمع فلما لم يسجد لم يسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبهذا يشعر أيضًا قول أبي داود بعد سياقته للحديث (قال أبو داود: كان زيد الإِمام فلم يسجد فيها). اهـ. انظر: السنن مع عون المعبود (4/ 281). فتبعه النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى ذَلِكَ؛ لأنها لا تلزم وإنما هي مستحبة. وقول عمر الذي تقدم إيراده عند البخاري يشعر بهذا أيضًا.
553 - وقال الحارث: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن ابن خُزَيمة، عن عمه قال: "أَنَّ خُزَيْمَةَ رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ: أَنَّهُ سَجَدَ (¬1) عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فاضْطَجَع له (¬2) -صلى الله عليه وسلم- وقال: (صَدَّق رُؤْيَاك"، فسجد على جبهته". ¬
553 - تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (5/ 216) قال: ثنا سكن بن رافع أبو الحسن الباهلي، ثنا صالح يعني ابن أبي الأخضر، عن الزهري، أخبرني عمارة بن خزيمة، رأى في المنام أنه يسجد على جبهة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: "فأتى خزيمة رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبِرْهُ قال: فاضطجع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ثم قال له: صدق رؤياك فسجد على جبهة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-". وأخرجه أيضًا في (5/ 216) قال: ثنا عامر بن صالح الزبيري، حدثني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري به بنحوه. وشيخه هو: عامر بن صالح الزبيري قال فيه الحافظ في التقريب (287: 3096): عامر بن صالح بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ القرشي الأسدي الزبيري أبو الحارث المدني، نزل بغداد، متروك الحديث أفرط فيه ابن معين، فكذبه، وكان عالمًا بالأخبار. اهـ. وفي (5/ 214): قال: ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، أنا أبو جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة بن ثابت أن أباه قال: (رأيت في المنام أني أسجد عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبرت بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "إن الروح لا تلقى الروح"، وأقنع النبي -صلى الله عليه وسلم- رأسه هكذا فوضع جبهته عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-). كذا في المسند "لا تلقى"، وفي معرفة الصحابة وفي الفتح الرباني (ليلقى الروح)، وهو أولى، انظر: الفتح الرباني (17/ 217).=
= وفي (5/ 215) قال: ثنا عثمان بن عمر-هو ابن فارس-، أنا يونس عن الزهري، عن ابن خزيمة بن ثابت الأنصاري -صاحب الشهادتين- عن عمه أن خزيمة بن ثابت الأنصاري: "رأى في المنام أنه سجد على جبهة رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... " الْحَدِيثَ. قال الشيخ أحمد البنا رحمه الله: تقدم في الطريق الأولى أن ابن شهاب قال: أخبرني عمارة بن خزيمة عن عمه، عن خزيمة بن ثابت، وفي هذا الطريق قال: أخبرني عمارة بن خزيمة أن خزيمة رأى في المنام ... إلى آخره. ولا بأس بذلك: فإِنه يجوز أن عمارة روى هذا الحديث مرتين، مرة عن خزيمة بواسطة عمه، ومرة عن خزيمة مباشرة بغير واسطة، فروى ابن شهاب الروايتين عنه كما سمع، والله أعلم. اهـ. قلت: هذا لا يستقيم إذ من شرط هذه الصورة أن يرد في موضوع الزيادة في الطريق الخالي منها بصيغة أداء تدل على الاتصال كحدثني أو حدثنا، أو سمعت، أو أخبرنا، أو نحوها، وهنا لم يرد شيء من هذا بل قال "أن" وحكمها كـ"عن" على رأي الأكثرين، وعليه فالطريق الخالي من عمه منقطع وإن كان الواسطة صحابيًا هنا، وقد عرف. وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ق 211): قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ ثنا الْحَارِثُ بن أبي أسامة، ثنا عثمان بن عمر، ثنا يونس بن يزيد به بمثله. ثم قال: ورواه حماد بن سلمة: حدثناه سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن العباس، ثنا سريج بن النعمان ح. وحدثنا ابن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا عفان، قالا: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الخطمي، عن عمارة بن خزيمة أن أباه قال: (رأيت في المنام ...) فذكر نحوه، وَزَادَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الروح لا تلقى الروح. فأقنع النبي -صلى الله عليه وسلم- رأسه هكذا، وأمره أن يسجد من خلفه على جبينه".=
= ورواه شعبة عن أبي جعفر الخطمي فقال: سمعت عمارة عن يحيى بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خزيمة. وقوله فأقنع رأسه: أي رفعه. انظر: مفردات الراغب (413)، مادة: (ق ن ع). وذكره الهيثمي في بغية الباحث (2/ 325: 2238): باب في السجدة الواحدة قال: حدثنا عثمان بن عمر به بمثله. وفي مجمع الزوائد (9/ 320): في المناقب: باب ما جاء في خزيمة بن ثابت رضي الله عنه: بنحوه ثم قال: (رواه أحمد عن شيخه عامر بن صالح الزبيري، وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. وقد تقدمت له طرق في التعبير). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 128: 472): بمثله وعزاه للحارث.
الحكم عليه: الحديث إِسناده صحيح لذاته. ويونس وإن كان قد استنكر الأمام أحمد وغيره بعض حديثه إلَّا أن الإِمام أحمد أخرج حديثه هذا في غير ما موضع من مسنده. يضاف إلى هذا أنه قد توبع عليه ووافقه غيره كما مر من عرض طرقه عند الإِمام أحمد، ومنها متابعة صالح بن أبي الأخضر له -وهو كما تقدم ضعيف يعتبر به-، وحماد بن سلمة، وغيرهما.
554 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا الْيَمَانُ بْنُ نَصْرٍ (¬1): صَاحِبُ الدَّقِيقِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ (¬2) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف (قَالَ) (¬3): سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: (رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي تَحْتَ شَجَرَةٍ، وَكَأَنَّ الشَّجَرَةَ (¬4) تَقْرَأُ (ص)، فَلَمَّا أَتَتْ عَلَى السَّجْدَةِ: سَجَدَتْ فَقَالَتْ فِي سُجُودِهَا: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي بِهَا ذَنْبًا (¬5)، اللَّهُمَّ حُطَّ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَأَحْدِثْ لِي بِهَا شُكْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي: كَمَا تَقَبَّلْتَ مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ سجدتَهُ. فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: سَجَدْتَ أَنْتَ يَا أَبَا سعيد (¬6)؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَإِنَّكَ (¬7) أَحَقُّ بِالسُّجُودِ مِنَ الشَّجَرَةِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُورَةَ (ص)، ثم أتى على السجدة، (و) (¬8) قال فِي سُجُودِهِ مَا قَالَتِ الشَّجَرَةُ فِي سُجُودِهَا". ¬
554 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 330: 1069): قال: حدثنا الجراح بن مخلد به بمثله.=
= وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 415: 414): في باب سجود التلاوة سجدة (ص). بنحوه باختلاف يسير. وفي مجمع الزوائد (2/ 284): في الباب الثالث من سجود التلاوة بنحوه باختلاف يسير. ثم قال: (رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط إلَّا أنه قال: قالت: اللهم اكتب لي بها أجرًا، والباقي بنحوه، وفيه اليمان بن نصر: قال الذهبي: مجهول). اهـ. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 337: 5869): قال: عن ابن عيينة عن عاصم بن سليمان، عن بكر بن عبد الله بن المزني "إن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! رأيت كأن رجلًا يكتب القرآن وشجرة حذاءه فلما مر بموضع السجدة التي في (ص) سجدت، وقالت: اللهم أحدث لي بها شكرًا، وأعظم لي بها أجرًا، واحطط بها وزرًا. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- فنحن أحق من الشجرة". وقد أرسل بكر عن أبي ذر رضي الله عنه. انظر: جامع التحصيل (150: 65). وله رواية عن عدد من الصحابة، ولم يذكر المزي فيهم أبا سعيد الخدري. انظر: (1/ 157). وأبو سعيد رضي الله عنه توفي سنة ثلاث، أو أربع، أو خمس وستين على الصحيح وقيل أربع وسبعين، في حين توفي بكر سنة (106)، والفرق بين الوفاتين قرابة 42 سنة فيبعد أن يكون قد روى عنه. وممن رجح انقطاعه البيهقي فقد: أخرجه في معرفة السنن والآثار (1/ 5: 242/ ب) من نسخة أحمد الثالث، وفي (ص 479) من النسخة الأخرى: باب السجود في (ص): قال: (أخبرنا إبراهيم ابن محمد، قال أخبرنا شافع، قال: أخبرنا أبو جعفر، قال: حدثنا المزني، قال: حدثنا الشافعي، قال: أخبرنا سفيان، عن عاصم بن بهدلة، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: حدثنا الشافعي، قال: أخبرنا سفيان، عن عاصم بن بهدلة، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال: "رأيت كأن رجلًا يكتب القرآن:=
= فلما مر بالسجدة التي في (ص) سجدت الشجرة فقالت: "اللهم أعظم لي بها أجرًا، واحطط بها وزرًا، وأحدث بها شكرًا". فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فنحن أحق بالسجود من الشجرة. فسجدها وأمر بالسجود". ثم قال البيهقي: (هذا منقطع، ورواه حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قال: أخبرني مخبر عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت في المنام كأني أقرأ سور (ص) فلما أتيت على السجدة سجد كل شيء رأيت: الدواة والقلم واللوح، فغدوت على النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فأمر بالسجود فيها". أخبرناه: أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق [الفقيه قال: أخبرنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا هشيم]، قال: أخبرنا حميد: صح). اهـ. ومن قوله الفقيه إلى هشيم سقط من نسخة أحمد الثالث وتم استدراكه من حاشية النسخة الأخرى من كتاب المعرفة. وممن نبه على الانقطاع أيضًا الدارقطني، في العلل (4/ ق 2/ أ): عندما (سئل عن حديث بكر بن عبد الله المزني، عن أبي سعيد قال: "رأيتني في المنام كأني أتيت على السجدة في (ص) فسجد كل شيء رأيته، وأخبرت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأمر بالسجدة فيها". فقال: يرويه حميد الطويل، وعاصم الأحول، ومحمد بن جحادة عن بكر، واختلفوا فيه: فرواه حميد الطويل واختلف عنه: فقال هشيم: عن حميد، عن بكر، عن أبي سعيد. وقال مسدد عن هشيم، عن حميد، عن بكر، عن رجل، عن أبي سعيد أرسله ابن أبي عدي. وحماد بن سلمة، عن حميد، عن بكر أن أبا سعيد رأى فيما يرى النائم.=
= وقال ابن جحادة عن بكر أن أبا موسى الأشعري: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال عاصم: عن بكر إن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يسمه. وقول مسدد: عن هشيم: أشبهها بالصواب). اهـ. فترجيح الدارقطني لطريق مسدد وفيه وجود رجل بين بكر وأبي سعيد: مصير منه إلى القول بانقطاعه في الطرق التي خلت منه. وهذه الرواية الأخيرة عن أبي سعيد والتي فيها سجود الدواة واللوح والقلم والتي رجحها الدارقطني، أخرجها عدد، منهم: البيهقي في السنن الكبرى (2/ 320): قال: أخبرنا أبو الحسن: علي بن محمد المقري، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا مسدد، ثنا هشيم، نبا حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قال: أخبرني مخبر عن أبي سعيد فذكره بمثله، إلَّا أنه قال: رسول الله، بدلًا من النبي -صلى الله عليه وسلم-. ومن حديث ابن عباس: أخرجه الترمذي في جامعه (2/ 472: 579): باب ما يقول في سجود القرآن قال: (حدثنا قتيبة، حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس، حدثنا الحسن بن محمد بن عبيد الله بن يزيد، قال: قال لي ابن جريج: يا حسن: أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِّي رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة، فَسَجَدْتُ، فَسَجَدَت الشجرة لسجودي، فسمعتها وهي تقول: "اللهم اكتب لي بها عندك أجرًا، وضع عني بها وزرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود". قال الحسن: قال لي ابن جريج: قال لي جدك، قال ابن عباس: فقرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- سجدة ثم سجد، قال فقال ابن عباس فسمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل عند قول=
= الشجرة". قال: وفي الباب عن أبي سعيد. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من حديث ابن عباس، لا نعرفه إلَّا من هذ الوجه). اهـ. قال الشيخ أحمد شاكر: (وهو حديث صحيح). اهـ. وصححه ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، ووافقه الذهبي. وستأتي طرقه عندهم. وحسنه النووي في الخلاصة (ق 90/ أ): وأما ابن خزيمة فقد أخرجه في صحيحه (1/ 282: 562): باب الذكر والدعاء في السجود عند قراءة السجدة قال: نا الحسن بن محمد، نا محمد بن يزيد بن خنيس، قال: قال لي ابن جريج، قال: حدثني ابن عباس: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِّي رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم: كأني أصلي خلف شجرة، فرأيت كأني قرأت سجدة فسجدت، فرأيت الشجرة كأنها تسجد بسجودي، فسمعتها، وهي ساجدة، وهي تقول: "اللهم اكتب لي عندك بها أجرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا، وضع عني بها وزرًا، واقبلها مني كما قبلت من عبدك داود". قال ابن عباس: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ السجدة ثم سجد، فسمعته -وهو ساجد- يقول مثل ما قال الرجل عن كلام الشجرة". وانظر: رقم (563) عنده. قال المحقق: إِسناده صحيح، وعزاه للترمذي. ومن طريقه: أخرجه ابن حبان في صحيحه: انظر: الإحسان (4/ 189: 2757): باب ذكر ما يدعو المرء به في سجود التلاوة في صلاته: قال: أخبرنا ابن خزيمة قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح به بنحوه باختلاف يسير. وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 219): باب التأمين قال: أخبرنا=
= عبد الصمد بن علي بن مكرم البزاز، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر، ثنا محمد بن يزيد بن خنيس به بنحوه. ثم قال: (... هذا حديث صحيح، رواته مكيون لم يذكر واحد منهم بجرح، وهو من شرط الصحيح، ولم يخرجاه). اهـ. ووافقه الذهبي فقال: "صحيح. ما في رواته مجروح). اهـ. وأشار إليه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 147): قال: (محمد بن عبد الرحمن بن عوف، سمع أبا سعيد الخدري: سجد النبي -صلى الله عليه وسلم- في (ص). قاله لي عمرو بن علي قال: حدثنا يمان بن نصر، قال: حدثنا عبد الله المدني، قال: حدثنا محمد بن المنكدر، عن محمد). قال: (وروى عمرو بن أبي عمرو عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن: أن عبد الرحمن قال: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فِي سجدة الشكر). اهـ. فهذا الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه في السجود في (ص)، من حمل السجدة على أنها سجدة شكر لا سجدة تلاوة استدلالًا بقوله -صلى الله عليه وسلم- في سجدة (ص): "سجدها داود توبة، وسجدتها شكرًا" أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن عمر بن ذر عن أبيه به. انظر: المصنف (3/ 338: 5870)، وأخرجه أبو داود من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سورة (ص)، وهو على المنبر، فلما بلغ السجدة نزل فسجد، وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها، فلما بلغ السجدة تَشَزَّن الناس للسجود، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنما هي توبة نبي، ولكني رأيتكم تشزنتم فنزل فسجد وسجدوا". وانظر: جامع الأصول (5/ 556: 3792)، والمعر فة (1/ ق 243/ أ). وأخرج النسائي (2/ 159) في باب سجود القرآن: السجود في (ص): قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن المقسمي، قال: حدثنا حجاج بن محمد عن عمرو ابن ذر، عن أبيه، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "سَجَدَ في (ص) وقال سجدها داود توبة ونسجدها شكرًا".=
= وإسناده صحيح، وقال النووي في الخلاصة بعد أن ساقه: رواه أبو داود بإِسناد صحيح على شرط البخاري. انظر: الخلاصة (ق 89/ ب): باب عدد السجدات. وقد استدل قوم بهذا الحديث برواياته المتعددة على أن سجدة (ص) ليست من سجود التلاوة في شيء وإنما هي سجدة شكر. على أن الذي يظهر لي هو كونها سجدة شكر وتلاوة أيضًا فقد روى البخاري في صحيحه. انظر: الصحيح مع الفتح (2/ 552): باب سجدة ص: من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: "ص ليس من عزائم السجود، وَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يسجد فيها". وأخرجه الترمذي في جامعه (2/ 469: 577) والإمام البخاري يبرز فقهه في تراجمه وقد جعل باب سجدة ص أحد أبواب سجود التلاوة لكنها كما يشعر به معنى الحديث ليست من العزائم قال الحافظ في الفتح (2/ 552): (المراد بالعزائم ما وردت العزيمة على فعله كصيغة الأمر مثلًا بناءً على أن بعض المندوبات آكد من بعض عند من لا يقول بالوجوب). اهـ. ومن حملها على أنها سجدة شكر مقتصرًا. على هذا أي عدم اعتبارها سجدة تلاوة وقع في بعضهم في الخلط بين هذا المتن وبين متن حديث عبد الرحمن بن عوف في سجود الشكر وقد نبه على هذا ابن أبي حاتم في العلل (1/ 196): نقلًا عن أبيه قال: (سمعت أبي وذكر حديثًا رواه عمرو بن علي الصيرفي عن علي بن نصر عن عبيد الله المديني عن محمد بن عبد الرحمن بن عوف سمع أبا سعيد الخدري قال: "سجد النبي -صلى الله عليه وسلم- سجدة فأطال السجود حتى ظننت أن الله قبض روحه ثم رفع رأسه فسألته عن ذلك فقال: إن جبريل عليه السلام لقيني فقال: "من صلى عليك صلى الله عليه، ومن سلم عليك سلم الله عليه" أحسبه قال عشرًا فسجدت لله شكرًا. ورواه عمرو بن أبي عمرو عن عبد الواحد بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. فسمعت أبي يقول: حديث أبي سعيد وهم، والصحيح حديث عبد الرحمن بن عوف). اهـ.=
= أي أن هذا المتن إنما هو من حديث عبد الرحمن بن عوف. وهذا السند هو سند حديث أبي يعلى ومتنه على الصحيح هو ما ورد عند أبي يعلى وغيره في السجود ص. وثبوت السجود في ص استنبط أيضًا من قوله {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}. روى البخاري في صحيحه بسنده إلى مجاهد قال: "سألت ابن عباس من أين سجدت؟ فقال: أو ما تقرأ: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ...} الآية. فكان داود ممن أُمِرَ نبيكم -صلى الله عليه وسلم- أن يَقْتَدِى به، فسجدها داود فسجدها رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-". انْظُرْ: الصحيح مع الفتح (8/ 554: 4807). قال الحافظ في الفتح (2/ 553)، معلقًا على سبب الخلاف في مشروعية السجدة: (وسبب ذلك كون السجدة التي في ص إنما وردت بلفظ الركوع فلولا التوقيف ما ظهر أن فيها سجدة). اهـ. والحديث ذكره الحافظ بمثله في المطالب -المطبوع- بمثله، وعزاه لأبي يعلى. انظر: (1/ 129: 473). والهيثمي في مجمع البحرين (1/ ق 53/ أ): من طريق محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سعيد الخدري بنحوه، ثم قال: (لا يروى عن أبي سعيد إلَّا بهذا الإِسناد).
الحكم عليه: الحديث الباب إِسناده من طريق أبي يعلى ضعيف لجهالة اليمان بن نصر، وعبد الله المدني، وقد تقدم من متابعته وشواهده ما يرتقي به إلى الصحة.=
= وبمقارنة الروايات ببعضها يتبين أمور، منها: 1 - قراءة الشجرة لسورة ص ليست إلَّا في طريق أبي يعلى، وعليه فإنها لا تثبت. ويؤيد هذا أيضًا أنه قال: "وكأن الشجرة تقرأ ص" فشبه ولم يجزم. 2 - رواية أبي يعلى، وعبد الرزاق والبيهقي في المعرفة فيها زيادة "وأحدث لي بها شكرًا"، وهي ثابتة لوجود ما شهد لها. 3 - في رواية أبي يعلى أن الشجرة تقرأ، وفي رواية عبد الرزاق والبيهقي في المعرفة: "أن رجلًا يكتب القرآن وشجرة حذاءه فلما مر بموضع السجدة التي في ص سجدت وقالت: اللهم ... " الحديث. وفي رواية الترمذي وطائفة أن رجلًا قال: "يا رسول الله إني رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة، فسجدْتُ فسجدَتِ الشجرة لسجودي فسمعتها وهي تقول ... الحديث". ففي الأولى قرأت الشجرة، وفي الثانية استعمت للقراءة ثم سجدت ودعت، والثالثة ائتمت بالقراءة والسجود، وأْتَمَّ الصحابي بالدعاء الذي قالته. 4 - اتفقت الروايات تقريبًا في الباقي.
25 - باب صلاة المعذور
25 - بَابُ صَلَاةِ الْمَعْذُورِ 555 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا قُرَّان بْنُ تَمَامٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْجُدَ فَلْيَسْجُدْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلَا يَرْفَعَنَّ إِلَى وَجْهِهِ شَيْئًا، وَلْيَكُنْ سُجُودُهُ: رُكُوعًا، وَلْيَكُنْ رُكُوعُهُ أَنْ يُومِئَ بِرَأْسِهِ". * فِي إِسْنَادِهِ ضعيفان.
555 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 475: 4137) قال: عن ابن جريج، عن عطاء قال: دخل ابن عمر على صفوان الطويل وهو يصلي على وسادة فنهاه أن يصلي على حصىً أو على وسادة، وأمره بالإِيماء، فقال سليمان بن موسى: حدثنا نافع أن ابن عمر كان يقول: "إذا كان أحدكم مريضًا فلم يستطع سجودًا على الأرض، فلا يرفع إلى وجهه شيئًا، وليجعل سجوده ركوعًا، وليومىء برأسه. وقد رأى نافع أن ابن عمر في مرضه الذي مات فيه صلى، فوضع جبهته مرة واحدة، ثم لم يستطع بعد، فجعل سجوده ركوعًا". وهو عند عبد الرزاق من طرق عدة عن ابن عمر موقوفًا باختلافات يسيرة بينها وهي مختصرة، وذكرت هذا لاجتماع معنى حديث الباب فيه، وجمعه بين قول ابن=
= عمر رضي الله عنهما وفعله. وعند ابن أبي شيبة في معناه مختصرًا عن عدد من الصحابة والتابعين. انظر: المصنف (1/ 272) وما بعدها. وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 272): باب من كره للمريض أن يسجد على الوسادة وغيرها: قال: نا ابن عيينة عن عمرو عن عطاء عاد ابن صفوان فوجده يسجد على وسادة فنهاه وقال أومىء إيماء. كذا في المصنف (ابن صفوان) وفيه سقط والصواب كما عند عبد الرزاق (2/ 475) (... دخل ابن عمر على صفوان الطويل ...). اهـ. والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 306): قال: (أخبرنا أبو أحمد المهرجاني، أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي، ثنا محمد بن إبراهيم العبدي، ثنا ابن بكير، ثنا مالك، عن نافع أن عبد الله بن عمر: كان يقول: "إذا لم يستطع المريض السجود أومأ برأسه إيماءً ولم يرفع إلى جبهته شيئًا". وكذلك رواه جماعة عن نافع عن ابن عمر موقوفًا، ورواه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ عَنْ نَافِعٍ مرفوعًا، وليس بشيء، وقد روي من وجه آخر عن ابن عمر موقوفًا). اهـ. وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 148 - 149) في باب صلاة المريض وصلاة الجالس. بنحوه باختلاف يسير. وعزاه للطبراني في الأوسط وقال: (ورجاله موثقون ليس فيهم كلام يضر والله أعلم). اهـ. وهو في المعجم الأوسط للطبراني (2/ ق 144/ ب): قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن بكير، ثنا سريج بن يونس، ثنا قرآن بن تمام، عن عبيد الله بن عمير، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "من استطاع منكم أَنْ يَسْجُدَ فَلْيَسْجُدْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلَا يرفع إلى جبهته شيئًا=
= يسجد عليه، ولكن ركوعه وسجوده يومئ برأسه". ثم قال: لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلَّا قرآن بن تمام، تفرد به سريج بن يونس. اهـ. وفي مجمع البحرين (1/ ق 43/ ب) (عبد الله بن عامر) لا عمير، وهو الصواب، وقد عرفت أن رفعه خطأ من عبد الله بن عامر رحمه الله، والصواب -والله أعلم- هو وقفه على ابن عمر رضي الله عنهما. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 126: 463): في الباب نفسه مثله وعزاه لأحمد بن منيع وقال: فيه ضعيفان. اهـ. قلت: عبد الله بن عامر ضعيف بالاتفاق، أما قرآن بن تمام فتقدم أنه ليس ضعيفًا -فيما ظهر لي- بل هو صدوق: حديثه لا يقل عن الحسن لذاته.
الحكم عليه: الحديث إِسناده من طريق أحمد بن منيع ضعيف لحال عبد الله بن عامر الأسلمي، وبمتابعه الذي تقدم عند عبد الرزاق وعند غيره يتقوى، ويصل إلى الحسن لغيره. إلا رفعه فليس له متابع، والصواب فيه الوقف -والله أعلم-.
556 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا حَفْصُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: (عَادَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرِيضًا، وَأَنَا مَعَهُ، فَرَآهُ يُصَلِّي، وَيَسْجُدُ عَلَى وِسَادَةٍ، فَنَهَاهُ، وَقَالَ: "إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تسجد على الأرض فاسجد وإلاَّ فأوميء إِيمَاءً، وَاجْعَلِ السُّجُودَ (¬1) أَخْفَضَ مِنَ الرُّكُوعِ "). *حَفْصٌ ضعيف. ¬
556 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 345: 1811)، قال: حدثنا أبو الربيع به بمثله. والبزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 274: 568): باب صلاة المريض: قال البزار: حدثنا محمد بن معمر بن مرداس، قالا: ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا سفيان الثوري، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (أن رسول -صلى الله عليه وسلم- عاد مريضًا فرآه يصلي على وسادة فرمى بها، فأخذ عودًا يصلي عليه فرمى به، وقال: "إن أطقت الأرض والاَّ فاومىء إيماءً، واجعل سجودك أخفض من ركوعك"). قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ الثوري إلا الحنفي. اهـ. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 113: 307): سئل أبي عن حديث رواه أبو بكر الحنفي عن الثوري عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- دخل على مريض وهو يصلي على وسادة". قال: هذا خطأ إنما هو عن جابر قوله أنه دخل على مريض. فقيل له: فإِن أبا أسامة قد روى عن الثوري هذا الحديث مرفوعًا، فقال: ليس بشيء: هو موقوف. اهـ. وعليه: فقول البزار رحمه الله لا نعلم أحدًا رواه ... إلخ فيه احتياط كبير بخلاف ما لو قال: لم يروه، وقد نبه ابن أبي حاتم هنا إلى رواية أبي أسامة له عن=
= الثوري. وساق البيهقي في السنن له طريقًا آخر أيضًا كما سيأتي، فانتفى تفرد أبي بكر الحنفي. ومن طريقه: أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 306): فقال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي ببغداد، أنبأ أبو عمرو بن السماك، ثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب، ثنا أبو بكر الحنفي به بنحوه مرفوعًا. ثم قال البيهقي: وكذلك رواه محمد بن معمر البحراني عن أبي بكر الحنفي، وهذا الحديث يعد في أفراد أبي بكر الحنفي عن الثوري. اهـ. ثم أورد له طريقًا آخر قال: أخبرنا أبو سهل المروزي، ثنا أبو بكر بن خبيب، ثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، ثنا سفيان الثوري، عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ-صَلَّى الله عليه وسلم- عاد مريضًا فرآه يصلي على وسادة فأخذها فرمى بها ثم ذكر بمثله إلَّا أنه قال: صل بالأرض إن استطعت". وفي طرقه الثلاثة الأول عند البزار والباقي عند البيهقي، فيها عنعنة أبي الزبير المكي، وهو في الثالثة من المدلسين، وتدليس هؤلاء لا يقبل ما لم يصرحوا بالسماع. وقد صححه الحافظ ابن حجر في تجريده لزوائد البزار فقد: ذكره في "باب صلاة المريض" (939/ 2: 399) بسند البزار قال: حدثنا محمد بن معمر، ومحمد بن مرداس، قالا: ثنا أبو بكر الحنفي به بمثله إلَّا أنه قال في العود (عليها) بدلًا من عليه. ثم ساق كلام البزار وقال بعده: هذا الإِسناد صحيح. وتعقبهما المحقق (ص940) قائلًا: (قلت: فقول البزار لا نعلم أحدًا رواه عن الثوري إلَّا الحنفي فيه نظر، وكذلك في تصحيح الحافظ بالإِسناد).=
= أما رفعه فقد توارد عليه ثلاثة هم أبو أسامة، وعبد الوهاب بن عطاء، وأبو بكر الحنفي. وقد اجتمع هؤلاء الثلاثة على رفعه، لكن لا يزال مداره في هذه الطرق على أبي الزبير وقد عنعنه. وذكر عبد الحق في الأحكام الكبرى (ص 124): بمثل لفظ البزار الأول، وعزاه له ثم قال عبد الحق: (رواه أبو بكر الحنفي، وكان ثقة عن الثوري عن أبي الزبير عن جابر، وقد تقدم الكلام في حديث أبي الزبير عن جابر، وأنه لا يصح من حديثه عنه إلا ما ذكر فيه السماع أو كان من رواية الليث عن أبي الزبير). اهـ. قلت: وعلى هذا مشى الأئمة فيما رواه أبو الزبير عن جابر. وأخرجه البيهقي في معرفة السنن والآثار (1/ ق 237/ ب) من نسخة أحمد الثالث وفي الأخرى (ص369)، باب صلاة المريض: قال: (أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن إسماعيل البزاز بالطابران، قال حدثنا أبو الأحرز محمد بن عمرو بن جميل الأزدي، قال: حدثنا أبو بكر يحيى بن جعفر -هو ابن أبي طالب-، حدثنا أبو بكر الحنفي قال: حدثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر به، بنحو لفظ البزار الأول. ثم قال: هذا الحديث يعد في أفراد أبي بكر الحنفي، وقد تابعه عبد الوهاب ابن عطاء عن الثوري، وهذا يحتمل أن يكون في وسادة مرفوعة إلى جبهته، ويحتمل أن يكون في وسادة موضوعة مرتفعة عن الأرض، والله أعلم). اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 148): باب صلاة المريض وصلاة الجالس بروايتين الأولى بمثله، أي بمثل حديث الباب، والثانية بنحوه بمثل لفظ البزار، ولم يذكره كله، وقال بعد أن ساق الأولى: رواه البزار، وأبو يعلى بنحوه إلَّا أنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عاد مريضًا فرآه يصلي على وسادة فرمى بها فأخذ عودًا=
= يصلي عليه فرمى به. ورجال البزار: رجال الصحيح. اهـ، وفي المقصد العلي (1/ 358: 314): باب صلاة المريض بمثله. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 127: 463): باب صلاة المعذور، بمثله وعزاه لأبي يعلى وقال: فيه ضعف. وذكره الزيلعي في نصب الراية (2/ 175)، بلفظ البزار، وعزاه له وللبيهقي في المعرفة، وأبي يعلى في مسنده. وذكره الحافظ في الدراية وعزاه للبزار ثم قال: أخرجه البيهقي ورواته ثقات، وهو عند أبي يعلى من وجه آخر عن جابر، وعند الطبراني من حديث ابن عمر نحوه. اهـ. انظر: الدراية (1/ 209): باب صلاة المريض. وهو عند الطبراني من طريقين عن ابن عمر أما أحدهما وهو الذي في الأوسط فقد تقدم في تخريج الذي قبله. وأما الثاني فهو في الكبير ذكره الزيلعي في النصب (2/ 176)، والهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 148): ثم قال الهيثمي: (رواه الطبراني في الكبير وفيه حفص بن سليمان النقري، وهو متروك. واختلفت الرواية عن أحمد في توثيقه، والصحيح أنه ضعفه -والله أعلم- وقد ذكره ابن حبان في الثقات). اهـ. وقد تقدم أنه حسن بشواهده.
الحكم عليه: الحديث من طريق أبي يعلى شديد الضعف لحال حفص بن سليمان، لكن معناه ثابت في الذي قبله فالحديث الماضي عن ابن عمر إذا ما ضم لحديث جابر من غير طريق أبي يعلى صار من مجموعهما ما يشعر بثبوته عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
557 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا حفص بن (¬1) عمر، ثنا (¬2) مختار بن فلفل، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (¬3): إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صَلَّى عَلَى الْأَرْضِ فِي الْمَكْتُوبَةِ قَاعِدًا (¬4)، وفي التسبيح قعد في الأرض فأومأ إيماءً". ¬
557 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 42: 3955): قال: حدثنا محمد بن بكار به بنحوه بالفروق التي تقدمت في التصويب. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 359: 315): باب صلاة المريض. به بمثل لفظ أبي يعلى في المسند. وفي مجمع الزوائد (2/ 149): باب صلاة المريض، وصلاة الجالس به بمثل لفظ أبي يعلى في المسند. ثم قال: (رواه أبو يعلى، وفيه حفص بن عمر، قاضي حلب، وهو ضعيف). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 127: 465): في باب صلاة المعذور بمثله وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه: الحديث إِسناده من طريق أبي يعلى ضعيف لحال حفص بن عمر، ومختار بن فُلْفُل. فأما ما يتعلق منه بالصلاة في المكتوبة قاعدًا:=
= فقد أخرجه عدد من الأئمة من قوله وفعله -صلى الله عليه وسلم-، أقتصر هنا على ما يشهد لحديث الباب: أخرج البخاري في صحيحه، (2/ 584) مع الفتح: باب صلاة القاعد: من حديث أنس رضي الله عنه، قال: "سقط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من فرس: فَخُدش -أو فجحش- شقه الأيمن، فدخلنا عليه نعوده، فحضرت الصلاة فصلى قاعدًا فصلينا قعودًا ... الحديث". ففيه فعله -صلى الله عليه وسلم-. وهو من حديث أنس راوي حديث الباب هنا. وروى البخاري في الباب نفسه وغيره: من حديث عائشة، وعمران بن حصين في هذا المعنى. وأما ما يتعلق بالإيماء عند التسبيح: فقد تقدم في الحديثين السابقين ما يشهد له. والمقصود بالتسبيح هنا هو صلاة النافلة، فقد وقع هذا الإِطلاق عليها في بعض الروايات عن عدد من الصحابة. ومن أمثلة ذلك، ما رواه البخاري في صحيحه (2/ 575): مع الفتح، من حديث عامر بن ربيعة: قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو على الراحلة يُسبح، يومئ برأسه قِبَل أيّ وجه توجه، ولم يكن رسول -صلى الله عليه وسلم- يصنع ذلك في الصلاة المكتوبة". قال الحافظ في الفتح: في الصفحة نفسها: (قوله يسبح: أي يصلي النافلة، وقد تكرر في الحديث كثيرًا، وسيأتي قرببًا حديث عائشة في (سبحة الضحى). والتسبيح حقيقة في قول: "سبحان الله"، فإِذا أطلق على الصلاة فهو من باب إطلاق اسم البعض على الكل، أو لأن المصلي منزِّه لله سبحانه وتعالى بإِخلاص العبادة، والتسبيح التنزيه فيكون من باب الملازمة، وأما اختصاص ذلك بالنافلة، فهو عرف شرعي والله أعلم). اهـ.=
= وأشار إلى هذا الاختصاص ابن الأثير في النهاية. انظر: (2/ 331): مادة (س ب ج). وجزم بعض المحققين: بأن المقصود بالتسبيح في حديث أبي يعلى: وقت السجود. ولعله ذهب إلى هذا لما قيل من أن (السُّبُحات: مواضع السجود). اهـ. اللسان (2/ 473): مادة (س ب ح). والحديث بشواهده يرتقي إلى الحسن لغيره.
26 - باب صلاة الاستخارة
26 - بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِخَارَةِ 558 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي، عَنِ ابن إسحاق، حدثني عيسى بن عبد الله بْنُ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْرًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ (¬1)، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا -فِي (¬2) الْأَمْرِ الَّذِي تُرِيدُ (¬3) -: خَيْرًا لِي (¬4) فِي دِينِي وَمَعِيشَتِي، وَعَاقِبَةِ أَمْرِي: وَإِلَّا فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، ثُمَّ اقدرُ لِيَ (¬5) الْخَيْرَ أَيْنَمَا كَانَ، وَلَا (¬6) حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ (¬7). [3] وَقَالَ ابْنُ حَبَّانَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، ثنا يعقوب به. ¬
558 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 497: 1342)، قال: حدثنا زهير به نحوه بالفروق التي تقدمت. ومن طريقه الحافظ: أخرجه في نتائج الأفكار (ق 58/ أ- ب): في المجلس العاشر بعد الثلاثمائة قال: وأما حديث أبي سعيد: فقرأته على فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي، عن أبي عبد الله بن الزراد، قال: أخبرنا محمد بن أسماعيل الخطيب، قال: أخبرتنا فاطمة بنت سعد الخير، قالت: أخبرنا زاهر بن طاهر، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأديب، قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، قال: حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا زهير: هو ابن حرب ح: وبالسند الماضي إلى الطبراني في الدعاء قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا: أبو خليفة قال: حدثنا علي بن المديني، قالا (أي أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني): حدثنا أبو خيثمة: هو زهير بن حرب قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، به دون قوله: (العلي العظيم). ثم قال الحافظ: هذا حديث حسن: أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب: الدعاء عن أبي خيثمة، وأخرجه ابن حبان في صحيحه عن أبي خليفة، فوقع لنا موافقة عالية من الطريق. اهـ. وهو في صحيح ابن حبان، انظر الإحسان (2/ 122: 882): باب ذكر الأمر بالاستخارة إذا أراد المرء أمرًا قبل الدخول عليه قال: أخبرنا أبو خليفة، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم به نحوه بزيادة في وسطه.=
= وأخرجه الطبراني في كتاب الدعاء (3/ 1408: 1304): قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي (ح)، وحدثنا أبو خليفة، ثنا علي بن المديني: قالا: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد به نحوه بلفظ مقارب. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 281): باب الاستخارة: نحوه ثم قال: (رواه أبو يعلى، ورجاله موثقون، ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه). اهـ. وهو في المقصد العلي (1/ 404): الرقم (392): باب الاستخارة. بنحوه وهو أقرب إلى لفظ أبي يعلى في المسند. وأشار إليه البيهقي في الأسماء والصفات (ص 156): باب ما جاء في إثبات القدرة: فقال بعد أن سرد عدة ألفاظ له من غير حديث أبي سعيد. (... ومن وجه آخر عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-). اهـ.
الحكم عليه: الحديث إِسناده حسن لذاته لحال ابن إسحاق وقد تقدم عن الحافظ في النتائج: أنه حسنه وله شواهد قوية في صحيح البخاري وغيره، أذكر هنا واحدًا منها: روى البخاري في صحيحه: (11/ 183) من الصحيح مع الفتح: باب الدعاء عند إلاستخارة من حديث جابر رضي الله عنه قال: حدثنا مطرف بن عبد الله أبو مصعب، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. اللَّهُمَّ إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله- فاقدره لي. وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله- فاصرفه عني واصرفني عنه، وأقدر لي الخير حيث كان ثم=
= رضّني به، ويسمي حاجته". وهذا الحديث أخرجه أيضًا: أبو داود في السنن. انظر سننه مع عون المعبود (4/ 396: 1524)، والترمذي في جامعه (2/ 345: 480) ثم قال: (وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، وأبي أيوب. قال أبو عيسى: حديث جابر حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي الموالي. وهو شيخ مديني ثقة، روى عنه سفيان حديثًا، وقد روى عن عبد الرحمن غير واحد من الأئمة، وهو عبد الرحمن بن زيد بن أبي الموالي). اهـ. وقال الحافظ في التقريب: صدوق ربما أخطأ. اهـ. وقال في الهدي (419): وثقه ابن معين والنسائي وأبو زرعة، وقال أحمد وأبو حاتم لا بأس به، وقال ابن خراش: صدوق، وقال ابن عدي: مستقيم الحديث. وأنكر أحمد حديثه عن محمد بن المنكدر عن جابر في الاستخارة، قلت: هو من أفراده، وقد أخرجه البخاري، والخطب فيه سهل. اهـ. وقال ابن عدي في نهاية ترجمة عبد الرحمن: (وقد روى حديث الاستخارة غير واحد مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما رواه ابن أبي الموال). اهـ. الكامل (4/ 1617). وقال الحافظ في الفتح- معلقًا على قول ابن عدي (11/ 184): (قلت: يريد أن للحديث شواهد، وهو كما قال، مع مشاححة في إطلاقة) ثم ذكر حديث أبي أيوب وفيه" ... أكتم الخطبة، وتوضأ فأحسن الوضوء ثم صل ما كتب الله لك" الحديث. اهـ. ونقل ابن عدي قول الإِمام أحمد: بأن عبد الرحمن: روى حديثًا منكرًا في الاستخارة. فذكره الحافظ في النتائج (ق 55/ أ- ب): ثم قال: (وكأنه -أي ابن عدي- فهم من قول أحمد: له منكر: تضعيفه، وهو المتبادر، لكن اصطلاح أحمد إطلاق=
= هذا اللفظ على الفرد المطلق، ولو كان رواية ثقة، وقد جاء عنه ذلك في حديث "إنما الأعمال بالنيات" فقال في رواية محمد بن إبراهيم التيمي: وروى حديثًا منكرًا. ووصف محمدًا مع ذلك بالثقة). اهـ. وساق الشواهد التي نبه عليها ابن عدي، واستوعب سياقتها في المجلس التاسع بعد الثلاثمائة (ق 55/ ب) وما بعدها. وقال في الهدي: (419) في نهاية ترجمة عبد الرحمن: (وقد احتج به البخاري وأصحاب السنن). اهـ. وقد تقدم ذكر بعض من وثق عبد الرحمن، فهذا مع احتجاج البخاري به كاف لاعتبار توثيقه ومجرد تفرده بهذه الزيادة وروايته ما لم يرو غيره من الثقات لا يجعل حديثه منكرًا بل ولا شاذًا وتقدم أن ذكر الصلاة جاء في بعض الروايات لكن دون تحديد بأنها ركعتين. فحديث ابن أبي الموالي في الاستخارة حجة بكل ما فيه، وقد صححه بالزيادة الدارقطني في الأفراد. وقد ذكره النووي في الخلاصة (ق 82/ أ): (وساقه عن جابر ثم قال: رواه البخاري في مواضع من صحيحه، وفي بعضها "فرضِّني به"). اهـ. ولم يذكر فيه شذوذًا، ولا نكارة، كما ذكره في الأذكار (ص 131) باب دعاء الاستخارة، وأخرجه النسائي في المجتبى (6/ 80). وهو عند الطبراني في الصغير (ص 208/ 515) من حديث ابن مسعود دون ذكر الصلاة.
27 - باب الحث على سجدتين عقب كل صلاة
27 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى سَجْدَتَيْنِ عَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ 559 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ (¬1): ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما: "إن استطعت ألا تُصَلِّيَ صَلَاةً إلَّا سَجَدْتَ بَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ فَافْعَلْ". * هذا إِسناد صحيح. وكأن المراد بالسجدتين: الركعتان، وَبِالصَّلَاةِ: الْمَفْرُوضَةِ، وَيُحْتَمَلُ (¬2) أَنْ يَكُونَ يَرَى السُّجُودَ لِلسَّهْوِ، وَإِنْ لَمْ يَسْهُ احْتِيَاطًا (¬3) لِأَنْ يَكُونَ سها، والله أعلم. (24) وسيأتي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِ السَّهْوِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ التَّابِعِيِّ مَا يؤيد ذلك (¬4). ¬
559 - تخريجه: ولم أقف عليه بهذا السند والمتن ولا أظنه يراد به المعنى المتبادر للسجدتين وما=
= رجحه الحافظ أولًا من أن المراد بالسجدتين: الركعتان، وبالصلاة: المفروضة، هو أولى من المحمل الثاني وهو أن يراد بهما سجدتي السهو. أولًا: لورود لفظ السجدتين بدلًا من الركعتين في كلام الصحابة. مثال هذا ما أخرجه البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (3/ 50): باب التطوع بعد المكتوبة. فقد أخرج من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: "صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سجدتين قبل الظهر، وسجدتين بعد الظهر، وسجدتين بعد المغرب، وسجدتين بعد العشاء، وسجدتين بعد الجمعة، فأما المغرب والعشاء ففي بيته". اهـ. ويمكن اعتبار هذا الحديث شاهدًا لهذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأخرج البخاري بعده من حديث صفية رضي الله عنها: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي سجدتين خفيفتين بعدما يطلع الفجر، وكانت ساعة لا أدخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها". ثانيًا: لأن الحديث في لفظه ما يشعر بالدوام، وإثبات سجدتين بعد كل صلاة على وجه الدوام احتياطًا للسهو: فيه إثبات ما لم يثبت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وإحداث ما لم يفعله -صلى الله عليه وسلم-، والخير فيما سنه وعلمه لأمته ونقله عنه أصحابه، وأحكام السهو هي من جملة ما علمه لهم لكن لم يكن ديدنه -صلى الله عليه وسلم- أن يسهو ثم يسجد، أو يحتاط لأن يكون سها ثم يسجد وإلاَّ لنقل. ثالثًا: على فرض أن المراد سجدتان خوف السهو، فإِن هذا فعل صحابي وقوله، واجتهاده. وما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- أولى بالاتباع، لا سيما وقد توفرت الدواعي لنقله، فهو يتكرر كل يوم خمس مرات، وحديث عبد الله بن شقيق سيأتي إن شاء الله برقم (666) وليس فيه ما يشعر بدوام هذا منه بل فعله مرة حين أمَّ المصلين فسألوه فقال: "حدثت نفسي" أي أنه خشي أنه سها أو أنه سها فعلًا.
الحكم عليه: وإسناده حسن لذاته، وبشاهده يرتقي إلى الصحيح لغيره.
28 - باب ما يفعل من نابه شيء في صلاته
28 - بَابُ مَا يَفْعَلُ مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ 560 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عن أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ". * أَبُو هَارُونَ ضَعِيفٌ.
560 - تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 1733): قال: ثنا الحسن، ثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، ثنا أبو هارون العبدي به بمثله. وذكره الهيثمي في مجمع البحرين (1/ ق 37/ ب): بسند الطبراني قال: أحمد بن القاسم بن مشاور، ثنا محمد بن إبراهيم أخو ابن معمر، ثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن أبي هارون العبدي به بمثله.
الحكم عليه: وإِسناده ضعيف جدًا لحال أبي هارون العبدي. لكن قد صح متنه بمثله عند البخاري وغيره من حديث أبي هريرة وغيره، أذكر هنا حديث أبي هريرة فقد: أخرجه البخاري انظر صحيحه مع الفتح (3/ 77): باب التصفيق للنساء، قال:=
= حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: "التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء". وفي الباب والصفحة أخرج أيضًا من حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مثله. ومن حديث أبي هريرة: أخرجه مسلم، انظر صحيحه مع شرح النووي (4/ 148)؛ وأبو داود، انظر سننه مع عون المعبود (3/ 316: 927)؛ والترمذي، انظر جامعه مع تحفة الأحوذي (2/ 366: 367)؛ ومسند أحمد (2/ 261)؛ والفتح الرباني (4/ 110)؛ وعبد الرزاق في المصنف من طرق عنه (2/ 456). قال الترمذي -بعد أن ساق حديث أبي هريرة-: وفي الباب عن علي، وسهل بن سعد، وجابر، وأبي سعيد، وابن عمر ... إلى أن قال: قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أهل العلم، وبه يقول أحمد وإسحاق. اهـ. تتمة: هنا مسائل ثمان متعلقة بهذا الحديث: المسألة الأولى: حكم التصفيق في الصلاة لمن نابه شيء اتفق الفقهاء على أن الرجل لو نابه شيء في صلاته فإِنه يشرع له التسبيح، أي يقول: "سبحان الله". وذلك لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه أبو هريرة: "التسبيح للرجال والتصفيق للنساء" (¬1) متفق عليه، وقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه سهل بن سعد رضي الله عنه: "إذا نابكم شيء في صلاتكم فليسبح الرجال ولتصفق النساء" (¬2). وقد خالف في هذا الإِمام أبو حنيفة رحمه الله فيما لو كان التسبيح جوابًا، فإِنه= ¬
= يرى أنه يقطع الصلاة (¬1)، وسيأتي بحثه إن شاء الله. أما التصفيق للنساء فقد اختلف العلماء في ذلك على قولين: القول الأول: ذهب الجمهور إلى مشروعية التصفيق للمرأة إذا نابها شيء في صلاتها. أدلتهم: 1 - ما رواه سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا نابكم شيء في صلاتكم فليسبح الرجال ولتصفق النساء" (¬2). 2 - ما رواه أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ" (¬3). 3 - ما رواه سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من نابه شيء في صلاته فليقل سبحان الله إنما التصفيق للنساء والتسبيح للرجال" (¬4). 4 - ما رواه ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما بلفظ: "رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للنساء في التصفيق وللرجال بالتسبيح" (¬5). فقد دلت الأحاديث السابقة بمنطوقها على جواز التصفيق للمرأة. القول الثاني: ذهب المالكية في المشهور عنهم إلى كراهية التصفيق للمرأة في الصلاة، وأن المشروع في حق الجميع التسبيح دون التصفيق. دليلهم: حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من نابه شيء في صلاته فليقل: سبحان الله" (¬6).= ¬
= وجه الدلالة: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من" فهي من صيغ العموم، فتشمل الرجال والنساء في التنبيه بالتسبيح في الصلاة. ولذا قال خليل -وهو من المالكية-: ولا يصفقن، أي النساء في صلاتهن لحاجة (¬1). وقد أجاب أصحاب القول الثاني عن حديث: "التصفيق للنساء"، فقالوا: هو من شأنهن في غير الصلاة، وهو على جهة الذم له، ولا ينبغي فعله في الصلاة لرجل ولا امرأة (¬2). مناقشة الجمهور لأدلة المخالفين وتأويلاتهم 1 - رد الجمهور على استدلال أصحاب القول الثاني بحديث: "من نابه شيء في صلاته فليقل: سبحان الله" بأن دلالة العموم لفظية ووضعية، ودلالة المفهوم من لوازم اللفظ عند الأكثرين، وقد قال في الحديث: "التسبيح للرجال والتصفيق للنساء"، فكأنه قال: لا تسبيح إلا للرجال، ولا تصفيق إلا للنساء، وكأنه قدم المفهوم على العموم للعمل بالدليلين، لأن في إعمال العموم إبطالًا للمفهوم، ولا يقال إن قوله: "للرجال" من باب اللقب، بل نقول: هو من باب الصفة لأنه في معنى الذكور البالغين" (¬3). إضافة إلى أن الأحاديث قد دلَّت بمنطوقها على تخصيص كل من المرأة والرجل بما شرع له. 2 - تعقب أصحاب القول الأول تأويل القول الثاني لحديث: "التصفيق للنساء" برواية حماد بن زيد عن أبي حازم في الأحكام: "فليسبح الرجال ولتصفق النساء" حيث ورد بصيغة الأمر، وهذا نص يدفع ما تأوله أهل هذه المقالة (¬4).= ¬
= والراجح -والله تعالى أعلم- هو القول الأول، هو مشروعية التصفيق للمرأة إذا نابها شيء في صلاتها. قال القرطبي رحمه الله: القول بمشروعية التصفيق للنساء هو الصحيح نظرًا وخبرًا (¬1)، وفي هذه الأحاديث أبواب كثيرة من الفقه لا تخفى على متأمل فطن". اهـ. (¬2). علَّة منع النساء من التسبيح قال الحافظ ابن حجر في الفتح: "وكأن منع النساء من التسبيح لأنها مأمورة بخفض صوتها في الصلاة مطلقًا لما يخشى من الافتتان، ومُنع الرجال من التصفيق لأنه من شأن النساء" (¬3). اهـ. وقال القرطبي في المفهم بعد أن حكى رأي المالكية: " ... وعللوا اختصاص النساء بالتصفيق، لان أصواتهن عورة كما ينبغي من الأذان، ومن الجهر بالإقامة والقراءة، وهو معنى مناسب شهد الشرع له بالاعتبار" (¬4). وقال فضيلة الشيخ ابن عثيمين حفظه الله: "والتفريق بالحكم بين الرجال والنساء ظاهر لأن المرأة لا ينبغي لها أن تظهر صوتها عند الرجال لا سيما وهم في صلاة، لأن هذا قد يؤدي إلى الفتنة، فإِن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فلو سبحت المرأة فربما يقع في قلب الإنسان فتنة، لا سيما إذا كان صوت المرأة جميلًا وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- "أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأنه ما ترك فتنة أخبر على= ¬
= الرجال من النساء" (¬1). *هل يختلف الحكم في مشروعية التصفيق للمرأة فيما إذا كانت المرأة مع نساء لا رجال معهن، أو كانت مع رجال؟ قال الشيخ محمد بن عثيمين حفظه الله: ظاهر كلامه -أي المؤلف- العموم سواء كانت امرأة مع نساء لا رجال معهن أو مع رجال، فإنها لا تسبح، وإنما تصفق. وقال بعض العلماء: إذا لم يكن معها رجال فإنها تسبح كالرجال، وذلك لأن التسبيح ذكر مشروع جنسه في الصلاة، بخلاف التصفيق، فإِنه فعل غير مشروع جنسه في الصلاة، ولجأت إليه المرأة فيما إذا كانت مع رجال؛ لأن ذلك أصون لها وأبعد عن الفتنة، ودليل هذه المسألة قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا نابكم شيء في الصلاة فليسبح الرجال ولتصفق النساء"، وفي رواية: "ولتصفح النساء" وإذا رأينا إلى عموم الحديث قلنا إن ظاهره أنه لا فرق بين أن يكون مع المرأة رجال أو لا. وإذا تأملنا قلنا بل ظاهر الحديث أن هذا فيما إذا كانت المرأة مع الرجال، لأنه قال: "فليسبح الرجال ولتصفق النساء"، وظاهر الحديث أن المسألة مسألة اجتماع رجالٍ ونساء، فوظيفة الرجال التسبيح، ووظيفة النساء التصفيق. والمسألة محتملة، فمن نظر إلى ظاهر العموم قال: تصفق، ومن نظر إلى ظاهر السياق قال: هذا فيما إذا كان معها رجال لا سيما إذا أخذنا بالتعليل الذي ذكرنا أن التسبيح ذكر مشروع جنسه في الصلاة، بخلاف التصفيق. اهـ (¬2).= المسألة الثانية: المراد بالتصفيق، وهل التصفيق والتصفيح بمعنى واحد؟ وبيان الصيغ الواردة فيه. ¬
= للتصفيق في اللغة معانٍ عدة، ومنها: الضرب الذي يُسمع له صوت، وهو كالصفق في ذلك. والتصفيق باليد: التصويت بها، كأنه أراد معنى قوله تعالى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً}، فقد كانوا يصفقون ويصفرون، وقد كان ذلك عبادة في ظنهم. وقيل في تفسيرها أيضًا: أنهم أرادوا بذلك أن يشغلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين في القراءة والصلاة .. وصفّق يديه بالثقيل: ضرب إحداهما على الأخرى. وهو في الاصطلاح: لا يخرج عن هذا المعنى (¬1). * هل التصفيق والتصفيح بمعنى واحد؟ في المسألة قولان: القول الأول: أنهما بمعنى واحد. 1 - ورد في بعض الروايات كرواية سهل بن سعد عن البخاري: ... فأخذ الناس بالتصفيح، قال سهل: هل تدرون ما التصفيح؟ هو التصفيق ... " (¬2) الحديث. 2 - قال الحافظ العراقي في حديث أبي هريرة: التصفيق بالقاف، وفي حديث سهل بن سعد التصفيح بالحاء، والمشهور أن معناهما واحد (¬3). 3 - قال ابن الأثير: " ... التصفيق والتصفيح واحد، وهو ضرب صفحة الكف على صفحة الكف الآخر، يعني إذا سهى الإِمام نبّهه المأموم، إن كان رجلًا قال: سبحان الله، وإن كان امرأة ضربت كفها على كفها عوض الكلام" (¬4). اهـ.= ¬
= وبه صرح الخطابي وأبو علي القالي والجوهري وغيرهم (¬1). القول الثاني: أنهما مختلفان في المعنى. (أ) قيل: إن التصفيح: الضرب بظاهر إحداهما على الأخرى. والتصفيق: الضرب ببطان إحداهما على باطن الأخرى. حكاه صاحب الإكمال وصاحب المفهم (¬2). (ب) قيل: إن التصفيح: الضرب بأصبعين للإِنذار والتنبيه، وبالقاف: بالجميع للهو واللعب (¬3). دليلهم: عن عيسى بن أيوب قال: قوله: "التصفيح للنساء" تضرب بأصبعين من يمينها على كفها اليسرى. *وما جاء عن الصحابي سهل بن سعد رضي الله عنه، وأخرجه البخاري، وقال به أئمة اللغة من أنهما بمعنى واحد هو الصواب إن شاء الله. الصيغ الواردة في كيفية تصفيق المرأة في الصلاة 1 - أن تضرب بأصبعين من يمينها على كفها اليسرى. وذلك للأثر المروي عن عيسى بن أيوب، وهو قوله: "التصفيح للنساء تضرب بأصبعين من يمينها على كفها اليسرى" (¬4)، وهو الأولى؛ وبه قال غير واحد من أهل العلم، وحكاه العراقي والقرطبي وابن عبد البر في الاستذكار. وهذا ليس على جهة الالزام، وقد لا يحصل التنبيه به فيحتاج إلى هيئة أخرى لا تخرج صفتها عن التصفيق.= ¬
= 2 - أن تضرب بطن كفها الأيمن على ظهر كفها الأيسر، وهو الأيسر والأقل عملًا، وهذا هو المشهور عن الحنفية والشافعية. 3 - أن تضرب بأكثر أصابعها اليمنى على ظهر أصابعها اليسرى. 4 - أن تضرب بأصبعين على ظهر الكف. 5 - أن تضرب بظهر أصبعين من يمينها على باطن كفها اليسرى (¬1). 6 - أن تضرب بباطن إحدى يديها على باطن الأخرى. وفي هذا قال الرافعي رحمه الله: "ولا ينبغي أن تضرب بطن الكف على بطن الكف وإن كان ذلك قليل، لان اللعب ينافي الصلاة. اهـ. وقوله هذا فيه نظر، فلو فعلته على وجه التنبيه فإِنه لايبطل صلاتها، إذ إن المعنى اللغوي للتصفيق لا زال يشمله، وقال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله: تضرب بطن كفها على بطن الأخرى. وقال بعض العلماء: بظهر كفها على بطن الأخرى. وقال بعض العلماء: ببطن كفها على بطن الأخرى كما هو المعروف عند النساء الآن. على كلٍ، المسألة ما هي مشكلة، سواء كان التصفيق بالظهر على البطن، أو بالبطن على الظهر، أو بالبطن على البطن؛ فالأمر في هذا واسع، المهم أن لا تسبح بحضرة الرجال (¬2). اهـ. وعلى هذا، فلا بأس بفعل أيٍ من الأوجه المذكورة ما كان أيسر في العمل وأدعى للتبيه. 7 - حكى الماوردي في الحاوي وجهًا وهو: التصفيق بالظهر على الظهر، وهر بعيد.= ¬
= 8 - الضرب بالأكف على الأفخاذ. قال ابن حجر رحمه الله: وأغرب الداودي، فزعم أن الصحابة ضربوا بأكفهم على أفخاذهم. قال عياض رحمه الله: كأنه أخذه من حديث معاوية بن الحكم الذي أخرجه مسلم، وفيه: "فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم" (¬1). وهذه الكيفية فيها نظر؛ لأنها صدرت من الرجال والمشروع في حق الرجال التسبيح لا التصفيق. ولذا قال النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: وهذا محمول على أنه كان قبل أن يشرع التسبيح لمن نابه شيء في صلاته (¬2). قال الشوكاني رحمه الله: ولا يقال إن ضرب اليد على الفخذ تصفيق، لأن التصفيق إنما هو ضرب الكف على الكف، أو الأصابع على الكف. قال القرطبي رحمه الله: ويبعد أن يسمى من ضرب على فخذه وعليها ثوبه مصفقًا، ولهذا قال: فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ولو كان يسمى هذا تصفيقًا لكان الأقرب في اللفظ أن يقول: يصفقون لا غير (¬3). المسألة الثالثة: الأمر بالتسبيح للرجال، والتصفيق للنساء هل هو على سبيل الندب أو الإباحة أو الوجوب؟ نقل العراقي عن الشيخ تقي الدين السبكي قوله: "إنما يكونان سنتين إذا كان التنبيه قربة، فإِن كان مباحًا كانا مباحين وقياس ذلك: إن كان التنبيه واجبًا كإيذان الأعمى من الوقوع في بئر أن يكونا واجبين إذا تعين طريقًا وحصل المقصود بهما" (¬4). اهـ.= ¬
= وما قاله السبكي من أن مدار حكمهما على السبب جيد والوسائل تأخذ أحكام المقاصد. المسألة الرابعة: إذا كان التسبيح أو التصفيق جوابًا فهل يؤثر في الصلاة؟ ومثال ذلك: "كان يستأذن عليه إنسان في الصلاة أو يكلمه أو ينوبه شيء فيسبح الرجل ليعلم أنه في صلاة أو يخشى الوقوع في شيء فيسبح ليوقظه أو يخشى أن يتلف شيئًا فيسبح به ليتركه" (¬1)، فهل يؤثر ذلك في الصلاة أم لا؟ اختلف العلماء في ذلك: القول الأول: وهو قول أكثر أهل العلم، منهم الأوزاعي والشافعي وإسحاق وأبو ثور، أن هذا لا يؤثر في الصلاة (¬2). أدلتهم: 1 - قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:"إذا نابكم أمر فليسبح الرجال ولتصفق النساء" (¬3). وجه الدلالة: قوله "أمر" نكرة في سياق الشرط تفيد العموم، فهو عام في كل أمر ينوب المصلي. 2 - ما رواه أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "إذا استؤذن على الرجل وهو يصلي فإذنه التسبيح، وإذا استؤذن على المرأة فإذنها التصفيق" (¬4). 3 - لأنه نبّه بالتسبيح أشبه ما لو نبّه الإِمام ولو كان تنبيه غير الإِمام كلامًا لكان تنبيه الإِمام كذلك (¬5).= ¬
= القول الثاني: حكي عن أبي حنيفة أن من أفهم غير أمامه بالتسبيح فسدت صلاته. العلة في ذلك: قالوا: لأنه خطاب آدمي، فيدخل في عموم أحاديث النهي عن الكلام (¬1). ومن أدلتهم: حديث زيد بن أرقم قال: كنا نتكلم في الصلاة يكل الرجل منا صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة حتى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)}، فأُمِرنا بالسكوت ونُهِينا عن الكلام (¬2). والراجح -والله تعالى أعلم- هو القول الأول، فأي شيء ينوب المصلي في صلاته ويحتاج معه إلى التسبيح بالنسبة للرجال والتصفيق بالنسبة للنساء، وهذا عن الشافعية والحنابلة. أما المالكية، فيقولون بالتسبيح مطلقًا (¬3)، فإِن هذا لا يؤثر في الصلاة ولا تنقطع بسببه خلافًا لأبي حنيفة رحمه الله، فإِنه يرى أن ما كان جوابا فإِنه يقطع. ¬
561 - حدثنا (¬1) عبيدة (¬2) بن حميد، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي (¬3) الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر رضي الله عنه مثله. ¬
561 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 342): باب من قال: التسبيح للرجال والتصفيق للنساء: قال: حدثنا عبيدة بن حميد، عن ابن أبي ليلى، به مثله. والإمام أحمد في المسند (3/ 357): قال: ثنا عبيدة بن حميد، حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى به مثله إلا أنه زاد: (في الصلاة)، والمتن الذي أحال عليه الحافظ هنا ليس فيه هذه الزيادة، ويبدو أنه أورده في الزوائد لهذا السبب. وأخرجه في (3/ 348): قال: حدثنا موسى، حدثنا ابن لهيعة.، عن أبي الزبير به نحوه بزيادات يسيرة. قال الحافظ العراقي في شرحه على الترمذي (2/ ق / 339 أ): (... اختلف في رفعه، ووقفه على أبي الزبير). اهـ. ثم وضح بعدُ أنه روي مرفوعًا، وفي هذا الطريق صرح أبو الزبير بالسماع من جابر، وابن لهيعة سيء الحفظ. وذكره الهيثمي في مجمع البحرين (ق 37/ ب): قال: أحمد بن القاسم، ثنا عيسى بن مشاور، ثنا مروان بن أبي معاوية، عن أشعث، عن أبي الزبير به مثله، وزاد: في الصلاة. ثم ساق قول الطبراني: لم يروه عن أشعث إلا مروان: تفرد به عيسى. اهـ. وأخرجه الحافظ أبو القاسم: تمام الرازي في الفوائد، انظر الروض البسام=
= (1/ 367: 366): قال: حدثني أبي رحمه الله نا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي، أنا يحيى بن المغيرة الرازي، أنا زافر بن سليمان، عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير به مثله.
الحكم عليه: إِسناده من طريق أبي بكر ضعيف بسبب عنعنة أبي الزبير، وقد صرح بسؤاله لجابر رضي الله عنه في أحد طريقيه عند أحمد، ومضى ما يشهد له في الصحيح، فهو بهذا الإِسناد حسن لغيره.
562 - وقال أبو يعلي: حدثنا إسحاق -هو ابن أَبِي إِسْرَائِيلَ-، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ (¬1)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كُنْتُ اسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فإِن كَانَ فِي الصَّلَاةِ سَبَّحَ، وَإِنْ كَانَ في غير صلاة (¬2) أذِن لي". ¬
562 - تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في مواضع من مسنده من حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه. ففي (1/ 98) قال: ثنا يحيى بن آدم، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ ابن الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ علي رضي الله عنه قال: "كنت إذا استأذنت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن كان في صلاة سبح، وان كان في غير ذلك أذِن". وفي (1/ 79): من زيادات عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبو كريب محمد بن العلاء، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ الله بن زحر، به -مع وجود علي رضي الله عنه- في الإِسناد، بنحوه قريبًا من لفظ أبي يعلى. قال الشيخ أحمد شاكر في تحقيق المسند (2/ 597: 598): إِسناده ضعيف جدًا. اهـ. قلت: وهذان الطريقان فيهما زيادة صحابي كما ترى وهو الظاهر؛ فقد روي متنه بلفظ قريب جدًا من رواية أبي يعلى من غير حديث أبي أمامة عن علي رضي الله عنهما فهو معروف عنه. ويبدو أن الحافظ أورده هنا في الزوائد لخلو إِسناده من ذكر علي رضي الله عنه. =
= والصواب هو وجوده كما في رواية الإِمام أحمد التي تقدمت. وقد أخرج الإِمام أحمد في (1/ 77): قال: ثنا أبوسعيد، ثنا عبد الواحد بن زياد الثقفي، ثنا عمارة بن القعقاع عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْعَكَلِيِّ، عَنْ أَبِي زرعة، عن عبد الله بن نجي قال: قال علي: "كانت لي ساعة من السحر أدخل فيها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإِن كان قائمًا يصلي سبح بي، فكان ذاك إذنه لي، وإن لم يكن يصلي أذِن لي". قال الشيخ أحمد شاكر في (2/ 568: 570): إِسناده ضعيف: عبد الله بن نُجَي، بالتصغير، ابن سلمة الحضرمي: ثقة، وثقه النسائي، وابن حبان، ولكنه لم يسمع من علي، بينه وبينه أبوه، كما جزم بذلك ابن معين، فهذا منقطع). اهـ. وأشار إلى رواية النسائي له. فقد أخرجه في (3/ 12): باب التنحنح في الصلاة: قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني شرحبيل: يعني ابن مدرك، قال: حدثني عبد الله بن نجي عن أبيه قال: قال لي علي: كانت لي منزلة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم تكن لأحد من الخلائق، فكنت آتيه كل سحر فأقول: السلام عليك يا نبي الله: فإِن تنحنح انصرفت إلى أهلي، وإلا دخلت عليه. ورواه بنحوه مطولًا الإِمام أحمد في المسند (1/ 85): وصحح إِسناده الشيخ أحمد شاكر. انظر (2/ 647).
الحكم عليه: الحديث إِسناده ضعيف لحال علي بن يزيد، وعبيد الله بن زحر، ويحيى بن أيوب. وهو منقطع بين أبي أمامة والنبي -صلى الله عليه وسلم-، وبينهما علي رضي الله عنه، فهو مرسل صحابي، وقد عرفت الواسطة فيه أيضًا، وقد تقدم ما يشهد لهذا الحديث. فيكون بذلك حسنًا لغيره.
29 - باب فضل المشي إلى المساجد بالليل
29 - بَابُ فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِاللَّيْلِ 563 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ (¬1) جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من مَشَى فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ إِلَى الْمَسْجِدِ: لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى بِنُورٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". * رِجَالُهُ ثِقَاتٌ: إلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ مَكْحُولٍ، وَالصَّحَابِيِّ رَضِيَ الله عنه. ¬
563 - تخريجه: أخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر: الإحسان (3/ 246: 2044) قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن أبي معشر أبو عروبة، بحرّان: حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي، وأيوب بن محمد الوزان قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أبي أنيسة، عن جنادة بن أبي أمية، عن مكحول، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: "من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد أتاه الله نورًا يوم القيامة". =
= قال أبو حاتم: هكذا حدثنا أبو عروبة فقال: جنادة بن أبي أمية من التابعين: أقدم من مكحول، وجنادة بن أبي خالد من أتباع التابعين، وهما شاميان ثقتان. اهـ. والدارمي في سننه (1/ 271: 1429)، باب فضل المشي إلى المساجد في الظلم: قال: حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ جنادة، عن مكحول عن أبي إدريس بنحوه. وأبو نعيم في الحلية (2/ 12) قال: حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو زرعة، وأحمد بن خليد: قالا: ثنا عبد الله بن جعفر الرقي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بن أبي أنيسة عن جنادة بن أبي خالد، عن مكحول عن أبي إدريس به بنحوه بمثل لفظ ابن حبان لكن بإفراد المساجد. وزكريا بن عدي: شيخ الدارمي هو: ابن الصلت التيمي مولاهم: أبو يحيى الكوفي نزيل بغداد، ثقة جليل يحفظ. اهـ. التقريب (216: 2024). وعبيد الله بن عمرو: هو الرقي أبو وهب الأسدي ثقة فقيه ربما وهم. اهـ. التقريب (373: 4327). وزيد بن أبي أنيسة: هو الجزري أبو أسامة، أصله من الكوفة ثم سكن الرها، ثقة له أفراد. اهـ. التقريب (222: 2118). وفي هذه الطرق التي تقدمت عنعنة مكحول عن أبي إدريس، ومضى أنه من الثالثة فلا بد أن يصرح بالسماع، فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وأخرجه ابن الجوزي في العلل، طبعة دار العلوم الأثرية باكستان (1/ 409: 688) قال: نا محمد بن ناصر قال: أنبأنا أحمد بن علي بن خلف قال: أنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري، قال الحسين بن الحسن بن أيوب، قال: نا حاتم الرازي، قال: نا عبد الله بن جعفر، قال: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أبي أنيسة، عن =
= جنادة بن أبي خالد، عن مكحول، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ به نحوه. ثم قال: قال أحمد: زيد بن أبي أنيسة في حديثه بعض النكارة. اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 30): بمثل لفظ أبي بكر وقال: (رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات. ولأبي الدرداء أيضًا عند الطبراني: "من مشى في ظلمة الليل إلى مسجد آتاه الله نورًا يوم القيامة" وفيه جنادة بن أبي خالد، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات). اهـ. قلت: قد تقدم أن ابن حبان نص على توثيق جنادة بن أبي خالد. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 132: 486)، باب فضل المشي إلى المسجد وعزاه لأبي بكر ثم قال: فيه انقطاع بين مكحول والصحابي.
الحكم عليه: هو بهذا الإِسناد ضعيف لانقطاعه بين مكحول وأبي الدرداء، فإِن بينهما أبا إدريس الخولاني كما تقدم في تخريجه لكن مكحول لم يصرح بالسماع منه. والحديث له شواهد كثيرة أشار إليها محقق "اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى" من طريق اثني عشر من الصحابة انظر (ص 62/ 128). وكلها بالنظر إلى كل طريق بمفرده لا تخلو من مقال، لكن غالب هذا المقال إما جهالة أو نحوها إلَّا القليل منها. وبمجموعها ترتقي إلى الصحيح لغيره.
564 - وقال الحارث: حدثنا (¬1) داود، ثنا ميسرة، عن أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهم، قَالَا: (خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا فِيهِ: "وَمَنْ مَشَى إِلَى مَسْجِدٍ مِنَ الْمَسَاجِدِ فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَتُمُحَى (¬2) عَنْهُ (¬3) عَشْرُ سيئات، وترفع (¬4) بها عشر درجات". *هذا حديث موضوع. ¬
564 - تخريجه: هو في بغية الباحث (2/ 270: 200) في حديث طويل جدًا بلغ خمس عشرة صفحة، ذكر هذا المقطع (ص 281) بنحوه باختلاف يسير. بَوَّب له الهيثمي بقوله: باب في خطبة كذبها داود بن المحبر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال بعد أن ساقه: قلت: هذا حديث موضوع، وإن كان بعضه في أحاديث حسنة بغير هذا الإِسناد، فإِن داود بن المحبر كذاب. اهـ. قلت: ولا يتهم به وحده فإِن لميسرة بن عبد ربه نصيبًا من هذه التهمة لا سيما وقد أقر على نفسه بالوضع في الفضائل فهو به أليق. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 132: 487)، باب فضل المشي إلى المسجد، بمثله إلَّا أنه قال (ومحى) بالماضى. وعزاه للحارث، وأشار إلى وضعه.
الحكم عليه: هو موضوع كما قال الحافظان ابن حجر والهيثمي.
565 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ (¬1) أَبِي الْمُسَاوِرِ، عن محمد بن عمرو (¬2) بن عطاء، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ (¬3) فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يَمْشِي إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ: يُصَلِّي فِيهِ صَلَاةً مَكْتُوبَةً، إلَّا كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ له بكل خطوة حسنة" (¬4). ¬
565 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المقصد العلي (308: 240)، باب المشيء إلى المساجد، بمثله بزيادة: (ويمحى عنه بالأخرى سيئة، ويرفع له بالأخرى درجة). وفي مجمع الزوائد (2/ 29)، باب المشي إلى المساجد، بمثله بالزيادة التي تقدمت. ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه عبد الأعلي بن أبي المساور، وهو ضعيف. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 132:488) بمثله دون الزيادة وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف جدًا لحال عبد الأعلي بن أبي المساور. لكن أخرج البخاري وغيره من حديث أبي هريرة أيضًا ما يشبهه. وسأذكر هنا لفظ رواية البخاري: فقد أخرجه في باب فضل صلاة الجماعة. انظر صحيحه مع الفتح (2/ 131: 647): ساقه بسنده إلى أبي صالح أنه يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "صلاة الرجل في الجماعة تضعف على=
= صلاته في بيته، وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلَّا الصلاة: لم يخط خطوة إلَّا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة. فإِذا صلَّى لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ في مصلاه، اللهم صل عليه اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة". والحديث الذي تقدم برقم (564) وفيه أن الذي يكتب له (عشر حسنات) لكنه موضوع. وقد جاءت المضاعفة بعشر فيما أخرجه أبو يعلى. انظر المقصد (1/ 307: 239) من حديث عقبة بن عامر الجهني عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من خرج من بيته إلى المسجد كتبت له بكل خطوة يخطوها عشر حسنات، والقاعد في المسجد ينتظر الصلاة كالقانت، ويكتب من المصلين حتى يرجع إلى بيته". وفي إِسناده ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ، وأبو قبيل المعافري، وهو حيي بن هانئ بن ناضر صدوق يهم، وانظر التقريب (185: 1606). لكن قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 29). (رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط، وفي بعض طرقه ابن لهيعة وبعضها صحيح وصححه الحاكم). اهـ. وفي الجمع بين ورود الرواية "بعشر حسنات" تارة و "بحسنة واحدة" تارة أخرى قال محقق المقصد العلي (1/ 308) هامش (4): (لا اختلاف بين قوله هنا "حسنة" وقوله في الحديث المتقدم "عشر حسنات" وذلك يحمل اللفظ في الحديث الأول على مضاعفة الأجر كما هو معروف). وقال (ص307): تحت حديث العشر: (ويؤيد حديث الباب أيضًا حديث مضاعفة الحسنات "الحسنة بعشر أمثالها" والله أعلم).
566 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَعَبْدٌ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ (¬1) اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا الضَّحَّاكُ بْنُ نِبْرَاسٍ (¬2)، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى الْمَسْجَدِ يَمْشِي (¬4)، وَأَنَا مَعَهُ نَقَارِبُ (¬5) فِي الْخُطَا فَقَالَ: "إِنَّمَا فَعَلْتُ هَذَا لِيَكْثُرَ عَدَدُ (¬6) خُطَانَا فِي طَلَبِ الصَّلَاةِ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. * قُلْتُ: الضَّحَّاكُ ضَعِيفُ الْحِفْظِ، وَالْمَحْفُوظُ فِي هَذَا مَوْقُوفٌ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثابت -رضي الله عنه-. ¬
566 - تخريجه: هو في المنتخب (1/ 267: 256) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا الضَّحَّاكُ بْنُ نِبْرَاسٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أنس بن مالك، عن زيد بن ثابت، قَالَ: (أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يمشي، وأنا معه فقارب في الخطا ثم قال لي: أتدري لم فعلت هذا؟ لتكثر عدد خطانا في طلب الصلاة). وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (5/ 126: 4798): قال: حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ح: وثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا عثمان بن أبي شيبة قالا: ثنا عبد الله بن موسى، عن الضحاك بن نبراس، عن ثابت، عن أنس، عن زيد بن ثابت قَالَ: (أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا معه، فقارب بين =
= الخطى، وقال: "إنما فعلت هذا ليكثر عدد خطاي في طلب الصلاة"). وبرقم 4797: قال: حدثنا أحمد بن محمد الخزاعي الأصبهاني، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا الضحاك بن نبراس الجهضمي، ثنا ثابت قال: (كنت مع أنس بن مالك بالزاوية، إذ سمع الأذان، فنزل ونزلت معه، فلما أن استوى على الأرض مشى بي، ثم قارب في الخطا حتى دخلت المسجد، فقال: أتدري يا ثابت لم مشيت بك هذه المشية حتى دخلت المسجد: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- مشى بي هذه المشية، وقال: "أتدري لم مشيت بك هذه المشية"؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "ليكثر عدد الخطا في طلب الصلاة "). اهـ. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 32): (رواه الطبراني في الكبير وأسقط زيد بن ثابت، وقد رواه أنس، عن زيد بن ثابت، والله أعلم، وفيه الضحاك بن نبراس، وهو ضعيف). [قلت:] ولو كان زيد بن ثابت هو المسقط لما خرج الحديث في مسند زيد، فنسبة الإسقاط إليه غير مسلمة. ولو كان هو المسقط لثبت في رواية من تقدمه وهو أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى الذي رواه من طريق ابن أبي شيبة كما في الأصل: بل الطبراني أخرج رواية عن ابن أبي شيبة بإثبات زيد كما ذكر في التخريج بعد ذلك. (معبد). وبرقم (4799) قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا حرمي بن عمارة، ثنا الضحاك بن نبراس به بنحو اللفظ الذي تقدم برقم (4798)، إلَّا أن فيه السؤال وفي نهايته "لا يزال العبد في صلاة ما دام في طلب الصلاة". وبرقم (4800) قال: حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي، ثنا أبو حفص عمرو بن علي، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا محمد بن ثابت البناني، عن أبيه به بنحو اللفظ الذي تقدم (4799) دون قوله: "لا يزال العبد ... " الحديث بل قال في آخره =
= "لتكثر خطانا في المشي إلى الصلاة". قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 191: 548): (سألت أبي عن حديث رواه أبو داود الطيالسي عن محمد بن ثابت عن أبيه، عن أنس، عن زيد بن ثابت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كان يقارب بين الخطا إلى المسجد، وقال: "إنما فعلته لتكثير خطاي إلى المسجد". فسمعت أبي يقول: روى هذا الحديث جماعة عن ثابت البناني، فلم يصله أحد إلَّا الضحاك بن نبراس، والضحاك: لين الحديث، وهو ذا يتابعه محمد بن ثابت، ومحمد أيضًا ليس بقوي، والصحيح موقوف). اهـ. قلت: وقد أخرجه الطبراني أيضًا موقوفًا فقال في (5/ 126: 4796): حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا السري بن يحيى بن ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كنت أمشي مع زيد بن ثابت: فقارب في الخطى فقال: "أتدري لم مشيت بك هذه المشية؟ فقلت: لا؟ فقال: "لتكثر خطانا في المشي إلى الصلاة". ولم يرفعه السري بن يحيى. اهـ. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 32): (... ورواه موقوفًا على زيد بن ثابت، ورجاله رجال الصحيح). اهـ. والسري بن يحيى: هو ابن يحيى بن إياس بن حرملة الشيباني البصري، ثقة، أخطأ الأزدي في تضعيفه. اهـ. التقريب (230: 2223). لكن سند الطبراني إليه ضعيف حيث إنه يروي الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مريم وهو ضعيف كما في الكامل (4/ 1568). وقد وافق السريَّ على وقفه جعفرُ بن سليمان الضُّبَعي، وقد قال فيه الحافظ: صدوق زاهد لكنه يتشيع. اهـ. التقريب (140: 942). فقد: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 517: 1983): مختصرًا قال: عن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قال: وضع زيد بن ثابت يده عليّ وهو يريد الصلاة، فجعل يقارب خَطْوَه. =
= وإسناده حسن لذاته. وذكره الذهبي في الميزان (2/ 326): في ترجمة الضحاك بن نبراس (3945) قال: عبيد الله بن موسى، حدثنا الضحاك بن نبراس، عن ثابت، عن أنس، عن زيد بن ثابت، قَالَ: "أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأنا معه، فقارب في الخطا، وقال: إنما فعلت ذلك ليكثر عدد خطاي في طلب الصلاة". وهو في المطبوع من المطالب (1/ 132: 489) بمثله إلَّا أنه بصيغة المفرد (فقارب)، (خطاي).
الحكم عليه: هو بهذا الإِسناد ضعيف لحال الضحاك، فلا يصح مرفوعًا. وهو كما قال الحافظ تبعًا لأبي حاتم في تصحيح وقفه، فإِن رواة الموقوف أقوى، والصواب وقفه عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
567 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ (¬1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْتُ وَأَنَا أريد المسجد، فإِذا أنا يزيد (¬2) بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَوَضَعَ يَدَهُ على منكبي -يتوكأ عليّ- فَبَقِيتُ أَجُرُّ الْخَطْوَ -لِلشَّبَابِ- (¬3)، فَقَالَ لِي زَيْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (قَرِّبْ خَطْوَكَ، فإِن رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "من مَشَى إِلَى الْمَسْجِدِ: كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عشر حسنات). * أبان ضعيف. ¬
567 - تخريجه: هو في بغية الباحث (1/ 177: 124) باب فيمن توضأ وأتى المسجد. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 127: 12) الترغيب في المشي إلى المساجد: قال: (وعن زيد بن ثابت قَالَ: "كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ونحن نريد الصلاة فكان يقارب الخطأ فقال: أتدرون لم أقارب الخطا؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "لا يزال العبد في صلاة ما دام في طلب الصلاة"، وفي رواية: "إنما فعلت لتكثر خطاي في طلب الصلاة". رواه الطبراني في الكبير مرفوعًا، وموقوفًا على زيد، كما في المعجم المطبوع (5/ 126، 127)، وإحدى رواياته التي برقم (4800) من طريق الطيالسي، وهو الصحيح). اهـ. فرجح المنذري وقفه على زيد. والبوصيري في الإِتحاف. انظر: المجردة (2) باب المشيء إلى المساجد سيما في الظلم، وما يقوله حين يخرج: نحوه وعزاه لأبي داود الطيالسي، وأعله =
= بمحمد بن ثابت. ولابن أبي شيبة، وعبد بن حميد وأبي يعلى، وأعله بالضحاك بن نبراس. والحارث وأعله بداود بن المحبر، وذكر زيادته عنده، ثم قال: (ورواه الطبراني في الكبير مرفوعًا، وموقوفًا على زيد، وهو المحفوظ، قال الحافظ المنذري: وهو الصحيح). اهـ. وليس في المطبوع من مسند الطيالسي، ولكن الطبراني أخرجه في إحدى رواياته من طريقه عن محمد بن ثابت البناني عن أبيه، عن أنس، عن زيد مرفوعًا رقم (800) طبراني. وعند عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (1/ 240)، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ موسى، ثنا الضحاك بن نبراس، عن ثابت، عن أنس، عن زيد مرفوعًا. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 133: 490) بنحوه وعزاه للحارث.
الحكم عليه: الحديث اختلف فيه على أنس وعلى بعض من دونه من الرواة في رفعه ووقفه على زيد، وعلى أنس رفعه أيضًا كما في إحدى روايات الطبراني (4797) فاختلف فيه على أنس في الرفع والوقف على زيد واختلف فيه على الضحاك بن نبراس بالرفع والوقف على زيد، وبعدم ذكر زيد ورفع أنس له. (معبد). وإسناده ضعيف جدًا لحال داود بن المحبر، وأبان بن أبي عياش، وجهالة محمد بن سعيد، وأعله الحافظ بأبان مع أن داود أشد منه. ومعنى مقاربة الخطو قد ورد عن زيد موقوفًا عليه بسند حسن. انظر الحديث الذي تقدم برقم (566). وكون الساعي له بكل خطو عشر حسنات انظر: ما تقدم برقم (565).
568 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى الْغَسَّانَيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَشْيُكَ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَانْصِرَافُكَ إِلَى أهلك: في الأجر سواء" (¬1). ¬
568 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن المبارك في الزهد. انظر زيادات نعيم بن حماد على ما رواه المروزي عن ابن المبارك (ص3) برقم (10)، باب المشي إلى المسجد قال: (أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بن يَحْيَى الْغَسَّانَيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مَشيك إلى المسجد، ورجوعك إلى بيتك في الأجر سواء"، سمعت ابن المبارك قال: أفادني هذا الحديث حديث يحيى بن يحيى الغساني بالرقة، فرجعت بعد إلى حمص. حتى سألته). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 133: 491) بمثله وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: فيه علتان: ضعف ابن أبي بكر بن أبي مريم، وهو معضل -كما ترى- فإِن يحيى الغساني من السادسة عند الحافظ في التقريب.
569 - حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ، وَثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "أَتَانِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ... الْحَدِيثَ". (25) الْحَدِيثُ بِطُولِهِ: مَرَّ فِي بَابِ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ (¬1)، وَفِيهِ "الْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ"، وَفِيهِ "انْتِظَارُ الصلاة". ¬
570 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْهَجَرِيِّ (¬1)، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يَأْتِي مَسْجِدًا مِنَ الْمَسَاجِدِ: يَخْطُو خُطْوَةً: إلَّا كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا حَسَنَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا (¬2) خَطِيئَةً وَرَفَعَهُ بها درجة". ¬
575 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 516: 1979)، باب شهود الجماعة: قال: عن الثوري، عن إبراهيم بن مسلم، عن أبي الأحوص، قال: قال عبد الله: "من سَرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا، فليحافظ على هذه الصلوات المكتوبات حيث ينادى بهن ... إلى أن قال: ولقد رأيت الرجل يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ، فما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، فيخطو خطوة يعمد بها إلى مسجد لله تعالى، إلَّا كتب الله له بها حسنة، ورفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، حتى إن كنا لنقارب في الخطا". فلفظه هنا موقوف على عبد الله -كما ترى- في حين جاء في المطالب مرفوعًا فيبدو أن هذا مما وهم فيه إبراهيم فرفعه تارة ووقفه تارة أخرى. ومما جاء فيه مرفوعًا ما أخرجه الإِمام أحمد في المسند. انظر (1/ 382) قال: حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيِّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "من سره أن يلقى الله عَزَّ وَجَلَّ غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات حيث ينادى بهن فإنهن من سنن الهدى ... إلى أن قال: ولقد رأيت الرجل يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ما من رجل يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يأتي مسجدًا من المساجد فيخطو خطوة إلَّا رفع بها درجة، أو حط عنه بها خطيئة، أوكتبت له بها حسنة: حتى إن كنا لنقارب بين الخطا، وإن فضل صلاة=
= الرجل في جماعة على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة". قال الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (5/ 222: 3623): (إسناده ضعيف؛ إبراهيم بن مسلم الهجري العبدي: ضعفوه من قبل حفظه). اهـ. ويحتمل أن الحافظ أورده في الزوائد هنا لأنه جاء في رواية الإِمام أحمد (أو حط عنه، أو كتب له) في حين جاء في رواية أبي بكر بالواو فجمع له بين الأوجه الثلاثة. وأخرجه البيهقي في الكبرى (3/ 58): قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي الحربي في مسجد الحريبة ببغداد، أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثني إسحاق بن الحسن، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو العميس قال: سمعت علي بن الأقمر يذكر عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله بن مسعود: "من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا، فليحافظ على هؤلاء الصلوات ... إلى أن قال: وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور. ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، ورفعه بها درجة، وحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلَّا منافق معلوم نفاقه ... " الحديث. ثم قال: "رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي نعيم الفضل بن دكين". وفي الصغرى (ق 45/ أ)، باب فضل الصلاة بالجماعة، بمثل ما ذكره في الكبرى بطوله ثم قال: ورواه إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الله، وزاد في آخره: "حتى إن كنا لنقارب بين الخطا". وذكره الزيلعي في نصب الراية (2/ 22): بنحو لفظ البيهقي. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 133: 492) بنحو ما هنا باختلاف يسير وعزاه لابن أبي شيبة. قال المحقق: قال البوصيري: في سنده إبراهيم الهجري، وهو ضعيف. اهـ.=
= الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال إبراهيم الهجري. لكن قد تقدم في أول الباب ما يشبهه عند البخاري. وأخرج مسلم نحوه انظر صحيحه مع شرح النووي (5/ 165) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعاً وعشرين درجة، وذلك أن أحدهم إذا توضأ وأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا ينهزه إلاَّ الصلاة لا يريد إلاَّ الصلاة فلم يخط خطوة إلاَّ رفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد ... " الحديث. وبمتابعه الذي أخرجه البيهقي يرتقي إلى الحسن لغيره، وبشاهده إلى الصحيح لغيره، إلاَّ قوله: "حط عنه بها خطيئة" يبقى حسناً لغيره.
7 - كتاب النوافل
7 - كِتَابُ النَّوَافِلِ 1 - بَابُ إِكْمَالِ الْفَرْضِ مِنَ التَّطَوُّعِ (26) تقدَّم فِي بَابِ عِظَمِ قَدْرِ الصَّلَاةِ (¬1). 2 - بَابُ النَّوَافِلِ الْمُطْلَقَةِ 571 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا الْوَاسِطِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا زُرَارَةُ بْنُ أَبِي الْخَلَّالِ الْعَتَكِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬2) يَقُولُ: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً: حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى لَحْمَهُ عَلَى النَّارِ" قَالَ: فما تركتهن بعد). ¬
571 - تخريجه: هو في المطبوع من المطالب (1/ 137: 501) بمثله وعزاه لأبي يعلى، ويبدو أنه من زيادات نسخة الحافظ على نسخة شيخه الهيثمي. وذكره البوصيري في الإِتحاف. انظر: المجردة (2/ ق 103/ ب)، كتاب النوافل: بمثله لكن بدون فاء في قوله: (فما).=
= ثم قال: رواه أبو يعلى، ورواه مسلم في صحيحه، وأصحاب السنن، من حديث أم حبيبة. والنسائي، وابن ماجه، من حديث أبي هريرة. والترمذي من حديث عائشة. اهـ. أقول: ما رواه مسلم وأصحاب السنن وإن كان فيه إثبات اثنتي عشرة ركعة تطوعًا إلَّا أن جزاءها يختلف عما هنا، فقد جاء بلفظ (نبي الله له بيتًا في الجنة)، وفي رواية عند النسائي (دخل الجنة). وليس في شيء منها ولا عند الإِمام أحمد ولا البيهقي ولا الحاكم -فيما أعلم- أنها جاءت بلفظ "حرمه الله على النار" وهذا الجزاء ورد في أجر من صلى أربعًا قبل الظهر فقد روى الترمذي في جامعه (2/ 292: 427): من حديث أم حبيبة قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "من صلى قبل الظهر أربعًا وبعدها أربعًا حرمه الله على النار". وقال: هذا حديث حسن غريب، وقد روي من غير هذا الوجه. اهـ. قال الشيخ أحمد شاكر -في هامش-: (بل هو حديث صحيح لصحة إِسناده ولما سيأتي). اهـ. وحديث الباب أخرجه -كما تقدم عن البوصيري- مسلم وغيره بالاختلاف المذكور: وهو عند مسلم بألفاظ متعددة. انظر: صحيحه مع شرح النووي (6/ 706): ومنها ما أخرجه من حديث (أم حبيبة تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بنى له بهن بيت في الجنة"، قالت أم حبيبة: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) وقال عنبسة فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة .. إلخ. اهـ. وانظر: سنن أبي داود مع عون المعبود (4/ 132:1237)، وجامع الترمذي (2/ 273، 274: 414، 415)، وسنن ابن ماجه (1/ 361: 1140، 1141،=
= 1142)، والمستدرك (1/ 312)، والبيهقي (2/ 472، 473)، ومسند أحمد (6/ 326، 426، 428، 4/ 413).
الحكم عليه: هو بهذا الإِسناد صحيح لذاته.
572 - وَحَدَّثَنَا (¬1) إِسْحَاقُ (¬2) بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، عَنْ أَبِي الْمُعَلَّى الطُّفَاوي، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: (أَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي: مَا أقْدَمك إِلَى (¬3) هَذِهِ الْبِلَادِ، وَمَا عَنَّاك إِلَيْهَا؟ فَقُلْتُ: مَا عَنَّانِي إلَّا صِلَة مَا بَيْنَكَ، وَبَيْنَ وَالِدِي، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِئْسَ سَاعَةُ الْكَذِبِ هَذِهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنٍ أَوْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مَكْتُوبَةٍ أَوْ غَيْرِ مَكْتُوبَةٍ: أتمَّ فِيهَا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، ثم يستغفر الله، إلَّا غفر له"). ¬
572 - تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في المسند. انظر: (6/ 540): قال: ثنا أحمد بن عبد الملك، حدثني سهل بن أبي صدقة، قال: حدثني كثير بن الفضل الطفاوي، حدثني يوسف بن عبد الله بن سلام قال: أتيت أبا الدرداء في مرضه الذي قبض فيه فقال لي ... فذكره بنحوه وبزيادة يسيرة. قال عبد الله: وثناه سعيد بن أبي الربيع السمان، قال: ثنا صدقة بن أبي سهل الهنائي. قال عبد الله: وأحمد بن عبد الملك وهم في اسم الشيخ فقال سهل بن أبي صدقة، وإنما هو صدقة بن أبي سهل الهنائي. اهـ. وفي (6/ 442): قال الإِمام أحمد: ثنا محمد بن بكر، قال: ثنا ميمون- يعني أبا محمد المرئي التميمي، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قال: صحبت أبا الدرداء أتعلم منه فلما حضره الموت قال: (آذِن الناس بموتي، فآذنت الناس بموته فجئت وقد مليء=
= الدار وما سواه. قال: فقلت: قد آذنت الناس بموتك، وقد ملىء الدار وما سواه، قال: أخرجوني. فأخرجناه، قال: أجلسوني. قال: فأجلسناه، قال: يا أيها الناس: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين يتمهما: أعطاه الله ما سأل معجلًا: أو مؤخرًا" قال أبو الدرداء: يا أيها الناس: إياكم والإلتفات: فإِنه لا صلاة للملتفت، فإِن غُلبتم في التطوع فلا تُغلَبُن في الفريضة). اهـ. وخشية الخطأ من شيخ أحمد زالت بمتابعة غيره له فهو حسن. وأخرجه الطبراني في الأوسط (2/ ق) (6/ أ): قال: حدثنا محمد بن النضر الأزدي قال: نا خالد بن خداش، قال: نا صدقة ابن أبي سهل الهنائي، قال: حدثني كثير: أبو الفضل عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ به بنحوه بلفظ مقارب. ثم قال: لا يروى هذا الحديث عن أبي الدرداء إلا بهذا الإِسناد: تفرد به صدقة بن أبي سهل. اهـ. وفي الدعاء (3/ 1626: 1848)، باب فضل الاستغفار في أدبار الصلوات: قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم، ح: وحدثنا محمد بن النضر الأزدي، ثنا خالد بن خداش، (ح). وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا سعيد بن أبي الربيع السمان، قالوا: ثنا صدقة بن أبي سهل الهنائي، ثنا كثير أبو الفضل الطفاوي، حدثني يوسف بن عبد الله بن سلام، به بنحوه بلفظ أقرب من لفظ الإِمام أحمد. وقال المحقق: إِسناده حسن. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 207): باب فيمن صلى ثم استغفر. نحوه ثم قال: رواه أحمد وفيه من لم أعرفه. اهـ.=
= قال محقق الدعاء: (قلت بل كلهم معروفون). اهـ. كما ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد أيضًا: (2/ 278)، باب صلاة الحاجة: باللفظ الثاني عند الإِمام أحمد ثم قال: رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه ميمون: أبو محمد، قال الذهبي: لا يعرف. اهـ. وذكره أيضًا باللفظ الأول عند أحمد وهو بنحو حديث الباب ثم قال: رواه أحمد، والطبراني في الكبير إلَّا أنه قال: ثم قام فصلى ركعتين أو أربعًا مكتوبة أو غير مكتوبة يحسن فيها الركرع والسجود، وإسناده حسن. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 103/ ب): من المجردة: باب فيمن صلى أربع ركعات: بنحوه ثم قال: (رواه أبو يعلى وأحمد). اهـ.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده حسن لذاته لحال إسحاق. لكنه مما تقدم من متابعاته يرتقي إلى الصحيح لغيره.
573 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، ثنا (¬1) عَمْرُو بْنُ يحيى، عن زياد ابن أَبِي (¬2) زِيَادٍ، عَنْ خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٍ (¬3) أَوِ امْرَأَةٍ، قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يَقُولُ: لَكَ حَاجَةٌ؟ حَتَّى كَانَ ذَاتَ (¬4) يَوْمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: حَاجَتِي، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ومَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: حَاجَتِي أَنْ تَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَمَنْ دَلَّكَ عَلَى هَذَا؟! قَالَ: رَبِّي، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فأعِنِّي بكَثْرَة (¬5) السجود". ¬
573 - تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 500): قال: ثنا عفان، ثنا خالد: يعني الواسطي، قال: ثنا عمرو بن يحيى الأنصاري، عن زياد بن أبي زياد -مولى بني مخزم- عن خادم للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مما يقول للخادم: "ألك حاجة؟ ... " الحديث بنحوه باختلاف يسير. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 249): بمثل لفظ الإِمام أحمد ثم قال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. ثم ذكر الهيثمي روايات أخرى، عن ربيعة، وأبي فاطمة، وعن مبهم. لا داعي للإطالة بذكرها، وانظر أيضًا كتاب الشفاعة للوادعي (ص 249) وما بعدها. وذكره البوصيري في الإِتحاف، المجردة (2/ ق 102/ أ): باب فيمن سجد لله سجدة. بمثله.
الحكم عليه: إِسناده صحيح لذاته.
574 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ غَانِمٍ السُّلَفي (¬1)، عَنِ ابْنِ صُهَيْبٍ (¬2)، عَنْ أَبِيهِ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صَلَاةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعًا حَيْثُ لَا يَرَاهُ النَّاسُ: تَعْدِلُ صَلَاتَهُ على أعين الناس خمسًا وعشرين" (¬3). ¬
574 - تخريجه: الحديث في المطبوع من المطالب (1/ 138: 504) بمثله، إلَّا أنه قال: (تعدل صلاة) بتنكيرها، وعزاه لأبي يعلى. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 102/ أ): المجردة، في الهامش، باب صلاة التطوع في البيت: بلفظ يبدو أنه مثل لفظ المصنف ولم أتبينه جيدًا ثم قال: رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم. اهـ. ولم أقف عليه في مسند أبي يعلى ولا في المجمع ويبدو أنه من زوائد نسخة الحافظ.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال جابر بن غانم، وجهالة شيخه. لكن يشهد له ما أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة في ترجمة صهيب ابن النعمان: قال: حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا أيوب بن محمد الوزان، ثنا محمد بن مصعب القرقساني، ثنا قيس بن الربيع، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ صهيب بن النعمان، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "فضل صلاة الرجل في بيته عن صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبة على النافلة". اهـ.=
= وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 53: 7322): قال: حدثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا أيوب بن محمد الوراق، ثنا محمد بن مصعب القرقسائي، ثنا قيس بن الربيع به نحوه بلفظ مقارب. وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 247): ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن مصعب القرقساني، ضعفه ابن معين، وغيره، ووثقه أحمد. اهـ. قلت: لكنه مع ذلك يشهد لحديث الباب. وفضل المكتوبة على النافلة جاء في بعض الروايات بخمس وعشرين. وبشاهده يرتقي الحديث إلى الحسن لغيره. وقد ذكره السيوطي في الجامع الصغير، انظر: الجامع مع فيض القدير (4/ 225: 5082): ورمز السيوطي لضعفه. من حديث صهيب، وعزاه لأبي يعلى ووافقه المناوي. لكن صححه الألباني في صحيح الجامع. انظر: (3/ 354: 3715): وأحال على الديلمي. وذكر في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 178: 441) لفظًا قريبًا من الشاهد السابق ثم نقل قول المنذري، رواه البيهقي، وإسناده جيد إن شاء الله. اهـ. وربما أنه صححه لما يشهد له من أحاديث عموم أفضلية الصلاة في البيت إلَّا المكتوبة، وهي مشهورة.
575 - حَدَّثَنَا (¬1) الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ، يُحَدِّثُ عَنْ مَيْمُونَةَ: زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: "مَنْ آذَى (¬2) لِي وَلِيًّا فَقَدِ اسْتَحَقَّ مُحَارَبَتِي وَمَا تَقَرب (¬3) إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ فَرَائِضِي (¬4)، وَإِنَّهُ لَيَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ (¬5)، فإِذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ رِجْلَهُ الَّتِي (¬6) يَمْشِي بِهَا، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَلِسَانَهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ، وَقَلْبَهُ الَّذِي (¬7) يَعْقِلُ بِهِ، وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَإِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ (¬8)، وما توددت (¬9) عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِي عَنْ مَوْتِهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَكْرَهُهُ، وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ (¬10) ". *هَذَا ضَعِيفٌ. قُلْتُ: وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ (¬11)، وَعَنْ عَائِشَةَ (¬12)، وأنس (¬13) رضي الله عنهما. ¬
575 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ ق 324/ ب) قال: ثنا العباس بن الوليد به فذكره. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 139: 505): بمثله ثم قال: (لأبي يعلى بضعف). اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 270): باب فيمن آذى أولياء الله، بنحوه من حديث ميمونة رضي الله عنها ثم قال: (رواه أبو يعلى، وفيه يوسف بن خالد السمتي، وهو كذاب). اهـ.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف جدًا لحال يوسف بن خالد. وقد أخرج نحوه البخاري مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. انظر: صحيحه مع الفتح (11/ 340: 6502)، باب التواضع: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن الله قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه. وما يزال عبدي يتقرب إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فإِذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت، وأنا كره مساءته". فتفترق رواية البخاري عن حديث الباب بعدم وجود قوله: "وَلِسَانَهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ، وَقَلْبَهُ الَّذِي يَعْقِلُ به" فيها. وتزيد عنه بوجود ذكر السمع، والبصر.=
= قال الذهبي في الميزان (1/ 641) في ترجمة خالد بن مخلد القطواني: (ومما انفرد به ما رواه البخاري في صحيحه)، عن ابن كرامة، عنه ... ثم ساقه الذهبي بسنده إلى محمد بن كرامة شيخ البخاري به بمثل لفظ البخاري إلَّا أنه قال: "آذنني بالحرب" بدلًا من آذنته. ثم قال: فهذا حديث غريب جدًا، لولا هيبة الجامع الصحيح لعدُّوه في منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه، ولأنه مما ينفرد به شريك، وليس بالحافظ، ولم يرو هذا المتن إلَّا بهذا الإِسناد، ولا خرجه من عدا البخاري. اهـ. قال الحافظ في الفتح (11/ 341): معلقًا على قول الذهبي: وإطلاق أنه لم يرو هذا المتن إلَّا بهذا الإِسناد مردود، ومع ذلك فشريك شيخ شيخ خالد: فيه مقال أيضًا ... ولكن للحديث طرق أخرى يدل مجموعها على أن له أصلًا. اهـ. ثم أشار الحافظ إلى هذه الطرق. وانظر: مجموع فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية: (18/ 131)، جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب: (ص340).
3 - باب الصلاة الوسطى
3 - بَابُ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى 576 - قَالَ مُسَدَّدٌ (¬1): حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: "كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَرَى أَنَّهَا الصُّبْحَ -يعني الصلاة الوسطى-". ¬
576 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 576: 2191): باب صلاة الوسطى: قال أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "الذي تفوته صلاة العصر: فكأنما وتر أهله، وماله" قال: فكان عبد الله يرى أنها الصلاة الوسطى. وعن عبد الرزاق: أخرج بعضه الإِمام أحمد في المسند (2/ 145): قال: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ سالم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله". وفيه في الصفحة نفسها: ثنا أبو كمال، ثنا إبراهيم، أنا ابن شهاب ويعقوب: قال: حدثنا أبي عن ابن شهاب، عن سالم به بنحو اللفظ الأول. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 170): باب الصلاة الوسطى أي الصلوات؟ قال:=
= حدثنا محمد بن خزيمة، وفهد، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث ح: وحدثنا يونس قال: ثنا عبد الله بن يوسف، قال: ثنا الليث، قال: حدثني ابن الهاد عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه قال: "الصلاة الوسطى صلاة العصر". اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 139: 506): بمثله.
الحكم عليه: حديث الباب رجال إِسناده رجال الصحيح، لكن سفيان قد تغير بآخره، وروايته هنا جاءت مخالفة لرواية غيره عن الزهري. وقد قدمه يحيى بن سعيد على معمر في الزهري، لكن مخالفته هنا ليست لمعمر فقط بل خالف غيره كابن الهاد عند الطحاوي، وهو: يزيد بن عبد الله بن أسامة ابن الهاد الليثي أبو عبد الله المدني، ثقة مكثر. اهـ. التقريب (602: 7737). ومن خالفه رواه بلفظ: "العصر" بدلًا من "الصبح"، فيبدو والله أعلم أنه مما أخطأ فيه سفيان فهو بهذا اللفظ ضعيف. ومما يؤيد رواية من أداها بلفظ "العصر": 1 - ما أخرجه مسلم. انظر صحيحه مع شرح النووي (5/ 127)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن هشام، عن محمد، عن عبيدة، عن علي، قال: "لما كان يوم الأحزاب قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ملأ الله قبورهم، وبيوتهم نارًا كما حبسونا، وشغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس". وفي رواية شُتَيْر بن شَكْل عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: (5/ 128): (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا" ثم صلاها بين العشائين بين المغرب والعشاء). وعنده بعدة روايات، وأخرج في (5/ 130): عن عائشة أن العصر هي الصلاة الوسطى بلفظ: "حافظوا على الصلوات وصلاة العصر" هكذا بزيادة واو وسيأتي=
= الجواب عنها. وعنده أيضًا في (5/ 126): قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي: واللفظ له قال: حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن شهاب، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "من فاتته العصر فكأنما وتر أهله وماله". وعنده (5/ 125): قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ ... فَذَكَرَ نحو اللفظ السابق. ثم قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، قالا: حدثنا سفيان عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ عمرو: يبلغ به، وقال أبو بكر: رفعه. وهذا الإِسناد موافق لإسناد مسدد. وأخرج الترمذي في جامعه (1/ 339 - 340: 181): باب ما جاء في صلاة الوسطى أنها العصر، وقد قيل: إنها الظهر: قال حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود الطيالسي، وأبو النضر، عن محمد ابن طلحة بن مُصَرِّف، عن زبيد، عن مرة الهمداني، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: "صلاة الوسطى، صلاة العصر". ثم قال: هذا حديث حسن صحيح. اهـ. وقال (182): حدثنا هناد، حدثنا عَبْدَة، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة ابن جندب، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: "صلاة الوسطى: صلاة العصر". قال: وفي الباب عن علي، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وعائشة وحفصة، وأبي هريرة، وأبي هاشم بن عتبة. قال أبو عيسى: قال محمد: قال علي بن عبد الله: حديث الحسن عن سمرة بن جُندَب حديث صحيح، وقد سمع منه.=
= وقال أبو عيسى: حديث سمرة في صلاة الوسطى حديث حسن، وهو قول أكثر العلماء مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وغيرهم. اهـ. فتبين بهذا أن مجموع روايات تفسير الوسطى بأنها العصر لا يقل عن الصحيح. وتفسيرها بالوسطى هو الذي يظهر لي والله أعلم. وهو كما نقله ابن قدامة، والنووي عن طائفة من أهل العلم: ينظر: المغني (1/ 387)، شرح النووي لصحيح مسلم (5/ 128). وروي عن زيد بن ثابت أنها صلاة الظهر، وذلك فيما أخرجه أبو داود. انظر: سننه مع عون المعبود (2/ 81: 407). وأخرجه الإِمام أحمد. انظر: المسند (5/ 183). وذكره الشيخ الوادعي في الصحيح المسند من أسباب النزول (ص 19)، وقال: (الحديث رجاله رجال الصحيح إلَّا عمرو بن أبي حكيم والزبرقان، وهما ثقتان). اهـ. وقال طاوس وعطاء وعكرمة، ومجاهد والشافعي: هي الصبح. وقيل: هي المغرب: وقيل: إنها جميع الصلوات. وقيل: إنها العشاء. والحاصل أن مجموع الأقوال في الصلاة الوسطى أوصله الدمياطي إلى تسعة عشر. ذكره الحافظ في الفتح (8/ 196).
4 - باب التهجد
4 - بَابُ التَّهَجُّد 577 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ (¬1): أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: إِذَا تَهَجَّدَ سَجَدَ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ). [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا وَاصِلٌ بِسَنَدِهِ وَلَفْظِهِ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬2): يَسْتَاكُ مِنَ الليل مرتين أوثلاثًا، فإِذا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ: صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَلَا يَتَكَلَّمُ (¬3) بِشَيْءٍ، وَلَا يَأْمُرُ (¬4) بِشَيْءٍ، وَيُسَلِّمُ (¬5) من كل ركعتين". *هذا إِسناد ضعيف. ¬
577 - تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في المسند. انظر: (5/ 417): قال:=
= ثنا محمد بن عبيد به نحوه. ومحمد بن نصر المروزي في قيام الليل. انظر: المختصر للمقريزي (ص95): باب السواك عند الوضوء لقيام الليل: قال المروزي: حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبِي أيوب، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إذا قام من الليل يتسوك مرتين أو ثلاثًا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 271 - 272): بنحوه بلفظ الإِمام أحمد، وعزاه له وللطبراني في الكبير ثم قال: (وفيه واصل بن السائب وهو ضعيف). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 140: 509): بمثله وعزاه لعبد بن حميد. وذكره البوصيري في الإِتحاف. انظر: المجردة (2/ ق 16/ ب): قال: (وعن أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا تهجد سجد بين كل ركعتين". رواه إسحاق بسند ضعيف لضعف أبي سورة). اهـ.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف، وفيه إضافة إلى ضعف أبي سورة، ضعف واصل. وفي لفظ إسحاق هكذا جاء بلفظ السجود، في حين جاء في لفظ عبد بن حميد "سلم"، وهو الظاهر. ومجرد التسوك قبل صلاة التهجد دون عدد يشهد له ما أخرجه البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (3/ 19: 1136): من حديث حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: كان إذا قام للتهجد من الليل يَشُوصُ فاه بالسواك". والتسليم بين كل ركعتين يشهد له قوله -صلى الله عليه وسلم- للرجل عندما سأله: يا رسول الله: كيف صلاة الليل؟ قال: "مثنى مثنى، فإِذا خفت الصبح فأوتر بواحدة". أخرجه البخاري من حديث ابن عمر. انظر: صحيحه مع الفتح (3/ 20: 1137).
578 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، عَنْ زَائِدَةَ (¬1)، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ (عُمَيْرٍ) (¬2)، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي حُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ لِأُصَلِّيَ بِصَلَاتِهِ، فَافْتَتَحَ الصَّلَاةَ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً: لَيْسَتْ بِالْخَفِيفَةِ، وَلَا بِالرَّفِيعَةِ: قِرَاءَةً حَسَنَةً يُرَتِّلُ (¬3) فِيهَا يُسْمِعُنَا، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِنْ سُورَةٍ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: "سَمِعَ الله لمن حمده: ذو الجَبَرُوت، والمَلَكُوت، والكبريا، وَالْعَظَمَةِ". قَالَ: ثُمَّ إِنَّ (¬4) قِيَامَهُ نَحْوًا مِنْ سُورَةٍ قَالَ: وَسَجَدَ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الطُّوَل، وَعَلَيْهِ سَوَادٌ مِنَ اللَّيْلِ، قال عبد الملك: وهو تطوع (¬5) الليل. ¬
578 - تخريجه: أخرجه من طريق أبي بكر: الفريابي في فضائل القرآن. انظر: (ص232: 120): قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الملك ابن عمير، به نحوه وقال: (الخفيضة) بدل الخفيفة. وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (5/ 401): قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابن أخي حذيفة، عن حذيفة به نحوه بلفظ مقارب.=
= وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (3/ ق 186/ ب): قال: حدثنا محمد بن عثمان العجلي، ثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن عبد الملك ابن عمير، أخبرني ابن أخي حذيفة به نحوه بلفظ أقرب من سابقه. وابن المبارك في الزهد. انظر: (33/ 101): باب ما جاء في فضل العبادة قال: (أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا حمزة -رجلًا من الأنصار-، قال ابن صاعد: يقال له: طلحة مولى قرظة بن كعب القرظي. وقال لنا ابن صاعد مرة أخرى -سلمة مولى قرظة: يحدث عن رجل من بني عبس- قال ابن صاعد: وهذا الذي لم يسم هو عندي صلة بن زفر العبسي، عن حذيفة ابن اليمان: "أنه صلى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من الليل: فلما دخل في الصلاة قال: الله أكبر ذو الملكوت، والجبروت، والكبرياء، والعظمة، ثم قرأ البقرة، ثم ركع، فكان ركوعه نحوًا من قراءته، فكان يقول: سبحان ربي العظيم، ثم رفع رأسه فكان قيامه نحوًا من ركوعه، فكان يقول: لربي الحمد، لربي الحمد، ثم سجد: فكان سجوده نحوًا من قيامه، فكان يقول: سبحان ربي الأعلى، ثم رفع رأسه فكان بين السجدتين نحوًا من السجود، فكان يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي،. حتى قرأ البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، قال شعبة: لا أدري المائدة أو الأنعام). اهـ. والمروزي في قيام الليل. انظر: مختصر المقريزى (ص99)، باب ما يفتتح به قيام الليل: قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال سمعت أبا حمزة، يحدث عن رجل من بني عبس، عن حذيفة: "أنه صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقام إلى جنبه: فسمعه حين افتتح الصلاة قال: الله أكبر ذو الملكوت، والجبروت، والكبرياء، والعظمة". وعنده في (ص113): باب الاختيار لطول القيام في صلاة الليل: قال:=
= حدثنا إبراهيم بن الحسن، ثنا أبو عوانة، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ المستورد، عن صلة، عن حذيفة قَالَ: "صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليلة: فاستفتح بالبقرة. قلت: يقرأ بالمائة ثم يركع، فلما جاوزها قلت: يقرؤها في ركعتين، فلما بلغ الناس: قلت يقرؤها في ركعة، فلما فرغ منها افتتح سورة آل عمران، فجعل لا يمر بتسبيح، ولا تكبير، ولا تهليل، ولا ذكر جنة ولا نار إلَّا وقف، وسأل أو تعوذ ثم ركع فجعل يقول: وهو راكع سبحان ربي العظيم قدر قيامه أو أطول ثم قال: سمع الله لمن حمده، فقام طويلًا، ثم سجد فجعل يقول وهو ساجد سبحان ربي الأعلى". وأخرج نحو هذا في (ص 164) من حديث حذيفة. وعنده في (ص 168)، باب ما يقال في ركوع صلاة الليل وسجودها وفيما بين ذلك: بابهام الصحابي: بلفظ قريب من لفظ أبي بكر بن أبي شيبة لكن فيه أن قوله: "سبحان ذي الجبروت ... "، قاله في الركوع لا بعد الرفع منه، وهذا هو المعروف. وابن أبي الدنيا في التهجد (3/ ق 185/ ب): قال: وحدثنا علي بن الجعد (.....) شعبة، عن عمرو بن مرة، سمعت أبا حمزة الأنصاري، عن رجل من بني عبس، عن حذيفة به نحوه وعد خمسًا من الطول فقط في نهايته. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 275): نحوه مع اختصار فيه ثم قال: (رواه الطبراني في الأوسط، وفيه سنان بن هارون البرجمي: قال ابن معين سنان بن هارون أخر سيف، وسنان أحسنهما حالًا، وقال مرة: سنان أوثق من سيف، وضعفه غير ابن معين). اهـ. والبوصيري في الإِتحاف (2/ ق 106/ ب): بمثله ثم قال: (رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وفي سنده راو لم يسم). اهـ. قلت: هو ابن أخي حذيفة وقد عرف.=
= وهو في المطبوع من المطالب (1/ 140: 510): باب التهجد: بنحوه باختلاف يسير. وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده حسن. وبمتابعاته التي تقدمت يرتقي إلى الصحيح لغيره.
579 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَجَعْدَةُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ -لَهُ صُحْبَةٌ- (¬1)، فَقَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَوْلَاةً لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالُوا: إِنَّهَا قَامَتِ اللَّيْلَ، وَصَامَتِ النَّهَارَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَكِنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي، وَأَصُومُ، وَأُفْطِرُ ... الْحَدِيثَ". [2] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جَعْدَةَ، قَالَ: ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ... فذكره. ¬
579 - تخريجه: أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 88): من طريق مسدد قال: حدثنا إبراهيم بن أبي داود، ثنا مسدد، ثنا يحيى -يعني ابن سعيد- عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جعدة بن هبيرة قَالَ: "ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مولاة لبني عبد المطلب: تصلي ولا تنامِ، وتصوم ولا تفطر، فقال: "أنا أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، ولكل عمل شِرَّةٌ وفَتْرَة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن يكون إلى غير ذلك فقد ضل. اهـ. هكذا ذكره بتمامه ثم قال: حدثنا فهد بن سليمان، ثنا علي بن معبد، ثنا جرير بن عبد الحميد، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا ويحيى بن جعدة على رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وذكر الحديث. اهـ. وفي إِسناده يحيى بن جعدة وليس جعدة وسيأتي أنه عند البوصيري من هذا الطريق كذلك.=
= وأخرج بعضه مرفوعًا بتسمية الصحابي قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة، عن حصين، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنة فقد أفلح ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك". اهـ. ومن حديث ابن عباس أيضًا قال الطحاوي (2/ 89): حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، ثنا اسد. بن موسى، ثنا محمد بن حازم، عن مسلم بن كيسان الْأَعْوَرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما بنحو اللفظ السابق عن ابن عمرو، وزاد في آخره: "إني لأصلي وأنام، وأصوم وأفطر، فمن رغب عن سنتي فليس مني". اهـ. وبنحو لفظ مسدد قال: حدثنا روح بن الفرج، ثنا يوسف بن عدي، ثنا عبيدة بن حميد النحوي، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا ويجيى بن جعدة عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: قيل: يا رسول الله: "إن مولاة لبني عبد المطلب ... " ثم ذكر مثله، وزاد "ومن يرغب عن سنتي فليس مني". اهـ. وفي الرويات السابقة (شِرَّة): وهي النشاط والرغبة. اهـ. النهاية (2/ 458). و"الفترة" هي حال السكون والتقليل من العبادات والمجاهدات. اهـ. النهاية (3/ 408). وأخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر: الإحسان (1/ 107: 11) ذكر إثبات الفلاح لمن كان شِرته إلى سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا أبو خثيمة قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا شعبة عن حصين بن عبد الرحمن، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو به بمثل اللفظ (3) والذي تقدم عند الطحاوي من طريق إبراهيم بن مرزوق، أي=
= دون ذكر "المَوْلاة". وذكره الهيثمي في موارد الظمآن (170/ 563): باب القصد في العبادة. وأخرجه أحمد في المسند (2/ 188): قال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حصين، عن مجاهد به بمثل إِسناده عند ابن حبان، وبنحو لفظه، بقصة في أوله. وعنده في (2/ 210): ثنا روح، ثنا شعبة، أخبرني حصين: سمعت مجاهدًا يحدث عن عبد الله بن عمرو فذكره باللفظ المختصر، "لكل عمل ... الحديث". وعنده في (2/ 165): قال: ثنا يعقوب، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو الزبير المكي عن أبي العباس -مولى بني الديل- عن عبد الله بن عمرو قال: ذكر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجالًا ينصبون في العبادة من أصحابه نصبًا شديدًا قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "تلك ضراوة الإِسلام وشرته ... " الحديث بنحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوئاد (2/ 259): من حديث عبد الله بن عمرو، وعزاه للطبراني في الكبير، وأحمد بنحوه ثم قال: (ورجال أحمد ثقات، وقد قال ابن إسحاق: حدثني أبو الزبير فذهب التدليس). اهـ. قلت: هو صرح لكن أبا الزبير نفسه لم يصرح وهو في الثالثة من المدلسين، وعلى كل حال فالحديث حسن بمتابعاته. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 259): عن جعدة بن هبيرة قَالَ: "ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مولى لبني عبد المطلب يصلي ولا ينام، ويصوم ولا يفطر، فقال: أنا أصلي وأنام ... الحديث"، ثم قال: (رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن نمير، وهو ضعيف). اهـ. وأخرجه البزار في مسنده. انظر: زوائده للحافظ ابن حجر (3/ 1118): رقم (494): ذكره الحافط في باب التهجد: قال البزار:=
= حدثنا يوسف بن موسى، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس، قال: "كانت مولاة للنبي -صلى الله عليه وسلم- تصوم النهار، وتقوم الليل، قيل له: إنها تصوم النهار، وتقوم الليل فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن لكل عمل شِرَّة، والشرة إلى فترة فمن كانت فترته إلى سنتي نقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك نقد ضل". اهـ. ثم قال الحافظ: قال البزار: لا نعلمه إلَّا عن ابن عباس، وليس له إلَّا هذا الطريق بهذا اللفظ، تفرد به مسلم. قال الشيخ: رجاله رجال الصحيح. قلت: كلا بل مسلم هو ابن كيسان الأعور: ضعيف جدًا. اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد من حديث ابن عباس: في باب الاقتصار في العمل والدوام عليه: بمثل لفظ البزار ثم قال: (رواه البزار ورجاله رجال الصحيح). اهـ. واستدرك الحافظ عليه هذا الإطلاق. وقال الفلاس: متروك الحديث. وتعقب الحافظ ابن حجر على الحافظ الهيثمي هو الصواب، ويبدو أن الحافظ الهيثمي إنما قال: (رجاله رجال الصحيح) ظنًا منه أن مسلمًا هو ابن عمران البَطِين أبو عبد الله الكوفي، وهذا ثقة أخرج له الستة، وله رواية عن مجاهد بن جبر. انظر: التقريب (530: 6638)، وتهذيب الكمال (3/ 1326). والرواية التي تقدمت عند الطحاوي، جاء فيها باسمه ولقبه: مسلم بن كيسان الأعور، وسبق الحافظ إلى الجزم بأنه الملائي ابن كيسان -إضافة إلى ما عند الطحاوي- أبو حاتم الرازي فيما نقله عنه ابنه حيث: ذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 143 - 144: 1927): قال: (سألت أبي عن حديث رواه حصين عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عن=
= النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لكل عمل شرة ثم يصير إلى فترة ... الحديث" قال أبي: روى هذا الحديث مسلم الملائي عن مجاهد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. ورواه الحكم بن عتيبة عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عمرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل. وقد اختلفوا في هذا الحديث أيضًا ... إلى أن قال: وحديث عبد الرحمن بن أبي عمرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل، أشبه. اهـ. قلت: لكن لمجاهد رواية عن ابن عباس، وكذا ابن عمرو بن العاص، وقد صح في الطرق المتقدمة أكثر من طريق فيه مجاهد عن ابن عمرو. أما الصحابي الأنصارى فلم أعرفه. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 31: 62): قال: ثنا إسماعيل بن سالم، ثنا هشيم، ثنا مغيرة وحصين، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من رغب في سنتي فليس مني". هكذا مقتصرًا على هذه العبارة منه، قال المُخَرِّج الشيخ الألباني إِسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم، وابن سالم هو الصائغ البغدادي. اهـ. قلت: وابن سالم انفرد مسلم عن الستة بالتخريج له وهو ثقة. وبرقم (51/ ص 27): ثنا أبوبكر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حصين، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة ... الحديث ... ". وقال المُخَرج: إِسناده صحيح على شرط الشيخين. اهـ. قلت: هذا يستقيم على القول بتوثيق ابن فضيل فقد احتج به الجماعة لكن قال الحافظ في التقريب: محمد بن فضيل بن غزوان، الضبي، مولاهم أبو عبد الرحمن=
= الكوفي، صدوق عارف، رمي بالتشيع. اهـ. روى له الجماعة احتجاجًا. انظر: التقريب (502: 6227)، الهدي (441). وذكره البوصيري في عدة مواضع من الإِتحاف. في باب عرى الإِسلام وشرائعه وسهامه، وشرواته وشرته من (ك) الإيمان. انظر: (1/ ق 20/ ب) من المسندة. ذكره فيه من حديث ابن عمرو من طريق أبي العباس مولى الديلي عنه. ومن طريق مجاهد عنه. وفي المسندة، أيضًا، كتاب العلم، باب اتباع كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ وسنة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين بعده، وترك الابتداع. (1/ ق 56/ ب) بإِسناد أحمد بن منيع، ومسدد، وذكر له طريقًا آخر ينتهي إلى منصور عن مجاهد به، وعزاه لأحمد بن منيع أيضًا ثم قال: قلت: له شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو، وقد تقدم بطرقه في (ك) الإِيمان، باب عرى الإِسلام وشرائعه. اهـ. وفي المجردة (2/ ق 106/ ب): بلفظ مسدد وعزه له ثم قال ورجاله ثقات. وبنحو لفظ أحمد بن منيع لكن فيه أن مجاهدًا قال: دخلت أنا ويحيى بن جعدة على رجل من الأنصار ... الحديث. ثم قال: وتقدم في العلم، باب اتباع الكتاب والسنة، ورواه البزار، من حديث ابن عباس، وابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 141: 511): بمثل لفظ أحمد بن منيع، وعزاه له، وبمثل سياقه عند مسدد، وعزاه له وكلاهما في باب التهجد.
الحكم عليه: بالنسبة لحديث الباب فإِن مجاهدًا رحمه الله له رواية عن الأنصار فإسناده من طريق أحمد بن منيع. صحيح لذاته.=
= ومن طريق مسدد مرسل، فجعدة ليست له رواية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما تقدم في ترجمته. وشواهد هذا الحديث في الصحيحين وغيرهما كثيرة، فمعناه موجود في قصة عبد الله بن عمرو المشهورة، وقد أخرجها البخاري في مواضع من صحيحه -انظرها مطولة في صحيح البخاري مع الفتح (9/ 94: 5052، 5053، 5054)، وشرح الحافظ له- وقصة عثمان بن مظعون، والرهط الثلاثة الذين سألوا نساء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وغيرها.
580 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ: الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ (¬1)، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ زِيَادَ بْنَ "خَيْثَمَةَ" (¬2) حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي يَحْيَى -بيَّاع القَتّ-، عَنْ (¬3) مُجَاهِدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قِيَامَ اللَّيْلِ: فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى تَحَادَرَتْ (¬4) دُمُوعُهُ، وَقَالَ: "تتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ"). ¬
585 - تخريجه: أخرجه الترمذي في جامعه مطولًا انظر (5/ 11: 2616): ك الإيمان باب: ما جاء في حرمة الصلاة: قال: حدثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ معاذ الصنعاني، عن معمر، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ أَبِي وائل، عن معاذ بن جبل قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سفر، فأصبحت يومًا قريبًا منه، ونحن نسير، فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، ويباعدني من النار، قال: لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ... إلى أن قال: وصلاة الرسول من جوف الليل. قال: ثم تلا "تتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ" ... الحديث. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وفيه عاصم بن أبي النجود: صدوق له أوهام، واختلف في سماع أبي وائل من معاذ، وسكت العلائي عن سماعه عن معاذ، في حين نقل ولي الدين أبو زرعة قوله ثم زاد فقال:=
= (قلت: وجدت بخط والدي: قال ابن طاهر: لا يعرف لأبي وائل عن معاذ رواية). اهـ. وفي الهامش: وكذا قال الحافظ المنذري. اهـ. انظر تحفة التحصيل (ق 167/ أ). (وتعقب الحافظ ابن رجب تصحيح الترمذي له لهذا السبب وينظر شرح الأربعين له). وبالطريق نفسه أخرجه ابن ماجه انظر سننه (2/ 1314: 3973): بلفظ مقارب للترمذي، وكذا أخرجه بنحوه عبد الرزاق في المصنف انظر (11/ 194: 20303). والطبراني في الكبير (20/ 103: 200) قال: (حدثنا محمد بن محمد الجذوعي القاضي، ثنا هدبة بْنُ خَالِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عاصم بن بهدلة، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل به وفيه: (وقيام العبد من الليل، وقرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ" ... الحديث)، وأخرجه بنحوه أحمد (5/ 248). وشهر بن حوشب على ضعفه لا يعرف له رواية عن معاذ، وعاصم تقدم الكلام عليه. على أن الدارقطني رجح رواية شهر مع وصلها فقد: ذكره الدارقطني في العلل (2/ ق 45/ أ): وأطال الكلام عليه واستعراض طرقه ونقدها ثم قال: (ق 46/ ب): (وروى هذا الحديث عاصم بن أبي النجود، واختلف عنه، فرواه معمر عن عاصم عن أبي وائل عن معاذ، وخالفه حماد بن سلمة: فرواه عن عاصم عن شهر عن معاذ. وقول حماد بن سلمة أشبه بالصواب لأن الحديث معروف من رواية شهر على اختلاف عنه، وأحسنها إسنادًا حديث عبد المجيد بن بهرام، ومن تابعه عن شهر عن ابن غنم، عن معاذ ...). اهـ.=
= قلت: وثمة طريق آخر عن معاذ غير طريق أبي وائل، وشهر: أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 412): في تفسير سورة السجدة قال: حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن أحمد بن نصر الأزدي، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الفزاري عن الأعمش (وأخبرنا): أبو زكريا العنبري، واللفظ له، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق أنبأ جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت، والحكم بن عتيبة عن ميمون بن أبي شبيب عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك ... وفيه: الصوم جنة، والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله، قال ثم قرأ هذه الَاية {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} ... الحديث. وقال: هذا لفظ حديث جرير ولم يذكر أبو إسحاق الفزاري في حديثه الحكم بن عتيبة. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (2/ ق 173/ أ) مختصرًا مقتصرًا. على ما يخص التهجد قال: (حدثنا علي بن أحمد المري، ثنا أسد بْنُ مُوسَى، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عاصم بن بهدلة عن شهر بن حوشب، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال في قوله {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} قال: قيام الليل"). اهـ. وشهر لم يرو عن معاذ كما تقدم. ومحمد بن نصر في قيام الليل انظر المختصر للمقريزي ص (21) باب: ما جاء في قوله {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}: قال: (حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شعبة، عن الحكم سمعت=
= عروة بن النزال، عن معاذ بن جبل قال: أقبلنا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ غَزْوَةٍ تبوك ... إلى أن قال: "أولا أدلك على أبواب الجنة: الصوم جنة، والصدقة برهان، وقيام الرجل في جوف الليل يكفر الخطيئة، وتلا هذه الآية {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}. اهـ. وأشبه الألفاظ بلفظ أبي يعلى: ما أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 87): قال: حدثنا الحسين بن علي التميمي قال: ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: ثنا العلاء بن سالم الرواس قال: ثنا أبو بدر قال: ثنا زياد بن خيثمة قال: ثنا ابن أبجر عن مجاهد عن ابن عباس، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قيام الليل وفاضت عيناه، فقرأ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}. وإنما أخرته لانه جاء عن ابن عباس وإلا فهو أقرب الألفاظ لحديث الباب. وقال في الدر المنثور (5/ 170): أخرجه أحمد، والترمذي وصححه، والنسائي، وابن ماجه، وابن نصر في الصلاة، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في الشعب. وانظر الفتوحات الربانية لابن علان (6/ 358)، والفتح السماوي رقم (799). وهو في المطبوع من المطالب (1/ 141: 513): بمثله في الباب نفسه وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لحال أبي يحيى، وانقطاعه بين مجاهد ومعاذ، وتقدم من متابعاته ما يرتقي به إلى الحسن لغيره.
581 - حَدَّثَنَا (¬1) الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ غياب (¬2)، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُورَةَ الْبَقَرَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ" (¬3). ¬
581 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (8/ 320: 4924): قال: حدثنا الحسن بن حماد: سَجّادَة، به نحوه. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 411: 405): بنحوه بمثل لفظ أبي يعلى وهو: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قسم سورة البقرة في ركعتين". وفي مجمع الزوائد (2/ 274): بمثل لفظه في المسند والمقصد ثم قال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. ونقل محقق المطالب مثله عن البوصيري. فهو في المطبوع من المطالب في (1/ 141: 514): بمثل لفظه هنا في المسندة وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه: إِسناده صحيح لذاته. فإِن هشام بن عروة وإن كان دلسه عن أبيه إلا أن تدليسه لا يضر لأنه في الأولى من مراتب المدلسين.
582 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا (¬1) محمد بن عمر "و" (¬2)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ -هُوَ (¬3) التَّيْمِيُّ- قَالَ: "رَأَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ الْمَقَامِ ذَاتَ لَيْلَةٍ: قَدْ تَقَدَّمَ بِقِرَاءِ (¬4) الْقُرْآنِ فِي رَكْعَةٍ ثُمَّ انصرف". *إِسناده حسن (¬5). ¬
582 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 502): قال: حدثنا يزيد بن هارون عن مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن عبد الرحمن بن عثمان قال:، قمت خلف المقام أصلي، وأنا أريد أن لا يغلبني عليه أحد تلك الليلة، فإِذا رجل من خلفي يغمزني فلم ألتفت إليه، ثم غمزني فالتفت، فإِذا هو عثمان بن عفان فتنحيت وتقدم، وقرأ القرآن كله في ركعة ثم انصرف". وفيه محمد بن عمرو قد تقدم أنه صدوق له أوهام. لكنه قد توبع عليه ففد أخرج ابن أبي شيبة أيضًا في المصنف (2/ 506): قال:=
= حدثنا وكيع عن يزيد، عن ابن سيرين، عن عثمان "أنه قرأ القرآن في ركعة في ليلة". فزال ما كان يخشى من وهم محمد وعليه فالحديث حسن. والبيهقي في الشعب (1/ ق 166/ أ): ش (19): قال: أخبرنا أبو محمد بن يوسف، أنا أبو سعيد بن أعرابي، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا يزيد بن هارون به نحوه بأطول منه. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 141:515): بمثله إلا أنه قال (فقرأ) وعزاه لأحمد بْنِ مَنِيعٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 109/ ب): باب الوتر بركعة أو بثلاث ... ، نحوه بأطول منه وفيه (فتقدم فقرأ).
الحكم عليه: إِسناده حسن، ومحمد بن عمرو دمان كان له أوهام فإِن الذهبي حسن حديثه. وما قاله الحافظ أحوط لكنه حكلم عام عند وجود ما يوافق رواية محمد فإِن حديثه لا يقل عن الحسن، وهو موقوف على عثمان رضي الله عنه من فعله.
(27) وَحَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ فِي غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ مِنَ الْمَغَازِي (¬1). 583 - [1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ (¬2)، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كَانَ يُوتِرُ عِنْدَ الْأَذَانِ" (¬3). [2] وَقَالَ (¬4) أَبُو بَكْرٍ وَمُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "الْأَذَانِ الْأَوَّلِ". ¬
583 - تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 87): قال: ثنا إبراهيم بن أبي العباس، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كان يوتر عند الأذان ويصلي الركعتين عند الإِقامة". قال الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (2/ 70: 659): (إِسناده ضعيف، لضعف الحارث الأعور). اهـ. وقد الأذان في حديث الباب بكونه الأول وعليه تحمل بقية الروايات التي جاء فيها مطلقًا. ويؤيد كونه الأول ما خرجه مسلم، انظر صحيحه مع شرح النووي (5/ 34):=
= مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أوتروا قبل أن تصبحوا". وعنه رضي الله عنه أنهم سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الوتر فقال: "أوتروا قبل الصبح". وعنده عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من خاف أن لا يقوم آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإِن صلاة آخر الليل مشهورة وذلك أفضل" وقال أبو معاوية: "محضورة" فقال آخر الليل ولم يقل بعد الفجر. ثم إن قوله: "كان يوتر عند الأذان" مشعر بأن هذا هو الغالب ويفترق عن قوله: "أَوتَرَ عند الأذان" فإِن هذا الأخير يشعر بأن هذا حدث منه وحصل في وقت ما وفي مرة ما. والحديث جاء بالصيغة الأولى التي تشعر بالدوام ومعلوم أن الغالب من حاله هو الإيتار آخر الليل. والله أعلم. ما أخرجه مسلم أيضًا من حديث حفصة رضي الله عنها. انظر صحيحه مع شرح النووي (5/ 2): روي عن ابن عمر عن حفصة رضي الله عنهم: قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين". أما إذا نام عن الوتر أو نسيها فذاك أمر آخر. وهو في مسند الطيالسي (19/ 126): قال: حدثنا شريك به مثله. وتمامه عنده: "ويصلي ركعتين عند الإقامة". وفي المنحة (119: 556) مثله. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 141: 516): مثله وعزاه لأبي داود الطيالسي وانظر مجمع الزوائد (2/ 244 - 246)، مجمع البحرين (1/ ق 48/ أ) وما بعدها. وذكره البوصيري في الإِتحاف، انظر المجردة (2/ ق 104/ ب): باب صلاة=
= ركعتي الفجر وفضلها ومتى تصلى، وما يقرأ به فيهما .... ذكره بتمامه مثله ثم قال: رواه الطيالسي، ومسدد، وابن أبي شيبة، إلا أنهما قالا عند الأذان الأول ... ومدار هذه الأسانيد على الحارث الأعور وهو ضعيف.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال الحارث الأعور. لكن يشهد له إضافةً إلى ما تقدم، ما أخرجه مسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "مَنْ كل الليل قد أوتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أول الليل وأوسطه وآخره، فانتهى وتره إلى السحر" وفي رواية "فانتهى وتره إلى آخر الليل" وانظر صحيح مسلم مع الشرح (5/ 24 - 25).
584 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مِخْراق: قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه: "إن عندنا أقوامًا يقرؤون الْقُرْآنَ: مَرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا (¬1) فِي لَيْلَةٍ، فَقَالَتْ: "أُولَئِكَ قوم قرؤوا (¬2)، ولم يقرؤوا، لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا أَقُومُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي اللَّيْلِ التِّمَام، فَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَجَاءٍ إِلَّا سَأَلَ رَبَّهُ وَدَعَا، وَلَا بِآيَةِ تَخْوِيفٍ إِلَّا دَعَا رَبَّهُ وَاسْتَعَاذَ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ (¬3) طَلْحَةَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ بِهِ، قَالَ: "يَقُومُ اللَّيْلَ التَّمَامَ بِقِرَاءَةِ (¬4) الْبَقَرَةِ، وَآلَ عِمْرَانَ، وَالنِّسَاءَ" والباقي نحوه. ¬
584 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 257: 4842): قال: حدثنا كامل بن طلحة الجحدري، ثنا ابن لهيعة به نحوه. وهو في المقصد العلي (1/ 412: 408): باب صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بسند أبي يعلى قال: حدثنا كامل بن طلحة الجحدري به نحوه. وفي مجمع الزوائد (2/ 272): ذكره الهيثمي بنحوه وعزاه لأحمد ثم قال: (وجاء عنده في رواية: يقرأ أحدهما القرآن مرتين أو ثلاثًا. وأبو يعلى، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام). اهـ.=
= وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن (228: 116): قال: حدثنا قتيبة، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ به بلفظ قريب من لفظ أبي يعلى لكنه أطول منه وفيه (ليلة التمام). وعنده برقم (117: 229): قال: حدثنا عبد الله بن حماد، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نعيم، به نحوه. ومن الطريق الأول: أخرجه الإِمام أحمد في "المسند" (6/ 92): قال: ثنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا ابن لهيعة به نحوه، قريبًا جدًا من لفظ الفريابي. وفي (6/ 119) أخرجه بطريق آخر: قال: ثنا علي بن إسحاق قال: أنا عبد الله، قال أنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد به نحوه. ومن الطريق الثاني عند الفريابي: أخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 310): باب الوقوف عند آية الرحمة، واية العذاب، وآية التسبيح: قال: أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا يحيى بن أبي طالب، أنبأ وهب بن جرير به نحوه، وفيه قال (الليل التام). وذكره الحافظ ابن كثير في فضائل القرآن ص (150): باب الترتيل في القراءة قال: قال الإِمام أحمد: ثنا قتيبة به مثل لفظ الإِمام أحمد. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 142: 518، 519): الأول: بنحو لفظ أحمد بن منيع باختلاف يسير عزاه له. والثاني: بمثل ما اختصره هنا إلا أنه قال: (يقرأ) وهكذا جاء في مسند=
= أبي يعلى كما تقدم، وعزاه له. ونقل المحقق قول البوصيري: (رواه أحمد بن منيع، وأبو يعلى بسند فيه ابن لهيعة). اهـ.
الحكم عليه: إِسناده من طريق أبي يعلى وأحمد بن منيع ضعيف لحال ابن لهيعة وعنعنته لكنه توبع عليه في الطريق الثاني عند الفريابي، وهو الذي أخرجه البيهقي به. كما وأن في الطريق الأول عند الفريابي، والإمام أحمد، قالا: حدثنا قتيبة ثنا ابن لهيعة به. وتقدم أن قتيبة بن سعيد قد كتب حديث ابن لهيعة من أصول ابن وهب عنه، ثم سمعه من ابن لهيعة، وقد استفسر منه الإِمام أحمد عن سبب كون أحاديثه عن ابن لهيعة صحاح فأجاب بهذا، كما في السير في ترجمة عبد الله. وعليه فروايته عنه من قبيل الحسن هنا لولا وجود عنعنة ابن لهيعة عن الحارث. لكن يعضده: الذي خلا ابن لهيعة، وهو ما أخرجه الفريابي والبيهقي. وعليه فهو بمتابعاته حسن لغيره.
585 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ ثنا سَعِيدٌ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْفِهْرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ العَتَمَة، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي أَتَعَبَّدُ بِعِبَادَتِكَ (¬1) .. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ: قَالَ: "فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ: لَا يَمُرُّ (¬2) بآيةِ رحمةٍ إلَّا سَأَلَ، وَلَا خَوْفٍ إلَّا اسْتَعَاذَ، وَلَا مَثَل إلَّا فَكَّر: حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ كَبَّرَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ (¬3) الْعَظِيمِ، حَتَّى أَظُنُّ أَنَّهُ يَقُولُ وَيَحْمَدُهُ: فَمَكَثَ فِي رُكُوعِهِ قَرِيبًا مِنْ قيمه ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَكَبَّرَ، فَسَجَدَ (¬4): فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، وَأَظُنُّ أَنَّهُ يَقُولُ: وَبِحَمْدِهِ، فَمَكَثَ فِي سُجُودِهِ قَرِيبًا مِنْ رُكُوعِهِ: ثُمَّ نَهَضَ، حَتَّى (¬5) فَرَغَ مِنْ سَجْدَتَيْهِ، فَقَرَأَ فَاتِحَةَ (¬6) الْكِتَابِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ آلَ عِمْرَانَ كَذَلِكَ، ثُمَّ سَمِعْتُ النِّدَاءَ بِالْفَجْرِ". قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "فَمَا تَعَبَّدْتُ عِبَادَةً كَانَتْ (¬7) أشد عليَّ منها". ¬
585 - تخريجه: هو في بغية الباحث (2/ 323: 236)، باب قيام الليل: ذكره الهيثمي بطوله بسند الحارث قال:=
= حدثنا عمر بن سعيد، ثنا سعيد به نحوه: بزيادات عليه ثم قال الهيثمي: قلت: هو في الصحيح بإختصار. اهـ. وهو في: صحيح مسلم فقد أخرجه فيه. انظر: الصحيح مع شرح النووي (6/ 61)، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل: قال: وحدثنا ابن نمير -واللفظ له-: حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، عن سعد ابن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة، ثم مضى فقلت: يصلي بها ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها: يقرأ مترسلًا: إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، لماذا مر بسؤال سأل، لماذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه ثم قال: سمع الله لمن حمده ثم قام طويلًا قريبًا مما ركع ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريبًا من قيامه "قال": وفي حديث جرير من الزيادة "فقال سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد". وأخرجه الأمام أحمد في المسند من طريق عن حذيفة. انظر: (5/ 397)، قال: ثنا ابن نمير، ثنا الأعمش به- أي بسنده عند مسلم بمثل لفظه عنده. وله عنده طرق أخرى. انظر: (5/ 394، 389، 382). وأخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 128): قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بن أبي أسامة، ثنا عمر بن سعيد التنوخي به بطوله نحوه. ثم قال: غريب من حديث سعيد، ومحمد لم نكتبه إلَّا من حديث عمر بن سعيد. اهـ. وانظر: قيام الليل للمروزي بإختصار المقريزي (ص113): باب الاختيار لطول=
= القيام في صلاة الليل، وفضائل القرآن للفريابي (ص 230، 231) برقم (118، 119). وذكره البوصيري في الإِتحاف. انظر: المجردة (2/ ق 105/ أ) بأطول مما ذكره الحافظ في المطالب "ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة وهو في الصحيح باختصار. اهـ: وهو في المطبوع من المطالب (1/ 142): باب التهجد: برقم (520) بنحوه باختلاف يسير جدًا، وعزاه للحارث.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف جدًا لحال شيخ الحارث بن عمر بن سعيد، لكن قد صح مختصرًا في صحيح مسلم وغيره كما تقدم.
586 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا سُفْيَانُ: أوالأشجعي عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إِذَا صلَّى الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ فَصَلَّوْا رَكْعَتَيْنِ: (كُتِبا) (¬2) مِنَ الذاكرين الله [كثيرًا] (¬3)، والذاكرات". (¬4) ¬
586 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 423: 1335): باب ما جاء فيمن أيقظ أهله من الليل: قال: حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا شيبان أبو معاوية، عن الأعمش، عن علي بن الأقمر به موفوعًا قال: "إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته فصليا رَكْعَتَيْنِ، كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ". هكذا بالتثنية وبزيادة أبي هريرة مع أبي سعيد. وأبو داود في السنن. انظر: سننه مع عون المعبود (4/ 194: 1295): باب قيام الليل: قال: حدثنا ابن كثير، أخبرنا سفيان، عن مسعر، عن علي بن الأقمر، ح وحدثنا محمد بن حاتم بن بَزِيع، أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان عن الأعمش، عن علي بن الأقمر، عن الأغر، عن أبي سعيد، وأبي هريرة قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين=
= جميعًا كُتِبَ "كتبا" في الذاكرين و "أو" الذاكرات". ثم قال: ولم يرفعه ابن كثير، ولا ذكر أبا هريرة جعله كلام أبي سعيد. قال: أبو داود: رواه ابن مهدي عن سفيان قال: وأراه ذكر أبا هريرة: قال أبو داود وحديث سفيان موقوف. اهـ. وقال الشارح (وعلى كل حال هذا الحديث من طريق سفيان عن مسعر موقوف على الصحابي، ومن طريق شيبان عن الأعمش مرفوع إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ المنذري، وأخرجه النسائي، وابن ماجه مسندًا). اهـ. وذكره المنذري في اختصار السنن (2/ 92: 1264): وقال: (وذكر أبو داود أن بعضهم لم يرفعه ولا ذكر أبا هريرة، جعله من كلام أبي سعيد، وأن بعضهم رواه موقوفًا، وأخرجه النسائي، وابن ماجه مسندًا). اهـ. وابن حبان في صحيحه. انظر: موارد الظمآن (ص 168، 645)، باب فيمن قام من الليل إلى الصلاة، وانظر: الإحسان (4/ 118: 2559، 2560). حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، حدثنا محمد بن عثمان العجلي. حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان عن الأعمش، عن علي بن الأقمر، عن الأغربة قال: "من استيقظ من الليل وأيقظ أهله، فقاما فصليا رَكْعَتَيْنِ كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ". والبيهقي في الكبرى (2/ 501): باب الترغيب في قيام الليل: قال: أنبأ أبو عبد الله الحافظ، وأبو الحسن علي بن علي المهرجاني ابن السقاء، وأبو صادق ابن أبي الفوارس العطار، وأبو النصر أحمد بن علي بن أحمد القاضي: قالوا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن علي بن عفان العامري، أخو الحسن، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا شيبان، عن الأعمش، عن علي بن الأقمر، به قال: "من استيقظ من الليل، وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعًا، كتبا ليلتئذِ من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات".=
= ثم ذكر البيهقي الاختلاف وساق كلام أبي داود ثم زاد: ورواه عيسى بن جعفر الرازي عن سفيان مرفوعًا، نحو حديث الأعمش. اهـ. وأخرجه مثله في شعب الإيمان (1/ ق 218/ ب ش 21)، ونحوه الحاكم في (1/ 316)، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (3/ ق 188/ أ): مرفوعًا قُرن فيه أبو سعيد، وأبو هريرة. وطريق عيسى بن جعفر الذي عناه البيهقي. أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 416): عندما قال: حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا سفيان، عن علي بن الأقمر، عن الأغر، عن أبي سعيد أنه قال ... فذكره موقوفًا. وحدثنا أبو عبد الله محمد يعقوب الحافظ، حدثنا حامد بن أبي حامدي المقري، حدثنا عيسى بن جعفر الرازي، حدثنا سفيان بن سعيد، عن علي بن الأقمر، عن الأغر، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما مرفوعًا، فذكره عنهما نحو حديث الباب قريبًا من لفظ ابن ماجه. قال الحاكم: لم يسنده أبو نعيم، ولم يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الإِسناد، وأسنده عيسى بن جعفر، وهو ثقة، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. ومن طريق عيسى بن جعفر: أخرجه أبو القاسم الأصفهاني في الترغيب والترهيب: باب الترغيب في صلاة الليل (ق 199/ أ): قال: أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، ثنا أبو الفرج، عثمان بن أحمد البرجي، ثنا أبو عمرو بن حكيم، ثنا أبو علي المغيرة بن يحيى بالري، ثنا عيسى بن جعفر -قاضي الري- ثنا محمد بن جابر- هو الحنفي، عن علي ابن الأقمر، عن الأغر: أبي مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا أيقظ=
= الرجل ... الحديث". فرفعه هنا عن أبي سعيد وحده. وأخرجه الحافظ في نتائج الأفكار. انظر: (1/ 34): بسنده إلى العباس بن عمر الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا شيبان أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن علي بن الأقمر به نحو لفظ حديث الباب من حديث أبي سعيد، وأبي هريرة، قرنهما مرفوعًا. ثم قال بعد أن أخرجه: هذا حديث صحيح: أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ عن صفوان ابن صالح، عن الوليد، فوقع لنا عاليًا. وأخرجه أبو داود، والنسائي، وابن حبان أيضًا، والحاكم كلهم من رواية عبيد الله بن موسى عن شيبان. واختلف في وقفه ورفعه على علي بن الأقمر: فتابع الأعمش على رفعه محمد بن جابر اليمامي: أخرجه أبو يعلى من طريقه. وخالفهما سفيان الثوري فوقفه. اهـ. ثم أخرجه عاليًا له من طريق سفيان بسنده إليه عن علي به موقوفًا على أبي سعيد نحو حديث الباب ثم قال: أخرجه أبو داود عن محمد بن كثير، والحاكم من رواية أبي نعيم عن سفيان، قال أبو داود: رواه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان، وأراه ذكر أبا هريرة فيه، وحديث سفيان موقوف. وقال الحاكم: رفعه عيسى الرازي عن سفيان. ثم قال الحافظ ابن حجر: تنبيه: قول الشيخ هذا حديث مشهور: يريد شهرته على الألسنة لا أنه مشهور اصطلاحًا، فإِنه من أفراد علي بن الأقمر عن الأغر. وقوله: رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، هو كما قال، لكنهم ذكروا أبا=
= هريرة مع أبي سعيد فما أدري لم حذفه، فإنهما عند جميع من أخرجه مرفوعًا، وأما من أفرد أبا سعيد فإِنه أخرجه موقوفًا، كما قدمت جميع ذلك واضحًا. اهـ. مختصرًا. قلت: تفرد محمد بن جابر اليمامي الحنفي: برفعه عن أبي سعيد رفعًا مستقلًا دون أن يقرنه بأحد، وليس هو في مرتبة من يحتمل تفرده لا سيما إذا خالفه غيره ممن هم أولى منه، وذلك لما اعتراه رحمه الله من سوء الحفظ والتخليط. وهيئة رواية الأعمش لهذا الحديث محتملة فإِنه قرن أبا سعيد بأبي هريرة ثم رفعه فيحتمل أنه أراد الإِختصار مع علمه التام أنه عن أبي سعيد موقوفًا فيكون التقدير: (عن أبي سعيد موقوفًا، وأبي هريرة مرفوعًا) وذلك لتطابق المتن. وعليه فالذي يظهر لي: تصويب وقفه على أبي سعيد، ورفعه عن أبي هريرة رضي الله عنهما واعتبار رفعه عن أبي سعيد غلط ممن رفعه والله أعلم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ 105/ أ): مثله ثم قال: رواه الحارث ابن أبي أسامة موقوفًا. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 143: 521): مثله وعزاه للحارث. وهو في بغية الباحث (2/ 322: 235): باب قيام الليل مثله إلَّا أنه قال: (كتبا).
الحكم عليه: إِسناده هنا صحيح لذاته موقوف على أبي سعيد، وقد صح عن أبي هريرة مرفوعًا. ويبدو أن الحفاظ الهيثمي، وابن حجر، والبوصيري: أوردوه في الزوائد لهذا السبب أي وروده موقوفًا.
587 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ (¬1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (ذَكَرْتُ الْقِيَامَ (¬2)، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "نِصْفَهُ (¬3) رُبُعَهُ فُوَاق حلب ناقة"). ¬
587 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (5/ 80: 2688): قال: "حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ أبيه، عن ابن عباس قال: (فذكرت صلاة الليل، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: "نصفه، ثلثه، ربعه، فواق حلب ناقة، فواق حلب شاة"). وهو في المقصد العلي (1/ 406: 396): باب قيام الليل والحث عليه وفيه (تذكرت) بدلًا من (فذكرت) و (قيام الليل) بدلًا من (صلاة الليل) والباقي مثله. وذكره في مجمع الزوائد (2/ 252): في باب صلاة الليل: من حديث ابن عباس بمثله في المقصد العلي ثم قال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 143: 522): في الباب نفسه: بمثل حديث الباب وعزاه لأبي يعلى. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب. وانظر: صحيحه (1/ 257: 623): من حديث ابن عباس بمثل لفظه في مسند أبي يعلى ثم قال المنذري: رواه أبو يعلى ورجاله محتج بهم في الصحيح وهو بعض حديث. اهـ. وصححه الشيخ الألباني، وتعقب قول المنذري وهو بعض حديث فقال في الهامش: لا وجه لقوله: "وهو بعض حديث" كما بينته في الضعيفة (3912).=
= وقال معلقًا: على الإختلاف في "ذكرت": قال (فذكرت) كذا في الأصل (أي في أصل الترغيب) وفي المجمع "تذكرت" ووقع في مسند أبي يعلى يمكن أن يقرأ على الوجهين، والنسخة غير جيدة، وفي المخطوطة (ذكرت) ولعله الصواب. اهـ. وذكر البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 105/ أ): بتمامه من حديث ابن عباس ثم قال: رواه أبو يعلى بسند الصحيح، فُواق الناقة بضم الفاء هو ههنا: قدر ما بين رفع يديك عن الضرع، وقت الحلب. اهـ.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لانقطاعه بين مخرمة وأبيه، وبين أبيه وابن عباس رضي الله عنهما. لكن يشهد له ما أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 271: 787): في مسند إياس بن معاوية المزني: قال: حدثنا محمد بن رزيق بن جامع المصري، ثنا محمد بن هشام السدوسي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن إياس بن معاوية المزني، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا بد من صلاة بليل ولو ناقة، ولو حَلْب شاة، وما كان بعد صلاة العشاء الآخرة فهو من الليل". وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 139 - 140): قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد بن بشير القطان العسكري، ثنا موسى بن إسحاق، ثنا حجاج بن يوسف، ثنا يزيد بن هارون به قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا بد من قيام الليل، ولو حلب ناقة، ولو حلب شاة، وما كان بعد العشاء الآخرة فهو من الليل". وفيه عنعنة محمد بن إسحاق وهو في الرابعة من المدلسين، وحديثه حسن في الأحكام إلا فيما شذ فيه إن صرح بالتحديث. فهذا الحديث يشهد لحديث الباب فقد ضرب بمقدار حلب الناقة أو الشاة مثلًا=
= للقلة فصار الفواق وهو أكثر من مقدار الحلب مرادًا، أو أن يقدر محذوف فيكون المراد الفواق وذلك أنهم كانوا يحلبون الناقة ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتَدِرَّ ثم تُحْلَب. فيكون معناه مطابقًا لحديث الباب فيكون تقديره. أي: ولو فواق حلب ناقة، ولو فواق حلب شاة، ولا يبعد فقد سقط بعضه من رواية الطبراني. وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد شاهدًا آخر من حديث جندب بن سفيان. انظر: (2/ 252)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "نصفه، ثلثه، ربعه، فواق حلب ناقة، فواق حلب شاة"، ثم قال الدارقطني، ولم أجده في السنن ولا في العلل. فحديث الباب على هذا حسن لغيره.
588 - حَدَّثَنَا (¬1) "عَبْدُ اللَّهِ" (¬2) بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ "عَبْدِ الْوَاحِدِ" (¬3) عَنْ أَيُّوبَ بْنِ "عُتْبَةَ" (¬4)، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ (¬5)، وَفِي نَفْسِهِ أَنْ يُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ: فليصنع قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ عِنْدَهُ، فإِذا انْتَبَهَ فَلْيَقْبِضْ بيمينه قبضة (¬6) ثم ليَحْصِب (¬7) عن شماله"). ¬
588 - تخريجه: أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 170): من طريق أبي يعلى قال: حدثنا أَبُو يَعْلَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشي، ثنا أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير به مثله دون قوله (قبضة). والطبراني في الأوسط (1/ ق 262/ أ): قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا محمد بن بكار قال: نا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عتبة به نحوه. ثم قال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلَّا أيوب بن عتبة، تفرد به عنبسة بن عبد الواحد. اهـ. والبزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 340: 709): باب ما يفعل إذا=
= قام من الليل: قال البزار: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا ريحان بن سعيد ابن عباد -يعني ابن منصور-، عن أيوب، عن أبي قلابة به قال: (إذا أراد أحدكم أن يصلي من الليل فليأخذ قبضة من تراب فليضعها عنده، فإِذا انتبه فليحصب بها عن يمينه وعن شماله). ففيه أن الحصب عن اليمين وعن الشمال في حين اقتصر فيما مضى على الشمال. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 264): باب ما يفعل إذا قام من الليل من حديث النعمان بن بشير بنحوه ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير، والبزار وفيه أيوب بن عتبة، وثقه أحمد في رواية وكذلك ابن معين، وضعفاه في رواية، ضعفه البخاري ومسلم وجماعة. اهـ. وفي مجمع البحرين (ق 49/ أ): باب التهجد: بسند الطبراني في الأوسط ثم قال: تفرد به عنبسة. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 105/ أ). اهـ. (المجردة): بمثل حديث الباب ثم قال رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف أيوب بن عتبة. اهـ. والذهبي في الميزان (1/ 291): في ترجمة أيوب بعد نقله قول ابن حبان يهم شديدًا حتى فحش الخطأ منه: عنبسة بن عبد الواحد القرشي، حدثنا أيوب بن عتبة به نحوه ثم قال: وهذا باطل. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 143: 523): من حديث النعمان بن بشير: في الباب نفسه: بمثله، وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال أيوب بن عتبة، وانقطاعه بين أبي قلابة والنعمان ابن بشير، ومدار طرقه عليهما. ومتنه منكر -فيما يظهر لي- ولا أعرف له متابعًا ولا شاهدًا.
589 - وَحَدَّثَنَا (¬1) صَالِحٌ: (أَبُو مَعْمَرٍ (¬2)، ثنا (¬3)) سَلَّام (¬4) بْنُ (¬5) أَبِي: (خُبْزَة) (¬6)، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الحسن، عن سَمُرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ نُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ مَا قَلَّ أَوْ كَثُر، وَأَنْ نَجْعَلَ (¬7) ذلك وِتْرًا". ¬
589 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في معجم شيوخه (181/ 208) قال: ثنا صالح بن حرب: أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا سَلَّامُ بْنُ أَبِي خُبْزَةَ، ثنا يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بن جندب قَالَ: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ مَا قَلَّ أوكثر، وأن نجعل ذلك وترًا". فرواه هكذا على الصواب لا كسياق سنده في حديث الباب. وابن عدي في الكامل (3/ 1150) قال: أنا أبو يعلى والهيثم الدوري، وعبد الله بن العباس الطيالسي، أبو معمر: صَالِحُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا سَلَّامُ بْنُ أَبِي خبزة به مثله. والطبراني في الكبير (7/ 269: 6925) قال:=
= حدثنا علي بن بيان المطرز، وعبد الله بن العباس الطيالسي قالا: ثنا أبو معمر: صالح بن حرب به مثله. وفي الأوسط (1/ ق 222/ ب) قال: حدثنا علي بن بيان المطرز قال: ثنا أبو معمر: صالح بن حرب به مثله. والبزار في مسنده: انظر كشف الأستار (1/ 344)، برقم (713)، قال: حدثنا الحسن بن قزعة، ثنا سلام بن أبي خبزة به نحوه. وبرقم (714) قال: حدثناه خالد بن يوسف، ثنا أبي، ثنا جعفر بن سعد، عن خبيب بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده سمرة بن جندب: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كان يأمر أن يصلي أحدنا كل ليلة بعد الصلاة المكتوبة ما قل أوكثر، ويجعل -أحسبه قال-: آخر ذلك وترًا". قال البزار: حديث الحسن عن سمرة تفرد به سلام، وهو بصري ضعيف قدري. اهـ. وخالد هو ابن يوسف بن خالد السمتي البصري قال الذهبي في المغني (1/ 208: 1898) خالد بن يوسف السمتي: فيه تضعيف، وأبوه يوسف ساقط. اهـ. ويوسف بن خالد، متروك وكذلك يحيى بن معين. وعليه فالطريق الثاني الذي ساقه البزار شديد الضعف. والأول ضعيف فقط لحال سلام، ومداره عليه في الطرق التي قبله. لكن الطريق الثاني عند البزار جاء من أوجه أخر فقد: أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 297:7001، 7002) قال: حثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، وموسى بن هارون، قالا: ثنا مروان بن جعفر السمري، ثنا محمد بن إبراهيم عن جعفر بن سعد بن سمرة عن خبيب بن سليمان، عن أبيه، عن سمرة بن جندب قال: "أما بعد: فإِن رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كان يأمرنا أن يصلي أحدنا كل ليلة بعد الصلاة المكتوبة ما قل أو أكثر، ويجعلها وترًا".=
= ورقم (7002) قال: حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا دحيم، ثنا يحيى بن حسان، ثنا سليمان بن موسى، ثنا جعفر بن سعد بن سمرة، حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان، عن سمرة به نحوه. وفيهما: (جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب الغَزَاري السَّمُري نسب إلى جده ليس بالقوي، وانظر التقريب (140: 941). لكنه يصلح متابعًا لحديث الباب وطرقه التي فيها سَلَّام. وذكره الحافظ في زوائد البزار (3/ 1114: 713، 714)، باب التهجد، وساق قول البزار الذي تقدم. والبوصيري في الإِتحاف (2/ ق 105/ أ): بنحوه ثم قال: رواه أبو يعلى. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 252): مثله ثم قال: رواه البزار، والطبراني في الأوسط والكبير، وأبو يعلى، وللبزار في رواية: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمرنا أن نصلي كل ليلة بعد الصلاة المكتوبة ... نحوه، وإِسناده ضعيف. اهـ. قلت وهو شديد الضعف لحال يوسف بن خالد السمتي. وفي مجمع البحرين (1/ ق 48/ ب)، باب التهجد: مثله. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 143: 524) نحوه من حديث سمرة، وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال سلام بن أبي خبزة، لكن بمتابعه الذي أخرجه الطبراني يرتقي إلى الحسن لغيره.
590 - حَدَّثَنَا (¬1) الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَبُو يَحْيَى الْكُوفِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (¬2) الشَّامِيِّ عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عُدَّ الْآيَ (¬3) في التطوع لا الفريضة". ¬
590 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ ق 346/ أ): قال: ثنا الحسن بن حماد به مثله. وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (3/ 355) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، حدثنا عبد الله بن الحسن بن سليمان المقرئ، حدثنا محمد بن هارون المقرئ المعروف بالسواق، حدثنا الحسن بن حماد: سجادة، قال: حدثنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني عن أبي سعيد الشامي عن مكحول به مرفوعًا قال: "عد الآي في الفريضة والتطوع". وذكره السيوطي في الجامع الصغير. انظر الفيض (4/ 308: 5403) بمثل لفظ الخطيب وعزاه له من حديث واثلة، ورمز لضعفه ووافقه المناوى. في حين ذكره الألباني في ضعيف الجامع (4/ 27: 3692) وقال: "موضوع" وأحال على الضعيفة (3857). وعلى تقدير كونه ضعيفًا فقط فإِنه لا يفيد في تقوية حديث الباب، لأن مدار الطريقين على أبي سعيد الشامي، وفيه عنعنة مكحول عن واثلة، ثم التسوية في متنه بين الفريضة والتطوع. وهو في المقصد العلي (1/ 414: 411)، باب عد آيات القرآن في التطوع: قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَبُو يَحْيَى الكوفي به قال: "عُدَّ الآي في التطوع، ولا تعده في الفريضة".=
= وفي مجمع الزوائد (2/ 267)، باب كم يقرأ في الليل، من حديث واثلة بمثل لفظه في المقصد ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه أبو يحيى التميمي الكوفي، وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 105/ أ)، بمثل لفظه في المقصد وقال: رواه أبو يعلى. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 143: 525) من حديث واثلة بمثل حديث الباب، وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال أبي حيى الكوفي، وجهالة أبي سعيد الشامي، وععنة مكحول عن واثلة. وقد زالت العلة الأولى بمتابعه عند الخطيب وبقيت الثانية والثالثة في كلا الطريقين.
591 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْمَدَنِيُّ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَسوَّك مِنَ اللَّيْلِ مرتين أو ثلاثًا كما رَقَد وَاسْتَيْقَظَ: اسْتَاكَ، وَتَوَضَّأَ، وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، أَوْ ركعات".
591 - تخريجه: هو في المنتخب (3/ 1147: 1125) قال: حدثنا يعلي بن عبيد به مثله. وأخرجه البزار في مسنده انظر: كشف الأستار (1/ 349: 728)، باب صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال البزار: حدثنا محمد بن معمر، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْمَدَنِيُّ وهو الفضل بن مبشر، عن جابر قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتسوك من الليل مرتين أوثلاثًا كما رقد فاستيقظ استاك، وتوضأ، وصلى ركعتين أو ركعة". كذا بقوله: (ركعة) وفي المطالب والإتحاف ركعات وهو الصواب. وذكره في مجمع الزوائد (2/ 274) في الباب نفسه، بمثل لفظه في زوائد البزار. ثم قال: (رواه البزار، وفيه أبو بكر المديني وثقه ابن حبان، وضعفه ابن معين وجماعة). اهـ. قلت: ابن حبان ذكره فقط في الثقات ولم ينص على توثيقه انظر الثقات (5/ 296) وذكره البوصيري في الإِتحاف. انظر المجردة (2/ ق 105/ أ)، باب السواك لصلاة الليل: من حديث جابر بمثله لكن بنقص قوله "وركع" وأظنها سقطت سهوًا. ثم قال: رواه عبد بن حميد، والبزار بسند حسن. اهـ. وفيه أبو بكر المدني وفيه لين. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 144: 526) من حديث جابر مرفوعًا بمثله لكنه قال: (ثلاثة).=
= وعزاه لعبد بن حميد. الحكبم عليه: إِسناده ضعيف لحال أبي بكر المدني. وله شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري تقدم برقم (577) عند عبد بن حميد ونصه: "كان يَسْتَاكُ مِنَ اللَّيْلِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فإِذا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَلَا يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ، وَلَا يَأْمُرُ بِشَيْءٍ، وَيُسَلِّمُ مِنْ كل ركعتين". وإسناده ضعيف لكنه يعتضد به، ولهما شواهد عند البخاري في صحيحه. انظر الصحيح مع الفتح (3/ 19: 1136، 3/ 20: 1137).
592 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ مطَرِّف، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ (¬1)، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ قَبْلَ العَتَمة، وَبَعْدَهَا، يُغَلَّط أَصْحَابَهُ فِي الصَّلَاةِ". [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مَالِكُ (¬2) بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِهَذَا [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وَهْب بْنُ بَقِيَّةَ، ثنا خَالِدٌ: بِهِ (¬3)، إلَّا أَنَّهُ قَالَ: يُغَلِّطُ أصحابَهُ، والقوم يصلون". ¬
592 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ ق 384/ 497): قال: حدثنا وهب بن بقية الواسطي به. أخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 87، 88) قال: ثنا خلف، حدثنا بن خَالِدٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الحارث به ولفظه: "نهى أن يرفع الرجل صوته بالقراءة قبل العشاء وبعدها: يغلط أصحابه وهم يصلون". وفيه الحارث وحاله كما عرفت. ونقل الحافظ في تهذيب التهذيب (3/ 101) عن التمهيد لابن عبد البر في ترجمة يحيى بن سعيد في الكلام على حديث البياضي في النهي عن الجهر بالقرآن بالليل. (رواه خالد الطحان عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ نحوه، وقال تفرد به خالد: وهو ضعيف، وإسناده كله ليس مما يحتج به.=
= قال الحافظ: قلت: وهي مجازفة ضعيفة، فإِن الكل ثقات إلَّا الحارث، فليس فيهم ممن لا يحتج به غيره). اهـ. وفي المحقق من المسند نبه الشيخ أحمد شاكر على خطأ في الإِسناد وقع في إحدى النسخ المخطوطة وهو هنا موجود في الطبعة التي نقلت عنها آنفًا، وأيضًا في النسخة التي رمز لها الشيخ (بح) قوله ثنا خلف بن خالد عن مطرف، فصححه إلى حدثنا خلف حدثنا خالد. وهو الصواب. وانظر المسند بتحقيق الشيخ أحمد شاكر (2/ 72: 663). وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1/ ق 193/ ب: ش 19): قال: أخبرنا أبو علي الروذباري، وأنا محمد بن (سودب) (لعله: كذا) التركي، ثنا شعيب بن أيوب، ثنا عمرو بن عون، عن خالد، عن مطرف به ولفظه: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يرفع الرجل صوته بالقرآن قبل العشاء، وبعدها: يغلط أصحابه في الصلاة". وفيه الحارث أيضًا. وقال السخاوي في المقاصد الحسنة (ص 573): وللبيهقي في الشعب بسند ضعيف عن علي مرفوعًا: "لايجهر بعضكم على بعض بالقراءة قبل العشاء وبعدها"، وهو عند الغزالي في الأحياء بلفظ "بين المغرب والعشاء". وأخرجه أبو عبيد. اهـ. وذكره الغزالي في "إحياء علوم الدين" (1/ 278) قال: وفي الخبر "لا يجهر بعضكم على بعض في القراءة بين المغرب والعشاء". قال الحافظ العراقي: (رواه أبو داود من حديث البياضي دون قوله: "بين المغرب والعشاء". والبيهقي في الشعب من حديث علي "قبل العشاء وبعدها" وفيه الحارث الأعور=
= وهو ضعيف). اهـ. وفي تخريج أحاديث الإحياء (2/ 695: 833): أن عبارة "في القراءة بين المغرب والعشاء" ليست من أصل الحديث وقال: ظنها العراقي كذلك فقال رواه أبو داود من حديث البياضي دون قوله بين المغرب والعشاء ... ثم ذكر نحو معناه عن أبي سعيد الخدري عند أبي داود قال: "اعتكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر، وقال: "ألا إن كلكم مناجٍ لربه فلا يؤذي بعضكم بعضًا ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة". وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 419: 420)، باب النهي عن رفع الصوت بالقراءة بحضرة من يصلي أو يقرأ: قال: حدثنا وهب بن بقية الواسطي ثنا خالد به ولفظه: "نهى أن يرفع الرجل صوته بالقرآن قبل العتمة، وبعدها يغلط أصحابه، والقوم يصلون". وفي إِسناده الحارث. وفي مجمع الزوائد (2/ 265)، باب الجهر بالقرآن وكيف يقرأ: من حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه ولفظه: "نهى أن يرفع الرجل صوته بالقرآن قبل العشاء، وبعدها يغلط أصحابه، وهم يصلون". اهـ. ثم قال: رواه أحمد وأبو يعلى وفيه الحارث وهو ضعيف). اهـ. قلت: وهذا لفظ الإِمام أحمد، وعند أبي يعلى سميت العشاء بالعتمة كما في المقصد. وذكره البوصيري في الإِتحاف انظر المجردة باب النهي عن الجهر بالقراءة إذا تأذى به من حوله: ذكره من حديث علي رضي الله عنه بمثل لفظ مسدد، ثم قال: رواه مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة بلفظ واحد، وأحمد بن حنبل، وأبو يعلى إلَّا أنهما قالا: يغلط أصحابه والقوم يصلون، ومدار أسانيدهم على الحارث الأعور وهو ضعيف. اهـ.=
= وهو في المطبوع من المطالب (1/ 144: 527) بمثله. وعزاه لمسدد، وأبي بكر، وأبي يعلى دون تعليق.
الحكم عليه: الحديث في جميع طرقه التي تقدمت مداره على الحارث الأعور وهو ضعيف وعليه فهو بإسناد الثلاثة ضعيف، وفيما تقدم عند غيرهم أيضًا. لكن يشهد له ما أخرجه: أبو داود في السنن انظر سننه مع عون المعبود (4/ 213: 1318)، باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل: قال: حدثنا الحسن بن علي: أخبرنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد قال: "اعتكف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر، وقال: ألا إن كلكم مناجٍ رَبَّه، فلا يؤذين بعضكم بعضًا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال في الصلاة". وشيخ أبي داود هو: الحسن بن علي بن محمد الهُذَلي أبو علي الخلال الحُلْواني، نزيل مكة، ثقة حافظ له تصانيف، روى له الجماعة إلَّا النسائي. وانظر التعريف (162: 1262). وشيخ معمر هو: إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي، ثقة ثبت، روى له الجماعة، وانظر: التقريب (106: 425). وإسناد هذا الشاهد صحيح. وبه يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره. وثمة شاهد آخر: أخرجه البيهقي في الشعب (1/ ق 193/ ب) (ش 19) قال: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، ثنا أبو الحسن العرائفي، ثنا عثمان بن سعيد، ثنا يحيى بن بكير، ثنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ عَنْ أبي حازم التمار، عن البياضي: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خرج على الناس،=
= وهم يصلون: قد علت أصواتهم بالقرآن: فقال: إن المصلي يناجي ربه فلينظر ما يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة". وذكره مالك في الموطأ انظر (63: 174)، باب العمل في القراءة، من رواية يحيى بن يحيى الليثي عن مالك وعبارته الأخيرة: "إن المصلي يناجي ربه فلينظر مما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن". قال السخاوي في المقاصد الحسنة (572: 937): (قال شيخنا ... وهو صحيح من حديث البياضي في الموطأ). اهـ.
593 - [1] حدثنا (¬1) عبد الله (¬2) بن عون الخزاز (¬3)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ (¬4)، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ (¬5)، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- حتى تَوَرَّمت (¬6) قدماه أو ساقه، فَقِيلَ لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، وَمَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا). [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُمَوِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، نا (¬7) مِسْعَرٌ بِهِ. قُلْتُ (¬8): هُوَ مَعْلُولٌ، وَالْمَشْهُورُ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ الله عنه. ¬
593 - تخريجه: ذكره الحافظ في زوائد البزار (3/ 1128: 499): في باب التهجد: قال البزار: حدثنا الحسين بن الأسود، ثنا محمد بن بشر به نحوه. ثم قال: رواه غير واحد عن محمد بن بشر عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شعبة، وهو الصواب. اهـ.=
= قلت: أخرجه البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (3/ 14: 1130): بنحو ما ذكر البزار أنه الصواب، لكن قول البزار هنا رواه غير واحد عن محمد بن بشر عن زياد ... إلخ فيه نظر إلَّا أن يكون خطأ في القراءة أو الطباعة وإلاَّ فالصواب أن يقال رواه غير واحد عن مسعر عن زياد، أي من أصحاب مسعر خالفوا محمد بن بشر، وهو تلميذ مسعر، وإليك سنده عند البخاري، وبيان الحافظ في الفتح لهذا الاشكال قال البخاري: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مسعر، عن زياد، قال: سمعت المغيرة رضي الله عنه يقول: "إن كان النبي -صلى الله عليه وسلم-ليقوم- أو ليصلي حتى تَرِم قدماه -أو ساقاه- فيقال له، فيقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا". قال الحافظ في الفتح (3/ 15): تنبيه: هكذا رواه الحفاظ من أصحاب مسعر عنه، وخالفهم محمد بن بشر وحده فرواه عن مسعر عن قتادة، عن أنس أخرجه البزار، وقال: الصواب عن مسعر عن زياد، وأخرجه الطبراني في الكبير من رواية أبي قتادة الحراني عن مسعر، عن علي ابن الأقمر، عن أبي جحيفة، وأخطأ فيه أيضًا، والصواب مسعر، عن زياد بن علاقة). اهـ. وانظر أيضًا في بيان علته: السير (7/ 171 - 172) فقد أخرجه الذهبي ووضح علته والصواب فيه. وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 778): قال: ثنا محمد بن عبد الحميد الفرغاني بدمشق، ثنا الحسين بن علي بن الأسود، ثنا محمد بن بشر به نحوه. قال ابن عدي: وهذا يعرف بعبد الله بن عون الخراز، عن محمد بن بشر، ولم يروه من الثقات غيره، وعن محمد بن بشر فقال: عن مسعر، عن قتادة، عن أنس، وهو خطأ، وقد اختلفوا على مسعر في هذا الحديث على ألوان.=
= والحسين بن علي بن الأسود: سرق هذا الحديث من عبد الله بن عون على أن غير الحسين من الضعفاء قد سرقه منه أيضًا). اهـ. والله أعلم. والطبراني في الأوسط (2/ ق 51/ ب)، (52/ أ): قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: ثنا عبد الله بن عون الخراز، قال: ثنا محمد بن بشر به مثله لكن بنقص قوله: (أو ساقاه). ثم قال: لم يرو هذا الحديث عن مسعر، عن قتادة، عن أنس إلَّا عبد الله بن عون، عن محمد بن بشر، ورواه غيره عن محمد بن بشر، عن مسعر (فيها مسعود)، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شعبة، ورواه أبو قتادة الحراني عن مسعر، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة، ورواه سيف بن محمد بن أخت سفيان عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شعبة. وهو مذكور أيضًا في مجمع البحرين (1/ ق 49/ ب): باب التهجد: ولخص فيه قول الطبراني. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 410: 403): باب صلاة سيدنا رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَمِثْلِهُ. وفي مجمع الزوائد (2/ 271): في باب صلاة سيدنا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مِثْلَهُ من حديث أنس رضي الله عنه وقال: رواه أبو يعلى، والبزار، والطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: رجال البزار ليسوا كلهم رجال الصحيح ففيهم الحسين بن الأسود أخرج له الترمذي واختلف في إخراج أبي داود له، ورجال أبي يعلى كلهم من رجال الصحيح وانفرد مسلم بالتخريج للخراز دون البخاري، والله أعلم. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 144: 529): مثله في الباب نفسه.
الحكم عليه: إِسناده من طريق أبي يعلى ضعيف لعنعنة قتادة عن أنس، وإن كان رجاله ثقات كما تقدم.
= ومن طريق البزار ضعيف لحال الحسين، وعنعنة قتادة أيضًا. وهذا الحديث مشهور أخرجه عدد من الأئمة في الجوامع، والسنن، والمسانيد، والأجزاء، ومنها كتب الزهد، ولا معنى للإِطالة هنا بسياقتها، وقد تقدم إيراده عند البخاري بتعليق الحافظ عليه. فهو صحيح لذاته من حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يعضد هذا الحديث فيكون حسنًا لغيره.
594 - وَقَالَ أَبُو (¬1) يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا مؤمَّل، ثنا (¬2) سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: (وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَيْئًا: فَلَمَّا أَصْبَحَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إن أثر الوَجَع لَيَبِينُ (¬3) عَلَيْكَ!، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنِّي عَلَى مَا تَرَوْنَ: قَدْ قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ السبع الطُّول"). ¬
594 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 164: 3444): قال: حدثنا محمد بن الصباح البزار به: بالفرق الذي تقدم والمرفوع مثله. وهو في المقصد العلي (1/ 411: 406): باب صلاة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: بمثل ما جاء في المسند. وفي مجمع الزوائد (2/ 274): بنحوه: من حديث أنس ثم قال: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 145: 530): بمثل لفظ أبي يعلى وعزاه له من حديث أنس: باب التهجد.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال مؤمل بن إسماعيل. وبهذا السياق لا أعرف له متابعًا، أو شاهدًا لكن أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه بالشدة ثابت بأحاديث صحيحة، منها الحديث الذي تقدم قبل هذا فإِنه في صحيح البخاري من حديث المغيرة بن شعبة ورواه غيره أيضًا.
595 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ خَفَضَهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ (¬1) صَنَعْتَ هَذَا؟! قَالَ: "عَجِبْتُ لِمَلَكَيْنِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ: نَزَلَا إِلَى الْأَرْضِ يَلْتَمِسَانِ عَبْدًا فِي مُصَلَّاهُ فَلَمْ يَجِدَاهُ (¬2)، ثُمَّ عَرَجَا إِلَى رَبِّهِمَا (¬3)، فَقَالَا (¬4): يَا رَبَّنَا كُنَّا نَكْتُبُ لعَبْدِكَ الْمُؤْمِنِ فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ مِنَ الْعَمَلِ: كَذَا، وَكَذَا: فَوَجَدْنَاهُ قَدْ حَبَسْتَهُ فِي حِبَالتك (¬5)، فَلَمْ نَكْتُبْ لَهُ شَيْئًا: فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: اكْتُبُوا لِعَبْدِي عَمَلَهُ فِي يَوْمِهِ، وَلَيْلَتِهِ، وَلَا تُنْقِصُوهُ مِنْهُ شَيْئًا، عَلَيَّ أَجْرُهُ (¬6): احْتَبَسْتُهُ (¬7)، فله (¬8) أجر (¬9) ما كان يعمل". ¬
595 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص46/ 348): قال: حدثنا محمد بن أبي حميد به بالفروق التي تقدمت. ومن طريقه: أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 267): قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد قال: ثنا محمد بن إبراهيم بن ملحان، قال: ثنا=
= يحيى بن أبي بكير قال: ثنا الليث بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن أبي حميد، أن عون بن عبد الله أخبره عن ابن مسعود قال: "تبسم رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا، فقلنا مالك يا رسول الله؟ قال: "إنى عجبت لهذا العبد المسلم يكره أن يمرض، ولو يعلم ما له في المرض لأحب أن لا يزال مريضًا، ثم تبسم، فقلنا: ما شأنك يا رسول الله؟ قال: إني عجبت للملكين أتيا يلتمسان العبد في مصلاه ... فذكر الباقي في نحوه". ثم قال: وروى عن محمد بن أبي حميد بهذه الزيادة (أي تعجبه من الملكين) مجردًا أبو داود الطيالسي: حدثناه عبد الله بن جعفر قال: ثنا يونس بن حبيب قال: ثنا أبو داود به مثله. والطبراني في الأوسط (1/ ق 130/ أ): قال: حدثنا إبراهيم، قال نا محمد بن عبد الرحيم بن شروس قال: نا يحيى بن أبي الحجاج البصري عن مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أبيه، عن جده (كذا مع أنه عم أَبِيهِ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "عجبًا لِلْمُؤْمِنِ وَجَزَعِهِ مِنَ السَّقَمِ، وَلَوْ يَعْلَمُ مَا له في السقم: أحب أن يكون سقيمًا الدهر"، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- رفع رأسه إلى السماء، فضحك، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لم رفعت رأسك ... فذكر الباقي نحوه. ثم قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن عتبة بن مسعود إلَّا بهذا الإِسناد تفرد به محمد بن أبي حميد. اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع البحرين، كتاب الجنائز، باب ثواب المرض وكفارته (ق 52/ أ): بسند الطبراني، وساق كلامه بعد الحديث. وفي مجمع الزوائد (2/ 304): كتاب الجنائز، باب ما يجري على المريض: نحو حديث الباب ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط والبزار باختصار، وفيه محمد بن=
= أبي حميد، وهو ضعيف جدًا. اهـ. كما أخرجه البزار في مسنده، وذكره الهيثمي في كشف الأستار. انظر: (1/ 364: 766)، كتاب الجنائز، باب ثواب المريض: لكنه اقتصر على المقطع الأول الذي تقدم عند الطبراني في الأوسط. ثم قال البزار: لا نعلمه يروى عن عبد الله إلَّا من هذا الوجه. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 145: 531)، باب التهجد: وعزاه لأبي داود.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال محمد بن أبي حميد، شيخ أبي داود. وله شواهد عدة: منها ما أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 159): قال: ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، ثنا سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن القاسم -يعني ابن مخيمرة- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلَّا أمر الله عَزَّ وَجَلَّ الملائكة الذين يحفظونه فقال: اكتبوا لعبدي كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي". وأخرجه الحاكم بإسناده إلى سفيان به نحوه قريبًا منه، قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. انظر: المستدرك (1/ 348)، ووافقه الذهبي، ووافقهما الألباني. انظر: الصحيحة (3/ 232: 1232). وأخرجه أيضًا هناد بن السري في الزهد. انظر: (1/ 252: 438): قال: حدثنا قبيصة عن سفيان به نحوه، قريبًا من لفظ الإِمام أحمد. وأخرجه الدارمي في سننه (2/ 224: 2773)، كتاب الرقاق، باب المرض كفارة: قال: أخبرنا يزيد بن هارون، ثنا سفيان به نحوه قريبًا منه. وله شاهد مجمل عند البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (6/ 136: 2996). وشواهد هذا الحديث كثيرة وعليه فإِنه يرتقي إلى الحسن لغيره.
596 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، عَنْ إِيَاسٍ (¬1)، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ: "مَنْ (¬2) نَعَسَ مِنْكُمْ فِي الْمَسْجِدِ: فَلْيَتَحَوَّلْ إِلَى فراشه: حتى يعقل ما يقول". ¬
596 - تخريجه: أخرجه بنحوه البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (1/ 315: 213): قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرأ". ومسلم: انظر: صحيحه مع شرح النووي (6/ 74): لكن غير أنس: 1 - من حديث عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإِن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه". 2 - ومن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- "إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع". 3 - وهو في المطبوع من المطالب (1/ 145: 532): مثله، وعزاه لابن أبي عمر، وهو آخر أحاديث الباب في المطبوع، وفي المسندة.
الحكم عليه: رجاله ثقات لكنه نقطع بين مروان، وإياس فيما يظهر لي، وشيخ مروان هنا قد سقط، لكن يشهد له ما تقدم في الصحيحين. فيكون حسنًا لغيره بهذا اللفظ.
5 - باب قيام رمضان
5 - بَابُ قِيَامِ رَمَضَانَ 597 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "اسْتَقْبَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ مِنَ الْقِيَامِ، فَقَالَ: مَا بَقِيَ مِنَ اللَّيْلِ أَفْضَلُ مما مضى منه".
597 - تخريجه: أخرجه المروزي في قيام الليل انظر مختصر المقريزي: في كتاب قيام رمضان (ص 197): بنحوه قال: حدثنا يحيى، عن مالك عن ابن شهاب، عن عروة، عن عبد الرحمن بن القاري قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد ... إلى أن قال:" ... والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون" يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله. اهـ. وذكره في (205) باب اختيار قيام آخر الليل على أوله: قال: طاووس رحمه الله: سمع ابن عباس رضي الله عنه يقول: دعاني عمر رضي الله عنه أتغدى عنده -يعني السحر- فسمع هيعة الناس، فقال: ما هذا؟ فقلت: الناس خرجوا من المسجد. قال: "ما بقي من الليل أي مما مضى" هكذا جاء لفظه وأظن أن فيه سقطًا أو تصحيفًا وقد جاء عن عكرمة رحمه الله: "كنا نصلي ثم أرجع إلى ابن=
= عباس رضي الله عنه فأوقظه، فيصلي، فيقول لي: يا عكرمة هذه أحب إلى مما تصلون، ما تنامون من الليل: أفضله- يعني آخره". وانظر الباب والصفحة المشار إليها آنفًا. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 145: 533): باب في قيام رمضان: مثله وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: إِسناده صحيح لذاته، موقوف على عمر رضي الله عنه.
598 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا يزيد، أنا (¬1) إبراهيم ابن عُثْمَانَ، عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَم (¬2)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "أن رسول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَالْوِتْرَ". [2] وَقَالَ عَبْدُ "بْنُ حُمَيْدٍ" (¬3): حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا (¬4) أَبُو شيبة، -هو إبراهيم (¬5) - بهذا. ¬
598 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 394): باب كم يصلي في رمضان من ركعة: قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مقسم عن ابن عباس به مثله. وعبد بن حميد في المنتخب انظر (1/ 557: 652): قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثني أبو شيبة به وَلَفْظِهِ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي في رمضان عشرين ركعة، ويوتر بثلاث". قال المحقق: فيه أبو شيبة، وهو إبراهيم بن عثمان العبسي: متروك، والحَكَم ربما دلس، وقد عنعن ها هنا. اهـ. قلت: إعلاله بأبي شيبة مستقيم، أما الحكم فهو وإن كان ربما دلس فإِن تدليسه قليل ومحتمل، وقد اتفق الحافظان العلائي، وابن حجر على وضعه في الثاني من مراتب المدلسين فلا تضر عنعنته هنا.=
= والطبراني في الكبير (11/ 393: 12102): قال: حدثنا محمد بن جعفر الرازي، ثنا علي بن الجعد، ثنا أبو شيبة: إبراهيم بن عثمان به مثله. وفي الأوسط (2/ ق 33/ ب): قال: حدثنا محمد بن جعفر الرازي، قال: ثنا علي بن الجعد، قال: ثنا أبو شيبة به مثله. ثم قال: لم يرو هذه الأحاديث عن الحكم إلا أبو شيبة. اهـ. والبيهقي في الكبرى (2/ 496): قال: أنبأ أبو سعد الماليني، ثنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا منصور بن أبي مزاحم، ثنا أبو شيبة به ولفظه: (كان النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي فِي شهر رمضان في غير جماعة بعشرين ركعة والوتر". ثم قال البيهقي: تفرد به أبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي وهو ضعيف. اهـ. والخطيب في الموضح (1/ 382): قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا داود بن سليمان بن داود، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا إبراهيم بن عثمان به ولفظه (يصلي في رمضان إحدى وعشرين ركعة والوتر". وابن عدي في الكامل (1/ 240): قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا منصور بن أبي مزاحم، ثنا أبو شيبة به ولفظه: كان النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يُصَلِّي فِي شهر رمضان في غير جماعة بعشرين ركعة والوتر". وذكره الذهبي في الميزان (1/ 48): قال: (ومن مناكير أبي شيبة: ما روى البغوي أنبأنا منصور بن أبي مزاحم أنبأنا أبو شيبة به مثل لفظه عند ابن عدي.=
= والزيلعي في نصب الراية (2/ 153): وعزاه لبعض من سبقوا ثم قال: (... ورواه الفقيه أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي في كتاب الترغيب" فقال: ويوتر بثلاث، وهو معلول بأبي شيبة إبراهيم بن عثمان، جد الإِمام أبي بكر بن أبي شيبة، وهو متفق على ضعفه، ولينه ابن عدي في الكامل ثم إنه مخالف للحديث الصحيح عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة: كيف كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان؟ قالت: ما كان يزيد في رمضان، ولا في غيره، على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن، وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله: أتنام قبل أن توتر؟ قال: "يا عائشة إن عيني تنامان، ولا ينام قلبي" ... ثم نقل عن عبد الحق في الجمع بين الصحيحين قوله: هكذا في هذه الرواية، وبقية الروايات عند البخاري، ومسلم أن الجملة ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر. اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 172): من حديث ابن عباس بمثل لفظ حديث الباب. وقال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه أبو شيبة إبراهيم، وهو ضعيف. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 146: 534): مثله، وعزاه لأبي بكر، وعبد بن حميد. وذكره النووي في الخلاصة (ق 81/ ب) وضعفه، ونقل عن البيهقي أيضًا تضعيفه ثم ذكر حديث عائشة المخرج في الصحيحين. وذكره البوصيري في الإِتحاف: انظر المجردة المجلد الثاني: باب في قيام رمضان: مثل حديث الباب ثم قال: (رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ بْنُ حميد ولفظه: كان يصلي في رمضان: عشرين ركعة، ويوتر بثلاث، والبيهقي ولفظه: كان يصلي في شهر رمضان في غير جماعة عشرين ركعة والوتر.
= ومدار أسانيدهم على إبراهيم بن عثمان: أبي شيبة، وهو ضعيف ومع ضعفه مخالف لما رواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة قالت: كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالليل في رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة: منها ركعتا الفجر). اهـ.
الحكم عليه: ومداره فيما تقدم على أبي شيبة وهو متروك الحديث، وعليه فالحديث ضعيف جدًا. وثمة آثار موقوفة على عمر رضي الله عنه فيها أن الناس كانوا يصلون في زمانه عشرين ركعة: فقد: أخرج علي بن الجعد في مسنده (2/ 1009: 2926): قال: أنا ابن أبي ذئب عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يزيد قال: "كانوا يقومون على عهد عمر في شهر رمضان بعشرين ركعة، وإن كانوا ليقرؤون بالمئين من القرآن". وبرقم (2927): أنا ابن أبي ذئب عن يزيد بن السائب قال: "كانوا يتوكؤون على عصيهم من شدة القيام في عهد عمر رضي الله عنه في رمضان). يزيد بن خصيفة، ثقة، والسائب بن يزيد صحابي صغير، -على ما قرره الحافظ في التقريب-، وقد ذكر النووي هذا الأثر في الخلاصة (ق 81/ ب) وقال رواه البيهقي بإِسناد صحيح. اهـ. وفي حال يزيد بن خصيفة رجح الحافظ توثيقه في التقريب لكن نبه الشيخ الألباني في رسالته في "صلاة التراويح" إلى شيء يتعلق بحاله فقال (ص 49): معلقًا على هذا الأثر: (قلت: هذا الطريق بلفظ العشرين هي عمدة من ذهب إلى مشروعية العشرين في صلاة التراويح، وظاهر إِسناده الصحة، ولهذا صححه بعضهم، ولكن له علة تمنع القول بصحته، وتجعله ضعيفًا منكرًا، وبيان ذلك من وجوه: الأول: أن ابن خصيفة هذا وإن كان ثقة فقد قال فيه الإِمام أحمد في رواية عنه "منكر الحديث" ولهذا أورده الذهبي في الميزان، ففي قول أحمد هذا إشارة إلى أن ابن خصيفة قد ينفرد مما لم يروه الثقات، فمثله يرد حديثه إذا خالف من هو أحفظ=
= منه ... وهذا الأثر من هذا القبيل فإِن مداره على السائب بن يزيد كما رأيت، وقد رواه عنه محمد بن يوسف -ابن أخت السائب- وابن خصيفة واختلفا عليه في العدد فالأول قال عنه: (11)، والآخر قال: (20)، والراجح قول الأول لأنه أوثق منه فقد وصفه الحافظ ابن حجر بأنه "ثقة ثبت"، واقتصر في الثاني على قوله: "ثقة فهذا التفاوت من المرجحات عند التعارض ... إلخ". اهـ. قلت ورواية محمد بن يوسف: أخرجها البيهقي في الكبرى (2/ 396): قال: أنبأ أبو أحمد المهرجاني، أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي، ثنا محمد بن إبراهيم العبدي، ثنا ابن بكير، ثنا مالك عن محمد بن يوسف -ابن أخت السائب- عن السائب بن يزيد أنه قال: "أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب، وتميم الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة، وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر- هكذا في الرواية". وذكره في المعرفة أيضاً (3/ ق 15/ أ). فتبين أن رواية العشرين عن عمر معارضة أيضاً مما جاء عنه من الصلاة بإحدى عشرة في عهده في هذا الأثر. وكذا هناك أثر عن علي رواه البيهقي أيضاً (2/ 496 - 497) من الكبرى: وفيه الصلاة بعشرين الأول (ص496): في إسناده عطاء ابن السائب، وهو رحمه الله قد اختلط، ولفظ الحديث: "عن علي رضي الله عنه دعا القراء في رمضان فأمر منهم رجلاً يصلي بالناس عشرين ركعة قال: وكان علي رضي الله عنه يوتر بهم". والثاني: من طريق الحسن بن صالح عن أبي سعد البقال، عن أبي الحسناء أن علي بن أبي طالب: "أمر رجلاً أن يصلي بالناس خمس ترويحات عشرين ركعة" قال: وفي هذا الإِسناد ضعف والله أعلم. اهـ.=
= قلت: وانقطاع بين أبي الحسناء وبين علي رضي الله عنه فإِنه لا يروى عنه مباشرة إضافة إلى أنه مجهول وانظر التقريب (633: 8053). ثم إن في متنه خطأ فإِن خمس ترويحات لا تكون عشرين ركعة بل عشر إلا أن قصد الراوي فترات الاستراحة بين التسليمات فيمكن، وعلى آية حال فهو ضعيف. وهذه الآثار جاءت بعشرين، وغيرها جاء بأكثر وأقل، والذي يظهر لي أن لا حرج على من زاد عن إحدى عشرة، فلديه العمومات "صلاة الليل مثنى مثنى" وغيره، حيث لم تصح الآثار التي تقدمت، ولو قلنا بتقوي طريقي أثر عليٍّ فهو من فعله رضي الله عنه وله اجتهاده، وقول عائشة "لم يزد على إحدى عشرة" يبين أن هذا كان دأبه -صلى الله عليه وسلم- وهي أعرف بصلاته في الليل من غيره، كما نبه إلى مثل هذا الحافظ في الفتح أيضًا في (4/ 205). لكن هذا لا ينفي أن في الزيادة على هذا سعة إذا ما طبقت السنة في كيفية هذه الركعات. والذي يظهر لي هو العمل بحديث عائشة رضي الله عنها فهو أصح، وهو حاله -صلى الله عليه وسلم- وهو أولى، وانظر في بقية الأعداد الواردة قيام رمضان للمروزى باختصار المقريزي (ص 200 - 203).
6 - باب الأمر بالتنفل في البيوت
6 - بَابُ الْأَمْرِ بالتَّنَفُّلِ فِي الْبُيُوتِ 599 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ (¬1) بْنِ حَيَّانَ (¬2)، أنا (¬3) أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬4): "صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا، وَلَا تَتَّخِذُوا بَيْتِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ وَسَلِّمُوا، فإِن صَلَاتَكُمْ وَسَلَامَكُمْ تبلغني (¬5) أينما كنتم". ¬
599 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ ق / 307 / أ)، قال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا أبو بكر الحنفي به مثله. وأخرجه الخطيب في الموضح (2/ 52): قال: أخبرني أبو الفرج الطناجيرى، حدثنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الوراق=
= حدثنا محمد بن أحمد بن المؤمل الناقد، قال: حدثنا حاتم بن أبي حاتم الجوهري، حدثنا ابن أبي أويس، حدثنا جعفر بن إبراهيم الطالبي، قال: حدثني علي بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي بن حسين، قال: حدثني أبي، عن جدي علي رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لا تجعلوا قبرًا عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا، وصلوا على حيثما كنتم، فإِن صلاتكم وتسليمكم يبلغني حيثما كنتم". قال الشيخ الألباني في تحذير الساجد (ص95) وسنده مسلسل بأهل البيت رضي الله عنهم إلَّا أن أحدهم -وهو علي بن عمر-: مستور، كما قال الحافظ في التقريب. اهـ. والقاضي إسماعيل المالكي، في فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ص38: 30): قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة، قال: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، قال: جئت أسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- وحسن بن حسين يتعشى في بيت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فدعاني، فجئته فقال: ادن فتعش، قال: قلت: لا أريده، قال: مالي رأيتك وقفت؟، قال: وقفت أسلم عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إذا دخلت المسجد فسلم عليه، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "صلوا في بيوتكم ولا تجعلوا بيوتكم مقابر، لعن الله يهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وصلوا علي فإِن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم". فأخرجه القاضي بتمامه. قال المحقق الشيخ الألباني: حديث صحيح. اهـ. قلت: حكم عليه الشيخ بالصحة لشواهده ومتابعاته كما سيأتي: وبر قم (20): (ص33 - 34): حدثنا جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عمن أخبره من أهل بلده، عن علي بن حسين بن علي: أن رجلًا كان يأتي كل غداة=
= فيزور قبر الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويصلي عليه، ويصنع من ذلك ما انتهره عليه علي بن الحسين فقال له علي بن الحسين: ما يحملك على هذا؟ قال علي بن الحسين: هل لك أن أحدثك حديثًا عن أبي؟ قال: نعم، فقال له علي بن حسين: أخبرني أبي عن جدي أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا تجعلوا قبري عيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا، وصلوا عليّ وسلموا حيثما كنتم، فسيبلغني سلامكم وصلاتكم". قال المحقق الشيخ الألباني: حديث صحيح بطرقه وشواهده. اهـ. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 577: 6726): قال: عن الثوري عن ابن عجلان عن رجل يقال له سهيل عن الحسن بن الحسن بن علي قال: رأى قومًا عند القبر فنهاهم، وقال: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا تتخذوا بيوتكم قبورًا، وصلوا علي حيثما كنتم فإِن صلاتكم تبلغني". وسهيل ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 249: 1071): فقال: سهيل روى عن الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عنه: روى عنه محمد بن عجلان، وسفيان الثوري. اهـ. مختصرًا. ومحمد بن عجلان إذا توبع حديثه في أعلى درجات الحسن، وسفيان وإن كان هنا أخذ عنه بواسطة، إلَّا أن ظاهر كلام ابن أبي حاتم أنه روى عنه مباشرة. وقد تقدم في الطريق الأول برقم (30) عند القاضي إسماعيل أنه روى عنه عبد العزيز بن محمد، وذكر الألباني في هامش تحذير الساجد (ص 96/ 2): أن له تلميذًا آخر هو: إسماعيل بن علية وعزاه لابن خزيمة في حديث "علي بن حجر" ثم قال: (وهذه فائدة عزيزة لا تجدها في كتب الرجال، فقد روى عنه ثلاثة من الثقات، فهو معروف غير مجهول والله أعلم). اهـ. قلت: والرابع مضى أنه عبد العزيز بن محمد، لكن لم أر بيانًا لحاله -أعني سهيلًا- من القوة أو الضعف. ومع هذا فالحديث بمتابعاته لا يقل عن الصحيح لغيره، والله أعلم.=
= وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 247): باب التطوع في البيوت: من حديث الحسن بن علي بن أبي طالب، مرفوعًا مثله، ثم قال: (رواه أبو يعلى، وفيه عبد الله بن نافع، وهو ضعيف). اهـ. وأخرجه البزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 339: 707): باب النافلة في البيت. قال: حدثنا حاتم بن الليث البغدادي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا عيسى ابن جعفر بن إبراهم الطالبي ثنا علي بن عمر بن علي عن علي بن الحسين حدثني أبي عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا تجعلوا قَبْرِي عِيدًا، وَلَا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ وسلموا فإِن صلاتكم تبلغني". قال البزار: لَا نَعْلَمْهُ عَنْ عَلِيٍّ إلَّا بِهَذَا الإِسناد، وقد روي به أحاديث مناكير وفيها أحاديث صالحة وهذا منكر، قد روي من غير وجه: "لا تجعلوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا". اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 146: 535): مثله إلَّا أنه قال (يبلغني) بالياء. وذكره المجرد من حديث علي بن أبي طالب، لا من حديث الحسن كما هو في المسندة هنا، وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لحال شيخ أبي يعلى موسى بن محمد بن حيان، وضعف عبد الله بن نافع. وإسناده إلى الحسن من الحال على ما ترى وهو مرفوع في جميع حالاته. عن علي، وابنه الحسن، وحفيده. وبمتابعاته التي تقدمت، وشواهده الآتية لا يقل عن الصحيح لغيره. فيشهد للمعنى الذي أورده الحافظ من أجله في الباب وهو التنفل في البيوت:=
= ما أخرجه البخاري وغيره. انظر: صحيحه مع الفتح (1/ 528): من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورًا". وانظر: صحيح مسلم مع شرح النووي (6/ 67)، وسنن أبي داود مع العون (3/ 363: 1030)، وجامع الترمذي مع التحفة (2/ 531: 540)، وسنن النسائي (3/ 197). وأخرج مسلم من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه حديثًا: في أوله قصة، وفي آخره قال -صلى الله عليه وسلم-: "ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإِن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة". انظر: الصحيح مع شرح النووي (6/ 69)، وسنن أبي داود مع العون (3/ 364: 1031)، والترمذي مع التحفة (2/ 530: 449)، وسنن النسائي (3/ 198). ويشهد له كله ما أخرجه الإِمام أحمد. انظر مسنده (2/ 367). من حديث أبي هريرة مرفوعًا، ولفظه: "لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا، وحيثما كنتم فصلوا عليّ، فإِن صلاتكم تبلغني".
600 - حَدَّثَنَا (¬1) عُثْمَانُ: هُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو خَالِدٍ، هُوَ الْأَحْمَرُ، ثنا زِيَادٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، حَدَّثَنِي الثَّلَاثَةُ الرَّهْطُ الَّذِينَ سَأَلُوا عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ (¬2)، فَقَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الْفَرِيضَةُ فِي الْمَسْجِدِ، (¬3) وَالتَّطَوُّعُ فِي الْبَيْتِ). *قُلْتُ: أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ (¬4) مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ¬
600 - تخريجه: هو في المقصد العلي (1/ 311: 246): باب الصلاة في الجماعة: ورمز له بكاف (ك) وفسرها المحقق بأنها إشارة إلى أنه في مسند أبي يعلى الكبير. وذكره بأتم من لفظه هنا، قال: مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ: (حَدَّثَنِي الثَّلَاثَةُ الرَّهْطُ الَّذِينَ سألوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الصلاة في المسجد -يعني التطوع- فقال عمر رضي الله عنه: (سألتموني عما سألت عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: "الفريضة في المسجد أو المساجد، والتطوع في البيت"). وفي المطبوع من المطالب (1/ 146: 536): في الباب نفسه. بزيادة "ثم" قبل "الفريضة" وعزاه لأبي يعلى. وبنحوه من وجه آخر: أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 437: 1375)، قال: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو الأحوص، عن طارق، عن عاصم بن عمرو، قال: خرج نفر من أهل العراق إلى عمر: فلما قدموا عليه، قال لهم: ممن أنتم؟ قالوا: من أهل العراق. قال: فبإذن جئتم؟ قالوا: نعم. قال: فسألوه عن صلاة=
= الرجل في بيته، فقال عمر: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "أما صلاة الرجل في بيته فنور، فنوروا بيوتكم"، وأخرجه من وجه آخر نحوه. وعاصم بن عمرو هو البجلي الكوفي، قدم الشام، صدوق رمي بالتشيع. اهـ. التقريب (286: 3073). والإمام أحمد في المسند (1/ 14): قال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سمعت عاصم بن عمرو البجلي، يحدث عن رجل من القوم الذين سألوا عمر بن الخطاب، فقالوا له: "إنما أتيناك نسألك عن ثلاث: عن صلاة الرجل في بيته تطوعًا وعن ... إلى أن قال: أسُحَّار أنتم: لقد سألتموني عن شيء ما سألني عنه أحد منذ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: صلاة الرجل في بيته تطوعًا نور فمن شاء نَوَّر بيته ... " الحديث. ولم أجد الحديث في مجمع الزوائد.
الحكم عليه: الحديث إِسناده ضعيف لحال أبي خالد الأحمر، وزياد الجصاص. ويشهد له ما تقدم في شواهد الحديث الأول في هذا الباب: ومنها حديث ابن عمر عند البخاري. انظر: الصحيح مع الفتح (1/ 528)، مرفوعًا، ولفظه: "اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبورًا".
7 - باب صلاة التطوع على الراحلة
7 - بَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ عَلَى الرَّاحِلَةِ 601 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَطَّاف بْنُ (¬1) خَالِدٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سمعت عبد الله يقول: "قدمت مع الزهري (¬2) (¬3) الشَّامَ مِنْ غَزْوَةِ اليَرْموك (¬4): فَكُنْتُ أَرَاهُ يُصَلِّي على راحلته حيثما تَوَجَّهت". ¬
601 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف. انظر: المجردة (2/ 108/ ب): قال: (وعن عمر بن عبد الله بن عروة، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: قَدِمْتُ مَعَ الزُّبَيْرِ من الشَّامَ مِنْ غَزْوَةِ الْيَرْمُوكِ، فَكُنْتُ أَرَاهُ يُصَلِّي على راحلته حبثما توجهت"، ثم قال: رواه مسدد، ورجاله ثقات، وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص. رواه البزار، فذكره، وزاد: ولا يفعل ذلك في المكتوبة. اهـ. هكذا بقوله الزبير بدلًا من الزهري، وهو الصواب كما سيأتي.=
= وقد جاء من طرق مرفوعًا وفيها الزهري منها: ما أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 575: 4517): قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: أخبرني عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يصلي على ظهر راحلته في كل جهة". وعنده عدة آثار عن غيره. انظر: (2/ 575): وما بعدها في باب صلاة التطوع على الدابة. وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 496): باب من كان يصلي على راحلته حيثما توجهت به: قال: حدثنا عبد الأعلى -أو حدثت عنه- عن معمر به نحوه باختلاف يسير. والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 428): عن ابن عمر: قال الطحاوي: حدثنا يونس، قال: أنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، به نحوه مرفوعًا، وزاد "ويوتر عليها، غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة". وهو في المطبوع من المطالب (1/ 146: 537): صلاة التطوع على الراحلة: قال: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بن الزبير، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: قَدِمْتُ مَعَ الزُّبَيْرِ من الشَّامَ مِنْ غَزْوَةِ الْيَرْمُوكِ فَكُنْتُ أَرَاهُ يُصَلِّي على راحلته حيثما توجهت". اهـ. وعزاه لمسدد. وفيه مثل ما في الإِتحاف من استبدال الزهري بالزبير، وهو الصواب، ولا يمكن أن يكون الزهرى قد شهد اليرموك فإنها كانت في السنة الرابعة عشرة والزهري ولد سنة (50) على أقل تقدير، وعليه فما ورد في النسخ الأربع يبدو أنه تصحيف من الزبير إلى الزهري. أو أنه وهم من عطاف بن خالد.=
= الحكم عليه: الأثر رجاله ثقات كما قال البوصيري، لكنه عن الزهري خطأ، وعن الزبير إِسناده ضعيف لحال عطاف. ويشهد له ما تقدم عن عامر بن ربيعة. وما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي في السفر على راحلته، حيث توجهت به يومئ إيماءً، صلاة الليل إلَّا الفرائض، ويوتر على راحلته". انظر: الصحيح مع الفتح (2/ 489: 1000): باب الوتر في السفر.
8 - باب كراهية رفع الصوت بالقرآن
8 - بَابُ كَرَاهِيَةِ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ 602 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ: شَاذَانَ (¬1)، نا (¬2) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ زِيَادٌ إِلَى أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ: "اقْرَأْ، فَقَرَأَ، فَرَفَعَ صَوْتَهُ، فَرَفَعَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْخِرْقَةَ عَنْ وَجْهِهِ صُعُدًا، فَقَالَ: أَهَكَذَا تَصْنَعُونَ (¬3)؟! ". قَالَ حَمَّادٌ: فَحَدَّثَنِي (¬4) مَنْ شَهِدَ الْحَسَنَ قَالَ: رَفَعَ إِنْسَانٌ صَوْتَهُ عِنْدَ الْحَسَنِ، فَرَفَعَ كَفًّا (¬5) مِنْ حَصًى فَضَرَبَ (¬6) وَجْهَهُ، وَقَالَ: مَا هذا؟! ¬
602 - تخريجه: هو في بغية الباحث للبيهقي (2/ 315: 228): باب النهي عن الجهر بالقرآن مخافة أن يغلط غيره: قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ: شَاذَانَ به نحوه.=
= وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 530): باب من كره رفع الصوت واللغط عند قراءة القرآن: عن الحسن مرفوعًا: قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن الحسن: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كان يكره رفع الصوت عند قراءة القرآن". وفيه علي بن زيد بن جدعان التيمي البصري وهو ضعيف. انظر: التقريب (401/ 4734). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 107/ ب): باب النهي عن الجهر بالقرآن إذا تأذى به من حوله: قال: وعن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ به نحوه ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة، ورجاله ثقات. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 146: 538): في الباب نفسه: مثله. لكن بوجود همزة قبل (هكذا).
الحكم عليه: إِسناده صحيح فقد زال ما يخشى من تغير حماد بن سلمة بوجود ما يشهد له. أما ضرب الحسن لوجه الرجل ففي إِسناده مبهم ولا أظنه يثبت عنه.
603 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ (¬1)، ثنا عَنْبَسَة (¬2) بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ (¬3)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ -وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ-، فَقَالَ (¬4): "لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، فإِن ذَلِكَ يُؤْذِي الْمُصَلِّي". (¬5) (28) وَحَدِيثُ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه تقدم قريبًا (¬6). ¬
603 - تخريجه: حديث الباب في البغية (2/ 313: 226): باب النهي عن الجهر بالقرآن مخافة أن يغلط غيره: مثله. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 107/ ب): باب النهي عن الجهر بالقراءة إذا تأذى به من حوله: مثله من حديث جابر ثم قال: رواه الحارث وله شاهد في سنن البيهقي وغيره: من حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث البياضي. اهـ. قُلْتُ: هُوَ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ أبي سعيد، وقد تقدمت الإِشارة إلى شواهده. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 147: 540): مثله في الباب نفسه وعزاه للحارث.=
= الحكم عليه: إِسناده ضعيف لجهالة محمد بن يعقوب. لكن له شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره تقدم إيراد بعضها في الحديث (592).
9 - باب النهي عن التكلف والمشقة في العبادة
9 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّكَلُّفِ وَالْمَشَقَّةِ فِي الْعِبَادَةِ 604 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي (¬1) إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "كَانَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا دَامَ عَلَيْهِ العبد وإن قل". ¬
604 - تخريجه: أخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر: الإحسان (4/ 93: 2498): قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، به ولفظه: "مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حتى كان أكثر صلاته وهو جالس، وكان أحب العمل إليه ما داوم عليه العبد وإن كان يسيرًا". وقد أخرج الشيخان لشعبة عن أبي إسحاق، فروايته عنه صحيحة. وذكره الهيثمي في موارد الظمآن (167/ 637): باب في العمل الدائم: مثل ما في الصحيح. والإمام أحمد في المسند (6/ 320): قال: ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق به مثل حديث الباب.=
= وهو في بغية الباحث (2/ 321: 234) باب أي الأعمال أحب إلى الله: مثله. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 147: 541): في الباب نفسه مثله وعزاه للحارث. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 106/ أ): المجردة: مثله، وعزاه للحارث في باب أحب الأعمال أدومها وإن قل، والنهي عن أن يتكلف من العبادة ما يثقل عليه.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال شريك، واحتمال تلقيه عن أبي إسحاق بعد ما تغير أبو إسحاق. هذا ظاهر إِسناده. لكن شواهده تشعر بأنه مما ضبطه شريك وأبو إسحاق أيضًا. ومنها: ما أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 189): باب فضيلة العمل الدائم. من حديث أبي سلمة عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -: سئل: أي العمل أحب إلى الله: قال "أدومه، وإن قل"). اهـ. وهو عنده بألفاظ عدة. وأخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر: الإحسان (1/ 270: 323).
605 - وَحَدَّثَنَا (¬1) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا وُهَيْب (¬2)، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ: جَبَلَةُ (¬3)، (أَنَّ شَابًّا تَعَبَّدَ (¬4) عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، [فَانْطَلَقَ أَبُوهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-]، (¬5) فَقَالَ: "إِنَّ ابْنِي (¬6) قَدْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ فِي الْعِبَادَةِ فقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: مره فليَرْبَع على (¬7) نفسه"). ¬
605 - تخريجه: هو في بغية الباحث (2/ 316: 229): باب النهي عن أن يتكلف من العبادة ما يثقل عليه: مثله بزيادة: (فإِن تلك شدة العبادة، وكل عبادة فترة، ولك فترة شدة". وهو في المطبوع من المطالب (1/ 148: 543): نحوه وفيه: (فليرفق بدلًا من فليربع). وعزاه للحارث. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 106/ أ): في باب أحب الأعمال وأدومها وان قل ... نحوه بالزيادة التي في البغية لكن قال في آخرها (ولكل فترة شرة) بالراء وليس بالدال.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لجهالة جبلة فلم أدر من هو. وشواهده كثيرة منها ما تقدم برقم (579).=
= وفيه (ذَكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَوْلَاةً لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالُوا: إِنَّهَا قَامَتِ اللَّيْلَ، وَصَامَتِ النَّهَارَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَكِنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي، وأصوم وأفطر ...) الحديث. وفي رواية البزار: (إن لكل عمل شرة، والشرة إلى فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل). كما يشهد له حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ المشهور والذي أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه، وأخرجه غيره أيضًا. وانظر على سبيل المثال: صحيح البخاري مع الفتح (9/ 94: 5052). وروايات أخرى: وعليه فهو حسن لغيره بشواهده.
606 - وَحَدَّثَنَا (¬1) سَعِيدُ بْنُ يُونُسَ أَبُو يُونُسَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنِ (¬2) الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ (¬3) الْأَدْرَعِ (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (إِنَّ (¬5) رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا فِي الْمَسْجِدِ يُطِيلُ الصَّلَاةَ، فَأَتَاهُ ثُمَّ أَخَذَ بِمَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ تعالى رَضِيَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ "بِالْتَيْسِيرِ" (¬6)، وَكَرِهَ لَهَا التَّعْسِيرَ، [قَالَهَا: ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَإِنَّ هَذَا أَخَذَ (¬7) بِالتَّعْسِيرِ، وَتَرَكَ التَّيْسِيرَ، ثُمَّ نَشَلَهُ نَشْلًا] (¬8)، فَمَا رؤي بعد ذلك"). ¬
606 - تخريجه: هو في بغية الباحث (2/ 310: 232): باب النهي عن أن يتكلف من العبادة ما يثقل عليه، قال الحارث: حدثنا أبو يونس سعيد بن يونس به، ولفظه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا فِي الْمَسْجِدِ يُطِيلُ الصَّلَاةَ، فأتاه فأخذ بمنكبه ثم قال: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ رضي لهذه الأمة اليسر، وكره لها العسر-قالها ثلاث مرات- وإن هذا أخذ بالعسر، وترك اليسر، ونشله نشلًا فما رؤي بعد ذلك". وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (4/ 338): مطولًا قال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، عن رجاء بن أبي رجاء قال: (كان بريدة على باب المسجد فمر محجن عليه، وسَكْبَة=
= يصلي، فقال بريدة -وكان فيه مزاح - لمحجن: ألا تصلي كما يصلي هذا؟!، فقال محجن: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ بيدي، فصعد على أُحد فأشرف على المدينة فقال: "ويل أمِّها قرية يدعها أهلها خير ما تكون أو كأخير ما تكون، فيأتيها الدجال فيجد على كل باب من أبوابها ... " إلى أن قال: ثم نزل وهو آخذ بيدي فدخل المسجد وإذا هو برجل يصلي، فقال لي: "من هذا؟ " فأتيت عليه، فأثنيت عليه خيرًا، فقال: "اسكت لا تسمعه فتهلكه ... " فنفض يده من يدي، قال: "إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره"). وعنده القصة دون اللفظ الأخير وسنده: قال: ثنا يونس، ثنا حماد -يعني ابن سلمة- عن سعيد الجريري، عن عبد الله ابن شقيق عن محجن بن الأدرع نحوه. وأخرجه في (5/ 32): قال: ثنا محمد بن جعفر ثنا كهمس، ويزيد، قال: أنا كهمس، قال: سمعت عبد الله ابن شقيق، قال محجن بن الأدرع .. فذكره نحو اللفظ الأول. وعنده أيضًا. ثنا حجاج، حدثني شعبة عن أبي بشر قال: سمعت عبد الله بن شقيق يحدث عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي، عن محجن، ورجل من أسلم فذكر نحوه. وعنده قال: ثنا عفان، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو بشر عن عبد الله بن شقيق، عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي، عن محجن، قال عفان -وهو ابن الأدرع- قال: وثنا حَمَّادٌ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شقيق، عن محجن بن الأدرع قال ... قال رجاء: أقبلت مع محجن ذات يوم: حتى إذا انتهينا إلى مسجد البصرة فوجدنا بريدة الأسلمي على باب من أبواب المسجد جالسًا، قال .. فذكره نحو اللفظ الأول. وأبو داود الطيالسي في مسنده (183: 1296): قال:=
= حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ رجاء، عن محجن، قال: فذكر نحو اللفظ الأول عند أحمد. وعنده من طريق آخر برقم 1295 قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ رجاء عن محجن قال: أخذ محجن بيدي. فذكر نحو اللفظ الخامس عند أحمد. ومن طريقه: أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة في حرف الميم ترجمة محجن: قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، قال ثنا أبو داود به. وحدثنا محمد بن محمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عبد الواحد بن غياث، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر عن عبد الله بن شقيق، عن رجاء الباهلي قال: أخذ محجن بيدي حتى انتهينا إلى مسجد البصرة فذكره نحو لفظ أحمد وأبي داود. وقال: رواه شعبة عن أبي بشر، عن عبد الله، عن رجاء، عن محجن نحوه. حدثناه عبد الله بن جعفر ثنا أبو مسعود ثنا شبابة، ثنا شعبة به. وقال: حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عبد الرحمن بن حماد، ثنا كهمس بن الحسن، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مِحْجَنِ بن الأدرع به، نحو لفظ أحمد. ونبه أبو نعيم على وهم في طرقه فقال: ورواه أبو بكر بن عياش عن الأعمش، عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق عن عمران بن حصين، ووهم، والصواب ما تقدم. اهـ. قلت والذي يتأمل طرقه الماضية: يجد: 1 - أنه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مِحْجَنِ لم يأتِ مصرحًا فيه بالسماع بل (عن- قال)، ولم يعرف عبد الله بتدليس، وقد لقي محجنًا فعنعنته عنه محمولة على الاتصال لو لم يرد ما يعارضه من روايته هو نفسه عن رجاء عن محجن.=
= 2 - لَمَّا كان بالعنعنة فإِنه لا يستقيم القول بأنه سمعه تارة منه وتارة من رجاء، ذلك لأنه لم يصرح بالسماع من محجن في هذا الحديث ولا في طريق واحد منها، فجاء بالعنعنة في موضع الزيادة، ومصرحًا بالتحديث عندما يرويه عن رجاء مما يؤيد كونه هنا سمعه من رجاء عن محجن، ولم يسمعه هو من محجن مباشرة، وإن كان له رواية عنه لكن لعله لم يتلق منه هذا الحديث والله أعلم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 106/ أ): في باب أحب الأعمال أدومها ... : من حديث محجن رضي الله عنه نحوه باختلاف يسير. ثم قال: رواه الحارث عن سعيد بن يونس، ولم أقف له على ترجمة وباقي رجال الإِسناد ثقات. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 148: 543): في الباب نفسه من حديث محجن رضي الله عنه: نحوه باختلاف يسير. وعزاه للحارث. وذكره السيوطي في الجامع الصغير. انظر: الجامع مع الفيض (2/ 236: 1742): ذكر العبارة الأخيرة منه فقط وعزاه للطبراني من حديث محجن بن الأدرع رضي الله عنه، ورمز له بالصحة. اهـ. وقال المناوي: قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
الحكم عليه: إِسناده من طريق الحارث ضعيف لجهالة شيخ الحارث، وهو منقطع بين عبد الله بن شقيق والصحابي. لكن بمتابعاته التي تقدمت يكون صحيحًا. وأحاديث هذا الباب يشهد بعضها لبعض.
607 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (دَخَلَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَرَأَيْنَهَا سَيِّئَةَ الْهَيْئَةِ، فَقُلْنَ لَهَا: مَا فِي قُرَيْشٍ رَجُلٌ أَغْنَى مِنْ بَعْلِكِ! قَالَتْ: مَا لَنَا مِنْهُ مِنْ شَيْءٍ، أَمَّا نَهَارُهُ فَصَائِمٌ، وَأَمَّا لَيْلُهُ فَقَائِمٌ، قَالَ: فَدَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرْنَ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: فَلَقِيَهُ (¬1) النبي صلى الله عليه وسلم فقال (¬2): "يا عُثْمَانُ: أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ؟! قَالَ: وَمَا ذلكَ (¬3) يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَمَّا أَنْتَ فَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ الليل (¬4)، وإن لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَصَلِّ وَنَمْ، وَأَفْطِرْ وَصُمْ"، قَالَ: فَأَتَتْهُمُ الْمَرْأَةُ بَعْدَ ذَلِكَ عَطِرة كَأَنَّهَا عَرُوسٌ، فَقُلن (¬5) لَهَا: مَهْ!؟ قالت (¬6): أصابنا ما أصاب الناس) (¬7). ¬
607 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر: الإِحسان (1/ 267: 316): قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا محمد بن الخطاب البلدي الزاهد، حدثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك، حدثنا إسرائيل به نحوه باختلاف يسير. وذكره الهيثمي في موارد الظمآن: باب في حق المرأة على الزوج، كتاب=
= النكاح (313:1287). بالسند الذي تقدم نحو حديث الباب، وسمى شيخ أبي يعلى كما في الإحسان. وله عنده سند آخر برقم (1288): قال ابن حبان: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا ابن أبي السري، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دخلت امرأة عثمان بن مظعون ... فذكره مختصرًا وفي آخره: يا عثمان إن الرهبانية لم تكتب علينا، أما لك في أسوة حسنة؟ فوالله إني لأخشاكم لله وأحفظكم لحدوده". وأخرجه أبو نعيم في الحلية مختصرًا. انظر: (1/ 106): قال: حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا عمر بن محمد بن الحسن، حدثني أبي، ثنا شريك، عن أبي إسحاق السبيعي قال: دخلت امرأة عثمان بن مظعون ... فذكره مختصرًا. قد سقطت فيه الواسطة بين أبي إسحاق والصحابية. وأخرج ابن المبارك في الزهد (ص390: 1105): نحوه من حديث أبي فاختة مولى جعدة بن هبيرة: أن عثمان بن مظعون أراد أن يجرب أيستطيع السياحة أم لا؟ قال: ويعدون السياحة قيام الليل، وصيام النهار، قال ففعل ذلك حتى ذهلت المرأة عن الخضاب والطيب، والكحل، ودخلت عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقالت: ما لك مغيبة ... الحديث. والطبراني في المعجم الكبير (8/ ص200: 7715): من حديث أبي أمامة نحوه قال: حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، حدثنا هشام بن عمار. ح: وحدثنا إبراهيم بن دحيم، حدثنا أبي. ح: وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا داود بن رشيد: قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كانت امرأة عثمان بن مظعون امرأة جميلة عطرة، تحب اللباس والهيئة=
= لزوجها، فزارتها عائشة، وهي تفلة قالت: ما حالك هذه؟ قالت: إن نفرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ... الحديث وفيه أن عثمان كان أحد جماعة سلكوا هذا المسلك. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 302): ثم قال: رواه الطبراني، وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف. اهـ. وانظر: تفسير ابن جرير الطبري (10/ 517: 12345)، وتخريج الزيلعي للكشاف (ق 82/ أ: 30). وليس هو في المطبوع من المطالب فقد انتهى الباب عند أثر لعمر رواه الحسن عنه أنه قَالَ: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَاسْتَعْجَمَ عليه القرآن فلينم". وعزاه لمسدد: (1/ 148: 544)، وقد تقدم نحوه في باب التهجد.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال شيخ أبي يعلى وشيخ شيخه. لكنهما توبعا عليه كما تقدم، وعليه فثبوت هذه القصة عن عثمان بن مظعون يرتقي إلى الحسن لغيره، وأصلها في الصحيح. ومعنى القصد والاعتدال بين الصوم والفطر، والصلاة والنوم، وغيره قد صح وثبت في الصحيحين وغيرهما، كما تقدمت الإِشارة إلى حديث ابن عمرو بن العاص، وحديث الرهط الثلاثة، وهو عند البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (9/ 104: 5063). من فقهه وفوائده: - في هذا الحديث الحث على الاعتدال والقصد في الحياة، والأخذ بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، وفيه اهتمام أمهات المؤمنين بشؤون الصحابيات وقربهن منهن وفيه البيان والإيجاز في السؤال والجواب. فيه أدب نساء الصحابة رضي الله عنهن وعنهم وحفاظهن على أسرار بيوتهن وأزواجهن إذ توقفت امرأة عثمان عن الكلام حتى سئلت، ولما سئلت كانت تكتفي=
= بالتلميح عن التصريح، وبالإِيجاز عن التفصيل فوضحت الأمر بأسلوب هو إلى مدح زوجها أقرب منه إلى الذم، بأدب واعتدال بالغين، يقل وجوده بين النساء اليوم فإلى الله المشتكى من جرأة وحماقة وقلة حياء وتفاهة سيطرت على أحاديث كثير من مجالس النساء في وقتنا الحاضر، ونسأل الله أن يفتح على قلوبهن ويرزقهن التقى والصلاح والاقتداء بنساء خير القرون والله المستعان.
608 - (¬1) قَالَ مُسَدَّدٌ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَاسْتَعْجَمَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ فَلْيَنَمْ. *قُلْتُ: إِسناده منقطع وأصله في الصحيحين. ¬
608 - تخريجه: ورد هذا المعنى فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مرفوعًا، ولفظه: "إذا تام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع" رواه مسلم برقم (787)، كتاب صلاة المسافرين: باب أمر من نعس في صلاته؛ وأبو داود برقم (1311)، كتاب الصلاة: باب النعاس في الصلاة، وابن ماجه برقم 1372، كتاب إقامة الصلاة: باب ما جاء في المصلي إذا نعس؛ وأحمد في المسند (2/ 318). كما ورد من حديث أنس وسبق تخريجه برقم (596). كما ورد في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعًا، ولفظه: "إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإِن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه" رواه البخاري برقم (212)، كتاب الوضوء، باب الوضوء من النوم؛ ومسلم برقم (786)، كتاب صلاة المسافرين، باب أمر من نعس في صلاته بأن يرقد، (سعد).
10 - باب التطوع في السفر
10 - بَابُ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ 609 - قَالَ (¬1) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ (¬2)، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يُوسُفُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّب، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِبَدْرٍ مِنَ الْغَدِ أَحْيَا تلك الليلة كلها، وهو مسافر". ¬
609 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 242:280): قال: حدثنا زهير، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة، عن أبي إسحاق به نحوه، وانظر أيضًا (2/ 260: 305)، (2/ 329: 412). وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 125): قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق به ولفظه: "ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد، ولقد رأيتنا، وما فينا إلا نائم إلا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَحْتَ شجرة يصلي، ويبكي حتى أصبح". وعنده في (1/ 138): قال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أبي إسحاق قال: سمعت حارثة بن مضرب يحدث عن علي رضي الله عنه قال:=
= "لقد رأيتنا ليلة البدر، وما منا إنسان إلا نائم إلا رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإِنه كان يصلي إلى شجرة، ويدعو حتى أصبح، وما كان منا فارس يوم بدر غير المقداد بن الأسود". وأبو إسحاق السَّبيعي وإن كان مدلسًا من الثالثة إلا أنه صرح بالسماع في الطريق الثاني كما ترى، ورواية شعبة عنه صحيحة. فإسناده صحيح. وذكره المزي في تحفة الأشراف (7/ 357: 10061): في مسند علي رضي الله عنه بلفظ: "لقد رأيتنا ليلة بدر، وما فينا إنسان إلا نائم، إلا رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فإِنه كان يصلي إلى سحره ويدعو حتى أصبح". وعزاه للنسائي في الكبرى (ك الصلاة). وسنده عند النسائي: محمد بن المثنى، عن محمد، عن شعبة، عن أبي إسحاق به. وسنده كما نرى مثل السند الثاني عند أحمد ولفظه نحوه. وانظر البداية والنهاية (3/ 267)، وذكره في ص (277) مطولًا، في أحداث غزوة بدر الكبرى.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال حسان بن إبراهيم فهو صدوق يخطئ، فيه عنعنة أبي إسحاق، لكن قد تقدمت متابعاته، وبها ينتفي احتمال وقوع الخطأ، أو الانقطاع. وعليه فهو بمتابعاته: حسن لغيره.=
11 - باب رواتب الصلاة والمحافظة عليها
11 - بَابُ رَوَاتِبِ الصَّلَاةِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا 610 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، ثنا أَبُو هَارُونَ الْغَنَوِيُّ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ (¬1)، حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "يَا أَبَا يَحْيَى: أَلَمْ تَرَ أَنِّي (¬2) نِمْتُ اللَّيْلَةَ عَنِ الْوِتْرِ!؟ أَتَانِي ابْنُ (¬3) مَخْرَمَةَ، وَآخَرُ مَعَهُ، فَشَغَلَانِي (¬4) عَنِ الْوِتْرِ فَنِمْتُ حَتَّى أَصْبَحْتُ "فَأَيْقَظَتْنِي" (¬5) الْجَارِيَةُ، فَقُلْتُ لَهَا (¬6): انْظُرِي هَلْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ؟، [فَقَالَتْ: لَا، فَرَكَعْتُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، ثُمَّ قُلْتُ: انْظُرِي هَلْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ؟] (¬7) قَالَتْ: لَا، فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ الفجر". ¬
610 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف انظر المجردة (2/ ق 104/ ب): باب صلاة ركعتي=
= الفجر، وفضلها، ومتى تصلى، وما يقرأ به فيهما، وأن لا صلاة بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر: قال: وعن أبي يحيى أنه أتى ابن عباس رضي الله عنهما فقال له: يا أبا يحيى ألم تر ... الحديث مثله. ثم قال: رواه مسدد. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 148: 545): باب رواتب الصلاة والمحافظة عليها: مثله وعزاه لمسدد. وقال المحقق إِسناده حسن، وسكت عليه البوصيري. اهـ. وأخرج عبد الرزاق في المصنف نحوه: انظر (2/ 53: 4759): قال: عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح قال: قال مجاهد لطاوس: يا أبا عبد الرحمن: إني رأيت ابن عباس بعد ما ذهب بصره يسأل غلامه عن الفجر فإِذا أخبره أنه قد طلع، صلى ركعتين ثم جلس. ورأيت ابن عمر يلتفت، فإِذا رأى الفجر صلى ركعتين، ثم جلس ... ".
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لجهالة أم مسلم، أو أبي سليمان، لكنه حسن لغيره مما رواه عبد الرزاق. كما يشهد له أحاديث، منها ما أخرجه مسلم. انظر صحيحه مع شرح النووي (6/ 2): من حديث حفصة مرفوعًا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين". وعند البخاري من حديث عائشة في باب المداومة على ركعتي الفجر، مرفوعًا قالت:" ... وركعتين بين النداءين، ولم يكن يدعهما أبدًا". انظر الصحيح مع الفتح (3/ 42: 1159). وفسر الحافظ تبويب البخاري (باب المداومة على ركعتي الفجر) قال: أي سفرًا وحضرًا. اهـ. وهذا هو المعروف عنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
611 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثنا (¬1) شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الْحَكَمِ، عَنْ (¬2) أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فإِن فيهما الرغائب". ¬
611 - تخريجه: هو في البغية (2/ 294: 207): باب ما جاء في ركعتي الفجر: مثله مع الفروق التي تقدمت. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 149: 546): في الباب نفسه: مثله وعزاه للحارث من حديث أنس مرفوعًا. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 104/ ب): في الباب الذي تقدم مثله وعزاه للحارث ثم قال: (وله شاهد من حديث ابن عمر، رواه أحمد بن حنبل والطبراني في الكبير، وسيأتي في اللباس في باب جر الإِزار، ورواه أبو يعلى من حديث أبي هريرة وتقدم في باب غسل الجمعة). اهـ. وذكره السيوطي في الجامع انظر الجامع الصغير مع فيض القدير (4/ 349: 5565) وعزاه للحارث من حديث أنس، ورمز لضعفه ووافقه المناوي. وذكره الألباني في ضعيف الجامع (4/ 49: 3787)، وقال ضعيف، وعزاه للضعيفة (3911).
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال يعلى وشيخه عبد الحكم. وروى الطبراني في الكبير (12/ 408: 13502): قال: حدثنا إبراهيم بن موسى التوزي، ثنا عبد الرحيم بن يحيى الدبيلي، ثنا=
= عبد الرحمن بن مغراء أنا جابر بن يحيى الحضرمي، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عن ابن عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: "لا تدعوا الركعتين اللتين قبل صلاة الفجر فإِن فيهما الرغائب" وفيه عبد الرحيم بن يحيى، وليث بن أبي سليم، وهما ضعيفان. وروى الإِمام أحمد -انظر المسند (المحقق) (7/ 254: 5544) - حديثًا طويلًا وفي آخره: " ... وركعتا الفجر حافظوا عليهما، فإنهما من الفضائل"، وصححه الشيخ أحمد شاكر بشواهده. وانظر لبقية شواهده مجمع الزوائد (2/ 217): وعند مسلم حديث عائشة مرفوعًا في ركعتي الفجر عند طلوع الفجر: "لهما أحب إلى من الدنيا جميعًا، انظر الصحيح مع الشرح (6/ 5). والحديث بشواهده يرتقي إلى الحسن لغيره.
612 - وقال ابن أبي عمرة حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أَسَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْقِرَاءَةَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، وَكَانَ يَقْرَأُ فيهما: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}.
612 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 242): قال: حدثنا ابن إدريس، عن هشام به نحوه. و (ص 243) قال: حدثنا ابن إدريس عن هشام، عن ابن سيرين قال: "كانوا يقرؤون فيهما بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أحد". اهـ. وعبد الرزاق في المصنف (3/ 59: 4788): قال: عن هشام بن حسان به نحوه. والإمام أحمد في المسند (6/ 184): قال: ثنا علي، عن خالد وهشام، عن ابن سيرين به نحوه وليس فيه أنه يسر القراءة و (ص 225): قال: ثنا عبد الرزاق، قال أنا هشام، عن محمد به نحوه. والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 297): قال: حدثنا أبو بكرة قال: ثنا سعيد بن عامر، قال: ثنا هشام، عن محمد به نحوه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 104/ ب) في الباب الذي تقدم: من حديث عائشة مثله ثم قال: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر، ورجاله ثقات. اهـ وهو في المطبوع من المطالب (1/ 148: 545): في الباب نفسه من حديث عائشة مثله، وعزاه لابن أبي عمر.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لانقطاعه بين ابن سيرين وعائشة رضي الله عنه. وشواهده كثيرة، منها:=
= ما أخرجه مسلم انظر صحيحه مع شرح النووي (6/ 5): مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قرأ في ركعتي الفجر قل يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ". وبه يرتقي إلى الحسن لغيره.
613 - حَدَّثَنَا (¬1) وَكِيعٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابن سيرين، عن عائشة رضي الله عنه قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُومُ فِيهِمَا (¬2) قَدْرَ مَا يَقْرَأُ فَاتِحَةَ الكتاب" (¬3). ¬
613 - تخريجه: الحديث أخرجه الإِمام أحمد في المسند (6/ 217): قال: ثنا إسماعيل قال: أنا خالد الحذاء عن محمد بن سيرين به نحوه. وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 243): قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن خالد، عن محمد قال: فذكره بنحوه، مثل لفظ الإِمام أحمد. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ 104/ ب): في الباب الذي تقدم: من حديث عائشة مثله، وعزاه لابن أبي عمر. وليس هو في المطبوع من المطالب وقدم الحديث الآتي (حديث ابن عباس) مكانه وجعله من حديث عائشة وعزاه لابن أبي عمر، وطوى ذكر هذا الحديث نهائيًا، وأراه قد سقط والله أعلم، كما حدث هذا في التُّركية.
الحكم عليه: رجاله ثقات لكن إِسناده منقطع بين ابن سيرين وعائشة، ومداره عليه. ويشهد له ما أخرجه البخاري. انظر صحيحه مع الفتح (2/ 46: 1171): من حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخفف في الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح حتى إني لأقول: هل قرأ بأم الكتاب"؟ وأخرجه مسلم. انظر صحيحه مع الشرح (6/ 4): من حديث عائشة أيضًا.=
= وانظر مصنف عبد الرزاق (3/ 60: 4792، 4793)، وابن أبي شيبة (2/ 244)، وشرح المعاني للطحاوي (1/ 297). ووجه كونه شاهدًا لحديث الباب أنه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، فأقل أحواله هنا أن يكون قرأها، واقتصر عليها. وعليه فهو حسن لغيره.
614 - أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ: أَبُو أَيُّوبَ الْبَصْرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ: أَبُو تُمَيْلَة (¬1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيِ الفجر في الركعة الأولى: {آمَنَ الرَّسُولُ ...} (¬2) حَتَّى يَخْتِمَهَا، وَفِي الثَّانِيَةِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ...} الْآيَةَ) (¬3). قُلْتُ: أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ قَالَ: فِي الْأُولَى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ...} التي في البقرة (¬4)، والباقي نحوه. ¬
614 - تخريجه: أخرجه مسلم: انظر صحيحه مع الشرح (6/ 5): قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الفزاري -يعني مروان بن معاوية-، عن عثمان بن حكيم الأنصاري قال: أخبرني سعيد بن يسار أن ابن عباس أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "كان يقرأ في ركعتي الفجر: الأولى منهما: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ...} الآية التي في البقرة، وفي الآخرة منهما: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)}. وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 242): قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن عثمان بن حكيم، عن سعيد بن يسار عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "كان يقرأ في ركعتي الفجر فِي الْأُولَى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ =
= {إِلَيْنَا ...} الآية، وفي الثانية: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}. ومن طريقه: أخرجه مسلم أيضًا. انظر صحيحه مع الشرح (6/ 6): قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة به نحوه. والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 298): قال: حدثنا ابن أبي داود قال: ثنا سويد بن سعيد قالا: ثنا مروان بن معاوية قال: ثنا عثمان بن حكيم الأنصاري قال: أنا سعيد بن يسار به نحوه. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 149: 548) مثله، وعزاه لابن أبي عمر، لكنه ذكره من حديث عائشة كما تقدم بيان هذا في الذي قبله، والصواب ما في المسندة هنا فهو من حديث ابن عباس.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لعنعنة ابن إسحاق، ويبدو أنه مما تفرد به فالأصح في متنه عن ابن عباس كما عند مسلم وغيره هذا ما ظهر لي، والله أعلم.
615 - وَقَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أنا سُلَيْمَانَ بْنُ حَرْبٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بحديث: "من صلى في يوم اثني عَشْرَةَ رَكْعَةً ... الْحَدِيثِ، قَالَ عَاصِمٌ: كَأَنَّ أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ تَحَرُّوا بِهَا عِنْدَ الْفَرَائِضِ. قُلْتُ: أَصْلُهُ فِي السُّنَنِ دُونَ قَوْلِ عَاصِمٍ هَذَا. ¬
615 - تخريجه: أخرجه إسحاق (4/ 242 ح 2055) به. وأصل الحديث رواه مسلم برقم (728) كتاب صلاة المسافرين: باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن، وأبو داود برقم (1250) كتاب الصلاة تفريع أبواب التطوع وركعات السنة، والترمذي برقم (415) كتاب الصلاة باب ما جاء فيمن صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة من السنة، والنسائي (3/ 261) كتاب قيام الليل، باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشر ركعة، وابن ماجه برقم (1141) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب ما جاء في ثنتي عشرة ركعة من السنة. (سعد).
616 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ (¬1): حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا بَشِيرٌ: أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَنْ رَجُلٍ من الأنصار، عن أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: "مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا بَيْنَ يَدَيِ الظُّهْرِ: كَانَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ". [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ -هُوَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ- عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ صَفْوَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهِ عنه مثله. ¬
616 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 199): قال: حدثنا وكيع عن بشير، عن شيخ من الأنصار، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -: "من صلى أربعًا قبل الظهر كان له كعتق رقبة من ولد إسماعيل". والطبراني في المعجم الكبير (22/ 387: 965): قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا بشير بن سلمان، عن شيخ من الأنصار، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "من صلى قبل الظهر أربعًا: كان كعدل رقبة من بني إسماعيل". وعنده برقم (966): حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه، ثنا أبي، ثنا الفضل بن موسى، ثنا بشير بن سلمان، عن عمر الأنصاري، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال مثله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 221): مثله بالطريقين، ثم قال معلقًا عليهما: رواهما الطبراني في الكبير، وفيهما عمرو الأنصاري، والشيخ الأنصاري، ولم أعرفهما، وبقية رجالهما ثقات. اهـ.=
= قلت: ولم يتبين لي من المبهم ولا أدري إن كان هو القاسم، أو أبو عمرو الأنصاري. وفي الحالات الثلاث الحديث ضعيف يحتاج إلى متابع. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 103/ أ): باب الصلاة قبل الظهر: وعزاه لابن أبي عمر، وأحمد بن منيع، وسكت عليه. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 150: 550، 551)، مثله، وعزاه لأحمد بن منيع، وابن أبي عمر.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال التابعي في الطريقين. وثبوت الركعات الأربع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد تحقق، وهو في الصحيح؛ فقد روى مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قال: حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم، عن خالد، عن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - عن تطوعه، فقالت: "كان يصلي في بيتي قبل الظهر أربعًا ثم يخرج فيصلي بالناس ... " الحديث. انظر صحيح مسلم مع شرح النووي (6/ 8): فضل السنن الراتبة. وجاء فيها من الفضل غير ما ذكر في الحديث منه: ما رواه الترمذي في جامعه (2/ 342: 478): باب ما جاء في الصلاة عند الزوال: في حديث عبد الله بن السائب رضي الله عنه "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي أربعًا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر، وقال: إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح". وسنده عنده: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا محمد بن=
= مسلم بن أبي الوضاح -هو أبو سعيد المؤدب-، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن عبد الله بن السائب به. قال الترمذي: حسن غريب. اهـ. وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: بل هو حديث صحيح متصل الإِسناد، رواته ثقات. اهـ. وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (585). وروى ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 199): قال: حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن المسيب بن رافع قال: قال أبو أيوب الأنصاري: يا رسول الله: ما أربع ركعات تواظب عليهن قبل الظهر فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن أبواب الجنة تفتح عند زوال الشمس فلا تروح حتى تقام الصلاة فأحب أن أقدم". وأخرجه عبد الرزاق في المصنف انظر (3/ 65: 4814): قال: عن الثوري، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن رجل، عن أبي أيوب الأنصاري قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يصلي قبل الظهر أربعًا فقيل له: إنك تصلي صلاة تديمها، فَقَالَ: إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفَتَّحُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَلَا تَرْتَجُ حَتَّى تُصَلِّي الظُّهْرَ، فَأُحِبُّ أن يصعد لي إلى السماء خير". وفيه احتمال كبير للانقطاع فإِن المسيب مختلف في سماعه من أبي أيوب ويرى يحيى بن معين وجماعة أنه لم يسمع منه، وهو عند الطبراني في الكبير والأوسط من حديث أبي أيوب قاله المنذري وذكر لفظه نحو ما تقدم، وحسنه الشيخ الألباني. انظر صحيح الترغيب والترهيب ص (238: 584). وهو بشواهده حسن، وفي حديث أم حبيبة "من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار". وهو صحيح بشواهده كما سيأتي تخريجه تحت رقم (620). أما بهذا اللفظ الذي جاء في حديث الباب، فلم أر له غير هذا الطريق أعني قوله: "كان كعدل رقبة ... " الحديث.
617 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لَمْ يَكُونُوا عَلَى شَيْءٍ مُحَافَظَةً فِي التَّطَوُّعِ مِنْهُمْ عَلَى صَلَاةٍ قبل الظهر".
617 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 103/ أ): من حديث أنس مثله في باب الصلاة قبل الظهر ثم قال: رواه أحمد بن منيع موقوفًا بسند الصحيح. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 150: 552): في الباب نفسه من حديث أنس مثله وعزاه لأحمد بن منيع. وقد أخرج عبد الرزاق في المصنف نحوه من قول إبراهيم. انظر: (3/ 69: 4829): قال: عن الثورى، عن حماد، عن إبراهيم قال: "لم يكن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- على شيء مثابرة منهم على أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين قبل الغداة".
الحكم عليه: إِسناده صحيح لذاته موقوف على أنس رضي الله عنه.
618 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا (¬1) عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أبيه رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا بكر بهذا. ¬
618 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ ق 196/ أ): في حديث شيخه محمود بن محمد الواسطي قال الطبراني: حدثنا محمود، ثنا أبو كريب، ثنا أبو بكر بن عبد الرحمن، عن عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى به مثله ثم قال: (لا يروى هذا الحديث عن البراء إلَّا بهذا الإِسناد: تفرد به بكر القاضي). اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع البحرين (ق 46/ ب): باب التطوع دبر الصلوات بسند الطبراني، وساق كلامه الذي تقدم. وعند الطبراني في الأوسط (2/ ق 93/ أ): حدثنا محمد بن علي الصايغ، ثنا سعيد بن منصور، ثنا ناهض بن سالم الباهلي، ثنا عمار أبو هاشم، عن الربيع بن لوط، عن عمه الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "من صلى قبل الظهر أربع ركعات، كأنما تهجد من ليلته، ومن صلاهن بعد العشاء كن كمثلهن من ليلة القدر، وإذا ... " الحديث. ثم قال: (لم يرو هذا الحديث عن الربيع بن لوط إلَّا عمار أبو هاشم، تفرد به ناهض بن سالم). اهـ. وهو في مجمع البحرين (ق 46/ ب): باب التطوع دبر الصلوات. وذكره في مجمع الزوائد (2/ 221) وقال: (رواه الطبراني في الأوسط، وفيه ناهض بن سالم الباهلي، وغيره، ولم أجد من ذكرهم). اهـ.=
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 103/ أ): باب الصلاة قبل الظهر: مثله من حديث يزيد بن البراء مرسلًا وقال: (رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى مرسلًا، ورواه الطبراني في الأوسط مرفوعًا بسند ضعيف، ولفظه "من صلى قبل الظهر أربع ركعات فكأنما ... الحديث "). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 150: 553، 554)، مثله وعزاه لابن أبي شيبة، وأبي يعلى مرفوعًا عند الأول.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال ابن أبي ليلى. لكن يشهد له اللفظ الثاني عند الطبراني في الأوسط وبه يرتقي إلى الحسن لغيره. وله شاهد آخر قوي أخرجه مسلم في صحيحه وقد تقدم. وهو من حديث عائشة رضي الله عنهما. انظر: صحيح مسلم مع الشرح (6/ 8): عن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن تطوعه، فقالت: "كان يصلي في بيتي قبل الظهر أربعًا، ثم يخرج فيصلي بالناس ... " الحديث.
619 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّة، ثنا (¬1) الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ (¬2)، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ حُذَيفة بْنِ أسِيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ. "رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ صلَّى أَرْبَعًا طُوَالًا فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: [رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّيْهَا (¬3) فَسَأَلْتُهُ] (¬4) فَقَالَ: إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفَتَّحُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَلَا تُرْتج حَتَّى تُصَلَّى (¬5) الظُّهْرَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ لي إلى الله عَزَّ وَجَلَّ عملًا". ¬
619 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 200): قال: حدثنا أبو عيينة [كذا ولعله: ابن أبي غنية]، عن الصلت بن بهرام، عمن حدثه عن حذيفة بن أسيد به واقتصر منه على الموقوف ولفظه: "رأيت عليا إذا زالت الشمس: صلى أربعًا طوالًا". وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق103/ أ)، باب الصلاة قبل الظهر: عن حذيفة بن أسيد قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عنهما .. فذكره نحوه. ثم قال: (رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لجهالة بعض رواته لكن له شاهد من حديث السائب بن يزيد، رواه الترمذي وحسنه). اهـ. قلت: أخرجه الترمذي في جامعه (2/ 342: 478): قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا محمد بن=
= مسلم بن أبي الوضاح، هو أبو سعيد المؤدب، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن عبد الله بن السائب: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كان يصلي أربعًا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر، وقال: إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح". ثم قال: وفي الباب عن علي، وأبي أيوب. قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن السائب حديث غريب. اهـ. وتقدم أن الشيخ أحمد شاكر صححه. وقال في (ح 6 ص 343): بل هو حديث صحيح متصل الإِسناد رواته ثقات. اهـ. قلت: ليس كل رواته في مرتبة الثقة. ومحمد بن مسلم بن أبي الوضاح: المثنى، القُضاعي، الجزري، نزيل بغداد أبو سعيد المؤدب مشهور بكنيته، وهو صدوق يهم قاله الحافظ في القريب (507: 6298). فإِن قصد الشيخ تصحيح الإِسناد لا يسلم هذا، وقول الترمذي بتحسينه أصوب -فيما أرى والله أعلم-. وإن قصد أنه صحيح لغيره أي بشواهده فيمكن. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 151: 555): باب رواتب الصلاة والمحافظة عليها. من حديث علي رضي الله عنه نحوه، وعزاه لأبي بكر ابن أبي شيبة.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لإِبهام شيخ الصلت، وباقي رجاله ثقات. ويشهد له حديث عبد الله بن السائب رضي الله عنه. فيكون حسنًا لغيره. وانظر: أيضًا جامع الترمذي (2/ 289: 424)، والفتح الرباني (4/ 200 - 202).
620 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ: قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ (¬1) الْمُؤَذِّنَ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ، قَالَ (¬2): سَمِعْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا تَقُولُ (¬3): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الْعَصْرِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ". قُلْتُ:. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِلَفْظِ قَبْلَ الظُّهْرِ (¬4). ¬
620 - تخريجه: حديث الباب في مسند أبي يعلى (2/ ق 327/ أ): قال: ثنا هارون بن معروف به مثله. وهذا الحديث قد صح عن أم حبيبة، لكن بلفظ آخر فيه أن الصلاة "الظهر" وليست "العصر". وفيه: "حرمه الله على النار" وما في معناه، وليس فيه "بني الله له بيتًا في الجنة"، وهذه العبارة الأخيرة تثبت في حديث أم حبببة في السنن والرواتب الذي رواه مسلم. وعليه فلدينا ثلاث صور لروايته عن أم حبيبة رضي الله عنها: الأولى: حديث السنن الرواتب: أخرجه مسلم. انظر صحيحه مع الشرح (6/ 6 - 7) من حديث أم حبيبة بألفاظ منها: "من صلى في يوم ثنتي عشرة سجدة تطوعًا بني له بيت في الجنة". وقد استوعب الكلام حول طرقه الدارقطني في العلل. انظر: (5/ ق 188/ أ-=
= 190/ أ)، وانظر: علل ابن أبي حاتم (1/ 171: 488)، وسنن النسائي (3/ 263). الثانية: حديث الصلاة قبل الظهر: أخرجه أبو داود. انظر: سننه مع عون المعبود (4/ 147: 1255): باب الأربع قبل الظهر وبعدها: قال: حدثنا مؤمل بن الفضل، أخبرنا محمد بن شعيب، عن النعمان، عن مكحول عن عنبسة بن أبي سفيان، قال: قالت أم حبيبة زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ حَافَظَ عَلَى أربع ركعات قبل الظهر، وأربع بعدها حَرم على النار". قال أبو داود: رواه العلاء بن الحارث، وسليمان بن موسى عن مكحول بإسناده مثله. اهـ. قلت: هو من طريق العلاء: عند الترمذي، والطبراني، وغيرهما. ففي جامع الترمذي: (2/ 292: 428): قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق البغدادي، حدثنا عبد الله بن يوسف التنيسي الشامي، حدثنا الهيثم بن حميد، أخبرني العلاء: -هو ابن الحارث- عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عنبسة ابن أبي سفيان قال: "سمعت أختي أم حبيبة زَوْجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: "من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار". ثم قال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. والقاسم: هو ابن عبد الرحمن: يعني "يكنى أبا عبد الرحمن" وهو مولى عبد الرحمن بن خالد ابن يزيد بن معاوية، وهو ثقة شامي. اهـ. وفي المعجم الطبراني الكبير (23/ 235:453): قال: حدثنا يحيى بن عثمان، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا الهيثم بن حميد به نحوه. وكَنَّى القاسم: أبا عبد الرحمن. وطريق سليمان بن موسى عن مكحول:=
= أخرجه النسائي (3/ 265): قال: أخبرنا محمود بن خالد عن مروان بن محمد، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان ابن موسى عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة به نحوه. ثم قال: قال أبو عبد الرحمن: مكحول لم يسمع من عنبسة شيئًا. اهـ. وعنده أيضًا في (3/ 265): قال: أخبرنا عبد الله بن إسحاق، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا سعيد ابن عبد العزيز قال: سمعت سليمان بن موسى يحدث عن محمد بن أبي سفيان به بقصه في أوله ثم قال: "من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر، وأربع بعدها حرمه الله تعالى على النار". وأخرجه ابن خزيمة من هذا الطريق. انظر: صحيحه (2/ 205: 1190): نحوه. وعند النسائي في (3/ 266): قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو قتيبة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشعيثي، عن أبيه، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من صلى أربعًا قبل الظهر، وأربعًا بعدها لم تمسه النار" هكذا بلفظ "لم تمسه النار". ثم قال: قال أبو عبد الرحمن: هذا خطأ، والصواب حديث مروان من حديث سعيد بن عبد العزيز. اهـ. وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 312): قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني، ثنا عبد الله بن يوسف التنيسي، ثنا الهيثم بن حميد، ثنا، النعمان بن المنذر، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة مرفوعًا، "من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار". اهـ.=
= وقد أشار إلى هذا الطريق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تحقيقه للترمذي (2/ 293 ح 9) وقال: وهذا إِسناد صحيح. اهـ. قلت: فيه عنعنة مكحول عن عنبسة، بل إرساله فإِنه لم يسمع منه. وانظر: تحفة التحصيل (ق 187/ ب)، وجامع التحصيل (285/ 796). وقال محقق معجم الطبراني الكبير (23/ 234): (وأعل بالانقطاع لأن مكحولًا لم يسمع من عنبسة، وأجيب بأن دحيمًا أثبت سماعه منه، وهو أعرف بحديث الشاميين، وعلى كل للحديث شواهد فهو صحيح بشواهده). اهـ. قلت: سماع مكحول عن عنبسة غير ثابت، ولا يصح له فيما يظهر لي، وإن كان دحيمًا قد أثبته وهو يعرف حديث الشاميين، فإِن هشام بن عمار قد نفاه وهو شامي بل دمشقي أيضًا، يضاف إليه نفي البخاري، وأبي زرعة وغيرهما لسماعه منه. هذا مع أن كون الحديث صحيحًا بشواهده أمر ظاهر. وقد توبع مكحول عليه عن عنبسة. انظر: مثلًا ما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (23/ 237: 459): قال: حدثنا يحيى بن عبد الباقي، ثنا محمد بن عوف، ثنا الربيع بن روح، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله البصري، عن أبيه، عن عبد الله بن المهاجر، عن عنبسة بن أبي سفيان قال: حدثتني أم حبيبة فذكره. وهذا الطريق وإن كان فيه إسماعيل بن عياش وهو ضعيف عن غير أهل الشام، فإِنه حسن لغيره بشواهده. وللحديث طرق أخرى عن أم حبيبة أحدها معدود في عوالي الطبراني. فقد أخرج في المعجم الكبير (23/ 233: 44): قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن إسرائيل بن يونس عن محمد بن عبيد الله بن المهاجر، عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة مرفوعًا بلفظ "من صلى أربع ركعات قبل الظهر حرم الله عليه النار".=
= هكذا بلفظ قبل دون بعد. وانظر: رقم (443، 442، 441)، عند الطبراني. وانظر: الفتح الرباني (4/ 200: 942)، وصحيح الترغيب والترهيب (238): باب الترغيب في الصلاة قبل الظهر وبعدها. هذا جملة ما جاء في رواياته عن أم حبيبة، وعامتها في صلاة الظهر كما تقدم، لا أعرف أنه روي عنها بلفظ العصر، من غير طريق حديث الباب. الثالثة: حديث الصلاة قبل العصر عن أم حبيبة: فيه حديث الباب: وقد: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 103/ أ): مثله في باب الصلاة قبل العصر من حديث أم حبيبة ثم قال: (رواه أبو يعلى، وفي سنده محمد بن سعد المؤذن، قال الحافظ المنذري: لا يدرى من هو. قلت: وثقه البيهقي، وباقي رجال الإِسناد ثقات، ورواه أبو داود وغيره عن أم حبيبة بلفظ قبل الظهر). اهـ. والهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 222): باب الصلاة قبل العصر نحوه من حديث أم حبيبة وقال: (رواه أبو يعلى وفيه ابن سعد المؤذن، ولم أعرفه). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 151: 556): من حديث أم حبيبة مرفوعًا مثله وعزاه لأبي يعلى ثم علق عليه بمثل ما هنا. وذكره البخاري في التاريخ الكبير (1/ 94): في ترجمة محمد بن سعيد: قال: قال يحيى بن سليم، سمعت محمد بن سعيد المؤذن، عن عبد الله بن عنبسة سمعت أم حبيبة عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "مَنْ حافظ أربعًا قبل الظهر بني الله له بيتًا في الجنة". هكذا عنه بلفظ الظهر. وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 264): في ترجمة محمد: قال: روي عن عبد الله بن عنبسة عن أم حبيبة فذكره بلفظ "الظهر" مثل البخاري.=
= الحكم عليه: حديث الباب بهذا الإِسناد والمتن ضعيف لحال يحيى بن سليم، وعبد الله بن عنبسة. وهو مخالف للأحاديث التي تقدمت، وطرقها أحسن حالًا من طريقه وأظن أن يحيى بن سليم أخطأ فيه: فركب من الصورة الأولى وهي رواية الرواتب، وفيها: "بني له بيت في الجنة" والصورة الثانية وفيها "من صلى قبل الظهر" فظن أنها العصر، وحدث بهذا الحديث. أو أن يكون فهم من قوله في بعض الروايات وبعدها أربعًا إنها قبل صلاة العصر، ولا وجه له. فالحديث بهذه الهيئة ضعيف والصواب فيه ما تقدم في الصورة الأولى، والثانية، والله أعلم.
621 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: دَعَوْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى مَنْزِلِي فَلَمَّا أَذَّنَ مُؤَذِنٌ الْمَغْرِبَ فَصَلَّى فَسَأَلْتُ (¬1) عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يصليهما" (¬2). ¬
621 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 356): باب من كان يصلي ركعتين قبل المغرب: مع اختلاف في سياقه قال: حدثنا شريك، عن عاصم، عن زر قال: "رأيت عبد الرحمن بن عوف، وأبي بن كعب، إذا أذن المؤذن للمغرب، قاما يصليان ركعتين". وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 104/ أ): باب الصلاة قبل المغرب وبعدها وبعد العشاء: مثله وقال: (رواه مسدد، ورجاله ثقات). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 151: 557): مثله وفيه (ذاك) بدون لام، وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: إِسناده صحيح لذاته، موقوف على أُبَيّ والصحابي الآخر رضي الله عنهما.
622 - وَبِهِ (¬1) إِلَى شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَاشِدِ (¬2) بْنِ يَسَار، قَالَ: "أَشْهَدُ (¬3) عَلَى خَمْسَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، أَنَّهُمْ كانوا يصلون ركعتين قبل المغرب). ¬
622 - تخريجه: أخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 476): قال: وأنبأ أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن أبي طالب، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء، ثنا شعبة، عن سليمان بن عبد الرحمن به، ولفظه: "أشهد على خمسة نفر ممن بايع تحت الشجرة، منهم مرداس أو ابن مرداس أنهم كانوا يصلون ركعتين قبل المغرب". وأبو نعيم في معرفة الصحابة: حرف الميم في ترجمة مرداس من أهل بيعة الرضوان: فقال: له ذكر في حديث: أخبرناه محمد بن يعقوب في كتابه، ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب ابن عطاء، ثنا شعبة به مثل لفظ البيهقي، دون قوله (ركعتين). وذكره المروزى في قيام الليل. انظر: مختصر المقريزي (ص60 /) باب الركعتين قبل المغرب بنحو لفظ حديث الباب. وابن حزم في المحلى (2/ 257): من طريق عبد الرحمن بن مهدى، عن شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ راشد بن يسار قال: أشهد ... الحديث بنحوه.=
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 104/ أ): باب الصلاة قبل المغرب وبعدها ... إلخ مثله وعزاه لمسدد والبيهقي. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 151: 558): مثله وعزاه لمسدد. وذكره الحافظ في الإصابة في ترجمة مرداس (6/ 80): وعزاه لأبي نعيم في المعرفة ثم قال: رجاله إلى راشد ثقات، وراشد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين ... إلخ. اهـ.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال راشد بن يسار. وقد ذكر المروزي طائفة من الآثار عن الصحابة، انظر قيام الليل (ص59 - 60)، عن راشد وغيره.
623 - وَحَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِيهِ (¬2)، قَالَ: "مَا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ، وَلَا عمر، ولا عثمان: الركعتين قبل المغرب". ¬
623 - تخريجه: ذكره المروزي في قيام الليل (ص63) من مختصر المقريزي ذكر من لم يركعهما -أي الركعتين قبل المغرب- قال: وفي رواية: "أن أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم: كانوا لا يصلون الركعتين قبل المغرب". وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 104/ أ): في الباب السابق: قال: وعن منصور، عن أبيه قال: فذكره مثله، وقال رواه مسدد. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 152: 559) مثله، وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لتعذر معرفة المعتمر والد منصور. وفي معنى نفي صلاة الركعتين عن بعض الصحابة، جمع المروزي عددًا من الآثار التي استدل بها من أثبت تركهم لها بالكلية، وجملة ما ذكره في باب ذكر من لم يركعهما (ص63،64)، ما يأتي: عن زيد بن وهب قال: "لما أذَّن المؤذن للمغرب، قام رجل فصلى ركعتين وجعل يلتفت في صلاته، فعلاه عمر رضي الله عنه بالدرة، فلما قضى الصلاة قال: يا أمير المؤمنين: نِعْمَ ما كسرت!، قال: رأيتك تلتفت في صلاتك"، قال ابن نصر: ولم يعب الركعتين. عن النخعي قال: "كان بالكوفة من خيار أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:- عَلِيَّ بْنَ=
= أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو مسعود الأنصاري، وعمار بن ياسر، والراء بن عازب رضي الله عنهم- فأخبرني من رمقهم كلهم، فما رأى أحدًا منهم يصليها قبل المغرب". وقيل لإبراهيم: أن ابن الهذيل: كان يصلي قبل المغرب ركعتين، فقال: إن ذاك لا يعلم". ولم أقف على أسانيدها، وعلى فرض ثبوتها، فإِن الدلالة فيها غير واضحة، بل إن بعضها قد طرقه الاحتمال: قال محمد بن نصر (ص 63): "ليس في حكايته هذا الذي روي عنه إبراهيم أنه رمقهم فلم يرهم يصلونهما دليل على كراهتهم لهما، إنما تركوهما لأن تركهما كان مباحًا. اهـ. هذا على فرض التسليم يكون الغالب من حالهم هو الترك. مع أن له محملًا آخر وهو كونهم يصلونها في بيوتهم. قال محمد بن نصر (ص 63): وقد يجوز أن يكون أولئك الذين حكى عنهم من حكى أنه رمقهم فلم يرهم يصلونهما قد صلوهما في غير الوقت الذي رمقهم هذا، ويجوز أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- قد ركعهما في بيته حيث لم يره الناس، لأن أكثر تطوعه كان في منزله، وكذلك الذين رُمقُوا بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- يجوز أن يكونوا قد صلوا في بيوتهم، ولذلك لم يرهم يصلونهما، فإِن كثيرًا من العلماء كانوا لا يتطوعون في المسجد). اهـ. وبمثل هذا يمكن أن يجاب عما أخرجه أبو داود. انظر: سننه مع عون المعبود (4/ 163:1270) قال: حدثنا ابن بشار، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرنا شعبة، عن أبي شعيب، عن طاوس قال: "سئل ابن عمر عن الركعتين قبل المغرب فقال ما رأيت أحدًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يصليهما، ورخص في الركعتين بعد العصر"، قال أبو داود سمعت=
= يحيى بن معين يقول هو شعيب، يعني وهِمَ شعبة في اسمه. قال الشارح: وشعيب الراوي عن طاوس هو شعيب بياع الطيالسة، قال أبو زرعة: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات ... إلى أن قال: وعندي أن هذا الحديث وهم من شعيب الراوي عن طاوس، وتفرد بروايته عن طاوس، وكيف تصح هذه الرواية ... إلخ. قلت: ولا يبعد أن يكون وهم. وانظر المحلى لابن حزم (2/ 254). واشتهر القول بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يركعهما، وإنما رغَّبَ فيهما فقط وحث عليهما: وهو مردود بما أخرجه ابن حبان في صحيحه انظر: الإحسان (3/ 59: 1586): باب ذكر أمر المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بالركعتين قبل صلاة المغرب: قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الوارث، حدثنا أبي، حدثني أبي، حدثنا حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، أن عبد الله المزني حَدَّثَهُ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- صلى قبل المغرب ركعتين، ثم قال عند الثالثة لمن شاء". اهـ. هكذا في الإحسان ويبدو أن فيه اختصار من وسطه أو سقط، وفي الموارد (ص 162/ 617) بالسند نفسه قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- صلى قبل المغرب ركعتين قال الهيثمي (قلت: فذكر الحديث) أي حديث الأمر بصلاتهما لمن شاء. وفي سنده في الموارد لم يتكرر قول عبد الوارث حدثنا أبي. والقولي منه ثابت في صحيح البخاري. انظر الصحيح مع الفتج (3/ 59: 1183) وسنده عنده: حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، عن الحسين عن ابن بريدة قال: حدثني عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "صلوا قبل صلاة المغرب -قال في الثالثة- لمن شاء كراهية أن يتخذها الناس سنة". وحول ثبوته من فعله -صلى الله عليه وسلم- قال ابن نصر "وهي مسألة مهمة".=
= قلت: وعلى فرض أنه لم يُرَ وهو يصليها فإِن ما تقدم من احتمال كونه يصليها في البيت أمر قائم. وقد ثبت الترك عن عقبة بن عامر الجهني فيما رواه البخاري انظر صحيحه مع الفتح (2/ 59:1184) من حديث مرثد بن عبد الله اليزني قال: "أتيت عقبة بن عامر الجهني فقلت: ألا أعجبك من أبي تميم، يركع ركعتين قبل صلاة المغرب! فقال عقبة: إنا كنا نفعله عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، قلت: فما يمنعك الآن؟ قال: "الشغل". وفي صحيح البخاري مع الفتح (2/ 106: 625): باب كم بين الأذان والإقامة: من حديث أنس رضي الله عنه قال: "كان المؤذن إذا أذن قام ناس مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يبتدرون السواري حتى يخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب، ولم يكن بين الأذان والإقامة شيء"، قال عثمان بن جبلة وأبو داود عن شعبة: "لم يكن بينهما إلَّا قليل". قال الحافظ في الفتح (2/ 107): قوله: (قام ناس): في رواية النسائي: "قام كبار أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ". اهـ. هذا إضافة إلى عدد كبير من الآثار عن الصحابة وغيرهم قولية وفعلية في مشروعية هذه السنة وأنهم فعلوها، وانظر مختصر قيام الليل (ص58)، وما بعدها؛ ومصنف ابن أبي شيبة (2/ 356، 357):/ باب من كان يصلي ركعتين قبل المغرب؛ وسنن البيهقي الكبرى (2/ 474 - 477).=
624 - وَحَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ (¬2) سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كَانَ يُصَلِّي في بيته بعد المغرب ركعتين". ¬
624 - تخريجه: ذكره البوصيوي في الإِتحاف (2/ ق 104/أ): في الباب نفسه مثله وعزاه لمسدد وقال: رجاله ثقات. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 152: 560): مثله وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: إِسناده صحيح لذات، وهو موقوف على عبد الرحمن رضي الله عنه من فعله.
625 - وَحَدَّثَنَا (¬1) الْمُعْتَمِرُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُبَيْدٍ (¬2): مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ سُئِلَ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْمُرُ بِالصَّلَاةِ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ؟ قَالَ: بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ". تَابَعَهُ شُعْبَةُ (¬3)، عَنِ التَّيْمِيِّ قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ فَحَدَّثَنَا عَنْ عبيد به. ¬
625 - تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (5/ 431) قال: ثنا معتمر، عن أبيه عن رجل به وَلَفْظِهِ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يأمر بصلاة بعد المكتوبة، أو سوى المكتوبة؟ قال: نعم بين المغرب والعشاء". وعنده قال: ثنا سليمان بن داود، ثنا شعبة عن التيمي قال: طرأ علينا رجل في مجلس أبي عثمان النهدي، فحدثنا عن عبيد مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- وسئل عن صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر صلاته بين المغرب والعشاء". وأبو نعيم في معرفة الصحابة (حرف العبن) باب عبيد: قال: حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا معتمر بن سليمان به مثل اللفظ الأول عند أحمد نحو حديث الباب. وعنده أيضًا قال: حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا أبو داود سليمان بن داود ثنا شعبة عن سليمان التيمي به مثل اللفظ الثاني إلَّا أنه قال: (صلاة) بدلًا من (صلاته). وقال: ورواه ابن المبارك، عن سليمان نحوه.=
= وأخرجه محمد بن نصر في "قيام الليل". انظر المختصر (ص72) قال: حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا المعتمر بن سليمان به نحو اللفظ الأول، وفيه المبهم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 104/ أ) في الباب السابق: مثله باللفظ الأول ثم قال: رواه مسدد وأحمد بن حنبل والبيهقي في سننه بسند ضعيف لجهالة التابعي. اهـ. ولم أقف عليه في سنن البيهقي. والهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 229): باب الصلاة قبل المغرب وبعدها. نحوه وعزاه لأحمد، وفي اللفظ الأول في حديث الباب قال: رواه أحمد، والطبراني في الكبير، ومدار هذه الطرق كلها على رجل لم يسم وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. اهـ. وذكره الحافظ في الإصابة (4/ 208) وعزاه لأحمد، وقال: وأخرجه ابن منده من هذا الوجه إلى سليمان فقال عن شيخ، عن عبيد. اهـ. والوجه المقصود هنا هو اللفظ الأول الذي تقدم عند أحمد، وفي حديث الباب أيضًا، وذكره ابن الأثير في الأسد (3/ 349) نحوه. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 152:561) مثله وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لجهالة التابعي، ومداره في الطرق السابقة عليه، أما الأمر فلم أجد له شاهدًا لكن يؤيده فعله -صلى الله عليه وسلم- وأما الباقي فيشهد له ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 198)، وابن نصر في "قيام الليل". انظر المختصر (ص73)، وسيأتي برقم (171). قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حباب، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ النَّهْدِيِّ، عن المنهال، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثم قام يصلي حتى صلاة العشاء". اهـ.=
= وإسناده حسن لذاته، وقد أخرجه ابن نصر بلفظ أطول. انظر المختصر (ص 73). وحديث الباب مع شاهده يكون حسنًا لغيره. ففيهما الصلاة بين المغرب والعشاء دون تحديد، وفي الشاهد دلالة على كونه بعد المكتوبة.
626 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ المِصِّيْصِي، ثنا أَبُو عَلِيٍّ وَقَدْ غَزَا مَعَنَا الرُّومَ (¬1)، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا عَابِدًا (¬2) عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ رَكْعَتَيِ الْمَغْرِبِ: قَرَأَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ (¬3) الْكِتَابِ، وقيل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ: خَمْسَ عَشْرَةَ (¬4) مَرَّةً: جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُ (¬5): هَذَا مِنَ الصديقِين (¬6)، فيَجُوزُهم، فَيُقَالُ: هَذَا مِنَ الشُّهَدَاءِ، فَيَجُوزُهُمْ، فَيُقَالُ: هَذَا مِنَ النَّبِيِّينَ، فَيَجُوزُهُمْ، فَيُقَالُ: هَذَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَيَجُوزُهُمْ، وَلَا يَحْجُبُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى عرش الرحمن". * قلت: هذا متن موضوع. ¬
626 - تخريجه: هو في البغية (2/ 301: 215): باب الصلاة بعد المغرب: نحوه بالفروق التي تقدمت، ثم قال الهيثمي: قلت: هذا حديث ضعيف فيه الحسن بن قتيبة، وفيه من لا يعرف. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 104/ أ)، في الباب السابق، نحو من حديث علي مرفوعًا ثم قال: (رواه الحارث بن أبي أسامة عن الحسن بن قتيبة وهو متروك، وقال شيخنا أبو الفضل هذا متن موضوع). اهـ.=
= وذكره ابن عراق الكناني في تنزيه الشريعة (2/ 123: 137) مثله وعزاه للحارث في مسنده من حديث علي ونقل قول الحافظ في المطالب هذا موضوع. اهـ. والشوكاني في الفوائد المجموعة (ص75/ 123) النوع الحادي عشر من ك الصلاة: ذكره مختصرًا ثم قال: قال ابن حجر: هذا متن موضوع. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 152: 562) مثله وعزاه للحارث وقال: قلت: هذا متن موضوع. اهـ.
الحكم عليه: الحديث كما وصفه الحافظ موضوع، وذلك لحال الحسن بن قتيبة وهو متروك، والمصيصي لا يعرف، ولنكارة متنه.
627 - وقال مسدد: حدثنا يحيى بن سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: "الْوِتْرُ عَلَى أَهْلِ الْقُرْآنِ"، فَقُلْتُ: مَا تَأْمُرُ بِهِ ابْنَتَكَ؟ قَالَ: آمُرُهَا بِرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَكَانَتِ ابْنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتِّ سِنِينَ".
627 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 104/ أ): نحوه وعزاه لمسدد فقط، ولفظه: (وعن إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: الْوِتْرُ عَلَى أَهْلِ القرآن قال: قلت: مَا تَأْمُرُ بِهِ ابْنَتَكَ؟ قَالَ: آمُرُهَا بِرَكْعَتَيْنِ بعد العشاء قال: وكانت ابنة خمس سنين أوست سنين". وهو في المطبوع من المطالب (1/ 153: 563) مثله وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: وإِسناده صحيح لذاته، مقطوع، من كلام إبراهيم.
628 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأذْرَمِي (¬1)، ثنا زيد ابن الْحُبَابِ عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ المِنْهَال بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرّ بْنِ حُبَيش (¬2)، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهُوَ يُصَلِّي بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي حتى صلى العشاء". ¬
628 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 198) قال: حدثنا زيد بن حباب به نحوه. وابن خزيمة في صحيحه (2/ 206: 1194) باب فضل التطوع بين المغرب والعشاء: قال: ثنا أبو عمر: حفص بن عمرو الربالي، ثنا زيد بن الحباب به نحوه. وأحمد في فضائل الصحابة. انظر (2/ 788: 1406) قال: حدثنا العباس بن إبراهيم، نا محمد بن إسماعيل، نا عمرو العنقزي، ثنا إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حبيش به نحوه أثناء قصة. وفي المسند (5/ 391) قال: ثنا حسين بن محمد، ثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب به نحوه ضمن قصة. وأخرجه الترمذي في جامعه (5/ 660: 3781) كتاب المناقب: باب مناقب الحسن والحسين: قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، وإسحاق بن منصور، قالا: أخبرنا محمد بن يوسف، عن إسرائيل، عن ميسرة به نحوه ضمن قصة ثم قال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلَّا من حديث إسرائيل. اهـ. والنسائي في الكبرى (ص 66) من مخطوطة الخزانة العامة بالرباط: كتاب المناقب، في مناقب حذيفة: قال:=
= أخبرنا الحسين بن منصور، قال: نا الحسين بن محمد، أبو أحمد، قال: نا إسرائيل بن يونس، عن ميسرة بن حبيب به نحوه ضمن قصة. وانظر أيضًا تحفة الأشراف (3/ 31). والمروزي في قيام الليل. أَنظر مختصر المقريزي (ص73) قال ابن نصر: حدثنا إسحاق، أخبرنا عمرو بن محمد العنقزى، ويحيى بن آدم، قالا: ثنا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب النهدي به نحوه، ضمن قصة. وأبو نعيم في الحلية (4/ 190) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا الحسن بن عطية البزار، ثنا إسرائيل بن يونس، عن ميسرة بن حبيب به نحوه ضمن قصة أطول من رواية ابن نصر. ثم قال: تفرد به ميسرة، عن المنهال، عن زر، وخالف قيس بن الربيع إسرائيل فرواه عن ميسرة عن عدي بن ثابت، عن زر، ورواه أبو الأسود عبد الله بن عامر مولى بني هاشم عن زر، عن حذيفة مختصرًا. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (2/ ق 104/ أ) في الباب السابق: مثله وزاد: فلما انصرف تبعته، فقال: ما هذا؟ قلت: حذيفة، قال: اللهم اغفر لحذيفة ولأمه. ثم قال: رواه أبو يعلى، والنسائي بإِسناد جيد ولفظه أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ فصلى إلى العشاء، وأبو بكر ابن أبي شيبة وسيأتي. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 153: 564) مثله وعزاه لأبي يعلى من حديث حذيفة مرفوعًا.
الحكم عليه: إِسناده حسن لذاته، ويشهد له حديث عُبَيْدٍ: مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المتقدم برقم (624). فيكون صحيحًا لغيره، وهذا الحديث -كما ترى- أخرجه الترمذي وأحمد من الطريق نفسه فربما كان سبب إيراده في الزوائد روايته من طريق أبي يعلى مختصرًا دون قصة.
12 - باب الوتر
12 - بَابُ الوِتْر 629 - قَالَ (¬1) الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التِّيَّاح، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي (¬2) عَنَزَةَ (¬3)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه حِينَ ثَوَّب المُثَوَّب فَقَالَ: "إِنَّ نبيَّكم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمَر بالوِتر، ووَقَّت لَهُ هَذِهِ السَّاعَةَ، أَذَّن يا ابن (¬4) النَّبَّاح" (¬5). ¬
629 - تخريجه: الحديث أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 158: 860): قال: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا شعبة، عن أبي التياح قال: سمعت رجلًا من عنزة يحدث عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: خَرَجَ علينا علي فَقَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بالوتر، ثبت وتره هذه الساعة، يا ابن التياح أذن أو ثوب".=
= وبعده برقم (861): حدثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة به نحوه، وفيه: (أقم يا ابن النواحة). وفي (2/ 82: 689): قال: حدثنا أبو نوح -يعني قرادا-، أنبأنا شعبة، عن أبي التياح، سمعت عبد الله بن أبي الهذيل يحدث عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: "خَرَجَ علينا علي بن أبي طالب فسألوه عن الوتر؟ فقال: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن نوتر هذه الساعة، ثوب يا ابن التياح، أو أذن أو أقم". فسمى شيخ أبي التياح هنا. ومداره فيما تقدم على الرجل الأسدي المبهم.
الحكم عليه: لهذا فإسناده ضعيف لإِبهام التابعي. وقد روي من أوجه أخرى عن علي رضي الله عنه: منها: ما أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 18: 4630): باب أي ساعة يستحب فيها الوتر: قال: عن الثوري، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن السلمي قال: خرج علي حين ثوب ابن النباح، فقال: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18)}، نعم ساعة الوتر هذه، أين السائلون عن الوتر". وفيه عاصم بن أبي النجود، وهو صدوق له أوهام. انظر: التقريب (285: 3054). والبيهقي في الكبرى (2/ 479): باب من أصبح ولم يوتر، فليوتر ما بينه وبين أن يصلي الصبح قال: وأنبا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد ابن أبي عمرو، قالا، ثنا أبو العباس هو الأصم، ثنا أسيد بن عاصم، ثنا الحسين بن حفص، عن سفيان به نحو لفظه عند عبد الرزاق.=
= وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 286): فيمن كان يؤخر وتره: قال: حدثنا هشيم عن حصين قال: حدثنا أبو ظبيان قال: كان علي يخرج إلينا ونحن ننتظر تباشير الصبح فيقول الصلاة الصلاة نعم الساعة الوتر هذه، فإِذا طلع الفجر صلى ركعتين، ثم أقيمت الصلاة فصلى". ومن طريق أبي ظبيان: أخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 479): قال: أنبأ أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ثنا محمد بن عبد الوهاب، أنبأ يعلي بن عبيد، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي ظبيان به نحوه بقصة في أوله. وفي طريقه عند ابن أبي شيبة عنعنة هشيم وهو ابن بشير السلمي أبو معاوية في الثالثة من المدلسين لا يقبل تدليسه ما لم يصرح بالسماع. لكنه توبع عليه في الطريق الذي رواه البيهقي. فهو حسن لغيره. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 18: 4631): قال: عن الحسن بن عمارة، عن أبي إسحاق، عن عبد خير قال: (خرج علينا علي حين طلع الفجر فقال: "والليل إذا عسعس"، وأشار بيده إلى المشرق ثم قال أين السائلون عن الوتر؟ نعم ساعة الوتر هذه). وفيه الحسن بن عمارة البجلي مولاهم، أبو محمد الكوفي قاضي بغداد متروك. اهـ. التقر يب (162: 1264). وعند الإِمام أحمد متابعة لهذا الطريق إلى عبد خير، فقد: أخرجه الإِمام أحمد في المسند: (2/ 205: 975): قال: حدثنا غسان بن الربيع، حدثنا أبو إسرئيل عن السدي، عن عبد خير به نحوه، أطول منه.=
= قال الشيخ أحمد شاكر: إِسناده ضعيف. اهـ. وغسان بن الربيع: هو الأزدي البصري نزيل الموصل قال ابن حبان: كان ثقة فاضلًا ورعًا. اهـ. وأخرج له في صحيحه. اهـ. التعجيل (330: 843). وأبو إسرائيل: هو إسماعيل بن خليفة العبسي، أبو إسرائيل الملائي الكوفي، معروف بكنيته، صدوق سيئ الحفظ نسب إلى الغلو في التشيع. اهـ. التقريب (157: 440). فإسناده كما قال الشيخ، وبمتابعاته يكون حسنًا لغيره. وأخرجه ابن الجعد في مسنده (1/ 297: 123): قال: أخبرنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي البختري، عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال: إذا سمعتم عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثًا فظنوا برسول الله أهناه، وأهداد، وأتقاه، قال: وخرج علينا حين ثَوّب المثوب لصلاة الصبح، فقال: أين السائل عن صلاة الوتر، هذا حين وتر حسن". وأبو البختري: هو سعيد بن فيروز ابن أبي عمران الطائي مولاهم ثقة ثبت فيه تشيع قليل، كثير الإرسال. اهـ. التقريب (240: 2380). قلت: ويرسل كثيرًا عن علي. انظر: تحفة التحصيل (ق 164/ أ)، لكنه هنا لم يرسل. وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب بن ربيعة الكوفي المقرئ مشهور بكنيته ولأبيه صحبة، ثقة ثبت. اهـ. التقريب (299: 3271). فإسناد هذا الحديث صحيح. ومن طريق شعبة: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 211: 987): قال:=
= حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة به نحوه باختلاف يسير. قال الشيخ أحمد شاكر: إِسناده صحيح. اهـ. وهو كما قال: وأخرجه من طريق أبي عبد الرحمن السلمي البيهقي في الكبرى (2/ 479) مختصرًا. وانظر: مجمع الزوائد (2/ 246): باب في الوتر أول الليل وآخره، وقبل النوم: ذكره نحوه وعزاه للطبراني في الأوسط ثم قال: وفيه الحسن بن أبي جعفر الحفري، وهو متروك. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 107/ أ): باب وقت الوتر: عن رجل من بني أسد مثله بزيادة، أو أقم يا ابن التياح بالتاء المثناة. ثم قال: رواه أبو داود الطيالسي، وفي سنده من لم يسم. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 153): مثله وعزاه لأبي داود. وهو حسن لغيره بمتابعاته التي تقدمت.=
630 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ اللَّهِ بن مسلمة (¬2)، ثنا خالد بن إلياس، عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، قَالَ: (دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِمَكَّةَ: فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي (¬3) جَالِسًا ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ (¬4): إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (مَا صَلَّى رَجُلٌ العَتَمَة فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا مَا بَدَا لَهُ، ثُمَّ أَوْتَرَ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ (¬5): إلَّا كَانَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ (¬6) كَأَنَّهُ لَقِيَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ" (¬7)). ¬
630 - تخريجه: الحديث في المنتخب (3/ 1180: 1150): قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة، به بطوله بالفروق التي تقدمت. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 71/ أ)، كتاب افتتاح الصلاة: باب صلاة الجماعة: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: (دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عنهما بمكة، فوجدته جالسًا يصلي لأصحابه العصر -وهو جالس- قال: فنظرت حتى سلم، قال: قُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ! أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تُصَلِّي بِهِمْ وَأَنْتَ جَالِسٌ! قَالَ: أَنَا مَرِيضٌ فَجَلَسْتُ فَأَمَرْتُهُمْ أن يجلسوا، فصلوا معي، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا صَلَّى رَجُلٌ الْعَتَمَةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا مَا بَدَا لَهُ ثُمَّ أَوْتَرَ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ إلَّا كَانَ تلك الليلة كأنه لقي ليلة القدر في الإِجابة، وسمعت ... الحديث").
= قال البوصيري: رواه عبد بن حميد بسند ضعيف لضعف خالد بن إياس). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 153:566): باب الوتر: مثله وعزاه لعبد بن حميد. وذكر جزءًا منه أيضًا في (1/ 120: 535): باب التجميع في البيوت. وفي (1/ 114: 414): باب الأمر باتباع الإِمام في أفعاله.
الحكم عليه: إِسناده شديد الضعف لحال خالد بن إياس. ومشروعية الوتر ثابتة بأحاديث كثيرة منها على سبيل المثال: ما أخرجه البخاري وغيره. انظر: صحيحه مع الفتح (2/ 488: 998) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا". وفعله قبل أن ينام المصلي قد ثبت أيضًا بأحاديث منها: ما أخرجه الشيخان مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: انظر: صحيح البخاري مع الفتح (3/ 56: 1178): قَالَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر". ولفظ مسلم: "أوصاني خليلي -صلى الله عليه وسلم- بثلاث بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد". وعنده عن أبي الدرداء أيضًا. انظر: صحيحه مع الشرح (6/ 234 - 235). وأما كونه يعدل ليلة القدر فلم أره في غير حديث الباب.
631 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا خَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِّي أَصْبَحْتُ، وَلَمْ أُوتِرْ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬1): "إِنَّمَا الْوِتْرُ بِاللَّيْلِ، قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: اذْهَبْ فَأَوْتِرْ"). ¬
631 - تخريجه: هو من طريق ابن أبي عمر مرسل كما ترى، وقد روي موصولًا، فقد: أخرجه الطبراني في المعجم الكبير في مسند الأغر المزني رضي الله عنه (1/ 302: 891): قال: حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، ثنا أبي، ثثا زهير، ثنا خالد ابن أبي كريمة، حدثنا معاوية بن قرة، عن الأغر المزني، (أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: يا نبي الله إني أصبحت ولم أوتر فقال: "أنما الوتر بالليل قال: يا نبي الله أني اصبحت، ولم أوتر قال: "فأوتر". والبيهقي في الكبرى (2/ 479): باب من أصبح ولم يوتر ... قال: أنبأ أبوعبيد الله أسحاق بن محمد بن يوسف السوسي، ثنا أبو بكر محمد بن مؤمل بن الحسن بن عيسى، ثنا الفضل بن محمد البيهقي، ثنا عبد الله بن محمد العقيلي، ثنا زهير ح. وحدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو محمد دعلج السجزي، ببغداد، أنبأ أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني قال: حدثني أحمد ابن وافد الحراني، ثنا زهير، ثنا خالد بن أبي كريمة به نحوه، وقال: (ثلاث مرات أو أربعًا) أي تكرير السؤال والجواب. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 246): باب فيمن فاته الوتر: مثل لفظ الطبراني من حديث الأغر، ثم قال:=
= (رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون، وإن كان في بعضهم كلام لا يضر). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 154: 567): مثله مرسلًا، وعزاه لابن أبي عمر.
الحكم عليه: إِسناده يحتاج إلى متابع لأن خالدًا صدوق يخطئ. ويشهد له ما أخرجه ابن نصر في كتاب الوتر. انظر: مختصر المقريزي (ص258): باب اختيار الوتر في آخر الليل لمن قوي عليه: قال: حدثنا محمد بن عمار الرازي، ثنا عيسى بن جعفر، ثنا مندل، عن أبي سفيان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري: قلنا: يا رسول -صلى الله عليه وسلم-: أتوتر قبل الأذان؟ قال: أوتر قبل الأذان، قلنا: يا رسول الله بعد الأذان؟ قال: أوتر قبل الأذان. قلنا: يا رسول الله أنوتر بعد الأذأن؟ قال: أوتر بعد الأذان". وفي إِسناده: مندل وهو ابن علي العنزي، أبوعبد الله الكوفي: ضعيف. اهـ. التقريب (545: 6883). لكنه يتقوى بحديث الباب. وكل واحد منهما يصبح حسنًا لغيره.
632 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "إِنَّ الأكْيَاس الَّذِينَ يُوتِرُونَ أَوَّلَ الليل، والأقوياء (¬1): الذين يوترون آخر الليل". ¬
632 - تخريجه: ذكره محمد بن نصر المروزي في كتاب الوتر. انظر: مختصر المقريزي (ص 257): باب اختيار الوتر في آخر الليل لمن قوي عليه: قال: وعن عمر بن الخطاب: "إن الأكياس الذين يوترون أول الليل وإن الأقوياء الذين يوترون آخر الليل، وهو أفضل". وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 18: 4629): عن قتادة مرسلًا قال: عن معمر، عن قتادة، قال: سئل عن الوتر فقال: وتر الأكياس أول الليل، ووتر الأقوياء آخر الليل، قلت: فكيف تصنع؟ قال: أما أنا إن استطعت أن أكون من الأكياس كنت". وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 109/ ب): باب الوتر في أول الليل وأوسطه وآخره: عن عمر رضي الله عنه مثله. ثم قال: (رواه مسدد موقوفًا، ورجاله ثقات إلَّا أنه منقطع). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 154: 568): مثله وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: إِسناده منقطع بين إبراهيم وعمر رضي الله عنه وفيه عنعنة هشيم عن مغيرة، ومغيرة عن إبراهيم. ومرسل قتادة يشهد له. كما يشهد له ما رواه ابن أبي شيبة وغيره. انظر: المصنف (2/ 282): مرفوعًا: قال:=
= حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر ابن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَبِي بكر: "متى توتر؟ قال: من أول الليل بعد العتمة قبل أن أنام، وقال لعمر: متى توتر؟ قال: من آخر الليل. قال لأبي بكر أخذت بالحزم. وقال لعمر: أخذت بالقوة". وفيه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أبي طالب الهاشمي صدوق، في حديثه لين، ويقال تغير بآخره. اهـ. التقريب (321: 3592). لكنه يصلح شاهدًا لحديث الباب، وقد روي من أوجه عدة. انظر: مصنف عبد الرزاق (3/ 14). ومختصر كتاب الوتر (ص257)، ومجمع الزوائد (2/ 245). فالأثر حسن لغيره بشواهده.
633 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرَّرٍ، عَنْ قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:"أُمِرت بالوتر، والأضحى"، ولم يَعْزِم. *إِسناده ضعيف.
633 - تخريجه: توبع عليه أبو يوسف القاضي: أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 21) ك الوتر. قال: حدثنا الحسن بن سعيد بن الحسن بن يوسف المروروذي، قال: وجدت في كتاب جدي، وحدثني به أبي عن جدي، ثنا بقية، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرَّرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس مثله رفيه (... ولم يعزم علي). وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (ص193: 202) قال: حدثنا محمد بن عيسى البروجردي، قال: حدثنا عمير بن مرداس، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا مروان بن معاوية، قال: حدثنا عبد الله بن محرر به ولفظه: "أمرت بالضحى، والوتر، ولم يفرض علي". وابن عدي في الكامل (4/ 1452)، قال: ثنا محمد بن خريم، ثنا هشام بن خالد، ثنا مروان الفزاري، عن عبد الله بن محرر، به، مثل لفظ الدارقطني. وذكره الذهبي في الميزان (2/ 500): مثلهما وعبد الحق في الأحكام الكبرى: باب الوتر (ص132): بلفظ الدارقطني وعزاه له ثم قال: وعبد الله بن محرر متروك. اهـ. وابن الملقن في البدر المنير (1/ ق 115/ أ): وعزاه للدارقطني بلفظه، وقال ورراه ابن شاهين في ناسخه ومنسوخه، وقال: "ولم يفرض علي" لكنه حديث ضعيف أيضًا فيه عبد الله بن محرر فإِنه متروك بإجماعهم. اهـ.=
= وذكره الحافظ في موضعين من التلخيص في (2/ 18): وعزاه للدارقطني وقال: (لكنه من رواية عبد الله بن محرر، وهو ضعيف جدًا). اهـ. وفي (3/ 118) ثم قال: (وعبد الله بن محرر: متروك). اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 107/ أ): باب هل الوتر واجب أو مستحب: مثله، ثم قال: (رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف، وأصله في الصحيحين من حديث طلحة بن عبيد الله، وفي مسلم من حديث أبي هريرة). اهـ. وسيأتي بيان الحاكم لهذا الأصل، وأظنه هو الذي عناه البوصيري. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 154: 569): من حديث أنس، قال: رفعه. وعزاه لأحمد بن منيع، وقال: بضعف. اهـ.
الحكم عليه: إِسناده شديد الضعف لحال عبد الله بن محرر؛ متروك الحديث، وفيه عنعنة قتادة عن أنس رضي الله عنه. وقد عارضه حديث آخر لا يبعد عنه في الضعف: أخرجه الإِمام أحمد، انظر المسند (1/ 231): قال: ثنا شجاع بن الوليد، عن أبي جناب الكلبي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ثلاث هن علي فرائض وهن لكم تطوع، الوتر، والنحر، وصلاة الضحى". ومن طريق شجاع: أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 300) ك الوتر قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن يونس الضبي، ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد به. وأخرجه البيهقي في الكبرى (9/ 264) باب الأضحية. قال: أخبرنا أبو علي=
= الروذباري، وأبو الحسن بن بشران، قالا: أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا سعدان بن نصر، ثنا أبو بدر به نحو لفظ الإِمام أحمد بوجود (ركعتي الضحى) بدلًا من (الفجر). قال الحاكم بعد ما أخرجه: (الأصل في هذا حديث الإيمان وسؤال الأعرابي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الصلوات الخمس قال: هل عليّ غيرها؟ قال: "لا إلَّا أن تطوع" وحديث سعيد بن يسار عن ابن عمر في الوتر على الراحلة، وقد اتفق الشيخان على إخراجهما في الصحيح). اهـ. وتعقبه الذهبي في التلخيص قائلًا: (قلت: ما تكلم الحاكم عليه، وهو غريب منكر، ويحيى ضعفه النسائي، والدارقطني). اهـ. قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" بهامش البيهقي معلقًا على الحديث (9/ 264): (قلت: في سنده أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي سكت عنه البيهقي هنا، وضعفه فيما مضى في باب: لا فرض أكثر من الخمس. وفي كتاب الضعفاء لابن الجوزي كان يحيى القطان يقول: لا أستحل أن أروي عنه. وقال عمرو بن علي: متروك الحديث. وقال يحيى وعثمان بن سعيد، والنسائي، والدارقطني: ضعيف. وقال ابن حبان: كان يدلس على الثقات ما سمع من الضعفاء فالتزقت به المناكير التي يرويها عن المشاهير فحمل عليه أحمد بن حنبل حملًا شديدًا). اهـ. وانظر: التعليق المغني (2/ 21). وقال النووي في الخلاصة (ق 77/ أ): (ضعفه البيهقي وآخرون لضعف أبي جناب، وأجمعوا على تدليسه، وقد قال عن عكرمة). اهـ. وقال الحافظ في التقريب (589: 7537): ضعفوه لكثرة تدليسه. اهـ. ووضعه في الخامسة من المدلسين. وقال عبد الحق في الأحكام الكبرى بعد أن ذكر الحديث (ص132):=
= (... أبو جناب هذا لا يؤخذ من حديثه إلَّا ما قال فيه حدثنا، لأنه كان يدلس وهو أكثر ما عيب به، ولم يقل في هذا الحديث نا عكرمة، ولا ذكر ما يدل عليه). اهـ. وقال ابن الملقن في البدر المنير (1/ ق 114/ ب): (ورواه الحاكم في مستدركه مستشهدًا له بلفظ الدارقطني، وهو حديث ضعيف، وإن ذكره ابن السكن في سننه الصحاح، لأن مداره على أبي جناب الكلبي ... " ثم ذكر أقوال من سبقوا، ونبه على اختلاف قول ابن حبان فيه. مما تقدم من أقوال الأئمة يتلخص لنا أن هذا الحديث بهذا الإِسناد لا يصح. وثمة طريق آخر خال من أبي جناب الكلبي: أخرجه الإِمام أحمد، انظر: المسند (1/ 234) قال: ثنا وكيع، ثنا إسرائيل، عن جابر، عن أبي جعفر وعطاء قالا: الأضحى سنة، وقال عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "أمرت بالأضحى والوتر، ولم تكتب". ومن طريق وكيع: أخرجه محمد بن نصر في كتاب الوتر. انظر مختصر المقريزي (ص252): قال ابن نصر: حدثنا أحمد بن عمرو، أخبرنا وكيع به نحوه، وفيه "الوتر وركعتي الضحى" فقط. وعند الإِمام أحمد في المسند (1/ 317) قال: ثنا هاشم بن القاسم، ثنا إسرائيل، عن جابر، عن عكرمة به ولفظه: "أمرت بركعتي الضحى، ولم تؤمروا بها، وأمرت بالأضحى، ولم تكتب". وقال أيضًا: ثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ جابر، عن عكرمة، به مثل اللفظ السابق. وقال أيضًا:=
= ثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ جابر به ولفظه: "كتب علي النحر، ولم يكتب عليكم، وأمرت بركعتي الضحى، ولم تؤمروا بها". ومن طريق شريك أخرجه البيهقي (9/ 264): باب الأضحية: ومدارها على جابر وهو ابن يزيد الجعفي: ضعيف جدًا. وأخرج البيهقي -في الكبرى (9/ 364) - طريقًا ظاهره أنه خال من جابر: قال البيهقي: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار، ثنا تمتام، ثنا ابن بنت السدي (ح). وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني، أنبأ أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يعلى، ثنا إسماعيل بن موسى -وهو ابن بنت السدي-، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما رفعه، قال: "كتب عليّ النحر، ولم يكتب عليكم" زاد الأصبهاني في روايته، وأمرت بصلاة الضحى ولم تؤمروا بها -كذا قالا عن سماك-. اهـ. وإسماعيل بن موسى هو الفزاري أبو محمد الكوفي ابن بنت السدي صدوق، يخطئ، رمى بالرفض. اهـ. التقريب (110: 493). وهذا الإِسناد -فيما يظهر لي- مُعَل. والذي أتوقعه هو وجود جابر بدلًا من سماك، فإِن إسماعيل بن موسى يخطئ وكذا شريك، وإسماعيل كوفي فيبدو أنه سمع من شريك بعد تغيره وذلك بعد توليه قضاء الكوفة. ففيه وهم يرجع إلى أحد الاثنين، وقد تابع شريكًا عليه عن جابر اثنان: فقد قال البيهتى (9/ 264): (ورواه الحسن بن صالح، وقيس بن الربيع، عن جابر -هو ابن يزيد الجعفي-، عن عكرمه، عن ابن عباس به). اهـ.=
= في حين لم أجد لشريك من يتابعه عليه عن سماك، ويؤيد احتمال الخطأ بإبدال سماك محل جابر أن البيهقي عندما ساقه قال: (كذا قالا: عن سماك!) فكأنه استغربه. على أن رواية سماك عن عكرمة مضطربة. وعلى ما تقدم يكون إِسناده هذا ضعيفًا جدًا. قال الحافظ في التلخيص (3/ 118): (ورواه ابن حبان في الضعفاء، وابن شاهين في ناسخه من طريق وضاح بن يحيى، عن مندل، عن يحيى بن -في الأصل بدون بن- سعيد، عن عكرمة عنه بلفظ: "ثلاث عليّ فريضة، وهن لكم تطوع: الوتر، وركعتا الفجر، وركعتا الضحى"، والوضاح ضعيف). أهـ. والوضاح بن يحيى: هو النهشلي الأنباري أبو يحيى سكن الكوفة: قال ابن حبان: منكر الحديث، يروي عن الثقات الأشياء المقلوبات التي كأنها معمولة، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لسوء حفظه، وإن اعتبر معتبر مما وافق الثقات من حديثه فلا ضير). أهـ. المجروحين (3/ 85). قلت: وحديثه هذا ليس من رواية الثقات المحتج بها بل فيها ما قد سبق بيانه. وانظر الميزان (4/ 334: 9351)، والمغني (2/ 720: 6840). وزاد ابن الملقن: (ومندل ضعفه أحمد، والدارقطني، ولم يترك لا جرم). اهـ. فهو ضعيف. وانظر التقريب (545: 6883)، وهو العنزي الكوفي. وانظر أيضًا حديث عائشة في التلخيص (3/ 119) وكلام الحافظ عليه، فقال: هو ضعيف جدًا. هذا جملة ما تحصل من طرق هذا الحديث المعارض، فالطريق الأول والأخير لا يصحان لضعف إسناديهما، الأول فيه أبو جناب الكلبي، والأخير فيه الوضاح ومندل، والثاني والثالث ضعف إسناديهما شديد. والحقيقة أن ابن الملقن وكذا الحافظ في التلخيص قد أورداه، وعارضاه بحديث الباب.=
= وأوردته هنا بعده لأنه يتحتم على تخريج حديث الباب قبل. وأورده ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ بسبب التعارض إذ في حديث الباب (ولم يعزم علي) وفي حديث ابن عباس أن ما ذكر فيه فرائض عليه -صلى الله عليه وسلم- دون أمته، والفريضة حتم، وعدم العزيمة ليس بحتم، ومن هنا جاء التعارض. والاثنان لا تقوم بهما حجة كما عرفت. وقد يقال: نقوي طريق أبي جناب بطريق وضاح بن يحيى، فيكون حسنًا لغيره فكلاهما ضعيف فقط. فأقول: قد حكم الذهبي على طريق أبي جناب بأنه منكر غريب، فهذا انتقاد منه للمتن أيضًا، ثم قول ابن حبان في حديث وضاح: منكر الحديث ... إلخ فلا يبعد أن يكون مما أخطأ فيه. ولو سُلِّم هذا: وقلنا بتقويته لوجدنا في متنه ما يمنع ذلك ففيهما فرضية ركعتي الفجر، وسنة الضحى عليه، وهذا مخالف لما عليه جمهور السلف. قال الحافظ في التلخيص (3/ 118): (... فتلخص ضعف الحديث من جميع طرقه، ويلزم من قال به أن يقول: بوجوب ركعتي الفجر عليه، ولم يقولوا بذلك، وإن كان قد نقل ذلك عن بعض السلف، ووقع في كلام الآمدي وابن الحاجب). اهـ. وقال ابن الملقن: في البدر المنير (1/ ق 115/ أ). (وقال ابن الجوزي في علله: إنه حديث لا يصح، وقال في الإِعلام: إنه حديث لا يثبت، وضعفه في تحقيقه أيضًا، على أنه قد جاء ما يعارضه أيضًا، وهو ما رواه الدارقطني من حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرَّرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنس رفعه: "أمرت بالوتر والأضحى ولم يعزم علي" ورواه ابن شاهين في "ناسخه ومنسوخه"، وقال: "ولم يفرض علي" لكنه حديث ضعيف أيضًا فيه عبد الله بن محرر، فإِنه متروك بإجماعهم ... إلى أن قال:=
= وأغرب ابن شاهين: (فذكر في ناسخه ومنسوخه: حديث ابن عباس السالف من طريق الوضاح، وحديث أنس هذا). اهـ. ثم نقل قول ابن شاهين: (والحديث الأول -أي حديث ابن عباس-: أقرب إلى الصواب: لأن الثاني فيه عبد الله بن محرر وليس عندهم بالمرضي، ولا أعلم الناسخ منهما لصاحبه، ولكن الذي عندي أشبه أن يكون حديث عبد الله بن محرر -على ما فيه- ناسخًا للأول، لانه ليس يثبت أن هذه الصلوات فرض، والله أعلم). اهـ. انظر الناسخ (ص194)، ثم قال ابن الملقن: (ولا ناسخ في ذلك ولا منسوخ، لان النسخ إنما يصار إليه عند تعارض الأدلة الصحيحة، وأين الصحة هنا فيهما؟؟). اهـ. قلت: وهو تعقب جيد منه، رحمه الله.
634 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سَلَّامٌ، "حَدَّثَتْنِي" (¬1) أُمُّ شَبِيبٍ (¬2)، عَنْ أُخْتِهَا أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَتْ (¬3): "إِنَّهَا رَأَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: تُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ، فَأَوْتَرَتْ بِرَكْعَةٍ "قَرَأَتْ" (¬4) فِيهَا بِسُورَةِ (¬5) إِبْرَاهِيمَ". [2] وَبِهِ (¬6) أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تقول: "إذا سمعت الصرخة فأوتر بركعة". ¬
634 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 109/ ب): في باب الوتر بركعة أو بثلاث ركعات، وما يقرأ فيه: مقتصرًا على اللفظ الأول وقال: (رواه مسدد بسند ضعيف لجهالة بعض رواته). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 154: 570، 571)، مثل اللفظ الأول إلَّا أنها قالت (سورة) بدون باء. ونحو اللفظ الثاني ذلك لأنه جاء بصيغة الخطاب للمؤنث وعزاهما لمسدد.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لجهالة أم شبيب. فأما الإِيتار بركعة فقد ثبت مرفوعًا عنه -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة منها: ما أخرجه البخاري انظر: صحيحه مع الفتح (2/ 477: 993) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإِذا أردت أن تنصرف فاركع ركعة توتر لك ما صليت".=
= أما قراءة سورة إبراهيم في الوتر فلم أقف على شاهد لها واللفظ الثاني "إذا سمعت الصرخة فأوتر بركعة". يشهد له الحديث الذي تقدم برقم 583 عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: كان يوتر عند الأذان، وفي رواية "الأذان الأول" فهو حسن لغيره بشاهده.
635 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عن (¬1) زرارة بن أبي أَوْفَى (¬2)، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ يَقْرَأُ فِي الأولى بـ"سبح" (¬3)، وفي الثانية بـ"قل يا أيها الكافرون"، وفي الثالثة: بـ "قل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ". * أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ (¬4) مِنْ وَجْهٍ آخر مقتصرًا على سبح (¬5). ¬
635 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (2/ 310): باب ما جاء في الوتر (223) بمثل سنده إلى زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "كان يوتر بثلاث، كان يقرأ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وفي الثاني، بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَفِي الثَّالِثَةِ بِقُلْ هو الله أحد". قال الهيثمي: قلت: له عند النسائي: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوتر"بسبح اسم ربك الأعلى، من غير زيادة على ذلك". اهـ. قلت: أخرجه النسائي في المجتبى. انظر (3/ 247): قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا شبابة، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أوفى، عن عمران بن حصين، إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْتَرَ بسبح اسم ربك الأعلى". ثم قال: قال أبو عبد الرحمن: لا أعلم أحدًا تابع شبابة على هذا الحديث، خالفه يحيى بن سعيد.=
= أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قتادة، عن زرارة، عن عمران بن حصين، قَالَ:"صلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الظهر فقرأ رجل بسبح اسم ربك الأعلى، فلما صلَّى قال: "من قرأ بسبح اسم ربك الأعلى قال رجل: أنا. قال: قد علمت أن بعضهم خالجنيها". اهـ. قلت: وما جاء في الطريق الأول -طريق شبابة- من إفراد (سورة الأعلى) بالوتر كما قال النسائي لم يتابعه عليه أحد، وما رواه يحيى بن سعيد لا علاقة له بالوتر، فافترقا من هذه الوجهة عن حديث الباب، ولهذا أورده الحافظ في الزوائد. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 298) باب الوتر ما يقرأ فيه: قال: حدثنا شباب قال: حدثنا شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عن عمران ابن الحصين رضي الله عنه به مختصرًا كلفظ النسائي الأول. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 290): باب الوتر: قال: حدثنا فهد قال: ثنا الحماني، قال: ثنا عباد بن العوام، عن الحجاج به نحو حديث الباب باختلاف يسير. والطبراني في المعجم الكبير (18/ 215: 538): قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا محمد بن أبي سمينة، ثنا عباد بن العوام (ح)، وحدثنا محمود بن محمد الواسطي، ثنا أبو الشعثاء علي بن الحسن، ثنا أبو خالد الأحمر: كلاهما: عن الحجاج بن أرطاة، عن قتادة به نحوه. وطريق شبابة الذي استغربه النسائي، أخرجه الطبراني أيضًا برقم (537). قال: حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا شبابة بن سوار، ثنا شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أبي أوفى به مثل لفظ النسائي. والذهبي في السير (8/ 512) قال: أخبرنا عبد الحافظ، أخبرنا موسى، أخبرنا ابن البناء، أخبرنا علي بن البُسْري، أخبرنا المخلِّص، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن أبي سمينة، حدثنا عباد بن العوام به مثله.=
= وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 243): نحوه دون قوله: (كان يوتر بثلاث). وعزاه للنسائي بالفرق السابق، ثم قال: (رواه الطبراني في الكبير، وفيه الحجاج بن أرطاة، وفيه كلام). اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 108/ أ) في الباب السابق: مثله بأطول منه، وعزاه للحارث، وقال: (ورواه النسائي مختصرًا، ورواه الترمذي من حديث علي بن أبي طالب، وقال: قد ذهب قوم من أهل العلم مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وغيرهم إلى هذا، ورأوا أن يوتر الرجل بثلاث، قال سفيان: إن شئت أوترت بخمس، وإن شئت أوترت بثلاث، وإن شئت أوترت بركعة). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 154: 572): من حديث عمران بن الحصين مثله وعزاه للحارث.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف جدًا لحال خالد بن القاسم فهو متروك، وفيه حجاج بن أرطاة وهو ضعيف. لكن قد روي من طرق، منها ما روي عن: ابن عباس رضي الله عنهما: أخرجه الدارمي في سننه (1/ 310: 1594): باب كم الوتر؟ قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل، ثنا إسرائيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوتر بثلاث، بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ". وبرقم (1597) قال: حدثثا عبد الله بن سعيد، ثنا أبو أسامة قال: ثنا زكريا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوتر بثلاث: يقرأ في الْأُولَى بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَفِي الثَّانِيَةِ بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَفِي الثَّالِثَةِ: بِقُلْ هو الله أحد".=
= والنسائي في المجتبي (3/ 236) قال: أخبرنا الحسين بن عيسى، قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة به مثل اللفظ الثاني عند الدارمي. ثم قال النسائي: أوقفه زهير: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زهير عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه: "كان يوتر بثلاث، بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ". والترمذي في جامعه (2/ 325؛ 462) قال: حدثنا علي بن حجر، أخبرنا شريك، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ به مرفرعًا، نحوه مختصرًا، وفي آخره (في ركعة ركعة). قال الترمذي: (والذي اختاره أكثر أهل العلم مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومن بعدهم: أن يقرأ: "سبح اسم ربك الأعلى؛ وقل يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ؛ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، يقرأ في كل ركعة من ذلك بسورة". وابن ماجه في سننه (1/ 371: 1172) قال: حدثنا نصر بن علي الجَهْضَمي، ثنا أبو أحمد، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، نحوه مرفرعًا. وقال: حدثنا أحمد بن منصور، أبو بكر، قال: ثنا شبابة، قال: ثنا يونس بن إسحاق، عن أبيه، عن سعيد بن جبير به نحوه مرفرعًا. وابن نصر في كتاب الوتر انظر مختصر المقريزي (ص 268) قال: حدثنا إسحاق، أخبرنا النضر بن شميل، ثنا يونس، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به نحوه مرفرعًا. قال: وفي الباب عن عمران بن حصين، وعائشة، وعبد الرحمن بن أبزى، وأنس بن مالك، رضي الله عنهم. اهـ. وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 299)، باب الوتر ما يقرأ فيه:=
= قال: حدثنا أبو الأحوص، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ به موقوفًا مختصرًا. وقال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به موقوفًا نحوه. وقال: حدثنا شبابة قال: حدثنا يونس عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ به مرفوعًا نحوه. وقال: حدثنا شاذان قال: حدثنا شريك عن مكحول، عن مسلم البطين، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعًا نحوه. وفي جميع ما تقدم من الطرق عنعنة أبي إسحاق السبيعي، وهو في الثالثة من المدلسين. والطريق الأخير عند ابن أبي شيبة: خلا من أبي إسحاق، لكن فيه شريك، وعنعنة مكحول، وهو في الثالثة أيضًا. أما مسلم البطين، فهو ثقة. والحديث مع هذا لا يقل عن الحسن لغيره، فيشهد لطرق حديث الباب التي خلت من شيخ الحارث. والراجح فيه الرفع لا الوقف، وعليه أغلب روايات الحديث. ويؤيد هذا مجيئه مرفوعًا من طرق أخرى. وانظر مثلًا: جامع الترمذي (2/ 326: 463)؛ وسنن النسائي (3/ 235)؛ وسنن ابن ماجه (1/ 370، 371)؛ ومصنف ابن أبي شيبة (2/ 298)؛ ومستدرك الحاكم (305)، وصحح طريقه عن عائشة على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي؛ ومسند أحمد (5/ 123)؛ وشرح معاني الآثار (1/ 292).
636 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْأَشْعَثِ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ "مَعْدَان" (¬1)، ثنا عَاصِمٌ، عَنْ زِرّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ في الركعة الأولى بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)}، وفي الثانية بـ (¬3) {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} وفي الثالثة بـ (3) {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}. ¬
636 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 464: 5050): نحوه باختلاف يسير تقدم. وأخرجه أبو يعلى في معجم شيوخه ص (166: 186): قال: ثنا سعيد بن أبي الربيع السمان، أنا عبد الملك بن الوليد بن معدان به مثل حديث الباب. ومن طريق سعيد أخرجه: البزار في مسنده: انظر كشف الأستار (1/ 354: 738): باب ما يقرأ في الوتر: قال البزار: حدثنا العباس بن أبي طالب، ثنا سعيد بن الأشعث بن مسكين، ثنا عبد الملك بن الوليد به نحوه باختلاف يسير. والطبراني في الكبير (10/ 173:10249): قال: حدثنا محمد بن عبيد الله الحضرمي وإبراهيم بن هاشم البغوي قالا: ثنا سعيد بن أبي الربيع السمان به نحوه باختلاف يسير مثل سابقه. وابن عدي في الكامل (5/ 1945): قال:=
= حدثنا عبدان، ثنا سعيد بن أشعث، ثنا عبد الملك بن الوليد بن معدان به نحوه باختلاف يسير. قال ابن عدي: وهذان الحديثان مع أحاديث يرويها عبد الملك بن الوليد عن عاصم بهذا الإِسناد وغيره ما لا يتابع عليه. اهـ. قلت: لكن يوجد ما يشهد له. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 243): باب ما يقرأ في الوتر: نحوه مثل ما سبقه عند ابن عدي وغيره. ثم قال: (رواه أبو يعلى، والبزار، والطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه عبد الملك بن الوليد بن معدان، وثقه ابن معين وضعفه البخاري وجماعة). اهـ. والبوصيري في الإِتحاف (2/ ق 108/ أ): في الباب الذي تقدم: ثم قال: (رواه أبو يعلى والبزار، وله شاهد من حديث عائشة، رواه أصحاب السنن" وابن حبان في صحيحه والنسائي من حديث أبي بن كعب وغيره). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 155: 573): من حديث عبد الله مرفوعًا وعزاه لأبي يعلى: مثله.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال عبد الملك بن الوليد، وعاصم بن بهدلة. وقد تقدم في الذي قبله ذكر شواهد يمكن أن يرتقي بها فيكون حسنًا لغيره وانظر فقهه في الذي قبله أيضًا.
637 - [1] وقال الحارث (¬1): حدثنا أبو النَّضْرُ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ (¬2): قُلْتُ لِمِقْسَمٍ: أُوتِرُ (¬3) بِثَلَاثٍ ثُمَّ يُؤَذِّنُ ثُمَّ أَخْرُجُ (¬4)، فَقَالَ: لَا يَصْلُحُ (¬5) إِلَّا بَخَمْسٍ أَوْ سَبْعٍ (¬6)، قَالَ الحاكم: فَأَخْبَرْتُ بِهِ مُجَاهِدًا وَيَحْيَى بْنَ الْجَزَّارِ، فَقَالَا لِي: سَلْهُ عَمَّنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عَنِ الثِّقَةِ (¬7) عائشة وميمونة -رضي الله عنهما-". [2] وقال أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَر عَنْ شُعْبَةَ بِهِ ولم يذكر مراجعته لمجاهد ويحيى (¬8) (¬9). ¬
627 - تخريجه: أخرجه أحمد في مسنده (6/ 335): قال: ثنا محمد بن جعفر ويحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: حدثني الحكم: قال: سألت مقسمًا، قال: قلت: أوتر بثلاث ثم اخرج إلى الصلاة مخافة أن تفوتني قال: لا يصلح إلا بخمس، أو سبع. فأخبرت مجاهدًا، ويحيى بن الجزار بقوله، فقالا=
= لي: سله عمن؟ فسألته، فقال: عن الثقة، عن ميمونة، وعائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-". وليس فيه زيادة على حديث الباب إلا قوله (مخافة أن تفوتني) ولعل الحافظ أورده في الزوائد لأجلها، مع أنها موجودة في رواية الطيالسي له ولذلك لم يخرج في زوائد الطيالسي بل ساقه في زوائد الحارث وأبي بكر. وفيه وجود (عن) بين الثقة وبين ميمونة وعائشة رضي الله عنهما، وهو أقرب -فيما يظهر لي- إذ لا تحتاج أمهات المؤمنين إلى إثبات ثقتهن. وأخرجه أبو يعلى (13/ 24: 7107) قال: حدثنا زهير، حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شعبة بنحوه. وعبد الرزاق في المصنف (3/ 25: 4656): باب كم الوتر: قال: عن عبد الله، عمن سمعه عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: قُلْتُ لِمِقْسَمٍ: "إِنِّي أُوتِرُ بثلاث، ثم أخرج إلى الصبح خشية أن تفوتني الصلاة، فكره ذلك: أن يوتر إلا بخمس، أو سبع، قلت: عمن هذا؟ قال: عن الثقة، عن ميمونة وعائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه محمد بن نصر في قيام الليل (ص 172). وأخرجه الطيالسي، انظر المنحة (1/ 120): قال: حدثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: قُلْتُ لِمِقْسَمٍ: إِنِّي أوتر بثلاث ثم أخرج إلى الصلاة مخافة أن تفوتني ... فذكره نحوه. وفي آخره: قال فسألته فقال: "عن الثقة، عن الثقة، عن ميمونة وعائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-". اهـ. وأخرجه الطبراني في الكبير (23/ 441: 1069)، قال: حدثنا عثمان الضبي، ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا شعبة به. وأخرجه النسائي في المجتبي (3/ 239): باب كيف الوتر بخمس، وذكر الاختلاف في الحكم في حديث الوتر: قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يزيد، قال: حدثنا سفيان بن=
= الحسين عن الحكم عن مقسم قال: الوتر سبع، فلا أقل من خمس، فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: عمن ذكره؟ قلت: لا أدري. قال الحكم: فحججت، فلقيت مقسمًا، فقلت له: عمن؟ قال: عن الثقة عن عائشة وعن ميمونة". اهـ. وفيه نقص عن حديث الباب، واختلاف في المسؤول فهو هنا إبراهيم. كما أخرجه كذلك في الكبرى (1/ 442: 1405) وبرقم (1406) من طريق إسماعيل بن مسعود، نا يزيد بنحوه. وهو في البغية (2/ 311: 224): باب ما جاء في الوتر: بالفروق التي تقدمت. وفي الإِتحاف (2/ ق 108/ أ): باب الوتر بخمس ركعات أو بسبع أو بثلاث عشرركعة: قال البوصيري: عن عائشة رضي الله عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كان يوتر بخمس، وقال: نحن أهل بيت نوتر بخمس" رواه أبو داود والطيالسي ورجاله ثقات، وابن أبي شيبة ولفظه: "عن الحكم، عن مقسم قال: سألته فقلت أوتر بثلاث ... " فذكره نحوه ثم قال: رواه أحمد بن حنبل، ومسلم، والنسائي، والترمذي. اهـ.
الحكم عليه: في جميع طرقه التي تقدمت إبهام التابعي، فإسناده ضعيف. لكن يشهد له حديث أبي هريرة المرفوع، ولفظه: "لا توتروا بثلاث، ولا تشبهوا بصلاة المغرب، أوتروا بخمس، أو بسبع". أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 304)، وابن حبان (2429)، والبيهقي (3/ 31)، والدارقطني (2/ 24)، وقال: رواته ثقات وصححه الحاكم على شرطهما ووافقه الذهبي.
638 - [1] وَقَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: إِنَّ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ ثنا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ قَالَ، قُلْتُ لِمِقْسَمٍ (¬2): إِنِّي أُوتِرُ بِثَلَاثٍ ثُمَّ أَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: لَا وِتْرَ إلَّا بِسَبْعٍ أَوْ خَمْسٍ فَلَقِيتُ مُجَاهِدًا وَيَحْيى بْنَ الْجَزَّارِ فَذَكَرْتُ لَهُمَا، فَقَالَا: سله: عن من؟ فَقَالَ: عَنِ الثِّقَةِ عَنِ الثِّقَةِ عَنْ عَائِشَةَ وَمَيْمُونَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. [2] قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثنا شُعْبَةُ بهذا الإِسناد مثله. ¬
638 - تخريجه: ينظر الحديث السابق. [سعد].
639 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: نا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ قَالَ: "كَانَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذَا (¬1) صَلَّى بِنَا الْغَدَاةَ: يُقْرِئُنَا، فَأَتَى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي عَنِ الْوِتْرِ، فَقَالَ: ثَلَاثٌ: أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَاحِدَةٍ، وَخَمْسٌ: أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ثَلَاثٍ، وَسَبْعٌ أَحَبُّ إِلَيَّ من خمس" (¬2). ¬
639 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 108/ أ): باب الوتر بخمس ركعات أو بسبع أو بثلاث عشرة: مثله، وقال: (رواه مسدد: بسند الصحيح). اهـ. وليس هو في المطبوع من المطالب.
الحكم عليه: هو كما قال البوصيري إِسناده صحيح لذاته. وقد روي نحوه من طرق عن أبي أيوب، انظر شرح معاني الآثار (1/ 291).
640 - حدثنا (¬1) عيسى، ثنا إبراهيم بن الفصل، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَوْتَرَ عَلَى حِمَارِهِ (¬2)، وَهُوَ مُتَّجِهٌ إلي خيبر" (¬3). ¬
640 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 110/ ب): باب القنوت في الوتر، وما جاء في الوتر على الدابة: مثله وفيه (حمار) بدون هاء، ثم قال: رواه مسدد معضلًا، وله شاهد من حديث ابن عمر رواه أبو داود والنسائي والترمذي وصححه، ورواه ابن ماجه من حديث ابن عباس. اهـ.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف جدًا لحال إبراهيم بن الفضل، ومعضل بين إبراهيم النخعي والنبي -صلى الله عليه وسلم-. وقد صح متنه من طريق آخر: أخرجه مسلم انظر صحيحه مع الشرح (5/ 209): باب جواز صلاة النافلة على الدابة حيث توجهت: قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن عمرو بن يحيى المازني، عن سعيد بن يسار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يصلي على حمار، وهو موجه إلى خيبر". وأخرجه أبو داود، انظر سننه مع العون (4/ 92: 1214): باب التطوع على الراحلة والوتر: قال: حدثنا القعنبي، عن مالك به وفيه (متوجه) بدلًا من (موجه) والباقي مثله. ونقل الشارح في عون المعبود (4/ 92 - 93): قال:=
= " (يصلي على حمار): قال الدارقطني وغيره: هذا غلط من عمرو بن يحيى المازني قالوا: وإنما المعروف في صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- على راحلته أو على البعير، والصواب أن الصلاة على الحمار من فعل أنس كما ذكره مسلم، ولهذا لم يذكر البخاري حديث عمرو. هذا كلام الدارقطني ومتابعيه، وفي الحكم بتغليط رواية عمرو نظر لأنه ثقة نقل شيئًا محتملًا، فلعله كان الحمار مرة والبعير مرة أو مرات، لكن قد يقال: إنه شاذ، فإِنه مخالف لرواية الجمهور في البعير، والراحلة، والشاذ مردود، وهو المخالف للجماعة. ذكره النووي في شرح صحيح مسلم (5/ 211). قال المنذري في مختصر سنن أبي داود (2/ 59): وأخرجه مسلم والنسائي. وقال النسائي في المجتبى (2/ 60): عمرو بن يحيى لا يتابع على قوله (يصلي على حمار)، وربما يقول: (على راحلته)، وقال غيره: وَهَّمَ الدارقطني وغيره عمرو بن يحيى في قوله (على حمار) والمعروف (على راحلته)، (وعلى البعير). هذا آخر كلامه". اهـ. وأخرجه النسائي في المجتبى (2/ 60): باب الصلاة على الحمار: قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن عمرو بن يحيى به مثل لفظ أبي داود وأخرج آخرًا قال: أخبرنا محمد بن منصور قال: حدثنا إسماعيل بن عمر، قال حدثنا داود بن قيس، عن محمد بن عجلان، عن يحيى بن سعيد، عن أنس مالك أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي على حمار، وهو راكب إلى خيبر والقبلة خلفه. ثم قال: قال أبو عبد الرحمن: لا نعلم أحدًا تابع عمرو بن يحيى على قوله "يصلي على حمار"، وحديث يحيى بن سعيد، عن أنس: الصواب موقوف، والله سبحانه وتعالى علم. اهـ. قلت: قد أخرج الموقوف مسلم، انظر صحيحه مع الشرح (5/ 212) قال: وحدثني محمد بن حاتم، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا همام، حدثنا أنس بن سيرين=
= قال: تلقينا أنس بن مالك حين قدم الشام، فتلقيناه بعين التمر، فرأيته يصلي على حمار، ووجهه ذاك الجانب، "وأومأ همام عن يسار القبلة" فقلت له: رأيتك تصلي لغير القبلة، قال: لولا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يفعله لم أفعله". اهـ. وقد أخرجه البخاري، انظر صحيحه مع الفتح (2/ 576: 1100): باب صلاة التطوع على الحمار: نحوه باختلاف يسير. قال الحافظ معلقًا على ترجمة البخاري: (قال ابن رشيد: مقصوده أنه لا يشترط في التطوع على الدابة أن تكون الدابة طاهرة الفضلات، بل الباب في المركوبات واحد بشرط أن لا يماس النجاسة. وقال ابن دقيق العيد: يؤخذ من هذا الحديث طهارة عَرَق الحمار، لأن ملابسته مع التحرز منه متعذر لا سيما إذا طال الزمان في ركوبه واحتمل العرق). اهـ. قلت: يمكن أن يتقي بشيء يجعله بينه وبين الحمار. وعند شرح الحافظ لقوله (رأيتك تصلي لغير القبلة) قال الحافظ: (فيه إشعار بأنه لم ينكر الصلاة على الحمار، ولا غير ذلك من هيئة أنس في ذلك، وإنما أنكر عدم استقبال القبلة فقط. وفي قول أنس: "لولا أني رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعله" يعني ترك استقبال القبلة للمتنفل على الدابة. وهل يؤخذ منه إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى على حمار؟ فيه احتمال، وقد نازع في ذلك الإسماعيلي فقال: خبر أنس إنما هو في صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- راكبًا تطوعًا لغير القبلة، فإفراد الترجمة في الحمار من جهة السنة لا وجه له عندي. أهـ. وقد روى السراج من طريق يحيى بن سعيد عن أنس: (أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي على حمار، وهو ذاهب إلى خيبر) إِسناده حسن. وله شاهد عند مسلم من طريق عمرو بن يحيى المازني، عن سعيد بن يسار عن ابن عُمَرُ "رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي على حمار، وهو متوجه إلى خيبر" فهذا لا يرجح الاحتمال الذي أشار إليه البخاري). اهـ. قلت: وأنس رضي الله عنه عندما قال: لولا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فعله=
= ما فعلته، دال على أنه يحرص على فعل مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يفعله، فاقتدائه لا يكون في جزئية دون أخرى، ولو علم منه -صلى الله عليه وسلم- امتناعًا من التنفل على الحمار لما فعله. وما قاله النووي من تعدد الوقائع فيكون صلى على البعير تارة، وعلى الحمار تارة أخرى، وكذا الروايات التي جاءت بعموم الراحلة لا يمتنع أن يدخل فيها الحمار -هذا فيما يظهر لي، والله أعلم- أولى من القول بالشذوذ واطراح روايات صحيحة. إذا تقرر هذا فإِن التطوع -وترًا كان أو غيره- يستوي في كونه يصلى على الراحلة حمارًا كانت أو بعيرًا، أو غيره مما سخر الله لبني آدم ركوبه. وفي عموم الوتر على الراحلة انظر أيضًا جامع الترمذي (2/ 335)، سنن النسائي (3/ 232)، وسنن ابن ماجه (1/ 379).
641 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "بِتُّ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، لأنظر كيف يقنت في وتره، فَقَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ، ثُمَّ بَعَثْتُ أُمِّي أُمَّ عَبْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ لَهَا: بَيِّتِي مَعَ نِسَائِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَانْظُرِي كَيْفَ يَقْنُتُ فِي وِتْرِهِ، فَأَتَتْنِي فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ". *أبان متروك (¬1). ¬
641 - تخريجه: وقد تقدم في "باب القنوت" من طريق ابن أبي عمر قال: حدثنا وكيع به نحوه، ومن طريق أحمد بن منيع قال: حدثنا يزيد به مثله باختلاف يسير. وهو عند أبي بكر في المصنف مثل طريق ابن أبي عمرو وأحمد بن منيع. وانظر حديث رقم (470).
13 - باب صلاة الضحى
13 - بَابُ صَلَاةِ الضُّحَى 642 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْري، ثنا حَنْظَلَةُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: "إِنَّ الْحَسَنَ، وَالْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: حَدَّثَنَا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى، وَقَالَ: مَنْ صَلَّاهَا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ، وَغُفِرَ لَهُ: مَا كَانَ فِي سَاعَاتِ النَّهَارِ مِنْ ذنب".
642 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق / 109 أ): باب صلاة الضحى: من حديث الحسن والحسين ولفظه: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى، وَقَالَ: مَنْ صَلَّاهَا بُنِيَ له بيت في الجنة، قال: وأظنه قال: غفر لَهُ مَا كَانَ فِي سَاعَاتِ النَّهَارِ مِنْ ذنب". وقال: رواه أحمد بن منيع. اهـ. وليس في كتاب صلاة من المطبوع، والنسخة التركية إلَّا حديثًا واحدًا هو: باب صلاة الضحى. قال إسحاق: أنا سُفْيَانُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن الحارث قال: قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، (وَأَتَى عَلَى هَذِهِ الآية {يُسَبِّحْنَ (1) بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} قَالَ: هَذِهِ صَلَاةُ الْإِشْرَاقِ يَعْنِي ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ أول النهار). اهـ. الباب.=
= الحكم عليه: وإسناده ضعيف لحال حنظلة، وشيخه عبد الكريم، وإعضاله بينه ويين الحسن والحسين -رضي الله عنهما-. وهذا الحديث بهذا السند واللفظ لم أقف له على متابع ولا شاهد، وسيأتي في أواخر الباب حديث فيه شيء من لفظه لكن فيه تفصيل=
643 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ، ثنا (¬1) سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ "حَدَّثَتْنَا" (¬2) شَعْثَاءُ، قَالَتْ (2): "رَأَيْتُ عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عَنْهُ: (صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا صَلَّيْتَ إلَّا رَكْعَتَيْنِ (¬3)! قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: صَلَّى الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ حِينَ بُشِّر بِالْفَتْحِ، وَبِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ"). قُلْتُ: بعضه في سنن ابن ماجه. ¬
643 - تخريجه: من طريق المصنف: أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1178): قال: أنا أبو يعلى، ثنا القواريري، ثنا سلمهّ بن رجاء الكوفي قال: حدثتنا شعثاء قالت: فذكره بنحوه. وشيخ أبي يعلى هنا هو القواريري، وليس أبا ألاشعت. وذكره الذهبي في الميزان (2/ 189): وعده في أفراد سلمة بن رجاء. وأخرج ابن ماجه جزءًا منه. انظر: سننه (1/ 445: 1391): باب ما جاء في الصلاة والسجدة عند الشكر: قال: حدثنا أبو بشر: بكر بن خلف، ثنا سلمة بن رجاء، حدثتني شعثاء عن عبد الله بن أبي أوفى: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى يوم بشر برأس أبي جهل ركعتين". قال البوصيري في المصباح (2/ 10 - 11). (هذا إِسناد فيه مقال: شعثاء بنت عبد الله لم أر من تكلم فيها لا بجرح ولا بتوثيق، وسلمة بن رجاء لينه ابن معين، وقال ابن عدي: حدث بأحاديث لا يتابع=
= عليها، وقال النسائي ضعيف، وقال الدارقطني: ينفرد عن الثقات بأحاديث ... إلى أن قال: رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن القواريري، حدثنا سلمة، وذكره بزيادة كما أوردته في زوائد المسانيد العشرة في كتاب النوافل). اهـ. قلت: هو في الإِتحاف (2/ ق 109/ أ): باب صلاة الضحى: نحوه باختلاف يسير ثم قال: (رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف سلمة بن رجاء وابن ماجه ولفظه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: صلى يوم بشر برأس أبي جهل ركعتين). اهـ. وأخرجه بتمامه المزي في تهذيب الكمال (3/ 1686): قال في ترجمة شعثاء: روى لها ابن ماجه، وقد وقع لنا حديثها بعلو: أخبرنا به الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك بن عثمان المقدسي، وأبو إسحاق بن الواسطي، وشامية بنت الحسن بن البكري: قالوا: أخبرنا أبو البركات بن ملاعب، قال: أخبرنا أبو شتكين بن عبد الله الرضواني، قال أخبرنا: أبو القاسم بن البسري، قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا صلت بن مسعود، قال: حدثنا سلمة بن رجاء به نحوه باختلاف يسير. والعقيلي في الضعفاء (2/ 150): قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سلمة ابن رجاء، عن الشعثاء -امرأة من بني دارم-، قالت: دخلت على ابن أبي أوفى، فرأيته يصلي الضحى ركعتين، فقلت له: أراك إنما صليت ركعتين؟ فَقَالَ: (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إنما صلى الضحى ركعتين حين بشر بالفتح، وحين جيء برأس أبي جهل". قال العقيلي: والحديث في صلاة الضحى ثابت عن أم هانئ، وصلاة ركعتين حين أتى برأس أبي جهل، لا يعرف إلَّا من هذا الطريق. اهـ.=
= والدارمي في سننه (1/ 281: 1470): باب سجدة الشكر: قال: حدثنا أبو نعيم، ثنا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَتْنَا شَعْثَاءُ قَالَتْ: رأيت ابن أبي أوفى صلى ركعتين، وقال: "صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الضحى ركعتين حين بشر بالفتح، أو برأس أبي جهل". فأما الفتح فله شواهد سيأتي أحدها، وأما مقتل أبي جهل فمداره كما تقدم على الشعثاء، وهي مجهولة. والبزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 357: 748): باب صلاة الشكر: قال البزار: حدثنا محمد بن يزيد الرَّوَّاس، ثنا سلمة بن رجاء، حدثتني الشعثاء -امرأة من بني أسد- به نحو حديث الباب باختلاف يسير. ثم قال الهيثمي: قلت الصلاة حين بشر برأس أبي جهل عند ابن ماجه. اهـ. وانظر: زوائد البزار للحافظ ابن حجر (3/ 1094: 477): باب الضحى: من أبواب صلاة التطوع. وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 238): باب صلاة الضحى: نحوه باختلاف يسير ثم قال: قلت: روى له ابن ماجه الصلاة حين بشر برأس أبي جهل فقط، رواه البزار والطبراني في الكبير ببعضه، وفيه شعثاء، ولم أجد من وثقها، ولا من جرحها. اهـ.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لحال سلمة، وجهالة شعثاء. لكن يشهد لصلاته عند الفتح ما أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أم هانئ. انظر: صحيح البخاري مع الفتح (3/ 51: 1176): باب صلاة الضحى في السفر: أخرجه من حديث أم هانئ قَالَتْ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دخل بيتها يوم الفتح مكة، فاغتسل، وصلى ثماني ركعات، فلم أر صلاة قط أخف منها، غير أنه يتم الركوع والسجود".=
= وأخرجه مسلم. انظر: صحيحه مع الشرح (5/ 229) نحوه. وفي رواية للحديث أخرجها ابن خزيمة في صحيحه (2/ 234: 1234): "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم صلى سبحة الضحى ثماني ركعات كان يسلم من كل ركعتين". قال الحافظ في الفتح (3/ 53): معلقًا على هذه الرواية: (وفيه رد على من تمسك به في صلاتها موصولة سواء صلى ثماني ركعات أو أقل. وفي الطبراني: من حديث ابن أبي أوفى: "أنه صلى الضحى ركعتين، فسألته امرأته فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم الفتح ركعتين". وهو محمول على أنه رأى من صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ركعتين، ورأت أم هانيء بقية الثمان، وهذا يقوي أنه صلاها مفصولة والله أعلم). اهـ. قلت: والفصل أولى للأدلة، كما أن في الفصل زيادة تشهد، وصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وزيادة تسليم، فهذا لا يتأتى عند وصل الثاني ببعضها. والحديث بشاهده حسن لغيره إلَّا ما يتعلق منه برأس أبي جهل فلا أعرف له شاهدًا وفي طرقه كلها شعثاء وهي مجهولة.
644 - إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا أَبُو قُرَّةَ الْأَسَدِيُّ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه قال (¬1): "ما من امرىء يَأْتِي فَضَاءً مِنَ الْأَرْضِ، فَيُصَلِّي بِهِ (¬2) الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَصْبَحْتُ عَبْدَكَ عَلَى (¬3) عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ، أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَلَمْ أَكُ شَيْئًا، أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي، فإِنه قَدْ أرْهَقَتْنِي ذُنُوبِي، وَأَحَاطَتْ بِي، إلَّا أَنْ تَغْفِرَهَا لِي فَاغْفِرْهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ)، إلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ فِي ذَلِكَ المَقْعَد ذَنْبَهُ، وَإِنْ كَانَ مثل زَبَد البحر". ¬
644 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 109/ أ): باب صلاة الضحى: مثله دون قوله (فاغفرها) ثم قال: رواه أسحاق بن راهويه بسند فيه أبو قرة الأسدي، قال فيه ابن خزيمة، لا أعرف بعدالة، ولا جرح، وباقي رجال الإِسناد رجال الصحيح. اهـ.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لجهالة أبي قرة، ولم أجد له شاهدًا بهذا السياق.
645 - وقال أحمد بن منيع: حدثنا (أبو) (¬1) معاوية، ثنا سَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ (عُمَيْرِ (1) بْنِ مَأْمُومٍ عَنِ الْحَسَنِ) (¬2) بْنِ عَلِيٍّ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَفَعَهُ:- "مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ (تَطْعَمَهُ) (¬4) أَوْ (تَلْفَحَهُ) (¬5). ¬
645 - تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1187): قال: ثنا الحسين بن عبد الله القطان، ثنا موسى بن مروان، ثنا أبو معاوية، عن سعد بن طريف به نحوه بلفظ مقارب. والبيهقي في شعب الإيمان (1/ ق 210/ ب ش 21): قال: أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر القطيعي، ثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد السلمي، ثنا بشر، عن أبي (.....)، ثنا أبو معاوية، عن سعد بن طريف به نحوه بلفظ مقارب وفيه: (ثم قعد في مجلسه يذكر الله عَزَّ وَجَلَّ حتى تطلع الشمس). وأبو القاسم الأصفهاني في الترغيب والترهيب: باب الترغيب في صلاة الضحى: (ق 202/ أ) قال:=
= أخبرنا عبد الغفار، ثنا أبوسعيد النقاش، ثنا أبو الحسن علي بن الجعد الواسطي، ثنا موسى بن إسحاق الأنصاري، ثنا خالد بن يزيد، ثنا سفيان الثوري، عن سعد بن طريف، عن عمير بن مأمون، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنهما يقول: سمعت أبي علي بن أبي طالب رضي الله عنه يَقُولُ: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: "من صلى الغداة فجلس في مصلاه حتى تطلع الشمس، كان له حجابًا من النار" فأسند الحسن هنا إلى أبيه، ثم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دون ذكر الركعتين، وفيه سعد بن طريف وهو متروك الحديث كما تقدم.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف جدًا لحال سعد بن طريف وهو متروك، وفيه شيخه عمير بن مأموم وهو إلى الضعف أقرب، وقد تقدم نحوه عن الحسن رضي الله عنه دون ذكر الركعتين في بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ إِلَى أن تطلع الشمس. انظر: تخريج الحديث 543. وصلاة ركعتين بعد مكوثه في مصلاه حتى تطلع الشمس قد ثبت بأحاديث حسان بمجموعها قد تقدم بعضها في تخريج الحديث 543. لكن الجزاء المترتب عليها يختلف عما في حديث الباب هنا، وفيها ثبوت الركعتين، ومنها: حديث أنس رضي الله عنه عند الترمذي ونصه: "من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "تامة، تامة، تامة" وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. اهـ. قلت: بشواهده. وانظر: جامع الترمذي (5/ 481: 585) باب ذكر ما يستحب من الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح تطلع الشمس، وصحيح الترغيب والترهيب (1/ 188 - 190)، وفي (1/ 277).
646 - [1] إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادٌ -وَهُوَ ابْنُ سَلَمَةَ-، أنا (¬1) مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ: رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَوْ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- إليه وقال: يَا أَبَا ذَرٍّ: أَصَلَّيْتَ الضُّحَى؟ قَالَ: لَا، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قُمْ فَصَلِّ الضُّحَى (¬2) قَالَ: فَصَلَّى, ثُمَّ جَاءَ، فَذَكَرَ (¬3) الْحَدِيثَ". [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حماد، عن معبد بن هلال "العنبري" (¬4)، حَدَّثَنِي رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ نَحْوَهُ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هدبة، ثنا حماد به. ¬
646 - تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (5/ 178): قال: ثنا وكيع، ثنا المسعودي، أنبأني أبو عمر الدمشقي، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وضي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وهو في المسجد، فجلست، فقال: يا أبا ذر: هل صليت؟ قلت: لا قال: قم فصل، قاله: فقمت فصليت ثم جلست فقاله: يا أبا ذر ... الحديث بطوله".=
= وفي (5/ 179): قال: ثنا يزيد، أنا المسعودي به نحو اللفظ المتقدم. وفي هذين الطريقين لم يسمِّ الوقت ولا الصلاة التي صلاها. وفيه قال: "الصلاة خير موضوع، فمن شاء أكثر، ومن شاء أقل ... ". والطيالسي في مسنده (65/ 478): قال: حدثنا المسعودي عن أبي عمرو الشامي، عن عبيد بن الخشخاش به نحوه لفظ الإمام أحمد دون تسمية الوقت والصلاة، ويبدو أن الحافظ لم يخرجه في الزوائد من طريق الطيالسي لهذا السبب إذ هو عند الإِمام أحمد على هذه الصورة، وبعضه عند النسائي. وفي حاشية عوارد الظمآن (ص52): (1) قال المحقق: في هامش الأصل من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه اللَّهِ تَعَالَى قَالَ: ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَمَّنْ أخبره عن أبي ذر قال: دخلت المسجد، فإِذا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فذكر قصة ثم ذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: "يا أبا ذر، فقلت: لبيك يا رسول الله، وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: أَرَكَعْتَ الْيَوْمَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: قم فاركع ... الحديث بطوله. اهـ. وفي طريق أحمد والطيالسي: عبيد بن الخشخاش: قال الحافظ: لين، من الثالثة. اهـ. التقريب (376: 4371)، وفيه المسعودي: وهو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بن عبد الله بن مسعود الكوفي المسعودي، صدوق اختلط قبل موته. وضابطه أن من سمع منه ببغداد فيعد الاختلاط. اهـ. التقرب (344: 3919). وتلامذته عند أحمد: وكيع وهو كوفي، ويزيد بن هارون وهو واسطي، والطيالسي بصرى، فليس فيهم بغدادى، لكنهما مع ذلك رويا عنه بعد الاختلاط.=
= والحديث بمتابعه الذي ذكره الحافظ عند ابن أبي عمر، يكون حسنًا لغيره، وله متابعات أخرى لبعضه. فقد: أخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر: موارد الظمآن (ص52/ 94): باب السؤال للفائدة: قال: أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني، والحسين بن عبد الله القطان بالرقة، وابن سلم -واللفظ للحسن- قالوا: حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، حدثنا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر قال: "دخلت المسجد فإِذا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جالس وحده فقال: يا أبا ذر، إن للمسجد تحية، وإن تحيته ركعتان، فقم، فاركعهما، قال: فقمت فركعتهما، ثم عدت فجلست إليه فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلَاةِ، فما الصلاة؟ قال: خير موضوع ... وذكر حديثًا طويلًا جدًا". ثم نقل عن أبي حاتم -وهو الرازي- قوله: إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني كذاب. اهـ. قلت: وذكر ابن الجوزي نحوه عن أبي زرعة، وقد نهاه أبو حاتم عن التحديث عنه وعلل ذلك. انظر: الجرح والتعديل. والذي يظهر لي أنه لا يصل إلى درجة أن يوسف بأنه كذاب. قال الذهبي في الميزان: (وهو صاحب حديث أبي ذر الطويل، انفرد به عن أبيه عن جده. قال الطبراني: لم يرو هذا عن يحيى إلَّا ولده، وهم ثقات. وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج حديثه في الأنواع). اهـ. وبعد أن ذكر ابن أبي حاتم قول أبيه: (أظنه لم يطلب العلم، وهو كذاب). قال: ذكرت لعلي بن الحسين بن الجنيد بعض هذا الكلام عن أبي فقال: صدق أبو حاتم، ينبغي ألا يحدث عنه. اهـ.=
= وقال الذهبي في ترجمة: يحيى بن سعيد القرشي من الميزان: (والصواب إبراهيم بن هشام: أحد المتروكين الذين مشاهم ابن حبان فلم يصب). اهـ. قلت: والقول مما عبر به الذهبي بقوله متروك أولى من الجزم بأنه كذاب والله أعلم. وقول ابن الجنيد فيه إقرار لأبي حاتم على الترك لا على التكذيب. ويستغرب من ابن حبان رحمه الله ذكره له في الثقات، والتخريج له في صحيحه مع أنه ذكر في المجروحين أناسًا أحسن حالًا من إبراهيم -فيما يظهر، والله أعلم-. وانظر: الميزان (1/ 72:442)، (4/ 377: 9514)، اللسان (1/ 122، 6/ 257)، الجرح والتعديل (2/ 142: 469)، المغني (1/ 29:201)، الثقات (8/ 79)، فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. ومن هذا الطريق: أخرجه الآجري في الأربعين (ص 216): الحديث (40): قال: قال محمد بن الحسين: هذا الحديث الذي ختمت به هذه الأربعين حديثًا: هو حديث كبير جامع لكل خير يدخل في أبواب كثيرة من العلم، يصلح لكل عاقل أديب. حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي -املاء في شهر رجب من سنة سبع وتسعين ومائتين-، ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، حدثني أبي عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني: عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "دخلت المسجد فإِذا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جالس وحده، فجلست إليه فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلَاةِ فما الصلاة ... وذكره بطوله نحو لفظ ابن حبان". وأخرجه البزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 93: 160)، كتاب العلم، باب اغتنام خلوة العالم: قال:=
= حدثنا محمد بن معمر، ثنا يعلي بن عبيد وأبو داود قالا: ثنا المسعودي قال أبو داود: عن أبي عمر، وقال يعلى: عن أبي عمرو: عن عبيد بن الحسحاس عن أبي ذر قَالَ: "أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فجلست إليه في المسجد فقال: يا أبا ذر استعذ بالله من شياطين الإنس والجن ... الحديث. ثم قال الهيثمي قلت: لم أره بتمامه، وعند النسائي طرف منه، أهـ. وذكره في مجمع الزوائد (1/ 160): باب السؤال للانتفاع ولو كثر، نحوه، وعزاه له ولأحمد، والطبراني في الأوسط بنحوه، وقال: وعند النسائي طرف منه وفيه المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط، وفي طريق الطبراني زيادة تأتي في باب التاريخ. اهـ. وفيه عبيد بن الخشخاش: ويقال بالمهملات أيضًا -يعني الحسحاس-، وهو لين كما تقدم. وليس فيه ذكر للركعتين وهما سبب إيراد الحافظ له في هذا الباب. ولم يذكره الحافظ ابن حجر في زوائد البزار؛ لأنه عند أحمد في المسند. وهو في بغية الباحث (2/ 305: 218): باب صلاة الضحى ولفظه: عن أبي ذر أنه قعد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أو قعد إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أصليت الضحى"؟ قلت: لا، قال: "قم فأذن وصل ركعتين" قال فقمت وصليت ركعتين". قال الهيثمي قلت: فذكر الحديث، وهو في الاستكثار من العلم. اهـ. قلت: هو في كتاب العلم: باب الاستكثار من العلم (1/ 80: 49) بطوله. وفيه اللفظ الذي تقدم، وقوله: (أذن) ربما قصد به: أعلم أهل البيت. وهو في المطبوع من المطالب (3/ 112: 3023): دون تسمية للباب، كتاب العلم بطوله بلفظ ابن أبي عمر وعزاه له. فليس فيه التصريح بكون الركعتين هما الضحى.=
= الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لإبهام الرجل الشامي، ويشهد لمتنه: ما أخرجه مسلم وغيره. انظر: صحيحه مع الشرح (233/ 5): من حديث أبي ذر رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى". وبشاهد يكون حسنًا لغير. وانظر أيضًا: صحيح البخاري مع الفتح (3/ 56)، وصحيح مسلم مع شرح النووي (5/ 234) في وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة بثلاث وفي رواية مسلم حدد عدد ركعات الضحى فقال: "وركعتي الضحى" ولا يمنع هذا من الزيادة وبنحو وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر في حديث الباب رواه الأصفهاني في الترغيب والترهيب لكن الوصية كانت لجابر. انظر: (ق 201/ أ): باب الترغيب في صلاة الضحى. ولا يعارضه ما رواه ابن حبان ومضى ص 550، 551: وفيه أنه نبهه على تحية المسجد لا على ركعتي الضحى، لأن رواية ابن حبان ضعيفة جدًا.
647 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "خَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى حَرَّة بَنِي مُعَاوِيَةَ، فَاتَّبَعْتُ أَثَرَهُ، حَتَّى ظَهَرَ عَلَيْهَا، فَصَلَّى الضُّحَى: ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ طَوَّل فِيهِنَّ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا حُذَيْفَةُ: طَوَّلْتُ عَلَيْكَ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ (¬1)، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً: سَأَلْتُهُ أَلَّا يُظْهِرَ عَلَى أُمَّتِي غَيْرَهَا، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَلَّا يُهْلِكَهَا بِالسِّنِينَ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ (¬2) أَلَّا يجعل بأسها بينها فمنعنيها". ¬
647 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 410): باب كم يصلي من ركعة: قال: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عن حكيم بن حكيم به مقتصرًا على ما يخص صلاة الضحى. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 110/ ب): باب صلاة الضحى: من حديث حذيفة نحوه باختلاف يسير. ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق، لكن له شاهد من حديث أنس رواه أحمد بن حنبل وغيره. اهـ.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لعنعنة ابن إسحاق، وجهالة علي بن عبد الرحمن، ويشهد له ما أخرجه الإِمام أحمد في المسند. انظر: (3/ 146): قال: ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وهب، قال:=
= وأخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج أن الضحاك بن عبد الله القرشي حدثه عن أنس بن مالك أنه قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في سفر صلى سبحة الضحى ثماني ركعات، فلما انصرف قال: إني صليت صلاة رغبة ورهبة سألت ربي عز وجل ثلاثًا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة، سألت أن لا يبتلي أمتي بالسنين ففعل وسألت أن لا يظهر عليهم عدوهم ففعل وسألته أن لا يلبسهم شيعًا فأبَى عليّ". وفي (3/ 156): قال: ثنا حسين بن غيلان، ثنا رشدين، قال: حدثني عمرو بن الحارث عن بكير، عن الضحاك القرشي به نحوه. وفيه الضحاك بن عبد الله القرشي لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا. انظر: تعجيل المنفعة (194/ 481) د ذيل الكاشف (143: 682)، الجرح والتعديل (4/ 459: 2025). لكن هذا الحديث يُقَوِّي حديث الباب فيكون حسنًا لغيره.
648 - قَالَ (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ (¬2)، أنا (¬3) شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: (أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ: قَاعِدَةً، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: تُصَلِّيهَا أَرْبَعًا!، فَقَالَتْ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا امْرَأَةً شَابَّةً، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صلاة القائم"). ¬
648 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 410): باب كم يصلي من ركعة: قال: حدثنا غندر، عن شعبة، عن الحكم، عن رجل به نحوه إلى قولها "شابة". بلفظ مقارب. وهو في البغية (2/ 307: 220): باب منه -أي من النوافل- في صلاة الضحى وصلاة القاعد: نحوه بلفظ مقارب جدًا. وذكره البغوي في شرح السنة (4/ 141): تبعًا للحديث (1006). نحوه بلفظ مقارب جدًا. وفي الطرق الثلاثة يوجد الرجل المبهم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 109/ أ): باب صلاة الضحى: نحوه مثل لفظه في البغية بزيادة (الضحى). ثم قال: رواه الحارث بسند ضعيف لجهالة التابعي، وله شاهد من حديث المطلب ابن أبي وداعة، وتقدم في باب الصلاة قبل المغرب وبعدها. اهـ. قلت: هو في الباب الذي ذكر (2/ ق 104/ أ)، ولفظه: "مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِرَجُلٍ يصلي قاعدًا، فقال: أما علمت أن صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى=
= النصف من صلاة القائم قال: فتَجَشَّمَ الناس للقيام". ثم قال البوصيري: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لضعف صالح ابن أبي الأخضر وسيأتي له شاهد من حديث أم سلمة في باب صلاة الضحى. اهـ. وهو حديث الباب. وصالح بن أبي الأخضر هو اليمامي مولى هشام بن عبد الملك، نزل البصرة. ضعيف يعتبر به. اهـ. اتقريب (271: 2844). قلت: والصلاة التي كان الرجل يصليها تطوع.
الحكم عليه: وحديث الباب إِسناده ضعيف لإبهام التابعي. ويشهد لصلاة الضحى أربعًا: ما أخرجه مسلم في صحيحه. انظر: الصحيح مع الشرح (5/ 239): باب استحباب صلاة الضحى: من حديث عائشة رضي الله عنها: فيه أن معاذة العدوية سألتها: كم كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يصلي صلاة الضحى؟ قالت: أربع ركعات، ويزيد ما يشاء". وأجر صلاة القاعد: يشهد له إضافة إلى ما ذكره البوصيري آنفًا، ما أخرجه مسلم. انظر: صحيحه مع الشرح (6/ 14): من حديث عبد الله بن عمرو، قال: حدثت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "صلاة الرجل قاعدًا. نصف الصلاة ... الحديث".
649 - [1] وَقَالَ (¬1) أَبُو بَكْرٍ (¬2): حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ صَخْرٍ، عَنِ المَقْبُرِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْثًا فَأَعْظَمُوا الْغَنِيمَةَ، وَأَسْرَعُوا الكَرَّة، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا رَأَيْنَا بَعْثًا أَسْرَعَ مِنْهُ كَرَّةً، وَلَا أَعْظَمَ غَنِيمَةً مِنْ هَذَا الْبَعْثِ، فَقَالَ (¬3) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَسْرَعَ كَرَّةً وَأَعْظَمَ غَنِيمَةً مِنْهُ: رَجُلٌ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى (¬4) فِيهِ صَلَاةَ الْغَدَاةِ، ثُمَّ عَقِبَهُ بِصَلَاةِ الضُّحَى (¬5)، فَقَدْ أَسْرَعَ الْكَرَّةَ، وَأَعْظَمَ الْغَنِيمَةَ". [2] رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ. [3] وَابْنِ حَبَّانَ عَنْ أَبِي يَعْلَى. وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا "قَالَ" (¬6) -أَيْ أَبُو هُرَيْرَةَ- فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ... ¬
649 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده. انظر: (11/ 435: 6559): من طريق أبي بكر قال: حدثنا أبو بكر، حدثنا حاتم، به نحوه بلفظ مقارب. وبرقم (6473) مختصرًا. وهو في المقصد العلي (1/ 403: 391): باب في صلاة الضحى، وفي مجمع=
= الزوائد (2/ 235): باب صلاة الضحى: وقال بعده: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وعنده من حديث عبد الله بن عمرو، نحوه ثم قال: رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام، ورجال الطبراني ثقات لأنه جعل بدل ابن لهيعة ابن وهب. اهـ. ومن طريق أبي يعلى: أخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر: الإحسان (4/ 104: 2526): باب ذكر أعظم الغنيمة تعقب صلاة الغداة بركعتي الضحى قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حاتم ابن إسماعيل به نحوه. وهو في موارد الظمآن (165/ 629) باب صلاة الضحى. وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 691): قال: أنا القاسم بن مهدي قال: ثنا أبو مصعب، وثنا محمد بن جعفر بن نصر بن عون الكوفي ببلد، ثنا عثمان ابن أبي شيبة قالا: ثنا حاتم بن إسماعيل به نحوه. ومن طريق عثمان أيضًا: أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (1/ 340: 125): باب صلاة الضحى قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الخليل، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا حاتم بن إسماعيل، به نحو حديث الباب قريبًا منه. وحَسَّن المحقق إِسناده، وقال وللحديث شواهد. اهـ. ومن حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أخرجه أحمد في المسند (2/ 175): قال: ثنا حسن، ثنا ابن لهيعة، حدثني يحيى بن عبد الله، أن أبا عبد الرحمن=
= الحُبلي، حدثه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: "بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- سرية فغنموا، وأسرعوا الرجعة فتحدث الناس بقرب مغزاهم، وكثرة غنيمتهم، وسرعة رجعتهم!، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ألا أدلكم على أقرب منه مغزى وأكثر غنيمة، وأوشك رجعة؟: من توضأ، ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى فهو أقرب مغزى، وأكثر غنيمة، وأوشك رجعة". وهذا هو الإِسناد فيه ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ. وقد صححه الشيخ أحمد شاكر. انظر: تحقيقه للمسند (10/ 125: 6638). والذي يظهر أنه مع حديث الباب يقوي كل واحد منهما الآخر فيكون حسنًا لغيره. وانظر: أيضًا صحيح الترغيب والرهيب (1/ 277)، وجامع الترمذي (5/ 559: 3561).
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لحال حاتم، وحميد، وهو بشاهده المتقدم حسن لغيره.
650 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ جَدَّتِهِ (رُمَيْثَةَ) (¬1) قَالَتْ (¬2): رَأَيْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا صَلَّتِ الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، فَقُلْتُ لَهَا: شَيْءٌ (¬3) رَأَيْتِ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَفْعَلُهُ، أَوْ شَيْءٌ أَمَرَكِ بِهِ؟! قَالَتْ: مَا أَنَا بِمُحَدِّثَتُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِنَّ (¬4) شَيْئًا، وَلَكِنْ لَوْ نُشِر لِي أَبِي مِنَ الْقَبْرِ عَلَى أَنْ أَدَعَهُنَّ لَمْ أدعهن". ¬
650 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 410): قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ به نحوه مختصرًا. وشيخ أبي بكر هو سليمان بن حيان الأزدي أبو خالد الأحمد صدوق يخطئ. انظر: التقريب (250: 2547). وفيه عنعنة محمد بن عجلان وهو في الثالثة من المدلسين. وعنده في (2/ 409): له متابعة: قال أبو بكر: حدثنا ابن عيينة، عن ابن المنكدر، عن أبي رمثة، عن جدته، قالت: "دخلت على عائشة وهي تصلي من الضحى فصلت ثماني ركعات". والمزي في تهذيب الكمال (3/ 1684): قال: أخبرنا به أبو الحسن بن البخاري، قال: أنبأنا أبو طاهر الخشوعي، قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، ويحيى بن بطريق الطرسوسي، قالا: أخبرنا أبو الحسن=
= محمد بن مكي بن عثمان الأزدي المصري، قدم علينا دمشق، قال: أخبرنا الشريف أبو القاسم الميمون بن حمزة العلوي، قال: حدثنا أبو بكر ابن عبد الوارث ابن جرير العسال، قال: حدثنا عيسى بن حماد، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عن الحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن القعقاع، أن رميثة بنت حكيم به مختصرًا نحوه. وعنده من طرق أخرى: (3/ ص 1683). ومالك في الموطأ. انظر: (ص 108/ 357): صلاة الضحى نحوه مختصرًا، وانظر: أيضًا الموطأ مع شرح الزرقاني (1/ 308: 358) قال: عن زيد بن أسلم، عن عائشة: "أنها كانت تصلي الضحى ثماني ركعات ثم تقول: لو نشر لي أبواي: ما تركتهن". ومن طريق مالك: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 78: 4866): قال: عن مالك عن زيد بن أسلم به نحوه وليس فيه (ثم) وفيه الواو بدلًا منها. ونقل العلائي عن ابن الجنيد أن زيد بن أسلم عن عائشة مرسل وأن بينهما القعقاع بن حكيم. انظر: جامع التحصيل (178: 211). وهو زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر، أبو عبد الله، وأبو أسامة المدني ثقة عالم، وكان يرسل، من الثالثة. اهـ. التقريب (222: 2117). وأبو يعلى في مسنده (8/ 81: 4612): قال: حدثنا أحمد بن حاتم، حدثنا يوسف بن الماجشون، أخبرني أبي، عن عاصم ابن عمر بن قتادة، عن جدته رميثة قالت: (أصبحت عند عائشة رضي الله عنها فلما أصبحنا قامت فاغتسلت ... الحديث وفي آخره قالت عائشة: "يا رميثة رأيت رسول الله يصليهن، ولو نشر لي أبي على تركهن، ما تركتهن"). وإسناده حسن.=
= وهو في المقصد العلي (1/ 402: 389). وأخرجه أحمد في المسند (6/ 138): قال: ثنا وكيع، ثنا أبي، عن سعيد بن مسروق، عن أبان بن صالح، عن أم حكيم به ولفظه: "صليت صلاة كنت أصليها عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لو أن أبي نشر فنهاني عنها ما تركتها". ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 110/ ب): باب صلاة الضحى: نحوه ثم قال: (رواه مسدد موقوفًا، وفي رواية له أن عائشة: كانت تصلي الضحى فتطيلها وابن حبان في صحيحه ولفظه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - بيتي، فصلى الضحى ثماني ركعات"، وأصله في الصحيح، ولفظه: قالت: "ما سبح رسول الله - صلي الله عليه وسلم - سبحة الضحى قط وإني لأسبحها". اهـ. انظر: صحيح البخاري مع الفتح (3/ 55: 1177)، وصحيح مسلم مع النووي (5/ 228).
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لعنعنة ابن عجلان وهو في الثالثة من المدلسين وبمتابعاته وشواهده يكون حسنًا لغيره.
651 - وَحَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: "إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عنها: كانت تصلي الضحى فتطيلها". ¬
651 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق110/ ب): باب صلاة الضحى عند ذكره للحديث الذي تقدم واعتبره إحدى رواياته.
الحكم عليه: إِسناده صحيح لذاته موقوف على عائشة رضي الله عنها.
652 - وَحَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو (¬2)، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "لَا يُحَافِظُ (¬3) عَلَى الدُّعَاءِ إلَّا أوَّاب". ¬
652 - تخريجه: أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 314): قال: أخبرنا أبو النضر الفقيه، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، ثنا خالد بن عبد الله، ثنا مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "لا يحافظ على صلاة الضحى إلَّا أواب، وقال: وهي صلاة الأوليين". هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذا اللفظ. أهـ. ووافقه الذهبي على كونه على شرط مسلم، واستدرك ذلك الألباني عليهما، ونبه في السلسلة الصحيحة فقال: قلت: وذلك من أوهامهما، فإِن محمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم متابعة، وابن زرارة لم يخرج له مسلم أصلًا، وهو صدوق تكلم فيه الأزدى بغير حجة كما في التقريب فالسند حسن ... إلخ). اهـ. (4/ 648: 1994)، وهو في التقريب (108: 457). وانظر: أيضًا الصحيحة (2/ 323: 703). وشيخ ابن زرارة الرقي: هو خالد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد الطحان الواسطي المزني مولاهم، ثقة ثبت. اهـ. التقريب (189: 1647). فإسناده حسن. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحة (2/ 228: 1224): قال: ثنا محمد بن يحيى، نا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي ببغداد، ثنا=
= خالد بن عبد الله، وحدثني مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "لا يحافظ على صلاة الضحى إلَّا أواب" قال: وهي صلاة الأوابين". قال أبو بكر: لم يتابع هذا الشيخ إسماعيل بن عبد الله على إيصال هذا الخبر: رواه الدراوردي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ مرسلًا، ورواه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قوله: قال الشيخ الألباني: قلت: إِسناده حسن، وقد توبع ابن زرارة عليه خلافًا للمؤلف كما تراه مبينًا في الأحاديث الصحيحة (1994). اهـ. وابن عدي في الكامل (6/ 2205): قال: حدثنا محمد بن يوسف بن عاصم البخاري، ثنا عباد بن الوليد، حدثني قيس ابن حفص، ثنا محمد بن دينار، ثنا محمد بن عمرو بن علقمة به مثله لفظ ابن خزيمة. والطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (ق 47/ ب): باب صلاة الضحى المحافظة عليها: قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا نوح بن أنس الرازي، ثنا عمرو بن حمران، عن محمد بن عمرو به مرفوعًا مثل سابقه. ثم قال: لم يروه عن محمد إلَّا عمرو. اهـ. وقد تقدم أن غيره رواه عنه، وفيما سيأتي أيضًا. وأبو القاسم الاصفهاني في الترغيب والترهيب (ق 201/ ب): بسنده إلى محمد ابن دينار، عن محمد بن عمرو به مرفوعًا مثل لفظ ابن عدي ثم زاد: (وقال الإِمام -رحمه الله-: الأوَّاب السريع الرجوع إلى طاعة الله الكثير الفرار إلى الله في النوائب). اهـ.=
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 110/ ب): باب صلاة الضحى: عن أبي سلمة، مثل لفظ ابن عدي، ثم قال: (رواه مسدد مرسلًا، ورجاله ثقات، وسيأتي من حديث أنس ابن مالك مرفوعًا: "يا أنس صلَّ صلاة الضحى، فإنما هي صلاة الأوابين من قبلك". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 239): عن أبي هريرة مثل لفظ ابن عدي ثم قال: (رواه الطبراني في الأوسط، وفيه محمد بن عمرو، وفيه كلام، وفيه من لم أعرفه). اهـ.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لانقطاعه بين أبي سلمة، والشعبي -صلى الله عليه وسلم- ويظهر أن هذا الحديث مما وهم فيه محمد بن عمرو: فرواه مرسلًا بلفظ "الدعاء"، وقد تقدم في ترجمته ما نقله ابن أبي خيثمة قال: (سئل ابن معين عن محمد بن عمرو، فقال: ما زال الناس يتقون حديثه قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه، ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة). اهـ. ولقد أدرك الحافظ -رحمه الله- فأودعه في باب صلاة الضحى مع أنه بلفظ الدعاء. فالصورة الصحيحة لسنده ومتنه هي ما تقدم في تخريجه عند الحاكم، وغيره إلَّا أن يكون محمد بن عمرو قصد أن الدعاء من الصلاة فعبر به، وهو بعيد.
653 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَتَيْنَاهُ عِنْدَ رَأْسِ الثَّنيَّة قَالَ: عَنْ عُمَرَ الذَّكْوَانِيِّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَأَنَا ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ، أَوْ عَشْرٍ، فَقَالَ: "يَا أَنَسُ: اُّكثِر الطُّهُورَ يُزَد فِي عُمُرِكَ، وصَلِّ الضُّحَى: فَإِنَّهَا صَلَاةُ الاَّوَّابِين ... الْحَدِيثَ". وَيَأْتِي إِنْ شاء الله تعالى بقيته في كتاب المواعظ (¬1). ¬
653 - تخريجه: الحديث بهذا الطريق إلى أنس لم أجده لكن جاء من طرق أخرى عنه فقد: أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 409): قال: ثنا ابن ذريح، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا يحيى بن سليم، عن الأزور بن غالب عن سليمان التيمي، عن أنس، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "يا أنس: أسبغ الوضوء يزد في عمرك، وسلم على أهلك يكثر خير بيتك، وسلم على من لقيت من أمتي تكثر حسناتك، وصل صلاة الضحى، فإنها صلاة الأوابين قبلك، وصل بالليل والنهار يحفظك الحفظة، ولا تنم إلَّا وأنت طاهر فإِن مِتّ مِتّ شهيدًا وَوَقِّر الكبير، وارحم الصغير". وفيه سفيان بن وكيع بن الجراح الرؤاسي وهو صدوق ترك حديثه لأجل وراقه، لما أدخل فيه ما ليس منه. وفيه يحيى بن سليم الطائفي صدوق سيِّىء الحفظ. اهـ. التقريب (591: 7563)، والأزور ابن غالب: قال الذهبي في المغني: منكر الحديث. اهـ. وهو قول العقيلي. انظر: الضعفاء (1/ 118: 143)، والكامل (1/ 409)، والمغني (1/ 65: 516). فإِسناده ضعيف لأجل هؤلاء.=
= فأما سفيان فقد توبع عليه فيما: رواه العقيلي في الضعفاء (1/ 119): قال: حدثنا محمد بن أحمد بن النضر الأزدي قال: حدثنا يحيى بن يوسف الذمي، قال: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي، عن الأزور بن غالب، عن سليمان التيمي به نحو لفظ ابن عدي باختلاف يسير. ثم العقيلي: لم يأت به عن سليمان التيمي غير الأزور هذا، ولهذا الحديث عن أنس طرق ليس منها وجه يثبت. اهـ. وأما الباقون فقد توبعوا عليه في طريق آخر أخرجه العقيلي أيضًا. في (1/ 148): قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا يونس بن محمد المؤدب قال: حدثنا بكر الأعنق، عن ثابت بن أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يا أنس أسبغ الوضوء يزد في عمرك، وصل من الليل والنهار ما استطعت يحبك الحفظة، وصل صلاة الضحى، فإنها صلاة الأوابين، فإِن استطعت أن لا تنام إلَّا على طهارة فإنك إن مت مت شهيدًا، وسلم على أهل بيتك، يكثر خير بيتك، ووقر الكبير وارحم الصغير ترافقي في الجنة". ثم قال: ليس لهذا المتن عن أنس إِسناد صحيح. اهـ. قلت: هذا الإِسناد: فيه بكر الأعنق أبو عتبة قال الذهبي في المغنى (1/ 114: 989): "لا يصح حديثه". اهـ. ومن طريق بكر الأعنق أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (1/ 332: 121): باب فضل صلاة الضحى وعددها: قال: حدثنا علي بن محمد المصري، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا بكار بن محمد بن شعبة الربعي، حدثني أبي، عن بكر الأعنق، به نحو حديث الباب مثل لفظ العقيلي، واقتصر ابن شاهين على ما يخص صلاة الضحى.=
= وطرقه وإن لم يصح كل واحد منها بمفرده إلَّا أن هذا المقدار من حديث أنس حسن لغيره. هذا ما وقفت عليه مما جاء فيه ذكر صلاة الضحى منه، وذكره أبو القاسم الأصفهاني في الترغيب والترهيب (ق 201/ أ): باب الترغيب في صلاة الضحى قال: (وعن أنس رضي الله عنه قال: "أوصاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا أنس: صل صلاة الضحى، فإنها صلاة الأوابين من قبلي". اهـ. وله طرق أخرى بألفاظ أخرى موجزة ومطولة، فقد: أخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق. انظر: المنتقى (ص 188: 441): قال: حدثنا محمد بن جابر، نا علي بن شجاع، نا غسان بن عبيد، عن أبي العاتكة عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا أنس، إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم يكثر خير بيتك". والبيهقي في شعب الإِيمان (1/ ق 201/ أ): العشرون قال: أخبرنا أبو نصر بن قتادة، ثنا أبو عمرو بن مطر، ثنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي، ثنا بشر بن الوليد، ثنا كثير بن عبد الله أبو هاشم الناجي، قال: سمعت أنسًا فذكره مقتصرًا على ما يخص النوم طاهرًا، نحوه. والترمذي في جامعه (5/ 46: 2678)، كتاب العلم: باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع: قال: (حدثنا مسلم بن حاتم الأنصاري البصري، حدثنا محمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قال: قال أنس بن مالك: (قل لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي ليس في قلبك غش لأحد فافعل"، ثم قال لي: "يا بني، وذلك من سنتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة"، وفي الحديث قصة طويلة). اهـ. ثم قال: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ... ولا نعرف لسعيد بن المسيب عن أنس رواية إلَّا هذا الحديث=
= بطوله. وقد روى عباد بن ميسرة المنقرى هذا الحديث عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ وَلَمْ يذكر فيه عن سعيد بن المسيب. ثم قال: وذاكرت به محمد بن إسماعيل: فلم يعرفه، ولم يعرف لسعيد بن المسيب عن أنس هذا الحديث ولا غيره ...). اهـ. وفيه علي بن زيد بن جدعان التيمي ضعيف. اهـ. التقريب (401: 4734). وأخرجه مطولًا: أبو يعلى في مسنده (6/ 306: 3624): قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسن بن أبي يزيد الصدائي، حَدَّثَنَا عَبَّادٍ الْمَنْقَرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مالك به بطوله دون ذكر سنة الضحى فيه، وبقصة في أوله. والطبراني في المعجم الصغير (2/ 312: 842): قال: حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي البصري ابن أخي العباس بن الوليد النرسي، حدثنا مسلم بن حاتم الأنصاري، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عبد الله بن المثنى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سعيد بن المسيب، عن أنس به بقصة في أوله، دون ذكر سنة الضحى، أطول من لفظ أبي يعلى نحوه. ثم قال: لا يروى عن أنس بهذا التمام إلَّا بهذا الإِسناد تفرد به مسلم الأنصاري وكان ثقة. اهـ. وذكره كل من: الغزالي في الإحياء (2/ 202)، والهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 271)، وفي المقصد العلي (1/ 242: 164)، وفي مجمع البحرين (ق41/ ب)، والبوصيري في الإِتحاف في مواضع منه. انظر: المسندة (ج 1)، كتاب الطهارة: باب المحافظة على الوضوء وتجديده (ق 149/ ب)، وهو في المطبوع من المطالب (2/ 441: 2688).=
= الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف جدًا لحال عمر بن حفص الذكواني ووجود من لم يعرف. لكن قد مضى منه مقادر يتضمن المعنى الخاص بسنة الضحى ويكون بمجموع طرقه حسنًا لغيره.
654 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ (¬1)، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عَنْهُمَا: أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا عَمِّ أَقْبِسْنِي خَيْرًا (¬2)، قَالَ: نَعَمِ ابْنَ أَخِي، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا أَبَا ذَرٍّ: إِذَا صليت الضحى ركعتين لم يكتب مِنَ الْغَافِلِينَ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا أَرْبَعًا: كُتِبْتَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا سِتًّا: لَمْ يَتْبَعْكَ ذَنْبٌ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا عَشْرًا لَمْ (¬3) " ..... " (¬4)، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ بُنِيَ لَكَ بِهَا بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ". ¬
654 - تخريجه: أخرجه البيهقي في الكبرى (3/ 48): قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري، ثنا يحيى بن جعفر، أنبأ الضحاك بن مخلد، ثنا إسماعيل بن رافع، عن إسماعيل بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر قال: (لقيت أبا ذر، فقلت: يا عم: أقبسني خيرًا، فقال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما سألتني فقال: "إن صَلَّيْتَ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ: لَمْ تُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا أَرْبَعًا: كُتِبْتَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ، وَإِنْ صليتها ستًا: كتبت من القانتين، وإن صليتها ثمانيًا: كتبت من الفائزين، وان صليتها عشرًا: لم يكتب لك ذلك اليوم ذنب، وإن صليتها ثنتي عشرة ركعة: بني لك بيتًا في الجنة".=
= وقد روي من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو، عن أبي ذر، وقد ذكرناه في كتاب الجامع. اهـ. وهذ المتن يباين حديث الباب في الست والعشرة، ويزيد عنه بوجود الثمان. وشيخ أبي رافع هو: إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ المخزومي مولاهم الدمشقي أبو عبد الحميد، ثقة. اهـ. التقريب (109: 466). وتلميذه هو: الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني أبو عاصم النبيل ثقة ثبت. اهـ. التقريب (280: 2977). وتلميذ الضحاك: هو يحيى بن جعفر بن عبد الله بن الزِّبْرِقان، أبو بكر البغدادي وكنية أبيه: أبو طالب، وقد يقال له يحيى بن أبي طالب. وثقه الدارقطني وغيره، وقال أبو حاتم: محله الصدق. اهـ. وقال مسلمة بن قاسم: ليس به بأس تكلم الناس فيه. اهـ. وقال موسى بن هارون: أشهد أنه يكذب. اهـ. قال الذهبي: (عني في كلامه، ولم يَعْنِ في الحديث، فالله أعلم، والدارقطني مِن أَخْبر الناس به). اهـ. ذكره في الميزان، والمغني. وقال الآجري خط أبو داود على حديثه. اهـ. قلت: يحتمل أنه لما ذكر موسى بن هارون. وعليه فقول أبي حاتم: محله الصدق، هو الذي يظهر والله أعلم. وانظر: السير (12/ 619)؛ والجرح والتعديل (9/ 134: 567)؛ والميزان (4/ 386: 9547)؛ واللسان (6/ 262)؛ والمغني (2/ 738: 6993)؛ وتاريخ بغداد (14/ 220: 7512)، فإسناد يحتاج إلى متابع. وقد أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 243): قال: أنبأنا محمد بن مسرور بأرغيان، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا أبو عاصم، ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن حسين بن عطاء، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال:=
= قلت: لأبي ذر: أوصني، قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما سألتني فقال: "إن صَلَّيْتَ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ لَمْ تُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وإن صليت أربعًا كنت من الفائزين، وإن صليت ستًا لم يتبعك يومئذ ذنب، وإن صليت ثمانيا كتبت من القانتين، وإن صليت اثنتي عشرة بني الله لك بيتًا في الجنة، وما من يوم وليلة ولا ساعة ... الحديث". فهذه الرواية تباين حديث الباب في أجر الأربع، وفي وجود العشرة في حديث الباب، ولا توجد في هذا، والباقي متفق. وتباين رواية البيهقي بعدم وجود العشرة، واختلاف أجر الأربع، والست، والثمان، والباقي متفق. وقد أورد ابن حبان هذا الحديث في ترجمة حسين بن عطاء المدني وقال فيه: (يروي عن زيد بن أسلم المناكير التي ليست تشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لمخالفته الأثبات في الروايات). اهـ. ولم يتفرد هنا. وأخرجه البزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 334: 694): باب صلاة الضحى: قال: حدثنا عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى وإبراهيم بن هانىء: قالوا: ثنا أبو عاصم، ثنا عبد الحميد بن جعفر، ثنا حسين بن عطاء، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قال: قلت: لأبي ذر: يا عماه أوصني، قال: سَأَلْتَنِي عَمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: "إن صَلَّيْتَ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ لَمْ تُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وإن صليت أربعًا كتبت من العابدين، وإن صليت ستًا لم يلحقك ذنب، وإن صليت ثمانيا كتبت القانتين، وإن صليت اثنتي عشرة ركعة بني لك بيت في الجنة، وما من يوم ولا ليلة ولا ساعة إلَّا لله فيها صدقة يَمُنّ بها على من يشاء من عباده، وما مَن على عبد بمثل أن يلهمه ذكره". ثم قال البزار: لا نعلمه إلَّا عن أبي ذر، ولا روى ابن عمر عنه إلَّا هذا. اهـ.=
= قلت: قد روي نحوه عن أبي الدرداء وغيره من الصحابة. وانظر: صحيح الترغيب والترهيب (1/ 279: 674). وهذا اللفظ يباين حديث الباب بوجود: "الثماني، وكذا في أجر الأربع". وأبو القاسم الأصفهاني في الترغيب الترهيب (ق200/ ب): باب الترغيب في صلاة الضحى: قال: ثنا أبو نصر بن عمير، ثنا أبو عبد الله الجرجاني، ثنا محمد بن محمد ابن عبد الله بن حمزة البغدادي، ثنا محمد أحمد بن أبي العوام الواسطي الرياحي، ح: قال أبو عبد الله الجرجاني: وثنا محمد بن عبد الله الصفار الأصبهان واللفظ له، ثنا أحمد بن عصام، قالا: ثنا أبو عاصم، ثنا عبد الحميد بن جعفر بالإسناد السابق ولفظه: " ... إِذَا صَلَّيْتَ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ لَمْ تُكْتَبْ مِنَ الغافلين، وإذا صليتها أربعًا كتبت من العابدين، وإذا صلت ستًا لم يتبعك ذلك اليوم ذنب، وإذا صليت ثمانيًا كتبت مغ القانتين، وإذا صليت ثنتي عشرة ركعة بني الله لك بيتًا في الجنة، وما من يوم وليلة، ولا ساعة، إلَّا لله ... الحديث". وهذا اللفظ كسابقه. وذكره الحافظ في زوائد البزار. انظر: (3/ 1091: 694): في باب الضحى: وساق بعده كلام البزار ثم قال: وحسين بن عطاء ضعفه أبو حاتم وغيره. اهـ. والحافظ المنذري في الترغيب والترهيب، وذكره الشيخ الألباني في صحيح الترغيب (1/ 379: 675): وحَسَّنه. وابن أبي حاتم في العلل (1/ 166:471): بإبهام زيد بن أسلم فقال: (مولى لعمر بن الخطاب) مقتصرًا منه على العبارة الأولى فقط، وهي ما يخص الركعتين، وسأل أباه عن مولى عمر فقال: زيد بن أسلم فيما أرى). اهـ.=
= الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لحال أبي رافع، لكنه حسن لغيره، بمتابعاته وفيها كما ترى أبدل عبد الله بن عمرو بابن عمر، والطرق التي تقدمت لا تخلو من ضعف إذا نظرنا إليها بمفردها فالله أعلم، ولا يضر الحديث إبدال هذا بهذا، وانظر أيضًا صحيح الترغيب والترهيب (1/ 279: 674) ففيه شاهد آخر من حديث أبي الدرداء نحوه، وحَسَّنه الألباني. وقال المنذري: (رواه الطبراني في الكبير، ورواته ثقات، وفي موسى بن يعقوب الزمعي خلاف، وقد روي عن جماعة من الصحابة، ومن طرق، وهذا أحسن أسانيده فيما أعلم). اهـ.
655 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ (¬1)، ثنا طَيِّبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَةَ "قَالَتْ" (¬2): سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: من صَلَّى الْغَدَاةَ فَقَعَدَ (¬3) مَقْعَدَهُ (¬4)، فَلَمْ يَلغُ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، وَيُذْكَرُ اللَّهَ تَعَالَى: حَتَّى يُصَلِّيَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ: لَا ذَنْبَ (¬5) لَهُ". ¬
655 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 329: 4365): مثله بالفروق التي تقدمت. وفي المقصد العلي (1/ 403: 390): باب صلاة الضحى: مثل إِسناده لكن المتن فيه اختلاف ونصه: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يصلي الضحى أربع ركعات لا يفصل بينهن بكلام". ثم قال الهيثمي: قلت: أخرجته لقولها: "لا يفصل بينهن بكلام" وباقيه في الصحيح. اهـ. انظر: صحيح مسلم مع شرح النووي (5/ 229): باب استحباب صلاة الضحى. وفي مجمع الزوائد (10/ 105)، كتاب الأذكار: باب يقول بعد ركعتي الفجر: مثل لفظ أبي يعلى ثم قال الهيثمي: (رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط بنحوه، وفيه الطيب بن سلمان وثقه ابن حبان وضعفه الدارقطني، وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح). اهـ.=
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ 111): باب صلاة الضحى: مثل لفظ أبي يعلى ثم قال: (رواه أبو يعلى بإِسناد حسن). اهـ.
الحكم عليه: وهو كما قال البوصيري إِسناده حسن لذاته، وما قيل في شيبان بن فروخ من أنه يهم لا وجه له -فيما يظهر لي- وانظر: تفصيل ترجمته. ومثله تضعيف طيب بن سلمان، ومعنى صلاة الأربع ركعات مع الرواية التي أخرجها مسلم يكون صحيحًا لغيره.
656 - حَدَّثَنَا (¬1) هُدبة، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، ثنا الْأَحْوَصُ بْنُ حكيم، عن عبد الله ابن "غَابِرٍ" (¬2)، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ لَبِثَ فِي مَجْلِسِهِ، حَتَّى صَلَّى سُبْحَة الضُّحَى، فَلَهُ أَجْرُ [حَجَّةٍ، وَعُمْرَةٍ، تَامَّةٍ] (¬3) حَجَّتِهِ، وَعُمْرَتِهِ"). ¬
656 - تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 406): قال: ثنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان، ثنا موسى بن مروان، ثنا أبو معاوية، عن الأحوص، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى الفجر، وجلس في مصلاه، يذكر الله عَزَّ وَجَلَّ حتى تطلع الشمس ثم يصلي ركعتين من الضحى كأن صلاته عدل حجة وعمرة متقبلة". وابن حبان في المجروحين (1/ 176): قال في ترجمة الأحوص: وقد روى عن خالد بن معدان عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى الفجر، ثم جلس في مصلاه يذكر الله عَزَّ وَجَلَّ حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين من الضحى كانت له صلاته كعدل حجة وعمرة متقبلتين". ثناه الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، ثثا أبو معاوية ثنا الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان به. ساقه ابن حبان بعد حديثين في ترجمة الأحوص ثم قال: (والحديث الثالث: وإن روي من غير هذا الطريق: فليس يصح). اهـ. وفي الطريقين عن ابن عمر رضي الله عنهما وليس عن أبي أمامة.=
= وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 104)،كتاب الأذكار: باب ما يفعل بعد صلاة الصبح والمغرب والعصر: قال وعن عبد الله بن عامر، أن أبا أمامة، وعتبة بن عبد حدثاه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نحوه بلفظ مقارب. ثم قال: (رواه الطبراني، وفيه الأحوص بن حكيم، وثقه العجلي وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف لا يضر). اهـ. وعامر نقل المحقق تصويبها عن العراقي: غابر كما في هامش الأصل. والمنذري في الترغيب والترهيب. انظر: الصحيح (1/ 189: 469): قال: وعن عبد الله بن غابر أن أبا أمامة، وعتبة بن عبد حدثاه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فِي جَمَاعَةٍ، ثم ثبت حتى يسبح لله سبحة الضحى، كان له كأجر حاج ومعتمر تامًا له حجة وعمرته". رواه الطبراني، وبعض رواته مختلف فيه، وللحديث شواهد كثيرة. اهـ. وحسنه الألباني.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال الأحوص بن حكيم، لكن له شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره. منها: ما أخرجه الترمذي. انظر: جامعه (2/ 481: 586): قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي البصري، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا أبو ظلال، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَلَّى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - تامة، تامة، تامة". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. قال: وسألت محمد بن إسماعيل عن أبي ظلال؟ فقال: هو مقارب الحديث. قال محمد: واسمه هلال. اهـ.=
= وقال الحافظ في التقريب: ضعيف. اهـ. (576: 7349)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1/ 182: 591)، فالحديث: حسن بشواهده. وذكر الهيثمي عن أبي أمامة نحوه. انظر: مجمع الزوائد (10/ 104): قال: وعن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -: "من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة. رواه الطبراني، وإِسناده جيد. اهـ. وله شواهد أخرى.
657 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "صَلَاةُ الأوَّابين حِينَ (¬1) تَرْمَض الفِصَال". * قُلْتُ: هَذَا إِسناد صَحِيحٌ، إلَّا أَنَّهُ مَعْلُولٌ، وَالْمَحْفُوظُ فِي هَذَا، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، كَذَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ، وَمِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ أَيْضًا، عَنِ الْقَاسِمِ (¬2). ¬
657 - تخريجه: هو في المنتخب (2/ 526: 526): قال: حدثني أبو نعيم به مثله. وأخرجه ابن صاعد البغدادي في جزء عبد الله بن أبي أوفى (ص96: 3): قال: حدثنا ابن منصور، أخبرنا الفضل بن دكين، حدثنا سفيان بن عيينة، به مثله. (وص 94:1): قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان بن عيينة به مثله. (وص 96: 2): قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن أبو عبيد المخزومي قال: حدثنا سفيان به مثله. ومخرج هذا الحديث والذي بعده واحد، وهو زيد بن أرقم رضي الله عنه هذا هو المحفوظ فيه، أما إِسناده فحسن.
658 - وَقَالَ عَبْدٌ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا حُسَامُ بْنُ المِصَكّ (¬1)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ رَضِيَ الله عنه قَالَ: (إِنَّ النَّبِيَّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَتَاهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاء فَرَآهُمْ يُصَلُّونَ الضُّحَى فَقَالَ: "هَذِهِ صَلَاةُ الأوَّابين، قَالَ: فَكَانُوا (¬2) يُصَلُّونَهَا: إِذَا رَمِضَت الفِصَال"). * قُلْتُ: وَهَذَا يُبَايِنُ سِيَاقَ مُسْلِمٍ، فإِن لَفْظَهُ: (إِنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ الضُّحَى فَقَالَ: "لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلَاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "صَلَاةُ الأوَّابين حين تَرْمَض الفِصَال"). ¬
658 - تخريجه: هو في المنتخب (1/ 268: 258): قال: أخبرنا يزيد بن هارون به نحوه بلفظ مقارب. وأخرجه مسلم. انظر: صحيحه مع شرح النووي (6/ 29: 30) من طريقين عن زيد ابن أرقم في باب صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال: قال: حدثنا زهير بن حرب، وابن نمير، قالا: حدثنا إسماعيل -وهو ابن علية- عن أيوب، عن القاسم الشيباني أن زيد بن أرقم رأى قومًا يصلون من الضحى فقال: (أما لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلَاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "صلاة الأوابين حين ترمض الفصال"). وهذا السياق أشبه بالحديث (199)؛ لأن القول فيه للنبي -صلى الله عليه وسلم- وليس فيه تسمية مكان المصلين، وهنا قد سمي وجاء عند مسلم مسمى: قال (6/ 30): حدثنا زهير بن حرب، حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام ابن أبي عبد الله، قال:=
= حدثنا القاسم الشيباني، عن زيد بن أرقم قَالَ: "خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على أهل قباء، وهم يصلون فقال: صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال". فمرور النبي -صلى الله عليه وسلم- على أهل قباء وهم يصلون ثبت بهذه الرواية عند مسلم، ومضمونها في حديث الباب، والاختلاف بينهما جاء فقط في العبارة الأخيرة ففي حديث الباب: هَذِهِ صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ قَالَ: فَكَانُوا يُصَلُّونَهَا إِذَا رمضت الفصال". وفي رواية مسلم الثانية جاء القول مباشرة مرفوعًا كما تقدم. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2/ 229: 1227): باب استحباب تأخير صلاة الضحى: قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي، نا يزيد -يعني ابن زريع- نا سعيد، عن قتادة، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على قوم، وهم يصلون الضحى في مسجد قباء حين أشرقت الشمس، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال". وثنا بشر بن معاذ، نا حماد بن زيد، ثنا أيوب، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَهُ. فجمع ابن خزيمة في هذا المتن بين السياق الذي فيه صلاة القوم، وبين كون هذا في مسجد قباء، وافترقت عن رواية مسلم في كون الرائي للقوم، هو زيد في رواية مسلم، وهنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا يمتنع أن يكون عبر أهل قباء بقوله خرج على قوم وهم يصلون الضحى في مسجد قباء، فتكون حادثتين مرة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومرة مع زيد. والدارمي في سننه (1/ 279: 1465): باب في صلاة الأوابين: قال: أخبرنا وهب بن جرير، ثنا هشام الدستوائي، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خرج عليهم، وهم يصلون بعد طلوع الشمس، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال".=
= وقال المحقق: رواه أيضًا: أحمد ومسلم وابن أبي شيبة، والترمذي، والطبراني في الكبير. اهـ. وأحمد في المسند (4/ 366): قال: ثنا وكيع، ثنا هشام الدستوائي، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم، قَالَ: "خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على أهل قباء، وهم يصلون الضحى فقال: صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى". وفي رواية (4/ 367): قال: ثنا إسماعيل بن علية أنا أيوب، عن القاسم الشيباني (أن زيد بن أرقم رأى قومًا يصلون ... الحديث مثل اللفظ الأول عند مسلم. وفي (4/ 372): قال: ثنا إسماعيل به نحوه بلفظ مقارب. وفي (4/ 375): قال: ثنا عبد الوهاب عن سعيد، عن قتادة، عن القاسم الشيباني به نحوه قريبًا من لفظ ابن خزيمة. والبغوي في شرح السنة (4/ 145: 1010): باب وقت صلاة الضحى: قال: أخبرنا أبو الحسين طاهر بن الحسين الرَّوقي، أخبرنا أبو الحسن محمد بن يعقوب، أنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف، نا الحسن بن سفيان، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا وكيع، عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن القاسم بن عوف الشيباني به مثل لفظ مسلم الثاني بزيادة الضحى. وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (1/ 347: 128): قال: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو خيثمة، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن القاسم بن عوف الشيباني به مثل اللفظ الأول عند مسلم إلَّا أنه قال: " ... رأى قومًا يصلون الضحى في مسجد قباء ... ". فجمع بينهما كما في رواية ابن خزيمة إلَّا أن الرأي هناك رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، وهنا زيد رضي الله عنه كما هو عند مسلم.=
= لا يمتنع حدوث هذا مرتين مرة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم مع زيد فتذكر مرور النبي -صلى الله عليه وسلم- على أهل قباء وقوله لهذا الحديث فقاله هو، بدليل قوله (أما لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلَاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال ... الحديث فكأن زيدًا - رضي الله عنه - يعاتبهم لأنهم قد علموا أن الصلاة بعد هذا الوقت أفضل حين مر عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأعلمهم، وهذا المعنى هو الذي لاحظ الحافظ خلو رواية عبد بن حميد منه فساقها، وبيِّنه، ولم أقف عليه في زوائد البوصيري، ولا الهيثمي.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده لحال حسام بن المصدق، ويبدو أن التغير الذي جاء في لفظه -وكان سببًا في إيراد الحافظ له في الزوائد- هو منه. لكنه توبع عليه برفع اللفظ الأخير منه في سائر الروايات، واحتمال تكرر المرور منه -صلى الله عليه وسلم- ومن زيد أيضًا، كما في الروايات التي تقدمت. فهو على الصورة التي جاءت في متابعاته حسن لذاته لحال القاسم بن عوف. والله أعلم.
659 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ (¬1)، ثنا عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْحَكَمِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: "مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي الضُّحَى (¬2) قَطُّ"، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ: فَذَكَرْتُ هَذَا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَانَ يَتْرُكُ الْعَمَلَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ، فيَعْمَل بِهِ خَالِيًا، وَإِنِّي لَأُصَلِّيهَا. سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬3) يَقُولُ ذَلِكَ. * قُلْتُ: مُحَمَّدُ بن عمر: هو الواقدي وقد خالفه غَيْرَهُ فِي هَذَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عنه. ¬
659 - تخريجه: هو في البغية (2/ 302: 216): باب صلاة الضحى: قال: حدثنا محمد بن عمر الواقدي، ثنا عمر بن إسحاق به مثله بالفرق الذي تقدم. وفي الإِتحاف (2/ 109/ أ): باب صلاة الضحى: قال: وعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يصلي صلاة الضُّحَى قَطُّ"، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ: فَذَكَرْتُ ذلك لسعد بن أبي وقاص، فَقَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَانَ يَتْرُكُ الْعَمَلَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ فَيَعْمَلُ بِهِ خَالِيًا وَإِنِّي لَأُصَلِّيهَا، سَعْدٌ يقول ذلك". ثم قال: رواه الحارث، عن الواقدي، وهو ضعيف. اهـ.=
= الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال الواقدي، وشيخه عمر بن إسحاق، وهو مرسل بين عمر بن الحكم، وسعد بن أبي وقاص. وقول الحافظ: (وقد خالفه -أي الواقدي- غَيْرَهُ فِي هَذَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ -رَضِيَ الله عنه-) فيه إشارة إلى الحديث الآتي برقم (661). ويشهد لهذا الحديث، ما أخرجه مسلم. انظر: صحيحه مع شرح النووي (5/ 228): باب استحباب صلاة الضحى: من حديث عائشة: أنها قَالَتْ: "مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي سبحة الضحى قط، واني لأسبحها، وان كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم".
660 - وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: (إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى، حَتَّى لَا يُرَى (¬1) أَنَّهُ تَرَكَهَا (¬2)، وَيَتْرُكُهَا حَتَّى لَا يرى (1) أن يصليها (¬3) ". ¬
660 - تخريجه: هو في المنتخب (2/ 899: 889): قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا فضيل بن مرزوق به نحوه بالفرق الذي تقدم. أخرجه الترمذي في جامعه (2/ 342: 477): باب ما جاء في صلاة الضحى: قال: حدثنا زياد بن أيوب البغدادي، حدثنا محمد بن ربيعة، عن فضيل بن مرزوق به ولفظه: "كان نبي اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي الضُّحَى حتى نقول لا يدع، ويدعها حتى نقول لا يصلي". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. اهـ. وفيه عطية وهو ضعيف. وهذا اللفظ عند الترمذي، وكذا عند أحمد له لفظان، هذه الألفاظ الثلاثة لا تبعد عن حديث الباب. وفي طرقها الثلاثة عن عطية رواه بالعنعنة في حين جاء في حديث الباب مصرحًا بالتحديث، لم أر وجهًا لإيراده في الزوائد غير هذا. وعزاه الحافظ في الفتح (3/ 55) للحاكم. وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 21): قال: ثنا يزيد، أنا فضيل بن=
= مرزوق، عن عطية العوفي به وَلَفْظِهِ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي الضحى حتى نقول لا يدعها، ويدعها حتى نقول لا يصليها". وفي (3/ 36): قال: ثنا يحيى بن آدم، ثنا فضيل، عن عطية به وَلَفْظِهِ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي الضحى حتى نقول لا يتركها ويتركها حتى نقول لا يصليها".
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف لحال عطية العوفي أولًا ثم فضيل بن مرزوق. ولم أجد له بهذا اللفظ متابعًا ولا شاهدًا.
661 - قَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَتَى عَلَى هَذِهِ الآية {يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} (¬2) قَالَ هَذِهِ صَلَاةُ الْإِشْرَاقِ: يَعْنِي: ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ أول النهار. ¬
661 - تخريجه: في إِسناده يزيد بن أبي زياد ضعيف. أخرجه إسحاق (5/ 19: 2116)، بنحوه. وأخرجه الحميدي (1/ 159: 333) قال: ثنا سفيان، قال: ثنا عبد الكريم أبو أمية، قال: قال عبد الله بن الحارث به. وأخرجه الحاكم (4/ 53) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، انبأ سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب بن صفوان، عن عبد الله بن الحارث به. ورواه عبد الرزاق (3/ 79) قال: عن معمر عن عطاء الخراساني قال قال ابن عباس لم يزل في نفسي شيء من صلاة الضحى حتى قرأت {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18)}. وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما تسمية صلاة الضحى بصلاة الإشراق وتفسير الآية بها رواه ابن جرير برقم (29803 - 29805) وعبد الرزاق (3/ 79) برقم (4870 - 4871) والطبراني في الكبير (24/ 406) وفي الأوسط (5/ 135) برقم (4258) من طريق عطاء عن ابن عباس. (سعد).
14 - باب حكم تارك الصلاة
14 - بَابُ حُكْمِ تَارِكِ الصَّلَاةِ 662 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا فقد برئت منه ذمة الله تعالى".
662 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 124: 5008): باب من ترك الصلاة عن مكحول معضلًا قال: عن محمد بن راشد، أنه سمع مكحولًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذمة الله تعالى". ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 888: 914): قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ رَجُلٍ عن أبي ذر رضي الله عنه، به مثله. والإمام أحمد في المسند (6/ 421): من حديث أم أيمن أطول منه: قال: ثنا الوليد بن مسلم، قال: أنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أم أيمن أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تتركي الصلاة متعمدًا، فإِنه مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذمة الله ورسوله". وهو منقطع بين مكحول، وأم أيمن، فإِنه لم يسمع منها. ومن حديث أم أيمن: أخرجه: محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 886: 913): قال:=
= حدثنا محمد بن يحيى، وأبو جعفر المسندي، قالا: حدثنا أبو مسهر قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: أوصى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْضُ أهله: "لا تترك الصلاة عمدًا، فإِنه من يترك الصلاة عمدًا، فقد برئت منه ذمة الله تعالى". وبرقم (912): أطول منه، من حديث أميمة: قال: حدثني محمود بن آدم، قال: حدثنا الفضل بن موسى، قال: حدثنا أبو فروة الرهاوي، عن أبي يحيى الكلاعي، عن جبير بن نفير، عن أميمة مولاة النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: "كنت أوضئه يومًا، أفرغ على يديه الماء، إذ جاءه أعرابي فقال: أوصني يا رسول الله! فإني أريد اللحوق بأهلي، قال: لا تشركن بالله شيئًا ... إلى أن قال: ولا تدعن صلاة متعمدًا، فإِنه من تركها، فقد برئت منه ذمة الله تعالى، وذمة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ". وبعد أن أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 888: 916): من طريق أبي فروة يزيد بن سنان إلى أميمة مَوْلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: قال أبو عبد الله: قال محمد بن يحيى: هذه أم أيمن، فقال أبو فروة: أميمة. اهـ. قلت: ولا يبعد هذا، فإِن أبا فروة ضعيف فيكون أخطأ فيه والله أعلم. وذكره الحافظ في ترجمة أميمة في الإصابة (8/ 21: 116): وعزاه للمروزي وأبي علي بن السكن، والحسن بن سفيان، قال وغيرهم، ذكر بعضه نحو الذي تقدم ثم قال: (قال ابن السكن: رواه سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أم أيمن نحوه، ثم أسنده تامًا في ترجمة أم أيمن، وقال: وهو مرسل: لأن مكحول لم يدرك أم أيمن. اهـ. قلت: وهو عندنا بعلو في مسند عبد بن حميد). اهـ.=
= ولم يذكره الحافظ هنا في الزوائد لأنه عند أحمد كما تقدم في تخريجه. والطبراني في المعجم الكبير (24/ 190: 479): قال: حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي، حدثني أبي حدثنا مروان بن معاوية (ح). وحدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا سليمان بن أحمد الواسطي، ثنا عيسى بن يونس، كلاهما عن يزيد بن سنان به نحوه. وفي إِسناده يزيد بن سنان بن يزيد أبو فروة الرهاوي، ضعيف. اهـ. التقريب (602: 7727). وأخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 884: 991): من حديث أبي الدرداء: قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن راشد أبي محمد، عن شهر بن حوشب، عن أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللَّهُ عنه-، قال: "أوصاني خليلي ... إلى أن قال: ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدًا، فمن تركها عمدًا، فقد برئت منه الذمة ... الحديث". وفيه شهر بن حوشب، وهو صدوق كثير الإِرسال، والأوهام التقريب (269: 2830). وذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال: رواه ابن ماجه والبيهقي عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عنه. اهـ. وصححه الألباني، وقال: قلت: لكن له شواهد عن معاذ وغيره. اهـ. وانظر صحيح الترغيب والترهيب (1/ 227: 566، 567). ومن حديث معاذ -رضي الله عنه-: أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 117: 233، 234): من طريقين عنه قال: (233) حدثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا أسد بن موسى، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي مريم، حدثني حريث بن عمرو الحضرمي، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ بن جبل: "مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذمة الله".=
= وبرقم (234) قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا بقية ابن الوليد، حدثني أبو بكر بن أبي مريم به نحوه، دون قوله (متعمدًا) وقال (الذمة) دون إضافتها لله عز وجل. وفيه أبو بكر بن أبي مريم، الغساني الشامي ضعيف. اهـ. التقريب (623: 7974). وقد عنعن بقية في الطريق الأول، لكنه صرح في الثاني بالتحديث. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 295): باب في تارك الصلاة: من حديث أم أيمن، وعزاه لأحمد، وأعله بانقطاعه بين مكحول، وبين أم أيمن رضي الله عنها ومن حديث معاذ، وعزاه للطبراني في الكبير، وأعله بعنعنة بقية. وهو عند ابن نصر (2/ 890: 921)، وأحمد في المسند (5/ 238).
الحكم عليه: إِسناده ضعيف: فيه إبهام التابعي، وعنعنة مكحول عنه. لكنه حسن لغيره بشواهده التي تقدمت.
663 - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَأَخْبَرَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الشام، مَكْحُولٍ، قَالَ: "مَنْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ تعالى فقد كفر".
663 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق كما تقدم في الحديث السابق، بإِسناد حسن لذاته، إلى مكحول. وأخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 888: 915): قال: قال أبو عبد الله: وَأَخْبَرَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَنْ مَكْحُولٍ قال: "ومن بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى، فَقَدْ كَفَرَ".
الحكم عليه: إِسناده هنا ضعيف لإبهام شيخ عبد الرزاق، ويحتمل أن يكون أيضًا منقطعًا بين مكحول وإسماعيل بن عياش، فقد توفي مكحول سنة (118) تقريبًا، وولد إسماعيل في (108) وقد يكون قبلها بقليل فعمره حين وفاة مكحول قرابة عشر سنوات. وليس من عادة أهل الشام السماع في هذا السن إذ يستحبون إسماع أبنائهم الحديث في حدود الثلاثين، فالله أعلم. وعلى آية حال فالواسطة بين إسماعيل، ومكحول معروفة وهي أبو وهب الكلاعي، وهو صدوق، فمتن الحديث بمتابعه يكون حسنًا لغيره.
664 - أَخْبَرَنَا (¬1) بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا إِيَادُ بْنُ أبي حميد، قالا: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: فِيمَنْ يَقُولُ الصَّلَاةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَا (أُصَلِّيهَا) (¬2)، وَالزَّكَاةُ: مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَلَا أُزَكِّيهَا، قَالَ: "يُسْتَتَابُ، فإِن تاب، وإلا قتل". ¬
664 - تخريجه: لم أقف عليه بهذا اللفظ عن مكحول.
665 - أَخْبَرَنَا (¬1) المَوْصِلِيُّ (¬2)، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أيوب، فيمن يَقُولُ: الصَّلَاةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا أُصَلِّيهَا: يُضْرَبُ (¬3) عُنُقُهُ مِنْ هَا هُنَا، -وَأَشَارَ إِسْحَاقُ إِلَى قَفَاهُ- لَيْسَ بَيْنَ الْأَئِمَّةِ فيه خلاف. ¬
665 - تخريجه: أخرج محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 925:978): في باب ذكر النهي عن قتل المصلين، وإباحة قتل من لم يصل: عن أيوب أثرًا يبدو أنه جزء مما جاء في الباب قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، قال: "ترك الصلاة كفر، لا يختلف فيه". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب انظر صحيحه (1/ 230: 574). ولم أقف عليه عند غيره.
الحكم عليه: هذا الأثر إلى أيوب صحيح لذاته. وفيه بيان رأيه فيمن امتنع عن أداء الصلاة مع إقراره بوجوبها وأنه يقتل وقد تقدم بيان هذا. والله تعالى أعلم.
15 - باب السهو
15 - بَابُ السَّهْوِ 666 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حُميد بْنِ طَرْخَان، قَالَ: "صَلَّى بِنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَسَجَدَ بِنَا سَجْدَتَيْنِ، وَمَا رَأَيْنَا وَهْمًا، فَلَمَّا سَلَّمَ ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، قَالُوا: مَا رَأَيْنَا وهمًا! قال: إني حدثت نفسي".
666 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 85/ أ): كتاب السهو قال: وعن حُمَيْدِ بْنِ طَرْخَانَ، قَالَ: صَلَّى بِنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَسَجَدَ بِنَا سَجْدَتَيْنِ، وَمَا رَأَيْنَا وَهْمًا، فَلَمَّا سَلَّمَ، ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، قَالُوا: مَا رَأَيْنَا وَهْمًا، قَالَ: إني حدثت نفسي. ثم قال: رواه مسدد ورجاله ثقات. اهـ. وباب السهو لم أقف عليه في المطبوع من المطالب.
الحكم عليه: إِسناده صحيح لذاته موقوف على عبد الله بن شقيق من قوله وفعله.
667 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، ثنا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ، قَالَ: صَلَّى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالنَّاسِ، فَقَامَ عَنْ تَشَهُّدِهِ، فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ فَقَالُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، فَصَلَّى كَمَا هُوَ، فَلَمَّا أَتَمَّ صَلَاتَهُ: سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ (إِنَّهُ) (¬1) لَمْ يَخْفَ (¬2) عَلَيَّ الَّذِي أَرَدْتم، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْجُلُوسِ: إلَّا الَّذِي صَنَعْتُ مِنَ السُّنَّةِ". [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قام في صلاته: فذكر مثله. ¬
667 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 35): باب ما قالوا فيما إذا نسي فقام في الركعتين ما يصنع: قال: حدثنا شبابة، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد، إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ، حَدَّثَهُ (أَنَّ عقبة بن عامر: قام في صلاة، وعليه جلوس، فقال الناس: سبحان الله! فعرف الذي يريدون، فلما أن صلى سجد سجدتين، وهو جالس ثم قال: إني قد سمعت قولكم، وهذه سنة". وشبابة: هو ابن سوّار المدائني، ثقة حافظ رمي بالإرجاء. اهـ. التقريب (263: 2733). فإسناده صحيح لذاته. والطبراني في المعجم الكبير (17/ 313: 867): قال: حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب،=
= أن ابن شِمَاسَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رَضِيَ الله عنه فذكره نحوه قريبًا من لفظ ابن أبي شيبة. وهو في البغية (1/ 249: 182): باب السهو في الصلاة قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا اللَّيْثُ، عن يزيد بن أبي حبيب به نحوه قريبًا من لفظ ابن أبي شيبة. وعند الطبراني في المعجم الكبير (17/ 314: 868) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، ثنا أبي، ثنا بكر بن مضر، عن يزيد بن أبي حبيب به نحوه أطول منه. وفيه (فلما فرغ سجد سجدتين وهو جالس، ثم قال ...). اهـ. والحاكم في المستدرك (1/ 325): كتاب السهو: قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني، ثنا إدريس بن يحيى، ثنا بكر بن مضر، عن يزيد بن أبي حبيب، به نحوه. وفيه: فلما كان آخر صلاته سجد سجدتين وهو جالس، فلما سلم ... الحديث). اهـ. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. اهـ. ووفيه الذهبي. ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 344). قلت: عبد الرحمن بن شماسة احتج به مسلم دون البخاري. وابن حبان في صحيحه: انظر الإحسان (3/ 199:1973): باب ذكر الخبر الدال على أن التشهد الأول في الصلاة غير فرض على المصلين: قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر بن مضر عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة قال: "صلى بنا عقبة بن عامر فقام وعليه جلوس ... الحديث نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 153): باب السهو في الصلاة: من حديث عقبة بن عامر، ثم قال:=
= رواه الطبراني في الكبير من رواية الزهري عن عقبة، ولم يسمع منه، وفيه عبد الله بن صالح، وهو مختلف في الاحتجاج به. اهـ. قلت: قد مضى تخريجه من طريقين عند الطبراني في مسند عقبة رضي الله عنه وليس في أحدهما الزهري، وليس في مسند الزهري عن عقبة إلَّا حديث واحد في الأذان، فلم أقف عليه عند الطبراني من رواية الزهري عن عقبة إلَّا أن يكون في موضع آخر فالله أعلم. والبوصيري في الإِتحاف (2/ ق 85/ أ): ك السهو: من حديث عمرو بن العاص مثله إلَّا أنه قال: "يا أيها" بزيادة ياء، ثم قال: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر، ورجاله ثقات. اهـ. وفي (ق 85/ ب): من حديث عقبة بن عامر نحوه ثم قال: رواه الحارث، وابن حبان في صحيحه. اهـ.
الحكم عليه: حديث الباب من كلا الطريقين إِسناده صحيح لذاته.
668 - [1] وقال أحمد بن منيع: حدثنا أبو معاوية، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَنَّهُ نَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ فَسَبَّحُوا بِهِ، فَاسْتَتَمَّ قَائِمًا، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ حَتَّى انْصَرَفَ، قَالَ: كُنْتُمْ تَرَوْنَنِي أَجْلِسُ، إِنِّي صَنَعْتُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصْنَعُ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ عَمْرٌو: وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا رَفَعَهُ غَيْرَ أَبِي مُعَاوِيَةَ. [3] قَالَ (¬1): وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا. وَرَوَاهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُبَيْلٍ (¬2)، عَنْ قَيْسٍ، عن المغيرة. ¬
668 - تخريجه: من طريق أحمد بن منيع: أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2/ 116: 1032) قال: نا أحمد بن منيع، وزياد بن أيوب، قالا: ثنا أبو معاوية، ثنا إسماعيل عن قيس، عن سعد بن أبي وقاص: أَنَّهُ نَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ فَسَبَّحُوا بِهِ، فَاسْتَتَمَّ، ثم سجد سجدتي السهو حين انصرف، ثم قال: أكنتم ترونني أجلس؟! إنما صَنَعْتُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يصنع". ثم قال: هذا لفظ حديث ابن منيع، قال أبو بكر: لا أظن أبا معاوية إلَّا وهم في لفظ هذا الإِسناد. اهـ.=
= قلت: أما المتن فقد صح مرفوعًا من حديث ابن بجينة وغيره، وموقوفًا وله حكم الرفع من حديث سعد رضي الله عنه قال محقق زوائد البزار لابن حجر (قلت: هو -أي ابن خزيمة- يرى أن المحفوظ وقفه كما يفهم كذلك من قول البزار). اهـ. ومن طريق أبي معاوية: أخرجه أبو يعلى في المسند (1/ ق 47/ ب)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 359: 316: 317) قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الناقد، عن أبو معاوية محمد بن خازم، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ به نحوه، ثم قال أبو يعلى: قال أبو عثمان: عمرو بن محمد الناقد: لم نسمع أحدًا يرفع هذا الحديث غير أبي معاوية. اهـ. وعنده برقم (317): حدثنا عمرو، ثنا وكيع بن الجراح، ثنا إسماعيل بن أبي خالد به نحو حديث أبي معاوية، ولم يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- (أي لم يرفعه). والبزار في مسنده انظر كشف الأستار (1/ 277: 575) قال: حدثنا أبو كريب، ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن قيس، عن سعد فذكره نحوه ثم قال البزار: قد رواه غير واحد، عن إسماعيل، عن قيس، عن سعد موقوفًا، ورواه المغيرة بن شبل، عن قيس، عن المغيرة بن شعبة). اهـ. وانظر: زوائد البزار للحافظ ابن حجر (3/ 943: 401) باب السهو في الصلاة. والحاكم في المستدرك (1/ 322) قال: أخبرنا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم العدل، ثنا أبي، ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بن أبي حازم به نحوه بذكر النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قَالَ: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. والبيهقي في الكبرى (2/ 344) قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل=
= ببغداد، أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا أبو معاوية به دون ذكر السجود، ثم قال: ورواه يحيى بن يحيى عن أبي معاوية، وزاد فيه (ثم سجد سجدتي السهو حين انصرف). اهـ. ثم قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم به بسند الحاكم الذي تقدم. ثم قال: ورواه بيان عن قيس، فوقفه على سعد. اهـ. وأما الموقوف فمن طرقه: ما أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 310: 3486): قال: عن الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، وبيان، عن قيس بن أبي حازم، أن سعدًا قام في الركعتين، فسبحوا به، فجلس، ولم يسجد" وزيادة (ولم يسجد) فيها نظر وهي مخالفة لباقي الروايات، ونبه المحقق على ذلك. وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 34) قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن بيان، عن قيس، قال: "صلى سعد بن مالك بأصحابه فقام في الركعة الثالثة، فسبح به القوم، فلم يجلس، وسبح هو وأشار إليهم أن قوموا، فصلى وسجد سجدتين". وتقدم في الطريق الأخير عند أبي يعلى موقوفًا، وعند الطحاوي (1/ 441)، وعن المغيرة بن شعبة: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 310: 3483): قال: عن يحيى عن الثوري عن جابر، قال: حدثنا المغيرة بن شبيل عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "إذا قام الإِمام في الركعتين، فإِن ذكر قبل أن يستوي قائمًا فليجلس ويسجد سجدتي السهو". وجابر هو الجعفي الكوفي، ضعيف رافضي. اهـ. التقريب (137: 878). لكنه توبع عليه، فقد أخرجه:=
= الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 440): قال: حدثنا ابن مرزوق قال: ثنا أبو عامر، عن إبراهيم بن طهمان، عن المغيرة بن شبيل، عن قيس بن أبي حازم قال: صلى بنا المغيرة بن شعبة فقام من الركعتين قائمًا، فقلنا سبحان الله، فأومأ وقال: سبحان الله فمضى في صلاته فلما قضى صلاته وسلم، سجد سجدتين وهو جالس، ثم قال: "إذا صلى أحدكم فقام من الجلوس، فإِن لم يستتم قائمًا فليجلس، وليس عليه سجدتان، فإِن استوى قائمًا، فليمض في صلاته، وليسجد سجدتين، وهو جالس". وأخرجه أحمد في المسند (4/ 253): قال: حدثنا أسود بن عامر، ثنا إسرائيل، عن جابر عن المغيرة بن شبل، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة قال: "أَمَّنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الظهر أو العصر فقام فقلنا: سبحان الله فقال: سبحان الله وأشار بيده يعني قوموا فقمنا فلما فرغ من صلاته سجد سجدتين ثم قال: إذا ذكر أحدكم قبل أن يستتم قائمًا فليجلس وإذا استتم قائمًا فلا يجلس". وقال: ثنا حجاج قال: سمعت سفيان عن جابر بن عبد الله، عن المغيرة بن شبل، عن قيس فذكره نحو وزاد: (ويسجد سجدتي السهو). وقال: ثنا يزيد، أخبرنا المسعودي، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شعبة قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فنهض في الركعتين فسبحنا به فمضى فلما أتم الصلاة سجد سجدتي السهو، وقال مرة: فسبح به من خلفه فأشار أن قوموا. وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 34): نا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عن الشعبي قال: صليت خلف المغيرة بن شعبة فقام في الثانية فسبح الناس به فلم يجلس فلما سلم وانفتل سجد سجدتين وهو جالس ثم قال: هكذا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صنع".=
= وفي (2/ 35) قال: حدثنا مسعر، عن ثابت بن عبيد قال: صليت خلف المغيرة بن شعبة فقام في الركعتين فلم يجلس، فلما فرغ سجد سجدتين". وانظر الكبرى للبيهقي (2/ 344)، والمعرفة له (1/ ق 249/ أ). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 85/ ب) من الطريق الأخير لابن أبي شيبة، من حديث المغيرة نحوه وعزاه لأحمد بن منيع، وعن سعد أيضًا قال: رواه أحمد بن منيع واللفظ له، ورجاله ثقات، والبزار، ورواه أبو يعلى مرفوعًا وموقوفًا. اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 151): وقال: رواه أبو يعلى أيضًا ورجاله رجال الصحيح والمقصود أن روايات هذا الحديث جاءت متعارضة من وجهين: الرفع، والوقف، واختلف الوقف بين سعد والمغيرة. في رواياته عن سعد كان قبل التسليم، وفي بعضها عن المغيرة بعد التسليم. فأما الوجه الأول فإِنه غير ممتنع أن يقع لسعد، والمغيرة موقوفًا من فعلهما، وأن يكون وقع للنبي -صلى الله عليه وسلم- معهما في جمع من الصحابة أثناء صلاته بهم. كما وقع فيما نقله عبد الله بن بحينة فيما رواه البخاري ومسلم وغيرهما وتقدم في الذي قبله. وأما الوجه الثاني: فيظهر لي أن رواية (بعد التسليم) مرجوحة وهذا المسلك سلكه البيهقي: فقال في المعرفة (1/ ق 248/ أ): (وروي عن المغيرة بن شعبة في هذه القصة أنه سجدهما بعد السلام وإسناد حديث ابن بحينة أصح، ومع حديثه حديث معاوية، وعقبة بن عامر والعدد أولى بالحفظ من الواحد ...). اهـ. ونحوه في الكبرى (2/ 344). وحديث معاوية يأتي بعد حديثين، وحديث عقبة هو الحديث السابق.
الحكم عليه: حديث الباب إِسناده صحيح لذاته.
669 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْس (¬1) قَالَ: (دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَهُمَا قَاعِدَانِ فِي الْمَسْجِدِ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَلَّى بِنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صلاة المغرب، فلم يَقْرَأْ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى (¬3)، فَسَهَا، فَلَمَّا قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ: قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، وَسُورَةٍ، ثُمَّ عَادَ: فَقَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، وَسُورَةٍ، ثُمَّ مَضَى: حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ، (¬4) ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السهو". ¬
669 - تخريجه: أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 441): قال: حدثنا سليمان بن شعيب قال: ثنا عبد الرحمن بن زياد، قال: ثنا شعبة، قال: حدثني عكرمة بن عمار اليمامي، عن ضمضم بن جوس الحنفي، عن عبد الرحمن بن حنظلة بن الراهب، إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "صلى صلاة المغرب، فلم يقرأ في الركعة الأولى شيئًا، فلما كانت الثانية قرأ فيها بفاتحة القرآن، وسورة: مرتين، فلما سلم، سجد سجدتي السهو". هكذا بإبدال عبد الرحمن مكان عبد الله بن حنظلة، والمعروف عبد الله. والبيهقي في الكبرى (2/ 382): قال: أنبأ أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ. (ح).=
= وأنبا أبو الحسن علي بن أحمد المقري ابن الحمامي ببغداد، أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه، ثنا عبد الملك بن محمد، ثنا أبو عتاب، ثنا شعبة، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ: عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جوس، عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب قال: صَلَّى بِنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه المغرب، فلم يقرأ في الركعة الأولى شيئًا فلما قام في الركعة الثانية قرأ بفاتحة الكتاب، وسورة ثم عاد فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، فلما فرغ من صلاته سجد سجدتبن بعد ما سلم". لفظ حديث شعبة وفي رواية عاصم بن علي "ثم مضى فصلى صلاته ثم سجد سجدتي السهو ثم سلم"، وزاد عند قوله شيئًا نسيها، وهذه الرواية على هذا الوجه تفرد بها عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ، وسائر الروايات أكثر وأشهر، وإن كان بعضها مرسلًا، والله أعلم. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 85/ ب): مثله. 4 - وهو في البغية (1/ 250: 183): باب السهو في الصلاة: قريب منه بالفرق الذي تقدم.
الحكم عليه: إِسناده يحتاج إلى متابع لحال عكرمة بن عمار. ولم أجد هذا المعنى من غير طريق عكرمة، والظاهر والله أعلم هو ما قاله البيهقي إذ قال: وهذه الرواية على هذا الوجه تفرد بها عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ. اهـ. ثم يبدو لي أن ترك أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لقراءة الفاتحة، وهو إمام، وفي صلاة جهرية بحضور عدد من الصحابة الفقهاء ببعد أن يتم دون أن يسبحوا أو ينبهوه إذا تعداه فورًا فيعود فيقرؤها، فهذه الهيئة الواردة في هذا الأثر لم أرها في حديث ولا فيما طالعته من فقه الأئمة الأربعة في هذه المسألة. بل الوارد عن عمر نفسه خلاف هذا، كما سيأتي.
670 - حَدَّثَنَا (¬1) عَفَّان، ثنا حَمَّادٌ -يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ-، أنا (¬2) ثَابِتٌ، عَنْ صِلَةَ رَحِمهَ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَا يَذْكُر فِيهَا شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، لَمْ (¬3) يَسْأَلِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا شَيْئًا، إلَّا أَعْطَاهُ الله (¬4) إياه"). ¬
670 - تخريجه: هو في بغية الباحث (1/ 252: 184): باب فيمن صلى صلاة لا يذكر فيها أمر الدنيا: مثله. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 386): باب فضل الصلاة: قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، قال: ثنا ثابت بن أسلم، قال: ثنا صلة بن أشيم أن رسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ صَلَّى ركعتين لم يحدث نفسه فيهما بشيء من الدنيا: لم يسأل الله شيئًا إلَّا أعطاه إياه". هكذا قيدت بركعتين. وابن المبارك في الزهد (ص 402: 1143): قال: أخبرنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ صلة بن أشيم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَا يَذْكُرُ فِيهَا شَيْئًا من أمر الدنيا ثم سأل الله شيئًا أعطاه". وذكره الحافظ في الإصابة (3/ 260): في ترجمة صلة: قال: (أرسل حديثًا فذكره ابن شاهين، وسعيد بن يعقوب في الصحابة وهو من طريق حماد عن ثابت عنه=
= عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَا يَذْكُرُ فِيهَا شَيْئًا من أمر الدنيا لم يسأل الله شيئًا إلَّا أعطاه". والبوصيري في الإِتحاف (2/ ق 85/ ب): في باب السهو مثله. وقال: رواه الحارث مرسلاورجاله ثقات. اهـ. والغزالي في "الإحياء، (1/ 150) ة باب فضيلة الخشوع: بلفظ مغاير قال: وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى ركعتين لم يحدث نفسه فيهما بشيء من الدنيا غفر له ما تقدم من ذنبه"). اهـ. وفي تعليق الحافظ العراقي عليه أشار لحديث الباب، وإلى رواية حديث الإحياء في الصحيحين. وفي (1/ 337: 381): من تخريج الإحياء زيادة: (وأخرج الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء: "من صلى ركعتين يتم ركوعه وسجوده لم يسأل الله تعالى شيئًا إلَّا أعطاه إياه عاجلًا أو آجلًا"). اهـ. قلت: وهذه الرواية، وإن قيدت بركعتين إلَّا أنها تصلح شاهدًا جيدًا لحديث الباب لكني لم أقف على سندها عند الطبراني.
الحكم عليه: رجال إِسناده ثقات لكنه مرسل بين صلة والنبي -صلى الله عليه وسلم- إذ الصحيح أن صلة من كبار التابعين وليس صحابيًا. ويغلب على الظن أن الساقط صحابي. وفيما ذكر عند الطبراني عن أبي الدرداء ما يشهد لمعناه لكن بتحديد الصلاة بركعتين، ولم أقف على إِسناده. وفيما تضمناه من معنى، دون الأجر المترتب وهو إجابة الدعاء يشهد له ما أخرجه البخاري وغيره. انظر صحيحه مع الفتح (1/ 259: 159): باب الوضوء ثلاثًا ثلاثًا: من حديث عثمان رضي الله عنه: (أنه دعا بإناء فأفرغ على كفيه ... الحديث إلى قوله:=
= ثم قال -أي عثمان-: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه"). فرتب الأجر بالمغفرة، وليس بإجابة الدعاء في تلك الصلاة، ولا مانع -فيما يظهر لي- من حصول الاثنين ففضل الله تعالى واسع. وهذا الحديث على ما تقدم حسن لغيره، والله أعلم.
671 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ هِلَالٍ (¬1)، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنيسة، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: (صَلَّى بِنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا، فَقَامَ فِي رَكْعَتَيْنِ فَسَبَّحُوا بِهِ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِمْ (¬2)، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ وَسَلَّمَ: انْصَرَفَ فَخَطَبَهُمْ، قَالَ: "رَأَيْتُ (¬3) رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَلَ كَالَّذِي رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ (¬4)، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُهُ فَعَلَهُ لَمْ أَفْعَلْهُ". ¬
671 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ ق 342/ أ): قال: ثنا عمرو بن محمد به قريبًا منه. وفي المقصد العلي (1/ 360: 318): مثله بزيادة "أن قوموا" بعد قول الراوي "فأومأ إليهم". وذكره الوصيري في الإِتحاف (2/ 85/ ب): باب السهو مثله، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال العلاء بن هلال، وتعذر معرفة معاوية بن علي. لكن له شواهد عن عبد الله بن بحينة عند البخاري وغيره، وتقدم برقم (267) عن عمرو بن العاص، وعقبة بن عامر، وبرقم (268) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم، فهو حسن لغيره بشواهده.
672 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "سَجْدَتَا السَّهْوِ تُجْزِئَانِ مِنْ كُلِّ زِيَادَةٍ وَنَقْصٍ". [2] وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ بِشْرٍ الْأَسَدِيُّ، ثنا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ فَذَكَرَهُ. * حكيم ضعيف. ¬
672 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 68: 4592): بالإسناد الأول ولفظه: "وسجدتا السهو تجزيء في الصلاة من كل زيادة ونقصان". وفي (8/ 140: 4684) بالإسناد الثاني مثل لفظ حديث الباب لكنه قال: (نقصان) بالألف والنون. وهو في المقصد العلي (1/ 363: 321، 322) ولم يسم الباب. وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 639): قال: ثنا أحمد بن منصور الحاسب، وعلي بن سعيد الرازي قالا: حدثنا محمد بن بكار، (ح). وحدثنا أحمد بن حفص قال: ثنا الترجماني قالا: حدثنا حكيم بن نافع الرقي به نحوه قال: ولم يقل الحاسب، وعلي تجزئان. ثم قال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم رواه عن هشام بن عروة غير حكيم بن نافع، وروي عن أبي جعفر الرازي عن هشام بن عروة، ويقال: إن أبا جعفر هو كنيته حكيم بن نافع، فكان الحديث رجع إلى أنه لم يروه عن هشام غير حكيم. اهـ. قلت: فيه نظر -فيما يظهر لي- لأن حكيمًا إن كانت كنيته أبا جعفر فلم أجد في نسبته الرازى عند من ترجم له، والذي يظهر لي أنه غيره. وأبو جعفر الرازي=
= التميمي مولاهم مشهور بكنيته ولا يبعد أن يكون هو وهو صدوق سيِّئ الحفظ خصوصًا عن مغيرة، وانظر: التقريب (629: 8019). والبزار، انظر: كشف الأستار (1/ 277: 574): باب سجود السهو قال: حدثنا حميد بن الربيع، ثنا محمد بن بكار، ثنا حكيم بن نافع به نحوه. وفي زوائد البزار للحافظ ابن حجر (3/ 947: 574): زاد الحافظ: (حكيم ضعفه أبو زرعة ووثقه غيره). اهـ. ومن هذا الطريق أخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 346): في باب من أكثر عليه السهو في صلاته فسجدتا السهو تجزئان عن ذلك كله: قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا أحمد بن علي الخزاز، ثنا محمد بن بكار، ثنا حكيم بن نافع الرقي عن هشام بن عروة. (ح). وأخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا أحمد بن حفص ثنا الترجماني، ثنا حكيم بن نافع الرقي به نحوه. قال: وهذا الحديث يعد من أفراد حكيم بن نافع الرقي، وكان يحيى بن معين يوثقه، والله أعلم. (ليس هو أن أفراد حكيم بل أسنده ابن عدي في الكامل من حديث أبي جعفر الرازي عن هشام بذلك، ثم إن البيهقي اقتصر على توثيق ابن معين له وهو متكلم فيه قال الساجي: منكر الحديث ... إلى أن قال: ثم إن البيهقي فهم من قوله (من كل زيادة ونقصان) تكرر السهو في صلاة واحدة وقد تقدم ما على هذا في باب من قال يسجدها بعد التسليم). اهـ. من الكبرى (2/ 336). وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (8/ 262): قال: أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا موسى بن جعفر بن محمد بن عرفة السمسار، حدثنا أبو جعفر=
= محمد بن صالح بن ذريح العكبري، حدثنا أبو إبراهيم الترجماني، حدثنا حكيم بن نافع القرشي به نحوه. وفي (10/ 80): قال: أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا عبد الله بن محمد بن سورة البلخي، حدثنا علي بن محمد الحنظلي، أخبرنا أبو جعفر الرازي عن هشام بن عروة به نحوه. 6 - وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 151): باب السهو في الصلاة، وقال: رواه أبو يعلى والبزار، والطبراني في الأوسط، وفيه حكيم بن نافع ضعفه أبو زرعة ووثقه ابن معين. اهـ. والبوصيري في الإِتحاف (2/ 85/ ب): باب السهو وقال: (رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف حكيم بن نافع). اهـ. وذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة وحسنه. انظر (4/ 510: 1889).
الحكم عليه: إِسناده من طريق أبي يعلى ضعيف لحال حكيم وهو ضعيف -وحديثه صالح للاعتبار- ولجهالة ابن بشر. لكن حكيمًا توبع عليه من طريق أبي جعفر الرازي، وعلى فرض كون أبي جعفر الرازي هو حكيم، فإِن شواهد هذا المعنى كثيرة. منها ما أخرجه مسلم انظر صحيحه مع شرح النووي (5/ 61)؛ من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وفيه: (... إنه لو حدث في صلاة شيء أنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فإِذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسجد سجدتين). اهـ. وعنده من حديث غيره انظر (5/ 60 - 67). وفي رواية لحديث ابن مسعود (5/ 67): قال: " ... إذا زاد الرجل أو نقص فليسجد سجدتين، قال: ثم سجد سجدتين". اهـ. وعليه فهو حسن لغيره.
8 - أبواب الجمعة
8 - أَبْوَابُ الْجُمُعَةِ 1 - بَابُ فَضْلِ الْجُمُعَةِ، وَالسَّاعَةِ الَّتِي تُرْجى (¬1) فِيهَا إِجَابَةُ الدُّعَاءِ 673 - [1] قَالَ (¬2) أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "جَاءَنِي جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - بِمِرْآةٍ بَيْضَاءَ: فِيهَا (¬3) نُكْتَة سَوْدَاءُ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ الْجُمُعَةُ فِيهَا سَاعَةٌ). [2] وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الحِميري، ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ (¬4) حُمْرَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَير (¬5)، عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه سلم-: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَيَّامُ: فَعُرِضَ عَلَيَّ مِنْهَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فإِذا هِيَ كَالْمِرْآةِ الْحَسْنَاءِ، وَإِذَا فِي وَسَطِهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا السَّوَادُ؟ قال: هذه الساعة". ¬
الحكم عليه: إِسناده من الطريقين ضعيف: في الأول لحال يزيد الرقاشي، وفي الثاني لحال الضحاك وكلاهما ضعيف يعتبر حديثه.
[3] وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ (¬1)، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَتَانِي جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- بِالْجُمُعَةِ، وَهِيَ كَالْمِرْآةِ الْبَيْضَاءِ: فِيهَا (¬2) كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ: فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ الْجُمُعَةُ قُلْتُ: وَمَا الْجُمُعَةُ؟ قَالَ: لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ، قُلْتُ: وَمَا لَنَا فِيهَا؟ قَالَ: يَكُونُ (¬3) عِيدًا لَكَ، وَلِقَوْمِكَ مِنْ بَعْدَكَ، وَيَكُونُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى تَبَعًا لَكَ، قُلْتُ: وَمَا لَنَا فِيهَا؟ قَالَ: لَكُمْ فِيهَا سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ (¬4) مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ: إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ- إِنْ كَانَ لَهُ فِيهَا (¬5) قَسْمٌ، وَإِلَّا ادَّخَرَ لَهُ عِنْدَهُ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ -إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِقَسْمٍ-، أَوْ تَعَوَّذَ بِهِ مِنْ شَرٍّ هُوَ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ: إِلَّا دَفَعَ عَنْهُ مِنَ (¬6) الْبَلَاءِ: مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ، قُلْتُ: وَلِمَ ذَاكَ؟! قَالَ: لِأَنَّ رَبَّكَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ، فإِذا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ: هَبَطَ مِنْ عِلِّيِّينَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، ثُمَّ حُفَّ (¬7) الْكُرْسِيُّ بِمَنَابِرَ من ذهب مكللة بالجوهر، ثُمَّ جِيءَ بِالنَّبِيِّينَ: فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا، ثُمَّ تُحَفُّ (¬8) الْمَنَابِرُ بِكَرَاسِيَّ مِنْ نُورٍ، ثُمَّ يَجِيءُ بِالشُّهَدَاءِ ¬
حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَيْهَا، وَيَنْزِلُ أَهْلُ الْغُرَفِ (¬9) فَيَجْلِسُونَ عَلَى الْكَثِيبِ ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ رَبُّهُمْ، ثُمَّ يَقُولُ: سَلُونِي أُعْطِكُمْ (¬10): فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا، فَيَقُولُ: [رِضَائِي: أُحِلُّكُمْ دَارِي، "وَأُنِيلُكُمْ" (¬11) كَرَامَتِي، فَسَلُونِي أُعْطِكُمْ، فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا] (¬12)، فَيُشْهِدُهُمْ أَنَّهُ قَدْ رَضِيَ عَنْهُمْ. قِيلَ: فَيُفْتَحُ لَهُمْ مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعَ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بِشْرٍ، قَالَ: وَذَلِكُمْ مِقْدَارُ انْصِرَافِكُمْ مِنَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: ثم يرتفع (¬13) مَعَهُ النَّبِيُّونَ، وَالصِّدِّيقُونَ، وَالشُّهَدَاءُ، وَيَرْجِعُ (¬14) أَهْلُ الْغُرَفِ إِلَى غُرَفِهِمْ، وَهِيَ دُرَّة بَيْضَاءُ، أَوْ دُرَّةٌ حَمْرَاءُ، أَوْ زَبَرْجَدَةٌ (¬15) خَضْرَاءُ مِنْهَا (¬16) غُرَفُهَا وَأَبْوَابُهَا مُطَّرِدة (¬17) أَنْهَارُهَا، رَفِيعَةٌ (¬18) ثِمَارُهَا (¬19) مُتَدَلِّيَةٌ، لَيْسَ فِيهَا غَمٌّ (¬20)، وَلَا هَمٌّ. قَالَ: فَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ بِأَحْوَجَ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ: لِيَزْدَادُوا (¬21) إِلَى ربهم نظرًا، ويزدادوا منه كرامة". ¬
= الحكم عليه: إِسناده ضعيف لحال: ليث، وعثمان البجلي. وكلاهما اختلط حديثه ولم يتميز.
[4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ (¬1)، ثنا الصَّعِْق بْنُ حَزْن (¬2)، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ (¬3)، عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه- فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَفِيهِ: "وَنَحْنُ نَدْعُوهُ عِنْدَنَا يَوْمَ الْمَزِيدِ، قُلْتُ: مَا الْمَزِيدُ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى: جَعَلَ فِي الْجَنَّةِ (¬4) وَادِيًا أَفْيَحَ (¬5)، وَجَعَلَ فِيهِ كُثْبَانًا مِنَ الْمِسْكِ (¬6)، فإِذا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةُ: نَزَلَ فِيهِ (¬7) وَقَالَ: اكْسُوا عِبَادِي، أَطْعِمُوا عِبَادِي، اسْقُوا عِبَادِي، طيِّبوا (¬8) عِبَادِي ثُمَّ يَقُولُ: مَاذَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ رِضْوَانَكَ رَبَّنَا، فَيَقُولُ: قَدْ رَضِيتُ عَنْكُمْ، فَيَنْطَلِقُونَ، وَتَصْعَدُ (¬9) الْحُورُ الْعِينُ إِلَى الْغُرَفِ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ (¬10) خَضْرَاءَ، أَوْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ". هَذَا [آخِرُ الْحَدِيثِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ ما بعده] (¬11)، وإِسناده أجود من الأول. ¬
الحكم عليه: إِسناده حسن لذاته لحال شيبان وهو صدوق، وهو صحيح لغيره كما سيأتي.
[5] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المُحَبَّر، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتنبت (¬1) الْكَبَائِرُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ (¬2)، وَإِنَّ الْجُمُعَةَ لَتُكَفِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ؟ "قَالَ نَعَمْ"، وَزِيَادَةُ (¬3) ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَإِنَّ فِيهَا (¬4) سَاعَةً (¬5) لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَعُرِضَ عَلَيَّ الْأَيَّامُ، فَرَأَيْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهَا (¬6) كَأَنَّهَا (¬7) مَرْآةٌ بَهَاءً، وَنُورًا، فَسَرَّنِي (¬8)، ثُمَّ رَأَيْتُ فِيهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَقَالَ: هِيَ السَّاعَةُ التي تقوم (¬9) فيها القيامة". ¬
673 - تخريجه: ومن طريق أبي بكر عن وكيع: أخرجه أبو يعلى في المسند (7/ 130: 4089): قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وكيع، عن الأعمش به مثله.
= وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 379: 353): باب الجمعة، و"مجمع الزوائد" (2/ 164) وقد تابع وكيعًا عليه أبو معاوية، فقد: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 151): باب فضل الجمعة، ويومها قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش به مثله. وفي الطريقين يزيد الرقاشي. ومن طريق أبي سفيان الحميري: أخرجه بحشل في موضعين من تاريخ واسط ص (64، 171): قال: ثنا حمدون بن سلم بن بزرج الحذاء، قال: ثنا أبو سفيان الحميري، قال: ثنا الضحاك بن حمرة ولفظه: "عرضت علي الأيام، وعرض علي فيها يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فإِذا هِيَ كَالْمِرْآةِ الْحَسْنَاءِ، وَإِذَا فِي وَسَطِهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فقيل لي الساعة" وفيه الضحاك وهو ضعيف. لكنه حسن لغيره بالذي قبله. وفيه أن المرآة البيضاء هي يوم الجمعة، والنكتة السوداء هي الساعة في حين لم يكن هذا المعنى واضحًا في لفظ الذي قبله. والطبراني في الأوسط (2/ ق 160/ ب): قال: حدثنا محمد بن العباس، ثنا محمد بن حرب النسائي، ثنا أبو سفيان الحميري، ثنا الضحاك بن حمرة به نحوه قريبًا مما في تاريخ واسط. ثم قال: لم يرو هذا الحديث عن يزيد بن خمير إلا الضحاك بن حمرة، تفرد به أبو سفيان الحميري. اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 164)، ومجمع البحرين (ق 43/ أ). ومن طريق المحاربي:=
= أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (2/ 150): قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ ليث به نحوه وفيه تصحيفات. وبعد قوله (إِلَّا دَفَعَ عَنْهُ مِنَ الْبَلَاءِ مَا هُوَ أعظم منه) زيادة في المصنف: (قال: قلت له: وما هذه النكتة فيها، قال: هي الساعة، هي تقوم يوم الجمعة، وهو عندنا سيد الأيام، ونحن ندعوه يوم القيامة ويوم المزيد). اهـ. وفيه ليث بن أبي سليم، وعثمان البجلي. أما ليث: فقد تابعه عليه زياد بن خيثمة، وذلك فيما: أخرجه أبو القاسم الأصفهاني في الترغيب والترهيب باب في فضل الجمعة والترغيب في العمل في يوم الجمعة: (ق 90/ ب): قال: أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، ثنا والدي، ثنا خيثمة بن سليمان، ومحمد بن سعيد، واللفظ له، قالا: ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان، ثنا شجاع بن الوليد، ثنا زياد بن خيثمة، عن عثمان بن أبي مسلم -وهو ابن عمير-، به بقصة في أوله، وفيه زيادة على لفظ حديث الباب، ونقصان أيضًا، والألفاظ الباقية نحوه. وزياد بن خيثمة هو الجعفي الكوفي ثقة. اهـ. التقريب (219/ 2070). وشجاع بن الوليد بن قيس السَّكُوني أبو بدر صدوق ورع له أوهام. اهـ. التقريب (264: 2750). قال الحافظ: والذي ظهر لي أنه ثقة يهم قليلًا، انظر ترجمته في الحديث (125). ويحيى بن جعفر بن الزبرقان هو يحيى بن أبي طالب: قال الدارقطني: لم يطعن فيه أحد بحجة لا بأس به عندي، وقال موسى بن هارون: أشهد أنه يكذب. اهـ. قال الذهبي: في كلامه لا في الرواية. اهـ. المغني (2/ 732، 738). ومن طريق شيبان:=
= أخرجه أبو يعلى في المسند (7/ 228: 4228): قال: حدثنا شيبان بن فروخ به نحوه أخرجه بطوله، وفيه زيادة عما هنا ونقصان يسير. وانظر مجمع الزوائد (2/ 163 - 164، 10/ 421). ومن طريق ابن المحبر: أخرجه الحارث بن أبي أسامة، انظر بغية الباحث (1/ 257: 190): باب ما جاء في فضل يوم الجمعة: قال: حدثنا داود بن المحبر به نحوه قريبًا منه. وفيه "فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَإِنَّ الْجُمُعَةَ لتكفر إلى الجمعة؟ قال: نعم، وتزيد ثلاثة أيام". اهـ. فتبين أن السائل هو الرجل، والمقرِّر هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفيه قبل قوله "فسرني": "وفضلت على سائر الأيام". اهـ. وله طرق أخرى عن غير الخمسة الذين تقدموا عن أنس، منها: ما أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ ق 120/ أ): قال: حدثنا محمد بن أبي زرعة الدمشقي، ثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن سالم بن عبد الله، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: فذكر الحديث نحو لفظ أبي يعلى [4]. ثم قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن ثوبان إلا الوليد بن مسلم. اهـ. وعنده أيضًا: في الأوسط (1/ ق 114/ ب): قال: حدثنا أحمد بن زهير: قال: نا محمد بن عثمان بن كرامة، قال: نا خالد بن مخلد القطواني، قال: نا عبد السلام بن حفص، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك به نحو اللفظ الثالث عند أبي بكر. وهو في مجمع الزوائد (10/ 421): ثم قال الهيثمي بعده: رواه البزار، والطبراني في الأوسط بنحوه، وأبو يعلى باختصار، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح، واحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح غير=
= عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وقد وثقه غير واحد وضعفه غيرهم، وإِسناد البزار فيه خلاف. اهـ. قلت: عبد الرحمن قال فيه الحافظ في التقريب: العنسي الدمشقي الزاهد، صدوق يخطئ ورمي بالقدر، وتغير بآخره. اهـ. (337/ 3820). وفيه عنعنة الوليد بن مسلم عنه، لكن كلاهما قد توبع عليه كما مضى وكما سيأتي. وأخرجه أبو القاسم الأصفهاني في الترغيب والترهيب (ق 90/ ب): قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد الوهاب، ثنا والدي، ثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن عمرو بن دحيم الدمشقي، ثنا أبو هشام إسماعيل بن عبد الرحمن الكناني، ثنا الوليد بن الوليد، ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به نحوه. فقال الوليد بن الوليد، بدلًا من الوليد بن مسلم. وطريق عبد الرحمن عند الطبراني رجحه الهيثمي كما تقدم. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 274): فصل في نظر أهل الجنة إلى ربهم تبارك وتعالى: بطوله ثم قال: (رواه ابن أبي الدنيا، والطبراني في الأوسط بإسنادين أحدهما جيد قوي، وأبو يعلى مختصرًا، ورواته رواة الصحيح، والبزار، واللفظ له). اهـ. وفي باب الترغيب في صلاة الجمعة والسعي إليها، انظر صحيح الترغيب والترهيب: (1/ 291: 694): ذكره بنحوه، وقال المنذري: (رواه الطبراني في الأوسط بإِسناد جيد). اهـ. وصححه الألباني. ومن طريق الوليد بن مسلم عن غير عبد الرحمن: أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 72): قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا جرير بن عرفة، قال: ثنا يزيد بن عبد ربه الجرجاني قال: ثنا الوليد عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أنس بن مالك به مختصرًا ثم قال:=
= غريب من حديث الأوزاعي عن يحيى متصلًا مرفوعًا لم نكتبه إلا من هذا الوجه، وقيل: إنه تفرد به يزيد. اهـ. قلت: هذا مجمل طرقه عن أنس، وروي نحوه عن حذيفة -رضي الله عنه- وغيره، وهو كما ترى صحيح لغيره بمتابعاته المتعددة لأغلب ألفاظه. وذكره السيوطي في رسالتيه اللمعة في خصائص يوم الجمعة ص (69)، وعزاه للشافعي في الأم، وفي إسبال الكساء على النساء ص (17)، وعزاه للبزار، والطبراني في الأوسط، وأبو يعلى، والآجري، والبيهقي كلاهما في كتاب الرؤية، قال ورواه غيرهم من طرق جيدة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-. اهـ. والبوصيرى في الإِتحاف (2/ ق 85/ ب، 86/ أ): كتاب الجمعة، باب فضل يوم الجمعة، وما جاء في ساعتها: فقال عن [1] رواه أبو بكر بن أبي شيبة وفي سنده يزيد الرقاشي. اهـ. وقال عن [2] رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند حسن. اهـ. ونحو [3]، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، والحارث، وأبو يعلى، والطبراني مختصرًا بسند جيد، ورواه أبو يعلى أيضًا بسند صحيح ولفظه ... ثم ذكر [4]. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 157 - 159: 577 - 581).
الحكم عليه: إِسناده ضعيف جدًا لحال ابن المحبر، وأبان وهما متروكان.
674 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا أَبِي، عَنْ عَوَّامٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ (¬1) الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ: أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ سَاعَةً، لَيْسَ فِيهَا سَاعَةٌ: إلَّا وَلِلَّهِ تَعَالَى فِيهَا سِتُّمِائَةِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ" قَالَ: فَخَرَجْنَا (¬2) مِنْ عِنْدِهِ، فَدَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ، فَذَكَرْنَا لَهُ حَدِيثَ ثَابِتٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُهُ، وَزَادَ فِيهِ "كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ". [2] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْر (¬3)، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، ثنا الْأَزْوَرُ (¬4) بْنُ غَالِبٍ، عَنْ ثَابِتٍ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه نَحْوَهُ: لَكِنْ قَالَ فِيهِ: "سِتُّمِائَةِ أَلْفِ عَتِيقٍ"، وَقَالَ فِي آخِرِهِ، قال أحدهما (¬5): "كلهم قد استوجب (¬6) النار" (¬7). ¬
674 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 201: 3484): قال: حدثنا عبد الله بن عبد الصمد به مثله بإبدال ثم مكان فاء العطف في الفعل (خرجنا).=
= وبرقم (3434): حدثنا محمد بن بحر به مثله بقوله (استوجبوا) بالواو. وبرقم: (3435): حدثنا محمد بن بحر، حدثنا أبو ميمون شيخ من أهل البصرة، حدثنا ثابت به ولفظه: "إن لله في كل ساعة من ساعات الدنيا ست مائة ألف عتيق يعتقهم من النار، كلهم قد استوجب النار". قال المحقق: إِسناده ضعيف جدًا. اهـ. وهو في المقصد العلي (1/ 381: 355): باب فيما يعتق الله من النار في يوم الجمعة وليلته. من الطريق الأول: وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 408): من طريقين الثاني من طريق أبي يعلى قال في الأول: ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا محمد بن أبي السري، ثنا يحيى بن سليم الطائفي، حدثنا الأزور بن غالب عن سليمان التيمي به نحوه ثم قال: ثناه أَبُو يَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ مثله -أي مثل لفظه الأول عند ابن عدي-. وابن حبان في المجروحين (1/ 178) قال في ترجمة الأزور: روى عن سليمان التيمي، وثابت عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان يقول: "إن لله عَزَّ وَجَلَّ في كل يوم ستمائة ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار". ثناه الحسين بن عبد الله القطان بالرقة، ثنا عمرو بن هشام الحراني، ثنا يحيى بن سليم عن الأزور بن غالب. ثم قال: (هذا متن باطل لا أصل له). اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 165): باب في الجمعة وفضلها: باللفظ الأول ثم قال: (رواه أبو يعلى من رواية عبد الصمد بن أبي خداش عن أم عوام البصري ولم أجد من ترجمها). اهـ. كذا في المجمع والذي تقدم أنه (العوام البصري)، والله أعلم.=
= والمنذري في الترغيب والترهيب (1/ 250: 20): الترغيب في صلاة الجمعة وفضلها: شبيهًا بطريقة سياقة الحافظ للفظ الأول ثم قال: (رواه أبو يعلى، والبيهقي باختصار ولفظه "لله في كل جمعة ستمائة ألف عتيق من النار"). اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 86/ ب): باب فضل يوم الجمعة: باللفظ الأول ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي وفي سنده عبد الواحد بن زيد، قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه. اهـ. وباللفظ الثاني ثم قال: رواه أبو يعلى بسند فيه الأزور بن غالب، قال ابن حبان: لا يحتج به إذا انفرد، قال ومتن الحديث الذي رواه باطل لا أصل له. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 160 - 161: 582) بالألفاظ الثلاثة عند أبي يعلى وعزاها له.
الحكم عليه: وإسناده من الطريقين اللذين ذكرهما الحافظ ضعيف جدًا. الأول لحال عبد الواحد بن زيد، والثاني لحال الأزور بن غالب إضافة إلى ما فيهما من علل أخرى. والطريق الثالث عند أبي يعلى ضعيف لحال محمد بن بحر، وإن ثبت فلا علاقة له بالجمعة. فالحديث كما وصفه ابن حبان (باطل لا اصل له). اهـ.
675 - وَقَالَ (¬1) إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، ثنا الْأَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَدْعُو بِخَيْرٍ إلَّا اسْتُجِيبَ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيَّةُ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: إِذَا تَدَلَّتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ، وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَقُولُ لِغُلَامٍ يُقَالُ لَهُ أَرْبَدُ: أَصْعَدِ عَلَى الظِّرَابِ فإِذا رَأَيْتَ الشَّمْسَ تَدَلَّتْ لِلْغُرُوبِ فَأَخْبِرْنِي، فَيُخْبِرُهَا وَكَانَتْ تَقُومُ إِلَى مَسْجِدِهَا فَلَا تَزَالُ تَدْعُو حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ ثُمَّ تُصَلِّي. * قُلْتُ: زَيْدٌ لَمْ يُدْرِكْ فَاطِمَةَ، وسعيد بن راشد واه. ¬
675 - تخريجه: الحديث أخرجه إسحاق (5/ 12: 2109) به. ورواه البيهقي في شعب الإيمان (3/ 93) برقم (2977) من حديث المحاربي، ثنا الأصبغ عن سعيد، عن زيد، عن مرجانة، عن فاطمة، ومرة عن زيد، عن أبيه، عن فاطمة ومرة عن زيد عمن حدثه عن فاطمة قال ابن حجر في فتح الباري (2/ 421): في إِسناده اختلاف على زيد بن علي وفي بعض رواته من لا يعرف حاله. وأخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 225: 6436) مقتصرًا. على المرفوع من طريق الأصبغ حدثني زيد حدثني على حدثني مرجانة به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 166): مرجانة لم تدرك فاطمة وهي مجهولة وفيه مجاهيل غيرها ومرجانة ذكرها ابن حبان في الثقات (5/ 466) وقال عنها ابن حجر: مقبولة. (سعد).
676 - [1] وَقَالَ إِسْحَاقُ (¬1): أَخْبَرَنَا (¬2) سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُصَيْرَةَ (¬3) الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ العُطَارِدَي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ (¬4): "بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: الْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ لِمَنِ اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ؟ فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نَعَمْ، ثُمَّ (¬5) زَادَهُ فَقَالَ: الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ، وَالْمَشْيُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ: كُلُّ قَدَمٍ مِنْهَا لِعَمَلِ (¬6) عِشْرِينَ سَنَةً، فإِذا فَرَغَ مِنْ (¬7) صَلَاةِ الْجُمُعَةِ أُجِيزَ (¬8) بِعَمَلِ مِائَتَيْ (¬9) سَنَةٍ". [2] أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ حُمْرَة (¬10)، عَنْ أَبِي نُصَيْرَة (¬11)، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ، وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كُفّرَت (¬12) عَنْهُ ذُنُوبُهُ وَخَطَايَاهُ. فإِذا (¬13) أَخَذَ (¬14) فِي الْمَشْيِ (¬15) كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ عِشْرِينَ سَنَةً، فإِذا فَرَغَ مِنَ الْجُمُعَةِ، أُجِيزَ بِعَمَلِ مِائَتَيْ سَنَةٍ". * قَالَ إِسْحَاقُ (¬16): الضَّحَّاكُ بْنُ حُمْرَةَ: ثِقَةٌ في الحديث. - أحمد في الزهد. ¬
676 - تخريجه: من طريق بقية: أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1418): قال: ثنا أبو قصي: إسماعيل بن محمد، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا بقية، ثنا الضَّحَّاكِ بْنِ حُمْرَةَ، عَنْ أَبِي نُصَيرة، عَنْ أبي رجاء العطاردي، عن عمران بن حصين، وأبي بكر الصديق مرفوعًا، ولفظه: "من اغتسل يوم الجمعة: كفرت عنه خطاياه، وذنوبه كعمل عشرين سنة فإِذا فرغ من صلاته أجيز بعمل مائتي سنة". والبيهقي في شعب الإيمان (1/ ق 215/ أ): قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، ثنا أحمد بن يعقوب بن إسحاق السمسي، ثنا عمار بن نصير، ثنا عيسى المروزي، ثنا بقية بن الوليد الحمصي عن الضحاك بن حمرة به نحو حديث الباب. وفي طريقه عند ابن عدي: خالف في متنه، وجعل التكفير بمقدار عمل عشرين سنة، في حين جعله في حديث الباب: لكل خطوة عمل عشرين سنة، وإذا فرغ أيضًا أجيز بعمل مائتي في سنة!. وقد أعله بعض المحققين بعنعنة بقية فقط، وصرح بقية بالتحديث كما تقدم في طريقه عند ابن عدي. لكن فيه عللًا أخرى، وأيضًا فإِن تصريح بقية لا يفيد كثيرًا لأنه يدلس تدليس تسوية. ومن طريق الضحاك:=
= أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ ق 268/ ب): قال: حدثنا عبد الله بن محمد الأشعث قال: ثنا إبراهيم بن محمد بن عبيدة، قال: ثنا أبي قال: ثنا الجراح بن مليح، قال: حدثني إبراهيم بن عبد الحميد عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ حُمْرَةَ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ به ولفظه "من اغتسل يوم الجمعة كفرت ذنوبه وخطاياه، فإِذا أخذ في المشي كتب له بكل خطوة عشرون حسنة، فإِذا انصرف من الصلاة: أجيز بعمل مائتي سنة". وفي متنه اختلاف كما ترى، إذ جعل بكل خطوة عشرين حسنة، لا عمل عشرين سنة كما في حديث الباب وما تقدم، وبينهما فرق كبير. ومن طريق سويد بن عبد العزيز: أخرجه البيهقي في الشعب (1/ ق 215/ أ): قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو حامد أحمد بن محمد بن الحسين البيهقي، ثنا داود بن الحسين، ثنا محمد بن هشام البعلبكي، ثنا سويد عن أبي نصيرة الواسطي به من حديث أبي بكر وحده نحوه. وهو في علل الدارقطني في مسند أبي بكر الصديق. انظر: المطبوع (1/ 260: 53): وقال الدارقطني: يرويه أبو نصير الواسطي، واختلف عنه. فرواه سويد بن عبد العزيز، عن أبي نصير، عن أبي رجاء، عن أبي بكر وخالفه الضحاك بن حمرة: فرواه عن أبي نصير، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وعن أبي بكر الصديق. وقيل: عنه عن أبي رجاء، عن عمران، عن أبي بكر. وأبو نصير ضعيف، والحديث غير ثابت. اهـ. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 247: 9): باب الترغيب في صلاة=
= الجمعة والسعي إليها: قال: عن عتيق أبي بكر الصديق، وعن عمران بن حصين -رضي الله عنهم- قالا: فذكره بمثل لفظ الطبراني الذي تقدم ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفي الأوسط أيضًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وحده وقال فيها كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ عِشْرِينَ سَنَةً". اهـ. والبوصيري في الإِتحاف (2/ ق 87/ ب): باب الاغتسال يوم الجمعة: مثل اللفظ الثاني ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف لتدليس بقية بن الوليد ورواه الطبراني في الكبير. اهـ. ذكره من حديث عمران، وأبي بكر -رضي الله عنهما-. ومن حديث أبي بكر -رضي الله عنه-، وحده، نحو اللفظ الأول ثم قال: (رواه إسحاق، والطبراني في الأوسط). اهـ. وانظر: مجمع البحرين (ق 43/ ب): باب الغسل يوم الجمعة، ومجمع الزوائد (2/ 174): باب حقوق الجمعة من الغسل والطيب ونحو ذلك، بلفظين وقال في الأول: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه الضحاك بن حمرة ضعفه ابن معين والنسائي، وذكره ابن حبان في الثقات. اهـ. وقال في الثاني: رواه الطبراني في الأوسط" وفيه عباد بن عبد الصمد أبو معمر ضعفه البخاري، وابن حبان. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ برقم 584. 585. 593، 594)، في باب فضل الجمعة، باب الغسل يوم الجمعة، والمشي عليها. وقال بعد قول إِسْحَاقُ: الضَّحَّاكُ بْنُ حُمْرَةَ ثِقَةٌ فِي الْحَدِيثِ. قلت: قوله (وأحمد في الزهد). قال المحقق: كذا في المسندة، فكأنه كان في موضع البياض، ذكر غير أحمد ممن خرجه، فسقط، أو ابن حجر نفسه بيَّض لذكره ثم لم يتأت له. اهـ. قلت: وهو الظاهر والله أعلم، فإِن كتاب الزهد أحمد ليس من شرط الحافظ في=
= كتابه المطالب، إضافة إلى أن حديث الباب له علاقة بموضوع كتاب الإِمام أحمد. وقول (أحمد في الزهد) جاء في النسخ متصلًا مما بعده مما يوهم بأن سند الحديث الآتي، لأحمد، وليس كذلك فيما يظهر. جاء في (ك) بعد باب فضل الجمعة، باب من تجب عليه الجمعة، ثم جاء بعده باب الغسل يوم الجمعة والمشي إليها، وأحاديث هذا الباب هي الأحاديث: (2/ 216، 217)، ثم جاء بعده باب الغسل للجمعة مرة ثانية.
الحكم عليه: وإسناده من الطريق الأول ضعيف لحال سويد بن عبد العزيز، ومن الطريق الثاني أيضًا لحال الضحاك بن حمرة، وعنعنة بقية. وقد مضى في طريقه عند ابن عدي أنه صرح بالتحديث، لكن يبقى حال الضحاك وهو وسويد قد توبعا عليه. لكن مداره على أبي نصيرة، وهو يخطئ، وأظن هذا الحديث والله أعلم مما أخطأ فيه، واختلف عليه في سنده، ومتنه أيضًا. وقد روى مسلم في صحيحه مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من توضأ، فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع، وأنصت غفر له ما بينه، وبين الجمعة، وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصى فقد لغا". انظر: الصحيح مع شرح النووي (6/ 146).
677 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الطَّبَّاعِ، ثنا مَخْلَدٌ، عَنْ هِشَامٍ (¬2)، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ (¬3) يستحب أن لايجعل بَيْنَ غُسْلِ (¬4) الْجُمُعَةِ وَالصَّلَاةِ حَدَثًا (¬5)، وَيَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل". ¬
677 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 99): باب في الرجل يغتسل يوم الجمعة ثم يحدث أيجزيه الغسل: قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام قال: "كان محمد يستحب أن لا يكون بينه وبين الجمعة حدث". وعبد الرزاق في المصنف (3/ 201: 5320): باب الغسل أول النهار: قال: عن هشام بن حسان، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يحدث غسلًا يصلي به الجمعة، وقال هشام: وقال الحسن: "إذا اغتسل يوم الجمعة بعد طلوع الفجر فقد أجزأه للجمعة، فإِن أحدث فليتوضأ". وهو في المطبوع من المطالب (1/ 164: 595): في باب الغسل يوم الجمعة والمشي إليها: بقوله (حديثًا)، دون قوله (الجمعة) في المرفوع منه.=
= وأخرج مسلم المرفوع منه بنحوه من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- ولفظه "إذا أراد أحدكم أن يأتي الجمعة فليغتسل". انظر: صحيح مسلم مع الشرح (6/ 130).
الحكم عليه: وإسناده صحيح لذاته.
678 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ (¬1): وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عن عطاء، عَنِ (¬2) ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "إِنَّهُ سُئِلَ عَنِ السَّاعَةِ الَّتِي فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: بَعْدَ الْعَصْرِ، فَخَلَقَه مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا من أديم الأرض كلها، ألا ترى أن (¬3) مِنْ ذُرِّيَّتِهِ: الْأَحْمَرَ، وَالْأَسْوَدَ، وَالْخَبِيثَ، وَالطَّيِّبَ، ثُمَّ عَهِدَ إِلَيْهِ فَنَسِيَ فَمِنْ ثَمَّةَ سُمِّيَ (¬4) الْإِنْسَانُ، فَبِاللَّهِ: مَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حتى أهبط إلى الدنيا". ¬
678 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 263: 5580، 5581): من طريقين عن ابن عباس قال: عن ابن جريج قال: حدثني حسن بن مسلم -لا أعلمه إلَّا- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال ابن جريج: وحدثني عثمان بن أبي سليمان نحوه عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وسئل عن تلك الساعة، فقال: "خلق الله آدم بعد العصر يوم الجمعة، وخلقه من أديم الأرض كلها، أحمرها، وأسودها، وطيبها، وخبيثها، ولذلك كان في ولده الأسود، والأحمر، والطيب، والخبيث، فأسجد له ملائكته، وأسكنه جنته، فلله ما أمسى ذلك اليوم حتى عصاه فأخرجه منها". وقال: عن إبراهيم بن يزيد قال: حدثني حسن بن مسلم عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: أبا عباس الساعة التي تذكر في يوم الجمعة؟ فقال: الله أعلم،=
= مرات، خلق الله آدم في آخر ساعات الجمعة ... إلى أن قال: وعهد إليه عهدًا فنسي، فسمي الإنسان. فلله مَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى أخرجه منها". ففي هذين اللفظين: التصريح بأن المسئول هو ابن عباس. ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ 85 /ب): باب فضل الجمعة وما جاء في ساعتها: من حديث ابن عباس نحوه بلفظ مقارب ثم قال: رواه مسدد ورجاله ثقات. اهـ. وليس هو في المطبوع من المطالب.
الحكم عليه: وإسناده صحيح لذاته، موقوف على ابن عباس، لكنه مرفوع حكمًا. فمثله لا يقال بالرأي والاجتهاد. وقد ثبت بعضه نحوه مرفوعًا من حديث أبي هريرة أخرجه الترمذي في جامعه (2/ 362: 491)، وأبو داود. انظر سننه مع عون المعبود (3/ 367: 1033): مطولًا وأخرجه غيرهما.
2 - باب من تجب عليه الجمعة
2 - بَابُ مَنْ تَجِبُ عَلَيْهِ الْجُمُعَةُ 679 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ: "كان أنس رضي الله عنه: يكون فِي قَصْرِه، فَأَحْيَانًا (¬1) يُجَمِّع، وَأَحْيَانًا (1) لَا يُجَمِّع". ¬
679 - تخريجه: ذكره البخاري في صحيحه تعليقًا. انظر: الصحيح مع الفتح (2/ 385): قال: باب من أين تؤتى الجمعة، وعلى من تجب؟ ... إلى أن قال: "وكان أنس رضي الله عنه في قصره أحيانًا يجمع، وأحيانًا لا يجمع"، "وهو بالزاوية على فرسخين". ووصله الحافظ بطريق مسدد هذا: فقال في "تغليق التعليق" (2/ 355): وأما حديث أنس فقال مسدد في مسنده الكبير: ثنا أبو عوانة به مثله، وفي الفتح. انظر: (2/ 385). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 87/ ب): باب فيمن جمع ومن لم يجمع: مثله ثم قال: رواه مسدد ورجاله ثقات. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 162: 586): باب من تجب عليه الجمعة. مثله وعزاه لمسدد.=
= الحكم عليه: وهو صحيح لذاته موقوف على أنس رضي الله عنه من فعله. ولا يتعارض معه: ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 102): باب مِنْ كَم تؤتى الجمعة؟ قال: حدثنا وكيع عن أبي البختري قال: رأيت أنسًا شهد الجمعة من الزاوية وهي فرسخان من البصرة". لأنه محمول على رؤيته في الأحيان التي كان يُجَمِّع فيها.
680 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي "مَيْمُونَةَ" (¬2)، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَتَبْنَا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَسْأَلُهُ عَنِ الْجُمُعَةِ بالبَحْرَيْن فكتب إلينا أن جَمعُوا حيثما كنتم". ¬
680 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 101): باب من كان يرى الجمعة في القرى وغيرها: قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ به نحوه دون تسمية المكان الذي كانوا فيه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ 87 / ب): باب فيمن جمع ومن لم يجمع: مثله من حديث أبي هريرة، وعزاه لمسدد. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 162: 587): باب من تجب عليه الجمعة، مثله. وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: وإسناده صحيح لذاته، موقوف على عمر رضي الله عنه.
681 - وَحَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ كَثِيرٍ: مَوْلَى ابْنِ (¬2) سَمُرَةَ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى بَابِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ (¬3): "مَا خَطَب أَمِيرِكُمْ؟ فَقُلْنَا: أو ما سمعت (¬4)؟ قال: لا، حبسنا (¬5) هذا الردغ" (¬6). ¬
681 - تخريجه: والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 152): باب من كان إذا مطرف لم يشهدها: قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن سعيد به نحوه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 87/ ب): باب فيمن جمع ومن لم يجمع: نحوه باختلاف يسير ثم قال: رواه مسدد ورجاله ثقات. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 162: 588): باب من تجب عليه الجمعة مثله بالفرق الذي تقدم، وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: ورجاله ثقات لكن فيه عنعنة قتادة عن كثير. لكن يشهد له ما أخرجه البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (2/ 384:=
= 901)، كتاب الجمعة، باب الرخصة إن لم يحضر الجمعة في المطر: عن ابن عباس: أنه قال لمؤذن في يوم مطير: "إذا قلت: أشهد أن محمدًا رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة قل: صلوا في بيوتكم، فكأن الناس استنكروا، قال: فعله من هو خير مني إن الجمعة عزمة، وإني كرهت فتمشون في الطين والدَّحْض". والدّحض: الزَّلَق.
682 - حَدَّثَنَا (¬1) هُشَيْمٌ، ثنا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ (¬2): "الضَّرِيرُ إِذَا لَمْ يَجِدْ قَائِدًا، فَلَا جُمُعَةَ عليه". ¬
682 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 154): باب الأعمى إذا كان له قائد أيجب عليه الجمعة: بمعناه قال: حدثنا عباد بن العوام، عن هشام عن الحسن قال: "يجب الجمعة على الأعمى إذا وجد قائدًا، وعلى العبد إذا كان يؤدي الضريبة قال: وكان يرخص للخائف في الجمعة"، وفي (2/ 153): باب من رخص في ترك الجمعة قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي الفضل، عن الحسن قال: "ليس على الخائف، ولا على العبد الذي يخدم أهله، ولا على ولي الجنازة، ولا على الأعمى إذا لم يجد قائدًا الجمعة". وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 87/ ب): باب فيمن جمع ومن لم يجمع: مثله ثم قال: رواه مسدد ورجاله ثقات. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 163: 589): باب من تجب عليه الجمعة: مثله.
الحكم عليه: وإسناده صحيح لذاته وهر من كلام الحسن رحمه الله.
683 - حَدَّثَنَا (¬1) سُلَيم (¬2) بْنُ أَخْضَرَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: "كَانَ أَبُو الْمَلِيحِ عَلَى الأبُلَّة (¬3)، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ عُمَّالِ الْحَجَّاجِ أَتْقَى مِنْ أَبِي الْمَلِيحِ، فَكَانَ (¬4) إِذَا كَانَ يَوْمُ (¬5) الْجُمُعَةِ: جَاءَ فجَمَّع بالبصرة ثم رجع". ¬
683 - تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 220): قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا ابن عون عن أبي المليح "أنه كان عاملًا على الأبلة، وكان يشهد الجمعة بالبصرة". اهـ. وروى ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 102): باب من كم تؤتى الجمعة: قال: حدثنا أزهر، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو الْمَلِيحِ عاملًا على الأبلة فكانت إذا أتت الجمعة جمع فيها". اهـ. وهو -كما ترى- معارض لحديث ابن عون من رواية سليم بن أخضر، ووهيب عنه فتلك فيها شهوده للجمعة بالبصرة، وهذه فيها شهوده لها في الأبلة. وهو في المصنف قد تحرفت بعض كلماته، ولا أراه سليمًا. وأشار محقق المطالب إلى مثل هذا فقال مشيرًا إلى نص ابن أبي شيبة أنه: (محمول على أنه كان يجمع تارة في الأبلة: إن كان نص المطبوعة موثوقًا به). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 163: 590): باب من تجب عليه الجمعة: مثله وعزاه لمسدد.=
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 87/ ب): باب فيمن جمع ومن لم يجمع: نحوه مختصرًا ثم قال: رواه مسدد، ورجاله ثقات. اهـ.
الحكم عليه: وإسناده صحيح لذاته: من فعل أبي المليح رحمه الله.
684 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا "سُرَيج" (¬1)، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ (¬2): "احْضُرُوا الْجُمُعَةَ، وَادْنُوا مِنَ الإِمام، فإِن الرَّجُلَ لَيَتَخَلَّفُ (¬3) عَنِ الجمعة، وإنه لمن أهلها". ¬
684 - تخريجه: أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (1/ 145: 338): قال: حدثنا الحسن بن المتوكل البغدادي، حدثنا سريح بن النعمان الجوهري، حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة به ولفظه: "احْضُرُوا الْجُمُعَةَ، وَادْنُوا مِنَ الإِمام، فإِن الرَّجُلَ ليكون من أهل الجنة فيتأخر عن الجمعة، فيؤخر عن الجنة، وإنه لمن أهلها" لم يروه عن قتادة إلَّا الحكم تفرد به سريج بن النعمان. اهـ. وفي الكبير (7/ 249: 6854): حدثنا محمد بن العباس المؤدب والحسن بن المتوكل، قالا، ثنا سريج بن النعمان الجوهري به ولفظه: "احْضُرُوا الْجُمُعَةَ، وَادْنُوا مِنَ الإِمام، فإِن الرَّجُلَ ليكون له المنزلة في الجنة، فيتأخر عن الجمعة، فيؤخر عنها". وعند البزار بعضه. انظر: كشف الأستار (1/ 299: 622): قال: حدثنا خالد بن يوسف، حدثني أبي يوسف بن خالد، ثنا جعفر بن سعد بن سمرة، حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، عن سمرة بن جندب، فذكر أحاديث بهذا ثم قال: وبإسناده: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمرنا أن نشهد الجمعة، ولا نغيب عنها، وقال: إن أحدكم أحق بمقعده إذا رجع إليه". وذكره الحافظ ابن حجر في زوائد البزار ثم قال: يوسف ذاهب الحديث. اهـ.=
= انظر: (2/ 994: 425: 62). وهو في مجمع الزوائد (2/ 177): باب التبكير إلى الجمعة: كما في معجم الطبراني الصغير وعزاه له وقال: (وفيه الحكم بن عبد الملك، وهو ضعيف). اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 88/ أ): باب من جمع ومن لم يجمع والضرير إذا لم يجد قائدًا والأمر بالحضور للجمعة ... من حديث سمرة بمثل اختصار الحافظ وبمثل لفظه ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، والبزار، والبيهقي، ومدار أسانيدهم على الحكم ابن عبد الملك، وهو ضعيف. اهـ. وأشار إلى روايته بنحوه عند أبي داود وسيأتي بيانها. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 163: 591): باب من تجب عليه الجمعة: بمثله هنا وعزاه لأبي بكر.
الحكم عليه: إِسناده ضعيف: فيه الحكم بن عبد الملك، وهو ضعيف، وفيه عنعنة قتادة عن الحسن لكن روي بلفظ آخر: أخرجه أبو داود. انظر: سننه مع عون المعبود (3/ 456: 1095): باب الدنو من الإِمام عند الموعظة "الخطبة": من أبواب الجمعة. قال: حدثنا علي بن عبد الله، أخبرنا معاذ بن هشام قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده ولم أسمعه منه، وقال قتادة: عن يحيى بن مالك، عن سمرة بن جندب أن نَبِيِّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "احضروا الذكر، وادنوا من الإِمام، فإِن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة، وإن دخلها"، وقال المنذري في مختصر السنن (2/ 20: 1066): ثم قال: (في إِسناده انقطاع). اهـ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي الْمُسْنَدِ (5/ 11): وجدت في كتاب أبي بخط يده، وأكبر ظني أني قد سمعته منه قال: حدثنا علي بن عبد الله، ثنا معاذ به مثل لفظ أبي داود.=
= والبيهقي في الكبرى (3/ 238): باب الدنو من الإِمام عند الخطبة والصلاة في المقصورة: قال: وأخبرنا أبو علي الروذباري، أنبأ أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود، ثنا علي بن عبد الله به مثله ثم قال: كذا رواه أبو داود عن علي وهو الصحيح. وقد أخبرناه: أبو عبد الله الحافظ، أنبأ بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو، ثنا إسماعبل بن إسحاق القاضي، ثنا علي بن المديني، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ فذكره، ولا أحسبه إلَّا واهمًا في ذكر سماع معاذ عن أبيه هو أو شيخه، فأما إسماعيل القاضي فهو أجل من ذاك، والله أعلم. وقد أخبرنا: محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني الحسين بن أبي الحسن، ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا محمد بن الحسن بن شهريار (ح). وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد، ثنا محمد بن غالب، ومحمد بن العباس المؤدب قالا: ثنا سريح بن النعمان، ثنا الحكم ابن عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "احْضُرُوا الْجُمُعَةَ، وَادْنُوا مِنَ الإِمام فإِن الرَّجُلَ يتخلف عن الجمعة حتى إنه ليخلف عن الجنة وإنه لمن أهلها". وفي رواية ابن شهريار: "ليتأخر عن الجمعة حتى إنه ليؤخر عن الجنة، وإن كان من أهلها". والذكر المراد في رواية أبي داود وأحمد: هو الخطبة، المشتملة على ذكر الله، وتذكير الأنام قاله في عون المعبود (3/ 457). وعليه فالحديث بمجموع الطريقين حسن لغيره، باللفظ التام لا كما اختصره الحافظ. والحث على التبكير إلى الجمعة والدنو واستماع الخطبة موجود في الصحيحين وغيرهما. انظر: صحيح البخاري مع الفتح (2/ 366)، وصحيح مسلم مع شرح النووي (6/ 135) على سبيل المثال.
685 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: "رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُخرج النِّسَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ "مِنَ الْمَسْجِدِ" (¬1). *إِسناد (¬2) صَحِيحٌ. ¬
685 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 173: 5201): باب من تجب عليه الجمعة: قال: أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي عمرو الشيباني "أنه رأى ابن مسعود يخرج النساء من المسجد، ويقول: أخرجن إلى بيوتكن خير لكن". والبيهقي في الكبرى (3/ 186): باب من لا جمعة عليه إذا شهدها صلاها ركعتين: قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو بكر بن عياش، ثنا أبو إسحاق، عن سعد بن إياس به، ولفظه: "رأيت عبد الله يخرج النساء من المسجد يوم الجمعة، ويقول: اخرجن فإِن هذا ليس لكن". واستدرك ابن التركماني على البيهقي، وضعه في هذا الباب وقال: هذا ليس بمناسب لهذا الباب بل موضعه باب من لا تلزمه الجمعة. اهـ. قلت: وانتقاده فيه نظر لأن الباب يتسع لهذا المعنى الذي جاء عن ابن مسعود .. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ 89 ب): باب التبكير يوم الجمعة وما جاء في خروج النساء: مثله ثم قال: رواه مسدد، ورجاله ثقات. اهـ.=
= وهو في المطبوع من المطالب (1/ 163: 592): باب من تجب عليه الجمعة: مثله وقال: رواه مسدد ورجاله ثقات. اهـ.
الحكم عليه: وإسناده صحيح لذاته موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه من فعله.
3 - باب الغسل للجمعة
3 - بَابُ الْغُسْلِ لِلْجُمُعَةِ 686 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا (¬1) هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنْ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: ("أُمِرنا بِالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ"، قُلْتُ: أَنْتُمْ أَيُّهَا (¬2) الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ، أَمِ (¬3) النَّاسُ عَامَّةً؟ قَالَ: لَا أَدْرِي). * هَذَا إِسناد حَسَنٌ- إِنْ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ سَمِعَ مِنَ ابْنِ عباس -رضي الله عنهما-. ¬
686 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 94) باب غسل الجمعة قال: حدثنا هشيم عن منصور، عن ابن سيرين قال: أقبل رجل من المهاجرين يوم الجمعة، فقال له عمر: هل اغتسلت؟ قال: لا، قال: لقد علمت أنا أمرنا بغير ذلك، قال الرجل: بم أمرتم؟ قال: بالغسل، قال: أنتم معشر المهاجرين أم الناس؟ قال: لا أدري". ثم قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن هشام، عن ابن سيرين، عن ابن عباس قال: بينما عمر بن الخطاب يخطب، ثم ذكر نحوه. اهـ.=
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 87/ أ): باب الاغتسال يوم الجمعة: مثله، وقال: رواه أحمد بن منيع، ورجاله ثقات. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 164: 596): باب الغسل للجمعة: نحوه بإسقاط (أيها) من (أنتم أيها المهاجرون): وعزاه لأحمد بن منيع.
الحكم عليه: ورجاله ثقات لكنه منقطع بين ابن سيرين، وابن عباس -رضي الله عنهما- وهو صحيح على تقدير سلامته من الانقطاع لا حسن كما قال الحافظ ولعله حكم بحسنه لأجل هشام، وقد نص هو على توثيقه في التقريب كما تقدم في ترجمته، وهو مقدم في ابن سيرين. وحرص عمر -رضي الله عنه- على الأمر بالغسل يوم الجمعة معروف ومروي في الصحيحين وغيرهما، فعند البخاري من حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة: "أن عمر -رضي الله عنه- بينما هو يخطب يوم الجمعة، إذ دخل رجل، فقال عمر: لم تحتبسون عن الصلاة، فقال الرجل: ما هو إلا أن سمعت النداء توضأت، فقال: ألم تسمعوا النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل". انظر الصحيح مع الفتح (2/ 370: 882)، وصحيح مسلم مع شرح النووي (5/ 131)، وجمع بينهما في رواية للحديث عند عبد الرزاق في المصنف انظر (3/ 195: 2593): باب الغسل يوم الجمعة والطيب والسواك. فالحديث حسن لغيره.
687 - وَقَالَ (¬1) أَيْضًا: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بن نوفل، قال: سمعت سعدًا -رضي الله عنه- يَقُولُ: "مَا كُنْتُ أَحْسِبُ أَنْ أَحَدًا يَدَعُ الغسل يوم الجمعة". ¬
687 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 94) باب غسل الجمعة: قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يزيد بن أبي زياد، به ولفظه: "كنت مع سعد فجاء ابن له، فقال له: هل اغتسلت؟ قال: لا: توضأت، ثم جئت فقال له سعد: مَا كُنْتُ أَحْسِبُ أَنْ أَحَدًا يَدَعُ الْغُسْلَ يوم الجمعة! ". وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 87/ ب): باب الاغتسال يوم الجمعة: مثله وعزاه لأحمد بن منيع. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 165: 597): باب الغسل للجمعة: مثله وعزاه لأحمد بن منيع.
الحكم عليه: وإسناده ضعيف لحال يزيد بن أبي زياد، لكن يبدو أنه مما ضبطه يزيد وأداه قبل تغيره، وشواهده في فضيلة الغسل يوم الجمعة كثيرة، منها الحديث الذي تقدم عن عمر، وأصله في الصحيحين فهو حسن لغيره.
688 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا مُنْدَل (¬1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهُ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ بَعجة (¬2)، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عمر -رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " ... (¬3) فَذَكَرَ حَدِيثًا فِيهِ: وَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْيَوْمُ كسبعمائة (¬4) " (¬5). ¬
688 - تخريجه: والحديث أخرجه أبو القاسم الأصفهاني في الترغيب والترهيب (ق91/ ب): فصل في غسل يوم الجمعة وفضله: قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، ثنا أبو عمر الهاشمي إملاءً بالبصرة سنة عشر، ثنا أبو العباس أحمد بن داود الهاشمي الكوفي، ثنا أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي، ثنا علي بن عبد الحميد الشيباني، ثَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهُ بْنِ مَرْوَانَ عن بعجة به ولفظه: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من شهد ملاك امْرِئٍ مُسْلِمٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِائَةِ يَوْمٍ، وَمَنْ شَهِدَ جَنَازَةَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ واليوم بسبعمائة، ومن عاد امرءًا مسلمًا فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْيَوْمُ بسبعمائة يوم، ومن شهد امرءًا مسلمًا قال أبو أسامة: يعني دفنه، فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْيَوْمُ بسبعمائة وَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا في سبيل الله واليوم بسبعمائة يوم".=
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 87/ ب): باب الاغتسال يوم الجمعة: إشارة فقال: وسيأتي في باب فضل الصلاة على الميت من حديث ابن عمر مرفوعًا بسند ضعيف" ... ومن اغتسل يوم الجمعة ... الحديث" .. ثم ذكره في ك الجنائز باب فضل الصلاة على الجنازة بنحو لفظ الأصفهاني لكنه لم يذكر العيادة، وشهود الدفن ثم قال: رواه عبد بن حميد بسند ضعيف لضعف مندل بن علي. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 166: 602): باب الغسل للجمعة نحوه وقال (تسعمائة) وعزاه لعبد بن حميد.
الحكم عليه: وإِسناده ضعيف لحال مندل العنزي، وجهالة شيخه، ولم أجد له شاهدًا.
689 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ (¬1)، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ تَطَهَّر، فَأَحْسَنَ الطُّهُور ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلَمْ يلهُ، وَلَمْ يَجْهَلْ: كَانَ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا، وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، وَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَةٌ لَمَّا بَيْنَهُنَّ، وَفِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ فَيَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ". ¬
689 - تخريجه: أخرجه البزار في مسنده انظر كشف الأستار (1/ 303: 632): قال: حدثنا محمود بن بكير بن عبد الرحمن، حدثني أبي، عن عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى به نحوه. ثم قال الهيثمي: قلت: عند أبي داود بعضه، ولم أره بتمامه. والإمام أحمد في المسند (3/ 39): قال: ثنا معاوية، ثنا شيبان، عن فراس، عن عطية به نحوه. ومن طريق معاوية: أخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 859): قال: حدثنا الحسين بن إسحاق، ثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني، ثنا معاوية بن هشام، به مقتصرًا على ما يخص ساعة الإِجابة دون الباقي. والطبراني في الأوسط (1/ ق 114/ أ) وانظر مجمع البحرين (1/ ق 44/ ب): باب صفة الخطبة، والخطيب يوم الجمعة: قال الطبراني: حدثنا أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم البغوي، ثنا داود بن عبد الحميد الكوفي، ثنا زكريا ابن أبي زائدة، عن عطية به نحوه. ثم قال: لم يروه عن زكريا ابن أبي زائدة إلا داود بن عبد الحميد، تفرد به إسحاق البغوي. اهـ.=
= وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 171): باب حقوق الجمعة من الغسل والطيب ونحو ذلك: من حديث أبي سعيد نحوه ثم قال: قلت: رواه أبو داود باختصار، رواه أحمد والبزار، والطبراني في الأوسط إلا أنه زاد "وركع شيئًا إن بدا له كفر عنه ما بين الجمعة إلى الجمعة، وزيادة ثلاثة أيام" وفيه عطية وفيه كلام كثير. اهـ. قلت: اللفظ المتقدم عند الطبراني ليس فيه هذه الزيادة، وله عند الطبراني طريق آخر هو الذي أشار إليه الهيثمي هنا، في باب الغسل يوم الجمعة: قال الطبراني: حدثنا بكر، ثنا شعيب بن يحيى أنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عن حرب بن قيس، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وأبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "إذا اغتسل الرجل يوم الجمعة، ومس طيبًا ولم يلغ، حتى يقضي الإِمام وركع شيئًا إن بدا له كفر عنه: ما بين الجمعة إلى الجمعة، وزيادة ثلاثة أيام". اهـ. وانظر مجمع البحرين (ق 43/ ب، 44/ أ). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 85/ ب): باب فضل الجمعة وما جاء في ساعتها: من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: مثله. ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعنه أبو يعلى الموصلي، بسند ضعيف لضعف عطية العرفي والراوي عنه، ورواه الطبراني في كتاب الدعاء من هذا الوجه لكن المتن له شاهد من حديث أبي هريرة رواه مسلم وغيره. اهـ. والشاهد استدركها في الهامش ولم أتبينها جيدًا بسبب الطمس. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 165: 598): باب الغسل للجمعة: وعزاه لأبي بكر.
الحكم عليه: وإسناده ضعيف لحال عطية العوفي، وابن أبي ليلى.=
= وله متابعات منها ما تقدم عند الطبراني في الأوسط. وشواهد في الصحيحين وغيرهما: انظر صحيح البخاري في الفتح (2/ 11: 528): باب الصلوات الخمس كفارة: من حديث أبي هريرة. وصحيح مسلم مع شرح النووي (6/ 139): في ساعة الإِجابة من حديث أبي هريرة. وفي (6/ 146): حول كفارة الجمعة إلى الجمعة الأخرى وزيادة من طريقين عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، فالحديث حسن لغيره.
690 - حَدَّثَنَا (¬1) هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: (أَوْصَانِي خَلِيلِي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْغُسْلِ يَوْمَ الجمعة". ¬
690 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 93): باب في غسل الجمعة: قال: حدثنا هشيم به مثله. والإمام أحمد في المسند (2/ 229): قال: ثنا هشيم، وإسماعيل بن إبراهيم، عن يونس عن الحسن به تامًا ولفظه: "أوصاني خليلي بثلاث -قال هشيم: فلا أدعهن حتى أموت-: بالوتر قبل النوم وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، والغسل يوم الجمعة". وصحح إِسناده الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- في تحقيقه للمسند انظر (12/ 107: 7138). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 87/ أ): باب الاغتسال يوم الجمعة: من حديث أبي هريرة بتمامه ثم قال: (رواه أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة، وأبو يعلى، وأحمد بن حنبل بسنده، ورواه البخاري ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن خزيمة، دون غسل يوم الجمعة، وجعلوا مكانه سنة الضحى). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 165: 599): باب الغسل للجمعة، مثله وعزاه لأبي بكر.
الحكم عليه: إِسناده صحيح لذاته.
691 - [1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ وَبَرة، عَنْ هَمام (¬1) بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ (¬2): قَالَ عَبْدُ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "إِنَّ مِنَ السُّنَّةِ الغسلَ يومَ الْجُمُعَةِ". [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ (¬3)، ثنا المسعودي به. ¬
691 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (51/ 391): قال: حدثنا المسعودي، عن وبرة به مثله. وفي بغية الباحث (2/ 267: 197): قال الحارث: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ به مثله. وأخرجه البزار في مسنده: انظر كشف الأستار 1/ 301: 627): باب من السنة الغسل يوم الجمعة: قال: حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد، عن إبراهيم التستري، ثنا أبو زيد سعيد بن الربيع، ثنا شعبة، عن مسعر، والمسعودي، عن وبرة به مثله دون قوله (إن). قال البزار: روي عن المسعودي، ومسعر من وجوه فذكرناه عن شعبة. اهـ. وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 96): باب في غسل الجمعة: قال: حدثنا محمد بن بشر، وابن فضيل قال: حدثنا مسعر، عن وبرة به مثله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 173): باب حقوق الجمعة من الغسل والطيب ونحو ذلك: مثل لفظ البزار وعزاه له وقال: ورجاله ثقات. اهـ. والبوصيري في الإِتحاف (2/ ق 87/ أ): باب الاغتسال يوم الجمعة: مثله وفيه هشام بدلًا من همام، وعزاه للطيالسي، والحارث.=
= وهو في المطبوع من المطالب (1/ 165: 600): باب الغسل للجمعة مثله وعزاه لهما.
الحكم عليه: وإسناده حسن لذاته لحال المسعودي، وأبو داود الطيالسي وإن كان قد روى عنه بعد اختلاطه إلا أنه قد توبع عليه عنه، كما توبع المسعودي أيضًا تابعه مسعر كما تقدم عند البزار، وابن أبي شيبة. فهو صحيح لغيره.
692 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ أَيْضًا (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو "حَرَّةَ" (¬2)، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَا أَعْلَمُهُ إلَّا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنِ اغْتَسَلَ فَالْغُسْلُ أَفْضَلُ". * قُلْتُ: الْمَشْهُورُ عَنِ الْحَسَنِ فِي هَذَا عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ لَا عَنْ عَبْدِ الرحمن بن سمرة. ¬
692 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (192/ 1350): قال: حدثنا أبو حرة به مثله. وأخرجه الطبراني في الأوسط (2/ ق 192/ أ) قال: حدثنا محمد بن يعقوب، ثنا حفص بن عمرو الرمالي، ثنا حفص بن عمر الرازي، ثنا أبو حرة عن الحسن به مثله. ثم قال: لم يرو هذا الحديث عن أبي حرة إلَّا حفص بن عمرو الإِمام النجاد الرازي. اهـ. وهذا الحديث مروي عن سمرة بن جندب، وأنس، وجابر، وأبي سعيد الخدري -رضي الله عنهم- وله عنهم طرق منها: عن سمرة -رضي الله عنه-: وأخرجه أبو داود. انظر: السنن مع عون المعبود (2/ 18: 350): قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، أخبرنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة به نحوه بلفظ مقارب.=
= وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 97): باب من قال الوضوء يجزئ من الغسل: قال: حدثنا عفان، قال: ثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة به نحوه مقارب له. وأخرجه الترمذي في جامعه (2/ 369: 497): باب ما جاء في الوضوء يوم الجمعة: قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثني، حدثنا سعيد بن سفيان الجحدري، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن بن سمرة بن جندب به مثله. قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة، وعائشة، وأنس. قال أبو عيسى: حديث سمرة حديث حسن. وقد رواه بعض أصحاب قتادة، عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب ورواه بعضهم، عن قتادة عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: مرسلًا والعمل على هذا عند أهل العلم مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومن بعدهم، اختاروا الغسل يوم الجمعة ورأوا أنه يجزئ الوضوء من الغسل يوم الجمعة. اهـ. والنسائي في المجتبى (3/ 94): قال: أخبرنا أبو الأشعث، عن يزيد بن زريع، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة عن الحسن، عن سمرة به مثله. ثم قال: الحسن عن سمرة كتابًا، ولم يسمع من سمرة إلَّا حديث العقيقة والله تعالى أعلم. اهـ. قلت: قد تقدم في ترجمته ما يشعر بخلاف هذا، وأنه سمع من سمرة، ولا يمتنع من السماع أن يكون له كتاب. وعن الحسن مرسلًا: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 199: 5311) فقال عن معمر، عن قتادة، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -: "من توضأ يوم الجمعة فيها ونعمت ومن اغتسل=
= فهوا أفضل". وعن أنس رضي الله عنه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 199: 5312): قال: عن الثوري، عن عكرمة بن عمار، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ ابن مالك به نحوه مقارب له. ويزيد بن أبان الرقاشي أبو عمر والبصري القاص، زاهد، ضعيف. اهـ. التقريب (599/ 7683). وأبو داود الطيالسي في المسند (282/ 2110): قال: حدثنا الربيع عن يزيد، عن أنس به مثله (أي مثل حديث الباب). والبزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 301): باب فيمن توضأ يوم الجمعة: قال: حدثنا عيسى بن موسى السامي، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا الربيع بن صبيح، عن الحسن، ويزيد الرقاشي، عن أنس به مثله. ثم قال البزار: إنما يعرف هذا عن يزيد، عن أنس: هكذا رواه غير واحد، وجمع يحيى عن الربيع في هذا الحديث بين الحسن، ويزيد عن أنس، فحمله قوم على أنه عن الحسن عن أنس، وأحسب أن الربيع إنما ذكره عن الحسن مرسلًا، وعن يزيد عن أنس، فلما لم يفصله جعلوه كأنه عن الحسن، عن أنس، وعن يزيد عن أنس. اهـ. قلت: لكن رواه ابن عدي من طريق الحسن عن أنس: أخرجه في الكامل (4/ 1417): قال: ثنا عبد الله بن موسى بن الصقر، ثنا محمد بن مصفى، ثنا محمد بن حرب، ثنا الضحاك ابن حمرة، عن حجاج- يعني ابن أرطأة، عن إبراهيم، عن مهاجر، عن الحسن، عن أنس به ولفظه "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، وقد أدى الفريضة، ومن اغتسل فالغسل أفضل". إلَّا أن فيه الضحاك بن حمرة، وحجاج بن أرطأة، وهما ضعيفان. ومن حديث: جابر -رضي الله عنه-:=
= أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 199: 5313): قال: عن الثوري، عن رجل عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَهُ بلفظ مقارب. والبزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 302: 629): قال: حدثنا ابن الصامت حدثني عمي محمد بن الصلت، ثنا قيس، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ به مثله. قال البزار: لا نعلمه عن جابر إلَّا من حديث قيس عن الأعمش. اهـ. ثم أخرج نحو الطريق المتقدم عند عبد الرزاق لكنه انتهى إلى أبي سعيد. أخرجه برقم: (630) من كشف الأستار قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، ثنا أسيد بن زيد، ثنا شريك، عن عوف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد به مثله. ثم قال: لا نعلمه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وأسيد كوفي شديد التشيع احتمل حديثه أهل العلم. اهـ. قلت: هو أسيد بن زيد بن نجيح الجَمَّال الكوفي قال الحافظ في التقريب: ضعيف. أفرط ابن معين فكذبه. اهـ. وتركه النسائي، وأبو حاتم، وتكلم فيه غيرهم. وبالجملة فطرق هذا الحديث عن الحسن اختلف عليه فيها، فمنها ما انتهى إلى سمرة بن جندب، وهو أمثلها، ومنها ما انتهى إلى عبد الرحمن بن سمرة، ومنها ما انتهى إلى أنس، ومنها ما روي عن الحسن مرسلًا. إلَّا أنه قد جاء من طرق أخرى عن أنس وجابر، وأبي سعيد، وهي وأن كان فيها مقال إلَّا أنها بمجموعها مع ما تقدم عن الحسن تؤكد أن للحديث أصلًا ثابتًا بهذا اللفظ أو قريب منه. وذكره الشافعي -رحمه الله- في الرسالة معلقًا. انظر: (305/ 845): قال: (وروي البصريون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنِ اغتسل فالغسل أفضل". اهـ. وصرح الثاني بأن الأمر بالغسل الذي روي في=
= أحاديث صحاح كحديث عمر: هو أمر اختيار لا أمر وجوب. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 87/ ب): باب الرخصة في ترك غسل يوم الجمعة ... ، مثله، وقال رواه أبو داود بإِسناد حسن. اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 175): باب فيمن اقتصر على الوضوء: مثله ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أبو حرة الرقاشي وثقه أبو داود، وضعفه ابن معين. اهـ. وذكره عن غير عبد الرحمن أيضًا. وذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 200: 575)، ونقل عن أبيه تصحيح طريق همام الذي تقدم والذي ينتهي إلى سمرة -رضي الله عنه-. وهو في المطبوع (1/ 165: 601): باب الغسل للجمعة.
الحكم عليه: وحديث الباب إِسناده ضعيف لعنعنة أبي حرة عن الحسن. ولا يعرف عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عنه- إلَّا من طريق أبي حرة، والمشهور عن الحسن عن سمرة، كما نبه عليه الحافظ. لكن متنه حسن لغيره، لشواهده.
693 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: "إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ الْغُسْلِ؟ فَقَالَ: اغْتَسِلْ كُلَّ يَوْمٍ: إِنْ شِئْتَ، قَالَ: لَا، بَلِ الغسلُ: أَيِ (¬1) الْمُسْتَحَبُّ، قَالَ: اغْتَسِلْ كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ (¬2)، وَيَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ النحر، ويوم عرفة". ¬
693 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 94): باب في غسل الجمعة: قال: حدثنا حفص، عن حجاج، عن عمرو بن مرة به نحوه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 87/ أ): باب الاغتسال يوم الجمعة: نحوه ثم قال: رواه مسدد، ورجاله ثقات. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 166: 603): باب الغسل للجمعة مثله وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: وإسناده حسن لذاته موقوف على علي -رضي الله عنه-.
694 - حَدَّثَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ (¬2) مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: (كَانُوا يُحِبُّون أَنْ يُجامعوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِيُوجِبُوا الْغُسْلَ". (28) وَحَدِيثُ (¬3) ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى في النهي عن التخطي (¬4). ¬
694 - تخريجه: والحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 87/ أ): باب الاغتسال يوم الجمعة: عن إبراهيم مثله، وعزاه لمسدد، وسكت عنه. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 166: 604): باب الغسل للجمعة مثله وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: وإسناده ضعيف لحال محمد بن جابر اليمامي فهو صدوق سيء الحفظ، ولا أعرف له بهذا المعنى متابع أو شاهد.
695 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنِ السَّبَّاق (¬1)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في جُمُعَةٍ مِنَ الجُمَعِ: "إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ، فَاغْتَسِلُوا، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طِيبٌ: فَلَا يَضُرُّهُ أَنْ يَمَسَّ مِنْهُ، وَعَلَيْكُمْ (¬2) بالسواك" (¬3). ¬
695 - تخريجه: وهذا الحديث روي مرسلًا، متصلًا: رواه مرسلًا: البيهقي في الكبرى (3/ 243): قال: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وغيره قالوا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي، أنبأ مالك، عن ابن شهاب به نحوه. ثم قال: هذا هو الصحيح مرسل، وقد روي موصولًا، ولا يصح وصله. اهـ. وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 96): باب غسل الجمعة: قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرني مالك بن أنس، عن الزهري به نحوه، مرسلًا. وعبد الرزاق في المصنف (3/ 197: 5301): باب الغسل يوم الجمعة والطيب والسواك: قال: عن معمر، عن الزهري، قال: أخبرني من لا أتهم عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنهم سمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم جمعة ... الحديث. وهو في الموطأ أيضًا مرسلًا (53/ 141): باب ما جاء في السواك: عن ابن السبَّاق به نحوه.=
= ووصله: ابن ماجه في السنن (1/ 349: 1098): باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة قال: حدثنا عمار بن خالد الواسطي، ثنا علي بن غراب، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عبيد بن السباق، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن هذا يوم عيد ... فذكر الحديث نحوه. قال البوصيري في المصباح (1/ 132): (هذا إِسناد فيه صالح بن أبي الأخضر لينه الجمهور، وباقي رجال الإِسناد ثقات). اهـ. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 253: 5): نحوه وقال: رواه ابن ماجه بإِسناد حسن. اهـ، وحسنه الألباني أيضًا. انظر: صحيح الترغيب والترهيب (1/ 298). قلت: قد مضى قول البوصيرى في صالح بن أبي الأخضر، وهو اليمامي مولى هشام بن عبد الملك، قال فيه الحافظ في التقريب: ضعيف يعتبر به. اهـ. فالحديث حسن بشواهده لا بإسناده منفردًا. ووصله فيه نظر. وقد ذكر ابن أبي حاتم في العلل (1/ 205: 591): قال: سمعت أبي: وحدثنا عن ابن خلف يزيد بن سعيد بن يزيد الأصبحي الاسكندراني قال: سمعت مالك بن أنس يسأل فقال: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جمعة من الجمع: "يا معشر المسلمين إن هذا يوم جعله الله عيدًا فاغتسلوا وعليكم بالسواك" قال أبي: وهم يزيد بن سعيد في إِسناد هذا الحديث إنما يرويه مالك بإِسناد مرسل. اهـ. فتقرر أن الصواب عن مالك مرسل. وانظر: أيضًا: السنن الكبرى للبيهقي (3/ 243). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 88/ ب): باب الزينة والطيب والسواك يوم الجمعة: مثله، عن ابن السباق مرسلًا ثم قال:=
= (رواه مسدد والبيهقي مرسلًا بسند رجاله ثقات، ورواه البيهقي مرفوعًا من حديث أبي هريرة، ومن حديث أنس، وقال: الصحيح أنه مرسل. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 167: 610): باب وقت الجمعة: مثله وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: رجاله ثقات لكنه مرسل ويشهد له: ما أخرجه مسلم، والبخاري مختصرًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ولفظ مسلم: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: غسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه"، وفي رواية "ولو من طيب المرأة". وانظر: صحيح مسلم مع الشرح (6/ 132)، والبخاري مع الفتح (2/ 364): باب الطيب يوم الجمعة.
696 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ (¬2) مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-: مِنَ الْأَنْصَارِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَأَنْ يَتَسَوَّكَ، وَأَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كان له". ¬
696 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 94): باب في غسل الجمعة قال: حدثنا غندر، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، يحدث عن رجل من الأنصار، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وذكره نحوه. والإمام أحمد في المسند (4/ 34): قال: ثنا عبد الرحمن، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ رجل من الأنصار مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "حق على كل مسلم يغتسل يوم الجمعة: يتسوك ويمس من طيب إن كان لأهله". وعنده في (4/ 34): أيضًا: وقال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سعد بن إبراهيم، قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان: يحدث عن رجل من الأنصار، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أنه قال: "ثلاث حق على كل مسلم الغسل يوم الجمعة، والسواك، ويمس من طيب إن وجد". ووجه إيراد الحافظ لهذا الحديث في الزوائد -فيما يظهر لي-: هو أن=
= الحديث الأول افترق عن حديث الباب بأن لفظه " ... يغتسل يوم الجمعة: يتسوك ... الحديث". فكأن معناه: حق على كل مسلم يغتسل أن يتم الفضيلة بالاستياك والتطيب. وفي حديث الباب جعل الثلاثة أمور كلها حقًا. وفي الثاني: في إِسناده عن رجل من الأنصار، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في حين أن الصحابي في حديث الباب هو الأنصاري فقط. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 196: 2596): قال: عن الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن عمر بن عبد العزيز، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: فذكره نحوه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 88/ ب) باب الزينة والطيب والسواك يوم الجمعة: مثل إبهام الصحابي، نحو لفظه وقال: رواه مسدد، وأبو يعلى، واللفظ له، وأحمد بن حنبل. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 167: 611): باب وقت الجمعة: مثله وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: ورجاله ثقات، محمد بن عبد الرحمن له رواية عن الصحابة. فإسناده صحيح. ومعناه مروي في الصحيحين، تقدمت الإِشارة إلى هذا في الذي قبله وهو نحو معناه.
4 - باب وقت الجمعة
4 - بَابُ وَقْتِ الْجُمُعَةِ 697 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ (¬1) إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: (إِنَّ رسول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ حِينَ تَزُولُ (¬2) الشمس". ¬
697 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 96/ ب): باب التعجيل بصلاة الجمعة إذا دخل وقتها ... : من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- مثله إلا أنه قال: (حين تزيغ الشمس) بدلًا من تزول، وقال: رواه الحارث عن الواقدي، وهو ضعيف. اهـ. وهما متشابهان في المعني، فإِذا بدأت الشمس بالزوال بدأت تميل عن كبد السماء. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 167: 607): مثله وعزاه للحارث. وهو في البغية (2/ 286: 201): باب وقت الجمعة: مثله إلا أنه قال: "حين ترتفع الشمس" وما في المطالب، والإتحاف، أقرب إذ أن التعبير بمجرد (الارتفاع) يوهم أن يدخل فيه وقت النهي.=
= الحكم عليه: وإسناده ضعيف جدًا لحال الواقدي. ومعناه موجود في الصحيحين، وغيرهما. ومن ذلك: ما أخرجه البخاري انظر صحيحه مع الفتح (7/ 449: 4168): ك المغازي، ومسلم انظر صحيحه مع شرح النووي (6/ 148): صلاة الجمعة حين زوال الشمس: أخرجاه من حديث سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- واللفظ لمسلم: قال: كنا نجمع مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا زالت الشمس، ثم نرجع نتتبع الفيء". وعند البخاري أيضًا من حديث أنس -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس" انظر (2/ 386:904): باب وقت الجمعة إذا زالت الشمس. قال الحافظ في (2/ 387): معلقًا على ترجمة البخاري للباب- (جزم بهذه المسألة مع وقوع الخلاف فيها لضعف دليل المخالف عنده. اهـ.
698 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الحكم بن عتيبة (¬1)، قال: ("إن رجلًا أخر الصلاة (¬2) يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ لَهُ شَيْخٌ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يُصَلِّي (¬3)، فَمَا رَأَيْتُهُ يَصْنَعُ (¬4) كَمَا تَصْنَعُ أَنْتَ! قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُ ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ (¬5) رَأَيْتَهُ صَنَعَ؟، قَالَ: رَأَيْتُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-] (¬6) خَرَجَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ" وَإِذَا الرَّجُلُ أَبُو جحيفة (¬7) -رضي الله عنه-). ¬
698 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 187: 886): قال: حدثنا زهير به وصرح فيه بأن الرجل الذي أخر الصلاة هو الحجاج. وذكره البوصيرى في الإِتحاف (2/ ق 96/ ب): باب التعجيل بصلاة الجمعة إذا دخل وقتها ... : نحوه وسمى فيه الرجل فقال: (الحجاج). ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، ورجاله ثقات. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 166: 606): باب وقت الجمعة نحوه وعزاه لأبي يعلى. وعند ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 146): عن الزهري نحوه.
الحكم عليه: وإِسناده صحيح لذاته، ولا يضره ما فيه من إبهام.
699 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: "أَنَّهُ رَاحَ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ عَلَيْهِمْ عُمَرُ (¬2) -رَضِيَ الله عنه- فجلس على المنير، فأخذ المؤذن فهب أَذَانِهِ، فَلَمَّا سَكَتَ: قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وأثنى عليه". * هذا إِسناد صحيح. ¬
699 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 174: 5209): باب وقت الجمعة قال: عن معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله بن عتبة عن ابن عباس به نحوه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 96/ ب): باب التعجيل بصلاة الجمعة إذا دخل وقتها ... : مثله، وقال: رواه أحمد بن منيع بسند الصحيح. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب: (1/ 166: 605): باب وقت الجمعة: من حديث ابن عباس مثله، وعزاه لأحمد بن منيع.
الحكم عليه: وإسناده صحيح لذاته، موقوف على عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-.
700 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيل، عَنْ مُصْعَبِ بن سعد، قال: "كان سعد -رضي الله عنه-: يَقِيل (¬1) بعد الجمعة". * صحيح. ¬
700 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 106): باب من كان يقيل بعد الجمعة ويقول: هي أول النهار: قال: حدثنا غندر، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل به مثله. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 167: 608): باب وقت الجمعة مثله وعزاه لمسدد.
الحكم عليه: وإسناده صحيح لذاته -كما وصفه الحافظ-، موقوف على سعد -رضي الله عنه-.
701 - (¬1) حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي خُبَيْبُ (¬2) بْنُ عَبْدِ (¬3) الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمَّتِهِ (¬4) أُنيْسَة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-، وَكَانَتْ قَدْ حَجَّتْ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: "كَانَ رِجَالُنَا (¬5) يُجَمِّعُون مَعَ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ثم يرجعون وأَرْدِيَتهم على رؤوسهم يَتَّبِعون فَيْءَ الْحِيطَانِ، يقِيلون بَعْدَهَا". * إِسناده صَحِيحٌ. ¬
701 - تخريجه: هو في المطبوع من المطالب (1/ 167: 609): باب وقت الجمعة، نحوه، وعزاه لمسدد. وروى ابن أبي شيبة في المصنف نحوه مختصرًا من حديث امرأة لم يسمها انظر (2/ 107)
الحكم عليه: وإسناده صحيح لذاته -كما وصفه الحافظ-، موقوف على عمر -رضي الله عنه-.
5 - باب آداب الخطبة
5 - بَابُ آدَابِ الْخُطْبَةِ (¬1) 702 - قَالَ (¬2) أَبُو يَعْلَى:. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى أسمع العواتق في خدورها (¬3) ... الحديث". ¬
702 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ ق 94/ ب): قال: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ به ولفظه: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى أسمع العواتق في بيوتها أو قال فِي خُدُورِهَا، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فإِنه من يتتبع عورة أخيه يتتبع الله عورته ومن يتتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته". وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 90/ أ): باب رفع الصوت بالخطبة والإنصات لها ... من حديث البراء ولفظه: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى أسمع العواتق في بيوتها أو قال فِي خُدُورِهَا، فَقَالَ:=
= يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، لَا تَغْتَابُوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإِنه من يتتبع عورة أخيه يتتبع الله عورته ومن يتتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته". ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، ورواه أحمد بن حنبل، والحاكم، والبيهقي في الكبرى. اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 93): باب ما جاء في الغيبة والنميمة: من حديث البراء ثم قال: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات. اهـ. قلت: إلَّا مصعب بن سلام فهو صدوق له أوهام. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 168: 612): باب آداب الخطبة. وفي (2/ 395: 2562): باب النهي عن الغيبة، وتتبع العورات من حديث البراء نحوه وعزاه لأبي يعلى. وهذا الحديث رواه أصحاب السنن وغيرهم من غير حديث البراء رضي الله عنه من ذلك: ما أخرجه الترمذي. انظر: جامعه (4/ 378: 2032): باب ما جاء في تعطيم المؤمن من حديث ابن عمر قال: "صعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المنير، فنادى بصوت رفيع، فقال: يا معشر من قد أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه ... الحديث". وقال: حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث الحسين بن واقد. اهـ. قلت: وهو ثقة له أوهام. انظر: التقريب (169: 1358)، وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 306)، ونقل عن أبيه ما يشعر بتضعيفه لهذا الإِسناد. والإمام أحمد في المسند (4/ 424): من حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: "نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أسمع العواتق فقال: يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه ... الحديث). ومن حديث أبي برزة أيضًا أخرجه البيهقي. انظر: الكبرى (10/ 247).=
= وعند إلامام أحمد في المسند من حديث جابر رضي الله عنه في (3/ 310: 311)، وفيه معنى رفع الصوت عند ذكر الساعة.
الحكم عليه: وحديث الباب إِسناده ضعيف لانقطاعه بين أبي إسحاق، والبراء رضي الله عنه. وربما والله أعلم أن إضافته إلى البراء وهم من مصعب بن سلام، فإِن له أوهامًا. وأبو إسحاق السبيعي، قد اختلط أيضًا. وهو حسن لغيره بشواهده.
703 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ (¬1)، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَائِمًا، ثُمَّ يَقْعُدُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: قُرِئَ عَلَى بِشْرٍ (¬2) -يَعْنِي ابْنَ الْوَلِيدِ-: أَخْبَرَكُمْ أَبُو يُوسُفَ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حَجَّاجٍ بِهِ، وَزَادَ "فَجَلَسَ جُلُوسًا خفيفًا". ¬
703 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 113): من كان قائمًا: قال: حدثنا المحاربي، عن حجاج به مثله. ومن طريقه: أخرجه أبو يعلى. انظر: المسند (3/ 372: 2490)، (4/ 31: 2620): وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 384: 361)، (362): باب الخطبة قائمًا: قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي به نحوه بلفظ مقارب. وقال أيضًا: قرئ على بشر، أخبركم أبو يوسف به، ثم قال في آخره: (فزاد ابن أبي ليلى حرفًا قال: فجلس جلوسًا خفيفًا). وأخرجه البزار في مسنده. انظر كشف الأستار (1/ 307: 640): باب الجلوس بين الخطبتين قال: حدثنا أبو كريب، ثنا أبو معاوية، عن الحجاج به دون ذكر مقسم، وَلَفْظُهُ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كان يخطب يوم الجمعة خطبتين يفصل بينهما بجلسة". ثم قال البزار: لا نعلمه عن ابن عباس إلَّا من هذا الوجه. اهـ.=
= والطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (ق 44/ ب): باب صفة الخطبة والخطيب يوم الجمعة: قال: حدثنا محمد بن أبي زرعة، ثنا هشام بن عمار، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن عجلان، عن حسين بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما به نحوه. ثم قال: لم يروه عن ابن عجلان إلَّا حاتم، تفرد به هشام. اهـ. قلت: وعلى هذا لم يتفرد به الحكم عن مقسم عن ابن عباس. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 187): باب الخطبة قائمًا، والجلوس بين الخطبتين: مثله ثم قال: (رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال الطبراني ثقات. وفي البزار أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كان يخطب يوم الجمعة خطبتين يفصل بينهما بجلسة" ورجال الطبراني رجال الصحيح). اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 92/ ب): باب الخطبة يوم الجمعة ... : من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مثله ثم قال: (رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى، وزاد "فجلس جلوسًا خفيفًا، ومدار إسنادهما على حجاج بن أرطأة، وهو ضعيف، وأصله في الصحيحين، وغيرهما من حديث ابن عمر). اهـ. قلت: ولفظه عن ابن عمر عند البخاري: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم-: يخطب قائمًا، ثم يقعد، ثم يقوم، كما تفعلون الآن"، ونحوه عند مسلم. وعنده -أي مسلم- من حديث جابر بن سَمُرَةَ" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -كان يخطب قائمًا ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب قائمًا، فمن نبأك أنه كان يخطب جالسًا، فقد كذب، فقد والله صليت معه أكثر من ألفي صلاة". وهو عند أحمد في أكثر من موضع في مسند جابر بن سمرة:=
= انظر: (5/ 87: 92، 93)، (101: 103). وانظر: صحيح البخاري مع الفتح (2/ 401): باب الخطبة قائمًا، وصحيح مسلم مع شرح النووي (6/ 149): باب ذكر الخطبتين قبل الصلاة والجلسة بينهما). وهو في المطبوع من المطالب (1/ 168: 613): باب: آداب الخطبة مثله وعزاه لأبي بكر، وأبي يعلى.
الحكم عليه: ومدار إسناديه على حجاج بن أرطأة وهو ضعيف، وقد عنعنه أيضًا، وهو في الرابعة من المدلسين، وفيه ابن أبي ليلى، وهو صدوق سيِّيء الحفظ جدًا. لكن له متابع عند الطبراني كما تقدم. وأخرجاه في الصحيحين بنحوه من حديث ابن عمر، ومسلم من حديث جابر بن سمرة. فالحديث حسن لغيره بمتابعه، وشواهده.
704 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ (¬1) الْوَاقِدِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ .. [2] وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ إِيَاسَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ .. [3] وَعُمَرُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ .. * وَمُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ (¬2)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬3) .. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: كُلُّهُمْ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ، وَيَجْلِسُ جَلْسَتَيْنِ: أَوَّلَ (¬4) مَا يَصْعَدُ (¬5)، وَبَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ" (¬6). ¬
754 - تخريجه: وهو في بغية الباحث (2/ 269: 199): باب الخطبة: نحوه دون قوله: (وبين الخطبتين). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 92/ ب): باب الخطبة يوم الجمعة ... : من حديث سلمة بن الأكوع، وأبي حميد الساعدي، وأبي هريرة رضي الله عنهم دون قوله: (وبين الخطبتين). ثم قال: (رواه الحارث بن أبي أسامة، عن محمد بن عمر الواقدي، وهو ضعيف). اهـ.=
= وهو في المطبوع من المطالب (1/ 168: 614): باب آداب الخطبة: مثله وعزاه للحارث.
الحكم عليه: وإسناده ضعيف جدًا لحال الواقدي، وجهالة ثلاثة من شيوخه. وفي هذا المعنى: روى أبو داود. انظر: سننه مع عون المعبود (3/ 440: 1079): باب الجلوس إذا صعد المنير: قال: حدثنا محمد بن سلمان الأنباري، أخبرنا عبد الوهاب -يعني ابن عطاء-، عن العمري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "كَانَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: يخطب خطبتين: كان يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ أراه المؤذن، ثم يقوم فيخطب، ثم يجلس فلا يتكلم، ثم يقوم فيخطب". قال المنذري في مختصر السنن (2/ 17: 1051): في إِسناده العمري، وهو عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وفيه مقال. اهـ. وقال الحافظ في التقريب: ضعيف عابد. اهـ. انظر: (314/ 3489). لكن له شواهد: أخرج عبد الرزاق في المصنف عن عمر موقوفًا متصلًا، وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا. انظر: (3/ 188: 5263)، وأيضًا (3/ 208: 5352). فهو حسن لغيره. والجلوس بين الخطبتين قد ثبت في الصحيحين وغيرهما، وتقدمت الإِشارة إلى هذا الحديث الذي قبله.
705 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ (¬1)، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قَرَأَ فِي خُطْبَتِهِ المائدة، وسورة التوبة" (¬2). ¬
755 - تخريجه: وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 95/ ب): باب الخطيب يكلم الرجل في خطبته وما يقرأ في الخطبة: من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، مرفوعًا مثله وزاد فيه: ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"أَحِلُّوا مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِيهِمَا وَحَرِّمُوا مَا حرم الله فيهما". ثم قال: رواه عبد بن حميد، عن إبراهيم بن الحكم بن أبان، وهو ضعيف. اهـ.
الحكم عليه: وإسناده ضعيف لحال إبراهيم بن الحكم حيث ضعفه بعض الأئمة وتركه بعضهم، وحال أبيه إذ فيه ضعف يسير. ولم أجد له متابعًا ولا شاهدًا.
6 - باب اتخاذ المنير
6 - باب اتخاذ المنير 706 - قَالَ إِسْحَاقُ (¬1): أَخْبَرَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ، ثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ السَّلُولِيِّ (¬2)، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لي قَالَ: "إِنْ (¬3) أَتَّخِذْ مِنْبَرًا، فَقَدِ اتَّخَذَ أَبِي إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَإِنْ أَتَّخِذُ الْعَصَا، فَقَدِ اتَّخَذَ أَبِي إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ". رَوَاهُ الْبَزَّارُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَشَجِّ، عَنْ عُقْبَةَ، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إلَّا بِهَذَا الإِسناد. ¬
706 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 167: 354): قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، ثنا عقبة بن خالد، عن موسى بن إبراهيم، ثنا أبي، عن السلولي به مثله إلَّا قوله: (اتخذه)، أي المنبر، و (اتخذها)، أي العصا.=
= وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 175): قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني، ثنا عقبة -هو ابن خالد-، عن موسى بن محمد بن إبراهيم نحوه بلفظ مقارب. والبزار في مسنده. انظر: زوائده للحافظ ابن حجر (2/ 1016: 438): باب الجمعة: قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، ثنا عقبة بن خالد السكوني به نحوه بلفظ مقارب. ثم قال البزار: لا نعلمه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا بهذا الإِسناد. اهـ. وانظر أيضًا: كشف الأستار (1/ 304: 633): باب في المنبر. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 181): باب في المنبر: نحوه ثم قال: رواه البزار، والطبراني في الكبير، وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، وهو ضعيف جدًا. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 90/ أ): باب اتخاذ المنبر، وقدره ... : مثله ثم قال: رواه إسحاق، والبزار بسند فيه موسى بن محمد بن إبراهيم وهو ضعيف. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 169: 611): باب اتخاذ المنبر: مثله وعزاه لإسحاق، والبزار.
الحكم عليه: وإسناده ضعيف جدًا لحال موسى بن محمد وحديثه ضعيف جدًا. وقد روى البزار جزاءً منه لكنه مقطوع من قول إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف الزهري موقوفًا عليه، ولفظه: "أول من خطب على المنابر إبراهيم علية الصلاة والسلام".=
= قال الهيثمي في المجمع (2/ 181): رواه البزار، وهو منقطع الإِسناد، وتعقبه محقق زوائد البزار الأستاذ عبد الله السلفي فقال: (قلت: الإِسناد ظاهره الاتصال حسب وفيات الرواة، وسنهم، وثبوت سماع بعضهم عن بعض، ويحتمل أن يريد الهيثمي بالانقطاع: أنه ليس بمرفوع، والأمر كذلك). اهـ. انظر: زوائد البزار للحافظ ابن حجر (2/ 1019: 439). وفي إِسناده: ربيعة بن عثمان أبو عثمان المدني، من رجال مسلم، وقال فيه الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام. انظر: (207/ 1913).
707 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا "خَالِدُ" (¬1) بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ "مُوسَى" (¬2) بْنِ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنِي (¬3) أَبُو حَازِمٍ، أَخْبَرَنِي (¬4) سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: إِنَّ الْعُودَ الَّذِي فِي الْمَقْصُورَةِ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَّكِئُ عَلَيْهِ إِذَا قَامَ، فَلَمَّا قُبِضَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُرِق فَطُلِبَ فَوُجِدَ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَتِ الْأَرَضَةُ قَدْ أَخْرَجَتْهُ (¬5)، فنُحِتَت لَهُ خَشَبَتَانِ، وجُوِّفتا، ثُمَّ أُطبقا (¬6) عَلَيْهِ ثُمَّ شُعَبِت الْخَشَبَتَانِ عَلَيْهِ، فَأَنْتَ (¬7) إِذَا رَأَيْتَهُ رَأَيْتَ الشعْب (¬8) فِيهِ". ¬
707 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (ق 90/ أ): باب اتخاذ المنبر ... : من حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعًا قال: "إن العود الذي كان في المقصورة: جعل لرسول الله - صلي الله عليه وسلم - حين أسن، فكان يتكئ عليه إذا قام ... الحديث نحوه". ففيه زيادة (حين أسن). ثم قال البوصيري: رواه ابن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، وسيأتي لفظه في باب معجزات النبوة. اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 169): باب اتخاذ المنبر (615) نحوه وعزاه لأبي بكر، وترتيبه في المطبوع الأول في الباب كما في التركية.=
= الحكم عليه: وإسناده يحتاج إلى متابع لحال موسى بن يعقوب إذ هو صدوق سيِّىء الحفظ. وله شواهد منها: ما أخرجه أبو داود. انظر: سننه مع عون المعبود (3/ 445:1083): باب الرجل يخطب على قوس: قال: حدثنا سعيد بن منصور، أخبرنا شهاب بن خراش، حدثنا شعيب ابن رزيق الطائفي قال: جلست إلى رجل له صحبة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقال له: الحكم بن حزن الكلفي، فأنشأ يحدثنا قال: (وفدت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سابع سبعة ... فذكر الحديث إلى أن قال: فأقمنا بها أيامًا شهدنا فيها الجمعة مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقام متوكئًا على عصا أو قوس، فحمد الله، وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات ... الحديث". وفيه شهاب بن خراش: قال فيه الحافظ في التقريب: صدوق يخطئ. اهـ. (269/ 2825)، وذكر الحديث في التلخيص (2/ 64): ثم قال: وليس للحكم غيره، وإسناده حسن، فيه شهاب بن خراش، وقد اختلف فيه، فحديث الباب حسن لغيره.
708 - [1] وَقَالَ عَبْدٌ (¬1): أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يخطب يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: "قَدْ كَثُرَ" (¬2) النَّاسُ، وَإِنَّهُمْ لَيُحِبُّونَ (¬3) أَنْ يَرَوْكَ فَلَوِ اتَّخَذْتَ مِنْبَرًا تَقُومُ (¬4) عَلَيْهِ "فَيَرَاكَ" (¬5) النَّاسُ، قَالَ: نَعَمْ، مَنْ يَجْعَلُ (¬6) لَنَا هَذَا الْمِنْبَرَ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنَا، قَالَ: تَجْعَلُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ -وَلَمْ يَقُلْ (¬7) إِنْ شَاءَ اللَّهُ- قَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ، قَالَ: اقْعُدْ، فَقَعَدَ ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: مَنْ يَجْعَلُ لَنَا هَذَا الْمِنْبَرَ؟ فَقَامَ (¬8) إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنَا، قَالَ تَجْعَلُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ وَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ، قَالَ: اقْعُدْ، فَقَعَدَ، ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: مَنْ يَجْعَلُ لَنَا هَذَا الْمِنْبَرَ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ (¬9): أَنَا، قَالَ: تَجْعَلُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (¬10)، قَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: إِبْرَاهِيمُ، قَالَ اجْعَلْهُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ: اجْتَمَعَ النَّاسُ، فَلَمَّا صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَاسْتَوَى عَلَيْهِ، وَاسْتَقْبَلَ "النَّاسَ" (¬11)، حَنَّتِ النَّخْلَةُ: حَتَّى أَسْمَعَتْنِي، وَأَنَا فِي آخِرِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الْمِنْبَرِ فَاعْتَنَقَهَا، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى سَكَنَتْ (¬12)، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ النَّخْلَةَ إِنَّمَا حَنَّتْ شَوْقًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا فَارَقَهَا، فَوَاللَّهِ: لَوْ لَمْ (¬13) أَنْزِلْ إِلَيْهَا فَأْعَتَنِقْهَا لَمَا سَكَنَتْ (¬14) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْمُجَالِدِ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ رُومِيُّ فَقَالَ: أَصْنَعُ لَكَ مِنْبَرًا تَخْطُبُ عَلَيْهِ، فَصَنَعَ (¬15) لَهُ هَذَا الَّذِي تَرَوْنَ، فَلَمَّا قَامَ عَلَيْهِ يَخْطُبُ حَنَّ الْجِذْعُ حنين الناقة ¬
إِلَى وَلَدِهَا، فَنَزَلَ إِلَيْهِ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، فَسَكَنَ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ "يُحْفَرَ (¬1) لَهُ، وَيُدْفَنَ". [3] وَرَوَاهُ (¬2) أَبُو يَعْلَى: عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ "المَرَزُبْان" (¬3)، عَنْ يحيى ابن أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: "فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ: رأيتُها قَدْ حُوِّلَتْ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا!؟، قَالُوا: جَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَحَوَّلُوهَا". [4] وَبِهِ (¬4) عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ (¬5)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي "كَرِبٍ" (¬6) عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فذكر: نحوه بالزيادة (¬7). ¬
708 - تخريجه: وهذا الحديث قد عرف من طرق عديدة عن أكثر من عشرة من الصحابة رضي الله عنهم، وهو موجود في أغلب دواوين السنة في الجوامع، والسنن، والمصنفات، والأجزاء، والمسانيد، بل وفي الأمالي والرحلات، وكتب السير، وفيما ألف في علامات النبوة، وخصائص المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو في كتب المتواتر أيضًا، لأنه قد بلغ في كثرة طرقه حد التواتر. وهو مروي عن: أبي سعيد الخدري، وجابر كما هو هنا، وسهل بن سعد، وابن عمر، وأبي بن كعب، وبريدة، وابن عباس، وأنس، وأم سلمة، والمطلب بن أبي وداعة السهمي، وغيرهم. وممن نص على تواتره: القاضي عياض في الشفا (1/ 303): قال: فصل في قصة حنين الجذع: (ويعضد هذه الأخبار حديث أنين الجدع، وهو في نفسه مشهور منتشر والخبر به متواتر، قد خرجه أهل الصحيح، ورواه من الصحابة بضعة عشر ... إلى أن قال: قال القاضي أبو الفضل وفقه الله: فهذا حديث كما تراه خرجه أهل الصحة من ذكرنا، وغيرهم من التابعين، ضعفهم إلى من لم نذكره، وبدون هذا العدد يقع العلم لمن اعتنى بهذا الباب، والله المثبت على الصواب). اهـ. وذكره الكتاني في نظم المتناثر (ص 134): ونقل قول بعض أهل العلم فيه ومن ذلك قال: (وفي شرح ألفية السير للعراقي للشيخ عبد الرؤوف المناوي: ورد حنين الجذع من طرق كثيرة صحيحة يفيد مجموعها التواتر المعنوي ثم ذكر أنه ورد عن جمع من الصحابة نحو العشرين، وممن نص على تواتره أيضًا: التاج السبكي في=
= شرحه لمختصر ابن الحاجب الأصلي، وأبو عبد الله ابن النعمان في كتاب المستغيثين بخير الأنام، نقل كلامه الدميري في "حياة الحيوان" في مبحث "العُشَرَاء" فراجعه). اهـ. ونقل عن الحافظ ابن حجر أنه قال في أماليه: طرقه كثيرة. اهـ. وقال أيضًا: حديث حنين الجذع، وانشقاق القمر: نُقِل كل منهما نقلًا مستفيضًا يفيد القطع عند من يطلع على طرق الحديث دون غيرهم، ممن لا ممارسة له في ذلك والله أعلم. اهـ. وقال البيهقي في الدلائل بعد أن ساق جملة من طرق عن عدد من الصحابة: (2/ 563): (هذه الأحاديث التي ذكرناها في أمر الحنانة كلها صحيحة، وأمر الحنانة من الأمور الظاهرة، والأعلام النيرة التي أخذها الخلف عن السلف، ورواية الأحاديث فيه كالتكليف والحمد لله على الإسلام والسنة، وبه العياذ والعصمة). اهـ. وانظر: منتخب مسند عبد بن حميد (2/ 880: 871): وهو فيه بفروق تقدمت.
الحكم عليه: وإسناده من طريق عبد بن حميد: فيه ضعف: لحال علي بن عاصم إذ هو صدوق يخطىء ورمي بالتشيع. ومن طريق أبي بكر: ضعيف لحال مجالد. وهو ليس بالقوي. ومن طريق أبي يعلى الأول فيه ضعف لحال مسروق. وهو صدوق له أوهام. ومن طريق أبي يعلى الثاني: لاختلاط أبي إسحاق وسماع زكريا بن أبي زائدة منه في زمن الاختلاط، وقد تابع زكريا عليه عن أبي إسحاق جماعة منهم إسرائيل حفيد أبي إسحاق، وروايته عن جده مستقيمة لطرل ملازمته له كما تقدم بيان هذا في ترجمة أبي إسحاق.=
= أخرج هذه المتابعة أبو القاسم الأصفهاني في دلائل النبوة (ص 155): رقم (173): قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد الطيان، وغيره، قال: أنا إبراهيم بن عبد الله ابن خورشيد، ثنا المحاملي، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا عمر بن محمد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق به، فذكر نحوه بدون الزيادة التي في طريق مسروق. لكنه صحيح متواتر كما تقدم، وانظر أيضًا: لقط اللآليء المتناثرة للزبيدي (ص 28 - 30)، وقطف الإزهار للسيوطي (ص268: 98). وهو في المطبوع من المطالب (1/ 169: 617، 618)، في باب اتخاذ المنبر. وانظر: مجمع الزوائد (2/ 182): باب في المنبر. وذكره البوصري في الإِتحاف. انظر: (2/ ق 89/ ب 90/ أ): باب اتخاذ المنبر، وقدره، واسم من صنعه، وحنين الجذع، واتخاذ العصا، وذكره في معجزات النبوة أيضًا. كما ذكره المصنف أيضًا في كتاب المناقب، باب: علامات النبوة (2/ ق 51/ ب) من النسخة (مح).
7 - باب الأمر بالتجمل يوم الجمعة
7 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّجَمُّلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ (¬1) 709 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ "زَيْدِ" (¬2) بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: بَاذّة هَيْئَتُهُمْ، فَقَالَ: مَا ضَرَّ رَجُلًا لو اتخذ لهذا اليوم ثوبين، فلم يأت (¬3) الْجُمُعَةُ الْأُخْرَى: حَتَّى قَدِمَتْ ثِيَابٌ مِنَ الْبَحْرَيْنِ غلاظ، فذو (¬4) الثوبين والنَّمِرة". * موسى ضعيف. ¬
709 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شبة في المصنف (2/ 156): باب في الثياب النظاف، والزينة لها: قال: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ به مثله لكنه في المطبوع تصحيف. وهو بهذا الطريق عنده إلى قوله: ثوبين. ثم أخرجه من طريق آخر قال:=
= حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ زيد بن أسلم به قال مثله وزاد فيه (ثوبين يروح فيهما). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 88/ ب): باب الزينة والطيب والسواك يوم الجمعة: من حديث جابر -رضي الله عنه- نحوه ثم قال: (رواه ابن أبي شيبة، وفي سنده موسى بن عبيدة). اهـ. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 171: 619): باب الأمر بالتجمل للجمعة مثل لفظه في التركية.
الحكم عليه: وإِسناده ضعيف لحال موسى بن عبيدة، وانقطاعه ببن زيد بن أسلم وجابر -رضي الله عنه-. ويشهد له ما أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 203: 5330): باب اللبوس يوم الجمعة: قال: عن الثوري عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يحيى بن حبان قال: (كان الناس يأتون الجماعة -كذا ويظهر أنها الجمعة-، وعلى أحدهم النمرة والنمرتان كان يعقدهما عليه، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا على أحدكم -أو ما عليكم- إذا وجد أن يتخذ ثوبين ليوم جمعته سوى ثوبي مهنته"). اهـ. وهو مرسل وقد يكون معضلًا، ومحمد بن يحيى بن حَبَّان بن منقذ الأنصاري المدني ثقة فقيه توفي سنة 121 وعمره (74) سنة. انظر: التقريب (512/ 6381). لكنه يصلح شاهدًا لحديث الباب، ومعناهما مشهور معروف. فيكون الحديث حسنًا لغيره.
710 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ (أَبِي) (¬1) يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ ذَكْوَانَ: (أَبِي) (¬2) عمرو، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: "كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَوْبَانِ يَلْبَسُهُمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فإِذا انْصَرَفَ طَوَاهُمَا، وَرَفَعَهُمَا (¬3) ". ¬
710 - تخريجه: والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط. انظر: (1/ ق 20/ ب): قال: حدثنا حجاج بن عمران السدوسي: كاتب بكار القاضي، قال نا سليمان بن داود الشاذكوني، قال: نا محمد بن عمر الواقدي، قال: أنا عبد الله بن أبي يحيى به ولفظه: "وكان لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ثَوْبَانِ يلبسهما في جمعته فإِذا انصرف طويناهما إلى مثلها" ثم قال: لا يروى هذا الحديث عن عائشة إلَّا بهذا الإِسناد: تفرد به الواقدي. اهـ. وذكره الهيثمي في "مجمع البحرين" (ق 43/ ب) وقال: مثله، وفي مجمع الزوائد (2/ 176): ثم قال: باب اللباس للجمعة من حديث عائشة وقال أيضًا "مثله" ولم يقل "مثلها" ثم قال: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وسقط من الأصل بعض رجاله، ويدل على ذلك كلام الطبراني فممن سقط الواقدي، وفيه كلام كثير. اهـ. قلت: هو متروك الحديث، وقد تقدم تخريجه عند الطبراني في الأوسط ولم يسقط من إِسناده الواقدي ولا أحد ممن فوقه. وهو في بغية الباحث (1/ 260: 192): باب اللبس للجمعة: نحوه بلفظ=
= مقارب. وفي المطبوع من المطالب (1/ 171: 620): باب الأمر بالتجمل للجمعة مثله وعزاه للحارث. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 188/ ب): باب الزينة والطيب والسواك يوم الجمعة: مثله وقال: (رواه الحارث عن الواقدي، وهو ضعيف لكن المتن رواه ابن ماجة بإِسناد صحيح وابن خزيمة، وعنه ابن حبان في صحيحه ولفظهم ...). اهـ. رواه ابن ماجة في سننه (1/ 349: 1096): باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة: قال: حدثنا محمد بن يحيى، ثنا عمرو بن أبي سلمة، عن زهير، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خطب الناس يوم الجمعة. فرأى عليهم ثياب النمار، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته، سوى ثوبي مهنته". وعنده أيضًا من طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ -رَضِيَ اللَّهُ عنه- قال: (خطبنا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ. أي قوله: ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوب مهنته". وقال البوصيري في المصباح (1/ 131): معلقًا على إِسناده عن عائشة: (هذا إِسناد صحيح رجاله ثقات). اهـ. وهو من حديث عائشة في صحيح ابن خزيمة (3/ 132: 1765): نحوه بلفظ مقارب وصححه الألباني. وأخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق ابن خزيمة. انظر: الإحسان (4/ 194: 2766): مثل لفظ ابن خزيمة. وحديث الباب، وحديث عائشة بلفظ ابن ماجة، وحديث عبد الله بن سلام -رضي الله عنهم- وغيرها مما هو نحوها ذكرها الحافظ في التلخيص. انظر: (2/ 70: 662).=
= الحكم عليه: وإِسناده من طريق الحارث ضعيف جدًا لحال الواقدي. لكنه قد ثبت معناه من طرق أخرى عن عائشة وغيرها كما تقدم.
711 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ، ثنا الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَابِرٍ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كان يَلْبَسُ بُرْدَة الْأَحْمَرَ فِي الْعِيدَيْنِ (¬1)، وَالْجُمُعَةِ"). * حَجَّاجٌ ضعيف (¬2). ¬
711 - تخريجه: والحديث أخرجه البيهقي في الكبرى (3/ 280): في باب الزينة للعيد: من طريق مسدد، قال: أخبرنا أبو الحسن: علي بن محمد المقري، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا مسدد: (ح). وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ أبو المثنى ثنا مسدد: ثنا حفص بن غياث به مثله. وابن خزيمة في صحيحه. انظر: (3/ 132: 1766): قال: (باب استحباب لبس الجبة في الجمعة- إن كان الحجاج بن أرطأة سمع هذا الخبر من أبي جعفر محمد بن علي. ثنا الحسن بن الصباح البزاز، ثنا حفص -يعني ابن غياث-، عن حجاج به ولفظه: "كانت للنبي -صلى الله عليه وسلم- جبة يلبسها في العيدين ويوم الجمعة"). فقال هنا جُبَّة: قال في اللسان: الجُبَّة: (ضرب من مقطعات الثياب تلبس، وجمعها جُبَبٌ، وجِبَاب، والجُبَّة من أسماء الدرع). اهـ. مادة (ج ب ب). وضعفه الألباني وأحال على الضعيفة (2455). وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 156): "في الثياب النظاف والزينة لها" -أي الجمعة- قال:=
= حدثنا هشيم، قال أنا الحجاج به مرسلًا: عن أبي جعفر مرفوعًا، ولفظه قال: "كان يلبس برده الأحمر يوم الجمعة، ويعمّ يوم العيدين". وعبد الرزاق في المصنف (3/ 203: 5331): باب اللبوس يوم الجمعة: قال: عن ابن جريج قال: أخبرني جعفر بن محمد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "كان يلبس في كل يوم عيد بُردًا له من حِبَرَة". وجعفر بن محمد هو الصادق ابن الباقر صدوق فقيه إمام. وانظر: التقريب (141/ 950) وقد تابع حجاجًا عليه عن محمد بن علي لكنه أرسله، لكن الصحابي قد عرف وهو جابر -رضي الله عنه-. ولفظه هنا يختلف فقال: بُرْدًا من حِبَرة: قال ابن الأثير: (الحبير من البُرُود: ما كان مَوشِيًّا مخططًا، يقال بُردُ حَبِير، وبُردُ حِبَرة بوزن عِنَبه: على الوصف والإضافة، وهو بُرْد يَمانٍ، والجمع حِبَرٌ، وحِبَرَات). اهـ قلت: أما اختصاصه بكونه أحمر فلم أقف عليه من غير طريق الحجاج. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97/ أ): (ك) صلاة العيدين: باب الغسل والزينة للعيدين: من حديث جابر -رضي الله عنه- مثله ثم قال: (رواه مسدد، والحاكم، وعنه البيهقي، وفي سندهم الحجاج بن أرطأة، وسيأتي في باب لباس الأحمر). اهـ. وأشار في كتاب الجمعة باب الزينة والطيب إلى وروده في العيدين. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 171: 621): في باب الأمر بالتجمل للجمعة مثله، وعزاه لمسدد وقال: بضعف. اهـ.
الحكم عليه: وإسناده ضعيف لحال حجاج بن أرطأة وتدليسه أيضًا لكنه بمتابعه حسن لغيره.
الخاتمة الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينًا محمد -صلى الله عليه وسلم- وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين: وبعد. فقد تم بحمد الله وتوفيقه- تحقيق هذا القسم من كتاب "المطالب" وكنت أثناء عملي فيه أدون النتائج التفصيلية التي أصل إليها مما يطالع بين أقسام، وفصول هذه الرسالة، وأعود هنا لأجمل القارىء بعض ما توصلت إليه من النتائج، مع إضافة بعض النتائج العامة التي سجلتها بعد النظر في الكتاب كله إتمامًا للفائدة، وبالله التوفيق. 1 - يعتبر كتاب المطالب للحافظ ابن حجر من الموسوعات الحديثية الضخمة. 2 - بالرغم من وجود التقارب بينه وبين كتاب الاتحاف للبوصيري في الموضوع وأصل المادة إلَّا أن لكل منهما مميزات يمكن معها القول بأن من أراد الاستقصاء واستيعاب المادة والفوائد المتعلقة
بالاستنباط ودرجة الحديث، وشواهده، وغير ذلك: لا غنى له عن الكتاببن. 3 - تضمن هذا الكتاب عددًا ليس بالقليل من المتون الزائدة زيادة تامة، على ما في الكتب الستة ومسند أحمد، وأعترف بأني في الأبواب الأخيرة من الكتاب وقفت على أحاديث أقرؤها لأول مرة. 4 - أكثر الزوائد كانت من مسند أبي يعلى الموصلي يتلوه مسند مسدد، وأقلها مسند الحميدي. 5 - لم يلتزم الحافظ شرطه في الاقتصار على زوائد المسند الكبير لأبي يعلى. بلغ عدد الآثار في القسم المحقق (73) وأكثرها من مسند مسدد وتميزت زوائده بقوة أسانيدها فكثير منها من قبيل الصحيح لذاته أو الحسن لذاته. 7 - بالرغم من أن كتاب المطالب بصورته هذه لم يكن الإخراج الأخير الذي أراده الحافظ للكتاب، إلا أن القارىء فيه يقف على دقة تبويبه وشدة احتياطه، وفِكرِه اللَّمَّاح حين يكشف عن العلل الخفية في أسانيد ظاهرها الصحة، كما يقف على حسن تسلسل أحاديث الباب أثناء عرضه لها. 8 - أكثر الضعيف كان من مسند الحارث ابن أبي أسامة -رحمه الله- ومن أسباب ذلك إكثاره عن الواقدي، وروايته عن داود بن المحبر، والحسن ابن قتيبة نحوهم.
9 - في القسم المحقق بلغ عدد الأحاديث التي بقيت على ضعفها ولم أجد ما يعضدها سبعة عشر حديثًا، وأعني به ما كان كله ضعيفًا. 10 - وبلغ عدد الأحاديث الموضوعة اثنين وكلاهما من مسند الحارث ابن أبي أسامة. 11 - وجود نسبة من الضعيف، وبعض الأوهام في الإحالات لا تقلل من قيمة هذا الكتاب فهو بحق من أعظم دواوين السنة. 12 - عظمت فائدة هذا الكتاب بذكر الأسانيد ولو لم يكن فيه إلَّا هذه الميزة لكفته، فاستطعنا عن طريقه الوقوف على نسبة ليست قليلة من الأحاديث التي تضمنتها المسانيد المفقودة كمسند مسدد، والعدني، وأحمد بن منيع. وهذا كله توصلت إليه بحول الله وقوته وعونه بعد دراسة مضنية وتتبع دقيق للكتاب إجمالًا وللقسم الذي حققته تفصيلًا، وهي نتائج -فيما أعتقد- دقيقة أرجو أن أكون قد وفقت فيها، وهذا جهد المقل. والحمد لله أولًا وآخرًا، وسبحانك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا أنت أستغفرك وأتوب إليك. • • •
انتهى المجلد الرابع ويليه المجلد الخامس وأوله آخر الجمعة
فهرس المصادر والمراجع (¬1) أولًا - المطبوعات 1 - ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته ومنهجه، وموارده في كتابه الإصابة د. شاكر محمود عبد المنعم. ج 1 - دار الرسالة للطباعة- بغداد. 2 - الإتقان في علوم القرآن/ للسيوطي. 3 - الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان/ لابن بلبان، تحقيق: كمال يوسف الحوت. الطبعة الأولى (1407 هـ -1987 م). دار الكتب العلمية- بيروت. 4 - أحكام الجنائز وبدعها/ الشيخ ناصر الدين الألباني. الطبعة الثانية (1402هـ -1982 م) - المكتب الإِسلامي. 5 - أحكام الخواتيم/ الحافظ ابن رجب الحنبلي. تصحيح وتعليق: عبد الله القاضي. الطبعة الأولى (1405 هـ - 1985 م) -دار الكتب العلمية- بيروت. 6 - أحوال الرجال/ لأبي إسحاق الجوزجاني. حققه وعلق عليه: صبحي البدري السامرائي. الطبعة الأولى (1405 هـ - 1985 م) - مؤسسة الرساله- بيروت. ¬
7 - إحياء علوم الدين / للغزالي. دار الندوة الجديدة -بيروت- لبنان. 8 - أخبار أبي حنيفة وأصحابه/ أبو عبد الله الحسين بن علي الصميري. (ت 436 هـ). الهند -مطبعة المعارف الشرقية- حيدرآباد (سنة 1394هـ). 9 - أخبار القضاة/ لوكيع محمد بن خلف بن حيان (ت 306 هـ). عالم الكتب- بيروت. 10 - أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه/ لأبي عبد الله الفاكهي. دراسة وتحقيق عبد الملك بن دهيش. الطبعة الأولى (1407هـ -1986 م) - مكتبة النهضة الحديثة. 11 - اختلاف الحديث/ للإمام محمد بن إدريس الشافعي. (ت 204هـ) برواية الربيع بن سليمان المرادي (ت 270 هـ). تحقيق عامر أحمد حيدر. الطبعة الأولى (1405 هـ - 1985 م). مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت- لبنان. 12 - اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى/ الحافظ ابن رجب الحنبلي. تحقيق وتعليق/ جاسم الفهيد الدوسري. الطبعة الأولى (1406 هـ - 1985 م) -مكتبة دار الأقصى- الكويت. 13 - إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل/ للألباني. الطبعة الأولى (1399 هـ -1979 م) - المكتب الإِسلامي. 14 - الأذكار من كلام سيد الأبرار/ الإمام النووي. اعتنى به وفهرسه محيى الدين الشامي. الطبعة الثانية (1406هـ -1986م) - مؤسسة الريان. 15 - إسبال الكساء على النساء/ السيوطي. الطبعة الأولى (405 اهـ - 1984 م)، دار الكتب العلمية - بيروت- لبنان.
(16) - أسد الغابة في معرفة الصحابة/ عز الدين بن الأثير. طبعة دار إحياء التراث العربي- بيروت. 17 - الأسماء والصفات/ للإمام البيهقي. دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان. 18 - الإصبة في تمييز الصحابة/ الحافظ ابن حجر العسقلاني. الطبعة الأولى (1328 هـ) -دار إحياء التراث العربي- بيروت. مطبعة الكتب العلمية- بيروت- لبنان. 19 - إعلام الموقعين/ لابن القيم. راجعه وعلق عليه/ طه عبد الرؤوف سعد. طبعة سنة (1973 م) -دار الجيل- بيروت- لبنان. 20 - الإفصاح في فقه اللغة/ تأليف حسين بن يوسف موسى وعبد الفتاح الصعيدي. ط. دار الفكر العربي- القاهرة. 21 - الاقتراح في بيان الاصطلاح/ الحافظ ابن دقيق العيد (ت 702 هـ). طبعة دار الكتب العلمية- بيروت (1406هـ - 1986م). 22 - اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم/ شيخ الإِسلام ابن تيمية بتحقيق ودراسة د. ناصر بن عبد الكريم العقل. الطبعة الأولى 1404 هـ - توزيع مكتبة الرشد- الرياض. 23 - الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والإنساب/ الحافظ ابن ماكولا (ت 475 هـ). تصحيح وتعليق الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني. بيروت- لبنان. 24 - أنباء الغمر بأبناء العمر/ للحافظ ابن حجر العسقلاني. الطبعة الثانية (1406هـ -1986 م) -دار الكتب العلمية- بيروت.
25 - الإنساب/ للإمام أبي سعيد السمعاني. الطبعة الأولى (1399 هـ - 1979م) - مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية -حيدرآباد- الهند. 26 - الأولياء/ للحافظ أبي بكر بن أبي الدنيا. تحقيق: مجدي السيد إبراهيم- طبعة مكتبة القرآن، القاهرة. 27 - الإيمان/ للحافظ محمد بن إسحاق بن مندة. بتحقيق/ د. علي بن محمد بن ناصر الفقيهي ... المجلس العلمي- الجامعة الإِسلامية. الطبعة الأولى (1401 هـ - 1981 م). 28 - الإيمان/ للحافظ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ. دراسة وتحقيق حمد بن حمدي الجابري الحربي. الطبعة الأولى (1407 هـ - 1986 م) - الدار السلفية- الكويت. 29 - بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع/ علاء الدين الكاساني (ت 587 هـ)، الطبعة الثانية (1406هـ -1986 م) -دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان. 30 - بدائع الفوائد/ الإمام ابن القيم. دار الفكر. 31 - البداية والنهاية/ للحافظ ابن كثير. الطبعة الثالثة (1979 م) -مكتبة المعارف- بيروت. 32 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع/ الشوكاني. الطبعة الأولى سنة (1348 هـ) -دار المعرفة- بيروت. 33 - بذل المجهود في حل أبي داود/ للسهارنفوري. مع تعليق الكاندهلوي. دار الكتب العلمية -بيروت- لبنان. 34 - بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني/ أحمد البنا. الطبعة الثانية- دار إحياء التراث العربي.
35 - البنيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف/ لابن حمزة الحسيني. الطبعة الأولى (1402 هـ -1982 م). المكتبة العلمية- بيروت- لبنان. 36 - تاج العروس من جواهر القاموس/ محمد بن مرتضى الزبيدي. الطبعة الأولى سنة (1306 هـ) بالمطبعة الخيرية- مصر. 37 - تاريخ أبي زرعة الدمشقي/ للحافظ عبد الرحمن بن عمرو النصري (ت 281 هـ). دراسة وتحقيق شكر الله بن نعمة الله القوقجاني. طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق. 38 - تاريخ الأمم والملوك/ لأبي جعفر ابن جرير الطبري (ت 310 هـ). بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم. طبعة دار سويدان- بيروت. 39 - تاريخ بغداد/ للخطيب البغدادي (ت 463 هـ). دار الكتاب العربي- بيروت. 40 - تاريخ التراث العربي/ فؤاد سزكين. نقله إلى العربية د. محمود فهمي حجازي، وراجعه: د. عرفة مصطفى، د. سعيد عبد الرحيم. طبعة (1403 هـ -1983 م) - من مطبوعات جامعة الإِمام. 41 - تاريخ ثغر عدن/ لأبي عبد الله الطيب بن عبد الله بن أبي مخرمة (ت 947 هـ)، اعتنى به علي حسن عبد الحميد. الطبعة الثانية (1408 هـ -1987 م). 42 - تاريخ جرجان/ للسهمي. ومعه المختلف فيهم لابن شاهين. الطبعة الثالثة: (1401 هـ - 1981 م) - عالم الكتب- بيروت. 43 - تاريخ خليفة بن خياط (ت 204 هـ). تحقيق د. أكرم العمري. الطبعة الثالثة (1405 هـ - 1985 م) دار طيبة.
44 - تاريخ داريا، ومن نزل بها من الصحابة والتابعين، وتابعي التابعين للقاضي عبد الجبار الخولاني. حققه وقدم له سعيد الخولاني. حققه وقدم له سعيد الأفغاني. دار الفكر. 45 - تاريخ الرقة ومن نزلها/ لأبي علي الحراني الحافظ (ت 334 هـ). بتحقيق وتعليق طاهر النعساني. الطبعة الأولى عن مخطوطة المكتبة الظاهرية- بدمشق. 46 - تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي (ت 280 هـ) عن يحيى بن معين (ت 233 هـ). تحقيق د. أحمد محمد نور سيف. مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي- جامعة الملك عبد العزيز مكة المكرمة. 47 - التاريخ الكبير/ للإمام البخاري. الطبعة الثانية (1382 هـ - 1962م). 48 - تاريخ مدينة دمشق/ تصنيف أبي القاسم ابن عساكر. تحقيق سكينة الشهابي. من مطبوعات مجمع اللغة العربية- بدمشق. 49 - تاريخ واسط/ تأليف أسلم بن سهل الرزاز الواسطي المعروف ببحشل. تحقيق كوركيس عواد. الطبعة الأولى (1406 هـ -1986 م) - عالم الكتب. 50 - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه/ ابن حجر العسقلاني. تحقيق محمد النجار، وعلي محمد البجاري. المكتبة العلمية- بيروت. 51 - التبيان في آداب حملة القرآن/ الإمام محيي الدين النووي. الطبعة الأولى (1405 هـ - 1985 م). بتحقيق عبد القادر الأرناؤوط -مكتبة دار البيان- دمشق. والطبعة الثانية (1407 هـ -1987 م) بتحقيق الشيخ عبد العزيز السيروان/ دار النفائس- بيروت.
52 - التبيين لأسماء المدلسين/ برهان الدين سبط ابن العجمي (ت 841 هـ) "مع الرسائل الكمالية". مكتبة المعارف- الطائف. 53 - التتبع/ للإمام الحافظ أبي الحسن الدارقطني. بتحقيق الشيخ مقبل بن هادي الوادعي. الطبعة الثانية/ توزيع دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي- الصباحية- الكويت. 54 - تجريد أسماء الصحابة/الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي. دار المعرفة- بيروت. 55 - تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد/ الشيخ ناصر الدين الألباني. الطبعة الرابعة (1403 هـ -1983 م) - المكتب الإِسلامي- بيروت. 56 - تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي/ المباركفوري. أشرف على مراجعة أصوله وتصحيحه/ عبد الوهاب عبد اللطيف. الطبعة الثالثة (1399 هـ -1979 م) - دار الفكر للطباعة والنشر. 57 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف/ للحافظ المزي. تحقيق/ عبد الصمد شرف الدين. الطبعة الثانية (1403 هـ -1983 م) - المكتب الإسلامي- بيروت- لبنان. 58 - التحقيق في اختلاف الحديث/ لابن الجوزي (ت 597 هـ). وبهامشه التنقيح لابن عبد الهادي (ت 774 هـ). بتحقيق محمد حامد الفقي. طبعة سنة (1373 هـ). 59 - تخريج أحاديث إحياء علوم الدين للعراقي وابن السبكي والزبيدي. استخراج أبي عبد الله محمود الحداد. دار العاصمة للنشر- الطبعة الأولى (1408 هـ).
60 - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي/ لجلال الدين السيوطي. حققه وراجع أصوله عبد الوهاب عبد اللطيف. الطبعة الثانية (1399 هـ -1979 م) - دار إحياء السنة النبوية. 61 - تذكرة الحفاظ/ للحافظ الذهبي. دار إحياء التراث العربي- بيروت. 62 - تراجم الأحبار من رجال شرح معاني الآثار/ محمد أيوب المظاهري. طبعة المكتبة الخليلية- الهند - توزيع مكتبة الإيمان- المدينة النبوية. 63 - ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير وزيادته. عوني نعيم الشريف وعلي حسن علي عبد الحميد. الطبعة الأولى (1407 هـ -1987 م) - مكتبة المعارف- الرياض. 64 - ترتيب ثقات العجلي (ت 261 هـ) / للحافظ الهيثمي (ت 807 هـ). توثيق وتخريج عبد المعطي قلعجي. الطبعة الأولى- دار الكتب العلمية- بيروت. 65 - ترتيب علل الترمذي الكبير/ لأبي طالب القاضي. تحقيق ودراسة حمزة ديب مصطفى. الطبعة الأولى (1406 هـ -1986 م) - مكتبة الأقصى- عمان- الأردن. 66 - ترتيب المدارك وتقريب المسالك/ القاضي عياض بن موسى اليحصبي (ت 544 هـ). تحقيق محمد بن تاويت الطنجي. مطبعة الشمال الأفريقي (1388 هـ). 67 - الترغيب والترهيب/ للمنذري. مكتبة الأرشاد. 68 - تصحيفات المحدثين/ لأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري (ت 382 هـ). دراسة وتحقيق الشيخ محمود ميرة. الطبعة الأولى سنة (1402 هـ -1982 م)، المطبعة العربية الحديثة- مصر- القاهرة.
69 - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة/ ابن حجر. دار الكتاب العربي- بيروت - لبنان. 70 - التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح/ لأبي الوليد الباجي. بتحقيق ودراسة د. أبو لبابة حسين. الطبعة الأولى (1406 هـ -1986 م) دار اللواء للنشر والتوزيع- الرياض. 71 - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس/ للحافظ ابن حجر العسقلاني تحقيق د. عاصم القربوني. الطبعة الأولى/ مكتبة المنار. وتحقيق د. عبد الغفار البنداري ومحمد أحمد عبد العزيز، الطبعة الأولى (1405 هـ - 1985 م) - دار الكتب العلمية- بيروت. 72 - تعظيم قدر الصلاة/ الأمام محمد بن نصر المروزي. حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وآثاره د. عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي. الطبعة الأولى (1406 هـ). الناشر: مكتبة الدار بالمدينة. 73 - تغليق التعليق على صحيح البخاري/ الحافظ ابن حجر العسقلاني. دراسة وتحقيق سعيد بن عبد الرحمن القزقي. الطبعة الأولى (1405 هـ - 1985 م) - المكتب الإِسلامي- دار عمار. 74 - تفسير القرآن العظيم/ لابن كثير. طبعة سنة (1400 هـ - 1980 م) - مكتبة التراث الإِسلامي- حلب. 75 - تقريب التهذيب/ لابن حجر الحافظ شهاب الدين أحمد بن يحيى بن حجر العسقلاني (ت 852). تقديم وتحقيق: محمد عوامة. الطبعة الأولى (1406 هـ). 76 - التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد/ للحافظ أبي بكر محمد بن عبد الغني البغدادي (ابن نقطة) (ت 629 هـ). تحقيق كمال يوسف
الحوت - الطبعة الأولى (1408 هـ -1988 م) - دار الكتب العلمية- بيروت. 77 - التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح/ للحافظ العراقي (ت 806 هـ). بتحقيق محمد راغب الطباخ. الطبعة الثانية (1405 هـ - 1984 م) دار الحديث- بيروت. 78 - تلخيص المتشابه في الرسم/ للخطيب البغداد (ت 463 هـ). تحقيق سكينة الشهابي. الطبعة الأولى (1985م). 79 - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير/ للحافظ ابن حجر العسقلاني. بتصحيح وتعليق الشيخ عبد الله هاشم اليماني (1384 هـ - 1964 م) بالمدينة المنورة. 80 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة/ لابن عراق الكناني تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، وعبد الله الصديق. الطبعة الثانية (1401 هـ - 1981 م) - دار الكتب العلمية- بيروت - لبنان. 81 - التنكيل مما في تأنيب الكوثري من الأباطيل للمعلمي. تحقيق الألباني. طبع الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء (1403 هـ - 1983 م) الرياض. 82 - تهذيب الأسماء واللغات/ للإمام النووى. دار الكتب العلمية- بيروت. 83 - تهذيب تاريخ دمشق الكبير/ للحافظ المؤرخ أبو القاسم ابن عساكر (ت 571 هـ) تهذيب وترتيب الشيخ عبد القادر بن بدران (ت 1346 هـ). الطبعة الثانية (1399 - 1979 م - دار المسيرة- بيروت.
84 - تهذيب التهذيب/ لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852). الطبعة الأولى سنة (1325 هـ) - مجلس دائرة المعارف النظامية- حيدرآباد الدكن. 85 - توجيه القاري/ حافظ ثناء الله الزاهدي. مجلس التحقيق الأثري- جهلم- باكستان. الطبعة الأولى (1406 هـ -1986 م). 86 - توضيح المشتبه/ لابن ناصر الدين. تحقيق محمد نعيم العرقسوسي. الطبعة الأولى (1407 هـ -1986 م) - مؤسسة الرسالة- بيروت. 87 - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت 1376 هـ). طبعة سنة (1404 هـ) - الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء- الرياض- المملكة العربية السعودية. 88 - الثقات/ للإمام الحافظ محمد بن حبان بن أحمد أبي حاتم التميمي البستي (ت 354 هـ). الطبعة الأولى- مجلس دائرة المعارف النظامية- حيدرآباد- الدكن. 89 - جامع الأصول في أحاديث الرسول/ لمجد الدين ابن الأثير الجزري. حقق نصوصه وخرج أحاديثه وعلق عليه عبد القادر الأرناؤوط. الطبعة الثانية (1403 هـ -1983 م) - دار الفكر- بيروت- لبنان. 90 - جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله/ للإمام أبي عمر ابن عبد البر. وقف على طبعه وتصحيحه وتقييد حواشيه إدارة الطباعة المنيرية (1398 - 1978 م) - دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان. 91 - جامع البيان عن تأويل آي القرآن/ لأبي جعفر بن جرير الطبري (ت 310 هـ). بتحقيق وتعليق محمود شاكر، ومراجعة وتخريج أحمد شاكر. دار المعارف بمصر- القاهرة.
92 - جامع التحصيل في أحكام المراسيل/ للحافظ العلائي. تحقيق حمدي السلفي. الطبعة الثانية (1407 هـ -1986 م) - عالم الكتب- بيروت. 93 - الجامع الصحيح/ للإمام البخاري. طبعة مكتبة الجمهورية العربية- مصر. 94 - الجامع الصحيح/ للإمام مسلم. بتعليق ذهني أفندي. دار المعرفة- بيروت. 95 - الجامع الصحيح/ للإمام الترمذي. بتحقيق: أحمد شاكر. الطبعة الثانية (1398 هـ -1978 م). مصطفى البابي- مصر. 96 - جامع العلوم والحكم شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم/ الحافظ ابن رجب الحنبلي. دار المعرفة للطباعة والنشر/ بيروت- لبنان. 97 - الجرح والتعديل/ ابن أبي حاتم الرازي (ت 327 هـ). الطبعة الأولى- دائرة المعارف النظامية- حيدرآباد- الدكن. 98 - جزء حديث عبد الله بن أبي أوفى/ لأبي محمد يحيى بن صاعد. تحقيق سعد آل حميد. 99 - الجمع بين رجال الصحيحين/ لأبي الفضل ابن القيسراني (ت 507 هـ). الطبعة الثانية (405 اهـ) - دار الكتب العلمية- بيروت. 100 - جمهرة أنساب العرب/ لأبي محمد بن حزم الأندلسي (ت 456 هـ). الطبعة الأولى (1403 هـ -1983 م) - دار الكتب العلمية- بيروت. 101 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر/ للسخاوي (ت 902 هـ) - ج 1. بتحقيق: د. حامد عبد المجيد، د. طه الزيني. القاهرة (1406 هـ -1986 م).
102 - الجوهر النقي/ لابن التركماني بهامش سنن البيهقي. 103 - حادي الأرواح بلاد الأفراح/ الإمام ابن القيم. دار الندوة الجديدة- بيروت. 104 - حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة/ جلال الدين السيوطي (ت 991 هـ). بتحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم. الطبعة الأولى (1387 هـ -1968 م) - دار إحياء الكتب العربية- مصر. 105 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء/ لأبي نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ). الطبعة الثالثة (1400 هـ -1980 م) - دار الكتاب العربي- بيروت- لبنان. 106 - حياة الحيوان الكبرى/ كمال الدين محمد الدميري (ت 808 هـ). الطبعة الخامسة (1398 هـ -1978 م) - مطبعة مصطفى البابي الحلبي- مصر. 107 - خير الكلام في القراءة خلف الإِمام/ للإمام البخاري. الطبعة الثانية (1405 هـ - 1985 م) - الناشر: مكتبة الإيمان- المدينة. 108 - الدراية في تخريج أحاديث الهداية/ لابن حجر العسقلاني. صححه وعلق عليه: عبد الله هاشم اليماني. دار المعرفة- بيروت- لبنان. 109 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ). الناشر: المكتبة الإسلامية ومكتبة جعفري في طهران، ودار الكتب العراقية- كاظمية. طبعة سنة (1403 هـ) - دار الفكر للطباعة والنشر. 110 - دلائل النبوة/ للبيهقي. بتحقيق: عبد المعطي قلعجي. الطبعة الأولى سنة (1405 هـ - 1985 م) - دار الكتب العلمية.
111 - دلائل النبوة/ الإمام إسماعيل الأصفهاني (ت 535 هـ). إعداد: أبي عبد الله محمود الحداد. الطبعة الأولى (1409 هـ -1988 م) - دار طيبة- الرياض. 112 - دلائل النبوة/ لأبي بكر الفريابي (ت 301 هـ). تخريج: أم عبد الله بنت المحروس العسلي. دار طيبة- الرياض. 113 - دليل القاري إلى مواضع الحديث في صحيح البخاري. وضعه: الشيخ عبد الله الغنيمان. الطبعة الثانية (1404 هـ -1984 م) - مؤسسة الرساله- بيروت. 114 - الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب/ لابن فرحون المكي (ت 799 هـ). بتحقيق: د. محمد الأحمدي أبو النور. طبعة دار التراث. 115 - ديوان الضعفاء والمروكين/ للإمام الذهبي. بتحقيق: الشيخ حماد الأنصاري. 116 - ذكر أخبار أصبهان/ لأبي نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ). الطبعة الثانية (1405 هـ - 1985 م) - الدار العلمية- دلهي- الهند. 117 - ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق/ للإمام شمس الدين الذهبي (ت 748 هـ). بتحقيق وتعليق: محمد شكور المياديني. الطبعة الأولى سنة (1406 هـ - 1986 م) - مكتبة المنار الأردن- الزرقاء. 118 - الذيل على رفع الاصر/ شمس الدين السخاوي. تحقيق: د. جودة هلال، الأستاذ محمد محمود صبح؛ مراجعة علي البجاوي- الدار المصرية للتأليف والترجمة.
119 - ذيل الكاشف/ للحافظ ولي الدين أبي زرعة العراقي (ت 826 هـ). بتحقيق: بوران الضناوي. الطبعة الأولى سنة (1406 هـ - 1986 م) - دار الكتب العلمية- بيروت. 120 - ذيل ميزان الاعتدال/ للحافظ زين الدين العراقي. بتحقيق: د. عبد القيوم عبد رب النبي. الطبعة الأولى (406 اهـ) - مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي بجامعة أم القرى. 121 - رجال الحلي= خلاصة الأقوال في معرفة الرجال/ تأليف: الحسن بن يوسف الحلي (ت 726 هـ). تصحيح: محمد صادق بحر العلوم. الطبعة الثانية (1381 هـ - 1961 م) - المطبعة الحيدرية- النجف. 122 - رجال الطوسي، وفهرسه/ تأليف: أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ)، حققه وعلق عليه: محمد صادق آل بحر العلوم. الطبعة الأولى (1381 هـ - 1961 م) - المكتبة والمطبعة الحيدرية في النجف. 123 - الرسالة/ الإمام محمد بن إدريس الشافعي. بتحقيق وشرح: الشيخ أحمد شاكر. الطبعة الثانية (1399 هـ -1979 م) - مكتبة دار التراث- القاهرة. 124 - الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة/ محمد بن جعفر الكتاني. الطبعة الثانية (1400 هـ) - دار الكتب العلمية- بيروت. 125 - الرواة الذين تكلم فيهم الحافظ ابن حجر/ تأليف: نبيل بن منصور البصارة. الطبعة الأولى (1407 هـ -1986 م) - دار الدعوة- الكويت.
126 - الرواة الذين وثقهم الإِمام الذهبي في الميزان وقد تكلم فيهم بعض النقاد من حيث البدعة/ لابن إشحاذة الموصلي. مراجعة: أبي تراب الظاهري. الناشر: دار القبلة للثقافة الإِسلامية. 127 - الروح/ الإمام ابن القيم. الناشر: مكتبة المدني للطباعة والنشر. 128 - الروض البسام ترتيب فوائد الحافظ تمام/ جاسم الفهيد الدوسري. الطبعة الأولى (1408 هـ -1987 م) - دار البشائر- بيروت- لبنان. 129 - زاد المعاد في هدي خير العباد/ للإمام ابن القيم. حقق نصوصه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرناووط، وعبد القادر الأرناؤوط. الطبعة السادسة (1404 هـ -1984 م) - مؤسسة الرسالة- مكتبة المنار الإِسلامية. 130 - الزهد/ للإمام أحمد بن حنبل. الطبعة؟؟؟ 131 - الزهد/ هناد بن السري. حققه وخرج أحاديثه: عبد الرحمن الفريوائي. الطبعة الأولى (1406 هـ - 1985 م) - الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإسلامي- الكويت. 132 - الزهد والرقائق/ ابن المبارك. حققه وعلق عليه: حبيب الرحمن الأعظمي. دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان. 133 - الزهد/ لوكيع بن الجراح (ت 197 هـ). حققه وقدم له وخرج أحاديثه: عبد الرحمن الفريوائي. الطبعة الأولى (1404 هـ - 1984 م) - مكتبة الدار- المدينة. 134 - سؤالات الحاكم/ للدارقطني. دراسة وتحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر. الطبعة الأولى (1404 هـ - 1984 م) - مكتبة المعارف- الرياض.
135 - سؤالات ابن الجنيد/ أبي إسحاق إبراهيم الختلي لأبي زكريا يحيى بن معين (ت 233 هـ). بتحقيق: د. أحمد محمد نور سيف. الطبعة الأولى- مكتبة الدار- المدينة النبوية. 136 - سؤالات محمد بن عثمان/ ابن أبي شيبة لعلي بن المديني = الثقات القدريون. دراسة وتحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر. الطبعة الأولى (1404 هـ - 1984 م) - مكتبة المعارف- الرياض. 137 - سلسلة الأحاديث الصحيحة/ للألباني. الطبعة الثانية (1399 هـ - 1979 م) - المكتب الإِسلامي. 138 - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة/ للألباني. الطبعة الرابعة (ت 1398 هـ) - المكتب الإِسلامي. 139 - السنة/ لابن أبي عاصم. تحقيق: الألباني. الطبعة الأولى (1400 هـ - 1980 م) - المكتب الإِسلامي. 140 - السنن/ للإمام الدارقطني (ت 385 هـ) وبذيله التعليق المغني لأبي الطيب الآبادي، بتصحيح وتحقيق: عبد الله هاشم اليماني. طبعة سنة (1386 هـ -1966 م) - المدينة المنورة. 141 - سنن الدارمي/ للحافظ أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت 255 هـ). تخريج وتحقيق: الشيخ عبد الله هاشم اليماني. الناشر: حديث أكاديمي (1404 هـ - 1984 م) - توزيع إدارات البحوث العلمية والإفتاء. 142 - السنن الكبرى/ للبيهقي. الطبعة الأولى سنة (1344 هـ) بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية- الهند - حيدرآباد - الدكن.
143 - سنن ابن ماجه. تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي. طبع سنة (1395 هـ - 1975 م) - دار إحياء التراث العربي. 144 - سنن النسائي الصغرى/النسائي. دار الكتاب العربي- بيروت. 145 - سير أعلام النبلاء / للإمام شمس الذين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ). الطبعة الثالثة (1405 هـ)، مؤسسة الرسالة. 146 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب/ لابن العماد الحنبلي. (ت 1089 هـ). طبعة دار إحياء التراث العربي- بيروت. 147 - شرح الزرقاني على موطأ الإِمام مالك بن أنس/ للمحقق محمد الزرقاني. طبعة سنة (1398 هـ -1978 م) - دار المعرفة- بيروت. 148 - شرح السنة/ للبغوي. تحقيق: زهير الشاويش وشعيب الأرناؤوط. الطبعة الثانية (1403 هـ -1983 م). المكتب الإِسلامي- بيروت. 149 - شرح علل الترمذي/ للحافظ زين الذين عبد الرحمن بن أحمد ابن رجب الحنبلي. تحقيق ودراسة: الدكتور همام عبد الرحيم سعيد. الطبعة الأولى (1407 هـ) - مكتبة المنار- الأردن. 150 - شرح معاني الآثار/ لأبي جعفر الطحاوي (ت 321 هـ). بتحقيق: محمد سيد جاد الحاق- مطبعة الأنوار المحمدية- القاهرة. 151 - الشريعة/ للإمام الآجري. تحقيق: محمد حامد الفقي. الطبعة الأولى (1403 هـ -1983 م) - دار الكب العلمية- بيروت- لبنان. 152 - الشفا بتعريف حقوق المصطفى/ القاضي عياض اليحصبي (ت 544 هـ). طبعة سنة (1405 هـ -1985 م) - دار الفكر- بيروت.
153 - الشفاعة/ مقبل بن هادي الوادعي. الطبعة الأولى (1402 هـ - 1982 م) - نشر وتوزيع مكتب دار الأرقم- الكويت. 154 - صحيح الترغيب والترهيب/ الشيخ ناصر الدين الألباني. الطبعة الأولى (1402 هـ -1982 م) - المكتب الإِسلامي- بيروت. 155 - صحيح الجامع الصغير وزيادته (الفتح الكبير) / تأليف: الألباني. الطبعة الثانية (1406 هـ -1986 م) - المكتب الإِسلامي. 156 - صحيح ابن خزيمة. حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه: د. محمد مصطفى الأعظمي. طبع المكتب الإِسلامي. 157 - صحيح مسلم بشرح النووي. دار إحياء التراث العربي- بيروت - لبنان. 158 - الصحيح المسند من أسباب النزول/ مقبل بن هادي الوادعي. طبعة سنة (1400 هـ - 1979 م) - مكتبة المعارف- السعودي؛ والطبعة الثالثة دار الأرقم- الكويت. 159 - صفة صلاة النبي-صلى الله عليه وسلم- / للألباني. المكتب الإِسلامي. 160 - صلاة التراويح/ الشيخ ناصر الذين الألباني. الطبعة الثانية (1405 هـ - 1985 م) - المكتب الإِسلامي- بيروت. 161 - الصلاة وحكم تاركها/ الإمام ابن قيم الجوزية. بتحقيق: تيسير زعيتر. الطبعة الثانية (1405 هـ - 1985 م) - المكتب الإسلامي. 162 - الضعفاء/ للحافظ أبي جعفر العقيلي المكي. بتحقيق: د. عبد المعطي قلعجي. الطبعة الأولى (1404 هـ -1984 م) - دار الكتب العلمية- بيروت.
163 - الضعفاء/ لأبي نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ). تحقيق: د. فاروق حمادة. الطبعة الأولى- دار الثقافة- المغرب. 164 - الضعفاء والمتروكون/ للحافظ الدارقطني. دراسة وتحقيق/ موفق بن عبد الله بن عبد القادر. مكتبة المعارف- الرياض- الطبعة الأولى (1404 هـ-1984 م) 165 - ضعيف الجامع الصغير/ الألباني. الطبعة الثانية (1399 هـ - 1979 م) - المكتب الإِسلامي- بيروت. 166 - ضعيف سنن ابن ماجه/ الشيخ ناصر الدين الألباني. الطبعة الأولى (1399 هـ -1988 م) - المكتب الإِسلامي- بيروت. 167 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع/ السخاوي. دار مكتبة الحياة- بيروت. 168 - طبقات الحفاظ/ السيوطي. تحقيق: علي محمد عمر. الطبعة الأولى (1393 هـ -1973 م) - الناشر: مكتبة وهبة- مصر. 169 - طبقات الشافعية الكبرى/ تاج الدين السبكي. الطبعة الثانية- دار المعرفة- بيروت- توزيع دار الباز. 170 - طبقات فقهاء اليمن/ عمر بن علي بن سمرة الجعدي. تحقيق: فؤاد سيد. طبعة دار القلم- بيروت. 171 - الطبقات الكبرى/ لابن سعد. دار بيروت للطباعة والنشر- بيروت. 172 - طرح التثريب في شرح التقريب/ لزين الدين أبي الفضل عبد الرحيم العراقي. دار إحياء التراث العربي. 173 - العبر في خبر من غير/ لمؤرخ الإِسلام الحافظ الذهبي. حققه: أبو هاجر محمد السعيد زعلول. الطبعة الأولى (1405 هـ - 1985 م) - دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان.
174 - عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب/ للإمام الحافظ أبي بكر محمد بن أبي عثمان الحازمي. حققه وعلق عليه وفهرس له: عبد الله كنون. الطبعة الثانية (1393 هـ -1973 م) - القاهرة- الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية. 175 - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين/ للإمام تقي الدين الفاسي المكي (ت 832 هـ). طبع سنة (1383 هـ -1964 م) - القاهرة- مطبعة السنة المحمدية. 176 - علل الحديث/ للحافظ أبي محمد بن أبي حاتم الرازي (ت 327 هـ). طبع سنة (1405 هـ - 1985 م) - دار المعرفة- بيروت. 177 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية/ابن الجوزي. الطبعة الثانية (1401 هـ - 1981 م). تحقيق: إرشاد الحق الأثرى- إدارة العلوم الأثرية فيصل أباد- باكستان. 178 - العلل الواردة في الأحاديث النبوية/ الحافظ الدارقطني. تحقيق وتخريج: د. محفوظ الرحمن السلفي. الطبعة الأولى (1405 هـ - 1985 م) - دار طيبة- الرياض. 179 - العلل ومعرفة الرجال/ للإمام أحمد بن حنبل (ت 241 هـ). نشرة كلية الإلهيات بجامعة أنقرة عام (1963 م). 180 - علوم الحديث/ للحافظ ابن الصلاح (ت 642 هـ). دار الكتب العلمية- بيروت (1398 هـ -1978 م). 181 - عمدة القاري شرح صحيح البخاري/ بدر الدين العيني (ت 855 هـ). عنيت بنشره وتصحيحه والتعليق عليه شركة من العلماء بمساعدة إدارة الطباعة المنيرية. دار إحياء التراث العربي.
182 - عمل اليوم والليلة/ للحافظ أبي بكر الدينوري (ابن السني) (ت 364 هـ). تحقيق وتعليق: بشير محمد عيون. الطبعة الأولى (1407 هـ -1987 م)؛ توزيع: مكتبة المؤيد- الطائف. 183 - عمل اليوم والليلة/ النسائي. دراسة وتحقيق: د. فاروق حمادة. الطبعة الثالثة (1407 هـ -1987 م) - مؤسسة الرسالة- بيروت. 184 - عمل اليوم والليلة/ لابن السني. 185 - عون المعبود شرح سنن أبي داود/ لشمس الحق آبادي. ضبط وتحقيق: عبد الرحمن عثمان. الطبعة الثانية (1388 هـ -1968 م). الناشر: محمد عبد المحسن صاحب المكتبة السلفية بالمدينة النبوية. 186 - عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير/ لابن سيد الناس. طبعة دار المعرفة- بيروت. 187 - غريب الحديث/الإِمام أبي إسحاق الحربي (ت 285 هـ). تحقيق ودراسة: د. سليمان بن إبراهيم العايد. الطبعة الأولى (1405 هـ - 1985 م) مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي بجامعة أم القرى. 188 - غريب الحديث/ لأبي سليمان الخطابي البستي (ت 388 هـ). تحقيق: عبد الكريم بن إبراهيم العزباوي. طبعة سنة (1402 هـ - 1982 م) - دار الفكر- دمشق. 189 - الغريبين/ لأبي عبيد الهروي (ت 401 هـ). بتحقيق: محمود محمد الطناحي- القاهرة. سنة (1390 هـ) - المجلس الأعلى للشؤون الإِسلامية.
190 - غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة/ تأليف: أبي القاسم بن بشكوال. تحقيق: عز الدين السيد، ومحمد كمال الدين. الطبعة الأولى (1407 هـ -1987 م) - عالم الكتب. 191 - الفائق في غريب الحديث/ لأبي القاسم محمد بن عمر الزمخشري (ت 583 هـ). تحقيق: علي البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم. طبع في مطبعة عيسى البابي الحلبي. 192 - فتح الباري شرح صحي البخاري/ لابن حجر العسقلاني. رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي. قرأ أصله تصحيحًا وتحقيقًا: فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز. مكتبة الرياض الحديثة- البطحاء- الرياض. 193 - فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير/ لمحمد بن علي الشوكاني. دار الفكر للطباعة والنشر. 194 - فتح القدير للعاجز الفقير/ للشيخ كمال الدين محمد بن عبد الواحد السكندري ابن الهمام. طبع دار إحياء التراث العربي- بيروت- لبنان. 195 - فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد/ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ. طبع وتوزيع: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء (1453 هـ -1983 م). 196 - فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي/ تأليف: الإِمام شمس الدين السخاوي. الطبعة الأولى (1403 هـ -1983 م) - دار الكتب العلمية- بيروت - لبنان.
197 - فتح الوهاب فيمن اشتهر من المحدثين بالألقاب/ تأليف: الشيخ حماد بن محمد الأنصاري. الطبعة الأولى سنة (1406 هـ - 1985 م) - مؤسسة الرسالة- بيروت. 198 - الفتح الرباني بترتيب مسند الإِمام أحمد/ البنا. انظر بلوغ الأماني. 199 - الفتوحات الربانية على الأذكار النووية/ محمد بن علان الصديقي (ت 1057 هـ). طبعة مصورة عن أصل نشرته المكتبة الإِسلامية. 200 - الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان/ لشيخ الإِسلام ابن تيمية. الطبعة الرابعة (1397 هـ) - المكتب الإِسلامي. 201 - الفروق اللغوية/ لأبي هلال العسكري. ضبطه وحققه: حسام الدين القدسي. طبع سنة (1401 هـ -1981 م) - دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان. 202 - فضائل الصحابة/ الإِمام أحمد بن حنبل الشيباني. حققه وخرج أحاديثه: وصي الله بن محمد عباس. الطبعة الأولى (1403 هـ - 1983 م). مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي بجامعة أم القرى. 203 - فضائل القرآن/ للحافظ عماد الدين إسماعيل بن كثير الدمشقي. الطبعة الأولى (1406 هـ -1986 م) - دار المعرفة- بيروت. 204 - فضل الصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلم- /القاضي إسماعيل المالكي (ت 282 هـ). بتحقيق: فضيلة الشيخ الألباني. الطبعة الثالثة (1397 هـ -1977 م) - المكتب الإِسلامي- بيروت. 205 - الفوائد/ للإمام محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية. حققها وعلق عليها جماعة من العلماء. الطبعة الأولى (1403 هـ -1983 م) - دار الكتب العلمية- بيروت - لبنان.
206 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة/الشوكاني. دراسة وتحقيق: محمد بن عبد الرحمن عوض. الطبعة الأولى- الناشر: دار الكتاب العربي. والطبعة التي بتحقيق: عبد الرحمن المعلمي مطبعة السنن المحمدية. 207 - فهرس الفهارس والإثبات/ عبد الحي الكتاني. تحقيق: د. إحسان عباس. الطبعة الثانية (1402 هـ -1982 م) - دار الغرب الإِسلامي- بيروت. 208 - فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية- المنتخب من مخطوطات الحديث- الشيخ ناصر الدين الألباني. طبعة سنة (1390 هـ - 1970م) - مجمع اللغة العربية بدمشق. 209 - الفهرست/ ابن النديم. طبعة المكتبة التجارية الكبرى. 210 - فيض القدير شرح الجامع الصغير/ للمناوي. الطبعة الثانية (1391 هـ -1972 م) - دار المعرفة للطباعة والنشر- بيروت- لبنان. 211 - القاموس المحيط/ تأليف مسجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي. دار الجيل- بيروت. 212 - قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة/ جلال الدين السيوطي. بتحقيق: خليل الميس. طبعة المكتب الإِسلامي (1405 هـ - 1985). 213 - القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية/ محمد بن طولون الصالحين (ت 953 هـ). تحقيق: محمد بن أحمد دهمان. طبع سنة (1401 هـ).
214 - قواعد في علوم الحديث/ للمحدث ظفر أحمد التهانوي (ت 1394 هـ). تحقيق وتعليق: عبد الفتاح أبو غدة. الطبعة الخامسة (1404 هـ -1984 م) - الرياض. ا215 - القول المسدد في الذب عن مسند الإِمام أحمد/ للحافظ ابن ججر العسقلاني. الطبعة الرابعة (1402 هـ -1982 م) - مكتبة المعارف- الرياض. 216 - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة/ للإمام الذهبي (ت 748 هـ). تحقيق وتعليق: عزت عطية- موسى الموشي. الطبعة الأولى (1392 هـ -1972 م) - دار الكتب الحديثة. 217 - الكامل في ضعفاء الرجال/ لابن عدي الجرجاني. الطبعة الأولى (1404 هـ -1984 م) - دار الفكر. 218 - كتاب الأربعين حديثًا/ للإمام أبي بكر محمد الآجري (ت 360 هـ). دراسة وتحقيق: د. محمود النقراشي، السيد علي. الطبعة الأولى (1407 هـ -1987 م) مكتبة دار العليان- بريدة. 219 - كتاب الدعاء/ لأبي القاسم الطبراني. دراسة وتحقيق وتخريج: د. محمد بن سعيد النجاري. الطبعة الأولى (1407 هـ -1987 م) - دار البشائر الإِسلامية للطباعة والنشر والتوزيع- بيروت- لبنان. 220 - كشف الأستار عن رجال معاني الآثار/ لأبي التراب رشد الله السندهي. مكتبة الدار- المدينة النبوية. 221 - كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستة/ للحافظ نور الدين الهيثمي. تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي. الطبعة الأولى (1399 هـ - 1979 م) - مؤسسة الرسالة- بيروت.
222 - كشف الظنون عن أسماء الكتب والفنون/ حاجي خليفة. مكتبة المثنى- بيروت. 223 - الكنى والأسماء/ لأبي بشر الدولابي (ت 310 هـ). الطبعة الثانية- المكتبة الأثرية- باكستان. 224 - الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات/ لأبي البركات محمد بن أحمد المعروف بابن الكيال (ت 939 هـ). تحقيق ودراسة: حمدي السلفي. والطبعة الأولى (1401 هـ - 1981 م). تحقيق: عبد القيوم عبد رب النبي- دار المأمون للتراث. 225 - لسان العرب/ لابن منظور الإفريقي. طبع دار صادر- بيروت. 226 - لسان الميزان/ للحافظ ابن حجر العسقلاني. الطبعة الثالثة (1406 هـ - 1986 م) - منشورات مؤسسة الأعلمي- بيروت- لبنان. 227 - لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة/ لأبي الفيض محمد مرتضى الزبيدي- تحقيق: محمد عبد القادر عطا- دار الكتب العلمية سنة (1405 هـ -1985 م). 228 - اللآلئ المصنوعة/ لجلال الدين السيوطي. الطبعة الثانية (1395 هـ - 1975 م) - دار المعرفة- بيروت. 229 - اللباب في تهذيب الأنساب/ عز الدين ابن الأثير. طبع سنة (1400 هـ -1980 م). 230 - اللمعة في خصائص يوم الجمعة/ جلال الدين السيوطي. تحقيق وتخريج: محمد شكور المياديني. الطبعة الأولى (1407 هـ - 1986 م) - مكتبة المنار- الأردن. المجتبى= السنن الصغرى للنسائي.
231 - المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين/ للإمام الحافظ محمد بن حبان بن أحمد بن أبي حاتم التميمي البستي (ت 354 هـ). تحقيق: محمود إبراهيم زايد. الطبعة الثانية عام (1402 هـ) - دار الوعي. 232 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد/ للحافظ الهيثمي. الطبعة الثالثة (1402 هـ -1982 م) - دار الكتاب العربي- بيروت- لبنان. 233 - مجموعة الرسائل الفقهية (رسالة السهو) / لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين. الطبعة الأولى (1404 هـ -1983 م) - دار طيبة- الرياض. 234 - مجموع فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية/ جمع وترتيب عبد الرحمن بن قاسم وابن محمد. الطبعة الثانية (1398 هـ). 235 - المجموع شرح المهذب/ للنووي. دار الفكر. 236 - المحدث الفاضل بين الراوي والواعي/ للقاضي الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي (ت 360 هـ). تحقيق: محمد عجاج الخطيب. طبع سنة (1391 هـ) - دار الفكر- بيروت. 237 - المحلى/ لابن حزم. تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي. منشورات دار الآفاق الجديدة- بيروت. 238 - مختار الصحاح/ للرازي. دار القلم - بيروت. 239 - مختصر سنن أبي داود/ للمنذري، وبهامشه معالم السنن للخطابي، وتهذيب السنن لابن القيم. تحقيق: أحمد شاكر، ومحمد حامد الفقي. طبع سنة (1400 هـ -1980 م). دار المعرفة- بيروت - لبنان.
240 - مختصر قيام الليل، وقيام رمضان، والوتر/ لمحمد بن نصر المروزي. اختصار: أحمد بن علي المقريزي. الطبعة الأولى (1402 هـ -1982 م) - حديث أكاديمي- باكستان. الطبعة الثانية (1403 هـ -1983 م) - عالم الكتب- بيروت. 241 - المدونة الكبرى/ للإمام مالك بن أنس الأصبحي. رواية: سحنون بن سعيد التنوخي عن عبد الرحمن بن قاسم عنه. طبع دار الفكر. 242 - مرآة الجنان وعبرة اليقظان/ للإمام أبي محمد عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي (ت 768 هـ). الطبعة الثانية (1390 هـ - 1970 م) - مؤسسة الأعلمي- بيروت. 243 - المراسيل/ لابن أبي حاتم. علق عليه أحمد عصام الكاتب. الطبعة الأولى (1403 هـ -1983 م) - دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان. 244 - المستدرك على الصحيحين/ للحاكم النيسابوري. الناشر: دار الكتاب العربي- بيروت. 245 - المستفاد من مبهمات المتن والإسناد/ ولي الدين أبو زرعة العراقي. تصحيح وتعليق: الشيخ حماد الأنصاري. مطابع الرياض. 246 - مسند الإِمام أحمد بن حنبل. طبعة دار المعارف بمصر. بتحقيق: الشيخ أحمد شاكر (1392 هـ -1972 م). طبعة المكتب الإِسلامي مع فهرس الألباني. 247 - مسند الحميدي. حقق أصوله وعلق عليه: حبيب الرحمن الأعظمي. عالم الكتب- بيروت. ومكتبة المتنبي- القاهرة.
248 - مسند أبي داود الطيالسي. دار المعرفة- بيروت- لبنان. توزيع مكتبة المعارف - الرياض. 249 - مسند علي بن الجعد/ للحافظ علي بن الجعد الجوهري (ت 230 هـ). تحقيق: د. عبد المهدي بن عبد القادر. الطبعة الأولى (1405 هـ - 1985 م) - مكتبة الفلاح- الكويت. 250 - مسند أبي عوانة. دار المعرفة- بيروت- لبنان. 251 - مسند أبي يعلى. تحقيق: حسين سليم أسد. الطبعة الأولى (1405 هـ - 1985 م) - دار المأمون للتراث. 252 - مشكاة المصابيح/ للخطيب التبريزي بتحقيق الألبائي. الطبعة الثانية (1399 هـ - 1979 م) - بيروت - المكتب الإِسلامي. 253 - مشكل الآثار/ للحافظ أبي جعفر الطحاوي. الطبعة الأولى - دار الجيل مصور عن نسخة مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية- الهند- حيدرآباد- الدكن (1333 هـ). 254 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية/ابن حجر العسقلاني. تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي. الطبعة الأولى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية- الكويت. 255 - مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه/ للحافظ أحمد بن أبي بكر البوصيري. بتحقيق وتعليق: محمد الكشناوى. الطبعة الأولى سنة (1403 هـ -1983 م) - دار المعرفة- بيروت. 256 - المصنف لابن أبي شيبة. تحقيق: عامر الأعظمي. الدار السلفية- بومباي- الهند.
257 - المصنف/ بعد الرزاق الصنعاني. تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي. الطبعة الثانية (1403 هـ -1983 م) - المكتب الإِسلامي. 258 - معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد/ تأليف حافظ حمكي. الطبعة الأولى /1403 هـ -1983 م) - دار الكتب العلمية- بيروت - لبنان. 259 - معجم البلدان/ ياقوت الحموي. طبع سنة (1404 هـ -1984 م) - دار صادر- بيروت. 260 - معجم الشيوخ/ لابن فهد الهاشمي المكي (ت 885 هـ). تحقيق وتقديم: محمد الزاهي، ومراجعة: حمد الجاسر. طبع سنة (1402 هـ). 261 - معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع/ لأبي عبيد البكري (ت 487 هـ). بتحقيق: مصطفى السقا. الطبعة الأولى - القاهرة. 262 - المعجم/ للحافظ أبي يعلى الموصلي (ت 307 هـ). تحقيق وتعليق: إرشاد الحق الأثري. الطبعة الأولى (1407 هـ) - إدارة العلوم الأثرية- فيصل آباد - باكستان. 263 - المعجم الأوسط/ للطبراني. تحقيق: محمود الطحان. الطبعة الأولى (1405 هـ - 1985 م) - مكتبة المعارف- الرياض. 264 - المعجم الصغير/ لأبي القاسم الطبراني. تقديم وضبط/ كمال يوسف الحوت. الطبعة الأولى (1406 هـ -1986 م) - مؤسسة الكتب الثقافية- بيروت - لبنان. 265 - المعجم الكبير/ لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني. حققه وخرج أحاديثه/ حمدي بن عبد المجيد السلفي. الطبعة الثانية- مطبعة الزهراء الحديثة.
266 - المعجم الوسيط. مجمع اللغة العربية- بإشراف: عبد السلام هارون. طبع سنة (1385 هـ) - مطبعة مصر. 267 - معرفة الرجال/ ليحيى بن معين (ت 233 هـ). بتحقيق محمد كامل القصار. طبع سنة (1405 هـ -1985 م) - مجمع اللغة العربية- دمشق. 268 - المعرفة والتاريخ/ ليعقوب بن سفيان الفسوي (ت 277 هـ). بتحقيق: د. أكرم ضياء العمري. 269 - المغني في ضبط أسماء الرجال ومعرفة كنى الرواة وألفاظهم وأنسابهم/ للعلامة المحدث الشيخ محمد طاهر بن علي الهندي (ت 986 هـ). طبع سنة (1399 هـ -1979 م) - دار الكتاب العربي. 270 - المغني في الضعفاء/ للإمام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ). حققه وعلق عليه: نور الدين عتر. 271 - المغني مع الشرح الكبير/ للموفق بن قدامة المقدسي، وشمس الدين بن قدامة المقدسي. طبع سنة (1403 هـ -1983 م) - دار الكتاب العربي- بيروت - لبنان. 272 - المفردات في غريب القرآن/ للراغب الأصفهاني. تحقيق: محمد سيد كيلاني. دار المعرفة- بيروت - لبنان. - مقدمة ابن الصلاح = انظر علوم الحديث. 273 - مقدمة مسند بقي بن مخلد. تحقيق: أكرم ضياء العمري. الطبعة الأولى (1404 هـ - 1984 م).
274 - المقصاد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة/ للحافظ السخاوي (ت 902 هـ). دراسة وتحقيق: محمد عثمان الخشن. الطبعة الأولى (1405 هـ - 1985 م) - دار الكتاب العربي. 275 - المقتنى في سرد الكنى/ للحافظ شمس الدين الذهبي. تحقيق: محمد بن صالح المراد. طبع سنة (1408 هـ) - الجامعة الإِسلامية- المجلس العلمي- إحياء التراث الإِسلامي. 276 - المقصد العلي/ للهيثمي. تحقيق: نايف بن هاشم الدعيس. الطبعة الأولى (1402 هـ -1982 م) - الناشر: تهامة- جدة. 277 - منال الطالب في شرح طوال الغرائب/ مجد الدين ابن الأثير (ت 606 هـ). تحقيق: د. محمود الطناحي. مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي بجامعة أم القرى. 278 - منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود/ تأليف أحمد بن عبد الرحمن البنا (الساعاتي). الطبعة الثانية (1400 هـ) - المكتبة الإسلامية- بيروت. 279 - من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال/ رواية أبي خالد الدقاق عنه. بتحقيق وتعليق: د. أحمد محمد نور سيف. مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي- جامعة الملك عبد العزيز- مكة المكرمة. 280 - المنتخب/ للحافظ عبد بن حميد الكشي. تحقيق وتعليق مصطفى بن العدوي شلباية. الطبعة الأولى (1405 هـ - 1985 م) - دار الأرقم - الكويت.
281 - المنتقى في أخبار أم القرى/ أصله للفاكهي. حققه وعلق عليه: محمد بن عبد الله مليباري- مطابع الصفا - بمكة المكرمة (1405 هـ -1985 م) 282 - المنتقى من أخبار المصطفى/ لمجد الدين أبي البركات عبد السلام بن تيمية. تحقيق: محمد بن حامد الفقي. 283 - المنتقى من أخبار المصطفى/ لمجد الدين أبي البركات عبد السلام بن تيمية. تحقيق: محمد بن حامد الفقي. طبع ونشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء (1402 هـ -1983 م). 284 - المنتقى من مكارم الأخلاق لأبي بكر الخرائطي/ انتقاء الحافظ أبي طاهر السلفي الأصبهاني. تحقيق محمد مطيع الحافظ، غزوة بدير. الطبعة الأولى (1406 هـ -1986 م) - دار الفكر- دمشق. - المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج/ الإِمام النووي = صحيح مسلم بشرح النووي. 285 - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان/ الحافظ الهيثمي. تحقيق: محمد عبد الرزاق حمزة. دار الكتب العلمية- بيروت. 286 - موضح أوهام الجمع والتفريق/ الخطيب البغدادي (ت 463 هـ). طبع سنة (1378 هـ -1959 م). دائرة المعارف العثمانية- حيدرآباد - الدكن- الهند. 287 - المؤتلف والمختلف/ للأزدي. توزيع مكتبة الدار بالمدينة. 288 - المؤتلف والمختلف للدارقطني. تحقيق: د. موفق بن عبد الله بن عبد القادر. الطبعة الأولى (1406 هـ -1986 م) - دار الغرب الإسلامي/ بيروت - لبنان.
289 - الموطأ للإمام مالك بن أنس الأصبحي: رواية يحيى ابن يحيى الليثي. إعداد: أحمد راتب عرموش. الطبعة الثانية (1397 هـ - 1977 م) - دار النفائس. 290 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال/ لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ). تحقيق: علي محمد البجاوي- دار المعرفة. 291 - ناسخ الحديث ومنسوخه/ للإمام الحافظ أبي حفص ابن شاهين (ت 385 هـ). الطبعة الأولى (1408 هـ) - مكتبة المنار- الأردن. 292 - نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار/ لابن حجر العسقلاني. تحقيق: حمدي السلفي. طبع سنة (1406 هـ) - منشورات مكتبة المثنى ببغداد/ مطبعة الإرشاد - بغداد. 293 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة/ لابن. تغري بردي (ت 874 هـ). مصورة عن طبعة دار الكتب- المؤسسة المصرية العامة. 294 - نصب الراية لأحاديث الهداية/ للحافظ الزيلعي. الطبعة الثانية- المجلس الأعلى. 295 - نظم العقيان في أعيان الأعيان/ للسيوطي. تحرير د. فيليب حتي (1927 م) - المكتبة العلمية- بيروت. 296 - نظم المتناثر من الحديث المتواتر/ الكتاني. طبع سنة (1400 هـ - 1980 م) - دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان. 297 - النهاية في غريب الحديث والأثر/ ابن الأثير. تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، ومحمود الطناحي- المكتبة الإِسلامية.
298 - نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول / الحكيم الترمذي. طبعة دار صادر- بيروت. 299 - نيل الأوطار بشرح منتقى الأخبار/ لمحمد بن علي الشوكاني. طبع سنة (1973 م) - دار الجيل - بيروت. 300 - الهداية في تخريج أحاديث بداية المجتهد/ لابن رشد القرطبي (ت 595 هـ). تأليف: أحمد بن محمد بن الصديق الغماري (1320 هـ - 1380 هـ). تحقيق: يوسف المرعشلي، وعدنان شلاق. الطبعة الأولى (1407 هـ -1987 م) - عالم الكتب - بيروت. 301 - هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين/ تأليف: إسماعيل البغدادي. مكتبة المثنى: بيروت. 302 - وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى/ نور الدين السمهوري. بتحقيق وتعليق: محمد محيي الدين عبد الحميد. الطبعة الرابعة (1404 هـ - 1984 م) - دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان. 303 - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان/ لابن خلكان. حققه: د. إحسان عباس. طبع سنة (1398 هـ -1978 م) - دار صادر- بيروت. 304 - يحيى بن معين وكتابه التاريخ. دارسة وترتيب وتحقيق: د. أحمد محمد نور سيف. الطبعة الأولى، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي بجامعة الملك عبد العزيز.
ثانيًا - المخطوطات 1 - إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة/ للحافظ أحمد بن أبي بكر البوصيري (ت 840 هـ). المسندة مصورة عن نسخة المكتبة الأزهرية- مصر. المجردة مصورة عن نسخة مكتبة أحمد الثالث - تركيا. 2 - الأحكام الكبرى/ للحافظ عبد الحق الإشبيلي مصورة عن نسخة محفوظة بدار الكتب الظاهرية- دمشق. 3 - إكمال تهذيب الكمال/ للحافظ علاء الدين مغلطاي عن نسخة مصورة محفوظة في مكتبة الشيخ محمود ميرة. 4 - البدر المنبر في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير/ لابن الملقن. 5 - بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام لأبي الحسن بن القطان مصورة عن نسخة محفوظة بدار الكتب المصري. 6 - التاريخ الكبير/ لابن أبي خيثمة أحمد بن زهير بن حرب النسائي (ت 279 هـ). 7 - تحفة التحصيل في أحكام رواة المراسيل/ ولي الدين أبو زرعة العراقي، عن نسخة محفوظة بالمكتبة السليمانية- تركيا. 8 - التحقيق في مسائل التعليق/ ابن الجوزي. عن نسخة دار الكتب الظاهرة- دمشق. 9 - تخريج الأحاديث الضعاف من سنن الدارقطني/ للحافظ أبي محمد عبد الله الغساني. مصورة عن نسخة المكتبة السليمانية بتركيا وله مصورة في مكتبة جامعة الإِمام.
10 - تخريج أحاديث الكشاف/ للحافظ جمال الدين الزيلعي/ مصورة عن نسخة دار الكتب المصرية. 11 - تذهيب التهذيب/ للحافظ الذهبي عن نسخة محفوظة بدار الكتب الظاهرية- دمشق. 12 - الترغيب والترهيب/ لأبي القاسم إسماعيل الأصفهاني. عن نسخة مصورة بالجامعة الإِسلامية- المدينة النبوية. 13 - تفسير عبد الرزاق بن همام الصنعاني. مصورة عن نسخة ... 14 - تكملة شرح جامع الترمذي/ للحافظ العراقي: مصورة عن نسخة محفوظة في مكتبة الشيخ محمود ميرة. 15 - التكميل في الجرح والتعديل/ للحافظ ابن كثير من حرف الميم إلى آخر الكتاب. عن نسخة دار الكتب المصرية- ومنه صورة في مكتبة الشيخ حماد الأنصاري. 16 - تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق/ اختصار الإِمام الذهبي. مصور عن نسخة محفوظة في. 17 - التهجد/ للحافظ عبد الحق الإشبيلي. مصورة عن نسخة محفوظة بدار الكتب الظاهرية بدمشق. 18 - التهجد وقيام الليل/ للحافظ أبي بكر بن أبي الدنيا. مصورة عن نسخة محفوظة بدار الكتب الظاهرية بدمشق. 19 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال/ للحافظ جمال الدين المزي (ت 742 هـ)، بتقديم عبد العزيز رباح، أحمد الدقاق، مصورة عن النسخة الخطية المحفوظة بدار الكتب المصرية. الناشر: دار المأمون للتراث (1402 هـ).
20 - الثقات/ أبو حاتم بن حبان البستي. نسخة محفوظة في المكتبة الناصرية بلكنو- الهند- ومنها نسخة مصورة في مكتبة الشيخ محمود ميرة. الثقات القدريون- سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لعلي بن المديني. 21 - الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة: قاسم بن قطلوبغا الحنفي، عن نسخة مصورة في مكتبة الشيخ محمود ميرة. 22 - الجامع لشعب الإيمان/ للإمام أبي بكر البيهقي (ت 458 هـ)، مصورة عن نسخة مكتبة أحمد الثالث بتركيا. 23 - الجواهر والدر في ترجمة ابن حجر: للسخاوي. مصورة عن نسخة دار الكتب المصرية. 24 - خلاصة الأحكام تخريج كتاب السنن وقواعد الإِسلام/ للإمام النووي. عن نسخة مصورة في مكتبة الشيخ محمود ميرة. 25 - الخلافيات للبيهقي/ المختصرة. مصورة عن نسخة محفوظة بمكتبة أحمد الثالث (1081) بتركيا. 26 - السنن الصغرى/ للإمام البيهقي. مصورة عن نسخة محفوظة بمكتبة أحمد الثالث- تركيا. 27 - السنن الكبرى/ للإمام أحمد بن شعيب النسائي. مصورة عن نسخة الخزانة العامة بالرباط. 28 - الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح/ برهان الدين الانباسي (ت 802 هـ)، مصورة عن نسخة مكتبة لاله لي- بالمكتبة السليمانية، ومنها نسخة في معهد المخطوطات والجامعة الإِسلامية.
29 - شرح حديث ذي اليدين في السهو/ للحافظ العلائي (ت 761 هـ)، مصورة عن نسخة محفوظة بالمكتبة المحمودية- المدينة النبوية. 30 - العلل الواردة في الأحاديث النبوية/ الحافظ الدارقطني. مصورة عن نسخة دار الكتب المصرية. 31 - مباني الأخبار في شرح معاني الآثار/ لبدر الدين العيني. عن نسخة مصورة في مكتبة الشيخ محمود ميرة. 32 - المتفق والمفترق/ للخطيب البغدادي. مصورة عن نسخة مكتبة با يزيد -استامبول- تركيا - برقم (1208). 33 - مجمع البحرين في زوائد المعجمين/ للحافظ الهيثمي (807)، عن نسخة مكتبة الحرم المكي (812 حديث). 34 - المجمع المؤسس بالمعجم المفهرس/ ابن حجر. منه نسخة مصورة في مكتبة الشيخ محمود ميرة. 35 - المراسيل/ لأبي داود السجستاني. مصورة عن نسخة محفوظة بمكتبة الأحقاف- اليمن الجنوبي. 36 - مسند أبي يعلى الموصلي. مصورة عن نسخة خطية محفوظة في المكتبة السليمانية- استامبول. 37 - المعجم الأوسط/ لأبي القاسم الطبراني (ت 360 هـ). عن نسخة تركية توجد مصورتها لدى الشيخ محمود ميرة. 38 - معجم شيوخ أبي يعلى الموصلي/ مصور عن مصور عن صورة محفوظة في الجامعة الإِسلامية. 39 - المعجم المفهرس/ الحافظ ابن حجر. وهو تجريد أسانيده إلى الكتب المشهورة والإجزاء المنثورة. مصور عن نسخة دار الكتب المصرية.
40 - معرفة السنن والآثار/ للبيهقي. مصورة عن نسخة محفوظة في مكتبة أحمد الثالث بتركيا. ونسخة أخرى في مكتبة الشيخ المشرف محمود ميرة. 41 - معرفة الصحابة/ لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430 هـ). مصورة عن نسخة مكتبة أحمد الثالث (1/ 497). 42 - المفهم في شرح تلخيص مسلم/ لأبي العباس القرطبي، عن نسخة مصورة محفوظة في مكتبة الشيخ محمود ميرة. 43 - نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار/ الحافظ ابن حجر العسقلاني. عن نسخة مصورة محفوظة في مكتبة الشيخ محمود ميرة. 44 - نهاية السول في تراجم رواة الستة الأصول/ للحافظ سبط ابن العجمي، مصورة عن نسخة مكتبة رضا- رامبور- شمال الهند. 45 - نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول - الحكيم الترمذي (المسندة) عن نسخة خطية مصورة في مكتبة الشيخ محمود ميرة. ثالثًا- الرسائل العلمية 1 - بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث/ الحافظ الهيثمي. تحقيق د. حسين أحمد الباكري- رسالة دكتوراه- الجامعة الإِسلامية 1404 هـ - 1405 هـ). 2 - الترغيب في فضائل الأعمال/ الحافظ أبي حفص بن شاهين. بتحقيق الأستاذ محمد بن صالح الوعيل: رسالة ماجستير في قسم السنة الجامعة الإسلامية. 3 - تلخيص العلل المتناهية/ للحافظ الذهبي- دراسة وتحقيق الشيخ محفوظ الرحمن السلفي- الجامعة الإِسلامية. 4 - الثقات الدين ضعفوا في بعض شيوخهم/ صالح ابن أحمد الرفاعي رسالة ماجستير- قسم السنة- الجامعة الإِسلامية- المدينة المنورة.
5 - زوائد البزار على مسند الإِمام أحمد والكتب الستة- لابن حجر العسقلاني. تحقيق ودراسة عبد الله بن مراد السلفي. رسالة دكتوراة عام (1404 هـ). 6 - الفتح السماوي بتخريج أحاديث تفسير البيضاوي عبد الرؤوف المناوي. رسالة ماجستير- قسم السنة- الجامعة الإِسلامية. 7 - فضائل القرآن، وما جاء فيه من الفضل، وفي كم يقرأ، والسنة في ذلك/ لأبي بكر جعفر بن محمد الفريابي (ت 301). تحقيق وتخريج ودراسة/ يوسف بن عثمان جبريل. رسالة ماجستير بكلية التربية جامعة الملك سعود (1455 هـ). 8 - المتكلم فيهم من رجال الإِمام مسلم/ سلطان ابن سند العكايلة- رسالة ماجستير- قسم السنة- الجامعة الإِسلامية. 9 - مسند أبي يعلى الموصلي/ من بداية إلى نهاية مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. دراسة وتحقيق رسالة دكتوراة- أعدها الشيخ فالح بن محمد الصغير (1404 هـ - 1405 هـ) كلية أصول الدين- جامعة الإِمام. 10 - المقتنى في سرد الكنى/ الحافظ شمس الدين الذهبي. بتحقيق محمد بن صالح المراد: (رسالة ماجستير) - بكلية أصول الدين بالرياض (1400 هـ). 11 - المنتخب من مسند الإِمام عبد بن حميد بن نصر الكشي المتوفَّى سنة (249 هـ). تحقيق ودراسة سالم بن عبد الله الدخيل- رسالة دكتوراة (1405 - 1406 هـ) جامعة الإِمام. 12 - نزهة الألباب في الألقاب/الحافظ ابن حجر العسقلاني. تحقيق عبد العزيز بن محمد السديري. رسال ماجستير- كلية أصول الدين- جامعة الإِمام (1405 هـ - 1406 هـ). • • •
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني 773 - 852 هجرية تحقيق باسم بن طاهر خليل عناية تنسيق د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري المجلّد الخامِس 9 - 10 آخركتاب الجمعة- أول كتاب الزكاة (712 - 986) دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية 9 - 10
(ح) دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية اثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية/ تحقيق باسم بن طاهر بن خليل عناية - الرياض. 773 ص؛ 17×24 سم ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 4 - 89 - 749 - 9960 (ج 5) 1 - الحديث - مسانيد 2 - الحديث - تخريج 3 - الحديث - شرح 4 - الحديث - زوائد أ- عناية، باسم بن طاهر بن خليل (محقق) ب- العنوان 2614/ 18 ديوي 4، 237 رقم الايداع: 2614/ 18 ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 4 - 89 - 749 - 9960 (ج 5). حقوق الطبع محفوظة للمنسق الظبْعَة الأولى 1419 هـ - 1998 هـ دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض- ص ب42507 - الرمز البريدي 11551 هاتف4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب: 33594 - الرياض:11438 - تلفاكس: 2660 - 421
شكر وتقدير الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشْرف الأنبياء والمرسلين، نَبِينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن اِتَّبَع سُنَّته، وسَلَك سَبِيله إلى يوم الذين. وبعد: فَمِنْ واجبي أنْ أعْترف في هذه الرسالة بالفضل، فالشكر لله أولًا وآخِرًا على نِعَمه، والتي منها أنْ تَمَكَّنْت من الِانْتِهاء من هذه الرسالة. ثم الشكر لفضيلة الدكتور محمود ميرة، المُشْرِف على الرسالة، الذي قاسمني عنائي وجُهْدي خلال المدة التي أمْضاها معي لِإنْجَاز هذا الجهد، وعَرْضِه بهذه الصورة المرضية -إنْ شاء الله -. كما أشكر سائر المشايخ والأساتذة والزملاء الذين ساعدوني بما أَحْتاجه من الكتب التي لم تتَوَفر في مكتبتي، فجزاهم الله جميعًا خَيْر الجزاء. ولا يَفُوتُنِي أَنْ أنوه بما كُنْت أَحظاه من العناية الكريمة من وَالِدِي الذي كان يَحُثُّنِي وَيُشَجِّعُنِي على المُضِىَّ في الرسالة، ويُتَابِع اطْمِئْنَانه على سَيري، فجزاه الله خَيْر الجزاء، وأحْسَن عاقبته في الأمور كُلِّها، وأمده بالصحة والعافية. كما وأشكر قسم السنة وعلومها بكلية أصول الذين بالرياض، وكلية
أصول الذين وجامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية على عنايتهم بالعلم الشرعي وطُلابه وتيسيرهم سُبُلَ تَخصِيله، وبَذل كُل الجهود في سبيل ذلك. جزى الله الجميع خَيْر الجزاء، وأخَذَ بأيديهم إلى طريق الحقّ والنور، وصلى الله على نَبِينا محمد وعلى آله وصَحْبه وسَلّم. بَاسم عناية
المقدمة إنَّ الحَمدَ لِلَّه نحمَدُه، ونَستَعِينُه، وَنَستَغفِرهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شرُورِ أنْفُسِنَا ومن سَيئاتِ أَعْمَالِنَا، مَن يَهدِه اللَّهُ فَلا مُضِل لَهُ، وَمَنْ يُضلِل فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنْ لَا الهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأشهَدُ أنَ مُحمدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬1). {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (¬2). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (¬3). أما بعد: فإنَ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِّ هَدْيُ محمد -صلى الله عليه وسلم-. وشَر الْأُمُورِ مُحدَثَاتها، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وبعد: فإِنَّ السنَّة النبويَّة هي المصدر الثاني للتشريع الإِسلامي بعد ¬
كتاب الله ... وعليه فإِنَّ الاشتغال بها: متونًا وأسانيد، ورواية ودراية، مِنْ خير ما بُذِلَتْ فيه الأوقات، وأفْنِيَت فيه الساعات. وإنَّ مِنْ فضل الله على هذه الأمة أنْ قَيَّض لها -على مر الأجيال والقرون- مَنْ يتصدرون لخدمة السنة ودراستها، وتمييز صحيحها من سقيمها، حتى تركوا لنا تراثًا ضخمًا من المصنفات في شتَّى أنواع العلوم المختلفة المتعلقة بالسُّنَّة. ومِنْ أولئك الذين قَيضهم الله لخدمة السنة، حافظ عصره ووحيد دهره الإِمام ابن حجر العسقلاني ... ومن تلك المُصَنَّفات التي أَلَّفها: "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية". وهو كتاب جمِّ الفوائد، عظيم في بابه، لم يُسبَق إليه مؤلفه ... ولذا رأى قسم السنة وعلومها بكلية أصول الذين الحاجة ماسَّة لتحقيقه، والعمل فيه، وخدمته الخدمة العلمية اللاَّئِقة به. وبعد اسْتِشارة عددِ من الشيوخ الأفاضل المتخصصين في هذا المجال مضيت قُدُمًا للمشاركة في تحقيق قسم مِنْ هذا الكتاب، وكان نصيبي منه: من: باب الإنصات للخطبة -من كتاب الجمعة- وينتهي بنهاية كتاب الزكاة. العوامل التي دعتني إلى تحقيق هذا الكتاب، والعقبات التي واجهتني في التحقيق: لقد دفعني إلى تحقيق ودراسة قسم من هذا الكتاب بعض العوامل وهي كالتالي: 1 - حبي لعلم الحديث وما يتصل به. 2 - قيمة الكتاب العلمية من ناحية مادته الغزيرة، فقد جمع لنا زوائد كتب أصول، معظمها في عالم المفقود، ضاعت ضمن ما ضاع مِنْ تراث
المسلمين الأوائل .. ذلك التراث الضخْم، الذي تقع مسؤولية تحقيقه، وإخراجه إلى عالم النور على عواتق طُلاَّب العلم وأهله. 3 - الرغبة الأكيدة في المشاركة في إحياء التراث الإسلامي، ونفض الغبار عن دُرَرِه الثمينة التي أودِعَها هذا الكتاب. 4 - الحرص على اكتساب الخبرة في تحقيق المخطوطات، عسى أنْ يوفقني الله لخدمة هذا العلم الشريف في حياتي العلمية في المستقبل. 5 - التدرُّب على دراسة الأسانيد، والحكم على المتون من حيث القبول والرد. 6 - أنّ الكتاب مِنْ تأليف عالم فَذٍّ، جِهْبِذ، مُتخصِّص، مُتْقِن، قد شهد له الجميع بذلك. انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بالعِلَل، وأسماء الرجال وأحوال الرواة، وحَلّ الغوامض والمشكلات. فأحببت تآليفه، ووجدت المُتْعَة في قراءتها .. فكيف إذا عَلِمْتُ أنَّ أحدها بحاجة إلى خدمة! لهذه الأسباب المتقدمة وغيرها، رَأيْتُ المشاركة بتحقيق قسم من هذا الكتاب العظيم. وقد واجهني -خلال العمل- عقبات كثيرة، اسْتَدعت مزيدًا من بذل الجهد والعناء. منها ما يتعلَّق بدراسة الأسانيد، إذْ كثيرًا ما يَمُرُّ راوٍ ليس من السهولة تمييزه، فقد يأتي باسمه، وقد يأتي بكنيته، وقد يأتي بلقبه. أو قد يَمُر بعض الرواة الذين لَمْ أجِد لهم ترجمة. ومنها ما يتعلق بوقوع بعض التحريفات في النصوص، وحيث إن أكثر أصول المسانيد مفقوده، فمن الصعب أحيانًا تحديد الوجه الصحيح، وسيدرك ذلك القارئ للكتاب، المُطَّلِعُ على التحقيق بوضوح. ومنها ما يتعلّق بالباحث نفسه، وقِصَر باعه في مجال التحقيق والبحث.
منهج التحقيق والتعليق: ويمكن توضيح منهجي في التحقيق والتعليق فيما يلي: أثبت ما في النسخة المحمودية ورمزها "مح" في صلب الكتاب، إذ اعْتَبرتها أصْلًا، وقَابَلْت النسخ: السعيدية ورمزها "حس"، والعمرية ورمزها "عم"، والسعودية ورمزها "سد" مع ما أثْبَتّ، وكان منهجي في المقابلة كالآتي: 1 - إذا وَجَدت مخالفة في إحدى النسخ الأخرى، فإنْ رأيت أن ما في النسخة الأصل "مح" صحيح، أو أن الوجهين محتملان، أَثْبَتّ ما في الأصل، وجعلت ما في النسخة الأخرى في الحاشية. 2 - إذا وجدت الصواب في نسخة أخرى - غير النسخة الأصل "مح" - أثبت الصواب، وأشَرت إلى ما في "مح" في الحاشية، مع بيان وجه التصويب فيما أثبته. 3 - إذا اتفقت جميع النسخ -مما فيها نسخة "مح"- على خطأ ظاهر أثبت الصواب في الأصل، وأشرت في الحاشية إلى اتفاق النسخ على هذا الخطأ مع بيان وجه التخطئة، ويظهر هذا خاصة في رجال الأسانيد. 4 - إذا لم أجْزم بالحكم بتخطئة ما اتفقت فيه النسخ أَثْبَتَ ما فيها، وأشَرْت في الحاشية إلى ما أرَجِّحه. 5 - يلاحظ في النسخة "حس" أن عناوين الكتب والأبواب وكذا صِيَغ تحفل أصحاب المسانيد للأحاديث عن شيوخهم كُتِبت في الأصل بالحُمْرة ... ولذا لم تظهر في النسخ التي بين أيدينا بسبب
التصوير .. وعليه فلم أُثْبِت ذلك في الحواشي خشية من إثْقالها، واكْتَفيت هنا بهذه الإِشارة، إلَّا إذا كان العنوان طويلًا فإِنه يكتب أوّله فقط بالحمرة فلا يظهر بالتصوير. فَأَثْبَتّ ما ظهر بين المعقوفتين وأشَرت إليه في الحاشية. 6 - أثبت جميع الفروق في الحاشية إلَّا ما لا تدعو الحاجة إلى إثباته، كأن يأتي في بعضها "أخبرنا" وفي بعضها "أنا" وذلك لأن الثانية اختصار للأولى. وكذا إذا جاء في بعضها "حَدثنا" وفي بعضها "ثنا". وكذلك زيادة "قال" بعد: "أخبرنا" لكونها تُزَاد نطقًا لا خطًا. وكذا الاختلاف في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي بعضها: "صلَّى الله تعالى عليه وسلم"، وفي بعضها: "صلى الله عليه وآله وسلَم" وقد تُحْذف من بعضها في بعض المواضع، وكذا "رضي الله عنه" بالنسبة للصحابة. واخْتَرت إثبات جملة -صلى الله عليه وسلم- وجملة -رضي الله عنه-، واكتفيت بالإشارة هنا عن التكرار في حاشية كل حديث. 7 - أهْملت التنبيه على التقديم والتأخير الحاصل في النسخة السليمانية التركية ورمزها "ك" لكثرة وقوع ذلك. 8 - وكذا لم أُنَبِّه على حَذْف كلمة "قال" عند إنتهاء السند وبداية المَتْن في النسخة "ك" مكتفيًا بالإشارة التي تقدمت في مبحث دراسة النسخ. 9 - اتبعت الرسم الإملائي الحديث في كتابة النص، ولو كان مخالفًا لما جاء في إحدى النسخ أوفيها جميعًا، وكذا لو كُتِب فيها على وجه غير صحيح إملائيًا ولا أشير إلى ذلك.
وفيما يتعلق بالتعليق على الكتاب: 1 - بيّنت مواضع الاَّيات من سورها، بذكر اِسْم السورة ورقم الآية منها. 2 - بينت درجة الإِسناد المدروس، بناء على ما توصّلت إليه في مراتب رواته، وبعد النظر في اتصال السند وانقطاعه سواء كان ذلك ظاهرًا أو خَفْيًا، وذلك بمراجعة كُتُب المُدلَّسين والمراسيل والعِلَل، وكذا النظر في الشذوذ أو العِلَل الأخرى التي قد توجد في الحديث، ولا أكتفي بذكر رأيي في ذلك، بل أنْقل أقوال العلماء، خاصة البوصيري في كتابه: "إتْحاف الخِيَرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة". 3 - وَثّقت النص بعزوه إلى الموجود من المسانيد التي أُخِذت منها الزوائد، أو بعزوه إلى بقيّة المصادر التي تلتقي أسانيدها مع أسانيد الحديث في الكتاب الْتِقاء كُلّيًا أو جزئيًا، ولو في الصحابي، فإنْ كانت المصادر مطبوعة فأُحِيل إليها ببيان رقم الجزء والصفحة وأحيانًا أُضِيف إلى ذلك رقم الحديث. وأمّا المصادر المخطوطة، فأُحيل إليها برقم الجزء -إنْ كان مُتعدد الأجزاء- ورقم الورقة ووجهها، أو الصفحة، إنْ تيسر لي الوقوف على ذلك المصدر المخطوط، وإلَّا أحَلْت إلى المرجع الذي نَقَلْتُ منه. وقد راعيت في التخريج، التوسع والإطالة والاستقصاء ما أمْكن، وخاصّة إذا كان سند الباب ضعيفًا، يمكن تقويته، فأُحَاوِل جَمْع متابعاته وطرقه وشواهده التي تُرَقِّيه، وأُبَيِّن ذلك مُفصَّلًا، مستنيرًا بأقوال أهل الاختصاص في ذلك.
وكذلك إنْ كان الحديث صحيحًا أو حَسَنًا، فقد أَجْمع له شواهده وأَتوَسّع فيها، وقد أسْلُك سبيل الاختصار وذلك كأنْ يكون من شواهده حديث في الصحيحين. 4 - خَرّجت الروايات التي أشار إليها المُؤَلِّف ولم يوردها، مثل قوله عن بعض الأحاديث: أَصْله في السنن من وجه آخر، وقوله عن حديث آخر مثلًا: أخرجوه -يعني الستة-. 5 - اعْتَمَدت في العزو إلى كتاب البوصيري في الزوائد على المختصر إذْ إنّ القسم المُسْنَد الذي أقوم بتحقيقه منه مفقود. 6 - ضَبَطْتُ في النص ما يَحْتاج إلى ضَبط. 7 - نبهت على ما ظهر لي مِنْ وَهم وقع للمُؤَلِّف، سواء فيما يتعلَّق بالحكم على الرجل، أو على الحديث أو الأثر، أو في العَزْو إلى بعض المصادر، وذلك حسب اجتهادي القاصر. 8 - أشَرْت إلى نهاية كل ورقة من النسخ الأربع "مح، حس، عم، سد" في الهامش مع بيان كون ذلك الوجه الأول أو الثاني منها، ورمزت للورقة بـ"ق" وللوجه الأول منها بـ"أ" وللثاني بـ"ب"، وأما النسخة "ك" فلم أشِر إليها لعدم انْضباط ترتيبها. 9 - اخْتَصَرْت بعض أسماء المصادر حين العزو إليها لشهرتها ومعرفتها، كـ"المستدرك على الصحيحين" للحاكم اختصرته إلى: "المستدرك"، و "كشف الأستار عن زوائد البزار" إلى:"الكشف" أو "كشف الأستار"، و"مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" إلى "مجمع الزوائد"، و "مجمع البحرين في زوائد المُعجَمَيْن" إلى "مجمع البحرين"، والتلخيص الحبير في
تخريج أحاديث الرافعي الكبير" إلى "التلخيص الحبير"، و"البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير" إلى "البدر المنير"، و "نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية" إلى "نصب الراية"، و "فتح الباري بشرح صحيح البخاري" إلى "الفتح"، و "إتْحاف الخِيَرَة المَهَرة بزوائد المسانيد العشرة" إلى "الإتْحاف" وقد رجعت فيه إلى المختصر فأحيانًا أقول: مختصر وأحيانًا لا أذكر ذلك مع أنّه منه، و "إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل" إلى: "إرواء الغليل" وأحيانًا أقول: "الإرواء"، و "تهذيب تهذيب الكمال" لابن حَجَر إلى: "التهذيب"، و"تقريب التهذيب" إلى "التقريب"، و "ميزان الاعتدال في نَقْد الرجال" إلى "الميزان". وما أَحَلْت إلى "تهذيب الكمال" للقسم المُحقَّق نَصَصْت على ذلك فأقول "مُحقَّق" وما أطلقته فأعني به النسخة المخطوطة المتداولة. و"لسان الميزان" إلى "اللسان"، و "سِيَر أعلام النبلاء" إلى "السير"، و"المُغْنِي في "الضعفاء" إلى: "المغني"، و "المغني في ضبط أسماء" الرجال ومعرفة كُنى الرواة وألقابهم وأنسابهم" إلى: "المُغْني في ضبط الأسماء"، وأحيانًا أكتفي بقولي: "المغني في الضبط"، و"تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" إلى "تعريف أهل التقديس" وأحيانًا أقول: "مراتب المُدلسين"، وأحيانًا أكتفي بقولي: "المُدلسين لابن حَجَر" وأحيانًا: "مراتب الموصوفين بالتدليس"، و"جامع التحصيل في أحكام المراسيل" إلى "جامع التحصيل"، وأسد الغابة في معرفة الصحابة" إلى "أسْد الغابة"، و"الاستيعاب في أسماء الأصحاب" إلى "الاستيعاب"، و"الإصابة في تمييز الصحابة" إلى "الإصابة"، و"تاج العروس بشرح القاموس" إلى "تاج العروس".
وغير ذلك من الاختصارات مِمَّا يُدْرك بسهولة ولا يُخْفى على القارئ اللبيب. 10 - عَزَوْت إلى الأجزاء والصفحات وقد أذكر الأرقام، ولا أنصّ على الكتاب والباب في المُصنَّفات خشية الإطالة، إذْ لو نَقَلْت كل ذلك لجاءت الرسالة قَدْر الحجم الذي هي عليه ومثله معه. وقد ختمتُ البحث بإشارة سريعة إلى أهم النتائج التي توصلْتُ إليها مِنْ خلال التَّحقيق. ثم زَوَّدْتُه بفهارس منوَّعة شاملة. هذا، وإنَني لا أدعي الكمال فيما قُمْتُ به، بل هو جُهْد المُقِلّ، فما كان مِنْ صواب فهو مِنْ توفيق الله، عَز وجَلَّ، وله الحمْد والشكر. وما كان فيه مِنْ خَطَأ أوْ سهوِ أو خَلَلِ فهو منّي ومن الشيطان، وأستغفر الله مِنْ ذلك، وأتوب إليه، وحسبي أنَّني بذلت قصارى جهدي، وأفْرغت ما في وسعي، ويعلم الله أنَني لَمْ أبْخَل على هذا البحث بأي شَىءِ أستطيع فعله، وصرفت فيه من الجهد والوقت ما لا يعلمه إلَّا الله الواحد الأحد. وأختم كلمتي هذه بالشكر والعرفان بالجميل، والدعاء بالتوفيق، لكل مَنْ أعانني على إخراج هذا العمل بصورته الحالية. وأخصُّ بذلك، مُشرِفي على الرسالة، الأستاذ الفاضل، والشيخ الجليل فضيلة الدكتور/ محمود أحمد ميرة، الذي تفضل مشكورًا بقبول الإشراف على هذه الرسالة، على كثرة أعماله، فبذل لي من وقته الثمين، وأرشدني برأيه السديد، وأفادني بعلمه الغزير وأعارني ما أحتاجه من كُتُبِه المخطوطة والمطبوعة، ولم يَبخَل عليّ بشيء من ذلك، وقد ألْفَيْته والدًا
حنونًا، وأستاذًا مُخْلِصًا، صابرًا على زَلاَّت تلميذه، ولم يضايقه كثرة مراجعتي له في أي وقت من ليل أو نهار، كما كان لخُلُقِه الفاضل، وتواضعه الجمّ وحرصه على خروج هذا البحث بالصورة المُرْضِية -كان لكل ذلك- أثر حميد في نفسي. فأسأله تعالى أن يجزيه عنِّي وعن طلبة العلم خير الجزاء، والله عنده حسن الثواب، وله الحمد أوّلًا وآخِرًا. وسبحانك اللَّهُمَّ وبِحَمْدِك، أَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إلَّا انت، استغفرك وأتوب إليك. وصلى للهُ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَم.
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني 773 - 852 هجرية تحقيق د. باسم بن طاهر خليل عنَاية تنسيق د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشَّثري المجلّد الخامِسْ 9 - 10 آخركتاب الجمعة - أول كتاب الزكاة (712 - 986)
8 - باب الإنصات للخطبة
8 - بَابُ الْإِنْصَاتِ لِلْخُطْبَةِ 712 - قَالَ [إِسْحَاقُ (¬1)]، (¬2): أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِي حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ -مِنْ وَلَدِ المِسْور- عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ (¬3) بن سعد، [أخبره] (¬4) عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: "كُنَّا نُصَلِّي في زمن عمر - رضي الله عنه- يوم الجمعة، فإِذا خرج عمر -رضي الله عنه- وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَطَعْنَا الصَّلَاةَ. وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ ويحدثنا، فربما يسأل الرجل الذي يليه عن سُوقِهم، وخدامهم (¬5)، فإِذا سَكَتَ (¬6) الْمُؤَذِّنُ خَطَبَ، فَلَمْ نَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ". * هَذَا إِسناد صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ. ¬
712 - الحكم عليه: حسن، موقوف. رجاله كلهم ثقات رجال الصحيحين، عدا عبد الله بن جعفر،=
= وهو من رجال مسلم، صدوق، حسن الحديث. وصححه ابن حجر هنا في المطالب، والبوصيري في الإِتحاف (1/ 89: أمختصر)، والأصح تحسينه كما علمت. إلَّا أنه صحيح بمجموع الطرق التي ذُكرت في التخريج. وقال الحافظ في الدراية (1/ 217): إِسناده جيد.
تخريجه: ورد هذا الأثر من رواية ثعلبة بن أبي مالك القرظي من طرق متعددة كما يلي: أولًا: ورد من طريق الزهري: 1 - أخرجه مالك في الموطأ (1/ 126 تنوير الحوالك) كتاب الجمعة: باب ما جاء في الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب. بنحوه قال: عن ابن شهاب، عن ثعلبة، به. ولفظه: "أنّهم كانوا في زمان عمر بن الخطاب يصلون يوم الجمعة حتى يخرج عمر، فإِذا خرج عمر، وجلس على المنبر، وأذن المؤذنون -قال ثعلبة-: جلسنا نتحدث، فإِذا سكت المؤذنون وقام عمر يخطب أنصتنا فلم يتكلم منا أحد". قال ابن شهاب: فخروج الإِمام يقطع الصلاة، وكلامه يقطع الكلام. قال الألباني: إِسناده صحيح. انظر: السلسلة الضعيفة (1/ 124). ورواه عن مالك: (أ) الشافعي في المسند (1/ 139)، والأم (1/ 197) بنحوه. ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 192). ولفظه: "أنهم كانوا في زمن عمر بن الخطاب يوم الجمعة يصلون حتى يخرج عمر بن الخطاب، فإِذا خرج وجلس على المنبر، وأذن المؤذن جلسوا يتحدثون، حتى إذا سكت المؤذن، وقام عمر سكتوا ولم يتكلم أحد". (ب) ورواه عن مالك: يحيى بن بُكَير. أخرجه البيهقي (3/ 192) بمثله. وفي سماع يحيى بن بكير من مالك كلام، فقد سمع الموطأ بعرض حبيب، كاتب الليث، وكان شرَّ عرض، إذ كان يقرأ على مالك خطوط الناس، ويصفح الورقتين ثلاثًا. انظر: التهذيب (11/ 238).=
= 2 - وأخرجه عبد الرزاق: كتاب الجمعة: باب جلوس الناس حين يخرج الإِمام (3/ 208: 5352): عن معمر، عن الزهري، أخبرني ثعلبة، به. ولفظه: "كان عمر يجيء فيجلس على المنبر، والمؤذن يؤذن، ونحن نتحدث فإِذا قضى المؤذن أذانه انقطع حديثنا". 3 - وأخرجه الشافعي في المسند (1/ 139)، والأم (1/ 197)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 193) بنحوه، وفي أوله زيادة. قال: حدثني ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب قال: حدثني ثعلبة به. ولفظه: "إنَّ قعود الإِمام يقطع السبحة، وإن كلامه يقطع الكلام، وأنهم كانوا يتحدثون يوم الجمعة، وعمر جالس على المنبر، فإِذا سكت المؤذن قام عمر فلم يتكلَّم أحد، حتى يقضي الخطبتين كلتيهما، فإِذا قامت الصلاة ونزل عمر تكلموا". وإسناده حسن، رجاله ثقات. وابن أبي فديك هو محمد بن إسماعيل بن مسلم، وهو صدوق من رجال الشيخين -كما في التقريب (468: 5736) -. والزيادة التي في أوله: "إن قعود الإِمام ... " ليست من كلام ثعلبة، وإنما هي مِن كلام الزهري كما هو بيِّن في رواية مالك، التي أخرجها في الموطأ السابق ذكرها. 4 - وأخرجه يعقوب الفسوي (1/ 408)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 199) قال: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني ثعلبة -وقد أدرك عمر بن الخطاب- به. ولفظه: "كنا نتحدث حتى يجلس عمر بن الخطاب على المنبر، حتى يقضي المؤذن تأذينه، ويتكلم عمر، فإِذا تكلم عمر انقطع حديثنا فصمتنا فلم يتكلم أحد منا، حتى يقضي الإمام خطبته". وأبو اليمان: هو الحكم بن نافع متكلم فيه من جهة روايته عن شعيب، فيقال: إن أكثرها مناولة -كما في التقريب (176: 1464) -. والمناولة حجة عند المحدثين. انظر: تدريب الراوي (2/ 44).=
= ثانيًا: وورد من طريق يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهَاد، عن ثعلبة. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف: كتاب الصلوات: باب جلوس الناس حين يخرج الإِمام (2/ 111). وباب في الكلام إذا صعد الإِمام المنبر وخطب (2/ 124) قال: حدثنا عباد بن عوام، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد بن عبد الله، عن ثعلبة بن أبي مالك -وفي المصنف (2/ 124): ابن مالك، وهو تحريف- القرظي به. ولفظه: "أدركت عمر وعثمان فكان الإِمام إذا خرج يوم الجمعة تركنا الصلاة، فإِذا تَكَلَّم تركنا الكلام". وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. ثالثًا: وورد من طريق يحيى بن سعيد، عن ثعلبة به. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 201): ورواه مؤمِّل بن إسماعيل، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن ثعلبة بن أبي مالك، عن أبيه قال: "كنا نتكلم وعمر على المنبر والمؤذن يؤذن، فإِذا سكت المؤذن سكتنا". وهذا إِسناد معلول. قال ابن أبي حاتم: قال أبي: إنما هو ثعلبة فقط، ليس فيه عن أبيه. وبالجملة فالأثر صحيح موقوف. والله سبحانه الموفق.
713 - وقال أبو بكر (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ (¬2)، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ [عَامِرٍ] (¬3)، عَنْ جَابِرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِرَجُلٍ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ (¬4): "لَا جُمُعَةَ لَكَ". قَالَ: فَذَكَرَ الرَّجُلُ ذَلِكَ للنبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَعْدًا قَالَ لِي لَا جُمُعَةَ لَكَ" فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-] (¬5): "لِمَ يَا سَعْدُ". فَقَالَ (¬6): "أنَّه تكَلَّم وَأَنْتَ تخطُب". فَقَالَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم] (¬7): "صدق سعد". * [إِسناده مقارب] (¬8). ¬
713 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف، وذلك لضَعْف مجالد بن سعيد. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 185)، وعزاه لأبي يعلى والبزار وقال: فيه مجالد بن سعيد، وقد ضعفه الناس، ووثقه النسائي في رواية. اهـ. قلت: الراجح تضعيفه. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 90: أمختصر)، وأعله بمجالد.
تخريجه: رواه ابن أبي شيبة في المصنَّف (2/ 125)؛ والبزار (1/ 308 كشف الأستار)؛ وأبو يعلى (ص 385 من المقصد العلي) كلهم من طريق مجالد به.=
= وسنده ضعيف. وفي سند أبي يعلى -مع مجالد-: أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعيّ. قال البخاريّ: رأيتهم مجتمعين على ضعفه -كما في التهذيب (9/ 526) -. وجملة القول: فإِن هذا الحديث على الرغم مِن تعدُّد من أخرجه، إلَّا أنَّ مداره على مجالد، وقد علمت حاله. وقال الحافظ ابن حجر عن هذا الحديث: إِسناده مقارب، لعله يعني للخلاف في مجالد، فلم يحكم عليه بالضعف. وقد تعددت الوقائع والروايات في ذكر الصحابة الذين وقع بينهم مثل ذلك، سيأتي تفصيل شيء منه عند تخريج الحديث التالي برقم (714). والله الموفق سبحانه.
714 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ جَارِيَةَ (1)، [عَنْ جَابِرٍ] (2)، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [الْمَسْجِدَ، وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ (3) (أُبَيِّ بْنِ) (4) كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] (5)، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يرُدّ عَلَيْهِ، فَظَنَّ أَنَّهَا مَوْجِدَة (6)، فَذَكَرَ ذَلِكَ للنبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ أُبي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ إنَّك لَمْ (7) تَحْضُرْ مَعَنَا الْجُمُعَةَ. قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: تَكَلَّمْتَ وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ. فَقَالَ: [صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم] (8): "صَدَقَ أُبيّ" (9). (31) وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بَابِ الْغُسْلِ (¬10). ¬
714 - الحكم عليه: حسن. من أجل عيسى بن جارية.=
= وقال المنذري في الترغيب (1/ 507): سنده جيد. وكذا قال البوصيري في الإِتحاف (1/ 80: أمختصر).
تخريجه: أخرجه أيضًا ابن حبان في صحيحه (4/ 200 الإحسان) عن أُبيّ يعلى، حدثنا أبو الربيع الزهراني، وعبد الأعلي بن حماد قالا: حدثنا يعقوب القمي، عن عيسى بن جارية به. وزاد في آخره: "أطع أُبيًّا". ورواه الطبراني في الأوسط (1/ 89: ب مجمع البحرين) من نفس هذه الطريق. وهذا إِسناد محتمل التحسين؛ للخلاف الذي في عيسى بن جارية. ويقويه ما أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 224: 542) -وفيه تفسير ما سأل عنه ابن مسعود أُبيًّا وهو ما يتعلَّق بآية من سورة الجمعة- قال: عن معمر قال: أخبرني عمرو، وغيره، عن الحسن، إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ آية الجمعة، فقال ابن مسعود: يا أُبيّ بن كعب أهكذا تقرؤها؟ فصمت عنه أُبي وكانوا في الجمعة، فلما فرغ النبيُّ قال أُبيّ لابن مسعود: لم تجمِّع اليوم. فأتى النبيَّ فسأله. فقال النبي: "صدق أُبيّ". وهذا إِسناد صحيح مرسل؛ الحسن هو ابن محمد بن علي بن أبي طالب وهو من التابعين. وقد وردت القصة عن ثلاثة آخرين من الصحابة باختلاف عن حديث جابر. وفيما يلي بيان ذلك: أولًا: حديث أُبيّ بن كعب: وفيه وجهان: (1) القصة فيه بين أبي ذرّ وأُبيّ بن كعب، وفيه السؤال عن نزول سورة "تبارك" وقد ورد من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِر، عن عطاء بن يسار، عن أُبيّ بن كعب، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ يوم الجمعة "تبارك" وهو قائم فذكرنا بأيَّام الله، وأبو الدرداء أو أبو ذر يغمزني فقال: متى أُنزلت هذه السورة؟ إني لم أسمعها إلَّا الآن. فأشار إليه أن اسكت. فلما انصرفوا=
= قال: سألتك متى أُنزلت هذه السورة فلم تخبرني؟ فقال أُبيّ: ليس لك من صلاتك اليوم إلَّا ما لغوت. فذهب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر له ذلك، وأخبره بالذي قال أُبيّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صدق أُبيّ". أخرجه ابن ماجه (1/ 199: 198) من طريق مُحْرِز، حدثنا عبد العزيز به. وتابعه مصعب بن عبد الله الزبيري، حدثنا عبد العزيز بن محمد به. أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 143) قال المنذري في "الترغيب" (1/ 505): وهذا إِسناد حسن. وقال الألباني في "الإرواء" (3/ 80: 619): إِسناده جَيِّد، وقال البوصيري في الزوائد (1/ 210): هذا إِسناد صحيح رجاله ثقات. قلت: هو حسن، فيه عبد العزيز بن محمد الدراوردي، قال في التقريب (358: 4119): صدوق. وقال البيهقي في السنن الكبرى (3/ 220) عن هذا الحديث: "ورواه عبد الله بن جعفر، عن شريك، عن عطاء، عن أبي الدرداء، عن أُبيّ بن كعب، وجعل القصة بينهما". (ب) وقال: "ورواه حرب بن قيس، عن أبي الدرداء، وجعل القصة بينهما". وقال المنذري في "الترغيب" (1/ 506): ورواه أحمد (5/ 198) من رواية حرب بن قيس، عن أبي الدرداء ولم يسمع منه. اهـ. ثانيًا: حديث أبي هريرة: وفيه أن القصة وقعت بين أبي ذر وأُبيّ بن كعب، وفيه أنَّ السؤال كان عن سورة لم يحددها. وهذا من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخطب يوم الجمعة إذ قال أبو ذر لأبي بن كعب: متى أنزلت هذه السورة، فلم يجبه، فلما قضى صلاته قال له: مالك من=
= صلاتك إلَّا ما لغوت. فأتى أبو ذر النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ له. فقال: "صدق أُبيّ". أخرجه الطيالسي (312: 2365)، واللفظ له. قال: حدثنا حماد بن سلمة به. قلت: هذا إِسناد حسن، رجاله ثقات غير محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة، وفيه اختلاف كما قال الهيثمي (2/ 185)، وابن علقمة هذا أخرج له البخاري مقرونًا، ومسلم متابعة، والراجح تحسين حديثه. انظر: التهذيب (9/ 375). وقد أخرجه البزَّار (1/ 308: 643 زوائد) من هذا الطريق قال: حدثنا إبراهيم بن زياد، حدثنا أسود بن عامر، عن حماد به، نحوه. ثم قال -البزار-: "رواه حماد وعبد الوهاب، وحماد أفضل". وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 220) من طريق الطيالسي به. وقال البيهقي: "وقد رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن مرسلًا بين أبي ذر وبين أُبيّ بن كعب في شيءٍ سأله عنه". قلت: وهذا أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 224: 5424) عن ابن شريح، عن رجل، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: بينما النبي على المنبر يوم الجمعة إذ قرأ آية فسمعها أبو ذر. فقال أبو ذر لأُبيّ بن كعب: متى أنزلت هذه الآية؟ فانصت عنه أُبيّ ثلاثًا، كل ذلك ينصت عنه، حتى إذا نزل النبي قال أُبيّ لأبي ذر: ليس لك من جمعتك إلَّا ما قد مضى منها، فسأل أبو ذر النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ ذَلِكَ فقال: "صدق أُبيّ". وهذا إِسناد ضعيف، فيه علتان: 1 - جهالة الرجل الراوي عن أبي سلمة. 2 - إرسال أبي سلمة. والله أعلم. ثالثًا: حديث أبي ذر: وفيه أن القصة أيضًا بين أبي ذر وأُبيّ بن كعب، وأن السؤال عن نزول سورة "براءة".=
= وهذا من طريق سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، حدثنا شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عن عطاء بن يسار، عن أبي ذر قال: دخلت الْمَسْجِدَ، وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ، فجلستُ قريبًا من أُبيّ بن كعب، فقرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- سورة "براءة" فقلت لأُبيّ: متى نزلت هذه السورة؟ ... الحديث. أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 287، 2/ 229)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 219) من طريق سعيد بن أبي مريم به. ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. قال الذهبي: ما أحسب عطاء أدرك أبا ذر. قلت: ولم أجد من قال بمثل قول الذهبي سواه. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (3/ 154) قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان، حدثنا ابن أبي مريم به. وزاد تمام الحديث: قال -أبو ذرّ-: فَتَجَهَّمني ولم يكلِّمني، ثم مكثتُ ساعة، ثم سألته فتجهمني ولم يكلمني ثم مكثت ساعة، ثم سألته، فتجهمني ولم يكلمني. فلما صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قلت لأُبيّ: سألتك فتجهمتني ولم تكلمني! قال أُبيّ: مالك من صلاتك إلَّا ما لغوت. فذهبت إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يا نبي الله كنت بجنب أُبيّ وأنت تقرأ "بَرَاءَة"، فسألته متى نزلت هذه السورة؟ فتجهمني ولم يكلمني، ثم قال: مالك من صلاتك إلَّا ما لغوت. قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صَدَقَ أُبيّ". رابعًا: حديث ابن عباس: وفيه أن القصة بين رجل غير مسمَّى وبين عبد الله بن مسعود، وأن المصيب عبد الله بن مسعود بدل أُبيّ، وأن السؤال عن نزول آية خطب بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة. أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (3/ 155) من طريق حسين بن عيسى-يعني الحنفي-، حدثنا الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة إذ تلا آية، فقال رجل -وهو إلى جنب عبد الله بن=
= مسعود- متى أنزلت هذه الآية؟ فإنّي لم أسمعها إلَّا الساعة؟ فقال عبد الله: سبحان الله. فسكت الرجل ثم تلا آية أخرى. فقال الرجل لعبد الله مثل ذلك. فقال عبد الله: سبحان الله. فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الصلاة قال ابن مسعود للرجل: إنك لم تجمع معنا. قال: سبحان الله. قال؟ فذهب إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ له ذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صدق ابن أم عبد ... صدق ابن أم عبد". وهذا إِسناد ضعيف؛ الحسين بن عيسى الحنفي قال الحافظ في التقريب (168: 1341): ضعيف. قال البيهقي (3/ 220): [وليس في الباب أصح من الحديث الذي ذكرنا إِسناده والله أعلم، وقد رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن مرسلًا بين أُبيّ ذر وبين أُبيّ بن كعب في شيء سأله عنه، وأسنده مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أُبيّ سَلَمَةَ، عَنْ أُبيّ هريرة]. قلت: يريد بذلك الحديث: حديث أُبيّ ذر، إذ القصة بينه وبين أُبيّ بن كعب. ويُرَجِّح ذلك بالإضافة إلى ما ذكره البيهقي: - أن الحديث رواه خمسة من الصحابة: * حديث جابر: وفيه أنَّ القصة بين ابن مسعود وأُبيّ. * حديث اُبيّ: وله وجهان: أن القصة بين أُبيّ وأبي ذر. أن القصة بين أبي الدرداء وأُبيّ. * حديث أبي هريرة: وفيه أن القصة بين أُبيّ وأبي ذر. * حديث أبي ذر: أن القصة بين أُبيّ وأبي ذر. * حديث ابن عباس: وفيه أن القصة بين رجل غير مسمى وبين عبد الله بن مسعود، وإسناده ضعيف. وأكثر هذه الطرق عن الصحابة على أنها بين أُبيّ وأبِي ذر، بالإضافة إلى أنها أصح من غيرها. والله أعلم.=
= وأصل هذا الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: "إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت". أخرجه البخاري (2/ 414 فتح)؛ ومسلم (2/ 583: 851)؛ والنسائي (3/ 103: 104، 1401، 1402)؛ والترمذي (2/ 300 عارضة)، وصححه؛ والدارمي (1/ 364)؛ وابن ماجه (1/ 352: 1110)؛ والبيهقي (3/ 218)؛ وأحمد (2/ 272، 393، 396، 474، 485، 518، 532) من طرق عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا به. وتابعه الأعرج، عن أبي هريرة به. أخرجه مسلم (2/ 583)؛ ومالك (1/ 125 تنوير الحوالك)؛ وعنه أبو داود (1/ 665: 1112)؛ وكذا الدارمى (1/ 364)؛ والبيهقي (3/ 219)؛ وأحمد (2/ 244، 485). وتابعه عبد الله بن إبراهيم بن قارظ عنه به: أخرجه مسلم (2/ 583)؛ والنسائي (3/ 104)؛ وأحمد (2/ 272).
9 - باب خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم-
9 - بَابُ (¬1) خُطْبَةِ (¬2) النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 715 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المحبَّر، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ (¬3)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عباس -رضي الله عنهم- قَالَا (¬4): خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكر الْحَدِيثَ بِطُولِهِ وَفِيهِ-: ثُمَّ خَطَبَ (¬5) فَقَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ (¬6)، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، [وَنُؤْمِنُ بِهِ] (¬7)، وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ [لَهُ] (¬8)، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ (¬9) وَنَعُوذُ بِاللَّهِ (¬10) مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ (¬11) أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومن يضلل فلا هادي له". ¬
715 - الحكم عليه: هذا الحديث ذكره الحافظ ابن حجر في مواضع متعددة من المطالب، وأحيانًا يسوق بعضه حسب الباب الذي يذكره فيه وقال: هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، سَاقَهُ الْحَارِثُ فِي نَحْوِ خمسة أوراق، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ لَا بورك فيه. وقال البوصيري في الإِتحاف (1/ 90/ ب مختصر): خطبة كَذَبَها داود بن المحبر، ثم ساقها بتمامها. وقال الهيثمي بعد أن ساق الحديث بتمامه في بغية الباحث (1/ 285 محقق): هذا حديث موضوع، فإِنّ داود بن المحبر كذاب. اهـ. بتصرف يسير. ولقد أورد السيوطي هذا الحديث بتمامه في اللآلىء (2/ 361 - 373) ثم نقل قول الحافظ ابن حجر السابق. وعلى ذلك فالخطبة موضوعة؛ في سندها: 1 - داود بن المحبر كذاب. انظر: التقريب (200: 1811). 2 - ميسرة بن عبد ربه كذاب أيضًا. انظر: الميزان (4/ 230). 3 - أبو عائشة السعدي، لم أعرفه. 4 - يزيد، لم أعرفه أيضًا.
تخريجه: أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 181)، من طريق محمد بن الحسن بن محمد بن خراش البلخي، حدثنا أسود بن عامر، حدثنا يزيد بن عبد الله الهنائي، حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة، حدثني عمر بن عبد العزيز، حدثني أبو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به، وذكره ابن الجوزي مختصرًا.=
= قال ابن الجوزي: [هذا حديث موضوع، أما محمد بن عمرو بن علقمة فقال يحيى: ما زال الناس يتقون حديثه، وقال: السعدي ليس بقوي. ومحمد بن خراش مجهول، والحمل فيه على الحسن بن عثمان، قال ابن عدي: كان يضع الحديث. قال. عبدان: هو كذاب، ومحمد بن الحسن هو النقاش، قال طلحة بن محمد: كان النقاش يكذب]. وذكره السيوطي في اللآلئ (2/ 361)، وذكر له شاهدًا، وهو طريق الحارث -طريق الباب- وأورده ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 338)، ونقل كلام السيوطي.
10 - باب تحية المسجد والإمام يخطب
10 - بَابُ (¬1) تحيَّة الْمَسْجِدِ والإِمام يَخْطُبُ 716 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سفيان، حدثنا حسان بْنُ جَعْدَةَ، [قَالَ] (¬2): "رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الحسن رضي الله عنه دَخَلَ مَسْجِدَ "وَاسِطٍ" يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَابْنُ (¬3) هُبَيْرة يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ". ¬
716 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف لجهالة حسان بن جعدة. فقد أورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 236)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 35)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 224)، ولا يخفى ما فيه. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (1/ 94 ب مختصر).
تخريجه: ذكره البخاري في التاريخ الكبير (3/ 35) معلّقًا: عن حسّان به. وسنده ضعيف كما علمت. لكن ذكره ابن حزْم في المحلّى (5/ 69)، من طريق أخرى عن أبي نُعَيْم الفضل بن دُكَيْن، حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، قال:=
= رأيت الحسن البصري دخل يوم الجمعة وابن هبيرة يخطب، فصلّى ركعتين في مؤخر المسجد، ثم جلس. وإسناده صحيح؛ رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين. وعلى ذلك فالأثر صحيح لغيره. وأخرجه عبد الرزّاق في مصنَّفه في كتاب الجمعة: باب الرجل يجيء والإمام يخطب (3/ 244: 5515) بنحوه: عن الثوري، عن ربيع، عن الحسن قال: "رأيته صلى ركعتين والإمام يخطب يوم الجمعة". وهذا إِسناد ضعيف؛ الربيع بن صَبِيح -بفتح المهملة وكسر الموحدة- ضعيف، ذكره البخاري في الضعفاء الصغير (47)، وقال: كان يحيى القطان لا يحدث عنه. وقد تابع عبد الرزاق: محمد بن يوسف أخرجه الدارمي: باب فيمن دخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب (1/ 364)، قال: أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان به، نحوه. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه: باب الرجل يجيء يوم الجمعة والإمام يخطب يصلي ركعتين (2/ 110)، قال: "حدثنا حفص، عن حماد بن أبي الدرداء، عن الحسن أنه كان يصلي ركعتين والإمام يخطب". وإسناده صحيح. ورواه أيضًا عن أزهر، عن ابن عون قال: فذكره بمثله. وإسناده صحيح أيضًا. وبالجملة فالمتن بمجموع هذه الطرق صحيح. وله أصل في الصحيح، مستنبط من فعل سُلَيْك الغَطَفَانِي، في حديث جابر رضي الله عنه قال: جاء سُلَيْك الغطفاني يوم الجمعة وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ، فَجَلَسَ، فقال له: يا سليك قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما. أخرجه مسلم (2/ 597). وأصله في الصحيحين دون تسمية سُلَيْك. رواه البخاري (2/ 407 فتح)، ومسلم (2/ 596).
11 - باب زجر التخلف [عن الجمعة]
11 - بَابُ زَجْرِ التَّخَلُّفِ [عَنِ الْجُمُعَةِ] (¬1) 717 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثًا طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ (¬2)، وجعل قلبه [على] (¬3) قلب منافق" (¬4). ¬
717 - الحكم عليه: إِسناده صحيح؛ رجاله كلهم ثقات. وقد صححه البوصيري في الإِتحاف (1/ 88/ أمختصر).
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده -كما في المقصد العلي (367/ 388) - بنحو حديث الباب، وفيه زيادة تكرار سماع النداء ثلاثًا. قال: حدثنا محمد بن الخطاب، حدثنا الجدي -بضم الجيم وتشديد الدال- أخبرنا شعبة، عن سعيد (كذا، والصواب: سَعْدِ) بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن، قال: سمعت عمي يحدث عن النبي قال: فذكره.=
= ولفظه: "من سمع النداء يوم الجمعة فلم يأت أو لم يُجب، ثم سمع النداء فلم يأت أو لم يجب، ثم سمع النداء فلم يأت أو لم يجب طبع الله عَزَّ وَجَلَّ على قلبه فجعل قلب منافق". وإسناده ضعيف؛ محمد بن الخطاب هذا قال ابن أبي حاتم في الجرح (7/ 246): سألت أبي عنه؟ فقال: لا أعرفه. وفي الميزان (3/ 537): وقال الأزدي: منكر الحديث. وأقره الحافظ في اللسان وزاد عليه أن ابن الخطاب هذا ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 410). قلت: ولا يخفى ما فيه. والجدي: هو عبد الملك بن إبراهيم، قال الحافظ في التقريب (362: 4163): صدوق. ومن هنا تعلم أن قول الهيثمي في الزوائد (2/ 193): (رواه أبو يعلى -ثم ذكر الاختلاف على شعبة وسيأتي- ثم قال: وبقية رجاله ثقات" ليس بصواب؛ فإِن محمد بن الخطاب ضعيف -كما سبق-. ثم إن الهيثمي قد صرح في الزوائد (2/ 193) بأن الراوي عن محمد بن عبد الرحمن إنما هو شعبة فلعل ذكر سعيد بن إبراهيم سبق قلم كما يقول محقق المقصد العلي. انظر: المقصد العلي (ص 388). هذا وقد اختُلف على شعبة في هذا الحديث: فرواه عنه الجدي والنضر بن شميل عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن عمه. أخرجه مسدد -حديث الباب- وأبو يعلى كما سبق. ورواه أبو إسحاق الفزاري عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن ابن أبي أوفى. ولفظه: "من سمع النداء يوم الجمعة ولم يأتها، ثم سمع النداء ولم يأتها ثلاثًا طبع على قلبه فجعل قلب منافق". قال الهيثمي (2/ 193): رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم يعرف.=
= لم أجد مسند ابن أبي أوفى في المطبوع من المعجم، فلعله من القسم الساقط منه. والحديث أخرجه أيضًا أبو بكر بن علي المروزي في كتاب "الجمعة" له -كما في التلخيص (1/ 53) -: من طريق محمد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عن عمه، عن النبي قال: فذكره مثل لفظ حديث الباب. وأخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب (5/ 100) في ترجمة يحيى بن أسعد بن زرارة. والحديث ورد عن عدد من الصحابة كما يلي: 1 - عن أبي الجعد الضمري، ولفظه: "من ترك ثلاث جمع تهاونًا من غير عذر طبع الله تبارك وتعالى على قلبه". أخرجه أحمد (3/ 424) واللفظ له، والبَزَّار -كما قال ابن حجر في التلخيص (2/ 52) -، والشافعي في الأم (1/ 208)، وأبو داود (1/ 638: 1052)، والترمذي (489) وحسنه، والنسائي (3/ 88: 1369)، وابن ماجه (1/ 357)، وابن أبي شيبة (2/ 154)، والدارمي (1/ 369) دون ذكر ثلاثًا، وابن خزيمة (3/ 176: 1858). وابن حبان -كما في الإحسان (4/ 198: 2775) -، وابن الجارود (288)، والطبراني في الكبير من طرق متعددة (22/ 365)، والدولابي في الكنى (1/ 21، 202)، والحاكم (1/ 280). والبغوي في شرح السنة (4/ 213: 1053)، والبيهقي (3/ 172: 247) بأسانيدهم جميعًا عن محمد بن عمرو بن علقمة، حدثنا عبيدة بن سفيان، عن أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- فذكره. وفي رواية لابن خزيمة (3/ 176: 1857)، وابن حبان (4/ 198 الإحسان): "من ترك الجمعة ثلاثًا من غير عذر فهو منافق".=
= والإسناد صححه ابن السكن. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وقال الألباني (في التعليق على صحيح ابن خزيمة (3/ 176: 1858): إِسناده حسن صحيح. ورواية ابن خزيمة وابن حبان الثانية، قال الألباني (في حاشية صحيح ابن خزيمة 3/ 176: 1857): إسنادها حسن صحيح. قلت: وهو عندي حسن، فإِن مدار جميع طرق من أخرجه على: محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث، فقد قال الحافظ في التقريب (499: 6188): صدوق له أوهام. نعم، هو صحيح لغيره، أما ذات الإِسناد فحسن. وقال المنذري في الترغيب (1/ 509): وفي رواية ذكرها رزين وليست في الأصول: "فقد برئ من الله". قلت: ويبدو أنها ضعيفة فلم يذكرها الشيخ الألباني حفظه الله في صحيح الترغيب (1/ 307). وقد اختلف في حديث أبي الجعد هذا على أبي سلمة: - فقيل هكذا: ... عن محمد بن عمرو، عن عبيدة بن سفيان، عن أبي الجعد. وقد سبق تخريجها. قال الحافظ في التلخيص (2/ 52): وهو الصحيح. - وقيل: ... عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة. أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق أبي معشر عنه. ثم قال: تفرد به حسان بن إبراهيم، عن أبي معشر. قال الدارقطني في العلل (2/ 140/ ب): وهو وهم. قلت: والاختلاف هذا منشؤه أبو معشر والله أعلم، فالآفة منه واسمه نَجِيح بن عبد الرحمن السندي وهو ضعيف اتفاقًا، وضعفه يحيى بن سعيد جدًا، وكذا البخاري حيث قال: منكر الحديث. وانظر: التهذيب (10/ 419).=
= والحديث ذكره ابن الملقن في البدر المنير (2/ 164/ ب)، ولم يتكلم على هذا الاختلاف. 2 - ثم إن الحديث قد روي عن أبي هريرة مرفوعًا أيضًا. أخرجه أبو داود الطيالسي (319: 2435)، قال: حدثنا وُهَيْب، عن سُهَيْل بن أبي صالح عن صفوان بن سُلَيم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فذكره. ولفظه: "من ترك ثلاث جمع متواليات من غير عذر طبع الله على قلبه". ورجال إِسناده كلهم ثقات، لكنه منقطع بين صفوان وأبي هريرة، فقد قال أبو داود السجستاني -كما في التهذيب (4/ 426) -: لم ير أحدًا من الصحابة إلَّا أبا أمامة وعبد الله بن بسر. 3 - حديث جابر بن عبد الله. ولفظه: "من ترك الجمعة ثلاثًا من غير ضرورة طبع على قلبه". أخرجه ابن ماجه (1/ 202)، وابن خزيمة (3/ 175: 1856)، والحاكم (1/ 292)، والبيهقي (3/ 247) بأسانيدهم عن أَسِيد بن أبي أَسِيد البراد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ جابر به. وفي صحيح الجامع (5/ 268): "ثلاث مرات متواليات"، وصححه الذهبي، وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 212: 406): إِسناده صحيح رجاله ثقات. وحديث جابر هذا قد اختلف فيه على أَسِيد -كما سيأتي بيان ذلك في حديث أبي قتادة-. 4 - حديث أبي قتادة: ولفظه: "من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير ضرورة طبع الله على قلبه". وقد اختلف فيه على أَسِيد بن أبي أَسِيد راويه عن عبد الله بن أبي قتادة: - فأخرجه أحمد (5/ 300) من طريق أَسِيد بن أبي أَسِيد، عن عبد الله، عن أبيه.=
= قال المنذري في الترغيب (1/ 509): وإسناده حسن، وكذا قال الهيثمي في المجمع (2/ 192). وقد صحح ابن عبد البر هذه الطريق ورجحها على طريق أَسِيد الآتي -كما قال ابن حجر في التلخيص (2/ 52) -. وأخرجه ابن خزيمة (3/ 175: 856)، والحاكم (1/ 292) عن أَسِيد، عن عبد الله، عن جابر، وقال الحاكم: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي، وقال الدارقطني -كما في التلخيص (2/ 52) -: والصحيح طريق جابر. وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 203): ابن أبي ذئب -راويه عن أَسِيد، عن عبد الله، عن جابر- أحفظ من الدراوردي راويه عن أَسِيد، عن عبد الله، عن أبيه. وكذا رجحه الألباني في حاشية صحيح الترغيب (1/ 307). 5 - عن ابن عباس. ولفظه: "من ترك الجمعة من غير ضرورة كتب منافقًا في كتاب لا يمحى ولا يبدل". وفي بعض الحديث "ثلاثًا". - أخرجه الشافعي في مسنده (70) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد، حدثني صفوان بن سليم، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن أبيه، عن عكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: فذكره. وهذا إِسناد ضعيف جدًا؛ إبراهيم بن محمد وهو ابن أبي يحيى المدني متروك -كما قال ابن حجر في التقريب (93: 241) -، وكذلك قال الألباني في الضعيفة (2/ 112). 6 - حديث أسامة بن زيد. ولفظه: "من ترك ثلاث جمعات من غير عذر كتب من الغافلين". - أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 170). وقال الهيثمي في المجمع (2/ 193): وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف عند الأكثرين. وقال ابن الملقن في البدر المنير (2/ 165/ أ): وفيه محمد بن مسلم الطائفي وفيه مقال؛ ضعفه أحمد وابن معين وغيره.=
= 7 - والحديث أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 165) "باب من لم يشهد الجمعة"، قال: عن مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ رجل من أصحاب النبي قال: -لا أعلمه إلا رفع الحديث إلى النبي قال-: "من سمع الأذان ثلاث جمعات ثم لم يحضر كتب من المنافقين". وهذا إِسناد ضعيف: يحيى بن أبي كثير، وإن كان ثقة إلا أنه كان يدلس -كما في التقريب (596: 7632) -، وهو في المرتبة الثالثة -كما في جامع التحصيل (ص 369) -، وهؤلاء لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع، وقد عنعنه هنا. 8 - وقد رواه مالك في الموطأ (59: 243) مع التردد في رفعه فقال: عن صفوان بن سليم -قال مالك: لا أدري أعن النبي أم لا- أنه قال: "من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير عذر ولا علة طبع الله على قلبه". قلت: وهذا إِسناد منقطع، صفوان بن سليم من التابعين، فضلًا عن التردد في رفعه. -والحديث قد ورد عن أبي هريرة وابن عمر موقوفًا. أخرجه سعيد بن منصور -كما في "اللمعة في خصائص الجمعة"، للسيوطي (ص 49) -. وعن ابن عباس، وبيانه في الحديث التالي برقم (718). وفي الباب عن ابن أبي أوفى وعائشة وغيرهما، وتكلم على هذه الشواهد ابن الملقن في البدر المنبر (1/ 164 /ب)، والزبيدي في شرح إحياء علوم الدين (3/ 214) بتوسع فلتراجع.
718 - [و] (¬1) قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا حُمَيد بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ (¬2) سُفْيَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَوْفٍ (¬3)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ (¬4) أَبِي الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ (¬5) الْجُمُعَةِ ثَلَاثًا (¬6) مُتَوَالِيَاتٍ فَقَدْ نَبَذَ الإِسلام وَرَاءَ ظهره" (¬7). ¬
718 - الحكم عليه: صحيح؛ رجاله ثقات، رجال مسلم غير سفيان بن حبيب وهو ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 193): رجاله رجال الصحيح. وهذا وَهَم لما علمت. وقال البوصيري في الإِتحاف (1/ 88/ ب مختصر): رواه أبو يعلى موقوفًا بسند صحيح.
تخريجه: تابع سفيان بن حبيب في هذا الحديث: جعفر بن سليمان الضُّبَعِي فرواه عن عوف به. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 166) بنحوه إلَّا أن فيه "أربع جمع" بدل ثلاث. قال: عن جعفر بن سليمان، قال: أخبرنا عوف العبدي به. ولفظه: "من ترك الجمعة أربع جمع تواليات من غير عذر فقد نبذ الإِسلام وراء ظهره".=
= وجعفر بن سليمان هو الضُّبَعِي حديثه حسن، إذ إنه صدوق لكنه كان يتشيع -كما في التقريب (140: 942) -، وهذا لا يمنع من الاحتجاج بروايته إن لم يكن داعية إلى بدعته، وقد قال عنه ابن حبان في الثقات (6/ 140): كان جعفر من الثقات في الروايات غير أنه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت، ولم يكن داعية إلى مذهبه، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كانت فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها الاحتجاج بخبره جائز. قلت: لكن رواية سفيان بن حبيب أرجح لأنه أوثق من جعفر، ولذلك فرواية "أربع جمعات" مرجوحة. وتابعه أيضًا هشيم فرواه عن عوف به. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 154) بنحوه. قال: حدثنا هشيم، عن عوف به. ولفظه: من ترك الجمعة ثلاثًا متواليات طبع الله على قلبه. وهشيم هذا هو ابن بشير ثقة ثبت إلَّا أنه كثير التدليس والإرسال الخفي -كما في التقريب (574: 7312) -، وقد عنعنه هنا فإسناده ضعيف. وتابعه أيضًا شَرِيك بن عبد الله القاضي. أخرجه ابن الحمامي الصوفي في "منتخب من مسموعاته" -كما في الضعيفة (2/ 112: 657) - والشيرازي في الألقاب -كما في إتحاف السادة المتقين (3/ 214) -، من طريق شَرِيك، عن عوف الأعرابي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عباس مرفوعًا: (من ترك أربع جمعات من غير عذر فقد نبذ الإسلام وراء ظهره". قال العلامة الألباني في الضعيفة (2/ 112): (وهذا إِسناد ضعيف لأن شَرِيكًا هذا هو ابن عبد الله القاضي، ضعفوه لسوء حفظه لا سيما وقد خولف في لفظه ورفعه"، ثم ذكر إِسناد أبي يعلى، وقال: صحيح. وأما مخالفته في لفظه: فهو قوله "أربع جمعات". وفي رفعه: فقد أخرجه أبو يعلى موقوفًا بإِسناد صحيح من طريق سفيان بن حبيب. (أثر الباب).
719 - حَدَّثَنَا (¬1) سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا (¬2) الْفَضْلُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطِيبًا (¬3) يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ (¬4): "عَسَى رَجُلٌ تَحْضُرُهُ (¬5) الْجُمُعَةُ وَهُوَ عَلَى قَدْرِ مِيلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَلَا يَحْضُرُهَا"، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَةِ: "وَهُوَ عَلَى قَدْرِ (¬6) مِيلَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ فَلَا يَحْضُرُهَا" ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: "وَهُوَ عَلَى قَدْرِ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ (¬7)، فَلَا يَحْضُرُ الْجُمُعَةَ، وَيَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ". ¬
719 - الحكم عليه: إِسناده ضعيف جدًا. فيه الفضل الرقاشي، ضعيف جدًا، لكثرة المناكير في حديثه، وهو ما يفيده كلام أبي زرعة وابن أبي حاتم؛ إذ قالا فيه: منكر الحديث، وهو اختيار ابن حجر وقبله الذهبي. ثم إن فيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف -كما في التقريب (245: 2456) -. وقال المنذري في الترغيب (1/ 510): إِسناده لين. وسكت عنه البوصيري (1/ 88 / أمختصر). وقال الهيثمي في الزوائد (2/ 193): رواه أبو يعلى ورجاله موثقون.
تخريجه ودرجته: قال الألباني في حاشية صحيح الترغيب والترهيب (1/ 308): "وهذا من=
= تساهله، كيف لا وفيه الفضل الرقاشي وهو ضعيف اتفاقًا، بل قال فيه أبو داود: كان هالكًا، وقال النسائي: ليس بثقة". قلت: وقد قواه الشيخ الألباني حفظه الله بشواهده مع أنه في نظري لا يتقوى لشدة ضعفه، لكن له شواهد تغني عنه وبيانها كما يلي: 1 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: ألا هل عسى أحدكم أن يتّخذ الصُّبَّة من الغنم على رأس ميل أوميلين فتعذر عليه الكلأ على رأس ميل أوميلين، فيرتفع حتى تجيء الجمعة فلا يشهدها، وتجيء الجمعة فلا يشهدها، وتجيء الجمعة فلا يشهدها حتى يطبع على قلبه. أخرجه ابن ماجه (1/ 357)، قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا معدي بن سليمان، حدثنا ابن عجلان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رسول الله فذكره. وأخرجه ابن خزيمة (3/ 177) بنفس ذلك اللفظ، والحاكم (1/ 292) دون تكرار جملة "حتى تجيء الجمعة فلا يشهدها" -ثلاثًا- من نفس طريق محمد بن عجلان. وفيه معدي بن سليمان، قال ابن حجر في التلخيص: وفيه مقال. ولذلك قال الألباني في التعليق على صحيح ابن خزيمة (3/ 177): إِسناده ضعيف. 2 - حديث ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "ألا هل عسى أحد منكم أن يتخذ الصبة من الغنم على رأس ميلين أو ثلاثة تأتي الجمعة فلا يشهدها ثلاثًا فيطبع الله على قلبه". أخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 88/ ب) -، قال: حدثنا أحمد بن رشدين، حدثني سعيد بن خالد الربعي المروزي، حدثنا عيسى بن يونس، عن أبي محمد يزيد، عن أيوب بن موسى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ الله قال: فذكره. وقال الهيثمي في الزوائد (2/ 193): رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أجد من ترجمهم.=
= 3 - حديث حارثة بن النعمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يتخذ أحدكم السائمة فيشهد الصلاة في جماعة فتتعذر عليه سائمته فيقول: لو طلبت لسائمتي مكانًا هو أكلأ من هذا، فيتحول ولا يشهد إلَّا الجمعة، فتتعذر عليه سائمته فيقول: لو طلبت لسائمتي مكانًا هو أكلأ من هذا فيتحول، فلا يشهد الجمعة ولا الجماعة فيطبع الله على قلبها. أخرجه أحمد (5/ 433)، والبيهقي (3/ 247)، ومسدد -كما في الإِتحاف (ق 88/ أ) -، وحسنه البوصيري، من رواية عمر بن عبد الله مولى غفرة، أنه سمع ثعلبة بن أبي مالك، يخبر عن حارثة به. قال المنذري في الترغيب (1/ 511): وهو ثقة. قلت: لكن ضعفه الأكثر، ولذلك جزم بضعفه الهيثمي في الزوائد (2/ 192)، فقال: فيه عمر بن عبد الله مولى غفرة وهو ضعيف. اهـ. وقال ابن حجر في التقريب (414: 4934): ضعيف وكان كثير الإِرسال. ولذلك حكم الألباني بضعفه، انظر: التعليق على صحيح الترغيب (1/ 309). وحديث حارثة هذا عزاه الهيثمي في الزوائد (2/ 192) للطبراني في الكبير، وبحثت عنه في المطبوع فلم أجده، فالله أعلم. -وروي الحديث مرسلًا عن محمد بن عباد بن جعفر، قال: قال رسول الله: "هل على أحدكم أن يتخذ الضيعة من الغنم على رأس الميلين من المدينة أو الثلاثة ثم يأتي الجمعة فلا يشهدها، ثم يأتي الجمعة فلا يشهدها، فطبع الله على قلبه". أخرجه عبد الرزاق (3/ 165) من طريقين: الأولى: عن إبراهيم بن أبي يزيد، أنه سمع محمد بن عباد بن جعفر يقول: ... فذكره. وأظن أنه قد وقع تحريف في إبراهيم بن أبي يزيد، فلم أجده بهذا الاسم، وإنما وجدت إبراهيم بن يزيد الخوزي، يروي عن محمد بن عباد بن جعفر، وروى عنه عبد الرزاق فلعله هذا، فإِن كان كذلك فالإسناد ضعيف جدًا، لأن إبراهيم هذا متروك الحديث، بل قال البرقي فيه: كان يتهم بالكذب.=
= ثم إن الإِسناد مرسل، والمرسل من أنواع الضعيف. الأخرى: عن معمر وابن جريج كل واحد منهما عن رجل، عن محمد بن عباد بن جعفر به. وهذا فيه علتان: الأولى: إرسال محمد بن عباد بن جعفر. الأخرى: الرجل المبهم. وعلى ذلك فالإسناد أيضًا ضعيف. وأخرجه مرسلًا أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 154) بمعناه. قال: حدثنا ابن إدريس، عن ابن جريج، عن محمد بن عباد بن جعفر، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكره. وإسناده ضعيف، فإِنه مرسل بالإضافة إلى أن فيه ابن جريج وهو وإن كان ثقة، فقيهًا، فاضلًا، إلَّا أنه كان يدلس ويرسل وقد عنعنه هنا. وبالجملة فالمتن صحيح بمجموع هذه الشواهد، والله أعلم.
12 - باب الزجر عن تخطي [رقاب الناس يوم الجمعة]
12 - بَابُ الزَّجر عَنْ تَخَطِّي [رِقَابِ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ] (¬1) 720 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّري، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشِّنِّي (¬2)، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عَنْهُمَا قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَلْهُو أَحَدُكُمْ، حَتَّى إِذَا كَادَتِ الْجُمُعَةُ تَفُوتُهُ، جَاءَ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يُؤْذِيهِمْ". فَقَالَ: مَا فَعَلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَلَكِنْ (¬3) كُنْتُ رَاقِدًا ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ فَقُمْتُ، وَتَوَضَّأَتُ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَوَ يَوْمُ وُضُوءٍ هَذَا"؟!!. * رِجَالُهُ ثقات إلا عمر ففيه مقال. ¬
720 - الحكم عليه: صحيح. ولذلك قال البوصيري في الإِتحاف (ق: 95: أمختصر): رواه ابن أبي عمر ورجاله ثقات.=
= تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1: ق: 88: أ) - من طريق محمد بن أبي عمر العدني. قال الهيثمي في الزوائد (2/ 175): وفيه عمر بن الوليد السني (*) قال النسائي: ليس بالقوي. وذكره ابن حبان في الثقات. وبقية رجاله ثقات. وللحديث شواهد وردت بمعناه: أولًا: حديث جابر بن عبد الله أن رجلًا دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب، فجعل يتخطى رقاب الناس، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اجلس فقد آذيت وآنيت". أخرجه ابن ماجه (1/ 354: 1115) قال: حدثنا أبو كريب، حدثنا عبد الرحمن المحاربي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جابر به. قلت: وهذا الإِسناد ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: ضعف إسماعيل بن مسلم، فإِنه ضعيف الحديث -كما في التقريب (110: 484) -. ومنه تعلم أن قول البوصيري في الزوائد (1/ 210): هذا إِسناد رجاله ثقات، فيه تساهل لا يخفى. الثانية: رواية الحسن البصري، عن جابر، فإِنه لم. يسمع منه، والحسن معروف بالتدليس ولذلك عنعنه هنا، وبذلك فالإسناد منقطع. وانظر: جامع التحصيل (162). الثالثة: المحاربي: لا بأس به -وما في التقريب (349: 3999) -، لكنه كان يدلس، وقد عده ابن حجر من أصحاب المرتبة الثالثة من الموصوفين بالتدليس، وهؤلاء لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالتحديث والسماع -كما في تعريف أهل التقديس (93) -. والمحاربي هنا عنعن ولم يصرح بالتحديث. ¬
= وعلى ذلك فالإسناد ضعيف. ثانيًا: حديث عبد الله بن بُسْر -بضم الباء وسكون السين المهملة- قال: جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اجلس فقد آذيت". ورواه أبو داود (1/ 668: 1118) واللفظ له، والنسائي (3/ 103)، والبيهقي (3/ 231 - ووقع فيه عبد الله بن بشر وهو خطأ)، والحاكم (1/ 288) من طريق معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية (واسمه حدير -بالتصغير- كما في التقريب 154: 1153) - عن عبد الله بن بسر به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: بل هو حسن؛ حدير: صدوق -كما في التقريب (154: 1153) -، ومعاوية بن صالح صدوق له أوهام -كما في التقريب (538: 6762) -. ثالثًا: حديث أنس بن مالك قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخطب، إذ جاءه رجل يتخطّى رقاب الناس حتى جلس قريبًا من النبي -صلى الله عليه وسلم-، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- صلاته قال: "ما منعك يا فلان أن تجمع معنا؟ قال: يا رسول الله قد حرصت أن أضع نفسي بالمكان الذي ترى. قال: قد رأيتك تخطّى رقاب الناس وتؤذيهم، من آذى مسلمًا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل". رواه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (ق: 89: أ) -. والصغير (168) من طريق واحد، قال: حدثنا سعيد بن محمد بن المغيرة الواسطي، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا موسى بن خلف العمي الواسطي، حدثنا القاسم العجلي، عن أنس بن مالك به. قال الهيثمي في الزوائد (2/ 179): وفيه القاسم بن مطيَّب، قال ابن حبان في المجروحين - (2/ 213) -: كان يخطئ كثيرًا فاستحق الترك. وقال الحافظ ابن حجر في التقريب (452: 5496): فيه لين.=
= قلت: وعلى ذلك فالإسناد ضعيف. رابعًا: عن الحسن مرسلًا: أن رجلًا جاء يتخطّى رقاب الناس والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خطبته وصلاته قال: "يا فلان أجمَّعْت اليوم؟ قال: أما رأيتني يا رسول الله؟ قال: "قد رأيتك وآذيت وآنيت". أخرجه عبد الرزاق (3/ 240) قال: عن معمر، عن قتادة، عن الحسن قال: فذكره. وإسناده ضعيف؛ قتادة: ثقة إلَّا أنه مشهور بالتدليس -كما في تعريف أهل التقديس (102) -، وقد عنعنه هنا، ثم هو مرسل، والمرسل من أنواع الضعيف. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 144) قال: حدثنا أبو بكر، حدثنا هشيم عن يونس ومنصور، عن الحسن قال فذكره بنحوه. وإسناده صحيح مرسل.
13 - باب من أدرك من الجمعة [ركعة فقد أدركها]
13 - بَابُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ [رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَهَا] (¬1) 721 - [قَالَ] (¬2) مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً صَلَّى إِلَيْهَا أُخْرَى". * هَذَا مرسل. ¬
721 - الحكم عليه: إِسناده ضعيف، فيه علتان: 1 - ضعف الأحوص بن حكيم. انظر: التقريب (96: 290). 2 - إرسال راشد بن سعد، والمرسل من أنواع الضعيف. قال البوصيري في الإِتحاف (1/ 95 /أمختصر)، رواه مسدَّد بسند ضعيف لضعف الأحوص بن حكيم. اهـ.=
= قلت: وفيه العلة الأخرج وهي الإِرسال -كما سبق- والمرسل من أنواع الضعيف على الراجح، والله أعلم.
تخريجه: لم أجده مرسلًا، وقد ورد الحديث موصولًا، وانظر تفاصيل طرقه وشواهده في الحديث التالي وما بعده.
722 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يَاسِينُ الزَّيَّاتُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَأَبِي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً، فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى، وَمَنْ فَاتَتْهُ الرَّكْعَتَانِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا، أَوْ ظهرًا، أو (¬1) الأُولَى. ¬
722 - الحكم عليه: هذا الإِسناد ضعيف جدًا من أجل ياسين بن معاذ الزيات؛ متروك. قال ابن حبان في المجروحين (3/ 142): يروي الموضوعات عن الثقات، وينفرد بالمعضلات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجال به بحال. وقد قال البوصيري في الإِتحاف (1/ 95 / أمختصر) رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بسند فيه ياسين الزيات.
تخريجه: أخرجه الدارقطني (2/ 10)، وابن عدي في الكامل (7/ 2642): من رواية يَاسِينُ الزَّيَّاتُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَأَبِي سلمة معًا، عن أبي هريرة به. ولفظه: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أخرى، فإِن أدركهم جلوسًا صلى الظهر أربعًا". وأخرجه الدارقطني أيضًا (2/ 10) على الشك من رواية ياسين الزيات عن الزهري، عن سعيد، أو أبي سلمة، عن أبي هريرة به. ولفظه كلفظ ابن أبي عمر. وأخرجه الدارقطني أيضًا (2/ 10)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (11/ 257) -عن سعيد وحده- من رواية ياسين الزيات، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أبي هريرة به. ولفظ الدارقطني: "من أدرك من الجمعة ركعة فليضف إليها أخرى". وزاد الخطيب: "ومن أدركهم في التشهد صلى أربعًا". وقال الدارقطني بعد أن ساق ذلك: ياسين ضعيف.
= قلت: بل هو متروك، لكنه توبع كما يلي: - تابعه: عبد الرزاق بن عمر الدمشقي، عن الزهري، عن سعيد به. أخرجه الدارقطني (2/ 10)، ولفظه: "من أدرك ركعة من الجمعة فليضف إليها أخرى". وعبد الرزاق متروك الحديث عن الزهري، لين في غيره -كما في شرح العلل لابن رجب (2/ 808) -، التقريب (354: 4062). - وتابعه أيضًا: الحجاج بن أرطأة، عن الزهري، عن سعيد به. أخرجه الدارقطني (2/ 11)، ولفظه كلفظ عبد الرزاق. والحجاج صدوق كثير الخطأ والتدليس -كما في التقريب (152: 1119) -. -وتابعه: عمر بن قيس، عن الزهري، عن سعيد، وأبي سلمة به. أخرجه الدارقطني (2/ 11)، ولفظه كلفظ عبد الرزاق. وعمر بن قيس هو المكي وهو متروك، كذا في التقريب (416: 4959). -وتابعه: سليمان بن أبي داود الحرائي، عن الزهري، عن سعيد به. أخرجه الدارقطني (2/ 11)، ولفظه كلفظ عبد الرزاق وزاد: (فإِن أدركهم جلوسًا صلى الظهر أربعًا". وسليمان ضعفه الأكثرون. انظر: اللسان (3/ 90)، والمغني في الضعفاء (1/ 279: 2582). - وتابعه: يحيى بن راشد البراء، عن داود بن أبي هند، عن سعيد به. أخرجه الدارقطني (2/ 15)، ولفظه كلفظ عبد الرزاق. ويحيى هذا قال الحافظ في التلخيص (2/ 40): "ضعيف، وقال الدارقطني في العلل (3/ 84/ ب): حديثه غير محفوظ". - ورواه ابن ماجه (1/ 356: 1121)، قال: حدثنا محمد بن الصباح، أنبأنا عمر بن حبيب، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة، وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة به. ولفظه: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أخرى".=
= قال البوصيري في الزوائد (1/ 211): هذا إِسناد ضعيف؛ عمر بن حبيب متفق على تضعيفه. قلت: عمر بن حبيب هو العدوي القاضي البصري، قال في التقريب (410: 4874): ضعيف. وقال في التلخيص (2/ 40): "متروك". قلت: وهذا الثاني أقرب. انظر: الميزان (3/ 184)، والتهذيب (7/ 431). -ورواه أبو يعلى (386: مقصد) قال: قرئ على بشر، أَخْبَرَكُمْ أَبُو يُوسُفَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ به. وسيأتي الكلام على ذلك في المتابعة "2" التالية من متن المطالب. - وكذا رواه الْحَاكِمُ (1/ 291) مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة، عن أبي هريرة به. وسيأتي الكلام على ذلك أيضًا في المتابعة "3" من المتن. -ورواه النسائي (3/ 112): أخبرنا قتيبة، ومحمد بن منصور، واللفظ له، عن سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا: "من أدرك ركعة من الجمعة فقد أدرك". ورواه الأثرم -كما في الإرواء (3/ 84) - بنفس هذا اللفظ وزاد "الصلاة" بعد قوله "فقد أدرك". ولفظ قتيبة: "من أدرك ركعة من الجمعة فقد أدرك الجمعة" رواه الطحاوي (3/ 105)، عن النسائي. قال الألباني في الإرواء (3/ 84: 622): وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات، رجال الشيخين، غير محمد بن منصور وهو إما الخزاعي أو الطوسي، وكلاهما ثقة يروي عن سفيان بن عيينة، وعنهما النسائي، لكن قوله: "الجمعة" شاذ، والمحفوظ "الصلاة" كما سيأتي. اهـ. - وأخرجه الحاكم (1/ 291)، وابن خزيمة (3/ 173: 1850)، من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، حدثني الزهري، به. ولفظه كلفظ الأثرم.=
= وقال الحاكم: صحيح، ووافقه الذهبي. قال الألباني: وهو كما قال، لولا أن الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعنه. - وأخرج ابن خزيمة (3/ 174: 1851)، والحاكم (1/ 291) -ومن طريقه البيهقي (3/ 203) - والدارقطني (2/ 11) عن أسامة بن زيد الليثي، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به. ولفظه: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أخرى". وقال الحاكم: صحيح، ووافقه الذهبي. قلت: فيه أسامة بن زيد، وقد قال فيه ابن حجر في التقريب (98: 317): صدوق يهم. فحديثه من قبيل الحسن. ولذلك قال الألباني في الإرواء (3/ 84): هو حسن. -ورجح ابن حجر رواية الأوزاعي فقال في التلخيص (2/ 40): وأحسن طرق هذا الحديث رواية الأوزاعي على ما فيها من تدليس الوليد، وقد قال ابن حبان في صحيحه (الإحسان 3/ 22): أنها كلها معلولة. وقال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه - (203/ 1) -: لا أصل لهذا الحديث، إنما المتن "من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها". وذكر الدارقطني الاختلاف في علله - (3/ 86/ 1) - فقال: والصحيح "من أدرك من الصلاة ركعة ... "، وكذا قال العقيلي -في الضعفاء الكبير (4/ 398) - والله أعلم. اهـ. وتعقبه الألباني بقوله: [بل أحسن طرقه رواية سفيان بن عيينة عند النسائي، فإِنه لا علة فيها إن سلم من الشذوذ، وقد فاتت الحافظ فلم يذكرها، فلعل هذا هو السبب في ترجيحه رواية الأوزاعي عليها. على أن هذا الترجيح وذاك إنما هو شكلي لا يعطي الحديث حجة مع إعلال الأئمة، وترجيحهم للفظ الآخر عليه، وهو الذي ليس فيه ذكر الجمعة، وهو الذي=
= تطمئن إليه نفس الباحث في طرقه فإِن جميعها ضعيفة بينة الضعف غير ثلاث]. ثم ذكر وفصل القول فيها، وخلاصة ذلك ما يلي: الطريق الأولى: طريق ابن عيينة. وسيأتي الكلام عليها. الطريق الثانية: طريق الأوزاعي. وقد أعلها الحافظ ابن حجر بالتدليس كما سبق. الطريق الثالثة: طريق أسامة بن زيد. وأسامة متكلم فيه من قبل حفظه ولذلك اعتمدنا تحسين إِسناده. ومثله عند الاختلاف لا يحتج به فيقدم من هو أوثق منه. وأما الطريق الأولى فلا علة فيها سوى الشذوذ من قبل محمّد بن منصور، والذي يجعلنا نحكم بشذوذ روايته: مجيء روايات ومتابعات من قبل ثقات وأثبات آخرين وكلها بلفظ "الصلاة" بدل "الجمعة" وبيانها كالتالي: 1 - تابعه أحمد فقال (2/ 241): حدثنا سفيان، عن الزهري، به، بلفظ "صلاة" بدل "الجمعة". 2 - وكذلك أخرجه مسلم (1/ 424)، والترمذي (2/ 403)، والدارمي (1/ 277)، وابن ماجه (1/ 356: 1122)، وابن خزيمة (3/ 173: 1848)، والحميدي (946)، والطحاوي في المشكل (3/ 105)، والبيهقي (3/ 202)، من طرق عديدة عن سفيان، به. بلفظ: "صلاة" بدل "الجمعة". 3 - وكذلك أخرجه مسلم (1/ 424)، والنسائي (1/ 274)، والدارمي (1/ 277)، وابن خزيمة (3/ 173: 1849)، والبيهقي (3/ 202) عن الأوزاعي، عن الزهري به، بلفظ "صلاة" بدل "الجمعة". 4 - وتابعهما عليه مالك عند البخاري (1/ 154)، ومسلم (1/ 424)، وأبي داود (2/ 1121)، والنسائي (1/ 274)، والبيهقي (3/ 202)، وكذا الشافعي (1/ 51)، والطحاوي في المشكل (3/ 105). 5 - ومعمر عند مسلم (1/ 424)، والبيهقي (3/ 203)، وأحمد (2: 270، 271، 280).=
= 6 - وعبيد الله بن عمر عند مسلم (1/ 424)، والنسائي (1/ 274)، وأحمد (2/ 375). 7 - ويونس بن عبيد عند مسلم (1/ 424)، والبيهقي (3/ 202)، وزاد "مع الإِمام". 8 - وابن عبد الهاد عند الطحاوي في مشكل الآثار (3/ 105). 9 - وشعيب عند البيهقي في سننه الكبرى (3/ 202). 10 - ورواه عراك بن مالك، عن أبي هريرة به. أخرجه أحمد (2/ 265)، ورجاله ثقات. قال الألباني في الإرواء (3/ 83): [فهؤلاء جماعة من الثقات الاثبات رووه عن سفيان والأوزاعي بلفظ "الصلاة" خلافًا لمن روى عنهما اللفظ الآخر "الجمعة". - فدل ذلك على شذوذ هذا اللفظ عنهما. - وأيّد ذلك رواية مالك ومن معه بلفظ "الصلاة". - وزاده تاييدًا الطريق الأخرى عند أبي هريرة. - وزيادة معمر في رواية البيهقي عقب الحديث "قال الزهري: والجمعة من الصلاة". فهذا يؤكد أن ذكر لفظ "الجمعة" في الحديث عن الزهري خطأ عليه، إذ لو كان هذا اللفظ محفوظًا عنده لم يكن بحاجة إلى هذا القول والاستنباط من الحديث كما هو ظاهر]. اهـ. ولذلك قال البيهقي في السنن الكبرى عقبه (3/ 203): "هذا هو الصحيح، وهو رواية الجماعة عن الزهري، وفي رواية معمر دلالة على أن لفظ الحديث في الصلاة مطلق، وأنها بعمومها تتناول الجمعة كما تتناول غيرها من الصلوات". وجملة القول: أن لفظ "الجمعة" في الحديث لم يثبت من حديث أبي هريرة -وهو حديث الباب هنا في المطالب الذي رواه ابن أبي عمر-، لكن صح هذا=
= اللفظ "الجمعة" من حديث ابن عمر مرفوعًا وموقوفًا، ومن حديث غيره موقوفًا. أولًا: حديث ابن عمر المرفوع: أخرجه الدارقطني (2/ 13) قال: حدثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، -حدثنا يعيش بن الجهم، حدثنا عبد الله بن نمير، عن يحيى بن سعيد-. وحدثنا عيسى بن إبراهيم، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابن عمر به. ولفظ عبد العزيز: "من أدرك ركعة من يوم الجمعة فقد أدركها، وليضف إليها أخرى". ولفظ ابن نمير: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أخرى". وأخرجه الطبراني في الصغير (ص204)، والأوسط -كما في مجمع البحرين (ق/ 90/ أ) -، من طريق إبراهيم بن سليمان الدباس، حدثنا عبد العزيز بن مسلم القسملي، عن يحيى بن سعيد، به. ثم قال -الطبراني-: لم يروه عن يحيى إلَّا عبد العزيز، تفرد به إبراهيم. وطريقا الدارقطني السابقان يردان كلام الطبراني هذا، ذلك أن الطبراني يقول: لم يروه عن يحيى بن سعيد سوى عبد العزيز بن مسلم وتفرد بروايته عن عبد العزيز: إبراهيم بن سليمان. وهذا مناقض لطريقي الدارقطني: فقد رواه عن عبد العزيز بن مسلم بالإضافة إلى إبراهيم: عيسى بن إبراهيم الشعيري. ورواه عن يحيى بن سعيد بالإضافة إلى عبد العزيز بن مسلم: عبد الله بن نمير. وهما -أعني عيسى بن إبراهيم وعبد الله بن نمير- ثقتان حجتان. فثبتت بذلك صحة الحديث مرفوعًا، مع أن الدارقطني ذكر في "العلل" الاختلاف فيه وصوب الوقف -وسيأتي حديثه موقوفًا-. وبما أن زيادة الثقة مقبولة -كما هو مقرر عند علماء الحديث- فهي ها هنا من ثقتين، وكفى بها ثبوتًا. قال الألباني في الإرواء (3/ 89): "ومجيئه -يعني حديث ابن عمر- موقوفًا=
= -كما رواه البيهقي وغيره- لا ينافي الرفع؛ لأن الراوي قد يوقف الحديث أحيانًا ويرفعه أحيانًا، والكل صحيح". ويؤيد رواية الرفع ما ورد من طريق سالم، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ "من أدرك ركعة من صلاة الجمعة أو غيرها فقد أدرك الصلاة". أخرجه النسائي (3/ 112: 1425)، وابن ماجه (1/ 1123)، والدارقطني (2/ 12)، من طريق بقية بن الوليد، حدثنا يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن سالم به. إلَّا أن هذه الطريق معلولة من وجوه: 1 - قال الدارقطني في العلل (86/ 3/ أ): "قال أبو بكر بن أبي داود: لم يروه عن يونس إلَّا بقية". 2 - وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 172)، عن أبيه: هذا خطأ في المتن والإسناد، وإنما هو: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا: "من أدرك من صلاة ركعة فقد أدركها". وأما قوله: "من صلاة الجمعة" فوهم. قال الحافظ في التلخيص (2/ 41): "إن سلم من وهم بقية ففيه تدليسه، فهو يدلس تدليس التسوية، لأنه عنعن عن شيخه". وله طريق أخرى أخرجها ابن حبان في الضعفاء (1/ 109) من حديث إبراهيم بن عطية -الثقفي- عن يحيى بن سعيد، عن الزهري به. قال ابن حبان: "وإبراهيم منكر الحديث جدًا، وكان هشيم يدلس عنه أخبارًا لا أصل لها، وهو حديث خطأ". وقد تابع بقية: سليمان بن بلال فقال: عن يونس، عن ابن شهاب، عن سالم أن رسول الله قال: "من أدرك ركعة من صلاة من الصلوات فقد أدركها إلَّا أنه يقضي ما فاته". أخرجه النسائي (1/ 175) عن أبي بكر عنه. قال الألباني (3/ 89): "وأبو بكر هذا هو عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي وهو ثقة، وكذلك سائر الرجال، فالسند صحيح مرسل. وهو يدلنا على أمور:=
= الأول: خطأ بقية في وصله وفي ذكر الجمعة فيه. الثاني: أن له أصلًا من رواية الزهري، عن سالم، خلافًا لما يشعر به كلام أبي حاتم. الثالث: أنه شاهد جيد لرواية نافع، عن ابن عمر المتقدمة، فإِن قوله "صلاة من الصلوات" يعم الجمعة أيضًا، والله أعلم. ثانيًا: حديث ابن عمر الموقوف: أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 129)، قال: حدثنا هشيم، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابن عمر، قال: "من أدرك من الجمعة ركعة فليضف إليها أخرى". وأخرجه البيهقي (3/ 203)، من طريق جعفر بن عون: أنبأ يحيى بن سعيد به، ولفظه: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَهَا إلَّا أنه يقضي ما فاته". قال الألباني في الإرواء (3/ 83): وهذا سند صحيح على شرط الشيخين. ثم رواه البيهقي (3/ 204)، من طريق الأشعث، عن نافع به بلفظ "إذا أدركت من الجمعة ركعة فأضف إليها أخرى، وإن أدركتهم جلوسًا فصل أربعًا". ثم قال البيهقي: تابعه أيوب، عن نافع. والأشعث هذا هو ابن سوار الكندي وهو ضعيف -كما في التقريب (133: 524) -، لكنه لم يتفرد به -كما ذكر البيهقي-، بل تابعه أيوب، فحديثه قوي بهذه المتابعة، والله أعلم. وجملة القول: أن حديث أبي هريرة -حديث الباب- ضعيف، وإنما ثبت شطره الأول من حديث ابن عمر مرفوعًا وموقوفًا، وشطره الثاني من حديث ابن عمر وابن مسعود موقوفًا. أما حديث ابن عمر مرفوعًا وموقوفًا فقد سبق بيانه. وأما حديث ابن مسعود موقوفًا فهو قوله: "إذا أدركت ركعة من الجمعة فأضف إليها أخرى، فإِذا فاتك الركوع فصل أربعًا".=
= أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 128)، والطبراني في معجمه الكبير (9/ 358)، والبيهقي في سننه الكبرى (3/ 204)، من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود به. وسنده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم، وقد قصر الهيثمي في المجمع (2/ 192)، فقال: حسن. وأما أبو إسحاق السبيعي فقد قال الألباني في الإرواء (3/ 82): "وهو وإن كان اختلط فمن رواته عنه سفيان الثوري وهو من أثبت الناس فيه -كما في تهذيب التهذيب (8: 64) -، على أنه إنما يخشى من اختلاطه غالبًا أن يرفع الموقوف، وهنا رواه موقوفًا، وما أظن بلغ به الاختلاط إلى اختلاق ما لا وجود له البتة لا مرفوعًا، ولا موقوفًا". والخلاصة: أن هذا المتن شطره الأول ثبت من حديث ابن عمر مرفوعًا وموقوفًا، وشطره الثاني من حديث ابن عمر وابن مسعود موقوفًا، والله أعلم.
722 - [2] وقال أبو يعلى: قرىء عَلَى بِشْرٍ، هُوَ ابْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو يُوسُفَ (¬1)، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬2) بِهِ. وَلَفْظُهُ: "مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْجُمُعَةِ صَلَّى إِلَيْهَا أخرى". ¬
722 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف من وجهين: 1 - الحجاج بن أرطأة ضعيف، ثم إنه مدلس، وقد عنعن هنا. 2 - أبو يوسف حديثه أقرب إلى الضعف. والحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 95/ أمختصر)، وقال: رواه أبو يعلى بسند فيه الحجاج بن أرطأة.
تخريجه: أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 10)، قال: حدثنا عبد الله، حدثنا عبد القدوس بن بكر، حدثنا الحجاج، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أبي هريرة به. وقد تقدم بيان طرق الحديث، ومتابعاته، وشواهده في رقم (722) [1]. فليراجع.
722 - [3] وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ (¬1) مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ [الزُّهْرِيِّ] (¬2)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَذَكَرَ نَحْوَ رِوَايَةِ يَاسِينَ الزَّيَّاتِ (¬3)، وَلَفْظُهُ: "فإِن أَدْرَكَهُمْ جُلُوسًا صلى أربعًا". ¬
14 - باب من صلى [بعد الجمعة ومن كره ذلك]
14 - بَابُ مَنْ صَلَّى [بَعْدَ الْجُمُعَةِ وَمَنْ كَرِهَ ذَلِكَ] (¬1) 723 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ (¬2)، أَوْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ، قَالَ (¬3): "رَأَيْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رَضِيَ الله عنه صَلَّى الْجُمُعَةَ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ". فَقَالُوا: "أكْمَلَها ... أكْمَلَها (¬4) ". فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعِمْرَانَ (¬5) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: "لَأَنْ يَخْتَلِفَ النَّيَازِكَةُ (¬6) فِي جَوْفِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ [عَمْدًا] (¬7) ". فَرَمَقْتُهُ فِي الْجُمُعَةِ الثَّانِيَةِ، فَصَلَّى، ثُمَّ احْتَبَى، فَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى قَامَ إلى العصر. ¬
723 - الحكم عليه: حسن. من أجل صالح بن رستم فإنّه حسن الحديث وثقه أبو داود، وغيره وضعفه ابن معين، ورجح تحسينه الذهبي. انظر: ميزان الاعتدال (2/ 294).
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 132) قال: حدثنا هشيم بن بشير، حدثنا يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال، عن عمران بن حصين بنحوه. وإسناده رجاله ثقات، وهشيم هان كان يدلس، لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع، فقد صرح هنا فأمِنّا تدليسه. ولله الحمد.
724 - [1] وَقَالَ (¬1): أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مَاذَا فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ؟ قَالَ: فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ: فِيهِ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَفِيهِ أَهْبَطَ اللَّهُ آدَمَ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَدْعُو فِيهَا مُسْلِمٌ إلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ إِثْمًا أَوْ قَطِيعَةَ رَحِمٍ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ ولا أَرْضٍ وَلَا جِبَالٍ وَلَا رِيحٍ إلَّا وَهِيَ تُشْفِقُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ. [2] أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عدي عن عبد اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ بِهِ. * هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ إِنْ كَانَ شُرَحْبِيلُ سَمِعَ مِنَ جَدِّهِ (¬2) سَعْدِ بن عبادة. ¬
724 - تخريجه: إِسناده حسن إن سلم من الانقطاع. عمرو بن شرحبيل مقبول، وعبد الله بن محمد بن عقيل صدوق. ورواه من طريق أبي عامر الإِمام أحمد في المسند (5/ 284)، والبزار في المسند (1/ 294) قال: حدثنا محمد بن المثنى ثنا أبو عامر.=
= ورواه من طريق زهير: عبد بن حميد -كما في المنتخب (1/ 275) -، قال حدثني موسى بن مسعود أنا زهير، وكذلك البيهقي في شعب الإيمان. ورواه من طريق عبد الله: الشافعي في المسند (71) برقم (424) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد، حدثني عبد الله. والطبراني في الكبير (6/ 19) برقم (5376). (سعد).
15 - [باب قصر الصلاة في السفر] وما جاء في الجمع بين الصلاتين
15 - [بَابُ قَصْرِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ] (¬1) وَمَا جَاءَ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ 725 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا (¬2) يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: صَلَّى عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْعَصْرَ فِي السَّفَرِ (¬3) [رَكْعَتَيْنِ] (¬4)، ثُمَّ: دَخَلَ فسطاطه، فصلى ركعتين، وأنا انظر. ¬
725 - الحكم عليه: حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم وهو صدوق، وأبو إسحاق السبيعي وإن كان مُدَلِّسًا، وقد اختلط، لكن شعبة انْتقى حديثه، فأمِن تدليسه إنْ كان من طريقه، فإنه قال -كما في غرائب شعبة لابن حجر (ص 151) -: قد كفيتكم تدليس ثلاثة وهو أحدهم، ثم إنّه قد روى عنه قبل الاختلاط -كما في مقدمة الفتح (ص431) -، ولذلك أَدْخل البخاري رواية شعبة عنه في الصحيح. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 95: ب)، وعزاه لمسدد وقال: رجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه البيهقي في سننه بلفظه (2/ 458) من نفس هذه الطريق.
726 - [1] وَحَدَّثَنَا (¬1) أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عَنْهُ قَالَ: "صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَاةَ السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، رَكْعَتَيْنِ، إلَّا الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا". [2] وَكَذَلِكَ (¬2) قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ/ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ/ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ثَلَاثَتُهُمْ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَفِي روايتهم: "إلَّا المغرب فإِنه صلاها ثلاثًا". ¬
726 - الحكم عليه: ضعيف جدًا؛ فيه الحارث الأعور، ضعيف جدًا، متهم. قال أبو زرعة وأبو حاتم:. لا يحتج بحديثه. وقال ابن حبان: كان غاليًا في التشييع، واهيًا في الحديث. انظر التهذيب (2/ 145)، ثم إن فيه: 1 - أبا إسحاق السبيعي: مدلس من الطبقة الثالثة، فلا يُقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع، وقد عنعنه هنا، خاصة أنه يرسل عن الحارث، فقد قال شعبة: لم يسمع من الحارث إلَّا أربعة أحاديث. 2 - الحجاج بن أرطأة مدلس، لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع، وقد عنعنه هنا. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 95: ب مختصر)، وأعله بالحارث.
تخريجه: قال البوصيري في الإِتحاف (1/ 95: ب مختصر): رواه مسدد، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر، وابن أبي شيبة، وأحمد بن منيع، بلفظ واحد، ومدار إسنادهم على الحارث الأعور وهو ضعيف. وقال الحافظ في المطالب: وفي روايتهم -غير مسدد-: "إلَّا المغرب فإِنه صلاها ثلاثًا".=
= -وأخرجه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 328: 681) - من طريق أبي مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ بنحوه، وفي أوله زيادة. ولفظه: "صلَّيت مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاة الخوف ركعتين إلَّا المغرب ثلاثًا، وصليت معه في السفر ركعتين إلَّا المغرب ثلاثًا". ثم قال البزار: لا نعلمه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا بهذا الإِسناد. قلت: وهو من نفس طريق مسدد، ومداره على الحارث أيضًا وهو ضعيف جدًا، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 155): "رواه البزار وقال: لا نعلمه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا بهذا الإِسناد". قلت: وفيه الحارث وهو ضعيف. اهـ. وقد ورد بمعناه أحاديث كثيرة أقربها حديث عائشة فإِنه يشهد له -كما قال البوصيري في الإِتحاف (1/ 95: ب مختصر) -. رواه أحمد بن حنبل (6/ 265)، وابن حبان في صحيحه -كما في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (4/ 181) -، والبيهقي (3/ 145)، واللفظ له من طريق داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن عائشة قالت: (فرضت الصلاة ركعتين ركعتين، إلَّا المغرب فرضت ثلاثًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا سافر صلى الصلاة الأولى، وإذا أقام زاد مع كل ركعتين ركعتين إلَّا المغرب لأنها وتر، والصبح تطول فيها القراءة). وسنده صحيح. والحديث عزاه البوصيرى في الإِتحاف (1/ 95: ب مختصر) للحاكم. وقد بحثت عنه في مظانه من المستدرك فلم أجده.
727 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُتِمُّ الصَّلَاةَ، وَيُقْصِرُ"، يَعْنِي فِي السَّفَرِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ، بِهِ. وَزَادَ: "ويؤخِّر الظُّهْرَ، وَيُعَجِّلُ الْعَصْرَ، ويُؤخر المغرب، ويعجل العشاء".
727 - الحكم عليه: الإِسناد رجاله ثقات، غير المغيرة بن زياد وهو صدوق حسن الحديث. لكنه كان يأتي بالمناكير، وقد عد الإِمام أحمد هذا الحديث من منكراته، فقد سأله ابنه عبد الله عن هذا الحديث: يصح؟ فقال: "له -يعني المغيرة- أحاديث منكرة"، وأنكر هذا الحديث -كما في مسائله (ص 107) -.
تخريجه: أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 415)؛ وابن أبي شيبة (2/ 452)، والبزار (1/ 329 كشف)؛ والدارقطني (2/ 189)؛ والبيهقي (3/ 141 - 142) من طريق المغيرة أيضًا به. ورواه أبو يعلى -كما ذكر الحافظ هنا في المطالب- من نفس هذه الطريق وبهذا اللفظ وزاد في آخره: "وَيُؤَخِّرُ الظُّهْرَ وَيُعَجِّلُ الْعَصْرَ، وَيُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ وَيُعَجِّلُ العشاء". وقد تابع المغيرة: طلحة بن عمرو. روى ذلك الإِمام الشافعي في كتابه الأم (1/ 183)، ومسنده -كما في ترتيبه (1/ 114) -، ومن طريقه: البغوي في شرح السنة (4/ 166)، وأخرجه أيضًا الدارقطني (2/ 189)، والبيهقي (3/ 142). وهذه متابعة ضعيفة جدًا؛ طلحة هذا قال فيه أحمد والنسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يحل كتب=
= حديثه ولا الرواية عنه إلَّا على جهة التعجب. انظر: التهذيب (5/ 23)، والتقريب (283: 3030). وخالفهما عمر بن ذر المرهبي، فجعله من فعل عائشة فقال: أخبرنا عطاء بن أبي رباح، إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَتْ تُصَلِّي في السفر المكتوبة أربعًا. أخرجه البيهقي في سننه (3/ 142)، وقال: عمر بن ذر كوفي ثقة، قال الألباني في الإرواء (3/ 6): فروايته أولى، وهي تدل على أن الإتمام إنما هو عن عائشة موقوفًا عليها، وهذا ثابت عنها من غير طريق في الصحيحين وغيرهما، وأما الرفع فلم يثبت عنها من وجه يصح. اهـ. والحديث أخرجه الشافعي -كما في ترتيب مسنده (1/ 182) -، والدارقطني (2/ 189)، ومن طريقه البيهقي (3/ 142)، وابن الجوزي في التحقيق (1/ 153: أ) من طريق سعيد بن محمد بن ثواب، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عمر بن سعيد -ووقع عند الدارقطني "عمرو" وهو تصحيف. انظر ترجمته في الجرح والتعديل (6/ 110) - عن عطاء بن أبي رباح، عَنْ عَائِشَةَ "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-كان يقصر في السفر ويتم، ويفطر ويصوم". قال الألباني في الإرواء (3/ 6): [ورجاله كلهم ثقات غير ابن ثواب فإني لم أجد له ترجمة في غير تاريخ بغداد، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا فهو مجهول الحال، فلا تطمئن النفس لصحة هذا الحديث]. قلت: هو مترجم في تاريخ بغداد (9/ 94)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، لكن وثقه ابن حبان في الثقات (8/ 272) قال: مستقيم الحديث وصحح هذا الإِسناد الدارفطني وكذا البيهقي، وقال ابن حجر عن هذا الإِسناد في الدراية (214): رواته ثقات، فتوثيق ابن حبان له وتصحيح هذبن الإمامين لحديثه، وتوثيق ابن حجر لهذا الإِسناد دليل على توثيقه كما لا يخفى، ولمَّا كان مجهول الحال ترتفع جهالة حاله بتوثيق إمام معتبر له، فكذلك ابن ثواب هذا ارتفعت جهالة حاله بتوثيق ابن حبان له،=
= وتصحيح الدارقطني لحديثه، ومتابعة البيهقي له، وتصريح الحافظ بتوثيق رواة إِسناده. وجملة القول: أن الحديث بهذا الإِسناد وسند الباب حسن على أقل الأحوال، لكنه معارض برواية عمر بن ذر المرهبي الموقوفة على عائشة، فرواية عمر هذه أصح، ثم إنه معارض لحديث عائشة قالت: "فرضت الصلاة ركعتين، ثم هاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ففرضت أربعًا، وتركت صلاة السفر على الفريضة الأولى". قال الزهري: قلت لعروة: ما بال عائشة تتم؟ قال: تأولت كما تأول عثمان. أخرجه البخاري (انظر: الفتح 2/ 470) التقصير: باب يقصر إذا خرج من موضعه، ومسلم (1/ 685) في صلاة المسافرين: باب صلاة المسافرين، من حديث الزهري، عن عروة، عن عائشة به. وحديث عائشة هذا أصح، فتكون رواية سعيد بن محمد بن ثواب معلولة، لأن عائشة لو كانت تعلم أنه عليه الصلاة والسلام أتم أحيانًا لما تأولت كما تأول عثمان، والله أعلم. على أنه اختلفت الرواية في لفظ "يُتم"، فإِن كانت "يُتم" فالقول ما سبق، وإن كانت "تُتم" و "تصوم" -كما أورده الحافظ ابن حجر في التلخيص (2: 44) - مصرحًا ومضبوطًا بأنه بالمثناة من فوق، فحينئذ لا إشكال، لأنه موقوف صراحةً على عائشة، فيكون هذا من فعلها. قال الحافظ ابن القيم في الزاد (1/ 465): [وقد أتمت عائشة بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال ابن عباس وغيره: إنها تأولت كما تأول عثمان، وإن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان يقصر دائمًا، فركب بعض الرواة من الحديثين حديثًا، وقال: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقصر وتتم هي. فغلط بعض الرواة. فقال: كان يقصر ويتم، أي هو].
728 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْبَلْدَةِ وَهِيَ مِنًى (¬1)، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صلَّى أَرْبَعًا، فَقَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فصلوا ركعتين. ثم قام فصلى أربعًا. ¬
728 - الحكم عليه: هذا الإِسناد ضعيف، وذلك لجهالة الرجل الراوي عن أبي. ذرّ رضي الله عنه، ولضعف القاسم بن عوف. قال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ومحله عندي الصدق، وضعفه شعبة والنسائي. انظر: التهذيب (8/ 326). قال البوصيري في الإِتحاف (1/ 96: أمختصر) رواه ابن منيع بسند ضعيف لجهالة بعض رواته. قلت: ولضعف القاسم -كما تقدم-.
تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد (5/ 165)، وفي أوله قصة وفي آخره زيادة من نفس هذه الطريق قال: حدثنا يزيد، ومحمد بن يزبد، قالا حدثنا العوام، قال محمد: عن القاسم، وقال يزيد في حديثه: حدثني القاسم بن عوف الشيباني، عن رجل، قال: ... فذكره. ولفظه: "كنا قد حملنا لأبي ذر شيئًا نريد أن نعطيه إياه فأتينا الربذة فسألنا عنه فلم نجده. قيل: استأذن في الحج فأذن له. فاتيناه بالبلدة وهي مني، فبينا نحن عنده إذ قيل له: إن عثمان صلى أربعًا فاشتد ذلك على أبي ذر وقال قولًا شديدًا وقال: صلَّيت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فصلى ركعتين، وصليت مع أبي بكر وعمر، ثم قام أبو ذر فصلى أربعًا. فقيل له: عبت على أمير المؤمنين شيئًا ثم صنعت. قال: الخلاف أشد،=
= أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطبنا فقال: "إنه كائن بعدي سلطان فلا تذلوه، فمن أراد أن يذله فقد خلع ربقة الإِسلام من عنقه، وليس بمقبول منه توبة حتى يسد ثلمته التي ثلم، وليس بفاعل، ثم يعود فيكون فيمن يعزه". أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أن لا يغلبونا على ثلاث: أن نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، ونعلم الناس السنن". وإِسناده ضعيف -كما سبق-، وقال الهيثمي في الزوائد: (2/ 157، 5/ 216): رواه أحمد، وفيه رجل لم يُسم، وبقية رجاله ثقات". وقد وقع نحو هذه القصة مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فعن عبد الرحمن بن يزيد -أخو الأسود النخعي- قال: صلى بنا عثمان بن عفان بمنى أربع ركعات. فقيل ذلك لعبد الله بن مسعود فقال: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمنى ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين، ثم تفرقت بكم الطرق، فيا ليت حظِّي من أربع ركعات ركعتان متقلبتان. أخرجه البخاري (2/ 465 فتح)، ومسلم (1/ 695)، وأبو داود (2/ 196)، والنسائي (3/ 120)،والبيهقي (3/ 144). وفي رواية لأبي داود: أن عبد الله صلى أربعًا فقيل له: عبت على عثمان ثم صليت أربعًا. قال: الخلاف شر. وفي رواية للبيهقي: إني لأكره الخلاف. وهذه الرواية من طريق الأعمش، عن معاوية بن قرة، عن أشياخه، أن عبد الله بن مسعود ... وسندها صحيح. وبالجملة فالقصة ثابتة عن عبد الله بن مسعود -كما هي رواية الصحيح-، ولا تصح عن أبي ذر، والله الموفق.
729 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ نَضْلَةَ (¬1)، قَالَ: خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ وَنَحْنُ اثْنَا عَشَرَ (¬2) رَاكِبًا كُلُّهُمْ قَدْ صَحِبَ مُحَمَّدًا صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي، قَالَ: فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَصَلَّى أَرْبَعًا. فَقَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "مَا لَنَا وَلِلْمَرْبُوعَةِ، تَكْفِينَا (¬3) نِصْفُ المربوعة، نحن إلى التخفيف أفقر". ¬
729 - الحكم عليه: هذا الإِسناد ضعيف، وذلك لأن الربيع بن نضلة لم يعرف راو عنه سوى علي بن ربيعة، وعلى ذلك فهو مجهول، وقد ذكره البخاري في التاريخ الكبير (3/ 270)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 470)؟ ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. ومن هنا نعلم أن قول البوصيري في الإِتحاف (1/ 96: أ، مختصر): رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بسند الصحيح من تساهله كما لا يخفى.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 448) من نفس هذه الطريق بنحوه وفي آخره زيادة. قال: حدثنا وكيع، حدثنا سعيد بن عبيد الطائي، عن علي بن ربيعة الموالي، عن الربيع بن نضلة قال: ... فذكره. ولفظه: "خرجنا في سفر ونحن اثنا عشر أو ثلاثة عشر راكبًا كلهم قد صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وغزا معه قال: فحضرت الصلاة، فتدافع القوم فتقدم شاب منهم، فصلى بهم أربع ركعات، فلما صلى قال سلمان: ما لنا وللمربوعة، يكفينا نصف المربوعة،=
= نحن إلى التخفيف أفقر. فقالوا: تقدم أنت يا أبا عبد الله فصل بنا. فقال: أنتم بنو إسماعيل الأئمة ونحن الوزراء. والأثر أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (2/ 447)، وعبد الرزاق (2/ 520: 4283)، ومن طريقه أخرجه: الطبراني في الكبير (6/ 217: 6053)، والبيهقي (3/ 144) عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى الكندي، قال: فذكره بنحو رواية الباب. قال الهيثمي في الزوائد (2/ 156): وأبو ليلى الكندي ضعّفه ابن معين. قلت: وهذا منه وهم رحمه الله، فإِن أبا ليلى الكندي الذي ضعفه ابن معين هو الذي يروي عن سويد بن غفلة، وعنه عثمان بن أبي زرعة. قال الحاكم أبو أحمد: ولم نقف على اسمه. وأما أبو ليلى الكندي هذا -الذي في إسنادنا- فمن رجال أبي داود، وابن ماجه، وهو ثقة، وثقه ابن معين والعجلي. وقد حكى التفريق بينهما الحافظ ابن حجر، ومِن قبله الذهبي، فراجعه في: الميزان (4/ 556)، التهذيب (12/ 216). لكن في الإِسناد علة أخرى، وهي عنعنة أبي إسحاق وهو السبيعي وهو مدلس مشهور بذلك، عده ابن حجر ضمن الطبقة الثالثة، ولا تقبل روايته إلَّا إذا صرح بالسماع -كما سبق بيانه في الحكم على الحديث رقم (725) -. وعلى ذلك فالإسناد هذا أيضًا ضعيف، لكن الأثر بمجموع هذين الطريقين يكون حسنًا لغيره، والله أعلم.
730 - [1] وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْهُزَيْلَ هُوَ ابْنُ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ فأخَّر الظُّهْرَ وَعَجَّلَ الْعَصْرَ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا، وَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ وَعَجَّلَ الْعِشَاءَ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا. * لَمْ يَقُلْ شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَرُويَ [أَنَّ] (¬1) ابْنَ أَبِي ليلى [وصله عن (¬2) عبد الله] (¬3). ¬
730 - الحكم عليه: صحيح مرسل، وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 96: أمختصر)، وعزاه للطيالسي وسكت عليه.
تخريجه: ورد موصولًا وهو الطريق الآتي.
[2] [وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى (¬1)، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى] (¬2)، عَنْ أَبِي قَيْسٍ الْأَوْدِيِّ (¬3)، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (¬4)، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ في السفر". ¬
730 - الحكم عليه: ضعيف، من أجل ابن أبي ليلى، فقد ضعفه أحمد، وشعبة، والنسائي، ويحيى القطان .. وغيرهم. انظر: التهذيب (9/ 301)، وقد خولف -كما سيأتي-. وقال البوصيري في الإِتحاف (1/ 96: ب مختصر): رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعنه أبو يعلى بسند فيه محمد بن أبي ليلى. قلت: وهو ضعيف، فالإسناد ضعيف، ثم إنه خولف -كما سيأتي-.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 458)، قال: حدثنا بكر بن عبد الرحمن، قال: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ليلى به وَلَفْظُهُ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جمع بين الصلاتين في السفر". ومن طريقه أخرجه أبو يعلى- كما في المقصد العلي (حس 379) -، قال: حَدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبة بِهِ. ولفظه كلفظ ابن أبي شيبة سواء. وأخرجه البَزَّار- كما في كشف الأستار (1/ 330) -، قال: حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا بكر بن عبد الرحمن به، ولفظه كلفظ ابن أبي شيبة أيضًا. ومداره على ابن أبي ليلى، وقد علمت حاله. وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 47: 9881) قال: حدثنا محمد بن عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن أبي ليلى، قال: حدثني أبي، عن ابن أبي ليلى به. ومحمد بن عمران: صدوق -كما في التقريب (500: 6197) -، وأبوه عمران بن أبي ليلى: مقبول -كما في التقريب (435: 5166) -، ومقبول في اصطلاح ابن حجر في التقريب: يعني عند المتابعة والَّا فلين الحديث. انظر: مقدمة التقريب (ص 74)، وقد تابعه عيسى بن المختار -كما سبق-.=
= ومما سبق نلاحظ أن الحديث قد اختلف في وصله وإرساله، وأن من أرسله -وهو شعبة- ثقة، ومن وصله -وهو محمد بن أبي ليلى- ضعيف، وبناء على ذلك فرواية الإِرسال صحيحة، ورواية الوَصل ضعيفة، فترجح رواية الإِرسال على الوصل، وعلى ذلك فالحديث صحيح مرسلًا، وضعيف متصلًا. لكن رواية الوصل يشهد لها حديثان آخران: 1 - حديث أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان يجمع بين الصلاتين في السفر"، أخرجه البزار وهذا لفظه -كما في كشف الأستار (1/ 330) - قال: حدثنا إبراهيم بن هانيء حدثنا محمد بن عبد الواهب، حدثنا أبو شهاب، عن عوف، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ... فذكره. قال البزار: لا نعلمه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، ومحمد ثقة مشهور بالعبادة. وأخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (ق: 84: ب) - قال: حدثنا موسى بن هارون، حدثنا محمد بن عبد الواهب به. ولفظه: "جمع رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، أخر المغرب وعجل العشاء فصلاهما جميعًا". قال الطبراني: لم يروه عن أبي نضرة إلَّا عوف، تفرد به عبد الواهب. قال الهيثمي في الزوائد (2/ 159): [رواه الطبراني في الأوسط وقال: تفرد به محمد بن عبد الواهب الحارثي، ورواه البزار مختصرًا "كان يجمع بين الصلاتين في السفر" وقال: لا نعلمه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، ومحمد بن عبد الوهاب ثقة مشهور بالعبادة. قلت: وبقية رجاله ثقات]. قلت: وأبو شهاب هو الحناظ الأصغر، واسمه عبد ربه بن نافع وهو صدوق يهم -كما في التقريب (335: 3790) -، وعلى ذلك فالإسناد حسن.=
= 2 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان يجمع بين الصلاتين في السفر. أخرجه البزار وهذا لفظه -كما في كشف الأستار (1/ 231) - قال: حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا محمد بن أبان، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسار، عن أبي هريرة قال: ... فذكره. وأخرجه البزار أيضًا قال: حدثنا ابن عبيد الله بن يزيد، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، حدثنا محمد بن أبان به. قال البزار: تفرد به محمد بن أبان. وقد أعله الهيثمي في الزوائد (2/ 159) بمحمد هذا وهو الجعفي فقال عنه: ضعيف. قلت: وهو كما قال، وانظر ترجمته في الجرح والتعديل (7/ 199)، وعلى ذلك فإلإسناد ضعيف. وبالجملة فحديث ابن مسعود المتصل ضعيف، لكن يشهد له حديثي أبي سعيد، وأبي هريرة فيكون صحيحًا لغيره، والله أعلم.
731 - قَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: شَهِدْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ جَمَعَ بين المغرب والعشاء. ¬
731 - تخريجه: الحديث أخرجه إسحاق (5/ 61: 2166). لم أجد من أخرجه ولم يتميز لي عمر بن حفص وأبوه. (سعد).
732 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ (¬1)، عَنْ بَكْرٍ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "إِنَّ جَمْعًا بَيْنَ صَلَاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ مِنَ الكبائر". * هذا مولْوت مُنْقَطِعٌ بَيْنَ بَكْرٍ وَأَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عنه] (¬2). ¬
732 - الحكم عليه: الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا أن فيه انقطاعًا؛ بكر بن عبد الله لم يُدْرِك أبا موسى -كما قال الحافظ هنا في المطالب-. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 96: ب مختصر)، وعزاه لمسدَّد، وسكت عليه.
تخريجه: ورد عن عمر من طريقين آخرين: (أ) طريق أبي العالية، عن عمر. رواه الثوري في جامعه -كما في مجموع الفتاوى (24/ 84) -، ومن طريقه الحاكم في المستدرك (1/ 275)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 169). عن سعيد، عن قتادة، عن أبي العالية، عن عمر قال: "جمع الصلاتين من غير عذر من الكبائر". وقد أعله البيهقي، ومن قبله الشافعي بأن أبا العالية لم يسمع من عمر. قال ابن التركماني في الجوهر النقي (3/ 169) متعقبًا: [أبو العالية أسلم بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنتين، ودخل على أبي بكر، وصلى خلف عمر، وقد قدمنا غير مرة أن مسلمًا حكى الإجماع على أنه يكفي لاتصال الإِسناد المعنعن ثبوت كون الشخصين في عصر واحد].=
= قلت: وفيه علة أخرى، وهي عنعنة قتادة، فإِنه ثقة لكنه يدلس كثيرًا، وروايته إنما تقبل إذا صرح فيها بالتحديث، قال الذهبي في السير (5/ 271): وقتادة حجة بالإجماع إذا بين السماع، فإِنه يدلس معروف بذلك. اهـ. وقد عنعنه هنا. أضف إلى ذلك أنَّه لم يسمع هذا من أبي العالية، فقد ذكر ابن رجب في شرحه لعلل الترمذي (2/ 850): [قول شعبة: لم يسمع -يعني قتادة منه-أي من أبي العالية- إلَّا أربعة أحاديث: 1 - حديث يونس بن متى، وهو حديث: "ما ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى". رواه البخاري (6/ 428 فتح)، ومسلم (4/ 1846). 2 - وحديث ابن عمر في الصلاة، وهو: أن النبي نهى عن الصلاة حتى تغرب الشمس ... رواه البخاري في المواقيت (2/ 58 فتح)، ومسلم في المسافرين (1/ 566) 3 - وحديث "القضاة ثلاثة"، وهو من حديث بريدة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان في النار، فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل عرف الحق فجار فهو في النار، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار". انظر: تخريجه موسعًا في الإرواء (8/ 235). 4 - وحديث ابن عباس: شهد عندي رجال مرضيون، وأرضاهم عندي عمر ... الحديث. وتمامه: إلا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس)، أخرجه البخاري في المواقيت (2/ 58 فتح)، ومسلم (1/ 567)، وأبو داود (2/ 56: 1276)، والترّمذي (1/ 296 عارضة)، وابن ماجه (1/ 396: 1250). وزاد ابن رجب (2/ 851): وقد خرجا له في الصحيحين عن أبي العالية حديثين آخرين، أحدهما: حديث دعاء الكرب، وهو: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند الكرب: "لا إله إلَّا الله العظيم الحليم، لا إله إلَّا الله رب العرش العظيم". أخرجه=
= البخاري (11/ 145 فتح)، ومسلم (4/ 2092). والثاني: حديث رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم-ليلة أسري به- موسى وغيره من الأنبياء. رواه البخاري (6/ 428 فتح)، ومسلم (1/ 151). وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 459) قال: حدثنا وكبع، حدثنا سفيان، عن هشام بن حسان، عن رجل، عن أبي العالية، عن عمر، قال: ... فذكره. وإِسناده ضعيف؛ لجهالة الرجل الراوي عن أبي العالية. (ب) طريق أبي قتادة العدوي، عن عمر. ولفظه: أنه كتب إلى عامل له: (ثلاث من الكبائر: الجمع بين الصلاتين إلَّا في عذر، والفرار من الزحف، والنهبى). رواه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 169): عن يحيى بن صبيح، حدثني حميد بن هلال، عن أبي قتادة العدوي، به. وإسناده حسن؛ يحيى بن صبيح صدوق -كما في التقريب (592: 7570) -، وقال البيهقي: أبو قتادة العدوي أدرك عمر رضي الله عنه، فإِن شهده كتب فهو موصول، وإلَّا فهو إذا انضم إلى الأول صار قويًا. وبالجملة فمجموع هذه الطرق عن عمر، وإن كانت كلها لا تخلو من ضعف إلَّا أنها ترتقي إلى الحسن. وفي الباب عن ابن عباس مرفوعًا، وأبي موسى موقوفًا. فأما حديث ابن عباس: فلفظه: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى بابًا من أبواب الكبائر". أخرجه الترمذي (1/ 303 عارضة)، والحاكم في المستدرك (1/ 275)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 169)، والدارقطني (1/ 395)، وابن حبان في المجروحين في ترجمة حسين بن قيس الرحبي المعروف "بحنش" (1/ 242)، والديلمي في الفردوس (4/ 122)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 101).=
= قال الحاكم: وحنش بن قيس ثقة. كذا قال. ولم أر أحدًا وثقه غيره، ولذا تعقبه الذهبي بقوله: (قلت: بل ضعفوه). وكيف يكون ثقة، وقد جرحه أهل العلم جرحًا شديدًا، قال العقيلي عن هذا الحديث في ترجمة حنش هذا من الضعفاء الكبير (1/ 248): لا يتابع عليه ولا يعرف إلَّا به، ولا أصل له. وقد صح عن ابن عباس بإِسناد جيد: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء". أخرجه مسلم (1/ 705)، وأحمد (1/ 283)، والترمذي (3/ 17 عارضة)، وأبو داود (2/ 14: 1211)، والنسائي (1/ 290)، والبغوي في شرح السنة (4/ 198). وانظر: جامع الأصول (5/ 724: 4045) قال البيهقي: تفرد به -يعني بالحديث- أبو علي الرحبي المعروف بحنش وهو ضعيف عند أهل النقل لا يحتج بخبره. قلت: وقال أحمد وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم: متروك الحديث. وعلى ذلك فالحديث ضعيف جدًا، ثم إنه معارض بحديث ابن عباس في الصحيح وغيره الآنف ذكره. وأما أثر أبي موسى ولفظه: "الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر". فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 459)، قال: حدثنا وكيع، حدثنا أبو هلال، عن حنظلة السدوسي، عن أبي موسى به. وإِسناده ضعيف من أجل حنظلة السدوسي فهو ضعيف -كما في التقريب (184: 1583) -.
733 - [إِسْحَاقُ] (¬1): قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ أَحَدَّثَكُمْ سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: "كَانَتِ الصَّلَاةُ فُرِضَتْ سَجْدَتَيْنِ .. [سَجْدَتَيْنِ] (¬2)، الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ. فَكَانُوا (¬3) يُصَلُّونَ بَعْدَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ. فَكُتِبَ عَلَيْهِمُ الظُّهْرَ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ أَرْبَعًا، فَتَرَكُوا ذَاكَ حِينَ (¬4) كُتِبَ عَلَيْهِمْ، وَأُقِرَّتِ صَلَاةُ السَّفَرِ (¬5). وَكَانَتِ الْحَضَرُ أَرْبَعًا؟ فَأَقَرَّ بِهِ، وقال: نعم. * هذا حديث حسن. ¬
733 - الحكم عليه: حسن. من أجل سعد بن سعيد، فإِن في حفظه كلامًا ينزله إلى رتبة الحسن إن شاء الله. فقد وثقه العجلي، وابن سعد، وابن عمار؛ وضعفه أحمد، وابن معين في رواية. وفي رواية: صالح، وعليه فهو صدوق في نفسه، إلا أن في حفظه شيئًا. فقد قال أبو حاتم: يؤدي. يعني أنه كان لا يحفظ، ويؤدي ما سمع، لكن ضعفه ليس بالكثير. وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة تقرب من الاستقامة، ولا أرى بحديثه بأسًا بمقدار ما يرويه. انظر: التهذيب (3/ 470). وعلى ذلك فالأثر ثابت، وله حكم الرفع؛ لأنه لا يقال من قبيل الرأي. وحسنه ابن حجر هنا في المطالب، وكذا البوصيري في الإِتحاف (1/ 95/ ب مختصر).
= تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 155: 6676، 6677) من نفس هذه الطريق. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 155): رجاله رجال الصحيح. قلت: وهو حسن -كما علمت-، والله الموفق.
734 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعُقَيْلِيِّ (¬1)، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [قَالَ] (¬2): "مَنْ صَلَّى فِي السَّفَرِ أَرْبَعًا [كَانَ] (¬3) كَمَنْ صَلَّى فِي الْحَضَرِ رَكْعَتَيْنِ". * هَذَا مَوْقُوفٌ ضعيف. ¬
734 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف من حيث: 1 - ضعف حميد العقيلي، فقد ضعفه الدارقطني والذهبي. انظر: الميزان (1/ 614) 2 - الضحاك لم يلق ابن عباس، فهو يروي عنه مرسلًا. انظر: التهذيب (4/ 453) 3 - مروان مدلس من المرتبة الثالثة الذين لا يقبل حديثهم إلا مصرحًا بالسماع. وقد عنعن هنا. ولذلك قال الحافظ ابن حجر هنا في المطالب: هذا موقوف ضعيف.
تخريجه: أخرجه سعيد بن منصور من هذه الطريق -كما في المحلى (4/ 270) -. وأحمد في المسند (1/ 349)، ولفظه: عن ابن عباس قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حين سافر ركعتين وحين أقام أربعًا، قال: قال ابن عباس: فمن صلى في السفر أربعًا كمن صلى في الحضر ركعتين. قال: وقال ابن عباس: لم يقصر الصلاة إلَّا مرة واحدة حيث صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ركعتين وصلى الناس ركعة ركعة.=
= وإسناده ضعيف -كما سبق-، وكأن الهيثمي أشار لضعفه في المجمع (2/ 155). وقد عزاه البوصيري لابن أبي شيبة فقال في الإِتحاف (ق 15/ أ): [وفي رواية أبي شيبة بإِسناد صحيح: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين سافر ركعتين وحين أقام أربعًا، قال: فقال ابن عباس: فمن صلى في السفر أربعًا كمن صلى في الحضر ركعتين. ورواه مسلم في صحيحه من حديث أنس]. قلت: قد بعثت عنه في مصنف ابن أبي شيبة فلم أجده فلعله في المسند أو وهم منه. وأما حديث أنس عند مسلم (1/ 480)، ولفظه: عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- صلى الظهر بالمدينة أربعًا، وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين. لكن يشهد لهذا الأثر ما رواه عبد الرزاق (2/ 562: 4466)، من طريق أيوب السختياني، عن ابن عباس قال: لا ينبغي للمسافر أن يصلي صلاة المقيم. لكن في سنده إرسالًا، فأيوب لم يسمع من أنس بن مالك -كما في جامع التحصيل (ص176) -، فمن باب أولى لم يسمع من ابن عباس. وللأثر شاهد مرفوع عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: المتم للصلاة في السفر كالمقصر في الحضر. أخرجه الدارقطني في الأفراد -كما في العلل المتناهية-، ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (1/ 155/ ب)، والعلل المتناهية (1/ 443)، قال -الدارقطني-: حدثنا أحمد بن محمد بن المفلس، حدثنا أبو همام، حدثني بقية بن الوليد، عن أبي يحيى المدني، عن عمرو بن شعيب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به. واعترضه ابن الجوزي في التحقيق، فقال: شيخ الدارقطني فيه أحمد بن محمد بن المفلس كان كذابًا. انتهى.=
= قال الزيلعي في نصب الراية (2/ 190): [قال في التنقيح: اشتبه عليه ابن المفلس هذا بآخر، وهو أحمد بن محمد بن الصلت بن المفلس الحماني، وهو كذاب وضاع. قال: والحديث لا يصح فإِن في رواته مجهولًا]. قلت: وفيه أيضًا بقية وهو مدلس، وقد عنعنه هنا. والحديث ضعفه ابن حجر في الدراية (1/ 213) فقال: ضعيف جدًا، والألباني في ضعيف الجامع (6/ 5: 5924). وقد اختلف فيه على أبي سلمة. فرواه بقية، عن أبي يحيى المدني، عن عمرو بن شعيب، عن أبي سلمة -كما سبق-. ورواه بقية أيضًا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عمر بن سعيد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به. أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 162) في ترجمة عمر بن سعيد، ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (1/ 156: أ)، والعلل المتناهية (1/ 443). ثم قال العقيلي: [وليس في هذا المتن شيء يثبت، فإنما روي هذا الحديث بلفظ: "الصائم في السفر كالمفطر في الحضر" مع ضعف الرواية فيه، وليس في هذا المتن شيء يثبت، وعمر مجهول في النقل]. قلت: ولعل سبب هذا الاختلاف الوهم من بقية، والله أعلم. وبالجملة فالمتن لا يثبت مرفوعًا، ولا موقوفًا .. والله أعلم.
735 - [1] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَسَافَرَ (¬1) فَرْسَخًا، قَصَرَ الصَّلَاةَ". [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا (¬2) [أَبُو] (¬3) هَارُونَ بِهِ. [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ [بِهِ] (¬4). [4] وَقَالَ عَبْدٌ (¬5): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ [بِهِ] (¬6)، وَلَفْظُهُ: "خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ (¬7) إِذَا جَاوَزَ فَرْسَخًا قصر الصلاة". * أبو هارون ضعيف. ¬
735 - الحكم عليه: ضعيف جدًا، تالف، فيه أبو هارون العبدي، وقد علمت حاله، وأعله بذلك الحافظ ابن حجر هنا في المطالب، والبوصيري في الإِتحاف (1/ 95/ ب مختصر) إلَّا أنهما قالا عنه: ضعيف، والحق أنه متروك.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المسند -كما قال الحافظ هنا في المطالب. وفي المصنف (2/ 244) -، وأحمد بن منيع، قالا: حدثنا هشيم -قال ابن=
= أبي شيبة-: أخبرنا أبو هارون به. وكذا أخرجه عبد بن حميد، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ به. وسنده ضعيف جدًا، لأن مداره على أبي هارون، وقد علمت ما فيه. وقد جاء أصله مرفوعًا عن أنس، وموقوفًا على ابن عمر. أما حديث أنس فمن رواية يحيى بن يزيد الهنائي، قال: سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة، فقال: كان رسول الله إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ (شعبة الشاك) صلى ركعتين. أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين (2/ 145)، وأبو عوانة في مسنده باب بيان التوقيت في قصر الصلاة (2/ 346)، وأبو داود باب متى يقصر المسافر (2/ 8: 1201)، وابن أبي شيبة في مصنفه باب في مسيرة كم يقصر الصلاة (2/ 443)، والبيهقي في سننه باب لا يقصر الذي يريد السفر حتى يخرج من بيوت القرية ... (3/ 146)، وأحمد في مسنده (3/ 129)، وزادا بعد قوله: "عن قصر الصلاة" قال: "كنت أخرج إلى الكوفة فأصلي ركعتين حتى أرجع". والثلاثة أميال تساوي فرسخًا -كما في القاموس (1369) -. وأما أثر ابن عمر قال: "تقصر الصلاة في مسيرة ثلاثة أميال". أخرجه ابن أبي شيبة، باب في مسيرة كم يقصر الصلاة (2/ 443)، عن محمد بن زيد بن خليدة، عق ابن عمر به. وإسناده رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن زيد بن خليدة، فقد روى عنه جماعة من الثقات -كما في الجرح والتعديل (7/ 456) -، وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 370) فهو يشبه أن يكون مجهول الحال، وذِكْر ابن حبان له في الثقات لا يكفي. وعليه فالإسناد محتمل التحسين، وتساهل الشيخ الألباني في إرواء الغليل (3/ 18) فصححه. وبالجملة فالمتن ثابت مرفوعًا من حديث أنس، وموقوفًا عن ابن عمر رضي الله عنه، والله سبحانه الموفق.
736 - وَقَالَ عَبْدٌ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، [قَالَ] (¬1): سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ الصَّلَاةِ في السفر. فقال: "ركعتين .. ركعتان، من خالف السنة (¬2) كفر". * إِسناده صحيح. ¬
736 - الحكم عليه: رجاله ثقات رجال الشيخين إلَّا أنه من رواية معمر عن قتادة، وقتادة بصري، ورواية معمر عن البصريين فيها ضعف. ثم إن قتادة مدلس وقد عنعنه هنا. وقال ابن حجر هنا في المطالب: إِسناده صحيح. قلت: أما لذاته فلا، وأما لغيره فنعم -كما سبق في التخريج-، وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (1/ 95/ ب).
تخريجه: أخرجه البيهقي في سننه (3/ 140) بنحوه من طريق عبد الوارث بن سعيد التنوري، حدثنا أبو التياح، عن مورق العجلي، عن صفوان بن محرز، قال: سألت ابن عمر عن صلاة السفر، قال فذكره. ولفظه: "ركعتان من خالف السنة كفر". وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وعليه فطريق الباب يتقوى به فيصبح صحيحًا لغيره. وأخرجه ابن عدي في كامله في ترجمة محمد بن عون الخراساني من طريق أخرى (6/ 2248)، قال: حدثنا رباح بن ظبيان، حدثنا أبو أمية الطرسوسي محمد بن إبراهيم، حدثنا يعلي بن عبيد، حدثنا محمد بن عون، سألت نافعًا مولى ابن عمر، عن صلاة المسافر، فقال: قال ابن عمر: "صلاة المسافر ركعتان، فمن خالف السنة كفر".=
= وهذا إِسناد ضعيف جدًا، محمد بن عون هذا. قال الحافظ في التقريب (500: 6203): متروك. وقد روي عن ابن عمر مرفوعًا وهو شاذ، رواه ابن حزم في المحلى (4/ 266)، من طريق محمد بن الصباح الجرجرائي، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا هشام الدستوائي، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فذكره. ولفظه: "صلاة السفر ركعتان، من ترك السنة فقد كفر". والغلط في رفعه والله أعلم من عبد الله بن رجاء، فإِنه ثقة تغير حفظه قليلًا -كما في التقريب (302: 3313) -، وقد قال الإِمام أحمد فيه: زعموا أن كتبه ذهبت، فكان يكتب من حفظه فعنده مناكير. انظر: التهذيب (5/ 211). قلت: ولعل هذا من مناكيره. قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المحلى (4/ 266): أما هذا الحديث بهذا اللفظ مرفوعًا فإني لم أجده إلَّا في هذا الموضع، وهو أشبه بأن يكون من كلام ابن عمر، ويحتمل أن الخطأ في رفعه من محمد بن الصباح أو من شيخه عبد الله بن رجاء. اهـ. بتصرف يسير. وجملة القول: أن هذا الأثر صحيح من رواية. البيهقي، ولا يصح مرفوعًا، والله أعلم.
737 - وَقَالَ (¬1) الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ سَوَّارِ بْنِ شَبِيبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "رَكْعَتَيْنِ .. رَكْعَتَيْنِ .. إلَّا المغرب". ¬
737 - الحكم عليه: صحيح. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 95/ ب مختصر)، وعزاه لأبي داود وقال: رجاله ثقات.
تخريجه: لم أجده، لكن ورد معناه في أحاديث كثيرة. انظر: تخريج الحديث رقم (718).
738 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ (¬1)، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله عَنْهُمَا أَنَّهُ "كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْغَابَةِ (¬2)، فَلَا يفطر ولا يقصر". ¬
738 - الحكم عليه: هذا إِسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 95/ ب مختصر): "رواه مسدد، ورجاله ثقات".
تخريجه: لم أجده. لكن يؤيده ما أخرجه مالك في الموطأ (74)، ومن طريقه الشافعي في المسند -كما في ترتيبه (1/ 185) -، والأم (1/ 183)، والبيهقي في سننه الكبرى (3/ 137) بسند صحيح عن نافع أنه كان يسافر مع ابن عمر البريد، فلا يقصر الصلاة".
739 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَقْصُرُ إِلَى عَرَفَةَ (¬2)؟، قَالَ: "لَا تُقْصَرُ الصلاة إلَّا مسيرة اليوم التام". ¬
739 - الحكم عليه: صحيح، رجاله ثقات، رجال الشيخين، وابن جريج وإن كان مدلسًا لكنه صرح هنا بالسماع، وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 95/ ب مختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: ورد مفرقًا، فأخرج بعض الأئمة شطره الأول فقط، وبعضهم شطره الآخر كما يلي: 1 - أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 445) الشطر الأول فقط، والسائل هو عطاء، قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن الأوزاعي، عن عطاء، قال: قلت لابن عباس: أقصر بعرفة؟ قال: لا. وسنده صحيح. 2 - وأخرج الشافعي في مسنده -كما في ترتيبه (1/ 185) -، والأم (1/ 183)، ومن طريقه البيهقي في سننه الكبرى (3/ 137)، وذكره ابن حزم في المحلى (5/ 6)، قال: -أي الشافعي- أخبرنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه سئل: أتقصر الصلاة إلى عرفة -يعني من مكة-؟ قال: لا، ولكن إلى عسفان، وإلى جده، وإلى الطائف، وسنده صحيح. وساقه ابن الملقن في البدر المنبر (2/ 158/ أ)، ولم يتكلم عليه بشيء. وصححه الحافظ ابن حجر في التلخيص (2/ 46). 3 - وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 446) معنى شطره الآخر، فقال:=
= حدثنا معاذ، قال: أخبرنا ابن جريج، عن عطاء، قال: قال ابن عباس، فذكره. ولفظه: تقصر الصلاة في اليوم التام، ولا تقصر فيما دون ذلك. وسنده صحيح. 4 - وأخرج ابن أبي شيبة -أيضًا- في المصنف (2/ 443) عن علي بن مسهر، عن الشيباني -وهو سليمان بن أبي سليمان-، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: تقصر الصلاة في مسيرة يوم وليلة. وسنده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين. 5 - وأخرج البيهقي في السنن (3/ 137) بسند صحيح من طريق منصور ابن المعتمر، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: إذا سافرت يومًا إلى الليل فاقصر الصلاة. وذكره ابن حزم في المحلى (5/ 6) بمعناه من نفس هذه الطريق. ولفظه: لا يقصر المسافر في مسيرة يوم إلى العتمة إلَّا في أكثر من ذلك. وسنده صحيح.
740 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي سَفَرٍ، فَغَابَتِ الشَّمْسُ. فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، الصَّلَاةَ. فَقَالَ: "إِنَّا قَوْمٌ سَفْرٌ". ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَتَى مَرَّ الظَّهْرَانِ، فَنَزَلَ، وَإِنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَيْثُ قِيلَ لَهُ الصَّلَاةَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، فرسخين.
740 - الحكم عليه: إِسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، وابن جريج وإن كان مدلسًا وروى هنا بالعنعنة، لكنها محمولة على الاتصال في روايته عن عطاء -كما في التهذيب (6/ 406) -، وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 95 /ب مختضر)، وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده.
16 - باب صلاة الخوف
16 - بَابُ صَلَاةِ الْخَوْفِ 741 - قَالَ [أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ] (¬1) ومسدَّد وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا (¬2) الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عَنْهُ قَالَ: "صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَاةَ الْخَوْفِ رَكْعَتَيْنِ، إلَّا المغرب ثلاثًا". ¬
741 - تخريجه: تقدم هذا الحديث بنفس هذا الإِسناد في باب قصر الصلاة في السفر حديث رقم (718) بلفظ: "صلاة السفر" وأورده هنا بلفظ "صلاة الخوف" وسنده ضعيف جدًا -كما تقدم هناك-.
742 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، قَالَ: إِنَّ أَبَا مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ بِالدَّارِ مِنْ أَصْبَهَانَ، وَمَا كَانَ بِهَا يَوْمَئِذٍ كَبِيرُ (¬1) خَوْفٍ، وَلَكِنْ أَحَبَّ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ دِينَهُمْ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-. فَجَعَلَهُمْ (¬2) صَفَّيْنِ، طَائِفَةً مَعَهَا السِّلَاحُ، مُقْبِلَةً عَلَى عَدُوِّهَا، وَطَائِفَةً مِنْ قُدَّامِه (¬3) فَصَلَّى بِالَّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ نَكَصُوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ حَتَّى قاموا مقام الآخرين. يتخفلونهم، حَتَّى قَامُوا وَرَاءَهُ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَامَ الَّذِينَ (¬4) يَلُونَهُ، وَالْآخَرُونَ فَصَلُّوا رَكْعَةً [رَكْعَةً] (¬5)، ثُمَّ سَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَتَمَّتْ (¬6) لِلْإِمَامِ رَكْعَتَانِ فِي جَمَاعَةٍ، وَلِلنَّاسِ رَكْعَةً [رَكْعَةً] (¬7). * رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إلَّا أَنَّ فِيهِ انْقِطَاعًا بَيْنَ أَبِي الْعَالِيَةِ وَأَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عنه. ¬
742 - الحكم عليه: هذا الإِسناد رجاله ثقات. إلَّا أن قتادة مدلِّس لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع وقد عنعنه هنا، ثم إنه لم يسمعه من أبي العالية فذكر شعبة ان قتادة لم يسمع من أبي العالية سوى ثلاثة أو أربعة أشياء، ثم ذكرها. وليس هذا منها. وسعيد بن أبي عَرُوبة، هان كان مدلسًا، لكنه أثبت الناس في قتادة -كما في=
= ترجمته-، فحديثه عنه محمول على الاتصال، وهو وإن كان مختلطًا فسماعه من قتادة قديم فلا يؤثر. وأما إعلال الحافظ ابن حجر هنا في المطالب -ومثله البوصيري في الإِتحاف (1/ 100/ ب مختصر) - الأثر بالانقطاع بين أبي العالية وأبي موسى، فلا أدري ما وجهه، فقد أثبت علي بن المديني سماعه من أبي موسى -كما في التهذيب (3/ 285) -.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 462) في كتاب الصلوات، باب صلاة الخوف كم هي. من نفس هذه الطريق، قال: حدثنا محمد بن بشر به، ولفظه مثله. وكذا أخرجه أبو الشيخ ابن حبان في طبقات المحدثين بأصبهان (1/ 242 مختصرًا). ولفظه: أن أبا موسى الأشعري، وهو بالدار من أصبهان صلى بهم صلاة الخوف، وما بهم يومئذ من كبير خوف ولكن أحب أن يُعلِّمهم سنته وصلاته، فصفهم صفين، فتمَّت لِلْإِمَامِ رَكْعَتَانِ فِي جَمَاعَةٍ، وَلِلنَّاسِ رَكْعَةً ركعة. وذكره السيوطي في الدر المنثور (2/ 664)، وعزاه لابن أبي شيبة فقط. وقد تابع سعيدًا كل من أبي جعفر الرازي، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي. أما متابعة أبي جعفر الرازي فأخرجها أبو الشيخ في طبقات أصبهان (1/ 241)، ومن طريقه أبو نعيم في أخبار أصبهان من طرق (1/ 59)، والبيهقي (252/ 3) مختصرًا. وكذا أخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (ق 93/ أ) -، والكبير -كما في مجمع الزوائد (2/ 197) -. وقال الطبراني: لم يروه عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ موسى إلَّا أبو جعفر ولا عنه إلَّا حكام تفرد به. قلت: وليس كذلك، فقد تابع أبا جعفر سعيد، وهشام -كما سبق وسيأتي-. لكن الإِسناد منقطع بين قتادة وأبي العالية -كما سبق-.=
= وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: "ورجال الكبير رجال الصحيح". اهـ. ولم أجده في المطبوع من الكبير، ويبدو أنه من القسم الساقط وله طريق أخرى عن أبي موسى. فقال ابن أبي شيبة (2/ 465): حدثنا عبد الأعلى، عن يونس، عن الحسن: "أن أبا موسى صلى بأصحابه بأصبهان، فصلت طائفة منهم معه، وطائفة مواجهة العدو، فصلى بهم ركعة، ثم نكصوا، وأقبل الآخرون يتخللونهم، فصلى بهم ركعة، ثم سلم، وقامت الطائفتان فصلتا ركعة". ورجاله ثقات رجال الشيخين لكنه مرسل، قال الألباني في الإرواء (3/ 43): لكنه شاهد جيد لما قبله. وتابعه هشام بن أبي عبد الله الدستوائي. أخرجه خليفة بن خياط في تاريخه (ص 139) باختصار عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن يونس بن جبير، أن أبا موسى صلى بـ"دارا" صلاة الخوف. وسنده حسن، معاذ بن هشام، قال في التقريب (536: 6742): صدوق ربما وهم. وبالجملة، فالأثر صحيح لغيره، والله أعلم.
743 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَبْدٍ (¬1)، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: "صَلَاةُ الْخَوْفِ رَكْعَتَانِ، وَأَرْبَعُ سَجَدَاتٍ، وَإِنْ أعجله (¬2) أمر، فقد حل (¬3) القتال [والكلام] ". ¬
743 - الحكم عليه: هذا الإِسناد ضعيف من وجهين: (أ) من أجل شريك، وهو وإن كان يروي عن أبي إسحاق السبيعي، وهو من أثبت الناس فيه وسمع منه قديمًا -كما في ترجمته في التهذيب (4/ 334) -، إلَّا أن شريكًا قد اختلط، وصار حديثه كثير الاضطراب ولا يعرف سماع أبي داود منه قبل الاختلاط أم بعده. (ب) سليم، مجهول. ومن هنا تعلم أن قول البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 100/ ب مختصر): (رواه أبو داود الطيالسي موقوفًا بسند رجاله ثقات). من تساهله كما لا يخفى.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (2/ 465) في كتاب الصلوات، باب صلاة الخوف كم هي. قال: حدثنا شريك بنحوه. ولفظه: صلاة الخوف ركعتان، وأربع سجدات، فإِن أعجلك العدو فقد حل لك القتال والكلام بين الركعتين. وسنده ضعيف من أجل شريك، وسليم.=
= لكن شريكًا تابعه وكيع، عن أبي إسحاق، عن سليم، عن حذيفة به إلَّا أن مداره على سليم، وقد علمت حاله. ثم إنه يرده ما ثبت من صلاة حذيفة يعلم الناس، فقد صلى بكل طائفة ركعة، ولم يقض أحد من الطائفتين. فقد ورد من طريق سُفْيَانَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زهدم الحنظلي، قال: كنا مع سعيد بن العاص بـ (طبرستان)، فقام فقال: (أيكم صلى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا. فصلى بهؤلاء ركعة، وبهؤلاء ركعة، ولم يقضوا". أخرجه أبو داود (2/ 38: 1246)، والنسائي (3/ 167)، وابن أبي شيبة (2/ 561)، والطحاوي (1/ 183)، والحاكم (1/ 335)، وأحمد (5/ 385، 399). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي. ورجاله ثقات رجال مسلم غير الأسود، وقد قال عنه ابن حزم في المحلى (5/ 35): إنه صحابي حنظلي وفد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسمع منه، وروى عنه، وانظر: الإصابة في تمييز الصحابة (1/ 114).
17 - باب صلاة الكسوف
17 - بَابُ صَلَاةِ الكسُوف 744 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ (¬1) هُوَ ابْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ وَفُلَانٌ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فإِذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة". ¬
744 - الحكم عليه: وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. فقد ضعفه الأئمة لسوء حفظه، كأبي حاتم، وابن معين، وابن عدي، والدارقطني. انظر: التهذيب (11/ 329). وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 98/ ب مختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: رواه ابن أبي شيبة في المصنف أيضًا (2/ 469) بنفس هذا السند وبنحو متنه. ولفظه: "إن كسوف الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فإِذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة". وأخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 92/ أ، ب) -، من طريق زياد بن عبد الله البَكَّائي، عن ليث، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حدثني بلال، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ=
= آيَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فافزعوا إلى الصلاة". ثم قال -الطبراني-: لم يروه عن بلال إلَّا ابْنُ أَبِي لِيَلِي، وَلَا عَنْهُ إلَّا ليث، تفرد به زياد. قلت: والليث هو ابن أبي سليم، وهو ضعيف. قال في التقريب (464: 5685): صدوق اختلط أخيرًا، ولم يتميز حديثه، فَتُرك. وزياد بن عبد الله البكائي في حديثه لين عن غير ابن إسحاق -كما في التقريب (220: 2085) -. لكن الحديث بمجموع هذين الطريقين صحيح لغيره، والله أعلم. ويشهد له حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ من آيات الله، وانهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإِذا رأيتموها كذلك فافزعوا إلى المساجد" ... أخرجه أحمد في مسنده (5/ 428) قال: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، عَنْ عاصم بن عمر، عن قتادة، عن محمود بن لبيد، قال: كسفت الشمس يوم مات إبراهيم فقالوا: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله، فذكره. وسنده حسن؛ عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، قال في التقريب (342: 3887): صدوق فيه لين. وأصله في الصحيحين من حديث أبي مسعود الأنصاري، وأبي موسى الأشعرى. أما حديث أبي مسعود الأنصاري فقد أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 526 فتح)، ومسلم (2/ 628)، والنسائي (3/ 126: 1462)، وابن ماجه (1/ 400: 1261)، والشافعي في مسنده -كما في ترتيبه (1/ 166) -، والبغوي في شرح السنة (4/ 362). ولفظه قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم -ابن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فقال=
= الناس: انكسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإِذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله، وإلى الصلاة". وحديث أبي موسى: أخرجه البخاري (2/ 545 فتح) في كتاب الكسوف: باب الذكر في الكسوف، ومسلم (2/ 628) في كتاب الكسوف: باب ذكر النداء لصلاة الكسوف "الصلاة جامعة" عنه، قال: "خسفت الشمس، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- فزعًا يخشى أن تكون الساعة فأتى المسجد، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته قط يفعله وقال: هذه الآيات التي، يُرسل الله لا تكون لموت أحد، ولا لحياته، ولكن يُخوِّف الله بها عباده، فإِذا رأيتم شيئًا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره". وبالجملة: فحديث الباب صحيح بهذه الشواهد.
745 - وَقَالَ مُسدَّد: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلابة، قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال: "صلوا كأحدث (¬1) صلاة صليتموها من المكتوبة". ¬
745 - الحكم عليه: هذا إِسناد رجاله ثقات لكنه مرسل، ثم إنه معلول بالاضطراب في سنده ومتنه -كما سيأتي بيان ذلك في التخريج-. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 98/ ب مختصر)، وقال: رواه مسدد مرسلًا.
تخريجه: ورد في السنن وغيرها باضطراب في سنده ومتنه: فأخرجه النسائي (3/ 141) من طريق عبد الوهاب، حدثنا خالد الحذاء، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فخرج يجر ثوبه فزعًا، حتى أتى المسجد، فلم يزل يصلي بنا حتى انجلت. قال: "إن ناسًا يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلَّا لموت عظيم من العظماء، وليس كذلك، إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله عز وجل، إن الله عَزَّ وَجَلَّ إذا بدا لشيء من خلقه خشع له، فإِذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة". وأخرجه بمعناه ابن ماجه (1/ 401:1262)، وأحمد (4/ 269)، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 476)، وابن خزيمة في صحيحه (2/ 330)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 333)، وابن حزم في المحلى (5/ 97). وسنده ضعيف، أبو قلابة لم يسمع من النعمان -كما في جامع التحصيل (ص 257) -. وكذا أعله البيهقي فقال -بعد أن رواه-: هذا مرسل، أبو قلابة لم=
= يسمعه من النعمان بن بشير، إنما رواه عن رجل، عن النعمان، وليس فيه هذه اللفظة الأخيرة. اهـ.-يعني فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة-. وتعقبه ابن التركماني في الجوهر النقي فلم يصب، إذ قال: إن صاحب الكمال -في أسماء الرجال وهو عبد الغني المقدسي- صرح بسماع أبي قلابة من النعمان، وإن قول البيهقي بعدم سماعه منه دعوى بلا دليل، ولو صح الطريق الذي ذكره البيهقي وفيه: عن أبي قلابة، عن رجل، عن النعمان لم يدل على أنه لم يسمعه من النعمان، بل يحتمل أنه سمعه منه، ثم من رجل عنه. اهـ. ثم استشهد-ابن التركماني- بقول ابن حزم -في المحلى (5/ 97) -: أبو قلابة أدرك النعمان. اهـ. وبأن ابن عبد البر صرّح بصحة هذا الحديث فقال: من أحسن حديث ذهب إليه الكوفيون حديث أبي قلابة، عن النعمان. اهـ. قلت: ولي على تعقب ابن التركماني -رحمه الله- ملاحظات، فإِن كلامه كله يدور حول ثلاثة محاور: 1 - دعوى ثبوت سماع أبي قلابة من النعمان. 2 - استشهاده بإثبات ابن حزم للحديث. 3 - تقوية قوله بتصحيح ابن عبد البر للحديث. والجواب على ذلك كما يلي: 1 - أما ثبوت سماع أبي قلابة من النعمان، فقد نفاه ابن معين -كما في جامع التحصيل (ص 257) - وهذا هو الحق إن شاء الله، فإِن كون الرجل قد أدرك النعمان لا يعني سماعه منه، وقد أشار إلى نحو ذلك أبو حاتم رحمه الله، فقال -كما في المراسيل (ص110) -: أدرك أبو قلابة النعمان بن بشير ولا أعلم سمع منه. اهـ. 2 - فإِذا تقرر هذا، علم سقوط دعوى ابن حزم بإثبات الحديث بناء على إدراك أبي قلابة للنعمان.=
= 3 - وإما ما قاله ابن عبد البر فإِنه لا يفيد التصحيح، إذ قال: من أحسن حديث ذهب إليه الكوفيون حديث أبي قلابة، عن النعمان. اهـ. ومن المعلوم أن قولهم هذا أحسن ما في الباب لا يعني التحسين فضلًا عن التصحيح، بل غاية ما فيه أنه أقوى ما في الباب، بغض النظر عن صحته أو ضعفه، فقد يكون أحسن أو أصح ما في الباب مقبولًا، وقد يكون مردودًا كما لا يخفى على أولي الألباب. على أنه لو فرض ثبوت سماع أبي قلابة من النعمان، فقد اضطرب فيه، اضطرابًا شديدًا: ففي بعض الطرق: عن النعمان -كما تقدم آنفًا-. وفي بعض الطرق: عن أبي قلابة، عن قبيصة بن مُخارق الهلالي قال: كسفت الشمس، ونحن إذ ذاك مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالمدينة، فخرج فزعا يجر ثوبه، فصلى ركعتين أطالهما، فوافق انصرافه انجلاء الشمس، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإِذا رأيتم من ذلك شيئًا فصلوا كأحدث صلاة مكتوبة صليتموها". أخرجه أحمد (5/ 60، 61)، وأبو داود (1/ 701: 1185)، والنسائي (3/ 144)، وابن خزية (2/ 330)، والحاكم (1/ 333) كلهم من طريق أيوب السختياني، عن أبي قلابة به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، والذي عندي أنهما عللاه بحديث ريحان بن سعيد، عن عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قلابة، عن هلال بن عامر، عن قبيصة. وحديث يرويه موسى بن إسماعيل، عن وهيب لا يعلله حديث ريحان وعباد. اهـ. وسكت على ذلك الذهبي. ورواية ريحان هذه أخرجها أبو داود (1/ 701: 1186). وعباد، قال في التقريب (291: 3142): صدوق رمي بالقدر، وكان يدلس، وتغير بأخرة. وريحان، قال في التقريب (212: 1974): صدوق ربما أخطأ.=
= والحديث أخرجه النسائي (3/ 144)، واللفظ له، وابن خزيمة (2/ 329) من طريق قتادة، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أن نَبِيِّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا انخسفت الشمس والقمر فصلوا كأحدث صلاة صليتموها". وسنده ضعيف، قتادة مدلس، لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع، وقد عنعن هنا، وأبو قلابة لم يسمع من النعمان بن بشير. وكذا ضعفه الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة (2/ 330). وفي بعض الطرق: عن أبي قلابة، عن رجل، عن النعمان بن بشير، قال: كسفت الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: وكان يصلي ركعتين، ثم يسأل، ثم يصلي ركعتين، ثم يسأل حتى انجلت الشمس قال: فقال: "إن ناسًا من أهل الجاهلية يقولون أو يزعمون أن الشمس والقمر إذا انكسف واحد منهما، فإنما ينكسف لموت عظيم من عظماء أهل الأرض، وإن ذاك ليس كذلك، ولكنهما خلقان من خلق الله، فإِذا تجلى الله -عز وجل- لشيء من خلقه خشع له". أخرجه أحمد (4/ 267). فأنت ترى الاضطراب في سنده ومتنه: فأما في سنده: فكما تلاحظ في بعض الروايات: عن أبي قلابة، عن النعمان وفي بعضها: عنه، عن قبيصة. وفي بعضها: عنه، عن هلال بن عامر أن قبيصة حدثه. وفي بعضها: عنه، عن رجل، عن النعمان. ؤأما في المتن: ففي رواية: أنه لم يزل يصلي حتى انجلت، وأنه خطب بعد الصلاة فكان مما قال: "فإِذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة". وفي رواية لم يذكر فيها هذا القول. وهناك روايات أخرى راجعها في جامع الأصول (6/ 186). ولهذا الاضطراب الشديد أعله الشيخ الألباني في إرواء الغليل (3/ 131). وفي الباب: عن بلال -رضي الله عنه- قال: كسفت الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ=
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإِذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها". رواه البزار (1/ 321)، واللفظ له، والطبراني في الأوسط (مجمع البحرين 1/ 92/ ب)، والكبير (مجمع الزوائد 2/ 208)، ولم أجد مسند النعمان من المطبوع إذ هو ساقط: من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن ليث، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بلال به. قال البزار: لا نعلمه يروى عن بلال إلَّا بهذا الإِسناد. وقال الطبراني: لم يروه عن بلال إلَّا ابْنُ أَبِي لِيَلِي، وَلَا عَنْهُ إلَّا ليث، تفرد به زياد. اهـ. قلت: وسنده ضعيف: زياد قال في التقريب (220: 2085): في حديثه عن غير ابن إسحاق لين. اهـ. وروايته هنا عن غير ابن إسحاق، ثم إنه منقطع؛ عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من بلال -كما في المراسيل (ص126) -. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 208): رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك بلالًا، وبقية رجاله ثقات. اهـ. قلت: بل فيهم زياد بن عبد الله البكائي، في روايته عن غير إسحاق لين -كما تقدم آنفًا-. وبالجملة: فلفظ "فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة" لا يصح، لأنه معل بالاضطراب الشديد في سنده ومتنه، والصحيح المختار في صلاة الكسوف أنها ركعتان، في كل ركعة ركوعان -كما صح من رواية أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-. أخرجه مسلم (2/ 622)، وأبو داود (1/ 697: 1179)، والنسائي (3/ 136)، والطيالسي (رقم 1754)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 324)، ومعرفة السنن والآثار (1/ ق 770)، وأحمد (3/ 374، 382). وكذا صح عن عائشة وغيرها. انظر: تفاصيل ذلك في إرواء الغليل (3/ 126 وما بعدها). والله الموفق سبحانه.
746 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى (¬1)، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَاةَ الكسوف فلم أسمع منه فيها حرفًا". ¬
746 - الحكم عليه: ضعيف، لضعف ابن لهيعة. انظر: التقريب (319: 3563). وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 99/ أمختصر)، وقال: رواه أبو يعلى والبيهقي بسند فيه ابن لهيعة.
تخريجه: أخرجه أحمد في مسنده (1/ 293)، والبيهقي في السنن الكبري (3/ 335)، وفي معرفة السنن والآثار (1/ 779/ أ)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 179) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ به. وفي رواية لأحمد (1/ 350)، بلفظ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاة الخسوف ... والإسناد ضعيف -كما سبق-. وتابع ابن لهيعة عبد الحميد بن جعفر. أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 344)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (1/ 779/ أ) من طريق الواقدي، حدثنا عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حبيب به. وشده ضعيف جدًا، والواقدي، قال في التقريب (498: 6175): متروك. وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 240: 11612)، والبيهقي في المعرفة (1/ 779/ أ)، من طريق موسى بن عبد العزيز، حدثنا الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس به. ولفظه:=
= "صليت إلى جنب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم كسفت الشمس فلم أسمع له قراءة". وسنده ضعيف؛ موسى بن عبد العزيز، قال في التقريب (552: 6988): صدوق سيِّىء الحفظ. وأخرجه أيضًا في معجمه الأوسط -كما في مجمع البحرين (ق 93/ أ) -، قال: حدثنا إبراهيم، حدثنا أبي، حدثنا حفص بن عمر العدني: حدثنا الحكم بن أبان به. وفيه: فكنت إلى جنب النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم أسمع القراءة. وسنده ضعيف؛ حفص بن عمر العدني، قال في التقريب (173: 1420): ضعيف. وفي الباب عن سمرة بن جندب: أخرجه أبو داود (1/ 700: 1184) مطولًا، والنسائي (3/ 148: 1495)، والترمذي (3/ 40 عارضة)، وابن ماجه (1/ 402: 1264)، وأبو بكر بن أبي شيبة (2/ 472) كلهم مختصرًا، وابن حبان في صحيحه -كما في الإحسان (4/ 222) - مطولًا كلفظ أبي داود، والحاكم في المستدرك (3/ 330) مطولًا، (3/ 334) مختصرًا، كلهم من طريق الأسود بن قيس قال: حدثني ثعلبة بن عباد أنه سمع سمرة بن جندب يقول .. فذكره. واللفظ المختصر: صلى بنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في كسوف ولا نسمع له صوتًا. وقال الترمذي: حسن صحيح. قلت: وفيه علتان: 1 - أن في سنده ثعلبة بن عباد -بكسر العين وتخفيف الموحدة- عده علي بن المديني وابن حزم وابن القطان من المجاهيل -كما في تهذيب التهذيب (2/ 24) -. 2 - أنه لو صح فهو مخالف للحديث الصحيح الصريح؛ حديث عائشة رضي الله عنها قالت: جهر النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الخسوف بقراءته. أخرجه البخاري (2/ 549 فتح) في كتاب الكسوف، باب الجهر بالقراءة في الكسوف، ومسلم (2/ 620: 901/ 5) في كتاب الكسوف، باب صلاة الكسوف.
18 - باب صلاة الاستسقاء
18 - بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ 747 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ (¬1)، عَنْ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيِّ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ (¬3) رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: "يُصْبِحُ النَّاسُ مُجْدِبِينَ، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ تَعَالَى بِرِزْقٍ مِنْ عِنْدِهِ، فَيُصْبِحُونَ مُشْرِكِينَ (¬4) يَقُولُونَ (¬5) مُطِرْنَا بنوء كذا وكذا". ¬
747 - الحكم عليه: هذا إِسناد حسن إلَّا أن فيه عنعنة قتادة لكن يمكن قبولها، إذ إن عمران القطان من أخص الناس به، فيمكن حمل روايته على الاتصال. وقد أورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 100/ أمختصر)، وقال: رواه الطيالسي، وعنه أحمد بسند حسن. وادعى أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب (3/ 386) الاضطراب في إِسناده، ولا أدري ما وجهه، ولذلك قال الحافظ ابن حجر في ترجمة معاوية في الإصابة (3/ 417)، بعد أن ذكر هذا الحديث ونقل دعوى ابن=
= عبد البر: وما وقفت على وجه الاضطراب الذي ادعاه أبو عمر. اهـ. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 212): رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله مُوَثقون.
تخريجه: أخرجه أحمد في مسنده (3/ 429)، والبزار -كما في كشف الأستار (1/ 318) -، من طريق أبي داود الطيالسي به. وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير -كما في مجمع الزوائد 2/ 212) -، و (مجمع البحرين 1/ 92/ ب)، والبخاري في تاريخه الكبير (7/ 329) في ترجمة الليثي، وابن أبي خيثمة والبغوي -كما في الإصابة (3/ 417) - كلهم من طريق عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عاصم الليثي، عن معاوية الليثي به. وذكره السيوطي في الدر المنثور (8/ 31)، وعزاه لأحمد فقط. ويشهد له ما رواه أبو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ لَيُصَبحُ القوم بالنعمة، ويُمَسِّيهم، فَيُصْبِح طائفة منهم كافرين، ليقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا". أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 120)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 359) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به. ولفظ البيهقي: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ ليبيِّت القوم بالنعمة، ثم يصبحون وأكثرهم بها كافر يقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا". وسنده حسن من أجل محمد بن إسحاق. انظر ترجمته في التهذيب (9/ 38). وأصله في الصحيح من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "ما أنزل الله من السماء من بركة إلَّا أصبح فريق من الناس بها كافرين، ينزل الله الغيث فيقولون: بكوكب كذا وكذا". رواه مسلم في صحيحه (1/ 83: 125/ 72) في كتاب الإيمان، باب بيان كفر من قال: مطرنا بالنوء، وابن مندة في الإيمان (2/ 592).
= وعن زيد بن خالد الجهني أنه قال صلى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس، فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله وبرحمته، فذلك مؤمن بي، كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب". أخرجه مالك (95)، وعنه البخاري (2/ 522 فتح)، وكذا مسلم (1/ 83: 125: 71)، وأبو عوانة (1/ 26)، وأبو داود (2/ 3906)، والبيهقي (3/ 357)، وأحمد (4/ 117)، كلهم من طريق مالك، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زيد بن خالد الجهني.
748 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ (¬1) هُوَ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يَتَمَطَّرُ فِي أَوَّلِ مَطْرَةٍ، فَيَنْزِعُ (¬2) ثِيَابَهُ إلَّا الإزار". ¬
748 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف فيه علتان: 1 - ضعف الرَّبِيع بن صَبِيح. فقد كان سيِّيء الحفظ. انظر: التهذيب (3/ 247). 2 - ضعف يزيد بن أبان الرقاشي -كما في التقريب (559: 7683) -. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 100/ أمختصر)، وقال: رواه أبو يعلى بسند فيه يزيد الرقاشي. قلت: وفيه أيضًا الربيع بن صبيح وقد علمت حاله.
تخريجه: لم أجده. لكن ورد معناه من حديث أنس رضي الله عنه قال: "أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مطر قال: فحسر رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ثوبه حتى أصابه من المطر. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ صَنَعْتَ هَذَا؟ قال: لأنه حديث عهد بربِّه. أخرجه مسلم في صحيحه (5/ 612: 898)، كتاب صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء.
749 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "ثَلَاثٌ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي: الِاسْتِسْقَاءُ بِالْأَنْوَاءِ، وحيف السلطان، وتكذيب بالقدر".
749 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف جدًا، آفته محمد بن القاسم الأسدي، ضعفه النسائي وأبو حاتم، وكذبه أحمد والدارقطني -كما في التهذيب (9/ 407) -، وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 100/ أمختصر)، وسكت عليه. وقد علمت ما فيه.
تخريجه: رواه أحمد وابنه (5/ 89 - 90)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 142)، والبزار -كما في كشف الأستار (3/ 36: 2181) -، والطبراني في الكبير (2/ 208: 1853)، والأوسط والصغير -كما في مجمع الزوائد (7/ 203) -. وقال البزار: لا نعلمه يروى عن جابر بن سمرة إلَّا من هذا الوجه، ومحمد بن القاسم لين الحديث. اهـ. قلت: بل هو متروك متهم -كما تقدم-، فمثله لا يُستشهد بحديثه ولا كرامة. لكن المتن ورد من حديث أبي محجن، وطلحة بن مصرِّف، وأنس، وأبي الدرداء رضي الله عنهم من طرق ضعيفة ترتقي إلى درجة الصحة، وبيان ذلك كما يلي: 1 - حديث أبي محجن، ولفظه: "أخاف على أمتي من بعدي ثلاثًا: حيف الأئمة، وإيمانًا بالنجوم، وتكذيبًا بالقدر". ورواه ابن عبد البر (في جامع بيان العلم وفضله 2/ 39)، وابن عساكر في تاريخ دمشق -كما في السلسة الصحيحة (3/ 119) -: نا حسن بن أبي زيد الدباغ: نا علي بن يزيد الصُّدائي: نا أبو سعد البقال، عن أبي محجن، قال: أشهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: فذكره. وهذا سند ضعيف فيه علتان:=
= 1 - أبو سعد البقال: هو سعيد بن مَرزُبان العبسي، قال في التقريب (241: 2389): ضعيف مدلس. قلت: وقد عنعنه هنا. 2 - علي بن يزيد الصدائي: قال في التقريب (406: 4816): فيه لين. 3 - حديث طلحة بن مصرف مرفوعًا. ولفظه: "إن أخوف ما أتخوفه على أمتي آخر الزمان ثلاثًا: إيمانًا بالنجوم، وتكذيبًا بالقدر، وحيف السلطان". رواه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن -كما في الصحيحة (3/ 118: 1127) - عن ليث بن أبي سليم، عن طلحة رفعه به. وإسناده ضعيف، وذلك لضعف ليث واختلاطه -كما في ترجمته في التهذيب (8/ 465) -. وقد رواه من طريقه الطبراني في المعجم الكبير (مجمع الزوائد 7/ 206) من حديث أبي أمامة. قال الهيثمي: (وفيه ليث بن أبي سليم، وهو لين، وبقية رجاله وثقوا". ولم أجده في المطبوع من مسند أبي أمامة من المعجم الكبير. 4 - حديث أنس. ولفظه: "أخاف على أمتي بعدي تكذيبًا بالقدر، وتصديقًا بالنجوم". رواه ابن عدي في الكامل (4/ 1350): عن شهاب بن خراش، عن يزيد الرقاشي. حدثنا أنس مرفوعًا به. وسنده ضعيف، لضعف يزيد الرقاشي. 5 - حديث أبي الدرداء. ولفظه: "أخاف على أمتي ثلاثًا: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، والتكذيب بالقدر". رواه الطبراني في الكبير (مجمع الزوائد 7/ 206)، وفيه: معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف -كما في التقريب (538: 6772) -، وبذلك أعله الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 203). وبالجملة فالمتن بمجموع هذه الطرق صحيح لغيره، إلَّا أن حديث جابر بن سمرة لا يتقوى لضعفه الشديد، وقد تقرر عند المحدثين أن الحديث إذا كان شديد الضعف لا ينجبر -كما في مقدمة ابن الصلاح (ص 50)، المطبوع بحاشيته التقييد والإيضاح-.
750 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ، عَنِ العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الْمَدِينَةِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ:"إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ برَّأ هَذِهِ الْجَزِيرَةَ مِنَ الشِّرْكِ، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْهِمْ أَنْ تُضِلَّهُمُ النُّجُومُ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تُضِلُّهُمُ النُّجُومُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: "ينزل الغيث، فيقولون: مطرنا بنوء كذا" (¬2). ¬
750 - [1] الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف، وذلك لضعف قيس بن الربيع. فقد ضعفه أكثر أهل العلم -كما في التهذيب (8/ 391) -.
تخريجه: أخرجه البزار مختصرًا -كما في كشف الأستار (3/ 321: 2848) -، والطبراني في الأوسط -كما في مجمع الزوائد (3/ 299) -. ولفظه: لقد برأ الله هذه الجزيرة من الشرك، ما لم تضلهم النجوم. وقال البزار: لا نعلم رواه إلا العباس، ولا له عنه إلَّا هذا الإِسناد. وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، والطبراني في الأوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري، وضعفه الناس، وبقية رجال أبي يعلى ثقات. قلت: الراجح في قيس أنه ضعيف -كما تقدم-. ويظهر من كلام الهيثمي أن الطبراني رواه من طريق أخرى غير هذه، فلعلها المذكورة في الحديث التالي، والله أعلم. لكن المتن يتقوى بالطريق الآتية فيصبح حسنًا لغيره، والله أعلم.
121 وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَهَّرَ هَذِهِ الْقَرْيَةَ مِنَ الشرك، إلَّا أن تضلهم النجوم".
750 - [2] الحكم عليه: إِسناده ضعيف من وجهين: 1 - ضعف موسى بن محمد -كما في ترجمته في الميزان (4/ 221) -. 2 - عمر بن إبراهيم العبدي -كما في ابن حجر-. انظر: التهذيب (7/ 425)، والتقريب (410: 4863).وان كان صدوقًا لكنه في قتادة ضعيف. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 114)، وقال: إِسناده حسن. قلت: بل ضعيف.
تخريجه: رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 39) من نفس هذه الطريق بنحوه، ولفظه: النقد طهر الله هذه الجزيرة من الشرك إن لم تضلهم النجوم". والحديث أورده المتقي الهندي في كنز العمال (12/ 305) بلفظ: "إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب، ولكن خفت أن يضل من يبقى منكم بالنجوم". وعزاه للطبراني في الكبير، ومسند العباس منه غير موجود لأراجعه. وبالجملة، فالمتن بهذه الطريق والتي قبلها برقم (741) [1] حسن لغيره، إذ الضعف في كلا الإسنادين ليس شديدًا، فيقوي كل منهما الآخر، والله الموفق سبحانه.
19 - باب صلاة العيدين
19 - بَابُ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ 751 - [قَالَ] (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بن سليمان، أنبأني قرَّة (¬2) ابن أَبِي الصَّهباء، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ بَدْرٍ، قَالَ: خَرَجَ علِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَرَأَى نَاسًا يصلُّون، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ شَهِدْنَا نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ (¬3)، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُصَلِّي قَبْلَ الْعِيدِ، أَوْ قَبْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-". فَقَالَ (¬4) رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تَنْهَى أَنْ يُصَلُّوا قَبْلَ خُرُوجِ الإِمام. فَقَالَ: "لَا أُرِيدُ أَنْ أنهى عبدًا إذا صلّى، ولكن نحدثهم مما شَهِدْنَا مِنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-". أَوْ كَمَا [قَالَ] (¬5). قُلْتُ: ورَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طريق (¬6)] إبراهيم بن محمد بن النعمان. ¬
الجعفي أبو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سَعِيدٍ الْجُعْفِيَّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ سَرِيعٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حريث، به] (¬7). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
751 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف من وجهين: 1 - قرة بن أبي الصهباء مجهول لا يعرف. وهو ما قاله ابن حجر في الميزان (4/ 472). 2 - العلاء بن بدر، عن علي مرسل -كما في المراسيل لابن أبي حاتم (ص 151) -، والمرسل من أنواع الضعيف. وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ 98/ أمختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه والبزار وسياقه أتم، وقال: فيه من لا نعرفه.
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه بنحوه (3/ 272: 5605) عن ابن التيمي -هو معاذ بن معاذ-، عن شيخ من أهل البصرة قال: سمعت العلاء بن زيد (وهو تصحيف والصواب بدر)، يقول: .. فذكره. ولفظه: (خرج عليّ يوم عيد، فوجد الناس يصلون قبل خروجه. فقيل له: لو نهيتهم؟ فقال: ما أنا بالذي أنهى عبدًا إن صلاها، ولكن سأخبركم=
= بما شهدنا -أو قال: بما حضرنا-). وسنده ضعيف من أجل الشيخ البصري، فهو مجهول، ثم إنه مرسل. وقال المتقي الهندي في كنز العمال (8/ 638): أخرجه ابن راهويه والبزار وزاهر في -تحفة العيد- من حديث العلاء بن بدر. وأخرجه عبد الرزاق أيضًا (3/ 276: 5626) عن الحسن بن عمارة، عن المنهال بن عمرو، عن رجل قد سماه، قال: خرجنا مع علي بن أبي طالب في يوم عيد إلى الجبانة، فرأى ناسًا يصلون قبل صلاة الإِمام فقال كالمتعجب: ألا ترون هؤلاء يصلون!، فقلنا: ألا تنهاهم؟، فقال: أكره أن أكون كالذي ينهى عبدًا إذا صلى. قال: ثم بدأ بالصلاة قبل الخطبة، ولم يصل قبلها ولا بعدها. وفيه الحسن بن عمارة وهو متروك -كما في التقريب (162: 1264) -، وشيخ المنهال مجهول. لكن له طريق أخرى عند البزار وهي التي ذكرها الحافظ بعد، وستأتي، فيتقوى بها، فيصير حسنًا لغيره.
752 - قَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْتِي الْعِيدَ مَاشِيًا". وَزَادَ [فِيهِ] (¬2) غَيْرُهُ: عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يَأْتِي الْعِيدَ مَاشِيًا، يَرْجِعُ فِي طَرِيقٍ، وَيَأْخُذُ فِي أُخْرَى" (¬3). * هَذَا إِسناد ضَعِيفٌ مِنْ أَجْلِ خَالِدٍ. لَهُ (¬4) شَاهِدٌ فِي الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ جابر رضي الله عنه. ¬
752 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف جدًا من أجل خالد بن إلياس، فإِنه متروك الحديث -كما قال ابن حجر في التقريب (1617:187) -. ثم إنه اضطرب فيه، فتارة عن يحيى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، وتارة عن يحيى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-كما سبق في التخريج-. وقد ضعف الحديث الحافظ ابن حجر هنا وأعله بخالد، وكذا البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 97/ ب). والحق أنه ضعيف جدًا.
تخريجه: ورد هذا الحديث من طريق عبد العزيز بن أبان وخالد بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حاطب، عن أبيه قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يأتي العيد، يذهب من طريق ويرجع في آخر.=
= أخرجه عمر بن شبة في أخبار المدينة (1/ 137)، والطبراني وابن قانع -كما في الإصابة (3/ 67) -، وأبو نعيم -كما في التلخيص الحبير (2/ 86) -، وابن مندة وابن عساكر في التاريخ -كما في كنز العمال (8/ 642) -، وقال الحافظ ابن حجر: سنده ضعيف. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 201): رواه الطبراني في الكبير وفيه خالد بن إلياس وهو متروك. قلت: فالآفة إذن خالد بن إلياس، فتارة يرويه عن يحيى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتارة عن يحيى عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، ولا يبعد أن يكون من وضعه، إذ قد وصفه ابن حبان بذلك. وعلى ذلك: فلا يصلح هذا الإِسناد شاهدًا أو يمكن انجباره بغيره. على أن الحديث فيه أمران: 1 - الخروج إلى العيد ماشيًا. 2 - الذهاب من طريق والعودة من أخرى. فأما المخالفة في الطريق فله شواهد في الصحيح. وأما الذهاب إلى العيد ماشيًا فشواهد ذلك ضعيفة، وبمجموعها تثبت أن للحديث أصلًا. وقد وردت هذه الشواهد عن جملة من الصحابة كما يلي: 1 - عن جابر بن عبد الله: أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 472 فتح)، من طريق أبي تُمَيْلَة يحيى بن واضح، عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا كان يوم عيد خالف الطريق. 2 - عن أبي هريرة: وقال -البخاري-: تابعه يونس بن محمد، عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة، وحديث جابر أصح. أما رواية يونس هذه فقد وصلها أحمد في مسنده (2/ 338): حدثنا محمد بن=
= يونس به عن أبي هريرة. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 308)، والحاكم (1/ 296). وتابعه محمد بن الصلت: حدثنا فليح به عن أبي هريرة: أخرجه الترمذي (3/ 11 عارضة)، والدارمي (1/ 378)، والبيهقي (3/ 308)، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، -وتابعه أبو تميلة أيضًا عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة: أخرجه البيهقي (3/ 308)، وابن ماجه (1/ 412: 1301). فمتابعة يونس بن محمد، ومحمد بن الصلت، وموافقة أبي تُمَيْلَة لهما في رواية عن أبي هريرة جعل البيهقي وأبا مسعود في الأطراف -كما في الفتح (2/ 473) -، وابن التركماني: يرجحون حديث أبي هريرة. وقد أجاد الحافظ ابن حجر حيث علق التبعة على فليح، فقال في الفتح (2/ 474): "والذي يغلب على الظن أن الاختلاف فيه من فليح، فلعل شيخة سمعه من جابر، ومن أبي هريرة ... وقد رجح البخاري أنه عن جابر، وخالفه أبو مسعود والبيهقي فرجحا أنه عن أبي هريرة، ولم يظهر لي في ذلك ترجيح، والله أعلم". ولعل هذا هو الأرجح، ويقويه أن فليحًا فيه كلام، وقد قال الحافظ في الفتح (2/ 472): "وهو مضعف عند ابن معين والنسائي وأبي داود، ووثقه آخرون، فحديثه من قبيل الحسن". 3 - عن ابن عمر: رواه أبو داود (1/ 683: 1156)، وابن ماجه (1/ 412: 1299)، والحاكم (1/ 296)، والبيهقي (3/ 281، 309)، وأحمد (9/ 102)، من طريق عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر به. ولفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ يوم العيد في طريق، ثم رجع في طريق آخر. 4 - عن سعد القرظ:=
= رواه ابن ماجه (1/ 411: 1294)، واللفظ له، ومن طريقه البيهقي (3/ 309)، من طريق عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد، حدثني أبي، عن أبيه، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-كان يخرج إلى العيد ماشيًا ويرجع ماشيًا. وأخرجه الحاكم من طريق عبد الله بن سعد بن عمار، عن أبيه به. وسنده ضعيف. قال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 235): هذا إِسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن وأبيه. 5 - عن أبي رافع. رواه ابن ماجه (1/ 411: 1297)، من طريق مندل، عن مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، عن أبيه، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان يأتي العيد ماشيًا، ويرجع في غير الطريق الذي ابتدأ فيه. وقال البوصيرىٍ في زوائد ابن ماجه (1/ 235): هذا إِسناد فيه مندل ومحمد بن عبيد الله وهما ضعيفان، وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب. 6 - عن علي بن أبي طالب: رواه الترمذي (3/ 2 عارضة)، وابن ماجه (1/ 411: 1296)، والبيهقي (3/ 281)، من طريق أبي إسحاق، عن الحارث عنه. وقال الترمذي: حديث حسن. قلت: الإِسناد ضعيف جدًا، الحارث هنا هو الأعور، وهو ضعيف جدًا. ولعل الترمذي إنما حسن حديثه لشواهده الكثيرة، إذ الحسن عند الترمذي ما لم يكن في إِسناده متهم بالكذب، ولا يكون شاذًا، ويروى من غير وجه نحوه. انظر: شرح العلل (2/ 606) فهو عنده ضعيف لكنه يتقوى بشواهده ولذلك يتبعه بقوله: وفي الباب ... إلَّا أن الحارث هذا ضعيف جدًا، فلا يصلح الإِسناد أن يتقوى فضلًا عن أن يقوي غيره. 7 - عن سعد بن أبي وقاص: رواه البزار (كشف الأستار 1/ 312: 653)، من طريق خالد بن إلياس، عن=
= مهاجر بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يخرج إلى العيدين ماشيًا، ويرجع في طريق غير الطريق الذي خرج فيه. وسنده ضعيف جدًا، من أجل خالد بن إلياس وهو متروك، وبذلك أعله الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 200)، فقال: فيه خالد بن إلياس وهو متروك. وعليه فلا يصلح للمتابعة. وبالجملة، فحديث الباب ضعيف جدًا، لا يمكن تقويته، لكن لشطره الثاني أصل في الصحيح وشواهد كثيرة عن عدد من الصحابة، وشطره الأول وهو الخروج إلى العيد ماشيًا وإن كانت شواهده فيها ضعف إلَّا أنها ترتقي إلى درجة الحسن أو الصحيح، والله أعلم. وانظر: البدر المنير (2/ 204/ أ)، والتلخيص الحبير (2/ 86)،وإرواء الغليل (3/ 103).
753 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قُلْتُ لِنَافِعٍ: كَيْفَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يصلي (¬1) يَوْمَ الْعِيدِ. قَالَ: كَانَ يَشْهَدُ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ الإِمام، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِهِ، فَيَغْتَسِلُ [غُسْلَهُ] (¬2) مِنَ الْجَنَابَةِ، وَيَلْبَسُ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ، وَيَتَطَيَّبُ بِأَحْسَنِ مَا عِنْدَهُ، [ثُمَّ يَخْرُجُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى] (¬3)، فَيَجْلِسَ فِيهِ، حَتَّى يَجِيءَ الإِمام، فإِذا جَاءَ [الْإِمَامُ] (¬4) صَلَّى مَعَهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَدْخُلُ مَسْجِدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيُصَلِّي فيه ركعتين، ثم يأتي بيته. ¬
753 - الحكم عليه: إِسناده حسن، محمد بن إسحاق صدوق -كما في التقريب (467: 5725) -، وهو وإن كان مدلسًا إلَّا أن روايته هنا محمولة على الاتصال. وقد أورد هذا الأثر الهيثمي في بغية الباحث (3/ 287 المحقق)، وسكت عنه، وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 97/ أمختصر)، وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة، ورجاله ثقات.
تخريجه: لم أجده مخرجًا بمجموعه، إلَّا أن بعضه ورد مفرقًا، يشهد لبعض هذا الأثر: 1 - فقد أخرج مالك في الموطأ (88)، وعنه الشافعي في الأم (1/ 231)، وعبد الرزاق في مصنفه (3/ 309)، والفريابي في أحكام العيدين (78)، عن نافع، أن ابن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو. وسنده صحيح -كما في المجموع (5/ 10) -.=
= ورواه من هذه الطويق البيهقي أيضًا في السنن الكبرى (3/ 278). وفي رواية أخرى له: "في العيدين الفطر والأضحى". 2 - ويشهد لصلاة ركعتين بعد صلاة العيد، لكن في البيت، ما روى أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لا يصلي قبل العيد شيئًا، فإِذا رجع إلى منزله صلى ركعتين. أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 410: 1293)، وأحمد في مسنده (3/ 28، 40) نحوه، وابن خزيمة (2/ 362: 1469)، والحاكم (1/ 297)، وعنه البيهقي (3/ 302) مقتصرًا على الشطر الثاني منه من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ به. وقال الحاكم: هذه سنة عزيزة بإِسناد صحيح، ووافقه الذهبي. وهو حسن؛ عبد الله بن محمد بن عقيل متكلم فيه من قبل حفظه. قال الحافظ في بلوغ المرام -كما في سبل السلام 3/ 67) -: هذا إِسناد حسن، وكذا قال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 234). لكن جاء ما يعارض أثر الباب عن ابن عمر موقوفًا، ومرفوعًا. - أما موقوفًا فهو من رواية أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سعد بن أبو وقاص، عن ابن عمر: أنه خرج في يوم عيد، فلم يصل قبلها ولا بعدها، وذكر أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يفعله. أخرجه الترمذي (3/ 9 عارضة)، والحاكم (1/ 295)، والبيهقي (3/ 302)، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي. ويجمع بين هذا وبين صلاته بعد العيد أن النفي إنما وقع في الصلاة في المصلى، أفاده الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 83). 3 - وأخرج عبد الرزاق في المصنف (3/ 309)، والفريابي في أحكام=
= العيدين (83) من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، أن ابن عمر كان يغتسل ويتطيب يوم الفطر. وإسناده صحيح. 4 - ويشهد للبس أحسن الثياب ما رواه ابن أبي الدنيا -كما في فتح الباري (2/ 439) -، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 281)، من طريق ابن أبي زائدة، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر: كان يلبس في العيدين أحسن ثيابه. قال الحافظ (2/ 439):وإسناده صحيح.
754 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، [أَنَّهُ] (¬1) سَمِعَ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، يُحَدِّثُ (¬2)، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَوْمَ النَّفْرِ (¬3) "كَانَ (¬4) يُكَبِّرُ، وَيَأْمُرُ مَنْ حَوْلَهُ أَنْ يُكَبِّرُوا، عَمَلًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ} (¬5). ¬
754 - الحكم عليه: صحيح. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 97/ أمختصر)، وقال: رواه مسدد موقوفًا ورجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه ابن عيينة في تفسيره -كما في الدر المنثور (1/ 562) -، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 313)، عن عمرو بن دينار، قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يكبر يوم الصدر، ويأمر من حوله أن يكبروا، فلا أدري تأول قوله عز وجل: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}، أو قوله: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ}، وسنده صحيح -كما تقدم آنفًا-.=
= وأخرجه ابن جرير في تفسيره (2/ 176) من طريق ابن جريج، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سمعه يوم الصدر يقول بعدما صدر يكبر في المسجد ويتأول {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}. وفيه عنعنة ابن جريج.
755 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، إن ابن عمر رضي الله عنهما كان يَغْدُو إِلَى الْعِيدِ مِنَ الْمَسْجِدِ، يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى، وَيُكَبِّرُ (¬2) حَتَّى يَأْتِيَ الإِمام. ¬
755 - الحكم عليه: الإسناد ضعيف، إذ إنه من رواية ابن عجلان، عن نافع، وروايته عنه فيها ضعف، وابن عجلان وان كان مدلسًا إلَّا أنه صرح بالتحديث في رواية الباب، لكن الأثر يتقوى بالمتابعات التي وردت في التخريج: وقد أورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 97/ أ)، وقال: رواه مسدد موقوفًا ورجاله ثقات. قلت: لكن في رواية ابن عجلان، عن نافع ضعف -كما علمت-.
تخريجه: أخرجه من طريق مسدد هذه: البيهقى في السنن الكبرى (3/ 279)، وصحح وقفه -كما سيأتي-. وقد تابع مسددًا: يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان به. أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 44)، والحاكم في المستدرك (1/ 298). وتابعه أيضًا: إبراهيم بن محمد، عن ابن عجلان به. أخرجه الشافعي في الأم (1/ 231)، وفي المسند (1/ 153) مقتصرًا. على الشطر الأول منه فقط. وإبراهيم بن محمد الأسلمي المدني، قال في التقريب (92: 241): متروك. فلا يفرح بهذه المتابعة. وتابعه أيضًا: عبد الله بن إدريس، عن نافع به. أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (2/ 164)، والفريابي في كتاب العيدين (111).=
= وابن عجلان مدلس، عده الحافظ ابن حجر ضمن أصحاب المرتبة الثالثة (106)، لكنه صرح بالتحديث في رواية مسدد هذه، وكذا عند الفريابي، فأمنا ما يخشى من تدليسه، لكن في روايته عن نافع ضعف، إلَّا أنه توبع كما يلي: - تابعه موسى بن عقبة. أخرجه الفريابي في أحكام العيدين (114). بسند صحيح. - وتابعه أيضًا: عبيد الله بن عمر. أخرجه الشافعي في الأم (1/ 231)، والمسند (1/ 153)، والفريابي (116) بسند صحيح، وزاد عند الأخير في آخر الحديث "فيكبر بتكبيرة". - وتابعه أيضًا: أسامة، بزيادة "فيكبر تكبيرة"، أخرجه الفريابي أيضًا (116). وبالجملة فالأثر بمجموع هذه المتابعات من طريق نافع، عن ابن عمر صحيح لغيره. وروى الفريابي (في أحكام العيدين 111) بسند صحيح: عن الوليد بن مسلم قال: سألت الأرزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين. قالا: نعم، كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإِمام. وقد روى البيهقي في السنن الكبرى (3/ 279)، من طريق يحيى بن سعيد العطار، عن ابن شهاب، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر: أنه كان يكبر ليلة الفطر حتى يغدو إلى المصلى. وقال البيهقي: ذكر الليلة فيه غريب. قلت: وذلك بسبب يحيى بن سعيد العطار فإِنه ضعيف -كما في التقريب (591: 7558) -. وانظر: البدر المنبر (3/ 194/ أ)، والجوهر التقي (3/ 278 - 279). وقد روي حديث ابن عمر هذا مرفوعًا من وجهين ضعيفين: أما الوجه الأول: فرواه الدارقطني في سننه (2/ 44)، والحاكم في المستدرك (1/ 297)،=
= والبيهقي في السنن (3/ 279)، ونصر المقدسي في "جزء من الأمالي" -كما في الأرواء (3/ 122) -، عن عبد الله بن محمد بن خنيس، عن موسى بن محمد بن عطاء، حدثنا الوليد بن محمد، حدثنا الزهري، أخبرني سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر أَخْبَرَهُ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى". وقال الحاكم: "غريب الإِسناد والمتن غير أن الشيخين لم يحتجا بالوليد بن محمد المقري، ولا بموسى بن عطاء البلقاوي، وهذه سنة تداولها أئمة أهل الحديث". وقال الذهبي في التلخيص: قلت هما متروكان. وقال البيهقي بعد أن ذكر الحديث: موسى بن محمد بن عطاء منكر الحديث ضعيف، والوليد بن محمد المقري ضعيف لا يحتج برواية أمثالهما، والحديث المحفوظ عن ابن عمر من قوله. وقال الزيلعي في نصب الراية (3/ 210): والحديث ضعفه ابن القطان، ثم ذكر الكلام في تضعيف موسى والوليد. وقال ابن الملقق في البدر المنبر (3/ 194/ أ): وعبد الله بن محمد بن خنيس قال ابن القطان: لا يعرف حاله. قلت: فهذا الإِسناد ضعفه شديد، لا ينجبر، فلا يصلح شاهدًا لغيره. وأما الوجه الآخر: فقد أخرجه البيهقي هي السنن الكبرى (3/ 279) من طريق عبد الله بن عامر، عن نافع، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- كان يخرج في العيدين مع الفضل بن عباس وعبد الله والعباس وعلي وجعفر والحسن والحسين وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة وأيمن ابن أم أيمن رضي الله عنهم رافعًا صوته بالتهليل والتكبير، فيأخذ طريق الحدادين حتى يأتي المصلى، وإذا فرغ رجع على الحذائين حتى يأتي منزله.=
= وضعفه البيهقي إلَّا أنه قال: إنه أمثل من الوجه المتقدم. اهـ. لكن لا يعني ذلك تصحيحًا منه، بل فيه عبد الله بن عمر العمري، قال ابن حجر في التقريب (314: 3489): ضعيف، ورمز له بأنه من رجال مسلم، فمثله يمكن أن ينجبر طريقه ويتقوى بغيره، فإِذا وجدنا له شاهدًا صح المتن مرفوعًا. وقد ورد عن الزهري مرسلًا مرفوعًا، أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (2/ 164) قال: "حدثنا يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج يوم الفطر، فيكبر حتى يأتي المصلى، وحتى يقضي الصلاة، فإِذا قضى الصلاة قطع التكبير". وسنده صحيح مرسلًا. قال العلامة الألباني في الإرواء (3/ 123): ومن هذا الوجه أخرجه المحاملي. وجملة القول أن الأثر صحيح عن ابن عمر موقوفًا، ولا يصح عنه مرفوعًا، لكن المتن مرفوعًا صحيح بالإسناد الذي أخرجه البيهقي، وبالشاهد المرسل الذي أخرجه ابن أبي شيبة معًا، والله أعلم. وانظر: التلخيص الحبير (2/ 79)، والبدر المنبر (3/ 194/ أ، ب)، وإرواء الغليل (3/ 122 - 123).
756 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا (¬1) ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَنَشٍ (¬2) قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ نَاسًا لايستطيعون الْخُرُوجَ (¬3)، مِنْهُمْ مَنْ بِهِ عِلَّةٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْعُدُ عَلَيْهِ (¬4) الْمَسْجِدُ. فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "صلوا ههنا، وَفِي الْمَسْجِدِ، وَصَلُّوا (¬5) أَرْبَعًا: رَكْعَتَيْنِ لِلسُّنَّةِ وَرَكْعَتَيْنِ للخروج (¬6). ¬
756 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، وفيه علتان: أ- ضعف الليث بن أبي سُلَيْم -كما في التقريب (464: 5685) -. 2 - ضعف حَنَش بن المُعْتَمِر. انظر: الجرح والتعديل (3/ 291). وقد أورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 98: ب مختصر)، وقال: رواه أحمد بن منيع، وحنش ضعيف.=
= تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 184) قال: حدثنا ابن إدريس، عن ليث به. وتقدم لفظه. والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 310) من طريق الشافعي، عن ابن علية يه. وقال المتقي الهندي في كنز العمال (8/ 638): رواه ابن أبي شيبة وابن منيع والمروزي في العيدين. وقد اختلفت الرواية عن علي في ذلك: فورد أنه أمره أن يصلي أربع ركعات. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 185)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 310) من طريق أبي قيس، أنه كان يحدث عن هزيل، أن عليًا أمر رجلًا أن يصلي بضعفة الناس في المسجد يوم فطر أو يوم أضحى وأمره أن يصلي أربعًا. قال ابن التركماني في الجوهر النقي: [في سنده أبو قيس هو الأودي، قال البيهقي (7/ 112): مختلف في عدالته. وقال في باب مس الفرج بظهر الكف (1/ 136): لا يحتج بحديثه، قاله ابن حنبل]. وأخرج الشافعي -كما في كنز العمال (8/ 639) -، ولم أجده في الأم ولا في المسند)، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 185)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 310) عن أبي إسحاق، أن عليًا أمر رجلًا فصلى بضعفة الناس يوم العيد في المسجد ركعتين. وأبو إسحاق هو السبيعي وهو مدلس -كما هو معروف-، على أنه اختلف عليه فيه: فرواه ابن مهدي عن سفيان، عن أبي إسحاق أن عليًا ... -كما سبق-=
= ورواه بُندار، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق عن بعض أصحابه أن عليًا ... قلت: وابن مهدي وبندار -هو محمد بن بشار- ثقتان من رواة الصحيح، لكنه معلول بأبي إسحاق لتدليسه -والله أعلم-.
757 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ فَرُّوخَ (¬1)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ كَانَ يُكَبر [مِنْ غَدَاةِ عَرَفَةَ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ. وَكَانَ لَا يُكَبِّرُ فِي الْمَغْرِبِ، وَكَانَ تَكْبِيرُهُ] (¬2): اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا .. اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا .. اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا .. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ (¬3) [اللَّهُ] (¬4) أَكْبَرُ، [أَوْ قَالَ] (¬5): اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا". * رَوَاهُ أَحْمَدُ، عَنْ يحيى مختصرًا (¬6). ¬
757 - الحكم عليه: صحيح موقوف. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 97: أمختصر)، وقال: رواه مسدد موقوفًا، ورجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (2/ 167) بنحوه. قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، به. ولفظه: عن ابن عباس: أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، لا يكبر في المغرب. يقول: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا .. اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا .. اللَّهُ أكبر وأجل .. الله أكبر ولله الحمد.=
= ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 299)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 314) من طريق يحيى مختصرًا- عزاه ابن حجر هنا في المطالب لأحمد، وقد بعثت عنه في مسند ابن عباس من مسند أحمد فلم أجده. وكذا لم يذكره البنا في الفتح الرباني، فلعل ابن حجر وهم. والله أعلم- ولفظه: عن ابن عباس أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ مِنْ غَدَاةِ عَرَفَةَ إِلَى صلاة العصر من آخر أيام التشريق. ورواه البيهقي في السنن الكبرى مختصرًا ومطولًا. أما المطول: فرواه (3/ 315) من طريق بندار، حدثنا يحيى بن سعيد، به. ولفظه: عن ابن عباس: كَانَ يُكَبِّرُ مِنْ غَدَاةِ عَرَفَةَ إِلَى آخِرِ أيام النفر. لا يكبر في المغرب. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد. الله أكبر وأجل، الله أكبر علي ما هدانا. وأما المختصر: فأخرجه (3/ 314) من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، عن يحيى بن سعيد به. ولفظه: عن ابن عباس أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ مِنْ غَدَاةِ عَرَفَةَ إِلَى آخر أيام التشريق. وفي لفظ: أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ مِنْ غَدَاةِ عَرَفَةَ إِلَى آخر أيّام التشريق .. يكبر في العصر، ويقطع في المغرب. انظر: البدر المنبر (3/ 208: أ). ورواه المحاملي في صلاة العيدين -كما في الإرواء (3/ 126) - من طريق أخرى عن عكرمة به ولفظه: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا .. اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا .. اللَّهُ كبر وأجل .. الله كبر على ما هدانا. وسنده صحيح، وكذا صححه الألباني. وروى الدارقطني في السنن (2/ 51) قال: حدثنا سليمان بن داود بن الحصين، عن أبيه، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يكبر في الصلوات أيام التشريق: الله أكبر .. الله أكبر. الله أكبر ثلاثًا. قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (2/ 88): وسنده ضعيف. وقد روى الحديث مرفوعًا ولا يصح: رواه الدارقطني (2/ 49)، والخطيب في=
= تاريخ بغداد (10/ 238) من طريق عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر، وعبد الرحمن بن سابط، عن جابر بن عبد الله قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا صلى الصبح من غداة عرفة يقبل على أصحابه فيقول: على مكانكم، ويقول: الله أكبر .. اللَّهُ أَكْبَرُ .. اللَّهُ أَكْبَرُ .. لَا إِلَهَ إلَّا الله .. والله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد. فيكبر من غداة عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق. وإِسناده واه، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 87): [وفي إِسناده عمرو بن شمر وهو متروك، عن جابر الجعفي وهو ضعيف، عن عبد الرحمن بن سابط عنه. قال البيهقي: لا يحتج به. وروي عنه من طرق أخرى مختلفة، أخرجها الدارقطني- (2/ 49، 50، 51) - مدارها عليه، عن جابر، اختلف عليه فيها في شيخ جابر الجعفي]. وانظر البدر المنبر (3/ 204: ب، 205: أ)، ونصب الراية (2/ 224)، وقال الحافظ في الفتح (2/ 462): ولم يثبت في شيء من ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث.
758 - قَالَ (¬1) مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَلْبَسُ بُرْدَهُ الأحمر في العيدين والجمعة. * حجاج ضعيف. ¬
758 - الحكم عليه: إِسناده ضعيف لضعف حجاج.
تخريجه: الحديث رواه البيهقي (3/ 280) من طريق مسدد. وروى الطبراني في الأوسط (8/ 295: 7605) قال: حدثنا محمَّد بن إسحاق قال حدثني أبي قال: حدثنا سعيد بن الصلت عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده علي بن حسين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يلبس يوم العيد بردة حمراء. ثم قال: لم يرو هذا الحديث عن جعفر بن محمَّد إلَّا سعيد بن الصلت، تفرد به شاذان. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 198): رجاله ثقات. (سعد).
759 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُلَيم (¬1) بْنُ أَخْضَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (¬2)، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: "لَمْ يَكُنِ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَطْعَمُ يَوْمَ الْفِطْرِ، حَتَّى يَرْجِعَ مِنَ الْمُصَلَّى". ¬
759 - الحكم عليه: صحيح موقوف. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 97: أمختصر)، وقال: رواه مسدد موقوفًا بسند الصحيح.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (2/ 162) بنحوه قال: حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع به. ولفظه: عن ابن عمر أنه كان يخرج يوم العيد إلى المصلى ولا يطعم شيئًا. وأخرجه البيهقي (3/ 283) من طريق الحسن بن علي، عن ابن نمير، به. ولفظه: (عن ابن عمر أنه كان يوم الأضحى يخرج إلى المصلى ولا يطعم شيئًا). وسنده حسن. وتابع سليمَ بن أخضر أيضًا: يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، به. أخرجه الفريابي في أحكام العيدين (ص 79). ولفظه: أنَّ ابن عمر كان يغتسل للعيدين، ويغدو قبل أن يطعم. وإسناده صحيح. وتابع عبيدَ الله بن عمر: ليثٌ، عن نافع به. أخرجه الفريابي في أحكام العيدين (100)، ولفظه: أن ابن عمر كان لا يأكل ولا يشرب يوم الفطر حتى يغدو إلى المصلى، وليس بواجب على الناس. وسنده صحيح.=
= وتابعه أيضًا: أيوب، عن نافع. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 307)، بسند صحيح قال: عن معمر، عن أيوب السختياني، عن نافع به، ولفظه: كان ابن عمر يغدو يوم الفطر من المسجد، ولا أعلمه أكل شيئًا. وتابعه أيضًا: عبد الله بن عمر، عن نافع به. لكن عبد الله بن عمر الصحابي لا يروي عن نافع أبدًا. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 307) ولفظه: أن ابن عمر كان لا يأكل يوم الفطر. وفيه عبد الله بن عمر العمري، قال في التقريب (314: 3489): ضعيف.
760 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا موسى [بن محمَّد] (¬1) بن إبراهيم التيمي، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَسَمَ بين أصحابه تمرًا قبل أن يغدوا إِلَى الْعِيدِ وَقَالَ: "كُلُوا قَبْلَ أَنْ تَغْدُوا فَقَدْ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ [أَبِي قَارِظٍ] (¬2)، عَنْ أبي سعيد رضي الله عنه [قال] (¬3): إن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلَم كَانَ يَفْعَلُهُ". * أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ (¬4) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ (¬5) عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، نحوه. ¬
760 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضيف جدًا فيه علتان:=
= 1 - الواقدي: متروك الحديث. انعقد الإجماع على تركه. انظر: التهذيب (9/ 363). 2 - موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي: منكر الحديث -كما قاله أبو زرعة والنسائي .. وغيرهما، ووافقهم ابن حجر-. انظر: التهذيب (10/ 368)، والتقريب (553: 7006).
تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط من نفس هذه الطريق وبلفظه -كما في مجمع البحرين (1/ 91: أ) -، وقال الطبراني: لا يُروى عن أبي سعيد إلَّا بهذا الإِسناد، تفرد به الواقدي. اهـ. قلت: والإسناد ضعيف جدًا. لكن ورد مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يطعم يوم الفطر قبل أن يخرج". رواه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 162)، وأحمد بن حنبل في مسنده (3/ 40)، وأبو يعلى -كما في المقصد العلي (حس 390) -، والبزار -كما في كشف الأستار (1/ 312) -. وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث إن شاء الله، فقد قال الحافط في التقريب (321: 3592): صدوق، في حديثه لين، ويقال تغير بأخرة. وقال العراقي -كما في نيل الأوطار (3/ 289) -: إِسناده جيد. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 199): وفيه عبد الله بن محمَّد بن عقيل، وفيه كلام وقد وثق. وقد ورد الحديث عن جماعة من الصحابة منهم: أنس، وبريدة وابن عباس، وعلي بن أبي طالب، وجابر بن سمرة، وابن عمر. 1 - أما حديث أنس، وَلَفْظِهِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات. فأخرجه البخاري في صحيحه (2/ 446 فتح)، وابن ماجه (1/ 558: 1754)، وابن خزيمة في صحيحه (2/ 342)، والدارقطني في السنن (2/ 45)،=
= والحاكم في المستدرك (1/ 294)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 282)، وأحمد في المسند (3/ 126)، وابن حزم في المحلى (5/ 89)، والبغوي في شرح السنة (4/ 306) كلهم من طريق عبيد الله بن أبي بكر. عنه به. وأخرجه الترمذي (3/ 13 عارضة)، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 160)، والدارمي في سننه (1/ 375)، وابن خزيمة في صحيحه (2/ 342)، والحاكم في المستدرك (1/ 294)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 283) كلهم من طريق حفص بن عبيد الله بن أنس، عن أنس به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. 2 - حديث بريدة. ولفظه: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ولا يطعم يوم الاضحى حتى يصلي. أخرجه الترمذي (3/ 12 عارضة)، واللفظ له، وابن ماجه (1/ 558: 1756)، وابن خزيمة في صحيحه (2/ 341)، والدارقطني في سننه (2/ 45)، والحاكم في المستدرك (1/ 294)، والبيهقي في السنن (3/ 294)، والبغوي في شرح السنة (4/ 305)، وأبو داود الطيالسي في المسند (109)، وأحمد في مسنده (5/ 360)، وابن حبان في صحيحه -كما في الإحسان (4/ 206) -، وابن عدي في الكامل (2/ 528) كلهم من طريق ثواب بن عتبة، عن عبد الله بن بريدة، به. قلت: ثواب بن عتبة فيه كلام، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب (134: 857): مقبول، يعني عند المتابعة -كما نص على ذلك في مقدمة التقريب- وإلاَّ فليِّن الحديث. وقد تابعه عقبة بن عبد الله الأصم -كما قال ابن عدي- أخرجه أحمد في مسنده (5/ 353)، والدارمي في سننه (1/ 375)، والطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 91: أ) -، والبيهقي في السنن (3/ 283) عنه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ به.=
= وعقبة قال في التقريب (395: 4642): ضعيف. إلَّا أنه صالح في المتابعات، لأن ضعفه ليس شديدًا، فيكون الحديث بمجموع هذين الطريقين حسنًا لغيره، ولذلك حسنه النووى في المجموع (5/ 9)، وصححه ابن القطان -كما قال ابن حجر في التلخيص (2/ 84) -. 3 - حديث ابن عباس. ولفظه: من السنة أن تطعم قبل أن تخرج ولو بتمرة. رواه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 312) - من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن ابن عباس به. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ إلَّا بِهَذَا الإِسناد. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 199): وفي إِسناده من لم أعرفه. قال الحافظ في زوائد البزار له (651) متعقبًا: لا أدري من عني بهذا، فكلهم ثقات معروفون والإسناد متصل. قلت: رجاله ثقات، غير أبي شهاب عبد ربه بن نافع، قال الحافظ في التقريب (335: 379): صدوق يهم، قلت: فالحديث حسن -إن شاء الله-. 4 - حديث علي بن أبي طالب: ولفظه: قال: من السنة أن تأتي العيد ماشيًا، وأن تأكل قبل أن تخرج. رواه الترمذي (3/ 2 عارضة)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 283) من طريق أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي به. قلت: فيه علتان: 1 - الحارث هو الأعور، وهو ضعيف. 2 - أبو إسحاق هو السبيعي وهو مدلس وقد عنعنه. وأخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (2/ 92: أ) - من طريق سوار بن مصعب، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يطعم يوم الفطر قبل أن يخرج إلى المصلى.=
= قال الطبراني: لا يروى عن علي إلَّا بهذا الإِسناد، تفرد به سوار. قلت: وسوار هذا متروك. انظر: اللسان (3/ 128). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 199): وفيه سوار بن مصعب وهو ضعيف جدًا. 5 - حديث جابر بن سمرة: ولفظه: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا كان يوم الفطر أكل قبل أن يخرج سبع تمرات، وإذا كان يوم الأضحى لم يطعم شيئًا حتى يرجع. رواه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 311) -، والطبراني في الكبير (2/ 247)، وابن عدي في الكامل (7/ 2511) من طريق ناصح أبي عبد الله، عن سماك به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 199): وفيه ناصح بن عبد الله أبو عبد الله الحائك متروك. 6 - حديث ابن عمر: ولفظه: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر حتى يغدِّي أصحابه من صدقة الفطر. رواه ابن ماجه (1/ 558: 1755)، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 311): هذا إِسناد مسلسل بالضعفاء، عمر بن صهبان فمن دونه ضعفاء. وبالجملة، فالمتن ثابت من حديث أنس وغيره، فأما بسند الباب فلا يثبت لشدة ضعفه.
761 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ (¬1)، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: "إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَا يُصَلِّيَانِ الْعِيدَ قَبْلَ الْخُطْبَةِ". ¬
761 - الحكم عليه: رجاله ثقات إلَّا القائل فإِنه مجهول، وعليه فالسند ضعيف.
تخريجه: أخرجه مالك في الموطأ (89) بلاغًا، ومن طربقه الفريابي في "أحكام العيدين" (125)، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال (8/ 636)، وعزاه لمسدد ومالك وابن أبي شيبة، ولم أجده في مصنف ابن أبي شيبة المطبوع. وأخرجه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه (3/ 282) عن معمر، عن هشام، عن وهب، عن رجل به. ولفظه: شهدت مع أبي بكر يوم عيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، بلا أذان ولا إقامة، ثم شهدته مع عمر، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، بلا أذان ولا إقامة، ثم شهدته مع عثمان، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، بلا أذان ولا إقامة. قلت: وفيه جهالة القائل -كما تقدم آنفًا-. لكن أصله في الصحيح من حديث ابن عمر -رضي الله عنه- بزيادة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولفظه: كان النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ وعمر يصلون العيدين قبل الخطبة". رواه البخاري في الصحيح (2/ 453 فتح)، ومسلم (3/ 20)، والترمذي (3/ 3 عارضة)، والنسائي (3/ 183)، وابن ماجه (1/ 407: 1276)، وابن أبي شيبة (2/ 169)، والفريابي في "أحكام العيدين" (54، 132)، والدارقطني (2/ 46)، والحاكم (1/ 298)، والبيهقي (3/ 296)، وأحمد في المسند (2/ 12، 38) من طريق نافع، عنه به. وفي الباب عن ابن عباس. ولفظه: "شهدت العيد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ومع أبي بكر=
= وعمر وعثمان فبدأوا بالصلاة قبل الخطبة". أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 453 فتح)، ومسلم في صحيحه (2/ 602: 884)، وأحمد (1/ 331، 346)، وعبد الرزاق في المصنف (3/ 279)، ومن طريقه ابن حزم (المحلّى 5/ 85)، وأخرجه الفريابي في أحكام العيدين (59، 132)، والبيهقي في السنن (3/ 296).
762 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬1): حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي يَوْمَ الْفِطْرِ بَيْنَ الْحَجَرَيْنِ. قَالَ أَبُو إسحاق: حيث يباع الطعام. ¬
762 - الحكم عليه: هذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا أن رواية زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق السبيعي ضعيفة، لانه سمع منه بعد الاختلاط -كما قال أبو زرعة وغيره-. انظر: التهذيب (3/ 351)، وفتح الباري (1/ 96)؛ وعلى ذلك فالإسناد ضعيف. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 97: ب مختصر)، وعزاه لابن أبي شيبة وسكت عنه.
تخريجه: لم أجده. لكن ثبت من حديث أبي سعيد الخدري أنه عليه الصلاة والسلام كان يخرج يوم الفطر والاضحى إلى المصلى. أخرجه البخاري (2/ 448 فتح)، ومسلم (2/ 605: 889)، والنسائي (3/ 187)، والبيهقي (3/ 280)، وأحمد (3/ 36، 54)، والبغوي في شرح السنة (4/ 293).
763 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَنْبَأَنَا حميد، عن أنس رضي الله عنه، قال: "كانت الصلاة في العيدين قبل الخطبة".
763 - الحكم عليه: هذا إِسناد رجاله كلهم ثقات، وحميد وإن كان مدلسًا، إلَّا أن روايته هنا عن أنس، وقد قالوا: إن كل ما يرويه معنعنًا عن أنس فإنما أخذه عن ثابت عنه، وثابت ثقة حجة، وعلى ذلك فالإسناد صحيح. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 97/ ب مختصر)، وقال: رواه أحمد بن منيع بسند الصحيح.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (2/ 170)، قال حدثنا أبو خالد الأحمر، عن حميد، عن أنس قَالَ: كَانَتِ الصَّلَاةُ فِي الْعِيدَيْنِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ. وأصله في الصحيح من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وخلفائه الراشدين، من حديث ابن عباس، وابن عمر -رضي الله عنهم- وقد تقدما في تخريج الحديث السابق رقم=
764 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬1)، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "التَّكْبِيرُ فِي الْفِطْرِ تَكْبِيرَةً (¬2) وَاحِدَةً، تُفْتَتَحُ (¬3) بِهَا الصَّلَاةُ، [ثُمَّ] (¬4) يُكَبِّرُ خَمْسًا، ثُمَّ يَقْرَأُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ، فَيَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُكَبِّرُ خمسًا، ثم يقرأ، ثم يكبر، فيركع. ¬
764 - [1] الحكم عليه: صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، وابن جريج وإن كان مدلسًا إلَّا أنه صرح بالتحديث هنا، فأمنا ما كنا نخشاه من تدليسه.
تخريجه: أخرجه الفريابي في أحكام العيدين (176)، من طريق محمَّد بن المثنى حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ به، إلَّا أن فيه: التكبير في الفطر يكبر مرة واحدة، تفتتح بها الصلاة، ثم يكبر ستًا ... قلت: وهذا اللفظ مخالف للفظ حديث الباب مع أن الإسنادين كليهما من طريق واحدة وهي طريق يحيى بن سعيد القطان، وإنما الاختلاف -والله أعلم- ممن روى عنه وهما مسدد ومحمد بن المثنى، وكلاهما من الحفاظ الأثبات. لكن يؤيد رواية مسدد ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 173) مختصرًا، وعبد الرزاق في المصنف (3/ 291) مطولًا: عن ابن جريج، عن عطاء، قال: التكبير في الصلاة ثلاث عشرة تكبيرة، يكبرهن وهو قائم، سبعة في الركعة الأولى، منهن تكبيرة الاستفتاح للصلاة، ومنهن تكبيرة الركعة، ومنهن ست قبل القراءة، ومنهن=
= واحدة بعدها. وفي الأخرى ست تكبيرات، منهن تكبيرة الركعة، ومنهن خمس قبل القراءة، وواحدة بعدها. قلت له: إن يوسف بن ماهك أخبرني أن ابن الزبير كان لا يكبر إلَّا أربعًا في كل ركعة سواء، يكبرهن في كل ركعتين، سمعنا ذلك منه. فقال عطاء: إن الذي أخذت هذا الحديث عنه، واللهِ، أعلمُ من ابن الزبير. قلت: من؟ قال: ابن عباس. وإِسناده صحيح، مما يقوي رواية مسدد ويرجحها على رواية ابن المثنى، فلعلها وهم منه -رحمه الله- والله أعلم. وقد ورد عن ابن عباس وأكثر من هذا العدد، وهو ما رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده -كما سيأتي-.
[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس (¬1). ¬
764 - [2] الحكم عليه: الإِسناد حسن لغيره من أجل عبد الملك بن أبي سليمان فإِنه صدوق له أوهام -كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب (363: 4184) -.
تخريجه: أخرجه البيهقي أيضًا في السنن الكبرى (2/ 288)، والشحامي في تحفة عيد الفطر (ق 195/ أ)، من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء به. إلَّا أنه يلفظ: اثنتي عشرة تكبيرة، سبعًا في الأولى وخمسًا في الآخرة. وقال البيهقي: هذا إِسناد صحيح، وقد قيل فيه عن عبد الملك بن أبي سليمان ثلاث عشرة تكبيرة، سبع في الأولى، وست في الآخرة، فكأنه عد تكبيرة القيام. اهـ. وتعقبه ابن التركماني في الجوهر النقي بأن الأولى: أنه عد تكبيرة الركعة لا تكبيرة القيام؛ لأن ابن جريج قد صرح في روايته بأن الست في الآخرة تكبيرة الركعة. قلت: رواية ابن جريج هذه أخرجها: ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 173)، قال: "حدثنا ابن إدريس، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس أنه كان يكبر في العيد: في الأولى سبع تكبيرات تكبيرة الافتتاح، وفي الآخرة ستًا بتكبيرة الركعة كلهن قبل القراءة" وكذا أخرجها الفريابي في أحكلام العيدين (176)، وإسنادها صحيح،=
= وابن جريج وإن كان مدلسًا وقد عنعنه هنا، فقد صرح بالتحديث عند الفريابي (179). وقد تابع يزيد: هشيم بن بشير، عن عبد الملك، عن عطاء به. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 173)، والفريابي في أحكام العيدين (178)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 347) كلهم من طريق هشيم به. ولفظه عن ابن عباس أنه كان يكبر في العيدين ثلاث عشرة تكبيرة: سبعًا في الأولى، وستًا في الآخرة، يوالي بين القراءتين. وسنده حسن، وهشيم وان كان ثقة يدلس وقد عنعنه هنا، لكنه صرح بالتحديث عند الطحاوي فأمن تدليسه.
[3] وَيَزِيدَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا نحوه (¬1). ¬
764 - [3] الحكم عليه: إِسناده حسن من أجل الكلام في عمار. قال الحافظ في التقريب (408: 4829): صدوق ربما أخطأ.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 176)، والفريابي في أحكام العيدين، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 289)، وفي معرفة السنن والآثار (1/ ق 749)، وفي الخلافيات (1/ ق 53/ أ) كلهم من طريق حميد به. ولفظه: أنه كبر ثنتي عشرة تكبيرة في يوم عيد. وبالجملة فقد وردت الرواية عن ابن عباس من أربع طرق: طريق عطاء، وطريق عمار بن أبي عمار وقد تقدمتا. 3 - طريق عبد الله بن الحارث، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 174)، قال: حدثنا هشيم، أخبرنا خالد، عن عبد الله بن الحارث، قال: صلى بنا ابن عباس يوم عيد فكبر تسع تكبيرات: خمسًا في الأولى، وأربعًا في الآخرة، ووالى بين القرائتين. وأخرجه أيضًا الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 401)، وسنده صحيح، رواته كلهم ثقات، عبد الله هذا هو الأنصاري أبو الوليد البصري من رجال الشيخين. 4 - طريق عكرمة، فنقل عنه أنه قال: "من شاء كبر سبعًا، ومن شاء كبر تسعًا، وبإحدى عشرة، وثلاث عشرة". أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 347)، وسنده صحيح.=
= ويُحمل هذا الاختلاف في الروايات -والله أعلم- على أن ابن عباس كان يرى جواز التكبير سبعًا، أو تسعًا، أو إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة تكبيرة -كما في رواية عكرمة- أو يحمل بعض الاختلاف في عدد التكبيرات على اختلاف الرواة في عد الأولى في الافتتاح وعند الركوع، والله أعلم. وانظر: نيل الأوطار (3/ 367).
765 - قَالَ (¬1): وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدِ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ فِي الْأُولَى، وَخَمْسًا فِي الآخرة. ¬
765 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، عبد الله بن عامر وشيخه فرج ضعيفان. انظر ترجمتهما في: التهذيب (8: 260، 5: 275). وفي علل ابن أبي حاتم (1/ 207): سألت أبي عن حديث ابن عمر أنه كان يكبر في العيدين سبعًا في الأولى، وخمسًا في الثانية، فقال: هذا خطأ، رُوي هذا الحديث عن أبي هريرة أنه كان يكبر ... (أخرجه مالك في الموطأ (تنوير الحوالك 1/ 191)، ومن طريقه الشافعي في الأم (1/ 236)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 288)، وعبد الرزاق في المصنف (3/ 292)، والفريابي في العيدين (ص 168)، كلهم: عن مالك، عن نافع، عن أبي هريرة "أنه كان يكبر ثنتي عشرة تكبيرة في العيدين سبعًا في الأولى، وخمسًا في الآخرة، كلهن قبل القراءة" وسنده صحيح). وأعله ابن الملقن في البدر المنير (3/ 202/ ب) بفرج. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 97/ ب مختصر)، وأعله بعبد الله بن عامر الأسلمي. وأورده الهيثمي في بغية الباحث (1/ 291)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 344) من طريق فرج به. وسنده ضعيف -كما سبق-؛ لضعف فرج وابن عامر. لكن تابعه إسماعيل بن عياش، أخرجه الشحامي في تحفة عيد الفطر=
= (ق 194/ ب)، من طريق الفضل بن زياد، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عامر به بنحوه. وإسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين -كما في ترجمته في التهذيب (1/ 321) -، والتقريب (109: 473)، وروايته هنا عن غيرهم. إلَّا أن مداره على عبد الله بن عامر وهو ضعيف، لكن تابعه يحيى بن سعيد الأنصاري، أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 48)، ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (1/ 164/ ب)، من طريق فرج بن فضالة عن يحيى به ... وجعله من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-. وفرج ضعيف. ويغني عن ذلك متابعة مالك عند الخطيب في "تاريخ بغداد (10/ 364)، وابن عساكر -كما في إرواء الغليل (3/ 110) -، من طريق عبد الله بن عبد الحكم، عن مالك، عن نافع به. وَلَفْظِهِ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يكبر في العيدين سبعًا في الأولى، وخمسًا في الآخرة سوى تكبيرة الافتتاح". وسنده حسن على أقل الأحوال: عبد الله بن عبد الحكم وهو المصري أبو عند الفقيه المالكي، قال في التقريب (310: 3422): صدوق، أنكر عليه ابن معين شيئًا. وبالجملة، فحديث ابن عمر بمجموع هذه الطرق صحيح لغيره، والله أعلم. والحديث ورد من طرق عن سبعة من الصحابة آخرين من فعله عليه السلام، ومن طريقين من قوله. وبيان ذلك باختصار -كما يلي-: أولًا: الأحاديث الفعلية: وردت كما يلي: 1 - عن كثير بن عبد الله بن عوف، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم- كبر في العيدين في الأولى سبعًا قبل القراءة، وفي الثانية خمسًا قبل القراءة. رواه الترمذي في سننه (3/ 7 عارضة)، وابن ماجه (1/ 407: 1279)، والدارقطني (2/ 48)، والبيهقي (3/ 286)، وابن عدي (6/ 2097)، وقال الترمذي: "حديث حسن، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب عن النبي عليه الصلاة=
= والسلام". قال ابن حجر في التلخيص (2/ 84): وأنكر جماعة تحسينه على الترمذي. قلت: وذلك لضعف كثير، فقد قال فيه الشافعي: هو ركن من أركان الكذب، وقد أطال ابن الملقن الكلام فيه في البدر المنير (3/ ق 200/ ب) فراجعه. 2 - عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كبر في عيد ثنتي عشرة تكبيرة، سبعًا في الأولى، وخمسًا في الآخرة، ولم يُصلِّ قبلها ولا بعدها. أخرجه أبو داود (1/ 682: 1152)، وابن ماجه (7/ 401: 1278)، والطحاوي في شرح الآثار (4/ 344)، وابن الجارود في المنتقى (138)، والدارقطني (2/ 48)، والبيهقي (3/ 285)، وابن أبي شيبة (2/ 172)، والفريابي (228)، وأحمد (2/ 180)، كلهم من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عمرو به. وأخرجه أبو داود (1/ 681: 1151) من قوله عليه السلام بلفظ: "التكبير في الفطر سبع في الأولى، وخمس في الآخرة، والقراءة بعدهما". وأعله الطحاوي بقوله: الطائفي ليس بالذي يحتج بروايته. وقال في التقريب (311: 3438): صدوق يخطئ ويهم. وأطال ابن الملقن الكلام عليه في البدر المنير (3/ ق 201/ ب). 3 - حديث عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان يكبر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمسًا. أخرجه أبو داود (1/ 680: 1149)، والفريابي في أحكام العيدين (142)، والحاكم (1/ 298)، والبيهقي (3/ 286)، من طريقين عن ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة. وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف من قبل حفظه، وقال الدارقطني في علله (5/ 26/ أ): إِسناده مضطرب، والاضطراب فيه من ابن لهيعة. وانظر: تفاصيل ذلك في العلل للدارقطني (5/ 26/ أ)، والإرواء (3/ 107). 4 - عن عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد مؤذن رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حَدَّثَنَا=
= أبي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُكَبِّرُ فِي العيدين، في الأولى سبعًا قبل القراءة، وفي الآخرة خمسًا قبل القراءة. أخرجه ابن ماجه (1/ 407: 1277)، والحاكم (3/ 607)، والبيهقي (3/ 288)، والدارمي (1/ 376). وسنده ضعيف؟ فيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ، قال في التقريب (341: 3873): ضعيف. وانظر: البدر المنير (3/ 202/ أ). 5 - عن أبي واقد الليثي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى بالناس يوم الفطر والأضحى فكبر في الركعة الأولى سبعًا وقرأ (ق والقرآن المجيد،، وفي الثانية خمسًا وقرأ "اقتربت الساعة وانشق القمر". أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 343)، والطبراني في الكبير (3/ 246)، من طريق سعيد بن كثير بن عُفَير، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن أبي واقد به. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 207): سألت أبي عنه، فقال: باطل. قلت: وذلك بسبب اضطراب ابن لهيعة فيه. 6 - عن حميد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تخرج له العَنَزَة في العيدين حتى يصلي إليها، وكان يكبر ثلاث عشرة تكبيرة، وكان أبو بكر وعمر يفعلان ذلك. أخرجه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 314) - من طريق الحسن البجلي، عن سعد بن إبراهيم، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبيه به. قال البزار: لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن عوف، إلا من هذا الوجه بهذا الإِسناد. قال: والحسن هذا: لين الحديث. اهـ. قلت: وقد جاء الحديث مرسلًا، وهو أصح -كما أفاده ابن الملقن في البدر المنبر (3/ 202/ أ) -. 7 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان يكبر في العيدين ثنتي عشرة، في=
= الأولى سبعًا وفي الثانية خمسًا، وكان يذهب من طريق ويرجع من أخرى. أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 357). قال في البدر المنير (3 ق 202/ أ): وفيه سليمان بن أرقم وقد تركوه. وضعفه ابن حجر في التلخيص (2/ 85). وله طريق آخر أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 66)، ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (1/ ق 171/ أ)، والحاكم في المستدرك (1/ 326)، والبيهقي في الكبرى (3/ 348)، من طريق محمَّد بن عبد العزيز عن أبيه، عن طلحة بن يحيى، قال: أرسلني مروان إلى ابن عباس أسأله عن سنة الاستسقاء فقال: سنة الاستسقاء سنة الصلاة في العيدين ... وفيه: كبر في الأولى سبع تكبيرات، وكبر في الثانية خمس تكبيرات. وصححه الحاكم، ورده الذهبي في التلخيص لضعف عبد العزيز. ثانيًا: الأحاديث القولية: عن أبي هريرة وعن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. أما حديث أبي هريرة، فأخرجه أحمد في مسنده (2/ 357)، ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (1/ ق 164/ ب). قال أحمد: حدثنا يحيى بن إسحاق أنبأنا ابن لهيعة. حدثنا الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلي الله عليه وسلم-: "التكبير في العيدين سبعًا قبل القراءة، وخمسًا بعد القراءة". وسنده ضعيف من أجل ابن لهيعة. وأما حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، فهو عند أبي داود (1/ 681: 1151) بلفظ: "التكبير في الفطر سبع في الأولى، وخمس في الآخرة، والقراءة بعدهما". وسنده ضعيف من أجل عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي. والحاصل أن جميع الأحاديث الواردة في هذه المسألة فيها ضعف على اختلاف في قوة الضعف وخفته، ولذلك قال ابن الملقن في البدر المنير (3/ 202/ ب): [وفي=
= الجملة فأحاديث الباب كلها متكلم فيها. قال الإِمام أحمد: ليس يروى في التكبير في العيدين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث صحيح. نقله العقيلي وابن الجوزي في تحقيقه (1/ ق 164/ أ) عنه]. لكن بعضها ضعفه ليس بشديد؛ فيشد بعضها بعضًا؛ فيكون الحديث بمجموعها -على كثرتها- صحيحًا لغيره، والله أعلم.
766 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ (¬1): حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ (¬2)، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ وَعِنْدَهُ شَيْخٌ فَذَكَرْنَا مَا يُقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ فَقَالَ الشَّيْخُ: صَحِبْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الزَّاوِيَةِ (¬3)، يَوْمَ عِيدٍ (¬4)، فإِذا مَوْلًى لَهُمْ يُصَلِّي بِهِمْ. فَقَرَأَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، وَ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}. قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "لَقَدْ قَرَأَ بِالسُّورَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَرَأَ بهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" (¬5). ¬
766 - الحكم عليه: هذا الإِسناد ضعيف من وجهين: 1 - عمارة ضعيف. 2 - جهالة الشيخ الذي حدثهم عن أنس، فإِنه لم يسم.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 177) من هذا الوجه مع اختلاف في لفظه، قال: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عمارة الصيدلاني، عن مولى أنس قد سماه، قال: انتهيت مع أنس يوم العيد حتى انتهينا إلى الزاوية، فإِذا مولى له يقرأ في العيد بـ "سبح اسم ربك الأعلى"، و"هل أتاك حديث الغاشية". فقال أنس: إنهما السورتان اللتان قَرَأَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-.=
= قلت: فقد جاء في هذه الرواية أن السورتين: الأعلى والغاشية. وفي رواية الباب أنهما الأعلى والليل. ومنشأ هذا الاختلاف والله أعلم اضطراب عمارة بن زاذان، فتارة قال: الأعلى والغاشية، وتارة قال: الأعلى والليل، فإِنه كان يضطرب في حديثه بسبب سوء حفظه -كما قال البخاري-، وسبق ذلك في ترجمته. والمحفوظ في هذا الحديث ما جاء في رواية ابن أبي شيبة الدالة على قراءة "سبح اسم ربك الأعلى"، و"هل أتاك حديث الغاشية". فإِنه يشهد لها ما في الصحيح من حديث النعمان بن بشير، وما ورد من حديث سمرة بن جندب وابن عباس رضي الله عنهم. 1 - أما حديث النعمان بن بشير. فلفظه: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول في العيدين وفي الجمعة بـ: سبح اسم ربك الأعلى"، و"هل أتاك حديث الغاشية". قال: وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقول بهما أيضًا في الصلاتين. رواه مسلم في صحيحه (2/ 598: 62)، واللفظ له، وكذا رواه أبو داود (1/ 670)، والترمذي (3/ 5 عارضة)، وابن ماجه (1/ 408: 1281)، والنسائي (3/ 184)، وعبد الرزاق (3/ 298)، وابن أبي شيبة (2/ 176)، والدارمي (1/ 376)، وابن الجارود في المنتقى (265)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 201، 294)، وأحمد في المسند (4/ 271، 273)، كلهم من طريق إبراهيم بن محمَّد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم مولى النعمان بن بشير، عنه، به. 2 - وأما حديث سمرة بن جندب. فلفظه: كان النبي -صلي الله عليه وسلم- يقرأ في العيدين بـ"سبح اسم ربك الأعلى"، و "هل أتاك حديث الغاشية". أخرجه أحمد (5/ 7)، ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (1/ ق 166/ أ)، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 176)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 294)، والطبراني في الكبير (7/ 184)، وابن حزم في المحلى (5/ 82) من طريق معبد بن خالد، عن زيد بن عقبة، عن سمرة بن جندب به. وسنده صحيح. وكذا قال العلامة الألباني في الإرواء (3/ 116).=
= 3 - وأما حديث ابن عباس. فلفظه: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في العيدين في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب و"سبح اسم ربك الأعلى"، وفي الآخرة بفاتحة الكتاب و "هل أتاك حديث الغاشية". أخرجه ابن ماجه (1/ 408: 1283)، وعبد الرزاق في المصنف (3/ 298)، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 177)، من طريق مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرِو بن عطاء، عن ابن عباس به. وسنده ضعيف؛ موسى بن عبيد هو الربذي، قال في التقريب (552: 6989): ضعيف، والله أعلم.
767 - حَدَّثَنَا (¬1) ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعْدِ (¬2) بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: خَرَجْتُ (¬3) مَعَ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْعِيدِ فَلَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا، فَلَمَّا صَلَّيْنَا رَأَى النَّاسَ عُنُقًا وَاحِدًا يَنْطَلِقُونَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: "إِنَّ هذا (¬4) لبدعة وترك (¬5) السنة". ¬
767 - الحكم عليه: الأثر حسن؛ عبد الملك بن كعب بن عجرة حسن الحديث. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 98/ أ. مختصر)، وقال: رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف، في إِسناده راو لم يسم. قلت: يعني عم سعد بن إسحاق، وقد سماه الطبراني في روايته: عبد الملك بن كعب بن عجرة، وهو حسن الحديث -كما تقدم آنفًا-.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 148) من هذا الوجه. ولفظه: "قال -أي عبد الملك-: خرجت مع كعب بن عجرة يوم العيد إلى المصلى، فجلس قبل أن يأتي الإِمام، ولم يصل حتى انصرف الإِمام، والناس ذاهبون كأنهم عنق نحو المسجد. فقلت: ألا ترى. فقال: هذه بدعة وترك السنة. وسنده حسن -كما تقدم-. وقد تابع ابن أبي ذئب: -أنس بن عياض: أخرجه الفريابي في أحكام العيدبن (231)، والطبراني في الكبير (19/ 149) من طريق أنس، حدثني سعد بن إسحاق به نحوه.=
= ولفظه: "قال عبد الملك: شهدت مع كعب أحد العيدين، فقال -فلما انصرف الناس ذهب أكثرهم إلى المسجد ورأيته يعمد إلى البيت- قلت: يا أبه ألا تعمد إلى المسجد، فإني أرى الناس يعمدون إليه، قال: إن كثيرًا بما ترى جفاء وقلة علم، إن هاتين الركعتين سبحة هذا اليوم حتى تكون الصلاة تدعوك. قال العراقي: -كما في نيل الأوطار (3/ 301) -: إِسناده جيد. وتابع عبد الملك بن كعب: أخوه إسحاق بن كعب. أخرجه الفريابي في أحكام العيدين (230) من طريق سعد بن إسحاق، عن أبيه، عن جده كعب بن عجرة قال: قلت لأبي بعد أن انصرف الإِمام يوم العيد: ألا نذهب إلى المسجد كما يذهب الناس؟ فقال: يا بني هاتان السجدتان يلغيان من السبحة يومنا. قلت: وسنده ضعيف؛ إسحاق بن كعب، قال ابن القطان: مجهول الحال. وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب (1/ 247).
768 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: إِنَّ مَيْسَرَةَ كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الإِمام يَوْمَ الْعِيدِ. فَقُلْتُ: أَلَيْسَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [كَانَ] (¬1) يَكْرَهُ الصَّلَاةَ قبلها! قال: بلى. ¬
768 - الحكم عليه: فيه ميسرة وهو مقبول، يعني عند المتابعة، وقد توبع، وسقت شواهده ومتابعاته في تخريج الحديث رقم (751) فراجعه وعليه فالأثر ثابت. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 98/ أ)، وقال: رواه مسدد ورجاله ثقات. قلت: بل ميسرة، لم يوثقه أحد، وإنما ذكره ابن حبان في الثقات.
تخريجه: لم أجده، لكن له شواهد ومتابعات سقتها في تخريج الحديث رقم (751) فلتراجع، وعليه فالأثر حسن لغيره، والله أعلم.
769 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَالْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُصَلِّيَانِ يَوْمَ الْعِيدِ، قَبْلَ خُرُوجِ الإِمام. قَالَ: وَرَأَيْتُ محمَّد بن سيرين جاء (¬1) فجلس، ولم يصل. ¬
769 - الحكم عليه: صحيح. وأورده الهيثمي في المقصد العلي (ص 391). وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 98/ أمختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (2/ 180)، وعبد الرزاق في مصنفه (3/ 271) مقتصرين على الشطر الأول منه، من طريق أَيُّوبُ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَالْحَسَنَ يصليان قبل خروج الإِمام يوم العيد. ويشهد لطرفه الأول أيضًا ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 180) من طريق معاذ التيمي، قال: رأيت أنس بن مالك والحسن بن أبي الحسن يصليان يوم العيد قبل خروج الإِمام. وفي رواية له أيضًا في المصنف (2/ 180)، ولعبد الرزاق (3/ 272) من نفس هذه الطريق بزيادة جابر بن زيد. وسنده صحيح.
9 - كتاب الجنائز
9 - كِتَابُ الْجَنَائِزِ 1 - [بَابُ] (¬1) أَحْوَالِ الْمُحْتَضِرِ 770 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ أَوْصَى] (¬2): "إِذَا حُضِرْتُ فَأَجْلِسُوا عِنْدِي مَنْ يُلَقِّنُنِي لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَسْرِعُوا بِي إِلَى حُفْرَتِي، وَلَا تَنْعُونِي إِلَى النَّاسِ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ نَعْيًا كَنَعْيِ الْجَاهِلِيَّةِ". * مَوْقُوفٌ عَلَى عَلْقَمَةَ (¬3)، صحيح. ¬
770 - الحكم عليه: صحيح -كما قال الحافظ-. وحصين وإن كان قد اختلط إلَّا أنه هنا من رواية هشيم عنه. وقد سمع منه قبل الاختلاط -كما قال يحيى بن معين، كما في شرح علل الترمذي (2/ 739)، وهدي الساري (398) -. وهشيم وإن كان مدلسًا إلَّا أنه من أعلم الناس بحديث حصين -كما قال ابن مهدى، كما في تاريخ=
= واسط لبحشل (108) - بل قال الإِمام أحمد: هشيم لايكاد يسقط عليه شيء من حديث حصين، ولا يكاد يدلس عن حصين -كما في شرح العلل لابن رجب (2/ 739) -. والأثر أورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 112: أمختصر)، وقال: رواه مسدد ورجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 387)، وابن سعد في الطبقات الكبرى (6/ 92) من طريق سفيان الثوري، عن حصين به. ولفظه: "أن علقمة قال: لقنوني لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَسْرِعُوا بِي إِلَى حفرتي، ولا تنعوني، فإني أخاف أن يكون كنعي الجاهلية". وزاد عبد الرزاق بعده: "فإِذا خرج الرجال بجنارتي فأغلقوا الباب، فإِنه لا أرب لي بالنساء". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 237)، قال: حدثنا محمَّد بن فضيل، عن حصين به. ولفظه: "لما ثقل علقمة قال: أقعدوا عندي من يذكرني لا إله إلَّا الله". وقد تابع حصينا: علي بن مدرك النخعي، عن إبراهيم به. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 275)، وابن سعد في طبقاته الكبرى (6/ 92)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 101) من طريق علي به. ولفظه عند ابن أبي شيبة: "عن علقمة أنه أوصى أن لا تؤذنوا أحدًا فإني أخاف أن يكون النعي من أمر الجاهلية". ولفظه عند ابن سعد: "عن علقمة أنه أوصى: إن استطعت أن تلقنِّى آخر ما أقول لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له فافعل، ولا تؤذنوا بي أحدًا، فإني أخاف أن يكون كنعي الجاهلية، فإِذا أخرجتموني فعليّ الباب يعني أغلقوا الباب، ولا تتبعني=
= امرأة". ونحوه عند أبي نعيم. وسنده صحيح. وتابعه: الحَكَم، عن إبراهيم به. أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 101) من طريق الحكم به، ولفظه: عن علقمة، قال: لا تنعوني كنعي أهل الجاهلية ولا تؤذنوا بي أحدًا، وأغلقوا الباب، ولا تتبعني امرأة، ولا تتبعوني بنار، وإن استطعتم أن يكون آخر كلامي لا إله إلَّا الله فافعلوا. وسنده صحيح. وقد ورد الأثر من طريق أخرى. أخرجها ابن سعد في الطبقات الكبرى (6/ 92)، قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، حدثنا زهير، عن أبي إسحاق، قال: قال علقمة للأسود وعمرو بن ميمرن: ذكراني لا إله إلَّا الله عند الموت، ولا تؤذنا بي أحدًا. فإنها نعي الجاهلية، أو دعوى الجاهلية. ورجاله ثقات، لولا أن أبا إسحاق السبيعي مدلس وقد اختلط، وزهير هو ابن معاوية بن خديج، روى عنه بعد الاختلاط. ثم إنه قد قيل إن أبا إسحاق لم يسمع من علقمة -كما في ترجمته في التهذيب (8/ 65) -، وعلى ذلك فالسند ضعيف. ولبعض هذا الأثر أصل في الصحيح من حديث أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري. أما حديث أبي هريرة مرفوعًا فلفظه: "لقنوا موتاكم لا إله إلَّا الله". أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 631: 917 - 2)، وابن ماجه (1/ 464: 1444)، وابن الجارود في المنتقى (256)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 383)، وابن حبان (الإحسان 5/ 4) عن أبي هريرة مرفوعًا به. وأما حديث أبي سعيد الخدري، فلفظه: "لقنوا موتاكم لا إله إلَّا الله". أخرجه سلم (2/ 631:916 - 1)، وأبو داود (3/ 3117)، والنسائي (4/ 5: 1826)، والترمذي (4/ 199 عارضة)، وابن ماجه (1/ 464: 1445)، والبيهقي (3/ 383)، وأحمد (3/ 3)، وابن أبي شيبة (3/ 238) عن أبي سعيد مرفوعًا به.=
= وفي الباب عن حذيفة بن اليمان أنه كان إذا مات له الميت، قال: "لا تؤذنوا به أحدًا، إني أخاف أن يكون نعيًا، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن النعي". أخرجه الترمذي (4/ 207 عارضة) وحسنه، وابن ماجه (1/ 474: 1476)، وأحمد (5/ 406)، والسياق له، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 74)، وأخرج المرفوع منه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 98)، وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 117)، وكذا الألباني في أحكام الجنائز (31).
771 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ (¬1)، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ (¬2)، عَنْ أَنَسِ [بْنِ مَالِكٍ] (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ كَئِيبٌ، فَقَالَ: "مَا لِي أَرَاكَ كَئِيبًا". [قَالَ] (¬4): يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عمِّ لِيَ الْبَارِحَةَ فُلَانٍ، وَهُوَ يَكِيدُ (¬5) بِنَفْسِهِ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: "فَهَلَّا لَقَّنْتَهُ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ". قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: "فَقَالَهَا" (¬6)؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: "وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ". قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ هِيَ لِلْأَحْيَاءِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: "هِيَ أَهْدَمُ لِذُنُوبِهِمْ، هِيَ أهدم لذنوبهم". ¬
771 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف لضعف زائدة بن أبي الرقاد، فقد قال فيه أبو حاتم -كما في الجرح والتعديل (3/ 613) -: يحدث عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة، فلا ندري منه أو من زياد. وأورده الهيثمي في المقصد العلي (421)، وفي مجمع الزوائد (2/ 323)، وقال: وفيه زائدة بن أبي الرقاد وثقه القواريري وضعفه البخاري وغيره.=
= وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 112: أمختصر)، وقال: سنده ضعيف، لضعف زائدة بن أبي الرقاد. وكذلك شيخه زياد بن عبد الله النميري ضعيف -كما قال ابن حجر في التقريب (220: 2087) -.
تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (3/ 1083) في ترجمة زائدة، قال: حدثنا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، به. والعقيلي في الضعفاء الكبير (2/ 81) في ترجمة زائدة أيضاً: عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري به. والبزار في مسنده -كما في كشف الأستار (1/ 373) -، قال: حدثنا أحمد بن مالك القشيري، حدثنا زائدة بن أبي الرقاد، به. قلت: ومداره على زائدة وهو منكر الحديث، وشيخه أيضاً زياد ضعيف.
772 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ (¬1) بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: مَرِضَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ، فَقَالَ: أَجْلِسُونِي. فَأَجْلَسُوهُ، فَقَالَ كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فقال: "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، هَدَمَتْ مَا كَانَ قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، فَلَقِّنُوهَا مَوْتَاكُمْ". قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فكيف هي للأحياء. قال (¬2): أهدم وأهدم (¬3). ¬
772 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف فيه ثلاث علل: 1 - ضعف فرج بن فضالة. 2 - اختلاط العلاء، ولم يعرف هل حدث عنه فرج قبل الاختلاط أو بعده. 3 - الانقطاع بين مكحول ومعاذ، فإِنه لم يلقه، قال أبو مسهر: لم يسمع مكحول عن أحد من الصحابة إلاَّ أنسًا.-نقلًا عن المراسيل لابن أبي حاتم (211) -. وأرده البوصيري في الإِتحاف (1/ 112: أمختصر)، وقال: رواه أبو يعلى بسند فيه فرج بن فضالة وهو ضعيف، وهو منقطع أيضاً بين مكحول ومعاذ بن جبل.
تخريجه: لم أجده، لكن يشهد لقوله: "من كان آخر كلامه لا اله إلاَّ الله ... " حديث معاذ بن جبل مرفوعاً "من كان آخركلامه لا إله إلاَّ الله دخل الجنة" رواه أبو داود=
= (3/ 3116)، والحاكم في المستدرك (1/ 351)، وأحمد في المسند (5/ 233) كلهم من طريق صالح بن أبي عَرِيب، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل به. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي. قلت: سنده حسن، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (2/ 103): [وأعله ابن القطان بصالح بن أبي عريب وأنه لا يعرف، وتعقب بأنه روى عنه جماعة. وذكره ابن حبان في الثقات]، وقد حسنه الألباني أيضاً في إرواء الغليل (3/ 150). وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً: "من كان آخر كلامه لا إله إلاَّ الله عند الموت دخل الجنة يوماً من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه". وقد تقدم في تخريج الحديث رقم (770). وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "المحتضرين" -كما في التلخيص الحبير (103/ 2) - من طريق عروة بن مسعود، عن أبيه، عن حذيفة بلفظ: "لقنوا موتاكم لا إله إلاَّ الله، فإنها تهدم ما قبلها من الخطايا". وسكت عنه الحافظ. وانظر: البدر المنير لابن الملقن (4/ 15: ب).
773 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (¬1) الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ (¬2)، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ (¬3)، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَأَيْتُ بِهِ الموت، فقلت: هيج .. هيج (¬5): من لايزال دَمْعُهُ (¬6) مُصَنَّعًا (¬7) ... فإِنه فِي مَرَّةٍ مَدْفُوقُ (¬8) فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تَقُولِي ذَلِكَ، وَلَكِنْ قُولِي: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}. ¬
773 - الحكم عليه: صحيح. وأورد. الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 20)، وقال: إِسناده رجاله رجال الصحيح، وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 117: ب مختصر)، وسكت عنه.=
= تخريجه: أصله في صحيح البخاري (3/ 252 فتح)، قال: حدثنا معلى بن أسد، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "دَخَلْتُ عَلَى أبي بكر رضي الله عنه فقال: في كم كفنتم النبي -صلي الله عليه وسلم-؟ قالت: في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة. وقال لها: في أي يوم تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قالت: يوم الإثنين. قال: فأي يوم هذا؟ قالت: يوم الإثنين. قال: أرجو فيما بيني وبين الليل. فنظر إلى ثوب عليه كان يمرّض فيه، به ردع من زعفران، فقال: اغسلوا ثوبي هذا، وزيدوا عليه ثوبين فكفنوني فيهما. قلت: إن هذا خلق. قال: إن الحي أحق بالجديد من الميت، إنما هو للمهلة. فلم يُتوفّ حتى أمسى من ليلة الثلاثاء، ودفن قبل أن يصبح". ولفظ الباب زيادة أخرجه أبو نعيم في المستخرج -كما في فتح الباري (3/ 253) - من طريق وهيب بهذا الوجه أيضاً. وتابع وهيباً: معمر، عن هشام به، أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 563). ولفظه: عن عائشة: أن أبا بكر أخذته غشية الموت. فبكت عليه -يعني عائشة- ببيت من الشعر: من لا يزال دمعه مصنعاً ... لا بد يوماً أنه مهراق قال: فأفاق. قال: بل {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}. وسنده صحيح. وتابعه ابن جريج، عن هشام بن عروة به، أخرجه عبد الرزاق أيضاً في مصنفه (3/ 563) بلفظ معمر سواء. وابن جريج مدلس وقد عنعنه. وتابعه: حماد بن أسامة، عن هشام بن عروة به. أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 197)، قال: أخبرنا حماد به. ولفظه: عن عائشة أنها قالت لما مرض أبو بكر:=
= من لايزال دمعه مقنعًا ... فإِنه لا بد مرة مدفوق فقال أبو بكر: ليس كذاك يا بنية. ولكن {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}. وسنده صحيح. وتابعه أنس بن عياض. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 399) من طريق أنس بن عياض، عن هشام به. وفي آخره سؤاله عن موت النبي وكفنه -كما في رواية البخاري المتقدِّمة-. وتابع هشامًا: مجاهد بن وردان، عن عروة، عن عائشة به. أخرجه ابن حبان (الإحسان 5/ 16). ومجاهد، قال في التقريب (250: 6484): صدوق. وقد ورد الأثر من طريق آخر أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 198)، قال: أخبرنا عفان بن مسلم، أخبرنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، عن سمية، أن عائشة قالت: من لا يزال دمعه مقنعًا ... فإِنه لا بد مرة مدفوق فقال أبو بكر: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}. ورجاله ثقات إلاَّ سمية هذه، قال في تهذيب التهذيب (12/ 426): بصرية، روت عن عائشة، وعنها ثابت البناني. وفي التقريب (748: 8610): مقبولة، من الثالثة. قلت: فحديثها صحيح إذا توبعت، وقد توبعت في رواية عروة -كما تقدم-. فالأثر صحيح لغيره من طريق عروة. وصحيح لغيره من طريق سمية. وأخرجه ابن أبي الدنيا -كما في تفسير ابن كثير (4/ 98) -، قال: حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان، أخبرنا عباد بن عباد، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أبيه، عن جده علقمة بن وقاص قال: فذكره. ولفظه: إن عائشة قالت: حضرت أبي رضي الله عنه وهو يموت وأنا جالسة عند رأسه، فأخذته غشية فتمثلت ببيت من الشعر:=
= من لا يزال دمعه مقنعًا .... فإِنه لا بد مرة مدفوق قالت: فرفع رأسه، فقال: يا بنية ليس كذلك، ولكن كما قال تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}. وسنده حسن؛ محمَّد بن عمرو بن علقمة صدوق له أوهام -كما في التقريب (499: 6188) -.
774 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬1): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَعِيدٍ هُوَ الْجُعْفِيُّ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ (¬2)، هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَابِطٍ (¬3)، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تَحَدَّثُوا (¬4) عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فإِنه كَانَتْ (¬5) فِيهِمْ أَعَاجِيبُ". ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ قَالَ: خَرَجَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَتَوْا مَقْبَرَةً مِنْ مَقَابِرِهِمْ، فَقَالُوا: لَوْ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ، وَدَعَوْنَا اللَّهَ تَعَالَى يُخْرِجُ إِلَيْنَا (¬6) بَعْضَ الْأَمْوَاتِ يُخْبِرُنَا عَنِ الْمَوْتِ. قَالَ: فَفَعَلُوا (¬7). فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَ أَطْلَعَ (¬8) رَجُلٌ رَأْسَهُ مِنْ قَبْرِ، حَبَشِيٍّ (¬9)، [بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ] (¬10). فَقَالَ: يَا هَؤُلَاءِ مَا أَرَدْتُمْ إِلَيَّ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ [مُتُّ] (¬11) مُنْذُ مِائَةِ سَنَةٍ فَمَا سَكَنَتْ عَنِّي (¬12) حَرَارَةُ الْمَوْتِ حَتَّى كَانَ (¬13) الْآنَ، فَادْعُوا الله تعالى أَنْ يُعِيدَنِي كَمَا كُنْتُ. [2] [رَوَاهُ عَبْدٌ، عَنْ أبي بكر] (¬14). ¬
774 - [1] الحكم عليه: صحيح، وإن كان اختلف في سماع عبد الرحمن بن سابط من جابر، إلَّا أن الراجح ثبوته ويؤيده رواية ابن منيع الآتية برقم (774) [3]. وقال ابن رجب في أهوال القبور (ص 68): هذا إِسناد جيد.
تخريجه: أخرجه وكيع في الزهد (1/ 280)، ومن طريقه ابن أبي شيبة في مسنده -وهي رواية الباب- وعنه عبد بن حميد في مسنده -كما في المطالب هنا-، وأبو يعلى -كما قال البوصيري في الإِتحاف-، وأحمد في الزهد: (23)، وابن أبي الدنيا -كما في شرح الصدور (ص 42) -. وأخرجه عبد الله بن أبي داود في البعث (ص 32)، قال: حدثنا أيوب بن محمَّد الوزان، حدثنا مروان، حدثنا الربيع بن سعد الجعفي، حدثنا عبد الرحمن بن سابط، حدثنا جابر بن عبد الله أُراه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فذكر نحوه. قلت: وسنده صحيح، وفيه سماع ابن سابط من جابر، وبه يترجح ثبوت سماعه خلافًا لابن معين. وأخرجه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 108) -، قال: حدثنا جعفر بن محمَّد بن أبي وكيع، حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا الربيع بن سعيد، به، وذكر الشطر الأول فقط إلى قوله: فإِنه كان فيهم الأعاجيب. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 191): رواه البزار عن شيخه جعفر بن محمَّد بن أبي وكيع، عن أبيه ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. قلت: في المطبوع من كشف الأستار لم يذكر "عن أبيه". وأخرجه ابن منيع -كما سيأتي برقم (774) [2]-.=
= قال ابن رجب الحنبلي في أهوال القبور (ص 68): [لكن قوله: ثم أنشأ يحدث ... إلى آخر القصة إنما هو حكايه عن عبد الرحمن بن سابط]. اهـ. وتبعه على ذلك محقق كتاب: "البعث" لابن أبي داود: الأخ الأستاذ أبو إسحاق الحويني. وليس كذلك بل القائل جابر بن عبد الله؛ كما جاء ذلك صريحًا في رواية ابن منيع الآتية برقم (774) [3]، إذ جاء فيها قول عبد الرحمن بن سابط: وحدثنا جابر فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ أَنَّ قَوْمًا مِنْ بَنِي إسرائيل .. فذكر القصة، والله أعلم.
774 - [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ حَسَّانَ الْجُعْفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ فإِنه كان (¬1) فيهم الأعاحبيب". قال: [و] (¬2) حدثنا جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ: أَنَّ قَوْمًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ خَرَجُوا يَمْشُونَ فِي الْأَرْضِ وَيُفَكِّرُونَ فِيهَا، فَمَرُّوا بِمَقْبَرَةٍ، فَذَكَرَهُ، وَفِيهِ: فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ [بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ] (¬3)، أَسْوَدُ، أَوْ حَبَشِيٌّ: أَحَدُهُمَا. وَفِيهِ: مَا أَرَدْتُمْ إِلَيَّ، لَقَدْ رَكَنْتُمْ (¬4) مِنِّي أَمْرًا عَظِيمًا، [وَاللَّهِ لَقَدْ] (¬5) وَجَدْتُ طَعْمَ الْمَوْتِ وَحَرَارَتَهُ مُنْذُ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَوَافَقَتْ دَعْوَتُكُمْ سُكُونَهُ عَنِّي، فَادْعُوا اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُعِيدَنِي كَمَا كُنْتُ. [فَدَعَوْا فأعاده (¬6) كما كان] (¬7). ¬
774 - [3] الحكم عليه: هذا إِسناد صحيح، أوله مرسل، وبقيته موقوف، ومروان وإن كان مدلسًا إلَّا أنه صرح بالتحديث هنا.=
= وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 112: ب مختصر)، وقال: روى أحمد بن منيع أوله مرسلًا وبقيته موقوفًا. قلت: وقد تقدم أنه صح مرفوعًا متصلًا، وعلى ذلك فهو صحيح مرسلًا ومتصلًا.
تخريجه: تقدم ذلك في الطريق الماضية.
775 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، عَنْ محمَّد بْنِ قَيْسٍ الْأَسَدِيِّ، عَنْ سَلْم (¬1) بْنِ عَطِيَّةَ الفُقَيْمي (¬2) قَالَ: عَادَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرِيضًا فَرَآهُ قَدِ اشْتَدَّ فِي نَزْعِهِ. فَقَالَ (¬3): "يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ارْفُقْ بِهِ، فإِنه مُؤْمِنٌ". فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّهُ يَقُولُ: إِنِّي بكل مؤمن رفيق. ¬
575 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف؛ سَلْم بن عطية لين الحديث. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 109: ب مختصر)، وعزاه لابن أبي عمر، وقال: رجاله ثقات. قلت: كذا قال، ولا يخفى ما فيه.
تخريجه: أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء في ترجمة سلمان الفارسي (1/ 204) بنحوه. من طريق هناد بن السري، حدثنا وكيع، عن محمَّد بن قيس، عن سلم بن عطية، قال فذكره. ولفظه: دخل سلمان على رجل يعوده وهو في النزع، فقال: أيها الملك ارفق به. قال: يقول الرَّجُلُ: إِنَّهُ يَقُولُ إِنِّي بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيقٌ. وعزاه السيوطي في شرح الصدور (ص60) للمروزي في الجنائز. وسنده ضعيف لضعف سلم -كما في ترجمته في التهذيب (4/ 132) -. لكن ورد مرفوعًا عن ابن عباس، وخزرج الأنصاري. أما حديث ابن عباس فلفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل على رجل من الأنصار وهو يموت فقال: يا ملك الموت ارفق بصاحبنا هذا فقِدْمًا فجعت الأحبة. فقال ملك الموت على لسان الأنصاري: يا محمَّد إني بكل رجل مسلم رفيق.=
= أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1274) في ترجمة سيف بن سليمان المكي قال: أخبرنا عبد الله بن نصر، أخبرنا سليمان بن عبد العزيز، أخبرنا محمَّد بن إدريس الشافعي، عن عبد الله بن الحارث المخزومي، عن سيف بن سليمان، عن قيس بن سعد، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به. قال ابن عدي: وهذا لا أعرفه إلَّا من هذا الوجه. ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 896) ثم قال -ابن الجوزي-: هذا حديث لا يعرف إلَّا من هذه الطريق وفيه مجاهيل. وله شاهد من حديث الحارث بن الخزرج، عن أبيه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول، ونظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال: يا ملك الموت ارفق بصاحبي، فإِنه مؤمن، فقال ملك الموت: طب نفسًا، وقَرَّ عينًا، واعلم أني بكل مؤمن رفيق ... ثم ذكر مطوّلًا كيفية قبض الروح. أخرجه ابن شاهين في الجنائز، وابن قانع في الصحابة -كما في الإصابة (1/ 424) -، والطبراني في الكبير (4/ 220)، والبزار -كما في كشف الأستار (1/ 372) - إلى قوله: واعلم أني بكل مؤمن رفيق -وأبو نعيم وابن منده كلاهما في شرح الصدور (ص59) - والسهمي في تاريخ جرجان (ص 31) كلهم من طريق عمرو بن شمر، عَنْ جَعْفَرُ بْنُ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سمعت الحارث به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 326): وفيه عمر (كذا وقع، وصوابه عمرو) بن شمر الجعفي، والحارث بن الخزرج ولم أجد من ترجمهما، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: عمرو بن شمر الجعفي كذبه الأئمة -كما في ترجمته في الميزان (3/ 268) -، واللسان (4/ 366)، والحارث بن الخزرج لم أجد من ترجمه -كما قال الهيثمي-. وبالجملة، فالحديث لا يصحّ مرفوعًا، ولا موقوفًا، والله أعلم.
776 - وقال الحارث: حدثنا الحسن (¬1) بن قتيبة، حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي روَّاد، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مُعَالَجَةُ مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُوتُ إلَّا وكُلّ عِرْقٍ مِنْهُ يَأْلَمُ عَلَى حِدَةٍ" (¬2). قَالَ الْحَارِثُ: أَحْسِبُهُ قَالَ: "وَبَشَّرُهُ بِالْجَنَّةِ فإِن (¬3) الْكَرْبَ عَظِيمٌ، وَالْهَوْلَ (¬4) شَدِيدٌ، وَأَقْرَبُ مَا يَكُونُ عدو الله منه تلك الساعة". ¬
676 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف جدًا: الحسن بن قتيبة متروك ثم إنه مرسل عن عطاء. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 112: ب مختصر)، وقال: رواه الحارث مرسلًا، عن الحسن بن قتيبة وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (8/ 201). قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة به. وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (3/ 252)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 220)، وأورده السيوطي في اللآلئ (2/ 416) من طريق محمَّد بن القاسم البلخي، حدثنا أبو عمرو الأبُلّي، عن كثير، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره. ولفظه: "لمعالجة مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ".=
= وسنده هالك تالف، قال ابن الجوزي: [هذا حديث لا يصحّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وإنما يروى عن الحسن. قال أبو عبد الله الحاكم: كان محمَّد بن القاسم يضع الحديث، وقال النسائي: وكثير متروك الحديث]. وقال الألباني في ضعيف الجامع (5/ 35: 4777) عن هذا الحديث: ضعيف جدًا. والحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 365)، وعزاه للخطيب البغدادي في تاريخه -كما تقدَّم- من حديث أنس وقال: لا يصحّ: فيه محمَّد بن القاسم البلخي. وتعقبه السيوطي بأنه ورد بهذا اللفظ من مرسل عطاء، أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده بسند جيد، وله شواهد من مرسل الحسن والضحاك بن حمزة وعن علي موقوفًا، أخرجها ابن أبي الدنيا في كتاب ذكر الموت. قلت: كذا قال ولا يخفى ما فيه، فإِن إِسناد الحارث ضعيف جدًا، فيه الحسن بن قتيبة -كما تقدَّم-، فأنى له الجودة! ولعله قد قلد في ذلك السيوطي فقد حكم عليه بذلك في كتابه الحاوي للفتاوى (2/ 119)، وقلّده محمَّد طاهر الهندي في تذكرة الموضوعات (2/ 425)، وهو خطأ تتابعوا عليه، يظهر لكل من درس إِسناده، وقد نقل عبارة السيوطي في الحاوي هذه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (3/ 646)، ولم يتعقبها، وكأنه لم يطلع على سند الحارث. وقد ورد متن الباب ضمن حديث آخر عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أُحْضُروا موتكم، ولَقِّنُوهم لا إله إلَّا الله، وبشروهم بالجنة، فإِن الحليم من الرجال والنساء يتحيرون عند ذلك المصرع، وإن الشيطان لأقرب ما يكون عند ذلك المصرع، والذي نفسي بيده لمعاينة مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ، والذي نفسي بيده لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يألم كل عرق منه على حياله. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (5/ 186) في ترجمة مكحول الشامي، من=
= طريق إسماعيل بن عياش، عن أبي معاذ عتبة بن حميد، عن مكحول، عن واثلة به. قال أبو نعيم: غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلَّا من حديث إسماعيل. قلت: وإسماعيل هذا ضعيف في روايته عن غير الشاميين -كما في ترجمته في التهذيب (1/ 321) -، والتقريب (109: 473)، وروايته هنا عن غيرهم، فإِن أبا معاذ عتبة بن حميد، بصري، ثم قد قال فيه الحافظ في التقريب (380: 4429): صدوق له أوهام. ثم إن مكحولًا مدلس من المرتبة الثالثة عند ابن حجر (ص113)، وقد عنعن هنا فروايته غير محمولة على الاتصال. والحديث قد حكم عليه بالضعف الألباني أيضًا في السلسلة الضعيفة (3/ 645: 1448).
777 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا حُسَامٌ هُوَ ابْنُ مِصَكّ (¬1) عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ. عَنْ عَلْقَمَةَ (¬2)، أنَّه غَزَا خُرَاسَانَ، فَأَقَامَ (¬3) سَنَتَيْنِ (¬4)، يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَلَا يُجَمِّعُ، فَحَضَرَتِ ابْنَ عَمٍّ لَهُ الْوَفَاةُ، فَذَهَبَ يَعُودُهُ فَقَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إلَّا وَلَهُ ذُنُوبٌ يُكَافَأُ بِهَا فِي الدُّنْيَا، وَتَبْقَى (¬5) عَلَيْهِ بَقِيَّةٌ يشدَّد بِهَا (¬6) عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَلَا أحب موتًا [كموت الحمار] (¬7)، يعني الفجأة". ¬
777 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف، حسام بن مِصَكّ ضعيف يكاد أن يُترك -كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب (157: 1193) -.
تخريجه: أخرجه الديلمي في مسنده -كما في فردوس الأخبار (4/ 324) - مقتصرًا. على المرفوع منه فقط. وأخرجه بمعناه الترمذي في سننه (4/ 203 عارضة) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا حسام بن مصك، حدثنا أبو معشر عن=
= إبراهيم، عن علقمة، قال: سمعت عبد الله يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: إن نفس المؤمن تخرج رشحًا، ولا أحب موتًا كموت الحمار. قيل: وما موت الحمار؟ قال: موت الفجاة. وفيه ابن مصك وقد تقدم بيان حاله في هذا الحديث وهو ضعيف يكاد أن يترك. وأخرج الشطر الأخير من المرفوع أبو نعيم في حلية الأولياء (4/ 235)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (2/ 892)، وكذا أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 110)، والأسط -كما في مجمع البحرين (1/ 108: أ) -، وأعله الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 325) بحسام بن مصك فأصاب، وأعلّه ابن الجوزي بأبي معشر وحسام فأخطأ، إذ إن أبا معشر ثقة، احتج به مسلم -كما في ترجمته في التهذيب (3/ 382) - فالضعف في حسام فقط، والله أعلم. وأخرج الطبراني في الكبير (10/ 96) من طريق القاسم بن مُطَيّب العجلي، حدثني الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إن نفس المؤمن تخرج رشحًا، وإن نفس الكافر تسيل كما تخرج نفس الحمار، وإن المؤمن ليعمل الخطيئة فيشدد بها عليه عند الموت لِيُكَفَّر بها، وإن الكافر ليعمل الحسنة، فيسهل عليه عند الموت ليجزى بها". قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 326): وفيه القاسم بن مطيّب وهو ضعيف. قلت: قال فيه ابن حِبان -في المجروحين (2/ 213) -: كان يخطئ كثيرًا فاستحق الترك. وانظر ترجمته في التهذيب (8/ 338)، والتقريب (452: 5496). لكن أخرجه وكيع في الزهد (1/ 317) موقوفًا. قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إن المؤمن ليعمل السيئة، فيشدد عليه بها عند موته ليكون بها، وإن الفاجر ليعمل الحسنة فيخفف بها عليه عند موته ليكون بها. وإسناده صحيح رجاله ثقات. وبالجملة فلم يصحّ من الحديث إلَّا التشديد على الميت عند الموت، موقوفًا عن ابن مسعود والله أعلم.
778 - وَبِهَذَا الإِسناد: إنَّ مَوْتَ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ (¬1) ¬
779 - [1] وَقَالَ (¬1) أَيْضًا: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيّة، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "مَوْتُ الْمُؤْمِنِ (¬2) عَرَقُ الْجَبِينِ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ [تَبْقَى (عَلَيْهِ) (¬3) خَطَايَا مِنْ خَطَايَاهُ يُجازى بِهَا] (¬4) عِنْدَ الْمَوْتِ، فَيَعْرقُ مِنْ ذَلِكَ جَبِينُهُ". [2] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يزيد بن زريع، حدثنا يونس مثله. ¬
779 - الحكم عليه: صحيح موقوف. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 112: ب مختصر)، وقال: موقوف صحيح.
تخريجه: أخرجه مسدد قال: حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا يونس، به. ولفظه: "موت المؤمن عرق الجبين، تبقى خطاياه، فيجازى بها عند الموت، فيعرق لذلك جبينه. وقد ورد مرفوعًا من حديث ابن مسعود. أخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 108: أ) - من طريق يزيد بن زريع، عن يونس بن عبيد، عن أبي معشر زياد بن كليب، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: المؤمن يموت بعرق الجبين. وسنده صحيح. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 325): رجاله ثقات، رجال الصحيح. وأخرجه البزار من وجه آخر عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود مرفوعًا -كما سيأتي برقم (780) -.
780 - وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْر (¬1)، حَدَّثَنَا (¬2) الْقَاسِمُ بْنُ مُطَيّب (¬3)، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "موت المؤمن بعرق الجبين". ¬
780 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، فيه القاسم بن مُطَيّب، وحجّاج بن نُصَير، وهما ضعيفان. والحديث أورده الهيثمي في كشف الأستار (1/ 370)، ومجمع الزوائد (2/ 325)، وأعقه في الأخير بالقاسم.
تخريجه: لم أجده (*). لكن ورد من حديث بُرَيْدة بن الحُصَيب رضي الله عنه أنه كان بخراسان فعاد أخًا له وهو مريض، فوجده بالموت، وإذا هو يعرق جبينه، فقال: الله أكبر، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: موت المؤمن بعرق الجبين. أخرجه أحمد (5/ 357: 360)، والسياق له، والنسائي (4/ 5: 1828)، والترمذي (2/ 204 عارضة)، وقال: حديث حسن، وابن ماجه (1/ 467: 1452)، وابن حِبان (5/ 6 الإحسان)، والحاكم في المستدرك (1/ 361)، والطيالسي في المسند (109: 808)، وهو صحيح. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (1/ 505: 610)، وأحكام الجنائز (35).= ¬
= وبالجملة فالحديث بلفظ "موت المؤمن بعرق الجبين" صح مرفوعًا من حديث بريدة السابق، وكذا من حديث ابن مسعود عند الطبراني -وما تقدَّم-، وصح موقوفًا على ابن مسعود عند ابن منيع ومسدّد -والله أعلم-.
781 - [1] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُم، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلي، عَنْ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ" (1). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابن المبارك، به. (1) هذا الحديث ليس في (ك).
781 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف فيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، ويحيى بن عبد الحميد وهما ضعيفان. والخديث أورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 112: أمختصر)، وأعله لعبد الرحمن الأفريقي.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده -كما قال الحافظ-، وابن المبارك في الزهد (ص 212)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 185)، والحاكم في المستدرك (4/ 419)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 120). وقال أبو نعيم: غريب. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد، وتعقبه الذهبي في التلخيص، بقوله: قلت: ابن زياد هو الأفريقي ضعيف. لكن أورده المنذري في الترغيب (4/ 335)، والهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 320) من رواية الطبراني في الكبير. وقال المنذري: إِسناد جيد. وقال الهيثمي: رجاله ثقات. قلت: مسند عبد الله بن عمرو من معجم الطبراني الكبير غير موجود لنراجعه هل=
= هو من طريق الأفريقي أم من غيره. لكن وقعت على طريق الطبراني، فقد أفاد المناوي في فيض القدير (3/ 234) أن القضاعي قد رواه في الشهاب عن طريق الطبراني فإِن كان كذلك، فسند القضاعي فيه الأفريقي، ويحيى الحِماني وهما ضعيفان -كما تقدَّم-. فقول الهيثمي: رجاله ثقات ليس بصواب كما علمت. وقد ورد الحديث من طريق جابر، وابن عمر. أما حديث جابر: فرواه الديلمي -كما في فردوس الأخبار (4/ 512) -، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 885) من طريق القاسم بن بهرام، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الموت تحفة المؤمن، والدرهم والدينار ربيع المنافق، وهما رادّان أهليهما إلى النار". وسنده ضعيف جدًا، قال ابن الجوزي في العلل: تفرد به القاسم بن بهرام، قال ابن حبان -في المجروحين (2/ 214) -: لا يجوز الاحتجاج به بحال. اهـ. 2 - وأما حديث ابن عمر مرفوعًا: تحفة المؤمن ثلاثة: الفقر والمرض والموت، فمن أحب الله أحبه، وكافأه الجنة". رواه الديلمي -كما في فردوس الأخبار (2/ 112) -، وقال العراقي في تخريج الإحياء (4/ 195): سنده ضعيف جدًا. وبالجملة، فالمتن لا يثبت بهذه الطرق لشدة ضعفها -والله أعلم-.
782 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ (¬1) بن أبي رواد، عن مروان بن سالم، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ، أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما من ميت يموت [و] (¬2) يقرأ عِنْدَهُ يس، إلَّا هَوَّنَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ". ¬
782 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف جدًا، فيه علتان: 1 - مروان بن سالم اتهم بالوضع. انظر: التقريب (526: 6570). 2 - شريح، عن أبي الدرداء مرسل، لم يسمع منه. انظر: جامع التحصيل (237). والحديث أورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 112: ب)، وعزاه للحارث، ولعله وهم، فلم يورده الهيثمي في بغية الباحث، رغم أنني فتشت عنه في مظانه فلم أجده.
تخريجه: أخرجه ابن مردويه في التفسير والديلمي في مسند الفردوس وابن أبي الدنيا -كما في الدر المنثور (7/ 38) -، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 188) من طريق مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عن شريح، عن أبي الدرداء مرفوعًا به. وفي الباب عن صفوان بن عمرو، عن المشيخة، وعن أبي ذر، وأصله في السنن من حديث معقل بن يسار. 1 - أما ما ورد عن صفوان بن عمرو قال: حدثني المشيخة أنهم حضروا غضيف بن الحارث الثمالي حين اشتد سَوْقُه، فقال: هل منكم أحد يقرأ (يس) قال: فقرأها صالح بن شريح السكوني، فلما بلغ أربعين منها قبض. قال: فكان المشيخة=
= يقولون: إذا قرئت عند الميت خفف عنه بها. قال صفوان: وقرأها عيسى بن المعتمر عند ابن معبد. فأخرجه أحمد في مسنده (4/ 105)، وابن سعد في الطبقات الكبرى (7/ 443)، وسنده صحيح إلى غضيف بن الحارث، رجاله ثقات غير المشيخة، فإنهم لم يسموا، منهم مجهولون، لكن جهالتهم تنجبر بكثرتهم. وانظر: إرواء الغليل (3/ 152). 2 - وأما ما ورد عن أبي ذر مرفوعًا، فلفظه: "ما من ميت يقرأ عنده يس إلَّا هون الله عليه". قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (2/ 104): أخرجه أبو الشيخ في فضائل القرآن. اهـ. وأورده السيوطي في الدر المنثور (7/ 38)، وعزاه لأبي الشيخ والديلمي. 3 - وأصله في السنن من حديث معقل بن يسار أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اقرؤوا (يس) على موتاكم". أخرجه أبو داود في السنن (3/ 489: 3121)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص 581)، وابن أبي شبة في المصنف (3/ 237)، وابن ماجه في السنن (1/ 466: 1448)، والحاكم في المستدرك (1/ 565)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 383)، والطيالسي في مسنده (ص 126). وأحمد في المسند (5/ 26، 27)، وابن حبان (الإحسان 5/ 3) من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان -وليس بالنهدي- عن أبيه، عن معقل بن يسار، به. وقال الحاكم: "أوقفه يحيى بن سعيد وغيره عن سليمان التيمي، والقول فيه قول ابن المبارك -فقد رواه موصولًا- إذ الزيادة من الثقة مقبولة، ووافقه الذهبي. قلت: لكنه معلول. قال ابن الملقّن في البدر المنبر (4/ 17: ب)، وابن حجر في التلخيص (2/ 104): وأعله ابن القطان بالاضطراب، وبالوقف، وبجهالة حال أبي عثمان وأبيه. اهـ.=
= قلت: أما الوقف فلا يعل به، فقد قدمنا كلام الحاكم. وأما الاضطراب فوجهه: أن بعض الرواة يقول: عن أبي عثمان، عن أبيه، عن معقل، وبعضهم يقول: عن أبي عثمان، عن معقل، ولا يقول عن أبيه. وأما الجهالة، فهي جهالة حال أبي عثمان، قال الذهبي في الميزان (4/ 550) في ترجمة أبي عثمان هذا: عن أبيه، عن معقل بن يسار بحديث (اقرءوا (يس) على موتاكم) لا يعرف أبوه ولا هو. قلت: فتناقض الذهبي في التلخيص؛ إذ وافق الحاكم على تصحيحه وعلى ذلك فنى الحديث ثلاث علل: 1 - جهالة أبي عثمان. 2 - جهالة أبيه. 3 - الاضطراب. قال ابن الملقن في البدر المنير (4/ 17: ب): [عن ابن العربي عن الدارقطني أنه قال: هذا حديث ضعيف الإِسناد، مجهول المتن، ولا يصح في الباب حديث]. وكذا قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (2/ 104)؛ وانظر: إرواء الغليل (3/ 150). وعلى ذلك، فالحديث لا يثبت -والله أعلم-.
2 - باب الأمر بالصبر
2 - بَابُ الْأَمْرِ بِالصَّبْرِ 783 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ (¬1)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى امْرَأَةٍ (¬2) بِالْبَقِيعِ جَاثِمَةٍ عَلَى قَبْرٍ تَبْكِي، فَقَالَ -َصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- (¬3): "يَا أَمَةَ اللَّهِ اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي". فَقَالَتْ (¬4): يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي أَنَا الْحَزْنَى الثَّكْلَى. فَقَالَ: "يَا أَمَةَ اللَّهِ اتَّقي اللَّهَ وَاصْبِرِي". فَقَالَتْ (¬5): يَا عَبْدَ اللَّهِ، قَدْ سَمِعْتُ (¬6) فَانْصَرِفْ عَنِّي. قَالَ: فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَوَقَفَ عَلَى الْمَرْأَةِ فَقَالَ لَهَا: مَا [قَالَ] (¬7) لَكِ الرَّجُلُ الذَّاهِبُ؟ قَالَتْ: قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَهَلْ عَرَفْتِيهِ (¬8)؟ قَالَتْ: لَا. قَالَ: فَذَاكَ (¬9) رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬10). فَوَثَبَتْ مُسْرِعَةً وَهِيَ تَقُولُ: أَنَا أَصْبِرُ، أَنَا أَصْبِرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ (¬11) رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى .. الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى". * هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، فإِن أَبَا عُبَيْدَةَ وَإِنْ كَانَ فِيهِ مَقَالٌ، فإِن لِلْأَصْلِ شَاهِدًا قَوِيًّا مِنْ حَدِيثِ [أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬12)]، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وغيره. ¬
783 - الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف، فيه أبو عبيدة الناجي، وهو ضعيف مضطرب الحديث. والحديث أورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 113: أمختصر)، وقال: سنده ضعيف، لضعف أبي عبد الله بكر بن الأسود.
تخريجه: روى البزار طرفًا منه من حديث أبي هريرة -كما في كشف الأستار (1/ 375) - من طريق أخرى. قال: حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا فهد بن حيان، حدثنا عمران، عن محمَّد، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: الصبر عند الصدمة الأولى. وفيه فهد بن حيان، قال في الجرح والتعديل (7/ 89): قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: منكر الحديث. لكن ورد نحو هذه القصة من حديث أنس، ويعقوب بن زيد مرسلًا، وورد مرفوعًا من حديث ابن عباس. أما حديث أنس فسياقه عند البخاري: مرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بامرأة تبكي عند قبر، فقال: "اتقي الله واصبري"، قالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي. ولم تعرفه. فقيل لها: إنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك،=
= فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى". أخرجه البخاري واللفظ له (3/ 148 فتح)، ومسلم (2/ 637: 926)، وأحمد (3/ 130، 143، 217)، وأبو داود (3/ 491)، والنسائي (1/ 215)، وعمل اليوم والليلة (578)، والترمذي (3/ 208 عارضة)، وابن ماجه (1/ 509: 1596)، والبيهقي في السنن (4/ 65)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 172). وقال الترمذي: حسن صحيح. وأما حديث يعقوب بن زيد مرسلًا، فلفظه: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ على امرأة تبكي، فكلمها فلم تلتفت إليه. فأُخبِرَت بَعْدُ أنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتته. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"إِنَّمَا الصبر عند الصدمة الأولى". أخرجه وكيع في الزهد (2/ 455) قال: عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زيد، به مرسلًا. وسنده ضعيف، موسى بن عبيدة قال في التقريب (552: 6989): ضعيف، ثم إن فيه إرسال يعقوب بن زيد. وحديث ابن عباس مرفوعًا: "الصبر عند أول صدمة" أخرجه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 376) -، قال: حدثنا محمَّد بن عمر بن واقد، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا به، وسنده ضعيف جدًا، محمَّد بن عمر بن واقد متروك. وحديثا ابن عباس، وأبي هريرة، رمز لهما السيوطي في الجامع الصغير -كما في فيض القدير (4/ 233) - بالصحة، وتبعه الألباني في صحيح الجامع (3/ 262)، وإنما ذلك للشواهد، وإلاَّ فالإسنادان ضعيفان. وبالجملة فحديث الباب حسن لغيره، فإِن أَبَا عُبَيْدَةَ وَإِنْ كَانَ فِيهِ مَقَالٌ، فإِن لِلْأَصْلِ شَاهِدًا قَوِيًّا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رضي الله عنه -كما تقدَّم-، قاله الحافظ ابن حجر هنا في المطالب.
3 - باب ثواب من مات له ولد
3 - بَابُ ثَوَابِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ (¬1) 784 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ شَيْبَةَ الْقُرَشِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنِ احْتَسَبَ ثَلَاثَةً مِنْ وَلَدِهِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رحمته إياهم". ¬
784 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف: شيبة القرشي لم أعرفه، ثم إن فيه راويًا مجهولًا.
تخريجه: لكن أصله في الصحيحين من حديث أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وقد ورد أيضًا بمعناه عن عدة من الصحابة وبيان ذلك باختصار كما يلي: 1 - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ولفظه: قال: قال النساء للنبي -صلى الله عليه وسلم-: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك، فوعدهن يومًا لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن فكان فيما قال لهن: ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلَّا كان لها حجابًا من النار، فقالت امرأة: واثنين؟ فقال: واثنين. رواه البخاري في كتاب العلم (1/ 195 فتح)، باب هل يجعل للنساء يومًا على حدة في العلم، وفي الجنائز (3/ 118 فتح)، باب فضل من مات له ولد فاحتسب،=
= وفي الاعتصام (13/ 292 فتح)، باب تعليم النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته من الرجال والنساء مما علمه الله ليس برأي ولا تمثيل. وأخرجه مسلم في البر والصلة (4/ 2028: 2633 - 152)، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه. وللحديث ألفاظ أخرى انظرها في جامع الأصول (9/ 588، 589). 2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلَّا تحِلّة القسم. أخرجه البخاري في كتاب الجنائز (3/ 118 فتح)، باب فضل من مات له ولد فاحتسب، وفي الأيمان (11/ 541 فتح)، باب قول الله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}. ومسلم في البر والصلة (4/ 2028: 2632 - 150)، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه، ومالك في الموطأ (ص 115)، والترمذي (4/ 281 عارضة)، والنسائي (4/ 25: 1876). وللحديث ألفاظ وروايات أخرى، انظرها في جامع الأصول (9/ 590، 591). 3 - حديث عبد الله بن مسعود، ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من قدم ثلاثة لم يبلغوا الحنث كانوا له حصنًا حصينًا،، قال أبو ذر: قدمت اثنين؟ قال: واثنين. فقال أُبي بن كعب سيد القراء: قدمت واحدًا؟ قال: وواحدًا، ولكن إنما ذلك عند الصدمة الأولى. أخرجه الترمذي (4/ 282 عارضة)، وابن ماجه (1/ 512: 1656)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 353)، من طريق أبي محمَّد مولى عمر بن الخطاب، عن أبي عبيدة بن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ به. وسنده ضعيف فيه علتان: أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه -كما في مراسيل ابن أبي حاتم (ص 256) -. وأبو محمَّد مولى عمر بن الخطاب مجهول، انظر: ميزان الاعتدال (4/ 570). وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.=
= وقال الألباني في ضعيف الجامع 5/ 232: 5766): ضعيف. 4 - حديث أنس بن مالك، ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنْث، إلَّا أدخله الله الجنة بفضل رحمته". أخرجه البخاري في الجنائز (3/ 118 فتح)، باب فضل من مات له ولد فاحتسب، وباب ما قيل في أولاد المسلمين (3/ 244 فتح)، والنسائي (4/ 24: 1873). 5 - حديث أبي ذر الغفاري، ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث، إلَّا غفر الله لهما بفضل رحمته إياهم. أخرجه النسائي (4/ 24: 1874)، وابن حبان في صحيحه -كما في الإحسان (4/ 260) -، وسنده صحيح. 6 - حديث أبي النضر السلمي، وَلَفْظُهُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم، إلَّا كانوا له جنة من النار، فقالت امرأة عند رسول الله: يا رسول الله: أو اثنان؟ قال: أو اثنان. أخرجه مالك في الموطأ (1/ 235 تنوير الحوالك)، بسند صحيح. 7 - حديث جابر، ولفظه: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة، قال: قلنا يا رسول الله واثنان؟ قال: واثنان. قال محمود: -يعني ابن لبيد- فقلت لجابر: أراكم لو قلتم واحدًا لقال واحدًا. قال: وأنا والله أظن ذلك. رواه أحمد (19/ 139 الفتح الرباني)، وابن حبان في صحيحه -كما في الإحسان (4/ 262) -، من طريق محمَّد بن إسحاق، حدثني محمَّد بن إبراهيم، عن محمود بن لبيد، عن جابر به. وسنده حسن، من أجل ابن إسحاق. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 7)، وقال: رجاله ثقات.=
= 8 - حديث معاذ بن جبل، ولفظه: ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة من الولد إلَّا أدخلهما الله الجنة، بفضل رحمته إياهما، فقالوا: يا رسول الله أو اثنان. فقال: أو اثنان. قالوا: أو واحد. قال: أو واحد. ثم قال: والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته. رواه أحمد (5/ 241)، والطبراني في الكبير (20/ 145)، من طريق يحيى بن الجابر، عن عبيد الله بن مسلم الحضرمي، عن معاذ به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 3): روى ابن ماجه منه - (1/ 513: 1609) - "إن السقط ... إلى آخره وفيه يحيى بن عبيد الله التيمي ولم أجد من وثقه ولا جرحه. قلت: له ترجمة في تهذيب التهذيب (11/ 238) فإِنه يحيى بن عبد الله الجابر بعينه -كما قال الحافظ ابن حجر-، وقال في التقريب (592: 7581): لين الحديث. 9 - حديث أم سليم ابنة ملحان -أم أنس بن مالك- ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ما من مسلمين يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إلَّا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته، قالها ثلاثًا. قلت: يا رسول الله واثنان. قال: واثنان". رواه أحمد (6/ 377، 431)، والطبراني في الكبير (25/ 126) من طريق عثمان بن حكيم، عن عمرو بن عاصم الأنصاري، قال: سمعت أم سليم به. وعمرو بن عاصم له ترجمة في تهذيب التهذيب (8/ 59)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. ولذلك قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 8): فيه عمرو بن عاصم الأنصاري ولم أجد من وثقه ولا جرحه، وبقية رجاله رجال الصحيح. 10 - حديث عتبة بن عبد السُّلَمي، ولفظه قال رسول الله: "ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلَّا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل".=
= أخرجه أحمد (4/ 183، 184)، وابن ماجه (1/ 512: 1604)، والطبراني في الكبير (17/ 125): عن حريز بن عثمان، عن شرحبيل بن شفعة، قال: لقيني عتبة بن عبد السلمي فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: ... فذكره. وسنده حسن، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 286): [هذا إِسناد فيه شرحبيل بن شفعة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو داود: وشيوخ جرير كلهم ثقات. قلت: وباقي رجال الإِسناد على شرط البخاري]. وكذا حسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (1/ 268: 1303). 11 - حديث عقبة بن عامر، ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله عز وجل، وجبت له الجنة". أخرجه أحمد في مسنده (4/ 144) من طريق ابن لهيعة، حدثنا أبو عشانة أنه سمع عقبة بن عامر، وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 300) من طريق عمرو بن الحارث، أن أبا عشانة المعافري حدثه به. وهو حديث صحيح. 12 - حديث عبد الرحمن بن بشير الأنصاري، ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث لم يرد النار إلَّا عابر سبيل، يعني الجواز على الصراط. رواه الطبراني في الكبير قال المنذري في الترغيب (3/ 77): إِسناده لا بأس به، وله شواهد كثيرة، وأورده ابن حجر في الفتح (3/ 124)، وسكت عنه. 13 - حديث أبي أمامة، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: قلت له: "حدثنا حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ليس فيه انتقاص ولا وهم، قال: سمعته يقول: من ولد له ثلاثة أولاد في الإِسلام، فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله الجنة برحمته إياهم، ومن أنفق زوجين في سبيل الله، فإِن للجنة ثمانية أبواب يدخله الله من أي باب شاء من الجنة".=
= رواه أحمد في مسنده (4/ 386)، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا الفرج، حدثنا لقمان، عن أبي أمامة به. وسنده ضعيف، الفرج هو ابن فضالة وهو ضعيف -كما تقدم في ترجمته في الحديث رقم (51) -، وتساهل المنذري في الترغيب (3/ 77) فحسنه. 14 - حديث حبيبة أنها كانت عند عائشة رضي الله عنها، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى دخل عليها فَقَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمَيْنَ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ من الولد لم يبلغوا الحنث إلَّا جيء بهم يوم القيامة حَتَّى يُوقَفُوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُمُ: ادخلوا الجنة. فيقولون: حتى تدخل آباؤنا، فيقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم". رواه الطبراني في الكبير (24/ 225)، قال: حدثنا موسى بن هارون، حدثنا حجاج بن يوسف الشاعر، حدثنا عبد الرزاق، قال: سمعت هشام بن حسان يحدث عن محمَّد بن سيرين، عن يزيد بن أبي بكرة قال: حدثتني حبيبة به. ورجاله ثقات غير يزيد لم أجد له ترجمة، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 7): ورجاله رجال الصحيح خلا يزيد بن أبي بكرة ولم أجد من ترجمة. وأخرجه الطبراني أيضًا (24/ 224) بلفظ آخر، قال: حدثنا محمَّد بن صالح بن الوليد النرسي، حدثنا محمَّد بن المثنى، وأبو حفص عمرو بن علي، قالا: حدثنا محمَّد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا أبان بن صمعة قال: سمعت محمَّد بن سيرين يقول: حدثتني حبيبة بنت أبي سفيان، قالت: كنت قاعدة في بيت عائشة فدخل النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَا من مسلمين يموت لهما ثلاثة أطفال لم يبلغوا الحنث إلَّا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم". وسنده حسن في الشواهد، أبان بن صمعة قال في التقريب (85: 138):=
= صدوق تغير آخرًا. ومحمد بن عبد الله الأنصاري قال في التقريب (487: 6011): صدوق. 15 - حديث أم مبشر، وسيأتي الكلام عليه مفصلًا في الحديث رقم (789). 16 - حديث عثمان بن أبي العاص وسيأتي الكلام عليه مفصلًا في الحديث رقم (792). 17 - حديث أبي بريدة، عن أبيه وسيأتي الكلام عليه مفصلًا في الحديث رقم (793).
785 - وقال أبو بكر: حدثنا أبو أسامة، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ (¬1) بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا القاسم، عن (¬2) أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ مُؤْمِنَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إلَّا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ تعالى [الجنة] (¬3) بفضل رحمته إياهما" (¬4). ¬
785 - الحكم عليه: هذا إِسناد رجاله ثقات، إلَّا أن أبا أسامة لم يسمع من عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ موسى بن هارون -كما في تهذيب التهذيب (6/ 298) - روى أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بن جابر، وكان ذلك وهمًا منه، هو لم يلق ابن جابر، وإنما لقى ابن تميم فظن أنه ابن جابر، وابن جابر ثقة وابن تميم ضعيف -كما في التقريب (353: 4040) -.وانظر: مزيد تفصيل وبيان لرواية أبي أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جابر. التهذيب (6/ 296).
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 353)، كتاب الجنائز، باب في ثواب الولد يقدِّمه الرجل بنفس الإِسناد والمتن. وسنده ضعيف -كما تقدِّم- لكن له شواهد ذكرتها في الحديث السابق رقم (774).
786 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، [عَنْ مُجَاهِدٍ] (¬1)، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "مَنْ قَدَّمَ مِنْ وَلَدِهِ ثَلَاثَةً (¬2) صَابِرًا مُحْتَسِبًا حَجَبُوهُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى مِنَ النَّارِ". * [هذا موقوف حسن] (¬3). ¬
786 - الحكم عليه: هذا إِسناد صحيح موقوف، وقد ادّعى قوم عدد سماع مجاهد من عائشة وهو قول مرفوض. انظر: جامع التحصيل (336). وقول الحافظ: حسن، فيه نظر، فرجاله كلهم ثقات. والأثر أورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 116: أمختصر)، وسكت عنه، ولا يخفى ما في ذلك -كما علمت-.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 353) في كتاب الجنائز، باب في ثواب الولد يقدمه الرجل، قال: حدثنا عباد بن عوام، عن موسى الجهني به. وأخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 112: أ) - مرفوعًا بنحوه، قال: حدثنا أحمد بن علي الأبار، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حدثنا أبو يحيى التيمي، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: فذكره، ولفظه: من قدَّم شيئًا من ولده صابرًا محتسبًا حجبوه بإذن الله من النار. وقال الطبراني: لم يروه عن موسى إلَّا أبو يحيى. قلت: هو إسماعيل بن إبراهيم التيمي، قال في التقريب (106: 421): ضعيف.
787 - وَقَالَ أَيْضًا: حَدَّثَنَا (¬1) مَسْلَمَةُ (¬2)، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ (¬3)، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلْأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ (¬4): "مَا الرَّقُوبُ فِيكُمْ". قَالُوا: [الَّذِي لَا وَلَدَ (¬5) لَهُ]. قَالَ: "لَيْسَ ذَاكُمْ بِالرَّقُوبِ، الرَّقُوبُ الَّذِي يَقْدِمُ عَلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ يُقَدِّمْ أَحَدًا مِنْ وَلَدِهِ". * [هَذَا مُرْسَلٌ قوي]. ¬
787 - الحكم عليه: هذا إِسناد حسن مرسل، مطرف بن عبد الله بن الشخير تابعي، روايته عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلة. ولذلك قال الحافظ ابن حجر: هذا مرسل قوي، وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 116: أ)، وعزاه لمسدد مرسلًا وقال: رجاله ثقات.
تخريجه: لم أجده، لكن له شواهد من حديث ابن مسعود وأنس بن مالك وأبي هريرة، أما حديث ابن مسعود فلفظه: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ما تعدون الرقوب فيكم، قال: قلنا: الذي لا يولد له، قال: ليس ذاك بالرقوب، ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئًا، قال: فما تعدون الصرعة فيكم؟ قال: قلنا: الذي لا يصرعه الرجال. قال: ليس بذلك ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب. أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب البر والصلة والآداب (4/ 2014: 2608)،=
= باب فضل من يملك نفسه عند الغضب، وأخرج أبو داود شطره الثاني المتعلق بالصرعة في كتاب الأدب من سننه (5/ 138: 4779)، وانظر: تحفة الأشراف (7/ 17)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 68)، والبخاري في الأدب المفرد (ص 65، 66). وأما حديث أنس بن مالك فسيأتي الكلام عليه تفصيلًا في رقم (778)، وحديث أبي هريرة سيأتي الكلام عليه أيضًا في رقم (780).
788 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ (¬1)، حَدَّثَنَا رُشَيْدٌ (¬2) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: وَقَفَ (¬3) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى مَجْلِسٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ [فَقَالَ: يَا بني سلمة] (¬4) ما الرقوب. فذكر مثله. ¬
788 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف لجهالة رشيد. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 116: أمختصر)، وسكت عليه. قلت: وفيه رشيد وقد علمت حاله.
تخريجه: أخرجه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 406) - من طريق قتادة، عن أنس به. ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: الَّذِي لَا وَلَدَ له، قال: بل هو الذي لا فرط له". قال البزار: لا نعلم رواه عن قتادة إلَّا همام ولا عنه إلَّا يعقوب. قلت: وسنده صحيح، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 12): ورجال البزار رجال الصحيح. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال (3/ 165: 1456)، وعزاه لأبي عوانة ويشهد له حديث مطرف السابق برقم (73)، وحديث أبي هريرة الآتي برقم (787).
789 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬1): حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ عَطَاءٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا (¬4) وَهِيَ تُطْبَخُ حَيْسًا (¬5)، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-:"مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ (¬6) لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ كَانُوا لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، واثنان. قال -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة". قُلْتُ (¬7): وَاثْنَانِ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ثَلَاثَةٌ" (¬8)، ثُمَّ سَكَتَ. ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اثْنَانِ (¬9) يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ .. اثْنَانِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ" (¬10). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. ¬
789 - [1] الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف، فيه محمد بن أبي ليلى وهو ضعيف، ثم إن فيه راويًا مجهولًا، وهو الراوي عن أم مبشر. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 116: أمختصر)، وقال: سنده ضعيف=
= لجهالة بعض رواته، وضعف بعضهم.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى -كما قال الحافظ ابن حجر هنا في المطالب - قال أبو يعلى: حدثنا أبو بكر به، وسنده ضعيف -كما علمت-، لكن ورد من طريق أخرى وهي الآتية برقم (779) [3]، وهي وإن كانت ضعيفة لكنها تتقوى بهذه الطريق.
[3] وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، [حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ مختصرًا] (¬1). ¬
789 - [3] الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، فيه المثنى بن الصباح وقد علمت حاله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 9)، وأعله بالمثنى.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 103)، قال: حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، عن المثنى بن الصباح به ... ولفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها: (يا أم مبشر من كان له ثلاثة أفراط من ولده أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم، وكانت أم مبشر تطبخ طبيخًا، فقالت: أو فرطان، فقال: أو فرطان. وسنده ضعيف، من أجل المثنى بن الصباح، لكنه يتقوى بطريق الباب السابقة برقم (779) [1]، فيكون الحديث حسنًا لغيره. ثم إن له شواهد كثيرة ذكرت بعضها في تخريج الحديث رقم (774)، والله الموفق.
790 - [1] [وَقَالَ (أَبُو بَكْرٍ) (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ". قَالُوا: الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا، بَلِ الَّذِي لَا فَرَطَ بِهِ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهَذَا] (¬2). [3] وَحَدَّثَنَا (¬3) أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حدثنا أبو خالد، به. ¬
790 - الحكم عليه: هذا إِسناد حسن أبو خالد الأحمر، صدوق يخطئ -كما قال ابن حجر في التقريب (250: 2547) -. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 116: أ)، وقال: رجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده -كما قال ابن حجر هنا في المطالب-، والبوصيري في الإِتحاف (1/ 116: أمختصر)، قال: حدثنا أبو بكر به. ورواه أيضًا أبو يعلى من وجه آخر فقال: حدثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ بِهِ، وأبو هشام الرفاعي ضعيف -كما في التقريب (514: 6402) -. ومن شواهده: حديث مطرف المرسل وقد تقدم برقم (73). وحديث ابن مسعود وقد تقدم في تخريج الحديث رقم (777) أيضًا، وحديث أنس وتقدم برقم (874).
791 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ (¬1)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا مَرِيضٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَشْفِيَ ابْنِي هَذَا، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هَلْ لكِ فَرَط". قَالَتْ: بَلْ فِي الإِسلام. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "جُنَّة حَصِينه، [جُنَّةٌ حَصِينَةٌ"] (¬2). * هَذَا إِسناد حَسَنٌ (¬3)، فإِن أَبَا عُبَيْدَةَ وَإِنْ كَانَ فِيهِ مَقَالٌ، لَكِنْ جَاءَ مِنْ وَجْهٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ¬
791 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف، فيه أبو عبيدة الناجي، وهو ضعيف، مضطرب الحديث. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 10)، وعزاه لأبي يعلى ثم أعلّه بأبي عبيدة. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 116: ب)، وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده، لكن يشهد له ما جاء من وجه آخر صَحِيحٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نحوه -كما قال الحافظ ابن حجر-. ولفظه: قال -أبو هريرة-: أتت امرأة النبي -صلى الله عليه وسلم- بصبي لها، فقالت: يا نبي الله، ادع الله له، فلقد دفنت ثلاثة، قال: دفنت ثلاثة؟ قالت: نعم. قال: "لقد احتظرت بحظار شديد من النار". أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2030: 2636): كتاب البر والصلة والأداب، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه، والنسائي=
= (4/ 26)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 67)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 352)، والبخاري في الأدب المفرد (63: 144). ويشهد له أيضًا حديث زهير بن علقمة نحوه إلَّا أن فيه: قالت: مات لي ابنان .. أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 314)، والبزار -كما في كشف الأستار (1/ 405) -، وسنده حسن، فيه عبيد الله بن إياد بن لقيط، قال الحافظ في التقريب (369: 4277): صدوق، ليّنه البزار وحده. وأورده المتقي الهندي في الكنز (3/ 166)، وعزاه للبغوي والبارودي وابن قانع.
792 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ (¬1)، عَنْ عُثْمَانَ (¬2) بْنِ أَبِي الْعَاصِ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَقَدِ اسَّتَجَنَّ (¬4) جُنّة حَصِينة مَنْ سَلَفَ (¬5) لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْأَوْلَادِ فِي الْإِسْلَامِ". ¬
792 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف، فيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، والقاسم بن محمد بن أبي شيبة وهما ضعيفان، ويزيد بن الحكم مجهول الحال، والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 6)، وأعله بعبد الرحمن فقط، وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 116: أمختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه البزار -كما في كشف الأستار 1/ 406) -، والطبراني في الكبير -كما في مجمع الزوائد (3/ 6) -، والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 273)، من طريق عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، عن عبد الرحمن بن إسحاق به. تحرّفت في المعرفة والتاريخ إلى عمرو، والصواب أنه عمر. انظر ترجمته في كتب الرجال مثل التهذيب (7/ 435)، والتقريب (411: 4880). ووقع في كشف الأستار: عمر بن حفص بن غياث، عن عبد الرحمن، والصواب ما أثبته -كما في المعرفة والتاريخ (3/ 37) -، وحتى يستقيم الإِسناد. قال البزار بعد أن ذكر الحديث: لا نعلمه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا اللفظ إلَّا بهذا الإِسناد، وعبد الرحمن كوفي يقال له: أبو شيبة، حدث عنه مروان بن معاوية=
= ومحمد بن فضيل والقاسم بن مالك وعبد الواحد بن زياد وحفصر وغيرهم، وليس حديثه حديث حافظ. قلت: هو ضعيف -كما في ترجمته في التهذيب (6/ 136) -، فالإسناد ضعيف، ويزيد بن الحكم مجهول الحال. لكن للحديث شواهد كثيرة تقدم ذكر بعضها في تخريج الحديث رقم (774)، وعليه فالمتن ثابت، والله الموفق سبحانه.
793 - وقال أبو يعلى: حدثنا أبو هشام الرفاعي، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثنا (¬1) بَشِيرُ بْنُ المهاجر، عن أبي بُرَيْدَةَ (¬2) [عَنْ أَبِيهِ] (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَعَهَّدُ الْأَنْصَارَ وَيَعُودُهُمْ وَيَسْأَلُ عَنْهُمْ، فَبَلَغَنَا أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ مَاتَ لَهَا ابْنٌ فَجَزِعَتْ عَلَيْهِ، فَأَتَاهَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَهَا بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى وَالصَّبْرِ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ رَقُوبَةٌ (¬4)، لَا أَلِدُ، وَلَمْ يَكُنْ لِي وَلَدٌ غَيْرَهُ. فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الرَّقُوبُ (¬5) الَّتِي يَبْقَى (¬6) وَلَدُهَا". ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"مَا مِنِ امرىء مُسْلِمٍ وَلَا مُسْلِمَةٍ، يَمُوتُ لَهَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، إلَّا يُدْخِلُهُمَا (¬7) الْجَنَّةَ". فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي أَنْتَ (¬8) يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاثْنَانِ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَاثْنَانِ". ¬
793 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف، أبو هشام الرفاعي ضعف، لكن تابعه أحمد بن عثمان شيخ البزار وورد من وجه آخر -كما سيأتي في التخريج-. والحديث أورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 116: ب)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 405) - بنحوه. قال: حدثنا=
= أحمد بن عثمان، حدثنا جعفر بن عون، عن بشير بن المهاجر به. ولفظه: عن بريدة، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فبلغه أن امرأة من الأنصار مات ابن لها، فجزعت عليه، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه أصحابه، فلما بلغ باب المرأة قيل للمرأة: إن نبي الله يريد أن يدخل يعزيها، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: أما إنه قد بلغني أنك جزعت على ابنك. فقالت: يا نبي الله! ما لي لا أجزع وأنا رقوب لا يعيش لي ولد، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنما الرقوب الذي يعيش ولدها، إنه لا يموت لامرأة مسلمة أو أمرىء مسلم نسمة، أو قال: ثلاثة من ولده، فيحتسبهم إلَّا وجبت له الجنة، فقال عمر: وهو عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بأبي وأمي واثنين؟ فقال نبي الله: "واثنين". وسنده حسن من أجل بشير بن المهاجر، فهو صدوق فيه لين -كما في التقريب (125/ 723) -، أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 8)، وعزاه للبزار وقال: رجاله رجال الصحيح. وقد أخرجه الحاكم في مستدركه (1/ 384) من طريق واصل بن عبد الأعلى، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا بشير بن المهاجر به. ولفظه مثل لفظ الباب. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي في التلخيص. قلت: وسنده حسن، من أجل بشير، ففي حفظه ضعف -كما تقدم-، وكذا حسن هذا السند العلامة الألباني في أحكام الجنائز (165)، وصحح الحديث في صحيح الجامع (3/ 189: 3549)، وذلك بشواهده ومتابعاته. والحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير وعزاه لابن أبي الدنيا عن بريدة ورمز له بالصحة -كما في فيض القدير (4/ 57) -.
794 - وبهذا الإِسناد: [و] (¬1) كان رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُجَالِسُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ خُمَاسِيٌّ، فَمَاتَ، فَجَزِعَ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَسُرُّكَ (¬2) أَنْ لَا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إلَّا وَجَدْتَهُ يَدْعُوكَ إِلَيْهِ. قال: نعم. قال -صلى الله عليه وسلم-: فهو كما أقول لك. ¬
794 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، فيه أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي، وهو ضعيف. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 116: ب مختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده، لكنه ورد من حديث قرة بن إياس المزني رضي الله عنه. أخرجه أحمد (5/ 34) واللفظ له، والنسائي باختصار (4/ 23: 1870)، والحاكم في المستدرك (1/ 384)، وصححه ووافقه الذهبي، وكذا رواه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 59)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 354)، وابن حبان (الإحسان 4: 262) كلهم من طريق شيبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه به. ولفظه عند أحمد: أن رجلًا كان يأتي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَمَعَهُ ابْنٌ له، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أتحبه؟ فقال: يا رسول الله، أحبك الله كما أحبه، ففقده النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَا فعل ابن فلان، قالوا: يا رسول الله مات. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبيه: أما تحب أَنْ لَا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إلَّا وجدته ينتظرك. فقال الرجل يا رسول الله: أله خاصة أو لكلنا؟ قال: بل لكلكلم.=
= ولفظ النسائي: إن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه ابن له، فقال له: أتحبه. فقال: أحبك الله كما أحبه، فمات، ففقده، فسأل عنه، فقال: ما يَسُرُّكَ أَنْ لَا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الجنة إلَّا وجدته عنده يسعى يفتح لك. وسنده صحيح، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 10)، وقال: رجاله رجال الصحيح. وبالجملة فحديث الباب صحيح بهذا الشاهد.
4 - باب الموت يوم الجمعة
4 - بَابُ الْمَوْتِ (¬1) يَوْمَ الْجُمُعَةِ 795 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (¬2)، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ (¬3)، عَنْ وَاقِدِ بْنِ سَلَامَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ (¬4)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وُقِيَ عَذَابَ الْقَبْرِ". ¬
795 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف، مسلسل بثلاثة ضعفاء، عبد الله بن جعفر، وشيخه، وشيخ شيخه كلهم ضعفاء وذكره كل من الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 319)، والبوصيري في الإِتحاف (1/ 113: أ)، وأعلاه بيزيد الرقاشي، وضعفه الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 253).
تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 2554) عن أبي يعلى به، وسنده ضعيف=
= -كما علمت-، لكنه يتقوى بالشواهد، فقد ورد مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص، وجابر بن عبد الله، وعمر بن الخطاب، وإياس بن بكير مرفرعًا، وعن عطاء مرسلًا. 1 - أما حديث عبد الله بن عمرو، فأخرجه أحمد في مسنده (2/ 220) من طريق بقية بن الوليد، حدثني معاوية بن سعيد التجيبي سمعت أبا قبيل يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقي فتنة القبر". وبقية مدلس، لكنه صرح بالتحديث هنا، فأمن تدليسه، لكن فيه معاوية ابن سعيد التجيبي -بضم التاء وكسر الجيم- قال الحافظ في التقريب (537: 6757): مقبول، يعني إذا توبع. وأخرجه أحمد في مسنده (6/ 7 الفتح الرباني)، والترمذي في سننه (2/ 268 عارضة) من طريق هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا به. ولفظه: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلَّا وقاه الله فتنة القبر. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وليس إِسناده بمتصل ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعًا من عبد الله بن عمرو. قلت: وقد ضعفه الحافظ في الفتح (3/ 253)، وكذا المباركفررى في تحفة الأحوذي (4/ 188)، قال العراقي -كما في إتحاف السادة المتقين (3/ 217) -: ووصله الترمذي الحكيم في النوادر بزيادة عياض بن عقبة الفهري بينهما، وقيل لم يسمع عياض أيضًا من عبد الله بن عمر، وبينهما رجل من الصدف. قال الزبيدى في شرحه على إحياء علوم الدين (3/ 217): ووجد بخط=
= الحافظ ابن حجر في طرة الكتاب ما نصه: الرواية التي فيها رجل من الصدف رواها حميد بن زنجويه في الترغيب له من طريق ربيعة بن سيف، عن عبد بن مجدم، عن رجل من الصدف، عن عبد الله بن عمرو، ورجح الخطيب هذا الطريق. 2 - وأما حديث جابر بن عبد الله: فأخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 155) قال: حدثنا عبد الرحمن بن العباس الوراق، حدثنا أحمد بن داود السجستاني، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا عمر بن موسى بن الوجيه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فذكره. ولفظه: من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة أُجِير من عذاب القبر، وجاء يوم القيامة وعليه طابع الشهداء. قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث جابر ومحمد، تفرد به عمر بن موسى، وهو مدلس فيه لين. قلت: بل قال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: هو ممن يضع الحديث متنًا وإسنادًا. انظر: ترجمته في الميزان (3/ 224). وعلى ذلك، فالإسناد ضعيف جدًا على أقل الأحوال، لا يصلح في المتابعات والشواهد. 3 - وأما حديث عمر بن الخطاب، فقال الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (3/ 217): أخرجه الشيرازي في الألقاب، ولفظه: من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة عوفي من عذاب القبر وجرى له عمله. 4 - وأخرج حميد بن زنجويه في الترغيب -كما في تحفة الأحوذي (4/ 88) -: عن إياس بن بكير أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من مات يوم الجمعة كتب له أجر شهيد، ووقي فتنة القبر. 5 - وأخرج حميد أيضًا في ترغيبه من طريق ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ مسلم أو مسلمة يموت في يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلَّا وقي=
= عذاب القبر، وفتنة القبر، ولقي الله، ولا حساب عليه، وجاء يوم القيامة ومعه شهود يشهدون له أو طابع. وسنده مرسل، أو معضل. وبالجملة، فطرق هذا الحديث ومتابعاته وشواهده كلها لا تخلو من مقال، لكن بمجموعها يكون الحديث حسنًا، أو صحيحًا لغيره، ولذلك رمز له السيوطي في الجامع الصغير بالحسن -كما في فيض القدير (5/ 499) -، وتابعه الألباني في صحيح الجامع (5/ 181: 5649)، وأحكام الجنائز (ص 35).
5 - باب غسل الميت
5 - بَابُ غُسْلِ الْمَيِّتِ 796 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثنا الْمُعْتَمِرُ (¬1)، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيِّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا وَكَتَمَ عَلَيْهِ طَهَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ذُنُوبِهِ، فإِن (¬2) كَفَّنَهُ كَسَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ من السندس. ¬
786 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف، لجهالة أبي عبد الله، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 21)، وقال: فيه أبو عبد الله الشامي. روى عن أبي خالد، ولم أجد من ترجمه. وأورده البوصيري في الاتحاف (1/ 177/ أمختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 337: 8078) من نفس هذه الطريق. والسند ضعيف -كما تقدم لجهالة أبي عبد الله الشامي-. لكن أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 337: 8077) من طريق أخرى فقال: حدثنا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي، حدثنا عبد الملك بن مروان الحذاء،=
= حدثنا سليم بن أخضر، حدثنا سعيد بن الخمس، عن أبي غالب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: من غسل ميتًا فستره، ستره الله من الذنوب، ومن كفّنه كساه الله من السندس. ورجاله ثقات غير شيخ الطبراني لم أجد له ترجمة. وللمتن شواهد من حديث علي بن أبي طالب، وجابر، وعائشة، وأبي رافع مرفوعًا، ومعاوية بن خديج، ومعاذ بن جبل موقوفًا. 1 - أما حديث علي بن أبي طالب: فأخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 169: 1462)، وابن حبان في المجروحين (2/ 169) في ترجمة عباد، والخطيب في تاريخ بعداد (8/ 457)، وابن الجوزي في العلل (2/ 414) من طريق عبد الرحمن المحاربي، حدثنا عباد بن كثير بن عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فذكره، ولفظه: "من غسل ميتًا وكفّنه وحنطه وحمله وصلى عليه، ولم يفش عليه ما رأى، خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه". وسنده ضعيف جدًا، فيه عمرو بن خالد القرشي، قال الحافظ في التقريب (421: 502) متروك، ورماه وكيع بالكذب، وفيه أيضًا عباد بن كثير: قال الحافظ في التقريب (290: 3139): متروك. قال أحمد: روى أحاديث كذب، وذكره البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 261)، وقال: هذا إِسناد ضعيف، فيه عمرو بن خالد، كذبه أحمد وابن معين. قلت: وعليه فهو ضعيف جدًا -كما تقدَّم آنفًا-. 2 - وأما حديث جابر: فأخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 114 /أ) - قال: حدثنا هاشم بن مرثد، حدثنا المعافى بن سليمان، حدثنا موسى بن أعين، عن الخليل بن مرة، عن إسماعيل بن إبراهيم، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-، فذكره. ولفظه: "من حفر قبرًا بني الله له بيتًا في الجنة، ومن غسل ميتًا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ=
= كيوم ولدته أمه، ومن كفن ميتًا كساه الله من حلل الجنة، ومن عزى حزينًا ألبسه الله التقوى، وصلى على روحه في الأرواح، ومن عزى مصابًا كساه الله حلتين من حلل الجنة، لا تقوم لهما الدنيا، ومن أَتبع جنازة حتى يقضي دفنها كتب له ثلاثة قراريط، القيراط منها أعظم من جبال أُحُد، ومن كفل يتيمًا أو أرملة أظله الله في ظله وأدخله الجنة. قال الطبراني: لا يروى عن جابر إلا بهذا الإِسناد. قلت: وفيه الخليل بن مرة الضبعي البصري قال في التقريب (196: 1757): ضعيف. وكذا ضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 21). 3 - وأما حديث عائشة: فأخرجه أحمد في مسنده (7/ 153 - الفتح الرباني)، والطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 114/ أ) -، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 396) من طريق جابر الجعفي، عن الشعبي، عن يحيى بن الجزار، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- ... فذكره، ولفظه: "من غسل ميتًا، فأدى فيه الأمانة، يعني ستر ما يكون منه عند ذلك كان من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، قالت: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لِيَلِه من كان أعلم فإِن كان لا يعلم فرجل ممن ترون أن عنده ورع وأمانة". وسنده ضعيف، جابر الجعفي قال في التقريب (137: 878): ضعيف. وقال الذهبي في المهذب (3/ 373): هذا حديث منكر سمعه إبراهيم بن الحجاج من سلام، وجابر الجعفي واه، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 21): فيه جابر الجعفي، وفيه كلام كثير. 4 - وأما حديث أبي رافع: فأخرجه الحاكم في مستدركه (1/ 354، 362)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 395)، وفي المعرفة (2/ ق 8). ولفظه: من غسل مسلمًا فكتم عليه غفر له الله أربعين مرة، ومن حفر له فأجنّه أجري عليه كأجر مسكن أسكنه إياه إلى يوم القيامة، ومن كفّنه كساه الله يوم القيامة من سندس واستبرق الجنة، وسنده صحيح.=
= وقال الحاكم: صحيح، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 21): ورجاله رجال الصحيح، وقال الذهبي في المهذب اختصار السنن (3/ 373): إِسناده جيد. ورواه الطبراني في الكبير -كما في مجمع الزوائد (3/ 21) -، والترغيب للمنذري 4/ 338) نحوه، ولفظه: "من غسل ميتًا فكتم عليه، غفر الله له أربعين كبيرة، ومن حفر لأخيه قبرًا حتى يجنه فكأنما أسكنه مسكنًا حتى يبعث". قال المنذري: رواته محتج بهم في الصحيح، وتبعه الهيثمي، قال ابن حجر في الدراية (ص 140): إِسناده قوي. 5 - وأما أثر معاوية بن خديج: فأخرجه أحمد في مسنده (6/ 401)، والبخارى في التاريخ الكبير (3/ 275) موقوفًا. ولفظه: "من غسل ميتًا، وكفّنه، وتبعه، وولي جنبه، رجع مغفورًا له". وسنده ضعيف، فيه صالح بن حجير. قال الخيثمي في مجمع الزوائد (3/ 21): مجهول. وذكره ابن حجر في تعجيل المنفعة (ص 180)، وذكر له هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. 6 - وأمّا أثر معاذ بن جبل، فأخرجه ابن أبي شيْبة في المصنف (3/ 270) قال: حَدثنا عبد الرحيم، عن لَيث، عن عبد الكريم، عن معاذ بن جبل قال: "من غسّل ميتًا فأدّى فيه الأمانة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه". وأخرجه عبد الرزّاق في المُصنّف (3/ 404) من طريق ليث، عن رجل، عن معاذ به. وبالجملة: فالحديث جميع أسانيده لا تخلو من ضعف، فما كان الضعف فيها يسيرًا تقوّت وارتفع بمجموعها الحديث إلى الحسن، والله أعلم.
797 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ الْغُسْلِ مِنْ غُسْلِ الْمَيِّتِ. فقال: لقد نجَّستم صاحبكم إذًا (¬1). ¬
797 - [1] الحكم عليه: هذا إِسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، إلا أن ابن جريج مدلس، وقد عنعن هنا، وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 117/ أ)، وسكت عنه.
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 405) قال: عن ابن جريج، عن عطاء قال: سئل ابن عباس: أعلى من غسّل ميتًا غسل؟ قال: لا، قد إذن نجّسوا صاحبهم ولكن وضوء. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 267) بنحوه، قال: حدثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس قال: لا ينجس ميتكم يعني ليس عليه غسل. وفيه عنعنة عبد الملك -كما تقدِّم-، وفي رواية بنفس إِسناد الباب: يكفي منه الوضوء -كما سيأتي-. وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 386)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 306، 3/ 398) من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ليس عليكم في غسل ميتكم غسل إذا غسلتموه، إن ميتكم لمؤمن طاهر وليس بنجس فحسبكم أن تغسلوا أيديكم. قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. وروي مرفوعًا ولا يصح: أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 386)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 306) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عبد الله، حدثنا=
= خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، عن عمرو بن بي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا. وصححه الحاكم على شرط البخاري ووافقه الذهبي في تلخيصه، وقال البيهقي: هذا ضعيف والحمل فيه على أبي شيبة -كما أظن-. اهـ. وتعقبه الذهبي في تهذيبه لسننه (1/ 304) فقال: قلت بل هو -يعني أبا شيبة- ثقة، لكن هذا من مناكير خالد، فإِنه يأتي بأشياء منكرة مع أنه شيخ محتج به في الصحيح، وفيه ابن عقدة الحافظ مجروح. اهـ. وأخرجه سعيد بن منصور -كما في الفتح (3/ 127) -، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 2687)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 306) من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس قال: لا تنجسوا موتاكم، فإِن المؤمن ليس بنجس حيًا ولا ميتًا، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وكذا صححه ابن حجر في الفتح. وورد من نفس هذه الطريق مرفوعًا أخرجه الدارقطني (2/ 70)، والبيهقي (1/ 306)، ورجح البيهقي الوقف. وبالجملة فسند الباب وإن كان فيه عنعنة عبد الملك، لكن متنه صحيح لمجيئه من طرق أخرى عن ابن عباس -كما تقدَّم-. وقد ورد مرفوعًا. انظر التلخيص (1/ 137). وأصله في البخاري تعليقًا (الفتح 3/ 125). قال البخاري: وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "المسلم لا ينجس حيًا أو ميتًا"، ثم ذكر الحافظ في الفتح الطرق التي ذكرتها آنفًا، وانظر تغليق التعليق (2/ 460)، والله أعلم.
[2] وَحَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬2)، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: يكفي منه الوضوء. ¬
[2] الحكم عليه: رجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة ابن جريج.
تخريجه: أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 305) من طريق ابن جريج، عن عطاء، قال: سئل ابن عباس: هل على من غسّل ميتًا غُسْل فقال: أنجَّستم صاحبكم، يكفي منه الوضوء. وفيه عنعنة ابن جريج -كما علمت آنفًا-، وتقدم بيان شيء من طرقه في الطريق المتقدمة.
798 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ لَا يَرَى عَلَى الَّذِي يُغسِّل الْمَيِّتَ غسلًا.
798 - الحكم عليه: حسن من أجل عبد الواحد بن غياث، فهو صدوق. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 117/ أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى، وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده.
799 - الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ (¬2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عباس رضي الله عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: وَمَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا وَأَدَّى الْأَمَانَةَ فِيهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنْهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِهَا مِائَةُ دَرَجَةٍ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَكَيْفَ يُؤَدِّي الأمانة فيه يا رسول الله، قال في: يَسْتُرُ عَوْرَتَهُ وَيَكْتُمُ شَيْنَهُ، فإِن هُوَ لَمْ يَكْتُمْ شَيْنَهُ وَلَمْ يَسْتُرْ عَوْرَتَهُ أَبْدَى اللَّهُ تعالى عورته على رؤوس الخلائق (¬3). ¬
800 - [1] وَقَالَ (¬1) إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا هِشَامٌ عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أبي بكر أنها قالت: إذا من فاغسلوني وَكَفِّنُونِي وَحَنِّطُونِي وَأَجْمِرُونِي وَلَا تَذُرُّوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا وَلَا تَتْبَعُونِي بِمِجْمَرٍ. [2] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ أَنَّهَا أَمَرَتْ أَنْ تُبَخَّرَ ثِيَابُهَا عَلَى مُجْمَرَةٍ وَلَا تُتْبَعَ بِمُجْمَرٍ، وَأَوْصَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ: لَا تَجْعَلُوا عَلَى نَعْشِي حَنُوطًا. ¬
800 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق (5/ 137: 2257) به. قال البوصيري: إِسناده قوي. وقال الزيلعي في نصب الراية (2/ 264) عن إِسناد عبد الرزاق: وهذا سند صحيح. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 417): عن معمر أو ابن جريج -الشك من أبي سعيد-، عن هشام عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ لأهلها: أجمروا ثيابي إذا أنا مت ثم كفنوني ثم حنطوني ولا تذروا على كفني حناطًا. وأخرجه في (3/ 550)، ولفظه: أوصت أسماء أن لا يذر على ثوب نعشها حنوط. وقال ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 265): حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام، عن فاطمة، عن أسماء أنها قالت عند موتها: إذا أنا من فاغسلوني وكفنوني وأجمروا ثيابي. وقال مالك في كتاب الجنائز (باب النهي عن أن تتبع الجنازة بنار) عن هشام بن=
= عروة عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ لأهلها: اجمروا ثيابي إذا مت ثم حنطوني ولا تذروا على كفني حناطًا ولا تتبعوني بنار. ورواه البيهقي (3/ 405) من طريق مالك عن هشام، عن أبيه، عن أسماء. (سعد).
6 - باب الكفن
6 - بَابُ الْكَفَنِ 801 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي نَصْر، عَنْ عُبَادة بْنِ نُسَيّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: خَيْر الكَفَن الحلة" (¬1). * مرسل. ¬
801 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف من وجهين. 1 - حاتم بن أبي نَصْر مجهول. 2 - الانقطاع؛ عبادة بن نُسَىّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 117 ب)، وقال: رواه ابن أبي عمر مرسلًا وفي سنده حاتم بن أبي نصر، قال ابن القطان والذهبي مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات. وباقي رجال الإِسناد ثقات.
تخريجه: لم أجده، لكن روي من هذه الطريق موصولًا، أخرجه ابن ماجه في سننه، في كتاب الجنائز، باب ما جاء فيما يستحب من الكفن (1/ 473: 1473) قال: حَدثنا=
= يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أنبأنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي نصر، عن عُبادة بن نُسَيّ، عن أبيه، عَنْ عُبادة بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. ولفظه مثل لفظ الباب، وسنده ضعيف، فيه نُسَيّ، قال الحافظ في التقريب (560/ 7108) مجهول، وكذا فيه حاتم وهو مجهول -كما تقدَّم-. وأخرجه أبو داود في سننه، في كتاب الجنائز، باب كراهية المغالاة في الكفن (3/ 509: 3156)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 403) من نفس هذه الطريق، وبنفس اللفظ زاد في آخره: "وخير الأضحية الكبش الأقرن". وسنده ضعيف -كما تقدَّم-. وورد المتن من حديث أبي أمامة: أخرجه الترمذي في سننه (3/ 36 عارضة)، وابن ماجه في السنن أيضًا (2/ 1046: 3130) من طريق عُفَيْر بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ سُلَيم بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وسلم .. فذكره. ولفظه: "خير الأضحية الكبش، وخير الكفن الحلة". وقال الترمذي: حديث غريب. قلت: وسنده ضعيف جدًا، فيه عُفَير بن معدان، قال أبو حاتم -كما في الجرح والتعديل (7/ 36) -: هو ضعيف الحديث، يُكثِر الرواية عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمناكير بما لا أصل له، لا يشتغل بروايته. قلت: فالسند شديد الضعف، لا يصلح، لأن يكون شاهدًا للباب، وعلى ذلك فالحديث ضعيف مرسلًا وموصولًا.
802 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدّثنا [عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى] (¬1)، حَدَّثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ كُفِّن حَمْزَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي نَمِرَة، إِذَا خُمِّر رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا خُمِّرَ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة بهذا (¬2). ¬
802 - الحكم عليه: هذا إِسناد حسن من أجل الكلام في أسامة بن زيد. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 24) بلفظ أتم وعزاه لأبي يعلى وقال: رجاله رجال الصحيح. وأورد البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 117: ب)، وقال: رجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده -كما قال الحافظ ابن حجر-، وكذا عزاه له الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 24)، والبوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 117: ب). قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة، ولفظه -كما في مجمع الزوائد (3/ 24) -: (لما كان يوم أُحُد مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بحمزة، وقد جدع أنفه، ومثل به، فقال: "لولا أن تجد صفية في نفسها تركته حتى يحشره الله من بطون السباع والطير"، فكفن فِي نَمِرَةٍ، إِذَا خُمِّرَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وإذا خمرت رجلاه بدا رأسه، فخمروا رأسه، ولم يصل على أحد من الشهداء، وقال: "أنا شهيد عليكم اليوم"، وكان يجمع الثلاثة في قبر، ويسأل: "أيّهم كان أكثر قرآنًا"، فيقدّمه في اللحد، ويكفن الرجلين والثلاثة في ثوب واحد). وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 365، 2/ 120، 3/ 196)، والطبراني في=
= المعجم الكبير (3/ 144: 2939) من طريق أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ به. ولفظه مثل لفظ أبي يعلى. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، والألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 28). وانظر فيها مزيدًا من الإيضاح. وأخرج أبو داود في سننه (3/ 498: 3136) بعضه من غير ذكر الكفن من طريق أسامة، عن الزهري، عن أنس به، ولفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر على حمزة، وقد مُثِّل به فقال: "لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية، حتى يُحْشر من بطونها" وقلّت الثياب، وكَثُرت القتلى، فكان الرجلان والثلاثة يكفنون في الثوب الواحد. وزاد في رواية أخرى: ثم يدفنون في قبر واحد، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسأل: "أيهم أكثر قرآنًا"؟ فيقدمه إلى القبلة. وانظر مزيدًا من الكلام على بعض طرقه: البدر المنير (4/ 28: ب)، ونصب الراية (2/ 309). ولحديث الباب شاهد من حديث أبي أُسَيد الساعدي، وحديث ابن عباس. أمّا حديث أبي أُسَيْد الساعدي فلفظه: عن أبي أُسَيد الساعدي قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- على قبر حمزة، فجعلوا يجرون النمرة على وجهه فتنكشف قدماه، ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه فقال -صلى الله عليه وسلم-: "اجعلوها على وجهه، واجعلو على قدميه من هذا الشجر". أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 260)، والمسند -كما في الإِتحاف (1/ 117: ب مختصر) -، والطبراني في المعجم الكبير (19/ 265) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ، مولى أسيد، عن أبي أُسَيد قال فذكره نحوه. قال البوصيري في الإِتحاف (1/ 117: ب مختصر): وسنده ضعيف، لضعف محمد بن صالح الهمداني. قلت: وفيه يزيد بن زيد المدني، قال الدارقطني:. مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 540) كذا في اللسان (6/ 287).=
= وعليه فهو ضعيف، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 303)، وقال: إِسناده حسن. وذكره في "المجمع أيضًا (6/ 122)، وقال: رجاله ثقات، قلت: وهذا من تساهله وأوهامه. فليسوا بثقات -كما علمت آنفًا-. وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما فلفظه: قال: لَمَّا قتل حمزة بن عبد المطلب كانت عليه نمرة فكان عَلِيّ هو الذي أدخله قبره، فكان إذا غَطّى بها رأسه خرجت قدماه، وإذا غطّى قدميه خرجت رأسه فسأل عن ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأمره أن يغطِّي رأسه، وأن يأخذ شجرًا من هذا العلجان فيجعله على رجليه. رواه الطبراني في معجمه الكبير (11/ 395: 12107) من رواية أبي شيبة، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: فذكره، وأبو شيبة قال الحافظ في التقريب (92: 215): متروك الحديث، لكن قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 24): رواه الطبراني في الكبير من رواية أيوب، عن الحكم بن عتيبة، وأيوب لم أعرف من هو، وبقية رجاله ثقات. والله أعلم. وأخرج عبد الرزاق في المصنف (3/ 427) قال: عن معمر، عن هشام بن عروة قال: كُفِّن حمزة في ثوب واحد، قال عبد الرزاق قال معمر: وبلغني أنه كان إذا خُمِّر رأسه انكشفت رجلاه، وإذا خمرت رجلاه أنكشف رأسه.
853 - حَدَّثَنَا (1) سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن الْفَضْلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُفِّن رَسُولُ الله في ثوبين أبيضين سحرليَّين (2). (1) في (ك): "وقال أبو يعلى". (2) ما أثبته من (سد) و (ك)؛ وفي الأصل و (حس): "سحولين"؟ وفي (عم): "بيضين سحوليتين"
803 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف جدًا، مسلسل بأربع علل: 1 - ضعف عثمان بن عطاء. 2 - جهالة يحيى بن أبي الهيثم. 3 - سليمان الشاذكوني متهم بالوضع. 4 - الانقطاع بين عطاء الخراساني وابن عباس، فإِنه لم يدركه. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 118: مخئصر)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 2601)، وابن حبان في صحيحه "الإحسان (5/ 16) - من طريق يعقوب بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن الفضل بن عباس به. وسنده ضعيف، فيه يعقوب بن عطاء، قال في التقريب (608: 7826): ضعيف، ثم إنه منقطع بين عطاء وابن عباس، وذكره ابن الملقب في البدر المنير (4/ 22: أ)، وقال: سنده ضعيف، بعقوب ضعَّفوه. اهـ. إنه مخالف لما ورد في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كفن رسول الله: في ثلاثة أثواب يمانية، بيض، سحولية، من كُرْسُف ليس فيها قميص ولا عمامة.=
= أخرجه البخاري في الصحيح (3/ 135 فتح) كتاب الجنائز، باب الثياب البيض للكفن، ومسلم (2/ 649: 941) كتاب الجنائز، باب في كفن الميت. وقد وردت عدة روايات في بيان ما كُفِّن فيه عليه الصلاة والسلام، قال الترمذي: وتكفينه في ثلاثة أثواب بيض أصحّ ما ورد في كفنه. وانظر في تلك الراويات: نصب الراية (2/ 260 - 261)، والبدر المنير (4/ 20: ب)، والتلخيص الحبير (2/ 108).
804 - [1] و [قال] (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ (¬2)، حَدَّثَنَا [عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمْيَرِيُّ] (¬3) [عَنْ عُدَيْسَةَ بِنْتِ أُهْبَانَ بْنِ] (¬4) صَيْفِيٍّ قَالَتْ: جِئْتُ حِينَ حَضَرَ أبي الوفاة [فقال (¬5): لا تكفنونني فِي قَمِيصٍ مَخِيطٍ. قَالُوا: لَا بُدَّ. فَأَرْسَلْتُ] (¬6) إِلَى الْقَصَّارِ، وَلِأَبِي قَمِيصٌ [فِي الْقِصَارَةِ، فَأُتِيَ بِهِ، فَأُلْبِسَ وَذُهِبَ بِهِ، فَأَغْلَقْتُ بَابِي وَاتَّبَعْتُهُ، وَرَجَعْتُ] (¬7) إِلَى مَنْزِلِي، فَوَجَدْتُ الْقَمِيصَ (¬8) فِي [الْبَيْتِ، فَأَرْسَلْتُ إِلَى الَّذِينَ غَسَّلُوا أَبِي، فَقُلْتُ؟ كَفَّنْتُمُوهُ فِي قَمِيصِهِ] (¬9)، قَالُوا: نَعَمْ. قُلْتُ: هُوَ هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ. [2] [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ] (¬10) مُخْتَصَرًا (¬11)، وَلَفْظُهُ: عَنِ ابْنَةِ أُهْبَانَ (¬12) أَنَّ أَبَاهَا أَمَرَ أَهْلَهُ أَنْ يُكَفِّنُوهُ وَلَا يُلْبِسُوهُ قَمِيصًا. قَالَتْ: فَأَصْبَحْنَا وَالْقَمِيصُ على المشجب (¬13). ¬
=804 - الحكم عليه: إِسناده حسن إلى عديسة. وأورده الهيثمي في بغية الباحث (2/ 352 المحقق): وسكت عليه، وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 118: أ)، وعزاه للحارث وأحمد مختصرًا وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 271) من طريقين: الأولى: من طريق عثمان بن الهيثم وهي طريق الحارث وبلفظه. والأخرى: من طريق حماد بن سلمة، عن أبي عمرو القسملي، عن بنت أهبان. ومن طريق حماد، أخرجه أحمد في مسنده (5/ 69) مختصرًا. أما ما أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (5/ 69) مختصرًا، قال: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمرو القسملي، عن ابنة أهبان به. ولفظه -كما في المسند-: عن ابنة أهبان أن علي بن أبي طالب أتى أهبان، فقال: ما يمنعك من اتباعي؟ فقال: أوصانى خليلي وابن عمك، يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "ستكون فتن وفرقة، فإِذا كان ذلك فاكسر سيفك، واتخذ سيفًا من خشب"، فقد وقعت الفتنة والفرقة، وكسرت سيفي واتخذت سيفًا من خشب. وأمر أهله حين ثقل أن يكفنوه، ولا يلبسوه قميصًا. قال: فألبسناه قميصًا، فأصبحنا والقميص على المشجب. ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 25)، وقال: فيه أبو عمرو القسملي قال الحسيني: لا يعرف. اهـ. قلت: بل هو معروف، وثّقه أحمد وابن معين. انظر: العلل للإمام أحمد (1/ 221، 224: 2/ 106)، ولسان الميزان (2/ 175)، والأنساب (10/ 422). لكن فيه عُديسة، وهي مقبولة -كما في التقريب (750: 8630) -.
7 - باب المشي مع الجنازة والقيام [معها إلى أن تدفن]
7 - بَابُ الْمَشْي مَعَ الْجَنَازَةِ وَالْقِيَامِ [مَعَهَا إِلَى أَنْ تُدْفَنَ] (¬1) 805 - إِسْحَاقُ (¬2): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ المُحاربي (¬3)، حَدَّثَنَا مُطَّرِحُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬4) بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ (¬5)، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قال: قال أبوسعيد الْخُدْرِيُّ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَخْبِرْنَا يَا (¬6) أَبَا الْحَسَنِ عَنِ الْمَشْيِ مَعَ الْجَنَازَةِ أَيُّ ذَلِكَ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ إِنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا عَلَى الْمَاشِي أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَوَاللَّهِ (¬7) مَا جلستُ مُنْذُ شَهِدْتُ جَنَازَةً شَهِدَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا. فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُمَا إِنَّ خِيَارَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبُو بَكْرٍ وعمر ¬
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ اللَّهُ أَعْلَمَ الْخَيِّرَ (¬8) أَيْنَ هُوَ، وَلَئِنْ (¬9) [كنتَ] (¬10) رَأَيْتَهُمَا فَعَلا ذَلِكَ، لَقَدْ فَعَلَا وَهُمَا يَعْلَمَانِ أَنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خلفها على المشي أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ كَمَا نَعْلَمُ (¬11) أَنَّ دُونَ غَدٍ (¬12) لَيْلَةً، وَلَكِنَّهُمَا (¬13) أَحَبَّا أَنْ يَنْبَسِطَ (¬14) النَّاسُ وَكَرِهَا أَنَّ يَتَضَايَقُوا، وَقَدْ عَلِمَا أَنَّهُمَا يُقْتَدَى (¬15) بِهِمَا. [قَالَ] (¬16) يَا أَبَا الْحَسَنِ، أَخْبِرْنِي عَنْ حَمْلِ الْجَنَازَةِ أَوَاجِبٌ عَلَى مَنْ شَهِدَهَا؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا، وَلَكِنَّهُ خَيْرٌ، مَنْ شَاءَ أَخَذَ (¬17) وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ (¬18)، فإِذا (¬19) كُنْتَ مَعَ جَنَازَةٍ فَقَدِّمْهَا بَيْنَ يَدَيْكَ وَاجْعَلْهَا نُصْبًا بَيْنَ عَيْنَيْكَ، فَإِنَّمَا هِيَ مَوْعِظَةٌ وَتَذْكِرَةٌ وَعِبْرَةٌ، فإِن بَدَا لَكَ أَنْ تَحْمِلَهَا فَانْظُرْ مُؤَخِّرَ السَّرِيرِ الْأَيْسَرِ، فَاجْعَلْهُ عَلَى مَنْكِبِكَ الْأَيْمَنِ، فإِذا انْتَهَيْتَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ (¬20) فَقُمْ وَلَا تَقْعُدْ، فَإِنَّكَ تَرَى أَمْرًا عَظِيمًا، وَإِنِّي سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (أخوك، أخوك كان ينافسك في الدنيا ¬
وَيُشَاحُّكَ فِيهَا، فَضَايَقَ (¬21) فِي سُهُولَةِ الْأَرْضِ قُصُورًا، أُدخل فِي قَبْرٍ تَحْتَ جَوْفِ قَبْرٍ (¬22) مُحَرَّفٍ (¬23) عَلَى جَنْبِهِ، فَقُمْ وَلَا تَقْعُدْ حَتَّى تشنَّ عَلَيْهِ التُّرَابَ شَنًّا (¬24)، فإِن لَمْ يَدَعْكَ النَّاسُ، وَلَيْسُوا بِتَارِكِيكَ، وَقَالُوا: مَا هَذَا وَاللَّهِ بشَيْءٍ. فَقُمْ وَلَا تَقْعُدْ حَتَّى يُدلّى فِي حُفْرَتِهِ وَإِنْ قَاتَلُوكَ قِتَالًا. * قُلْتُ: هَذَا إِسناد (¬25) ضَعِيفٌ بمرّة. ¬
805 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف جدًا -كما قال الحافظ ابن حجر-؛ مسلسل بثلاثة ضعفاء: مطّرح، عن عبيد الله زَحْر، عن علي بن يزيد، نسخة لا يحل الاحتجاج بها. قال ابن حبان في كتابه المجروحين (2/ 63) في ترجمة عبيد الله بن زحر: إذا اجتمع في إسنادِ خبرِ عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم، فلا يحل الاحتجاج بهذه الصحيفة.
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 447: 6267) بتمامه، عن حسين بن مهران، عن المطَّرح أبي المهلّب به. وأخرجه ابن الجوزي في الناسخ والمنسوخ (ص 69). وأخرجه أيضًا في العلل المتناهية (2/ 899: 1502)، ولفظه: عن أبي سعيد الخُدري قلت لعلي بن أبي طالب: المشي أمام الجنازة أفضل؟ فقال: إن فضل =
= الماشي خلفها على الماشي أمامها كفضل صلاة المكتوبة على التطوع. قلت: برأيك تقول؟ قال: بل سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- غير مرة ولا مرتين حتى بلغ سبع مرار. وأخرجه من هذه الطريق أيضًا الديلمي في الفردوس (3/ 122)، وعزاه السيوطي في الجامع الكبير (1/ 587) إلى أبي الشيخ. وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2440) في ترجمة مطّرح، وعده من مناكيره، قال: حدثنا عبد الله بن ميمون بن الأصبع، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا المحاربي، عن مطرح بن يزيد، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عن علي قال: فضل الماشي خلف الجنازة على الماشي أمامها كفضل صلاة المكتوبة على التطوع، سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثة. وأخرجه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 394: 839) - ناقصًا من حديث أبي سعيد الخدري. قال البزار: حدثنا عبد الله بن أيوب، حدثنا علي بن زيد الصدائي، عن سعدان الجهني، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري به. ولفظه: قال: "سألت علي بن أبي طالب فقلت: يا أبا الحسن أيهما أفضل، أيمشي خلف الجنازة أو أمامها؟ فقال لي: يا أبا سعيد! ومثلك يسأل عن هذا؟ فقلت ومن يسأل عن هذا إلَّا مثلي؟ رأيت أبا بكر وعمر يمشيان أمامها. فقال: رحمهما الله وغفر لهما، والله لقد سمعا كما سمعنا، ولكنهما كانا سهلين، يحبان السهولة، يا أبا سعيد! إذا مشيت خلف أخيك المسلم فأنصت، وفكر في نفسك كأنك قد صرت مثله، أخوك كان يشاحّك على الدنيا، خرج منها حربيًا سلبيًا، ليس له إلَّا ما تزود من عمل صالح. فإِذا بلغت القبر، فجلس الناس فلا تجلس، ولكن قم على شفير قبره، فإِذا دُلّي في قبره فقل: بِسْمِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللَّهُمَّ عبدك نزل بك، وأنت خير منزول به، خلف الدنيا خلف ظهره، فاجعل ما قدم عليه خيرًا مما خلف، فإنك قلت: (ما عند الله خير للأبرار). ثم احثُ عليه ثلاث حثيات". =
= قال البزار: لا نعلم روى عطية، عن أبي سعيد، عن علي إلَّا هذا. قلت: وعطية العوفي، قال الحافظ في التقريب (393: 4616): صدوق يخطئ كثيرًا، كان شيعيًا مدلّسًا. وعلى ذلك هو ضعيف. وبهذا جزم الذهبي في الميزان (3/ 79)، وكان تدليسه خبيثًا، فكان يقول: عن أبي سعيد يوهم أنه الخدري وهو يعني الكلبي الكذاب، فيتوهم من سمعه أنه يريد أبا سعيد الخدري. انظر: المجروحين لابن حبان (2/ 176). ثم إن في إِسناد البزار: عبد الله بن أيوب، وهو ابن أبي علاج الموصلي، قال الذهبي في الميزان (2/ 394): متهم بالوضع مع أنه من كبار الصالحين. وعلى ذلك فالإسناد ضعيف جدًا، وأورد الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 44)، وأعلّه بعبد الله بن أيوب.
806 - أَخْبَرَنَا (¬1) النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن يسار، قال: إن عمرو بن حُرَيْثٍ عَادَ حَسَنًا وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمُ ... الْحَدِيثَ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: مَا تَقُولُ (¬2) فِي الْمَشْيِ أَمَامَ الْجَنَازَةِ؟ فَقَالَ: فَضْلُ الْمَاشِي [خَلْفَهَا عَلَى الْمَاشِي] (¬3) أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ. قَالَ: فَإِنِّي رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا. فَقَالَ: إِنَّهُمَا كرها أن يخرجا النَّاسَ. رَوَى أَحْمَدُ مِنْهُ [قِصَّةَ الْعِيَادَةِ] (¬4) فَقَطْ دون ما في آخره. ¬
806 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف، فيه عبد الله بن يسار وهو مجهول -كما في التقريب (420: 5008) -، وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 121: ب)، وسكت عليه.
تخريجه: رواه أحمد بن منيع في مسنده -كما في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 121: ب) -، ولفظه: إنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ عَادَ الْحَسَنَ بْنَ علي، فقال له: أتعود الحسن، وفي نفسك ما فيها؟ قال: فقال عمرو: لست تصرف قلبي حيث شئت. فقال له علي: أما ذاك فَلَا يَمْنَعُنَا أَنْ نُؤَدِّيَ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ، سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ عَادَ أَخَاهُ إلَّا ابْتَعَثَ الله له سبعين ألف ملك يصفون عليه من أي ساعات النهار حتى يمسي ومن أي ساعات الليل حتى يصبح". فقال له عمرو: فكيف تقول في المشي مع الجنازة بين يديها أو خلفها؟ فقال له علي: إن فضل الماشي =
= خلفها على بين يديها كفضل صلاة المكتوبة في الجماعة على الواحدة. فقال عمرو: فإني رأيت أبا بكر وعمر يمشيان أمام الجنازة. فقال علي: إنما كرها أن يحرجا الناس. ورواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده -كما في زوائد مسند الحارث (2/ 331 المُحَقَّق) - قال الحارث: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة به. لكنه جعله من قصة الحسين. ورواه ابن حبان في صحيحه -كما في موارد الظمآن (ص 182) - من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عن عبد الله، أن عمرو بن حريث ... فذكره. وفيه أن القصة مع الحسن، واقتصر على ذكر العيادة وفضلها فقط. ورواه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 594) عن ابن جريج قال: حدثني من أصدق أن عمرو بن حريث عاد حسين بن علي فذكره مقتصرًا على العيادة وفضلها. ورواه أحمد بن حنبل في مسنده (1/ 91)، والترمذي (2/ 222)، وأبو داود (3/ 475)، والحاكم (3/ 341)، والبغوي في شرح السنة (5/ 217) لكن فيه أن العائد أبا موسى الأشعري من طريق ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه قال: عاد أبو موسى الأشعري الحسن بن علي، قال: فدخل علي رضي الله عنه فقال: أعائدًا جئت يا أبا موسى أم زائرًا. فقال: يا أمير المؤمنين لا، بل عائدًا. فقال علي رضي الله عنه: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: ما عاد مسلم مسلمًا إلَّا صلى عليه سبعون ألف ملك من حين يصبح إلى أن يمسي، وجعل الله تعالى له خريفًا في الجنة. قال: فقلنا يا أمير المؤمنين: وما الخريف؟ قال: الساقية التي تسقي النخل. وسنده ضعيف فيه؛ ثوير بن أبي فاختة. قال في التقريب (135: 862): ضعيف، رمي بالرفض. وأخرجه أيضًا أحمد في مسنده (1/ 81)، وأبو داود (3/ 476: 3099)، وابن ماجه (1/ 440: 1442)، والحاكم (1/ 349)، والبيهقي (3/ 380) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: جاء موس إلى الحسن بن علي يعوده فقال له علي =
= رضي الله عنه: أعائدًا جئت أم شامتا؟ قال: لا بل عائدًا. قال: فقال له علي رضي الله عنه: إن كنت جئت عائدًا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإِذا جلس غمرته الرحمة، فإِن كان غدوة صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِي، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ ملك حتى يصبح". قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي في التلخيص. وبالجملة، فهذه الطرق تشهد لما ورد في فضل العيادة، أما المشي خلف الجنازة، فسند الباب فيه ضعيف، وإنما يتقوى بما رواه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 445)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 278)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 383)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 25)، وسعيد بن منصور -كما في الفتح (3/ 183) - من طريقين عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه قال: كنت مع علي رضي الله عنه في جنازة قال: وعلي آخذ بيدي ونحن خلفها، وأبو بكر وعمر يمشيان أمامها، فقال: إن فضل الماشي خلفها على الذي يمشي أمامها كفضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ، وانهما ليعلمان من ذلك ما أعلم، ولكنهما لا يحبان أن يَشُقا على الناس. قال الحافظ في الفتح (3/ 183): وإِسناده حسن، وهو موقوف له حكم الرفع. ومشي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أمام الجنازة له أجل في السنن من حديث ابن عمر. أخرجه أحمد (2/ 8، 37، 122، 140)، وأبو داود (3/ 522: 3179)، والترمذي (2/ 237)، والنسائي (4/ 56)، وابن ماجه (1/ 475: 1482)، والبغوي في شرح السنة (5/ 332) من طريق الزهري، عن سالم، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة. وسنده صحيح. وقد روي مرسلًا. ورجح البيهقي الموصول، وجزم بصحته موصرلًا ابن المنذر وابن حزم. وانظر: الكلام على الحديث مطولًا في نصب الراية (2/ 293)، والتلخيص الحبير (2/ 111)، وإرواء الغليل (3/ 186).
807 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ (¬1): إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: من وَافَقَ صِيَامَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَعَادَ مَرِيضًا، وَشَهِدَ جَنَازَةً، وَأَعْتَقَ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. [2] تَابَعَهُ حَيْوَةُ (¬2)، عَنِ [ابْنِ] (¬3) أَبِي عَمْرٍو الْخَوْلَانِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بن قيس. أخرجه ابن حبان. ¬
807 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف، لضعف ابن لهيعة، ولو كان من رواية العبادلة عنه -كما هنا-، ثم إن فيه عنعنته، وهو مدلس لا يقبل تدليسه إلَّا مصرِّحًا بالسماع. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 110: أمختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن حبان في صحيحه -كما في الإحسان (4/ 191) -، وفي كتابه الثقات (2/ 29). قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا حرملة ابن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني حيوة بن شريح، أن بشير بن أبي عمرو الخولاني أخبره به. وَلَفْظُهُ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة: من عاد مريضًا، وشهد جنازة، وصام يومًا، وراح إلى الجمعة، وأعتق رقبة". وسنده حسن. حرملة بن يحيى، قال في التقريب (156: 1175): صدوق. وقد أخرجه أيضًا أبو يعلى في مسنده بنفس لفظ ابن حبان -كما في المقصد العلي (ص 382) - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حدثنا عبد الله بن وهب، =
= أخبرني حيوة بن شريح به. وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (3/ 21: 1023)، وصحيح الجامع (3/ 116: 3247). ويشهد له ما فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر: وأنا. قال: من عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال: من شهد منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا. قال: من أطعم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال -صلى الله عليه وسلم-: ما اجتمعت هذه الخصال في رجل في يوم إلَّا دخل الجنة. أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 1857: 12)، والبخاري في الأدب المفرد (ص 224). ويشهد لبعضه أيضًا ما رواه مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنًا على الله عز وجل: من عاد مريضًا، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازيًا، أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس. رواه أحمد في مسنده (5/ 241)، والبزار -كما في كشف الأستار (2/ 257) -، والطبراني في الكبير (20/ 37)، والأوسط -كما في مجمع الزوائد (2/ 299) -، وفيه عند الجميع ابن لهيعة، وهو ضعيف لكنه يتقوى بشواهده. وبالجملة فحديث الباب صحيح لغيره.
808 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُجَازَى بِهِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ مَوْتِهِ أَنْ يُغفر لِجَمِيعِ مَنْ تبع (¬1) جنازته. ¬
858 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف جدًا، فيه مروان بن سالم، وهو متروك، اتُهم بالوضع. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 29)، وقال: فيه مروان بن سالم الشامي وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه البزار في مسنده -كما في كشف الأستار (1/ 388) -، وعبد بن حميد في المنتخب (1/ 539) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن مروان بن سالم به. قال البزار: لا نعلمه إلَّا من هذا الوجه، ولا رواه إلَّا ابن عباس. وقد روى عن مروان: محمد بن الزبرقان وعبد المجيد، وهو مع ذلك لين الحديث. قلت: السند ضعيف جدًا -كما تقدَّم-. وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (2/ 145: 1823).
809 - وَقَالَ عَبْدٌ أَيْضًا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُندل بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مروان، عن نعمة (¬1)، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، [وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِائَةِ يَوْمٍ، ومن شهد جنازة امرىء مُسْلِمٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل] (¬2)، واليوم بسبعمائة [يوم] (¬3). ¬
809 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف مظلم؛ فيه أبو نعمة لم أعرفه، وابنه نعمة ضعيف، والراوي عنه عبد الله بن مروان: ضعيف -إن كان هو الخراساني- والراوي عنه مَُِندل ضعيف أيضًا. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 118: ب)، وعزاه لعبد بن حميد، وقال: سنده ضعيف لضعف مَُِندَل بن عليّ.
تخريجه: ذكره الذهبي في الميزان (4/ 266) في ترجمة نعمة، ونقل فيه قول الأزدي: لا يقوم إِسناد حديثه، ثم قال: روى له -أي الأزدي- من طريق جبارة بن المغلس رواه عن مِنْدَلٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهُ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ نعمة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عمر مرفوعًا: "من شهد جنازة امرىء فكأنما صام يومًا في سبيل الله، اليوم بسبعمائة يوم". وأقره ابن حجر في اللسان (6/ 168)، وزاد: رواه أيضًا مالك بن إسماعيل النهدي ثقة، عن عبد الله بن مروان. أخرجه عبد بن حميد في مسنده (المنتخب 2/ 53). =
= ونعمة بن عبد الرحمن، كذا في الميزان (4/ 266)، واللسان (6/ 168) قال محقق الميزان: هكذا في الأصول، وفوقها "كذا" في النسخة (س) -يعني الميزان-. قلت: يشير إلى خلاف الموجود في أجل الترجمة: إذ فيه: نعمة بن عبد الله -والله أعلم-.
810 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ (¬1) الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الْخَرَّاطِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ مَشَى مَعَهَا حَتَّى تدفن فله قيراطان. ¬
810 - الحكم عليه: هذا إِسناد ضعيف جدًا، فيه عبد المنعم البصري، وهو متروك الحديث. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 118: ب)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عنه.
تخريجه: لم أجده، لكن: أصله في الصحيحين وغيرهما، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: من شهد الجنازة، حتى يصلي عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان من الأجر. قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين. أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 110 فتح)، ومسلم (2/ 652: 945: 52 - 55)، وأبو داود (3/ 515: 3168)، والترمذي (4/ 261 عارضة) وصحّحه، وابن ماجه (1/ 491: 1539)، وابن الجارود (ص 186)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 412)، والطيالسي (2581)، وأحمد (2/ 233، 246، 273، 280، 320، 401، 430، 458، 370، 474، 493، 503، 521، 531) من طرق كثيرة عن أبي هريرة. وله شواهد أيضًا عن جماعة من الصحابة: 1 - عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَى جنازة فله قيراط، فإِن شهد دفنها فله قيراطان، القيراط مثل أحد. أخرجه مسلم (2/ 654: 945 - 57)، والطيالسي في مسنده (985)، وأحمد =
= (5/ 276 - 277، 282 - 283 - 284). 2 - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: من تبع جنازة حتى يصلي عليها كان له من الأجر قيراط، ومن مشى مع الجنازة حتى تدفن كان له من الأجر قيراطان، والقيراط مثل أحد. أخرجه النسائي (4/ 54)، وأحمد (4/ 86). 3 - عن عبد الله بن مغفل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من تبع جنازة حتى يفرغ منها فله قيراطان، فإِن رجع قبل أن يفرغ منها فله قيراط". أخرجه النسائي أيضًا (4/ 55)، وأحمد (4/ 294). 4 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: من صلى على جنازة وشيعها كان له قيراطان، ومن صلى عليها ولم يشيعها كان له قيراط، والقيراط مثل أحد. أخرجه أحمد (3/ 20، 27) من طريقين في أحدهما عطية العوفي لكنه يتقوى بالآخر. وأخرجه من طريق عطية أحمد بن منيع -كما في الإِتحاف (118/ 1: ب) -. 5 - عن ابن مسعود رضي الله عنه. أخرجه أبو عوانة في مسنده، وسنده صحيح -كما قال الحافظ في الفتح (3/ 196) -. 6 - عن أبي بن كعب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان. والذي نفس محمد بيده! القيراط أعظم من أحد هذا". أخرجه ابن ماجه (1/ 942: 1541)، وفيه الحجاج بن أرطأة وهو ضعيف ومدلس وقد عنعنه. 7 - عن أنس: وسيأتي الكلام عليه مفصلًا برقم (800). 8 - عن واثلة بن الأسقع. أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2327) قال: حدثنا أبو قصي، حدثنا أبي: محمد بن إسحاق، وعمي: عبد الله بن إسحاق، حدثنا معروف الخياط، حدثنا واثلة بن الأسقع الليثي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من شهد =
= جنازة، ومشى أمامها، وجلس حتى يأخذ بأربع زوايا السرير، وجلس حتى تدفن كتب له قيراطان من أجر، أخفّهما في ميزانه يوم القيامة أثقل من جبل أحد". وسنده مظلم؛ شيخ ابن عدي، لم أعرفه. ومعروف الخياط، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (8/ 322): ليس بالقوي. وقال ابن عدي: له أحاديث منكرة جدًا، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه وقد عدّ هذا الحديث من مناكيره، وقال المناوي في التيسير (2/ 415): إِسناده ضعيف. قلت: بل ضعيف جدًا -كما علمت-، وانظر: السلسلة الضعيفة (4/ 366). 9 - عن حفصة. أخرجه حميد بن زنجويه في فضائل الأعمال. قال الحافظ في الفتح (3/ 196): وفيه ضعف. وبالجملة فالمتن ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة، والله الموفق سبحانه. وانظر: فتح الباري (3/ 196)، والبدر المنير (4/ 49: أ)، والتلخيص الحبير (2/ 134)، ومصباح الزجاجة (1/ 273)، وأحكام الجنائز (ص 68).
811 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ [مُحْتَسِبٍ] (¬2)، عَنْ يَزِيدَ (¬3) الرَّقَاشِيِّ، [عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ] (¬4): [2] وَحَدَّثَنَا (¬5) عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ (¬6)، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْوَانَ الأُسيدي (¬7)، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ شُعَيْبِ (¬8) بْنِ [الْحَبْحَابِ] (¬9)، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ: مَا من مسلم يشهد (¬10) جنازة امرىء مُسْلِمٍ إلَّا كَانَ لَهُ قِيرَاطٌ مِنَ الْأَجْرِ، فإِن قَعَدَ حَتَّى صَلُّوا عَلَيْهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ مِنَ الْأَجْرِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ. ¬
811 - [2] الحكم على الطريق الأول: هذا إِسناد ضعيف، فيه يزيد الرقاشي، ومحتسب بن عبد الرحمن وهما ضعيفان.
الحكم علي الطريق الثاني: إِسناد حسن، من أجل أبي بكر بن مروان، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل =
= (9/ 345) كتبت عنه وليس به بأس. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 119: أ)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى من الطريق السابقة بسند ضعيف، لكنه ينجبر بهذه الطريق، فيصبح الحديث عن أنس مرفوعًا صحيحًا لغيره، ثم إن له شواهد تقدم ذكرها في الحديث رقم (810).
812 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا حَفْصُ (¬1) بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا سَوّار بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ عُمَارَةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: [مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَأَخَذَ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ] (¬2) الْأَرْبَعِ غَفَرَ لَهُ أَرْبَعِينَ ذنبًا كلها كبيرة. * ضعيف (¬3). ¬
812 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف جدًا، فيه ثلاث علل: 1 - عمارة الهمداني لم أعرفه. 2 - سوّار بن مصعب متروك الحديث. 3 - حفص بن حمزة مستور. ولذلك قال الحافظ في المطالب: ضعيف. والحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 121: أ)، وأعلّه بسوّار.
تخريجه: لم أجده، لكن ورد من حديث أنس، وواثلة. أما حديث أنس بن مالك مرفوعًا، ولفظه: "من حمل جوانب السرير الأربع كفّر الله عنه أربعين كبيرة". فأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين 1/ 115: أ)، وابن حبان في المجروحين (2/ 104)، وابن الجوزى في العلل المتناهية (2/ 416) من طريق علي بن أبي سارة: سمعت ثابتًا البناني، سمعت أنسًا .. مرفوعًا. وقال الطبراني: لا يروى عن أنس إلَّا بهذا الإِسناد، تفرّد به عليّ. اهـ. =
= قلت: وعليّ ضعيف جدًا. قال البخاري: في حديثه نظر، وقال أبو داود: تركوا حديثه. وقال ابن حبان: غلب على روياته المناكير فاستحق الترك. انظر: الميزان 3/ 130)، وساقه الذهبي فيه، وعده من منكرات علي. وذكره ابن الملقن في البدر المنير (4/ 21: ب)، وقال فيه: علي بن أبي سارة، وهو متروك. وذكره ابن حجر في التلخيص (2/ 111)، ولم يتكلم عليه. وقال الألباني في الضعيفة (4/ 365: 1891): منكر. اهـ، وأما حديث واثلة، فقد تقدم الكلام عليه في تخريج الحديث رقم (799)، وهو ضعيف جدًا. وقد ورد موقوفًا: عن ابن مسعود، وأبي الدرداء. أما أثر ابن مسعود: فرواه الطيالسي في مسنده (44/ 332)، وابن ماجه (1/ 474:1478)، والبيهقي في السنن الكبري (4/ 20) من رواية أبي عبيدة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ قال: (من اتبع جنازة، فليحمل بجوانب السرير كلها، فإِنه من السنَّة، ثم إن شاء فليتطوع، وإن شاء فليدع). وهو منقطع؛ لأن أبا عبيدة لم يدرك أباه. قاله ابن الملقن في البدر المنير (4/ 24: ب) ثم إنه اختلف في إِسناده على منصور بن المعتمر، وقد ساق أوجه الاختلاف الإِمام الدارقطني في العلل (2/ 25: ب)، وبيّن أوجهها، فليراجع. وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 264): [هذا إِسناد موقوف، رجاله ثقياث، وحكمه الرفع، إلَّا أنه منقطع، فإِن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه شيئًا، قاله أبو حاتم -كما في المراسيل (ص 256) ...]-. وأما أثر أبي الدرداء، فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 283) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ثور، عن عامر بن جَشِيب، وغيره من أهل الشام قالوا: قال أبو الدرداء: من تمام أجر الجنازة أن يشيعها من أهلها وأن يحمل بأركانها الأربعة، وأن يحثوا في القبر. =
= وعامر بن جشيب، قال في التقريب (287: 3087): وثّقه الدارقطني، وقال: لم يسمع من أبي الدرداء. وعليه فالسند ضعيف لانقطاعه. وقال ابن الملقن في البدر المنير (4/ 24: ب): إِسناده جيد. اهـ. كذا قال ولا يخفى ما فيه. وفي الباب عن ابن عمر وغيره. انظر: التلخيص الحبير (2/ 111). وبالجملة فالمتن لا يثبت إذ جميع شواهده المرفوعة من الضعف الشديد الذي لا ينجبر. والله الموفق سبحانه.
813 - وَقَالَ [أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حدثنا أبي، (حَدَّثَنَا (¬1) أَبِي (¬2))] (¬3)، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬4)، قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [فِي جَنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ] (¬5) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَائِمًا بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ المتقدمين (¬6) واضعًا السرير على [كاهله] (¬7). ¬
813 - الحكم عليه: صحيح. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 121: أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى والبيهقي وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الشافعي في الأم (1/ 269)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 20) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده. قال: رأيت سعد ابن أبي وقاص في جنازة عبد الرحمن بن عوف قائمًا بين العمودين المقدمين وَاضِعًا السَّرِيرَ عَلَى كَاهِلِهِ.
814 - [حَدَّثَنَا (¬1) أُمَيَّةُ بْنُ (¬2) بِسْطَامَ، حَدَّثَنَا] (¬3) [مُعْتَمِرٌ] (¬4)، حَدَّثَنَا اللَيْثٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحبّ الصَّمْتَ عِنْدَ ثَلَاثٍ: عِنْدَ تِلَاوَةِ القرآن، وعند الزحف، وعند الجنازة. ¬
814 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف مسلسل بثلاث علل: 1 - جهالة التابعي. 2 - إبراهيم، الراوي عن التابعي لم أعرفه. 3 - ليث بن أبي سليم. ضعيف مضطرب الحديث. والحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 121: ب مختصر)، وقال: سنده ضعيف لجهالة التابعي. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورمز له بالضعف -كما في فيض القدير (2/ 288) -، وتبعه الألباني في ضعيف الجامع (2/ 114: 1703).
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 242: 5130) بلفظه قال: حدثنا إبراهيم ابن هاشم البغوي، حدثنا أمية بن بسطام، حدثنا معتمر بن سليمان، حدثنا ثابت بن زيد، عن رجل، عن زيد بن أرقم، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فذكره. وسنده ضعيف، فيه رجل لم يسم. لكن يغني عنه ما ورد عن قيس بن عُباد قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-=
= يستحبّون خفض الصوت عند القتال، وعند القرآن، وعند الجنائز. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 74)، والبغوي في شرح السنة (5/ 325)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 58) من طريق قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عباد قال: فذكره. وفيه عنعنة الحسن، وباقي رجاله ثقات. وهو في سنن أبي داود (3/ 113: 2656) مختصرًا، ولفظه: عن قيس بن عباد: كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يكرهون الصوت عند القتال. وأخرجه أيضًا (3/ 114: 2657) من طريق قتادة، عن أبي بردة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بمثل ذلك.
815 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدٌ مَوْلَى السَّائِبِ، أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ، وَعُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، يَمْشِيَانِ أَمَامَ الْجَنَازَةِ بِأَعْلَى مَكَّةَ، يَتَقَدَّمَانِ فَيَجْلِسَانِ، فإِذا جَازَتْ (¬1) بهما قاما. ¬
815 - الحكم عليه: الإِسناد فيه عبيد مولى السائب، وهو مقبول عند المتابعة، وقد توبع -كما سيأتي في التخريج- فيُعتبَر بحديثه.
تخريجه: أخرجه من هذا الطريق الإِمام الشافعي في الأم (2/ 272)، والمسند -كما في ترتيبه (1/ 213) -، ولفظه: عن عبيد مولى السائب قال: رأيت ابْنَ عُمَرَ وَعُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَمْشِيَانِ أَمَامَ جنازة، فتقدماه فجلسا يتحدثان، فلما جازت بهما الجنازة قامًا. وأخرجه عن الشافعي: البيهقي في السنن الكبرى (4/ 24)، ولفظه مثل لفظ الشافعي إلَّا قوله: فلما جازت، ففي سنن البيهقي: فلما حاذت. والإسناد فيه عبيد مولى السائب، وهو مقبول عند المتابعة، وقد توبع عند ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 278) قال: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ عطاء قال: رأيت ابْنَ عُمَرَ وَعُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَمْشِيَانِ أَمَامَ الجنازة. وفيه حجاج وهو ابن أرطأة، صدوق كثير الخطأ والتدليس -كما في التقريب (152: 1119) -، فالإسناد ضعيف، لكن الأثر بمجموع هذين الطريقين حسن لغيره، والله أعلم.
816 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ (¬1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ (¬2): أَوْصَى أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَلَا تَضْرِبُوا علَيّ فُسْطَاطًا ولا تتبعوني بنار وأسرعوا بي. ¬
816 - الحكم عليه: الإِسناد حسن، من أجل عبد الرحمن مولى أبي هريرة. وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 121: ب)، وسكت عنه.
تخريجه: أخرجه الطيالسي في مسنده (307: 2336)، وأحمد بن منيع -كما في الإِتحاف (1/ 122: أ) -، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 335)، ولفظ الطيالسي: أوصى بنا أبو هريرة إِذَا أَنَا مِتّ فَلَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا، ولا تُتبعوني نارًا، وأسرعوا بي فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: إن المؤمن إذا وضع على سريره قال: "قدموني، قدموني. وإن الكافر إذا وضع على سريره قال: يا ويلي أين تذهبون بي"، وإنما ذكر المؤلف شطره الأول لأنه من الزوائد، والأ فبقيته في السنن -كما سيأتي-. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 21)، وأحمد في مسنده (2/ 292، 474، 500): من طريق ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن مولى أبي هريرة به. ولفظه مثل لفظ أبي داود. وسنده حسن -كما تقدم-. وهو في سنن النسائي (4/ 40) من طريق ابن أبي ذئب لكن دون زيادة الباب إذ لفظه: عن عبد الرحمن بن مهران، أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِذَا وضع الرجل الصالح على سريره قال: قدموني، قدموني،=
= وإذا وضع الرجل -يعني السوء- على سريره قال: يا ويلي أين تذهبون بي. وبنحو لفظ النسائي أخرجه البخاري في صحيحه (3/ 184 فتح)، والنسائي أيضًا (4/ 41)، والبيهقي (4/ 21)، وابن حبان (الإحسان 5/ 44)، وأحمد (3/ 21، 58) من حديث أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم، فإِن كانت صالحة قال: قدموني ... قدموني. وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين تذهبون بها؟ ويسمع صوتها كل شىء إلَّا الإنسان، ولو سمعه صعق".
817 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ (¬1) حُمَرَانَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي (¬2) جَنَازَةٍ فَرَأَى [نِسْوَةً] (¬3)، فَقَالَ: أَتَحْمِلْنَهُ. قُلْنَ: لَا، قَالَ: أَتُدْلِيَنَّهُ. قُلْنَ: لَا. قَالَ: فَارْجِعْنَ مأزورات غير مأجورات. ¬
817 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، فيه الحارث بن زياد وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 29)، وعزاه لأبي يعلى وقال: فيه الحارث بن زياد وهو ضعيف. وأورده البوصير في الإِتحاف (1/ 122: أ)، وعزاه لأبي يعلى وقال: سنده ضعيف لجهالة التابعي.
تخريجه: ورد نحوه من حديث أنس من طريق آخر. أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (6/ 201)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 420) من طريق محمد بن عبد الله المنادي: حدثنا أبو هدبة، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- تبع جنازة فإِذا هو بنسوة خلف الجنازة، فنظر إليهنّ (*) وهو يقول: "ارجعن مأزورات غير مأجورات، مفتنات الأحياء، مؤذيات الأموات".= ¬
= وسنده تالف، وفيه أبو هدبة: قال ابن الجوزي: وقد أجمعوا على أنه كذاب. وانظر: ترجمته في الميزان (1/ 71). لكن يشهد لحديث الباب حديث عليّ بن أبي طالب قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فإِذا نسوة جلوس، فقال: ما يجلسكن؟ قلن: ننتظر الجنازة. قال: هل تغسلن؟ قلن: لا. قال: هل تحملن؟ قلن: لا. قال: هل تدلين فيمن يدلي؟ قُلْنَ: لَا. قَالَ: فَارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ. أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 502: 1578)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 77)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 420) من طريق إسماعيل بن سلمان، عن دينار أبي عمر، عن ابن الحنفية، عن علي به. وسنده ضعيف: فيه إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة الأَزرق التيمي، قال في التقريب (107: 450): ضعيف. لكنه يصلح شاهدًا لحديث الباب، فيصبح المتن حسنًا لغيره.
818 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، [وَابْنِ عباس] (¬1) رضي الله عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-[فقال] (¬2): "من تَبِعَ جَنَازَةً فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَتَّى يَرْجِعَ مِائَةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ (¬3)، وَمَحْوُ (¬4) مِائَةِ أَلْفِ سَيِّئَةٍ (¬5)، وَرَفْعُ مِائَةِ أَلْفِ دَرَجَةٍ، فإِن صَلَّى عَلَيْهَا وُكِّل (¬6) بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يَرْجِعَ، وَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا اسْتَغْفَرُوا لَهُ حَتَّى يُبْعَثَ مِنْ قَبْرِهِ". * هَذَا حَدِيثٌ موضوع (¬7). ¬
8 - باب القيام للجنازة
8 - بَابُ الْقِيَامِ لِلْجَنَازَةِ 819 - قَالَ عَبْدٌ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِذَا رَأَى جَنَازَةً قَامَ [حَتَّى] (¬1) تُجاوِزه. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِذَا خَرَجَ فِي جَنَازَةٍ وَلَّى ظَهْرَهُ إِلَى الْمَقَابِرِ. * إِسناده صحيح، وهو موقوف. ¬
819 - الحكم عليه: هذا إِسناد صحيح على شرط مسلم، وهو موقوف -كما قال ابن حجر هنا في المطالب-، وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 122: أ)، وقال: رواه عبد بن حميد بسند الصحيح.
تخريجه: أخرجه عبد بن حميد، وما ذكره المصنف هنا هو الزائد، والاَّ فلفظه عند عبد، عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إذا رأيت الجنازة فقم أو قال:=
= قف حتى تجاوزك. قال: وكان ابن عمر إذا رأى جنازة قام حتى تجاوزه. قال: وكان ابن عمر إِذَا خَرَجَ فِي جَنَازَةٍ وَلَّى ظَهْرَهُ إِلَى المقابر. وأصله المرفوع أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 659: 958)، واللفظ له والنسائي في سننه (4/ 44) من طريق نافع، عن ابن عمر، عن عامر بن ربيعة، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم أو توضع.
9 - باب تقديم الإمام [في الصلاة على الجنازة]
9 - بَابُ تَقْدِيمِ الإِمام [فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ] (¬1) 820 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا بَكْرٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى (¬2)، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا يصلِّي عَلَى جَنَائِزِكُمْ أَحَدٌ غَيْرِي مَا دُمْتُ فيكم". ¬
820 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، فيه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى وهو ضعيف، وفيه عنعنة أبي الزبير، وهو مدلِّس من الطبقة الثالثة الذين لا يُقبل حديثهم إلا مصرحًا بالسماع. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 123 /ب)، وعزاه لابن أبي شيبة وقال: سنده ضعيف، لضعف مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده، وإنما ذكر المصنِّف هنا الزائد فقط تحقيقًا لشرطه في الكتاب، وإلا فلفظه -كما في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 123/ ب) - عن جابر قال: توفي رجل من أهل المدينة فدفن ليلًا قال: فزجر عنه النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قَالَ:=
= "لا يدفن أحدكم ليلًا إلا أن يضطر إلى ذلك إنسان، ولا يصلي على جنائزكم أحد ما دمت فيكم غيري، هاذا دفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه". وسنده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى. وأصل الحديث في الصحيح دون قوله: "ولا يصلي على جنائزكم أحد ما دمت فيكم غيري" وليس فيه: من أهل المدينة. رواه مسلم في صحيحه (2/ 651: 943 - 49)، وأبو داود (3: 505: 3148)، والنسائي (4/ 33)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 403، 4/ 32) من طريق ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يحدث به. فهذه الزيادة: "لا يصلي على جنائزكم ... " من ابن أبي ليلى، وقد أُتي من جهة حفظه، فهي ضعيفة.
10 - باب ما ينهى عنه [أن يتبع الجنازة]
10 - بَابُ مَا يُنْهَى عَنْهُ [أَنْ يَتْبَعَ الْجَنَازَةَ] (¬1) 821 - قال أبو يعلى (¬2): قرىء عَلَى بِشْرٍ هُوَ ابْنُ الْوَلِيدِ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَرَّرٍ (¬3)، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن جابر رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ نَهَى أن يتبع الميّت صوت أو نار. ¬
821 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف جدًا، فيه عبد الله بن محرّر وهو متروك الحديث -كما قال أحمد والدارقطني-، وفيه بشر بن الوليد وهو ضعيف، وأبو يوسف في حديثه ضعف. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 29)، وعزاه لأبي يعلى وقال: فيه عبد الله بن المصدر ولم أجد من ذكره. قلت: صوابه عبد الله بن المحرّر. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 125/ ب)، وعزاه لأبي يعلى وقال: فيه عبد الله بن محرر وهو ضعيف.=
= قلت: بل متروك، فالسند ضعيف جدًا.
تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (4: 1454) في ترجمة عبد الله بن المحرر. قال ابن عدي: أخبرنا أبو يعلى به. وله شواهد من حديث أبي هريرة، وابن عمر، وأبي موسى -رضي الله عنهم- وبيان ذلك كما يلي: 1 - أما حديث أبي هريرة فلفظه: قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: "لا تُتْبَع الجنازة بصوت ولا نار". أخرجه أبو داود (3/ 517: 3171)، وأحمد (2/ 427، 528، 532)، والبيهقي (3/ 394)، وفي إِسناده رجلان مجهولان. 2 - وأما حديث ابن عمر، فلفظه: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن تُتْبَع جنازة معها رانة". أخرجه ابن ماجه (1/ 504: 1583)، وأحمد (2/ 92) من طريقين عن مجاهد عنه، وفي سند ابن ماجه أبو يحيى القتات قال في التقريب (684: 8444): ليّن الحديث. 3 - وأما حديث أبي موسى، فلفظه: عن أبي بردة قال: أوصى أبو موسى حين حضره الموت، فقال: لا تتبعوني بمجمر. قالوا: أو سمعت فيه شيئًا؟ قال: نعم، من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه ابن ماجه (1/ 477: 1487)، وأحمد (4/ 397)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 395)، وسنده حسن. وجملة القول: أن حديث الباب لا يصح، ولا ينجبر لشدة ضعفه، لكن يغني عنه الشواهد التي ذكرتها، فالمتن بمجموعها ثابت، والله الموفق.
11 - باب الدفن
11 - بَابُ الدَّفْنِ 822 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي (¬2) يُونُسَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ كَانَ أَصْلُهُ رُومِيَّا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَقُولُ: أُوَّهْ ... أُوَّهْ، فِي دُعَائِهِ، قَالَ: فخرجتُ ليلة (¬3) فإِذا رسول الله يدفن ذلك الرجل ليلًا على [مصباح] (¬4). ¬
822 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف لجهالة التابعي الراوي عن أبي ذر. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 123 ب)، وعزاه لأبي يعلى وقال: سنده ضعيف لجهالة بعض رواته.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 346) قال: حدثنا وكيع به نحوه. وأخرجه الحاكم في مستدركه (1/ 368) من طريق شعبة، عن أبي يونس قال:=
= سمعت رجلًا كان بمكّة، وكان روميًا. وفي حديث شعبة اسمه: وقاص، يحدث عن أبي ذرّ به. قال الحاكم: وسنده معضل، وواففه الذهبي في التلخيص. لكن يشهد له -كما قال الحاكم-، ووافقه الذهبي في التلخيص- ما رواه الحاكم في المستدرك (1/ 368) من طريق إسحاق بن منصور السلولي، حدثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن جابر أنّ رجلًا كان يرفع صوته بالذكر فقال رجل: لو أن هذا خفض من صَوْتَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: فإِنه أوّاه. قال: فمات، فرأى رجل نارًا في قبر، فأتاه فإِذا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيه. وهو يقول: هَلُمُّوا إلى صاحبكم، فإِذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر. تابعه أبو أحمد الزبيري، حدثنا محمد بن مسلم الطائفي. أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 368)، ولفظه: عن جابر بن عبد الله قال: رأيت نارًا في المقابر، فأتيتهم فإِذا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في القبر، وهو يقول: ناولوني صاحبكم. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرّجاه، ووافقه الذهبي. قلت: محمد بن مسلم الطائفي، إنما أخرج له مسلم متابعة، والبخاري تعليقًا. انظر هدي الساري (ص 458). وبالجملة، فحديث أبي ذر حسن لغيره، والله أعلم.
823 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ آخَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: [إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-] (¬1) حضرنا مَيِّتًا يُدْفَنُ فَقَالَ: "لَا تُثْقِلُوا صَاحِبَكُمْ"، قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي أَنْ لَا يُزَادَ عَلَى تُرَابِ الْحُفْرَةِ. وَرُبَّمَا (¬2) قَالَ فِي الْحَدِيثِ: "خَفِّفُوا عَنْ صَاحِبِكُمْ". قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي مِنْ تُرَابِ الْقَبْرِ. ¬
823 - الحكم عليه: الإسناده ضعيف، لجهالة التابعي، ثم إن فيه ابن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن هنا، وعنعنته غير محمولة على الاتصال. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 122: أ)، وعزاه لابن أبي عمر، وأعله بجهالة التابعي، وعنعنة ابن إسحاق.
تخريجه: لم أجده. لكن يشهد له حديث جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نهى أن يُبْنى على القبر، أو يزاد عليه، أو يجصص. رواه الحاكم في المستدرك (1/ 370)، والبيهقي في الكبرى (3/ 410) من طريق حفص بن غياث، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر به، قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قلت: لكن فيه عنعنة ابن جريج، وهو من المرتبة الثالثة، لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع. وعند البيهقي (3/ 410): ورواه أبان بن أبي عياش، عن=
= الحسن، وأبي نضرة، عن جابر، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ولا زياد على حفيرته التراب". قال البيهقي: وفي الحديث الأول -يعني الطريق الأول- كفاية؛ أبان ضعيف. يعني أن الطريق الأولى تغني عن الثانية، إذ في الثانية من هو ضعيف. وبالجملة فحديث الباب يتقوى بشواهده، فيصبح حسنًا لغيره -والله أعلم-.
824 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، [أَنْبَأَنَا مُجَالِدٌ (¬1)، (عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ) (¬2)] (¬3)، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَوْصَانِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي، فافْضِ بِخَدِّي إِلَى الْأَرْضِ حَتَّى لَا [يَكُونَ] (¬4) بَيْنَ جلدي وبين الأرض شيء (¬5). ¬
824 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف من وجهين: 1 - ضعف مجالد بن سعيد. 2 - ثم إن فيه انقطاعًا بين الشعبي وابن عمر، فإِنه لم يسمع من ابن عمر -كما في المراسيل لابن أبي حاتم (ص 160)، وجامع التحصيل (ص 249) -. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 122: ب)، وعزاه لأحمد بن منيع وقال: سنده ضعيف لضعف مجالد.
تخريجه: لم أجده.
825 - [وَقَالَ] (¬1) أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ عَبْدِ الْحَكَمِ (¬2) بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: لَمَّا وَقَعَ طَاعُونُ الْجَارِفِ احْتَفَرَ بُشَير بْنُ كَعْبٍ (¬3) لِنَفْسِهِ قَبْرًا، فَقَرَأَ فِيهِ الْقُرْآنَ حَتَّى خَتَمَهُ، فَلَمَّا مَاتَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دُفِن فيه (¬4). ¬
825 - الحكم عليه: رجاله ثقات سوى عبد الحكم بن سليمان فلم أجد له ترجمة.
تخريجه: أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 132) قال: قال الحسن بن واقع، حدثنا ضَمرة، عن الحكم بن سليمان، حدثنا ابن أبي غيلان: لما كان طاعون الجارف احتفر بشير بن كعب العدوي قبرًا فقرأ فيه القرآن، فلما مات دفن فيه. وفيه الحكم بن سليمان ولم أجد له ترجمة، وابن أبي غيلان، لم أعرفه، إلَّا أن يكون الذي يروي عن ابن مسعود، فإِن كان كذلك فقد قال فيه أبو زرعة: مجهول -كما في اللسان (7/ 144) -.
826 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ، [هُوَ] (¬1) ابْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مطرِّف، [عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ] (¬2)، قَالَ: إِنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوْصَى بنيه فقال: [و] (¬3) ادفنوني حَيْثُ لَا يَرَانِي بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ فَإِنِّي كنت أغادِرِهم (¬4) في الجاهلية. ¬
826 - [1] الحكم عليه: الإِسناد حسن من أجل حكيم. وقتادة وإن كان مدلسًا فقد صرح بالتحديث في رواية أحمد (5/ 61)، والطبراني في الكبير (18/ 339). والأثر ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 110: ب)، وعزاه لمسدد وقال: رجاله ثقات.
تخريجه: أصله في مسند أحمد (5/ 61) لكن دون متن الباب، فقد أخرجه أحمد قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة قال، سمعت قتادة يحدث عن مطرف بن الشِّخِّير وحجاج قال: حدثني شعبة، قال حجّاج في حديثه: سمعت مطرِّف بن الشِّخِّير يحدث عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبيه أنه أوصى ولده عند موته قال: اتقوا الله. عز وجل وسوِّدوا أَكْبَرَكُمْ، فإِن الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا أَكْبَرَهُمْ خلفوا أباهم. فذكر الحديث: وإذا مت فلا تنوحوا علي، فإِن رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يُنَح عليه. وكذا أخرج هذه المتابعة البزار -كما في الأستار (2/ 137: 1378) -. وقد تابع أميةَ بنَ خالد: عبدُ الوهاب بن عطاء العجلي، قال: أخبرنا شعبة به. أخرجه ابن سعد في=
= الطبقات الكبرى (7/ 36) قال: أخبرنا عبد الوهاب به. ولفظه: يا بني سوِّدوا عليكم أكبركم، فإِن القوم إذا سودوا عليهم أكبرهم خلفوا أباهم، وإذا سودوا أصغرهم أزرى بهم عند أكفائهم وعليكم بالمال واصطناعه، فإِنه مأبهة للكريم، ويستغنى به عن اللئيم، وإياكم ومسألة الناس فإنها من آخر مكسبة الرجل، ولا تنوحوا عَلَيّ فإِن رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم ينح عليه، ولا تدفنوني حيث تشعر بي بكر بن وائل، فإني كنت أغاولهم في الجاهلية. وتابعه عمرو بن مرزوق قال: حدثنا شعبة به. أخرجه البخاري في الأدب (99: 361)، والطبراني في الكبير (18/ 339: 869)، والمزي في تهذيب الكمال (1/ 321)، ولفظه مثل لفظ ابن سعد. وفي سنن النسائي (4/ 16): النهي عن النياحة فقط دون القصة، أخرجه من طريق خالد قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ حكيم بن قيس، أن قيس بن عاصم قال: لا تنوحوا عَلَيّ فإِن رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يُنح عليه. وله طريق أخرى عن الحسن، عن قيس بن عاصم، سيأتي الكلام عليها مفصلًا في الطريق الآتية. وله طريق أخرى عن عبد الملك بن أبي سوية المنقري قال: سمعت ابن عاصم وهو يوصي، فجمع بنيه وهم اثنان وثلاثون ذكرًا فقال: فذكره. أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 611) مطوّلًا وفيه شعر، والطبراني في الكبير (18/ 341: 871)، والأوسط -كما في مجمع الزوائد (4/ 222) - من طريق محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري، حدثني أبي: الفضل بن عبد الملك، عن أبيه عبد الملك بن أبي سوية به. قال الهيثمي: وفي إِسناده العلاء بن الفضل، قال المزي في تهذيب الكمال (2/ 1073): ذكره بعضهم في الضعفاء. قلت: هو ضعيف، -كما في التقريب (ص 435) -. وفي الإِسناد أيضًا محمد بن زكريا الغلابي ضعيف جدًا، ومنهم من اتهمه. انظر ترجمته في ميزان الاعتدال (3/ 550).
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، [قَالَ] (¬1): إِنَّهُ أَوْصَى، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: وَادْفِنُونِي فِي مَكَانٍ لَا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ فإِنه قَدْ كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ [هَنَّاتٌ] (¬2) فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَخَافُ أَنْ يُدخِلوها عَلَيْكُمْ في الإِسلام فيعيبوا (¬3) عليكم دينكم. ¬
826 - [2] الحكم عليه: الإِسناد ضعيف جدًا، من أجل زياد بن أبي زياد. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 108)، وقال: فيه زياد الجصاص وفيه كلام وقد وثق. قلت: بل هو ضعيف جدًا، والذي وثقه ابن حبان مع أنه قال فيه: ربما وَهِم. لكن الراجح فيه تضعيفه. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 110 ب)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه المزي في تهذيب الكمال (2/ 1136) في ترجمة قيس من طريق البغوي: حدثنا عبد الله بن مطيع به. وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 612)، والطبراني في الكبير (18/ 339: 870)، والأوسط -كما في مجمع الزوائد (3/ 108) -، وابن حبان في الثقات (6/ 328) في ترجمة زياد بن أبي زياد، من طريق محمد بن يزيد، حدثنا زياد الجصاص، عن الحسن، حدثني قيس بن عاصم المنقري قال: فذكر قصة قدومه على النبي -صلى الله عليه وسلم- ووصيته لبنيه. وسنده ضعيف جدًا من أجل زياد -كما تقدَّم-.=
= وقد تابع زيادًا القاسم بن مطيب، عن الحسن البصري، عن قيس بن عاصم السعدي فذكره نحو لفظ زياد. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (245: 953)، والبزار -كما في كشف الأستار (3/ 277: 2744) -. وسنده ضعيف جدًا، فيه القاسم بن مطيب وهو متروك. وتابعه أيضًا: أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عاصم المنقري، أنه قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فلما رآه قال: هذا سيد أهل الوبر. قال: فسلمت عليه. ثم قلت: يا رسول الله، المال الذي لا تبعة علي فيه، في ضيف أضياف، أو عيال وإن كثروا. قال: "نِعْمَ المال الأربعون، وإن أكثر فستون، ويل لأصحاب المئين، ويل لأصحاب المئين، إلَّا من أدى حق الله في رِسْلها وبجدتها، وأطرق فحلها، وأقفر ظهرها، وأحمل على ظهرها، ومنح عزيزتها، ونحر سمينها، وأطعم القانع والمعتر. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الأخلاق وأحسنها، أما إنه ليس يحل بالوادي الذي أنا به أحد له مثل كثرة إبلي. قال: كيف تصنع بالمنيحة؟ قلت: تغدوا الإبل ولا تغدوا الناس، فمن شاء أخذ برأس بعيره، فذهب به. فقال: يا قيس، أمالُك أحب إليك أم مال مولاك؟ قلت: لا بَلْ مَالِي. قَالَ: فَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أعطيت فأمضيت، وما بقي فلورثتك. قلت: يا رسول الله، لَئِنْ بَقِيتُ لَأَدَعَنَّ عِدتها قَلِيلًا". قَالَ الْحَسَنُ: ففعل رحمه الله. فلما حضرته الوفاة دعى بنيه فقال: "يا بني خذوا عني، فإِنه لا أَحَدَ أَنْصَحُ لَكُمْ مِنِّي. إِذَا أَنَا مُتُّ فسوّدوا كبيركم ولا تسوِّدوا صغيركم، فتستسفه الناس، وعليكم بإصلاح الْمَالِ، فإِنه مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللئيم، وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب المرء، ولم يسأل أحد إلَّا وترك كسبه، وكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها وأصوم، وإياكم والنياحة، فإني سمعت رسول الله ينهى عنها، وادفنوني في مكان لا يعلم بي أحد، فإِنه كانت تكون بيننا وبين بكر بن=
= وائل خماشًا في الجاهلية، فأخاف أن يدخلوا بها عليكم في الإِسلام، فيفسدوا عليكم دينكم". قال الحسن رحمه الله: "نصحهم في الحياة والممات". رواه الحارث بن أبي أسامة -كما في زوائده (2: 595) عن داود بن المحبر-، حدثنا أبو الأشهب به. وسنده تالف، داود بن المحبَّر متروك، ذاهب الحديث، وسيأتي هذا المتن مطولًا لكن من رواية أبي يعلى برقم (953)، ويغني عن ذلك كله الطريق المتقدمة.
827 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ (¬1)، [عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ] (¬2)، قَالَ: لَمَّا ماتت ميمونة رضي الله عنها -وَهِيَ خَالَتُهُ- أَخَذْتُ رِدَائِي فَبَسَطْتُهُ فِي لَحْدِهَا، فَأَخَذَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَمَى به. ¬
827 - الحكم عليه: هذا إِسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 122: ب)، وقال: رواه مسدد موقوفًا بسند صحيح على شرط مسلم.
تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 139) قال: أخبرنا يزيد بن هارون ووهب بن جرير بن حازم، قالا حدثنا جرير بن حازم، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، قال: دفنا ميمونة بسرف في الظلة التي بني فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت يوم ماتت محلوقة، قد حلقت في الحج، فنزلنا في قبرها أنا وابن عباس، فلما وضعناها مال رأسها فأخذت ردائي، فوضعته تحت رأسها، فانتزعه ابن عباس فألقاه، ووضع تحت رأسها كذّانًا يعني حجرًا. وسنده صحيح.
828 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، وَشَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ جَرِيرٍ رَضِيَ الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: الحَدُوا ولا تشقوا.
828 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، من أجل عثمان بن عمير. وقيس وإن كان ضعيفًا فقد تابعه شريك فينجبر ضعف كل منهما، لكن يبقى ضعف الإِسناد في عثمان. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 122: أ)، وعزاه لأبي داود الطيالسي وغيره ثم قال: وفي سنده عثمان بن عمير وهو ضعيف.
تخريجه: رواه ابن ماجه (1/ 496: 1555)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 44)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 408)، وأحمد (4/ 357، 362)، والحميدي في مسنده (2/ 353: 808)، وعبد الرزاق في المصنف (3/ 477: 6385)، وابن أبي شيبة (3/ 322)، والطبراني في الكبير (2/ 360 - 462: 1319، 2320، 2321، 2322، 2323، 2324، 2325، 2326، 2328)، وابن عدى في الكامل (4/ 1329، 5/ 1814)، وأبو نعيم في الحلية في ترجمة زذان (4/ 203) كلهم من طريق عثمان بن عُمَير، عن زاذان به. ولفظه: اللحد لنا، والشق لغيرنا. وعثمان بن عمير ضعيف. لكنه ورد من طريق أخرى، ففد رواه الطحاوي في مشكل الآثار (4/ 44) من طريق عبد الله بن نمير، عن أبي حمزة الثمالي، عن زاذان به. ولفظه: "اللحد لنا، والشق لأهل الكتاب". وأبو حمزة الثمالي: اسمه ثابت بن أبي صفية، قال في التقريب (132: 818): ضعيف. وورد من طريقين آخرين: - فأخرجه أحمد (4/ 357)، والطبراني في الكبير (2/ 363: 2330) من=
= طريق حمّاد بن سلمة، عن الحجاج، عن عمرو بن مرة، عن زاذان به، وفيه قصّة. ولفظ الشاهد منه: (اللَّحد لنا، والشق لغيرنا". والحجّاج هو ابن أرطأة، وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس، فحديثه ضعيف، وأيضًا فقد عنعنه هنا. - وأخرجه أحمد (4/ 358) من طريق إسحاق بن يوسف، حدثنا أبو جناب، عن زاذان به. وفيه قصَّة، ولفظ الشاهد منه: "اِلْحدوا ولا تشقّوا، فإِنّ اللّحد لنا والشقّ لغيرنا". وأبو خباب اسمه يحيى بن أبي حية قال في التقريب (589: 7537) ضعفوه لكثرة تدليسه. فهذه طرق أربعة لحديث جرير، وإن كل منها لا يخلو من مقال، إلَّا أنه يقوِّي بعضها بعضًا، فضلًا عن أن في الباب عن ابن عباس، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وجابر، وبُرَيدة، وبيان ذلك كما يلي: أما حديث ابن عباس، فلفظه: اللحد لنا، والشق لغيرنا. أخرجه أبو داود (3/ 544: 3208)، والنسائي (4/ 80)، والترمذي (2/ 254)، وابن ماجه (1/ 496: 1554)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 48)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 408). وسنده ضعيف، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (127:2)، وفي إِسناده عبد الأعلي بن عامر وهو ضعيف، وكذا ضعفه المناوي في فيض القدير (5/ 401)، وصححه ابن السكن، ولعل ذلك لشواهده. وأما حديث سعد بن أبي وقاص، فرواه مسلم في صحيحه (2/ 665: 966 - 90)، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّهُ قَالَ في مرضه الذي مات فيه: اِلحَدوا لي لحدًا، وانصبوا علي اللبن نصبًا، كما فُعِل برسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وأما حديث ابن عمر، فرواه الإِمام أحمد في مسنده (21/ 256 الفتح الرباني)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 323) من طريق العمري، عن نافع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ=
= النبي -صلى الله عليه وسلم- أُلْحِد له. وفيه العمري، وهو: عبد الله بن عمر -كما في التلخيص (2/ 127) - قال في التقريب (314: 3489): ضعيف. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 323) من طريق حجّاج، عن نافع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أُلْحِد له ولأبي بكر وعمر. وحجاج هو: ابن أرطأة، صدوق، كثير الخطأ والتدليس، وأيضًا فقد عنعنه هنا. وأما حديث بريدة، فرواه ابن عدي في الكامل (5/ 1788)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (3/ 295)، ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 54) كلهم عن عمرو بن يزيد التيمي، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه قَالَ: أُخِذ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من قبل القبلة، وأُلْحِد له، ونصب عليه اللبن نصبًا. ونقل ابن عدي تضعيف عمرو بن يزيد عن ابن معين. وقال ابن عدي: هو في جملة من يُكْتَب حديثه من "الضعفاء" وقال العقيلي: لا يتابع عليه. وبالجملة فحديث الباب يتقوى بمجموع هذه المتابعات والشواهد ويرتفع إلى رُتبة الحسن، بل الصحيح. وانظر: نصب الراية (2/ 296 وما بعدها)، والبدر المنير (4/ 41: ب)، والتلخيص الحبير (2/ 127)، وأحكام الجنائز وبدعها (ص 145).
829 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ قَالَ: كَانَ [أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي الْقَبْرِ قَالَ: اللَّهُمَّ جَافِ الْأَرْضَ عن جنبيه ووسع] (¬1) عليه حفرته. ¬
829 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف جدًا، من أجل عباس بن الفضل، ثم إن فيه عنعنة قتادة وهو ممن لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع، وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 122 مختصر)، وأعله بالعباس بن الفضل.
تخريجه: رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 239)، والطبراني في الكبير (1/ 216) من طريق قتادة، عن أنس أنه دفن ابنًا له، فقال: اللهم جاف الأرض عن جنبيه، وافتح أبواب السماء لروحه، وأبدله بداره دارًا خيرًا من داره. سنده صحيح لولا عنعنة قتادة. وروى أبو داود في سننه (3/ 546: 3213)، والحاكم (1/ 366)، والبيهقي (4/ 55) عن أبي الصديق الناجي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان إذا وضع الميت في القبر قال: بسم الله، وعلى ملة رسول الله. وانظر: نصب الراية (2/ 301 وما بعدها) ففيه الكفاية.
830 - حَدَّثَنَا (¬1) الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، [حدثنا أبو جلاس] (¬2)، حدثني عثمان بن الشماخ (¬3)، وَكَانَ ابْنُ أَخِي سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَاتَ ابْنٌ لِسَمُرَةَ قَدْ سَعَى، فَسَمِعَ بُكَاءً، فَقَالَ: مَا هَذَا الْبُكَاءُ؟ قَالُوا: عَلَى فُلَانٍ. فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، فَدَعَا بِطَسْتٍ أَوْ بعُسّ (¬4)، فَغُسِل بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ كُفَّن بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لِمَوْلًى لَهُ: يَا فُلَانُ اذْهَبْ إِلَى حُفْرَتِهِ، فإِذا وَضَعْتَهُ (¬5) فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ وَعَلَى سُنَّةِ (¬6) رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَأَطْلِقْ عُقَدَ رَأْسِهِ، وعقد رجليه، وقيل: اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ (¬7). ¬
830 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف جدًا، فيه عثمان بن شماس لم يتابع، والعباس بن الفضل وهو ضعيف جدًا.=
= تخريجه: رواه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 407) من طريق إبراهيم بن علي، حدثنا يحيى بن يحيى، أنبأنا عبد الوارث، عن عقبة بن سيار، عن عثمان بن أخي سمرة، قال: فذكره. وسنده ضعيف أيضًا، لأن مداره على عثمان، وهو يحتاج إلى متابع. لكن لأجزائه شواهد: منها ما يقال عند وضع الميت في القبر، وقد ورد من حديث ابن عمر، وقد تقدم ذكره في تخريج الحديث السابق برقم (818).
12 - باب دفن الشهيد حيث يقتل
12 - بَابُ دَفْنِ الشَّهِيدِ حَيْثُ يُقْتَلُ 831 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَيَّه (¬1) السُّوائي قَالَ: إِنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُتلا (¬2) عِنْدَ بَابِ بَنِي سَالِمٍ (¬3)، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَمَرَ أَنْ يُدْفَنَا حَيْثُ قُتلا، فاحتُملا مِنْ حَيْثُ أُصِيبَا، فَوَافَقَهُمْ ذَلِكَ عند مقبرة بني هلال فدُفنا هنالك. ¬
831 - الحكم عليه: الإِسناد حسن، وجهالة الصحابي لا تضر. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 122/ ب)، وسكت عليه.
تخريجه: أصله عند النسائي في سننه (4/ 79) بلفظ مختصر. قال النسائي: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا وكيع، حدثنا سعيد بن السائب، عن رجل يقال له عبيد الله بن مُعَيَّه قال: أصيب رجلان من المسلمين يوم الطائف، فحملا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأمر أن يُدفنا حيث أصيبا. وكان ابن معية ولد عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-.=
= ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 395) بنحو لفظ النسائي ويشهد له ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما كان يوم أحد، حُمِل القتلى، ليدفنوا بالبقيع، فنادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمركم أن تدفنوا القتلى في مضاجعهم. أخرجه أبو داود (3/ 514: 3165)، والنسائي (4/ 79)، والترمذي (6/ 38)، وابن ماجه (1/ 486: 1516)، وابن حبان في صحيحه -كما في موارد الظمآن (ص 196) -، وأحمد (3/ 297، 380)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 57) بإِسناد صحيح. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
13 - باب التعزية
13 - باب التعزية 832 - قال ابن أبي عمر: حدثنا المُقرىء، حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْعَبْسِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ كَرِيزٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا عزّى مؤمن مؤمنًا قط بمصيبة إلا كُسي يوم القيامة حلة يُحبر فيها (¬2) ". ¬
832 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف؛ عمر بن عبد الله العبسي مجهول، ثم إنه مرسل. وأورده البوصيرى في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 125/ ب)، وسكت عليه.
تخريجه: تابع عمرَ بن عبد الله أبو مودود، فجعله موقوفًا على طلحة. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 386) قال: حدثنا وكيع، عن أبي مودود، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، قال: من عزى مصابًا كساه الله رداء يحبر به -يعني يغبط به-". وأبو مودود هذا: اسمه عبد العزيز بن أبي سليمان، قال الحافظ ابن حجر في=
= التقريب (357: 4099): مقبول -يعني عند المتابعة-، وقد توبع هنا -كما تقدَّم-. وابن كريز تابعي، فالحديث مرسل حسن، وهو وإن كان موقوفًا عليه فإِنه في حكم المرفوع؛ لأنه مما لا يقال من قبل الرأي. انظر: الإرواء (3/ 217). ويشهد له حديث أنس مرفوعًا: "من عزى أخاه المؤمن في مصيبة كساه الله حلة خضراء يحبر بها. قيل: ما يحبر بها؟ قال: يغبط بها". أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 397) عن قدامة بن محمد، حدثنا أبي، عن بكير بن عبد الله الأشج، عن ابن شهاب، عن أنس مرفوعًا به. وهذا سند رجاله كلهم ثقات غير محمد والد قدامة وهو الأشجعي لم أجده فيما وقفت عليه من كتب التراجم. وللحديث شاهد أيضًا من حديث جابر، ومحمد بن عمرو بن حزم، وأبي برزة. فأما حديث جابر فقد تقدم بيان حاله في تخويج الحديث [786] وهو ضعيف. وأما حديث محمد بن عمرو بن حزم، فأخرجه ابن ماجه (1/ 511: 1601)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 59) من طريق قيس أبي عمارة مولى الأنصار قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بن محمد بن عمرو بْنِ حَزْمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: "ما من مؤمن يعزّي أخاه بمصيبة إلا كساه الله عَزَّ وَجَلَّ من حلل الكرامة يوم القيامة". وفيه قيس أبو عمارة، قال في التقريب (458: 5598): فيه لين. ثم إنه مرسل، فإِنه من رواية عبد الله بن أبي بكر بن محمد بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، وجده هو محمد بن عمرو بن حزم. قال ابن حجر في التقريب (499: 6182): له رؤية، وليس له سماع، إلا من الصحابة.
= وانظر: السلسلة الضعيفة (2/ 77: 610). وأما حديث أبي برزة فرواه الترمذي (2/ 269) من طريق أم الأسود، عن مُنيَّه بنت عبيد بن أبي برزة عن جدها أبي برزة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من عزى ثكلى كُسي بردًا في الجنة" وقال -الترمذي-: هذا حديث غريب، وليس إِسناده بالقوي. قلت: وذلك من أجل مُنيّة هذه، فقد قال ابن حجر في التقريب (753: 8686): لا يعرف حالها. وبالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق حسن لغيره على أقل الأحوال.
14 - باب صنعة الطعام [لأهل الميت]
14 - باب صُنعة (¬1) الطعام [لأهل الميت] (¬2) 833 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هارون، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قال: (كنت أسمع عمر رضي الله عنه يَقُولُ: لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي باب إلا دخل معه ناس)، فلا أَدْرِي مَا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ، حَتَّى طُعن عُمَرُ رضي الله عنه، فأمر صُهيبًا رضي الله عنه أن يصلي بالناس ثلاثًا، وأمر أن يجعل للناس (¬3) طعامًا. فلما رجعوا من الجنازة جاؤوا وقد وُضعت الموائد فأمسك الناس عنها للحزن الذي هم فيه، فجاء العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس قد مات ... الحديث. (32) وسيأتي إن شاء الله تعالى بتمامه (¬4) في مناقب عمر رضي الله عنه (¬5). ¬
= 833 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، فيه علي بن زيد بن جُدعان، سيِّىء الحفظ. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 126/ أ)، وأعله بعلي.
تخريجه: لم أجده.
834 - وَقَالَ [أَحْمَدُ] (¬1) فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ القاسم، حدثنا الأشجعي، عن سفيان قال: قال طاوس: إن الموتى يفتنون في قبورهم سبعًا، فكانوا (¬2) يستحبون أن يطعم (¬3) عنهم تلك الأيام. ¬
834 - الحكم عليه: الإِسناد رجاله كلهم ثقات إلا أنه منقطع بين سفيان وطاوس. فهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (4/ 11) قال: حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا هاشم بن القاسم به.
15 - باب زيارة القبور [والأدب في ذلك]
15 - بَابُ زِيَارَةِ الْقُبُورِ [وَالْأَدَبِ فِي ذَلِكَ] (¬1) 835 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنِّي نَهَيْتكُم [عَنْ ثَلَاثٍ وَقَدْ أَذِنْتُ لَكُمْ فِيهِنَّ، نَهَيْتُكُمْ أَنْ تَنْبِذُوا فَانْبِذُوا (¬2)، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَنَهَيْتُكُمْ] (¬3) أَنْ تَدَّخِرُوا لَحْمَ (¬4) الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثٍ فَكُلُوا وَادَّخِرُوا، وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَزُورُوا القبور فزوروها ولا تقولوا هُجْرًا. ¬
835 - الحكم عليه: الإِسناد حسن، مُعضَل، إذ إن رواية محمد بن يحيى عن بعض الصحابة مرسلة. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 126/ أ)، وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا.=
= تخريجه: أخرجه الحاكم في مستدركه (1/ 374)، والبيهقي في الكبرى (4/ 77) موصولًا مختصرًا من طريق عبد الله بن وهب: أخبرني أسامة بن زيد، أن محمد بن يحيى بن حبان الأنصارى أخبره، أن واسع حبان حدثه، أن أبا سعيد الخدري حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ. اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإِن فيها عبرة، ونهيتكم عن النبيذ ألا فانتبذوا ولا أحل مسكرًا، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فكلوا وادخروا". قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وانظر البدر المنير (2/ 52/ ب). ومن. حديث أبي سعيد أيضًا رواه ابزار -كما في كشف الأستار (1/ 407) - قال: حدثنا سليمان، حدثنا شعبة، حدثنا عمر بن محمد، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فكلوا وادخروا، ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ولا تقولوا ما يسخط الرب، ونهيتكم عن الأوعية فانتبذوا، وكل مسكر حرام". وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 58): رواه البزار بإسناده رجاله رجال الصحيح. وقد ورد المتن من حديث جملة من الصحابة، وبيان ذلك كما يلي: 1 - من حديث بريدة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "قد نهيتكم عن زيارة القبور، فقد أُذن لمحمد في زيارة قبر أمه، فزوروها فإنها تذكركم الآخرة". رواه الترمذي (2/ 59)، وقال: حسن صحيح، وسيأتي مزيد بيان فيه في الحديث الآتي برقم (121). ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 376) بلفظ: "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ولتزدكم زيارتها خيرًا". ثم قال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.=
= وقد رواه الحاكم من طرق مختلفة وبألفاظ متعددة. قد تكلم عليها ابن الملقن في البدر المنير (4/ 52/ أ) فراجعه. 2 - من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: كُنْتُ نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا، وتذكر في الآخرة. رواه ابن ماجه (1/ 501: 1571) قال في البدر المنير (4/ 52/ ب): "وفيه أيوب بن هانئ، ضعفه ابن معين، وقواه أبو حاتم، واقتصر الذهبي في المغني (1/ 98) على مقالة ابن معين، وقال في الكاشف (1/ 95): إنه صدوق، ولم يذكر غير ذلك". ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 375) من نفس تلك الطريق بلفظ أتم، فلفظه: إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور وكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث، وعن نبذ الأوعية، ألا فزوروا القبور، فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة، وكلوا لحوم الأضاحي وأبقوا ما شئتم فإنما نهيتكم عنه إذ الخير قليل، توسعة على الناس، ألا إن وعاء لا يحرِّم شيئًا فإِن كل مسكر حرام". قال الذهبي في تلخيصه: أيوب ضعّفه ابن معين. قلت: ولعل الأقرب إلى الصواب قول من ضعفه. انظر ترجمته في التهذيب (1/ 414). 3 - مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زار قبر أمه، فبكى، وأبكى من حوله. فقال: "استأذنت ربي في أن أستغفر لها، فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت". أخرجه مسلم (2/ 671: 108)، وأبو داود (3/ 557: 3234)، والنسائي (4/ 90)، وابن ماجه (1/ 500: 1569)، والحاكم (1/ 375 - 376)، وعنه البيهقي (4/ 76)، وأحمد (2/ 441)، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاء، ووافقه الذهبي، وهو وهم، فقد أخرجه مسلم -كما علمت-.=
= 4 - من حديث أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "زُر القبور تذكر بها الآخرة، واغسل الموتى، فإِن معالجة جسد خاوٍ موعظة بليغة، وصل على الجنائز لعل ذلك أن يُحزِنك، فإِن الحزين في ظل الله يتعرض كل خير". رواه الحاكم في الجنائز من المستدرك (1/ 377)، وفي الرقاق (4/ 330)، وقال في الجنائز: هذا حديث رُواته عن آخرهم ثقات. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: لكنه منكر، ويعقوب هو القاضي أبو يوسف حسن الحديث، ويحيى لم يدرك أبا مسلم فهو منقطع، أو أن أبا مسلم رجل مجهول، لكنه صححه في الرقاب. انظر (4/ 330)، وانظر: البدر المنير (4/ 52/ ب). 5 - من حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن زيارة القبور، وعن الأوعية، وأن تُحبس لحوم الاضاحي بعد ثلاث. ثم قال: "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة، ونهيتكم عن الأوعية فاشربوا فيها واجتنبرا ما أسكر، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تحتبسوا فوق ثلاث فاحتبسوا ما بدا لكم". رواه أبو يعلى -كما في مجمع الزوائد (3/ 58) -، وعبد الله بن أحمد في زوائده على مسند أبيه (8/ 157 الفتح الرباني). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 58): وفيه ربيعة بن النابغة. قال البخاري: لم يصحّ حديثه عن علي في الأضاحي. وانظر: البدر المنير (4/ 52/ ب). 6 - من حديث زيد بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ فَتْحِ مكة نحو المقابر، فقعد رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَ قبر فرأيناه كأنه يناجي، فقام يمسح الدموع من عينيه، فتلقّاه عمر رضي الله عنه، وكان أولنا، فقال: بأبي أنت وأمي ما يُبكيك؟ قال: "إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي، وكانت والدة، ولها قِبَلي حق، فأردت أن أستغفر لها فنهاني". قال: ثم أومأ إلينا أن اجلسوا، فجلسنا،=
= فقال: "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فمن شاء منكم أن يزور فيزر، هاني نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام فكلوا وادخروا ما بدا لكم، وإني نهيتكم عن ظروف، ونهيتكم عن ظروف فانتبذوا فإِن الآنية لا تحل شيئًا، ولا تحرمه، واجتنبوا كل مسكر". رواه الطبراني في معجمه الكبير (5/ 82: 4648) قال: حدثنا عبد الرحمن بن خلاد الدورقي، حدثنا محمد بن حزام الضبعي البصري، حدثت إسماعيل بن محمد أبو عامر الأنصاري، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، عن أبي جناب الكلبي، عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن أبيه قال: فذكره. قال الهيثمي في المجمع (3/ 58): وفي إِسناده من لم أعرفه. قلت: وفي إِسناده جناب الكلبي واسمه يحيى بن أبي حيّة قال في التقريب (589: 7537): ضعفوه لكثرة تدليسه. وفي الباب أحاديث أخرى. انظر في ذلك مجمع الزوائد (3/ 57، وما بعدها)، والتلخيص الحبير (2/ 137).
836 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حُصَيْنٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ (¬1)، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ (¬2)، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بالأبطح إذ قَامَ (¬3) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُسْتَبْشِرًا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَجَلَسَ عِنْدَ قَبْرٍ مِنْهَا، ثُمَّ جَلَسَ إِلَيْنَا كَئِيبًا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ قُمْتَ مِنْ عِنْدِنَا [قَبْلُ] (¬4) مُسْتَبْشِرًا وَرَجَعْتَ وَأَنْتَ كَئِيبٌ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اسْتَأْذَنْتُ (¬5) رَبِّي أَنْ أَزُورَ قَبْرَ أُمِّي فَأَذِنَ لِي، أَوْ قَالَ فَرَخَّصَ لِي، فَذَهَبْتُ لأشفع لها فمنعت. ¬
836 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف جدًا، من ثلاثة أوجه: 1 - جابر بن يزيد: مجهول حالًا وعينًا. 2 - ضعف فرقد السبخي. 3 - عمرو بن حصين العقيلي ضعيف جدًا. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 126/ ب)، وسكت عنه.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 343)، والدارقطني في سننه (4/ 259) مختصرًا، من هذه الطريق، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن حماد بن زيد، حدثنا فرقد السبخي، حدثنا جابر بن يزيد، حدثنا مسروق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ زيارة القبور، فإِنه قد أُذن لمحمد في زيارة قبر أمه،=
= فزوروها تذكركم الآخرة". وسنده ضعيف جدًا -كما تقدَّم-. لكن يغني عنه: - حديث بردة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في سفر، فنزل بنا ونحن معه، قريب من ألف راكب، فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان، فقام إليه عمر بن الخطاب ففداه بالأب والأم، يقول: يا رسول الله ما لك؟ قال: "إني سألت ربي عَزَّ وَجَلَّ في الاستغفار لأمي، فلم يأذن لي، فدمعت عيناي رحمة لها من النار، واستأذنت ربي في زيارتها فأذن لي، وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ولتزدكم زيارتها خيرًا". أخرجه أحمد (5/ 355، 357، 359)، وابن أبي شيبة (3/ 342)، والحاكم (1/ 376)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 76)، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وفي الحديث كلام طويل، انظر له: البدر المنير (4/ 52 /أ)، وإرواء الغليل (3/ 224 وما بعدها). - وقد تقدم حديث أبي هريرة، وزيد بن الخطاب في تخريج الحديث الماضي برقم (824).
837 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَرْجِسٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: لَأَنْ أَجْلِسَ عَلَى جَمْرَةٍ فَتَحْرِقَ مَا دُونَ لَحْمِي حَتَّى تُفْضِي إِلَيَّ أَحَبُّ (¬1) مِنْ أَنْ أَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ. قَالَ عُثْمَانُ [بْنُ حَكِيمٍ] (¬2): وَرَأَيْتُ (¬3) خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ فِي الْمَقَابِرِ (¬4)، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَأَجْلَسَنِي عَلَى قَبْرٍ، وَقَالَ: إِنَّمَا ذلك لمن أحدث عليه. ¬
837 - الحكم عليه: الإِسناد صحيح موقوف، على شرط مسلم. وقال ابن حجر في الفتح (3/ 224): إِسناده صحيح. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 126/ ب)، وقال: رواه مسدد موقوفًا.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 339) -دون قصة عثمان مع خارجة- من طريق أخرى. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه قال: كنت أتبع أبا هريرة في الجنائز، فكان يقضي القبور، قال: لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه، ثم قميصه، ثم إزاره، حتى تخلص إلى جلده، أحب إلي من أن يُجْلس على قبر. وسنده حسن، أبو يحيى اسمه سمعان الأسلمي، قال في التقريب (256: 2633): لا بأس به. وأثر خارجة علقه البخاري في صحيحه (3/ 222 فتح) قال: وقال عثمان بن=
= حكيم: أخذ بيدي خارجة، فأجلسني على قبر، وأخبرني عن عمه يزيد بن ثابت قال: إنما كره ذلك لمن أحدث عليه. قال الحافظ في الفتح: وصله مسدد في مسنده الكبير، ثم ساقه -كما ههنا-، وقال: هذا إِسناد صحيح، وكذا قال في تغليق التعليق (2/ 493). وقد ورد حديث أبي هريرة مرفوعًا -كما سيأتي في الحديث رقم (838) -.
838 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ جَلَسَ عَلَى قَبْرٍ يتغوَّط أَوْ يَبُولُ فَكَأَنَّمَا جَلَسَ عَلَى جَمْرَةٍ.
838 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف. فيه محمد بن أبي حُمَيد ضعفه ابن معين والنسائي وأبو زرعة وغيرهم كثير، بل قال فيه البخاري: منكر الحديث. انظر: تهذيب التهذيب (9/ 132). وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 126/ ب)، وأعله بمحمد بن أبي حُمَيْد.
تخريجه: أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (1/ 168 منحة المعبود)، من نفس هذه الطريق، قال: حدثنا محمد بن أبي حميد به نحوه. ولفظه: لأن يجلس أحدكم على جمرة خير له من أن يجلس على قبر. قال أبو هريرة: يعني يجلس بغائط أو بول. وكذا أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 517)، وسنده ضعيف -كما تقدم-. لكن يشهد له ما ورد من طريق أخرى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه، فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر". أخرجه مسلم (2/ 667: 971 - 96)، وأبو داود (3/ 553: 3228)، والنسائي (4/ 95)، وابن ماجه (1/ 484: 1566)، والبيهقي (4/ 79)، وأحمد (2/ 311، 389، 444)، والبغوي في شرح السنة (5/ 409). وانظر: أحكام الجنائز (ص 209). وبالجملة فحديث الباب صحيح لغيره. وفي النهي عن القعود على القبر أحاديث -كما سيأتي في الحديث رقم (839) -.
839 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ (¬1)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: نَهَى نَبِيُّ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يقعد على القبور، أو يصلى عليها (¬2). ¬
839 - الحكم عليه: الإِسناد رجاله كلهم ثقات إلا أنه منقطع، القاسم بن مخيمرة لم يسمع من أبي سعيد. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 61)، وعزاه لأبي يعلى وقال: رجاله ثقات. قلت: لكنه منقطع -كما تقدم-. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 127/ أ)، وقال: رواه القاسم بن مخيمرة، عن أبي سعيد ولم يسمع منه.
تخريجه: أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 498: 1564) مختصرًا من طريق محمد بن عبد الله الرقاشي، حدثنا وُهيب به -وقع في المطبوع من سنن ابن ماجه (1/ 498): "وهب"، وهو تحريف-. وَلَفْظُهُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهى أن يبنى على القبر. لكن يشهد له حديث أبي مرثد الغنوي وعمرو بن حزم الأنصاري. أما حديث أبي مرثد الغنوي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها". فأخرجه مسلم (3/ 668: 972 - 97)، وأبو داود (3/ 554: 3229)، والترمذي (2/ 257)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 515)، والبيهقي (3/ 435)، وأحمد (4/ 135).=
= وأما حديث عمرو بن حزم الأنصاري مرفوعًا: "لا تقعدوا على القبور". فأخرجه النسائي (4/ 95) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحكم، عن شعيب، حدثنا الليث، حدثنا خالد، عن ابن أبي هلال، عن أبي بكر بن حزم، عن النضر بن عبد الله السلمي، عمرو بن حزم به. وسنده صحيح. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 515) بلفظ: رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قبر، فقال: انزل عن القبر، لا تؤذ صاحب القبر، ولا يؤذيك. لكن في سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف، إلا أنه يتقوى بطريق النسائي. وأخرجه ابن الجوزي في التحقيق (1/ 183/ ب) من طريق أحمد: حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة الجذامي، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن عمرو بن حزم قال: رآني رسول -صلى الله عليه وسلم- وأنا متكئ على قبر فقال: "لا تؤذ صاحب القبر". ورجاله ثقات.
16 - باب الدفن في قبر واحد
16 - بَابُ الدَّفْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ (¬1) 840 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ جَمِيلَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَتْ: قُتِلَ أَبِي وَعَمِّي يَوْمَ أُحُدٍ فدُفِنا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَلَمْ أَجِدْ مِنْ مِيرَاثِهِمَا شَيْئًا أَخَذَتْهُ الْحُلَفَاءُ (¬2). * قُلْتُ: جَابِرٌ ضَعِيفٌ، وَقَدْ جَاءَ أَنَّ عَمَّهَا أَخَذَ مَوْجُودَ أَبِيهَا وَأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنَعَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِسُؤَالِ أُمِّهَا وَأَمَرَهُ أَنْ يُعْطِيَهَا نِصْفَهَا فِي قِصَّةٍ ذَكَرَهَا الطَّبَرِيُّ وَغَيْرُهُ فِي تَفْسِيرِ سورة النساء (¬3). ¬
840 - الحكم عليه: الحديث ضعيف فيه جابر الجعفي، بل هو منكر لمخالفته ما هو أقوى منه. (سعد).=
= تخريجه: أخرجه إسحاق (5/ 269: 2092) به. وذكره ابن حجر في الإصابة (4/ 255) فقال: وأخرج ابن منده من طريق مسعر عن ثابت بن عبيد بنحوه.
17 - باب كراهية [موت الفجأة]
17 - بَابُ كَرَاهِيَةِ [مَوْتِ الْفُجْأَةِ] (¬1) 841 - أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا دُرُسْت هُوَ ابْنُ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ [هُوَ] (¬2) الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا كَانَ عِنْدَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ مَاتَ، فأُخْبر رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَدْ مَاتَ. قَالَ (¬3) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الَّذِي كَانَ عِنْدَنَا آنِفًا؟ " قَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كَأَنَّهَا أَخْذَة عَلَى غَضِبٍ". [2] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ رضي الله عنه [بِهِ] (¬4). [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حدثنا درست ابن زياد به. ¬
841 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، فيه يزيد الرقاشي، ودُرُسْت بن زياد، ركلاهما ضعيف. والحديث أورده المنذري في الترغيب (3/ 327)، وحسن سنده، ولا يخفى ما فيه=
= تخريجه: أخرجه مسدد -كما قال الحافظ هنا في المطالب-، قال مسدد: حدثنا درست بن زياد به -كما سيأتي-. وأخرجه أبو يعلى -كما هنا في المطالب- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إسرائيل، حدثنا درست بن زياد به -كما سيأتي-. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 968) في ترجمة درست، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (2/ 411). وأخرجه الطيالسي في مسنده (رقم 2112)، وفيه زيادة: والمحروم من حرم وصيته. وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الموت -كما في الفتح (3/ 254) -، ولفظه مثل لفظ ابن عدي. ولحديث أنس طريقان آخران: الأول: عن سمعان بن المهدي، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "موت الفجاة رحمة للمؤمنين، وعذاب للكافرين". أخرجه ابن الجوزي في العلل المنناهية (2/ 411)، وقال: فيه سمعان وهو مجهول منكر الحديث .. والآخر: عن الحسن بن عمارة، عن ابن زِيَادٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أن من اقتراب الساعة فشو الفالج، وموت الفجاة". أخرجه ابن الجوزي في العلل (2/ 411)، وقال: فيه الحسن بن عمارة، قال شعبة: كان الحسن يحدث بأحاديث وضعها. اهـ. وقال في التقريب (162: 1264): متروك. وقد ورد الحديث عن عبيد بن خالد السلمي، وابن مسعود، وأبي هريرة، وعائشة رضي الله عنهم، وبيان ذلك كما يلي:=
= أما حديث عبيد بن خالد: فرواه أبو داود في سننه (3/ 481: 3110)، وأحمد في المسند (3/ 22، 4/ 219)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 378) من طريق شعبة، عن منصور، عن تميم بن سلمة، أو سعد بن عبيدة، عن عبيد بن خالد السلمي رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال مرة: عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ قَالَ مرة: عن عبيد قال: موت الفجاة أخذة آسِف. قال الحافظ في الفتح (3/ 254): رجاله ثقات. اهـ. والوقف فيه لا يؤثر لأنه مما لا مجال للرأي فيه، فكيف وقد أسنده الراوي مرة. وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه، فقد تقدم بيانه في الحديث رقم (767)، والشاهد منه هنا ضعيف. وأما حديث أبي هريرة، فهو من طريق إبراهيم بن الفضل، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بحائط مائل، فأسرع المشي، فقالوا: يا رسول الله كأنك خفت هذا الحائط؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إني كرهت موت الفجاة. أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 411)، وقال: فيه إبراهيم بن الفضل، قال يحيى: ليس بشيء، لا يكتب حديثه. وقال الدارقطني: متروك. وأما حديث عائشة رضي الله عنها فهو من طريقين: الأول: من طريق عبيد الله بن الولد، عن عبد الله بن عد بن عمير، عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن موت الفجاة. فقال: "راحة للمؤمن، وأخذة أسف للفاجر". رواه أحمد في مسنده (7/ 70 الفتح الرباني)، والبيهقي في الكبرى (3/ 379)، والطبراني في الأوسط -كما في مجمع الزوائد (3/ 318) -، وقال الهيثمي: فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو متروك اهـ. وقال ابن عدي في الكامل (4/ 1631): وهو ضعيف جدًا، يتبين ضعفه على حديثه. اهـ.=
= لكن صحح إِسناده الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (4/ 463)، وتبعه الزبيدي في شرحه (10/ 262)، والسخاوي في المقاصد الحسنة (ص 436)، وتبعه العجلوني في كشف الخفاء (2/ 401)، ولا يخفى ما فيه. والآخر: من طريق صالح بن موسى الطلحي، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة قال: قلت لعائشة: إن عبد الله بن عمر يقول: إن موت الفجاة سخطة على المؤمن، فقالت: يغفر الله لابن عمر أوهم الحديث، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "موت الفجاة تخفيف على المؤمن، وسخط على الكافر". رواه ابن الجوزي في العلل (2/ 412)، وقال: فيه صالح بن موسى، قال يحيى: ليس حديثه بشيء. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات حتى شهد لها أنها معلولة. اهـ. وجملة القول أن أكثر هذه الشواهد فيها مقال، بل بعضها لا يصلح للاعتبار، وإنما يمكن أن يشهد لحديث الباب في كراهية موت الفجاة حديث عبيد بن خالد، فيتقوى به، فيكون حديث الباب حسنًا لغيره. والله أعلم.
18 - [باب فضل من مات] على فراشه
18 - [بَابُ فَضْلِ مَنْ مَاتَ] (¬1) عَلَى فِرَاشِهِ 842 - [1] قَالَ الحارث: حدثنا (¬2) المقري، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، عَنْ يَعْقُوبَ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلَّم قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَضَنُّ بِدَمِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِكَرِيمَةِ مَالِهِ حَتَّى يَقْبِضَهُ عَلَى فِرَاشِهِ. [2] [وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (¬3) أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عبد الله بن يزيد المقري، به] (¬4). ¬
842 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، لجهالة يعقوب المعافري، ثم إنه يغلب على الظن أنه منقطع بينه وبين عبد الله بن عمرو، فإِن يعقوب هذا أنما ذكروا له رواية عن أبيه عن ابن عمرو. انظر التاريخ الكبير (8/ 397). ثم ان فيه عبد الرحمن الأفريقي ضعيف.=
= تخريجه: أخرجه أبو يعلى -كما ذكره الحافظ-. وأخرجه الحارث -كما في بغية الباحث برقم (778) -.
19 - [باب الرخصة] في البكاء على الميت
19 - [بَابُ الرُّخْصَةِ] (¬1) فِي الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ 843 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي الْأَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ: قَبَضَ (¬2) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يومئذٍ (¬3) رُكْبَتَيْهِ، فَدَخَلَ مَلَكٌ (¬4) فَلَمْ يَجِدْ مَجْلِسًا، قَالَ: "فَأَوْسَعْتُ لَهُ"، وَأُمُّ سَعْدٍ يَعْنِي ابن معاذ تبكيه وهي تقول (¬5): وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدَا ... بَرَاعَةً وَمَجْدَا بَعْدَ أَيَادٍ لَهُ وَمَجْدَا ... [يُقَدِّمُ شَبَابَهُ سُدَّا] (¬6) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كُلُّ البواكي [تكذب] (¬7) إلَّا أم سعد". ¬
= 843 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف؛ فيه أشعث بن إسحاق لم يوثقه أحد، ثم إنه منقطع؛ أشعث لم يسمع من جده سعد. وقد تساهل البوصيري في الإِتحاف (1/ 124 ب) فحكم على الإِسناد بالصحة.
تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 820: 1490) من طريق محمد بن عمرو، أخبرني الأشعث بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص قال: ... فحضر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو -أي سعد- يُغسل، قال: فقبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركبته، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دخل ملك فلم يجد مجلسًا فأوسعت له". قال: وأمه تبكي وهي تقول: ويل لأم سعد سعدا ... براعة وحدا بعد أياديا له ومجدا ... مقدم سد به سُدَّا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كل البواكي يكذبن إلَّا أم سعد". أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 329) في ترجمة سعد بن معاذ. قال -ابن سعد-: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن عمرو، عن سعد بن إبراهيم قال -فذكر شيئًا من جنازة سعد- وفيه: وحَضَره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يُغسل، فقبض ركبته، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دخل ملك فلم يكن له مكان، فأوسعت له"، قال: وأمه تبكي وهي تقول: ويل أم سعد سعدا ... براعة ونجدًا بعد أيادٍ له ومجدا ... مُقدَّمًا سدّ به سُدَّا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كل البوكي يكذبن إلَّا أم سعد". وسنده رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع؛ سعد بن إبراهيم لم يسنده عن أحد من الصحابة، فضلًا عن أنه لم يسمع من أحد منهم.=
= وقد ورد من أربعة طرق أخرى كما يلي: الأولى: أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 429) قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ... فانتهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأم سعد تبكي وهي تقول: ويل أم سعد سعدا ... جلادة وجدا فقال عمر بن الخطاب: مهلًا يا أم سعد، لا تذكري سعدًا. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مهلًا يا عمر، فكل باكية مكذبة إلَّا أم سعد، ما قالت من خير فلم تكذب". وسنده ضعيف جدًا؛ فيه محمد بن عمر وهو الواقدي: متهم. الثاني: أخرجه ابن سعد أيضًا في الطبقات (3/ 427): أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن رجل من الأنصار قال:- فذكر قصة موت سعد وفيه-: وأمه تبكي وهي تقول: ويل أمك سعدا ... حزامة وجدا فقيل لها: أتقولين الشعر على سعد! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دعوها فغيرها من الشعراء أكذب". ورجاله ثقات، إلَّا الرجل الأنصاري: فإِنه لم يسم، فهو مجهول، ولا يحكم على الإِسناد بالصحة ولو كان الأنصاري هذا صحابيًا؛ لأن إسماعيل بن أبي خالد تابعي صغير، لم يسمع من بعض الصحابة فلا بد من تسميته. الثالث: أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 427) قال: أخبرنا الفضل بن دكين، أخبرنا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ محمود بن لبيد، قال -فذكر شيئًا من موت سعد وفيه-: فانتهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى البيت وهو يغسل، وأمه تبكيه وهي تقول: ويل أم سعد سعدا ... حزامة وجدّا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كل نائحة تكذب إلَّا أم سعد".=
= وسنده حسن في الشواهد؛ عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، قال في التقريب (342: 3887): صدوق فيه لين. وتساهل الألباني فصحح ذات الإِسناد في الصحيحة (3/ 148: 1158). الرابع: أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 10: 5328) قال: حدثنا إبراهيم بن مثويه الأصبهاني، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن مسلم بن أبي مسلم، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: جعلت أم سعد تقول: ويل أمك سعدا ... حزامة وجدّا فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا تزيدين على هذا". وكان والله ما علمت حازمًا في أمره قويًا في أمر الله. وسنده ضعيف؛ فيه مسلم بن أبي مسلم كيسان الضبي، الملائي، قال في التقريب (530: 6641): ضعيف. والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 15)، وعزاه للطبراني في الكبير وقال: وفيه مسلم الملائي وهو ضعيف. وضعفه ابن حجر في الإصابة (2/ 35). والحديث أورده الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة سعد بن معاذ (2/ 35)، وقال: أخرجه ابن إسحاق بغير سند. اهـ. وهو في سيرة ابن هشام (2/ 252)، والبيت هكذا: ويل أم سعد سعدا ... صرامة وحدا وسؤددا ومجدا ... وفارسًا معدا سد به مسدا ... يقدها ما قدا وقد ذكره عنه ابن كثير في تاريخه (4/ 130)، والطبراني في الكبير (6/ 10: 5329) عن محمد بن إسحاق: قالت أم سعد حين احتُمِل نعشُه وهي تبكيه: ويل أم سعد سعدا ... حزامة وجدا وسيدا سد به سدًا=
= فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كل باكية تكذب إلَّا باكية سعد بن معاذ". وذكره -دون سند- ابن الأثير في أسد الغابة (2/ 223) فقال: ولما دفنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وانصرف من جنازته، جعلت دموعه تحادر على لحيته، ويده في لحيته، ونَدَبَته أمه فقالت: ويل أم سعد سعدا ... براعة ونجدا ويل أم سعد سعدا ... صرامة وجدا فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كل نادبة كاذبة إلَّا نادبة سعد". وبالجملة: فالحديث بإِسناد الباب ضعيف، لكنه يتقوى بحديث محمود بن لبيد، وغيره من الطرق والشواهد، فيصبح صحيحًا لغيره، والله أعلم.
844 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬1) فِي قَضِيَّةِ (¬2) إِبْرَاهِيمَ ابْنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ، وَمَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ، يَا إِبْرَاهِيمُ لَوْلَا أَنَّهُ أَمْرُ حَقٍّ، وَوَعْدُ صِدْقٍ، وَسَبِيلٌ نَأْتِيهِ (¬3)، وَأَنَّ أُخْرَانَا سَيَلْحَقُ أُولَانَا، لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حزنًا أشد من هذا، وإنا بك لمحزونون، تَبْكِي الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ". [2] وَقَالَ عَبْدٌ (¬4): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬5) بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى بِهِ. [3] أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ أَصْلَهُ مِنْ طَرِيقِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَقَالَ: وَفِي (¬6) الْحَدِيثِ كَلَامٌ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا. فَأَشَارَ إِلَى مَا ذَكَرْتُهُ هُنَا. [4] وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، إِلَى قَوْلِهِ: إِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ، حَسْبٌ. وَخَالَفَهُمْ أَبُو الْمُغِيرَةِ النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَتَابَعَهُ إِسْرَائِيلُ فَرَوَيَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ (¬7)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. جَعَلَاهُ مِنْ مُسْنَدِ ابْنِ عَوْفٍ (¬8)، فإِن كَانَ مَحْفُوظًا فَكَأَنَّ جَابِرًا رَضِيَ الله عنه أخذه عنه. ¬
844 - [1، 2، 3، 4] الحكم عليه: حديث الباب إِسناده ضعيف؛ فيه ابن أبي ليلى وهو ضعيف. وقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف أيضًا (3/ 393) قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ليلى، عن عطاء، عن جابر، قال: أخذ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف، فخرج به إلى النخل، فأتى إبراهيم، وهو يجود بنفسه، فوضعه في حجره، فقال: "يا بني، لا أملك لك من الله شيئًا"، وذرفت عينه. فقال له عبد الرحمن: تبكي يا رسول الله، أو لم تَنْه عن البكاء؟ قال: "إنَّما نهيت عن النوح، عن صوتين أحمقين فاجرين، صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت مصيبة، خمش وجوه، وشقّ جيوب، ورنَّة شيطان. إنَّما هَذِهِ رَحْمَةٌ، وَمَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرحم، يَا إِبْرَاهِيمُ، لَوْلَا أنَّه أَمْرُ حَقٍّ، ووعد صدق، وسببل مأتية، وأنَّ أُخْرَانا سيلحق أولانا لحزِنّا عليك هزنًا أشدّ من هذا، وإنّا بك لمحزونون، تَبْكِي الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ مَا يسخط الرب".
تخريجه: أخرجه الترمذي في سننه (4/ 226 عارضة) قال: حدثنا علي بن خشرم، أخبرنا عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قال: أخذ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف، فانطلق به إلى ابنه إبراهيم، فوجده يجود بنفسه، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَضَعَهُ في حجره، فبكى، فقال له عبد الرحمن: أتبكي، أو لم تكن نهيت عن البكاء؟ قال: "لا، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين، صوت عند مصيبة، خمش، وشق جيوب، ورنة شيطان".=
= ثم قال: وفي الحديث كلام أكثر من هذا. قال الحافظ: فأشار إلى ما ذكرته هنا، يعني لفظ ابن أبي شيبة المتقدم برقم (832) [1]. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. اهـ. أي ضعيف. وقد رواه أبو داود الطيالسي في مسنده (325: 1683) عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن عطاء، عن جابر قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، ومعه عبد الرحمن بن عوف، فانتهى إلى ابنه إبراهيم، وهو يجود بنفسه، فوضع الصبي في حجره، فبكت عائشة. فقال له عبد الرحمن: أتنهانا عن البكاء. قال: "لم أنه عن البكاء، إنما نهيت عن صوتين فاجرين، صوت مزمار عند نغمة، مزمار شيطان ولعب، وصوت عند رنة مصيبة، شق الجيوب، ورنة شيطان، وإنما هذه رحمة". ورواه البغوي في شرح السنة (5/ 431) من طريق أبي عوانة أيضًا لكن مطولًا. وهذه الطرق كلها تدور على ابن أبي ليلى وهو ضعيف. قلت: وقال الحافظ: تابعهما أيضًا كلّ من: عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أبيه، عن عطاء، عن جابر، أخبرني عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما نهيت عن البكاء، إنَّما نهيت عن النَّوْح". أخرجه البغوي في "شرح السنّة" (5/ 437) بسنده إلى عمران. وعبد الله بن نمير الهمداني، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأنصاري، عن عبد الرحمن بن عوف، قال: ... فذكره. أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 138).
[5] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ، حَدَّثَنَا ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَخَذَنِي (¬1) النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَدْخَلَنِي النَّخْلَ .. فَذَكَرَ الحديث بطوله مقطعًا (¬2). ¬
844 - [5] تخريجه: أخرجه البزار في مسنده -كما في كشف الأستار (1/ 380: 805) -، قال: حدثنا الحسن بن قزعة، حدثنا النضر بن إسماعيل، حدثنا ابن أبي ليلى به. قال البزار: لا نعلمه عن عبد الرحمن إلَّا بهذا الإِسناد. وروي عنه بعضه بإِسناد آخر. قلت: كأنه يشير إلى إِسناد أبي يعلى، وسيأتي في الطريق الآتي، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 17) من حديث عبد الرحمن بن عوف وقال: رواه أبو يعلى والبزار، وفيه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى، وفيه كلام. اهـ. وأخرجه ابن سعد أيضًا في الطبقات (1/ 138) قال: أخبرنا النضر بن إسماعيل به.
[6] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ. * ابْنُ أَبِي لَيْلَى سِّيئ الْحِفْظِ، وَالِاضْطِرَابُ فيه منه والله أعلم.
844 - [6] تخريجه: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى: سيِّئ الحفظ، فالإسناد ضعيف. وأورده الهيثمي في المقصد العلي (430: 478)، وسكت عليه. وبناء على ما سبق فالحديث ضعيف من حديث جابر وعبد الرحمن بن عوف لأن مدارهما على ابن أبي ليلى وهو ضعيف، سيِّىء الحفظ، مضطرب الحديث، والاضطراب الواقع هنا منشؤه -كما قال الحافظ-، والله أعلم. لكن أصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس بن مالك، وورد الحديث أيضًا عن أسماء بنت يزيد، وأبي هريرة، ومحمود بن لبيد، والسائب بن يزيد، وأبي أمامة رضي الله عنهم، وعن مكحول، وعطاء مرسلًا. وبيان ذلك كما يلي: حديث أنس: أخرجه البخاري في صحيحه (3/ 172 فتح)، ومسلم (4/ 1807: 2315 - 62) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على أبي سيف القين -وكان ظئرًا لإبراهيم عليه السلام - فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إبراهيم فقبله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟ فقال: يا ابن عوف إنها رحمة. ثم أتبعها بأخرى. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلَّا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون". حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها، أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 506: 1589) قال: حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا يحيى بن سليم، عن ابن خثيم (وفي المطبوع: خيثم)، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يزيد قالت: لما تُوُفِّي ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إبراهيم، بَكَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال له المُعَزِّي- إما أبو بكر وإما=
= عمر- أنت أحقّ مَنْ عَظَّمَ الله حقّه. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تدمع الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرب، لولا أنه وعد صادق، وموعود جامع، وأن الآخر تابع للأول لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل ما وجدنا، وإنا بك لمحزونون". وفيه سويد بن سعيد: ضعيف سيء الحفظ، إذا حدث من حفظه. لكن كتابه صحيح، وعلى هذا يحمل توثيق من وثقه كالعجلي وسلمة، وقد وضح مسلم سبب روايته عنه في صحيحه في مقدمة صحيحه بأن سويدًا كان عنده نسخة حفص بن ميسرة. وعلق عليه الذهبي: ما كان لمسلم أن يخرج له في الأصول، وليته عضد أحاديث حفص بن ميسرة، بأن رواها بنزول درجة أيضًا. وانظر مزيدًا في ترجمته: الكامل لابن عدي (3/ 1263)، تاريخ بغداد (9/ 228)، السير (11/ 410). وعليه فالسند فيه ضعف، لكنه حسن بالشواهد، وقد حسَّن هذا السند البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 283)، وتبعه الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 311). وأخرجه ابن سعد أيضًا في الطبقات (1/ 143) لكن فيه محمد بن عمر الواقدي وهو متروك. حديث أبي هريرة: أخرجه ابن حبان -كما في موارد الظمآن (189/ 743) -، واللفظ له، والحاكم في مستدركه (1/ 382) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لما توفي ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، صاح أسامة بن زيد، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ليس هذا منا، ليس للصارخ حظ، القلب يحزن، والعين تدمع، ولا نقول ما يغضب الرب". وسنده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة، وحسنه الشيخ الألباني في أحكام الجنائز (ص 27). حديث السائب بن يزيد: أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 153: 6667) قال: حدثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن يزيد، عن ابن خصيفة، عن أبيه،=
= عن السائب بن يزيد، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما هلك ابنه طاهر ذرفت عين النبي -صلى الله عليه وسلم- فقيل: يا رسول الله، بكيت. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن العين تذرف، وإن الدمع يغلب، وإن القلب يحزن، ولا نعصي الله عز وجل". وسنده ضعيف؛ فيه: يحيى بن يزيد بن عبد الملك، وهو ضعيف، انظر: الميزان (4/ 414)، ولسان الميزان (6/ 281). - وأبوه يزيد بن عبد الملك الهاشمي، النوفلي: ضعيف- كما في التقريب (603/ 7751) -. والحديث أورده الهيثمي في المجمع (3/ 181)، وقال: وفيه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو ضعيف. حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه: أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 142) قال: أخبرنا الفضل بن دكين، أخبرنا عبد الرحمن بن الغسيل، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ محمود بن لبيد قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، فقال الناس: انكسفت الشمس لموت إبراهيم، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين سمع ذلك، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (أَمَّا بعد، أيها الناس إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياة أحد، فإِذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى المساجد". ودمعت عيناه، فقالوا: يا رسول الله، تبكي وأنت رسول الله! قال: "إنما أنا بشر، تدمع العين، ويخشع القلب، ولا نقول ما يسخط الرب والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون". ومات وهو ابن ثمانية عشر شهرًا. وقال: إن له مرضعًا في الجنة. وسنده حسن، من أجل عبد الرحمن وهو ابن سليمان المعروف بابن الغسيل، قال في التقريب (342/ 3887): صدوق فيه لين. وحسنه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحية (4/ 310: 1732).=
= وورد عن مكحول مرسلًا: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 552)، واللفظ له، وابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 137) قالا: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي حسين، عن مكحول قال: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو معتمد على عبد الرحمن بن عوف، وإبراهيم ابن النبي -صلى الله عليه وسلم- يجود بنفسه، فلما رآه دمعت عيناه، فقال له عبد الرحمن بن عوف: أي رسول الله، تبكي، متى يراك المسلمون تبكي يبكوا، قال: فلما ترقرقت عبرته قال: "إنما هذا رحم، وإن من لا يرحم لا يرحم، إنما أنهى الناس عن النياحة، وأن يُنْدَب الميت بما ليس فيه". فلما قضى قال: "لولا أنه وعد جامع، وسبيل مأتى، وأن الآخر منا يلحق بالأول، لوجدنا غير الذي وجدنا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون، تدمع العين، ويجد القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، وفضل رضاعه في الجنة". رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل. وورد عن عطاء مرسلًا أيضًا: أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 138) قال: أخبرنا الفضل بن دُكَين، أخبرنا طلحة بن عمرو، عن عطاء، قال: لما توفي إِبْرَاهِيمَ ابْنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إن القلب سيحزن، وإن العين ستدمع، ولن نقول ما يسخط الرب، ولولا أنه وعد صادق، ويوم جامع، لاشتد وجدنا عليك، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون". وسنده ضعيف جدًا، طلحة بن عمرو هو الحضرمي، قال في التقريب (283/ 3030): متروك. والحديث عزاه الحافظ في الفتح (3/ 173)، والهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 19)، للطبراني عن أبي أمامة، ولم أجده في المطبوع.
845 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: [حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ (¬1) بْنُ] (¬2) إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي جَوَازِ الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ وَفِي حُكْمِ (¬3) [النَّوْحٍ] (¬4). (33) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ الله تعالى تمامه (¬5) في كتاب الزهد. ¬
845 - الحكم عليه: ضعيف؛ فيه أبو عبد الرحمن وهو مجهول عينا وحالًا، ثم إن صالحًا علقه فقال: قال أبو عبد الرحمن.
تخريجه: هو في كتاب الزهد من المطالب برقم (3250)، في باب فضل البكاء من خشية الله تعالى، فانظر تخريجه هناك.
846 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالُوا: [قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-] (¬1) يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ: "مَا كَانَ (¬2) مِنْ حُزْنٍ فِي قَلْبٍ أَوْ عَيْنٍ فَإِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ، وَمَا كَانَ مِنْ صَوْتٍ أَوْ نَدْبَةٍ فَهُوَ (¬3) مِنَ الشَّيْطَانِ". ¬
846 - الحكم عليه: الإِسناد رجاله ثقات، لكن الشعبي لم يسم الصحابة الذين روى عنهم هنا، وحيث إن جهالة الصحابي لا تضر، لكن الشعبي روى عن بعض الصحابة ولم يسمع منهم -كما في جامع التحصيل (204) -، فإِن كان الصحابة هنا ممن سمع الشعبي فالسند صحيح، وإن لم يكن كذلك فالسند ضعيف للانقطاع.
تخريجه: لم أجده، لكن ورد معناه من حديث ابن عباس في قصة موت زينب بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (7/ 129 الفتح الرباني) قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عباس قال: لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته: هنيئًا لك الجنة عثمان بن مظعون، فنظر إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غضبان فقال: "وما يدريك"؟ قالت: يا رسول الله فارسك وصاحبك، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وإني لَرَسُول الله وما أدري ما يفعل بي، فأشفق الناس على عثمان. فلما ماتت زينب ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون"، فبكت النساء، فجعل عمر يضربهن بسوط، فأخذ رسول -صلى الله عليه وسلم- بيده وقال: "مهلًا يا عمر". ثم قال: "ابكين، وإياكن ونعيق الشيطان". ثم قال: "إنه مهما كان من القلب والعين فمن الله عز وجل، ومن=
= الرحمة، وما كان من القلب ومن اللسان فمن الشيطان". وسنده ضعيف؛ فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 17)، وقال: رواه أحمد وفيه علي بن زيد وفيه كلام وهو موثّق. قلت: الراجح فيه أنه ضعيف. وقد ورد بكاؤه عليه الصلاة والسلام على إبراهيم عن جملة من الصحابة، تقدم بيان ذلك في الحديث (832).
847 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو (¬1)، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَادَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ، فَوَجَدَهُ قَدِ احْتُضِرَ وَنِسَاؤُهُ حَوْلَهُ يَبْكِينَهُ. فَذَهَبَ رِجَالٌ يَرْدَعُونَ النِّسَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَعْهُنَّ، فإِذا وَجَبَتْ فَلَا أَسْمَعَنَّ صَوْتَ نَائِحَةٍ" (¬2). *هَذَا مُرْسَلٌ حسن الإِسناد. ¬
847 - الحكم عليه: الإِسناد مرسل حسن. وكذا قال الحافظ هنا في المطالب. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 124: أ)، وعزاه لمسدد وقال: رجاله ثقات.
تخريجه: لم أجده، لكن أصله في السنن من حديث جابر بن عتيك. أخرجه مالك في الموطأ (المطبوع مع تنوير الحوالك 1/ 232)، والشافعي في مسنده -كما في ترتيب المسند (1/ 199) - عنه، وأحمد في مسنده (5/ 446)، وأبو داود (3/ 482: 3111)، والنسائي (4/ 13: 1846)، واللفظ له، والحاكم (1/ 351) كلهم من طريق مالك، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جابر بن عتيك، أن عتيك بن الحارث -وهو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه- أخبره أن جابر بن عتيك أخبره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد غلب عليه، فصاح به فلم يجبه، فاسترجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: "قد غُلِبْنا عليك أبا الربيع"، فصحن النساء وبكين، فجعل ابن عتيك يسكتهن، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دعهن فإِذا وجب فلا تبكينّ باكية". قالوا: وما=
= الوجوب يا رسول الله؟ قال: "الموت"، قالت ابنته: "إن كنت لأرجو أن تكون شهيدًا، قد كنت قضيت جهازك". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فإِن الله عَزَّ وَجَلَّ قد أوقع أجره عليه على قدر نيته. وما تعدون الشهادة"؟ قالوا: القتل في سبيل اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله عز وجل: المطعون شهيد، والمبطون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب الهدم شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، وصاحب الحرق شهيد، والمرأة تموت بجُمع شهيدة". وقال الحاكم: هذا صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، رواته مدنيّون قرشيون. وعندي "حديث مالك" جَمْع مسلم بن الحجاج. بدأ بهذا الحديث من شيوخ مالك. اهـ. ووافقه الذهبي. قلت: أما تصحيح الإِسناد، فبالنظر لشواهده، إذ إن في هذا السند عتيك بن الحارث، قال في التقريب (382: 4447): مقبول. يعني عند المتابعة. والحديث له شواهد بها يصح والله أعلم. ولذلك صححه ابن الملقن في البدر المنير (1/ 56: أ). وورد نفس هذا الحديث عن أبي عبيدة بن الجراح. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 562: 6695)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 69) مختصرًا. قال عبد الرزاق: عن ابن جريج قال: أخبرت خبرًا رفع إلى أبي عبيدة بن الجراح صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أتى عبد الله بن ثابت أبا الربيع، يعوده في مرضه مرتين، فتوفي حين أتاه في الآخرة منهما، فصرخ به النبي -صلى الله عليه وسلم- مرة أو مرتين، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قد جُعل بيننا وبين أبي الربيع، فإنا لله وإنا إليه راجعون". فلما سمعت ذلك بناته وبنات أخيه قمن يبكين، فقال لهن جابر بن عتيك: لا تؤذين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "دعهن ... " الحديث، مثل حديث جابر بن عتيك المتقدم، وسنده معضل؛ ابن جريج، عن أبي عبيدة منقطع. والحديث أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 68: 4607) من حديث الربيع الأنصاري، من طريق جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ ربيع الأنصاري، أن=
= رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَادَ ابن أخي جابر الأنصاري، فجعل أهله يبكون عليه، فقال لهن جابر: لا تؤذوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَعْهُنَّ فليبكين ما دام حيًا، فإِذا وجب فليسكتن ... " الحديث. قال المنذري في الترغيب (3/ 334): رواه الطبراني، ورواته محتج بهم في الصحيح. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 16): رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. اهـ. وفي الباب عن عتيك بن الحارث. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 392)، وأحمد في مسنده (5/ 445) من طريق الفضل بن دكين، حدثنا إسرائيل، عن عبد الله بن عيسى، عن جابر (في المطبوع من مصنف ابن أبي شيبة ومسند أحمد: جبير) بن عتيك، عن عمه (في المطبوع من المسند: عمر)، قال: دخلت مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأنصار، وأهله يبكون، فقلت: أتبكون عليه وهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَعْهُنَّ يبكين ما دام عندهن، فإِذا وجب فلا يبكين". ورجاله ثقات معروفون، إلَّا عبد الله بن عيسى لم أستطع تحديده، والله أعلم.
848 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، [حَدَّثَنَا] (¬1) حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، أَنَّهُ اشْتَكَى قَالَ: فَأَتَيْتُهُ أَنَا وَالْحَكَمُ فَتَذَاكَرْنَا الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَيَنْطَلِقُ رَجُلٌ غَازٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى فَيُقْتَلُ فِي قُطْرٍ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ شَهِيدًا فَتَبْكِيهِ امْرَأَةٌ سَفِيهَةٌ جَاهِلَةٌ فَيُعَذَّبُ بِبُكَائِهَا عَلَيْهِ. فَقَالَ الرَّجُلُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبْطَلَ أبو هريرة. ¬
848 - [1] الحكم عليه: الإِسناد صحيح، وقد ذكر الحديث الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 16)، ولم يعزه لأحد، بل قال: رواه أبو هريرة وفيه من لا يعرف. اهـ. قلت: بل رجاله كلهم ثقات معروفون رجال الصحيح. وأورده الهيثمي أيضًا في المقصد العلي (ص 427)، وأعله بالإرسال، ولعله وهم منه، فإِن أبا يعلى رواه من هذه الطريق -كما سيأتي برقم (848) [2]-. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 124: أ)، وعزاه لابن أبي عمر وأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده، قال: حدثنا زحمويه، حدثنا صالح، حدثنا حاجب به. وسيأتي في الحديث (848) [2].
848 - [2] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَحْمَوَيْهِ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ، حَدَّثَنَا حَاجِبٌ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ عَلَى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَتَذَاكَرُوا الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ، فَحَدَّثَنَا بَكْرٌ قال: حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. يعني بذلك. فكأن أبا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَالَفَهُ فِي ذَلِكَ. فقال أبو هريرة رضي الله عنه .. فَذَكَرَ مِثْلَهُ لَكِنْ قَالَ: كَذَبَ، بَدَلَ أَبْطَلَ. وكرر ذلك.
848 - [2] الحكم عليه: الإسناد صحيح، وذكره الهيثمي في المقصد العلي (ص 427)، وقال: حاجب لم يسمع من بكر، وبكر لم يسمع من أبي هريرة، والحكاية مرسلة. اهـ. قلت: أما دعوى عدم سماع حاجب بن بكر فهي مردودة، فقد صرح حاجب بالتحديث من بكر في هذا الحديث مما يدل على ثبوت سماعه منه. وأما عدم سماع بكر من أبي هريرة، فلم أر أحد -غير الهيثمي هنا- قال ذلك، ويبدو أن هذا وهم منه، وسبحان من لا يهم ولا يغفل والله أعلم. والحديث أورده البوصيري في الأتحاف (1/ 124: أ)، وعزاه لابن أبي عمر وأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن عمر -كما تقدم في الحديث (848) [1]-.
849 - حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ (¬1)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ (¬2)، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ (¬3) بْنُ [عَبْدِ اللَّهِ] (¬4) بْنِ أَبِي فَرْوَةَ (¬5)، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ (¬6)، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَمَّا تُوُفِّيَ بُكي عَلَيْهِ، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الرِّجَالِ فَقَالَ: إِنِّي (¬7) أَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ مِنْ شَأْنِ أُولَاءِ إِنَّهُنَّ حَدِيثَاتُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِنَّ الْمَيِّتَ يُنْضَح عَلَيْهِ الْجَمْرُ (¬8) ببكاء الحي. ¬
849 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف جدًا، إن لم يكن موضوعًا، محمد بن الحسن المخزومي كان يضع الحديث -كما في تهذيب التهذيب (9/ 115) -. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 351: 1036): سئل أبي عن حديث رواه محمد بن الحسن .. قال أبي: هذا حديث منكر، وابن زبالة ضعيف الحديث. وقصر الهيثمي إذ أورد الحديث في مجمع الزوائد (3/ 16)، وقال: وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف. اهـ. إذ إن ضعف محمد هذا إنما هو من الضعف الشديد.=
= والحديث ذكره أيضًا البوصيري في الإِتحاف (1/ 125: أمختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه البزار في مسنده -كما في كشف الأستار (1/ 379: 802) - بلفظه. قال البزار: حدثنا سلمة بن شبيب والخصر بن مهل قالا: حدثنا محمد بن الحسن المدني به. ثم قال البزار: لا نعلمه مرفوعًا عن أبي بكر إلَّا من هذا الوجه، وعبد الحكيم مدني مشهور صالح الحديث، ويعقوب مشهور، ومحمد بن الحسن هو ابن زبالة، لين الحديث، روى أحاديث لا يتابع عليها، وقد حدث عنه جماعة. اهـ. قلت: وقد سبق بيان ما في محمد بن الحسن. والمرفوع من الحديث أورده الديلمي في فردوس الأخبار (1/ 245: 750) بلفظه، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في تسديد القوس. وقد ورد في معنى المرفوع أحاديث أخرى. انظر الحديث الآتي رقم (850).
20 - باب إخراج النوائح [من البيوت والزجر عن النياحة]
20 - بَابُ إِخْرَاجِ النُّوَّائحِ [مِنَ الْبُيُوتِ وَالزَّجْرِ عَنِ النِّياحة] 850 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بُكِي عَلَيْهِ. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ. فَأَبَوْا إِلَّا أَنْ يَبْكُوا. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِهِشَامِ (¬1) بْنِ الْوَلِيدِ: قُم (¬2) فأخرِج النِّسَاءَ. فَقَالَتْ (عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أُحَرِّجك. فَقَالَ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: ادْخُلْ فَقَدْ أَذِنْتُ لَكَ. [فَدَخَلَ. فَقَالَتْ) (¬3) عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أمُخْرِجي أَنْتَ يَا بُنَيّ! فَقَالَ: أَمَّا لَكِ (¬4) فَقَدْ أَذِنْتُ لَكِ] (¬5)، فَجَعَلَ يُخْرِجُهُنَّ امْرَأَةً امْرَأَةً وَهُوَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَضْرِبُهُنَّ بِالدِّرَّةِ، فَخَرَجَتْ (¬6) أُمُّ فَرْوَةَ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُنَّ، أَوْ قَالَ: فَرَّقَ بَيْنَ [النَّوَائِحِ] (¬7) * قُلْتُ: الْمَرْفُوعُ مِنْهُ مخرَّج (¬8) عِنْدَهُمْ. وَرَوَاهُ أَحْمَدُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِهَذَا الإِسناد خَاصَّةً دُونَ بَاقِي الْقِصَّةِ. [والقِصَّة] (¬9) أَشَارَ إِلَيْهَا البخاري تعليقًا (¬10). ¬
855 - الحكم عليه: حديث الباب إِسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الصحيحين. وأورده البوصيري في إتحاف الخِيَرة المهرة (1/ 125: أمختصر)، وعزاه لأسحاق، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه البخاري في صحيحه تعليقًا (5/ 74 فتح). قال الحافظ ابن حجر في الفتح (5/ 74) عن هذا الحديث بعد أن ذكره البخاري تعليقًا: [وصله ابن سعد في الطبقات (3/ 208) بإِسناد صحيح من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: "لَمَّا توفي ... " ووصله إسحاق بن راهويه في مسنده -كما هنا في المطالب- من وجه آخر عن الزهري ...]. اهـ. وتعقبه محقق المطبوع من=
= المطالب فقال (1/ 221) [قلت: لكنه نقله -يعني ابن حجر - هنا -أي في المطالب- من طريق ابن المسيب لا من وجه آخر]. اهـ. قلت: لا وجه لتعقّب المحقق هنا للحافظ رحمه الله فالحافظ عالم فن واصطلاح وهو دقيق العبارة، فإِن ابن سعد وإن كان قد وصله من طريق ابن المسيب، وكذلك إسحاق، لكن ابن سعد ذكره من وجه (وهو عن يونس، عن الزهري ...)، وإسحاق ذكره من وجه آخر (وهو عن معمر، عن الزهري) فكأن الحافط رحمه الله يشير إلى اختلاف الوجهين عن الزهري، خاصة إذا علمنا ترجيح رواية معمر، عن الزهري على رواية يونس عنه -كما يتضح من تخريجي للحديث- ولعل في كلام الحافظ ابن حجر إشارة إلى ذلك، فعبارته رحمه الله تعالى على اختصارها وقصرها عبارة فن واصطلاح حَوَت جميع ما ذكرته والله أعلم. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 556: 6680) قال: عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب به. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 208) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، أخبرنا يونس بن يزيد، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لما توفي أبو بكر رضي الله عنه أقامت عليه عائشة النوح، فبلغ عمر، فجاء، فنهاهنّ عن النوح على أبي بكر، فأبين أن ينتهين، فقال لهشام بن الوليد: أخرج إلى ابنة أبي قحافة، فعلاها بالدرة ضربات، فتفرق النوائح حين سمعن ذلك، وقال: تُرِدن أن يعذب أبو بكر ببكائكن؟ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه. قلت: لكن رواية معمر أصح، خاصة وأن في رواية يونس هذه شيئًا منكرًا، فلا يعقل أن تقيم عائشة النوح، وأن يضربها عمر بالدرة عدة ضربات وهي أم المؤمنين، وقد جاء في ترجمة يونس -وهو ابن بزيد الأيلي-: أنه يأتي بالأشياء المنكرة، قال الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري (445): [قال الميموني: سئل أحمد: من أثبت في الزهري؟ قال: معمر، قيل: فيونس؟ قال: روى أحاديث منكرة. وقال الأثرم=
= عن أحمد: كان يجيئ بأشياء يعني منكرة، ورأيته يحمل عليه. وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أحمد يقول: في حديث يونس منكرات]. وعلى ذلك فيونس ثقة احتج به الجماعة، لكنه خالف من هو أوثق منه -وهو معمر هنا- ثم إنه أتى بشيء منكر، فتُقَدّم رواية معمر، والله أعلم. والحديث أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (1/ 47) بإِسناد الباب دون القصة. قال الإِمام أحمد: حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابن الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بُكي عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عنه: أن رسول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الحي. وأصل الحديث المرفوع مخرج في الصحيحين. رواه البخاري كتاب الجنائز -باب ما يكره من النياحة على الميت (3/ 161 فتح)، ومسلم كتاب الجنائز- باب الميت يعذّب ببكاء أهله عليه (2/ 639: 927 - 17) عن عمر رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الميت يعذب في قبره بما نيح عليه". وقد ورد عن عمر وغيره مرفوعًا أيضًا في مناسبات متعددة، مخرج بعضها في صحيح البخاري، وتاب الجنائز- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يعذَّب الميت ببعض بكاء أهله عليه" (3/ 151 فتح)، وباب ما يكره من النياحة على الميت (3/ 160 فتح). وفي صحيح مسلم، كتاب الجنائز- باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه (2/ 638: 927).
851 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، وَنَصَرُ بْنُ عَلِيٍّ فَرّقهما (¬1)، قَالَا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، عَنْ هُشَيْمٍ (¬2)، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صهيب، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (¬3) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ثَلَاثٌ لَا يَزَلْنَ (¬4) فِي أُمَّتِي حَتَّى تَقُومَ الساعة: النياحة، والأنواء، والمفاخرة في الأنساب. ¬
851 - الحكم عليه: الإِسناد حسن من أجل زكريا بن يحيى فإِنه صدوق، وهشيم وإن كان مدلسًا لا يقبل حديثه إلا مصرحًا بالسماع، فقد جاء السند في المقصد العلي (429: مصرحًا بالسماع فقد قال هشيم: سمعت عبد العزبز بن صهيب يحدث عن أنس. والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 11)، والمقصد العلي (429)، وقال في المجمع: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 125/ ب)، وعزاه لأبي يعلى والبزار وسكت عليه. وحسّنه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 409: 1799).
تخريجه: أخرجه البزار -كما في كشف الأستار 1/ 378: 799) -، والضياء المقدسي في المختارة -كما في الصحيحة 4/ 409 - من طريق زكريا بن يحيى بن عمارة به.=
= والحديث أصله في الصحيح عن أبي مالك الأشعري مرفوعًا بلفظ "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم، والنياحة"، وقال: "النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب". أخرجه مسلم (2/ 644: 935 - 30)، وأحمد (5: 342، 343، 344) عن يحيى بن أبي كثير أن زيدًا حدثه أن أبا سلام حدثه أن أبا مالك الأشعري حدثه به مرفوعًا. واستدركه الحاكم، فرواه في المستدرك (1/ 383) بلفظ: "إن في أمتي أربع من أمر الجاهلية ليسوا بتاركيهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت، فإِن النائحة إذا لم تتب قبل ان تقوم فإنها تقوم يوم القيامة عليها سرابيل من قطران، ثم يُغلى عليهن دروع من لهب النار". ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. اهـ. ووافقه الذهبي. قلت: هذا وهم. فهو في الصحيح بلفظ مقارب -كما تقدَّم-. وانظر السلسلة الصحيحة (2/ 734). وفي الباب عن أبي هريرة، وجنادة بن مالك، وعمرو بن عوف المزني، وسلمان الفارسي، والعباس بن عبد المطلب. أما حديث أبي هريرة فقد ورد من أكثر من ستة طرق: الأول: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه. ولفظه اثنتان من الناس هما بهم كفر: (الطعن في النسب، والنياحة على الميت". رواه مسلم في صحيحه (1/ 82: 121 - 67). الثاني: عن علقمة بن مرثد، عن أبي الربيع المدني، عن أبي هريرة مرفوعًا: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لن يدعهن الناس: النياحة، والطعن في الأحساب، والعدوى: أجرب بعير فأجرب مائة بعير، من أجرب البعير الأول؟ والأنواء: مطرنا=
= بنوء كذا وكذا". أخرجه الترمذي (3/ 382)، والطيالسي في مسنده (315: 2395)، وأحمد في مسنده (2/ 291، 414، 415، 455، 526، 531)، وقال الترمذي: حديث حسن. اهـ. وأبو الربيع هذا، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (9/ 370): صالح الحديث. قلت: وعلى ذلك فهو حسن الحديث خلافًا لما حكم عليه ابن حجر رحمه الله في التقريب (639: 8092). إذا إن أبا الربيع روى عن سماك بن حرب وعلقمة بن مرثد ويزيد بن أبي زياد، فارتفعت جهالة عينه، وحيث إن جهالة الحال تزول بتوثيق إمام معتبر -كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث-، فقد قال أبو حاتم عن أبي الربيع هذا: صالح الحديث. ومثل ذلك يكون حسن الحديث إذا لم يوجد معارض لذلك، والله أعلم. الثالث: عن ربعي بن إبراهيم، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعًا: "ثلاث من عمل أهل الجاهلية، لا يتركهن أهل الإِسلام: النياحة، والاستسقاء بالأنواء. وكذا. قلت لسعيد -يعني المقبري-: وما هو؟ قال: دعوى الجاهلية: يا آل فلان، يا آل فلان، يا آل فلان " أخرجه أحمد في مسنده (2/ 262) بهذا اللفظ. وابن حبان -كما في موارد الظمآن (189: 739) - مثله، إلا أنه قال: "والتعاير" بدل: وكذا. وسنده ضعيف إن كان عبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة الواسطي، فهو ضعيف -كما في التقريب (336: 3799) -. الرابع: لكن له طريق أخرى، أخرجها ابن حبان في صحيحه -كما في موارد الظمآن (189: 740) - من طريق أبي عامر، حدثنا سفيان، عن سليمان، عن ذكوان، عن أبي هريرة فذكر نحوه، وذكر فيه العدوي، وجعلها رابعة. وسنده صحيح، وصححه العلامة الألباني في الصحيحة (4/ 411: 1801). الخامس: عن كريمة المزنية قالت: سمعت أبا هريرة وهو في بيت أم الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ثلاثة من الكفر بالله، شق الجيب، والنياحة، والطعن في النسب".=
= أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 383)، وقال: صحيح الإِسناد. ووافقه الذهبي. قلت: رجاله ثقات غير كريمة هذه لم يوثقها أحد إلا أن ابن حبان ذكرها في الثقات (5/ 344). السادس: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أربع في أمتي ليس هم بتاركيها: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والنياحة، تُبعث يوم القيامة النائحة إذا لم تتب عليها درع من قطران". أخرجه البزار في مسنده -كما في كشف الأستار (1/ 378: 800) -، وسنده صحيح. وانظر لطرق أخرى عن أبي هريرة سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/ 521: 1896). وأما حديث جنادة بن مالك ولفظه: "ثلاث من فعل أهل الجاهلية، لا يدعهن أهل الإسلام: استسقاء بالكواكب، وطعن في النسب، والنياحة على الميت". أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 233)، والبزار -كما في كشف الأستار (1/ 377: 797) -، والطبراني في الكبير (2/ 282: 2178) من طريق القاسم بن الوليد، عن مصعب بن عبيد الله بن جنادة الأزدي، عن أبيه، عن جده مرفوعًا. وفيه مصعب بن عبيد الله بن جنادة وأبوه، أوردهما البخاري في التاريخ (7/ 353، 5/ 375)، وابن أبي حاتم (8/ 306، 5/ 310)، ولم يذكرا فيهما جرحًا ولا تعديلًا، فهما مجهولان، فالسند ضعيف، ولذلك قال البخاري في المصدر المذكور: في إِسناده نظر. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 13): رواه البزار والطبراني في الكبير، من طريق مصعب بن عبيد الله بن جنادة، عن أبيه، عن جده، ولم أجد من ترجم مصعبًا ولا أباه. اهـ. قلت: أما ترجمتهما فقد تقدم آنفًا من ترجم لهما، ولكن لم يوثقا ولم يجرحا.=
= وأما حديث عمرو بن عوف. ولفظه: "ثلاث من أمر الجاهلية، لا يدعهن أو لا يتركهن الناس، الطعن في النسب، والنياحة، وقولهم إنا مطرنا بنوء كذا أو نجم كذا. أخرجه الجزار في مسنده -كما في كشف الأستار (1/ 377: 798) -، واللفظ له، والطبراني في الكبير (17/ 19: 20) عن كثير بن عبد الله، [عن عوف]-ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع من المعجم- عن أبيه عن جده مرفوعًا. وسنده ضعيف، فيه كثير بن عبد الله المزني قال في التقريب (460: 5617): ضعيف. وبذلك أعله الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 13). وأما حديث سلمان الفارسي. ولفظه: "ثلاثة من الجاهلية: الفخر في الأنساب، والطعن في الأحساب، والنياحة". رواه الطبراني في الكبير (6/ 239: 6100) عن أبي الصباح عبد الغفور بن سعيد الأنصاري، عن أبي هاشم الروماني، عن زاذان، عن سلمان رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فذكره. وسنده ضعيف جدًا؛ عبد الغفور أبو الصباح متروك، انظر: لسان الميزان (4/ 43). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 13): ضعيف. وهو قصور. وأما حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ولفظه: "قال العباس: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيدي فقال: يا عباس، ثلاث لا يدعهن قومك: الطعن في النسب، والنياحة، والاستمطار بالأنواء". فرواه ابن عدي في الكامل (2/ 715) عن الحسن بن دينار، عن الحسن البصري، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب به. وسنده تالف، الحسن بن دينار هو أبو سعيد التيمي، كذاب. انظر: لسان الميزان (2/ 203). وقصّر الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 13) إذ قال: ضعيف فقط. وعزاه الهيثمي في المصدر المذكور للطبراني في الكبير، ولم أجد مسند العباس في المطبوع منه.
852 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ (¬1)، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: كُنَّ نِسَاءُ الْمُهَاجِرِينَ (¬2) يَصْنَعْنَ ما يُصنع (¬3) اليوم؟ قال: [لا، ها هنا] (¬4) خَمْشُ وُجُوهٍ، وَشَقُّ جُيُوبٍ، وَنَتْفُ أَشْعَارٍ، وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ، صَوْتَانِ قَبِيحَانِ فَاحِشَانِ، عِنْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ. ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: {فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (¬5) (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} وَجَعَلْتُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ حَقًّا مَعْلُومًا للمغنِّية عِنْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ، وَالنَّائِحَةِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ. يَمُوتُ الْمَيِّتُ عليه الدَّين (¬6)، وعنده الأمانة، ويو [صي الوصية (¬7)، فتأتي] (¬8) الشَّيْطَانُ أَهْلَهُ فَيَقُولُ: وَاللَّهِ لَا تُنْفِذُونَ لَهُ تَرِكَةً، وَلَا تَرَدُّونَ (¬9) [لَهُ] (¬10) أَمَانَةً، وَلَا تَقْضُونَ دينه (¬11)، ولا تمضون [وصيته] (¬12) [حتى تبدأوا بحقي] (¬13)، فيشترون (¬14) ثيابًا ¬
جُدَدًا، ثُمَّ تُشَقُّ (¬15) عَمَلًا، وَيَجِيئُونَ بِهَا [بِيضًا]، (¬16)، ثُمَّ تُصْبَغُ (¬17)، ثُمَّ يُحَلَّقُ (¬18) لَهَا سَرَادِقُ (¬19) فِي دَارِهِ (¬20)، فَيَأْتُونَ بأمةِ مُسْتَأْجَرَةٍ تَبْكِي بِعَيْنٍ (¬21) شَجْوَهَا، وَتَبْتَغِي (¬22) عَبْرَتَهَا بِدَرَاهِمِهِمْ (¬23)، وَمَنْ دَعَاهَا بَكَتْ لَهُ بِأَجْرٍ مُعَيَّنٍ (¬24)، تُغْنِي (¬25) أَحْيَاءَهُمْ فِي دُورِهِمْ، وَتُؤْذِي (¬26) أَمْوَاتَهُمْ فِي قُبُورِهِمْ، تَمْنَعُهُمْ أَجْرَهُمْ بِمَا (¬27) يُعْطُونَهَا مِنْ أَجْرِهَا (¬28)، وَمَا عَسَى أَنْ تَقُولَ النَّائِحَةُ. تَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي آمُرُكُمْ بِمَا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ، أَلَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَكُمْ بِالصَّبِرِ وَأَنَا أَنْهَاكُمْ أَنْ تَصْبِرُوا (¬29)، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَهَاكُمْ عَنِ الْجَزَعِ وَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ تْجَزَعُوا. فَيُقَالُ (¬30): اعْرِفُوا لَهَا حَقَّهَا، ¬
فيبرَّد لَهَا الشَّرَابُ، وتُكسى الثِّيَابُ، وتُحمل عَلَى الدَّوَابِّ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. مَا كُنْتُ أَحْسِبُنِي (¬31) أَنْ أَكُونَ فِي أُمَّةٍ هَذَا (¬32) فيهم. ¬
852 - الحكم عليه: إِسناده ضعيف جدًا، فيه أبو بكر الهذلي، وإبراهيم بن أبي الليث، وكلاهما متروك. والحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث (2/ 347 محقق)، وسكت عليه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 125 /أمختصر)، وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا بسند ضعيف لضعف أبي بكر الهذلي.
تخريجه: لم أجده.
853 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ، وَلَا سَلَقَ، وَلَا خَرَقَ" (¬1). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، بِهِ. [3] وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بن محمد، حدثنا حماد، به. ¬
853 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف؛ فيه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف. والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 15)، وعزاه للبزار وأبي يعلى وقال عن مسند البزار: رجاله ثقات. قلت: وهذا وهم فإِن سند البزار أيضًا مداره على مجالد بن سعيد، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 125/ أ)، وضعّفه لضعف مجالد.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده -كما قال الحافظ هنا- وسيأتي في (137/ ب). ورواه البزار في مسنده -كما في كشف الأستار (1/ 378: 801) - بلفظه. قال البزار: حدثنا عبد الواحد بن غياث، أنبأنا حماد بن زيد، عن مجالد به. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 290) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا هريم، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَيْسَ منا من حلق وسلق وخرق". وذكره الديلمي في فردوس الأخبار (3/ 462: 5313). لكن يشهد له حديث أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بريء من الصالقة، والحالقة، والشاقة.=
= أخرجه البخاري في الجنائز (3/ 165 فتح)، ومسلم في الإيمان (1/ 100: 167 - 104)، وأبو عوانة (1/ 57)، وأبو داود في سننه (3/ 496: 3130)، والنسائي في السنن (4/ 20)، وابن ماجه (1/ 505: 1586)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 289)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 64)، وأحمد في مسنده (4/ 396، 397، 404، 411، 416). وفي رواية لمسلم وغيره: "أنا بريء ممن حلق، وسلق، وخرق". وجملة القول أن سند حديث الباب ضعيف لضعف مجالد، لكن المتن صحيح إذ هو عند مسلم وغيره من حديث أبي موسى، والله الموفق.
854 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: [حَدَّثَنَا] (¬1) الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬2)، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن (¬3) عبيد الله (¬4)، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "النوائح عليهن سرابيل من قطران". (¬5) ¬
854 - الحكم عليه: إِسناده ضعيف جدًا من وجهين: 1 - عبد العزيز بن عبيد الله، متروك الحديث. 2 - القاسم بن محمد بن أبي شيبة، ضعيف. وابن عياش روايته هنا عن الشاميين فليس بضعيف في هذا الحديث. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 14)، وعزاه للطبراني في الأوسط وأعله بإسماعيل مع أنه من نفس طريق الباب -كما سيأتي في تخريج هذا الحديث- فأن يُعل بشيخه عبد العزيز هو الأصل، إذ إنه شامي وإسماعيل روايته عن الشاميين من قبيل الحسن. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 125/ ب)، وعزاه لأبي يعلى وقال: سنده ضعيف لضعف عبد العزيز بن عبد الله. اهـ. قلت: هو ضعيف جدًا -كما تقدَّم آنفًا-.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 113/ أ) - بلفظه.=
= قال الطبراني: حدثنا محمد بن أبي زرعة، حدثنا هشام بن عمار، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما به. ثم قال: لم يروه عن نافع إلا عبد العزيز، تفرد به إسماعيل. وسنده ضعيف جداً فيه عبد العزيز وهو متروك. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 14)، وقال: فيه إسماعيل بن عياش. اهـ. ولا يخفى ما فيه. لكن يغني عنه حديث أبي مالك الأشعري مرفوعاً "أربع في أمتي: .. " الحديث، وفيه: "النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب". أخرجه مسلم وقد تقدم ذكره وتخريجه في تخريج الحديث رقم (839). وقد تقدم في تخريج الحديث (839) بيان بعض الأحاديث في هذا الباب فلتراجع. وفي الباب عن أبي أمامة وأبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم. أما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 238: 7818) قال: حدثنا الحسن بن علي بن خلف الدمشقي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن مطرح بن يزيد، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "النائحة يوم القيامة على طريق بين الجنة والنار، سرابيلها من قطران، وتغشى وجهها النار إذا لم تتب". وسنده ضعيف، مسلسل بثلاثة ضعفاء: علي بن يزيد الألهاني، قال في التقريب (406: 4817): ضعيف. وعبيد الله بن زحر، ضعفه الإِمام أحمد وابن معين والدارقطني. انظر: التهذيب (7/ 13) فهو ضعيف. ومطرح بن يزيد ضعيف أيضاً. انظر الجرح والتعديل (8/ 409). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 14)، وأعله بعبيد الله بن زحر.=
= وأما حديث أبي هريرة، فأخرجه أبو يعلى في مسنده -كما في المقصد العلي (428: 434) - عن عيسى بن ميمون، حدثنا يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "أَيُّمَا نَائِحَةٍ مَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَتُوبَ أَلْبَسَهَا اللَّهُ سِرْبَالًا مِنْ نَارٍ، وَأَقَامَهَا لِلنَّاسِ يوم القيامة". وفيه عيسى بن ميمون، ولم أستطع تمييزه، فإِن كان الجرشي فهو ثقة -كما في التقريب (441: 5334) -. وإن كان المدني فهو ضعيف (كما في التقريب 441: 5335). ويبدو أنه المدني فقد ذكر الحديث البوصيري في الإِتحاف (1/ 125/ ب)، وقال: فيه عيسى بن ميمون وهو ضعيف. اهـ. لكن ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 13)، وقال: سنده حسن. وإن كان لا يعول على حكم الهيثمي عموماً فالله أعلم. وهناك عيسى بن ميمون، أبو سلمة الخواص. وهو ضعيف. انظر ترجمته في اللسان (4/ 407). وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما فأخرجه ابن ماجه (1/ 504: 1582). قال: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا عمر بن راشد اليمامي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "النياحة على الميت من أمر الجاهلية، فإِن النائحة إذا لم تتب قبل أن تموت، فإنها تبعث يوم القيامة عليها سرابيل من قطران ثم يُغلى عليها بدروع من لهب النار". قال أبو حاتم -كما في العلل (1/ 359) -: هذا حديث منكر بهذا الإِسناد، وعمر بن راشد ضعيف؛ وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 281: 576): هذا إِسناد ضعيف؛ عمر بن راشد قال فيه الإِمام أحمد: حديثه ضعيف ليس بمستقيم. وقال ابن معين: ضعيف. وقال البخاري: حديثه عن يحيى بن أبي كثير مضطرب ليس بالقائم، وقال ابن حبان: يضع الحديث لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه. وقال الدارقطني في العلل: متروك. اهـ.
855 - قَالَ (¬1) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ، ثنا عِيسَى، ثنا يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "أَيُّمَا نَائِحَةٍ مَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَتُوبَ أَلْبَسَهَا اللَّهُ سِرْبَالًا مِنْ نار وأقامها للناس يوم القيامة". ¬
855 - تخريجه: قال الهيثمي (3/ 16): رواه أبو يعلى وإسناده حسن. وقال البوصيري: في سنده عبيس بن ميمون وهو ضعيف. رواه أبو يعلى في مسنده (10/ 400) برقم (6005). وأورده الهيثمي في المقصد العلي (1/ 428) برقم (434)، وقال محققه: إن كان عيسى هو المديني فالإسناد ضعيف؛ وإن كان الجرشي فالإسناد رجاله ثقات إلا أبا إبراهيم الترجماني فإِنه لا بأس به. ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 2011) من طريق القواريري، ثنا عبيس بن ميمون، ثنا يحيى به ثم قال: "وقد روى عبيس عن يحيى بهذا الإِسناد أحاديث مناكير لا يرويها عن يحيى غيره". (سعد).
856 - قَالَ (¬1): وَحَدَّثَنَا الرَّهَاوِيُّ (¬2)، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [قَالَ: كُنْتُ (¬3) فِي جَنَازَةٍ فإِذا فِيهَا مُرَيَّةٌ (¬4) فَجَعَلَ يَرُدُّهَا، فَجَعَلَتْ لَا تُبَالِي. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] (¬5): يَا مُجَاهِدُ إِنَّا نُرِيدُ (¬6) الْأَجْرَ وهذه تريد (¬7) الوزر. ¬
856 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف؛ فيه ليث بن أبي سليم، وصدقة بن هرمز، وكلاهما ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 125/ ب مختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 457: 6302) عن ابن التيمي، عن ليث، عن مجاهد قال: خرجت مع ابن عمر في جنازة، فلما بلغ المقبرة سمع نائحة أو رانة. قال: فاستقبلها وقال لها شرًا. وقال لمجاهد: إنك خرجت تريد الأجر، وإن هذه تريد بك الوزر، إنا نُهينا أن نتبع جنازة معها رانة. قال: فرجع ورجعت معه. وسنده ضعيف -كما علمت آنفًا-. وأصله مرفوعًا مخرج في سنن ابن ماجه (1/ 504: 1583) حدثنا أحمد بن=
= يوسف، حدثنا عبيد الله، أنبأنا إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إن تتبع جنازة معها رانّة. وسنده ضعيف من أجل أبي يحيى وهو القتات فإِنه ليِّن الحديث -كما في التقريب (684: 8444) -، وبذلك أعله البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 282: 577). وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 484) من طريق ابن ماجه، ولكن بلفظ: عن مجاهد قال: كنت مع عبد الله بن عمر جالسًا، فمرّت جنازة، فقام ابن عمر، ثم قال: فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قام لجنازة يهودي مرت عليه. فقيل: هل لك أن تتبعها، فإِن في اتباع الجنازة أجرًا؟ فانطلقنا نمشي معًا، فنظر فرأى ناسًا، فقال: ما أولئك الذين بين يدي الجنازة؟ قلت: هم أهل الجنازة. فقال: ما هم مع الجنازة ولكن كتفيها أو وراءها. فبينما هو يمشي إذ سمع رانّة، فاستدارني وهو قابض على يدي، فاستقبلها، فقال لها شرًا، حرمتينا هذه الجنازة، اذهب يا مجاهد، فإنك تريد الأجر، وهذه تريد الوزر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهانا أن نتبع الجنازة معها رانّة. وبالجملة، فالخبر لا يصح مرفوعًا ولا موقوفًا، والله أعلم.
21 - باب الدعاء [في الصلاة على الجنازة]
21 - بَابُ الدُّعَاءِ [فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ] (¬1) 857 - [1] إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا جِيءَ بِالْمَيِّتِ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ اسْتَقْبَلَهُمْ بِوَجْهِهِ قَالَ: إِنَّكُمْ جِئْتُمْ شُفَعَاءَ فَاشْفَعُوا لَهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: [مِائَةُ رَجُلٍ] (¬2) أُمَّةٌ، وَلَنْ تَجْتَمِعَ أُمَّةٌ فَيُخْلِصُونَ الدُّعَاءَ لَمَيِّتِهِمْ إلَّا وَهَبَ اللَّهُ لَهُمْ (¬3) ذُنُوبَهُ وَغَفَرَ لَهُمْ. *هَذَا حَدِيثٌ مُنْقَطِعٌ لِأَنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. [2] وقال ابن أبي عمر: حدثنا المقرىء، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بن (¬4) عطاء، فذكر نحوه (¬5). ¬
= 857 - الحكم عليه: إِسناده ضعيف من وجهين: 1 - عثمان بن عطاء ضعيف. 2 - الانقطاع بين عطاء وعبد الله بن مسعود، فإِنه لم يدركه -كما في جامع التحصيل (ص 238) -. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 121: أمختصر)، وأعله بالانقطاع.
تخريجه: أخرجه ابن أبي عمر في مسنده -كما سيأتي في (857) [2]-، وسنده ضعيف -كما سبق آنفًا-. لكن يشهد له حديث عائشة، وأبي هريرة، وأنس، وميمونة رضي الله عنهم. أما حديث عائشة: ولفظه: "ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلَّا شُفعوا فيه". أخرجه مسلم (2/ 654: 947 - 58)، والنسائي (4/ 75)، والترمذي وصححه (3/ 404)، والبيهقي (4/ 30)، والطيا لسي (214: 1526)، وأحمد (6/ 32، 40، 97، 231، 266)، وابن أبي شيبة (3/ 321). وأما حديث أبي هريرة: ولفظه: "من صلى عليه مائة من المسلمين غُفِر له". أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 322)، وعنه ابن ماجه في السنن (1/ 477: 1488) عن عبيد الله بن موسى، أنبأنا شيبان، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة به. وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذا صححه البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 266: 537)، والألباني في أحكام الجنائز (ص 99). وأما حديث أنس بن مالك، ولفظه: "ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون أن يكونوا مائة يشفعون إلَّا شفعوا فيه".=
= أخرجه مسلم (2/ 654)، والنسائي (4/ 75)، والبيهقي (4/ 30)، وأحمد (3/ 266). وأما حديث ميمونة، ولفظه: "ما من ميت يصلي عليه أمة من الناس إلَّا شفعوا فيه". أخرجه النسائي (4/ 76)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 32) عن أبي بكار الحكم بن فروخ، قال: صلى بنا أبو المليح على جنازة فظننا أنه قد كبر، فأقبل علينا بوجهه فقال: أقيموا صفوفكم، ولتحسن شفاعتكم. قال أبو المليح: حدثني عبد الله وهو ابن سليط عن إحدى أمهات المؤمنين، وهي ميمونة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: أخبرني النبي -صلى الله عليه وسلم- .. فذكره. وفي آخره: فسألت أبا المليح عن الأمة فقال: أربعون. وسنده رجاله ثقات لولا عبد الله بن سليط فهو مقبول -كما في التقريب (306: 3367) -، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5/ 185: 5663)، وذلك لشواهده. وبالجملة فالمرفوع من حديث ابن مسعود -حديث الباب- صحيح لغيره، والله أعلم.
858 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَامَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُصَلِّي عَلَى جَنَازَةٍ فَكَبَّرَ، ثُمَّ افْتَتَحَ أُمَّ الْقُرْآنِ رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ، ثُمَّ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَكَبَّرَ فَأْخَلَصَ للميت الدعاء، ثم كبر ودعى لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي وَاللَّهِ مَا رَفَعْتُ صَوْتِي بِالْقِرَاءَةِ إلَّا لِتَعْلَمُوا أَنَّهَا سُنَّةٌ. * قُلْتُ: قِرَاءَةُ الْفَاتِحَةِ وَقَوْلُهُ إِنَّهَا سُنَّةٌ فِي صَحِيحِ البخاري.
858 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، المطلب بن عبد الله لم يسمع من ابن عباس -كما في المراسيل لابن أبي حاتم (ص 210) -. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 118: ب)، وعزاه لابن منيع وسكت عليه.
تخريجه: أصله في الصحيح وغيره مختصرًا عن ابن عباس. وقد ورد عنه من ثلاثة طرق: الطريق الأول: عن طلحة، عن ابن عباس: أخرجه البخاري في صحيحه (3/ 203 فتح)، والنسائي (4/ 75)، وابن خزيمة في صحيحه -كما في فتح الباري (3/ 204) - من طريق محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن سعد عن طلحة قال: صليت خلف ابن عباس رضي الله عهما على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب قال: لتعلموا أنه سنة. هذا لفظ البخاري. ولفظ النسائي: "قال طلحة: صليت خلف ابن عباس على جنازة، فسمعته يقرأ بفاتحة الكتاب فلما انصرف أخذت بيده فسألته. فقلت: تقرأ؟ قال: نعم، إنه حق وسنة. وقد تابع محمدَ بن بشار عن شعبة: آدُم بن أبي إياس، أخرجه الحاكم في=
= المستدرك (1/ 358) عن آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة به. ولفظه: "صليت خلف ابن عباس على جنازة، فسمعته يقرأ بفاتحة الكتاب، فلما انصرف أخذت بيده، فسألته، فقلت: أتقرأ؟ فقال: نعم، إنه حق وسنة". وسكت عليه هو والذهبي. وتابع شعبةَ عن سعد: كل من إبراهيم بن سعد، وسفيان. فأما رواية إبراهيم بن سعد، فأخرجها الشافعي في مسنده -كما في ترتيبه (1/ 210) -، والنسائي (4/ 74) عن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، به. ولفظه: "صليت خلف ابن عباس على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، وجهر حتى أسمعنا، فلما فرغ أخذت بيده فسألته. فقال: سنة وحق. وأما رواية سفيان، فأخرجها الترمذي (4/ 245 عارضة)، والدارقطني في سننه (2/ 72)، والحاكم في المستدرك (1/ 386) عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن سعد به، ولفظه: "أن ابن عباس صلى على جنازة. فقرأ بفاتحة الكتاب. فقلت له. فقال: إنه من السنة أو من تمام السنة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرطهما ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. الطريق الثاني: عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 359)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 42) عن موسى بن يعقوب الزمعي، حدثني شرحبيل بن سعد به. ولفظه: قال: حضرت ابن عباس رضي الله عنهما صلى بنا على جنازة بالأبواء، وكبر، ثم قرأ بأم القرآن رافعًا صوته بها، ثُمَّ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَالَ: (اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك، يشهد أن لا إله إلَّا أنت وحدك لا شريك لك، ويشهد أن محمدًا عبدك ورسولك، أصبح فقيرًا إلى رحمتك وأصبحت غنيًا عن عذابه، يخلى من الدنيا وأهلها، إن كان زاكيًا فزكه، وإن كان مخطئًا فاغفر له، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده). ثم كبر ثلاث تكبيرات ثم انصرف، فقال: (يا أيها الناس إني لم أقرأ علنا إلَّا لتعلموا أنها السنة).=
= قال الحاكم: لم يحتج الشيخان بشرحبيل بن سعد، وهو من تابعي أهل المدينة، وأخرجته شاهدًا. ووافقه الذهبي. قلت: هو حسن في الشواهد والمتابعات. انظر: التقريب (265: 2764). الطريق الثالث: عن سعيد بن أبي سعيد، عن ابن عباس: أخرجه الشافعي في مسنده -كما في ترتيبه (1/ 210) -، وابن أبي شيبة (3/ 298)، والحاكم في المستدرك (1/ 358)، والبيهقي في السنن (4/ 38). عن ابن عجلان، أنه سمع سعيد بن أبي سعيد يقول: صلى ابن عباس على جنازة، فجهر بالحمد لله، ثم قال: إنما جهرت لتعلموا أنه سنة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وبالجملة فالمتن ثابت، والله الموفق.
859 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الرَّقَاشِيُّ (¬1)، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ هِلَالٍ أَبُو النَضْرٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وصَلِّ عَلَيْهِ، وَأْوَرِدْهُ حَوْضَ رَسُولِكَ". * عَاصِمٌ مُخْتَلَفٌ فِيهِ (¬2). ¬
859 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، فيه زكريا الرقاشي، وشيخه عاصم بن هلال وكلاهما ضعيف. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 33)، وعزاه لأبي يعلى وقال: فيه عاصم بن هلال وثقه أبو حاتم وضعفه غيره. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 118: ب)، وعزاه لأبي يعلى وحسنه. قلت: تحسينه بناء على الاختلاف في عاصم، وقد أشار إلى هذا الاختلاف الحافظ ابن حجر، فقال هنا في المطالب بعد أن ساق هذا الحديث: عاصم مختلف فيه. اهـ. لكن الذي يظهر أن الراجح تليينه، وإلى ذلك مال الحافظ ابن حجر نفسه في التقريب (286: 3081) فقال: فيه لين. والله أعلم.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 116: أ) -، وفيه زيادة. قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا زكريا بن يحيى الرقاشي الخزاز، حدثنا عاصم بن هلال، حدثنا أيوب، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ=
= عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ: اللَّهُمَّ اغفر له، وصل عليه وبارك فيه، وأورده حوض رسولك. قال الطبراني: لم يروه عن هشام إلَّا أيوب، ولا عنه إلَّا عاصم، تفرد به زكريا. وكلاهما -أعني زكريا وشيخه- ضعيفان -كما تقدِّم في ترجمة كل منهما في هذا الحديث-. وقد ورد نحو لفظه عن ابن عمر مرقوفًا، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 294)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- (79: 92) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يقول في الجنازة إذا صلى عليها: (اللهم بارك فيه، وصل عليه، واغفر له، وأورده حوض رسولك -صلى الله عليه وسلم-). قال: في قيام كثير وكلام كثير لم أفهم منه غير هذا. وإسناده موقوف صحيح، وصححه العلامة الألباني في تحقيق فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- لإسماعيل (ص 79).
860 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، [عَنْ شُعْبَةَ] (¬1)، حَدَّثَنِي زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ ربنا وربه، خلقته ورزقته (¬2)، أحيتته وَكَفَيْتَهُ، اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ، وَلَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، ولا تضلنا بعده. ¬
865 - الحكم عليه: إِسناده ضعيف، لضعف زيد العمي. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 118: أ)، وضعفه يزيد.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 293)، والبزار في مسنده -كما في كشف الأستار (1/ 387: 818) - عن شعبة، عن زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ به، وسنده ضعيف لضعف زيد -كما تقدِّم-. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 33)، وعزاه للبزار وقال: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ البزار. قلت: هذا من أوهامه فإِن زيدًا العمي ليس من رجال الصحيح على ضعفه.
861 - حدثنا (1) [يَحْيَى، عَنْ] (¬2) يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه (¬3). ¬
861 - الحكم عليه: الإِسناد ظاهره الصحة، لكنه معلول -كما سيأتي بيانه في التخريج-. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 118: أ)، وقال: رجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 295) بلفظه. قال: حدثنا عبدة بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ كيف تصلي على الجنازة فقال أبو هريرة فذكره. وورد: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة أخرجه مالك في الموطأ (1/ 227 تنوير الحوالك)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- (79: 93)، وعبد الرزاق في المصنف (3/ 488: 6425) عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه سئل كيف نصلي على الجنازة؟ قال: أنا لعمر الله أخبرك ... اتبعها من أهلها، فإِذا وُضِعَتْ كبرت، وحمدت الله، وصليت على نبيه -صلى الله عليه وسلم-. ثم أقول: اللهم هذا عبدك، ابن عبدك، وابن أمتك، كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ، وأن محمدًا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان سيئًا فتجاوز عنه، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ.=
= وسنده موقوف صحيح، وصححه الألباني في التعليق على فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 80). قلت: فمالِكٌ جعله هنا عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة. وجعله يحيى القطان -كما هي رواية الباب- وغيره: عن سعيد، عن أبي هريرة. وجعله عبد الرحمن بن إسحاق -كما سيأتي في الحديث رقم (862) - عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعًا. وقد ذكر هذا الاختلاف الدارقطني في العلل (3/ 187: ب) ثم رجح رواية مالك على غيره فقال: والمحفوظ ما قاله مالك. قلت: هذا من حيث السند، فقد صح والحمد لله -كما رواه مالك-، وأما من حيث المتن فكما رجح الدارقطني الوقف، لكن مثله لا يقال من قبيل الرأي فله حكم الرفع والله الموفق سبحانه.
862 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَنْبَأَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الة عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ: "كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ قَالَ: اللَّهُمَّ عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ (¬1) ... " الْحَدِيثَ. * إِسناده صَحِيحٌ (¬2). وَأَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ (¬3)، عَنْ أَبِي يَعْلَى [لَكِنْ (لَهُ) (¬4) عِلَّةٌ. أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (¬5) مَوْقُوفًا] (¬6) ¬
862 - الحكم عليه: الإِسناد ظاهره أنه حسن، لكن له علة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 33)، وعزاه لأبي يعلى وقال: رجاله=
= رجال الصحيح. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 118: أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن حبان (الإحسان 5/ 30) عن أبي يعلى به. وذكر ذلك الحافظ ابن حجر هنا في المطالب. وسنده ظاهره أنه حسن، وليس كذلك، بل له علة، قاله ابن حجر هنا في المطالب، ولم يبين وجه إعلاله. وقد بين ذلك الحافظ الدارقطني في كتابه العلل (3/ 187: ب)، وذكر أنه اختُلِفَ فيه وبيَّنتُ ذلك في تخريج الحديث الماضي برقم (861)، وخلاصته أن المحفوظ: عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة موقوف. لكنه وإن كان موقوفًا، إلَّا أن له حكم الرفع لأنه لا يقال من جهة الرأي، والله الموفق.
22 - باب فضل الصلاة على الجنازة، [وحضور الدفن، وحث التراب، وحفر القبر]
22 - بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ، [وَحُضُورِ الدَّفْنِ، وحثّ (¬1) التُّرَابِ، وَحَفْرِ الْقَبْرِ] (¬2) 863 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ (¬3) ميسرة. عن أبي عائشة، [عن يزيد] (¬4)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (¬5)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَا (¬6): خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: "وَمَنْ صَلَّى عَلَى مَيِّتٍ صَلَّى عَلَيْهِ جِبْرِيلُ علبه الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَمَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، وغُفر مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَإِنْ أَقَامَ حَتَّى يدفن وحتى (¬7) عَلَيْهِ التُّرَابَ انْقَلَبَ وَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ قِيرَاطٌ (¬8) مِنَ الْأَجْرِ، وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ حَفَرَ قَبْرًا لِمُسْلِمٍ حَرَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّارِ وَبَوَّأَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ لَوْ وُضِع (¬9) مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْحَبَشَةِ لوسعهم". * هذا حديث موضوع. ¬
863 - تخريجه: هذا جزء من الخطبة المنسوبة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- الموضوعة، وقد تقدم الكلام على سنده، وبيان درجته في حديث رقم (715).
23 - باب التكبير على الجنازة
23 - بَابُ التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ (¬1) 864 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى (¬2) أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، -قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ- عَنْ سفيان بن حسين، عن الزهري، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عن أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعُودُ فُقَرَاءَ (¬3) الْمَدِينَةِ (¬4) ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ [وَفِيهِ] (¬5): فَمَشَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى قَبْرِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وكبر أربعًا. (34) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ (¬6) تَعَالَى تَمَامُهُ فِي باب الصلاة على القبر (¬7). ¬
865 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬1) الْعَرْزَمِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، [قَالَ] (¬2): إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[صَلَّى] (¬3) عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ فكبر عليه أربعًا. * إِسناده واه. ¬
865 - الحكم عليه: الإِسناد ساقط واه، فيه محمد العرزمي وهو واه متروك. ولذلك قال الحافظ ابن حجر: واه. وذكره كل من الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 35)، والبوصيري في الإِتحاف (1/ 118: أ)، وعزياه لأبي يعلى وقالا: فيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف. اهـ. قلت: هو متروك، فحديثه لا يصلح للاستشهاد.
تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2114) في ترجمة العرزمي بلفظه، عن أبي يعلى به. وعده من منكرات العرزمي. وله طريق آخر أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 140) قال: "أخبرنا عبد الله بن نمير الهمداني، عن عطاء بن عجلان، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كبّر على ابنه إبراهيم أربعًا". وسنده تالف؛ عطاء بن عجلان قال ابن معين -كما في تاريخه (2/ 404) -: كذاب.=
= وفي الباب: عن أبي سعيد، وابن عباس، والبراء بن عازب. 1 - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه "أن رسول الله -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ فكبر عليه أربعًا". وله طريقان: الأول: عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول، عن الجُرَيْري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد به. أخرجه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 386: 816) -، وسنده تالف فيه عبد الرحمن بن مالك بن مغول، قال أحمد والدارقطني: متروك، وقال أبو داود: كذاب. انظر: لسان الميزان (3/ 427). الثاني: عن مصعب بن المقدام، حدثنا الحسن بن صالح، عن عطاء البصري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد به. أخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 116: ب) -، وسنده ضعيف جدًا؛ فيه عطاء وهو ابن عجلان، قال في التقريب (391: 4594): متروك بل أطلق عليه ابن معين والفلاس وغيرهما الكذب. اهـ. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 35)، وقال: رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن مالك بن مغول وهو متروك. اهـ. قلت: كذا قال، فأوهم أن طريق البزار والطبراني واحد وفيه عبد الرحمن، وليس كذلك بل أخرجه البزار من طريق فيه عبد الرحمن، والطبراني من آخر فيه عطاء -كما تقدِّم آنفًا-. 2 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 484: 1511) قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد، حدثنا داود بن شبيب الباهلي، حدثنا إبراهيم بن عثمان، حدثنا الحكم بن عتيبة، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "لما مات إبراهيم بن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى رَسُولَ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَيْهِ وقال: إنّ له مرضعًا في الجنة، ولو عاش لكان صدِّيقًا نبيًا، ولو عاش لعتقت أخواله القبط، وما استُرِقَّ قبطي".=
= وسنده ضعيف جدًا، وقصر البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 269: 545) إذ قال: إِسناده ضعيف، لضعف إبراهيم بن عثمان أبو شيبة. اهـ. إذ إن إبراهيم هذا متروك -كما في التقريب (92: 215) -. 2 - حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، رواه الإِمام أحمد في سنده (4/ 283)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 9)، وابن سعد في الطبقات (1/ 140) عن إسرائيل، عن جابر الجعفي، عن عامر الشعبي، عن البراء قَالَ: "صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على ابنه إبراهيم، ومات وهو ابن ستة عشر شهرًا". وسنده ضعيف، فيه جابر الجعفي، قال في التقريب (137: 878): ضعيف رافضي. وأخرجه مرسلًا: عبد الرزاق (3/ 532: 6605)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 292)، وابن سعد في الطبقات (1/ 140)، عن سفيان الثوري، عن جابر الجعفي، عن الشعبي، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ... فذكره، والاختلاف في الوصل والإرسال مداره على جابر. وورد مرسلًا أيضًا عن البُهَيّ عبد الله بن يسار، وعن عطاء، وقتادة، ومحمد بن علي بن الحسين بن علي، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة. أما مرسل البهي عبد الله بن يسار قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المقاعد. فأخرجه أبو داود في سننه (3/ 3188)، وسنده ضعيف لإرساله، فإِن عبد الله بن يسار البهي لم يدرك رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. (انْظُرْ المراسيل: 115). ومرسل عطاء بن أبي رباح إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى على ابنه إبراهيم وهو ابن سبعين ليلة، فأخرجه أبو داود (3/ 529: 3188)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 9)، وسنده ضعيف لإرساله أيضًا، وقال الحافظ ابن القيم في زاد المعاد (1/ 514): ثم إنه وهم فيه عطاء، فإِنه كان -يعني إبراهيم- قد تجاوز السنة. اهـ.=
= ومرسل قتادة، رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 140)، قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي البصري، أخبرنا همام، عن قتادة "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى على ابنه إبراهيم وقال: تمام رضاعه في الجنة". وسنده ضعيف لإرساله. ومرسل محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رواه ابن سعد أيضًا في الطبقات (1/ 141) قال: "أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس المدني، عن سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- صلى على ابنه إبراهيم حين مات". وسنده ضعيف لإرساله. ومرسل عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة. رواه ابن سعد في الطبقات (1/ 144) قال: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى على إبراهيم بالبقيع. وسنده ضعيف جدًا، محمد بن عمر الواقدي متروك، ثم هو مرسل. وكما يظهر، فإِن جميع الأحاديث والروايات الواردة في ثبوت صلاته عليه الصلاة والسلام على ابنه إبراهيم، وإن جاءت من طرق متعددة، لكنها معلولة إما بالإرسال وإما بالضعف الشديد -كما قال الشيخ الألباني في أحكام الجنائز (ص 80) -. وانظر: نصب الراية (2/ 279، 280).
866 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ (¬1)، حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ [السَّائِبِ] (¬2)، أَنْبَأَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: آخِرُ مَا كَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على الجنائز أربعًا، و [كبر] (¬3) أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَرْبَعًا، وَكَبَّرَ الْحَسَنُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعًا، وَكَبَّرَ الْحُسَيْنُ عَلَى الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَرْبَعًا، وَكَبَّرَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى يَزِيدَ الْمُكَفَّفِ أَرْبَعًا، وَكَبَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ (¬4) عَلَى أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَرْبَعًا، وَكَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى آدَمَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَرْبَعًا، وَكَبَّرَ ابْنُ الحنفِيَّه (¬5) عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بالطائف أربعًا. * هذا إِسناد ضعيف. ¬
866 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف جدًا، فيه فرات بن السائب وهو متروك، وحفص بن حمزة وهو مستور. وضعفه ابن حجر في المطالب، والبوصيري في الإِتحاف (1/ 118: أ)، والأولى أن يقولا: ضعيف جدًا؛ لأن فُراتًا متروك.
تخريجه: لم أجده. لكن رواه فرات بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما قَالَ: "آخِرُ مَا كَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْجَنَائِزِ أَرْبَعًا، وَكَبَّرَ عمر على=
= أبي بكر أَرْبَعًا، وَكَبَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى عمر أربعًا، وكبر الحسن بن علي على علي أربعًا، وكبر الحسين بن علي على الحسن أربعًا، وكبرت الملائكة على آدم أربعًا". أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 386)، والدارقطني في سننه (2/ 72)، وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ، وعنه ابن الجوزي -كما في البدر المنير (2/ 33: ب) -. قال الحاكم: لست ممن يخفى عليه أن الفرات بن السائب ليس من شرط هذا الكتاب وإنما أخرجته شاهدًا. اهـ. وقال الذهبي في التلخيص: فرات ضعيف. اهـ. قلت: هذا لا يصلح شاهدًا؛ لأنه شديد الضعف، فرات: متروك. قال ابن الملقن في البدر المنير (2/ 33: ب) بعد أن ذكر حديث ابن عباس: قال الخلال في علله: أخبرني حرب قال: سئل أحمد عن أبي المليح، عن ميمون، عن ابن عباس، أن آخر جنازة صلى عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعًا. (أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 298) في ترجمة محمد بن معاوية النيسابوري). قال أحمد: هذا كذِب إنما رواه محمد بن زياد الطحان وكان يضع الحديث. وقال الأثرم: رواه محمد بن معاوية النيسابوري عن أبي المليح، عن ميمون، عن ابن عباس أن الملائكة صلت على آدم فكبرت عليه أربعًا. قال أبو عبد الله: رأيت لمحمد هذا أحاديث موضوعة فذكر منها هذا الحديث، واستعظمه أبو عبد الله، وقال: أبو المليح كان أصح حديثًا وأتقى من أن يروي مثل هذا. اهـ. وانظر البدر المنير (2/ 33: 3)، ونصب الراية (2/ 267). وأما حديث أنس الذي ذكره الحاكم فهو من مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أنس رضي الله عنه قال: كبرت الملائكة على آدم أربعًا، وكبر أبو بكر على النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعًا، وكبر عمر على أبي بكر أربعًا، وكبر صهيب على عمر أربعًا، وكبر الحسن على علي أربعًا، وكبر الحسين على الحسن أربعًا. أخرجه الحكم في المستدرك (1/ 385)، والدارقطني في السنن (2/ 71). قال=
= الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرِّجاه، والمبارك بن فضالة من أهل الزهد والعلم بحيث لا يجرح مثله إلَّا أن الشيخين لم يخرِّجاه لسوء حفظه. اهـ. وتعقبه الذهبي بقوله: مبارك ليس بالحجة. اهـ. قلت: ثم إنه مدلس خاصة عن الحسن، عده ابن حجر ضمن المرتبة الثالثة في مراتب المدلسين (ص 104) الذين لا يقبل حديثهم إلَّا مصرّحًا بالسماع، وقد عنعنه هنا. فالسند ضعيف. هذه ناحية، ثم إن متنه معلول، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 121): وفيه -أي الحديث- موضعان منكران: أحدهما: أن أبا بكر كبّر عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهُوَ يشعر بأن أبا بكر أم الناس في ذلك. والمشهور أنهم صَلوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- أفرادًا. انظر شواهد ذلك وطرقه في: البدر المنير (4/ 36: أ)، والتلخيص الحبير (2/ 124). والثاني: أن الحسين كبر على الحسن، والمعروف أن الذي أم في الصلاة عليه سعيد بن العاص. اهـ. فقد ورد عن سالم بن أبي حفصة، عن أبي حازم قال: لما مات الحسن بن علي قال الحسين لسعيد بن العاص: "تقدِّم فلولا أنها سنة ما قُدِّمت". أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 171)، والبيهقي (4/ 28)، وعبد الرزاق في المصنف (3/ 471: 6369)، والبزار -كما في كشف الأستار (1/ 385: 814) -، والطبراني في الكبير (2/ 147). وقال الحاكم: صحيح الإِسناد. ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 31): رجاله موثقون. قلت: سالم بن أبي حفصة صدوق -كما في التقريب (226: 2171) -. والحديث ورد بعض متنه مفرقًا. وبيان ذلك فيما يلي باختصار: 1 - عن الشعبي قال: صلى عليها -أي فاطمة- أبو بكر رضي الله عنهما.
= رواه ابن سعد في الطبقات (8/ 29) قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا قيس بن الربيع، عن مجالد، عن الشعبي به. وسنده ضعيف جدًا، فيه مجالد، وهو ضعيف، ومحمد بن عمر الواقدي وهو متروك. وروي عن إبراهيم النخعي قال: "صلى أبو بكر الصدِّيق على فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فكبر عليها أربعًا". رواه ابن سعد أيضًا في الطبقات (8/ 29) قال: أخبرنا شبابة بن سوار، حدثنا عبد الأعلي بن أبي المساور، عن حماد، عن إبراهيم به. وسنده تالف، فيه عبد الأعلى، قال في التقريب (332: 3737): متروك، كذّبه ابن معين. 2 - عن عمير بن سعيد قال: "صليت خلف علي على يزيد بن المكفف، فكبر عليه أربعًا". أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 300)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 38، 42)، وسنده ضعيف، فيه حجاج بن أرطاة، قال في التقريب (152: 1119): صدوق كثير الخطأ والتدليس وقد عنعنه هنا. 3 - عَنْ أُبيّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ الملائكة لما صلت على آدم، فكبرت عليه أربعًا، وقالت: هذه سنتكم يا بني آدم. رواه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 36)، والطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 116: ب) -، وفي سنده عثمان بن سعد، قال في التقريب (383: 4471): ضعيف. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 35)، وعزاه للطبراني في الأوسط وقال: وفيه عثمان بن سعد، وثقه أبو نعيم وغيره، وضعفه جماعة. وقال ابن القيم في الزاد (1/ 509) عن الحديث: لا يصح. 4 - عن عمران بن أبي عطاء قال: شهدت محمد بن الحنفية حين مات ابن=
= عباس بالطائف فوليه محمد بن الحنفية، وكبر عليه أربعًا، وأخذه من قبل القبلة، حتى أدخله القبر، وضرب عليه فسطاطًا ثلاثة أيام. رواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 328)، وعبد الرزاق في مصنفه (3/ 499: 6473) مختصرًا، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 501)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (10/ 288: 10574)، واللفظ له عن عمران بن أبي عطاء به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 35)، ورجاله رجال الصحيح. وبالجملة فحديث الباب ضعيف جدًا لا ينجبر بالشواهد، والشواهد المفرقة ضعيفة أيضًا لا تتقوى بحديث الباب والله أعلم. وانظر مزيدًا من ذلك: نصب الراية (2/ 267 وما بعدها).
867 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَزَوَّرِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ (¬1)، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَبَّرَ عَلَى جَنَازَةٍ خمسًا. ¬
867 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف جدًا. علي بن الحزوّر مُجْمع على تركه، والقاسم بن عوف في حديثه اضطراب، وحُصين بن عامر لم أجد له ترجمة. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 118: أ)، وعزاه لأبي يعلى وقال: سنده ضعيف لضعف علي بن الحزور. اهـ. قلت: هو متروك فالسند ضعيف جدًا.
تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل بلفظه (5/ 1832) في ترجمة علي بن الحزوّر. وعده من منكراته. قال ابن عدي: حدثنا أحمد بن علي بن المثنى -أبو يعلى- به. لكن يُغْني عنه ما ورد في صحيح مسلم وغيره عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كان زيد بن أرقم يكبر على جنائزنا أربعًا، وإنه كبر على جنازة خمسًا، فسألته. فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يكبرها. أخرجه مسلم (2/ 659: 957 - 72)، وأبو داود (3/ 537: 3197)، والنسائي (4/ 72)، والترمذي (2/ 244)، وابن ماجه (1/ 482: 1505)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 493)، والبيهقي (4/ 36)، والطيالسي في مسنده (93/ 674)، وأحمد في المسند (4/ 367، 368، 372) عنه. وأخرجه الطحاوي والدارقطني (2/ 73)، وأحمد (4/ 370) من طرق أخرى عنه به نحوه وفيه زيادة: "فلا أتركها أبدًا". زاد الدارقطني: "فلا أتركها لأحد بعده أبدًا". وجملة القول أن سند الباب ضعيف جدًا، لكن المتن ثابت -كما علمت آنفًا-.
24 - باب الصفوف [على الجنازة]
24 - بَابُ الصُّفُوفِ [عَلَى الْجَنَازَةِ] (¬1) 868 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي (¬2) حُصَيْنٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى جَنَائِزِ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ، فَجَعَلَ الرجال بما يليه، والنساء بما يلي القبلة، وكبر أربعًا. ¬
868 - الحكم عليه: إِسناده صحيح موقوف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 119: أ) مختصر، وعزاه لمسدد، وقال: رجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 499) من نفس هذه الطريق، وبنفس اللفظ. قال: حدثنا سليمان بن شعيب، حدثنا الخصيب، حدثنا أبو عوانة، عن أبي حصين به. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 315)، قال: حدثنا وكيع، عن=
= سفيان، وشعبة، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عن عثمان: أنه صلى على رجل وامرأة، فجعل الرجل بما يليه. ورواه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 464: 6333): عن الثوري، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عن عثمان بن عفان، أنه جعل الرجل يلي الإِمام والمرأة أمام ذلك. وسنده صحيح موقوف -كما تقدم آنفًا-.
869 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ (¬1) بْنُ السَّرِيِّ (¬2)، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (¬3)، عَنْ حُميد، عَنْ بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّهُ كَانَ يَجْعَلُ الرِّجَالَ مِنْ وَرَاءِ النساء، والنساء بما يليه. ¬
869 - الحكم عليه: الإِسناد صحيح موقوف، والصحابي وإن كان مبهمًا، إلَّا أن جهالته لا تضر -كما هو معلوم-. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 119: أمختصر)، وعزاه لابن أبي عمر وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (2/ 316)، وفيه قصة وزيادة وسمى الصحابي، قال -ابن أبي شيبة-: حدثنا سهل بن يوسف، عن حميد، عن بكر قال: كان مسلمة بن مُخلّد بمصر، قال: فجاءنا برجال ونساء، فجعلوا لا يدرون كيف يصنعون، فقال مسلمة: سنتكم في الحياة، قال: فجعل النساء بما يلي الإِمام، والرجال أمام ذلك. ومسلمة بن مخلد قال في التقريب (532: 6666): صحابي صغير. سكن مصر، ووليها مرة، مات سنة اثنتين وستين. وانظر مزيدًا من ترجمته: سير أعلام النبلاء (3/ 424)، والإصابة (3/ 398).
870 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَقِيصَا، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: إذ حَضَرَتِ الْجَنَازَةُ وَحَضَرَ الْأَمِيرُ، فَالْأَمِيرُ (¬1) أَحَقُّ بِالصَّلَاةِ عليها. ¬
870 - الحكم عليه: إِسناده ساقط؛ فيه عقيصًا والحسن بن عمارة وكلاهما متروك. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 119: أمختصر)، وعزاه لابن منيع وقال: فيه الحسن بن عمارة وهو ضعيف.
تخريجه: لم أجده. لكن يغني عنه ما ورد من أمره عليه الصلاة والسلام أصحابه أن يدعوه للجنائز يؤمهم فيها -كما تقدم في الحديث رقم (820) -. وسيأتي أيضًا في الحديث رقم (877).
871 - حَدَّثَنَا (¬1) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنِ ابْنِ بُريدة (¬2)، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى عَلَى أُمِّ فُلَانٍ فِي نِفَاسِهَا فَقَامَ وَسَطَهَا. رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إلَّا أنه معلول، بالمحفوظ (¬3) بِهَذَا الإِسناد عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ (¬4)، عَنْ سَمُرَةَ لَا عَنْ عِمْرَانَ. وَحَدِيثُ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه في الصحيح. ¬
871 - الحكم عليه: الإِسناد رجاله ثقات، إلا أنه معلول، إذ المحفوظ بِهَذَا الإِسناد عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ سَمُرَةَ -كما سيأتي في التخريج-.
تخريجه: الحديث أصله في الصحيحين وغيرهما عن سمرة بن جندب. ورواية الباب. معلولة، والوهم فيها من أحمد بن منيع، إذ قد تابعه في الرواية عن يزيد بن هارون أحمد بن حنبل في مسنده فجعله عن سمرة بن جندب. قال الأمام أحمد (5/ 14، 19)، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حسين -يعني المعلم-، عن عبد الله بن بريدة، عن سمرة بن جندب، قال: فذكره. ورواه من هذه الطريق ابن الجوزي في التحقيق (1/ 179: ب). وكوننا قد رجّحنا رواية ابن حنبل على رواية ابن منيع، لأن جميع الحفاظ الذين رووا هذا الحديث قد جعلوه من مسند سمرة، فقد: -أخرجه البخاري في صحيحه (1/ 429 فتح)، قال: حدثنا أحمد بن=
= أبي شريح، أخبرنا شبابة، أخبرنا شعبة، عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن سمرة بن جندب به. - وأخرجه مسلم في صحيحه (2/ 664: 964 - 87)، عن يحيى بن يحيى، عن عبد الوارث بن سعيد، عن حسين بن ذكوان، عن عبد الله بن بريدة، عن سمرة به. -ورواه من هذه الطريق البيهقي في السنن الكبرى (4/ 34). -وأخرجه أبو داود (3/ 536: 3195)، قال: حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ المعلم، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن سمرة بن جندب به. - وأخرجه النسائي (4/ 70)، قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، عن عبد الوارث، حدثنا حسين، عن ابن بريدة، عن سمرة به. - وأخرجه الترمذي (2/ 250)، قال: حدثنا علي بن حجر، أخبرنا ابن المبارك والفضل بن موسى، عن الحسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن سمرة به. - وأخرجه ابن ماجه (1/ 479: 1493)، قال: حدثنا علي بن محمد، حدثنا أبو أسامة، أخبرني الحسين بن ذكوان، عن عبد الله بن بريدة، عن سمرة به. - وأخرجه البيهقي (4/ 34) عن محمد بن سعد العوفي، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن سمرة به. - وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 468: 6353) عن ابن المبارك، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بريدة، عن سمرة به. فتتابع هؤلاء الحفاظ على جعل الحديث عن سمرة، ومخالفة أحمد بن منيع في ذلك دليل على ضعف روايته، فهي شاذة، ولعل الوهم منه. ولئن كان حسينًا المعلم قد وصف بالوهم إلَّا أنني لا أرى الضعف منه هنا، لأن جهابذة الحفاظ قد رووه عنه على الرواية الصحيحة ومما يؤكد ذلك أن يزيد بن هارون نفسه -الذي روى عنه ابن منيع- قد رواه عنه ابن حنبل على الصحيح -كما تقدِّم آنفًا- بما يجعلني أجزم أن الوهم في ذلك من أحمد بن منيع ... والله أعلم.
25 - باب ألم الموت
25 - بَابُ أَلَمُ الْمَوْتِ (¬1) (35) حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، [تقدم (¬2)] (¬3) ¬
26 - باب الصلاة على الطفل وعلى ولد الزنا
26 - بَابُ الصَّلَاةِ (¬1) عَلَى الطِّفْلِ وَعَلَى وَلَدِ الزِّنَا 872 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، قَالَ: صَلَّى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى مَوْلُودٍ فِي الدَّارِ، ثُمَّ بَعَثَ بِهِ فَدُفِنَ، فَقُلْتُ لِنَافِعٍ: أَكَانَ اسْتَهَلَّ؟. قال: لا أدري. * هذا إِسناد صحيح. ¬
872 - الحكم عليه: موقوف، إِسناده صحيح -كما قال ابن حجر هنا في المطالب-. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 120: ب)، وعزاه لمسدد وصححه.
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 531: 6600) قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن نافع، قال: صلى ابن عمر على مولود صغير سقط لا أدري استهل أم لا؟ صلى عليه في داره، ثم أرسل به فدفن. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 317) قال: حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا صلى على السقط. قال نافع: لا أدري أحيًا خرج أم ميتًا.=
= ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 509) قال: حدثنا يونس، أخبرنا ابن وهب، عن يونس، عن نافع أنه حدثه: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما صلى في الدار على مولود له، ثم أمر به، فحمل فدفن. وهو صحيح موقوف -كما سيأتي-. وأما ما أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 530: 6599) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: سئل ابن عمر عن السقط يقع ميتًا أيصلى عليه؟ قال: لا، حتى يصيح، فإِذا صاح صُلِّى عليه وورِّث. وما أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 90) من طريق عبد الله العمري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ لا يصلي على السقط حتى يستهل. فذلك ضعيف، أما طريق عبد الرزاق فضعيف؛ أبو إسحاق هو السبيعي، قال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص 146): سمعت أبي يقول: لم يسمع أبو إسحاق من ابن عمر، إنما رآه رؤية. اهـ. وهو أيضًا مدلس، عدّه الحافظ ابن حجر في طبقات المدلسين (ص 101) ضمن أصحاب المرتبة الثالثة الذين لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع، وقد عنعنه هنا. وأما طريق البيهقي فضعيف أيضًا، فيه العمري -المكبَّر- قال في التقريب (314: 3489): ضعيف.
873 - حَدَّثَنَا (¬1) بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ (¬2)، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّهُ (¬3) شَهِدَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي جَنَازَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُوَسْوِسُونَ: هُوَ ابْنُ زِنْية، فَقَالَ فُلَانٌ (¬4): يُقَالُ هُوَ شَرُّ الثَّلَاثَةِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فقال: لا، هو خير الثلاثة (¬5) ¬
873 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، فيه محمد الطفاوي وهو مجهول، وسعيد بن أبي عروبة وإن كان ثقة إلَّا أنه اختلط. وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 120: ب)، وعزاه لمسدد وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه البخري في التاريخ الكبير (1/ 217) قال: قال لي يحيى ابن موسى، عن أبي أسامة، عن ابن أبي عروبة، عن سعيد بن كعب، عن ميمون: صلى ابن عمر على ولد زنا وقال: هو خير الثلاثة. ثم قال البخاري: وقال ابن طهمان، عن سعيد، عن محمد بن كعب. قلت: يشير بذلك إلى الاختلاف في اسم ابن كعب، ففي الرواية الأولى: اسمه سعيد بن كعب، وفي الثانية: محمد بن كعب وأشار إلى هذا الاختلاف ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 67) إلَّا أنه قال: سعيد بن كعب، فيبدو أن في أحد المصدرين تصحيفًا، ثم قال ابن أبي حاتم: والاصح: محمد بن كعب وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 537: 6625) نحوه. قال عبد الرزاق عن=
= أبي معشر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مهران أنه شهد ابن عمر صلى على ولد الزنا. فقيل: إن أبا هريرة لم يُصَلّ عليه وقال: هو شر الثلاثة. فقال ابن عمر: هو خير الثلاثة. وسنده ضعيف من أجل محمد بن كعب. وقد ورد: "ولد الزنا شر الثلاثة" مرفوعًا من حديث أبي هريرة، وابن عباس وغيرهما رضي الله عنهما. أما حديث أبي هريرة: فأخرجه أبو داود (4/ 271: 3963)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 391)، والحاكم (2/ 214)، والبيهقي في السنن الكبرى (10: 57، 59)، وأحمد (2/ 311) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: فذكره. زاد البيهقي في رواية: قال سفيان: يعني إذا عمل بعمل أبويه". وسنده صحيح. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وواففه الذهبي. وكذا صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 281: 672). وتابعه عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة به. أخرجه الحاكم وعنه البيهقي، وسنده حسن. انظر: الصحيحة (2/ 282). وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما: فأخرجه ابن عدي (3/ 958)، والطبراني في المعجم الكبير (10/ 346: 10674) عن مندل بن علي، عن محمد بن أبي ليلى، عن داود بن علي، عن أبيه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ولد الزنا شر الثلاثة، إذا عمل بعمل أبويه". وسنده ضعيف؛ فيه مندل، وهو ضعيف. انظر: التهديب (10: 298)، ومحمد بن أبي ليلى ضعيف. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 257)، وقال: فيه محمد بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ ومندل وثق، وفيه ضعف. اهـ. وانظر: مزيدًا من الشواهد والفوائد: سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 282 وما بعدها).
874 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا سَلْمُ (¬1) بْنُ سَالِمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى امْرَأَةٍ مَاتَتْ في نفاسها من الزنا وعلى وَلَدِها. ¬
874 - الحكم عليه: سنده ضعيف جدًا. فيه جابر الجعفي وهو متهم، ثم إن فيه سَلْم بن سالم ضعيف. وعمرو بن يحيى لم أستطع تمييزه. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 121: أ)، وعزاه لابن منيع وأعله بجابر الجعفي.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 350) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنِ النعمان رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى على ولد الزنا وعلى أمه ماتت في نفاسها.
27 - باب الصلاة على القبر
27 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ 875 - [1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَنْبَأَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: إِنَّ الْبَرَاءَ بْنَ مَعْرُورٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تُوُفِّيَ قَبْلَ قُدُومِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[الْمَدِينَةَ] (¬1)، فَلَمَّا قَدِمَ صَلَّى عَلَيْهِ. * إِسناده صحيح إلَّا أنه مرسل. ¬
875 - [1] الحكم عليه: الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع بين حميد بن هلال وبين البراء. وقال الحافظ -هنا في المطالب-: إِسناده صحيح إلَّا أنه مرسل. ويعني بالصحة هنا أن رجاله ثقات، إذ في السند انقطاع. وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 120: ب)، وقال: رواه مسدد مرسلًا.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 360)، وفيه زيادة. قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيّة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْد بن هلال أن البراء بن معرور توفي في صفر قبل قدوم رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ بشهر، فلما قدم صلى عليه. وسنده وإن كان رجاله ثقات إلَّا أنه ضعيف لإرساله. وقد روي موصولًا -كما سيأتي في الطريق الآتية-، فيكون بمجموع الطريقين حسنًا لغيره.
[2] وَرَوَاهُ الْحَارِثُ مَوْصُولًا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، [عَنْ أَبِيهِ] (¬1)، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- صَلَّى عَلَى قَبْرِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ [أَرْبَعَ] (¬2) تَكْبِيرَاتٍ. ¬
875 - [2] الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، فيه يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ لم يتبين حاله، ويعقوب بن محمد الزهري، ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 120: ب مختصر)، وعزاه للحارث وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 620)، قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عن أمه، عن أبيه، قال: أول من صلى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قدم المدينة البراءَ بن معرور، انطلق بأصحابه فصف عليه وقال: "اللهم اغفر له وارحمه وارض عنه. وقد فعلت". لكن سنده تالف؛ محمد بن عمر هو الواقدي، وهو متروك. والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/ 149)، وعزاه لابن شاهين، وقال: سنده ليِّن. وذكره الهيثمي في بغية الباحث (2/ 357)، وابن الملقن في البدر المنير (4/ 38: أ)، وابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 125). وجملة القول أن الحديث -موصولًا- فيه ضعف، لكنه ينجبر بالطريق المرسلة الماضية فيكون حسنًا لغيره.
876 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَبْرٍ حَدَثٍ (¬1). فَقَالَ: مَا هَذَا الْقَبْرُ؟، قَالُوا: قَبْرُ فُلَانَةَ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَهَلَّا آذَنْتُمُونِي. قَالُوا: كُنْتَ نَائِمًا فَكَرِهْنَا [أَنْ] (¬2) نُوقِظَكَ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: فَلَا تَفْعَلُوا، ادْعُونِي لِجَنَائِزِكُمْ. فَصَفَّ عَلَيْهَا [صَفًّا] (¬3). * إِسناده حَسَنٌ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ بِاخْتِصَارٍ. ¬
876 - الحكم عليه: هذا إِسناد حسن، من أجل الدراوردي فإِنه صدوق. وبذلك حكم الحافظ ابن حجر هنا في المطالب، فقال: إِسناده حسن. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 120: ب)، وحسنه.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 361) بنفس هذا الإِسناد مختصرًا ولفظه: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عن أبيه قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَبْرٍ حَدَثٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا الْقَبْرُ؟، فقالوا: قبر فلانة. قال: فهلا آذنتموني، فصف عليها فصلى عليها. وأصله في سنن ابن ماجه من هذه الطريق، ومتنه دون مروره على القبر وقولهم له كنت نائمًا ... قال الحافظ ابن ماجه في سننه (1/ 489: 1529)، حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ=
= زيد بن المهاجر بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عن أبيه، أن امرأة سوداء ماتت، ولم يؤذن بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأخبر بذلك فقال: هلا آذنتموني بها. ثم قال لأصحابه: صلوا عليها، فصلى عليها. وأورده الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 271: 550)، وقال: هذا إِسناد حسن، يعقوب بن حميد مختلف فيه. اهـ. وقال فيه ابن حجر في التقريب (607: 7815) صدوق ربما وهم. لكن كون الحديث حسنًا، ليس من أجل يعقوب هذا، فقد تابعه داود بن عبيد الله بن أبي الكرام عند ابن أبي شيبة في المسند -كما هي رواية الباب-، وقتيبة بن سعيد عند أحمد -كما سيأتي-، وإنما من أجل الدراوردي، فإِن مدار الإِسناد عليه، وهو صدوق، حديثه من قبيل الحسن. ورواه أحمد في المسند (3/ 444)، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز به. ورواه عبد بن حميد مرسلًا -كما سيأتي برقم (877) -. والحديث أصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة، وورد أيضًا عن جمع من الصحابة كما يلي: 1 - مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد، أو شابًا، ففقدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسأل عنها أو عنه: فقالوا: مات، قال: أفلا آذنتموني. قال: فكأنهم صغروا أمرها، أو أمره. فقال: دلوني على قبره، فدلوه، فصلى عليها. أخرجه البخاري في صحيحه (3/ 204 فتح)، ومسلم (2/ 659: 956 - 70)، وأبو داود (3/ 451: 3203)، وابن ماجه (1/ 489: 1527)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 47)، وأحمد (2/ 388)، وابن الجوزي في التحقيق (1/ 180: ب) عن أبي رافع، عن أبي هريرة به.=
= زاد مسلم والبيهقي وأحمد: ثم قال: إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عَزَّ وَجَلَّ ينورها بصلاتي عليهم. 2 - من حديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى على قبر بعد ما دفن. رواه مسلم (2/ 659: 955)، وأحمد (3/ 130)، وابن ماجه (1/ 490: 1531)، والدارقطني (2/ 77)، والبيهقي (4/ 46)، وابن الجوزي في التحقيق (1/ 181: أ) عن حبيب بن الشهيد، عن ثابت، عن أنس به. زاد أحمد: "أن الميت امرأة". ورواه البيهقي (4/ 46) من طريق خالد بن خداش، عن حماد بن زيد، عن ثابت به، ولفظه نحو لفظ حديث أبي هريرة. قال الألباني في إرواء الغليل (3/ 184)، وسنده جيد، وهو على شرط مسلم، وفي خالد كلام يسير. اهـ. قلت: وذلك لا ينزله عن رتبة الحسن، إذ قال الحافظ في التقريب (187: 1623): صدوق يخطئ. وتابع حمادًا: صالح بن رستم أبو عامر الخزاز عن ثابت به، مثل رواية حماد. أخرجه الدارقطني (2/ 77)، وأحمد (3/ 150) إلَّا أن صالح بن رستم كثير الخطأ- كما في التقريب (272: 2861) -. 3 - من حديث يزيد بن ثابت رضي الله عنه قال: "خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما ورد البقيع، فإِذا هو بقبر جديد، فسأل عنه، فقالوا: فلانة. قال: فعرفها، وقال: ألا آذنتموني بها؟ قالوا: كنت صائمًا، فكرهنا أن نؤذيك. قال: فلا تفعلوا، لا أعرفن ما مات منكم ميت، ما كنت بين أظهركم، إلَّا آذنتموني به، فإِن صلاتي عليه له رحمة. ثم أتى القبر فصففنا خلفه، فكبر عليه أربعًا". أخرجه النسائي (4/ 84)، وابن ماجه (1/ 489: 1528)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 36)، وأحمد (4/ 388)، والحاكم في المستدرك (3/ 591)، والبيهقي=
= في السنن (4/ 48)، وابن حبان (الإحسان 5/ 35)، والطحاوي في شرح الآثار (1/ 295) عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن يزيد بن ثابت -وكان أكبر من زيد- به. وسكت عليه الحاكم، ولم يتكلم عليه الذهبي بشيء. وسنده صحيح، وصححه الألباني في الإرواء (3/ 185). 4 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى على قبر امرأة بعد ما دفنت. أخرجه النسائي في سننه (4/ 85) عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء، عن جابر به. وسنده صحيح. 5 - حديث بريدة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى على ميت بعد ما دفن". أخرجه ابن ماجه (1/ 490: 1532) عن محمد بن حميد، حدثنا مهران بن أبي عمر، عن أبي سنان، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه به. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 48) من نفس هذه الطريق بلفظ مطول وهو: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ على قبر جديد حديث عهد بدفن ومعه أبو بكر، فقال: قبر من هذا؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله هذه أم محجن كانت مولعة بلقط القذى من المسجد، فقال: أفلا آذنتموني. فقالوا: كنت نائمًا فكرهنا أن نهيجك. قال: فلا تفعلوا فإِن صلاتي على موتاكم نور لهم في قبورهم. قال: فصف أصحابه فصلى عليها. والحديث حَسَّنَ سنده البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 271: 551)، فقال: هذا إِسناد حسن، أبو سنان فمن دونه مختلف فيهم. اهـ. وسنده فيه ضعف، محتمل التحسين: مهران بن أبي عمر، قال الحافظ في التقريب (549: 6933) صدوق له أوهام سيِّئ الحفظ، ومحمد بن حميد فيه ضعف من قبل حفظه (انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 9/ 127). 6 - حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كانت سوداء تقمّ=
= المسجد، فتوفيت ليلًا، فلما أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُخْبر بموتها، فقال: ألا آذنتموني بها؟ فخرج بأصحابه فوقف على قبرها، فكبر عليها والناس من خلفه، ودعا لها، ثم انصرف. رواه ابن ماجه في سننه (1/ 490: 1533) عن سعيد بن شرحبيل، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المغيرة، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد به. وسنده ضعيف من أجل ابن لهيعة. 7 - حديث عبد الله بن عامر بن ربيعة، وسيأتي تخريجه في حديث رقم (877). 8 - حديث أبي أمامة بن سهل، وسيأتي برقم (878). وفي الباب عن عمران بن حصين، وابن عمر، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه عن جده وغيرهم. وعليه فالحديث ثابت، والله أعلم. انظر تخريجه في: نصب الراية (2/ 265)، والبدر المنير (4/ 37: ب)، والتلخيص الحبير (2/ 125)، وإرواء الغليل (3/ 183: 736)، وأحكام الجنائز (ص 87).
877 - وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ: [حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ] (¬1) حَفْصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَلْقُطُ الْقَصْبَ وَالْأَذَى مِنَ الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بقبرها فصلى عليها. ¬
877 - الحكم عليه: إِسناده صحيح مرسل.
تخريجه: انظر تخريج الحديث (863).
878 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْحِمْيَرِيُّ أَبُو سُفْيَانَ، -وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ-، عَنْ سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي أُمَامَةَ (¬1) بْنِ (¬2) سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعُودُ فُقَرَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ (¬3)، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ إِذَا تُوفُّوا (¬4). قَالَ: فَتُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا حُضِرَتْ فَآذِنُونِي. قَالَ: فَأَتَوْهُ لِيُؤْذِنُوهُ [بِهَا] (¬5) فَوَجَدُوهُ نَائِمًا وَقَدْ ذَهَبَ اللَّيْلُ، فَكَرِهُوا أَنْ يُوقِظُوهُ وَتَخَوَّفُوا (¬6) عَلَيْهِ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ وَهَوَامَّ الْأَرْضِ، فَدَفَنُوهَا (¬7)، فَلَمَّا أَصْبَحَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَأَلَ عَنْهَا فَقَالُوا ذَلِكَ، فَمَشَى صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَبْرِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا (¬8) وَكَبَّرَ أربعًا. ¬
878 - [1] الحكم عليه: الإِسناد ضعيف من أجل سفيان الواسطي، فإِنه ضعيف في الزهري. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 37)، وقال: فيه سفيان بن حسين وفيه كلام، وقد وثقه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: توثيقه إنما في غير روايته عن الزهري -كما هنا- فإسناد الباب ضعيف.=
= وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 120: ب)، وقال: رجاله ثقات. اهـ. ولا يخفى ما فيه.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 361)، والطحاوي في شرح الآثار (1/ 494) من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي أمامة ابن سهل، عَنِ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ- يَعُودُ فُقَرَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ إذا ماتوا. قال: فتوفيت امرأة من أهل العوالي، فدفناها. قال: فَمَشَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى قبرها فصلى عليها، فكبر أربعًا. وسنده ضعيف من أجل سفيان بن حسين. لكن تابعه الأوزاعي عند الحارث بن أبي أسامة في مسنده -كما سيأتي برقم (878) [2]- ومع ذلك فرواية الوصل مرجوحة حتى بهذه المتابعة، إذ السند إلى الأوزاعي ضعيف -كما سيأتي-؛ فيه محمد بن حبيب بن صدقة وهو ضعيف في الحديث، وهو وءان تابعه بشر بن بكر -كما سيأتي أيضًا- لكن بشرًا ينفرد في روايته عن الأوزاعي بأشياء. وعلى ذلك فمنشأ إعلال رواية الوصل هذه، إما أن يكون من الأوزاعي وهو وإن كان ثقة ثبتًا إلَّا أن في روايته عن الزهري خاصة شيئًا، وقد خالف من هم أوثق منه، وإما أن يكون ممن روى عنه محمد بن حبيب بن صدقة -وهو ضعيف-، وبشر بن بكر، وفي روايته عنه كلام. ولعل هذا الاحتمال أقوى، فإِن الثقة لا تُرَدّ روايته إلَّا بعد ثبوت ذلك عنه، أما وإذ لم يصح السند إليه، فتعصيب الجناية بمن دونه أولى. والله الموفق للسداد، لا رب سواه. وأما الثقات الذين رووه مرسلًا، وخالفهم الأوزاعي -مع عدم صحة السند إليه- فرواه موصولًا فهم: - مالك: رواه في الموطأ (ص 226): عن ابن شهاب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ=
= سهل بن حنيف أنه أخبره أن سكينة مرضت ... فذكره. وعن مالك رواه الشافعي في الأم (1/ 270). - يونس بن يزيد: رواه النسائي في سننه (4/ 40) عن قتيبة، عن مالك، عن ابن شهاب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ به. - ورواه أيضًا النسائي (4/ 69) عن يونس بن عبد الأعلى، أنبأنا ابن وهب، حدثني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف به. - وابن جريج: رواه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 518: 6542) عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ به. وبذلك يترجح رواية الإِرسال في هذا الحديث على رواية الوصل. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 366): سألت أبي عن حديث رواه أبو سفيان الحميري، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلى على قبر ... ؟ فقال: هذا خطأ، والصحيح حديث يونس بن يزيد وجماعة عن الزهري، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بلا أبيه. اهـ. على أن الإِرسال هنا لا يضر، فإِن أبا أمامة إنما تعرف روايته عن الصحابة، فيكون قد تلقاه عنهم، وعدم معرفة الصحابي لا يؤثر في صحة الحديث، والله أعلم. وأما القصة الواردة في الحديث، فقد جاءت من رواية جماعة من الصحابة بأسانيد ثابتة تقدم بيان بعضها في تخريج الحديث (876).
[2]- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ (¬1) بْنُ سَهْلٍ، أَخْبَرَنِي رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَفِيهِ: ... مَنْ أَهْلِ الْعَوَالِي طَالَ [سَقَمُهَا] (¬2)، وَكَانَ يَسْأَلُ عَنْهَا مَنْ حَضَرَ مِنْ جِيرَانِهَا وَأَمَرَهُمْ إِنْ حَدَثَ بِهَا [حَدَثٌ] (¬3) أَنْ يُؤْذِنُوهُ [بِهَا] (¬4)، وَفِيهِ: فَاحْتَمَلُوهَا (¬5) فَأَتَوْا بِهَا مَوْضِعَ الْجَنَائِزِ (¬6)، فَكَرِهُوا أَنْ يُهَيِّجُوهُ مِنْ نَوْمِهِ. فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَلِمَ فَعَلْتُمْ، قُومُوا (¬7)، فَقَامَ (¬8) فَصَفَّ عَلَيْهَا كَمَا يَصِفُّ [عَلَى] (¬9) الْجَنَائِزِ، وَصَفُّوا خَلْفَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا. تَابَعَهُ بِشْرُ (¬10). بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الأوزاعي، أخبرني الزهري. أخرجه [البيهقي] (¬11). ¬
878 - [2] الحكم عليه: الإِسناد ضعيف من ثلاثة أوجه: 1 - ضعف محمد بن مصعب، فهو ضعيف، وخاصة في الأوزاعي. 2 - الأوزاعي وإن كان ثقة إلَّا أن في روايته عن الزهري خاصة شيئًا. 3 - أنه معارض برواية الإِرسال، وهي من رواية من هو أوثق من الأوزاعي في الزهري، وقد سبق بيان ذلك في تخريج الحديث رقم (878) [1].
تخريجه: الحديث ورد موصولًا عن جماعة من الصحابة بينت شيئًا من ذلك في تخريج الحديث المتقدم برقم (876).
28 - باب النهي عن سب الموتى [والترغيب في الثناء الحسن عليهم]
28 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْمَوْتَى [وَالتَّرْغِيبِ فِي الثَّنَاءِ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ] (¬1) 879 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، أَنْبَأَنِي خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَثَلُ الَّذِي يَسُبُّ الْمَيِّتَ كَالْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلَكَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَى فِرَاشِ الْمُغِيبَةِ مثل الذي تُنفَّس (¬2) دبره يوم القيامة. ¬
879 - الحكم عليه: الإِسناد صحيح مقطوع. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 113: أمختصر)، وعزاه لمسدد وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده. لكن ورد شطره الأول عن عبد الله بن عمرو موقوفًا، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 167)، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن خيثمة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: ساب الميت كالمشرف على التهلكة. وسنده صحيح أيضًا.
880 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ (¬1) بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مُرّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِجِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأُثْنِيَ عَلَيْهِ [خَيْرًا] (¬2)، فَقَالَ: وَجَبَتْ. ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ أُخْرَى فَأُثني عَلَيْهَا دُونَ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَجَبَتْ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا وَجَبَتْ (¬3)، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الْمَلَائِكَةُ شُهُودُ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ، وَأَنْتُمْ شُهُودُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ. * هَذَا إِسناد ضعيف. ¬
880 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، لضعف موسى بن عبيدة، ولذلك حكم عليه الحافظ ابن حجر هنا في المطالب بالضعف. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 5)، وعزاه للطبراني وقال: في إِسناده موسى بن عبيدة وهو ضعيف. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 113: أمختصر)، وعزاه لابن أبي شيبة وقال: سنده ضعيف لضعف موسى بن عببدة الربذي. اهـ. وقد توبع ولكنها متابعة لا يفرح بها -كما سبق في التخريج-.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 368) بنفس هذا الإِسناد ومتنه، وأخرجه أيضًا الطبراني في الكبير (7/ 23: 6262) من نفس هذا الطريق، وهو ضعيف من أجل موسى بن عبيدة.=
= لكن تابعه أبو مريم، حدثنا إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فأتي بجنازة، فقال القوم: إن كنت، وإن كنت، ثم أُتي بأخرى، فقال القوم: إن كنت وإن كنت. فأثني على واحدة خيرًا، وعلى الأخرى شرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أنتم شهداء الله في الأرض، والملائكة شهداء الله في السماء. أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 23: 6259)، وسنده تالف، أبو مريم: عبد الغفار بن القاسم الأنصاري المدني صرح غير واحد من الأئمة بأنه كان يضع الحديث، وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 136): "كان ممن يروي المثالب في عثمان بن عفان، ويشرب الخمر حتى يسكر ومع ذلك يقلب الأخبار، لا يجوز الاحتجاج به، تركه أحمد وابن معين". وانظر: مزيدًا في ترجمته: لسان الميزان (4/ 42). فلا يفرح بهذه المتابعة. لكن الحديث أصله في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وورد في السنن مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أما حديث أنس رضي الله عنه فلفظه: قَالَ: مُرّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بجنازة، فأُثني عليها خيرًا، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وجبت، وجبت، وجبت. ومُرّ بجنازة فأُثني عليها شرًا، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وجبت، وجبت، وجبت. فقال عمر رضي الله عنه: فِدًى لك أبي وأمي، مُرّ بجنازة فأُثني عليها خيرًا فقلت: وجبت، وجبت، وجبت. ومر بجنازة فأُثني عليها شرًا فقلت: وجبت، وجبت، وجبت. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرًا وجبت له النار، الملائكة شهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء في الأرض. أخرجه البخاري (3/ 228 فتح)، ومسلم (2/ 655: 649 - 60)، والنسائي (4/ 49)، والترمذي (4/ 279 عارضة)، وصححه، وابن ماجه (1/ 478: 1491)، والحاكم في المستدرك (1/ 377)، والطيالسي (275: 2062)، وأحمد في مسنده (3/ 179، 186، 197، 211، 245، 281) من طرق عن أنس.=
= وأما حديث أبي هريرة، فله أربعة طرق: الطريق الأول: عن إبراهيم بن عامر، عن عامر بن سعد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مَرّوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجنازة، فأثنوا عليها خيرًا، فقال: وجبت، ثم مروا بأخرى فاثنوا عليها شرًا، فقال: وجبت، ثم قال: إن بعضكم على بعض شهداء. رواه أبو داود (3/ 556: 3233)، واللفظ له، والنسائي (4/ 50)، وأحمد (2/ 466، 470، 528)، والطيالسي في سنده (314: 2388)، وسنده صحيح. الطريق الثاني: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مُرّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بجنازة، فاثني عليها خيرًا، في مناقب الخير، فقال: وجبت، ثم مروا عليه بأخرى، فأُثني عليها شرًا في مناقب الشر، فقال: وجبت، إنكم شهداء الله في الأرض. رواه ابن ماجه (1/ 478: 1492)، وأحمد في المسند (2/ 261، 498)، والبزار في مسنده -كما في كشف الأستار (1/ 410: 867) -، وسنده حسن، من أجل محمد بن عمرو بن علقمة. الطريق الثالث: عن ربيعة بن كلثوم، حدثني شيخ من أهل المدينة بها، أخبرنا أيوب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، رواه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 114: أ) -، وسنده ضعيف لجهالة الشيخ لكنه يتقوى بالطرق الأخرى. الطريق الرابع: عن عبد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة به مختصرًا. رواه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 114: أ) -، وسنده ضعيف، عبد الله بن عمر هو العمري المدني قال في التقريب (314: 3489): ضعيف. لكنه يتقوى بالطرق المتقدمة.
881 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ (¬1)، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنِ (¬2) أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مِنْهُ إلَّا خَيْرًا إلَّا (¬3) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَدْ قَبِلْتُ عِلْمكم، وغفرت له ما لا تعلمون. ¬
881 - الحكم عليه: الإِسناد فيه ضعف من جهة مؤمل بن إسماعيل. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 4) بلفظين متقاربين، وعزا الأول للإمام أحمد، والثاني، لأبي يعلى، وقال: رجال أحمد رجال الصحيح. اهـ. قلت: ليس هو من رجال الصحيح ... إنما أخرج له البخاري تعليقًا. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 113: ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى وابن حبان، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسام 5/ 12) من طريق أبي يعلى عن أحمد بن عمر به. وأخرجه أحمد في مسنده (3/ 242)، والحاكم في المستدرك (1/ 378) وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قلت: مؤمل ليس من رجال مسلم، بل فيه ضعف لكن يشهد له حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: ما من مسلم يموت فيشهد له ثلاثة أهل=
= أبيات من جيرانه الأدنين بخير إلَّا قال تبارك وتعالى: قد قبلت شهادة عبادي على ما علموا وغفرت له ما أعلم. أخرجه أحمد في المسند (2/ 408) عن عفان، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا عبد الحميد بن جعفر الزيادي، عن شيخ من أهل العلم، عن أبي هريرة به. وسنده ضعيف: فيه شيخ من أهل العلم لم يسم، فهو مجهول. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 4)، وعزاه لأحمد وقال: فيه راو لم يسم. اهـ. قلت: ثم إن فيه عبد الحميد بن جعفر الزيادي لم أجد له ترجمة، وبهذين الوجهين أعل الألباني الحديث في أحكام الجنانز (ص 46). وله شاهد آخر مرسل عن بشير بن كعب. أخرجه مسلم الكجي -كما في فتح الباري (3/ 231) -. وبالجملة فحديث الباب بهذين الشاهدين حسن لغيره، والله أعلم.
29 - [باب من كره الصلاة] على الجنازة [في المسجد]
29 - [بَابُ مَنْ كَرِهَ الصَّلَاةَ] (¬1) عَلَى الْجَنَازَةِ [فِي الْمَسْجِدِ] (¬2) 882 - [1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صالح مولى التوأمة، قَالَ: أَدْرَكْتُ رِجَالًا (¬3) [مِمَّنْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا (¬4) جَاءُوا فَلَمْ يَجِدُوا إلَّا] (¬5) أَنْ يصلوا في المسجد رجعوا فلم يصلوا. ¬
882 - [1] الحكم عليه: الإسناد حسن، وصالح مولى التوأمة وإن كان ضعيفًا لاختلاطه إلَّا أن سماع ابن أبي ذئب منه قديم قبل الاختلاط. وانظر مزيد بيان: زاد المعاد (1/ 501) فثم تحقيق مفيد في ذلك. وذكره=
= البوصيري في الإِتحاف (1/ 119: ب)، وسكت على إِسناده.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 365)، ومن طريقه ابن حزم في المحلى (5/ 163) قال حدثنا حفص بن غياث، عن ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ صَلَّى عَلَى جنازة في المسجد فلا شيء له. قَالَ: وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- إذا تضائق بهم المكان رجعوا ولم يصلوا. وأصل الحديث عند بعض أصحاب السنن، إذ لفظه: عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له". رواه أبو داود (3/ 531: 3191)، وابن ماجه (1/ 486: 1517)، وأحمد (2/ 444، 455)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 51)، وأبو داود الطيالسي في مسنده (304/ 2310)، وعبد الرزاق في المصنف (3/ 527: 6579)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 364) كلهم من طريق ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ به. زاد الطيالسي وابن أبي شيبة قول صالح: أدركت ... فهذا من الزوائد. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 365) عن صالح، عن أناس أدركوا أبا بكر وعمر أنهم كانوا إذا ضاق بهم المُصَلّى انصرفوا ولم يُصَلّوا على الجنازة في المسجد. رجاله ثقات غير الذين أدركوا أبا بكر وعمر، إلَّا أنهم جمع لا تضر جهالتهم إن شاء الله.
[2] وقال عبد الرزاق: أخبرنا الشوري، وَمَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: رَأَيْتُ الْجَنَازَةَ تُوضَعُ فِي الْمَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا لَمْ يَجِدْ مَوْضِعًا إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ انْصَرَفَ وَلَمْ يصل عليها.
882 - [2] الحكم عليه: إِسناده حسن، ابن أبي ذئب سمع من صالح قبل اختلاطه. وانظر الكلام على الطريق السابق.
تخريجه: لم أجده في النسخة المطبوعة من مصنف عبد الرزاق، بل الذي في المصنف (3/ 527: 6579) كتاب الجنائز، باب الصلاة على الجنازة في المسجد، عن معمر والثوري، عن ابن أبي ذئب، عن صالح بن نبهان قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: من صلى جنازة في المسجد فلا شيء له. فيبدو أن النعى أعلاه والذي نسبه الحافظ ابن حجر لعبد الرزاق -يبدو- أنه ساقط من النسخة المتداولة للمصنف، والله أعلم. لكن النص المذكور أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 52) من طريق عبد الرزاق، أنبأنا معمر والثوري جميعًا، عن ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له. قال صالح: فرأيت الجنازة توضع في المسجد، فرأبت أبا هريرة إِذَا لَمْ يَجِدْ مَوْضِعًا إلَّا فِي الْمَسْجِدِ انصرف ولم يصل عليها. وسنده حسن. وفائدة ذكر هذه الرواية هنا مع أنها ليست على شرط المصنف: لان فيها التصريح بمن أدركه صالح وهو أبو هريرة.
30 - باب الصلاة على الغائب
30 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْغَائِبِ 883 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا حُدَيْجُ (¬1)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ (¬2)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلى على النجاشي". ¬
883 - الحكم عليه: إِسناده ضعيف؛ فيه حُدَيْج بن معاوية، ويحيى الحِمَّاني، وكلاهما ضعيف. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3: 37)، وعزاه لأبي يعلى وقال: فيه حُدَيْج بن معاوية، وفيه كلام. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 121: أ)، وعزاه لأبي يعلى، وأعقه بحديج.
تخريجه: لم أجده، لكن صلاته عليه الصلاة والسلام على النجاشي صلاة الغائب ثابتة بأحاديث صحيحة منها في الصحيحين عن جمع من الصحابة، فيكون حديث الباب بها صحيحًا لغيره.=
= وبيان تلك الأحاديث كما يلي: 1 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه قال: فخرج بهم إلى المصلى، وكبر أربع تكبيرات. أخرجه البخاري (3/ 186) فتح، ومسلم (21/ 656: 951 - 62)، وأبو داود (3/ 541: 3204)، وابن ماجه (1/ 490: 1534)، والنسائي (4/ 70)، والترمذي (2/ 243، والطيالسي (303/ 2300)، وابن أبي شيبة (3/ 362)، وله ألفاظ وزيادات ذكرها الألباني في أحكام الجنائز (ص 90). 2 - حديث جابر بن عبد الله، وله عنه ثلاثة طرق: الأول: عن أبي الزبير عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: إن أخًا لكم قد مات، فقدموا فصلوا عليه. قال: فقمنا فصففنا صفين. أخرجه مسلم (2/ 657: 952 - 66)، والنسائي (4/ 69)، وروى أحمد (3/ 355) الفعل منه فقط. الثاني: عن عطاء بن أبي رباح، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش، فهلموا فصلوا عليه، فصففنا، صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه، ونحن صفوف. أخرجه البخاري (3/ 186) فتح، ومسلم (2/ 657: 652 - 65)، والنسائي (4/ 69)، والبيهقي (4/ 50)، وأحمد (3/ 295، 319، 369، 400)، وروى الطيالسي - (234: 1681) - صلاته عليه الصلاة والسلام وقول جابر: كنت في الصف الثاني. الثالث: عن سعيد بن ميناء عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- صلّى على أصحمة النجاشي، فكبر عليه أربعًا. أخرجه البخاري (3/ 202) فتح، ومسلم (2/ 657: 952 - 64)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 463)، وأحمد (3/ 361، 363).=
= 3 - حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن أخًا لكم قد مات فقدموا فصلوا عليه، قال: فقمنا فصففنا صفين. أخرجه مسلم (2/ 657: 953 - 67)، والنسائي (4/ 70)، والترمذي (4/ 259 عارضة)، وابن ماجه (1/ 491: 1535)، والبيهقي (4/ 50)، والطيالسي (114/ 849)، وأحمد (4/ 431، 433، 439، 441، 446). 4 - حديث حذيفة بن أسيد: يرويه قتادة، عن أبي الطفيل، عن حذيفة مرفوعًا: صلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم. قالوا: من هو؟ قال: النجاشي. فكبر أربعًا. أخرجه ابن ماجه (1/ 491: 1537)، والطيالسي (144/ 1068)، وأحمد (4/ 7، 64). وسنده صحيح، وصححه البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 272: 554)، والألباني في الإرواء (3/ 177). 5 - حديث مجمع بن جارية الأنصاري: ويرويه حمران بن أعين، عن أبي الطفيل، عن مجمع رضي الله عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن أخاكم النجاشي قد مات، فقدموا فصلوا عليه. فصفنا خلفه صفين. أخرجه ابن ماجه (1/ 491: 1536)، وابن أبي شيبة (3/ 362)، وأحمد (5/ 376)، وسنده صحيح، وصححه البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 272: 553)، والألباني في الإرواء (3/ 176). 6 - حديث عبد الله بن عمر: ويرويه مالك، عن نافع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى على النجاشي، فكبر أربعًا. أخرجه ابن ماجه (1/ 491: 1538). وسنده صحيح، وصححه البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 273: 555). 7 - حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ويرويه شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن عامر، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ مات فاستغفروا له.=
= رواه أحمد في مسنده (4/ 360: 363)، وفيه أبو إسحاق قد اختلط لكن شريكًا سماعه منه قديم، وأبو إسحاق مدلِّس، وقد عنعنه هنا. 8 - عن أبي قلابة مرسلًا. وسيأتي برقم (884). وانظر في هذه الأحاديث: البدر المنير (1/ 37: ب)، التلخيص الحبير (2/ 125)، إتحاف الخيرة المهرة (1/ 121: أمختصر)، إرواء الغليل (3/ 175)، أحكام الجنائز (ص 89).
884 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ تُوفّي قُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ [أَوْ قُومُوا] (¬1) [فادْعوا له. * هذا مرسل رجاله ثقات. ¬
884 - الحكم عليه: الإِسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا أنَّه مرسل، أبو قِلابة تابعي، فحديثه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل.
تخريجه: لم أجده. وله شواهد متصلة، انظر بذلك الكلام في تخريج الحديث رقم (883).
31 - باب الصلاة على من قال [لا إله إلا الله]
31 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى مَنْ قَالَ [لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ] (¬1) 885 - [1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (¬2): إِذَا أَقَرَّ بالإِسلام ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يُصَلَّ [عَلَيْهِ] (¬3) صُلِّى عَلَيْهِ. [2] حَدَّثَنَا (¬4) أبو عوانة، عن مغيرة، نحوه. ¬
885 - الحكم عليه: الإِسناد رجاله ثقات إلَّا أن فيه المغيرة بن مِقْسَم كان يدلس عن إبراهيم؛ لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع، وقد عنعن هنا. ثم إن فيه هشيم بن بشير وهو ثقة إلَّا أنه مدلس لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع وقد عنعنه هنا، فالسند ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 119: ب)، وقال: رواه مسدد ورجاله ثقات. ولا يَخْفى أنّ كَوْن الإِسناد رجاله ثقات لا يعني الصحة، إذ قد يكون معلولًا بانقطاع أو تدليس -كما هنا-، والله الموفِّق للسداد. لكن هشيمًا قد تابعه كل من:=
= 1 - أبو عوانة عند مسدد -كما ذكر الحافظ هنا-، وأبو عوانة ثقة ثبت. 2 - جرير عند ابن أبي شيبة -كما سيأتي في تخريج الحديث-، فليس الضعف من عنعنة هشيم، لوجود من تابعه، وإنما مداره على المغيرة بن مقسم وقد علمت حاله.
تخريجه: أخرج معناه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 351)، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم في السبي يُسْبى من أرض العدو، قال: إذا أقر بالتوحيد وبالشهادتين صُلِّي عليه. وسنده ضعيف من أجل تدليس المغيرة، والله الموفق.
886 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [جَبْرٍ] (¬1)، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ غُلَامٌ شَابٌّ يَهُودِيُّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَمَرِضَ، فَعَادَهُ، فَقَالَ: أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ. فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ، فَقَالَ لَهُ: قُلْ كَمَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ. قَالَ: فَقَبِلَ (¬2). فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ. [2] وَقَالَ [أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا] (¬3) أَبُو بَكْرٍ بِهِ. ¬
886 - الحكم عليه: الإِسناد فيه شريك بن عبد الله وهو سيِّىء الحفظ مختلط، ولا يعرف هل سمع منه ابن أبي شيبة قبل الاختلاط أم بعده. وفيه عبد الله بن جبر، مقبول يعني عند المتابعة، وقد توبع، إذ الحديث أصله في الصحيح -كما سيأتي-. وذكره الهيثمي في مجمع لزوائد (3/ 42)، وعزاه لأبي يعلى وقال: رجاله رجال الصحيح. اهـ. وليس كذلك كما يظهر من دراسة رجاله. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 119: ب مختصر)، وقال: رجاله ثقات. ولا يخفى ما في ذلك.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه أيضًا (3/ 359) مختصرًا. قال: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ أَنَسٍ، قال: كان شَابٌّ يَهُودِيُّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فمرض، فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- يعوده.=
= وأخرجه أبو يعلى في مسنده -كما ذكر الحافظ-، قال: حدثنا أبو بكر به. وذكره الهيثمي أيضًا في المقصد العلي (ص 448). وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (3/ 260)، قال: حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك به. وسنده ضعيف؛ من أجل شريك، وعبد الله بن جبر، لكن أصله في الصحيح من طريق أخرى عن أنس،، وليس فيه "صلوا على صاحبكم" فهذه الجملة من الزوائد، تفرد بها عبد الرحمن بن جبر أو شريك، وقد علمت حالهما، وقد صححها الألباني في الإرواء (3/ 175، 8/ 135)، ولا يخفى ما في ذلك. أما حديث الصحيح فهو عن أنس رضي الله عنه قال: "كان غلام يَهُودِيُّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فمرض، فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم. فأسلم، فخرج النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقُولُ: الحمد لله الذي أنقذه من النار". أخرجه البخاري (3/ 219 فتح)، وأبو داود (3/ 474)، والحاكم (1/ 363)، والبيهقي (3/ 383)، وأحمد (3/ 175، 227، 280)، من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس به.
887 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا (¬1) الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيَّ حَدَّثَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِذٍ يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا وُضِعَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تُصَلِّ (¬2) عَلَيْهِ، فإِنه رَجُلٌ فَاجِرٌ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هَلْ رَآهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الإِسلام؟، فَقَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَرَسَ مَعَنَا لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، فَصَلَّى عليه، وحثى عَلَيْهِ التُّرَابَ، وَقَالَ: أَصْحَابُكَ يَظُنُّونَ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا عُمَرُ إِنَّكَ لَا تُسأل عَنْ أَعْمَالِ الناس، ولكن تُسألون عن الصلاة (¬3). ¬
887 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف؛ أبو عبد الرحمن الأزدي لم أعرفه. ثم انه مرسل؛ عبد الرحمن بن عائذ لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 119: ب مختصر)، وعزاه لابن منيع وأبي يعلى وسكت علبه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى من طريق أخرى -كما سيأتي برقم (888) - فبنفوى طريق الباب بها فيكون حسنًا لغيره.
888 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا بحير (¬1) بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ (¬2)، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فقال بَعْضُهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تُصَلِّ عَلَيْهِ .. فذكر الحديث بتمامه (¬3). ¬
888 - الحكم عليه: الحديث حسن؛ لأن فيه إسماعيل بن عياش، وهو صدوق في روايته عن الشاميين، ضعيف في غيرهم. وروايته هنا عن أحدهم وهو بحير بن سعد. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 119: ب مختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه البغوي وأبو أحمد الحاكم -كما في الإصابة (4/ 134) - من طريق إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد به.=
= وهو حسن من أجل إسماعيل بن عياش -كما تقدَّم آنفًا-. وتابعه بقية بن الوليد، حدثنا بحير بن سعد به. رواه الطبراني في الكبير (22/ 378: 945)، ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (5/ 216)، وبقية وإن كان مدلسًا لكنه صرح بالتحديث هنا، فأَمِنّا ما كنا نخشاه من تدليسه. فالحديث بهذه المتابعة صحيح لغيره. وورد بألفاظ متعددة ذكرتها في حاشية نص الحديث رقم (3) في الصفحة السابقة فليراجع، والله الموفق للسداد، لا رب سواه.
10 - كتاب الزكاة
10 - كِتَابُ الزَّكَاةِ 1 - بَابُ فَضْلِ الزَّكَاةِ (36) حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أَوَّلِ "أَحَادِيثِ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام" (¬1). ¬
2 - باب زكاة [النعم]
2 - بَابُ زَكَاةِ [النَّعَمِ] (¬1) 889 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِي فَرَائِضِ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ: وَفِي الْغَنَمِ إِذَا بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ شَاةً شَاةٌ، حَتَّى تَبْلُغَ عِشْرِينَ وَمِائَةً، فإِذا جَاوَزَتْ عِشْرِينَ وَمِائَةً فَفِيهَا شَاتَانِ حَتَّى تَبْلُغَ مِائَتَيْنِ، فإِذا جَاوَزْتُ مِائَتَيْنِ فَفِيهَا ثَلَاثُ شِيَاهٍ حَتَّى [تَبْلُغَ] (¬2) ثَلَاثَمِائَةٍ، فإِذا جَاوَزَتْ ثَلَاثَمِائَةٍ فَكَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ تُعَدُّ (¬3) فِي كُلِّ مِائَةِ شَاةٍ: شَاةٌ. وَفِي الْإِبِلِ: فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ بِنْتُ مَخَاضٍ، فإِن لَمْ تُوجَدْ فَابْنُ لَبُونٍ، فإِذا بَلَغَتْ سِتًّا وَثَلَاثِينَ (¬4) فَفِيهَا بِنْتُ لَبُونٍ (¬5)، فإِذا بَلَغَتْ سِتًّا وَأَرْبَعِينَ فَفِيهَا حِقَّةٌ حَتَّى تَبْلُغَ سِتِّينَ ثُمَّ فِيهَا جَذَعَةٌ، حَتَّى تَبْلُغَ خَمْسًا [وسبعين] (¬6)، فإِن فيها (¬7) بنتا لَبُونٍ حَتَّى تَبْلُغَ تِسْعِينَ، فإِذا زَادَتْ فَفِيهَا حِقَّتَانِ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ [فَإِذَا عَادَتْ تَعُدْ (¬8) إِلَى أَوَّلِ فَرِيضَةٍ مِنَ الْإِبِلِ (¬9) شَاةٍ حَتَّى تَبْلُغَ عِشْرِينَ وَمِائَةً] (¬10)، فإِذا كَثُرَتْ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ. قَالَ حَمَّادٌ: أَخْبَرَنَا (¬11) بِذَلِكُ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بن حزم. ¬
889 - الحكم عليه: الإِسناد رجاله ثقات لكنه معلول -كما سيأتي-، وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 131: أ)، وقال: رجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 128)، والطحاوي في شرح الآثار (4/ 375)، وابن حزم في المحلى (6/ 33)، وابن الجوزي في التحقيق (1/ 186: ب) عن حماد بن سلمة به. لكنه معلول بثلاثة أمور: 1 - أنه معضل، فهو منقطع بين أبي بكر بن عمرو بن حزم إلى النبي عليه الصلاة والسلام، قاله البيهقي في السنن الكبرى (4/ 94). ويجاب عن ذلك: أنه وإن كان كذلك إلَّا أنه في حكم المسند: لأن أبا بكر أخذه من كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن حزم، فهي وجادة، وهي حجة على الراجح عند علماء أصول الحديث. لكنه يعل بأمر آخر، وهو: 2 - أن قيس بن سعد أخذه من كتاب لا عن سماع، وكذلك حماد بن سلمة أخذه عن كتاب لا عن سماع. وهما وإن كلانا من الثقات، إلَّا أن روايتهما هذه تخالف=
= رواية الحفاظ عن كتاب عمرو بن حزم وغيره، إذ إن رواية الحفاظ: "في الإبل إذا زادت على عشرين ومائة: ففي كل أربعين بنت لبون، وفي كل خمسين حقة". 3 - وحماد بن سلمة ساء حفظه في آخر عمره، فالحفاظ لا يحتجون بما يخالف فيه، ويتجنبون ما ينفرد به وخاصة عن قيس بن سعد. وقد تكلم في ذلك الحافظ ابن رجب في شرحه لعلل الترمذي (2/ 782)، ونقل قول الإِمام أحمد: ضاع كتابه عنه فكان يحدث من حفظه فيخطىء. اهـ. والمحفوظ في لفظ الحديث: أن في الإبل إذا زادت على عشرين ومائة: في كل أربعين بنت لبون. وفي كل خمسين حقة. يدل على ذلك أمور منها: 1 - رواية الوصل لكتاب عمرو بن حزم، وفي لفظه: في الإبل إذا زادت على عشرين ومائة في كل أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة. أخرج ذلك النسائي (8/ 57)، والدارمي في سننه (1/ 320)، والحاكم في المستدرك (1/ 395)، عن الحكم بن موسى: حدثنا يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، حدثني الزهري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم، عن أبيه، عن جد. به. ثم رواه. النسائي (8/ 59)، وأبو داود في المراسيل (ص 213) عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم عن أبيه، عن جده. فنلاحظ أنه اختلف في سليمان: فهو إما سليمان بن أرقم وهو ضعيف جدًا، متروك الحديث. انظر في ترجمته في التهذيب (4/ 168). وإما سليمان بن داود الخولاني، وهو صدوق -كما في التقريب (251: 2555) -. وقد وهّم أبو داود الحكم بن موسى الراوي عن يحيى بن حمزة وقال: حكى غير واحد أنه قرأه في أصل يحيى بن حمْزة، عن سليمان بن أرقم. قال النسائي: هذا أشبه بالصواب.=
= قال الحافظ ابن حجر في ترجمة سليمان بن داود من التهذيب (4/ 190): أما سليمان بن داود الخولاني فلا ريب في أنه صدوق، لكن الشبهة دخلت على حديث الصدقات من جهة أن الحكم بن موسي غلط في اسم والد سليمان فقال: سليمان بن داود وإنما هو سليمان بن أرقم، فمن أخذ بهذا ضعف الحديث ولا سيما مع قول من قال إنه قرأه كذلك في أجل يحيى بن حمزة. قال صالح جزرة نظرت في أصل كتاب يحيى بن حمزة حديث عمرو بن حزم في الصدقات فإِذا هو عن سليمان بن أرقم، قال صالح: كتب عني مسلم بن الحجاج هذا الكلام. وقال الحافظ أبو عبد الله بن مندة: قرأت في كتاب يحيى بن حمزة بخطه: عن سليمان بن أرقم عن الزهري. وأما من صححه، فأخذه على ظاهره في أنه سليمان بن داود، وقوي عندهم أيضًا بالمرسل الذي رواه معمر، عن الزهري. والله أعلم. اهـ. كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله، وهو كلام عزيز. قلت: وعلبه يحمل تصحيح الإِمام أحمد لهذا الحديث؛ كما نقل ذلك ابن الجوزي في التحقيق (1/ 187: أ)، والزيلعي في نصب الراية (2/ 342). لكن التحقيق ضعف هذه الرواية إذ إنه سليمان بن أرقم وهو متروك، فالسند ضعيف جدًا. 2 - ومما يضعف لفظ رواية حماد به سلمة: (أ) ما رواه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 4: 6793): عن مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بن محمد بن عمرو بن حزم أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كتب لهم كتابًا .. فذكره بطوله. ورجاله ثقات، إلَّا أن معضل. ورواه الواقدي في كتاب الردة -كما في نصب الراية (2/ 342) - قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن كثير، عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم به. والواقدي متروك.=
= (ب) ما رواه الحاكم في المستدرك (1/ 394)، والبيهقي في الكبرى (4/ 91)، وأبو عبيد في الأموال (447: 934) عن يزيد بن هارون، أنبأنا حبيب بن أبي حبيب، حدثنا عمرو بن هرم، حدثني محمد بن عبد الرحمن الأنصاري يعني أبا الرجال به. ورجاله ثقات. 3 - ثم إنه تعارضت الروايتان عن عمرو بن حزم، وترجح الرواية التي توافق ما في الصحيح من كتاب أبي بكر الصديق لأنى رضي الله عنهما. قال الإِمام ابن الجوزي في التحقيق (1/ 187: أ): ثم لو تعارضت الروايتان عن عمرو بن حزم بقيت روايتنا عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وهي في الصحيح وبها عمل الخلفاء الأربعة. اهـ. والذي في الصحيح: عن محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري قال: حدثني أبي، حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس أن أنسًا حدثه أن أبا بكر رضي الله عنه كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين: بسم الله الرحمن الرحيم. هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المسلمين، والتي أمر الله بها رسوله، فمن سئلها من المسلمين، فليعطها على وجهها، ومن سئل فوقه فلا يعطي، في أربع وعشرين من الإبل فما دونها من الغنم من كل خمس ذود شاة، فإِذا بلغت خمسًا وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها بنت مخاض أنثى، فإِذا بلغت ستة وثلاثين إلى خمس وأرشين ففيها بنت لبون أنثى، فإِذا بلغت ستًا وأرشين إلى ستين ففيها حقة طروقة الجمل، فإِذا بلغت واحدة وستين إلى خمس وسبعين ففيها جذعة، فإِذا بلغت -يعني-. ستة وسبعين إلى تسعين ففيها بنتا لبون، فإِذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة، ففيها حقتان، طروقتا الجمل، فإِذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين ابنة لبون وفي كل خمسين حقة. ومن لم يكن معه إلَّا أربع من الإبل فليس فيها صدقة، إلَّا أن يشاء ربها، فإِذا بلغت خمسًا من الإبل ففيها شاة. وفي صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين إلى عشرين ومائة شاة، فإِذا زادت على عشرين ومائة إلى مائتين:=
= شاتان، فإِذا زادت على مائتين إلى ثلاثمائة ففيها ثلاث شياه، فإِذا زادت على ثلاثمائة ففي كل مائة شاة، فإِذا كانت سائمة الرجل ناقصة عن أربعين شاة شاة واحدة فليس فيها صدقة إلَّا أن يشاء ربها، وفي الرقة ربع العشر، فإِذا لم يكن إلَّا تسعين ومائة فليس فيها شيء الأ أن يشاء ربها". أخرجه البخاري (3/ 317 فتح)، وابن ماجه (1/ 575: 1800)، وابن الجارود (174)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 85)، وأشار إليه الحاكم في المستدرك (1/ 392)، وقال: وحديث حماد بن سلمة أصح وأشفى وأتمّ من حديث الأنصاري". قلت: حديث حماد بن سلمة طويل، وسأنقله برُمّته لأحيل عليه في الأحاديث القادمة إن شاء الله. قال حماد بن سلمة: أخذت هذا الكتاب من ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أنس بن مالك، أن أبا بكر رضي الله عنه كتب لهم: إن هذه فرائض الصدقة التي فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المسلمين التي أمر الله عَزَّ وَجَلَّ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَمَنْ سُئِلها من المسلمين على وجهها فليعطها، ومن سئل فوق ذلك فلا يعطه: فيما دون خمس وعشرين من الإبل، ففي كل خمس ذود شاة، فإِذا بلغت خمسًا وعشرين ففيها ابنة مخاض إلي خمس وثلاثين، فإِن لم تكن ابنة مخاض فابن لبون ذكر، فإِذا بلغت ستة وثلاثين ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين، فإِذا بلغت ستة وأربعين ففيها حقة طروقة الفحل إلى ستين، فإِذا بلغت إحدى وستين ففيها جذعة إلى خمس وسبعين، فإِذا بلغت ستة وسبعين ففيها بنتا لبون إلى تسعين، فإِذا بلغت إحدى وتسعين ففيها حُقتان طروقتا الفحل إلى عشرين ومائة، فإِن زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين ابنة لبون، وفي كل خمسين حقة، فإِذا تباين أسنان الإبل في فرائض الصدقات، فمن بلغت عنده صدقة الجذعة، وليست عنده جذعة وعنده حقة فإنه تقبل منه، ويَجعل معها شاتين إن استيسرتا له، أو عشرين درهمًا، ومن بلغت عنده صدقة الحقة،=
= وليست عنده إلَّا جذعة فإنها تقبل منه، ويعطيه المصدق عشرين درهمًا أو شاتين، ومن بلغت عنده صدقة الحقة ليست عنده، وعنده بنت لبون فإنها تقبل منه، ويجعل منها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهمًا، ومن بلغت عنده صدقة ابن لبون وليست عنده إلَّا حقة فإنها تقبل منه، ويعطيه المصدق عشرين درهمًا أو شاتين، ومن بلغت عنده صدقة ابنة لبون وليست عنده ابنة لبون وعنده ابنة مخاض فإنها تقبل منه، ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهمًا، ومن بلغت عنده صدقة بنت مخاض وليس عنده إلَّا ابن لبون ذكر، فإِنه يقبل منه، وليس معه شيء، ومن لم يكن عنده إلَّا أربع من الإبل فليس فيها شيء، إلَّا أن يشاء ربها. وفي صدقة الغنم في سائمتها: إذا كانت أربعين ففيها شاة إلى عشرين ومائة، فإِن زادت فنى كل مائة شاة، ولا تؤخذ الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس إلَّا أن يشاء المتصدق. ولا يجمع بن متفرق، ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة، وما كان من خليطين، فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية، وإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاة شاة واحدة فليس فيها شيء إلَّا أن يشاء ربها، وفي الرقة ربع العشر، فإِذا لم يكن المال إلَّا تسعين ومائة درهم فليس فيها شيء إلَّا أن يشاء ربها". رواه أبو داود (2/ 214: 2567)، والنسائي (5/ 18)، والدارقطني (2/ 114)، والحاكم (1/ 390)، والبيهقي (4/ 86)، وأحمد (1/ 11)، عن حماد بن سلمة به. قال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وقال الدارقطني: إِسناد صحيح وكلهم ثقات، وأقره البيهقي، ومن ثم الألباني في إرواء الغليل (3/ 265). وانظر الكلام على طرق كتاب أبي بكر: في البدر المنير (3/ 66: أ). وأخيرًا أنقل كلامًا للحافظ البيهقي أجمل فيه جميع ما ذكرته مفصلًا: قال البيهقي في كتابه المعرفة (2/ ق: 60): الحفاظ مثل يحيى القطان وغيره يضعفون=
= رواية حماد، عن قيس بن سعد. ثم أسند عن أحمد بن حنبل قال: ضاع كتاب حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد فكان يحدثهم من حفظه، ثم أسند عن ابن المديني نحو ذلك. قال البيهقي: ويدل على خطأ هذه الرواية -يعش رواية حماد، عن قيس- أن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم رواه عن أبيه، عن جده بخلافه. - وأبو الرجال محمد بن عبد الرحمن الأنصاري رواه بخلافه. - والزهري مع فضل حفظه رواه بخلافه في رواية سليمان بن داود الخولاني عنه موصولًا، وفي رواية غيره مرسلًا. وإذا كان حديث حماد عن قيس مرسلًا ومنقطعًا، وقد خالفه عدد وفيهم ولد الرجل، والكتاب بالمدينة بأيديهم يتوارثونه بينهم، وأمر به عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فنسخ له، فوجد مخالفًا لما رواه حماد عن قيس موافقًا لما في كتاب أبي بكر، وما في كتاب عمر، وكتاب أبي بكر في الصحيح، وكتاب عمر أسنده سفيان بن حسين، وسليمان بن كثير عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، ولم يكتبه عمر عن رأيه إذ لا مدخل للرأي فيه، وعمل به، وأمر عماله فعملوا به، وأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام متوافرون، وأقرأ ابنه عبد الله بن عمر، وأقرأه عبد الله ابنه سالمًا، ومولاه نافعًا، وكان عندهم حتى قرأه مالك بن أنس، إنما يدل ذلك كله على خطأ هذه الرواية. اهـ. بتصرف. قلت: بلى! والله الموفق للسداد لا رب سواه.
890 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ، وَعَبْدَ الرحمن بن السَّراح (¬1)، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُونَ (¬2) عَنْ نَافِعٍ أَنَّهُ قَرَأَ كِتَابَ عُمَرَ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسٍ مِنَ الْإِبِلِ شَيْءٌ ... "الْحَدِيثَ مِثْلُ كِتَابِ أَبِي بَكْرٍ لِأَنَسٍ رَضِيَ الله عنهما. ¬
890 - الحكم عليه: صحيح، وعبد الرحمن بن السراج وإن لم أجد له ترجمة، لكن تابعه أيوب وعبيد الله بن عمر وهما ثقتان. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 74)، وقال: رواه أبو يعلى وِجَادة -كما تراه- ورجا له ثقات. اهـ. قلت: والوِجَادة حُجَّة على الراجع من أقوال علماء أصول الحديث. انظر: فتح المغيث (2/ 151). وأورده البوصيري ط في إتحاف الخِيَرة المهرة (1/ 131: ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى وقال: رجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 87) من طريق أبي يعلى وغيره به. وقد تابع أيُّوبًا وعبد الرحمن وعبيد الله -تابعهم-: أبو هند. أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 578: 1807) عن الأودي، حدثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عبد الرحمن، عن أبي هند، عن نافع به. وتابعهم: موسى بن عقبة، رواه الشافعي في الأم (1/ 226)، ومن طريقه=
= البيهقي في السنن الكبرى (4/ 87): عن أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، عن نافع به. وأصل كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنن وغيرها من حديث الزهري. أخرجه أبو داود في سننه (2/ 98)، والترمذي (3/ 8)، واللفظ له، والدارمي (1/ 381)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 121)، والحاكم في المستدرك (1/ 392)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 88)، وأحمد في مسنده (2/ 14، 15) من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنه قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كتاب الصدقة فلم يخرجه إلى عماله حتى قبض، فقرنه بسيفه، فلما قبض عمل به أبو بكر حتى قبض، وعمر حتى قبض، وكان فيه: في خمس من الإبل شاة ... الحديث بطوله. قال الترمذي: حديث حسن، وقد روى يونس بن يزيد وغير واحد عن الزهري، عن سالم هذا الحديث ولم يرفعوه، وإنما رفعه سفيان بن حسين. اهـ. قلت: سفيان بن حسين وإن كان ثقة إلَّا أنه ضعيف في الزهري. لكن تابعه على رفعه: سليمان بن كثير. رواه ابن ماجه في سننه (1/ 573، 577)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 88)، وابن عدي في الكامل (3/ 125) عن سليمان بن كثير، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه به. وسليمان بن كثير هو العبدي البصري لين في الزهري. انظر ترجمته في التهذيب (4/ 215) فلا يفرح بهذه المتابعة عند تعارضها مع رواية من هو أوثق في الزهري. قال الحافظ ابن عدى في الكامل (3/ 125): وقد رواه جماعة عن الزهري، عن سالم، عن أبيه فوقفوه. اهـ. قلت: منهم يونس بن يزيد، فروى أبو داود في سننه (2/ 98)، والدارقطني في سننه (6/ 112)، والحاكم في مستدركه (1/ 393)، والبيهقي في السنن=
= الكبرى (4/ 90) من طريق ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، قال: هذه نسخة كتاب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي كتب الصدقة، وهي عند آل عمر بن الخطاب. قال ابن شهاب: أقرأنيها سالم بن عبد الله بن عمر فوعيتها على وجهها، وهي التي انتسخ عمر بن عبد العزيز من عبد الله بن عمر، وسالم بن عبد الله حين أُمِّر على المدينة، فأمر عماله بالعمل بها، وكتب بها إلى الوليد، فأمر الوليد عماله بالعمل بها، ثم لم يزل الخلفاء يأمرون بذلك بعده، ثم أمر بها هشام، فنسخها إلى كل عامل من المسلمين، وأمرهم بالعمل بما فيها، ولا ينقدونها، وهذا كتاب يفسر: لا يؤخذ في شيء من الإبل الصدقة حتى تبلغ خمس ذود، فإِذا بلغت خمسًا فيها شاة ... " الحديث بطوله. ويونس أثبت في الزهري من سفيان بن حسين -كما في شرح علل الترمذي (2/ 674) -، فتقدَّم روايته على رواية سفيان. وجملة القول: أن الصحيح في كتاب عمر من طريق الزهري: الوقف، وهو رواية عن كتاب، وهي وجادة مقبولة على الصحيح من أقوال علماء أصول الحديث. وانظر تفصيل البحث في كتاب عمر، وجمع طرقه والكلام عليها: نصب الراية (2/ 338)، والبدر المنير (4/ 69: أ)، والتلخيص الحبير (2/ 151).
3 - باب جامع في [حدود الزكاة]
َ3 - بَابٌ جَامِعٌ فِي [حُدُودِ الزَّكَاةِ] (¬1) 891 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَيْسَ فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ ذَوْدٍ شَيْءٌ، وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ أَرْبَعِينَ مِنَ الْغَنَمِ شَيْءٌ، وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِينَ مِنَ الْبَقَرِ شَيْءٌ، وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ عِشْرِينَ مِثْقَالًا شَيْءٌ، وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ شَيْءٌ، وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ شَيْءٍ، والعُشْر (¬2) فِي التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ، وَمَا سُقِيَ سَيْحًا (¬3) فَفِيهِ الْعُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بالغَرْب ففيه نصف العشر. ¬
891 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، فيه ابن أبي ليلى وشيخه عبد الكريم وكلاهما ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 131: ب مختصر)، وعزاه لابن أبي شيبة وقال: وفي سنده محمد بن أبي ليلى وهو ضعيف.=
= قلت: وفيه ابن المخارق أيضًا -كما تقدَّم-.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 117، 124، 133، 137، 138، 144) مفرقًا في أبواب. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرج بعضه ابن الجوزي في التحقيق (1/ 198: أ)، وَلَفْظُهُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَيْسَ فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ ذَوْدٍ شَيْءٌ، وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ عِشْرِينَ مِثْقَالًا من الذهب شَيْءٌ، وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ شيء. وأخرج بعضه أيضًا أبو عبيد في الأموال (442: 1113)، والدارقطني (2/ 93) عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ليس في أقل من عشرين مثقالًا من الذهب، ولا في أقل من مائتي درهم صدقة". وسنده ضعيف، وقد ضعفه ابن حجر أيضًا في التلخيص (2/ 184). لكن لأجزائة شواهد منها: 1 - قوله: "لَيْسَ فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ ذَوْدٍ شَيْءٌ". ورد ذلك في كتاب أبي بكر الصديق، وقد تقدم الكلام عليه في تخريج الحديث رقم (889)، وفي كتاب عمر، وتقدم الكلام عليه في الحديث رقم (890). وورد من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ليس فيما دون خمس أواق صدقة، ولا فيما دون خمس ذود صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة". أخرجه البخاري (3/ 322 فتح)، ومسلم (2/ 673: 979 - 1)، ومالك (1/ 114)، وأبو داود (2/ 208: 1558)، والنسائي (5/ 17)، والترمذي (3/ 120 عارضة)، والدارمي (1/ 384)، وابن ماجه (1/ 571: 1793)، وأبو عبيد في الأموال (513: 1424)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 34)، وابن أبي شيبة=
= في المصنف (3/ 124)، وابن حبان (5/ 113)، والدارقطني (2/ 93)، والبيهقي (4/ 120)،والطيالسي (292: 2197)، وأحمد (3/ 6، 30، 45، 59، 60، 73، 74، 79، 86، 97) من طرق عن أبي سعيد به. وفيه ألفاظ أخرى وزيادات. انظرها في الإرواء (3/ 275). وورد من حديث جابر بن عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة، وليس فيما دون خمس من الإبل صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة". رواه مسلم في صحيحه (2/ 675: 980)، والطحاوي في شرح الآثار (2/ 35)، عن أبي الزبير، عن جابر به. ثم أخرج الطحاوي من طريق محمد بن مسلم قال: أخبرنا عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله به مرفوعًا ولفظه: "لا صدقة في شيء من الزرع أو الكرم حتى يكون خمسة أوسق، ولا في الرقة حتى تبلغ مائتي درهم". وأخرجه من هذا الوجه أيضًا: ابن ماجه (1/ 572: 1794)، وأحمد (3/ 296) بلفظ: "ليس فيما دون خمس ذود صدقة، وليس فيما دون خمس أواق صدقة، وليس فيما دون خمسة أوساق صدقة". وحسنه البوصيري في الزوائد (1/ 316). وأخرجه من هذا الوجه أيضًا الحاكم في المستدرك (1/ 400)، واقتصر على قوله: "لا صدقة في الرقة حتى تبلغ مائتي درهم" وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 128، 134) من طريق الطائفي به، وقرن في رواية له مع جابر أبا سعيد الخدري. ومحمد بن مسلم الطائفي قال في التقريب (506: 6293): صدوق يخطئ. لكن تابعه عيسى بن ميمون المكي، عن عمرو بن دينار به. واقتصر على قوله: "ليس فيما دون خمس أواق صدقة".=
= أخرجه الطيالسي (236: 1702)، وسنده صحيح. ورواه البيهقي (4/ 120) من طريق نعيم بن حماد أبي عبد الله الفارضي المروزي، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن ابن أبي نجيح وأيوب وقتادة ويحيى بن أبي كثير، عن ابني جابر، عن جابر. كلهم ذكروا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ليس فيما دون خمسة أوساق صدقة". لكن نعيم هذا فيه ضعف. انظر: الميزان (4/ 267). وورد من حديث ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "ليس فيما دون خمس من الإبل صدقة". أخرجه الطحاوي في شرح الآثار (2/ 35)، والبيهقي (4/ 121)، وأحمد (2/ 92)، والبزار -كما في كشف الأستار (1/ 420: 887، 888) -، والطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 122: ب) -: عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ به. وسنده ضعيف، ليث هو ابن أبي سليم وهو ضعيف. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 70)، وقال: فيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس. اهـ. ولا يخفى ما في ذلك. وذكره الألباني في الإرواء (3/ 276)، وأعله بليث وهو الصواب. 2 - قوله: "وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ أَرْبَعِينَ مِنَ الْغَنَمِ شيء". ورد ذلك في كتاب أبي بكر لأنس بن مالك رضي الله عنهما، وتقدم تخريجه في الحديث رقم (889). 3 - قوله: "وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِينَ مِنَ الْبَقَرِ شيء". ورد ذلك في حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى اليمن فأمره أن يأخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعًا أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة، ومن كل حالم دينارًا أو عدله مغافر". فمقتضاه أنه لا شيء في أقل من ثلاثين. أخرجه أبو داود (2/ 236: 1578)، والترمذي (2/ 68)، والنسائي (5/ 25)،=
= والدارمي (1/ 382)، وابن ماجه (1/ 576: 1803)، وابن أبي شيبة (3/ 127)، وابن الجارود (ص 127)، والدارقطني (2/ 102)، والحاكم (1/ 398)، والبيهقي (4/ 98، 99: 193) من طريق الأعمش، عن أبي وائل عن مسروق، عن معاذ به. وقال الترمذي: حديث حسن. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. لكن اعترض بأن مسروقًا لم يسمع من معاذ فهو منقطع، ولا حجة في ذلك، فلا يعول عليه ولذلك قال ابن عبد البر -كما في التلخيص الحبير (2/ 160) -: والحديث ثابت متصل. وللحديث طرق أخرى، انظر: التلخيص (2/ 160)، وقد تكلم عليها بالتفصيل العلامة الألباني في إرواء الغليل (3/ 269 وما بعدها) فليراجع. 4 - قوله: "وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ عِشْرِينَ مِثْقَالًا شَيْءٌ". ورد من حديث محمد بن عبد الرحمن الأنصاري: "أن في كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في كتاب عمر في الصدقة أن الذهب لا يؤخذ منه شيء حتى يبلغ عشرين دينارًا، فإِذا بلغ عشرين دينارًا ففيه نصف دينار". أخرجه أبو عبيد في الأموال (441: 1106) حدثنا يزيد، عن حبيب بن أبي حبيب، عن عمرو بن هرم، عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري به. وسنده صحيح مرسل، وكذا صححه الألباني في الإرواء (3/ 290)، وعلل ذلك بقوله: [إذ الأنصاري هذا تابعي ثقة، ولكنه في حكم المسند، لأن الأنصاري أخذه عَنْ كِتَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكتاب عمر. ففي رواية لأبي عبيد (328: 934 طبعة الكليات) بهذا السند عن الأنصاري: "لما استخلف عمر بن عبد العزيز أرسل إلى المدينة يلتمس كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الصدقات، وكتاب عمر بن الخطاب، فوجد عند آل عمرو بن حزم كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى عمرو بن حزم في الصدقات، ووجد عند آل عمر كتاب عمر في الصدقات مثل كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: فنسخا له. قال: فحدثني عمرو بن هرم أنه طلب إلى محمد بن عبد الرحمن أن يُنسخه ما في ذينك الكتابين، فنسخ له ما=
= في هذا الكتاب من صدقة الإبل والبقر والغنم والذهب والورق والتمر أو الثمر والحب والزبيب: أن الإبل ... " الحديث بطوله. فالحديث صحيح من هذا الوجه لأن التابعي نقله عَنْ كِتَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عمرو بن حزم المحفوظ عند آل عمرو، فهي وجادة من أقوى الوجادات وهي حجة]. اهـ. كلام الشيخ. وله شاهد موقوف عن علي قال: "ليس في أقل من عشرين دينار شيء، وفي عشرين دينار نصف دينار، وفي أربعين دينار دينار، فما زاد فبالحساب". أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 119)، وأبو داود (2/ 230: 1573)، وأبو عبيد في الأموال (441: 1107)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 138) من طريق عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عن علي به. وسنده صحيح موقوف. وزاد أبو داود في سنده الحارث الأعور قرنه مع عاصم بن ضمرة وزاد في آخره: قال: "فلا أدري أعليّ يقول: فبحساب ذلك" أو رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وقد نقل الحافظ ابن حجر في التلخيص (2/ 184) قول ابن حزم: هو عن الحارث، عن علي مرفوع، وعن عاصم بن ضمرة، عن علي موقوف، كذا رواه شعبة وسفيان ومعمر عن أبي إسحاق، عن عاصم موقوفًا. قال: وكذا كل ثقة رواه عن عاصم. ثم تعقبه بقوله: "قلت: قد رواه الترمذي من حديث أبي عوانة، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن علي مرفوعًا". لكلق تعقبه الألباني في الإرواء (3/ 291)، بقوله: "لكن ليس عند الترمذي (3/ 101 عارضة) في حديث علي نصاب الذهب بل الفضة". قلت: وهو كما قال؛ إذ قد ورد نصاب الفضة مرفوعًا عن أبي عوانة، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن علي مرفوعًا عند الترمذي (3/ 101 عارضة) وكذا رواه مرفوعًا الأعمش وزريق، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن علي مرفوعًا: ليس في أقل من مائتي شيء. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف=
= (3/ 117، 118). قال ابن الملقن في البدر المنير (3/ 98: ب): [قال الدارقطني -في العلل 1/ 124: ب-: الصواب وففه على علي رضي الله عنه وقال البزار: لا يرويه غير علي رضي الله عنه. وقال البزار: لا يرويه غير عاصم عن علي. قلت -القائل ابن الملقن-: قد رواه الحارث عنه، ولا يعرف مرفوعًا إلَّا من حديث علي]. 5 - قوله: "وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ شَيْءٌ". ورد معناه من حديث أبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله وجعفر بن محمد عن أبيه. أما حديث أبي سعيد وجابر فتقدم الكلام عليهما في شواهد نصاب الإبل في تخريج هذا الحديث. وأما حديث جعفر بن محمد، عن أبيه وَلَفْظُهُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ليس فيما دون المائتي درهم شيء، فإِذا بلغت مائتي درهم ففيها خمسة دراهم". أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 92: 7085)، من طريق ابن جريج قال: أخبرني جعفر بن محمد، عن أبيه به. وسنده صحيح، وابن جريج وإن كان مدلسًا، إلَّا أنه صرح هنا بالتحديث، فأمنا ما كنا نخشاه من تدليسه. وتابعه حاتم بن إسماعيل، عن جعفر، عن أبيه رفعه قال: "إذا بلغت خمس أواق ففيها خمسة دراهم، وفي كل أربعين درهمًا درهم" أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 116)، وسنده حسن، حاتم بن إسماعيل قال في التقريب (144: 994): "صحيح الكتاب صدوق يهم". لكن صحيح بمتابعة ابن جريج. 6 - قوله: "وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ شَيْءٍ". ورد من حديث أبي سعيد الخدري، وتقدم بيانه في شواهد نصاب الإبل في تخريج هذا الحديث.=
= 7 - قوله: "وَمَا سُقي سَيْحًا فَفِيهِ الْعُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بالغرب ففيه نصف العشر". ورد من حديث ابن عمر، وجابر بن عبد الله، وأبي هريرة، ومعاذ بن جبل، وعمرو بن حزم. (أ) أما حديث ابن عمر مرفوعًا: "فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريًا العشر. وفيما سقي بالنضح نصف العشر". أخرجه البخاري (3/ 347 فتح)، وأبو داود (2/ 252: 1596)، والنسائي (5/ 41)، والترمذي (3/ 135 عارضة)، وابن ماجه (1/ 581: 1817)، والطحاوي في شرح الآثار (2/ 36)، والدارقطني (2/ 129)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 130)، والطبراني في الصغير (2/ 235)، وابن خزيمة (4/ 37)، من طريق ابن شهاب، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ مرفوعًا به. وله طريق أخرى، عن ابن جريج، أخبرني نافع، عن ابن عمر قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلى أهل اليمن إلى الحارث بن عبد قال ومن معه من اليمن من معافر وهمدان: "أن على المؤمنين صدقة العقار عشر ما سقت العين وسقت السماء، وعلى ما سقى الغرب نصف العشر". أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 145)، والدارقطني (2/ 130)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 135)، وسنده صحيح. (ب) وأما حديث جابر: فرواه أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يذكر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "فيما سقت الأنهار والغيم العشور، وفيما سقي بالسانية نصف العشر". أخرجه مسلم (2/ 675: 981)، وأبو داود (2/ 253: 1597)، والنسائي (5/ 41)، والطحاوي في شرح الآثار (2/ 37)، والدارقطني (2/ 135)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 130)، وأحمد (3/ 353).=
= (ج) وأما حديث أبي هريرة: فرواه الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذياب، عن سليمان بن يسار، وبسر بن سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: فيما سقت السماء والعيون العشر وفيما سُقي بالنضح نصف العشر. أخرجه ابن ماجه (1/ 580: 1816)، والترمذي (3/ 134 عارضة)، وقال: "وقد روي هذا الحديث عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار وبسر بْنُ سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرسلًا، وكأن هذا أصح. وقد صح حديث ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في هذا الباب". (د) وأما حديث معاذ بن جبل: فرواه عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن معاذ بن جبل قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلى اليمن فأمرني أن آخذ بما سقت السماء العشر، وفيما سقي بالدوالي نصف العشر. أخرجه النسائي (5/ 41)، والدارمي (1/ 393)، وابن ماجه (1/ 581: 1818)، والطحاوي في شرح الآثار (2/ 36)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 131)، وأحمد (5/ 233)، وأدخل بعضهم بينه وبين أبي وائل مسروقًا. وسنده حسن من أجل عاصم. (هـ) وأما حديث عمرو بن حزم. فقد تقدم الكلام عليه في تخريج الحديث رقم (889). وبالجملة فحديث الباب بسند الباب ضعيف، لكنه يتقوى بمجموع هذه الشواهد ذات الكثرة الكاثرة، فهو صحيح بها.
892 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ فَرَضَ الزَّكَاةَ فِي الذَّهَبِ، وَالْفِضَّةِ، وَالْإِبِلِ، وَالْبَقَرِ، والغنم، والحنطة، والشعير، والسُّلت، والزبيب.
892 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف جدًا لأنه من رواية محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك. وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 131: ب)، وقال: رواه الحارث، عن الواقدي، وهو ضعيف. قلت: بل هو متروك، فالأولى أن يقال ضعيف جدًا، ولا يخفى الفرق بين العبارتين، والله الموفق.
تخريجه: ورد من طريق أخرى. أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 580)، واللفظ له والدارقطني (2/ 94) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، قال: "إنما سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الزكاة في هذه الخمسة: الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، والذرة". ولفظ الدارقطني: سئل عبد الله بن عمرو عن الجوهر والدر، والفصوص والخرز وعن نبات الأرض: البقل والقثاء والخيار. فقال: "ليس في الحجر زكاة، وليس في البقول زكاة، إنما سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الحنطة، والشعير والتمر، والزبيب". وسنده تالف، لانه من رواية العرزمي وهو واه، وكذا قال ابن الملقن في البدر المنبر (4/ 89: ب)، والحافظ ابن حجر في التلخيص (2/ 166). وقال البوصيرى في زوائد ابن ماجه (1/ 319: 654): "إِسناده ضعيف، لان محمد بن عبيد الله هو العرزمي. قال الإِمام أحمد: ترك الناس حديثه، قال الحاكم: متروك الحديث، بعد خلاف بين أئمة النقل فيه، وقال الساجي: أجمع أهل النقل على ترك حديثه وعنده مناكير". اهـ.=
= وتابعه يحيى بن أبي أنيسة، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: أربع ليس فيما سواها شيء: الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب". أخرجه يحيى بن آدم القرشي في الخراج (150: 524)، قال: أخبرنا إسماعيل، حدثنا الحسن، حدثنا يحيى، حدثنا قُرّان الأسدي، عن يحيى بن أبي أنيسة به. وسنده تالف، فلا يفرح بهذه المتابعة؛ يحيى بن أبي أُنيسة، قال فيه أحمد: متروك الحديث. وقال الذهبي في الكاشف (3/ 220): تالف. وانظر في ترجمته: التهذيب (11/ 183). ولذلك قال العلامة أحمد شكر في تعليقه على "الخراج" ليحيى بن آدم (ص 150): في إسناده يحيى بن أبي أُنيسة وهو ضعيف جدًا. وعلى ذلك فلا يصح شيء من طرق حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، ولا يمكن تقويته بهذه المتابعات، لشدة الضعف في كل منهما. في الباب عن أبي موسى ومعاذ، وعمر بن الخطاب، ومجاهد، والحسن. أما حديث أبي موسى ومعاذ رضي الله عنهما حين بعثهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن يعلمان الناس أمر دينهم: لا تأخذرا الصدقة إلَّا من هذه الأربعة: "الشعير والحنطة والزبيب والتمر". رواه الدارقطني (2/ 98)، والحاكم في المستدرك (1/ 401)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 125) عن أبي حذيفة، حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بردة، عن أبي موسى ومعاذ به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وقال البيهقي في خلافياته: رواته ثقات وهو متصل. وأقر تصحيحه ابن الملقن في البدر المنير (4/ 89: أ)، وابن حجر في التلخيص (2/ 166)، والألباني في الإرواء (3/ 278). وروى ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 138) عن وكيع، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طلحة، "أن معاذًا لما قدم اليمن لم يأخذ الزكاة إلَّا في الحنطة والشعير والتمر والزبيب".=
= ورجاله ثقات إلَّا أنه منقطع بين موسى ومعاذ ... وانظر في ذلك البدر المنير (4/ 89: ب). لكن أخرجه أحمد في مسنده (5/ 228)، والدارقطني في سننه (2/ 96)، والحاكم في المستدرك (1/ 401)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 128) عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طلحة قال: (عندنا كتاب معاذ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ إنما أخذ الصدقة من الحنطة والشعير، والزبيب والتمر". قال الحاكم: "هذا حديث قد احتجّا بجميع رواته، وموسى بن طلحة تابعي كبير، لا ينكر أن يدرك أيام معاذ". ووافقه الذهبي فقال: "على شرطهما". قال الزيلعي في نصب الراية (2/ 386): [قال صاحب "التنقيح": وفي تصحيح الحاكم لهذا الحديث نظر، وقال أبو زرعة: موسى بن طلحة بن عبيد الله، عن عمر مرسل، ومعاذ توفي في خلافة عمر، فرواية موسى بن طلحة عنه أولى بالإرسال ... وقال الشيخ تقي الدين -رحمه الله- في "الأمام": وفي الاتصال بين موسى بن طلحة، ومعاذ نظر، فقد ذكروا أن وفاة موسى سنة ثلاث ومائة، وقيل سنة أربع ومائة. اهـ.]. قال الشيخ الألباني -حفظه الله- في الإرواء (3/ 377) متعقبًا ذلك: "وأقول: لا وجه عندي لإِعلال هذا السند بالإِرسال، لأن موسى إنما يرويه عن كتاب معاذ، ويصرح بأنه كان عنده فهي رواية من طريق الوجادة، وهي حجة على الراجح من أقوال علماء أصول الحديث، ولا قائل باشتراط اللقاء مع صاحب الكتاب، وإنما يشترط الثقة بالكتاب وأنه غير مدخول، فإِذا كان موسى ثقة ويقول: "عندنا كتاب معاذ، بذلك، فهي وجادة من أقوى الوجادات لقرب العهد بصاحب الكتاب، والله أعلم]. وللحديث طرق أخرج راجعها في: نصب الراية (2/ 389)، والبدر المنير (4/ 89: ب)، والإرواء (3/ 278). وبالجملة فالحديث عن أبي موسى ومعاذ صحيح.=
= وأما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولفظه: قال: "إنما سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الزكاة في هذه الأربعة: الحنطة، والشعير، والزبيب، والتمر". فرواه الدارقطني (2/ 96) عن محمد بن عبيد الله، عن الحكم، عن موسى بن طلحة، عن عمر به. وسنده هالك، لان محمد بن عبيد الله هو العرزمي وهو تالف. وأما ما ورد عن مجاهد، ولفظه: قال: "لم تكن الصدقة فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلَّا في خمسة أشياء: الحنطة والشعير والتمر والزبيب والذرة". فرواه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 129) عن خصيف، عن مجاهد به. وخصيف هو ابن عبد الرحمن الجزري، قال في التقريب (193: 1718): صدوق سيِّئ الحفظ، خلط بأخرة، ورمي بالإِرجاء. اهـ. وعلى ذلك فالسند ضعيف من أجله، وبه أعله الزيلعي في نصب الراية (3/ 389). وأما ما ورد عن الحسن. فأخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 114: 7172)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 129)، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن قال: "لم يفرض النبّي -صلى الله عليه وسلم- الزكاة في شيء إلَّا في عشرة أشياء: الذهب، والفضة، والبقر، والغنم، والإبل، والبر، والشعير، والزبيب، والذرة، والتمر". هذا لفظ عبد الرزاق. وفي رواية البيهقي: عن الحسن قال: لم يجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصدقة إلَّا في عشرة. فذكرهن وذكر فيهن السُّلت، ولم يذكر الذرة. وفيه عمرو بن عبيد رأس الاعتزال، تركه أحمد وكذبه أيوب. وانظر في ترجمته التهذيب (8/ 70)، وبه أعله ابن الملقن في البدر المنير (4/ 90: أ)، والزيلعي في نصب الراية (2/ 389).
893 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا خِدَاشٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنْ مُصَدِّقِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما الَّذِي بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ أَنَّهُ أَخَذَ مِنْ [كُلِّ] (¬1) عَشْرِ بَقَرَاتٍ شَاةً. وَزَعَمَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمَرَ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ بَقَرَةً تَبِيعَ جَذْعٍ أَوْ قَالَ جَذَعَةً، وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ مسنة. ¬
893 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، لجهالة شيخ عكرمة ... ثم إن فيه خداش بن عيّاش وهو لين الحديث. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 131: أمختصر)، وعزاه لمسدد وقال: سنده ضعيف لجهالة بعض رراته.
تخريجه: لم أجده. لكن لنصاب البقر "من كل ثلاثين بقرة تبيع جذع ... ومن كل أربعين مسنة"، شواهد تقدم بعضها في تخريج الحديث رقم (878).
4 - [باب لا زكاة] في مال حتى يحول عليه الحول
4 - [بَابُ لَا زَكَاةَ] (¬1) فِي مَالٍ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ 894 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَالِدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، أَنَّهُ أَعْطَى جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِدَةً كَانَتْ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: وَأَزِيدُكَ (¬2) أَنَّهُ لَا زَكَاةَ فِيهِ (¬3) حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ. * إِسْمَاعِيلُ هُوَ الْمَكِّيُّ فِيهِ ضَعْفٌ، والعدة مذكررة في الصحيح بغير هذا [السياق] (¬4). ¬
894 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، فيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. ثم إن فيه عنعنة أبي الزبير المكي، وهو مدلِّس. وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 132: ب)، وعزاه لإسحاق وقال: سنده ضعيف.=
= تخريجه: لم أجد هذا الزائد، لكن العدة الواردة فيه مذكررة في الصحيح بغير هذا السياق -كما قال الحافظ ابن حجر-. والذي في الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لو قد جاء مال البحرين قد أعطيتك هكذا وهكذا، فلم يجِيء مال البحرين حتى قُبِضَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا جاء مال البحرين أمر أبو بكر فنادى: من كان له عند النبي -صلى الله عليه وسلم- عِدَة أو دين فليأتنا، فأتيته، فقلت: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لي كذا وكذا. فحثى لي حثية، فعددتها، فإِذا هي خمسمائة. وقال: خذ مِثْلَيْها. أخرجه البخاري في صحيحه (4/ 474 فتح)، واللفظ له، ومسلم (4/ 1806: 2314). لكن قوله: "لَا زَكَاةَ فِي مَالٍ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الحول"، ورد مرفوعًا من حديث ابن عمر، وعائشة، وأنس، وعلي رضي الله عنهم. 1 - حديث ابن عمر: وله عنه طريقان: الأولى: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من استفاد مالًا فلا زكاة عليه حتى يحول عليه الحول عند ربه". أخرجه الترمذي (3/ 125 عارضة)، ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (1/ 188: ب)، والدارقطني (2/ 90)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 104)، وقال: "وعبد الرحمن ضعيف، لا يحتج به" وذكر نحوه الترمذي. الثانية: عن بقية، عن إسماعيل، عن عبيد الله، عن نافع، عنه مرفوعًا بلفظ: لا زكاة في مال امرىء حتى يحول عليه الحول. أخرجه الدارقطني (2/ 90)، وقال: رواه معتمر وغيره عن عبيد الله موقوفًا. قال ابن الملقن في البدر المنير (4/ 77: ب) مُعِلًّا هذا السند: إسماعيل هو ابن عياش، وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين وعبيد الله هذا مدني. وبذلك أعله ابن حجر في التلخيص (2/ 156)، والألباني في إرواء الغليل (3/ 254).=
= ثم رواه الدارقطني (2/ 90) من طريق معتمر، عن عبيد الله به موقوفًا. ثم رواه هو، والترمذي (3/ 125 عارضة)، والبيهقي (4/ 104)، وكذلك ابن أبي شيبة (3/ 159) من طرق عن نافع به موقوفًا. وقال البيهقي: هذا هو الصحيح موقوف. وهذا ما رجحه ابن الملقن في البدر المنير (4/ 77: ب)، وابن حجر في التلخيص (2/ 156)، والألباني في الإرواء (3/ 255). 2 - حديث عائشة: يرويه حَارِثَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يقول: إلا زَكَاةَ فِي مَالٍ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ". أخرجه ابن ماجه (1/ 571: 1793)، والدارقطني (2/ 90)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 95، 103) من طرق عنه به. قال ابن الملقن في البدر المنير (4/ 77): ب): إِسناده ضعيف لأن فيه حارثة ابن أبي الرجال وهو ضعيف، قال البخاري: منكر الحديث، وقال البيهقي: لا يحتج بخبره. اهـ. وبذلك أعله ابن حجر في التلخيص (2/ 156)، والألباني في الإرواء (3/ 255). وقال البيهقي: "ورواه الثوري، عن حارثة موقوفًا على عائشة". اهـ. وكذا رواه أبو أسامة، عن حارثة به موقوفًا. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 159)، وعلقه العقيلي في الضعفاء الكبير (1/ 289) في ترجمة حارثة وقال: "لم يتابعه عليه إلَّا من هو دونه". ونسب الدارقطني في العلل (5/ 104: ب) هذه العمل لحارثة فهو علته، وتبعه على ذلك ابن الملقن في البدر المنير (4/ 77: ب). 3 - حديث أنس: يرويه حسان بن سياه، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَيْسَ فِي مال زكاة حتى يحول عليه الحول".=
= أخرجه ابن عدي (2/ 779)، والدارقطني (91/ 2)، وسنده ضعيف، حسان هذا قال ابن حجر في التلخيص (2/ 156): وهو ضعيف، وقد تفرد به عن ثابت، وكذا أعله ابن الملقن في البدر المنير (4/ 77: ب). 4 - حديث علي: يرويه جرير بن حازم، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ والحارث والأعور، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَيْسَ في مال زكاة حتى يحول عليه الحول". أخرجه أبو داود (3/ 1573)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 95). والحارث: ضعيف. ثم إن جريرا خالفه الثقات الحفاظ فرووه عن أبي إسحاق به موقوفًا على علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (3/ 159) من طريق سفيان وشريك. والدارقطني (2/ 90) عن زكريا بن أبي زائدة، ثلاثتهم عن أبي إسحاق. ورواه عبد الله بن أحمد في زوائد مسند أبيه (1/ 148) من طريق شيبة، عن شريك. ثم رواه ابن أبي شيبة (3/ 159) من طريق جعفر، عن أبيه، عن علي به. ورجاله ثقات رجال مسلم، لكنه منقطع بين محمد بن علي بن الحسين، وجده علي. لكنه يشهد لرواية من رواه موقوفًا، وبه يتضح وَهَمُ جرير بن حازم في رفعه، وقد ذكر الحافظ في التقريب (138: 911) في ترجمة جرير أن له أوهامًا؛ إذا حدّث من حفظه. وبذلك أعلّه الألباني في الإرواه (3/ 256)، وفيه مزيد بيان فليراجع. وبالجملة فهذا المتن "لَا زَكَاةَ فِي مَالٍ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الحول" صحيح بلا ريب، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
895 - وقال مسدد: حدثنا حماد بن زيد، عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ (¬1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، هُوَ أَخُوهُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كَانَ إِذَا أَعْطَى الرَّجُلَ عَطَاءً (¬2) قَالَ: هَلْ لَكَ مَالٌ، فإِن قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أدِّ زَكَاتَهُ. فَإِذْ (¬3) لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ قَالَ: لَا تُزَكِّهِ يَعْنِي [مَالَ الْعَطَاءِ] (¬4) حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ. * قُلْتُ: إِسناده صَحِيحٌ، إلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ الْقَاسِمِ وَجَدِّهِ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عنه. ¬
895 - الحكم عليه: الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع بين القاسم بين محمد وجده الصديق رضي الله عنه. وبذلك أعله الحافظ ابن حجر هنا في المطالب. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 132: ب مختصر)، وعزاه لمسدد وقال: رجاله ثقات. قلت: وكون رجاله ثقات لا يدل على صحته، ولا على اتصاله -كما هو معلوم عند المشتغلين بهذا العلم الشريف-، إذ قد يكون معلًا بالانقطاع -كما هنا-.
تخريجه: أخرجه مالك في الموطأ (1/ 115)، ومن طريقه عبد الرزاق في المصنف (4/ 75: 4075)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 159). ولفظ مالك: عن محمد بن عقبة مولى الزبير، أنه سأل القاسم بن محمد عن مكاتب له أقطعه بمال=
= عظيم هل عليه فيه زكاة؟ فقال القاسم: إن أبا بكر الصديق لم يكن يأخذ من مال زكاة حتى يحول عليه الحول. قال القاسم بن محمد: وكان أبو بكر إذا أعطى الناس أعطياتهم يسأل الرجل، هل عندك من مال وجبت عليك فيه الزكاة. فإِذا قال نعم، أخذ من عطائه زكاة ذلك المال، وإن قال: لا. أسلم إليه عطاءه، ولم يأخذ منه شيئًا. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 103) من نفس هذه الطريق بلفظ: "لم يكن أبو بكر رضي الله عنه يأخذ من مال زكاة حتى يحول عليه الحول". وسنده رجاله ثقات، لكنه معلول بالانقطاع بين القاسم وجده أبي بكر رضي الله عنه والله الموفق.
5 - باب إسقاط الزكاة [عن الخيل والرقيق]
5 - بَابُ إِسْقَاطِ الزَّكَاةِ [عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ] (¬1) 896 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي [عَزْرةُ] (¬2) [قَالَ] (¬3): إِنَّ أَهْلَ الشَّامِ قَالُوا لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ أَفْضَلَ أَمْوَالِنَا الْخَيْلُ وَالرَّقِيقُ، فَأَخَذَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِكُلِّ فَرَسٍ عَشَرَةً وَلِكُلِّ رَأْسٍ عَشَرَةً، لَهُ (¬4) رَزَقَهُمْ، فَكَانَ يعطيهم أكثر بما أَخَذَ مِنْهُمْ، فَعَمَدَ (¬5) هَؤُلَاءِ يَعْنِي عُمَّالَ بَنِي أُمَيَّةَ فَأَخَذُوا مِنَ الرَّأْسِ عَشَرَةً وَمِنَ الْفَرَسِ عشرة، ولم يرزقوا. ¬
896 - الحكم عليه: الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع، عزرة لم يدرك زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وعليه فالسند ضعيف. وذكره البوصيري في الأتحاف (1/ 131: ب مختصر)، وعزاه لمسدد وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده، لكن ورد ما يشهد له.=
= فروى ابن حزم في المحلى (5/ 226) من طريق الحجاج بن المنهال، حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس بن مالك: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يأخذ من الرأس عشرة، ومن الفرس عشرة، ومن البراذين خمسة. وسنده رجاله ثقات لولا عنعنة قتادة. وعن حارثة بن مضرّب قال: جاء ناس من أهل الشام إلى عمر، فقالوا: إنا قد أصبنا أموالًا خيلا ورقيقًا، وانا نحب أن تزكيه، فقال: ما فعله صاحباي قبلي فأفعل أنا. ثم استشار أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: أحسن، وسكت علي، فسأله فقال: هو حسن لو لم يكن جزية راتبة يؤخذون بها بعدك. فأخذ من الفرس عشرة دراهم. رواه عبد الرزاق (4/ 35: 6886)، والدارقطني (2/ 126، 137)، والطحاوي (2/ 28)، وأحمد في مسنده (1/ 32) إلى قوله: يؤخذون بها بعدك. وكذا ابن خزيمة (4/ 30)، والحاكم في المستدرك (1/ 400)، وصححه، والبيهقي (4/ 118)، وابن حزم في المحلى (5/ 229)، وأبو عبيد في الأموال (499: 1364) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ به. ورجاله ثقات لولا عنعنة أبي إسحاق السبيعي. وله شاهد عند مالك في الموطأ (تنوير الحوالك 1/ 263)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 118)، وأبو عبيد في الأموال (499: 1365) عن سليمان بن يسار أن أهل الشام قالوا لأبي عبيدة بن الجراح: خذ من خيلنا ورقيقنا صدقة، فأبى، ثم كتب إلى عمر بن الخطاب، فأبى عمر، ثم كلموه أيضًا، فكتب إلى عمر، فكتب إليه عمر: "إن أحبوا فخذها منهم، وارددها عليهم وارزق رقيقهم". رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع؛ سليمان بن يسار لم يدرك عمر رضي الله عنه. وبالجملة، فما ورد من نصاب في حديث الباب، وقصة مجيء أهل الشام لعمر، حسن بمجموع هذه الشواهد، والله أعلم.
897 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ الْبَرَاذِينِ أَفِيهَا صَدَقَةٌ. فَقَالَ سَعِيدٌ: ليس في شيء من الخيل صدقة.
897 - الحكم عليه: ضعيف جدًا. فيه محمد بن عمر الواقدي وهو متروك. لكن أصله في الموطأ وغيره.
تخريجه: أخرجه مالك في الموطأ (تنوير الحوالك 1/ 263)، وعنه الشافعي في الأم (2/ 22)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 118): عن عبد الله بن دينار أنه قال: سألت سعيد بن المسيب عن صدقة البراذين. فقال: وهل في الخيل من صدقة. وسنده صحيح، رجاله رجال الشيخين. وتابعه سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن بن دينار قال: سُئِل ابن المسيب: في البراذين صدقة؟ قال: أَوَفي الخيل صدقة؟. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 152) سند صحيح. والأثر ورد من طريق آخر، أخرجه أبو عبيد في الأموال (499: 1363) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز بن سلمة، عن عبد الله بن دينار قال: سألت سعيد بن المسيب فقلت: أفي البراذين صدقة؟ فقال: أوفي الخيل صدقة. وسنده حسن من أجل عبد الله بن صالح، كاتب الليث. وبالجملة فالأثر بسند الحارث ضعيف جدًا، يغني عنه ما ورد في الموطأ، وطريق أبي عبيد المتقدمة. والله أعلم.
6 - [باب إسقاط الزكاة] عن المال المقرض
6 - [بَابُ إِسْقَاطِ الزَّكَاةِ] (¬1) عَنِ الْمَالِ الْمُقْرَضِ 898 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا سعيد بن زكريا، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ (¬2)، عَنْ أُمِّ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَيْسَ عَلَى مَنْ أَسْلَفَ مَالًا زَكَاةٌ. * إِسناده ضَعِيفٌ. ¬
898 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف جدًا، عنبسة بن عبد الرحمن وشيخه محمد بن زاذان متروكان. وقال الحافظ ابن حجر هنا في المطالب: إِسناده ضعيف. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 79)، وقال: فيه عنبسة بن عبد الرحمن وهو ضعيف. اهـ. قلت: بل هو متهم، وفيه شيخه محمد بن زاذان وهو مثله. وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ 131: ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى وقال: وسنده ضعيف لضعف محمد بن زاذان المدني. اهـ. ولا يخفى ما في ذلك.=
= تخريجه: أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 179) عن أبي يعلى به. ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 2211)، والطبراني في المعجم الكبير (25/ 137: 331) من نفس هذه الطريق. وسنده ضعيف جدًا -كما تقدم آنفًا-، والله الموفِّق للسداد، لا رب سواه.
899 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ سَمِعَ [ابْنُ شِهَابٍ] (¬1) السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: هَذَا شَهْرُ (¬2) زَكَاتِكُمْ، فَمَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَلْيَقْضِ (¬3)، ثُمَّ لِيَتْرُكْ (¬4) ما بقي. * إِسناده صحيح وهو موقوف. ¬
899 - الحكم عليه: موقوف صحيح. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 132: ب مختصر)، وعزاه لمسدد وصحّحه. وصحّحه الألباني في الإِرواء (3/ 260: 789).
تخريجه: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 194)، ويحيى بن آدم في الخراج (163)، عن ابن عيينة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سمعت عثمان يَقُولُ: هَذَا شَهْرُ زَكَاتِكُمْ فَمَنْ كَانَ عَلَيْهِ دين فليقضه وزكوا بقية أموالكم. وأخرجه مالك في الموطأ (ص 168)، ومن طريقه الشافعي في الأم (1/ 237)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 148)، والطحاوي في أحكام القرآن -كما في البدر المنير (4/ 88 أ) -، وأبو عبيد في الأموال (472: 1247): عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، أن عثمان بن عفان كان يَقُولُ: هَذَا شَهْرُ زَكَاتِكُمْ، فَمَنْ=
= كان عليه دين فليؤد دينه حتى تحصل أموالكم، فتؤدون منه الزكاة. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 148) من طريق شعيب، عن الزهري قال: أخبرني السائب بن يزيد، أنه سمع عثمان بن عفان رضي الله عنه خطيبًا على مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: هذا شهر زكاتكم -ولم يسم السائب الشهر ولم أسأله عنه- قال: فقال عثمان: فمن كان عليه دين فليقض دينه حتى تخلص أموالكم، فتؤدوا منها الزكاة. ثم قال البيهقي: ورواه البخاري في الصحيح، عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري. قال الحافظ ابن الملقن في البدر المنير (4/ 88: أ) [وكذا عزاه إلى البخاري من هذا الوجه المنذري في تخريجه لأحاديث المهذب، والشيخ تقي الدين في الإِمام، وأنكر النووي في شرحه للمهذب على البيهقي هذا العزو، وقال: البخاري لم يذكره في صحيحه هكذا، وانما ذكر عن السائب بن يزيد، أنه سمع عثمان بن عفان عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يزد على هذا، ذكره في كتاب الاعتصام (13/ 305 فتح) في ذكر المنير. وكذا ذكره المنذري في جمعه، عن البخاري -كما ذكرنا-. قال: ومقصود البخاري به إثبات المنير، قال: وكأن البيهقي أراد: روى البخاري أصله لا كله. قلت: القائل ابن الملقن متعقبًا النووي: لكن البيهقي نفسه في خلافياته سرده بلفظه السالف عن سننه، فقال: وعند البخاري في الصحيح عن السائب بن يزيد أنه سمع عثمان فذكره سواء، فلعل البيهقي ظفر به كذلك في نسخة من نسخ البخاري.] اهـ. وهو كلام نفيس من الحافظ ابن الملقن رحمه الله تعالى وذكر شيئًا منه الحافظ ابن حجر أيضًا في التلخيص (2/ 163).
7 - [باب أخذ] عقال البعير في الصدقة
7 - [بَابُ أَخْذِ] (¬1) عِقَالِ الْبَعِيرِ فِي الصَّدَقَةِ 900 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ: قَالَ [أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا مِمَّا أَخَذَ مِنْهُمُ النَّبِيُّ] (¬2) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ (¬3). وَكَانَ يَأْخُذُ مَعَ الْبَعِيرِ عِقَالًا. ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}. * قُلْتُ: هَذَا مُرْسَلٌ إِسناده حَسَنٌ، وَقَدْ أَخْرَجُوا أَصْلَهُ مِنْ طَرِيقٍ مُتَّصِلَةٍ، وَإِنَّمَا أَوْرَدْتُهُ (¬4) لِهَذِهِ الزِّيَادَةِ: "أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ مَعَ الْبَعِيرِ عِقَالًا" فَإِنَّهَا (¬5) تُؤَيِّدُ رِوَايَةَ مَنْ رَوَى فِي الْحَدِيثِ المعروف "عقالًا" خلافًا لمن قال "عناقًا". ¬
900 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف؛ فيه شريك وهو سيِّىء الحفظ، ولم تعرف رواية يحيى بن آدم=
= عنه، هل هي قبل الاختلاط أو بعده، وإن كان الغالب أنها بعده. ثم إنه مرسل؛ إبراهيم النخعي لم يدرك أبا بكر رضي الله عنه. وقا الحافظ ابن حجر هنا في المطالب: هذا مرسل، إِسناده حسن. قلت: أما كونه مرسلًا فنعم، وأما تحسين إِسناده فلا، لسوء حفظ شريك. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 132/ ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق مرسلًا بسند حسن.
تخريجه: أما بهذا السند فلم أجده، وإنما ورد من طريق أخرى متصلة بلفظ: "عقالًا"، فقد أخرجه البخاري في صحيحه (13/ 248 فتح)، ومسلم (1/ 51: 32)، وأبو داود في سننه (2/ 198: 1556)، والترمذي (10/ 69 عارضة)، والنسائي (5/ 14) عن الزهري، أخبرني عبيد الله بن عتبة، عن أبي هريرة قال: "لما تُوفّي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، واستُخلف أبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب قال عمر لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: " أُمرت أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ما له ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله". فقال: والله لأُقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة، فإِن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالًا كانوا يؤدونه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعه، فقال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق". وأما رواية "عناقًا" فأخرجها البخاري في صحيحه (3/ 262 فتح)، وأحمد في مسنده (1/ 19، 35، 48)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 104، 114)، والبغوي في شرح السنة (5/ 488) عن الزهري، حدثنا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بن مسعود أن أبا هريرة قال: لما تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان أبو بكر،=
= وكفر من كفر من العرب. فقال عمر: كيف تقاتل الناس وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أُمرت أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إلا الله، فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله،، فقال: "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإِن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها". قال عمر: فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر فعرفت أنه الحق.
901 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا (¬1) ابْنُ دَاوُدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَشَارَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أَهْلِ الرِّدَّةِ فَقَالَ: إن الله تعالى جَمَعَ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَلَا [أَرَى] (¬2) أَنْ تُفْرَق (¬3)، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا قَالَ. قَالَ مُسَدَّدٌ: الْعِقَالُ: الْمِائَةُ من الإبل الفريضة. ¬
901 - الحكم عليه: الإِسناد فيه يحيى. هكذا غير منسوب ولم أعرفه، غير أن الحافظ البوصيري نَسَبه في الإِتحاف (1/ 132 مختصر) فقال: يحيى بن برهان. اهـ. فإِن كان كذلك فلم أجد له ترجمة أيضًا، إلا أنني وجدت: يحيى بن بهماه مولى عثمان بن عفان، فلعل كلمة "برهان" في الإِتحاف قد تحرفت من "بهماه"، فإِن كان كذلك فيحيى بن بهماه مجهول -كما في الميزان (4/ 367)، واللسان (6/ 244) -. وعلى ذلك فالسند ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 132/ ب مختصر)، وسكت عنه.
تخريجه: لم أجده.
8 - [باب النهي عن] أخذ خيار المال في الزكاة والتعدي في الصدقة
8 - [بَابُ النَّهْيِ عَنْ] (¬1) أَخْذِ خِيَارِ الْمَالِ فِي الزَّكَاةِ وَالتَّعَدِّي فِي الصَّدَقَةِ 902 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرَّتْ بِهِ [غَنَمٌ مِنْ] (¬2) غَنْمِ الصَّدَقَةِ فِيهَا شَاةٌ ذَاتُ ضَرْعٍ ضَخْمٍ، فَقَالَ: مَا أَظُنُّ أَهْلَ هَذِهِ أَعْطَوْهَا وَهُمْ طَائِعُونَ، لَا تَأْخُذُوا حَزَرَاتِ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ، لَا (¬3) تَفْتِنُوا (¬4) النَّاسَ، نَكِّبُوا عَنِ الطَّعَامِ. ¬
902 - الحكم عليه: الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا أن القاسم لم يدرك زمن عمر بن الخطاب إذ إنه ولد في خلافة الإِمام علي رضي الله عنه -كما في السير (5/ 45) -. غير أنه ورد موصولًا، فرواه القاسم، عن عمته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها -كما مرَّ- في التخريج.=
= وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 132: أمختصر)، وعزاه لمسدد وقال: رجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه مالك في الموطأ (1/ 267)، واللفظ له، والشافعي (1/ 230)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 158)، وأبو عبيد في الأموال (1086/ 436) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري به، ولفظه: "عن عائشة رضي الله عنها قالت: مُرّ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بغنم من الصدقة، فرأى فيها شاة حافلًا ذات ضرع عظيم، فقال عمر: ما هذه الشاة؟ فقالوا: شاة من الصدقة. فقال عمر: ما أعطى هذه أهلها وهم طائعون، لا تفتنوا الناس، لا تأخذوا حزرات المسلمين نكِّبوا عن الطعام. وهو صحيح.
903 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الصُّنابح الْأَحْمَسِيِّ (¬1) قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبْصَرَ نَاقَةً حَسْنَاءَ فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَقَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ. فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ارْتَجَعْتُهَا (¬2) بِبَعِيرَيْنِ مِنْ حَوَاشِي الْإِبِلِ. قَالَ: فَنَعَمْ إِذًا. [2] رَوَاهُ أبو يعلى عن أبي بكر (¬3). ¬
903 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، لضعف مجالد بن سعيد. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 105)، وعزاه لأحمد وأبي يعلى وقال: فيه مجالد بن سعيد وقد وثقه النسائي في رواية. اهـ. قلت: لكن الراجح أنه ضعيف. وأورده الهيثمي في المجمع أيضًا (3/ 83)، ووقع في وهم عجيب -كما سيأتي في التخريج-. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 132: أمختصر)، وأعله بمجالد بن سعيد.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة أيضًا في المصنف (3/ 125)، وعنه أبو يعلى في مسنده (3/ 39: 1453)، وكذا البيهقي في السنن الكبرى (4/ 113)، والطبراني في المعجم الكبير (8/ 80: 7417) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن مجالد به. وسنده ضعيف من أجل مجالد هذا. وقد وهم الحافظ الهيثمي إذ ذكر هذا الحديث في مجمع الزوائد (3/ 83)، وعزاه للطبراني في الكبير وقال: وفيه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي وهو ضعيف. اهـ. وكما تلاحظ فليس في سنده محمد، ويبدو والله أعلم أن ذلك سبق نظر منه، فإِن الذي في سنده محمد بن يزيد الرهاوي هو الحديث=
= الذي قبل هذا في معجم الطبراني وهو: قال الطبراني (93/ 8: 7416) حدثنا عبد الله بن سعيد بن يحيى الرقي، حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، حدثني أبي، عن أبيه، عن زيد بن أبي أُنيسة، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم، عن الصُّنابح الأحمسي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إني فرطكم على الحوض، مكاثر بكم الأمم، لا تقتتلوا بعدي. وحديث الباب ورد مرسلًا بلفظ آخر: رواه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 114) من طريق أبي عبيد، حدثنا هشيم، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ رأى في إبل الصدقة ناقة كوماء فسأل عنها فقال المصدق: إني أخذتها بإبل، فسكت. وسنده رجال ثقات لولا عنعنة هشيم. ولذلك لما سئل الإِمام البخاري عن هذا الحديث قال -كما في السنن الكبرى للبيهقي (4/ 113) -: روى هذا الحديث إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى في إبل الصدقة ... مرسلًاوضعف مجالدًا. اهـ. فكأن البخاري أعل الرواية الموصولة بمجالد، ورجح كون الحديث مرسلًا، والله أعلم. لكن مجالدًا تابعه خالد بن سعيد عند الإِمام أحمد في المسند (4/ 349) فقال الإِمام أحمد: حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا خالد بن سعيد، عن قيس بن أبي حازم، عن الصُّنابحي قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في إبل الصدقة مسنة، فغضب وقال: ما هذه. قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ارْتَجَعْتُهَا بِبَعِيرَيْنِ مِنْ حاشية الصدقة. فسكت. وسنده حسن؛ خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، قال في التقريب (188: 1639): صدوق، وعتاب بن زياد صدوق أيضًا -كما في التقريب (380: 4421) -. وبالجملة فحديث الباب -بمتابعة خالد بن سعيد- حسن لغيره ... والله الموفق سبحانه.
904 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. قَالَ (¬1): جَلَسَ إليَّ وَأَنَا فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ زَمَنَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ [الثَّقَفِيِّ] (¬2) وَفِي يَدِهِ عَصًا وَصَحِيفَةٌ يَحْمِلُهَا فِي يَدِهِ. فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ تَرَى هَذَا الْكِتَابَ نَافِعِي عِنْدَ صَاحِبِكُمْ هَذَا. قُلْتُ: وَمَا هَذَا الْكِتَابُ. قَالَ: كِتَابٌ كَتَبَهُ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قُلْتُ: وَكَيْفَ كَتَبَ لَكُمْ (¬3). قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ مَعَ أَبِي (¬4) ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ... فَقَالَ أَبِي يَعْنِي لِطَلْحَةَ: خُذْ لَنَا كِتَابًا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَنْ لَا يُتَعدّى عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا. فَقَالَ: ذَلِكَ (¬5) لِكُلِّ مُسْلِمٍ. فَقُلْنَا: وَإِنْ كَانَ. فَمَشَى بِنَا (¬6) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَيْنِ اخْتَارَا أَنْ تُكْتَبَ لَهُمَا أَنْ لَا يُتعدّى عَلَيْهِمَا فِي صَدَقَاتِهِمَا. فَقَالَ (¬7): ذَلِكَ (¬8) لِكُلِّ مُسْلِمٍ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمَا اخْتَارَا أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُمَا مِنْكَ (¬9) كِتَابٌ. فَكَتَبَ لَنَا هَذَا الْكِتَابَ، فَتَرَاهُ نَافِعِي عِنْدَ صَاحِبِكُمْ هَذَا، فَقَدْ وَاللَّهِ تُعُدِّيَ عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا. قَالَ: قُلْتُ لا أظن والله [إذًا] (¬10). ¬
904 - الحكم عليه: الإِسناد حسن، من أصل محمد بن إسحاق، وهو وإن كان مدلسًا إلَّا أنه صرح بالتحديث هنا. فأمنا ما كنا نخشاه من تدليسه، والشيخ التميمي وإن لم يعرف لكنه حدث من كِتَابٌ كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لأبيه، فهي وجادة، وهي مقبولة على الراجح. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 83)، وعزاه لأحمد وأبي يعلى وقال: رجاله رجال الصحيح. وقال الشيخ البنا في الفتح الرباني (15/ 51): سنده جيد. اهـ. وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على السند (2/ 371)، والصواب تحسينه -كلما علمت آنفًا-.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 15) بطوله بنفس هذا الإِسناد، قال: حدثنا القواريري، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: جَلَسَ إليَّ وَأَنَا فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، وَفِي يَدِهِ عَصًا وَصَحِيفَةٌ يَحْمِلُهَا فِي يَدِهِ. فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ تَرَى هَذَا الْكِتَابَ نَافِعِي عِنْدَ صَاحِبِكُمْ هَذَا؟ قُلْتُ: وَمَا هَذَا الْكِتَابُ؟ قَالَ: كِتَابٌ كَتَبَهُ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قُلْتُ: وَكَيْفَ كتبه لكم. قال: قدمت الْمَدِينَةَ مَعَ أَبِي، وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ فِي إِبِلٍ جَلَبْنَاهَا إِلَى الْمَدِينَةِ لِنَبِيعَهَا قَالَ: وَكَانَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ صَدِيقًا لِأَبِي فَنَزَلْنَا عليه. فقال أبي: أَبَا مُحَمَّدٍ أُخرج مَعَنَا، فَبِعْ لَنَا ظَهْرنا، فَإِنَّهُ لَا عِلْم لَنَا بِهَذِهِ السُّوقِ. قَالَ: أَمَّا أَنْ أَبِيعَ لَكَ فَلَا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ وَلَكِنْ سَأَخْرُجُ مَعَكُمَا إِلَى السوق، فإِذا رَضِيتُ لَكُمَا رَجُلًا مِمَّنْ يُبَايِعُكُمَا أَمَرْتُكُمَا بِبَيْعِهِ. قال: فخرجنا وخرج معنا، فجلس في ناحية من السوق وساومنا الرجل بِظَهْرِنَا حَتَّى إِذَا أَعْطَانَا رَجُلٌ مَا يُرْضِينَا أتينا فاستأمرناه في بيعه. فقال: نعم فبايعوه، فقد رضيت=
= لكما وفاءه وملأه. قال: فبايعناه، وأخذنا الذي لنا. فقال له أبي: خُذْ لَنَا كِتَابًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ لَا يُتَعَدّى عَلَيْنَا في صدقاتنا. قال: ذاك لكل مسلم. فقلنا: وإن كان. قال: فَمَشَى بِنَا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هذين يحبان أَنْ تُكْتَبَ لَهُمَا أَنْ لَا يُتعدّى عَلَيْهِمَا في صدقاتهما. قال: ذاك لِكُلِّ مُسْلِمٍ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمَا يحبان أن يكون عندهما منك كتاب. قال: فكتب لهما هَذَا الْكِتَابَ، فَتَرَاهُ نَافِعِي عِنْدَ صَاحِبِكُمْ هَذَا، فَقَدْ وَاللَّهِ تُعُدِّي عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا. قَالَ: قلت: لا أظن والله. وأخرجه أحمد في مسنده (1/ 163) قال: حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن إسحاق، حدثنا سالم بن أبي أمية أبو النضر قال: فذكره بطوله. وأخرجه أبو يعلى أيضًا (2/ 15) بلفظ مختصر قال: حدثنا عبد الأعلى، حدثنا حماد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سالم المكي: أن أعرابيًا قال: قدمت المدينة بحلوبة لي، فنزلت على طلحة بن عبيد الله فقلت: إنه لاعلم لي بأهل السوق، فلو بعت لي، فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهى أن يبيع حاضر لباد، ولكن اذهب إلى السوق فانظر من يبايعك فشاورني حتى آمرك أو أنهاك. وقال الحافظ المنذري في مختصره لسنن أبي داود (5/ 83)، وأخرجه أبو بكر البزار من حديث ابن إسحاق، عن سالم المكي، عن أبيه، وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن طلحة إلَّا من هذا الوجه، ولا نعلم أحدًا قال: عن سالم، عن إليه، عن طلحة، غير مؤمل بن إسماعيل، وأما غير مؤمل فيقول: عن رجل. والحديث لم أجده في المطبوع من كشف الأستار عن زوائد البزار، ويبدو أن الوهم فيه من مؤمل على ما حققه الحافظ المنذري. والحديث أخرجه أبو داود (3/ 270: 3441)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 347) مختصرًا مقتصرًا على النهي عن بيع الحاضر للباد. من طريق حماد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سالم المكي أن أعرابيًا حدثه، أنه قدم بحلوبة له=
= عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فنزل على طلحة بن عبيد الله فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهى أن يبيع حاضر لباد، ولكن اذهب إلى السوق فانظر من يبايعك فشاورني حتى آمرك أو أنهاك. وسنده حسن من أجل ابن إسحاق وهو وإن روى بالعنعنة هنا، لكنه صرح بالتحديث في رواية أبي يعلى وأحمد فانتفت شبهة تدليسه، ولا يضر السند جهالة الصحابي لأن الصحابة كلهم عدول- كما هو معلوم-.
9 - [باب الأمر برضى عامل الصدقة] وأن المعطي يبرأ مما عليه إذا أعطاها له وإنما الإثم على من ترك
9 - [بَابُ الْأَمْرُ بِرِضَى عَامِلِ (¬1) الصَّدَقَةِ] (¬2) وَأَنَّ (¬3) الْمُعْطِيَ يُبَرَّأُ مِمَّا عَلَيْهِ إِذَا أَعْطَاهَا لَهُ وَإِنَّمَا الْإِثْمُ عَلَى مَنْ تَرَكَ (¬4) 905 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ (¬5)، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن جابر، عن أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: يأتيكم ركب مبغضون (¬6)، فإِذا جاؤوكم فَرَحِّبُوا بِهِمْ، وَخَلُّوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَبْغُونَ، فإِن عَدَلُوا فَلِأَنْفُسِهِمْ، وَإِنْ ظَلَمُوا فَعَلَيْهِمْ، وَأَرْضُوهُمْ، فإِن تمام زكاتكم رضاهم، وليدعوا لكم. ¬
905 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، فيه خارجة بن إسحاق السلمي، وهو مجهول.=
= وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 80)، وعزاه للبزار، وقال: رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف لا يضر. اهـ. قلت: بل فيهم خارجة بن إسحاق مجهول عينًا وحالًا، ثم إنه قد خولف -كما سيأتي في التخريج-، فالحديث ضعيف.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا في المصنف (3/ 115)، والبزار في مسنده -كما في كشف الأستار (2/ 397: 1946) -، من طريق ثابت بن قيس، عن خارجة به. وهو نفس طريق الباب، وهو ضعيف -كما سبق آنفًا-. وقال البزار: لا نعلمه مرفوعًا إلَّا بهذا الإِسناد، وخارجة وأبو الغصن مدنيان، ولم يكن أبو الغصن حافظًا. اهـ. ثم إنه قد خولف، فأخرجه أبو داود في السنن (2/ 105: 1588)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 114)، من طريق بشر بن عمر، حدثنا أبو الغصن ثابت بن قيس، عن صخر بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ بن عتيك، عن جابر بن عتيك، أن رسول الله قال: "سيأتيكم ركيب مبغضون، فإِذا جاؤوكم فرحبوا بهم، وخلوا بينهم وبين ما يبتغون، فإِن عدلوا فلأنفسهم، وإن ظلموا فعليها، وَأَرْضُوهُمْ، فإِن تَمَامَ زَكَاتِكُمْ رِضَاهُمْ، وَلْيَدْعُوا لَكُمْ". وسنده ضعيف؛ فيه صخر بن إسحاق، قال في التقريب (274: 2902): لين. ثم إنه هنا من حديث جابر بن عتيك، وحديث الباب عن جابر بن عبد الله، فإما أن يكون منشأ هذا الاضطراب من راويه عن عبد الرحمن وهو خارجة بن إسحاق أو صخر بن إسحاق، وإما من الراوي عنهما وهو ثابت بن قيس، خاصة أنه لم يكن بالحافظ، يقع في حديثه الوهم والخطأ، لكن تعصيب الجناية بالضعيف أولى من تعصيبها بالصدوق، والله أعلم. لكن في الباب ما يغني عن ذلك وهو حديث جرير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم، وهو عنكم راض".=
= أخرجه مسلم (2/ 757: 989)، واللفظ له، والترمذي (3/ 146 عارضة)، والنسائي (5/ 22)، وابن ماجه (1/ 576)، والطيالسي (92/ 667)، والشافعي (2/ 58)، والحميدي (2/ 349)، وابن أبي شيبة (3/ 115)، وأحمد (4/ 361، 364، 365)، والدارمي (1/ 332)، وابن خزيمة (4/ 55)، والطبراني (2/ 364، 365)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 136) من طريق محمد بن أبي إسماعيل السلمي، عن عبد الرحمن بن هلال العبسي، عن جرير بن عبد الله به. وفي رواية لأبي داود (2/ 106)، والنسائي (5/ 22)، وأحمد (4/ 362)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 114، 137)، عن جرير، قال: جاء ناس -يعني من الأعراب- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: "إن ناسًا من المصدقين يأتونا فيظلمونا، قال: فقال أرضوا مصدقيكم، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وإن ظلمونا، قال: أرضوا مصدقيكم".
906 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ (¬1)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: أتى رجل بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، [اللَّهُ] (¬2) حَسْبِي إِذَا أَدَّيْتُ الزَّكَاةَ إِلَى رَسُولِكِ فَقَدْ برئتُ منها إلى الله تعالى ورسوله؟ فقالو: إِذَا أَدَّيْتَهَا إِلَى رَسُولِي فَقَدْ بَرِئْتَ مِنْهَا، ذلك أجرها، وإثمها على من بدّلها. ¬
906 - الحكم عليه: الإِسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع؛ سعيد عن أنس مرسل -كما في التهذيب (4/ 94) -. وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 134: ب مختصر)، وعزاه للحارث وسكت عليه. وذكره الهيثمي في بغية الباحث برقم (285).
تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (3/ 136)، والحاكم في المستدرك (2/ 360)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 97) من طريق اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أنه قَالَ: "أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رسول الله إني ذو مال كثير، وذو أهل وولد وحاضرة، فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تُخرِج الزَّكَاةَ مِنْ مَالِكَ، فَإِنَّهَا طُهْرَةٌ تطهِّرك، وَتَصِلُ أَقْرِبَاءَكَ، وَتَعْرِفُ حَقَّ السَّائِلِ وَالْجَارِ وَالْمِسْكِينِ. فقال: يا رسول الله اقلل لي. قال: فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرًا. فقال: حسبي يا رسول الله، إِذَا أَدَّيْتُ الزَّكَاةَ إِلَى رَسُولِكِ فَقَدْ بَرِئْتُ منها إلى=
= الله ورسوله؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نعم، إِذَا أدَّيتها إِلَى رَسُولِي فَقَدْ بَرِئْتَ مِنْهَا، ذلك أجرها، وإثمها على من بدلها". وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. قلت: لكنه منقطع بين سعيد وأنس. وتابع ليثًا: عبد الله بن لهيعة. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 97).
907 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ الْقَطَّانُ، عَنْ علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ (¬2)، حَدَّثَنِي بَعْجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زَاهرِ بْنِ يَرْبُوعٍ (¬3)، قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَكريمُ (¬4) كَرِيمَةَ مَالِي. قَالَ: لَا، إِنْ أَقْبَلُوا فَلَا تَعْصُوهُمْ (¬5)، وَإِنْ أَدْبَرُوا [فَلَا تحيوهم (¬6)، فيكون عاصيًا تحصب غير ظالم، قل دون الْحَقُّ] (¬7)، خُذِ الْحَقَّ وَدَعِ الْبَاطِلَ فإِن أَخَذَ فَذَاكَ، وَإِنْ تَجَاوَزَ إِلَى غَيْرِهَا فَاصْبِرْ يَجْمَعُ الله تعالى [لك] (¬8) يوم القيامة في الميزان (¬9). * صحيح موقوف. ¬
907 - الحكم عليه: رجاله ثقات، غير زاهر بن يربوع لم أجد له ترجمة.=
= وقال ابن حجر هنا: صحيح موقوف.
تخريجة: رواه أبو عبيد في الأموال (440/ 1102) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير، عن زاهر بن برنوع أنّ رجلًا جاء إلى أبي هريرة فقال: أؤخبِّىء منهم كريمة مالي. قال: فقال: لا، إذا أتوكم فلا تعصوهم، وإذا أدبروا فلا تسبوهم فتكون عاصيًا خفف عن ظالم، ولكن قل: هذا مالي وهذا الحق، فخذ الحق وذر الباطل فإِن أخذه فذاك، وإن تعداه إلى غيره جمعا لك في الميزان يوم القيامة". وفيه زاهر بن برنوع لم أعرفه. لكن ورد عن أبي هريرة النهي عن التعدي في الصدقة من طرق أخرى، فرواه أبو عبيد في الأموال (441/ 1105) حدثنا يحيى بن بكير، عن عبد الله بن لهيعة، عن أبي يونس مولى أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة وأبا أسيد صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولان: إن حقًا على الناس إذا قدم عليهم المصدِّق أن يرحبوا به، ويخبروه بأموالهم كلها، ولا يخفوا عنه شيئًا، فإِن عدل فسبيل ذلك، وإن كان غير ذلك واعتدى لم يضرّ إلَّا نفسه، وسيخلف الله عليهم". وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وروى عبد الرزاق في المصنف (4/ 16: 6821) عن محمد بن مسلم وغيره، عن إبراهيم بن ميسرة، عن رجل سماه فنسيته قال: سألت أبا هريرة، في أي المال الصدقة؟ قال: في الثلث الأوسط، فإِذا أتاك المصدق، فأخرج له الثلث الأوسط، الجذعة والثنية، قال: فإِن أخذ فحقٌّ له، وإن أبى فلا تمنعه ولا تسبه وأطعمه من طعامك، وقل له قولًا معروفًا. وسنده ضعيف لجهالة شيخ إبراهيم بن ميسرة. ثم روى عبد الرزاق في المصنف (4/ 18: 6823) عن معمر، عن رجل، عن=
= أبي هريرة قال: "إذا جاءك المصدق فقل: هذا مالي وهذه صدقتي، فإِن رضي وإلَّا فول وجهك عنه ودعه وما يصنع، ولا تلعنه". وسنده ضعيف أيضًا لجهالة الراوي عن أبي هريرة. وبالجملة فخبر الباب ضعيف، وهذه الشواهده لا تقوى للاحتجاج لأنَّ مدارها على رجل لم يكشف عنه، ولا أدري كيف حكم ابن حجر عليه بالصحة إلَّا أن يكون في "زاهر بن يربوع" تصحيف أو تحريف لم يظهر لي، فسبحان من لا يخفى عليه شيء، وفوق كل ذي علم عليم.
10 - باب جواز تعجيل الزكاة
10 - بَابُ جَوَازِ تَعْجِيلِ الزَّكَاةِ 908 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا حميد بن مسعدة (¬1)، حدثنا يوسف بن خالد، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ (¬2)، وحبيب (¬3) بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتعجّل (¬4) صدقة العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه سنتين. * قلت: [يوسف] (¬5) تالف، لكنه توبع (¬6)؛ فقال الْبَزَّارُ (¬7) بَعْدَ أَنْ أَخْرَجَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَجَلِيِّ عَنِ الْحَكَمِ: الْحَسَنُ الْبَجَلِيُّ هذا هو ابن عمارة لا نعلم رواه غيره. ¬
958 - الحكم عليه: إِسناد حديث الباب تالف؛ فيه الحسن بن عمارة متروك، ويوسف بن خالد تالف. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 79)، وعزاه لأبي يعلى والبزار وقال: فيه الحسن بن عمارة وفيه كلام. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 132/ ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي والبزار بسند فيه الحسن بن عمارة وهو ضعيف. اهـ. قلت: وفي مسند أبي يعلى يوسف بن خالد أيضًا.
تخريجه: أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 124)، والبزار -كما في كشف الأستار (1/ 424: 895) - من طريق الحسن بن عمارة البجلي، عن الحكم، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- تعجل من العباس صدقة سنتين. قال البزار: لا نعلم رواه إلا الحسن البجلي، وهو الحسن بن عمارة، وقد سكت أهل العلم عن حديثه. اهـ. قلت: لم يسكت أهل العلم عن حديثه، بل ضعّفوه جدًا، وتركه أبو حاتم ومسلم والنسائي والدارقطني وأحمد وغيرهم، وهُمْ مَنْ هُمْ في هذا الباب. انظر تهذيب التهذيب (2/ 304). واختلف في هذا الحديث على الحَكَم على وجوه كثيرة: الوجه الأول: عن حجاج بن أرطاة، عن الحكم بن عتيبة قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عمر على الصدقة، فأتى العباس يسأله صدقة ماله، فقال: قد عجلت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدقة سنتين، فرفعه عمر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال:"صدق عمِّي، قد تعجلنا منه صدقة سنتين". أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 26)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 148)، وأبو عبيد في الأموال (620: 1884)، والسياق له.=
= وهذا مُعْضَل، ثم إنّ فيه ابن أرطاة وهو مدلِّس. وتابعه أبو إسرائيل، وهو إسماعيل بن خليفة. أخرجه ابن سعد (4/ 26)، وإسماعيل سيِّء الحفظ -كما في التقريب (107: 440) -، ولعل ابن أرطاة تلقاه عنه فدلسه. الوجه الثاني: عن محمد بن عبيد الله، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نحو حديث ابن أرطاة. أخرجه الدارقطني (2/ 124)، ومحمد بن عبيد الله العرزمي، متروك. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب (9/ 322). الوجه الثالث: عن سعيد بن منصور، حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن الحجاج بن دينار، عن الحكم، عن حُجَيّة بن عدي، عن علي: أن العباس بن عبد المطلب سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- في تعجيل صدقته قبل أن تَحِلّ، فرخص له في ذلك. رواه أبو داود (2/ 115: 1624)، والترمذي (3/ 190 عارضة)، والدارمي (1/ 324)، وابن ماجه (1/ 572: 1795)، وابن الجارود في المنتقى (حس 131)، وابن سعد في الطبقات (4/ 26)، والدارقطني (2/ 123)، وابن خزيمة (4/ 49)، والحاكم (3/ 332)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 111)، وأحمد (1/ 104). وقال الحاكم: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي. قلت: الحجاج بن دينار لا بأس به -كما في التقريب (153: 1125) -، وحُجَيَّة بن عدي قال في التقريب (154: 1155): صدوق يخطئ. الوجه الرابع: عن إسحاق بن منصور، عن إسرائيل، عن الحجاج بن دينار، عن الحكم بن جَحْل، عن حُجْر العدني، عن عليّ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعمر: "إنا قد أخذنا زكاة العباس عام الأول للعام". رواه الترمذي (3/ 190 عارضة)، والدارقطني (2/ 123). وقال الترمذي: لا أعرف حديث تعجيل الزكاة من حديث إسرائيل إلا من هذا الوجه، وحديث إسماعيل بن زكريا عن الحجاج عندي أصح من حديث إسرائيل عن الحجاج بن دينار.=
= الوجه الخامس: عن هشيم، عن منصور بن زاذان، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ذكره أبو داود في سننه (2/ 115) هكذا معلَّقًا، وقال هو، والدارقطني في السنن" والبيهقي: "وهذا هو الأصح من هذه الروايات). وكذا قال ابن حجر في الفتح (3/ 334). قلت: إذ رجاله ثقات، والحسن بن مسلم هو ابن يَنّاق. من التابعين، فالحديث مرسل صحيح، لكن له شواهد عن علي، وأبي رافع، وابن مسعود تقوّيه. أما حديث علي فرواه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 111) عن وهب بن جرير، حدثنا أبي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أبي البختري، عن علي به. ورجاله ثقات، إلا أنه منقطع؛ أبو البختري لم يدرك عليًّا -كما في مراسيل ابن أبي حاتم (ص 76) -، وبذلك أعله البيهقي في السنن الكبرى (4/ 111). وأما حديث أبي رافع: فرواه الدارقطني (2/ 125)، واللفظ له، والطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 124/ ب) - عن شريك، عن إسماعيل المكي، عن سليمان الأحول، عن أبي رافع أَنَّ النَّبِيَّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ عمر ساعيًا، فكان بينه وبين العباس شيء، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَمَّا علمت أن الرجل صنو أبيه، إن العباس أسلفنا صدقة العام، عام الأول". قال الطبراني: "لم يروه عن سليمان إلا إسماعيل، ولا عنه إلا شريك". قلت: إسماعيل وشريك ضعيفان. وأما حديث عبد الله بن مسعود: فرواه الطبراني واللفظ له في الكبير (10/ 87: 9985)، والأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 124/ ب) -، والبزار -كما في كشف الأستار (1/ 424: 896) - عن محمد بن ذكوان، عن منصور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن عم الرجل صنو أبيه، وإن النبي تعجل من العباس صدقة عامين في عام".=
= وسنده ضعيف، فيه محمد بن ذكوان، قال في التقريب (477: 5871): ضعيف. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 79)، وعزاه للبزار والطبراني في الكبير والأوسط وقال: وفيه محمد بن ذكوان وفيه كلام وقد وُثِّق. اهـ. قلت: والراجح فية التضعيف. وذكره ابن حجر في فتح الباري (3/ 334)، وقال: في إِسناده محمد بن ذكوان وهو ضعيف. وجملة القول: أن سند الباب ضعيف جدًا، لا يصلح للتقوية، لكن بمجموع الطرق والشواهد الأخرى التي ذكرتها يكون الحديث حسنًا لغيره على أقل الأحوال، ولذلك قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 334) بعد أن ذكر شيئًا من تلك الطرق: وليس ثبوت هذه القصة في تعجيل صدقة العباس ببعيد في النظر بمجموع هذه الطرق. اهـ. وعليه، فالقصة ليست في الصحيح، وانما الذي في الصحيح (3/ 331 فتح) من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بالصدقة، فقيل: منيع ابن جميل وخالد بن الوليد وعباس بن عبد المطلب، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرًا فأغناه الله ورسوله، وأما خالد فإنكم تظلمون خالدًا، قد احتبس أدراعه وأعتُدَه في سبيل الله، وأما العباس بن عبد المطلب فعم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهي عليه صدقة ومثلها معها". وفي رواية: "هي عليّ". وقد قيل في معنى قوله: "هي علي" أقوال، ذكر منها الحافظ: أي هي عندي قرض لأنني استسلفت منه صدقة عامين. اهـ. فالقصة ليست في الصحيح، لكنها ثابتة بمجموع تلك الطرق والشواهد، ولذلك حكم عليها الشيخ الألباني في الأرواء (3/ 349) بالصحة. والله الموفِّق .. لا رب سواه.
11 - باب جواز أخذ القيمة في الزكاة
11 - باب جواز أخذ القيمة في الزكاة 909 - الحارث: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- معاذًا رضي الله عنه إلى اليمين، فكان يأخذ الثياب بصدقة الحنطة والشعير (¬1) (¬2). ¬
909 - الحكم عليه: ضعيف؛ فيه الحجاج بن أرطاة وهو كثير الخطأ، ثم إنه مدلس لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع وقد عنعن هنا. ثم إنه منقطع؛ طاوس لم يسمع من معاذ بن جبل شيئًا -كما في العلل لابن المديني (ص 73) -، والمراسيل لابن أبي حاتم (ص 99)، وسنن الدارقطني (2/ 100)؛ وبالانقطاع أعله الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق (3/ 13).
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 181) قال: حدثنا عبد الرحيم، عن الحجاج به. وسنده ضعيف -كما سبق آنفًا-. لكن الحجاج تابعه سفيان بن عيينة وهو ثقة. أخرجه الدارقطني (2/ 100)،=
= وابن أبي شيبة (3/ 181)، ويحيى بن آدم في الخراج (147: 525)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 113) عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة وعمر بن دينار، عن طاوس قال: قال معاذ باليمن: ائتوني بعرض ثياب آخذه منكم مكان الذرة والشعير، فإِنه أهون عليكم، وخير للمهاجرين بالمدينة. لكن بقي معلولًا بالانقطاع. قال الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق (3/ 13): وهو إلى طاوس إِسناد صحيح، لكنه لم يسمع من معاذ فهو منقطع. والأثر ذكره البخاري في صحيحه (3/ 311 فتح) تعليقًا فقال: وقال طاوس: قال معاذ لأهل اليمن: ائتوني بعرض ثياب خميص أو لبيس في الصدقة مكان الشعير والذرة أهون عليكم، وخير لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة. وهو صحيح الإِسناد إلى طاوس -كما تقدم-، لكنه منقطع، ومع أنه ذكره بصيغة الجزم. قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 312): هذا التعليق صحيح الإِسناد إلى طاوس، لكن طاوس لم يسمع من معاذ فهو منقطع، فلا يغتر يقول من قال ذكره البخاري بالتعليق الجازم فهو صحيح عنده، لأن ذلك لا يفيد إلَّا الصحة إلى من علق عنه، وأما باقي الإِسناد فلا. اهـ. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 105: 7133)، ويحيى بن آدم في الخراج (ص 151) عن الثوري، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ معاذ بن جبل أنه كان يأخذ من أهل اليمن في زكاتهم العروض.
12 - باب تحريم الصدقة [على بني هاشم ومواليهم]
12 - بَابُ تَحْرِيمِ الصَّدَقَةِ [عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَمَوَالِيهِمْ] (¬1) 910 - [1] إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، [عَنْ عَبْدِ اللَّهِ] (¬2) بْنِ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي رضي الله عنه قال: قلت للعباس رضي الله عنه: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يستعملك على الصدقة، فسأله، فقال -صلى الله عليه وسلم-: لَا نَسْتَعْمِلُكَ عَلَى غُسَالَةِ ذُنُوبِ النَّاسِ. * هَذَا (¬3) إِسناد حسن (¬4) [2] وقال أبو بكر: حدثنا قبيصة به. ¬
910 - [1] الحكم عليه: ضعيف؛ لجهالة عبد الله بن أبي رزين. وتحسين ابن حجر هنا في المطالب ليس بصواب، لضعف السند -كما=
= علمت-، ولنكارة متنه إذ إنه معارض بما في صحيح مسلم -كما سيأتي في التخريج-.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المسند -كما ذكر الحافظ هنا في المطالب-، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 79)، والبزار في مسنده -كما في كشف الأستار (2/ 46: 1169) -، وابن سعد في الطبقات (4/ 27)، والطحاوي في شرح الآثار (2/ 11) من طريق قبيصة به. وقال البزار: لانعلمه إسنادًا عن علي إلَّا هذا. قلت: وهو ضعيف سندًا، منكر متنًا، فقد روى مسلم في صحيحه (2/ 752: 1072)، وغيره عن علي أنه قال للعباس وغيره: لا تفعلا، فوالله ما هو بفاعل. وسيأتي تخريجه في تخريج الحديث رقم (911). وبذلك أعله الشيخ الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة (4/ 79).
911 - [قال ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ] (¬1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ (¬2) ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه، قال: مشت بنو عبد المطلب إلى العباس رضي الله عنه فَقَالُوا: كَلِّمْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَيَجْعَلَ فِينَا مَا يَجْعَلُ فِي الناس [من] (¬3) هذه السِّعَاية (¬4) وغيرها. فبينما هُمْ كَذَلِكَ يَأْتَمِرُونَ إِذْ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أبي طالب رضي الله عنه فدعاه (¬5) العباس رضي الله عنه فَقَالَ: قَوْمُكَ وَبَنُو عَمِّكَ اجْتَمَعُوا، لَوْ كلمتَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فجعل لهم السعاية (¬6). فقال علي رضي الله عنه: إن الله تعالى أَبَى لَكُمْ [يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ] (¬7) أَنْ يُطْعِمَكُمْ (¬8) أَوْسَاخَ أَيْدِي النَّاسِ. فَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ: دَعُوا هَذَا فَلَيْسَ لَكُمْ عِنْدَهُ خَيْرٌ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَهُوَ عِنْدَ مُسْلِمٍ [وَأَبِي دَاوُدَ] (¬9) وَغَيْرِهِمَا (¬10) بِمَعْنَاهُ. وَوَقَعَ عِنْدَ مُسْلِمٍ (¬11) فِي رِوَايَةٍ: "فَانْتَحَاهُ (¬12) رَبِيعَةُ" وَلَمْ يُفَسِّرْ ذَلِكَ، وَقَدْ فَسَّرَ في هذه الرواية بقوله: [و] (¬13) ليس لكم عند هذا خير. ¬
911 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف، فيه زياد بن أبي زياد وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 133: ب مختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده بهذا الإِسناد، لكن معناه في الصحيح وغيره مطولًا عَنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ قال: اجتمع ربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب فقالا: والله لو بعثنا هذين الغلامين (قالا لي وللفضل بن العباس) إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكلماه، فأمرهما على هذه الصدقات، فأديا ما يؤدي الناس، وأصابا مما يصيب الناس. قال: فبينما هما في ذلك جاء علي بن أبي طالب، فوقف عليهما، فذكرا له ذلك، فقال علي بن أبي طالب: لا تفعلا فوالله ما هو بفاعل، فانتحاه ربيعة بن عبد الرحمن فقال: والله ما تصنع هذا إلَّا نفاسة منك علينا، فوالله لقد قلت صهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما نفسناه عليك. قال علي: أرسلوهما. فانطلقا، واضطجع علي، قال: فلما صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الظهر سبقناه إلى الحجرة، فقمنا عندها حتى جاء فأخذ بآذاننا ثم قال: أخرجا ما تصدِّران، ثم دخل ودخلنا عليه، وهو يومئذ عند زينب بنت جحش. قال فتواكلنا الكلام، ثم تكلم أحدنا، فقال: يا رسول الله أنت أبو الناس، وأوصل الناس، وقد بلغنا النكاح، فجئا لتؤمِّرنا على بعض هذه الصدقات، فنؤدي إليك كما يؤدي الناس، ونصيب كما يصيبون. قال: فسكت طويلًا حتى أردنا أن نكلمه. قال: وجعلت زينب تلمح علينا من وراء الحجاب أن لا تكلماه قال: ثم قال: إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس، ادعوا لي مَحْمِيَة -وكان على الخمس- ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب. قال: فجاءاه فقال لمحمية: أنكح هذا الغلام=
= ابنتك (للفضل بن العباس) فأنكحه. وقال لنوفل ابن الحارث: أنكح هذا الغلام ابنتك (لي) فانكحني، وقال لمحمية: أصدق عنهما من الخمس كذا وكذا. أخرجه مسلم (2/ 752: 1072)، وكذا أبو داود (3/ 386: 2985)، والنسائي (5/ 79)، وأبو عبيد في الأموال (363: 842)، وابن الجارود في المنتقى (375)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 55)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 31)، وأحمد (4/ 166) كلهم من طريق الزهري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، عن الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المطلب قال: فذكره. وعلى ذلك فسند الباب حسن بهذا الشاهد، والمتن صحيح، والله الموفق سبحانه، لا إله غيره. وبقية الحديث ستأتي في الجزء الثاني عشر برقم (2805).
912 - وقال مسدد: حدثنا المعتمر، حدثنا أَبِي، عَنْ حَنَشٍ (¬1)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما قَالَ: بَعَثَ نَوْفَلُ (¬2) بْنُ الْحَارِثِ ابْنَيْهِ إِلَى نبي الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُمَا: انْطَلِقَا إِلَى عَمِّكُمَا لَعَلَّهُ يَسْتَعْمِلُكُمَا عَلَى الصَّدَقَاتِ لَعَلَّكُمَا تصيبان شيئًا فتزوَّجان. فلقيا (¬3) عليا رضي الله عنه فَقَالَ: أَيْنَ تَأْخُذَانِ؟ فَحَدَّثَاهُ بِحَاجَتِهِمَا. فَقَالَ لَهُمَا: ارجعا، [فرجعا] (¬4)، فَلَمَّا أَمْسَى، أَمَرَهُمَا (¬5) -يَعْنِي أَبُوهُمَا- أَنْ يَنْطَلِقَا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فَلَمَّا رُفِعَا إِلَى الْبَابِ اسْتَأْذَنَاهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬6) لعائشة رضي الله عنه (¬7): ارخي عليك سجفك، أدخلي (¬8) علي ابني عمي، فحدثا نبي الله -صلى الله عليه وسلم- بِحَاجَتِهِمَا (¬9). فَقَالَ لَهُمَا نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: إلا يَحِلُّ لَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ مِنَ الصَّدَقَاتِ شَيْءٌ، إِنَّهَا غُسَالَةُ الْأَيْدِي (¬10)، إِنَّ لَكُمْ خُمُسًا، وَفِي الخمس ما يكفيكم أو (¬11) يغنيكم". ¬
912 - الحكم عليه: إِسناده ضعيف جدًا من أجل حسين بن قيس الرحبي.=
= وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 91)، وعزاه للطبراني وقال: وفيه حسين ابن قيس الملقب بحنش وفيه كلام كثير وقد وثقه أبو محصن. اهـ. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 139: أمختصر)، وعزاه لمسدد وقال: سنده ضعيف لضعف حسين بن قيس الرحبي. قلت: بل هو ضعيف جدًا.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 217: 11543) قال: حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا مسدد به. وورد من طريقين آخرين عن ابن عباس. الأول: أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 69: 11070) قال: حدثنا الحسن بن علي المعمري، حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني، حدثني أبي، حدثنا جعفر بن محمد، عن حميد الأعرج، عن مجاهد، عن ابن عباس أن فتيانا من بني هاشم أَتَوْا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: يا رسول الله استعملنا على هذه الصدقة نصيب منها ما يصيب الناس، ونؤدي كما يؤدون فقال: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة، وهي أوساخ الناس، ولكن ما ظنكم إذا أنا أخذت بحلقة الجنة هل أوثر عليكم أحدًا. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 91): وفيه عبد الله بن جعفر والد ابن المديني، وهو ضعيف. اهـ. قلت: وهو كما قال. الثاني: رواه الطبراني في الكبير أيضًا (12: 135) (12980) قال: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف، حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا ابن لهيعة، حدثني الحارث بن يزيد، عن أبي حمزة الخولاني، عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب قال للعباس وللفضل بن عباس اُذكرا للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يأمر لكما من الصدقات، وإني سأحضر=
= لكما. فذكر ذلك الفضل لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "اصبروا على أنفسكم يا بني هاشم، فإنما الصدقات غسالات الناس". وسنده ضعيف؛ فيه أبو حمزة الخولاني، ذكره البخاري في التاريخ الكبير (9/ 26)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 361)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 578). وابن لهيعة، وهو ضعيف. والحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير (1/ 284: 983). وأخرجه الطبراني أيضًا في الكبير (12/ 235: 12981) حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرح، حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن عمرو بن حريث أن ابن عباس. به، مثل حديث الخولاني. ورجاله ثقات غير ابن لهيعة وقد علمت ما فيه. وبالجملة فالحديث بسند الباب ضعيف جدًا ولا يصلح للتقوية، لكنه بطريق ابن المديني، وابن لهيعة حسن لغيره، والله الموفق.
913 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حدثنا مَعْرُوفُ بْنُ وَاصِلٍ (¬1)، حَدَّثَتْنِي (¬2) حَفْصَةُ بِنْتُ طَلْقٍ (¬3)، امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ سَنَةَ تِسْعِينَ، عَنْ جدِّي رُشَيْدِ بْنِ مَالِكٍ أَبِي (¬4) عَمِيرَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ بِطَبَقٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ. فَقَالَ: مَا هَذَا؟ صَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ؟ فقال الرجل: بل صدقة. [قال] (¬5): فقدِّمها (¬6) إلى القوم. والحسن (¬7) رضي الله عنه يتعفر (¬8) بين يديه، فأخذ تمرة، فجعل فِي فِيهِ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فأدخل يده (¬9) فِي فِيِ الصَّبِيِّ، وَانْتَزَعَ التَّمْرَةَ وَقَذَفَ بِهَا، فَقَالَ: إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ. [وقال الباوردي (¬10): حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا أحمد بن يونس. وقال الطبراني: حدثنا أبو زرعة، حدثنا أبو نعيم، قالا: حدثثا مقرن (¬11) به. [و] (¬12) قال: حدثني رُشَيْدٌ. وَرَوَاهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَابْنُ السَّكَنِ جَمِيعًا عَنِ الْبَارُودِيِّ (¬13) بِهِ. وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ عن أبي نعيم به]. ¬
913 - الحكم عليه: ضعيف؛ فيه حفصة بنت طلق وهي مجهولة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 89)، وقال: فيه حفصة بنت طلق ولم يرو عنها غير معروف بن واصل ولم يوثقها أحد. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 139: أمختصر)، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف أيضًا (3/ 216) بلفظ مختصر. قال: حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا مَعْرُوفُ بْنُ وَاصِلٍ، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ طَلْقٍ، قالت: حدثني جدي رشيد بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: إنا لا تحل لنا الصدقة. ورواه أيضًا البخاري في التاريخ الكبير (3/ 334) عن أبي نعيم -الفضل بن دكين- به. ورواه الطبراني في الكبير (5/ 76: 4632) قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، حدثنا أبو نعيم به. ورواه الدولابي في الكنى والأسماء (ص 84): قال: أنبأ عمرو بن منصور، حدثنا أبو نعيم به. وتابعه: يحيى بن آدم، حدثنا معروف بن واصل به. رواه أحمد في مسنده (3/ 489) قال: حدثنا يحيى بن آدم به ... وفيه: فقلت لمعروف: أبو عمير جدك. قال: جد أبي.=
= وتابعه: الحسن بن موسى، حدثنا معروف به. أخرجه أحمد (3/ 490) قال: حدثنا الحسن به. وتابعه: أحمد بن يونس، حدثنا معروف بن واصل به. رواه البارودي -كما قال ابن حجر هنا في المطالب-، وفي الإصابة (1/ 502) قال: حدثنا محمَّد بن أيوب، حدثنا أحمد بن يونس به. وعن الباوردي رواه ابن مسنده وابن السكن في الصحابة -كما قال ابن حجر-. ورواه الطحاوي في شرح الآثار (2/ 9) قال: حدثنا ابن أبي داود، حدثنا أحمد بن يونس به. ورواه الطبراني في الكبير (5/ 76: 4632) قال: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا أحمد بن يونس به. وتابعه: خلاد بن يحيى، حدثنا معروف بن واصل به. رواه الطبراني في الكبير (5/ 76: 4632) قال: حدثنا بشر بن موسى، حدثنا خلاد به. وتابعه الحكم بن مروان، حدثنا معروف به. رواه الطبراني في الكبير (5/ 76: 4632) قال: حدثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا الحكم بن مروان به. وتابعه: عمرو بن مرزوق، حدثنا معروف بن واصل به. رواه الطبراني في الكبير (5/ 76: 4632) قال: حدثنا -صلى الله عليه وسلم- يوسف القاضي، حدثا عمرو به. وتابعه: عبد الله بن رجاء، حدثنا معروف به. رواه ابن الأثير في أسد الغابة (2/ 222) من طريق عبد الله بن رجاء به. فكل هؤلاء رووه عن أبي عمير أو عميرة، لكن خالفهم أسباط بن محمَّد فرواه عن معروف، عن حفصة، عن عمير جد معروف قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فأتي بطبق تمر ... الحديث. أخرجه البغوي في الصحابة -كما قال ابن حجر في الإصابة (1/ 502) -، وأسباط بن محمَّد ثقة - كما في التقريب (98: 325) -، لكن مخالفته لأولئك يدل=
= على أن الوهم منه. وهو خطأ نشأ عن تغيير ونقص -كما قال ابن حجر في الإصابة-. والصواب عن أبي عميرة. لكن الإسناد من أصله ضعيف، من أجل حفصة -كما سبق آنفًا-. لكن يشهد له أحاديث أخرى. أما قصة أكل الحسن للتمرة: فمن شواهد ذلك: حديث أبي هريرة، وأبي ليلى والحسن بن علي. 1 - فحديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن الحسن بن علي أخذ تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالفارسية: (كخ .. كخ،- يزجره عن تناولها- أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة". أخرجه البخاري (3/ 354 فتح)، ومسلم (2/ 751: 1069)، وأحمد (2/ 409)، وعبد الرزاق (4/ 50)، والدارمي (1/ 325)، والطيالسي (325: 2482) من طرق عن محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة به. 2 - وحديث أبي ليلى قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وعلى صدره أو بطنه الحسن أو الحسين قال: فرأيت بوله أساريع فقمنا إليه فقال: دعوا ابني لا تفزعوه حتى يقضي بوله، ثم أتبعه الماء، ثم قام فدخل بيت تمر الصدقة، ودخل معه الغلام فأخذ تمرة فجعلها في فيه، فاستخرجها النبي وقال: إن الصدقة لا تحل لنا. أخرجه أحمد (4/ 348، 349)، واللفظ له، والدارمي (1/ 325)،. وابن أبي شيبة (3/ 215)، والطحاوي في شرح الآثار (2/ 10)، والطبراني (7/ 87: 6418، 90: 4623) من طرق عن زهير: حدثنا عبد الله بن عيسى، عن أبيه، عن جده، عن أبي ليلى به. وسنده صحيح. وقال في مجمع الزوائد (1/ 284): رجاله ثقات. 3 - وحديث الحسن بن علي رضي الله عنه، أخرجه أحمد (1/ 200،=
= 201)، وابن أبي شيبة (3/ 214)، وابن خزيمة (4/ 60)، والطبراني (3/ 87: 2741) من طرق عن ثابت بن عمارة، عن ربيعة بن شيبان قال: قلت للحسن بن علي: ما تعقل عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: صعدت معه غرفة الصدقة، فأخذت تمرة فلكتها. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ألقها، فإِنا لا تحل لنا الصدقة". وأخرجه الطيالسي (163: 1177)، وابن خزيمة (4/ 59)، والطبراني (3/ 76: 2710، 78: 2714) من طرق عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي: ما تذكر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة، فألقيتها في فمي، فانتزعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلعابها، فالقاها في التمر. فقال له رجل: ما عليك لو أكل هذه التمرة. قال: "إنا لا نأكل الصدقة". وسنده صحيح. وأما قبول النبي -صلى الله عليه وسلم- للهدية، ورده الصدقة: فمن شواهده: حديث أبي هريرة، وأم عطية، وجويرية، وأنس، وعا ئشة. 1 - أما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- إذا أتي بطعام سأل عنه أهدية أم صدقة، فإِن قيل: صدقة، قال لأصحابه: كلوا، ولم يأكل. وإن قيل هدية، ضرب بيده -صلى الله عليه وسلم- فأكل معهم. فرواه البخاري (5/ 203 فتح)، واللفظ له، ومسلم (2/ 765: 1077)، وأحمد (2/ 492) من طرق عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة به. 2 - وأما حديث أم عطية قالت: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بشاة من الصدقة، فبعثتُ إلى عائشة منها بشيء، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى عائشة قال: هل عنكم شيء، قالت: لا، إلَّا أن نسيبة بعثت الينا من الشاة التي بعثتم بها إليها، قال: إنها قد بلغت محلها. فرواه البخاري (3/ 356 فتح)، ومسلم (2/ 756: 1076)، واللفظ له، وأحمد (6/ 407) من طريق خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أم عطية به. 3 - وأما حديث جويرية زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها فقال: هل من طعام. قالت: لا، والله يا رسول الله، ما عندي طعام إلَّا عظم من شاة أعطيته=
= مولاتي من الصدقة، فقال: قربيه، فقد بلغت محلها. فرواه مسلم (2/ 754: 1073)، واللفظ له، والحميدي في مسنده (1/ 151)، وأحمد (6/ 429)، والطبراني (24/ 29: 77، 24/ 63: 164) من طرق ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، أن جويرية أخبرته به. 4 - وأما حديث أنس، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- أُتي بلحم تصدق به على بريرة. فقال: هو عليها صدقة، وهو لنا هدية. فرواه البخاري (3/ 356 فتح)، واللفظ له، ومسلم (2/ 755: 1074)، وأبو داود (2/ 301: 1655)، والنسائي (6/ 237)، وأحمد (3/ 117، 181، 276) من طرق عن شعبة، عن قتادة، عن أنس به. 5 - وأما حديث عائشة قالت: كان في بريرة ثلاث سنن، فكانت إحدى السنن الثلاث: أنها أُعتقت، فخيرت في زوجها، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الولاء لمن أعتق. وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والبرمة تفور بلحم، فقرب إليه خبز وأدم من أدم البيت، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ألم أر برمة فيها لحم، فقالوا: بلى يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن ذلك لحم تصدق به على بريرة، وأنت لا تأكل الصدقة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هو عليها صدقة، وهو لنا هدية. أخرجه مالك (ص 383)، واللفظ له، والبخاري (3/ 355 فتح)، ومسلم (2/ 1144)، والنسائي (6/ 132)، وأحمد (6/ 178)، والدارمي (2/ 91). وفي الباب عن سلمان في قصة إسلامه، وتقديمه الصدقة للرسول -صلى الله عليه وسلم- فلم يقبلها، ثم الهدية فقبلها. أخرجه أحمد (5/ 441)، وغيره مطولًا من طريق ابن إسحاق، حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيد عن ابن عباس، عن سلمان به. وسنده حسن من أجل محمد بن إسحاق. وعلى ذلك فحديث الباب بهذه الشواهد الكثيرة وبغيرها صحيح لغيره. والله الموفق .. لا إله غيره.
914 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله الأسدي، حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أرقم بن أبي أرقم على بعض الصَّدَقَةِ، فَمَرَّ بِأَبِي رَافِعٍ فَاسْتَتْبَعَهُ (¬1) فَأَتَى (¬2) النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فقال -صلى الله عليه وسلم-: يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّ الصَّدَقَةَ حَرَامٌ عَلَى محمد وعلى آل محمد، وإن مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ أَوْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. خَالَفَهُ شعبة فرواه الحكم، عن ابن عُبَيْدِ اللَّهِ (¬3) بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي رافع رضي الله عنه. ¬
914 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف؛ لضعف ابن أبي ليلى، ثم إنه منقطع؛ الحكم بن عتيبة لم يسمع من مقسم -كما في جامع التحصيل (ص 200) -. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 91)، وعزاه لأبي يعلى والطبراني وقال: وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام. وأورده البوصيري في الأتحاف (1/ 139: ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى وقال سنده ضعيف لضعف مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى. اهـ. قلت: وفيه انقطاع أيضًا -كما سبق آنفًا-.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 379: 12059)، والطحاوي في شرح معاني=
= الآثار (2/ 7) من طريق ابن أبي ليلى به. ولفظه: عن ابن عباس قال: استعمل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْقَمَ بْنَ أَبِي الأرقم الزهري على السعاية، فاستتبع أبا رفاع، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ فَقَالَ: (يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّ الصَّدَقَةَ حَرَامٌ على محمد، وعلى آل محمد، وإن موالي القوم من أنفسهم". وسنده ضعيف -كما سبق-. وأخرجه أحمد (6/ 8) من حديث أبي رافع: عن عبد الرزاق، حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عن ابن أبي رافع، عن أبي رافع قال: مر عَلَيّ الأرقم الزهري أو ابن أبي الأرقم، واستُعْمِل على الصدقات. قال: فاستتبعني قال: فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألته عن ذلك. فَقَالَ: "يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّ الصَّدَقَةَ حَرَامٌ على محمد وعلى آل محمد، إن مولى القوم من أنفسهم". وسنده ضعيف؛ إذ مداره على ابن أبي ليلى. وكما تلاحظ فقد اضطرب فيه فمرة رواه من حديث أبي رافع -كما في المسند آنفًا- ومرة من حديث ابن عباس -كما هي رواية حديث الباب-. والصواب في ذلك أنه من حديث أبي رافع، إذا خالف ابن أبي ليلى فرواه شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي رافع، عن أبي رافع به. أخرجه الترمذي (3/ 158 عارضة)، وأبو داود (2/ 123: 165)، والنسائي (5/ 107)، وابن أبي شيب (3/ 214)، وأحمد (6/ 10)، وابن خزيمة (4/ 57)، والطبراني (1/ 316: 932)، والحاكم (1/ 404)، وابن حزم في المحلى وقال الترمذي: حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وكذا صححه ابن حجر في الإصابة (1/ 43). والله الموفق للسداد.
915 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: أَتَيْتُ أُمَّ كُلْثُومٍ -يَعْنِي بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما- فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا، وَفِي الْبَيْتِ سَرِيرٌ مَحْبُوكٌ بِلِيفٍ، وَوِسَادَةٌ، وَقِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ. فَقَالَتْ (¬1): مَا تَنْظُرُ، أَمَّا أَنَا [مِنَ اللَّهِ] (¬2) بِخَيْرٍ، لَوْ لم يكن لنا (¬3) إلَّا صدقة النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو (¬4) علي رضي الله عنه لَكَانَ لَنَا [فِي] (¬5) ذَلِكَ غِنًى، قَالَ: قُلْتُ: دراهم أوصى بها سلمان رضي الله عنه لِمَوْلَاةٍ لَهُ يُقَالُ لَهَا رُقَيّة. فَقَالَتْ: لَا أعرفها. فقلت لها: خُذِيهَا. فَقَالَتْ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً، ولا تحل لنا صدقة، وَلَكِنِ انْطَلِقْ فَتَصَدَّقْ بِهَا [أَنْتَ] (¬6)، فَقُلْتُ لَهَا: بَلْ تَصَدَّقِي (¬7) بِهَا أَنْتِ، فَأَبَتْ ثُمَّ قَالَتْ: لَقَدْ جَاءَتِ الْبَارِحَةَ صُرَّةٌ مِنَ الْعِرَاقِ فَرَدَّدْتُهَا وأبيت أن أقبلها. ¬
915 - الحكم عليه: رجاله ثقات إلَّا أن عطاء بن السائب اختلط بآخره، ومحمد بن فضيل سمع منه بعد الاختلاط، فحديثه ضعيف مضطرب. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 139: أمختصر)، وعزاه لمسدد وأحمد وابن أبي شيبة وقال: رواته ثقات.=
= قلت: لكن أحدهم مختلط ومن روى عنه إنما سمع منه بعد الاختلاط -كما سيأتي-.
تخريجه: لكن تابعه سفيان الثوري، عن عطاء به مختصرًا بلفظ آخر، أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 51: 6942)، وابن أبي شيبة (3/ 215)، وأحمد (3/ 348، 4/ 34)، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 428)، والطبراني (20/ 354: 836)، ولفظه: عن عطاء بن السائب قال: حدثتني أم كلثوم ابنة علي، قال: وأتيتها بصدقة كان أُمِر بها، فقالت: احذر شبابنا، فإِن ميمونا أو مهرانًا، (في رواية ابن أبي شيبة: "مهران". وفي رواية الطبراني: "طهمان أو ذكوان") مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرني إِنَّهُ مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: يا ميمون أو يا مهران، إنا أهل بيت نهينا عن الصدقة، وإن موالينا من أنفسنا، فلا تأكل الصدقة. وسنده صحيح؛ الثوري سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه -كما في شرح العلل (2/ 734) -. وتابعه أيضًا: شريك، عن عطاء بن السائب به، أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 274: 4217)، وشريك ضعيف. وتابعه أيضًا: ورقاء، عن عطاء بن السائب به. رواه الطبراني في الكبير (20/ 354: 837)، والطحاوي في شرح الآثار (2/ 9). وورقاء هو ابن عمر اليشكري وهو صدوق -كما في التقريب (580: 7403) -، لكن لا يعرف هل سمع من عطاء في الاختلاط أم قبله. وبالجملة فمتن حديث الباب ضعيف، لأنه من تخاليط عطاء، والصحيح رواية سفيان، والله أعلم، وهو الموفق سبحانه.
13 - [باب ما تؤخذ] منه الزكاة من الحبوب
13 - [باب ما تؤخذ] (¬1) مِنْهُ الزَّكَاةُ (¬2) مِنَ الْحُبُوبِ 916 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حدثنا حميد بن الأسود، حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بردة بن أبي موسى قال: إن أبا موسى ومعاذًا رضي الله عنهما حِينَ بُعِثَا (¬3) إِلَى الْيَمَنِ لِيُعَلِّمَا النَّاسَ دِينَهُمْ لَمْ يَأْخُذَا (¬4) الصَّدَقَةَ إِلَّا مِنْ هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ: الْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرِ، وَالزَّبِيبِ. تَابَعَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ وَالْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ. وَأَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ، عَنْ طَلْحَةَ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه (¬5) .. فذكره [وحده] (¬6) ولم يذكر معاذًا رضي الله عنه. ¬
916 - الحكم عليه: حسن، من أجل طلحة بن يحيى، وحميد بن الأسود، فإنهما حسنًا الحديث. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 75)، وعزاه للطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 131: ب) مختصر وعزاه لأبي يعلى والبيهقي وقال: رجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 401)، والدارقطني (2/ 98)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 125) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان بن سعيد، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ به. وقال الحاكم: إِسناد صحيح، ووافقه الذهبي. وأقره الزيلعي في نصب الراية (2/ 389)، إلَّا أنه قال: [قال الشيخ في الإِمام: وهذا غير صريح في الرفع]، وتعقبه الشيخ الألباني في إرواء الغليل (3/ 278) فقال: [لكنه ظاهر في ذلك إن لم يكن صريحًا، فإِن الحديث لا يحتمل إلَّا أحد أمرين، إما أن يكون من قوله -صلى الله عليه وسلم- أو من قول أبي موسى ومعاذ. والثاني ممنوع؛ لأنه لا يعقل أن يخاطب الصحابيان به النبي -صلى الله عليه وسلم-. والقول بأنهما خاطبا به أصحابهما يبطله أن ذلك إنما قيل في زمن بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- إياهما إلى اليمن، فتعين أنه هو الذي خاطبهما بذلك، وثبت أنه مرفوع قطعًا]. وتابعه الأشجعي: عبيد الله بن عبد الرحمن، عن سُفْيَانُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بردة به. أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 153)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 125)، والأشجعي ثقة مأمون، أثبت الناس كتابًا في الثوري. لكن مداره على طلحة وهو حسن الحديث.=
= وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 138)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 125)، ويحيى بن آدم في الخراج (ص 153)، مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ، عَنْ طَلْحَةَ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُ ... فَذَكَرَهُ وحده ولم يذكر معاذًا. وللحديث شواهد، تكلمت على بعضها في تخريج الحديث رقم (892) من هذا البحث، والله الموفق.
917 - وقال أبو يعلى: حدثنا محمد بن إسحاق المسيِّبي (¬1)، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ عَاصِمٍ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: ما كان بعلًا (¬2) أوسيلًا (¬3) أوعثريًا (¬4) ففي كل عشرة واحد، وما كان بنضح ففي كل عشرين واحد. ¬
917 - تخريجه: أخرجه الدارقطني (2/ 129)، وابن عدي في الكامل (5/ 1871) من طريق عبد الله بن نافع، حدثني عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر به. وسنده ضعيف جدًا -كما تقدَّم آنفًا-. لكن أصله في صحيح البخاري وغيره من طريق أخرى عن ابن عمر، وورد أيضًا من حديث جابر بن عبد الله، وأبي هريرة، ومعاذ بن جبل، وعمرو بن حزم. وقد تقدم تخريج كل ذلك في تخريج الحديث رقم (891) من هذا البحث.
14 - باب زكاة التجارة
14 - باب زكاة التجارة 918 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، [عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ] (¬1)، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرِو (¬2) بْنِ حِماس، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ يَبِيعُ (¬3) الأُدم والجِعاب قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: زكِّ مَالَكَ. قُلْتُ: إِنَّمَا هُوَ الأُدم والجِعاب (¬4). قَالَ: قوِّمه. ¬
918 - الحكم عليه: ضعيف، فيه أبو عمرو بن حِماس وهو مجهول، وأبوه حِماس مجهول الحال. وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 131: ب مختصر)، وعزاه لمسدد وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الشافعي في الأم (2/ 46)، وأبو عبيد في الأموال (459/ 1179)، وعبد الرزاق (4/ 96: 7099)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 147)، وابن حزم في المحلى (5/ 234) من طريق سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ=
= أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حِماس، أن أباه قال: مررت بعمر بن الخطاب فذكره. وفيه فقلت: يا أمير المؤمنين، مالي غير هذه التي على ظهري، وأهبة في القرظ. قال ذاك مال فضع. قال: فوضعتها بين يديه فحسبها فوجدها قد وجبت فيها الزكاة، فأخذ منها الزكاة. وأخرجه الدارقطني (2/ 125) من حديث حماد بن زيد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي عمرو بن حِماس، أو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عمرو بن حِماس، عن أبيه، أنه قال: كنت أبيع الأُدم والجِعاب، فمر بي عمر بن الخطاب فقال لي: أد صدقة مالك. فقلت: يا أمير المؤمنين إنما هو الأُدم. قال: قوِّمه ثم أَخرِج صدقته. ورواه جعفر بن عون، عن يحيى مختصرًا قال: كان حِماس يبيع الأُدم والجِعاب فقال له عمر: أدّ زكاة مالك. قال إنما مالي جِعاب وأُم، فقال: قوِّمه وأدّ زكاته، أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 147). ورواه ابن نمير ويزيد بن هارون، وعبدة، عن يحيى بن سعيد به. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 183). ورواه الشافعي في الأم (2/ 46) أيضًا عن سفيان، حدثنا ابن عجلان، عن أبي الزناد، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حِماس، عَنْ أَبِيهِ مثل رواية سفيان الأولى. ومدار الخبر في جميع هذه الطرق على حِماس وابنه أبي عمرو، وقد علمت أنهما مجهولان. وضعف هذا الخبر ابن حزم في المحلى (5/ 235) بان حِماسًا وابنه مجهولان وتعقبه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المحلى فقال: كلا بل هما معروفان ثقتان. قلت:، لا أدري من أين حكم عليهما بالتوثيق إذ لم أو أحدًا من أئمة الجرح والتعديل وثقهما. وعلى ذلك، فالخبر ضعيف لجهالة أبي عمرو، وذكره ابن الملقن في البدر المنبر (3/ 107: أ)، وذكر طرقه، وكذا ابن حجر في التلخيص (2/ 180)، وسكتا عليه. وضعفه الألباني في إرواء الغليل (3/ 311).
15 - باب زكاة الحلي
15 - بَابُ زَكَاةِ الْحُلِيِّ (¬1) 919 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بن سليمان، ثنا هشام بن عروة، عن فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّهَا كَانَتْ لا تزكي الحلي. ¬
919 - الحكم عليه: إِسناده صحيح. (سعد).
تخريجه: أخرجه إسحاق (5/ 136: 2253) به. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 155) من طريق عبدة بن سليمان به ثم رواه من طريق وكيع عن هشام بن عروة عن فاطمة عن أسماء أنها كانت تحلي ثيابها الذهب ولا تزكيه. وروى الثاني الدارقطني (2/ 109) أنها كانت تحلي بناتها بالذهب ولا تزكيه نحوًا من خمسين ألفًا. والبيهقي (4/ 138).
920 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ إبراهيم أن امرأة ابن مسعود قالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي حُلِيًّا وَإِنَّ في حجري أيتامًا أما اجعل زكاة حليي لهم؟ فقال: "نعم".
920 - الحكم عليه: إِسناده معضل، فهو من مراسيل إبراهيم. والحديث أخرجه إسحاق (5/ 249: 2402). وقد ورد هذا الحديث بالطرق الآتية. 1 - عن إبراهيم أن امرأة عبد الله سألته ... ، رواه الدارقطني (4/ 109)، وعبد الرزاق (4/ 83)، والطبراني (9/ 371)، والبيهقي (4/ 129)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 70): رواه الطبراني، ورجاله ثقات، ولكن إبراهيم لم يسمع من ابن مسعود. 2 - عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقالت ... الحديث، رواه الدارقطني (2/ 108)، وقال: هذا وهم، والصواب عن إبراهيم، عن عبد الله مرسل موقوف. 3 - عن إبراهيم عن علقمة أن امرأة ابن مسعود سألته رواه الدارقطني (2/ 108)، وعبد الرزاق (4/ 83). 4 - عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ... الحديث، رواه الدارقطني (2/ 108)، وقال: "يحيى بن أنيسة متروك، وهذا وهم والصواب مرسل موقوف". (سعد).
16 - [باب تعفف الإمام] عن تناول الصدقة
16 - [بَابُ تَعَفُّفِ الْإِمَامِ] (¬1) عَنْ تَنَاوُلِ الصَّدَقَةِ 921 - [1] قَالَ أبو بكر: حدثنا ابن نمير، حدثنا أبان البجلي، حدثني عمرو بن أَخِي عِلباء، عَنْ عِلباء، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مرَّت عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِبِلٌ مِنَ الصَّدَقَةِ فَأَخَذَ وَبَرَةً مِنْ ظَهْرِ بَعِيرٍ. فَقَالَ: مَا أَنَا بِأَحَقَّ بِهَذِهِ الْوَبَرَةِ مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ". [2] رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى (¬2)، عَنْ أَبِي بَكْرٍ. [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حدثنا أَبَانُ بِهِ. [4] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن موسى، حدثنا أبان به. ¬
921 - الحكم عليه: ضعيف؛ فيه عمرو بن غزي وشيخه عمه عِلباء، مجهولان. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 84)، وعزاه لأبي يعلى وقال: فيه عمرو بن غزي، ولم يروه عنه غير أبان، وبقية رجاله ثقات. قلت: بل فيه أيضًا علباء وهو مجهول. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 134: أمختصر)، وسكت عليه.=
= تخريجه: رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ (1/ 358) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عن أبان به. وأحمد بن منيع -كما ذكر الحافظ هنا في المطالب- عن أبي أحمد، حدثنا أبان به. والحارث -كما ذكر ابن حجر هنا في المطالب، وكما في زوائد الحارث (2/ 386) - حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا أبان به. ورواه أحمد بن حنبل (1/ 88) قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حدثنا أبان يعني ابن عبد الله، حدثني عمرو بن غزي، حدثني عمي عِلباء، عن علي رضي الله عنه قال: مرت إبل الصدقة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فأهوى بيده إلى وبرة من جنب بَعِيرٍ فَقَالَ: مَا أَنَا بِأَحَقَّ بِهَذِهِ الْوَبَرَةِ من رجل من المسلمين. وسنده ضعيف -كما تقدم آنفًا-. وتساهل الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- في تعليقه على المسند (2/ 73) فحسنه ولا يخفى ما فيه. لكن في الباب عن عبادة بن الصامت، وعمرو بن عبسة، وعبد الله بن عمرو. 1 - أما حديث عبادة بن الصامت: قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم حنين وبرة من جنب بعير، فقال: يا أيها الناس إنه لايحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه إلَّا الخُمس، والخُمس مردود عليكم. أخرجه النسائي (7/ 131) قال: أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث، حدثنا محبوب يعني ابن موسى، أنبأنا أبو إسحاق هو الفزاري، عن عبد الرحمن بن عياض، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أبي سلام، عن أبي أمامة الباهلي، عن عبادة بن الصامت به. ورجاله ثقات، لكن أبا سلام عن أبي أمامة مرسل. انظر مراسيل ابن أبي حاتم (ص 215)، والجرح (8/ 341). وأخرجه ابن ماجه (2/ 95: 2850) قال: حدثنا علي بن محمد، حدثنا أبو أسامة، عن أبي سِنَانٍ عِيسَى بْنُ سِنَانٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ شداد، عن عبادة بن الصامت قال: صلى=
= بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم حنين، إلى جنب بعير من المقاسم، ثم تناول شيئًا من البعير، فأخذ منه قردة، يعني وبرة فجعل بين إصبعيه، ثم قال: يا أيها الناس، إن هذا من غنائمكم، أدوا الخَيْط والمِخْيط فما فوق ذلك، وما دون ذلك، فإِن الغلول عار على أهله يوم القيامة، وشنار، ونار". وسنده ضعيف، عيسى بن سنان القسملي قال في التقريب (438: 5295): لين الحديث. وذكره البوصيري في زوائد ابن ماجه (2/ 120)، وقال: هذا إِسناد صحيح، عيسى بن سنان القسملي مختلف فيه. قلت: الراجح فيه أنه لين الحديث، وعلى القول بأنه مختلف فيه فالإسناد حسن. 2 - وأما حديث عمرو بن عبسة قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلى بعير من المغنم، فلما سلم أخذ وبرة من جنب البعير. ثم قال: ولا يحل لي من غنائمكم مثل هذه إلَّا الخُمس، والخُمس مردود فيكم". رواه أبو داود (3/ 82: 3855) قال: حدثنا الوليد بن عتبة، حدثنا الوليد، حدثنا عبد الله بن العلاء، أنه سمع أبا سلام الأسود قال: سمعت عمرو بن عبسة قال: فذكره. ورجاله ثقات إلَّا أن أبا سلام هو ممطور، عن عمرو مرسل -كما في المراسيل (ص 215)، والجرح (8/ 431) -. 3 - وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أتى بعيرًا، فأخذ من سنامه وبرة بين إصبعيه ثم قال: إنه ليس لي من الفيء شيء، ولا هذه، إلا الخُمس، والخُمس مردود فيكم". رواه النسائي (7/ 131) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، حدثنا ابن أبي عدي، حدثنا حماد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ به. وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس لا يُقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع، وقد عنعن هنا. وبالجملة، فحديث الباب بهذه الشواهد حسن على أقلّ الأحوال.
17 - [باب الخرص في الثمار]
17 - [بَابُ الْخَرْصِ فِي الثِّمَارِ] 922 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ (¬1)، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعَثَهُ عَلَى خَرْصِ التَّمْرِ، فَقَالَ: إِذَا أَتَيْتَ عَلَى أَرْضٍ فَاخْرُصْهَا وَدَعْ لَهُمْ قَدْرَ مَا يَأْكُلُونَ. * إِسناده صَحِيحٌ وَهُوَ مَوْقُوفٌ، وَقَدْ أَخْرَجُوا (¬2) بِهَذَا الإِسناد عن سهل رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-[مرفوعًا] (¬3). ¬
922 - الحكم عليه: صحيح موقوف -كما قال الحافظ هنا في المطالب-. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 133: ب مختصر)، وعزاه لمسدد وصححه.
تخريجه: أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 453)، والبيهقي في السنن الكبرى=
= (4/ 124)، من طريق مسدد، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وتابعه أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ به. رواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 194). وتابعه الثوري، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يسار أن عمر بن الخطاب كان يقول للخراص: دع لهم قدر ما يقع وقدر ما يأكلون. رواه عبد الرزاق في المصنف (4/ 129: 7221) -كما تلاحظ- عن بشير أن عمر وهو مرسل. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 124) من طريق سليمان بن بلال، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يسار أن عمر فذكره مرسلًا. ثم رواه البيهقي في السنن (4/ 124) من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا أبو عمرو يعني الأوزاعي أن عمر بن الخطاب قال: خففوا على الناس في الخرص فإِن فيه العرية والوطية والأكلة. قال الوليد: قلت لأبي عمرو: وما العرية قال: النخلة والنخلتين والثلاث يمنحها الرجلُ الرجلَ من أهل الحاجة. قلت: فما الأكلة. قال: أهل المال يكون منه رطبًا فلا يخرص ذلك ويوضع من خرصه. قال: قلت: فما الوطية. قال: يغشاهم ويزورهم. قلت: ومن وصله معه زيادة، وهو حماد بن زيد، ثقة، وزيادة الثقة مقبولة. وورد معناه مرفوعًا. فعن عبد الرحمن بن مسعود بن نيار قال: جاء سهل بن أبي حثمة إلى مجلسنا، فحدث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: إذا خرصتم فخذوا، ودعوا الثلث فإِن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع. رواه الترمذي (3/ 140 عارضة)، واللفظ له؛ والنسائي (5/ 42)، وأحمد (3/ 448، 4: 3)، وابن أبي شيبة (3/ 194)، وابن الجارود في المنتقى (ص 130)، وابن خزيمة (4/ 42)، وابن حبان (5/ 118)، والحاكم (1/ 402)،=
= والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 123)، وابن الجوزي في التحقيق (1/ 194: أ) من طرق عن شعبة، عن خبيب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مسعود بن نيار قال: فذكره. وقال الحاكم: صحيح، ووافقه الذهبي. وأعله القطان بجهالة عبد الرحمن بن مسعود بن نيار فقال: في إِسناده عبد الرحمن بن نيار، قال البزار: لم يروه عن سهل إلَّا هو، وهو معروف. قال ابن القطان: وهذا غير كاف فيما ينبغي من عدالته، فكم من معروف غير ثقة، والرجل لا يعرف له حال، ولا يعرف بغير هذا ... اهـ. وتعقبه ابن الملقن في البدر المنير (4/ 96: ب) فقال: [عبد الرحمن هذا وثقه أبو حاتم بن حبان؛ فإِنه ذكره في ثقاته (5/ 104)، وأخرج الحديث في صحيحه من جبهته، وكذلك الحاكم صحح إِسناده، فقد عرف حاله -كما قال البزار-. وقول النووي في شرح المهذب (5/ 479): إِسناد هذا الحديث صحيح إلَّا عبد الرحمن بن مسعود بن نيار الراوي عن سهل بن أبي حئمة فلم يتكلموا فيه بجرح ولا تعديل وهو مشهور ولم يضعفه أبو داود -قال ابن الملقن-: فيه ما ذكرناه من كونه ثقة]. اهـ. قلت: القول قول ابن القطان والنووي، ولا وجه لكلام ابن الملقن؛ فإِن قاعدة ابن حبان في التوثيق معروفة، فالقول فيه أنه مجهول. وأما تصحيح الحاكم له، فإنما ذلك والله أعلم لشواهده، بدليل أنه قال: وله شاهد بإِسناد متفق على صحته ... ثم ذكر خبر الباب، مع أن خبر الباب لا يشهد له، إذ خبر الباب موقوف على عمر، وهذا مرفوع، إلَّا أن يكون له حكم المرفوع باعتبار أنه لا مجال للرأي فيه. والحديث ورد من طريق آخر، رواه الدارقطني في السنن (2/ 134)، والطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 123: أ) - من طريق عبد الله بن شبيب: حدثني عبد الجبار بن سعيد، حدثني محمد بن صدقة، حدثني مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ=
= سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده سهل بن أبي حثمة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثه خارصًا، فجاء رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال: يا رسول الله إن أبا حثمة قد زاد عَلَيَّ في الخرص. فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: إن ابن عمك يزعم أنك زدت عليه في الخرص. فقلت: يا رسول الله لقد تركت له قدر خرفة أهله وما يطعم المساكين. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قد زادك ابن عمك وأنصف. وفيه عبد الله بن شبيب، وهو واه -كما في اللسان (3/ 299) -، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 79)، وعزاه للطبراني في الأوسط وقال: وفيه محمد بن صدقة وهو ضعيف. اهـ. قلت: هو صدوق، فقد قال فيه النسائي: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صدوق وهذا ما اختاره ابن حجر في التقريب (484: 5967).
923 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حدثنا إِسْرَائِيلَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (¬1) بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعِ بن خديج، [عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ] (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث رجلًا إلى قَوْمٍ فَطَمَسَ عَلَيْهِمْ نَخْلَهُمْ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: أَتَانَا [فُلَانٌ] (¬3) فَطَمَسَ عَلَيْنَا نَخْلَنَا (¬4). فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لقد بعثته وإنه لفي (¬5) نَفْسِي لَأَمِينٌ، فإِن شِئْتُمْ أَخَذْتُمْ (¬6) مَا طَمَسَ عليكم، وإن شئتم أخذناه ورددناه عليكم. قالوا: هذا الحق، وبالحق قامت السموات والأرض. ¬
923 - الحكم عليه: ضعيف جدًا، تالف، فيه عبد العزيز بن أبان متروك، بل وصفه ابن معين وغيره بالكذب. وفيه أيضًا إسحاق بن الحكم، وشيخه محمد بن رافع بن خديج وهما مجهولان. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 133: ب مختصر)، وعزاه للحارث وسكت عليه. قلت: وقد علمت أنه ضعيف جدًا.
تخريجه: لم أجده.
18 - [باب النهي عن] حصاد الليل فرارا من الفقراء
18 - [بَابُ النَّهْيِ عَنْ] (¬1) حَصَادِ اللَّيْلِ فِرَارًا مِنَ الفقراء 924 - [1] مسدد: حدثنا يحيى، حدثنا (¬2) جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ حَصَادِ اللَّيْلِ وجذاذ (¬3) اللَّيْلِ (¬4). [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ جَمِيعًا: حدثنا يزيد، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ [عَنْ] (¬5) جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، به. ¬
924 - الحكم عليه: مرسل، صحيح الإِسناد.=
= تخريجه: أخرجه أحمد بن منيع -كما ذكر الحافظ هنا في المطالب-، والحارث بن أبي أسامة -كما هنا، وسيأتي، وكما في زوائد الحارث (2/ 376) - قالا: حدثنا يزيد، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده به. ويزيد: هو ابن هارون وهو ثقة -كما تقدم في الحديث رقم (728) من هذا البحث-. ومحمد بن إسحاق حسن الحديث. لكنه مدلس لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع، وقد عنعن هنا، لكن تابعه ثقات. أما الأول فالقطان وهو سند الباب. وأما الثاني فشعبة، رواه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 133) من طريق محمد بن إدريس الحنظلي، عن الربيع بن حيي، عن شعبة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده به. وأما الثالث فحفص بن غياث، رواه يحيى بن آم في الخراج: (ص 131)، من طريق حفص بن غياث، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عليّ بن الحسين به. وأما الرابع فسفيان بن عيينة، رواه يحيى بن آدم في الخراج: (ص 130)، من طريق سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عليّ بن حسين أنه قال لقيم له جَدّ نخله بالليل: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- نهى عن جداد الليل، وصرام -أو قال حصاد- الليل. قال سفيان: فقال: حتى يكون بالنهار ويحضره المساكين. وأما الخامس: فمعمر بن راشد، رواه عبد الرزاق في المصنف (4/ 147: 7270) عن معمر، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "لا يصر من نخل بليل، ولا يشابن لبن بماء لبيع". ورجاله ثقات.=
= وله شاهد من حديث عائشة، أخرجه البزار في مسنده -كما في كشف الأستار (1/ 419: 884) - من طريق محمد بن الحسن، حدثنا عنبسة بن سعد، عن عمرو بن ميمون، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَفَعَتْهُ: "أنه نهى عن جداد النخل بالليل". قال البزار: لا نعلمه عن عائشة إلَّا من هذا الوجه، وعنبسة حدث بأحاديث لم يتابع عليها وهو لين الحديث. اهـ. وعلى ذلك فالسند ضعيف، وحديث الباب يتقوى بهذا الشاهد فيصبح حسنًا لغيره، والله الموفق للصواب، سبحانه.
19 - [باب البداءة] بالعيال في الإنفاق
19 - [باب البداءة] (¬1) بالعيال في الإنفاق 925 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ [بْنِ مُسْلِمٍ] (¬2) الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عن عبد الله رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِذَا أَعْطَاكَ اللَّهُ تعالى خَيْرًا فَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَارْتَضِخْ مِنَ الْفَضْلِ، وَلَا تُلَامُ (¬3) عَلَى الْكَفَافِ، وَلَا تَعْجِزْ عَنْ نفسك. ¬
925 - الحكم عليه: ضعيف، فيه إبراهيم بن مسلم الهجري، لين الحديث. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 97)، وقال: رجاله موثقون. قلت: بل فيهم إبراهيم الهجري وهو ضعيف. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 136: أمختصر)، وعزاه لبعض الأئمة، وقال: مدار أسانيدهم على إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف.
تخريجه: رواه ابن عدي في الكامل (1/ 215) من طريق إبراهيم الْهَجَرِيِّ، عَنِ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ به. ورواه أبو يعلى في مسنده -كما في المقصد=
= العلي (ص 470)، ومجمع الزوائد (3/ 97) - من طريق محمد بن دينار، عن الهجري به. والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 198) من طريق علي بن عاصم، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الأيدي ثلاثة أيد: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل أسفل إلى يوم القيامة، فاستعينوا من السؤال ما استطعتم، ومن أعطاه الله خيرًا فلير عليه، وابدأ بِمَنْ تَعُولُ، وَارْتَضِخْ مِنَ الْفَضْلِ، وَلَا تُلَامُ على كفاف ولا تعجز عن نفسك. وقال البيهقي: تابعه إبراهيم بن طهمان، عن الهجري مرفوعًا، ورواه جعفر بن عون، عن إبراهيم الهجري موقوفًا. قلت: والاختلاف في رفعه ووقفه منشؤه إبراهيم الهجري، فإِنه سيء الحفظ -كما تقدم في ترجمته في هذا الحديث-. ورواه أحمد (1/ 446)، والحافظ في المستدرك (1/ 408)، والطحاوي في شرح الآثار (2/ 51) بلفظ مختصر من طريق الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: الأيدي ثلاثة، فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى. زاد الحاكم في آخره: فاستعف عن السؤال ما استطعت. ومداره على إبراهيم الهجري وهو ضعيف، وذكره المنذري في الترغيب (1/ 585)، وعزاه لأبي يعلى والحاكم ونقل عنه تصحيحه، ولم أجد هذا التصحيح في المستدرك سوى قول الحاكم عن هذا الحديث: محفوظ مشهور. لكن الحديث يشهد له ما ورد مفرقًا من حديث حكيم بن حزام، وأبي أمامة، وجابر، وطارق المحاربي، وابن عمر، وأبي هريرة، ومالك بن نضلة. فحديث حكيم بن حزام له عنه طريقان: الأولى: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى.=
= رواه البخاري (3/ 294 فتح)، وأحمد (3/ 403، 434). الثانية: عن موسى بن طلحة، عن حكيم أنه حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول". رواه مسلم (2/ 717)، والنسائي (5/ 69)، والدارمي (1/ 389)، والبيهقي (4/ 180)، وأحمد (3/ 402، 434). وحديث أبي أمامة: رواه شداد بن عبد الله قال: سمعت أبا أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "يا ابن آدم إنك أَن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى". رواه مسلم (2/ 718)، والترمذي (10/ 207 عارضة)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 182)، وأحمد (5/ 262)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وحديث جابر: يرويه ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أفضل الصدقة عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى. رواه أحمد (3/ 330، 346)، وابن حبان -كما في "الإحسان (5/ 144) -، وسنده صحيح على شرط مسلم، وابن جريج وأبو الزبير وإن كانا يدلسان فقد صرحا هنا بالتحديث، وصححه الألباني في الإرواء (3/ 319). وحديث طارق المحاربي: يرويه يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن جامع بن شداد، وعن طارق المحاربي قال: قدمنا الْمَدِينَةَ فإِذا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قائم على المنبر يخطب الناس وهو يقول: يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول، أمك، وأباك، واختك، واخاك، ثم أدناك أدناك. رواه النسائي (5/ 61)، وابن حبان -كما في الإحسان (5/ 143) -، وسنده حسن؛ يزيد بن زياد، قال في التقريب (601: 7714): صدوق.=
= وقال الألباني في الإرواء (3/ 319): سنده جيد. وحديث ابن عمر له عنه طريقان: الأولى: عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، أن عبد العزيز بن مروان كتب إلى عبد الله بن عمر أن ارفع الي حاجتك. قال: فكتب إليه عبد الله بن عمر إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى، وإني لأحسب اليد العليا المعطية، والسفلى السائلة وإني غير سائلك، ولا راد رزقًا ساقه الله إلي منك. رواه أحمد (2/ 4، 152)، وسنده حسن، من أجل ابن عجلان، وقال الألباني في الإرواء (3/ 319): سنده جيد. الثانية: عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه، عن ابن عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: المسألة كدوح في وجه صاحبها يوم القيامة، فمن شاء فليستبق على وجهه، وأهون المسألة مسألة ذي الرحم، تسأله في حاجة، وخير المسألة المسألة عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول. رواه أحمد (2/ 93)، وسنده صحيح، وصححه الألباني في الإرواء (3/ 319) على شرط الشيخين. وحديث أبي هريرة، ورد من طرق عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: والله لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره، فيبيعه ويستغني به، ويتصدق منه خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا فَيَسْأَلَهُ، يؤتيه أو يمنعه، وذلك أن اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول. رواه البخاري (9/ 500 فتح)، ومسلم (2/ 721)، واللفظ له، والترمذي (3/ 193 عارضة)، والنسائي (5/ 69)، وأبو داود (2/ 312: 1676، 1677)، وأحمد (2/ 245، 278، 288، 318، 358، 394، 402، 434، 475، 476، 480، 501، 524، 527)، والدارمي (1/ 389)، والدارقطني (3/ 295)، وابن=
= حبان- كما في "الإحسان (5/ 150) -، والحاكم (1/ 414)، والبيهقي في السنن (4/ 180). وتكلم على هذه الطرق بالتفصيل: الألباني في إرواء الغليل (3/ 316 وما بعدها)، فلتراجع. وفي رواية للقاسم مولى يزيد قال: حدثني أبو هريرة أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: إن الله عَزَّ وَجَلَّ يقول: يا ابن آدم إن تعط الفضل فهو خير لك، وإن تمسكه فهو شر لك، وابدأ بمن تعول، ولا يلوم الله على الكفاف، واليد العليا خير من اليد السفلى. أخرجه أحمد (2/ 362)، وحسنه الألباني في الإرواء (3/ 318). وحديث مالك بن نضلة: يرويه أبو الزعراء، عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نضلة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: الأيدي ثلاثة، فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السفلى السائلة، فأعط الفضل، ولا تعجز عن نفسك. رواه أبو داود (2/ 298: 1649)، وابن حبان -كما في الإحسان (5/ 150) -. وبالجملة، فحديث الباب يتقوى بهذه الشواهد الكثيرة لأجزائه، فيكون صحيحًا لغيره.
926 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ خَالِدٍ هُوَ أبو شيبة، حدثنا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هريرة رضي الله عنه يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ يُنَادِي: لَا صَدَقَةَ إلَّا عن فضل العيال (1).
926 - الحكم عليه: الخبر محتمل التحسين إن شاء الله وهو موقوف، والغالب أنه لا مجال للرأي فيه فله حكم المرفوع. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 137: ب مختصر)، وعزاه لمسدد وقال: العلاء بن خالد ضعيف. اهـ. قلت: لعل حديثه حسن إن شاء الله.
تخريجه: أخرجه أحمد (2/ 245) بلفظ آخر، من طريق الأعرج، عن أبي هريرة قال: أفضل الصدقة ما كان يعني عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول. وسنده صحيح. وله شواهد، مثل اليد العليا ... تقدم ذكرها في تخريج الحديث الماضي برقم 925.
20 - [باب الإجمال] في طلب الرزق
20 - [بَابُ الْإِجْمَالِ] (¬1) فِي طَلَبِ الرِّزْقِ 927 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زُبيد بْنِ الْحَارِثِ الْيَامِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَيْسَ شَيْءٌ يقرِّبكم مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا أَمَرْتُكُمْ بِهِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ويقرِّبكم مِنَ النَّارِ إِلَّا نهيتكم عنه، وإن الروح الْأَمِينِ نَفَثَ فِي رُوعِيَ (¬2) أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نفس تموت إلا وقد كتب الله تعالى رِزْقُهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِالْمَعَاصِي، فإِنه لا يدرك ما عند الله تعالى إلا بطاعته. * فيه انقطاع. ¬
927 - الحكم عليه: رجاله ثقات، لكنه منقطع -كما قال ابن حجر هنا في المطالب-؛زبيد بن الحارث لم يسمع من ابن مسعود، ولا من غيره من الصحابة. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 137/ ب مختصر)، وعزاه لإسحاق وقال: فيه انقطاع.=
= تخريجه: رواه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 185: 1151) موصولًا، ولكن فيه جهالة بسنده إلى إسماعيل بن أبي خالد، عن زُبيد اليامي، عمّن أخبره، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إن روح القدس نفث في روعي أن نفسًا لن تموت حتى يستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب". وسنده ضعيف لجهالة شيخ زبيد. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 227): حدثنا محمد بن بشر، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الملك بن عمير قال: أخبرت أن ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ... فذكره نحو حديث الباب. وسنده ضعيف للانقطاع بين ابن عمير وابن مسعود. ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 4) من طريق آخر فقال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، حدثنا ابن بكير، حدثني الليث بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سعيد بن أبي هلال، عن سعيد بن أبي أمية الثقفي، عن يونس بن بكير، عن ابن مسعود، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس من عمل يقرب إلى الجنة إلا قد أمرتكم به، ولا عمل يقرب إلى النار إلا قد نهيتكم عنه، لا يستبطئن أحد منكم رزقه، إن جبريل عليه السلام ألقى في روعي أن أحدًا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه، فاتقوا الله أيها الناس، وأجملوا في الطلب، فإِن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله فإِن الله لا يُنال فضله بمعصية. قال الألباني في تخريج أحاديث مشكلة الفقر (ص 19): [وأظن أن قوله "عن يونس بن بكير" مقحم من الناسخ أو الطابع؛ فإِن ابن بكير هذا من شيوخ أحمد، وسعيد بن أبي أمية أورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 5) قائلًا: "روى عن أبي أمامة الباهلي، روى عنه عنبسة بن أبان القرشي" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقد روى عنه سعيد بن أبي هلال أيضًا في هذا الحديث، فهو مجهول الحال وبقية الرجال ثقات]. اهـ.=
= وفي الباب عن جابر بن عبد الله، وحذيفة، وأبي أمامة. أما حديث جابر بن عبد الله: فرواه الحاكم (2/ 4)، والبيهقي في السنن الكبري (5/ 264، 265)، وابن حبان (5/ 98 إحسان)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 165، 7/ 158) من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "لا تستبطئوا الرزق، فإِنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغ آخر رزق هو له، فأجملوا في الطلب، أخذ الحلال وترك الحرام". وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. ورواه ابن ماجه (2/ 725: 2144)، والحاكم (2/ 4)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 186: 1152) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه فلا تستبطئوا الرزق واتقوا الله أيها الناس، وأجملوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حرم". وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قلت: لكن فيه ابن جريج وشيخه أبا الزبير، وكلاهما مدلس وقد عنعناه، وبذلك أعله البوصيري في الزوائد (2/ 6). وأما حديث حذيفة: فرواه البزار -كما في كشف الأستار (2/ 81: 1253) - قال: حدثنا إبراهيم بن هانئ وعبد الله بن أبي يمامة الأنصاري ومحمد بن عمر بن هياج، حدثنا قدامة بن زائدة بن قدامة، حدثني أبي، عن عاصم، عن زِرّ، عن حذيفة قَالَ: قَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فدعا الناس فقال: هلموا إلى. فأقبلوا إليه، فجلسوا فقال: هذا رسول رب العالمين جبريل -صلى الله عليه وسلم- نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها، وإن أبطأ عليها، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ استبطاء الرزق أن تأخذه بمعصية الله، فإِن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته. قال البزار: لا نعلمه عن حذيفة إلا بهذا الإِسناد.=
= قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 71): وفيه قدامة بن زائدة بن قدامة ولم أجد من ترجمه. وقال المنذري في الترغيب (2/ 535): رواته ثقات إلا قدامة بن زائدة، فإِنه لا يحضرني فيه جرح ولا تعديل. وأما حديث أبي أمامة: فرواه الطبراني في الكبير (8/ 194: 7694)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 26) عن عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "نفث روح القدس في روعي أن نفسًا لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فأجملوا فِي الطَّلَبِ وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تطلبوه بمعصية الله، فإِن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته". قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 72): وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف. وبالجملة فالحديث بهذه الشواهد صحيح لغيره. قال الشيخ الألباني في التعليق على فقه السيرة (ص 97): [فهذه طرق يقوي بعضها بعضًا، ولهذا -والله أعلم- جزم ابن القيم في زاد المعاد (1/ 78) بنسبة الحديث إليه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-].
928 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الرجل يَأْتِينِي مِنْكُمْ فَيَسْأَلُنِي فَأُعْطِيهِ، فَيَنْطَلِقُ وَمَا يَحْمِلُ في حضنه إلا النار. * صحيح. ¬
928 - الحكم عليه: صحيح -كما قال ابن حجر-. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 137: ب مختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن حبان -كما في الإحسان (5/ 166) - من طريق ابن أبي شيبة به. وفي الباب: عن عمر بن الخطاب قال: دخل رجلان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسألاه، فأمر لهما بدينارين، فخرجا من عنده، فلقيا عمر، فأثنيا وقالا معروفًا، وشكرا ما صنع بهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وأخبره بما قالا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لكن فلانًا أعطيته ما بين العشرة إلى المائة فلم يقل ذاك، إن أحدهم ليسألني فينطلق بمسألته إلى النار". فقال عمر: ولم تعطينا ما هو نار؟ قال: "يأبون إلا أن يسألوني فيأبى الله لي البخل". رواه أحمد (3/ 4)، وابن حبان (5/ 174 إحسان)، والحاكم (1/ 46)، والبزار (1/ 436: 925)، وأبو يعلى (472: 492 المقصد العلي) من طريق الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أن عمر قال: ... فذكره. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة. وواففه الذهبي. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 94) رجال أحمد رجال الصحيح. ورواه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 436: 924) -، وأبو يعلى (472:=
= 493 المقصد العلي) من طريق جرير، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ به. وفيه عطية العوفي. قال في التقريب (393: 4616): صدوق يخطئ كثيرًا، وكان شيعيًا مدلسًا. ورواه الحاكم (1/ 46) من طريق عبد الله بن بشر الرقي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عن عمر به. وقال الحاكم: وهذا ليس بعلة لحديث الأعمش بل هو شاهد له بإِسناد آخر. ووافقه الذهبي. والذي في الصحيح عن أبي سعيد الخدري أن ناسًا من الأنصار سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم حتى نفذ ما عنده فقال: "ما يكون عندي من خير فلن أدّخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يصبر يصبّره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر". رواه البخاري (3/ 335 فتح)، ومسلم في صحيحه (2/ 729: 1053)، وأبو داود (2/ 295: 1644)، والترمذي (8/ 180 عارضة)، والنسائي (5/ 95).
929 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ (¬1) [بْنُ وَاقِدٍ] (¬2) حَدَّثَنَا [وهب] (¬3) بن وهب هو أبو البختري، حدثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ (¬4)، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى يُنزل الرِّزْقَ عَلَى قَدْرِ الْمُؤْنَةِ، وَيُنَزِّلُ الصَّبْرَ عَلَى قَدْرِ الْبَلَاءِ. * تَابَعَهُ غَيْرُهُ عَنْ عَبَّادٍ، [و] (¬5) لكن عبادًا ضعيف. ¬
929 - الحكم عليه: حديث الباب تالف، وذلك لما يلي: 1 - عَباد بن كثير: متروك الحديث. 2 - وهب بن وهب أبو البختري: كذّاب. 3 - عبد الرحيم بن واقد: ضعيف.
تخريجه: أخرجه ابن لال وأبو بكر في مكارم الأخلاق -كما في فيض القدير (2/ 318) - كلهم عن أبي هريرة به. قال المناوي: وفيه عبد الرحيم بن واقد، أورده الذهبي في الضعفاء (2/ 392)، وقال: ضعّفه الخطيب، عن وهب بن وهب. قال أحمد وغيره: كذاب. اهـ.=
= لكن ورد من طرق أخرى عن أبي هريرة: الأول: عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة. أخرجه البزار -كما في كشف الأستار (2/ 195: 1506) -، وابن عدي في الكامل (4/ 1434)، والبيهقي في الشعب (3/ 153/ ب) عن طارق -زاد البزار: وعباد بن كثير-، عن أبي الزناد به. وقال البزار: لا نعلمه عن أبي هريرة إلا بهذا الإِسناد. قلت: وفي ذلك نظر -كما سيأتي-. وقال ابن عدي: طارق بن عمار يُعرف بهذا الحديث. قال البخاري: لا يتابع عليه. قلت: بل توبع، وهو الطريق الثاني. لكن قال البيهقي في الشعب (3/ 153/ ب) بعد أن رواه: تفرد به عباد وطارق. وقيل: عن عباد، عن طارق وهو أصح. اهـ. قلت: وعلى ذلك فعباد لم يتابع طارقًا، بل هو رواية عنه، وعباد هو: ابن كثير الثقفي متروك، وقال أحمد: روى أحاديث كذب. انظر التهذيب (5/ 100). وعلى ذلك فلا يُفرح بهذه المتابعة. الثاني: عن بقية، حدثني معاوية بن يحيى، عن أبي الزناد به. أخرجه ابن عدي (6: 2397)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 111: 992)، والبيهقي في الشعب (3/ 153 /ب)، وقال ابن عدي: معاوية بن يحيى الأطرابلسي بعض رواياته بما لا يتابع عليه. قلت: فهذا تليين منه، وقريب منه قول الحافظ ابن حجر في التقريب (539: 6773): صدوق له أوهام. وعليه فقد حسّن الشيخ الألباني في الصحيحة (4/ 226) هذا الحديث بمتابعة معاوية لطارق، وفي ذلك ما فيه، إذ إن في طريق طارق عبّادًا، وهو ليس بمتابع -كما تقدَّم-، وعبَّاد متروك -كما تقدِّم- في الطريق الأول، فلا يحسن الحديث بهذه المتابعة. هذا من ناحية.=
= ومن ناحية أخرى فإِنه اختلف على معاوية: فرواه ابن عدي في الكامل (6: 2397) من طريق بقية، حدثنا معاوية بن يحيى، عن أبي الزناد به. ورواه ابن عدي أيضًا (4: 1435)، ومن طريفه البيهقي في الشعب (3/ 153 /ب) من طريق بقية، حدثنا معاوية بن يحيى، حدثنا أبو بكر القتبي، عن أبي الزناد به. ففي الطريق الأول يرويه بقية، عن معاوية، عن أبي الزناد مباشرة، وفي الثاني يرويه عن معاوية، عن أبي بكر القتبي. ومنشأ هذا الاضطراب إما من معاوية، ففي حديثه وهم، وإما أن يكون بقية دلّسه بأن أسقط شيخ شيخه، وهو أبو بكر القتبي. فالصحيح أن بين معاوية وأبي الزناد: أبا بكر القتبي. وقد ذكره الذهبي في المقتنى في سر الكنى (1/ 129) فقال: أبو بكر القتبي، عن أبي الزناد مجهول، والخبر منكر. اهـ. على أن أبا حاتم قال في العلل (3/ 126) عن هذا الحديث: [هذا حديث منكر، يحتمل أن يكون بين معاوية وأبي الزناد عباد بن كثير]. اهـ. والحاصل أن طريق طارق لا يُفرح بها؛ لأن في سندها عبادًا. وطريق معاوية لا تصلح للمتابعة؛ إذ الأصح أن بينه وبين أبي الزناد أبا بكر القتبي، وقد علمت ما فيه، فلا وجه لتحسين الحديث بمجموع هاتين الروايتين كما فعل الشيخ الألبانى في الصحيحة (4/ 227). الثالث: لكن ذكر الشيخ متابعًا ثالثًا، ذكره ابن عدي في ترجمة محمد بن عبد الله، ويقال ابن الحسن (6: 2242) رواه عن أبي الزناد به، واعتبره الألباني: محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب الملقب بالنفس الزكية، وصحح الحديث بهذه المتابعة مضمومة إلى المتابعتين السابقتين.=
= قلت: أما المتابعتان السابقتان فلا تصلحان للاعتبار لما تقدم. وأما متابعة محمد، فلم يذكر ابن عدي السند بينه وبين محمد هذا، بل ذكره معلقًا. ثم إن البخاري قال -كما في الميزان (3/ 591) -: لا أدري سمع من أبي الزناد أم لا. اهـ. فإِن كان هو محمد بن عبد الله الملقب بالنفس الزكية، وصح السند إليه، وسمع من أبي الزناد، فالحديث صحيح من هذه الطريق، ولكن لم يتبين لي شيء من هذه الأمور الثلاثة .. والله أعلم. الرابع: إلا أن الشيخ الألباني حفظه الله فاته طريق آخر للحديث هو أحسن طرقه، أخرجه ابن عدي في الكامل (5: 1704)، والبيهقي في الشعب (3/ 154/ أ) من طريق عمر بن طلحة، حدثنا مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "أنزل الله المعونة على شدة المؤنة، وأنزل الصبر على شدة النبلاء". وسنده حسن: عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي المدني. قال في التقريب (414: 4924): صدوق. ومحمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني قال في التقريب (499: 6188): صدوق له أوهام. فهذا أقوى الطرق عن أبي هريرة، وسنده حسن، فثبت الحديث، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وفي الباب عن أنس رضي الله عنه، يرويه داود بن المحبر: أخبرنا العباس بن رزين السلمي، عن حلاس بن يحيى التميمي، عن ثابت البناني، عن أنس مرفوعًا. أخرجه أبو جعفر البختري في ستة مجالس من الأمالي -كما في الصحيحة (4/ 227) -، وسنده تالف. داود بن المحبر متهم بالوضع.
930 - أبويعلى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حدثنا أسامة، عن عبيد بن نِسطاس (¬1) مَوْلَى كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تعالى يُؤْتِي عَبْدَهُ مَا كَتَبَ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا ما حرَّم). ¬
930 - الحكم عليه: ضعيف، فيه عبيد بن نسطاس وهو مجهول. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 71)، وعزاه لأبي يعلى وقال: فيه عبيد بن نسطاس مولى كثير بن الصلت، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى (11/ 461: 6583) به مطولًا. ولم أجده عند غيره، لكن في الباب عن عبد الله بن مسعود، وتقدم الكلام عليه وتخريجه برقم (912) من هذا البحث، وذكرت هناك شواهده من حديث جابر بن عبد الله وحذيفة، وأبي أمامة، بما يجعل الحديث صحيحًا لغيره، والله الموفق لا رب سواه.
21 - [باب النهي عن المسألة] لمن لا يحتاج إليها
21 - [بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْمَسْأَلَةِ] (¬1) لِمَنْ لَا يَحْتَاجُ إليها 931 - [1] قال مسدد: حدثنا أمية، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَوْصَى بَنِيهِ عِنْدَ مَوْتِهِ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ... فَذَكَرَ (¬2) الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهَا آخر كسب الرجل. * إِسناده جيد وهو موتوف (¬3). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ (¬4) بْنُ مطيع، حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عاصم، فذكر حديثًا وَفِيهِ: وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهَا آخِرِ كَسْبِ الْمَرْءِ، وإن أحدًا لن يسأل إلَّا بَذَل (¬5) كَِسْبُِه [وجهه (¬6)] (¬7). ¬
932 - [1] وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صفوان الجمحي، حدثنا هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَا خَالَطَتِ الصَّدَقَةُ مَالًا إلَّا أهلكته". [2] وقال ابْنُ أَبِي (¬1) عُمَرَ: حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بهذا. [3] قال البزار: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، حدثنا هِشَامٌ، بِهِ (¬2). * قُلْتُ: كَذَا (¬3) وَقَعَ، وَأَظُنُّهُ انْقَلَبَ وَتَحَرَّفَ. فَقَدْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ أَنَّهُ (¬4) تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ هِشَامٍ. وَوَقَعَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ عِنْدَ الْحُمَيْدِيِّ (¬5) قَالَ: يَكُونُ قَدْ وَجَبَ عَلَيْكَ فِي مَالِكَ صدقة تخرجها (¬6)، فَلَا تُخْرِجُهَا فَيَهْلِكُ الْحَرَامُ الْحَلَالَ. وَهَذَا تَفْسِيرٌ المراد من الخبر (¬7)، وهو فيما يَظْهَرُ لِي كَلَامُ الْحُمَيْدِيِّ. وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ لِغَيْرِهِ مِمَّنْ فَوْقَهُ. وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ أن الرجل يأخذ الزكاة وهو كني عَنْهَا، فَيُضِيفُهَا (¬8) مَعَ مَالِهِ إلَّا أَهْلَكَتْهُ. وَهَذَا عَنِ الإِمام أَحْمَدَ (¬9) وَعَلَيْهِ اعْتَمَدْتُ فِي إِخْرَاجِهِ في هذا الباب. ¬
932 - الحكم عليه: ضعيف من أجل محمد بن عثمان الجمحي. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 131: أمختصر)، وعزاه للحميدي وابن أبي عمر والبزار وقال: فيه محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي وقد ضعفه أبو حاتم والدارقطني وذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الإِسناد ثقات. وضعفه الألباني في تخريج أحاديث مشكلة الفقر (ص 39).
تخريجه: أخرجه محمد بن أبي عمر في مسنده -كما قال ابن حجر- قال: حدثنا محمد بن عثمان به. والشافعي (1/ 242)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 159)، والبغوي في شرح السنة (5/ 482)، قال الشافعي: أخبرنا محمد بن عثمان به. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 180): حدثني محمد بن حمزة، عن محمد بن عثمان به. وأحمد بن حنبل في العلل (1/ 261). ومن طريقه: القضاعي في مسند الشهاب (2/ 10: 782): عن محمد بن عثمان به. وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2214)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 159) من طريق سريج بن يونس، حدثنا محمد بن عثمان به. وأخرجه ابن عدي في الكامل أيضاً (6/ 2214)، من طريق الوليد بن عبد الملك بن مسرح، حدثنا محمد بن عثمان به. ورواه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 10: 781)، من طريق ابن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بكر بن خالد، حدثنا محمد الجمحي به. ومداره على محمد الجمحي وقد علمت حاله. لكن رواه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 418: 881) - قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، حدثنا هشام به.=
= فجعله من طريق عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، وتعقب ذلك ابن حجر هنا في المطالب، واعتبره قلبًا وتحريفًا، اعتمادًا على قول ابن عدي في الكامل (6/ 2214) محمد بن عثمان بن صفوان يعرف بهذا الحديث. لا أعلم أنه رواه عن هشام بن عروة غيره. قلت: هذا وجه. وثمة وجه آخر وهو: تتابع الثقات على روايته عن محمد بن عثمان وقد سقت متابعاتهم آنفًا وهم أحمد بن حنبل والشافعي، وابن أبي عمر، وسريج بن يونس وغيرهم، كلهم جعلوه: عن محمد بن عثمان، وانفرد البزار بروايته: عن محمد بن عبد الأعلى، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن به. ولعله انقلب وتحرف على البزار أو شيخه محمد بن عبد الأعلى، وعزا الألباني الوهم للبزار، ذكر ذلك في تخريج أحاديث مشكلة الفقر (ص 40)، وأحال إلى السلسلة الضعيفة (5069) لما تطبع بعد. وفي الباب عن عمر بن الخطاب. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 159)، والطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 121: ب) -، من طريق عمر بن هارون، حدثنا عمرو بن فيروز مولى كريمة بنت المقداد بن عمرو، عن أبي هريرة قال: سمعت عمر بن الخطاب حدثنا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما سمعه منه، وكنت أكثرهم لزومًا لرسول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ عُمَرُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ما تلف مال في بر ولا بحر إلَّا بحبس الزكاة". قال الطبراني: لا يروى عن عمر إلَّا بهذا الإِسناد. وسنده ضعيف جدًا، فيه عمر بن هارون، قال في التقريب (417: 4979): متروك. وتساهل الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 63)، فقال: فيه عمر بن هارون وهو ضعيف. وعلى ذلك فلا يصلح شاهدًا لحديث الباب، لشدة ضعفه.
22 - [باب من قال] في المال حق سوى الزكاة
22 - [بَابُ مَنْ قَالَ] (¬1) فِي الْمَالِ حَقٌّ سِوَى الزَّكَاةِ 933 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أبو قبيل (¬2)، قال: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ أبي ذرٍّ رضي الله عنه [أنه جاء يستأذن على عثمان رضي الله عنه، فقال عثمان رضي الله عنه: لا تأذنوا له. فاستأذن، فقال كعب: ائذن لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ] (¬3). فَأَذِنَ لَهُ وَبِيَدِهِ عَصًا. فقال عثمان رضي الله عنه: يَا كَعْبُ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ عوف رضي الله عنه تُوُفِّيَ وَتَرَكَ مَالًا فَمَا تَرَى؟ قَالَ: كَانَ يَصِلُ (¬4) فِيهِ حَقَّ اللَّهِ فَلَا بَأْسَ عَلَيْهِ. فرفع أبو ذر رضي الله عنه عَصَاهُ، فَضَرَبَ كَعْبًا وَقَالَ: كَذَبْتَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَا أحبُّ أن لي هذا الْجَبَلَ ذَهَبًا أُنفقه ويُتقبل مِنِّي لَا أَذَرُ خَلْفِي مِنْهُ شَيْئًا. وَإِنِّي أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا عثمان، سمعتَ؟ - ثلاث ¬
مَرَّاتٍ-. قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: يَا كَعْبُ مَهْ. قَالَ: إِنِّي أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ الَّذِي حَدَّثْتُكُمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ ...} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. قَالَ: فإِن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَحَاهُ. قَالَ: فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَى. * قُلْتُ: حَدِيثُ "مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ هَذَا الْجَبَلَ ذَهَبًا" فِي الصَّحِيحِ دُونَ هَذِهِ الْقِصَّةِ، ودون قول عثمان رضي الله عنه أنه سمعه.
923 - الحكم عليه: في إِسناده ابن لهيعة وهو ضعيف، ومالك البردادي لم يذكر فيه جرح ولا تعديل فهو مجهول. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 242)، وقال: رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وقد ضعفه غير واحد، ورواه أبو يعلى في الكبير وزاد: قال كعب: إِنِّي أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ الَّذِي حَدَّثْتُكُمْ قَالَ: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، فإِن الله محاه وإني أستغفر الله. اهـ. قلت: هي في رواية الباب. وتعقبه الشيخ البنّا في "الفتح الرباني" (22/ 29) فلم يُصب، ولا حجة لتعقبه إذ قال: [قول الحافظ الهيثمي وفيه ابن لهيعة وقد ضعفه غير واحد، هذا إذا عنعن، ولكنه صرح بالتحديث فحديثه حسن، وقد صرح بذلك الحافظ الهيثمي نفسه في غير موضع من كتابه، وقوله: رواه أبو يعلى في الكبير: الظاهر أن هذه الجملة خطأ من الناسخ أو الطابع، وصوابه رواه الطبراني في الكبير، أو رواه أبو يعلى بدون لفظ الكبير؛ لأن لفظ الكبير لا يقال إلَّا للطبراني. والله أعلم، انتهى كلامه رحمه الله. ولي عليه ملاحظتان: الأولى: أن ابن لهيعة ولو صرح بالتحديث، فحديثه ضعيف مطلقًا. الثانية: لا وجه لاعتبار الخطأ من الناسخ أو الطابع في عزو الحديث لأبي يعلى في الكبير، وكلام الحافظ الهيثمي رحمه الله في محله، إذ إن لأبي يعلى مسندان أحدهما مسند كبير وهو رواية طويلة يعزو إليها الهيثمي أحيانًا. انظر: المقصد=
= العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي (ص 25، 83). وهي التي اعتمدها الحافظ ابن حجر هنا في المطالب لتخريج زوائدها فيه. وإذا تقرر هذا، علمت أنه لا وجه لتعقب الشيخ البنا للهيثمي، والهيثمي يعني ما يقول في عزوه الحديث لأبي يعلى في الكبير.
تخريجه: رواه الإِمام أحمد في مسنده (1/ 63) دون قول كعب: "إني ... " فقال الإِمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا عبد الله بن لهيعة، حدثنا أبو قبيل قال: سمعت مالك بن عبد الله الزيادي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ على عثمان بن عفان، فأذن له وبيده عصاه، فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا كَعْبُ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ توفي، وترك مالًا فما ترى فيه. فقال: إن كَانَ يَصِلُ فِيهِ حَقَّ اللَّهِ فَلَا بَأْسَ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ أَبُو ذَرٍّ عَصَاهُ، فَضَرَبَ كَعْبًا وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: ما أحب لو أن لي هذا الجبل ذهبًا أنفقه ويتقبل مني أذر خلفي منه ست أواق، أنشدك الله يا عثمان أسمعته؟ -ثلاث مرات-. قال: نعم. وأخرجه أيضًا ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 286) من نفس هذا الطريق، وبلفظ أحمد. وسنده ضعيف -كما علمت آنفًا-، لكن الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- قال في تعليقه على المسند (1/ 356): إِسناده صحيح إن شاء الله. اهـ. مع أنه أقر أن مالك بن عبد الله مستور، والمستور لا يكون حديثه حسنًا فضلًا عن أن يكون صحيحًا -كما هو معلوم-، بل هو قريب من مجهول الحال، فلا يعلم حاله من حيث الجرح أو العدالة. ثم إنه احتج بأنه لو كان مالك هذا فيه جرحًا لذكره البخاري أو غيره من الضعفاء بل لذكره الذهبي في الميزان. قلت: كذا قال غفر الله له، وفي ذلك ما فيه، إذ من المعروف أن البخاري لم يستوعب جميع "الضعفاء" وكذا غيره، فكم من راو ضعيف لم يذكره البخاري فيهم. وأما الذهبي فهل ألزم نفسه بالاستيعاب؟! فكم من راو ضعيف استدركه عليه=
= الحافظ ابن حجر في اللسان، بل إن من جملة الأسباب التي دعت ابن حجر إلى تأليف اللسان أنه استدرك على الميزان وزاد عليه تراجم كثيرة -كما بيَّن ذلك في مقدمته للسان (1/ 4) -. ثم إن مالكًا هذا لو كان ثقة لنقل توثيقه، ومن المعلوم أن الراوي لا تزول جهالة عينه إلَّا إذا روى عنه اثنان، فتزول جهالة عينه، وتظل جهالة حاله حتى يأتي توثيق إمام معتبر، ومالك هذا هو على أكثر الأحوال مجهول الحال أو مستور. وهذا حديثه ضعيف -كما هو معلوم-. ثم إن الشيخ شاكر رحمه الله احتج لتوثيق مالك بأن الهيثمي ذكر الحديث في مجمع الزوائد (10/ 239)، ولم يعله إلَّا بابن لهيعة. اهـ. قلت: وهذا ليس بحجة أيضًا، إذ عرف عن الهيثمي كثرة الأوهام وخاصة في كتابه هذا "مجمع الزوائد". والخلاصة أن مالكًا مجهول الحال، ولا يحكم على الحديث بالحسن فضلًا عن الصحة والله الموفق سبحانه. ثم إنني وجدت الحديث قد روي من وجه آخر، رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (1/ ق: 473) بلفظ مقارب للفظ الباب لكن السند مداره على مالك الزيادي، وقد علمت ما فيه. وجملة القول أن الخبر لا يصح، والله وحده الموفق، لا رب سواه.
23 - [باب الزجر] عن السؤال
23 - [باب الزجر] (¬1) عن السؤال 934 - [1] إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، أنبأنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وعروة بن الزبير. [2] وقال معمر: حدثنا هشام، عن أبيه أيضًا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَى حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ دُونَ مَا أَعْطَى أَصْحَابَهُ فَقَالَ حَكِيمٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ما كنت أظن أن يقصر (¬2) بِي دُونَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ. فَزَادَهُ، ثُمَّ اسْتَزَادَهُ، فَزَادَهُ حَتَّى رَضِيَ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أي عطيتك خير؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: الْأُولَى ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬3). * وَهُوَ بِتَمَامِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وإنما أخرجته لهذه اللفظة الزائدة: أي عطيتك خير (¬4). ¬
934 - الحكم عليه: صحيح. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 137: ب مختصر) وسكت عليه.
تخريجه: رواه عبد الرزاق في المصنف (11/ 102: 20041)، ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 188: 3078) عن مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وعروة بن الزبير، وعن هشام بن عروة، عن أبيه به. ورواه الواقدي في المغازي (3/ 945)، وصرح فيه سعيد وعروة بالتحديث فقالا: حدثنا حكيم. وأصله في الصحيحين دون زيادة "أي عطيتك خير"، أخرجه البخاري في صحيحه (3/ 335 فتح)، ومسلم (2/ 717: 1035)، والترمذي (9/ 287 عارضة)، والنسائي (5: 101، 102)، وأحمد (3/ 343)، وابن حبان -كما في الإحسان (5/ 91) -، والطبراني في الكبير (3/ 188: 3078) من طرق عن الزهري، عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب أن حكيم بن حزام، قال: ... فذكره. وتقدم تخريج طرقه مفصلًا في تخريج الحديث المتقدم برقم (910).
935 - أخبرنا أبو معاوية، حدثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلَهُ فَيَأْتِيَ الْجَبَلَ فَيَحْزِمَ حُزْمَةً مِنْ حَطَبٍ، فَيَجْعَلَهَا عَلَى ظَهْرِهِ، وَيَأْتِيَ بِهَا السُّوقَ، فَيَبِيعَهَا ويأكل ثمنها خيرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا فَيَسْأَلَهُ أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ... " الْحَدِيثَ. هَكَذَا رَوَاهُ إِسْحَاقُ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَتَابَعَهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عن أبي (¬1) معاوية والإسناد صحيح. ولكنه (¬2) رَوَاهُ وَكِيعٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أبيه، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ومن هذا الوجه أخرجه البخاري. ¬
935 - الحكم عليه: حديث الباب إِسناده صحيح، ورجاله ثقات، لكن أبا معاوية خولف. قال الحافظ ابن حجر: هَكَذَا رَوَاهُ إِسْحَاقُ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَتَابَعَهُ أحمد ابن أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَالْإِسْنَادُ صَحِيحٌ، ولكنه رَوَاهُ وَكِيعٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَمِنْ هَذَا أخرجه البخاري (3/ 335 فتح). اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 137: ب مختصر)، وذكر مثل قول ابن حجر.
تخريجه: تابعه أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، حدثنا هشام، عن أبيه، عن حكيم به. كذا قال ابن حجر، ولم أجد من أخرج ذلك. وسنده صحيح -كما=
= تقدَّم-، لكن أبا معاوية يهم ويضطرب كثيرًا في غير حديث الأعمش، وروايته هنا عن هشام بن عروة، وقد خالفه من هو أوثق منه، فجعله من حديث الزبير بن العوام. فرواه وكيع، حدثنا هشام بن عروة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-؛ لأن يأخذ أحدكم حبله، فيأتي الجبل، فيأتي بحزمة من حطب على ظهره، فيبيعها، فيستغني بثمنها، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه. أخرجه وكيع في الزهد (1/ 372: 141)، وعنه أحمد (1/ 16)، والبخاري (4/ 304 فتح)، وابن ماجه (1/ 588: 1836)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 195). وتابعه ابن نمير، عن هشام، عن أبيه، عن الزبير به. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 209). وتابعه حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن الزبير به. أخرجه أحمد (1/ 164). وتابعه وهيب، حدثنا هشام، عن أبيه، عن الزبير به، أخرجه البخاري (3/ 335 فتح). وتابعه أبو أسامة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الزبير بن العوام، رواه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 431: 910) -. فكل هؤلاء الثقات جعلوه من حديث الزبير، وخالفهم أبو معاوية فجعله من حديث حكيم بن حزام، فروايته معلولة، والصواب ما هو أصح، وهو رواية الصحيح، عن الزبير بن العوام. والله أعلم. وأخرجه البزار أيضًا -كما في كشف الأستار (1/ 432: 912) - من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به. وقال البزار: تفرد الضحاك بقوله عن عائشة. اهـ. قلت: والضحاك هو ابن عثمان بن عبد الله الأسدي، في حفظه شيء. قال في=
= التقريب (279: 972): صدوق يهم. وقد وهم في هذا الحديث فجعله عن عائشة والصواب أنه عن الزبير. والحديث له شواهد مرفوعة منها حديث أبي هريرة، وأنس بن مالك. أما حديث أبي هريرة. فأخرجه مالك في الموطأ (998)، والحميدي في مسنده (2/ 455)، وابن أبي شيبة (3/ 209)، وأحمد (2/ 243، 257، 300، 395، 408، 455)، والبخاري (3/ 335 فتح)، ومسلم (2/ 721: 1042)، والنسائي (5/ 93)، والترمذي (3/ 193 عارضة). ولفظ البخاري: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: والذي نفسي بيده، لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا فَيَسْأَلَهُ، أعطاه أو منعه. وأما حديث أنس بن مالك، فرواه النسائي (7/ 259)، وأبو داود (2/ 292: 1641)، والترمذي (5/ 223 عارضة)، وابن ماجه (2/ 740: 2198)، وأحمد (3/ 114)، عن الأخضر بن عجلان، حدثني أبو بكر الحنفي، عن أنس بن مالك: "أن رجلًا من الأنصار أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فشكا إليه الحاجة، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما عندك شيء؟ فأتاه بحلس وقدح، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: من يشتري هذا؟ فقال رجل: أنا آخذهما بدرهم. قال: من يزيد على درهم؟ فسكت القوم، فقال: من يزيد على درهم؟ فقال رجل: أنا آخذهما بدرهمين. قال: هما لك. ثم قال: إن المسألة لا تحل إلَّا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع". وقال الترمذي: هذا حديث حسن، لا نعرفه إلَّا من حديث الأخضر بن عجلان، وعبد الله الحنفي هو أبو بكر الحنفي. قلت: قال الحافظ في التقريب (330: 3724): لا يعرف حاله. وضعفه الألباني في إرواء الغليل (3/ 370).
24 - [باب الترهيب] من السؤال وفضل الإعطاء
24 - [بَابُ التَّرْهِيبِ] (¬1) مِنَ السُّؤَالِ وَفَضْلِ الْإِعْطَاءِ 936 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَنَسَخْتُهُ مِنْ كِتَابِ عَبْدِ الأعلى، قالا: حدثنا وُهَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ جُذَامَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ (¬2) يُقَالُ لَهُ عَدِيٌّ، كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتَيْنِ لَهُ [حوار] (¬3) فَرَمَى إِحْدَاهُمَا بِحَجَرٍ فَقَتَلَهَا، فَرَكِبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ بِتَبُوكَ فسأله عن شأن المرأة المقتولة فقال [أدِّ] (¬4) لوارثها عقلها. قال عدي رضي الله عنه: فكأني (¬5) أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى نَاقَةٍ لَهُ حَمْرَاءَ جَدْعَاءَ فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ تَعْلَمُنَّ أَنَّ الْأَيْدِيَ ثَلَاثَةٌ: يَدُ اللَّهِ تَعَالَى هِيَ الْعُلْيَا، وَيَدُ المُعطِي الْوُسْطَى، ويد المعطَى [هي] (¬6) السُّفْلَى فَتَعَفَّفُوا وَلَوْ بِحُزَمِ الْحَطَبِ. ثُمَّ رَفَعَ يديه. فقال: "اللهم هل بلغت". ¬
936 - الحكم عليه: ضعيف، فيه راو لم يسم. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 98)، وعزاه للطبراني وقال: فيه راو لم يسم. وذكره في (4/ 230)، وعزاه لأبي يعلى والطبراني باختصار وقال: رجاله رجال الصحيح إلَّا أن فيه راو لم يسم. قلت: كلا، بل فيه عبد الرحمن بن حرملة، أخرج له مسلم متابعة، ولم يخرج له في الأصول. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 136: أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى وقال: سنده ضعيف لجهالة بعض رواته.
تخريجه: رواه الطبراني (17/ 110: 267) من طريق عبد الأعلي بن حماد النرسي به. ورواه سعيد بن منصور -كما في الإصابة (2/ 465) -، والطبراني في الكبير (17/ 110: 269) من طريق حفص بن ميسرة، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن عدي الجذامي أنه لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في بعض أسفاره فقال: يا رسول الله كانت لي امرأتان فاقتتلتا، فرميت إحداهما فقتلتها، فقال: "اعقلها ولا ترثها"، فكأني أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على ناقة حمراء جدعاء وهو يقول: "يا أيها الناس تعلموا، فإنما الأيدي ثلاثة، فيد الله الْعُلْيَا، وَيَدُ الْمُعْطِي الْوُسْطَى، وَيَدُ الْمُعْطَى السُّفْلَى، فتعففوا ولو بحزم الحطب ... ألا هل بلغت ... ألا هل بلغت". ورجاله ثقات إلَّا أنه مرسل، قال ابن منده في "الصحابة" -كما في الإصابة- أرسله حفص بن ميسرة، فقد رواه محمد بن فليح، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيب، عن عدي بن زيد به. أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده -كما في الإصابة-.=
= ومحمد بن فليح: صدوق يهم -كما في التقريب (502: 6228) -. ورواه سعيد بن أبي هلال، عن عبد الرحمن، عن رجل من جذام، عن أبيه. ورواه يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن، حدثني رجل من أهل الشام، عن رجل منهم يقال له عدي. ذكر هاتين الروايتين الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 465) ورواه عبد الرزاق (9/ 407: 17802) عن محمد بن يحيى المازني، عن عبد الرحمن، أنه سمع رجلًا مِنْ جُذَامَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ عدي بن زيد قال: فذكره. وكما تلاحظ فقد تفرد محمد بن فليح بوصله، وبقية الثقات أرسلوه، ومحمد بن فليح صدوق، تقدم رواية الثقة عليه عند المخالفة، فكيف بالثقات. ولذلك قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 465) بعد أن ذكر هذه الروايات: والراجح من هذه الروايات الأخيرة -يعني رواية عبد الرزاق- الموافقة للتي قبلها. اهـ. قلت: ولا يعني كونها الراجحة أنها صحيحة، فإِن فيها رجلًا لم يسم، فهو مجهول حالًا وعينًا. فالحديث ضعيف ... لكن للمقطع الأخير منه "الأيدي ثلاثة ... " شواهد، تقدمت في الحديث رقم (910)، فيكون هذا الجزء من الحديث حسنًا لغيره. والله الموفق لا إله إلَّا هو.
937 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلَا لِذِي مِرَّة سوي).
937 - الحكم عليه: مرسل صحيح. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 137: ب مختصر)، وعزاه لمسدد وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده هكذا مرسلًا، وإنما ورد مِنْ طَرِيقِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا به. أخرجه النسائي (5/ 74)، وابن ماجه (1/ 589: 1839)، وابن أبي شيبة (3/ 207)، وابن الجارود (ص 132)، وابن حبان في صحيحه (5/ 123 الإحسان)، والطحاوي في شرح الآثار (2/ 14)، والدارقطني (2/ 118)، والبيهقي (7/ 14)، وأحمد (2/ 377) كلهم عن أبي بكر بن عياش، أنبأنا أبو حصين، عن سالم به. وسنده ظاهره الصحة، إلَّا أنه أعله صاحب التنقيح -كما في نصب الراية (2/ 399) - فقال: رواته ثقات، إلَّا أن أحمد بن حنبل قال: سالم بن أبي الجعد لم يسمع من أبي هريرة. وأقره الزيلعي. وتعقعه الألباني في إرواء الغيل (3/ 383)، فقال: [وقول أحمد هذا لم يذكر في ترجمة سالم من التهذيب - (3/ 432) - وقد جاء فيه نقول كثيرة عن الأئمة، تبين أسماء الصحابة الذين لم يلقهم سالم، أو لم يسمع منهم، وليس فيهم أبو هريرة، بل جاء ذكره في جملة الصحابة الذين روى عنهم سالم، ولم يعل بالانقطاع، والله أعلم". قلت: وكذا لم يذكر فيهم أبو هريرة في المراسيل لابن أبي حاتم (ص 79). وجامع التحصيل (ص 217).=
= وأخرجه الطحاوي في شرح الآثار (2/ 14)، قال: حدثنا علي بن معبد، حدثنا معلي بن منصور، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به. وسنده صحيح لولا أن أبا بكر بن عياش ساء حفظه لما كبر -كما في التقريب (624: 7985) -. وله طريق ثالث. أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 407) من طريق علي بن حرب، حدثنا سفيان، عن منصور، عن أبي حازم، عن أبي هريرة يبلغ به، فذكره. وقال الحاكم: على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. ورواه البيهقي (7/ 14) من طريق سعدان بن نصر، حدثنا سفيان به، عن أبي هريرة. وزاد: "فقيل لسفيان: هو عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ: لعله". وأعل هذه الطريق البزار، فإِنه رواه في مسنده -كما في نصب الراية (2/ 399) - من طريق إسرائيل، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عن أبي هريرة به. وقال: رواه ابن عيينة، عن منصور، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. والصواب حديث إسرائيل، وقد تابع إسرائيلَ على روايته أبو حصين، فرواه عن سالم، عن أبي هريرة. كذا قال الزيلعي وتتبعت المطبوع من كشف الأستار ولم أجده، فلعل الهيثمي لم يعتبره من الزوائد. وبالجملة فحديث أبي هريرة بهذه الطرق حسن على أقل الأحوال. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وحبشي بن جنادة، ورجل من بني هلال، وجابر بن عبد الله، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وابن عمر. 1 - أما حديث عبد الله بن عمرو، فله عنه طريقان: (أ) عن سعد بن إبراهيم، عن ريحان بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سوي".=
= أخرجه أبو داود (2/ 118: 1634)، والترمذي (3/ 150 عارضة)، والدارمي (1/ 324)، وابن أبي شيبة (3/ 207)، وأحمد في المسند (2/ 164)، وابن الجارود (ص 132)، والطحاوي في شرح الآثار (2/ 14)، والحاكم في المستدرك (1/ 407)، والدارقطني (2/ 119)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 13)، والطيالسي (300: 2271)، وقال الترمذي: حديث حسن. وقال صاحب التنقيح -كما في نصب الراية (2/ 399) -: [وريحان بن يزيد. قال أبو حاتم: شيخ مجهول، ووثقه ابن معين وقال ابن حبان: "كان أعرابيًا صدوقًا"] وقال ابن حجر في التقريب (212: 1975): مقبول. يعني عند المتابعة، وقد توبع: (ب) فأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 13) من طريق عطاء بن زهير العامري، عن أبيه قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أخبرني عن الصدقة أي مال هي. قال: هي شر مال، إنما هي مال للعميان والعرجان والكسحان واليتامى وكل منقطع به، فقلت: إن للعاملين عليها حقًا، وللمجاهدين، فقال: للعاملين عليها بقدر عمالتهم، وللمجاهدين في سبيل الله قدر حاجتهم أو قال: حالهم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن الصدقة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي". وعطاء أورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 332)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. فيتقوى هذا الطريق بالذي قبله فيصبح حسنًا لغيره. وورد من طريق ثالث موقوفًا. رواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 208) قال: حدثنا ابن مهدي، عن موسى بن علي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو قال: "لا ينبغي الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي". وسنده صحيح. 2 - وأما حديث حبشي بن جنادة. فرواه الترمذي (3/ 153)، وابن أبي شيبة (3/ 207)، ومن طريقه الطبراني الكبير (4/ 14: 3504)، وأبو صالح الخرقي في=
= الفوائد -كما في الإرواء (3/ 384) - من طريق مجالد، عن الشعبي، عن حُبشي بن جُنادة السلولي، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو واقف بعرفة في حجة الوداع وقد أتاه أعرابي فسأله رداءه، فأعطاه إياه قال: "إن المسألة لا تحل لغني، ولا لذي مرة سوي". وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه. قلت: يعني أنه ضعيف، فيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف. لكنه حسن بالشواهد. 3 - وأما حديث الرجل من بني هلال، فأخرجه الطحاوي في شرح الآثار (2/ 14)، وأحمد في المسند (4/ 62) و (5/ 375) من طريق عكرمة بن عمار اليمامي، عن سماك أبي زُميل، عن رجل من بني هلال، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إلا تصلح الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي". وسنده حسن، سماك هو ابن الوليد، أبو زميل الحنفي، قال في التقريب (256: 2628): ليس به بأس. وعكرمة بن عمار، قال في التقريب (396: 4672): صدوق يغلط. 4 - وأما حديث جابر بن عبد الله، فرواه الدارقطني في سننه (2/ 119) من طريق الوازع بن نافع، عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: جاءت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدقة فركبه الناس، فقال: "إنها لا تصلح لغني، ولا لصحيح سوي، ولا لعامل قوي". وفيه الوازع بن نافع، قال ابن حبان في المجروحين (3/ 83): يروي الموضوعات عن الثقات على قلة روايته، ويشبه أنه لم يتعمدها، بل وقع ذلك في روايته لكثرة وهمه، فبطل الاحتجاج به. اهـ. وبه أعله ابن حجر في الدراية (1/ 267)، فقال: فيه الوازع بن نافع وهو متروك. اهـ. فلا يصلح للاستشهاد. ورواه حمزة بن يوسف السهمي في "تاريخ جرجان (ص 367) من حديث=
= محمد بن الفضل بن حاتم، حدثنا إسماعيل بن بهرام الكوفي، حدثني محمد بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن جابر مرفوعًا إلا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ". ومحمد بن جعفر لم أستطع تمييزه. وسكت عليه الزيلعي في نصب الراية (2/ 400)، وتبعه ابن حجر في الدراية (1/ 267). 5 - وأما حديث طلحة بن عبيد الله، فرواه ابن عدي في الكامل (1/ 310) من حديث إسماعيل بن يعلي بن أمية الثقفي، عن نافع، عن أسلم مولى عمر، عن طلحة بن عبيد اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سوي". وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإِسناد لا أعلم رواه عن نافع، غير أبي أمية بن يعلى. اهـ. وقال النسائي في الضعفاء (ص 152): متروك الحديث. اهـ. فلا يصلح حديثه للاستشهاد. 6 - وأما حديث عبد الرحمن بن أبي بكر، فرواه الطبراني في الكبير -كما في مجمع الزوائد (3/ 94) -، والبزار -كما في الكشف (1/ 435) - من طريق ابن لهيعة، حدثني بكر بن سوادة، عن أبي ثور، عن عبد الرحمن بن أَبِي بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سوي". وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. 7 - وأما حديث ابن عمر، فرواه ابن عدي في الكامل (6/ 2186) من حديث محمد بن الحارث بن زياد، عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَيْلَمَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن عمر مرفوعًا بنحوه. وأعله بمحمد بن الحارث، وقال البخاري في الضعفاء الصغير (ص 107)، والنسائي في الضعفاء (ص 232): منكر الحديث.
938 - حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن منصور، عن سالم، عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الَّذِي يَأْتِينِي مِنْكُمْ، فَيَسْأَلُنِي فَأُعْطِيهِ، فَيَنْطَلِقُ وَمَا يَحْمِلُ (¬1) فِي حضنه (¬2) إلَّا النار". (¬3). ¬
939 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِمَنْ يَمْلِكُ خَمْسِينَ دِرْهَمًا أَوْ عِوَضَهَا (¬1) مِنَ الذهب". ¬
939 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف من ثلاثة وجوه: 1 - سعد بن معبد. مجهول. 2 - الحجاج بن أرطاة، كثير الخطأ، ثم إنه مدلس وقد عنعنه هنا. 3 - الانقطاع، فسعد ليس له رواية عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهو من التابعين على أكثر الأحوال، فهو مرسل. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 137: ب مختصر)، وعزاه لمسدد وسكت عليه.
تخريجه: رواه الدارقطني في سننه (2/ 122) من طريق الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "لا تحل الصدقة لمن له خمسون درهمًا أو قيمتها من الذهب". ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 180) من طريق الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن علي وعبد الله قالا: "لا تحل الصدقة لمن له خمسون درهمًا أو عوضها من الذهب". ومداره على سعد وهو مجهول، والحجاج كثير الخطأ والاضطراب، ومدلس، وقد عنعن هنا، والاختلاف الحاصل في الرفع والوقف منه بسبب اضطرابه، والله أعلم.=
= وأصله في السنن من حديث ابن مسعود مرفوعًا، وله عنه ثلاثة طرق: الأول: يرويه حكيم بن جبير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عن أبيه، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: من سأل الناس عن ظهر غنى جاء يوم القيامة وفي وجهه خموشًا. قيل: وما الغنى. قال: خمسون درهمًا أو قيمته من الذهب. رواه الترمذي (3/ 148 عارضة)، والدارمي (1/ 386)، والدارقطني (2/ 122)، والطيالسي (42/ 322) من طرق عن شريك، عن حكيم بن جبير به. وسنده ضعيف؛ حكيم بن جبير، قال في التقريب (176: 1468): ضعيف. وشريك ضعيف. ورواه أحمد (1/ 388، 441)، والترمذي (3/ 149 عارضة)، وأبو داود (2/ 277: 1626)، وابن ماجه (1/ 589: 1840)، والنسائي (5/ 72)، والدارمي (1/ 386)، والدارقطني (2/ 122)، والحاكم (1/ 457)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 24)، وابن عدي في الكامل (2/ 635)، من طرق عن سفيان بن سعيد، عن حكيم بن جبير به. وحكيم ضعيف -كما تقدَّم-. ورواه الترمذي (3/ 149 عارضة)، وأبو داود (2/ 278)، والنسائي (5/ 73)، وابن ماجه (1/ 589)، والحاكم (1/ 457)، من طرق عن سفيان، عن زبيد، عن حكيم بن جبير به. ومداره على حكيم -كما تلاحظ-، وقد علمت حاله. الثاني: يرويه عبد الله بن سلمة، عن عبد الرحمن بن المسور، عن المسور بن مخرمة، عن عبد الله بن مسعود به. رواه الدارقطني (2/ 121)، وسنده ضعيف. قال الدارقطني: عبد الله بن سلمة بن أسلم ضعيف. الثالث: يرويه بكر بن خنيس، حدثنا أبو شيبة، عن القاسم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،=
= عن أبيه، عن ابن مسعود مرفوعًا: "لا تحل الصدقة لرجل له خمسون درهمًا". رواه الدارقطني (2/ 122)، وقال: أبو شيبة بن إسحاق ضعيف، وبكر بن خنيس ضعيف. الرابع: يرويه الحجاج، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود به. رواه أحمد (1/ 466)، وسنده ضعيف من أجل حجاج، وصححه الشيخ شاكر في تعليقه على المسند (6/ 200)، ولا وجه لذلك. وبالجملة فطرق الحديث كلها لا تخلو من ضعف، لكنه يتقوى بها فيكون حسنًا على أقل الأحوال، وكأنه لذلك احتج به الإِمام أحمد رحمه الله - كما نقل ذلك ابن عدي في الكامل (2/ 636) -.
(37) حديث حِبان بن بُح (¬1) الصُّدائي يأتي [إن شاء الله تعالى] (¬2) في علامات النبوة (¬3). ¬
940 - وقال الحارث: حدثنا الحسن بن قتيبة، حدثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ ابْنِ (¬1) جُنَادَةَ، وَقَدْ حَجَّ مَعَ النَّبِيِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَجَّةَ الْودََاعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من سَأَلَ مِنْ غَيْرِ فَقْرٍ فَكَأَنَّمَا يَقْضِمُ (¬2) الْجَمَّرَ). ¬
940 - الحكم عليه: الإِسناد ضعيف جدًا، فيه أربع علل: 1 - الحسن بن قتيبة متروك الحديث. 2 - ثم إنه من رواية أبي إسحاق السبيعي وقد اختلط، وسماع إسرائيل منه بعد إلاختلاط -كما في شرح العلل لابن رجب (2/ 711) -. 3 - عنعنة أبي إسحاق وهو من أصحاب المرتبة الثالثة لا يقبل حديثه معنعنًا. 4 - جهالة شيخ أبي إسحاق. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 96)، وعزاه للطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. قلت: وفي ذلك نظر سيأتي بيانه في التخريج. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 138: أمختصر)، وعزاه للحارث، وقال: فيه الحسن بن قتيبة وهو ضعيف. اهـ. قلت: بل هو متروك.
تخريجه: أصله عند أحمد، يرويه أبو إسحاق، عن حبشي معنعنًا، دون واسطة الرجل المجهول.=
= رواه أحمد (4/ 165)، قال: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ سَأَلَ مِنْ غَيْرِ فَقْرٍ، فَكَأَنَّمَا يأكل الجمر". وتابعه يحيى بن أبي بكير: حدثنا إسرائيل به. رواه أحمد (4/ 165). وتابعه أبو أحمد محمد بن عبد الله بن زبير الزبيري، حدثنا إسرائيل به. رواه أحمد أيضًا (4/ 165)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 100)، وابن عدي في الكامل (2/ 849). وتابعه مُخَوَّل بن إبراهيم، حدثنا إسرائيل به. رواه الطحاوي الآثار (2/ 19). ومخول هذا: رافضي بغيض، صدوق في نفسه. الميزان (4/ 85)، اللسان (6/ 11). وتابعه أبو غسان، حدثنا إسرائيل به. رواه الطحاوي أيضًا في شرح الآثار (2/ 19). وتابعه مالك بن إسماعيل، حدثنا إسرائيل به، رواه الطبراني في الكبير (4/ 17: 3506). وتابعه غصن بن محمد بن يونس بن إسحاق، عن إسرائيل به. رواه الطبراني أيضًا (4/ 18: 3508). ومدار جميع هذه التابعات على أبي إسحاق السبيعي، وكما تلاحظ في جميع هذه المتابعات أن أبا إسحاق رواه عن حبشي بن جنادة معنعنًا دون واسطة. ورواية الباب عن رجل مجهول، فكأنه لذلك دلسه في هذه المتابعات فأسقطه. وأبو إسحاق معروف بكثرة التدليس لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع. على أنه يمكن تعصيب الجناية في رواية الباب بالحسن بن قتيبة فإِنه ضعيف جدًا متروك الحديث. ومن هنا تعلم أن قول الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 96): رجاله رجال=
= الصحيح فيه من التساهل ما لا يخفى، فإِن أبا إسحاق لم يخرجوا له في الصحيح إلَّا من رواية القدماء عنه الذين سمعوا منه قبل اختلاطه -كما في هدي الساري (ص 431) -، وإسرائيل سمع منه بعد اختلاطه -كما تقدم آنفًا-؛ فكون رجال السند من رجال الصحيح لا يعني الصحة ... فتأمل. على أن الشيخ الألباني صححه في صحيح الترغيب (1/ 337)، ويبدو أن ذلك لشواهده. إذ رواه الترمذي (3/ 153 عارضة) مطولًا واللفظ له، والطبراني (4/ 17: 3504)، وابن أبي شيبة (3/ 207) من رواية مجالد، عن عامر، عن حبشي، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع وهو واقف بعرفة أتاه أعرابي فأخذ بطرف ردائه، فسأله إياه، فأعطاه، وذهب، فعند ذلك حرمت المسألة. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن المسألة لا تحل لغني، ولا لذي مرة سوي، إلَّا لذي فقر مدقع، أو غرم مفظع، ومن سأل الناس ليثرى به مال كان خموشًا في وجهه يوم القيامة ورضفًا يأكله من جهنم، فمن شاء فليقلل، ومن شاء فليكثر". قال الترمذي: حديث غريب، يعني أنه ضعيف، لأن في سنده مجالد بن سعيد وهو ضعيف. وبالجملة فسند الباب لا يصلح للتقوية، لكن متن الحديث يتقوى بالشواهد والتي منها ما ذكرته، وذكر شواهد أخرى المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 570)، وصحح بعضها الألباني في صحيح الترغيب (1/ 335). فمتن الحديث حسن بالشواهد على أقل الأحوال.
941 (¬1) - وقال إسحاق: أخبرنا عبدة بن سليمان، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ لبناتها (¬2): تصدقن ولا تنتظرن الفضل، فإنكن إن انتظرتن الفضل لم تجدن، وإن تصدقتن لم تجدن فقده. ¬
941 - تخريجه: إِسناده صحيح، أخرجه إسحاق (5/ 135: 2251) بنحوه. كما أخرجه برقم (2252) قال: أخبرنا أبو معاوية بهذا الإِسناد مثله سواء. ولم أجد من أخرجه غير إسحاق. وروى البخاري برقم (1433) بهذا الإِسناد حديث: "لا توكي فيوكي الله عليك". ورواه مسلم برقم (1029) من طريق ابن أبي شيبة، ثنا حفص عن هشام بلفظ مقارب. (سعد).
25 - [باب قدر الصاع]
25 - [بَابُ قَدْرِ (¬1) الْصَّاعِ] (¬2) 942 - قَالَ [إِسْحَاقُ] (¬3): أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ (¬4) بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: "كَانَ صَاعُهُمْ ذَلِكَ الْيَومَ (¬5) مُدًّا وَثُلُثَ مُدٍّ (¬6). * هَذَا صَحِيحٌ. وأصله في النسائي. ¬
942 - الحكم عليه: صحيح. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 134: أمختصر)، وعزاه لإسحاق، وصححه.
تخريجه: أصله في الصحيح، من حديث السائب بن يزيد قال: كان الصاع على عهد=
= النبي -صلى الله عليه وسلم- مدًا وثلثًا بمدكم اليوم، فزيد فيه في زمن عمر بن عبد العزيز. رواه البخاري (11/ 597 فتح)، والنسائي (5/ 54) من طريق القاسم بن مالك المزني، حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، سمعت السائب بن يزيد قال: ... فذكره. ومن هنا تعلم أن الأولى أن يعزى الحديث للبخاري بدلًا من النسائي خلافًا لصنيع الحافظ ابن حجر هنا في المطالب فإِنه قال: أصله في النسائي. ويبدو والله أعلم أن الحافظ اعتبر الحديث من الزوائد لعدم تصريح الجعيد بالتحديث في رواية الباب، مع أنه صرح بالتحديث في رواية البخاري والنسائي. أو باعتبار أنه ليس فيه عند إسحاق قوله: "فزيد فيه في زمن عمر بن عبد العزيز" أو لعدم تحديد العصر صراحة في رواية الباب، مع أنه حدد في رواية الصحيح وسنن النسائي، فاعتبر زائدًا لتغاير اللفظ واختلاف المتن، والله أعلم.
943 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابن لهيعة، عن أبي الأسود قال: إن أَسْمَاءَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا كَانَتْ تَقُولُ: كُنَّا نؤدي صدقة الفطر عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بالمد الذي كانوا يتبايعون (¬1) به. ¬
943 - الحكم عليه: ضعيف من أجل ابن لهيعة، ثم إنه منقطع، أبو الأسود لم يرو عن أسماء وإنما يروي بواسطة عنها -كما سيأتي-. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 81)، وعزاه لأحمد والطبراني في الكبير والأوسط وقال: إِسناده له طريق رجالها رجال الصحيح. اهـ. قلت: هي طريق عروة وستأتي في التخريج. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 133: ب مختصر)، وعزاه للحارث وقال: سنده ضعيف منقطع.
تخريجه: رواه موصولًا: أحمد في مسنده (6/ 346) عن عتاب بن زياد، عن عبد الله بن المبارك، أخبرنا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء قالت: كنا نؤدي زكاة الفطر عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مدين من قمح بالمد الذي تقتاتون به. وسنده صحيح، وابن لهيعة الراوي عنه هنا من العبادلة، وروايتهم عنه صحيحة، إذ هي قبل الاختلاط. ورواه الطبراني في الكبير (24/ 129: 352)، والأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 125: أ) - من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أبي بكر به.=
= ورواه الطحاوي في شرح الآثار (2/ 43) عن ربيح المؤذن وفهد بن أبي مريم، عن أسد، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء به. ومداره -كما تلاحظ- على ابن لهيعة، وهو ضعيف. لكنه ورد موقوفًا على أسماء. رواه ابن أبي شيبة (3/ 176)، والبيهقي في السنن (4/ 170)، والطبراني في الكبير (24/ 82: 218: 219) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، أو عن فاطمة، عن أسماء قالت -في صدقة الفطر-: تُعطى بالمد والصاع الذي يمتارون به. وسنده صحيح موقوف.
944 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: الْأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ، والنَّش (¬1) عِشْرُونَ، وَالنَّوَاةُ خمسة. ¬
944 - الحكم عليه: صحيح مقطوع. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 134: أمختصر)، وعزاه لمسدد وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده.
26 - [باب تعميم الأصناف] بالصدقة
26 - [بَابُ تَعْمِيمِ الْأَصْنَافِ] (¬1) بِالصَّدَقَةِ 945 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا القواريري، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر (¬2) بن برقان، حدثنا أَبُو سَكِينَةَ الْحِمْصِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الرحمن، قال: أن عمر رضي الله عنه قدم الجابية، جابية دمشق، فقام خطيبًا. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: "أَلَا إِذَا انْصَرَفْتُ مِنْ مَقَامِي هَذَا فَلَا يَبْقَيَنَّ أَحَدٌ لَهُ حَقٌّ فِي الصَّدَقَةِ إلَّا أَتَانِي". فَلَمْ يأته ممن حضره إلَّا رجلان فأمر بهما فأُعطيا، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا هَذَا الْغَنِيُّ الْمُتَفَقِّدُ (¬3) بِأَحَقَّ بِالصَّدَقَةِ من هذا الفقير المتعفف. قال عمر رضي الله عنه "ويحك وكيف (¬4) لنا بأولئك". ¬
945 - الحكم عليه: فيه أبو سكينة، حديثه يحتمل التحسين، وعبد الله بن عبد الرحمن لم أستطع=
= تمييزه رغم أني فتشت عنه كثيرًا، إلَّا أن يكون القاريّ، وهو مقبول، يعني ضعيفًا، إلَّا إذا توبع، ولم أجد له متابعة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 104)، وقال: رواه أبو يعلى في أثناء حديث الجابية. وفيه أبو سكينة الحمصي ولم أجد من ترجمه. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 133: أمختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: رواه ابن عدي في الكامل (2/ 564) قال: حدثنا أبو عروبة، حدثنا عمر بن هشام، حدثنا مخلد بن يزيد، عن جعفر، عن أبي السكينة الْحِمْصِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: قدم عمر جابية دمشق، فقام في الناس ... فذكر الحديث. وحديث الجابية الذي أشار إليه الهيثمي: رواه أحمد (1/ 26)، واللفظ له، وابن ماجه (2/ 791: 2363)، والطحاوي في شرح الآثار (4/ 150)، وابن حبان (7/ 442، 8/ 257 إحسان)، والطيالسي (7/ 31)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 131) من طريق جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جابر بن سمرة أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية فقال: قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقامي فيكم فقال: استوصوا بأصحابي خيرًا، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يفشوا الكذب حتى إن الرجل ليبتدىء بالشهادة قبل أن يسألها فمن أراد منكم بحبحة الجنة فليلزم الجماعة، فإِن الشيطان مع الواحد، وهو من الإثنين أبعد، لا يخلون أحدكم بامرأة فإِن الشيطان ثالثهما، من سرته حسنته، وساءَته سيئته فهو مؤمن. وفيه عبد الملك بن عمير مدلس من المرتبة الثالثة، لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع وقد عنعن هنا، ثم إنه مخلط تغير حفظه، ولذا أشار الحاكم في المستدرك (1/ 114) إلى أن فيه علة، ولكنه لم يذكرها، ولعلها هذه. قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 725: 431): [لكن الحديث صحيح، فقد جاء من طرق أخرى] فأخرجه أحمد (1/ 18)، والترمذي (9/ 9=
= عارضة)، والحاكم (1/ 114) وصححه، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 91)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 49، 77) من طريق عبد الله بن المبارك، أنبأنا محمد بن سوقة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر، أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية فقال فذكره. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي والألباني. ثم قال الحاكم: وقد رويناه بإِسناد صحيح عن سعيد بن أبي وقاص، عن عمر رضي الله عنه، ثم ساقه من طريق محمد بن مهاجر بن مسمار، حدثني أبي، عن عامر ابن سعد، عن أبيه قال: وقف عمر بالجابية فقال: رحم الله رجلًا سمع مقالتي فوعاها، أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقف فينا كمقامي فيكم ثم قال: فذكره. وصححه الذهبي، وفيه محمد بن مهاجر بن مسمار، لم أجد له ترجمة إلَّا أن يكون محمد بن مهاجر القرشي، فإِن كان كذلك فهو لين -كما في التقريب (509: 6332) -.
27 - [باب الحمل] على إبل الصدقة
27 - [بَابُ الْحَمْلِ] (¬1) عَلَى إِبِلِ الصَّدَقَةِ 946 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أشهل (¬2) -هو ابن حاتم-، حدثنا ابن عون، عن محمد، قال سأل رجلًا عمر (¬3) رضي الله عنه عن إبله، فذكر عجفا ودبرًا فقال عمر رضي الله عنه: إني لأحسبها ضخامًا (¬4) سمانا. فمر (¬5) عليه عمر رضي الله عنه وهو في إبله يحدوها وهو يقول: أَقْسَمَ بِاللَّهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ ... مَا إِنْ بها من نقب ولا (¬6) دبر فاغفر اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ فَجَرْ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: مَا هَذَا، قَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سَأَلَنِي عَنْ إِبِلِي فَأَخْبَرْتُهُ عَنْهَا، فَزَعَمَ أَنَّهُ يَحْسِبُهَا ضِخَامًا (¬7) سِمَانًا وَهِيَ كَمَا تَرَى، قَالَ: فَإِنِّي أَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ، ائْتِنِي فِي مَكَانِ كَذَا وكذا، فأتاه، فأمر بها فقبضت، وأعطاه مكانها من إبل الصدقة. ¬
946 - الحكم عليه: ضعيف، إذ إنه منقطع بين ابن سيرين وعمر بن الخطاب، لكنه ورد من طريق أبي رافع -وهو ثقة-.
تخريجه: ذكره ابن حجر في الإصابة (3/ 94) في ترجمة عبد الله بن كيسبة، وذكر أنه أورده المرزباني في معجم الشعراء، وأنه من قول عبد الله هذا. وذكره البغدادي في خزانة الأدب (5/ 154) مطولًا، من طريق أبي رافع أن أعرابيًا أتى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إن أهلي بعيد، وإني على ناقة دبراء نقباء، فاحملني. فقال عمر: كذبت والله ما بها من نقب ولا دبر، فانطلق الأعرابي فحل ناقته، ثم استقبل البطحاء، وجعل يقول: أَقْسَمَ بِاللَّهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ ... مَا إِنْ بِهَا مِنْ نَقْبٍ وَلَا دَبَرْ فَاغْفِرْ لَهُ اللهم إن كان فجر ويروى: "ما مسها من نقب". وعمر بن الخطاب رضي الله عنه مقبل من أعلى الوادي فجعل إذا قال: فَاغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ فَجَرْ قَالَ: اللهم صدق، حتى التقيا، فأخذه بيده فقال: ضع راحلتك. فوضع فإِذا هي كما قال، فحمله على بعير، وزوده وكساه. اهـ. وأبو رافع اسمه نفيع، من أئمة التابعين، وهو مولى آل عمر، ثقة، ثبت من الثانية. انظر: السير (4/ 414) التقريب (565: 7182). وذكر البغدادي في الخزانة "أن أبا عبد الله محمد بن الحسين اليمني ذكره في طبقات النحويين في ترجمة الأصمعي"، من طريقه به بمعناه. وبالجملة فالأثر مشهور، ويبدو أنه ثابث فقد ذكره ابن حجر في الإصابة في ترجمة عبد الله مقرًا له. ولم أقف على طريق أبي رافع التي ذكرها البغدادى لمعرفة اتصالها وثقة رواتها ... والله الموفق.
28 - [باب الترغيب] في إخراج الزكاة
28 - [بَابُ التَّرْغِيبِ] (¬1) فِي إِخْرَاجِ الزَّكَاةِ 947 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يزيد [هو] (¬2) ابن هارون، أنبأنا أبو هلال الراسبي، عن (¬3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ (¬4)، عَنْ كَعْبٍ (¬5)، قَالَ: "ما كرم عبد على الله تعالى إلَّا ازْدَادَ عَلَيْهِ الْبَلَاءُ شِدَّةً، وَلَا أَعْطَى عبد صدقة ماله فَنَقَصَتْ، وَلَا أَمْسَكَهَا فَزَادَتْ فِي مَالِهِ، وَلَا سرق سارق إلَّا حسب من ¬
947 - الحكم عليه: ضعيف، فيه محمد بن سليم الراسبي، بين الحديث. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 131: أمختصر)، وعزاه للحارث قال: رجاله ثقات. قلت: بل أبو هلال الراجح فيه التليين.
تخريجه: رواه أبو نعيم في الحلية (5/ 365) عن أبي بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن=
= أبي أسامة به. وسنده ضعيف -كما علمت-. لكن لبعض أجزائه شواهد مرفوعة بيانها كما يلي: أما شطره الأول "مَا كَرُمَ عَبْدٌ عَلَى اللَّهِ إلَّا ازْدَادَ عليه النبلاء شدة". فورد من حديث أنس بن مالك مرفوعًا بلفظ" عظم الجزاء مع عظم النبلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي، فله الرضا، ومن سخط فله السخط". أخرجه الترمذي (9/ 243 عارضة)، وابن ماجه (2/ 1338)، وقال الترمذي: "حسن غريب من هذا الوجه". وفي سنده سعد بن سنان، وهو صدوق، له أفراد -كما قال ابن حجر في التقريب (23/ 22381) -، وبقية رجاله ثقات من رجال الصحيحين، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 227: 146). وورد من حديث سعد بن أبي وقاص قال: يا رسول الله أي الناس أشد بلاءً؟ قال: الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإِن كان دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح النبلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة. أخرجه أحمد (1/ 172، 180، 185)، والدارمي (2/ 320)، والترمذي (9/ 243 عارضة)، وابن ماجه (2/ 1334)، والحاكم (1/ 40، 41). وهو صحيح، وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه إلألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 69: 143). وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وغيره. انظر للتفصيل: فتح الباري (10/ 111)، والسلسلة الصحيحة (1/ 65: 143 - 145). وأما شطره الثاني: فيشهد له ما رواه مسلم (4/ 2001) من طريق الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلَّا عزًا، وما تواضع أحد لله إلَّا رفعة الله.
29 - [باب استحباب] عدم الإعانة في التصدق
29 - [باب استحباب] (¬1) عدم الإعانة في التصدق (38) حديث عائشة رضي الله عنها في ذلك. تقدم في أول باب الوضوء (¬2). ¬
30 - باب زكاة الفطر
30 - بَابُ زَكَاةِ الْفِطْرِ (¬1) 948 - قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ثنا هِشَامٌ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّهَا كَانَتْ تُعْطِي زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ مَنْ يَمُوتُ (¬2) مِنْ أَهْلِهَا: الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالشَّاهِدِ والغائب. ¬
949 - تخريجه: إِسناده صحيح. ورواه من طريق وكيع: ابن أبي شيبة (3/ 172)، وفيها: "يمون". وزاد: "نصف صاع من بر أو صاع من تمر أو شعير"، كما رواه في (3/ 175) بدون الزيادة. (سعد).
31 - [باب الترهيب] من كنز المال
31 - [باب الترهيب] (¬1) من كنز المال 949 - [إسحاق] (¬2): أخبرنا النضر بن شُميل، حدثنا عبد الجليل وهو ابن عطية، حدثنا أَبُو مِجْلَزٍ (¬3) قَالَ: قَامَ فَخَطَبَ كَأَنَّهُ يَعْنِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "هَلَكَ أَصْحَابُ الصُّرَرِ وَلَا آسَى عَلَيْهِمْ، وَلَكِنْ عَلَى من تصلون" (¬4). فَلَمْ يَعُد أَنْ نَزَلَ، فَهَابُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ. فقالوا: من ترونه عني؟ قالوا: نراهم قومًا يكونون بعدنا يصرون هذه الأموال، ويهريقون عَلَيْهَا الدِّمَاءَ. * قُلْتُ: الْمَحْفُوظُ أَنَّ هَذِهِ الْخُطْبَةَ، لابن مسعود رضي الله عنه. ¬
949 - تخريجه والحكم عليه: رجاله ثقات لكنه مرسل. وأعله ابن حجر هنا في المطالب فقال: المحفوظ أن هذه الخطبة لابن مسعود. يعني: أن الأصحّ أن هذه الخطبة موقوفة على ابن مسعود، إذ الذين يوقفونها أوثق من الذين يرفعونها. لكنني لم أجد من أخرجها مرفوعة بهذا اللفظ رغم أنني فتشت عن ذلك كثيرًا.
950 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ موسى، حَدَّثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنِ ابْنِ بُريدة، عَنْ أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ولا منيع قَوْمٌ قَطُّ الزَّكَاةَ إلَّا حَبَسَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمُ الْمَطَرَ" (¬1). * هَذَا إِسناد حَسَنٌ. [2] [وَقَالَ الرُّويَانِيُّ: حدثنا محمد بن إسحاق، أنبأنا (¬2) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، [بِهِ] (¬3). وَلَمْ يَقُلْ: قَطُّ. وَقَالَ: حُبِسَ -بِضَمِّ الْحَاءِ-] (¬4). [3] وَقَالَ أَبُو يعلى: حدثنا زهير، حدثنا عبيد الله (¬5) به، وأتم منه. ¬
959 - الحكم عليه: حسن من أجل بشير بن المهاجر. وكذلك قال ابن حجر. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 130: ب مختصر)، وعزاه لابن أبي شيبة وصححه.
تخريجه: رواه الحاكم في المستدرك (2/ 126)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 346)، والروياني وأبو يعلى -كما قال ابن حجر هنا في المطالب- من طريق بشير بن مهاجر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ به.=
= وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قلت: هو حسن -كما تقدم من أجل بشير-، وقد خولف، قال البيهقي بعد أن رواه: كذا رواه بشير بن المهاجر، ثم ساق بإسناده من طريق الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن ابن عباس قال: ما نفض قوم العهد إلَّا سلط الله عليهم عدوهم، ولا فشت الفاحشة في قوم إلَّا أخذهم الله بالموت، وما طَفَّف قوم الميزان إلَّا أخذهم الله بالسنين، وما منيع قوم الزكاة إلَّا منعهم الله القطر من السماء، وما جار قوم في حكم إلَّا كان البأس بينهم -أظنه قال- والقتل. وسنده صحيح، وهو موقوف في حكم المرفوع، لأنه لا يقال من قبيل الرأي. وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 45: 10992) مرفوعًا من طرق أخرى: عن إسحاق بن عبد الله بن كيسان المروزي، حدثنا أبي، عن الضحاك بن مزاحم، عن مجاهد وطاوس، عن ابن عباس به نحوه. وسنده ضعيف؛ إسحاق المروزي لينه أبو أحمد الحاكم -كما في الميزان (ص 194) -، وأبوه عبد الله، قال في التقريب (319: 3558): صدوق يخطئ كثيرًا. وقال المنذري في الترغيب (1/ 544): "وسنده قريب من الحسن. وله شواهد". لكن ورد من حديث بريدة أيضًا من طريق أخرى. رواه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 121: ب) - عن مروان بن محمد الطاطري، حدثنا سليمان بن موسى أبو داود الكوفي، عن فضيل بن مرزوق (وفي فوائد تمام: فضيل بن ابن غزوان) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ مرفوعًا، "ما منيع قوم الزكاة إلَّا ابتلاهم الله بالسنين". وقال الطبراني: لم يروه إلَّا سليمان، تفرد به مروان. ومروان ثقة -كما في التقريب (526: 6573) -. وسليمان بن موسى أبو داود الكوفي، صالح -كما قال الذهبي في الكاشف (1/ 320) -.=
= وفضيل إذا كان ابن مرزوق ففيه ضعف. قال ابن حجر في التقريب (448: 5437): صدوق يهم. وإن كان ابن غزوان فهو ثقة -كما في التقريب (448: 5434) -. وقال المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 543): رواته ثقات. ومثله قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 66). وللحديث شاهد من حديث ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ المهاجرين، خمس إذا ابتُلِيتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر فاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلَّا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلَّا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلَّا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلَّا سلط الله عليهم عدوًا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا بما أنزل الله، إلَّا جعل الله بأسهم بينهم". رواه ابن ماجه (2/ 1332: 4019)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 333) عن ابن أبي مالك، عن أبيه، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عمر به. وسنده ضعيف؛ ابن أبي مالك واسمه خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك قال في التقريب (191: 1688): ضعيف مع كونه كان فقيهًا وقد اتهمه ابن معين. وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه (2/ 301): هذا حديث صالح للعمل به، وقد اختلفوا في ابن أبي مالك وأبيه. قلت: أما أبوه فصدوق ربما وهم -كما في التقريب (603: 7748) -، وإنما العلة من ابنه. لكن جاء من طرق أخرى. فرواه الحدكم (4/ 540) من طريق أبي معبد=
= حفص بن غيلان، عن عطاء بن أبي رباح به. وقال: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي. قلت: هو حسن؛ حفص بن غيلان، قال في التقريب (174: 1432): صدوق فقيه، رمي بالقدر. ورواه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" -كما في السلسلة الصحيحة (1/ 168) - من طريق نافع بن عبد الله، عن فروة بن قيس المكي، عن عطاء بن أبي رباح به. وسنده ضعيف؛ نافع بن عبد الله، قال في الميزان (4/ 341): لا يعرف. ومثله شيخه فروة -كما في الميزان (3/ 347) -. ورواه الروياني في مسنده -كما في الصحيحة أيضًا- عن عمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعًا، وسنده ضعيف؛ عطاء بن أبي مسلم مدلس، وقد عنعنه. وابنه عثمان، قال في التقريب (385: 4502): ضعيف. قال الألباني عن طريق حديث ابن عمر: فهذه الطرق كلها ضعيفة إلَّا طريق الحاكم فهو العمدة، وهي إن لم تزده قوة فلا توهنه. اهـ. وبالجملة فحديث بُريدة بمجموع هذه الطرق والشواهد صحيح، وكذا صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 169: 107). وانظر: مصباح الزجاجة (2/ 301).
951 - [1] وقال البزار: حدثنا بشر بن معاذ. [2] ح (¬1)، [وقال] (¬2) أبو يعلى، والحسن بن سفيان جميعًا قالا: حدثنا أمية بن بسطام، قالا: حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ (¬3)، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[قَالَ] (¬4): "مَنْ تَرَكَ بَعْدَهُ كَنْزًا مُثِّلَ لَهُ (¬5) شُجَاعٌ أَقْرَعُ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَهُ زَبِيبَتَانِ، يَتْبَعُهُ (¬6) وَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ. فَيَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ الَّذِي خَلَّفْتَ بَعْدَكَ، فَلَا يَزَالُ يَتْبَعُهُ حَتَّى يُلْقِمَهُ يَدَهُ فَيْقَضِمُهَا (¬7)، ثُمَّ يُتْبِعَهُ سائر جسده". قال البزار: لا نعلم (¬8) طريقًا -يعني إلى ثوبان رضي الله عنه إلَّا هذا. ¬
951 - الحكم عليه: حسن، لولا عنعنة قتادة. وحسنه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 418: 882) -، وقال: لا نعلم طريقًا إلى ثوبان رضي الله عنه إلَّا هذا. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 64): رجاله ثقات.=
= وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 130: ب مختصر)، وعزاه لبعض الأئمة، وسكت عليه.
تخريجه: رواه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 11) عن بشر بن معاذ، حدثنا يزيد بن زريع به. وتابعه أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حدثنا سعيد، به. أخرجه الحسن بن سفيان -كما هو رواية الباب-وابن حبان-كما في الإحسان (5/ 106) -. وتابعه ابن المنهال، عن يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، به. أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 388). ورواه الحاكم أيضًا (1/ 388) من طريق ابن عطاء، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بن أبي طلحة، عن ثوبان به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، واستدرك الذهبي فقال: على شرطهما. قلت: إنما هو على شرط مسلم، فإِن معدان بن أبي طلحة لم يرو له البخاري. وفي الباب عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنِ عُمَرَ، وأبي هريرة، وابن مسعود. أما حديث جابر بن عبد الله فلفظه: "عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ- فذكر عقاب مانع زكاة الإبل والبقر والغنم- ثم قال: "ولا من صاحب مال لا يؤدي زكاته إلَّا تحول يوم القيامة شجاعًا أقرع يتبع صاحبه حيثما ذهب، وهو يفرّ منه، ويقال: هذا مالُك الذي كنت تبخل به، فإِذا رأى أنه لا بد منه أدخل يده في فيه، فجعل يقضمها كما يقضم الفحل". أخرجه مسلم (2/ 684: 988).، واللفظ له، وعبد الرزاق (4/ 27، 29)، وأحمد (3/ 321)، والنسائي (5/ 18)، وابن الجارود (123)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 182، 183) من طرق عن أبي الزبير، عن جابر به. وأما حديث ابن عمر، فلفظه: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إن الذي لا يؤدي زكاة ماله=
= يمثِّل الله تعالى له ماله يوم القيامة شجاعًا أقرع له زبيبتان فيلزمه أو يطوقه. قال: يقول: أنا كنزك، أنا كنزك". أخرجه أحمد (2/ 98، 137، 156)، والنسائي (5/ 28)، وابن خزيمة (4/ 12) من طرق عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر به. وسنده صحيح. وأما حديث أبي هريرة فلفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعًا أقرع يفر منه صاحبه، فيطلب ويقول: أنا كنزك قال: والله لن يزال يطلبه حتى يبسط يده فيلقمها فاه" ... أخرجه البخاري (3/ 268 فتح)، واللفظ له، وابن ماجه (1/ 569: 1786)، وهمام في صحيفته (ص 308)، وعبد الرزاق (4/ 28)، وأحمد (2/ 279، 379، 489)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 11)، والحاكم في المستدرك (1/ 389) من طرق عن أبي صالح، عن أبي هريرة به. وورد عن أبي هريرة بلفظ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من آتاه الله مالًا، فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعًا وأقرع له زبيبتان، يطوقه يوم القيامة يأخذ بلهزمتيه -يعني بشدقيه- يقول: أنا مالك، أنا كنزك، ثم تلا هذه الآية: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ...} الآية. أخرجه البخاري (8/ 33 فتح)، واللفظ له، والنسائي (5/ 29)، وأحمد (2/ 355)، والبيهقي (4/ 81) من طرق عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به. وفيه ألفاظ أخرى. انظر: جامع الأصول (5/ 296 وما بعدها). وفيه كلام على إِسناده. انظر: الفتح (3/ 269). وأما حديث ابن مسعود، فلفظه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ما من أحد لا يؤدي زكاة=
= ماله إلَّا مُثّل له شجاعًا أقرع يُطوقه يوم القيامة، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مصداقه كتاب الله: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ". أخرجه الحميدي (1/ 52)، واللفظ له، وأحمد (1/ 377)، والنسائي (5/ 8)، وابن خزيمة (4/ 11)، والشافعي في مسنده -كما في ترتيبه (1/ 222) -، والترمذي (11/ 141 عارضة)، وابن ماجه (1/ 568: 1784)، والبيهقي (4/ 81) من طريق سفيان بن عيينة، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل، عن ابن مسعود به. وسنده صحيح، وقال الترمذي: حسن صحيح. زاد الحميدي والشافعي، والترمذي، وابن ماجه، والبيهقي: عن جامع وعبد الملك بن أعين، عن أبي وائل، عن ابن مسعود به. وعبد الملك بن أعين قال في التقريب (362: 4164): صدوق. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 298) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبى إسحاق، عن أبي وائل، عن ابن مسعود به. ثم رواه (2/ 299) من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل به. وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
32 - [باب الحث] على الصدقة وفضلها
32 - [باب الحث] (¬1) على الصدقة وفضلها 952 - إسحاق: حدثنا النضر بن شُميل، أنبأنا (¬2) أَبُو قُرة هُوَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسيب، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذُكر لي أن الأعمال تتباهى (¬3)، فَتَقُولُ الصَّدَقَةُ: أَنَا أَفْضَلُكُمُ. قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: "ما من امرىء مُسْلِمٍ يَتَصَدَّقُ بِزَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ إلَّا ابْتَدَرَتْهُ حجبة (¬4) الجنة. ¬
952 - الحكم عليه: صحيح. وذكره البوصيرى في الإِتحاف (1/ 135: ب مختصر)، وعزاه لإسحاق وابن خزيمة والحاكم، وسكت عليه. قلت: هو صحيح -كما علمت-.
تخريجه: أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 95): حدثنا محمد بن رافع، حدثنا=
= أبو الحسن النضر بن إسماعيل، عن أبي فروة، قال: سمعت سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قال: ذكر لي أن الأعمال تتباهى، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم. ويبدو أن فيه تحريفًا، إذ لم أجد في الرواة من اسمه النضر بن إسماعيل وكنيته أبو الحسن، بل الذي كنيته أبو الحسن هو: النضر بن شميل. ثم إنني لم أجد أبا فروة، بل أبو قُرة -كما هي رواية الباب-. ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 416) من طريق النضر بن شميل، عن أبي قرة قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "ذكر لي أن الأعمال تتباهى فتقول الصدقة: أنا أفضلكم". و"أبو قرة" تحرف في المطبوع من المستدرك. إلى قرة، والتصويب من المخطوط. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، واختلف حكم الشيخ الألباني: فضعفه في تعليقه على صحيح ابن خزيمة (4/ 95) لجهالة أبي فروة، وصححه في صحيح الترغيب (1/ 369) مقرًا لحاكم على تصحيحه. قلت: ما في "ابن خزيمة" محرف، وموافقة الحاكم هو الصواب. وعليه فالحديث صحيح. والله الموفق.
953 - أخبرنا (¬1) النضر بن شُميل، حدثنا حماد وهو ابن سلمة، أنبأنا مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الصَّدَقَةُ؟ قَالَ: "أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ وَعِنْدَ اللَّهِ مزيد" قلت (¬2): يا رسول الله فأيها أَفْضَلُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "جُهدُ مُقِلٍّ، أو سِرٌّ إلى فقير". ¬
953 - الحكم عليه: ضعيف لجهالة شيخ معبد. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 135: ب مختصر)، وعزاه لإسحاق وسكت عليه وسنده ضعيف -كما علمت-.
تخريجه: ورد من طريق أخرى عن أبي ذر. أخرجه الطيالسي في مسنده (65/ 478)، والبزار -كما في كشف الأستار (1/ 93: 160) -، وأحمد (5/ 178)، وهنّاد في الزهد (2/ 482) من طريق المسعودي، عن أبي عمرو الشامي، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ... فذكره - كما تقدَّم آنفًا-. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 116): وفيه أبو عمرو الدمشقي وهو متروك. قلت: وفيه أيضًا المسعودي ضعيف، اختلط، وقد روى عنه الطيالسي في مسنده، وروايته عنه بعد الاختلاط -كما في الكواكب النيرات (ص 288) -،=
= وروى عنه وكيع عند أحمد، وروايته عنه قبل الاختلاط -كما في الكواكب (ص293) -. وعلى ذلك فلا يصلح هذا لتقوية سند الباب لشدة ضعفه. ولبعض أجزاء الحديث متابعات: فأمره بالاستعاذة. أخرجه النسائي (8/ 275) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن عبيد بن الخشخاش، به مثله. وعبيد بن الخشخاش، قال في التقريب (376: 4371): بين الحديث. وقوله: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ... " أخرجه الحميدي (1/ 72)، والمروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 396)، وأحمد (5/ 150)، وابن حبان (2/ 94 الإحسان) من طريق عمرو بن ميمون، عن أبي ذر مرفوعًا به. وتابعه بشير بن كعب، عن أبي ذر. أخرجه أحمد (5/ 152)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 66). وتابعه عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر. أخرجه أحمد (5/ 152). وتابعه عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي ذر. رواه أحمد (5/ 156)، وابن ماجه (2/ 1256: 3825). وجزء عدد الأنبياء. رواه ابن سعد في الطبقات (1/ 32) من طريق عمرو بن الهيثم، وهاشم بن القاسم، عن المسعودي به. والمسعودي ضعيف -كما تقدم آنفًا-. على أنه ورد من حديث أبي أمامة، من طريق معان بن رفاعة، حدثني عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أمامة، أن أبا ذر قال: يا رسول الله ما الصدقة. قال: أضعاف مضاعفة، وعند الله المزيد. ثم قرأ: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}. قيل يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: سر إلى فقير، أو جهد من مقل. ثم قرأ: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ}.=
= رواه أحمد (5/ 265)، والطبراني في الكبير (8/ 258: 7871)، والأصبهاني في الترغيب -كما في الدر المنثور (1/ 353) -، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 116): "وفيه علي بن يزيد، وفيه كلام". قلت: هو الألهاني، وهو ضعيف -كما في التقريب (406: 4817) -، وتحرف في المجمع إلى: علي بن زيد. وقال ابن كثير في تفسيره (1/ 586): معان بن رفاعة السلامي ضعيف، وعلي بن يزيد ضعيف، والقاسم أبو عبد الرحمن ضعيف أيضًا. اهـ.
954 - أخبرنا (¬1) عيسى بن يونس، حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: "إِنَّ صَدَقَةَ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ تَزِيدُ فِي العمر، وتمنع ميتة السوء، ويذهب الله عنه بها الكبر والفخر". ¬
954 - الحكم عليه: تالف، فيه كثير بن عبد الله بن عمرو، متهم بالكذب. يروي عن أبيه - مجهول- عن جده، نسخة موضوعة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 110)، وعزاه للطبراني في الكبير فيه كثير بن عبد الله المزني وهو ضعيف. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 135: أمختصر)، وعزاه لإسحاق سنده ضعيف لضعف كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف. وقد حسنها -يعني والترمذي وصححها هو وابن خزيمة في صحيحه. قلت: كثير متروك، فحديثه ضعيف جدًا، تالف.
تخريجه: - أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 22: 31) من طريق كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده مرفوعًا به. وفي الباب عن عبد الله بن جعفر، وابن مسعود، وأبي أمامة، وأنس، وأبي بكر رضي الله عنهم وغيرهم. 1 - أما حديث عبد الله بن جعفر: فيرويه أصرم بن حوشب، حدثنا قرة بن خالد، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: قلت لعبد الله بن جعفر حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: الصدقة تطفىء غضب الرب.=
= رواه الطبراني في الصغير (2/ 95)، والأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 129: ب) -، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 92)، وقال الطبراني لم يروه عن قرة إلَّا أصرم، وأصرم بن حوشب قال ابن معين: كذاب. وقال البخاري ومسلم والنسائي: متروك. انظر: لسان الميزان (1/ 461). ومن طريقه رواه الحاكم (3/ 568) لكنه قال: عن أصرم، حدثنا إسحاق بن واصل، عن أبي جعفر به. وسكت عنه الحاكم. وقال الذهبي: "أظنه موضوعًا، فإسحاق متروك، وأصرم متهم بالكذب". 2 - وأما حديث عبد الله بن مسعود: فيرويه نصر بن حماد بن عجلان العجلي، أخبرنا عاصم بن عمرو البجلي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "صلة الرحم تزيد في العمر، وصدقة السر تطفئ غضب الرب". أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 93)، وفيه نصر بن حماد، قال في التقريب (560: 7109): ضعيف، أفرط الأزدي فزعم أنه يضع. 3 - وأما حديث أبي أمامة، فيرويه حفص بن سليمان، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أببم أمامة مرفوعًا: "صدقة السر تطفئ غضب الرب، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصلة الرحم تزيد في العمر". رواه الطبراني في الكبير (8/ 312: 8014)، وسنده ضعيف جدًا، حفص بن سليمان هو الأسدى القارئ صاحب عاصم، قال في التقريب (172: 1405): متروك الحديث مع إمامته في القراءة. اهـ. ووهم الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 115) تبعًا للمنذرى في الترغيب (2/ 169) فحسّنا إِسناده. 4 - وأما حديث معاوية بن حيدة: فيرويه عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة بن عبد الله، عن الأصبغ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده مرفوعًا: صنائع=
= المعروف تقي مصارع السوء، وإن صدقة السر تطفئ غضب الرب، وإن صلة الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر. رواه الطبراني في الكبير (19/ 421: 1018)، والأوسط (1/ 130: أمجمع البحرين)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 94). وسنده ضعيف، فيه صدقة بن عبد الله وهو أبو معاوية السمين، قال في التقريب (275: 2913): ضعيف. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 115): رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه صدقة بن عبد الله، وثقه دحيم وضعفه جماعة. وقال المنذري في الترغيب (2/ 30): ولا بأس به في الشواهد. 5 - وأما حديث أنس. فسيأتي الكلام عليه مفصلًا برقم (955). 6 - وأما حديث أبي بكر الصديق. فسيأتي برقم (963). وفي الباب عن أبي سعيد، وعمر، وأم سلمة وغيرهم. انظر: تفصيل ذلك في سلسلة الأحاديث الصحيحة للمحدث الشيخ الألباني (4/ 535: 1908). وبالجملة فالذي يمكن أن يتقوى ببعض هذه الشواهد التي لم تصل إلى الضعف الشديد: قوله: "تمنع ميتة السوء" فإِنه حسن بالشواهد على أقل الأحوال، ولم أجد لقوله: "تزيد في العمر، ويذهب الله بها الكبر والفخر، ما يصلح للتقوية، والله أعلم.
955 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النيلي (¬1)، أنبأنا صَالِحٌ المُرِّي (¬2)، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- سمعته يَقُولُ: "إِنَّ الصَّدَقَةَ وَصِلَةَ الرَّحِمِ يَزِيدُ اللَّهُ تعالى بِهَا فِي الْعُمُرِ، وَيَدْفَعُ بِهَا مِيتَةَ السَّوْءِ، ويدفع الله بهما (¬3) المكروه والمحذور". ¬
955 - الحكم عليه: ضعيف، فيه يزيد الرقاشي، وصالح المري، وكلاهما ضعيف.
تخريجه: رواه ابن عدي في الكامل (4/ 1379) قال: أخبرنا أبو يعلى به. وورد عن أنس من ثلاثة طرق أخرى: الأول: يرويه عبد الله بن عيسى الخزاز البصري، عن يونس بن عبيد، عن الحسين، عن أنس بن مالك مرفوعًا: إن الصدقة تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء. رواه الترمذي (3/ 168 عارضة)، وابن حبان (5/ 131 الإحسان)، والبغوي في شرح السنة (6/ 133) من طريق عبد الله. وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه. قال الشيخ الألباني في إرواء الغليل (3/ 391): وليس في بعض النسخ من الترمذي قوله: "حسن" وهو الأقرب إلى حال الإِسناد، فإِن فيه علتين: الأولى: عنعنة الحسن البصري فإِنه مدلس. والأخرى: ضعف الخزاز هذا، فأورده الذهبي في الضعفاء (1/ 350)، وقال: فيه ضعف، وقال الحافظ في التقريب (317: 3524): ضعيف. الثاني: عن عبد الرحيم بن سليمان الأنصارى، حدثني عبيد الله بن أنس،=
= حدثني أبي مرفوعًا بلفظ: إن الصدقة ترد غضب الرب، وتمنع من النبلاء وتزيد في الحياة. وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير (ق: 266)، وقال: عبيد الله وعبد الرحيم كلاهما مجهول بالنقل، والحديث غير محفوظ. قلت: والحديث ساقط من المطبوع من الضعفاء (3/ 117)، ولم ينبه عليه محققه. وقال الذهبي في الميزان (3/ 3) في عبيد الله هذا: لا يعرف. قال الألباني في الأرواء (3/ 391): وفاته الراوي عنه عبد الرحيم بن سليمان الأنصاري فلم يورده في ميزانه ولا استدركه عليه الحافظ في لسانه. الثالث: عن أبي عمرو المقدام بن داود الرُّعيني، أخبرنا عبد الله بن محمَّد بن المغيرة المخزومي، أخبرنا سفيان، عن محرز، عن يزيد الرقاشي، عن أنس مرفوعًا بلفظ "إن الله ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة من السوء". أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 158)، وسنده ضعيف جدًا فيه ثلاث علل: الأولى: يزيد الرقاشي: ضعيف. الثانية: عبد الله بن محمَّد بن المغيرة المخزومي: قال الذهبي في المغني في الضعفاء (1/ 354): واه. الثالثة: المقدام بن داود الرعيني: قال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن أبي حاتم وابن يونس: تكلموا فيه. انظر: اللسان (6/ 84). وبهذه العلل الثلاث ضعفه الألباني في الإرواء (3/ 392). وبالجملة فمتن الباب لا يمكن تقويته كله بهذه الطرق، وإنما الذي يتقوى قوله: "إن الصدقة تمنع ميتة السوء". وقد تقدم ذكر بعض الشواهد لبعض أجزائه في الحديث المتقدم برقم (954).
956 - أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ (¬1): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ شَيْبَةَ الْقُرَشِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ فِي سبيل الله تعالى دَعَتْهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِهَا شَاءَ". ¬
956 - الحكم عليه: ضعيف. شيبة القرشي لم أعرفه. ثم إن فيه راويًا مجهولًا.
تخريجه: لم أجده. لكن يغني عنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أنفق زوجين في سبيل الله نُودي في الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة، دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد، دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة، دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام، دعي من باب الريان". قال أبو بكر: يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها. قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم. رواه مالك (2/ 469)، والبخاري (4/ 111 فتح)، ومسلم (2/ 711: 1027)، والترمذي (13/ 136 عارضة)، والنسائي (5/ 9)، والبغوي في شرح السنة (6/ 134) عن ابن شهاب، عن حُميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة به. وفي الباب: عن صعصعة بن معاوية قال: لقيت أبا ذر، قال: قلت: حدِّثني. قَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما من عبد مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله إلَّا استقبلته حجبة الجنة، كلهم يدعوه إلى ما عنده. قلت: وكيف ذلك؟ قال: إن كانت إبلًا فبعيرين، وان كانت بقرًا فبقرتين.=
= أخرجه النسائي (6/ 47)، والسياق له، والدارمي (1/ 204)، وابن حبان (7/ 78 الإحسان)، والحاكم (2/ 86)، وأحمد (5/ 151، 153، 159، 164) من طرق عن الحسن، عن صعصعة به. وزاد أحمد وابن حبان "مَا مِنْ مُسْلِمَيْنَ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الولد لم يبلغوا الحنث إلَّا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم"، وأخرجها النسائي في الجنائز (4/ 24). قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. قلت: إلَّا أن فيه عنعنة الحسن البصري، لكنه صرح بالتحديث عند أحمد من طريقين عنه، ولذلك صححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 106: 567)، وقال: على شرط الشيخين.
957 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشيم، عَنْ زِيَادٍ (¬1)، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ سمعته يقوم: هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ. فَسَلَّمْتُ، ثُمَّ جَلَسْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمَالُ الَّذِي لَا يَكُونُ عَلَيَّ فِيهِ تَبِعةٌ مِنْ ضَيْفٍ ضافني أو عِيال إن كثروا. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "نِعْمَ الْمَالُ الْأَرْبَعُونَ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْأَكْثَرُ سِتُّونَ، وويل لأصحاب المئين (¬2)، إلَّا من أعطى (¬3) في رِسلها ونَجدتها (¬4)، وأفقر ظهرها، وأطرق فحلها (¬5)، ونحر سمينها (¬6) وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ والمُعْتَر". قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الْأَخْلَاقَ وَأَحْسَنَهَا، إِنَّهُ لَا يُحَلُّ بِالْوَادِي الَّذِي أَنَا فِيهِ مِنْ كَثْرَةَ إِبِلِي. قَالَ: "فَكَيْفَ تَصْنَعُ فِي الْمَنِيحَةِ". قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي لَأَمْنَحُ فِي كُلِّ عَامٍ مائة. قال: "كيف (¬7) تصنع بالعارية". قال: يغدو الإبل، ويغدو النَّاسَ، فَمَنْ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ ذَهَبَ بِهِ. قال: "كيف (¬8) تصنع بالفِقَار". قال: إني لأفقر البكر الضرع، ¬
والناب (¬9) المدبر، قَالَ: "ذَلِكَ" (¬10) أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ مَالُ مَوْلَاكَ". قلت: بل مالي. قال: "فإنما لك في مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ، وَمَا بَقِيَ فَلِمَوْلَاكَ". قُلْتُ: لِمَوْلَايَ. قَالَ: "نَعَمْ" قُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ (¬11) بَقِيتُ لَأَدَعَنَّ عِدَّتَهَا (¬12) قَلِيلًا". قَالَ الْحَسَنُ: فَفَعَلَ رحمه الله. ¬
957 - تخريجه: تقدَّم هذا الحديث برقم (815) [2]، وتقدم الكلام على درجته وتخريجه، وأنّه ضعيف جدًا من أجل زياد بن أبي زياد، لكن يغير عنه الطريق (815) [1]، وقد ورد منها بألفاظ أخرى، فراجعها هناك.
958 - حدثنا (¬1) سفيان بن وكيع، حدثنا أَبِي، عَنْ حُميد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ صَبَاحٍ (¬2) إلَّا ومناد ينادي من السماء؛ اللهم أعط كل منفق خَلَفًا وَكُلَّ مُمْسِكٍ تَلَفًا، يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هلم أقبل، ويا باغي الشر أقصر". ¬
958 - الحكم عليه: ضعيف جدًا، فيه حُمَيد الأعرج وهو متروك. ثم إن فيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف. ولم يذكره البوصيري في الإتحاف.
تخريجه: لم أجده، لكن له شواهد مرفوعة: 1 - حديث أبي هريرة مرفوعًا "ما من يوم يصبح العباد فيه إلَّا وملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا". أخرجه أحمد (2/ 305، 347)، والبخاري (3/ 304 فتح)، ومسلم (2/ 700: 1010)، واللفظ له والبغوي في شرح السنة (6/ 155)، وابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 408)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ص 48). 2 - حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: ما طلعت شمس قط إلَّا بجنبتيها ملكان يناديان، يُسمعان أهل الأرض إلَّا الثقلين: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم، فإن مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، ولا آبت شمس قط، إلَّا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يُسمعان أهل الأرض إلَّا الثقلين: اللهم أعط منفقًا خلفًا، وأعط ممسكًا تلفًا.=
= أخرجه الطيالسي (131/ 979)، وأحمد في الزهد (19)، والمسند (5/ 197)، والحاكم في المستدرك (2/ 444)، وابن حبان في صحيحه (5/ 138 الإحسان)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 226، 2/ 233، 9/ 60)، والقضاعي في مسنده (2/ 25) عن قتادة، عن خليد العصري، عن أبي الدرداء به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 122): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. قلت: فيه قتادة وهو مدلس، وقد عنعنه هنا، لكنه صرح بالتحديث فقد رواه ابن جرير في تفسيره (5/ 73) من طريق عباد بن راشد، عن قتادة، حدثنا خليد به. وانظر: السلسلة الصحيحة (1/ 735، 444). 3 - حديث عبد الرحمن بن سبرة. جاء فيه: أَوَمَا علمت أن ملكًا ينادي في السماء يقول: اللهم اجعل لمال منفق خلفًا، واجعل لمال ممسك تلفًا. رواه الطبراني في الكبير -كما في مجمع الزوائد (3/ 122) -. وقال الهيثمي: وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف. وحسنه محدث العصر الألباني في صحيح الجامع (1/ 420) لشواهده. 4 - حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: (ما من صباح إلَّا ملكان يناديان، يقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا، وملكان موكلان بالصور، ينتظران متى يؤمران فينفخان، وملكان يناديان يقول أحدهما: ويل للرجال من النساء، ويقول الآخر: ويل للنساء من الرجال". أخرجه الحكم (4/ 559) من طريق خارجة بن مصعب، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسار، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا وذكر الحديث. وقال: تفرد به خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم. وقال الذهبي: خارجة ضعيف.=
= وبالجملة فدعاء الملكين بالخلف والتلف ثابت بمجموع هذه الشواهد. وأما قوله: "يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشر أقصر" فقد ورد من حديث أبي هريرة، ورجل من الصحابة، وأن ذلك في رمضان. أما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: إذا كانت أول ليلة من رمضان، صفدت الشياطين ومَرَدَة الجن، وغُلقت أبواب النار، فلم يُفتح منها باب، وفُتحت أبواب الجنة، فلم يُغلق منها باب، ونادى مناد:"يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة". رواه النسائي (1/ 242)، والترمذي (3/ 195 عارضة)، وابن ماجه (1/ 256: 1642)، وابن حبان (5/ 183 الإحسان)، والحاكم (1/ 421)، والبيهقي في السنن (4/ 303) من طريق أبي بكر بن عياش، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة به. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1/ 269). وأما "عن رجل من الصحابة" فرواه النسائي (4/ 130)، واللفظ له، وأحمد (4/ 312 , 5/ 411)، وابن أبي شيبة (3/ 1) من طريق شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة. قال: كنت في بيت فيه عتبة بن فرقد، فأردت أن أحدث بحديث، وكان رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كأنه أولى بالحديث مني، فحدّث الرجل عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: في رمضان تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ النار، ويصفد فيه كل شيطان مريد، وينادي منادٍ كل ليلة: "يا طالب الخير هلم، ويا طالب الشر أمسك". وعطاء بن السائب: صدوق اختلط، لكن سماع شعبة منه قديم -كما في الكوكب النيرات (ص 322) -، وعرفجة هو وابن عبد الله الثقفي أو السلمي، قال في التقريب (389: 4556): مقبول. وفي الباب، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: "ما من صباح إلَّا ملكان=
= موكلان يقولان: يا طالب الخير أقبل، ويا طالب الشر أقصر. وملكان موكلان يقولان: سبحان القدوس، وملكان موكلان بالصور". رواه هناد في الزهد (2/ 38) عن أبي الأحوص، عن منصور، عن مجاهد، عنه به. وسنده صحيح. وعن كعب قال: "ما من صباح إلَّا وملكان يناديان: يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر أقصر، وملكان يناديان: سبحان الملك القدوس. وملكان موكلان بالصور، ينتظران حتى يؤمرا فينفخا". رواه وكيع في الزهد (2/ 669)، والمروزي في زيادات زهد ابن المبارك (ص 378)، وهناد في الزهد (2/ 39) عن الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضمرة، عن كعب به. وسنده صحيح. وعن مجاهد قال: "إذا أخفقت الطير بأجنحتها يعني السحر، نادى منادٍ: يا باغي الخير! هلم، ويا فاعل الشر أقصر انته، هل من مستغفر، يغفر له، هل من تائب يتاب عليه، قال: ثم ينادي: اللهم أعط منفقًا خلفًا، وأعط ممسكًا تلفًا حتى الصبح". أخرجه عبد الرزاق في المصنف. (10/ 444: 19652) عن معمر، عن هارون بن رئاب، عن مجاهد به.
959 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حدثنا لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْتُ أَظُنُّهُ رَفَعَهُ قَالَ: "فِي ابْنِ آدم ثلاثمائة وستون سلامى أو عظم أَوْ مَفْصِل، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا (¬1) فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ. قَالَ: كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ يَتَكَلَّمُ بِهَا الرَّجُلُ صَدَقَةٌ، وَعَوْنُ الرَّجُلِ أَخَاهُ عَلَى الشيء صدقة، شربة (¬2) الماء تسقيها (¬3) صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة. ¬
959 - [1] الحكم عليه: الإسناد ضعيف، لضعف ليث بن أبي سُليم. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 134: أمختصر)، وعزاه لمسدد وغيره، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى (4/ 325: 2435). وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص 185) من طريق مسدد، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا ليث به. وسنده ضعيف لاختلاط ليث لكن: تابعه قيس بن سعد، عن طاوس، عن ابن عباس رفعه: "على كل سُلامى من بني آدم في كل يوم صدقة، ويجزي من ذلك كله ركعتا الضحى". أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 382 الروض): حدثنا عبد الله بن محمَّد بن سختان الشيرازي، حدثنا علي بن محمَّد الزياداباذي، حدثنا سالم بن نوح، عن هشام بن حسان، عن قيس بن سعد، عن طاوس به.=
= وقال: تفرد به علي بن محمَّد. قال المحدث الشيخ الألباني في الصحيحة (2/ 116): [قلت: ذكره -يعني علي بن محمَّد- السمعاني -في الإنساب (6/ 359) - بغير جرح ولا تعديل، وشيخه عبد الله بن محمَّد لم أره، وبقية رجاله ثقات رجال البخاري". وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 237): وفيه من لم أجد من ترجمه. وعليه فلا نستطيع تقوية طريق الباب بهذه المتابعة، لعدم معرفتنا لحال عليّ بن محمَّد وشيخه، لكن يشهد له الطريقين الآتيين.
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ، حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما [نحوه] (¬1). ¬
959 - [2] الحكم عليه: الإسناد ضعيف, لأن سماك بن حرب وإن كان صدوقًا، إلَّا أنه مختلط، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وهذه منها.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى (4/ 325: 2435). وأخرجه ابن حبان في صحيحه (1/ 259 الإحسان) من طريق أبي معمر القطيعي به. وتابعه هناد، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إن على مسلم كل ميسم من الإنسان صلاة كل يوم. فقال رجل من القوم: ما نطيق هذا يا رسول الله. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إن الأمر بالمعروف صلاة، وأخذ الأذى عن الطريق صلاة، وكل خطوة خطاها أحدكم إلى صلاة صلاة". رواه هناد في الزهد (2/ 503)، وكما تلاحظ هو مرسل عن عكرمة، والاضطراب في ذلك من سماك. لكن يتقوى بالطريق المتقدمة [1] والآتية [3].
[3] قال (¬1): وحدثنا محمَّد بن بكار, حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، بِهِ. لكن قَالَ: "يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ مِيسَمٍ مِنَ الْإِنْسَانِ صَلَاةٌ (¬2)، وَإِنَّ كُلَّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَحَدُكُمْ إِلَى الصلاة صلاة، وإن حملا (¬3) على الضعيف صلاة". ¬
959 - [3] الحكم عليه: الإسناد ضعيف، لضعف الوليد بن أبي ثور. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 104)، وقال: رجال أبي يعلى رجال الصحيح. قلت: الوليد ليس من رجال الصحيح، بل هو ضعيف.
تخريجه: رواه البزار في مسنده (الكشف 1/ 438: 969) من طريق الوليد بن أبي ثور، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا به. والوليد ضعيف -كما تقدَّم آنفًا-. لكن تابعه عمرو بن ثابت، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا به. وعمرو بن ثابت ضعيف -كما في التقريب (419: 4995) -. فيتقوى طريق الباب بهذه المتابعة فيصبح حسنًا لغيره. وبالجملة فالحديث عن ابن عباس بمجموع متابعتي الطريق (942) [1]، ومتابعتي الطريق (942) [3] حسن على أقل الأحوال، لكن ليس بلفظ ميسم. وفي الباب عن أبي موسي، وأبي هريرة، وأبي ذر، وعائشة، وابن مسعود، وبريدة.=
= وأما حديث أبي موسى، فلفظه: عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا: "على كل مسلم صدقة. قيل: أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق. قيل: أرأيت إن لم يستطع. قال: يأمر بالمعروف أو الخير. قال: أرأيت إن لم يفعل. قال: يمسك عن الشر فإنها صدقة". أخرجه البخاري (10/ 447 فتح)، وفي الأدب المفرد (ص 100)، ومسلم في صحيحه (2/ 699: 1008)، واللفظ له، والنسائي (5/ 64)، والطيالسي (67/ 495)، وأحمد (4/ 395، 411)، والدارمي (2/ 309). وأما حديث أبي هريرة، فله عنه ثلاثة طرق. الأول: يرويه همام بن منبه، عن أبي هريرة مرفوعًا: "كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس" قال: "تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعة صدقة". قال: "والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة". أخرجه مسلم (2/ 699: 1009): حدثنا محمَّد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق بن همام، حدثنا معمر، عن همام بن منبه به. الثاني: يرويه المحاربي، عن إبراهيم الهجري، عن أبي عياض، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إن على كل مسلم في كل يوم صدقة. فقال رجل: يا رسول الله ومن يطيق هذا. قال: إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وإرشادك الطريق صدقة، وعيادتك المريض صدقة، واتباع جنازة صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وردك السلام صدقة. رواه هناد في الزهد (2/ 502): حدثنا المحاربي، عن إبراهيم الهجري به. وسنده ضعيف، إبراهيم الهجري ضعيف -كما تقدم في الحديث رقم (925) -، ثم إن فيه عنعنة عبد الرحمن المحاربي. لكن تابعه محمد بن فضيل، عن الهجري به مثله. رواه البزار (الكشف=
= 1/ 438: 927)، ومداره على الهجري وقد علمت ما فيه، لكن يتقوى هذا الطريق بالطريق الأول. الثالث: يرويه هوذة: حدثنا عوف، عن خلاس، عن أبي هريرة مرفوعًا مختصرًا. بلفظ: "على كل عضو من أعضاء بني آدم صدقة". أخرجه أحمد (2/ 395) حدثنا هوذة به. وسنده صحيح. وكذا صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 114: 574). وأما حديث أبي ذر: فلفظه: "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى". أخرجه مسلم (2/ 697: 1006)، وأبو داود (2/ 61: 1285، 1286)، وأحمد (5/ 167) من طرق عن أبي ذر مرفوعًا به. وورد من طريق أخرى مطولًا. أخرجه أحمد (5/ 168)، واللفظ له. قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا علي يعني ابن مبارك، عن يحيي، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، قال: قال أبو ذر: "على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة منه على نفسه. قلت: يا رسول الله من أين أتصدق وليس لنا أموال. قال: لأن من أبواب الصدقة التكبير، وسبحان اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأستغفر الله، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتعزل الشوكة عن طريق الناس والعظمة والحجر، وتهدي الأعمى، وتسمِع الأصم والأبكم حتى يفقه، تدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك. ولك في جماعك زوجتك أجر. قال أبو ذر: كيف=
= يكون لي أجر في شهوتي. فقال: أرأيت لو كان لك ولد، فأدرك ورجوت خيره، فمات أكنت تحتسبه. قلت: نعم. قال: فأنت خلقته. قال: بل الله خلقه. قال: فأنت هديته قال: بل الله هداه. قال: فأنت رزقته. قال: بل الله كان يرزقه. قال: كذلك فضعه في حلاله وجنِّبه حرامه، فإن شاء الله أحياه، وإن شاء أماته، ولك أجر". وسنده صحيح على شرط مسلم. وكذا صحّحه الألباني في الصحيحة (2/ 114: 575). وأما حديث عائشة: فلفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إنه خُلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجرًا عن طريق الناس، أو شوكة أو عظمًا عن طريق الناس، وأمر بمعروف، أو نهى عن منكر، عدد تلك الستين والثلاثمائة السُّلامى فإنه يمشي يومئذٍ وقد زحزح نفسه عن النار". رواه مسلم (2/ 698: 1007): حدثنا حسن بن علي الحُلواني، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدثنا معاوية يعني ابن سلام، عن زيد، أنه سمع أبا سلَّام يقول: حدثني عبد الله بن فروخ، أنه سمع عائشة تقول: ... فذكرته. وأما حديث ابن مسعود، فلفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن على كل مسلم في كل يوم صدقة، قال: قلنا: ومن يطيق ذلك يا رسول الله. قال: إن سلامك على المسلم صدقة، وعيادتك المريض صدقة، وصلاتك على الجنازة صدقة، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وعونك الصانع صدقة". رواه أبو نعيم في الحلية (7/ 109) من طريق عبد الغفار بن الحسن، عن الثوري، عن إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الله قال فذكره. وسنده ضعيف، لضعف إبراهيم الهجرى. وأما حديث بريدة. فلفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل، عليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة. قالوا: ومن يطيق ذلك=
= يا رسول الله، قال: النخاعة تراها في المسجد فتدفنها، أو الشيء تنحيه عن الطريق، فإن لم تجد فركعتا الضحى تجزيانك". رواه ابن حبان (الإحسان 3/ 79، 4/ 106) من طريق الحسين بن واقد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قال فذكره. وسنده صحيح.
960 - وقال الحارث: حدثنا أبو النضر، حدثنا ليث، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ذُو مَالٍ كثير وذو أهل وَحَاضِرَةٍ، فَأَخْبِرْنِي كَيْفَ أنفِق، وَكَيْفَ أَصْنَعُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تُخرج الزَّكَاةَ مِنْ مَالِكَ، فَإِنَّهَا طُهرة تُطَهِّرُكَ، وَتَصِلُ أَقْرِبَاءَكَ، وَتَعْرِفُ حَقَّ السَّائِلِ وَالْجَارِ وَالْمِسْكِينِ، {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ...} الآية (¬1). ¬
960 - تخريجه والحكم عليه: وتقدم هذا الحديث برقم (906)، وتقدم هناك أيضًا الكلام عليه وتخريجه فراجعه. وأعاده هنا لمناسبة الباب وهو: باب الحث على الصدقة وفضلها.
961 - قال: وحدثنا يحيي بن أبي بُكير (¬1)، حدثنا حَمَّادُ [بْنُ يَحْيَى] (¬2)، عَنْ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أبي مُليكة، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال لَهَا: "يَا عَائِشَةُ أَنْفِقِي وَلَا تُوكي فَيُوكَى عليك". ¬
961 - الحكم عليه: الإسناد ضعيف، من أجل ابن يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ. ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 135: ب مختصر)، وعزاه للحارث، وسكت عليه.
تخريجه: ورد من طريقين آخرين: الأول: رواه أبو داود (2/ 1325: 1700) عن مسدد، عن إسماعيل، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة أنها ذكرت عدة مساكين. قال أبو داود: وقال غيره: أو عدة من صدقة. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أعطي ولا تحصي، فيحصى عليك". وسنده صحيح. رجاله ثقات. الثاني: يرويه عروة، عن عائشة. ولفظه: "يا عائشة لا تحصي، فيحصي الله عليك". وله طريقان: (أ) رواه أحمد (6/ 108) عن سريج، عن ابن أبي الزناد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة به. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 122)، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات. (ب) رواه ابن حبان (الإحسان 5/ 151) عن محمَّد بن الحسين البزار، عن=
= عثمان بن أبي شيبة، عن ابن إدريس، عن الحكم، عن عروة، عن عائشة ... فذكر نحوه. ولفظه: قالت: "جاءها سائل فأمرت له عائشة بشيء فلما خرجت الخادم دعتها، فنظرت إليه. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ما تخرجي شيئًا إلَّا بعلمك، قالت: إني لا أعلم. فقال لها: لا تُحْصِي فيحصي الله عليك". وبالجملة فطريق الباب يتقوى بهذه الطرق فيصبح صحيحًا لغيره. وفي الباب عن أسماء رضي الله عنها أنها جاءت إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: "يا نبي الله ليس لي شيء إلَّا ما أدخل علي الزبير، فهل علي جناح أن أرضخ مما يدخل عليّ؟ فقال: ارضخي ما استطعت، ولا توعي فيوعي الله عليك". أخرجه البخاري (3/ 301 فتح)، ومسلم (2/ 714)، واللفظ له عن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام، عن جدته أسماء. وأخرجه البخاري (3/ 299 فتح)، ومسلم (2/ 713): عن هشام، عن فاطمة، عن أسماء رضي الله عنها قالت: قال لي -صلى الله عليه وسلم-: "لا توكي فيوكي عليك". وأخرجه أبو داود (2/ 324: 1699)، والترمذي (8/ 139 عارضة): عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله ما لي شيء إلَّا ما أدخل علي الزبير بيته أفأعطي منه. قال؟ "أعطي ولا توكي فيوكى عليك". وأخرجه مسلم (2/ 713) من طريق عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير، عن جدة أبيه: أسماء به.
962 - وقال أبو يعلى: حدثنا بندار، حدثنا عبد الرحمن بن (¬1) عُثْمَانَ الْبَكْرَاوِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيِّ، عَنْ أَبِي (¬2) رجاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اتَّقُوا النار ولو بشق تمرة". ¬
962 - الحكم عليه: سنده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن عثمان. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 136: أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه. وهو في مسند أبي يعلى (5/ 97: 2707).
تخريجه: رواه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 94)، وابن عدي في الكامل (4/ 1606): عن بندار، حدثنا أبو بحر البكراوي به. وسنده ضعيف من أجل عبد الرحمن البكراوي. لكنه يتقوى بالشواهد التالية: 1 - حديث عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اتقوا النار ولو بشق تمرة". رواه أحمد (4/ 256، 258، 259، 377، 379)، والبخاري (3/ 283 فتح)، ومسلم (2/ 703: 1016)، والنسائي (5/ 74)، والترمذي (9/ 252 عارضة)، وابن ماجه (1/ 66: 185)، والدارمي (1/ 390)، والطبراني في الكبير (17/ 82: 184، 185، 186، 187، وما بعدها). انظر: الفهرس (ج 17 ص 379)، وابن خزيمة (4/ 93)، والبغوي في شرح السنة (6/ 137)، وأبو نعيم (4/ 124, 7/ 129 ,7/ 164، 7/ 169، 7/ 170، 7/ 171) , والخطيب (7/ 289، 420، 10/ 469)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 397). 2 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعًا: "ليتق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة".=
= رواه أحمد (1/ 388، 446) من طريق إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ الله به. وفيه إبراهيم الهجري. وهو ضعيف. 3 - حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اتقوا النار ولو بشق تمرة". رواه أحمد (6/ 137)، والبزار (1/ 443: 936)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 395) من طريق محمَّد بن سليم المكي، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة به. وسنده صحيح. 4 - حديث ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "اتقوا النار ولو بشق تمرة". رواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 396) من طريق الحسن بن يوسف بن مُليح الطرائفي، أخبرنا بحر بن نصر، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر به. وذكره ابن حجر في لسان الميزان (2/ 260) في ترجمة الحسن بن يوسف هذا، وذكر أن الدارقطني أورد له هذا الحديث في غرائب مالك وقال: هذا منكر بهذا الإسناد لا يصح. اهـ. وقال الحافظ العراقي في ذيل الميزان (ص 193): هو -أي الحسن بن يوسف- المتهم به، إما عمدًا أو وهمًا فإن من عداه ثقات. 5 - حديث النعمان بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -: "اتقوا النار ولو بشق تمرة". رواه البزار (كشف الأستار 1/ 443: 935)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 398) من طرق أيوب بن جابر، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بشير به. قال البزار: لا نعلمه عن النعمان إلَّا من هذا الوجه، وأحسب أن أيوب أخطأ فيه. قلت: وأيوب هذا، قال في التقريب (118: 607): ضعيف. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 106): رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه أيوب بن جابر وفيه كلام كثير وقد وثقه ابن عدي.=
= 6 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ". رواه البزار (1/ 443: 937) من طريق عثمان بن عبد الرحمن قال: محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة به. قال البزار: قد روي عن أبي هريرة من غير هذا الوجه، وهذا الإسناد عن أبي هريرة أحسن إسناد يروى في ذلك، وأصحه. اهـ. قلت: وسنده ضعيف؛ فيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 106): وفيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، قال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يحتج به. وحسّن البزار حديثه، اهـ. قلت: لا يفهم من كلام البزار تحسين حديثه، فإن قولهم: هذا أحسن شيء، وأصح حديث في الباب لا يعني الصحة كما لا يخفى على أولي الألباب، والله الموفق للصواب. 7 - حديث أبي أمامة: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا أيها الناس اتقوا النار ولو بشق تمرة". أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (مجمع البحرين 1/ 126: ب): حدثنا أبو مسلم، حدثنا محمَّد بن عرعرة بن البِرِنْد، حدثنا فضال بن جبر، قال، سمعت أبا أمامة يقول: ... فذكره. وفضال بن جبر ضعيف. انظر: ترجمته في لسان الميزان (4/ 434)، وبذلك أعله الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 106). 8 - حديث أبي بكر الصديق، وسيأتي الكلام عليه مفصلًا برقم (963). 9 - حديث أنس بن مالك. وله عنه ثلاث طرق: (أ) يرويه ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سعد الكندي، عن أنس مرفوعًا: "اقتدوا من النار ولو بشق تمرة". أخرجه ابن خزيمة (4/ 94)، وسنده حسن. سنان بن سعد، ويقال سعد بن سنان قال في التقريب (231: 2238): صدوق له أفراد. وحسنه علامة العصر الألباني في التعليق على صحيح ابن خزيمة (4/ 94).=
= (ب) يرويه محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس مرفوعًا: "اتقوا النار ولو بشق تمرة". أخرجه البزار كما في -كشف الأستار (1/ 442: 934) -، وقال: لا نعلم رواه هكذا إلَّا محمَّد بن الفضل. قلت: محمَّد بن الفضل عارم السدوسي، قال في التقريب (502: 5226): ثقة ثبت، تغير في آخر عمره. اهـ. لكن قال الدارقطني -كما في السِّير (10/ 267) -: تغير بأخرة، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر، وهو ثقة. اهـ. إلَّا أن حديثه هذا عُدَّ من أوهامه، فقد قال الحافظ الذهبي في ترجمته من سير أعلام النبلاء (10/ 268): له عن حماد، عن حميد الطويل، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "اتقوا النار ولو بشق تمرة". وقد كان حدث به من قبل عن الحسن بدل أنس مرسلًا وهو أشبه. اهـ. وعلى ذلك فهذا السند ضعيف، ومنه تعلم أن في قول الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 106) رجال البزار رجال الصحيح، لا يعني الصحة، فتأمل. (ج) يرويه مبارك بن سُحيم، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "اتقوا النار ولو بشق تمرة". رواه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين 1/ 126: ب)، وقال: لم يروه عن عبد العزبز إلَّا مبارك. قلت: ومبارك هذا، قال في التقريب (518: 6461): متروك. فالسند ضعيف جدًا لا يصلح للتقوية. 10 - حديث فضالة بن عبيد، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (اجعلوا بينكم وبين النار حجابًا ولو بشق تمرة". رواه الطبراني في الكبير (18/ 303: 777) من طريق ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن حنش، عن فضالة بن عبيد الله.=
= وسنده ضعيف، من أجل ابن لهيعة، وقال الهيثمي في المجمع (3/ 106): وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. وللحديث شواهد أخرى، وأنت كما ترى بعضها صحيح، وبعضها ضعيف يتقوى بغيره كحديث الباب، ولذا صححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 90: 113)، وفي تعليقه على صحيح ابن خزيمة (4/ 94). والله الموفِّق وحده سبحانه.
963 - حدثنا (¬1) محمَّد بن إسماعيل الوساوسي (¬2)، حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بكر الصدِّيق رضي الله عنهم، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ الْمِنْبَرِ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنَّهَا تُقِيمُ الْعِوَجَ (¬3)، وَتَدْفَعُ ميتة السوء، وتقع من الجائع موقعها من الشبعان". ¬
963 - الحكم عليه: الإسناد ضعيف جدًا، تالف: فيه محمَّد بن إسماعيل الوساوسي وقد كان يضع الحديث، وشرحبيل بن سعد ضعيف. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 105)، وعزاه لأبي يعلى والبزار وقال: وفيه محمَّد بن إسماعيل الوساوسي وهو ضعيف جدًا. وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ 136: أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه. قلت: وهو ضعيف جدًا -كما علمت-.
تخريجه: أخرجه البزار (كشف الأستار 1/ 442: 933)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 22) من طريق محمَّد بن إسماعيل، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا ابن الْغَسِيلِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَابِرِ، عن أبي بكر به. وسنده ضعيف جدًا -كما تقدَّم آنفًا-، لكن ورد طرفه الأول عن عدة من الصحابة تقدم ذكرهم، وتخريج تلك الأحاديث والكلام عليها في الحديث رقم (962). ولشطره الثاني وما بعده شواهد تقدم الكلام عليها في الحديث رقم (954).
964 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي العنبس، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: "لَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِخَاتَمِي هَذَا عَلَى مِسْكِينٍ أحب إلي من ألف درهم (¬1) أهديها إلى البيت". ¬
964 - الحكم عليه: ضعيف، من أجل أبي العنبس، فإنه مقبول، يعني عند المتابعة، ولم أعرف له متابعًا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 113)، وعزاه للطبراني في الكبير، وقال: وفيه أبو العنبس وفيه كلام. وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ 135: أمختصر)، وعزاه لمسدد وقال: رجاله ثقات. قلت: بل أبو العنبس لم يوثقه أحد سوى أن ابن حبان ذكره في الثقات.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 127: ب مجمع البحرين) من طريق أبي العنبس به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 113)، وعزاه للطبراني في الأوسط وقال: فيه أبو العنبس وفيه كلام. قلت: هو ضعيف، فالأثر ضعيف. والله الموفق.
965 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَتْنِي عَمَّتِي قُريبة بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ، [عَنْ ضُباعة بنت الزبير، عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه] (¬1)، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْكَ شَكَكْتُ فِيهِ. قَالَ: "إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الْأَمْرِ فَلْيَسْأَلْنِي عَنْهُ". قَالَ: قَوْلُكَ فِي أَزْوَاجِكَ: "إِنِّي لَأَرْجُو لَهُنَّ مِنْ بَعْدِي الصِّدِّيقِينَ". قَالَ: "مَنْ تَعْنُونَ بِالصِّدِّيقِينَ؟ ". قَالَ: قُلْنَا أَوْلَادَنَا الَّذِينَ يَهْلِكُونَ صِغَارًا. قَالَ: "لَا , ولكن الصديقين هم المتصدقون". ¬
965 - الحكم عليه: ضعيف. فيه كريمة بنت المقداد وهي مقبولة، وقُريبة بنت عبد الله بن وهب وهي مجهولة. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 135: أمختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند فيه قُرَيْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زمعة، لم أر من ذكرها بعدالة ولا جرح، وباقي رجال الإسناد ثقات. قلت: بل وفيه أيضًا كريمة، لم يوثقها أحد إلَّا أن ابن حبان ذكرها في الثقات.
تخريجه: لم أجده بهذا اللفظ، وإنما ورد بلفظ آخر. رواه أحمد في مسنده (6/ 104، 135)، قال: حدثنا أبو سعيد، حدثنا عبد الله بن جعفر. والخزاعي، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثتنا أم بكر. وقال الخزاعي: عن أم بكر بنت المِسور الخزاعي، أن عبد الرحمن بن عوف باع أرضًا له من عثمان بن عفان بأربعين ألف دينار، فقسمه في فقراء بني زهرة، وفي المهاجرين وأمهات المؤمنين. قال المِسور: فأتيت عائشة=
= بنصيبها. فقالت: من أرسل بهذا، فقلت: عبد الرحمن. قالت: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: "لا يحنو عليكن بعدي إلَّا الصابرون، سقى الله عبد الرحمن بن عوت من سلسبيل الجنة". وسنده حسن، عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور المخرمي قال في التقريب (298: 2352): ليس به بأس. وروى الترمذي (12/ 183 عارضة)، قال: حدثنا قتيبة، حدثنا بكر بن مضر، عن صخر بن عبد الله، عن أبي سلمة، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان يقول: إن أمركن مما يهمني بعدي، ولن يصبر عليكن إلَّا الصابرون، قال ثم تقوم عائشة: فسقى الله أباك من سلسبيل الجنة. تريد عبد الرحمن بن عوف، وكان قد وصل أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بمال. يقال: "يبعث بأربعين ألفًا". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. قلت: فيه صخر بن عبد الله بن حرملة المدلجي. قال في التقريب (275: 2907): مقبول، وقد توبع وهي من طريق أحمد الآنفة الذكر. فالحديث صحيح -إن شاء الله- بغير لفظ الباب.- والله أعلم-.
967 - أبو يعلى: حدثنا روح بن حاتم، حَدَّثَنَا هُشيم، عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ مَكْحُولٍ [قال] (¬1) بلغني عن حذيفة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ألا إنه سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ [عُضُوض] (¬2)، يَعَض الْمُؤْمِنُ (¬3) عَلَى ما في يده حذار الإنفاق، والله تعالى يَقُولُ: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)}. ¬
967 - الحكم عليه: الإسناد تالف، فيه أربع علل: 1 - الانقطاع بن مكحول وحذيفة رضي الله عنه. 2 - الكوثر بن حكيم: متروك. 3 - هُشيم أبو نصر التمار. لم أجد له ترجمة. 4 - روح بن حاتم: ضعيف.
تخريجه: رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه في تفسيريهما -كما في الدر المنثور 5/ 239) -، وضعفه السيوطي.
33 - باب أفضل الصدقة
33 - بَابُ أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ 968 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ سعد رضي الله عنه: يا رسول الله مرني بصدقة. فقال -صلى الله عليه وسلم-: اسْقِ -يَعْنِي الْمَاءَ- قَالَ الْحَسَنُ: فَنَصَبَ (¬1) سِقَايَتَيْنِ كنت أسعى (¬2) بينهما وأنا غلام. ¬
968 - الحكم عليه: رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع، الحسن البصري لم يدرك سعدًا- كما في جامع التحصيل (ص 195) -. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 135: أمختصر)، وعزاه لمسدد وسكت عليه. قلت: هو منقطع -كما تقدَّم آنفًا-.
تخريجه: رواه سعيد بن منصور في سننه (1/ 124) من طريق يونس، عن الحسن به، وأصله في السنن وغيرها بغير لفظ الباب. فرواه أحمد (5/ 284، 285 - 6: 7)، واللفظ له، وأبو داود (2/ 313)، والنسائي (6/ 255)، وابن خزيمة (4/ 123)، والطبراني في الكبير (6/ 26: 5384) =
= من طرق عن الحسن، عن سعد بن عبادة أن أمه ماتت، فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت فأتصدق عنها. قال: نعم. قال: فأي الصدقة أفضل. قال: سقي الماء. قال: فتلك سقاية آل سعد بالمدينة. وسنده ضعيف, لأن مداره على الحسن، وهو لم يدرك سعدًا. وتابعه سعيد بن المسيب، عن سعد قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أفضل قال: إسقاء الماء. رواه النسائي (6/ 254)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 123)، وابن ماجه (2/ 1214: 3684)، وسنده ضعيف، وأعله المنذري في مختصر سنن أبي داود (2/ 255) بالانقطاع وقال: لأن سعيد بن المسيب والحسن البصري لم يدركا سعد بن عبادة, لأن مولد سعيد بن المسيب سنة خمس عشرة، ومولد الحسن البصري سنة إحدى وعشرين، وتوفي سعد بن عبادة بالشام سنة خمس عشرة، وقيل سنة أربع عشرة، وقيل سنة إحدى عشرة، فكيف يدركانه؟. اهـ. وتابعهما حميد بن أبي الصعبة، رواه الطبراني في الكبير (6/ 26: 5385) من طريق ضِرار بن صُرد، حدثنا أبو نعيم الطحان، حدثنا عبد العزيز محمَّد، عن عمارة بن غزية، عن حميد بن أبي الصعبة، عن سعد بن عبادة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: يا سعد ألا أدلك على صدقة يسيرة مؤنتها، عظيم أجرها، قال: بلى. قال: تسقي الماء. فسقى سعد الماء. وسنده ضعيف جدًا. فيه ضرار بن ورد قال البخاري: متروك، وكذبه ابن معين. انظر: تهذيب التهذيب (4/ 456). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 132): فيه ضرار بن صرد وهو ضعيف. قلت: بل ضعيف جدًا -كما علمت آنفًا-. وبالجملة فالحديث ضعيف، والله أعلم.
969 - حدثنا (¬1) يحيي، عن يحيي، عن القاسم، قال: إن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما مات، فتصدقت عنه عائشة رضي الله عنها برقيق كان لها (¬2). ¬
969 - الحكم عليه: صحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 135: ب مختصر)، وعزاه لمسدد وقال: رجاله ثقات.
تخريجه: رواه مالك في الموطأ (2/ 202 المسوى)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 279) من طريق يحيي بن سعيد أنه قال: توفي عبد الرحمن بن أبي بكر في نوم نامه، فأعتقت عنه عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رقابًا كثيرة. وذكره البغوي في شرح السنة (9/ 363) معلقًا عن مالك به.
970 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله هو وابن يُونُسَ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُنية، عَنْ حديث أبي برزة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تِسْعُ نِسْوَةٍ. فَقَالَ يَوْمًا: خَيْرُكُنَّ أَطْوَلُكُنَّ يَدًا (¬1). فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ تضع يدها على الجدار. فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَسْتُ أَعْنِي هَذَا ولكن أعني أصنعكن يدًا (¬2). ¬
970 - الحكم عليه: الإسناد ضعيف فيه منية مجهول الحال، وأما الأسود غير ثقة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 251)، وعزاه لأبي يعلى وقال: إسناده حسن لأنه يعتضد بما يأتي. اهـ. ثم ذكر له شاهدًا من حديث ميمونة، لكنه لا يعتضد به لشدة ضعفه -كما سيأتي-. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 135: ب مختصر)، وعزاه لابن أبي شيبة وقال: وله شاهد من حديث عائشة رواه البخاري في صحيحه.
تخريجه: رواه أبو يعلى في مسنده -كما في مجمع الزوائد (9/ 251) -، وسنده ضعيف -كما علمت آنفًا-. وورد من حديث ميمونة: رواه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع الزوائد (9/ 251) - من طريق يزيد بن الأصم، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قَالَتْ: "دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونحن جلوس فقال: أولكن يرد علي الحوض أطولكن يدًا. فجعلنا نقدر ذراعنا أيتنا أطول يدًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لست ذاك أعني، إنما أعني أصنعكن يدًا". قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 251): فيه مسلمة بن علي وهو=
= ضعيف. اهـ. قلت: بل هو متروك -كما في التقريب (531: 6662) -. ولذلك ضعف هذا الحديث ابن حجر في الفتح (3/ 288) فقال: إسناده ضعيف جدًا، ولو كان ثابتًا لم يحتجن بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذرع أيديهن -كما في رواية عمرة، عن عائشة"-. اهـ. قلت: رواية عمرة هذه أخرجها ابن سعد في الطبقات (8/ 108)، والحاكم في المستدرك (4/ 25) من طريق يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أسرعكن لحوقًا بي أطولكن يدًا. قالت عائشة: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش, وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا, فعرفنا حينئذٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّمَا أراد بطول يد الصدقة، وكانت زينب امرأة صناعة باليد، وكانت تدبغ وتحرز وتصدَّق في سبيل الله. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وأقره الذهبي، وكذا ابن حجر في الفتح (3/ 287)، وأصله في الصحيح وغيره عن عائشة، أن بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قلن للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "أينا أسرع بك لحوقًا. قال: أطولكن يدًا، فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدًا، فعلمنا بعدُ أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقًا به، وكانت تحب الصدقة". رواه البخاري (3/ 285 فتح)، ومسلم (4/ 1907: 2452)، والنسائي (5/ 66). وفي الباب عن عبد الرحمن بن أبزى، أن عمر كبر على زينب بنت جحش أربعًا، ثم أرسل إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من كان يدخل عليها في حياتها، ثم قال عمر: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: أسرعكن بي لحوقًا، أطولكن يدًا، فكن يتطاولن بأيديهن، وإنما كان ذلك لأنها كانت صناعًا، تعين بما تصنع في سبيل الله. رواه البزار كشف الأستار (3/ 243: 2667) من طريق وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن عبد الرحمن بن أبزى به.=
= قال البزار: قد روي مرفوعًا من وجوه، وأجل من رفعه عمر، وقد رواه غير واحد عن إسماعيل، عن الشعبي مرسلًا، وأسنده شعبة، فقال: عن ابن أبزى، ولا نعلم حدث به عن شعبة إلَّا وهب. قلت: وهب وإن كان ثقة إلَّا أنه يخطئ خاصة عن شعبة -كما في التهذيب (11/ 161) -، وعلى ذلك فالراجح في هذه الرواية الإرسال، فهي ضعيفة. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 251)، وعزاه للبزار وقال: رجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: هذا لا يكفي للحكم بالصحة، فإنه معلول -كما علمت-. وبالجملة: فاللفظ الثابت في هذا الحديث لفظ الصحيح عن عائشة -كما تقدَّم آنفًا-.
971 - وقال الحميدي: حدثنا سُفْيَانُ أَخْبِرُونِي عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عقبة بن أبي معيط، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قَالَتْ (¬1): سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ على ذي الرحم الكاشح (¬2). ¬
971 - الحكم عليه: رجاله ثقات، وشيوخ سفيان وإن كانوا مجهولين لكنهم جمع ترتفع جهالتهم. فالحديث صحيح. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 116)، وعزاه للطبراني في الكبير وقال: رجاله رجال الصحيح. وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ 136: أمختصر)، وعزاه للحميدي وقال: في سنده راو لم يسم. قلت: بل هم جمع ترتفع جهالتهم -إن شاء الله-.
تخريجه: أخرجه الحاكم (1/ 406)، وعنه البيهقي (7/ 27) من طريق الحميدي، حدثنا سفيان، عن الزهري، به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وأقره المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 37). فتلاحظ أن رواية الحاكم والبيهقي مع أنها عن الحميدي إلَّا أنها من رواية سفيان، عن الزهري مباشرة، وهذا يخالف رواية الحميدي في مسنده (1/ 157)، وهي الرواية التي ذكرها الحافظ ابن حجر هنا في المطالب، فإن في رواية الحميدي=
= هذه: رواية سفيان، قال: أخبروني، عن الزهري، ثم تصريح من سفيان نفسه بقوله: لم أسمعه من الزهري. ولا أظن أن منشأ هذا الاختلاف من الحميدي، إذ هو أجل أصحاب ابن عيينة، وأوثقهم وأثبتهم .. ولكن لعل هذا الاختلاف منشؤه، وهم وقع لمن دون الحميدي. وعلى كل، فإن هذا الاختلاف لا يؤثر، إذ هو من طريق واحدة مدارها على سفيان، وقد عرفت روايته عن الزهري، والله أعلم. أضف إلى ذلك: أن الحميدي تابعه أحمد بن عبدة، أخبرنا سفيان، عن الزهري به. أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 78)، وصححه الألباني في تعليقه عليه، وكذا صححه في صحيح الجامع (1/ 364: 1121)، وصحيح الترغيب (1/ 375)، والإرواء (3/ 405). وتابعه أيضًا محمَّد بن أبي عمر العدني، أخبرنا سفيان، عن الزهري به. رواه الطبراني في الكبير (25/ 80: 204). ورواه أيضًا الحاكم في المستدرك (1/ 406)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 27) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري به. فالحديث صحيح من جميع هذه الطرق والمتابعات. وفي الباب عن حكيم بن حزام، وأبي هريرة وأبي أيوب الأنصاري. أما حديث حكيم بن حزام، فأخرجه أحمد (3/ 402) من طريق سفيان بن حسين الواسطي، عن الزهري، عن أيوب بن بشير الأنصاري، عن حكيم: أن رجلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الصدقات أيها أفضل. قال: على ذي الرحم الكاشح. وسنده ضعيف سفيان بن حسين ضعيف في الزهري -كما تقدم في ترجمته في الحديث-. وبذلك أعله العلامة الألباني في إرواء الغليل (3/ 404)، ووهم في ذلك الحافظ المنذري في الترغيب (2/ 37) فإنه قال: رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد=
= حسن. اهـ. وهذا ذهول عن العلة القادحة وهي سفيان بن حسين، فقد اتفقوا على تضعيفه في الزهري، وقد أحسن المنذري تقييد المرتبة في سند أحمد -مع ذهوله في ذلك-؛ إذ إن رواية الطبراني (3/ 202: 3126) من طريق أخرى رواها أيضًا أحمد (5/ 416) من طريق حجاج، عن ابن شهاب به. والحجاج هذا هو ابن أرطاة، وهو كثير الخطأ والتدليس وقد عنعنه هنا, وليس بعيدًا أن يكون الواسطة بينه وبين الزهري هو سفيان بن حسين، ثم أسقطه -كما يقول الألباني في الإرواء (3/ 405) -. ومنه تعلم وهم الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 119) إذ أطلق التحسين ولم يقيده بإسناد أحمد، مع أن التحسين وهم على كل حال، والله الموفق. وأما حديث أبي هريرة، فيرويه إبراهيم بن يزيد المكي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أبي هريرة، أن رجلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الصدقات أيها أفضل. قال: على ذي الرحم الكاشح. أخرجه أبو عبيد في الأموال (رقم 913): حدثنا علي بن ثابت، عن إبراهيم بن يزيد المكي به. وسنده ضعيف جدًا، إبراهيم المكي هو الخوزي قال في التقريب (95: 272): متروك. ثم رواه أبو عبيد مرسلًا فقال: حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَثَلُ ذلك، ولم يسنده عقيل. قلت: الثقات يسندونه: معمر وابن عيينة عن الزهري، عن حميد، عن أم كلثوم -كما تقدَّم بيانه-. وأخطأ سفيان الواسطي فرواه بإسناد آخر عن ابن حزام. والمحفوظ فيه عن الزهري، عن حميد، عن أم كلثوم. وهو الصحيح من هذه الأحاديث، والحمد لله على توفيقه، وهو الذي بنعمته تتم الصالحات.
972 - وقال أبو بكر حدثنا عفان، حدثنا حَمَّادٌ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ نُعَيْمِ (¬1) بْنِ أبي هند، عن حذيفة رضي الله عنه، قال: كنت مُسنِد النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى صَدْرِي فَقَالَ: "مَنْ تَصَدَّقَ (¬2) بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ تعالى (¬3) خُتم له بها دخل الجنة". ¬
972 - الحكم عليه: صحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 113: أمختصر)، وعزاه لأحمد وابن أبي شيبة وصححه.
تخريجه: رواه أحمد في مسنده (6/ 391) عن حسن وعفان قالا: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ نعيم قال عفان في حديثه: ابن أبي هند، عن حذيفة قال: أسندت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى صَدْرِي فَقَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ -قال حسن- ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتم لَهُ بِهَا دَخَلَ الجنة، ومن صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بها دخل الجنة، ومن تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بها دخل الجنة. وسنده صحيح. وقال المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 85): لا بأس به. وقال الساعاتي في الفتح الرباني (7/ 42): وسنده جيد. وصححه الألباني في الجنائز (ص 43)، والسلسلة الصحيحة (4/ 201). وروى البزار طرفًا من لفظ أحمد -كما في الكشف (1/ 487: 1038) - من طريق حفص بن عمر بن الحارث النمري البصري، عن الحسن بن أبي جعفر، عن محمَّد بن جحادة، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ رِبْعِيِّ، عن حذيفة مرفوعًا: "من ختم له بصيام يوم يبتغي به وجه الله قبل موته دخل الجنة".=
= وفيه الحسن بن أبي جعفر الجُفري قال في التقريب (159: 1222): ضعيف الحديث. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 324)، وقال: رواه أحمد، وروى البزار طرفاً منه في الصيام فقط ورجاله موثقون. اهـ. قلت: بل الحسن بن أبي جعفر، الراجح تضعيفه. لكنه يتقوى بالطريق الأولى. ورواه أبو نعيم في الحلية (5/ 208) من طريق داود بن أبي الفرات، عن محمَّد بن سيف أبي رجاء الأسدي، عن عطاء الخراساني، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي سهل، عن حذيفة قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في مرضه الذي توفي فيه، وعلي يُسنِده إلى صدره. فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ كيف تجدك؟ قال: صالح. فقلت لعلي: ألا تدعني فأسند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى صدري فإنك قد جهدت وأعييت. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لا، هو أحق بذلك يا حذيفة. ادن مني، فدنوت منه فقال: يا حذيفة من ختم له بصدقة أو بصوم يبتغي وجه الله أدخله الله الجنة. قلت: بأبي وأمي وأُعلن أم أُسر. قال: بل أَعلن. قال أبو نعيم: مشهور من حديث نعيم، غريب من حديث عطاء، تفرد به داود. وله طرق أخرى لاتخلو من الضعف تكلم عليها العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 200: 1645). ورواه الحارث بن أبي أسامة بغية الباحث (2/ 341): حدثنا الحسن بن قتيبة، حدثنا حفص بن عمر البصري، عن ابن عجلان، عن حذيفة نحو لفظ أبي نعيم. وسنده ضعيف جداً، فيه الحسن بن قتيبة وهو متروك الحديث. والحديث من هذه الطريق يعتبر من الزوائد، ولذلك تنبه له الهيثمي فذكره في بغية الباحث وغفل عنه الحافظ ابن حجر رحمه الله، فلم يذكره هنا في المطالب، وصنيعه في الكتاب أن يذكر مثله، أو لعله فعل ذلك لأمر لم أدركه ... وسبحان من لا تخفى عليه خافية، والله أعلم.
973 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم قَالَا (¬1): خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: "من تصدق بصدقة أعطاه الله تعالى بِوَزْنِ (¬2) كُلِّ ذَرَّةٍ مِنْهَا مِثْلَ جَبَلِ أُحُد مِنْ نَعِيمِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ مَشَى بِهَا إِلَى مِسْكِينٍ (¬3) كَانَ لَهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَلَوْ تَدَاوَلَهَا أَرْبَعُونَ أَلْفَ إِنْسَانٍ حَتَّى تَصِلَ إِلَى الْمِسْكِينِ كَانَ لِكُلِّ (¬4) وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلُ ذَلِكَ الْأَجْرِ كَامِلًا، وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ اتقوا (¬5) وأحسنوا. * هذا حديث موضوع. ¬
973 - تخريجه: هذا جزء من الخطبة الموضوعة عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَقَدِ تقدم الكلام عليها في الحديث رقم (715) فأغنى ذلك عن الإعادة.
974 - [1] مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي عياض، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ما من مسلم ينفق (¬1) زَوْجَين فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى إلَّا وَالْمَلَائِكَةُ مَعَهُمُ الرَّيَاحِينُ يَخْتَلِجُونَهُ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ (¬2) يَا مُسْلِمُ هَذَا خَيْرٌ. [2] وَقَالَ ابن أبي عمر: حدثنا حسين الجُعفي، حدثنا زَائِدَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بكر رضي الله عنه عنده جالس: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ الله تعالى إلَّا جَاءَتِ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُمُ الرَّيْحَانُ عَلَى أَبْوَابِ [الْجَنَّةِ يَا] (¬3) عَبْدَ اللَّهِ يَا مسلم هلم. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مَا عَلَى ماله من توى (¬4). فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنِّي لأرجو أن تكون منهم. ¬
974 - الحكم عليه: الإسناد ضعيف؛ لأن مداره على إبراهيم الهَجَري، وهو ضعيف.
تخريجه: أصله في الصحيحين بغير لفظ الباب، مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة، كل خزنة باب:=
= أي فل، هلم. قال أبو بكر: يا رسول الله، ذاك الذي لا تَوَى عليه. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنِّي لأرجو أن تكون منهم. رواه البخاري (6/ 48 فتح)، واللفظ له، ومسلم (2/ 711: 1027)، والنسائي (5/ 9). وفي الباب عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ما من عبد مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله، إلَّا استقبلته حَجَبهَ الجنة، كلهم يدعوه إلى ما عنده قلت: وكيف ذلك. قال: "إن كانت إبلًا فبعيرين، وإن كانت بقرة فبقرتين. رواه أحمد (5/ 151)، والنسائي (4/ 24)، وسنده صحيح، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (1/ 601)، وصحيح الجامع (5/ 182: 5650).
34 - باب وصول الصدقة إلى الميت
34 - بَابُ وُصُولِ الصَّدَقَةِ إِلَى الْمَيِّتِ 974 - قَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عن خولة بنت فهد -وكانت تَحْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ-، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا عَلَى مَا عَلِمْتَ، وَإِنَّا قَدْ صَاهَرْنَا إِلَيْكُمْ فَجَعَلَ اللَّهُ لَنَا فِي مُصَاهَرَتِكُمْ خَيْرًا، وَإِنَّ أُمِّي هَلَكَتْ،؛ فهل ينفعها أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا؟ فَقَالَ:"لَوْ تَصَدَّقْتِ عَنْهَا بِكُرَاعٍ لَنَفَعَهَا". * قُلْتُ: هُوَ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ حَفْصٍ وخولة. ¬
974 - تخريجه: الحديث أخرجه إسحاق (5/ 60: 2165). وعمر بن حفص وأبوه لم أعرفهما. وحكم عليه الحافظ بالانقطاع، ومعنى متنه ثابت بعدد من الطرق الصحيحة. (سعد).
35 - [باب الحث على المعروف] وإعانة الملهوف وإغاثته
35 - [بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْمَعْرُوفِ] (¬1) وَإِعَانَةِ الْمَلْهُوفِ وَإِغَاثَتِهِ (¬2) 975 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عمرو، عَنْ (¬3) عَطَاءٍ، عَنِ [ابْنِ] (¬4) عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كل معروف يصنعه أَحَدُكُمْ إِلَى غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ فَهُوَ صَدَقَةٌ". ¬
975 - الحكم عليه: الإسناد ضعيف جدًا، فيه طلحة بن عمرو وهو متروك. انظر: التقريب (283: 3030). ثم إنه منقطع: عطاء لم يسمع من ابن عمر رضي الله عنه. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 134: أمختصر)، وأعله بطلحة.
تخريجه: ورد من حديث جابر، وحذيفة، وعبد الله بن يزيد الخطمي، وابن مسعود، وأبي مسعود الأنصاري وغيرهم. أما حديث جابر، فلفظه: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كل معروف صدقة". رواه ابن أبي شيبة (8/ 362)، وأحمد (3/ 344، 360)، والبخاري في صحيحه (10/ 447 فتح)، واللفظ له، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 87). وأما حديث حذيفة فأخرجه أحمد (5/ 383، 397، 398)، ومسلم (2/ 697)، وأبو داود (2/ 584)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 107)، وأبو الشيخ في الأمثال (ص 23)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 369)، والخطيب في التاريخ (1/ 291) عن حذيفة مرفوعًا: "كل معروف صدقة". وأما حديث عبد الله بن يزيد الخطمي مرفوعًا "كل معروف صدقة". فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 361)، وأحمد (4/ 307)، والبخاري في الأدب (ص 68) من طريق عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد الخطمي مرفوعًا به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 139): رجاله ثقات. وأما حديث ابن مسعود مرفوعًا: "كل معروف إلى غني أو فقير صدقة". فأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 110)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 49)، ومن طريقه القضاعي (1/ 87) عن شعبة، والبزار (كشف الأستار 1/ 453: 955) عن صدقة بن موسى، كلاهما عن فرقد السبخي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مرفوعًا به. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4/ 181: 4434). وأخرجه الطبراني أيضًا (10/ 232) من طريق أبي وائل، عن عبد الله مرفوعًا به.=
= وأما حديث أبي مسعود الأنصاري مرفوعًا: "كل معروف صدقة". فأخرجه الطبراني في الكبير (مجمع الزوائد 3/ 139)، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. وفي الباب شواهد أخرى تُراجع في مجمع الزوائد (3/ 139). وبالجملة فحديث الباب وإن كان من حديث ابن عمر لا يصح، لكن متنه صحيح -كما يتبين لك من التخريج-، والله الموفق سبحانه.
976 - وقال الطيالسي: حدثنا أبو عتبة (¬1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ (¬2)، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَصْحَابِهِ: "أَيُّ الناس خير"؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ يعطي ماله ونفسه. قال -صلى الله عليه وسلم-: " [نِعْمَ الرَّجُلُ هَذَا] (¬3)، وَلَيْسَ بِهِ، وَلَكِنَّ أَفْضَلَ الناس رجل يعطي جهده. ¬
976 - الحكم عليه: ضعيف، فيه إسماعيل بن عياش وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها. وذكره السيوطي في الجامع الصغير, ورمز لضعفه -كما في فيض القدير (2/ 50) -. وقال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (1/ 322): ضعيف.
تخريجه: لم أجده، لكن ورد من حديث ابن عمر مرفوعًا: "خير الناس مؤمن فقير يعطي جهده". رواه الديلمي في مسند الفردوس (فردوس الأخبار 2/ 287). وذكره السيوطي في الجامع الصغير ورمز لحسنه -كما في فيض القدير (3/ 481) -. وتعقبه المناوي في الفيض بأن العراقي قال في سنده: ضعيف جدًا.=
= قلت: والذي وجدته في تخريج الإحياء (4/ 193) أن العراقي عزاه فقط للديلمي ولم يتكلم عليه بشيء، فلعله تكلم على سنده في موطن آخر. على أن الشيخ الألباني قال في ضعيف الجامع (3/ 136): موضوع وأحال إلى السلسلة الضعيفة (8/ 3568)، وهذا الجزء منها لم يطبع بعد، لنتعرف على وجه الحكم عليه بالوضع ... والله أعلم.
977 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ عَائِشَةَ، حدثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ (¬2) الله تعالى، فأحبهم (¬3) إلى الله عَزَّ وَجَلَّ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الربيع الزهراني، [وأبو ياسين] (¬4)، قالا: حدثنا يُوسُفُ بِهِ. * قُلْتُ: تَفَرَّدَ بِهِ [يُوسُفُ] (¬5)، وَهُوَ ضعيف [جدًا] (¬6). ¬
977 - الحكم عليه: الإسناد ضعيف جدًا، فيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك الحديث. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 191)، وعزاه لأبي يعلى والبزار وقال: فيه يوسف بن عطية الصفار، وهو متروك.
تخريجه: أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" والمخلص في "المجلس الأول من المجالس السبعة" والسلفي في "الطيوريات" -كما في السلسلة الضعيفة (4/ 372: 1900) -، والبزار في كشف الأستار (2/ 398: 1949)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 255) .. وغيرهم -كما في المقاصد الحسنة (ص 201) -، وابن عدي في الكامل (7/ 2610، 2611)، وأبو يعلى في مسنده وهي الطريق الثانية [2].=
= وسنده ضعيف جدًا -كما علمت آنفًا-. وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (4/ 372: 1900). وروي عن عبد الله بن مسعود، وأبي هريرة. أما حديث عبد الله بن مسعود، فيرويه موسى بن عمير، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مرفوعًا: "الخلق عيال الله، وأحبهم إلى الله مَن أحسن إلى عياله". أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2341)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 102) و (4/ 237)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 334)، والطبراني في الكبير (10/ 105: 10033)، والأوسط (مجمع البحرين 2/ 258). وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن الحكم غير موسى بن عمير، وعامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه. قلت: وقال ابن حجر في التقريب (553: 6997): متروك، وقد كذبه أبو حاتم. اهـ. وعلى ذلك فالحديث تالف. وأما حديث أبي هريرة: فيرويه بشر بن رافع، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة رفعه: "الخلق كلهم عيال الله، وتحت كنفه، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله". أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (1/ 201)، وفيه بشر بن رافع، قال في التقريب (123: 685): ضعيف الحديث. قلت: فيصلح للمتابعة، لكن ليس هناك ما يصلح لتقويته لشدة ضعف الشواهد المتقدمة، لكن قد ثبت الشطر الثاني من الحديث بلفظ: "خير الناس أنفعهم للناس". رواه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 223)، من طريق عبد الملك بن أبي كريمة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر مرفوعًا به.=
= وعبد الملك بن أبي كريمة، قال في التقريب (364: 4206): صدوق صالح. لكن فيه عنعنة ابن جريج. وتابعه عمرو بن بكر السكسكي، عن ابن جريج به. أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 79)، وعمرو هذا متروك -كما في التقريب (419: 4993) -. وله شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من خير الناس؟ قال: أنفع الناس للناس". رواه أبو إسحاق المزكي في "الفوائد المنتخبة" -كما في السلسلة الصحيحة (1/ 721) -، عن خنيس بن بكر بن خنيس، حدثني أبي: بكر بن خنيس، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عمر به. وفيه خنيس بن بكر، قال صالح جزرة -كما في اللسان (2/ 411) -: ضعيف. وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 33). وتابعه إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي، حدثنا بكر بن خنيس به. أخرجه ابن عساكر -كما في الصحيحة (1/ 721) -. وإبراهيم هذا، قال في الجرح والتعديل (2/ 113): قال أبو زرعة: "ما به بأس". فالإسناد بهذه المتابعة حسن, لأن بكر بن خنيس صدوق له أغلاط -كما قال ابن حجر في التقريب (126: 739) -، فثبتت هذه الجملة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وحسنها الشيخ الألباني في الصحيحة (1/ 722). ورويت هذه الجملة عن ميمون بن مهران مرفوعًا، بسند تالف -كما سيأتي برقم (982) -، والله الموفق.
978 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَحْرٍ (¬1)، حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن الحسن، عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من مشى إلى حاجة أخيه المسلم [كتب الله تعالى، (¬2) لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً إِلَى أَنْ يرجع من حيث فارقه، إن قُضِيَتْ حَاجَتُهُ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أمه، وإن هلك [فيما بين ذلك] (¬3) دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ. * عَبْدُ الرَّحِيمِ ضَعِيفٌ جدًا. ¬
978 - الحكم عليه: الإسناد ضعيف جدًا، مسلسل بثلاثة ضعفاء. 1 - عبد الرحيم بن زيد: متروك. 2 - وأبوه زيد بن الحواري: ضعيف. 3 - وشيخ أبي يعلى: محمَّد بن بحر: منكر الحديث. وقال ابن عدى: لعل النبلاء في هذا الحديث من عبد الرحيم. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 193)، وعزاه لأبي يعلى وقال: فيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك.
تخريجه: رواه أبو يعلى (5/ 175: 2789)، وابن عدي في الكامل (3/ 1056)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 79)، وابن حبان في المجروحين (2/ 162) في ترجمة عبد الرحيم. وسنده ضعيف جدًا.
979 - [1] وقال أيضًا (¬1): حدثنا أبو الربيع، حدثنا الصَّلْتُ يَعْنِي ابْنَ الْحَجَّاجِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "من أَعَانَ أَخَاهُ فِي حَاجَتِهِ وَأَلْطَفَهُ كَانَ حُقًّا على الله تعالى أن [يخدمه] (¬2) من خدم الجنة". ¬
979 - [1] الحكم عليه: الإسناد ضعيف، فيه يزيد الرقاشي، والصلت بن حجاج وكلاهما ضعيف.
تخريجه: رواه ابن عدي في الكامل (4/ 1400) من طريق الصلت به. ورواه أبو يعلى أيضًا بسند آخر وهو الآتي.
[2] حدثنا (¬1) محمَّد بن بحر، حدثنا المُعَلى بن ميمون المجاشعي، حدثنا يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أَلْطَفَ مُؤْمِنًا أَوْ خوَّله (¬2) فِي شَيْءٍ مِنْ حَوَائِجِهِ صَغُرَ ذَلِكَ أَوْ كَبُرَ .. " فذكر مِثْلَهُ. * قُلْتُ: مَدَارُهُ عَلَى يَزِيدَ وَهُوَ ضَعِيفٌ. ¬
979 - [2] الحكم عليه: ضعيف جدًا. فيه معلى بن ميمون وهو متروك، ويزيد الرقاشي ضعيف، ومحمد بن بحر ضعيف جدًا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 194)، وقال: فيه معلي بن ميمون وهو متروك.
تخريجه: رواه ابن عدي في الكامل (4/ 1400) عن أبي يعلى به. وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 194) للبزار، ولم أجده في المطبوع من كشف الأستار. وهذا السند لا يتقوى بالسند المتقدم لأن مدارهما على يزيد -كما قال ابن حجر هنا في المطالب-، وقد علمت حاله.
980 - حدثنا (¬1) أبو الربيع الزهراني، حدثنا عبد الحكم (¬2) بن منصور، حدثنا زِيَادُ بْنُ أَبِي حَسَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من أغاث ملهوفًا كتب الله تعالى لَهُ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ حَسَنَةً، وَاحِدَةً مِنْهُنَّ يُصْلِحُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا لَهُ (¬3) أَمْرَ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، واثنتين (¬4) وسبعين في الدرجات". ¬
980 - الحكم عليه: تالف، آفته زياد بن أبي حسان كذبه شعبه. وقال الدارقطني: متروك. ثم إن فيه عبد الحكيم بن منصور الخزاعي وهو متروك أيضًا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 194)، وقال: فيه زياد بن أبي حسان وهو متروك.
تخريجه: رواه ابن عدي في الكامل (3/ 1052)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 76)، وابن حبان في المجروحين (1/ 304)، من طريق زياد بن أبي حسان به. وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 194) للبزار، ولم أجده في كشف الأستار المطبوع. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق العقيلي (2/ 171)، ثم قال: "موضوع والمتهم بوضعه زياد". وتعقبه السيوطي في اللآلئ المصنوعة (1/ 352) بان له طريقين آخرين وشاهدًا من حديث ثوبان.=
= أما الطريق الأول فساقه من رواية ابن عساكر بسنده عن القاضي أبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن عبد الغفار بن ذكوان، حدثنا أبو علي محمَّد بن سليمان بن حيدرة، حدثنا أبو سليم إسماعيل بن معن، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي، سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره وسكت عليه السيوطي، وفي ذلك نظر من وجهين: 1 - ابن ذكران أورده الذهبي في الميزان (2/ 498)، وابن حجر في اللسان (3/ 352)، وقالا: تكلم فيه عبد العزيز الكناني. 2 - محمَّد بن سليمان بن حيدرة مجهول الحال، وحيدرة اسم أحد جدوده، واسم جده الأدنى الحر بن سليمان، هكذا ذكره ابن عساكر في "تاريخه" -كما في السلسلة الضعيفة (2/ 172) -، وفي ترجمته ساق هذا الحديث ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وعليه فتعلم أن تعقب السيوطي لابن الجوزي لا وجه له. وأما الطريق الثاني: فساقه السيوطي من رواية أبي طاهر الحنائي بسنده عن عيسى بن يعقوب بن جابر الزجاج، حدثنا دينار مولى أنس بن مالك، حدثني أنس بن مالك به. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 175) في ترجمة الزجاج ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. ومشده تالف، فيه دينار، قال ابن حبان في المجروحين (1/ 290): يروي عن أنس أشياء موضوعة. وكذا حكم عليه الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 172). وبه يتبين أن تقوية السيوطي للحديث بهذين الطريقين لا تؤيده قواعد علم الحديث. وأما الشاهد وهو حديث ثوبان فلفظه: "من فرج عن مؤمن لهفان غفر الله له ثلاثًا وسبعين مغفرة، واحدة تصلح بها أمر دنياه وآخرته، وثنتين وسبعين يوفيها الله تعالى يوم القيامة".=
= رواه أبو نعيم في الحلية (3/ 49)، من طريق إسماعيل بن أبان الأزدي، حدثنا حماد بن عثمان القرشي -مولى الحسن بن علي-، حدثني يزيد بن أبي زياد البصري، عن فرقد، عن شميط -مولى ثوبان-، عن ثوبان مرفوعًا. وقال: "غريب من حديث فرقد، لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه". قلت: وهو تالف، فرقد هو ابن يعقوب السبخي قال البخاري في الضعفاء الصغير (ص 98): في حديثه مناكير. وقال النسائي والدارقطني: ضعيف -كما في الميزان (3/ 345) -، وانظر: التهذيب (8/ 262). وفيه زياد بن أبي زياد البصري لم أعرفه، قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 173): [وفي طبقته -يعني زيادًا- بهذا الاسم والنَّسب ثلاثة: أحدهم: شامي، وهو ضعيف جدًا.-انظر: الجرح والتعديل (9/ 265) -. والآخران كوفيان أحدهما من رجال التهذيب وهو ضعيف -كما في التقريب (601: 7717) -. والآخر من رجال الميزان (4/ 425) - ولا تقوم به حجة. فلعله أحدهم، ويكون نسبته بصريًا خطأ من أحد الرواة ولعله من الراوي عنه: حماد بن عثمان القرشي]. قلت: ولم أجد من بهذا الاسم إلَّا أن في الجرح والتعديل (3/ 144): حماد بن عثمان يروي عن الحسن البصري وهو مجهول. وكأنه غير هذا، والله أعلم. وبهذا يتبين أن حديث ثوبان لا يصلح شاهدًا لحديث أنس لشدة الضعف في طرق حديث أنس، فلا تصلح للتقوية، ولذلك حكم عليه محدث العصر الشيخ الألباني حفظه الله في السلسلة الضعيفة بالوضع (2/ 171: 749، 750)، والله الموفق، وحده، لا رب سواه.
981 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، حدثنا السكن بن إسماعيل، حدثنا زياد بن ميمون، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ، وَاللَّهُ تَعَالَى يُحِبُّ إِغَاثَةَ (¬2) اللهفان". * قلت: زياد ابن أبي حسان هو زياد بن ميمون متروك (¬3). ¬
981 - الحكم عليه: الإسناد تالف، من أجل زياد بن ميمون، وهو متروك تالف.
تخريجه: رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج -كما في السلسلة الصحيحة (4/ 220) -، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/ 16) دون قوله: "والله يحب إغاثة اللهفان". وأخرجه البزار في مسنده (كشف الأستار 2/ 399: 1951) لكن وقع فيه: زياد النميري، وكذا قال المنذري في الترغيب (1/ 120) بعد أن عزاه إليه: "فيه زياد بن عبد الله النميري وقد وثق، وله شواهد". قلت: النميري وان كان ضعيفًا إلَّا أنه أحسن حالًا من الثقفي. انظر ترجمة النميري في التهذيب (3/ 378). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 140): رواه البزار وفيه زياد النميري وثقه ابن حبان وقال: يخطئ، وابن عدي، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. وروي حديث الباب بزيادته: عن ابن عباس، وابن عمر.=
= 1 - حديث ابن عباس: يرويه طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس رفعه: "الدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان". أخرجه أبو القاسم القشيري في الأربعين -كما في السلسلة الصحيحة (4/ 220) -، وابن جميع في معجم الشيوخ (ص 184). وسنده ضعيف جدًا، طلحة بن عمرو متروك. 2 - حديث ابن عمر: يرويه سفيان بن وكيع، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُباب، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كرز، عن ابن عمر مرفوعًا به. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1254)، وقال: رواه غير سفيان بن وكيع فأرسله ولم يذكر في إسناده ابن عمر. اهـ. قلت: وهو ضعيف، وموسى بن عبيدة ضعيف أيضًا. ومن ذلك يتبين أن الزيادة من هذه الطرق والشواهد لا تصح، لكن صحت في سياق آخر من حديث أبي موسى وغيره، تقدم بيان شيء من ذلك في تخريج الحديث رقم (959). والشطر الأول من الحديث ورد من حديث أبي مسعود البدري، وابن مسعود وسهل بن سعد رضي الله عنهم. 1 - حديث أبي مسعود: يرويه الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني: سعيد بن إياس الأنصاري عنه مرفوعًا "الدال على الخير كفاعله". أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 484)، وأحمد (5/ 274)، والطبراني في الكبير (17/ رقم 628، 629، 631، 632)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 86). ورواه ابن حبان (الإحسان 1/ 255، 3/ 89)، بلفظ: أتى رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- فسأله, فقال: ما عندي ما أعطيك، ولكن ائت فلانًا، فأتاه الرجل فأعطاه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله".=
= وسنده صحيح على شرط الشيخين، وكذا صححه الألباني في الصحيحة (4/ 216)، ورواه مسبم (3/ 1506: 1893)، وعبد الرزاق (11/ 107: 20054)، وأحمد (4/ 120)، وأبو داود (4/ 5129)، وغيرهم بلفظ: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله". وخالفهم أبان بن تغلب فقال: عن الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني، عن عبد الله بن مسعود به. أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 266)، وابن عدي في الكامل (2/ 753)، والخطيب في التاريخ (7/ 383)، وأبان ثقة احتج به مسلم، وقد نص ابن عدي على أن رواية أبان هذه خطأ، وأن الخطأ ممن دونه. على أنه روي من طريق أخرى عن ابن مسعود وهي: 2 - حديث ابن مسعود: يرويه عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن فضيل بن عمرو، عن أبي وائل عنه مرفوعًا: "الدال على الخير كفاعله". أخرجه البزار (كشف الأستار 1/ 90: 154)، وقال: لا نعلمه مرفوعًا عن عبد الله إلَّا بهذا الإسناد. اهـ. قلت: وسنده ضعيف من أجل ابن أبي ليلى، وكذا ضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 217). 3 - حديث سهل بن سعد: يرويه العائشي، حدثنا عمران بن محمَّد، حدثنا أبو حازم عنه به. رواه ابن عدي (5/ 1744)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 484)، والطبراني في الكبير (6/ 230: 5945). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 171): فيه عمران بن محمَّد، يروي عن أبي حازم، ويروي عنه عبد الله بن محمَّد بن عائشة، وليس هو عمران بن محمَّد بن سعيد بن المسيب, لأن ذاك مدني، وقال الطبراني في هذا: إنه بصري، وابن سعيد لم يسمع من أبي حازم، ولم أجد من ذكر هذا. اهـ.=
= قلت: بل هو عمران بن زيد التغلبي الملائي، أبو يحيي. وقال ابن عدي في الكامل (5/ 1744): يكنى أبا محمَّد، بصري. ثم ساق له بسنده هذا الحديث، وعمران هذا ضعفه ابن معين وأبو حاتم -كما في التهذيب (8/ 173) -. وبذلك يتحرر لك الصواب، وبه تعلم ما في كلام الشيخ الألباني في الصحيحة (4/ 217)، إذ قال: رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع بين القرشي وأبي حازم، فإن روايته عن أتباع التابعين، فلعل الواسطة بينهما سقطت من الطابع أو الناسخ. اهـ. قلت: كذا قال الشيخ غفر الله له، وفي ذلك مؤاخذتان: 1 - اعتباره رجاله ثقات بناء على أن عمران هذا هو القرشي، وليس كذلك -كما تحرر لك من كلام ابن عدي-. ونقله الذهبي في الميزان (3/ 237) بل هو عمران بن زيد، وهو ضعيف -كما تقدَّم آنفًا-. 2 - إذ تبين ذلك فلا حاجة إلى تقدير سقوط راو من الطابع أو الناسخ، وعليه فقد وهم الشيخ الألباني عفا الله عنه، ولا يضيره ذلك فلكل جواد كبوة ... بل كبوات ... وبالجملة، فمتن الباب بشطريه صحيح من غير طريق الباب، وفي الباب عن بريدة من طرق. انظر تفصيلها والكلام عليها في السلسلة الصحيحة (4/ 218)، والله أعلم.
982 - وحدثنا جبارة (¬1) هو ابن المغلس، حدثنا عبد الصمد بن الأزرق، أخبرني سكين بْنُ أَبِي سِرَاجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ (¬2)، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من خير الناس. قال -صلى الله عليه وسلم-: أنفعهم للناس. ¬
982 - الحكم عليه: ضعيف جدًا، فيه سُكين بن أبي سراج، وعبد الصمد الأزرق وكلاهما منكر الحديث، وفيه جبارة وهو سيِّىء الحفظ، ضعيف، ثم إنه مُعضل، ميمون بن مهران من الطبقة الرابعة، وهم الذين جل روايتهم عن كبار التابعين، والله أعلم. لكن الحديث كما في النسخة (ك) عن ابن عباس، فإن كان كذلك فهو ضعيف جدًا إذ مداره على سكين وقد علمت حاله.
تخريجه: رواه الطبراني في الكبير والأوسط -كما في مجمع الزوائد (8/ 194)، ومجمع البحرين ق 155: أ) -، والصغير (2/ 106 الروض الداني) مطولًا من طريق عبد الرحمن بن قيس الضَّبي، حدثنا سكين بن سراج، عن عمرو بن دينار، عن عمر: "أن رجلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ وأى الأعمال أحب إلى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولئن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا، -في مسجد المدينة- ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام".=
= قال الطبراني: لم يروه عن عمرو بن دينار إلَّا سكين، ويقال ابن أبي سراج البصري، تفرد به عبد الرحمن بن قيس الضبي. قلت: سكين منكر الحديث، والراوي عنه أشد منه ضعفًا، عبد الرحمن بن قيس الضبي، قال ابن حجر في التقريب (349: 3989): متروك، كذبه أبو زرعة وغيره. وعلى ذلك فهو تالف. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 194)، وأعله بسكين وقال: هو ضعيف. اهـ. قلت: بل هو متروك -كما علمت من ترجمته آنفًا-. لكن المتن ثابت بشواهد أخرى، تقدم بيانها في تخريج الحديث رقم (977)، فلتراجع، والله سبحانه الموفق.
983 - وحدثنا (¬1) مُصْعَبٌ الزُّبيري، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محمَّد، عن عبد الله بن عامر (¬2)، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ زَيْدِ بن ثابت، رضي الله عنهم قال: "لا يزال الله [تعالى فِي حَاجَةِ الْعَبْدِ مَا دَامَ الْعَبْدُ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ". يُحَدِّثُ ذَلِكَ (¬3) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ] (¬4) عَلَيْهِ وسلَّم. ¬
983 - الحكم عليه: الإسناد ضعيف، فيه عبد الله بن عامر الأسلمي وقد علمت حاله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 196)، وعزاه للطبراني وقال: رجاله ثقات. ولم يصب، بل إن طريق الطبراني هي نفس طريق أبي يعلى -كما سيأتي في التخريج-، وفيها عبد الله بن عامر وهو ضعيف، فأنى له التوثيق.
تخريجه: رواه الطبراني في الكبير (5/ 128: 4802)، من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ زَيْدِ بن ثابت به. وسنده ضعيف، من أجل عبد الله بن عامر، وقد اضطرب فيه كما تلاحظ، فرواه مرة عن الأعرج -كما في مسند أبي يعلى-. ومرة عن أبي الزناد، عن الأعرج. وسبب هذا: سوء حفظه، بل إنه اضطرب فيه أكثر، فجعله مرة من حديث أبي هريرة رواه الطبراني في الكبير (5/ 127: 4801)، من طريق عبد الله بن عامر، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا به. وبالجملة فمداره هنا على عبد الله بن عامر وقد علمت حاله. لكن المتن ورد في أثناء حديث أبي هريرة من طريق أخرى في الصحيح. فورد=
= من طريق الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من نَفَّس عن أخيه كربة من كرب الدنيا، نَفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على أخيه ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه". رواه مسلم (4/ 2074: 2699)، وأحمد (2/ 407)، والترمذي (6/ 199 عارضة)، وابن ماجه (1/ 82: 225)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 260). وفي الباب عن ابن عمر، وجابر، وأنس رضي الله عنهم. 1 - حديث ابن عمر: يرويه الليث، عن عُقيل، عن ابن شهاب، أن سالمًا أخبره أن عبد الله بن عمر أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يُسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فَرَّج عن مسلم كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّج اللَّهُ عَنْهُ كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة". رواه البخاري (5/ 97 فتح)، ومسلم (4/ 1996: 2580)، وأبو داود (5/ 202: 4893)، والترمذي (6/ 200 عارضة)، وابن حبان (الإحسان 1/ 374)، والطبراني في الكبير (17/ 13137)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 132، 290) 2 - حديث جابر: يرويه سحنون بن سعيد أبو سعيد التنوخي، حدثنا سعيد بن محمَّد بن أبي موسى أبو عثمان، عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "من كان في حاجة أخيه المؤمن كان الله عَزَّ وَجَلَّ في حاجته". رواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 291)، وفيه سعيد بن محمَّد بن أبي موسى لم أجد له ترجمه إلَّا أن يكون الزعفراني، فإن كان كذلك فهو ثقة -كما في اللسان (3/ 43) -، وفي سحنون واسمه عبد السلام بن سعيد كلام من جهة حفظه -كما في اللسان (3/ 8) -. 3 - حديث أنس: يرويه ابن أبي فديك، أخبرني عيسى بن أبي عيسى=
= الحناط، عن أبي الزناد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يزال الله في حاجة المرء ما كان في حاجة أخيه". وسنده ضعيف جدًا، فيه عيسى بن أبي عيسى الحفاظ وهو متروك -كما في التقريب (440: 5317) -. وبالجملة، فمتن الباب ورد في الصحيح من حديث أبي هريرة وابن عمر، والله سبحانه الموفق.
36 - باب ذم البخل
36 - بَابُ ذَمِّ الْبُخْلِ 984 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَتْ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةٌ فِي حَائِطِي، فَمُرْه فَلْيَبِعْهَا (¬1) أَوْ ليهبها [لي] (¬2). [قال:] (¬3) فأتى الرجل النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: افْعَلْ، لك (¬4) بِهَا نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ فَأَبَى، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هَذَا أَبْخَلُ النَّاسِ. ¬
984 - الحكم عليه: صحيح.
تخريجه: رواه أحمد (5/ 364) عن وكيع، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح ذكوان، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ لفلان نخلة في حائطي فمره فليبعنيها أو ليهبها لي. قال: فأبى الرجل، فقال=
= رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: افْعَلْ وَلَكَ بِهَا نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، فَأَبَى. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هَذَا أبخل الناس. وسنده صحيح. وهو في رواية أحمد عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ورواية ابن أبي شيبة عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، ولا مانع من حمل الحديث على التعدد. والله أعلم. وفي الباب عن جابر رضي الله عنه إن رجلا أتى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّ لفلان في حائطي عذقًا، وإنه قد آذاني وشق علي مكان عذقه، فأرسل إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: بعني عذقك الذي في حائط فلان. قال: لا، قال: فهبه لي. قال: لا. قال: فبعنيه بعذق في الجنة. قَالَ: لَا. فَقَالَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ما رأيت الذي هو أبخل منك إلَّا الذي يبخل بالسلام. رواه أحمد (3/ 328)، والبزار (2/ 418: 2000) كشف الأستار من طريق أبي عامر العقدي، حدثنا زهير، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ، عن جابر به. وقال الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ جَابِرٍ إلَّا بهذا الإسناد. قلت: فيه عبد الله بن محمد بن عقيل. قال الذهبي في المغني (2/ 785): حسن الحديث وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 130)، وعزاه لأحمد والبزار وقال: فيه عبد الله بن محمَّد بن عقيل، وفيه كلام وقد وثق وقال في موضع آخر (8/ 31): رواه أحمد والبزار، وفيه عبد الله بن محمَّد بن عقيل وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: ضعفه من أجل ما تكلم فيه من سوء حفظه، لكن ذلك لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن إن شاء الله تعالى.
37 - باب إنجاز الوعد
37 - باب إنجاز الوعد 985 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ امْرَأَةٍ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- شَيْئًا فَلَمْ يَتَيَسَّرْ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عدني. قال -صلى الله عليه وسلم-: "العِدَة عَطِية".
985 - الحكم عليه: رجاله ثقات، لكنه مرسل، إذ هو من مراسيل الحسن البصري. وقد قال فيها بعض الأئمة: إنها كالريح، انظر شرح العلل لابن رجب (1/ 536)، وعلى ذلك فالحديث ضعيف. وضعفه الشيخ الألباني حفظه الله في السلسلة الضعيفة (4/ 60: 1554).
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 95: 20026)، وأبو داود في المراسيل (ص 352)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ص 477)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ص 39)، عن الحسن به. وسنده ضعيف -كما علمت-. وقد رُوي مسندًا من حديث ابن مسعود، وقُبَاث بن أشيم الليثي. 1 - حديث ابن مسعود: يرويه بقية، عن أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لا يعِدُ أحدكم صَبِيَّهُ ثم لا ينجز له، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "العدة عطية".=
= رواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 39)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 259)، وقال: "غريب من حديث الأعمش، تفرد بن الفزاري، ولا أعلم رواه عنه إلَّا بقية" قلت: ويقية مدلس من المرتبة الرابعة -كما في مراتب المدلسين (ص 121) -؛ وهؤلاء لا يُقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع. وقد عنعنه هنا. فالحديث ضعيف. وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 437) من هذا الوجه وقال: سمعت أبي يقول: هذا حديث باطل. 2 - حديث قُبَاث: يرويه أصبغ بن عبد العزيز بن مروان الحمصي، حدثنا أبي، عن جدي، عن أبان بن سليمان، عن أبيه، عن قباث مرفوعًا: "العدة عطية" رواه الطبراني في الأوسط (1/ 180) مجمع البحرين وقال: "لا يروى عن قباث إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به أصبغ". وأصبغ هذا قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (2/ 321): مجهول. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 166): وفيه أصبغ بن عبد العزيز الليثي قال أبو حاتم: مجهول. وفيه أيضًا: أبان بن سليمان، مجهول الحال، كناه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 300) بأبي عمير الصوري، وقال: كان من عباد الله الصالحين، يتكلم بالحكمة. وأبوه سليمان لم أجد له ترجمة، فالحديث ضعيف، وضعفه الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (3/ 115). ويالجملة من جميع طرقه وشواهده لا يصح. وانظر: المقاصد الحسنة (282)، وكشف الخفاء (2/ 74)، وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (4/ 65)، والسلسلة الضعيفة (4/ 1554).
38 - [باب زجر الضيف] عن تكليف صاحب المنزل
38 - [بَابُ زَجْرِ الضَّيْفِ] (¬1) عَنْ تَكْلِيفِ صَاحِبِ الْمَنْزِلِ 986 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثنا (¬2) محمَّد بْنُ مَنْصُورٍ، حدثنا حسين بن محمَّد، حدثنا سُلَيْمانُ بْنُ قَرْم (¬3)، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: ذَهَبْتُ مَعَ صَاحِبٍ لِي إِلَى سلمان رضي الله عنه فجاء بخبز وَمِلْحٍ. فَقَالَ صَاحِبِي: لَوْ كَانَ فِي مِلْحِنَا سعتر (¬4). فبعث سلمان رضي الله عنه بِمِطْهَرَتِهِ، فَجَاءَ بِسَعْتَرٍ، فَلَمَّا أَكَلْنَا، قَالَ صَاحِبِي: الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا. فقال سلمان رضي الله عنه: لو قنعت لم تكن مطهرتي مرهونة. ¬
986 - الحكم عليه: ضعيف، من أجل سليمان بن قرم. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 179)، وقال: رجاله رجال الصحيح غير محمَّد بن منصور الطوسي وهو ثقة.=
= قلت: الطوسي ثقة -كما قال-، لكن فيه سليمان بن قرم، وهو ليس من رجال الصحيح، وإنما أخرج له مسلم متابعة. وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 123)، والطبراني في الكبير (6/ 288: 6085)، من طريق حسين بن محمَّد المروزي، حدثنا سليمان بن قرم، عن الأعمش، عن شقيق، قال: دخلت أنا وصاحب لي على سلمان رضي الله عنه، فقرب إلينا خبزًا وملحًا. فقال: لولا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهانا عن التكلف لتكلفت لكم. فَقَالَ صَاحِبِي: لَوْ كَانَ فِي مِلْحِنَا سَعْتَرٌ. فبعث بمطهرته إلى البقال فرهنها، فجاء بسعتر فألقاه فيه. فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد لله الَّذِي قَنَّعَنَا بِمَا رَزَقَنَا. فَقَالَ سَلْمَانُ: لَوْ قنعت بما رزقت لم تكن مطهرتي مرهونة عند البقال. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي. قلت: كلا، بل فيه سليمان بن قرم، وهو ضعيف. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 182)، وعزاه للطبراني في الكبير وقال: رجاله رجال الصحيح غير محمَّد بن منصور الطوسي وهو ثقة. اهـ. كذا قال، وبناء عليه قال الشيخ الألباني في الإرواء (7/ 18): لعله -يعني سند الطبراني- من غير طريق سليمان بن قرم. اهـ. قلت: بل هو من نفس الطريق، ولم يقف عليه الألباني حفظه الله، ولذا وضع هذا الاحتمال. وعليه فالسند ضعيف. أخرجه الحاكم أيضًا (4/ 123)، من طريق الحسن بن الرماس، حدثنا عبد الرحمن بن مسعود العبدي، قال: سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول: "نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إن نتكلف للضيف". ذكره شاهدًا لرواية سليمان بن قرم. وقال الذهبي: "قلت: سنده ليِّن".=
= قلت: الحسن بن الرماس، وشيخه عبد الرحمن لم أجد لهما ترجمة. والخبر ورد من طريق قيس بن الربيع، حدثنا عثمان بن سابور رجل من بني أسد، عن شقيق أو نحوه (شك قيس) "أن سلمان دخل عليه رجل فدعا له بما كان عنده، فقال: لولا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهانا أو قال: لولا أن نُهينا أن يتكلف أحد لصاحبه لتكلفنا لك". رواه أحمد (5/ 441)، والطبراني في الكبير (6/ 287: 6083)، وفي الأوسط (مجمع البحرين ق 257)، وفيه قيس بن الربيع وهو ضعيف. انظر ترجمته في التهذيب (8/ 391)، والتقريب (457: 5573)، ثم إن شيخه عثمان بن سابور لم أجد له ترجمة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 182)، وقال: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد، واحد أسانيد الكبير رجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: كذا قال رحمه الله، فوهم في ذلك، إذ إن الطبراني رواه في الكبير من ثلاثة طرق. اثنين منها مدارهما على سليمان بن قرم وقد علمت حاله. والثالث فيه قيس بن الربيع وهو ضعيف -كما علمت-، فلا وجه لكلام الهيثمي رحمه الله. وبالجملة فالخبر بمجموع هذه الطرق ثابت ... وصححه الشيخ الألباني في الإرواه (7/ 17)، والله الموفق سبحانه ... لا رب سواه.
الخاتمة بعد هذه الرحلة الطويلة التي أمضيتها في معايشة هذا الكتاب الذي أرجو من الله -عَزَّ وَجَلَّ - أن أكون قد وُفقت في خدمته، الخدمة اللائقة به، لا بد من أن أسجل أهم نتائج هذا البحث كما يلي: 1 - تحقيق هذا القدر من الكتاب، بحيث أصبح -بحمد الله تعالى- أقرب ما يكون للصواب. 2 - تخريج أحاديث هذا القدر من الكتاب من المصادر الأخرى، تخريجًا علميًا توثق به نص الكتاب سندًا ومتنًا. 3 - بيان درجات أحاديث هذا القدر منه، بعد دراسة رجال أسانيده دراسة مناسبة للمقام، وقد أشبعت الكلام على الأحاديث قدر استطاعتي وجهدي، فتبين أن درجات أحاديث هذا القسم كما يلي: الصحيح لذاته (42) حديثًا الصحيح لغيره (42) حديثًا الحسن لذاته (25) حديثًا الحسن لغيره (34) حديثًا الضعيف (70) حديثًا
الضعيف جدًا (28) حديثًا التالف والموضوع (7) أحاديث وهناك أحاديث أسانيدها ضعيفة جدًا لكن المتن ثابت في الصحيح وغيره وعددها (20) حديثًا. 4 - من نتائج هذا البحث: معرفة ما كان عليه الحافظ ابن حجر من سعة في العلم، ودراية في الحديث، وتبحر في معرفة العلل وفنون المصطلح، بالإضافة إلى ما رزقه الله من قدرة علمية عظيمة تظهر في استخراجه لزوائد المسانيد التي ذكرها في مقدمة كتابه. 5 - استطاعة الشيخ ابن حجر لتمييزه زوائد المسانيد -التي على شرطه- على الكتب السبعة، وقد وُفق في ذلك، مما يدلك على تضلعه في علوم الحديث الشريف، ومعرفته التامة بالمصنفات الحديثية والكتب الستة خاصة. 6 - حَفِظ لنا المؤلف بهذا الكتاب أصول كتب غالبها اليوم في عداد المفقود مما يدلك على أهمية هذا الكتاب، وقيمته العلمية، والذي يستحق كل اهتمام وخدمة، فإننا -بخدمته- نخدم المسانيد التي خرج المصنف زوائدها، وعليه فالكتاب يعد موسوعة من الموسوعات الحديثية الجامعة. 7 - ومن أهم ثمرات هذا البحث ما حواه القسم الأول من دراسة النسخ الخطية له واختيار أحسنها، وما كشف فيه عن منهج المؤلف في كتابه، الذي ينم عن شخصية علمية فذة قليلة المثيل. وفي نهاية المطاف فإنني أنبه على ضرورة صرف جهود إخواني الباحثين إلى الاهتمام بكتب التراث والتفاني في خدمتها، وتحقيقها
ودراستها بشكل واف مستوعب وخاصة عند الكلام على الأحاديث النبوية والآثار، فإن ذلك يستلزم الكلام عليها بالتفصيل المستوعب وعدم الاكتفاء بالتخريج المختصر الذي لا يفي بالغرض المطلوب، ولا يروي الغليل، ولا يشفي العليل. وأخيرًا أرجو أن أكون قد وُفِّقت في عملي هذا وأسأله تعالى أن ينفع بهذا الجهد وأن يجعله حجة لي لا علىّ، وأن يكون عونًا لي ولإخواني على الاستزادة من دراسة الحديث النبوي الشريف، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلَّا من أتى الله بقلب سليم. والله المجيب، وهو وحده الموفق والهادي إلى سواء السبيل. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم على نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين. * * * انتهى المجلد الخامس ويليه المجلد السادس وأوله كتاب الصيام
فهرس المصادر والمراجع 1 - القرآن الكريم. 2 - آثار البلاد وأخبار العباد. القزويني زكريا ابن محمَّد بن محمود (ت 682 هـ). دار صادر، بيروت-1960 م. 3 - إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين. الزبيدي: مرتضى الحسيني (ت 1205). نشر دار الفكر. 4 - الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان. ترتيب الأمير علاء الدين الفارسي (ت 739 هـ). تحقيق عبد الرحمن محمَّد عثمان. المكتبة السلفية- المدينة المنورة. الطبعة الأولى (1390 هـ/ 1970 م). 5 - أحكام الجنائز. محمَّد ناصر الدين الألباني. المكتب الإِسلامي- بيروت. الطبعة الرابعة (1406 هـ / 1986 م). 6 - أحكام العيدين. الفريابي: أبو بكر جعفر بن محمَّد بن الحسن بن المستفاض (ت 301 هـ)، تحقيق مساعد بن سليمان بن راشد- مؤسسة الرسالة. الطبعة الأولى 1406 هـ / 1986 م. 7 - أحوال الرجال. الجوزجاني: أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب (ت 259 هـ). تحقيق: صبحي السامرائي. نشر مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى (1405 هـ).
8 - أدب الإملاء والاستملاء، السمعاني: أبو سعيد عبد الكريم بن محمَّد بن منصور التميمي (ت 563 هـ)، دار الكتب العلمية- بيروت. 9 - الأدب المفرد. البخاري: محمَّد بن إسماعيل (ت 256 هـ). تحقيق: محمَّد فؤاد عبد الباقي. نشر: قصي الخطيب. طبعة (1379 هـ). تصحيح ومراجعة محمَّد هشام البرهاني. نشر وزارة العدل بالإمارات المتحدة (1401 هـ). 10 - الإرشاد في معرفة علماء الحديث. الخليلي: أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد بن الخليل (ت 446 هـ). دراسة وتحقيق: محمَّد سعيد بن عمر إدريس- رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه من كلية أصول الدين بجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية- الرياض عام 1406 هـ. 11 - إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل. الألباني: محمَّد ناصر الدين. الطبعة الأولى- المكتب الإِسلامي- بيروت- 1399 هـ/ 1979 م. 12 - الأسامي والكنى. أحمد بن محمَّد بن حنبل (ت 241 هـ). رواية ابنه صالح عنه. تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، الطبعة الأولى 1406 هـ. مكتبة الأقصى- الكويت مطبعة الفيصل- الكويت. 13 - الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى. ابن عبد البر: أبو عمرو يوسف بن عبد البر النمري القرطبي (ت 463 هـ). تحقيق د. عبد الله بن مرحول السوالمة. من منشورات دار ابن تيمية- الرياض، الطبعة الأولى 1405 هـ. 14 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ابن عبد البر القرطبي (ت 463 هـ). على هامش الإصابة. دار الكتاب العربي.
15 - أسد الغابة. ابن الأثير: عز الدين أبو الحسن علي بن محمَّد الجزري (ت 630 هـ). تحقيق: محمَّد إبراهيم البنا ورفقاؤه. دار الشعب. 15 - الإصابة في معرفة الصحابة. العسقلاني: ابن حجر (ت 852 هـ). دار الكتاب العربي. 17 - الأعلام. خير الدين الزركلي. دار العلم للملايين -بيروت- الطبعة الرابعة (1979 م). 18 - إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال. علاء الدين مغلطاي. مخطوط مصور عن نسخة المكتبة الأزهرية برقم (15/ 1225)، ومخطوط بمكتبة الدراسات العليا بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، ومصورته في مكتبة شيخنا محمود ميرة. 19 - الإكمال. ابن ماكولا: أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر الأمير (ت 475 هـ). تصحيح: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي. الناشر: محمَّد أمين دمج. بيروت. 20 - الأمثال. أبو الشيخ: أَبُو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ جعفر بن حيان الأصبهاني (ت 369 هـ). تحقيق: عبد العلي عبد الحميد. الدار السلفية، بومباي الهند- الطبعة الأولى (1402 هـ). 21 - الأم الشافعي: أبو عبد الله محمَّد بن إدريس (ت 204 هـ). أشرف على طبعه محمَّد زهري النجار. دار المعرفة - بيروت. الطبعة الثانية (1393 هـ/ 1973م). 22 - الأموال. الهروي: أبو عبيد القاسم بن سلام (ت 338 هـ). تحقيق: محمَّد خليل هراس. عني بطبعه عبد الله الأنصاري. إدارة إحياء التراث الإِسلامي، قطر.
23 - إنباء الغمر بأنباء العمر. ابن حجر العسقلاني أحمد بن علي بن محمَّد (ت 852 هـ). تحقيق د. حسن حبشي- طبعة المجلس الأعلى للشؤون الإِسلامية- القاهرة (1971 م). 24 - الأنساب. السمعاني: أبو سعد عبد الكريم بن منصور (ت 562 هـ). الناشر: محمَّد أمين دمج. بيروت- الطبعة الثانية (1400هـ / 1980م). 25 - أهوال القبور. ابن رجب الحنبلي: زيد الدين أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رجب (ت 795 هـ). مصورة عن طبعة أم القرى، مكة المكرمة (1357 هـ). 26 - الإيضاح والتبيان في معرفة المكيال والميزان. ابن الرفعة: أبو العباس نجم الدين الأنصاري (ت 710 هـ). تحقيق وتقديم: د. محمَّد أحمد الخاروف، من مطبوعات مركز البحث العلمي بجامعة الملك عبد العزيز طبعة (1400هـ/ 1980م). 27 - بداية المجتهد ونهاية المقتصد. ابن رشد: أبو الوليد محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن أحمد (ت 595 هـ)، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي الطبعة الثالثة- (1379 هـ/ 1960م). 28 - البداية والنهاية. ابن كثير: أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 هـ). طبعة مكتبة المعارف. بيروت. الطبعة الثانية (1971 م). 29 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع. الشوكاني محمَّد بن علي (ت 1250 هـ). دار المعرفة، بيروت.
30 - البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير. ابن الملقن سراج الدين عمر بن أحمد بن علي (ت 804 هـ). مخطوط، مصورته بمكتبة شيخنا محمود ميرة. 31 - البعث. السجستاني: أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث (ت 316 هـ). تحقيق: أبو إسحاق الحويني الأثري. نشر دار الكتاب العربي. الطبعة الأولى (1408 هـ / 1988). 32 - بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث. الهيثمي (ت 807 هـ). تحقيق: حسين أحمد الباكرى- رسالة مطبوعة على الآلة الكاتبة مقدمة لنيل درجة الدكتوراة من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة عام (1404/ 1405هـ). 33 - البلدان الإِسلامية والأقليات المسلمة في العالم المعاصر. تأليف: محمود شاكر ورفقاؤه. طبع: جامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية (1390 هـ / 1979م). 34 - بلدان الخلافة الشرقية. تأليف: لسترنج. تعريب: بشير فرنسيس، وكوركيس عواد. مطبعة الرابطة، بغداد (1373 هـ / 1954 م). 35 - بلوغ المرام من أدلة الأحكام. العسقلاني: ابن حجر (ت 852 هـ). المطبوع مع سبل السلام للصنعاني. مراجعة وتعليق: محمَّد عبد العزيز الخولي, طبعة مصطفى البابي الحلبي، الطبعة الثانية (1369 هـ/ 1950م). 36 - تاج العروس من جواهر القاموس. الزبيدي: محمَّد مرتضى (ت 1205 هـ)، دار مكتبة الحياة- بيروت.
37 - تاريخ الإِسلام السياسي والديني والثقافي. حسن إبراهيم حسن، مطابع الإِسلام لسامي أمين، الطبعة الثامنة (1976 م)، نشر مكتبة النهضة. 38 - تاريخ الإِسلام ووفيات المشاهير والأعيان، الذهبي: شمس الدين محمَّد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ). تحقيق: حسام الدين القدسي- القاهرة (1367 هـ). 39 - تاريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم. ابن شاهين: أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان (ت 385 هـ). تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي، دار الكتاب العربي بيروت، الطبعة الأولى (1406 هـ). 40 - تاريخ بغداد. الخطيب البغدادي: أحمد بن علي بن ثابت (ت 463 هـ). دار الكتاب العربي- بيروت. 41 - تاريخ الثقات. العجلي: أحمد بن عبد الله بن صالح (ت 261 هـ). ترتيب الهيثمي، وتضمينات ابن حجر، تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي. دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى (1405هـ / 1984م). 42 - تاريخ جرجان. السهمي: أبو القاسم حمزة بن يوسف (ت 427 هـ). تصحيح: عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثالثة (1401 هـ/ 1981 م). 43 - تاريخ الطبري المسمى "تاريخ الرسل والملوك". الطبري: أبو جعفر محمَّد بن جرير (ت 310 هـ). تحقيق: محمَّد أبو الفضل إبراهيم، نشر دار المعارف بمصر، الطبعة الرابعة. 44 - تاريخ المدينة. عمر بن شبة (ت 262 هـ). تحقيق: فهيم محمَّد شلتوت، الطبعة الأولى (1403 هـ / 1983 م).
45 - تاريخ واسط. بحشل: أسلم بن سهل الرزاز الواسطي (ت 292 هـ). تحقيق: كوركيس عواد، مطبعة المعارف- بغداد (1387 هـ/ 1967م). 46 - التاريخ. يحيي بن معين (ت 233 هـ). رواية الدوري. دراسة وترتيب وتحقيق: د. أحمد محمَّد نور سيف (من منشورات مركز البحث العلمي بمكة المكرمة) - مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة الأولى (1399 هـ / 1979 م). 47 - تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي (ت 280 هـ): عن أبي زكريا- يحيي بن معين في تاريخ الرواة وتعديلهم. تحقيق: د. أحمد محمَّد نور سيف (من منشورات مركز البحث العلمي بمكة المكرمة) دار المأمون، دمشق- بيروت. 48 - التاريخ. خليفة بن خياط العصفري (ت 240 هـ). تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، نشر دار طيبة- الرياض- الطبعة الثانية- 1405 هـ. 49 - التاريخ الصغير. البخاري: أبو عبد الله محمَّد بن إسماعيل (ت 256 هـ). تحقيق: محمود إبراهيم زايد. فهوسة/ د. يوسف المرعشلي، دار المعرفة بيروت، الطبعة الأولى (1406 هـ). 50 - التاريخ الكبير. البخاري: محمَّد بن إسماعيل (ت 256 هـ). تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، مؤسسة الكتب الثقافية- بيروت. 51 - التبيين لأسماء المدلسين. لسبط ابن العجمي الشافعي. تحقيق: يحيي شفيق, دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى (1406 هـ/ 1986م).
52 - تجريد أسماء الصحابة. الذهبي: محمَّد بن أحمد (ت 748 هـ) دار المعرفة- بيروت. 53 - تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي. المباركفوري: محمَّد عبد الرحمن (ت 1353 هـ). مصورة بيروت عن الطبعة الهندية. 54 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف. المزي: يوسف بن عبد الرحمن (ت 742 هـ). تصحيح وتعليق: عبد الصمد شرف الدين- الدار القيمة، بومباي- الهند. (1384 هـ / 1965 م). 55 - تحفة عيد الفطر. الشحامي، مخطوط بمكتبة الشيخ حماد الأنصاري. 56 - التحقيق في مسائل التعليق. ابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي (ت 597 هـ). مصورة محفوظة في خزانة مكتبة شيخنا محمود ميرة. 57 - تخريج أحاديث (مشكلة الفقر وكيف عالجها الإِسلام، للقرضاوي). تخريج الألباني: محمَّد ناصر الدين- المكتب الإِسلامي- بيروت. 58 - تخريج إحياء علوم الدين (المسمى المغني عن حمل الأسفار) تخريج العراقي: عبد الرحيم بن الحسين (ت 806 هـ). على هامش الإحياء، طبعة عيسى البابي الحلبي. 59 - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي. السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ). تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، دار إحياء السنة النبوية، الطبعة الثانية (1399 هـ). 60 - تذكرة الحفاظ، الذهبي: محمَّد بن أحمد (ت 748 هـ). دار إحياء التراث العربي- بيروت. 61 - تذكرة الموضوعات. الهندي: محمَّد طاهر علي الفتنى (ت 986 هـ). نشر: أمين دمج- بيروت.
62 - ترتيب مسند الإِمام الشافعي. رتبه: محمَّد عابد السندي على الأبواب الفقهية، نشر وتصحيح: عزت العطار الحسيني وغيره، نشر دار الكتب العلمية. 63 - الترغيب والترهيب. المنذري: عبد العظيم عبد القوي (ت 656 هـ). تحقيق: مصطفى محمَّد عمارة- دار الفكر- (1401 هـ). 64 - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة. العسقلاني: أحمد بن علي بن حجر (ت 852 هـ). دار الكتاب العربي- بيروت. 65 - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس. ابن حجر (ت 852 هـ). تحقيق: د. عبد الغفار البنداري، ومحمد عبد العزيز، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى (1405 هـ). 66 - التعليق على فقه السيرة للغزالي. تعليق: الألباني محمَّد ناصر الدين- بهامش فقه السيرة، دار الكتب الحديثة- مصر، الطبعة السابعة (1976 م). 67 - تغليق التعليق. العسقلاني: أحمد بن علي بن حجر (ت 852 هـ) دراسة وتحقيق: سعيد عبد الرحمن القزقي، المكتب الإِسلامي ودار عمار. الطبعة الأولى (1405 هـ). 68 - تفسير القرآن العظيم. ابن كثير: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير (ت 774 هـ). مطبعة الاستقامة. القاهرة. الثالثة (1373 هـ/ 1954م). 69 - التقريب. للنووي: محيي الدين بن شرف (ت 676 هـ)، المطبوع من تدريب الراوي. تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، دار إحياء السنة، الطبعة الثانية (1399 هـ).
70 - تقريب التهذيب. العسقلاني: أحمد بن علي بن حجر (ت 852 هـ). تحقيق: محمَّد عوامة- دار الرشيد- سوريا، الطبعة الأولى (1406 هـ). 71 - التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد. ابن نقطة محمَّد بن عبد الغني (ت 629 هـ). دار الحديث- لبنان، طبعة/ (1407 هـ). 72 - التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح. العراقي: زين الدين عبد الرحيم (ت 805 هـ). تحقيق: عبد الرحمن عثمان، طبعة المكتبة السلفية- المدينة المنورة (1389 هـ). 73 - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير. العسقلاني: أحمد بن علي بن حجر (ت 852 هـ). تعليق: عبد الله هاشم المدني، دار المعرفة - بيروت. 74 - تلخيص المستدرك (على هامش المستدرك). الذهبي (ت 748 هـ). تصوير دار الفكر- بيروت (1980 هـ / 1978 م). 75 - التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع. الملطي: أبو الحسين محمَّد بن أحمد بن عبد الرحمن (ت 377 هـ). تقديم وتعليق: محمَّد زاهد الكوثري، طبعة (1388 هـ). 76 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة. ابن عراق: أبو الحسن علي بن محمَّد الكتاني (ت 963 هـ) تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف- مكتبة القاهرة، مصر. 77 - التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل. المعلمي: عبد الرحمن بن يحيي اليماني (ت 1386 هـ). تحقيق محمَّد ناصر الدين الألباني، الطبعة الثانية، طبعة ونشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
78 - تنوير الحوالك شرح موطأ مالك. السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ). طبعة مصطفى البابي الحلبي- (1370 هـ/ 1951م). 79 - تهذيب الآثار. الطبري: محمَّد بن جرير (ت 310 هـ). تخريج: محمود شاكر، مطبعة المدني- مصر. 80 - تهذيب الأسماء واللغات. النووي: محيي الدين بن شرف (ت 676 هـ). عنيت بنشره إدارة الطباعة المنيرية، دار الكتب العلمية- بيروت. 81 - تهذيب التهذيب. العسقلاني: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ). مصورة بيروت عن مجلس دائرة المعارف العثمانية، الطبعة الأولى (1325 هـ). 82 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال. المزي يوسف بن عبد الرحمن (ت 742 هـ): (أ) نسخة مصورة عن النسخة الخطية المحفوظة بدار الكتب المصرية، تصوير دار المأمون للتراث، دمشق وبيروت. (ب) قسم بتحقيق د. بشار عود معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت. 83 - توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار. الصنعاني محمَّد بن إسماعيل الأمير (ت 1182هـ). تحقيق: محمَّد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة السعادة- مصر، الطبعة الأولى (1366 هـ). 84 - التيسير بشرح الجامع الصغير. المُناوي: محمَّد عبد الرؤوف (ت 1035 هـ). طبع المكتب الإِسلامي- بيروت. 85 - الثقات. ابن حبان: أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي (ت 354 هـ). مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد الهند- الطبعة الأولى (1399 هـ).
86 - جامع الأصول في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-. ابن الأثير: مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمَّد (ت 606 هـ). تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، مكتبة الحلواني، ومكتبة دار البيان ومطبعة الملاح، سوريا (1389 هـ/ 1969م). 87 - جامع بيان العلم وفضله. ابن عبد البر (ت 463 هـ). تحقيق: عبد الرحمن محمَّد عثمان، المكتبة السلفية بالمدينة المنورة. 88 - جامع التحصيل في أحكام المراسيل. العلائي: صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي (ت 761 هـ). تحقيق: حمدي السلفي، الدار العربية للطباعة، بغداد. الطبعة الأولى (1398 هـ / 1978 م). 89 - الجامع الصحيح. البخاري: محمَّد بن إسماعيل (ت 256 هـ)، المطبوع مع شرحه فتح الباري. تحقيق: فؤاد عبد الباقي، تصحيح الشيخ عبد العزيز بن باز، دار المعرفة. 90 - الجامع الصحيح. مسلم: أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (ت 261 هـ). تحقيق وتعليق: محمَّد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، الطبعة الأولى (1374 هـ/ 1955م). 91 - الجامع الصغير (مع شرحه فيض القدير)، السيوطي (ت 911 هـ). دار المعرفة- بيروت، الطبعة الثانية (1391 هـ). 92 - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع. الخطيب البغدادي: أحمد بن علي بن ثابت (ت 463). تحقيق: د. محمود الطحان، مكتبة المعارف، الرياض، (1403 هـ / 1983 م). 93 - الجامع لشعب الإيمان. البيهقي (ت 458 هـ). مخطوط مصور عن نسخة مكتبة أحمد الثالث، محفوظة في مكتبة شيخنا محمود ميرة.
94 - الجامع لمفردات الأدوية والأغذية. ابن البيطار: ضياء الدين عبد الله بن أحمد الأندلسي. مكتبة المثنى- بغداد. 95 - الجرح والتعديل. الرازي: عبد الرحمن بن أبي حاتم (ت 327 هـ). تحقيق: عبد الرحمن بن يحيي المعلمي، دار إحياء التراث العربي- بيروت، عن الطبعة الأولى بمجلس دائرة المعارف العثمانية بالهند (1371 هـ/ 1952م). 96 - جمان الدرر في اختصار الجواهر والدرر. عبد الله بن أحمد بن محمد بن خليل الدمشقي. مخطوط مصور منه نسخة في خزانة كتب شيخنا محمود ميرة. 97 - الجمع بين رجال الصحيحين. المقدسي: محمَّد بن طاهر المعروف بابن القيسراني (ت 507 هـ). دار المعرفة- بيروت، الطبعة الثانية (1405 هـ)، مصورة عن الأولى (1323 هـ). 98 - جمهرة أنساب العرب. ابن حزم: أبو محمَّد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي (ت 456 هـ). تحقيق وتعليق: عبد السلام هارون، دار المعارف- مصر، الطبعة الرابعة. 99 - جنة المرتاب بنقد المغني عن الحفظ والكتاب. لأبي حفص بن عمر بن بدر الموصلي. تصنيف: أبي إسحاق الحويني الأثرى. دار الكتاب العربي. ط. الأولى (1407 هـ / 1987 م). 100 - جنى الجنتين في تمييز أنواع المثنيين. المحبي: محمَّد أمين بن فضل الله (ت 1111هـ). طبع: مطبعة الترقي- دمشق عام (1348 هـ)، نشر: مكتبة القدسي- دمشق.
101 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام بن حجر. السخاوي: محمَّد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ). مصورته من محفوظات مكتبة شيخنا د. محمود ميرة. 102 - الجوهر النقي في التعليق على السنن الكبرى للبيهقي. ابن التركماني: علاء الدين بن علي بن عثمان المارديني (ت 745 هـ). تصوير دار صادر- بيروت عن الطبعة الأولى (1344 هـ) لمطبعة مجلس دائرة المعارف بالهند. 103 - حاشية السندي على سنن النسائي. المطبوع بحاشية سنن النسائي- المكتبة التجارية الكبرى- مصر. 104 - حاشية السيوطي على سنن النسائي. المطبوع بحاشية سنن النسائي، المكتبة التجارية الكبرى- مصر. 105 - حاشية رد المحتار. ابن عابدين: محمَّد أمين الحنفي (ت 1252 هـ). طبعة مصطفى البابي الحلبي. الطبعة الثانية (1386 هـ/ 1966م). 106 - الحاوي للفتاوى. السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911 هـ). دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الثانية (1395 هـ/ 1975م). 107 - ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته وموارده في الإصابة. تأليف الدكتور شاكر محمود عبد المنعم. القسم الأول: طبع دار الرسالة- بغداد- الطبعة الأولى (1978 م). القسم الثاني: مطبوع على الآلة الكاتبة. وهي رسالة تقدم بها الباحث، لنيل درجة الدكتوراة من قسم التاريخ الإِسلامي بكلية الآداب جامعة بغداد.
108 - حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة. السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ). تحقيق: محمَّد أبو الفضل إبراهيم، طبعة البابي الحلبي وشركاه، مصر، الطبعة الأولى (1387 هـ). 109 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء. أبو نعيم: أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430 هـ) دار الكتاب العربي- بيروت- الطبعة الثانية (1387/ 1967 م). 110 - الخراج. القرشي: يحيي بن آدم (ت 203 هـ). تصحيح وتعليق: أحمد شاكر- دار المعرفة - بيروت. 111 - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب. البغدادي: عبد القادر بن عمر (ت 1093)، تحقيق: عبد السلام هارون، نشر مكتبة الخانجي- القاهرة - دار الرفاعي الرياض. 112 - خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال. الخزرجي: صفي الدين أحمد بن عبد الله الأنصاري. مكتبة المطبوعات الإِسلامية، حلب. 113 - دائرة المعارف. بطرس البستاني- دار المعرفة- بيروت. 114 - الدراية في تخريج أحاديث الهداية. العسقلاني: أحمد بن علي بن حجر (ت 852 هـ). تصحيح وتعليق: عبد الله هاشم المدني- دار المعرفة- بيروت. 115 - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة. العسقلاني: ابن حجر (ت 852 هـ). تحقيق: محمَّد سيد جاد الحق- دار الكب الحديثة بمصر.
116 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور. السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ). دار المعرفة- بيروت. 117 - درة الحجال في أسماء الرجال. المكناسي: أبو العباس أحمد بن محمَّد (ت 1025هـ). تحقيق: محمَّد الأحمدي أبو النور، نشر دار التراث- القاهرة، والمكتبة العتيقة، تونس. 118 - الدليل الشافي على المنهل الصافي. ابن تغرى بردي: جمال الدين أبو المحاسن يوسف (ت 874 هـ). تحقيق: فهيم محمَّد شلتوت. طبعة: مركز البحث العلمي- جامعة أم القرى. 119 - الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب. ابن فرحون: إبراهيم بن علي (ت 799). تحقيق: محمَّد الأحمدي أبو النور، دار التراث للطبع والنشر، القاهرة. 120 - ذكر أخبار أصبهان. أبو نعيم: أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430). طبع في مدينة ليدن- مطبعة بريل (1934م). 121 - ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق. الذهبي (ت 748 هـ). تحقيق: محمَّد شكور، مكتبة المنار- الأردن، الطبعة الأولى (1406 هـ). 122 - ذيل طبقات الحفاظ للذهبي. السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ). دار إحياء التراث العربي، بيروت. 123 - الذيل على رفع الإصر. السخاوي: محمَّد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ)، تحقيق: د. جودة هلال، محمَّد صبح. مراجعة علي البجاوي- الدار المصرية للتأليف والترجمة. 124 - ذيل ميزان الاعتدال. العراقي: عبد الرحيم بن الحسين (ت 806 هـ). تحقيق: د. عبد القيوم عبد رب النبي- طبع: مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى، 1406 هـ.
125 - رجال صحيح البخاري المسمى: الهداية والرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد الذين أخرج لهم البخاري في جامعة الكلاباذي: أبو نصر أحمد بن الحسين (ت 398 هـ). تحقيق: عبد الله الليثي، دار المعرفة، بيروت. الطبعة الأولى (1407 هـ). 126 - رجال صحيح مسلم: الأصفهاني: أبو بكر أحمد بن علي المعروف بابن منجويه (ت 438 هـ) تحقيق: عبد الله الليثى، دار المعرفة، بيروت الطبعة الأولى (1407 هـ). 127 - الرحلة في طلب الحديث: الخطيب البغدادي (ت 364 هـ). تحقيق: د. نور الدين عتر، دار الكتب العلمية، بيروت (1395 هـ). 128 - الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة. الكتاني: السيد الشريف محمَّد بن جعفر (ت 1345 هـ). دار الكتب العلمية، بيروت، (1400هـ). 129 - رفع الإصر عن قضاة مصر. ابن حجر العسقلاني (852 هـ). تحقيق: عدد من الأساتذة، المطبعة الأميرية، القاهرة (1957 م). 130 - الرواة المتكلم فيهم في صحيح مسلم. سلطان العكايلة، رسالة ماجستير بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة (1401 هـ). 131 - زاد المعاد في هدي خير المعاد. ابن القيم: شمس الدين محمَّد بن أبي بكر (ت 751 هـ). تحقيق: شعيب الأرناؤوط، وعبد القادر الأرناؤوط، مؤسسة الرساله، بيروت- الطبعة السابعة (1405 هـ/ 1985 هـ). 132 - الزهد. أحمد بن محمَّد بن حنبل (ت 241 هـ). دار الكتب العلمية، بيروت.
133 - الزهد والرقائق. عبد الله بن المبارك (ت 181 هـ). تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العربية- بيروت. 134 - الزهد. وكيع بن الجراح (ت 197 هـ). تحقيق: عبد الرحمن بن الجبار الفريوائي، نشر مكتبة الدار- المدينة المنورة. الطبعة الأولى (1404هـ/ 1984م). 135 - السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة الراويين عن شيخ واحد. الخطيب البغدادي (ت 463 هـ). تحقيق: محمَّد مطر الزهراني، دار طيبة- الرياض، الطبعة الأولى (1402 هـ/ 1984 م). 136 - سبل السلام شرح بلوغ لابن حجر. الصنعاني: محمَّد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (ت 1182هـ). مراجعة وتعليق: محمَّد عبد العزيز الخولي، طبعة مصطفى البابي الحلبي. الطبعة الثانية (1369 هـ/ 1950م). 137 - سلسلة الأحاديث الصحيحة. الألباني: محمَّد ناصر الدين: (الأول والثاني) من المكتب الإِسلامي، بيروت (الثالث والرابع) من المكتبة الإِسلامية- عمان الأردن. 138 - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة. الألباني: محمَّد ناصر الدين (الأول والثاني) من المكتب الإِسلامي، بيروت (الثالث والرابع) من المكتبة الإِسلامية، عمان- الأردن. 139 - السنة. ابن أبي عاصم: أبو بكر عمرو بن أبي عاصم الضحاك (ت 287 هـ). تحقيق وتخريج: محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت.
140 - سنن الترمذي: محمَّد بن عيسى بن سورة (ت 279 هـ). (أ) المطبوع معه عارضة الأحوذي لابن العربي المالكي. (ب) تحقيق أحمد شاكر وإبراهيم عوض عطوة- المكتبة الإِسلامية- بيروت. 141 - سنن الدارقطني، (مع التعليق المغني). الدارقطني: أبو الحسن علي بن عمر (ت 385 هـ). دار المحاسن للطباعة، القاهرة (1386 هـ). 142 - سنن الدارمي. الدارمي: أبو عبد الله عبد الله بن عبد الرحمن (ت 255 هـ). دار إحياء السنة النبوية. 143 - سنن أبي داود. أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت 275 هـ). تحقيق: عزت عبيد الدعاس، طبعة (1388 هـ/ 1969م). 144 - سنن سعيد بن منصور. سعيد بن منصور (ت 227 هـ). تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، السلفية- الهند. 145 - سنن ابن ماجه. محمد بن يزيد بن ماجه القزويني (ت 273 هـ). تحقيق: فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي- بيروت (1395 هـ). 146 - سنن النسائي. النسائي: أحمد بن شعيب (ت 303 هـ)، مع شرح السيوطي وحاشية السندي، المكتبة التجارية الكبرى- مصر- وأحيانًا الطبعة المفهرسة بإعداد الشيخ عبد الفتاح أبو غدة. 147 - السنن الكبرى. البيهقي (ت 458 هـ). مصورة عن طبعة حيدرآباد- دار الفكر- بيروت.
148 - سؤالات الآجري لأبي داود السجستاني في الجرح والتعديل. الآجري: أبو عبيد محمَّد بن علي، تحقيق: محمَّد علي قاسم أحمد. 149 - سير أعلام النبلاء. الذهبي (ت 748 هـ). تحقيق: لجنة من المحققين بإشراف شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى (1401هـ). 150 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب. عبد الحي بن العماد الحنبلي (ت 1089 هـ). دار السيرة - بيروت. 151 - شرح السنة. البغوي: محيي السنة أبو محمَّد الحسين بن مسعود بن محمَّد المعروف بالفراء. تحقيق: شعيب الأرناؤوط وزهير الشاويش، المكتبة الإِسلامية، الطبعة الثانية (1403 هـ / 1983 م). 152 - شرح الصدور. السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ). مطابع الرشيد، المدينة المنورة، الطبعة الأولى (1403 هـ/ 1983 م). 153 - شرح العقيدة الطحاوية. ابن أبي العز الحنفي (ت 792 هـ). تخريج محمَّد ناصر الدين الألباني- المكتب الإِسلامي- دمشق- بيروت. 154 - شرح علل الترمذي. ابن رجب: عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (ت 795 هـ). تحقيق: د. همام سعيد، مكتبة المنار، الأردن- الزرقاء، الطبعة الأولى- (1407 هـ / 1987 م). 155 - شرح معاني الآثار. الطحاوي: أبو جعفر أحمد بن محمَّد الطحاوي (ت 321 هـ). تحقيق: محمَّد سيد جاد الحق، الناشر: مطبعة الأنوار المحمدية، (1386 هـ).
156 - شرح النووي على صحيح مسلم. النووي: أبو زكريا يحيي شرف النووي (ت 676 هـ). المطبعة المصرية ومكتبتها. 157 - الصحاح. الجوهري: إسماعيل بن حماد (ت 393 هـ). تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الثانية (1399 هـ/ 1979م). 158 - صحيح الترغيب والترهيب للمنذري. الألباني: محمَّد ناصر الدين. المكتب الإسلامي، بيروت. الطبعة الأولى (1402 هـ / 1982). 159 - صحيح الجامع الصغير وزيادته. الألباني: محمَّد ناصر الدين. المكتب الإسلامي، بيروت. 160 - صحيح ابن خزيمة. أبو بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري (ن 311 هـ). تحقيق: د. محمَّد مصطفى الأعظمي، ومراجعة الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت. 161 - صحيح سنن ابن ماجه. الألباني: محمَّد ناصر الدين. المكتب الإسلامي- بيروت، بتكليف من المكتب التربية العربي لدول الخليج، الطبعة الأولى (1407 هـ / 1986 م). 162 - صحيفة همام بن منبه عن أبي هريرة تحقيق وتخريج: د. رفعت فوزي عبد المطلب مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الأولى (1406هـ). 163 - الصلة في تاريخ أئمة الأندلس. ابن بشكوال: أبو القاسم خلف بن عبد الملك (ت 578)، الدار المصرية للتأليف والترجمة (1966 م)، مطابع سجل العرب.
164 - الصمت وآداب اللسان: ابن أبي الدنيا: أبو بكر عبد الله بن محمَّد بن عبيد (ت 281 هـ). دراسة وتحقيق: نجم عبد الرحمن خلف، دار الغرب، بيروت، الطبعة الأولى (1406 هـ). 165 - الضعفاء الصغير. البخاري: محمَّد بن إسماعيل (ت 256 هـ). تحقيق: محمود إبراهيم زايد، الطبعة الأولى (1396 هـ)، دار الوعي، حلب. 166 - الضعفاء الكبير، العقيلي: أبوجعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد (ت 322 هـ). (أ) مخطوط مصور محفوظ بمكتبة شيخنا د. محمود ميرة. (ب) تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى. 167 - الضعفاء والمتروكون. ابن الجوزي (ت 597 هـ). تحقيق: عبد الله القاضي، الطبعة الأولى (1406 هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان. 168 - الضعفاء والمتروكون. الدارقطني: علي بن عمر (ت 385 هـ). دراسة وتعليق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، الطبعة الأولى (1404 هـ)، مكتبة المعارف، الرياض. 169 - الضعفاء والمتروكون. النسائي: أحمد بن شعيب (ت 303 هـ). تحقيق: محمود إبراهيم زايد، الطبعة الأولى (1396 هـ)، دار الوعي، حلب. 170 - ضعيف الجامع الصغير وزيادته. الألباني: محمَّد ناصر الدين. المكتب الإِسلامي، بيروت.
171 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع. السخاوي: محمَّد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ). منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت. 172 - الطبقات. خليفة بن خياط شباب العصفري (240 هـ). تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، دار طيبة- الرياض، الطبعة الثانية (1402هـ/ 1982م). 173 - طبقات الحفاظ. السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ). تحقيق: علي محمَّد عمر، مطبعة الاستقلال الكبرى, الطبعة الأولى (1393 هـ). 174 - طبقات الحنابلة. ابن أبي يعلى، القاضي أبو الحسين محمَّد بن أبي يعلى. دار المعرفة بيروت. 175 - الطبقات الكبرى. ابن سعد: محمَّد بن سعد (ت 230 هـ). دار بيروت للطباعة والنشر- بيروت (1398 هـ / 1978 م). 176 - طبقات المحدثين بأصبهان. أبو الشيخ عبد الله بن محمَّد بن جعفر بن حيان الأصبهاني (ت 369 هـ). تحقيق: عبد الغفور عبد الحق، مؤسسة الرسالة- بيروت. 177 - طرح التثريب في شرح التقريب. العراقي: زين الدين عبد الرحيم بن الحسين (ت 806 هـ). دار المعارف- سوريا- حلب. 178 - عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي. ابن العربي: أبو بكر محمَّد بن عبد الله الإشبيلي. نشر: دار الكتاب العربي، بيروت. 179 - العبر في خبر من عبر. الذهبي (ت 748 هـ). طبعة الكويت سنة (1380 هـ).
180 - العلل. ابن أبي حاتم: أبو محمَّد عبد الرحمن بن محمَّد بن إدريس الرازي (ت 327 هـ)، دار السلام بحلب، مصورة عن الطبعة الأولى. 181 - العلل. الدارقطني: أبو الحسن علي بن عمر (ت 385 هـ). نسخة دار الكتب المصرية المحفوظة فيها برقم (934)، وعندي صورة منها. 182 - العلل. ابن المديني: علي بن عبد الله بن جعفر السعدي المديني (ت 178 هـ). تحقيق: د. محمَّد مصطفى الأعظمي، المكتب الإِسلامي- بيروت (1392 هـ / 1973 م). 183 - العلل المتناهية. ابن الجوزي (ت 597 هـ). تحقيق: إرشاد الحق الأثري، دار نشر الكتب الإِسلامية، لاهور، باكستان. 184 - العلل ومعرفة الرجال. أحمد بن حنبل (ت 241 هـ). تحقيق: د. طلعت قوج بيكيت، د. إسماعيل أوغلي، طبعة تركيا. 185 - علوم الحديث. ابن الصلاح: أبو عمر وعثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري (ت 643 هـ). تحقيق: د. نور الدين عتر، المكتبة العلمية- المدينة المنورة. 186 - عمل اليوم والليلة. النسائي: أحمد بن شعيب (ت 303 هـ). تحقيق: د. فاروق حمادة، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى (1406هـ). 187 - عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران. البقاعي: برهان الدين بن عمر (ت 885 هـ). مخطوط بدار الكتب المصرية. 188 - عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير. أبو الفتح بن سيد الناس (ت 734 هـ). دار المعرفة- بيروت.
189 - غريب الحديث. ابن الجوزي (ت 597 هـ) عناية: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب. العلمية، بيروت، الطبعة الأولى (1405 هـ). 190 - الفائق في غريب الحديث. الزمخشري: جار الله محمود بن عمر (ت 583 هـ). تحقيق: محمَّد علي البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم، طبعة عيسى البابي الحلبي، وشركاؤه، مصر، الطبعة الثانية. 191 - فتاوى- شيخ الإِسلام، ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام (ت 728 هـ). الرياض، توزيع رئاسة البحوث العلمية بالرياض. 192 - فتح الباري في شرح صحيح البخاري. العسقلاني: ابن حجر (ت 852 هـ). تحقيق: فؤاد عبد الباقي، تصحيح: الشيخ عبد العزيز بن باز، دار المعرفة. 193 - الفتح الرباني في ترتيب مسند الإِمام أحمد. بن حنبل الشيباني مع شرحه بلوغ الأماني، أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي. دار الشهاب، القاهر. 194 - فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير. الشوكاني: محمَّد بن علي (ت 1250 هـ). دار الفكر، بيروت. 195 - فتح المغيث شرح ألفية الحديث. السخاوي: محمَّد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ). (أ) دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى (1403 هـ). (ب) د. عبد الكريم الخضير، د. محمَّد: الفهيد، لنيل درجة الدكتوراة من كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإِسلامية بالرياض.
196 - فتوح مصر. عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري. مطبعة بريل، مدينة ليدن، (1920 م). 197 - فردوس الأخبار: الديلمي: أبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه (ت 509 هـ). تحقيق السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى (1406 هـ). 198 - الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم. أبو منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمَّد البغدادي (ت 429 هـ). تعليق: محمَّد بدر، مطبعة المعارف، مصر. 199 - فضائل الصحابة. أحمد بن محمَّد بن حنبل (ت 246 هـ). تحقيق: د. وصي الله عباس، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى (1403 هـ). 200 - فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-. الجهضمي: إسماعيل بن إسحاق القاضي (ت 282 هـ). تحقيق: محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية (1389 هـ/ 1969 م). 201 - فقه الزكاة. د. يوسف القرضاوي. مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثامنة (1405 هـ/ 1985 م). 202 - فهرس مخطوطات دار الكتب الطاهرية (المنتخب من مخطوطات الحديث). الشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني. مجمع اللغة العربية- دمشق (1390 هـ/ 1970). 203 - فهرسة ما رواه عن شيوخه من الدواوين. ابن خير الإشبيلي: أبو بكر محمَّد بن خير بن عمر (575 هـ). مطبعة قوش- سرقسطة، الطبعة الثانية (1382 هـ / 1963 م).
204 - فيض القدير في شرح الجامع الصغير. المناوي: محمَّد عبد الرؤوف (1035 هـ). دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثانية (1391 هـ/ 1972 م). 205 - القاموس المحيط. الفيروزآبادي: مسجد الدين محمَّد بن يعقوب (ت 817 هـ). تحقيق: مكتب التحقيق بمؤسسة الرسالة، مؤسسة الرسالة، بيروت. 206 - القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية. ابن طولاون: محمَّد بن طولون الصالحين (ت 953 هـ). تحقيق: محمَّد أحمد دهمان، الطبعة الثانية (1401 هـ)، مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق. 207 - القول المسدد في الذب عن مسند الإِمام أحمد. ابن حجر، دائرة المعارف، حيدرآباد- الهند. 208 - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة. الذهبي (ت 748 هـ). مراجعة وضبط: لجنة من العلماء، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى (1403 هـ / 1983 م). 209 - الكامل في التاريخ. ابن الأثير الجزري (ت 606 هـ). دار صادر- بيروت، (385 هـ). 210 - الكامل في الضعفاء. ابن عدي: أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني (ت 365 هـ). تحقيق: لجنة من المختصين، الطبعة الثانية (1405 هـ)، دار الفكر، بيروت. 211 - كشف الأستار على زوائد البزار على الكتب الستة. الهيثمي: نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هـ). تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، (1399 هـ / 1979 م).
212 - كشف الخفا ومزيل الألباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس. العجلوني: إسماعيل بن محمَّد (ت 1162هـ). دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الثالثة (1352 هـ). 213 - الكفاية في علم الرواي. الخطيب البغدادي (ت 463 هـ). المكتبة العلمية، بيروت، مصورة عن الطبعة الهندية. 214 - الكنى والأسماء. الدولابي: محمَّد بن أحمد (ت 310 هـ). دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد- الهند. 215 - الكنى والأسماء. مسلم بن الحجاج القشيري (ت 261 هـ). تحقيق: عبد الرحيم محمَّد- القشقري، الطبعة الأولى (1404 هـ). نشر: المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. 216 - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال. علاء الدين علي المتقي الهندي (ت 975 هـ). مؤسسة الرسالة. الطبعة الخامسة (1401هـ/ 1981 م). 217 - الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات. ابن الكيال: محمد بن أحمد (ت 929 هـ). تحقيق: د. عبد القيوم عبد رب النبي- مركز البحث العلمي جامعة أم القرى طبعة (1401 هـ). 218 - اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، السيوطي (ت 911 هـ). دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثانية (1395 هـ). 219 - اللباب في تهذيب الإنساب. ابن الأثير الجزري (ت 606 هـ). دار صادر، بيروت، (1400 هـ). 220 - لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ. تقي الدين محمد بن فهد المكي. طبع مع ذيول أخرى، دار إحياء التراث العربي.
221 - لسان العرب. ابن منظور: جمال الدين محمَّد بن مكرم الأنصاري (ت 711 هـ). دار صادر، بيروت، دار بيروت (1388 هـ/ 1968 م). 222 - لسان الميزان. العسقلاني: أحمد بن علي بن حجر (ت 852 هـ). مصور عن الطبعة الهندية، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت. 223 - اللمعة في خصائص الجمعة. السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ). نشر: دار ابن القيم، الدمام. 224 - المجروحين من الضعفاء والمتروكين. ابن حبان: محمَّد بن حبان بن أحمد بن أبي حاتم البستي (ت 354 هـ). تحقيق: محمَّد إبراهيم زايد، دار الوعي- حلب، الطبعة الأولى (1396 هـ). 225 - مجمع البحرين بزوائد المعجمين. الهيثمي: نور الدين علي بن أبي بكر (ت 807 هـ). من مصورات مكتبة شيخنا د. محمود ميرة. 226 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. الهيثمي: نور الدين علي بن أبي بكر (ت 807 هـ). دار الكتاب- بيروت، الطبعة الثانية (1967 م). 227 - المجموع شرح المهذب. النووي: يحيي بن شرف (ت 676 هـ). تحقيق: محمَّد نجيب المطيعي، توزيع المكتبة العالمية بالفجالة مصر. 228 - محاسن الاصطلاح وتضمين كتاب ابن الصلاح، البلقيني: سراج الدين عمر بن رسلان (ت 805 هـ). المطبوع بذيل مقدمة ابن الصلاح، توثيق وتحقيق. د. عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) دار الكتب- مصر (1974م).
229 - المحلى. ابن حزم: علي بن أحمد الأندلسي (ت 456 هـ). تحقيق: أحمد شاكر، المكتب التجاري، بيروت. 230 - مختار الصحاح. الرازي: زين الدين محمَّد بن أبي بكر بن عبد القادر. مكتبة لبنان، بيروت (1986 م). 231 - مختصر إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، البوصيري: شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي بكر الكناني (ت 840 هـ)، مخطوط مصور محفوظ بمكتبة شيخنا د. محمود ميرة. 232 - مختصر سنن أبي داود. المنذر: عبد العظيم عبد القوي (ت 656 هـ). تحقيق: محمَّد حامد الفقي، مكتبة السنة المحمدية، القاهرة. 233 - المدونة. مالك بن أنس (ت 179 هـ). مصورة عن طبعة دار صادر، بيروت. 234 - المراسيل. أبو داود: سليمان بن الأشعث (ت 275 هـ). تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرساله، بيروت. 235 - المراسيل. الرازي: أبو محمَّد عبد الرحمن بن أبي حاتم (ت 327 هـ). بعناية شكر الله بن نعمة الله قوجاني، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى (1397 هـ / 1977 م). 236 - مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح. القاري: علي بن سلطان محمَّد. مكتبة ومطبعة محمَّد عبد العزيز السورتي، الهند. 237 - مروج الذهب ومعاد الجوهر. المسعودي: أبو الحسن علي بن الحسن (ت 346 هـ). عناية: يوسف أسعد داغر، دار الأندلس، بيروت، الطبعة الثانية (1393 هـ / 1973 م).
238 - مسائل الإِمام أحمد. عبد الله بن أحمد بن حنبل. تحقيق: زهير الشاويش، المكتب الإِسلامي، بيروت. 239 - المستدرك على الصحيحين. الحاكم: أبو عبد الله النيسابوري (ت 405 هـ). تصوير دار الفكر- بيروت (1398 هـ / 1978 م). 240 - المسند. أحمد بن محمَّد بن حنبل (ت 241 هـ). (أ) تصوير المكتب الإِسلامي عن طبعة بولاق، بيروت، وفيه فهرس المسانيد إعداد: الألباني. (ب) تحقيق أحمد شاكر، دار المعارف، القاهرة، (1954 م). 241 - مسند الحميدي. الحميدي: أبو بكر عبد الله بن الزبير (ت 219 هـ). تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، عالم الكتب، بيروت، مكتبة المتنبي، القاهرة. 242 - مسند الشاميين من مسند الإِمام أحمد بن حنبل. تأليف: د. علي محمَّد الجماز، عني بطبعه عبد الله الأنصاري، طبع على نفقة الشؤون الدينية. قطر. 243 - مسند الشهاب. القضاعي (ت 454 هـ). تحقيق: حمدي السلفي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى. 244 - مسند الطيالسي. سليمان بن داود بن الجارود الفارسي (ت 204 هـ). نشر دار المعرفة، بيروت، لبنان. 245 - مسند أبي عوانة. أبو عوانة (ت 310 هـ). دائرة المعارف العثمانية- حيدرآباد، الهند. 246 - مسند أبي يعلى. أبو يعلى: أحمد بن علي بن المثنى الموصلي (ت 307 هـ). تحقيق: حسين أسد، دار المأمون للتراث- دمشق، بيروت، الطبعة الأولى (1404 هـ).
247 - مشاهير علماء الأمصار. ابن حبان (ت 354 هـ). مطبعة لجنة التأيف والترجمة والنشر- القاهرة (1379 هـ). 248 - مشكاة المصابيح. التبريزي: محمَّد بن عبد الله الخطيب. تحقيق: محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية (1399 هـ / 1979 م). 249 - مشكل الآثار. الطحاوي: أحمد بن محمَّد سلامة (321 هـ). مصور عن طبعة دائرة المعارف العثمانية, حيدرآباد (1333 هـ). 250 - مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه. البوصيري: شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي بكر الكناني (ت 840 هـ). دراسة وتقديم: كمال يوسف الحوت، دار الجنان، بيروت، الطبعة الأولى (1406هـ / 1986م). 251 - المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي. تأليف: أحمد بن محمَّد الفيومي. تحقيق: د. عبد العظيم الشناوي، نشر: دار المعارف، مصر. 252 - المصنف. ابن أبي شيبة (ت 235 هـ). طبعات الهند بمجلداته المختلفة. 253 - المصنف. عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 هـ). تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإِسلامي، بيروت. 254 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية. ابن حجر (ت 852 هـ). تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتبة العصرية، الكويت، الطبعة الأولى (1390 هـ).
255 - معالم السنن. الخطابي: أبو سليمان أحمد بن محمَّد بن خطاب البستي (ت 388 هـ). (شرح على سنن أبي داود)، منشورات المكتبة العلمية، الطبعة الأولى (1352 هـ / 1933 م). 256 - معجم البلدان. ياقوت الحموي (ت 626 هـ). دار إحياء التراث العربي، بيروت. 257 - المعجم الجغرافي لدول العالم. تأليف هزاع بن عبد الشمري. مطبعة المتقدم، مصر (1401 هـ/ 1981 م). 258 - معجم الشيوخ. ابن جميع محمَّد بن أحمد الصيداوي (ت 305 هـ). دراسة وتحقيق: عمر بن عبد السلام تدمري، مؤسسة الرسالة، بيروت، ودار الإيمان, طرابلس، لبنان، الطبعة الأولى (1405 هـ). 259 - معجم الشيوخ. عمر بن فهد الهاشمي (ت 885 هـ). تحقيق: محمَّد الزاهي، منشورات، دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، المملكة العربية السعودية. 260 - المعجم الصغير. الطبراني: سليمان بن أحمد (ت 360 هـ). (أ) تحقيق عبد الرحمن محمَّد عثمان، المكتبة السلفية، المدينة المنورة (1388 هـ). (ب) تحقيق محمَّد شكور المارديني المسمى: الروض الداني. 261 - المعجم الكبير. الطبراني: سليمان بن أحمد (ت 360 هـ). تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الدار العربية للطباعة- بغداد، الطبعة الأولى (1400 هـ/ 1980 م). 262 - معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع. البكري: عبد الله بن عبد العزيز (ت 487 هـ). تحقيق: مصطفى السقاء، عالم الكتب، بيروت.
263 - المعجم المشتمل على أسماء شيوخ الأئمة النبل، ابن عساكر: علي بن الحسن (ت 571 هـ). تحقيق: عبد الله بن عبد الرحمن الشريف، رسالة ماجستير بكلية أصول الدين بجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية بالرياض. 264 - معجم معالم الحجاز. تأليف: عاتق بن غيث البلادي. دار مكة، الطبعة الأولى (1400 هـ/ 1980 م). 265 - معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية. تأليف عاتق بن غيث البلادي. دار مكة، الطبعة الأولى (1400 هـ/ 1980 م). 266 - المعجم المفهرس (تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة). ابن حجر (ت 852 هـ). من محفوظات دار الكتب المصرية، ومصورته في مكتبة شيخنا. د. محمود ميرة. 267 - معجم مقاييس اللغة. ابن فارس: أحمد بن فارس بن زكريا (ت 395 هـ). تحقيق: عبد السلام محمَّد هارون، القاهرة (1389 هـ/ 1969 م). 268 - المعجم الوسيط. إبراهيم مصطفى ورفقاؤه، دار إحياء التراث العربي، بيروت. 269 - المعرفة والتاريخ. الفسوي: أبو يوسف يعقوب بن سفيان (ت 277 هـ). تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية (1401 هـ/ 1981 م). 270 - معرفة السنن والآثار. البيهقي (ت 458 هـ). نسخة مصورة عن مكتبة حيدرآباد الهند، ومحفوظة بمكتبة الدراسات العليا بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة.
271 - معرفة علوم الحديث. الحاكم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري (ت 405 هـ). تحقيق: د. معظم حسين، منشورات المكتبة العلمية- المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1397 هـ. 272 - المغازي. الواقدي: محمَّد بن عمر بن واد (ت 207 هـ). تحقيق: د. مارسدن جونس، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت. 273 - المغني في ضبط أسماء الرجال ومعرفة كنى الرواة وألقابهم وأنسابهم. الفتني: محمَّد بن طاهر بن علي الهندي (ت 986 هـ). دار الكتاب العربي، بيروت (1399 هـ/ 1979 م). 274 - المغني في الضعفاء. الذهبي (ت 748 هـ). تحقيق: د. نور الدين عتر، دار المعارف حلب، الطبعة الأولى (1391 هـ/ 1971 م). 275 - المغني (شرح مختصر الخرقي). ابن قدامة: أبو محمَّد عبد الله بن أحمد بن محمَّد (ت 620 هـ). تصحيح: محمَّد خليل هراس، مطبعة الإمام- مصر. 276 - المفردات في غريب القرآن. أبو القاسم الحسين بن محمَّد المعروف بالراغب الأصبهاني (ت 502 هـ). دار المعرفة، بيروت. 277 - المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة. السخاوي: محمَّد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ). دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى (1399 هـ / 1979 م). 278 - مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين. الأشعري: أبو الحسن علي بن إسماعيل (ت 324 هـ). عني بتصحيحه: هلموت ريتر. نشر: دار فرانز شتاينر، الطبعة الثالثة (1400 هـ/ 1980 م).
279 - المقتنى في سرد الكنى. الذهبي (ت 748 هـ). تحقيق: محمَّد صالح مراد، طبع المجلس العلمي بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة. 280 - المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي. الهيثمي (ت 807 هـ). تحقيق: د. نايف الدعيس، مؤسسة تهامة، الطبعة الأولى (1402). 281 - مكارم الأخلاق ومعاليها. الخرائطي: محمَّد بن جعفر (ت 327 هـ). مكتبة السلام العالمية، مصر. 282 - الملل والنحل. للشهرستاني: أبو الفتح محمَّد بن عبد الكريم بن أحمد (ت 548 هـ). تحقيق: محمَّد سيد كيلاني، طبعة مصطفى البابي الحلبي وشركاه، مصر، (1396 هـ / 1976 م). 283 - من كلام يحيي بن معين في الرجال. تحقيق: د. أحمد محمَّد نور سيف- مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى (1400 هـ). 284 - المنتخب من مسند عبد بن حميد (ت 249 هـ). تحقيق: أبو عبد الله مصطفى العدوي. (الجزء الأول: دار الأرقم- الكويت، الطبعة الأولى 1405هـ)، (الجزء الثاني والثالث مطابع البلاع- القاهرة، نشر مكتبة ابن حجر، مكة، الطبعة الأولى 1408هـ). 285 - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم. ابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي بن محمَّد (ت 597هـ). مصور بيروت عن الطبعة الهندية. 286 - المنتقى من السنن المسندة. ابن الجارود: أبو محمَّد عبد الله بن علي النيسابوري (ت 307 هـ). تخريج: عبد الله هاشم المدني- مطبعة الفجالة- القاهرة (1382 هـ).
287 - منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي. أبو داود: أحمد البنا الساعاتي. المكتبة الإِسلامية، بيروت، الطبعة الثانية (1400 هـ). 288 - منهج النقد في علوم الحديث. د. نور الدين عتر. دار الفكر، دمشق، الطبعة الثالثة (1401 هـ). 289 - المهذب اختصار السنن. للبيهقي: اختصار الذهبي (ت 748 هـ). تحقيق: حامد إبراهيم أحمد، ومحمد حسين العقبي، مطبعة الإِمام، مصر. 290 - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان. الهيثمي (ت 807 هـ). تحقيق: محمَّد عبد الرزاق حمزة، دار الكتب العلمية، بيروت. 291 - المؤتلف والمختلف. الدارقطني علي بن عمر (ت 385 هـ). دراسة وتحقيق موفق بن عبد الله بن عبد القادر، دار الغرب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى (1406 هـ). 292 - الموضوعات. ابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي (ت 597 هـ). تحقيق: عبد الرحمن محمَّد عثمان، المكتبة السلفية، المدينة المنورة، الطبعة الأولى (1386 هـ / 1966 م). 293 - موطأ مالك (ت 179 هـ). (أ) تصحيح وتخريج: فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه. (ب) المطبوع مع تنوير الحوالك- دار الفكر. (ج) المطبوع مع المسوى شرح الموطأ للدهلوي (ت 1176هـ)، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى (1403 هـ).
294 - ميزان الاعتد الذي نقد الرجال. الذهبي (ت 748 هـ). تحقيق: علي محمَّد البجاوي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى. 295 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة. ابن تغري بردي: جمال الدين أبو المحاسن يوسف (ت 874 هـ). نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر. 296 - نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر. ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ). تصحيح: عبد السلام المدني، مصورة عن نسخة المطبعة السلفية، الهند، الطبعة الثانية (1403 هـ). 297 - نصب الراي لأحاديث الهداية. الزيلعي: جمال الدين عبد الله بن يوسف (ت 762 هـ). دار المأمون، القاهرة، مصورة عن الطبعة الأولى (1357 هـ). 298 - نظم العقيان في أعيان الأعيان. السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ). حرره فيليب حتي، مصورة المكتبة العلمية بيروت، (1927 م). 299 - نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب. القلقشندي: أبو العباس أحمد بن علي (ت 821 هـ). دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى (1405 هـ). 300 - النهاية في غريب الحديث والأثر. ابن الأثير: مسجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمَّد الجزري (ت 606 هـ) تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، ومحمود محمَّد الطناحي، المكتبة الإِسلامية بيروت. 301 - نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار. الشوكاني: محمَّد بن علي (ت 1250 هـ). دار الجيل، بيروت، (1973 م).
302 - هدي الساري مقدمة فتح الباري. ابن حجر (ت 852 هـ). تحقيق: فؤاد عبد الباقي، مصورة دار المعرفة، بيروت. 303 - الوافي بالوفيات. الصفدي: صلاح الدين خليل بن أيبك (ت 764 هـ). تحقيق جماعة من المحققين، بدىء في طبعه سنة (1381 هـ). 304 - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان. ابن خلكان: شمس الدين أحمد بن محمَّد (ت 681 هـ) تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت. * * *
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني 773 - 852 هجرية تحقيق د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري المجلد السادس 11 - 12 كتاب الصيام - أول كتاب الحج (987 - 1231) دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
ح// دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية/ تحقيق سعد بن ناصر الشثري- الرياض. 464 ص؛ 17× 24 سم ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 7 - 82 - 749 - 9960 (ج 6) 1 - الحديث- مسانيد 2 - الحديث- تخريج 3 - الحديث- شرح 4 - الحديث- زوائد أ- الشثري، سعد بن ناصر (محقق) ب- العنوان 2370/ 18 ديوي 4، 237 رقم الإيداع: 2370/ 18 ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 7 - 82 - 749 - 9960 (ج 6) حقوق الطبع محفوظة للمحقّق الطّبْعَة الأولي 1419 هـ - 1998 م دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض - ص ب 42507 - الرمز البريدي 11551 هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب: 32594 - الرياض: 11438 - تلفاكس: 2660 - 421
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية 11 - 12
مقدمة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد: فاستكمالًا لسلسلة كتاب المطالب العالية، نطبع -بإذن الله- الجزء السادس منه الذي يبدأ من كتاب الصيام إلى باب طواف المرأة من كتاب الحج، ونظرًا لعدم توفر الرسالة العلمية التي حُقِّقَ فيها هذا الجزء فإني سأقوم -بإذن الله- بمقابلة النسخ، والتحقق من رواة الأسانيد، وأذكر من خرَّج الحديث، وبعض كلام أهل العلم حوله حسبما يتيسر لي. وقد اعتمدت في تحقيق الكتاب على النسخ الآتية: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ م ـــــــــــــ النسخة ـــــــــــــ رمزها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـــــــــــــ المحمودية ـــــــــــــ مح ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 2 ـــــــــــــ السعيدية ـــــــــــــ حس ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 3 ـــــــــــــ العمرية ـــــــــــــ عم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 4 ـــــــــــــ السعودية ـــــــــــــ سد
5 ـــــــــــــ الراشدية ـــــــــــــ ش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 6 ـــــــــــــ التركية ـــــــــــــ ك ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 7 ـــــــــــــ برنستون ـــــــــــــ بر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 8 ـــــــــــــ المجردة (التي حققها الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هذا، وأسأل الله الإعانة والتسديد. وصلَّى الله على محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم. سَعْد بْن نَاصِر الشّثري
11 - كتاب الصيام
11 - كتاب الصيام (¬1) 1 - باب الشهر يكون تسعًا وعشرين 987 - إسحاق: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ الْجَزَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يُحدِّث عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الشهر تسع وعشرون". ¬
987 - تخريجه: إسناده ضعيف؛ لعلتين: الأولى: فيه عبد الله بن واقد، قال ابن حجر في تقريب التهذيب (1/ 459): متروك، وكان أحمد يثني عليه. الثانية: الانقطاع بين عمرو بن شعيب وعثمان. وهذا اللفظ وارد في الصيام من طريق ابن عمر مرفوعًا، رواه البخاري برقم (1907)، كتاب الصوم، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:"إذا رأيتم الهلال فصوموا"، ومسلم برقم (1080) (6) كتاب الصيام: باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال. ومن طريق ابن عباس مرفوعًا عند أحمد (1/ 258)، والنسائي (4/ 138)، وأبي داود برقم (2327)، والطبراني برقم (11754)، والبيهقي (4/ 207). ومن طريق أبي هريرة عند أحمد (2/ 251)، والدارقطني (2/ 163). كما ورد في الإيلاء من طريق عائشة وأم سلمة وأنس وجابر.
2 - باب الصوم للرؤية
2 - باب الصوم للرؤية 988 - الحارث: حدثنا داود، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ (¬1) خَطَبَ النَّاسَ بِالْمَوْسِمِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا قَدْ شَهِدْنَا أَصْحَابَ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وسمعنا عنهم (¬2) وَحَدَّثُونَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: صُومُوا لِرُؤْيَةِ الْهِلَالِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ خَفِيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، وَإِنْ شَهِدَ ذَوَا عَدْلٍ فَصُومُوا لِرُؤْيَتِهِمَا وَأَفْطِرُوا لها (¬3) وأمسكوا (¬4) لها (¬5). ¬
988 - تخريجه: والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 408: 316). وفيه داود متروك، والحجاج صدوق كثير الخطأ والتدليس وقد عنعن (تقريب التهذيب: 1/ 234 و 1/ 152). والحديث روي بإسناد حسن عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب كما في مسند أحمد (4/ 321)، وسنن النسائي (4/ 132)، وسثن الدارقطني (2/ 167).=
= وقد ثبت تعليق الفطر والصيام برؤية الهلال أو إكمال ثلاثين في عدد من الأحاديث منها: حديث عبد الله بن عمر: رواه البخاري برقم (1907) كتاب الصوم: باب: قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فافطروا"، ومسلم برقم (1080)، كتاب الصيام: باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤية الهلال ... وحديث أبي هريرة رضي الله عنه: رواه البخاري برقم (1909) كتاب الصوم في الباب السابق، ومسلم برقم (1081) كتاب الصيام. وحديث ابن عباس: رواه الترمذي (3/ 72: 688)، كتاب الصوم: باب ما جاء أن الصوم لرؤية الهلال والإفطار له، وصححه، وأبو داود برقم (2327)، كتاب الصوم: باب من قال فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين، والنسائي في المجتبى (4/ 135)، كتاب الصيام، باب إكمال شعبان ثلاثين يومًا إذا كان غير، وأحمد (1/ 226 و 258 و 367)، وأبو يعلى (4/ 243: 2355)، وابن حبان (8/ 360: 3594). وحديث أبي بكرة: رواه أحمد (5/ 42)، والطيالسي (ص 118: 873)، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 461)، والبيهقي (4/ 206). وحديث طلق: رواه أحمد (4/ 23) , والدارقطني (4/ 163) كتاب الصيام، والبيهقي (4/ 208). وحديث عائشة: رواه أبو داود برقم (2325)، كتاب الصوم: باب إذا أغمي الشهر. وحديث حذيفة: رواه أبو داود برقم (2326)، كتاب الصوم، باب إذا أغمي الشهر، والنسائي (4/ 135)، كتاب الصيام: باب إكمال شعبان ثلاثين يومًا إذا كان غيم. وحديث ربعي: رواه النسائي (4/ 136)، كتاب الصيام. وحديث جابر: رواه أحمد (3/ 329 و 341)، والبيهقي (4/ 206).
3 - باب الزجر عن تقديم رمضان بيوم أو يومين
3 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ تَقْدِيمِ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ أَوْ يومين 989 - الحارث: حدثنا داود، ثنا (¬1) حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالُوا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ألا تتقدم فتزيد (¬2) يومًا أو يومين؟ فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم-. ¬
989 - تخريجه: في إسناده داود بن المحبر وهو متروك. وهكذا أورده الهيثمي في بغية الباحث (1/ 409: 317). وروى النسائي (4/ 135) من طريق أحمد بن عثمان: أنبأنا حبان بن هلال، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ... الحديث. وقال ابن أبي شيبة (3/ 21): ثنا أبو معاوية، عن حجاج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: لا تصلوا رمضان بشيء، ولا تقدموا قبله بيوم ولا بيومين. وتعجب ابن عباس ممن تقدم الشهر ورد من حديث عمرو بن دينار عن محمَّد، عن ابن عباس، رواه النسائي (4/ 135)، كتاب الصيام، باب ذكر الاختلاف على عمر وابن دينار في حديث ابن عباس فيه، والدارمي (2/ 3)، كتاب الصوم، باب=
= الصوم لرؤية الهلال، والبيهقي (4/ 207)، والحميدي (1/ 238: 513)، والشافعي في السنن (ص 318: 341)، وابن الجارود (ص 137: 375). وورد النهي عن تقدم رمضان من حديث عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- بسند صحيح: رواه النسائي (4/ 136)، كتاب الصيام، باب ذكر الاختلاف على منصور، و (4/ 153)، باب صيام يوم الشك، وأحمد (1/ 226: 1985)، وأبو داود (2/ 298: 2327)، كتاب الصوم، باب من قال: فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين، والترمذي (2/ 72: 688)، كتاب الصوم، باب ما جاء أن الصوم لرؤية الهلال، وأبو داود الطيالسي (ص 348: 2671)، والحاكم (4/ 425)، وصححه ووافقه الذهبي، ورواه البيهقي (4/ 207)، والطبراني في الكبير (11/ 271: 11706) و (11/ 286: 1755 و 11756)، وابن خزيمة (4/ 203: 1912)، وابن حبان (8/ 356: 3590) و (8/ 360: 3594)، والدارقطني (2/ 158)، وابن أبي شيبة (3/ 20).
4 - باب تأخير صلاة المغرب لمراقبة الهلال ليلة الصوم أو الفطر
4 - بَابُ تَأْخِيرِ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ لِمُرَاقَبَةِ الْهِلَالِ لَيْلَةَ الصوم أو الفطر 990 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا حَيْوَةُ (¬1)، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: السُّنَّةُ لَيْلَةَ يَنْظُرُ إلى هلال رمضان للصيام (¬2) أو الفطر يؤذن لصلاة المغرب لوقتها ثم تؤخر (¬3) الإقامة حتى يرى الهلال أو يؤس منه ويبدو (¬4) بعض النجوم. ¬
990 - تخريجه: رجاله ثقات، لكنه من مراسيل الزهري، ومراسيله ضعيفة (انظر: سير أعلام النبلاء (5/ 338). والأثر ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 407: 314).
5 - باب لا يتم شهران جميعا
5 - بَابُ لَا يُتِمُّ شَهْرَانِ جَمِيعًا 991 - قَالَ أَبُو بكر [ابن أبي شيبة] (¬1): حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ (¬2) عُقْبَةَ، عَنْ أبيه، عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لا يتم شَهْرَانِ سِتِّينَ يَوْمًا (¬3). * أَبُو شَيْبَةَ هُوَ إِبْرَاهِيمُ بن عثمان جد أبي بكر ضعيف. ¬
991 - تخريجه: الحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 150)، وقال: إسناده ضعيف. وكذا قال البوصيري في المختصر 4/ 433. والحديث حسن لغيره، ولم يتفرد به أبو شيبة. رواه الطبراني في الكبير (7/ 185: 6782) من طريق عبيد عن ابن أبي شيبة به كما رواه (7/ 185: 6783) من طريق عبد الله عن الحسن عن إسحاق عن إبراهيم ابن العلاء عن سعيد بن زيد به. كما ورد من طريق سليمان بن سمرة عند الطبراني (7/ 255: 8035)، ولفظه=
= "إن الشهر لا يكمل ثلاثين ليلة"، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 461). ولفظه: "لا يكمل شهرين ستين ليلة" كذا. ورواه الطبراني في الكبير (8/ 216: 7761) من طريق أبي أمامة ولفظه: "لا يتم شهران" قال الهيثمي (6/ 297)، وفيه صدقة بن عبد الله السمين وثقه دحيم وغيره وضعفه أحمد وغيره. كما رواه برقم (7801) في (8/ 230) من طريق أبي أمامة قال الهيثمي (5/ 105): فيه عمرو بن محمَّد الغاز ولم أعرفه، وعبد الرحمن بن ثابت بن نومان وثقه ابن حبان وغيره وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله ثقات. وروى الطبراني في الكبير (9/ 216: 8948) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: الشهران تسع وخمسون يومًا، والقاسم لم يسمع من ابن مسعود. انظر: مجمع الزوائد (3/ 151). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 150): "وعن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني قال: خمس حفظتهن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا صفر ولا عدوى ولا هام ولا يتم شهران ستين ليلة ومن خفر بذمة الله لم يرح رائحة الجنة. رواه الطبراني في الكبير وفيه سويد بن عبد العزيز قال دحيم: ثقة، له أحاديث يغلط فيها، وضعفه جمهور الأئمة". وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 106 من الظاهرية): كتب إليّ أبو علي الحداد وأنا أبو نعيم الحافظ أنا عبد الله بن محمَّد نا أحمد بن عمير بن الضحاك، أنا محمد بن مصفى نا سويد بن عبد العزيز عن أبي عبد الله النجراني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني قال: خمس حفظتهن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا صفر ولا هامة ولا عدوى ولا يتم شهران ستين يومًا ومن خفر ذمة الله لم يرح رائحة الجنة". وقال ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 358: 1130): حدثنا محمَّد بن=
= مصفى نا سويد بن عبد العزيز عن أبي عبد الله النجراني عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن أبي عميرة به. قال الحافظ في الإصابة (6/ 402: 5179) بعد ذكر أحاديث من رواية عبد الرحمن: وهذه الأحاديث وإن كان لا يخلو إسناد منها من مقال فمجموعها يثبت لعبد الرحمن الصحبة.
992 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الرُّكَيْنِ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ (¬1) قَبِيصَةَ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قال: الشهر ثلاثون والشهر تسع وعشرون. ¬
992 - تخريجه: صحيح موقوف. ونسبه لمسدد في كنز العمال (8/ 594: 24305). ورواه ابن أبي شيبة (3/ 86) قال: حدثنا يحيي بن سعيد عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الرُّكَيْنِ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ قبيصة قال: شهر تسع وعشرون وشهر ثلاثون.
993 - وَقَالَ (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ ثنا شُعْبَةُ قال: سَمِعْتُ سِمَاكًا يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ، وَعِكْرِمَةَ يُحَدِّثَانِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: الشهر تسع وعشرون. ¬
993 - تخريجه: الحديث مرسل، وسماك صدوق وروايته عن عكرمة عضطربة. انظر: تهذيب التهذيب (6/ 223). والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 409: 318). وقال البوصيري عنه (4/ 1233: رواه الحارث مرسلًا، ورجاله ثقات.
994 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ (¬1) أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ لَا نُكَذِّبَهُ (¬2) قَالَ: أخبرتُ عائشة -رضي الله عنها- أن ابن عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، فأنكرتْ ذَلِكَ، وَقَالَتْ: يَغْفِرُ اللَّهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَيْسَ كَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: [ولكن قال] (¬3): الشهر يكون (¬4) تسعًا (¬5) وعشرين. ¬
994 - تخريجه: ابن جريج لين الحديث، والرجل مجهول. ورواه أحمد (6/ 243) عن روح به، فالحديث ليس على شرط الكتاب. كما رواه في (6/ 51) و (2/ 56: 5182) من طريق يحيي عن محمَّد بن عمر ثنا يحيي بن عبد الرحمن عن ابن عمر به. ورواه في (2/ 31: 4866) قال: حدثنا يزيد أخبرنا محمَّد بنحوه، وهذا إسناد حسن: محمَّد بن عمرو الليثي صدوق. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 85) من طريق عبيدة بن حميد عن الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو عن ابن عمر بنحوه.
6 - باب علامة كون الهلال لليلته
6 - باب علامة كون الهلال لليلته 995 - أبو يعلى: حدثنا جعفر بن محمَّد الرسعني (¬1) ثنا عبد الله بن صالح، ثنا بَقِيَّةُ عَنْ عُثْمَانَ [بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ] (¬2)، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- (¬3): إِذَا غَابَ الْهِلَالُ قَبْلَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَتِهِ، وإذا غاب بعد الشفق فهو لليلتين. ¬
995 - تخريجه: إسناده ضعيف: جعفر صدوق، وابن صالح صدوق كثير الغلظ فيه غفلة، وعثمان مختلف فيه، وبقية مدلس عنعن. ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 1014) من طريق رشدين بن سعد عن يحيي، عن عبيد الله، ثم قال: هذا حديث عبد الله قد رواه عن عبيد الله حماد بن الوليد أيضًا كما رواه رشدين عن يحيي بن سالم عن عبيد الله ورواية رشدين عن يونس عن نافع لا أعرفه إلَّا من حديث رشدين. ورواه في (7/ 2540) من طريق الوليد بن سلمة، ثنا عبيد الله به ثم قال: وهذا=
= قد رواه عن عبيد الله غير الوليد. ورواه في المجروحين (1/ 254) قال: أنبأ الفضيل بن محمَّد العطار، ثنا إبراهيم بن موسى النجار، ثنا حماد بن الوليد عن عبيد الله بن عمر، به. وقال عن حماد: يسرق الحديث ... لا يجوز الاحتجاج به. ومن طريقه رواه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 101). ورواه في المجروحين (3/ 80) قال: أخبرنا سعيد بن هاشم بن مرثد، قال: حدثنا إبراهيم بن الوليد بن سلمة قال: حدثنا أبي عن عبيد الله به وقال: الوليد يضع الحديث على الثقات. وهو في العلل لابن أبي حاتم (1/ 247). ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (7/ 123)، قال: أخبرنا أبو نعيم، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، حدثنا بقية بن الوليد عن عثمان الحوطي، عن عبيد الله، به. وبقية مدلس عنعن، وقد ضعفت روايته عن عبيد الله. وفي كنز العمال (8/ 493) أشار لرواية الخطيب له في المتفق والمفترق عن ابن عمر قال: وفيه حماد بن الوليد ساقط متهم.
7 - باب ما يقال عند رؤية الهلال
7 - باب ما يقال عِنْدَ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ 996 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيِّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا رأى الهلال قال: آمنت بالذي خلقك ثلاثًا.
996 - تخريجه: رجاله ثقات، وعباد بن جعفر ذكره الحافظ في الإصابة (2/ 255). روى الطبراني في الدعاء (2/ 1324: 905)، وابن السني (ص 304: 642) من حديث أبي سعيد كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد آمنت بالذي خلقك ثلاث مرات ثم يقول: الحمد لله الذي جاء بالشهر وذهب بالشهر. بإسناده ضعيف؛ لحال عبيد الله بن تمام أحد رواته. ورواه الطبراني في الدعاء (2/ 1224: 906)، وفي الأوسط (1/ 212: 313)، ولفظه: كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد ثلاث مرات آمنت بالذي خلقك، وفيه محمَّد بن عبيد الله العرزمي في كتاب الدعاء متروك، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 139): "وفيه أحمد بن عيسى اللخمي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات" يعني في الأوسط.
8 - باب قبول شهادة الأعراب في الصوم والفطر
8 - باب قبول شهادة الأعراب في الصوم والفطر 997 - قال (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا يُحَدِّثُ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِراش، أَنَّ أَعْرَابِيَّيْنِ شَهِدَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُمَا رَأَيَا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ لِفِطْرٍ أو أضحى فأجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهادتهما. * هذا مرسل صحيح الإِسناد. ¬
997 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 407: 315)، وهكذا رواه ابن جرير الطبري في مسند ابن عباس من تهذيب الآثار (2/ 768: 1141) قال: حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا محمَّد بن جعفر قال: حدثنا شعبة به. ورواه برقم (1139) ثنا ابن حميد ثنا جرير عن منصور بمعناه. وروي الحديث من غير طريق شعبة وجرير عن ربعي عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - كما في سنن أبي داود (2/ 301: 2339) كتاب الصوم باب شهادة رجلين على رؤية هلال شوال من طريق أبي عوانة، ورواه الدارقطني (2/ 168) من طريق عبيدة بن حميد، وفي (2/ 169) من طريق أبي عوانة والبيهقي (4/ 248 و 250) من طريق أبي عوانة. كما روي عن ربعي عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في مسند أحمد (4/ 314) =
= و (5/ 362)، ومنتقى ابن الجارود (ص 142: 346)، وسنن البيهقي (4/ 248)، ومصنف عبد الرزاق (4/ 164: 7335)، والطبراني في الكبير (17/ 238)، وابن جرير في مسند ابن عباس من تهذيب الآثار (2/ 768: 1140) من طريق سفيان الثوري عن منصور. ورواه الدارقطني (2/ 171) من طريق سفيان بن عيينة عن منصور عن ربعي عن أبي مسعود الأنصاري، وكذلك رواه البيهقي (4/ 248)، والطبراني في الكبير (17/ 238).
9 - باب فضل الصوم
9 - بَابُ فَضْلِ الصَّوْمِ 998 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ نعيم بن أبي هند، عن حذيفة رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ مُسْنِدًا (¬1) النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى صَدْرِي، فَقَالَ: مَنْ (¬2) صَامَ يَوْمًا ابتغاء وجه الله تعالى خُتم له به دخل الجنة. ¬
998 - تخريجه: قال البوصيري (3/ 101): رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح. رواه بنفس هذا الإسناد أحمد في المسند (5/ 391) من طريق حسن وعفان قالا: ثنا حماد. ورواه البزار (1/ 487) من طريق بشر بن آدم، ثنا حفص بن عمر بن الحارث النمري، ثنا الحسن بن أبي جعفر، عن محمَّد بن جحادة، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ رِبْعِيِّ، عن حذيفة بنحوه. وقال: لا نعلم رواه عن نعيم إلَّا محمَّد ولا عنه إلَّا الحسن. وتقدم تخريج الحديث برقم (954) من الجزء السابق.
999 - وَقَالَ عَبْدُ [بْنُ حُمَيْدٍ] (¬1): حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ (¬2) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سبيل الله (¬3) بُوعِد من النار مسيرة مائة عام. ¬
999 - تخريجه: رجاله ثقات كما قال البوصيري (4/ 235). والحديث بإسناده في المنتخب (1/ 270)، كما رواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 301: 9684) من طريق سعيد بن عبد العزيز عن مكحول بنحوه، والطبراني في الأوسط (4/ 156: 3273) من طريق يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ عن مكحول. ويشهد له حديث عقبة بن عامر عند النسائي (4/ 174) كتاب الصيام باب ثواب من صام يومًا في سبيل الله، وأبي يعلى في المصنف (3/ 301: 1767)، والطبراني في الكبير (17/ 335: 927). وحديث سهل بن معاذ عن أبيه عند أبي يعلى في المسند (3/ 61: 1486). وحديث أبي أمامة في مصنف عبد الرزاق (5/ 301: 9683)، والمعجم الكبير للطبراني (8/ 233: 7806) و (8/ 260: 7872) و (8/ 274: 7902). لكن جاء في حديث أبي سعيد "من صام في سبيل الله بَعَّدَ الله وجهه عن النار سبعين خريفًا" رواه البخاري (6/ 47: 2840) كتاب الجهاد: باب فضل الصوم في سبيل الله، ومسلم (2/ 808: 1153) كتاب الصيام: باب فضل الصيام في سبيل الله لمن يطيقه بلا ضرر ولا تفويت حق.
1000 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا زايدة بْنُ قُدَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (¬1): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جعل الله بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا عَرْضُهُ كَمَا بَيْنَ السماء والأرض. ¬
1000 - تخريجه: داود متروك، وشمر صدوق لم يسمع من أبي الدرداء. والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 428: 344). ورواه الطبراني في الأوسط (4/ 348: 3598)، وفي الصغير (ص 176: 440) قال: حدثنا خطاب بن سعد الخير الدمشقي، حدثنا مؤمل بن إهاب، حدثنا عبد الله بن الوليد العدني، حدثنا سفيان الثوري، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء به. وقال: "لم يروه عن سفيان إلَّا عبد الله بن الوليد". قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 197): "إسناده حسن". وله شاهد من حديث أبي أمامة عند الترمذي (4/ 143: 1624) كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الصوم في سبيل الله، ورواه أيضًا عبد الرزاق (5/ 301: 9683)، والطبراني في الكبير (8/ 280: 7921). ومن حديث عتبة بن عبد السلمي رواه الطبراني (17/ 119: 295)، وفي سنده الواقدى. ومن حديث جابر عند ابن جميع في معجم الشيوخ (ص 99)، والطبراني في الأوسط (5/ 416: 4823).
1001 - [وقال الحارث] (¬1): حدثنا أَبُو الْحَسَنِ بِشْرُ بْنُ أَبِي بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا حَيَّانُ (¬2) الْبَصْرِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نُوحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بن عمرو (¬3) بن نفيل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَقْبَلَ عَلَى أُسَامَةَ بن زيد -رضي الله عنهما- فَقَالَ: يَا أُسَامَةُ، عَلَيْكَ بِطَرِيقِ الْجَنَّةِ وَإِيَّاكَ أَنْ تُخْتَلَجَ دُونَهَا. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ما أَسْرَعُ مَا يُقْطَعُ بِهِ ذَلِكَ الطَّرِيقُ؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: الظَّمَأُ فِي الْهَوَاجِرِ، وَحَبْسُ النَّفْسِ عَنْ لَذَّةِ النِّسَاءِ، يَا أُسَامَةُ؛ وَعَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ (¬4) أحب إلى الله تعالى مِنْ رِيحِ فَمِ الصَّائِمِ تَرَكَ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ لله تعالى، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَأْتِيَكَ الْمَوْتُ وَبَطْنُكَ جَائِعٌ وَكَبِدُكَ ظَمْآنُ فَافْعَلْ فَإِنَّكَ تُدْرِكُ بِذَلِكَ شَرَفَ الْمَنْزِلِ (¬5) فِي الْآخِرَةِ وَتَحُلُّ مَعَ النَّبِيِّينَ (¬6) فَتَفْرَحُ بِقُدُومِ رُوحِكَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلِّي عَلَيْكَ الْجَبَّارُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: وَاعْلَمْ يَا أُسَامَةُ أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمَنْ طَالَ حُزْنُهُ وَعَطَشُهُ وَجُوعُهُ في الدنيا، وسيأتي إن شاء الله بتمامه في الزهد. ¬
1001 - تخريجه: الحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 430: 347)، وسيذكره المؤلف برقم (3176)، فانظر تخريجه هناك.
1002 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لَوْ أَنَّ رَجُلًا صَامَ (¬1) يَوْمًا تَطَوُّعًا ثُمَّ أعطى ملىء الأرض ذهبًا لم يستوف ثوابه دون الحساب. ¬
1002 - تخريجه: إسناده ضعيف؛ لعنعنة ليث ابن أبي سليم، فهو مدلس. قال البوصيري (4/ 237): فيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف. رواه أبو يعلى في المسند (10/ 512: 6130). وفي المعجم (ص 163: 119). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 494: 530). ورواه الطبراني في الأوسط (5/ 447: 4866) قال: حدثنا عبد العزيز بن محمَّد قال: حدثنا بشر بن هلال به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 185): "رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس، وبقية رجاله ثقات". ونسبه تقي الدين الهندي في كنز العمال (8/ 558: 24157) إلى ابن النجار.
1553 - [وَقَالَ أَيْضًا] (¬1) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ زَبَّانَ (¬2) بن فائد قال: أَنَّ لَهِيعَةَ حَدَّثَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ، عن سلمة بن قيصر قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ الله تعالى بَاعَدَهُ اللَّهُ مِنْ جَهَنَّمَ كَبُعْدِ غُرَابٍ طَارَ وهو فرخ حتى مات هرمًا. ¬
1003 - تخريجه: إسناده ضعيف؛ لضعف زبان وابن لهيعة، ولهيعة مستور. رواه أبو يعلى في المسند (2/ 222: 921). ورواه الطبراني في الكبير (7/ 56: 6365) قال: حدثنا بكر بن سهل الدمياطي، ثنا عبد الله بن يوسف وشعيب بن يحيي التجيبي (ح)، وحدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري، ثنا سعيد بن عفير (ح)، وحدثنا المقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى قالوا: ثنا ابن لهيعة به. كما رواه في الأوسط (4/ 98: 3142)، وقال: لا يروى هذا الحديث عن سلامة بن قيصر إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 184): "رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط إلَّا أنه قال: سلامة بن قيصر وفيه ابن لهيعة وفيه كلام". وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 184: 3365): "سلامة بن قيصر: تابعي أرسل لم يصح حديثه". وقال ابن حجر في لسان الميزان (3/ 62): "ذكره ابن حبان في الصحابة ... وقال ابن يونس في تاريخ مصر: سلامة بن قيصر من أصحاب رسول الله وقيل: سلمة".=
= وقال في الإصابة (2/ 58: 3346): "قال أحمد بن صالح له صحبة ونفاها أبو زرعة ... وقال البخاري: لا يصح حديثه ... ومداره على ابن لهيعة". وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 130): "ولا يوجد له سماع ولا إدراك للنبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا بهذا الإسناد، وأنكر أبو زرعة أن تكون له صحبة وقال: روايته عن أبي هريرة". وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 299: 1305): "سلامة بن قيصر الحضرمي شامي ليس حديثه بشيء من وجه يصح ... روى ابن لهيعة عن زبان بن (فائد) عن لهيعة بن عقبة عن عمرو بن ربيعة عن سلامة بن قيصر ... ليس هذا الإسناد مشهورًا قال أبو زرعة: سلامة بن قيصر ليست له صحبة روى عن أبي هريرة ... ". وقال البخاري في الكبير (4/ 194: 2465): "سلامة بن قيس (كذا) الحضرمي سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- روى عنه عمرو بن ربيعة، لا يصح حديثه". لكن رواه أحمد في المسند (2/ 526)، قال: ثنا عبد الله بن يزيد، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عن لهيعة أبي عبد الله، عن رجل قد سماه، حدثني سلمة بن فيس، عن أبي هريرة به مرفوعًا. ورواه البزار كما في الكشف (1/ 487) قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد، عن ابن لهيعة، عن زبان بن فائد، عن أبي الشعثاء، عن سلمة بن قيصر، عن أبي هريرة به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 184): "رواه أحمد والبزار وفيه رجل لم يسم" يقصد إسناد أحمد، أما إسناد البزار فمسمى رجاله، وفيهم مجاهيل. قال ابن حجر في الإصابة (2/ 58): "وقال عبد الله بن يزيد المقريء عنه (يعني ابن لهيعة) بهذا الإسناد عن سلمة بن قيصر، عن أبي هريرة وعنه أخرجه أحمد في مسنده ورجح أبو زرعة هذه الزيادة وأنكرها أحمد بن صالح ... فقال: لم يصنع المقرئ شيئًا وقال ابن رشدين عن أحمد بن صالح: هو خطأ من المقرئ".
1004 - [قال أبويعلى] (¬1): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فائد، عن سهل بن معاذ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ-: مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى مُتَطَوِّعًا فِي غَيْرِ رَمَضَانَ بُعّد مِنَ النَّارِ مائة عام سير المضمّر الجواد. ¬
1004 - تخريجه: فيه زبان بن فائد ضعيف. رواه أبو يعلى في المسند (3/ 61: 1486) كما رواه في المفاريد (ص 25). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 197): "رواه أبو يعلى وفيه زبان بن فايد وفيه كلام كثير وقد وثق". وقد تقدمت شواهده في حديث رقم (999).
1005 - [قَالَ أَبُو يَعْلَى] (¬1): حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحُلْوَانِيُّ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: لِكُلِّ شَيْءٍ بَابٌ، وَبَابُ الْعِبَادَةِ الصِّيَامُ. ¬
1005 - تخريجه: اين أبي مريم ضعيف. قال البوصيري (4/ 238): رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم. ورواه ابن المبارك في الزهد والرقائق (ص 500) بسند آخر فقال: أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم قال: حدثني ضمرة بن أبي حبيب قال رسول الله: إن لكل شيء بابًا وإن باب العبادة الصيام. ورواه هناد في الزهد (2/ 358) من طريق ابن المبارك بمثل ما ورد في كتاب الزهد والرقائق لابن المبارك. كما رواه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 128) قال: أخبرنا محمَّد بن أبي سعيد الأسفراييني، أنبأ زاهر بن أحمد، ثنا محمَّد بن معاذ، ثنا الحسين بن الحسن، ثنا عبد الله بن المبارك بمثل ما ورد في كتاب الزهد. وابن أبي مريم ضعيف، والحديث مرسل.
10 - باب فضل رمضان
10 - باب فضل رمضان 1006 - قال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَجُلَ يُقَالُ لَهُ إِيَاسٌ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى سَعِيدِ (¬1) بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ سَلْمَانَ الفارسي قال: خطبنا رسول الله في آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ: (¬2) يَا أَيُّهَا الناس، إنه قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ من ألف شهر فرض الله (¬3) صِيَامَهُ وَجَعَلَ قِيَامَ (¬4) لَيْلِهِ تَطَوُّعًا فَمَنْ (¬5) تَطَوَّعَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً، فَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ (¬6) الْجَنَّةُ، وَهُوَ شَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَهُوَ شَهْرٌ يُزَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ ومغفرة لذنوبة، قيل: يا رسول الله ليس كُلُّنَا نَجِدُ مَا نُفَطِّرُ (¬7) بِهِ الصَّائِمَ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: يعطي الله تعالى هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لبن أوتمرة أَوْ شَرْبَةِ (¬8) مَاءٍ، وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا كَانَ له مغفرة لذنوبه وسقاه الله عَزَّ وَجَلَّ من حوضي شربة لا يظمأ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ خَفَّفَ فِيهِ عَنْ مملوكه أعتقه الله من النار. ¬
1006 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 413: 322). ورواه العقيلي (1/ 35) قال: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن عمران الأخنس قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي به. وفي إسناده إياس بن أبي إياس، قال العقيلي: مجهول وحديثه غير محفوظ، لكن توبع عليه. فرواه ابن خزيمة (3/ 191: 1887)، ثنا علي بن حجر السعدي، ثنا يوسف ابن زياد، ثنا همام بن يحيي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ ابن المسيب. ورواه ابن شاهين في فضائل رمضان (ص 37 و 39) من طرق عن سعيد بن المسيب. ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 638)، ثنا محمَّد بن إبراهيم بن ميمون، ثنا عبيد الله بن عمر، ثنا حكيم بن خذام العبدي، أنا علي بن زيد به مختصرًا. قال العقيلي في الضعفاء الكبير (1/ 35): قد روي من غير وجه ليس له طريق ثبت بيّن.
1007 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ محمَّد بن حبان، ثنا الْفَضْلُ (¬1) بْنُ الْعَلَاءِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عن الفضل (1) بْنِ عِيسَى، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ قَدْ جَاءَ تُفَتَّحُ (¬2) فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ النار وتغل (¬3) فيه الشياطين من أدرك (¬4) رمضان ولم يغفر له (¬5) فمتى يغفرله. * هذا حديث ضعيف. ¬
1007 - تخريجه: الفضل بن عيسى منكر، وعمه يزيد ضعيف، وابن إسحاق مدلس عنعن. قال البوصيري 4/ 240: رواه أبو بعلى بسند ضعيف لضعف يزيد بن أبان، وتدليس محمَّد بن إسحاق. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 2) من طريق عبد الرحمن المحاربي، عن إسحاق به. ورواه الطبراني في الأوسط (8/ 305: 7623)، حدثنا محمَّد بن المرزبان قال: حدثنا نوح عن أنس المقرئ الرازي، عن عبد الرحمن بن مغراء قال: حدثنا محمَّد بن إسحاق به وقال: "لم يروهذا الحديث عن محمَّد بن إسحاق إلّا عبد الرحمن بن مغراء". قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 146): "رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل ابن عيسى الرقاشي وهو ضعيف".=
= وقال أحمد في المسند (3/ 236): ثنا يعقوب، حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: ذكر الزهري عن أويس بن مالك بن أبي عامر عديد بني تميم، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قال: هذا رمضان قد جاء تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين. ورواه النسائي (4/ 128) من طريق عبيد الله بن سعد، ثنا عمي (يعقوب) به. وقال: هذا الحديث خطأ. وروى البخاري برقم (1899) كتاب الصوم باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان من حديث أبي هريرة مرفوعًا "إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين" ورواه بنحوه مسلم (2/ 758: 1079) كتاب الصيام باب فضل شهر رمضان.
1008 - [وَقَالَ أَيْضًا] (¬1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ محمَّد بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا مُسْلِمُ (¬2) بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَمْرُو بن حمزة أبو أسيد (¬3) ثنا (¬4) خلف أبو الربيع قال أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ حَضَرَ رَمَضَانُ: سُبْحَانَ اللَّهِ [مَاذَا تَسْتَقْبِلُونَ أَوْ] (¬5) مَاذَا يَسْتَقْبِلُ (¬6) الْمَرْءُ ثلاثًا فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله، وحي نزل؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: لا، قال رضي الله عنه: فعدوٌ حَضَرَ، قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَاذَا؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: إن الله تعالى يَغْفِرُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ لِكُلِّ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، فَنَظَرَ إِلَى إِنْسَانٍ قَاعِدٍ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ وَيَقُولُ: بَخٍ بخ، فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَأَنَّهُ (¬7) ضَاقَ صَدْرُكَ؟ قال: لا, ولكن ذكرت المنافقين قال -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ الْمُنَافِقَ هُوَ الْكَافِرُ وَلَيْسَ لِلْكَافِرِ مِنْ (¬8) ذَلِكَ (¬9) شَيْءٌ. أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَقَالَ: إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ فَإِنِّي لَا أَعْرِفُ خَلَفًا وَلَا عَمْرَو بْنَ حَمْزَةَ الْقَيْسِيَّ بِعَدَالَةٍ وَلَا جَرْحٍ. ¬
1008 - تخريجه: خلف صدوق يهم، وعمرو بن حمزة ضعيف.=
= ورواه العقيلي في الضعفاء الكبير (3/ 266)، حدثنا محمَّد بن خزيمة وإبراهيم بن محمَّد قالا: حدثنا مسلم بن إبراهيم به. ورواه ابن خزيمة (3/ 189: 1885) من طريق محمَّد بن رافع، ثنا زيد بن حباب، حدثني عمرو بن حمزة به. ورواه الطبراني في الأوسط (5/ 491): 4932، حدثنا الفضل بن صالح قال: حدثنا الغيث بن مسعود الجحدرى قال: حدثنا عمرو بن حمزة به وقال: "لا يروى هذا الحديث عن أنس بن مالك إلا بهذا الإسناد تفرد به عمرو بن حمزة". قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 146): "رواه الطبراني في الأوسط وفيه خلف أبو الربيع ولم أجد له راو غير عمرو بن حمزة كما ذكر ابن أبي حاتم". وانظر الجرح والتعديل (3/ 369)، ووافقه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 193)، وخالفهما ابن حجر في تهذيب التهذيب (3/ 155).
(40) حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أَوَّلِ (¬1) أحاديث الأنبياء -عليه م الصلاة والسلام (¬2) -. ¬
1009 - وَقَالَ (¬1) أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ [بْنُ أَبِي أُسَامَةَ] (¬2) جَمِيعًا، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا (¬3) هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ محمَّد بْنِ محمَّد بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عبد الرحمن، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ لَمْ تعطها (¬4) أمة قبلهم: خلوف فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ (¬5) حَتَّى يُفْطِرُوا، وَيُزَيِّنُ اللَّهُ كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ ثُمَّ يَقُولُ: يُوشِكُ عبادي الصائمون (¬6) أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك وتصفد فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينُ (¬7) فَلَا يَخْلُصُونَ فِيهِ إِلَى ماكانوا يَخْلُصُونَ فِي غَيْرِهِ وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ ليلة. قيل: يا رسول الله، هي ليلة القدر؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا, وَلَكِنَّ الْعَامِلَ (¬8) إِنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ. * هذا إسناد ضعيف. ¬
1009 - تخريجه: الحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 410: 319). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 143): رواه أحمد والبزار وفيه هشام بن زياد أبو المقدام وهو ضعيف. ورواه أحمد (2/ 292) من طريق يزيد أنا هشام به.=
= ورواه البزار (1/ 458) من طريق إسحاق بن جبريل، ثنا يزيد، أنبأ هشام وقال: "لا نعلمه عن أبي هريرة مرفوعًا إلَّا بهذا الإسناد، وهشام بصري يقال له هشام بن زياد أبو المقدام، حدث عنه جماعة من أهل العلم وليس. هو بالقوي في الحديث". ورواه ابن شاهين (ص 48) من طريق أحمد بن سلمان حدثنا الحارث به.
1010 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي سَمِينَةَ (¬1) ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ (¬2) حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ بُرْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ (¬3) يَقُولُ وَقَدْ أَهَلَّ شَهْرُ رَمَضَانَ: لَوْ يَعْلَمُ الْعِبَادُ مَا فِي رَمَضَانَ [لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي أَنْ تَكُونَ السَّنَةُ كُلُّهَا رَمَضَانَ، فَقَالَ رَجُلٌ من خزاعة: حدثنا بِهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَزَّيَنُ فِي رَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ الْحَوْلِ إلى رأس (¬4) الْحَوْلِ حَتَّى إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ رمضان] (¬5) هبت رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَصَفَقَتْ وَرَقَ (¬6) الْجَنَّةِ فتنظر الحور العين إلى ذلك فتقول (¬7): يَا رَبِّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ عِبَادِكَ فِي هذا الشهر الشريف أَزْوَاجًا تَقِرُّ أَعْيُنَنَا بِهِمْ وَتَقِرُّ أَعْيُنَهُمْ بِنَا فَمَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ رَمَضَانَ إلَّا زُوِّجَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ فِي خَيْمَةٍ مِنْ درة (¬8) مجوفة مما نعت الله تعالى {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)} (¬9) عَلَى كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً لَيْسَ فِيهَا حُلَّةٌ عَلَى لَوْنِ الْأُخْرَى وَيُعْطَى (¬10) سَبْعِينَ (¬11) لونا من الطيب ليس منها لون عَلَى رِيحِ الْآخَرِ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ سَرِيرًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُوَشَّحَةٍ (¬12) بِالدُّرِّ عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا بطائِنها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَفَوْقَ السَّبْعِينَ فِرَاشًا سَبْعُونَ (¬13) أَرِيكَةً لِكُلِّ امْرَأَةٍ أَلْفُ وَصِيفَةٍ (¬14) لَحَاجَاتِهَا (¬15) وَأَلْفُ وَصِيفٍ مَعَ كُلِّ وصيف صحفة (¬16) مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا لَوْنُ طَعَامٍ يَجِدُ لِآخِرِ لقمة منها لذة لا يجد (¬17) لأوله (¬18) وَيُعْطَى زَوْجُهَا مِثْلَ ذَلِكَ عَلَى سَرِيرٍ (¬19) مِنْ ياقوتة حمراء عليه سواران من ذهب متوشح (¬20) بِيَاقُوتٍ أَحْمَرَ هَذَا بِكُلِّ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ سِوَى مَا عَمِلَ مِنَ الْحَسَنَاتِ. قُلْتُ: تَفَرَّدَ بِهِ جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا. وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ وَقَالَ: إِنْ صَحَّ الْخَبَرَ فَإِنَّ فِي الْقَلْبِ مِنْ جَرِيرِ بْنِ أَيُّوبَ وَكَأَنَّهُ تَسَاهَلَ فِيهِ؛ لِكَوْنِهِ من الرغائب. ¬
وَابْنُ مَسْعُودٍ لَيْسَ هُوَ الْهُذَلِيُّ الْمَشْهُورُ وَإِنَّمَا هو آخر غفارى.
1010 - تخريجه: رواه أبو يعلى في مسنده (9/ 180: 5273). وهو في المقصد العلي (1/ 478: 502). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 144): "رواه أبو يعلى وفيه جرير بن أيوب وهو ضعيف".=
= ورواه ابن خزيمة (3/ 190: 1886): حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني، ثنا سهل بن حماد أبو عتاب، أخبرنا سعيد بن أبي يزيد، ثنا محمَّد بن يوسف قالا: ثنا جرير بن أيوب به. وفيه أبو مسعود الغفاري. ورواه (3/ 191): ثنا محمد بن رافع، ثنا سلم بن جنادة، عن قتيبة، نا جرير بن أيوب، عن عامر الشعبي، عن نافع بن بردة الهمداني، عن رجل من غفار مرفوعًا بنحوه مختصرًا. ورواه ابن شاهين في فضائل رمضان (ص40)، حدثنا نصر بن القاسم، حدثنا محمَّد بن إبراهيم، حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم عن جرير به. ورواه (ص 41)، حدثنا إبراهيم بن حماد بن إسحاق، حدثنا عمر بن شبة، حدثنا عامر بن مدرك، ثنا جرير به. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 103)، أنبأنا محمَّد بن ناصر، وسعد الخير بن محمد قالا: أنبأنا نصر بن أحمد، أنبأنا ابن رزقويه، حدثنا أحمد بن سلمان، حدثنا محمَّد بن إسماعيل السلمي، حدثنا عبد الله بن جابر به. وقال: هذا حديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، والمتهم به جرير بن أيوب. واستدركه عليه السيوطي في اللآلئ المصنوعة (1/ 99)، وقد رد الشوكاني على السيوطي في الفوائد المجموعة (ص 88). ورواه الطبراني في الكبير (22/ 388): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا محمَّد بْنُ بكار، ثنا الهياج بن بسطام، ثنا عباد عن أبي مسعود بنحوه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 145): "رواه الطبراني في الكبير وفيه الهياج ابن بصطام (كذا) وهو ضعيف".
1011 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عباس -رضي الله عنهما- قَالَا (¬1): خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وفيه: ومن (¬2) صام رمضان وكف (¬3) عَنِ الْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَالْكَذِبِ وَالْخَوْضِ فِي الْبَاطِلِ وأمسك لسانه إلَّا عن ذكر الله تعالى وَكَفَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَجَمِيعَ (¬4) جَوَارِحَهُ عَنْ مَحَارِمِ الله تعالى و (¬5) عن أَذَى الْمُسْلِمِينَ كَانَ لَهُ مِنَ الْقُرْبَى عِنْدَ الله تعالى أن تمس ركبته ركبة إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام -. * هذا حديث موضوع. ¬
1511 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 319) حديث رقم (205) كتاب الصلاة باب في خطبة قد كذبها داود بن المحبر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وداود متروك وميسرة أيضًا متروك.
11 - باب اشتراط النية للصائم من الليل في الفرض دون التطوع
11 - بَابُ اشْتِرَاطِ النِّيَّةِ لِلصَّائِمِ (¬1) مِنَ اللَّيْلِ فِي الْفَرْضِ دُونَ (¬2) التَّطَوُّعِ 1012 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أبيه، أنه سمع ميمونة بنت سعد -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ أَجْمَعَ الصوم في (¬3) اللَّيْلِ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ أَصْبَحَ وَلَمْ يَجْمَعْهُ فَلَا يصم. ¬
1012 - تخريجه: في إسناده الواقدي، قال الحافظ: "متروك". والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 413: 322). ورواه الدارقطني (2/ 173) من طريق محمَّد بن مخلد، ثنا إسحاق بن أبي إسحاق الصفار، ثنا الواقدي، ثنا محمَّد بن هلال به. ورواه من طريقه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 66: 1054). ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ص 368) عن أبي بكر بن خلاد عن الحارث به.=
= وورد هذا المعنى من حديث حفصة، رواه ابن أبي شيبة (3/ 31)، وأحمد (6/ 287)، وأبو داود (2/ 329: 2454) كتاب الصوم: باب النية في الصيام، وأشار للاختلاف فيه على الزهري في رفعه ووقفه. والترمذي (3/ 108: 730)، كتاب الصوم: باب ما جاء لا صيام لمن لم يعزم من الليل. والنسائي (4/ 196) كتاب الصيام: باب النية في الصيام، ذكر اختلاف الناقلين لخبر حفصة في ذلك. وابن خزيمة (3/ 212: 1933) كتاب الصيام: باب إيجاب الإجماع على الصوم الواجب قبل طلوع الفجر بلفظ عام مراده خاص.
1013 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، ثنا لَيْثٌ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجِيءُ (¬1) فَيَدْعُو بِالطَّعَامِ فَلَا يَجِدُهُ فَيَفْرِضُ الصَّوْمَ قَالَتْ: وَرُبَّمَا جَاءَ وَهُوَ صائِم وَعِنْدِي طُرْفَةٌ (¬2) فَنَقُولُ (¬3): يَا رَسُولَ اللَّهِ، لولا أنك صائم لأطعمتك (¬4) فيدعو فيأكل -صلى الله عليه وسلم-. ¬
1013 - تخريجه: قال الحافظ في ليث: "صدوق اختلط أخيرًا ولم يتميز حديثه فترك". وقد استشهد به البخاري وروى له مسلم مقرنًا بغيره. وورد هذا المعنى من حديث عائشة عند الشافعي في مسنده (ص 84 و 106)، وعبد الرزاق (4/ 277)، والحميدي في مسنده (1/ 98)، وأحمد في المسند (6/ 49 و 207)، ومسلم في الصحيح (2/ 808) (1154)، كتاب الصيام باب جواز صوم النافلة بنية من النهار قبل الزوال، وجواز فطر الصائم نفلًا من غير عذر، وابن ماجه (1/ 543)، وأبو داود (2/ 329) (2455) كتاب الصوم باب النية في الصيام والترمذي (3/ 111: 734) كتاب الصوم باب صيام المتطوع بغير تبييت، والنسائي (4/ 193) كتاب الصيام: باب النية في الصيام. ومن حديث أم سلمة عند الدارقطني (2/ 175)، والطبراني في الكبير (23/ 404).
1014 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ (¬2) شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، سَمِعْتُ رَجُلًا (¬3) سَأَلَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: تَسَحَّرْتُ ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أُفْطِرَ؟ قَالَ: أَفْطِرْ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ رضي الله عنه يَأْتِي أَهْلَهُ فَيَقُولُ: عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ فَإِذَا قَالُوا: لا، قال: فإني (¬4) صائِم. ¬
1014 - تخريجه: أبو سفيان صدوق، روى له الجماعة ومنهم البخاري مقرونًا بغيره وباقي رجاله من أئمة الحديث. ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 56) قال: حدثنا ابن مرزوق قال: ثنا روح قال: ثنا شعبة عن أبي بشر، عن أنس به. ورواه عبد الرزاق (4/ 273: 7777) عن عثمان، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس. ورواه البيهقي (4/ 204) قال: أخبرنا أبو طاهر، أنبأنا القطان، ثنا سهيل بن عمار، ثنا روح، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 31) قال: حدثنا الثقفي ويزيد عن حميد، عن أنس. وروى عبد الرزاق (4/ 274: 7781)، عن ابن جربج، أخبرني عبيد الله بن مهران، أن أبا هريرة، وأبا طلحة كانا يفعلان ذلك. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 205): رواه البزار وفيه عبد الرحمن الواسطي ضعيف.
1515 - [وقال مسدد] (¬1): حدثنا حماد بن زيد (¬2) عن أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنها- قالت: إن أبا الدرداء رضي الله عنه كان يأتيهم بعد ما يُصْبِحُ فَيَسْأَلُهُمُ الْغَدَاءَ فَلَا يَجِدُهُ فَيَقُولُ: فَأَنَا إذًا صائِم. * صحيح موقوف. ¬
1015 - تخريجه: قال البوصيري (4/ 287): رواه مسدد موقوفًا، ورجاله ثقات. رواه البيهقي (4/ 204) قال: أخبرنا أبو الحسين القطان، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد به. ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 57) قال: حدثنا علي بن شيبة قال: ثنا روح قال: ثنا شعبة قال: أنا أيوب به. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 31) قال: حدثنا عبد الوهاب عن أيوب به. ورواه عَبْدُ الرَّزَّاقِ (4/ 272: 7774) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أبي إدريس الخولاني، وعن أيوب، عن أبي قلابة، عن أم الدرداء، وقاله قتادة بنحوه. ورواه برقم (7775) عن ابن التيمي، عن ليث، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء مثله إلَّا أنه قال: إلَّا فرض الصيام. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 31) قال: حدثنا ابن فضيل عن ليث به بدون الزيادة. ورواه عبد الرزاق برقم (7776) عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن أم الدرداء بنحوه.
12 - باب ما يجتنب في الصيام
12 - بَابُ مَا يُجْتَنَبُ فِي الصِّيَامِ (¬1) 1016 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَعْنِي طَلْحَةَ بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَعِفُّوا (¬2) الصِّيَامَ (¬3) فَإِنَّ الصِّيَامَ لَيْسَ مِنَ الطَّعَامِ وَلَا مِنَ الشَّرَابِ ولكن الصيام من المعاصي. ¬
1016 - تخريجه: شيخ الطيالسي مجهول، وطلحة متروك. والحديث رواه الطيالسي في مسنده (ص 331: 2537). وروى ابن حبان في صحيحه (8/ 256: 3479) نحوه فقال: "أخبرنا محمَّد بن الحسن بن خليل، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا حاتم بن إسماعيل، حدثنا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عن عمه، عن أبي هريرة مرفوعًا: إن الصيام ليس من الأكل والشرب فقط، إنما الصيام من اللغو والرفث". ورواه ابن خزيمة (3/ 242: 1996) قال: أخبرني محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم (كذا)، وأخبرني أنس بن عياض عن الحارث به.=
= ورواه الحاكم (1/ 430) قال: حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ موسى ابن إسحاق الحنظلي، ثنا أبي ثنا أنس بن عياض، عن الحارث به. ورراه البيهقي (4/ 270) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، قالوا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر قال قرئ على ابن وهب أخبرك أنس بن عياض به. وقال الحاكم (1/ 431): هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وعم الحارث مختلف في تعيينه على ثلاثة أقوال: • الأول: أنه عبد الله بن المغيرة بن أبي ذباب كما ذكر ذلك ابن حبان في صحيحه (8/ 256)، وقد وثقه في الثقات (5/ 34). • الثاني: أنه الحارث بن عبد الله بن أبي ذباب كما ذكر ذلك المزي في تهذيب الكمال (5/ 254). • الثالث: أنه عياض بن عبد الله. بن سعد بن أبي ذباب قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (2/ 148): "وعمه المذكور ذكره ابن مندة في الصحابة وسماه عياضًا"، وقال في الإصابة (3/ 49) ترجمة رقم (6139): "أخرج (ابن منده) من طريق الجعيد بن عبد الرحمن، عن الحارث بن عبد الرحمن ابن أبي ذباب، عن عمه عياض بن عبد الله". فيتوقف في الأمر حتى يتبين.
1017 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ (¬1) إِسْمَاعِيلَ بْنِ مسلم العبدي عن أبي المتوكل قال: إن أبا هريرة رضي الله عنه كَانَ إِذَا صَامَ جَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ وَقَالَ: نُعِفُّ صيامنا. ¬
1017 - تخريجه: رجاله ثقات، يحيي هو القطان، وأبو المتوكل داود بن علي. وروى ابن أبي شيبة (3/ 3) قال: حدثنا وكيع، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، أن أبا هريرة وأصحابه كانوا إذا صاموا جلسوا في المسجد. ورواه هناد في الزهد (2/ 573)، وزاد: قالوا: نطهر صيامنا.
1018 - [وقال مسدد] (¬1): حدثنا حماد بن زيد، عن عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ (¬2) قَالَ: كَانَ أَصْحَابُنَا يَقُولُونَ: أهون الصيام ترك الطعام والشراب. ¬
1018 - تخريجه: موقوف على التابعين، رجاله ثقات.
1019 - [قَالَ] (¬1): وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: إِذَا ذَرَعَهُ الْقَيْءُ [لم] (¬2) يفطر وإذا تقيأ أفطر. ¬
1019 - تخريجه: موقوف على الحسن البصري، ورجاله ثقات. رواه ابن أبي شيبة (3/ 38) قال: حدثنا أزهر السمان، عن ابن عون، عن الحسن وابن سيرين، قالا: إذا أذرع الصائم القيء فلا يفطر، وإذا تقيأ أفطر. ورواه عبد الرزاق (4/ 215: 7550) عن معمر، عن الزهري، وعن حفص، عن الحسن قالا: من استقاء فقد أفطر، وعليه القضاء، ومن ذرعه قيء فلم يفطر.
13 - باب من قال: لا يفطر إلا الطعام والشراب
13 - بَابُ مَنْ قَالَ: لَا يُفَطِّرُ إِلَّا الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ 1020 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ (¬1) بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: مطرت السماء بردًا فقال لنا أبو طلحة رضي الله عنه ونحن غلمان: ناولني يا أنس من ذلك (¬2) الْبَرَدِ، فَنَاوَلْتُهُ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَهُوَ صَائِمٌ فَقُلْتُ: أَلَسْتَ صَائِمًا؟ قَالَ: بَلَى إِنَّ ذَا لَيْسَ بِطَعَامٍ وَلَا شَرَابٍ وَإِنَّمَا هُوَ بَرَكَةٌ مِنَ السماء نطهر (¬3) به بطوننا، قال أنس رضي الله عنه: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: خُذْ عَنْ عَمِّكَ. * هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. [2] [قَالَ] (¬4): وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بن عبد الوارث، ثنا أبي به. [3] وَقَالَ (¬5) الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عبد الصمد فذكره (¬6). ¬
1020 - تخريجه: والإسناد فيه علي بن زيد بن جدعان ضعيف، وعبد الصمد صدوق. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 488: 519). ورواه أبو يعلى في المسند (3/ 15: 1424). وفي (7/ 73: 3999) من طريق الحسن. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 175): "رواه أبو يعلى وفيه علي بن زيد وفيه كلام وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح". ورواه البزار كما في الكشف (1/ 481) عن محمَّد بن معمر، حدثنا عبد الصمد بنحوه، وقال: خالف قتادة علي بن زيد في روايته. وقال البوصيري (4/ 275): رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. ورواه البزار موقوفًا، قال البزار: لا نعلم هذا الفعل إلا عن أبي طلحة. اهـ. وشيخ البزار ضعيف.
1020 - [4] أخرجه (¬1) الْبَزَّارُ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي عوانة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: رأيت أبا طلحة رضي الله عنه فذكره موقوفًا. ¬
1020 - [4] تخريجه: في إسناده هلال بن يحيي قال ابن حبان: "كان يخطئ كثيرًا على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". والأثر رواه البزار كما في الكشف (1/ 481) من طريق قتادة بدون ذكر المرفوع، وقال البزار: "لا نعلم هذا الفعل إلَّا عن أبي طلحة". ورواه الإِمام أحمد في المسند (3/ 279) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ, حدثنا أبي ثنا شعبة، عن قتادة وحميد، عن أنس، قال: مطرنا بردًا وأبو طلحة صائم فجعل يأكل منه، قيل له: أتأكل وأنت صائم؟ فقال: إنما هذا بركة، وهذا إسناد صحيح لكنه موقوف.
14 - باب السنة في الفطر على التمر أو الرطب أو ما لم تمسه النار
14 - بَابُ السُّنَّةِ فِي الْفِطْرِ عَلَى التَّمْرِ أَوِ الرطب أو ما لم تمسه النار (¬1) 1021 - قال الحارث: حدثنا روح، ثنا ابن جريح، حُدّثتُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يصوم في الصيف؛ لا يصلي في الصيف الْمَغْرِبَ (¬2) إِذَا كَانَ صَائِمًا حَتَّى آتِيَهُ بِرُطَبٍ فَيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ ثُمَّ يَقُومَ فَيُصَلِّيَ، وَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ أَتَيْتُهُ بِتَمْرٍ فَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ ثُمَّ يَقُومُ يصلي (¬3). * فيه انقطاع (¬4). ¬
1021 - تخريجه: الحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 415: 325). وروى ابن خزيمة في صحيحه (3/ 277: 2065) قال: حدثنا زكريا بن يحيي ابن أبان، حدثنا مسكين بن عبد الرحمن التميمي، حدثني يحيي بن أيوب، عن حميد الطويل، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا كَانَ صائمًا لم يصل حتى نأتيه=
= برطب وماء فيأكل ويشرب إذا كان الرطب، وإن كان بالشتاء لم يصل حتى نأتيه بتمر وماء. ورواه ابن حبان في الثقات (9/ 194) من طريق ابن خزيمة به. ورواه الطبراني في الأوسط (4/ 513: 3873)، قال: حدثنا علي بن سعيد، حدثنا زكريا بن يحيي بن أبان به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن حميد الطويل إلَّا يحيي ابن أيوب، ولا عن يحيي إلَّا مسكين بن عبد الرحمن تفرد به زكريا بن يحيي. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 159): "رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه". وقد رواه ابن خزيمة (3/ 278) فقال: حدثنا محمَّد بن محرز، عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن حميد الطويل بهذا. ورجال إسناده ثقات من رجال الشيخين إلَّا محمَّد بن محرز، وقد ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 58). وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 107) قال: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان لا يصلي حتى يفطر ولو بشربة ماء. ورواه أبو يعلى (6/ 424: 3792) من طريق ابن أبي شيبة به. ورواه ابن حبان (8/ 274: 3504 و 3505) من طريق أبي يعلى به. وهذا الإسناد على شرط الشيخين. ورواه أحمد (3/ 164) من طريق عبد الرزاق، ثنا جعفر بن سليمان قال: حدثني ثابت البناني، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء. ورواه من طريقه أبو داود في سننه (2/ 306: 2356) كتاب الصوم، باب ما يفطر عليه. ورواه الدارقطني (2/ 185) حدثنا محمَّد بن يحيي بن مرداس، ثنا أبو داود به=
= وقال: هذا إسناد صحيح. ورواه الحاكم (1/ 432) عن القطيعي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه به. والبيهقي (4/ 239) عن محمد بن يعقوب، ثنا أبو بكر الإسماعيلي، ثنا الحضرمي، ثنا ابن حنبل به. ورواه من طريق أحمد الضياء في المختارة (4/ 411: 1585). ورواه الترمذي (3/ 79: 696) قال: حدثنا محمَّد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق به. ثم قال: هذا حديث حسن غريب، وقال: وروي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفطر في الشتاء على تمرات، وفي الصيف على الماء. ورواه ابن خزيمة (3/ 276: 2063) قال: حدثنا زكريا بن يحيي بن أبان، حدثنا محمَّد بن عبد العزيز الواسطي، حدثنا شعيب بن إسحاق، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يصلي المغرب حتى يفطر ولو كان شربة من ماء. ورواه الحاكم (1/ 432) قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم، ثنا ابن خزيمة به. ورواه البيهقي (4/ 239) عن العلوي، انبا ابن حمدويه ثنا عبد الله بن حامد، ثنا محمَّد به عبد العزيز الرملي، ثنا شعيب بن إسحاق به. ورواه ابن خزيمة (3/ 276) قال: حدثنا موسى بن سهل الرملي، حدثنا محمَّد بن عبد العزيز، حدثنا القاسم بن غصن، عن سعيد بن أبي عروبة به. ورواه البزار كما في الكشف (1/ 468) من طريق محمَّد بن إسحاق عن محمَّد بن جعفر عن القاسم بن غصن.
1022 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا عبد الواحد، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحِبُّ أَنْ يُفْطِرَ عَلَى ثَلَاثِ تَمَرَاتٍ أو شيء لم تصبه (¬1) النار. ¬
1022 - تخريجه: عبد الواحد بن ثابت ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث. والحديث رواه أبو يعلى (6/ 59: 3305). وذكر الهيثمي في المقصد العلي (1/ 482: 508). وفي مجمع الزوائد (3/ 158)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه عبد الواحد بن ثابت وهو ضعيف". ورواه الضياء في المختارة (5/ 131: 1755) بإسناده من طريق أبي يعلى. ورواه العقيلي في الضعفاء الكبير (3/ 50) قال: حدثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج به ولفظه: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفطر على تمرات أو شيء لم يمسه النار. وقال: "وأما اللفظتان اللتان جاء بهما هذا الشيخ، ولو بجرعة من ماء، أوشيء لم يمسه النار فليس يتابعه عليهما ثقة".
1023 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو (¬1) - هُوَ أَبُو عَامِرٍ (¬2) الْعَقَدِيُّ- ثنا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرِ بن عبد الله رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا كَانَ الرُّطَبُ لَمْ يُفْطِرْ إِلَّا عَلَى الرُّطَبِ، وَإِذَا لَمْ يَكُنِ الرطب لم يفطر إلَّا (¬3) على التمر. ¬
1023 - تخريجه: ضعفه البوصيري (4/ 265)؛ لجهالة بعض رواته. ورواه عبد بن حميد كما في المنتخب (1/ 340).
15 - باب منه وفيه السنة في تعجيل الفطر والنهي عن الوصال
15 - بَابٌ مِنْهُ وَفِيهِ السُّنَّةُ فِي تَعْجِيلِ الْفِطْرِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْوِصَالِ 1024 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ (¬1) بْنُ فَرُّوخَ، ثنا طَيِّبُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: سمعت عمرة قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- تَقُولُ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ينهي عن الوصال (¬2) ويأمر بتبكير (¬3) الإفطار وتأخير السحور. ¬
1024 - تخريجه: قال ابن حجر: "طيب بن سليمان عن عمرة، قال الدارقطني: بصري ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات "وقال الطبراني في الأوسط: إنه بصري ثقة". لسان الميزان (3/ 214). ورواه أبو يعلى (7/ 331: 4367). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 480: 555)، وفي مجمع الزوائد (3/ 157)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه الطيب بن سليمان وهو ضعيف". تضمن هذا الحديث أمرين:=
= الأمر الأول: النهي عن الوصال، وقد ورد ذلك من حديث عائشة من طرق: • الطريق الأول: رواه الطيالسي (ص 221) من طريق شعبة، قال: أخبرني عاصم مولى قريبة، سمع قريبة تحدث عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- نهى عن الوصال، قالوا: يا رسول الله، فإنك تواصل، قال: إن ربي يطعمني ويسقيني. ورواه أحمد من طريق الطيالسي في (6/ 242). ورواه (6/ 258) من طريق وهب بن جرير قال: ثنا شعبة بنحوه. ورواه أحمد (6/ 242) من طريق روح قال: ثنا شعبة، عن أبي بكر، عن عاصم به. • الطريق الثاني: رواه أحمد (6/ 89) عن طريق حيوة بن شريح قال: ثنا بقية، ثنا محمَّد بن زياد قال: سمعت عبد الله بن أبي قيس يقول: سمعت عائشة تقول: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الوصال في الصيام. ورواه (6/ 93) من طريق عبد الجبار بن محمَّد قال: ثنا بقية به. ورواه أبو يعلى (8/ 11) من طريق سويد بن سعيد حدثنا بقية به. • الطريق الثالث: رواه أحمد (6/ 125) من طريق محمَّد بن جعفر قال: ثنا شعبة، عن يزيد بن ضمير قال: سمعت عبد الله بن أبي موسى قال: أرسلني مدرك أو ابن مدرك إلى عائشة أسألها عن أشياء ... إلى قوله: فسألتها عن الوصال فقالت: لما كان من يوم أحد واصل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فشق عليهم، فلما رأوا الهلال أخبروا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: لو زاد لزدت فقيل له: إنك تفعل ذلك أو شيئًا نحوه، فقال: إني لست مثلكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ... • الطريق الرابع: رواه أحمد (6/ 200) من طريق عبد الصمد قال: حدثني أبي (عبد الوارث)، ثنا يزيد (يعني الرشك)، عن معاذة قالت: سألت امرأة عائشة وأنا شاهدة عن وصل صيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت لها: أتعملين كعمله فإنه قد كان غفر له ما ققدم من ذنبه وما تأخر، وكان عمله نافلة له.=
= ورواه أبو يعلى (8/ 58) من طريق جعفر بن مهران، حدثنا عبد الوارث به وزاد ثم قالت عائشة: أما أنا فوالله ما صمت ليلًا قط، إن الله قال: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}. • الطريق الخامس: رواه البخاري (3/ 83: 1964) من طريق عثمان بن أبي شيبة ومحمد قالا: أخبرنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبي، عن عائشة قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الوصال رحمة لهم فقالوا: انك تواصل، قال: إني لست كهيئتكم، إني يطعمني ربي ويسقين، قال أبو عبد الله: لم يذكر عثمان- رحمة لهم. ورواه مسلم (2/ 776: 1105) من طريق إسحاق بن إبراهيم وعثمان بن أبي شيبة جميعًا عن عبدة بنحوه. كما رواه أبو يعلى (7/ 342) من طريق عثمان بن أبي شيبة بنحوه. ورواه ابن أبي داود في مسند عائشة (ص 91) من طريق هارون بن إسحاق قال: ثنا عبدة به. ورواه البيهقي في سننه (4/ 282) من طريق أبي عبد الله الحافظ قال: أنبأ محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن سلمة وحسين بن محمَّد القباني قالا: ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبدة بن سليمان به. الأمر الثاني: استحباب تعجيل الفطر وتأخير السحور. وهذا المعنى ورد من حديث عائشة من الطريقين الآتيين: • الأول: رواه الطيالسي (ص 211) من طريق شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت خيثمة يحدث عن أبي عطية الوادعي عنها (وفيه) قالت: من الذي يعجل الإفطار ويؤخر السحور؟ قلنا: ابن مسعود، قالت: كذا كان يفعل رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَرَوَاهُ البيهقي (4/ 237) من طريق ابن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود به.=
= ورواه أحمد (6/ 48 و 173) من طريق أبي جعفر، ثنا شعبة به. ورواه النسائي (4/ 143) من طريق محمَّد بن عبد الأعلى قال: حدثنا خالد قال: حدثنا شعبة به. ورواه (4/ 144) من طريق محمَّد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش به. • الطريق الثاني: رواه أحمد في المسند (6/ 48) من طريق أبي معاوية قال: ثنا الأعمش عن عمارة، عن أبي عطية ... إلى قوله: فقالت: أيهما يعجل الإفطار ويؤخر السحور قال: قلنا: عبد الله بن مسعود، قالت: كذلك كان يصنع رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَرَوَاهُ مسلم (2/ 771) من طريق يحيي بن يحيي وأبي كريب قالا: أنجرنا أبو معاوية به. ورواه البيهقي (4/ 237) بسنده من طريق يحيي بن يحيي. ورواه أبو داود (2/ 305) من طريق مسدد قال: ثنا أبو معاوية به. ورواه الترمذي (3/ 83)، والنسائي (4/ 144) من طريق هناد قال: حدثنا أبو معاوية به. ورواه أحمد (6/ 48) من طريق ابن جعفر، ثنا شعبة، ثنا مؤمل، ثنا سفيان، عن الأعمش بنحوه. ورواه مسلم (2/ 772) من طريق أبي كريب قال: أخبرنا ابن أبي زائدة عن الأعمش به. ورواه النسائي (4/ 144) من طريق أحمد بن سليمان قال: حدثنا حسين عن زائدة عن الأعمش به.
1025 - [وَقَالَ أَيْضًا] (¬1): حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ محمَّد بْنِ حَيَّانَ (¬2)، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حبابة (¬3) بِنْتُ عَجْلَانَ عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَفْصٍ (¬4) عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ جَرِيرٍ عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ وداع قالت: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: عجلوا الإفطار وأخروا السحور. ¬
1025 - تخريجه: في إسناده مجاهيل، وموسى ذكره ابن حبان (9/ 161)، وقال: ربما خالف، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 161): "ترك أبو زرعة حديثه"، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (4/ 221): ضعفه أبو زرعة ولم يترك. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (25/ 163) قال: حدثنا العباس بن الفضل، ثنا موسى بن إسماعيل به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 158): "رواه الطبراني في الكبير من طريق حبابة بنت عجلان، عن أمها، عن صفية بنت جرير. وهؤلاء النسوة روى لهن ابن ماجه ولم يجرحهن أحد ولم يوثقهن".
1026 - [1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ (¬1) عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ (¬2): لَا وِصَالَ في الصوم. ¬
1026 - تخريجه: حرام بن عثمان متروك، وكذلك خارجة. ورواه الطيالسي في مسنده (ص 243: 1765 و 1767). ورواه عبد الرزاق (4/ 269: 7758) من طريق معمر عن حرام بن عثمان، عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر بن عبد الله عن أبيهما، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا مواصلة في الصيام. ورواه أيضًا بهذا الإسناد في (7/ 464: 13899)، وفي (8/ 465: 15919)، وفيه عن عبد الله ومحمد ابني جابر. قال القطان: قلت لحرام بن عثمان: عبد الرحمن بن جابر ومحمد بن جابر وأبو عتيق، هم واحد؟ فقال: إن شئت جعلتهم عشرة. انظر: تهذيب الكمال (24/ 570)، وميزان الاعتدال (1/ 468). ورواه ابن عدي (3/ 853) قال: ثتا أبو بدر الحراني، ثنا عمي الوليد بن عبد الملك، ثنا مخلد بن يزيد، عن ابن جريج، عن مطرف البكري، عن حرام به.
1526 - [2] قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْيَمَانُ (¬1) أَبُو حُذَيْفَةَ عَنْ أَبِي عتيق (¬2) عن جابر رضي الله عنه به. ¬
1026 - [2] تخريجه: اليمان ضعيف. ورواه الطيالسي برقم (1767 ص 243). وانظر حديث رقم (1028) الآتي.
1027 - وقال الحارث: حدثنا محمَّد بن عمر (¬1)، ثنا سعيد بن مسلم بن بابك عَنِ ابْنِ (¬2) عَقِيلٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عبد الله -رضي الله عنهما- يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يواصل. ¬
1027 - تخريجه: الواقدي متروك. والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 416: 326). ورواه الطبراني في الأوسط (4/ 454: 3768) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي قال: حدثنا شريك بن عبد الله بن (كذا ولعلها عن) محمَّد بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يواصل من السحر إلى السحر. ثم قال: لم يرو هذا الحديث عن أبي عقيل إلَّا شريك، ولا يُرْوَى عَنْ جَابِرٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ. وَقَالَ الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 161): "رواه الطبراني في الأوسط وهو حديث حسن".
1028 - [1] [وَقَالَ (¬1) الْحَارِثُ] (¬2): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا (¬3) إسماعيل بن [أبي] (¬4) عَيَّاشٍ عَنْ [حَرَامِ بْنِ] (¬5) عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عتيق عَنْ جَابِرٍ (¬6) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا صَمْتَ يَوْمٌ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا وِصَالَ فِي الصيام ولا تعرب (¬7) بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَلَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ" ... الْحَدِيثَ. [2] وَرَوَاهُ أَبُو قُرَّةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أخبرت عن حرام بن عثمان (¬8)، به. ¬
1028 - تخريجه: حرام بن عثمان مدني متروك، وإسماعيل بن أبي إسماعيل ضعيف، ورواية ابن عياش عن غير أهل بلده فيها تخليط. والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 439: 357). وتقدم الحديث برقم (1026).
1029 - [1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ بِشْرٍ -هُوَ ابن حرب- عن أبي سعيد رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عَنِ الْوِصَالِ وَإِنَّ أُخْتِي هَذِهِ تُوَاصِلُ وَأَنَا أَنْهَاهَا. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ -هُوَ التَّمَّارُ-، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ به (¬1). ¬
1029 - تخريجه: بشر بن حرب صدوق فيه لين، وبقية رجاله رجال الصحيح. وضعفه البوصيري (4/ 266) به. والحديث رواه أبو داود الطيالسي (ص 288: 2173). ورواه ابن أبي شيبة (3/ 82) قال: حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة به. ورراه من طريق وكيع أحمد في مسنده (3/ 59). ورواه أبو يعلى في مسنده (2/ 371: 1133) قال: حدثنا عبد الأعلى، حدثنا حماد به. وقد ورد الحديث من طريق بشر بن حرب عن أبي سعيد بالنهي عن الوصال فقط أخرجه عبد الرزاق (4/ 268: 7755) (ووهم راوي الكتاب فجعله من طريق نبيح العنزي)، وأحمد (3/ 30 و 57 ر 96)، وأبو يعلى (2/ 533: 1407). وروى البخاري برقم (1963 أو 1967) كتاب الصوم: باب الوصال، وأبو داود (2/ 307: 2361)، كتاب الصوم: باب في الوصال من حديث عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تواصلوا فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر".
16 - باب الرخصة في قضاء رمضان على التراخي
16 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي قَضَاءِ رَمَضَانَ عَلَى التَّرَاخِي 1030 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عن الأسود بن قيس، عن أبيه قال: إن رجلًا سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن قَضَاءِ رَمَضَانَ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ قَالَ: فَمَا أَدْرِي مَا كَانَتِ الْمُرَاجَعَةُ فِيمَا بَيْنَهُمَا فَأَمَرَهُ (¬1) بِقَضَاءِ رَمَضَانَ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ قَالَ: وَلَا تَقُلْ (¬2) إِنَّ أَبَاكَ سَمِعَ ذَلِكَ (¬3) من عمر رضي الله عنه. ¬
1030 - تخريجه: رجاله ثقات، وفي إدراك قيس لعمر اختلاف. وقد وافق سلامًا على وقفه على عمر سفيان، فقال البيهقي (4/ 285): أخبرنا أبو بكر محمَّد بن إبراهيم الحافظ، أنبأ أبو نصر أحمد بن عمرو العراقي، ثنا سفيان بن محمَّد الجوهري، ثنا علي بن الحسن، ثنا عبد الله بن الوليد، ثنا سفيان، عن الأسود ابن قيس، عن أبيه، أن عمر رضي الله عنه قال: ما من أيام أحب إليّ أن أقضي فيها شهر رمضان من أيام العشر. وخالفهما إبراهيم بن إسحاق النصيبي، عن قيس بن الربيع، فرفعه.=
= فرواه الطبراني في الأوسط (6/ 83: 5174)، والصغير (ص 292: 774) قال: حدثنا محمَّد بن أحمد بن نصر الترمذي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الصيني (وفي الأوسط: النصيبي) قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن الأسود بن قيس، عن أبيه، عن عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا فاته شيء من رمضان قضاه في عشر ذي الحجة. قال في الأوسط (6/ 84): لا يروى هذا الحديث عن عمر إلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ إِسْحَاقُ بْنُ إبراهيم النصيبي. وقال في الصغير (ص 293): لم يروه عن الأسود إلَّا قيس، ولا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد. كما رواه في (6/ 278: 5595) من الأوسط فقال: حدثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الصيني قال: حدثنا قيس بن الربيع عن الأسود بن قيس، عن أبيه، عن عُمَرَ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لا يرى بأسًا بقضاء رمضان في عشر ذي الحجة". ثم قال: "لا يروى هذا الحديث عن عمر إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به إبراهيم بن إسحاق الصيني". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 182)، وذكر أن في إسناده: "إبراهيم بن إسحاق الصبي (كذا)، وهو ضعيف". وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 18): "قال الدارقطني: متروك الحديث، قلت: تفرد عن قيس بن الربيع عن الأسود بن قيس، عن أبيه، عن عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا فاته شيء من رمضان قضاه في عشر ذي الحجة، لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد". وانظر: العلل للدارقطني (2/ 202)، والضعفاء والمتروكون للدارقطني (ص 31:112).
1031 - [1] [وَقَالَ مُسَدَّدٌ أَيْضًا] (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ عن جدته [قالت] (¬2): إن رافع بن خديج رضي الله عنه أَمَرَهَا أَنْ تَقْضِيَ رَمَضَانَ مُفَرَّقًا. [2] وَقَالَ أَبُو بكر [ابن أَبِي شَيْبَةَ] (¬3): حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ (¬4) بْنِ رَافِعٍ عَنْ جَدَّتِهِ [قالت] (¬5) إن رافع بن خديح رضي الله عنه كان يقول: احصوا العدة وصم كيف شئت. ¬
1031 - تخريجه: رواته أئمهّ ثقات إلَّا عبد الحميد بن رافع وهو المبهم في الإسناد الأول، وقد ترجم له البخاري في التاريخ الكبير (6/ 44)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 12)، وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 126). ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 32) بالإسناد الثاني. ورواه من طريقه أحمد كما في مسائل البغوي عنه (ص 91 - 77). ورواه الدارقطني (2/ 193) أيضًا من طريقه فقال: حدثنا عبد الله، ثنا أبو بكر، ثنا ابن إدريس، عن شعبة، عن عبد الحميد بْنِ رَافِعٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، أَنَّ رَافِعَ بْنَ خديج كان يقول: احص العدة، وصم كيف شئت. ورواه من طريقهما البيهقي في السنن (4/ 258)، فقال: أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ به.
17 - باب الكحل لا يفطر الصائم
17 - بَابُ الْكُحْلِ لَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ (¬1) 1032 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ علي بن أبي طالب رضي الله عنه. 1033 - وعن حبيب ابن أَبِي ثَابِتٍ (¬2) عَنْ نَافِعٍ (¬3) عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: انْتَظَرْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْنَا فِي رَمَضَانَ فَخَرَجَ مِنْ بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- وَقَدْ كحلته وملأت عينيه -صلى الله عليه وسلم- كحلًا (¬4). ¬
1032 - 1033 - تخريجه: عمرو بن خالد متروك وقيل كذاب. واختلف عليه في الحديث فقال ابن عدي في الكامل (5/ 1777): أخبرنا أبو يعلى، ثنا عمار بن ياسر (الصواب أبو ياسر)، ثنا سعيد بن زيد، ثنا عمرو بن خالد القرشي، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عمر، وعن محمَّد بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ وَقَدِ اكْتَحَلَ بِالْإِثْمِدِ في رمضان، ثم=
= قال: وهذه الأحاديث التي يرويها عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، ليست بمحفوظة ولا يرويها غيره، وهو المتهم فيها. وقد روي اكتحال النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان من طرق ضعيفة جدًا لا يقوي بعضها بعضًا فقد ورد من حديث عائشة عند ابن ماجه (1/ 536: 1678)، وأبي يعلى (8/ 225: 4792)، والطبراني في الصغير (ص 160: 393)، والبيهقي (4/ 262)، وابن عدي في الكامل (3/ 1241)، من طريق بقية بن الوليد عن سعيد، وبقية مدلس عنعن، وسعيد ضعيف كذبه بعضهم. ورواه الطبراني في الأوسط (7/ 463: 6907) عن بريدة، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 170): "رواه الطبراني في الأوسط" وفيه جماعة لم أعرفهم". كما ورد من طريق أبي رافع رواه ابن خزيمة (3/ 248: 2008) من طريق معمر عن محمَّد بن عبيد الله، ومعمر بن محمَّد متروك الحديث، قال ابن خزيمة: "أنا أبرأ من عهدة هذا الإسناد لمعمر". وقد تابع معمرًا حبان بن علي كما رواه ابن عدي في الكامل (2/ 834) و (6/ 2126)، والطبراني في الكبير (1/ 317: 939)، والبيهقي (4/ 262). وسيأتي برقم (1065). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 170): "رواه الطبراني في الكبير من رواية حبان بن علي عن محمَّد بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، وقد وثقا وفيهما كلام كثير". وقد قال ابن حجر عن محمَّد: ضعيف كما في تقريب التهذيب، وقال النسائي في الضعفاء والمتروكين (ص 91: 165):"حبان بن علي ضعيف كوفي".
18 - باب الحجامة للصائم
18 - باب الحجامة للصائم (41) حديث [علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] (¬1) يَأْتِي -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- فِي بَابِ النَّهْيِ عَنْ صَوْمِ يَوْمٍ بِعَيْنِهِ (¬2). ¬
19 - باب ما يصنع من جامع أو أفطر عامدا
19 - بَابُ مَا يَصْنَعُ مَنْ جَامَعَ أَوْ أَفْطَرَ عَامِدًا 1034 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ (¬1) بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجِ، عَنْ عَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَا: إِنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، هلكت، قال (¬2) -صلى الله عليه وسلم-: وَمَا أَهْلَكَكَ؟ قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ، قَالَ: وأُتي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِحِمَارٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ فَأَمَرَ لَهُ بِبَعْضِهِ فَقَالَ: خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بيت أفقر مني؟ قال: فضحك -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجده ثُمَّ قَالَ: أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ، وَيَوْمٌ مَكَانَ يَوْمٍ واستغفر الله تعالى، قَالَ: فَلَا أَدْرِي فِي [حَدِيثِهِمَا أَوْ حَدِيثِ أحدهما] (¬3): يوم مكان [يوم] (¬4)، واستغفر الله تعالى. ¬
1034 - تخريجه: رجاله ثقات وإسناده معضل. وقد ورد متصلًا رواه أحمد في المسند (2/ 208) فقال: ثنا يزيد أنا الحجاج عن عطاء، وعن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مثله، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وزاد بدنة،=
= وقال عمرو في حديثه: وأمره أن يصوم يومًا مكانه. وورد من حديث عمرو وحده مرفوعًا رواه ابن أبي شيبة (3/ 106) قال: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِثْلَهُ. ورواه ابن خزيمة (3/ 224: 1955) بإسنادين أحدهما: حدثنا محمَّد بن العلاء، ثنا أبو خالد عن الحجاج، عن عمرو بن شعيب به. والآخر حدثنا هارون بن إسحاق، ثنا أبو خالد قال: حجاج وأخبرني عمرو بن شعيب به. وقد شبك ابن خزيمة هذين الإسنادين ففصلتهما. ورواه البيهقي (4/ 226) فقال: وأخبرنا أبو عبد الله، أنبأ أبو بكر محمَّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، ثنا أحمد بن عبيد الله، أنبأ يزيد بن هارون، أنبأ الحجاج، به. ثم قال: "ورواه أيضًا يحيي بن أبي طالب عن يزيد بن هارون". وقد ورد الحديث من طوق عن عطاء، عن ابن المسيب مرفوعًا مرسلًا ومتصلًا بدون ذكر زيادة صوم يوم مكانه وسيأتي بيان تلك الطرق في الحديث الآتي. ومن خلال ما سبق يتضح لنا أن زيادة "يوم مكان يوم" إنما هي في حديث عمرو ابن شعيب دون حديث عطاء، كما هو مصرح به في رواية أحمد وغيره.
1035 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عن المطلب، عن سعيد بن المسيب قال: إن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنِّي أَفْطَرْتُ يَوْمًا فِي (¬2) رَمَضَانَ، قَالَ: تَصَدَّقْ لِمَا (¬3) صَنَعْتَ وَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ واستغفر الله تعالى (¬4). ¬
1035 - تخريجه: رجاله ثقات وهو مرسل. وكذلك رواه ابن أبي شيبة (3/ 104) قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان به. وقد عورضت هذه الرواية بأمرين: الأول: إن غير ابن عجلان رواها في الجماع، فرواه عبد الرزاق (4/ 196: 7466) عن معمر، عن أيوب، عن رجل، عن ابن المسيب في الذي يقع على أهله في رمضان قال: قَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أعتق رقبة، قال: لا أجد، قال: فتصدق بشيء، قال: لا أعلمه إلَّا قال: "فاقض يومًا مكانه". ورواه أيضًا بنحوه في (4/ 195: 7458) عن معمر عن عطاء قال: سمعت ابن المسيب. وبرقم (7459) عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء قال: سمعت ابن المسيب به. ورواه مالك في الموطأ (1/ 297) عن عطاء بن عبد الله عن سعيد بن المسيب قال: جاء أعرابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضرب نحوه وينتف شعره ويقول: هلك الأبعد، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "وما ذاك؟ " فقال: أصبت أهلي وأنا صائم في رمضان، فقال=
= لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هل تستطيع أن تعتق رقبة؟ " فقال: لا، فقال: هل تستطيع أن تهدي بدنة؟ قال: لا ... الحديث. ورواه الشافعي في المسند (ص 105) عن مالك به. وقال البيهقي (4/ 227): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق وغيرهما قالوا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأنا الشافعي به. وقال (4/ 225): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ: ثنا علي بن حمشاذ العدل، أنبأ بشر ابن موسى أن محمد بن سعيد بن الأصبهاني حدثهم قال: ثنا شريك، عن إبراهيم بن عامر، عن سعيد بن المسيب، إِنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ ينتف شعره فقال: يا رسول الله، أتيت أهلي في رمضان، فأمره أن يكفر كفارة الظهار، وكذلك رواه شعبة عن إبراهيم بن عامر. قال البيهقي (4/ 227): "رُوي من أوجه أخر عن سعيد بن المسيب، واختلف عليه في لفظ الحديث والاعتماد على الأحاديث الموصولة". الثاني: أنه قد روي من طرق عن سعيد، عن أبي هريرة في الجماع. رواه ابن خزيمة (3/ 222: 1951) من طريق حبيب بن أبي ثابت وإبراهيم بن عامر، والزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة. ورواه ابن ماجه (1/ 534: 1671) من طريق يحيي بن سعيد، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. ورواه البيهقي (4/ 226) من طريق يحيي وعطاء وإبراهيم بن عامر، عن ابن المسيب به.
1036 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ (¬1) الرَّازِيُّ، ثنا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ (¬2)، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عن ابن عمر رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬3) فَقَالَ: إِنِّي أَفْطَرْتُ يَوْمًا فِي (¬4) رَمَضَانَ (¬5)، قَالَ: مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلَا سَفَرٍ؟ قَالَ: نعم، قال: بئس (¬6) مَا صَنَعْتَ، قَالَ: (¬7) فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: أَعْتِقْ رَقَبَةً، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا مَلَكْتُ رَقَبَةً قَطُّ، قَالَ: فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، قَالَ: فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُشْبِعُ أَهْلِي قَالَ: فأُتي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمِكْتَلٍ فِيهِ تَمْرٌ فَقَالَ: تَصَدَّقْ بِهَذَا عَلَى سِتِّينَ مِسْكِينًا، قَالَ: إِلَى مَنْ أَدْفَعُهُ؟ قَالَ: إِلَى أَفْقَرِ مَنْ تَعْلَمُ، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا بَيْنَ حَرَّتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ منا، فقال (¬8) -صلى الله عليه وسلم-: تصدق به (¬9) على عيالك. ¬
1036 - تخريجه: حبيب مدلس عنعن، وهارون مختلف فيه، والصباح صدوق ربما خالف. رواه أبو يعلى في مسنده (10/ 89: 5725).=
= وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 488: 520). ووثق الهيثمي رجاله في مجمع الزوائد (3/ 171). ورواه الطبراني في الأوسط (9/ 86: 8180) قال: حدثنا موسى بن هارون، حدثنا سهل به (في المطبوع سهيل) ثم قال: "لم يرو هذا الحديث عن حبيب إلَّا هارون تفرد به الصباح بن محارب".
20 - باب الرخصة في الفطر في السفر وصحة صوم من صام فيه
20 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْفِطْرِ فِي السَّفَرِ وَصِحَّةِ صَوْمِ مَنْ صَامَ فِيهِ 1037 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (¬1) الطَّالْقَانِيُّ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَافَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في رمضان فصام وأفطر. [2] قال: وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي (¬2) عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُجَاهِدٍ به. ¬
1037 - تخريجه: مسلم هو ابن كيسان الملائي ضعيف. والحديث رواه الطبري في تهذيب الآثار (ابن عباس) (1/ 122: 171) قال: حدثنا ابن وكيع، حدثنا جرير به. كما رواه (1/ 106: 142) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا محمَّد بن دينار، عن سعد بن أوس، عن ابن مخراق، عن أبيه، عن ابن عمر. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 162)، وقال: "رواه الطبراني في الكبير، وله طريق رجالها ثقات".=
= ولعله في المفقود منه. وروى الدارقطني (2/ 189) قال: حدثنا عمرو بن أحمد بن علي المروزي، ثنا محمَّد بن عمران الهمداني، ثنا أحمد بن موسى أبو الفضل، ثنا هارون بن مسلم، ثنا حسين المعلم، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يصوم في السفر ويفطر. ومعناه في الصحيحين من حديث ابن عباس رواه البخاري برقم (1944) كتاب الصوم باب إذا صام أيامًا من رمضان ثم سافر، ومسلم (2/ 784: 1113) كتاب الصيام باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر.
1038 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عجلان، حدثني أبو سعيد مولى المهري (¬1) قَالَ: أَقْبَلْتُ مَعَ صَاحِبٍ لِي مِنَ الْعُمْرَةِ فَوَافَيْنَا الْهِلَالَ هِلَالَ رَمَضَانَ، فَنَزَلْنَا فِي أَرْضِ أبي هريرة رضي الله عنه فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ فَأَصْبَحْنَا مُفْطِرِينَ إلَّا رَجُلًا مِنَّا وَاحِدًا، فَدَخَلَ عَلَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه نِصْفَ النَّهَارِ فَوَجَدَ صَاحِبَنَا يَلْتَمِسُ بَرْدَ النَّخْلِ فَقَالَ: مَا بَالُ صَاحِبِكُمْ؟ قَالُوا: صائِم، قَالَ: مَا حَمَلَهُ عَلَى أَنْ لَا (¬2) يُفْطِرَ قَدْ رَخَّصَ اللَّهُ لَهُ لَوْ مَاتَ (¬3) مَا صَلَّيْتُ عليه. * موقوف صحيح (¬4). ¬
1038 - تخريجه: وقال البوصيري (4/ 277): رجاله ثقات. وقال ابن أَبِي شَيْبَةَ (3/ 18): حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنِ زهير، عن عبد الكريم، عن عطاء، عن المحرز، عن أبي هريرة، قال: صمت رمضان في السفر فأمرني أبو هريرة أن أعيد الصيام في أهلي.
1039 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا سعيد (¬1) عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنه قَالَ: الإِفطار فِي السَّفَرِ عَزْمَةٌ. * مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ. ¬
1039 - تخريجه: رواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 468) قال: حدثنا محمَّد بن الْمُثَنَّى، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عن قتادة به. ثم قال: لا نعلمه بهذا اللفظ إلَّا من هذا الوجه، ولم نسمع أحدًا يحدث به إلَّا أبو موسى. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 14) قال: حدثنا محمَّد بن محمَّد بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ به. ورواه الطبرى في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس) (1/ 137: 207) قال: حدثنا ابن بشار قال: حدثنا ابن أبي عدي، وحدثني يعقوب قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم جميعًا عن سعيد به.
1040 - وَقَالَ [أَبُو دَاوُدَ] (¬1) الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ -هُوَ ابْنُ مُعَاذٍ- عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَصُومُ في السفر ويفطر. ¬
1040 - تخريجه: سليمان بن معاذ سيِّئ الحفظ يتشيع، استشهد به البخاري وروى له مسلم، وسماك بن حرب ثقة وروايته عن عكرمة مضطربة، وقد وافقه غيره فيكون الحديث صحيحًا. رواه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 349: 2677). ورواه الطبري في تهذيب الآثار (ابن عباس) (1/ 91: 110)، قَالَ: حَدَّثَنِي محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الحكم المصري، قال: أخبرنا أبو زرعة وهب الله بن راشد قال: أخبرنا حيوة قال: أخبرنا أبو الأسود أن عكرمة مولى ابن عباس حدثه عن ابن عباس ... قال: فصام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السفر وأفطر. ورواه أحمد (1/ 325: 2994) من طريق يحيي بن آدم، ثنا مفضل، عن منصور، عن مجاهد، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: فصام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السفر وأفطر. ورواه النسائي (4/ 189) قال: أخبرنا محمَّد بن رافع، حدثنا: يحيي بن آدم به. ورواه أحمد (1/ 291: 2652) قال: ثنا عفان، ثنا أبو عوانة عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- من المدينة إلى مكة ... وكان ابن عباس يقول: قد صام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأفطر. ورواه أبو داود (2/ 316: 2404) قال: حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة به. ورواه البخاري في صحيحه برقم (1948) كتاب الصوم باب من أفطر في السفر=
= ليراه الناس، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبو عوانة به. ورواه مسلم (2/ 785: 113) كتاب الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر ... قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير عن منصور به. ورواه ابن ماجه (1/ 531: 1660)، حدثنا علي بن محمَّد، ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور به.
1041 - وقال مسدد: حدثنا الْمُعْتَمِرُ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ (¬1) أَبَانَ عَنِ الْغِطْرِيفِ (¬2) أَبِي هَارُونَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلَيْنِ فِي حَاجَةٍ فِي رمضان فتقدم إلى أحدهما (¬3) أَنْ لَا يَصُومَ وَسَكَتَ عَنِ الْآخَرِ فَصَامَ فَلَمَّا قَدِمَا قَالَ: مَا صَنَعْتُمَا (¬4) قَالَ أَحَدُهُمَا: صُمْتَ، وَقَالَ الْآخَرُ: لَمْ أَصُمْ، قَالَ -صَلَّى الله عليه وسلم-: كلاكما قد أصاب. * إسناده (¬5) حسن مع إرساله. ¬
1041 - تخريجه:
الحكم صدوق له أوهام، والغطريف من تابعي التابعين، ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 313)، وترجمه البخاري في الكبير (7/ 113)، وابن أبي حاتم (7/ 58). وروى عَبْدُ الرَّزَّاقِ (2/ 571: 4500) عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: صام بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في السفر وأفطر بعضهم فلم يعب بعضهم على بعض، قال: أخذ هذا برخصة الله وأدى هذا فريضة الله. وروى مسلم في صحيحه (2/ 790: 1121م) كتاب الصيام باب التخيير في الصوم والفطر في السفر من حديث حمزة بن عمرو الْأَسْلَمِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال له عن الصوم في السفر: "هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه". ورواه النسائي (4/ 187) كتاب الصيام: باب الصيام في السفر: ذكر الاختلاف على عروة في حديث حمزة فيه.=
= والطبري في تهذيب الآثار (عمر) (1/ 320: 514)، وابن عباس (1/ 113: 155) و (1/ 115: 157)، وابن حبان في صحيحه (8/ 332: 3567)، والطبراني في الكبير (3/ 156: 2981)، والدارقطني (2/ 189)، والبيهقي (4/ 243)، وابن خزيمة (3/ 258: 2026). وروى البخاري (3/ 77: 1947) كتاب الصوم، باب لم يعب أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- بعضهم بعضًا في الصوم والإفطار، ومسلم (2/ 787: 1118) كتاب الصوم، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر من حديث أنس: كنا نسافر مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم. وروى مسلم (2/ 786: 1116) كتاب الصوم باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر مثله عن أبي سعيد الخدري، وكذلك من حديث جابر برقم (1117).
1042 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ موسى، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه يقول: حاضرنا تستر وعلينا أبو موسى رضي الله عنه فصام وصمنا. ¬
1042 - تخريجه: هذا إسناد صحيح موقوف، موسى هو ابن أنس بن مالك، ويحيى هو ابن سعيد القطان. وروى الطبري في تهذيب الآثار (ابن عباس) (1/ 127)، قال: حدثنا ابن المثنى قال: حدثني وهب بن جرير قال: حدثنا شعبة عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك أنه قال في الصوم في السفر: إن شئت صمت وإن شئت أفطرت، وأحب إليَّ أن تصوم. ثم روى برقم (181) قال: حدثني سلم بن جنادة السوائي قال: حدثنا أبو معاوية محمَّد بن خازم قال: حدثنا عاصم الأحول قال: سئل أنس بن مالك عن الصوم في السفر فقال: من أفطر فرخصة ومن صام فالصوم أفضل. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 245) قال: أخبرنا أبو الحسن الخسروجردي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو جعفر الحضرمي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، ثنا الحسن بن صالح، عن عاصم، عن أنس قال: إن أفطرت فرخصة الله، وإن صمت فهو أفضل. وروى البزار كما في الكشف (1/ 471) بإسناد ضعيف من حديث أبي موسى، كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فمنا الصائم ومنا المفطر، فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم.
1043 - [قال] (¬1): حدثنا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ (¬2)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (¬3) أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخطاب رضي الله عنه جَاءَ إِلَى قَوْمٍ مُحَاصِرِي حِصْنٍ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يفطروا. ¬
1043 - تخريجه: رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع، سعيد لم يدرك عمر. قال البوصيري (4/ 286): رجاله ثقات. ويشهد له ما رواه عمر مرفوعًا من الإفطار في الغزو. قال أحمد (1/ 22: 140): ثنا أبو سعيد، ثنا ابن لهيعة، ثنا بكير عن سعيد بن المسيب، عن عمر، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في رمضان والفتح في رمضان فأفطرنا فيهما. (ولعله: بدرًا في رمضان). وقال أحمد في المسند (1/ 22: 142): ثنا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ معمر، أنه سأل سعيد بن المسيب عن الصيام في السفر فحدثه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غزوتين في شهر رمضان يوم بدر ويوم الفتح فأفطرنا فيهما. ورواه الترمذي في سننه (3/ 93: 714)، قال: حدثنا قتيبة، حدثنا ابن لهيعة به. وقال: حديث عمر لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه ... ثم قال: وقد روي عن عمر بن الخطاب نحو هذا إلَّا أنه رخص في الإفطار عند لقاء العدو. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 21) من طريق قتيبة. وأخرجه البزار كما في كشف الأستار برقم (296) من طريق يحيي بن عبد الله بن بكير عن ابن لهيعة به.
1044 - [قَالَ] (¬1): وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ (¬2) عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: "أَفْطِرُوا فَإِنَّهُ يَوْمُ قِتَالٍ". ¬
1044 - تخريجه: رجاله رجال الصحيحين، وعبيد قيل ولد في زمن النبوة، وقيل: رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ البوصيري (4/ 286): رواه مسدد مرسلًا ورجاله ثقات. وقد ورد إفطار النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ فَتْحِ مكة وأمره بذلك. فروى الشافعي في مسنده (ص 85 وص 158) قال: أخبرنا الدراوردي عن جعفر ابن محمَّد، عن أبيه، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- صام في سفره إلى مكة عام الفتح في شهر رمضان وأمر الناس أن يفطروا ... فشرب. وروى مالك (1/ 294) من طريق ابن شهاب عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- خرج إلى مكة عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر فأفطر الناس، ورواه الشافعي في مسنده (ص 157) من طريق مالك به. وكذلك في سننه (ص 309). ورواه عبد الرزاق (2/ 563) من طريق معمر عن الزهري. ورواه مسلم من حديث أبي سعيد (2/ 789: 1120) كتاب الصيام باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل، وأبو داود (2/ 317: 2406) كتاب الصوم: باب الصوم في السفر، وأحمد (3/ 87 و 29)، والترمذي (4/ 171: 1684) كتاب الجهاد باب ما جاء في الفطر عند القتال، وابن خزيمة (3/ 264: 2038) و (3/ 257: 2023)، والبيهقي (4/ 242)، والطبري في تهذيب الآثار (ابن عباس) (1/ 111: 152) , و (1/ 121: 169).=
= وروى أحمد (3/ 29) قال: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة، عن أبي سعيد الخدري قال: لما بلغ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ الفتح مر الظهران آذننا بلقاء العدو فأمرنا بالفطر وأفطرنا أجمعون. ورواه الترمذي (4/ 171: 1684) قال: حدثنا أحمد بن محمَّد بن موسى أنبأنا عبد الله بن المبارك به. ورواه أحمد في (3/ 87) قال: ثنا أبو المغيرة، ثنا سعيد بن عبد العزيز بنحوه. ورواه أيضًا من طريق الحكم بن نافع، ثنا سعيد بن عبد العزيز. ورواه ابن خزيمة (3/ 264) من طريق محمَّد بن معمر: حدثنا أبو عاصم، عن سعيد بن عبد العزيز، ورواه البيهقي (4/ 241). ورواه مسلم (2/ 789) قال: حدثني محمَّد بن حاتم، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة قال: حدثني قزعة بنحوه. ولفظه قال: سافرنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى مكة ونحن صيام قال: فنزلنا منزلًا فقال رسول الله: إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم "فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلًا آخر فقال: إنكم مصبحو عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا وكانت عزمة فأفطرنا ثم قال: لقد رأيتنا نصوم مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد ذلك في السفر. ورواه ابن خزيمة (3/ 257) من طريق عبد الله بن هاشم، حدثنا ابن مهدي به. ورواه أبو داود (2/ 316) من طريق أحمد بن صالح ووهب بن بيان المعنى قالا: ثنا ابن وهب، حدثني معاوية به. ورواه الطبري في تهذيب الآثار (ابن عباس) (1/ 110) من طريق بحر بن نصر الخولاني قال: حدثنا عبد الله بن وهب به. ورواه أحمد (3/ 475) قال: ثنا إسحاق بن عيسى قال: أخبرني مالك، عن سمي، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث بن هشام، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ=
= النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أمر الناس بالفطر عام الفتح وقال: تقووا لعدوكم. ورواه أيضًا (4/ 63) و (5/ 376) قال: ثنا عثمان بن عمر قال: أنا مالك به. ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 432): قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر المروزي، ثنا أحمد بن محمَّد بن عيسى، ثنا القعنبي فيما قرىء على مالك به. ورواه البيهقي من طريق الحاكم في (4/ 263). ورواه البيهقي (4/ 242) قال: أخبرنا أبو بكر بن الحسن الحيرى في آخرين قالوا: ثنا أبو العباس الأصم، أنبأ الربيع، أنبأ الشافعي، أنبأ مالك به. وقال الطبري في تهذيب الآثار (ابن عباس) (1/ 97): حدثنا أبو كريب قال: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عام الفتح فلما انتهى إلى عسفان أفطر، وإنما كان إفطاره ليتقووا به على قتال المشركين. وقال الطبري (ابن عباس) (1/ 132): حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي قال: أخبرنا إسحاق عن شريك عن عامر بن شقيق الأسدي، عن أبي وائل قال: غزونا غزوة فأهللنا هلال رمضان بحلوان وفينا اثنا عشر أو ثلاثة عشر رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من أهل بدر فنادى المنادي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صام في السفر وأفطر فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر.
1045 - [قَالَ] (¬1): وَحَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَجَّاجِ (¬2) عن نافع قَالَ: خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- مبادرًا للفتنة أن تقع في الْمَدِينَةِ فِي رَمَضَانَ فَأَفْطَرَ فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَدْخُلُ فِيهَا (يَعْنِي مَكَّةَ) أَصْبَحَ صَائِمًا. ¬
1045 - تخريجه: رجاله ثقات، وإسناده متصل. قال البوصيري (4/ 285): رواه مسدد موقوفًا بسند صحيح. رجاء في الموطأ (1/ 296): حدثني يحيي عن مالك أنه بلغه أن عمر بن الخطاب كان إذا كان في سفر في رمضان فعلم أنه داخل المدينة من أول يومه دخل وهو صائم. وروى مالك (1/ 295) عن نافع أن عبد الله بن عمر كان لا يصوم في السفر. وروى البيهقي في سننه (2/ 245) بسنده عن نافع عن ابن عمر أنه قال: لأن أفطر في رمضان في السفر أحب إلى من أن أصوم.
21 - باب الرخصة في الفطر للشيخ الكبير والحامل والمرضع
21 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْفِطْرِ لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ وَالْحَامِلِ وَالْمُرْضِعِ (¬1) 1046 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬2) بن معاذ، ثنا أبي، ثنا عِمْرَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ (¬3) أَبِي تَمِيمَةَ قال: ضعف أنس رضي الله عنه عَنِ الصَّوْمِ فَصَنَعَ (¬4) جَفْنَةً مِنْ ثَرِيدٍ فَدَعَا ثلاثين (¬5) مسكينًا فأطعمهم. ¬
1046 - تخريجه: رجاله ثقات، وأيوب رأى أنس بن مالك. رواه أبو يعلى (7/ 204: 4194)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 485: 514)، وقال في مجمع الزوائد (3/ 164): رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. ورواه الدارقطني (2/ 207) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الوكيل، ثنا ابن عرفة، نا عمران بن حدير بنحوه. ورواه البيهقي (4/ 271) قال: أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ عبدوس بن =
= الحسين، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا الأنصاري قال: حدثني حميد قال: لم يطق أنس صوم رمضان عام توفي، وعرف أنه لا يستطيع أن يقضيه فسألت ابنه عمر بن أنس ما فعل أبو حمزة فقال: جفنا له جفانا من خبز ولحم فأطعمنا العدة أو أكثر يعني من ثلاثين رجلًا لكل يوم رجلًا. لكن روى قتادة أن أنسًا أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينًا. رواه البيهقي (4/ 271)، وابن سعد (7/ 1/ 11)، والطبراني في الكبير (1/ 242: 675). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 167): "رجاله رجال الصحيح"، ورواه مالك في الموطأ (1/ 307) بلاغًا.
1047 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عروبة، عن قتادة، عن عزرة (¬1) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: الْحَامِلُ وَالْمُرْضِعُ إِذَا خَافَتَا أَفْطَرَتَا وَأَطْعَمَتَا وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِمَا، إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ دُونَ قَوْلِهِ ولا قضاء عليها (¬2). ¬
1047 - تخريجه: رجاله ثقات وإسناده متصل على شرط الإِمام مسلم. ورواه ابن الجارود (ص 138: 381) قال: أخبرنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا روح، ثنا سعيد بنحوه. ورواه ابن جرير (1/ 142: 2756) قال: حدثنا هناد قال: حدثنا عبدة عن سعيد بن أبي عروبة بنحوه. ورواه الدارقطني (2/ 206) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا روح ثنا سعيد، عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن جبير أن ابن عباس قال لأم ولد له حبلى أو ترضع: أنت من الذين لا يطيقون الصيام عليك الجزاء وليس عليك القضاء. وقال: إسناد صحيح. ورواه ابن جرير برقم (2766) من طريق سعيد بن جبير. ورواه الدارقطني (2/ 207) قال: حدثنا أبو صالح، ثنا أبو مسعود، ثنا أبو عامر العقدي، ثنا هشام عن قتادة، عن عزرة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنه كانت له أمة ترضع فأجهضت فأمرها ابن عباس أن تفطر (يعني وتطعم ولا تقضي)، وقال: هذا صحيح.
22 - باب الزجر عن صوم الدهر وتخصيص يوم أو شهر بعينه
22 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ صَوْمِ الدَّهْرِ وَتَخْصِيصِ يَوْمٍ أو شهر (¬1) بعينه 1048 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي عبيدة، عن أمه -رضي الله عنها- قالت: مارأيت عَبْدَ اللَّهِ صَائِمًا إلَّا شَهْرَ رَمَضَانَ وَيَوْمَيْنِ. * [هذا إسناد (¬2) صحيح] (¬3). ¬
1048 - تخريجه: رجاله ثقات. أبو عبيدة هو عامر بن عبد الله بن مسعود، وأمه زينب الثقفية صحابية. ورواه عبد الرزاق (4/ 310: 7902) عن الثوري، عن عبد الكريم الجزري بنحوه. ثم روى عن الثوري عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد قال: كان عبد الله =
= يقل الصيام فقلنا له: إنك تقل الصيام، قال: إني إذا صمت ضعفت عن الصلاة والصلاة أحب إليَّ من الصيام. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 7) قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سفيان قال: قل لعبد الله إنك تقل الصوم، فقال: إني أخاف أن يمنعني من قراءة القرآن فإن قراءة القرآن أحب إليّ من الصوم.
1049 - [1] وقال أبو بكر ابن أَبِي شَيْبَةَ، (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنْ رَجُلٍ يتحرى يومًا (¬2) يصومه فقال: كان ابن عباس رضي الله عنهما يكره أن يتحرى شَهْرًا أَوْ يَوْمًا يَصُومُهُ وَيَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله: من صام الأبد فلا صام. ¬
1049 - [1] تخريجه: رجاله ثقات. وقال البوصيري (4/ 254): رواه ابن أبي شيبة بسند ضعيف؛ لضعف عيسى بن ميمون. كذا قال، ولعله أراد عبيس، فهو الضعيف. وروى المرفوع منه الطبري في مسند عمر (1/ 300) من تهذيب الآثار برقم (478) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا يحيي بن عيسى عن عبيدة عن حبيب ابن أبي ثابت عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: لا صام من صام الأبد. ورواه الطبراني في الكبير (12/ 130: 12676) كذلك، قال: حدثنا المقدام ابن داود حدثنا أسد بن موسى به. وقوله: لا صام من صام الأبد رواه أحمد (6/ 455)، والطبراني في الكبير (24/ 179) من حديث أسماء بنت يزيد مرفوعًا. ورواه البخاري برقم (1977) كتاب الصوم: باب حق الأهل في الصوم، ومسلم (2/ 518: 1159) كتاب الصيام: باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به ... من حديث عبد الله بن عمرو. ورواه أحمد (4/ 25 و 426)، والدارمي (1/ 351)، وابن ماجه (1/ 544)، والنسائي (4/ 207)، من حديث عبد الله بن الشخير. ورواه النسائي (4/ 205) من حديث عبد الله بن عمر.
1049 - [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ محمَّد، ثنا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس -رضي الله عنهما- أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُوَقِّتَ يَوْمًا يَصُومُهُ.
1049 - [2] تخريجه: رجاله ثقات، وإسناده متصل، هشام هو ابن حسان الأزدي أبو عبد الله البصري.
1049 - [3] حَدَّثَنَا يَزِيدُ أنا (¬1) هِشَامٌ نَحْوَهُ وَزَادَ: وَكَانَ يكره صوم الاثنين والخميس. ¬
1049 - [3] تخريجه: رجاله ثقات، وإسناده متصل. قال البوصيري (4/ 255): رواه أحمد بن منيع موقوفًا، ورجاله ثقات. وروى ابن أبي شيبة (3/ 43) قال: حدثنا أسباط بن محمَّد، ويزيد بن هارون، عن هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سئل عن صوم يوم الاثنين والخميس فقال: يكره أن يوقت يومًا يصومه إلَّا أن يريد قال: ينصب يومًا إذا جاء ذلك اليوم صامه. لكن جاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان أكثر ما يصوم الأثنين والخميس، رواه أحمد (2/ 329)، والترمذي (3/ 122: 747)، وابن ماجه (1/ 553: 1740)، وابن خزيمة (3/ 299: 2120). وورد ذلك من حديث أسامة بن زيد رواه أحمد (5/ 208)، والنسائي (4/ 202)، وأبو داود (2/ 325: 2436)، والطيالسي (ص 87: 632)، وابن خزيمة (3/ 299: 2119)، وابن أبي شيبة (3/ 43)، والبيهقي (4/ 293). وفي حديث عبد الله كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم الاثنين والخميس، رواه الطبراني في الكبير (1/ 169: 10233). ومن حديث حفصة رواه ابن أبي شيبة (3/ 42)، والنسائي (4/ 203). ومن حديث عائشة رواه الترمذي (3/ 121: 745)، والنسائي (4/ 202)، وابن ماجه (1/ 553: 1739).
1050 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثنا بِشْرٌ (¬1) هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ (¬2) عن سلمة عن الوليد أبي (¬3) بشر عن حصين ابن أبي الحر (¬4)، قال: دخلت على الأشعري رضي الله عنه يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَتَغَدَّى فَدَعَانِي فَقُلْتُ: إِنِّي صائم، فقال: لا تصومنَّ يومًا تجعل (¬5) صومه عليك حتما. ¬
1050 - تخريجه: رجاله ثقات.
1051 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ [عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ] (¬1) عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أَخْتَصَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصَوْمٍ وَأَنْ أَحْتَجِمَ وَأَنَا صائِم الْحَدِيثَ. ¬
1051 - تخريجه: الحارث الهمداني ضعيف. وروى ابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (ص 338: 402) قال: حدثنا أحمد بن محمَّد بن زياد قال: حدثنا محمَّد بن الفضل السقطي، حدثنا أبو حفص الصفار (في المطبوع الآبار)، حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا محمَّد بن إسحاق عن أبي إسحاق الهمداني، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن احتجم وأنا صائم. وروى عبد الرزاق (4/ 282: 7812) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مرة عن الحارث عن علي قال: لا تتعمد صيام يوم الجمعة. وروى برقم (7813) عن ابن عيينة، عن عمران بن ظبيان، عن حكيم بن سعد، عن علي بمعناه. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 44)، عن ابن علية، عن عمران. وانظر الحديث رقم (1069) من هذا الجزء.
23 - باب السحور
23 - بَابُ السَّحُورِ 1052 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: تسحروا فإن في السحور بركة.
1052 - تخريجه: ابن أبي ليلى هو محمَّد بن عبد الرحمن صدوق سيِّىء الحفظ، وأبوه تابعي فالحديث مرسل. ورواه النسائي (4/ 141) من طريق يحيي ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا. كما رواه من طريق ابن أبي ليلى ابن أبي شيبة (3/ 8)، وأحمد (2/ 477 و 228 و 377)، وأبو يعلى (11/ 247: 6366)، وعبد الرزاق (4/ 228: 7601). ورواه أحمد (3/ 32)، وابن أبي شيبة (8/ 3) من طريق ابن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا. وورد هذا اللفظ من حديث أنس رواه البخاري (3/ 68: 1923) كتاب الصوم، باب بركة السحور من غير إيجاب، ومسلم (2/ 770: 1095) كتاب الصيام، باب فضل السحور وتأكيد استحبابه، واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر. ومن حديث عبد الله بن مسعود رواه النسائي (4/ 140)، كتاب الصيام باب الحث على السحور، وابن خزيمة (3/ 213: 1926)، والطبراني (10/ 170: 10235).
1053 - و [قال مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ (¬2) عَنْ أَبِي قَيْسٍ (¬3) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: تسحروا ولو برملة (¬4) من تراب. ¬
1053 - تخريجه: الحديث مرسل، وعبد الرحمن بن يحيي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قال البوصيري (4/ 258): رواه مسدد مرسلًا، وهو في صحيح مسلم بغير هذا اللفظ.
1054 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بكر ابن (¬1) عبد الله عن ضمرة والمهاجر ابني (¬2) حَبِيبٍ (¬3) قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالسَّحُورِ فَإِنَّهُ الْغَدَاءُ الْمُبَارَكُ وَأَسْفِرُوا بِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَتَسَحَّرُوا وَلَوْ بجرعة من ماء. ¬
1054 - تخريجه: أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ضعيف. والمهاجر بن حبيب ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 427). وقال البوصيري (4/ 258): رواه مسدد مرسلًا. ووصف السحور بالغداء المبارك ورد بأسانيد حسنة، رواه أحمد (4/ 132)، والنسائي (4/ 146) من حديث المقدام بن معدي كرب. ورواه ابن حبان (8/ 243: 3464) من حديث أبي الدرداء. ورواه أحمد (4/ 126)، وأبو داود (2/ 303: 2344)، والنسائي (4/ 145)، وابن خزيمة (3/ 214: 1938)، وابن حبان (8/ 244: 3465) من حديث العرباض بن سارية. وحديث "تسحروا ولو بجرعة من ماء" ورد بأسانيد حسنة رواه أبو يعلى (6/ 87: 3340) من حديث أنس، ورواه أيضًا الضياء في المختارة (5/ 130: 1752)، والعقيلي (3/ 50). ورواه ابن حبان (8/ 254: 3476) من حديث عبد الله بن عمرو.
1055 - قال: وحدثنا معاوية بن يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬1) عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قالت: ربما قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قَرِّبِي سُحُورَكِ الْمُبَارَكَ وَرُبَّمَا لَمْ يَكُنْ غير تمرتين. ¬
1055 - تخريجه: معاوية بن يحيي الصدفي ضعيف. ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 2396) قال: ثنا علي بن سعيد، ثنا أبو غسان زنيج واسمه محمَّد بن عمرو الطلاس رازي، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قالت: ربما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا عائشة، هلم غذاك المبارك، وربما لم يكن إلَّا التمرتين، ثم قال: وهذه الأحاديث التي أمليت غير محفوظة، ولمعاوية غير ما ذكرت عن الزهرى وغيره وعامة رواياته فيها نظر. وروى أبو يعلى في مسند (8/ 137: 4679) قال: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ محمَّد بْنُ يَزِيدَ بْنِ رفاعة، حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، حدثنا مُعَاوِيَةُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "قربي إلينا الغداء المبارك -يعني السحور- وربما لم يكن إلَّا تمرتين". قال الهيثمي (3/ 154): رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. ويشهد له الأحاديث المتقدمة في التخريج السابق. وروى أبو داود في سننه (2/ 303: 2345)، والبيهقي (4/ 237)، وابن حبان (8/ 253: 3475)، عن أبي هريرة مرفوعًا نعم سحور المؤمن التمر. وقد رواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 465) من حديث جابر بنحوه، ورواه أبو نعيم في الحلية (3/ 350)، وابن عدي (3/ 1084).
1056 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا بحر (¬1) بن كَنيز (¬2) السقا، عَنْ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ (¬3)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْإِسْكَنْدَرَانِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الْجَمَاعَةُ بَرَكَةَ وَالثَّرِيدُ بَرَكَةَ وَالسَّحُورُ بَرَكَةٌ تَسَحَّرُوا فَإِنَّهُ يَزِيدُ فِي الْقُوَّةِ وَهُوَ مِنَ السنة تسحروا ولو بجرعة من ماء [أو على جرعة مِنْ مَاءٍ] (¬4) تَسَحَّرُوا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ. ¬
1056 - تخريجه: داود بن المحبر متروك، وبحر السقا ضعيف، وعمران صدوق له أوهام، والاسكندراني لم أعرفه. والحديث مذكور في بغية الباحث برقم (323). وروى البغوي في مسند ابن الجعد (2/ 1170: 3516) قال: حدثنا علي أخبرني بحر السقاء بنحوه. وروى أبو يعلى (11/ 329: 6447) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: السحور بركة والثريد بركة والجماعة بركة. ورواه في (11/ 249: 6367) أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا بالبركة في السحور والثريد. كما رواه عبد الرزاق (10/ 423: 19571)، وأحمد (2/ 283). وروى الطبراني في الكبير (6/ 251: 6127) من طريق سلمان مرفوعًا "البركة في ثلاثة: في الجماعة والثريد والسحور"، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 154): وفيه أبو عبد الله البصري قال الذهبي: لا يعرف، وبقية رجاله ثقات.=
= وروى أحمد (3/ 12 و 44) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا السحور أكله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله -عَزَّ وَجَلَّ - وملائكته يصلون على المتسحرين، قال الهيثمي (3/ 153): "فيه أبو رفاعة ولم أجد من وثقه ولا جرحه وبقية رجاله رجال الصحيح". وجاء في حديث ابن عمر بإسناد حسن مرفوعًا: إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين، رواه ابن حبان (8/ 245: 2467)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 320)، والطبراني في الأوسط (7/ 222: 6430). كما ورد عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يدعى أبا سويد إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى على المتسحرين رواه الطبراني في الكبير (22/ 337)، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 463).
1057 - [1] وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عن زهير بن (¬1) أَبِي ثَابِتٍ الْأَعْمَى، عَنْ تَمِيمِ بْنِ عِيَاضٍ (¬2) عن ابن عمر رضي الله عنه قال: كَانَ عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ (¬3) عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فجاء بلال رضي الله عنه: يؤذنه بالصلاة، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "رُوَيْدًا يَا بِلَالُ، يَتَسَحَّرُ عَلْقَمَةُ" قَالَ: وَهُوَ يتسحر برأس. ¬
1057 - [1] تخريجه: قيس بن الربيع قال عنه ابن حجر في التقريب: "صدوق تغير لما كبر، أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به". وزهير هو ابن حيب العبسي ثقة، وتميم لم أعرفه، ولعله ابن سلمة ثقة، لكن لم يذكروا له رواية عن ابن عمر. والحديث رواه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 258: 1898). وقال ابن حجر في الإصابة (2/ 497): وروى ابن منده من طريق قيس بن الربيع عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد، حدثني علقمة، بنحوه.
1057 - [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا قَيْسٌ فَذَكَرَهُ بِلَفْظٍ بَيْنَمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَسَحَّرُ فَلَمَّا فَرَغَ (¬1) مِنْ سَحُورِهِ جَاءَ عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ (¬2) فدعا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِرَأْسٍ، فَبَيْنَمَا هو يأكل إذ جاء بلال رضي الله عنه فذكره. ¬
1057 - [2] تخريجه: يحيي حافظ إلَّا أنهم اتهموه بسرقة الحديث كما قال الحافظ في التقريب. والحديث رواه عبد بن حميد كما في المنتخب (2/ 52). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 156) بعد أن أورد هذا الخبر: رواه الطبراني في الكبير وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبه، وسفيان الثوري، وفيه كلام. ولم يرد في المطبوع من المعجم الكبير للطبراني. وقال ابن كثير في الجامع (28/ 55): ورواه البزار عن عمرو بن علي بن أبي أنيسة، في قيس بن الربيع، عن زهير، عن تميم بن عياض أو بلال بن عياض، عن ابن عمر ... فذكر مثله. ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 465) من طريق علي بن أبي طالب وقال: تفرد به سوار بن مصعب وهو لين الحديث، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 155)، وقال: رواه البزار وفيه سوار بن مصعب وهو ضعيف.
1058 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا حفص هو ابن غياث (¬1) عن أشعث بن (¬2) سوار عن أبي (¬3) هُبَيْرَةَ عَنْ جَدِّهِ شَيْبَانَ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَدَخَلْتُ فَأَسْنَدْتُ ظَهْرِي إِلَى حُجْرَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬4) فَإِذَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يتسحر فتنحنحت فقال -صلى الله عليه وسلم-: أَبُو يَحْيَى هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ قُلْتُ: يَا رسول الله إني أريد الصيام، قال -صلى الله عليه وسلم-: وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ وَلَكِنَّ مُؤَذِّنَنَا هَذَا فِي بَصَرِهِ سُوءٌ (¬5) أَوْ فِي بَصَرِهِ شَيْءٌ فَإِنَّهُ أَذَّنَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ. [2] [وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ فِي مُسْنَدِهِ وَمَطِينٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الشَّعْثَاءِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ (¬6) ثنا حَفْصٌ بِهِ. [3] وَقَالَ الْحَسَنُ أَيْضًا وَالْبَغَوِيُّ: ثنا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ بِهِ. [4] وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ (¬7) عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَشْعَثَ بِهِ، وَسَمَّى أَبَا هُبَيْرَةَ يَحْيَى بن عباد. [5] وقال ابن منده: [أخبرنا الحسن بن منصور الإِمام. [6] وقال ابن السكن] (¬8) أخبرنا محمَّد بن عبد الله الطائي قالا: أنا الْوَلِيدُ بْنُ مَرْوَانَ ثنا عَمِّي جُنَادَةُ بن مروان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ بِهِ. [7] قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: وَتَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَشْعَثَ يَعْنِي مِنْ قَوْلِهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده. قلت: والأول أشبه بالصواب] (¬9). ¬
1058 - تخريجه: رواية أبي يعلى بإسناد متصل ورجال ثقات، ومعارضة من روى عن أبي هبيرة عن أبيه عن جده لا تثبت، جنادة متكلم فيه وأبوه لا يعرف، وما ذكره ابن منده معلق وابن شريك ربما أخطأ. ورواه البيهقي (4/ 218) قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار، ثنا محمَّد بن الفضل بن جابر، ثنا سعيد بن سليمان، عن حفص بنحوه. ثم أشار لما ذكره ابن مندة. ورواه الطبراني في الأوسط (5/ 356): (4703) قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا حفص به ثم قال: لم يرو هذا الحديث عن أشعث إلَّا حفص، وغفل عما رواه في الكبير (7/ 311: 8228) قال: حدثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا قَيْسُ بْنُ الربيع، عن أشعث بنحوه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 156): رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وفيه كلام. وقيس في رواية الكبير دون الأوسط كما سبق. قال البيهقي بعد هذا الحديث (4/ 219): "فإن صح فكأن ابن أم مكتوم وقع تأذينه قبل الفجر". وهذا لا يتفق مع ما ورد عن أنس مرفوعًا لا يمنعنكم بلال عن السحور فإن في بصره شيئًا رواه ابن أبي شيبة (3/ 9)، وأحمد (3/ 140)، وأبو يعلى (5/ 297: 2917)، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 467: 982). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 156): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى أيضًا.
1059 - وقال مسدد: حدثنا [سُفْيَانُ] (¬1) بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ شَبِيبِ بْنِ (¬2) غَرْقَدَةَ (¬3) عَنْ حَبَّانَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: أَتَيْنَا عَلِيًّا رضي الله عنه وَهُوَ بِعَسْكَرِ (¬4) أَبِي مُوسَى فَوَجَدْتُهُ يَطْعَمُ فَقَالَ: ادْنُ فَكُلْ، فَقُلْتُ: إِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ، فَقَالَ: وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ، فَأَكَلَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ قال لمؤذنه ابن النباح: أقم. ¬
1059 - تخريجه: حبان بن الحارث ذكره ابن حبان في الثقات مرتين (4/ 171) و (4/ 180)، وبقية رجال الإسناد ثقات. قال البوصيري (4/ 262): حبان بن الحارث ... لم أر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وباقي رجال الإسناد ثقات. ورواه عبد الرزاق (4/ 231: 7609) من طريق ابن عيينة بنحوه. وروى ابن أبي شيبة (3/ 10) قال: حدثنا جرير عن منصور عن شبيب بن غرقدة عن أبي عقيل قال: تسحرت مع علي، ثم أمر المؤذن أن يقيم. وذكرهما ابن حزم في المحلى (6/ 233). ورواه الدارقطني في المؤتلف والمختلف (1/ 413) قال: حدثنا إسماعيل بن محمَّد الصفار وحمزة بن محمَّد قالا: حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا علي، حدثنا سفيان، حدثنا شبيب بنحوه، ثم رواه بإسناد آخر فقال: حدثنا ابن الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا ابن عيينة قال: سمعت منصورًا يحدث عن شبيب فقالوا إنه حي فسألته؟ فقال: أخبرني حبان بن الحارث فذكر هذا الحديث وقال الدارقطني: قال سفيان: حدثناه منصور عن شبيب ثم سمعته من شبيب.=
= وروى البخاري عدة روايات لهذا الحديث متصلة ومعلقة في التاريخ الكبير (3/ 83) فقال: قال ابن محبوب عن عمر الآبار عن منصور عن شبيب عن حبان بن الحارث: تسحرنا مع علي. وقال جرير عن منصور عن شبيب عن أبي عقيل. وقال حسين عن زائدة، عن شبيب، عن طارق بن قرة، وحبان بن الحارث بهذا. وقال محمَّد بن سعيد عن شريك عن شبيب عن حبان قال: أهللنا مع علي فسار بنا إلى النهروان. وقال ابن شريك: حدثني أبي قال: حدثني شبيب عن أبي عقيل حبان بن الحارث أراه من بارق نحوه. حدثني إسحاق قال: حدثنا عفان قال: حدثنا أبو الأحوص قال: حدثنا شبيب، عن حبان بن الحارث، وطارق مثله. حدثنا محمَّد قال: نا غندر قال: حدثنا شعبة، عن شبيب، عن حبان: تسحرنا مع علي.
1060 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُطِيعُ بْنُ رَاشِدٍ، عن توبة، حدثنا أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ: انظر من في المسجد فادعه فهذا أبو (¬1) بكر وعمر -رضي الله عنهما- فدعوتهما فطعموا ثم خرجوا فصلى بهم الصُبح. ¬
1060 - تخريجه: مطيع مقبول، وزيد صدوق. قال البوصيري (5/ 249): رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد حسن. والحديث رواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 467) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله أنبأ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُطِيعُ بْنُ رَاشِدٍ بنحوه ثم قال: لا نعلم أسند توبة عن أنس إلا هذا وحديثًا آخر ولا رواهما عنه إلَّا مطيع. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 155): رواه البزار وإسناده حسن.
1061 - [1] وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو (حَ). [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُبَيْدٍ. [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أبو المغيرة قالا (¬1): ثنا طَلْحَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنا معاشر الْأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُعَجِّلَ إِفْطَارَنَا وَنُؤَخِّرَ سُحُورَنَا، الحديث. وقد تقدم في الصلاة (¬2). ¬
1061 - تخريجه: طلحة بن عمرو متروك، وأبو المغيرة النضر بن إسماعيل ليس بالقوي. رواه عبد بن حميد كما في المنتخب (1/ 540). ورواه أبو داود الطيالسي (ص 346: 2654). ومن طريقه البيهقي في سننه (4/ 238) قال: أخبرنا ابن فورك أنبأ ابن جعفر، ثنا يونس، ثنا أبو داود. ورواه الدارقطني (1/ 284) قال: حدثنا ابن السكين نا عبد الحميد بن محمَّد، نا مخلد بن يزيد، نا طلحة به.=
= ورواه ابن حبان (5/ 67: 1770) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا حرملة بن يحيي قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا عمرو بن الحارث أنه سمع عطاء يحدث عن ابن عباس به، قال أبو حاتم: سمع هذا الخبر ابن وهب عن عمرو بن الحارث وطلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح. ورواه الطبراني في الكبير (11/ 199: 11485) من طريق أحمد بن طاهر عن حرملة بن يحيي وكذلك في الأوسط (2/ 526: 1905). وبذلك نعلم أن أحمد بن طاهر لم ينفرد بذكر عمرو بن الحارث كما ذكر ابن حجر عند حديث رقم (486) من هذا الكتاب متابعًا للبيهقي (2/ 29)، وتابعهما البوصيري (4/ 261). ورواه الطبراني في الكبير (7/ 11: 10851) من طريق العباس بن محمَّد المجاشعي، ثنا محمَّد بن أبي يعقوب، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن طاووس، عن ابن عباس به، وهكذا رواه في الأوسط (5/ 137: 4261). وصححه السيوطي في تنوير الحوالك (1/ 174)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 158): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وقد ورد هذا اللفظ من طريق ابن عمر رواه الطبراني في الصغير (ص 121: 271)، والأوسط (4/ 41: 3053)، والبيهقي (2/ 29)، وابن عدي في الكامل (5/ 1983). ومن طريق أبي هريرة رواه الدارقطني (1/ 284)، وبمعناه عبد الرزاق (4/ 232: 7610)، وابن عبد البر في التمهيد (20/ 80). وبمعناه من طريق عائشة رواه الدارقطني (1/ 284)، والبيهقي (2/ 29)، وابن عبد البر (19/ 251) و (20/ 80). ومن طريق يعلي بن أمية رواه الطبراني في الأوسط (8/ 227: 7466)، وفي الكبير (22/ 263).
24 - باب كراهية القبلة للصائم وغيرها وما جاء في الرخصة في ذلك [وفيه ذكر الكحل والسواك]
24 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ وَغَيْرِهَا وَمَا جَاءَ في الرخصة في ذلك [وفيه ذكر الكحل والسواك] (¬1) 1062 - [1] قال إسحاق: قلت لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ أَخْبَرَنِي سالم (¬2) عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَنَامِ فَرَأَيْتُهُ لَا يَنْظُرُ إِلَيَّ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا شَأْنِي؟ قَالَ: أَلَسْتَ الَّذِي تُقَبِّلُ وَأَنْتَ صائِم قَالَ: فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ [نَبِيًّا] (¬3) لَا أُقَبِّلُ بعدها وأنا صائم؛ فاقربه وَقَالَ (¬4): نَعَمْ. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا أبو أسامة مثله. ¬
1062 - تخريجه: عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر ضعيف. والحديث رواه ابن أبي شيبة (3/ 62) و (11/ 73: 10553). ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 45) قال: حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ.=
= ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 88) قال: حدثنا علي بن شيبة قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: قلت لأبي أسامة به. ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 479) قال: حدثنا بشر بن خالد العسكري، ثنا أبو أسامة بنحوه. والبيهقي في دلائل النبوة (7/ 46) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، أخبرنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، أخبرنا أبو أسامة بنحوه. ورواه في الكبرى (4/ 232) قال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب به. ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 1679) قال: ثنا أحمد بن حمدي بن أحمد بن بيان، ثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا أبو أسامة به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 168): رواه البزار. ورجاله رجال الصحيح. وقال البوصيري (4/ 270): ضعيف لضعف عمر بن حمزة.
1063 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ -هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ- عَنْ رَزِينٍ الْبَكْرِيِّ، حَدَّثَتْنَا مَوْلَاةٌ لَنَا يُقَالُ لَهَا سَلْمَى مِنْ (¬1) بَكْرِ بْنِ وائل أنها قَالَتْ: سَمِعْتُ عائِشة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- تَقُولُ: دخل علىَّ رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ، هَلْ مِنْ كِسْرَةٍ (¬2) فآتيته بقرص فوضعه على فيه وَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، هَلْ دَخَلَ بَطْنِي مِنْهُ شيء؟ فكذلك (¬3) قبلة الصائِم؛ إنما الإفطار مما (¬4) دَخَلَ وَلَيْسَ مِمَّا خَرَجَ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا أحمد بن منيع بهذا. ¬
1063 - تخريجه: سلمى مجهولة، ومروان صدوق له أوهام. رواه أبو يعلى (8/ 75: 4602) و (8/ 365: 4954). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 487: 518). وقال في مجمع الزوائد (3/ 170): رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه. وتقبيل النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو صائم رواه البخاري برقم (1929) كتاب الصوم باب القبلة للصائم، ومسلم (2/ 776: 1106)، كتاب الصيام باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرمة. أما كون الفطر مما دخل لا مما خرج فرواه عبد الرزاق من قول ابن مسعود (1/ 170: 658)، والطبراني في الكبير (9/ 287: 9237).=
= ورواه ابن أبي شيبة (3/ 51)، والبيهقي (4/ 261) من قول ابن عباس. وورد في نسخة وكيع (ص 55: 2)، وعلقه البخاري في باب الحجامة والقيء للصائم من كتاب الصوم، كما علقه من قول عكرمة. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 39) من قول عكرمة مسندًا.
1064 - وقال أبو يعلى أيضًا: حدثنا أبو ياسر المستملي، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ أَخُو (¬1) حَمَّادٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ حَبِيبِ (¬2) بْنِ أَبِي ثابت، عن ابن (¬3) عمر، وعن محمَّد (¬4) بن علي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- من بيت حفصة -رضي الله عنها- وقد اكتحل بالأثمد في رمضان. ¬
1064 - تخريجه: فيه عمرو بن خالد الواسطي متروك، وقيل: كذاب. ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 1777) عن أبي يعلى، ورواه الحارث كما في بغية الباحث برقم (560)، وتقدَّم برقم (1033) نحوه. قال البوصيري (4/ 269): رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف عمرو بن خالد القرشي، وله شاهد من حديث ابن عباس، وآخر من حديث أنس رواه الترمذي، وقال: ليس إسناده بالقوي، ولا يصح عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هذا الباب شيء.
1065 - وَقَالَ أَيْضًا: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ (¬1)، ثنا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا محمَّد بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ابن أبي رافع عن أبيه عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يكتحل وهو صائِم. ¬
1065 - تخريجه: حبان ضعيف، ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع ضعيف أيضًا. والحديث رواه ابن عدي (6/ 2126) من طريق أبي يعلى به. ورواه أيضًا في (2/ 834) قال: ثنا الفضل بن عبد الله الأنطاكي، ثنا لوين، ثنا حبان بن علي، عن عبيد الله بن أبي رافع (كذا في المطبوع ولعله سقط منه محمَّد). ورواه البيهقي (4/ 262) قال: أخبرناه أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد ابن عدي الحافظ، ثنا الفضل، ثنا لوين، ثنا حبان عن محمَّد بن عبيد الله. ورواه ابن خزيمة (3/ 248: 2008) قال: حدثنا علي بن معبد، حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ محمَّد بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، حدثني أبي به. ثم قال: أبرأ إلى الله من عهدة هذا الإسناد لمعمر. ورواه الطبراني في الكبير (1/ 317: 939) قال: حدثنا أحمد بن عمرو القطراني، ثنا أبو الربيع الزهراني (ح)، وحدثنا يحيي بن عبد الباقي، ثنا لوين قالا: حدثنا حبان بن علي به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 170): رواه الطبراني في الكبير من رواية حبان بن علي، عن محمَّد بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، وقد وثقا وفيهما كلام كثير.
1066 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بن المنذر، عن عطاء وطاووس ومجاهد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ النَّبِيَّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَسَوَّكَ (¬1) وَهُوَ صائم. ¬
1066 - تخريجه: إسناده حسن، النعمان صدوق. قال البوصيري (4/ 268): رجاله ثقات. وجاء في حديث عامر بن ربيعة، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما لا أحصي يتسوك وهو صائم، رواه الترمذي (3/ 14) كتاب الصوم باب ما جاء في السواك للصائم، وحسنه. ورواه أبو داود (2/ 307: 2364) كتاب الصوم باب السواك للصائم، والدارقطني (2/ 202)، وأحمد (3/ 445)، وابن خزيمة (3/ 247: 2007)، والطيالسي (ص 156: 1144)، والحميدي (1/ 77: 141)، وعبد الرزاق (4/ 199: 7479)، وعبد بن حميد كما في المنتخب (1/ 285)، والبيهقي (4/ 272)، وابن أبي شيبة (3/ 35). وفي حديث عائشة مرفوعًا من خير خصال الصائم السواك، رواه ابن ماجه (1/ 536: 1677 و 1678)، والبيهقي (4/ 272)، والدارقطني (2/ 203). ورُوي السواك للصائم من طريق أنس مرفوعًا عند البيهقي (4/ 272)، والدارقطني (2/ 202).
1067 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، هُوَ ابن معاوية عن أبان، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن قبلة الصائِم قال: ريحانة يَشمها (¬1). ¬
1067 - تخريجه: مروان مدلس عنعن، وأبان يحتمل أن يكون ابن صالح الثقة، والأظهر أنه أبان ابن أبي عياض وهو متروك. والحديث رواه الطبراني في المعجم الصغير (ص 235: 605) قال: "حدثنا عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الأنماطي البغدادي، حدثنا محمَّد بن عبد الله الأزدي، حدثنا معتمر بن سليمان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أيُقِبِّل الصائم؟ فقال: وما بأس بذلك ريحانة يشمها" قال: لم يروه عن سليمان إلا ابنه معتمر. ورواه الطبراني في الأوسط (5/ 722: 9444)، وقال: لم يرو هذا الحديث عن سليمان التيمي إلَّا معتمر تفرد به محمَّد بن عبد الله الأزدي. وذكر في كنز العمال (8/ 105 و 206) أنه رواه الدارقطني في الأفراد والحاكم في الكنى والديلمي.
1068 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حدثني سعيد بن أبي سعيد قال: إن رجلًا سأل أبا هريرة رضي الله عنه فَقَالَ: أُقَبِّلُ امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ، قَالَ: فَأُقَبِّلُ امْرَأَةً غَيْرَهَا [قَالَ: أُف] (¬1) قال: وسألت سعد (¬2) بن مالك فقال: لا بأس. ¬
1068 - تخريجه: محمَّد بن عجلان صدق اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، وبقية رجاله ثقات من رواة الصحيح. قال البوصيري 4/ 270: رواه مسدد موقوفًا، ورواته ثقات. ورواه عبد الرزاق (4/ 186: 8422) عن ابن جريج عن زيد بن أسلم عن سعيد به ولم يذكر سعد بن مالك. ورواه برقم (8421) عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم قال: قيل لأبي هريرة: تقبل وأنت صائم؟ قال: نعم؛ واكفحها ... قال: قيل لسعد بن مالك: تقبل وأنت صائم؟ قال: نعم وآخذ بمتاعها. قال ابن حزم (6/ 212): ومن طرق صحاح عن سعد بن أبي وقاص أنه سئل بنحوه. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 60) قال: حدثنا ابن علية عن حبيب بن شهاب، عن أبيه، عن أبي هريرة بنحوه. ورواه أبو عبيد في غريب الحديث (4/ 185) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن حبيب بن شهاب بنحوه. وروى مالك في الموطأ (1/ 292) عن زيد بن أسلم أن أبا هريرة وسعد بن أبي وقاص كانا يرخصان في القبلة للصائم.
1069 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ (¬1) عَنْ (¬2) عَلِيٍّ رضي الله عنه قال: أفطر الحاجم والمحجوم. ¬
1069 - تخريجه: الحارث هو الأعور فيه ضعف، وأغلب رواية أبي إسحاق عنه وجادة صحيحة، وليث هو ابن أبي سليم صدوق اختلط حديثه فترك. ورواه الطبراني في الأوسط (6/ 114: 5234)، حدثنا محمَّد بن الفضل السقطي قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي قال: حدثنا داود بن الزبرقان عن ليث بن أبي سليم به. ورواه عبد الرزاق (4/ 210: 7524)، عن معمر عن قتادة، عن الحسن، عن علي. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 49) قال: حدثنا محمَّد بن فضيل عن عطاء، عن نفر من أهل البصرة منهم الحسن، عن معقل بن يسار عن عليّ. والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (7/ 360: 10068). ورواه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 91: 1099)، والطحاوي (2/ 98). ورواه البزار مرفوعًا كما في كشف الأستار (1/ 472) قال: حدثنا محمَّد بن المثنى، ثنا شاذ بن فياض، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: "أفطر الحاجم والمحجوم". قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 172): "رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه الحسن وهو مدلس، ولكنه ثقة". وهذا كلام عن إسناد البزار فقط؛ لأن الطبراني رواه في الأوسط (6/ 114:=
= 5234) قال: حدثنا محمَّد بن الفضل السقطي، حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، حدثنا داود بن الزبرقان، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ أَبِي إسحاق عن الحارث، عن علي. ونقل البيهقي في السنن الكبرى (4/ 265)، عن ابن المديني: ورواه مطر عن الحسن عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. وانظر: نصب الراية (2/ 475)، والحديث رقم (1051) من هذا الجزء.
1070 - حَدَّثَنَا (¬1) هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَعِيدٍ (¬2) مَوْلَى صَفِيَّةَ أَنَّهُ سَمِعَ صفية بنت حيي -رضي الله عنها- تقول: أفطر الحاجم والمحجوم. ¬
1070 - تخريجه: يزيد مولى صفية لم أعرفه وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
1071 - وقال الحارث: حدثنا محمد بن عمر، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ (¬1) عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- احتجم وهو صائم (¬2). ¬
1071 - تخريجه: فيه محمَّد بن عمر هو الواقدي متروك مع سعة علمه، وابن أخي الزهري صدوق له أوهام. والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 416: 327). وروى البخاري في التاريخ الكبير (2/ 180) قال: حدثني يحيي بن سليمان قال: ثنا ابن وهب: أخبرنا مخرمة، عن أبيه، عن أم علقمة، كنا نحتجم عند عائشة ونحن صيام، وبنو أخي عائشة فلا تنهاهم. وروى البخاري من حديث ابن عباس: 1938 كتاب الصوم: باب الحجامة والقيء للصائم أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- احْتَجَمَ وهو صائم. وروى أحمد (6/ 157 و 258)، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 473) عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: أفطر الحاجم والمحجوم، ورواه ابن أبي شيبة (3/ 51) موقوفًا عليها.
1072 - وَقَالَ (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ] (¬2) بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن طويلع (¬3) عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: كل شيء من امرأتك [لك] (¬4) حَلَالٌ إِذَا كُنْتَ صائِمًا إلَّا مَا بَيْنَ الرجلين. ¬
1072 - تخريجه: إسماعيل بن أبي إسماعيل ضعيف، وكذلك أبو بكر بن أبي مريم، ورواية ابن عياش مضطربة عن غير أهل بلده، ومعاوية مجهول. والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 418: 330). وأشار في كنز العمال (8/ 496: 23808) إلى أن الطبراني في الأوسط رواه، ولم أجده في المطبوع. وروى عبد الرزاق (4/ 190: 8439) عن مسروق قال: سألت عائشة: ما يحل للرجل من امرأته صائمًا؟ قالت: كل شيء إلَّا الجماع وصححه الحافظ في الفتح (4/ 149). ورواه الطحاوي (2/ 95) عن حكيم بن عقال أنه سأل عائشة به. وروى مالك في الموطأ (1/ 292)، وعبد الرزاق (4/ 183)، والطحاوي (2/ 95) عن عائشة من قولها جواز القبلة للصائم.
25 - باب إجابة الدعاء عند الفطر وما يقوله الصائم عند فطره
25 - بَابُ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْفِطْرِ وَمَا يَقُولُهُ الصائِم (¬1) عِنْدَ فِطْرِهِ 1073 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا أَبُو محمَّد الْمُلَيْكِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ (¬2) شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لِلصَّائِمِ عِنْدَ إِفْطَارِهِ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ" فكان عبد الله ابن عمرو -رضي الله عنهما- إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا. قلت: هذا (¬3) في سنن ابْنِ مَاجَةَ بِإِسْنَادٍ [آخَرَ] (¬4) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو -رضي الله عنهما-[مرفوعًا وموقوفًا] (¬5) بلفظ آخر. ¬
1073 - تخريجه: أبو محمَّد المليكي لم أعرفه. والحديث رواه الطيالسي (ص 299: 2262). ورواه ابن ماجه (1/ 557: 1753)، حدثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا إسحاق بن عبيد الله المدني قال: سمعت عبد الله بن أبي مليكة يقول: سمعت عبد الله بن عمرو به.=
= ورواه الطبراني في الدعاء (2/ 1229: 919)، وابن السني (ص 169: 481)، والحاكم (1/ 422)، وابن شاهين في فضائل الأعمال (ص 179: 140)، ووقع الاختلاف فيه للاختلاف في تعيين إسحاق المذكور. وجاء في حديث أنس ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر رواه الضياء في المختارة (6/ 74: 2057)، والبيهقي (3/ 345). وورد من حديث أبي هريرة ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم، رواه الترمذي (5/ 536: 3598)، وابن ماجه (1/ 557: 1752)، وابن حبان (8/ 215: 3428)، وأحمد (2/ 305)، وابن أبي شيبة (3/ 6)، وابن خزيمة (3/ 199: 1901)، والطيالسي (ص 337: 2584)، والبيهقي (3/ 345) و (8/ 162) و (10/ 88).
1074 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ (¬1)، ثنا حماد بن عمرو، ثنا (¬2) السَّرِيِّ (¬3) بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ علي رضي الله عنه قَالَ: قَالَ [لِي] (¬4) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا عَلِيُّ، إِذَا كُنْتَ صائِمًا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَقُلْ بَعْدَ إِفْطَارِكَ: اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ، يُكْتَبُ لَكَ مِثْلُ مَنْ كَانَ صَائِمًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ من أجورهم شيء (¬5). ¬
1074 - تخريجه: رواية علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب، ورواية محمَّد بن علي عن الحسين مرسلة، والسري بن خالد لا يعرف، وحماد إن كان النصيبي فهو متروك، وعبد الرحيم ذكره ابن حبان في الثقات وقال الخطيب: في حديثه مناكير (لسان الميزان 4/ 10). والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث برقم (469)، وسبق أن تقدَّم برقم (77)، وقال فيه الحافظ هناك: (هذا حديث ضعيف جدًا). وروى الطبراني في الصغير (ص 329: 894) من حديث أنس مرفوعًا كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أفطر قال: بسم الله اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وقال: لم يروه عن شعبة إلَّا داود، تفرد به إسماعيل بن عمرو، ولا كتبناه إلَّا عن محمَّد بن إبراهيم، ورواه في الدعاء (2/ 1229: 918)، وفي الأوسط (8/ 270: 7545)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 217) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 159): فيه داود بن الزبرقان وهو ضعيف.=
= وروى ابن أبي شيبة (3/ 100) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: إذا صام ثم أفطر قال: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت. وروى الدارقطني (2/ 185)، والطبراني في الكبير (12/ 146: 12720)، وابن السني (ص 169: 480) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر يقول: اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبل منا إنك أنت السميع العليم. وروى أبو داود (2/ 306: 2358) عن معاذ بن زهرة أنه بلغه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أفطر قال: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، ورواه البيهقي (4/ 239).
26 - باب من أكل ناسيا لم يفطر
26 - بَابُ مَنْ أَكَلَ نَاسِيًا لَمْ يُفْطِرْ 1075 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي سعيد المقبري قال: إن رجلًا سأل أبا هريرة رضي الله عنه فَقَالَ: أَكَلْتُ وَأَنَا صائِم، قَالَ: لَا شَيْءَ عَلَيْكَ، قَالَ: شَرِبْتُ وَأَنَا صائِم، قَالَ: لَا شَيْءَ عَلَيْكَ، قَالَ: فَأَكَلْتُ كَذَا وَكَذَا وَأَنَا صائِم، قَالَ: يَا بُنَيَّ (¬1) أَنْتَ لَمْ تَعْتَدِ الصيام. * موقوف صحيح. ¬
1075 - تخريجه: قال البوصيري 4/ 275: رجاله ثقات. ورواه عبد الرزاق (4/ 174: 7378) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أن إنسانًا جاء أبا هريرة بنحوه. وروى البخاري برقم (1933) كتاب الصوم باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيًا، ومسلم (2/ 809: 1155) كتاب الصيام باب أكل الناسي وشربه وجماعه لا يفطر من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: إذا نسي أحدكم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه. واللفظ للبخاري.
1076 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ بَشَّارِ (¬1) بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَتْنِي (¬2) أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ دِينَارٍ مَوْلَاةُ أُمِّ إِسْحَاقَ عَنْ أُمِّ إِسْحَاقَ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأُتي بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ [قَالَتْ: وَكُنْتُ أَشْتَهِي أَنْ آكُلَ مِنْ طَعَامِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هَلُمَّ يَا أُمَّ إِسْحَاقَ] (¬3) فَكُلِي قَالَتْ: فَأَكَلْتُ ثُمَّ ناولني عرقًا فرفعته (¬4) إِلَى فِيَّ فَذَكَرْتُ أَنِّي صائِمة فَبَقِيَتْ (¬5) يَدِي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرْفَعَهَا (¬6) إِلَى فيَّ وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَضَعَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: [ما لك يَا أُمَّ إِسْحَاقَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ] (¬7) إني كنت صائمة؟ فقال: أَتِمِّي صَوْمَكِ، فَقَالَ ذُو الْيَدَيْنِ: الْآنَ حِينَ شَبِعْتِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنما هو رزق ساقه الله تعالى إِلَيْهَا. [قُلْتُ: أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَفِي هَذَا زِيَادَةٌ] (¬8). ¬
1076 - تخريجه: والحديث رواه عبد بن حميد كما في المنتخب (3/ 271). وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد، وبشار ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 113)، وضعفه يحيي بن معين كما في الجرح والتعديل (1/ 415)، وأم حكيم لم يذكر المصنف فيها توثيقًا ولا جرحًا في تعجيل المنفعة (ص 368).=
= ورواه ابن حجر في الإصابة (4/ 413) بإسناده من طريق عبد بن حميد. ورواه أحمد في مسنده (6/ 367) قال: ثنا عبد الصمد قال: ثنا بشار بن عبد الملك، وقال: حدثتني أم حكيم بنت دينار بنحوه. ورواه من طريقه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 88: 1087). ورواه الطبراني في الكبير (25/ 169) من طريق أحمد بن علي الجارودي الأصبهاني، ثنا السكن بن سعيد القاضي، ثنا عبد الصمد به. قال الهيثمي (3/ 157): أخرجه أحمد والطبراني وفيه أم حكيم ولم أجد لها ترجمة.
27 - باب صيام عاشوراء
27 - بَابُ صِيَامِ عَاشُورَاءَ 1077 - قَالَ (¬1) أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ آمَرَ بصوم عَاشُورَاءَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَبِي موسى -رضي الله عنهما-. * هذا إسناد صحيح. ¬
1077 - تخريجه: رواه أبو داود الطيالسي ص 168: 1212 في مسند قيس بن عبادة. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 56) قال: حدثنا ابن عيينة، عن أبي إسحاق به. ثم قال: حدثنا وكيع عن مسعر وعلي بن صالح عن أبي إسحاق به. ورواه عبد الرزاق (4/ 287: 7836) قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق به. ورواه البيهقي (4/ 286) قال: أخبرنا أبو محمَّد عبد الله بن يحيي السكري، أنبأ إسماعيل بن محمَّد الصفار، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق به.
1078 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ (¬1) عَنْ يُونُسَ، الْحَسَنِ قَالَ: أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بصوم عاشوراء اليوم (¬2) العاشر. ¬
1078 - تخريجه: عبد الوارث هو ابن سعيد، يونس هو ابن عبيد، والحسن هو البصري، فرجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل، لكن روي بطريق متصل. رواه الترمذي (3/ 128: 755) قال: حدثنا قتيبة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عن ابن عباس قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بصوم عاشوراء اليوم العاشر، قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حسن صحيح. وروى عبد الرزاق (4/ 288: 8741) قال: أخبرنا معمر عن أيوب، عن مسعود بن فلان عن ابن عباس قال يوم عاشوراء العاشر. وورد الأمر بصيام عاشوراء بطرق متعددة منها حديث ابن عباس رواه البخاري: 2003 كتاب الصوم باب صيام يوم عاشوراء، ومسلم (2/ 795: 1130) كتاب الصيام باب صوم يوم عاشوراء. وحديث أبي موسى رواه البخاري برقم (2005) كتاب الصوم باب صيام يوم عاشوراء، ومسلم (2/ 796: 1131) كتاب الصيام باب صوم يوم عاشوراء.
1079 - وحدثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ أَنَّهُ سَأَلَ (¬1) عَبْدَ الرَّحْمَنِ (¬2) بْنَ الْقَاسِمِ عَنْ صَوْمٍ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: كَانَ ابن عمر -رضي الله عنهما- لا يصومه. ¬
1079 - تخريجه: إسناده صحيح متصل. وقال البوصيري (4/ 250): رجاله ثقات. رروى أحمد (2/ 4: 4483)، قال: ثنا إسماعيل أنا أيوب، عن نافع ... كان عبد الله لا يصومه (عاشوراء) إلّا أن يأتي صومه. ورواه البخاري برقم (1892)، قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا إسماعيل به. ورواه الطبري في مسند عمر (1/ 374): حدثني علي بن سهل الحرملي، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا عبد العزيز، حدثنا يحيي بن سعيد، عن نافع به. ورواه مسلم (2/ 793: 1126) (119) قال: حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو أسامة، عن الوليد، حدثني نافع به. ورواه البيهقي (4/ 290) من طريق أبي عبد الله الحافظ وأبي سعيد، ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثىِ، ثنا أبو أسامة به. ورواه الدارمي (1/ 355) قال: أخبرنا يعلى عن محمَّد بن إسحاق عن نافع. ررواه الطبري في مسند عمر (1/ 375) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الزهري، حدثنا عمي، حدثني أبي عن محمَّد بن إسحاق به. لكن روى عبد الرزاق (4/ 290: 7847) عن معمر، عن أيوب، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمْ يَكُنِ ابْنُ عُمَرَ يصوم يوم عاشوراء إذا كان مسافرًا فهذا كان مقيمًا صامه. وهذا إسناد صحيح إلَّا أن من هو أوثق قد خالف في ذلك كما سبق.
1080 - قال: وحدثنا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا أَبُو لَيْلَى، عَنْ مزيدة (¬1) بن جابر، عن أبيه (¬2) قال: سمعت الأشعري رضي الله عنه يَقُولُ -عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ-: أَمَرَنَا [رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-] (¬3) بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ فَصُومُوا. ¬
1080 - تخريجه: أبو ليلى هو عبد الله بن ميسرة ضعيف. ومزيدة ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 515)، وقال أحمد عنه: معروف، وقال أبو زرعة: ليس بشيء (الجرح والتعديل 8/ 392)، وأبوه وأمه مجهولان. وروى أحمد (4/ 415)، ثنا يونس بن محمَّد قال: ثنا أبو ليلى عبد الله بن ميسرة عن مزيدة بن جابر قال: قالت أمي: كنت في مسجد الكوفة في خلافة عثمان رضي الله عنه وعلينا أبو موسى الأشعري، فسمعه يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أمر بصوم عاشوراء فصوموا. ورواه الطبراني في الأوسط (3/ 295: 2642)، حدثنا أبو مسلم قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا أبو ليلى بنحوه (وفيه بريدة بدل مزيدة). وقال: لم يرو هذا الحديث عن بريدة إلَّا عبد الله بن ميسرة. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 189): "رواه الطبراني في الأوسط وفيه بريدة بن جابر وهو ضعيف". ورواه ابن عدي في الكامل (4/ 1488)، ثنا محمَّد بن أحمد بن سعدان البخاري، ثنا محمَّد بن واصل، أبو حاتم، ثنا عبد الصمد بن النعمان، ثنا أبو ليلى به، قال: وعبد الله بن ميسرة عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وورد الأمر بصيامه من حديث أبي موسى مرفوعًا من طريق أبي أسامة عن=
= أبي عميس عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عن أبي موسى، رواه ابن أبي شيبة (3/ 55)، وأحمد (4/ 409). ورواه البخاري برقم (2005) باب صيام يوم عاشوراء من طريق علي بن عبد الله، عن أبي أسامة ومسلم (2/ 796: 1131) من طريق ابن أبي شيبة وابن نمير، ثنا أبو أسامة، ورواه ابن حبان في صحيحه (8/ 391: 3627)، والبيهقي (4/ 289).
1081 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا شَرِيكٌ عَنْ مَجْزَأَةَ (¬1) بن زاهر عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان يصوم [يوم] (¬2) عاشوراء. ¬
1081 - تخريجه: إسناده حسن، شريك هو ابن عبد الله النخعي صدوق يخطئ، وأبو أحمد هو محمَّد بن عبد الله بن الزبير، ثقة. رواه ابن أبي شيبة في مسنده (2/ 157: 644). قال البوصيري (4/ 250): رجاله ثقات. وروى البزار كما في كشف الأستار (1/ 490) قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حكيم الأودي، ثنا شريك عن مجزأة بن زاهر قال: سمعت منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم عاشوراء وهو يقول: من كان صائمًا اليوم فليتم صومه، ومن لم يكن صائمًا فليتم ما بقي من يومه أو ليصم. قال البزار: لا نعلم روى زاهر إلَّا هذا وآخر. ورواه الطبراني في الأوسط (1/ 351: 593) قال: حدثنا أحمد بن القاسم، ثنا عصمة الخراز قال: حدثنا شريك به وقال: لم يرو هذا الحديث عن مجزاة إلَّا شريك. ورواه كذلك في الكبير (5/ 274: 5312)، كما رواه من طريق محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا يحيي الحماني، ثنا شريك به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 189): ورجال البزار ثقات. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 442) معلقًا قال: قال مالك بن إسماعيل: حدثنا شريك به. وصيام النبي -صلى الله عليه وسلم- لعاشوراء ورد من طريق معاوية رضي الله عنه عند البخاري:=
= 2003 و 2006 كتاب الصوم باب صيام يوم عاشوراء ومسلم (2/ 795: 1129) كتاب الصيام باب صوم يوم عاشوراء. ومن حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- رواه البخاري برقم (2004). ومسلم (2/ 797: 1133) كتاب الصيام باب أي يوم يصام عاشوراء. لكن ورد في البخاري برقم (2002) من حديث عائشة أنه -صلى الله عليه وسلم- ترك عاشوراء. ورواه كذلك مسلم (2/ 794: 1127) من حديث ابن مسعود.
1082 - [وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ] (¬1): حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي هريرة -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ؛ يوم كان (¬2) تصومه (¬3) الأنبياء (¬4) فصوموه. ¬
1082 - تخريجه: رواه ابن أبو شيبة في المصنف (3/ 55). قال البوصيري (4/ 251): مسند ضعيف لضعف إبراهيم الهجري. وروى البزار كما في كشف الأستار (1/ 490) قال: حدثنا علي بن المنذر, ثنا محمَّد بن فضيل، عن الهجري يعني إبراهيم, عن أبي عياض، عن أبو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "عاشوواء عيد نبي كان قبلكم فصوموه أنتم". وروى الإِمام أحمد (2/ 359) قال: ثنا أبو جعفر, ثنا عبد الصمد عن أبيه عن شبيل عن أبي هريرة قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأناس من اليهود قد صاموا يوم عاشوراء فقال: ما هذا الصوم؟ قالوا: هذا اليوم الذي نجي الله موسى وبني إسرائيل من الغرق وغرق فيه فرعون وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح وموسى شكرًا لله تعالى، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّا أحق بموسى، وأحق بصوم هذا اليوم"، فأمر أصحابه بالصوم.
1083 - وقال أبو يعلي: حدثنا إسحاق هو ابن أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا محمَّد بْنُ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن يحيي بن هبيرة (¬1)، عن خباب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَمْ يَأْكُلْ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ كَانَ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ (¬2). قَالَ أَبُو يَعْلَى: يَعْنِي يَوْمَ عاشوراء. ¬
1083 - تخريجه: إسحاق صدوق، ومحمد بن جابر الحنفي صدوق ذهبت كتبه فساء حفظه. ورواه ابن عدى (6/ 2162) من طريق أبي يعلى به. ورواه الطبراني في الكبير (4/ 75: 3691) قال: حدثنا محمَّد بن سعيد الواسطي ثنا محمَّد بن سليمان لوين، ثنا حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن خباب رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم عاشوراء: "يا أيها الناس من كان منكم يريد أن يصوم هذا اليوم فليصمه، ومن لم يكن أكل فليتم صومه ومن أكل فليصم بقية يومه". وكذلك رواه (4/ 75: 3692) من طريق عبد الله بن أحمد، ثنا محمَّد بن بكار، ثنا أبو داود، ثنا أيوب عن ابن إسحاق. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 189): رواه الطبراني في الكبير وفيه أيوب بن جابر وثقه أحمد وغيره وضعفه ابن معين وغيره. وورد معنى هذا الحديث من طريق سلمة بن الأكوع رواه البخاري برقم (2007) باب صيام يوم عاشوراء ومسلم (2/ 798: 1135).=
= وروى أحمد (2/ 359) قال: ثنا أبو جعفر: ثنا عبد الرحمن بن حبيب الأزدي عن أبيه حبيب بن عبد الله، عن شبيل، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صائمًا يوم عاشوراء فقال لأصحابه: "من كان أصبح منكم صائمًا فليتم صومه، ومن كان أصاب من غداء أهله فليتم بقية يومه".
1084 - [وَقَالَ أَبُو يَعْلَى] (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حماد [ثنا حَمَّادٌ] (¬2) عَنْ أَبِي هَارُونَ (¬3) الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (¬4) أمر بصوم عاشوراء وكان لا يصومه. ¬
1084 - تخريجه: عبد الأعلى هو النرسي، وحماد هو ابن زيد ثقتان، وأبو هارون العبدي هو عمارة بن جوين متروك. رواه أبو يعلى (2/ 370: 1132). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 497: 534)، وفي مجمع الزوائد (3/ 189)، وقال: رواه أبو يعلى وفيه أبو هارون العبدي وهو ضعيف. وكذا قال البوصيري (4/ 252).
1085 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ عَنْ عُليلة (¬1) بِنْتِ فُلَانٍ الْأَزْدِيَّةِ حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أَمَةِ اللَّهِ (¬2) عَنْ رَزِينَةَ خَادِمَةِ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- (ح). ¬
1085 - [1] تخريجه: عبد العزيز بن أبان متروك. وعليلة هي ابنة الكميت لم أجد لها ترجمة وكذلك أمها. والحديث بهذا الإسناد ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 423: 337). ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ص 350) عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث بن أبي أسامة بأطول مما هنا.
1085 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ عمر القواريري، حدثتنا عُليلة (¬2) عَنْ أُمِّهَا قَالَتْ: قُلْتُ لَأَمَةِ اللَّهِ بنت رزينة: يا أمة الله حدثتك أُمُّكِ رَزِينَةُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَذْكُرُ (¬3) صَوْمَ (¬4) عَاشُورَاءَ قَالَتْ: نعم كان يعظمه حتى يدعو برضعائه ورضعاء بنته فاطمة -رضي الله عنها- فَيَتْفُلُ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَيَقُولُ:- لَا تُرْضِعُوهُمْ إِلَى الليل. لم يذكر الحارث السؤال. ¬
1085 - [2] تخريجه: عُليلة وأمها لم أجد لهما ترجمة. رواه أبو يعلى في المسند (13/ 92: (7162)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 497: 533). ورواه الطبراني في الأوسط (3/ 269: 2589) قال: حدثنا أبو مسلم قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثتنا عليلة به. ورواه في الكبير (24/ 277) بهذا الإسناد وبإسناد آخر قال: حدثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي وعبد الله بن أحمد بن حنبل قالا: ثنا عبيد الله بن عمر القواريري به. ورواه ابن خزيمة (3/ 289: 2090) قال: حدثنا محمَّد بن بشار، حدثنا أبو المطرف بن أبي الوزير، وحدثنا محمَّد بن يحيي، حدثنا مسلمة بن إبراهيم حدثتنا عليلة به. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 226) من طريق أبي الحسن ابن عبدان أنبأنا=
= أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا علي بن الحسن السكري، حدثنا القواريري به، قال: وأخبرنا أبو الحسن، أنبأنا أحمد بن الحسن بن علي بن المتوكل، حدثنا القواريري به. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 207: 3437) قال: حدثنا عقبة بن مكرم، ثنا محمَّد بن موسى، حدثتني عليلة به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 189)، وعليلة ومن فوقها لم أجد من ترجمهن. وفي حديث الربيع بنت معوذ أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائمًا فليصم، قالت: فإنا: نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فهذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار. رواه البخاري حديث رقم (1960) كتاب الصيام باب صوم الصبيان. ومسلم (2/ 798: 1136)، كتاب الصيام باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه.
1086 - وقال أبو يعلى: حدثنا عبد الأعلى: ثنا حماد، عن قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ إِيَاسِ (¬1) بْنِ حرملة، عن أبي قتادة قال: أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ (¬2) فقال -صلى الله عليه وسلم-: يَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ الْعَامَ الَّذِي قَبْلَهُ وَالَّذِي بَعْدَهُ، وَصَوْمُ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ الْعَامَ الَّذِي قَبْلَهُ. قلت: هذا إسناده مَقْلُوبٌ (¬3) وَمَتْنٌ مَقْلُوبٌ، أَمَّا الْإِسْنَادُ فَالصَّوَابُ حَرْمَلَةُ بن إياس (¬4) هكذا [أَخْرَجَهُ] (¬5) أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وَأَمَّا الْمَتْنُ فَالصَّوَابُ أَنَّ يوم عرفة هو الذي يُكَفِّرُ السَّنَتَيْنِ وَعَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً كَذَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي قتادة رضي الله عنه. ¬
1086 - تخريجه: رجاله ثقات , حماد هو ابن سلمة، وعبد الأعلى هو ابن حماد بن نصر. ووواه على هذا الوجه ابن جرير في تهذيب الآثار (مسند عمر 1/ 294: 462) قال: حدثنا ابن بشار، حدثنا سفيان عن منصور، عن مجاهد، عن إياس بن حرملة. وذكر المزي في تحفة الأشراف (9/ 241: 12080) أن النسائي رواه كذلك في السنن الكبرى (2/ 151: 2796). رواه أحمد (5/ 304)، ثنا عبد الرزاق، انا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن حرملة بن الناس الشيباني على الوجه الآخر. وهكذا رواه عبد الرزاق (4/ 286: 7832).=
= ورواه من طريق عبد الرزاق عبد بن حميد كما في المنتخب (1/ 208)، والبيهقي (4/ 283). كما رواه أحمد (5/ 296)، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا سفيان، به. ورواه عبد الرزاق (4/ 284: 7827) عن الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن حرملة بن إياس. ورواه النسائي في الكبرى كذلك كما في تحفة الأشراف (9/ 241). ورواه أحمد (5/ 307)، ثنا عفان، ثنا همام، عن عطاء بن أبي رباح، ثني أبو الخليل، عن حرملة بن الناس به. ورواه البيهقي (4/ 283) من طريق جرير والثوري، عن منصور، عن أبي الخليل، عن حرملة، عن مولى لأبي قتادة، عن أبي قتادة. بينما لفظ تكفير صيام عرفة لسنتين، وتكفير عاشوراء لسنة، فقد رواه مسلم (2/ 818: 1162) كتاب الصيام باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر ... من طريق غيلان، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة، وهكذا رواه الترمذي (3/ 124: 749)، كتاب الصوم باب ما جاء في فضل صوم عرفة، وكذلك (3/ 126: 752)، وأبو داود (2/ 321: 2425) كتاب الصوم باب في صوم الدهر تطوعًا، والنسائي (4/ 207)، كتاب الصيام، باب النهي عن صيام الدهر، وابن ماجه (1/ 551: 1730) كتاب الصيام، باب صيام يوم عرفة، وفي (1/ 553: 1738) باب صيام يوم عاشوراء وأحمد (5/ 308 و 297).
28 - باب صوم شعبان وشوال
28 - بَابُ صَوْمِ شَعْبَانَ وَشَوَّالٍ 1087 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، ثنا أبو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ (¬1)، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ رَبَّكُمْ يَطَّلِعُ (¬2) لَيْلَةَ النِّصْفِ (¬3) مِنْ شَعْبَانَ إِلَى خَلْقِهِ فَيَغْفِرُ لَهُمْ كُلِّهِمْ إلَّا أَنْ يَكُونَ مُشْرِكًا أَوْ مُصَارِمًا، قَالُوا: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصُومُ شَعْبَانَ فَيَدْخُلُ رَمَضَانُ وَهُوَ صائِم تعظيمًا لرمضان. ¬
1087 - تخريجه: رجاله ثقات إلا أنه مرسل. وذكره الهيثمي في بنية الباحث (1/ 424: 338). ورواه عبد الرزاق (4/ 317: 7923) عن محمَّد بن راشد قال: حدثنا مكحول، عن كثير بن مرة موقوفًا أن الله يطلع ليلة النصف من شعبان إلى العباد فيغفر لأهل الأرض إلَّا رجل مشرك أو مشاحن ثم رواه برقم (7924) عن المثنى بن الصباح قال: حدثني قيس بن سعد عن مكحول، عن كثير بن مرة يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مثل حديث محمَّد بن راشد.=
= والنزول ليلة النصف من شعبان ورد من طرق منها: 1 - طريق أبي ثعلبة الخشني رواه الطبراني في الكبير (22/ 224: 593)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 70: 920)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/ 445: 760)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 223: 511)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 68): وفيه الأحوص بن حكيم وهو ضعيف. 2 - طريق عبد الله بن عمرو رواه الإِمام أحمد (2/ 176) قال الهيثمي (8/ 68): وفيه ابن لهيعة وهو لين الحديث، وقال المنذري في الترغيب (3/ 283): وإسناده لين. 3 - طريق معاذ بن جبل رواه ابن حبان (12/ 481: 5665)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 191)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 224: 512)، والطبراني في الكبير (20/ 108: 215)، وفي الأوسط (7/ 397: 6772)، وقال: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي وابن ثوبان إلّا أبو خليد عتبة بن حماد تفرد به عن الأوزاعي هشام بن خالد. قال الألباني في ظلال الجنة 1/ 224: لكنه منقطع بين مكحول ومالك بن يخامر ولولا ذلك لكان الإسناد حسنًا. 4 - طريق عوف بن مالك رواه البزار كما في كشف الأستار (2/ 236) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 68): وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم: وثقه أحمد بن صالح وضعفه جمهور الأئمة وابن لهيعة لين وبقية رجاله ثقات. 5 - طريق أبي هريرة رواه البزار كما في كشف الأستار (2/ 436)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 70: 921)، وقال: هذا لا يصح وفيه مجاهيل، وقال الهيثمي (8/ 68): رواه البزار، وفيه هشام بن عبد الرحمن، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. 6 - طريق أبي بكر الصديق رواه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 325: 200)، والدارمي في الرد على الجهمية (ص 41)، واللالكائي (3/ 438: 750)، والبزار (2/ 435: 2045)، وابن أبي عاصم (1/ 222: 509)، وابن الجوزي في العلل=
= المتناهية (2/ 66: 916)، والبغوي في شرح السنّة (4/ 127: 993)، الفاكهي في أخبار مكة (3/ 85: 1838)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (3/ 29)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 2)، وابن عدي في الكامل (5/ 1946)، وقال: وعبد الملك بن عبد الملك معروف بهذا الحديث ولا يرويه عنه غير عمرو بن الحارث وهو حديث منكر بهذا الإسناد، وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح ولا يثبت. 7 - طريق علي بن أبي طالب رواه ابن ماجه (1/ 444: 923)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 71: 923)، والفاكهي في أخبار مكة رقم (1837) قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح وابن لهيعة ذاهب الحديث، قلت: وفيه ابن أبي سبرة رمي بالوضع. 8 - طريق أبي موسى الأشعري أخرجه ابن ماجه (1/ 444: 1390)، وابن أبي عاصم (1/ 223: 510)، واللالكائي (3/ 447: 763)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 71: 922)، قال الألباني في ظلال الجنة (1/ 223): إسناده ضعيف؛ لجهالة عبد الرحمن، وهو ابن عزوب، وضعفِ ابن لهيعة. 9 - طريق عائشة: رواه الترمذي (3/ 116: 739)، وابن ماجه (1/ 444: 1389)، وأحمد (6/ 238)، والفاكهي في أخبار مكة (3/ 85: 1839)، وابن الجوزي في العلل (2/ 66: 915)، واللالكائي (3/ 448: 764). قال الترمذي (3/ 117): حديث عائشة لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه من حديث الحجاج، وسمعت محمدًا -يعني البخاري- يضعف هذا الحديث، وقال: يحيي بن أبي كثير لم يسمع من عروة والحجاج بن أرطاة لم يسمع من يحيي بن أبي كثير. وبالنظر في متن هذه الأحاديث تبين لي أمران: الأول: أن هذه الأحاديث ليس فيها تخصيص لهذه الليلة بأي عمل، بل بيان نزول الله فيها ومغفرته لمن لم يتصف بصفات معينة كالإشراك والشحناء مع اختلاف الألفاظ في ذلك.=
= الثاني: أن الأحاديث تواترت بنزول الله في كل ليلة فلتكن هذه الليلة منها، قال العقيلي في الضعفاء الكبير (3/ 29): "وفي النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين، والرواية في النزول في كل ليلة أحاديث ثابتة صحاح، فليلة النصف من شعبان داخلة فيها إن شاء الله". كما ورد وصل النبي -صلى الله عليه وسلم- لشعبان برمضان: من حديث عائشة رواه أحمد (6/ 188)، وابن ماجه (1/ 528: 1649)، وأبو داود (2/ 323: 2431)، والنسائي (4/ 199)، وابن خزيمة (3/ 282: 2077)، والحاكم (1/ 434)، والبيهقي (4/ 292). ومن حديث أبي أمامة عند الطبراني في الكبير (8/ 212: 7750). ومن حديث أبي ثعلبة عند الطبراني في الكبير (22/ 224: 594). ومن حديث أم سلمة رواه أحمد (6/ 300 و 311)، والترمذي (3/ 113: 736)، والنسائي (4/ 150و 200)، وابن ماجه (1/ 528: 1648)، وأبو داود (2/ 300: 2336)، والبيهقي (4/ 210)، وأبو داود الطيالسي (ص 224: 1603)، وابن أبي شيبة (3/ 22)، والدارمي (2/ 17)، وعبد بن حميد كما في المنتخب (3/ 246)، والبغوي في مسند ابن الجعد (1/ 465: 847)، والطبراني في الكبير (23/ 256: 528 أو 527). إلَّا أن الطبراني في الكبير (7/ 228) روى حديثًا برقم (6953) عن سمرة قال: نهانا رسول الله أن نصل رمضان بصوم. وفي حديث أبي هريرة مرفوعًا إذا كان النصف من شعبان فأمسكوا عن الصوم حتى يكون رمضان، رواه أحمد (2/ 442)، والدارمي (2/ 17)، وعبد الرزاق (4/ 161: 7325)، وابن أبي شيبة (3/ 21)، وابن ماجه (1/ 528: 1651)، وأبو داود (2/ 300: 2337)، والترمذي (3/ 115: 738)، وابن حبان (8/ 355): 3589)، والطبراني في الأوسط (2/ 558: 1957)، والبيهقي (4/ 209).
1088 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ محمَّد بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ جده أسامة رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَفْطَرَ أَصْبَحَ مِنَ الْغَدِ صَائِمًا مِنْ شَوَّالٍ حَتَّى يَتِمَّ عَلَى آخِرِهِ. ¬
1088 - تخريجه: ابن محمَّد بن أسامة لا يعرف، وابن إسحاق مدلس عنعن. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 81: 2122). قال: أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر ابن المقرئ أنا أبو يعلى به. وفيه أنه كان يصوم شهرًا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أين أنت من شوال. وأشار إليه الذهبي في سير أعلام النبلاء (2/ 506). وروى ابن ماجه في سننه (1/ 555: 1744) قال: حدثنا محمَّد بن الصباح، ثنا عبد العزيز الدراوردي عن يزيد بن عبد الله بن أسامة، عن محمَّد بن إبراهيم، أن أسامة بن زيد كان يصوم أشهر الحرم فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: صم شوالًا فترك أشهر الحرم ثم لم يزل يصوم شوالًا حتى مات. قال في الزوائد: إسناده صحيح إلَّا أنه منقطع بين محمَّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وبين أسامة بن زيد. وروى الترمذي في سننه (3/ 123: 748) عن عبيد الله بن مسلم القرشي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن صيام الدهر فقال: إن لأهلك عليك حقًا صم رمضان والذي يليه وكل أربعاء وخميس فإذا أنت قد صمت الدهر وأفطرت. ورواه أبو داود (2/ 324: 2432)، والحارث كما في بغية الباحث (1/ 422: 336).=
= وروى أحمد في مسنده (3/ 416) عن عكرمة بن خالد قال: حدثني عريف من عرفاء قريش، حدثني أبي أنه سمع من في النبي -صلى الله عليه وسلم-: من صام رمضان وشوالًا والأربعاء والخميس والجمعة دخل الجنة، ورواه عبد الله بن أحمد في مسند والده (4/ 78)، ورواه الحارث كما في بغية الباحث (1/ 421: 335).
1089 - [وَقَالَ أَبُو يَعْلَى] (¬1): حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ (¬2) ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ربما (¬3) يقرن شعبان برمضان (¬4). ¬
1089 - تخريجه: رجاله ثقات، وليث اختلط بآخره. والحديث رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 82). قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن قال: ثنا عمي عبد الله بن وهب قال: حدثني فضيل بن عياض به.
29 - باب فضل صوم يوم عرفة [إلا بعرفة]
29 - باب فضل صوم يَوْمِ عَرَفَةَ [إِلَّا بِعَرَفَةَ] (¬1) 1090 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِي حَفْصٍ الطَّائِفِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ غُفِرَ لَهُ سَنَتَيْنِ مُتَتَابِعَتَيْنِ. [2] رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ (¬2) عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيِّ وَعَبْدَانَ بْنِ أَحْمَدَ قَالَا (¬3): ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُعَاوِيَةُ مِثْلَهُ (¬4). [3] وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى [قَالَ: ثنا أَبُو بكر] (¬5). ¬
1090 - تخريجه: رجاله ثقات: أبو حفص هو عبد السلام بن حفص. والحديث رواه ابن أبي شيبة في المسند (1/ 91: 105) بتمامه، وفي المصنف=
= (3/ 97) بالإسناد الأول، وليس فيه: "متتابعتين". والروياني (2/ 215: 1064): نا ابن إسحاق، نا عبد الله بن أبي شيبة، به. ورواه الطبراني في الكبير (6/ 179: 5923) بالإسناد الثاني. ورواه أبو يعلى (13/ 542: 7548) بالإسناد الثالث. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 192)، ورجال أبي يعلى رجال ثقات، وأورده في المقصد العلي (1/ 497: 536)، وفيه: حدثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ محمَّد بن جعفر بن أبي كثير قال: حدثني أبو حازم به. ورواه الطبري في تهذيب الآثار (مسند عمر) (1/ 343: 558) قال: حدثني محمَّد بن إبراهيم الأنماطي، حدثنا عبد الله بن أبي شيبة به. ورواه عبد بن حميد كما في المنتخب (1/ 418) قال: حدثني زيد بن الحباب، ثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال: سمعت أبا حازم عن سهل به.
1091 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ (¬1) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عِيَاضٍ، عن أبي سعيد رضي الله عنه، رَفَعَهُ: مَنْ صَامَ (¬3) يَوْمَ عَرَفَةَ غُفِرَ لَهُ (¬4) سَنَتَيْنِ سَنَةً قَبْلَهُ وَسُنَّةً بَعْدَهُ. رَوَاهُ ابْنُ ماجه من هذا الوجه فزاد عن أبي سَعِيدٍ عَنْ (¬5) قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ (¬6). * وَإِسْحَاقُ ضَعِيفٌ جدًا. ¬
1091 - تخريجه: ابن لهيعة صدوق خلط، وإسحاق متروك، وعياض هو ابن عبد الله بن سعد ابن أبي السرح ثقة. والحديث رواه عبد بن حميد كما في المنتخب (2/ 97)، وأشار الترمذي له في (3/ 124)، ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 493) قال: حدثنا محمَّد بن هياج، ثنا عبد الله بن موسى، ثنا عمر بن صهبان عن زيد بن أسلم، عن عياض بِهِ، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إِلَّا عمر بن صهبان، وليس بالقوي، وقد حدث عنه جماعة كثيرة من أهل العلم.=
= ورواه الطبراني في الأوسط (3/ 45: 2086) قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال: حدثنا سلمة بن الفضل قال: حدثنا الحجاج بن أرطاة عن عطية بن سعيد، عن أبي سعيد بنحوه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 192): رواه البزار وفيه عمر بن صهبان وهو متروك، والطبراني في الأوسط ... وإسناد الطبراني حسن. وروى أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 84: 602) قال: حدثنا وهيب عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نضرة، عن أبي سعيد قال: لما تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قام خطباء الأنصار ... إلى قوله: فقام زيد بن ثابت فقال: يا رسول الله، فما تقول في صوم يوم عرفة؟ قال: إني لأحتسب على الله عَزَّ وَجَلَّ أن يكفر السنة التي قبلها والسنة التي بعدها (هكذا في المطبوع ولعل فيه سقطًا).
1092 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا عثمان بن حكيم، حدثتني ندبة (¬1) قالت: سَمِعْتُ [ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا] (¬2) يَقُولُ: مَنْ صَحِبَنِي (¬3) مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى فَلَا يصومنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ فَإِنَّهُ يَوْمُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ الله تعالى (¬4). ¬
1092 - تخريجه: ندبة هي مولاة ميمونة مقبولة الرواية, وباقي رجال الإسناد ثقات. ورواه عبد الرزاق (4/ 283: 7820) عن الثوري عن عثمان به. وقد ورد عن ابن عباس الإفطار يوم عرفة بعرفة. رواه أحمد (6/ 338 أو 340) و (1/ 217: 1870) و (1/ 278: 2516) و (1/ 349: 3266) و (1/ 359: 3376)، وابن أبي شيبة (ص 180) (تحقيق عمر العمروي)، والحميدي (1/ 237: 512)، وعبد الرزاق (4/ 283: 7816)، وابن حبان (4/ 370: 3605)، والبيهقي (4/ 284)، وابن حزم (7/ 18)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند عمر) (1/ 353: 576 و 577 و 578). كما ورد عنه النهي عن صيام يوم عرفة بعرفة رواه أحمد (1/ 321: 2946) و (1/ 346: 3239) و (1/ 367: 3476)، وعبد الرزاق (4/ 283: 7817)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند عمر) (1/ 347: 564)، وأبو يعلى (5/ 129: 2744)، والطبراني في الكبير (18/ 274: 693).
1093 - [وقال مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو قُدَامَةَ عَنْ هُودِ (¬2) بْنِ شِهَابِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الخطاب رضي الله عنه عَلَى أَبْيَاتٍ (¬3) بِعَرَفَاتٍ فَقَالَ (¬4): لِمَنْ هَذِهِ الْأَبْيَاتُ؟ قُلْنَا: لِعَبْدِ الْقَيْسِ، فَقَالَ لَهُمْ خَيْرًا وَنَهَاهُمْ عن صوم يوم عَرَفَةَ. قَالَ: وَحَجَّ أَبِي وَطَلِيقُ بْنُ محمَّد الْخُزَاعِيُّ فَاخْتَلَفَا فِي صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ أبي (¬5): بينك وبيني سعيد بن المسيب، فأتياه فَقَالَ: يَا أَبَا محمَّد اخْتَلَفْنَا فِي صَوْمِ يوم عرفة فجعلناك بيننا فقال (¬6): أخبركم عن من هو خير مني عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه كان لا يصومه. ¬
1093 - تخريجه: الحارث صدوق يخطئ، وهود ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 586)، وقال أحمد: لا أعرفه كما في الجرح والتعديل (9/ 112)، وأبوه شهاب مقبول. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 34) من طريق مسدد. كما روى عبد الرزاق (4/ 283: 7818) عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يقول: طاف عمر يوم عرفة في منازل الحاج حتى أداه الحر إلى خباء قوم فسقي سويقًا فشرب. وروى النسائي في الكبرى (6/ 152: 2832) عن عطاء، عن عبيد بن عمير، كان عمر ينهى عن صوم يوم عرفة.=
= وقد ورد من حديث ابن عمر أن عمر كان لا يصوم يوم عرفة قال ابن عمر: وأنا لا أصومه، رواه عبد الرزاق (4/ 285: 7829)، وأحمد (2/ 47: 5080) و (2/ 50: 5117) و (2/ 72: 5411) و (2/ 73: 5420) و (2/ 114: 5948)، والحميدي (2/ 300: 681)، والدارمي (2/ 23)، والترمذي (3/ 125: 751) وحسنه، وأبو يعلى (9/ 445: 5595)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند عمر) (1/ 355: 582)، وابن حبان (8/ 369: 3604)، والطحاوي (2/ 72) من شرح معاني الآثار, والبغوي في شرح السنّة (6/ 346: 1792). وروى عبد الرزاق (4/ 283: 7819) عن مولى لابن عباس قال: دخلت على ابن عمر وهو يأكل يوم عرفة ... قال (يعني ابن عمر): وتخبر الناس أني أمرتك أن تفطر.
1094 - وَقَالَ [أَبُو دَاوُدَ] (¬1) الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عَقِيلٍ (¬2) عَنْ مَهْدِيٍّ الْهَجَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ. خَالَفَهُ الْحُفَّاظُ عَنْ حَوْشَبٍ وَقَالُوا (¬3) عَنْ مَهْدِيٍّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وابن ماجه (¬4). ¬
1094 - تخريجه: مهدي بن حرب الهجري مقبول، وبقية رجاله ثقات. ولم أجد هذا الحديث في المطبوع من مسند الطيالسي، وهذا يخالف ما ذكره البيهقي (5/ 117) من أن أبا داود رواه عن حوشب من حديث أبي هريرة، وما رواه عنه ابن خزيمة (3/ 292: 2101)، والحاكم (1/ 434).=
= وقد رواه البيهقي من حديث ابن عباس في (5/ 117) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ محمَّد بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو أسامة الكلبي، ثنا حسن بن الربيع، ثنا الحارث بن عبيد، عن حوشب، عن مهدي، عن عكرمة، عن ابن عباس به، قال: كذا قال الحارث بن عبيد والمحفوظ عن عكرمة عن أبي هريرة.
30 - باب الزجر عن صوم يومي الفطر والأضحى
30 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ صَوْمِ يَوْمَيِ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى 1095 - قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْفِطْرِ ويوم الأضحى ... الحديث.
1095 - تخريجه: عبد الله بن سعيد هو ابن أبي سعيد المقبري متروك. ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 498) قال: حدثنا محمَّد بن المثنى، ثنا صفوان بن عيسى، ثنا عبد الله بن سعيد به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 206): رواه البزار وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف. وقد ورد الحديث من طريق عبد الله هذا عن أبيه عن أبي هريرة، رواه عبد الرزاق (4/ 160: 7320) و (4/ 304: 7885) عن الثوري عنه، ورواه البيهقي (4/ 208) من طريق الثوري. بينما رواه الدارقطني (2/ 157) عن محمَّد بن عمرو البختري قال: ثنا أحمد بن الخليل، ثنا الواقدي، ثنا داود بن بن خالد بن دينار ومحمد بن مسلم عن المقبري عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري برقم (1993) من طريق ابن جريج عن عمرو بن دينار عن عطاء بن ميناء.=
= ورواه الإِمام مالك في الموطأ (1/ 300 و 367) عن محمَّد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة به. ومن طريق مالك أخرجه أحمد (2/ 511 أو 529)، ومسلم (2/ 799: 1138)، وابن حبان (8/ 363: 3598)، والشافعي في السنن (ص 238: 179)، والبيهقي (4/ 297)، والبغوي (6/ 348: 1894). وقد ورد النهي عن صيام يوم العيد من حديث عمر بن الخطاب رواه البخاري برقم (1990) كتاب الصوم باب صوم يوم الفطر، ومسلم (2/ 799: 1137) كتاب الصيام باب النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى. ومن حديث أبي سعيد رواه البخاري برقم (1995) كتاب الصوم باب صوم يوم النحر، ومسلم (2/ 799: 827) كتاب الصيام باب النهي عن صوم يوم الفطر والأضحى. ومن حديث ابن عمر رواه البخاري برقم (1994)، ومسلم (2/ 800: 1139). ومن حديث عائشة رواه مسلم برقم (1140)، وابن أبي شيبة (3/ 104).
31 - باب النهي عن صيام أيام التشريق
31 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ صِيَامِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ 1096 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ [سَعْدٍ رضي الله عنه] (¬1) قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قُمْ فَصِحْ فِي النَّاسِ أَنَّ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ لَا يُصَامُ فِيهَا. [2] أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ أنا (¬2) أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمَدَنِيُّ عن إسماعيل مثله. ¬
1096 - [1] تخريجه: محمَّد بن أبي حميد ضعيف، ورواه من طريق أبي عامر العقدي: الطبري في تهذيب الآثار (مسند علي) (ص 269: 418) قال: حدثني محمَّد بن معمر البحراني قال: حدثنا أبو عامر به. وأبو إبراهيم المدني في الإسناد الثاني هو محمَّد بن أبي حميد، وهو ضعيف.
1096 - [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا محمَّد بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ بِهِ (¬1). * محمَّد ضَعِيفٌ، وَهُوَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ المدني [الذي] (¬2) كناه (¬3) النضر. ¬
1096 - [3] تخريجه: رواه الحارث هكذا كما في بغية الباحث (1/ 434: 350)، ورواه من طريق روح بن عبادة الإِمام أحمد في المسند (1/ 169: 1456)، والطحاوي في معاني الآثار (2/ 244) قال: حدثنا علي بن شيبة، ثنا روح به. كما رواه الإِمام أحمد (1/ 174: 1500) من طريق محمَّد بن بكر أخبرنا محمَّد ابن أبي حميد به. ورواه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 104: 1153) من طريقه. ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 498) قال: حدثنا محمَّد بن المثنى، ثنا ابن أبي عدي عن محمَّد بن أبي حميد به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 205): "رواه أحمد ... ورواه البزار ورجال الجميع رجال الصحيح". وتعقبه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (3/ 33) فقال: أما الإسنادان اللذان في المسند هنا فليس رجالهما رجال الصحيح، بل فيهما محمَّد بن أبي حميد وهو ضعيف، ثم لم يخرج له واحد من صاحبي الصحيحين. وفي الباب عدد من الأحاديث منها: • حديث أبي هريرة رواه ابن حبان (8/ 366: 3601)، وابن أبي شيبة (4/ 21)، وابن ماجه (1/ 548: 1719)، وأحمد (2/ 229 و 387 و 513=
= و 535)، والطبري في تفسيره (2/ 316: 3914)، والطحاوي في معاني الآثار (2/ 244)، والدراقطني (4/ 283). • وحديث نبيشة الهذلي رواه مسلم (2/ 800: 1141)، وأحمد (5/ 75 و 76)، وأبو داود (3/ 100: 2813)، والنسائي (7/ 170)، والطحاوي في معاني الآثار (2/ 245)، والبيهقي (4/ 297). • وحديث كعب بن مالك رواه مسلم (2/ 800: 1142)، وعبد بن حميد كما في المنتخب (1/ 336)، والطبراني في الصغير (ص 63: 75)، وفي الكبير (1/ 224: 612 و 19/ 97: 191)، والبيهقي (4/ 260)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 345: 969)، وأحمد (3/ 460). • وحديث عبيد الله بن حذافة رواه أحمد (3/ 450)، وابن أبي شيبة (4/ 21)، والطحاوي (2/ 244)، والطبري في تفسيره (2/ 316: 3918)، وابن عدي في الكامل (4/ 1536). • وحديث عقبة بن عامر رواه ابن حبان (8/ 368: 3603)، وأحمد (4/ 152)، وابن أبي شيبة (3/ 104) و (4/ 21) (وفيه خطأ مطبعي)، والدارمي (2/ 23)، وأبو داود (2/ 320: 2419)، والترمذي (3/ 134: 773)، والنسائي (5/ 252)، والطبراني في الكبير (17/ 291: 803)، وابن خزيمة (3/ 292: 200)، والطحاوي (2/ 71)، والحاكم (1/ 434)، والبيهقي (4/ 298)، والبغوي (6/ 351: 1796)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند عمر) (1/ 347: 563). • وحديث بشر بن سحيم رواه الطيالسي (ص 183: 1299)، وابن أبي شيبة (4/ 20)، والدارمي (2/ 23)، والنسائي (8/ 104)، وابن ماجه (1/ 548: 1720)، والطحاوي (2/ 245)، والطبري في تفسيره (2/ 316: 3917)، والبيهقي (4/ 298)، وأحمد (4/ 335) و (3/ 415)، وابن خزيمة (4/ 313: 2960)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي) (ص 267: 411 - 415).=
= • وحديث عائشة وابن عمر رواه البخاري (3/ 95: 1997، 1998)، والبيهقي (4/ 298). • وحديث عائشة وحدها رواه الطحاوي (2/ 244)، والطبري في تفسيره (2/ 316: 3915). • وحديث ابن عمر وحده رواه أحمد (2/ 39: 4970)، وابن خزيمة (3/ 311: 2148)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (5/ 435: 7092)، وابن أبي شيبة (4/ 20). • وحديث أم الفضل رواه الطحاوي (2/ 245). • وحديث علي بن أبي طالب رواه الشافعي كما في السنن (ص 321: 347)، والمسند (ص 240)، وأحمد (1/ 76: 567) و (1/ 92: 708) و (1/ 104: 821 و 824) و (1/ 122: 992)، وابن أبي شيبة (4/ 19)، والطبري في تفسيره (2/ 316: 3919)، وفي مسند علي من تهذيب الآثار (ص 256)، والطحاوي (2/ 243 و 246)، وابن خزيمة (3/ 310: 2147)، والحاكم (1/ 434)، والبيهقي (4/ 298)، وأبو يعلى في المسند (1/ 357: 461)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (7/ 469: 10342). • وحديث مسعود بن الحكم عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- رواه أحمد (5/ 224). • وحديث حمزة بن عمرو الأسلمي رواه أحمد (3/ 494)، والطبراني في الكبير (3/ 157: 2987)، والدارقطني (2/ 212). • وحديث بديل بن ورقاء رواه الحاكم (2/ 250)، والطبراني في الأوسط (4/ 315: 3550)، وفي الكبير (25/ 173: 423)، وابن أبي شيبة (4/ 20). • وحديث ابن عباس رواه الطبراني في الكبير (11/ 110: 11203) و (11/ 232: 11587)، وفي الأوسط (8/ 27: 7052).=
= • وحديث عمرو بن العاص رواه مالك (1/ 376)، وأحمد (4/ 197 و 199)، والدارمي (2/ 24)، وأبو داود (2/ 320: 2418)، والطحاوي (2/ 244)، والحاكم (1/ 435)، والبيهقي (4/ 297 و 260)، وابن خزيمة (4/ 313: 2961) و (3/ 311: 2149)، والشافعي في السنن (ص 321: 348). • وحديث يونس بن شداد رواه عبد الله بن أحمد كما في مسند والده (4/ 77)، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 498). • وسيأتي حديث أنس، وحديث أم عمرو بن خلدة، وحديث زيد بن خالد الجهني متوالية.
1097 - [1] وقال الطيالسي: حدثنا الربيع، هو ابن صبيح، عَنْ يَزِيدَ [هُوَ] (¬1) الرَّقَاشِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ صَوْمِ سِتَّةٍ أَيَّامٍ مِنَ السَّنَةِ ثَلَاثَةِ (أَيَّامٍ) (¬2) مِنَ التَّشْرِيقِ وَيَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْجُمُعَةِ مُخْتَصَّةً مِنَ الْأَيَّامِ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَالْحَارِثُ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، وَمَرْزُوقٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ كِلَاهُمَا عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ صَوْمِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ الثَّلَاثَةِ بعد يوم النحر. ¬
1097 - [1] [2] تخريجه: الربيع صدوق سيِّىء الحفظ، ويزيد ضعيف. ومرزوق لا بأس به، وفي المطبوع من مسند أبي يعلى (7/ 144) مسروق. والحديث رواه الطيالسي في مسنده (ص 281: 2105)، وفيه (ثلاث أيام). وذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 434: 349).
1097 - [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ (¬1) [ثنا] (¬2) روح بهذا. ¬
1097 - [3] تخريجه: فيه يزيد الرقاشي والربيع بن صبيح، كلاهما ضعيف. والحديث بهذا الإسناد في مسند أبي يعلى (7/ 144: 4111)، وفيه: مسروق أبو عبد الله الشامي، بدل: مرزوق؛ وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 502: 545)، وقال في مجمع الزوائد (3/ 206): رواه أبو يعلى، وهو ضعيف من طرقه كلها.
1097 - [4] قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ محمَّد (¬1)، ثنا كَهْمَسُ بن المنهال (¬2) ثنا (¬3) سعيد ابن أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيُّ، فَذَكَرَ مِثْلَ حديث الطيالسي. ¬
1097 - [4] تخريجه: يزيد ضعيف، وسعيد مدلس عنعن واختلط بآخره، ورواية كهمس عنه متأخرة، وكهمس صدوق. والحديث رواه أبو يعلى في المسند (7/ 150: 4117). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 502: 544).
1097 - [5] وقال [أبو يعلى] (¬1): حدثنا محمَّد بن خالد الطحان، ثنا أبي ثنا (¬2) سعيد عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه فَذَكَرَهُ. قُلْتُ: أَخْطَأَ فِيهِ محمَّد بْنُ خَالِدٍ وَإِنَّمَا هُوَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ لَا قَتَادَةُ. [6] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يزيد الرقاشي فذكر مثل رواية الطيالسي. ¬
1097 - تخريجه: [5] سعيد مدلس عنعن، ومحمد بن خالد ضعيف، وفي التاريخ الكبير (3/ 74): قال ابن معين: لا شيء، وأنكر روايته عن أبيه عن ابن أبي عروبة والأعمش. والحديث رواه أبو يعلى (5/ 292: 2913). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 501: 543). ورواه من طريق أبي يعلى ابن عدي في الكامل (6/ 2276)، وقال: لا يرويه بهذا الإسناد غير محمَّد بن خالد عن أبيه. ورواه الدارقطني (2/ 212) قال: حدثنا محمَّد بن إسماعيل الفارسي، ثنا عثان بن حرزاذ ثنا محمَّد بن خالد الطحان به، ثم قال: قال عثمان: ما كتبناه إلّا عن محمَّد بن خالد. [6] يزيد فيه ما علمت سابقًا. والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 434: 348). وسبق ذكر ما ورد في النهي عن صوم العيدين عند الحديث رقم (1095)، وما ورد في النهي عن صوم أيام التشريق عند الحديث رقم (1096)، وسيأتي ما يتعلق بالنهي عن إفراد يوم الجمعة عند الحديث رقم (1100).
1098 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [بْنُ دَاوُدَ] (¬1). [2] وأحمد من مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ. [3] وَأَبُو بَكْرِ بن أبي شيبة: حدثنا وكيع. [4] وعبد بن حميد: حدثنا زَيْدُ (¬2) بْنُ الْحُبَابِ. كُلُّهُمْ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ، عَنْ عُمَرَ (¬3) بن (¬4) خلدة (¬5) الأنصاري عن أمه -رضي الله عنها- قَالَتْ: بَعَثَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عليًا رضي الله عنه أَيَّامَ التَّشْرِيقِ يُنَادِي: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهَا أَيَّامُ أكل وشرب وبعال يعني نكاح لَفْظُ أَبِي بَكْرٍ. [5] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. * موسى ضعيف. ¬
1098 - تخريجه: المنذر مجهول، والحديث رواه ابن أبي شيبة (4/ 21)، وعبد بن حميد كما في المننخب (3/ 257)، ورواه من طريق ابن أبي شيبة ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 147: 3376)، ومن طريقه رواه ابن الأثير في أسد الغابة (7/ 372).=
= كما رواه الطحاوي (2/ 245) قال: حدثنا علي بن شيبة قال: ثنا روح به. ورواه إسحاق (5/ 266: 2419) قال: أخبرنا وكيع به. ورواه الشافعي كما في السنن (ص 320: 347) قال: أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محمَّد الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ عن عبد الله بن أبي سلمة عن عمرو بن سليم الزرقي عن أمه به، كما رواه في المسند (ص 240). ورواه أحمد (1/ 104: 821) قال: حدثنا يحيي بن غيلان، حدثنا المفضل بن فضالة، حدثني يزيد به. وبرقم (824) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث بن سعد عن ابن الهاد به. ورواه بهذا الإسناد النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (7/ 470: 10342). وقد رواه الطبري في تهذيب الآثار (مسند علي) (ص 256) بطرق عن الليث وحيوة بن شريح عن ابن الهاد به. ورواه أحمد (1/ 76: 567) قال: حدثنا أبو سعيد، حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، حدثنا يزيد بن الهاد عن عمرو بن سليم به. وعمرو بن سليم هو عمرو بن خلدة قال المزي في تهذيب الكمال (22/ 55): عمرو بن سليم بن خلدة ... الزرقي. وقد ورد الحديث من طريق أم مسعود بن الحكم الزرقي عن علي، رواه أحمد (1/ 92: 708) و (1/ 122: 992)، وابن أبي شيبة (4/ 19)، والطحاوي (2/ 246)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي) (ص 260)، وفي تفسيره (2/ 316: 3919)، وابن خزيمة (3/ 310: 2147)، والحاكم (1/ 434)، والبيهقي (4/ 298)، وأبو يعلى في المسند (1/ 356: 461)، والنسائي في الكبرى كما ذكر المزي في تحفة الأشراف (7/ 469: 10342)، والمزي في تهذيب الكمال (32/ 460).=
= وذكر ابن حجر في الإصابة (4/ 263) أنهما امرأتان، وظاهر صنيع المزي في تحفة الأشراف (7/ 470) أنهما امرأة واحدة ولا يبعد ذلك بأن تتزوج من سليم بن خلدة فيأتي لها ولد اسمه عمرو، ثم تتزوج بالحكم وتأتي بمسعود وقد روي عن أم مسعود بن الحكم عن بديل بن ورقاء رواه الحاكم (2/ 250)، والطبراني في الأوسط (4/ 315: 3550).
1099 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ رَجُلًا يُنَادِي أَيَّامَ التَّشْرِيقِ: إِنَّ هَذِهِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَنِكَاحٍ. * قلت: عمرو بن الحصين ضعيف (¬2). ¬
1099 - تخريجه: إسحاق بن يحيي هو ابن الوليد بن عبادة بن الصامت مجهول الحال لا يروي عنه غير موسى بن عقبة، وعمرو بن الحصين متروك كما قال الحافظ في التقريب، ويبدو أن هذا الإسناد مركب.
32 - باب النهي عن صوم يوم الجمعة
32 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ 1100 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ العزيز (¬1) ابن رفيع، عن قيس بن السكن قال: إن أناسا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ أَتَوْا أَبَا الدَّرْدَاءِ (¬2) رضي الله عنه في يوم الجمعة (¬3) وَهُمْ صِيَامٌ (¬4) فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ فاقسم عليكم (¬5) أن تفطروا. ¬
1100 - تخريجه: قال البوصيري (4/ 255): رجاله ثقات. رواه ابن أبي شيبة (3/ 44) عن يحيي به، وفيه (أبو ذر). ورواه عبد الرزاق (4/ 281: 7811) عن إسرائيل عن عبد العزيز بن رفيع به، وفيه (أبو ذر). وقد ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي الدرداء: لا تخص يوم الجمعة بصيام رواه عبد الرزاق (4/ 279: 7803)، وأحمد (6/ 444)، وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ من الحديث (ص 201: 373 و 379)، وابن عدي في الكامل (4/ 1642).=
= وفي الباب عدد من الأحاديث منها: حديث أبي هريرة رواه البخاري برقم (1985)، كتاب الصوم، باب صوم يوم الجمعة، ومسلم (2/ 801: 1144) باب كراهية صيام يوم الجمعة منفردًا. وحديث جابر رواه البخاري برقم (1984)، ومسلم (2/ 801: 1143). وحديث جويرية رواه البخاري برقم (1986)، والطيالسي (ص 226: 1623)، وابن أبي شيبة (3/ 44)، وأحمد (2/ 189) و (6/ 324 و 430)، وعبد كما في المنتخب (3/ 255)، وأبو داود (2/ 321: 2422)، وابن خزيمة (3/ 316: 2164)، وابن حبان (8/ 375: 3611)، والبيهقي (4/ 276 و 302)، والطحاوي (2/ 78). ومن حديث ابن عباس رواه أحمد (1/ 288: 2615). ومن حديث جنادة الأزدي رواه ابن أبي شيبة (3/ 44)، والحاكم (3/ 608)، والطبراني في الكبير (2/ 281: 2173)، والطحاوي (2/ 79). ومن حديث بشير بن الخصاصية رواه أحمد (5/ 224)، وعبد كما في المنتخب (1/ 393)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 106: 1177)، والطبراني في الكبير (2/ 44: 1232). ومن حديث ابن عمر رواه الطيالسي (ص 260: 1922).
1101 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: مَا رُئي (¬2) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- مفطرًا يوم [الجمعة قط] (¬3). ¬
1101 - تخريجه ليث هو ابن أبي سليم، صدوق اختلط أخيرًا فترك حديثه، وعمير قال عنه ابن معين: لا أعرفه، (الجرح والتعديل 6/ 377). والحديث رواه ابن أبي شيبة (3/ 46) من طريق حفص به. ورواه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 106: 1173) من طريق علي بن المديني، ثنا حفص به. ورواه أبو يعلى (10/ 71: 5709) قال: حدثنا ابن نمير، حدثنا حفص به. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 499: 539). ورواه أبو أمية الطرسوسي في مسند ابن عمر (ص 29: 31) من طريق عبد السلام عن ليث به وتحرفت عمير إلى عمران. ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 499: 1071) قال: حدثنا محمَّد بن المثنى، ثنا مسلم، ثنا الحسن بن أبي جعفر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن ابن عمر به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 203): رواه أبو يعلى والبزار، وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف. وورد هذا المعنى من حديث ابن مسعود رواه الترمذي (3/ 118: 742)، والنسائي (4/ 204)، والبيهقي (4/ 294)، وابن ماجه (1/ 550: 1725)، وأحمد (1/ 406: 3860)، وأبو يعلى (9/ 206: 5305)، وابن خزيمة (3/ 303:=
= 2129)، والطيالسي (ص 48: 359)، وابن أبي شيبة (3/ 46)، وابن حبان (8/ 406: 3645)، وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (ص 204: 385)، والبغوي في شرح الستة (6/ 358: 1803). ومن حديث ابن عباس رواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 499)، وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ من الحديث (ص 203: 383)، وابن الجوزي في التحقيق (2/ 106: 1173). وصيامه ليوم الجمعة يحتمل أن يكون معه غيره أو لعادة أو خاصًا به.
33 - باب صوم ثلاثة أيام من كل شهر
33 - باب صوم ثلاثة أيام من كل شهر (¬1) 1102 - [1] قال أبو بكر: حدثنا عبيد الله بن موسى أنا (¬2) إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر (¬3) عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ عَنِ الصِّيَامِ، فَشُغِلَ عنه فقال له ابن مسعود رضي الله عنه: صُمْ رَمَضَانَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ يَا عَبْدَ الله، فَقَالَ [لَهُ] (¬4) رَسُولُ اللَّهِ (¬5) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: وما تَبْغِي؟ صُمْ رَمَضَانَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شهر. * هذا إسناد حسن. ¬
1102 - [1] تخريجه: إبراهيم بن مهاجر صدوق لين الحفظ. قال البوصيري (4/ 244): رواه ابن أبي شيبة بإسناد حسن.
1102 - [2] رواه الْبَزَّارُ، ثنا محمَّد بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ أَسْنَدَ (¬1) إِبْرَاهِيمُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه إلَّا هذا. ¬
1102 - [2] تخريجه: في إسناده إبراهيم بن مهاجر. وأخرجه البزار هكذا كما في كشف الأستار (1/ 494). قال الحافظ في مختصر زوائد البزار (1/ 408): إسناده حسن. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 199): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
1103 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ (¬1) حُمَيْدٍ (¬2) الْأَعْرَجِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَوْمُ رَمَضَانَ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبُ وَغَرَ (¬3) الصَّدْرِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا (¬4) وَغَرُ (¬5) الصَّدْرِ؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: ألُمه (¬6) وغله. ¬
1103 - تخريجه: رجاله ثقات، ومجاهد بن جبر تابعي فالحديث مرسل. قال البوصيري (4/ 244): رواه مسدد مرسلًا والنسائي مرفوعًا من حديث أبي هريرة. وسيأتي ذكر ما في الباب من أحاديث عند الحديث رقم (1107).
1104 - وقاله أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، ثنا أَبُو هُبَيْرَةَ، عَنْ صَدَقَةَ قال: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عنهما- عَنِ الصَّوْمِ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ (¬1) صِيَامَ خير البشر النبي -صلى الله عليه وسلم- الأمي العربي (¬2) القرشي أبي القاسم -صلى الله عليه وسلم-، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شهر ويقول: هي صيام الدهر -صلى الله عليه وسلم-. ¬
1104 - تخريجه: فرج بن فضالة ضعيف، وأبو هبيرة وصدقة لم أعرفهما. انظر: تعجيل المنفعة (ص 126). والحديث رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (24/ 47). وروى النسائي (4/ 198) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا قال: حدثنا عبيد الله قال: حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد، عن ابن عباس كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يفطر أيام البيض في حضر ولا سفر. ورواه الطبراني في (12/ 11: 12320) قال: حدثنا محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن إسحاق الصيني، عن يعقوب القمي به. ورواه الضياء في المختارة (10/ 103) من طريق الطبراني. وصوم النبي -صلى الله عليه وسلم- لثلاثة أيام من كل شهر ورد من حديث عائشة عند مسلم (2/ 818: 1160)، وأبي داود (2/ 328: 2453)، والترمذي (3/ 135: 763)، وابن ماجه (1/ 545: 1710)، وأحمد (6/ 145)، والطيالسي (ص 220: 1572)، والبيهقي (4/ 295)، وابن حبان (8/ 416: 3657 و 3654). ومن حديث أم سلمة رواه النسائي (4/ 203). ومن حديث حفصة رواه أحمد (6/ 287)، والنسائي (4/ 220)، وأبو داود=
= (2/ 328: 2452)، والطبراني في الكبير (23/ 205 و 216، و 352: و 354 و 396 و 398)، وأبو يعلى (2/ 469، و 476: 7041 و 7048). ومن حديث ابن عمر رواه أحمد (2/ 90: 5643)، والنسائي (4/ 219). ومن حديث عبد الله بن مسعود رواه أبو داود (2/ 328: 2450)، والترمذي (3/ 118: 742)، والنسائي (4/ 204)، والطيالسي (ص 48: 360)، والطبري في مسند عمر 2/ 863)، وابن حبان (8/ 403: 3641)، والبيهقي (4/ 294). ومن حديث بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رواه أحمد (6/ 288 و 423)، والنسائي (4/ 220). ووصف صيام ثلاثة أيام من كل شهر بصيام الدهر، وورد في أحاديث، منها: • حديث أبي قتادة رواه مسلم (2/ 818: 1162)، وأبو داود (2/ 321: 2425)، وابن خزيمة (3/ 301: 2126)، وعبد الرزاق (4/ 295: 7865)، وأحمد (5/ 296)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند عمر 1/ 291: 458)، والبيهقي (4/ 300)، وابن حبان (8/ 403: 3642). • وحديث أبي ذر رواه الطيالسي (ص 65: 482)، وأحمد (5/ 145 و 154)، والترمذي (3/ 35: 762)، والنسائي (4/ 219)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند عمر 1/ 332: 538). • ومن حديث معاوية بن قرة، عن أبيه، رواه الطيالسي (ص 144: 1074)، والدارمي 2/ 19، وإحمد (3/ 435) و (4/ 19) و (5/ 34)، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 495)، والطبري في مسند عمر (1/ 334: 541)، والبغوي في مسند ابن الجعد (1/ 534: 1126)، وابن حبان (8/ 413: 3652)، والطبراني في الكبير (19/ 26: 53). • ومن حديث عبد الملك بن المنهال عن أبيه رواه الطيالسي (ص 170: 1225)، وأحمد (4/ 165) و (5/ 28)، والنسائي (4/ 224)، والطبري في مسند=
= عمر (1/ 337)، وابن حبان (8/ 411: 3651)، والبيهقي (4/ 294)، وابن ماجه (1/ 544: 1707)، والطبراني في الكبير (19/ 16: 24). • ومن حديث أبي هريرة رواه الطيالسي (ص 315: 2393)، وأحمد (2/ 263 و 384 و 513)، والنسائي (4/ 218)، والطبري في تهذيب الآثار مسند عمر (1/ 332: 537)، وابن حبان (8/ 417: 3659)، والبيهقي (4/ 293). • ومن حديث قتادة بن ملحان: رواه أحمد (5/ 27)، وأبو داود (2/ 328: 2449)، والطبري (مسند عمر 1/ 337: 547)، والبيهقي (4/ 294)، والطبراني في الكبير (19/ 15: 23)، وابن ماجه (1/ 545). • ومن حديث علي: رواه أبو يعلى (1/ 346: 442)، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 493). • ومن حديث جرير: رواه الطبري (مسند عمر 1/ 333: 539)، والنسائي (4/ 221)، والطبراني في الكبير (2/ 356: 2499)، وفي الصغير (ص 329: 895)، وفي الأوسط (8/ 270: 7546). • ومن حديث عبد الله بن مسعود: رواه الطبراني في الكبير (10/ 169: 10232). • ومن حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رواه البخاري برقم (1976) كتاب الصوم، باب صوم الدهر، ومسلم (2/ 812: 1159)، وابن حبان (8/ 400: 3638).
1105 - [1] وقال الحارث: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنِ الْحَجَّاجِ (¬1) بْنِ أَرْطَأَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ (¬2) عَنْ يَزِيدَ بْنِ الحوتكية (¬3) قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سُئِلَ عَنِ الْأَرْنَبِ [فَقَالَ] (¬4): مَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ أَتَاهُ الأعرابي (¬5) [الرجل] (¬6) فَقَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: جَاءَ بِهَا الْأَعْرَابِيُّ وقد تطيبها وَصَنَعَهَا (¬7)، وَأَهْدَاهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (¬8) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: رَأَيْتُهَا تَدْمَى؛ أَيْ تَحِيضُ، ثم قال -صلى الله عليه وسلم- للقوم: كلوا، فلم يأكل الأعرابي، فقال -صلى الله عليه وسلم-: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْكُلَ؟ قَالَ: إِنِّي صائِم، قَالَ: فَهَلَّا الْبِيضُ. * هَكَذَا (¬9) رَوَاهُ الْحَجَّاجُ وَهُوَ مدلس (¬10). ¬
1105 - [1] تخريجه: عبد الوهاب صدوق ربما أخطأ، والحجاج صدوق كثير الخطأ والتدليس، ويزيد مقبول.=
= والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 424: 339). ورواه أبو يعلى (1/ 166: 185) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا معاذ ابن هشام، حدثني أبي به. ورواه الطيالسي (ص 10: 44) قال: حدثنا المسعودي عن حكيم بن جبير عن موسى بن طلحة به. ورواه أحمد (1/ 31: 210) قال: حدثنا أبو النضر، حدثنا المسعودي بنحوه وجعل الرجل الذي استدعاه عمر هو عمار. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 198)، وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وقد اختلط.
1105 - [2] وَقَدْ رَوَاهُ محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَحَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنِ ابن الحوتكية (¬1) عن أبي ذر رضي الله عنه، وَبَيَّنَ أَنَّ الرَّجُلَ الْمَذْكُورَ (¬2) الَّذِي حَدَّثَ بِهَذَا الحديث هو أبو ذر رضي الله عنه. ¬
1105 - [2] تخريجه: هكذا رواه الحميدي في مسنده (1/ 75: 136)، وأحمد (5/ 150). (وفي الإسناد خطأ مطبعي)، والنسائي (4/ 223). ورواه من طريق حكيم وحده الإِمام أحمد في المسند (5/ 150). ورواه من طريق محمَّد وحده عبد الرزاق في المصنف (4/ 299: 7874) و (4/ 516: 8693)، وابن خزيمة (3/ 302: 2127). وورد من طريق عمر بن عثمان بن موهب، عن موسى به، رواه ابن خزيمة (3/ 303)، والنسائي (7/ 196). ومن طريق بيان بن بشر عن موسى به رواه النسائي (4/ 223)، وذكر أنه خطأ. وقد ورد الحديث في الصيام من طريق موسى بن طلحة، عن أبي ذر بدون ذكر ابن الحوتكية، رواه الطيالسي (ص 64: 475)، وأحمد (5/ 152و 162 و 177)، والترمذي (3/ 125: 761)، والنسائي (4/ 222)، وابن خزيمة (3/ 302: 2128)، البيهقي (4/ 294)، وابن حبان (8/ 415: 3655)، والحميدي (1/ 76: 137)، وعبد الرزاق (4/ 299: 7873)، والبغوي في شرح السنّة (6/ 355: 1800). قال ابن خزيمة (3/ 302): موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذر قصة الصوم دون قصة الأرنب، وروى عن ابن الحوتكية القصتين معًا.=
= وقد ورد الحديث عن موسى بن طلحة مرسلًا رواه النسائي (4/ 224). وورد من حديث أبى رواه النسائي (4/ 223)، وقال: هذا خطأ لعله (أبو ذر). وورد من حديث أبي مسعود رواه عبد الرزاق (4/ 518: 8699). ورواه الطبراني في الأوسط (7/ 488: 6965) من حديث ابن مسعود وأُبَيّ.
1105 - [3] وَرَوَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ عَنِ الْهَيْثَمِ الصَّوَّافِ (¬1) عَنْ موسى، عن يزيد بن الحوتكية (¬2) عن عمر (¬3). وَرُوِيَ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هريرة. ¬
1105 - [3] تخريجه: جاء في مسند أبي حنيفة (ص 231)، ورواه إبراهيم بن طهمان عن أبي حنيفة، عن الهيثم، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ الْحَوْتَكِيَّةِ، عن عمر. وقد رواه قبل ذلك (ص 230) عن أبي حنيفة، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ الْحَوْتَكِيَّةِ قال: سئل عمر ... الحديث. وهكذا رواه أبو يعلى (3/ 186: 1612) قال: قرئ على بشر بن الوليد وأنا حاضر حدثنا أبو يوسف، عن أبي حنيفة، عن موسى بن طلحة به. ورواه أحمد (2/ 346) قال: حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن موسى، عن أبي هريرة، وفي (2/ 336): ثنا أبو الوليد بن عمر، حدثني أبو عوانة. والنسائي (4/ 222) قال: أخبرنا محمَّد بن معمر قال: حدثنا حبان قال: حدثنا أبو عوانة به وكذلك (7/ 196)، كما رواه ابن حبان (8/ 410: 3650) من طريق أبي عوانة بنحوه.
1106 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا شعبة، عن قتادة، قال: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عباس -رضي الله عنهما- عَنْ صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ الْبِيضِ فَقَالَ (¬1): كَانَ عمر رضي الله عنه يصومهن. ¬
1106 - تخريجه: رجاله ثقات، وإسناده متصل. رواه الحارث كما في بغية الباحث (1/ 219: 83) و (1/ 425: 340). كما رواه الطبري في تهذيب الآثار (مسند عمر) (2/ 856: 1210) قال: حدثنا ابن بشار وابن المثنى قالا: حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شعبة بنحوه. وبرقم (1211) قال: حدثثا ابن بشار، حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي وحدثنا ابن بشار، حدثنا ابن أبي عدي وأبو داود قالا: حدثنا هشام عن قتادة بنحوه. وبرقم (1212) قال: حدثنا ابن المثنى، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة. وتمتاز رواية الحارث بتصريح شعبة بالتحديث، وبتصريح قتادة بالسماع. وروى الطبري برقم (1215) قال: حدثنا ابن بشار، حدثنا يحيي بن سعيد وعبد الأعلى قالا: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، أن عمر بن الخطاب كان يصوم الأيام البيض.
1107 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (¬1): إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ (¬2) وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدهر ويذهب وحر الصَّدْرِ. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غياث، ثنا حماد به (¬3) وحجاج فيه ضعف (¬4). [3] [لكن] (¬5) تابعه يونس بن أبي اسحق أخرجه البزار أيضًا. ¬
1107 - تخريجه: الحارث الأعور في حديثه ضعف، والحجاج هو ابن أرطاة، صدوق كثير الخطأ والتدليس. رواه أبو يعلى في المسند (1/ 346: 442). ورواه البزار (الكشف 1/ 494: 1055) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غَياْثٍ، ثنا حَمَّادٌ، به. والحديث في كشف الأستار (1/ 494: 1056) قال: حدثنا محمَّد بن المنتشر الكوفي، ثنا الوليد بن القاسم، عن يونس، عن ابن أبي إسحاق، عن أبيه. كلما رواه البزار (الكشف 1/ 493: 1054) حدثنا عبد الواحد، ثنا حماد عن الحجاج، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عن علي. وقد ورد هذا المعنى في أحاديث منها:=
= • حديث أبي ذر رواه أحمد (5/ 154)، والطيالسي (ص 65: 482). • وحديث رجل من الصحابة رواه النسائي (4/ 208)، وعبد الرزاق (4/ 296: 7867)، وأحمد (5/ 78). • وحديث الأعرابي رواه ابن حبان (14/ 497: 6557)، وأحمد (5/ 77 و 363)، وابن أبي شيبة (14/ 342)، والبيهقي (6/ 303)، وعبد الرزاق (4/ 300: 7877)، ورواه الطبراني في الأوسط (5/ 494: 4937)، وسماه النمر بن تولب. • ومن حديث ابن عباس رواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 494). • ومن حديث عبد الله بن مسعود رواه الطبراني في الكبير (9/ 227: 8984). • ومن حديث مجاهد مرسلًا وتقدم برقم (1103).
1158 - وَقَالَ [أَبُو دَاوُدَ] (¬1) الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُسْلِمٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ الْمُزَنِيُّ، عَنْ كَهْمَسٍ الْهِلَالِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا وَفِيهِ قَالَ كَهْمَسٌ: إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرْتُهُ بِإِسْلَامِي ثُمَّ غِبْتُ عَنْهُ حَوْلًا ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يا رسول الله كأنك تعرفني (¬2) قَالَ: أَجَلْ (¬3) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أفطرت منذ فارقتك، قال -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُعَذِّبَ نَفْسَكَ؟! صُمْ (¬4) يَوْمًا مِنَ الشَّهْرِ، قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: صُمْ يَوْمَيْنِ، قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ [مِنْ كل شهر] (¬5). ¬
1108 - تخريجه: حماد بن يزيد زكره ابن حبان في الثقات (6/ 219)، وترجمه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 20)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 151)، ولم يذكر فيه جرحًا. والحديث رواه الطيالسي (ص 7: 32)، وفيه (حماد بن زيد). ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 123: 1445) قال: حدثنا يونس بن حبيب بن عبد القاهر، نا أبو داود به. ورواه الطبراني في الكبير (19/ 194: 435) قال: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد به. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 238)، قال: قال لنا موسى بن إسماعيل به.=
= ورواه الطبري في تهذيب الآثار (مسند عمر) (1/ 335: 544) قال: حدثني العباس بن أبي طالب، حدثنا موسى بن إسماعيل به. وورد معناه من حديث أبي مجيبة الباهلي، عن أبيه أو عن عمه رواه ابن ماجه (1/ 554: 1741)، وأبو داود (2/ 322: 2428)، وعبد الرزاق (4/ 297: 7868)، وأحمد (5/ 28)، والبيهقي (4/ 291)، وعبد بن حميد كما في المنتخب (1/ 287 و 364)، والطبراني في الكبير (22/ 358: 901)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 454: 1255)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (4/ 309: 5240).
34 - باب تعيين الثلاثة المذكورة
34 - بَابُ تَعْيِينِ الثَّلَاثَةِ الْمَذْكُورَةِ 1109 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا شِهَابُ بن خراش، عن صالح بن جبلة، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ صَامَ الأربعاء والخميس والجمعة بني الله تعالى لَهُ بَيْتًا (¬1) فِي الْجَنَّةِ يُرَى ظَاهِرُهُ مِنْ باطنه وباطنه من ظاهره. ¬
1109 - تخريجه: شهاب بن خراش الشيباني صدوق يخطئ، وصالح بن جبلة قال الأزدي: ضعيف (ميزان الاعتدال 2/ 291)، وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 456). ورواه الطبراني في الكبير (8/ 299: 7981) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا الهيثم بن خارجة به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 202): رواه الطبراني في الكبير وفيه صالح بن جبلة ضعفه الأزدي. وقال البوصيري (4/ 255): فيه صالح بن جبلة، وهو ضعيف. وفي الباب حديث أنس بن مالك مرفوعًا: مَنْ صَامَ الْأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ وَالْجُمُعَةَ بَنَى اللَّهُ له قصرًا في الجنة من لؤلؤ وياقوت وزبرجد وكتب له براءة من النار،=
= رواه الطبراني في الأوسط (1/ 188: 256) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 202): وفيه صالح بن جبلة ضعفه الأزدي، كما رواه ابن عدي في الكامل (2/ 472)، وأعله بأبي بكر بن أبي مريم. وحديث رجل من قريش من صام رمضان وشوالًا والأربعاء والخميس والجمعة دخل الجنة. رواه أحمد (3/ 416)، وابنه (4/ 78)، والحارث كما في بغية الباحث (1/ 421: 335). وحديث أنس مرفوعًا: من صام ثلاثة أيام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب له عبادة سنتين، رواه الطبراني في الأوسط (2/ 468: 1810). وحديث عبيد الله بن مسلم القرشي عن أبيه مرفوعًا: "صم رمضان والذي يليه وكل أربعاء وخميس فإذا أنت قد صمت الدهر وأفطرت" رواه أبو داود (2/ 324: 2432)، والترمذي (3/ 123: 748)، والحارث كما في بغية الباحث (1/ 422: 336). وحديث أم سلمة أن النبي أمرها أن تصوم ثلاثة أيام من كل شهر الاثنين والخميس والجمعة، رواه أحمد (6/ 289 و 310). وحديث عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يصوم من شهر السبت والأحد والاثنين، ومن الشهر الثاني الثلاثاء والأربعاء والخميس، رواه الترمذي (3/ 122: 746).
1110 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنِي محمَّد بْنُ زَيْدٍ، عن حنش (¬1) الصنعاني عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- نَحْوَهُ. وسيأتي حديث ابن عباس وابن عمر. ¬
1110 - تخريجه: سويد هو ابن سعيد، صدوق، عمي بآخره فصار يتلقن، وبقية هو ابن الوليد صدوق كثير التدليس عن الضعفاء وقد عنعن، وأبو بكر يحتمل أن يكون ابن أبي مريم، وهو ضعيف، ومحمد بن زيد لم أعرفه، والذي في المسند (يزيد). وهذا اللفظ من حديث ابن عباس رواه الطبراني في الأوسط (1/ 187: 255) قال: حدثنا أحمد بن شديد قال: حدثنا زهير بن عباد الرواسي قال: حدثنا شهاب بن خراش عن صالح بن جبلة، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به. والذي وجدته عند أبي يعلى مافي المسند (10/ 10: 5636) للاسناد الذي ذكره ابن حجر ومتنه: من صام الأربعاء والخميس كتب له براءة من النار. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 498: 537)، وفي مجمع الزوائد (3/ 201)، وقال: رواه أبو يعلى وفيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف. وروى البيهقي (4/ 295) بإسناد ضعفه أن ابن عباس كان يستحب صومها ويخبر أن النبي كان يأمر بذلك.
1111 - وَعَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عنهما- به.
1111 - تخريجه: فيه سويد بن سعيد وبقية وقد عنعن وأبو بكر. وهو كذلك في مسند أبي يعلى (10/ 11: 5637)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 499: 538). وروى الطبراني في الكبير (12/ 347: 13308) قال: حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، ثنا يحيي بن عبد الله البابلتي، ثنا أيوب بن نُهيك قال: سمعت محمد بن قيس المدني أبا حازم يقول: سمعت ابن عمر يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: من صام يوم الأربعاء ويوم الخميس ويوم الجمعة ثم تصدق يوم الجمعة بما قل من ماله غفر له كل ذنب عمله حتى يصير كيوم ولدته أمه من الخطايا. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 202): رواه الطبراني في الكبير وفيه محمَّد بن قيس المدني أبو حازم ولم أجد من ترجمه. وقال البيهقي (4/ 295): والبابلتي ضعيف. ورواه البيهقي (4/ 295) قال: أخبر أبو محمَّد الحسن بن علي بن المؤمل، ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ثنا أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرني عبد الله بن واقد قال: حدثني أيوب بن نهيك مولى سعد بن أبي وقاص، عن عطاء، عن ابن عمر بنحوه.
35 - باب صوم يوم وإفطار يوم
35 - باب صوم يوم وإفطار يوم (¬1) 1112 - قال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: إن رجلا سأل النبي -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَصُومُ الدَّهْرَ، فَنَهَاهُ وَعَاوَدَهُ فنهاه ثلاث مرات [ولكن صوم داود] (¬2) [صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا فَإِنَّ ذَلِكَ صَوْمُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ] (¬3)، فَمَا زَالَ ذَلِكَ (¬4) الرَّجُلُ يصوم يومًا ويفطر يومًا حتى مات. ¬
1112 - تخريجه: بشر بن حرب الأزدي صدوق فيه لين وبقية رجاله ثقات، فهذا إسناد حسن. وروى الطبري في مسند عمر (1/ 303: 484) قال: حدثنا ابن حميد، حدثنا يحيي بن واضح، حدثنا الحسين بن واقد، عن أبي عمرو الندبي، عن أبي سعيد الخدري، إن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أصوم الدهر، فنهاه. وقد ورد أن صيام داود هو صيام يوم وإفطار يوم من حديث عبد الله بن عمرو رواه البخاري برقم (1976)، ومسلم (2/ 813: 1159). ومن حديث أبي قتادة، وسيأتي تخريجه عند الحديث رقم (1114) وحديث ابن عباس الآتي.
1113 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا (¬1) فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، ثنا أَبُو هُبَيْرَةَ (¬2) عَنْ صدقة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِنَّ أَفْضَلَ الصِّيَامِ صِيَامُ أَخِي دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ نِصْفَ الدَّهْرِ يَصُومُ يَوْمًا (¬3) وَيُفْطِرُ يومًا. ¬
1113 - تخريجه: فرج بن فضالة ضعيف، وأبو هبيرة وصدقة لم أعرفهما. انظر: تعجيل المنفعة (ص 126). وتقدم هذا الإسناد عند الحديث رقم (1104). وأما المتن فرواه أحمد في المسند (1/ 314: 2876) قال: حدثنا أبو النضر قال: حدثنا الفرج بن فضالة، عن أبي هرم، عن صدقة الدمشقي قال: جاء رجل إلى ابن عباس يسأل عن الصيام فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "إن من أَفْضَلَ الصِّيَامِ صِيَامُ أَخِي دَاوُدَ كَانَ يَصُومُ يومًا ويفطر يومًا". ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (24/ 47). وقد ورد أن أفضل الصيام صيام داود مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص رواه البخاري برقم (1976)، ومسلم (2/ 816: 1159).
1114 - وقال أبو يعلى: حدثنا شيبان (¬1)، ثنا أبو هلال، ثنا غيلان ابن جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْبَدٍ (¬2) الزِّمَّانِيُّ (¬3) عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ أَتَى عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا: مَا أَفْطَرَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: لَا صَامَ ولا أفطر؟! فلما رأى عمر رضي الله عنه غَضَبَهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَوْمُ يَوْمَيْنِ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ، قَالَ: أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ أَحَدٌ؟ قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا رَسُولَ اللَّهِ صوم يوم وإفطار يوم، قال -صلى الله عليه وسلم-: ذَاكَ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ، قَالَ: يَا رَسُولَ الله صوم يوم وإفطار يومين، قال -صلى الله عليه وسلم-: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ [صوم] (¬4) يوم الاثنين، قال -صلى الله عليه وسلم-: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ (¬5) فِيهِ وَيَوْمٌ أُنْزِلَ عليَّ فِيهِ النُّبُوَّةُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَوْمُ (¬6) عرفة ويوم عاشوراء قال -صلى الله عليه وسلم-: أَحَدُهُمَا يُكَفِّرُ سَنَةً وَالْآخَرُ يُكَفِّرُ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا. قُلْتُ: الْمَحْفُوظُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ (¬7) عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بطوله أخرجه من ذلك الوجه مسلم وأصحاب السنن (¬8). ¬
1114 - تخريجه: عبد الله بن معبد لم يدرك عمر كما قال أبو زرعة (الجرح والتعديل 5/ 173)، وأبو هلال هو محمَّد بن سليم الراسبي صدوق فيه لين، وشيبان قال عنه ابن حجر: صدوق يهم، ووثقه غيره. والحديث رواه أبو يعلى (1/ 133: 144). وأخرجه من طريقه ابن عدي في الكامل (6/ 2219).
36 - باب ليلة القدر
36 - بَابُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ (42) حَدِيثُ فَضْلِ شُهُودِ لَيْلَةِ القدر عند الحجر الأسود يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي أَوَّلِ فضائل الجهاد (¬1). 1115 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ خَالِي الْفَلْتَانِ (¬2) بْنِ عَاصِمٍ الْجَرْمِيِّ (¬3) قَالَ: كُنَّا قُعُودًا نَنْتَظِرُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَاءَنَا وَفِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ حَتَّى جَلَسَ، ثُمَّ رَأَيْنَا وَجْهَهُ يسفر فقال -صلى الله عليه وسلم-: إنه بينت (¬4) لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ ومَسِيحُ الضَّلَالَةِ فَخَرَجْتُ لِأُبَيِّنَهَا لَكُمْ، فَلَقِيتُ بِسُدَّةِ الْمَسْجِدِ رَجُلَيْنِ يَتَلَاحَيَانِ أَوْ قال يقتتلان معهما الشيطان فحجزت بينهما فانسيتها وسأشدوا (¬5) لَكُمْ مِنْهُمَا شَدْوًا (¬6) أَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ فَالْتَمِسُوهَا في العشر الأواخر وترًا وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلَالَةِ فَرَجُلٌ أَجْلَى الْجَبْهَةِ مَمْسُوحُ العين عريض النحر (¬7) كأنه فلان (¬8) ابن عَبْدِ الْعُزَّى أَوْ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ قَطَنٍ. ¬
1115 - [1] تخريجه: عاصم ووالده كليب بن شهاب صدوقان. وبهذا اللفظ رواه الطبراني في الكبير (18/ 335: 860) من طريق الحلواني، ثنا سعيد بن سليمان عن صالح بن عمر، عن عاصم به. ورواه الطبراني (18/ 334: 857) قال: "حدثنا محمود بن محمَّد الواسطي، ثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ أنا خَالِدٌ عَنْ عاصم بنحوه". ورواه البزار (3384) من طريق محمَّد بن فضيل عن عاصم بن كليب، بنحوه. وحديث أبي هريرة قريب من حديث الفلتان رواه الطيالسي (ص 330: 2532) قال: حدثنا المسعودي عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، ورواه أحمد (2/ 291) (7905). وقد ورد حديث أبي هريرة من طريق أبي سلمة رواه مسلم (2/ 824: 1166)، وابن خزيمة (3/ 333: 2197)، وابن حبان (8/ 435: 3678)، وأبو يعلى (10/ 377: 5972)، والبيهقي (4/ 308)، والدارمي (2/ 28).
1115 - [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ [بْنُ أَبِي شَيْبَةَ] (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِهِ (¬2) [الْفَلْتَانِ] (¬3) بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنِّي رَأَيْتُ (¬4) لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أنسيتها و (¬5) رأيت مسيح الضلالة ورأيت رجلين (¬6) يَتَلَاحَيَانِ فَحَجَزْتُ بَيْنَهُمَا فَأُنْسِيتُهُمَا فَأَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ فَاطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلَالَةِ فَرَجُلٌ أَجْلَى الْجَبْهَةِ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى عَرِيضُ النحر (¬7) فيه دمًا (¬8) كأنه فلان بن عبد العزى أو عبد العزى بن فلان. ¬
1115 - [2] تخريجه: عاصم ووالده صدوقان. ورواه ابن أبي شيبة (2/ 514) و (3/ 75) بهذا الإسناد مختصرًا. ورواه كذلك من طريق ابن أبي شيبة ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 282: 1540) و (5/ 58: 2594)، ورواه الطبراني (18/ 335: 859) قال: حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ.
1115 - [3] حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْفَلْتَانِ (¬1) مُخْتَصَرًا (¬2): مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُلْتَمِسًا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي العشر الأواخر. ¬
1115 - [3] تخريجه: عاصم ووالده صدوقان. وهكذا رواه الطبراني في الكبير (18/ 335: 858) قال: حدثنا محمَّد بن النضر الأزدي، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة به. وروى الإِمام أحمد (1/ 43: 298) هذا المتن بهذا الإسناد من حديث عمر. وقد ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أري ليلة القدر وأنسيها من طرق، منها: • حديث أبي سعيد الخدري رواه البخاري برقم (2016)، ومسلم (2/ 824: 1166). • وحديث عبادة بن الصامت: رواه البخاري برقم (2023)، وابن خزيمة (3/ 334: 2198)، وابن حبان (8/ 435: 3679)، والطيالسي (ص 78: 576)، والشافعي (ص 314: 329)، وابن أبي شيبة (2/ 514) و (3/ 73)، وأحمد (5/ 313)، والدارمي (2/ 27)، والبيهقي (4/ 311)، وابن عبد البر في التمهيد (2/ 200). • وحديث عبد الله بن أنيس رواه مسلم (2/ 827: 1168)، وأحمد (3/ 495). • وحديث أنس رواه مالك (1/ 320)، والشافعي في سننه (ص 313: 325)، وأبو يعلى (7/ 87: 4021). • وحديث ابن عباس رواه أحمد (1/ 259)، والبخاري في الأدب المفرد (2/ 277: 813)، والطبراني في الكبير (12/ 110: 12621).=
= • وحديث أم سلمة رواه الطبراني في الكبير (23/ 412: 994). • وحديث جابر بن سمرة، رواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 485). • ومن حديث ابن مسعود رواه كذلك (1/ 484). • وحديث جابر رواه ابن حبان (8/ 444: 3688)، وابن خزيمة (3/ 330: 2190). • وحديث ابن المسيب مرسلًا، رواه عبد الرزاق (4/ 249: 7687). • وتقدم حديث أبي هريرة في الطريق الأول. كما ورد أن التماس ليلة القدر يكون في العشر الأواخر من طرق منها: • حديث أبي سعيد الخدري رواه البخاري برقم (2016)، ومسلم (2/ 824: 1167). • وحديث ابن عمر رواه البخاري برقم (2015)، ومسلم (2/ 823: 1165 و 207). • وحديث ابن عباس رواه البخاري برقم (2021)، وأبو داود (2/ 52: 1381)، والبيهقي (4/ 308)، والطبراني في الكبير (11/ 299: 11796)، وابن أبي شيبة (2/ 513)، وابن عبد البر في التمهيد (2/ 202) • وحديث عبادة رواه الطيالسي (ص 78: 576)، وأحمد (5/ 313 و 318 و 321)، والدارمي (2/ 27). • وحديث معاذ رواه أحمد (5/ 234)، والطبراني في الكبير (20/ 92: 177). • وحديث أنس رواه أحمد (3/ 234)، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 484). • ومن حديث جابر بن سمرة، رواه الطيالسي (ص 106: 778)، وابن أبي شيبة (3/ 76) و (2/ 513)، وأحمد (5/ 86 و 88)، وابنه كما في المسند (5/ 98)، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 485)، والطبراني في الكبير (2/ 220 =
= و 227: 1906و 1941)، وفي الصغير (ص 123: 277). • ومن حديث أبي بكرة رواه الطيالسي (ص 118: 881)، وابن أبي شيبة (2/ 511) و (3/ 76)، وأحمد (5/ 36 و 39)، والترمذي (3/ 160: 794)، وابن خزيمة (3/ 324: 2175)، وابن حبان (8/ 442: 3686). • ومن حديث عائشة رواه أحمد (6/ 50)، وابن أبي شيبة (2/ 511)، والبخاري برقم (2017)، ومسلم (2/ 828: 1169). • ومن حديث جابر رواه ابن حبان (8/ 444: 3688)، وابن خزيمة (3/ 330: 2190). • ومن حديث علي رواه أحمد (1/ 133: 1111). • وتقدم حديث عمر برقم (1116)، وحديث أبي هريرة شاهداً على الطريق الأول من حديث رقم (1115). كما ورد التماس ليلة القدر في ليالي الوتر من طرق منها: • حديث أبي سعيد رواه البخاري برقم (2016)، ومسلم (2/ 824: 1167). • وحديث أبي بكرة رواه أحمد (5/ 40)، والحاكم (1/ 438). • وابن عمر رواه الشافعي في سننه (ص 312: 323)، وعبد الرزاق (4/ 247: 7680)، ومسلم (2/ 823: 1165، 207). • وحديث عائشة رواه البخاري برقم (2017)، وأحمد (6/ 73)، والبيهقي (4/ 308). • وحديث عبادة رواه الشافعي (ص 314: 329)، والبخاري برقم (2023)، وأحمد (5/ 324). • وحديث ابن عباس، رواه ابن أبي شيبة (2/ 513).
1116 - قال أبي: فحدثت به ابن عباس -رضي الله عنهما- فَقَالَ: وَمَا أَعْجَبَكَ مِنْ ذَلِكَ؟ كَانَ عُمَرُ بن الخطاب رضي الله عنه إذا دعا الْأَشْيَاخُ مِنْ أَصْحَابِ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَعَانِي مَعَهُمْ وَقَالَ: لَا تَتَكَلَّمْ (¬1) حَتَّى يَتَكَلَّمُوا فَدَعَانَا ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال في ليلة الْقَدْرِ مَا قَدْ عَلِمْتُمُ: "الْتَمِسَوهَا فِي الْعَشْرِ الأواخر وترًا" أَيُّ الْوِتْرُ هِيَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ (¬2) تَاسِعَةٌ سابعة خامسة [ثالثة] (¬3) فقال لي: مالك، لَا تَتَكَلَّمُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (¬4) إِنْ شِئْتَ تَكَلَّمْتُ فَقَالَ: مَا دَعَوْتُكَ إلَّا لِتَتَكَلَّمَ قَالَ: إِنَّمًا أَقُولُ بِرَأْيِي (¬5) [قَالَ] (¬6): عَنْ رَأْيِكَ أَسْأَلُ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ الله تعالى [أكثر] (¬7) ذكر السبع فذكر السموات سَبْعًا وَالْأَرَضِينَ سَبْعًا حَتَّى قَالَ فِيمَا قَالَ: وما أنبتت الأرض سبعًا فقال (¬8) له: كل ما قد قُلْتَ عَرَفْتُهُ غَيْرَ هَذَا مَا تَعْنِي بِقَوْلِكَ وَمَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ سَبْعًا؟ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تعالى يَقُولُ: {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ (¬9) شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) [مَتَاعًا لَكُمْ]} (¬10) فالحدائق كل [ملتف] (¬11) حَدِيقَةٍ وَالْأَبُّ مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ مِمَّا لَا يأكله الناس، فقال عمر رضي الله عنه: أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَقُولُوا مِثْلَ مَا قَالَ هَذَا الغلام (¬12) الذي لم يستو سوى (¬13) رأسه (¬14)؟ ثم قال لي: إني كنت نهيتك أن تتكلم معهم فهذا دَعَوْتُكَ فَتَكَلَّمْ مَعَهُمْ. قُلْتُ: رَوَى أَحْمَدُ حَدِيثَ عمر المرفوع منه حسب. ¬
1116 - تخريجه: إسناده حسن، ورواه ابن خزيمة (3/ 322: 2172)، قال: حدثنا علي المنذر، حدثنا ابن فضيل، حدثنا عاصم بن كليب بنحوه. ورواه البيهقي (4/ 313) من طريق أبي عبد الله الحافظ، ثنا ابن يعقوب، العطاردي، ثنا ابن فضيل به. كما رواه ابن خزيمة (3/ 323: 2173) قال: حدثنا سلم بن جنادة، حدثنا إدريس عن عاصم بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 437) قال: حدثني أبو الحسن أحمد أبي عثمان الزاهد، ثنا أبو عبد الله محمَّد بن برويه المؤذن، ثنا يحيي بن يحيي، عبد الله بن إدريس بنحوه، وصححه ووافقه الذهبي. ورواه ابن عبد البر في التمهيد (2/ 210) من طريق سعيد بن نصر عن قاسم أصبغ، حدثنا ابن وضاح، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، عن ابن إدريس به. كما رواه ابن إدريس هذا بإسناد آخر قال: حدثنا عبد الملك، عن سعيد جبير، عن ابن عباس بمثله، رواه الحاكم (1/ 438)، وابن خزيمة (3/ 324: 2174).=
= وروى نحوه عبد الرزاق (4/ 246: 7679) قال: أخبرنا معمر عن قتادة وعاصم، أنهما سمعا عكرمة يقول: قال ابن عباس ... ورواه البيهقي (4/ 313) بإسناده من طريق عبد الرزاق. وروى عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عاصم الأحول عن لاحق بن حميد وعكرمة قالا: قال عمر: من يعلم متى ليلة القدر؟ فقال ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: هي في العشر ... الحديث. رواه أحمد (1/ 281: 2543)، والبيهقي (4/ 309). ورواه أحمد (1/ 14: 85) قال: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قال: حدثنا عاصم وفيه ذكر المرفوع واستدعاء عمر لابن عباس والأشياخ. وروى البزار المرفوع منه فقط كما في كشف الأستار (1/ 483) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير، ثنا عبد الله بن إدريس، عن عاصم به. كما رواه ابن أبي شيبة (2/ 513) و (3/ 73) من طريق عبد الله بن إدريس به. ورواه أبو يعلى (1/ 157: 168) من طريق ابن أبي شيبة. كما رواه (1/ 154: 165) قال: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابن فضيل عن عاصم به.
1117 - [1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ، ثنا مَالِكُ بْنُ مَرْثَدٍ (¬1)، عَنْ أَبِيهِ، قال: قلت لأبي ذر رضي الله عنه: هل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَذْكُرُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، أفي رمضان أم في غير رمضان؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: بَلْ فِي رَمَضَانَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَهِيَ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ مَا كَانُوا فَإِذَا قُبِضَ الأنبياء رفعت، أم هي إلى يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا، بَلْ هِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قُلْتُ: يا رسول الله، أخبرني في أي رمضان هي؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: في العشر الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي في أي العشر هي؟ فغضب -صلى الله عليه وسلم- عليَّ غَضَبًا مَا غَضِبَ (¬2) علىَّ (¬3) قَبْلَهُ (¬4) وَلَا بعده مثله [وقال -صلى الله عليه وسلم-: لَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَطْلَعَكَ عَلَيْهَا الْتَمِسُوهَا فِي السبع الأواخر لا تسألني عن شيء بعدها] (¬5). ¬
1117 - [1] تخريجه: عكرمة بن عمار صدوق يغلط، وسماك ليس به بأس، ومرثد هو ابن عبد الله الزماني مقبول كما في التقريب. وقال الذهبي في الميزان (4/ 87): فيه جهالة ورأي ابن حجر أقرب إذ ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 440)، ووثقه العجلي (ص 423). ورواه الحاكم (2/ 530) قال: أخبرنا أبو زكريا العنبري، ثنا محمَّد بن عبد السلام، ثنا إسحاق به.
1117 - [2] [قال إِسْحَاقُ] (¬1): أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ (¬2)، ثنا سُفْيَانُ (¬3) عن الأوزاعي، عن مرثد (¬4)، أو ابن مَرْثَدٍ (4)، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي ذر رضي الله عنه فَسُئِلَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ. * قُلْتُ: هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَرَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي زُمَيْلٍ أَيْضًا وَلَيْسَ بتمامه. ¬
1117 - [2] تخريجه: الذي في تهذيب الكمال (27/ 155)، عن ابن مرثد أو أبي مرثد. والذي في التمهيد (2/ 212) عن مرثد بن أبي مرثد، ثم قال ابن عبد البر: هكذا قال الأوزاعي عن مرثد بن أبي مرثد، وهو خطأ، إنما هو مالك بن مرثد عن أبيه ولم يقم الأوزاعي إسناد هذا الحديث ولا ساقه سياقة أهل الحفظ له. وما أشار إليه الحافظ رواه أحمد (5/ 171) قال: حدثنا يحيي بن سعيد، عن عكرمة به، واحتوى على جميع معاني مارواه إسحاق، وفيه "حدثني أبو مرثد"، ولعلها: "حدثني أبي مرثد". ورواه النسائي في الكبرى كتاب الاعتكاف كما ذكر المقدسي في تحفة الأشراف (9/ 183: 11977) عن عمرو بن علي عن يحيى به.
1117 - [3] وَقَالَ [أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ] (¬1): ثنا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَرْثَدِ (¬2) بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ (2) عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي ذر رضي الله عنه فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِيهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فأخبرنا بها، قال -صلى الله عليه وسلم-: لو أذن لي فيها لأخبرتكم بها. ¬
1117 - [3] تخريجه: رواه ابن أبي شيبة (2/ 511) قال: ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن الأوزاعي به، ورواه كذلك في (3/ 74). ورواه ابن عبد البر في التمهيد (2/ 212) قال: حدثنا سعيد بن نصر، حدثنا قاسم ابن أصبغ، حدثنا محمَّد بن وضاح، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وكيع، عن سُفْيَانُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مرثد به. ورواه ابن خزيمة (3/ 320: 2169) قال: حدثنا محمَّد بن رافع، حدثنا أبو عاصم، عن الأوزاعي، عن مرثد أو أبو مرثد شك أبو عاصم، عن أبيه به. ورواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 486) قال: حدثنا محمَّد بن رافع، ثنا أبو عاصم به. ورواه ابن حبان (8/ 438: 3683) قال: أخبرنا ابن سلم قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال: حدثني مرثد بن أبي مرثد عن أبيه به.
1117 - [4] وَقَالَ [مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ، ثنا مالك بن مرثد (¬2)، حدثني أبي مرثد (¬3) قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فذكر نحوه. ¬
1117 - [4] تخريجه: يحيي هو ابن سعيد القطان. والحديث رواه ابن عبد البر في التمهيد (2/ 213)، قال: حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن اصبغ، حدثنا بكر بن حماد، حدثنا مسدد به. ورواه أحمد (5/ 171)، عن يحيي به. والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (9/ 183)، عن عمرو بن علي، عن يحيي به. وانظر: السنن الكبرى (2/ 278: 3427). ورواه الحاكم (1/ 437) قال: حدثنا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن بالويه، ثنا موسى بن الحسن بن عباد، ومحمد بن غالب بن حرب، قالا: ثنا أبو حذيفة، ثنا عكرمة بن عمار، وأخبرني أبو يحيي أحمد بن محمَّد السمرقندي، ثنا محمَّد بن نصر، ثنا محمَّد بن المثنى، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا عكرمة به. ورواه ابن خزيمة (2/ 213: 2170) قال: حدثنا أبو موسى محمَّد بن المثنى به. ورواء البزار (1/ 486) قال: حدثنا محمَّد بن معمر وزريق بن السخت قالا: ثنا يعقوب بن إسحاق، عن عكرمة به. ورواه البيهقي (4/ 307) قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي الحربي، ثنا أبو أحمد حمزة بن محمَّد بن العباس، ثنا محمَّد بن غالب، ثنا موسى بن مسعود، ثنا عكرمة به.=
= وروى عبد الرزاق (4/ 255: 7709) عن ابن جريج قال: حدثت أن شيخًا من أهل المدينة سأل أبا ذر بمنى فقال: رفعت ليلة القدر أم هي في كل رمضان؟ فقال أَبُو ذَرٍّ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت: يا رسول الله، رفعت ليلة القدر؟ قال: بل هي في كل رمضان. ونسبه المحقق للطحاوي (2/ 50)، ولم أجده. وقد وردت أحاديث بالتماس ليلة القدر في السبع الأواخر، منها: • حديث ابن عمر رواه البخاري برقم (2015)، ومسلم (2/ 822: 1165). • وحديث ابن مسعود رواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 484). • وحديث أنس بن مالك رواه مالك (1/ 321). • وحديث عبد الله بن أنيس رواه أحمد (3/ 336). • وحديث أبي رواه الطيالسي (ص 73: 542).
1118 - [1] وقال إسحاق: أخبرنا عبدة بن سليمان، ثنا محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ محمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى هُذَيْلٍ (¬1) قَالَ: جَاوَرْتُ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- من بَنِي بَيَاضَةَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فِي قُبَّةٍ لَهُ يَسْتُرُ عَلَى بَابِهَا بِقِطْعَةِ حَصِيرٍ قَالَ: فَبَيْنَمَا (¬2) نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي قُبَّةٍ لَهُ إِذْ رَفَعَ الْحَصِيرَ عَنِ الْبَابِ (¬3) وَأَشَارَ إِلَى مَنْ فِي الْمَسْجِدِ أَنِ اجْتَمَعُوا (¬4) فَاجْتَمَعْنَا (¬5) فَوَعَظَنَا (¬6) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَوْعِظَةً لَمْ أَسْمَعْ وَاعِظًا مِثْلَهَا فَقَالَ: إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ تبارك وتعالى، فَلْيَنْظُرْ بِمَا (¬7) يُنَاجِيهِ؟ وَلَا يَجْهَرْ (¬8) بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ، ثُمَّ رَدَّ الْحَصِيرَ وَرَجَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا إِلَى مَوْضِعِهِ فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: إن لهذه الليلة لشأنًا (¬9) وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهَا فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ. قُلْتُ: جَعَلَهُ إِسْحَاقُ مِنْ مُسْنَدِ (¬10) أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى بَنِي هُذَيْلٍ. [2] وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الِاعْتِكَافِ مِنْ طُرُقٍ (¬11) أَكْثَرُهَا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي حَازِمٍ عن البياضي. ¬
1118 - [1] [2] تخريجه: محمَّد بن إسحاق هو إمام المغازي صدوق يدلس، وقد عنعن، وتابعه غيره، كما سيأتي، وأبو حازم مختلف في صحبته، والحديث دال على إثباتها. والحديث صححه ابن عبد البر في التمهيد (23/ 319). انظر السنن الكبرى (2/ 264)، وتحفة الأشراف (11/ 144: 15562) و (11/ 188: 15643) و (11/ 121: 15692). فقد رواه النسائي برقم (2362) عن محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب بن الليث، عن الليث، عن ابن الهاد، عَنْ محمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ به. وبرقم (3364) عن محمَّد بن سلمة، والحارث بن مسكين كلاهما عن ابن القاسم عن مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ محمَّد بن إبراهيم به. وبرقم (3365 - 3367) عن سويد بن نصر، عن عبد الله، وعن قتيبة، عن ليث، وعن أحمد بن سليمان، عن يزيد بن هارون، ثلاثتهم عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمَّد بْنِ إبراهيم، عن أبي حازم، ولم يذكر البياضي. وبرقم (3368) عن حسين بن منصور، عن عبد الله بن نمير، عن يحيي، عَنْ محمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قومه ولم يذكر أبا حازم. كما رواه برقم (3360) عن قتيبة، عن بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن محمَّد بن إبراهيم، عن عطاء بن يسار، عن رجل من بني بياضة به. وبرقم (3363) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود، عن شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن محمَّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن رجل من الأنصار. ورواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة، قال: حدثنا الحسن بن عيسى، أنا ابن المبارك، أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ محمَّد بْنِ إبراهيم، عن أبي حازم، قال: اعتكف ... الحديث. =
= ورواه المزي في تهذيب الكمال (33/ 217) قال: أخبرنا أبو الحسن بن البخاري، وأبو الغنائم، وأحمد بن شيبان، وبنت مكي: قالوا: أخبرنا أبو حفص بن طبرزد قال: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أخبرنا أبو محمَّد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسن بن كيسان النحوي قال: حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال: حدثنا نصر بن علي، حدثنا أبو أسامة، حدثنا الوليد بن كثير، قال: حدثني محمَّد بن إبراهيم التيمي، أن أبا حازم مولى بني بياضة حدثه أن رجلًا من بني بياضة به. ثم روى بهذا الإسناد، حدثنا يوسف به يعقوب القاضي، حدثنا مسدد حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حازم، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ... الحديث. ورواه ابن عبد البر في التمهيد (23/ 316) قال: حدثنا عبد الوارث بن سفيان، أن قاسم بن اصبغ حدثهم قال: حدثنا بكر بن حماد، حدثنا مسدد به. ورواه عن خلف بن القاسم قال: حدثنا الحسن بن الحجاج الطبراني، حدثنا الحسين بن محمَّد المدني، حدثنا يحيي بن بكير، حدثنا الليث، حدثنا ابن الهادي، عن محمَّد بن إبراهيم، عن عطاء بن يسار، عن رجل من بني بياضة من الأنصار، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الحديث. ورواه عن عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثني محمَّد بن إسماعيل، وعبيد بن عبد الواحد قال: حدثنا ابن أبي مريم قال: أخبرنا يحيي بن أيوب وابن لهيعة، قالا: حدثنا ابن الهادي، عن محمَّد بن إبراهيم به.
1118 - [3] وَرَوَى الإِمام أَحْمَدُ قِصَّةَ النَّهْيِ عَنِ الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ مِنْ طَرِيقِ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنِ (¬1) الْبَيَاضِيِّ. وَاخْتُلِفَ فِي أَبِي حَازِمٍ [هذا ففي أكثر الروايات] (¬2) أَنَّهُ مَوْلَى بَنِي غِفَارٍ وَاسْمُهُ (¬3) دِينَارٌ، وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ (¬4) أَنَّهُ مَوْلَى بَنِي هُذَيْلٍ (¬5). وَاللَّهُ أعلم. ¬
1118 - [3] تخريجه: رواه الإِمام مالك في الموطأ (1/ 80) باب العمل في القراءة، والإمام أحمد (4/ 344)، قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك به. وروى أبو داود في سننه (2/ 38: 1332) من حديث أبي سعيد: اعتكف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضًا ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة أو الصلاة. ورواه النسائي في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف (3/ 495: 4425)، وابن عبد البر في التمهيد (23/ 318). وقد ورد في تحديد ليلة القدر بليلة ثلاث وعشرين حديث عبد الله بن أنيس رواه =
= مسلم (2/ 827: 1168)، ومالك (1/ 320)، وأحمد (3/ 495)، وأبو داود (2/ 51: 1379)، وابن خزيمة (3/ 328: 2185)، والبيهقي (4/ 309)، وعبد الرزاق (4/ 250: 7689)، وابن أبي شيبة (2/ 514) و (3/ 73). ومن حديث سعيد بن المسيب مرسلًا، رواه عبد الرزاق (4/ 249: 7687). ومن حديث ابن عباس موقوفًا رواه ابن أبي شيبة (3/ 75)، وأحمد (1/ 255: 2302) و (1/ 282: 2547). ومن حديث أنس رواه أبو يعلى (6/ 376: 3712).
1119 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ دَاوُدَ، عَنْ فِطْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ (¬1) وَزِرِّ بْنِ حبيش، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. ¬
1119 - تخريجه: فطر هو ابن خليفة المخزومي، صدوق، وعبد الله بن شريك هو العامري صدوق أيضًا. ورواه من طريق عبدة عن زر: مسلم في صحيحه (1/ 525: 762)، (179) و (2/ 828: 762) (221)، وابن خزيمة (3/ 329: 2188)، والطحاوي (3/ 92)، والطبراني في الكبير (9/ 369: 9587)، وابن حبان (8/ 445: 3690). ومن طريق عبدة وعاصم عن زر: أحمد (5/ 130)، والشافعي في السنن (ص 313: 324)، والحميدي (1/ 185: 375)، والترمذي في السنن (5/ 415: 3351)، ومسلم (2/ 828: 762)، وابن حبان (8/ 444: 3689)، والبيهقي (4/ 312)، وابن خزيمة (3/ 231: 2191). ومن طريق عاصم عن زر: أحمد (5/ 131)، وأبو داود (2/ 51: 1378)، والترمذي (3/ 160: 793)، وعبد الرزاق (4/ 252: 7700)، وعبد الله بن أحمد في مسند والده (5/ 130)، والطبراني في الكبير (9/ 367: 9581)، وابن خزيمة (3/ 332: 2193)، وعبد بن حميد كما في المنتخب (1/ 179)، وابن حبان (8/ 446: 3691)، والطبراني في الأوسط (2/ 74: 1145)، والطحاوي (3/ 92). ومن طريق الأجلح عن الشعبي عن زر رواه أحمد (5/ 130)، وابن أبي شيبة (2/ 515) و (3/ 76)، وأبو يعلى في معجم شيوخه (ص 260: 223). ومن طريق أبي خالد عن زر رواه ابن خزيمة (3/ 331: 2191)، وابن أبي شيبة (3/ 76). =
= ومن طريق جابر بن يزيد عن يزيد بن سليمان عن زر: رواه الطيالسي (ص 73: 542)، وابن خزيمة (3/ 329: 2187)، وابن الجارود (ص 146: 406)، وعبد الله بن أحمد في المسند (5/ 130). ومن طريق يونس، عن أبي بردة عن زر، رواه عبد الله بن أحمد في المسند (5/ 132). وقد ورد ذلك من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعًا، رواه أبو يعلى (9/ 270: 5393). ومن حديث ابن عمر رواه الطيالسي (ص 257: 1888)، وأحمد (2/ 27: 4808) و (2/ 157: 6474)، وعبد بن حميد كما في المنتخب (2/ 32)، والطحاوي (3/ 91)، والبيهقي (4/ 311). ومن حديث معاوية رواه أبو داود (2/ 53: 1386)، وابن حبان (8/ 437: 3680)، والطبراني (19/ 349: 813)، وابن أبي شيبة (3/ 76). ومن حديث ابن عباس رواه أحمد (1/ 240: 2149)، والطبراني (11/ 311: 11836)، والبيهقي (4/ 312).
1120 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، ثنا المسعودي، عن حوط (¬1) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ يَوْمَ الفرقان يوم التقى الجمعان فما أشك (¬2) ولا استثني. ¬
1120 - تخريجه: حسين هو ابن محمَّد بن بهرام التميمي ثقة، وحوط ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 181)، وقال أبو حاتم: هو شيخ يكتب حديثه (الجرح والتعديل 3/ 288)، وقال البخاري عن حديثه: وهذا منكر لا يتابع عليه (التاريخ الكبير 3/ 91)، وقال الذهبي: لا يدرى من هو (ميزان الاعتدال 1/ 622)، وقول من علمه مقدم على قول من جهله، وكلام البخاري متعلق بالمتن لا بالراوي. وضعفه البوصيري (4/ 292) بحوط. والأثر رواه الطبراني في الكبير (5/ 198: 5079) قال: حدثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا سلم بن جنادة، ثنا زيد بن الحباب، ثنا المسعودي به. ورواه العقيلي في الضعفاء الكبير (1/ 320)، قال: حدثنا محمَّد بن إسماعيل، وعبد الله بن أحمد، قال: حدثنا المقري قال: حدثنا المسعودي به. وقد روي أن ذلك ليلة تسع عشرة رواه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 91) قال: عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث سمع المسعودي سمع حوطًا سمع زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ تسع عشرة وهي ليلة القرآن. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 76) قال: حدثنا يزيد بن هارون عن المسعودي، عن الحوط الخزاعي قال: سألت زيد بن أرقم عن ليلة القدر قال: فما تمارى ولا شك قال: ليلة تسع عشرة ليلة الفرقان ليلة التقى الجمعان. وقد ورد أنها ليلة سبع عشرة من قول ابن مسعود رواه ابن أبي شيبة (3/ 75)،=
= وأبو داود (2/ 53: 1384)، والطبراني في الكبير (9/ 366: 9579)، والحاكم (3/ 20 و 21)، والبيهقي (4/ 310)، وفي دلائل النبوة (3/ 128)، وذكره ابن عبد البر في التمهيد (2/ 206). ومن حديث أبي هريرة مرفوعًا رواه الطبراني في الأوسط (2/ 167: 1306). ومن حديث زيد بن ثابت موقوفًا رواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 127). ومن كلام ابن الزبير وهو الآتي.
1121 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا جعفر بن برقان قال: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ الله ابن الزبير -رضي الله عنهما- يَقُولُ: هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي يَوْمِهَا أَهْلَ بَدْرٍ قَالَ: [يَقُولُ] (¬1) اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}، قَالَ جَعْفَرٌ: بَلَغَنِي أَنَّهَا لَيْلَةَ سِتَّ عَشْرَةَ أو سبع عشرة. ¬
1121 - تخريجه: جعفر بن برقان صدوق يهم، والرجل الذي من قريش مبهم غير معروف. والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 419: 332). قال البوصيري (4/ 293): رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفًا بسند فيه راو لم يسم.
1122 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، ثنا حديج بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حذيفة، عن علي رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: رَأَيْتُ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ (¬1) كأنه شق (¬2) جفنة. ¬
1122 - تخريجه: ابن بكار هو ابن الريان الهاشمي ثقة، وأبو إسحاق هو السبيعي ثقة اختلط بآخره ورواية حديج عنه متأخرة، وأبو حذيفة هو سلمة بن صهيب ثقة، وحديج صدوق يخطئ. والحديث رواه أبو يعلى في مسنده (1/ 401: 525). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 491: 524). قال البوصيري (4/ 293): "رواه أبو يعلى بسند فيه حديج بن معاوية وهو مختلف فيه. وباقي رجال الإسناد ثقات". وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 177): "رواه عبد الله بن أحمد من زياداته وأبو يعلى وفيه حديج بن معاوية وثقه أحمد وغيره، وفيه كلام". وروى هذا الحديث ابن عدي في الكامل (2/ 837) من طريق أبي يعلى به. ورواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 101: 793) قال: حدثني محمَّد بن سليمان لوين حدثنا حديج به. وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 191) قال: حدثنا محمَّد بن إبراهيم، ثنا إبراهيم بن ميمون أبو إسحاق الأسدي، ثنا محمَّد بن سليمان به. لكن أخرجه أحمد في المسند (5/ 369)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (11/ 157: 15585) من حديث غندر عن شعبة عن أبي إسحاق أنه سمع =
= أبا حذيفة يحدث عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- به، وأورده الدارقطني في العلل (4/ 186)، وقال: هو المحفوظ. وورد بمعنى حديث الباب، حديث أبي هريرة رواه مسلم (2/ 829: 1170)، وأبو يعلى (11/ 36: 6176)، والبيهقي (4/ 312)، وابن عدي (2/ 837).
1123 - [وَقَالَ أَيْضًا] (¬1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ الأعمش، أخبرت عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ذات لَيْلَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ (¬2) الْقَدْرِ وَقَدْ أُخبرنا بِهِ فَسَمِعَ لَغَطًا فِي الْمَسْجِدِ فاختلست منه (¬3). ¬
1123 - تخريجه: إبراهيم هو الجوهري، ثقة حافظ، وأبو أسامة هو حماد بن أسامة، ثقة، ورواية الأعمش عن أنس فيها انقطاع. والحديث رواه أبو يعلى (7/ 87: 4021). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 491: 525). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 179): رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط, وسقط منه التابعي ورجاله ثقات. ورواه مالك (1/ 320)، عن حميد، عن أنس بنحوه، ومن طريقه رواه الشافعي كما في السنن (ص 313: 325)، والنسائي في الكبرى- كما في تحفة الأشراف (1/ 201: 738) عن محمَّد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك به. لكن ورد من طرق عن حميد، عن أنس، عن عبادة مرفوعًا، رواه البخاري برقم (49 و 2023 و 6049)، وأحمد (5/ 313 و 319)، وابن أبي شيبة (3/ 73)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (4/ 242: 5071)، والبيهقي (4/ 311)، والطيالسي (ص 78: 576)، وابن خزيمة (3/ 334: 2198)، وابن حبان (8/ 435: 3679)، والبغوي في شرح السنّة (6/ 380: 1821)، وتقدم ما في الباب من أحاديث عند الحديث رقم (1115) [3].
1124 - [وَقَالَ] (¬1) حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ، هو ابن مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّهُ سَمِعَ محمَّد بْنَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: أَنَّ الْجُهَنِيَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ غَيْبٌ (¬2) قَدْ عَلِمْتَ، وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْضُرَ هَذَا الشَّهْرَ، فَأَخْبِرْنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَهِيَ لِثَمَانٍ يَبْقَيْنَ (¬3) قَالَ: كَلَّا هَذَا الشَّهْرُ ينقص وهي لسبع يبقين. ¬
1124 - تخريجه: أبو الوليد وسالم ومحمد بن عمرو لم أعرفهم. والحديث رواه أبو يعلى (6/ 376: 3712). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 491: 523). وفي مجمع الزوائد (3/ 179)، وقال: رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه. وقد ورد هذا المعنى من حديث عبد الله بن أنيس الجهني رواه مسلم (2/ 827: 1168)، ومالك (1/ 320)، وأحمد (3/ 495)، وأبو داود (2/ 51: 1379)، وابن خزيمة (3/ 328: 2185)، والبيهقي (4/ 309)، وعبد الرزاق (4/ 250: 7689)، وابن أبي شيبة (2/ 514) و (3/ 73).
37 - باب الاعتكاف
37 - بَابُ الِاعْتِكَافِ 1125 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَشْهَلُ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ محمَّد قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ شُرَيْحًا عَنِ امْرَأَةٍ نَذَرَتْ أَنْ تَعْتَكِفَ رَجَبَ ذلك (¬1) العام في المسجد قال: وكان زياد أو (¬2) ابن زياد نهى النساء أن يعتكفن فِي الْمَسْجِدِ قَالَ: فَقَالَ شُرَيْحٌ: إِنِّي لَا أَقُولُ إِنَّهُ فِي كِتَابٍ مَنَزَّلٍ (¬3) وَلَا فِي سنة ماضية إنما هو رأي: تصووم (¬4) رَجَبَ ذَلِكَ (¬5) الْعَامَ فَإِذَا أفطرتْ أَفْطِرَ مَعَهَا كل يوم مسكين (¬6) أَوْ أَطْعَمْتَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِسْكِينًا؛ نُسُكَانِ (¬7) بِنُسُكٍ وَاحِدٍ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ. * هَذَا إِسْنَادٌ صحيح وهو موقوف على (¬8) شريح. ¬
1125 - تخريجه: أشهل هو ابن حاتم صدوق يخطئ، وبقية رجاله ثقات، ومحمد هو ابن سيرين.=
= قال البوصيري (4/ 287): رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفًا على شريح بسند صحيح. والأثر ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 420: 333). ورواه وكيع في أخبار القضاة (2/ 360) قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا سُلَيْمَانَ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أيوب، عن محمَّد بنحوه. وروى ابن أبي شيبة (ص 63) عن محمَّد بن يزيد عن أيوب أبي العلاء، عن قتادة قال: أتت امرأة شريحًا فقالت: إني نذرت أن أعتكف في المسجد وأن السلطان يمنعني قال: فكفري عن يمينك.
1126 - وقال (¬1) إِسْحَاقُ: أنا (¬2) النَّضْرُ هُوَ ابْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادٌ وَهُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، أَنَّ صَفِيَّةَ اعْتَكَفَتْ فَمَرِضَ بَعْضُ أَهْلِهَا فَاسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ تَعُودَهُ فَقَالَ: خُذِي بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ وَلَا تَدْخُلِي. * هَذَا مرسل [أو معضل] (¬3) رجاله ثقات. ¬
1126 - تخريجه: بين ولادة قتادة والعهد النبوي قرابة خمسين سنة. والحديث رواه إسحاق في مسنده (4/ 259: 2084). وورد من حديث عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا اعتكف لا يدخل البيت إلّا لحاجة الإنسان رواه البخاري: 2029 ومسلم (1/ 244: 297)، وأبو داود (2467)، والشافعي في السنن (ص 324 و 357)، وابن أبي شيبة (3/ 88)، وأحمد (6/ 88 و 104و 181)، والترمذي (3/ 167: 804). كما ورد من حديث عائشة أنها إذا اعتكفت لا تسأل عن المريض إلَّا وهي تمشي لا تقف رواه مالك (1/ 312)، ومسلم (1/ 244: 297)، وابن ماجه (1/ 565: 1776)، وابن الجارود (ص 147: 409)، وابن خزيمة (3/ 348: 2230)، والبيهقي (4/ 320)، وابن أبي شيبة (3/ 88). وفي حديث عَائِشَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يمر بالمريض وهو معتكف فيمر كما هو ولا يعرج يسأل عنه، رواه أبو داود (2/ 333: 2472)، والبيهقي (4/ 321). وفي حديث أنس مرفوعًا المعتكف يتبع الجنازة ويعود المريض، رواه ابن ماجه (1/ 565: 1777)، وابن الجوزي في التحقيق (2/ 112: 1191)، وقال: هذا الحديث ليس بشيء، وقال البوصيري: إسناده ضعيف.=
= وقالت عائشة: السنة على المعتكف أن لا يعود مريضًا، رواه أبو داود (2/ 333: 2473)، والد الدراقطني (2/ 201)، والبيهقي (4/ 315 و 320)، وابن الجوزي في التحقيق (2/ 111: 1190)، وقيل بأنه من كلام الزهري. وفي حديث عائشة كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعود المريض وهو معتكف، رواه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 112: 1192). وقال علي: إذا اعتكف الرجل فليشهد الجمعة وليعد المريض، رواه ابن أبي شيبة (3/ 87)، وعبد الرزاق (4/ 356: 8049).
12 - كتاب الحج
12 - كِتَابُ الْحَجِّ 1 - بَابُ مُبْتَدَأِ فَرْضِ الْحَجِّ 1127 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عن أبيه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: لَمَّا فَرَغَ إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ - مِنْ بِنَاءِ الْبَيْتِ قَالَ لَهُ (¬1): أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ قَالَ: وَمَا يَبْلُغُ صَوْتِي؟ قِيلَ: أَذِّنْ وعليَّ البلاع، فَنَادَى إِبْرَاهِيمُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الحج إلى البيت العتيق فسمعه من بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَلَا تَرَى أَنَّ النَّاسَ يحجون من أقطار الأرض يلبون. ¬
1127 - تخريجه: قابوس فيه لين. قال البوصيري (4/ 294): فيه قابوس، وهو مختلف فيه وباقي رجاله ثقات. رواه ابن جرير في التفسير (9/ 134: 25039) قال: حدثنا ابن حميد قال: ثنا جرير بنحوه. ورواه الحاكم (2/ 388) قال: أخبرنا أبو زكريا العنبري ثنا محمَّد بن عبد السلام، ثنا إسحاق، أنبأ جرير بنحوه. ورواه البيهقي (5/ 176) من طريق الحاكم به.=
= ورواه ابن جرير برقم (25040) قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: ثنا محمَّد بن فضيل بن غزوان الضبي، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بنحوه. ورواه الحاكم (2/ 552) من طريق جرير، عن عطاء به. ورواه ابن جرير برقم (25041) قال: حدثنا ابن حميد قال: ثنا يحيي بن واضح، قال: ثنا ابن واقد، عن أبي الزبير، عن مجاهد، عن ابن عباس بنحوه. ورواه برقم (25047) قال: حدثنا محمَّد بن سنان القزاز، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا حماد عن أبي عاصم الغنوي، عن أبي الطفيل. قال: قال ابن عباس: إن إبراهيم لما أمر أن يؤذن في الناس بالحج خفضت له الجبال سهلًا ورفعت القرى فأذن في الناس. ورواه إسحاق في مسنده (ق 302 ج 4) قال: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا أبو عاصم به مطولًا. ورواه أيضًا (ق 303 ج 4) قال: أخبرنا وكيع، ثنا الربيع بن مسلم، عن ابن طهفة، عن أبي الطفيل به. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (6/ 32) لمصنف ابن أبي شيبة، ولم أجده في مظانه منه، ونسبه لابن المنذر وابن أبي حاتم. وقد ورد هذا المعنى من كلام سعيد بن جبير رواه ابن جرير برقم (25043). ومن كلام مجاهد رواه ابن جرير برقم (25044 و 25045 و 25049)، وعبد الرزاق برقم (9100). وكلام عكرمة بن خالد المخزومي رواه ابن جرير برقم (25046).
2 - باب فرض الحج والعمرة
2 - بَابُ فَرْضِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ (43) حَدِيثُ مِخْوَلٍ الْبَهْزِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَأْتِي -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالى- في الإيمان وفيه "وحج واعتمر" (¬1). ¬
3 - باب فساد حج الأقلف
3 - باب فساد حج الأقلف (44) يأتي -إن شاء الله تعالى- في كتاب الأدب (¬1). ¬
4 - باب الأمر بتعجيل الحج
4 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَعْجِيلِ الْحَجِّ 1128 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ (¬1) ثنا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عن الحارث بن سويد، عن علي رضي الله عنه قَالَ: حُجُّوا فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى حَبَشِيٍّ أْصَمَعَ (¬2) بيده معول ينقضها حجرًا حجرًا قلنا لعلي رضي الله عنه: أَبِرَأْيِكَ، قَالَ: لَا؛ وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ (¬3) وَبَرَأَ النَّسَمَةَ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. ¬
1128 - تخريجه: الحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 453: 351). وحصين بن عمر هو الأحمسي متروك، ويحيى حافظ اتهم بسرقة الحديث. والحديث رواه البيهقي (4/ 340) قال: أخبرنا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد، أنبأ أبو عبد الله المزني، ثنا أحمد بن نجدة بن العريان، ثنا يحيي بن عبد الحميد الحماني به. ورواه الفاكهي (1/ 361: 755) قال: حدثني عبد الله بن أبي سلمة قال: ثنا =
= يحيي بن عبد الحميد به. ورواه الحاكم (1/ 448) قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ علي بن عبد العزيز: ثنا يحيي بن عبد الحميد به. وأبو نعيم في الحلية (4/ 131) قال: حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أبو حصين الوادعي، ثنا يحيي بن عبد الحميد به. وابن عدي في الكامل (2/ 804) قال: ثنا ابن ذريح: ثنا جبارة، ثنا حصين بن عمر به. وقال: وهذا يرويه حصين بن عمر، عن الأعمش، ولحصين غير هذا من الحديث وعامة أحاديثه معاضيل ينفرد عن كل من يروي عنه حصين. وروى الأزرقي (1/ 276) قال: حدثني جدي: قال: حدثنا ابن عيينة، عن هشام ابن حسان، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عن علي بن أبي طالب، أنه قال: استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يُحال بينكم وبينه فكأني انظر إليه حبشيًا أصيلع أصيمع قائمًا عليها يهدمها بمسحاته. ورواه أبو عبيد في غريب الحديث (3/ 454) قال: حدثنا يزيد بن هارون عن هشام به. ورواه الفاكهي (1/ 194: 313) قال: حدثنا محمَّد بن أبي عمر قال: ثنا سفيان عن هشام به، ورواه كذلك في (1/ 359: 747). ورواه عبد الرزاق (5/ 137: 9178) قال: أخبرنا هشام بن حسان به. ورواه ابن أبي شيبة (ص 286) قال: قال إسحاق الأزرق عن هشام بن حسان به. ورواه الأزرقي (1/ 276) من طريق سفيان، عن هشام به. وقد ورد هدم الحبشي للبيت من حديث أبي هريرة، رواه البخاري برقم (1596)، ومسلم (4/ 2232: 2909). ومن حديث ابن عباس رواه البخاري برقم (1595)، وعبد بن حميد كما في =
= المنتخب (1/ 599: 713)، وابن حبان (15/ 152: 6752)، وأبو يعلى (4/ 413: 2537) و (5/ 139: 2753)، والبيهقي (4/ 340)، والفاكهي (1/ 357: 742)، وأحمد (1/ 228: 2010)، والطبراني (11/ 121: 11238). ومن طريق عبد الله بن عمرو رواه موقوفًا عبد الرزاق (5/ 137: 9179 و 9180)، وابن أبي شيبة (ص 286) و (15/ 47: 19075). ورواه مرفوعًا أحمد في المسند (2/ 220)، والفاكهي في أخبار مكة (1/ 357: 743)، وأبو داود (4/ 114: 4309). وروى الدارقطني (2/ 302) من حديث أبي هريرة: حجوا قبل أن لا تحجوا تقعد أعرابها على أذناب أوديتها فلا يصل إلى الحج أحد.
1129 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، ثنا (¬1) مَنْصُورٌ، عَنْ كِلَابِ (¬2) بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَخِي جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ (¬3) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا صَرُورَةَ (¬4) فِي (¬5) الإسلام. ¬
1129 - تخريجه: كلاب بن علي ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 356)، وقال ابن حجر: مجهول، لكن ترجمة البخاري وابن أبي حاتم، ومنصور ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 429)، وابن أخي جبير بن مطعم لم أعرفه. والحديث رواه ابن أبي شيبة (ص 213) قال: حدثنا جرير عن منصور، عن كلاب بن يعلى، عن منصور بن أبي سليمان، عن أبي أخي جبير بن مطعم، عن جبير مرفوعًا. ورواه الطبراني في الكبير (2/ 137: 1581) قال: حدثنا محمَّد بن رزيق بن جامع المصري، ثنا عبدة بن عبد الرحيم المروزي (ح)، وحدثنا محمَّد بن يحيي بن منده الأصبهاني، ثنا أبو كريب، ثنا وكيع، عن منصور، عن كلاب بن علي الوحيدي من بني عامر، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه مرفوعًا به. وبيّن البيهقي الاختلاف في ذلك فقال (5/ 165): وروي عن منصور بن أبي سليم (كذا) تارة عن جبير بن مطعم، وتارة عن ابن جبير، عن أبيه، وتارة عن ابن أخي جبير، وتارة عن نافع بن جبير أراه عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. وورد ذلك من حديث ابن عباس، رواه أبو داود (2/ 141: 1729)، والحاكم (1/ 448) و (2/ 159)، وأحمد (1/ 312: 2844)، والطبراني في الكبير (11/ 234: 11595)، والبيهقي (5/ 164).
5 - باب فضل من خلف الحاج في أهله بخير
5 - باب فَضْلِ مَنْ خَلَفَ الْحَاجَّ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ 1130 - قال الحارث: حدثنا دَاوُدُ بْنُ (¬1) الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رضي الله عنهم قَالَا (¬2): خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكر الحديث وَفِيهِ: وَمَنْ خَلَفَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ كَامِلًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ. ¬
1130 - تخريجه: داود متروك، وميسرة متروك. وتقدم هذا الإسناد برقم (1011)، وقال فيه ابن حجر: هذا حديث موضوع، وسيأتي بعضه برقم (1132). وذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 321: 205).
6 - باب فضل الحاج
6 - باب فضل الحاج (¬1) (45) حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ مَنْ خَرَجَ حَاجًّا فَمَاتَ يأتي في فضل الجهاد إن شاء الله تعالى (¬2). 1131 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي إسماعيل بن رافع، عن أنس بن مالك صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬3) فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ فَأَتَاهُ رجل من الأنصار ورجل من ثقيف، فلما سلما (¬4) قَالَا (¬5): جِئْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَسْأَلُكَ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: إِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُكُمَا بِمَا تَسْأَلَانِي عَنْهُ فَعَلْتُ وَإِنْ شِئْتُمَا أَنْ أَسْكُتَ وَتَسْأَلَانِي فَعَلْتُ (¬6)، قَالَا: أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَزْدَدْ إِيمَانًا أَوْ في نزدد (¬7) يَقِينًا -شَكَّ (¬8) إِسْمَاعِيلُ-[فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِلثَّقَفِيِّ: سَلْ، قَالَ: بَلْ أَنْتَ فَسَلْهُ فَإِنِّي لَأَعْرِفُ لَكَ حَقَّكَ فَسَلْهُ] (¬9)، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي عَنْ مخرجك (¬10) من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه وعن طوافك بالبيت وما لك فِيهِ وَعَنْ رَكْعَتَيْكَ (¬11) بَعْدَ الطَّوَافِ وَمَا لَكَ فيهما وعن طوافك بالصفا والمروة وما لك فيه وَعَنْ وُقُوفِكَ بِعَرَفَةَ وَمَا لَكَ فِيهِ (¬12) وَعَنْ رَمْيِكَ الْجِمَارَ وَمَا لَكَ فِيهِ، وَعَنْ نَحْرِكَ وَمَا لَكَ فِيهِ، وَعَنْ حِلَاقِكَ رَأْسَكَ وَمَا لَكَ فِيهِ، وَعَنْ طَوَافِكَ بَعْدَ ذَلِكَ وَمَا لك فيه. قال: والذي بعثك بالحق لعنْ هذا جئت أسألك، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-: فَإِنَّكَ إِذًا خرجت من ¬
بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ لَمْ تَضَعْ نَاقَتُكَ خفا ولم ترفعه إلَّا كتب الله تعالى لك (¬1) به حسنة ومحا عَنْكَ بِهِ (¬2) خَطِيئَةً، وَرَفَعَ لَكَ بِهَا دَرَجَةً [وأما طوافك بالبيت] (¬3)، وَأَمَّا رَكْعَتَيْكَ (¬4) بَعْدَ الطَّوَافِ فَإِنَّهَا كَعِتْقِ رَقَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ، وَأَمَّا طَوَافُكَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَكَعِتْقِ سَبْعِينَ رَقَبَةً، وَأَمَّا وُقُوفُكَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فإن الله تعالى (¬5) يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِيَ (¬6) بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ يقول (¬7): هؤلاء عبادي جاؤوني شُعْثًا (¬8) غُبْرًا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ يَرْجُونَ رَحْمَتِي وَمَغْفِرَتِي فَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُكُمْ عَدَدَ الرَّمْلِ أَوْ كَزَبَدِ الْبَحْرِ لَغَفَرْتُهَا أَفِيضُوا عِبَادِي مَغْفُورًا (¬9) لَكُمْ وَلِمَنْ شَفَعْتُمْ (¬10) لَهُ وَأَمَّا رَمْيُكَ الْجِمَارَ فَلَكَ بِكُلِّ حَصَاةٍ رَمَيْتَهَا كَبِيرَةٌ مِنَ الْكَبَائِرِ الموبقات الْمُوجِبَاتِ، وَأَمَّا نَحْرُكَ فَمَدْخُورٌ لَكَ عِنْدَ رَبِّكَ، وأما حلاق رأسك فبكل (¬11) شعرة حلقتها حسنة وتمحى عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةٌ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ كَانَتِ الذُّنُوبُ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: إذا تدخر (¬12) لك في (¬13) حَسَنَاتُكَ، وَأَمَّا طَوَافُكَ بِالْبَيْتِ بَعْدَ ذَلِكَ فَإِنَّكَ تَطُوفُ وَلَا ذَنْبَ لَكَ يَأْتِي مَلَكٌ [حَتَّى] (¬14) يَضَعَ [يَدَهُ] (¬15) بَيْنَ كَتِفَيْكَ ثُمَّ يَقُولُ: اعْمَلْ لِمَا تُسْتَقْبَلُ، فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا مَضَى، فَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ. (46) وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الصَّلَاةِ. ¬
1131 - تخريجه: عطاف بن خالد صدوق يهم، وإسماعيل بن رافع ضعيف الحفظ، ولم يثبت لي سماعه من أنس بن مالك. وتقدم في الطهارة برقم (80) [84 من المجردة] باب فضل اسباع الوضوء وفضل الوضوء، وفي الصلاة برقم (507) باب التهجد [من المجردة]، وفي صفة الصلاة برقم (448).=
= وانظر مصنف عبد الرزاق (5/ 15: 8830)، وكشف الأستار عن زوائد البزار (2/ 9: 1083)، ومجمع الزوائد (3/ 279). وفي الباب من حديث ابن عمر رواه البزار (2/ 8: 1082). ومن حديث عبادة بن الصامت رواه الطبراني في الأوسط (3/ 170: 2341).
1132 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ (¬1) السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهم قَالَا (¬2): خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا وَفِيهِ "وَمَنْ خَرَجَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ أَلْفُ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحْوُ أَلْفِ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَرَفْعُ أَلْفِ أَلْفِ دَرَجَةٍ، وَلَهُ عِنْدَ رَبِّهِ بِكُلِّ دِرْهَمٍ يُنْفِقُهُ أَلْفُ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَبِكُلِّ دِينَارٍ أَلْفُ أَلْفِ دِينَارٍ و [له] (¬3) بكل حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ، وهو في ضمان الله تعالى، فَإِنْ تَوَفَّاهُ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ رَجَعَهُ رَجَعَهُ مَغْفُورًا لَهُ مُسْتَجَابًا لَهُ فَاغْتَنِمُوا دَعْوَتَهُ (¬4) إِذَا قَدِمَ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَ الذُّنُوبَ فَإِنَّهُ يَشْفَعُ فِي مِائَةِ أَلْفِ رَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". * هَذَا حديث موضوع. ¬
1132 - تخريجه: داود وميسرة متروكان، وتقدم بعض الحديث برقم (1011و 1130). وأورده الهيثمي في بغية الباحث (1/ 320: 205).
7 - باب حرم مكة
7 - بَابُ حَرَمِ مَكَّةَ 1133 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ (¬1) بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، ثنا مالك بن سُعير (¬2)، ثنا فُرَاتُ (¬3) بْنُ (¬4) الْأَحْنَفِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أنه [قام] (¬5) في [باب] (¬6) داخل مِنْهُ (¬7) إِلَى الْمَسْجِدِ مَسْجِدِ مِنًى فَحَمِدَ اللَّهَ تعالى وأثنى عليه ثم قال: إن هؤلاء إلَّا أعبد (¬8) الكفار الفساق قد عسروا (¬9) عَلَى أَنْ يَأْتُوا فِي كُلِّ عَامٍ فَيَسْرِقُوا (¬10) أموالنا ويوثقوا (¬11) رقاقنا (¬12) وإن الله تعالى قَدْ أَحَلَّ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِمَا اسْتَحَلُّوا مِنْ دِمَائِنَا وَأَمْوَالِنَا -يَعْنِي نَجْدَةَ الْخَارِجِيَّ وَأَصْحَابَهُ- وَإِنِّي بعثت (¬13) إليهم فأعطوا ما سئلوا (¬14) فهذه الرقاق (¬15) وهذه الرحال فميزوها (¬16)، فَمَا عَرَفْتُمْ فَخُذُوهُ، وَلَكِنِّي لَا أَرَى مِنَ الرأي أن يهراق في حرم الله تعالى دَمٌ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: أَيُّ بَلَدٍ أَحْرَمُ؟ قِيلَ: مَكَّةُ، قَالَ (¬17): أَيُّ شَهْرٍ أَحْرَمُ؟ قِيلَ: ذُو (¬18) الْحِجَّةِ، قَالَ (¬19): أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ؟ قِيلَ: يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَبْلُغُوا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ (¬20) يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هذا. ¬
1133 - تخريجه: أبو عبيدة وثّقه الدارقطني (ميزان الاعتدال 5/ 549)، ومالك لا بأس به، والفرات وثقه جماعة وضعفه آخرون لغلوه في التشيع (لسان الميزان 4/ 429)، وأبوه هو أبو بحر الهلالي ثقة (تعجيل المنفعة ص 21). والحديث روى أوله أبو يعلى (12/ 198: 6821) بهذا الإسناد. ورواه الطبراني في الكبير (13/ 119: 292) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وأحمد بن يحيي بن خالد بن حيان الرقي، قال: حدثنا أبو عبيدة بن الفضيل به، وذكر المرفوع منه فقط.=
= وروى المرفوع منه فقط الطبراني في الأوسط (1/ 90: 82) قال: حدثنا أحمد بن يحيي بن خالد بن حيان قال: حدثنا أبو عبيدة به. ثم قال: لم يرو هذا الحديث عن فرات بن أحنف إلَّا مالك بن سعير تفرد به أبو عبيدة ولا يروى عن ابن الزبير إلَّا بهذا الإسناد. ورواه الطبراني في الكبير (5/ 67: 4603) قال: حدثنا محمَّد الحضرمي، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ محمَّد بن إسحاق، حدثني يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير، عن أبيه بنحوٍ من المرفوع. وقد ورد معنى المرفوع في عدد من الأحاديث، منها: • حديث أبي بكرة رواه البخاري برقم (1741)، ومسلم (3/ 1305: 1679). • وحديث ابن عمر، رواه البخاري برقم (1742)، وابن ماجه (2/ 1016: 3058)، والحاكم (2/ 331)، والفاكهي (4/ 288: 2640)، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 33)، والطبراني في الكبير (12/ 358: 13336)، والبيهقي (5/ 139)، وفي دلائل النبوة (5/ 442)، وأبو يعلى (9/ 435: 5586). • وحديث العداء بن خالد بن هوذة، رواه ابن أبي شيبة (14/ 26)، وأحمد (5/ 30)، والطبراني في الكبير (18/ 11: 13)، والحاكم (2/ 331)، والبيهقي (5/ 139). • وحديث ابن عباس رواه البخاري برقم (1739)، وابن أبي شيبة (15/ 60)، وأحمد (1/ 230: 2036)، والطبراني في الكبير (11/ 172: 11399). • وحديث جابر رواه ابن أبي شيبة (15/ 27)، وأحمد (3/ 80 و 313 و 371)، والفاكهي (3/ 127: 1891)، وابن خزيمة (4/ 251: 2809). • وحديث أبي سعيد رواه أحمد (3/ 80) و (5/ 68).=
= • وحديث أبي غادية الجهني رواه أحمد (4/ 76)، والطبراني في الكبير (22/ 363: 912 و 913). • وحديث نبيط بن شريط رواه أحمد (4/ 305). • وحديث كعب بن عاصم الأشعري رواه الطبراني في الكبير (19/ 175: 400). • وحديث حذيم بن عمرو رواه أحمد (4/ 337)، وابن خزيمة (4/ 250: 2808)، والطبراني في الكبير (4/ 7: 3478). • حديث وابصة رواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 87)، وأبو يعلى (3/ 163: 1589)، والطبراني في الأوسط (5/ 91: 4168). • وحديث عم أبي حرة الرقاشي رواه أحمد (5/ 72)، والطبراني في الكبير (4/ 53: 3609). • وحديث جمرة بنت قحافة رواه الطبراني في الكبير (24/ 210: 538). • وحديث رجل من الصحابة رواه أحمد (5/ 411)، وابن المبارك في مسنده (ص 146: 239). • وحديث عمار بن ياسر رواه أبو يعلى في المعجم (ص 277: 243)، وفي المسند (3/ 194: 1622)، والطبراني في الأوسط (6/ 385: 5818). • وحديث عمرو بن الأحوص رواه ابن ماجه (2/ 1015: 3055)، والترمذي (5/ 255: 3087)، والطبراني في الكبير (17/ 31: 58). • وحديث عبد الله بن مسعود رواه ابن ماجه (2/ 1016: 3057)، والفاكهي (3/ 130: 1898). • وحديث فضالة بن عبيد رواه البزار كما في كشف الأستار (2/ 35)، والطبراني في الكبير (18/ 312: 806). • وحديث سراء بنت نبهان رواه ابن خزيمة (4/ 318: 2973)، والطبراني =
= في الكبير (24/ 307: 777)، وفي الأوسط (3/ 215: 2451)، والبيهقي (5/ 151). • وحديث الحارث بن عمرو رواه الطبراني في الكبير (3/ 261: 3351)، والأوسط (6/ 431: 5924)، وأحمد (3/ 485). • وحديث أبي أمامة الباهلي رواه الطبراني في الكبير (8/ 167: 7632). • وحديث البراء وزيد بن أرقم رواه الطبراني في الأوسط (6/ 229: 5484)، والكبير (5/ 191: 5056). • وحديث حجير رواه الطبراني في الكبير (4/ 34: 3572).
1134 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ (¬1)، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ (¬2)، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يسار، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكر الحديث، قال: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ، فَهُوَ اليوم كهيئة (¬3) يوم خلق الله السموات وَالْأَرْضَ، وَإِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عشر شهرًا في كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ رَجَبُ مُضَرَ بَيْنَ جُمَادَى وشعبان وذو القعدة وذو الحجة (¬4) والمحرم وإن النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يَضِلُّ بِهِ الَّذِينَ كفروا إلى ما حرم (¬5) الله ذلك أنهم كانوا يجعلون صفر (¬6) عَامًا حَلَالًا وَعَامًا حَرَامًا، وَكَذَا الْمُحَرَّمُ وَذَلِكَ النسىء من الشيطان- الحديث ... وفيه: أي يوم هذا قالوا: يوم حرام، قال: أي شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام، قال: أي بلد هذا؟ قالوا: بلد حرام، قال: فإن (¬7) الله تعالى قَدْ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ (¬8) وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ هَذَا الْيَوْمِ فِي هَذَا الشَّهْرِ إلَّا لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلَا أُمَّةَ بَعْدَكُمْ أَلَا فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ (¬9) غَائِبَكُمْ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أشهد اللهم أشهد ثلاث مرات. ¬
1134 - تخريجه: زيد بن الحباب صدوق، وموسى هو الربذي ضعيف. ورواه البزار كما في كشف الأستار (2/ 33) قال: حدثنا محمَّد بن معمر، ثنا بهلول عن مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، وعبد الله بن دينار، عن ابن عمر بنحوه، وقال: وحدثنا الوليد بن عمر بن سكين، ثنا أبو همام محمَّد بن الزبرقان عن موسى به. وتقدم بعض هذا الحديث في شواهد الحديث السابق.
(47) وسيأتي ذكره -إن شاء الله تعالى- فِي بَابِ تَحْرِيمِ الدَّمِ (¬1) مِنْ كِتَابِ الْحُدُودِ مَعَ بَقِيَّةٍ مِنْ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ (¬2) وَبَعْضُهَا فِي بَابِ الْخُطْبَةِ بِمِنًى (¬3). [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ (¬4). [3] وَأَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى [مِنْ وَجْهٍ آخر عن موسى] (¬5). ¬
8 - باب فضل الحج ماشيا
8 - بَابُ فَضْلِ الْحَجِّ مَاشِيًا 1135 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ عن من حَدَّثَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ لِبَنِيهِ: اخْرُجُوا طَائِعِينَ (¬1) مِنْ مَكَّةَ مُشَاةً فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ لِلْحَاجِّ الرَّاكِبِ (¬2) بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا رَاحِلَتُهُ (¬3) سَبْعِينَ حَسَنَةً، وَلِلْمَاشِي (¬4) بِكُلِّ خُطْوَةٍ يخطوها سبع مائة حَسَنَةً مِنْ حَسَنَاتِ الْحَرَمِ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ الله [وما حسنات الحرم؟ قال] (¬5) -صلى الله عليه وسلم-: الْحَسَنَةُ بِمِائَةِ أَلْفٍ. [2] تَابَعَهُ عِيسَى بْنُ سَوَادَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ زَاذَانَ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أخرجه ابن خزيمة والحاكم من طريقه، وقال البيهقي: عيسى مجهول. ¬
1135 - تخريجه: محمَّد بن مسلم صدوق وشيخه مجهول، وورد عند الأزرقي أن شيخه هو =
= إبراهيم بن ميسرة وهو حجة. قال البوصيري (4/ 306): "رجال أبي يعلى على شرط مسلم إلَّا أنه منقطع"، قلت: بل هو متصل. والحديث أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (2/ 7)، قال: حدثني أحمد بن ميسرة المكي، حدثنا يحيي بن سليم قال: حدثني محمَّد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن سعيد بن جبير بنحوه. وأخرجه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (2/ 354) قال: ثنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الجمال، ثنا سهل بن عثمان، ثنا يحيي بن سليم به. والضياء في المختارة (10/ 50: 44 و 45) من طريقين عن سهل بن عثمان به. ورواه ابن عدي (4/ 1570) قال: ثنا محمَّد بن إسماعيل، ثنا إبراهيم الصفار، ثنا عبد الله بن ربيعة، ثنا محمَّد بن مسلم به. ورواه الضياء في (10/ 54: 47) من طريق الطبراني، ثنا محمَّد بن هشام بن أبي الدميك، ثنا إبراهيم بن زياد سبلان، ثنا يحيي بن سليم عن محمَّد بن مسلم، عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن جبير بنحوه. ورواه كذلك الطبراني في الكبير (12/ 75: 12522)، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 26: 1121)، وقال إسماعيل بن إبراهيم عن سعيد بن جبير. ورواه ابن شاهين في فضائل الأعمال (ص 294: 325) قال: حدثنا إسماعيل بن علي، ثنا محمد بن يونس، ثنا حجاج بن نصير، ثنا محمد بن مسلم الطائفي به. ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 76: 931) بطريقين عن حجاج بن نصير به. والحديث في صحيح ابن خزيمة (4/ 244: 2791) قال: ثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي، ثنا عِيسَى بْنُ سَوَادَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد، عن زاذان، عن ابن =
= عباس، وَقَالَ: إِنْ صَحَّ الْخَبَرَ، فَإِنَّ فِي الْقَلْبِ من عيسى بن سوادة هذا. وقال الحاكم (1/ 460): حدثنا أبو علي الحافظ، ثنا محمَّد بن الحسين بن حفص الخثعمي، ثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي به وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، قال الذهبي: ليس بصحيح أخشى أن يكون كذبًا وعيسى قال أبو حاتم منكر الحديث. وفي سنن البيهقي (4/ 331) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق، أنبأ بشر بن موسى الأسدي، ثنا فروة بن أبي المغراء الكندي، ثنا عيسى بن سوادة به. ورواه (10/ 78) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ محمَّد بن الحسين بن حفص الخثعمي، ثنا علي بن مسروق الكندي به. وقد رواه من طريق عيسى بن سوادة: الطبراني في الكبير (12/ 105: 12606)، وفي الأوسط (3/ 326: 2696)، والبزار (2/ 26) كما في الكشف. وعيسى بن سوادة قال فيه أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف، روى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ زَاذَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- حديثًا منكرًا. انظر: الجرح والتعديل (6/ 277). وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 236)، وقال: يروي عن عمرو بن دينار المقاطيع. وانظر في ترجمته: ميزان الاعتدال (3/ 312)، ولسان الميزان (4/ 396). وروى الطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة مرفوعًا: للماشي أجر سبعين حجة وللراكب أجر ثلاثين حجة، رواه في الأوسط (8/ 39: 7079). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 212)، وفيه محمَّد بن محصن العكاشي وهو متروك. وورد في مضاعفة الثواب في مكة أحاديث منها: • حديث صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلّا المسجد الحرام. =
= رواه البخاري برقم (1190)، ومسلم (2/ 1012: 1394) من حديث أبي هريرة. • ومن حديث ابن عمر رواه مسلم (2/ 1013: 1395)، والطيالسي (ص 251: 1826)، وعبد الرزاق (5/ 121: 9136)، وابن أبي شيبة (2/ 371)، وأحمد (2/ 16: 4646)، والطبراني في الأوسط (5/ 21: 4029)، والدارمي (1/ 330)، وابن ماجه (1/ 451: 1405)، والفاكهي (99/ 2: 1208)، والنسائي (5/ 213)، وأبو يعلى (10/ 163: 5787)، والبيهقي (5/ 246)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 303)، والبغدادي في تاريخ بغداد (4/ 162)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 126)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 353). • ومن حديث ابن عباس رواه مسلم (2/ 1014: 1396)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 246). • ومن حديث عبد الله بن عثمان بن الأرقم رواه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 247). • ومن حديث أنس بن مالك رواه البزار كما في كشف الأستار (1/ 213)، والطبراني في الأوسط (4/ 541: 3920). • ومن حديث حبير بن مطعم رواه الطيالسي (ص 128: 950)، وابن أبي شيبة (2/ 371) و (12/ 211: 12573)، وأحمد (4/ 80)، والفاكهي (2/ 91: 1187)، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 213)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 246)، والطبراني في الكبير (2/ 138: 1562)، وأبو يعلى (13/ 408: 7412)، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 223). • حديث أرقم بن الأرقم رواه الفاكهي (2/ 92: 1188)، والطبراني في الكبير (1/ 306: 907)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 382: 1007)، والحاكم (3/ 504)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 19: 688)، وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 576). =
= • ومن حديث علي بن أبي طالب رواه الفاكهي (2/ 90: 1185)، والبزار (1/ 216: 430)، وابن عدي (3/ 1182)، والحارث كما في بغية الباحث (1/ 469: 397). • ومن حديث عائشة رواه عبد الرزاق (5/ 120: 9131)، وابن أبي شيبة (2/ 371) و (12/ 211)، وأحمد (2/ 277)، والفاكهي (2/ 94: 1192)، والترمذي في العلل (1/ 240)، والبزار (2/ 56)، وأبو يعلى (8/ 146: 4691)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 126). • ومن حديث ميمونة رواه عبد الرزاق (5/ 121: 9135)، وابن أبي شيبة (2/ 371) و (12/ 209: 12568)، وأحمد (6/ 333)، والفاكهي (2/ 103: 1218)، والنسائي (2/ 33) و (5/ 213)، وأبو يعلى (13/ 30: 7113)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 302)، والطبراني في الكبير (23/ 425: 1029)، والبيهقي (10/ 83)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 126). • ومن حديث أبي سعيد الخدري رواه البزار (1/ 215)، وأبو يعلى (2/ 393: 1165)، وابن حبان (4/ 503: 1623)، وأحمد (3/ 77). • ومن حديث سعد بن أبي وقاص رواه أحمد (1/ 184: 1605)، والبزار (1/ 214)، وأبو يعلى (2/ 212: 774)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 126). • وفي حديث جابر وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه رواه أحمد (3/ 343 و 397)، وابن ماجه (1/ 451: 1406)، والفاكهي (2/ 90: 1184)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 246)، والبيهقي (5/ 246)، والبخاري في الكبير (4/ 29)، وابن عدي (7/ 2670)، وابن عبد البر في التمهيد (6/ 27)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (22/ 255)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 81). =
= • ومن حديث عبد الله بن الزبير رواه أحمد (4/ 5)، والأزرقي (2/ 64)، وعبد بن حميد كما في المنتخب (1/ 465)، والفاكهي (2/ 89: 1183)، والترمذي في العلل الكبير (1/ 240)، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 214)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 29)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 245)، والحارث كما في بغية الباحث (1/ 470: 398)، والطيالسي (195: 1367)، وابن حبان (4/ 499: 1620) • ومن حديث أنس رواه ابن ماجه (1/ 453: 1413)، والمقدسي في فضائل بيت المقدس (ص 52: 19)، وابن عدي (6/ 2328)، وابن الجوزي في العلل (2/ 86)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 46). • ومن حديث ابن عمر رواه ابن عبد البر في التمهيد (6/ 29). • ومن حديث أبي الدرداء رواه الفاكهي (2/ 91: 1186)، والبزار (1/ 112)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 248)، وابن عدي (3/ 1234). • ومن حديث أبي هريرة رواه الفاكهي (2/ 101: 1213). • ومن حديث ابن عباس رواه الفاكهي (2/ 93: 1191). وروى الأزرقي (2/ 23) من حديث ابن عباس من أدركه شهر رمضان بمكة فصامه كله وقام منه ما تيسَّر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان بغير مكة الحديث، ورواه ابن ماجه (2/ 1041: 3117)، وابن شاهين في فضائل شهر رمضان (ص 58). وبمعناه من حديث ابن عمر رواه البزار كما في الكشف (1/ 459). وفي حديث معاذ مرفوعًا من أعد قوسًا في الحرم ليقاتل به عدو الكعبة كتب له كلل يوم ألف ألف حسنة حتى يحضر العدو، رواه الفاكهي (2/ 286: 1541).
9 - باب فضل المتابعة بين الحج والعمرة
9 - بَابُ فَضْلِ الْمُتَابَعَةِ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ 1136 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا عَبَّادُ عَنْ (¬1) سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬2) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بيده إنهما ينفيان [الفقر والذنوب كما ينفى الكبير خبث الحديد] (¬3). ¬
1136 - تخريجه: داود متروك، وعباد هو ابن كثير الثقفي متروك، ولا يعرف له سماع من سهل بن أبي صالح. والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 446: 366). وقال البوصيري (4/ 325): "رواه الحارث مرسلًا بسند ضعيف لضعف داود". لكن ورد هذا المعنى في عدد من الأحاديث، منها: • حديث ابن مسعود رواه النسائي (5/ 115)، والترمذي (3/ 175: 810) وصححه، وابن خزيمة (4/ 130: 2512)، وأحمد (1/ 387: 3669)، وابن حبان (9/ 6: 3693)، وأبو يعلى (8/ 389: 4976) و (9/ 153: 5236)، والطبراني في =
= الكبير (10/ 230: 10406)، وابن أبي شيبة (ص 74)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 110)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 124)، والطبري في تفسيره (2/ 321: 3959)، والبغوي في شرح السنّة (7/ 6: 1843). • وحديث عمر رواه ابن ماجه (2/ 964: 2887)، وأحمد (1/ 25: 167)، وأبو يعلى (1/ 176: 198)، والطبري في تفسيره (2/ 322: 3961)، والحميدي (1/ 10: 17)، والضياء (1/ 252: 143) و (1/ 272: 160)، والطبراني في الأوسط (6/ 248: 5525)، وابن عدي (5/ 1868)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 119: 116)، والفاكهي (1/ 404: 868). • وحديث عامر بن ربيعة رواه أحمد (3/ 446)، وابن أبي شيبة (ص 77: 52)، وعبد الرزاق (5/ 3: 8796)، والحارث كما في بغية الباحث (1/ 446: 367)، والضياء (8/ 196: 225). • وحديث عبد الله بن عباس رواه النسائي (5/ 115)، والطبراني في الكبير (11/ 107: 11196) و (11/ 181: 11428)، وفي الأوسط (4/ 486: 3826)، وابن عدي (4/ 1320)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (13/ 147)، وابن شاهين في فضائل الأعمال (ص 295: 326). • وحديث جابر رواه البزار (2/ 37: 1147) كما في كشف الأستار، والطبراني في الأوسط (5/ 512: 4974)، وابن عدي (6/ 2225). • وحديث ابن عمر وهو الآتي.
1137 - [وقال الحارث] (¬1): حدثنا هوذة (¬2)، حدثنا داود بن (¬3) عبد الرحمن، عن عمرو بن دينار (¬4) عن ابن لعبد الله (¬5) بن عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: تَابِعُوا [بَيْنَ الحج والعمرة الحديث] (¬6). ¬
1137 - تخريجه: هوذة هو ابن خليفة الثقفي صدوق، وابن عبد الله بن عمر هو سالم تابعي. والحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث (1/ 447: 368). وروى الطبراني في الكبير (12/ 456: 13651) قال: حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بن عقيل، ثنا حجاج بن نصير، ثنا ورقاء، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعًا. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 281): رواه الطبراني في الكبير وفيه حجاج بن نصير وثقه ابن حبان وغيره وضعفه النسائي وغيره. ورواه الفاكهي (1/ 405: 869) قال: حدثنا صالح بن مسمار، ثنا هشام بن سليمان المخزومي، ثنا إبراهيم بن يزيد، عن أيوب بن موسى، عن نافع عن ابن عمر به. وروى ابن عدي في الكامل (1/ 229) قال: أنبأنا عبيد الله بن موسى السرخسي يعرف بالامام بسرخس، ثنا صالح بن مسمار، ثنا هشام بن سليمان، حدثني إبراهيم ابن يزيد عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر به. =
= وقال: ثنا أبو عروبة الحراني، ثنا أيوب بن سليمان بسلمية، وثنا عبد الملك بن محمَّد، ثنا أحمد بن الفرج قال: ثنا سلمة بن عبد الملك القوسي، ثنا إبراهيم بن يزيد عن عبدة بن أبي لبابة قال: سمعت ابن عمر به قال: وهذا أشبه بالحق من رواية من قال عن نافع عن ابن عمر. ورواه الفاكهي (1/ 405: 870) قال: حدثنا عبد الله بن عمران، ثنا سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج، أخبرني إبراهيم بن يزيد به. ورواه الرازي في فوائده كما في زوائد الأجزاء المنثورة (ص 222: 326) قال: أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم وعلي بن يعقوب بن إبراهيم قالا: نا أبو علي الحسن بن جرير الصوري، نا عثمان بن سعيد الصيداوي، نا سليم بن صالح قال: حدثني ابن ثوبان، عن منصور بن المعتمر، عن الشعبي، عن ابن عمر، به.
10 - باب ركوب البحر للحاج
10 - بَابُ رُكُوبِ الْبَحْرِ (¬1) لِلْحَاجِّ 1138 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي (¬2) بكرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ (¬3) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا يَرْكَبُ الْبَحْرَ إلَّا غازٍ أو حاج أو معتمر. ¬
1138 - تخريجه: الخليل متروك. قال البوصيري (4/ 310): رواه الحارث بن أبي أسامة عن الخليل بن زكريا وهو ضعيف. والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 441: 359). وقد ورد من حديث عمرو بن العاص رواه أبو داود (3/ 6: 2489)، والبيهقي (4/ 334)، والفاكهي (1/ 415: 897)، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 104)، وقال: لم يصح حديثه، وابن الجوزي في التحقيق (2/ 115: 1200)، والمزي في تهذيب الكمال (4/ 174)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 153: 2393). وورد من حديث ابن عمر رواه البزار كما في حديث رقم (1668) من كشف =
= الأستار، والفاكهي في أخبار مكة (1/ 415: 896)، ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 285)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (6/ 183)، وميزان الاعتدال (3/ 422). وورد من قول ابن عمر رواه عبد الرزاق (5/ 284: 9628). كما ورد من قول مجاهد رواه سعيد بن منصور (2/ 152: 2392). وفي إسناد الثلاثة ليث بن أبي سليم مدلس عنعن.
11 - باب الندب إلى الحج كل خمسة أعوام
11 - باب الندب إلى الحج (¬1) كُلَّ خَمْسَةِ أَعْوَامٍ 1139 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرِ [بْنُ أَبِي شَيْبَةَ] (¬2): حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ لَهُ جسمه وأوسعت عليه في المعيشة تمضي (¬3) عليه خمسة أَعْوَامٍ لَا يَفِدُ (¬4) إليَّ لَمَحْرُومٌ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. ¬
1139 - تخريجه: خلف صدوق اختلط بآخره، والعلاء ثقة ربما وهم، وأبوه هو المسيب بن رافع الأسدي، ثقة وسماعه من أبي سعيد ممكن، إذ قد ثبتت روايته عن البراء بن عازب المتوفَّى سنة 72 هـ، فروايته عن أبي سعيد، المتوفَّى سنة 74 هـ، ممكنة أيضًا. ومن أنكر روايته عن الصحابة أراد كبارهم كعبد الله بن مسعود، وسعد بن أبي وقاص، وعلي بن أبي طالب. والحديث رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 74: 928) قال أنا عبد الله بن علي المقري: قال: نا محمَّد بن إسحاق الباموي قال: انا أبو الحسن =
= أحمد بن محمَّد بن منيمر قال: نا يوسف بن يعقوب قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: نا خلف بن خليفة به. وقال (2/ 75: 929): أنبأنا زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو بكر البيهقي قال: أنا أبو عبد الله الحاكم قال: أخبرنا بكر بن محمَّد بن حمدان قال: نا أحمد بن الحسين قال: حدثنا محمَّد بن معاوية قال: حدثنا خلف به. وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 209)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط, وأبو يعلى إلاّ أنه قال: خمسة أعوام. ورجال الجميع رجال الصحيح. والحديث رواه أبو يعلى في المسند (2/ 304: 1031)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 506: 552). ورواه ابن حبان (9/ 16: 3703) قال: أخبرنا محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا خلف بن خليفة به. والبيهقي (5/ 262) قال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا: أنا أبو بكر بن المؤمل بن الحسن بن عيسى، أنا الفضل يعني ابن محمَّد البيهقي، ثنا سعيد بن منصور، ثنا خلف بن خليفة به. والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (8/ 318) قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمَّد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمَّد بن مخلد العطار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا خلف بن خليفة به. وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 74: 928) قال: أنا عبد الله بن علي المقرئ قال: نا محمَّد بن إسحاق الباموي قال: أنا أبو الحسن أحمد بن محمَّد بن منيمر قال: نا يوسف بن يعقوب قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: نا خلف بن خليفة. ورواه برقم (929) قال: أنبأنا زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو بكر البيهقي قال: أنا أبو عبد الله الحاكم قال: أخبرنا أبو بكر محمَّد بن حمدان قال: نا أحمد بن الحسين قال: حدثنا محمَّد بن معاوية قال: حدثنا خلف بن خليفة به.
1139 - [3] وقال عبد الرزاق: أخبرنا [سفيان] (¬1) الثوري عن العلاء بن المسيب به. قلت: اختلف فيه على العلاء. ¬
1139 - [3] تخريجه: هكذا رواه الطبراني في الأوسط (1/ 300: 490) قال: حدثنا أحمد بن عمرو الخلال قال: حدثنا محمَّد بن أبي عمر العدني قال: حدثنا عبد الرزاق به. ورواه الفاكهي (1/ 436: 951) قال: حدثنا ابن أبي عمر به. لكن ورد في مصنف عبد الرزاق (5/ 13: 8826) عن العلاء بن المسيب، عن أبيه أو عن رجل عن أبي سعيد موقوفًا. وعندهما أربعة أعوام. ونقل ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 75) عن الدارقطني قال: ورواه ابن فضل عن العلاء، عن يونس بن حبان، عن أبي سعيد قال: ولا يصح منها شيء. وقد ورد هذا اللفظ من حديث أبي هريرة رواه البيهقي (5/ 262)، وابن عدي (4/ 1396)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 206)، والفاكهي (1/ 437: 953). وذكره البخاري في التاريخ الكبير (4/ 295)، وقال: منكر.
1140 - وقال أبو يعلى: حدثنا أبوعبيدة بن الفضيل (¬1) بْنِ عِيَاضٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ (¬2) عَنْ رَجُلٍ عَنْ خباب بن الأرت (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنَّ عَبْدًا (¬4) أَصْحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ وَأَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ يَأْتِي عَلَيْهِ خَمْسُ حجج لم يأت إليَّ فيهن لمحروم. ¬
140 - تخريجه: الرجل مجهول، ويونس صدوق يخطئ، والمسعودي إن كان عبد الرحمن بن عبد الله فهو صدوق اختلط بآخره ولا أعرف له سماعًا من يونس، وأبو سعيد لم أعرفه. وهذا الحديث لم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى ولا المقصد العلي ولا مجمع الزوائد. وذكره السيوطي في الدر المنثور (1/ 511). والهندي في كنز العمال (5/ 17: 11856). وقال البوصيري (4/ 296): رواه أبو يعلى بسند فيه راو لم يسم، والراوي عنه ضعيف.
12 - باب الأمر بحج الذراري والرقيق ووجوبه عليهم إذا بلغوا
12 - بَابُ الْأَمْرِ بِحَجِّ الذَّرَارِي وَالرَّقِيقِ وَوُجُوبِهِ عَلَيْهِمْ إِذَا بَلَغُوا 1141 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمِ (¬1) بْنِ حَيَّانَ (¬2): حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ قَطَنٍ (¬3) عن آمنة بنت محرز (¬4) قالت: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: أَحِجُّوا الذُّرِّيَّةَ لَا تَأْكُلُوا أَرْزَاقَهَا (¬5) وَتَدَعُوا آثامها في أعناقها. ¬
1141 - تخريجه: موسى بن قطن ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 456)، ويحيى هو ابن سعيد القطان وآمنة بنت محرز لم أعرفها. والأثر رواه أبو عبيد في غريب الحديث (3/ 365) قال: حدثنا يحيي بن سعيد، ويزيد بن هارون عن سليم بن حيان به، وفسر أبو عبيد الذرية هنا بالنساء. =
= والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 293)، قال: قال لي صدقة: حدثنا يحيي به. والفاكهي في أخبار مكة (1/ 385: 816) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال: ثنا بشر بن السري قال: ثنا سليم بن حيان به. ونسبه في كنز العمال (5/ 145: 12404) و (5/ 267: 12874) إلى ابن أبي شيبة وابن سعد.
1142 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ أَخُو مُوسَى بن عقبة فذكر حديثًا (¬1) فِي حَجِّ الصَّبِيِّ قَالَ (¬2): فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ المنكدر فحج بأهله كلهم. ¬
1142 - تخريجه: رواه الحميدي (1/ 235: 504) عن سفيان به. وابن خزيمة (4/ 349: 3049) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان به. وابن حبان (1/ 358: 144) قال: أخبرنا عمر بن محمَّد الهمداني، حدثنا عبد الجبار بن العلاء به.
1143 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ (¬1) محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَتَحُجُّ (¬2) بِالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، أَعْرِضُهُمْ لِلَّهِ (¬3) تعالى (¬4). ¬
1143 - تخريجه: الأثر رواه الحميدي (1/ 235: 506). والفاكهي (1/ 386: 817) قال: حدثنا ابن أبي عمر، وعبد الجبار قالا: ثنا سفيان به. وأبو نعيم في الحلية (3/ 149) قال: حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمَّد بن الحسين، ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان به.
1144 - وقال الحارث؟ ثنا إسماعيل ابن (¬1) أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ (¬2) عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَوْ أَنَّ مَمْلُوكًا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ كَانَتْ عَلَيْهِ حِجَّةٌ (¬3) إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [وَلَوْ أَنَّ أَعْرَابِيًّا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ كَانَتْ عَلَيْهِ حِجَّةٌ (¬4) إِذَا هَاجَرَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا]، (¬5) وَلَوْ (¬6) أَنَّ صَغِيرًا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ كَانَتْ (¬7) عَلَيْهِ حِجَّةُ الْإِسْلَامِ إِذَا عَقَلَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا. ¬
1144 - تخريجه: أبو عثمان يظهر أنه حرام بن عثمان متروك، وإسماعيل بن أبي إسماعيل ضعيف، ورواية إسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده فيها تخليط. وانظر حديث رقم (1028). والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 439: 357). ورواه الطيالسي (ص 243: 1767) قال: حدثنا اليمان أبو حذيفة، عن أبي عبس، عن جابر، وحدثنا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرٍ بِهِ. وَقَالَ البيهقي (5/ 179): أخبرنا أبو سعد الماليني قال: أنبأ أبو أحمد بن عدي، ثنا شريح بن عفير، ثنا أبو مروان العثماني، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن حرام بن عثمان، عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر، عن أبيهما جابر به.=
= ورواه ابن عدي (4/ 853) قال: ثنا أحمد بن خالد بن عبد الملك أبو بدر الحراني، ثنا عمي الوليد بن عبد الملك، ثنا مخلد بن يزيد عن ابن جريج، عن مطرف البكري، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ عن جابر به. وقد ورد هذا المعنى من حديث ابن عباس رواه ابن خزيمة (4/ 349: 3050)، والبيهقي (4/ 325) و (5/ 156 و 179)، والحاكم (1/ 481)، والطبراني في الأوسط (3/ 353: 2752)، وابن عدي (2/ 615)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 209)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 257)، وانظر مسند الشافعي (1/ 290)، والأم (2/ 122 و 194).
13 - باب كراهة الحج على الإبل الجلالة
13 - باب كراهة (¬1) الحج على الإِبل الجلالة 1145 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن أبي يزيد، عن أبيه: قدم عمر رضي الله عنه مَكَّةَ فَأُخْبِرَ أَنَّ لِمَوْلًى لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِبِلًا جَلَّالَةً فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَأَخْرَجَهَا مِنْ مَكَّةَ وَقَالَ (¬2): إِبِلٌ يَحْتَطِبُ (¬3) عَلَيْهَا، وَيَنْقُلُ عَلَيْهَا الْمَاءَ فقال عمر رضي الله عنه: لا يحج عليها ولا يعتمر (¬4). * إسناده (¬5) صحيح وهو موقوف. ¬
1145 - تخريجه: سفيان هو ابن عيينة، وأبو يزيد وثقه العجلي (ص 515)، وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 657). قال البوصيري (4/ 304): رواه مسدد ورجاله ثقات. والأثر رواه عبد الرزاق (4/ 522: 8715) عن ابن عيينة به.=
= وورد من حديث عمرو بن شعيب قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن لحوم الإبل الجلالة وألبانها وكان يكره أن يحج عليها. رواه عبد الرزاق (4/ 521: 8712). وورد عن ابن عمر كراهة الحج على الجلالة. رواه عبد الرزاق (4/ 521: 8710 و 8711)، وابن أبي شيبة (8/ 48: 4664). كما ورد عن عكرمة بن خالد رواه ابن أبي شيبة (8/ 147: 4659).
1146 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا أَيُّوبُ، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: نهي عن ركوب الجلالة. ¬
1146 - تخريجه: رجاله ثقات، وإسناده متصل، عبد الوارث هو ابن سعيد بن ذكران، وأيوب هو السختياني. قال البوصيري (4/ 304): "رواه مسدد موقوفًا، وحكمه الرفع ورجاله ثقات". ورواه البيهقي (4/ 254) قال: أخبرنا أبو علي الروذباري، أنا محمَّد بن بكر، ثنا أبو داود، ثنا مسدد به، ورواه كذلك في (9/ 333). ورواه أبو داود (3/ 351: 3787) قال: حدثنا أحمد بن أبي سريج أخبرني عبد الله بن جهم، ثنا عمرو بن أبي قيس عن أيوب السختياني به وصرح بنسبة النهي للنبي -صلى الله عليه وسلم-. ورواه الحاكم (2/ 34) قال: أخبرني أبو الوليد الفقيه، ثنا محمَّد بن نعيم، ثنا أحمد ابن أبي سريج به (وفي المطبوع شريح). ورواه البيهقي (9/ 333)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ به. ورواه (9/ 333) قال: أخبرنا أبو علي الروذباري، أنبأ محمَّد بن بكر، ثنا أبو داود، ثنا أحمد بن أبي سريج. ورواه الطبراني في الكبير (12/ 304: 13187)، وفي الأوسط (1/ 363: 622) قال: حدثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا هشام بن عمار، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ محمَّد، عن سالم، عن ابن عمر به. وقد ورد النهي عن ركوب الجلالة من حديث ابن عباس، رواه أبو داود (3/ 336: 3719) , وابن خزيمة (4/ 146: 2552)، والبيهقي (5/ 254)، والطبراني في الكبير (11/ 36: 10964). =
= ومن حديث عبد الله بن عمرو رواه أبو داود (3/ 357: 3811)، والنسائي 7/ 240، والبيهقي (9/ 333)، كما رواه في معرفة السنن والآثار (14/ 107: 19303)، وأحمد (2/ 319)، وابن الجوزي في التحقيق (2/ 370: 1975)، والطبراني في الأوسط (3/ 385: 2830). وورد النهي عن الجلالة أو شيء من أجزائها من حديث مجاهد عن ابن عمر مرفوعًا رواه أبو داود (3/ 351: 3785)، والترمذي (3/ 238: 1824)، وابن ماجه (2/ 1064: 3189)، والطبراني في الكبير (12/ 397: 13464) و (12/ 408: 13506).
14 - باب الحمل على الراحلة في الحج يحسب من سبيل الله
14 - بَابُ الْحَمْلِ عَلَى الرَّاحِلَةِ فِي الْحَجِّ يَحْسِبُ مِنْ سَبِيلِ (¬1) اللَّهِ 1147 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ (¬2) بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ (¬3) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَعْقِلِ (¬4) بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ (¬5) أَنَّ أُمَّهُ أَتَتْ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا مَعْقِلٍ (5) كَانَ وَعَدَنِي أَنْ لَا يَحُجَّ إلَّا وَأَنَا مَعَهُ، فَحَجَّ عَلَى راحلته ولم أطق المشي، فسألته جذاذ (¬6) نَخْلِهِ، فَقَالَ: هُوَ قُوتُ عِيَالِهِ، وَسَأَلْتُهُ بِكْرًا عنده، فقال: هو فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَسْتُ بِمُعْطِيكِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مَعْقِلٍ (¬7)، مَا تَقُولُ أُمُّ مَعْقِلٍ (7): قَالَ: صَدَقَتْ، قَالَ: فَأَعْطِهَا بِكْرَكَ فَإِنَّ الْحَجَّ مِنْ سبيل الله تعالى، فأعطاها بكره (¬8). ¬
1147 - تخريجه: رواه ابن أبي شيبة في المسند (2/ 275: 771)، به. قال البوصيري (4/ 319): رواه أبو بكر بن أبي شيبة ورواته ثقات. والحديث روه الإِمام أحمد (6/ 406) قال: ثنا ابن نمير به. ورواه الطبراني في الكبير (20/ 234: 551) قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ الله بن عمر، عن محمَّد بن أبي إسماعيل به. ورواه أبو داود الطيالسي (ص 231: 1662) قال: "حدثنا شعبة، عن إبراهيم بن المهاجر قال: سمعت أبا بكر بن الحارث بن هشام القرشي يقول: أرسل مروان بن الحكم إلى أم معقل امرأة من أشجع فقالت المرأة ... ". ورواه الإِمام أحمد (6/ 405) كذلك قال: ثنا محمَّد بن جعفر وحجاج قالا: ثنا شعبة به. ورواه الحاكم (1/ 482) قال: حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا محمَّد بن جعفر، ثنا شعبة به. ورواه ابن خزيمة (4/ 360: 3075) قال: ثنا محمَّد بْنُ بَشَّارٍ، ثنا محمَّد بْنُ جعفر به. ورواه الفاكهي (1/ 402: 862) قال: حدثنا محمَّد بن وزير الواسطي قال: ثنا إسحاق الأزرق عن سفيان الثوري، عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن عبد الله، عن رسول مروان، عن أم معقل. ورواه كذلك أحمد (6/ 375) قال: ثنا عفان، ثنا أبو عوانة قال: ثنا إبراهيم بن مهاجر به. ورواه أبو داود (2/ 204: 1988) قال: حدثنا أبو كامل، ثنا أبو عوانة به. =
= ورواه (2/ 204: 1989) قال: حدثنا محمَّد بن عوف الطائي، ثنا أحمد بن خالد الوهبي، ثنا محمَّد بن إسحاق، عن عيسى بن معقل بن أم معقل، قال: حدثني يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ جدته أم معقل. ورواه الطبراني (25/ 153: 366) قال: حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ محمَّد بْنِ إسحاق به. ورواه ابن أبي عاصم (6/ 47: 3245) قال: حدثنا محمَّد بن منصور الطوسي، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي عَنِ ابن إسحاق به. ورواه الطبراني في الكبير (25/ 154) قال: حدثنا محمَّد بن أبان الأصبهاني، حدثنا حميد بن مسعدة، ثنا عمر بن علي المقدمي، عن موسى بن عقبة، عن عيسى بن معقل، عن جدته أم معقل. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 47: 3244) قال: حدثنا أبو بكر ابن نافع ثنا عمر بن علي المقدمي به. ورواه الطبراني (25/ 153: 367) قال: حدثنا محمَّد بن هشام بن أبي الدميك المستملي: ثنا علي بن المديني، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثني أبي عن محمَّد بن إسحاق، حدثني يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير، عن الحارث بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام، عن أبيه قال: كنت فيمن ركب مع مروان بن الحكم إلى أم معقل به. وانظر: فتح الباري (3/ 604)، والإصابة (4/ 181: 1064)، وتحفة الأشراف (9/ 289: 12174) و (13/ 107: 18361). وقد ورد مثل هذا المعنى من حديث ابن عباس رواه أبو داود (2/ 205: 1990)، وابن خزيمة (4/ 361: 3077)، والطبراني في الكبير (12/ 207: 12911).
1148 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ (¬1) بْنِ أَبَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ هُوَ: ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلفُل، عَنْ طلق بن حبيب، عن أبي طليق، قال: أَنَّ امْرَأَتَهَ قَالَتْ لَهُ -وَلَهُ جَمَلٌ وَنَاقَةٌ-: أَعْطِنِي جَمَلَكَ أَحُجُّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هُوَ حَبْسٌ في سبيل الله تعالى، قالت: إِنَّهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ (¬2) أَحُجَّ عَلَيْهِ فأبى قالت: فَأَعْطِنِي النَّاقَةَ [وَحُجَّ عَلَى جَمَلِكَ] (¬3) قَالَ: لَا أُوثِرُ عَلَى نَفْسِي أَحَدًا، قَالَتْ: فَأَعْطِنِي مِنْ نَفَقَتِكَ، قَالَ: مَا عِنْدِي فَضْلٌ عَمَّا أَخْرُجُ به ولو كان معي لأعطيتك، قالت: فهذا (¬4) فعلت ما فعلت فاقرأ نَبِيَّ اللَّهِ (¬5) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنِّي السَّلَامَ إذا لقيته (¬6) وقيل له الذي قلت لك، فلما لقي نبي الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَقْرَأَهُ مِنْهَا (¬7) السَّلَامَ وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَتْ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: صَدَقَتْ أُمُّ طَلِيقٍ (¬8) لَوْ أَعْطَيْتَهَا جَمَلَكَ (¬9) كَانَ (¬10) فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ولو أعطيتها ناقتك كان (¬11) فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ أَعْطَيْتَهَا مِنْ نَفَقَتِكَ أَخْلَفَهَا اللَّهُ لَكَ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وما يعدل الحج؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: عمرة في رمضان. ¬
1148 - تخريجه: طلق بن حبيب صدوق عابد، والمختار صدوق له أوهام، وعبد الله بن عمر بن محمَّد بن أبان صدوق، قال البوصيري (4/ 319): رجاله ثقات. ورواه الطبراني في الكبير (22/ 324: 816) قال: حدثنا عمرو بن أبي الطاهر ابن السرح، ثنا يوسف بن عدي، ثنا عبد الرحيم بن سليمان به. والدولابي في الكنى (1/ 41) عن إبراهيم بن يعقوب عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن المختار به. ورواه مختصرًا ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 176: 2710) قال: حدثنا محمَّد بن يزيد بن هشام الرفاعي، ثنا محمَّد بن فضيل، عن المختار بن فلفل به. ورواه البزار كما في كشف الأستار (2/ 38: 1151) عن علي بن حرب، عن محمَّد بن فضيل به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 283)، رواه الطبراني في الكبير والبزار باختصار، ورجال البزار رجال الصحيح.
15 - باب صحة حج الجمال
15 - بَابُ صِحَّةِ حَجِّ الْجَمَّالِ 1149 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ عَطَاءٌ: سَأَلَ رجل ابن عباس -رضي الله عنهما- قَالَ: أَوَاجِرُ نَفْسِي مِنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَأَنْسُكُ مَعَهُمْ أَلِي أَجْرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ {أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا} الآية.
1149 - تخريجه: ابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز من رجال الشيخين، والأظهر أن عطاء هو ابن أبي رباح، ويحتمل انه ابن أبي مسلم الخرساني، وكلاهما من رجال الشيخين. والأثر أخرجه الشافعي في الأم (8/ 486) قال: أخبرنا مسلم وسعيد عن ابن جريج به، وكذلك في (2/ 127). وأخرجه البيهقي في معرفة السنن والآثار (7/ 22: 9173) قال: أخبرنا أبو بكر وأبو زكريا قالا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي به. ورواه البيهقي في السنن (4/ 333) قال: أخبرنا أبو بكر، ثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي به. ورواه في معرفة السنن والآثار (7/ 22: 9174) قال: أخبرنا أبو سعيد، حدثنا أبو العباس به. ورواه الحاكم (1/ 481) قال: أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن عبد الحميد =
= الصنعاني بمكة، ثنا علي بن المبارك، ثنا زيد بن المبارك الصنعاني، ثنا معمر بن راشد الصنعاني، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وصححه. ورواه ابن خزيمة (4/ 351: 3053) قال: ثنا محمَّد بن يحيي نا عبد الرزاق عن معمر به. ورواه ابن أبي شيبة (ص 444) قال: حدثنا ابن فضل، عن الأعمش، عن مسلم، عن سعيد بن جبير به. ورواه البيهقي (4/ 333) قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي من أصل كتابه، ثنا أبو منصور محمد القاسم العتكي الضبعي إملاءً، ثنا اللباد -يعني أحمد بن نصر- ثنا أبو نعيم عن مسلم البطين، عن سعيد به. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (1/ 561) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر.
1150 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1) حَدَّثَنَا (¬2) يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَبِيبٍ، ثنا أَبُو السَّلِيلِ قُلْتُ لِابْنِ عمر -رضي الله عنهما-: إن لي رواحل أكريهم في الحج وأسعى (¬3) عَلَى [عِيَالِي] (¬4) فَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّهُ لَا حَجَّ لِي؛ لِأَنَّهَا تُكْرَى (¬5) فَقَالَ: كَذَبُوا، لَكَ أَجْرٌ فِي حَجِّكَ وَأَجْرٌ فِي سَعْيِكَ عَلَى عِيَالِكَ فَلَكَ أَجْرَانِ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ وَجْهٍ آخر بغير هذا اللفظ. ¬
1150 - تخريجه: قال البوصيري (4/ 301): رواه مسدد بسند ضعيف؛ لضعف عبد الله بن شبيب، ورواه ابن أبي شيبة وفيه راوٍ لم يسم. وأبو السليل ثقة وهو ضريب بن نقير. وعبد الله بن شيبب لم أعرفه وليس هو المذكور في ميزان الاعتدال (2/ 438) فإنه متأخر يروي عن أصحاب مالك. ولعله عبد السلام بن شداد أبو طالوت ثقة. كما رواه ابن أبي شيبة (ص 445) قال: حدثنا وكيع عن الحسن أبي طالوت، عن أبي السبيل، عن ابن عمر في الرجل يكري نفسه في الحج قال: يجزيه (ولا يخفاك ما فيه من أخطاء). ورواه أبو داود (2/ 142: 1733) قال: حدثنا مُسَدَّدٌ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا العلاء بن المسيب، ثنا أبو أمامة التيمي قال: كنت رجلًا أكري في هذا الوجه، وكان ناس يقولون لي: إنه ليس لك حج، فلقيت ابن عمر فقلت: يا أبا عبد الرحمن، إني رجل أكري في هذا الوجه، وإن ناسًا يقولون لي: إنه ليس لك حج، فقال ابن =
= عمر: أليس تحرم وتلبي وتطوف بالبيت وتفيض من عرفات وترمي الجمار؟ قال: قلت: بلى، قال: فإن لك حجًا، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فسأله عن مثل ما سألتني عنه فَسَكَتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يجبه حتى نزلت هذه الآية {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقرأ هذه الآية وقال: لك حج. ورواه الحاكم (1/ 449) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ أبو المثنى، ثنا مسدد به. ورواه البيهقي (4/ 333) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ به. ورواه الدارقطني (2/ 292) من طريق عبد الواحد بن زياد. ورواه ابن خزيمة (4/ 350: 3051) قال: ثنا الحسن بن محمَّد الزعفراني، ثنا مروان بن معاوية، ثنا العلاء به. وقال: ثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي، ثنا يحيي بن أبي زائدة، عن العلاء بن المسيب به. وقال (3052): ثنا الزعفراني، ثنا أسباط بن محمَّد القرشي، عن الحسن بن عمرو الفقيمي -وأنا بريء من عهدته- عن أبي أمامة التيمي به. ورواه أحمد (2/ 155: 6434) قال: حدثنا أسباط به. ورواه الطبري في تفسيره (2/ 294: 3768) قال: حدثنا طليق بن محمَّد الواسطي قال: أخبرنا أسباط به. ورواه ابن أبي شيبة (ص 444) قال: حدثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ رجل من بكر بن وائل قال: سألت ابن عمر ... الحديث. ورواه أحمد (2/ 155: 6435) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد -يعني العدني- حدثنا سفيان، عن العلاء بن المسيب، عن رجل من بني تيم الله، عن ابن عمر. ورواه الطبري في تفسيره (2/ 296: 3792) قال: حدثنا الحسن بن يحيي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري به.
16 - باب الحج عن الغير
16 - بَابُ الْحَجِّ عَنِ الْغِيَرِ 1151 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، ثنا هُشَيْمٌ، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن عائشة -رضي الله عنها- قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَمِعَ رَجُلًا يلبّي عن شبرمة فقال: وما شبرمة؟ فذكر قرابة له، قال -صلى الله عليه وسلم-: حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَاحْجُجْ عن نفسك، ثم حج عن شبرمة.
1151 - تخريجه: هشيم مدلس عنعن، وابن أبي ليلى هو محمَّد سيىء الحفظ. ورواه أبو يعلى (8/ 80: 4611)، وفيه: "أحمد" بدل: "محمَّد". وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 508: 555). وفي مجمع الزوائد (3/ 286)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه ابن أبي ليلى وفيه كلام. ورواه الدارقطني (2/ 270) قال: ثنا أبو محمَّد بن صاعد والحسين بن إسماعيل قالا: نا يعقوب الدورقي، نا هشيم به. ورواه من طريقه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 115: 1202). وأخرجه البيهقي في معرفة السنن والآثار (7/ 28: 9187) قال: أخبرنا أبو نصر بن قتادة قال: أخبرنا أبو الحسن السراج قال: حدثنا مطين قال: أخبرنا شريح بن يونس قال: حدثنا هشيم به.
1152 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى، عَنْ عَطَاءٍ، فَذَكَرَهُ مُرْسَلًا. وَالْمَحْفُوظُ [فِي هَذَا] (¬1) الحديث (¬2) ابن عباس -رضي الله عنهما-. ¬
1152 - تخريجه: ابن أبي ليلى صدوق سيىء الحفظ. وأخرجه ابن أبي شيبة (ص 178) قال: حدثنا أبو معاوية عن ابن أبي ليلى به. ونسبه في نصب الراية (3/ 155) إلى سعيد بن منصور، قال: حدثنا هشيم، أنا ابن أبي ليلى به مرسلًا. وأخرجه الشافعي في الأم (2/ 125 و 134) و (8/ 484)، قال: أخبرنا مسلم عن ابن جريج، عن عطاء مرسلًا. ورواه البيهقي (4/ 336) قال: أخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي، ثنا أبو العباس الأصم، أنبأ الربيع أنبأ الشافعي به. ورواه في معرفة السنن والآثار (7/ 28: 9185). وقد ورد من طريق شريك، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس، رواه البيهقي (4/ 337)، والدارقطني (2/ 269). ومن طريق إبراهيم بن طهمان، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس رواه الدارقطني (2/ 268 و 269). ومن طريق ابن عطاء عن عطاء، عن ابن عباس رواه البيهقي (4/ 337)، والدارقطني (2/ 269)، والطبراني في الأوسط (3/ 157: 2321). ومن طريق عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس رواه البيهقي (4/ 337)، =
= والدارقطني (2/ 267) و (2/ 269)، والطبراني في الأوسط (5/ 250: 4492)، وفي الصغير (ص 240: 621)، وابن الجوزي في التحقيق (2/ 116). ومن طريق عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن ابن عباس رواه الدارقطني (2/ 269)، وابن الجوزي في التحقيق (2/ 115: 1201). ومن طريق طاووس عن ابن عباس رواه البيهقي (4/ 337)، والدارقطني (2/ 268). ومن طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رواه أبو داود (2/ 162: 1811)، وابن ماجه (2/ 969: 2903)، وابن خزيمة (4/ 345: 3039)، وابن حبان (9/ 299: 3988)، وابن الجارود (ص 178: 499)، وأبو يعلى (4/ 329: 2440)، والبيهقي في السنن (4/ 336)، وفي معرفة السنن والآثار (7/ 29: 9189)، والدارقطني (2/ 270)، والطبراني في الكبير (12/ 42: 12419). ومن طريق سعيد، عن ابن عباس موقوفًا رواه الدارقطني (2/ 271)، والبيهقي (5/ 179). ومن طريق أبي قلابة عن ابن عباس موقوفًا رواه الشافعي في الأم (8/ 485)، والبيهقي في السنن (4/ 337)، وفي معرفة السنن والآثار (7/ 29: 9194)، والبغوي في شرح السنّة (7/ 30: 1856)، وابن أبي شيبة (ص 178). ومن طريق أبي قلابة عن ابن عباس مرفوعًا رواه الطبراني في الأوسط (2/ 261: 1463). كما ورد من حديث جابر رواه الدارقطني (2/ 269)، والطبراني في الأوسط (7/ 80: 6126). وانظر نصب الراية (3/ 155)، وتحفة الأشراف (4/ 429).
1153 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابن (¬2) طاوس، عن أييه قال: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إن أبي لا يستطيع أن يحج إلَّا مُعْتَرِضًا (¬3) , أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَلَمْ تُوصِ أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قال: نعم. ¬
1153 - تخريجه: إسناده مرسل، ورجاله ثقات، ابن طاووس هو: عبد الله، وسفيان هو ابن عيينة. ورواه عبد الرزاق (9/ 60: 16341) عن ابن جريح، ومعمر، والثوري، عن ابن طاووس به. ورواه سعيد بن منصور (1/ 124: 420) عن سفيان به. وما يتعلق بالحج أخرجه النسائي (5/ 117) متصلًا، قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن أبو عبد الله المخزومي قال: حدثنا سفيان، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس مرفوعًا. وورد من طريق موسى بن سلمة، عن ابن عباس، رواه النسائي (5/ 116)، وأحمد (1/ 244: 2189)، والدارقطني (2/ 260)، وابن خزيمة (4/ 343: 3035)، وابن الجارود (ص 177: 498). ومن طريق نافع بن جبير، عن ابن عباس رواه ابن ماجه (2/ 970: 2907). ومن طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رواه النسائي (5/ 116)، وأحمد (1/ 240: 2140)، وابن خزيمة (4/ 346: 3041)، وابن حبان (9/ 305: 3992)، والطبراني (12/ 15: 12332). ومن طريق عكرمة، عن ابن عباس، رواه النسائي (5/ 118)، وأبو يعلى =
= (4/ 238: 2351)، وابن حبان (9/ 307: 3994)، والطبراني (11/ 236: 11601). ومن طريق عطاء، عن ابن عباس رواه الطبراني (11/ 149: 11323) و (11/ 176: 11409). ومن طريق عمرو بن دينار، عن ابن عباس، رواه الطبراني (11/ 109: 11200). ومن طريق يزيد بن الأصم، عن ابن عباس، رواه ابن ماجه (2/ 969: 2904). ومن طريق سليمان بن يسار، عن ابن عباس، رواه البخاري برقم (1513)، ومسلم (2/ 973: 1334). ومن طريق سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس، عن الفضل، رواه النسائي (8/ 227)، وابن ماجه (2/ 971: 2909)، ومسلم (2/ 974: 1335)، والترمذي (3/ 267: 928)، وأبو يعلى (12/ 83: 6717)، وأحمد (1/ 212: 1818)، والطبراني (18/ 282: 721)، والدارمي (2/ 39). ومن طريق سليمان بن يسار عن الفضل بن عباس، أو عبد الله، رواه أحمد (1/ 359: 3377)، والدارمي (2/ 40)، والنسائي (5/ 119). ومن طريق سليمان بن يسار عن الفضل، رواه النسائي (5/ 119). ومن طريق كريب، عن ابن عباس عن حصين بن عوف رواه ابن ماجه (2/ 970: 2908). وورد من حديث أبي رزين رواه النسائي (5/ 117)، وابن ماجه (2/ 970: 2906)، والترمذى (3/ 269: 930)، وأحمد (4/ 10)، وأبو داود (2/ 162: 1810)، وابن خزيمة (4/ 346: 3040)، وابن حبان (9/ 304: 3991)، والطبراني (19/ 203: 457)، وابن الجارود (ص 178: 500)، والحاكم (1/ 481)، والبيهقي (4/ 329). =
= ومن حديث عبد الله بن الزبير رواه النسائي (5/ 117)، وأحمد (4/ 5)، وأبو يعلى (12/ 185: 6712)، والدارمي (2/ 41)، والبيهقي (4/ 329)، وابن أبي شيبة (ص 384). ومن حديث علي رواه أحمد (1/ 76: 562)، والترمذي (3/ 232: 885)، وأبو يعلى (1/ 264: 312). ومن حديث بريدة رواه الترمذي (3/ 269: 929)، ومسلم (2/ 508: 1149)، وأبو داود (3/ 116: 2877). ومن حديث سودة بنت زمعة رواه الدارمي (2/ 41). ومن حديث أبي هريرة رواه ابن خزيمة (4/ 345: 3038). أما ما يتعلق بالصدقة، فقد ورد معناه من حديث ابن عباس رواه البخاري برقم (2756)، وابن خزيمة (4/ 124: 2501)، وأحمد (1/ 333: 3080)، وعبد الرزاق (9/ 59: 16337)، وأبو داود (3/ 118: 2882)، والترمذي (3/ 56: 669)، والنسائي (6/ 252)، والحاكم (1/ 420)، والطبراني (11/ 246: 11630)، وأبو يعلى (4/ 393: 2515)، والبيهقي (6/ 278)، وسعيد بن منصور (1/ 123: 417). ومن حديث عائشة رواه البخاري برقم (1388)، ومسلم (2/ 696: 1004). ومن حديث سعد بن عبادة رواه ابن خزيمة (4/ 123: 2496)، والنسائي (6/ 254)، وأحمد (5/ 284)، ومالك (2/ 760)، والحاكم (1/ 420)، والبيهقي (6/ 278)، والطبراني في الكبير (6/ 21: 5381). ومن حديث أبي هريرة رواه مسلم (4/ 1253: 1630)، وابن خزيمة (4/ 123: 2498)، والنسائي (6/ 252). ومن حديث الزبير رواه عبد الرزاق (9/ 60: 16343). ومن حديث ابن عمير (لعلها عمر) رواه عبد الرزاق (9/ 60: 16342).
1154 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ (¬1): ثنا أَبُو مَعْشَرٍ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: يدخل الله تعالى بِالْحُجَّةِ الْوَاحِدَةِ [ثَلَاثَةَ] (¬2) نَفَرٍ الْجَنَّةَ: الْمَيِّتَ وَالْحَاجَّ والمنفذ ذلك. ¬
1154 - تخريجه: إسحاق بن بشر متروك، وأبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن السندي ضعيف. والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 438: 355)، وفيه: (يدخل بالحجة). قال البوصيري (4/ 315): سند ضعيف؛ لضعف أبي معشر. والحديث رواه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 367: 294) قال: حدثنا ابن الجارود قال: ثنا صالح بن سهل، ثنا إسحاق بن بشر به. وابن عدي (1/ 336) قال: حدثنا علي بن محمَّد بن حاتم، ثنا إسحاق بن إبراهيم السختياني، ثنا إسحاق بن بشر به. وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 129) قال: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل ابن مسعدة أنبأنا أبو أحمد بن عدي به. ورواه ابن عدي (7/ 2518) قال: أخبرنا المفضل بن محمَّد الجندلي، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا عبد الرزاق عن أبي معشر به. ورواه البيهقي (5/ 180) قال: أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو بكر محمَّد بن الحسن القطان، ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى، ثنا إسحاق يعني ابن عيسى بن الطباع (1) ثنا أبو معشر به. =
= وروى بعده بسند ضعفه من حديث أنس مرفوعًا في رجل أوصى بحجة قال: كتبت له أربع حجج: حجة للذي كتبها، وحجة للذي أنفذها، وحجة للذي أخذها، وحجة للذي أمر بها. كما أخرجه ابن شاهين في فضائل الأعمال (ص 296: 329). وانظر تنزيه الشريعة (2/ 173)، واللآلئ المصنوعة (2/ 130).
1155 - [وَقَالَ الْحَارِثُ] (¬1): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شعيب (¬2) المدني يرفعه نحوه. ¬
1155 - تخريجه: إسماعيل بن أبي إسماعيل ضعيف، ورواية إسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده فيها تخليط. والحديث معضل إبراهيم لم يدرك من أدرك عهد النبوة. والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 438: 356).
17 - باب المواقيت المكانية
17 - بَابُ الْمَوَاقِيتِ الْمَكَانِيَّةِ 1156 - قَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ هو ابن غياث (¬1) عن حجاج هذا ابن أرطاة، عن عطاء، عن جابر رضي الله عنه قَالَ: وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَهْلِ الْعِرَاقِ ذَاتَ عِرْقٍ. * حَجَّاجُ ضَعِيفٌ. ¬
1156 - تخريجه: وقال في التقريب عن حجاج بن أرطاة: صدوق كثير الخطأ والتدليس، وعنعن هنا لكن تابعه غيره. والحديث رواه الطحاوي (2/ 119) قال: حدثنا فهد قال: ثنا حفص به. ورواه الدارقطني (2/ 235) قال: حدثنا يحيي بن صاعد، نا علي بن سعيد بن مسروق، نا حفص، ونا الحسين بن إسماعيل، أخبرنا أبو هشام نا حفص، ونا يوسف بن يعقوب الأزرق، نا حميد بن الربيع، ثنا حفص بن غياث به. ورواه أبو يعلى (4/ 156: 2222) قال: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يزيد، أخبرنا الحجاج به. ورواه أحمد (2/ 181) من طريق يزيد به. ورواه ابن أبي شيبة (ص 280) قال: حدثنا ابن نمير، عن حجاج به. =
= ورواه البيهقي (5/ 8) قال: أخبرنا أبو الحسن المغربي، أنبأ الحسن بن محمَّد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا نصر بن علي، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ الحجاج به. ورواه أحمد (3/ 336) قال: ثنا حسن ثنا ابن لهيعة، ثنا أبو الزبير قال: سألت جابرًا به. ورواه البيهقي (5/ 27)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر القاضي قالا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، أنبأ محمَّد بن عبد الله بن الحكم، أنبأ ابن وهب أخبرني ابن لهيعة به. ورواية ابن وهب عن ابن لهيعة هي قبل تخليطه. ورواه ابن ماجه (2/ 972: 2915) قال: حدثنا علي بن محمَّد، ثنا وكيع، ثنا إبراهيم بن يزيد، عن أبي الزبير به. وقد ورد مع الشك في الرفع من طريق حجاج، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرًا رواه الدارقطني (2/ 237). ومن طريق محمَّد بن بكر ثنا ابن جريج به، رواه مسلم (2/ 841: 1183)، وابن خزيمة (4/ 159: 2592)، والبيهقي (5/ 27). ومن طريق روح، ثنا ابن جريج به، رواه مسلم (2/ 840: 1183)، وأحمد (3/ 333). ومن طريق عثمان بن الهيثم، عن ابن جريج رواه الطحاوي (2/ 118). ومن طريق مسلم بن خالد وسعيد بن سالم عن جريج به رواه البيهقي في معرفة السنن والآثار (7/ 93: 9399)، والشافعي في الأم (2/ 150). وورد ذلك من حديث عائشة مرفوعًا رواه أبو داود (2/ 143: 1739)، والنسائي (5/ 123 و 125)، وأبو يعلى في معجمه (ص 142: 103)، والدارقطني (2/ 236)، والبيهقي (5/ 28)، والطحاوي (2/ 118)، وابن عدي (1/ 408). =
= ومن حديث الحارث بن عمرو السهمي رواه أبو داود (2/ 144: 1742)، والدارقطني (2/ 237)، والبيهقي (5/ 28). ومن حديث ابن عمر رواه أحمد (2/ 78: 5492)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 93) , والطحاوي (2/ 119)، والدارقطني (2/ 236)، والبيهقي (5/ 28)، وابن عدي (5/ 1950). ومن حديث أنس رواه الطحاوي (2/ 119)، وابن عدي (7/ 2577)، والطبراني في الكبير (1/ 250: 721). ومن حديث عبد الله بن عباس رواه ابن عبد البر في التمهيد (15/ 142). ومن حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رواه أحمد (2/ 181)، والدارقطني (2/ 236). وورد من طريق عطاء مرسلًا رواه الشافعي في الأم (2/ 150)، والبيهقي (5/ 27)، وفي معرفة السنن والآثار (7/ 93: 9401). ومن طريق عروة مرسلًا رواه البيهقي (5/ 29)، وأبو داود في مسائله عن أحمد (ص 98). ومن طريق مكحول مرسلًا رواه ابن عدي (6/ 2208).
1157 - وقال الحارث: حدثنا محمَّد بن عمر، ثنا (¬1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أبيه [يزيد] (¬2)، عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عن أُبَيٍّ رضي الله عنه أن رسول الله - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَهَلَّ مِنْ مَسْجِدِ ذِي الحليفة. ¬
1157 - تخريجه: محمَّد بن عمر هو الواقدي متروك. وذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 441: 360). قال البوصيري (4/ 313): رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف. وقد ورد ذلك من حديث ابن عمر رواه البخاري برقم (1541)، ومسلم (2/ 843: 1186)، والترمذي (3/ 181: 818)، والنسائي (5/ 163)، وأبو داود (2/ 150: 1771)، وابن ماجه (2/ 973: 2916). ومن حديث ابن عباس أخرجه أبو داود (2/ 150: 1170)، والحاكم (1/ 451)، وأحمد (1/ 260: 2358)، والبيهقي (5/ 37)، وأبو يعلى (3/ 391: 2513)، والطحاوي (2/ 123)، وابن عبد البر في التمهيد (13/ 170).
1158 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ (¬1) هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ (¬2) عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ (¬3) عَنْ يَحْيَى بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ حَجَّ مَعَ أَنَسِ بْنِ مالك رضي الله عنه فحدثه (¬4) أنه أحرم من العقيق. ¬
1158 - تخريجه: رجاله ثقات، حماد هو ابن زيد. قال البوصيري (4/ 326): رواه مسدد ورواته ثقات. ورواه سعيد بن منصور قال: نا حماد به كما في المحلى (7/ 73) (ت: حسن زيدان). لكن روى الطبراني في الكبير (1/ 250: 721)، والطحاوي (2/ 119)، وابن عدي (7/ 2577) من طريق إبراهيم بن سويد، قال: حدثني هلال بن زيد بن يسار، قال: ثنا أنس بن مالك، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وقت لأهل المدائن العقيق، ولأهل البصرة ذات عرق. وأخرج ابن أبي شيبة (ص 282) قال: حدثنا ابن نمير عن عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس أنه كان يحرم من ذات عرق. وورد من حديث ابن عباس أن العقيق ميقات أهل المشرق، رواه أحمد (1/ 344: 3205)، وأبو داود (2/ 143: 1740)، والترمذي (3/ 194: 1740)، والبيهقي (5/ 28). وفيه يزيد بن أبي زياد ضعيف.
18 - باب كراهية الإحرام من غير الميقات
18 - بَابُ كَرَاهِيَةِ (¬1) الْإِحْرَامِ مِنْ غَيْرِ الْمِيقَاتِ 1159 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا شُعْبَةُ، عن (¬2) قتادة قال: أَنَّ الْحَسَنَ حَدَّثَهُمْ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رضي الله عنه أُرَاهُ قَالَ: يَعْنِي أَحْرَمَ مِنَ الْبَصْرَةِ، فَلَمَّا قدم على عمر رضي الله عنه (¬3) وَكَانَ قَدْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَأَغْلَظَ لَهُ وَقَالَ: يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحْرَمَ مِنْ مِصْرٍ من الأمصار. ¬
1159 - تخريجه: رجاله ثقات، والحسن لم يدرك عمر بن الخطاب. قال البوصيري (4/ 312): رواه مسدد موقوفًا بسند صحيح. ورواه ابن أبي شيبة (ص 82) قال: ثنا ابن علية، عن سعيد، عن قتادة به. وأخرجه بهذا السند (ص 79) مقتصرًا على فعل عمران. وذكره ابن حزم (7/ 75) (ت: حسن زيدان) من طريق سعيد بن منصور، نا يزيد ابن هارون، عن سعيد بن أبي عروبة به. ومن طريق يحي بن سعيد القطان حدثني ابن أبي عروة عن الحسن.=
= وأخرجه البيهقي (5/ 31) قال: أخبرنا أبو الحسن بن عبدان، أنبأ أبو بكر بن محمويه العسكري، ثنا عيسى بن غيلان، ثثا حاضر بن مطهر، ثنا أبوعبيدة، مجاعة بن الزبير، عن الحسن به. وورد الترغيب في الإحرام من الميقات والإنكار على من أحرم قبله من قول عثمان رواه ابن أبي شيبة (ص 82)، والبيهقي (5/ 31)، وابن حزم (7/ 76). ومن قول أبي ذر رواه ابن أبي شيبة (ص 82). ومن قول ابن عمر رواه ابن حزم (7/ 76) ومن قول ابن عباس رواه ابن حزم (7/ 77). ورواه البيهقي (5/ 30) مرفوعًا وضعفه.
19 - باب المواقيت الزمانية
19 - بَابُ الْمَوَاقِيتِ الزَّمَانِيَّةِ 1160 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: من السنة أن لا يحرم بالحج إلَّا في أشهر الحج.
1160 - تخريجه: مقسم هو مولى بني هاشم صدوق، والحجاج هو ابن أرطاة صدوق كثير الخطأ والتدليس. وأسد مختلف فيه. انظر: ميزان الاعتدال (1/ 206)، وتعجيل المنفعة (ص 24). ورواه ابن أبي شيبة (ص 361)، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن حجاج به. ورواه الدارقطني (2/ 233) قال: نا عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز، نا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عن الحجاج به. ورواه البيهقي (4/ 343)، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو بكر بن الحارث، قالا: أنبأنا علي بن عمر (الدارقطني) به. والدارقطني (2/ 234) قال: نا عبد الباقي بن قانع وآخرون قالوا: نا محمَّد بن عثمان، نا الحسن بن سهل، نا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ عَنْ الحكم به. والبيهقي (4/ 343) قال: أخبرنا أبو زكريا ابن أبي إسحاق المزكي، انبا دعلج، ثنا محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا الحسن بن سهل به.=
= ورواه ابن خزيمة (4/ 162: 2596) قال: ثنا محمَّد بن العلاء بن كريب، ثنا أبو خالد، عن شعبة، عن الحكم به. وقال: ثنا أبو كريب، ثنا أبو خالد به. والحاكم (1/ 448)، قال: حدثنا محمَّد بن حمشاد العدل، وعلي بن محمَّد المستملي في آخرين قالوا: ثنا محمَّد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا محمَّد بن العلاء به. والبيهقي (4/ 343)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (الحاكم) به. ورواه الطبراني في الأوسط (6/ 21: 5039) قال: حدثنا محمَّد بن النضر الأزدي قال: حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا المفضل بن صدقة، عن خصيف، عن مقسم بنحوه. والطبري في التفسير (2/ 268: 3526) قال: حدثني المثنى قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عباس بمعناه.
20 - باب فضل المحرم
20 - بَابُ فَضْلِ الْمُحْرِمِ (¬1) 1161 - قَالَ أَبُو بَكْرِ [بْنُ أَبِي شَيْبَةَ] (¬2): حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬3)، عَنْ فُلَانٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ يَضَعُ ثَوْبَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَتُصِيبُهُ الشَّمْسُ حَتَّى تَغْرُبَ إلَّا غربت بخطاياه. ¬
1161 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده (2/ 432: 978) به. عاصم هو العمري ضعيف، ويزيد ضعيف أيضًا. وابن فضيل هو محمَّد بن فضيل بن غزوان من رجال الصحيحين. قال البوصيري (4/ 327): رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف؛ لضعف عاصم بن عبيد الله العمري. وروى ابن ماجه (2/ 976: 2925) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي, ثنا عبد الله بن نافع , وعبد الله بن وهب، ومحمد بن فليح قالوا: ثنا عاصم بن عمر بن =
= حفص، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الله بن عامر بن ربيعة، عن جابر بن عبد الله مرفوعًا: "ما من محرم يضحى لله يومه يلبي حتى تغيب الشمس إلَّا غابت بذنوبه فعاد كما ولدته أمه". قال في الزوائد: إسناده ضعيف؛ لضعف عاصم بن عبيد الله، وعاصم بن عمر بن حفص. ورواه أحمد (3/ 373) قال: ثنا جعفر الخياط، ثنا عاصم بن عمر به. ورواه البيهقي (5/ 43) قال: حدثنا أبو محمَّد عبد الله بن يوسف إملاءً، ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد، ثنا أبو يحيي محمد بن سعيد بن غالب، ثنا حماد بن خالد الخياط، ثنا عاصم بن عمر به. ورواه ابن عدي (5/ 1871) قال: حدثثا إبراهيم بن حماد قال: ثنا الحسن بن عرفة قال: ثنا حماد بن خالد به. وقال (5/ 1872): حدثنا الفضيل بن صالح، قال: ثنا أبو مروان العثماني، قال: ثنا عبد الله بن نافع قال: ثنا عاصم به. ورواه الفاكهي (1/ 433: 926) قال: حدثنا أبو علي الحسن بن مكرم قال: ثنا محمَّد بن عمر الواقدي قال: ثنا عاصم بن عمر به. وبرقم (917) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، والحسن بن محمَّد الزعفراني قالا: ثنا مطرف قال: حدثني عاصم به. كما ورد من حديث عامر بن ربيعة رواه ابن عدي (5/ 1869) قال: حدثنا عمران بن موسى، ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي قال: أخبرني عبد الله بن عمر بن القاسم العمري قال: حدثثي عاصم بن عمر بن حفص عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه عامر بن ربيعة مرفوعًا: ما أضحى مؤمن يلبي حتى تغرب الشمس إلَّا غربت حين تغرب بذنوبه حتى يعود كما ولدته أمه".=
= ورواه الطبراني كما في جامع المسانيد والسنن (7/ 31: 4848). ورواه البيهقي (5/ 43) قال: حدثنا أبو الحسن العلوي، أنبأ أبو حامد الحافظ، ثنا إبراهيم الهمذاني، ثنا إبراهيم بن المنذر، حدثني عبد الله بن عمر، حدثني سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله به. وروى الفاكهي (1/ 428: 927) نحوه من حديث أبي هريرة.
1162 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا مُوسَى (¬1) بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من قَضَى نُسُكَهُ وَسَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. ¬
1162 - [1] تخريجه: موسى بن عبيدة الربذي: ضعيف، وكان عابدًا. ورواه الفاكهي (1/ 429: 930) قال: حدثنا محمَّد بن أبي عمر قال: ثنا مروان ابن معاوية به بدون قوله (وما تأخر). ورواه العقيلي (2/ 274) قال: حدثنا محمَّد بن إسماعيل قال: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي قال: حدثنا موسى بن عبيدة به بدون قوله (وما تأخر). ورواه ابن عدي (4/ 1450) قال: أخبرنا أبو يعلى، ثنا عباد بن موسى، ثنا قران ابن تمام، عن موسى بن عبيدة به. وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 459) بدون قوله (وما تأخر).
1162 - [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ مُوسَى، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ بِهِ، ولم يقل وما تأخر. ¬
1162 - [2] تخريجه: نسبه في كنز العمال (5/ 8: 11810) إلى عبد بن حميد. وجاء في حديث أبي هريرة: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه". رواه البخاري (1819). ومسلم (2/ 983: 1350).
1163 - [1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ: ثنا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: وقد الله تعالى ثلاثة: الحاج والمعتمر والغازي. * محمد ضعيف. [2] وقال (¬1) الْبَزَّارُ عَنِ (¬2) الْوَلِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُكَيْنٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ بِهِ، وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أبي حميد وعنده أحاديث لا يتابع علبها (¬3). ¬
1163 - تخريجه: قال الهيثمي (3/ 214): رواه البزار ورجاله ثقات. والحديث رواه البزار كما في كشف الأستار (2/ 39: 1153). ورواه الفكهي (1/ 418: 905) قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: ثنا عبيد الله بن عبد المجيد، عن محمَّد بن أبي حميد به. ورواه برقم (906) قال: حدثنا عبد الله بن عمران قال: ثنا سعيد بن سالم، عن عثمان، عن طلحة الحضرمي قال: حدثني محمَّد بن المنكدر به، وطلحة متروك. وورد هذا المعني من حديث أبي هريرة رواه النسائي (5/ 113) و (6/ 16)، وابن ماجه (2/ 966: 2892)، وابن حبان (9/ 5: 3692)، والحكم (1/ 441)، والبيهقي (5/ 262)، وابن خزيمة (4/ 130: 2511)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 327)، والطبراني في الأوسط (7/ 167: 6307)، وابن شاهين في فضائل الأعمال (ص 292: 321).=
= ومن حديث ابن عمر أخرجه ابن ماجه (2/ 966: 2893)، وابن حبان (10/ 474: 4613)، والطبراني في الكبير (12/ 422: 13556)، والفاكهي (1/ 416: 899 - 902). ومن حديث محمَّد بن أبي حميد عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده مرفوعًا رواه ابن عدي (6/ 2204).
1164 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي مِرْدَاسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دخلت على عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- فَحَدَّثَنَا قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْ رَجُلٍ يهل إلَّا قال الله تعالى [أَبْشِرْ] (¬1) فَقَالَ عَمُّ (¬2) مِرْدَاسٍ: يَا أَبَا محمَّد، والله لا يبشر الله تعالى إلَّا بِالْجَنَّةِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ يَا ابْنَ أخي؟ قال: أنا مرداس بن شداد الجنيدي (¬3) قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، كَانَ خِيَارُنَا يَتَتَابَعُونَ (¬4) على ذلك. ¬
1164 - تخريجه: يحيي هو ابن سيد القطان ومحمد هو ابن عمرو بن علقمة بن وقاص من رجال الصحيحين. ومرداس بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 449)، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 350)، والبخاري في الكبير (7/ 435). ورواه ابن أبي شيبة (ص 76) قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمَّد بن عمرو به وفي المطبوع ابن عمر بدل عمرو. لكن رواه الفاكهي (1/ 422: 915) قال: حدثنا حسين بن حسن قال: أنا عبد العزيز بن أبي عثمان الرازى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ كحلا عن مرداس الجندعي قال: كنت في مجلس كعب فذكره من قول كعب. ورواه (1/ 420: 192) قال: حدثنا محمَّد بن زنبور قال: ثنا عبد العزيز بن أبي حازم قال: ثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن السلولي، أن كعب الأحبار قال بنحوه. =
= وهكذا رواه البيهقي (5/ 262) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني محمَّد بن صالح بن هانئ، ثنا السري بن خزيمة، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، عن سهيل، عن أبيه، عن مرداس، عن كعب بنحوه.
1165 - [وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا محمَّد بْنُ سوقة قال: قيل لابن المنكدر: أتحج وعليك دين؟ قال: الحج [أقضى] (¬1) للدين] (¬2). ¬
1165 - تخريجه: الأثر إسناده متصل ورجاله ثقات، وسفيان هو ابن عيينة. إخرجه الحميدي (1/ 235: 506) بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 119) قال: نا ابن عيينة (وفي المطبوع عتبة) به. وأبو نعيم في الحلية (3/ 149) قال: حدثنا إبراهيم بن محمَّد بن يحيي النيسابوري، ثنا إسماعيل بن إبراهيم القطان، ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، حدثنا سفيان بن عيينة به. ورواه الفاكهي (1/ 412: 889) قال: حدثنا حسين قال: نا سفيان وأبو معاوية، عن محمَّد بن سوقة به. وابن أبي شيبة (4/ 118) قال: نا معاوية، عن محمَّد بن سوقة به، ولعلها (أبو معاوية).
1166 - وقال مسدد: حدثنا حماد بن زيد، عن حُمَيْدِ بْنِ طَرْخَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طاووس، قَالَ: كَانَ أَبِي إِذَا (¬1) أَقْبَلْنَا إِلَى (¬2) مَكَّةَ سَارَ بِنَا مِنْ مَكَانِهِ شَهْرًا، وَإِذَا رَجَعَ سار بنا شهرين، فذكر ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ لَا يَزَالُ فِي سَبِيلِ الْحَجِّ حَتَّى يَدْخُلَ في أهله. ¬
1166 - تخريجه: قال البوصيري (4/ 297): رجاله ثقات. ورواه الفاكهي (1/ 439: 957) قال: حدثنا حميد بن مسعدة البصري قال: ثنا حماد بن زيد به. ورواه أبو نعيم في الحلية (4/ 10) قال: حدثنا أبو حامد، ثنا محمَّد بن إسحاق، ثنا حاتم، ثنا عارم، ثنا حماد بن زيد به. ورواه ابن سعد في الطبقات (5/ 542) قال: أخبرنا عارم بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد، به.
1167 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هَذَا الْبَيْتُ دِعَامَةُ الإِسلام مَنْ خَرَجَ يَؤُمُّ هَذَا الْبَيْتَ مِنْ حَاجٍّ أَوْ مُعْتَمِرٍ أَوْ زَائِرٍ كَانَ مَضْمُونًا عَلَى اللَّهِ إِنْ قَبَضَهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَإِنْ رَدَّهُ رده بغنيمة وأجر.
1167 - تخريجه: قال البوصيري (4/ 311): رواه الحارث عن داود بن المحبر وهو ضعيف. قلت: بل متروك، وأبو الزبير صدوق يدلس. وحماد كذا في جميع النسخ هو ابن سلمة. وذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 436: 352)، وفيه عباد بدل حماد. ورواه الطبراني في الأوسط (10/ 15: 9029) قال: حدثنا المقدام قال: حدثنا خالد بن نزار قال: حدثنا محمَّد بن عبيد بن عمير قال: حدثنا أبو الزبير به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلَّا محمَّد بن عبد الله بن عمير. قال الهيثمي (3/ 212): "وفيه محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عمير وهو متروك" ورواه الأزرقي (2/ 3) قال: حدثني جدي عن الزنجي عن أبي الزبير به.
1168 - [وَقَالَ الْحَارِثُ] (¬1): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ (¬2): ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ مَاتَ في طريق مكة لم يعرضه الله تبارك وتعالى يوم القيامة ولم يحاسبه (¬3). ¬
1168 - تخريجه: قال البوصيري (4/ 311): رواه الحارث عن إسحاق بن بشر وهو ضعيف، قلت: بل هو متروك، وأبو معشر هو نجيح السندي ضعيف. والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 436: 353). ورواه ابن عدي (1/ 336) قال: حدثنا محمَّد بن الحسن بن موسى الكوفي، حدثنا محمَّد بن عمر بن يونس، ثنا إسحاق بن بشر به. ورواه الفاكهي (1/ 387) قال: حدثني محمَّد بن صالح قال: ثنا إسحاق بن بشر به وفيه بعث من الآمنين. وروى ابن عدي (5/ 1455) قال: ثنا محمَّد بن علي بن مهدي، ثنا موسى بن عبد الرحمن، أخبرنا زيد بن الحباب، أخبرني عبد الله بن المؤمل، ثنا أبو الزبير عن جابر، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ مات في أحد الحرمين مكة أو المدينة بعث آمنًا". ورواه الطبراني في الصغير (ص 304: 814) قال: حدثنا محمَّد بن علي بن مهدي به. وورد من حديث سلمان مرفوعًا: من مات في أحد الحرمين استوجب شفاعتي وجاء يوم القيامة من الآمنين رواه ابن شاهين في فضائل الأعمال (ص 292: 322)، والطبراني في الكبير (6/ 293: 6104)، وفيه أبو الصباح عبد الغفور متروك. =
= وروى الفاكهي (3/ 96: 1813) مثله من حديث أنس وفيه أبان بن أبي عياش متروك. وروى (4/ 51) مثله من حديث عبد الله بن مسعود رقم (2370)، وفيه عبد الرحيم العمي. ومثله من حديث عمر رواه البيهقي (5/ 245)، والعقيلي 41/ 462)، والدارقطني (2/ 278). ومن حديث محمد بن قيس بن مخرمة مرفوعًا مثله رواه الفاكهي (3/ 69: 1811)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 122: 692). ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 61: 756).
1169 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا حُسَيْنٌ -يَعْنِي الْجُعْفِيَّ- عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ، عن عايذ (¬2) عن عطاء، عن عائشة -رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ خَرَجَ مِنْ (¬3) هَذَا الْوَجْهِ لِحَجٍّ (¬4) أَوْ عُمْرَةٍ فَمَاتَ فِيهِ لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يحاسب وقيل [له] (¬5): ادخل الجنة. * عايذ (¬6) هَذَا هُوَ ابْنُ نُسَيْرٍ بَنُونٍ وَمُهْمَلَةٍ مُصَغَّرٌ ضَعِيفٌ، وَابْنُ السَّمَّاكِ (¬7) -هُوَ محمَّد بْنُ صُبَيْحٍ- فيه ضعف. ¬
1169 - تخريجه: رواه أبو يعلى (8/ 79: 4608). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 504: 547). ورواه أبو نعيم في الحلية (8/ 215) قال: حدثنا محمَّد بن حميد، ثنا أبو يعلى الموصلي به. ورواه ابن عدي (5/ 1992)، قال: حدثنا علي بن القاسم بن الفضل، ثنا علي بن حرب، ثنا حسين بن علي به. ورواه الأصبهاني في أخبار أصبهان (2/ 262) قال: حدثنا أبي، ثنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن سالم، ثنا الحسن بن أبي ربيع، ثنا حسين الجعفي به. =
= ورواه ابن أبي حاتم في المجروحين (2/ 194) قال: أخبرنا محمَّد بن عمر قال: حدثنا محمَّد المسروقي، حدثنا حسين به. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 369) قال: حدثنا أحمد بن يحيي الحلواني، حدثنا يحيي بن أيوب العابد، حدثنا محمَّد بن صبيح بن السماك به. ورواه العقيلي (3/ 410) قال: حدثنا محمَّد بن عبيد بن أسباط قال: حدثنا محمَّد بن سعيد بن الأصبهاني قال: حدثني يحيي بن اليمان عن عائذ بن نسير بنحوه. ورواه الدارقطني (2/ 297) قال: ثنا أحمد بن محمَّد بن أبي شيبة نا محمَّد بن هشام المروروذي، نا محمَّد بن الحسن الهمداني، نا عائذ به. ورواه ابن شاهين في فضائل الأعمال (ص 293: 323) قال: حدثنا الحسن بن إبراهيم بن عبد الحميد، ثنا العباس بن محمَّد الدوري، ثنا عبد الحميد بن صالح، ثنا محمَّد بن السماك، عن عائذ العجلي، عن محمَّد بن عبد الله، عن عطاء به. ورواه الطبراني في الأوسط (6/ 185: 5384) قال: حدثنا محمَّد بن أحمد قال: حدثنا محمَّد بن صالح العدوي قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن جعفر بن برقان قال: حدثني الزهري، عن عروة، عن عائشة بنحوه. وانظر: جامع شعب الإيمان للبيهقي (8/ 42 - 45). ورواه ابن عدي (5/ 1992) قال: حدثنا القاسم بن زكريا، وابن صاعد قالا: ثنا عبد الله بن أبي الوضاح، ثنا يحيي بن يمان، عن عائذ به. وقال: حدثنا محمَّد بن أحمد ابن حمدان، ثنا أبو البختري عبد الله بن محمَّد بن شاكر قال: ثنا الحسين بن علي الجعفي، ثنا محمَّد بن مسلم الطائفي، عن سفيان الثوري، عن رجل، عن عطاء به.
1170 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى [أَيْضًا] (¬1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زياد سبلان (¬2)، ثنا أبومعاوية، عن محمد بن إسحاق، عَنْ جَمِيلِ (¬3) بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ (¬4) عَنْ عَطَاءِ بن يزيد (¬5) الليثي (¬6)، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ خَرَجَ حَاجًّا فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْحَاجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ خَرَجَ مُعْتَمِرًا فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُعْتَمِرِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فمات كتب له أجر المغازي إلى يوم [القيامة] (¬7). ¬
1170 - تخريجه: جميل بن أبي ميمونة ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 146)، وله ترجمة في التاريخ الكبير (2/ 216)، والجرح والتعديل (2/ 519)، وإبن إسحاق صدوق مدلس عنعن، وأبو معاوية محمَّد بن خازم من رجال الصحيحين. قال البوصيري (4/ 312): رواه أبو يعلى بإسناد ضعيف لتدليس محمَّد بن إسحاق. والحديث أخرجه أبو يعلى (11/ 238: 6357)، وفي المعجم (ص 105: 101) بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 121) و (5/ 285) قال: "وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله ثقات".=
= ورواه الطبراني في الأوسط (6/ 155: 5317) قال: حدثنا محمَّد بن السري قال: حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان به. ورواه ابن شاهين في فضائل الأعمال (ص 294: 324) قال: حدثنا أحمد بن زكريا، ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو معاوية، عن هلال ابن أبي ميمونة، عن عطاء بن يزيد به. وسيأتي برقم (1947) [رقم (1891) حسب ترقيم المجردة]، وانظر جامع شعب الإيمان (8/ 46).
21 - باب دعاء الحاج والمعتمر
21 - بَابُ دُعَاءِ الْحَاجِّ وَالْمُعْتَمِرِ 1171 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ: ثنا قَاسِمٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ سَالِمٍ، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- جاء عمر رضي الله عنه يَسْتَأْذِنُ فِي الْعُمْرَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا أُخي، ادْعُ وَلَا تَنْسَنَا مِنْ صَالِحِ الدُّعَاءِ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ من حديث عمر رضي الله عنه نفسه.
1171 - تخريجه: قاسم هو ابن يزيد الجرمي، وسفيان هو الثوري، وعبد الله بن عبد الصمد صدوق، وعاصم هو ابن عبيد الله بن عصام بن عمر بن الخطاب، ضعيف. والحديث أخرجه أبو يعلى (9/ 376: 5501)، وفيه حدثنا عبد الله بن عبد الصمد أو صالح بن عبد الصمد أخوه، حدثنا قاسم به، وهكذا ذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 537: 606). ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 397) قال: أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمَّد بن إسماعيل المهندس، حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا أحمد بن حرب، حدثنا قاسم بن يزيد به. ورواه أبو يعلى (9/ 405: 5550) قال: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان به. ورواه أحمد (2/ 59: 5229) قال: حدثنا وكيع، حدثنا سفيان به. =
= ورواه البيهقي (5/ 251) قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مريم، ثنا الفريابي، وحدثنا حفص بن عمر الحرقي، ثنا قبيصة قالا: ثنا سفيان به. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 397) قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب الأصم، حدثنا حميد بن عياش الرملي، حدثنا مؤمل، أخبرنا شعبة وسفيان الثوري وابن عيينة، عن عاصم به. ورواه أبو داود الطيالسي (ص 4: 10) ثنا شعبة، عن عصام به. ورواه من طريق شعبة عبد بن حميد (2/ 13: 740). ورواه الفاكهي (1/ 407: 875) قال: حدثنا ابن بشر قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة به. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 396) قال: أخبرنا البرقاني، حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، حدثنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي، حدثنا الحسن بن محمَّد بن الصباح الزعفراني، حدثنا أسباط، عن سفيان الثوري، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر به. ورواه (11/ 396) قال: أخبر محمَّد بن الحسن الأهوازي، حدثنا أبو بكر أحمد بن حمدان الشيرازي، حدثنا علي بن الحسين بن معدان من أصل كتابه، حدثنا الحسن بن محمَّد بن الصباح به. ورواه من حديث عمر أبو داود (2/ 80: 1498)، والترمذي (5/ 523: 3562)، والبزار (120)، وابن سعد (3/ 273)، وأحمد (1/ 29: 195)، وابن عدي (5/ 1868)، والبيهقي (5/ 251)، والضياء في المختارة (1/ 292: 181). وورد معناه من حديث أبي الدرداء رواه أحمد (5/ 195)، وابن أبي شيبة (10/ 197)، والفاكهي (1/ 409: 881)، وابن ماجه (2/ 966: 2895).
22 - باب فسخ الحج إلى العمرة وعكسه وما جاء في القرآن
22 - بَابُ فَسْخِ (¬1) الْحَجِّ إِلَى الْعُمْرَةِ وَعَكْسِهِ وَمَا جَاءَ فِي القِرآن 1172 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أبيه، عن عثمان رضي الله عنه أنه سئل عن المتعة فِي الْحَجِّ فَقَالَ: كَانَتْ لَنَا لَيْسَتْ لَكُمْ. ¬
1172 - تخريجه: رجاله ثقات وإسناده متصل. رواه الطحاوي (2/ 195) قال: حدثنا محمَّد بن خزيمة قال: ثنا الحجاج، ثنا أبو عوانة به. ورواه أيضًا قال: حدثنا يزيد بن سنان قال: ثنا سعيد بن منصور قال: ثنا أبو عوانة به. وذكره ابن القيم في زاد المعاد (2/ 191)، وقال: وفي مسند أبي عوانة بإسناد صحيح عن إبراهيم التيمي، وذكره وأشار محققه إلى أنه موجود في حجة الوداع لابن حزم (ص 276). =
= وأشار الدارقطني في العلل (3/ 51) إلى أن معاوية قد خولف والصواب مع من خالفه فرواه من قول أبي ذر. وقد ورد النهي عن التمتع عن عثمان رضي الله عنه رواه البخاري برقم (1563)، ومسلم (2/ 897: 1223). كما ورد عنه أنه تمتع رواه الترمذي (3/ 184: 822). وورد من كلام أبي ذر أن المتعة خاصة بهم، أخرجه مسلم (2/ 898: 1224)، والنسائي 5/ 179، وأبو داود (2/ 161: 1807). ورواه بلال بن الحارث مرفوعًا أخرجه أبو داود (2/ 161: 1808) , والنسائي (5/ 179)، وأحمد (3/ 469)، وابن ماجه (2/ 994: 2984)، والدارقطني (2/ 241). وروي الحميدي (1/ 73: 132) بسنده عن أبي ذر قال: كان فسخ الحج لنا خاصة. وعن حديث عبد الله بن عبد هلال المزني موقوفًا: ليس لأحد بعدنا أن يحرم بالحج ثم يفسخ حجه بعمرة، رواه البزار كما في الكشف (2/ 25: 1119)، والطبراني في الكبير، كما في مجمع الزوائد (3/ 237).
1173 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ وَكِيعٍ (¬1)، ثنا أَبِي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي مليح (¬2) حدثني معقل بن يسار رضي الله عنه قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[فَوَجَدَ عائشة -رضي الله عنها-] (¬3) تنزع ثيابها (¬4) فَقَالَ: مَا لَكِ، قَالَتْ: أُنْبِئْتُ أَنَّكَ أَحْلَلْتَ أهلك؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: أجل (¬5) من ليس معه (¬6) بدنة فأما نحن فلم نحل أن معنا بدنا (¬7) حتى نبلغ (¬8) عرفات. ¬
1173 - تخريجه: سفيان بن وكيع تُكلم فيه، وعبيد الله بن أبي حميد متروك، وأبو المليح هو ابن أسامة الهذلي من رجال الصحيحين. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 236): رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن أبي حميد وهو متروك. والحديث رواه الطحاوي (2/ 193) قال: حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا مكي بن إبراهيم قال: ثنا عبيد الله بن أبي حميد به. والطبراني (20/ 226: 526) قال: ثنا عبد الله بن ناجية، ثنا محمَّد بن مرزوق، ثنا بكر بن إبراهيم، ثنا عبيد الله بن أبي حميد به. وورد من حديث عائشة قالت: أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- من لم يكن ساق الهدي أن يحل =
= فحل من لم يكن ساق الهدي ونساؤه لم يسقن فاحللن رواه البخاري برقم (1561)، ومسلم (1211و 128). وروى البخاري برقم (1560) من حديث عائشة أنها قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: سمعت قولك لأصحابك فمنعت العمرة قال: وما شأنك؟ قلت: لا أصلي قال: كوني في حجتك، قالت: فخرجنا في حجته حتى قدمنا مني فطهرت ورواه مسلم بمعناه 1211 (123).
1174 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ , عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ , قال: قدم عمران بن حصين رضي الله عنه فِي أَصْحَابٍ لَهُ قَدْ جَمَعُوا بَيْنَ الْحَجِّ والعمرة، فقيل لعثمان بن عفان رضي الله عنه: [إِنَّ عِمْرَانَ] (¬1) قَدِمَ فِي أَصْحَابٍ لَهُ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنِ اخْتَرْ أَحَدَهُمَا فَقَالَ عِمْرَانُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَهَانَا وَقَدْ خُيِّرْنَا فأنا أختار الحج. ¬
1174 - تخريجه: ابن سيرين لم يدرك عهد عثمان بن عفان. وقال البوصيري (4/ 324): رواه مسدد ورواته ثقات. وروى البخاري (1571) و (4518) من حديث عمران قال: نزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولم ينزل قرآن يحرمه فلم يُنه عنها، حتى مات. قال رجل برأيه ما شاء. ورواه مسلم بمعناه (2/ 898 - 900: 1226). وروي الطبراني (18/ 185: 436) قال: حدثنا أبو عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم العسكري , ثنا كثير بن يحيي, ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمُ الأحول, عن محمَّد بن سيرين، عن عمران بن حصين أنه جمع بين الحج والعمرة وقال: فعلنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
1175 - [قَالَ] (¬1): وَحَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ سَعْدٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: خَرَجْنَا مع علي رضي الله عنه حتى إذا كنا بذي الحليفة قال: إني (¬2) أريد أن أجمع بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَمَنْ أَرَادَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقُلْ، كَمَا أَقُولُ، ثُمَّ لَبَّى فَقَالَ بِعُمْرَةٍ وحجة معًا. * صحيح موقوف. ¬
1175 - تخريجه: روى البخاري (1563) من طريق مروان بن الحكم أن عليًا أهل بهما جميعًا: لبيك عمرة وحجة، وقال: ما كنت لأدع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- لقول أحد. وروى البخاري (1569) من طريق سعيد بن المسيب أن عليًا أهل بهما جميعًا ومسلم (2/ 897: 1223). ومن طريق عبد الله بن شقيق أن عليًا كان يلبي بالمتعة رواه مسلم (2/ 896: 1223)، وأحمد (1/ 61: 431)، والبيهقي (5/ 22). ومن طريق عبد الله بن الزبير عن علي أنه أهل بحجة وعمره معًا رواه أحمد (1/ 92: 707). ومن طريق جعفر بن محمَّد عن أبيه أن عليًا خرج وهو يقول: لبيك اللَّهم لبيك بحجة وعمرة معًا أخرجه مالك (1/ 336). وانظر حديث رقم (2136).
1176 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ [بْنُ أَبِي شَيْبَةَ] (¬1) وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مَعًا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ كِلَابِ (¬2) بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ سُلَيْمَانَ (¬3) عَنِ ابْنِ أَخِي جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: قَامَ (¬4) النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على المروة وبيده مشقص يقصر (¬5) بِهِ مِنْ شَعْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ (¬6) في الحج إلى يوم القيامة. ¬
1176 - تخريجه: تقدم الحديث عن هذا الإسناد عند الحديث رقم (1129). ورواه ابن أبي شيبة (ص 213: 157) بهذا الإسناد. والبزار (2/ 37: 1148) قال: حدثنا عمرو بن علي، ثنا أبو قتيبة، ثنا قيس، عن منصور به، وقال: قال مرة: ثنا قيس، عن مدرك بن علي، عن منصور به، وقال: لا نعلمه عن جبير إلَّا بهذا الإسناد ومدرك مجهول، ومنصور لا نحفظ له حديثًا مسندًا، وكلاب كوفي. كما رواه الطبراني في الكبير (2/ 137: 1581) قال: حدثنا محمَّد بن زريق بن جامع المصري، ثنا عبدة بن عبد الرحيم المروزي (ح)، وحدثنا محمَّد بن يحيي بن منده الأصبهاني ثنا أبو كريب، ثنا وكيع، عن أبيه، عن منصور به. وتال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 281): رواه البزار وضعفه، والطبراني في الكبير وزاد: لا صرورة. وورد دخول العمرة في الحج من حديث جابر رواه مسلم (2/ 888: 1218)، =
= وأبو داود (2/ 184: 1905)، وابن ماجه (2/ 1024: 3074)، والدارمي (2/ 47)، وأحمد (3/ 320)، وابن حبان (9/ 255، 3944)، والطبراني في الكبير (11/ 39 و 60 و 61) و (12/ 228)، الطحاوي (2/ 154). ومن حديث ابن عباس رواه مسلم (2/ 911: 1241)، وأبو داود (2/ 156: 1790)، والترمذي (3/ 271: 932)، والنسائي (5/ 181)، والدارمي (2/ 50)، وأحمد (1/ 236: 2115)، وابن أبي شيبة (4/ 102)، والبيهقي (5/ 18). ومن حديث الربيع بن سبرة عن أبيه رواه أبو داود (2/ 159: 1801)، وأحمد (3/ 405). ومن حديث سراقة بن مالك رواه ابن ماجه (2/ 991: 2977)، وأحمد (4/ 175). وتقصير النبي -صلى الله عليه وسلم- عند المروة ورد من حديث معاوية رواه البخاري برقم (1730)، وأبو داود (2/ 160: 1802)، والنسائي (5/ 154 و 244)، وأحمد (4/ 92 و 96 و 97 و 98 و 102).
23 - باب ما يكفي القارن من الطواف والسعي
23 - بَابُ مَا يَكْفِي الْقَارِنَ مِنَ الطَّوَافِ وَالسَّعْيِ 1177 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بن الحارث (¬1) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ [غَيْلَانَ] (¬2) بْنِ جَامِعٍ، عَنْ ليث، عن عطاء وطاووس وَمُجَاهِدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنِ عمر وابن عباس رضي الله عنهم قالوا: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬3) لَمْ يَطُفْ هُوَ وَأَصْحَابُهُ إلَّا طَوَافًا وَاحِدًا لِحَجِّهِمْ وعمرتهم. ¬
1177 - [1] تخريجه: ليث هو ابن أبي سليم صدوق اختلط أخيرًا ولم يتميز حديثه فترك. والحديث بهذا الإسناد أخرجه أبو يعلى (10/ 35: 5663). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 517: 571). كما رواه بهذا الإسناد ابن ماجه (2/ 990: 2972) قال: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ به. والدارقطني (2/ 258) قال: نا يحيي بن صاعد إملاءً، حدثنا محمَّد بن إشكاب =
= والعباس بن عبد الله الترقفي، ويعقوب بن أسد، واللفظ لابن اشكاب قالوا: نا يحيي بن يعلي بن الحارث به. ورواه من طريقه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 148: 1315) قال: وثنا الحسين بن إسماعيل ومحمد بن مخلد وعلي بن أحمد بن الهيثم قالوا: نا العباس بن عبد الله الترقفي، نا يحيي بن يعلي بن الحارث به.
1177 - [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ [بْنُ أَبِي شَيْبَةَ] (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بِهِ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ. قُلْتُ: لَيْثٌ (¬2) ضَعِيفٌ. وَحَدِيثُ جَابِرٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخر. وحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- في السنن. ¬
1177 - [2] تخريجه: فيه ليث بن أبي سليم، ولم أجده في المطبوع من مصنف ابن أبي شيبة. ورواه أبو يعلى (4/ 376: 2498). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 518: 572). وحديث جابر رواه مسلم (2/ 883: 1215) بطريقين، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله به. وبرقم (1279). وأخرجه أبو داود (2/ 180: 1895)، والنسائي (5/ 244)، والترمذي (3/ 283: 947)، وابن ماجه (2/ 990: 2973)، وأحمد (3/ 317)، وابن حبان (10/ 223: 3914)، وابن أبي شيبة (ص 314)، وأبو يعلى (4/ 12: 2012)، والطحاوي (2/ 204)، والدارقطني (2/ 258). وحديث ابن عمر أخرجه البخاري برقم (1640) و (1708)، ومسلم (2/ 904: 1230)، والترمذي (3/ 284: 948)، وابن ماجه (2/ 991: 2975)، والدارمي (2/ 43)، والنسائي (5/ 225)، وأحمد (2/ 67: 5350)، وابن حبان (10/ 223: 3915)، والبيهقي (5/ 107)، والدارقطني (2/ 257)، والطحاوي (2/ 197).=
= وورد من حديث ابن عباس أخرجه الدارقطني (2/ 262)، وابن الجوزي في التحقيق (2/ 148: 1318). وورد من حديث عائشة أخرجه البخاري برقم (1556)، ومسلم (2/ 870: 1211)، وأبو داود (2/ 153: 1781)، والدارقطني (2/ 262)، والبيهقي (4/ 346)، وابن حبان (10/ 221: 3912). ومن حديث أبي سعيد رواه الدارقطني (2/ 261).
24 - باب التمتع
24 - بَابُ التَّمَتُّعِ 1178 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا (¬1) هشام، عن الحسن (¬2) قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه همَّ أَنْ يَنْهَى عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ فَقَامَ إليه أبي بن كعب رضي الله عنه فَقَالَ: لَيْسَ ذَاكَ لَكَ، قَدْ نَزَلَ بِهَا كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ وَاعْتَمَرْنَاهَا (¬3) مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فترك عمر رضي الله عنه. ¬
1178 - تخريجه: رجاله ثقات، هشام هو ابن حسان، والحسن هو البصري، إلَّا أنه لم يدرك عمر ولا أبيًا. وأخرجه أحمد (5/ 142) قال: ثنا هشيم، أنبأنا يونس عن الحسن به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 239)، وقال: رواه أحمد، والحسن لم يسمع من أبي ولا من عمر ورجاله رجال الصحيح. كما أخرجه ابن حزم في حجة الوداع (ص 270).
1179 - [وَقَالَ إِسْحَاقُ] (¬1): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ معمر: قال ابن طاووس عَنْ أَبِيهِ: قَامَ أُبَيٌّ وَأَبُو مُوسَى إِلَى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فَقَالَا (¬2): أَلَا تَعْلَمُ (¬3) النَّاسُ أَمْرَ هَذِهِ الْمُتْعَةِ فقال: وهل بقي أحد إلاّ عملها؟ (¬4) أما أنا فأفعلها. ¬
1180 - تخريجه: رجاله ثقات، وطاووس لم يدرك عمر ولا سمع من أبي ولا أبي موسى. قال ابن القيم في زاد المعاد (2/ 208): وذكر عبد الرزاق قال: حدثنا معمر، عن ابن طاووس عن أبيه وساقه. وروى البخاري برقم (1724) عن أبي موسى قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: انطلق فطف بالبيت وبالصفا والمروة، ثم أتيت امرأة من نساء بني قيس، فقلت رأسي ثم أهللت بالحج، فكنت أفتي به الناس حتى خلافة عمر، فذكرته له فقال: إن نأخذ بكتاب الله فإنه يأمرنا بالتمام، وأن نأخذ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يحل حتى بلغ الهدي محله. ورواه مسلم (2/ 894: 1221)، وزاد قال: طف بالبيت وبالصفا والمروة وأحل ورواه النسائي (3/ 154). كما روى مسلم (2/ 896)، عن أبي موسى أنه كان يفتي بالمتعة فقال له رجل: رويدك ببعض فتياك، فإنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في النسك بعدُ، حتى لقيه بعد فسأله, فقال عمر: لقد علمت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد فعله وأصحابه، ولكن كرهت أن يظلوا معرسين بهن في الأراك ثم يروحون في الحج تقطر رؤوسهم، ورواه النسائي (5/ 153).
1180 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ (¬1) عَنِ سلمة (¬2) بن كهيل، عن طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: لَوِ اعْتَمَرْتَ ثُمَّ اعْتَمَرْتَ ثُمَّ حَجَجْتَ تمتعت (¬3). ¬
1180 - تخريجه: قال البوصيري (4/ 321): رواه مسدد موقوفًا بسند صحيح. وسفيان هو الثوري، ويحيى هو ابن سعيد القطان. وروى نحوه الطحاوي (2/ 147) قال: حدثنا سليمان بن شعيب قال: ثنا عبد الرحمن بن زياد قال: ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل به. ورواه أيضًا قال: حدثنا حسين بن نصر قال: ثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان، عن سلمة به. ورواه ابن أبي شيبة (ص 227) قال: حدثنا يحيي بن سعيد، عن سفيان به. قال ابن قيم الجوزية (2/ 188): إن عمر بن الخطاب صح عنه من غير وجه أنه قال: لو حججت لتمتعت ثم لو حججت لتمتعت. ذكره الأثرم في سننه، وذكر عبد الرزاق في مصنفه عن سالم بن عبد الله أنه سئل أنهى عمر عن متعة الحج؟ قال: لا، أبعد كتاب الله تعالى؟ وذكر عن نافع أن رجلًا قال له: أنهى عمر عن متعة الحج؟ قال: لا، وذكر أيضًا عن ابن عباس أنه قال: هذا الذي يزعمون أنه نهى عن المتعة -يعني عمر- سمعته يقول: لو اعتمرت ثم حججت لتمتعت". وانظر المحلى (7/ 129) تحقيق حسن زيدان. وقال ابن القيم أيضًا في زاد المعاد (2/ 208): "وقد تقدم قول عمر: لو اعتمرت في وسط السنة ثم حججت لتمتعت ولو حججت خمسين حجة لتمتعت. =
= ورواه حماد بن سلمة عن قيس، عن طاووس، عن ابن عباس عنه، لو اعتمرت في سنة مرتين ثم حججت لجعلت مع حجي عمرة، والثوري عن سلمة بن كهيل، عن طاووس، عن ابن عباس عنه: لَوِ اعْتَمَرْتَ ثُمَّ اعْتَمَرْتَ ثُمَّ حَجَجْتَ لَتَمَتَّعْتَ، وابن عيينة عن هشام بن حجير، وليث عن طاووس، عن ابن عباس قال: هذا الذي يزعمون أنه نهى عن المتعة -يعني عمر- سمعته يقول: لو اعتمرت ثم حججت لتمتعت. قال ابن عباس: كذا وكذا مرة، ما تمت حجة رجل قط إلاّ بمتعة. وأشار محققه إلى كتاب حجة الوداع لابن حزم (ص 271). وروى النسائي (5/ 153) قال: أخبرنا محمَّد بن علي عن الحسن بن شقيق قال: أنبأنا أبي قال: أنبأنا أبو حمزة، عن مطرف، عن سلمة بن كهيل، عن طاووس، عن ابن عباس قال: سمعت عمر يقول: والله إني لأنهاكم عن المتعة وإنها لفي كتاب الله ولقد فعلها رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْنِي العمرة في الحج.
1181 - [قَالَ] (¬1): وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ عمر أَخْبَرَنِي (¬3) نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ [-رَضِيَ اللَّهُ عنهما- قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] (¬4): أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، [تَكُونُ الْعُمْرَةُ] (¬5) فِي غَيْرِ أَشْهُرِ الْحَجِّ أَتَمُّ لِحَجِّ (¬6) أَحَدِكُمْ ولعمرته (¬7). ¬
1181 - تخريجه: قال البوصيرى (4/ 322): رواه مسدد بسند صحيح. وروى نحوه مالك في الموطأ (1/ 319) (مع شرح السيوطي) عن نافع به. ورواه الطحاوي (2/ 147) قال: حدثنا يونس قال: أنا ابن وهب، أن مالكًا أخبره به. ورواه البيهقي في معرفة السنن والآثار (7/ 76: 9345) قال: أخبرنا أبو زكريا، وأبو بكر قالا: حدثنا أبو العباس الأصم قال: حدثنا محمَّد بن عبد الله بن الحكم قال: أخبرني ابن وهب قال: أخبرني عبيد الله بن عمر ومالك بن أنس وغيرها، عن نافع عن عبد الله بن عمر به. ورواه البيهقي في السنن (5/ 5) قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمَّد بن عبد الله بن بشران، أنبأ إسماعيل بن محمَّد الصفار، ثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا أبو اليمان، أخبرني شعيب، أنبأ نافع به. ورواه (5/ 21) قال: أخبرنا أبو محمَّد عبد الله بن يحيي بن عبد الجبار =
= السكري، أنبأ إسماعيل بن محمَّد الصفار، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر به. ورواه أحمد (2/ 95: 5700) قال: حدثنا روح، حدثنا صالح بن أبي الأخضر، حدثنا ابن شهاب به. ورواه مسلم (2/ 886: 1217)، حدثني زهير بن حرب، حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن أبي نضرة، عن جابر، عن عمر به. وقد ورد بنحوه من كلام ابن عمر رواه ابن أبي شيبة (ص 129)، والطحاوي (2/ 148)، وابن جرير (2/ 270: 3548)، والبيهقي (5/ 20).
1182 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قال: إن ابن عمر -رضي الله عنهما- كَانَ إِذَا أَحْرَمَ مِنْ مَكَّةَ لَمْ يَسْعَ (¬2) حتى يرجع من مني. ¬
1182 - تخريجه: إسناده متصل، ورجاله ثقات، عبيد الله هو العمري. وقال ابن حزم (7/ 159) (ت: حسن زيدان): وقد روينا عن سعيد بن منصور، نا هشيم، نا ابن أبي ليلى، عن عطاء بن أبي رباح قال: رأيت ابن عمر في المسجد الحرام ... إلى قوله: فأمسك إلى يوم التروية ثم أحرم من البطحاء حين استوت به راحلته بالحج. وقد ورد مثله من قول ابن عباس رواه بن أبي شيبة، (ص 435).
1183 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حفصة قالت: أهلننا بِعُمْرَةٍ فِي رَمَضَانَ فَقَدِمْنَا مَكَّةَ فِي شَوَّالٍ، وَالنَّاسُ يومئذٍ مُتَوَافِرُونَ فَسَأَلْنَا فَمَا سَأَلْنَا أَحَدًا إلاّ قال: هي متعة. ¬
1183 - تخريجه: وإسناده متصل ورواته ثقات، يحيي هو القطان، وهشام هو ابن حسان وحفصة بنت سيرين.
1184 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ [بْنُ أَبِي شَيْبَةَ] (¬1): حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الزبير -رضي الله عنهما-: أَفْرِدُوا الْحَجَّ، وَدَعُوا قَوْلَ أَعْمَاكُمْ هَذَا، فَقَالَ عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: إِنَّ الَّذِي أَعْمَى اللَّهُ قَلْبَهُ لَأَنْتَ، سَلْ عن هذا أمك. ¬
1184 - تخريجه: يزيد بن أبي زياد ضعيف. والأثر ورد في مصنف ابن أبي شيبة (ص 316) بهذا الإسناد، كما رواه في (4/ 103). ورواه الطبراني في الكبير (24/ 92: 243) قال: حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ. ورواه الإمام أحمد (6/ 344) قال: حدثنا محمَّد بن فضيل به. ورواه الطبراني (24/ 92: 244) قال: حدثنا الحسين التستري، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ عَنْ يزيد به. وروى الإمام أحمد (4/ 4) نحوه قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثني أبي عن ابن إسحاق، قال: ثنا أبي به. وروى مسلم (2/ 909: 1238) من طريق مسلم القري قال: سألت ابن عباس عن متعة الحج فرخص فيها وكان ابن الزبير ينهى عنها فقال: هذه أم ابن الزبير تحدث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رخص فيها فادخلوا عليها فاسألوها، قال: فدخلنا عليها فهذا امرأة ضخمة عمياء، فقالت: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيها. ورواه أحمد (6/ 348)، والبيهقي (5/ 22). وروى أحمد (1/ 350) نحوه من طريق عبادة بن المهاجر. =
= وروى مسلم (2/ 885: 1217) من طريق أبي نضرة قال: كان ابن عباس يأمر بالمتعة وكان ابن الزبير ينهى عنها. وانظر تفسير ابن جرير، (/ 252: 3425)، والسنن الكبرى للبيهقي (5/ 21). وروى أحمد (6/ 349) قال: ثنا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زياد، عن مجاهد، عن أسماء قالت: حججنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأمرنا فجعلناها عمرة، فأحللنا كل الإحلال حتى سطعت المجامر بين النساء. وروى نحوه الطبراني (24/ 103: 277) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، ومحمد بن صالح النرسي قالا: ثنا أبو حفص عمرو بن علي، قال: ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن مسلم القرى عن أسماء. وروى الإِمام أحمد (2/ 139: 6240) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف عن شريك عن عبد الله بن شريك العامرى قال: سمعت عبد الله بن عمر وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزبير سئلوا عن العمرة قبل الحج في المتعة فقالوا: نعم سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تقدم فتطوف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ثم تحل، وإن كان ذلك قبل يوم عرفة بيوم ثم تهل بالحج فتكون قد جمعت عمرة وحجة أو جمع الله لك عمرة وحجة. وروى الطبراني في الأوسط (1/ 42: 21) محاورة في ذلك بين عروة وابن عباس. وانظر: التمهيد (8/ 358).
1185 - وقال أبو يعلى: حدثنا حجاج بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابن مسعود رضي الله عنه أَنَّهُ تَمَتَّعَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- متعة الحج. [والله أعلم] (¬1). ¬
1185 - تخريجه: زمعة بن صالح ضعيف. وعبيد الله بن عبد الله لم يدرك عبد الله بن مسعود. قال البوصيري (3/ 323): رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لضعف زمعة بن صالح. وورد في مسند أبي يعلى (8/ 473: 5061) بهذا الإسناد. وروى البيهقي (5/ 5) عن ابن مسعود أنه قال: جردوا الحج. وروى (5/ 23)، وفي معرفة السنن (7/ 78) عنه قال: نسكان أحب أن يكون لكل واحد منهما شعث وسفر. ورواه ابن أبي شيبة (ص 317).
25 - باب جواز الاعتمار قبل الحج
25 - بَابُ جَوَازِ الِاعْتِمَارِ قَبْلَ الْحَجِّ (¬1) 1186 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الله بن يزيد المقري (¬2)، ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ (¬3) أَنَّهُ حَجَّ مَعَ مَوَالِيهِ قَالَ: فَلَقِيتُ أُمَّ سَلَمَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْتُ لَهَا: إِنِّي لَمْ أحج قط فبأيتهما أبدأ؟ أبالحج (¬4) أم بالعمرة؟ فقالت: ابْدَأْ بِأَيِّهِمَا شِئْتَ، فَقُلْتُ لَهَا: فَإِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: إِذَا لَمْ يَكُنْ حَجَّ قَطُّ فَلْيَبْدَأْ بِالْحَجِّ، فَقَالَتْ لِي: ابْدَأْ بِأَيِّهِمَا شِئْتَ، فَأَتَيْتُ صَفِيَّةَ فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ لِي مِثْلَ مَا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: ابْدَأْ بِأَيِّهِمَا شِئْتَ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَأَخْبَرْتُهَا بِقَوْلِ صَفِيَّةَ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: يَا آلَ محمَّد، مَنْ حج منكم فليجعل عمرة مع حجه أو مع حجة. ¬
1186 - تخريجه: رجاله ثقات، وإسناده متصل، أبو عمران هو أسلم بن يزيد، وحيوة هو أبو زرعة المصري. =
= والحديث أخرجه إسحاق (4/ 183: 1979). وأخرجه أحمد (6/ 317) قال: ثنا عبد الله بن يزيد به مقتصرًا على المرفوع. وابن حبان (9/ 231: 3922) قال: أخبرنا محمَّد بن إسحاق بن خزيمة قال: حدثنا محمَّد بن المثنى قال: حدثنا عبد الله بن يزيد به كله. وأخرجه أبو يعلى (12/ 442: 7011) قال: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يزيد المقرئ، حدثنا حيوة، وابن لهيعة قالا: سمعنا يزيد بن أبي حبيب به كله. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (570). وأخرجه من طريق أبي يعلى: ابن حبان (9/ 231: 3920)، وأبهم ابن لهيعة فقال: وذكر أبو يعلى آخر معه. ورواه الطبراني (23/ 341: 791): حدثنا هارون بن مملوك المصري، ثنا المقري، ثنا حيوة بالمرفوع فقط. وكذلك أخرجه (23/ 340: 790) حدثنا الحسين بن إسحاق، ثنا يحيي الحماني، ثنا ابن المبارك، عن حيوة به. وأخرجه أحمد (6/ 297) قال: ثنا حجاج، ثنا ليث بن سعد قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب به كله. وأخرجه البيهقي (4/ 355) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس الأصم ثنا الربيع بن سليمان، ثنا أسد بن موسى، ثنا الليث بن سعد به. وأخرجه ابن أبي شيبة (ص 314) قال: حدثنا شبابة، عن ليث بن سعد به مقتصرًا على المرفوع. وأخرجه كذلك الطحاوي (2/ 154) قال: حدثنا يونس، قال: ثنا عبد الله بن يوسف (ح)، وحدثنا ربيع المؤذن قال: ثنا شعيب قالا: ثنا الليث به. والطبراني (23/ 341: 792) قال: حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي، ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني يزيد به.
26 - باب ما يجتنبه المحرم
26 - بَابُ مَا يَجْتَنِبُهُ (¬1) الْمُحْرِمُ 1187 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عن أسلم (¬2) مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى طَلْحَةَ ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْنِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، إِنَّمَا هُوَ مِشْقٌ (¬3)، قَالَ: إِنَّكُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ أَئِمَّةٌ يَقْتَدِي بِكُمُ [النَّاسُ] (¬4) وَلَعَلَّ الْجَاهِلَ أَنْ لَوْ رَآكَ أَنْ يَقُولَ: [لَقَدْ] (¬5) رَأَيْتُ عَلَى طلحة ثوبين مصبوغين فلبس (¬6) الثِّيَابَ الْمَصْبُوغَةَ فِي الْإِحْرَامِ، فَلَا أَعْرِفَنَّ مَا يلبس (¬7) أَحَدٌ مِنْكُمْ ثَوْبًا مَصْبُوغًا فِي الْإِحْرَامِ. * هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ، وَهُوَ أَصْلٌ فِي سَدِّ (¬8) الذرائع (¬9). ¬
1178 - تخريجه: إسناده متصل ورجاله ثقات، إسماعيل هو ابن علية، وأبوب هو ابن أبي تميمة السختياني. ورواه أبو عبيد في غريب الحديث (4/ 11) قال: حدثني ابن علية به. ورواه مالك في الموطأ (1/ 304) (مع تنوير الحوالك) قال: عن نافع انه سمع أسلم مولى عمر يحدث عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب به. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 60) قال: أخبرنا أبو أحمد المهرجاني، ثنا أبو بكر محمَّد بني جعفر المزكي، ثنا محمَّد بن إبراهيم، ثنا ابن بكير، ثنا مالك به. ورواه في معرفة السنن والآثار (7/ 167: 9687) قال: أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أخبرنا أبو عمرو بن نجيد، حدثنا محمَّد بن إبراهيم به. وذكر شيخ الإِسلام ابن تيمية في شرح العمدة في بيان مناسك الحج والعمرة (2/ 100) أنه أخرجه سعيد بن منصور والنجاد.
1188 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عيينة، عن عمرو، عن أبي جعفر قَالَ: إِنَّ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَبْصَرَ على عبد الله بن جعفر (¬1) -رضي الله عنهما- ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْنِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فقال علي: ما أخال أحدًا يعلمنا السنة. ¬
1188 - تخريجه: إسناده متصل، ورجاله ثقات، عمرو هو ابن دينار المكي، وأبو جعفر هو محمَّد بن علي بن الحسين. ورواه الشافعي في المسند كما في آخر الأم (8/ 488)، وفي الأم (2/ 161)، قال: أخبرنا ابن عيينة به، وفيه: "مضرجين"، بدل: "مصبوغين". ورواه البيهقي (5/ 59) قال: أخبرنا أبو بكر بن الحسن، ثنا أبو العباس، أنبأ الربيع، أنبأ الشافعي به. ورواه أيضًا في معرفة السنن والآثار (7/ 166: 9684) قال: أخبرنا أبو بكر وأبو زكريا قالا: حدثنا أبو العباس به. وروى ابن أبي شيبة (ص 104) قال: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جعفر قال: أحرم عقيل بن أبي طالب (كذا) في ثوبين وردائين، فرآه عمر فقال: ما هذا؟ فقال له: إن أحدًا لا يعلمنا بالسنة.
1189 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ (¬1) قَالَ: سألت [امرأة] (¬2) ابن عمر -رضي الله عنهما- أَغْسِلُ ثِيَابِي وَأَنَا مُحْرِمَةٌ؟ (¬3) فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تعالى لا [يصنع] (¬4) بدرنك شيئًا. ¬
1189 - تخريجه: قال البوصيري (4/ 330): رواه مسدد ورجاله ثقات. ومنصور هو ابن المعتمر، وسفيان هو الثوري. والأثر أخرجه البيهقي (5/ 64) قال: أخبرنا أبو محمَّد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا سعدان بن نصر، ثنا إسحاق الأزرق، ثنا سفيان به. ورواه ابن أبي شيبة (ص 402) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان به. وذكره ابن حزم في المحلى (7/ 382) بهذا الطريق كما ذكره بطريق آخر قال: ومن طريق وكيع نا العمري، عن نافع، عن ابن عمر قال: لا بأس أن يغسل المحرم ثيابه.
1190 - [قَالَ] (¬1): وَحَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: الْمُحْرِمُ يَغْتَسِلُ وَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ إِنْ شَاءَ. * هَذَا صحيح موقوف. ¬
1190 - تخريجه: وقال البوصيري (4/ 330): رواه مسدد موقوفًا، ورواته ثقات. أبو الزبير محمَّد بن مسلم القرشي، ويحيى هو ابن سعيد القطان. ورواه ابن أبي شيبة (ص 402) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان به. ورواه البيهقي (5/ 64) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا أبو النضر، ثنا أبو خيثمة، ثنا أبو الزبير به.
1191 - [قال: وحدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عنهما- مثله] (¬1). ¬
1182 - تخريجه: قال البوصيري (4/ 330): رواه مسدد بسند حسن. لكن يزيد بن أبي زياد ضعيف. وروى ابن أبي شيبة (ص 402) قال: حدثنا ابن فضيل، عن زيد، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا بأس أن يغسل ثيابه. وروى (ص 394) قال: حدثنا ابن علية، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ أنه دخل حمام الجحفة وهو محرم فقال: إن الله لا يصنع بأوساخكم شيئًا. ورواه البيهقي (5/ 63) قال: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، ثنا أبو العباس الأصم، أنبأ الربيع، أنبأ الشافعي، أنبأ ابن أبي يحيي عن أيوب بن أبي تميمة، عن عكرمة بنحوه. وذكره ابن حزم (7/ 381) (ت: حسن زيدان)، والشافعي في الأم (2/ 225). وورد عن ابن عباس أن المحرم يدخل الحمام رواه البيهقي (5/ 63)، والدارقطني (2/ 232). كما ورد أن ابن عباس قال: يغسل المحرم رأسه، وقال المسور: لا يغسل المحرم رأسه فأرسلا إلى أبي أيوب الأنصاري يسألانه: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يغسل رأسه وهو محرم؟ فقال لإنسان: صب فصب على رأسه ثم حرك رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر، رواه البخاري برقم (1840)، ومسلم (2/ 864: 1205). وروى ابن أبي شيبة (ص 103) قال: ثنا وكيع، عن شعبة، عن مسلم قال: قلت لابن عباس: أصب على رأسي الماء وأنا محرم؟ قال: لا بأس إن الله يقول: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)}.
1192 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ (¬2) ابْنِ جُرَيْجٍ، عن أبي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: لَا تَلْبَسُ الْمَرْأَةُ الْمُهِلَّةُ (¬3) الثِّيَابَ الْمُطَيَّبَةَ وَتَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَةَ وَلَا أَرَى الصُّفْرَةَ طِيبًا. * هَذَا صحيح موقوف. ¬
1192 - تخريجه: قال البوصيري (4/ 331): رواه مسدد موقوفًا، ورجاله ثقات. اهـ. ابن جريج: عبد الملك، وأبو الزبير: محمَّد بن مسلم المكي. وأخرجه الشافعي في المسند كما في آخر الأم (8/ 488) قال: أخبرنا سعيد بن سالم، عن ابن جريج به. والبيهقي (5/ 59) قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي به. وأخرجه في معرفة السنن والآثار (7/ 166: 9684) قال: أخبرنا أبو بكر، وأبو زكريا قالا: حدثنا أبو العباس أخبرنا الربيع به. وقال الطحاوي (4/ 250): حدثنا ابن مرزوق قال: ثنا أبو عاصم قال: أخبرني ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرًا يقول لأهله: لا تلبسوا ثياب الطيب، وتلبسوا الثياب المعصفرة من غير الطيب. ورواه ابن أبي شيبة (ص 107) قال: ثنا حميد بن عبد الرحمن الرواسبي عن أبيه، عن أبي الزبير، عن جابر قال: إذا لم يكن في الثوب المعصفر طيب فلا بأس للمحرم أن يلبسه. وفي حديث ابن عُمَرُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ينهى النساء في إحرامهن عن =
= القفازين والنقاب ومامس الورس والزعفران من الثياب ولتلبس بعد ما أحبت من ألوان الثياب من معصفر أو خز أو حلي أو سراويل أو قميص أو خف، رواه أبو داود (2/ 166: 1827)، والحاكم (1/ 486)، والبيهقي (5/ 52 و 47). وورد عن أسماء بنت أبي بكر أنها كانت تلبس الثياب المعصفرة وهي محرمة، رواه الشافعي في الأم (2/ 160)، ومالك (1/ 326)، والبيهقي (5/ 59)، وفي معرفة السنن (7/ 166)، والطحاوي (4/ 250)، وابن أبي شيبة (ص 106). وورد أن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- كن يحرمن في المعصفرات، رواه الإمام أحمد في المناسك كما ذكر ذلك ابن مفلح في الفروع (3/ 447)، وساق إسناده. ونسبه الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 222) للطبراني في الكبير. وورد ذلك من حديث أسماء رواه أبو داود في المسائل (109)، ونسبه الحافظ في الفتح (3/ 405) لسعيد بن منصور، وصحح إسناده ورواه البيهقي (5/ 59). وأخرج أبو داود في المراسيل كما في تحفة الأشراف (13/ 398: 19472) عن مكحول أن امرأة جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بثوب مشبع بعصفر فقالت: يا رسول الله إني أريد الحج أفاحرم في هذا؟ قال: "ألك غيره؟ " قالت: لا، قال: "فاحرمي فيه"، ورواه البيهقي (5/ 59) من طريقه.
1193 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خالد، حدثتني أختي أنها رأت عائشة -رضي الله عنها- عشية التروية (¬2) وعليها درع مورد وخمار أسود وهي محرمة. ¬
1193 - تخريجه: أخت إسماعيل مجهولة، وبقية رواته ثقات من رجال الشيخين. وروى البيهقي (5/ 59) قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر الرزاز، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا أبو عبيد بن يونس بن عبيد، ثنا أبو عامر الخزاز، عن ابن أبي مليكة، أن عائشة -رضي الله عنها - كانت تلبس الثياب الموردة بالعصفر الخفيف وهي محرمة. وروى ابن أبي شيبة (ص 106) قال: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الأسود، عن عائشة، قالت: تلبس المحرمة ما شاءت إلَّا المهرود المعصفر. [كذا في المطبوع].
1194 - [قال] (¬1): وحدثنا خالد، ثنا (¬2) إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أُخْتِهِ وَأُمِّهِ أنهما دخلتا على عائشة -رضي الله عنها- وَعَلَيْهَا دِرْعٌ مُوَرَّدٌ وَخِمَارٌ أَسْوَدُ فَقِيلَ لَهَا (¬3): أَتُغَطِّي (¬4) الْمُحْرِمَةُ وَجْهَهَا؟ فَرَفَعَتْ خِمَارَهَا (¬5) هَكَذَا مِنْ قَبْلِ صَدْرِهَا إِلَى رَأْسِهَا وَقَالَتْ: لَا بَأْسَ بهذا. ¬
1194 - تخريجه: خالد هو ابن عبد الله الواسطي، وأم إسماعيل وأخته مجهولتان. قال البوصيري عن هذا الأثر والذي قبله (4/ 331): رواهما مسدد موقوفًا، وهو ضعيف من الطريقين لجهالة بعض رواته. وروى البيهقي (5/ 47) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو عمرو بن مطر، ثنا يحيي بن محمَّد، ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن يزيد الرشك، عن معاذة، عن عائشة قالت: المحرمة تلبس من الثياب ما شاءت إلَّا ثوبًا مسه ورس أو زعفران، ولا تتبرقع ولا تلثم وتسدل الثوب على وجهها إن شاءت. وروى ابن أبي شيبة (ص 320) قال: حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة، عن أم شبيب، عن عائشة أنها كرهت النقاب للمحرمة والكحل، ورخصت في الخفين. وروى (ص 306) قال: حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عائشة قالت: تلبس المحرمة ما شاءت من الثياب إلَّا البرقع والقفازين ولا تنقب.
1195 - وقال الحارث: حدثنا محمَّد بن عمر، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ صفية بنت شيبة، عن عائشة -رضي الله (¬1) عنها- أَنَّهَا كَانَتْ تُرَخِّصُ لِلْمُحْرِمَةِ فِي لِبْسِ الْقُفَّازَيْنِ. ¬
1195 - تخريجه: محمَّد بن عمر هو الواقدي متروك. وذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 449: 370). وروى ابن أبي شيبة (ص 306 و 320)، عن عائشة منع المحرمة من القفازين بسند جيد. وورد في حديث ابن عمر مرفوعًا: لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين. رواه البخاري برقم (1838)، والنسائي (5/ 133)، وأبو داود (2/ 165: 1826)، والترمذي (3/ 194: 833)، وابن خزيمة (4/ 163: 2599)، والحاكم (1/ 486)، وأحمد (2/ 22: 4740).
1196 - و [قال] (¬1): حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ عطاء، عن يعلق بن أمية، عن أبيه، قال: إن رجلا أتى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلْيِهِ جُبَّةٌ وعليه أثر الخلوق فقال: كيف (¬2) أفعل في عمرتي؟ فنزل الوحي فستر (¬3) بثوب، وكان أمية يحب أن يراه -صلى الله عليه وسلم- وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ الْحَدِيثَ. قُلْتُ: وَهِمَ فِيهِ الْعَبَّاسُ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنِ ابْنِ (¬4) يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَالْحَدِيثُ لِيَعْلَى لَا من حديث أبيه (¬5) أمية. ¬
1196 - تخريجه: العباس ضعيف، وهمام هو ابن يحيي العرذي، ثقة ربما وهم، وعطاء هو ابن أبي رباح. والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 449: 369). وحديث يعلى أخرجه البخاري برقم (1789)، ومسلم (2/ 836: 1180)، وأبو داود (2/ 164: 1819)، والترمذي (3/ 196: 835)، والنسائي (5/ 30)، والطيالسي (ص 188: 1323)، وأحمد (4/ 222)، والبيهقي (5/ 56)، والطبراني (22/ 251: 653)، والحميدي (2/ 347: 790)، والدارقطني (2/ 231)، وابن الجارود (ص 157: 447)، والبغوي في شرح السنة (7/ 245: 1979).
1197 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عروبة، عن مطر الوراق، عن الحسن، عن علي رضي الله عنه قَالَ: أَيُّمَا (¬1) رَجُلٍ تَزَوَّجَ وَهُوَ مُحْرِمٌ انْتَزَعْنَا منه امرأته ولم يجز (¬2) نكاحه. ¬
1197 - تخريجه: قال البوصيري (4/ 332): رواه مسدد والبيهقي بسند رواته ثقات. اهـ. قلت: مطر صدوق كثير الخطأ، والحسن لم يسمع من علي. ورواه البيهقي (7/ 213)، قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن علي الرازي الحافظ أنبأ زاهر بن أحمد، أنبأ أبو بكر النيسابوري، ثنا محمَّد بن يحيي، ثنا عبد الله بن بكر، ثنا سعيد، عن مطر به. وقال ابن عدي (6/ 2392): كتب إلى محمَّد بن الحسن، ثنا عمرو بن علي قال: سألت يحيي, عن حديث مطر, عن الحسن، أن عليًا قال: من تزوج وهو محرم نزعنا منه امرأته ولم يجز نكاحه فقال: حدثنا ميمون الحراني، ثنا الحسن عن علي، قلت: أريد حديث مطر فما حدثني به إلّا بعد سنة. ورواه البيهقي (5/ 66) قال: أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ، أنبأ الساجي، ثنا بندار، ثنا يحيي القطان، عن ميمون به. قال: وأخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنبأ أبو عمرو بن مطر، أنبأ أبو خليفة، ثنا القعنبي، عن سليمان هو ابن بلال، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عليًا قال: لا ينكح المحرم فإن نكح رد نكاحه. وأثر علي ذكره ابن عبد البر (3/ 154)، وابن حزم (7/ 292). وورد ردُّ نكاح المحرم عن عمر رواه مالك في الموطأ (1/ 321)، والدارقطني (3/ 260)، والبيهقي (7/ 213) و (5/ 66). =
= وعن زيد بن ثابت رواه البيهقي (7/ 213) و (5/ 66)، وعبد الله بن أحمد في مسائله (ص 235). وذكر سعيد بن المسيب إجماع أهل المدينة على التفريق بينهما رواه البيهقي (5/ 67). وورد من حديث عثمان مرفوعًا: "لا يَنكح المحرم ولا يُنكح"، أخرجه مسلم (2/ 1030: 1409)، وأبو داود (2/ 169: 1841)، والنسائي (5/ 192)، وابن ماجه (1/ 632: 1966)، وأحمد (1/ 57: 401)، والترمذي (3/ 199: 840)، وابن حبان (9/ 433: 4123)، والدارمي (2/ 141)، والبيهقي (5/ 65)، والطحاوي (2/ 268)، وابن الجارود (156: 444)، وابن خزيمة (4/ 183: 2649)، والطيالسي (ص 13: 74). ومن حديث ابن عمر أخرجه أحمد (2/ 115: 5958)، والدارقطني (3/ 260). ومن حديث أنس رواه الدارقطني (3/ 261).
1198 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا إسرائيل، عن أبي عبد الله قال: كُنْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَرَأَى رَجُلًا يدخل (¬1) رأسه بين (¬2) السِّتْرِ وَالْبَيْتِ فَنَهَاهُ وَقَالَ (¬3): سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُدْخِلَ (¬4) الْمُحْرِمُ رَأْسَهُ بَيْنَ السِّتْرِ والجدار أو بين الستر والبيت. ¬
1198 - تخريجه: عبد العزيز بن أبان متروك كذبه ابن معين، وأبو عبد الله المذكور يحتمل أنه مسلم البطين أو علي بن بذيمة وكلاهما ثقة. والحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 452: 374). ولعل المعنى في ذلك أن فيه تغطية للرأس وقد ورد في حديث ابن عباس في الذي مات محرمًا: "لا تخمروا رأسه" رواه البخاري برقم (1267)، ومسلم (2/ 865: 1206). وجاء في حديث ابن عمر أن المحرم لا يلبس العمائم ولا البرانس، رواه البخاري برقم (1542)، ومسلم (2/ 834: 1177).
1199 - وَقَالَ إِسْحَاقُ (¬1): أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، أَنَّ مَيْمُونَةَ حلقت رأسها يعني من داء برأسها. ¬
1199 - تخريجه: رجاله ثقات، وهب بن عقبه: ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 488)، ووثقه يحيي بن معين كما في الجرح والتعديل (9/ 26)، وقال أحمد: صالح الحديث. انظر: الجامع العلل (2/ 41). والأثر أخرجه إسحاق (4/ 224: 2032). وفي الباب حديث كعب بن عجرة رواه البخاري برقم (4517)، ومسلم (2/ 859: 1201).
27 - باب جواز الغسل للمحرم
27 - باب جواز الغسل للمحرم (47) حديث عمر رضي الله عنه تقدم في باب التستر (¬1) في الغسل من الطهارة (¬2). ¬
28 - باب دخول مكة وفضلها
28 - باب دخول مكة وفضلها (48) سيأتي -إن شاء الله تعالى- حديث ابن أم مكتوم رضي الله عنه فِي السَّعْيِ وَفِيهِ حَبَّذَا مَكَّةَ (¬1). 1200 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ يزيد أبو يونس هو القوي (¬2) قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَابِطٍ (¬3) يَقُولُ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إِلَى الْمَدِينَةِ يَمْشِي ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْبَيْتِ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ بَيْتًا وَضَعَهُ اللَّهُ تعالى في الأرض أحب إليّ منك ولا بلدة أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ وَمَا خَرَجْتُ عَنْكَ رَغْبَةً وَلَكِنْ أَخْرَجَنِي الَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ نَادَى: يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَا يَحِلُّ لِعَبْدٍ أَنْ يَمْنَعَ عَبْدًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ أَيَّ سَاعَةٍ شاء من ليل أو نهار. ¬
1200 - تخريجه: هذا حديث مرسل ابن سابط لم يدرك عهد النبوة. ورواه الأزرقي في أخبار مكة (2/ 155) قال: حدثنا مهدي بن أبي المهدي، حدثنا أبو أيوب البصري، حدثنا أبو يونس به.
(49) وحديث ابن عباس -رضي الله عنهما- فِي هَذَا يَأْتِي فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْقِتَالِ (¬1). 1201 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ هُوَ ابن سليمان، عن ابن جريح حُدث (¬2) عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عنهما- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ترفع (¬3) الأيدي في سبعة مَوَاطِنٍ: فِي بَدْءِ الصَّلَاةِ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْبَيْتَ، وَعَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَعَشِيَّةَ عَرَفَةَ، وَبِجَمْعٍ، وَعِنْدَ الجمرتين، وعلى الميت (¬4). ¬
1201 - تخريجه: مقسم صدوق، وهشام مقبول. والحديث رواه الشافعي في المسند كما في آخر الأم (8/ 490). قال: أخبرنا بن سالم عن ابن جريج به. ورواه في الأم (2/ 184) كذلك. ورواه البيهقي (5/ 72) قال: أخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي، ثنا أبو العباس بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي به. وفي معرفة السنن والآثار (7/ 200: 9796) قال: أخبرنا أبو بكر وأبو زكريا حدثنا أبو العباس به. ورواه البغوي في شرح السنة (7/ 99: 1897) قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الكسائي، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا أبو العباس الأصم به. =
= وقال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحين، ومحمد بن أحمد العارف، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحبري، نا أبو العباس الأصم به وقال: هذا حديث منقطع. ورواه الأزرقي (1/ 292) قال: حدثني جدي، حدثني مسلم بن خالد، عن ابن جريج، به. ورواه الطحاوي (2/ 176) قال: حدثنا ابن أبي داود قال: ثنا نعيم بن حماد قال: ثنا الفضل بن موسى قال: ثنا ابن أبي ليلى، عن نافع، عن ابن عمرو عن الحكم، عن مقسم به. ورواه الطبراني في الكبير (11/ 385: 12072) قال: حدثنا محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، حدثني أبي، ثنا ابن أبي ليلى به. ورواه البزار (1/ 251: 519) كما في الكشف قال: حدثنا أبو كريب محمَّد بن العلاء، ثنا محمَّد بن عبد الرحمن بن محمَّد المحاربي، ثنا ابن أبي ليلى به. ورواه الطبراني في الكبير (11/ 452: 12282) قال: حدثنا أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي، أنا عمرو بن يزيد أبو يزيد الجرمي، ثنا سيف بن عبد الله، ثنا ورقاء، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به. ورواه ابن أبي شيبة (4/ 96) موقوفًا على ابن عباس. وورد من حديث ابن عمر: رواه الطحاوي (2/ 676)، والبزار (1/ 251: 519).
29 - باب بيع دور مكة
29 - بَابُ بَيْعِ دُورِ مَكَّةَ 1202 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، عَنْ مَنْصُورٍ: عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ عمر رضي الله عنه: يَا أَهْلَ مَكَّةَ، لَا تَتَّخِذُوا عَلَى دُورِكُمْ أبوابًا لينزل (¬1) البادي (¬2) حيث شاء. ¬
1202 - تخريجه: رجاله ثقات، فضيل هو ابن عياض الزاهد، ومنصور هو ابن المعتمر، ومجاهد هو ابن جبر وروايته عن عمر مرسلة. ورواه الفاكهي (3/ 245: 2049) قال: حدثنا محمَّد بن زنبور المكي قال: ثنا فضيل بن عياض به. ورواه عبد الرزاق (4/ 147: 9211)، عن معمر، عن منصور به. وروى الفاكهي (3/ 251: 2068) نحوه قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن قال: ثنا هشام، عن ابن جريج، عن عطاء. ورواه عبد الرزاق (5/ 146: 9210) قال: عن ابن جريج به. ورواه ابن أبي شيبة (ص 371) قال: حدثنا حفص، عن ابن جريج به. وروى الفاكهي (3/ 247: 2056) نحوه قال: حدثنا إبراهيم بن أبي يوسف قال: ثنا يحيي بن سليم، وحدثنا حسين بن حسن قال: أنا علي بن غراب جميعًا، =
= عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ عمر كان ينهى أن تغلق دور مكة في زمن الحج وان الناس كانوا ينزلون منها حيث وجدوه فارغًا حتى كانوا يضربون الفساطيط في جوف الدور. ورواه أبو عبيد في الأموال (ص 68: 167) قال: حدثنا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر به. وروى الفاكهي (3/ 249: 2064) بإسناده أنه لم يكن للدور بمكة أبواب وأول من بوّب بها بابًا معاوية. وروى ابن أبي شيبة (ص 371)، وعبد الرزاق (5/ 147: 9211) نحوه. وورد من طريق مجاهد مرسلًا مرفوعًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- النهي عن بيع دور مكة، رواه أبو عبيد في الأموال (ص 67: 161)، والأزرقي في أخبار مكة (2/ 163)، وابن زنجويه في الأموال (1/ 204)، والفاكهي (3/ 246: 2053)، وعبد الرزاق (5/ 147: 9211)، وابن أبي شيبة (ص 370). وقال علقمة بن نضلة: كانت الدور فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وأبي بكر وعمر لاتباع ولاتكرى وتدعى السوائب من احتاج سكن ومن استغنى أسكن، رواه ابن أبي شيبة (ص 372)، وابن ماجه (2/ 1037: 3107)، والأزرقي (2/ 162)، والبيهقي (6/ 35)، والفاكهي (3/ 243: 2047)، وابن زنجويه (1/ 205). وورد في حديث أسامة بن زيد "وهل ترك لنا عقيل من منزل" رواه البخاري برقم (4282)، ومسلم (2/ 984: 1351). وقال: "من دخل داره فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن". رواه مسلم (3/ 1406: 1780) من حديث أبي هريرة. ورواه أبو داود (3/ 162: 3021) من حديث ابن عباس. كما ورد أن عمر اشترى دار السجن بمكة رواه الأزرقي في (2/ 165)، والبيهقي (6/ 34)، وعبد الرزاق (5/ 148: 9123)، والفاكهي (3/ 254: 2076).
30 - باب الطواف راكبا
30 - بَابُ الطَّوَافِ رَاكِبًا 1203 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا رَوْحٌ، ثنا (¬1) مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، ثنا أَخِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدَةَ، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: طَافَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ بمحجن كان معه. ¬
1203 - تخريجه: موسى بن عبيدة ضعيف، وبقية رجاله ثقات. وهكذا ورد بهذا الإسناد في مسند أبي يعلى (10/ 134: 5761). وذكره الهيثمي في المقصد العلى (1/ 581: 581)، وفي مجمع الزوائد (3/ 246)، وقال: "رواه أبو يعلى، وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف وقد وثق فيما رواه عن غير عبد الله بن دينار وهذا منها". ورواه ابن أبي شيبة (14/ 493: 18765) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، وعن أخيه عبد الله بن عُبَيْدَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- دخل مكة حين دخلها وهو معتجر بشقة برد أسود فطاف على راحلته القصواء في يده محجن يستلم به الأركان. =
= ورواه عبد بن حميد عن أبي عاصم الضحاك، عن مخلد، عن موسى بن عبيدة، عن ابن دينار، عن ابن عمر به. ورواه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (4/ 229) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا يحيي بن زكريا القطان، حدثنا موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار به. ورواه الفاكهي (1/ 243: 459) قال: حدثنا بحر بن نصر المصري، قال: ثنا أسد بن موسى به. ورواه ابن حبان في صحيحه (9/ 137: 3828) من طرق "ابن عقبة" بدل: "عتبة" قال: أخبرنا مكحول، حدثنا محمَّد بن عبد الله بن يزيد قال: حدثنا عبد الله بن رجاء قال: حدثنا موسى بن عقبة، عن عبد الله بن دينار به. ورواه ابن خزيمة (4/ 240: 2781) قال: ثنا محمَّد بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا عَبْدُ الله بن رجاء به. وانظر الدر المنثور (7/ 579). وورد ذلك من حديث ابن عباس رواه البخاري برقم (1607)، ومسلم (2/ 926: 1272). ومن حديث جابر رواه مسلم (2/ 926: 1273)، والنسائي (5/ 241)، وأبو داود (2/ 177: 1880). ومن حديث صفية بنت شيبة رواه أبو داود (2/ 176: 1878)، وابن ماجه (2/ 982: 2947). ومن حديث أبي الطفيل رواه مسلم (2/ 297: 1275)، وأبو داود (2/ 176: 1879)، وابن ماجه (2/ 983: 2949)، وأحمد (5/ 454). ومن حديث قدامة بن عبد الله رواه أحمد (3/ 413)، وأبو يعلى (2/ 229: =
= 928)، الطبراني (19/ 38: 80)، وفي الأوسط (9/ 14: 8024)، والبيهقي (5/ 101). ومن حديث عائشة رواه مسلم (2/ 927: 1274)، والطبراني في الأوسط (3/ 293: 2639)، والفاكهي (1/ 245: 464)، والبيهقي (5/ 100). ومن حديث أبي رافع رواه البزار كما في كشف الأستار (2/ 21: 1108). ومن حديث عبد الله بن حنظلة رواه البزار (2/ 21: 1109). ومن حديث أبي مالك الأشجعي عن أبيه رواه البزار (2/ 21: 1110).
31 - باب حد الحرم
31 - بَابُ حَدِّ الْحَرَمِ 1204 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ (¬1) عن محمَّد بْنِ الْأَسْوَدِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ النبي عليه السَّلام هُوَ أَوَّلُ مَنْ نَصَبَ الْأَنْصَابَ لِلْحَرَمِ (¬2) أَشَارَ له جبريل إلى مواضعها. ¬
1204 - تخريجه: هشام مقبول، وعبد الله بن عثمان صدوق، ومحمَّد بن الأسود هو القرشي ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 359)، وترجمه البخاري في الكبير (1/ 29)، وابن أبي حاتم (7/ 206)، وانظر: تعجيل المنفعة (237). ومحمد بن الأسود لم يدرك عصر النبوة. وقال البوصيري (4/ 382): رواه ابن أبي عمر بسند رجاله ثقات. ورواه الفاكهي (2/ 275: 1516) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، ومحمد بن أبي عمر قالا: ثنا هشام بن سليمان به. ورواه الأزرقي (2/ 128) قال: حدثنا جدي، حدثنا سعيد بن سالم، عن ابن جريج به. =
= ورواه عبد الرزاق (5/ 25: 8864)، عن ابن جريج به. كما رواه (5/ 25: 8863)، عن معمر، عن ابن خثيم به. وورد ذلك من قول ابن جريج رواه عبد الرزاق (5/ 25: 8862)، والأزرقي (2/ 129). كما ورد من قول عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، رواه الأزرقي (2/ 129)، كما رواه عن الحسين بن قاسم قال: سمعت بعض أهل العلم.
1205 - قَالَ (¬1): وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا (¬2) أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ تَمِيمَ (¬3) بن أسيد (¬4) جد عبد الرحمن بن المطلب لن تميم فحددها (¬5). ¬
1205 - تخريجه: إسناده هو إسناد ما قبله. ورواه الفاكهي (2/ 275: 1516) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، وابن أبي عمر به. ورواه الأزرقي (2/ 128) قال: حدثنا جدي، حدثنا سعيد بن سالم، عن ابن جريج به. ورواه عبد الرزاق (5/ 25: 8864) قال عن ابن جريج به. وورد من قول عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ رواه الأزرقي (2/ 129). لكن روى البزار (2/ 42: 1160) قال: حدثنا بشر بن معاذ ومحمد بن موسى الحرشي، قالا: ثنا فضيل بن سليمان، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عن محمَّد بن الأسود بن خلف، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أمره أن يجدد أنصاب الحرم. ورواه الطبراني في الكبير (1/ 280: 816) قال: حدثنا أحمد بن عمرو البزار، ثنا بشر بن معاذ العقدي، ثنا فضيل بن سليمان به.
1206 - [وَقَالَ أَيْضًا] (¬1): حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ صَالِحِ (¬2) بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ محمَّد بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَجَدَتْ قُرَيْشٌ حَجَرًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ فِيهِ كِتَابٌ فَجَعَلُوا يُخْرِجُونَهُ إِلَى مَنْ أَتَاهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكُتُبِ فَلَا يَعْلَمُونَ مَا فِيهِ حَتَّى أتاهم حبر (¬3) من اليمن فقرأه عليهم فهذا فيه: أنا الله ذو بكة (¬4) صَنَعْتُهَا حِينَ صَنَعْتُ (¬5) الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَبَارَكْتُ لِأَهْلِهَا فِي اللَّحْمِ وَاللَّبَنِ، وَفِي الصَّفْحِ الْآخَرِ: أَنَا الله ذو بكة (¬6) خلقت الرحم وشققت لَهَا مِنَ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ (¬7)، وَفِي الصَّفْحِ الْآخَرِ: أَنَا اللَّهُ ذو بكة خَلَقْتُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ الْخَيْرُ عَلَى يَدَيْهِ وَوَيْلٌ لِمَنْ كَانَ الشَّرُّ عَلَى يديه. ¬
1206 - تخريجه: صالح ضعيف يعتبر به، ونصر بن ثابت لم أعرفه، ولعله ابن باب ضعيف. وروى نحوه عبد الرزاق (5/ 149) من قول ابن عباس برقم (9216) و (9217) كما ورد من قول الزهري رواه عبد الرزاق (5/ 149: 9219)، والأزرقي (1/ 107).
= ومن قول مجاهد رواه عبد الرزاق (5/ 150: 9220 و 9221)، وابن أبي شيبة (ص 286)، والأزرقي (1/ 106). ومن قول الضحاك بن مزاحم رواه ابن أبي شيبة (ص 286). ومن قول عامر رواه ابن أبي شيبة (ص 287).
1207 - [(¬1) وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمَعْرِفَةِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ هُوَ أَبُو الشَّيْخِ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الرَّاسِبِيُّ، ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا ابْنُ خُثَيْمٍ، حَدَّثَنِي أبو الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث تميم بن أسيد الخزاعي يجدد (¬2) أَنْصَابَ الْحَرَمِ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلام وَضَعَهَا يريها إياه جبريل -عليه الصلاة والسلام -]. ¬
1207 - تخريجه: الراسبي ضعيف. والحديث بهذا الإسناد ذكره أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 199: 1271). ورواه الأزرقي (2/ 127) قال: حدثني جدي قال: حدثنا إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيي، حدثنا ابن خثيم به. ورواه مختصرًا ابن سعد في الطبقات (4/ 295) عن الواقدي، عن عبد الله بن جعفر عن ابن خثيم به. ورواه الفاكهي (2/ 273: 1512) قال: حدثنا عبد الله بن أبي سلمة، قال: ثنا أحمد بن محمَّد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن ابن شهاب، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عن ابن عباس بنحوه، ولم يذكر فيه تميمًا. ورواه الأزرقي (2/ 129) من طريق جعفر بن ربيعة عن الزهري به. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 63) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني طاهر البيهقي قال: حدثنا عبدان بن عبد الحليم قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثنا إبراهيم بن محمَّد بن عبد العزيز الزهري، عن أبيه، عن ابن شهاب به.
1208 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ، ثنا أَبِي، ثنا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ مُطَرِّفٍ (¬1) عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: "مَنِ اسْتَحَلَّ شَيْئًا مِنْ حُدُودِ مَكَّةَ فعليه لعنة الله" الحديث. ¬
1208 - تخريجه: رواه أبو يعلى في المسند (4/ 56: 2071). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 152)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وضعفه غيره".
32 - باب كراهية كراء دور مكة أيام الموسم
32 - باب كراهية (¬1) كراء (¬2) دُورِ مَكَّةَ أَيَّامَ الْمَوْسِمِ 1209 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عيسى بن يونس، ثنا عبيد الله بن أبي زياد، سمعت ابن جريج [يحدث] (¬3) عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (¬4) -رضي الله عنهما- أَنَّ الَّذِي [يَأْكُلُ] (¬5) كَرْيَ بُيُوتِ مَكَّةَ إِنَّمَا يأكل في بطنه نارًا. ¬
1209 - تخريجه: عبيد الله بن أبي زياد القداح ليس بالقوي، وبقية رجاله ثقات، عطاء هو ابن أبي رباح. ورواه البيهقي (6/ 35) قال: أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الفقيه، ثنا محمَّد بن الحسين الفارسي، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا سعيد بن يحيي الأموي، ثنا عيسى بن يونس به. ورواه أبو عبيد في الأموال (ص 67: 163) قال: حدثنا وكيع، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن ابن أبي نجيح، عن ابن عمرو به. =
= ورواه الفاكهي (3/ 246: 2051) قال: حدثنا حسين بن حسن قال: ثنا المعتمر بن سليمان قال: ثنا أيمن، يعني ابن نابل، عن عبيد الله بن أبي زياد به. ورواه برقم (2052) حدثنا علي بن الحسين بن اشكاب قال: ثنا محمَّد بن ربيعة قال: ثنا عبيد الله بن أبي زياد به. ورواه الأزرقي (2/ 162) قال: حدثني جدي، حدثني مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي زياد، به. ورواه الدارقطني (2/ 299) قال: ثنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا إسحاق بن إبراهيم الختلي، نا محمَّد بن أبي السري، نا المعتمر بن سليمان، عن ابن إسرائيل، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن ابن أبي نجيح، عن عبد الله بن عمرو رفعه. ورواه ابن أبي شيبة (ص 371) قال: حدثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أبي زياد، عن ابن أبي نجيح، عن عبد الله بن عمرو به. كما ورد عنه موقوفًا: لايحل بالبيع دور مكة ولا كراءها. رواه عبد الرزاق (5/ 148: 9214). وانظر حديث رقم (1202 و 1210) من هذا الكتاب.
1210 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أنا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو (¬1) رضي الله عنه قَالَ: نُهِي عَنْ أُجُورِ بُيُوتِ مَكَّةَ وَعَنْ بيع رباعها. ¬
1210 - تخريجه: الحجاج هو ابن أرطاة صدوق كثير الخطأ والتدليس، وعطاء هو ابن أبي رباح ثقة إمام، وهشيم هو ابن بشير، ثقة حافظ، وقد وصفا بالتدليس. وروى ابن عدي (1/ 285) قال: ثنا أبو شيبة داود بن إبراهيم، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر قال: سمعت أبي يذكر عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو نحوه. ورواه الفاكهي (3/ 243: 2046) قال: حدثنا أبو معبد البصري قال: ثنا عبد الله بن عبد المجيد الحنفي أبو علي قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر قال: حدثني أبي عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو بنحوه. ورواه العقيلي (1/ 73) قال: حدثنا محمَّد بن إسماعيل قال: حدثنا خلاف بن تميم قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر به. وقال: لا يتابع عليه. ورواه الحاكم (2/ 53) قال: حدثنا أبو الوليد الفقيه، ثنا جعفر بن أحمد الشاماتي، ثنا أحمد بن محمد بن يحيي بن سعيد، ثنا عبد الله بن نمير، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر به. ورواه البيهقي (6/ 35) قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمَّد بن جعفر الحفار، أنبأ الحسين بن يحيي بن عياش القطان، ثنا أحمد بن محمد بن يحيي بن سعيد القطان به. كما رواه الحاكم (2/ 53) قال: حدثنا علي بن حمشاد العدل، وأبو جعفر بن عبيد الحافظ قالا: ثنا محمَّد بن المغيرة السكري، ثنا القاسم بن الحكم العرني، ثنا =
= أبو حنيفة، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن ابن أبي نجيح، عن عبد الله بن عمرو بنحوه، ورواه البيهقي (6/ 35) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ به. والذي في مسند أبي حنيفة لأبي نعيم (ص 181) قال: حدثنا الحسن بن علان، ثنا الحسن بن حاجب، ثنا إسحاق بن الصلت، ثنا القاسم بن الحكم، ثنا أبو حنيفة، عن عبيد الله بن أبي زياد (ح)، وثنا الحسن، ثنا الحسن بن محمَّد بن عمرو، ثنا محمَّد بن المغيرة، ثنا القاسم بن الحكم، ثنا أبو حنيفة، عن عبيد الله بن أبي زياد قال: محمَّد بن المغيرة عن أبي نجيح، ويقال (...) عن أبي نجيح (كذا في المطبوع ولعلها ابن أبي نجيح) عن عبيد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: حرام مكة، وحرام بيع رباعها وحرام أجر بيوتها.
33 - باب الكلام في الطواف
33 - بَابُ الْكَلَامِ فِي الطَّوَافِ 1211 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا قبيصة بن عقبة، حدثنا سفيان، عن رجل من أهل مكة، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ وَقَفَ وَتَبَسَّمَ (¬1) فقلت: يا رسول الله، رأيتك وقفت وتبسمت، فقال -صلى الله عليه وسلم-: لَقِيَنِي عِيسَى يَطُوفُ مَعَهُ مَلَكَانِ فَسَلَّمَ عليَّ فسلمت عليه. ¬
1211 - تخريجه: الرجل مجهول، وبقية رجاله ثقات، سفيان هو الثوري. ورواه الفاكهي (1/ 188: 298) قال: حدثنا عبد الله بن أبي سلمة قال: حدثنا قبيصة به. وروى ابن عدي في الكامل (5/ 1681) و (7/ 2578) مثله من حديث أنس بسند ضعيف. وقد ورد من حديث ابن عمر بطرق متعددة وأنه منام لا يقظه، منها: • طريق مالك عن نافع به، رواه مالك (2/ 920)، والبخاري (5092)، ومسلم (1/ 154: 169). =
= • وطريق موسى بن عقبة، عن نافع به، رواه البخاري (3440)، ومسلم (1/ 155: 169). • وطريق فليح، عن نافع به، رواه أحمد (2/ 127: 6099). • وطريق سالم، عن ابن عمر، رواه البخاري (3441)، ومسلم (1/ 156: 171)، وأحمد (2/ 122: 6033).
1212 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ (¬1) عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن عوف رضي الله عنه يَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَحْدُو وَعَلَيْهِ خُفَّانٍ فَقَالَ له عمر رضي الله عنه: مَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَعْجَبُ حِدَاؤُكَ (¬3) حَوْلَ الْبَيْتِ أَوْ طَوَافُكَ فِي نَعْلَيْكَ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ هَذَا عَلَى عَهْدِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يعب ذلك علىّ. [2] حَدَّثَنَا (¬4) سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا شَرِيكٌ فَذَكَرَهُ. ¬
1212 - تخريجه: رواه أبو يعلى (2/ 156: 842). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 247)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف". ورواه الفاكهي (1/ 284: 578) قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمَّد قال: ثنا يحيى بن عبد الحميد به. والإسناد الثاني رواه أبو يعلى (2/ 156: 843).
34 - باب الطواف في الخف والنعل
34 - بَابُ الطَّوَافِ فِي الْخُفِّ وَالنَّعْلِ (50) تَقَدَّمَ (¬1) فِي الْبَابِ قَبْلَهُ (¬2). 1213 - [1] وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ [الطَّيَالِسِيُّ] (¬3): حَدَّثَنَا عمر (¬4) بن قيس سندل (¬5) عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [عَنْ عَبْدِ اللَّهِ] (¬6) بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الطَّوَافِ فَانْقَطَعَ نَعْلُهُ فَقُلْتُ: يَا رسول الله، ناولني (¬7) أصلحه، قال -صلى الله عليه وسلم-: هذه الأثرة (¬8) ولا أحب الأثرة (8). ¬
1213 - [1] تخريجه: عاصم بن عبيد الله ضعيف، وعمر بن قيس متروك. والحديث رواه أبو داود الطيالسي (ص 156: 1146) بهذا الإسناد.
[2] وقال أبويعلى: حدثنا محمَّد ابن أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَإِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَا: ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مقدم، ثنا عمر مولى بني مَنْظُورِ بْنِ سَيَّارٍ (¬1)، ثنا عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [فَذَكَرَهُ] (¬2) بِلَفْظٍ كَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَانْقَطَعَ شِسْعُهُ فَأَخْرَجَ رَجُلٌ شِسْعًا مِنْ نَعْلِهِ فَذَهَبَ يَشُدُّهُ فِي نَعْلِ النبي -صلى الله عليه وسلم- (¬3) فانتزعها (¬4) وقال: هذه أثرة (¬5) ولا أحب الأثرة (¬6). ¬
1204 - [2] تخريجه: في إسناد الحديث عمر بن قيس مولى بني منظور بن سيار متروك، وعاصم بن عبيد الله ضعيف. والحديث رواه أبو يعلى (13/ 162: 7204) بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 526: 585)، وفي مجمع الزوائد (3/ 247)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف. والحديث رواه الفاكهي (1/ 284: 579) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف قال: ثنا عمر بن علي المقدمي به. ورواه الطبراني في الأوسط (3/ 401: 2861) قال: حدثنا إبراهيم قال: حدثنا عمرو بن مالك الراسبي، قال: أخبرنا عمر بن علي المقدمي به. =
= ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 1868) قال: ثنا عبيد الله قال: ثنا عصام بن رواد، ثنا أبي، ثنا عمر بن قيس به. وفي المطبوع "عاصم بن ربيعة"، ولعل صوابه: "عامر". وذكر ابن كثير في جامع المسانيد والسنن (7/ 30: 4746) أن الطبراني رواه قال: قال الطبراني: حدثنا إبراهيم بن هاشم: حدثنا عمرو بن ملك، وحدثنا محمَّد ابن حيان المازني، حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا عمر بن علي وساقه بإسناده.
35 - باب ما يقول في الطواف
35 - بَابُ مَا يَقُولُ فِي الطَّوَافِ 1214 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي (¬1) عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ (¬2) عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ حَبِيبِ بن صهبان قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عنهما- يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَقُولُ بَيْنَ الْبَابِ وَالرُّكْنِ أَوْ بَيْنَ الْمَقَامِ وَالْبَابِ: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النار. ¬
1214 - تخريجه: قال البوصيري (4/ 344): رواه مسدد ورجاله ثقات. ويحيى هو ابن سعيد القطان، وعاصم هو المقرئ المشهور حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون، وهو صدوق له أوهام. ورواه ابن أبي شيبة (10/ 262: 9391) قال: حدثنا وكيع عن سفيان بنحوه. كما روى ابن أبي شيبة (10/ 262: 9390) قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن حبيب بن صهبان قال: سمعت عمر وهو يطوف حول البيت وليس له هجيري إلّا هؤلاء الكلمات: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حسنة وقنا عذاب النار". =
= ورواه أبو عبيد في غريب الحديث (3/ 318) قال: حدثنا أبو بكر بن عياش به. ورواه البيهقي (5/ 84) قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ أبو الحسن الكارزي، أنبأ علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد به. ورواه عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد لأبيه (ص 117): قال: حدثني منصور بن بشير يعني ابن أبي مزاحم، حدثنا أبو بكر يعني ابن عياش به. ورواه عبد الرزاق (5/ 52: 8966)، عن معمر قال: أخبرني من أثق به عن رجل قال: سمعت لعمر به. ورواه الطبراني في الدعاء (2/ 1199: 857) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق به. وروى الأزرقي (2/ 38) عن ابن أبي نجيح قال: كان أكثر كلام عمر وعبد الرحمن بن عوف في الطواف: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حسنة وقنا عذاب النار. وورد مثله من حديث ابن عمر مرفوعًا، أن النبي-صلى الله عليه وسلم- كان يقول ذلك بن الركن والمقام، رواه الفاكهي (1/ 99: 39). وورد مثله مرفوعًا من حديث عبد الله بن السائب رواه عبد الرزاق (5/ 50: 8963)، وابن خزيمة (4/ 215: 2721)، والبغوي في شرح السنّة (7/ 128: 1915)، وابن أبي شيبة (10/ 367: 9681)، وأحمد (3/ 411)، وأبو داود (2/ 179: 1892)، والحاكم (1/ 455)، والأزرقي (1/ 340)، والبيهقي (5/ 84)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 247)، وابن حبان (9/ 134: 3826)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (4/ 347: 5316)، والفاكهي (1/ 145: 169). وورد مثله مرفوعًا من حديث علي بن أبي طالب رواه الفاكهي (1/ 146: 171)، ورواه الأزرقي (1/ 340) موقوفًا. ورواه الفاكهي (1/ 145: 170) عن رجل أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-. =
= ومن حديث السائب مرفوعًا رواه الشافعي في الأم (2/ 188). كما ورد مثله موقوفًا على ابن عمر رواه ابن أبي شيبة (10/ 368: 9683)، وعبد الرزاق (5/ 51: 8964)، والطبراني في الدعاء (2/ 1198: 856). وعن علي موقوفًا رواه الأزرقي (1/ 340). ورواه الأزرقي (1/ 340)، عن سعيد بن المسيب مرسلًا. وورد الأمر بقول ذلك من حديث ابن عباس مرفوعًا رواه ابن أبي شيبة (10/ 368: 9684)، والفاكهي (1/ 110: 74 و 154). ومن حديث أبي هريرة رواه ابن ماجه (2/ 985: 2957)، والفاكهي (1/ 138: 152). وانظر: الدر المنثور (1/ 559).
36 - باب الطواف للراكب
36 - بَابُ الطَّوَافِ لِلرَّاكِبِ 1215 - قَالَ إِسْحَاقُ (¬1): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، بَلَغَنِي إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ امرأته (¬2) أن تَطُوفُ رَاكِبَةً فِي خِدْرِهَا مِنْ وَرَاءِ الْمُصَلِّينَ فِي جَوْفِ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ: أَلَيْلًا أَوْ نَهَارًا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قُلْتُ: فِي أَيِّ سَبْعٍ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قُلْتُ: هَذَا مُرْسَلٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحُ. وَأَصْلُهُ مَوْصُولٌ عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ رِوَايَةِ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ (¬3)، وَفِي بَعْضِ طُرُقِهِ أَنَّهَا صَلَاةُ الصُّبْحِ (¬4) وَأَنَّهُ طَوَافُ الْوَدَاعِ (¬5). ¬
1215 - تخريجه: رجاله ثقات، إلا أنه مرسل. أخرجه إسحاق (4/ 182: 1976) به، وسماها أم سلمة. ورواه عبد الرزاق (5/ 68: 9019).
37 - باب فضل الطواف
37 - بَابُ فَضْلِ الطَّوَافِ 1216 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا الْحُسَيْنُ -يَعْنِي الْجُعْفِيَّ- عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ، عَنْ عَائِذٍ (¬1)، عَنْ عَطَاءٍ، عن عائشة -رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: [إن الله تعالى] (¬2) يُبَاهَى بِالطَّائِفِينَ. عَائِذٌ (¬3)، هَذَا هُوَ ابْنُ نُسَيْرٍ بنون ومهملة مصغر ضعيف، وابن السماك محمَّد بن صبيح فيه ضعف [أيضًا] (¬4) (¬5). ¬
1207 - تخريجه: الحديث رواه أبو يعلى (8/ 80: 4609)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 504: 547)، وفي مجمع الزوائد (3/ 211)، قال: وفيه عائذ بن بشير ضعيف. ورواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 262) قال: حدثنا أبي، ثنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن سالم، ثنا الحسن بن أبي الربيع، ثنا حسين الجعفي به. ورواه الفاكهي (1/ 194: 314) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الكوفي، =
= وسلمة ابن شبيب، وعبدة الصفار قالوا: حدثنا حسين بن علي الجعفي به. ورواه أبو نعيم في الحلية (8/ 216)، قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد المقري المروزي، ثنا أحمد بن عيسى العطار، ثنا هناد بن السري، ثنا حسين بن علي الجعفي به. ورواه ابن أبي حاتم في المجروحين (2/ 194) قال: أخبرنا محمَّد بن عمر بن يوسف قال: حدثنا موسى المسروقي قال: حدثنا حسين بن علي به. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 369) قال: أخبرنا علي بن أحمد المقرئ، أخبرنا أبو بكر محمَّد بن الحسين الآجري، حدثنا أحمد بن يحيي الحلواني، حدثنا يحيي بن أيوب العابد، حدثنا محمَّد بن صبيح بن السماك به. ورواه ابن عدي (5/ 1992) قال: حدثنا ابن صاعد، ثنا عبد الله بن وضاح، حدثني يحيي بن يمان، عن عائذ بن بشير به. ورواه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (ص 297: 330) قال: حدثنا يحيي بن محمَّد بن صاعد به: ورواه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (ص 293: 323) قال: حدثنا الحسن بن إبراهيم بن عبد الحميد، ثنا العباس بن محمَّد الدوري، ثنا عبد الحميد بن صالح، ثنا محمَّد بن السماك وهو ابن صبيح، عن عائذ العجلي، عن محمد بن عبد الله، عن عطاء به. ورواه ابن عدي (5/ 1992) قال: ثنا محمَّد بن أحمد بن حمدان، ثنا أبو البختري عبد الله بن محمَّد بن شاكر قال: ثنا الحسين علي الجعفي، ثنا محمَّد بن مسلم الطائفي، عن سفيان الثوري، عن رجل، عن عطاء به.
1217 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ (¬1) بْنُ خَالِدٍ، ثنا حماد بن الجعد (¬2)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّ مَوْلَاةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو [حَدَّثَتْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو] (¬3) -رَضِيَ اللَّهُ عنهما- عن نبي الله قَالَ: مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَصَلَّى خَلْفَ المقام ركعتين فهو كفك (¬4) رقبة. ¬
1217 - تخريجه: حماد ضعيف، ومولاة عبد الله بن عمرو مجهولة. ورواه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (ص 297: 331) قال: حدثنا عبد الله بن محمَّد، ثنا هدبة به. ورواه ابن عدي (2/ 662) قال: ثنا محمَّد بن يحيي بن الحسين، حدثنا هدبة به. ورواه الفاكهي في أخبار مكة (1/ 186: 292) قال: حدثنا الحسن بن محمَّد الزعفراني قال: ثنا علي بن عاصم، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو مرفوعًا. ورواه (1/ 187: 295) قال: حدثنا محمَّد بن أبي عمر ويعقوب بن حميد بن كاسب قالا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عطاء، عن عبد الله به مرفوعًا. ورواه (1/ 188: 297) قال: حدثنا ابن كاسب قال: ثنا حاتم، عن ابن عجلان، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مرفوعًا. وروى (1/ 275: 554) قال: حدثنا علي بن حرب الموصلي قال: ثنا هارون بن عمران، عن سليمان بن أبي داود بن عبد الكريم، عن عطاء ومجاهد، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا. =
= ورواه الأزرقي (2/ 5) قال: حدثني جدي، حدثنا ابن عيينة، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو موقوفًا. ورواه عبد الرزاق (5/ 13: 8825)، عن معمر، عن حوشب، عن عطاء، عنه موقوفًا. وروى الأزرقي (2/ 4) قال: حدثني يحيي بن سعيد بن سالم القداح، حدثنا خلف بن ياسين، عن أبي الفضل الفراء، عن المغيرة بن سعيد، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده وفيه كتب له أجر عتق عشر رقاب من ولد إسماعيل. وورد مثله من حديث ابن عمر رواه أبو داود الطيالسي (ص 258: 1900)، وابن أبي شيبة (ص 80)، وابن ماجه (2/ 985: 2956)، والبيهقي (5/ 110)، وأحمد (2/ 95: 5701 و 4462)، والأزرقي (2/ 12)، والنسائي (5/ 221)، وعبد بن حميد كما في المنتخب (2/ 44)، والترمذي (3/ 292: 959)، وابن خزيمة (4/ 227: 2753)، والطبراني في الكبير (12/ 390: 13440) و (12/ 392: 13447)، والفاكهي (1/ 188: 296 و 300)، والطيالسي (258)، وأبو يعلى (10/ 52: 5687). ومن حديث عائشة رواه عبد الرزاق (5/ 18: 8833). ومن حديث ابن عباس رواه ابن عدي (7/ 2514). ومن حديث عبد الله بن عبيد بن عمير مرسلًا رواه عبد الرزاق (5/ 12: 8824). ومن حديث المنكدر مرفوعًا رواه ابن أبي شيبة (ص 80)، وابن عدي (2/ 619)، والطبراني في الكبير (20/ 360: 845). ومن حديث أبي سعيد موقوفًا رواه البيهقي (5/ 85).
38 - باب قرن الطواف
38 - بَابُ قَرْنِ الطَّوَافِ 1218 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ محمَّد بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ، عَنْ أمه، أن عائشة -رضي الله عنها- كانت تطوف [بالبيت] (¬1) [ثَلَاثَةَ] (¬2) أَسَابِيعَ تَقْرِنُ بَيْنَهُنَّ ثُمَّ تُصَلِّي لِكُلِّ أسبوع ركعتين. ¬
1218 - تخريجه: أم محمَّد بن السائب مقبولة وبقية رجاله ثقات، إسماعيل هو ابن علية. ورواه عبد الرزاق (5/ 66: 9017)، عن ابن عيينة، عن محمَّد بن السائب به. ورواه الأزرقي (2/ 10)، عن جده عن ابن عيينة به. ورواه الفاكهي (1/ 220: 394) قال: حدثنا محمَّد بن أبي عمر وعبد الجبار بن العلاء، قالا: ثنا سفيان به. ورواه ابن أبي شيبة (ص 394) قال: حدثنا ابن إدريس، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عائشة. كما روى (ص 394) قال: حدثنا ابن فضيل، عن ليث، عن طاووس، عن عائشة.=
= وقال: حدثنا ليث، عن عطاء، عن عائشة أنه لا بأس أن يطوف الرجل ثلاثة أسباع أو خمسة ثم يصلي. ورواه عبد الرزاق (5/ 65: 9016) عن ابن جريج عنها أنها كانت تفعل ذلك. ورواه الفاكهي (1/ 222: 399) قال: حدثنا ميمون بن الحكم قال: ثنا محمَّد بن جعشم قال: أنا ابن جريج به. وقال ابن أبي شيبة (ص 395): حدثنا حفص، عن عبد الله بن مسلم قال: ذكروا عند القاسم أن عائشة كانت تقرن بين الأسابيع، قال: اتقوا الله ولا تقولوا على أم المؤمنين ما لم يكن يفعل.
1219 - و (¬1) قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ جَامِعٍ الْعَطَّارُ، ثنا محمَّد بْنُ عُثْمَانَ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ أَبِي الْجَنُوبِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: طَافَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْلَ الفجر (¬2) ثُمَّ صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ يَلْتَفِتُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ يَمِينًا وَشِمَالًا قَالَ: فَظَنَنَّا أَنَّهُ لِكُلِّ أسبوع ركعتين ولم نسأله (¬3). * إسناده ضعيف. ¬
1219 - تخريجه: عبد السلام ومحمد بن جامع ومحمد بن عثمان هو ابن صفوان الجمحي، كلهم ضعفاء. رواه أبو يعلى (10/ 379: 5975) بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 527: 588). وفي مجمع الزوائد (3/ 249)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه عبد السلام بن أبي الجنوب وهو متروك". ورواه البيهقي (5/ 110) قال: أخبرنا أبو محمَّد بن يوسف، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن فراس بمكة، ثنا أحمد بن علي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عن عبد السلام بن أبي الجنوب به، وقال: خالفه الصغاني محمَّد بن إسحاق، عن أحمد بن جناب في إسناده، ورواه من طريقه، ثنا عيسى بن يونس، عن عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ أَبِي الْجَنُوبِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سالم، عن ابن عمر من فعل عمر. لكن أحمد بن علي لم ينفرد به كما في رواية أبي يعلى.
39 - باب المزاحمة على تقبيل الحجر الأسود [وفضله]
39 - بَابُ الْمُزَاحَمَةِ عَلَى تَقْبِيلِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ [وَفَضْلِهِ] (¬1) 1220 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ (¬2) هُوَ ابْنُ فَرُوخٍ، ثنا جَرِيرٌ هُوَ ابْنُ (¬3) حَازِمٍ عَنْ نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه كان يزاحم على الركن فهذا رأوه أوسعوا (¬4) لَهُ، قَالَ نَافِعٌ: فَلَقَدْ وَقَعْتُ يَوْمًا فِي زِحَامِ النَّاسِ فَوَضَعَ رَجُلٌ مِرْفَقَهُ مِنْ خَلْفِي وَوَقَعَ الرَّجُلُ مِنْ أَمَامِهِ وَوَقَعْتُ مِنْ خَلْفِي فما ظننت أن انقلب (¬5) حَتَّى يَقْتُلُونِي وَأَبَى هُوَ إلَّا (¬6) أَنْ يَتَقَدَّمَ. ¬
1220 - تخريجه: شيبان بن فروخ صدوق يهم، وبقية رجاله ثقات. وروى الفاكهي (1/ 131: 135) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي يوسف المكي قال: ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن أبيه، عن نافع قال: كان ابن عمر لا يدعهما، =
= ولقد رأيته رعف ثلاث مرات مما يزاحم على الركن الأسود كل ذلك يخرج فيغسله، ورواه الأزرقي (1/ 332). وروى عبد الرزاق (5/ 35: 8903) قال: قال معمر: أخبرني أيوب، عن نافع قال: كان ابن عمر يزاحم على الحجر حتى يرعف ثم يجيء فيغسله. ورواه برقم (8904) عن عبد الله بن عمر، عن نافع به. وروى (8906) عن ابن عيينة، عن إبراهيم بن أبي حرة قال: كنت أزاحم أنا وسالم لعبد الله بن عمر على الركنين. ورواه الفاكهي (1/ 128: 127)، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان به. وقال عبد الرزاق (8907): أخبرنا ابن عيينة، عن طلحة بن إسحاق، عن القاسم قال: رأيت ابن عمر يزاحم حتى يدمي أنفه. ورواه الفاكهي (1/ 129: 130)، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان به، وفيه طلحة بن يحيي. وحديث عمر بن ذر عن مجاهد قال: ما رأيت ابن عمر زاحم على الحجر قط، ولقد رأيته مرة زاحم حتى رثم أنفه وابتد منخراه دمًا. رواه الفاكهي (1/ 127: 124)، والبيهقي (5/ 81). وروى أحمد (2/ 95: 5701) قال: ثنا روح، ثنا همام، ثنا عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه قال: قلت لابن عمر: أراك تزاحم على هذين الركنين ... الأثر. وروى نحوه عبد بن حميد كما في المنتخب (2/ 44) قال: ثنا عمر بن سعد عن أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن ابن عبيد بن عمير، عن أبيه قال: رأيت ابن عمر يزاحم على الحجر والركن اليماني زحامًا ما رأيت أحدًا من أصحاب محمَّد يفعله. ورواه الترمذي (3/ 292: 959) قال: حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب به.=
= ورواه أبو يعلى (10/ 52: 5687) قال: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جرير به. ورواه ابن خزيمة (4/ 227: 2753)، ثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير به. وثنا علي بن المنذر، نا ابن فضيل، ثنا عطاء به. وروى نحوه الفاكهي (1/ 136: 146) قال: حدثنا الحسن بن محمَّد الزعفراني قال: ثنا عبيدة بن حميد الحذاء قال: حدثني عطاء بن السائب، عن ابن عبيد بن عمير قال: كان عبد الله بن عمر يزاحم على الركن اليماني حتى يدمي وجهه. وروى نحوه (1/ 127: 123). ورواه الطبراني (12/ 390: 13439)، قال: حدثنا محمَّد بن يحيي بن المنذر ثنا حفص بن عمر الحوضي، ثنا همام، ثنا عطاء بن السائب، حدثني عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أبيه قال: قلت لابن عمر: أراك تزاحم على هذين الركنين، قال: إن أفعل فقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن مسحهما يحطان الخطايا. ورواه الحاكم (1/ 489) قال: أخبرني عبد الله بن محمَّد بن موسى، ثنا محمَّد بن أيوب، ثنا يحيي بن المغيرة، ثنا جرير، عن عطاء بنحوه. ورواه الطبراني (12/ 391: 13444) قال: حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا خليفة بن خياط، ثنا زياد بن عبد الله، ثنا عبد الملك، عن عطاء بنحوه.
1221 - وَقَالَ [أَبُو دَاوُدَ] (¬1) الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَرَّ بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَرَأَى عَلَيْهِ زِحَامًا اسْتَقْبَلَهُ وَكَبَّرَ وَقَالَ: اللَّهم إِيمَانًا بك وسنة نبيك. ¬
1221 - تخريجه: المسعودي صدوق، والحارث الأعور في حديثه ضعف. والحديث بهذا الإسناد في مسند الطيالسي (ص 25: 178). ورواه البيهقي (5/ 79) قال: حدثنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود به. كما رواه ابن أبي شيبة (4/ 105) قال: نا وكيع، عن المسعودي به. ورواه الفاكهي (1/ 99: 41) قال: حدثنا يعقوب، ثنا وكيع به. وقال ابن أبي شيبة (4/ 105) أنا يزيد بن هارون، عن المسعودي به. وهكذا رواه في (10/ 367: 9678) قال: حدثنا يزيد بن هارون به. وقد ورد من طريق أبي العميس وشريك عن أبي إسحاق به بلفظ: اللَّهم إيمانًا بك وتصديقًا بكتابك، واتباعًا لسنة نبيك، رواه البيهقي (5/ 79)، والطبراني في الدعاء (2/ 1200: 860)، وفي الأوسط (1/ 303: 496).
1222 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رضي الله عنهما- رَفَعَهُ: لَوْلَا مَا مَسَّهُ مِنْ أَنْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ مَا مَسَّهُ ذُو عَاهَةٍ إلَّا شُفِيَ، وَمَا على الأرض من الجنة شيء غيره.
1213 - تخريجه: قال البوصيري (4/ 336): رواه مسدد ورجاله ثقات. ورواه البيهقي (5/ 75) قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمَّد المقري، أنبأ الحسن بن محمَّد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا مسدد به. ورواه الفاكهي (1/ 92: 28) قال: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا محمَّد بْنُ جعشم أنا ابن جريج به موقوفًا. ورواه الأزرقي (1/ 322) من طريق سفيان بن عيينة عن ابن جريج به موقوفًا. ورواه الفاكهي (1/ 89: 19) حدثنا محمَّد بن أَبِي عُمَرَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ به موقوفًا. ورواه عبد الرزاق (5/ 38: 8915)، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو، وكعب أنهما قالاه. ورواه الأزرقي (1/ 323) من طريق سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقِدَاحُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ ساج، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو. وورد بمعناه من حديث ابن عباس، رواه الأزرقي (1/ 322)، والفاكهي (1/ 81: 1) و (1/ 93: 29) و (1/ 443: 968)، والطبراني في الكبير (11/ 55: 11028) و (11/ 146: 11314)، والأوسط (6/ 314: 5669)، والعقيلي (2/ 266). وروى الأزرقي (1/ 322) و (2/ 28)، عن عبد الله بن عمرو قال: الركن والمقام من الجنة. =
= كما ورد من حديث أنس مرفوعًا: الحجر الأسود من حجارة الجنة، رواه الفاكهي (1/ 84: 8)، والبزار كما في الكشف (2/ 23: 1115)، والنسائي (5/ 226)، والحاكم (1/ 456)، والطبراني في الأوسط (5/ 501: 4951). وورد مثله من حديث ابن عباس، رواه النسائي (5/ 226)، والفاكهي (1/ 84: 7) والحربي في المناسك (ص 493).
1223 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سليم: سمعت ابن جريج يقول (¬1): سمعت محمَّد بن عباد بن جعفر (¬2) يقول (¬3): سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الرُّكْنَ يَمِينُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ يُصَافِحُ بِهَا عِبَادَهُ مُصَافَحَةَ الرَّجُلِ أَخَاهُ (¬4). * هَذَا موقوف صحيح (¬5). ¬
1223 - تخريجه: قال ابن تيمية في شرح العمدة (المناسك) (2/ 435) عنه: رواه ابن أبي عمر والأزرقي بإسناد صحيح. ورواه الفاكهي (1/ 89: 20) قال: حدثنا محمَّد بن يحيي والحسين بن حريث أبو عمار قالا: ثنا يحيي بن سليم به. ورواه الأزرقي في (1/ 323) من طريق مهدي، حدثنا يحيي بن سليم به. ورواه عبد الرزاق (5/ 39: 8920) قال: أخبرنا ابن جريج به. ورواه الفاكهي (1/ 89: 21) قال: حدثني عمر بن حفص الشيباني قال: ثنا عمر بن علي، عن عبد الله بن مسلم، عن محمد بن عباد بن جعفر به. ورواه عبد الرزاق (5/ 39: 8919) عن إبراهيم بن يزيد أنه سمع محمَّد بن عباد به. ورواه الفاكهي (1/ 88: 16 و 17)، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري قال: ثنا إبراهيم بن الحكم، وحدثنا ابن أبي بزة قال: ثنا حفص بن عمر جميعًا عن =
= الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عباس به. ورواه الفاكهي (1/ 87: 14)، قال: وحدثني محمَّد بن صالح قال: ثنا سعيد بن سليمان قال: ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس به. ورواه الفاكهي (1/ 88: 18) قال: حدثنا عبد السلام بن عاصم قال: ثنا جرير بن عبد الحميد، عن رجل من أهل مكة، عن عطاء به. ورواه الأزرقي (1/ 326) من طريق جده، عن سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج عن أبي إسماعيل، عن عبد الملك بن عبد الله بن أبي حسين، عن ابن عباس. وورد بمعناه من حديث أبي هريرة، رواه الفاكهي (1/ 87: 15)، وابن ماجه (2/ 985: 2957)، وابن عدي (2/ 690). ومن حديث عبد الله بن عمرو رواه ابن خزيمة (4/ 221: 2737)، والطبراني في الأوسط (1/ 337: 567)، والحاكم (1/ 457)، والبيهقي في الأسماء والصفات (ص 420)، وابن شاهين (ص 301: 336). ومن حديث جابر رواه ابن عدي (1/ 342)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 328)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 84: 944).
1224 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: نَزَلَ بالحجر الأسود ملك.
1224 - تخريجه: محمَّد بن عمر هو الواقدي متروك. وذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 463: 389). ورواه الأزرقي (1/ 327) مرفوعًا فقال: حدثني جدي، حدثنا إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيي عن أبي الزبير، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن أبي، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بِهِ. والفاكهي (1/ 83: 5) قال: حدثني عبد الله بن أبي سلمة قال: حدثني ابن أبي أويس، عن ابن أبي فديك، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه، عن أبي الزبير بمثل إسناد الأزرقي. وورد نحوه من قول عبد الله بن عمرو رواه الفاكهي (1/ 91: 5)، والأزرقي (1/ 325).
1225 - [وَقَالَ الْحَارِثُ] (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ عن هشام بن عروة، عن [عروة عَنْ] (¬2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَيْفَ صَنَعْتَ فِي اسْتِلَامِ الْحَجَرِ؟ قَالَ: قُلْتُ: اسْتَلَمْتُ وَتَرَكْتُ [قَالَ: أَصَبْتَ] (¬3) (*). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، فإن كان عروة سمعه (¬4) من عبد الرحمن رضي الله عنه، فَهُوَ صَحِيحٌ (¬5) وَحَمَلَهُ الشَّافِعِيُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يستلم حال المزاحمة واستلم (¬6) في غيرها (¬7). ¬
1225 - تخريجه: هو في بغية الباحث (1/ 454: 378). وقال البوصيري (4/ 345): رجاله ثقات. ورواه أبو نعيم في الحلية (7/ 140) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحارث به. ورواه البزار (2/ 23: 1113) كما في الكشف قال: حدثنا محمَّد بن عمر بن هياج، حدثنا أبو نعيم، عن سفيان به. ورواه ابن حبان (9/ 131: 3823) قال: أخبرنا الحسين بن محمَّد بن أبي معشر، قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال: حدثنا بشر بن السري قال: حدثنا الثوري به. ورواه الطبراني في الصغير (ص 246: 642) قال: حدثنا عبد الله بن زياد بن خالد الموصلي، حدثنا مقدم بن محمَّد الواسطي، حدثنا عمي القاسم بن يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ هشام به. ورواه في الأوسط (2/ 253: 1450) قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا مقدم به. ورواه الفاكهي (1/ 101: 44) قال: حدثنا محمود بن غيلان قال: ثنا الفضل بن موسى السيناني قال: ثنا هشام به.
1226 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سعيد، حدثني منبوذ، عن أمه (¬1) قالت (¬2): كنت عند عائشة -رضي الله عنها- إذ انتهت (¬3) مولاة لها فقالت: إني (¬4) اسْتَلَمْتُ الْحَجَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي سَبْعٍ طُفْتُهُ فقالت: لا آجرك الله مرتين أو ثلاثًا (¬5) هلا كبرت وعقدتِ ومررتِ، أردت أن تدافعي الرجال. ¬
1226 - تخريجه: أم منبوذ مقبوله، وبقية رجاله ثقات. ورواه الفاكهي (1/ 122: 108) قال: حدثنا عبد الله بن هاشم قال: ثنا يحيي بن سعيد به. ورواه الشافعي في الأم (2/ 187) و (8/ 491) قال: أخبرنا سعيد بن سالم، عن يحيي بن سعيد به. ورواه البيهقي في معرفة السنن (7/ 220: 9870) أخبرنا أبو بكر، وأبو زكريا قالا: حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي به. ورواه في السنن (5/ 80). ورواه الفاكهي (1/ 122: 109) قال: حدثنا ابن كاسب قال: ثنا عيسى بن يونس وبشر بن السري، عن عمر بن سعيد به. وورد أن امرأة قالت لعائشة: انطلقي نستلم فاجتذبتها وأبت أن تستلم، رواه =
= البخاري برقم (1618)، والفاكهي (1/ 122: 110) و (1/ 252: 483)، وعبد الرزاق (5/ 67: 9018). وورد عن سعد من قوله: إذا وجدتن فرجة من الناس فاستلمن وإلّا فكبرن وامضين رواه الشافعي (2/ 187)، والبيهقي في معرفة السنن (7/ 220: 9871).
40 - باب ما يقرأ في ركعتي الطواف
40 - بَابُ مَا يُقْرَأُ فِي رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ (¬1) 1227 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بن عبيدة، عن يعقوب بْنِ زَيْدٍ (¬2) قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قرأ في ركعتي الطواف بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}. * هَذَا مُرْسَلٌ وَمُوسَى ضَعِيفٌ. ¬
1227 - تخريجه: يعقوب بن زيد صدوق من تابعي التابعين فإسناده معضل. وروى مسلم (2/ 888: 1218) بسنده عن جعفر بن محمَّد قال: فكان أبي يقول: ولا أعلمه ذكره إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يقرأ في الركعتين (ركعتي الطواف) {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}. ورواه أبو داود (2/ 187: 1909) عن جعفر، عن أبيه، عن جابر قال: فذكر الحديث، وأدرج في الحديث عند قوله: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) قال: فقرأ فيهما بالتوحيد و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}. ورواه الترمذي (3/ 221: 869)، والنسائي (5/ 236) عن جعفر، عن أبيه، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قرأ في ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} واللفظ للترمذي.
41 - باب السجود على الحجر الأسود
41 - بَابُ السُّجُودِ عَلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ 1228 - [قَالَ إِسْحَاقُ] (¬1): أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬2) بْنُ مُوسَى، ثنا حَنْظَلَةُ، عن طاووس قال: كان عمر رضي الله عنه يُقَبِّلُ الْحَجَرَ ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَيْهِ ثُمَّ يُقَبِّلُهُ ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْحَدِيثَ (¬3). بَاقِيَهُ أخرجوه. ¬
1228 - تخريجه: رجاله ثقات، وطاووس لم يدرك عمر. ورواه عبد الرزاق (5/ 37: 8913) عن ابن المبارك أو غيره عن حنظلة به. ورواه ابن أبي شيبة (ص 388) قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن حنظلة به قال: وذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعله. ورواه كذلك أبو يعلى (1/ 193: 220) قال: حدثنا زكريا بن يحيي حمويه الواسطي، حدثنا عمر بن هارون، عن حنظلة بن أبي سفيان، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قال: رأيت عمر. الحديث ثم رفعه. وقد ورد عن طاووس السجود عليه رواه الفاكهي (1/ 116: 90)، والشافعي في الأم (2/ 186)، وابن أبي شيبة (ص 389)، وعبد الرزاق (5/ 37: 8913)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (7/ 207: 9824).
1229 - وَقَالَ [أَبُو دَاوُدَ] (¬1) الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ (¬2) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ مِنْ أَهْلِ مكة قال: رَأَيْتُ محمَّد بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَبَّلَ الحجر وسجد عليه وقال: رأيت خالي ابن عباس -رضي الله عنهما- قَبَّلَهُ وَسَجَدَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الخطاب رضي الله عنه قبّل الحجر وسجد عليه. ¬
1229 - تخريجه: جعفر بن عبد الله ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 159)، ووثقه أحمد كما في الجرح والتعديل (2/ 483). والحديث رواه الطيالسي في مسنده (ص 7: 28)، وزاد: "ثم قال عمر: لو لم أَرَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبله ما قبلته". ورواه البيهقي (5/ 74) قال: أخبرنا أبو بكر محمَّد بن الحسن بن فورك أنبا عبد الله بن جعفر الأصبهاني، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود به. ورواه ابن خزيمة (4/ 213: 2714) قال: حدثنا محمَّد بن بشار، حدثنا أبو عاصم حدثنا جعفر به، وزاد ثم قال (يعني عمر): رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فعل هكذا ففعلت. ورواه الدارمي (2/ 53) قال: أخبرنا أبو عاصم به. ورواه الفاكهي (1/ 111: 76) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا أبو عاصم به. ورواه الحاكم (1/ 455) قال: أخبرنا أبو العباس محمَّد بن أحمد المحبوبي، ثنا محمَّد ابن معاذ أبو عاصم به. ورواه البيهقي (5/ 74) من طريق الحاكم به. =
= ورواه الفاكهي (1/ 111: 77) قال: حدثنا محمَّد بن أبان قال: ثنا عبد الله بن داود الخريبي، عن جعفر به. لكن رواه أبو يعلى (1/ 192: 219) قال: حدثنا محمَّد بن بشار، حدثنا أبو داود صاحب الطيالسة عن جعفر بن محمَّد قال: رأيت محمَّد بن عباد قبل الحجر وسجد عليه وقال: رأيت عمر يقبل الحجر ويسجد عليه، وَقاَلَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يفعله. وهكذا رواه البزار كما في كشف الأستار (2/ 23: 1114) قال: حدثنا محمَّد بن المثنى، ثنا أبو عاصم، ثنا جعفر بن محمَّد به. بينما روى الشافعي في مسنده كما في الأم (8/ 491) قال: أخبرنا سعيد عن ابن جريج، عن أبي جعفر (هو محمَّد بن عباد) قال: رأيت ابن عباس جاء يوم التروية مسبدًا رأسه فقبل الركن ثم سجد عليه ثم قبله ثم سجد عليه ثلاث مرات ورواه أيضًا في الأم (2/ 186). ورواه البيهقي في السنن (5/ 75) قال: أخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي، ثنا أبو العباس الأصم، أنبأ الربيع أنبأ الشافعي به. ورواه في معرفة السنن والآثار (7/ 206: 9820) قال: أخبرنا أبو بكر وأبو زكريا قالا: حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع به. وبرقم (9822) من طريق الشافعي قال: أخبرنا مسلم بن خالد عن ابن جريج به. ورواه عبد الرزاق (5/ 37: 8912) عن ابن جريج به. ورواه العقيلي في الضعفاء (1/ 183) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق به. ورواه ابن أبي شيبة (ص 388) قال: حدثنا وكيع، عن ابن جريج به. ورواه الفاكهي (1/ 114: 84) قال: حدثنا يعقوب بن حميد قال: حدثنا =
= عبد العزيز بن محمَّد ووكيع، وحدثنا محمَّد بن أبي عمر قال: ثنا سفيان، عن ابن جريج به. ورواه ابن أبي شيبة (ص 388) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، أن ابن عباس سجد عليه. بينما روى العقيلي (1/ 183) قال: حدثنا بشر بن موسى، حدثنا الحميدي، حدثنا بشر بن السري، حدثنا جعفر بن عبد الله عن محمَّد بن عباد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قبل الحجر ثم سجد عليه. ومن طريق ابن يمان عن سفيان عن ابن أبي حسين، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فعله، رواه الدارقطني (2/ 289)، والبيهقي (5/ 75).
1230 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ [بْنُ أَبِي شَيْبَةَ] (¬1): حَدَّثَنَا خالد بن مخلد، حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ شَرِيكِ (¬2) بْنِ عَبْدِ الله ابن أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ رَجُلٍ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَفَ عِنْدَ الْحَجَرِ فَقَالَ (¬3): إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، ثُمَّ قَبَّلَهُ، ثم حج أبو بكر رضي الله عنه فَوَقَفَ عِنْدَ الْحَجَرِ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقبلك ما قبلتك. ¬
1230 - تخريجه: رجاله رجال الشيخين، والمبهم صحابي فلا يؤثر. وقال الفاكهي (1/ 105: 57): وحدثني الربيع بن سليمان قال: ثنا ابن وهب، عن سليمان بن بلال قال: حدثني شريك بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عن رجل حدثه عن عمر بنحوه. وقول عمر وحده ورد في صحيح البخاري برقم (1605)، وصحيح مسلم (1270)، ورواه ابن أبي شيبة (ص 389).
42 - باب طواف المرأة
42 - بَابُ طَوَافِ الْمَرْأَةِ 1231 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ: كَانَتْ عَائِشَةُ -رضي الله عنها- تطوف بالبيت منقبة (1). قَالَ: وَكَانَ عَطَاءٌ يَكْرَهُهُ حَتَّى حَدَّثَتْهُ بِهَذَا الحديث فكان بعد ذلك يفتي [به] (2). = = = (1) في (ك): "متنقبة". (2) سقط من (مح) و (ش) و (عم).
1231 - تخريجه: هذا الأثر رواته ثقات، وإسناده متصل. ورواه عبد الرزاق (5/ 24: 8859) عن ابن جريج به ولم يذكر قول عطاء. ورواه الفاكهي كذلك (1/ 233: 428) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن قال: ثنا عبد الله بن الوليد، عن سفيان عن ابن جريج به. ورواه الأزرقي (2/ 14) من طريق جده قال: حدثني مسلم بن خالد عن ابن جريج، عن عطاء عن صفية. وروى الفاكهي (1/ 233: 429 و 432 و 433) عن عطاء كراهيته. كما روى (1/ 235: 436) عن عطاء أنه كان لا يرى به بأسًا.
هذا ما يسَّر الله عَزَّ وَجَلَّ من تحقيق هذا الجزء من المطالب العالية والتعليق عليه، وأسأل الله عَزَّ وَجَلَّ أن لا يخيب الرَّجاء في الحصول على الأجر والثواب. وصلي الله على محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم. * * * انتهى المجلد السادس ويليه المجلد السابع وأوله آخر الحج
فهرس المصادر والمراجع 1 - الآحاد والمثاني، تأليف: ابن أبي عاصم، تحقيق: د. باسم فيصل الجوابرة، دار الراية- الرياض، الطبعة الأولى- 1411 هـ. 2 - الأحاديث المختارة، تصنيف: ضياء الدين المقدسي، تحقيق: د. عبد الملك بن دهيش، مكتبة النهضة- مكة، الطبعة الأولى- 1410هـ. 3 - الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان، تأليف: علاء الدين ابن بلبان، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى- 1408 هـ. 4 - أخبار أصبهان، تأليف: الحافظ أبي نعيم الأصبهاني، الناشر: دار الكتاب الإِسلامي، مطابع الفاروق- القاهرة. 5 - أخبار القضاة، تأليف: محمَّد بن خلف المعروف بوكيع، تحقيق: عبد العزيز المراغي، عالم الكتب- بيروت. 6 - أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، تأليف: أبي الوليد الأزرقي، مطبعة المدرسة المحروسة، غتينفة، 1275 هـ. 7 - أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، تأليف: أبي عبد الله الفاكهي، تحقيق د. عبد الملك بن دهيش، مكتبة ومطبعة النهضة- مكة، الطبعة الثانية- 1414هـ.
8 - الأدب المفرد، تأليف: الإِمام البخاري، (مع شرحه فضل الله الصمد للجيلاني)، المكتبة السلفية- القاهرة، الطبعة الأولى- 1379 هـ. 9 - الاستيعاب في أسماء الأصحاب، تأليف: عمر بن عبد البر القرطبي (بهامش الإصابة)، دار الكتاب العربي- بيروت. 10 - أسد الغابة في معرفة الصحابة، تأليف: عز الدين ابن الأثير، كتاب الشعب- القاهرة، 1970 م. 11 - الإصابة في تمييز الصحابة، تأليف: الحافظ ابن حجر، دار الكتاب العربي- بيروت. 12 - الأم للشافعي، دار الفكر- بيروت. 13 - بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، تأليف: الحافظ نورالدين الهيثمي، تحقيق: د. حسين الباكري، نشر: الجامعة الإِسلامية ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف، الطبعة الأولى- 1413 هـ. 14 - تاريخ بغداد، تأليف: الخطيب البغدادي، مطبعة السعادة القاهرة، 1349 هـ. 15 - تاريخ دمشق، تأليف الحافظ ابن عساكر، مخطوط في دار الكتب الظاهرية. 16 - تاريخ دمشق، تأليف الحافظ ابن عساكر، تحقيق عمر بن غرامة العمروي، دار الفكر- بيروت. 17 - التاريخ الكبير، تأليف الإِمام البخاري، تحقيق عبد الرحمن المعلمي، دائرة المعارف العثمانية- حيدرآباد، الهند، 1377 هـ.
18 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، تأليف: الحافظ المزي، تعليق: عبد الصمد شرف الدين، المطبعة القيمة- بمبائي- الهند، الطبعة الأولى- 1386 هـ. 19 - التحقيق في أحاديث الخلاف، تأليف: أبي الفرج ابن الجوزي، تحقيق: مسعد عبد الحميد السعدني، دار الكتب العلمية- بيروت- الطبعة الأولى- 1415 هـ. 20 - الترغيب في فضائل الأعمال، تأليف: الحافظ ابن شاهين، تحقيق: صالح أحمد الوعيل، دار ابن الجوزي- المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى- 1415 هـ. 21 - الترغيب والترهيب، تأليف: الحافظ المنذري، دار الاتحاد العربي، 1389 هـ. 22 - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة، تأليف: الحافظ ابن حجر، مجلس دائرة المعارف النظامية- حيدرآباد، الطبعة الأولى- 1324 هـ. 23 - تقريب التهذيب، تأليف الحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، المكتبة العلمية- المدينة، الطبعة الأولى- 1380 هـ. 24 - التلخيص على الحاكم، تأليف الحافظ الذهبي، (مطبوع مع المستدرك)، دار الكتاب العربي- بيروت. 25 - التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، تأليف: ابن عبد البر، تحقيق: جماعة من العلماء بإشراف وزارة عموم الأوقاف- المملكة المغربية، مطبعة فضالة- الطبعة الثانية 1402 هـ.
26 - تنوير الحوالك شرح موطأ مالك، تأليف: جلال الدين السيوطي، المكتبة الثقافية- بيروت، 1408 هـ. 27 - تنزيه الشريعة المرفوعة، تأليف: ابن عراق، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الله الصديق، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الثانية- 1401 هـ. 28 - تهذيب الآثار, تأليف: أبي جعفر الطبري، تحقيق: محمود محمَّد شاكر، مطبعة المدني- القاهرة، نشر جامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإسلامية. 29 - تهذيب التهذيب، تأليف: الحافظ ابن حجر، مجلس دائرة المعارف النظامية، حيدرآباد- الهند، الطبعة الأولى- 1325 هـ. 30 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تأليف: الحافظ المزي، تحقيق: د. بشار عواد، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الثانية- 1403 هـ. 31 - التوحيد لابن خزيمة تحقيق د. عبد العزيز الشهوان، مكتبة الرشد- الرياض، الطبعة الأولى- 1408 هـ. 32 - الثقات تأليف: الحافظ ابن حبان، طبع بمراقبة: د. محمَّد عبد المعيد خان، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد- الهند، الطبعة الأولى- 1393هـ. 33 - الثقات للعجلي، بترتيب الحافظ الهيثمي، تحقيق د. عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى- 1415 هـ. 34 - جامع البيان في تأويل القرآن، تأليف: ابن جرير الطبري، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى- 1412 هـ.
35 - الجامع لشعب الإيمان, تأليف: أبي بكر البيهقي، تحقيق: محمَّد السعيد بسيوني، دار الكتب العلمية- بيروت، 1410 هـ. 36 - جامع المسانيد والسنن, تأليف الحافظ ابن كثير، تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي، المكتبة التجارية (الباز)، دار الفكر- بيروت- 1415 هـ. 37 - الجرح والتعديل, تأليف: ابن أبي حاتم، تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد- الهند، الطبعة الأولى- 1371 هـ. 38 - حجة الوداع، تأليف: ابن حزم، دار اليقظة العربية- بيروت، الطبعة الثانية- 1966 م. 39 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، تأليف: الحافظ أبي نعيم، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى- 1409 هـ. 40 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور، تأليف: جلال الدين السيوطي- دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع- بيروت، الطبعة الأولى- 1403 هـ. 41 - الدعاء للطبراني، تحقيق: د. محمَّد سعيد البخاري، دار البشائر الإِسلامية- بيروت، الطبعة الأولى- 1407 هـ. 42 - دلائل النبوة للبيهقي، تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى- 1405 هـ. 43 - زاد المعاد في هدي خير العباد، تأليف: ابن قيم الجوزية، تحقيق: شعيب وعبد القادر الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة- بيروت، ومكتبة المنار الإِسلامية- الكويت، الطبعة الخامسة عشر- 1407 هـ.
44 - الزهد لابن المبارك، تحقيق: د. نزيه حماد، دار المطبوعات الحديثة- جدة، 1403 هـ. 45 - الزهد لهناد، تحقيق: عبد الرحمن الفريوائي- دار الخلفاء- الكويت، 1406هـ. 46 - زوائد ابن ماجه، تأليف: الحافظ البوصيري، (مطبوع مع سنن ابن ماجه) مطبعة إحياء الكتب العربية. 47 - زوائد الأجزاء المنثورة، تأليف عبد السلام بن محمَّد علوش، المكتب الإِسلامي، الطبعة الأولى- 1416 هـ. 48 - السنة لابن أبي عاصم، المكتب الإِسلامي، الطبعة الأولى- 1400هـ. 49 - سنن ابن ماجه، تحقيق: محمَّد فؤاد عبد الباقي، مطبعة دار إحياء الكتب العربية. 50 - سنن أبي داود، تحقيق: محمَّد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية- بيروت. 51 - سنن الترمذي (الجامع الصحيح)، تحقيق: أحمد محمَّد شاكر وجماعة، دار الكتب العلمية- بيروت. 52 - سنن الدارقطني، عالم الكتب- بيروت. 53 - سنن الدارمي، طبع بعناية: محمَّد أحمد دهمان، دار إحياء السنة النبوية. 54 - سنن سعيد بن منصور، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى- 1405 هـ.
55 - السنن الكبرى، تأليف: أبي بكر البيهقي، دار المعرفة- بيروت. 56 - السنن المأثورة، للإمام الشافعي، تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي، دار المعرفة- بيروت، الطبعة الأولى- 1406 هـ. 57 - سنن النسائي: المجتبى، (مطبوع مع شرح السيوطي)، دار الكتب العلمية- بيروت. 58 - سير أعلام النبلاء، تأليف: الحافظ الذهبي، تحقيق: جماعة من المحققين، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى- 1401 هـ. 59 - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، تأليف: الحافظ اللالكائي، تحقيق د. أحمد سعد حمدان، دار طيبة- الرياض. 60 - شرح السنة للبغوي، تحقيق: زهير الشاويش وشعيب الأرناؤوط، المكتب الإِسلامي، الطبعة الأولى- 1390 هـ. 61 - شرح معاني الآثار، تأليف: أبي جعفر الطحاوي، تحقيق: محمَّد زهري النجار، دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية- 1407 هـ. صحيح ابن حبان = الإحسان. 62 - صحيح ابن خزيمة، تحقيق: د. محمَّد مصطفى الأعظمي، المكتب الإِسلامي، الطبعة الأولى- 1391 هـ. 63 - صحيح البخاري، بترقيم محمَّد فزاد عبد الباقي (مع فتح الباري). 64 - صحيح مسلم، تحقيق: محمَّد فؤاد عبد الباقي، نشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء، سنة 1400 هـ. 65 - الضعفاء الكبير، تأليف: أبي جعفر العقيلي، تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى- 1404هـ.
66 - الضعفاء والمتروكون للنسائي، تحقيق: بوران الضناوي- كمال الحوت، مؤسسة الكتب الثقافية- بيروت، الطبعة الثانية- 1407 هـ. 67 - الضعفاء والمتروكون للدارقطني، تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، مكتبة المعارف- الرياض، الطبعة الأولى- 1404 هـ. 68 - الطبقات الكبرى, تأليف: محمَّد بن سعد، دار بيروت للطباعة والنشر، 1398 هـ. 69 - طبقات المحدثين بأصبهان، تأليف: أبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: عبد الغفور البلوشي، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى-1407هـ. 70 - ظلال الجنة في تخريج السنة، تأليف: محمَّد ناصرالدين الألباني، المكتب الإِسلامي- بيروت ودمشق، الطبعة الأولى- 1400 هـ (مطبوع مع السنة لابن أبي عاصم). 71 - العدة شرح العمدة، تأليف: شيخ الإِسلام ابن تيمية، تحقيق: د. صالح الحسن، ود. سعود العطيشان، مكتبة العبيكان- الرياض، 1413 هـ. 72 - العلل لابن أبي حاتم، المطبعة السلفية- مصر، الطبعة الأولى- 1343 هـ. 73 - علل الترمذي الكبير، تحقيق: حمزة ديب مصطفى، مكتبة الأقصى- عمان، 1406هـ. 74 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، تأليف: ابن الجوزى، تحقيق: إرشاد الحق الأثري، إدارة ترجمان السنة- لاهور، 1399 هـ. 75 - العلل للدارقطني، تحقيق: محفوظ الرحمن السلفي، دار طيبة الرياض، الطبعة الأولى- 1405 هـ.
76 - عمل اليوم والليلة لابن السني، تحقيق: سالم السلفي، مؤسسة الكتب الثقافية- بيروت، الطبعة الأولى- 1408 هـ. 77 - غريب الحديث لأبي عبيد، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد الدكن- الهند، الطبعة الأولى- 1384 هـ. 78 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري، تأليف: الحافظ ابن حجر، تحقيق: الشيخ عبد العزيز بن باز، المطبعة السلفية ومكتبتها- القاهرة، الطبعة الأولى- 1379 هـ. فضائل الأعمال لابن شاهين = الترغيب في فضائل الأعمال. 79 - الفروع: تأليف: شمس الدين ابن مفلح، طبع على نفقة الشيخ علي آل ثاني، دار مصر، الطبعة الثانية- 1379 هـ. 80 - فضائل بيت المقدس، تأليف: ضياء الدين المقدسي، تحقيق: محمَّد مطيع الحافظ، دار الفكر- دمشق، 1405 هـ. 81 - فضائل شهر رمضان، تأليف: أبي حفص ابن شاهين، تحقيق: سمير الزهيري، مكتبة المنار- الزرقاء، 1408 هـ. 82 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، تأليف: محمَّد الشوكاني، تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، مطبعة السنة المحمدية- القاهرة، الطبعة الأولى- 1380 هـ. 83 - الكامل في ضعفاء الرجال، تأليف: الحافظ ابن عدي، تحقيق: لجنة من المختصين، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع- بيروت، الطبعة الثانية- 1405 هـ. 84 - كشف الأستار عن زوائد البزار، تأليف: الحافظ الهيثمي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، مؤمسمة الرسالة- بيروت الطبعة الأولى- 1399 هـ.
85 - الكنى والأسماء، تأليف: أبي بشر الدولابي، دائرة المعارف العثمانية- حيدرآباد، 1322 هـ. 86 - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، تأليف: علاء الدين الهندي، مؤسسة الرساله- بيروت، 1409 هـ. 87 - اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، تأليف: جلال الدين السيوطي، المكتبة التجارية- مصر. 88 - لسان الميزان, تأليف: الحافظ ابن حجر، مطبعة مجلس دائرة المعارفة النظامية، حيدرآباد- الهند، الطبعة الأولى- 1329 هـ. 89 - المؤتلف والمختلف للدارقطني، تحقيق: د. موفق بن عبد الله بن عبد القادر، دار الغرب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الأولى- 1406هـ. 90 - الموطأ، للإمام مالك، تحقيق: محمَّد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية- القاهرة. 91 - كتاب المجروحين، تأليف: ابن حبان، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار الوعي- حلب، الطبعة الأولى- 1396 هـ. 92 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، تأليف: الحافظ الهيثمي، مؤسسة المعارف- بيروت، 1406 هـ. 93 - المحلى، تأليف: ابن حزم، تحقيق: حسن زيدان، مكتبة الجمهورية العربية- مصر، 1387 هـ. 94 - مسائل الإِمام أحمد لأبي داود، دار الباز للنشر والتوزيع- مكة. 95 - المستدرك للحاكم، دار الكتاب العربي- بيروت.
96 - مسند الإِمام أحمد، المكتب الإِسلامي للطباعة والنشر، بيروت، الطبعة الثانية- 1398 هـ. 97 - مسند الإِمام أحمد، تحقيق: جماعة من طلبة العلم، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى- 1413 هـ. 98 - مسند الإِمام أحمد، تحقيق: محمَّد أحمد شاكر، دار المعارف مصر، الطبعة الرابعة- 1373 هـ. 99 - مسند إسحاق، نسخة مخطوطة، الجزء الرابع. 100 - مسند إسحاق، تحقيق: د. عبد الغفور البلوشي، مكتبة الإيمان- المدينة، الطبعة الأولى- 1412 هـ. 101 - مسند ابن الجعد، جمعه: الحافظ البغوي، تحقيق د. عبد المهدي بن عبد القادر، مكتبة الفلاح- الكويت، 1405 هـ. 102 - مسند ابن عمر، تأليف أبي أمية الطرسوسي، تحقيق: أحمد راتب عرموش، دار النفائس - بيروت، الطبعة الثانية- 1398 هـ. 103 - مسند ابن المبارك، تحقيق صبحي السامرائي، مكتبة المعارف- الرياض، الطبعة الأولى- 1407 هـ. 104 - مسند أبي حنيفة، تأليف: أبي نعيم الأصبهاني، تحقيق: نظر الفريابي، مكتبة الكوثر- الرياض، الطبعة الأولى- 1415 هـ. 105 - مسند أبي يعلى الموصلي، تحقيق: حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث- دمشق، الطبعة الأولى- 1404 هـ. 106 - المسند للحميدي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، عالم الكتب، بيروت.
107 - مسند الشافعي، دار الكتب العلمية - بيروت، 1400هـ، (والجزء الملحق بالأم). 108 - مسند الشهاب للقضاعي، تحقيق: حمدي السلفي، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى- 1405 هـ. 109 - مسند الطيالسي، دار المعرفة - بيروت. 110 - مسند عائشة لابن أبي داود، تحقيق: عبد الغفور عبد الحق حسين، مكتبة دار الأقصى- الكويت، 1405 هـ. 111 - مشكل الآثار, تأليف: أبي جعفر الطحاوي، مؤسسة قرطبة- القاهرة. 112 - المصنف لابن أبي شيبة، تحقيق: عامر العمري، الدار السلفية- بومباي- الهند، وتحقيق: عمر العمروي، دار عالم الكتب- الرياض- 1408 هـ. 113 - المصنف لعبد الرزاق، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثانية- 1403 هـ. 114 - المطالب العالية تأليف الحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق: مجموعة من طلبة العلم، تنسيق: د. سعد بن ناصر الشثري، دار العاصمة- دار الغيث- الرياض، الطبعة الأولى- 1418 هـ. 115 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، تأليف: الحافظ ابن حجر، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار المعرفة- بيروت. 116 - المعجم الأوسط, تأليف: الحافظ الطبراني، تحقيق: د. محمود الطحان، مكتبة المعارف- الرياض، الطبعة الأولى- 1405 هـ.
117 - المعجم الصغير, تأليف: الحافظ الطبراني، ضبط: كمال الحوت، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، الطبعة الأولى- 1406 هـ. 118 - معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي، تحقيق د. عمر تدمري، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الثانية- 1407 هـ. 119 - المعجم لأبي يعلى، تحقيق: حسين سليم الداراني، دار المأمون للتراث- بيروت، الطبعة الأولى- 1410 هـ. 120 - المعجم الكبير، تأليف: الحافظ الطبراني، تحقيق: حمدي السلفي، مكتبة ابن تيمية، الطبعة الثانية. 121 - معرفة السنن والآثار للبيهقي، تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي، الطبعة الأولى- 1411 هـ. 122 - معرفة الصحابة لأبي نعيم، تحقيق: د. محمَّد راضي بن حاج عثمان، مكتبة الحرمين- الرياض، مكتبة الدار- المدينة، الطبعة الأولى- 1408 هـ. 123 - المفاريد لأبي يعلى، تحقيق عبد الله بن يوسف الجديع، دار الأقصى، الكويت، 1405 هـ. 124 - المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي، تأليف الحافظ الهيثمي، تحقيق: د. نايف الدعبس، تهامة- جدة، الطبعة الأولى- 1402هـ. 125 - المنتخب لعبد بن حميد، تحقيق: أبي عبد الله مصطفى بن العدوي، مكتبة ابن حجر- مكة المكرمة، 1408هـ. 126 - المنتقى لابن الجارود، تخريج عبد الله المدني، مطبعة الفجالة الجديدة- القاهرة، 1382 هـ.
127 - الموضوعات لابن الجوزي، تخريج: توفيق همذان، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى- 1415 هـ. 128 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال، تأليف: الحافظ الذهبي، تحقيق: علي بن محمَّد البجاوي، دار المعرفة- بيروت. 129 - الناسخ والمنسوخ من الحديث، تأليف أبي جعفر ابن شاهين، تحقيق: علي معوض وعادل عبد الموجود، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى- 1412 هـ. 130 - نسخة وكيع عن الأعمش، تحقيق: عبد الرحمن الفريوائي، الدار السلفية- الكويت، الطبعة الثانية- 1406 هـ. 131 - نصب الراية لأحاديث الهداية، تأليف جمال الدين الزيلعي، دار المأمون- القاهرة. الطبعة الأولى- 1357 هـ. * * *
المطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانيد الثّمَانِيَةِ للحافظ أحمد بن عليِّ بن حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجرية تحقيق حسين بن يوسف بن مصطفى عمر سباهيتش تنسيق د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشَّثري المجلد السّابع 13 - 14 آخر كتاب الحجّ- أول كتاب الوصَايا (1232 - 1536) دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانيد الثّمَانِيَةِ 13 - 14
(ح) دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزواند المسانيد الثمانية/ تحقيق حسين عمر سباهيتش- الرياض. 512 ص؛ 17×24 سم ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 5 - 83 - 749 - 9960 (ج 7) 1 - الحديث- مسانيد 2 - الحديث- تخريج 3 - الحديث- شرح 4 - الحديث- زوائد أ- سباهيتش، حسين عمر (محقق) ب- العنوان 2370/ 18 ديوي 4، 237 رقم الإيداع: 2370/ 18 ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 5 - 83 - 749 - 9960 (ج 7) حقوق الطبع محفوظة للمنسق الطّبْعَة الأولي 1419هـ- 1998 مـ دار العاصمة المملكة العربية السّعودية الرياض- ص ب 42507 - الرمز البريدي 11551 هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب:32594 - الرياض:11438 - تلفاكس:2660 - 421
43 - باب الوقوف بعرفة والإفاضة
43 - باب الوقوف بِعرَفَةَ والإِفاضَةِ 1232 - قَالَ مسدِّد (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعبة، عَنْ قَتادَة، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفى، عَنِ ابْنِ عَباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: الحَجُّ عَرَفَةُ، والعُمْرَة الطوافُ. ¬
1232 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 353: 3058)، وقال: رواه مسدّد موقوفًا بإسناد رجاله ثقات. ولم أقف عليه بهذه الزيادة، لكن أخرج شطره الأوّل فقط: الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (3/ 244: 1757) من طريق عبد السلام بن حرب، عن خصيف، عن مجاهد، عن ابن عباس، به مرفوعًا. وقال: لا يُروى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ. وفي إسناده خُصيف (بالتصغير)، قال ابن حجر في التقريب (ص 193): صدوق سيء الحفظ واختلط بأخرة. والحديث معروف من رواية عبد الرحمن الديلي. أخرجه أبو داود في المناسك، باب من لم يدرك عرفة (2/ 485: 1949)، والترمذي في الحجّ (3/ 237: 889)، والنسائي فيه أيضًا (5/ 256)، وابن ماجه في =
= المناسك (2/ 1003: 3015)، وأحمد (4/ 359 - 310)، والدارمي في سننه (2/ 59)، والطيالسي (1/ 214 منحة المعبود)، والدارقطني (2/ 240 - 241)، والحاكم (1/ 464)، والبيهقي في الكبرى (5/ 116)، من طريق عبد الرحمن الديلي، قال: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو واقف بعرفة وأتاه ناس من أهل نجد فقالوا: يا رسول الله كيف الحجّ؟ قال: "الحجُّ عرفة ... " الحديث وفيه زيادة، وبعضهم رواه مختصرًا. واللفظ لأبي داود.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح موقوف، وقد رُوِيَ شَطره الأول مرفوعًا بأسانيد صحيحة عن عبد الرحمن الديلي، وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 353: 3058): رواه مسدّد موقوفًا بسند رجاله ثقات.
1233 - وقال مسدَّد أيضًا: حَدَّثَنَا خَالِدٌ- هُوَ الطَحَّان-، ثنا حُميد- هُوَ الطَّوِيلُ-، عَنْ بَكْر- هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ المُزَني-، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: مَن أَدْرَكَ عَرفةَ فَقَدْ أَدْرَكَ الحجَّ، وَمَنْ فَاتَه عَرَفَةُ (¬1) فَقَدْ فَاتَهُ الحَجّ. * (صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ) (¬2). ¬
1233 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (3/ 355: 3068)، وقال: رواه مسدد موقوفًا بسند صحيح. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 174) من طريق جويرية بن أسماء وموسى بن عقبة كلاهما عن نافع عن ابن عمر بنحوه مطولًا.
الحكم عليه: إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وهو موقوف على ابن عمر كما نصّ المصنّف والبوصيري، لكن يشهد لمتنه حديث عبد الرحمن الديلي عند أصحاب السنن وهو حديث صحيح، وتقدم ذكره كشاهد عند تخريج حديث رقم (1232).
1234 - إسحاق (¬1): أَخْبَرَنَا جَرير، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ رَبيعةَ القُرشي (¬2)، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رأيتُ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَاقِفًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ بعرفاتٍ مَعَ الْمُشْرِكِينِ، وَرَأَيْتُهُ وَاقِفًا فِي الإِسلام فِي ذَلِكَ الْمَوْقِفِ، فعرفتُ أَنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى، وَقفه لذلك. * هذا حديث غريب الإِسناد. ¬
1234 - تخريجه: أررد البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 354: 3061)، وعزاه لإسحاق بن راهوية. وأخرجه الطبراني في الكبير (5/ 63: 4592) عن محمد بن إسحاق بن راهوية عن أبيه، به. ورواه الطبراني أيضًا برقم (4592) عن الحسن التستري وعثمان بن أبي شيبة كلاهما عن جرير به بلفظه. وفيه (وفّقه لذلك) بدل (وقفه لذلك). ورواه الطبراني أيضًا برقم (4591)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 71 أ) من طريق مسعود بن سعد بن جعفر عن عطاء به بنحوه مع زيادة في آخره. قال ابن مندة كما في الإصابة لابن حجر (5/ 316): رواه جرير عن عطاء، فقال: ابن ربيعة بن عباد عن أبيه، ورواه شعيب بن صفوان عن عطاء، فقال: عن ابني ربيعة عن- أبيهما. ورواه البخاري في تاريخه الكبير، وابن أبي خيثمة كما في الإصابة (5/ 316) من طريق مسعود بن سعد عن عطاء عن ابن عبّاد عن عباد: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الجاهلية واقفًا في موقف ثم رآه بعد ما بعث واقفًا فيه ... وفيه زيادة. =
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، فيه عطاء بن السائب اختلط بأخرة، وجرير ممن سمع منه بعده كما في الكواكب النيرات (ص 322)، ومسعود بن سعد لم يُذكر فيمن سمع منه قبل الاختلاط، وإسناد الحديث فيه اضطراب كما هو واضح من التخريج.
1235 - أبو بكر (¬1): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سعيد بن حَسّان، عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْزِل وَادي نمِرَة. ¬
1235 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في المصنّف (4/ 58)، بهذا الإسناد. وقد أُقحمت كلمة عن في المطبوع عند ذكر اسم نافع بن عمر، فقد وقع اسمه نافع عن ابن عمر. ورواه أحمد في "مسنده" (2/ 2)، والبخاري في "التاريخ "الكبير" 3/ 464، وابن ماجة في المناسك، باب المنزل بعرفة (2/ 1009: 3009)، وأبو يعلى (10/ 102: 5734)، من طريق وكيع، به. ورواية أحمد وابن ماجه فيها قصة. وقد روى أحمد (2/ 129)، ومن طريقه أبو داود في المناسك، باب الخروج إلى عرفة (2/ 467: 1913)، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال: حدثني نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر، قال: غدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مني حين صلى الصبح في صبيحة عرفة، حتى أتى عرفة، فنزل بنمِرَة، وهي منزل الإِمام الذي كان ينزل بعرفة. وهذه الرواية إسنادها حسن , لأن ابن إسحاق صرّح بالسماع فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
الحكم عليه: في إسناده: سعيد بن حسان، لم يوثقه غير ابن حبان. وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (3/ 354: 3059): رواه أبو بكر بن أبي شيبة ورجاله ثقات. وله شاهد بإسناد حسن عن ابن عمر نفسه تقدم ذكره آنفًا.
1236 - [1] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ليلى، عن عبد الله ابْنِ أَبِي مُلَيْكةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَتَى جبريلُ إبراهيم عليهما الصلاةُ والسلام، فَرَاحَ بِهِ إِلَى مِنى، فَصَلَّى بِهِ الصَّلَوَاتِ جَميعًا، ثُمَّ صَلَّى بِهِ الْفَجْرَ، ثُمَّ غَدَا بِهِ إِلَى عرفةَ، فَنَزَلَ بِهِ حَيْثُ يَنْزِلُ الناسُ، ثُمَّ صلَّى بِهِ الصَّلَاتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ أَتَى بِهِ الموقفَ، حَتَّى إِذَا كَانَ كأعجلِ مَا يُصَلِّي أحدٌ مِنَ الناسِ المغربَ، أَفَاضَ فأَتى بِهِ جَمْعًا، فصلَّى بِهِ الْعِشَاءَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ بَاتَ حَتَّى إِذَا كَانَ كأعجلِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ الفجرَ، صَلَّى بِهِ الفَجرَ، ثُمَّ وَقَفَ بِهِ حَتَّى إِذَا كَانَ كَأَبْطَأِ (¬1) مَا يصلِّي أحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَفَاضَ به إِلَى مِنى، فَرَمَى الجَمرَة، ثُمَّ ذَبَحَ وحَلَق، ثم أفاض به، ثم أوحى الله تعالى بعدُ إلى نبيه -صلى الله عليه وسلم-: {أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} (¬2). [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ، عَنْ أيوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكةَ قال: أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رضي الله عنهما: إني ضعيف (¬3) مِنَ الْأَهْلِ والحَمولة، وَإِنَّمَا حَمولتُنا هَذِهِ الحُمُرُ الدَبَّابة (¬4)، أَلا أُفِيضُ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ؟ فَقَالَ: أَمَّا إِبْرَاهِيمُ، فَإِنَّهُ بَاتَ بِمِنًى (¬5) حَتَّى إِذَا أصبح فطلع حَاجِبُ الشَّمْسِ سَارَ إِلَى عرفةَ حَتَّى نَزَلَ مَنْزِلًا مِنْهَا، ثُمَّ رَاحَ، ثُمَّ وَقَفَ مَوقفَه مِنْهَا، حَتَّى إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ أَفاض حَتَّى إِذَا أَتَى جَمْعًا، فنَزل مَنْزِلَه مِنْهُ حَتَّى إِذَا كَانَ صلاةُ الصُبح المعجَّلَةُ وَقف، حَتَّى إِذَا كَانَ الصبحُ المُسْفِرُ أَفاض. فَذَلِكَ مِلَّةُ إبراهيمَ عليه السلام، وقد أُمِرَ نَبيُّكم -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يَتّبعَه. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا زُهَيْرُ بن حرب، ثنا إسماعيل بهذا. ¬
[4] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا إبراهيمُ بنُ سليمانَ بن إبراهيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَوْفلي، عَنْ رَجُلٍ (¬1)، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قال: أفاض جبريل عليه الصلاة والسلام بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حَتَّى أَتَى مزدلفةَ فَنَزَلَ بِهَا وبَات، ثُمَّ صَلَّى الصُبْحَ كأعجلِ مَا يصلِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ وَقَفَ بِهِ كأبْطأ مَا يُصَلِّي أحدٌ مِنَ المسلمين، ثم دَفَع (¬2) إلى مِنى فرقى وذَبَح، ثم أوحى الله تبارك وتعالى إِلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} الآيه (¬3). ¬
1236 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 351، 352: 3051، 3052، 3053)، وعزاه لابن أبي شيبة وابن أبي عمر وأحمد بن منيع وأبي يعلى. والسيوطي في الدرّ المنثور (5/ 177) سورة النحل: الآية (123)، وعزاه لابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما، وابن المنذر، وابن مردويه. قلت: لم أقف عليه في مصنف عبد الرزاق، وهو عند ابن أبي شيبة المصنف =
= (ص 351 الجزء المفقود) عن ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَمَا إبراهيم فإنه يأت بِمِنًى حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ وَطَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ سار حتى نزل منزله من عرفة. ورواه محمد بن أسلم الطوسي في الأربعين الطوسية (ص 48: 18) عن عبيد الله بن موسى، والبيهقي في الشعب (3/ 463، 464: 4075، 4076) من طريق سفيان وعبيد الله بن موسى ويونس بن بكير، ثلاثتهم عن ابن أبي ليلى به بنحوه.
الحكم عليه: قال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 352): مدار أسانيدهم على مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى وهو ضعيف. قلت: إلا رواية أحمد بن منيع فإنها من طريق أيوب السختياني وهو ثقة حجة.
1237 - الْحَارِثُ، حَدَّثَنَا يزيدُ- هُوَ ابْنُ هَارُونَ-، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشب، حَدَّثَنِي السَّفّاح بْنُ مَطَرٍ، عن عبد العزيز [بن عبد الله] (¬1) بن خالد بن أَسيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عَرفةُ يَومَ يَعْرِف الناس. ¬
1237 - تخريجه: هو عند الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث للهيثمي (1/ 456: 382) بهذا الإسناد. ورواه أبو داود في "المراسيل " رقم (149) بلفظ مقارب، والدارقطني في "السنن" (2/ 223 - 224)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 176)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 326)، من طريق هشيم وهو ابن بشير، عن العوام بن حوشب، به. وقال البيهقي: هذا مرسل جيد. ويشهد له: حديث عائشة عند البيهقي (5/ 175)، وحديث عطاء بن أبي رباح عند البيهقي (5/ 176) مرسلًا.
الحكم عليه: هذا إسناد فيه العوّام بن حوشب ومدار الحديث عليه، لم يوثّقه غير ابن حبّان، وقال ابن حجر: (مقبول) كما في التقريب (ص 243) فيحتاج إلى متابعة، لكن لمتنه شاهد عن عائشة عند البيهقي، وعن عطاء بن أبي رباح عند البيهقي أيضًا مرسلًا. وقد قال البيهقي عن سند حديث الباب: هذا مرسل جيّد.
1238 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا صَالِحُ بْنُ خَوّات، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ حَبِيبِ بن عمير، عن حبيب بن خُماشة الخطمي (¬1) رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسولَ الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ بعرفةَ: "عرفةُ كُلُّها موقف، إلَّا بطنَ عُرنةَ، والمزدلفةُ كُلُّها موقف، إلَّا بطنَ مُحَسِّر". ¬
1238 - تخريجه: هو عند الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث للهيثمي (1/ 458: 384) عن محمد بن عمر الواقدي بهذا الإسناد. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 180 أ) عن أبي بكر بن خلاّد عن الحارث به بلفظه. ويشهد له حديث جُبير بن مُطعم الذي أخرجه أحمد في "مسنده" (4/ 82)، والبزار كما في "الزوائد" (1126)، وابن حبان في "صحيحه" (3854)، والطبراني في "الكبير" (1583)، والبيهقي في "السنن" (9/ 295 - 296)، وفي إسناده انقطاع، وقد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 253)، وقال: رجاله موثقون. ويشهد له أيضًا حديث ابن عباس، أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1194)، وأخرجه مختصرًا بن خزيمة في "صحيحه" (2816)، والحاكم (1/ 462)، وصححه على شرط مسلم، والبيهقي (5/ 115)، وهو عندهم بلفظ: "ارفعوا عن بطن عرنة، وارفعوا عن محسّر".
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، فيه: الواقدي وهو متروك. =
= وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 355: 3065)، وقال: رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف. ولمتنه شاهد صحيح من حديث ابن عباس، ومن حديث جُبير بن مطعم وفيه انقطاع.
44 - باب الدعاء يوم عرفة وفضلة
44 - بابُ الدعاءِ يومَ عرفةَ وفَضْلِة 1239 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبيدة، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أكثرُ دُعَائِي وَدُعَاءِ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلي بعرفةَ: لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَه لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْك وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ اجْعَل فِي سمْعي نُورًا، وَفِي بَصَري نُورًا، وَفِي قَلْبِي نُورًا. اللَّهُمَّ اشْرِح لِي صَدري، وَيَسِّرْ لِي أمْري. وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ وَسْواسِ الصدور وشتاتِ الأمور. اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِن شَرّ مَا يَلجُ فِي اللَيل وَمِنْ شَرّ مَا يَلج فِي النَهار، وَمِنْ شَرّ مَا تَهُبُّ بِهِ الرِياح، وشَرِّ بوائقِ الدَهْر".
1239 - تخريجه: رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 373 - 374) عن وكيع، بهذا الإسناد. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 117) من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عبيدة، به. وقال: تفرّد به موسى بن عُبيدة، وهو ضعيف، ولم يدرك أخوه عليًّا رضي الله عنه. ررواه المحاملي في كتاب الدعاء رقم (63) عن أبي هشام الرفاعي ويوسف بن =
= موسى كلاهما عن وكيع به بلفظه، لكن بإسقاط الواسطة بين موسى بن عبيدة وعلي بن أبي طالب. ورُوي من وجه آخر عن علي رضي الله عنه مختصرًا جدًا. أخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 127: 874) من طريق قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنِ الْأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ عن خليفة بن حصين، عن علي به بشطرة الأوّل.
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لضعف موسى بن عبيدة، وأخوه عبد الله بن عبيدة، ولم يدرك عليًّاوحديثه عنه مرسل كما نصّ البيهقي في السنن الكبرى (5/ 117). وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 356: 3070): رواه إسحاق والبيهقي بسند ضعيف؛ لضعف موسى بن عبيده، ورواه الطبراني في كتاب الدعاء رقم (874) من وجه آخر. قلت: يتقوى شطره الأوّل بمتابعة الطبراني ورجال إسناده ثقات غير قيس بن الرّبيع صدوق تغير ويتقى من حديثه ما كان من رواية ابنه عنه كما في التقريب (ص 457)، وهذا ليس منه.
1240 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمرو بن جَبَلة (¬1): ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي الزُبير , عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-: "مَا مِن أيّامِ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ تعالى مِنْ أيّامِ عَشْرِ ذِى الحِجّة. قَالَ: فَقَالَ رجل (¬2): يا رسولَ الله، هُنَّ أفْضلُ أَمْ عِدَّتُهُنَّ جِهادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى؟ قَالَ: هُن أفضلُ مِنْ عِدّتهنّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إلَّا عَفيرًا يُعفَّر فِي التُراب (¬3). وما من يومٍ أفضل عند الله تعالى من يوم عَرفةَ، يَنزلُ الله تعالى (¬4) إلى السَماء الدُنيا فيقول: اُنظروا إلى عبادي، شُعْثًا غُبرًا حاجّين (¬5) جاؤوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَميق، وَلَمْ يَرَوْا رَحمتي ولا عَذَابي، فلم يرَ يومًا أكثرَ عَتيقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرفَةَ". ¬
1240 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في "مسنده" (2090). وأخرجه ابْنُ حِبَّانَ (3853) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ محمد بن عمرو بن جبلة به. وأخرجه البزار كما في "الزوائد" (1128) من طريق محمد بن مرزوق العقيلي، عن هشام، به. وقد سقط من الإسناد اسم أبي الزبير. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1701) مختصرًا من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، والبزار (1128) من طريق أيوب، كلاهما عن أبي الزبير، به. =
= وأخرجه بغير هذه السياقة البزار (1128)، وابن خزيمة (2840)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2973)، والبغوي في "شرح السنة" (1931) من طريق مرزوق بن أبي بكر الباهلي، عن أبي الزبير، به. والحديث قد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 253)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه مروان بن محمد العقيلي، وثقة ابن معين وابن حبان، وفيه بعض كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقد ضعفه الشيخ ناصر في "الضعيفة" (679).
الحكم عليه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 311: 2928)، وسكت عنه. وفي إسناده أبو الزبير مدلّس وقد عنعنه في جميع الطرق إليه، لكن قد رجحنا قبول عنعنته مطلقًا لما يأتي: 1 - خرج الأئمة حديثه، ومن هؤلاء الإِمام مسلم الذي عرض كتابه على شيوخه أحمد وابن معين ونحوهم. 2 - أن وصف أبي الزبير بالتدليس! إنما جاء من المتأخرين، أما معاصروه فلم يصفوه بذلك. 3 - أن شعبة مع تشدده في التدليس روى حديث أبي الزبير المعنعن، ولم يَرُدّ حديثه. 4 - لم يذكر من الأئمة راويًا ضعيفًا دلس عنه أبو الزبير. ومحمد بن مروان صدوق له أوهام كما في التقريب.
1241 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو خَيْثَمَة، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَزْرَةُ بن قَيْس، حدّثني أمُّ الفَيْض (¬2) أنها سمعتْ ابنَ مسعود رضي الله عنه، يقول عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ قَالَ ليلةَ عَرَفَةَ هَذِهِ العَشْرَ كلماتٍ ألْف مرةٍ، لم يَسألِ الله تعالى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، إلَّا (¬3) قَطِيعَةَ رَحم أَوْ مأْثَم: سُبحانَ الَّذِي فِي السماءٍ عرشُه، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْأَرْضِ مَوْطِئُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سبيلُه، سُبْحَانَ الَّذِي فِي النَّارِ سُلْطَانُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الجَنّة رحمتُه، سُبْحَانَ الَّذِي فِي القُبور قَضاؤه، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الهَواءِ نعمتُه (¬4)، سُبْحَانَ الَّذِي رَفع السماءَ، سُبْحَانَ الَّذِي وَضع الْأَرْضَ (¬5)، سُبْحَانَ الذي لا مَنْجى منه إلَّا إليه". ¬
1241 - تخريجه: هو في "المقصد العلي" للهيثمي (589). وقد رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى فِي "مُسْنَدِهِ" (5385) عَنْ أَبِي خيثمة، بهذا الإسناد. ورواه ابن أبي شيبة في المصنّف (10/ 426)، كتاب الدعاء: باب ما يدعى به ليلة عرفة، عن أحمد بن إسحاق، به. ورواه الطبراني في "الكبير" (10554)، وفي "الدعاء" (876) عن موسى بن إسماعيل، عن العباس بن الفضل الأسفاطي، عن عَزْرة، به. ورواه الخطيب في المتفق كما في لسان الميزان (4/ 116) من طريق مسلم بن إبراهيم عن عزرة، به. =
= وقد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 252)، وقال: فيه عزرة بن قيس، ضعفه ابن مَعين.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، فيه عزرة بن قيس وهو ضعيف، ومدار الحديث عليه. وأم الفيض مولاة عبد الملك بن مروان لم أقف على ترجمتها. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 353: 3057)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني في كتاب الدعاء بسند ضعيف لضعف عزرة بن قيس.
1242 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "لقد رَأى رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَشيةَ عرفة رافعًا يديه، فَيُرى (¬1) ما تحتَ إِبْطه" (¬2). ¬
1242 - تخريجه: لم أجده في أيِّ من مصادر التخريج فيما بحثت فيه. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 356: 3073)، وعزاه لأحمد ابن منيع. وقد ثبت في "صحيح البخاري، (2/ 517: 1031)، كتاب الاستسقاء: باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء، من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلَّا في الاستسقاء، حتى يُرى بياضُ إبطيه. قال الحافظ ابن حجر في (الفتح، (2/ 517): إن غالب الأحاديث التي وردت في رفع الدعاء، إنما المراد به مدّ اليدين وبسطهما عند الدعاء، وكأنه عند الاستسقاء مع ذلك زاد فرفعهما إلى جهة وجهه حتى حاذتاه، وبه حينئذٍ يُرى بياضُ إبطيه.
الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات، ولعموم متنه (وهو رفع اليدين في الدعاء) شواهد صحيحة تقدم بعضها في التخريج.
1243 - [1] حدثنا (¬1) سُريجُ بن النُعمان (¬2)، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سلمةَ عَنْ بِشْر بْنِ حَرْب، عن أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَفَ بعرفةَ، فَجَعَلَ يَدْعُو هَكَذَا، وَجَعَلَ ظَهرَ كفَّيه مِمّا يلي صدرَه". ¬
1243 - [1] تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 356: 3072)، وعزاه لأحمد ابن منيع. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 287)، كتاب الدعاء: باب الرجل إذا دعا ببطن كفه، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ورواه أحمد في "مسنده" (3/ 13، 14، 85، 96) بألفاظٍ متقاربة من طرق عن حماد بن سلمة، به بنحوه. وقد أورد الهيثمي روايات أحمد كلها في "مجمع الزوائد" (10/ 168)، وقال: فيها بشر بن حرب، وهو ضعيف. هذا، وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه أشار بظهر كفه إلى السماء، وإنما كان ذلك عندما كان يستسقي، وقد أخرج ذلك أحمد في "مسنده" (3/ 153)، ومسلم في "صحيحه" برقم (896: 6) من حديث أنس رضي الله عنه. وانظر الطريق الذي بعده.
الحكم عليه: إسناده فيه لين؛ لأجل بشر بن حرب. وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 356: 3072): رواه أحمد بن منيع ومدار الطريقين على بشر بن حرب وهو ضعيف.
[2] حَدَّثَنَا أَبُو نَصْر، ثنا حَمَّادٌ، بِلَفْظٍ: "وَقَفَ بعرفاتٍ، وقال هكذا ... ورفَع يديه نحوَ ثَنْدُوَتِه" (¬1). ¬
[2] تخريجه: رواه أحمد في "مسنده" (3/ 13) عن روح بن عبادة، و (3/ 96)، عن يونس بن يزيد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وزاد روح في روايته: وجعل بطون كفيه مما يلي الأرض. وقال يونس: وجعل كفيه مما يلي وجهه، ورفعهما فوق ثندوته وأسفل من منكبيه. وقد سبق الكلام عليه في الحديث السابق فانظره.
الحكم عليه: يُنظر الذي قبله.
1244 - وَقَالَ مسدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَيّاش الكَلْبي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهِ، قال: سَمعتُ ابنَ عباس رضي الله عنهما، يقول: " إن الله عَزَّ وَجَلَّ يُباهي بأهل عرفةَ المَلائكةَ".
1244 - تخريجه: أخرجه بنحوه الفاكهي في "أخبار مكة" (2750) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، بهذا الإسناد. وللحديث شاهدان مرفوعان: أولهما حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وقد أخرجه أحمد في "مسنده" (2/ 224)، والطبراني في "الصغير" (575)، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 251)، وقال: رواه أحمد والطبراني في الصغير والكبير، ورجال أحمد موثّقون. وثانيهما حديث أبي هريرة، أخرجه أحمد أيضًا (2/ 305)، وابن خزيمة في "صحيحه" (2839)، وابن حبان في "صحيحه" أيضًا (3852)، والحاكم في "مستدركه" (1/ 465)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 252)، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وكلا الحديثين بنحو لفظ حديث ابن عباس هذا، إلَّا أن فيهما زيادة [فيقول الله عز وجل: "انظروا إلى عبادي أتوني شعثًا غبرًا".
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، غير عيّاش الكلبي لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل وهو موقوف على ابن عبّاس. قال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 357: 3075): رواه مسدّد موقوفًا. ومتنه صحيح ثابت من غير طريق ابن عبّاس كما مرّ في التخريج.
1245 - حَدَّثَنَا (¬1) بشْر -هُوَ ابنُ المفضَّل-، ثنا سُلَيْمَانُ بن سالم، عن سعيد (¬2) يَرْفَعُهُ (¬3): " أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بلالًا رضي الله عنه، غَدَاةَ جَمْعٍ ينادي في الناس: أَنْ أَنْصِتُوا أَو اصْمُتُوا، فَفَعَلَ، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ تعالى قَدْ تَطاول عَلَيْكُمْ فِي جَمْعِكُمْ، فَوَهَبَ مُسيئكم لمحسِنكم، وَوَهْبَ لمحسِنكم مَا سَأَلَ. ادْفعوا بِسْمِ الله". ¬
1245 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 356: 3074)، وعزاه لمسدّد. وللحديث شواهد: أولها: عن بلال: وقد أخرجه ابن ماجه (3024)، وقال البوصيري في "الزوائد": هذا إسناد ضعيف، أبو سلمة لا يعرف اسمه، وهو مجهول. صححه الشيخ الألباني في "الصحيحة" بشواهده، الرقم (1624). وثانيها: عن ابن عمر: وقد أخرجه الطبري في "التفسير" (3844)، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 199). وثالثها: عن عبادة بن الصامت: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (5/ 17: 8831) بنحوه مطولًا، وقد ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 256 - 257)، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه راوٍ لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح. ولم أقف عليه عند الطبراني. ورابعها: عن عاصم بن الحكم، سيرد في الحديث رقم (1246). وخامسها: عن أنس، سيرد في الحديث رقم (1248).
الحكم عليه: قال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 356): رواه مسدّد معضلًا. قلت: لأن رواية شعيب بن أبي حمزة عن التابعين. وفي إسناده سليمان بن سالم لم أعرف من هو.
1246 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَد، ثنا أَبِي، ثنا (¬1) طَالِبُ بْنُ سلم، حَدَّثَنِي أَهْلُنَا، أَنَّهُمْ سَمِعُوا (¬2) جَدِّي يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يومئذٍ: "أَلَا إن الله تعالى نَظَرَ إِلَى هَذَا الجَمْع، فقبِل مِنْ مُحْسِنهم، وَشَفَّعَ (¬3) مُحْسِنَهم فِي مُسِيئِهم، فَتَجَاوَزَ عَنْهُمْ جَمِيعًا". ¬
1246 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (12/ 218: 6833)، به بلفظه. ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 113) به بلفظه، لكن فيه: حدثنا طالب بن مسلم -كذا وهو تحريف، والصواب سلم- بن عاصم بن الحكم، حدثني بعض أهلي: أن جدّي حدثه ... وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 252)، كتاب الحج، باب الخروج إلى مني وعرفة، بلفظه، وقال: رواه أبو يعلى، وفي إسناده من لم أعرفهم. وذكره المصنّف في الإصابة (2/ 336)، بلفظه، وعزاه إلى أبي يعلى وقال: قال ابن فتحون: ويُحتمل أن يكون عاصم -يعني جدّ طالب بن سلم- هذا أخًا لمعاوية بن الحكم السُلَمي من جملة إخوته.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة التابعي، وطالب بن سلم لم أجد من تكلم فيه بجرح أو تعديل. وتقدم ما يشهد له عند الحديث رقم (1245). وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 357: 3078)، وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.
1247 - وقال عَبْد (¬1): حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الصَّبَّاحُ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِي (¬2) دَاوُدَ السَبيعي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سمعتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا يَبْقَى أحدٌ يومَ عَرفةَ فِي قَلْبِهِ مِثقالُ ذرّةٍ مِنْ إِيمَانٍ، إلَّا غَفر اللَّهُ تعالى لَهُ: قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: أَلِأَهْلِ المُعَرَّف (¬3)، يَا رسولَ الله، أم للناس عامّةً؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: بل للناس عامَةً". ¬
1247 - تخريجه: هو عند عبد بن حميد في المنتخب (2/ 48: 840) بهذا الإسناد. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 357: 3077)، وقال: رواه عبد بن حميد. وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 252)، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه أبو داود الأعمى، وهو ضعيف جدًا. ولم أقف عليه عند الطبراني في الكبير.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا؛ لأجل أبي داود السبيعي الأعمى وهو متروك، وتقدّم ما يشهد لمتنه عند الحديث رقم (1245).
1248 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا شُجاع بْنُ أبي نَصْر البَلْخي، ثنا صَالِحٌ المُرّي، عَنْ يَزِيدَ الرَقاشي، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبَاهِي الملائكةَ بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ، يَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي، انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي، أَقْبَلُوا يَضربون إِلَيَّ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، شُعْثًا غُبْرًا. اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ أجبتُ دُعاءَهم ووهبتُ مُسيئَهم لمحسِنِهم، وأعطيتُ مُحْسِنَهم مَا سَأل، إلَّا التَبعاتِ الَّتِي بَيْنَهُمْ. فَلَمَّا أَفَاضُوا وأتوْا جَمْعًا، عَاودوا اللَّهَ تعالى في المسألة، فيقول الله تعالى: يَا مَلَائِكَتِي، عِبَادِي عَاوَدُونِي (¬1) فِي الْمَسْأَلَةِ، اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ أجبتُ دعاءَهم، ووهبتُ مسيئَهم لِمُحْسِنِهِمْ، وأعطيتُ لمحسِنهم مَا سَأَلنِي، وكَفَلْتُ عَنْهُمُ التبعاتِ الَتي بَيْنَهُمْ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا صَالِحٌ -هُوَ المُرّي- نحوَه، وَفِيهِ: "وأعطيتُ محسنَهم جميعَ مَا سَأَلُونِي (¬2)، غيرَ التبعاتِ الَّتِي بَيْنَهُمْ" وَفِيهِ: "مَلائكتي، عِبَادِي وَقَفُوا فَعادُوا (¬3) إلى الرغبة والطلب، فأشهدكم أني أجبتُ دعاءَهم" إلى آخره. ¬
1248 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في "مسنده" (7/ 140: 4106). وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 257)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه صالح المري، وهو ضعيف. =
= وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 357: 3076)، وعزاه لأبي يعلى وابن منيع. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تطوّل على أهل عرفات يباهي بهم الملائكة" ... إلى قوله: "من كل فجٍّ عميق" ساق نحوه من حديث جابر الطويل في الحديث رقم (1240). وقد ثبت أن الله عزّ وجل يباهي بأهل عرفة الملائكة، وقد ذكرتُ الأحاديث التي تثبت ذلك عند حديث ابن عباس برقم (1244). وأما قوله -صلى الله عليه وسلم- عن الله عز وجل: "ووهبت مسيئهم إلى محسنهم"، فقد سلف ما يشهد له عند الحديث رقم (1245).
الحكم عليه: قال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 357: 3076): رواه ابن منيع وأبو يعلى ومدار إسناديهما على يزيد الرّقاشي وهو ضعيف. قلت: وفيه صالح المرّي وهو ضعيف أيضًا. وقال ابن حجر في الحجاج في عموم المغفرة للحجّاج (ص 27): وهذا السند ضعيف، فإن صالح المرّي وشيخه ضعيفان.
45 - باب الدفع من المزدلفة
45 - باب الدفع من المزدلفة تقدَّم قريبًا منه شيء (¬1). 1249 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، أخبرني نافع، أن ابنَ الزبير رضي الله عنهما أسْفَر بالدفعة، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: "طلوعَ الشمس ينتظرون، صَنيعَ أهل الجاهلية؟ فدفع ابنُ عمر رضي الله عنهما، ودفع الناس معه، ودفع ابنُ الزبير رضي الله عنهما". * هذا موقوف صحيح، وله حُكمُ المرفوع. ¬
1249 - تخريجه: لم أقف على من خرّجه فيما بحثت فيه.
الحكم عليه: إسناده صحيح. يحيى هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله هو العمري.
1250 - وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشام الرِّفَاعِيُّ، ثنا أبو عامر -هو العَقَدي-، ثنا زمَعة -هُوَ ابْنُ صَالِحٍ-، عَنْ سَلَمَةَ -هُوَ ابْنُ وَهرام-، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقِفُونَ بِعَرَفَاتٍ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشمسُ على رؤوس الجبال كأنها العمائمُ على رؤوس الرجال، أَفَاضُوا ثُمَّ وَقَفُوا بِالْمُزْدَلِفَةِ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشمس على رؤوس الْجِبَالِ دَفَعُوا، فَلَمَّا جَاءَ الإِسلام أَخَّرَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الدفعَة مِنْ عَرَفَاتٍ حَتَّى غَرَبَتِ الشمسُ، وعَجّل الدَفْعةَ (¬1) مِنْ جَمْع، فَدَفَعَ مِنْهَا حينَ أَسْفَرَ كلُ شَيْءٍ في الوقت الأخير، وَصَلَّى فِيهِ بِغَلَسٍ". أَخْرَجَهُ أحمدُ مُخْتَصَرًا عَنْ أبي داود عن زَمعة (¬2). ¬
1250 - تخريجه: أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"، (4/ 262: 2838) عن محمد بن يحيى، عن أبي عامر، بهذا الإسناد. وقال: أنا أبرأ من عهدة زمعة بن صالح. وأخرجه أحمد في "المسند" مختصرًا (1/ 328) عن أبي داود الطيالسي، عن زمعة، به، بلفظ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بجمْع، فلما أضاء كل شيءٍ قبل أن تطلع الشمس، أفاض. وأخرجه أحمد أيضًا (1/ 231) عن أبي خالد سليمان بن حيان. وأخرجه أيضًا الترمذي (3/ 241: 895)، كتاب الحج: باب ما جاء أن الإفاضة من جمع قبل طلوع الشمس، عن قتيبة، عن أبي خالد، عن الأعمش، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أفاض من مزدلفة قبل طلوع الشمس. وقال الترمذي: حسن صحيح. =
= ويشهد لفعله -صلى الله عليه وسلم- أنه دفع من عرفات بعد أن غربت الشمس ما رواه مسلم في "صحيحه" (2/ 886: 1218) (147) من حديث جابر الطويل في وصف حجته -صلى الله عليه وسلم- , وفيه: فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس. وما رواه الترمذي (3/ 232: 885) من حديث علي بلفظ: ثم أفاض حين غربت الشمس. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. ويشهد لفعله -صلى الله عليه وسلم- أنه دفع من المزدلفة في الإسفار قبل أن تطلع الشمس، ما رواه البخاري في الحجّ، باب متى يُدفع من جمع (3/ 531: 1684). وأحمد في "المسند" (1/ 14) من أن عمر رضي الله عنه صلى بجمع الصبح، ثم وقف فقال: إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس، ويقولون: أشرق ثبير، وإن النبي -صلى الله عليه وسلم- خالفهم، ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس. وما رواه مسلم (1218) (147) من حديث جابر، بلفظ: فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًا، فدفع قبل أن تطلع الشمس.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، لضعف زمعة بن صالح. ويرتقي إلى الحسن لغيره بما رواه أحمد (1/ 231) من طريق الأعمش، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أفاض من مزدلفة قبل طلوع الشمس"، وإسناده صحيح. وتقدم في التخريج ما يشهد لبقية متنه. وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 359: 3085): رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لضعف زمعة بن صالح.
1251 - وقال إسحاق (¬1) أخبرنا جَرِيرٌ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَفَضْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الإِفاضتين، فَكَانَ يفيض وعليه السكينة. ¬
1251 - تخريجه: - روى الإِمام أحمد (1/ 244: 2193) قال حدثنا يونس حدثنا حماد يعني -ابن زيد- عن كثير بن شنظير عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّمَا كان بدء الإيضاع من قبل أهل البادية .. قال: ولقد رُئي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وإن ذفري ناقته ليمس حاركها وهو يقول بيده: "أيها الناس عليكم بالسكينة يا أيها الناس عليكم بالسكينة" وإسناده حسن، ورواه البيهقي (5/ 126) من طريق حماد بن زيد، كما رواه ابن خزيمة (4/ 272: 2863) من طريق أبي النعمان ثنا حماد عن كثير عن عطاء مرسلًا. - وروى مسلم في صحيحه (2/ 936: 1286) بسنده عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عطاء عن ابن عباس أن رسود الله -صلى الله عليه وسلم- أفاض من عرفة وأسامة ردفه قال أسامة: فما زال يسير على هيئته (وفي لفظ: هينته) حتى أتي جمعًا. - وروى أبو داود (2/ 190: 1920) من حديث مقسم عن ابن عباس قال: أفاض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عرفة وعليه السكينة وردفه أسامة وقال: أيها الناس، عليكم بالسكينة فإن البر ليس بإيجاف الخيل والإبل قال: فما رأيتها رافعة يديها حتى أتى جمعًا، زاد وهب: ثم أردف الفضل بن العباس وقال: "أيها الناس، إن البر ليس بإيجاف الخيل والإبل، فعليكم بالسكينة"، قال: فما رأيتها رافعة يديها حتى أتى مني. - وروى مسلم (2/ 931: 1282) من طريق أبي معبد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ وكان رديف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنه قال: في عشية عرفة وغداة جمع للناس حين دفعوا: "عليكم بالسكينة" وهو كاف ناقته حتى دخل محسرًا. قوله: " وهو كاف ناقته" أي يمنعها من الإسراع. =
= - وروى البخاري (1671) من حديث سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ دفع مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة فسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- وراءه زجرًا شديدًا وضربًا وصوتًا للإبل فأشار بسوطه إليهم، وقال: أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع. وللحديث شواهد منها: - حديث أسامة بن زيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص. أخرجه البخاري (1666)، ومسلم (2/ 936: 1286). - حديث جابر: ودفع رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى: "أيها الناس السكينة السكينة" كلما أتى حبلًا من الحبال أرخى لها قليلًا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة: أخرجه مسلم (2/ 891: (1218). - كما ورد بإسناد حسن من حديث علي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أفاض حين غربت الشمس ثم أردف أسامة فجعل يعنق على بعيره والناس يضربون يمينًا وشمالًا، يلتفت إليهم ويقول: "السكينة أيها الناس". أخرجه أحمد (1/ 76: 562)، والترمذي (3/ 232: 885)، وأبو داود (2/ 190: 1922)، وأبو يعلى (1/ 264: 312).
الحكم عليه: إسناده متصل، ورجاله ثقات إلَّا ابن أبي ليلي محمد بن عبد الرحمن فهو صدوق سيِّىء الحفظ، لكن اعتضدت روايته برواية غيره من الثقات. [سعد].
46 - باب النزول بمنى
46 - باب النزول بمنى 1252 - مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عثمانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " إِذَا قَدِمنا، إنْ شاءَ الله تعالى، نَزَلْنَا الخَيْف (¬1)، والخيفُ مسجدُ مِنَىً". * هَذَا مرسَل. ¬
1252 - تخريجه: لم أجد من أخرجه فيما بحثت فيه. ومسند مسدّد مفقود.
الحكم عليه: قال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 360: 3086): رواه مسدّد معضلًا ورجاله ثقات. وإسناده مرسل كما نصَّ المؤلف، واحتمال الإعضال فيه وارد كما نصَّ البوصيري.
47 - باب فضل الحلق
47 - بَابُ فَضْلِ الحَلْق 1253 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَة، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أُمِّ عُمارة نسيبةَ بنتِ كعب رضي الله عنهما، قَالَتْ: "أَنَا أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهُوَ يَنْحَرُ بُدْنَه قِيامًا، وسمعتُه -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ- وَقَدْ حَلق رأسَه، ثُمَّ دَخَلَ قُبّةً لَهُ حَمْرَاءَ , فرأيتُه أَخْرَجَ رأسَه مِنْ قُبّته وَهُوَ يَقُولُ-: "يَرْحَمُ اللَّهُ المحلِّقين- ثَلَاثًا، ثُمَّ قال: والمقصِّرين".
1253 - تخريجه: هو عند الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (1/ 456: 381). وقولها: ينحر بُدنه قيامًا، انظر شواهده في حديث (1265). وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ" -ثَلَاثًا- ثُمَّ قَالَ: "وَالْمُقَصِّرِينَ" ثابتٌ في "الصحيحين"، فقد أخرجه البخاري برقم (1727)، ومسلم برقم (1301) عن ابن عمر، وأخرجه البخاري أيضًا برقم (1728)، ومسلم برقم (1302) عن أبي هريرة، وأخرجه مسلم برقم (1303) عن جدّة يحيى بن الحصين.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، فيه الواقدي، وهو متروك. وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 364: 3105): رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف.
48 - باب المبيت بمنى
48 - بَابُ (¬1) الْمَبِيتِ بِمِنًى 1254 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سِنَانٍ (¬2) عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمْ يُرَخَّصْ لأحد أن يبيت عن مني إلَّا للعباس بن عبد المطلب من أجل سقايته. ¬
1254 - تخريجه: قال ابن ماجه (2/ 1019، 3066): حدثنا علي بن محمد وهناد بن السري قالا: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عن عطاء به. وفي إسناده: إسماعيل بن مسلم ضعيف الحديث. وقال الطبراني في الكبير (11/ 144: 11307): حدثنا محمد بن أحمد بن البراء ثنا المعافى بن سليمان ثنا موسى بن أعين عن ليث عن عطاء بنحوه وزاد (أهل الحجابة). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 265): "وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة لكنه مدلس". ونسبه المجد ابن تيمية في المنتقى (2/ 283: 2641)، وحفيده في العدة (3/ 556) للصحيحين، ولم أجده فيها. =
= والذي في الصحيحين حديث ابن عمر بمعناه أخرجه البخاري (1634) باب سقاية الحاج، ومسلم (2/ 953: 1315)، باب وجوب المبيت بمنى. وقال الشافعي في الأم (2/ 236): أخبرنا يحيى بن سليم عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- رخص لأهل السقاية من أهل بيته أن يبيتوا بمكة ليالي مني، قال الشافعي: أخبرنا مسلم بن خالد عن ابن جريج، عن عطاء مثله، وزاد عطاء: من أجل سقايتهم.
الحكم عليه: رجاله ثقات إلَّا أيوب بن سنان لم أجد له ترجمة، ولعله صوابه: أيوب بن ثابت، وهو لين الحديث. [سعد].
49 - باب رمي الجمار
49 - باب رَمْيِ الجِمار 1255 - قال أبو بكر: حَدَّثَنَا مَحْبُوبٌ الْفَزَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ عَامِرٍ الأسْلمي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "لَمَّا بلغْنا وَادِيَ مُحَسِّر"، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "خُذُوا حَصَى الجمار من وادي مُحَسِّر". ¬
1255 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في المصنف (ص 190 الجزء المفقود) بهذا الإسناد. وفيه (محبوب القواريري) بدل (محبوب الفزاري). وأخرجه أبو داود في المناسك، باب التعجيل من جمع (2/ 482: 1944)، والترمذي في الحج أيضًا (3/ 234: 886)، وابن ماجه في المناسك، باب الوقوف بجمع (2/ 1006: 3023)، وأحمد في المسند (3/ 391)، من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر قال: أفاض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع وعليه السكينة، وأمرهم بالسكينة، وأمرهم أن يرموا بمثل حصى الخذف، وأوضع في وادي محسّر، وقال: لتأخذْ أمتي نسكها، فإني لا أدري لعلّي لا ألقاهم بعد عامي هذا". وفي الباب ما يشعر إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بأخذ الحصى من وادي محسر، وذلك فيما أخرجه مسلم في "صحيحه" برقم (1282)، وأحمد في مسنده (1/ 210) من =
= حديث الفضل بن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ محسّرًا، وقال: "عليكم بحصى الخذف، الذي يُرمى به الجمرة".
الحكم عليه: في إسناده من لم أقف على ترجمته. وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 359: 3084): رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف، لجهالة بعض رواته. قلت: يعني محبوب الفزاري فإني لم أجد له ترجمة، لكن لسند الحديث متابعة قاصرة عند أحمد والترمذي وابن ماجه، ولمتنه شاهد صحيح عند مسلم تقدم تخريجه.
1256 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُريج، حَدَّثَنِي هارونُ بْنُ أَبي عائشةَ، عَنْ عَدِيّ بْنِ عَدِيٍّ الكِنْدي، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ ربيعةَ، قال: "نظرنا إِلَى عمرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يومَ النَّفْرِ الْأَوَّلِ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا تَقْطر لحيتُه ماءً، في يده حَصَيات، وفي حُزّته حَصَياتٌ (¬1)، مَاشِيًا، يُكَبِّرُ فِي طَرِيقِهِ، حَتَّى أَتَى الجَمْرةَ الأولى فَرماهها حتى انقطع من الحصى (¬2) [خشية] (¬3) يناله حصى من رمى، ثم دعا سَاعَةً، ثُمَّ مَضَى إِلَى الْجَمْرَةِ الوُسطى، ثُمَّ الأخرى". ¬
1256 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 361: 3091)، وعزاه لمسدّد في مسنده وسكت عنه. ولم أقف عليه عند غير مسدّد فيما بحثت فيه.
الحكم عليه: إسناد رجاله ثقات، غير هارون بن أبي عائشة، لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل سوى ذكر ابن أبي حاتم له في الجرح والتعديل (9/ 93).
1257 - وَقَالَ (¬1) مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ سليمان بن المغيرة (¬2)، عن ابن أبي نعم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: حَصَى الْجِمَارِ مَا يُقْبَلُ مِنْهُ رُفع وَمَا رُدَّ تُرك، وَلَوْلَا ذلك كان أطول من شبر. ¬
1257 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 32) قال: نا ابن عيينة، به. والأزرقي (2/ 177) قال: ثنا سفيان، به. والفاكهي (4/ 293: 2650) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر قال: ثنا سفيان، به. والبيهقي كما في السنن الكبرى (5/ 128) من طريق سفيان، به. والدولابي في الكنى (2/ 56). كما ورد مرفوعًا من طريق يزيد بن سفيان عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سعيد الخدري عن أبيه قال: قلنا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الجمار التي يرمى بها كل عام فنحسب أنها تنقص فقال: إنه ما تقبل منها رفع ولولا ذلك لرأيتها أمثال الجبال. أخرجه الدراقطني (2/ 300: 288)، والحاكم (1/ 476)، والبيهقي (5/ 128)، وابن الجوزي في التحقيق (2/ 153: 1337)، والطبراني في الأوسط (2/ 446: 1771). وضعفه البيهقي والهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 260) قال: "وفيه يزيد بن سنان التميمي وهو ضعيف". كما ورد من قول ابن عباس موقوفًا عليه أخرجه البيهقي (5/ 128)، وابن أبي شيبة (4/ 32)، والأزرقي (2/ 176)، والفاكهي (4/ 292: 2648). =
= وورد من قول عمر أخرجه الفاكهي بإسناد منقطع (4/ 294). كما ورد من قول سعيد بن جبير أخرجه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 153: 1338)، والفاكهي (2/ 293: 2652)، والأزرقي (2/ 177).
الحكم عليه: قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 246: 208): وسنده صحيح. وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 362: 3097): رواه مسدد موقوفًا، واللفظ له؛ والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه ... وفي سنديهما يزيد بن سنان مختلف في توثيقه، ورواه البيهقي في سننه من حديث ابن عباس وابن عمر. (سعد).
1258 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن يوسف، مولى آل عثمان (¬1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، سمعه يُخبر (¬2) أنه سمع أبا حَبّةَ يُفتي الناسَ: أنه لا بأس لِمَا رَمى به الرَجل في الجِمار مِنْ حَصًى وَغَيْرِهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمرو بن عثمانَ: فَذُكر ذلك لعبد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: صدق. وكان أبو حَبةَ رضي الله عنه بَدْرِيًا. ¬
1258 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 360: 3090)، وعزاه لمسدّد. وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 633) من طريق مسدّد بهذا الإسناد بلفظه تمامًا. ورواه الطبراني في الكبير (22/ 326: 820) عن معاذ بن المثنى عن مسدّد به بلفظه.
الحكم عليه: قال البوصيري: رجاله ثقات. وقال ابن حجر في الإصابة (11/ 78): سنده قويّ إلَّا أن عبد الله بن عمرو بن عثمان لم يدركه -يعني أبا حبّة-.
1259 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُميد الْأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قومه يقال له معاذ، أو ابن مُعَاذٌ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَّمَ الناسَ مناسِكَهم، قَالَ: ففَتح اللهُ تعالى أَسماعَنا، فإنّا لَنَسْمَعُ وَنَحْنُ فِي رِحالنا، فَكَانَ فِيمَا عَلّمنا: "إذا رميتُم الجَمرةَ فارموها بمثل حصى الخذف". أَخْرَجَ أَبُو داودَ بعضَه مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الرحمن بن معاذ (¬1) التيمي، عن رجل من الصحابة رضي الله عنه (¬2). ¬
1259 - تخريجه: هو عند الحميدي في "مسنده" (2/ 376: 852). ورواه ابن أبي شيبة في المصنّف (255 الجزء المفقود) عن سفيان به بنحوه. وكذا البيهقي في "السنن" (5/ 127) من طريق زكريا بن يحيى، عن سفيان، وليس عندهما تسمية الرجل الذي رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه بنحوه أحمد في "مسنده" (4/ 61) عن عبد الصمد. وأبو داود (2/ 490: 1957) كتاب المناسك: باب ما يذكر الإِمام في خطبته في مني، عن مسدد، والنسائي في " المجتبى" (5/ 249) كتاب المناسك: باب ما ذكر في مني، عن عبد الله بن المبارك، ومن طريق ابن المبارك أيضًا أخرجه البيهقي في "السنن" (5/ 127 - 128). ثلاثتهم، عن عبد الوارث العنبري، عن حميد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن معاذ التيمي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. =
= وأخرجه أحمد في "مسنده" (4/ 61) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن حميد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن معاذ، عن رجل، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وللحديث شواهد كثيرة، منها: 1 - حديث جابر: عند مسلم برقم (1299). 2 - وحديث الفضل بن عباس عند مسلم أيضًا برقم (1282). 3 - وحديث ابن عباس عند أحمد في "المسند" (1/ 215). 4 - وحديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص عند أحمد أيضًا (3/ 503). 5 - وحديث حرملة بن عمرو الأسلمي في مسند أحمد (4/ 343).
الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 360: 3087)، وعزاه للحميدي وسكت عنه.
1260 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، عن خالد (¬1) ابن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عن عطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أن رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- رخّص للرِعَاء أن تَرْمِيَ (¬2) الجِمارَ ليلًا. ¬
1260 - تخريجه: لم أقف عليه عند أبي يعلى من هذا الطريق. وحديث الباب أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 661: 11379) من طريق مسدّد قال: ثنا خَالِدٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ إسحاق بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ عطاء به بلفظ: رخّص للرعاء أن يرموا ليلًا. وهذا يدل على أن في إسناد أبي يعلى سقطًا , لأن عبد الرحمن بن إسحاق لا يروي عن عطاء كما في تهذيب الكمال (16/ 519). قال الهيثمي في المجمع (3/ 260): وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 151) من طريق ابن وهب عن عمر بن قيس عن عطاء به بنحوه. وفي إسناده عمر بن قيس المكيّ، متروك كما في التقريب (ص 416). وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 362: 3096)، وعزاه لابن أبي شيبة. ولم أجده في المصنّف. وله شاهد من حديث ابن عمر بنحوه. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 32: 1139)، والبيهقي في السنن =
= الكبرى (5/ 151) من طريق مسلم بن خالد عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "رخص لرِعاء الإبل أن يرموا بالليل". قال الهيثمي في المجمع (3/ 260) رواه البزّار وفيه مسلم بن خالد الزنجي وهو ضعيف وقد وثّق. وقال الحافظ في التقريب (ص 529): فقيه صدوق كثير الأوهام.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى فيه انقطاع، وقد جاء الرجل الساقط مُسمّى عند الطبراني، وهو إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متروك.
50 - باب الهدي
50 - بَابُ الْهَدْيِ 1261 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهر، عَنْ إسماعيل، عن الحسن، عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: أَتَى رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- رجل يَسوق بَدَنتَهُ حَافِيًا، فَقَالَ: "ارْكَبْها! " فَرَكِبَهَا. قُلْتُ: هُوَ فِي الصحيح (¬1) من حديث أنس رضي الله عنه، دون قوله: حافيًا (¬2). ¬
1261 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (5/ 152: 2763) بهذا الإسناد. ولم أقف عليه من هذا الطريق، لكن رواه أبو يعلى من طرق أخرى عن قتادة عن أنس دون قوله (حافيًا) برقم (2869، 3106، 3166، 3194، 3217، 3218). وأصله في الصحيح دون قولها "حافيًا" كما أشار المصنّف. أخرجه البخاري في الحج، باب ركوب البدن (3/ 536: 1690)، وفي الوصايا، باب هل ينتفع الواقف بوقفه (3/ 383: 2754)، وفي الأدب، باب ما جاء =
= في قول الرّجل ويلك (10/ 551: 6159)، والترمذي في الحج، باب ما جاء في ركوب البدنة (3/ 245: 911)، والنّسائي (5/ 176)، وأحمد (3/ 170)، وأبو يعلى (5/ 250: 2869) .. وغيرهم من طرق عن قتادة عن أنس، به.
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لضعف إسماعيل بن مسلم المكي، وسويد بن سعيد، وفيه عنعنة الحسن، والحديث صحيح ثابت من حديث أنس عند البخاري وغيره كما في التخريج؛ لكن دُونَ قَوْلِهِ "حَافِيًا".
1262 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَرْبٍ (¬1)، عَنْ عَلِيٍّ أو حُذيفة (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ (¬3) رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَشْرَكَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي هَدْيهم: البقرةُ عن سَبعَةِ. ¬
1262 - تخريجه: هو عند الطيالسي في مسنده (ص 53: 158) بهذا الإسناد. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 371: 3125)، وقال: رواه الطيالسي وأحمد بن حنبل. ولم أجده بهذا الإسناد وهذا اللفظ، ولكن قد رُوي هذا المعنى عن علي من طريق آخر: أخرجه أحمد (1/ 95، 105، 125، 152)، والترمذي في الأضاحي (4/ 90: 1503)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 279: 333) و (1/ 456: 516)، والبيهقي في الكبرى (27519) .. كلهم من طرق عن سلمة بن كهيل عن حجيّة بن عدي، عن علي به وألفاظهم متقاربة، وعند بعضهم ما ليس عند الآخر، وفيه: "سأل رجل عليًا عن البقرة؟ فقال: عن سبعة". قال الترمذي: حسن صحيح. وله شاهد من حديث جابر قال: (نحرنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عام الحديبية البدنة عن سبع، والبقرة عن سبع). أخرجه مسلم (2/ 955: 1318)، وأبو داود (3/ 98: 2807)، والترمذي (3/ 239: 904)، والنسائي (7/ 222).
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لحال أبي إسرائيل الملائي، لكن له متابعة قاصرة من طريق علي عند الإِمام أحمد والترمذي -وصحّحها- وغيرهما ترتقي به إلى الحسن لغيره. ولمتنه شاهد صحيح تقدم ذكره في التخريج.
1263 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬1)، قَالَ: كَانَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَبعث بِالْهَدْيِ، فَيَأْمُرُ الَّذِي يَبعثه مَعَهُ إنْ عَطب مِنْهُ شَيْءٌ أَنْ يَنْحَرَهُ وَيَصْبُغَ نعلَه فِي دَمِهِ، ثُمَّ يَضْرِبَ بِهِ (¬2) صَفْحَتَهُ، وليأكلْه مَن بَعْدَكَ، وَلَا تأكل منه أنت شَيْئًا، وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رِفقتك. قَالَ: وكان محمد بن سيرين يفعَلُ ذلك. ¬
1263 - تخريجه: لم أجده في مصادر التخريج فيما بحثت فيه. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 372: 3129)، وعزاه لمسدّد وسكت عنه. وهناك شواهد لمتنه. 1 - من حديث ابن عبّاس، أخرجه مسلم في الحج، باب ما يُفعل بالهدي إذا عطب في الطريق (2/ 962: 1325). 2 - ومن حديث ذؤيب الخزاعي، أخرجه مسلم أيضًا (2/ 963: 1326). 3 - ومن حديث عمرو بن خارجة الثمالي. أخرجه أحمد في مسنده (4/ 238). وانظر الحديث رقم (1265).
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، غير أنه مرسل؛ لأن حميد بن عبد الرحمن تابعي لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-. ولمتنه شاهد صحيح تقدم ذكره آنفًا.
1264 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: فِي الرَّجُلِ يَبْعَثُ بِالْهَدْيِ وَهُوَ مِقيم؟ قَالَ: يُوَاعِدُهُ يَوْمًا، فَإِذَا بَلَغَ أَمسك هُوَ عَمَّا يُمسك عنه الحَرام (¬1). * [صحيح موقوف] (¬2). ¬
1264 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإِتحاف (4/ 372: 3130) كتاب الحجّ، باب الرفث والفسوق والجدال في الحجّ، وما جاء في الهدي، وقال: رواه مسدّد موقوفًا ورجاله ثقات.
الحكم عليه: إسناده صحيح، لكنه موقوف. وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- جالسًا فقدّ قميصه من جيبه حتى أخرجه من رجليه فنظر القوم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني أمرت ببدني التي بعثت بها أن تقلد اليوم وتشعر اليوم على ماء كذا وكذا ولبست قميصًا ونسيت ... الحديث. أخرجه أحمد في مسنده (3/ 400)، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 20: 1107) بنحوه من طريق عبد الرحمن بن عطاء عن أبي جابر عن جابر به. 1107) بنحوه من طريق عبد الرحمن بن عطاء عن أبي جابر عن جابر به. قال الهيثمي في المجمع (3/ 227): رواه أحمد والبزار باختصار. ورجال أحمد ثقات. وله شاهد آخر أخرجه أحمد (5/ 426) من طريق عبد الرحمن بن عطاء عن نفر من بني سلمة قالوا: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- جالسًا فشقّ ثوبه! فقال: إني واعدت هديًا يشعر اليوم. قال الهيثمي في المجمع (3/ 227): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
1265 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وأصحابُه رضي الله عنهم، يَنْحَرُونَ البُدْنَ معقولةَ الْيُسْرَى عَلَى مَا بَقِيَ من قوائمها.
1265 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (7/ 72: 5345) في كتاب الصيّد، باب ذبح الإبل وعزاه لمسدّد. وأخرجه أبو داود (2/ 371: 1767) كتاب المناسك: باب كيف تُنحر البدن، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 237 - 238)، عن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر وأخبرني عبد الرحمن بن سابط، فذكر الحديث. قال البيهقي: حديث ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر موصول، وحديثه عن عبد الرحمن بن سابط مرسل. هذا، وقد ثبت في "الصحيحين" ما يؤيد ذلك، وذلك ما رواه البخاري في الحج باب نحو الإبل مقيَّدةَ (3/ 553: 1713)، ومسلم فيه أيضًا (2/ 956: 1320)، وغيرهم أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أُتِيَ على رجلٍ قد أناخ بدنته ينحرها، قال: ابعثها قيامًا مقيّدة، سنّة محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-.
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، وابن جريج قد صرّح بالتحديث، لكنه مرسل؛ لأن عبد الرحمن بن سابط لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو كثير الإرسال. ولمتنه شاهد صحيح عند البخاري ومسلم. وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (7/ 72: 5345): رواه مسدّد مرسلًا ورجاله ثقات.
1266 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ، ثنا سليم بْنُ مُسْلِمٍ (¬1)، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بُدْن التَّطَوُّعِ: "إذا عطب (¬2) قَبْلَ أَنْ يَدخل الحرمَ فانحَرْها، ثُمَّ اغْمس يدَك في دمها، ثُمَّ اضْرِب صَفْحَتها، وَلَا تأكُلْ مِنْها، فَإنْ أكلتَ منه غرِمتها". ¬
1266 - تخريجه: أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 155: 2580)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" (5/ 244) عن محمد بن عبد الله بن بزيع، عن زياد بن عبد الله البكائي، والطبراني في "الأوسط" (4885) من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن ابن أبي ليلى، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 228)، وقال: فيه محمد بن أبي ليلى، وهو سيء الحفظ. وانظر الحديث (1263)، فقد ذكرت له شواهد هناك.
الحكم عليه: هذا إسناد مسلسل بالضعفاء، فيه: 1 - محمد بن بحر: منكر الحديث. 2 - سليم بن مسلم: ضعيف الحديث. 3 - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى: صدوق سيِّئ الحفظ كما في التقريب (ص 493). وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (7/ 72: 5346): رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لضعف مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى.
1267 - وحدثنا (¬1) عَمْرُو بْنُ الحُصين (¬2)، ثنا حَفصُ بْنُ غِياث، ثنا [ابنُ جُرَيْجٍ] (¬3) عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قال رجل: يا رسولَ الله، وجبت علَيّ بَدَنة وَقَدْ نُحِرَت البُدْنُ، فَمَا تَرَى؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "اذْبَحْ مَكَانَها سَبْعًا من الشَاءِ". ¬
1267 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5/ 5: 2613) عن عمرو بن الحصين، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" برقم (154، 155) من طريقي سليمان بن حيان وأبي ضمرة، وابن ماجه (2/ 1048: 3136) من طريق محمد بن بكر البُرساني، ثلاثتهم عن عطاء، به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 210)، والبيهقي في "السنن" (5/ 169) من طريق إسماعيل بن أبي عياش، عن عطاء، به. وقال البوصيري في "زوائد ابن ماجه": رجال الإسناد رجال الصحيح، إلَّا أن عطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس. قاله الإِمام أحمد. ولكن قال شيخنا أبو زرعة: روايته عن ابن عباس في صحيح البخاري، أي فهذا يدلّ على السماع، وقال: ابن جريج مدلس، وقد رواه بالعنعنة، وقال يحيى بن سعيد القطان: ابن جريج عن عطاء الخراساني ضعيف.
الحكم عليه: هذا إسناد واه، فيه عمرو بن الحصين ضعيف جدًا، وابن جريج مدلّس وقد عنعنه. =
= وهاتان العلتان تنجبران بمجموع متابعات الحديث. ويبقى الخلاف في سماع عطاء من ابن عباس، وروايته عنه في صحيح البخاري، وعليه فالإسناد حسن لغيره. وتقدم ذكر حكم البوصيري في تخريج الحديث.
1268 - قال الحارث (¬1): حدثنا محمد بن عمر، ثنا محمد بن موسى الفِطْري (¬2)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أبيه، عن جده قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ساق مائةَ بَدَنَةٍ في حَجّته. ¬
1268 - تخريجه: هو عند الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (1/ 451: 373) بهذا الإسناد. وأصله في الصحيح، فقد أخرجه البخاري في الحجّ، باب يتصدق بجلال البدن (3/ 557: 1718) قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا سيف بن أبي سليمان، قال: سمعت مجاهدًا يقول: حدثني ابن أبي ليلى، أن عليًّا رضي الله عنه حدثه، قال: أهدى النبي -صلى الله عليه وسلم- مئة بدنة، فأمرني بلحومها فقسمتها، ثم أمرني بجلالها فقسمتها، ثم بجلودها فقسمتها. ويشهد له حديث جابر الطويل الذي أخرجه مسلم كتاب الحجّ، بَاب حجّة النبي -صلى الله عليه وسلم- (2/ 886: 1218) (147) في وصف حجة رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَفِيهِ: فكان جماعةُ الهدي الذي قدم به علىٌ من اليمن والذي أَتَى بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مئة.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، فيه الواقدي وهو متروك. وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 372: 3131): رواه الحارث عن محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف.
51 - باب التلبية، ومتى تنقطع وهل يقال في الأماكن المقدسة؟
51 - باب التلبية، ومتى تنقطع وهل يقال في الأماكن المقدّسة؟ 1269 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ (¬1)، عَنْ يَحْيَى بن عباد، عن عَبَّادٍ (¬2) قَالَ: حُدِّثتُ أنَّ عمرَ بنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، لَمَّا دَخَلَ بيتَ المقدِس قَالَ: "لَبَّيكَ اللهمَّ لَبَّيك! ". ¬
1269 - تخريجه: أخرجه يعقوب بن سفيان البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 365)، عن محمد بن المثنى عن يعلي بن عبيد به بلفظه. ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 41). وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 326: 2952)، وعزاه لإسحاق ابن راهويه.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، فيه محمد بن إسحاق مدلِّس، وقد عنعنه. وقال البوصيري: رواه إسحاق بسند ضعيف لتدليس ابن إسحاق.
1270 - قَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ عَنْ جَابِرٍ هُوَ الْجُعْفِيُّ عن مجاهد عن عائشة قال: مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لبَّيك لَا شَرِيكَ لَكَ، إِنَّ الْحَمْدَ والنعمة لك، وما سمعته يَذْكُرُ حَجًّا وَلَا عُمْرَةً. قَالَ مُجَاهِدٌ: وَقَالَ فِيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: وَالْمُلْكُ لَا شَرِيكَ لك. قلت: هُوَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ بِالزِّيَادَةِ دون قولها يذكر حجًا ولا عمرة (¬2). ¬
1270 - تخريجه: أخرجه إسحاق (3/ 1038: 1794) به. ورواه أبو داود الطيالسي (ص 211: 1513) قال: حدثنا شعبة عن الأعمش، قال: سمعت خيثمة يحدث عن أبي عطية الوادعي قال سمعت عائشة تقول: والله إني لأعلم كيف كانت تلبية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم سمعتها تلبي: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لبَّيك، لبَّيك لَا شَرِيكَ لَكَ لبيك، إن الحمد والنعمة لك. وأخرجه من طريقه البيهقي في السنن (5/ 44). وأخرجه أحمد (6/ 100) قال: ثنا محمد بن جعفر قال: ثنا شعبة به. وكذلك في (6/ 181). وأخرجه أيضًا (6/ 243)، قال: ثنا روح ثنا شعبة، به. وأخرجه إسحاق (3/ 906: 1592) قال: أخبرنا أبو عامر، نا شعبة به. وأخرجه أحمد (6/ 230)، وأبو يعلى (8/ 130: 4671)، وابن أبي شيبة =
= (ص 192: 136)، من طريق ابن نمير عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية، به. وأخرجه البخاري برقم (1550)، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان عن الأعمش به. وأخرجه أحمد (6/ 32) قال: ثنا محمد بن فضيل قال: ثنا الأعمش، به. وأخرجه الطحاوي (2/ 124) قال: حدثنا ثهد قال: ثنا الحسن بن الربيع قال: ثنا أبو الأحوص، عن الأعمش به. وأخرجه ابن أبي شيبة (ص 192: 136) قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش، به، وزاد: والملك. وأحمد (6/ 32) قال: ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن الأعمش، به. وزاد: والملك لا شريك لك. وأخرج مسلم (2/ 8780) (1211: 129) حدثنا سويد عن ابن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نلبي لا نذكر حجًا ولا عمرة وساق الحديث. وورد عن عمر التلبية بالزيادة من طريق المسور بن مخرمة أخرجه ابن أبي شيبة (ص 193)، كما ورد عنه التلبية بدون الزيادة من طريق الأسود أخرجه ابن أبي شيبة (ص 193). وورد من حديث ابن مسعود بدون الزيادة. أخرجه النسائي (5/ 161)، وفي الكبرى (3732)، وأحمد (1/ 410: 3897)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 124)، والشاشي (482) عن طريق أبان بن تغلب، عن أبي إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق اختلط بآخره، وسماع أبان عنه متأخر، وخالفه شعبة فرواه موقوفًا كما في العلل لابن أبي حاتم (1/ 293)، ورواه موقوفًا ابن أبي شيبة (ص 193). * وقد ورد أن الجميع من تلبية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عدد من الأحاديث، منها: 1 - حديث جابر: رواه مسلم (2/ 887: 1218) باب حجة النبي -صلى الله عليه وسلم-، =
= وأبو داود (2/ 182: 1905)، وابن ماجه (2/ 1023: 3074)، والدارمي (2/ 44)، والبيهقي (5/ 7)، وأبو يعلى (4/ 26: 2027). 2 - حديث ابن عمر: رواه البخاري (1549) باب التلبية، ومسلم (1184). 3 - حديث عبد الله بن الزبير: رواه الطبراني في الأوسط (6/ 233: 6451). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 228): رواه الطبراني في الأوسط , وفيه من لم أعرفه. 4 - حديث ابن عباس: رواه أحمد (1/ 267: 2404) و (1/ 302: 2754)، قال الهيثمي: ورجاله ثقات، ورواه ابن أبي شيبة (ص 192). 5 - حديث عمر بن معدي كرب: رواه الطحاوي (2/ 124)، والطبراني في الكبير (17/ 46: 100)، وفي الأوسط (3/ 148: 2303)، وفي الصغير (ص 84: 151)، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 14: 1093)، وقال: إسناده ليس بالثابت، وقال الهيثمي (3/ 227): "فيه شرقي بن قطامي ضعيف"، لكنه لم يرو في الكبير عنه. 6 - حديث أنس: رواه أبو يعلى (5/ 155: 2768، 3563)، وفي إسناده: إسماعيل بن مسلم ضعيف. أما عن الإهلال فقد ورد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عام حجة الوداع فمنا من أهل بعمرة ومنا من أهل بحج وعمرة ومنا من أهل بالحج وأهل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحج أخرجه البخاري (1562)، باب التمتع والقران والإفراد، و (4408) باب حجة الوداع، ومسلم (2/ 871: 1211: 114) من حديث عروة عنها. وأخرج مسلم (2/ 878: 1211: 129) من حديث الأسود عنها: خرجنا مع رسول نلبي لا نذكر حجًا ولا عمرة. وفي حديث أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أهل بعمرة وحجة. رواه البخاري (4353)، ومسلم (1232). =
= وفي حديث جابر: قدمنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونحن نقول: لبيك اللهم لبيك بالحج. أخرجه البخاري (1570)، ومسلم (1216). وفي حديث ابن عباس: قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه مهلين بالحج أخرجه البخاري (1564)، وبنحوه مسلم (1239). وفي حديث ابن عمر: أهل النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحج. أخرجه البخاري (4354)، ومسلم (1231). وفي حديث أبي سعيد: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نصرخ بالحج صراخًا أخرجه مسلم (1247).
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، جابر الجعفي ضعيف، وأحمد بن أيوب مقبول، ورواية مجاهد عن عائشة وعمر مرسلة. (سعد).
1271 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، ثنا هِشام بْنُ حَسَّان (¬1)، عَنْ حفصةَ بِنْتِ سِيرينَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ حجَّ مَعَ أَنَسِ بْنِ مالك رضىِ الله عنه، فَكَانَ يَقُولُ فِي تَلْبيته:"لَبيك حَجًّا حَقًّا، تعبُّدًا ورِقًّا". ¬
1271 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 326: 2950)، وقال: رواه مسدّد ورواته ثقات. وروي هذا الحديث موقوفًا ومرفوعًا. * فأما الموقوف: فأخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 13: 1090) من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حسَان عن ابن سيرين -كذا- عن أخيه يحيى بن سيرين قال: كانت تلبية أنس .. فذكره بلفظه. قال البزار: ولم يسنده حماد -أي لم يرفعه- وأسنده النّضر بن شميل -وستأتي روايته- ولم يحدّث يحيى بن سيرين عن أنس إلَّا هذا. * وأما المرفوع: فأخرجه الدارقطني في العلل كما في حاشية مختصر الإتحاف (4/ 326)، والبزّار كما في كشف الأستار (2/ 13: 1090)، والخطيب في تاريخه (14/ 215) من طريق النّضر بن شميل عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عن أخيه يحيى بن سيرين، عن أنس يرفعه "لبيك حقًا حقًا، تعبُّدا ورِقًّا". قال الدارقطني: تفرَّد به يحيى بن محمد بن أعين عن النّضر بن شميل بهذا الإسناد، وما سمعناه إلَّا من ابن مخلد. قال الخطيب: قد رواه هدية بن عبد الوهاب المروزي عن النّضر بن شميل كرواية ابن أعين عنه. ثم ساقه بسنده إلى الحسين بن هيثم الرازي عن هدية بن عبد الوهاب عن النّضر ابن شميل به. =
= وهذه متابعة جيّدة رجالها كلهم ثقات عدا (الحسين بن الهيثم) ذكره الخطيب في تاريخه (8/ 145)، ونقل عن الدارقطني قوله فيه: "لا بأس به". ومن طريق هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عن أخيه، عنه به مرفوعًا. رواه ابن عساكر وابن النجّار كما في كنز العمّال (5/ 149). ولم أجده في تاريخ دمشق المخطوط والمطبوع في ترجمة أنس وابن سيرين وإخوته المترجَم لهم ممن ورد دمشق، فالله أعلم. وعزاه في الكنز (5/ 32) إلى الدّيلمي أيضًا.
الحكم عليه: إسناده صحيح. وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 326): رواه مسدّد ورواته ثقات، وقد صحّ مرفوعًا كما تقدم في التخريج.
1272 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إبراهيم، عن رجل (¬1)، عن عمر رضي الله عنه، أنه أفاض من عرفَة، فكانت تلبيتُه: لَبَّيك اللهم لَبَّيك! ¬
1272 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 326: 2951)، وزاد فيه: لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ والنعمة لك. وهو على بعير ينعق والإبل تُعنق ما تدركه. وقال: رواه مسدّد بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، لجهالة الراوي عن عمر.
1273 - [1] وقال أبو بكر: حَدثنا أبو أُسامة، عن أبي حنيفة، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عن عبد الله رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَفْضَلُ الحَجّ العَجَّ والثَجّ"، فالعَجّ الْعَجِيجُ، والثَجّ النَّحر. [2] وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفاعي، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، بِهَذَا، إلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَأَمَّا العَجُّ فالتلبيةُ، وَأَمَّا الثَجُّ فَنَحْرُ الإِبِلِ.
1273 - تخريجه: لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند ابن أبي شيبة ولا في مصنّفه. وهو عند أبي حنيفة في مسنده (ص 433)، تحقيق خليل الميس، بهذا الإسناد. وهو عند أبي يعلى في مسنده (9/ 19: 5086) بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في المقصد العلي (2/ 247: 554). وفي مجمع الزوائد (3/ 224)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه: رجل ضعيف. قلت: يعني أبا حنيفة رحمه الله. وله شاهد عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصدِّيق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أيّ الحجّ أفضل؟ قال: "العجّ والثجّ". أخرجه الترمذي في الحج (3/ 189: 827)، وابن ماجه فيه (2/ 975: 2924)، والدارمي (2/ 31)، وأبو يعلى (1/ 109: 117)، والحاكم (1/ 451) وصحَّحه، ووافقه الذهبي.
الحكم عليه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 326: 2953)، وقال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى إلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَأَمَّا الْعَجُّ: فَالتَّلْبِيَةُ؛ وَأَمَّا الثجّ: فنحر الإبل. =
= وقال الألباني في الصحيحة (3/ 487): هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم على ضعف في الرّفاعي واسمه محمد بن يزيد بن محمد. غير أبي حنيفة، فهو مضعّف عند جماهير المحدثين، ولكنه غير متهم، فالحديث به حسن. يعني إذا ضمّ إلى الطريق الأول الذي خرجّه قبل هذا وهو في حديث أبي بكر الصدّيق.
1274 - حَدَّثَنَا (¬1) [مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمير، حدثني أبي] (¬2) عن إسماعيل، عن الحسن وقتادة، عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: "لَبّيك اللَّهُمَّ لَبّيك، لَبّيك (¬3) لَا شريكَ لَكَ لَبّيك، إِنَّ الحمدَ والنعمةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَريكَ لكَ! ". ¬
1274 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (5/ 155 - 156: 2768) بهذا الإِسناد. وأورده الهيثمي في المقصد العلي (2/ 248: 557). وأورده في المجمع (2/ 223)، وقال: رواه يعلى من رواية عبد الله بن نمير عن إسماعيل ولم ينسبه، فإن كان ابن أبي خالد فهو من رجال الصحيح وإن كان إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر فهو ضعيف، وكلاهما روى عنه. قلت: جاء مسمَّى في مسند أبي يعلى (4/ 1251: 595)، رسالة دكتوراه تحقيق الأستاذ عبد الله بن وكيل الشيخ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عن الزهري، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- .. ذكره بلفظه. وللحديث شواهد، منها: - حديث ابن عمر بلفظه: أخرجه البخاري في الحج، باب التلبية (3/ 408: 1549)، ومسلم فيه (2/ 841: 19، 20، 21)، وابن حبان في صحيحه (6/ 42: 3788). =
= - وحديث عائشة بلفظه: أخرجه البخاري في الحجّ، باب التلبية (3/ 408: 1550)
الحكم عليه: إسناده ضعيف، لضعف إسماعيل بن مسلم ولم يتابع عليه ولكن الحديث صحيح من غير طريق أنس كما سبق في شواهده.
52 - باب الخطبة في يوم النحر وفي ثانيه
52 - بَابُ الخُطبة فِي يَوْمِ النَّحْر وَفِي ثَانِيهِ (51) حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه، وَغَيْرُهُ فِي ذَلِكَ، فِي بَابِ تَحْرِيمِ الدَّمِ مِنْ كِتَابِ الْحُدُودِ (¬1). 1275 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مخلَد، ثنا أَبِي، ثنا رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [حُصَيْنٍ] (¬2) الغنوي، حدّثتني جدّتي السَرّى (¬3) بِنْتُ نَبْهانَ بْنِ عَمْرٍو -وَكَانَتْ ربّةَ بَيْتٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ- قَالَتْ: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فِي حَجّة الْوَدَاعِ، يَقُولُ: "أَتَدْرُونَ أَيُّ يومٍ هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ ورسولُه أَعْلَمُ. قَالَ: "هَذَا أوسطُ أَيَّامِ التَشريق". قَالَ: "تَدْرُونَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قَالُوا: اللَّهُ ورسولُه أعلم. قال: "هذا المَشعُر الحرام"، قال: "إني لَا أَدْرِي لَعلّي لَا [أَلْقَاكُمْ] (¬4) بَعْدَ عَامِي هَذَا. أَلًا إِنَّ دماءَكم وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ، بعضِكم عَلَى بعضِ، كحُرمةِ يومِكم هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، حَتَّى تلقَوُا اللَّهَ عزَّ وَجَلَّ، فَيَسْأَلَكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ. أَلَا فَلِيُبلِّغ أَدْنَاكُمْ أَقْصَاكُمْ! " قَالَ: ثُمَّ أَتْبَعَهَا: "اللهمَّ هَلْ بلّغتُ؟ اللهمَّ هَلْ بلّغتُ؟ " فتُوفّي [حِينَ] (¬5) بَلَغ المدينَةَ. (2) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَة، وَيَعْقُوبُ، فَرّقهما قالا: ثنا أبو عاصم، به. ¬
أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مُخْتَصَرًا (¬1)، مِنْ حَدِيثِ أَبِي عاصم، بهذا الإِسناد. ¬
1275 - تخريجه: أخرجه أبو داود في المناسك، باب أي يوم خطب بمنى (2/ 488: 1953) مختصرًا ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (7/ 140). والبخاري في خلق أفعال العباد رقم (398) مختصرًا، وابن سعد في الطبقات (8/ 310)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 92: 3305)، والطبراني في الكبير (24/ 207: 777)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (3/ 259: 1784)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 151) من طرق عن أبي عاصم الضحّاك بن مخلد، به بنحوه.
الحكم عليه: قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 273): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. قلت: في إسناده ربيعة بن عبد الرحمن أحد التابعين، لم يوثّقه إلَّا ابن حبّان. وقال الحافظ في التقريب (ص 207): مقبول. وله شاهد من حديث أبي نجيح عن رجلين من بني بكر قالا: رأينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب بين أوسط أيام التشريق، ونحن عند راحلته، وهي خطبة رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّتِي خطب بمنى. =
= أخرجه أبو داود في المناسك، باب أي يوم خطب بمنى (2/ 488: 1952)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 151) عن محمد بن العلاء، عن ابن المبارك، عن إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه به. وهذا سند قوي رجاله رجال الصحيحين غير أبي نجيح لم يخرّج له البخاري وأخرج له مسلم. وبهذا يكون سند حديث الباب حسنًا. وذكر البوصيري حديث الباب في مختصر الإتحاف (4/ 370: 3121)، وقال: رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل وأبو داود مختصرًا. قلت: عزوه لأحمد وهم منه -رحمه الله- لأن أحمد بن حنبل لم يخرّج للسرّى هذه أصلًا. قال ابن القيم في زاد المعاد (2/ 288): وخطب النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس بمنى خطبتين: خطبة يوم النحر، والخطبة الثانية في أوسط أيام التشريق، فقيل: هو ثاني يوم النحر ... ثم ساق حديثَ الباب.
53 - باب جزاء الصيد وتحريمه على المحرم
53 - باب جزاءِ الصيد وتحريمه على المُحْرِم 1276 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ خُثيم، أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ، أَنَّهُ سَمِعَ عبدَ اللَّهِ بنَ أَبِي عَمَّارٍ يَقُولُ: أَقبلتُ مَعَ مُعَاذِ بن جبل وكعب (¬1) رضي الله عنهما، مُحْرِمين بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وأَمِيرُنا مُعَاذٌ رضي الله عنه، وأَمْرُنا إليه، وهو يَؤُمُّنا. فلما كان ببعض الطريق تبرَّز معاذ رضي الله عنه لحاجته، وخالفه رجل بحمار وَحْش قد عقره، فأخذه كعب فأهداه إلى الرِفقة. قَالَ: فَلَمْ يَرجع مُعَاذٌ إلَّا وقُدور الْقَوْمِ تَغْلي فِيهَا مِنْهُ. فَسَأَلَ، فأُخبر، فَقَالَ: لَا يُطيعني أحد إلَّا كفأ قِدْرَه! قال: فكفأ كعب والقوم قُدورَهم. فلمّا كُنّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، وَكَعْبٌ يَصْلى عَلَى نَارٍ، إذْ مَرَّتْ بِهِ رِجْل مِنْ جَرَادٍ، فَأَخَذَ جَرَادَتَيْنِ فقتلهما ونسي إحرامه، ثم ذكر إِحْرَامَهُ فَرَمَى بِهِمَا. فَلَمَّا قَدِمْنَا المدينةَ دَخَلَ القومُ على عمر رضي الله عنه، ودخَلتُ مَعهم، فَقَالَ كَعْبٌ: كَيْفَ تَرَى يَا أميرَ الْمُؤْمِنِينَ -فَقَصَّ عَليه قصّةَ الجَرَادتَيْن-؟ قَالَ: وَمَا بأسٌ بِذَلِكَ، يَا كعبُ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: إِنَّ حِمْيرَ تُحبّ الْجَرَادَ، وَمَاذَا جعلتَ فِي نفسِك؟ قَالَ: دِرْهمين. قَالَ: دِرْهَمَانِ خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ جرادةِ، اجعَل مَا جعلتَ فِي نفسِك. ¬
1276 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 373: 3134)، وعزاه لمسدّد. وأخرجه الشافعي في مسنده (1/ 326: 848 ترتيب السندي)، قال: أخبرنا سعيد عن ابن جريج عن يوسف بن ماهك، به بنحوه. وسعيد هو ابن سالم القدّاحِ صدوق يهم كما في التقريب (ص 236). وابن جريج مدلس وقد عنعنه. ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 206). وذكر هذا الطريق الزرقاني في شرحه على الموطأ (2/ 374)، وقال: سنده صحيح أو حسن. قلت: تصحيحه فيه نظر لما تقدم، وتحسينه ممكن بمتابعة سند مسدّد في حديث الباب. ورواه مالك في الموطأ (2/ 510 شرح الزرقاني) عن يحيى بن سعيد أن رجلًا جاء إلى عمر، فذكره بنحوه مختصرًا، وهذا إسناد منقطع، يحيى بن سعيد -هو الأنصاري المدني- لم يدرك عمر. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (4/ 77) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عمر نحوه، إلَّا أنه قال: تمرة خير من جرادة. ورواه ابن أبي شيبة أيضًا (4/ 77) عن ابن فضيل، عن يزيد بن إبراهيم، عن كعب أنّه مرّت به جرادة فضربها بسوطه ... فذكره بنحوه مختصرًا. ولشطره الأوّل شاهد من حديث أبي قتادة يأتي عند الحديث رقم (1280). ويشهد لشطره الثاني -وهو النهي عن قتل الجراد- ما رواه الشافعي في مسنده (1/ 325، 326: 846، 847)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 206). عن ابن جريج عن بكير بن عبد الله، عن القاسم، عن ابن عباس أن رجلًا سأله =
= عن محرم أصاب جرادة فقال: ليتصدق بقبضة من طعام. وهذا موقوف إسناده حسن، وابن جريج صرّح بالسماع في الطريق الثاني عند الشافعي والبيهقي.
الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيحين غير ابن خثيم -وهو عبد الله بن عثمان- أخرج له البخاري تعليقًا، وعبد الله بن أبي عمّار لم يخرّج له البخاري وروي له بقية أصحاب الكتب الستة. وعليه فإسناده حسن لأجل ابن خثيم -وهو صدوق- ولمتنه شاهد صحيح من حديث أبي قتادة يشهد لشطره الأوّل، ولشطره الثاني شاهد آخر موقوف عن ابن عبّاس حسن الإسناد.
1277 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا سَالِمُ بْنُ هِلَالٍ، حدَّثني أَبُو الصِّدِّيقِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ حجَّ وكعب، فجاء جراد فجعل كعب يضرب بِسَوْط، فقلتُ: يَا أَبَا إسحاقَ! أَلسْتَ مُحْرِمًا؟ قَالَ: بلى، إِنَّهُ مِن صَيْدِ البَحْر، وَإِنَّمَا خَرَجَ أوّلُه مِنْ مِنْخِر حوتٍ.
1277 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 373: 3132)، وقال: رواه مسدّد بسند فيه: يوسف بن هلال -كذا- لم أر من ذكره بعدالة ولا جرح، وباقي رجال الإسناد ثقات. وروى ابن أبي شيبة في المصنّف (4/ 77) عن ابن فضيل عن يزيد بن إبراهيم عن كعب أنه مرّت به جرادة فضربها بسوطه فأخذها فشواه، فقالوا له , فقال: هذا خطأ، وأنا أحكم على نفسي في هذا درهمًا، فأتى عمر فقال: وإنكم أهل حمص أكثر شيء دراهم، تمرة خير من جرادة. ولعلّهما قصتان لأنّ هذه تخالف رواية الباب، ولذا قال الزرقاني في شرحه على الموطأ (2/ 374): قد جاء ما يدل على رجوع كعب عن هذا. ثم ساق الأثر السابق برقم (1276). وأخرج مالك في الموطأ، في الحج، باب ما لا يجوز للمحرم أكله من الصيّد (2/ 374: 800 شرح الزرقاني)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (5/ 189) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسار أن كعب الأحبار أقبل من الشام في ركب ... وفيه: ثم لَمَّا كانوا ببعض طريق مكة مرّت بهم رِجْل من جراد فأفتاهم كعب بأن يأخذوه فيأكلوه، فلما قدموا على عمر بن الخطاب ذكروا ذلك له، فقال: ما حملك على أن تفتيهم بذلك؟ قال: هو من صيد البحر، قال: وما يدريك؟ قال: يا أمير المؤمنين إن هي إلَّا نثرة حوت ينثره في كل عام مرتين. وله شاهد عن أبي هريرة مرفوعًا: "الجراد من صيد البحر". أخرجه أبو داود في المناسك (2/ 429: 1854) وضعّفه، والترمذي في الحج =
= (3/ 207: 850)، وابن ماجه في الصيد (2/ 1074: 3222) من طريق أبي المهزم عن أبي هريرة، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من حديث أبي المهزم عن أبي هريرة. وأبو المهزم هو يزيد بن سفيان، متروك كما في التقريب (ص 676).
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لجهالة سالم بن هلال كما في الجرح والتعديل (4/ 188)، لكنه حسن بمجموع طرقه، ويبقى موقوفًا على كعب الأحبار. وقد جاء مرفوعًا، لكن بإسناد ضعيف، كما تقدّم في التخريج.
1278 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عيينةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بِصِفَاحِ الرَوْحاء (¬1)، فَإِذَا نَحْنُ بِحِمَارٍ عَقير (¬2)، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ هَذَا الحمارَ يوشِك صاحبُه أَنْ يَأْتِيَ". فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ صَاحِبُهُ، فَقَالَ: خُذوه. فأَمر رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبا بكر رضي الله عنه، أَنْ يُقَسِّمَهُ فِي الرِفاق. ثُمَّ خَرَجْنَا، حَتَّى إذا كُنا [بالأُثايَة] (¬3) بالعَرْج، إذا ظبْيٌ حاقف (¬4) فِيهِ سَهْمٌ غَائِرٌ، فَأَمَرَ رسولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أبا بكر رضي الله عنه، أَنْ يَقِفَ عَلَيْهِ فَيَمْنَعَهُ مِنَ النَّاسِ. قَالَ: وصاحب الحمار رجل من [بهز] (¬5). قلتُ: ظَاهِرُ هَذَا الْإِسْنَادِ الصحةُ، لَكِنَّهُ مَعْلُولٌ. بَيَّنَ ذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ فِي كِتَابِ العِلل، وأنه قال لابن عُيينة: إن الناسَ يُخالفونك، لا يَقُولُونَ: عَنْ عِيسَى بْنِ طلحةَ، عَنْ أَبِيهِ! فقال: الحديثُ، قد قصَصْتُ لَكَ، وكنتُ أظنُه عَنْ أَبِيهِ. قَالَ عَلِيٌّ: الصَّوَابُ: عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنِ الْبَهْزِيِّ (¬6). ¬
1278 - تخريجه: أخرجه ابن ماجه في المناسك، باب الرخصة في ذلك إذا لم يصد له (2/ 1033: 3092) عن هشام بن عمّار، عن ابن عيينة، به مختصرًا جدًا من مسند طلحة بن عبيد الله. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 373: 3136)، وقال: رواه ابن أبي عمر ورجاله ثقات، وابن ماجه مختصرًا. ولم أقف عليه عند غير ابن ماجه من هذا الطريق. وقال المزّي في تحفة الأشراف (4/ 217): قال يعقوب بن شيبة: وهذا الحديث لا أعلم رواه هكذا غير ابن عيينة، وأحسبه أراد أن يختصره فأخطأ فيه، وقد خالفه الناس في هذا الحديث. ورواه مالك في الموطأ (2/ 277 - 279: 797)، ومن طريقه النّسائي في المناسك، باب ما لا يجوز للمحرم أكله من الصيد (5/ 183)، وعبد الرزاق في المصنف (4/ 431: 8339)، وابن حبّان في صحيحه (11/ 511: 5111)، وابن بشكوال في الغوامض والمبهمات (2/ 837)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 171) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عن عمير بن سلمة عن البهزي بنحوه. تابع مالكًا عليه يزيد بن هارون. أخرجه أحمد في المسند (3/ 452)، والطبراني في الكبير (5/ 259: 5383)، ومن طريقه المزّي في تهذيب الكمال (10/ 104)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 67: 1382)، والبيهقي في الكبرى (5/ 188). وإسناد هذا الحديث وسابقه رجاله ثقات، رجال الصحيحين غير عمير بن سلمة الضمري، والبهزي =
= صحابيان، حديثهما عند النّسائي، والبهزي: قيل اسمه زيد بن كعب (التقريب: ص 224)، وهو صاحب الحمار الذي ورد في قَصّة حديث الباب. ورواه يزيد بن الهاد وغيره عن محمد بن إبراهيم بن الحارث به، ولم يذكر فيه البهزي، وإنما جعلوه من مسند عمير بن سلمة. رواه النسائي في الصيد والذبائح (7/ 205)، وابن حبّان في صحيحه (11/ 514: 5112) من طريق بكر بن مضر. والحاكم في المستدرك (3/ 624)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 216: 972) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم .. كلاهما عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عن عمير بن سلمة الضّمري قال: بينما نحن نسير ... فذكره بنحوه. سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: سنده صحيح. ورواه أحمد في مسنده (3/ 418) عن هشيم، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بمثل إسناد يزيد بن الهاد. والخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة (ص 418) من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
الحكم عليه: إسناد ابن أبي عمر رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أنه معلول. قال يعقوب بن شيبة كما في تحفة الأشراف (4/ 217): هذا الحديث لا أعلم رواه هكذا غير ابن عيينة، وأحسبه أراد أن يختصره فأخطأ فيه، وقد خالفه الناس في هذا الحديث. وسُئِل الدارقطني عن حديث عيسى بن طلحة عَنْ أَبِيهِ "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أعطاه حمار وحشٍ وهو محرم، فقال: اقسمه في الرّفاق". فأجاب: هو حديث تفرد به ابن عُيَيْنَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن إبراهيم =
= عن عيسى بن طلحة عن طلحة، ووهم فيه، وغيره يرويه عن يحيى بن سعيد ويسنده عن عمير بن سلمة الضمري عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وبعضهم قال: عن عمير بن سلمة عن رجل من بهز. والصواب قول من قال: عمير بن سلمة. كذلك رواه يزيد بن الهاد وعبد ربّه بن سعيد ويحيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. العلل (4/ 209). وكذا نقل ابن حجر عن ابن عبد البرّ تصحيح قول من قال: عن عمير بن سلمة. غير أنه قال: ويحتمل أن يكون بين الروايتين اختلاف عن البهزي، وإنما أخبر عن قصة البهزي فحذف المضاف وبقي المضاف إليه ولذلك نظائر. وجزم بالاحتمال الثاني موسى بن هارون، أي ليس هو رواية عن فلان، وإنما قصّة عن فلان. الإصابة (7/ 164)، والتهذيب (8/ 147).
1279 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، ثنا هشام، عن أبيه قال: إن الزُبير رضي الله عنه، كان يسافر بصفيف (¬1) الوحش، فيأكُله وهو مُحْرِم. * صحيح موقوف. ¬
1279 - تخريجه: أخرجه مالك في الموطأ في الحج (2/ 370: 795 شرح الزرقاني)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 189) عن هشام بن عروة به، بلفظ: أن الزّبير بن العوام كان يتزوّد صفيف الظّباء وهو محرِم. قال مالك: والصفيف القّدِيد. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 373: 3135)، وسكت عنه.
الحكم عليه: هذا إسناد صحيح , لكنه موقوف على الزبير رضي الله عنه.
1280 - الْحَارِثُ: [حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ] (¬1)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن الحارث بن الفضيل الْخَطْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ (¬2)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ذُؤيب الأَسدي قَالَ: صَحِبْتُ الزبيرَ بْنَ الْعَوَّامِ رضي الله عنه، مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِم، وَكَانَ يَأْكُلُ لحمَ صَيْدِ البَرّ، فقلتُ لَهُ فِي ذلك، فقال: صادَه حَلال، وَقَدْ سألتُ رسولَ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فلم يَرَ به بَأْسًا. ¬
1280 - تخريجه: هو عند الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (1/ 450: 371). وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 374: 3138)، وعزاه للحارث. وأخرج البيهقي في "السنن" (5/ 189) من طريق عروة بن الزبير عن أبيه الزبير بن العوام، قال: كنا نأكل لحم الصيد ونتزوّده، ونأكله ونحن محرمون مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ويشهد لهذا الحديث ما أخرجه البخاري في جزاء الصيد (4/ 22: 1821)، ومسلم في الحجّ باب تحريم الصيد للمحرم (2/ 851: 1196) من حديث أبي قتادة، وما أخرجه مسلم أيضًا (2/ 855: 1197) من حديث طلحة بن عبيد الله. وله شواهد كثيرة في غير الصحيحين.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، فيه الواقدي وهو متروك. ولمتنه شواهد صحيحة عند البخاري ومسلم وغيرهما.
1281 - [1] مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: إن عمر رضي الله عنه، قَضَى فِي اليَربوع جَفْرةً (¬1)، وَفِي الضَبع كَبْشًا، وَفِي الظَبْيِ شَاةً، وَفِي الأَرْنَب عَنَاقًا (¬2). (2) حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُريع، ثنا أَيوب، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ بِهِ. (3) وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا سفيان به، مقتصرًا على اليربوع. ¬
1281 - تخريجه: أخرجه مالك في الموطأ كتاب الحجّ، باب جزاء ما قتل المحرم من الوحش برقم (1244) رواية أبي مصعب، ومن طريق مالك رواه الشافعي في مسنده (1/ 330) ترتيب السندي، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 183) عن أبي الزبير، بهذا الإسناد. ورواه البيهقي أيضًا (5/ 184) من طريق عطاء عن جابر عن عمر به، وفيه: "جفرة في الأرنب وعناقًا في اليربوع" بدل "في اليربوع جفرة وفي الأرنب عناقًا". قال البيهقي: كذا في كتابي. وأخرجه البيهقي أيضًا (5/ 184) من طريق إسماعيل بن علية عن أيوب به بلفظه الأول. وانظر الحديث رقم (1282).
الحكم عليه: قال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 375: 3141): رواه مسدد موقوفًا بسند صحيح. قلت: فيه عنعنة أبي الزبير، لكن تابعه عطاء بن أبي رباح عليه عند البيهقي، وعليه فإسناده صحيح موقوف.
1282 - أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الفُضيل بن عِياض، ثنا مالك بن سُعير، عَنِ الأجْلَح، عَنْ أَبِي الزُبير، فَذَكَرَهُ، لَكِنْ زاد: ولا أراه إلَّا قد رفعه.
1282 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في "مسنده" (1/ 179: 203)، إلَّا أنه قال: في الضبع شاة، وفي الظبي كبش. وأخرجه من طريق أبي يعلى البيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 283)، وفيه: لا أراه إلَّا وقد رفعه أنه حكم. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 231)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه الأجلح الكندي، وفيه كلام، وقد وُثِّق. وقد روي هذا الحديث مرفوعًا، فأخرجه الدارقطني في السنن (2/ 246) من طريق محمد بن فضيل. و (2/ 247) من طريق أبي مريم. والبيهقي في "السنن" (5/ 283) من طريق زياد بن عبد الله. ثلاثتهم عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ البيهقي: والصحيح أنه موقوف على عمر. وقد مضى في الحديث رقم (1281).
الحكم عليه: في إسناده أبو عبيدة بن الفضيل مختلف فيه، والأجلح صدوق. وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 375: 3143)، وسكت عنه. وقال البيهقي في السنن (5/ 283): الصحيح أنه موقوف على عمر. وانظر الحديث رقم (1281).
1283 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عبد الحميد بن جُبَير، قال: إن عِكْرِمَةَ مولى ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال علي رضي الله عنه: في بَيْضِ النَعام يُصيبه الْمُحْرِمُ تَحمل الفَحْلَ عَلَى إِبِلِكَ، فَإِذَا تبيَّن لك لِقَاحُها سَمّيتَ عددَ مَا أَصبْتَ مِنَ البَيْض، فقلتُ: هَذَا هَدْيٌ لَيْسَ عَلَيْكَ ضَمَانُها، فَمَا صَلَح من ذلك صَلح، وما فَسد فليس عليك، كالبيض: منه ما يصلح، ومنها ما يَفْسُد. قال: فعَجِبَ معاويةُ (¬1) رضي الله عنه، من قضاء عليّ رضي الله عنه، فقال ابن عَبْاس رضي الله عنهما: فَلَمْ يُعجب معاويةَ مَا هُوَ، إلَّا مَا يُبَاعُ بِهِ البيضُ فِي السُوق ويُتَصَدّق [بِهِ] (¬2). ¬
1283 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 422: 3800) عن معمر، عن ابن جريج، به بنحوه. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 375: 3144)، وعزاه لمسدّد.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، فيه ابن جريج مدلّس وقد عنعنه، وباقي رجاله ثقات. وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 375): رواه مسدّد موقوفًا ورجاله ثقات.
1284 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ (¬1) عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَكَمَ فِي الضَّبُعِ كبْشًا، وجَعَله صَيْدًا. ¬
1284 - تخريجه: أخرجه الشافعي في مسنده (1/ 329، 330: 854 ترتيب السندي) عن سعيد -هو ابن سالم-، عن ابن جريج، عن عكرمة به، بإسقاط الرجل المبهم بلفظ: "أنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضبعًا صيدًا، وقضى فيه كبشًا". وله شاهدٌ صحيح من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعًا، أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (4/ 77)، والدارمي في "سننه" (2/ 74)، وأبو داود برقم (3801)، وابن ماجه برقم (3085)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/ 164)، وابن حبّان في "صحيحه" برقم (3964)، والدارقطني (2/ 246)، والحاكم في "مستدركه" (1/ 452)، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
الحكم عليه: في إسناده من لم يسمّ، وهو مع هذا مرسل، وفيه: ابن جريج مدلّس وقد عنعنه وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 376: 3145)، وقال: رواه مسدّد مرسلًا بسند فيه راو لم يسم. وعليه فالحديث ضعيف بهذا الإسناد. وقد قال الشافعي عقب روايته لهذا الحديث كما في مسنده (1/ 330) ترتيب السندي: وهذا لا يثبت مثله لو انفرد.
1285 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خالد، عن الحسن ابن عمارةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ إسماعيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قَالَ: إِنَّ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَضَى فِي كَلْبِ الصَّيْدِ إِذَا أُصيبَ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، وَفِي كَلْبِ الْمَاشِيَةِ شَاةً مِنَ الْغَنَمِ، وَفِي كلبِ الزَّرْعِ فَرَقٌ (¬1) مِنْ طَعَامٍ، وَفِي كَلْبِ الدَّارِ فَرَقٌ مِنْ تُراب، حَقّ عَلَى رَبِّ الْقَاتِلِ (¬2) أَنْ يُؤديه، وحَقّ عَلَى رَبِّ الدَّارِ أَنْ يَقْبَلَهُ. * هَذَا إِسْنَادٌ واهٍ جدًا. ¬
1285 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف، كتاب الحجّ، باب في جزاء الصيّد .. (4/ 376: 3147)، وقال: رواه ابن أبي عمر بسند ضعيف. ولم أجده في مصادر التخريج فيما بحثت فيه.
الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه يوسف بن خالد متروك، وكذا الحسن بن عمارة متروك الحديث.
54 - باب العمرة
54 - بَابُ العُمْرة 1286 - [1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا هُشيم، أنا أَبُو بِشْر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهَا أمُّ سِنان (¬1) رضي الله عنها، أَنَّهَا أَرَادَتِ الحجَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ لَهَا: "اعْتَمِرِي فِي رمضانَ، فَإِنَّهَا لكِ حجّةٌ". قَالَ سَعِيدٌ: وَلَا نَعْلَمُهُ إلَّا لِهَذِهِ الْمَرْأَةِ وَحدَها. (2)، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ سعيد بن جُبير، بمعناه. ¬
1286 - تخريجه: أورده الحافظ ابن حجر في "الفتح" (3/ 603)، وعزاه إلى أحمد بن منيع، وصحح إسناده. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 320: 2924)، وعزاه لابن منيع. ويشهد لقصة أم سنان هذه ما رواه البخاري في الحجّ، باب حج النساء (4/ 74: 1863)، ومسلم فيه (2/ 917: 1256) (222) من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال لامرأة من الأنصار، يقال لها أم سنان: "ما منعك أن تكوني حججت =
= معنا؟ " قالت: ناضحان كانا لأبي فلان (زوجها) حجّ هو وابنه على أحدهما، وكان الآخر يسقي غلامنا. قال: "فعمرةٌ في رمضان تقضي حجّة، أر حجّة معي" واللفظ لمسلم. وانظر حديث رقم (1148) من هذا الكتاب.
الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، وجهالة عين الصحابية لا يضرّ. وقد صحّحه ابن حجر في الفتح (3/ 603) من هذا الطريق بعد أن عزاه لأحمد بن منيع.
55 - [باب الاعتمار في عشر ذي الحجة
55 - [بَابُ الِاعْتِمَارِ فِي عَشْر ذِي الحِجّة (¬1) 1287 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُليكةَ، قَالَ: قَالَ عُروة لِابْنِ عَبَّاسٍ: ويحكَ! أضللتَ؟ تأمرنا بالعُمرة فِي الْعَشْرِ، وَلَيْسَ فِيهِنَّ عُمرة!؟ فَقال: يَا عُرَيُّ، فَسَلْ أُمَّكَ! قَالَ: إِنَّ أَبَا بكر وعمرَ لم يقولا (¬2) ذلك، وكانا أعلمَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأتبعَ لها منك. فقال: من ههنا تُرْمَوْنَ (¬3) نَجيئكم بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَجِيئُونَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ! *سَنده صَحِيحٌ وبعضُه بما يتعلّق بالعمرة في صحيح مسلم (¬4)، وإليه الْإِشَارَةُ بِقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ (¬5): سُنة أبي القاسم لما قال له أبو جَمْرة: أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَنَامِ مَن يَقُولُ لَهُ: عُمْرَةٌ متقبّلة، أو مُتْعَة متقبّلة]. ¬
1287 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (4/ 223: 1718) من طريق إبراهيم بن أبي عبلة، عن ابن أبي مليكة الأعمى، عن عروة بن الزبير أنه أتى ابن عتاس فقال: يا ابن عباس طالما أضَللت الناس، قال: وما ذاك يا عرية؟ قال: الرجل يخرج محرمًا بحج أر عمرة، فإذا طاف زعمت أنه قد حل، فقد كان أبو بكر وعمر ينهيان عن ذلك. قال: أهما ويحك آثر عندك أم ما في كتاب الله وما سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أصحابه وفي أمته؟! فقال عروة: هما كانا أعلم بكتاب الله وسنة رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنِّي ومنك. قال ابن أبي مليكة فخصمه عروة. قال الهيثمي في المجمع (3/ 234): رواه الطبراني في الأوسط، وإسناد حسن. قلت: هذه القصّة تختلف عن التي أوردها المؤلف في الباب، فلعلّهما قصّتان. وانظر حديث رقم (1185) من هذا الكتاب.
الحكم عليه: هذا الأثر رجاله أئمة ثقات.
56 - باب الاعتمار من بيت المقدس
56 - بَابُ الِاعْتِمَارِ مِنْ بَيْتِ المَقْدِس 1288 - قَالَ مسدَّد: حدَّثنا يَحْيَى عَنِ ابْنِ خُثيم، أَخْبَرَنِي يوسفُ بنُ ماهَك، أَنَّهُ سَمِعَ عبدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عَمَّارٍ يَقُولُ: "أقبلتُ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جبل، وكعبٍ رضي الله عنهما، مُحْرِمِين بعمرة من بيت المقدس ... " الحديث.
1288 - تخريجه: سبق تخريجه في الحديث رقم (1286)، وهو عند البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 373: 3134).
57 - باب طواف الوداع
57 - باب طواف الوداع 1289 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يونُس، ثنا ابْنُ أبي ليلى، عن عطاء رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ حَجَّ هَذَا البيتَ، فليكن آخرُ عهده الطوافَ بالبيت"، ورخّص للنساء.
1289 - تخريجه: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2194) عن أبي العلاء الكوفي، عن محمد بن الصباح الدولابي، عن إسماعيل بن زكريا، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. دون قوله: ورخص للنساء. ويشهد له بهذا اللفظ حديث ابن عمر عند الترمذي كتاب الحج باب ما جاء في المرأة تحيض بعد الإفاضة (3/ 280: 944)، وقال: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أهل العلم. هذا، وقد ثبتت الرخصة للنساء الحُيَّض بترك طواف الصدر -الوداع- في "الصحيحين": أولها حديث عائشة عند البخاري برقم (1757) كتاب الحج: باب إذا حاضت المرأة بعد ما أفاضت، ومسلم برقم (1211) (128)، وثانيها حديث ابن عباس عند البخاري برقم (1758)، ومسلم برقم (1328). وثالثها حديث ابن عمر عند البخاري برقم (1760).
الحكم عليه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 384: 3176)، وقال: رواه مسدّد مرسلًا بسند فيه: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى وهو ضعيف.
1290 - [وقال إِسْحَاقُ (¬1): أنا وَكِيعٌ، ثنا مِسعَر عَنْ عَبْدِ الملك ابن مَيسرة، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: مَا رأيتُ ابنَ عباس خالفه أَحَد فسكت حَتَّى ... (¬2)، فَخَالَفَهُ جابرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْمَرْأَةِ الْحَائِضِ بَعْدَ مَا تَطُوفُ يومَ النَحْر، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَنْفر. فَأَرْسَلُوا إِلَى امرأةٍ كَانَ أَصَابَهَا ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فوافقَت ابْنَ عَبَّاسٍ. قُلْتُ: أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ (¬3)، بِدُونِ ذِكْرِ جَابِرٍ، وسُمّيت. أمَّ سُليم). ¬
1290 - تخريجه: لم أقف عليه من هذا الطريق. والحديث الذي في الصحيح، أخرجه البخاري (3/ 586: 1758، 1729)، كتاب الحج: باب إذا حاضت المرأة بعد ما أفاضت، قال: حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد، عن أيوب، عن عكرمة، أن أهل المدينة سألوا ابن عباس -رضي الله عنهما- عن امرأةٍ طافت ثم حاضت، قال لهم: تنفر، قالوا: لا نأخذُ بقولك وندع قول زيد، قال: إذا قدمتم المدينة فسلوا، فكان فيمن سألوا أمُّ سُليم، فذكرت حديث صفية -أي أن صفية هي التي حدثت معها القصة-. وأما الحديث الذي يُذكر فيه أن القصة حدثت لأم سلَيم، فقد أخرجه الطيالسي في "مسنده" برقم (1621) عن هشام، عن قتادة، عن عكرمة قال: اختلف ابن عباس وزيد بن ثابت في المرأة إذا حاضت وقد طافت بالبيت يوم النحر، فقال زيد: يكون آخر عهدها الطواف، وقال ابن عباس: تنفر إذا شاءت، فقالت الأنصار: لا نتابعُك يا ابن عباس وأنت تخالف زيدًا، فقال: =
= سلو صاحبتكم أم سليم، فقالت: حضت يومًا بعد ما طفت بالبيت، فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن أنفر، وحاضت صفية فقالت لها عائشة: حبستِنا، فأمرها النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تنفر.
الحكم عليه: هذا إسناد صحيح.
58 - باب مشروعية ملاقاة الحاج والتبشير بسلامته
58 - باب مشروعية مُلاقاة الحاجّ والتبشير بِسَلَامَتِهِ 1291 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا (¬1) حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ (¬2)، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُليم، عَنِ الْمُهَاجِرِ، قال: قال عمر رضي الله عنه: يُغفر للحاجّ ولمن استَغفر لَهُ الْحَاجُّ (¬3) بقيةَ ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمِ وصَفَر وعشرًا من ربيع الأول. ¬
1291 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (ص 77 الجزء المفقود) عن عبد السلام بن حرب، عن ليث به بلفظه. وأورده العجلوني في "كشف الخفاء" وعزاه إلى مسدد ولأبي الشيخ في الثواب. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 210)، وعزاه أيضًا إلى ابن أبي شيبة. وقد رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:" اللهم اغفر للحاج، ولمن استغفر له الحاج". وقد أخرجه البزار كما في "الزوائد" برقم (1072)، وابن خزيمة برقم =
= (2516)، والطبراني في "الصغير" برقم (1089)، والحاكم في "المستدرك" (1/ 441)، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي والبيهقي في الشعب (3/ 477: 4112). وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 211)، وقال: فيه شريك بن عبد الله النخعي، وهو ثقة، وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: وهو ليس كما قالوا، شريك روى له مسلم في المتابعات، وهو سيء الحفظ، فلا يحتمل تفرّده، فيكون الإسناد ضعيفًا.
الحكم عليه: قال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 398: 3233): رواه مسدّد وفي سنده ليث بن أبي سليم والجمهور على تضعيفه.
1292 - وَقَالَ الحُميدي: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أنا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَان قَالَ: رأيتُ أبا هريرة رضي الله عنه، صلَّى بِالْمَدِينَةِ بِالنَّاسِ مَسَاءً، يومَ النَفْر الْآخِرِ، ثُمَّ قَالَ: إِلَّا إِنَّ مُحَمَّدًا أَبَا الْقَاسِمِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ سَبَقَ بِالْخَيْرَاتِ، وَإِنَّ ذكوانَ مَوْلَى مروانَ قَدْ سَبَقَ الحاجَّ، وأَخبر عَنِ النَّاسِ بِسَلَامَةٍ. قال سفيان: وفي ذلك يقول ذكوان: و (أنا) (¬1) الَّذِي كَلَّفْتُهَا سيرَ لَيْلَةٍ ... مِن أَهْلِ مِنًى نَصًّا إلى أهل يثرب * هذا الإِسناد إلى أبي هريرةَ رضي الله عنه على شَرط الصحيح، وهو موقوف. ¬
1292 - تخريجه: هو عند الحميدي في مسنده (2/ 491: 1164) بهذا الإسناد. وأورده البوصيري في مختصر الإِتحاف، في الحجّ، باب البشير بخبر الحاجّ (4/ 397: 3232)، وقال: رواه الحميدي موقوفًا بسند على شرط الشيخين.
الحكم عليه: إسناده صحيح، كما نصَّ المُصنِّف والبوصيري.
59 - باب فضائل الكعبة والمسجد الحرام
59 - باب فضائل الكعبة والمسجد الحرام 1593 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدي، ثنا أَبُو هلال الراسبي، عن الحسن، قال: إن عمر رضي الله عنه، هَمَّ أَنْ يَأْخُذَ كنزَ الْكَعْبَةِ وينفقَه فِي سبيل الله تعالى، فقال له أُبيّ بن كعب رضي الله عنه: سَبقك صاحباك فلم يفعلا، فلو كان خيرًا لفعلاه، فتركه. * هذا منقطع.
1293 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (5/ 88: 9084) عن ابن عيينة، عن عمرو -هو ابن عبيد-، عن الحسن قال: قال عمر بن الخطّاب: لو أخذنا ما في هذا البيت -يعني الكعبة- فقسمناه، فقال له أبيّ بن كعب: والله ما ذلك لك، قال: لِمَ؟ قال: لأن الله قد بيّن موضع كل مال، وأقره رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: صدقت. وفيه عمرو بن عبيد المعتزلي المشهور، وهو من الدعاة إلى بدعته، اتهمه جماعة من أهل العلم (الضعفاء الصغير: ص 165، التقريب: ص 424). وذكره الحافظ في الفتح (3/ 456)، وعزاه -بالإضافة إلى عبد الرزاق- إلى عمر بن شبة. ولعله في مُصنَّفِه "كتاب مكة"، لأني لم أجده في تاريخ المدينة له. وأخرج البخاري في الحج، باب كسوة الكعبة (3/ 456: 1594) نحوه، ولكن =
= فيه أن القصة دارت بين شيبة بن عثمان وعمر بدل أبي رضي الله عنه، ولفظه أقرب إلى أثر إسحاق من لفظ عبد الرزاق.
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لأن الحسن -هو البصري- لم يدرك أبيّ بن كعب ولا عمر بن الخطاب، كما نص المزّي في تهذيب الكمال (6/ 99): ولذا قال الحافظ: منقطع.
1294 - وقال معاذ بن المثنّى في زيادات مُسَدَّدٍ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشيد، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عطاء قال: العرش على الحَرَم.
1294 - تخريجه: لم أقف عليه فيما بعثت فيه. وقد راجعت ما ألف حول العرش ككتاب ابن أبي شيبة في العرش، وكتاب العظمة لأبي الشيخ (المجلد 2، من ص 543 إلى ص 666)، مع الرجوع إلى فهارس كتب العقيدة، فلم أعثر عليه. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 340: 3009)، وقال: رواه معاذ بن المثنى من زياداته في مسند مسدّد.
الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات غير المغيرة بن زياد- الراوي عن عطاء بن أبي رباح مختلف فيه، وقال الحافظ في التقريب (ص 543): صدوق له أوهام. وظاهر هذا الأثر يعارض قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7].
1295 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يزيدَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ -مِنْ أَهْلِ كِرمان (¬1) -، ثنا سَعِيدٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يُنزل الله تعالى كلَّ يَوْمٍ مائةَ رحمةٍ سِتُّونَ مِنْهَا لِلطَّائِفِينَ، وَعِشْرُونَ مِنْهَا لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَعِشْرُونَ مِنْهَا لِسَائِرِ الناس". ¬
1295 - تخريجه: هو عند الحارث بن أبي أسامهّ كما في بغية الباحث (1/ 465: 392). وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 278)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/ 454: 4051)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/ 27)، من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، عن محمد بن صفوان، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وأورده المنذري في الترغيب (2/ 192)، وقال: رواه البيهقي، وإسناده حسن، قلت: ورواية البيهقي بنحو اللفظ الذي ذكره المنذري، وهي ضعيفة؛ لأن في إسنادها محمد بن معاوية، وهو متروك. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 195: 11475) من طريق يوسف بن الفيض، وفي "الأوسط" رقم (6310) من طريق يوسف بن السفر الدمشقي، كلاهما عن الأوزاعي، عن عطاء به، بلفظ: "إن الله يُنزل في كلّ يوم وليلة"، وزاد في رواية الأوسط: "على أهل المسجد مسجد مكة عشرين ومئهّ رحمة، يَنزلُ على البيت ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرين للناظرين". ورواه ابن الجوزي في مثير العزم الساكن (1/ 397: 240)، وفي العلل المتناهية (2/ 81 - 83)، وقال بعد أن ساقه: لا يصح، فيه يوسف بن السفر. قال الدارقطني: تفرد به.
= وأخرجه أيضًا الطبراني في "الكبير"برقم (11248) من طريق ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، به. وقد ذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 292) بألفاظ الطبراني كلها، وقال عن أحدها: فية يوسف بن السّفر، وهو متروك. قلت: وأسانيد الطبراني كلها لا يخلو واحدٌ منها من ضعيف أو كذّاب.
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، غير أحمد بن يزيد فلم يتبين لي من هو، فإن كان أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي فهو ثقة. قال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 348: 3040) بعد أن عزاه للحارث: رواه البيهقي وحسن الحافظ المنذري إسناده. قلت: في تحسينه نظر، لأن طريق البيهقي فيها محمد بن معاوية، وهو متروك: وباقي الطرق لا تخلو من ضعف، لكن يمكن تحسينه بالنظر إلى مجموع متابعاته.
1296 - وَقَالَ الْفَاكِهِيُّ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عمرو بن عاصم، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلمَة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَان، عَنِ ابْنِ عباس، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قَالَ: إِنِّي لأعلمُ أحَبَّ بقعةٍ فِي الْأَرْضِ إلى الله تعالى وهي البيتُ وما حَوْلَه.
1296 - تخريجه: أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2/ 43: 1111) بهذا الإسناد، ولكن بسياق آخر. وفيه: "خير وادٍ في الناس وادي مكة". وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عدي بن الحمراء يرفعه "والله إنّك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله ... " الحديث. أخرجه الترمذي في المناقب، بابٌ في فضل مكة (5/ 679: 3925)، والنسائي في الكبرى (2/ 479)، وابن ماجه في المناسك (2/ 1037: 3108). قال الترمذي: حسن غريب صحيح. وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة بنحو الحديث السابق. أخرجه أبو يعلى في مسنده (10/ 362)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 328)، وابن الجوزي في مثير العزم الساكن إلى أشرف المساكن (1/ 328). وإسناده حسن.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، لضعف علي بن زيد بن جدعان. ولمتنه شاهد عند الترمذي وصحّحه من حديث عبد الله بن عدي، ومن حديث أبي هريرة بسند حسن.
1297 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ أبي حسين يقول: قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اخْتَارَ الْكَلَامَ فَاخْتَارَ الْقُرْآنَ، وَاخْتَارَ الْبِلَادَ فَاخْتَارَ الحرمَ، وَاخْتَارَ الحرمَ فَاخْتَارَ المسجدَ، وَاخْتَارَ الْمَسْجِدَ فَاخْتَارَ موضعَ الْبَيْتِ.
1297 - تخريجه: لم أقف عليه.
الحكم عليه: في إسناده ميمون بن الحكم، ومحمد بن جعشم، لم أجد لهما ترجمة.
60 - باب كسوة الكعبة
60 - باب كِسْوة الكعبة 1298 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ هَمّام بْنِ مُنّبه، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عَنْ سَبِّ أسْعَد الحِمْيَري، وقال: هو أوّل من كَسَا البيتَ. * تفرد به الواقدي (¬1)، وهو ضعيف. ¬
1298 - تخريجه: هو عند الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (1/ 464: 390). وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2246) عن عمر بن سنان، عن أحمد بن الفضل بن الدهقان، عن الواقدي، به. والأزرقي في أخبار مكة (1/ 249) من طريق إبراهيم بن محمد عن همّام به بلفظه. ومن طريقه ابن الجوزي في مثير العزم الساكن (1/ 360: 210). ورواه الفاكهي في أخبار مكة كما في فتح الباري (3/ 458) من طريق عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبّه أنه سمعه يقول: "زعموا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- .. ". فذكره بلفظه. =
= ورواه العسكري في الأوائل (ص 35) من طريق إبراهيم الجوهري قال: قال الواقدي: حدثني حزام بن هشام عن أبيه قال: فذكره بنحوه.
الحكم عليه: إسناد الحارث ضعيف جدًا: فيه الواقدي وهو متروك، وقد جاء من غير طريق الواقدي عند الأزرقي من طريق وهب بن منبّه مرفوعًا، وعند الفاكهي من طريق وهب أيضًا مرسلًا، وهذا يدل على الاضطراب في إسناده. لكن النهي عن سبّ أسعد الحميري -وهو تبّع- ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم-رواه أحمد (5/ 340)، والطبراني في الكبير (6/ 203)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 426: 3929)، والروياني في مسنده (2/ 232: 1113) من طرق عن اين لهيعة عن أبي زرعة عمرو بن جابر عن سهل بن سعد به بلفظ: "لا تسبّوا سعدًا فإنه كان قد أسلم". وله طرق أخرى عن ابن عباس: رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 426: 3930)، والخطيب في تاريخه (3/ 205). وعن عائشة: أخرجه الحاكم (2/ 450)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. قلت: فهو صحيح بمجموع طرقه، وقد صححه الألباني كما في صحيحته (5/ 548).
1299 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بكر بن أبي سَبْرة، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ ميناء، قال: سمعتُ العباسَ بن عبد المطلب رضي الله عنه، يقول: كَسَا رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- البيتَ في حَجته الحِبَراتِ (¬1). ¬
1299 - تخريجه: هو عند الحارث في مسنده كما في بغية الباحث للهيثمي (1/ 464: 391) بهذا الإسناد. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 340: 3012)، وعزاه للحارث. ولم أقف عليه عند غير الحارث. وانظر باب كسوة الكعبة في فتح الباري (3/ 456، 460) فقد أورد في ذلك أحاديث وآثارًا كثيرة، وليس فيها هذا الأثر.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، فيه الواقدي وهو متروك.
61 - باب الصلاة في البيت
61 - باب الصلاة في البيت (52) حديث جابر رضي الله عنه فِيهِ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، يَأْتِي إِنْ شَاءَ الله تعالى (¬1). 1300 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمد، حدّثني أبي قال: سُئل علي بن الحسين رضي الله عنهما عَنِ الصَّلَاةِ فِي الكَعبة، فَقَالَ: صلَّيْتُ مَعَ أبي الحسين بن علي رضي الله عنهما، في الكعبة. * هذا إسناد صحيح موقوف. ¬
1300 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 339: 3008)، وقال: رواه مسدّد موقوفًا بسند صحيح. وله شاهد من حديث جابر: قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- " مكة ... وفيه: ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْبَيْتَ فصلَّى فيه ركعتين. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 487: 18751).
= وذكره الحافظ في المطالب العالية (2/ ق 86 أ)، وفي المطبوع (4/ 248: 4364)، وقال: إسناده حسن. وكذا البوصيري في مختصر الإتحاف (7/ 39: 5252). وله شاهد آخر من حديث ابن عمر، أخرجه البخاري في الحجّ، باب الصلاة في الكعبة (3/ 467: 1599).
الحكم عليه: إسناده صحيح، وهو موقوف، لكن جاء ما يشهد له من حديث جابر عند ابن أبي شيبة مرفوعًا، وإسناده حسن كما في التخريج، وكذا من حديث ابن عمر عند البخاري.
1301 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سلمَة، عن عبد الله بن أبي مُليكة، قال: إن معاويَه رضي الله عنه، قَدِمَ مَكَّةَ فَدَخَلَ الكعبَة، فأَرسل إِلَى ابْنِ عمر رضي الله عنهما، فَقَالَ: أَيْنَ صَلّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَقَالَ: بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، فَجَاءَ عَبْدُ الله بن الزبير رضي الله عنهما، فرجّ البابَ رجًّا شديدًا، ففتح له، فمّال: يَا معاويهُّ، أمَا وَاللَّهِ لَقَدْ علمتَ أَنِّي كنت أعلم مثلّ الذي كلم ابنُ عمرَ، وَلَكِنَّكَ حَسَدْتني أَنْ تبعثَ إِلَيَّ.
1301 - تخريجه: أخرجه أحمد في مسنده (2/ 75) عن عفّان عن حمّاد به بلفظه. وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 345: 1087)، وعزاه لأحمد بن منيع. وعليه، فإن هذا الحديث ليس على شرط الحافظ في كتابه هذا؛ لأنه ليس في الزوائد على مسند أحمد، وقد أخرجه أحمد كما ترى من هذا الطريق بلفظه. ولم أقف عليه عند غير أحمد بهذا الإسناد. وأخرج النسائي في الحج، باب موضع الصلاة في البيت (5/ 217) من طريق السائب بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ ابن عمر قال: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الكعبة ودنا خُروُجه ووجدت شيئًا فذهبت وجئت سريعًا فوجدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خارجًا فسألت بلالًا: أَصَلَّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الكعبة؟ قال: نعم ركعتين بين الساريتين. وأخرجه البخاري رقم (468، 504. 505، 2988، 4400)، ومسلم (1329، 388، 389، 390، 391)، وأبو داود (2023، 2025)، وابن ماجه (3063)، والنسائي (2/ 63)، وأحمد (2/ 3)، ومالك (1/ 398)، والحميدي (692)، والدارمي (2/ 53)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 389، 390)، وابن حبّان (3202، 3203، 3204)، والبيهقي في السنن (2/ 326)، والبغوي في =
= شرح السنة (447)، من طرق عن نافع عن ابن عمر بنحو حديث السائب بن عمر، عن ابن أبي مليكة. وأخرجه البخاري (397، 1167، 1598)، ومسلم (1329) (392، 394)، والنسائي (2/ 33) و (5/ 217، 218)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 389، 390)، والدارقطني (2/ 51)، وابن عدي (2/ 660) مختصرًا، و (2/ 826)، من طرق عن ابن عمر بنحوه.
الحكم عليه: إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم.
62 - باب البيان بأن دخول البيت ليس بواجب
62 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ دخولَ الْبَيْتِ لَيْسَ بِوَاجِبٍ 1302 - قَالَ ابنُ أَبِي عُمَر: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا معمر، عن جابر، عن محمَّد، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: دَخَلَ عَلَيّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا فَقَالَ: "لَقَدْ صنَعْتُ اليومَ شَيْئًا ودِدْتُ أَني لَمْ أَصْنَعه، دخلتُ البيتَ فَأَخْشَى أَنْ يجيء رَجُلٌ مِنْ أُفق مِنَ الْآفَاقِ فَلَا يَسْتَطِيعُ دخولَه، فيرجع وفي نفسه منه شيء".
1302 - تخريجه: أخرجه أحمد في (المسند) (6/ 153) عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد، إلَّا أن في إسناده عرفجة -وهو ابن عبد الله الثقفي- بدلًا من محمَّد. وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" (1/ 125) من طريق ثعلبة أبي بحر، عن أصحاب له حجّوا فلم يدخلوا البيت، فسألوا عائشة، فذكرت لهم الحديث بنحوه. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 115) قال: حدثنا أبو بكر الطلحي، حدثنا الحسن بن علي العدوي، حدثنا داود بن حماد أبو حاتم، حدثنا يحيى بن سليم، عن سفيان الثوري، عن طلبة بن يحيى، عن عائشة بنت طلبة، عن عائشة أم المؤمنين، به. فذكر الحديث بنحوه، والحسن بن علي العدوي: ذكره الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/ 506)، وهو متروك الحديث، إن كان هو. =
= وأخرج أحمد في "مسنده" (6/ 137) عن وكيع، ومن طريق وكيع أيضًا أخرجه الترمذي برقم (873) كتاب الحج: باب ما جاء في دخول الكعبة، وابن ماجة برقم (3064)، كتاب المناسك: باب دخول الكعبة، وابن خزيمة في "صحيحه" (3014). وأخرج أبو داود (2/ 526: 2029) كتاب المناسك: باب دخول الكعبة، من طريق عبد الله بن داود، وأخرج الحاكم في "المستدرك" (1/ 479)، والبيهقي في "السنن" (5/ 159) من طريق عبيد الله بن موسى، ثلاثتهم، عن إسماعيل بن عبد الملك، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة، قالت: خَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ عندي وهو قرير العين طيب النفس، ثم رجع إليّ وهو حزين، فقلت: يا رسول الله: إنك خرجت من عندي وأنت قرير العين طيب النفس، ورجعت وأنت حزين، فقال: "إني دخلت الكعبة ووددت أني لم أكن فعلت، إني أخاف أن أكون أتعبت أمتي من بعدي"، واللفظ لأحمد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. قلت: وهو كما قالوا، وهذا هو الثابت من حديث عائشة، وليس فيه ذكر الصلاة.
الحكم عليه: إسناد حديث الباب ضعيف؛ لضعف جابر الجعفي، لكن يرتقي إلى الحسن لغيره بمجموع متابعاته. وقد صحّ عن عائشة في غير هذه الطريق عند الترمذي وصححه وابن خزيمة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، كما هو في التخريج. وذكر الحافظ هذه الطريق في الفتح (3/ 466)، وسكت عنه.
63 - باب السعي
63 - باب السَّعْي 1303 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُمَرَ، ثنا مُوسَى بْنُ ضَمرةَ بنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبيد الله عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتبةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خالد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رأيتُ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- انتهى إِلَى الصفَا، فَبَدَأَ بِهِ نَهَارًا، فَوَقَفَ عِنْدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَمْشِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَطْن الْوَادِي، فرمَلَ (¬1) ورَمَل الناسُ مَعَهُ حَتَّى جَاوَزَ الوادي ثم مَشى. ¬
1303 - تخريجه: هو عند الحارث في مسنده كما في بغية الباحث للهيثمي (1/ 454: 379) بهذا الإسناد. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 448: 3039)، وعزاه للحارث. ومعناه في الصحيح، فقد أخرج البخاري في الحجّ (3/ 477: 1617)، ومسلم فيه باب استحباب الرّمل في الطواف ... (2/ 920: 1261) من حديث ابن عمر، وفيه: ... وكان يسعى ببطن المسيل إذا طفا بين الصّفا والمروة. قال الحافظ في الفتح (3/ 502) معقبًا على قوله (وكان يسعى ببطن المسيل): والمراد به شدّة المشي وإن كان جميع ذلك يسمى سعيًا. =
= ومن حديث جابر الطويل عند مسلم في الحجّ، باب حجّة النبي -صلى الله عليه وسلم- (1/ 886: 1218).
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، فيه الواقدي وهو متروك. ومعناه في الصحيح من حديث جابر وابن عمر رضي الله عنهما، كما في التخريج. وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 348): رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف.
1304 - وَقَالَ ابنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا هِشَامٌ الدَسْتُوائي عَنْ بُديل (¬1) بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ صفيةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ وَلَدٍ لشيبةَ قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يسعى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَيَقُولُ: "لَا يُقطع الْأَبْطَحَ إلَّا شدًّا" (¬2). ¬
1304 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (4/ 69)، ومن طريقه ابن ماجه (2/ 995: 2987)، كتاب المناسك: باب السعي بين الصفا والمروة، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 221: 3453). وأخرجه أحمد في "المسند" (6/ 404) عن روح -وهر ابن عبادة- وأبي نعيم -وهو الفضل ابن دكين- وابن ماجه أيضًا عن علي بن محمَّد، أربعتهم عن وكيع به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/ 313)، والطبراني في "الكبير" (25/ 97: 253) من طريق أبي نعيم، والفاكهي في "أخبار مكة" (2/ 216: 1386)، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن هشام الدستوائي، به. وأخرجه أحمد (6/ 404 - 205) عن عفان، والنسائي في "المجتبي" (5/ 242)، كتاب الحج: باب السعي في بطن المسيل عن قتيبة -وهو ابن سعيد- ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 102)، وأخرجه البيهقي في "السنن" (5/ 98) من طريق أبي الربيع، ثلاثتهم عن حماد بن زيد، عن بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، عن صفية بنت شيبة، به. ورواية غير البيهقي: عن امرأةٍ منهم بدلًا من أم ولد شيبة. وهو عندهم: "لا يقطع الأبطح أو الوادي". وأخرجه ابن سعد (8/ 313) من طريق أبي الحسن، عن بديل، عن صفية بنت =
= عثمان، أنها قالت: نظرت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكرت الحديث بنحوه. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 248)، وقال: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. وفاته أن ينسبه إلى أحمد. وروى ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 83: 3296)، والطبراني في الكبير (24/ (226: 575)، من طريق محمد بن بشر عن عبد الله بن مؤمل عن عبد الله بن أبي حسين عن عطاء عن حبيبة بنت أبي تجراة -وهي أم ولد شيبة- قالت: نظرت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يطوف بين الصفا والمروة في نسوة من قريش فإنه يسعى في أخر القوم وهو يقول: "اسعوا فإن الله كتب عليكم السعى" قالت: فنظرت إليه، وأنه يسعى ومؤتَزِره يدور من شدة السعي. واللفظ لابن أبي عاصم. ورواه الشافعي في مسنده (1/ 351: 907) والدارقطني في سننه (2/ 255، 256)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 159)، والطبراني في الكبير (24/ 226: 573)، والبيهقي في سننه (5/ 98) كلهم من طريق الشافعي عن عبد الله بن مؤمّل، عن عمر بن عبد الرحمن، عن عطاء، عن صفية بنت شيبة، عن حبيبة، به نحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (8/ 247) عن معاذ بن هانئ، عن عبد الله بن مؤمل، عن عمر بن عبد الرحمن به، مثل إسناد الشافعي. ورواه أحمد في مسنده (6/ 421)، والطبراني في الكبير (24/ 226: 574)، والحاكم في المستدرك (4/ 70)، من طريق عبد الله بن مؤمل عن عمر بن عبد الرحمن، عن عطاء، عن حبيبة نحوه. ورواه أحمد (6/ 421)، من طريق عبد الله بن مؤمّل عن عطاء عن صفية عن حبيبة نحوه. وراه الطبراني أيضًا في الكبير (24/ 227: 576) وابن خزيمة في صحيحه (4/ 232: 2764)، والحاكم (4/ 70) من طريق عبد الله بن نبيه جدّته صفية عن حبيبة نحوه. وعبد الله بن نبيه لم أجد من ذكره. =
= قال الهيثمي في المجمع (3/ 347): وفيه عبد الله بن مؤمّل وثّقه ابن حبّان، وقال: يخطئ. ولعلّ هذا الاضطراب في سند الحديث منه كما أشار إلى ذلك الألباني في إرواء الغليل (4/ 269). وسبقه إلى هذا ابن القطّان كما في نصب الراية (3/ 56). وقال الدارقطني في العلل: "والصحيح قول في قال: عن عمر بن محيصن عن عطاء عن صفية عن حبيبة بنت أبي تجراة، وهو الصواب". اهـ، من نصب الراية (3/ 57). وكذلك رجّح طريق الشافعي هذه ابن عبد البر في التمهيد (2/ 102)، وسيأتي معنا الحديث برقم (1306، 1307، 1308).
الحكم عليه: إسناده صحيح، وقد تابع بديل بن ميسرة -وهو ثقة- عليه عطاء كما عند الشافعي، وإن كان في طريق الشافعي عبد الله بن مؤمّل، وقد عرفت حاله، غير أن العلماء رجّحوا رواية الشافعي، فإذا انضمّ إليها رواية غيرها ازداد الحديث قوّة كما أشار الحافظ في الفتح (3/ 498). وقال الحافظ في الفتح (3/ 498) أيضًا: واختلف على صفية بنت شيبة في اسم الصحابية التي أخبرتها به، ويجوز أن تكون أخذته عن جماعة، فقد وقع عند الدارقطني عنها (أخبرتني نسوة من بني عبد الدار)، فلا يضرّه الإختلاف. ويأتي الطرق قد نبهنا عليها أثناء التخريج؛ فالله أعلم.
1305 - حدثنا بشر -هو ابن السَري-، حدثنا طلحةُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ أم مكتوم قال: أَنَّهُ طَافَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بَيْنَ الصَّفَا والمروةِ، فَانْحَدَرَ وَسَعَى ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، ثُمَّ وَقَفَ حَتَّى أدرَكه النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: حَبَّذا مكةُ مِن وَادِي ... بِهَا أَهْلِي وعُوّادي بِهَا أَمْشِي بِلَا هَادِيَ ... بِهَا تَرْسُخُ أوْتادي فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحَبّذا هي.
1305 - تخريجه: أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (2/ 154) قال: حدّثني جدّي عن داود بن عبد الرحمن عن طلبة بن عمرو عن ابن أم مكتوم بنحوه، بإسقاط عطاء. قال داود بن عبد الرحمن: لا أدري -قال ذلك -وهو يطوف، أم وهو يسعى بين الصفا والمروة. ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 141)، عن عبد الوهَاب بن عطاء قال: أخبرنا محمَّد بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَيَحْيَى بن عبد الرحمن بن حاطب، قالا: فذكره بنحوه. مع الجزم بأنه قال ذلك بين الصفا والمروة. قلت: وهذا مرسل أو منقطع؛ فإن أبا سلمة -هو ابن عبد الرحمن بن عوف- ويحيى بن عبد الرحمن بن خاطب لم يدركا القصَة قطعًا، وهما من التابعين. ورواه الفاكهي في أخبار مكة (2/ 237) من طريق عمر بن قيس عن عطاء، قال: سمعت بن عبد الله يقول: فذكره بنحوه بأطول منه. وفيه عمر بن قيس المكي، متروك كما في التقريب (ص 416). ورواه ابن الجوزي في مثير العزم الساكن (2/ 133، 134: 344) من طريق عمر بن قيس عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله قال: فذكره بنحوه. وفيه عمر بن قيس أيضًا وهو متروك. =
الحكم عنيه: إسناده ضعيف جدًا، فيه طلحة بن عمرو، وهو متروك، كما في التقريب (ص 283)، وجاء من طريق ابن سعيد مرسلًا، ورؤي من حديث جابر، وفيه عمر بن قيس، وهو متروك، والحديث مع هذا مضطرب الإسناد كما هو بيّن في التخريج. قال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 35: 3048): رواه ابن أبي عمر بسند ضعيف؛ لضعف طلحة بن عمرو.
1306 - [1] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ بُديل، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بنتِ شيبةَ قَالَتْ: كنتُ فِي خَوْخَةٍ لِي (¬1)، فرأيتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا والمروةِ، ورأيتُه إِذَا أَتَى عَلَى بطْن الوادي يسعى حتى تَبدُوَ رُكبتاه. [2] مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، ثنا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسرة، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ صفيةَ بنتِ شَيْبَةَ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ (¬2)، أَنَّهَا رَأت النبيَ -صلى الله عليه وسلم- من خوخة لها وهو يسعى في بطن السَيْل، وهو يقول ... فذكر كالأول. ¬
1306 - تخريجه: الطريق الأول: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 349: 3044)، وعزاه لابن أبي عمر. وتقدم تخريجه عند الحديث رقم (1304)، وأن الصواب فيه قول من قال: عن عطاء عن صفية عن حبيبة. الطريق الثاني: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 348: 3042)، وعزاه لمسدّد. وتقدم تخريجه عند الحديث: 1304 وسبق هناك أن الصواب قول من قال فيه: عن عطاء عن صفية عن حبيبة.
1307 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الله بن أبي مغيث، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بني نوفل، قالت: أَنَّهَا اطَّلَعَتْ مِنْ خَوْخَة لَهَا، فَرأَت رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقُولُ: "إن الله تعالى كَتَبَ عليكم السَعْي فاسْعَوْا" وسمعته -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ وَهُوَ يَسْعى: "رَبّ اغْفِرْ وارحَمْ، إِنَّكَ أَنْتَ الأعَزُّ الأَكْرَم! ".
1307 - تخريجه: تقدَّم تخريجه عند الحديث رقم (1304). وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 349: 3043)، وعزاه لابن أبي عمر.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، فيه إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو منكر الحديث كما في التقريب (ص 95)، وتقدَّم عند الحديث رقم (1304) أن الصواب في هذا الحديث قول من قال: عن عطاء عن صفية عن حبيبة.
1308 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما، أَنَّهُ قَالَ: يَا أهلَ مَكَّةَ، إِنَّمًا طَوَافُكُمْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، إِذَا رَجعتم مِنْ مِنى.
1308 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 349: 3047)، وزاد فيه: وكان عطاء يقول لمن يقدم: يطوف ويسعى ثم يخرج. وقال: رواه مسدّد، ورجاله ثقات. ورواه الفاكهي في أخبار مكة (2/ 336: 1617) عن محمد بن علي بن شقيق، قال: سمعت أبي يقول: أنا ابن المبارك به. وزاد فيه: وكان عطاء يقول: لغير أهل مكة إذا قدموا طافوا بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم خرجوا بعد ذلك. ورواه ابن أبي شيبة في المصنَّف (1/ 195أمخطوط) من طريق حبيب عن عطاء به بنحوه. ورواه الفاكهي أيضًا (2/ 336: 1616) من طريق ابن جريج عن عطاء به بنحوه.
الحكم عليه: إسناده صحيح، وهو موقوف على ابن عبّاس.
64 - باب ذكر سقاية العباس رضي الله عنه
64 - باب ذِكر سِقاية العباس رضي الله عنه 1309 - [1] إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا قَبيصةُ بْنُ عقبةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رزَين، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي رضي الله عنه، قال: قلت للعباس رضي الله عنه: سَلْ لَنَا رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحِجابةَ (¬1)، قَالَ: فَقَالَ "أُعطيكم مَا هُوَ خير منها، السِقايةَ، تَرْزَؤكم ولا تَرْزؤونها" (¬2)، قال: فقلث لِقَبيصةَ: فسأل النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَقَالَ: لَمْ يَزِدْ على هذا, ولا يكون إلَّا قدر سَأَلَهُ. * هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَبُو بَكْرِ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ قبيصةَ مثلَه. وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ (¬3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ معمر (¬4)، عن قبيصة. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ -هُوَ الْقَوَارِيرِيُّ-، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ -هُوَ أَبُو أَحْمَدَ-، ثنا سُفْيَانُ بِهِ نحوَه، ولم يقل: عن أبيه. ¬
1309 - تخريجه: الطريق الأول: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 383: 3069)، وعزاه لإسحاق وأحمد وابن منيع وأبي بكر وابن أبي شيبة. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 25)، والبزار في مسنده. البحر الزخّار (3/ 109: 895) عن محمد بن عمارة بن صبيح، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (3/ 332) عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن الحسن بن علي بن عفان، ثلاثتهم عن قبيصة بن عقبة، بهذا الإسناد. وزاد البزار والحاكم في روايتهما أنّ عليًا قال لِلْعَبَّاسِ: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتَعْمِلُكَ على الصدقات، فسأله، فقال: "ما كنت لأستعملك على غسالة ذنوب الناس" قال البزّار: لا نعلم له إسنادًا عن علي إلَّا هذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 286) بهذه الزيادة، وقال: رجاله ثقات. الطريق الثاني: عند أبي يعلى في "مسنده" (1/ 263: 310). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 266: 609)، وفيه الخزانة بدلًا من الحجابة.
الحكم عليه: قال البوصيري: إسناده حسن. وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 286)، وقال: مرسل، وعبد الله بن زرير لم يدرك القصة. قلت: قوله عبد الله بن زرير في الإسناد تحريف، والصواب: عبد الله بن أبي رُزين، فإن محمد بن عبد الله بن الزبير كثير الخطأ في حديث سفيان، كذا قال الإِمام أحمد بن حنبل. وانظر "تهذيب الكمال" (25/ 479).
1310 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرير، عَنْ مُغِيرَةَ (¬1)، عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَانَا رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عِنْدَ السِقاية، فَذَهَبَ ليشربَ مِنَ الْحَوْضِ الَّذِي يَشرب مِنْهُ النَّاسُ، فَقُلْنَا لَهُ: أَلَا نُخْرج لَكَ، فَإِنَّ هَذَا خَاضَهُ (¬2) الناسُ بأيديهم؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: لا، بل اسْقُوني (¬3) من هَذَا الَّذِي قَدْ شَرِبَ الناسُ مِنْهُ. قَالَ: فشرب -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الَّذِي يَشْرَبُ مِنْهُ الناسُ. * فِيهِ انْقِطَاعٌ، وهو عندهم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما نَحوه (¬4). ¬
1310 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 383: 3172)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند فِيهِ انْقِطَاعٌ وَهُوَ عِنْدَهُمْ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عبّاس. ولم أقف عليه من حديث العبّاس. وأخرج البخاري في الحجّ، باب سقاية الحاجّ (3/ 491: 1635)، والطبراني في الكبير (11/ 345: 11963) من طريق خالد الحذّاء عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- جاء إلى السقاية فاستسقى. فقال العبّاس: يا فضل اذهب إلى أمّك فأت بشراب من عندها. فقال: اسقني. قال: يا رسول الله إنهم يجعلون أيديهم فيه، قال: اسقني فشرب منه ... الحديث. ورواه أحمد (1/ 321) من طريق حسين بن عبد الله بن عبيد الله وداود بن علي =
= بني عبد الله بن عبّاس، عن ابن عباس بنحوه، وإسناده ضعيف؛ لضعف حسين بن عبد الله. ورواه الطبراني في الكبير (12/ 86: 12557) من طريق المغيرة عن الشعبي عن ابن عبّاس قال: طاف رسول الله فرجع فأتى السقاية فقال: "اسقوني ممّا يشرب منه النّاس، وقول المُصنّف: وهو عندهم نحوه. لعلّه يعني ما رواه البخاري (4/ 492: 1637)، ومسلم (3/ 1601: 2027)، والترمذي (4/ 266: 1882)، والنسائي (5/ 237)، وابن ماجه (2/ 1132: 3422) من طرق عن عاصم، عن الشعبي أن ابن عبّاس رضي الله عنهما، حدثه قَالَ: "سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- من زمزم فشرب وهو قائم". واللفظ للبخاري ومسلم.
الحكم عليه: إسناده منقطع؛ لأن الشعبي لم يدرك العبّاس بن عبد المطلب، والحديث معروف من رواية ابن عبّاس عند البخاري وغيره كما هو مبيّن في التخريج.
1311 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقبة بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يُونُسُ -هُوَ ابْنُ بُكير- ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ -هُوَ ابْنُ مُجَمِّع- عَنْ زَيْدِ بن علي الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا أَتَى رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الجَمرةَ سَارَ حَتَّى أَتَى الْبَيْتَ، وطاف بِهِ سَبْعًا، ثُمَّ أَتَى زمزمَ فَأَتَى بِسَجْلٍ (¬1) مِنْ مَاءٍ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: "انْزِعُوا (¬2) عَلَى سِقَايَتِكُمْ، يَا بَني عَبْدِ المطَّلب، فَلَوْلَا أَنْ يَغلبكم الناسُ عليها لنزعتُ". ¬
1311 - تخريجه: أخرجه أحمد في "المسند" (1/ 76، 81، 157)، والترمذي (3/ 232: 885)، وأبو يعلى (1/ 264: 312) و (1/ 413: 544) من طريق عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، عن زيد بن علي، عن أبيه، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. مطولًا. وفيه وصف حجّته -صلى الله عليه وسلم-. وقال الترمذي: حسن صحيح، وهو كما قال. ويشهد له حديث جابر الطويل، وهو عند مسلم في كتاب الحج: باب حجة النبي -صلى الله عليه وسلم- برقم (1218) (147).
الحكم عليه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 383: 3173)، وعزاه لأبي يعلى، وسكت عنه. وإسناده حسن لغيره، لأجل إبراهيم بن إسماعيل، فيه ضعف؛ لكن تابعه عبد الرحمن بن الحارث -كما في التخريج- ولمتنه شاهد صحيح عند مسلم يتقوّى به.
65 - باب فضل زمزم
65 - باب فضل زَمْزم 1312 - [1] قال أبو بكر: حَدَّثَنَا أَبُو أُسامةَ , ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الصامت، عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "زمزمُ طَعامُ طُعْم، وَشِفَاءُ سُقْم". * صَحِيحٌ، وَهُوَ طرف من حديث إسلام أبي ذَرّ رضي الله عنه، وقد رواه مسلم بطوله (¬1) سوى هذا اللفظ: "وشِفاء سُقْم". [2] وقال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فَذَكَرَ الحديثَ مختصرًا، وفيه: "شِفاءُ سُقْمِ". ¬
1303 - تخريجه: الطريق الأول: لم أقف عليه عند ابن أبي شيبة في "المصنف"، فلعله في "مسنده". وأخرجه مطولًا ومختصرًا الفاكهي في "أخبار مكة" رقم (1080)، والبزار كما =
= في "الزوائد" برقم (1171، 1172)، والطبراني في "الصغير" برقم (295)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2301) من طرقٍ، عن حميد بن هلال، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 286)، وقال: رواه البزار والطبراني في الصغير, ورجال البزار رجال الصحيح. وأخرجه مطولًا مسلم في "صحيحه" (2473)، كتاب فضائل الصحابة: باب من فضائل أبي ذر رضي الله عنه، عن هدّاب بن خالد الأزدي، عن سليمان بن مغيرة، به. ولم يقل: "وشفاء سقم". الطريق الثاني: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 382: 3167)، وقال: رواه الطيالسي بسند صحيح.
الحكم عليه: إسناده صحيح.
66 - باب حرم المدينة وفضلها
66 - باب حَرَم المدينة وفضلِها 1313 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ محمد بن إبراهيم التيمي، عن أَبِيهِ قَالَ: وجَد سعدُ بْنُ أَبِي وقَّاص رضي الله عنه، عاصيةً تقطع الحِمى (¬1)، فَأَخَذَ فأسَها وعَباءَتَها، فَاسْتَعْدَتْ عَلَيْهِ عمرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه، فَقَالَ: أدِّ إِلَيْهَا فأسَها وعَباءَتَهَا! فَقَالَ: وَاللَّهِ، لا أُؤدّي، إنّها غَنيمةٌ غَنّمنيها رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-! قال: فلقد اتّخذ سَعْد رضي الله عنه من تِلْكَ الْفَأْسَ مَسْحَاةً فَمَا زَالَ يَعْمَلُ بِهَا حتى مات. فلتُ: رواه مسلم وغيرُه (¬2) من غير هَذَا الْوَجْهِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ وَالسِّيَاقِ. وَفِي هذا زِيادة الاستعداء إلى عمرَ رضي الله عنه، وإقرارُ عمر رضي الله عنه له إياه عَلَى ذَلِكَ. وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَسْمَعْ من سعد رضي الله عنه، وقد روى له الترمذي (¬3) حديثًا من روايته عن عامر بن سعد (¬4) عن أبيه. ¬
1313 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 390: 3201)، وعزاه لإسحاق بن راهوية. وذكر هذه الرراية السمهودي في وفاء الوفا (1/ 17)، وقال: رواه ابن زبالة من طرق عن سعد. وابن زبالة، هو محمد بن الحسن بن زبالة: واهٍ كما في التقريب (474). وقد رواه مسلم وغيره -كما أشار المصنّف- بغير هذا اللفظ والسياق، ولفظه: "أن سعدًا ركب إلى قصره بالعقيق، فوجد عبدًا يقطع شجرًا أو يخبطه، فسَلَّه. فلما رجع سعدٌ جاءه أهل العبد فكلّموه أن يردّ على غلامهم، أو عليهم ما أخذ من غلامهم. فقال: معاذ الله أن أرُدّ شيئًا نفّلنيه رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَأَبِي أن يردّ عليهم". رواه مسلم (2/ 963: 1364)، وأحمد (1/ 168)، والدورقي في مسنده رقم (32)، والبزّار في البحر الزخّار (3/ 311: 1102)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 191)، والحاكم (1/ 487)، والبيهقي .. كلهم من طريق إسماعيل بن محمد بن عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقّاص، به.
الحكم عليه: في إسناده انقطاع , لأن محمد بن إبراهيم لم يسمع من سعد -كما أشار المصنّف-، وإنما يروي عن سعد بواسطة ابنه عامر بن سعد كما في سنن الترمذي (2/ 152) تحفة الأحوذي، وكتب التراجم. وقد جاء من طريق آخر بإسناد صحيح عند مسلم وغيره -كما في التخريج-، بغير هذا السياق.
1314 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي زيد بن أسلم قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَن وجدتُم قَطع من الحِمى شيئًا، فاضربوه واسلبوه".
1314 - تخريجه: أورد البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 391: 322)، وعزاه لإسحاق بن راهويه، وقال: مرسل. ورواه المُفضّل الجندي في فضائل المدينة برقم (74) من طريق عبد الملك بن جريج، قال: حُدّثت عن زيد بن أسلم فذكره بنحوه. ولم يذكر ابن جريج الواسطة بينه وبين زيد بن أسلم.
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، لكنه مرسل كما نصّ البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 391).
1315 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن أبي قتادة عن أبيه رضي الله عنه، قَالَ: لَمَا أَقْبَلْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هَذِهِ طيبةٌ أَسْكِنَنَيها رَبِّي، تَنْفِي خبثَ أَهْلِهَا كَمَا يَنْفِي الكيرُ خبثَ الْحَدِيدِ، فَمَنْ لَقي مِنْكُمْ أَحَدًا مِنَ المتخلِّفين فَلَا يكلِّمنه وَلَا يجالِسَنّه! ".
1315 - تخريجه: أخرجه ابن شبّة في تاريخ المدينة (1/ 163) عن أبي بكر بن أبي شيبة به بلفظه وتحرّفت فيه (المتخلّفين) إلى (النفاخين). قال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 389: 3197): رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وفي سنده موسى بن عُبيدة الرّبذي وهو ضعيف. وأصله ورد من حديث زيد بن ثابت في البخاري -واللفظ له- (8/ 256: 4589)، ومسلم (2/ 1006: 1384)، والترمذي (5/ 239: 3028)، وأحمد (5/ 184، 187، 188)، وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 182: 12476)، وعبد بن حميد رقم (242)، والبيهقي في الدلائل (3/ 222) بلفظ: "إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النارُ خبث الفضّة".
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لضعف موسى بن عبيدة الرّبذي. وبهذه العلّة ضعّفه البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 389)، وله شاهد صحيح من حديث زيد بن ثابت تقدم تخريجه.
1316 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ -هُوَ ابْنُ حَرْبٍ-، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَن -هُوَ ابْنُ زَبالة-، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:"فُتحت الْمَدَائِنُ بِالسَّيْفِ وفُتحت المدينةُ بِالْقُرْآنِ". * تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَكَانَ ضَعِيفًا جِدًّا، وَإِنَّمَا هَذَا قَوْلُ مَالِكٍ فَجَعَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ مَرْفُوعًا وأَبرز لَهُ إِسْنَادًا. وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، فَزَادَ في الإسناد عائشةَ (¬1) رضي الله عنها. ¬
1316 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في معجم شيوخه (ص 221: 173) بهذا الإسناد، إلاّ أنه أضاف في إسناده عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2180) عن أبي يعلى به، بذكر عائشة. ورواه البزار كما في كشف الأستار (2/ 50: 1180)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 58)، وأبو بكر بن المقرئ في معجم شيوخه رقم (173)، والخليلي في الإرشاد (1/ 169: 9)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 216) .. كلهم من طرق، عن محمد بن الحسن بن زَبَالة، عن مالك، به، مع ذكر عائشة في سنده. وفي بعض الروايات: "فتحت المدائن"، وفي أُخرى: "فتحت القُرى". قال الإِمام أحمد: هذا منكر، لم يسمع من حديث مالك، ولا هشام، إنما هذا قول مالك لم يروه عن أحد، قد رأيت هذا الشيخ -يعني ابن زبالة- كان كذّابًا. الموضوعات لابن الجرزي (2/ 217). =
= وقال البزّار: تفرَّد به ابن زبالة، وقد تُكُلّم فيه بسبب هذا وغيره.
الحكم عليه: هذا إسناد ساقط، فيه ابن زبالة واهي الحديث كما في التقريب (ص 747)، وقد جزم أحمد ويحيى بن معين كما في سؤالات ابن الجنيد رقم (486) وغيرهما: أن هذا من قول مالك فجعل له ابن زبالة إسنادًا وَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 298)، وضعّفه بابن زُبالة. وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 388: 3193)، وقال: رواه أبو يعلى مرسلًا بسند ضعيف لضعف محمد بن الحسن المخزومي، وإنما, هو قول مالك، جعله مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ مَرْفُوعًا وَأَبْرَزَ لَهُ إِسْنَادًا. وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ فَزَادَ فِي الْإِسْنَادِ عَائِشَةَ.
1317 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُصعب الزُبَيْري ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمة عَنْ [عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ] (¬1) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، رضي الله عنهما [عن أبيه] (¬2)، عن سُبيعة الأسلميةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَموُتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ، فَإِنَّهُ لنْ يَمُوت بِهَا أَحَدٌ إلَّا كُنْتُ لَهُ شَفيعًا أَوْ شَهيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ". * هَذَا حَدِيثٌ مَعْرُوفٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، لَكِنْ عَنْ صُميتةَ اللَّيْثِيَّةِ بدلَ سُبيعةَ الْأَسْلَمِيَّةِ. أخرجه النَسائي (¬3). ¬
1317 - تخريجه: أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (6/ 65: 3275)، والطبراني في "الكبير" (24/ 294: 747)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 103)، والبيهقي في الشعب (3/ 498: 4184)، من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عكرمة، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن الخطاب، عن أبيه، عن سبيعة الأسلمية، به. وعبد الله بن عكرمة له رواية عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن الخطاب كما في "الجرح والتعديل" (5/ 133)، و"تهذيب الكمال" (15/ 181). وقد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 306)، وقال: رواه الطبراني في =
= الكبير، ورجاله رجال الصحيح، خلا عبد الله بن عكرمة، وقد ذكره ابن أبي حاتم، وروى عن جماعة، ولم يتكلم فيه أحدٌ بسوء. وللحديث شاهدٌ صحيح من حديث ابن عمر أخرجه أحمد في "مسنده" (2/ 74)، والترمذي برقم (3917)، وقال: حسن غريب، وابن ماجه برقم (3112)، وابن حبان في "صحيحه" برقم (3741). وأما قول ابن حجر: هذا حديث معروف ... إلخ، فيشير إلى ما رواه النسائي في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف (11/ 345)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 154: 3382)، وابن حبان (9/ 58: 3742)، والطبراني في الكبير (14/ 331 - 332: 823 - 826)، وابن جُميع الصيداوي في معجم شيوخه (ص 353)، والبيهقي في الشعب (3/ 497: 4182 - 4183)، وغيرهم من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عن صُميتة الليثية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه. وهذا إسناد صحيح، غير أنه اختلف على الزهري في نسبة عبيد الله بن عبد الله فورد في بعض طرقه عبيد الله بن عبد الله بن عمر، وفي أخرى: عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، والصحيح الأول كما قال أبو بكر بن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 155)، وصميتة ذكرها المزي في تهذيب الكمال (35/ 219) في شيوخ عبيد الله بن عبد الله بن عمر.
الحكم عليه: قال المنذري في الترغيب (2/ 224): "رواه الطبراني في الكبير ورواته محتجٌ بهم في الصحيح إلَّا عبد الله بن عكرمة، روى عنه جماعة ولم يخرجه أحد ... " وقال الذهبي في معجم شيوخه (2/ 308): هذا حديث صالح الإسناد، غريب وعبد الله بن عكرمة مدني، من بني مخزوم، روى عنه أيضًا فليح بن سليمان، ما به بأس. قلت: عبد الله بن عكرمة لم أجد له متابعًا على هذا الإسناد، بل خولف فيه، =
= فقد تقدم من طريق الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر عن صميتة به. ولذلك قال البيهقي في حديث عبد الله بن عكرمة: هو خطأ، إنما هو عن صميتة. الشعب (3/ 49). ومع هذا فيحتمل أن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عنده الحديثان كلاهما، رواه مرة عن أبيه عن سبيعة الأسلمية، ومرّة عن صميتة، والله أعلم.
1318 - الحارث: حدثنا بحيى -هُوَ ابْنُ أَبِي بُكير-، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرّةَ: أَخْبَرَنِي أَبُو البَخْتري الطائي، قال: أَنَّ نَاسًا كَانُوا بِالْكُوفَةِ، فَذَكَرَ حَدِيثًا، فِيهِ: فأتَوْا المدينةَ، فقال عمر رضي الله عنه: إن الله تعالى اخْتَارَ لِنَبِيِّهِ الْمَدِينَةَ وَهِيَ أقلُّ الْأَرْضِ طَعَامًا، وأملحُه مَاءً، إلَّا مَا كَانَ مِنْ هَذَا التمر، فإنّه لا يَدخلها الدجالُ ولا الطاعون، إن شاء اللهُ تعالى.
1318 - تخريجه: هو عند الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (1/ 468: 396) بهذا الإسناد وفيه قصّة طويلة. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 389: 3196)، وعزاه للحارث.
الحكم عليه: قال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 389): رجاله ثقات. قلت: فيه أبو البَختري -سعيد بن فيروز- ثقة ثبت، لكنه كثير الإرسال كما في التقريب (ص 240). ولم يسمع من عمر رضي الله عنه، كما في مراسيل ابن أبي حاتم (ص 77). فالإسناد ضعيف؛ لانقطاعه بين أبي البختري وعمر. وهذا الأثر وإن كان موقوفًا على عمر رضي الله عنه، إلَّا أن له حكم الرّفع؛ لأنه لا يقال من قِبَل الرأي. ويشهد لمتنه حديث أبي هريرة يرفعه: "على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدّجال). رواه البخاري (4/ 95: 1880)، ومسلم (2/ 1005: 1379)، وأحمد (2/ 237)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (10/ 383)، ومالك في الموطأ (2/ 892)، والبغوي في شرح السنّة (7/ 325: 2021).
67 - باب فضل أحد
67 - باب فضل أُحد 1319 - أخبرنا (¬1) عبد المهين بنُ عَبَاس (¬2) بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، حدثني أبي، عن جَدي رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: إنه لَمّا قفل من غزوة تبوك فاطّلع على ثنيّه المبرك بَدَا لَهُ أُحُد، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هَذَا جَبل يُحِبُّنَا ونُحِبُّه). تَابَعَهُ عُمارة بْنُ غَزية عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سهل، علّقه البخاري من طريقه (¬3). ¬
1319 - تخريجه: لم أقف عليه في بغية الباحث من زوائد الحارث للهيثمي. وأخرجه الطبراني المعجم الكبير (6/ 124: 5720) من طريق إسحاق بن راهويه وأبي مصعب، كلاهما عن عبد المهيمن بن عبّاس به بنحوه مطولًا. وأورده الهيثمي في "المجمع (10/ 42)، وقال: فيه عبد المهيمن بن عبّاس، وهو ضعيف. وتابع عبد المهيمن عليه عُمارةُ بن غزية -كما أشار المُصنِّف. =
= أخرجه البخاري تعليقًا في الزكاة، باب خرص الثمَر (3/ 344) قال: قال سليمان عن سعد بن سعيد عن عُمارة بن غزية عن عبَاس عن أبيه به. ووصله أبو علي ابن خزيمة في فوائده كما في تغليق التعليق (3/ 31) من طريق أبي بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن سعد بن سعيد الأنصاري به بنحوه. وخالفهما عمرو بن يحيى في إسناده. رواه البخاري في الزكاة، باب خرص الثمر (3/ 343 - 344: 1481) مطولًا، وفي المغازي، باب نزول النبي -صلى الله عليه وسلم- الحِجْر (8/ 125: 4422)، ومسلم في الفضائل، باب معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- (4/ 1785: 1392)، وأحمد (5/ 424)، وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 539 - 540: 18852)، وعمر بن شبّة في تاريخ المدينة (1/ 82) .. جميعهم من طريق عمرو بن يحيى المازني عن عبّاس بن سهل بن سعد عن أبي حميد الساعدي به. وتحرّف عمرو بن يحيى في تاريخ المدينة إلى: محمود بن يحيى.
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لضعف عبد المهيمن بن عبّاس كما في التقريب (ص 293)، لكن تابعه عليه عُمارة بن غزية كما في التخريج وعليه فإسناده حسن. وخالفهما عمرو بن يحيى، فرواه عن عبّاس بن سهل بن سعد عن أبي حميد الساعدي، به. قال ابن حجر في الفتح (3/ 346): فيحتمل أن يسلك طريق الجمع بأن يكون عباس أخذ القدر المذكور وهو "أحد جبل يحبّنا ونحبّه" عن أبيه وعن أبي حميد معًا، أو حمل الحديث عنهما معًا، أوكله عن أبي حميد ومعظمه عن أبيه، وكان يحدّث به تارة عن هذا وتارة عن هذا, ولذلك كان لا يجمعهما. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 396 - 397: 3229)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل وهو ضعيف، لكن تابعه عُمارة بن غزية كما عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ.
68 - باب زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-
68 - بَابُ زِيَارَةِ قَبْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- 1320 - [1] مسدَّد: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، عن عمر بن محمد، عن أبيه قال: إنَّ ابنَ عمر رضي الله عنهما، كَانَ إِذَا قَدِم مِنْ سَفر صلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ أَتَى القبرَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رسولَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، السلام عليك يا أبه! [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفر بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ، فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَتَى القبرَ، فذكر مثلَه. * صحيح موقوف.
1320 - تخريجه: هذا الأثر أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (3/ 576: 6724)، عن معمر، عن أيوب. وأخرجه عن عبد الله بن عمر أيضًا .. كلاهما -أي أيوب وعبد الله بن عمر-، عن نافع، عن ابن عمر، ولم يذكر فيه الصلاة ركعتين. قال معمر: فذكرت ذلك لعبيد الله بن عمر، فقال: لا نعلم أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فعل ذلك إلَّا ابن عمر. قلت: وطريق عبد الرزاق الأول صحيح على شرط الشيخين. وقد أورد هذا الأثر ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 163).
الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، موقوف على ابن عمر.
1321 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْل بْنِ أَبِي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَجْعَلُنّ قَبري وَثَنًا".
1321 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في "مسنده" (12/ 33: 6681) عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن سفيان، عن حمزة بن المغيرة، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وزاد في لفظه: "لعن الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". وأورده الهيثمي في المقصد العلي بزوائد مسند أبي يعلى الموصلي رقم (615). وأخرجه الحميدي في "مسنده" (2/ 445)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 317)، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 44)، وأخرجه أحمد في "مسنده" (2/ 246)، كلاهما: الحميدي وأحمد، عن سفيان، عن حمزة بن المغيرة، عن سهيل، به. بزيادة أبي يعلى، ولكن بلفظ "اللهم لا تجعل قبري وثنًا ... ". قال أبو نعيم: غربب من حديث حمزة تفرد عنه سفيان. وأخرجه ابن عبد البر أيضًا (5/ 43) من طريق محمد بن الحسن الكرماني، عن سفيان، عن حمزة، عن سهيل، به بلفظ: "لا تتخذوا قبري وثنًا". والحديث بلفظ أبي يعلى أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 2 - 3)، وقال: فيه إسحاق بن أبي إسرائيل، وفيه كلام لوقفه في القرآن، وبقية رجاله ثقات. وقد رواه غيره فقالوا: عن سفيان عن حمزة بن المغيرة عن سهيل به، وإسنادهم أصحّ. وللحديث شاهد مرسل على شرط الشيخين أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1/ 406: 1587) عن معمر، عن زيد بن أسلم، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُصلى إليه، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
الحكم عليه: إسناده صحيح، وقد تابع إسحاق بن أبي إسرائيل عليه أحمد والحميدي غير أنهم زادوا في إسناده حمزة بن المغيرة، وهذا لا يضرّ؛ لأنه من المزيد في متصل الأسانيد، وسفيان بن عيينة قد روى عن سهيل بن أبي صالح من غير واسطة كما في تهذيب الكمال (11/ 180).
1322 - وقال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا سَوّار بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو الْجَرَّاحِ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ آلِ عُمَرَ، عَنْ عمر رضي الله عنه، قال: سمعت رسولَ الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَقُولُ: مَن زَار قَبري -أَوْ قَالَ: مَن زَارني- كنتُ لَهُ شَهِيدًا، أَوْ شَفِيعًا. ومَن مَاتَ فِي أَحَدِ الحَرمين بَعثه اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الآمِنِين يومَ القيامة".
1322 - تخريجه: أخرجه البيهقي (5/ 245) في كتاب الحج، بَابُ زِيَارَةِ قَبْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- من طريق أبي داود به بلفظه. وقد وقع اختلاف في متن الحديث وسنده. فرواه العقيلي من طريق شعبة عن سوار بن ميمون عن هارون بن قزعة، عن رجل من آل الْخَطَّابِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "مَن زارني متعمدًا كان في جوار الله يوم القيامة، وَمَنْ مَاتَ فِي أَحَدِ الْحَرَمَيْنِ بَعَثَهُ اللَّهُ في الأمنين يومَ القيامة". وقال العقيلي: والرواية في هذا لينة. الضعفاء (4/ 362). وأخرجه الدارقطني في السنن (2/ 278) من طريق محمد بن الوليد البسري، أنا وكيع، أنا خالد بن أبي خالد وأبو عون عن الشعبي والأسود بن ميمون عن هارون بن قزعة عن رجل من آل حاطب عن حاطب، بلفظ قريب منه. وقد رُوي أجل هذا الحديث عن ابن عمر، وابن عباس وأنس. أما عن ابن عمر، فقد رُوي من ثلاثة أوجه: أولًا: عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن ابن عمر، رواه الطبراني (12/ 406: 13496)، وابن عدي (2/ 790)، والدارقطني في السنن (2/ 278)، والبيهقي في السنن (5/ 246)، من طريق عائشة بنت يونس وحفص بن أبي داود عن ليث بن أبي سليم به، بشطره الأول. وقال البيهقي: تفرَّد به حفص وهو ضعيف.
= وأما عائشة بنت يونس فهي مجهولة، كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 2). ثانيًا: رُوي عن موسى بن هلال العبدي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عن ابن عمر، رواه العقيلي في الضعفاء (4/ 170)، وابن عدي في الكامل (6/ 2350)، والدارقطني في السنن (2/ 278)، الدولابي في الكنى (2/ 64)، كلهم من طريق موسى بن هلال به، بنحوه. وموسى بن هلال، وإن كان صالح الحديث. الميزان 4/ 225. إلَّا أنه لم يلحق بعبيد الله العُمري الكبير أبي عثمان، فتعيّن أن يكون رواه عن أخيه عبد الله العمري الصغير, وهو ضعيف. ويدل على هذا كون الدولابي أخرج الحديث فيمن كنيتهم أبو عبد الرحمن، وهي كنية عبد الله العمري الصغير. ثالثًا: ورُوي من طريق قتيبة عن عبد الله بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه، عن ابن عمر. أخرجه البزار، كشف الأستار (2/ 57)، ثم قال: عبد الله بن إبراهيم لم يتابع على هذا، وإنما يكتب ما يتفرد به (كذا). وأما حديث ابن عباس، فقد أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 457)، من طريق فَضالة بن سعيد بن زميل، ثنا محمد بن يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس، بنحو حديث الطيالسي. وأما حديث أنس بن مالك، فقد ذكره الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 267)، وعزاه إلى ابن أبي الدنيا في القبور، قال: أنا سعيد بن عثمان الجرجاني، أنا ابن أبي فُديك، أنا أبو المثنى سليمان بن يزيد الكعبي عن أنس بمعناه. وذكره الألباني في إرواء الغيل (4/ 340)، وعزاه إلى ابن النجار في تاريخ المدينة (ص 397)، عن محمد بن مقاتل، ثنا جعفر بن هارون، ثنا إسماعيل بن المهدي، عن أنس مرفوعًا. وسليمان بن يزيد الكعبي ضعيف، وأما إسماعيل بن =
= مهدي فلم أقف له على ترجمة. وقال الألباني: وأظنه محرفًا من سمعان بن مهدي، فإن كان هو فقد قال عنه الذهبي في الميزان (2/ 234): سمعان بن مهدي عن أنس بن مالك، حيوان لا يعرف أُلصقت به مكذوبة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لجهالة شيخ أبي داود الطيالسي، وجهالة راوٍ من آل عمر، والاضطرابِ في سند الحديث ومتنه، كما أن شواهدَ الحديث كلّها ضعيفة.
1323 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا حَفْصُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَن حَجّ فَزَارَني بَعد وفَاتي، كان كمَن زارني في حياتي".
1323 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى، فلعله في "المسند الكبير". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 406: 13497)، وابن عدي في "الكامل" (2/ 790)، والدارقطني في السنن (2/ 278)، والبيهقي في "السنن الكبري" (5/ 246)، وفي "شعب الإيمان" (3/ 489: 4154) من طرق عن أبي الربيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" كما في مجمع البحرين (3/ 286: 1830)، والبيهقي في "الشعب" (3/ 489: 4155) من طريق محمد بن بكار، والبيهقي في "السنن" (5/ 246) من طريق عبد الرزاق، كلاهما عن حفص بن أبي داود، به. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 2)، وقال: فيه حفص بن أبي داود القارئ، وثقه أحمد، وضعفه جماعةٌ من الأئمة. وأخرجه أيضًا الطبراني في "الكبير" (12/ 406: 13496)، وفي "الأوسط" كما في مجمع البحرين (3/ 285: 1829) من طريق عائشة بنت يونس امرأة ليث بن أبي سليم، عن مجاهد , به. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 2)، وقال: فيه عائشة بنت يونس، ولم أجد من ترجمها. والحديث قد أورده الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" (2/ 266)، وضعّفه. وقال عنه الشيخ الألباني في "إرواء الغليل" (4/ 335): منكر.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه حفص بن أبي داود، وهو ضعيف جدًا. وضعّفه ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 266)، وقال الألباني في الإرواء (4/ 335): منكر.
1324 - [1] وقال ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُبابَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ -مِنْ وَلَدِ ذِي الْجَنَاحَيْنِ- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عن علي بن الحسين رضي الله عنهما، أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَجِيءُ إِلَى خَوْخة (¬1) كَانَتْ عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَيَدْخُلُ فِيهَا فَيَدْعُو، فَدَعَاهُ فَقَالَ: أَلاَّ أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سمعتُه مِنْ أَبِي عَنْ جَدِّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: "لَا تَتَّخِذوا قَبْري عِيدًا، وَلَا بُيوتكم قُبورًا، وصَلّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاتكم وتَسْلِيمَكم يَبْلُغُني حَيثما كُنْتُمْ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. ¬
1324 - تخريجه: لم أقف عليه في "مصنف ابن أبي شيبة"، فلعله في "مسنده". وأخرجه أبو يعلى (1/ 361: 469) عن ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 25) من طريق ابن أبي أويس، عن جعفر ابن إبراهيم، به. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3/ 577: 6726) عن سفيان الثوري، عن ابن عجلان، عن رجل يقال له سهيل، عن الحسن بن الحسن بن عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرسلًا. والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 3)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه جعفر بن إبراهيم الجعفري، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحًا، وبقية رجاله ثقات. وللحديث شاهد عن أبي هريرة: أخرجه أحمد في "المسند" (2/ 367)، وأبو داود (2/ 534: 3042)، وقد حسن إسناده الشيخ الألباني في "تعليقه على =
= مشكاة المصابيح" برقم (926)، وفي كتابه "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" (ص 142).
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لأن جعفر بن إبراهيم في روايته عن علي بن عمر عن أبيه لين كما أشار ابن حبّان في الثقات (8/ 160). والحديث حسن بمتابعة عبد الرزاق كما في التخريج، وله شاهد من حديث أبي هريرة بإسناد حسن.
69 - باب فضل قباء
69 - بَابُ فَضْلِ قُباء 1325 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمير، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ طَهْمَان، عَنْ أَبِي أُمامة بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عن أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"مَن توضّأَ فأحسَن وضوءَه، ثُمَّ جَاءَ مسجدَ قُباءَ فَرَكَعَ فِيهِ أربعَ ركعاتٍ، كَانَ ذَلِكَ عدْلُ عُمرة". * مُوسَى ضَعِيفٌ، وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ (¬1) وَابْنُ مَاجَةَ (¬2) مِنْ وجهٍ أحسن منه، لكنه بغير هذا السياق. ¬
1325 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في المصنّف (2/ 373) و (12/ 210 - 211: 12571). ورواه عبد بن حميد في المنتخب (1/ 422: 468)، وابن شبّة في تاريخ المدينة (1/ 41)، والطبراني في الكبير (6/ 91: 5560) عن عبيد بن غنّام .. ثلاثتهم =
= عن ابن أبي شيبة، به. ورواه الطبراني أيضاً في الموضع السابق من طريق عثمان بن أبي شيبة عن ابن نمير به. وفيه (عدل رقبة) بدلاً من (عدل عُمرة). ورواه البخاري في تاريخه الكبير (8/ 379)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 449 - 450)، من طريق زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، به بلفظه. قال العقيلي: وقد رُوي من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا بخلاف هذا اللفظ. ورواه النّسائي في المساجد، باب فضل مسجد قباء والصلاة فيه (2/ 37)، وابن ماجه في إقامة الصلاة (1/ 453: 1412)، وأحمد (3/ 487)، والبخاري في تاريخه الكبير (1/ 96)، وابن شبّة في "تاريخ المدينة (1/ 40)، والطبراني في الكبير (6/ 90، 91: 5558، 5559، 5561، 5562)، والحاكم (3/ 12)، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة (2/ 130: 700)، وابن عبد البرّ في التمهيد (13/ 265) .. وغيرهم من طريق محمد بن سليمان الكرماني عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنيف، عن أبيه، به بنحوه. والكرماني هذا ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. الجرح (7/ 267)، والتاريخ الكبير (1/ 96)؛ وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 372)، وروى عنه جمع من الرواة. وتابعه عبيد بن محصن، ذكره البخاري في تاريخه الكبير (8/ 379)، وعقبة بن ميسرة، رواه عمر بن شبّة في "تاريخ المدينة (1/ 41)، وفيه: "عتبة بن أبي ميسرة"، وهو تحريف. وهذه الطرق يعضد بعضها بعضاً. والحديث صحّحه الحاكم (3/ 12)، ووافقه الذهبي. وصحّحه العراقي أيضاً في المغني عن حمل الأسفار (1/ 260).
= وله شاهد من حديث أسيد بن ظهير. أخرجه الترمذي برقم (324)، وابن ماجه برقم (1411)، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 373)، وأبو يعلى في مسنده (13/ 117: 7172)، والطبراني في الكبير (1/ 179: 570)، والحاكم (1/ 487)، والبيهقي في السنن (5/ 248)، ومن حديث ابن عمر، أخرجه ابن حبان في صحيحه (4/ 507: 1627).
الحكم عليه: إسناد ضعيف؛ لضعف موسى بن عبيدة، وقد رُوي من طرق أخرى يعضد بعضها بعضًا. والحديث صحَحه الحاكم والعراقي كما تقدّم في التخريج.
1326 - وقال الحارث (¬1): ثنا محمد بن عمر، نا الوليد بن كثير عن الأغر (¬2)، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، كان يأتي قُباءَ راكبًا وماشيًا. ¬
1326 - تخريجه: هو عند الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في بغية الباحث (1/ 472: 401)، وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 396: 3228)، وقال: رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف. وله شاهد بلفظه من حديث ابن عمر. أخرجه البخاري في فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، باب إتيان مسجد قباء ماشيًا وراكبًا (3/ 69: 1194)، ومسلم في الحج، باب فضل مسجد قباء (2/ 1016: 1399)، والنسائي فيه (2/ 37)، وأحمد (2/ 30، 58، 65). وغيرهم.
الحكم عليه: إسناد الحارث ضعيف جدًا، فيه محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك. وقد صحّ الحديث من طريق ابن عمر عند الشيخين وغيرهما.
1327 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كثير، عن رجل، قال: أتى عمر رضي الله عنه، مسجدَ قُبَاءٍ فَأَمَرَ أَبَا لَيْلَى فَقَالَ لَهُ: اجْتَنِبِ الْعَوَاهِنَ (¬1) وَاكْنُسِ المسجدَ بسَعَفة (¬2)، قَالَ: وَلَوْ كَانَ هَذَا المسجدُ فِي أُفق مِنَ الْآفَاقِ، أَوْ مصرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ لَكَانَ يَنْبَغِي لَنَا أن نأتِيَه. ¬
1327 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف، كتاب المساجد (2/ 346، 347: 1091)، وقال: رواه مسدّد بسند ضعيف، لجهالة التابعي. ولم أقف عليه بهذا اللفظ من هذا الطريق، لكن رُوي شطره الثاني من طرق عن عمر بنحوه مطولًا. أخرجه البخاري في تاريخه الكبير (1/ 402) من طريق ابن إسحاق، عن عبد الواحد ابن أبي البدّاح، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، وكان إمام مسجد قومه، قال: كان عمر يأتي مسجدنا هذا وقال: (أعمروا مسجدكم، فوالذي نفسُ عمرَ بيده، لو كان ببعض الآفاق لضربنا إليه أكباد الإبل). وفيه: عبد الواحد، ذكره ابن حبان في ثقاته (7/ 122)، ولم يوثّقه غيره. ورراه ابن سعد في طبقاته (1/ 245) من طريق عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المِسْور بن مخرمة، عن عمّته أم بكر بنت المسور أن عمر بن الخطّاب قال: (لو كان مسجد قباء في أفق من الآفاق لضربنا إليه كباد الإبل). وفيه: أم بكر لم يرو عنها إلَّا عبد الله بن جعفر، ولذا قال الحافظ في التقريب (ص 755): مقبولة، يعني إذا توبعت. ورواه عمر بن شبّة في تاريخ المدينة (1/ 46) من طريق أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أن محمد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ حدّثه أنه سمع شيوخًا من قومه، =
= من بني عمرو بن عوف أن عمر جاءهم بقباء بعد نصف النهار، فدخل مسجد قباء فأمر رجلًا يأتيهم بجريدة رطبة وقال: لأتقربّن بها هاهنا. فجاء بها فنفض بها الغبار عن الجدار في القبلة، ثم قال: والله لو كنت في أفق من الآفاق لضربنا إليك أكباد الإبل. وفي إسناده: أسامة بن زيد بن أسلم ضعيف من قبل حفظه كما في التقريب (ص 98). ورواه عبد الرزاق في المصنّف (5/ 133: 9163) من طريق يعقوب بن مجمّع بن جارية عن أبيه قال: جاء عمر بن الخطّاب فقال: لو كان مسجد قباء في أفق من الآفاق ضربنا إليه أكباد المطي. ويعقوب بن مجمّع بن جارية ذكره ابن حجر في التقريب (ص 602)، وقال: مقبول.
الحكم عليه: في إسناد مسدّد رجل مبهم، وضعّفه البوصيري لجهالة التابعي. وقد رُوي عن عمر من طرق كلّها ضعيفة، ومجموع تلك الطرق تدلّ على أن هذا القول له أصل عن عمر رضي الله عنه.
70 - باب فضل المسجد النبوي
70 - باب فضل المسجد النَّبوي 1328 - الْحَارِثُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا سَلَمَةُ بن وَرْدَانَ، قال: سمعت أبا سعيد بن المعلَّى قَالَ: سمعتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي خَيْرٌ مِنْ ألفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِواه مِنَ الْمَسَاجِدِ، إلَّا المسجدَ الحرامَ".
1328 - تخريجه: هو عند الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في بغية الباحث (1/ 469: 398). وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2/ 90: 1185)، وابن عدي في "الكامل" (3/ 1182) من طريق أبي القاسم بن أبي الزناد، عن سلمة بن وردان، به. وأخرجه البزار كما في كشف الأستار (1/ 216: 430) من طريق أبي نباتة، عن سلمة بن وردان، به، وزاد في إسناده: وعن أبي هريرة، وهو بلفظ: "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، وصلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلَّا المسجد الحرام". وذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 6) رواية البزار هذه، وقال: فيه سلمة بن وردان، وهو ضعيف. وللحديث شواهد في الصحيح. أولها: حديث أبي هريرة، أخرجه مسلم برقم (1394)، وأحمد في مسنده (2/ 239). =
= وثانيها: حديث ابن عمر عند مسلم برقم (1395)، وفي "مسند أحمد" (2/ 16). وثالثها: حديث ابن عباس عند مسلم برقم (1396).
الحكم عليه: إسناد الحارث ضعيف جدًا؛ فيه الواقدي وهو متروك. وتابعه القاسم بن أبي الزنّاد وأبو نباتة، لكن أبا سعيد بن المعلى -الراوي عن علي- لم يرو عنه غير سلمة بن وردان، ولذا قال ابن حجر في التقريب (ص 644): مقبول، يعني إذا توبع، ولم، يتابع على حديثه هذا عن علي. وسلمة بن وردان ضعيف أيضًا، وعليه فالحديث ضعيف بهذا الإسناد، وهو صحيح من حديث أبي هريرة.
1329 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا زِيَادُ بْنُ سعد، أخبرني سليمان بن عتيق، قال: سمعتُ ابنَ الزبير رضي الله عنهما، يقول: سمعتُ عمرَ بنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يقول: صلاة في المسجد الحرام أفضلُ من مائة ألفِ (¬1) صلاة فيما سِواه من المساجد، قال سفيان: فيَرونَ أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إلَّا مسجدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فإن فضلَه عليه بمائة صلاة. ¬
1329 - تخريجه: هو عند الحميدي في مسنده (2/ 420: 941)، وعنه البخاري في تاريخه الصغير (1/ 344). ومن طريقه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 127)، ومشكل الآثار (1/ 245). وسقط من مسند الحميدى ذكر عمر بن الخطاب، والصواب إثباته كما في شرح معاني الآثار, ومشكل الآثار، وتاريخ البخاري الصغير. ورواه ابن أبي شيبة في المصنّف (2/ 372)، وابن حزم في المحلى (7/ 451)، وابن عبد البرّ في التمهيد (6/ 19، 20)، والفاكهي في أخبار مكة (2/ 96: 1199) من طريق ابن عيينة به. ورواه عبد الرزاق في المصنّف (5/ 122: 9139)، والبخاري في تاريخه الصغير (1/ 344) والكبير -تعليقًا- (4/ 29)، والفاكهي في أخبار مكة (2/ 104: 1220) من طريق ابن جريح عن سليمان بن عتيق وعطاء، كلاهما عن ابن الزبير قوله. وقد رُوي مرفوعًا: رواه إبراهيم بن نافع عن سليمان بن عتيق عن ابن الزبير عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَاب عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم-، ذكره البخاري تعليقًا في تاريخه الكبير (4/ 29). =
= ورُوي مرفوعًا أيضًا من حديث ابن الزبير. أخرجه أحمد (4/ 5)، وعبد بن حميد في المنتخب رقم (521)، والبخاري في تاريخه الكبير (4/ 29)، والترمذي في العلل الكبير (1/ 241)، والفاكهي في أخبار مكة (2/ 89 - 90: 1183)، والحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (1/ 470: 398)، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 214: 425)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 127)، وابن حبّان في صحيحه (4/ 499: 1620)، وابن عدي في الكامل (2/ 817)، والبيهقي في الكبرى (5/ 246) .. جميعهم من طريق حماد بن زيد عن حبيب المعلم عن عطاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صلاة في مسجدي هذا أفضل مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إلَّا المسجدَ الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في هذا". واللفظ لأحمد. قال ابن عبد البرّ في التمهيد (6/ 25): أسند حبيب المعلم هذا الحديث وجوّده، ولم يخلط في لفظه ولا في معناه. ورواه الطيالسي في مسنده برقم (1367)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (3/ 322) مختصرًا، والبيهقي في الشعب (8/ 72: 3847 الطبعة الهندية)، وتقي الدين الفاسي في شفاء الغرام (1/ 128) من طريق الربيع بن صبيح عن عطاء، عن ابن الزبير مرفوعًا بنحوه. وأورد الهيثمي في المجمع (4/ 4) المرفوع منه وقال: رجال أحمد رجال الصحيح. ويشهد له حديث جابر عند أحمد (3/ 343). وقال عنه ابن عبد البرّ في التمهيد (6/ 26): نقلته كلهم ثقات. وحديث ابن عمر عند النسائي (5/ 213).
الحكم عليه: قال ابن عبد البرّ في التمهيد (6/ 22): "وحديث سليمان بن عتيق هذا لا حجَة فيه؛ لأنه مختلف في إسناده وفي لفظه، وقد خالفه من هو أثبت منه". وقال أيضًا: " ... لم يتابع فيه سليمان بن عتيق على ذكر عمر، وهو مما أخطأ فيه عندهم سليمان بن عتيق، وانفرد به، وما انفرد به فلا حجة فيه، وإنما الحديث محفوظ عن ابن الزبير على وجهين ... " ثم ذكر الوجهين كما بيناه في التخريج آنفًا. وقال المنذري في الترغيب (2/ 214): إسناده صحيح. وفيه نظر. وقال النووي في شرحه على مسلم (9/ 124) عن حديث حبيب المعلم عن عطاء: حديث حسن رواه أحمد بن حنبل في مسنده والبيهقي وغيرهما بإسناد حسن.
71 - باب فضل الطائف
71 - باب فضل الطائف 1330 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ المَخْزومي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إنْسان الثَقفي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [عَبْدِ رَبِّهِ] (¬1) بْنِ الحكم بن عُثْمَانَ بْنِ بِشْر، عَنْ أَبِي بَكْرِ (¬2) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ كعب رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ وَجًّا مُقدَّس، مِنْهُ عَرَجَ الرَبّ، تبارك وتعالى، إِلَى السَماء الدُّنْيَا يَوْمَ قَضَى خَلْقَ الْأَرْضِ. قال المخزومي: وَجّ وادي الطائف. ¬
1330 - تخريجه: أخرجه الحميدي في مسنده (1/ 160، 161: 335) بهذا الإسناد واللفظ وفيه: قال الحميدي -بدل المخزومي-: وجّ بالطائف. وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 397: 3231)، وقال: رواه الحميدي موقوفًا. وأخرج أحمد (6/ 409)، والحميدي (1/ 160: 334)، والطبراني في الكبير (24/ 239: 609) و (24/ 241: 614) عن عمر بن عبد العزيز عن خولة مرفوعًا إن =
= اخر وطأة وطأها الله عَزَّ وَجَلَّ بوج وعمر لم يدركها، كما رواه البيهقي في الأسماء والصفات (ص 461). وفسره سفيان: بأن آخر غزوة غزاها النبي -صلى الله عليه وسلم- الطائف. وأخرج أحمد (4/ 172)، والطبراني (22/ 275: 704)، والبيهقي في الأسماء والصفات (ص 461) نحوه من حديث يعلي بن مرة، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 57): رواه أحمد والطبراني .. ورجالهما ثقات.
72 - باب فضل مسجد الخيف
72 - بَابُ فَضْلِ مَسْجِدِ الْخَيْفِ 1331 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: صلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا، وبين حِراءَ وثَبير (¬1) سبعون نَبيًّا. ¬
1331 - تخريجه: ذكره البوصيري في المختصر (2/ 347: 1092)، وقال: رواه مسدد موقوفًا. وأخرج الطبراني في الكبير (11/ 452: 12283)، وفي الأوسط (6/ 193: 5403) , والضياء في المختارة (10/ 292: 309) نحوه من حديث ابن عباس مرفوعًا، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 300): رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. قلت: وفيه محمد بن فضيل وهو صدوق رمي بالتشيع وروايته عن عطاء فيها غلط واضطراب. ونسبه الألباني في تحذير الساجد (ص 73) للمخلص في المخلصيات، وأبي محمد بن شيبان العدل في الفوائد. وورد نحوه عن ابن عباس موقوفًا رواه الأزرقي في أخبار مكة (2/ 174)، والفاكهي (4/ 269: 2603)، وفي إسناده: أشعت بن سوار ضعيف. وورد من قول مجاهد رواه الأزرقي (1/ 69) و (2/ 174)، والفاكهي (4/ 268: 2599). ومن قول سعيد بن المسيب رواه الفاكهي (4/ 268: 2601).
1332 - وقال أبو يعلى: حدثنا الرَّمَادِيُّ أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ الدَّلَّالُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهمانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مسجد الخَيْف قبرُ سبعين نبيًا".
1332 - تخريجه: رواه الفاكهي في "أخبار مكة" برقم (2594) عن محمد بن صالح، والبزار كما في "الزوائد" برقم (1177) عن إبراهيم بن المستمر العروقي، والطبراني في "الكبير" برقم (13525) من طريق عيسى بن شاذان، ثلاثتهم عن محمد بن محبب أبي همام الدلاّل، بهذا الإسناد. والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 297)، وقال: رواه البزار، ورجاله ثقات.
الحكم عليه: أورده الهيثمي في "المجمع (3/ 300)، وقال: رواه البزّار ورجاله ثقات. وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 347): رواه أبو يعلى والبزّار بإسناد صحيح. وهو كما قال.
73 - باب فضل المسجد الأقصى
73 - باب فضل المسجد الأقصى 1333 - عبد الله بن أحمد في الزهد: حدثني الحسن -هو ابن واقع-، عَنْ ضَمْرة، عَنْ أَبِي عَنَانٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ سليمان بن كيسان بن أَبِي عِيسَى الخُراساني، قَالَ: مَن صَلَّى الْفَرِيضَةَ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فِي جَمَاعَةٍ، كَانَتْ لَهُ بخمسٍ وَعِشْرِينَ ألفَ صَلَاةٍ، وَمَنْ صَلَّاهَا وحده كانت له ألفَ صلاة.
1333 - تخريجه: هو في زوائد عبد الله بن أحمد على الزهد (ص 281) بهذا الإسناد. ولم أقف عليه عند غيره.
الحكم عليه: إسناد رجاله ثقات، غير سليمان بن كيسان ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 392)، وقال الذهبي في الميزان (6/ 234): ثقة. وقال ابن حجر في التقريب (ص 663): مقبول، يعني إذا توبع.
1334 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الحُصين، ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أبي أمامة رضي الله عنه، قال: قالت ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفتنا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ قَالَ: "أرض المحشر و (¬1) المَنْشَر. إِيتوه فَصَلّوا فِيهِ، فإنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أرأيتَ إن لم نُطِقْ مَحْمَلًا إليها؟ قال: "فَلِيُهْدِ له زَيْتًا يُسْرَج فيه، مَن أهدى إليه شيئًا (¬2) كان كمن صلى لله فِيهِ". قلتُ: عَمْرٌو وشَيْخه ضَعيفان جِدًّا، وَهَذَا الإسناد خطأ. إنما رواه زياد ابن أَبِي سَوْدَةَ عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ عَنْ مَيمونة رضي الله عنها, وَلَيْسَتْ زوجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَخَبَّطَ يَحْيَى أَوْ عَمْرٌو فِي إِسْنَادِهِ، وَهُوَ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ (¬3) وَابْنِ مَاجَةَ (¬4) عَلَى الصَّوَابِ. ¬
1334 - تخريجه: لم أقف عليه من هذا الطريق عند أبي يعلى، فلعلّه في المسند الكبير، لكن رواه في المطبوع (12/ 523: 7088) عن إسحاق بن إبراهيم عن عيسى بن يونس عن =
= ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سودة عن أخيه -هو عثمان- عن ميمونة -من غير أن ينسبها- قال: يا رسول الله ... فذكره بلفظه. ورواه ابن ماجه في إقامة الصلاة، باب ما جاء في الصلاة في مسجد بيت المقدس (1/ 451: 1407) عن إسماعيل الرّقي، وأحمد في المسند (6/ 463) عن علي بن حبر، والطبراني في المعجم الكبير (25/ 32: 75) من طريق أبي جعفر النفيلي، ثلاثتهم عن عيسى بن يونس به بنحوه، لكن قال: ميمونة مولاة النبي -صلى الله عليه وسلم-. ورواه أبو داود في الصلاة، باب في السرج في المساجد (1/ 315: 457) من طريق سعيد بن عبد العزيز عن زياد بن أبي سودة عن ميمونة مولاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يقل عن أخيه. وتابع سعيدًا عليه معاوية بن صالح. أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 32: 54)، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 368 ب) من طريق معاوية بن صالح عن زياد بن أبي سودة عن ميمونة، وليسث زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهَا قالت: فذكره بلفظه.
الحكم عليه: قال الذهبي في الميزان (2/ 90): هذا حديث منكر جدًا، رواه سعيد بن عبد العزيز عن زياد عنها، فهذا منقطع، ورواه ثور بن يزيد عن زياد متصلًا، قال عبد الحق: ليس هذا الحديث بقوي، وقال ابن القطّان: زياد وعثمان ممن يجب التوقف في روايتهما. وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 346): رواه أبو يعلى عن عمرو بن حصين وهو ضعيف، وكذا شيخة يحيى بن العلاء، ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث ميمونة. وقال في مصباح الزجاجة (2/ 14): روى أبو داود بعضه، وإسناد طريق ابن =
= ماجه صحيح ورجاله ثقات، وهو أصح من طريق أبي داود، فإن بين زياد بن أبي سودة وميمونة عثمان بن أبي سودة كما صرّح به ابن ماجه في طريقه. وقال العلائي في جامع التحصيل (ص 178): والصحيح أنه عن أخيه عثمان عن ميمونة. وكذا قال المُصنّف كما في الأصل غير أنه عند أبي داود علي غير الوجه الذي ذكره الحافظ ابن حجر، فالله أعلم. وميمونة هذه اختلف فيها من هي، وانظر الإصابة (13/ 142، 143).
13 - كتاب البيوع
13 - كِتَابُ الْبُيُوعِ 1 - بَابُ فضلِ السَّماحة فِي الْبَيْعِ والتقاضي 1335 - أَخْبَرَنَا (¬1) شَبَابَةُ بْنُ سَوَّار الْمَدَائِنِيُّ، ثنا هِشَامٌ -وَهُوَ ابْنُ الغَاز-، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي حسين، قال: إن عثمانَ بن عفان رضي الله عنه، ابْتَاعَ حَائِطًا مِنْ رَجُلٍ (¬2)، فَسَاومه حَتَّى قَامَ على الثمن، ثم قال: أعطني يدك قال: وَكَانُوا لَا يَسْتَوْجِبُونَ إلَّا بصفَقة (¬3)، فَلَمَّا رَأَى ذلك الْبَائِعَ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، لَا أَبِيعُهُ حَتَّى تَزِيدَنِي عَشْرَةَ آلَافٍ. فَالْتَفَتَ عُثْمَانُ إِلَى عَبْدِ الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، فَقَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُدخِل الجَنّةَ رَجلًا كَانَ سَمحًا بَائِعًا وَمُبْتَاعًا، وَقَاضِيًا وَمُقْتَضِيًا"، ثُمَّ قَالَ: دُونَكَ الْعَشَرَةُ آلَافِ، لأستوْجب هَذِهِ الْكَلِمَةَ الَّتِي سَمِعْتُهَا مِنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. * هذا مرسلٌ حَسنٌ، يؤيده الذي بعده. ¬
1335 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 8 أ)، باب السماحة في البيع، بهذا الإسناد بلفظه، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بإسناد حسن، وأبو يعلى من طريق سالم الخياط. وهو الحديث الآتي برقم (1337). وللحديث شاهد بنحوه عند البخاري (4/ 306) من الفتح، باب السُهولة والسماحَة في الشِراء والبيع، من حديث جابر بن عبد الله، ولفظه: "رحم الله رجلًا سَمْحًا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى". وعند الترمذي (4/ 549) من التحفة، والحاكم في المستدرك (2/ 56) من حديث أبي هريرة بنحوه. قال الترمذي: حديث غريب، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه. وقال الذهبي: صحيح. ومن حديث عثمان بن عفان عند النسائي (7/ 318: 4696)، كتاب البيوع باب حسن المعاملة والرفق في المطالبة، ولفظه: "أدخل الله عَزَّ وَجَلَّ الجنة رجلًا كان سهلًا مشتريًا وبائعًا وقاضيًا ومقتضيًا".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، إلَّا أنه مرسَل , فعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين لم يُدرك عثمانَ بن عفان. وقد تابعه مطر الوراق في روايته عن عثمان، كما في الحديث الآتي، فاعتضد كل منهما بالآخر لاختلاف المخرجين، وهذا أحد الشروط الأربعة عند الإمام الشافعي لتقوية الحديث المُرسَل. انظر: شرح علل الترمذي (1/ 299)، وتدريب الراوي (1/ 198). وقال البوصيري: رواه إسحاق بن راهويه بإسناد حسن. وقد تقدم أن للحديث شاهدًا عند البخاري في صحيحه بلفظ قريب منه.
1336 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ البُرْسَاني، أنا هِشَامُ بن حسّانَ عن مَطَر الوراق، قال: إن عثمانَ بن عَفان رضي الله عنه، قَدِمَ حَاجًّا، فَلَمَّا قَضَى حَجَّه قَدِمَ إِلَى أَرْضٍ بِالطَّائِفِ، فَإِذَا أَرْضٌ إِلَى جَنْب أَرْضِهِ فَطَلَبَهَا، فَكَانَ بَيْنَهُمَا عَشْرَةُ آلافٍ فِي الثَمَن. فَلَمَا وَضع عثمان رضي الله عنه رِجْله فِي الرِكاب قَالَ لرَجل مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أسمعتَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْح الْبَيْعِ، سمحَ الِابْتِيَاعِ، سَمْحَ الْقَضَاءِ، سَمْحَ التَّقَاضِي"؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: نَعَمْ. فَقَالَ: عُثْمَانُ رضي الله عنه رُدَّا عَليّ الرَجُلَ، فَأَعْطَاهُ العشرةَ آلافٍ وَأَخَذَ الأرضَ. * هَذَا مرسلَ حسَن يُؤيّده الَّذِي قَبْلَهُ، فاعتضد كلّ منهما بالآخر لاختلاف المَخْرجين.
1336 - تخريجه: تقدَّم تخريجه في الحديث السابق، فليُراجَعُ هناك.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد مرسَل حسن، لأن مطرًا الورّاق لم يَلحق عثمان بن عفان، وقد سبق قول الحافظ ابن حجر: هَذَا مرسَل حَسَنٌ، يُؤَيِّدُهُ الَّذِي قَبْلَهُ، فَاعْتَضَدَ كل منهما بالآخر لاختلاف المخرجين. وحسنه البوصيري أيضًا.
1337 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خيثمةَ، ثنا الضحّاك بن مخلد، ثنا سالم الخياط، عَنْ عثمانَ بْنِ عفَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَاوَمَ رَجُلًا بأرضٍ حَتَّى وَجَبَ الْبَيْعُ، أو كاد أَنْ يَجب، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ لَا أُعْطِيكُ حتى تزيدني عشرة آلاف. فالتفت عثمان رضي الله عنه إلى رَجل فَقَالَ: أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحَ التَّقَاضِي، سمْحَ الِاقْتِضَاءِ"؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَزَادَهُ عَشْرَةَ آلاف وأخذ الأرضَ.
1337 - تخريجه: لم أجد الحديث في مسند أبي يعلى؛ لأن مسند عثمان بن عفان ساقط منه. وقد تقدم تخريجه في الحديث رقم (1335). وأورده السيوطي في الجامع الكبير (2/ 10 مخطوط)، وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه سالم الخياط وهو صدوق سيِّىء الحفظ، ولم يُدْرك عثمان بن عفَان، ولكن تابعه على هذا الحديث عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ومطر الوراق، وزال ما ضِيف من سوء حفظه فارتقى إلى رتبة الحسن لغيره، وسكت عليه البوصيري. وللحديث شاهد في صحيح البخاري وغيره، كما أسلفت ذلك في الحديث رقم (1335).
1338 - حَدَّثَنَا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عمرَ، ثنا حَرْبُ بْنُ سُريج، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلعدويه، حَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ: انطلقتُ (¬1) إِلَى الْمَدِينَةِ فنزلتُ عِنْدَ الْوَادِي، فَإِذَا رَجُلَانِ بَيْنَهُمَا عَنز وَاحِدَةٌ، وَإِذَا الْمُشْتَرِي يَقُولُ لِلْبَائِعِ: أَحْسِن مُبَايَعَتِي، فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْجِسْمِ، فَقَالَ الْمُشْتَرِي: يَا رسولَ اللَّهِ، قُلْ لَهُ (¬2) يُحْسِنُ مُبايعتي! فَقَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَدَّ يَده-: "أموالكم تَملكون. إني لأرجو أن أَلقى الله تعالى يومَ الْقِيَامَةِ، لَا يَطلبني أَحَدٌ بشيءٍ ظلمتُه فِي مالٍ، وَلَا دمٍ، وَلَا عِرْضٍ، إلَّا بحقّه. رحم الله رجلًا سَهْل الْبَيْعِ (¬3)، سهلَ الشَّرْيِ، سَهْلَ الْأَخْذِ، سَهل العطاء، سهلَ التقاضي". ¬
1338 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (12/ 212: 6830)، بهذا الإسناد بأطول من هذا مع زيادة في أثنائه وآخره. وفيه وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- , حيث قال بعد قوله: أَحْسِنْ مبايعتي: "فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا الْهَاشِمِيُّ الَّذِي أَضَلَّ الناس، أَهو هو؟ قال: فنظرتُ فإذا رَجُلٌ حَسَن الْجِسْمِ، عَظِيمُ الْجَبْهَةِ، دَقِيقُ الْأَنْفِ، دَقِيقُ الْحَاجِبَيْنِ، وَإِذَا مِنْ ثَغْرَة نَحره إِلَى سُرّته مثلُ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ شَعْرٌ أسودُ، وَإِذَا هو بين طِمْرين ... " وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 9 ب)، باب السماحة في البيع، بطوله، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف لجهالة بعض رواته. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 74)، كتاب البيوع، باب السماحة والسهولة وحسن المبايعة، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه: راوٍ لم يُسَمَّ. =
= وأورده الهيثمي في المقصد العلي (54 أ). والمتقي الهندي في كنز العُمال (13/ 620: 37582)، وعزاه إلى أبي يعلى وابن عَساكر.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لجهالة رجل من بَلعدوية، كما قال الهيثمي والبوصيري، ولِشَطره الأخير شاهد في الصحيح وغيره، وقد تقدَّم في الحديث رقم (1335).
2 - باب البيع عن تراض، وجواز المعاطاة
2 - باب البيعِ عن تراضٍ، وجواز المعاطاة 1339 - [1] إِسْحَاقُ وَعَبْدُ بْنُ حُميد جَمِيعًا، قَالَ إِسْحَاقُ: أنا، وقال عبد: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْمُخْتَارُ -هُوَ ابْنُ قانع التَّمَّارُ-، عَنْ أَبِي مَطَرٍ قَالَ: خرجتُ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا رَجُلٌ يُنَادِي خَلفي: ارْفَعْ إزارَك، فَإِنَّهُ أَتْقَى لِرَبِّكَ وَأَنْقَى لِثَوْبِكَ، وخُذ مِنْ رَأسك إِنْ كُنْتَ مُسْلِمًا! فمشيتُ خلفَه وَهُوَ مُتّزر بإزار، ومُرْتَدٍ برداءٍ ومعه الدِرّة، فقلتُ: مَن هذا؟ فقيل: عَلِيّ أمير المؤمنين ... فذكر الحديثَ، وفيه: ثم أتى دار بَزار (¬1)، فقال: يا شيخُ، أحْسِن بيعتي فِي قميصٍ بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ! فَلَمَّا عَرَفَهُ لَمْ يَشْتَرِ مِنْهُ شَيْئًا. ثُمَّ أَتَى آخَرَ، فَلَمَّا عَرَفَهُ لَمْ يشترِ مِنْهُ شَيْئًا. ثُمَّ أَتَى غلامًا حَدَثًا فاشترى مِنْهُ قَمِيصًا بِثَلَاثَةِ دراهمَ، وَلَبِسَهُ مَا بَيْنَ الرُسْغَين (¬2) إِلَى الكَعْبَين. فَجَاءَ صَاحِبُ الثَّوْبِ، فَقِيلَ: إِنَّ ابنَك باع من أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَمِيصًا بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ. قَالَ: فَهَلَّا أخذتَ مِنْهُ دِرْهَمَيْنِ؟ فَأَخَذَ الدِّرْهَمَ، ثُمَّ جَاءَ به إلى علىّ رضي الله عنه وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: أمْسِكْ هَذَا الدِّرْهَمَ! قَالَ: مَا شَأْنُهُ؟ قَالَ: كَانَ قَمِيصًا ثمنَ درهمين -يعني باعه لك ابني بثلائة دراهمَ-، قال رضي الله عنه: باعني رِضائي، وأخذ رِضاه. [2] وَقَالَ أَبُو يَعلى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمران، ثنا مُختار التمّار، به. ¬
حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المُحاربي، الدَّالُّ على صحّة المعاطاة، يأتي، إن شاء الله تعالى، قَرِيبًا فِي بَابِ الْكَيْلِ عَلَى مَن [اسْتَوْفَى] (¬1) وصحة المعاطاة (¬2). ¬
1339 - تخريجه: أخرجه عبد بن حُميد في المنتخب (1/ 145: 96)، بهذا الإسناد، مع زيادة في أول الحديث. والحديث في مسند أبي يعلى (1/ 253: 295) بهذا الإسناد بنحوه. وذكره البوصيري في الإتحاف من طريق إسحاق وعبد بن حُميد، به، في أثناء حديث طويل (3/ ق 8 ب، وق 9 أ). والإمام أحمد في المسند (1/ 157)، من طريق محمد بن عُبيد عن المختار به بلفظ قريب منه مقتصرًا على المرفوع. وعبد الله بن أحمد في الزيادات (1/ 157) من طريق سويد بن سعيد، ثنا مروان الفزاري عن المختار به بنحوه. وأبو يعلى في المسند (1/ 253: 295) عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، ثنا المعافى بن عمران عن المختار به بنحوه مختصرًا. وذكره من طريق البوصيري في الإتحاف (3/ 9 أ)، وضعفه من جهة إسناده. ورواه الطبراني أيضًا في الدعاء (2/ 978: 394) من طريق معمر بن زياد عن أبي مطر به بنحوه مختصرًا. ومعمر هذا لم أجد له ترجمة. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 119)، مختصرًا مع زيادة في آخره، وعزاه إلى أحمد وأبي يعلى. =
= والطبراني في الدعاء (2/ 978: 395) من طريق زيد بن المبارك عن مروان الفزاري عن المختار به بنحوه مختصرًا.
الحكم عليه: الحديث بالإسناد المذكور ضعيف؛ لضعف المختار التمّار ولجهالة شيخه أبي مطر البصري. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 119): رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه مختار بن نافع، وهو ضعيف. وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو مطر مجهول ولا يعرف اسمه، والمختار بن نافع ضعّفوه.
3 - باب الندب إلى اليقظة في التبايع
3 - باب النَّدب إلى اليَقَظة في التَّبايع 1340 - أبو يعلى: حدثنا كامل (¬1)، ثنا أبو هشام [القَنّاد] (¬2)، ثنا الحسين بن علي رضي الله عنهما، قال: المغبون لا محمودٌ ولا مأجور. ¬
1345 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 153: 6783)، عن كامل به بلفظه. ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 12 مخطوط)، والذهبي في الميزان (6/ 256). وهو في المقصد العلي رقم (656). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 15 ت)، وسكت عنه. وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 180) في ترجمة أحمد بن سليمان التمّار، من طريق أبي القاسم البغوي عن كامل به بلفظه، وزاد فيه: عن عليّ بن أبي طالب، يرفع الحديث. ورواه في ترجمة أحمد بن طاهر (4/ 212) عن علي بن أبي طالب، ثم قال أبو القاسم البغوي: هكذا حدثنا كامل بهذا الحديث عن أبي هشام القناد. قال غيره: عن هذا الشيخ قال: كنت أحمل المتاع إلى الحسين بن علي، ويقال: إنه وهم من كامل. =
= وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 75)، وعزاه إلى أبي يعلى وقال: وفيه أبو هشام القناد، وقال الذهبي: لا يكاد يعرف، ولم أجد لغيره فيه كلامًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لجهالة أبي هشام القنّاد. قال الذهبي في ترجمته في الميزان (6/ 256): خبره منكر، ثم ذكر هذا الحديث. وقال الهيثمي: فيه أبو هشام القناد، لا يكاد يعرف، وسكت عليه البوصيري.
4 - باب الصناع وكسبهم
4 - بَابُ الصنَّاع وكسْبهم 1341 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا قَاسِمٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: أَعْطَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَالَته (¬1) غُلامًا، فَقَالَ: "لَا تَجْعليهِ قَصّابًا، وَلَا حَجّامًا، ولا صائغًا". ¬
1341 - تخريجه: لم أجد الحديث في مسند أبي يعلى المطبوع، ولا في المقصد العلي. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 5 أ) بإسناده ولفطه سواء، وقال: هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة التابعي. وله شاهد بلفظ قريب من هذا عند الطبراني (24/ 439) من طريق عبد الرحمن بن عثمان الوقاصي، عن ابن المنكدر عن جابر. وذكره الحافظ بن حجر في الإصابة (4/ 362) في ترجمة فاختة، وقال: والوقاصي ضعيف. ومن حديث ابن ماجدة عن عمر بن الخطاب أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 17)، بنحوه، وفيه راوٍ لم يُسَمّ. =
= وأبو داود في البيوع، باب في الصائغ (3/ 712: 3430، 3431، 3432) غير أنَّه لم يذكر الراوي الذي لم يسمّ -وهو رجلٌ من بني سهم-.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف فيه راو مبهم، وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لجهالة التابعي.
1342 - حَدَّثَنَا جُبَارة بْنُ المُغلس، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَهُشلي، ثنا الهَيْثم عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- احْتَجَمَ فِي الأَخْدَعَيْن (¬1) وَبَيْنَ الْكَتِفَيْنِ وَأَعْطَى الحَجّامَ أُجرةً، ولو كان حرامًا لم يُعْطِه. ¬
1342 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (4/ 114: 2205) به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 5 ب) كتاب البيوع، باب في كسب الحجام والقصاب والصائغ، به بلفظه، ثم قال: هذا إسناد ضعيف وله شاهد في صحيح مسلم وغيره من حديث ابن عباس. وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 94). البيوع، باب كسب الحجام وغيره، وقال: رواه أبو يعلى وفيه جُبارة بن مغلّس، وثّقه ابن نُمير، وضعّفه الأئمة، ورماه ابن معين بالكذب. وأورده الحافظ الهيثمي في المقصد العلي (55/ أ). وقد قال البوصري: إن للحديث شاهدًا عند مسلم وغيره من حديث ابن عباس. أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1205: 1202)، كتاب المساقاة، باب حلّ أجرة الحجامة، من حديث ابن عباس من غير ذكر موضع الحجامة. والبخاري في صحيحه (4/ 324) من الفتح، كتاب البيوع، باب ذكر الحجَام، من حديث ابن عباس بلفظ قريب من هذا. والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 129)، كتاب الإجارات، باب الجُعْل على الحجامة، من طُرق عن طاوس والشَعْبي عن ابن عباس نحوه، وفسّر الأجرةَ بأنها: مُدّ أو نصفُ مُدّ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف جُبارة بن المغلّس، ولم أجد للهيثم بن أبي الهيثم رواية عن جابر، فيُشبه أن يكون لم يسمع منه. وقال الهيثمي: فيه جُبارة بن المغلّس، وثّقه ابن نمير وضعّفه الأئمة، ورماه ابن معين بالكذب. وللحديث شاهد أخرجاه في الصحيحين، وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف وله شاهد في صحيح مسلم وغيره من حديث ابن عباس.
1343 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَذرمي، ثنا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ نبهانَ، عَنْ أَبِي إسحاقَ، عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، عن المغنيات، وعن النَوّاحات، وعن شِرائهن وبيعهن والتجارة فيهنّ. قال: "كسبُهنّ حرام".
1343 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (1/ 401: 1181) به بلفظه. وذكره البوصيري ني الإتحاف (3/ ق 6 أ)، به بلفظه، وسكت عليه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 91)، باب في ثمن القينة، بلفظه وقال: رواه أبو يعلى، وفيه ابن نبهان وهو متروك. وللحديث شواهد مُفرّقة. فقد جاء النهي عن النِياحة على الميت في صحيح مسلم (2/ 644: 934)، كتاب الجنائز، باب التشديد في النياحة، من حديث أبي مالك الأشعري، ذكر فيه أرْبعًا من الجاهلية، ومنها النياحة، وقال: "النائحة إذا لم تَتُبْ قبل موتها تُقام يوم القيامة وعليها سِرْبال من قِطران ودرْع من جَرَب". وفي مسند الإِمام أحمد (4/ 101) من حديث معاوية بن أبي سفيان، وفيه: "نهى عن النوح والغناء". وفي صحيح البخاري معلقًا (10/ 51)، كتاب الأشربة، باب ما جاء فيمن يستحلَ الخمر ويسمّيه بغير اسمه، من حديث أبي مالك الأشعري: "ليكونَنّ من أُمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف ... " والمعازف آلات الطرب، ويُراد بها الغناء. النهاية (3/ 230) مادة (ع زف).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ فيه علي بن يزيد الصُدائي وهو ليِّن الحديث، والحارث بن نبهان الجَرْمي متروك الحديث، والحارث الأعوَر وهو ضعيف. ولم يذكر الهيثمي له علةً غيرَ الحارث بن نبهان، حيث قال: هو متروك الحديث. وسكت عليه البوصيري. وللحديث شاهد بالمعنى في تحريم الغناء أخرجه البخاري معلقًا، وفي تحريم النياحة، أخرجه مسلم.
1344 - حَدَّثَنَا مُصعب ثنا بِشْر بْنُ السَري، عَنْ مُصْعَب بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: "إن اللهَ -تبارك وتعالى- يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ (¬1) عَمَلًا أَنْ يُتقنه". ¬
1344 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (7/ 349: 4386) به بلفظه. ولم أجده عند البوصيري في الإتحاف. وأورده الهيثمي في المقصد العلي رقم (692). وفي مجمع الزوائد (4/ 98) كتاب البيوع، باب نُصح الأجير وإتقان العمل، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه مصعب بن ثابت، وثقه ابن حبان وضعّفه جماعة. ورواه البيهقي في شُعب الإيمان (4/ 334: 5314) من طريقين عن مصعب الزبيري عن بشر، به بلفظه. وبرقم (5312) من طريق محمود بن غيلان عن بشر بن السّري به بلفظه مع زيادة في أوّله. وذكره السيوطي في الجامع الصغير وعزاه إلى البيهقي في الشُعَب ورمز له بالضعف. وعزاه المناوي إلى أبي يعلى وابن عساكر. فيض القدير (2/ 286: 1861).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف مصعب بن ثابت، وهو ليّن الحديث ولم يُتابَع. وذكره المناوي في التيسير شرح الجامع الصغير (1/ 269)، وضعّف إسناده.
5 - باب الترهيب من كسب الحرام والترغيب في كسب الحلال
5 - بَابُ التَّرهيب مِنْ كَسْب الْحَرَامِ والتَّرغيب فِي كسْب الحلال 1345 - الحارث (¬1): حدثنا داود بن المحبَّر، ثنا الميسرة بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عائشةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يزيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سلمةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عباس رضي الله عنهم، قَالَا: خَطَبَنَا رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَ حَدِيثًا طويلًا قال فيه: "من يكسب مَالًا حَرَامًا لَمْ يَقبل اللَّهُ لَهُ صَدَقَةً ولا عِتْقًا ولا حجًا ولا عمرةً، وكتب اللهُ عزَّ وجلَّ بِقَدْرِ ذَلِكَ أَوْزَارًا، وَمَا بَقِيَ عِنْدَ مَوْتِهِ كان زادَه إلى النَّارَ. وَمَنِ اشْتَرَى خِيانةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا خِيانة، كَانَ كَمَنْ خَانَهَا فِي عَارِهَا وَإِثْمِهَا. وَمَنِ اشْتَرَى سَرقةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرقة، كان كمن سرقها في عارها وإثمها ...). الحديث. * وَهُوَ مَوْضُوعٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَقَدْ رُوي آخِرُهُ بإسناد آخر. ¬
1345 - تخريجه: أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 188)، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن عمر بن عبد العزيز، حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة، فذكره مختصرًا. وذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 285)، وقال: هذا حديث موضوع، فإنَّ داود بن المحبَّر كذاب. =
= وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 90 ب)، وقال: كذب داود بن المحبَّر. وأورده السيوطي في اللآلىء المصنوعة (2/ 361) في أثناء حديث طويل مختلق، وقال: له شاهد عند الحارث. وأورده ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 338)، ونقل كلام السيوطي السابق.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد موضوع، كما حكم بذلك المصنّف والهيثمي والبوصيري.
1346 - [1] وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح). [2] وقال أحمد ابن منيع: حدثنا قَبيصةُ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ محمد وفي روايةِ قَبيصة بن مِينَا (¬1) عَنْ شَيْخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَفِي روايةِ وَكِيعٍ: عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مَن اشْتَرَى سَرِقَةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرقة، فقد شَرك في إثمها وعارها". ¬
1346 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 3 أ)، به بلفظه , إلَّا أنه أفرد حديثَ أحمد بن مَنيع عن حديث ابن أبي عمر فساقهما مفرَّقين. وعزاه إلى الطبراني والبيهقي وقال: قال المنذري: في إسناده احتمال التحسين، ويُشبه أن يكون موقوفًا. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (6/ 577: 2102)، كتاب البيوع، باب كره شري السرقة، ثنا وكيع به بلفظه. وأخرجه الطبراني كما في السنن الكبرى للبيهقي: ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان به بلفظه (ولم أقف عليه في المطبوع)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن (5/ 336)، باب كراهية مبايعة مَن أكثر ماله من الربا أو ثمن المحرّم، من طريق علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نُعيم، ثنا سفيان به بلفظه. وللحديث شاهد بلفظه من حديث أبي هريرة. أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 35)، كتاب البيوع، باب من اشترى سرقة، من طريق مسلم بن خالد الزنجي عن مصعب بن محمد المدني عن شرحبيل مولى الأنصار عن أبي هريرة، فذكره. وقال: شرحبيل هذا هو ابن سعد الأنصاري، روى عنه مالك بن أنس بعد أن كان سَيِّىء الرأي فيه، والحديث صحيح. وقال الذهبي: الزنجي وشرحبيل ضعفاء. =
= ورواه البيهقي في السنن (5/ 335)، من طريق مسلم بن خالد الزنجي بلفظه. وذكره المنذري في الترغيب (2/ 548)، الترغيب في طلب الحلال والأكل منه، وعزاه إلى البيهقي، وقال: في إسناده احتمال التحسين. والسيوطي في الجامع الصغير (6/ 64: 8443 من الفيض)، وعزاه إلى الحاكم والبيهقي، ورمز له بالصحة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه راوٍ لم يُسَمّ. وقد وقع التصريح به في رواية الحاكم والبيهقي، وهو شرحبيل بن سعد المدني، لين الحديث عالم بالمغازي، عن أبي هريرة، ومدار الحديث على شرحبيل. وفي تصحيح الحاكم والسيوطي للحديث تساهل، ومنشأ قول المنذري باحتمال تحسين الحديث هو الخلاف الدائر حود شرحبيل، فالحديث كما قال الذهبي ضعيف لضعف شرحبيل ولم يُتابع على حديثه.
1347 - [1] أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا حَسَنٌ، ثنا ابْنُ لَهيعة، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "أَيُّمَا رَجُلٍ كَسَبَ مَالًا مِنْ حَلَالٍ، فَأَطْعَمَ نفسَه أَوْ كَساها مَن دونَه مِنْ خلق الله تعالى، فَإِنَّ لَهُ بِهَا زَكَاةً". [2] تَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ. أَخْرَجَهُ ابْنُ حَبَّانَ مِنْ طريقه (¬1). ¬
1347 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 529: 1397) به وزاد في أثنائه: "ورجل لم يكن له مال تكون فيه الصدقة فقال: اللهمَّ صَل عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وصَلّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ والمؤمنات والمسلمين والمسلمات". وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 3 أ) بلفظ أبي يعلى كما في المسند المطبوع، وقال: رواه ابن حبان في صحيحه من طريق دَرّاج. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان 6/ 218) بهذا اللفظ، وابن على في الكامل (3/ 114) بلفظه مطولًا، والحاكم في المستدرك (4/ 130)، وتحرَّفت فيه أبو السَمْح إلى أبي الشيخ. والبيهقي في الآداب (ص 484) مع الزيادة .. كلهم من طريق عمرو بن الحارث عن دراج به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه، وأقرّه الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 167)، كتاب الأدعية، باب الصلاة على غيره، مع الزيادة وقال: رواه أبو يعلى وإسناده حسن. وأورده السيوطي في الجامع الصغير (3/ 140) من الفيض، وعزاه إلى أبي يعلى وابن حبان والحاكم، ورمز له بالتحسين. وأشار المناوي إلى ضعفه. =
= وروى الترمذي في السنن (7/ 457) من التحفة، كتاب العلم، باب فضل الفقه على العبادة، عن عمرو بن حفص الشيباني، أخبرنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، به بلفظ: "لن يشبع المؤمن من خبر يسمعه حتى يكون منتهاه الجنة"، وقال: هذا حديث حسن غريب.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، لأن دراج ضعيف في روايته عن أبي الهيثم، فقد حكى ابن عدي عن الإمام أحمد قال: أحاديث دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فيها ضعف. الكامل (3/ 112).
1348 - وقال الطيالسي: حدثنا جعفر، عن النضر بن [حميد] (¬1)، عن أبي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يُعْجبَنَّك رَحْبُ الذارعين (¬2) يسفك الدمَاء، فإن له عند الله تعالى قَاتِلًا لَا يَمُوتُ، وَلَا يُعْجِبَنَّك امرؤٌ كَسَبَ مَالًا مِنْ حَرَامٍ، فَإِنَّهُ إِنْ أَنْفَقَهُ أَوْ تصدَّق بِهِ لَم يُقبل مِنْهُ، وَإِنْ تَرَكَهُ لم يبارَك له فيه، وَإِنْ بَقِيَ مِنْهُ [شَيْءٌ] (¬3) كَانَ زَادَهُ إِلَى النار". ¬
1348 - تخريجه: أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند (ص 40 ح 310) به بلفظه. ومن طريقه البيهقي في الشعب (4/ 396: 5525). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 3 أ) من طريق الطيالسي بلفظه. ورواه الطبراني في الكبير (20/ 131)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 289 ترجمة النضر بن حميد)، وأبو نُعيم في الجَلية (6/ 295). كُلهم من طريق جعفر بن سليمان الضُبعي عن النضر بن حميد بألفاظ متقاربة، وقال العُقيلي: لا يتابَع عليه إلَّا من طريق يقاربه. ورواه الإِمام أحمد في المسند (1/ 387). والبخاري في تاريخه الكبير (4/ 313)، والبزّار كما في كشف الأستار (4/ 216: 3562)، والشاشي في مسنده رقم (877)، والحاكم (2/ 447)، والبيهقي في الشعب (4/ 395: 5524) .. جميعهم من طريق أبانَ بن إسحاق، عن الصباح بن محمد، عن مُرة، عن عبد الله، بمعناه بأطول منه. =
= وقال البوصيري: رواه الإِمام أحمد مع زيادة طويلة، وقد حسَنها بعضهم. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 298)، كتاب الفتن، باب حرمة دماء المسلمين وأموالهم، وقال: رواه الطبراني وفيه النضر بن حميد وهو متروك. وله شاهد من حديث أبي هريرة بلفظ: ولا تغبطَنّ فاجرًا بنعمة، إن له قاتلًا عند الله لا يموت. أخرجه البخاري في تاريخه الكبير (2/ 232)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (8/ 111: 4802)، والبيهقي في الشعب (4/ 129: 4542)، والبغوي في شرح السنة (8/ 10) قال الهيثمي في المجمع (1/ 355): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وأورده السيوطي في الجامع الصغير (6/ 413 من الفيض)، بلفظه وعزاه إلى البيهقي في الشُعب ورمز له بالضعف. ونَقل المناوي كلام الحافظ العراقي: رواه البخاري في تاريخه والطبراني في الأوسط الكل بسند ضعيف. وذكره الألباني في ضعيف الجامع (6/ 72)، وقال: ضعيف.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه النضر بن حميد وأبو الجارود، وهما متروكان.
1349 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نا الخليل، ثنى أبي، عن قتادة، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَيْسَ الغنِي عَنْ كثْرة الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الغِنى غِنى النَّفْس". ¬
1349 - تخريجه: أخرج أبو يعلى في مسنده (5/ 404: 3079)، به بلفظه. ولم أجده عند البوصيري في الإتحاف. وأخرجه البزار (كشف الأستار 4/ 237)، كتاب الزهد، باب: ليس الغنى عن كثرة العرض، من طريق محمد بن المثنى: ثنا الخليل بن عمر عن أبيه به، بلفظ مقارب. وقال: لا نعلم رواه عن قتادة عن أنس إلَّا عمر. وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين ق 1269)، كتاب الزهد، باب ليس الغنى عن كثرة العرض، من طريق محمد بن عبادة الواسطي، ثنا أبو سفيان الحميري، نا هشيم، عن حُميد عن أنس، بلفظه، ثم قال: لم يَرو هذا الحديث عن حميد إلَّا هشيم، ولا عن هُشَيم إلَّا أبو سفيان الحميري، تفرّد به أبو عُبادة. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 237)، كتاب الزهد، باب ليس الغنى عن كثرة العَرض، وعزاه إلى الطبراني في الأوسط , وأبي يعلى، وقال: رجال الطبراني رجال الصحيح. وذكره إسماعيل العجلوني في كشف الخفاء (2/ 104: 1809)، بلفظ: "الغنى غنى النفس والفقر فقر النفس" وعزاه الديلمي بلا إسناد عن أنس رفعه. ويشهد للحديث حديث أبي هريرة وأبي ذرّ. أما حديث أبي هريرة فقد أخرجه البخاري (11/ 271: 6446)، كتاب الرقاق، باب الغنى غنى النفس. =
= ومسلم في الصحيح (2/ 726: 1051)، كتاب الزكاة، ليس الغنى عن كثرة العَرض، بلفظه. والترمذي في الجامع (7/ 42) من التحفة، كتاب الزهد، باب ما جاء أن الغنى غنى النفس، بلفظه، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجه في السنن (2/ 1386: 4137)، كتاب الزهد، باب القناعة، بلفظه، وصححه الشيخ الألباني. والإمام أحمد في المسند (2/ 243 و 261 و 315 و 390 و 438 و 443 و 539 و 540) عنه بلفظه. وابن حبان في صحيحه (الإحسان 2/ 35: 678)، باب الفقر والزهد والقناعة، عنه بلفظه. وأورده السيوطي في الجامع الصغير (5/ 358: 7579 من الفيض) بلفظه، وعزاه إلى أحمد والشيخين والترمذي وابن ماجه وصحّحه. وذكره إسماعيل العجلوني في كشف الخفاء (2/ 104: 1809)، بلفظ: "الغنى غنى النفس"، وقال: متفق عليه. وأما حديث أبي ذرّ، فقد أخرجه: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 2/ 37: 684)، باب الفقر والزهد والقناعة، بلفظ: "إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب" مع زيادة في أول الحديث. والحاكم في المستدرك (4/ 327)، كتاب الرقاق، باب إنما الغنى غنى القلب، بلفظ ابن حبان مع زيادة في آخره، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يُخرجاه. وسكت عليه الذهبي. ورواه الطبراني في الكبير (2/ 164)، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 237)، كتاب الزهد، باب ليس الغنى عن كثرة العرض، رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه. =
= وذكره إسماعيل العجلوني في كشف الخفاء (2/ 104: 1809) مختصرًا، وعزاه إلى العسكري.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف, لأن في رواية عمر بن إبراهيم عن قتادة اضطرابًا، ولكن انجبر هذا الضعف اليسير لمتابعة رواها الطبراني في الأوسط من رواية محمد بن عبادة الواسطي (صدوق، التقريب ص 486) عن أبي سفيان الحميري (صدوق وسط، التقريب ص 242)، وارتقى إلى درجة الحسن لغيره، وأما المتن فصحيح، وقد خرّجاه في الصحيحين.
6 - باب الترغيب في اجتناب الشبهات
6 - باب التَّرغيب في اجتناب الشبهات 1350 - قال أبو يعلى: حدثنا أحمد بن المقدام، ثنا عُبيد بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ ثعلبةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الهُذَلي، عَنْ واثلةَ بْنِ الأسْقَع رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رأيتُ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بِمَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَقَالَ لِي أَصْحَابُهُ: إِلَيْكَ يَا واثلةُ -أَيْ تنَحَّ عن وجهه- فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَعُوهُ فَإِنَّمَا جَاءَ لِيَسْأَلَ" فدنوْتُ فقلتُ: بِأَبِي أنتَ وأُمي، يَا رسولَ اللَّهِ لِتُفْتِنَا عَنْ أَمْرٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ مِنْ بَعْدِكَ. قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "استفتِ نفسَك" قلتُ: وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى ما لايريبك، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ"، قلتُ: وَكَيْفَ لِي بِعِلْمِ ذَلِكَ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَضَعُ يَدك عَلَى فُؤَادِكَ، فَإِنَّ الْقَلْبَ يَسكن إِلَى الحلال ولا يَسكن إلى الحرام، وَإِنَّ ورعَ الْمُسْلِمِ أَنْ يَدَع الصغيرَ مخافةَ أَنْ يَقَعَ فِي الْكَبِيرِ" قلتُ: فَمن الحريصُ؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "الذي يطلب الكسبة (¬1) فِي غَيْرِ حِلِّهَا" قلتُ: فمنَ الوَرعُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الَّذِي يَقِفُ عِنْدَ الشبهة" قلتُ: فمن المؤمن؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أَمِنَهُ الناسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَدِمَائِهِمْ" قلتُ: فَمَنِ المسلمُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَن سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ" قلتُ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أفضلُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "كلمة حق عند إمام جائر". ¬
* العلاء بن ثعلبة مجهول- قاله أبو حاتم، لكن للمتن شواهد مفرّقة.
1350 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (13/ 476: 7492) به بتمامه. ولم أقف عليه في الإتحاف عند البوصيري. وأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 78: 193) من طريق جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي، حدثنا أحمد بن المقدام العجلي عن عُبيد بن القاسم به، بلفظه. وأخرج أبو الشيخ في الأمثال (37) قوله: دَعْ مَا يريبُك إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ وإن أفتاك المُفتون، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن المقدام به. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 293)، كتاب الزهد، باب التورع عن الشبَهات، بلفظه، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني، وفيه عُبيد بن القاسم وهو متروك. وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (4/ 107) من طريق زياد بن الربيع، ثنا عباد بن كثير الشامي من أهل فلسطين، عن امرأة منهم يقال لها فسيلة، أنها قالت: سمعتُ أبي يقول: "سألتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلتُ: يا رسولَ الله، أمِنَ المعصية أن يحبّ الرجل قومه؟ قاد: لا , ولكن من المعصية أن يَنصر الرجل قومه على الظلم". وعباد بن كثير وثَّقه ابن معين، وضعَّفه الجماعة، وقال البخاري: فيه نظر. وقال علي بن الجنيد: متروك. الميزان (3/ 84). وفسيلة بنت واثلة، ويقال جميلة وخصيلة، ذكرها ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ ابن حجر: مقبولة (التقريب ص 752). وللمتن شواهد مفرّقة، كما أشار ابن حجر إلى ذلك. فقدله: "دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ". أخرجه أحمد (1/ 200: 172 و 1727)، وعبد الرزاق (3/ 117: 498)، والطبراني في الكبير (3/ 75: 2708)، =
= وأبو نعيم في الحلية (8/ 264)، وابن حبان (2/ 498: 72)، والطيالسي (ص 163: 1178)، والترمذي (3/ 576: 2518)، والنسائي (8/ 327)، والدارمي (2/ 245)، والبغوي في شرح السنّة (8/ 17: 2032)، والحاكم (2/ 13) و (4/ 99)، وأبو يعلى (12/ 132: 763)، والبيهقي (5/ 335)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 302: 416)، وابن خزيمة (4/ 59: 2348) من حديث الحسن بن علي وصحَّحه الحاكم ووافقه الذهبي. ومن حديث ابن عمر رواه الطبراني في الصغير (1/ 102: 276)، وأبو الشيخ في الأمثال (ص 26: 40)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 243)، وفي الحلية (6/ 352)، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 220 و 387) و (6/ 386)، والقضاعي في مسند الشهاب برقم (645). ومن حديث أنس رواه أحمد (3/ 153)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 351: 2920)، وابن عدي (1/ 206). ومن حديث وابصة بن معبد رواه الطبراني (22/ 147: 399). وقرله: "استفت نفسك وإن أفتاك المفتون". أخرجه أحمد (4/ 228). والدارمي في سننه (2/ 245)، وأبو يعلى (3/ 160: 1586)، والطبراني في الكبير (22/ 147: 402) وفي مسند الشاميين (2000) من حديث وابصة بن معبد. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 920): ورجال أحد إسنادي الطبراني ثقات. وفي حديث أبي أمامة "إذا حاك في قلبك شيء فدعه". أخرجه أحمد (5/ 255)، والحاكم (1/ 14)، وعبد الرزاق (20104)، والقضاعي في مسند الشهاب (402)، وابن حبان (1/ 402: 176)، والطبراني في الكبير (8/ 137: 7539)، وفي الأوسط (3/ 16: 3017)، وصحَّحه الحاكم ووافقه الذهبي. وفي حديث النواس بن سمعان مرفوعًا "الأثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس". رواه مسلم (4/ 1980: 2553)، كتاب البر والصلة والآداب =
= تفسير البر والإثم، والترمذي (4/ 515: 2389). قوله: "إن وَرَعَ الْمُسْلِمِ أَنْ يَدَعُ الصَّغِيرَ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ فِي الْكَبِيرِ" يشهد له حديث عطية السعدي مرفوعًا: "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرًا لما به بأس". رواه الترمذي (4/ 547: 2451)، وابن ماجه (2/ 1409: 4215)، والطبراني في الكبير (17/ 168: 446)، والحاكم (4/ 319)، وصحَّحه ووافقه الذهبي. وفي حديث النعمان بن بشير مرفوعًا: "من ترك ماشبه عليه من الإثم كان لما استبان أترك رواه البخاري (2051) كتاب البيوع: باب الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما مشتبهات. قوله: "الورعُ الذي يقف عند الشبهة" يشهد له حديث النعمان بن بشير "الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه". رواه البخاري (52) كتاب الإيمان , باب فضل من استبرأ لدينه، ومسلم (3/ 1219: 1599) كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات. قوله: "المؤمن من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده". ورد نحوه من حديث أنس رواه أحمد (3/ 154)، وأبو يعلى (7/ 15: 3909)، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 19: 21)، وابن حبان (2/ 264: 510)، والحاكم (1/ 11) وصحَّحه. ومن حديث فضالة بن عبيد: رواه أحمد (6/ 21)، وابن ماجه (2/ 1298: 3934) , وابن حبان (11/ 203: 4862)، والبزار (1143)، والحاكم (1/ 10)، وصحَّحه وابن مسنده في الإيمان برقم (315)، والطبراني في الكبير (18/ 309: 796). ومن حديث عبد الله بن عمرو: أخرجه أحمد (2/ 206 و 215)، والبخاري (10) كتاب الإيمان , باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ومسلم =
= (1/ 65: 40) كتاب الإيمان , باب بيان تفاضل الإِسلام. ومن حديث جابر: أخرجه أحمد (3/ 372)، ومسلم (1/ 65: 41) كتاب الإيمان , باب بيان تفاضل الإسلام. ومن حديث أبي موسى: أخرجه مسلم (1/ 66: 42) في الباب السابق، والبخاري (11) كتاب الإيمان باب أي العمل أفضل. رمن حديث أبي هريرة: أخرجه الترمذي (5/ 18: 2627)، والنسائي (8/ 104)، وابن حبان (1/ 406: 180)، والحاكم (1/ 10)، وصحَّحه ووافقه الذهبي. قوله: "أفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر". يشهد له حديث أبي سعيد الخدري، رواه الترمذي (4/ 409: 2174)، وأبو داود (4/ 124: 4344)، وابن ماجه (2/ 1329: 4011)، والحاكم (4/ 505)، والحميدي (2/ 331: 852)، وأحمد (3/ 9 أو 61)، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 238). وحديث أبي أمامة: أخرجه ابن ماجه (2/ 1330: 4012)، وأحمد (5/ 251)، والبيهقي (10/ 91)، وابن عدي (2/ 861)، والطبراني في الكبير (8/ 338: 8081)، وفي الأوسط (2/ 357: 619). وحديث طارق بن شهاب: أخرجه النسائي (2/ 187)، وأحمد (4/ 315). وحديث جابر: أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 326). وحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن جده: أخرجه الحاكم (3/ 626)، والطبراني في الكبير (17/ 49: 105).
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا؛ لجهالة العلاء بن ثعلبة وعبيد متروك، ولمتنه شواهد مفرّقة تقدّم ذكرها في التخريج مُفضّلةً.
7 - باب البيع إلى وقت خروج العطاء للجند
7 - بَابُ الْبَيْعِ إِلَى وَقْتِ خُرُوجِ الْعَطَاءِ لِلْجُنْدِ (¬1) 1351 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثنا أَبِي سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ: دَخَلْتُ أَنَا وَنِسْوَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ مَخْرَبَةَ وَهِيَ أُمُّ أَبِي جَهْلٍ، وَكَانَ ابْنُهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي ربيعة يبعث إليها العطر مِنَ الْيَمَنِ فَتَبِيعُهُ إِلَى الْأَعْطِيَةِ، قَالَتْ: فَاشْتَرَيْتُ منها فوزنت لي فجعلته في قوارير كغيري (¬2)، فقالت لي: اكتبي عليك حقي (¬3)، فقلت -يعني لْلِكَاتِبِ-: اكْتُبْهُ عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عفراء، قالت: إنك كبنت قَاتِلِ سَيِّدِهِ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَنَا بِنْتُ قَاتِلِ سَيِّدِهِ وَلَكِنِّي بِنْتُ قَاتِلِ عَبْدِهِ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا أَبِيعُكِ شَيْئًا أَبَدًا، فَقُلْتُ: وَأَنَا وَاللَّهِ لَا أَشْتَرِي مِنْكِ شَيْئًا أَبَدًا، فَوَاللَّهِ ما هو بطيب ولا عرف (¬4) ثم، ثُمَّ قَالَتْ: وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ مَا شَمَمْتُ (¬5) طِيبًا قَطُّ أَطْيَبَ مِنْهُ، وَلَكِنَّهَا حِينَ قَالَتْ ما قالت غضبت فقلت ما قلت. ¬
1351 - تخريجه: أخرجه إسحاق (5/ 142: 2265) به بنحوه. أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 474: 3170)، قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، نا أبي قال: قال ابن إسحاق: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بن ياسر بنحوه. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 300) من طريق الواقدي: حدثني عبد الحميد بن جعفر وعبد الله بن أبي عبيدة عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ، به نحوه. ومن طريق الواقدي أخرجه البلاذري كما في الإصابة.
الحكم عليه: رجاله ثقات، أبو عبيدة وثقه يحيى بن معين وغيره قال الذهبي: وثقه غير واحد، واختلف النقل فيه عن أبي حاتم، فقال مرة: منكر الحديث، وقال أُخرى: صحيح الحديث. انظر: تهذيب الكمال (34/ 62)، وميزان الاعتدال (4/ 549). [سعد].
8 - باب التجارة في البز
8 - بَابُ التِّجَارَةِ فِي البِزّ 1352 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: [ثنا إبراهيم بن عرعرة السامي بالبصرة] (¬1)، حدثنا إبراهيم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُوحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إن أهل الجَنة لا يتبايعون، فلو تبايعوا ما تبايعوا إلَّا البزَّ". ¬
1352 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في المسند (1/ 104: 111) به بهذا اللفظ. ولم أجده عند البوصيري في الإتحاف. ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 323)، من طريق عمر بن حفص، عن إبراهيم الرازي، به بنحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 416)، كتاب أهل الجنة، باب أهل الجنة لا يتبايعون؛ وعزاه إلى أبي يعلى وقال: وفيه إسماعيل بن نوح، وهو متروك. وله شاهد بمعناه من حديث ابن عمر. رواه الطبراني في الصغير كما في مجمع البحرين (3/ 342: 1927)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 323) .. كلاهما من طريق عبد الرحمن بن أيّوب السكوني، عن عطاف بن خالد، عن نافع، عن ابن عمر، بمعناه. =
= قال الطبراني: لم يروه عن نافع إلَّا عطاف، تفرّد به أيّوب. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 416)، وقال: فيه عبد الرحمن بن أيوب السكوني، وهو ضعيف.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه إسماعيل بن نوح وهو متروك، وله شاهد من حديث ابن عمر، وفي إسناده عبد الرحمن بن أيوب السكوني، وهو ضعيف. والحديث ذكره الذهبي في الميزان (2/ 549)، وقال: لا يحتج بهذا، وقال العقيلي: لا يتابع عليه.
9 - باب البركة في البكور
9 - باب البَركة في البُكور 1353 - أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمَّارٌ أَبُو يَاسِرٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، ثنا أَبِي، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النبي -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اللَّهُمَّ بارِك لِأُمَّتِي في بُكورها".
1353 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (13/ 488: 7500)، به بلفظه، وأخرجه في معجم شيوخه (ص 302: 270) به بلفظه. وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 280) بإسناد أبي يعلى ولفظه سواء. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 61)، كتاب البيوع، باب البكور وما فيه من البركة، وعزاه إلى أبي يعلى والطبراني في الكبير وقال: فيه هشام بن زياد وهو ضعيف جدًا. ولم أَعثر عليه في المعجم الكبير ولا في مجمع البحرين. وذكره أيضًا في المقصد العلى (ق 53 أ) به بلفظه. وذكره السيوطي (2/ 103) من الفيض، وعزاه إلى الطَبراني، ثم رمز له بالصحة، وتعقبه المناوي وضعفه بنقل كلام الهيثمي. وللحديث شواهد كثيرة: قال الحافظ في الفتح (6/ 114): وقد اعتنى بعض الحفاظ بجمع طُرقه، فبلغ عدد من جاءَ منه من الصحابة نحوَ عشرين نفسًا. =
= وأخرجه أبو داود في كتاب الجهاد، باب الابكار في السفر (12/ 108) من بذل المجهود، من طريق عُمارة بن حَديد عن صخر بن وداعة الغامدي. والترمذي (4/ 402) من تحفة الأحوذي، كتاب البيوع، باب التبكير بالتجارة، من طريق عمارة بن حديد عنه، كلاهما بزيادة في آخره. وابن ماجه (2/ 752: 2236) كتاب التجارات، باب ما يُرجى من البركة في البكور، عنه به بلفظه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. ولعل تحسينَه للحديث وارد بناءً على ما ذكر في الباب، وإلَّا فعُمارة بن حَديد مجهول العين. التهذيب (7/ 414). أخرجه ابن حبان في صحيحه (7/ 123) من الإحسان من حديث عمارة، عنه. وأورده الشيخ الألباني في صحيح الجامع (1/ 411)، وقال: صحيح. وذكره الزبيدي في لفظ اللآلئ المتناثرة (ص 122 ح 38)، وعزاه إلى أربعة عشر صحابيًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لأن فيه هشامَ بنَ زياد وهو متروك. وللحديث شواهد كثيرة، ترتقي بمجموعها إلى درجة الصحة، وهو حديث متواتر.
1354 - وَحَدَّثَنَا عَمَّارٌ أَبُو يَاسِرٍ، ثنا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَنبسة، قَالَا: ثنا عُبَيْدُ الله بن أبي بكر، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اللَّهُمَّ بارِك لأمتي في بُكورها".
1345 - تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع، ولكنه في معجم شيوخه (ص 303 ح 272)، به بلفظه، ولم يذكر محمّد بن عنبسة بين عَدي بن الفضل وعبيد الله بن أبي بكر. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 3)، به بلفظه، وعزاه إلى البزار، ثم قال: وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه ابن ماجه بسند ضعيف. ورواه العقيلي في الضعفاء (4/ 117) في ترجمة محمد بن عَنبسة، وضعفه بعمار بن هارون، وقال: والمتن ثابت من غير هذا الوجه. والبزار كما في كشف الأستار (2/ 80)، كتاب البيوع، باب البكور في طلب الرزق، من حديث عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير العطار، ثنا محمد بن عبد الله الخزاعي، عن عنبسة بن عبد الرحمن. وابن عدي في الكامل (1/ 170)، من طريق علي بن سعيد بن بشر، ثنا إبراهيم بن عيسى الكوفي، ثنا أحمد بن بشر .. كلاهما عن شبيب بن بشر، عن أنس، بزيادة: "يوم خميسها" في آخره. وليَّن البزار الإسناد الأول بعنبسة، وقال الهيثمي: فيه عنبسة بن عبد الرحمن، وهو ضعيف. ولكن تابعه فيه أحمد بن بشير المخزومي، وهو صدوق له أفراد. الميزان (1/ 85)، والتهذيب (1/ 18)، عن شيب بن بِشْر، وشبيب وثّقه ابن مَعين وابن شاهين، وذكره ابن حبان في الثقات، وليَّنهَ أبو حاتم، فهو صدوق. الميزان (2/ 452)، والتهذيب (4/ 306). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 61)، كتاب البيوع، باب البكور وما فيه =
= من البركة، وقال: رواه البزار وفيه عنبسة بن عبد الرحمن وهو متروك. وللحديث شواهد كثيرة، سبق ذكر بعضها في الحديث قبل هذا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ فيه عمار أبو ياسر ضعيف، وعدي بن الفضل متروك، ومحمد بن عنبسة مجهول، وله متابعة عند البزار وابن عدي، فيرتقي بها إلى الحسن لغيره، وللحديث شواهد كثيرة وهو حديث متواتر.
1355 - وحدّثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى (¬1)، ثنا ابْنُ وَهب، عَنْ أُسامة، عن عبيد بن [نِسْطاس] (¬2) مَوْلى كثير بن الصَلْت، حَدَّثَهُ عَنْ سَعيد المَقبري، عَنْ أَبِي هريرةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: وليس الغِنى عَنْ كَثْرَةِ العَرَض (¬3)، وَلَكِنَّ الغَنى غِنى النَفْس، وإن الله تعالى يُؤتي عبدَه مَا كَتَبَ لَهُ مِن الرِّزْقِ، فَأَجْمِلُوا (¬4) فِي الطَلَب، خُذُوا مَا حَلّ ودَعُوا ما حرم. ¬
1355 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى من هذه الطريق. وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ ق 3 ب)، به بلفظه سواء، وقال: هذا إسناد حسن وهو في الصحيح باختصار. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 70) كتاب البيوع، باب الاقتصاد في طلب الرزق، بلفظه وقال: رواه أبو يعلى وفيه عُبيد بن نِسْطاس، مولى كثير بن الصلت، ولم أجد من ترجمة، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه أبو يعلى في المسند (11/ 470: 6590) مقتصرًا على الشطر الأول، عن وهب بن بقية، أخبرنا خالد عن عبد الرحمن بن إسحاق المديني، عن سعيد بن أبي سعيد عنه، وإسناده حسن، عبد الرحمن بن إسحاق صدوق لا بأس به. وأخرجه أيضًا (11/ 132: 6259) مختصرًا عن أبي خيثمة، عن سفيان بن =
= عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج عنه، وإسناده صحيح. ومن الطريق الثانية أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 726: 1051) كتاب الزكاة، باب ليس الغنى عن كثرة العَرَض، به. وأخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 1386) كتاب الزهد، باب القناعة من طريق أبي الزناد عن الأعرج عنه به. وأخرجه البخاري في صحيحه (11/ 271) مع الفتح، كتاب الرقاق، باب الغنى غنى النفس، والترمذي في السنن (7/ 42) مع التحفة .. كلاهما من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، مختصرًا.
الحكم عليه: هذا حديث ضعيف الإسناد، فيه عُبيد بن نِسْطاس وهو مقبول قليل الحديث، ولكن تابعه عبد الرحمن بن إسحاق المديني عن سعيد المقبري، كما عند أبي يعلى، وهو صدوق رُمي بالقدر، فيرقّيه إلى الحسن لغيره. والحديث مخرّج في الصحيحين عن أبي هريرة أيضًا.
1356 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا وَهْب بن وهب، ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ الله تَعالى يُنزل الرزقَ عَلَى قَدْرِ الْمُؤْنَةِ، وَيُنَزِّلُ الصبرَ على قدر البَلاء". تابعه عبد العزيز عن طارق عند البزّار (¬2). ¬
1356 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 489: 423)، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 4 أ)، به بلفظه، وقال: رواه البزار في مسنده. وله متابعة عند البزار في كشف الأستار (2/ 195)، كتاب الطلاق، باب النفقات، عن محمد بن مسكين، ثنا يحيى، ثنا عبد العزيز، عن طارق وعباد بن كثير، عن أبي الزناد، به بلفظ مقارب، ثم قال: لا نعلمه عن أبي هريرة إلَّا بهذا الإسناد. ومن طريق الدراوردي أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1435)، عن طارق وعباد بن كثير، به بلفظ البزار، وقال: وطارق بن عمار يعرف بهذا الحديث. ومن طريقه أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 227)، به بنحوه، ثم قال: في هذا رواية من غير هذا الوجه أصلح من هذا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 324)، كتاب النكاح، باب النفقات، بلفظ البزار وقال: رواه البزار وفيه صادق (كذا، والصحيح طارق) ابن عمار، وقال البخاري: لا يتابع على حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح. =
= وذكره السيوطي في الجامع الصغير (2/ 318: 1644)، وعزاه إلى ابن عدي وابن لال، ورمز له بالضعف. وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2/ 156: 1915)، وعزاه إلى ابن عدي وابن لال وقال: صحيح.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه وهب بن وهب وعباد بن كثير، وهما متروكان، وفيه: عبد الرحيم بن واقد ضعيف يروي المناكير. وتابع عبادَ بنَ كثير طارقُ بنُ عَمّار وهو ضعيف، ولكن أفادت متابعته له في هذا الحديث فرقَّته إلى درجة الضعيف.
10 - باب المزارعة
10 - باب المُزارعة 1357 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا أبو سلمة، قال: سألتُ أَبَا جَعفر -يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بن الحسين - رضي الله عنهما، ما المُخابرة؟ (¬1) قال: المُقاسمة. ¬
1357 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 38 ب)، كتاب المزارعة، باب في المزارعة، به بلفظه، وسكت عليه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن مرسَل، فيه أبو سلمة وهو صدوق لا بأس به.
1358 - أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عن رفاعة بن رافع بن خديج رضي الله عنهما، قالا: أَنَّ رَجلًا كَانَتْ لَهُ أرضٌ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: هَلْ لَكَ أَنْ أُزارعك، فَمَا أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ كَانَ بَيْنِي وبينَك؟ قَالَ: نَعَمْ، حَتَّى أَسْأَلَ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، فأتى أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فَقَالَا: سَلِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَسَأَلَهُ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ شَيْئًا. فَقَالَ لَهُمَا: إنه -صلى الله عليه وسلم- لم يرجع إلَيَّ شَيْئًا! فَقَالَا لَهُ: انطلقْ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ حَرَامًا نَهَاكَ عَنْهُ. فَزَارَعَهُ حَتَّى إِذَا اهْتَزَّ زرعُه أَوِ اخْضَرَّ، وَكَانَ عَلَى طَرِيقِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَمَرَّ بِهِ يَوْمًا، فَقَالَ: "لِمَنْ هَذِهِ الْأَرْضُ"، فَقَالُوا: لفُلان زَارَعَ بها فُلانًا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ادْعُهُمَا! " فجاءَا جَمِيعًا، فَقَالَ لِصَاحِبِ الْأَرْضِ: "رُدَّ إِلَى هَذَا مَا أَنْفَقَ فِي أَرْضِكَ، وَلَكَ مَا أَخْرَجَتْ أرضُك! ". * لَمْ يُخرجوه بِهَذَا السِّيَاقِ.
1358 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 38 ب)، كتاب المزارعة، باب في المزارعة، به بلفظه، وسكت عليه. ولم أجد من ذكره غير البوصيري. وقوله: لم يُخرجوه بهذا السياق، يُشير إلى الحديث الآتي، فإنه مخرَّج عند الستة وألفاظه مختلفة، يأتي ذكرها في تخريج الحديث الذي بعد هذا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح مرسَل.
1359 - وقال أبو بكر: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ قَالَ: بَعَثَنِي عَمّي مَعَ غُلَامٍ لَهُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ المسيَّب، فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي الْمُزَارَعَةِ؟ فَقَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، لَا يَرى بِهَا بَأْسًا حَتَّى حُدّث عَنْ رافع بن خَديج رضي الله عنه، فِيهَا حَدِيثًا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَتَى بَنِي حارثَة فَرَأَى زَرعًا في أرض ظُهير فقال: "ما أحسنَ أرضَ ظهير؟ (¬1) "، فقالوا: إِنَّهُ لَيْسَ لِظُهَيْرٍ. قَالَ: "ألَيستْ أرضَ ظُهير؟ " قالوا: بلى، ولكنّه زَارع فُلانًا، فقال: "رُدُّوا عليه نَفقتَه وخُذوا زَرْعَكم". قال رافع رضي الله عنه: فأخذنا زرعنا ورَددنا عليه نفقتَه. ¬
1359 - تخريجه: أخرجه أبو بكر في مصنَّفه (7/ 90: 2487)، كتاب البيوع والأقضية، باب الرجل يزرع في الأرض بغير إذن أهلها، بهذا الإسناد وبلفظه. وأخرجه أيضًا في كتاب الرد على أبي حنيفة، باب ذكر أن أبا حنيفَة قال: يُجزئه، وقد أساء (14/ 220: 18148) به بلفظه. وأخرجه أبو داود في السنن (15/ 66) من بذل المجهود، كتاب البيوع، باب في التشديد في ذلك -أي في عقد المزارعة- عن محمد بن بشار عن يحيى به بلفظه، وزاد قولَ سعيد: أفقر أخاك أو أكره بالدراهم. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في السُنن (6/ 136). ومن طريق يحيى القطان أيضًا، أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 244: 4267) به بلفظه. ومن طريق يحيى القطان أخرجه النسائي (7/ 40: 3889)، والطبراني في الكبير (4/ 244: 4267) به بلفظه. =
= وأخرج نحوَه مسلم في صحيحه (3/ 1182: 114)، كتاب البيوع، باب كراء الأرض بالطعام، من طريق أبي النجاشي، عن رافع عن عمه ظهير.
الحكم عليه: قال البوصيري في مختصر إتحاف الخيرة (5/ 25: 3519): رواه ابن أبي شيبة ورجاله ثقات. وهو كما قال.
1365 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرير، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفيع عَنْ رِفَاعة بْنِ رَافِعِ بْنِ خَديج رضي الله عنه، قَالَ: نَهى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن كِراء الزرع وَالْإِجَارَةِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِيَ الرجلُ أَرْضًا أَوْ تُعار. قَالَ: فَأَعَارَ أَبِي أَرْضًا، فَزَرَعَهَا وبَنى فِيهَا بَيْتًا. فَرَكِبَ أَبِي يَوْمًا فَرَأَى البُنيانَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: بَنى الَّذِي أعَرْتَه أرْضَك. فَقَالَ أعِوَضًا مِمَّا أعَرْتُه؟ فَأَمَرَ بالبُنيان فهُدم. * هذا إسنادصحيح، بعضُه مرسَلٌ وبَعضه مَوْقوف.
1360 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن أبي شيبةَ في المصنَّف (6/ 349: 1307)، كتاب البيوع، باب مَن كَره أن يعطي الأرض بالثلث والربع، عن وكيع، عن سفيان، عن عبد العزيز بن رُفيع، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 39 أ)، كتاب المزارعة، باب في المزارعة، بإسناده ولفظه، وقال: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، بَعْضُهُ مرسَل وبعضُه مَوْقُوفٌ وهو كلام الحافظ بعينه. ويشهد له ما أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1183: 1549)، كتاب البيوع، باب في المزارعة والمؤاجرة، من طريق عبد الله بن السائب عن عبد الله بن معقل عن ثابت بن الضحاك، بمعناه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، ولكن شطرَه الأول مرسل، وباقيه موقوف على رافع بن خُديج.
1361 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُصعب بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"اُطلبوا الرِّزْق فِي خَبايا الْأَرْضِ". * تفرَّد بِهِ هِشَامٌ عن هشام.
1361 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (7/ 347: 4384)، به بلفظه. وأخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 491) من طريق مصعب الزبيري، به بلفظه، وقال: لم يَرْوِ هذا الحديثَ عن هشام بن عروة إلَّا هشام بن عبد الله. وأخرجه البيهقي في الآداب (ص 485) من طريق مصعب الزبيري بلفظه، وقال: هذا إن صَحّ، فإنما أراد الحرثَ وإثارةَ الأرض للزرع. ورواه ابن حبان في المجروحين (3/ 91)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 313)، وابن الجوزي في العلل (2/ 113) .. جميعهم من طريق هشام بن عبد الله، به. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 3)، كتاب البيوع، باب الترغيب في كسب الحلال، به بلفظه، وقال بعده: هشام بن عبد الله ضعيف. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 63)، كتاب البيوع، باب الكسب والتجارة، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط , وفيه هشام بن عبد الله بن عكرمة، ضعّفه ابن حبان. وأورده السيوطي (1/ 541) من فيض القدير، وعزاه إلى أبي يعلى والطبراني والبيهقي، ورَمز له بالضعف. وذكره العجلوني في كشف الخفاء (1/ 154)، وعزاه إلى أبي يعلى والطبراني والبيهقي، وأشار إلى ضعفه. =
= قلت: تابع هشام بن عبد الله عليه: حماد بن أسامة وهو ثقة. أخرجه أبو نُعيم في أخبار أصبهان (2/ 243)، من طريق سلم بن جنادة، عن أبي أسامة -هو حماد بن أسامة-، عن هشام بن عروة، به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف هشام بن عبد الله بن عكرمة، لكن تابعه حماد بن أسامة عليه -عند أبي نُعيم- وهو ثقة، وبقية إسناد أبي نعيم رجاله كلهم ثقات، فيرتقي الحديث بهذه المتابعة إلى الحسن.
1362 - مسدَّد: حَدَّثَنَا أَبُو عَوانة، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ قال: إن رجلًا (¬1) أخذ من ابن عمر رضي الله عنهما أَرْضًا، فَاشْتَرَطَ أَنْ لَا يجعلَ فِيهَا عَذِرة، فقال: إنه لا يُصْلِحها إلَّا ذاك. قال: إن كان لا يُصْلِحها إلَّا ذاك فَدَعْها. ¬
1362 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 433: 3368)، وعزاه لمسدّد. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 9) عن فضيل بن غزوان، عن نافع، عن ابن عمر: كان إذا أكرى أرضه اشترط على صاحبها أن لا يعرها. وأخرج مثله البيهقي في السنن الكبرى (6/ 139)، من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قال البيهقي: قال الأصمعي: العرة: هي عذرة النّاس.
الحكم عليه: في إسناده رجل مبهم، لكن توبع عليه عند ابن أبي شيبة بنافع، وعند البيهقي بعبد الله بن دينار، فإسناده إذًا حسن، وهو موقوف على ابن عمر. ويُحتمل أن يكون ابن المسيّب سمع القصّة من ابن عمر أو حضرها بنفسه، فيكون الإسناد بذلك صحيحًا.
11 - باب السمسار وأن لا يبيع حاضر لباد
11 - بَابُ السِمْسار وَأَنْ لَا يبيعَ حاضرٌ لِبادٍ 1363 - أَبُو يَعلى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُريع، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَالِمٌ أَبُو النَضْر، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَني تَمِيمٍ، قَالَ: جَلَسَ إِلَيَّ وَأَنَا فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، فِي زَمَن الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، وَفِي يَدِهِ عَصًا وَصَحِيفَةٌ يَحْمِلُهَا فِي يَدِهِ، فَذَكَرَ حَدِيثًا فِيهِ: دخلتُ المدينةَ مَعَ أَبِي وَأَنَا غُلامٌ شَابٌّ فِي إبِلٍ جَلَبناها إِلَى الْمَدِينَةِ لنبيعَها، قال: وكان طلبة بن عُبيد الله رضي الله عنه صَدِيقًا لِأَبِي، فَنَزَلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ أَبِي: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، اُخرج مَعَنَا فَبِعْ لَنَا ظهرنَا، فَإِنَّهُ لَا علمَ لَنَا بِهَذِهِ السُوق. قَالَ: أَمَّا أَنْ أبيعَ لَكَ فَلَا، إِنَّ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى أَنْ يَبيع حاضر لبادٍ، ولكن أَخرج مَعَكُمَا إِلَى السُوق. فَإِنْ رضيتُ لَكُمَا رَجُلًا مِمَّنْ (¬1) يُبايعكُما أمَرْتُكما بِبَيْعِهِ. قَالَ: فَخَرَجَ مَعنا فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ السُّوقِ، وسَاوَمَنَا الرِّجَالُ بِظَهْرِنَا، حَتَّى إِذَا أَعْطَانَا رجلٌ مَا يُرضينا أَتيناه فَاسْتَأْمَرْنَاهُ فِي بَيْعه قَالَ: فبَايعوه، فَقَدْ رَضيتُ لكما وَفاءَه وصلاته (¬2). قال: فَبَايَعْناه وأخذْنا الذي لنا. ¬
1363 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (2/ 15: 664)، به بلفظه، مع زيادة في آخر قصة الحديث. =
= وأورده الهيثمي في المقصد العلي رقم (483). ورواه الشاشي في مسنده برقم (21) من طريق يزيد بن زريع به مختصرًا. وأخرجه أحمد في المسند (1/ 163) من طريق يعقوب، والبزّار في مسنده (3/ 169 - 170: 956 - 957) .. كلاهما عن ابن إسحاق، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 82)، كتاب الزكاة، باب التعدي في الصدقة، بلفظه، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. وأخرج أبو داود منه قصة النهي عن بيع الحاضر للبادي فقط (15/ 108) من بذل المجهود، من طريق محمد بن إسحاق عن سالم المكي، عن طلحة، مختصرًا. وأبو يعلى في مسنده (2/ 15: 643)، من طريق حماد بن سلمة، عن ابن إسحاق. وللحديث شواهد كثيرة، فيها تصريح بمنع بيع الحاضر للبادي، منها ما أخرجه البخاري في البيوع (4/ 372) من الفتح، باب لا يشتري حاضر لبادٍ بالسَمْسرة، من طريق ابن شهاب، عن ابن المسيّب، عن أبي هريرة بلفظ: "لا يَبتع المَرْءُ على بيع أخيه، ولا تناجشوا , ولا يَبع حاضر لباد". وكذا أخرجه مسلم (3/ 1158: 1523)، كتاب البيوع، باب تحريم بيع الحاضر للبادي، من طريق ابن سيرين، عن أنس بن مالك، بلفظ: "نُهينا أن يَبيع حاضر لبادٍ، وإن كان أخاه أو أباه".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، رجاله ثقات، غير ابن إسحاق وهو صدوق وقد صرّح بالتحديث، وله شواهد في الصحيحين وغيرهما, وللمرفوع منه شواهد صحيحة.
12 - باب الربا
12 - بَابُ الرِّبا 1364 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- في مَجلس من الْأَنْصَارِ ليلةَ الْخَمِيسِ فِي رمضانَ، وَلَمْ يَصُمْ رَمضان بَعْدَهُ، يَقُولُ: "الشَعير بالشَعير، قَفيزًا (¬1) بِقَفِيزٍ يَدًا بيدٍ، وَمَا زَادَ فَهُوَ رِبًا" الْحَدِيثُ. * أَصْلُهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ (¬2) بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ، وبدون هذه الزيادة. ¬
1364 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 19 أ)، كتاب البيوع، باب الربا، به بلفظه، وقال بعده: رواه مسلم وأبو داود والنسائي بغير هذا اللفظ. وأخرجه مسلم (3/ 1211: 1587)، من طريق وكيع، عن سفيان، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أبي الأشعث، عن عبادة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلًا بمثل سواءً بسواءٍ، يدًا بيدٍ .. فإذا اختلفت الأجناس، فبيعوا =
= كيفما شئتم، إذا كان يدًا بيد". وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف (7/ 103: 2534)، كتاب البيوع، باب الذهب بالذهب، عن وكيع به، نحو حديث مسلم. والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 66)، كتاب الصرف، باب الربا، من حديث سفيان، به بنحوه. ورواه أبو داود (15/ 4) من بذل المجهود , كتاب البيوع , باب في الصرف، من طريق همام، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن مسلم المكي، عن أبي الأشعت، عن عُبادة، نحوه؛ مع زيادة في آخر الحديث. ورواه النسائي في السنن (7/ 277: 4564)، كتاب البيوع، باب بيع الشعير بالشعير، من طريق همام، به نحوه. ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 66)، من طريق همام، به نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة رجل من أهل البصرة، ولكن وردت له متابعات صحيحة، منها ما هو في صحيح مسلم. وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (3/ 429: 3353): رواه أحمد بن منيع بسند فيه راو لم يسم.
1365 - أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا سُكينٌ -هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ-، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ , عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "الذهبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، والبُرُّ بالبُرّ، والشَعير بِالشَّعِيرِ، والملحُ بِالْمِلْحِ، والتَمْر بِالتَّمْرِ، مِثْلًا بمثْلٍ، كيْلًا بكيْل. مَن زَادَ أَوِ اسْتَزَادَ فَقَدْ أرْبى".
1365 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (10/ 80: 5716)، عن إبراهيم بن الحجاج، به بلفظه. وأورده الهيثمي في المقصد العلي برقم (672). وذكره البوصيري (3/ ق 19 ب)، كتاب البيوع، باب الربا، به بلفظه، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 114) كتاب البيوع، باب بيع الطعام بالطعام، بلفظه، وقال عقبه: رواه أبو يعلى من رواية عبد المؤمن عن ابن عمر، ولم أعرف عبدَ المؤمن هذا، وبقية رجاله ثقات.
الحكم عليه: هذا حديث صحيح الإسناد، وسُكين بن عبد العزيز قد روى عن الثقة فاستقام حديثه. وللحديث شواهد كثيرة صحيحة، تقدّم بعضها في الحديث الذي قبل هذا. وقال البوصيري في مختصر إتحاف الخيرة (4/ 431: 3358): رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
1366 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، حدثنا الأشعت، عن أبي الزبير المكّي، قال: سألتُ جابرَ بنَ عبد الله رضي الله عنهما، عَنِ الحِنْطَة بِالتَّمْرِ بِفَضْلٍ، يَدًا بيدٍ؟ فَقَالَ: قَدْ كُنّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَشْتَرِي الصاعَ الحِنْطةَ بستةِ آصُعٍ مِنْ تمرٍ، يَدًا بيدٍ، فَإِنْ كَانَ نَوْعًا وَاحِدًا فَلَا خيرَ فِيهِ، إلَّا مِثْلًا بِمِثْل.
1366 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (4/ 145: 2207)، بهذا الإسناد، عن جابر بن عبد الله. وذكره البوصيري (3/ ق 20 ب)، كتاب البيوع، باب اختلاف الأجناس، به بلفظه، وسكت عليه. وأورده الهيثمي في المقصد العلي برقم (674). وفي مجمع الزوائد (4/ 114)، كتاب البيوع، باب بيع الطعام بالطعام، بلفظه، وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف الأشعت بن سوار، وهو ضعيف يُعتبر بحديثه، وبهذا يتبيَّين تساهل الهيثمي في حكمه على هذا الحديث، حيث قال: رجاله رجال الصحيح. وهذا، وإن كان صوابًا، إلَّا أن مسلمًا أخرج للأشعت في المتابعات.
1367 - مسدَّد: حَدَّثَنَا حَفْصٌ -هُوَ ابْنُ غياثِ- عَنْ أَبِي الْعَوَّامِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عطاءٍ، قَالَ: كَانَ ابن عباس رضي الله عنهما، يَبيع مِنْ غلمانه النخلَ، السَنة والسَنتين والثلاثَ، فقال له جابر رضي الله عنه في ذلك، فقال: ما عَلمتَ أنْ لَيْس بَيْن الْعَبْدِ وَبَيْنَ سَيِّدِهِ ربا.
1367 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (4/ ق 122)، كتاب البيوع، باب ما جاء في بيع النخل، به بلفظه، وقال: هذا إسناد حسن. وقد ذكره ابن حزم (7/ 514) فقال: روينا من طريق قاسم بن أصبغ، نا بكر بن حماد، نا مسدد، به. كما رواه ابن أبي شيبة (6/ 22: 83)، قال: حدثنا حفص، به. وحديث ابن عباس في النهي عن ذلك أخرجه البزار (2/ 92 ح 1281 من كشف الأستار)، كتاب البيوع، باب ما نُهى عنه من البيوع، من طريق الحجاج بن أرطاة، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - نَهى عن بيع النخل سنتين أو ثلاث، أو تشترى في رؤوس النخل بكيل. وقال البزار: لا نعلمه يروى بإسناد أحسن من هذا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 104)، كتاب البيوع، باب بيع الثمرة أكثر من سنة، بلفظه، وقال: وإسناده حسن وفيه الحجاج بن أرطاة وهو ثقة ولكنه مدلّس. وأما حديث جابر فأخرجه مسلم في البيوع (3/ 1178: 1536)، والشافعي في "مسنده" (2/ 145 و 151 - بترتيب السندي)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 320)، وأحمد في "مسنده" (3/ 309)، وأبو داود برقم (3374) كتاب البيوع، باب بيع السنين، والنسائي في "المجتبى" (7/ 266) كتاب البيوع: باب بيع الثمر سنين، وابن ماجه برقم (2218) كتاب التجارات: باب بيع ثمار السنين والجائحة، وابن الجارود في "المنتقى، برقم (597)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 25)، وابن حبان في "صحيحه" برقم (4995)، والبيهقي في "السنن" =
= (5/ 306) , من طريق سليمان بن عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نهى عن بيع السنين. وأما رأي ابن عباس في عدم جريان الربابين السيد وعبده فسيأتي تخريجه في الحديث الآتي.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح رجاله ثقات.
1368 - وحدثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي معبد (¬1)، قال: إن ابنَ عباس رضي الله عنهما، كان يبيع من غِلمانه الثَمَرةَ من قبل أن تُطعَم، وَكَانَ لَا يَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدِهِ رِبًا. ¬
1368 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 435: 3378)، وسكت عنه. ورواه عبد الرزاق (8/ 76: 14378)، وقال: أخبرنا ابن عيينة، به. وابن أبي شيبة (6/ 21: 82)، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، به. ورواه البيهقي (5/ 302)، كتاب البيوع، باب الوقت الذي يحل فيه بيع الثمار، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف، أنا أبو سعيد ابن الأعرابي، ثنا سعدان بن نصر، ثنا سفيان، به.
الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، وهو موقوف على ابن عبّاس.
1369 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَعلي بْنُ عُبيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنْ سلمةَ بنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي رافعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: احْتَجْنا، فَأَخَذْتُ خلخالي (¬1) امرأتي، فِي السنَة الَّتِي استُخْلف فِيهَا أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَلَقيني أبو بكر رضي الله عنه، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فقلتُ: احتاجَ الحيُّ إِلَى نفقةٍ، فَقَالَ: إِنَّ مَعِي وَرِقًا أُريد بِهَا فِضَّةً. فَدَعَا بِالْمِيزَانِ فَوَضَعَ الخَلخالين فِي كِفَّةٍ وَوَضَعَ الوَرِقَ فِي كِفَّةٍ، فشَفّ (¬2) الخَلخالان نَحْوًا مِن دَانِق (¬3)، فقَرضَة (¬4) فقلتُ: يَا خليفةَ رَسُولِ الله، هو لك حَلال! فقال: يا أبا رافع، إنّك إن أَحَلَلْتَه فإن الله تعالى لَا يُحلَّه، سمعتُ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بوزنٍ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَزْنًا بوَزْنِ، الزَّائِدُ وَالْمَزِيدُ فِي النار". [2] وَأَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السائب، عن ابن السَّائِبِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رافع رضي الله عنه، بِهَذَا الْحَدِيثِ نحوَه. [3] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبةَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، فَذَكَرَهُ. [4] وقال الحارث: حدثنا عبد الوهاب بن عطاءٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبٍ الْكَلْبِيُّ، فَذَكَرَهُ. [5] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هارون، أنا الكلبي، به. ¬
1369 - تخريجه: أوردهُ البوصيري (3/ ق 18 ب)، كتاب البيوع، باب الربا، به بلفظه، وسَكت عليه. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (7/ 107: 2543)، كتاب البيوع، باب من قال: الذهب بالذهب والفضة بالفضة، عن يَعلى (وفيه أبي يعلى وهو خطأ)، عن الكلبي، عن سلمة (وفيه أبي سلمة وهو خطأ)، عن أبي رافع عنه، من غير ذكر القصة. وأخرجه عبد بن حُميد (1/ 34: 6) من المنتخب، عن يعلي بن عُبيد، به نحوه. وأخرجه عبد الرزاق في المصنّف (8/ 124: 14569)، عن الثوري، عن الكلبي به، مع اختلاف يَسير، وفيه عن أبي سلمة، وهو خطأ. ورواه الحارث بن أسامة (1/ 502: 441) من بغية الباحث، عن عبد الوهاب، عن الكلبي، به بلفظ قريب منه. ورواه أبو يعلى في المسند (1/ 55: 55)، عن عبيد القراريري، عن يزيد بن هارون، عن الكلبي، به بنحوه. ورواه البزار (2/ 108: 1318) من كشف الأستار، كتاب البيوع، باب في الصرف، من طريق موسى بن أبي عائشة، عن حفص بن أبي حفص، عن أبي رافع، عن أبي بكر به، من غير ذكر القصة. وقال البزار: إنما يعرف هذا الحديث من حديث الكلبي، عن سلمة، عن أبي رافع، عن أبي بكر، فلم نذكره لأجل إجماع أهل العلم بالنقل على ترك حديثه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 115)، كتاب البيوع، باب بيع الطعام =
= بالطعام، بنحوه، ثم قال: رواه أبو يعلى والبزار. وفي إسناد البزار حفص بن أبي حفص، قال الذهبي: ليس بالقوي. وفي إسناد أبي يعلى محمد بن السائب الكلبي، نعوذ بالله مما نُسب إليه من القبائح. وللحديث شواهد كثيرة أخرجاها في الصحيحين وغيرهما دون قوله (الزائد والمزيد في النار). فمن حديث أبي بكرة أخرجه البخاري في صحيحه (4/ 319)، كتاب البيوع، باب بيع الذهب بالورق يدًا بيد، وباب بيع الذهب بالذهب، ولفظه: "نَهَى رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الفضة بالفضة، والذهب بالذهب، إلَّا سواءً بسواءً". ومن حديث أبي سعيد الخدري أخرجه مسلم (3/ 1211: 1584)، كتاب البيوع، باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقدًا، ولفظه: "الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، والبُرّ بالبُرّ، وَالشَّعِيرُ بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلًا بمثل، يدًا بيدٍ؛ فمن زاد أو استزاد فقد أربى".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه محمد بن السائب الكلبي وهو متروك متّهم، وفيه أخوه سلمة وقد جرّحوه. وللحديث متابعة عند البزار، وفي إسناده حفص بن أبي حفص، قال الذهبي عنه: ليس بالقوي. والمتن صحيح من غير هذه الطريق. وقال الحافظ عقب حديث (1370)، من طريق أبي قيس: وإسناده صحيح: ومحمد بن السائب الْكَلْبِيِّ مَتْرُوكٌ بِمَرَّةٍ، وَكَانَ إِسْحَاقُ أَخْرَجَ حديثَه؛ لأن له أصلًا واستشهد له بالموقوف بعده حديث (1370)، وقال: إسناده لا بأس به، وقال البوصيري: إسناده صحيح.
1370 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدي , عَنْ مُوسَى بْنِ عُلِىّ بْنِ رَبَاحٍ اللَخمي، عَنْ أبيه، عن أبي قيس، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، كَتَبَ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ بالشَام: إِنَّكُمْ هَبطتُم أرضَ الربا، فلا تبتاعوا الذهَب بِالذَّهَبِ إلَّا وَزْنًا بِوَزْنٍ، وَلَا الوَرِق بِالْوَرِقِ إلَّا وَزْنًا بِوَزْنٍ، وَلَا الطَّعَامَ بِالطَّعَامِ إلَّا مِكيالًا بِمِكْيَالٍ. قلتُ:. مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ هُوَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ، مَتْرُوكٌ بِمَرَّةٍ. وَكَانَ إسحاقَ أَخْرَجَ حديثَه , لِأَنَّ لَهُ أَصْلًا، وَاسْتُشْهِدَ لَهُ بالموقوف الذي بعده، وقال: إسناده لا بأس به، وأبو القيس أظنّه مولى عمرو بن العاص رضي الله عنه، وقد سَمِعَ مِنْهُ عُلِيّ بْنُ رَبَاحٍ، وَمَا أَدْرِي هَلْ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ أَمْ قَرَأَ ذَلِكَ في كتابه؟
1370 - تخريجه: أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 70)، كتاب الصرف، باب الربا، عن بَحْر بن نَصْر (ثقة)، عن شُعيب بن الليث (ثقة فقيه)، عن موسى بن عُلَيّ، به بلفظه، وقال أبو قيس: قرأتُ كتابه. وذكره البوصيري (3/ ق 18 ب)، كتاب البيوع، باب الربا، بإسناده ولفظه سواء، وقال: هذا إسناد صحيح. وللحديث شواهد كثيرة صحيحة، سبق ذكرها في الحديث رقم (1369).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، وإن كان في ظاهره موقوفًا إلَّا أن مثله لا يقال من قِبل الرأي، فهو مرفوع حكمًا، وذكرنا شواهده في الحديث رقم (1369).
1371 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا زَيْدُ بْنُ مُرّة أَبُو الْمُعَلَّى، ثنا أبو سعيد الرقاشي، قال: إن عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما قَدِمَ البصرةَ فجلَسْنَا إِلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ، فَقَالَ: أَلَا تنهَوْن شَيْخَكُمْ هَذَا -يَعْنِي الحسنَ بن أبي الحسن- يَزْعم (¬1) أن ما يبايع الناسُ يَدًا بيدٍ الفضَة بِالْفِضَّةِ، والذهبَ بِالذَّهَبِ حَرَامٌ، وأنا أشهد أن ابنَ عباس رضي الله عنهما، أَحلّه. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَقُلْتُ لَهُ: وَيْحَكَ! ما تَعْلَمُ أَنِّي جَالِسٌ عِنْدَ رَأْسِهِ وَأَنْتَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَجَاءَ رَجل فَقَامَ عَلَيْكَ فَقُلْتَ: مَا حاجتكم؟ فقال: أردتُ أن أسألَ ابنَ عباس رضي الله عنهما، عَنِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ، فقلتَ: اذْهَبْ، فَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنْ لَا بَأْسَ بِهِ، فَكَشَفَ عَمامَته عَنْ وجهه، ثم جلس ابن عباس رضي الله عنهما، فَقَالَ: أَستغفرُ اللَّهَ، وَاللَّهِ مَا كنتُ أَرَى إلَّا أن ما تبايع الْمُسْلِمُونَ مِنْ شَيْءٍ، يَدًا بيدٍ، إلَّا حلالٌ. سمعتُ عبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ، وعمرَ بنَ الخَطّاب رضي الله عنهما، حَفِظًا من ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما لم أَحفظ، واستغفر اللهَ. ¬
1371 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ق17 أ)، كتاب البيوع، باب الربا، بإسناده ولفظة، وسكت عليه. وحديث عبد الله بن عمر أخرجه البخاري (4/ 379) من الفتح، باب بيع الفضة بالفضة، وفيه أن أبا سعيد حدّثه: "الذهب بالذهب مِثلًا بمثل، والورق بالورق مثلًا بمثل". وحديث عمر بن الخطاب أخرجه البخاري في البيوع (7/ 377) من الفتح، باب =
= بيع الشعير بالشعير، بلفظ: "الذهب بالذهب ربًا إلَّا هاءً وهاءً، والبرُ بالبر ربًا إلَّا هاءً وهاءً " وفي أوله قصّة. ومسلم في صحيحه (3/ 1209: 1586)، كتاب المساقاة، باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقدًا، بنحو لفظ البخاري.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، فيه أبو سعيد الرقاشي، ذكره ابن حبان في الثقات، وله شواهد صحيحة سبق ذكرها في التخريج.
1372 - أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عن عبد الله بن أبي مُليكة، قال: سمعت ابنَ عباس رضي الله عنهما، قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ يَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إليه من الصَرْف (¬1). ¬
1372 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 17 ب) من مسند إسحاق وسكت عنه. وأخرج الحاكم في "مستدركه" (2/ 42 - 43)، من طريق حيّان بن عبيد الله العدوي، قال: سألت أبا مجلز عن الصرف؟ فقال: كان ابن عباس لا يرى به بأسًا زمانًا من عمره، ثم ذكر قصة له مع أبي سعيد الخدري، وقال ابن عباس في آخره: أستغفر الله وأتوب إليه، فكان ينهى عنه بعد ذلك أشدّ النهي. قال الحاكم: صحيح الإسناد، إلَّا أن الذهبي تعقّبه بقوله: حيّان فيه ضعف، وليس بحُجّة. قلت: وفي رجوع ابن عباس عن الصرف خلاف، كذا قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (4/ 382).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، فيه سالم بن أبي حفصة، وهو صدوق في الحديث مع غلوّه في التشيّع.
1373 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصُفَيْر، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: جَاءَ بضعَة عشرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى ابن عباس رضي الله عنهما، فَقَالُوا: نَحْنُ أقدمُ سِنًّا مِنْكَ، وَأَعْلَمُ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْكَ. أرأيتَ حِينَ تُحِل الصَّرْفَ؟ وَقَدْ سَمِعْنَا رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْهَى عَنْهُ فَذَكَرَ الحديثَ عن أسامة رضي الله عنه. وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ (¬1)، وَلَمْ يُخرجوا هَذَا السِّيَاقَ عن هذه العِدة من الصحابة رضي الله عنه، وإسماعيل فيه كلام. ¬
1373 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 427: 3343)، وقال: وفي الإسناد إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصَّفِيرِ وهو مختلف فيه. وقد خولف، فرواه الأوزاعي قال: حدثني عطاء فجعل مراجعة ابن عباس في ذلك من قبل أبي سعيد الخدري وحده، كما في صحيح مسلم (3/ 1218: 1596). كما وردت المناظرة بينهما من طرق أخرى كما عند البخاري برقم (2179)، وأحمد (5/ 200)، والنسائي (7/ 281)، وابن ماجه برقم (2257)، والطحاوي (4/ 64)، والبيهقي (5/ 280)، والحاكم (2/ 42)، والطبراني في الكبير (1/ 173:438)، وعبد الرزاق (8/ 117: 14546). ووردت مراجعة أبي أسيد الساعدي لابن عباس عند الطبراني في الكبير (19/ 268: 595). وبين ابن عمر وابن عباس رواها ابن حبان برقم (5023)، والطحاوي (4/ 68). وقول الحافظ: وَلَمْ يُخْرِجُوا هَذَا السِّيَاقَ عَنْ هَذِهِ الْعِدَّةِ عن الصحابة إن كان يريد =
= المراجعة فمسلّم وإن كان يريد النهي عن ربا الفضل فهو غير مُسلّم قال الترمذي في سننه (3/ 543) بعد إيراد حديث أبي سعيد في النهي عنه: "وفي الباب عن أبي بكر وعمر وعثمان وأبي هريرة وهشام بن عمار والبراء وزيد بن أرقم وفضالة بن عبيد وأبي بكرة وابن عمر وأبي الدراء وبلال". وروى ابن أبي شيبة (7/ 106: 2539)، قال: حدثنا ابن فضيل، عن ليث، عن مجاهد قال: أربعة عشر مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالوا: الذهب بالذهب والفضة بالفضة وأربوا الفضل منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وطلحة والزبير". وإليك الإشارة إلى بعض الأحاديث المرفوعة الواردة في النهي عن ربا الفضل: 1 - حديث معمر بن عبد الله: أخرجه مسلم برقم (1592)، وأحمد (6/ 401)، وابن حبان (11/ 385: 5011)، والطبراني في الكبير (20/ 447: 1095)، والبيهقي في (5/ 283). 2 - وحديث جابر: رواه مسلم برقم (1530)، والشافعي (2/ 183)، والبغوي برقم (2062)، وأحمد (3/ 309)، والنسائي (7/ 266). 3 - وحديث أبي هريرة: أخرجه مسلم برقم (1588)، وأحمد (2/ 379)، والنسائي (7/ 278)، وابن حبان (5012)، والطحاوي (4/ 69)، والبيهقي (5/ 278)، والبغوي برقم (2058)، والشافعي في الرسالة فقرة (759)، ومالك (2/ 632)، وابن ماجه برقم (2255)، وابن أبي شيبة (3/ 102). 4 - وحديث أبي بكرة: أخرجه البخاري برقم (2182)، ومسلم برقم (1590)، والنسائي (7/ 280)، وأحمد (5/ 38)، وابن حبان برقم (5014)، والبيهقي (5/ 282)، والبزار برقم (1320)، والطحاوي (4/ 69)، وابن أبي شيبة (9/ 106). 5 - وحديث عبادة: أخرجه مسلم برقم (1587)، وأبو داود برقم (3349)، والنسائي (7/ 276)، والترمذي برقم (1240)، والطحاوي (4/ 66)، والبيهقي (5/ 276)، وابن ماجه برقم (4454)، وابن أبي شيبة (7/ 103)، وأحمد =
= (5/ 325)، وابن الجارود برقم (650)، والدارقطني (3/ 24)، وعبد الرزاق برقم (14193)، والبغوي برقم (2056). 6 - وحديث أبي سعيد: أخرجه البخاري برقم (2177)، ومسلم برقم (1584)، والنسائي (7/ 278)، والطيالسي برقم (2181)، وابن حبان برقم (5016)، وابن الجارود برقم (648)، والبغوي برقم (2061)، وأحمد (3/ 53)، والترمذي برقم (1241)، وعبد الرزاق برقم (14563)، وابن أبي شيبة (7/ 101)، وابن ماجه برقم (2256)، والبيهقي (5/ 276). 7 - وحديث ابن عمر: رواه أحمد (2/ 21: 144)، وأبو يعلى (10/ 72: 5710)، وعبد بن حميد برقم (825)، ومالك (2/ 633)، والطحاوي (4/ 66)، والحارث كما في البغية برقم (440)، وابن أبي شيبة (7/ 102)، وعبد الرزاق برقم (14574)، والبغوي برقم (2059). 8 - وحديث ابن مسعود عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أخرجه البيهقي (5/ 282). 9 - وحديث بلال: رواه البزار برقم (1314)، والطبراني في الكبير (1/ 339: 1017)، والدارمي (2/ 257)، والطحاوي (4/ 68). 10 - وحديث رويفع بن ثابت: رواه الطحاوي (4/ 69). 11 - وحديث أنس: رواه البزار برقم (1317)، والطبراني في الأوسط (2/ 231: 1412). 12 - وحديث رافع بن خديج: رواه الطحاوي (4/ 67). 13 - وحديث أبي بكر الصديق: رواه البزار برقم (1318)، وأبو يعلى (1/ 55: 55)، والحارث برقم (441)، وعبد الرزاق برقم (14569)، وابن أبي شيبة (7/ 107)، وعبد بن حميد (1/ 34). 14 - وحديث علي بن أبي طالب: رواه ابن ماجه برقم (2261)، والطبراني في الأوسط (7/ 183: 6343). =
= 15 - وحديث عمر: رواه الدارمي (2/ 258)، والنسائي (7/ 278). 16 - وحديث بريدة: رواه الطبراني في الأوسط (1/ 419: 751)، والطحاوي (4/ 66). 17 - وحديث عثمان: رواه مسلم برقم (1585)، ومالك (2/ 633)، والطحاوي (4/ 66)، والبيهقي (5/ 278). 18 - وحديث أبي رافع عن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-: أخرجه أحمد (5/ 271). 19 - وحديث فضالة بن عبيد: رواه مسلم برقم (1591)، وأبو داود برقم (3351)، والنسائي (7/ 279)، والترمذي برقم (1255)، وأحمد (6/ 19)، وابن الجارود برقم (654). 20 - وحديث أبي الدرداء: رواه النسائي (7/ 279)، ومالك (2/ 634)، والبيهقي (5/ 280)، والبغوي برقم (2060)، والشافعي في الرسالة فقرة (1228).
الحكم عليه: محمد بن بكر صدوق قد يخطئ، وإسماعيل صدوق كثير الخطأ، وقد ورد المرفوع منه بطرق صحيحة.
1374 - أخبرنا محمد بن بكر البُرْسَاني، أخبرنا ابن أبي عَرُوبة، عن قتادة، قال: سألتُ سعيدَ بنَ المسيَّب، عَنْ شَاةٍ بِشَاتَيْنِ إِلَى الْحَيَاةِ، فَقَالَ: سَأل رجلٌ عمرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه، فقال عمر رضي الله عنه: إنّ آخرَ ما أنزل الله تعالى آيةُ الرِبَا (¬1)، وَإِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُبض قبل أن يفسّرها، فدَعُوا الرِبَا والرِيبةَ! قلتُ-: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ (¬2) سِوى السؤال. ¬
1374 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 427: 3347)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح، وابن ماجه سوى السؤال. وأخرجه أحمد في مسنده (1/ 36)، عن يحيى بن سعيد، عن ابن أبي عروبة به بلفظه، سوى السؤال. وابن الضريس في فضائل القرآن برقم (23)، من طريق يحيى بن سعيد، به. ورواه أحمد أيضًا (1/ 50)، عن ابن عليّة، عن ابن أبي عروبة، به. وابن ماجه في التجارات، باب التغليط في الرّبا (2/ 764: 2276)، وابن جرير في تفسيره (3/ 114)، من طريقين، عن ابن أبي عروبة، به. ورواه ابن أبي شيبة في المصنّف (6/ 563)، والطبراني في تفسيره (3/ 114)، من طريق الشعبي، عن عمر، به. وفي الباب عن ابن عبَّاس عند البخاري (8/ 205: 4544): "آخر آية نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آية الرِّبا".
= الحكم عليه: إسناده حسن، لأجل محمد بن بكر البرساني -وهو صدوق قد يخطئ- وقد تابعه ابن عليّة -كما في التخريج- وهو ممن سمع من ابن أبي عروبة قبل الاختلاط، ويرتقي إلى الصحيح لغيره بمجموع متابعاته. وصحَّح البوصيري إسناده كما سبق آنفًا.
1375 - [1] وقال إسحاق أَيْضًا: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيَّب، عَنْ بلال رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ عِنْدِي تمرٌ دُونٌ فَابْتَعْتُ بِهِ مِنَ السُّوقِ تَمْرًا أجودَ مِنْهُ بِنِصْفِ كيْله. فقدمتُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَحَدَّثْتُهُ بما صنعتُ، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "انطَلِق فخُذ تمرَك واردُدْ هَذَا! " ففعلتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "التَمر بِالتَّمْرِ مِثْلًا بِمِثْلٍ، والحِنطة بِالْحِنْطَةِ مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ، والفِضّة بِالْفِضَّةِ وَزْنًا بِوَزْنٍ، فَمَا كَانَ مَن فَضْلٍ فَهُوَ رِبا! ". وله شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ (¬1) مِنْ حَدِيثِ عُبادةَ بْنِ الصامت رضي الله عنه، وهذا الإسناد حَسَنٌ، إلَّا أَنَّ سعيدَ بنَ المسيَّب لَمْ يسمع من بلال رضي الله عنه. [2] ورواه أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، به. ¬
1375 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 428: 3348)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه والبزّار، ورواه الحارث بسند مرسل ومعضل. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 107: 1314)، عن يوسف بن موسى، عن جرير بن عبد الحميد، به بلفظه. ورواه الحارث كما في بغية الباحث للهيثمي (1/ 503: 442)، عن يحيى بن هاشم، عن أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كان عند بلال تمر، فذكره بنحوه. =
= وهذا إسناد معضل أو مرسل، كما نصّ البوصيري فيما سبق، وسيأتي برقم (1379). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 113)، وقال: رواه البزار والطبراني في الكبير بنحوه وزاد: فإذا اختلف النوعان فلا بأس، واحد بعشرة، ورجال البزّار رجال الصحيح إلَّا أنه في رواية سعيد عن بلال ولم يسمع سعيد من بلال. قلت: لم أقف عليه عند الطبراني.
الحكم عليه: إسناد رجاله ثقات، غير أن ابن المسيّب لم يسمع من بلال كما نصّ المؤلِّف والهيثمي في المجمع (4/ 113)، لكن له شاهد عن عبادة بن الصامت عند مسلم وغيره يرتقي بالحديث إلى الحسن.
1376 - حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ بلال رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدِي تَمْرٌ فوجدتُ أَطْيَبَ منه صاعين بصاعٍ فاشتريته، فأتيتُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا يَا بِلَالُ؟ " قلتُ: اشتريته صاعًا بصاعين. قال -صلى الله عليه وسلم-: "رُدَّة -أو أردد- علينا تمرَنا! ".
1376 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 428: 3350)، وسكت عنه. ولم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع ولا في المقصد العلي. والذي عند أبي يعلى في مسنده (10/ 72: 5710)، عن ابن نمير، عن أبيه، عن فضيل بن غزوان، عن أبي دهقانة قال: كنت جالسًا عند ابن عمر، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ضيفٌ فقال لبلال: ائتنا بطعام ... فذكره بنحوه. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 68)، عن ابن مرزوق، عن عثمان بن عمر به بلفظه. والبزّار كما في كشف الأستار (2/ 108: 1316)، من طريق عمرو بن محمد ابن أبي رزين، عن إسرائيل، به بنحوه مختصرًا. وله شاهد عن عبادة بن الصامت في الصحيح، تقدَّم ذكره عند الحديث رقم (1375).
الحكم عليه: إسناده صحيح.
1377 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ شُريح، قَالَ: قال عمر رضي الله عنه: الدرهم بالدرهم، وما فَضل بينهما رِبا.
1377 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 427: 3344)، وقال: رواه مسدّد موقوفًا ورجاله ثقات. وأخرجه عبد الرزاق في المصنّف (8/ 125: 14572)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 70)، من طريق أبي نعيم .. كلاهما عن سفيان الثوري، به بلفظه. وله شاهد في صحيح مسلم (3/ 1212: 85)، في كتاب المساقات، باب الصرف، من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
الحكم عليه: إسناده صحيح، وقد جاء مرفوعًا من حديث أبي هريرة عند مسلم، كما تقدَّم.
1378 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المحبِّر، ثنا ميسرةُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رضي الله عنهم قَالَا: خطَبنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-فذكر حَدِيثًا طَوِيلًا- وَفِيهِ: "ومَن أَكل الرِّبَا مَلأ اللَّهُ بطنَه نَارًا بقَدْر مَا أَكل، وَإِنْ كسب منه مالًا لم تقْبَلِ اللهُ شَيْئًا مِنْ عَمَلِهِ، وَلَمْ يَزَل فِي لعنة الله تعالى وملائكته ما دام عنده منه قيراط".
1378 - تخريجه: تقدم تخريجه في الحديث رقم (1345)، وهو حديث موضوع.
1379 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: "كَانَ عندَ بِلًال رضي الله عنه تَمْرٌ مُسَوَّسٌ، فبَاعَ صاعَيْن بِصَاعٍ ... " الحديث.
1379 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (1/ 503: 442). والبوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 428: 3348)، وقال: رواه الحارث بسند مرسل أو معضل. وانظر بسند ابن معضل رقم (1366).
الحكم عليه: قال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 428): رواه الحارث بسند مرسل أو معضل. قلت: لأن بين إبراهيم النخعي وبلال بن رباح رضي الله عنه مفاوز، فالأوّل وُلد سنة 146 هـ، والثاني توفي سنة 20 هـ على أبعد تقدير، وقيل قبلها. والنخعي معروف بكثرة الإرسال.
1380 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُلَازِمٌ، ثنا زُفَرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ يزيدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُحيمي، وكان من جلساء أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وسألتُه -يَعني أبا هريرةَ- رضي الله عنه عَنْ شِراء الشَّاةِ بِالشَّاتَيْنِ إِلَى أَجَلٍ، فَقَالَ: لا، إلَّا يدًا بيدٍ.
1380 - تخريجه: سيأتي تخريجه والحكم عليه في الحديث برقم (1401).
1381 - حَدَّثَنَا أَبُو عوانَة، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قال: إذا لم يقدر أن يزايلَ الذهب من الفضّة فلا بأس أن يبيعه بذهب أو فضة.
1381 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 423: 3323)، وقال: رواه مسدّد عن أبي عوانة عنه، به. وقد ورد عن إبراهيم في هذه المسألة (مسألة مد عجوة)، أقوال: الأول: جواز ذلك عند عدم القدرة على الفصل بين الربوي وغيره كما في رواية مسدد، وانظر المحلى لابن حزم (8/ 497). الثاني: جواز ذلك إذا كانت الحلية أقل من الثمن. رواه عبد الرزاق (8/ 69: 14346)، قال: أخبرنا ابن التيمي عن نضرة، عن حماد، عن إبراهيم به، ورواه ابن أبي شيبة (6/ 57: 235)، قال: نا إسماعيل بن إبراهيم، عن سعيد، عن أبي معشر، عن إبراهيم. وهذا هو المشهور عنه كما نقله ابن قدامة في المغني (6/ 93 ت: التركي). الثالث: جواز ذلك مطلقًا رواه عبد الرزاق برقم (14352)، قال: أخبرنا هشيم عن مغيرة أنه سأله عن الخاتم يباع نسيئة، فقال: أفيه فصوص؟ قال: نعم، قال: فكأنه هوّن فيه. انظر: المحلى (5/ 497). الرابع: منع ذلك مطلقًا. رواه ابن أبي شيبة (6/ 55: 228)، قال: حدثنا أبو بكر ابن عياش، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: لا تباع المنطقة المحلاة والسيف المحلى نسيئة. ونكتفي عن رأي إبراهيم بحديث فضالة بن عبيد الصحيح، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو بخيبر بقلادة فيها خرز وذهب وهي من المغانم تباع، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالذهب الذي في القلادة فنزع وحده ثُمَّ قَالَ لِهَمِّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "الذهب بالذهب وزنًا بوزن". رواه مسلم برقم (1591).
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، لكن المغيرة يدلّس خاصة عن إبراهيم، وقد جاء ما يخالف هذه الرواية عن إبراهيم، كما في التخريج.
1382 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سعيد بن المسيِّب، قال: إن عليًا وعثمان رضي الله عنهما، نَهيا عن الصرف.
1382 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (7/ 111: 2557)، عن وكيع، عن شعبة، به بلفظه. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 423: 3324)، وقال: رواه مسدّد موقوفًا ورجاله ثقات. وعزاه في الكنز (2/ 232) إلى عبد الرزاق في المصنّف من طريق ابن المسيّب، ولم أقف عليه في المطبوع.
الحكم عليه: إسناده صحيح، لكنه موقوف. وسعيد بن المسيب لم يختلفوا في سماعه من علي وعثمان، وحديثه عنهما في الصحيحين كما في تهذيب الكمال (11/ 68).
1383 - حدثنا يَحْيَى، عَنْ هشامَ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، قَالَ: إِنَّ النبيَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأبا بكر وعمرَ رضي الله عنهما، نَهَوْا عن الصَرْف.
1383 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 111: 2556)، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن حبيب بن شهيد قال: جاء ليل -كذا في المطبوع- العقيلي إلى ابن سيرين ومعه رجل فقال: إن هذا يسألك عن الصرف، فقال: نهى عنه النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ وعمر وعثمان. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 423: 3325)، وقال: رواه مسدّد مرسلًا ورجاله ثقات.
الحكم عليه: إسناده في غاية الصحّة، لكنه مرسل، أرسله محمد بن سيرين فهو لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- قطعًا.
1384 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كُلْثُومٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: رأيتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كلُّهم يَنْهَى عَنِ الصَّرْفِ، منهم معاذ بن جبل رضي الله عنه.
1384 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 424: 3328)، وقال: رواه مسدد. وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 106: 2539)، عن ابن فضيل، عن ليث، عن مجاهد، قال: أربعة عشر مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالوا: الذهب بالذهب والفضّة بالفضة، وأربوا الفضل، منهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ وسعد وطلحة والزبير.
الحكم عليه: إسناده حسن.
1385 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا بُرَيْد بن أبي مريم، أنه لقى ابنَ عباس رضي الله عنه فَسأَله عن الصرف، فقال: لا بأس به. ثم بلغه أنه رجع عن ذلك القول.
1385 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 423: 3326)، وقال: رواه مسدّد عن أوس بن عبد الله عنه، به. وانظر تخريج الحديث رقم (1371 و 1372).
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، غير أوس بن عبد الله محلّه الصدق، فالإسناد بذلك حسن.
1386 - حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثني أشعت بْنُ سُليم، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: سُئل رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -عن جزء جَزورٍ (¬1) يُباع بِنتَاج، فنهاهم عنه. ¬
1386 - تخريجه: رواه عبد الرزاق (8/ 28: 14166)، عن الثوري بنحوه ولفظه، قال: نحو رجل جزورًا فأخذ منها رجل عشرين بحقه من نتاج النتاج وأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- برده. ونسبه الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 104) إلى الطبراني في الكبير؛ وقال: رجاله رجال الصحيح وهو مرسل. وقد ورد النهي عن بيع حبل الحبلة من طريق ابن عمر مرفوعًا أخرجه البخاري برقم (2143)، كتاب البيوع، باب بيع الغرر والحبلة، ومسلم برقم (1514)، كتاب البيوع، باب تحريم بيع حبل الحبلة.
الحكم عليه: هذا الحديث رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل فعبيد تابعي وليس صحابيًا على الصحيح.
1387 - حدَثنا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حدَّثني يَحْيَى بْنُ أبي كثير، عمَّن سمع ابنَ عباس رضي الله عنهما، سُئل عَنْ بَعير بِبَعِيرَيْنِ نَسيئةً، فَقَالَ: الزيادةُ يَصلح بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، فَأَمَّا لَحْمٌ مَوْضُوعٌ فَلَا بأس به.
1387 - تخريجه: روى عبد الرزاق (8/ 27: 14164)، قال: أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رجل، عن ابن عباس قال: لا بأس أن يباع اللحم بالشاة. وذكره ابن حزم (8/ 518). وورد عن ابن عباس مثل ذلك من طرق أخرى: 1 - فقد روى عبد الرزاق (8/ 21)، قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه قال: أخبرني أنه سأل ابن عمر عن بعير ببعيرين نظرة، فقالا: لا، وكرهه، فسأل أبي ابن عباس فقال: يكون البعير خيرًا من البعيرين. ورواه الشافعي في الأم (3/ 119)، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس به، كما رواه كذلك في (8/ 496)، ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 287). 2 - وروى البيهقي (6/ 22) بإسناده من طريق سعيد بن منصور: ثنا هشيم، انبا عبيدة -يعني ابن حميد- عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس أنه كان لا يرى بأسًا بالسلف في الحيوان. كما ورد من طريقه مرفوعًا ما يعارض ذلك: 1 - فقد روى عبد الرزاق (8/ 20: 14133)، قال: أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَيْعِ الحيوان بالحيوان نسيئة. ورواه من طريق معمر: الدارقطني (3/ 71)، وابن حبان (11/ 401: 5028)، والطحاوي (4/ 60)، وابن الجارود (ص 208: 610)، والطبراني في الكبير (11/ 354: 11996)، وفي الأوسط (6/ 17: 5027)، والبيهقي (5/ 288). =
= ورواه ابن الجارود (ص 207: 609) عن عكرمة مرسلًا. قال البيهقي: الصحيح في هذا الحديث عن عكرمة مرسلًا. 2 - وروى الحاكم (2/ 57)، والدارقطني (3/ 71)، من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- نهى عن السلف في الحيوان، كما رواه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 196: 1509). وفي إسناده: إسحاق بن إبراهيم بن جوتي، قال ابن حبان فيه: منكر الحديث جدًا. وبذلك يتبيَّين ضعف المعارض. وروى عبد الرزاق (8/ 28)، قال: أخبرنا إسرائيل عن عبد الله بن عصمة قال: سمعت ابن عباس يسأل عن رجل اشترى عضوًا من جزور برجل عناق واشترط على صاحبها أن يرضعها أمها حتى تفطم فقال ابن عباس: لا يصلح هذا. وذكره ابن حزم في المحلى (8/ 518)، من طريق وكيع، نا إسرائيل.
الحكم عليه: أثر ابن عباس الذي أورده المصنف من طريق مسدد فيه راوٍ مجهول العين فهذا إسناد ضعيف.
1388 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسان، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قال: إن عليًّا رضي الله عنه باع بعيرًا ببعيرَين (¬1) معًا إلى أجل. ¬
1388 - تخريجه: رواه مالك في الموطأ (2/ 652) بهذا الإسناد، باب ما يجوز من بيع الحيوان بعضه ببعض والسلف فيه. ورواه الشافعي في الأم (3/ 119)، قال: أخبرنا مالك عن صالح بن كيسان، به. ورواه البيهقي (5/ 288)، بإسناده من طريق الشافعي. وعبد الرزاق (8/ 22: 14142)، قال: أخبرني الأسلمي ومالك عن صالح، به. ورواه البيهقي (6/ 22)، قال: أخبرنا المهرجاني، أنبأن أبو جعفر المزكي، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا ابن بكير، ثنا مالك، به. وثبت عن علي رضي الله عنه منع مثل هذه المعاملة: فروى ابن أبي شيبة (6/ 116: 485)، قال: نا وكيع قال: نا ابن أبي ذئب، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عن أبي الحسن البراد، عن علي قال: لا يصلح الحيوان بالحيوانين ولا الشاة بالشاتين إلَّا يدًا بيد. وروى ابن أبي شيبة (6/ 113:473)، قال: نا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ قال: باع عليّ بعيرًا ببعيرَين، فقال له الذي اشتراه منه: سلِّم لي بعيري حتى آتيك ببعيرَيك، فقال علي: لا تفارق يدي خطامه حتى تأتي ببعيريَّ. وروى عبد الرزاق (8/ 22: 14143)، قال: قال الأسلمي: وأخبرني =
= عبد الله بن أبي بكر، عن ابن قسيط، عن ابن المسيب، عن علي: أنه كره بعيرًا ببعيرَين نسيئة.
الحكم عليه: الأثر منقطع , لأن الحسن لم يدرك علي بن أبي طالب.
1389 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيَّب، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - عن بيع الحيوان بالحيوان.
1389 - تخريجه: قال البوصيري في المجردة (1/ 179/ ب): "رواه مسدد مرسلًا ورجاله ثقات" وذكره ابن حزم في المحلَّى (8/ 517)، وأعله بالإرسال. وأخرجه مالك في الموطأ (2/ 655)، كتاب البيوع، باب بيع الحيوان باللحم. ورواه الدارقطني (3/ 71): نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن إسحاق بن الحسن، نا القعنبي عن مالك، به. ورواه أبو داود في المراسيل (24: 16)، عن القعنبي، عن مالك به، كما في تحفة الأشراف (13/ 207: 18704). وأخرجه الحاكم (2/ 35)، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع، أنبأ الشافعي، أنبأ مالك به، ولفظه: نهى عن بيع اللحم بالحيوان. ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 296). وأخرجه في معرفة السنن والآثار (8/ 65: 11139)، بإسناده من طريق مالك، به. وأخرجه البغوي في شرح السنة (8/ 76: 2066)، قال: أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب عن مالك، به. وأخرجه عبد الرزاق (8/ 27: 14162)، قال: أخبرنا معمر، عن زيد بن أسلم، به. وأخرجه البيهقي (5/ 296)، من طريق سعيد بن منصور قال: ثنا عبد العزيز بن محمد وحفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم بنحوه، ولفظه: نهى عن بيع اللحم بالحيوان. كما أخرجه من طريق سعيد بن منصور: ابن الجوزي في التحقيق (2/ 176: 1419).=
= ورواه أبو داود في المراسيل (24: 15)، عن عبد السلام بن عتيق الدمشقي، عن أبي مسهر، عن يحيى بن حمزة، عن محمد بن الوليد الزبيري، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ نَهَى عن بيع الحي بالميت، كما في تحفة الأشراف (13/ 212: 1873). وذكره ابن حزم (8/ 517)، قال: ومن طريق الحجاج بن المنهال، نا عبد الله بن عمر النميرى، عن يونس بن يزيد الأعلى، عن الزهري قال: سمعت سعيد بن المسيب يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يبتاع الحي بالميت، قال الزهري: فلا يصلح لحم بشاة حية. وروي مالك في الموطأ (2/ 655)، كتاب البيوع، باب بيع الحيوان باللحم: عن أبي الزناد، عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول: نُهي عن بيع الحيوان باللحم. ورواه البيهقي (5/ 297)، بإسناده من طريق مالك. وروى مالك في الموطأ (2/ 655)، باب بيع الحيوان باللحم: عن داود بن الحصين أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: من ميسر أهل الجاهلية بيع الحيوان باللحم بالشاة والشاتين. وأخرجه البيهقي (5/ 297)، من طريق مالك. وأخرجه البغوي (8/ 76) أيضًا، من طريق مالك. وقد ورد عن ابن المسيب بإسناد صحيح موقوفًا عليه ما يعارض ذلك. فأخرج ابن أبي شيبة (3/ 114)، قال: نا حماد بن خالد، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لا بأس بالبعير بالبعيرين. وروى مالك في الموطأ (2/ 654)، باب ما لا يجوز من بيع الحيوان، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أنه قال: لا ربا في الحيوان، وإنما نهي من الحيوان عن ثلاثة: عن المضامين، والملاقيح، وحبل الحبلة. ورواه الشافعي في الأم (3/ 119)، وعبد الرزاق (8/ 20: 14137)، والبيهقي =
= (5/ 287 و 341 و 6/ 22). ومرسل سعيد بن المسيب أخطأ فيه بعض رواته فرواه متصلًا، فقد روى ابن عبد البر في التمهيد (4/ 322)، قال: حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد، حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي، حدثنا يزيد بن عمرو العبدي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا مالك عن ابن شهاب، عن سهل بن سعد الساعدي قال: نهى رسول الله عن بيع اللحم بالحيوان. قال ابن عبد البر: وهذا حديث إسناده موضوع لا يصح عن مالك ولا أصل له في حديثه. كما رواه الدارقطني (3/ 70)، قال: ثنا محمد بن علي بن حبيش الناقد، نا أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي به، وقال: تفرَّد به يزيد بن مرزان عن مالك بهذا الإسناد ولم يتابع عليه، وصوابه في الموطأ عن ابن المسيب مرسلًا. كما رواه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 176: 1420)، من طريق الدارقطني. ورواه أبو نعيم في الحلية (6/ 334)، قال: حدثنا محمد بن علي بن حبيش به، وقال: غريب من حديث مالك، عن الزهري، عن سهل، تفرَّد به يزيد بن عمرو عن يزيد. وقال البيهقي (5/ 296): ورواه يزيد بن مروان الخلال، عن مالك، عن الزهري، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وغلط فيه. وانظر: نصب الراية (4/ 39). وورد له عدد من الشواهد، تُكلم على أسانيدها بالضعف: 1 - فقد ورد من حديث الحسن عن سمرة: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى أن تباع الشاة باللحم، وفي لفظ: عن الحيوان بالحيوان نسيئة. أخرجه أبو داود (3/ 250: 3356)، والترمذي (3/ 538: 1237)، وابن ماجه (2/ 763: 2270)، والنسائي (7/ 292). =
= وأخرجه الدارمي (2/ 254)، والطحاوي (4/ 60 و 61)، والطبراني في الكبير (7/ 204: 6847 و6848 و6849 و6850 و6851). وابن خزيمة، كما في نصب الراية (4/ 39)، وابن أبي شيبة (6/ 116). والبيهقي (5/ 288 و 296)، والحاكم (2/ 35)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد رواته عن آخرهم أئمة حفاظ ثقات ولم يخرجاه، وقد احتج البخاري بالحسن عن سمرة. لكن الحسن مدلس وقد عنعن عن سمرة. 2 - وورد عن أبي بكر الصديق موقوفًا أخرجه الشافعي، وعبد الرزاق في مصنفه (8/ 27: 14165). ورواه البيهقي (5/ 297)، وفي معرفة السنن والآثار (8/ 66: 11142)، وفي إسناده: أبو صالح مولى التوأمة ضعيف. 3 - كما ورد من حديث جابر بن سمرة مرفوعًا رواه عبد الله بن أحمد في المسند (5/ 99)، والطبراني (2/ 252: 2057)، وابن عدي (7/ 2173)، وفي إسناده: محمد بن الفضل ضعيف جدًا. 4 - ومن حديث ابن عمر مرفوعًا: نهى عن بيع اللحم بالحيوان رواه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 86: 1266). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 105): وفيه ثابت بن زهير وهو ضعيف. 5 - ومن حديث ابن عمر: نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة. أخرجه الطحاوي (4/ 60)، والطبراني في الكبير، كما في مجمع الزوائد (4/ 105) , وقال الهيثمي: فيه محمد بن دينار وثقه ابن حبان وغيره، وضعَّفه ابن معين، قلت: قال عنه ابن حجر: صدوق. 6 - وعن رجل من أهل المدينة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يباع حيٌ بميت رواه البيهقي (5/ 297)، والشافعي برقم (1306)، والبغوي (8/ 76: 2067)، والبيهقي =
= في معرفة السنن والآثار (8/ 65: 11140)، والرجل يحتمل أنه تابعي، وفي إسناده مسلم الزنجي ضعيف. 7 - وورد من حديث جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لم يكن يرى بأسًا ببيع الحيوان بالحيوان اثنين بواحد ويكرهه نسيئة. وفيه: أبو الزبير مدلس عنعن، وفيه الحجاج بن أرطاة. أخرجه الطحاوي (4/ 60)، والترمذي (3/ 539: 1238)، وابن ماجه (2/ 763: 2271)، وابن أبي شيبة (6/ 113: 471) و (6/ 115: 480)، وابن عدي (2/ 483). 8 - ومن حديث ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ عن بيع الفرس بالأفراس والنجيبة بالإبل فقال: لا بأس إذا كان يدًا بيد. رواه أحمد (2/ 109)، وفي إسناده: أبو جناب ضعيف وأبوه مجهول. 9 - حديث ابن عباس وتقدم تخريجه عند الحديث رقم (1387). لكن ورد مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يجهز جيشًا فكان يأخذ البعير بالبعيرين، أخرجه أبو داود (3/ 250: 3357)، وأحمد برقم (7025)، وعبد الرزاق (8/ 22: 14144). ورواه الحاكم (2/ 57) وصحَّحه، والطحاوي (4/ 60)، والدارقطني (ص 318)، والبيهقي (5/ 287) وصحَّحه، وابن الجوزي في التحقيق (2/ 196: 1508). أما عن بيع الحيوان بالحيوان متفاضلًا مقبوضًا فورد من طرق، منها: 1 - ورد من حديث جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اشترى عبدًا بعبدين، أخرجه مسلم (3/ 1225: 1602)، كتاب المساقاة، باب جواز بيع الحيوان بالحيوان من جنسه متفاضلًا، وابن حبان (10/ 415: 4550) و (11/ 401: 5027)، وأحمد (2/ 349، 350، 372)، والنسائي (7/ 50 أو 292)، والترمذي (3/ 540: 1239) و (4/ 129: 1596)، وأبو داود (3/ 250: 3358)، والبيهقي (5/ 286)، =
= والبغوي في شرح السنة (8/ 73: 2065)، والشافعي في الأم (3/ 118) و (8/ 496). 2 - ومن حديث أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اشترى صفية بسبعة أرؤس. رواه ابن أبي شيبة (6/ 118)، والبيقي (5/ 287)، ومسلم (2/ 1045: 1365)، كتاب النكاح، باب فضيلة إعتاق أمة ثم يتزوجها، وابن ماجه (2/ 763: 2272). كما ورد من حديث زياد بن أبي مريم أن مصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يبيع البعير بالبعيرين فأقره النبي - صلي الله عليه وسلم-. رواه الشافعي في الأم (8/ 496)، وهو مرسل، ورواه عبد الرزاق (8/ 23: 14145). 3 - وروى ابن أبي شيبة (6/ 116) نحوه موصولًا من حديث الصنابحي الأحمسي، وكذلك أحمد (4/ 349)، والطبراني في الكبير (8/ 94: 7418)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 479: 2539)، كما رواه ابن أبي شيبة (3/ 125)، وفيه: (عن الصنابحي، عن الأعمش)، ولعله خطأ مطبعي.
الحكم عليه: الحديث مرسل؛ لأن سعيد بن المسيب لم يُدرك عهد النبوة. قال ابن عبد البر في التمهيد (4/ 322): "لا أعلم هذا الحديث يتصل من وجه ثابت من الوجوه عن النبي - صلي الله عليه وسلم-، وأحسن أسانيده مرسل سعيد بن المسيب هذا".
1395 - وقال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صَبيح، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- قَالَ: الورِق بالورِق (¬1)، وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، والبُرّ بالبُرّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، عينًا بعين، أو وزنًا بوزن ... " الحديث. ¬
1390 - تخريجه: أخرجه الطيالسي في المسند (ص 79، ح 581)، به عن أنس وعبادة بن الصامت معًا، بلفظه مع زيادة في آخره. ومن طريق الطيالسي أوردهُ البوصيري في الإتحاف (3 ق 16 أ)، كتاب البيوع، باب الصرف، وقال: إسناده حسن، وحديث عبادة بن الصامت، رواه مسلم في صحيحه وأبو داود والترمذي والنسائي من طريق شراحيل عن عبادة. وأخرجه الدارقطني في العلل (4 ق 27 ب)، وقال: يرويه الربيع بن صَبيح واختلف عنه، فرواه الأنصاري وحجاج بن منهال عن الربيع عن ابن سيرين عن أنس وعبادة بن الصامت، واختُلف فيه على ابن سيرين. فرواه سلمة بن علقمة عن ابن سيرين عن مسلم بن يَسار عن عبادة. ورواه عقبة بن خالد عن ابن سيرين عن شراحيل بن آدة عن عبادة بن الصامت، وقول سَلمة بن علقمة أشبه بالصواب. وتخريج ذلك كما يلي: (أ) حديث حجاج بن منهال، عن الربيع، عن ابن سيرين، عن أنس وعبادة: وتابع أبو داود حَجاج بنَ منهال على هذا الحديث عن الربيع بن صَبيح. كذلك أخرجه البزار (2/ 109: 1319) من الكشف، كتاب البيوع، باب في الصرف، عن محمد بن يحيى القطعي، ثنا حجاج بن منهال، ثنا الربيع بن صبيح عنه به مختصرًا. ثم قال البزار: لا نعلم رواه عن أنس إلَّا الربيع، وإنما يُعرف عن محمد، عن مسلم بن يسار، عن عبادة. =
= (ب) حديث أبي بكر بن عَياش عن الربيع، عن الحسن، عن أنس وعبادة: رواه الدارقطني في السنن (3/ 18: 58)، من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، نا أبو بكر بن عياش، عن الربيع بن صبيح به، بمعناه مختصرًا. وقال الدارقطني: لم يَرْوه غير أبي بكر عن الربيع هكذا. وخالفه جماعة فروَوْه عن الربيع، عن ابن سيرين عن عُبادة وأنس، بلفظ غير هذا اللفظ. (ج) حديث سلمة بن علقمة عن ابن سيرين، عن مسلم بن يسار، عن عبادة: رواه النسائي في السنن (7/ 275: 4562) كتاب البيوع، باب بيع الشعير. بالشعير. قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر بن المفضّل، قال: حدّثنا سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين به بنحوه مطوّلًا. ورواه ابن ماجه في السنن (2/ 757: 2254)، كتاب التجارات، باب الصرف وما يجوز متفاضلًا يدًا بيد، قال: حدثنا حُميد بن مسعدة، عن يزيد بن زُريع، ثنا سلمة بن علقمة به بنحوه مطوّلًا. والبيهقي في السنن (5/ 276)، كتاب البيوع، باب الأجناس التي ورد النص بجريان الربا فيها، من طريق محمد بن أبي بكر عن يزيد بن زريع، عن سلمة بن علقمة عنه به بنحوه مطولًا. وقال المصنّف في التلخيص الحبير (3/ 7): وقد قيل إن مسلمَ بن يسار لم يسمعه من عبادة، وتدل عليه رواية مسلم من طريق أبي قلابة: كنت بالشام في حلقة فيها مسلم بن يسار، فجاء أبو الأشعت (شراحيل بن آدة الصنعاني) فجلس فقالوا له: حدّث أخانا حديثَ عبادة، فذكره ... وقد روى هذا الحديث مع ذكر القصة: مسلم (3/ 1210: 1587)، كتاب المساقاة، باب الصرف. وكذا البيهقي في السنن (5/ 277) في الموضع المذكور، كلاهما من طريق عُبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة به بمعناه مطولًا. =
= وأما بدون ذكر القصة، فقد رواه: مسلم (3/ 1211) في الموضع السابق. وأبو داود في السُنن (3/ 643: 3348)، كتاب البيوع، باب في الصرف. والترمذي في السنن (3/ 541: 1240)، كتاب البيوع، باب ما جاء أن الحنطة بالحنطة مثلًا بمثل. والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 66)، كتاب الصرف، باب الربا. والبيهقي في السنن (5/ 277)، الموضع المذكور. كلُهم من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعت، عن عبادة بنحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 115)، كتاب البيوع، باب ما جاء في الصرف، وعزاه إلى البزار، وقال: فيه الربيع بن صَبيح، وثّقه أبو زرعة وغيره، وضعّفه جماعة. وحديث عبادة في الصحيح. وذكره الكتاني في الأحاديث المتواترة. (نظم المتناثر ص 101).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن؛ فيه الربيع بن صَبيح، وهو صدوق له أوهام. وقد حسنه البوصيري في الإتحاف. وللحديث طرق أخرى ذكرها الدارقطني في العلل (4 ق 27 ب)، ورجح طريق سلمة بن علقمة، وقال: قول سلمة بن علقمة أشبه بالصواب. وحديث عُبادة في صحيح مسلم من غير قرنه بأنس بن مالك، وقد ذكره الطيالسي في مسند عبادة بن الصامت.
1391 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سفيان، عن أشعت بن أبي الشعثاء، عن [عُبيد] (¬1)، قال: نَحرتُ جَزورًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقسمتُ أَجْزَاءً، فَقَالَ رَجُلٌ: أَعْطِنِي جُزءًا مِنَ الْأَجْزَاءِ بشاةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَصلح هذا". ¬
1391 - تخريجه: قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 104): عن عبيد بن نضلة الخزاعي أن رجلًا نحر جزورًا فاشتري منه رجل عشيرًا بحقه فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فرده، قال أبو نعيم: قال فيه بعض أصحابنا عن سفيان قال فيه إلى أجل؛ رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وهو مرسل. ورواه عبد الرزاق (8/ 28: 14166)، عن الثوري، عن أشعث، عن عبيد قال: نحر رجل جزورًا فأخذ رجل عشرين بحقه من نتاج النتاج فرده النبي -صلى الله عليه وسلم-. وانظر الحديث رقم (1386) من هذا الجزء.
الحكم عليه: هذا الحديث رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل فعبيد تابعي وليس صحابيًا على الصحيح.
1392 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نضرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رضي الله عنه: التمر بالتمر أحقّ أن يكون رِبًا من الوَرِق بالورق.
1392 - تخريجه: قال البوصيري: فيه يحيى بن زكريا قد ضعف. وأخرج مسلم (3/ 1217: 1594)، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الأعلى، أخبرنا داود عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فالتمر بالتمر أحق أن يكون ربًا أم الفضة بالفضة؟ وأخرجه أحمد (3/ 10)، قال: ثنا أبو معاوية، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نضرة قال: قال أبو سعيد: فالتمر بالتمر أربى أم الفضة بالفضة والذهب بالذهب؟ فالأثر ليس على شرط الكتاب.
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح الإسناد؛ رجاله ثقات؛ وإسناده متصل.
13 - باب الكيل على من [استوفى] وصحة المعاطاة
13 - بَابُ الْكَيْلِ عَلَى مَن [اسْتَوْفَى] (¬1) وَصِحَّةِ الْمُعَاطَاةِ 1393 [1]- قال أبو بكر: حدثنا عبد الله بن نُمير، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الجعد، حدثنا أَبُو صخرةَ جامعُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ طَارِقِ بن عبد الله المُحاربي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رأيتُ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرتين ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: أَقبلنا فِي رَكْبٍ مِنَ الرَّبذة (¬2) حَتَّى نَزَلْنَا قريبًا من الْمَدِينَةَ، وَمَعَنَا ظَعِينَةٌ لَنَا. قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ قُعود إِذْ أَتَانَا رَجُلٌ عَلَيْهِ ثَوبان أَبْيَضَانِ، فسلَم فرددنا عليه، فقال: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ الْقَوْمُ؟ قُلْنَا (¬3) مِنَ الرَبذة، وَجَنُوبِ الرَّبَذَةِ. قَالَ: وَمَعَنَا جَمَلٌ أحمرُ. قَالَ: تَبِيعُونِي الجملَ؟ قُلنا: نَعَمْ. قَالَ: بِكَمْ؟ قُلْنَا: بكذا وكذا صاعًا من التمر. قال: فما استنقصنا شيئًا، وقال: قَدْ أخذتُه. ثُمَّ أَخَذَ بِرَأْسِ الْجَمَلِ، حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَتَوَارَى عَنّا فَتَلَاوَمْنَا بَيْنَنَا، قُلنا: أعطيتُم جملَكم رجلًا ما تَعْرِفُونَهُ! قَالَتِ الظَّعِينَةُ: لَا تَلُومُوا أنفسَكم، فَلَقَدْ رأيتُ وجهًا ما كان ليخفركم، مَا رَأَيْتُ رَجلًا أشبهَ بِالْقَمَرِ ليلةَ الْبَدْرِ مِنْ وَجْهِهِ. فَلَمَّا كَانَ العِشاء أَتَى رَجُلٌ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إليكم، وإنه يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا حَتَّى تَشْبَعُوا، وَتَكْتَالُوا حَتَّى تَستوفوا. فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا، واكْتَلْنا حَتَّى استوفَينا. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ دَخلنا الْمَدِينَةَ، فَإِذَا رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَائِمٌ عَلَى المنبر يَخطب الناسَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، ثنا سِنَانُ بْنُ هَارُونَ أَخُو سَيْفٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، حدثني أبو صخرة، ¬
قال: قَالَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ طَارِقٌ: رأيتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- مَرتين. أما مَرَّةٍ فرأيتُه بِسُوقِ ذِي المَجاز (¬1)، وَهُوَ عَلَى دَابَّةٍ وَقَدْ دَميت عُرقوباه ... فَذَكَرَ الحديثَ. قَالَ: ثُمَّ قَدِمْنَا بَعْدَ ذَلِكَ فَنَزَلْنَا الْمَدِينَةَ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَجُلٌ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أقبلتُم؟ قُلْنَا: مِنَ الرَبذة، أَوْ مِنْ نَوَاحِيهَا. قَالَ: مَعَكُمْ شَيْءٌ تَبِيعُونَهُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، هَذَا الْبَعِيرُ. قَالَ: بكم؟ قلنا: بكذا وكذا رشقًا من تمر. فأخذ بخُطامه يجرّهُ، ثم دخل به المدينة. فقلتُ: أيَ شيء صنعنا؟ بِعْنا بعيرَنا مِنْ رَجُلٍ لَا نَعْرِفُهُ! قَالَ: وَمَعَنَا ظَعِينَةٌ في جانب الخباء، فقالت: أنا ضمنة ثمنَ البعير، لَقَدْ رأيتُ وجهَ رَجُلٍ مثلَ الْقَمَرِ ليلةَ الْبَدْرِ، لَا يَخِيسُ (¬2) بِكُمْ. فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَتَى رَجل وَمَعَهُ تَمْر، فَقَالَ: أَنَا رسولُ رسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إِلَيْكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ هَذَا التَّمْرِ حَتَّى تَشْبَعوا، وَأَنْ تكتالوا حتى تَستوفُوا. فقال: ففَعَلْنا. ¬
1393 - تخريجه: رواه الدارقطني (3/ 44: 186) قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل، نا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان نا ابن نمير به. =
= ورواه ابن حبان (14/ 6562) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا الفضل بن موسى عن يزيد بن زياد به. ورواه الحاكم (2/ 611) قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بكير ثنا يزيد به. ورواه البيهقي في السنن (6/ 20) من طريق الحاكم به. كما رواه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 381) من طريق الحاكم به. ورواه في دلائل النبوة (5/ 380) قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن الجهم، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا أبو جناب الكلبي، حدثنا جامع بن شداد به. ورواه الطبراني في الكبير (8/ 376: 8175) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو جناب، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 23)، وقال: رواه الطبراني وفيه أبو جناب الكلبي وهو مدلس. وقد وثقه ابن حبان؛ وبقية رجاله رجال الصحيح. وروى ابن أبي شيبة (14/ 300) أول هذا الحديث الذي أشار له الحافظ بهذا الإسناد. وللحديث أطراف أخرى رواها النسائي (5/ 61 و 8/ 55)، وابن ماجه (2/ 890: 2670)، وابن حبان (8/ 130: 3341)، وابن خزيمة (1/ 82: 159)، والبيهقي (1/ 67)، وأحمد (4/ 63).
الحكم عليه: الحديث صحيح؛ لتوثيق رجاله واتصال إسناده.
14 - باب الشروط في البيع ونقد الدراهم
14 - باب الشروط في البيع ونقد الدراهم 1394 - مسدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن عائشة رضي الله عنها، فِي الرَّجُلِ يَشْتَرِي الجاريةَ عَلَى أَنْ لَا تبيع ولا تهب؟ قالت: كرهتُ ذلك وكَرهتُ الشرطَ.
1394 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 433: 3367)، وقال: رواه مسدّد موقوفًا. وأخرجه عبد الرزاق في المصنّف (8/ 56: 14292) عن سفيان الثوري به بنحوه مختصرًا. ورواه ابن أبي شيبة في المصنّف (6/ 489: 17909) عن وكيع عن الثوري به بنحوه مختصرًا.
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لضعف عاصم بن عُبيد كما في التقريب (ص 285)، وهو مع هذا موقوف على عائشة رضي الله عنها.
1395 - [1] وَحَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرار، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ الله ابن مسعود رضي الله عنهما، قالت: أخْدمَني عمر رضي الله عنه خادمًا، فقال عبد الله: تبيعنيها؟ قَالَتْ: فقلتُ: مَا كنتُ لأبيعكَ خَادِمًا أخدَمنيها أميرُ الْمُؤْمِنِينَ. فَلَمْ يَزَل بِهَا حَتَّى اشْتَرَاهَا مِنْهَا، وَشَرَطَ لَهَا خدمَتَها حَتَّى تَشْتَرِيَ خَادِمًا. فسعى سَاعٍ فأَخبر عمر رضي الله عنه بِذَلِكَ فَرَاحَ إِلَيْهِ أَوْ غَدَا، فَقَالَ لَهُ عمر رضي الله عنه: بَلَغَنِي أَنَّكَ اشتريتَ جاريةَ زينَبَ! قَالَ: أَجَلْ. قَالَ: فَلَا تقربَنّها وَلِأَحَدٍ فِيهَا مَثنويةَ (¬1). [2] رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن عُتبة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [عَمْرِو] (¬2) بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أبي الضرار، قال: إن عمرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه أعطى امرأةَ عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، جاريةً من الخُمُس ... فذكر نحوه. ¬
1395 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 21 ب)، باب الشرط في البيع، به بنحوه، وسكت عليه. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 47)، كتاب البيوع، باب البيع يُشترط فيه شرط ليس منه، من طريق خالد بن سلمة به مختصرًا. وتحرفت فيه كلمة "مثنوية" إلى كلمة "مثوبة". =
= وأخرجه البيهقي في السُنن (5/ 336)، كتاب البيوع، باب مَن باع حيوانًا أو غيره واستثنى منافعَه مدة، مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عُتبة عن محمد بن عمرو بن الحارث به بلفظ قريب منه.
الحكم عليه: في إسناده محمد بن عمرو بن الحارث ذكره ابن أبي حاتم والبخاري وابن حبان ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا. التاريخ الكبير (1/ 190)، والجرح والتعديل (8/ 29)، وثقات ابن حبّان (7/ 368).
1396 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عابسٍ، عن أبيه، قال: اشترى حذيفة رضي الله عنه نَاقَةً مِنْ رَجلين مِنَ النَخَع، وشَرط لَهُمَا رِضاهما من النقد، فجاء بهما إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَخْرَجَ لَهُمَا كِيسًا فَاقْتَتَلَا عَلَيْهِ، ثم أخرج لهما كيسًا فاقتتلا عليه، فقال حذيفة رضي الله عنه: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكُمَا ... فَذَكَرَ الحديثَ. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ أرطاة، فذكره بلفظ: اشترى حذيفة رضي الله عنه من رَجل ناقةً بأربعمائة دِرْهم، وَشَرَطَ لَهُ رِضَاهُ مِنَ النَّقْدِ. فَأَتَاهُ بِرَجُلٍ من أصْبَهان كان أبصَر بالوزن منه، فأخرج له حذيفةُ رضي الله عنه كِيسًا فقبل عامتَه، ثم أخرج له كيسًا آخر فقبل (¬1) عامتَه، ثم أخرج له كيسًا ثالثًا فقبل عامتَه، فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكُمَا ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. ¬
1396 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف (7/ 96: 2512)، كتاب البيوع والأقضية، باب القوم يختلفون في النقد، به مع زيادة: "إني سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول: مَن شَرط على صاحبه شرطًا لم يف له به، كان كالمُدْلى تجارة إلى غير متعة". وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 21 ب)، باب الشرط في البيع، به بنحوه مع زيادة في آخره. =
= وأخرجه الإِمام أحمد في المسنَد (5/ 404) عن يزيد بن هارون عن حجّاج بن أرطاة. وأخرجه الحارث عن يزيد بن هارون عن حجاج به بلفظ مقارب، وهو الطريق الثاني. كما في بغية الباحث (1/ 509: 450). وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 167: 205)، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجّاج بن أرطاة، مدلّس ثقة، وبقية رجاله الصحيح.
الحكم عليه: هذا حديث ضعيف؛ مداره على حجاج بن أرطاة، وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس عن الضعفاء , وقد عنعن.
15 - باب ما نهي عنه من البيوع
15 - باب ما نُهي عنه من البيوع 1397 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونسَ، ثنا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسيَّب، قَالَ: أَرْسَلَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، إلى رافع بن خَديج رضي الله عنه يَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَرْضِ الْعَجَمِ وَشِرَائِهَا وَكِرَائِهَا، فقال رافع بن خديج رضي الله عنه: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ بَيْعِ أَرْضِ الْعَجَمِ وشرائها وكرائها. * هذا إسناد ضعيف.
1397 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 26 أ)، باب ما نُهي عنه من البيوع، به بلفظه، وقال: مدار حديث رافع بن خديج على الأحوص بن حكيم وهو ضعيف، ضعّفه أحمد وابن معين وأبو حاتم والعجلي والنسائي والجوزجاني والساجي والدارقطني وغيرهم. ورواه الحارث بن أبي أسامة عن عيسى بن يونس عن أبي إسحاق السَبيعي، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سعد، أن ابن عمر أرسل إلى رافع بن الخديج، فذكر الحديث بلفظه (الإتحاف 3 ق 26أ). ورواه الطبراني في الكبير (4/ 247) من طريق أبي الأصبغ الحراني عبد العزيز بن يحيى عن عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ به مختصرًا. =
= وذكره الهيثمي في الزوائد (4/ 111)، كتاب البيوع، باب بيع أرض الخراج، بنحوه، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه بشر بن عمارة الخثعمي وهو ضعيف. ولم أجده في المعجم الكبير بهذا الطريق.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف الأحوص بن حكيم وأبي عون الأعور. وضعّفه المصنّف. وقال البوصيري: مدار حديث رافع بن خديج على الأحوص وهو ضعيف.
1398 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا ابْنُ فُضيل، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عطاء، عن عتاب بن أَسيد رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَاهُ عَنْ سَلَفٍ وبيعَ، وَعَنْ شَرْطٍ وَبَيْعٍ، وَعَنْ بَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ. * هذا منقطع بين عطاء و [عتاب] (¬1) مع ضعف ليث (¬2) بن أبي سُلَيْم. ¬
1398 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 12أ)، باب النهي عن بيع ما ليس عندك، عنه به مع زيادة في آخر الحديث. وقال عقبه: وليث هو ابن أبي سُليم، ضعّفه الجمهور، وهذا إسناد ضعيف. وله شواهد منها حديث عبد الله بن عمرو في السنن الأربعة، وفي الترمذي من حديث حكيم بن حزام. وأخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 738: 2189)، كتاب التجارات، باب النهي عن بيع ماليس عندك وعن رِبح ما لم يضمن، عن عثمان بن أبي شيبة به، بلفظ: "نهاه عن شِفّ ما لم يُضْمَن"، والشِفّ -بكسر الشين وفتحها- وهو الربح والزيادة. النهاية (2/ 486) مادة (ش ف ف). ورواه الطبراني في الكبير (17/ 162: 425)، من حديث مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بن عبيدة عن عتاب بلفظ مقارب. وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 86)، كتاب البيوع، باب ما جاء في الصفقتين في صفقة أو الشرط في البيع، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. =
= وللحديث شواهد. فمن حديث عبد الله بن عمرو أخرجه: أبو داود في السنن (15/ 178) مع بذل المجهود، كتاب البيوع، باب في الرجل يبيع ما ليس عنده، من طريق أيوب عن عمرو بن شعيب، حدثني أبي عن أبيه، حتى ذكر عبد الله بن عمرو، بلفظ: "لا يحل سلَف وبيع، ولا شرطان في بيع، ولا ربح ما لم تضمن، ولا بيع ما ليس عندك". وإسناد حديث أبي داود صحيح. وأخرجه الترمذي في الجامع (4/ 431: 1252) مع التحفة، كتاب البيوع، باب ما جاء في كراهية بيع ما ليس عنده، عن أحمد بن منيع، عن إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا أيوب به بلفظ أبي داود، ثم قال الترمذي: وهذا حديث حسن. ورواه النسائي في السنن (7/ 288: 4611)، كتاب البيوع، باب بيع ما ليس عند البائع، من حديث يزيد عن أيوب به بلفظ أبي داود، وإسناده صحيح. وأخرجه ابن ماجه في السنن (7/ 737: 2188)، كتاب التجارات، باب النهي عن بيع ما ليس عندك، من طريق حماد بن زيد وإسماعيل بن عُلَيّة، كلاهما عن أيوب به، مختصرًا. وإسناده صحيح. ومن حديث حكيم بن حزام، فقد أخرجه: أبو داود في السنن (15/ 177) مع بذل المجهود، كتاب البيوع، باب في الرجل يبيع ما ليس عنده، عن مسدد، نا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهَكَ، عن حكيم بن حزام قال: "يا رسول الله، يأتيني الرجل فيريد منّي البيع ليس عندي. أَفأبتاعه له من السوق؟ قال: لا تبع ما ليس عندك". وهذا حديث صحيح الإسناد. وأخرجه الترمذي في الجامع (4/ 430: 1250 أو 1251)، كتاب البيوع، باب ما جاء في كراهية بيع ما ليس عنده، من طريق أيوب وأبي بشر، كلاهما عن يوسف بن ماهك بلفظه. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. ورواه النسائي في السنن (7/ 289: 4613)، كتاب البيوع، باب بيع ما ليس =
= عند البائع، من حديث هشيم عن أبي بشر عنه به بلفظه. وإسناده صحيح. ورواه ابن ماجه في السنن (2/ 737: 2187)، كتاب التجارات، باب النهي عن بيع ما ليس عندك، من طريق شعبة عن يوسف به بلفظه، وإسناده صحيح.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف فيه علّتان: الأولى ضعف ليث بن أبي سُليم. والثانية انقطاع الإسناد بين عطاء وعتّاب بن أسيد. وللحديث شاهدان صحيحان، مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص وحكيم بن حزام بلفظ مقارب للفظ أبي يعلى.
1399 - وقال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا قَيْس -هُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ- وسَلاّم -هُوَ أَبُو الْأَحْوَصِ- عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الجَزَري، عَنْ رَجُل مِنْ بَنِي تَميم (¬1)، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ثَمَنُ الكَلْب ومَهْر البَغِي، وثمن الخَمْر حرام". (53) وسيأتي -إن شاء الله تعالى- فِي الْأَشْرِبَةِ بَقيةُ مَا يَتَعَلَّقُ بِالنَّهْيِ عَنْ بيع الخَمْر (¬2). ¬
1399 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 442: 3407)، وقال: رواه الطيالسي ورجاله ثقات. ولم أقف عليه عند الطيالسي بهذا الإسناد. لكن رواه الطيالسي (ص 360: 2755) عن سلّام به بلفظه من حديث ابن عبّاس مرفوعًا. ومن طريق ابن عباس: رواه أحمد (1/ 235)، وابن أبي شيبة في المصنّف (6/ 245)، و (14/ 202) كلاهما عن وكيع عن إسرائيل عن عبد الكريم الجزري، عن قيس بن حَبتَر عن ابن عبّاس بلفظه. ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 52) من طريق زهير بن معاوية والطبراني في الكبير برقم (12601) من طريق عبيد الله بن معقل، كلاهما عن عبد الكريم الجزري به مختصرًا ولفظه "ثمن الكلب حرام". =
= وأخرجه بنحوه النسائي (7/ 309) من طريق عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وله شاهد عن ابن عمر بلفظ "نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي". وإسناده ضعيف جدًا فيه ضرار بن صرد كما قال الهيثمي في المجمع (4/ 91). وله شاهد ذكره الهيثمي في المجمع (4/ 91) من حديث عبد الله بن عمرو بلفظ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن ثمن الكلب وثمن الخنزير وعن مهر البغي وعن عسب الفحل. وعزاه للطبراني في الأوسط وقال: إسناده حسن. وله شاهد عن أبي مسعود البدري ولفظه: نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن. أخرجه البخاري في البيوع، باب ثمن الكلب (4/ 426: 2237)، ومسلم في تحريم ثمن الكلب ... (3/ 1198: 1567).
الحكم عليه: في إسناده رجل مبهم، لكن قال أحمد شاكر في تحقيقه لمسند أحمد (3/ 350): هو قيس بن حبتر فإنه نهشلي من بني تميم. وأما الإرسال فيتقوى بمجيئه من طريق آخر عن ابن عباس كما في التخريج وإسناده صحيح. والحديث صحّحه الألباني كما في سلسلته الصحيحة (4/ 422: 1806) من طريق ابن عباس.
1400 - مسدَّد: حَدَّثَنَا مُلازم بْنُ [عَمْرٍو] (¬1)، ثنا زُفَرُ بْنُ يَزيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُحيمي، عَنْ أبيه، وكان من جُلساء أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سأل أبا هريرة رضي الله عنه عَنْ شِرَاءِ اللَبَن فِي ضُرُوعِ الغَنم، فَقَالَ: لا خيرَ فيه. ¬
1400 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 13 ب)، باب ما جاء في بيع اللبن في الضرع به مع زيادة في آخره. وقال: له شاهد من حديث ابن عباس، رواه الحاكم وعنه البيهقي، مرفوعًا وموقوفًا ومرسَلًا. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 533:1954)، كتاب البيوع، باب بيع اللبن في الضروع، عن ملازم بن عمرو به، بنحوه. وللحديث شاهد من حديث ابن عباس، ففد أخرجه موقوفًا: عبد الرزاق في المصنف (8/ 75: 14374)، كتاب البيوع، باب بيع الغَرَر المجهول، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لا تبتاعوا اللَبَن في ضرع الغنم، ولا الصوف على ظهورها. وإسناده صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 533: 1953)، كتاب البيوع، باب بيع اللبن في الضروع، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به بنحو لفظ عبد الرزاق. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه البيهقي في السنن (5/ 340)، كتاب البيوع، باب ما جاء في النهي عن بيع الصوف على ظهر الغنم واللبن في ضروع الغنم، من طريق سفيان به بنحوه. وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ موقوف، وكذلك رواه زهير بن معاوية عن أبي إسحاق، وكذلك روي عن سليمان بن يسار عن ابن عباس موقوفًا. ورراه أيضًا من طريق عمرو بن فرّوخ عن حبيب بن الزبير عن عكرمة عن ابن =
= عباس مرفوعًا في أثناء الحديث، وقال: تفرد برفعه عمرو بن فروخ وليس بالقوي. وقد أرسله عنه وكيع، ورواه غيره موقوفًا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 102)، كتاب البيوع، باب بيع اللبن في الضرع، عن ابن عباس مرفوعًا بنحوه، وقال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
الحكم عليه: في إسناده زفر بن يزيد السحيمي لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل، وله شاهد من حديث ابن عباس بإسناد صحيح، تقدم ذكره في التخريج.
1401 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -عَنْ بَيْعِ المَجْر (¬1) - يَعْنِي اشتراءَ مَا في الأرحام. ¬
1401 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 14 أ)، باب ما جاء في بيع اللبن في الضرع، به بلفظه، وقال: هذا إسناد ضعيف. وأخرجه البزار (2/ 91: 1280) من كشف الأستار، كتاب البيوع، باب ما نُهي عنه من البيوع، عن محمد بن معمر، ثنا بُهلول، ثنا موسى بن عُبيدة، به في أثناء الحديث. وتحرفت فيه كلمة ابن دينار إلى ابن رومان. قال البزار: لا نعلم رواه بهذا التمام إلَّا موسى بن عُبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. وقال الهيثمي: وفي الصحيح طرف منه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 80)، كتاب البيوع، باب ما نُهي عنه من البيوع، في أثنائه، وقال عقبه: رواه البزار وفيه موسى بن عُبيدة وهو ضعيف.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف موسى بن عُبيدة الربذي.
1402 - وقال أبو بكر: حدثنا أبو أسامة، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، ثنا الْقَاسِمُ، وَمَكْحُولٌ، عَنْ أَبِي أُمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، نهى أن تُباع الثمرة حتى يبدو صَلاحها.
1402 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 511: 1865) بهذا الإسناد. ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 130، 187: 7592، 7771). وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 102)، وقال: رجاله رجال الصحيح. وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 436: 3380)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة وغيره. وله شاهد بلفظه من حديث ابن عمر مرفوعًا. أخرجه البخاري في البيوع، باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها (4/ 394: 2194)، ومسلم فيه (3/ 1165: 1534)، ومالك (2/ 618: 2498)، والشافعي في مسنده (2/ 148) ترتيب السندي.
الحكم عليه: إسناده حسن؛ لحال القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي -صاحب أبي أمامة- وقد تابعه مكحول الشامي، ولمتنه شاهد صحيح عن ابن عمر -وغيره- كما في التخريج.
1403 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا ابن أبي زائدة، (ح). [2] وأحمد بن منيع: ثنا أبو سعد الصَّغَانِيُّ، قَالَا: ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أن يبتاع كالٍ بكالٍ (¬1) دَيْنًا بدَيْن. ولفظ وكيع، قال الآخر: أن يبتاع الْكَالِئُ بِالْكَالِئِ وَهُوَ الدَيْن بالدَيْن. * مُوسَى ضَعِيفٌ. ¬
1403 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف (6/ 598: 2169)، كتاب البيوع، باب مَن كره أجَلًا بأجل، به بلفظه سواء. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 25 أ)، كتاب البيوع، باب النهي عن بيع الكالئ بالكالئ، عن ابن أبي شيبة وأحمد بن منيع، به بلفظه سواء. وقال: رواه البزار في مسنده , وقال البزّار: لا نعلم أحدًا رواه بهذا التمام إلَّا عن موسى. ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في كتاب المستدرك -ثم ساق الحديث- وقال: ورواه البيهقي في سُننه: أنْبأ أبو عبد الله الحافظ فذكره، وأشار إلى خطأ الحاكم في الإسناد يأتي ذكره بعد تخريج الحديث من سنن البَيهقي. وقال البوصيري: قلتُ: مدار هذه الطرق على موسى بن عُبيدة الربذي، وهو ضعيف. =
= وأخرجه البزّار (2/ 91: 1280) من الكشف، كتاب البيوع، باب ما نهي عنه من البيوع، عن محمد بن معمر، ثنا بُهلول، ثنا موسى بن عُبيدة به بنحوه في أثناء الحديث، وقال: لا نعلم رواه بهذا التمام إلَّا موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. ررواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 21)، كتاب البيوع، باب بيع المصرّاة، من طريق أبي عاصم عن موسى بن عبيدة به بلفظه. ورواه الدارقطني في السنن (3/ 71: 269)، كتاب البيوع، من طريق الدراوردي عن موسى بن عقبة -كذا- به بشطره الأول، ومن طريق حمزة بن عبد الواحد عن موسى بن عقبة به بنحوه (ح 270). ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 57)، كتاب البيوع، باب النهي عن بيع الكالى بالكالى، من طريق حمزة بن عبد الواحد، عن موسى بن عقبة -كذا- عن عبد الله بن دينار، به بنحوه. وأيضًا من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن موسى بن عقبة -كذا- عن نافع به بنحوه. وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يُخرجاه. ورواه البيهقي في السنن (5/ 920)، كتاب البيوع، باب ما جاء في النهي عن بيع الدَيْن بالدين، من طريق الدراوردي، عن موسي به من غير ذكر تفسير الكالي. وقال: موسى هذا هو ابن عُبيدة الربذي. وشيخنا أبو عبد الله -الحاكم- قال في روايته: عن موسى بن عقبة، وهو خطأ. والعجيب من أبي الحسن الدارقطني شيخ عصره، روى هذا الحديث في كتاب السُنن فقال: عن موسى بن عقبة. وأخرجه في الموضع السابق أيضًا، من طريق عُبيد الله بن موسى، والواقدي، وزيد بن الحباب وحمزة بن عبد الواحد، كلّهم عن موسى بن عبيدة به بنحوه. وقال: والحديث مشهور عن موسى بن عُبيدة، مرةً عن نافع عن ابن عمر، ومرة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عمر. اهـ. =
= وأخرجه البغوي في شرح السُنة (8/ 113: 2091)، كتاب البيوع، باب النهي عن بيع ما اشتراه قبل القبض، من حديث زيد بن الحُباب العتكي، عن موسى بن عبيدة به بنحوه، وقال: موسى بن عُبيدة بن نشيط الرَبذي، أبو عبد العزيز، كان من خيار عباد الله، وتكلّموا فيه من قبل حفظه. ومن حديث الأسلمي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عمر، أخرجه: عبد الرزاق في المصنف (8/ 90: 14440)، كتاب البيوع، باب أجل بأجل، بلفظه مع زيادة في آخره. والأسلمي عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى المدني، متروك. وقال الزيلعي: وهو معلول بالأسلمي. وذكره الزيلعي في نصب الراية (4/ 40)، كتاب البيوع، باب الربا , بنحوه، وقال: روي من حديث ابن عمر، ومن حديث رافع بن خديج. وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 81)، كتاب البيوع، باب ما نُهي عنه من البيوع، في أثناء حديث طويل، وقال: رواه البزّار، وفيه موسى بن عُبيدة وهو ضعيف. وذكره الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (3/ 26: 1205)، كتاب البيوع، باب القبض وأحكامه، مقتصرًا على المتن دون شرح لفظ الكالئ. وأشار إلى وهم الدراقطي والحاكم ونقل قول البيهقي، ثم قال: قال أحمد بن حنبل: ليس في هذا حديث يصح، لكنّ إجماع الناس على أنه لا يجوز بيع دين بدَين. وقال الشافعي: أهل الحديث يوهنون هذا الحديث. ثم قال: وقد جزم الدارقطني في العلل بأن موسى بن عُبيدة تفرَّد به، فهذا يدل على أن الوهم في قوله: موسى بن عقبة من غيره. وروى أيضًا من حديث موسى بن عبيدة، عن عيسى بن سهل بن رافع بن خديج، عن أبيه عن جده، في أثناء الحديث. كذا ذكره الزيلعي (4/ 40) في الموضع السابق، وعزاه إلى الطبراني، ولم أجده في المعجم الكبير للطبراني. =
= وإليه عزاه ابن حجر في التلخيص (3/ 26)، في الموضع المذكور، وقال: وهذا لا يصحّ شاهدًا لحديث ابن عمر، فإنه من طريق موسى بن عُبيدة أيضًا عن عيسى بن سَهل.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، مداره على موسى بن عُبيدة الربذي، وهو ضعيف. وبه أَعلّه المصنف والبوصيري أيضًا.
1404 [1]- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ إسماعيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " مَن اشْتَرَى شَاةً مُحَفَّلَةً (¬1) فَلَهُ أَنْ يُمْسِكَهَا ثَلَاثًا، فَإِنْ رَضِيَهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ رَدّها رَدّ مَعَهَا صاعًا من تمر". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسعدة، ثنا عَرْعَرَةُ بْنُ البِرِند، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مسلم المكّي، عن الحسن، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَلَامَسُوا , وَلَا تَنَاجَشُوا, وَلَا تبَايعوا الغرَر، وَلَا يبع حَاضِرٌ لبادٍ. ومَن اشْتَرَى مُحَفَّلَةً فليَحْلِبْها ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ رَدَّهَا فَلْيَرُدَّ مَعَهَا بِصَاعٍ مِنْ تمر". ¬
1404 - تخريجه: الطريق الأول: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (2/ 542: 420)، كتاب البيوع، باب في المصرّاة، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 15 أ)، باب بيع المصَرّاة، به بلفظه. وقال: رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصمّ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، ثنا إسماعيل بن مسلم، فذكره. وقال: رواه البيهقي في سننه، ثنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: ثنا محمد بن يعقوب، فذكره ثم قال: هذا حديث مَدار طُرقه على =
= إسماعيل بن مسلم المكي، وهر ضعيف، وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة. وأخرجه البيهقي في السنن (5/ 319)، كتاب البيوع، باب الحكم فيمن اشترى مصراة، من طريق عبد الوهاب بن عطاء، أنا إسماعيل بن مسلم عن الحسن به، بلفظه. ولم أقف على الحديث في المستدرك، بعد البحث فيه. رواه البزار (2/ 89: 1274)، كتاب البيوع، باب النهي عن بيع المحفَّلات، حدثنا محمد بن المثنى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا إسماعيل بن مسلم، به بنحوه مختصرًا. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 108)، كتاب البيوع، باب بيع المصرّاة وصبر البهائم، بمعناه، من غير ذكر صاع من التمر، ثم قال: رواه البزّار، وفيه إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف. الطريق الثاني: أخرجه أبو يعلى في المسند (5/ 155: 2767)، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 15 أ)، كتاب البيوع، باب بيع المصرّاة بإسناده ولفظه سواء. رذكره الهيثمي في المجمع (4/ 81)، كتاب البيوع، باب ما نهي عنه من البيوع، بلفظه، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف. وأخرجه البخاري في صحيحه (4/ 404: 2207) مع الفتح، كتاب البيوع، باب بيع المخاضرة، من طريق عمر بن يونس، عن أبيه، حدثني إسحاق بن أبي طلحة الأنصاري عن أنس، بنحوه، ولم يذكر بيعَ الحاضر للبادي وشراءَ المحفّلَة. وللحديث شواهد "صحيحه" فمن حديث أبي هريرة أخرجه: البخاري في صحيحه (4/ 361) مع الفتح، كتاب البيوع، باب النهي للبائع أن =
= لا يحفّل الإبل والبقر والغنم وكلَ محفّلة، من طريق جعفر بن ربيعة وأبي الزناد، كلاهما عن الأعرج عن أبي هريرة بنحوه، مع زيادة في حديث أبي الزناد. وعلقه البخاري في الموضع نفسه عن أبي صالح ومجاهد والوليد بن رباح وموسى بن يسار، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1158: 1524)، كتاب البيوع، باب حكم بيع المصرّاة، من طريق موسى بن يسار وأبي صالح ومحمد بن سيرين وهمام بن منبّه، كلهم عن أبي هريرة بألفاظ متقاربة. ومن حديث ابن مسعود أخرجه: البخاري في الصحيح (4/ 361) الموضع المشار إليه، من طريق أبي عثمان النهدي عنه، بنحوه مع ذكر النهي عن تلقي البيوع.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف إسماعيل بن مسلم المكي، ومدار طُرقه عليه وقد ضعفه الهيثمي والبوصيري، ولكن المتن صحيح، فقد أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة، وأخرجه البخاري من حديث ابن مسعود أيضًا.
1405 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: ثنا عُبيد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ (¬1)، ثنا علي بن هاشم، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عجلانَ، عَنْ أَبِي يَزيد المدني، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إن الشَرودَ يُردّ" يعني البعيرَ الشَرودَ. ¬
1405 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (10/ 519: 6135)، به بلفظه. وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 434، 435: 3373)، وقال: رواه أبو يعلى، والدارقطني، والبيهقي. ورواه الدارقطني في السنن (3/ 23: 79، 80) من طريق بدل بن المحبّر وعبد الصمد بن الوارث عن عبد السلام به بنحوه مطولًا. وأخرجه البيهقي في السنن (5/ 322)، كتاب البيوع، باب ما جاء في البعير الشَرود يُرَدّ، أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي، ثنا أَبُو يَعْلَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بن أبان، به بلفظه، بدون ذكر تفسير الشرود. وأخرجه أيضًا في الموضع السابق من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبد السلام بن عجلان به بنحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 80)، كتاب البيوع، باب الردّ بالعيب، بلفظه، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عبد السلام بن عجلان، قال أبو حاتم: يُكتب حديثه وتوقف غيره في الاحتجاج به، كما ذكره الذهبي.
الحكم عليه: الحديث بإسناد أبي يعلى ضعيف، لضعف عبد السلام بن عجلان، ومدار الحديث عليه، ولا متابع له عليه. وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 434)، وسكت عنه.
1406 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طاوس، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: لَا تُباع الثَمرة حَتَّى يبدُوَ صَلاحها. (¬1). وَكَانَ ابن عباس رضي الله عنهما، يقول: حتى تُطعم. ¬
1406 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 22 أ)، باب لا تُباع الثمرة حتى يبدو صلاحها، به بلفظه. ورواه عبد الرزاق في المصنّف (8/ 63: 14318)، كتاب البيوع، باب بيع الثمرة حتى يبدو صلاحُها، عن ابن عيينة به نحوَه. وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 396: 13463)، عن عبدان بن أحمد، ثنا أحمد بن مقدام العجلي عن ابن عُيينة به، من غير ذكر قول ابن عباس. وأخرجه البيهقي في السنن (5/ 302)، كتاب البيوع، باب الوقت الذي يحل فيه بيع الثمار، من طريق الشافعي عن ابن عيينة به نحوه. ورواه ابن أبي شيبة في مصنّفه (6/ 506:1848)، كتاب البيوع، باب في الثمرة متى تُباع؟ عن ابن عُيينة به بنحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 102)، كتاب البيوع، باب بيع الثمرة قبل بُدُوّ صلاحها، من حديث ابن عباس بلفظ مقارب، وقال: رواه الطبراني في الكبير من طرق، ورجال بعضها ثقات. والحديث مرفوعًا مخرّج في الصحيحين وغيرهما عن عدّة من الصحابة. فمن حديث ابن عمر أخرجه: البخاري في صحيحه (4/ 394: 2194) مع الفتح، كتاب البيوع، باب بيع =
= الثمار قبل أن يبدو صلاحها، من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر، بنحوه مع الزيادة: "نهى البائع والمبتاع". ومسلم في صحيحه (3/ 1165: 1534)، كتاب البيوع، باب النهي عن بيع الثمار قبل بدوّ صلاحها، من طريق مالك به بلفظ البخاري. وتقدم تخريجه كشاهد برقم (1402) فانظره هناك.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، رجاله ثقات، وهو مخرّج في الصحيحين من طُرق عن ابن عمر.
1407 - حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي نُعْم رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ قَفيز الطَحّان (¬1). * هَذَا مرسَل حَسَنٌ، أخرجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ (¬2) مَوْصُولًا بِذِكْرِ أَبِي سَعِيدٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ عَبْدِ الرحمن. ¬
1457 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 24 أ)، باب النهي عن عسب الفحل وقفيز الطحان، به بلفظه، مع زيادة في أوله: "نهى عن عسب التيس وكسب الحجام). ورواه الدارقطني في السنن (3/ 47: 195)، كتاب البيوع، من طريق الثوري عن هشام أبي كُليب عن ابن أبي نُعم، عن أبو سعيد الخدري، به مع زيادة النهي عن عَسْب الفحل في أوله. ومن طريق الدارقطني أخرجه البيهقي في السُنن (5/ 339)، كتاب البيوع، باب النهي عن عسب الفحل، بلفظ الدارقطني. وأشار إلى رواية عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي نُعْم، بنحوه، من غير ذكر أبي سعيد الخدري. وأخرج شطره الأول ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 145: 2683)، كتاب البيوع، باب في عسب الفحل، من طريق الثوري به، مرفوعًا، ولم يذكر النهي عن قفيز الطحّان. وأخرجه النسائي في السُنن (7/ 311: 4674)، كتاب البيوع، باب ضراب الجمل، من طريق سفيان الثوري عن هشام عن ابن أبي نُعْم، عن أبي سَعيد الخدرى، من غير ذكر قفيز الطحان، وهذا حديث صحيح الإسناد. =
= ورواه النسائي في الموضع السابق (ح 4673)، من طريق شعبة عن المغيرة، عن ابن أبي نُعْم عن أبي هريرة، بنحوه مع زيادة في أوّله، ولم يذكر النهي عن قفيز الطحّان. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 335: 9493)، من حديث أبي سعيد مع زيادة، ورمز له بالحسن، مع عزوه إلى الدارقطني فقط. ونقل المناوي تضعيف ابن القطان والذهبي وابن حجر للحديث بسبب جهالة هشام أبي كليب، ولكن الرجل معروف وثقة. وذكره الشيخ الألباني في إرواء الغليل (5/ 295: 1476)، وعزاه إلى الدارقطني والبيهقي، وقال: إسناد الحديث صحيح.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف مرسل، فإن خالدًا الطحان الواسطي يسمع من عطاء بعد تغيره باتفاق العلماء. ولكن تابعه على هذا اللفظ هشام بن كُليب أبو كليب، وهو ثقة، فقد وثّقه أبو حاتم في الجرح (9/ 68)، كما أخرجه الدارقطني والبيهقي، وإسناده صحيح. وبهذه المتابعة يرتقي الحديث إلى الصحيح لغيره. ولم يصب الحافظ في تحسين هذا الحديث المرسَل، فإن رواية خالد الطحان عن عطاء بن السائب بعد اختلاطه. كما أن البوصيري جانبَ الصوابَ بقوله: مدار هذه الطرق على عبد الرحمن الإفريقي، وهو ضعيف، وهذا وهمَ منه يرحمهم الله، فعبد الرحمن هو ابن أبي نُعْم، ثقة يرسل.
1458 - وقال مسدّد: حدثنا [سفيان] (¬1)، ثنا أبو معاذ، قال: كنتُ تَيّاسًا (¬2)، فنهاني البراء بن عازب رضي الله عنهما، فقال: إن هذا لا يَحلّ. ¬
1408 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (8/ 107: 14498)، كتاب البيوع، باب بيع الماء وأجر ضراب الفحل، عن الثوري به بنحوه. وقد تحرّفت كلمةُ "كنتُ" إلى كلمة "لستُ". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه (7/ 146: 2684)، كتاب البيوع، باب في عَسب الفحل، من طريق وكيع عن الثوري به بلفظ قريب. ورواه الدولابي في الكنى (2/ 122)، من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري به بنحوه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 24 أ)، باب النهي عن عسب الفحل، عن شوذب أبي معاذ به بلفظه، ولم يذكر الثوري.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، فيه شوذب أبو معاذ، لم أجد فيه جرجًا ولا تعديلًا، ولكن روى عنه الثوري وشعبة إمَامًا هذا الفنّ ولم يجرحاه، وقد ذكره ابن حبان في الثقات.
16 - باب الزجر عن الاحتكار
16 - باب الزجر عن الاحتكار 1409 [1]- إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: ثنا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسيد، أَنَّ عُثْمَانَ بنَ عفان رضي الله عنه كان ينهي عن الحُكرة (¬1). قال أَبي: وكانوا لا يَروْن الحُكرة إلَّا في الطعام والأدم. [2] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَيمي، بلفظ: أن عثمان رضي الله عنه كان ينهى عن الحُكْرة، فكلّمه الزبير رضي الله عنه في مولىً له أو في إنسانْ، فتركه (¬2). ¬
1409 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 6 أ)، باب في الحُكْرة والاحتكار، به بلفظه. وسكت عليه. ورراه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 102: 429)، كتاب البيوع، باب في احتكار الطعام، عن يحيى القطان، عن التيمي به بنحوه، ولم يذكر قول المعتمر بن سليمان التيمي. =
= ورواه مالك في الموطأ بَلاغًا (2/ 651: 58)، كتاب البيوع، باب الحكرة والتربّص، مقتصرًا على الشطر الأول. وذكره في كنز العمال (4/ 182: 10068)، بلفظه، وعزاه لمالك وابن راهويه ومسدد.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، فيه أبو سَعيد الأنصاري، من كبار التابعين، وقد ذكره بعضهم في الصحابة. وذكره ابن حبان في الثقات.
1410 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذئب، عن مسلم الخياط، قَالَ: كنتُ أَشْتَرِي الخَبَط (¬1) والنَوى (¬2) لِسَعِيدِ بْنِ المسيَّب، فيحتكره. ¬
1410 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المُصنّف (6/ 582: 2119)، كتاب البيوع، باب مَن رخص في الحكرة لما لا يضرّ بالناس، عن وكيع به بلفظه، وزاد: "والعجم". وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 6 أ)، باب في الحكرة والاحتكار، به بلفظه سواء. وسكت عليه. وروى نحوه عبد الرزاق في المصنّف (8/ 202: 14886) كتاب البيوع، باب الحكرة، عن الثوري، عن معمر، عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب، أنه كان يحتكر الزيت. وقال البيهقي في السنن (6/ 30): للاحتكار تفصيل يُذكر في الفقه، وظني بهما -أي سعيد بن المسيّب ومعمر بن أبي معمر- أنهما احتكرا على غير الوجه المنهي عنه. وقد روى مسلم قصة احتكار سعيد بن المسيب في صحيحه (3/ 1227: 1605)، كتاب المساقاة، باب تحريم الاحتكار في الأقوات، من طريق يحيى الأنصاري عن ابن المسيب، أن معمرًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من احتكر فهو خاطئ" فقيل لسعيد: فإنّك تحتكر؟ قال سعيد: إن معمرًا الذي كان يحدّث بهذا الحديث كان يحتكر. ولكن روى عبد الرزاق قصة رجوعه عن احتكار الزيت (8/ 203: 14890)، =
= كتاب البيوع، باب الحكرة. وبعد سوقه حديثَ معمر بن عبد الله العدوي قال: قلتُ له -القائل نعيم المُجْمِر-: فإنك تحتكر الزيت؟ قال: استغفر الله منه! ويتخلّص من هذه الروايات أن حرمة الاحتكار تتناول الأقواتَ، وأما احتكار الزيت فكأن سعيدًا تأوّل ثم رجع عن ذلك، أو أنه احتكر على غير الوجه المنهي عنه، كما قال البيهقي. ولم يكونوا يرون الحكرة فيما لا يضرّ بالناس، كالخَبَط والنوى، أو يترخصون فيها لكونها ليست طعامًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، رجاله ثقات، وله شاهد بالمعنى في صحيح مسلم.
1411 - وقال أبو بكر وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا: ثنا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، ثنا القاسم، عن أبي أمامة رضي الله عنه، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، أن يُحتكر الطعام.
1411 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شَيبة في المصنف (6/ 102: 428)، كتاب البيوع، باب في احتكار الطعام، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ به بلفظه، ولم يذكر أبا أسامة. وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 221: 7776)، من طريق إسحاق بن راهويه ويحيى الحماني، كلاهما عن أبي أسامة به بلفظه. ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 11)، كتاب البيوع، باب لا يحتكر الطعام إلَّا خاطئ، من طريق جعفر بن عون عن عبد الرحمن بن يزيد به بلفظه. وعلّقه البيهقي في السنن (6/ 30)، كتاب البيوع، باب ما جاء في الاحتكار، عن أبي أمامة بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 6 أ)، باب في الحكرة والاحتكار، به بلفظه، وقال: وذكره رزين في جامعه بغير إسناد.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، في إسناده القاسم بن عبد الرحمن وهو صدوق، ومدار حديث أبي أُمامة هذا عليه.
1412 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ -هُوَ ابْنُ مُوسَى- عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ حَبيب، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: نَهَى رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْحُكْرَةِ بِالْبَلَدِ.
1412 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (2/ 540: 418)، به بلفظه. وأورده البوصيري في الإتحاف (3 ق 7 أ)، باب في الحكرة والاحتكار، به بلفظه، وقال: هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة نوفل وضعف الراوي عنه. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (6/ 104: 436)، كتاب البيوع، باب في احتكار الطعام، عن عُبيد الله بن موسى به بلفظه. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 313: 9385)، مع زيادة في آخره، وعزاه إلى البيهقي في الشعب، ورمز له بالضعف. وذكره المتقي الهندي في كنز العُمال (4/ 98: 9724)، بلفظ السيوطي، وعزاه إلى البيهقي في الشعب، ورمز له بالضعف. وأورده الألباني في ضعيف الجامع (6/ 28: 6051)، وضعّفه، ثم قال: صحّ منه الجملتان الأوليان- أي نَهى عن الحكرة بالبلد والتلقي. وذكره في صحيح الجامع برقم (6821 و 6822 و 7507).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف نوفل بن عبد الملك. وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لجهالة نوفل وضعف الراوي عنه. ولكن عُرف نوفل بالضعف، فقد قال ابن معين: ليس بشيء. والربيع بن حبيب صَدوق.
17 - باب السفتجة
17 - بَابُ السُّفْتَجَةِ (¬1) 1413 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، ثنا أَبُو الْعُمَيْسِ عَنِ ابْنِ جُعدبة، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطاها جذاذ أَرْبَعِينَ وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ، وَعِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ شَعِيرٍ بِخَيْبَرَ فَأَتَاهَا عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ فَقَالَ لها: إن شئت وفيتها ها هنا، وَأَتَوَفَّاهَا مِنْكِ بِخَيْبَرَ، فَقَالَتْ: حَتَّى أَسْأَلَ أَمِيرَ المؤمنين فذكرت ذلك لَهُ فَكَرِهَهُ، وَقَالَ: كَيْفَ بِالضَّمَانِ. قَالَ وَكِيعٌ: هَذِهِ السُّفْتَجَةُ وَهِيَ مَكْرُوهَةٌ فِي قَوْلِ عُمَرَ. ¬
1413 - تخريجه: أخرجه إسحاق (5/ 252: 2406) به. وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 287: 732) قال: حدثنا الحسن بن إسحاق التستري، ثنا عثمان بن شيبة، ثنا وكيع بالمرفوع فقط دون قول عمر. أخرجه مطولًا البيهقي (5/ 352) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنا جعفر بن عون (ح). وأنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ ثنا جعفر بن عون عن أبي عميس به. =
= وأخرج عبد الرزاق (8/ 140: 14643) قال أخبرنا ابن عيينة عن أبي عميس عن ابن عباس قَالَ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اعطى زينب امرأة ابن مسعود تمرًا أو شعيرًا بخيبر فقال لها عاصم بن عدي: هل لك أن أعطيك مكانه بالمدينة وآخذه لرقيقي هناك؟ فقالت: حتى اسال عمر، فسألته؟ فقال: كيف بالضمان كأنه كرهه.
الحكم عليه: وكيع هو ابن الجراح إمام ثقة، وأبو العميس هو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود ثقة، وعبيد ثقة، وزينب صحابية، وابن جعدية يحتمل رجلين: الأول: يزيد بن عياض بن جعدبة، ورجحه يحيى بن معين كما في التاريخ برقم (1579)، وتاريخ بغداد (14/ 329)، ويزيد هذا ضعيف كذبه مالك وغيره. الثاني: يزيد بن جعدبة (جد الأول)، ورجح هذا الاحتمال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 255)، وابن خزيمة كما في تهذيب الكمال (32/ 223)، ورجحه المزي في تهذيب الكمال (19/ 207).
18 - باب السلم
18 - باب السَلَم (¬1) 1414 - أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشيد، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده رضي الله عنه، قَالَ: أَسْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ، يُقال لَهُ يَامِينُ (¬2)، في تمر إِلَى أَجَلٍ مُسمَّى، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: مِنْ تَمْرِ (¬3) حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَمَّا مِنْ تَمْرِ حَائِطِ بَنِي فلان، فلا". ¬
1414 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (13/ 483: 7496)، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 29 أ)، كتاب السَلَم، به بلفظه وقال: هذا إسنادٌ رجاله ثقات على شرط ابن حبان. وأخرجه ابن ماجه في السُنن (2/ 765: 2281)، كتاب التجارات، باب السلف في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم، عن يعقوب بن حُميد عن الوليد بن مسلم، به بنحوه مع ذكر المناسبة في أول الحديث. =
= وأخرجه ابن حبان (7/ 254) من الإحسان من طريق ابن أبي السرى عن الوليد به، مع ذكر قصة إسلام زيد بن سَعْنة. وأخرجه الطبراني في الكبير (5/ 222: 5147)، من طريق عبد الوهاب بن نجدة ومحمد بن أبي السرى، كلاهما عن الوليد به مع ذكر القصّة كاملةً. وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 604)، كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر إسلام زيد بن سعنة، من طريق ابن أبي السري العسقلاني، عن الوليد بن مسلم، به مع ذكر القصة. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه، وهو من غُرَرَ الحديث. ومحمد بن أبي السَرى ثقة. وتعقبه الذهبي قائلًا: ما أنكره وأركَّه، لا سيما قوله: مقبلًا غير مدبر، فإنه لم يكن في غزوة تبوك قتال. وأخرجه البيهقي في السُنن (6/ 24)، كتاب البيوع، باب لا يجوز السلف، من طريق الوليد بن مسلم به. وأخرجه أيضًا في دلائل النبوة (6/ 278). ورواه أبو نُعيم في دلائل النبوة (1/ 108: 48). وذكره المزي في تهذيب الكمال (1/ 334)، من طرق عن الوليد بن مسلم به. وقال: هذا حديث مشهور في دلائل النبوة. وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 239)، كتاب علامات النبوة، باب ما كان عند أهل الكتاب من أمر نبوته -صلى الله عليه وسلم-، بطوله وقال: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/ 548)، مختصرًا، وعزاه إلى الطبراني وابن حبان والحاكم، ثم قال: ورجال الإسناد موثّقون، وقد صرح الوليد فيه بالتحديث، ومداره على محمد بن أبي السَري الراوي له عن الوليد، وثقه ابن معين ولينه أبو حاتم. وقال ابن عدي: هو كثير الغَلط. ولكن قد تابعه عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وهو ثقة، كما أخرجه الطبراني =
= في الكبير، وسبق ذكره، وبذلك ينزل المدار إلى الوليد بن مسلم، وهو ثقة قد صرّح بالتحديث.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، فيه محمد بن حمزة بن يوسف، وهو صدوق، وأبوه حمزة بن يوسف بن عبد الله، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ في التقريب: مقبول، وقد صرح فيه الوليد بن مسلم بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. وقال المزي: هذا حديث حسن مشهور. وقال الهيثمي: رجاله ثقات. وقال ابن حجر في الإصابة: رجال الإسناد موثّقون. وقال البوصيري: رجاله ثقات على شرط ابن حبان.
19 - باب الأصول والثمار
19 - بَابُ الْأُصُولِ وَالثِّمَارِ 1415 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيَّب رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْمُزَابَنَةِ (¬1) والمحاقَلة (¬2) ... الحديث، وفيه تفسيرُها. قال: وسألتُ سعيدًا عن كِرائها بالذهب والفضة، فقال: لا بأس به. ¬
1415 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 23 أ)، باب في بيع المزابنة والمحاقلة والعرايا، به مع زيادة في أثنائه، ثم قال: هذا إسناد صحيح مرسل، وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وأبي سعيد. وأخرجه مالك في الموطأ (2/ 625: 25)، كتاب البيوع، باب ما جاء في المزابنة والمحاقلة، عن ابن شهاب به مع زيادة في آخره. ورواه عبد الرزاق في المصنف (8/ 95: 14461 و 14462)، كتاب البيوع، باب كراء الأرض بالذهب والفضة، عن مالك به بلفظه. =
= ومن طريق مالك عن الزهري به، أخرجه النسائي في السُنن (7/ 41: 3893)، كتاب البيوع، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع، مقتصرًا على الشطر الأول. ورواه مسلم (3/ 1168: 1539)، كتاب البيوع، باب تحريم بيع الرطب بالتمر إلَّا في العرايا، من طريق الزهري عنه مع تفسير الألفاظ. وللحديث شواهد كثيرة في الصحيحين وغيرهما، عن عدة من الصحابة. فمن حديث جابر أخرجه: البخاري (5/ 50: 2381) من الفتح، كتاب المساقاة، باب الرجل يكون له عمر أو شرب في حائط، مع زيادة في آخره. ومسلم (3/ 1174: 1536)، كتاب البيوع، باب النهي عن المحاقلة والمزابنة، بلفط قريب من لفظ مسدد. ومن حديث أبي سعيد أخرجه: البخاري (4/ 322: 2186) من الفتح، كتاب البيوع، باب بيع المزابنة، مختصرًا، مع تفسير لفظ المزابنة. ومسلم (3/ 1179: 1546)، كتاب البيوع، باب كراء الأرض، بلفظ قريب من لفظ البخاري.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد مرسل صحيح، كما قال البوصيوي، والمتن صحيح مخرّج في الصحيحين وغيرهما.
1416 - وحدثنا سفيان، عن معمر، عن ابن طاوس، قال: أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُباع الكَلأ في مَنبته.
1416 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 23 ب)، باب النهي عن بيع فضل الماء ليمنع به الكلأ، به بلفظه، وسكت عليه. ورواه ابن أبي شيبة في المصنّف (7/ 303: 3243) عن ابن عيينة به بلفظه.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح، رجاله كلُهم ثقات.
1417 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كره بيع الرُطْب (¬1) إلَّا جزة (¬2) جزة. ¬
1417 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 23 ب)، باب النهي عن بيع فضل الماء ليمنع به الكلأ، به بلفظه، إلَّا أنه قال: الرطبات، بالجمع بَدل الرُطْب.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، فيه هشيم وهو مدلّس، وقد روى بعن، وتدليسه من المرتبة الثالثة.
1418 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ بُريدَ بْنِ أَبِي بُردة، عَنْ عَطاء، أَنَّهُ سُئل عن بيع الرُطْب، فقال: جِزّةً، لا جرّتين.
1418 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 23 ب)، باب النهي عن بيع فضل الماء ليمنع به الكلأ، به بلفظه، وسكت عليه.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح رجاله ثقات.
1419 - أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّائِغِ، عَنْ قَهْرَمَانٍ لِسَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَن مَنَع فضلَ ماءٍ مَنَعَه الله، تبارك وتعالى، فضلَه يومَ القيامة".
1419 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (2/ 142: 828)، عن عثمان بن أبي شيبة به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 23 ب)، باب النهي عن بيع فضل الماء ليمنع به الكلأ، به بلفظه سواء، وقال: هذا إسناد ضعيف لجهالة التابعي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 124)، كتاب البيوع، باب فضل الماء والكلأ، بلفظه، ثم قال: رواه أبو يَعلى وفيه مَن لَمْ يُسَمّ. وللحديث شاهد في الصحيحين من حديث أبي هريرة. أخرجه البخاري في صحيحه (5/ 24: 2358) من الفتح، كتاب المساقاة، باب إثم مَن منع ابنَ السبيل من الماء، في أثناء الحديث بلفظ: "ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ... ورجل منع فضل مائه، فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعتَ فضلَ ما لم تعمل يداك". ومسلم في صحيحه (3/ 1198: 1566)، كتاب المساقاة، باب تحريم بيع فضل الماء، بنحوه مختصرًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ فيه قهرمان سعد بن أبي وقاص، مجهول، وأبو عبد الرحمن الصائغ لم أجد له ترجمةً. ولكن المتن صحيح، فقد أخرجه البخاري عن أبي هريرة بلفظ قريب من لفظ أبي يعلى.
20 - باب اجتناب الشبهات
20 - باب اجتناب الشبهات 1420 [1]- إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ (¬1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ وَغَيْرِهِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "الْحَلَالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ، فَمَنْ تَوقّاهُنّ كَانَ أَتْقَى لدِينه، ومَن وَاقَعَهُنَّ أوْشَك أَنْ يُواقع الْكَبَائِرَ، كالمرتعي إِلَى جَانِبِ الْحِمَى أوْشَك أَنْ يُوَاقِعَهُ. وَإِنَّ لكل مَلِك حِمى. وحمى الله تعالى حُدوده". * هذا إسناد ضعيف، له شاهد في الصحيح من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه. [2] وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزِبْرِقان، ثنا مُوسَى بْنُ عبيدة، أخبرني سعد بن إبراهيم، عمّن أخبره (¬2)، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه نحوَه. ¬
1420 - تخريجه: الطريق الأول: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 14 أ)، باب ما جاء في بيع =
= اللبن في الضرع وما في الأرحام واجتناب الشبهات، به بلفظه، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عُبيدة. وأخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 338: 1920) من مجمع البحرين، كتاب البيوع، باب الأمر باجتناب الشبهات، من طريق إسحاق بن راهويه به بلفظه، وقال الهيثمي بعده: لا يُروى عن عمّار إلَّا بهذا الإسناد. ورواه أبو نُعيم الأصبهاني في الحلية (9/ 236)، من طريق إسحاق بن راهويه به بنحوه، وقال: غريب من حديث عمار، لم يَروه إلَّا موسى. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 73)، كتاب البيوع، باب اجتناب الشبهات، بلفظه، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط , وفيه موسى بن عُبيدة، وهو ضعيف. الطريق الثاني: رواه أبو يعلى في مسنده (3/ 213: 1653)، عن محمد بن الفرج به بنحو حديث إسحاق السابق. وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ ق 14 أ)، باب ما جاء في بيع اللبن في الضرع وما في الأرحام واجتناب الشبهات، به، وقال: وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث النعمان بن بشير. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 73)، كتاب البيوع، باب اجتناب الشبهات، بنحوه وعزاه إلى الطبراني ولم يعزه إلى أبي يعلى، وقال: وفيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف. والحديث معروف عن النعمان بن بشير فقد رواه: البخاري في صحيحه (4/ 290: 2051) مع الفتح، كتاب البيوع، باب الحلال بيّن والحرام بيّن، ومسلم في صحيحه (3/ 1219: 1599)، كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات، كلاهما من طريق الشعبي عنه، بلفظ مقارب مع زيادة في آخر الحديث.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف الحديث، ومن أجله ضعّفه الهيثمي وابن حجر والبوصيري ولكن المتن صحيح، فقد أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث النعمان بن بشير.
1421 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ (¬1)، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى سَعْدٍ قَالَ: جئتُ بالليل أنا وسعد رضي الله عنه إِلَى بُسْتَانٍ ذِي نَخْلٍ، فَطَلَبْنَا صَاحِبَ الْبُسْتَانِ فلم نجده، فقال لي سعد رضي الله عنه: إِنْ سَرّك أَنْ تَكُونَ مُسْلِمًا حَقًّا فَلَا تأكل منه شيئًا. قال: فظَلّينا (¬2) جائعَيْن. ¬
1412 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 14 أ)، باب ما جاء في بيع اللبن في الضرع وما في الأرحام واجتناب الشبهات، به بلفظه وسكت عليه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لجهالة أبي عبد الرحمن مولى سعد بن أبي وقاص، وبقية رجاله ثقات.
21 - باب بيع المضطر
21 - باب بيع المضطر 1422 - أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا هُشيم، عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قال: بلغني عن حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَا إِنَّ زَمَانَكُمْ هَذَا زمانٌ عَضوض، يَعضّ الْمُؤْمِنُ عَلَى مَا في يده حذار الْإِنْفَاقِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)} (¬1). قَالَ: وَشَهِدَ شِرارَ النَّاسِ يُبَايِعُونَ كلَّ مُضْطَرٍّ. ألا إن بيع المضطرين حَرام، إِنَّ بَيْعَ المضطَرين حَرَامٌ. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، إِنْ كَانَ عندَك معروف فعُدْ بِه على أخيك، هالأ، فلا تَزِذه هَلاكًا على هَلاكه". * الكوثر متروك، ومكحول عن حذيفة رضي الله عنه منقطع. ¬
1422 - تخريجه: ذكره السيوطي في الدرّ المنثور (6/ 707)، الآية (39) من سورة سبأ، وعزاه لأبي يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن حذيفة، وضعّفه. ولم أقف عليه عند أبي يعلى في مسنده المطبوع.
الحكم عليه: وإسناده ضَعيف جدًا، فيه الكوثر بن حكيم. قال الدارقطني: متروك، وضعّفه غيره. الميزان (4/ 336).
1423 - وقال أبو يعلى: حدثنا أبو الأشعت أحمدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ (¬1) الْهُذَلِيِّ عَنْ واثلةَ بْنِ الأسْقَع رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: تَراءيتُ (¬2) النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَقَالَ لِي أصحابُه: إِلَيْكَ يَا واثلةُ أَيْ تنحَّ عَنْ وَجْهِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم-: "دعوه، إنما جَاءَ لِيَسْأَلَ" قَالَ: فدنوتُ فَقُلْتُ: بِأَبِي أنتَ وَأُمِّي، يَا رسولَ اللَّهِ لِتُفْتِنا عَنْ أمرٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ مِن بَعْدِكَ؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "فَلِتُفتِك نفسك" قال: قلتُ: وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَعْ مَا يَريبك إِلَى مَا لَا يَريبك، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ" قلتُ: وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ضَعْ يدَك عَلَى فُؤَادِكَ، فَإِنَّ القلبَ يَسكن لِلْحَلَالِ، وَلَا يَسْكُنُ لِلْحَرَامِ، وَإِنَّ وَرَعَ الْمُسْلِمِ يَدَعُ الصَّغِيرَ مخافَة أَنْ يَقَعَ فِي الْكَبِيرِ" قلتُ: بأبي وأمي، فمن الحريص؟ قال -صلى الله عليه وسلم-:" الَّذِي يَطْلُبُ المكسبَة مِن غَيْرِ حِلّها" قُلْتُ: فَمَنِ الوَرِع؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " الَّذِي يَقِفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ" قلتُ: فَمَن المؤمن؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ" قلتُ: فَمَنِ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَن سَلم الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ" قلتُ: فأيُ الْجِهَادِ أفضلُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كلمةُ حَقٍّ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ". ¬
1423 - تخريجه: سبق تخريجه في الحديث برقم (1350)، وهو حديث مكرّر بسنده ومتنه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه عُبيد بن القاسم وهو متروك، مع جهالة العلاء بن ثعلبة، كما قال الهيثمي وابن حجر. ولكن للمتن شواهد متفرقة، سبق سردها في تخريج الحديث.
22 - باب الزجر عن الغش
22 - باب الزجر عن الغش ّ 1424 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَهْراني، حَدَّثَنِي إسماعيل ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ ... فَذَكَرَ حديثَ السلَف (¬1)، وَزَادَ، قَالَ أَبِي: ومَرّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- على حنطة مَطيرة، رَأْسِهَا حِنْطَةٌ جافةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا حَمَلك عَلَى ذَلِكَ، أَلَا تَرَكْتِهَا حَتَّى يَشْتَرِي إِخْوَانُكَ مَا يَعرفون! ". ¬
1424 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 12 ب)، باب النهي عن الغشّ، به بلفظه، وسكت عليه. وحديث السلف هو: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استسلف منه -أي عبد الله بن أبي ربيعة- حين غزا حنينًا ثلاثين أو أربعين ألفًا، فلما انصرف قضاه إياه، ثم قال: "بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الوفاء والحمد". حديث السلف: أخرجه البيهقي في "الشعب" (7/ 529: 1129) من طريق محمد بن يحيى الذهلي، عن بشر بن عمر وهو الزهراني، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد في "مسنده" (4/ 36) عن وكيع، وأخرجه من طريق وكيع أيضًا ابن ماجه (2/ 809: 2424) كتاب الصدقات، باب حسن القضاء. =
= ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2/ 44: 723)، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 375)، والنسائي في "المجتبى" (7/ 314) كتاب البيوع: باب الاستقراض، وفي "السنن الكبرى" برقم (11204)، وابن السنّي في "عمل اليوم والليلة" برقم (277) من طريق سفيان الثوري. والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 355) من طريق حاتم بن إسماعيل. ثلاثتهم عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي ربيعة، به، ولم يذكروا الزيادة التي عند مسدد. ولم أقف عليه بهذه الزيادة عند غير مسدد.
الحكم عليه: في إسناده إبراهيم بن عبد الله بن ربيعة، لم يُذكر بجرح أو تعديل. وقال ابن حجر في التقريب (ص 91): مقبول -يعني إذا توبع- ولم يتابع على هذا فيما بحثت وأما الزيادة فص من رواية إبراهيم أيضًا -وقد عرفت حاله- وهو لم يدرك النبي -صلي الله عليه وسلم- فروايته مرسلة. والحديث -من غير الزيادة- صحّحه الألباني كما في صحيح الجامع (1/ 464: 2353).
1425 - الحارث: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسرة بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ابن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: خَطَبَنَا رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الحديثَ بِطُولِهِ، وَفِيهِ: "ومَن غَشَّ مُسْلِمًا فِي بَيْعٍ أَوْ شِرَاءٍ فَلَيْسَ مِنَّا، ويُحشر يومَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْيَهُودِ؛ لِأَنَّهُمْ أغشُّ الناس للمسلمين". * هذا حديث موضوع.
1425 - تخريجه: تقدم تخريجه في الحديث برقم (1345)، وهذا حديث موضوع.
1426 - وقال مسدد: حدثنا حماد بن زيد، عن الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنِ الحَكم، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه قال: قال رسولى اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" مَن غَشَّ فَلَيْسَ مِنّا". * هَذَا مرسَل، مَعَ ضَعْفِ الْحَجَّاجِ.
1426 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 12 ب)، باب النهي عن الغشّ، به بلفظه، وقال: هذا إسناد مرسَل ضعيف. وأصل الحديث في صحيح مسلم وسنن الترمذي وابن ماجه، كلهم عن أبي هريرة. فقد أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 99: 101)، كتاب الإيمان باب مَن غشّنا فليس منا، بلفظه مع ذكر مناسبة الحديث. والترمذي في البيوع، باب ما جاء في كراهية الغش (3/ 606: 315). وابن ماجه في التجارات، باب النهي عن الغش (2/ 749: 2224).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف مرسل، فيه الحجاج بن أرطاة، وهو صدوق كثير الخطأ. والمتن صحيح من حديث أبي هريرة.
1427 - وقال أبو يعلى: حدثني عثمان بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن مَيْسرة بن شُريح، حدثنا الْحَكَمُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِرَجُلٍ يَبِيعُ طَعَامًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"يَا صاحبَ الطَّعَامِ، أَسْفَلُ الطَّعَامِ مثلُ أَعْلَاهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "مَن غشّ المسلمين، فليس منهم! ".
1427 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (2/ 233: 933)، به بلفظه. وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 359: 921)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل والحسين بن إسحاق التستري كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 12 ب)، باب النهي عن الغشّ، به بلفظه، وقال: "رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات". وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 79)، كتاب البيوع، باب في الغش، بلفظه، وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط , ورجاله ثقات. وله شاهد صحيح عند مسلم من حديث أبي هريرة , وقد تقدّم في الحديث قبل هذا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه انقطاع بين الحكم وقيس بن أبي غرزة. ورُوى متنه بنحوه في صحيح مسلم.
23 - باب آداب البيع
23 - باب آداب البيع 1428 [1]- إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبيد، ثنا الْمُخْتَارُ -هو ابن قانع التَّمَّارُ- عَنْ أَبِي مَطَرٍ قَالَ: خرجتُ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا رَجل يُنَادِي خَلْفي: ارفَع إزارَك ... فذكر الحديث: فإذا هو علي رضي الله عنه قَالَ: فَانْتَهَى إِلَى سُوقِ الْإِبِلِ، فَقَالَ: بِيعُوا وَلَا تَحْلِفُوا، فَإِنَّ اليَمينَ تُنفق السِلعَةَ وتَمحق الْبَرَكَةَ. ثُمَّ أَتَى صاحبَ التَّمْرِ، فَإِذَا خَادِمٌ تبكي. قال: ما شأنكِ؟ قالت (¬1): بَاعَنِي هَذَا تَمْرًا بِدِرْهَمٍ فَأَبَى مولاىَ أَنْ يقبلَه، فقال: خذه، واعْطها دِرْهمها، فإنه ليس لها أَمْرٌ. فَكَأَنَّهُ أَبَى، فقلتُ: ألاَّ تَدْرِي مَن هَذَا؟ قَالَ: لَا. قلتُ: هَذَا عليٌّ أميرُ المؤمنين! فصبت تمرَه وأعطاها درهمها. ثم مَرَّ رضي الله عنه مجتازًا بأصحاب التمر، فقال أَطْعموا المِسكين يَرْبُ (¬2) كسبُكم. [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبيد ... فذكر مثله، وزاد فيه بعد قوله (وأعطاها درهمها): فَإِنِّي أُحبّ أَنْ تَرْضَى عَني يَا أَمِيرَ المؤمنين. قال رضي الله عنه: ما أرضاني عنك إذا أوفيتهُم. وزاد بعده قَوْلِهِ: يَرْبُو كسْبُكم. ثُمَّ مَرّ مُجْتَازًا وَمَعَهُ المسلمون، حتى انْتَهَى إِلَى أَصْحَابِ السَمَك، فَقَالَ: لَا يُبَاعُ في سُوقنا طاف، ثم أتى دار بزّاز -وهي ¬
سوق الكرابيس- فأتى شيخًا فَقَالَ: يَا شيخُ، أَحْسِن بَيْعي فِي قَمِيصٍ ... فذكر الحديث، وتقدم في باب البيع عن تراضٍ (¬1). ¬
1428 - تخريجه: أخرجه عبد بن حُميد في المنتخب (1/ 145: 96)، به بلفظه. وقد استوفيتُ تخريجه في الحديث برقم (1339)، فليراجع هناك.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف فيه المختار التمار ضعيف الحديث وأبو مطر البصري، وهو مجهول.
1429 - وقال أبو يعلى: حدثنا زُهَيْرٌ، ثنا مَرْوان الْفَزَارِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الفضل بن مُبَشِّر، قال: سمعتُ جابرَ بنَ عبد الله رضي الله عنهما، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُحبّ الفاحشَ الْمُتَفَحِّشَ ولا الصيّاح في الأسواق! ".
1429 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق4 أ)، باب ما جاء في الأسواق، به بلفظه، وسكت عليه. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (1/ 409: 310) مع فضل الله الصمد، باب ليس المؤمن بالطعان، عن محمد بن سلام عن الفزاري به بلفظه. وذكر السيوطي في الجامع الصغير (2/ 271: 1819) مع الفيض، بلفظه، ورمز له بالحسن، وتعقّبه المناوي فقال: قال العراقي: ضعيف. وعزاه إلى البخاري في الأدب المفرد. وذكره الألباني في إرواء الغليل (7/ 210: 2133)، به بلفظه، وعزاه إلى الأدب المفرد، وقال: الفضل هذا فيه لين. وَلَهُ شَاهِدٌ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ عائشة (4/ 1707: 2165)، كتاب السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، بنحوه، مع ذكر القصة مع اليهود، ودون قوله: "والصياح في الأسواق".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لضعف الفضل بن مبشّر. والمتن صحيح دون قوله: "ولا الصياح في الأسواق"، فإن الفضل لم يتابع على هذه الزيادة.
1430 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ يَزِيدَ اليَشكري، ثنا أبو حازم، قال: إن ابنَ عمر رضي الله عنهما مَرّ على رجل يبيع غُنيماتٍ له، فقال: بكم تبيع غَنَمَك هذه؟ قال: بكذا وكذا. فقال ابن عمر رضي الله عنهما: أخذتُها بكذا وهذا، فَحَلَفَ أَنْ لَا يبيعَها. فَانْطَلَقَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يقضي حاجَته، ثُمَّ مرَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الرحمن، خذها بِالَّذِي أَعْطَيْتَنِي، فَقَالَ: حلفتَ عَلَى يَمِينٍ، فَلَمْ أكُنْ لأُعينَ الشيطانَ عليك أن أُجيبك (¬1). * صحيح موقوف. ¬
1430 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 413: 3289). وقال: رواه مسدّد موقوفًا بسند صحيح. ولم أقف عليه عند غيره.
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، غير يزيد اليشكري مختلفٌ فيه، لكن قد وثقه أئمة النّقد كابن معين وأحمد والنسائي، وفيهم المتشدّد والمعتدل، وعليه فالإسناد حسن، وهو موقوف على ابن عمر. وقول الحافظ ابن حجر: صحيح، فيه نظر، لأنه قال عن يزيد اليشكري في التقريب (6042): صدوق يخطئ، فكيف يكون حديثه صحيحًا!؟
1431 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"لَا يبتاعَنّ أحدُكم عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَخطبْ عَلَى خِطبة أخيه".
1431 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (7/ 97: 1283)، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 11)، باب السَوْم، به بلفظه، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف بشر بن الحسين. ورواه عن أبي يعلى ابن عدي في الكامل (2/ 443)، في ترجمة بشر بن الحسين. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 84)، كتاب البيوع، باب في البيع على بيع أخيه، بلفظه، وقال: رواه أبو يعلى وفيه بشر بن الحسين وهو كذاب: وله شاهد من حديث ابن عمر. فقد رواه البخاري في صحيحه (4/ 352: 2139) من الفتح، كتاب البيوع، باب لا يَبيع على بيع أخيه، بنحوه مقتصرًا على الشطر الأول. ومسلم في الصحيح (3/ 1154: 1412)، كتاب البيوع، باب تحريم بيع الرجل على بيع أخيه، بنحوه، وزاد "إلَّا أن يأذن له".
الحكم عليه: الحديث بإسناد أبي يعلى ضعيف جدًا، فيه بشر بن الحسين، وهو متروك، وبه أعَلّه الهيثمي والبوصيري. ولكن المتن صحيح مخرَّج في الصحيحين.
1432 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ -هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنِ [مِهْرَانَ] (¬1) أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في حَجَّةِ الْوَدَاعِ: "يَا معشرَ التُجّار، إِنِّي رامٍ بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ: لَا تَلَقَّوا الرُكبانَ، وَلَا يَبِع حاضر لبادٍ". ¬
1432 - تخريجه: قال ابن حجر في الإصابة (3/ 506: 8634) عن مهران: ذكره جعفر المستغفري في الصحابة وتبعه أبو موسى فأخرج من طريقه ثم من رواية عبد الصمد بن الفضل عن مكي بن إبراهيم عن ابن جريج أخبرني محمد بْنِ مِهْرَانَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في حجة الوداع ... وساقه. وقال البخاري في التاريخ الكبير (1/ 345: 776): محمد بن مهران سمع أباه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا يبع حاضر للباد، سمع منه ابن جرير، مرسل. وورد النهي عن تلقي الركبان وعن بيع الحاضر للباد من حديث أبي هريرة، رواه البخاري (2727) مسلم برقم (1515).
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، غير هشام بن سليمان، محلّه الصدق، ومحمد بن مهران، قال عنه أبو حاتم: مجهول. والحديث حكم بإرساله البخاري في تاريخه الكبير، وابن حجر في الإصابة كما في التخريج.
1433 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُكنّيه أهلُ الْبَصْرَةِ أَبَا [الْمُوَرِّعِ] (¬1)، وَيُكَنِّيهِ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَبَا مُحَمَّدٍ -وَكَانَ مِنْ هُذَيْلٍ- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي جَنازة فَقَالَ: "أيُّكم يَأْتِي المدينةَ فَلَا يَدَع بِهَا وَثَنًا إلَّا كَسَرَهُ، وَلَا صُورَةً إلَّا لَطَّخَهَا , وَلَا قَبْرًا إلَّا سَوَّاهُ؟ "، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ: أَنَا، يَا رسولَ اللَّهِ فَانْطَلَقَ الرجُل فكأنه هاب المدينةَ فرجع، فانطلق عليّ رضي الله عنه ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: مَا أتيتُك، يَا رسولَ اللَّهِ، حَتَّى لَمْ أَدَعْ فِيهَا وَثنًا إلَّا كَسّرتُه، وَلَا قَبْرًا إلَّا سَوَّيْتُه، وَلَا صُورَةً إلَّا لَطَّخْتُهَا. فَقَالَ: "مَن عَادَ لِصَنْعَةِ شَيْءٍ مِنْهَا ... " فَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا، وَقَالَ لِعَلِيٍّ: "يا علىّ، لا تكُنْ فَتّانًا، ولا مُختالًا، وَلَا تَاجِرًا إلَّا تَاجِرَ خيرٍ، فَإِنَّ أُولَئِكَ [المسبوقون] (¬2) في العمل! ". في صحيح مسلم طرف فيما يتعلّق بتسوية القبور ونحوه (¬3). ¬
1433 - تخريجه: رُوي الحديث من وجهين، موصولًا ومرسلًا. الموصول: أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 87: 657) و (1/ 111: 881)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 390: 506)، من طريق أبي إسحاق أسود بن عامر، وأبي شهاب ويزيد بن زُريع، عن شعبة، بنحوه. والمرسَل: رواه الإِمام أحمد في المسند (1/ 87: 658) و (1/ 139: 1177)، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، به. =
= وذكره الحافظ ابن حجر في التهذيب، في ترجمة أبي محمد الهذلى (12/ 225)، وقال: الحديث مرسل، رواه النسائي في مسند علي. وجاء الحديث من وجه آخر عن علي بن أبي طالب، يشهد للحديث. فقد أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار, مسند علي بن أبي طالب (ص 45: 2) من طريق ثعلبة بن يزيد أو يزيد بن ثعلبة عن علي بنحوه. ثم قال: هذا خبر عندنا صحيح سنده. ويشهد لهذا الحديث ما أخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 89: 683)، ومسلم (2/ 266: 969)، كتاب الجنائز، باب ما جاء في تسوية القبر، والنسائي (4/ 88: 2031) كتاب الجنائز، باب تسوية القبور إذا رُفعت، وأبو يعلى (1/ 285: 343)، كلهم من رواية أبي الهَيّاج الأسدي عن علي بألفاظ متقاربة مقتصرين على الشقّ الأول منه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة أبي محمد الهذلي. واتفق أربعة حفاظ على الرواية الموصولة، وخالفهم محمد بن جَعْفر، فالحكم لهم عليه. وللحديث متابعة صحيحة عند ابن جرير من رواية ثعلبة بن يزيد الحَمّاني -وقد وثّقه الأكثرون ولم يفسّر البخاري جرحه له- فالحديث بهذه المتابعة صحيح لغيره. وللشطر الأول من الحديث متابعة صحيحة عند مسلم (2/ 666: 969).
1434 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ نُعَيْمِ بن عبد الرحمن، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تِسْعَة أَعْشَارِ الرِّزْقِ فِي التجارة". وقال نُعيم: كَسْبُ العُشرِ الباقي في السائمة- يَعني الغنَم.
1434 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 11)، به بلفظه، وقال: هذا إسناد ضعيف لجهالة نُعيم بن عبد الرحمن. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (3/ 244: 3296 من الفيض)، وعزاه إلى سعيد بن منصور، ورمز له بالحسن، وقال: عن نُعيم بن عبد الرحمن الأزدي ويحيى بن جابر الطائي مرسلًا. ولم أقف عليه في المطبوع من سنُن سعيد بن منصور. وذكره الشيخ المتقي الهندي في كنز العمال (4/ 30: 9342). وأورده الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير (3/ 30: 2433) بنحوه وقال: ضعيف.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة نُعيم بن عبد الرحمن، كما قال البوصيرى.
1435 - حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثني محمد بن جُحادة عن ... (¬1) عن أبي سعيد قَالَ: سمعتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: التاجر فاجر، إلَّا مَن أخذ الحقَ وأعطاه. ¬
1435 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 11)، باب النهي عن اليمين في البيع والأمر بالإحسان إلى الخادم، به بلفظه، وقال: هذا الإسناد موقوف، رجاله ثقات. وذكره السيوطي في اللآلئ المصنوعة (2/ 142)، كتاب المعاملات، عن علي بلفظه، وعزاه إلى مسدّد. وللحديث شاهد بمعناه من حديث رافع بن خديج. فقد أخرجه الترمذي في السُنن (4/ 400: 1125) من التحفة، كتاب البيوع، باب ما جاء في التُجار، من حديث إسماعيل بن عُبيد بن رفاعة، عن أبيه عن جّدّه، بلفظ: "إن التُجار يُبعثون يوم القيامة فُجّارًا، إلَّا من اتّقى الله وبرّ وصدق"، وفي أوله قصة. وقال الترمذي: حديث حسن صحح. وابن ماجه في سنُنه (2/ 726: 2146)، كتاب التجارات، باب التَوَقيّ في التجارة، من طريق إسماعيل بن عُبيد به بلفظ الترمذي. والدارمي في السنن (2/ 163: 2541)، كتاب البيوع، باب في التُجار، من طريق إسماعيل به بلفظ قريب. وابن حبان في صحيحه (7/ 205) من الإحسان , من طريق إسماعيل به بنحوه. والطبراني في الكبير (5/ 43: 4539)، من طرق عن إسماعيل بن عبيد به بنحوه. ورراه الحاكم في المستدرك (2/ 6)، كتاب البيوع، باب التاجر الصدوق، من طريق إسماعيل به بنحوه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد , ولم يخرجاه. وقال الذهبي: صحيح.
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، فيه أبو سعيد بن أبي المعلّى وهو مقبول، وقال البوصيري: هذا إسناد موقوف، رجاله ثقات. وللحديث شاهد بمعناه من حديث رافع بن خديج، صحّحه الترمذي والحاكم والذهبي.
24 - باب الترهيب من سوء التقاضي ومن المطل
24 - باب الترهيب من سُوء التقاضي ومن المطل 1436 - الحارث: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عائشةَ السَعدي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عباس رضي الله عنهم، قَالَا (¬1): خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَ حَدِيثًا طويلًا، فيه: "ومن عسّر (¬2) أخاه المسلمَ، نَزَعَ اللهُ مِنْهُ رزقَه وَأَفْسَدَ عَلَيْهِ مَعيشَته، وَوَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ. ومَن ضَارَّ مُسْلِمًا، فَلَيْسَ منا ولستُ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَمَنْ مَطَل طالبَه وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهِ. فَعَلَيْهِ خطيئةُ عَشَّارٍ" فَقَامَ إِلَيْهِ عوفُ بنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ فَقَالَ: وما خطيئة عشّار؟ فَقَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "خَطِيئَةُ الْعَشَّارِ أَنَّ عَلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، ومَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا". * هَذَا حديث موضوع. ¬
1436 - تخريجه: سبق تخريجه في الحديث (1345).
الحكم عليه: هذا حديث موضوع، كما قال الحافظ ابن حجر.
1437 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ (¬1) شَاذَانُ، ثنا أَبُو هِلَالٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: من دايَن الناس بدَيْن يَعلم اللهُ تعالى أنه يُريد قضاءَه، فأتاه أجلهُ دون ذلك، أرضى اللهُ تعالى هَذَا مِنْ حَقِّهِ وَتَجَاوَزَ عَنْهُ. ومَن دايَن الناسَ بدَيْن يَعلم اللهُ تعالى أنه لا يُريد قضاءَه [أقصّ] (¬2) اللهُ منه، وقال: "حسبتَ أني لم أقتصَّ لك منه! ". ¬
1437 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بُغية الباحث (2/ 561: 434)، كتاب البيوع، باب فيمن نوى قضاء دينه، به بلفظه سواء. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 34 ب)، كتاب القرض، باب ما جاء في التشديد في الدين، به بلفظه، وقال: هذا إسناد ضعيف. ورواه الطبراني في الكبير (18/ 286: 7937)، من طريق يزيد بن زريع عن بشر بن نُمير به بلفظ قريب. ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 23)، كتاب البيوع، باب من تداين بدين وليس في نفسه وفاؤه، من طريق يزيد بن زريع عن بشر بن نُمير به بلفظ قريب منه. وقال الذهبي: بشر متروك. وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 597) كتاب البيوع، باب الترهيب من الدين، من حديث أبي أُمامة، وعزاه إلى الحاكم، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه جعفر بن الزبير، وهو كذاب. وللحديث شاهد بمعناه من حديث أبي هريرة. =
= أخرجه البخاري في صحيحه (5/ 53) مع الفتح برقم (2387)، كتاب الاستقراض، باب مَن أخذ أموال الناس يريد أداءَها أو إتلافَها , ولفظه: "مَن أخذ أموال الناس يريد أداءَها أدّى الله عنه، ومن أخذ أموال الناس يُريد إتلافَها أتلفه اللهُ".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه بشر بن نُمير القُشيري، متروك الحديث. وله شاهد بمعناه، أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة.
1438 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشيد، ثنا الوليد، عن أبي عبد الله مولى بني أُمية، عن أبي حازم وسعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رسولَ اللَّهِ، عَلَى حجة الإِسلام، وعَليّ دَيْن؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "اقْضِ دَينَك".
1438 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (11/ 54: 6191)، به بلفظه. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (57 ب)، به بلفظه، وقال: وفيه عبد الله مولى بني أمية، ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وأورده البوصيري في الإتحاف (3 ق 36 ب)، كتاب القرض، باب لا يترك دَين إلَّا قُضى، به بلفظه، وسكت عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 129)، كتاب البيوع، باب فيمن عليه دين ولم يَحجّ، بلفظه، وعزاه إلى أبي يعلى.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه عنعنة الوليد بن مسلم، وهو من المدلّسين المعدودين في المرتبة الرابعة. ويضاف إلى ذلك أنّني لم أجد ترجمة أبي عبد الله مولى بني أُميّة.
25 - باب فضل القرض
25 - باب فضل القرض 1439 - أبو يعلى: حدثنا يحيى بن مَعين، ثنا معتمر، قرأتُ عَلَى الفَضيل أَبِي مُعَاذٍ، عَنْ أَبِي حَريز، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَهُ أَنَّ الْأَسْوَدَ بنَ يزيدَ كَانَ يَسْتَقْرِضُ مِنْ مَوْلًى للنخعِ تاجرٍ، فَإِذَا خَرَجَ عَطاؤه قَضَاهُ، وَأَنَّهُ خَرَجَ عَطَاؤُهُ فَقَالَ لَهُ الْأَسْوَدُ: إنْ شئتَ أخّرتَ عَنّا، فإنه كَانَ عَلَيْنَا حُقُوقٌ فِي هَذَا العَطاء؟ فَقَالَ التَّاجِرُ: إِنِّي لستُ فَاعِلًا فَنَقَدَهُ الأسودُ خمسَمائةِ درهمٍ، حَتَّى إِذَا قَبَضَهَا التاجرُ قَالَ لَهُ: دُونَك، فَخذْها. قَالَ الْأَسْوَدُ: قَدْ سألتُك هَذَا فأبيتَ؟ فَقَالَ لَهُ التَّاجِرُ: إِنِّي سمعتُك تُحَدِّثُنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: "مَنْ أَقْرَضَ مَرَّتَيْنِ، كَانَ لَهُ مثلُ أَجْرِ أحدِهما لَوْ تَصَدَّقَ بِهِ". صَحَّحَهُ ابنُ حِبَّانَ، وَأَخْرَجَهُ عَنْ أَبِي يَعْلَى بِهَذَا الْإِسْنَادِ. وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ طريق علقمةَ عن ابن مسعود رضي الله عنهما، نحوَه، وَفِيهِ قِصَّةٌ لِعَلْقَمَةَ أَيْضًا، وَالسِّيَاقُ مُخْتَلِفٌ، فكأنهما واقعتان.
1439 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 32 أ)، كتاب القرض، باب فضل =
= الاقتراض، به بلفظه، وعزاه إلى عدة مصادر. وأخرجه ابن حبان (7/ 249) من الإحسان، عن أبي يعلى به بلفظه. وأخرجه البيهقي في السنن (5/ 353)، كتاب البيوع، باب فضل الاقراض، من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن معين، به بلفظه، وقال: تفرد به عبد الله بن حسين أبو حَريز قاضي سجستان، وليس بالقوي. وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 159: 10200)، عن معاذ بن المثنّى، عن يحيى بن معين، به مقتصرًا على المرفوع دون القصة. وتابع الأسودَ بن يزيد على هذه الرواية علقمة. فقد أخرجه ابن ماجّه في سننه (2/ 812: 2430) كتاب الصدقات، باب القرض، من حديث قيس بن رومي، وذكر قصة وقعت بين علقمة وسليمان بن أُذُنان، ثم ذكر حديث ابن مسعود بنحوه مرفوعًا. ورراه البيهقي في السنن (5/ 353)، كتاب البيوع، باب ما جاء في فضل الإقراض، من طريق قيس بن رومي والحكم بن عُتيبة وأبي إسحاق وإسرائيل، كلهم عن سليمان بن أُذنان عن علقمة عن ابن مسعود، بعضهم مرفوعًا وبعضهم موقوفًا. وأورده الدارقطني في العلل (1 ق 160 أ)، وقال: يرويه قيس بن رومي عن علقمة عن عبد الله، رفعه، ررواه سليم بن أُذنان عن علقمة. واختُلف عنه، فرفعه عطاء بن السائب عنه، ووقفه غيره، والموقوف أصحّ لا يعرف قيس بن رومي إلَّا في هذا. اهـ. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 81: 8505) مع الفيض، عن ابن مسعود بمعناه، وعزاه إلى البيهقي ثم ضعّفه. وأررده الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 71)، وصحيح الجامع (5/ 254)، وقال: له طرق أخرى عن الأسود بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مرفوعًا. وهذا سند لا بأس به في المتابعات، رجاله ثقات غير أبي حَريز، واسمه عبد الله بن حسين الأزدي. =
= قال الذهبي: فيه شيء. وقال الحافظ: صدوق يُخطىء.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، تفرد به أبو حَريز وهو صدوق يُخطىء. ولم تُفده رواية علقمة؛ لأن قيس بن رومي مجهول وسليمان بن يَسير متّفق على تضعيفه. وقد حسّن الحافظ حديث أبي حريز هذا كما سيأتي في الحديث برقم (1503).
26 - باب الزجر عن القرض إذا جر منفعة
26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْقَرْضِ إِذَا جَرّ مَنْفَعَةً 1440 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ، أنا سَوَّارُ بن مصعب، عن عُمارة الهَمْداني، قَالَ: سمعتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "كُل قرض جرّ منفعةً فهو ربًا".
1440 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بُغية الباحث (2/ 553: 428)، كتاب البيوع، باب في القرض يجرّ المنفعة، به بلفظه سواء. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 36 ب)، كتاب القرض، باب في هدية المديون لصاحب الدين وفي كل قرض جر منفعة، به بلفظه، وقال: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف سوار بن مصعب الهَمْداني. وذكره الزيلعي في نصب الراية (4/ 60)، كتاب الحوالة، وعزاه إلى الحارث في مسنده , ثم قال: وسَوّار بن مصعب متروك الحديث. وأورده الحافظ في التلخيص الحبير (3/ 34)، كتاب البيوع، باب القرض، بلفظه، وبعد عزوه إلى الحارث قال: في إسناده سوار بن مصعوب وهو متروك. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (5/ 28: 6336) من الفيض، بلفظه، وعزاه إلى الحارث، ثم رمز له بالضعف. وذكره الشوكاني في نيل الأوطار (5/ 262) بلفظه، وعزاه إلى مسند الحارث ابن أبي أسامة، وأعلّه بسَوّار بن مصعب.=
= ورواه البيهقي في السُنن (5/ 350) في الموضوع المذكور، من طريق أبي مرزوق التجيبي عن فضالة بن عُبيد بنحوه موقوفًا عليه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه سوار بن مصعب الهمداني، وهو متروك. وكذا قال المصنّف والبوصيري.
27 - باب الرخصة في الحطيطة من الدين إذا أراد تعجيل المؤجل
27 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الحَطيطة مِنَ الدَيْن إِذَا أراد تعجيلَ المؤجَّل 1441 - ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ -هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يزيدَ بْنِ رُكَانَةَ، أَنَّ محمدَ بنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ أَنَّ اليهودَ حِينَ أمَر رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِإِجْلَائِهِمْ (¬1) قَالُوا: إِنَّ لَنَا دُيونًا! قَالَ: "فخُذوا وضعُوا" قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وأُخبرتُ بِمِثْلِ ذلك عن داودِ بنِ الحصين عن أبي عبد الله الأشهلي، عن النبي -صلي الله عليه وسلم-. ¬
1441 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 37 أ)، كتاب القرض، الباب العاشر، به بلفظه، وسكت عليه. ورُوي الحديث من وجه آخر موصولًا: فقد أخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين للهيثمي 1/ ق 87 أ)، من طريق عبيد الله القواريرى، عن مسلم بن خالد، عن علي بن محمد عن عكرمة، عن ابن عباس بلفظ: "ضعوا وتعجّلوا" وقال: لم يروه عن عكرمة إلَّا علي، تفرَّد به =
= مسلم. قال الهيثمي: وعلى هذا هو علي بن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة. وكذا رواه الدارقطني في السنن (3/ 46: 190)، كتاب البيوع، عن عبيد الله القواريري بنحوه، وقال: أسلم بن خالد ضعيف، وقد اضطرب في هذا الحديث. وذكره الهيثمي في (4/ 130)، كتاب البيوع، باب فيمن أراد أن يتعجّل أخذ دَيْنه، عن ابن عباس بنحوه، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه مسلم بن خالد الزنجي، وهو ضعيف، وقد وُثق. ورُوى الحديث أيضًا من طريق داود بن الحصين. فقد رواه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين 1/ ق 87 أ)، من طريق مسلم بن خالد عن علي بن يزيد بن ركانة، عن داود بن الحصين عن عكرمة به بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 52)، كتاب البيوع، باب إذا كانت الهبة لذي رحم، من طريق عبد العزيز بن يحيى المديني، ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عن داود بن الحصين عن عكرمة به بنحوه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله: الزنجي ضعيف، وعبد العزيز ليس بثقة. ورواه البيهقي في السنن (6/ 28)، كتاب البيوع، باب مَن عجّل، له أدْنى من حْقّه، من طريق الحاكم، به بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن مرسل، ولم أجد من أخرج حديث ابن جريج عن داود بن الحصين عن أبي عبد الله الأشهلي. وأما حديث ابن عباس مرفوعًا ففي إسناده مسلم بن خالد الزنجي وهو ضعيف. وقصة إجلاء بني النَضير ثابتة في البخاري (7/ 329) من الفتح، كتاب المغازي، باب حديث بني النضير.
28 - باب القرض والترهيب من الاستدانة والترغيب في الصبر على المعسر
28 - باب القرض والترهيب من الاستدانة والترغيب في الصبر على المعسر (54) حديث ابن مسعود رضي الله عنه: اشترُوا على الله تعالى، واستقرضوا على الله عزَّ وجل. يَأْتِي -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- فِي بَابِ فضل الجهاد (¬1). ¬
= وأورده ابن النحاس في مشارع الأشواق (1/ 343: 510)، وعزاه لابن عساكر في تايخه.
الحكم عليه: والحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه بقية بن الوليد، وهو صدوق مدلّس من المرتبة الرابعة. وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 280)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه بقية وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وعبيد الله بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود، فهو منقطع، ومتابعة معن بن عبد الرحمن لا تنفعه؛ لأن روايته عن جدّه عبد الله بن مسعود مرسلة.
1442 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِياث، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن عوف، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يُترك مُفْرَح فِي الْإِسْلَامِ" أَوْ قَالَ: "مُفْرج". * كثيرٌ ضَعِيفٌ، والمُراد لَا يُترك ذُو دَيْن إلَّا قُضِيَ، يُقَالُ: أَفْرَحَهُ الدَيْن، إِذَا أثقلَه، ويُروى بالجيم أيضًا (¬1). ¬
1442 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 36 أ)، كتاب القرض، باب لا يُترك دَيْن إلَّا قُضى، به بلفظه، وقال: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف كثير بن عبد الله. ورواه الطبراني في الكبير (17/ 24: 36)، حدثنا عُبيد بن غنام، ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، ثنا حفص بن غياث، به بلفظه، مع زيادة في آخره. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 293)، كتاب الديات، باب في القتيل يوجد في الفلاة بلفظه، وزاد: حتى يُضمّ إلى قبيلة. وقال عقبه: رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله المزني، وهو ضعيف، وقد حسّن الترمذي حديثَه، وبقية رجاله ثقات.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف كثير بن عبد الله المزني، كما قال الهيثمي والبوصيري.
1443 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الوليد، ثنا الإفريقي، عن جُريج بن صوهى (¬1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "الغَفلة في ثلاثة" فذكرها. وغفلة الرَّجُلِ عَنْ نَفْسِهِ فِي الدَيْن حَتَّى يَرْكَبَهُ. ¬
1443 - تخريجه: ذكره البوصيرى في الإتحاف (3/ ق 34 أ)، كتاب القرض، باب ما جاء في التشديد في الدَين، به بلفظه، وقال: هذا حديث حسن، أخرجه أبو القاسم الطبراني. ورواه عبد بن حميد، كما في المنتخب (1/ 309: 351)، من طريق الإفريقي به بلفظه، وزاد: "وغفلة الرجل من لدن أن يصلي الصبح إلى طلوع الشمس". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 128)، كتاب البيوع، باب ما جاء في الدَين، بلفظه، مع زيادة في أوله. وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه حُديج بن صومى وهو مستور، وبقية رجاله ثقات.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي وهو ضعيف، وحُديج بن صومي وهو مستور.
1444 [1]- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي عُتبة، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمامةَ رضي الله عنه ذكر أن رجلًا تُوفّي فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَرَكَ دينارَين دَيْنًا عَلَيْهِ، وَلَيْسَ لَهُ وَفاء، فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يصلِّىَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: "صَلّوا عَلَى صاحبكم! " فقام إليه أبو قتادة رضي الله عنه وَقَالَ: أَنَا أَقْضِي عَنْهُ. فَقَامَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فصلّى عليه. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ معاوية، ولم يُسَمّ أبا قتادة.
1444 - تخريجه: رواه الطبراني في الكبير (8/ 125: 7508)، من طريق عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، به بلفظه، مع زيادة في آخره. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 40)، كتاب الجنائز، باب الصلاة على من عليه دَيْن، بلفظه، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه أبو عُتبة ولَم أعرفه. وللحديث شاهد من حديث سلمة بن الأكوع وأبي قتادة صاحب القصة. فمن حديث سلمة بن الأكوع أخرجه البخاري (4/ 466: 2289)، كتاب الحوالة، باب إن أحال دَينَ الميت على رجل جاز، وذكر فيه إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى ثلاث مرات، وفيه أن الدَين ثلاثةُ دنانير. ومن حديث أبي قتادة أخرجه الترمذي (4/ 179: 1075) مع التحفة، كتاب الجنائز، باب ما جاء في المديون. وقال المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 608): قد صحّ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كان لا يصلي على المدين، ثم نُسخ ذلك. وذكر حديث أبي هريرة وغيره أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يؤتى بالرجل الميت عليه دين، فيَسأل هل ترك لِدَينه قضاءً؟ فإن حُدّث أنه ترك وفاءً صلى عليه، وإلَّا قال: صَلّوا على صاحبكم. فلمّا فتح الله عليه الفتوح قال: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن تُوفّي وعليه دَين، فعلىَّ قضاؤه، =
= ومن ترك مالًا فلورثته. اهـ. أخرجه البخاري (4/ 477: 2298)، كتاب الكفالة، باب الدَيْن، ومسلم (3/ 1237:1619)، كتاب الفرائض، باب من ترك مالًا فلورثته، والترمذي (3/ 373: 1070)، كتاب الجنائز، باب الصلاة على المديون. والنسائي في السنن (4/ 65: 1960)، كتاب الجنائز، باب الصلاة على من عليه دَيْن. كلاهما من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ بنحوه مختصرًا. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ فيه أبو عُتبة الكندي وهو مستور. والمتن صحيح فقد أخرجه البخاري مع القصة لأبي قتادة، وأخرج نحوه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة.
1445 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم، ثنا عُبيد اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الوَصَّافي، حَدَّثَنِي عطية، عن أبي سعيد رضي الله عنه قَالَ: حضرتُ جَنَازَةً فِيهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمَّا وُضعت سَأَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم-: "أعليه دَيْن؟ " قالوا: نعم. فعدل عنها وقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ! " فلما رآه علي رضي الله عنه قَفّا (¬1) قال: يا نبيَّ الله، بَرىء مِن دَيْنه، أَنَا ضَامِنٌ لِمَا عَلَيْهِ. فَأَقْبَلَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ: "يَا عليُّ، جَزَاكَ اللَّهُ والإِسلامُ خَيْرًا، فَكَّ اللَّهُ رِهانَك يومَ الْقِيَامَةِ كَمَا فككتَ رهانَ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ. لَيْسَ مِنْ عبدٍ يَقْضِي عَنْ أَخِيهِ دَينَه إلَّا فَكَّ اللهُ رهانَه يَوْمَ الْقِيَامَةِ" فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ ألِعَليٍّ خَاصَّةً؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "لا، بل لعامّة المسلمين". ¬
1445 - تخريجه: رواه عبد بن حُميد في المنتخب (2/ 69: 891)، به بلفظه سواء.
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لضعف عبيد الله بن الوليد الوصافي، وعطية بن سعد العوفي. وتقدّم عند الحديث برقم (1444) ذكر شواهد له عند البخاري ومسلم وغيرهما.
1446 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ موسى، عن صدقةَ بن عيسى، قَالَ: سمعتُ أنسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه يقول: أُتِيَ النبي -صلى الله عليه وسلم- برَجل يُصَلِّي عَلَيْهِ فَقَالَ: "عَلَيْهِ دَيْن؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن ضَمنتُم دَيْنَه، صلّيتُ عليه".
1446 - تخريجه: لم أقف عليه في المصنف، ولعلّه في مسنده. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (6/ 75 - 76) من طريق محمد بن الحسين ابن أبي الحنين عن ابن أبي شيبة به. وقال: قال البخاري وقال أبو داود: حدثنا صدقة أبو محرز سمع أنسًا. وقد أشار الشيخ الألباني إلى تضعيفه في السلسلة الضعيفة (2/ 289)، وانظر الحديث الذي بعده.
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لضعف صدقة بن عيسى كما في التقريب (ص 275).
1447 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الربيع، ثنا عيسى ابن صَدَقَةَ بْنِ عَبَّادٍ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: دخلتُ مَعَ أبي عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فقلنا له: حَدِّثْنا حديثًا ينفعنا الله تعالى بِهِ، فسمعتُه يَقُولُ: مَن اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ وَلَا دَيْن عَلَيْهِ [فَلْيَفْعَلْ، فَإِنِّي رأيتُ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأتى بِجِنَازَةِ رَجُلٍ وَعَلَيْهِ دَيْن، فَقَالَ: "لَا أُصلّي عَلَيْهِ] (¬1) حَتَّى تضمَنوا دينَه، [فَإِنَّ صَلَاتِي عَلَيْهِ تنفعُه" فَلَمْ يَضْمَنُوا دَيْنَه] (¬2) وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ، وقال: "إنه. مُرتَهن في قبرْ". ¬
1447 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (7/ 239: 4244)، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 35 أ)، باب التشديد في الدين، به بلفظه، وقال: هذا الإسناد ضعيف لضعف عيسى بن صدقة. وأورده الهيثمي في المقصد العلي (57 أ)، به بلفظه. وذكره أيضًا في مجمع الزوائد (3/ 39)، كتاب الجنائز، باب الصلاة على من عليه دين، بلفظه وقال: رواه أبو يعلى، وعيسى وثقه -كذا قال- أبو حاتم وضعّفه غيره. ورواه العقيلي في الضعفاء (3/ 393، 394) من طريق شعيب وعبد الله بن موسى وأبي داود الطيالسي، ثلاثتهم عن صدقة بن عيسى به بنحوه. ورواه من طريق معلي بن مهدي لكن قال: عن عيسى بن عباد بن صدقة. ورواه من طريق أبي الوليد عن عيسى بن صدقة عن عبد الحميد بن أبي أميّة عن أنس بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف عيسى بن صدقة، ولم أقف على حال أبيه. وقد ضعّفه الهيثمي والبوصيري. وللحديث شواهد صحيحة سبق ذكرها في الحديث (1444).
1448 - وقال: حدثنا عَمَّارٌ، ثنا يُوسُفُ -هُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ- ثنا ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- أُتى بِجِنَازَةٍ ليصلّيَ عَلَيْهَا، قَالَ: "هَلْ عَلَيْهِ دَيْن؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فإن جبريل -عليه الصلاة والسلام- نَهَانِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَى مَن عَلَيْهِ دَيْن" ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ صَاحِبَ الدَيْن مرتَهن فِي قَبْرِهِ حَتَّى يُقضي عنه".
1448 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 193: 3477)، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 35 أ)، باب ما جاء في التشديد في الدين به بلفظه، وسكت عليه. وذكره المنذري في الترغيب (2/ 607: 29) , كتاب البيوع، باب الترهيب من الدين، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 39)، كتاب الجنائز، باب الصلاة على من عليه دين، بلفظه وقال: رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه ولم أقف عليه في الطبراني ولا في مجمع البحرين.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف يوسف بن عطية. وله شواهد صحيحة مخرجة في الصحيحين، وتقدمت في الحديث برقم (1444).
1449 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المحبَّر، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عائشةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يزيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أبي سلمة ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا، وَفِيهِ: "ومَن أقرضَ مَلْهُوفًا، فَأَحْسَنَ طلبَه فلِيَستَأْنف الْعَمَلَ، وَلَهُ عِنْدَ الله تعالى بكل درهم ألفُ قنطار له فِي الجَنة. ومَن أَقْرَضَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، فَلَهُ بكل درهم وزنُ جبل أُحدْ وحراء وَطُورِ سيناءَ حسناتٍ، فَإِنْ رَفُقَ بِهِ فِي طلبه بعد حلّه جرى عَلَيْهِ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةً، وَجَازَ عَلَى الصِّرَاطِ كالبَرْق اللَّامِعِ، لَا حِسَابَ عَلَيْهِ وَلَا عَذَابَ، ومَن احْتَاجَ إِلَيْهِ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فِي قَرْضٍ، فَلَمْ يُقرضه وَهُوَ عِنْدَهُ [حَرَّمَ] (¬1) اللَّهُ عَلَيْهِ الجنة يومَ يَجزي المحسنين". ¬
1449 - تخريجه: سبق تخريجه في الحديث (1345)، وهذا جزء من الحديث الموضوع الطويل.
1450 - وَقَالَ عَبْد بْنُ حُميد: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسلمة، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي كثير، قال: إن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه جَاءَ يَتَقَاضَى دَينا لَهُ عَلَى رَجُلٍ، فَقَالُوا: قَدْ خَرَجَ. قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَوْ أن رجلًا قُتل في سبيل الله تعالى، ثُمَّ أُحِيىَ، ثُمَّ قُتل، ثُمَّ أُحيىَ، ثُمَّ قُتل، لَمْ يَدْخُلِ الجنةَ حَتَّى يُقْضَى دَيْنُه".
1450 - تخريجه: أخرجه عبد بن حُميد في المنتخب (1/ 183: 150)، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 34 ب)، باب ما جاء في التشديد في الدَين، به بلفظه، وسكت عليه. وله شاهد من حديث محمد بن جحش. رواه النسائي في السُنن (7/ 314: 4684)، كتاب البيوع، باب التغليظ في الدَيْن، من طريق الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مولى محمد بن جحش، عن محمد بن جحش، بلفظه، وفي أوله قصة عَما نزل من التشديد. وقد تقدم أن للحديث شواهدَ صحيحة بمعناه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، فيه الدراوردي والعلاء بن عبد الرحمن، وهما صدوقان. وسبق ذكر شواهد الحديث الصحيحة في رقم (1444).
1451 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُميد، ثنا أَبُو مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عن رجل من الأنصار -وكان بدريًا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَن أَحَبَّ أَنْ يَسْتَظِلَّ، أَوْ يَظلّه الله من فَيْح جهنّم، أو من حَرّ جهنَّم؟ " فَقَالَ الْقَوْمُ: كلُهم: نَحْنُ، يَا رسولَ اللَّهِ! قَالَ: "مَن أَنْظَرَ مُعْسرًا، أَوْ وَضَعَ عن غريمه".
1451 - تخريجه: لم أقف عليه من هذا الطريق. وقد ورد هذا المعنى من حديث أبي اليسر أخرجه مسلم برقم (3006)، وابن ماجه برقم (2419)، وابن حبان برقم (5044)، وأحمد (3/ 427)، والحاكم (2/ 28)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 19)، والطبراني (19: 379)، والقضاعي في مسند الشهاب برقم (462). ومن حديث أبي هريرة أخرجه الترمذي برقم (1306) وصححه، وأحمد (2/ 359). ومن حديث ابن عباس أخرجه أحمد (1/ 327: 3015)، والقضاعي في مسند الشهاب برقم (745). ومن حديث عثمان أخرجه عبد الله بن أحمد (1/ 73)، والعقيلى (2/ 80)، وانظر مجمع الزوائد (4/ 136).
29 - باب لصاحب الحق مقال وفضل من أدى دينه
29 - بَابُ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالٌ وَفَضْلِ مَنْ أَدَّى دَيْنَهُ (¬1) 1452 [1]- قَالَ إِسْحَاقُ: أنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اشْتَرَى مِنْ أَعْرَابِيٍّ جَزُورًا أَوْ نَاقَةً بِوَسْقِ تَمْرٍ عَجْوَةٍ وَلَيْسَ عِنْدَهُ فَأَتَاهُ الْأَعْرَابِيُّ يَتَقَاضَاهُ فَأَخَّرَهُ فصاح الأعرابي: واغدراه؛ واغدراه، فنهره أصحاب محمد، فَقَالَ: "دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا" فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ -وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ- اسْتَسْلِفْهَا فَإِنَّهَا تَجْمَعُ الْعَجْوَةَ"، فَأَتَوْهَا فَأَوْفَتْهُ فَرَجَعَ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: قد أوفيت واطيبت، فقال: أوليس أولاكم خِيَارُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، إِنَّ خِيَارَ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ الْمُوفُونَ الْمُطَيِّبُونَ. [2] أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ثنا هِشَامُ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَسْلَفَ مِنْ أَعْرَابِيٍّ بَعِيرًا؛ فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ فِيهِ: فَانْتَهَرَهُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَمْ يَذْكُرْ: من المهاجرات. ¬
1452 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق (8/ 317: 15358) قال أخبرنا معمر عن هشام بن عروة به. =
= وأخرجه مختصرًا ابن أبي شيبة (6/ 591: 2154) قال حدثنا وكيع حدثنا هشام. بينما أخرجه أحمد في المسند (6/ 268) قال: ثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة بنحوه. وأخرجه كذلك البيهقي (6/ 20) من طريق خالد بن مخلد ثنا يحيى بن عمير ثنا هشام. قال الهيثمي (4/ 140): رواه أحمد والبزار، وإسناد أحمد صحيح. وورد بمعناه حديث عبد الله بن أبي سفيان أخرجه البغوي والطبراني في الكبير كما في جامع المسانيد والسنن (8/ 49)، والإصابة (2/ 312)، ومجمع الزوائد (4/ 140)، وقال: رجاله رجال الصحيح. ومن حديث أبي حميد الساعدي أخرجه الطبراني في الصغير (1019)، قال في مجمع الزوائد (4/ 141): "رواه الطبراني في الكبير والصغير ورجاله رجال الصحيح". ومن حديث خولة بنت قيس وجعل القصة لها أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 233: 592)، وفي الأوسط (6/ 15: 5025). وقوله: "فإن لصاحب الحق مقالًا" أخرجه البخاري (2306)، ومسلم (1601) من حديث أبي هريرة.
الحكم عليه: رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل عروة لم يدرك عهد النبوة لكنه يعتضد بشواهده. [سعد].
1453 - وقال أبو يعلى: حدثنا عبد الغفار، عن عَلِيٌّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ بُريدة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَن أَنْظَرَ مَعْسرًا، كان لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ" ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذلك: "مَن انظر معسرًا، كان له بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلُ الَّذِي أَنْظَرَهُ". قَالَ بُريدة رضي الله عنه: فقلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: "أن يؤتى (¬1) بكل يوم صدقة قبل الأجل ويؤتى بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلُ الَّذِي أَنْظَرَهُ صَدَقَةٌ بَعْدَ الأجل". ¬
1453 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في معجم شيوخه (ص 283: 251) بسند آخر فقال: حدثنا عبد الغفار قال: حدثنا عبد الله بن عطارد عن محمد بن جحادة عن الأعمش به. ورواه عن أبي يعلى بهذا الإسناد ابن عدي في الكامل (5/ 1531)، وفيه عن بريدة عن خصيب، وصوابه: عن بريدة بن الحصيب. ورواه أحمد (5/ 351) قال: ثنا ابن نمير أنا الأعمش به. وابن ماجه (2/ 808: 2418) قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثنا أبي به. قال في زوائده: في إسناده نفيع بن الحارث، وهو متفق على ضعفه. ورواه أحمد (5/ 360) قال: ثنا عفان، ثنا عبد الوارث، ثنا محمد بن جحادة عن سليمان بن بريدة عن أبيه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 138): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. ورواه الحاكم (2/ 29) من طريق عفّان، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 286)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 357)، وفي شعب الإيمان رقم (11261، 11262)، من طرق عن عبد الوارث بن سعيد العنبري عن محمد بن جحادة، عن سليمان بن بريدة، به. =
= قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قلت: وهو كما قالا، إلَّا أن سليمان بن بريدة لم يخرّج له سوى مسلم. ورواه البيهقي (5/ 357): قال: أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنا أبو عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن محمد البرتي ثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث به.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف جدًا، فيه نفيع بن الحارث، وهو متروك. وجاء الحديث بأسانيد أخرى صحيحة عن بريدة نفسه.
1454 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُميد: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبيد، ثنا يوسف ابن صُهيب، عَنْ زَيْدٍ العَمّي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ (¬1) يُستجاب دَعوتُه، فليفرّج عن معسِر". ¬
1454 - تخريجه: أخرجه عبد بن حُميد في المنتخب (2/ 43: 824)، به بلفظه. ورراه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ص 77: 101)، من طريق الحسين بن علي الصدائي عن محمد بن عبيد، به بلفظه مع زيادة "وأن تكشف كربته". وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 36 أ)، باب فيمن أَنظر معسرًا أو وضع عنه، من طريق يوسف بن صُهيب، بنحوه، وقال: رواه أحمد بن حنبل وعبد بن حميد. ومدار حديث ابن عمر هذا على زيد العَمي وهو ضعيف، ورراه ابن ماجه باختصار. وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 23) عن محمد بن عُبيد به، مع زيادة: "وأن تُكشف كُرْبته" في وسطه. ورواه أبو يعلى في مسنده (10/ 78: 5713)، عن أبي موسى الزّمن عن بكر بن بكار , عن يوسف بن صهيب به بلفظ أحمد. وذكره الهيثمي في المقصد العلي رقم (702)، وفي المجمع (4/ 133) , وقال: رجال أحمد ثقات. قلت: فيه زيد العَمّي، ضعيف كما في التقريب (ص 223). وبكر بن بكّار ضيف كما في الجرح والتعديل (3/ 70).
الحكم عليه: إسناده ضعيف، لضعف زيد العمّي، وهو لم يدرك ابن عمر فالإسناد منقطع.
1455 - وقال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ مولى يزيد، عَنْ أَبِي أُمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -: "انْطُلق برجَل إِلَى بَابِ الجَنّة، فرَفع رأسَه، فإذا على باب الجنة مكتوب: الصدقة بعشر أمثالها، والقرض الْوَاحِدُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ, لِأَنَّ صاحبَ الْقَرْضِ لَا يَأْتِيكَ إلَّا وَهُوَ مُحْتَاجٌ، وَإِنَّ الصدقةَ رُبَّمَا وقعت في يد الغني (¬1) ". ¬
1455 - تخريجه: أخرجه الطبراني (8/ 290: 7951)، من طريق جعفر بن الزبير، به بمعناه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 126): فيه جعفر وهو متروك. ورواه الطبراني أيضًا (8/ 297: 7976)، من رواية القاسم بنحوه، قال الهيثمي (4/ 126): فيه عُتبة بن حُميد، وثّقه بن حبان وغيره، وفيه ضعف. وله شاهد بمعناه من حديث أنس بن مالك عند ابن ماجه في الصدقات، باب القرض (2/ 812: 2431). قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 252): هذا إسناد ضعيف، خالد بن يزيد ضعّفوه، وقال ابن حبان: كان صدوقًا لكنه يخطئ كثيرًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه جعفر بن الزبير وهو متروك.
1456 - وقال أبو بكر: حدثنا وكيع، عن زُمْعَة، عَنِ [الزُّهْرِيِّ] (¬1) عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بِهِ وَهُوَ مُلَازِمٌ رَجُلًا (¬2) فِي أُوقيتين، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هَكَذَا أي ضَعْ عنه الشطرَ. الحديثَ. فلتُ: هو في الصحيح دون قوله: أوقيتين. ¬
1456 - تخريجه: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 319: 3303)، كتاب البيوع، باب الرجل يلحقه الدَيْن فيحطّ عنه، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 35/ ب)، باب فيمن انظر مُعْسرًا، به بلفظه وأهمل ذكر الزهري. وقال: هذا إسناد ضعيف، لضعف زُمْعَة بن صالح. وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 454)، من طريق زُمعة به بنحوه. وأخرجه الدارقطني في السُنن (3/ 27: 95)، من طريق سفيان بن حسين عن الزهري به بنحوه مع زيادة في آخره. والحديث صحيح، فقد أخرجه البخاري في صحيحه (1/ 551) مع الفتح، كتاب الصلاة، باب التقاضي والملازمة في المسجد، وكتاب الخصومات، باب في الملازمة (5/ 76)، من طريق الزهري وعبد الله بن هُزمز، كلاهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ كَعْبِ بن مالك، بلفظ مقارب مع الزيادة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف زُمْعة بن صالح، ولكن تابعهُ يونس عن الزهري، فارتقى إلى الصحيح لغيره، دون قوله: "في أُوقيّتين"، فهي زيادة ضعيفة.
30 - باب استحقاق البائع مال العبد دون مشتريه
30 - بَابُ اسْتِحْقَاقِ الْبَائِعِ مالَ الْعَبْدِ دُونَ مُشْتَرِيهِ 1457 - إسحاق: أخبرنا [حاتم] (¬1) بْنُ إسماعيلَ المَدَني، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ [...] (¬2) علي رضي الله عنه قَالَ: مَن بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ، فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ، إلَّا أَنْ يَشترط الْمُبْتَاعُ. وَمَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبّرت (¬3) فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ؛ إلَّا أَنْ يَشترط الْمُبْتَاعُ. قَضَى بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ¬
1457 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ ق 12)، باب من باع عبدًا له مال أو نخلًا مؤبّرًا، به بلفظه، وقال: هذا إسناد فيه انقطاع. محمد لم يدرك عليًا. ورواه البيهقي في السنن (5/ 326) كتاب البيوع، باب ما جاء في مال العبد، من طريق عبد الله بن وهب، ثنا سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمد عن أبيه، به بلفظه. وللحديث شواهد كثيرة. ويشهد لما ورد في تأبير النخل ما رواه: البخاري في الصحيح (4/ 401) مع الفتح، كتاب البيوع، باب مَن باع نخلًا قَد أُبرت، من حديث نافع عن ابن عمر، بلفظه. =
= ورواه مسلم في صحيحه (3/ 1173: 1543)، كتاب البيوع، باب من باع نخلًا عليها ثمر، من حديث نافع وسالم، كلاهما عن ابن عمر، بلفظه. وأما ذكر بيع العبد له مال، فقد أخرجه: مسلم في صحيحه , في الموضع المعزوّ إليه، عن ابن عمر، بلفظه. وأحمد في مسنده (2/ 9) و (3/ 301) عن ابن عُيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، بلفظ مقارب. ومن طريقه أبو داود في السُنن (15/ 99) مع بذل المجهود، كتاب البيوع، باب في العبد يُباع وله مال، بتمامه. والترمذي في السُنن (4/ 445: 1262) مع التحفة، كتاب البيوع، باب ما جاء في ابتياع النخل بعد التأبير، والعبدِ له مال، من طريق ليث، عن الزهري، عن سالم، به بلفظه، وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ للانقطاع بين محمد بن علي الباقر وعلي رضي الله عنه. وله شواهد صحيحه , أخرجاها في الصحيحين.
31 - باب العارية
31 - باب العَاريَّة (¬1) 1458 - ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أخبَرَني أَبُو الْعَبَّاسِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ (¬2) قَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: "العارية مردودة، والمِنْحَة (¬3) مردودة". ¬
1458 - تخريجه: ذكره البوصيرى في الإتحاف (3/ ق 30 أ)، كتاب العارية، به بلفظه، وسكت عليه. وأصل الحديث قد روى عن أَبي أُمامة الباهلي. فقد رواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 267)، من طريق إسماعيل بن عَيّاش عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة يرفعْه فذكر حديثًا وفيه: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "العارية مؤداة، والمنحة مردودة، والدين مقضى، والزعيم غارم". وأبو داود في السنن (15/ 242) مع بذل المجهود، كتاب البيوع، باب في تضمين العارية من طريق إسماعيل بن عياش عن شُرحبيل بن مسلم، عن أبي أُمامة، =
= في أثناء الحديث، وزاد في آخره: "والدَين مَقْضِيّ، والزَعيم غارم". والترمذي في الجامع (4/ 481: 1283) مع التحفة، كتاب البيوع، باب ما جاء في أن العارية مؤدَّاة، من طريق إسماعيل بن عَياش به، مع ذكر المناسبة، ولم يذكر قولَه: "والمنحة مردودة". وقال الترمذي: حديث أبي أمامة حديث حسن. وابن ماجه في السُنن (2/ 801: 2398)، كتاب الصدقات، باب العارية، من طريق إسماعيل بن عياش، حدثنا شرحبيل، به بنحوه. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (4/ 369: 5652) مع الفيض، عن أبي أمامة، وعزاه إلى أحمد وأبي داود والترمذي وابن ماجه والضياء، دون أن يرمز له بشيء. ورُوي الحديث عن أنس بن مالك أيضًا. فقد أخرجه ابن ماجه في السُنن (2/ 802: 2399)، في الموضع المذكور، عن سعيد المقري عن أنس، بنحوه، وإسناده صحيح. وأورده السيوطي في الجامع الصغير (4/ 369: 5651) مع الفيض، وعزاه إلى ابن ماجه، مع التصحيح له. وذكره الشيخ الألباني في صحيح ابن ماجه (2/ 50: 1944)، وقال: صحيح.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، للانقطاع بين أبي العباس الغافقي والصحابي، فإنه لا تُعرف له رواية عن الصحابة. والحديث صحيح بشواهده، فقد رواه ابن ماجه عن أنس بسند صحيح. وفي إسناد حديث أبي أمامة إسماعيل بن عياش وقد عنعن، ولكن وقع التصريح بالسماع عند ابن ماجه، مع أن روايته هذه عن شرحبيل بن مسلم هو شامي، فالحديث حسن كما قال الترمذي.
32 - باب القراض
32 - باب القِراض (¬1) 1459 - أبو يعلى: حدثنا أبو الحكم [مسجع] (¬2) بْنُ مُصْعَبٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَرْقَمَ ثنا أبو الجارود عن حبيب بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كان العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه إِذَا دَفَعَ مَالًا مُضَارَبَةً، اشْتَرَطَ عَلَى صَاحِبِهِ ألاَّ يسير بَرًا ولا بحرًا، ولا ينزل به وَادِيًا، وَلَا يَشْتَرِيَ بِهِ ذاتَ كَبِدٍ رَطبة. فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ ضَامِنٌ، فَرَفَعَ شرطَه إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأجازهُ. ¬
1459 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 30 أ)، كتاب الضمان، به بلفظه، وسكت عليه. ورواه الدارقطني في السنن (3/ 78: 290) كتاب البيوع، من طريق محمد بن عقبة السَدوسي عن يونس به بلفظه، وقال: أبو الجارود ضعيف. =
= ورواه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين 89 أ)، كتاب البيوع، باب القراض، من طريق يونس بن أرقم، وقال: لا يُروى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تفرد به محمد بن عقبة. ورواه البيهقي في السُنن (6/ 111)، كتاب القراض، من طريق يونس بن أرقم، بنحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 161) كتاب البيوع، باب المضاربة، بلفظه، وقال: رواه الطبراني في الأوسط , وفيه أبو الجارود الأعمى، وهو متروك كذاب. وله شاهد من حديث حكيم بن حزام، وقد أخرجه البيهقي في السُنن (6/ 111).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ فيه أبو الجارود الأعمى، وهو رافضي متروك، وقد كذَّبه ابن معين.
33 - باب التفليس
33 - بَابُ التَّفْلِيسِ 1460 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن كثير، عن عدي بن عدي قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَضَى فِي إِنْسَانٍ لَمْ يُوجَدْ لَهُ وَفَاءٌ، ووَجد بعضُ غرمائه سُلفتَه وافرةً عنده، فقضى بأنه يأخذ متَاعَه إن وَجده.
1460 - تخريجه: لم أقف عليه عند غير ابن أبي عمر، ولم أجده في إتحاف الخيرة للبرصيري.
الحكم عليه: إسناده حسن؛ لأجل هشام بن سليمان المخزومي، وهو مرسل , لأن عدي بن عدي لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-.
1461 [1]- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ معاذُ ابنُ جبل رضي الله عنه رَجُلًا سَمحًا شَابًّا جَمِيلًا، مِنْ أَفْضَلِ شَبَابِ قَوْمِهِ، وَكَانَ لَا يُمسك شَيْئًا. فَلَمْ يَزل يُدان حَتَّى أُغْلِقَ مالَه كلَّه فِي الدَين، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فطلب إِلَيْهِ أَنْ يَسأل غُرماءَه أَنْ يَضَعُوا لَهُ، فأبَوْا -فَلَوْ تَرَكُوا لِأَحَدٍ مِنْ أجْل أحدٍ تركوا لمعاذ رضي الله عنه مِنْ أجْل النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- فَبَاعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مالَه كلَّه في دينه حتى قام معاذ رضي الله عنه بِغَيْرِ شَيْءٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ عَامُ فَتح مكّةَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ اليَمن أَمِيرًا ليَجْبُره، فمكث معاذ رضي الله عنه بِالْيَمَنِ أَمِيرًا -وَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اتَّجَرَ فِي مالِ الله تعالى هُوَ- فَمَكَثَ حَتَّى أَصَابَ وَحَتَّى قُبض النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ عمر لأبي بكر رضي الله عنهما: أَرْسِل إلى هذا الرجل، فدع لَهُ مَا يُعيشه وخُذ سائَره، فَقَالَ أَبُو بكر رضي الله عنه: إنما بعثه النبي - صلي الله عليه وسلم-، لِيَجْبُرَه، ولَستُ آخِذًا مِنْهُ شَيْئًا، إلَّا أَنْ يعُطِيني. فَانْطَلَقَ عمر رضي الله عنه إليه إذ لم يُطِعْه أبو بكر رضي الله عنه فذكر ذلك عمر لمعاذ رضي الله عنهما، فقال معاذ رضي الله عنه: [أنا] (¬1) أَرسلني النبيُ -صلى الله عليه وسلم- ليُجبرني ولستُ بفاعلٍ. ثم لقي معاذٌ عمرَ رضي الله عنهما، فَقَالَ: قَدْ أَطَعْتُك، وَأَنَا فَاعِلٌ مَا أَمرتني، إِنِّي رأيتُ فِي المَنام (¬2) أَنِّي فِي حَوْمة (¬3) مَاءٍ وَقَدْ خشيتُ الغَرَق فخلّصْتني مِنْهُ، يَا عمر. فأتى معاذٌ أبا بكر رضي الله عنه، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَحَلَفَ أَنَّهُ لَمْ يكتُمه شيئًا، حتى تبيّن له سوْطه، فقال أبو بكر رضي الله عنه: وَاللَّهِ، لَا آخُذه مِنْكَ، وَقَدْ وَهَبْتُهُ لَكَ. فقال عمر رضي الله عنه: هذا حين طاب وحلّ فخرج معاذ رضي الله عنه عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّامِ. هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ صحيح، ولكنه مرسَل، ولم يُخرجوه في ¬
كتبهم، بل خرج أَبُو دَاوُدَ مِنْهُ فِي الْمَرَاسِيلِ الْمُفْرَدِ قِطْعَةً مِنْهُ. وَقَدْ خَالَفَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ هشامُ بْنَ يُوسُفَ، فَرَوَاهُ عَنْ مَعْمَرٍ مَوْصُولًا، قَالَ: عَنِ ابْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ، وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ فَأَرْسَلَهُ. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن عيسى بن الطَّبَّاعُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مالك، قال: كان معاذ بن جبل رضي الله عنه شَابًّا سَمْحًا، أفضلَ فِتْيَانِ قَوْمِهِ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَغْرَقَ مَالَهُ فِي الدَيْن، فَكَلَّمَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غُرماءه، فَلَوْ تُرِك أَحَدٌ مِنْ أجْل أحدٍ لتُرك مُعَاذُ بن جبل رضي الله عنه مِنْ أَجْلِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. قال: فبقي معاذ رضي الله عنه ولا مالَ له.
1461 - تخريجه: رِوي الحديث مرسلًا وموصولًا. ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 29 ب)، كتاب التفليس، به بتمامه، وسكت عليه. وأخرجه أبو داود في المراسيل (162: 172)، ما جاء في المفلس، من طريق عبد الرزاق به مختصرًا. وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 30: 44)، من طريق عبد الله بن أحمد، عن أحمد، عن عبد الرزاق به، مختصرًا. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 269)، كتاب معرفة الصحابة، باب سماحة =
= معاذ بن جبل، من طريق عبد الله بن أحمد عن أبيه، به مختصرًا، وسكت عليه الذهبي. وروى الحديث عن عبد الرزاق موصولًا أيضًا. فقد رواه عبد الرزاق في المصنف (8/ 268: 15177)، كتاب البيوع، باب المفلس والمحجور عليه، عن معمر عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه، بتمامه. ورواه البيهقي في السنن (6/ 48)، من طريق هشام بن يوسف عن معمر به. ورواه ابن عبد البَرّ في الاستيعاب (3/ 338) مع الإصابة، في ترجمة معاذ بن جبل، من طريق يحيى بن معين عن عبد الرزاق به بطوله. ورُوي الحديث موصولًا من طريق أخرى. رواه الطبراني في الأوسط (88 أمن مجمع البحرين) من طريق هشام بن يوسف عن معمر، به مقتصرًا على ذكر الحجر، وقال: لم يَرْوه موصولًا عن معمر إلَّا هشام، تفرّد به إبراهيم الكرابيسي. وأخرجه الدارقطني في السُنن (4/ 230: 95)، كتاب البيوع، من طريق هشام بن يوسف , عن مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مالك، عن أبيه، مقتصرًا على ذكر الحجر على معاذ فقط. وكذلك رواه الحاكم في المستدرك (3/ 273)، كتاب معرفة الصحابة، باب أن معاذًا كان أُمّةً قانتًا لله، من طريق هشام به مختصرًا، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه، ووافقه الذهبي. وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 144)، كتاب البيوع، باب في المفلس، مختصرًا، وقال: رواه الطبراني في الكبير مرسلًا، ورجاله رجال الصحيح. وذكره المصنف في التلخيص الحبير (3/ 37: 1233)، كتاب التفليس، مرسلًا وموصولًا، وذكر الاختلاف فيه. ثم نقل كلامَ عبد الحق: المرسلى أصحّ من المتّصل. =
= وذكره الشيخ الألباني في الإرواء (5/ 260: 1435)، كتاب الحجر، مقتصرًا على ذكر الحجر على معاذ، وقال: إن الصواب عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ مرسَلًا. والطريق الثاني: ذكره الهيثمي في بُغية الباحث (2/ 564: 437)، كتاب البيوع، باب ما جاء في المفلس، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 29 ب)، كتاب التفليس، به بلفظه، وذكر الخلاف في إرساله ووصله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد مرسل صحيح، وقد رَجَحه العلماء على الموصول.
34 - باب الصلح
34 - بَابُ الصُلْح 1462 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبيدة، عن عُبادة بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَادَةَ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي أيوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَلَا أدلُّك عَلَى صَدَقَةٍ يُحبّها الله ورسوله؟ أَصْلح بين الناس إذا تباغضوا وتفَاسَدوا! ".
1462 - تخريجه: لم أقف عليه في المصنّف، فلعلّه في مسنده. وأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 138: 3922)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بن أبي شيبة به. وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 79)، وقال: فيه موسى بن عبيدة، وهو متروك.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، لضعف موسى بن عبيدة كما في التقريب (ص 552).
1463 - الحارث: حدثنا داود ثنا ميسرة، عن أبي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: "ومَن مَشَى فِي صُلح بَيْنَ اثْنَيْنِ، صَلّت عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يَرْجِعَ، وأُعطى أجرَ ليلةَ الْقَدْرِ" وَفِيهِ: "ومَن خَانَ جارَه شِبرًا مِنَ الْأَرْضِ طُوّقه يومَ الْقِيَامَةِ إِلَى سبعِ أرَضين نَارًا، حتى يدخل جهنم". * هذا حديث موضوع.
1463 - تخريجه: سبق ذكره مخرجًا في الحديث 1345، وهو حديث طويل موضوع.
1464 - مسدَد: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ وَزِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "حَريمُ قَلِيبِ الْبِئْرِ (¬1) الْعَادِيَّةِ خَمْسُونَ ذراعًا، وحريم قليب البَدى (¬2) خمسة وعشرون ذراعًا" قال سَعِيدٌ مِنْ قِبَل نَفْسِهِ وَلَمْ يَرفَعْه: وَحَرِيمُ قَلِيبِ الزَّرْعِ ثَلَاثُمِائَةِ ذراعٍ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أميةَ وحدَه. ¬
1464 - تخريجه: أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 290: 402)، باب ما جاء في الحَريم، عن محمد بن كثير الثوري عن إسماعيل، به بلفظه. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 97)، كتاب الأحكام، باب إن لكل نخلة مبلغ جريدها حريمًا، من طريق يحيى بن يحيى، عن سفيان به، من غير ذكر قول ابن المسيّب. وسكت عليه هو والذهبي. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (6/ 373: 1396)، كتاب البيوع، باب حَريم الآبار، من طريق معمر عن الزهري، بنحوه. وأخرجه الببهقي في السُنن (6/ 155)، كتاب إحياء الموات، باب ما جاء في حريم الآبار , من طريق ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن سعيد بنحوه، وقال: وكذلك رواه معمر عن الزهري -يعني مرسلًا- كما أخرجه بن أبي شيبة. وقد رُوي الحديث موصولًا: =
= فقد أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 220: 63)، كتاب الأقضية والأحكام، من طريق معمر وإبراهيم بن أبي عبلة، كلاهما عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أبي هريرة، بلفظ قريب من هذا. والطريق الأول فيه الحسن بن أبي جعفر، وهو ضعيف الحديث. التقريب (ص 159 ت 1222)، والثاني فيه محمد بن يوسف بن موسى المقري، وهو ضعيف جدًا. وقال الدارقطني: الصحيح من الحديث أنه مرسَل عن ابن المسيّب، ومن أسنده فقد وهم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح مرسَل، وقد رُوي متصلًا بأسانيد ضعيفة.
35 - باب الحوالة
35 - باب الحَوالة (¬1) 1465 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عن إسماعيل بن مسلم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَطل (¬2) الْغَنِيِّ ظُلْم، ومَن أُحيل عَلَى مَلىء فليحْتَل". * إِسْمَاعِيلُ ضَعِيفٌ، قَالَ البزَار: لم يُتابَع عليه. ¬
1465 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (2/ 563: 436)، كتاب البيوع، باب في مطل الغني، به بلفظه. وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ ق 37 أ)، باب في مطل الغني، به بلفظه، ونقل كلام الحافظ عليه، وقال: وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه أصحاب الكتب الستة. وأخرجه البزّار (2/ 99: 1298)، كتاب البيوع، باب مطل الغني ظلم، من =
= طريق عبد الرحمن بن عثمان أبي بحر البكراوي، عن إسماعيل بن مسلم، به بنحوه. وقال: إسماعيل ليِّن، ولم يتابع عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 130)، كتاب البيوع، باب مطل الغني، بنحوه وقال: رواه البزار، وفيه إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف. وللحديث شاهد بنحوه عن أبي هريرة. فقد أخرجه البخاري في صحيحه (4/ 464) من الفتح، كتاب الحوالة، باب الحوالة وهل يرجع في الحوالة، من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، بلفظ: "ومَطل الغنيّ ظلم، فإذا أتبع أحدكم على ملىء فَلْيتبع". وأخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1197: 1564)، كتاب المساقاة، باب تحريم مطل الغني، من طريق أبي الزناد، به بلفظ البخاري.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف إسماعيل بن مسلم المكي، وبه أعله البزار والهيثمي والمصنف. ولكن المتن صحيح، فقد أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن أبي هريرة.
36 - باب الأمر برد الوديعة
36 - بَابُ الْأَمْرِ بِرَدِّ الْوَدِيعَةِ 1466 - قَالَ أَبُو بَكْرِ (¬1): حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُباب، ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَيُّهَا النَّاسُ، مَن كَانَتْ عِنْدَهُ وديعةٌ فليردَّها إِلَى مَنِ ائتمنه عليها". ¬
1466 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 59 أ)، كتاب الوديعة، به بلفظه، وقال: موسى ضعيف. وأخرجه البيهقي في السُنن (6/ 97)، كتاب الغصب، باب لا يملك أحد بالجناية شيئًا جنى عليه، إلَّا أن يشاء هو والمالك، من طريق الحسن بن إسحاق بن يزيد العطار، عن زيد بن الحُباب، عنه به، وزار في آخره: أَيّها الناس، إنّه لا يحلّ لا مرىء من مال أخيه شيء إلَّا ما طابت به نَفْسه. وفي أوله أن ذلك كان أيام التشريق في حَجّة الوداع.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف موسى بن عُبيدة الرَبَذي، ولم أجد من تابعه.
1467 - قال الحارث: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عباس رضي الله عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ... فذكر حَدِيثًا طَوِيلًا، فِيهِ: "ومَن خَانَ أمانتَه فِي الدُّنْيَا، وَلَمْ يَرُدَّهَا إِلَى أَرْبَابِهَا، مَاتَ عَلَى غَيْرِ دِينِ الإِسلام، وَلَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، ثُمَّ يُؤمر بِهِ إِلَى النَّارِ فَيَهْوِي من شفيرها أبد الآبدين". * هذا موضوع.
1467 - تخريجه: سبق تخريجه في الحديث برقم (1345)، وهو موضوع.
1468 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غياثْ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه أُتى في وديعة ضاعت، فلم يضمنها.
1468 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 59 أ)، كتاب الوديعة، به بلفظه، وقال: هذا إسناد ضعيف، لضعف الحجاج بن أرطاة. وأخرجه البيهقي في السُنن (6/ 289)، كتاب الوديعة، باب لا ضمان على مؤتمن، من طريق. سعيد بن منصور، عن أبي شهاب، عن الحجاج بن أرطاة به، بنحوه، وفيه أن الوديعة كانت في جراب قد احترق. وللحديث شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو: فقد أخرجه الدارقطني في السُنن (6/ 289)، في الموضع السابق، من طريق الدارقطني به بلفظه. وفي إسناده عبد الله بن شَبيب أبو سعيد الربعي، وهو واهٍ. الميزان (3/ 152).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف موقوف، فيه الحجاج بن أرطاة، وهو صدوق كثير الخطأ, ولم يُتابع عليه.
1469 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِياث، ثنا حَجاج، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عُكيم، قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان لا يَضْمن الوديعة.
1469 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 59 أ)، كتاب الوديعة، به بلفظه، وقال: الحجاج ضعيف. ولم أجده في مصدر آخر. وقد رُوي عن عمر خلاف ذلك كما في سنن البيهقي (6/ 289، 290) في كتاب الوديعة، باب لا ضمان على مؤتمن.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف موقوف، فيه الحجاج بن أرطاة، وهو صدوق سيِّىء الحفظ.
37 - باب الغصب
37 - بَابُ الغَصْب 1470 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقيل، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أبي مالك الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أَعْظَمُ الغُلول (¬1) عِنْدَ الله تعالى يومَ الْقِيَامَةِ ذِرَاعُ أرضٍ يَسْرِقُهَا (¬2) الرَّجُلَانِ وَالْجَارَانِ، يكون بينهما، فيسرق أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ، فيطوّقُه مِنْ سَبْعِ أرَضين". ¬
1470 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (6/ 567: 2060)، كتاب البيوع، باب في الرجل يسرق من الرجل الحذاء والأرض، به بلفظه، ووقع فيه تحريف، تحرف اسم عبد الله بن محمد بن عقيل إلى عبد الله بن جعفر بن عتيق. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 30 أ)، كتاب الغصب، به بلفظه، وقال: فيه عبد الله بن محمد بن عقيل. وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (5/ 344)، عن وكيع به بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 175)، كتاب البيوع، باب فيمن غصب =
= أرضًا، بلفظه، وقال: رواه أحمد والطبراني في الكبير، بإسناده حسن. وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 340: 3463) , من طريق زهير وشريك، كلاهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، به بلفظه.
الحكم عليه: إسناده محتمل للتحسين، شريك صدوق كثير الخطأ، لكن تابعه زهير عند الطبراني، وعبد الله بن محمد بن عقيل صدوق فيه لين.
1471 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ، لقيتُه بالبَحرين (¬1)، عَنْ خُطبة النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَنَّهُ قَالَ: "لَا يَحِلُّ مِنْ مَالِ امرئٍ إلَّا مَا أعطى عن طيب نَفْسٍ". ¬
1471 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 30 أ)، كتاب الغصب، به بلفظه، وسكت عليه. ولم أجده في المصادر الأخرى، ولكن للحديث شواهد. منها ما رواه البيهقي في السُنن (6/ 67)، كتاب الغصب، باب لا يملك أحد بالجناية شيئًا، من حديث عكرمة عن ابن عباس، بنحوه، مع زيادة في آخره. ورواه البيهقي في الموضع نفسه، من حديث صدقة بن يسار عن ابن عمر، بنحوه، وذكر الوديعة في أَوله. وإسناده ضعيف. ويشهد له أيضًا ما رواه البيهقي في السُنن (8/ 182)، كتاب قتال أهل البغي، باب أهل البغي إذا فاؤوا، من طريق أبي حَرّة الرقاشي، عن عمه مرفوعًا، بلفظ قريب من هذا. ورواه أحمد (5/ 72)، وأبو يعلى في المسند (3/ 140: 1570)، والدارقطني في السنن (3/ 26)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 100)، من طرق عن أبي حَرّة الرقاشي، عن عمّه بنحوه في أفناء خطبة حجة الوداع، وبعضهم مختصرًا. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 265 - 266)، وقال: رواه أحمد، وأبو حرّة الرّقاشي وثقه أبو داود، وضعّفه ابن معين، وفيه علي بن زيد، وفيه كلام. ورجّح ابن حجر توثيقه كما في التقريب (ص 184)، وعليه فالحديث حسن.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة عين الشيخ الذي روى عنه سليمان بن =
= طرخان، فيحتمل أن يكون تابعيًا، أو صحابيًا، وإذا كان الثاني فهو صحيح، وله شاهد بسند حسن تقدم ذكره من حديث أبي حرّة الرّقاشي عن عمّه، مما يقوّي حديث الباب. وله شواهد أخرى كما في إرواء الغليل (5/ 279)، وقد صحّحه الألباني من طريق أبي حرّة بشواهده.
1472 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬1): حَدَّثَنَا [عَبْدُ الرَّحِيمِ] (¬2) بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كُريب، عَنْ كُريب، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَلْعُونٌ مَنِ انْتَقَصَ شَيْئًا مِنْ تُخوم (¬3) الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ". ¬
1472 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (6/ 568: 20630)، كتاب البيوع، باب في الرجل يسرق من الرجل الحِذاء والأرض، به بلفظه، وسقط من إسناده كريب. ورواه أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ (4/ 400)، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بن أبي شيبة، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 30 ب)، كتاب الغصب، به بلفظه، وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن كُريب. ورواه البيهقي في السُنن (8/ 231)، كتاب الحدود، باب ما جاء في تحريم اللواط، عن ابن عباس بنحوه، في أثناء حديث طويل. وأخرج الإِمام مسلم في صحيحه (3/ 1567: 1978)، في كتاب الأضاحي, باب تحريم الذبح لغير الله تعالى، ما يشهد له، من حديث علي بن أبي طالب في أثناء الحديث، ولفظه: "ولعن الله من غيّر مَنار الأرض". ورواه الإِمام أحمد في مسنده (1/ 217)، والطبراني في الكبير (11/ 218: 11546)، والحاكم (4/ 356)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 231) من حديث ابن عباس أثناء حديث طويل بإسناد حسن.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف محمد بن كريب، ولكن المتن صحيح، فقد أخرج نحوه الإِمام مسلم عن علي بن أبي طالب.
1473 - أبو يعلى: حدثنا عمرو بن الضحاك، ثنا أبي، ثنا طالب بن [سَلم] (¬1)، حدثني بعضُ أهلي (¬2)، قال: إن جدّي عاصمَ بن الحكم، حدّثهم أَنَّهُ شَهد رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في خُطبته فقال: "إن أموالَكم ودماءكم عليكم حرام ... " الحديث. ¬
1473 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 217: 6832)، به بلفظه مع زيادة في آخره. وأورده ابن الأثير في أُسد الغابة (3/ 113)، من طريق أبي يعلى به بلفظه مع الزيادة. وأورده البوصيري في الإتحاف (3 ق 30 ب)، كتاب الغضب، به بلفظه في أول الحديث. وقال: هذا إسناد ضعيف لجهالة التابعي. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 172)، كتاب البيوع، باب الغصب وحرمة مال المسلم، به في أول الحديث، وقال: رواه أبو يَعلى، وطالب وشيخه لم أجد من تَرْجَمهم. وذكره ابن حجر في الإصابة (2/ 236)، بلفظه، وعزاه إلى أبي يعلى. وللحديث شاهد في الصحيحين. فقد رواه البخاري (3/ 574) مع الفتح، كتاب الحج، باب الخطبة أيام مني، من حديث عبد الله بن عمر، بنحوه في أثناء الحديث. ورواه مسلم في صحيحه (2/ 889: 1288)، كتاب الحج، باب حجة النبي -صلى الله عليه وسلم-، عن جابر بنحوه في أثناء الحديث الطويل.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة بعض أهل طالب بن سلم، ولكن المتن صحيح مخرّج في الصحيحين.
1474 - حدّثنا شباب، ثنا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْحَارِثِ السُلَمي، عَنِ النَّبِيِّ، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:" مَن أَخَذَ مِنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ شِبْرًا، جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ" قَالَ: وغزوتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سبعَ غَزَوَاتٍ آخرُهنّ حُنين (¬1)، فَكُنْتُ أَسير فِي مُقَدَّمَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَخَلَأَتْ (¬2) رَاحِلَتِي فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا أَضْرِبُهَا، فَقَالَ: "مَهْ"، وزجرها فقامت. ¬
1474 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 31 أ)، كتاب الغصب، به بلفظه، وقال: رواه الطبراني في الكبير والصَغير، وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف عطية. وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 241: 3172)، من طريق محمد بن عُقبة السَدوسي، عن محمد بن حُمران عن عطية الدعاء عنه، بلفظه من غير الزيادة. وتحرفت كلمة الدعاء إلى الرعا. وأخرجه في الصغير أيضًا (2/ 422: 1161)، من طريق محمد بن عقبة به بلفظه دون الزيادة. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 176)، كتاب البيوع، باب فيمن غصب أرضًا، بلفظه دون الزيادة في آخره , وقال: رواه الطبراني في الكبير والصغير, وفيه محمد بن عقبة السدوسي، وثّقه ابن حبان وضعّفه أبو حاتم وتركه أبو زرعة. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 76) من طريق عون بن كهمس بلفظه، وابن =
= أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 105: 1422) من طريق محمد بن حمران بنحوه مختصرًا، كلاهما عن عطية به.
الحكم عليه: الحديث بإسناد أبي يعلى حسن، فيه عون بن كهمس، قال الحافظ: مقبول، ولكن نقل الآجري أن أبا داود كان يرضاه، ولم يجرحه أحد. وفيه أيضًا عطية بن سعد الدَعّاء، لم يجرحه أحد، وقال أبو داود: لم يبلغني إلَّا الخير. ويشهد لطرفه الأول ما رواه مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب، كما سبق في الحديث برقم (1472).
1475 - أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كُريب، عَنْ كُريب، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ملعون مَن ذَبح لغير الله، وملعون من لعنه الله، وملعون مَنِ انْتَقَصَ شَيْئًا مِنْ تُخوم الْأَرْضِ بِغَيْرِ حقه". ¬
1475 - تخريجه: سبق تخريجه في الحديث برقم (1474)، ولا أرى مسوّغًا لإعادة الحديث ضمن باب واحد، فأولى ذكره مرّةً بطوله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف محمد بن كريب، ومتنه مخرّج في صحيح مسلم من حديث علي بن أبي طالب.
38 - باب اللقطة
38 - باب اللُقطة 1476 - قال أبو بكر: حدثني أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو فَرْوَةَ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُويم اللَّخْمِيُّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشني، قال: ولقيتُه وكلّمتُه، قَالَ: قلتُ يَا نبيَ اللَّهِ، الوَرِق يُوجَدُ عند القرية العامرة، أو الطريق المأتى؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "عَرِّفْها حَوْلًا، فَإِنْ جَاءَ باغِيها فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، وَإِلَّا فَاحْفَظْ وعاءَها وَوِكَاءَهَا وَعَدَدَهَا، ثُمَّ اسْتَمْتِعْ بها" قال: قلتُ يا رسول الله، في الْوَرِقُ يُوجَدُ فِي الْأَرْضِ الْعَادِيَّةِ؟ قَالَ: "فِيهَا والرِكاز الخُمُس" قال: قلتُ يا رسول الله، الشاة توجد بِأَرْضٍ فَلَاةٍ؟ قَالَ: "كُلْها، فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ، أَوْ لِأَخِيكَ، أَوْ لِلذِّئْبِ" قَالَ: قلتُ: يَا نبيَ الله، البعير أو الناقة توجد في أرض الفلاة، عليها الوعاء والسقاء؟ فقال: "دَعْها، مالك ولها؟ ".
1476 - تخريجه: لم أقف عليه في المصنف، فلعلّه في المسند له. وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (5/ 40: 3577) مختصرًا، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة ورجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع. وذكره في كتاب النكاح (5/ 97: 3750) مطولًا وقال: رواه ابن أبي شيبة واللفظ له، والترمذي وابن ماجه مختصرًا. =
= ررواه الطبراني في الكبير (22/ 226: 597) عَنْ عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بن أبي شيبة به بأطول منه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 169)، وقال: وفيه أبو فروة، يزيد بن سنان وثقه أبو حاتم وغيره، وضعّفه جماعة. ورواه ابن ماجه في الجهاد، باب الأكل في قدور المشركين (2/ 945: 3831) مختصرًا، عن علي بن محمد عن أبي أسامة به.
الحكم عليه: قال البوصيري في مختصر الإتحاف (5/ 40): رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع. قلت: الانقطاع لعلّه بين عروة بن رويم وبين أبي ثعلبة , لأن الأول كثير الإرسال.
1477 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُميد: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَهمي، ثنا فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: خرجتُ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قعودًا، وَإِذَا غُلَامٌ صَغِيرٌ يَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لعمر رضي الله عنه: "ضُمَّ الصَّبِيَّ إِلَيْكَ، فَإِنَّهُ ضَالٌّ"، فَضَمَّهُ عُمَرُ رضي الله عنه إليه ... الحديث. (55) وسيأتي إن شاء الله تعالى بتمامه في كتاب الأدب (¬1). ¬
1477 - تخريجه: أخرجه عبد بن حُميد في المنتخب (1/ 471: 529)، عن عبد الله بن بكر السهمي به في أثناء حديث طويل. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 43 ب)، كتاب اللُقطة، باب فيمن وجد صبيًا ضالًا، به مطولًا، وقال: هذا الإسناد ضعيف، فائد أبو الورقاء متروك. وله شاهد في صحيح مسلم (9/ 2104: 2754)، كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى، من حديث عمر بن الخطاب بلفظ: "قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بسَبي، فإذا امرأة من السبي تبتغي، إذا وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه فائد أبو الورقاء متروك الحديث، ولبعضه شاهد في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب.
1478 - وقال أبو بكر: حدثنا وكيع، عن سعد بن أوسٍ، عن بلال بن يحيى العبسي، عن علي رضي الله عنه أَنَّهُ الْتَقَطَ دِينَارًا فَقَطَعَ مِنْهُ قِيرَاطَيْنِ، ثُمَّ أتى فاطمَة رضي الله عنها، فَقَالَ: اصنَعي لَنَا طَعَامًا. ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَعَاهُ فَأَتَاهُ ومَن مَعَهُ، فَأَتَاهُمْ بحفنَةٍ، فَلَمَّا رَآهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْكَرَهَا، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟ " فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ:"أُلقطة، أُلقطة، عَلَيَّ الْقِيرَاطَانِ، ضَعُوا أيديَكم باسم اللَّهِ". * هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، أَخْرَجَ أَبُو داودَ منه طَرفًا قصيرًا.
1478 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 44 أ)، باب ما جاء في كثير اللقطة وقليلها، عن ابن أبي شيبة به بلفظه، وقال: رواه أبو داود في سننه عن الهيثم بن خالد. ورواه أبو داود في سُننه (8/ 285) من بذل المجهود، كتاب اللقطة، باب التعريف باللقطة، عن الهيثم بن خالد الجُهني، ثنا وكيع، به مختصرًا، والهيثم بن خالد ثقة. التقريب (ص 577 ت 7365). وأخرجه البيهقي في السُنن (6/ 194)، كتاب اللقطة، باب بيان مدّة التعريف، من طريق أبي داود به مختصرًا، وقال: في متن هذا الحديث اختلاف، وفي إسناده ضعف. وله شاهد بنحوه من حديث سهل بن سعد. فقد رواه أبو داود في السُنن (8/ 285)، الموضع السابق، من حديث أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن علي بن أبي طالب، بنحوه في أثناء حديث طويل، وإسناده حسن.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن , كما قال الحافظ ابن حجر، فيه بلال بن يحيى العبسي، وهو صدوق لا بأس به.
1479 [1]- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن محمد، قال: أَنَّ شَرِيكَ بنَ أَبِي نَمِرٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إن عليًا رضي الله عنه أتاه بدينار وَجده في السوق، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "عَرِّفْه ثَلَاثًا" فَعَرَّفَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مَن يَعرفه، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبره، فقال: "كُلْه، أو شأنَك بِهِ". فَابْتَاعَ مِنْهُ بِثَلَاثَةِ دراهمَ شَعِيرًا، وَبِثَلَاثَةِ دراهمَ تمرًا، وابتاع بدرهم لَحْمًا، وَبِدِرْهَمٍ زَيْتًا، وَفَضَلَ عِنْدَهُ دِرْهَمٌ -وَكَانَ الصَّرْفُ أحَدَ عشرَ بِدِينَارٍ- حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَاءَ صَاحِبُهُ فَعَرَفَهُ فَقَالَ لَهُ: عَليّ رضي الله عنه: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فذكر ذلك له، فقالى النبي -صلي الله عليه وسلم-: "إن جاءنا شَيْءٌ أَدَّيْنَاهُ إِلَيْكَ". [2] تَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُموي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ وَقَالَ: "أَبُو بَكْرٍ هَذَا عِنْدِي هُوَ ابْنُ أَبِي سَبْرة، وهو لين الحديث" (¬1). قلتُ: وَقَدْ ظَنَّ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ أَنَّهُ غيرُه فأخرج هذا الحديث في المختارة. ¬
1479 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (2/ 332: 1073)، عن سفيان بن وكيع به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 45 ب)، كتاب تعريف اللقطة، به بلفظه، وأشار إلى قول البزّار ساكتًا على الحديث. وأخرجه البزار (2/ 131) من كشف الأستار، كتاب اللُقطة، باب تعريف اللقطة، عن علي بن عمرو، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ به بلفظه. ورواه أبو داود في السُنن (8/ 280) مع بذل المجهود، من طريق عُبيد الله بن مقسم، عن رجل عن أبي سعيد بنحوه مختصرًا. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 169)، كتاب البيوع، باب اللُقطة، بلفظه، وقال: رواه البزّار وأبو يعلى بنحوه، وقد رواه أبو داود بغير سياقه باختصار، وفيه أبو بكر بن أبي سبرة، وهو وضاع.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه أبو بكر بن أبي سبرة، وهو منكر الحديث، وقد رماه بعضهم بالوضع. وللمتن شاهد من حديث علي، بنحوه، وإسناده حسن، كما سبق في الحديث قبل هذا.
1480 - وقال أبو يعلى أيضًا: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حدّثتني أمُ عبد الله بنت نابل واسمها عُبيدة، عَنْ عائشةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهَا سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كنتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَجَدَ [ثُفْروقة] (¬1) فيها تمرتان، فأخذ تمرةً وأعطاني تمرة. ¬
1480 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 137: 815)، به بلفظه. ورواه البزار (2/ 130) من كشف الأستار، كتاب اللقطة، باب القليل التافه، عن أبي كُريب ومحمد بن عُبيد الحراني، ثنا عثمان بن عبد الرحمن، به بلفظ قريب من هذا. وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ ق 44 ب)، باب ما جاء في كثير اللقطة وقليلها، به بلفظه، وقال: هذا إسناد حسن، عثمان مختلف فيه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 170)، كتاب البيوع، باب اللقطة، بنحو، وقال: رواه البزّار وأبو يعلى، وفيه عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وهو ثقة وفيه ضعف.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، في إسناده عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، صدوق، وأم عبد الله بنت نابل، قال الحافظ: مقبولة، وذكرها ابن حبان في الثقات وقد حسّنه البوصيري.
1489 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي حمزةَ الأعرج جارٍ له، قَالَ: سمعتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يقول في اللُقطة: ادفعوها إلى السلطان.
1481 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 45 أ)، به بلفظه، وسكت عليه. وقد تابع أبا حمزة البصري على هذه الرواية حبيبُ بن أبي ثابت. كما أخرجه ابن أبو شَيبة في المصنّف (6/ 451)، كتاب البيوع، باب في اللقطة، ما يُصنَع بها، عن وكيع، عن مسعود وسفيان، عَنْ حَبيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عمر، سُئل عن اللقطة، فقال: ادفعها إلى الأمير، وإسناده صحيح. وأخرجه البيهقي في السُنن (6/ 189)، كتاب اللُقطة، باب اللقطة يأكلها الغني والفقير إذا لم تُعرف بعد تعريف سَنة، من طريق قبيصة، عن سفيان، عن حبيب، به بلفظ الأمير بدل السلطان. ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (4/ 139)، كتاب الإجارات، باب اللقطة والضوال، من طريق شعبة، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عمر، بلفظ السُلطان. وهذا إسناد صحيح.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد، فيه أبو حمزة جار لشُعبة، مقبول من الرابعة، وللحديث متابعة صحيحة بنحوه عند ابن أبي شيبة والطحاوي.
1482 - حدثنا المعتمر، قال: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ أيوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ رَجُلٍ (¬1)، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ لعمرَ بْنِ الخطاب رضي الله عنه: إِنِّي وجدتُ دِينَارًا فالْتقطته، حَتَّى بَلغت مائةَ دينار، قال: عَرّفها سَنةً. فعرّفها سَنةً، ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: عَرِّفْهَا سَنَّه، ثُمَّ أَتَاهُ في الثالثة (¬2) فقال: عَرّفها، ثم شأنَك وشأنها. ¬
1482 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 45 أ)، باب تعريف اللقطة، به بلفظه، وسكت عليه. وأخرج البيهقي في السُنن (6/ 193)، كتاب اللقطة، باب تعريف اللقطة، له متابعة بلفظ آخر، من طريق الشافعي، عن مالك، عن أيوب بن موسى، عن معاوية بن عبد الله بن بدر أن أباه أخبره أنه نزل منزلًا بطريق الشام فوجد صُرّة فيها ثمانون دينارًا، فذكر ذلك لعمر بن الخطاب، فقال له: عرّفها على أبواب المساجد.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه موسى بن عمرو بن سعيد، مستور، والظاهر أنه لم يدرك عمرَ بنَ الخطاب.
1483 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبّاد، ثنا محمد بن سليمان بن مَسمول، قال: سمعتُ قاسمَ بنَ مخوَّل البهزي، قَالَ: سمعتُ أَبِي -وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ والإِسلامَ- قَالَ: قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَلْقَى الإبلَ وبها لَبن، وهى مصراة (¬1) ونحن محتاجون؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "نادِ صاحبَ الْإِبِلِ ثَلَاثًا، فَإِنْ جَاءَ، وإلَّا فاحلُل صِرَارَهَا، ثُمَّ اشرَبْ، ثُمَّ صُرّ وَأَبْقِ للبن ذَواعيه" قلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، الضِوالُّ تَرِدُ عَلَيْنَا، هَلْ لَنَا أَجْرٌ أَنْ نَسقيَها؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَعَمْ، فِي كُلِّ ذاتِ كبِد حَراء أجر". ¬
1483 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (3/ 137: 1568)، به بلفظه في أثناء حديث طويل. وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (5/ 129)، من طريق أبي يعلى في أثناء الحديث. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 28 أ)، باب اتّخاذ الماشية، بلفظه في أثناء الحديث، وسكت عليه. وأورده ابن حجر في الإصابة (3/ 373)، وعزاه إلى ابن السكن وأبي يعلى من طريق محمد بن سليمان بن مسمول. ورواه الطبراني في الكبير (20/ 322)، من طريق محمد بنَ عبّاد المكي به بلفظه في أثناء الحديث الطويل. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 30)، من طريق محمد بن سليمان بن مسمول به بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 134)، كتاب الأطعمة، باب النهي الواضح =
= عن تحصين الحيطان والنخيل، من طريق محمد بن سليمان بن مسمول، به بنحوه وسكت عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 164)، كتاب البيوع، باب فيمن مَرّ على بستان وماشية، بنحوه مطوّلًا، وقال: رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن سليمان بن مسمول، وهو ضعيف. وقال في (7/ 304): رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط باختصار، وفي إسناد أبي يعلى محمد بن سليمان بن مسمول، وهو ضعيف، وفي إسناد الطبراني سليمان بن داود الشاذكوني، وهو ضعيف.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف محمد بن سليمان بن مسمول، وبه أعلّه الهيثمي.
39 - باب الزجر عن كسر الدينار والدرهم
39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كَسرْ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ 1484 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيَّب، قَالَ: قَطْعُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ مِنَ الفَساد في الأرض.
1484 - تخريجه: أخرجه مالك في الموطأ (2/ 632: 28) , كتاب البيوع، باب بيع الذهب بالفضة تبرًا وعينًا، عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيّب، بلفظ: قطع الذهب والورق من الفساد في الأرض. وله شاهد بمعناه، كما أخرجه أبو داود في السُنن (15/ 121)، كتاب البيوع، باب كسر الدراهم، من طريق علقمة بن عبد الله عن أبيه قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أن تكسر سِكّة المسلمين الجائزة بينهم، إلَّا من بأس" وفي إسناده محمد بن الفضاء أبو بحر البصري، وهو ضعيف، وأبوه فضاء بن خالد الجهضمي مجهول.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح موقوف على سعيد بن المسيَّب.
40 - باب الإجارة
40 - باب الإِجارة 1485 - أبو يعلي: حدثنا إسحاق- هو ابن أبي إسرائيل، ثنا عبد الله بن جعفر، عَنْ سُهَيْل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أُعطوا الْأَجِيرَ أجَره قبل أن يجف رشحه" (¬1). ¬
1485 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 34: 6682)، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 37 أ)، كتاب الإجارة، به بلفظه، وسكت عليه. وأخرجه البيهقي في السنن (6/ 121)، كتاب الإجارة، باب إثم مَن منع الأجير أجره، من طريق إبراهيم بن مهدي، عن عبد الله بن جعفر به، بلفظه: "قبل أن يجفّ عَرقه". ورواه أبو نُعيم في الحلية (7/ 142)، من طريق عبد العزيز بن أبان، عن سُهيل، به. وعبد العزيز بن أبان متررك الحديث، ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 142)، وابن عدي في الكامل (6/ 2235)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 221). =
= والبيهقي (6/ 121)، في الموضع السابق، كلاهما من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، بنحوه، مع زيادة في أوله، وإسناده صحيح. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 97)، كتاب البيوع، باب إعطاء الأجير والعامل، بلفظه، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عبد الله بن جعفر والد علي المديني، وهو ضعيف. وذكره المصنّف في التلخيص الحبير (3/ 59)، وعزاه إلى أبي يعلى وابن عدي والبيهقي. وأورده الشيخ الألباني في إرواء الغليل (5/ 322)، وقال: صحيح. وله شاهد من حديث ابن عمر: فقد رواه ابن ماجه في سُننه (2/ 817: 2443)، كتاب الرهن، باب أجر الأجراء، من طريق عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عبد الله بن عمر، بلفظ: "قبل أن يجف عرقه" وإسناده ضعيف، لضعف وهب بن سعيد وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وله شاهد بمعناه من حديث أبي هريرة، كما رواه البخاري في الصحيح (4/ 447)، كتاب الإجارة، باب إثم من منع أجر الأجير، بلفظ: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، وذكر منهم: ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجرَه".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف: لضعف عبد الله بن جعفر بن نجيج، وله متابعة صحيحة عند الطحاوي والبيهقي.
41 - باب الهدية
41 - بَابُ الهَديّة 1486 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُميد: حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم، ثنا مِنْدَلٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَن أُهديت لَهُ هَدِيَّةٌ، وَعِنْدَهُ قَوْمٌ، فَهُمْ شُرَكَاؤُهُ فِيهَا". * عَلَّقَهُ البُخاري (¬1). ¬
1477 - تخريجه: أخرجه عبد بن حُميد في المنتخب (1/ 596: 704)، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 42 ب)، كتاب الهبات , باب من أُهديت إليه هدية وعنده قوم، به بلفظه، وسكت عليه. وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 104؛ 11183)، من طريق مالك بن زياد الكوفي، عن مَنْدل به بلفظه. وأخرجه في الأوسط (مجمع البحرين ق 90 أ) من طريق مالك بن زياد أيضًا، به بلفظه. وقال: لم يروه عن عمر إلَّا ابن جريج. تفرَّد به مندل، ولا يُروى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ. =
= وأخرجه البيهقي في السُنن (6/ 183)، كتاب الهبات، باب ذكر الخبر الذي رُوي: مَن أُهديت له هدية، من طريق محمد بن الصلت عن مِنْدَلٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار به بلفظه. ومن طريق عبد الرزاق، عن مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ به بنحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 148)، كتاب البيوع، باب فيمن أُهديت له هدية وعنده قوم، بلفظه، وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط , وفيه مندل بن علي، وهو ضعيف وقد وُثّق. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 26: 8296) مع الفيض، بنحوه، من حديث الحسن بن علي الآتي، ورمز له بالحسن. وقد عَلّقه البخاري في صحيحه (5/ 227) مع الفتح، كتاب الهبة، باب من أُهدى له هدية وعنده جُلساؤه، عن ابن عباس. وقال الحافظ: جاء عن ابن عباس موقوفًا ومرفوعًا، والموقوف أصلح إسنادًا. ثم ساق إسناد عبد بن حُميد، بلفظه، وقال: وفي إسناده مندل وهو ضعيف. ورواه محمد بن مسلم الطائفي عن عمروكذلك.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضَعيف؛ لضعف مندل بن علي.
1487 - قال إسحاق: أخبرنا يحيى بن سعيد العطار الْحِمْصِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ طَلْحَةَ بن عبيد (¬1) الله، عَنِ الْحَسَنِ (¬2) بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " مَن أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ جُلوسٌ، فهم شركاؤه فيها". ¬
1487 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 42 ب)، كتاب الهبات، باب مَن أُهديت إليه هدية وعنده قوم، فهم شركاؤه فيها، بإسناده ولفظه، وقال: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف يحيى بن العلاء. وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 96: 2762)، من طريق يحيى بن سعيد العطار، عن يحيى بن العلاء به بلفظه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 148) كتاب البيوع، باب فيمن أُهديت له هدية وعنده قوم، بلفظه، وأعقبه بقوله: رواه الطبراني في الكبير، وفيه يحيى بن سعيد العطار، وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 26: 8296)، بلفظه، ورمز له بالحسن. وأورده الحافظ ابن حجر في الفتح (5/ 227)، وقال: وله شاهد -لحديث ابن عباس السابق- مرفوع من حديث الحسن بن علي، وآخر عن عائشة عند العقيلي، وإسنادهما ضعيف.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه يحيى بن العلاء الرازي وهو متهم بالوضع، ويحيى بن سعيد العطار ضعيف.
1488 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي قَيْلويه أَبُو صَالِحٍ قَالَ: كَانَ لِي عَلَى عِلْج (¬1) عِشْرُونَ دِرْهَمًا، فَأَهْدَى إِلَيَّ هَدِيَّةً، فَسَأَلْتُ ابنَ عباس رضي الله عنهما، فقال: أحسب ثمنَ الهدية وخُذ البَقية. ¬
1488 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 20: 3503)، وقال: رواه مسدّد موقوفًا ورجاله ثقات. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 349، 350) من طريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير به بلفظ "أنه قال في رجل كان له على رجل عشرون درهما، فجعل يهدي إليه، وجعل كلما أهدي إليه هدية باعها حتى بلغ ثمنها ثلاثة عشر درهمًا فقال ابن باس: "لا تأخذ منه إلَّا سبعة دراهم". وله شاهد من حديث أنس بلفظ "إذا أُقرض أحدكم قرضًا فأُهدي له، أو حمله على الدابة، فلا يركبها , ولا يقبله إلَّا أن يكون جرى بينه وبينه قبل ذلك". أخرجه ابن ماجه في الصدقات، باب القرض (2/ 813: 2432)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 150) من طريق إسماعيل بن عياش عن عتبة بن حميد الضبي عن يحيى بن أبي إسحاق الهنائي عن أنس به. وإسناده ضعيف؛ لضعف إسماعيل في غير الشاميين كما في التقريب (ص 109)، وهذه منها وعتبة بن حميد هذا صدوق له أوهام كما في التقريب (ص 380). وهذا يخالف أحاديث زيادته -صلى الله عليه وسلم- في الوفاء وحثّه على ذلك، وهي كثيرة أوردها البيهقي في السنن (5/ 351 - 352)، وبعضها في الصحيح.
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، لكنه موقوف. وهو مع هذا مخالف لأحاديث زيادته -صلى الله عليه وسلم- في الوفاء وحثه عليه كما أشرت إليها في التخريج.
1489 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا الحارث، عن سعيد بن الرَّبِيعُ، عَنْ رَجل قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَزاوَرُوا وتهادَوْا، فَإِنَّ الزيارةَ تُنبتُ الودَّ، وإن الهَديةَ تُسلّ السخيمةَ" (¬1). ¬
1489 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 40 ب)، باب الحَثْ على الهبة، به بلفظه، وسكت عليه. ولم أجده في مسند أبي يعلى ولا في المقصد العلي ومجمع الزوائد. والحديث معروف من رواية أنس بن مالك. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 394: 1937)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (4/ 33، 34: 2051) من طريق حميد بن حماد، وأبو الشيخ في الأمثال (ص 287: 244)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ص 240: 368) كلاهما من طريق الفضل بن موسى، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 91، 187)، والبيهقي في الشعب (6/ 479، 480: 8977) من طريق بكر بن بكار، ثلاثتهم عن عائذ بن شريح عن أنس بلفظ: "يا معشر الأنصار تهادوا فإن الهدية تسلّ السخيمة، لَوْ أُهْدِيَ إِلَى كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ وَلَوْ دُعِيتُ إلى ذراع لأجبت" واللفظ للبزّار. وزاد الطبراني: "وتورث المودّة". وعائذ بن شريح، قال ابن طاهر: ليس بشيء كما في فتح الوهّاب للغماري (1/ 468). وقال الحافظ في بلوغ المرام (ص 1169): إسناده ضعيف. وقال الهيثمي في المجمع (4/ 146): وفيه عائذ بن شريح وهو ضعيف. =
= والحديث رُوي عن جمع الصحابة كما في فتح الوهاب (1/ 466 - 471). والتلخيص الحبير (3/ 70)، والشذوة لمحمد بن طولون (1/ 223 - 225)، ومجمع الزوائد (4/ 146) لكنها لا تخلو من ضعف، غير أنها تدلّ على أن للحديث أصلًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والله أعلم. وأشهر هذه الأحاديث حديث أبي هريرة: "تهادوا تحابوا" أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (594)، وأبو يعلى في مسنده كما في نصب الراية (4/ 120)، والدولابي في الكنى (1/ 150) و (2/ 7)، وابن عدي في الكامل (4/ 1424)، وأبو الشيخ في الأمثال برقم (245)، وتمام في الفوائد (2/ 220: 1577)، والبيهقي في الشعب (6/ 479: 8976). وقال الحافظ في التلخيص الحبير (3/ 70): إسناده حسن. ولمتنه شاهد بإسناد حسن في حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
الحكم عليه: في إسناده من لم أعرفه، وهو الحارث، وهذا شيخه سعيد بن الرّبيع.
1490 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيّان، ثنا موسى بن إسماعيل، حدثتنا حَبابة بنت عجلان، عن أمها أم حفص، عَنْ صفيةَ بِنْتِ جَرِيرٍ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بنت وداع الخزاعية رضي الله عنها، قالت: سمعتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "تَهادَوْا، فإنّه يُضعف الحبَ ويُذهب الغوائلَ".
1490 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 40 ب)، باب الحث على الهدية، به بلفظه، وسكت عليه. وأخرجه الطبراني في الكبير (25/ 162؛ 163: 393)، عن العبّاس بن الفضل عن موسى بن إسماعيل به بنحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 146)، كتاب البيوع، باب الهدية، بنحوه، وقال: رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم يُعرف. وأخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ص 240: 367) عن موسى بن محمد بن حيّان به بلفظه. ورواه القضاعي في مسند الشهاب برقم (659)، والديلمي في مسند الفروس برقم (2299) من طريق أبي سلمة التبوذكي عن حبابة به بلفظه. والبيهقي في الشعب (6/ 480: 8979) من طريق السري بن خزيمة عن موسى بن إسماعيل به بلفظ "توادوا تزيد في القلب حبًا وتذهب بغوائل الصدر".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة حبابة وأم حفص وصفية بنت جرير. وقال ابن طاهر كما في التلخيص الحبير (3/ 70): إسناده غريب ولشى بحجّة. وقال الهيثمي في المجمع (4/ 147): فيه من لم يعرف.
1491 - حَدَّثَنَا عُقْبَةُ، ثنا يُونُسُ -هُوَ ابْنُ بُكَيْرٍ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسان، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا أَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ ... " الحديث.
1491 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (8/ 209: 4773)، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 41 أ)، باب قبول الهدية، به بلفظه في أثناء الحديث، مع ذكر المناسبة. وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق. وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (6/ 133)، من طريق عبد الله بن دينار، عن عروة به، بنحوه، وإسناده صحيح. ورواه ابن سعد في الطبقات (8/ 294)، بنحوه في أثناء الحديث، من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن عبد الله بن دينار به. ورواه البزار (2/ 395) من كشف الأستار، كتاب البر والصلة، باب هدية الشحيح، من طريق عبد الله بن نيار الأسلمي، عن عروة عن عائشة، بنحوه في أثناء الحديث، وقال: قد رواه أيضًا يحيى بن أيوب، عن ابن حرملة. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 149)، كتاب البيوع، باب ثواب الهدية والثناء والمكافأة، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح. وذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة (4/ 444)، بمعناه، من طريق محمد بن إسحاق، عن صالح به، وعزاه إلى ابن منده. وذكره أيضًا من طريق محمد بن إسحاق، عن صالح به، وعزاه إلى ابن منده. وذكره أيضًا من الطريق الثاني، وعزاه إلى أبي نُعيم.
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لتدليس محمد بن إسحاق، وهو مدلِّس من المرتبة الرابعة، وله متابعة صحيحة في مسند الإِمام أحمد كما تقدم في التخريج، لكنها متابعة قاصرة.
1492 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الحُصين، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، عَنْ مَرْوَانَ بن الحكم، قال: قال عُمَرُ رضي الله عنه: مَن وَهب هِبةً لصلة رَحم، أو على وجه الصدقة، فهي جائزة، ومَن وهب هبةً يَرَى أَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ الثوابَ، فَهُوَ أَحَقُّ بها إن يرضَ منها.
1492 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 42 أ)، باب المكافأة في الهبة والهدية، به بلفظه، وقال: رجاله ثقات. ورواه البيهقي في السنن (6/ 182)، كتاب الهبات، باب المكافأة في الهبة، من طريق عبد الله بن وهب عن مالك به بلفظ قريب. ورواه عبد الرزاق في المصنف (9/ 106: 16524)، كتاب المواهب، باب الهبات، من طريق زيد بن وهب، قال: كتب عمر بن الخطاب فذكره بنحوه، وفي أوله زيادة. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 472)، كتاب البيوع، باب في الرجل يهب الهبة فيُريد أن يرجع فيها، من طريق الأعمش، عن إبراهيم عن الأسود، عن عمر، بنحوه. وروى شطره الأولَ الدارقطني في السنن (3/ 43: 179)، كتاب البيوع، من طريق سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، وقال: "لا يثبت هذا مرفوعًا، والصواب عن ابن عمر عن عمر موقوفًا. ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 52)، كتاب البيوع، باب إذا كانت الهبة لذي رحم، من طريق حنظلة بن أبي سفيان، سمعت سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، مختصرًا، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه، ووافقه الذهبي. ورواه البيهقي في الموضع السابق (6/ 181)، من طريق عمرو بن دينار، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر، مختصرًا موقوفًا عليه. =
= وقال البخاري: هذا أصح. وذكره الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (3/ 73) بمعناه، من حديث مالك، عن داود بن الحصين، به.
الحكم عليه: الحديث يهذا الإسناد صحيح، وقال البوصيري: رجاله ثقات. وقد رُوي الحديث عن ابن عمر مرفوعًا، وقال الدارقطني: لا يثبت هذا مرفوعًا , والصواب عن ابن عمر، عن عمر موقوفًا، وقال البخاري: هذا أصحّ -يعني الموقوف.
1493 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬1)، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فِي رَجُلٍ وَهب بَهمةً فولدت فَأَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ فِيهَا، فَقَالَ: يَرْجِعُ فِي قيمتها. ¬
1493 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 43 أ)، باب ما يجوز من الرجوع في الهبة وما لا يجوز، به بلفظه، وقال: هذا إسناد موقوف، رجاله ثقات. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 1)، كتاب البيوع، باب الرجل يهب هبةً، عن وكيع، عن سفيان به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد منقطع موقوف على عمر بن الخطاب، فإن الزهري لم يدرك عمر. وقول البوصيري: رجاله ثقات، فيه قصور لإهماله الانقطاع.
1494 - وحدثنا يحيى، عن سفيان، عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز رضي الله عنه في رجلَ وَهب وصيفةً (¬1) فشبّت، ثم أراد أن يَرجع فيها، قال: يرجع في القيمة علانيةً. ¬
1494 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 43 أ)، باب ما يجوز من الرجوع في الهبة وما لا يجوز، به بلفظه. وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. ررواه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 1)، كتاب البيوع، باب الرجل يهب الهبة، من طريق وَكيع، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عمر بن عبد العزيز، بنحوه، وزاد: وكتب أن الزيادة للموهوب له. ورواه عبد الرزاق في مصنّفه (9/ 111: 16546)، كتاب المواهب، باب العائد في هبته، من طريق عبد الرحمن بن زياد , به بمعناه، وزاد من قول سفيان الثوري: يرجح علانيةً فيها عند السلطان.
الحكم عليه: إسناد هذا الأثر صحيح، رجاله ثقات، كما قال البوصيري.
1495 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي طَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَعبي، قَالَ: إِذَا اسْتُهلكت الهِبة، فليس لصاحبها أن يعود فيها.
1495 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3 ق 43 أ)، باب ما يجوز من الرجوع في الهبة وما لا يجوز به بلفظه، وقال: رواه مسدّد مقطوعًا، ورجالُه ثقات. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنَّف (7/ 48)، كتاب البيوع، باب من قال إذا استُهلكت الهبة فلا رجوعَ فيها، من طريق وكيع، عن سفيان، عن طارق -وقال المحقّق: عن طاوس، وفي الأصل: طارق- عن الشعبي، بنحوه. وروى نحوه في الموضع السابق عن معمر، عن الزهري، قال: يرجع الرجل في هبته، فإن كانت قد استُهلكت فله قيمة هبته يوم وهبها.
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح الإسناد، وقال البوصيري: رواه مسدّد مقطوعًا، ورجاله ثقات.
1496 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمير، ثنا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، عن أبيه، عن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا كَانَ يُلَقَّب حِمَارًا، وَكَانَ يُهدي لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- العُكَّة (¬2) مِنَ السَّمْنِ والعُكّة مِنَ الْعَسَلِ، فَإِذَا جَاءَ صاحبُه يتقاضاه جاء به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فَيَقُولُ: يَا رسولَ اللَّهِ، أعطِ هَذَا ثمنَ متَاعه. فَمَا يَزِيدُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَنْ يَبْتَسِمَ، وَيَأْمُرَ بِهِ فيُعطى. ¬
1496 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (1/ 161: 176) به بلفظه، مع زيادة في آخره. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 43 أ)، باب المكافأة في الهبة، به بلفظه، وقال: هذا إسناد صحيح. وذكره الحافظ في الإصابة (1/ 351)، بنحوه، من طريق زيد بن أسلم به، وعزاه إلى أبي يعلى. ورواه البخاري في صحيحه (12/ 75) مع الفتح , كتاب الحدود، باب ما يكره من لعن شارب الخمر، من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه به، مقتصرًا على ذكر حدّ الشرب. وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 148)، كتاب البيوع، باب ثواب الهدية والثناء والمكافأة، بلفظه، وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح.
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، فيه هشام بن سعد، وهو صدوق له أوهام. ولكن تابعه سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح.
42 - باب الندب إلى التسوية بين الأولاد في العطية
42 - بَابُ النَدب إِلَى التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْأَوْلَادِ فِي العَطية 1497 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَياش، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يُوسُفَ [الرحبىَ] (¬1)، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "سَوّوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ فِي العَطية، فَلَوْ كنتُ مفضِّلًا أحدًا لَفضّلتُ النساءَ". ¬
1497 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 43 أ)، باب التسوية بين الأولاد في العطية، به بلفظه، وقال: الجملة الأولى لها شاهد من حديث النعمان بن بشير، رواه أصحاب الكتب الستة. وهو عند الحارث في مسنده (1/ 512: 454) بهذا الإسناد. ورواه سعيد بن منصور في سننه (1/ 120: 294)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (6/ 177)، والطبراني في المعجم الكبير (11/ 354: 11997)، وابن عدي في الكامل (3/ 1217) ترجمة سعيد بن يوسف اليمامي، والخطيب في تاريخه (11/ 108)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 369 - 370 مخطوط) من طرق عن إسماعيل بن عياش به. ورواه سعيد بن منصور في سننه (1/ 119: 293)، وابن عساكر في تاريخ =
= دمشق (7/ 370) من طريق ابن المبارك، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ مرسلًا. قال ابن عدي عقب روايته له: لا أعرف له -يعني سعيد بن يوسف- شيئًا أنكر مما ذكرت من حديث عكرمة عن ابن عبّاس. وذكره الحافظ في ابن حجر التلخيص الحبير (3/ 71: 1324)، بلفظه وعزاه إلى الطبراني، وقال: وفي إسناده سعيد بن يوسف وهو ضعيف. وذكره في الفتح أيضًا (5/ 214)، وقال: أخرجه سعيد بن منصور والبيهقي من طريقه، وإسناده حسن. وذكره الشيخ الألباني في الأرواء (6/ 67: 1628)، بلفظه، وضعفه. وللشقّ الأول من الحديث شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بشير. فقد رواه البخاري في صحيحه (5/ 212) من الفتح، كتاب الهبات، باب الهبة للولد. ومسلم في صحيحه (3/ 1242: 1623)، كتاب الهبات، باب كراهية تفضيل بعض الأولاد في الهبة، كلاهما من طريق حصين عن الشعبي، عنه، في أثناء الحديث بلفظ: "اتقوا الله، واعدلوا في أولادكم".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف سعيد بن يوسف الرحبي، ولكن شطره الأول في التسوية بين الأولاد مخرج فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ. وذكره ابن حجر في التلخيص الحبير (3/ 72)، وقال: في إسناده سعيد بن يوسف وهو ضعيف. وحسّن إسناده في الفتح (5/ 214) من طريق سعيد بن منصور، وهذا عجيب منه -رحمه الله-؛ لما تقدم ذكره في حال ذكره في حال سعيد بن يوسف.
43 - باب الرهن
43 - باب الرَهْن 1498 [1]- إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة الرّبذَي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسيط، عن أبي رافع رضي الله عنه قال: نزل برسول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ضَيْفٌ، فَبَعَثَنِي إِلَى يَهُودِيٍّ، فَقَالَ: "قُل لَهُ إِنَّ رسولَ اللَّهِ يَقُولُ: بِعْني أَوْ أسلِفني إِلَى رجب" فأتيْتُه فقلت له ذلك، فقال له: وَاللَّهِ، لَا أَبِيعُهُ وَلَا أسْلفه إلَّا بَرهْن! فأتيتُ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: "وَاللَّهِ، لَوْ بَاعَنِي أَوْ أَسْلَفَنِي لقضيتُه! إِنِّي لَأَمِينٌ فِي السَّمَاءِ، أَمِينٌ فِي الْأَرْضِ. اذْهَبْ بِدِرْعِيَ الْحَدِيدِ إِلَيْهِ! " قَالَ: فنزَلت تَعْزِيَةً عَنِ الدُّنْيَا {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (¬1). [2] وقال أبو بكر: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ بِهَذَا. [3] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا رَوْح بْنُ عُبادةَ -يَعْنِي عَنْ مُوسَى- بِهَذَا الْإِسْنَادِ، مِثْلَهُ. [4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ... فذكره. [5] قال: وحدثنا الحسن بن شبيب، ثنا خلف بن خليفة ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ فاستُقرض لَهُ تمر مِن رجل يهودي، فقال اليهودي: ¬
لا والله، إلَّا برهن! قَالَ: فَقَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أنا في السَماء أمين، وفي الأرض أمين".
1498 - تخريجه: وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 29 أ)، باب جواز الرهن، بلفظه، وسكت عليه. وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 331: 989) من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عبيدة به بنحوه. ورواه ابن أبي شيبة عن وكيع، عن موسى، به، وهي الطريق الثانية. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى، وهي الطريق الرابعة، ولم أجده في المسند. ومن طريق وكيع رواه الطبري في التفسير (16/ 235)، عن موسى، به بلفظ مقارب. ورواه إسحاق أيضًا، من طريق روح بن عبادة، عن موسى، به، وهي الطريق الثالثة. وذكره السيوطي في الدرّ المنثور (4/ 313)، وعزاه إلى ابن أبي شيبة وإسحاق والبزار وأبي يعلى وابن جرير. وللحديث شاهد من حديث عائشة. فقد أخرجه البخاري في الصحيح (4/ 433) مع الفتح، كتاب السلَم، باب الرهن في السلم، وباب الكفيل في السلم، ومسلم في صحيحه (31226: 1603)، كتاب المساقاة، باب الرهن وجوازه في الحضر والسفر، كلاهما من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود. عن عائشة، بلفظ: "اشترى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طعامًا من يهودي بنسيئة، ورهنه درعًا من جديد".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، مدار الطرق الأربعة الأولى على موسى بن عُبيدة الربذي، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (5/ 450: 3435)، وقال: مداره على موسى بن عبيدة وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 126)، وقال: فيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف. وأصله في الصحيح من حديث عائشة مختصرًا بمعناه، ومن غير ذكر الزيادة في آخره. والطريق الخامس في إسناده جعفر بن علي بن أبي رافع، لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل.
1499 - حدثنا الْعَبَّاسِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يُوسُفُ -هُوَ السَّمْتِيُّ- ثنا جعْفر بن سعد، عن خُبيب بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمرة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدّه، عن سمرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَن رَهَنَ أرضًا بدَيْن عليه، فإنه يقضي مِن ثمرها بما فَضُلَ عَنْ نَفَقَتِهَا، فَيَقْضِي مِنْ ذَلِكَ دَينه الَّذِي عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ يَحْسِبَ الَّذِي بَقِيَ له عند عَمله ونفقته بالعدل".
1499 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 29 أ)، كتاب الرهن، به بلفظه، وقال: هذا إسناد ضعيف، سليمان وابنه خُبيب وجعفر بن سعد، ذكرهم ابن حبان في الثقات، وضعّفهم غيره. ورواه الطبراني في الكبير (7/ 321: 7090)، من طريق جعفر بن سعد به بلفظه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 142)، كتاب البيوع، باب الرهن وما يحصل منه، بلفظه، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده مساتير. وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (6/ 289: 15744).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه يوسف بن خالد السّمتي، وهو متروك. وفيه أيضًا جعفر بن سعد. وخبيب بن سليمان وسليمان بن سمرة، وهم مساتير. وقال الذهبي: هذا إسناد مظلم لا ينهض بحكم. وقال الهيثمي: فيه مساتير. وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف.
44 - باب الحجر
44 - بَابُ الحَجْر (¬1) 1500 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بن عياش، عن حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَتيق، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إنَّ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يُتْمَ بعد حُلْم". ¬
1500 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (2/ 459: 350)، بلفظه في أثناء الحديث الطويل. وأخرجه أبو داود الطيالسي في المسند (ص 243: 1767)، من طريق اليمان أبي حُذيفة وخارجة بن مصعب، كلاهما عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ به بلفظه، في أثناء الحديث. ومن طريق مطرف البكري عن حرام بن عثمان به، أخرجه: ابن عدّي في الكامل (2/ 853)، في ترجمة حرام بن عثمان، بلفظه في أثناء الحديث، وقال: وعامة أحاديثه مناكير. وللحديث شواهد من طريق علي بن أبي طالب وأنس وحنظلة بن حُذيم. =
= فمن حديث علي أخرجه: أبو داود في السُنن (13/ 130) مع بذل المجهود، كتاب الوصايا، باب ما جاء متى ينقطع الحاكم، ولفظه: "لا يُتْم بعد احتلام، ولا صمات يوم إلى الليل". والطبراني في الأوسط (1/ 117: 258)، بنحو لفظ أبي داود، والصغير (ص 117: 258)، بنحوه مع الزيادة. ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 280)، بنحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 334)، كتاب الطلاق، باب لا طلاق قبل نكاح، بلفظه مع الزيادة. وقال: رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات، وروى أبو داود منه "لا يُتم بعد حلم ولا صُمات يوم إلى الليل". وابن حجر في التلخيص الحبير (3/ 101: 1388)، كتاب قسم الفيء والغنيمة، بنحوه، وعزاه إلى مصادره. والسيوطي في الجامع الصغير (6/ 444: 99479)، وعزاه إلى أبي داود، ورمز لحسنه. والألباني في الإرواء (5/ 79: 1244)، بنحوه، وقال: صحيح. ومن حديث أنس أخرجه: البزار (2/ 101 و 136) من الكشف، بلفظه، وقال: لا يروي عن أنس إلَّا بهذا الإسناد، ويزيد ليّن الحديث. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 226)، كتاب الفرائض، باب لا يُتم بعد حُلم، وعزاه إلى البزار قائلًا: وفيه يحيى بن يزيد النوفلي وهو ضعيف. ومن حديث حنظلة بن حذيم رواه: الطبراني في الكبير (4/ 14: 3502)، بنحوه مع زيادة في آخره. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 226)، الموضع السابق , وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات. =
= وابن حجر في التلخيص (3/ 101) الموضع السابق، وقال: هو في الطبراني وغيره، وإسناده لا بأس به. وأورده المنتقي الهندي في كنز العمال (3/ 178: 6045 و 6046).
الحكم عليه: الحديث بإسناد الحارث ضعيف جدًا، وفيه حرام بن عثمان، وهو متروك. ومتن الحديث حسن بمتابعاته وشواهده.
1501 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، ثنا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: قرأتُ عَلَى فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي حَريز، عَنْ أَبِي إسحاق، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: إِنَّ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال لرجل: "أنت ومالُك لأبيك". * هذا إسناد حسن.
1501 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (10/ 99: 5731)، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 3)، باب الترغيب في كسب الحلال، به بلفظه، وسكت عليه. وأخرجه البزار (2/ 84)، كتاب البيوع، باب أنت ومالك لأبيك، من طريق عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر، بنحوه، مع القصة في أوله. وقال: لا نعلمه عن ابن عمر مرفوعًا إلَّا بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 154)، كتاب البيوع، باب في مال الولد، وعزاه إلى أبي يعلى، ثم قال: وفيه أبو حريز، وثّقه أبو زرعة وأبو حاتم وابن حبان، وضعّفه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات. وذكر حديث ابن عمر عند البزار، وقال: رواه البزار والطبراني في الكبير، وفي الأوسط عنه: الولد من كسب الوالد، فقط. وفيه ميمون بن يزيد، لينه أبو حاتم. ووهب بن يحيى بن زمام، لم أجد مَن ترجمه، وبقية رجاله ثقات. وذكره الألباني في إرواء الغليل (3/ 327)، بلفظه، وقال: هذا سند حسن في المتابعات. وللحديث شاهد من حديث عائشة. فقد رواه الإِمام أحمد في مسنده (6/ 31، 41)، من طريق عمارة عن عمّته، عن عائشة، بمعناه. =
= ورواه أبو داود في السُنن (3/ 800: 3528، 3529)، كتاب البيوع، باب في الرجل يأكل مال ولده، من طريق عُمارة بن عمير عن عَمّته، عن عائشة بمعناه. والترمذي في الجامع (3/ 639: 1358)، كتاب البيوع، باب ما جاء أن الوالد يأخذ من مال ولده، من طريق عمارة، عن عمة له، عن عائشة، بمعناه. وقال: هذا حديث حسن صحيح. والنسائي في السُنن (8/ 241: 4449)، كتاب البيوع، باب الحث على الكسب، من طريق عُمارة عن عائشة، بمعناه. ورواه ابن ماجه في سُننه (2/ 723: 2137)، كتاب التجارات، باب الحثّ على المكاسب، من طريق الأسود، عن عائشة بمعناه. ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 45)، كتاب البيوع، باب ولد الرجل من كسبه، من طريق عمارة عن أبيه وعمته، عن عائشة، بمعناه. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه. وذكره الشيخ الألباني في إرواء الغليل (3/ 330)، وقال: رجاله ثقات رجال الشيخين غير عَمة عمارة، فلم أعرفها. لكن تابَعها الأسود عن عائشة. أخرجه أحمد والنسائي والرامَهُرْمزي، وإسناده صحيح.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، فيه أبو حَريز وهو صدوق، والحديث صحيح بشواهده.
45 - باب علامة البلوغ الذي يقع به التكليف
45 - باب علامة البلوغ الذي يَقَعُ بِهِ التَّكْلِيفُ 1502 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ (¬1): حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قال: سمعتُ رَجُلًا (¬2) فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يَقُولُ: كنتُ يومَ حُكْم سعد رضي الله عنه فِي بَنِي قُرَيْظَةَ وَأَنَا غُلَامٌ، فَشكّوا فِيَّ فلم يَجدوني جرت عليّ الموسى، فاستُبقيتُ. (56) وَسَيَأْتِي -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- فِي حَدِّ السَرِقة ذكرُ من اعتبره بستة أشبار (¬3). ¬
1502 - تخريجه: أخرجه الحميدي في المسند (2/ 394: 889)، عن سفيان به بنحوه. والإمام أحمد في المسند (4/ 310). وأبو داود في السنن (17/ 354) مع بذل المجهود، كتاب الحدود، باب في الغلام يُصيب الحدّ، كلاهما -أي أحمد وأبي داود- من طريق سفيان، عن =
= عبد الملك بن عُمير، عن عطية القرظي، بمعناه. وإسناده صحيح. والترمذي في السُنن (5/ 207) مع التحفة، كتاب السِيَر، باب ما جاء في النزول على الحكم، من طريق سفيان، عن عبد الملك، به بمعناه. وقال: هذا حديث حسن صحيح. والنسائي في سُننه (6/ 155)، كتاب الطلاق، باب متى يقع طلاق الصبي، من طريق سفيان به بمعناه، وإسناده صحيح. وابن ماجه في السنن (2/ 849)، كتاب الحدود، باب من لا يجب عليه الحد، من طريق سفيان به، بمعناه، وإسناده صحيح. وابن حبان في صحيحه (11/ 103: 4780) من الإحسان , من طريق هشيم، عن عبد الملك بمعناه، وإسناده صحيح. والحاكم في المستدرك (2/ 123)، كتاب الجهاد، باب ما من نسمة تولد إلَّا على الفطرة، من طريق شعبة عن عبد الملك بن عمير به بمعناه. وقال: رواه جماعة من أئمة المسلمين عن عبد الملك بن عمير، ولم يُخرجاه، كأنهما لم يتأمّلا متابعة مجاهد بن جبر لعبد الملك على روايته عن عطية القرظي. ورواه الطبراني في الكبير (17/ 165)، من طريق سفيان بن عُيينة، عن ابن أبي نجيح به بنحوه. والحاكم في المستدرك (2/ 123)، كتاب الجهاد، باب ما من نسمة تولد إلَّا على الفطرة، من طريق ابن عيينة وابن جريج، عن ابن أبي نجيح به بنحوه. وقال: فصار الحديث بمتابعة مجاهد صحيحًا على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه. ومن طريق الحكم رواه البيهقي في السُنن (6/ 58)، كتاب الحجر، باب البلوغ بالإثبات، بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح.
46 - باب مماكسة الباعة
46 - باب مماكسة (¬1) البَاعة 1503 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ (¬2)، ثنا زِيَادٌ، ثنا صالح، عن جابر رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ لَا يُماكس فِي ثَلَاثَةٍ: فِي الْكِرَاءِ إِلَى مَكَّةَ، وَفِي الرَّقَبَةِ، وَفِي الْأُضْحِيَةِ. ¬
1503 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 302: 2857) كتاب الحج، باب الرّجل يؤاجر نفسه من رجل يخدمه ... وسكت عنه.
الحكم عليه: في إسناده زياد بن مسلم -أو ابن أبي مسلم- أبو عمر الفراء البصري الصفار قال أبو حاتم: ليس بالقوي، ولينه القطان، وقال ابن حجر: صدوق فيه لين.
47 - باب إحياء الموات
47 - بَابُ إِحْيَاءِ المَوات (¬1) 1504 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ "مَن أَحْيَا مَواتًا مِنَ الْأَرْضِ فِي غَيْرِ حَقِّ مسلمٍ، فَهُوَ لَهُ، وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ (¬2) حَقٌّ. * كَثِيرٌ ضعيف جدًا. ¬
1504 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 40 أ)، كتاب إحياء الموات، به بلفظه، وقال: ومدار إسناد هذا الحديث على كثير بن عبد الله وهو ضعيف. وله شاهد من حديث سعيد بن زيد، رواه أصحاب السُنن. وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 12)، من طريق إسماعيل بن أبي أُويس ويزيد بن عبد العزيز، كلاهما عن كثير به بنحوه. =
= وأخرجه البيهقي في السُنن (6/ 142)، كتاب إحياء المَوات، باب مَن أحيا أرضًا ميتةً ليست لأحد، من طريق ابن أبي أُويس عن كثير بن عبد الله به بلفظه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 157)، كتاب البيوع، باب إحياء المَوات، بلفظه، وقال: رواه الطبراني، وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف. وللحديث شاهد من طريق سعيد بن زيد وعائشة. فمن طريق سعيد بن زيد أخرجه: أبو داود في السُنن (14/ 26) مع بذل المجهود، كتاب الخراج، باب إحياء المَوات , من طريق هشام بن عروة عن أبيه، عن سعيد بن زيد بلفظ مقارب. والترمذي في سُننه (4/ 630) مع التحفة، كتاب الأحكام، باب ما ذُكر في إحياء أرض الموات، من طريق هشام به بنحوه. وقال: هذا حديث حسن غريب. والبيهقي في السُنن (6/ 142)، كتاب إحياء الموات، باب من أحيا أرضًا ميتة، من طريق أبي داود، به بنحوه. وذكره الشيخ الألباني في إرواء الغليل (5/ 353: 1520)، بنحوه، وقال: صحيح. وأما حديث عائشة، فهو الحديث الآتي.
الحكم عليه: الحديث بإسناد ابن أبي شيبة ضعيف؛ لضعف كثير بن عبد الله المزني، ولكن المتن صحيح من طريق سعيد بن زيد.
1505 - وقال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا زَمْعةُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "العبادُ عبد اللَّهِ، وَالْبِلَادُ بلادُ اللَّهِ، وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقّ".
1505 - تخريجه: أخرجه أبو داود الطيالسي في السنن (: 1440)، به بلفظه ومن طريقه أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 217: 51)، كتاب في الأقضية والإحكام، بلفظه، وزاد في أثناء الحديث: "ومن أحيا من مَوات الأرض شيئًا فهو له". والبيهقي في السُنن (6/ 142)، كتاب إحياء المَوات، باب من أحيا أرْضًا ميتةً فهي له، من طريق الطيالسي أيضًا، بلفظ الدارقطني. وذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 39 ب)، كتاب إحياء الموات، به بلفظه، وقال: رواه أحمد والبيهقي. ورواه أحمد في المسند (6/ 120)، من طريق ابن لَهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، به بلفظ: "من عَمّر أرضًا ليست لأحد، فهو أحق بها". ورواه البخاري في الصحيح (5/ 18) من الفتح، كتاب الحرث والمزارعة، باب من أحيا أرضًا، من طريق محمد بن عبد الرحمن، عن عروة، به بنحو لفظ الإِمام أحمد. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (4/ 382: 5661) مع الفيض، بلفظه، وعزاه إلى البيهقي، ورمز له بالحسن. وذكره الألباني في الإرواء (5/ 354: 1520)، بلفظه، وعَلّله بزَمعة بن صالح.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف زَمعة بن صالح، ولكن قولَه: "ليس لعرق ظالم حق" صحيح، كما مر في الحديث السابق.
1506 - قال مسدد: حَدَّثَنَا يَحْيَى. عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قال: مَن أحيا أرضًا ميتةً فهي له.
1506 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 39 ب)، كتاب إحياء الموات، به بلفظه، وقال: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، موقوف. ورواه مالك في الموطأ (2/ 744: 27)، كتاب الأقضية، باب القضاء في عمارة المَوات، عن الزهري، به بلفظه. ورواه البيهقي في السُنن (6/ 148)، كتاب إحياء الموات، باب ما يكون إحياء وما يرجى فيه من الأجر، عن طريق مالك وسفيان بن عُيينة، عن الزهري، به بلفظه. وعلّقه البخاري في الصحيح (5/ 18) من الفتح، كتاب الحرث والمزارعة، باب مَن أحيا أرضًا مواتًا، بلفظه. وأورده المصنّف في تغليق التعليق (3/ 308)، بلفظه. وأسنده البخاري في الموضع نفسه (5/ 18) من الفتح، من طريق محمد بن عبد الرحمن، عن عروة عن عمر، بنحوه. وقال الحافظ في تغليق التعليق (3/ 308): وهو منقطع؛ لأن عروة لم يسمع عمر. وله شاهد صحيح من طريق سعيد بن زيد عند أبي داود والترمذي، وقد سبق برقم (1504).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح موقوف على عمر بن الخطاب. ومتنه صحيح مرفوع.
48 - باب الوقف
48 - باب الوقف 1507 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أميةَ، عن من سمع ابنَ عمر رضي الله عنهما، أنه سُئل عَنْ رَجُلٍ جَعَلَ شَيْئًا فِي سَبِيلِ الله تعالى، أيصرفه إلى غيره؟ قال: أَفضِه حيث جعله صاحبه. قال: ما وَاللَّهِ، مَا سَبِيلُ اللهِ أَنْ يضربَ بَعْضُكُمْ رقاب بعضٍ.
1507 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3 ق 40 ب)، كتاب الوقف، به بلفظه، وسكت عليه.
الحكم عليه: في إسناده من لم يسمّ، وهو الراوي عن ابن عمر.
49 - باب الجعالة
49 - باب الجَعالة (¬1) 1508 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا سُفْيَانُ، عن أبي رباح -وهو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ- عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشيباني قال: أتيتُ ابنَ مَسعود رضي الله عنه بَأَبَاقٍ (¬2) مِنْ عَيْنِ التَّمْرِ (¬3) -أَوْ قَالَ: مِنَ الْعَيْنِ- فَقَالَ: أَبْشِرْ بِالْأَجْرِ وَالْغَنِيمَةِ! قَالَ: قلتُ: هَذَا الْأَجْرُ، فَمَا الْغَنِيمَةُ؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا. وهو بالكوفة. ¬
1508 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق26 أ)، باب ما نُهى عنه من البيوع وما جاء في الجَعالة، به بلفظه، وقال: له شواهد، منها في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري، وفي البخاري من حديث ابن عباس، وفي البزّار من حديث جابر. ورواه عبد الرزاق في المصنف (8/ 208)، كتاب البيوع، باب الجعل في الآبق، عن الثوري به بلفظه. =
= وابن أبي شيبة في المصنف (6/ 541)، كتاب البيوع، باب جعل الآبق، عن وكيع، عن الثوري به مختصرًا. والطبراني في الكبير (9/ 249)، من طريق أبي نُعيم وعبد الرزاق، كلاهما عن الثوري، به بلفظه. والبيهقي في السُنن (6/ 200)، كتاب اللقطة، باب الجَعالة، من طريق عبد الله ابن الوليد، عن سُفيان به، بنحوه. وذكره الهيثمي في الزوائد (4/ 171)، كتاب البيوع، باب فيمن ردّ عبدًا آبقًا، بنحوه، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه أبو رباح، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وأورده الزيلعي في نصب الراية (3/ 470)، كتاب الإباق، به بلفظه، وعزاه إلى عبد الرزاق والطبراني والبيهقي.
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، غير عبد الله بن رباح فلم أجد من ذكره بجرح أو تعديل، وهو مع هذا موقوف على ابن مسعود، لكن له شواهد كما ذكر البوصيري في الإتحاف فيما سبق. وانظر ما بعده من الأحاديث.
1509 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المحبَّر، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سلمة ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَا: خَطَبَنَا رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكر حديثًا، وفيه: "مَن ظَلَمَ أَجِيرًا أجرَه، حَبِطَ عَمَلُهُ، وَحُرِّمَ عَلَيْهِ رِيحُ الْجَنَّةِ، وَرِيحُهَا يُوجد مِنْ مَسِيرَةِ خمسمائةِ عامٍ".
1509 - تخريجه: سبق تخريجه في الحديث 1345، وهو حديث موضوع.
الحكم عليه: هذا حديث موضوع.
1510 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي مُليكة، وعبد الله بن دينار رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جعلَ جُعْل الْآبِقِ إِذَا أُخذ خارجًا من المصر عشرةَ دراهم.
1510 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 46 أ)، باب الجعالة، به بلفظه، وسكت عليه. ورواه ابن أبي شيبة في المصنّف (6/ 543)، كتاب البيوع والأقضية، باب جعل الآبق، عن وكيع، عن ابن جريج، به بلفظ: "إذا جيء به خارج الحرم دينارًا". ورواه البيهقي في السُنن (6/ 200)، كتاب اللُقطة، باب الجعالة، من طريق ابن جريج، عن ابن أبي مليكة وعمرو بن دينار، بنحوه، وقال: ذلك منقطع. ورواه عبد الرزاق في المصنف (8/ 207)، كتاب البيوع، باب الجعل في الآبق، عن معمر، عن عمرو بن دينار، بنحوه، إلاّ أنه قال: في الآبق يوجد في الحرم". وأورده الزيلعي في نصب الراية (3/ 471)، كتاب الإباق، عن عمرو بن دينار، وعزاه إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة. وأخرجه البيهقي مرفوعًا في السنن (6/ 200)، في الموضع السابق، من طريق معمر، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، بنحوه، وقال: هذا ضعيف.
الحكم عليه: قال البيهقي في السُنن الكبرى (6/ 200) عن هذا الطريق: منقطع. قلتُ: لأن عبد الله بن أبي مُليكة وكذا عبد الله بن دينار -أو عمرو بن دينار كما في طريق عبد الرزاق- لم يدركا النبي -صلى الله عليه وسلم-.
14 - كتاب العتق
14 - كِتَابُ الْعِتْقِ 1511 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بن عَيّاش، عن حَرَامِ بْنِ عُثمان، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا عتقَ قبل مِلك".
1511 - تخريجه: سبق تخريجه برقم (1500).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ فيه حرام بن عثمان متروك الحديث. ومتنه حسن بمتابعاته وشواهده.
1512 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُليكة، عَنْ عائشة رضي الله عنها، (¬1) قالت: أَنَّ امْرَأَةً أَعْتَقَتْ عَبْدًا لَهَا، فَقَالَتْ لَهَا عائشة رضي الله عنها،: أما إذا عتقْتيه ولم تشترطي مالَه، فمالُه لَه. ¬
1512 - تخريجه: أورده البوصيرى في مختصر الإتحاف (7/ 163: 5650)، وقال: رواه مسدد ورواته ثقات. وذكره ابن حزم في المحلى (10/ 242: 1678)، ونسبه لابن أبي شيبة قال: نا غندر عن هشام الدستوائي عن أبي الزبير به. وقد ورد مثل هذا المعنى من حديث ابن عمر مرفوعًا رواه أبو داود (4/ 28: 3962)، وابن ماجه (2/ 845: 2529)، والدارقطني (4/ 134)، والبيهقي (5/ 325)، وقد ضعفه الإِمام أحمد كما في المغني (14/ 398) لابن قدامة. وورد من حديث ابن مسعود مرفوعًا أن المال للسيد المعتق رواه ابن ماجه (2/ 845: 2530)، والبيهقي (5/ 326)، والعقيلي (1/ 97)، وابن عدي (1/ 328)، وقال البخاري عنه: لا يتابع عليه. وفي حديث ابن عمر في الصحيح: "مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إلَّا أن يشترطه المبتاع " أخرجه البخاري برقم (237) كتاب المساقاة باب الرجل يكون له ممر أو شرب في حائط أو نخل، ومسلم (3/ 1173: 1543) (80)، كتاب البيوع، باب من باع نخلًا عليها ثمر.
الحكم عليه: رجاله ثقات -كما قال البوصيري-.
1513 - وقال أبو بكر: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيينة، عَنِ ابْنِ أَبِي ليلى، عن إسماعيل (¬1)، عن أبي مِجْلَز، وقال: أَنَّ عَبْدًا كَانَ بَيْنَ رَجلين، فَأَعْتَقَ أحدُهما نَصيبَه، فحبسَه النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى باع (¬2) غُنَيمة. ¬
1513 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (6/ 486: 1781) عن سفيان بن عيينة به بلفظه. ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 276). ورواه عبد الرزاق في المصنّف (9/ 151: 16716) عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أبي مجلز أن أخوين من جهينة كان بينهما عبد فأعتق أحدهما نصيبه، فضمّنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى باع غَنيمة له.
الحكم عليه: قال البيهقي في السنن (10/ 267): هذا منقطع وقد رواه الثوري عن ابن أبي ليلى عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي مجلز بمعناه. وروى من وجه آخر عن القاسم عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود وهو ضعيف. وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (7/ 164): ... ومدار الإسناد على ابن أبي ليلى وهو ضعيف.
1514 - وحدثنا أبو بكر السمّان، ثنا ابن (¬1) عَوْن، عن محمد، كان عبد بين رَجلين فأعتق أحدُهما نصفَه (¬2)، فركب شَريكُه إلى عمر رضي الله عنه، فكتب أن يقوَّم بأغلى القيمة. ¬
1514 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (7/ 164: 5652)، وسكت عنه. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنّف (6/ 484) عن أبي بكر السَمان به بلفظه، دون قوله "نصفه". ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 276). وابن حزم في المحلّى (6/ 235).
الحكم عليه: إسناده منقطع؛ لأن ابن سيرين لم يدرك عمر بن الخطّاب؛ لأنه وُلد في آخر خلافة عثمان كما في تهذيب الكمال (25/ 353) بل لم يسمع ممن هو أقرب من عمر رضي الله عنه كما في جامع التحصيل (ص 264).
1515 - وحدثنا يحيى بن سعيد (¬1)، عن مغيرة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ، فِي الْعَبْدِ يَكُونُ بَيْنَ الرَجلين، فيُعتق أحدُهما نَصيبَه؟ قال: يَضمن ثلثَ ثَمَنِهِ لِصَاحِبِهِ بِقِيمَةِ عَدْلِ يومَ أعتقَه. ¬
1515 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (7/ 164: 5653)، وقال: رواه أبو بكر ابن أبي شيبة، والحاكم وعنه البيهقي. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (6/ 486) عن يحيى بن آدم عن زهير عن مغيرة به بنحوه. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 276) عن ابن أبي شيبة عن يحيى بن آدم به بنحوه بإسقاط زهير بن معاوية.
الحكم عليه: إسناده فيه انقطاع؛ لأن يحيى بن سعيد القطَان لا يروي عن المغيرة -هو ابن مقسم- وقد جاء موصولًا عند ابن أبي شيبة في المصنّف -كما في التخريج- عن يحيى بن آدم عن زهير -هو ابن معاوية- عن مغيرة به. بإسناده صحيح، لكنه موقوف على إبراهيم والشعبي. فلا أدري هل هناك سقط بالأصل، مع احتمال تحريف يحيى بن آدم إلى يحيى بن سعيد؟ أم أن هذا سندٌ آخر؟
1516 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُميد، عَنِ الْحَسَنِ بن مسلم، عن مجاهد، قال: إن أبا هريرة رضي الله عنه قَالَ لِغُلَامٍ لَهُ: يَا فلانُ، لَوْلَا أَنَّكَ ولدُ زنْيةٍ لأعتقتُك.
1516 - تخريجه أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (7/ 165: 5659)، وقال: رواه مسدّد موقوفًا ورواته ثقات، إلَّا أنه منقطع. ولم أقف عليه عند غير مسدّد.
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، لكنه موقوف على أبي هريرة. وقول البوصيرى: منقطع، ما أدري ما وجهه.
1517 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ مَوْلًى لِبَنِي (¬1) هَاشِمٍ، قال: بَلَغَنَا أَنَّ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مِن شَرّ رَقِيقِكُمُ السُودانُ، إِنْ جاعوا سرقوا، وإن شبعوا زَنوْا". ¬
1517 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند الحميدي المطبوع. وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (7/ 166: 5664)، وعزاه للحميدي ومسدّد. وذكره أيضًا في الحدود (5/ 239: 4187)، وقال: رواه الحميدي، ومسدد بسند ضعيف لانقطاعه وجهالة بعض رواته. وله شاهد من حديث ابن عبّاس. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 316: 2836)، والطبراني في الكبير (11/ 428: 12213) من طريق ابن عيينة، عن عمرو بن دينار عن عَوْسجة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: لا خير في الحبش، إن شبعوا زَنوا، وإن فيهم لخصلتين: إطعام الطعام وبأس عند البأس. قال البوصيري في مختصر الإتحاف (7/ 166): إسناده حسن. وقال الهيثم في المجمع (4/ 235): رجال البزّار ثقات، وعوسجة فيه خلاف لا يضرّ ووثقه غير واحد.
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لانقطاعه، ولجهالة بعض رواته. وله شاهد من حديث ابن عباس بإسناد حسن كما في التخريج.
(57) حديث سَعْدِ بن أبِي وَقاص رضي الله عنه في فضل العتق (¬1)، تقدم. (58) وأبي ذرّ رضي الله عنه في العتق في أول أحاديث الأنبياء عليهم السلام (¬2). (59) وحديث جرير رضي الله عنه في عتق أمهات الأولاد يَأْتِي، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي بَابِ عِشرة النساء (¬3). ¬
1518 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا [مَعْمَرُ] (¬1) بْنُ أَبَانَ بْنِ حُمْرَانَ، أنا الزُّهْرِيُّ، قال: إن عروةَ أخبره أن عائشة رضي الله عنها، سُئلت، فقيل لها: إن أبا هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِشِسْعِ نَعْلى أحبُّ إِلَيَّ مِن أَن أُعتق ولدَ زنى" فقالت: عائشة رضي الله عنها، أَسَاءَ سَمْعًا فَأَسَاءَ إِجَابَةً. إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِشِسْعِ نَعْلِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آمرُ جاريتي تَزني وأُعتقَ ولدَها". ¬
1518 - تخريجه: هو عند الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في بغية الباحث للهيثمي (1/ 532: 474) بهذا الإسناد. وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (7/ 165: 5663)، وعزاه للحارث وسكت عنه. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 215)، ومن طريقه البيهقي في السنن (10/ 58) من طريق الحسن بن عمر بن شقيق عن سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عنها، أن أبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "لأن أمتع بسوطي في سبيل الله أحب إليّ من أن أعتق ولد الزنا، وأن رسول الله قال: ولد الزنا شرّ الثلاثة والميت يعذب ببكاء الحي. فقالت عائشة: رحم الله أبا هريرة أساء سمعا فأساء إجابة ... فذكرت قصّة ثم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلىّ من أن آمر بالزّنا ثم أعتق الولد ... الحديث. قال الحكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرّجاه. وأقرّه الذهبي. =
= وقال البيهقي: سلمة بن الفضل الأبرش يروي مناكير. قلت: وفيه أيضًا عنعنة ابن إسحاق. وقول أبي هريرة: "لأن أتصدّق بشسع ... " الأثر. أخرجه أبو داود في سننه في العتق، باب عتق ولد الزنا (4/ 271 - 272: 3963)، والحاكم (2/ 214) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ: "لأن أمتع بسوط في سبيل الله عزّ وجل أحب إليّ من أن أعتق ولد زنية". وذكره السيوطي في الجامع الصغير كما في فيض القدير (5/ 256) عن أبي هريرة، وعن عائشة وصَحّح حديث عائشة. وفيه نظر لما تقدّم.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه عبد العزيز بن أبان، وهو متروك كما في التقريب (ص 256). ورُوي من غير طريقه بلفظ آخر لكن إسناده ضعيف كما أشار البيهقي في السنن الكبرى (10/ 58).
1519 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبيه قال: رأيتُ المَدَبَّرَ الَّذِي بَاعَهُ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-.
1519 - تخريجه: روى عبد الرزاق (9/ 139: 16660) عن معمر عن ابن طاووس عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- باع مدبرًا احتاج سيده إلى ثمنه. ورواه الشافعي في الأم (8/ 17) قال: أخبرنا الثقة عن معمر به. ورواه البيهقي في السنن (10/ 313)، وفي معرفة السنن والآثار (14/ 426: 20596) بإسناده من طريق الشافعي. وقد ورد من حديث جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- باع مدبرًا، أخرجه البخاري برقم (2141) كتاب البيوع: باب بيع المزايدة؛ ومسلم برقم (997) كتاب الإيمان: باب جواز بيع المدير. واختلف النقل عن طاووس في حكم بيعه: 1 - فروى ابنه عنه جواز بيعه عند الحاجة كما رواه عبد الرزاق (9/ 140: 16666)، والشافعي في الأم (8/ 17)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 313)، وفي معرفة السنن والآثار (14/ 428: 20604). 2 - وروي عن طاووس جواز بيعه مطلقًا من وجهين: أحدهما: من طريق عمرو بن مسلم، رواه عبد الرزاق (9/ 141: 1670)، والشافعي (8/ 17)، والبيهقي (3/ 313)، وفي معرفة السنن والآثار (14/ 428: 20603). وثانيهما: من طريق عمرو بن دينار؛ رواه عبد الرزاق (9/ 142: 1671).
الحكم عليه: إسناده صحيح، لكنه موقوف على طاووس.
1520 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ ليث، عن مجاهد، قال: قال عمر رضي الله عنه: ما أعتق الرجلُ مِن رقيقة مَرَضِهِ فَهُوَ وَصيّةٌ إِنْ شاءَ رَجع فِيهَا.
1520 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (11/ 172 - 173: 10854) بهذا الإسناد. ومن طريقه البيهقي في السكنن الكبرى (10/ 313).
الحكم عليه: إسناده ضعيف، فيه ليث بن أبي سليم صدوق اختلط جدًا ولم يتميز حديثه فترك كما في التقريب (ص 464).
1521 - وَحَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَعُودَ الرجل في عِتَاقه.
1521 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 174: 10859) بهذا الإسناد. ومن طريقه البيهقي في السنن (10/ 313). وأخرجه عبد الرزاق في المصنّف (9/ 142: 16671) عن ابن جريج به بلفظه. ورواه أيضًا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (9/ 71: 16383) عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بن دينار به بمعناه.
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح، رجال إسناده ثقات. وما نخشاه من تدليس ابن جريج قد زال بمتابعة ابن عيينة عند عبد الرزاق في المصنّف.
1522 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيَّب، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: إِذَا أَفْلَسَ المكاتَب (¬1) يُبدأ بالدّيْن. ¬
1532 - تخريجه: لم أقف عليه في المصنّف. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 332) من طريق الحسن بن سفيان عن أبي بكر بن أبي شيبة به بلفظه. ورواه عبد الرزاق في المصنّف (8/ 413: 15744) عن معمر عن قتادة به بمعناه.
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، وسعيد بن أبي عروبة من أثبت النّاس في قتادة لكنه اختلط في آخر عمره، وعبد الله بن إدريس لم يُذكر فيمن سمع منه قبل الاختلاط أو بعده كما في الكواكب النيرات (ص 190 وما بعدها) لكن تابعه معمر عند عبد الرزاق في المصنّف فالإسناد بذلك صحيح إن شاء الله.
1523 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: إن مُكاتَبًا له عَجز فردّه مملوكًا وأمسك ما أخذه منه.
1523 - تخريجه: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 422: 1579)، كتاب البيوع، باب في المكاتبَ يَعجز، بهذا الإسناد. ورواه البيهقي في السُنن (10/ 341) من طريق الحسن بن سفيان عن ابن أبي شيبة، به بلفظه.
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ فيه محمد بن إِسحاق مدلّس، وقد عنعنه.
1524 - وحدثنا حفص، عن الأشعت، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: لَهُمْ مَا أَخَذُوا مِنْهُ -يَعْنِي إِذَا لم يكمل فرد في الرَقّ- فما أخذ فلهم.
1524 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (6/ 423: 1580)، كتاب البيوع، باب المكاتب يعجز، بهذا الإسناد شطره الأوّل دون التفسير. وأخرجه البيهقي في السُنن (10/ 342)، عن الحسن بن سفيان عن ابن أبي شيبة به بلفظه.
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، وهو موقوف على جابر.
1525 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ حُصين، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: إِذَا تَتَابَعَ نَجْمان فَلَمْ يُؤدّ نجومَه، رُدّ في الرِقّ.
1525 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 390: 1454) كتاب البيوع، باب مَن ردّ المكاتب إذا عجز، به بلفظه. وأخرجه البيهقي في السُنن (10/ 342) عن الحسن بن سفيان، عن ابن أبي شيبة به بلفظه. ورواه ابن حزم في المحلّى (9/ 294) من طريق الحجّاج بن أرطاة به. وذكره الزيلعي في نصب الراية (4/ 146)، كتاب المكاتب، باب موت المكاتب وعجز، وعزاه إلى ابن أبي شيبة بلفظه وإسناده.
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ فيه الحارث الأعور , وهو ضعيف كما في التقريب (ص 146)، وفيه أيضًا حصين بن عبد الرحمن الحارثي، قال أحمد: ليس يُعرف، وقال مرّة: أحاديثه مناكير. التهذيب (2/ 383).
1526 - وقال مسدّد: حدثنا المعتمر، عَنْ عُبيد اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن عمر رضي الله عنهما، أَنَّهُ قَضَى فِي أُمُّ الْوَلَدِ أَنْ لَا تُباع، وَلَا تُوهَبَ، وَلَا تُورَث، يُسْتَمْتَعُ بِهَا صاحبها ما عاش، فإذا مات فهي حُرّة.
1526 - تخريجه: أخرجه مالك في الموطأ، كتاب العتق، باب عتق أمهات الأولاد (2/ 776: 6)، وعبد الرزاق في المصنّف (7/ 292: 13225) عن عبيد الله وعبد الله ابني عمر، ثلاثتهم عن نافع به بنحوه. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 342) من طريق عمر بن محمد وعبد الله ابن عمر ومالك، ثلاثتهم عن نافع به بنحوه. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 439: 1637) من طريق سفيان والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 342 - 343) من طريق سليمان بن بلال وسفيان، كلاهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عمر به بنحوه. قال البيهقي: وغلط فيه بعض الرواة عن عبد الله بن دينار فرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ووهم ولا يحلّ ذكره.
الحكم عليه: إسناده في غاية الصحّة. وذكره ابن كثير في مسند الفاروق (1/ 373) من طريق مالك. وقال: هذا إسناد صحيح.
1 - باب عتق ولد الزنا
1 - باب عتق ولد الزنا (¬1) 1527 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ رَجُلٍ أَنَّ مَوْلَاةً لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَاهَا جارية، وأن تلك الجارية ولدت من زنا وَأَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَعْتِقَ وَلَدَهَا، فَاسْتَأْمَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَأَنْ تَصَدَّقِي بِصَدَقَةٍ خَيْرٌ لَكِ مِنْ أَنْ تُعْتِقِيهَا وَلَكِنِ اسْتَخْدِمِيهَا". قُلْتُ: رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إلَّا الرجل المبهم وشيخه كذلك. ¬
1527 - تخريجه: أخرجه إسحاق (5/ 109: 2214) به. وأخرج عبد الرزاق في المصنف (7/ 457: 13878)، عن عمر بن راشد (لعلها: معمر) عن يحيى بن أبي كثير أن رجلًا حدثه أَنَّ مَوْلَاةً لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حدثته أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَاهَا جَارِيَةً، وَأَنَّ تلك الجارية ولدت من الزنا فسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عتق ولدها ذلك فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّكَ أن تصدقي بصدقة خير من أن تعتقيها .. =
= وأخرج أحمد (6/ 463)، وابن ماجه (2/ 846: 2531)، والطبراني في الكبير (25/ 34: 58). والحاكم (4/ 41)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (12/ 499)، والمزي في تهذيب الكمال (34/ 408)، وابن أبي عاصم (6/ 210: 3441)، وابن سعد (8/ 305)، وإسحاق (5/ 108: 2213) من حديث ميمونة بنت سعد مولاة النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن ولد الزنا، قال: لا خير فيه، نعلان أجاهد بهما في سبيل الله أحب إلى من أن أعتق وُلد زنا وفي إسناده: أبو يزيد الضبي مجهول. وتقدم بعض شواهده برقم (1516، 1518). وفي حديث ميمونة بنت الحارث أنها أعتقت وليدة لها ولم تستأذن النبي -صلي الله عليه وسلم- فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه، قالت: أشعرت يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إني أعتقت وليدتي؟ قال: أو فعلت؟ قالت: نعم، قال أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك". أخرجه البخاري (2593)، كتاب الهبة: باب هبة المرأة لغير زوجها، ومسلم (2/ 693: 999)، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين.
الحكم عليه: في إسناده راويان مجهولان. [سعد].
15 - كتاب الوصايا
15 - كتاب الْوَصَايَا (60) حَدِيثُ ثَابِتِ (¬1) بْنِ قَيْسِ بْنِ شمَّاس ووصيتُه بَعْدَ مَوْتِهِ وإمضاءُ ذَلِكَ بِرُؤْيَا مَنَامٍ، تأتي القصّة، إن شاء الله تعالى بطولها في مناقب الصَحابة (¬2) رضي الله عنه. ¬
- تخريجه: أخرجه الحاكم (3/ 235)، والطبراني في الكبير (2/ 70: 1320)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 220: 1300)، والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 356)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 461: 1921).
1528 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ ثَوْر بْنِ يَزيد، عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بيّن أن الله تعالى تصدّق عليكم بثُلث أموالكم عندَ وفاتكم.
1519 - تخريجه: أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (5/ 56: 3609)، وقال: رواه مسدّد ورجاله ثقات. ولم أقف عليه عند غير مسدّد.
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، غير أنه منقطع , لأن خالد بن معدان كثير الإرسال وهو لم يسمع ممن مات بعد أبي بكر كعائشة وغيرها، فمن باب أولى لم يسمع من أبي بكر (جامع التحصيل ص 171).
1529 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقان، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي [عَزَّةَ] (¬1) قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أوصى بالخُمُس فقال: آخذ من مالي ما أحلّ الله من فَيْء المسلمين. ¬
1529 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (5/ 56: 3610)، وسكت عنه. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 200: 10965)، عن أبي معاوية عن جعفر بن برقان به بنحوه. ورواه عبد الرزاق في المصنّف (9/ 67: 16364)، من طريق الحسن وأبي قلابة شطره الأول. والطبري في تفسيره (3/ 550) من طريق الحسن عن أبي بكر بنحوه. ورواه عبد الرزاق أيضًا (9/ 66: 16363)، والبيهقي في السُنن (6/ 270) من طريق قتادة قال: ذكر لنا أن أبا بكر رضي الله عنه أوصى بخمس ماله وقال: لا أرضى من مالي بما رضي الله به من غنائم المسلمين، واللفظ للبيهقي.
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات , غير خالد بن أبي عزّة فلم أجد من ذكره بجرح أو تعديل، لكنه توبع على ذلك، تابعه الحسن وقتادة وغيرهما، فالإسناد بذلك حسن والله أعلم.
1530 - حدثنا سفيان، عن سليمانَ الأحول، عن مجاهد قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعث مُنَاديًا فنادى في يَوْمَ فَتح مكةَ: لَا وصيةَ لِوَارِثٍ، الْوَلَدُ للفراش، ولا تجوز لامرأةٍ عَطيّة إلَّا بإذن زوجها.
1530 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 19 أ)، باب لا وصية لوارث، به بلفظه، وقال: لحديث مجاهد شاهد من حديث أبي أمامة، ومن حديث عمرو بن خارجة، رواهما أصحاب السُنن. وقال: رواه مسدد مرسلًا، ورجاله ثقات. ورواه البيهقي في السُنن (6/ 264)، كتاب الوصايا، باب نسخ الوصية للوالدين، عن أبي عبد الله الحاكم، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، أنا الربيع بن سليمان، عن الشافعي، أنا ابن عُيينة، به بلفظه مختصرًا. ورواه الشافعي في السُنن (2/ 189: 675)، عن سفيان بن عيينة به بلفظ "لا وصية لوارث". وذكره الشيخ الألباني في الإرواء (6/ 95) مختصرًا، وعزاه إلى الشافعي والبيهقي، وقال: إسناده صحيح مرسل. وللحديث شواهد كثيرة، أخرجها أصحاب السنن وغيرهم. فمنها حديث أبي أمامة الباهلي، أخرجه: أبو داود في السُنن (15/ 243) مع بذل المجهود، كتاب البيوع , باب في تضمين العارية، من طريق ابن عياش، عن شرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة، بنحوه، مع زيادة في آخره، ولم يذكر قوله: "الوالد للفراش". والترمذي في الجامع (6/ 309) مع التحفة، كتاب الوصايا، باب ما جاء لا وصية لوارث، من طريق إسماعيل بن عياش، أخبرنا شرحبيل، به بنحوه مع زيادة في آخره، وقال: هذا حديث حسن. وقد حسّنه الحافظ في التلخيص (3/ 92). وابن ماجه في السُنن (2/ 509)، كتاب الوصايا، باب لا وصية لوارث، من طريق إسماعيل بن عياش , به مختصرًا. =
= وأصل الحديث في البخاري (5/ 278)، كتاب الوصايا، باب لا وصية لوارث من حديث ابن عباس.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح مرسل.
1531 - وقال (¬1) إسحاق: أنا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ ثنا سُفْيَانُ عَنْ لَيْثٍ عَنْ شَهْرٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ -قَالَ: أراها رفعته- قال: "لا وصية لوارث". ¬
1531 - تخريجه: أخرجه إسحاق (5/ 165: 2287) به. هذا الحديث لم أجد من خرَّجه غيره، وله شواهد عن عدد من الصحابة فمن ذلك: 1 - حديث أبي أمامة أخرجه أبو داود (3/ 114: 2870) و (3/ 296: 3565)، والترمذي (3/ 376: 2120)، وابن ماجه (2/ 905: 2713)، والبيهقي (6/ 264)، والطيالسي (ص 154: 1127)، وأحمد (5/ 267)، وعبد الرزاق (9/ 48: 16308)، وابن أبي شيبة (11/ 491: 10765)، وسعيد بن منصور (1/ 125: 427)، وابن عبد البر في التمهيد (14/ 298) و (24/ 439)، والدارقطني (3/ 41). قال الترمذي عنه: حديث حسن صحيح. 2 - حديث عمرو بن خارجة: أخرجه النسائي (6/ 247)، والترمذي (3/ 377: 2121)، وابن ماجه (2/ 905: 2712)، والبيهقي (6/ 264)، وأحمد (4/ 186)، والدرامي (2/ 419)، والطيالسي (ص 169: 1217)، وابن هشام في السيرة (2/ 605)، وابن أبي شيبة (11/ 149: 10766)، وعبد الرزاق (9/ 70: 16376) و (16306) وسعيد بن منصور (1/ 126: 428) والطبراني في الكبير (17/ 33: 60)، وفي الأوسط (8/ 388: 7787)، وأبو يعلى (3/ 78: 1508)، والدراقطني (4/ 152)، وابن عبد البر (14/ 299). وصححه الترمذي. 3 - حديث عبد الله بن عباس أخرجه الدارقطني (4/ 97) و (152)، وابن =
= عبد البر في التمهيد (14/ 299)، والبيهقي (6/ 263)، وابن عدي (1/ 307: 1570). 4 - حديث أنس بن مالك أخرجه ابن ماجه (2/ 906: 2714)، والدارقطني (4/ 70)، والبيهقي (6/ 264)، والضياء في المختارة (6/ 150: 2146)، وابن عدي 4/ 1575). 5 - حديث عبد الله بن عمرو أخرجه الدارقطني (4/ 98)، وابن عدي (2/ 817). 6 - حديث جابر أخرجه الدارقطني (4/ 97)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 227)، وابن عدىِ (1/ 202)، وابن المديني كما في ميزان الاعتدال (1/ 178). 7 - حديث علي أخرج الدارقطني (4/ 97)، والبيهقي (6/ 267)، وابن عدي (7/ 2511)، والخطيب في الموضح (2/ 88). 8 - حديث زيد بن أرقم والبراء أخرجه ابن عدي (6/ 2349). 9 - حديث معقل بن يسار أخرجه ابن عدي (5/ 1853). 10 - حديث ابن عمر أخرجه الحارث كما في نصب الراية (4/ 405). وقد ورد مرسلًا في عدد من الطرق.
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف يحيى بن يمان صدوق يخطئ كثيرًا وقد تغير، وليث هو ابن أبي سليم صدوق اختلط جدًا ولم يتميز حديثه فترك وشهر هو ابن حوشب صدوق كثير الأوهام، لكن المتن ثابت بغير هذا الإسناد. [سعد].
1 - باب ميراث الجد
1 - باب ميراث الجد ّ 1532 - الحارث: حدثنا إسحاقُ -يعني الطَّبَّاعِ- ثنا أَبُو مَعْشَر، عَنْ عِيسَى بْنِ أبي عيسى، قَالَ: إِنَّ زيدَ بنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال لعمر رضي الله عنه: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الجدَ سُدسَ الْمَالِ مَعَ الْوَلَدِ الذَكر، وَمَعَ الْأَخِ الْوَاحِدِ النصفَ، وَمَعَ الِاثْنَيْنِ فَصَاعِدًا الثلثَ. وَإِذَا لَمْ يَكُنْ وَارِثٌ غيرُه فَأَعْطَاهُ الْمَالَ كلَه.
1532 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (2/ 602: 464)، كتاب الفرائض، باب ميراث الجدّ والخال، به بلفظه. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 96 ب)، كتاب الفرائض، باب ميراث الجد، به بلفظه، وقال: هذا إسناد ضعيف، لضعف عيسى بن أبي عيسى. وروى نحوه مالك في الموطأ (2/ 510)، كتاب الفرائض، باب ميراث الجد، عن يحيى الأنصارى، أنه بلغه أن معاوية كتب إلى زيد بن ثابت يسأله عن الجد، وذكر فيه النصف للجد مع الأخ الواحد. ومن طريق مالك رواه البيهقي في السُنن (6/ 249)، كتاب الفرائض، باب كيفية المقاسمة بين الجد والإخوة والأخوات عن يحيى الأنصارى، به بلفظه. =
= ورواه عبد الرزاق في المصنف (10/ 267)، كتاب الفرائض، باب فرض الجد، عن ابن جريج، عن يحيى الأنصاري به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه عيسى بن ميسرة، وهو متروك، وله شاهد من حديث زيد بن ثابت وهو منقطع.
1533 - [1] وقال أبو بكر: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، عن عياض، عن أبي سَعيد رضي الله عنه قال: كُنّا نُورّثه عَلَى عهدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْنِي الجدَّ. [2]- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. [3]- وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا ابن عُمَرَ بْنِ هَياج، ثنا قَبِيصَةُ. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَأَحْسِبُ أَنَّ قبيصةَ أَخْطَأَ فِي لَفْظِهِ، وَإِنَّمَا كَانَ عِنْدَهُ: كُنّا نُؤَدِّيهِ -يَعْنِي الفطرَ- وَلَمْ يُتابع قبيصةُ على هذا.
1533 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 291)، كتاب الفرائض، باب في الجدّ وماله، عن قبيصة به بلفظه. ورواه أبو يعلى في المسند (2/ 346: 1095)، عن ابن أبي شيبة به بلفظه. ورواه البزّار (2/ 142) مع كشف الأستار , كتاب الفرائض، باب في الجدّ، عن محمد بن عمر بن هيّاج، عن قبيصة به، بلفظه وذكر ما نقله الحافظ هنا. وذكره الهيثمي في الزوائد (4/ 227)، كتاب الفرائض، باب ما جاء في الجد، وعزاه إلى أبي يعلى والبزّار، وقال: رجال أبي يعلى رجال الصحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 97 أ)، كتاب الفرائض، باب ميراث الجد، عن أبي يعلى، عن أبي بكر، به بلفظه. وقال: حكم شيخنا أبو الحسن الهيثمي الحافظ، له بالصحة لجودة الإسناد، ولم يعرج على هذه العلّة القادحة- يعني ما قاله البزّار في تحريف لفظ الحديث.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن , لأن للعلماء مقالًا في رواية قبيصة عن الثوري لصغر سنّه.
2 - باب ابن أخت القوم ومولاهم وحليفهم منهم
2 - باب ابن أُخت القوم ومولاهم وحَليفهم منهم 1534 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا كَثِيرٌ -يَعْنِي ابنَ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرِو بْنِ عوف- حدثني أبي، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنَّهُ قَالَ: "أَدْخِلوا عَليّ الناسَ، وَلَا تُدخلوا إِلَّا قُرَيْشًا ". فدخلوا يتسلَّلون حَتَّى امْتَلَأَ الْبَيْتُ، فَقَالَ:"هَلْ فِيْكم أَحَدٌ لَيْسَ مِنْكُمْ؟ " فَقَالُوا: ابْنُ الْأُخْتِ (¬1)، وَالْمَوْلَى وَالْحَلِيفُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ابْنُ الْأُخْتِ مِنْهُمْ، وَحَلِيفُهُمْ مِنْهُمْ، وَمَوْلَاهُمْ مِنْهُمْ". ¬
1534 - تخريجه: لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند إسحاق. وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 12: 2)، من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن كثير به مطولًا بنحوه. ورواه ابن أبي شيبة في مسنده كما في المطالب العالية (74 أمخطوط) برقم (2103) عن خالد بن مخلد، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 88 أمخطوط)، من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن كثير به بلفظ: "حَلِيفُ الْقَوْمِ مِنْهُمْ، وَابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ" زاد أبو نعيم: "ومولى القوم منهم".
الحكم عليه: إسناده ضعيف، لضعف كثير بن عبد الله المزني. وقال الهيثمي في المجمع (5/ 194): "رواه الطبراني في الكبير وفيه كثير بن عبد الله بن عمرو المزني وهو ضعيف، وقد حسّن له الترمذي. وبقية رجاله ثقات. وقال البوصيري في الإتحاف (4/ 28 أ): هذا إسناد ضعيف، لضعف كثير بن عبد الله المزني. وذكره ابن حجر في المطالب، كتاب الخلافة والإمارة، باب الخلافة في قريش (74 أمخطوط) برقم (2103) في مسند ابن أبي شيبة، وقال: كثير ضعيف.
3 - باب من تصدق، ثم رجع ذلك إليه ميراثا
3 - باب مَن تَصدّق، ثمّ رجع ذلك إليه ميراثًا 1535 - مسدَّد: حَدَّثَنَا يَزِيدُ -هُوَ ابْنُ زُريع- ثنا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ حُميد بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّهْمَاءِ، أَنَّهُ تَصَدَّقَ عَلَى أُمّة بِجَارِيَةٍ لَهُ كاتَبها، فَمَاتَتِ الْأُمُّ، وَعَلَيْهَا بَقِيَّةٌ مِنْ مُكَاتَبَتِهَا. قَالَ: فسألتُ عمرانَ بنَ حُصين رضي الله عنه فقال: أَنْتَ تَرِثُ أمَّك، وَأَنْ تَقْسِمَهَا فِي ذِي قرابتها أحب إلَيّ. * صحيح موقوف.
1535 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 98 أ)، به بلفظه، وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. وللحديث شاهد من رواية محمد بن إبراهيم التيمي عن جابر، وقد أخرجه: أحمد في المسند (3/ 299)، من طريق حميد الأعرج، عن محمد التيمي، عن جابر، وفيه أن رجلًا تصدق على أُمه بحديقة. ورواه أبو داود في السُنن (15/ 235) من بذل المجهود، من طريق حميد الأعرج، عن طارق المكي، به بنحوه. وذكره الهيثمي في الزوائد (4/ 156)، كتاب البيوع، باب في العمرى، بنحوه، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. =
وله شاهد آخر، من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، فقد أخرجه: الإِمام أحمد في المسند (2/ 185)، من طريق عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، بلفظ قريب. وابن ماجه في السُنن (2/ 800: 2395)، كتاب الصدقات، باب من تصدّق بصدقة ثم ورثها، من طريق عبد الكريم، عن عمرو بن شعيب، بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح موقوف، وله شاهد صحيح مرفوع عند أحمد وابن ماجه.
4 - باب من ماتوا جميعا كيف يورثون
4 - باب من ماتوا جَمِيعًا كَيْفَ يُوَرِّثُونَ (¬1) 1536 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بن يونس ثنا ابن أبي ليلى عن الشَّعْبِيِّ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ فِي قَوْمٍ غَرِقُوا في سفينة فورث عليٌ رضي الله عنه، بعضهم من بعض. ¬
1536 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 343: 11389) قال حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى به. وأخرجه سعد بن منصور (1/ 84: 231) قال: نا أبو معاوية، قال: نا ابن أبي ليلى به. وأخرج نحوه عبد الرزاق (10/ 295: 1953) عن ابن جريج عن ابن أبي ليلى عن علي. وأخرج نحوه سعيد بن منصور (1/ 85: 233)، قال نا هشيم قال: أنا أشعت بن سوار قال نا الشعبي عن علي، وأشعت ضعيف وفي سماع الشعبي من علي شك. كما أخرج عبد الرزاق (10/ 294: 19150) عن معمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن الشعبي. =
= وجابر الجعفي ضعيف. وأخرج نحوه ابن أبي شيبة (11/ 343: 11391)، قال حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الحريش البجلي عن أبيه عن علي. ورواه عبد الرزاق (10/ 294: 19152)، عن الثوري عن حريش به. وأخرجه الدارمي (2/ 379) قال حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان به. وذكره البخاري في التاريخ الكبير (3/ 132). وأخرج نحوه البيهقي (6/ 222)، من طريق سفيان عن حزن بن بشير الخثعمي عن أبيه عن علي. [كذا ولعل صوابه: حريش البجلي]. وأخرج نحوه ابن أبي شيبة (11/ 344: 11393) قال حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة عن علي، وهذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أن قتادة لم يسنده عن علي.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، ابن ليلى: صدوق سيِّئ الحفظ جدًا، والحارث في حديثه ضعف. [سعد]. انتهى المجلد السابع ويليه المجلد الثامن وأوله آخر الفرائض
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني 773 - 852 هجرية تحقيق أبي محمد عبد الرحمن بن عمر جُرْدِي المدخلي تنسيق د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري المجلد الثامن 15 - 16 آخر كتاب الفرائض- أول كتاب الحدود (1537 - 1841) دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(ح) دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء اللنشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية/ تحقيق عبد الرحمن بن عمر أحمد المدخلي- الرياض. 728 ص؛ 17×24 سم ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 3 - 84 - 749 - 9960 (ج 8) 1 - الحديث- مسانيد 2 - الحديث- تخريج 3 - الحديث- شرح 4 - الحديث- زوائد أ- المدخلي , عبد الرحمن بن عمر أحمد (محقق) ب- العنوان 2370/ 18 ديوي4, 237 رقم الإيداع: 3370/ 18 ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 3 - 84 - 749 - 9960 (ج 8) حقوق الطبع محفوظة للمنسق الطبعة الأولي 1419هـ - 1998م دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض-ص ب 42507 - الرمز البريدي 11551 هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب:32594 - الريّاض: 11438 - تلفاكس:2660 - 421
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية 15 - 16
المقدّمَة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ باللهِ من شرور أنفسنا ومن سيئات أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومن يضلل فلا هادي له، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ (¬1). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬2). {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (¬3). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} (¬4). ¬
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وبعد: فإن أهمّ ما صرفت إليه الهمم -بعد كتاب الله- سنة نبيه الأمين -صلى الله عليه وسلم-، وعلى آله وأصحابه أجمعين، إذ هي المصدر الثاني للتشريع الإِسلامي، وهي الشارحة لكلام ربّ العالمين، لذا فإن الاشتغال بها: متونًا وأسانيد -رواية ودراية-، من خير ما بُذلت فيه الأعمار، وصرفت فيه ساعات الليل والنهار، خاصة في مثل هذه الأعصار، التي كثر فيها الأشرار، وقلّ الأخيار، وانهمك الناس -إلَّا القليل- في العلوم التي لا جدوى من ورائها , ولا فائدة في قليلها وكثيرها، ويصدق فيها أن يقال: الجهل بها هو العلم حقًّا. وإنَّ من فضل ربنا علينا -نحن المسلمين- أن هيَّأ لنا من ينذر نفسه لخدمة السنَّة ودراستها، وتمييز صحيحها من سقيمها، وتجد ذلك في كل عصر، حتى تركوا لنا تراثًا ضخمًا من المصنفات في مختلف أنواع العلوم المتعلقة بالسنَة الغرّاء، وتناقله العلماء الثقات ذوي العقول السليمة، والأيدي الأمينة حتى وصل إلينا مصفّى من كل دخيل. وكان من أولئك الذين نذروا أنفسهم لخدمة السنَّة، الجِهْبِذ البصير، والناقد النحرير، مفيد شيوخه، وشيخ أقرانه، وحافظ زمانه، وإمام أوانه أحمد بن علي بن حجر العسقلاني فصنَّف الكثير من الكتب في هذا العلم وكان من بين تلك المصنفات كتابه الموسوم بـ"المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية".
وقد وقع عليه اختياري لأشارك إخواني الباحثين في العمل على تحقيقه وخدمته الخدمة العلمية اللاّئقة به، وهذا الاختيار كان بعد استخارة العليم الخبير، واستشارة عدد من أصحاب الفضيلة العلماء، فيممت وجهي شطره. وقد كان نصيبي: من أول باب الكلالة في كتاب الفرائض إلى آخر باب الأوعية، في كتاب الحدود. العوامل التي دعتني إلى تحقيق هذا الكتاب: لقد دفعني إلى تحقيق ودراسة قسم من هذا الكتاب بعض الأمور، وهي كالتالي: 1 - حبي لعلم حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وما يتصل به من العلوم. 2 - رغبتي في المشاركة في تحقيق المخطوطات واكتساب الخبرة في ذلك تحت إشراف علمي ومنهجي دقيق. 3 - التدرب على دراسة الأسانيد، واستخراج العلل الغامضة فيها، والحكم عليها وعلى المتون تصحيحًا وتضعيفًا، قبولًا وردًّا. 4 - الاطلاع على تراجم الرجال ومعرفة أقوال أهل الجرح والتعديل فيهم، وكيف يمكن أن أتعامل مع الأقوال المختلفة سواء أكانت من إمام واحد، أو أكثر من إمام. 5 - التنقل بين كتب أهل العلم، والاستفادة منها، ومعرفة مناهجها. 6 - قيمة هذا الكتاب من ناحية مؤلِّفه، ومن ناحية مادته العلمية الغزيرة، فهو رافد يمدّ الموسوعة الحديثية الكبرى, خاصة وأن أكثر الأصول
التي استخرج الحافظ زوائدها إمّا في عالم المفقود، أو أنه لم يرَ النور بعد. لهذه الأسباب وغيرها رأيت المشاركة في العمل في هذا الكتاب، مع قِصَرِ باعي، وقلَّة اطلاعي، والله المستعان. وقد سرت في العمل في هذا القسم على الخطَّة الآتية: أولًا - أثبتُ ما في النسخة المحمودية (مح) في صلب الكتاب، إذْ اعتبرتها أصلًا -كما سبق بيانه في دراسة النسخ- وقابلت باقي النسخ مع ما أثبت، وكان منهجي في المقابلة كالآتي: 1 - إذا وجدت مخالفة في إحدى النسخ الأخرى، فإن رأيت أن ما في النسخة الأصل (مح) صحيح، أو أن الوجهين محتملان، أثبت ما في الأصل، وجعلت ما في النسخة الأخرى في الحاشية. 2 - إذا وجدت الصواب في نسخة أخرى -غير النسخة الأصل (مح) - أثبتّ الصواب، وأشرت إلى ما في (مح) في الحاشية، مع بيان وجه التصويب فيما أثبته. 3 - إذا اتفقت جميع النسخ -بما فيها نسخة (مح) - على خطأ ظاهر أثبتّ الصواب في الأصل بين معكوفتين، وأشرت في الحاشية إلى اتفاق النسخ على هذا الخطأ مع بيان وجه التخطئة، ويظهر هذا خاصَّة في رجال الأسانيد. 4 - إذا لم أجزم بالحكم بتخطئة ما اتفقت فيه النسخ أثبتّ ما فيها، وأشرت في الحاشية إلى ما أرجِّحه.
5 - اعتبرت ما وقفتُ عليه من أصول المسانيد أو زوائدها المفردة المسندة بمثابة نسخ أخرى أثبتّ فروقها في الغالب، وكذا أيضًا كتاب إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري، فهو صنو كتاب المطالب العالية وشريكه، وفي هذا تأكد أنَّ الحديث الوارد فيهما زائدٌ بغير شك. 6 - يلاحظ في نسختي العمرية (عم) والسعيدية (حس) بياضات في عناوين الكتب والأبواب فتختفي كلها أو بعضها، وكذا صيغة التحمل بين صاحب المسند وشيخه , لأنها كُتِبت في الأصل بالحمرة، ولذا لم تظهر في التصوير، وعليه فقد قابلت ما ظهر منها، وتركت التنبيه على ما اختفى لكثرته كيلا أثقل الحواشي، واكتفيت هنا بهذه الإِشارة. 7 - أثبتّ جميع الفروق بين النسخ المتقدمة والنسخة السعودية (سد) في الحاشية إلَّا ما لا تدعو الحاجة إلى إثباته، كان يأتي في بعضها (أخبرنا) وفي بعضها (أنا)، وذلك لأن الثانية اختصار للأولى، وكذا إذا جاء في بعضها (حدثنا) وفي بعضها (ثنا)، وكذلك زيادة (قال) بعد: أخبرنا، لكونها تزاد نطقًا لا خطًّا، وكذا الاختلاف في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ففي بعضها (صلَّى الله عليه وسلَم)، وفي بعضها (صلَّى الله تعالى عليه وسلَّم)، وفي بعضها (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وقد تُحذف من بعض المواضع، وكذا (رضي الله عنه) بالنسبة للصحابة، واخترت إثبات جملة (صلَّى الله عليه وسلَّم) وجملة (رضي الله عنه)، واكتفيت بالإِشارة هنا عن التكرار في حاشية كل حديث.
8 - أهملت التنبيه على التقديم والتأخير الحاصل في النسخة التركية (ك)، لكثرة وقوع ذلك، كما تقدم. 9 - اتبعت الرسم الإِملائي الحديث في كتابة هذه الرسالة، ولو كان مخالفًا لما جاء في إحدى النسخ أو فيها جميعًا، وكذا لو كُتِب فيها على وجه غير صحِيح إملائيًا ولا أشير إلى ذلك. ثانيًا - بينتُ مواضع الآيات من سورها، وذلك بذكر اسم السورة ورقم الآية منها. ثالثًا- وثَّقتُ النص بعزوه إلى الموجود من المسانيد التي أُخِذت منها الزوائد، أو بعزوه إلى بقيّة المصادر التي تلتقي أسانيدها مع أسانيد الحديث في الكتاب الْتقاءً كُلّيًا أو جزئيًا، ولو في الصحابي، فإنْ كانت المصادر مطبوعة فأُحيل إليها ببيان رقم الجزء والصفحة وأحيانًا أُضيف إلى ذلك رقم الحديث بين قوسين. وأمّا المصادر المخطوطة، فأُحيل إليها برقم الجزء -إن كان مُتعدِّد الأجزاء- ورقم الورقة ووجهها، أو الصفحة، إنْ تيسَّر لي الوقوف على ذلك المصدر المخطوط، وإلّا أَحَلْت إلى المرجع الذي نَقَلْتُ منه. وقد راعيت في التخريج، التوسع والاطالة والاستقصاء ما أَمْكن، وخاصّةً إذا كان سند الباب ضعيفًا، يمكن تقويته، فأُحَاوِل جَمْع متابعاته وطرقه وشواهده التي تُرَقِّيه، وأُبَيِّن ذلك مُفصَّلًا، مستنيرًا بأقوال أهل الاختصاص في ذلك. وكذلك إنْ كان الحديث صحيحًا أو حسنًا، فقد أَجْمع له شواهده وأتَوَسَّع فيها، وقد أَسْلُك سبيل الاختصار وذلك كأنْ يكون من شواهده، حديث في الصحيحين.
رابعًا- خَرَّجت الروايات التي أشار إليها المُؤلِّف ولم يوردها، مثل قوله عن بعض الأحاديث: أَصْله في السنن من وجه آخر، وقوله عن حديث آخر مثلًا: أخرجوه -يعني الستة-. خامسًا - ضَبَطْتُ في النص ما يَحْتاج إلى ضَبْط. سادسًا - نبَّهتُ على ما ظهر لي مِنْ وَهَم وقع للمُؤَلِّف، سواء فيما يتعلَّق بالحكم على الرجل، أو على الحديث أو الأثر، أو في العَزْو إلى بعض المصادر، وذلك حسب اجتهادي القاصر. سابعًا - عَزَوْتُ إلى الأجزاء والصفحات وقد أذكر الأرقام، ولا أنصّ على الكتاب والباب في المُصنَّفات خشية الإِطالة، إذْ لو نَقَلْت كلّ ذلك لجاءت الرسالة قَدْر الحجم الذي هي عليه ومثله معه. الرموز والاختصارات المستخدمة في ثنايا الرسالة: الإتحاف: إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة. الإِرواء: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل. الإِكمال: الإِكمال لابن ماكولا. البغية: بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث للهيثمي. التحفة: تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للمزي. التذكرة: تذكرة الحفّاظ للذهبي. التقريب: تقريب التهذيب لابن حجر. التهذيب: تهذيب التهذيب لابن حجر. الثقات: ثقات ابن حبان. الجرح: الجرح والتعديل.
الحلية: حلية الأولياء لأبي نعيم. الخلاصة: خلاصة تهذيب الكمال للخزرجي. الديوان: ديوان الضعفاء والمتروكين. السير: سير أعلام النبلاء. شرح العلل: شرح علل الترمذي لابن رجب. الصحيحة: سلسلة الأحاديث الصحيحة. الضعيفة: سلسلة الأحاديث الضعيفة. الطبقات: الطبقات الكبرى لابن سعد. علل أحمد: كتاب العلل ومعرفة الرجال. العلل الكبير: علل الترمذي الكبير. الفتح: فتح الباري بشرح صحيح البخاري. الكامل: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي. اللسان: إن كان في التراجم عنيت به لسان الميزان لابن حجر، وإن كان في اللغويات عنيت به لسان العرب لابن منظور. المجردة: مختصر إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري. المجمع: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. المجموع: المجموع شرح المهذب للنووي. مراتب المدلسين: تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس. المستدرك: المستدرك على الصحيحين للحاكم. المغني: المغني في ضعفاء الرجال للذهبي. وفي المسائل الفقهية: المغني لابن قدامة الحنبلي، وفي ضبط الأسماء: المغني في ضبط الأسماء للفتني الهندي.
المقتنى: المقتنى في سرد الكنى للذهبي. موارد الظمآن: موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان. الميزان: ميزان الاعتدال في نقد الرجال. النهاية: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير. * أحلت في تخريجي لأحاديث البخاري على المتن المطبوع مع شرحه فتح الباري -طبعة المكتبة السلفية بمصر- لأنها المنتشرة عند طلاب العلم. * حيثما أطلقت كلمة الحافظ فالمراد به ابن حجر. * إذا ذكرت كتابًا من كتب الجرح والتعديل أو التخريج وبعده رقمًا بين قوسين ()، فهو رقم ترجمته، أو رقم الفقرة التي فيها الكلام عليه، أو رقم الحديث. وغير ذلك من الاختصارات مما يدرك بسهولة ولا يخفى على القارئ اللبيب. هذا، وأسأل الله الإعانة والرشاد، والحمد لله رب العالمين .. وصلّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني 773 - 852 هجرية تحقيق أبي محمد عبد الرحمن بن عمر جُرْدِي المدخلي تنسيق د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري المجلّد الثامن 15 - 16 آخر كتاب الفرائض- أول كتاب الحدود (1537 - 1841)
5 - باب الكلالة
5 - باب الكلالة 1537 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بن مرة، عن سعيد بن المسيب قال: إن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَيْفَ نُوَرِّثُ (¬1) الْكَلَالَةَ؟ فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: [أوليس قد بيّن الله تعالى ذَلِكَ؟ ثُمَّ قَرَأَ: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً} (¬2) إلى آخرها، فكأن عمر رضي الله عنه، لم يفهم، فأنزل الله تعالى {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} (¬3) إلى آخر الآية، فكأن عمر رضي الله عنه لم يفهم (¬4) فقال لحفصة رضي الله عنها: إذا رأيتِ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم طِيبَ نَفْسٍ فَاسْأَلِيهِ عَنْهَا، فَرَأَتْ مِنْهُ طِيبَ نفس، فسألته عنها، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أبوكِ كَتَبَ لَكَ هَذَا؟ مَا أَرَى أَبَاكِ يعلمها أبدًا" فكان عمر رضي الله عنه يَقُولُ: مَا أُرَانِي أَعْلَمُهَا أَبَدًا وَقَدْ قَالَ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ. * صَحِيحٌ، إِنْ كَانَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ سَمِعَهُ من حفصة رضي الله عنها. ¬
1537 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (2/ 56/ ب) كتاب الفرائض، باب ما جاء في الكلالة، وعزاه لإسحاق. وأخرجه ابن مردويه، كما في الدرّ المنثور (2/ 249)، وكنز العمال (11/ 79). وأخرجه عثمان بن أبي شيبة -بسنده ومتنه-، كما في تفسير ابن كثير (1/ 608)، إلَّا أنه تحرّف قوله في الحديث: (أبوكِ كتب هذا)، فقد جاء في التفسير: (أبوك ذكر لك هذا). والصواب الذي في الأصل هنا، لما سيأتي من كيفية هذه الكتابة. وأخرجه ابن جرير في التفسير مختصرًا (6/ 41)، عن ابن وكيع، عن جرير، به. وقد رواه -بنحوه مختصرًا- عبد الرزاق في مصنفه (10/ 305: 19194)، كتاب الفرائض، باب الكلالة، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن طاووس أنّ عمر أمر حفصة أن تسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الكلالة، فأمهلته حتى إذا لبس ثيابه فسألته، فأملَّها عليها في كتف، فقال: عمرُ أمركِ بهذا؟ ما أظنّه أن يفهمها، أوَلَم تكفه آية الصيف؟ فأتت بها عمر فقرأها، فلما قرأ: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}، قال: اللهم من بيّنت له فلم تبين لي. وقال ابن جرير: عن معمر، عن طاووس، عن أبيه أنّ عمر أمر حفصة أن تسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الكلالة. اهـ. وأصل مراجعة عمر رضي الله عنه، للنبي -صلى الله عليه وسلم- في الكلالة موجودة في صحيح =
= مسلم (3/ 236: 1617)، كتاب الفرائض، باب ميراث الكلالة. بسنده عن معدان بن أبي طلحة، أن عمر بن الخطاب خطب يوم جمعة فذكر نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وذكر أبا بكر، ثم قال: إني لا أدع بعدي شيئًا أهم عندي من الكلالة، ما راجعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شيء ما راجعته في الكلالة، وما أغلظ لى في شيء ما أغلظ لي فيها، حتى طعن بأصبعه في صدري وقال: (يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء؟) وإني إن أعش أقض فيها بقضية، يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن. وجرير هو ابن عبد الحميد بن قُرْط الضبي الكوفي. والشيباني هو سليمان بن أبي سليمان.
الحكم عليه: حديث الباب رجاله ثقات، وهو صحيح على شرط مسلم. قال الحافظ بعد إيراده هنا: صَحِيحٌ إِنْ كَانَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ سَمِعَهُ مِنْ حفصة رضي الله عنها. اهـ. وكذا قال البوصيري في إتحافه. واللقاء ممكنٌ بين حفصة وابن المسيب، لأمور: 1 - أن حفصة رضي الله عنها، توفيت عام خمس وأربعين، وعُمْرُ ابنِ المسيب آنذاك خمس وثلاثون سنة. 2 - أن ابن المسيب قد سمع ممن هم أقدم وفاة منها: كأبيها عمر بن الخطاب -على رأي البعض- المتوفَّى سنة ثلاث وعشرين، وكعثمان رضي الله عنه، المتوفَّى سنة خمس وثلاثين، وكعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، المتوفَّى سنة أربعين. 3 - أن ابن المسيب كان يسمع من أمهات المؤمنين، فقد سمع من عائشة وأم سلمة، رضي الله عنهما، فما هو المانع من سماعه من حفصة رضي الله عنها!. 4 - أن ابن المسيب كان ذا صلة ببيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد سمع من عبد الله بن عمر، وكان ابن عمر يرسل إلى ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عُمر وأمره. تهذيب الكمال (1/ 505). =
= 5 - أني لم أجد من قدح في سماعه من حفصة رضي الله عنها. وبهذا يتبين لنا إمكان سماع ابن المسيب من حفصة رضي الله عنها، فضلًا عن اللقاء، فعلى هذا فالحديث صحيح على شرط مسلم كما قرره في مقدمة صحيحة. وعلى فرض عدم سماعه منها -وهو بعيد- فإن مرسلات ابن المسيب صحيحة كما قاله العلائي في جامعه (89، 184)، والله أعلم. وهذا الحديث قد صححه المتقي الهندي في كنز العمال (11/ 79)
1538 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سمعت ابن أبي مليكة. قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما، يقول: إنه ليس في كتاب الله تعالى وَلَا فِي قَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- وسيجدونه (¬1) كُلُّهُمْ فَيَقُولُونَ مَا هُوَ؟ فَيَقُولُ: مِيرَاثُ الْأُخْتِ مَعَ الْبِنْتِ النِّصْفُ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ ...} (¬2) الآية. ¬
1538 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (56/ أ)، من طريق ابن أبي عمر، هذه. وأخرجه ابن حزم في المحلى (10/ 321)، كتاب المواريث، قال: ومن طريق إسماعيل بن إسحاق، نا علي بن عبد الله -وهو ابن المديني- حدثني سفيان به. وقد تحرّف فيه اسم مصعب بن عبد الله بن الزبير إلى: مصعب بن عبد الله بن الزبرقان. وللأثر طريق أخرى عند عبد الرزاق في مصنفه (10/ 254: 19023)، كتاب الفرائض. ومن طريقه البيهقي في سننه (6/ 233)، كتاب الفرائض، باب الأخوات مع البنات عصبة، قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن، قال: جاء ابن عباس مرة رجل فقال: رجل توفي وترك ابنته، وأخته لأبيه وأمه؟ فقال ابن عباس: لابنته النصف وليس لأخته شيء، ما بقي هو لعصبته، فقال له الرجل: إن عمر قد قضى بغير ذلك، قد جعل للأخت النصف، وللبنت النصف. فقال ابن عباس: أنتم أعلم أم الله! قال معمر: فلم أدر ما قوله: أنتم أعلم أم الله، حتى لقيت ابن طاووس، فذكرت ذلك له، فقال ابن طاووس: أخبرني أبي، أنه سمع =
= ابن عباس يقول: قال الله تعالى: {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ} قال ابن عباس: فقلتم أنتم لها النصف وإن كان له ولد. اهـ. وهذا الإسناد صحيح، رجاله ثقات، من رجال الصحيحين. وسفيان هو ابن عيينة.
الحكم عليه: حديث الباب رجاله ثقات: إلاّ أن فيه انقطاعًا بيِّنًا بين مصعب بن عبد الله، وابن أبي مليكة، وذلك أن ابن أبي مليكة توفي سنة 117، وولد مصعب سنة 156، فبين وفاة الشيخ وولادة التلميذ 39 سنة، وهذه مفازة طويلة، فعلى هذا فالأثر ضعيف. وهذا القول مشهور عن ابن عباس، رضي الله عنهما فقد سبق في التخريج رواية عبد الرزاق في مصنفه وهي صحيحة الإسناد. فهو ثابت عنه وإن لم يصح من طريق ابن أبي عمر. وقد وقع في المحلّي لابن حزم (10/ 321) تصحيف لاسم الجدّ الأخير لمصعب بن عبد الله إذ جاء: مصعب بن عبد الله بن الزبرقان، وقد بحثت عن هذا الاسم فلم أجده فعلمت أنه خطأ، مع أنه مخالف لبقية المصادر والنسخ التي جعلته: ابن الزبير.
1539 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا حميد بن عبد الرحمن، عن زهير، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يرث الرجل أخاه لأبيه وأمه دون إخوته لأبيه".
1539 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 297: 361). وأورده الهيثمي في المقصد العلي (59/ أ). وأورده في مجمع الزوائد (4/ 229)، وقال: رواه أبو يعلى ولا أعرف معناه، وفيه الحارث وهو ضعيف وقد وثق. وأورده البوصيري في الإِتحاف (56/ أ) وعزاه لأبي يعلى. وأورده الهندي في الكنز (11/ 39: 30536)، وقال: لأبي الشيخ. وبنحوه أخرجه الحميدي في مسنده (1/ 30: 55): ثنا سفيان، ثنا أبو إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قضى "أن أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العلّات". وبني العلّات: هم الإخوة لأب وأمهاتهم شتى، والمعنى أن بني الأعيان إذا اجتمعوا مع بني العلّات فالميراث لبني الأعيان لقوة القرابة. اهـ. من تحفة الأحوذي (6/ 270). وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 79). والطيالسي في مسنده (25: 179). والترمذي في أبواب الفرائض، باب ما جاء في ميراث الإخوة من الأب والأم (3/ 281: 2176)، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلَّا من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي، وقد تكلم بعض أهل العلم في الحارث، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 461: 625). =
= والحاكم في مستدركه (4/ 336)، كتاب الفرائض، وقال: رواه الناس عن أبي إسحاق عن الحارث ابن عبد الله، لذلك لم يخرجه الشيخان. والدارقطني (4/ 86، 87). والبيهقي في السنن (6/ 232)، كتاب الفرائف، باب ميراث الإخوة والأخوات لأب وأم أو لأب .. كلهم من طريق سفيان، به. وأبو خيثمة: هو زهير بن حرب. وحميد: هو الرُّؤاسي أبو عوف الكوفي. وزهير: هو ابن معاوية بن حُدَيج. وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله بن عبيد، ويقال علي، السبيْعي.
الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف الإسناد، لأجل الحارث الأعور. وقد ضعفه الهيثمي بذلك فقال (4/ 229): وفيه الحارث وهو ضعيف، وقد وثق.
1540 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بن مرة، أنه (¬1) سمع مُرّة يقول (¬2) فِي الْكَلَالَةِ: قُلْتُ لِمُرَّةَ: وَمَنْ يَشُكُّ فِي الْكَلَالَةِ؟ هُوَ مَا دُونَ الْوَلَدِ وَالْوَالِدِ، قَالَ: إنهم يشكون في الوالد. ¬
1540 - تخريجه: هو في مسند أبي داود الطيالسي (12) بأطول منه، قال: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة سمع مرة قال: قال عمر: ثلاث لأن أكون سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحب إلىَّ من أن يكون لي حمر النعم: الخلافة، والكلالة، والربا، فقلت لمرة: ومن يشك في الكلالة؟ ... فذكره. وأورده البوصيري في الاتحاف (56/ ب) تامًا، كما هو في مسند الطيالسي وعزاه له وقال: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع. وأخرجه البيهقي (6/ 225)، كتاب الفرائض، باب حجب الأخوة والأخوات من كانوا بالأب والابن وابن الابن. من طريق أبي داود الطيالسي، به. وأورده الهندي في كنز العمال (11/ 78) وقال: رواه عبد الرزاق، والطبراني، وابن أبي شيبة، والعدني، وابن ماجه، والشاشي، وأبو الشيخ في الفرائض، والحاكم، والبيهقي، والضياء في المختارة. اهـ. ولكنّ أكثر هذه المصادر لم تورد كلام عمرو بن مرة مع مُرّة بل اكتفت بأول الأثر مقتصرة على كلام عمر رضي الله عنه، وعلى هذا فهي ليست من مصادر تخريج هذا الأثر الذي معنا. أمّا قول عمر رضي الله عنه، دون قوله فقلت لمرة ... إلخ. فقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (10/ 302:19184)، عن الثوري عن عمرو بن مرة، به. =
= وأخرجه ابن ماجه في كتاب الفرائض، باب الكلالة (2/ 911: 2727). والحاكم في المستدرك (2/ 304)، كتاب التفسير. كلاهما من طريق الثوري. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 375)، رجال إسناده ثقات إلَّا أنه منقطع. اهـ. وهذا الانقطاع بين مرة بن شراحيل وعمر بن الخطاب، قال ابن أبي حاتم في المراسيل (208): قال أبو زرعة وأبو حاتم: حديث مرة بن شراحيل عن عمر مرسل، وقال أبو حاتم: لم يدركه. وقول عمر رضي الله عنه، ثابت عنه في الصحيحين وغيرهما من طريق ابن عمر: فقد أخرجه البخاري (10/ 45)، كتاب الأشربة، باب ما جاء في أن الخمر ما خامر العقل من الشراب بسنده، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: خطب عُمر على مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: إنه قد نزل تحريم الخمر ... وثلاث وددت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يفارقنا حتى يعهد إلينا عهدًا: الجَدُّ، والكلالة، وأبواب من أبواب الربا. وأخرجه مسلم (4/ 2322: 3032)، كتاب التفسير، باب في نزول تحريم الخمر. وأبو داود (3/ 324: 3669)، كتاب الأشربة، باب في تحريم الخمر. ومما يلاحظ هنا أن إحدى الثلاث هي: الجدّ. أمّا في الرواية الأولى فهي: الخلافة. تنبيه: أصل الأثر ليس من الزوائد، ولذلك تنبه له الحافظ فلم يورد منه إلَّا الزائد فقط فلله دره من حافظ إمام. =
= وإسناد الزيادة صحيح، فرواتها ثقات وكل واحد منهم سمع ممن فوقه وليس فيه انقطاع. وهذه الزيادة رواها شعبة عن عمرو. ولم يروها الثوري عن عمرو. وكلاهما حافظ إمام. أما أجل الأثر ففيه انقطاع من طريق عمرو بن مرة: لكنه ثابت في الصحيحين من طريق ابن عمر رضي الله عنهما.
6 - باب ميراث الولاء ومن أسلم على يده رجل
6 - بَابُ مِيرَاثِ الْوَلَاءِ وَمَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدِهِ رجل 1541 - [1] إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ قَالَ: اخْتَصَمَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ إِلَى عمر رضي الله عنه، في موالي صفية رضي الله عنها، فقال علي رضي الله عنه عَمَّتِي وَأَنَا أَعْقِلُ عَنْهَا وَأَرِثُهَا، وَقَالَ الزُّبَيْرُ رضي الله عنه، أمي وأنا أرثها. فقال عمر لعلي رضي الله عنهما: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَعَلَ الْوَلَاءَ (¬1) تَبَعًا لِلْمِيرَاثِ. [2] أَخْبَرَنَا يحيى بن آدم، نا حَفْصُ (¬2) بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنِ الْحَكَمِ مثله. وقال لعلي رضي الله عنه: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- جعل (¬3) الولاء تبعًا للميراث؟ فقضى به للزبير رضي الله عنه (¬4). ¬
1541 - تخريجه: والحديث أورده البوصيري (55/ أ)، وعزاه لإسحاق بن راهويه. وكذلك أورده الهندي في الكنز (5/ 5078)، وعزاه لابن راهويه. ورواه بنحوه سعيد بن منصور في السنن (1/ 94: 274)، قال: نا أبو معاوية [أي الضرير]. قال: نا عبيدة الضبي عن إبراهيم قَالَ: اخْتَصَمَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ إِلَى عُمَرَ فِي مولي صفية فقال علي: مولى عمتي وأنا أعقل عنه، وقال الزبير: مولى أمي وأنا أرثه فقضى عمر للزبير بالميراث وقضى على علي بالميراث، قال إبراهيم: فالولاء لآل الزبير ما بقي لهم عقب قلت: وما العقب؟ قال: ولد ذكر فإذا لم يكن ولد ذكر رجع الولاء إلى علي. وهذه الطريق ضعيفة لأن عبيدة الضبي الضرير قال عنه الحافظ في التقريب: ضعيف واختلط بأخرة (379: 4416)، وإبراهيم النخعي عن علي مرسل، وانظر التهذيب (1/ 156). وله طريق أخرى عن إبراهيم أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 319: 7630)، وابن حزم في المحلى (11/ 71). ومبتدأ الخصومة قبل بلوغها عمر وحكمه فيها رواها سعيد -أيضًا- في سننه (1/ 94). من طريق حماد عن إبراهيم بنحوه. قال: نا سفيان، عن عمرو بن دينار عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء، عن سليمان بن يسار. قال: اختصم علي والزبير في موالي صفية فقال علي: أنا أعقل عنهم وأنا أرثهم، وقال الزبير: موالي أمي وأنا أرثهم فناداهما عبد الرحمن بن عوف: إنكما لا تدريان أيكما أسرع موتًا، فسكتا. وهذه الطريق رجال إسنادها ثقات.
الحكم عليه: حديث الباب بهذا الإسناد رجاله ثقات ما عدا الأجلح الكندي فهو صدوق، ولكن فيه علة: وهي أن الحكم بن عتيبة لم يدرك علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما ذكره البيهقي في سننه (6/ 43)، إلَّا أن أصل الخصومة ثابت كما رواها سعيد بن منصور -كما مضى في التخريج-. وللحديث شواهد، هي: 1 - ما أخرجه الإِمام أحمد (1/ 46)، والترمذي (3/ 290)، أبواب الفرائض باب من يرث الولاء: من طريق ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "يرث الولاء من يرث المال" قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي. اهـ. وهو عند الإِمام أحمد: من طريق عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عن عمر. وهذا إسناد حسن في المتابعات، فابن لهيعة وإن كان قد اختلط فقد جعله الحافظ في التقريب صدوق (319: 3563). ولما كان في المسند عن عمر، أورده الهيثمي في المجمع (3/ 231)، وقال: رواه أحمد بسند حسن. 2 - ما أخرجه الإِمام أحمد (1/ 27) مختصرًا، وأبو داود -مطولًا- (3/ 126: 2917)، كتاب الفرائض، باب الولاء، قال: حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر، ثنا عبد الوارث، عن حسين المعلم، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده أن رئاب بن حذيفة تزوج امرأة فولدت له ثلاثة غِلْمة فماتت أمهم فورثها رباعها وولاء مواليها، وكان عمرو بن العاص عَصبَة بنيها، فأخرجهم إلى الشام، فماتوا، فقدم عمرو بن العاص، ومات مولى لها، وترك مالًا له، فخاصمه إخوتها إلى عمر بن الخطاب، فقال عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ما أَحْرَزَ الولدُ أو الوالدُ فهو =
= لعصبته من كان"، قال: فكتب له كتابًا فيه شهادة عبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت ورجل آخر، فلما استخلف عبد الملك اختصموا إلى هشام بن إسماعيل أوإلى إسماعيل بن هشام، فرفعهم إلى عبد الملك فقال: هذا من القضاء الذي ما كنت أراه قال: فقضى لنا بكتاب عمر بن الخطاب، فنحن فيه إلى الساعة. وهذا الإسناد رجاله ثقات غير مجروحين -كما في تراجمهم من التقريب- إلَّا أن الكلام في رواية عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، والراجح أنها لا تنزل عن رتبة الحسن، وعلى ذلك فالحديث يصلح لأن يكون شاهدًا لحديث الباب. وبهذين الشاهدين يرتقي حديث الباب إلى الصحيح لغيره فهو قابل للمتابعة وهي تصلح لها، والله أعلم.
1542 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ (¬1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "من أسلم على يده (¬2) رجل فهو مولاه يرثه ويؤدي عنه" (¬3). ¬
1542 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (54/ب)، من طريق مسدد وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. اهـ. وأورده في المجرّدة وقال: رواه مسدد مرسلًا بسند رجاله ثقات. وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (1/ 78: 201)، باب من أسلم على الميراث قبل أن يقسم. بنفس سند مسدد ومتنه. ورواه مرة ثانية عن إسماعيل بن عياش عن الأحوص، بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، فيه علتان: 1 - ضعف الأحوص بن حكيم. 2 - إرسال راشد بن سعد، والمرسل من أنواع الضعيف على الراجح. وبهذا يتبين قصور قول البوصيري: رجاله ثقات. وللحديت شواهد تأتي في الحديث الآتي إن شاء الله تعالى.
1543 - حدثنا (¬1) عيسى بن يونس، ثنا معاوية بن يحيى، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ إليك: "مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْ (¬2) رَجُلٍ فَهُوَ مَوْلَاهُ". ¬
1543 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإِتحاف (54/ ب) وعزاه لمسدد. رواه سعيد بن منصور في سننه -بنفس سند مسدد ومتنه- (1/ 78:200)، باب من أسلم على الميراث قبل أن يسلم. وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 223: 7781). والدارقطني في سننه (4/ 181: 32)، في الرضاع. من طريق معاوية. وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2397) في ترجمة معاوية الصدفي، من طريقه. ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في سننه (10/ 298)، كتاب الولاء، باب ما جاء في علة حديث روى فيه عن تميم الداري مرفوعًا. قال الدارقطني بعد روايته للحديث: الصدفي ضعيف. اهـ. ولم ينفرد به معاوية الصدفي عن القاسم الشامي، فقد تابعه جعفر بن الزبير عن القاسم الشامي. أخرجه ابن عدي قال: أنبأ الفضل بن الحباب، ثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، عن جعفر بن الزبير عن القاسم. به. ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي (10/ 298)، كتاب الولاء. والقاسم هو: ابن عبد الرحمن الشامي الدمشقي، صاحب أبي أمامة.
= الحكم عليه: وحديث الباب ضعيف الإسناد وذلك لضعف معاوية بن يحيى الصدفي. وبذلك ضعّفه البوصيري في الإتحاف فقال في المجردة (2/ 196/ أ): رواه مسدد بسند ضعيف لضعف معاوية بن يحيى الصدفي. اهـ. وأنا متابعة جعفر بن الزبير فلا عبرة بها فقد قال عنه الحافظ في التقريب 140 متروك الحديث وأيضًا يتكلمون في رواية جعفر عن القاسم. والحديث ذكره عبد الحق في أحكامه -كما في نصب الراية (4/ 157) - من جهة ابن عدي. وقال: جعفر متروك، وكان رجلًا صالحًا. اهـ. وللحديث شاهد عن: 1 - تميم الداري: أخرجه أبو داود في سننه (3/ 127: 2918)، كتاب الفرائض، باب في الرجل يسلم على يدي الرجل. من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال: سمعت عبد الله بن موهب يحدث عمر بن عبد العزيز عن قبيصة بن ذويب عن تميم الداري قال: يا رسول الله ما السنة في الرجل يسلم على رجل من المسلمين؟ قال: "هو أولى الناس بمحياه ومماته". وأخرجه الإِمام أحمد (4/ 103). والدارمي (1/ 272: 3037)، كتاب الفرائض، باب في الرجل يوالي الرجل. والترمذي (3/ 289: 2195)، أبواب الفرائض، باب ما جاء في الرجل يسلم على يد الرجل. والبيهقي (10/ 296) كتاب الولاء، باب ما جاء في علة حديث تميم. كلهم من طريق وكيع وغيره عن عبد العزيز عن ابن موهب عن تميم. به. قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلَّا من حديث عبد الله بن موهب ويقال: =
= وهب عن تميم الداري، وقد أدخل بعضهم بين عبد الله بن موهب وبين تميم الداري قبيصة بن ذؤيب، هكذا رواه يحيى بن حمزة، وهو عندي ليس بمتصل. اهـ. قال البخاري (12/ 45) واختلفوا في صحة هذا الخبر. وذكر الحافظ في الفتح (12/ 46) أن الشافعي قال: هذا الحديث ليس بثابت، وقال الخطابي: ضعّف أحمد هذا الحديث. وقال ابن المنذر: هذا الحديث مضطرب، وصحح هذا الحديث أبو زرعة الدمشقي وقال: هو حديث حسن المخرج متصل. اهـ. وحسنه ابن القيم في تهذيب السنن (4/ 186) وتبعه الألباني في الصحيحة (5/ 406). 2 - وعن عمرو بن العاص أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: إن رجلًا أسلم على يدي وله مال وقد مات، قال: فلك ميراثه. قال الهيثمي في المجمع (4/ 232) رواه الطبراني من رواية بقية قال: حدثني كثير بن مرة فإن كان سمع منه فالحديث صحيح. اهـ. ولكن الراوي عن عمرو بن العاص شيخ من باهلة لا يدرى ما حاله كما في نصب الراية (4/ 158). 3 - مرسل راشد بن سعد -وقد مضى قبل هذا الحديث- وهو ضعيف الإسناد. 4 - أخرج ابن أبي شيبة، في مصنفه في الديات (9/ 320: 7636)، باب العقل على من يكون؟ قال: حدثنا عبد السلام بن حرب عن خصيف عن مجاهد أن رجلًا أتى عمر فقال: إن رجلًا أسلم على يدي، فمات وترك ألف درهم، فتحرجت منها، فقال: أرأيت لو جنى جناية على من تكون؟ قال: عليَّ، قال: فميراثه لك. اهـ. وعبد السلام بن حرب هو النهدي، قال الحافظ في التقريب (355) ثقة حافظ له مناكير. =
= وخصيف هو ابن عبد الرحمن الجزري، صدوق سيء الحفظ خلط بأخرة. قاله الحافظ (193)، فالأثر يصلح لأن يكون متابعًا. قال ابن التركماني في الجوهر النقي (10/ 296) بعد عزوه هذا الأثر لابن جرير في التهذيب قال: ورواه مسروق عن ابن مسعود، وقاله إبراهيم، وابن المسيب، والحسن، ومكحول وعمر بن عبد العزيز. اهـ. فبمجموع هذين الحديثين والمرسل وأثر عمر وابن مسعود يتقوّى حديث الباب يكون حسنًا لغيره على أعلى حدٍّ، والله أعلم.
1544 - حدثنا (¬1) أبو عوانة (¬2)، عن منصور قال: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ النَّبَطِيِّ يُسْلِمُ فَيُوَالِي رَجُلًا، قال: يرثه ويعقل عنه. ¬
1544 - تخريجه: أورده البوصيري في الإِتحاف (54/ ب)، بسند مسدد. أخرجه سعيد بن منصور في سننه (1/ 78: 204)، باب من أسلم على الميراث قبل أن يقسم، عن أبي عوانة. بمثل سند مسدد ومتنه. وقد تابع أبا عوانة كل من: 1 - جرير بن عبد الحميد عند سعيد في سننه (1/ 80: 213)، قال: نا جرير بن عبد الحميد عن منصور. بنحوه. 2 - الثوري، ومعمر، أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6/ 20) كتاب أهل الكتاب من أسلم على يد رجل فهو مولاه، قال: أخبرنا الثوري ومعمر عن منصور، بنحوه. 3 - ابن عيينة. أخرجه عبد الرزاق -الموضع السابق (9874) -، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن منصور، عن إبراهيم مثله، وزاد: وله أن يحول ولاءه حيث ما شاء ما لم يعقل عنه. 4 - إسرائيل. أخرجه الدارمي في سننه (2/ 272)، كتاب الفرائض باب في الرجل يوالي الرجل (3038)، قال: حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن منصور، بنحوه.
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح الإسناد.
7 - باب من رأى توريث المسلم من الكافر
7 - بَابُ مَنْ رَأَى تَوْرِيثَ الْمُسْلِمِ مِنَ الْكَافِرِ 1545 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ كُرْدِيٍّ، عَنْ يَحْيَى بن يعمر قال: إن معاذ بن جبل رضي الله عنه كَانَ يُوَرِّثُ الْمُسْلِمَ مِنَ الْكَافِرِ وَلَا يُوَرِّثُ الكافر من المسلم (¬1). ¬
1545 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (54/ أ) ونسبه لأحمد بن منيع. وفيه الزيادة في آخره. ولم أجده باللفظ الذي أورده الحافظ في المطالب هنا. وأمّا الزيادة التي أوردها البوصيري في الحديث فقد أخرجها: الطيالسي (77: 568). وأحمد (5/ 230، 236)، وابن أبي شيبة في المصنف (11/ 374)، في الفرائض، من كان يورث المسلم الكافر. وأبو داود (3/ 126: 2912 ,2913)، كتاب الفرائض، باب هل يرث المسلم الكافر؟ وابن أبي عاصم في السنة (2/ 463:954). =
= والحاكم (4/ 345)، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. والبيهقي (6/ 254)، كتاب الفرائض، باب ميراث المرتد. والجوزقاني في الأباطيل (2/ 157). كلهم من طريق عمرو بن أبي حكيم الْوَاسِطِيِّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، أَنَّ أَخَوَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ يَهُودِيُّ ومسلم فورث المسلم منهما وقال: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ، أَنَّ معاذًا حدثه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الإِسلام يزيد ولا ينقص"، فورث المسلم. هذا لفظ أبي داود. وفيه رجل مجهول بين أبي الأسود ومعاذ. فهو ضعيف. قال البيهقي: وهذا رجل مجهول فهو منقطع. اهـ. وذكر الحافظ في الفتح (12/ 43)، تصحيح الحاكم له، وقال: وتعقب بالإنقطاع بين أبي الأسود ومعاذ، ولكن سماعه منه ممكن، وقد زعم الجوزقاني أنه باطل، وهي مجازفة. اهـ. وبهذا الإنقطاع ضعّف الألباني الحديث في السلسلة الضعيفة (3/ 252: 1123).
الحكم عليه: وأثر الباب بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلَّا أن المزي ذكر أن الصحيح أن بين عمرو بن كردي ويحيى بن يعمر، بريدة. وأيضًا يحيى بن يعمر ليس له سماع من معاذ، فهو ضعيف. وذكر الحافظ في الفتح (12/ 50) أن إسناده قوي، ولعله يقصد باعتبار شاهده، كما سيأتي في الحديث الآتي، إن شاء الله.
1546 - وقال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَمْرٍو الْوَاسِطِيِّ، ثنا عبد الله بن بريدة قال: أَنَّ أَخَوَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ -يَهُودِيُّ وَمُسْلِمٌ-، فَوَرَّثَ الْمُسْلِمَ مِنْهُمَا، فَقِيلَ لَهُ: لم وَرَّثْتَ الْمُسْلِمَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ (¬1) أَنَّ أَخَوَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى مُعَاذٍ رضي الله عنه، يَهُودِيُّ وَمُسْلِمٌ فَقَالَ الْمُسْلِمُ: كَانَ أَبِي يَهُودِيًّا وَكَانَ ذَا مَالٍ وَأَرْضٍ فَلَمْ (¬2) يَضُرَّنِي إِسْلَامِي عِنْدَهُ دُونَ أَنْ فَوَّضَ (¬3) إِلَيَّ مَالَهُ وَأَرْضًا كُنْتُ أَزْرَعُهَا وَأَقُومُ فِيهَا، وَكُنْتُ أَتَصَدَّقُ وَأُقْرِي الضيف وأصنع المعروف (¬4) وأَعْتِق، فَكَانَ لَا يَعِيبُ ذَلِكَ عَلَيَّ فَمَاتَ فَحَالُوا بَيْنِي وَبَيْنَ مَالِهِ (¬5) وَقَالُوا: لَا حَقَّ لك (¬6)، فورَّث معاذ رضي الله عنه المسلم. ¬
1546 - تخريجه: ذكره البوصيري في المجردة (2/ 195/ ب)، وعزاه لمسدد، وأورد قبله حديث ابن منيع الماضي قبل هذا ثم قال: ومدار الطريق على عمرو بن كردي ولا أعلم حاله، وبافي رجال الإسناد ثقات. ولمّا ذكره في الإتحاف (54/ أ)، بسند مسدد وبالزيادة التي فيه قال: رواه أبو داود في سننه عن مسدد به مقتصرًا على المرفوع منه دون باقية. اهـ. ولم أجد من أخرجه بهذا السياق. والحافظ ابن حجر أورد هنا الزائد فقط دون ذكرٍ لآخر الأثر لأنه ليس بزائد فقد رواه أحمد وأبو داود.
= الحكم عليه: رواية مسدد عن معاذ فيها رجل مجهول، فعلى ذلك تكون هذه الرواية بهذا السياق ضعيفة الإسناد. أمّا رواية أبي داود التي أشار إليها البوصيري فقد سبقت في الحديث الماضي. وما أدري كيف قال البوصيري: ومدار الطريق على عمرو بن كردي -أي عن يحيى بن يعمر-، ولا أعلم حاله، وباقي رجال الإِسناد ثقات! اهـ. فكأنه ذهل عن قول عَمْرٍو الْوَاسِطِيِّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عن يحيى بن يعمر، هنا في حديث مسدد. اللهم إلَّا إن أراد حكم يحيى بن يعمر بين الرجلين -دون قصة معاذ-، فصحيح أن رجاله ثقات بل هو صحيح، وأمّا عدم معرفته لعمرو بن كردي فقد وثقه ابن معين وأبو داود والنسائي. بقي حكم معاذ بين اليهودي والمسلم ضعيف الإِسناد؛ لكن له شاهد غير الرواية المختصرة التي قدمتها في الحديث الماضي وهي رواية ضعيفة لا تصلح للمتابعة، فقد أخرج سعيد بن منصور (1/ 67)، باب لا يتوارث أهل ملتين قصة عن معاوية شبيهة بهذه، قال: نا هشيم قال: أنا مجالد قال: نا الشعبي قال: جاء رجل إلى معاوية فقال: أرأيت الإِسلام يضرّني أم ينفعني؟ قال: بل ينفعك، فما ذاك؟ فقال: إن أباه كان نصرانيًا، فمات أبوه على نصرانيته وأنا مسلم، فقال إخوتي وهم نصارى: نحن أولى بميراث أبينا منك، فقال معاوية: إيتني بهم، فأتاه بهم، فقال: أنتم وهو في ميراث أبيكم شرع سواء، وكتب معاوية إلى زياد: أن ورّث المسلم من الكافر، ولا تورث الكافر من المسلم، فلما انتهى كتابه إلى زياد أرسل إلى شريح فأمره أن يُوَرِّثُ الْمُسْلِمَ مِنَ الْكَافِرِ وَلَا يُوَرِّثُ الْكَافِرَ من المسلم، وكان شريح قبل ذلك لا يورث الكافر من المسلم ولا المسلم من الكافر، فلما أمره زياد قضى بقوله: فكان إذا قضى بذلك يقول: هذا قضاء أمير المؤمنين. وهذا الإِسناد ضعيف بسبب مجالد بن سعيد، والله أعلم.
1547 - حدثنا (¬1) أبو وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قال: (لايرث المسلم الكافر إلَّا إن كان (¬2) له عبدًا) (¬3)، وَفِي لَفْظٍ: (إلَّا أَنْ يَكُونَ مَمْلُوكًا لَهُ). ¬
1547 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (54/ أ)، بسند مسدد. وأورده في المجردة (2/ 195/ ب)، وقال: رواه مسدد موقوفًا. وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 66: 142)، باب لا يتوارث أهل ملتين، بسند مسدد ولفظه الثاني. ورواه عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به، قال: لا يرث المسلم الكافر. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (11/ 372: 11488)، عن أبي الأحوص، به. قال: لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر. وأخرجه أيضًا برقم (1489) عن وكيع ثنا سفيان عن أبي إسحاق. مثله. وزاد: إلَّا أن يكون عبدًا له فيرثه.
الحكم عليه: هذا الأثر ضعيف الإسناد وذلك لضعف الحارث الأعور. وهذا الأثر الموقوف قد ورد عن غير علي: 1 - فقد روى جابر عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (لا يرث المسلم النصراني إلّا أن يكون عبده أو أمته). أخرجه عبد الرزاق (6/ 18: 9865)، كتاب أهل الكتاب، لا يتوارث أهل ملتين. =
= قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لا يرث المسلم اليهودي ولا النصراني، ولا يرثهم إلاّ أن يكون عبد رجل أو أمته. وأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 373:11495) كتاب الفرائض، من قال لا يرث المسلم الكافر. من طريق أبي الزبير. به. وأخرجه الدارمي (1/ 267: 2887)، كتاب الفراض، باب في ميراث أهل الشرك وأهل الإسلام، من طريق الحسن عن جابر، مرفوعًا. وأخرجه الدارقطني (4/ 74) كتاب الفراض، من طريق عبد الرزاق، به موقوفًا. وأخرجه من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، به مرفوعًا. وأخرجه البيهقي (6/ 218)، كتاب الفراض: باب لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم، مرفوعًا وموقوفًا. قال الدارقطني بعد روايته موقوفًا: مرقوفٌ وهو المحفوظ، وكذا نقله عنه البيهقي. 2 - ما أخرجه البخاري (12/ 50: 6764)، كتاب الفراض، باب لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم، وإذا أسلم قبل أن يقسم الميراث فلا ميراث له. ومسلم (3/ 1233: 1614)، كتاب الفراض. من حديث أسامة بن زيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم"، ورواه غيرهما. وليس في هذا الحديث الاستثناء الوارد عن علي رضي الله عنه. فالموقوف الذي أخرجه عبد الرزاق قوي الإسناد جدًا، خاصة وأن أبا الزبير قد صرّح بالسماع هنا. فالموقوف شاهدٌ لأثر الباب، مع عموم حديث أسامة، فيرقّيه إلى مرتبة الحسن لغيره، وله شاهدين أيضًا ستأتي في الحديث الآتي، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
1548 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ [عَبْدِ الرحمن] (¬1) بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: وُجِدَ فِي قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كِتَابٌ فِيهِ: "الْمُؤْمِنُونَ تَكَافؤ دِمَاؤُهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ (¬2) بكافر، ولا ذو عهد في (¬3) عهد [هـ] (¬4)، ولا يتوارث أهل ملتين". ¬
1548 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (8/ 197: 4757)، وأورده بتمامه وقد اقتصر الحافظ هنا على الشاهد فقط. وأورده البوصيري في الإِتحاف بتمامه (54/ أ)، باب لا يتوارث أهل ملتين، بسند أبي يعلى. وذكره البوصيري أيضًا في المجردة (2/ 196/ أ)، وقال: رواه أبو يعلى بسند فيه مالك بن محمد بن عبد الرحمن، وهو مجهول وله شواهد. اهـ. قلت: ليس هو بمجهول، وانظر كلام الهيثمي الآتي. وأورده الهيثمي في المجمع (6/ 292)، باب لا يقتل مسلم بكافر، وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير مالك بن أبي الرجال، وقد وثقه ابن حبان ولم يضعفه أحد. اهـ. والحديث أخرجه الدارقطني (3/ 131: 155)، كتاب الحدود والديات وغيره. قال: نا الحسين بن إسماعيل، نا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، نا عبيد الله بن عبد المجيد، به. =
= وأخرجه البخاري في تاريخه الكبير حدثنا الدارمي ثنا عبيد الله بن عبد المجيد، به، كما في التعليق المغني (3/ 131)، إلَّا أنه أسقط من إسناده: مالك بن محمد بن عبد الرحمن. وليس هذا باختلاف على عبيد الله بن عبد المجيد؛ لأن عمرة بنت عبد الرحمن قد أوردها المزي فيمن روى عنه عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ. فيكون عبيد الله بن موهب رواه مرة عن مالك بن محمد، عن عمرة؛ ورواه أُخرى عن عمرة مباشرة، بدون واسطة. وبالنسبة لسماع عبيد الله من عمرة فهو ممكن لأن عبيد الله قد اعتبره الحافظ من الطبقة السابعة الذين هم كبار أتباع التابعين، وعمرة بنت عبد الرحمن من الطبقة الثالثة الذين هم الطبقة الوسطى من التابعين، والسماع بين هاتين الطبقتين ممكن جدًا، والله أعلم.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده حسن وذلك لأجل: عبيد الله بن عبد الرحمن، ومالك بن أبي الرجال. ولذلك قال الهيثمي (6/ 292): رجاله رجال الصحيح غير مالك بن أبي الرجال، وقد وثقه ابن حبان ولم يضعفه أحد. اهـ. مع أن عبيد الله أيضًا ليس من رجال الصحيح. أمّا قول البوصيري في المجردة أن مالك بن أبي الرجال مجهول، فليس بمستقيم , لأنه قد روى عنه أكثر من اثنين، ووثقه ابن حبان، وأثنى عليه أبو حاتم. والحديث أورده المصنف لأجل الجملة الأخيرة وهي: "ولا يتوارث أهل ملتين". ولهذه الكلمة شواهد، منها: ما أخرجه البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- =
= قال: "لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم"، وقد مضي تخريجه في الحديث الماضي، وهناك مزيد من الشواهد. وأخرجه الإِمام أحمد (2/ 178: 195)، قال: ثنا روح، ثنا شعبة، ثنا عامر الأحول، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "لا يتوارث أهل ملتين شتى". وأخرجه أبو داود (3/ 125: 2911)، كتاب الفراض، باب هل يرث المسلم الكافر؟ وأخرجه ابن ماجه (2/ 912: 2731)، كتاب الفراض، باب ميراث أهل الإِسلام من أهل الشرك. وأخرجه ابن الجارود في المنتقى (323: 967)، باب ما جاء في الميراث. وأخرجه الدارقطني (4/ 75: 25). وإسناد الحديث -عند الإِمام أحمد- حسن، ويصلح أن يتابع حديث الباب. فيصبح قوله: "لا يتوارث أهل ملتين" في حديث عائشة في الباب صحيحًا لغيره، والله أعلم. أمّا بقية الحديث فسيأتي بعضه في النكاح إن شاء الله برقم (1555)، وسأورد شواهده هناك، إذا أراد الله.
8 - باب ميراث النبي -صلى الله عليه وسلم-
8 - بَابُ مِيرَاثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 1549 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو مَالِكٍ، عن ربعي، عن حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " النبي لا يُوْرَث".
1549 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (52/ ب)، بسند أبي يعلى. وأورده في المجردة (2/ 195/ أ)، وقال: رواه أبو يعلى والبزّار بسند صحيح. ولم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع والمقصد العلي. ولم أجده كذلك في المعجم والمفاريد لأبي يعلى، فلعله في مسنده الكبير المفقود. وقد أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 144)، في كتاب الفرائض، باب فيما تركه النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ثنا أبو كامل، والنضر بن طاهر قالا: ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا أَبُو مَالِكٍ الأشجعي عن ربعي عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- "ما تركنا صدقة". وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 224) في الفرائض وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وأخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 479: 1827)، قال: حدثنا أحمد، حدثنا الفيض بن وثيق الثقفي، حدثنا فضيل بن سليمان النميري، به، ولفظه: "لا نُوْرَث، ما تركنا صدقة" , قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن حذيفة إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به فضيل. اهـ. وقال الهيثمي (9/ 40)، باب فيما تركه -صلى الله عليه وسلم-: رواه الطبراني في =
= الأوسط وفيه الفيض بن وثيق وهو كذاب. اهـ. أبو مالك: سعد بن طارق بن أَشْيَم -بمفتوحة فساكنة معجمة وفتح مثناة تحت- أبو مالك الأشجعي. ربعي: ربعي بن حِراش -بكسر المهملة وآخره معجمة- ابن جحش بن عمرو الغَطَفاني أبو مريم العبسي، الكوفي.
الحكم عليه: سند الحديث عند أبي يعلى ضعيف وذلك بسبب عمرو بن مالك الراسبي شيخ أبي يعلى. ولكنه لم يتفرد به فقد تابعه أبو كامل الجحدري عند البزّار. وأبو كامل الجحدري هو: فضيل بن حسين، ثقة حافظ قاله ابن حجر في التقريب (447)، إلَّا أن شيخهما فقيل بن سليمان صدوق له خطأ كثير، فيبقى الحديث ضعيفًا. أمّا متابعة النضر بن طاهر عند البزار فلا عبرة بها لأنه ضعيف جدًا قاله ابن عدي، وقال: يسرق الحديث، ويحدث عن من لم يره ممن لا يحتمله سِنّه. الميزان (4/ 258)، واللسان (6/ 162). وكذلك متابعة الفيض بن وثيق فقد قال عنه ابن معين: كذاب خبيث، لكن قال الحافظ: روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم وهو مقارب الحال إن شاء الله تعالى. اهـ. اللسان (4/ 455). وللحديث شواهد، منها: 1 - عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"لا نُوْرَث ما تركناه فهو صدقة". أخرجه البخاري (12/ 5: 6727)، ومسلم (1758) في الجهاد. 2 - عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا نورث ما تركناه صدقة". =
= أخرجه البخاري (6/ 141)، ومسلم (1757)، وفي الحديث قصة. 3 - عن أبي بكر رضي الله عنه، بنحوه. أخرجه أبو داود (2969)، فهذه الشواهد تشهد لحديث الباب ويرتقي بها إلى الحسن لغيره، على أن المتن ثابت في الصحيحين، والله أعلم. فائدة: قال السيوطي في الخصائص الكبرى (2/ 250): حكى القاضي عياض عن الحسن البصري أنه قال: هذه الخصيصة مختصة بنبينا -صلى الله عليه وسلم- بخلاف سائر الأنبياء فإنهم يورثون، لقوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} , وقول زكريا: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ}. وعلى هذا، فتضم هذه إلى الخصائص التي امتاز بها عن الأنبياء: ولكن الصواب الذي عليه جميع العلماء أن ذلك لجميع الأنبياء لما أخرجه النسائي من حديث الزبير مرفوعًا: إنا معاشر الأنبياء لا نورث. والجواب عن الآيتين: أن المراد فيهما إرث النبوة والعلم، وقد روى ابن ماجه عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "إن العلماء هم ورثة الأنبياء لأن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر". وقد ذُكر في الحكمة من كون الأنبياء لا يورثون أوجه، منها: أن لا يتمنى قريبهم موتهم فيهلك بذلك، ومنها: أن لا يظن بهم الرغبة في الدنيا وجمعها لوراثهم، ومنها: أنهم أحياء والحي لا يورث ولهذا ذهب إمام الحرمين إلى أن ماله باق في ملكه ينفق منه على أهله كما كان عليه السلام ينفقه في حياته لأنه حي، ولذلك كان الصديق ينفق منه على أهله وخدمه ويصرفه فيما كان يصرفه في حياته، ورجح النووي وغيره أنه زال ملكه عنه وأنه صدقة على جميع المسلمين لا تختص به الورثة. وأخذ بعضهم من هذا خصيصة أخرى وهو أنه أبيح له التصدق بجميع ماله بعد موته بخلاف أمته فإنهم مقصورون على الثلث. اهـ.
9 - باب ميراث المرتد
9 - باب ميراث المرتد 1550 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ (¬1) بْنِ غَزْوَانَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: (إِذَا قُتِل الْمُرْتَدُّ عَنِ الإِسلام ورثه ولده). * هذا منقطع موقوف. ¬
1550 - تخريجه: الأثر ذكره البوصيري في الإتحاف (55/ أ)، بسند إسحاق. وذكره في المجردة (2/ 196/ أ)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه والبيهقي في سننه موقوفًا بسند منقطع. اهـ. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 354)، كتاب الفرائض، في المرتد عن الإِسلام. عن محمد بن فضيل، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه البيهقي في السنن (6/ 255)، كتاب الفراض باب ميراث المرتد. وأخرجه الدارمي (2/ 277: 3078)، كتاب الفراض، باب في ميراث المرتد، قال: حدثنا محمد بن عيسى، ثنا ثابت بن الوليد بن جميع، أخبرني أبي، بنحوه. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 340)، باب ميراث المرتد، أخبرنا =
= معمر وابن جريج قالا: بلغنا أن ابن مسعود، قال في ميراث المرتد مثل قول علي. اهـ. وقد أورد قبله عن علي أنه دفع ميراث المرتد إلى ولده.
الحكم عليه: هذا الأثر قال عنه الحافظ هنا: هذا منقطع موقوف. اهـ. وكذا قال البوصيري. وزاد: القاسم لم يدرك جده. اهـ. وهذا الكلام قد ذكره البيهقي في سننه (6/ 255). قال ابن المديني في العلل (63/ 81): لم يلق القاسم بن عبد الرحمن مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- غير جابر بن سمرة. اهـ. وكذا أورده ابن أبي حاتم في المراسيل (ص 175: 641). وقال الترمذي في الجامع (1/ 273): لم يسمع من ابن مسعود. فعلى هذا، فالأثر ضعيف بسبب الانقطاع الذي فيه بين القاسم وابن مسعود. وأمّا رواية عبد الرزاق فهي عن معمر وابن جريج بلاغًا، وهذا لا يُقبل في الاحتجاج به ولا في جعله متابعًا لغيره. ولم أجد له طريقًا أخرى عن ابن مسعود رضي الله عنه، والله أعلم.
10 - باب ميراث ذوي الرحم إذا لم تكن عصبة
10 - باب ميراث ذوي الرحم إذا لم تكن عصبة 1551 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ -رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- أَنَّهُ سَأَلَ عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الدحداح (¬1)، هَلْ تَعْلَمُونَ لَهُ نَسَبًا فِيكُمْ؟ قَالُوا: لَا، إنما هو أتي فِينَا، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بميراثه (¬2) لابن أخته (¬3). ¬
1551 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإِتحاف (53/ أ)، بسند الحارث. وأورده في المجردة (2/ 195/ ب)، وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة بسند منقطع ضعيف لتدليس ابن إسحاق. وأورده الهيثمي في بغية الباحث (603). وهذا الحديث مختلف في إسناده على: محمد بن إسحاق بن يسار. 1 - فرواه عباد بن عباد عن ابن إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... الحديث. أخرجه الحارث، عن أبي عبيد، عن عباد بن عباد، به (وهو حديث الباب هنا). ومن طريق أبي عبيد: أخرجه البيهقي في السنن (6/ 215)، كتاب الفرائض، باب من قال بتوريث ذوي الأرحام. 2 - ورواه جماعة عن ابن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، بدون ذكر ليعقوب بن عتبة في الإسناد، وهؤلاء الرواة هم: (أ) عبدة بن سليمان الكلابي. أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 396). (ب) عبد الله بن إدريس الأَوْدي. أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 265: 11179). (ج) يعلى عن ابن إسحاق، به. أخرجه الدارمي (2/ 274: 2064)، كتاب الفرائض، باب ميراث ذوي الأرحام. (د) سفيان الثوري. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (10/ 284)، وابن أبي شيبة (11/ 266: 11181)، والبيهقي (6/ 215)، من طريق وكيع، قال: ثنا سفيان، عن رجل من أهل المدينة، عن محمد بن يحيى بن حبان، به. =
= فهذان اختلافان على ابن إسحاق في إسناد الحديث؛ ولكن ابن إسحاق لم ينفرد به. فقد تابعه أبو شهاب الحناط، عبد ربه بن نافع الكناني: عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه، به. أخرجه سعيد بن منصور عنه، به (1/ 70). وقد أخرج عبد الرزاق (10/ 285: 19121) الحديث مختصرًا، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صالح بن كيسان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ: مات ابن الدحداحة ولم يدع وارثًا غير ابن أخته أبي لبابة ابن عبد المنذر فأعطاه النبي -صلى الله عليه وسلم- ميراثه.
الحكم عليه: حديث الباب: حكم عليه البوصيري بأنه منقطع ضعيف لتدليس ابن إسحاق. وقال البيهقي (6/ 216): إنه منقطع. فالحديث فيه علّتان: الإرسال، والإنقطاع. فعلى هذا، فالحديث ضعيف الإسناد من طريق الحارث بن أبي أسامة. وفيه أيضًا زيادة في الإسناد هو يعقوب بن عتبة بين ابن إسحاق ومحمد بن يحيى بن حبان ومصدر هذه الزيادة هو عباد بن عباد فقد خالف الثقات في إسناد هذا الحديث فهو حديث شاذ، وهو أيضًا من المزيد في الأسانيد. ورواية غير عباد بن عباد هي المحفوظة، وذلك لأمور: 1 - أن الرواة عن ابن إسحاق -غير عباد- متفقون على عدم ذكر يعقوب في السند. 2 - أن هؤلاء الرواة كلهم ثقات بل وفيهم الحفاظ الأثبات مثل الثوري، وعبد الله بن إدريس الأودي. 3 - أن عبّاد بن عباد مع ثقته إلَّا أنه يغلط، كما قاله ابن سعد وابن جرير.
= 4 - أن محمد بن إسحاق يمكنه أن يسمع من محمد بن يحيى بن حبان مباشرة بدون واسطة، فقد توفي محمد بن يحيى في سنة إحدى وعشرين ومائة وكانت ولادة ابن إسحاق سنة ثمانين للهجرة، فقد أدرك ابن إسحاق من حياة محمد بن يحيى قرابة أربعين سنة، ثم إن المزي قد ذكر محمد بن يحيى بن حبان في مشايخ ابن إسحاق. 5 - كثرة الرواة عن ابن إسحاق وتوافقهم على عدم ذكر الزيادة. 6 - لم ينفرد ابن إسحاق بروايته عن محمد بن يحيى بل تابعه عبد ربه بن نافع الكناني عند سعيد بن منصور، قال الحافظ في التقريب عن عبد ربه بن نافع صدوق يهم من الثامنة (335)، فهو يصلح لمتابعة ابن إسحاق. وبهذه المتابعة تزول علة تدليس ابن إسحاق إذْ لم يتفرد به. ويبقى الانقطاع في الحديث لا مفرّ منه , لأن واسع بن حبان مختلف فيه هل هو صحابي أو تابعي، والراجح الثاني، وعليه فالحديث من هذه الطريق الثانية حسن مرسل. وللحديث شواهد، منها: 1 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"ابْنُ أخت القوم منهم أو من أنفسهم". أخرجه البخاري (12/ 41) كتاب الفرائض، باب مولى القوم من أنفسهم وابن الأخت منهم. ومسلم (2/ 735: 1059 - 133)، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإِسلام وتصبر من قوي إيمانه. وفيه قصة. ورواه غيرهما. 2 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أن رجلًا رمى رجلًا بسهم فقتله، وليس له وارث إلَّا خال، فكتب في ذلك أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر فكتب إليه عمر أن =
= النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اللَّهَ ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له". أخرجه الترمذي (3/ 285) أبواب الفرائض، باب ما جاء في ميراث الخال، قال: حدثنا بندار، أخبرنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي أمامة بن سهل، به. قال الترمذي: وفي الباب عن عائشة والمقدام بن معد يكرب. وهذا حديث وأخرجه ابن ماجه (2/ 914: 2737)، من طريق سفيان، به. وهذا الإسناد رجاله ثقات عدا حكيم بن حكيم قال فيه ابن حجر: صدوق. وكذا عبد الرحمن بن الحارث بن عياش قال فيه: صدوق له أوهام. قال الألباني في الإرواء (6/ 137: 1700): إسناده حسن، فإن عبد الرحمن هذا فيه كلام لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن. اهـ. وهو كما قال، حفظه الله. وبهذا يكون هذا الحكم ثابتًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والله أعلم.
11 - باب ميراث الدية
11 - بَابُ مِيرَاثِ الدِّيَةِ (¬1) 1552 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ (¬2)، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا حجاج الصواف قال: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي مُعَاوِيَةَ -ابْنِ عَمِّ أَبِي قِلَابَةَ- مِنْ كُتُبِ أَبِي قِلَابَةَ، فَوَجَدْتُ فيه: هذا ما استذكر مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ: الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ مِنْ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الدِّيَةُ بَيْنَ الْوَرَثَةِ مِيرَاثٌ عَلَى كِتَابِ الله عز وجل. ¬
1552 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (122/ ب)، وذكره في المجردة (2/ 29/ أ)، وسكت عنه. أخرجه البيهقي (8/ 134)، كتاب القسامة، باب ميراث الدية، من طريق أبي يعلى به. ومحمد بن ثابت: ولعله أحد هذين الرجلين: 1 - محمد بن ثابت بن سباع: قال الحافظ: صدوق من الثالثة (ت)، التقريب (470: 5768). =
= 2 - محمد بن ثابت العبدي، أبو عبد الله البصري: قال الحافظ: صدوق لين الحديث، من الثانية (د ق)، التقريب (471: 5771). ولم أجد فيمن اسمه محمد بن ثابت، روى عن المغيرة بن شعبة، أو روى عنه أبو قلابة.
الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف الإسناد، لأمور: 1 - أن حجاج الصوّاف رواه وجادة. 2 - أن أبا قلابة كتبه عن المغيرة بن شعبة، ولعل ذلك بواسطة محمد بن ثابت. 3 - لم أستطع تحديد محمد بن ثابت هذا، فإن كان هو أحد من ذكرت فقد عرف حالهما وإلَّا فلم أعرفه. وحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه له شواهد، منها: 1 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى أن العقل بين ورثة القتيل على فرائضهم. أخرجه الإِمام أحمد (2/ 224)، قال: ثنا أبو سعيد، ثنا محمد بن راشد، ثنا سليمان بن موسى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده. وهذا إسناد صالح. فأبو سعيد هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبيد البصري مولى بني هاشم، الملقب جَرْدَقَة، قال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ. التقريب (344: 3918). ومحمد بن راشد هو المكحولي، صدوق يهم. التقريب (478: 5875). وسليمان بن موسى هو الأموي صدوق في حديثه بعض لين وخولط قبل موته بقليل. التقريب (255: 2616). وقد أورده الهيثمي في المجمع (4/ 230)، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات. =
= 2 - عن ابن المسيب إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول: الدية للعاقل ولا ترث المرأة من دية زوجها شيئًا، حتى أخبر الضحاك بن سفيان أنه ورث امرأة أشيم الضبابي من ديته. أخرجه الشافعي في مسنده (2/ 107: 360): أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن ابن المسيب، به. وهذا إسناد رجاله ثقات، وقد سبق الكلام على رواية ابن المسيب عن عمر في الحديث (1537). وأخرجه البيهقي من طريق الشافعي (8/ 134). وأخرجه الأمام أحمد (3/ 452). وأبو داود (3/ 129)، كتاب الفرائض، باب في المرأة ترث من دية زوجها. والترمذي (4/ 27)، كتاب الديات، باب ما جاء في المرأة هل ترث زوجها؟ وأيضًا في كتاب الفرائض، باب ما جاء في ميراث المرأة من دية زوجها. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجه (2/ 883)، كتاب الديات، باب ميراث الدية. أربعتهم من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه الإِمام أحمد (3/ 452). وعبد الرزاق في المصنف في العقول (9/ 397)، باب ميراث الدية. وأبو داود (2/ 107)، من طريق معمر، عن الزهري، به. 3 - عن قرة بن دعموص النميري قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنا وعمي، قلت: يا رسول الله دية أبي عند هذا فمُره فليعطيني، قال: "اعطه دية أبيه"، وكان قتل في الجاهية، قلت: يا رسول الله لأمي منها شيء؟ قال: "نعم"، وكان دية أبيه مائة بعير. قال الحافظ في الإصابة (3/ 233): وأخرج البارودي من طريق عبد ربه بن خالد بن عبد الملك بن شريك النميري، إمام مسجد بني نمير: سمعت أبي يذكر عن عائذ بن ربيعة القريعي، عن عباد بن زيد، عن قرة بن دعموص قال: لما جاء الإسلام =
= انطلق زيد بن معاوية وابنا أخيه قرة بن دعموص والحجاج، فقال قرة: يا رسول الله إن دية أبي عند هذا -يعني زيدًا-، فقال: "أكذاك يا زيد؟ " قال: نعم. ورواه عمر بن شبة من رواية يزيد بن عبد الملك بن شريك لم يذكر عباد بن زيد في السند، وزاد: أنه كان معهم قيس بن عاصم وأبو زهير بن أسد بن جعوانة ويزيد بن نمير. ورواه البخاري في تاريخه الكبير (7/ 180)، من طريق فضيل بن سليمان، عن عائذ بن ربيعة بن قيس، حدثني جدي قرة بن دعموص ... فذكر بعضه. وأخرجه ابن منده من هذا الوجه، وفيه: أخرجه أبو نعيم من طريق دلهم بن دهثم العجلي، عن عائذ بن ربيعة النميري، عن قرة بن دعموص ... الحديث. اهـ. وأخرجه البيهقي (8/ 134)، كتاب القسامة، باب ميراث الدية، من طريق فضيل بن سليمان، الماضية. وقرة بن دعموص صحابي، ترجمه الحافظ في الإصابة (3/ 233)، القسم الأول. وعائذ بن ربيعة بن قيس النميري: ذكره في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا (7/ 17)، وكذا البخاري في تاريخه (7/ 60). وبهذه المتابعات التي يعضد بعضها بعضًا يرتقي حديث المغيرة إلى رتبة الصحيح لغيره، والله أعلم.
12 - باب لا يرث القاتل
12 - بَابُ لَا يَرِثُ الْقَاتِلُ 1553 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ -ونَسَخْتُه مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْأَعْلَى (¬1) -، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، حَدَّثَنِي رجل منهم، عن رَجُلٌ يُقَالُ (¬2) لَهُ عَدِيٌّ، كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتَيْنِ [لَهُ جِوَارٌ (¬3)]، فَرَمَى إِحْدَاهُمَا (¬4) بِحَجَرٍ فَقَتَلَهَا، فَرَكِبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ بِتَبُوكَ فَسَأَلَهُ عَنْ شَأْنِ الْمَرْأَةِ المقتولة؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "تعقلها ولا ترثها" (¬5). ¬
1553 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (12/ 265: 6859)، وفيه زيادة ستأتي. وأورده البوصيري في الإتحاف (55/ ب)، باب لا يرث القاتل؛ بسند أبي يعلى.=
= وأورده كذلك في المجردة (2/ 196/ أ)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف لجهالة التابعي. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (59/ أ). وذكره في المجمع (3/ 98)، وعزاه للطبراني وذكره في (4/ 230)، وعزاه لأبي يعلى والطبراني. أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 110: 267)، من طريق عبد الأعلي بن حماد النرسي، به. ورواه سعيد بن منصور، كما في أسد الغابة (4/ 7)، والإصابة (2/ 472)، والطبراني في الكبير (17/ 110: 269)، من طريق حفص بن ميسرة، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن عدي الجذامي أنه لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في بعض أسفاره فقال: يا رسول الله كانت لي امرأتان فاقتتلتا، فرميت إحداهما فقتلتها، فقال: "اعقلها ولا ترثها"، فكأني أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على ناقة حمراء جدعاء وهو يقول: "يا أيها الناس تعلموا فإنما الأيدي ثلاثة: فيد الله الْعُلْيَا، وَيَدُ المُعْطِي الْوُسْطَى، وَيَدُ المُعْطَى السُّفْلَى، فَتَعَفَّفُوا وَلَوْ بِحُزَمِ الْحَطَبِ"، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فقال: "اللهم هل بلغت! ". ورجال هذه الطريق ثقات إلَّا أنها مرسلة: قال ابن أبي حاتم في الجرح (7/ 2)، عن عدي الجذامي: روى عنه عبد الرحمن بن حرملة مرسل لم يلقه، سمعت أبي يقول ذلك. اهـ. وقال ابن منده في الصحابة (كما في الإصابة): إن حفص بن ميسرة أرسله فقد رواه محمد بن فليح، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيب، عن عدي بن زيد، به. أخرجه من هذا الوجه الحسن بن سفيان في مسنده (كما في الإصابة). وأخرجه البيهقي مختصرًا (6/ 219)، باب لا يرث القاتل، من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني حفص بن ميسرة، أن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي =
= حدثه قال: حدثني غير واحدٍ أن عديًا الجذامي ... الحديث مختصرًا. قال ابن منده أيضًا: ورواه سعيد بن أبي هلال، عن عبد الرحمن، عن رجل من جذام، عن أبيه. ورواه يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن، حدثني رجل من أهل الشام، عن رجل منهم يقال له عدي. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (7/ 409: 17802)، عن محمد بن يحيى المازني، عن عبد الرحمن أنه سمع رجلًا مِنْ جُذَامَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ عدي بن زيد قال: فذكره. وكما يلاحظ فإن الثقات أرسلوا هذا الحديث، وانفرد محمد بن فليح بوصله لكن محمدًا هذا لا يقوى على مخالف الثقات , فقد قال عنه في التقريب (502): صدوق يهم. اهـ. وأما إذا اعتبرناها زيادة منه على ما رواه الثقات فهي معلولة أيضًا بعدم سماع عبد الرحمن ابن حرملة من ابن المسيب، قاله ابن معين، كما في ثقات ابن شاهين (114: 781). ولذلك قال الحافظ في الإصابة (2/ 472)، بعد أن ذكر هذه الروايات: والراجح من هذه الروايات الأخيرة -يعني رواية عبد الرزاق- الموافقة للتين قبلها. اهـ. ولا يلزم من رجحانها صحتها فإن فيها رجلًا مجهول الحال والعين. قال ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 392): أخرجه أبو موسى المديني. وقال الحافظ في التلخيص (3/ 85): أخرجه الخطابي. وهيب: وُهَيْب -بالتصغير- بن خالد بن عجلان الباهلي، مولاهم، أبو بكر البصري.
الحكم عليه: الحديث بجميع طرقه، ومنها حديث الباب: ضعيف، وذلك لأن فيه راويًا لم يُسَمّ. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 98)، وعزاه للطبراني وقال: فيه راوٍ لم يُسَمّ. وذكره أيضًا في (4/ 230)، وعزاه لأبي يعلى والطبراني باختصار وقال: رجاله رجال الصحيح، إلَّا أن فيه راوٍ لم يُسَمّ. اهـ. وليس رجاله رجال الصحيح فإن عبد الرحمن بن حرملة أخرج له مسلم متابعة ولم يخرج له في الأصول. وقال البوصيري في المسندة والمجردة: هذا إسناد ضعيف لجهالة التابعي. اهـ. وفي الباب عن عمر، وعمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، وعمر بن شيبة بن أبي كثير، وابن عباس، وأبي هريرة .. وكلها لا تقوم بها حجة في الأحكام، ففي أسانيدها الكذاب، والمتروك، والضعيف. وانظر تلخيص الحبير (3/ 84). وفي الباب أيضًا: مراسيل، وأقضية لعمر بن الخطاب، وشريح وغيرهما أوردها البيهقي في سننه (6/ 219). وانظر إرواء الغليل (6: 1670).
16 - كتاب النكاح
16 - كِتَابُ النِّكَاحِ 1 - بَابُ مَا يُحَرَّمُ مِنَ النِّسَاءِ 1554 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: أخذ علي رضي الله عنه بيد كعب بن عجرة رضي الله عنه فَأَقَامَهُ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ (¬1) فَقَالَ لَهُ: حَدِّثْ (¬2) بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، فقال رضي الله عنه: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "لَا تَحِلُّ ابْنَةُ الْأَخِ وَابْنَةُ الأخت من الرضاعة". هذا الإسناد (¬3) ضَعِيفٌ، وَجَابِرٌ هُوَ الْجُعْفِيُّ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ (¬4)، وَأَبُو جَعْفَرٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلِيٍّ وَلَا مِنْ كعب رضي الله عنهما. ¬
1554 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 85/ ب)، باب فيمن يحل نكاحه ومن لا يحل، بسند إسحاق. ورواه الطبراني في الكبير (19/ 154: 340). =
= وأبو جعفر، هو: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر.
الحكم عليه: الحديث ضعفه الحافظ هنا، كذا قال البوصيري في الإتحاف. وقال الهيثمي في المجمع (4/ 361) رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق. اهـ. فالحديث فيه علّتان: ضَعْفُ جابر الجعفي. وعدم سماع أبي جعفر من علي ولا من كعب رضي الله عنهما. فهو ضعيف جدًّا. وهناك ما يغني عن هذا الحديث: 1 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أريد على ابنة حمزة -أي قيل له ألا تتزوجها-، فقال: "إنها لا تحل لي، إنها ابنة أخي من الرضاعة، ويحرم من الرضاعة ما يحرم من الرحم". أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه منها: كتاب الشهادات، باب الشهادة على الأنساب والرضاع المستفيض (5/ 253) وكذلك في كتاب النكاح، باب {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ} ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب (9/ 140: 5100). وأخرجه مسلم (2/ 1071: 1447)، كتاب الرضاع، باب تحريم ابنة الأخ من الرضاعة. 2 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بنحو الحديث السابق. أخرجه مسلم (2/ 1071: 1446)، الباب السابق. والنسائي (6/ 99)، كتاب النكاح، تحريم بنت الأخ من الرضاعة. =
= 3 - وعن أم سلمة رضي الله عنها، بنحو الحديث السابق. أخرجه مسلم (2/ 1072: 1448). 4 - وعن البراء رضي الله عنه، بنحو الحديث السابق. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 290)، كتاب النكاح. 5 - وعن عائشة رضي الله عنها، أن عمها من الرضاعة يسمّى أفلح، استأذن عليها فحجبته، فأخبرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال لها: "لا تحتجبي منه فإنه يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب". أخرجه البخاري (9/ 338: 5239)، كتاب النكاح، باب ما يحل من الدخول والنظر إلى النساء في الرضاع. وأخرجه مسلم، واللفظ له (2/ 170: 1445)، (9) كتاب الرضاع، باب تحريم الرضاعة من ماء الفحل.
1555 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا أبو عدي الحنفي، ثنا ابن موهب قال: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يحدث عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: وُجِدَ فِي قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَتِ الْحَدِيثَ، قَالَتْ: وَفِي الْآخِرِ: "وَلَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا, وَلَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ ثَلَاثَ لَيَالٍ مَعَ غَيْرِ ذِي محرم".
1555 - تخريجه: مض إسناد هذا الحديث برقم (1548)، وهو إسناد حسن. وقد قطع الحافظ متن الحديث في عدة مواضع. ولهذا المتن شواهد هي: 1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يجمع بين المرأة وعمتها, ولا بين المرأة وخالتها". أخرجه البخاري (9/ 160: 5109)، كتاب النكاح، باب لا تنكح المرأة على عمتها. وأخرجه مسلم (2/ 1028: 1408)، كتاب النكاح، باب تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها في النكاح. 2 - عن جابر رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إن تنكح المرأة على عمتها أو خالتها. أخرجه البخاري (9/ 160: 5108)، الموضع السابق. والنسائي (6/ 98)، كتاب النكاح، تحريم الجمع بين المرأة وخالتها. والطيالسي (247: 1787)، والإمام أحمد (3/ 338، 382). 3 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يجمع بين العمة والخالة وبين العمتين والخالتين. =
= أخرجه الإِمام أحمد (1/ 217)، قال: ثنا مروان، حدثني خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذا إسناد قد يرتقي إلى الحَسَن، فإن مروان بن شجاع الجزري قال عنه ابن حجر: صدوق له أوهام (526)، وخَصِيْف بن عبد الرحمن الجزري صدوق سيئ الحفظ، خلط بأَخرة (193)، وعكرمة مولى ابن عباس ثقة ثبت (397). وأخرجه أبو داود (2/ 224)، كتاب النكاح، باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء. ولم ينفرد به خصيف الجزري، فقد تابعه أبو حَرِيْز عن عكرمة، به. أخرجه الترمذي (2/ 297: 1134)، كتاب النكاح، باب ما جاء لا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا، قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، أخبرنا عبد الأعلى، أخبرنا سعيد بن أبي عروبة، عن أبي حريز، عن عكرمة، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأبو حريز هو عبد الله بن حسين الأزدي، صدوق يخطئ. التقريب (300). وبقية الإسناد ثقات. وأخرجه ابن حبان، كما في الموارد (310) النكاح، باب النهي أن تنكح المرأة على عمتها أوعلى خالتها، من طريق المعتمر بن سليمان قال: قرأت على الفضيل عن أبي حريز، به. فبمجموع هذه الطريق يكون حديث ابن عباس هذا حديثًا صحيحًا. 4 - عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لمَّا افتتح مكة قال: "لا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا". أخرجه الإِمام أحمد (2/ 189)، قال: ثنا محمد بن جعفر، ثنا حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، به. وأخرجه أيضًا في (1/ 179 و 182). =
= قال الهيثمي في المجمع (4/ 263): رواه أحمد ورجاله ثقات. اهـ. ولكنّ الراجح في إسناد عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أنه حسن. وللحديث شواهد كثيرة عن غير من ذكرت هنا، قال الترمذي (2/ 297)، بعد روايته لحديث ابن عباس وأبي هريرة: وفي الباب عن علي وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، وأبي سعيد، وأبي أمامة، وجابر، وعائشة، وأبي موسى، وسمرة بن جندب. اهـ. قال الحافظ في الفتح (9/ 161)، عن قول الترمذي وفي الباب ... قال: لكن لم يذكر ابن مسعود ولا ابن عباس ولا أنسًا. قال الحافظ: ووقع لي أيضًا من حديث أبي الدرداء، ومن حديث عتاب بن أسيد، ومن حديث سعد بن أبي وقاص، ومن حديث زينب امرأة ابن مسعود. ولذلك أورده الكتاني في الأحاديث المتواترة (97: 158)، ولكنه لم يذكره عن عبد الله بن عمرو. وجعل زينب هي امرأة أبي سعيد، وفي فتح الباري: زينب امرأة ابن مسعود. فلا أدري أهو تصحيف في أحد الكتابين أو أنه رواية لكلتيهما، فالله أعلم. مع أن ابن مسعود وأبا سعيد قد رويا هذا الحديث، واسم زوجة الأول زينب بنت كعب بن عجرة، واسم زوجة الثاني زينب بنت معاوية أو ابنة عبد الله بن معاوية، ويقال زينب بنت أبي معاوية الثقفية.
1556 - وقال مسدد: حدثنا معاذ بن هشام، ثنا أبي، عن عامر الأحول، عن الحسن رضي الله عنه (¬1) قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ تُنْكَحَ الْأَمَةُ على الحرّة. ¬
1556 - تخريجه: أورده البوصيري في الاتحاف (3/ 83/ ب)، بسند مسدد. أخرجه البيهقي في السنن (7/ 115)، كتاب النكاح، باب لا تنكح أمة على حرة وتنكح الحرة على الأمة، قال: أخبرنا أحمد بن علي الإسفرائيني الرازي، أنبأ زاهر بن أحمد، ثنا أبو بكر بن زياد، ثنا يزيد بن سنان، ثنا معاذ بن هشام، به. وأخرجه الطبري في نفسيره (5/ 17): حدثنا المثنى قال: ثنا حبان بن موسى قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن هشام الدستوائي، به. وزاد فيه: وتنكح الحرة على الأمة، ومن وجد طَوْلا لحرّة فلا ينكح أمة. وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 148)، كتاب النكاح، من كره أن يتزوج الأمة على الحرة، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، عن هشام الدستوائي، عن رجل، عن الحسن، به. وأخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ (7/ 268)، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن عبيد، عن الحسن، به. وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 197: 741)، باب نكاح الأمة على الحرة والحرّة على الأمة: نا إسماعيل بن إبراهيم [ابن عليه] قال: حدثني من سمع الحسن، به. ومن طريقه رواه البيهقي (7/ 175)، وقال: هذا مرسل، إلَّا أنه في معنى الكتاب، ومعه قول جماعة من الصحابة رضي الله عنهم. =
= ومعنى قوله: في معنى الكتاب، يريد قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا}. قاله ابن التركماني في الجوهر النقي (7/ 175). فهذا الحديث له عن الحسن طريقان: 1 - عامر الأحول. 2 - عمرو بن عبيد. قال الحافظ في التلخيص (3/ 171: 1531): وأستغربه من حديث عامر الأحول، عنه. وإنما المعروف رواية عمرو بن عبيد عن الحسن. قال: وهو المبهم في رواية سعيد بن منصور. معاذ: هو معاذ بن هشام بن أبي عبد الله -سَنْبر- الدستوائي، البصري. أبوه: هشام بن أبي عبد الله، واسمه: سَنْبر الدستوائي، أبو بكر البصري.
الحكم عليه: حديث الباب بهذا الإسناد ضعيف لأنه مرسل، والمرسل من أقسام الضعيف. وأمّا رواية عمرو بن عبيد بن باب التميمي البصري فلا يفرح بها، فهو صاحب بدعة الاعتزال وروايته مطروحة. وقد روي لفظ الحديث موقوفًا: 1 - عن جابر رضي الله عنه قال: لا ينكح الأمة على الحرة، وينكح الحرة على الأمة. أخرجه عبد الرزاق (7/ 267): أخبرنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جابر بن عبد الله، به. وأخرجه البيهقي (7/ 175)، من طريق أبي الزبير، به. وزاد فيه: ومن وجد صداق حرة فلا ينكحن أمة أبدًا. =
= قال: هذا الإِسناد صحيح. وإسناد عبد الرزاق جيد قوله، فقد صرّح أبو الزبير بالسماع. 2 - عَنْ عَلِيٍّ رضىِ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَا تنكح الأمة على الحرة أو لا تنكح الحرة على الأمة. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 148)، عن وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن عباد بن عبد الله، عن علي، به. وأخرجه البيهقي (7/ 175)، بنحوه. وإسناد ابن أبي شيبة حسن، فإن المنهال بن عمرو صدوق، قال الحافظ في التلخيص (3/ 171): الحديث موقوف وسنده حسن. 3 - عن عبد الله بن مسعود. نحوه، وزاد: إلَّا المملوك. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 148). وكذلك روي مرسلًا عن: 1 - ابن المسيب، بنحوه. 2 - مسروق. 3 - مكحول. كلهم عند ابن أبي شيبة (4/ 148).
1557 - حدثنا (¬1) سفيان، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: نِكَاحُ الْحُرَّةِ عَلَى الْأَمَةِ طَلَاقُ الْأَمَةِ. ¬
1557 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 84/ أ)، بسند مسدد. ثم قال: هذا إسناد رجاله ثقات. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 78). وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 198: 742)، باب نكاح الأمة على الحرة والحرة على الأمة. وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 149)، كتاب النكاح، إذا نكح الحرة على الأمة فرق بينه وبين الأمة. ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، به. وأخرجه البيهقي (7/ 176)، باب من زعم أن نكاح الحرة على الأمة طلاق الأمة، من طريق سفيان، به. وأخرجه أيضًا عن أبي الربيع السمان، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زيد، عن ابن عباس، به. وقال البيهقي إن أبا الربيع السمان ضعيف. لكن طريق جابر بن زيد هذه أخرجها ابن أبي شيبة (4/ 149)، عن عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة، عن جابر بن زيد، به. وعليه، فالأثر له مخرجان، والله أعلم. سفيان: هو ابن عيينة.
الحكم عليه: حديث الباب رجاله ثقات، كما قال البوصيري، ولم أجد له علة، وعليه فهو صحيح، والله أعلم.
وقد روي هذا الأثر مقطوعًا عن مسروق: قال سعيد بن منصور: عن هشيم، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن مسروق، به. وزاد: هو كصاحب الميتة يأكل منها ما اضطر إليها، فإذا استغنى عنها فليمسك. أخرجه سعيد بن منصور (1/ 196). ومن طريقه البيهقي (7/ 176). وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 149)، عن وكيع، عن إسماعيل، به بغير زيادة.
1558 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: أَيُّمَا رَجُلٍ تَزَوَّجَ وَهُوَ مُحْرِمٌ انْتَزَعْنَا منه امرأته ولم نُجِزْ نكاحه. ¬
1558 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 85 /أ)، باب ما جاء في نكاح المحرم، أورده بسند مسدد. ثم قال: هذا إسناد رجاله ثقات، وقد تقدم في كتاب الحج. أخرجه البيهقي (7/ 213)، كتاب النكاح، باب نكاح المحرم: أخبرنا أبو حامد أحمد بن علي الرازي الحافظ، أنبأ زاهر بن أحمد، أنبأ أبو بكر بن زياد النيسابوري، ثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الله بن بكر، ثنا سعيد -ابن أبي عروبة-، به. يحيى: هو يحيى بن سعيد بن فَرُّوخ -بمفتوحة وضم راء مشددة وإعجام خاء- القطان، التميمي. الحسن: هو الحسن بن أبي الحسن البصري.
الحكم عليه: رجال حديث الباب ثقات، ما عدا مطر الوراق، فهو أقل من ذلك، وعلى ذلك فالأثر إسناده حسن. وله شاهد أخرجه مالك في الموطأ (1/ 349)، كتاب الحج، باب نكاح المحرم. عن داود بن الحصين، أن أبا غطفان بن طريف المري أخبره أن أباه طريفًا تزوج امرأة وهو محرم، فردّ عمر بن الخطاب نكاحه. وأخرجه البيهقي (7/ 213)، من طريق مالك. وإسناد هذا الأثر صحيح. =
= وزيد بن ثابت ردّ نكاح مُحرِم. أخرجه البيهقي (7/ 213)، في النكاح. وعن سعيد بن المسيب أن رجلًا تزوج وهو محرم، فأجمع أهل المدينة على أن يُفرَّق بينهما. أخرجه البيهقي (5/ 66)، في الحج. وبهذا يتضح أن لهذا الحكم الشرعي أصلًا عند الصحابة رضي الله عنهم.
1559 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن وائل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَتَبَ كِتَابًا، فِيهِ: "لَا جَلَب، وَلَا جَنَب (¬2)، وَلَا وِرَاطَ، وَلَا شِغَارَ فِي الإِسلام، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَنْ أجبا فقد أربا". ¬
1559 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 84/ أ)، بسند الحارث. وأخرجه البزار -كما في كشف الأستار (2/ 116: 1440) -، مختصرًا؛ وجاء في إسناده: عن سعيد، عن أبيه، عن أمه، عن وائل .. فزاد فيه: عن أمّه. وهذا الحديث هو بعض حديث طويل فيه ثلاث كتب: الأول لوائل، والثاني له ولأهل بيته، والثالث له ولقومه. أخرجه البخاري في تاريخه الكبير (8/ 175). والطبراني في المعجم الكبير (22/ 46). وأيضًا في المعجم الصغير (2/ 143). من طريق محمد بن حجر، عن سعيد بن عبد الجبار، عن أبيه عبد الجبار، عن أمه أم يحيى، عن وائل بن حجر .. مثل طريق البزار. قال ابن قطلوبغا في كتاب من روى عن أبيه عن جده (240): رواه ابن منده، و [الهيثم] بن كليب في مسنده .. كلاهما من حديث محمد بن حجر، عن عمه سعيد. قلت: أخرجه الخطابي في غريب الحديث (1/ 149)، من طريق الهيثم بن كليب. قال الخطابي: حدثنا القاسم بن محمد، عن الهيثم بن كليب، عن أبي حاتم =
= الرازي، عن محمد بن حجر ... الحديث بطوله. وأخرج بعضه أبو عبيد في غريب الحديث (1/ 211)، عن سعيد بن عفير، عن ابن لهيعة، عن أشياخه من حضرموت. قال ابن الأثير في منال الطالب (1/ 74): وأخرجه أصحاب معارف الصحابة في كتبهم مجموعًا. وقد جمع الزمخشري في الفائق (1/ 14) روايات هذا الحديث.
الحكم عليه: قال البوصيري عن حديث الباب في الإتحاف (3/ 84/ أ): هذا إسناد فيه مقال، سعيد بن عبد الجبار بن وائل الحضرمي الكوفي، قال فيه النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كنيته أبو الحسن، وباقي رجال الإسناد ثقات. وقال الهيثمي عن رواية الطبراني وهي من نفس الطريق (9/ 376): رواه الطبراني في الصغير والكبير، وفيه: محمد بن حجر وهو ضعيف. وقال الهيثمي عن رواية البزار (4/ 266): رواه البزار، وفيه: سعيد بن عبد الجبار بن وائل ضعَّفه النسائي. فإسناد الحديث مسلسل بالضعفاء , ففيه: يعقوب بن محمد، ومحمد بن حجر، وسعيد بن عبد الجباركلهم ضعفاء، أضف إلى ذلك فإن عبد الجبار لم يسمع من أبيه. ولكنّ هذا المتن قد ثبت عن غير وائل بن حجر من الصحابة بطرق صحيحة تغني عن هذا السند المُظلم، وهي: 1 - عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- " لا جلب، ولا جنب، ولا شغار في الإسلام، ومن انتهب نهبة فليس منّا". أخرجه الإِمام أحمد في المسند (4/ 443)، عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن عمران. وأخرجه الترمذي (2/ 296)، باب ما جاء في النهي عن نكاح الشغار. =
= وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه النسائي (6/ 111)، باب الشغار، وأخرجه ابن حبان. الموارد (309: 1270). قلت: رجال هذا الإسناد كلهم ثقات مشهورون. 2 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث البيعة: "لا إسعاد في الإِسلام، ولا شغار، ولا عقر في الإِسلام، ولا جلب في الإِسلام، ولا جنب، ومن انتهب فيس منّا". أخرجه الإِمام أحمد (3/ 197)، وعبد بن حميد في مسنده , كما في المنتخب (374: 1253) .. كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس. وأخرجه النسائي (6/ 111)، كتاب النكاح، باب الشغار، من طريق حميد، عن أنس. قال البوصيري في الإتحاف (3/ 83/ ب): إسناد صحيح على شرط مسلم. قلت: بل على شرطهما، وقد رواه ابن حبان، كما في الموارد برقم (1269)، عن ابن خزيمة. 3 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا شغار في الإسلام". أخرجه مسلم (2/ 1035: 1415)، (60) كتاب النكاح، باب تحريم نكاح الشغار وبطلانه. وأخرجه الإِمام أحمد (2/ 35). وأخرجه البخاري (9/ 162)، باب الشغار، ولفظه: عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الشغار. والشغار أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته ليس بينهما صداق. وفي هذه الأحاديث كفاية، والله أعلم.
1560 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، عن نبيه (¬1) بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: الْمُحْرِمُ لَا يَنْكِحُ وَلَا يَخْطُبُ عَلَى نَفْسِهِ ولا على من سواه. ¬
1560 - تخريجه: أورده البوصيري في الإِتحاف (3/ 85/ أ)، باب ما جاء في نكاح المحرم، بسند أبي يعلى وفيه قصة، ثم قال: بعضه مرفوع في الصحيح، وأخرجته لقوله: لا يخطب على من سواه. وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 268)، وعزاه لأبي يعلى، والطبراني في الأوسط , ولم أجده موقوفًا لغير أبي يعلى. أبو الربيع: هو سليمان بن داود العَتكي. أيوب: أيوب ابن أبي تَمِيمة -بفتح المثناة، وكسر الميم الأولى-: كَيْسان السَّخْتياني، أبو بكر البصريِ. نافع: نافع، مولى ابن عمر، أبو عبد الله المدني.
الحكم عليه: قال الهيثمي: ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. وهو كما قال، فرجاله كلهم ثقات، مروي لهم في الصحيحين ما عدا نُبيه بن وهب فقد روى له مسلم فقط، وكذا أبان بن عثمان روى له مسلم والبخاري في الأدب. وأمّا رواية الطبراني في الأوسط فقد قال الهيثمي: في إسناد الطبراني من لم أعرفهم. اهـ. وهذا الأثر الموقوف قد روي مرفوعًا: عن مالك، عن نافع، عن نبيه بن وهب -أخي بني عبد الدار-، أن عمر بن =
= عبيد الله أرسل إلى أبان بن عثمان -وأبان يومئذ أمير الحاج، وهما محرمان- إني قد أردتُ أن أُنكح طلحة بن عمر لبنت شيبة بن جبير، وأردتُ أن تحضر، فأنكر ذلك عليه أبان وقال: سمعت عثمان بن عفان يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا يَنكح المحرم، ولا يُنكح، ولا يَخطب". أخرجه مالك في الموطأ (1/ 348: 70)، كتاب الحج، باب نكاح المحرم. وأخرجه مسلم (2/ 1030: 1409)، كتاب النكاح، باب تحريم نكاح المحرم وكراهة خطبته. من طريق مالك. وأبو داود (2/ 169)، كتاب المناسك، باب المحرم يتزوج. والترمذي (2/ 167)، كتاب النكاح، باب ما جاء في كراهية تزويج المحرم. قال أبو عيسى: حديث عثمان حسن صحيح. اهـ. وليس عنده (ولا يخطب). والنسائي (5/ 192)، كتاب الحج، النهي عن ذلك. وابن ماجه (1/ 632: 1966)، كتاب النكاح، باب المحرم يتزوج. ورواه أيضًا غير هؤلاء.
2 - باب الخطبة
2 - باب (¬1) الخِطبة 1561 - الحارث: حدثنا داود، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ (¬2)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم، قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: "وَمَنْ مَشَى فِي تَزْوِيجِ رَجُلٍ حَلَالًا حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا رَزَقَهُ (¬3) اللَّهُ تعالى أَلْفَ امْرَأَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ، كُلُّ امْرَأَةٍ فِي قَصْرٍ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا أَوْ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا فِي ذَلِكَ عِبَادَةُ سَنَةٍ، قِيَامُ لَيْلِهَا، وَصِيَامُ نَهَارِهَا، وَمَنْ مَشَى فِي صُلْحِ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا كَانَ لَهُ أَجْرُ أَلْفِ شَهِيدٍ قُتِلَ فِي سبيل الله حقا، وكان له بكل خطوة عبادة سنة صيامها وقيامها". ¬
1561 - تخريجه: ذكر هذا الحديث الهيثمي في بغية الباحث (1/ 270: 200)، باب في خطبة قد كذبها داود بن المحبر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلفظ طويل جدًا. =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 91/ أ) المختصرة، كتاب الجمعة، باب في خطبة كذبها داود بن المحبر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعزاه للحارث ابن أبي أسامة. اهـ. وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 181)، من طريق محمد بن الحسن بن محمد بن خراش البَلْخي، حدثنا أسود بن عامر، حدثنا يزيد بن عبد الله الهنائي، حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة، حدثني ابن عبد العزيز، حدثني أبو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. وذكره ابن الجوزي مختصرًا. لكنّ هذا الإسناد لا فائدة فيه، فلا يُفرح به، فقد قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، أمّا محمد بن عمرو بن علقمة فقال يحيى: ما زال الناس يتقون حديثه، وقال السعدي: ليس بقوي. ومحمد بن خراش مجهول، والحمل فيه على الحسن بن عثمان، قال ابن عدي: كان يضع الحديث، قال عبدان: هو كذاب، ومحمد بن الحسن هو النقاش قال طلحة بن محمد: كان النقاش يكذب. اهـ. وذكر السيوطي في اللآلئ (2/ 361)، هذا الحديث من طريق ابن الجوزي، ثم ذكر له شاهدًا من طريق الحارث، الطريق التي معنا في الباب. وأورده ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 338).
الحكم عليه هذا الحديث ذكره الحافظ ابن حجر في مواضع متعددة من المطالب، فيسوق بعضه حسب الشاهد للباب الذي يذكره فيه، وينبِّه غالبًا عليه على أنه موضوع، فقد قال: هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ سَاقَهُ الْحَارِثُ فِي نَحْوِ خمسة أوراق، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، لَا بورك فيه. ولمّا ذكره الهيثمي في بغية الباحث عقب بقوله: هذا حديث موضوع، وإن كان =
= بعضه في أحاديث حسنة بغير هذا الإسناد، فإن داود بن المحبّر كذاب. اهـ. قلت: الجزء الذي أورده الحافظ هنا من هذه الخطبة ليس في حديث حسن ولا صحيح، فهو موضوع، والله أعلم. أمّا البوصيري فقد قال في الترجمة: باب في خطبة كذبها داود بن المحبر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ونقل السيوطي في اللآلئ (2/ 361) قول الحافظ ابن حجر السابق. وعلى ذلك، فالخطبة موضوعة، ففي سندها: 1 - داود بن المحبّر، وميسرة بن عبد ربه، أحدهما متروك والآخركذاب كما في ترجمتيهما. 2 - أبو عائشة السعدي، ويزيد بن عمر، غير معروفين. إضافة إلى أن المتن يشير إلى أنه موضوع: ففيه الأجر الكبير على العمل اليسير، وهذا دلالة على الوضع كما ذكر العلماء. وانظر الوسيط في علوم ومصطلح الحديث (337).
3 - باب الصداق والترغيب فيه
3 - بَابُ الصَّدَاقِ وَالتَّرْغِيبِ فِيهِ (¬1) 1562 - قَالَ إِسْحَاقُ (¬2): أَخْبَرَنَا الفضل بن موسى، عن أبي الْحَارِثِ -هُوَ جَابِرُ (¬3) بْنُ الْحَارِثِ-، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "خيركن أيسركن صداقًا" قال: وكان مُجَاهِدٌ يَقُولُ: إِنْ كَانَ دِرْهَمًا فَهُوَ حَلَالٌ. ¬
1562 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 78: 11101)، قال: حدثنا موسى بن هارون، ثنا إسحاق بن راهويه به، وأخرجه ابن حبان (9/ 342: 4034)، قال: أخبرنا ابن خزيمة قال: حدثنا أبو عمار قال: حدثنا الفضل بن موسى، به. وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير (2/ 61)، قال: حدثناه محمد بن يعقوب قال: حدثنا الحسين بن حريث أبو عمار به، وقال: (لا يتابع عليه). وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 78: 11100)، قال: حدثنا الحسين ابن إسحاق التستري، ثنا الحسين بن حريث، به. وقال البخاري في التاريخ الكبير (3/ 313): رجاء بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، =
= عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: أعظم النساء بركة أخفهن مؤنة -قاله ابن المثنى أبو عبد الله عن الفضل بن موسى-. وقال الهيثمي (4/ 281): رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثقه شعبة والثوري، وفي الآخر: رجاء بن الحارث ضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجالهما ثقات. وفي هذا المعنى ورد عدد من الأحاديث، منها: - حديث عقبة بن عامر مرفوعًا (خير النكاح أيسره). أخرجه أبو داود (2/ 238: 2117)، وابن حبان (9/ 381: 4072)، والحاكم (2/ 181)، والبيهقي (7/ 232)، والطبراني في الأوسط (1/ 409: 728)، والدولابي (1/ 110)، وصححه الألباني في الصحيحة (1842). - حديث عائشة مرفوعًا (من يمن المرأة تسهيل أمرها وقلة صداقها). أخرجه الحاكم (2/ 181)، وصححه ووافقه الذهبي، وابن حبان (9/ 405: 4095)، وأحمد (6/ 77: 91)، وابن عدي (1/ 386)، والبيهقي (7/ 235)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 163) و (8/ 180)، والطبراني في الأوسط (4/ 375: 3637)، وفي الصغير ص (186: 460)، وحسنه الألباني في الإرواء (1928). - حديث عائشة (أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة). أخرجه أحمد (6/ 82: 145)، والحاكم (2/ 178)، وأبو نعيم (2/ 186)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (5/ 58)، والبيهقي (7/ 235)، وابن أبي شيبة (4/ 189). قال العجلي في كشف الخفاء (1/ 146): وسنده جيد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي؛ وضعفه الألباني في الضعيفة (1117).
الحكم عليه: رجاء بن الحارث ضعيف، فإسناده ضعيف لكن لمتنه شواهد صحيحة. [سعد].
1563 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو فَرْوَةَ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيُّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: ولقيته وكلمته (¬1) - قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ خَرَجْتُ مَعَ عم لي في سفر فأدركه الحفا، فقال: أعرني حذاءك، فقلت: لَا أُعِيرُكَهَا أَوْ تَزَوَّجَنِي ابْنَتَكَ، فَقَالَ: قَدْ زَوَّجْتُكَ ابْنَتِي، قَالَ (¬2): فَلَمَّا أَتَيْنَا أَهْلَنَا بَعَثَ إِلَيَّ حِذَائِي وَقَالَ: لَا امْرَأَةَ لَكَ عِنْدِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (دَعْهَا لا خير لك فيها). ¬
1563 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (13/ ب)، بسند أبي بكر بن أبي شيبة، في كتاب اللُّقَطَة، باب تعريف اللقطة، وهو مطوّل. وأورده كذلك في المجردة (1/ 191/ أ)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 168: 287)، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه: أبو فروة يزيد بن سنان وهو ضعيف. وللحديث رواية أخرى عن كردم بن قيس قال: خرجتُ أنا وابن عم لي يقال له أبو ثعلبة في يوم حارّ وعَلىَّ حذاء، ولا حذاء له، فقال: أعطني نعلك، فقلت: لا، إلَّا أن تزوّجني ابنتك! قال: أعطني فقد زوجتكها. فلما انصرف بعث إليّ بنعلي وقال: لا زوجة لك عندي، فذكر ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "دعها , لا خير لك فيها ... " الحديث. قال الهيثمي في المجمع (4/ 287): رواه الطبراني، وفيه: عبد العزيز بن عبيد الله، وهو ضعيف. =
= قال الحافظ في الإصابة (3/ 290): وسند هذا الحديث ضعيف، لأنه من رواية إسماعيل بن عياش وعبد العزيز بن عبيد الله. أبو أسامة: حماد بن أسامة بن زيد بن سليمان بن زياد القرشي الهاشمي مولاهم، الكوفي.
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف، وذلك لأمرين: 1 - ضعف أبي فروة يزيد بن سنان. 2 - أن عروة بن رويم اللخمي يرسل كثيرًا، بل إن روايته عن أبي ثعلبة مرسلة فقد جزم بذلك أبو حاتم في الجرح (6/ 396)، وهذا هو الانقطاع الذي عناه البوصيري، كما في التخريج. وهناك أمر ثالث: لكنه يتعلق بالمتن، وهو: 3 - الاضطراب في متنه، وهذا يظهر حينما نقارن بين رواية الباب ورواية كردم بن قيس التي أخرجها الطبراني. ففي حديث الباب أن صاحب الحذاء هو أبو ثعلبة، وأن عمه له بنت. وفي حديث الطبراني أن صاحب الحذاء هو كردم وأن عمه أبا ثعلبة له بنت. ومما يزيد الاضطراب شدّة رواية الدارقطني (4/ 36)، من طريق خالد بن معدان، عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال لي عمّ لي: اعمل لي عملًا حتى أزوجك ابنتي، فقلت: إن تزوجنيها فهي طالق ثلاثًا، ثم بدا لي أن أتزوجها فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألته، فقال لي: " تزوجها فإنه لا طلاق إلَّا بعد نكاح"، فتزوجتها فولدت لي سعدًا وسعيدًا. اهـ. قال في نصب الراية (3/ 233): قال صاحب التنقيح: وهذا باطل، علي بن قرين كذبه يحيى ابن معين وغيره، وقال ابن عدي: يسرق الحديث. اهـ. إذًا فهذه الرواية لا تقوم بها حجة. =
= وحاصل الكلام: أن القصة لا تصح سندًا، وهي مضطربة متنًا، والله أعلم. بقي أن أنبّه إلى أنّ أمر النعلين في المهر قد ورد في حديث آخر: فعن عامر بن ربيعة أن امرأة من فزارة تزوجت على نعلين، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أرضيت من مالك ونفسك بنعلين؟! " قالت: نعم، فأجازه. أخرجه الإِمام أحمد (3/ 445) والترمذي (2/ 290) وقال: حسن صحيح، والبيهقي (7/ 138) .. كلهم من طريق عاصم بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عن أبيه. إلَّا أن عاصمًا ضعيف كما في التقريب. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 114): سألت أبي عن عاصم بن عبيد الله، فقال: منكر الحديث، يقال إنه ليس له حديث يعتمد عليه. قلت: ما أنكروا عليه؟ قال: روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عن أبيه أن رجلًا تزوج امرأة على نعلين، فأجازه النبي -صلى الله عليه وسلم-. وهو منكر. تنبيه: قال الحافظ في الفتح (9/ 211): وقد وردت أحاديث في أقل الصداق لا يثبت منها شيء، منها: عند ابن أبي شيبة من طريق أبي لبيبة رفعه: "من استحل بدرهم في النكاح فقد استحل"، ومنها: عند أبي داود عن جابر رفعه: "من أعطى في صداق امرأة سويقًا أو تمرًا فقد استحل"، وعند الترمذي من حديث عامر بن ربيعة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أجاز نكاح امرأة على نعلين، وعند الدارقطني من حديث أبي سعيد في أثناء حديث المهر: "ولو على سواك من أراك". وأقوى شيء ورد في ذلك حديث جابر عند مسلم كنّا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حتى نهى عنها عمر، قال البيهقي: إنما نهى عمر عن النكاح إلى أجل لا عَنْ قدر الصداق، وهو كما قال. اهـ.
1564 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا محمد بن سعيد، عن أبان، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬1) قَالَ: قَالَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا اجْتَمَعَ أَمْرَانِ قط إلَّا كان أحبهما إلى الله تعالى أيسرهما" (¬2). ¬
1564 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث (3/ 620: 476)، بسند الحارث. ولم أجده لغيره.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا بل هو مَطرُوح، وذلك لأن فيه داود بن المحبر، وأبان ابن أبي عياش .. وكلاهما متروك. وفيه أيضًا: محمد بن سعيد لم أستطع تعيينه. والحديث قد ورد معناه من طرق صحيحة ولكنه في حق النبي -صلى الله عليه وسلم-: فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: ما خُيِّر رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ أمرين إلَّا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس عنه، وما انتقم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه إلَّا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها. أخرجه الإمام مالك في الموطأ (2/ 902)، كتاب حسن الخلق (2)، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد (6/ 116، 182، 89، 162). والبخاري في المناقب (6/ 566: 3560)، بَابُ صِفَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وفي الأدب (10/ 524: 6126)، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: يسِّروا ولا تعسِّروا. =
= ومسلم في الفضائل (4/ 1813: 2327)، باب مباعدته -صلى الله عليه وسلم- للآثام واختياره من المباح أسهله وانتقامه لله عند انتهاك حرماته. ورواه غيرهم. وهذا الحديث لا يعتبر شاهدًا لحديث الباب إذ إن كل حديث في شأن يختلف عن الآخر. فيبقى حديث الباب على ضعفه. وإنما أوردته للتنبيه عليه لما بينهما من الاشتباه.
1565 - وقال مسدد: حدثنا عيسى -هو ابن يونس-، ثنا صالح ابن أَبِي الْأَخْضَرِ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ -حَاجِبُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ-، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ زَوَّجَ عَبْدًا لِلَّهِ تعالى لا يزوجه إلَّا له، توجّه الله عز وجل، في الجنة تاجًا يعرف به". * مرسل.
1565 - تخريجه: لم أجده مرسلًا لغير مسدد.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف لأمرين: ضَعفُ صالح بن أبي الأخضر .. وكونه مرسلًا. والحديث قد ورد متصلًا: 1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من أنكح لله عزوجل، توَّجه الله تاجًا يوم القيامة". أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 131)، ثم قال: قال الدارقطني: الحديث غير محفوظ. 2 - عن معاذ بن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أنكح عبدًا لله وضع الله على رأسه تاج الملك". أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 189: 417)، والصغير (2/ 123)، من طريق بقية بن الوليد عن إبراهيم بن أدهم، عن رجل، عن محمد بن عجلان ... وهذا الإسناد ضعيف بسبب بقية بن الوليد، وجهالة أحد رواته. وعليه، فإن شواهد الحديث ضعيفة مثله، يبقى الحديث كما هو ضعيف، والله أعلم.
1566 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي، عَنِ [ابْنِ إِسْحَاقَ] (¬1)، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قال: ركب عمر رضي الله عنه الْمِنْبَرَ -مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- فَقَالَ: (¬2) لَا أَعْرِفَنَّ مَا زَادَ الصَّدَاقُ عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ نَزَلَ فَاعْتَرَضَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! نَهَيْتَ الناس أن يزيدوا في صدقاتهن على أربعمائة دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ اللَّهَ تعالى يقول في القرآن (¬3): {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا} (¬4) ... الْآيَةَ؟! فَقَالَ: اللَّهُمَّ غُفْرًا، كُلُّ النَّاسِ أَفْقَهُ من عمر، ثم رجع فركب فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ أَنْ تَزِيدُوا فِي صَدُقَاتِهِنِّ عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَمَنْ شَاءَ أَنْ يُعْطِيَ مِنْ مَالِهِ مَا أَحَبَّ أو فمن طابت نفسه فليفعل. ¬
1566 - تخريجه: هذا الحديث أورده الهيثمي في المقصد العلي كتاب النكاح، باب الصداق (62/ أ)، وفي مجمع الزوائد (4/ 283)، وعزاه لأبي يعلى في الكبير. =
= وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 100/ أ)، كتاب الصداق، باب لا وقت في الصداق كثر أو قلّ بسند أبي يعلى. وأورده في المجردة أيضًا (2/ 22/ أ)، وعزاه لأبي يعلى. وقد بحثت في مسند أبي يعلى المطبوع فلم أجده فيه، وذلك لأن المطبوع هو رواية محمد بن أحمد بن حمدان وهي الرواية المختصرة أمّا المسند الكبير فهو من رواية محمد بن إبراهيم المقري وهو مفقود وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ. وهذا الحديث له عدة طرق: 1 - طريق مجالد بن سعيد، وقد اختلف عليه فيه: (أ) فرواه ابن إسحاق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنِ المجالد، عن الشعبي، عن مسروق أنه سمع عمر ... أخرجه أبو يعلى في مسنده الكبير، كما هو هنا. وأخرجه قاسم بن أصبغ في مصنفه، كما في الذهب الإبريز للزركشي (2/ 94/ ب)، عن عبد الرحمن بن درهم، عن أبيه، ثنا يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه بنحوه. وأخرجه البزار في مسنده (40/ أ)، قال: حدثنا محمد بن منصور الطوسي -وكان من خيار الناس- قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني أبي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعيد، عن مجالد، به مختصرًا. قال البزار: وقد حدثناه مرة أخرى عن يعقوب، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق ولم يدخل بين إسحاق وبين مجالد أحدًا. قال البزار: وهذا الحديث يروى عن عمر من غير وجه، ولا نعلمه يروى عن مسروق عن عمر إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد. اهـ. وأخرجه الدارقطني في العلل (2/ 238)، قال: حدثنا الحسين بن محمد البزاز =
= قال: ثنا محمد بن منصور الطوسي، به. فذكر طريق البزار الأولى إلَّا أن فيه بدل: محمد بن سعيد، محمد بن عبد الله بن سعيد، وأشار المحقق إلى أنه في بعض النسخ عبد الله بن سعيد. وأخرجه أيضًا عن ابن مخلد، عن حمران بن عمر الحميري، عن يعقوب بن إبراهيم، به. فذكر طريق البزار الثانية. (ب) ورواه هشيم عن مجالد، عن الشعبي، عن عمر: أخرجه سعيد بن منصور (1/ 165)، باب ما جاء في الصداق (598)، عن هشيم. بنحوه. وأخرجه البيهقي (7/ 233)، كتاب الصداق، باب ما يستحب من القصد في الصداق. من طريق سعيد بن منصور. ثم قال البيهقي: هذا منقطع. اهـ. وذلك لأن الشعبي لم يسمع من عمر فقد قال أبو حاتم وأبو زرعة: الشعبي عن عمر مرسل. المراسيل لابن أبي حاتم (160: 592). وقد رواه الشعبي من وجه آخر: فقد أخرج وكيع في أخبار القضاة (2/ 201)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (4/ 138) .. كلاهما من طريق: القاسم بن مالك المزني، عن أشعث بن سوار، عن الشعبي، عن شريح القاضي عن عمر، فذكراه بنحوه مختصرًا. وقال أبو نعيم بعد روايته: غريب من حديث الشعبي عن شريح، والمشهور من حديث ابن سيرين عن أبي العجفاء، تفرد به مالك المزني عن أشعث. اهـ. وأشعث بن سوار قال عنه في التقريب (113): ضعيف. 2 - ما رواه الزبير بن بكار في الموفقيات، كما في الجامع الكبير للسيوطي =
= (1/ 1216)، والدر المنثور (2/ 133)، والمقاصد الحسنة للسخاوي 321، عن عمه مصعب بن عبد الله، عن جده قال: قال عمر بن الخطاب: لا تزيدوا في مهور النساء، فمن زاد ألقيت الزيادة في بيت المال ... فذكره، إلى أن قال عمر: امرأة أصابت وأخطأ رجل. وهذا الأثر غير موجود في المطبوع من الموفقيات. وقد أشار الحافظ في الفتح (9/ 204) إلى أن الزبير أخرجه، ثم قال الحافظ إنه: منقطع. قلت: اسم عم الزبير هو: مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت، صدوق. كذا في التقريب. أمّا قوله عن جده فيحتمل أنه جدّ الزبير بن بكار، ويحتمل أنه جدّ مصعب بن عبد الله. فأمّا الأول فهو: عبد الله بن مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير، ليَّنه ابن معين، توفي سنة أربع وثمانين ومائة. وهو ابن سبعين سنة. السير (8/ 517). والثاني هو: مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير، لين الحديث، مات سنة سبع وخمسين ومائة، وله ثلاث وسبعون. كذا في التقريب 533. وعلى كلا الاحتمالين فإنه لم يدرك أحدهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه، المقتول سنة ثلاث وعشرين. 3 - ما رواه عبد الرزاق في المصنف (6/ 180: 10420)، عن قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال عمر بن الخطاب: لا تغالوا في مهور النساء، فقالت امرأة: ليس لك ذلك يا عمر إن الله يقول:" وإن آتيتم إحداهن قنطارًا من ذهب". قال: وكذلك هي قراءة عبد الله: " فلا يحل لكم أن تأخذوا منه شيئًا"، فقال عمر: إن امرأة خاصمت عمر فخصمته. =
= ومن طريق عبد الرزاق رواه ابن المنذر، كما في المقاصد الحسنة (321)، وكنز العمال (16/ 538). وقد أورد الشيخ الألباني في إرواء الغليل هذه الطريق (6/ 348)، وقال: هذا إسناد ضعيف وفيه علتان: الأولى: الانقطاع، فإن أبا عبد الرحمن، واسمه عبد الله بن حبيب بن ربيعة، لم يسمع من عمر، كما قال ابن معين. والأخرى: سوء حفظ قيس بن الربيع. 4 - ما رواه سعيد بن منصور (1/ 167: 599)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 233) .. كلاهما من طريق: حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قال: قال عمر بن الخطاب: خرجت وأنا أريد أن أنهاكم عن كثرة الصداق حتى عرضت لي هذه الآية {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا}. قال البيهقي: هذا مرسل جيد.
الحكم عليه: أثر الباب أورده الهيثمي في المجمع (4/ 284)، وقال: فيه مجالد بن سعيد وفيه ضعف وقد وثق. وقال البوصيري في المجردة (2/ 22/ أ): رواه أبو يعلى من طريق مجالد بن سعيد وهو ضعيف. ولمّا رواه الدارقطني في العلل (2/ 238) قال: وزاد فيه ألفاظًا لم يأت بها غيره -أي مجالد بن سعيد-، ثم قال: ولا يصح هذا الحديث إلَّا عن أبي العجفاء. وحكم عليه الألباني في الإرواء (6/ 348) بالضعف والنكارة، وضعّفه كذلك سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، كما في مجموع فتاواه. فعلى هذا فالقصة بكل طرقها وأسانيدها ضعيفة، وذلك لضعف مجالد بن سعيد، =
= وللانقطاع في بعض طرقها. بقي أن أشير إلى أمرين: 1 - أن الحافظ ابن كثير أورد هذه القصة من طريق أبي يعلى في تفسيره (1/ 478)، ثم قال: إسناده جيد قوي. اهـ. وتبعه السخاوي في المقاصد الحسنة (321)، وقال السيوطي في الدر المنثور (2/ 133) أن السند جيد. فسبحان الله كيف جوّدوا هذا الإسناد مع شهرة الكلام في مجالد!! اللهمّ إلَّا أن يقال أنهم يرفعون مجالدًا عن الضعف قليلًا، ثم يعضدونه بتلك الطرق الضعيفة مع أن هذا فيه ما فيه، فالله أعلم. 2 - أن أجل الأثر ثابت عن عُمر بغير قصة المرأة ومراجعتها له: فعن محمد بن سيرين، عن أبي العجفاء السلمي، عن عمر بن الخطاب، قال: ألا لا تغالوا بصدق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي -صلي الله عليه وسلم-ما أصدق رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- امْرَأَةٌ من نسائه- ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية. أخرجه أبو داود في السنن (2/ 235: 2106)، كتاب النكاح، باب الصداق. والترمذي (3/ 422)، كتاب النكاح، باب ما جاء في مهور النساء، وقال: حسن صحيح. والنسائي (6/ 117)، كتاب النكاح، باب القسط في الأصدقة. وابن ماجه (1/ 607: 1887)، كتاب النكاح، باب صداق النساء .. كلهم من طريق محمد بن سيرين، به. ورواه غيرهم. وقد صححه ابن حبان كما في الموارد (307) والحاكم في المستدرك (2/ 1575) وقال: فقد تواترت الأسانيد الصحيحة بصحة خطبة أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ =
= الخطاب رضي الله عنه، وهذا الباب مجموع في جزء كبير، ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي. وقد مضى تصحيح الدارقطني لهذه الرواية , كما في العلل (2/ 238). وهذا الألباني في الإرواء (6/ 347: 1927). وله طرق عن عمر: فقد رواه عنه: سالم بن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر، وابن عباس، وابن المسيب. وغيرهم .. كلهم عن عمر. وقد ساق الحاكم هذه الروايات في مستدركه، وهذا الدارقطني أشار إليها في علله. إذًا، فالأثر ثابت عن عمر ولكن بغير قصة المرأة التي اعترضت عليه، والله أعلم.
1567 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا جُنَاحَ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِمَا شَاءَ مِنْ مَالِهِ قَلَّ أَوْ كَثُرَ إِذَا أَشْهَدَ". [2] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ (¬1) سَابِقٍ، ثنا شَرِيكٌ، بِهِ. ¬
1567 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث (3/ 619: 475)، باب ما جاء في الصداق. وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 103/ أ)، باب ما يجوز أن يكون مهرًا، بسند الحارث. وأورده في المجردة (22/ ب)، وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة، والحاكم، وعنه البيهقي. رواه الحاكم -كما في إتحاف الخيرة، ولم أجده في المستدرك- قال: ثنا أبو العباس، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا يحيى بن آدم، عن حسن بن صالح وشريك، عن أبي هارون. فذكره إلَّا أنه قال: "إذا تراضوا وأشهدوا". وأخرجه البيهقي (7/ 239)، كتاب النكاح، باب ما يجوز أن يكون مهرًا، عن الحاكم. ثم قال البيهقي: وروي من وجه آخر ضعيف عن أبي سعيد. قلت: كأنه يشير إلى تلك الرواية التي أخرجها الدارقطني في السنن (3/ 244)، من طريق محمد بن إسماعيل بن جعفر الطالبي الجعفري، قال عنه أبو حاتم: منكر الحديث، وقال أبو نعيم: متروك. اللسان (5/ 78). وأخرجه الدارقطني في السنن (3/ 243)، باب المهر، من طريق إسماعيل بن =
= عياش عن برد بن سنان، عن أبي هارون، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "لا يضر أحدكم أبقليل من ماله تزوج أم بكثير إذا أشهد". ورواه أيضًا من طريق شريك عن أبي هارون، بنحوه. ورواه ابن عساكر كما في كنز العمال (16/ 320: 44710).
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف جدًا، وذلك لأن أبا هارون العبدي متروك. قال البوصيري في الإتحاف: مدار طرق حديث أبي سعيد هذا على أبي هارون العبدي. اهـ. وهذا الحديث لا يقبل المتابعة والاعتضاد.
1568 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ، ثنا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حسان، عن محمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كان يَقْسِمُ الغَنَم بَيْنَ أَصْحَابِهِ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَتَقَعُ الشَّاةُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: دَعْ لِي نصيبك أتزوج به.
1568 - تخريجه: هذا الحديث في مسند أبي يعلى (10/ 431: 6041). وقد ذكره الهيثمي في المقصد العلي (61/ ب)، كتاب النكاح، باب في الصداق. وذكره أيضًا في المجمع (4/ 281)، وعزاه لأبي يعلى. وأورده البوصري في الإتحاف (3/ 102/ أ)، بسند أبي يعلى. وأورده أيضًا في المجردة (2/ 22/ ب). محمد: محمد بن سيرين الأنصاري، أبو بكر بن أبي عمرة البصري.
الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف الإسناد، وذلك لضعف حرب بن ميمون العبدي. قال الهيثمي في المجمع: رواه أبو يعلى وفيه حرب بن ميمون العبدي وهو ضعيف، ووثقه ابن أبي حاتم، وبقية رجاله ثقات.
1569 - قال (¬1): وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي [لبيبة] (¬2)، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنِ اسْتَحَلَّ بِدِرْهَمٍ (¬3) فَقَدِ استحل". (61) وسيأتي إن شاء الله، حَدِيثُ: "لَا مَهْرَ أَقَلَّ مِنْ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ"، في باب الأولياء (¬4). ¬
1569 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (2/ 241: 943). وأورده الهيثمي في المقصد العلي (126)، كتاب النكاح، باب في الصداق. وأيضًا في المجمع (4/ 281)، وعزاه لأبي يعلى. وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 101/ ب)، بسند أبي يعلى. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 186)، كتاب النكاح، ما قالوا في مهر النساء واختلافهم في ذلك، عن وكيع، عن ابن أبي لبيبة، عن جده. وقد تصحّف في المصنف إلى: ابن أبي لبيد. وأخرجه أيضًا في موضع آخر من المصنف (14/ 183)، كتاب الرد على أبي حنيفة، عن وكيع، به، وبغير تصحيف. وأخرجه ابن مسنده في معرفة الصحابة (256/ أ)، من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لبيبة، عن جده، فذكره بزيادة "فيه". =
= هكذا رواه محمد بن إسماعيل، وهو صدوق كما قال في التقريب، فوافق وكيعًا في رواية ابن أبي شيبة، وعمرو الناقد عنه، وهما ثقتان. وخالفهما سعيد بن عنبسة: فرواه عن وكيع، عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن أبيه، عن جده، به. فزاد فيه: عن أبيه. أخرجه البيهقي في سننه (7/ 238)، كتاب الصداق، باب ما يجوز أن يكون مهرًا. ثم أشار البيهقي إلى رواية ابن أبي شيبة التي تقدمت، بغير ذكر الأب. قال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (2/ 204) بعد أن عزا الحديث للبيهقي، قال: وذكره كذلك ابن السكن في سننه الصحاح من غير راوٍ وبصيغة رُوي. قلت: أمّا هذه الرواية التي عند البيهقي عن سعيد بن عنبسة فهي مخالفة لرواية الثقات عن وكيع، وسعيد بنُ عنبسة هذا لم أستطع تمييزه؛ لكن ذكر الحافظ في لسان الميزان (3/ 39) أربعة رجال بهذا الاسم، وكلهم ضعفاء، بل وبعضهم كذاب. ومن هذا الوجه رواه جارية بن هرم: فرواه عن يحيى، عن أبيه، عن جده، بنحوه. أخرجه ابن شاهين في كتاب النكاح له، كما في تلخيص الحبير (3/ 190). لكن جارية بن هرم الفقيمي، بصري، هالك. تركه ابن المديني، والدارقطني والساجي. وضعّفه أبو حاتم، والعقيلي. وقال ابن عدي: أحاديثه كلها لا يتابعه عليها الثقات. وانظر الجرح (2/ 520)، واللسان (2/ 91). أمّا والد يحيى الذي يذكرونه في الإسناد فهو: عبد الرحمن بن أبي لبيبة. ذكره الحافظ في الإصابة (2/ 420)، القسم الأول.
= وكيع: وكيع بن الجراح بن مَلِيح الرُّؤَاسي، أبو سفيان الكوفي. يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة. وذكر البخاري: أنه يحيى بن محمد بن عبد الرحمن.
الحكم عليه: حديث الباب ضعّفه الهيثمي في المجمع (4/ 281)، فقال: فيه يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة وهو ضعيف. اهـ. وقد تصحف الاسم إلى: ابن أبي كبشة. وقال ابن عبد البر في الاستغناء في معرفة المشهورين بالكنى (1/ 208) في ترجمة أبي لبيبة، قال: روى عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الصداق: "من استحل بدرهم فقد استحل"، إسناده ليس بالقوي. وقال ابن التركماني في الجوهر النفي (7/ 238): وذكر الطحاوي في أحكام القرآن هذا الحديث ثم قال: هذا الإسناد لا يقطع به أهل الرواية. وقال الحافظ في الفتح (9/ 211): وقد وردت أحاديث في الصداق لا يثبت منها شيء. اهـ. ثم ذكر الحديث من رواية ابن أبي شيبة. وقال المناوي في فيض القدير (6/ 53): قال الذهبي في المهذب: قلت: يحيى واهٍ. فعلى هذا فالحديث ضعيف لضعف يحيي بن عبد الرحمن، والله أعلم.
1570 - وَقَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّ خَالَتَهُ أَخْبَرَتْهُ، عَنِ امْرَأَةٍ -وَهِيَ مُصَدَّقَةٌ- قَالَتْ: بَيْنَمَا أَبِي فِي غَزَاةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَدْ رَمِضُوا فَقَالَ رَجُلٌ: مَنْ يُعْطِينِي نَعْلَيْهِ (¬2) وأُنكحه أَوَّلَ ابْنَةٍ تَلِدُ لِي، فَخَلَعَ أَبِي نَعْلَيْهِ فَأَلْقَاهُمَا إِلَيْهِ فَوُلِدَ لِلرَّجُلِ جَارِيَةٌ فَبَلَغَتْ، فَقَالَ أَبِي: اجمع إليّ أهلي، فقال هلم الصداق، فقال والله إني لَا أَزِيدُكَ عَلَى مَا أَعْطَيْتُكَ، لِلنَّعْلَيْنِ!! فَقَالَ: آلله لا أعطيكها (¬3) إلَّا بِصَدَاقٍ، فَأَتَى أَبِي رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ] (¬4) فَقَالَ: ألا أخبرك بما هو خير مِنْ ذَلِكَ؟ تَدَعْهَا فَلَا تَحْنَثُ وَلَا تُحنث صَاحِبَكَ فَتَرَكَهَا أَبِي. قُلْتُ: أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ (¬5) مِنْ هَذَا الْوَجْهِ إِلَى قَوْلِهِ: فَبَلَغَتْ. ثُمَّ أَحَالَ بَقِيَّتَهُ عَلَى حَدِيثِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ. ¬
1570 - تخريجه: أخرج الحديث: إسحاق (5/ 148: 2271)، وعبد الرزاق (6/ 179: 1418) بهذا الإسناد. وأخرجه مختصرًا أبو داود (2/ 234: 2104)، قال: حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الرزاق، به. وأخرجه كذلك البيهقي (7/ 145)، قال: أخبرنا أبو علي الروذباري، أنبأ أبو بكر بن داسه، ثنا أبو داود، به. =
= وقد ورد بنحوه من حديث كردم بن قيس أخرجه الطبراني (19/ 191: 429)، من الكبير، كما رواه في مسند الشاميين (1382)، وأبو نعيم كما في جامع المسانيد والسنن لابن كثير (10/ 495: 7986). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 287): "رواه الطبراني، وفيه عبد العزيز بن عبيد الله، ضعيف". كما ورد بنحوه من حديث كردم بن سفيان، أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 190: 428)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 232: 1592). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 260): "رواه الطبراني وفي إسناده مساتير وليس فيهم ضعف". كما ورد من حديث أبي ثعلبة أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 226: 597)، وتقدَّم في هذا الكتاب برقم (1554). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 168): "وفيه أبو فروة يزيد بن سنان وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه جماعة". وحديث ميمونة الذي أشار له المصنف أخرجه أبو داود (2/ 233: 2103)، وأحمد (6/ 366)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 39)، والبيهقي (7/ 145). قال المنذري في مختصر سنن أبي داود (3/ 45): اختلف في إسناد هذا الحديث، وفي إسناده من لا يعرف.
الحكم عليه: إسناد إسحاق فيه خالة إبراهيم بن ميسرة مجهولة، وروت عن امرأة يظهر أنها صحابية، وبقية رجاله ثقات. ومتن الحديث ورد من طرق ضعيفة قد يجبر بعضها بعضًا. [سعد].
4 - باب الخيار في النكاح
4 - بَابُ الْخِيَارِ فِي النِّكَاحِ 1571 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبة، عَنْ قَتَادَةَ، عن الحسن، عن علي رضي الله عنه، فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَبِهَا جُنُونٌ أَوْ جذام أو برص، قال (¬1): هِيَ امْرَأَتُهُ، إِنْ شَاءَ طلَّق، وَإِنْ شَاءَ أمسك. ¬
1571 - تخريجه: أورده البوصيري في الاتحاف (3/ 62/ أ)، باب فيمن تزوج امرأة فوجد بها عيبًا، بسند مسدد. وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (1/ 212)، باب من يتزوج امرأة مجذومة أو مجنونة، قال: نا هشيم قال: أنا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ علي، به. وقال: نا سفيان، عن مطرف، عن الشعبي، عن علي، به، ولفظه: (فزوجها بالخيار ما لم يمسها، إن شاء أمسك، وإن شاء طلق، وإن مسها فلها المهر بما استحل من فرجها). وأخرجه البيهقي من طريق سعيد بن منصور الثانية عن سفيان (7/ 215)، كتاب =
= النكاح، باب ما يرد به النكاح من العيوب. ثم قال البيهقي: ورواه الثوري عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن علي رضي الله عنه، قال: إذا تزوج المرأة فوجد بها جنونًا أو برصًا أو جذامًا أو قرنًا فدخل بها فهي امرأته إن شاء أمسك وإن شاء طلق. زاد فيه وكيع عن الثوري: إذا لم يدخل بها فرق بينهما. فكأنه أبطل خياره بالدخول بها. وأخرجه ابن الجعد في مسنده (1/ 333: 245)، قال: أنا شعبة، عن الحكم، قال علي رضي الله عنه: إذا تزوج الرجل بالمرأة فوجد بها جنونًا أو جذامًا أو برصًا أو ذات قرن، فإن كان دخل بها فامرأته، وإن كان لم يدخل بها فرق بينهما. يحيى: هو يحيى بن سعيد القطان. ابن أبي عروبة: هو سعيد بن أبي عروبة. قتادة: هو قتادة بن دِعامة بن قتادة السَّدُوسي.
الحكم عليه: أثر الباب قال عنه البوصيري في الإتحاف: هذا إسناد رجاله ثقات. قلت: صدق في كلامه، ولكنه منقطع فإن الحسن البصري لم يسمع من علي بن أبي طالب، كما ذكره العلائي عن الترمذي (163). ولم ينفرد به الحسن البصري بل تابعه الشعبي، ولكنه أيضًا لم يسمع من علي، فقد قال الدارقطني في العلل (4/ 97): لم يسمع الشعبي من علي إلَّا حرفًا واحدًا ما سمع غيره. اهـ. قال الحافظ في التهذيب (5/ 60) بعد إيراده لكلام الدارقطني: كأنه عني ما أخرجه البخاري في الرجم عنه عن علي حين رجم المرأة قال: رجمتها بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأمّا متابعة الحكم فهي مخالفة لما رواه غيره عن علي، إضافة إلى أن الحكم بن عتيبة لم يلق عليًا، فقد ولد الحكم سنة خمسين، وكانت وفاة علي بن أبي طالب سنة =
= أربعين، أي قبل ولادة الحكم بعشر سنين. وعلى هذا، فليس لهذا الحكم سند صحيح عن علي، بل كلها منقطعة. وفي الباب شاهد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: أيما رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَبِهَا جُنُونٌ، أَوْ جُذَامٌ، أو برص، فمسّها، فلها صداقها كاملًا. وذلك لزوجها غُرمٌ على وليها. أخرجه الإِمام مالك في الموطأ (2/ 526)، كتاب النكاح، باب ما جاء في الصداق والحياء. عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب أنه قال: قال عمر، به. وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 212: 818)، عن هشيم عن يحيى بن سعيد، به بنحوه، وهذا الإسناد رواته ثقات سوى أن سعيد روايته عن عمر مرسلة ذكره ابن أبي حاتم في المراسيل (71)، عن أبيه. فهذا مرسل سعيد بن المسيب، ومراسيله محتج بها، قال العلائي في جامع التحصيل: سعيد بن المسيب أحد الأئمة الكبار المحتج بمراسيلهم. وقال أيضًا: وقد اتفقت كلمتهم على سعيد بن المسيب وأن جميع مراسيله صحيحة وأنه كان لا يرسل إلَّا عن ثقة من كبار التابعين، أو صحابي معروف، قال معنى ذلك بعبارات مختلفة جماعة من الأئمة منهم: مالك، ويحيى سعيد القطان، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وغيرهم. اهـ. (ص 255). فإذا انضمّ إلى مرسل الحسن البصري -كما هو في الباب- ومرسل الشعبي، ومرسل الحكم بن عتيبة -وتقدما في التخريج- عضد بعضها بعضًا وأوقع في النفس أن لهذا الحُكم أصلًا عند الصحابة. وهذا هو مقتضى القواعد الاصطلاحية فإن العلائي قال في جامع التحصيل في أحكام المراسيل (41): إن المرسل إذا لم يعضده مسند، ولكن عضده مرسل مثله بسند آخر غير سند الأول، فإنه حينئذ يقوى، ولكنه يكون أنقص درجة من المرسل =
= الذي أسند من وجه آخر. اهـ. ثم إنه ذكر أن الحنفية اعترضوا على الإِمام الشافعي وقالوا: هذا ليس فيه إلَّا أنه انضم غير مقبول عنده إلى مثله، فلا يفيد شيئًا فأجاب عليهم بأن انضمام أحدهما إلى الآخر يقوي الظن أن له أصلًا، كما لو انضم حديث ضعيف من جهة قلة حفظ راويه، وكثرة غلطه إلى نظيرٍ له في الرواة فإنه يرتقي بمجموعها إلى درجة الحسن. اهـ. واعتضاد المرسل بمرسل آخر قاله الشافعي في الرسالة (462)، ونقله الحافظ في نخبة الفكر (42).
5 - باب من جعل العتق صداقا
5 - باب من جعل العتق صداقًا 1572 - قال (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ أَزْوَاجَكَ يَفْخَرْنَ عليَّ، يَقُلْنَ: لَمْ يَتَزَوَّجْكِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّمَا أَنْتِ مِلْكُ يَمِينٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " أَلَمْ أُعْظِمْ صَدَاقَكِ، أَلَمْ أُعْتِقْ أربعين من قومك؟ ". ¬
1572 - تخريجه: أخرجه إسحاق (4/ 255: 2078) به. وأخرجه عبد الرزاق (7/ 271: 13119)، عن ابن عيينة، به. وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 59: 155)، قال: حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، به. وأخرجه الحاكم (4/ 25)، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان الموصلي، ثنا علي بن حرب، ثنا سفيان بن عيينة، به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 250): رواه الطبراني مرسلًا ورجاله رجال الصحيح.
الحكم عليه: إسناده صحيح، فرجاله ثقات، وإسناده متصل، وما ورد في مجمع الزوائد بأنه مرسل لا يصح فإن مجاهدًا قد روى الحديث عن جويرية، ولعل هذا خطأ من النسّاخ، اشتبه عليهم تعليق الهيثمي على الحديث الذي قبله في مجمع الزوائد بهذا الحديث. [سعد].
1573 - قال أبو يعلى: حدثنا زهير، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا هَاشِمٌ الْكُوفِيُّ، ثنا كِنَانَةُ، يَعْنِي (¬1) مَوْلَى صَفِيَّةَ -عن صفية- رضي الله عنها، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا أمهرها نفسها. (62) وسيأتي إن شاء الله تعالى في المناقب حديث رزينة (¬2) مولاتها بما يخالف ذلك (¬3). ¬
1573 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (13/ 35: 7118). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 102/ أ)، بسند أبي يعلى. وأورده أيضًا في المجردة (2/ 23/ أ). وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 73)، وفي الأوسط في موضعين: (1/ 308/ب) و (2/ 237/ ب). وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة/ (2/ 335/ أ). وابن منده في معرفة الصحابة (299/ أ). وابن عدي في الكامل (7/ 2573)، في ترجمة هاشم بن سعيد .. كلّهم من طريق: شاذ بن فياض، عن هاشم بن سعيد، عن كنانه، عن صفية قالت: أعتقني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعل عتقي صداقي. قال الطبراني في الأوسط: لا يروى عن صفية إلَّا بهذا الإسناد. وأخرجه أبو الشيخ، كما في فتح الباري (9/ 129)، وسبل السلام للصنعاني (3/ 148). =
= زهير: زهير بن حرب، أبو خيثمة النسائي.
الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف الإسناد، وذلك لأجل هاشم بن سعيد الكوفي. وقد أورد ابن عدي هذا الحديث في مناكيره (7/ 2573)، وقال: وهذا الحديث لا يرويه غير هاشم هذا، ومقدار ما يرويه لا يتابع عليه. اهـ. وضعفه الألباني في الإرواء (6/ 257). أمّا قول الهيثمي في المجمع (4/ 282): رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله ثقات. فهذا من غرائبه، كما قاله الألباني في الإرواء (6/ 258). وذلك لأن في رواية الطبراني: هاشم بن سعيد وأيضًا فيها: شاذ بن فياض، واسمه هلال، وشاذ لقبه. كان البخاري شديد الحمل عليه، وأورده ابن حبان في المجروحين، وقال: يرفع الموقوفات، ويقلب الأسانيد لا يشتغل بحديثه. وقد وثقه أبو حاتم، وقال في التقريب: صدوق له أوهام وأفراد. المجر وحين (1/ 363)، والميزان (4/ 316)، والتقريب 263). وهذا الحديث ثابت في الصحيحين وغيرهما عن غير صفية. فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- أعتق صفية وجعل عتقها صداقها. أخرجه البخاري (9/ 129)، كتاب النكاح، باب من جعل عتق الأمة صداقًا. ومسلم (2/ 1045: 85)، كتاب النكاح، باب فضيلة إعتاقه أمة ثم يتزوجها.
6 - باب جواز الدخول على المرأة قبل أن تعطى الصداق
6 - باب جواز الدخول على المرأة قبل أن تعطى (¬1) الصَّدَاقَ 1574 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ (¬2) أَنَّ رَجُلًا تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَجَهَّزَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يُعْطِ شَيْئًا. * هَذَا مُرْسَلٌ، وَقَدْ رَوَاهُ شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ فَقَالَ: عَنْ طلحة، عن خيثمة، عن عائشة رضي الله عنها، وَصَلَهُ شَرِيكٌ وَأَرْسَلَهُ سُفْيَانُ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ (¬3) وغيره من حديث شريك. ¬
1574 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 101/ ب)، بسند مسدد. وأورده أيضًا في المجردة (2/ 22/ ب)، وقال: رواه مسدد، والحاكم، وعنه البيهقي، مرسلًا. =
= وهذا الحديث مختلف في وصله وإرساله على منصور بن المعتمر: 1 - فرواه سفيان وجرير عن منصور، عن طلحة بن مصرف، عن خيثمة بن عبد الرحمن، مرسلًا. (1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6/ 182)، كتاب النكاح، باب ما يحل للرجل من امرأته ولم يقدم شيئًا، عن سفيان، عن منصور، به. وأخرجه مسدد: عن يحيى، عن سفيان، عن منصور، به. كما هو حديث الباب. وأخرجه الحاكم: من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به، بنحوه. ذكره البوصيري في الاتحاف، ولم أجده في المطبوع من المستدرك. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 253)، كتاب الصداق، باب المرأة ترضى بالدخول قبل أن يعطيها شيئًا، عن الحاكم، به. (ب) وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 197)، كتاب النكاح، عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، به. وزاد: (فصار ذلك الرجل بَعْدُ من أشراف المسلمين)، وهذا متابع لسفيان. ولم ينفرد به منصور عن طلحة، بل تابعه: (أ) حجاج بن أرطاة: أخرجه سعيد بن منصور في سننه (1/ 198)، كتاب النكاح، باب ماء جاء في الرجل يتزوج المرأة فيدخل بها قبل أن يفرض لها شيئًا، عن أبي معاوية -الضرير-، عن حجاج، عن طلحة، به مرسلًا، بنحو حديث مسدد. (ب) سعيد، ولم أستطع تعيينه. أخرجه البيهقي (7/ 253)، الموضع السابق، من طريق عبد الله بن بكير، عن سعيد، عن طلحة، به مرسلًا، بنحو حديث مسدد. هكذا رواه هؤلاء مرسلًا وخالفهم شريك بن عبد الله النخعي. =
= 2 - فرواه شريك، عن منصور، عن طلحة، عن خيثمة، عن عائشة، موصولًا. أخرجه أبو داود في سننه (2/ 240: 2128)، كتاب النكاح، باب في الرجل يدخل بامرأته قبل أن ينقدها شيئًا. وأخرجه ابن ماجه (1/ 641)، كتاب النكاح، باب الرجل يدخل بأهله قبل أن يعطيها شيئًا. وأخرجه الطبراني في الصغير (1/ 42)، وفي الأوسط (2/ 502: 1865). وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1328)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 253) .. كلهم من طريق شريك بن عبد الله، به بنحوه موصولًا. قال الطبراني في الأوسط (2/ 503): لم يرو هذا الحديث عن منصور متصل الإسناد إلَّا شريك. اهـ. لكن لم ينفرد به شريك فقط، بل تابعه: (أ) محمد بن طلحة بن مصرف: أخرجه أبو القاسم تمام الرازي في فوائده، الجزء الثاني عشر (119/ أ)، من طريق محمد بن طلحة بن مصرف، أخبرني منصور بن المعتمر، به، بنحوه موصولًا. قال في التقريب (485): محمد بن طلحة بن مصرّف صدوق له أوهام. (ب) جرير بن عبد الحميد: أخرجه سعيد بن منصور (1/ 198: 744)، في الموضع السابق، قال: نا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن طلحة بن مصرف، عن خيثمة، قال جرير: أراه عن عائشة رضي الله عنها، قالت: فذكره بنحوه، موصولًا. وقد تقدمت رواية ابن أبي شيبة، عن جربر بن عبد الحميد، عن منصور، به مرسلًا، ولا أدري من أين نشأ هذا الاختلاف، إذ إن ابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور، كلاهما جبل في الحفظ والإتقان، فربما أن جريرًا حدّث به مرة مرسلًا، =
= وأخرى موصولًا، والله أعلم. يحيى: هو يحيى بن سعيد القطان. سفيان: هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري. منصور: هو منصور بن المعتمر السلمي. طلحة: هو طلحة بن مُصرِّف بن عمرو بن كعب الهمداني. خيثمة: هو خيثمة بن أبي عبد الرحمن بن أبي سبرة.
الحكم عليه: الحديث بإسناد مسدد رجاله كلهم ثقات، إلَّا أنه مرسل. وقد رواه مرسلًا سفيان، وجرير في رواية .. كلاهما عن منصور. وتابع منصورًا كل من: حجاج بن أرطاة -وهو ضعيف-، وسعيد -ولم أستطع تعيينه-، ورواه متصلًا شريك -وهو صدوق يخطئ كثيرًا وتغير حفظه-، ومحمد بن طلحة بن مصرف -وهو صدوق له أوهام-، وجرير في رواية , ثلاثتهم عن: منصور. والذي يترجح أن الصواب مع من أرسله، وذلك: 1 - لمكانة الثوري في الحفظ والإتقان. 2 - أن الثوري قد توبع على ذلك. 3 - أن من خالف الثوري -وهما شريك، ومحمد بن طلحة- لا ينهضان على مخالفته. 4 - أن ابن عدّي قد عدّ هذا الحديث المرفوع في منكرات شريك كما في الكامل (4/ 1328). 5 - أن الذهبي قال في تهذيب سنن البيهقي (4): المرسل أصح. 6 - أن التابعي وهو خيثمة لم يسمع من عائشة، كما قاله أبو داود في السنن (2/ 240)، فعلى هذا يكون منقطعًا. هذا الذي يترجح، والعلم عند الله.
7 - باب الترغيب في حضور الإملاك وجعله يوم الجمعة
7 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي حُضُورِ الإِملاك وَجَعْلِهِ يَوْمَ الجمعة 1575 - قال عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، ثنا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ الله بن مروان، عن نعمة، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مَنْ شَهِدَ إِمْلَاكَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يومًا في سبيل الله تعالى، واليوم بسبعمائة". وأخرج أبو يعلى من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: يوم الجمعة يوم تزويج وباءة (¬1). يأتي إن شاء الله تعالى في بدء الخلق (¬2). ¬
1575 - تخريجه: هذا الحديث في المنتخب من مسند عبد بن حميد (269: 853)، وزاد فيه أيضًا ثوابًا لشهود الجنازة وعيادة المرضى، والصلاة على الجنائز، والاغتسال يوم الجمعة. وأورده البوصيري في الإتحاف (2/ 87/ ب)، باب الاغتسال يوم الجمعة. وأحال على أنه سيأتي في باب فضل الصلاة على الميت في كتاب الجنائز، وقد أورده هناك، وعزاه لعبد بن حميد. =
= وأخرجه أبو القاسم الأصفهاني في الترغيب والترهيب (91/ ب) فصل في غسل يوم الجمعة وفضله. قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، ثنا أبو عمر الهاشمي إملاء بالبصرة سنة عشرة، ثنا أبو العباس أحمد بن داود الهاشمي الكوفي، ثنا أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي، ثنا علي بن عبد الحميد الشيباني، ثنا مندل. به فذكره بطوله.
الحكم عليه: هذا الإسناد مظلم، وذلك لجهالة عبد الله بن مروان، ووالد نعمة. وضعف مندل، ونعمة بن عبد الله، بل قال الأزدي إن نعمة: لا يقوم إسناد حديثه. الميزان (5/ 391). ولم أجد له شاهدًا.
8 - باب شؤم المرأة
8 - باب شؤم المرأة 1576 - قال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قال: قيل لعائشة رضي الله عنها: إن أبا (¬1) هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثَةٍ: في الدار والمرأة والفرس. فقالت عائشة رضي الله عنها: لم يحفظ أبو هريرة رضي الله عنه؛ لِأَنَّهُ دَخَلَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ! يَقُولُونَ: الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ. فَسَمِعَ آخِرَ الْحَدِيثِ وَلَمْ يَسْمَعْ أَوَّلَهُ. رَوَى أَحْمَدُ (¬2) مَعْنَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ أَبِي حَسَّانَ عن عائشة رضي الله عنها. ¬
1576 - تخريجه: الحديث في مسند الطيالسي (215: 1537). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 57/ أ) باب في شوم المرأة. بسند الطيالسي. ولم يروه أحد من هذا الوجه وبهذا اللفظ غير الطيالسي. =
= وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (6/ 240، 246) من وجه آخر كما قاله الحافظ هنا. عن روح، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج أن رجلين دخلا على عائشة فقال: إن أبا هريرة يحدث أن نبي اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: إنما الطيرة في المرأة، والدابة، والدار، قال: فطارت شقة منها في السماء وشقة في الأرض فقالت: والذي أنزل القرآن على أبي القاسم، ما هكذا كان يقول، ولكن نبي اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: "كان أهل الجاهلية، يقولون: الطيرة في المرأة، والدار، والدابة" ثم قرأت عائشة: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ ...} إلى آخر الآية. وقد أخرجه الإِمام أحمد أيضًا عن يزيد. قال: أنا همام بن يحيى، عن قتادة، به بنحوه. وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (169/ أ). وأحمد بن منيع، كما ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 57/ أ). والحاكم في مستدركه (2/ 479)، وصحح إسناده، ووافقه الذهبي. والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 140). والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 341). كلهم من طريق قتادة به. وعزاه الحافظ في الفتح (6/ 61): لابن خزيمة.
الحكم عليه: بإسناد حديث الباب ضعيف، قال الحافظ في الفتح (6/ 61): مكحول لم يسمع من عائشة فهو منقطع. اهـ. وقال الشيخ الألباني في السلسة الصحيحة (2/ 726: 993)، وإسناده حسن لولا الانقطاع بين مكحول وعائشة. اهـ. لكنّ إنكار عائشة رضي الله عنها، على أبي هريرة رضي الله عنه، ثابت كما في الرواية التي تقدمت، ورجالها كلهم ثقات خلا أبا حسان الأعرج، قال عنه في التقريب =
= (632): صدوق رمي برأي الخوارج. اهـ. وقال الذهبي في الكاشف (3/ 286) ثقة. قلت: توثيقه هو الصواب، وذلك لأنه منقول عن ابن معين، والعجلي، وابن سعد. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عبد البر: هو عندهم ثقة في حديثه. اهـ. وهو من رجال مسلم. ولم أَرَ في ترجمته جرح من أحد، وانظر التهذيب (12/ 76). إذًا فهو ثقة، وقد سبق تصحيح الحاكم لهذا السند، وموافقة الذهبي. وقال عنه الهيثمي في المجمع (5/ 104) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وصحح إسناده شعيب الأرنؤوط في تعليقه على سير أعلام النبلاء (9/ 475). وعليه فهذه الطريق متابع قوي، للطريق التي رواها الطيالسي هنا فيصبح الإسناد حسنًا لغيره، والله أعلم. وأصل الحديث ثابت في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة: 1 - فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنما الشؤم في ثلاثة: في الفرس، والمرأة، والدار". أخرجه البخاري (6/ 60)، كتاب الجهاد، باب ما يذكر من شؤم الفرس، و (9/ 137)، كتاب النكاح، باب ما يتقى من شؤم المرأة. ولفظه (إن كان الشؤم في شيء ففي ...). وأخرجه مسلم (4/ 1746: 2225)، كتاب السلام، باب الطّيرة والفأل، وما يكون فيه من الشؤم، ورواه آخرون غير الشيخين. 2 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن كان في شيء ففي الفرس والمرأة والمسكن". وأخرجه البخاري، في الموضعين السابقين. =
= وكذا مسلم في الموضع السابق برقم (2226) قال: يعني الشؤم. 3 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن كان في شيء ففي الرَّبع، والخادم، والفرس". أخرجه مسلم في الموضع السابق برقم (2227). 4 - وعن عمر بن الخطاب، رواه أبو يعلى في المسند (1/ 198: 229)، قال الهيثمي في المجمع (5/ 104): رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، خلا عبد الله بن بديل بن ورقاء وهو ثقة، ولكن أبا هشام الرفاعي قال: إنه خطأ، وهو شيخ أبي يعلى فيه. ورواه من الصحابة غير هؤلاء رضي الله عنهم.
9 - باب نكاح المحرم
9 - بَابُ نِكَاحِ الْمُحْرِمِ (¬1) 1577 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بن جرير ثنا أبي سمعت محمد ابن إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ وَأَبَانَ بن صالح أن مجاهدًا حدثهم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَهَا وهو محرم (يَعْنِي مَيْمُونَةَ)، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَسَعِيدُ بْنُ المسيب ينكران ذلك. قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬2)، وإنما ذكرته لإنكار ابن عمر. ¬
1577 - تخريجه: أما إنكار ابن المسيب فقد أخرجه أبو داود حديث رقم (1845) ومن طريقه البيهقي (7/ 212) وفيه رجل مجهول. وأما إنكار ابن عمر فلم أجده. وأخرج الدارقطني (3/ 261) بإسناده عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- تزوج ميمونة وهو حلال، وفيه رجل مجهول، وبقية رجاله ثقات. كما ورد عن ابن عمر أنه قال: لا تتزوجها وأنت محرم، نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عنه، أخرجه أحمد (2/ 115) والدارقطني (3/ 260). قال الهيثمي في مجمع الزوائد =
= (4/ 268): ورواه أحمد وفيه أيوب بن عتبة وهو ضعيف وقد وثق. كما ورد من قول ابن عمر "لا ينكح المحرم ولا ينكح" أخرجه مالك في الموطأ (1/ 349) وإسناده صحيح، كما أخرجه البيهقي (5/ 65) و (7/ 213) وابن أبي شيبة (ص 120) والطحاوي (2/ 268). ورواه الطبراني في الأوسط (1/ 312: 514)، مرفوعًا. وقد ورد عن عدد من الصحابة أنه تزوجها حلالًا منها: - حديث يزيد الأصم عن ميمونة أخرجه مسلم (1411) وأبو داود (1843) والترمذي (845) وابن ماجه (1964) وابن حبان (4134) وأحمد (6/ 333) والدارمي (2/ 38). - حديث ابن رافع أخرجه الترمذي (841) وابن حبان (4130) وأحمد (6/ 392) والدارمي (2/ 38). - حديث صفية بنت شيبة أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (11/ 341) والطبراني في الكبير (24/ 324: 814)، وفي الأوسط (5/ 362: 4816) , قال الهيثمي (2/ 268): ورجال الكبير رجال الصحيح. وأخرج مسلم (1409) من حديث عثمان مرفوعًا "لا ينكح المحرم ولا ينكح".
الحكم عليه: الحديث إسناده متصل ورجاله ثقات إلَّا ابن إسحاق فهو صدوق يدلس لكنه إمام في السير وحديثه فيها مقبول وهذا منها. [سعد].
10 - باب القسم والترهيب من حبس حق المرأة
10 - بَابُ القَسْم وَالتَّرْهِيبِ مِنْ حَبْسِ حَقِّ الْمَرْأَةِ 1578 - الحارث: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عباس رضي الله عنهم، قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وفيه: من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله تعالى زان، ويقول الله تعالى لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: (عَبْدِي زَوَّجْتُكَ (¬1) عَلَى عَهْدِي فلم تعرف بعهدي فيتولى الله تعالى طَلَبَ حَقِّهَا فَيَسْتَوْعِبُ حَسَنَاتِهِ كُلَّهَا، فَمَا بَقِيَ مِنْهُ فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، وَمَنْ كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمَا فِي الْقَسْمِ مِنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا، مائلًا شقه حتى يدخل النار) (¬2). ¬
1579 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحمل (¬1) إلى نسائه وهو مريض فيعدل بينهن في القَسْم. ¬
1579 - تخريجه: أورده البوصيري في الإِتحاف (3/ 104/ أ) كتاب القسم والنشوز، باب القسم بين الزوجات حتى في المرض. بسند مسدد. وذكره أيضًا في المجرّدة (2/ 23/ ب) وقال: رواه مسدد مرسلًا. قال سراج الدين ابن الملقن في البدر المنير (5/ 174/ ب 175/ أ): ذكره الشافعي في المختصرة بلاغًا فقال: وبلغنا أنه كان يطاف به محمولًا في مرضه على نسائه. وأسند ابن الجوزي في كتاب الوفاء من حديث الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا محمد بن سعيد، ثنا أنس بن عياض، عن محمد بن جعفر، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: كان يُحمل في ثوب يطاف به على نسائه وهو مريض يقسم بينهن. هذا إسناد كل رجاله ثقات لكنه ليس بمتصل. وراجعت كتاب الوفاء بأحوال المصطفى لابن الجوزي (2/ 510) فوجدت الحديث؛ لكنه بدون إسناد، بل قال: عن جعفر بن محمد، عن أبيه. فذكره. وأورده الحافظ في تلخيص الحبير (3/ 138) وعزاه المسند الحارث بن أبي أسامة. وأورده بسنده ومتنه السابق. - يحيى: هو ابن سعيد القطان. - جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد الله، المعروف بالصادق.
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف والمختصرة: هذا إسناد مرسل، ورجاله ثقات. =
= ومضى قول ابن الملقِّن في البدر المنير، وقال في خلاصة البدر (2/ 177) هذا ليس بمتصل. وقال الحافظ في التلخيص (3/ 139) رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع. فالجميع متفقون على أن رجاله ثقات، ولكنه ليس بصحيح. وللحديث شواهد منها: ما أخرجه البخاري في كتاب الهبة، باب هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها (5/ 216: 2588)، بسنده عن عائشة رضي الله عنها، قالت: لما ثقل النبي -صلى الله عليه وسلم- فاشتد وجعه استأذن أزواجه أن يمرض، فأذن له، فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 298) كتاب القسم والنشوز، باب ما جاء في قوله عز وجل: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}. من وجه آخر عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- كان يسأل في مرضه الذي مات فيه أين أنا غدًا؟ أين أنا غدًا؟ يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء". فكان في بيت عائشة رضي الله عنها، حتى مات عندها -صلى الله عليه وسلم-. وأخرج أبو داود في سننه (2/ 243) كتاب النكاح، باب في القسم بين النساء ومن طريقه البيهقي في السنن (7/ 298). عن مسدد، ثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار، حدثني أبو عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بعث إلى النساء -تعني في مرضه- فاجتمعن فقال: "إني لا أستطيع أن أدور بينكن، فإذا رأيتن أن تأذَنَّ لي فأكون عند عائشة فعلتن" فأذِنّ له. =
= ورواته كلهم ثقات إلَّا يزيد بن بابنوس فهو مقبول. كما في تراجمهم في التقريب. ويمكن حمل هذا الحديث على مرض موته، والأحاديث المتقدمة على غيره، أو أن هذا الحديث حين اشتد به المرض وبلغ به مبلغه، والأحاديث السابقة في أول المرض. والله أعلم. فهذه الأحاديث المرفوعة تقوِّي حديث الباب المرسل.
1580 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، ثنا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَصَابَتِ القُرعة عَائِشَةَ رضي الله عنها، في غزوة بني المصطلق.
1580 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (10/ 508: 6125). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 104/ ب)، بسند أبي يعلى. وأورده أيضًا في المجردة (2/ 23/ ب)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي وهو في الصحيحين دون قوله: (في غزوة بني المصطلق). وأورده الهيثمي في المقصد العلي (63/ ب) كتاب النكاح، باب القسم. وأورده أيضًا في مجمع الزوائد (4/ 323)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني باختصار. وهو في المعجم الكبير للطبراني (23/ 129: 165)، ولفظه: (كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ). وأخرجه البزار في مسنده , كما في كشف الأستار (3/ 241: 2663)، كتاب المناقب، مناقب عائشة رضي الله عنها، زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال البزار: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن عمر -واللفظ لمحمد بن عمر- قالا: ثنا عمرو بن خليفة البكراوي، ثنا مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه فأصاب عائشة القرعة في بني المصطلق ... وذكر قصة الإفك. قال البزار: لا نعلمه يروي عن أبي هريرة إلَّا بهذا الإسناد. وقد ذكره الهيثمي في المجمع (9/ 330) وقال: رواه البزار وفيه محمد بن عمرو، وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات. =
= وقال السيوطي في الدر المنثور (5/ 27) وأخرج البزار، وابن مردويه بسند حسن. وذكر الحديث. وجاء في سند حديث الباب (عمر بن أبي خليفة) وهو هكذا في جميع نسخ المطالب وكذا في الإِتحاف، وهو أيضًا ما صوّبه محقق مسند أبي يعلى. ولكنه جاء في كشف الأستار (عمرو بن خليفة البكراوي) وهو رجل آخر غير الأول، وهما قدْ رَويا عن محمد بن عمرو؛ ولكن جاء أن الأول روى عنه أبو موسى محمد بن المثنى وغيره، أمّا البكراوي فلم يذكروا من تلاميذه سوى محمد بن معمر القيسي، وأبو قلابة الرقاشي. فكأن الذي في كشف الأستار غير صواب، والله أعلم. والبكراوي ذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما كان في روايته بعض المناكير. وقال الحافظ في اللسان: أخرج له ابن خزيمة في صحيحه. الثقات (7/ 229). لسان الميزان (4/ 363). - أبو موسى: محمد بن عبيد بن قيس بن دينار العَنَزي، أبو موسى البصري، المعروف بالزَّمِن، مشهور بكنيته واسمه. - عمر بن أبي خليفة: حجاج العبدي، أبو حفص البصري. - أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
الحكم عليه: قال البوصيري عن حديث الباب في المجردة: إسناده حسن. وقال الهيثمي في المجمع (4/ 323) فيه محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات. وللحديث شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها , وله عدة طرق عنها: 1 - محمد بن إسحاق: حدثني يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير عن أبيه عن عائشة، وعبد اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عبد الرحمن، عن عائشة عن نفسها، حين قال فيها أهل الإفك ما قالوا، فكل قد دخل في حديثها عن هؤلاء جميعًا =
= يحدث بعضهم ما لم يحدث صاحبه وكل كان ثقة، فكلهم حدّث عنها ما سمع. قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فلما كانت غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه كما كان يصنع فخرج سهمي عليهن معه، فخرج بِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. انْظُرْ سيرة ابن هشام (2/ 297). ومن طريق ابن إسحاق أخرجه الطبري في تفسيره (18/ 93). 2 - وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده (8/ 348: 4935). من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عروة وابن المسيب وعلقمة وعبيد الله، عن عائشة رضي الله عنها مثله. وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (4/ 63) باب حديث الإفك. والجوزقي في المتفق، كما في تغليق العليق (4/ 123). من طريق سُلَيْمَانَ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن النعمان بن راشد، ومعمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، فأقرع بيننا في غزوة المريسيع، فخرج سهمي، فخرج بي، فهلك فيَّ من هلك. وقد رواه الحافظ في التغليق من طريق البيهقي. وأصل حديث عائشة رضي الله عنها، ثابت في الصحيحين وهو حديث الإفك المشهور؛ لكن ليس فيه تعيين اسم الغزوة. وقد قال الحافظ في الفتح (8/ 458) هي غزوة بني المصطلق. والحديث أخرجه البخاري (8/ 452) كتاب التفسير، باب {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ} الآية. ومسلم في صحيحه (4/ 2129: 56)، كتاب التوبة، باب في حديث الإفك وقبول توبة القاذف.
11 - باب استئمار النساء في أنفسهن وإمضاء تزويج الأب ولو لم يؤامرها
11 - بَابُ اسْتِئْمَارِ النِّسَاءِ فِي أَنْفُسِهِنَّ وَإِمْضَاءِ تَزْوِيجِ الأب ولو لم يؤامرها 1581 - [1] الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ، وَاسْمُهُ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ: نُعَيْمُ بْنُ النَّحَّامِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَمَّاهُ صَالِحًا، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال (¬1) لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، اخْطُبْ (¬2) عَلَيَّ ابْنَةَ صَالِحٍ، فَقَالَ: (¬3) لَهُ يَتَامَى وَلَمْ يَكُنْ لِيُؤْثِرَنَا عَلَيْهِمْ. فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى عَمِّهِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ لِيَخْطُبَ عَلَيْهِ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى صَالِحٍ فَقَالَ: إِنَّ عَبْدَ الله بن عمر أرسلني إليك يَخْطُبُ ابْنَتَكَ، فَقَالَ: لِي يَتَامَى وَلَمْ أَكُنْ (¬4) لِأُتْرِبَ لَحْمِي وَأَرْفَعَ لَحْمَكُمْ، إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَنْكَحْتُهَا فُلَانًا، وَكَانَ هَوَى أُمِّهَا إِلَى عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خَطَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ابْنَتِي فَأَنْكَحَهَا أَبُوهَا يَتِيمًا فِي حِجْرِهِ وَلَمْ يُؤَامِرْهَا، فَأَرْسَلَ (¬5) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى صَالِحٍ، فَقَالَ: "أَنْكَحْتَ ابْنَتَكَ وَلَمْ تُؤَامِرْهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَشِيرُوا عَلَى النِّسَاءِ فِي أَنْفُسِهِنِّ" مَرَّتَيْنِ (¬6) فَقَالَ صَالِحٌ: إِنَّمَا فَعَلْتُ هَذَا لِمَا يُصْدِقُهَا ابْنُ عُمَرَ، فَإِنَّ لَهَا مِنْ مَالِي مِثْلَ ما أعطاها. ¬
[2] تَابَعَهُ عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ عَنِ اللَّيْثِ، أَخْرَجَهُ ابْنُ السَّكَنِ فِي الصَّحَابَةِ مِنْ طَرِيقِهِ. * وَهُوَ مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ. إِبْرَاهِيمُ لَمْ يُدْرِكِ السَّمَاعَ مِنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيُقَالُ إنه ولد على عهده.
1581 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث (3/ 615: 473)، باب الاستئمار ولم أجده في الإتحاف. وأخرجه الإمام أحمد في المسند (2/ 97) بسند الحارث ومتنه. وأخرجه الطحاوي وأخرجه ابن السكن في الصحابة. وابن المقري في فوائده كلاهما من طريق الليث عن يزيد عن إبراهيم. ذكر ذلك الحافظ في تعجيل المنفعة (16) في ترجمة إبراهيم بن صالح. وأخرجه البيهقي في سننه (7/ 116)، كتاب النكاح، باب إنكاح الآباء الأبكار. من طريق يونس بن محمد المؤدب، عن محمد بن راشد، عن مكحول، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ أن عبد الله بن عمر، فذكره بنحوه وفيه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (ارضها وارض ابنتها). قال البيهقي: وقد رويناه من وجه آخر عن عروة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما موصولًا. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6/ 148: 10310)، عن ابن جريج قال: أخبرني إسماعيل بن أمية، عن غير واحد من أهل المدينة، أن نعيم بن عبد الله كانت =
= له ابنة، فذكره بنحوه وفيه فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "آمروا النساء في بناتهن". وأخرجه عبد الرزاق أيضًا عن الثوري عن إسماعيل بن أمية قال: أخبرني الثقة أو من لا أتهم، عن ابن عمر أنه خطب، فذكره بنحوه مختصرًا. وأخرجه من هذا الوجه أبو داود (2/ 232: 2095)، من طريق الثوري وبغير ذكر القصة.
الحكم عليه: قال الحافظ هنا بعد إيراد الحديث: وَهُوَ مُرْسَلٌ صَحِيحُ الإِسناد، إِبْرَاهِيمُ لَمْ يُدْرِكِ السَّمَاعَ مِنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويقال إنه وُلد على عهده. وذكر الهيثمي في المجمع رواية الإِمام أحمد (4/ 278) وقال: وهو مرسل ورجاله ثقات. وفي الحديث علّة أخرى وهي احتمال الانقطاع فيه، فقد قال أبو حاتم: أظن بين إبراهيم، ويزيد محمد بن إسحاق. فالحديث رجاله ثقات إلَّا أنه مرسل. وللحديث شواهد صحيحة ثابتة منها: 1 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "استأمروا النساء في أبضاعهن" قيل: فإن البكر تستحي وتسكت، قال: "هو إذنها". أخرجه النسائي (6/ 85) إذن البكر وهذا لفظه. وأخرجه البخاري (9/ 191: 5137)، كتاب النكاح، باب لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلَّا برضاهما. وأخرجه مسلم (2/ 1037: 1420)، كتاب النكاح، باب استئذان الثيب في النكاح بالنطق والبكر بالسكوت. 2 - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "إذا أراد الرجل أن يزوج ابنته فليستأذنها". =
= أخرجه أبو يعلى في مسنده (13/ 200: 7229)، عن بندار، عن سَلْم بن قتيبة، عن يونس ابن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي بردة، عن أبيه. قال الهيثمي في المجمع (4/ 279) رواه أبو يعلى، والطبراني ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. اهـ. ورجاله في التقريب ثقات إلَّا: سَلْم بن قتيبة، ويونس فهما صدوقان. ولكن الحديث صحيح بشواهده. 3 - عن عبد الله بن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها، وإذنها صماتها". أخرجه البخاري ومسلم كلاهما في الموضعين السابقين. وأخرجه مالك في الموطأ (2/ 524) في النكاح، باب اسئذان البكر والأيم في أنفسيهما. 4 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن" قالوا: يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: "أن تسكت". أخرجه مسلم- في الموضع السابق- برقم (1419). 5 - عن عدي الكندي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "أشيروا على النساء في أنفسهن ... " الحديث. أخرجه الإِمام أحمد (4/ 192) قال: حدثنا علي بن عياش، وإسحاق بن عيسى -وهذا حديث علي- قال: حدثنا الليث بن سعد، قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي حسين المكي عن عدي بن عدي الكندي، عن أبيه. وأخرج ابن ماجه (1/ 602: 1872) آخر الحديث، وهو: "الثيب تعرب عن نفسها، والبكر رضاها صمتها" قال في الزوائد: رجال إسناده ثقات إلَّا أنه منقطع، فإن عديًا لم يسمع من أبيه عدي بن عميرة، يدخل بينهما العرس بن عميرة، قاله أبو حاتم =
= وغيره، لكن الحديث له شواهد صحيحة. وهذه شواهد كلها في النساء عامة وليس فيها نصّ على اليتيمة، ولكنه قد ورد النص عليها خاصة. 6 - عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تستأمر اليتيمة في نفسها، فإن سكتت فقد أذنت، وإن أبت لم تكره". أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (4/ 394) عن وكيع، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بردة عن أبي موسى. وأخرجه الدارمي (2/ 138) في النكاح، باب في اليتيمة تزوج نفسها. والبزار كما في كشف الأستار (2/ 160: 1423). وأبو يعلى في مسنده (13/ 311: 7327). وابن حبان كما في موارد الظمآن (303: 1238). أربعتهم من طريق يونس بن أبي إسحاق، به. قال الهيثمي في المجمع (4/ 280) رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزّار، والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح. قلت: هذا إسناد رجاله ثقات، وهو في صحيح ابن حبان. 7 - عن أبي هريرة رضي الله عنه بمثل اللفظ السابق. أخرجه أبو يعلى (13/ 312: 7328)، وابن حبان وهو في الموارد برقم (1239). تنبيه: وقع لعبد الله بن عمر قصة أخرى مع يتيمة من أقاربه، وهي تصلح أن تكون شاهدًا هنا: عن عبد الله بن عمر قال: توفي عثمان بن مظعون وترك ابنة له من خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص، قال: وأوصى إلى أخيه قدامة بن مظعون قال عبد الله: وهما خالاي قال: خطبت إلى قدامة بن مظعون ابنة عثمان بن مظعون =
= فزوجنيها ودخل المغيرة بن شعبة -يعني إلى أمها- فأرغبها في المال فحطت إليه، وحطت الجارية إلى هوى أمها، فأبيا، حتى ارتفع أمرهما إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال قدامة بن مظعون: يا رسول الله ابنة أخي أوصى بها إلىَّ فزوجتها ابن عمتها عبد الله بن عمر فلم أقصر بها في الصلاح ولا في الكفاءة، ولكنها امرأة، وإنما حطت إلى هوى أمها، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "هي يتيمة ولا تنكح إلَّا بإذنها" قال فانتزعت والله مني بعد أن ملكتها فزوجوها المغيرة بن شعبة. أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 130) عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن عمر بن حسين بن عبد الله مولى آل حاطب، عن نافع عن عمر. وأخرجه الدارقطني في السنن (3/ 230). وأخرجه البيهقي (7/ 113، 120) كلاهما من طريق ابن إسحاق. قال الهيثمي في المجمع (4/ 280) رواه أحمد ورجاله ثقات. اهـ. وهو كما قال إلَّا ابن إسحاق والكلام فيه معروف. وعليه فإن حديث الباب صحيح لغيره -لهذه الشواهد- والله أعلم.
1582 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ [سُريج] (¬1)، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيع، ثنا فُضَيْلُ أَبُو مُعَاذٍ، عَنْ [أَبِي (¬2) حَرِيز]، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُزوّج امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ قَالَ: "إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ يَذْكُرُ فُلَانَةَ بِنْتَ فلان". أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ أَتَمَّ مِنْ هَذَا، مِنْ طَرِيقِ أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها (¬3). ¬
1582 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (8/ 294: 4883). وذكره الهيثمي في المجمع بنحوه (4/ 278) وعزاه لأحمد وأبي يعلى. أخرجه الإِمام أحمد (6/ 78) بأتم من هذا ومن طريق أخرى كما قال الحافظ هنا. قال الإِمام أحمد: حدثنا حسين بن محمد، ثنا أيوب بن عُتبة، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا أراد أن يزوج شيئًا من بناته جلس إلى خدرها فقال: "إن فلانًا يذكر فلانة" يسميها ويسمي الرجل الذي يذكرها، فإن هي سكتت زوَّجها، وإن كرهت نقرت الستر، فإذا نقرته لم يزوِّجهًا. قال الهيثمي: فيه أيوب بن عتبة وهو ضعيف وقد وثق. قلت: راجعت ترجمته في التهذيب (1/ 357) فرأيت الإتفاق على ضعفه إلَّا أن الإِمام أحمد وثقه في غير يحيى بن أبي كثير، وهذا الحديث من روايته عن يحيى. =
= وأيضًا فإن أبا زرعة قد حكم بان هذا الحديث خطأ، فقال عبد الرحمن الرازي في العلل (1/ 399) سألت أبي وأبا زرعة عن حديث أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمهّ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان ... فذكره. قال أبو زرعة: هذا خطأ، روي عن يحيى، عن المهاجر بْنِ عِكْرِمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقالا: هذا الصحيح، قال أبي: وكان أيوب قدم بغداد ولم يكن معه كتبه وكان يحدث من حفظه على التوهم فيغلط. اهـ. قلت: الطريق الثانية التي أشار إليها أبو زرعة أنها الصحيحة ستأتي في الحديث الآتي.
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف الإسناد وذلك لأجل: 1 - ضعف الحارث بن سريج، وانظر الإكمال (3/ 88)، واللسان (2/ 149). 2 - عدم ضبط فضيل بن ميسرة لكتابه مما أدّى إلى ضياعه فأخذ أحاديثه عن رجل لا نعرف شيئًا عن حاله، قال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قلت لفضيل بن ميسرة: أحاديث أبي حريز؟! قال: سمعتها، فذهب كتابي فأخذته بعد ذلك من إنسان. اهـ. 3 - عدم سماع الشعبي من عائشة رضي الله عنها، فقد قال أبو حاتم: الشعبي عن عائشة مرسل وكذلك قال ابن معين، وقال الحاكم في علوم الحديث (111) الشعبي لم يسمع من عائشة. وانظر مراسيل ابن أبي حاتم (160)، وجامع التحصيل (204). فهذا الإسناد تواردت عليه العلل حتى لم تترك لنا بُدّ من القول بضعفه. وهذا المتن، قد ورد عن بعض الصحابة -غير عائشة- وهذه أحاديثهم: 1 - قال البزّار كما في كشف الأستار (2/ 160): حدثنا زكريا بن يحيى، ثنا شبابة بن سوار، ثنا المغيرة بن مسلم، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ =
= أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكره بنحو لفظ رواية الإِمام أحمد. قال الهيثمي في المجمع (4/ 278) رواه البزار ورجاله ثقات. 2 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فذكره بنحوه. أورده الهيثمي في المجمع وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن الحصين وهو ضعيف. 3 - عن ابن عباس. بنحوه. قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحمّاني وقد وثق وفيه ضعف. فهذه الأحاديث المتصلة والمرسلة: أولها حديث أبي هريرة وهو قوي، وأمّا البقية فبعضها أضعف من بعضٍ: فلا يعوّل إلَّا على الأول، ونأخذ من الباقي ما كان ضعفه منجبرًا، ويصلح لأن يكون شاهدًا. والله أعلم.
1583 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ مُهَاجِرٍ، أَوْ مُهَاجِرِ بْنِ عِكْرِمَةَ (¬1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بكر رضي الله عنهما، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَّق بَيْنَ جَارِيَةٍ بِكْرٍ وَبَيْنَ زَوْجِهَا، زوّجَها أَبُوهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا زَوّج أحدًا من بناته أتى خِدْرَها وقال: "إن فلانًا يذكر فلانة". ¬
1583 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 64/ أ) باب فيمن زوج ابنته وهي كارهة. بسند مسدد. وهذان حديثان: أولهما: حديث: "فرّق بين بكر وزَوْجِها ... ". وثانيهما: حديث: "إن فلانًا يذكر فلانة ... ". ولنبدأ بالشطر الثاني لأنه سبق في الحديث السابق من طريق آخر. فقد أخرجه عبد الرزاق (6/ 141)، باب استئمار النساء في أبضاعهن. وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 155)، باب ما جاء في استئمار البكر والثيب. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 123)، باب إذن البكر الصمت, وإذن الثيب الكلام. كلهم من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن مهاجر بن عكرمة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... الحديث مرسلًا. وأخرجه عبد الرزاق أيضًا عن معمر، وعمر بن راشد عن يحيى، عن المهاجر. وقد أخرجه البيهقي أيضًا قبل هذا متصلًا، من طريق أبي الأسباط، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة، وعن عكرمة عن ابن عباس، =
= قالا: فذكره بنحوه، قال البيهقي: كذا رواه أبو الأسباط الحارثي، وليس بمحفوظ، والمحفوظ من حديث يحيى مرسل. اهـ. وهذا الحديث له طريق أخرى متصلة: فقد أخرجه الإِمام أحمد (6/ 78) من طريق أيوب بن عتبة، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عائشة ... الحديث بنحوه. لكن حكم أبو زرعة أن هذا خطأ، وقال: روى يحيى، عن المهاجر بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-وقالا: هذا الصحيح. اهـ. والقائلان هما: أبو حاتم، وأبو زرعة ثم ذكر أبو حاتم السبب في ذلك وهو أن أيوب بن عتبة قدم بغداد ولم تكن كتبه معه فحدّث من حفظه على التوهم فغلط. العلل (1/ 399) وقد تقدم الكلام على هذه الطريق في الحديث الماضي ونقلتُ كلام أبي زرعة، وأبي حاتم. أمّا الشطر الأول من الحديث، وهو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فَرَّقَ بَيْنَ جَارِيَةٍ بِكْرٍ وَبَيْنَ زَوْجِهَا، زَوَّجَهَا أبوها وهي كارهة. قال البيهقي في السنن الكبرى (7/ 117): هو في جامع الثوري: عن الثوري كما ذكره أبو الحسن الدارقطني رحمه الله مرسلًا -ويقصد البيهقي-: عن يحيى، عن المهاجر بن عكرمة مرسلًا، كذا قال الدارقطني -قال البيهقي-: وكذلك رواه عامة أصحابه عنه، وكذلك رواه غير الثوري عن هشام، وروي من وجه آخر أخطأ فيه الراوي. اهـ.
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف، وذلك لأجل جهالة المهاجر بن عكرمة. وإرسال عبد الله بن أبي بكر. وهذا الحديث قد روي عن عدد من الصحابة وكل جزء على حدة فأما شطره الثاني فمضت شواهده في الحديث الذي قبل هذا. =
= وأما شطره الأول فشواهده كالآتي: 1 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ جارية بكرًا أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكرت أن أباها زوَّجها وهي كارهة، فخيرها النبي -صلي الله عليه وسلم-. أخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 273) عن حسين بن محمد المروزي، عن جرير بن حازم، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ. وأخرجه أبو داود (2/ 232)، باب في البكر يزوجها أبوها ولا يستأمرها. وأخرجه ابن ماجه (1/ 603: 1875)، باب من زوج ابنته وهي كارهة. كلاهما من طريق حسين بن محمد، به. والحديث رجاله ثقات. كما في فتح الباري (9/ 196). لكن قال ابن جماعة في المحرر (185): له علة بيَّنها أبو داود، وأبو حاتم وهي الإرسال. قلت: أخرج الحديث البيهقي (7/ 117) وقال: أخطأ فيه جرير بن حازم على أيوب السختياني، والمحفوظ عن أيوب، عن عكرمة عن النبي -صلي الله عليه وسلم- مرسلًا. وأخرجه مرسلًا أبو داود في السنن (2/ 232)، عن محمد بن عبيد عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، قال أبو داود: لم يذكر ابن عباس، وكذلك رواه الناس مرسلًا معروف. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 417): سألت أبي، وسُئل أبو زرعة عن حديث رواه حسين المروزي عن جرير بن حازم، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ ... الحديث قال أبي: هذا خطأ إنما هو كما رواه الثقات عن أيوب، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، مرسل. منهم ابن علية، وحماد بن زيد، وهو الصحيح فقلت له: الوهم ممن هو؟ قال: من حسين ينبغي أن يكون، فإنه لم يرو عن جرير غيره. اهـ. لكن قال الخطيب البغدادي في تاريخه (8/ 89) في ترجمة حسين بن محمد: =
= قد رواه سليمان بن حرب، عن جرير بن حازم أيضًا كما رواه حسين، فبرئت عهدته، وزالت تبعته. اهـ. ثم رواه بإسناده من طريق سليمان بن حرب، وقال: ورواه أيوب بن سويد هكذا عن الثوري، عن أيوب موصولًا. وكذلك رواه معمر بن سليمان عن زيد بن حباب، عن أيوب. اهـ. قلت: أخرجه ابن ماجه (1/ 603) من طريق معمر بن سليمان، عن زيد بن الحباب. به. قال الزيلعي في نصب الراية (3/ 190): قال ابن القطان في كتابه: حديث ابن عباس هذا حديث صحيح. فهذا الحديث اختُلف في وصله وإرساله على أيوب السختياني: فرواه عنه: جرير، والثوري، وزيد بن الحباب. متصلًا. ورواه عنه: حماد بن زيد، وابن عليّة. مرسلًا والذي يترجح رواية من أرسل وذلك لأمور: 1 - أن حماد بن زيد أثبت وأعلم بحديث أيوب من غيره، وهذا قول الإِمام أحمد، وابن معين، والنسائي. كما ذكره ابن رجب في شرح العلل (2/ 510). 2 - أن البرديجي، وشعيب بن حرب، وغندر، وعيسى بن يونس يقدمون إسماعيل بن عليّة على حماد بن زيد. وهذا الاختلاف فيهما يفيدنا أنهما كفرسي رهان عند الاختلاف، فكيف إذا اتفقا! فلا شك أن اتفاقهما يكون قويًا جدًّا. 3 - أن ابن معين قدّم حماد بن زيد على الثوري، في أيوب، قال ابن رجب: وهو اختيار ابن عدي وغيره. 4 - قال الأثرم عن الإمام أحمد: جرير بن حازم يروي عن أيوب عجائب. 5 - أن زيد بن الحباب قال عنه في التقريب: صدوق يخطئ في حديث الثوري. =
= 6 - أن أبا حاتم في العلل (1/ 417)، والدارقطني في السنن (3/ 235) صححا المرسل، وجعله أبو داود هو المعروف، وقال البيهقي أنه المحفوظ. فلزم الحكم بإرسال الحديث والله أعلم. 2 - الشاهد الثاني لحديث الباب: عن جابر رضي الله عنه، أن رجلًا زوج ابنته، وهي بكر من غير أمرها، فأتت النبي -صلى الله عليه وسلم- ففرق بينهما. أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 233)، من طريق شعيب بن إسحاق، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن جابر. وكذا الخطيب البغدادي في تاريخه (8/ 227). قال الدارقطني: الصحيح مرسل، وقول شعيب وهم. ثم روى الدارقطني عن الإِمام أحمد أنه ذُكر له حديث شعيب بن إسحاق، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن جابر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال الإمام أحمد: حدثنا أبو المغيرة عن الأوزاعي، عن عطاء، مرسلًا مثلُ هذا عن جابر! كالمنكِر أن يكون. ثم رواه الدارقطني من طريق أخرى مرسلًا. قال البيهقي في السنن (7/ 117)، عن أبي علي الحافظ أنه سأل عن حديث شعيب بن إسحاق، فقال أبو علي: لم يسمعه الأوزاعي من عطاء، والحديث في الأصل مرسل لعطاء، إنما رواه الثقات عن الأوزاعي، عن إبراهيم بن مرّة، عن عطاء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا. قال: وقد روي من أوجه أخرى ضعيفة عن أبي الزبير عن جابر. اهـ. فتبين أن هذا الحديث فيه علّتان: إحداهما: الإرسال، والأخرى: الانقطاع. فهو ضعيف على ذلك. 3 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رجلًا زوج ابنته بكرًا، فكرهت ذلك فأتت النبي -صلي الله عليه وسلم- فردّ نكاحها. أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 236)، من طريق الوليد بن مسلم، قال ابن =
= أبي ذئب: أخبرني نافع، عن ابن عمر. قال أبو حاتم في العلل (1/ 414): يدخل بين ابن أبي ذئب ونافع رجل يسمى عمر بن حسين. قال الزيلعي (3/ 191) سئل أحمد عن هذا الحديث، فقال: باطل. اهـ. 4 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: جَاءَتْ فتاة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله إن أبي زوجني ابن أخيه يرفع بي خسيسته، فجعل الأمر إليها، قالت: فإني قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء. أخرجه الإِمام أحمد (6/ 136) عن وكيع، عن كهمس، عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة. وأخرجه النسائي في السنن (6/ 86) البكر يزوجها أبوها وهي كارهة. من طريق كهمس، بنحوه وفي آخره قالت المرأة: يا رسول الله قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن أَعْلَم، أَللنساء من الأمر شيء؟ وأخرجه البيهقي (7/ 118) من طريق كهمس بنحوه وقال البيهقي: وهذا مرسل، ابن بريدة لم يسمع من عائشة رضي الله عنها. وقد سبقه إلى ذلك الدارقطني (3/ 233). لكن قال ابن التركماني في الجوهر النقي (7/ 118): ابن بريدة ولد سنة خمس عشرة وسمع جماعة من الصحابة، وقد ذكر مسلم في مقدمة كتابه أن المتفق عليه أن إمكان اللقاء والسماع يكفي للاتصال، ولا شك في إمكان سماع ابن بريدة من عائشة فروايته عنها محمولة على الاتصال، على أن صاحب الكمال صرّح بسماعه منها. اهـ. وهذا الحديث قد أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 602: 1874)، عن هنّاد بن السري، عن وكيع، عن كهمس، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: جاءت فتاة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ... فذكره بنحوه. =
= قال في الزوائد: إسناده صحيح، وقد رواه غير المصنف من حديث عائشة وغيرها. فهذه الأحاديث الأول منها مرسل، والثاني مرسل ومنقطع، والثالث منقطع، والرابع وهو أحسنها رجاله ثقات. فتتقوى هذه المراسيل بالمتصل فيتبين أن لقصة هذه المرأة البكر أصل. ولهذا قال الحافظ في الفتح (9/ 196) أن هذا الحديث طرقه يقْوَى بعضُها ببعض. قلت: حصلت قصةٌ لامرأة أخرى ليست ببكر ولكنها ثيب رواها البخاري بسنده عن خنساء بنت خدام الأنصارية أن أباها زوّجها وهي ثيب فكرهت ذلك، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فردّ نكاحها (9/ 194: 5138). ومما يؤكد أنها قصة أخرى ما أخرجه الدارقطني (3/ 234). عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ردّ نكاح بكر، وثيب أنكحهما أبوهما وهما كارهتان.
12 - باب تزويج النبي -صلى الله عليه وسلم- من شاء من النساء بغير صداق لنفسه ولغيره
12 - بَابُ تَزْوِيجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ شَاءَ مِنَ النِّسَاءِ بِغَيْرِ صَدَاقٍ لِنَفْسِهِ ولغيره 1584 - قال عبد بن حميد: حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ الغَسّاني، ثنا فَائد (¬1) بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي (¬2) أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذ جاء (¬3) أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلَكَنِيَ الشَبَق والجوع. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا أَعْرَابِيُّ الشَّبَقُ وَالْجُوعُ؟ " قَالَ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ -صلى الله عليه وسلم- "فَاذْهَبْ (¬4) فَأَوَّلُ امْرَأَةٍ تَلْقَاهَا لَيْسَ لَهَا زَوْجٌ فهي امرأتك"، فقال الْأَعْرَابِيُّ: فَدَخَلْتُ نَخْلَ بَنِي النَّجَّارِ فَإِذَا جَارِيَةٌ تَخْتَرِفُ فِي زَنْبِيلٍ فَقُلْتُ لَهَا (¬5): يَا ذَاتَ الزِّنْبِيلِ هَلْ لَكِ زَوْجٌ؟ قَالَتْ: لَا. قَالَ: انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَنَزَلَتْ فانطلقتُ مَعَهَا إِلَى منزلها، فقالت لأبيها: إن هذا الأعرابي أتاني وَأَنَا أَخْتَرِفُ فِي الزِّنْبِيلِ فَسَأَلَنِي هَلْ لَكِ زَوْجٌ فَقُلْتُ: لَا. فَقَالَ انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَخَرَجَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى الْأَعْرَابِيِّ. فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: مَا ذَاتُ الزِّنْبِيلِ مِنْكَ؟ قَالَ: ابْنَتِي. قَالَ: هَلْ لَهَا زَوْجٌ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَقَدْ زَوَّجَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَانْطَلَقَتِ الجارية وأبو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فأخبره. فقال ¬
رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هل لها زوج؟ " قال: لا. قال -صلى الله عليه وسلم-:"اذْهَبْ فَأَحْسِنْ جِهَازَهَا ثُمَّ ابْعَثْ بِهَا إِلَيْهِ" فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ فَجَهَّزَ ابْنَتَهُ وَأَحْسَنَ الْقِيَامَ عَلَيْهَا ثُمَّ بَعَثَ مَعَهَا بِتَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْأَعْرَابِيِّ، وَانْصَرَفَ الْأَعْرَابِيُّ إِلَى بَيْتِهِ فَرَأَى جَارِيَةً مُصَنَّعَةً (¬1) وَرَأَى تَمْرًا وَلَبَنًا، فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ غَدَا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وَغَدَا أَبُو الْجَارِيَةِ عَلَى ابْنَتِهِ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا قَرُبَنَا وَلَا قَرُبَ تَمْرَنَا وَلَا لَبَنَنَا. قال: فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- فأخبره. فدعى الْأَعْرَابِيَّ فَقَالَ: "يَا أَعْرَابِيُّ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكُونَ أَلْمَمْتَ بِأَهْلِكَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ انْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَدَخَلْتُ الْمَنْزِلَ وَإِذَا بِجَارِيَةٍ مُصَنَّعَةٍ (¬2) وَرَأَيْتُ تَمْرًا وَلَبَنًا فَكَانَ يَجِبُ عَلَيَّ أَنْ أُحْيِيَ لَيْلَتِي إِلَى الصُّبْحِ -يَعْنِي شُكْرًا- فقال -صلى الله عليه وسلم-: "يا أعرابي اذهب فألم (¬3) بأهلك). ¬
1584 - تخريجه: الحديث في المنتخب (1/ 472: 531). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 57/ ب) باب فيمن اشتكى الشبق والجوع. بسند عبد بن حميد. =
= وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 256) كتاب النكاح، باب في شكوى العزوبة. من طريق عبد بن حميد.
الحكم عليه: قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف. قلت: بل هو موضوع. وذلك لأن فيه عبد الرحيم بن هارون كذبه الدارقطني. وفائد بن عبد الرحمن متروك الحديث، وروايته هنا عن ابن أبي أوفى. قال أبو حاتم في الجرح (7/ 84) في ترجمة فائد: أحاديثه عن ابن أبي أوفى بواطيل لا تكاد ترى لها أصلًا، كأنه لا يشبه حديث ابن أبي أوفى، ولو أن رجلًا حلف أن عامة حديثه كذب لم يحنث. وقال الحاكم: روى عن ابن أبي أوفى أحاديث موضوعة. وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 202): كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، ويأتي عن ابن أبي أوفى بالمعضلات، لا يجوز الاحتجاج به. وقال ابن الجوزي في موضوعاته (2/ 257) هذا الحديث لا يصح، فيه آفتان: فايد، ثم ذكر الكلام فيه وعبد الرحيم بن هارون، وقال: والظاهر أن البلاء منه.
1585 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ كنَانة بْنِ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بَرْزَة الأسلمي رضي الله عنه قال: إن جُلَيْبيب كان امرءًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى النِّسَاءِ وَيُتَحَدَّثُ إليهن. قال أبو برزة رضي الله عنه: فقلت لامرأتي: اتقوا لا يدخلَنّ عليكم جليبيبًا. قال: وكان أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيّم لَمْ يُزَوِّجُوهَا حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهَا حَاجَةٌ أَوْ لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا فُلَانُ زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ، قَالَ: نِعْمَ ونِعْمةُ عَين. قال -صلى الله عليه وسلم-: إني لست لنفسي أريدها، قال: فلمن؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: لِجُلَيْبِيبٍ، قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَسْتَأْمِرُ أُمَّهَا. فَأَتَى فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ ابْنَتَكِ، قَالَتْ: نَعَمْ وَنُعْمَةُ عين تزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: إِنَّهُ لَيْسَ لِنَفْسِهِ يُرِيدُهَا، قَالَتْ: فَلِمَنْ؟ قَالَ: لجليبيب، قالت: حَلْقى ألجليبيب (1)؟! لا لعمرو الله لا أرفع جُلَيْبِيبًا، فَلَمَّا قَامَ أَبُوهَا لَيَأْتِيَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتِ الْفَتَاةُ مِنْ خِدْرِهَا لَأَبَوَيْهَا (2): مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ؟ قَالَا: رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمْرَهُ؟! ادْفَعُونِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِنَّهُ لَنْ يُضَيِّعَنِي، فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: شَأْنَكَ بها. فزوجها جليبيبًا. قال حماد: قال لي إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لثابت: هل تدري ما دعى -صلى الله عليه وسلم- لها به؟ قال: اللهم صب عليهما الخير (3) صَبًّا وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهُمَا كَدًّا كَدًّا (4). قَالَ ثَابِتٌ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ. * قُلْتُ: رَوَاهُ مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَتَابَعَهُ دَيْلم بْنُ غَزْوان عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ورواية حماد بن سلمة أصح. =
= (1) في (عم): "حلقي، لجليبيب"، ومعنى "حلقى" أي أصابها وجع في حلقها خاصة، وهو يقال للامر يعجب منه. النهاية (1/ 428). (2) في (مح): "لأبوها" والتصويب من بقية النسخ. (3) في (حس) و (عم): "صبّ الخير عليهما" (4) في (عم): "عيشهما كدًا، كذا قال ثابت".
1585 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 61/ أ)، بسند أبي يعلى. ولم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع، فهو في الكبير. وهذا الحديث مداره على ثابت البناني واختلف عليه فيه: فرواه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ كِنَانَةَ بن نعيم، عن أبي برزة. أخرجه أبو يعلى كما هو هنا. وعنه ابن حبان في صحيحه كما في الموارد (563). وأخرجه الإمام أحمد (4/ 422 و 425) عن عفان، وعبد الصمد، عن حماد، به بنحوه، وفي آخره قصة مقتله. قال الإمام أحمد: ما حدّث به في الدنيا أحد إلَّا حماد بن سلمة، ما أحسنه من حديث. ورواه معمر عن ثابت، عن أنس. بنحوه. أخرجه عبد الرزاق (6/ 155: 10333)، وعنه كل من: الإِمام أحمد (3/ 136)، قال الهيثمي (9/ 368): رجال أحمد رجال الصحيح. اهـ. وعبد بن حميد كما في المنتخب (373) (1245) قال البوصيري (3/ 60/ أ): هذا إسناد صحيح. اهـ. وَتَابَعَهُ دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس. أخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 89: 3343، 3344)، ولفظه: عن أنس رضي الله عنه قال: كان رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقال له جليبيب، في وجهه =
= دمامة، فعرض عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- التزويج فقال: إذًا تجدني كاسدًا. فقال: (غير أنك عند الله لست بكاسد). قال الهيثمي (4/ 275): رجاله ثقات. اهـ. وقد قال الحافظ في ترجمة ديلم بن غزوان: صدوق وكان يرسل. هذا هو الاختلاف في إسناد الحديث، فما هو المحفوظ منهما؟ إن الرواية المحفوظة هي رواية حماد بن سلمة وذلك لأمور: 1 - أن حماد بن سلمة أثبت الرواة في ثابت، قال ذلك الإِمام أحمد، وابن معين وابن المديني، وأبو حاتم، ويحيى القطان، وحكى الإِمام مسلم في كتاب التمييز (217) الإجماع على ذلك. وعليه فقول حماد مقدم بغير خلاف. 2 - أن الحافظ قال هنا: رواية حماد بن سلمة أصح. 3 - أن معمر بن راشد مع ثقته فإن في روايته عن ثابت مقالًا، فقد قال ابن المديني في العلل (77): في أحاديث معمر عن ثابت أحاديث غرائب ومنكرة. اهـ. وقال ابن معين: حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام. اهـ. بل إن العقيلي قال: أنكرهم رواية عن ثابت معمر. وانظر شرح علل الترمذي (2/ 499). هذا الكلام بالنسبة لمعمر لأنّه ثقة، أمّا ديلم بن غزوان فإنه في رتبة بعيدة عن حماد لا يتحمل مخالفته أبدًا. وعلى هذا فرواية حماد بن سلمة هي المحفوظة، وغيرها شاذة. ولعل هذا هو تفسير كلام الإِمام أحمد المتقدم بعد رواية حماد. والسبب الذي جعل معمرًا وديلمًا يجعلان الحديث عن ثابت عن أنس، وهو ليس كذلك: هو ما شاع من كثرة رواية ثابت عن أنس، فجرى مَعْمر، وديلم على الجادّة. =
= وقد ذكر ابن هانئ في مسائله (2/ 197) نحو هذا عن أحمد، وشرحه ابن رجب في شرح العلل (2/ 502).
الحكم عليه: الحديث بإسناد أبي يعلى صحيح، وهذه الطريق هي المحفوظة، فالحديث من مسند أبي برزة وليس من مسند أنس بن مالك وهذا الحديث ليس على شرط الحافظ في هذا الكتاب، فهو موجود في مسند الإِمام أحمد. وقد أخرج الإِمام مسلم في صحيحه (4/ 1918: 2472) في فضائل الصحابة عن إسحاق بن عمر بن سليط، عن حماد بن سلمة. بهذا السند قصة مقتل جليبيب فقط، ولم يتعرض لزواجه.
13 - باب ترك ملامسة المرأة الأجنبية
13 - بَابُ تَرْكِ مُلَامَسَةِ الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ 1586 - [1] قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شهْر بْنِ حَوْشب أَنَّهُ سَمِعَ أَسْمَاءَ بِنْتَ يزيد رضي الله عنها، تقول: بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في نسوة، فقال لنا: "فيما استطعتي" (¬1). فقلنا: يا رسول الله بَايعْنا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنِّي لَا أُصَافِحُكُنَّ إِنَّمَا آخُذُ عَلَيْكُنَّ مَا أخذه الله عز وجل". [2] وقال أبو يعلى: حدثنا زُهير، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ أنه لقي أسماء بنت يزيد رضي الله عنهما (¬2)، قال: فحدثتني إنما (¬3) بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ بَايَعَ النِّسَاءُ، قَالَتْ: فَمَدَدْتُ يَدِي لِأُبَايِعَهُ فَقَبَضَ يَدَهُ وَقَالَ: "لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ؛ وَلَكِنْ إنما آخذ عليهن بالقول". [3] حدثنا أبو بكر (¬4)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَبَيْعة، عَنْ مُسْتقيم بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أسماء رضي الله عنهما، قَالَتْ (¬5): كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لا يصافح النساء. ¬
1586 - تخريجه: الحديث في مسند الحميدي (1/ 181: 368). وأخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 11) عن الواقدي، عن سفيان، به. والراقدي متروك. وأخرجه ابن سعد أيضًا (8/ 6). وإسحاق بن راهويه في مسنده , كما في الفتح (13/ 204)، والإِمام أحمد في المسند (6/ 454) و (459). وأبو يعلى في مسنده كما ذكره الحافظ هنا , ولم أجده في مسنده. والدولابي في الكنى (2/ 128). وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 293). كلهم من طريق شهر بن حوشب، عنها، بألفاظ متقاربة والمعنى واحد. ولفظ أحمد (6/ 454): قالت له أسماء: ألا تحسر لنا عن يدك يا رسول الله، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إني لست أصافح النساء، ولكن آخذ عليهنّ". - سفيان هو ابن عيينة. - ابن أبي حسين: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين بن الحارث بن عامر بن نوفل المكي النوفلي. شَهْر بن حَوْشب الأشعري، أبو سعيد الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن السكن.
الحكم عليه: كل طرق الحديث مدارها على شهر بن حوشب، وهو صدوق، وعلى ذلك فالحديث حسن. =
= وقد حسّن الحافظ إسناد هذا الحديث وعزاه لإسحاق في الفتح (13/ 204). وللحديث شواهد منها: 1 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: وَلَا والله ما مسَّت يدُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَدَ امرأة قطّ، غير أنّه يبايعهن بالكلام. أخرجه البخاري (8/ 636) في تفسير سورة الممتحنة. ومسلم (3/ 1489: 1866)، كتاب الإمارة، باب كيفية بيعة النساء. 2 - عن أميمة بنت رقيقة رضي الله عنها، في قصة البيعة قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إني لا أصافح النساء، إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة". أو "مثل قولي لامرأة واحدة". أخرجه مالك في الموطأ (2/ 982) كتاب البيعة. عن محمد بن المنكدر، عنها به. ومحمد ثقة. ومن طريق مالك أخرجه الإِمام أحمد (6/ 357). والنسائي في عشرة النساء (305: 358). وابن حبان كما في الموارد (34: 14). ومن طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر. أخرجه الإِمام أحمد (6/ 357). والترمذي (3/ 77) كتاب السير. والنسائي في المجتبى (7/ 149) في الشيعة. وعزاه المزي في تحفة الأشراف (15781) للسير من السنن الكبرى. وابن ماجه (2/ 959) في الجهاد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وصحح ابن كثير في تفسيره (4/ 377) إسناد أحمد. =
= 3 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- كان لا يصافح النساء في البيعة. أخرجه الإِمام أحمد (2/ 213). وإسناده حسن لأنه من رواية عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. 4 - عن عقيلة بنت عبيد بن الحارث -وكانت من المبايعات- رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إني لا أمسّ أيدي النساء". أخرجه الطبراني (24/ 342: 854). قال الهيثمي في المجمع (6/ 39): رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. اهـ. 5 - عن نهية بنت عبد الله البكرية قالت: وفدت مع أبي على النبي -صلى الله عليه وسلم- فبايع الرجال وصافحهم، وبايع النساء ولم يصافحهن. أخرجه أبو نعيم في المعرفة كما في تلخيص الحبير/ 4/ 169). وبهذه الشواهد يرتقي حديث أسماء إلى الصحيح لغيره، والله أعلم.
14 - باب أحكام النظر
14 - بَابُ أَحْكَامِ النَّظَرِ 1587 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا هُشيم، ثنا يُونُسُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عنه: بينا أَنَا (¬1) أَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ رَأَيْتُ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْنِي، وَكَانَ يُقَالُ: لَا يَضرّك حُسْنُ امْرَأَةٍ لَا تعرفها. ¬
1587 - تخريجه: هذا الأثر رواه يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الثقفي، واختلف عليه فيه: فرواه هشيم، عن يونس، عن عمرو بن سعيد، عن سعد. أخرجه أحمد بن منيع كما هو هنا. وتابعه ابن علية، عن يونس، به. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 325) ولفظه: (قال سعد بن أبي وقّاص: بينا أنا أطوف بالبيت إذ رأيت امرأة فأعجبني دلها، فأردت أن أسأل عنها فوجدتها مشغولة، ولا يضرّك حسن امرأة ما لم تعرفها). وخالفهما عبد الواحد بن زياد: فرواه عن يونس، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بن عمرو بن جرير، عن سعد، به. =
= زاد فيه أبا زرعة بين عمرو بن سعيد، وسعد. ذكر هذه الرواية الدارقطني في العلل (4/ 401: 658). قال الدارقطني: وعبد الواحد بن زياد ثقة. اهـ. والرواية الأولى هي المحفوظة وذلك: 1 - لأن هشيمًا من أثبت الناس في يونس. 2 - أن ابن علية قد تابعه، قال ابن مهدي: ابن علية أثبت من هشيم. اهـ. فقد اجتمعا على عدم ذكر أبي زرعة في الإِسناد، وهما جبلان حفظًا واتقانًا. وأمّا عبد الواحد بن زياد فهو وإن كان ثقة إلَّا أنّه خالف من هم أوثق منه. والله أعلم.
الحكم عليه: إسناد أثر الباب ثقات. إلَّا أن عمرو بن سعيد الثقفي لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة عدا أنس بن مالك. وقد جعله الحافظ في التقريب من الخامسة وهم الطبقة الصغرى من التابعين الذين رأوا الواحد والاثنين من الصحابة. ولم يثبت لبعضهم السماع من الصحابة. وأستبعد أن يكون سمع من سعد بن أبي وقّاص , لأن سعدًا مات سنة خمس وخمسين، أمّا أنس فقد مات سنة اثنتين وتسعين أو بعدها، فبين الوفاتين سبع وثلاثون سنة، والله أعلم. وبهذا يكون في السند انقطاع.
1588 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيبان بْنُ فَرّوخ، أنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، حدثني جدي (¬1) قال: سَمِعْتُ عَلقمة بْنَ الْحُوَيْرِثِ الْغِفَارِيَّ -مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- (¬2) يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "زِنا الْعَيْنَيْنِ النَظَر". ¬
1588 - تخريجه: الحديث في الاتحاف (3/ 54/ أ) بسند أبي يعلى. ولم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع، فهو في الكبير. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (77/ 7) قال: وأُخبرت عن خليفة بن خيّاط، قال حدثنا الفضيل بن سليمان. فذكره. وعزاه لخليفة، ابن أبي حاتم في الجرح (6/ 404). وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 256): وعزاه للطبراني، وهو في الكبير (18/ 8:8). وقال الحافظ في الإصابة (2/ 501): أخرجه ابن أبي عاصم عن خليفة، وذكره البغوي، والطبراني، وابن منده، وابن عبد البر من حديث خليفة به. اهـ.
الحكم عليه: شيبان، والفضيل صدوقان، ومحمد بن مطرف ثقة، أمّا جده فلم أجد له ترجمة. وهذا الرجل لم يعرفه الهيثمي من قبل، فقال في المجمع بعد عزوه للطبراني (6/ 256): جدّ محمد بن مطرّف لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. اهـ. =
= فمثل هذا الحديث يتوقف فيه حتى نطّلع على حال هذا الرجل الذي لم يُعرف ثم بعد ذلك يكون الحكم، والله أعلم. وقد جاء الحديث عن غير علقمة من الصحابة فمنهم: 1 - عن أبي هريرة رضىِ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله كتب على ابن آدم حظّه من الزنى مدرك ذلك لا محالة، فزنى العينين النظر، وزنى اللسان النطق، والنفس تَمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذّبه". أخرجه البخاري (11/ 25) كتاب الاستئذان، باب زنا الجوارح دون الفرج. وأخرجه مسلم (4/ 2046: 2657)، كتاب القدر. 2 - عن ابن مسعود رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "العينان تزنيان، واليدان تزنيان، والرِجْلان تزنيان، والفرج يزني". أخرجه الإِمام أحمد (1/ 412). وأبو نعيم في الحلية (2/ 98). وأبو يعلى في المسند (9/ 246: 5364). وأخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 216: 1550). وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 192: 10303). والحاكم في المستدرك (2/ 470)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. قال الهيثمي في المجمع (6/ 256): رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار والطبراني وإسنادهما جيد. اهـ. وجوّد الألباني إسناده أيضًا في الإرواء (8/ 38). وصحح المنذري في الترغيب (3/ 36) إسناد الإِمام أحمد. ورمز السيوطي لصحته كما في فيض القدير (4/ 398). وقال الألباني في صحيح الجامع (4/ 65): صحيح. اهـ. =
= فكأنه صححه بمجموع طرقه. 3 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "العين تزني، والكفّ، وَالْقَدَمُ، وَالْيَدُ، وَاللِّسَانُ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يكذّبه". أخرجه أبو داود (4/ 276) كتاب الأدب، باب في الحسد. وأبو يعلى في المسند (6/ 366: 3694). وإسناد أبي داود ثقات غير سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعَمْيَاءِ وثقه ابن حبان. وقال الذهبي في الكاشف: وثق. وقال الحافظ في التقريب: مقبول. فالحديث يصلح للاستشهاد به. 4 - عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كل عين زانية". أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 216: 1551). وأخرجه الترمذي (4/ 194)، كتاب الأدب، باب ما جاء في كراهية خروج المرأة متعطرة. وعند الترمذي زيادة في الحديث على لفظ البزار. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الهيثمي في المجمع (6/ 256): رواه البزار، والطبراني ورجالهما ثقات. اهـ. قلت: نعم ثقات ما عدا ثابت بن عمارة فهو صدوق فيه لين كما قال في التقريب. وكأن الهيثمي ذكره في الزوائد لأن الترمذي أخرجه بزيادة ليست عند البزار والطبراني، فجلعه من الزوائد بهذا اللفظ فقط، والله أعلم. وهذه الثلاثة الأحاديث تفيدنا أن العين تزني، وهذا محل الشاهد. 5 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، في قصة زنا الرجل اليهودي الذي من =
= أهل فَدَك، فطلب النبي -صلى الله عليه وسلم- أعلم رجلين في اليهود، فجيء له بابن صُورِيَا وَآخَرَ. فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-:"أليس عندكما التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ تَعَالَى؟ " قَالَا: بَلَى، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فأنشدكم بِالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَظَلَّلَ عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ، وَأَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، وَأَنْزَلَ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، مَا تَجِدُونَ فِي التوراة من شَأْنِ الرَّجْمِ؟ " فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: مَا نُشِدْتُ بِمِثْلِهِ قَطُّ، ثُمَّ قَالَا: "نَجِدُ تَرْدَادِ النَّظَرِ زنية، والاعتناق زنية، والقُبل زنية ... " الحديث أخرجه الحميدي في مسنده (2/ 541). وأبو يعلى في مسنده (4/ 103). والبزار كما في كشف الأستار (2/ 219). قال الهيثمي في المجمع (6/ 271) رواه البزار من طريق مجالد، عن الشعبي، عن جابر، وقد صححها ابن عدي. اهـ. ومجالد ضعيف، لكنّه يتقوى بما تقدم من الأحاديث، والله أعلم.
1589 - الحارث: حدثنا داود ثنا ميسرة، عن أبي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما، قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ حَدِيثًا وَفِيهِ: "وَمَنْ أَصَابَ مِنِ امْرَأَةٍ نَظْرَةً حَرَامًا مَلَأَ اللَّهُ عَيْنَيْهِ نَارًا، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَإِنْ غَضَّ بَصَرَهُ عَنْهَا أَدْخَلَ اللَّهُ قَلْبَهُ (¬1) مَحَبَّتَهُ وَرَحْمَتَهُ، وَأَمَرَ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ صَافَحَ امْرَأَةً حَرَامًا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النار، فإن فاكهها حبس (¬2) بكل كلمة فِي الدُّنْيَا أَلْفَ عَامٍ". وَفِي الْحَدِيثِ: "وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى امْرَأَةٍ ذَاتِ بَعْلٍ مَلَأَتْ عَيْنَيْهَا (¬3) مِنْ غَيْرِ زَوْجِهَا أَوْ غَيْرِ ذِي رحم مِنْهَا، فَإِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ أَحْبَطَ اللَّهُ كُلَّ عمل عملته، فإن أَوْطَأَتْ (¬4) فِرَاشَهُ غَيْرَهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تعالى أَنْ يُجَرِّعَهَا النَّارَ مِنْ يَوْمِ تَمُوتُ فِي قبرها" (¬5). ¬
1595 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد [عَنْ أَبِيهِ] (¬1) عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: (الإِثم حَوَازَ (¬2) الْقُلُوبِ، وَمَا كَانَ مِنْ نَظْرَةٍ فَإِنَّ لِلشَّيْطَانِ فيها مطمع) (¬3). ¬
1590 - تخريجه الأثر في الإِتحاف (3/ 53/ أ) بسند ابن أبي عمر. هذا الأثر رواه ابن عيينة، عن منصور واختلف عليه فيه. فرواه ابن أبي عمر كما هو هنا عن ابن عيينة، به، موقوفًا على ابن مسعود. وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 163: 8748)، من طريق زائدة، عن منصور، به. وتابعه جرير عن منصور. أخرجه الإِمام أحمد، كما ذكر ابن رجب في جامع العلوم (220) ولم أجده في مظانه في المسند والزهد والعلل والورع فلعله في غيرها. وأخرجه أبو نعيم في الحلية. ولفظهما: (إياكم وحزائز القلوب، وما حزّ في قلبك فدعه). وخالفهم سعيد بن منصور عن ابن عيينة. فرواه عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. أخرجه البيهقي في شعب الإيمان. والمحفوظ الرواية الموقوفة لأنها من رواية ابن عيينة وجرير، عن منصور، وهما مقدّمان على سعيد بن منصور -مع علوّ مكانته- قال الدارقطني: أثبت أصحاب منصور: الثوري، وشعبة، وجرير. اهـ. وانظر شرح علل الترمذي (2/ 538). =
= وقد رجّح الوقف المنذري في الترغيب (37) والعراقي في تخريج الإحياء (1/ 100). - سفيان بن عيينة. - منصور بن المعتمر السلمي
الحكم عليه: إسناد ابن أبي عمر ظاهر الصحّة فرواته كلهم ثقات، وهو متصل وقد صحّحه العراقي في تخريج الإحياء (1/ 100) وابن رجب في جامع العلوم (220) وقال: واحتجّ به الإِمام أحمد. وهذا الأثر الموقوف قد ورد معناه مرفوعًا: 1 - فعن النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطّلع عليه الناس". أخرجه مسلم (4/ 1980: 2553)، كتاب البر والصلة، باب تفسير البر والإثم. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (83: 295)، باب حسن الخلق. 2 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قال رجل: يا رسول الله ما الإثم؟ قال: "إذا حاك في صدرك شيء فدعه". أخرجه الإِمام أحمد (5/ 251). قال ابن رجب في جامع العلوم (220) وهذا إسناد جيد على شرط مسلم. 3 - عن أبي ثعلبة الخشني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "البر ما سكنت إليه النفس، واطمأنّ إليه القلب، والإثم ما لم تسكن إليه النفس، ولم يطمئن إليه القلب، وإن أفتاك المفتون". أخرجه الإِمام أحمد (4/ 194). وقال ابن رجب أيضًا: وهذا إسناد جيد. وقال الألباني في صحيح الجامع (1/ 557): صحيح.
1591 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد الباهلي، ثنا أبو حبيب الغنوي، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬1)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ثَلَاثَةٌ لَا تَرَى أَعْيُنُهُمُ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: عَيْنٌ بَكَتْ من خشية الله تعالى، وعين حرست في سبيل الله عزَّ وجل، وعين غضت عن محارم الله تبارك وتعالى". ¬
1591 - تخريجه: الحديث في الإتحاف (3/ 54/ أ) بسند أبي يعلى. وهو في المعجم لأبي يعلى (186: 215). وأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 416). بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة، أبو عبد الملك القشيري.
الحكم عليه: شيخ أبي يعلى وشيخه مجهولان. قال المنذري في الترغيب (3/ 35): رواته ثقات معروفون إلَّا أن أبا حبيب العنقري، ويقال القنوي لم أقف على حاله. اهـ. وكذا قال الهيثمي في المجمع (5/ 288). والحديث له شواهد كثيرة على مجموعه، وأمّا الجملة الأخيرة -التي هي الشاهد هنا- فمن شواهدها ما يلي: 1 - عن أبي ريحانة رضي الله عنه، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في غزوة، فسمعه ذات ليلة وهو يقول: "حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله، وحرمت النار على عين دمعت من خشية الله " قال: وقال الثالثة فنسيتها، قال أبو شريح: سمعت من يقول ذاك: "حرمت النار على عين غضّت عن محارم الله" أو: "عين فقئت في سبيل الله عزّ وجل". =
= أخرجه الدارمي (2/ 123) كتاب الجهاد، باب في الذي يسهر في سبيل الله حارسًا. ورجال إسناده موثّقون. وقد ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 288)، ولكنه بغير قول أبي شريح وهو الشاهد هنا. وعزاه الهيثمي لأحمد والطبراني وقال: رجاله ثقات.
1592 - قال (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُلَائِيُّ ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "غَطِّي عَنَّا قَنَازِعَكِ يا أم أيمن". ¬
1592 - تخريجه: أخرجه إسحاق (5/ 157: 2277) به.
الحكم عليه: رجاله ثقات، الملائي هو أبو نعيم الفضل بن دكين، وأبو إسحاق هو السبيعي، إلَّا أنه مرسل، مجاهد لم يدرك عهد النبوة، [سعد].
1593 - وقال أبو بكر: حَدَّثَنَا قَبْيصة، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ (¬1)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن الفضل بن عباس رضي الله عنهما، قال: كنت رديف رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَعْرَابِيُّ مَعَهُ ابْنَةٌ لَهُ حَسْنَاءُ، فَجَعَلَ الْأَعْرَابِيُّ يَعْرِضُهَا لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجَاءَ أن يتزوجها. ¬
1593 - تخريجه: ذكره البوصيري في الاتحاف (3/ 63/ أ). بسند ابن أبي شيبة. وأخرجه أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ (12/ 97:6731)، عَنْ أَبِي بَكْرٍ عبد الله بن محمد، به، وزاد في آخره: قال -أي الفضل بن عباس-: فجعلت ألتفت إليها وجعل رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْخُذُ برأسي فيلويه. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
الحكم عليه: هذا الإسناد رجاله ثقات عدا يونس بن أبي إسحاق فإنّه صدوق وحديثه حسن. قال الهيثمي في المجمع (4/ 277): رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وقد ذكر الحافظ في الفتح (4/ 68) هذا الحديث وعزاه لأبي يعلى ثم قال الحافظ: إسناده قوي. وقصة إرداف النبي -صلى الله عليه وسلم- للفضل بن عباس في الحج، واعتراض هذا الرجل وسؤاله بعض الأسئلة ثابت في دواوين السنّة، وكذلك نَظَرُ الفضل للمرأة، وصرف الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجه الفضل عن النظر إليها. كل ذلك ثابت في الصحيحين وغيرهما، ولكني لم أجد أن الرجل كان يُعرِّض بابنته طمعًا في زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بها إلَّا هنا. وانظر مثلًا: =
= البخاري/ الحج (1513) وجزاء الصيد (1854، 1855) والمغازي (4399) والاستئذان (6228). ومسلم في الحج (1334). ومالك في الموطأ في الحج (98). والشافعي في مسنده (108) والإمام أحمد في مسنده (1/ 212، 213، 251، 329، 346، 359). وأبو داود في المناسك (1809)، والترمذي في الحج (928). والدارمي في المناسك (2/ 40). وابن حبان في صحيحه (3997) وابن خزيمة (3036) والبيهقي (4/ 328). وأمّا بالنسبة لمسألة عرض الرجل ابنته على أهل الفضل فستأتي في الحديث: (1596 و 1620). تنبيه: ذكر الحافظ في الفتح (4/ 68) أن اسم الرجل: حصين بن عوف الخثعمي.
15 - باب الوصية بالنساء
15 - باب الوصية بِالنِّسَاءِ 1594 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الجُرَيْرِي، عَنِ [ابْنِ] (¬1) بُريدة، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "خيركم خيركم لأهله". ¬
1594 - تخريجه: لم أجده في الإتحاف. وأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 363:853)، قال: حدثنا أسلم بن سهل الواسطي، ثنا محمد بن حرب النسائي، ثنا، علي بن عاصم، به.
الحكم عليه: هذا الإسناد فيه علي بن عاصم الواسطي وهو ضعيف، وبه ضعّفه الهيثمي في المجمع (4/ 303). وللحديث شواهد منها: 1 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم". أخرجه الترمذي (2/ 315) الرضاع، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها. والإمام أحمد (2/ 250، 472). =
= وابن حبّان كما في الموارد (318: 1311). قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقد صححه الألباني في الصحيحة (284). وأخرجه الخطيب الغدادي من وجه آخر من طريق إدريس بن جعفر العطار ولفظه: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". وإدريس هذا قال فيه الدارقطني: متروك. وانظر اللسان (1/ 232). 2 - عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "خَيْرُكُمْ خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، وإذا مات صاحبكم فدعوه". أخرجه الترمذي (5/ 369) المناقب، فضل أزواج النبي -صلي الله عليه وسلم-. وابن حبان (318: 1312). قال الترمذي: حديث حسن صحيح. قال الألباني في الصحيحة (285): إسناده صحيح على شرط الشيخين. 3 - عن ابن عباس رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". أخرجه ابن ماجه (1/ 636: 1977)، باب حسن معاشرة النساء. وابن حبان كما في الموارد (319: 1315). وأخرج شطره الأول الحاكم في المستدرك (4/ 173). قال الحاكم: صحيح الإِسناد. ووافقه الذهبي. قال البوصيري في زوائد ابن ماجه: إسناده ضعيف , لأن عمارة بن ثوبان ذكره ابن حبان في الثقات، وقال عبد الحق: ليس بالقوي، وقال ابن القطان: مجهول الحال. اهـ. قال الحافظ في التقريب: مستور. فعلى هذا فهو يصلح في الشواهد. =
= 4 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "خياركم خياركم لنسائهم". أخرجه ابن ماجه (1/ 636: 1978). قال في الزوائد: إسناده على شرط الشيخين. اهـ. وهو كذلك فرواته كلهم ثقات مخرج لهم في الصحيحين. فهذه الأحاديث تشهد لحديث الباب وترقّيه إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
16 - باب ليس للنساء في النكاح أمر
16 - بَابُ لَيْسِ لِلنِّسَاءِ فِي النِّكَاحِ أَمْرٌ 1595 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بن سعيد، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها، زَوّجَتْ ابنةَ عبدِ الرَّحْمَنِ مِنَ المنذرِ بْنِ الزبير، فقال عبد الرحمن: تُزوجين بِنتَ رجل بغير أَمْره فغضبتْ عائشة رضي الله عنها، وقالت (¬1) للمنذر: لِتُملّكْها أَمْرها، فَفَعَل، فلم يَروْه (¬2) شيئًا (¬3). ¬
1595 - تخريجه: الحديث لم أجده الآن في الإتحاف. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 134) عن يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، به ولفظه: أن عائشة أنكحت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر المنذر بن الزبير، وعبد الرحمن غائب، فلما قدم عبد الرحمن غضب وقال: أي عباد الله! أمثلي يفتات عليه في بناته؟ فغضبت عائشة وقالت: أترغب عن المنذر؟ وأخرجه مالك في الموطّأ (2/ 555) كتاب الطلاق. ومن طريقه البيهقي =
= (7/ 112)، ولفظه: عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه أن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زوّجت حفصةَ بنتَ عبد الرحمن، المنذر بن الزبير. وعبد الرحمن غائب بالشام. فلما قدم عبد الرحمن قال: ومثلي يصنع هذا به؟ ومثلي يفتات عليه؟ فكلّمت عائشة المنذرَ بن الزبير. فقال المنذر: فإن ذلك بيد عبد الرحمن. فقال عبد الرحمن: ما كنتُ لأردّ أمرًا قضيتيه. فقرّت حفصةُ عند المنذر. ولم يكن ذلك طلاقًا. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6/ 516: 11895)، عن ابن جريج، عن عطاء. بنحو حديث الباب. - يحيى بن سعيد الأول هو القطان. - والثاني يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني. - والقاسم هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق، المدني.
الحكم عليه: إسناد مسدد صحيح، فرجاله كلهم ثقات، وهو متصل. والصواب ما قاله البيهقي ويشهد له ما رواه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 135) عن عائشة قالت: كان الفتى من بني أختها إذا هوى الفتاة من بني أخيها ضربت بينهما سترًا وتكلّمت، فإذا لم يبق إلَّا النكاح قالت: يا فلان أنكح. فإن النساء لا ينكحن. وإسناده صحيح. وإنما لم تفعل ذلك لأنه قد ورد النهي عنه: فعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها ... ". أخرجه ابن ماجه (1/ 606: 1882). والدارقطني (3/ 227). والبيهقي (7/ 110). =
= وأخرجه ابن خزيمة كما في نصب الراية 3/ 188). قال ابن الملقن في تحفة المحتاج (2/ 364): رواه الدارقطني بإسناد على شرط الصحيح. اهـ. وصححه كذلك الألباني في الإرواء (1841).
17 - باب عرض الرجل ابنته على الرجل الصالح ليتزوجها
17 - بَابُ عَرْضِ الرَّجُلِ ابْنَتَهُ (¬1) عَلَى الرَّجُلِ الصَّالِحِ ليتزوجها 1596 - قال إسحاق: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: آمَتْ حَفْصَةُ مِنْ زَوْجِهَا وَآمَ عُثْمَانُ مِنْ رُقَيَّةَ فَمَرَّ عُمَرُ بِعُثْمَانَ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي حَفْصَةَ فَقَدِ انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فلم يحر إِلَيْهِ شَيْئًا فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: فَأَنَا أَتَزَوَّجُ حَفْصَةَ وَأُزَوِّجُ عُثْمَانَ أُخْتَهَا أُمَّ كُلْثُومٍ، فَقَالَ عمر: فنعم، فتزوج رسول الله حفصة وزوج عُثْمَانُ أُمَّ كُلْثُومٍ. قُلْتُ: أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ من حديث [ابن عمر] (¬2) عن عمر. ¬
1596 - تخريجه: أخرجه إسحاق (4/ 202: 2006). وسبق أن أصل الحديث في الصحيح من غير ذكر أم كلثوم. =
= وروى أبو يعلى بإسناده (1/ 18: 6)، هذا الحديث بنحوه من طريق عمر وزاد: "قال عمر: فشكوت عثمان إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تَزَوَّجَ حَفْصَةَ خَيْرٌ مِنْ عُثْمَانَ، وَتَزَوَّجَ عُثْمَانُ خيرًا من حفصة" فزوجه النبي -صلى الله عليه وسلم- ابنته. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 277): رجاله رجال الصحيح.
الحكم عليه: الحديث مرسل، وفي إسناده علي بن زيد بن جُدعان ضعيف وبقية رجاله ثقات، والمتن ثابت بغير هذا الطريق. [سعد].
18 - باب تزويج الأبكار
18 - بَابُ تَزْوِيجِ الْأَبْكَارِ 1597 - [1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزَّبْرِقَان، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَل، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجرة، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ فعرسْنا ذَاتَ لَيْلَةٍ ثُمَّ غَدَوْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَ يَسْأَلُ رَجُلًا رَجُلًا: "أَتَزَوَّجْتَ يَا فلان؟ أتزوجت يا فلان؟ ". ثم قال: "تزوجت يَا كَعْبُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"أبكرًا أم ثيبًا؟، قلت: ثيبًا، قال -صلى الله عليه وسلم-: "فهلَّا بِكْرًا تَعُضُّها وتَعُضُّك! ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي، ثنا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ، ثنا مُوسَى بْنُ دهْقَان، حدثني الربيع بن كعب بن عجرة، عن أبيه رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "يَا فُلَانُ أَتَزَوَّجْتَ؟ " قَالَ: لا. قال: فَقَالَ لِي: "تَزَوَّجْتَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "أَبِكْرًا أم ثيبًا؟ " .... فذكره. [3] قال: وحدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، بْنُ جَبَلة (¬1)، ثنا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ ... فَذَكَرَهُ، لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ. ¬
1597 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 61/ ب). =
= وأخرجه الآجرِّي في تحريم النرد والشطرنج (105)، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الليث الجوهري، حدثنا أحمد بن منيع. به. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 272). والطبراني في المعجم الكبير (19/ 149: 328). كلاهما من طريق موسى بن دهقان، به. وأخرجه أيضًا ابن أبي خيثمة كما في تلخيص الحبير (3/ 145). واختلفوا في نَسَبِ الربيع فمنهم من جعله: الربيع بن أُبيّ بن كعب، ومنهم من جعله: الربيع ابن كعب بن أَبي كعب.
الحكم عليه: أسانيد حديث الباب ضعيفة جدًّا وذلك للآتي: 1 - أن الطريق الأولى فيها داود بن الزبرقان وهو متروك. 2 - والطريق الثانية فيها موسى بن دهقان وهو ضعيف وقد اختلط. 3 - وأمّا الطريق الثالثة ففيها موسى بن دهقان، وأيضًا عبد الرحمن الباهلي وهو ضعيف جدًّا. والسند فيه اضطراب: فمرّة عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ أبيه. ومرّة عن الربيع بن أبيّ بن كعب، عن أبيه. ومرّة عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ كعب بن مالك. ومرّة عن الربيع بن كعب بن أَبي كعب، عن كعب بن مالك. وهذا ينبىء عن جهالة كعب هذا الذي اضطربت الأقوال في نسبه، ولعلّ العلّة كلّها من موسى بن دهقان، فهو ضعيف ومختلط، وكذلك اختلفت الأقوال في اسم الصحابي أيضًا، وهذا الاختلاف وإن كان لا يؤثر إلَّا أن التلوّن في الحديث الواحد بإسناد الواحد مع اتحاد المخرج يوهي الرواية ويُعلم بقلة الضبط، إلَّا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث فلا يكون ذلك دالًا على قلة الضبط، وليس الأمر هنا كذلك بل هو ضعيف، والله أعلم. =
= وهذا الحديث أورده الهيثمي في المجمع (4/ 259)، وقال: رواه الطبراني عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ أبيه، ولم أجد من ترجم لربيع، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف، وقد وثّقهم ابن حبان. اهـ. وهناك ما يغني عن هذا الحديث: فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: (هل تزوّجت يا جابر؟ قلت: نعم، قال: فماذا بكر أم ثيّب؟ قلت: لا بل ثيّب، قال: فهلّا بكرًا تلاعبها وتلاعبك". أخرجه البخاري (9/ 121)، باب تزويج الثيبات. ومسلم (2/ 1087)، باب استحباب نكاح البكر. وابن السنّي في عمل اليوم والليلة (616)، وزاد: "وتمازحها وتمازحك". والبيهقي (7/ 80)، وزاد: "قلت: يا رسول الله إن عبد الله -يعني والده- توفي وترك سبع بنات، أو تسع بنات، وإنّي كرهت أن آتيهن بمثلهنّ، فأحببت أن آتيهن بامرأة تقوم عليهنّ. فقال: بارك الله لك، أو قال: خيرًا". وهذه الزيادة عند البخاري نحوها في النفقات، والمغازي.
1598 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبَدان، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا يونس قال: كان الحسن رضي الله عنه يَكْرَهُ أَنْ يُزَوِّجَ الْيَتِيمَ وَالْيَتِيمَةَ حَتَّى يَبْلُغا (¬2). ¬
1598 - تخريجه: هذا الأثر أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 63/ أ) بسند أبي يعلى. ولم أجده في المسند المطبوع. ولم أجده لغيره. - عبدان: هو عبد الله بن عثمان بن جَبَلة بن أبي رَوّاد العَتكي. أبو عبد الرحمن المروزي.
الحكم عليه: هذا الأثر رواته كلهم ثقات.
19 - باب كيد النساء والعفو عما يصدر من الغيرى في حال غيرتها
19 - بَابُ كَيْدِ النِّسَاءِ وَالْعَفْوِ عَمَّا يَصْدُرُ مِنَ الْغَيْرَى فِي حَالِ غَيْرَتِهَا (¬1) 1599 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمر بْنِ شَقيق، ثنا سَلمة بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حَجة الوداع، وأخرج معه نساءه رضي الله عنهن (¬2) قالت: وكان متاعي فيه خِفّة (¬3) فكان عَلَى جَمَلٍ نَاجٍ، وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حيي رضي الله عنها، فِيهِ ثُقْلٌ وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ ثَقَالٍ بَطِيءٍ ينتظر بِالرَّكْبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"حَوِّلُوا مَتَاعَ عَائِشَةَ عَلَى جَمَلِ صَفِيَّةَ وَحَوِّلُوا مَتَاعَ صَفِيَّةَ عَلَى جَمَلِ عَائِشَةَ حَتَّى يمضي الركب" فلما رأيت ذلك قالت عائشة رضي الله عنها، قلت: يا لمعاذ اللَّهِ (¬4) غَلَبَتْ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ مَتَاعَكِ كَانَ فِيهِ خُفٌّ وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ فِيهِ ثقل فأبطأ الركب فَحَوَّلْنَا مَتَاعَهَا عَلَى بَعِيرِكِ، وَحَوَّلْنَا مَتَاعَكِ عَلَى بَعِيرِهَا". قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ الله! قالت: فتبسم النبي -صلي الله عليه وسلم- وَقَالَ: "أَفِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟ "، قَالَتْ (¬5) , قُلْتُ: أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ الله فهلا عدلت، وسمعني أبو بكر رضي الله ¬
عنه، وَكَانَ فِيهِ غَرْبٌ -أَيْ حِدّة- فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فلطَم وجْهي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَهْلًا يَا أَبَا بَكْرٍ" فَقَالَ: يا رسول الله أما سمعت؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن الغَيْرى لا تنظر (¬1) أسفل الوادي من أعلاه". (63) حديث رزينة رضي الله عنها، يَأْتِي -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- فِي بَابِ المزاح من كتاب الأدب (¬2). ¬
1599 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (8/ 129: 4670). وذكره الوصيري في الإتحاف (3/ 73/ أ). وأخرجه أبو الشيخ ابن حيان في كتاب الأمثال كما في مجمع الزوائد (4/ 322).
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف لأن فيه ابن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن. وبهذه العلة ضعفه الهيثمي في المجمع (4/ 322). وضعّفه أيضًا البوصيري في الإتحاف (3/ 73/ أ). وأمّا الحافظ فقال في الفتح (9/ 325): أخرجه أبو يعلى بسند لا بأس به. اهـ. والله أعلم.
1600 - وقال أبو يعلى: حدثنا المسجع (¬1) بْنُ مُصْعَبٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَتْنِي رَبِيعَةُ، حَدَّثَتْنِي أُمَيَّةُ (¬2)، عن ميمونة بنت أبي عسيب (¬3) رضي الله عنها، قالت: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُرَشَ أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى بَعِيرٍ، فَنَادَتْ يَا عَائِشَةُ أَعِينِينِي بِدَعْوَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- تسكنني أو تطيبني بِهَا وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا: "ضَعِي يَدَكَ الْيُمْنَى على فؤادك فامسحيه وقولي: باسم اللَّهِ اللَّهُمَّ دَاوِنِي بِدَوَائِكَ، وَاشْفِنِي بِشِفَائِكَ، وَأَغْنِنِي بغناك وبفضلك عمن سواك، واحدر عني أذاك". قالت ربيعة: فدعوت به فَوَجَدْتُهُ جَيِّدًا، قَالَ: وَأَظُنُّ رَبِيعَةَ قَالَتْ فِي هذا الحديث: إن المرأة كانت غَيْرى. ¬
1600 - تخريجه: ذكر الحديث ابن كثير في جامع المسانيد والسنن (16/ 138) ونسبه لأبي يعلى والطبراني والحسن بن سفيان وأخرجه الطبراني في الكبير (25/ 39: 72)، وفي الدعاء (3/ 1331: 1126). قال: حدثنا محمد بن حيان المازي حدثنا المسجع به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 180) رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وأشار في الإصابة وأسد الغابة إلى تخريج أبي نعيم له من طريق المسجع.
الحكم عليه: قال البوصيري: ضعيف، لجهالة بعض رواته. اهـ. وهو كذلك. لجهالة حال ربيعة وأمية.
20 - باب عشرة النساء
20 - باب عشرة النساء 1601 - [1] إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ أَحَدَّثَكُمْ أَبُو طَلْقٍ بْنُ (¬1) حَنْظَلَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَوْسِ بْنِ ثُرَيْبٍ الثعلبي قال: أكريت عبد الله بن جرير في الحج، فقدم على عمر رضي الله عنه، فسأله عن أشياء فكان مما ساءله قَالَ: كَيْفَ وَجَدْتَ نِسَاءَكَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُقَبِّلَ امْرَأَةً مِنْهُنَّ فِي غَيْرِ يَوْمِهَا إلَّا اتَّهَمَتْنِي، وَمَا خَرَجْتُ لِحَاجَةٍ إلَّا قَالَتْ: كُنْتَ عِنْدَ فُلَانَةَ، كُنْتَ عِنْدَ فُلَانَةَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُنَّ لَا يُؤْمِنَّ باللهِ وَلَا يُؤْمِنَّ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَلَعَلَّ أَحَدًا مَا يَكُونُ فِي حَاجَةِ بَعْضِهِنَّ أَوْ يَأْتِي (¬2) السُّوقَ فَيَشْتَرِي الْحَاجَةَ لبعضهن فتتهمه. فقال ابن مسعود رضي الله عنه: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ -خليل الرحمن- شكا إلى الله تعالى ذَرَبًا فِي خُلُقِ سَارَةَ، فَقَالَ لَهُ: "إِنَّ المرأة كالضلع إن تركتها اعوجت، وإن قومتها كُسِرَتْ، فَاسْتَمْتِعْ بِهَا عَلَى مَا فِيهَا". فَضَرَبَ عمر رضي الله عنه، بين كتفي ابن مسعود رضي الله عنه، وَقَالَ: لَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ فِي قَلْبِكَ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ مِنَ الْعِلْمِ غَيْرَ قَلِيلٍ. فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ، وَقَالَ: نَعَمْ. [2] وَقَالَ إِسْحَاقُ (¬3) أيضًا: أَخْبَرَنَا الْمَخْزُومِيُّ ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ثنا أَبُو طَلْقٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَنْظَلَةُ بْنُ نعيم حدثني ثريب -أو ابن ثريب- ¬
قَالَ: أَكْرَيْتُ فِي الْحَجِّ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاعد وجرير بن عبد الله رضي الله عنه فِي نَاسٍ، فَقَالَ عُمَرُ لِجَرِيرٍ ... فَذَكَرَ مِثْلَهُ سواء، وقال: درأ في خلق سارة. [3] أخبرني سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الرُّكَيْنِ وَأَبِي طَلْقٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ جَرِيرٍ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صاحبه. فذكر نحو هذا.
1601 - تخريجه: لم أجده لغير إسحاق. أبو أسامة: حماد بن أسامة. أبو طلق: غضبان بن حنظلة بن نعيم الغنوي.
الحكم عليه: هذا الإِسناد ضعيف بسبب الجهالة بحال أبي طلق، وأبيه، وأوس بن ثريب.
1602 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُبَاب، ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة، حَدَّثَنِي صَدقة بْنُ يسار، عن ابن عمر رضي الله عنهما، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا فِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ النِّسَاءَ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ أَخذْتموهنّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ تعالى واستحللتم فُروجهنّ بكلمة الله عز وجل، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقٌّ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقٌّ وَمِنْ حَقِّكُمْ أَنْ لَا يُوطِئْن فُرُشَكُمْ مَنْ تَكرهون، وَلَا يَعصِيْنكم فِي مَعْرُوفٍ، فَإِذَا فَعَلْنَ فَلَهُنَّ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فَاضْرِبُوا ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرّح ... " الْحَدِيثَ. [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهَذَا.
1602 - تخريجه: الحديث في المنتخب من مسند عبد بن حميد (2/ 54: 856)، وقد ذكره هناك بأكمله ولم أجده لغيره.
الحكم عليه هذا الإسناد فيه موسى بن عبيدة الرَّبَذِي وهو ضعيف، وعلى ذلك فالإسناد ضعيف.
1603 - وقال (¬1) إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا الْعَقَدِيُّ ثنا سُلَيْمَانُ وَهُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ قَالَتْ صَفِيَّةُ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَكْرَهُ إلىَّ مِنْهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنَّ قَوْمَكَ صَنَعُوا كَذَا وَكَذَا وَصَنَعُوا كَذَا وَكَذَا فَمَا قُمْتُ مِنْ مَقْعَدِي ذَلِكَ حَتَّى مَا كَانَ أَحَدٌ أحب إليّ منه. * قلت: هو مرسل. ¬
1603 - تخريجه: أخرجه إسحاق (4/ 260: 2085) به. وأخرجه أبو يعلى (13/ 33: 7114)، قال حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة، به. كما أخرجه (7119 و 7120) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع قال حدثني عثمان بن كعب عن رجل يقال له ربيع عن صفية، وفي إسناده إبراهيم بن إسماعيل، ضُعَّف، وربيع مجهول. وأخرج الطبراني في الكبير (24/ 67: 177) بنحوه من حديث ابن عمر، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 251): رجاله رجال الصحيح.
الحكم عليه: حكم عليه الحافظ بأنه مرسل، وقال الهيثمي (9/ 252)، عن رجاله: رجال الصحيح إلَّا أن حميد بن هلال لم يدرك صفية. وسيأتي الحديث في مناقب صفية برقم [4122].
1604 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا ميسرة، عن أبي عائشة، عن يزيد بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عباس رضي الله عنهم، قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا أَوْ رَجُلًا أو صبيًا يجيء يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ أَنتن مِنَ الْجِيفَةِ ... " الْحَدِيثَ، وسيأتي إن شاء الله تعالى بقيته في الحديث، وَفِيهِ: "وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ آذَتْ زَوْجَهَا لَمْ تُقْبَلْ صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه، ولو صَامِتِ الدَّهْرَ وَقَامَتْ وَأَعْتَقَتِ الرِّقَابَ وَحَمَلَتْ عَلَى الجهاد في سبيل الله تعالى لكانت أول من يرد النار إذا لم ترضيه وتعينه. وقال: وَعَلَى الرَّجُلِ مِثْلُ ذَلِكَ مِنَ الْعَذَابِ وَالْوِزْرِ إِذَا كَانَ لَهَا مُؤْذِيًا ظَالِمًا، وَمَنْ أَضَرَّ بِامْرَأَةٍ حَتَّى تَفْتَدِيَ مِنْهُ لَمْ يَرْضَ اللَّهُ تعالى له بعقوبة دون النار , لأن الله تعالى يَغْضَبُ لِلْمَرْأَةِ كَمَا يَغْضَبُ لِلْيَتِيمِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا لَمْ تَزَلْ فِي لَعْنَةِ الله تعالى ولعنة الملائكة وَرُسُلِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، فَإِذَا نَزَلَ بِهَا مَلَكُ الْمَوْتِ قَالَ لَهَا: ادْخُلِي النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ. ألا وإن الله ورسوله بريئان، فمن أَضَرَّ بِامْرَأَةٍ حَتَّى تَخْتَلِعَ مِنْهُ، وَمَنْ صَبَرَ على سُوء خُلُق امرأته واحتسب الأجر على الله تعالى أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلَ مَا أَعْطَى أَيُّوبَ عَلَى بَلَائِهِ، وَكَانَ عَلَيْهَا مِنَ الْوِزْرِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِثْلُ رمْل عالج فإن ماتت قبل أن تعينه وَتُرْضِيَهُ حُشِرَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْكُوسَةً مَعَ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ فَلَمْ تُوَافِقْهُ وَلَمْ تَصْبِرْ عَلَى ما رزقه الله تعالى وَشَقَّتْ عَلَيْهِ وَحَمَّلَتْهُ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، لَمْ تُقْبَلْ لَهَا حَسَنَةٌ، فَإِنْ مَاتَتْ عَلَى ذلك حشرت مع المغضوب عليهم" (¬1). ¬
[21 - باب نهي المرأة عن التباطؤ إذا استدعاها زوجها]
[21 - باب نهي المرأة عن التباطؤ إذا استدعاها زوجها] (¬1) 1605 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الجَزَري (¬2)، عَنْ [جَعْفَرِ] (¬3) بْنِ مَيْسَرة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (¬4) -رفع الحديث-: لعن الله المُتَسَوِّفَات قيل ومَن المتسوفات؟ قيل: الرجلُ يدعوا المرأة إلى فراشه، فتقول: سوفَ سوفَ، حتى تغلب عينه. ¬
1605 - تخريجه والحكم عليه: سيأتي عند تخريج الحديث [1606].
1606 - وَبِهَذَا الإِسناد: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ أَنْ تَنَامَ حَتَّى تعرضَ نَفْسَهَا عَلَى زَوْجِهَا"، قَالَ: "وَكَيْفَ تَعْرِضُ نَفْسَهَا عَلَى زَوْجِهَا"؟ قَالَ: "تَخْلَعُ ثِيَابَهَا وَتَدْخُلَ مَعَهُ فِي لِحَافه فتُلْزِق جِلْدَهَا بجلده، فإذا فعلت ذلك فقد عَرَضت".
1606 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 69/ ب). وأخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 213) من طريق علي بن ثابت، به. وأخرجه الطبراني في الأوسط والكبير كما في المجمع (4/ 296)، من هذه الطريق.
الحكم عليه: هذا الإسناد فيه جعفر بن ميسرة وهو ضعيف جدًا، وهو يروي عن أبيه عن ابن عمر نسخة قال عنها ابن حبان: لا يحلّ ذكرها في الكتب إلَّا على سبيل التعجب. اهـ. وهذان الحديثان من تلك النسخة، وانظر المجروحين (1/ 212)، واللسان (2/ 112). وقد ضعّف هذا الإسناد الهيثمي في المجمع (4/ 296) والبوصيري في الإتحاف (3/ 69/ب). وفي الحديث علّة: وهي عدم سماع ميسرة من ابن عمر، قال الهيثمي: لم أر له من ابن عمر سماعًا. وفي علل ابن أبي حاتم (1/ 409) أنه سأل أباه عن هذين الحديثين فقال أبو حاتم: هذان الحديثان باطلان. وقد ورد الحديث الأول من طريق أخرى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما من امرأة يطلب زوجها منها حاجة فتأبى فيبيت وهو عليها غضبان إلَّا باتت تلعنها الملائكة حتى تصبح". قال الهيثمي في المجمع (4/ 296): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. اهـ. وله شاهد من حديث أبي هريرة سيأتي تخريجه في الحديث الآتي.
1607 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَبيعة الكُوفي، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ الرَّازِيِّ، عَنِ العَلاء بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رضي الله عَنْهُ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المسوِّفَة والمُفَسلة: فَأَمَّا الْمُسَوِّفَةُ فَالَّتِي إِذَا أَرَادَهَا زَوْجُهَا قَالَتْ: سَوْفَ الْآنَ. وَأَمَّا المفسلة: فالتي إِذَا أَرَادَهَا زَوْجُهَا قَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ وَلَيْسَتْ بحائض.
1657 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (11/ 354: 6467). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 70/ أ) بسند أبي يعلى. وأخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 2657) من طريق محمد بن ربيعة الكوفي، به. وأخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 220) من وجه آخر مختصرًا. من طريق مهران بن أبي عمر، عن الثوري، عن الأسود بن قيس، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعن المسوّفات. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ -يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ حميد أحد الرواة-: يدعو الرجل امرأته فتقول سوف سوف. اهـ. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 269) عن عكرمة مرسلًا. وفيه: رجل مبهم.
الحكم عليه: إسناد حديث الباب مطروح لأنه من رواية يحيى بن العلاء البجلي. =
= قال الهيثمي في المجمع (4/ 296): رواه أبو يعلى وفيه يحيى بن العلاء وهو ضعيف متروك. اهـ. وكذا قال البوصيري (3/ 70/ أ). ويغني عن هذه الطريق ما أخرجه الخطيب. ويشهد له ما أخرجه الطبراني في الأوسط عن ابن عمر ورجاله ثقات وقد تقدم في الحديث الماضي.
1608 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) الْوَلِيدُ بْنُ شُجاع أَبُو هَمّام، وَعَلِيُّ بن الحسين الخَوّاص قالا: ثنا بَقية، حدثني [عثمان] (¬2) بن زُفر، عن ابن جريج، عمن سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فليُصْدِقْها، فَإِنْ سبقها فلا يعجلها". [2] حدثنا أَبُو هَمَّامٍ، ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوّاد، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عمن حدثه عن أنس، به بنحوه. ¬
1608 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (7/ 208: 4200، 4201، 4270). وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 68/ ب) بسند أبي يعلى. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6/ 194: 10468)، عن ابن جريج، به. عبد الملك بن عبد العزيز بن جُريجَ الأموي، المكي.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف بسبب جهالة أحد رواته. قال الهيثمي في المجمع (4/ 295): رواه أبو يعلى وفيه راوٍ لم يسم، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وبهذا ضعّفه البوصيري في الإتحاف (3/ 69/ أ)، والألباني في الإرواء (2010). وقد أخرج ابن عدي في الكامل (6/ 2160) من طريق معاوية بن يحيى الطرابلسي، عن عباد بن كثير، عن محمد بن جابر، عن قيس بن طلق، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إذا جامع أحدكم أهله فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها كما يحب أن يقضي حاجته". =
= وهذا الإسناد فيه: معاوية بن يحيى، صدوق له أوهام. وعباد بن كثير الرملي، ضعيف. ومحمد بن جابر بن سيّار الحنفي، صدوق، ذهبت كتبه فساء حفظه كثيرًا، وخلط كثيرًا، وعمي فصار يلقن، ورجّحه أبو حاتم على ابن لهيعة. وقال ابن عدي (6/ 2164): ومع ما تكلم فيه من تكلّم يكتب حديثه. وقيس بن طلق بن علي، صدوق. وطلق بن علي الحنفي صحابي. إذًا فهذا الإسناد ضعيف ضعفًا ليس بالشديد، وإذا انضمّ إلى ما قبله -وهو حديث أنس- فإنه ينجبر به، وبمجموعهما يكون الحديث حسنًا لغيره إن شاء الله، والله أعلم.
22 - باب العزل
22 - باب العزل 1609 - إسحاق: أخبرنا أبو أسامة، ثنا عيسى بن سنان أبو سنان، ثنا يَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ عَزَلَ نَفَرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَتَوَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: إِنَّ نَفَرًا مِنَ الْأَنْصَارِ يعزِلون، فَفَزِعَ وَقَالَ: " إِنَّ النَّفْسَ الْمَخْلُوقَةَ لَكَائِنَةٌ"، فَمَا أَمَر وَلَا نَهَى.
1609 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 80/ ب) بسند إسحاق. وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (4/ 187)، قال: حدثنا موسى بن هارون، ثنا إسحاق بن راهويه، به. وعزاه الهيثمي في المجمع (4/ 296) للطبراني في الكبير.
الحكم عليه: ضعيف، لأن فيه عيسى بن سنان وهو ضعيف. قال الهيثمي في المجمع (4/ 296): فيه عيسى بن سنان الحنفي وثقه ابن حبان وغيره، وضعّفه جماعة. اهـ.
1610 - أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ سُليم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنْ كَانَ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم شَيْئًا فَهُوَ كَمَا قَالَ -يَعْنِي الْعَزْلَ- وَأَنَا لَا أَرَى بِهِ بَأْسًا، زَرْعُكَ إِنْ شِئْتَ أَعْطَشْت وَإِنْ شِئْتَ سَقَيْت.
1610 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 80/ ب) بسند ابن منيع. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 217) عن أبي بكر بن عيّاش، عن أبي إسحاق، عن زائدة بن عمير، عن ابن عباس في قوله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} قال: من شاء أن يعزل فليعزل، ومن شاء أن لا يعزل فلا يعزل. وأخرجه الطبراني (12/ 125: 12663)، من طريق زائدة قال: قلت لابن عباس، فذكر نحو حديث الباب. فتبين لنا الرجل المبهم في رواية ابن منيع، وهو: زائدة بن عمير الطائي، يروي عن ابن عباس، وروى عنه: شعبة، وابن أبي إسحاق. ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 265)، والبخاري في الكبير (3/ 431)، ووثقه الهيثمي في المجمع (4/ 297). والأثر أخرجه البيهقي (7/ 230) من طريق الحسين بن حفص، عن سفيان، عن سلمة بن تمّام، عن الشعبي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ سُئل عن العزل. فقال: ما كان ابن آدم ليقتل نفسًا قضي الله خلقها، حرثك إن شئت عطشته وإن شئت سقيته. وهذا إسناد لا بأس به: فإن الحسين بن حفص، وسلمة بن تمام صدوقان، ولكن لا أعلم هل سمع الشعبي من ابن عباس أم لا، فإنّي لم أجد من أثبت سماعه أو نفاه، فالله أعلم. =
= - أبو النضر هو: هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي مولاهم، البغدادي، مشهور بكنيته، ولقبه قيصر. أبو إسحاق هو: عمرو بن عبد الله الهمداني، أبو إسحاق السبيعي.
الحكم عليه: إسناد الحديث من طريق ابن منيع ضعيف بسبب إبهام أحد رواته، لكنّه جاء مبينًا عند ابن أبي شيبة والطبراني، فالحديث صحيح بهذا , ولا يعكر على ذلك اختلاط أبى إسحاق لأن الراوي عنه شعبة، وقد أخرج البخاري في الصحيح رواية شعبة عن أبي إسحاق، كما في المغازي (8/ 28). ويعضد ذلك ما أخرجه الحاكم والبيهقي بسند لا بأس به عن ابن عباس وقد تقدم في التخريج والله أعلم.
1611 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الفَضْل بْنُ دُكَين، عَنْ مِنْدَل بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أبي المغيرة، عن عبد الله ابن أبي الهُذيل، عن جرير رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا خَلَصْتُ إِلَيْكَ مِنَ المشركين إلَّا بفتيّة (¬1)،-وَأَنَا أَعْزِلُ عَنْهَا- أُرِيدُ بِهَا السُّوقَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "جَاءَهَا ما قُدّر". ¬
1611 - تخريجه: الحديث في مصنف ابن أبي شيبة (4/ 221). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 80/ ب). وأخرجه الطبراني (2/ 327: 2370، 2371).
الحكم عليه: هذا الإسناد فيه مندل بن علي العنزي وهو ضعيف، وبهذا ضعّفه الهيثمي في المجمع (4/ 298) والبوصيري (3/ 80/ ب).
1612 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا عُمارة (¬1) العَبْدي، عن أبي سعيد رضي الله عنه، أَنَّهُ ذَكَرَ حَدِيثًا فِي الْعَزْلِ، فَقَالَ: لَقَدْ عَزَلْتُ عَنْ أَمَةٍ لِي فولدتْ أَحَبَّ النَّاسِ إليّ هذا الغلام. ¬
1612 - تخريجه: الحديث في مسند الطيالسي (294). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 79/ ب). ولفظه تامًّا: عن أبي سعيد قَالَ: ذُكر عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- العزل فقال: "إن قضى الله عَزَّ وَجَلَّ شيئًا ليكونن وإن عزل"، قال أبو سعيد: ولقد عَزَلْتُ عَنْ أَمَةٍ لِي فَوَلَدَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إليّ هذا الغلام.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف جدًّا، فيه عمارة بن جوين أبو هارون العبدي، وهو متروك، ومنهم من كذّبه.
1613 - وقال مسدد: ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ (¬1) عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيب، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ البُنَانِي، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى ابن عمر رضي الله عنهما فَسَأَلَهُ عَنِ الْعَزْلِ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى مَا يَلِيهِ، فَوَلَّى الرَّجُلُ، فَحَصَبَه وَقَالَ: أُفّ. قَالَ عبد العزيز: فذكرت ذلك لأنس رضي الله عنه، فقال: ما كنا نرى به بأسًا. ¬
1613 - تخريجه: لم أجده لغير مسدد. ولم أجده في الإتحاف. عبد الوارث بن ذكوان العنبري.
الحكم عليه: هذا الإسناد صحيح، ورواته كلهم ثقات.
1614 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ وَأَصْحَابِ عَبْدِ الله (¬1) قالوا: لا بأس بالعزل. ¬
1614 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 80/ أ) بسند مسدد. وقد أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 218) عن غندر، عن شعبة، عن حماد، عن إبراهيم، أن علقمة وأصحاب عبد الله كانوا يعزلون. - يحيى بن سعيد القطان. - شعبة بن الحجاج. - حماد بن أبي سليمان: مسلم الأشعري مولاهم، أبو إسماعيل الكوفي الفقيه. - إبراهيم بن يزيد النخعي. - علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي، أبو شبل الكوفي.
الحكم عليه: هذا الإسناد رجاله ثقات كما قال البوصيري (3/ 80/ أ).
23 - باب إتيان المرأة في دبرها
23 - باب إتيان المرأة في دبرها (64) يأتي -إن شاء الله- من ذلك في تفسير سورة البقرة (¬1) (65) وتقدم بعضه في عشرة النساء (¬2). ¬
1615 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا عَمرو بْنُ عُبيد، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه.
1615 - تخريجه: أولًا: حديث عمران بن الحصين. الحديث في بغية الباحث (3/ 625: 481). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 70/ أ) بسند الحارث.
1616 - وَبِهِ، عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرة بْنِ جُنْدُبٍ رضي الله عنه. قال في رواية سَمُرة (¬1): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "مَحَاشُّ (¬2) النساءِ عَلَيْكُمْ (¬3) حَرَامٌ". وَقَالَ فِي رِوَايَةِ عِمْرَانَ (¬4) رضي الله عنه: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنْ تُؤْتَى النِّسَاءُ فِي أعجازهن. زاد فيها: قال الْحَسَنُ: وَهَلْ يَفْعَلُ ذَلِكَ إلَّا كُلُّ أَحْمَقَ فاجر!. ¬
1616 - تخريجه: ثانيًا: حديث سمرة بن جندب: في بغية الباحث (3/ 626: 482). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 70/ أ) بسند الحارث. وأخرجه أبو بكر بن خلاد في فوائده (10/ ب) عن الحارث به.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف جدًّا؛ لأنه من رواية الخليل بن زكريا، عن عمرو بن عبيد، وكلاهما متروك. وهناك أحاديث تقوم مقام هذين الحديثين ستأتي قريبًا إن شاء الله تعالى.
1617 - [1] وقال البزار: حدثنا مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقي قال (¬1): ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ زَمْعةَ بْنِ صَالِحٍ. قَالَ الدَّوْرَقِيُّ فِي رِوَايَتِهِ: عَنِ ابْنِ طاوس. قال مُحَمَّدٌ فِي رِوَايَتِهِ: عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرام. ثم اتفقا: عن ابن طاووس، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهَاد، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ تعالى، فإن الله عزَّ وجلّ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ في أدبارهنّ ". ¬
1617 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 70/ أ). وهذا الحديث رواه زمعة بن صالح واختلف عليه فيه. 1 - فرواه عنه عثمان بن اليمان واختلف عليه فيه أيضًا: (أ) فرواه أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن عثمان، عن زمعة، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن الهاد، عن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. أخرجه النسائي في عشرة النساء (131: 122). وأبو يعلى، كما هو هنا في الباب، ولم أجده في المطبوع، ولعله في الكبير. والفاكهي في حديثه عن أبي يحيى بن أبي مسرّة عن شيوخه (2/ 42/ ب). =
= (ب) ورواه محمد بن سعيد التستري، عن عثمان، عن زمعة، عن سلمة بن وهرام، عن طاوس، به. أخرجه البزار، كما هو هنا في الباب، وفي كشف الأستار (2/ 173: 1456). قال البزار: لا يروى عن عمر إلَّا من هذا الوجه. 2 - ورواه يزيد بن حكيم العدني، عن زمعة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، به. أخرجه النسائي في عشرة النساء (131: 123). ورواه يزيد، عن زمعة، عن ابن طاووس، عن أبيه، به. ذكره الدارقطني في العلل (2/ 167: 193). 3 - ورواه وكيع، عن زمعة، عن ابن طاووس، عن أبيه، وعن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن فلان، عن عمر. ولم يذكر طاووسًا في حديث ابن دينار. ذكره الدارقطني في العلل (2/ 167). هذا هو الخلاف في إسناد الحديث والراجح ما قاله الدارقطني في العلل: قال: وقول عثمان بن اليمان أصحها. اهـ. كذا أطلق الدارقطني وقد علمتَ أنه اختُلف فيه أيضًا على عثمان فما هو الراجح؟ الراجح هو ما أخرجه النسائي وأبو يعلى من طريق عثمان، عن زمعة، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن الهاد. عن عمر مرفوعًا. وذلك لأنه رواه عن عثمان كل من: أحمد الدورقي، وسعيد بن يعقوب الطالقاني. وهما ثقتان، بل إن الدورقي حافظ إمام. والمخالف لهما محمد بن سعيد التستري ذكره ابن حبان في الثقات فقط. =
= هذا هو الراجح، والله أعلم. وذكر الحافظ في التلخيص (2/ 181) أنه اختلف على زمعة أيضًا في رفع الحديث ووقفه؛ ولكن لم أجد من أخرجه موقوفًا، إلَّا أن المزِّيَّ قال في ترجمة زمعة في تهذيب الكمال (2/ 922): روى له النسائي حديثًا واحدًا من رواية عبد الله بن شداد، عن عمر: لا تأتوا النساء في أدبارهنّ. اهـ. ففهم الحافظ أن مقصود المزّي أن الحديث موقوف على عمر فقال في التهذيب (7/ 145): روى له النسائي حديثًا واحدًا موقوفًا عن عمر في النهي عن إتيان النساء في أدبارهن. اهـ. كذا قال، فإن كان ما قاله في التلخيص اعتمد فيه على هذا فلا -فإنه عند النسائي مرفوع كما سبق آنفًا- وإن كان وجده موقوفًا في كتاب آخر فنعم. والله أعلم.
الحكم عليه حديث الباب مداره على زمعة بن صالح الجندي وهو ضعيف بالاتفاق قال ابن حبان في المجروحين (1/ 312): كان رجلًا صالحًا، يهم ولا يعلم، ويخطىء ولا يفهم حتى غلب حديثه المناكير التي يرويها عن المشاهير. اهـ. والحديث ضعّفه الحافظ في التلخيص (2/ 181) بزمعة هذا. أمّا الهيثمي فقال في المجمع (4/ 298): رجال أبي يعلى رجال الصحيح خلا عثمان بن اليمان وهو ثقة. اهـ وتعقّبه تلميذه البوصيري فقال في الإتحاف (3/ 70/ أ): قال شيخنا الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وليس كما زعم، فإنما أخرج مسلم لسلمة -أي ابن وهرام- وزمعة متابعة وإلاَّ فهما ضعيفان، والحديث منكر لا يصح من وجه كما صرّح به البخاري، والبزار، والنسائي وغيرهم. اهـ. إلَّا أن تضعيف سلمة بن وهرام ليس على إطلاقه فقد وثقه ابن معين وأبو زرعة. وضعفه أبو داود. وتكلم أحمد وابن حبان وابن عدي في روايته عن زمعة. =
= والخلاصة أنه ضعيف في رواية زمعة عنه، صدوق في رواية غيره وانظر التهذيب (4/ 141) الأحاديث التي تشهد لحديث الباب، وتقوم مقام الحديث السابق قبل هذا: 1 - عن خزيمة بن ثابت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "إن اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، لَا تَأْتُوا النساء في أدبارهن". أخرجه النسائي في عشرة النساء (119)، وابن ماجه (2) (1924)، وابن أبي شيبة (4/ 253)، وأحمد في مسنده (5/ 213، 214، 215)، والدارمي في سننه (1/ 261 و 2/ 145)، وابن الجارود في المنتقى (728)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (43)، وابن حبان، كما في الإحسان (6/ 200: 2186) و 6/ 201: 4188)، والطبراني في الكبير (4/ 84: 3716، 3733)، والبيهقي في السنن (7/ 196)، وصححه ابن الملقن في الخلاصة (200)، وابن حزم في المحلّى (10/ 70)، والألباني في الإرواء (2005)، وجوّد المنذري أحد أسانيده (3/ 200). 2 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلًا، أو امرأةً في دبر". أخرجه النسائي في عشرة النساء (128: 115)، والترمذي في الرضاع (1165)، وقال: حسن غريب، وابن أبي شيبة (4/ 251)، وابن الجارود، وابن حبان، كما في الإحسان (6/ 202: 4191)، والسهمي في تاريخ جرجان (591). وصححه إسحاق بن راهويه كما في مسائل المروزي (221). 3 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله لا ينظر إلى رجل يأتي المرأةَ في دبرها". أخرجه أبو داود (2162)، والنسائي في عشرة النساء (133: 125)، وابن ماجه (1923)، وعبد الرزاق (11/ 442)، وابن أبي شيبة (4/ 253)، وأحمد (2/ 444)، والدارمي (1/ 260)، والبغوي في شرح السنة (9/ 107). =
= قال البوصيري في مصباح الزجاجة (684): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. اهـ. قال الحافظ في الفتح (8/ 191): فمن الأحاديث الصالحة الإسناد حديث خزيمة بن ثابت ... وحديث أبي هريرة ... وحديث ابن عبّاس. اهـ. وقال في التلخيص (3/ 181): وفي الباب أيضًا عن علي بن طلق أخرجه الترمذي، والنسائي، وابن حبان بلفظ (إن اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، لَا تَأْتُوا النساء في أعجازهنّ). وعن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أخرجه أحمد بلفظ: سئل عن الرجل يأتي المرأة في دبرها، فقال: (هي اللوطية الصغرى). وأخرجه النسائي أيضًا وأعله، والمحفوظ عن عبد الله بن عمرو من قوله، كذا أخرجه عبد الرزاق وغيره. وعن أنس أخرجه الأسماعيلي في معجمه، وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف. وعن أبيّ بن كعب في جزء الحسن بن عرفة بإسناد ضعيف جدًّا. وعن ابن مسعود عند ابن عدي بإسناد واهٍ، وعن عقبة بن عامر عند أحمد، وفيه ابن لهيعة. اهـ. وقال في الفتح (8/ 191): ذهب جماعة من أئمة الحديث -كالبخاري، والذهلي، والبزار، والنسائي، وأبي علي النيسابوري-، إلى أنه لا يثبت فيه شيء -أي في هذا الباب- قال الحافظ: لكنّ طرقهاكثيرة فمجموعها صالح للاحتجاج، به. اهـ. قال الذهبي في السير (14/ 128): قد تيقنّا بطرق لا محيد عنها نهي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ إِدْبَارِ النساء، وجزمنا بتحريمه، ولي في ذلك مصنف كبير. اهـ.
24 - باب الطيب للمتزوج
24 - بَابُ الطِّيْب لِلْمُتَزَوِّجِ 1618 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقية بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي محمد بن [نضيلة] (¬1)، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قال: أنه لما تزوج فاطمة رضي الله عنها، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "اجعل عامة الصداق في الطيب". ¬
1618 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 100/ ب) بسند إسحاق. وأخرجه البخاري من وجه آخر في التاريخ الكبير (4/ 60) ومن طريقه البيهقي في السنن (7/ 254): عن إسماعيل بن أبان، عن يحيى بن زكريا، عن عبد الجبار بن عباس، عن جعفر بن سعد بن عبيد الله الكاهلي، عن أبيه أن عليًا قال: لما خطبتُ فاطمة قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: هل لك من مهر؟ قلت: عندي راحلتي ودرعى، فبعتهما بأربعمائة وقال: أكثروا من الطيب لفاطمة فإنها امرأة من النساء. وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات فإن رجاله موثّقون ما عدا جعفر بن سعد ووالده فقد ذكرهما ابن حبان في الثقات ولم أجد فيهما جرحًا ولا تعديلًا. =
= فأمّا جعفر بن سعد فقد ذكره البخاري في تاريخه (2/ 193)، وابن أبي حاتم (2/ 481)، وابن حبان في الثقات (6/ 137). وأما والده فذكره البخاري في تاريخه (4/ 60)، وابن أبي حاتم (4/ 90)، وابن حبان في الثقات (4/ 297).
الحكم عليه: إسناد إسحاق فيه عمران بن جعفر لم أستطع معرفته، وشيخه مجهول فالحديث ضعيف بهذا الإسناد، والله أعلم. ولكنّ الحديث ورد عن علي من وجه آخر كما هو في تاريخ البخاري وله شاهد من حديث أنس رضي الله عنه في قصة زواج فاطمة رضي الله عنها، قال: فلقيَ -يعني علي بْنُ أَبِي طَالِبٍ- رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فقال: إني أريد أن أتزوج فاطمة، قال: "فافعل"، قال: ما عندي إلَّا درعي الحُطَمِيَّه، قال: "فاجمع ما قدرت عليه وائتني به"، قال: "فأتاه بثنتي عشرة أوقيه، أربع مائة وثمانين، فأتى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فزوجه فاطمة، فقبض ثلاث قبضات فدفعها إلى أمّ أيمن، فقال: "اجعلي منها قبضة في الطيب. أحسبه قال: والباقي ما يصلح المرأة من المتاع ... ". أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 153: 1409). قال الهيثمي في المجمع (9/ 209): رواه البزّار وفيه محمد بن ثابت بن أسلم وهو ضعيف.
25 - باب ما يقال للمتزوج
25 - بَابُ مَا يُقال لِلْمُتَزَوِّجِ 1619 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وَهْب بْنُ بَقِيَّةَ، نبا خَالِدٌ، عَنْ [أَبِي مَسلمة] (¬1)، عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: بعثتني أم سلمة إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَخَرَجْنَا- وَكَانَ حديث عهد بعرسِ زينبَ بنتِ جحش رضي الله عنها، فَمَرَّ بنسائه، فهَنْئْنَه، وهَنأه النَّاسُ فَقَالُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ أقرَّ اللَّهُ عينَك يا رسول الله. الحديث. ¬
1619 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (6/ 339: 3666) بتمامه. وللحديث متابعة قاصرة: فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَنَى النبي -صلي الله عليه وسلم- بزينب بنت جحش بخبز ولحم ... فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فانطلق إلى حجرة عائشة فَقَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ "، فقالت: وعليك السلام ورحمة الله، كيف وجدت أهلك بارك الله لك. فتقرَّى حُجَر نسائه كلهنّ، يقول لهنّ كما يقول لعائشة، ويقلن له كما قالت عائشة. =
= أخرجه البخاري في صحيحه (8/ 527: 4793)، كتاب التفسير، باب {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ...}. وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (257: 271)، ما يقول صبيحة بنائه وما يقال له. كلاهما من طريق عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عن أنس به، وقد تفردا به، قاله ابن كثير في تفسيره (3/ 512). وفي رواية أخرى للنسائي (272)، عن حميد، عن أنس قال: أوَلم رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ بني بزينب، فأشبع المسلمين خبزًا ولحمًا، ثم خرج إلى أمهات المؤمنين فسلم عليهن وسلمن عليه ودعون له، فكان يفعل ذلك صبيحة بنائه. وهب بن بقية بن عثمان الواسطي، أبو محمد. - خالد: خالد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد الطّحان الواسطي. - أبو مسلمة: سعيد بن يزيد بن مسلمة الأزدي، ثم الطاحي، أبو مَسلمة البصري القصير. - أبو نضرة: المنذر بن مالك بن قُطَعة -بضم القاف وفتح الطاء المهملة- العَوَقي -بفتح العين المهملة والواو أبو نَضرَة البصري.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى رجاله كلهم ثقات، من رجال مسلم. قال الهيثمي في المجمع (9/ 247): رجاله رجال الصحيح. وللحديث شاهد يؤيده: من حديث جابر رضي الله عنه حينما تزوج امرأة فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "بارك الله لك"، أو قال له خيرًا. وهو حديث متفق عليه، وقد تقدم.
26 - باب عرض المرأة على الرجل الصالح
26 - بَابُ عَرْضِ الْمَرْأَةِ عَلَى الرَّجُلِ الصَّالِحِ (66) حَدِيثُ أنس رضي الله عنه أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنَةٌ لِي كَذَا وَكَذَا، فَذَكَرَتْ مِنْ حُسْنِها قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قَدْ قَبِلْتُهَا". سيأتي إن شاء الله تعالى فِي كِتَابِ كَفَّارَاتِ الْمَرَضِ (¬1). (67) وَحَدِيثُ الْفَضْلِ بْنِ عباس رضي الله عنهما أن أعرابيًا كانت مَعَهُ ابْنَةٌ حَسْنَاءُ فَجَعَلَ يَعْرِضُهَا لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. تقدم في أحكام النظر (¬2). 1620 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بكر، عن سنان بن ربيعة الباهلي، عن أنس رضي الله عنه قال: إن امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بنتٌ لِي كَذَا وَكَذَا ... فَذَكَرَتْ مِنْ حُسْنِهَا وَجَمَالِهَا فَأُوثِرُكَ بِهَا. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قَدْ قَبِلْتُهَا" فَلَمْ تَزَلْ تَمْدَحُهَا حَتَّى ذَكَرَتْ أَنَّهَا لم تصدع ولم تشتك شيئًا قط، قال - صلى الله عليه وسلم -: " لَا حَاجَةَ لِي فِي ابْنَتِكِ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بهذا. ¬
1620 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (7/ 232: 4234). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 63/ أ) بسند ابن أبي شيبة، وعزاه أيضًا لأبي يعلى. وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 155) عن عبد الله بن بكر، به.
الحكم عليه: هذا الإسناد حسن , لأن فيه سنان بن ربيعة وهو صدوق وفيه لين. وهذا الحديث أورده الهيثمي في المجمع (2/ 294)، باب فيمن لم يمرض. وقال: رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات. اهـ. ولكن سنان بن ربيعة ينزل عن مرتبة الثقة. وهذا الحديث ليس على شرط الحافظ هنا، فليس هو من الزوائد لأنه في مسند الإِمام أحمد بن حنبل.
27 - باب قلة النساء الصالحات
27 - باب قلّة النساء الصّالحات 1621 - قال عبد: حدثنا إبراهيم بن الأشعث، بنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، ثنا بَقِيَّةُ بن الوليد، حدثني [بَحِيرْ بن سعد] (¬1)، عن خالد بن مَعْدان، عن كَثير بن مرة الحضرمي، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَيْهَا مع أبي بكر رضي الله عنه فَقَالَ لَهَا: يَا عَائِشَةُ أَطْعِمِينَا، قَالَتْ: وَاللَّهِ ما عندنا طعام، فقال -صلى الله عليه وسلم-: أَطْعِمِينَا، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا طَعَامٌ، فَقَالَ: أَطْعِمِينَا، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا طَعَامٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ الله إن الْمَرْأَةُ الْمُؤْمِنَةُ لَا تَحْلِفُ على الشَيْءِ أَنَّهُ ما هو عندها وهو عندها، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "وَمَا يُدْرِيكَ أَمُؤْمِنَةٌ هِيَ أَمْ لَا؟ إِنَّ مثل المرأة المؤمنة من النِّسَاءِ كَمَثَلِ الْغُرَابِ الْأَعْصَمِ فِي الْغِرْبَانِ، وَإِنَّ النَّارَ خُلِقَتْ لِلْسُفَهَاءِ، وَإِنَّ النِّسَاءَ مِنَ السُّفَهَاءِ إلَّا صاحبة المشط والمصباح". ¬
1621 - تخريجه: الحديث في المنتخب من مسند عبد بن حميد (3/ 240: 1526). ولم أجده في الإتحاف ولا غيره.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف، لضعف إبراهيم بن الأشعث البخاري. وللحديث شواهد منها: 1 - قال ابن أبي شيبة: حُدثت عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ مُطَّرِحٍ -هُوَ ابْنُ يَزِيدَ-، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"مَثَلُ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ فِي النِّسَاءِ كَمَثَلِ الْغُرَابِ الْأَعْصَمِ" قِيلَ: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما الأعصم؟ قال: "الذي إحدى يديه بيضاء". أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 56/ ب)، وقال: إسناده ضعيف، لضعف مطرح بن يزيد أبي طالب، وجهالة شيخ ابن أبي شيبة. وأورده الهيثمي أيضًا في المجمع (4/ 273)، وقال: رواه الطبراني وفيه مطرح بن يزيد وهو مجمع على ضعفه. اهـ. 2 - عن عمارة بن خزيمة قال: خرجنا مع عمرو بن العاص متوجهين إلى مكة فإذا نحن بإمرأة عليها جبائر لها وخواتيم، وقد بسطت يدها إلى الهودج، فقال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإذا نحن بغربان -يعني وفيها غرابٌ أحمرُ المنقار والرجلين- فقال: "لا يدخل الجنة من النساء إلَّا قدر هذا الغراب في هؤلاء الغربان". أخرجه الإِمام أحمد (4/ 197: 205). وأبو يعلى في مسنده (13/ 328: 7343)، من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عن عمارة. وأخرجه الحاكم (4/ 602)، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. اهـ. ولكنّ أبا جعفر الخطمي وعمارة لم يخرج لهما مسلم. قال الهيثمي في المجمع (1/ 399) رواه أحمد ورجاله ثقات. اهـ. =
= وهو كما قال. وقد صححه الألباني في الصحيحة (1850). 3 - عن عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الفساق هم أهل النار"، قيل: يا رسول الله ومن الفساق؟ قال:"النساء"، قال رجل: يا رسول الله أولسن أمهاتنا وأخواتنا وأزواجنا! قال: "بلى، ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن وإذا ابتلين لم يصبرن". أخرجه الإِمام أحمد (3/ 428)، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي راشد، عن عبد الرحمن. قال الهيثمي (10/ 394): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي راشد الخبراني وهو ثقة. اهـ. وهو كما قال. وفي المسند تصحيف في اسم ابن أبي كثير، فقد جاء: (يحيى بن أبي نمير)، وليس في الرواة أحد بهذا الاسم. 4 - عن أبي موسى رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كَمُلَ من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلَّا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون". أخرجه البخاري في الأطعمة (9/ 551: 5418)، باب الثريد. ومسلم في الفضائل (4/ 1886: 2431)، فضائل خديجة. فهذه الشواهد كلها تشهد لآخر الحديث وبها يرتقي إلى الحسن لغيره. أمّا القصة فلم أجد لها شاهدًا. والله أعلم.
28 - باب النهي عن الجماع نصف الشهر وغرته، والأمر بالتستر عند الجماع، وجواز رؤية الفرج
28 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجِمَاعِ نِصْفَ الشَّهْرِ وغُرّته، وَالْأَمْرِ بِالتَّسَتُّرِ عِنْدَ الْجِمَاعِ، وجَوَاز رُؤْيَةِ الفرْج 1622 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِد، نبا حَمَّادُ بْنُ عَمرو، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدّاد، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا عَلِيٌّ لَا تُجامع امْرَأَتَكَ نصفَ الشهرِ، وَلَا عندَ غُرّة الْهِلَالِ، أما رأيت المجانين يُصْرَعُون فيها كثيرًا".
1622 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (3/ 593) مطوّلًا. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 46/ أ). - جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف بالصادق.
الحكم عليه: هذا الإسناد تالف، فيه حماد النصيبي وهو متروك، وعبد الرحيم بن واقد ضعيف، والسري بن خالد مجهول. قال البوصيري في الإتحاف (3/ 46/ أ): هذا إسناد مسلسل بالضعفاء. اهـ. ولم أجد حديثًا فيه النهي عن الجماع في وقت من الشهر دون غيره.
1623 - حدثنا (¬1) إسماعيل بن أبي (¬2) إسماعيل، نبا إسماعيل ابن عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُم، عن سعد بن مسعود الكِنْدي، قال: إن عثمان بن مَظْعون رضي الله عنه، أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى عَوْرَةِ امْرَأَتِي، وَلَا تَرَى ذَلِكَ مِنِّي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ولم ذاك؟ إن الله تعالى جعلك لباسًا لها، وَأَنَا أَرَى ذَلِكَ مِنْ أَهْلِي وَيَرَوْنَهُ مِنِّي " قَالَ: فَمَنْ يَعْدِل بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! ثُمَّ وَلَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ ابْنَ مَظْعُونٍ لَحَيِّيّ سَتِيْر". ¬
1623 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (3/ 624: 480). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 68/ أ) بسند الحارث. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 394)، قال: أخبرنا محمد بن يزيد الواسطي، ويعلي بن عبيد الطنافسي قالا: أخبرنا الإفريقي، عن سعد بن مسعود، وعمارة بن غراب اليحصبي أن عثمان بن مظعون ... فذكره. وأخرجه عبد الرزاق (6/ 195: 10471)، عن يحيى بن العلاء، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في الأوسط , كما في نصب الراية (4/ 245)، والمجمع (4/ 294).
الحكم عليه: إسناد الحارث فيه إسماعيل المؤدب وعبد الرحمن الإفريقي وهما ضعيفان، وسعد بن مسعود الكندي تابعي لم يحضر هذه القصة ولا يمكن أن يرويها عن عثمان بن مظعون لتقدم موت عثمان، فهو مرسل. =
= إلَّا أن رواية ابن سعد تخفف من هذا الضعف: فقد رواه عن محمد بن يزيد الواسطي، ويعلي بن عبيد الطنافسي عن الإفريقي، وهذه متابعة قوية لإسماعيل بن عياش، إذ إن الواسطي والطنافسي ثقتان، ويبقى ضعف الإفريقي والإرسال وهذا ضعف ينجبر لو وجدنا له شاهدًا أو متابعًا. ولم أجد شيئًا من ذلك بخصوص هذه القصة، والعلم عند الله. قال الزيلعي في نصب الراية (4/ 246): قال الشيخ في الإِمام: ويجب أن ينظر في هذا الحديث، أمسند هو، أم مرسل؟. اهـ. قلت: بل هو مرسل كما تقدم.
1624 [1]- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مِنْدَل، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِل، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: "إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فلْيَسْتَتِر، وَلَا يتجرَّدَانِ تَجَرُّدَ العَيْرين (¬1). [2] ورواه الْبَزَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَهْوَازِيِّ عَنْ أَبِي غَسَّانَ (¬2). وَقَالَ: أَخْطَأَ فِيهِ مِنْدَلٌ. وذَكَر شَريك أَنَّهُ كَانَ هُوَ وَمِنْدَلٌ عِنْدَ الْأَعْمَشِ، فَحَدَّثَهُمْ عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ عَنْ أَبِي قِلابة بِهَذَا الحديث مرسلًا. ¬
1624 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 67/ ب) بسند ابن أبي شيبة. وهذا الحديث رواه الأعمش واختلف عليه فيه: 1 - فرواه مِنْدَلٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عبد الله. مرفوعًا. أخرجه ابن أبي شيبة في المسند، كما هو هنا، والبزار في مسنده , كما في كشف الأستار (2/ 170: 1449). والعقيلي في الضعفاء (4/ 266) في ترجمة مندل، والهيثم بن كليب في مسنده (1/ 64)، والطبراني في الكبير (10/ 242: 10443)، والبيهقي في السنن (7/ 193). 2 - ورواه شريك، عن الأعمش، عن عاصم، عن أبي قلابة، مرسلًا. أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2448)، والخطيب في تاريخه (13/ 248). =
= وتابع الأعمش على ذلك: أبو معاوية عن عاصم، به، أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 402). وأبو شهاب، وابن عيينة، عن عاصم، به، ذكره الدارقطني في العلل (5/ 110: 757). وتابع عاصمًا على ذلك أيوب: أخرجه عبد الرزاق (6/ 195: 10470). والصواب من ذلك هذه الرواية الثانية، والأولى خطأ من مندل، وذلك للآتي: 1 - أن شريك كان هو ومندل عند الأعمش، وعنده عاصم الأحول فحدّث عاصم عن أبي قلابة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا، فحمله مندل على الخطأ. 2 - قال أبو زرعة والبزار: أخطأ فيه مندل. اهـ. وهذا حكم من إمامين. 3 - أن البيهقي قال: تفرد به مندل بن علي وليس بالقوي. اهـ. فهو ضعيف ولا يقدر على مخالفة شريك لأنه أقوى منه. 4 - أن الدارقطني قال في العلل (5/ 110) عن الرواية الثانية أنها الصواب، وقال: ولا يصح عن أبي وائل. 5 - أن مندلًا قد رجع عن خطأه هذا لمّا تبين له، فقد روى الخطيب في تاريخه (13/ 248) أن مندلًا حينما علم بأن شريكًا كذّبه، قال مندل: لعل الأعمش حدّث بحديث فوصل هذا فيه فتوهمته. اهـ. قال الراوي: ورجع عنه، أي مندل. فمن هذا يتبين أن رواية مندل خطأ منه، والرواية الثانية هي الصواب، والله أعلم. - أبو وائل: شقيق بن سَلَمة الأسدي، الكوفي.
الحكم عليه: حديث الباب بهذا الإسناد ضعيف وذلك لأمرين: 1 - ضعف مندل بن علي الحنفي. 2 - أنه أخطأ في هذا الحديث وخالف من هو أقوى منه. =
= والصواب أنّه مرسل وليس بمتصل. ثم إن المرسل مع ضعفه فهو من رواية شريك القاضي وقد ساء حفظه بآخره، لكن لشيخه الأعمش متابع، وكذلك لشيخ شيخه متابع كذلك. فهو مرسل ضعيف بسبب شريك. قال الهيثمي في المجمع (4/ 293): رواه البزار والطبراني وفيه مندل بن علي وهو ضعيف وقد وثق -وقال البزار: أخطأ مندل في رفعه والصواب أنه مرسل- وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. والحديث قد روي عن بعض الصحابة فمنهم: 1 - عن عتبة بن عبدٍ السلمي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أتى أحدكم أهله فليستتر ولا يتجرد تجرد العيرين". أخرجه ابن ماجه (1/ 618: 1921). وضعفه البوصيري في الإتحاف (3/ 68/ أ) وزوائد ابن ماجه. وضعفه العراقي في تخريجه الإحياء (1399). 2 - عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أهله فليلقي على عَجُزِه وعجزها شيئًا، ولا يتجردان تجرد العيرين". أخرجه النسائي في عشرة النساء (142: 143)، وقال: هذا حديث منكر، وصدقة بن عبد الله ضعيف. وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1393) من هذه الطريق. وضعّفه عبد الحق في أحكامه، وابن القطان، كما في نصب الراية (4/ 246). 3 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أتى أحدكم أهله فليستتر، فإنه إذا لم يستتر استحيت الملائكة فخرجت، وبقي الشيطان، فإذا كان بينهما ولد كان للشيطان فيه نصيب". أخرجه البزار- كما في كشف الأستار (2/ 169: 1448)، وقال البزار: لا نعلمه مرفوعًا إلَّا بهذا الإسناد عن أبي هريرة فقط، وإسناده ليس بالقوي. اهـ. =
= قال الهيثمي في المجمع (4/ 293): رواه البزار، والطبراني في الأوسط , وإسناد البزار ضعّفه، وفي إسناد الطبراني أبو المثيب صاحب يحيى بن أبي كثير، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجال الطبراني ثقات، وفي بعضه كلام لا يضر. اهـ. وقوله (أبو المثيب) تصحيف وإنما هو (أبو المنيب) وقد ترجمه الحافظ في اللسان (7/ 111) وذكر له هذا الحديث ونقل عن أبي أحمد الحاكم أنه قال: هذا حديث منكر، وعبيد الله بن زحر منكر الحديث، وأبو المنيب رجل مجهول. اهـ. 4 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أتى أحدكم أهله فليستتر، ولا يتجرد تجرُّد العيرين". قال الهيثمي (4/ 294): رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف. اهـ. فهذه أربعة أحاديث ضعيفة، وبعضها أضعف من بعض: أمّا الأول والأخير فإنها تقبل المتابعة، فإذا جمعنا بينهما وأضفناهما إلى الحديث المتقدم المرسل الصحيح فلا شك أنها تكتسب قوة، ثم إذا أضفنا إليها الحديث الثاني أشعر أن للباب أصلًا خاصة مع تعدد مخارج الحديث، لكنه يبقى ضعيفًا، والله أعلم. ويمكن حمله على الكراهة التنزيهية كما قال الإِمام الشافعي، وانظر البيهقي (7/ 193).
29 - باب التحريض على نكاح ذات الدين وغبطة من له زوجة مؤمنة
29 - بَابُ التَّحْرِيضِ عَلَى نِكَاحِ ذَاتِ الدِّينِ وَغِبْطَةِ مَنْ لَهُ زَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ 1625 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (¬1)، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ وَيَحْيَى بْنِ جَعدة قَالَا: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لجَمالِها، وَمَالِهَا، وحَسَبِها (¬2)، ودِيْنها، فَعَلَيْكَ بذات الدِّينِ والخُلُقِ تَرِبَتْ يَدُكَ. * هذا مرسل (¬3) حسن. ¬
1625 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 59/ أ) بسند مسدد. أخرجه سعيد بن منصور (1/ 141: 502)، وابن أبي شيبة (4/ 311)، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن يحيى بن جعدة -رفعه- قال: تنكح المرأة على دينها وخلقها ومالها وجمالها، أين بك عن ذات الخلق والدين تربت يمينك. وقال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن مجاهد، عن يحيى بن جعدة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: تنكح المرأة على مالها، وعلى حسبها، وعلى جمالها، وعلى دينها .. فعليك بذات الدين تربت يمينك.
الحكم عليه: هذا الإسناد صحيح مرسل، فرجاله كلهم ثقات، وليس فيه علة. وما أدري لماذا قال الحافظ هنا: هذا مرسل حسن. اهـ. مع أنه أعلى من الحسن بكثير، فلعله لم يقصد الحسن الاصطلاحي. وهذا الحديث ثابت من طرق متصلة صحيحة منها: 1 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك". أخرجه البخاري في النكاح (9/ 132)، باب الأكفاء في الدين. ومسلم في الرضاع (2/ 1086)، باب استحباب نكاح ذات الدين. 2 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن المرأة تنكح على دينها ومالها وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك". أخرجه مسلم في الرضاع (2/ 1087). 3 - عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تنكح المرأة على إحدى ثلاث خصال: جمالها ودينها وخلقها فعليك بذات الدين والخلق". أخرجه ابن حبان، كما في الموارد (302: 1231). والحاكم (2/ 161)، وقال: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
1626 - حَدَّثَنَا (¬1) سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ -يَرْوِيهِ- قَالَ: خَيْرُ فَائِدَةٍ اسْتَفَادَهَا الْمُسْلِمُ بَعْدَ الْإِسْلَامِ، امْرَأَةٌ: تَسره إِذَا نَظَر إِلَيْهَا، وتُطيعه إِذَا أَمَرَهَا، وتَحفظُه فِي مَالِهِ وَنَفْسِهَا (¬2) إذا غَاب. ¬
1626 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 56/ أ) بسند مسدد. وأخرجه سعيد بن منصور (2/ 141: 501)، وابن أبي شيبة (4/ 308)، عن سفيان، به. ولفظه: "خير فائدة استفادها المرء المسلم بعد إسلامه امرأة جميلة ... " الحديث.
الحكم عليه: هذا الإسناد صحيح مرسل. وللحديث شواهد منها: 1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي النساء خير؟ قال: "التي تسرّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره". أخرجه النسائي (6/ 68). والإمام أحمد (2/ 251) و (432) و (438)، والحاكم (2/ 161)، وقال: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي، وقال العراقي (2/ 127): سنده صحيح. اهـ. وتعقبهم الألباني في الصحيحة (1838)، وقال: بل هو حسن فقط. وذلك لأجل محمد بن عجلان، ثم ذكر له متابعًا ضعيفًا عند الطيالسي (306: 2325). 2 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قال: "خير النساء تسرك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك". قال الهيثمي (4/ 273): رواه الطبراني، وفيه زريك بن أبي زريك ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. اهـ. =
= قلت: زريك بن أبي زريك وثقه ابن معين وابن الجنيد، وله ترجمة في التاريخ الكبير (3/ 451)، والجرح (3/ 624)، والثقات (6/ 348). 3 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إلا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ: إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِذَا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته". أخرجه أبو داود في سننه (2/ 126: 1664). والحاكم في مستدركه (1/ 408)، وقال: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. وصحح إسناده العراقي في تخريج الأحياء (2/ 36). وأخرجه الحاكم أيضًا من طريق أخرى (2/ 333). وأعلّه الألباني في الضعيفة (1319): بالانقطاع في الطريق الأولى والضعف في الطريق الثانية. 4 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنَّهُ كَانَ يقول: "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرًا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرّته، وإن أقسم عليها أبرّته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله". أخرجه ابن ماجه (1/ 596: 1857)، من طريق عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم، عن أبي أمامة. وهذا إسناد ضعيف، لضعف عثمان في روايته عن الألهاني، وأيضًا لضعف الألهاني نفسه. 5 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة". أخرجه الإِمام مسلم في الرضاع (2/ 1090: 1467). فهذه الأحاديث: الأول منها حسن، والثاني رجاله ثقات، والثالث والرابع ضعيفان، والخامس في صحيح مسلم، تشهد لحديث الباب المرسل، والله أعلم.
1627 [1]- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيد، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عن [أبي] (¬1) مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرّة، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنَّهُ كَانَ يقول: "ثَلَاثٌ قَاصِمَات (¬2) الظَّهْر: فقرٌ دَاخِلٌ لَا يجدُ صَاحِبُهُ مُتَلَذَّذًا، وزَوْجةٌ يَأْمَنْها صَاحِبها وتَخُونه، وإمَامٌ أَسخطَ الله تعالى وأَرْضى النَّاسَ. وإِنَّ بِرَّ الْمُؤْمِنَةِ كَمَثَلِ سَبْعِينَ صِدِّيقَةً، وَإِنَّ فُجور الفَاجِرة كفجورِ أَلفِ فَاجِرَةٍ". [2] تابعه أبو اليمان، عن [أبي] (1) مهدي: سعيد بن سنان، أخرجه البزار. ¬
1627 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (3/ 622: 478). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 56/ ب) بسند الحارث. وأخرجه البزار، كما في كشف الأستار (2/ 157: 1414)، من طريق أبي اليمان عن أبي مهدي، عن أبي الزاهرية به، ولم يذكر الثالثة وهي: فقر داخل لا يجد صاحبه متلذذًا. قال البزار بعده: ذهب عني واحدة. - داود بن رُشَيْد -بالتصغير- الهاشمي مولاهم، أبو الفضل الخوارزمي، نزيل بغداد. - محمد بن حرب الخَوْلاني، أبو عبد الله الحمصي، المعروف بالأَبرَش، بالمعجمة. =
= - أبو مهدي: سعيد بن سنان الحنفي، ويقال الكِنْدي الحمصي. - أبو الزاهرية: حُدَيْر بن كريب الحضرمي -ويقال الحِمْيري- الحمصي. - كثير بن مُرّة الحضرمي. - أبو اليمان: الحكم بن نافع البَهْراني -بفتح الموحدة- مولاهم، أبو اليمان الحمصي.
الحكم عليه: هذا الإسناد فيه أبو مهدي سعيد بن سنان وهو متروك. فالحديث ضعيف جدًّا. ورواية البزار من هذه الطريق نفسها، قال البزار: علته سعيد بن سنان. قال الهيثمي في المجمع (4/ 272): رواه البزار وفيه سعيد بن سنان وهو متروك. ولم أجد حديثًا يقوم مقامه، والله أعلم.
1628 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّمَا النِّسَاءُ لُعَب، فَمَنِ اتَّخذ لُعبة فليحسِّنْها (¬1) أو فليستحسنها". ¬
1628 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (3/ 623: 479). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 56/ ب) بسند الحارث. ولم أجده لغيره.
الحكم عليه: هذا الإسناد فيه زهير الخراساني ورواية أهل الشام عنه ضعيفة، وهي هنا كذلك. والحديث مرسل. وقد ضعفه الألباني في الضعيفة (462) بهاتين العلتين، وزاد علّة ثالثة وهي عدم معرفته شيخ الحارث. والسبب في ذلك أنّه تصحّف في الزوائد إلى أحمد بن يزيد، فلم يعرفه. والذي هنا وعند البوصيري في الإتحاف هو محمد بن يزيد، وهو ابن أبي فروة الرهاوي معروفٌ من رجال التقريب، والله أعلم. ولم أجد له شاهدًا.
30 - باب إدخال المرأة على زوجها
30 - بَابُ إِدْخَالِ الْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا (¬1) 1629 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَعَنْ أَبِي يَزِيدَ المديني قالا: لما أهديت فاطمة إلى علي بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عَلِيٍّ: أَنْ لَا تَقْرَبْ أَهْلَكَ حَتَّى آتيك، قالت: فجاء النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَعَا بِمَاءٍ، فَقَالَ: فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ نَضَحَ الْمَاءُ (¬2) عَلَى صَدْرِ عَلِيٍّ وَوَجْهِهِ، ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ فَقَامَتْ تَعْثُرُ فِي ثَوْبِهَا من الحياء فنضح عَلَيْهَا أَيْضًا، ثُمَّ نَظَرَ فَإِذَا سَوَادٌ وَرَاءَ الْبَيْتِ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: أَنَا، فقال: أسماء بنت عميس، فقالت: نعم، قال: أجئت مَعَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ كَرَامَةً لِرَسُولِ اللَّهِ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَدَعَا لِي بِدُعَاءٍ إِنَّهُ لَأَوْلَى عَمَلِي عِنْدِي، فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ إِنِّي لَمْ آلُ أَنْ أَنْكَحْتُ أَحَبَّ أَهْلِي إلىَّ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: دُونَكَ أَهْلَكَ ثُمَّ وَلَّى إِلَى حُجْرَةٍ فَمَا زَالَ يَدْعُو لَهُمَا حَتَّى دَخَلَ حُجْرَةً. قُلْتُ: رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، لَكِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ كَانَتْ فِي هَذَا الْوَقْتِ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ زَوْجِهَا جَعْفَرٍ، لَا خِلَافَ فِي ذَلِكَ، فَلَعَلَّ ذَلِكَ كَانَ لِأُخْتِهَا سَلْمَى بِنْتِ عُمَيْسٍ، وَهِيَ امْرَأَةُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (¬3). ¬
1630 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَان -هُوَ ابْنُ فَرّوْخ- ثنا مُبارك بْنُ فُضَالة، عَنْ عَاصِمِ بن بَهْدَلَة، عمن حدثه عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إن رجلا أتى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّ امرأة قد أعجبتني لا تلد، أفأتزوّجها؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا"، فأعرضَ عنها ثم تَبِعَتْها نفسُه، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْجَبَتْنِي هَذِهِ المرأةُ وَنَحْوها، أعجبني دَلُّها ونحوها، فأتزوجها؟ قال: "لا، امرأة سَوْدَاءُ وَلُودٌ أَحَبُّ إليَّ مِنْهَا، أَمَا شَعَرْتَ أَنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَجِيءُ ذَرَاري الْمُسْلِمِينَ آخِذِينَ بحَقْوي آبَائِهِمْ فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، حَتَّى أَرَى السَّقْط [مُحْبَنْطِئًا] (¬1) مُتَقَاعِسًا، فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وأبوي؟ فيقول الله عز وجل: (ادخل أنت الجنة وأبواك الجنة) ¬
1630 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب) بسند أبي يعلى. وذكره أيضًا في المجردة (2/ 197/ ب)، وعزاه لأبي يعلى. ولم أجده في مسند أبي موسى من مسند أبي يعلى، فلعله في الكبير. ولم أجده عن أبي موسى لغير أبي يعلى. وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (6/ 60: 10344) بنحوه مقطوعًا. قال: عن معمر، عن عبد الملك بن عمير، وعاصم بن بهدلة إن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ابنة عم لي ذات مِيسم ومال، وهي عاقر، أفأتزوجها؟ فنهاه عنها، مرتين أو ثلاثًا، ثم قَالَ: "لامرأةٌ سَوْدَاءُ وَلُودٌ أَحَبُّ إلىَّ مِنْهَا، أما علمت أني مكاثر =
= بكم الأمم، وإن أطفال الأمم المسلمين يقال لهم يوم القيامة: ادخلوا الجنة فيتعلَّقون بأحقاء آبائهم وأمهاتهم، فيقولون: ربنا آباؤنا وأمهاتنا، قال: فيقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم وأمهاتكم، قال: ثم يجيء السقط فيقال له: ادخل الجنة، قال: فيظل محبنطئًا -أي متقعسًا- فيقول: أي ربّ أبي وأمي حتى يلحق به أبوه ". اهـ. وهذه هي نفس القصّة، وكأنّ السياق هنا لعبد الملك بن عمير، وإنّما سقته لأجل الاختلاف بين هذا اللفظ ولفظ عاصم الذي تقدم في حديث الباب.
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف لأمرين: تدليس مبارك بن فضالة، وقد عنعن. وفيه راوٍ مبهم ولم يسمَّ، قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لجهالة التابعي. اهـ. وللحديث شواهد توصله إلى الحسن لغيره. وستأتي في الحديث الآتي.
1631 - وقال أبو يعلى أيضًا: حدثنا عَمرو بن الحُصين (¬1)، عن حَسَّان بْنُ [سِيَاه] (¬2)، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ذَروا الحسْناء العَقِيم، وَعَلَيْكُمْ بالسَّوْدَاء الوَلُوْد، فَإِنِّي مُكَاثر بكم الأُمَمَ، حَتَّى السِّقط يَظَلُّ [مُحْبَنْطِئًا] (¬3) بِبَابِ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ له: ادخل الجنة، فيقول: حتى يدخل والديَّ معي". ¬
1631 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ أ) بسند أبي يعلى. وذكره في المجردة (2/ 197/ ب)، وعزاه لأبي يعلى. ولم أجده في مسند أبي يعلى، فلعله في الكبير. وهذا الحديث من طريق عاصم بن بهدلة، وقد اختلف عليه فيه: فرواه حَسَّانُ بْنُ سِيَاهْ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. أخرجه أبو يعلى، كما هو هنا. وعنه ابن عدي في الكامل (2/ 780)، وقال ابن عدي: وهذا لا يرويه عن غير حسان بن سياه. اهـ. ورواه أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن رجل لم يسمّه، عن عبد الله. ذكر هذه الرواية الدارقطني في العلل (5/ 73)، ولم أجد من أخرجها. وبهذا يتبين عدم صحة قول ابن عدي: لا يرويه عن عاصم غير حسان. قال الدارقطني: والصحيح قول أبي بكر بن عيّاش.
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف جدًّا، وذلك لأن عمرو بن الحصين، وحسان بن سياه =
= ضعيفان جدًّا، بل إن الأول متروك. وللحديث طريق أخرى ذكرها الدارقطني، ولكنها ضعيفة بسبب الإبهام في أحد رواته. والحديث ورد عن غير ابن مسعود: 1 - عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب ومال إلَّا أنها لا تلد، أفأتزوَّجها؟ فنهاه، ثم أتاه الثانية فقال له مثل ذلك، ثم أتاه الثالثة فقال له: "تزوَّجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم". أخرجه أبو داود في سننه (2/ 542). والنسائي في سننه (6/ 65). والحاكم في مستدركه (2/ 161). كلهم من طريق منصور بن زاذان، عن معاوية بن قرّة، عن معقل. وهذا الإسناد رجاله ثقات، وإسناد أبي داود إلى منصور ثقات عدا مستلم بن سعيد الثقفي فهو صدوق. 2 - عن شرحبيل بن شفعة، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "يقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنّة، قال: فيقولون: يا ربّ حتى يدخل آباؤنا وأمهاتنا، قال: فيأتون، قال: فيقول الله عز وجل: ما لي أراهم محبنطئين ادخلوا الجنّة، قال: فيقولون: يا رب آباؤنا وأمهاتنا، قال: فيقول: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم". أخرجه الإِمام أحمد (4/ 105)، قال: ثنا أبو المغيرة، ثنا حريز، قال: ثنا شرحبيل بن شفعة. قال الهيثمي في المجمع (10/ 383): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شرحبيل وهو ثقة. اهـ. وهو كما قال، إلّا أن الحافظ ابن حجر قال في التقريب عن =
= شرحبيل: إنه صدوق. 3 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم أباه -أو قال أبويه- فيأخذ بثوبه -أو قال بيده- كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا فلا يتناهى أو قال: فلا ينتهي حتى يدخله الله وإياه الجنة". أخرجه مسلم (4/ 2029: 2635)، كتاب البر والصلة، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه. وأخرجه الإمام أحمد (2/ 488 و510). وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (47: 145)، مقتصرًا على أوله. 4 - عن معاوية بن حيدة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "سوداء ولود خير من حسناء لا تلد، وإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة، حتى بالسقط محبنطئًا على باب الجنة يقال لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَأَبَوَايَ؟ فيقال له: ادخل الجنة أنت وأبواك". أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 416: 1004). ذكره صاحب كنز العمال (19/ 274). وذكره الألباني في ضعيف الجامع (3291)، وقال: ضعيف. 5 - عن محمد بن سيرين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "دعوا الحسناء العاقر، وتزوَّجوا السوداء الولود، فإني أكاثر بكم الأمم يوم القيامة، حتى السقط يظل محبنطئًا -أي متغضّبًا- فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: حَتَّى يَدْخُلَ أبواي، فيقال: ادخل أنت وأبواك". أخرجه عبد الرزاق في مصتفه (6/ 160)، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين. وهذا إسناد صحيح، إلا أنه مرسل. فهذه الأحاديث بعضها صحيح، وبعضها حسن، وبعضها ضعيف ينجبر وفيها غنية عن حديث الباب. =
= ومن الآثار الموقوفة: 6 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (والله ما أفاد امرؤ فائدة بعد إيمان بالله عَزَّ وَجَلَّ خير من امرأة حسنة الخلق ولود، ولا خسر عبد بعد كفر بالله شر من امرأة سيئة الخلق حديدة اللسان). أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 308) قال: ثنا ابن علية، عن يونس بن عبيد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن عمر. وهذا إسناد صحيح رواته ثقات. وأخرجه هنّاد في الزهد (1267). والبيهقي في السنن (7/ 82).
1632 - حَدَّثَنَا (¬1) حُسين بْنُ يَزِيدَ الطَّحَّانُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ السَّري بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَعْبي، عَنْ كَعْب بْنِ عُجْرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إلا أُخبركم بنسائِكم مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ: الْوَدُودُ الْوَلُودُ الَّتِي إِذَا ظَلَمت أَوْ ظُلِمت قَالَتْ: لَا أذوق غَمْضًا حتى ترضى". ¬
1632 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب) بسند أبي يعلى. وذكره أيضًا في المجردة (2/ 198/ أ)، وعزاه لأبي يعلى. ولم أجد في مسند أبي يعلى المطبوع مسندًا لكعب بن عجرة، فلعله في الكبير. وهذا الحديث قد أورده البوصيري بزيادة في أوّله، واقتصر الحافظ هنا على نصفه الأخير الذي فيه الشاهد، وأورد نصفه الأول في كتاب الأدب، باب زيارة الأخوان (2618)، ولفظه هناك: عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِرِجَالِكُمْ مَنْ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ النبي في الجنة، والصديق من أهل الجنّة، والشهيد من أهل الجنة، والمولود في الجنة والرجل يزور أخاه في الله في جانب العصر في الجنة ... " الحديث. وأخرجه تامًّا الطبراني في الكبير (9/ 140)، من طريق السري بن إسماعيل. وعزاه الهيثمي في المجمع (4/ 312) للمعجم الأوسط. من هذه الطريق أيضًا.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف جدًّا، وذلك لأجل السري بن إسماعيل وهو متروك، وبذلك ضعّفه البوصيري والهيثمي. =
= والحديث قد جاء عن غيركعب: 1 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ الْوَدُودُ، الولود، العَؤُود على زوجها، التي إذا آذت، أو أُوذيت، جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول: والله لا أذوق غمضًا حتى ترضى". أخرجه النسائي في عشرة النساء (219: 257)، قال: أخبرني هلال بن العلاء، قال: نا أبي، قال: نا خلف -وهو ابن خليفة-، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات: فهلال بن العلاء صدوق، وأبوه فيه لين، وخلف صدوق؛ إلَّا أنه اختلط، ولا ندري هل حدث به قبل الاختلاط أو بعد. وبقية السند ثقات. وللحديث طريق أخرى عن أبي هاشم الرُّماني: أخرجه الطبراني في الكبير من طريق عمرو بن خالد، عن أبي هاشم، به. ولكنها متابعة تالفة بسبب عمرو بن خالد الواسطي، قال الهيثمي (4/ 313): هو كذاب. 2 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: كل ودود، ولود، إذا غضبت أو أسيء إليها قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل بغمض حتى ترضى". أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 441: 1764)، وفي الصغير (1/ 46)، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن الجعد الوشّاء، قال: حدثنا محمد بن بكار، قال: حدثنا إبراهيم بن زياد القرشي، عن أبي حازم، عن أنس بن مالك. قال الطبراني: لم يروه عن أبي حازم إلَّا إبراهيم هذا, ولا يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. اهـ. قال المنذري في الترغيب (3/ 57): رواه الطبراني، ورواته محتجّ بهم في =
= الصحيح إلَّا إبراهيم بن زياد القرشي، فإنني لم أقف فيه على جرح ولا تعديل. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (4/ 312): رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه إبراهيم بن زياد القرشي، قال البخاري: لا يصح حديثه، فإن أراد تضعيفه فلا كلام، وإن أراد حديثًا مخصوصًا فلم يذكره، وأمّا بقية رجاله فهم رجال الصحيح. اهـ. وقال الإِمام الدمياطي في المتجر الرابح (649): رواه الطبراني، وإسناده جيد إن شاء الله، وله شواهد. اهـ. وعلى ذلك فهو حديث صالح في الشواهد، والله أعلم. وفي الباب أحاديث تحثُّ على طاعة الزوجة لزوجها، وسوف تأتي في باب خاصّ إن شاء الله تعالى.
1633 - حَدَّثَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ البَخْتَري الواسِطِي -أبو عبد الله المكفوف-، أنبأ يزيد بن هارون أنبأ عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "من تزوج فقد أُعْطِيَ ضِعْفَ (¬2) العبادة". ¬
1633 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (7/ 310: 4349). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب) بسند أبي يعلى. وذكره أيضًا في المجردة (2/ 198/ أ)، وعزاه لأبي يعلى. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 252)، وعزاه لأبي يعلى. وهذا الحديث أخرجه أبو يعلى من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن أنس. وأخرجه أيضًا ابن عدي في الكامل (5/ 1920)، من طريق شيخ أبي يعلى محمد بن إسماعيل. ولم ينفرد العمّي بروايته بل تابعه: 1 - يزيد الرقاشي، عن أنس، به، وزاد في آخره: (فليتق الله فيما بقي). وله عنه طرق من أحسنها ما أخرجه الخطيب في موضح الأوهام (2/ 84)، من طريق يعقوب بن إسحاق، عن الخليل بن مرة، عن يزيد، به. وهذا إسناد صالح للمتابعة إن شاء الله. فيعقوب بن إسحاق صدوق. والخليل بن مرّة، ويزيد ضعيفان في الجملة. قال ابن عدي (7/ 2712) في ترجمة يزيد: وله أحاديث صالحة عن أنس =
= وغيره، ونرجو أنه لا بأس به برواية الثقات عنه من البصريين والكوفيين. اهـ. وقال ابن عدي أيضًا (3/ 930) في ترجمة الخليل بن مرّة: هو شيخ بصري وقد حدّث عنه الليث -غير ما ذكرته- وأهل الفضل، ولم أر في أحاديثه حديثًا منكرًا قد جاوز الحدّ، وهو في جملة من يكتب حديثه، وليس هو بمتروك الحديث. اهـ. وعلى ذلك فلا مانع من إيراد الحديث في المتابعات. وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق أخرى قال عنها الهيثمي (4/ 252): فيها يزيد الرقاشي، وجابر الجعفي، وكلاهما ضعيف وقد وثّق. اهـ. وأخرجه ابن الجوزي في العلل (2/ 122)، من طريق خالد الحذّاء عن يزيد. وأعلّها ابن الجوزي بيزيد الرقاشي، وملك بن سليمان وقد قدحوا فيه. وخالد بن مهران الحذّاء قال عنه الحافظ: ثقة، يرسل، من الخامسة، أشار حماد بن زيد إلى أن حفظه تغيّر لما قدم من الشام. وهو بصري. 2 - عبد الرحمن بن زيد بن عقبة الأزرق، عن أنس؛ ولفظه: (من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه الله على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني). أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 522: 976). وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 161)، ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في الشعب. كلاهما من طريق عمرو بن أبي سلمة التنيسي، عن زهير بن محمد الخراساني، عن عبد الرحمن، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعبد الرحمن هذا هو ابن زيد بن عقبة الأزرق، مدني ثقة مأمون. قال الذهبي: صحيح، وعبد الرحمن هو ابن زيد بن عقبة ثقة. لكن قال المناوي في فيض القدير (6/ 137): قال الحاكم: صحيح. فتعقبه الذهبي بأن زهيرًا وثق لكن له مناكير. اهـ. =
= وكأنّ نسخة المناوي من تلخيص المستدرك هي الصواب وذلك لأن الذهبي نقل في الميزان (2/ 84) قول ابن معين في زهير: ليس به بأس، عند عمرو بن أبى سلمة عنه مناكير. اهـ. وهذا الحديث أورده المنذري في الترغيب (2/ 42)، والعراقي في تخريج الأحياء (1281)، وذكرا تصحيح الحاكم وسكتا عليه. وأورده أيضًا الهيثمي في المجمع (4/ 275) وعزاه للطبراني. ولم يعرف إسناده. قال الحافظ في التقريب في ترجمة زهير بن محمد: رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعّف بسببها، قال البخاري عن أحمد: كأن زهيرًا الذي يروي عنه الشاميون آخر! وقال أبو حاتم: حدّث بالشام من حفظه فكثر غلطه. اهـ. والراوي عنه هنا هو عمرو بن أبي سلمة التنيسي وهو شامي. ولذلك فالإسناد ضعيف، ولكنّه يتقوّى بالطريق الأولى. وأشار البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب) إلى أن رواية الحاكم هي من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه، واستدرك على الحاكم تصحيحه. والصواب أنها من رواية عبد الرحمن بن زيد بن عقبة، فكأن في نسخته من المستدرك تحريف، والله أعلم.
الحكم عليه: حديث الباب بهذا الإسناد ضعيف جدًّا وذلك لأن فيه عبد الرحيم بن زيد الحواري وهو متروك، وبهذا ضعّف الحديث الهيثمي، والبوصيري. وأيضًا والده ضعيف، وروايته عن أنس مرسلة كما ذكر ذلك ابن أبي حاتم في الجرح (3/ 560)، بل قال ابن حبان: يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصل لها، حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها. اهـ. وضعف الحافظ الحديث يزيد في تلخيص الحبير (3/ 117). ولكن الحديث قد روي من طريقين يشد بعضها بعضًا حتى يصل إلى الحسن لغيره، فيستغنى عن إسناد الباب هنا، فنحن في غنية عنه. =
= وقد أورده الألباني في صحيح الجامع وذكر أنه حسن، وهو في الصحيحة عنده (625). ولم أجد له شاهدًا. وذكر الشيخ ملّا علي القاري في كتاب رفع الجناح بأربعين حديثًا في النكاح (35: 2) أن البيهقي أخرج الحديث عن عائشة في شعب الإيمان. والذي في شعب الإيمان إنما هو عن أنس فقط، ولم يشر أحد من الحفاظ إلى حديث عائشة هذا، فكأنه سبق قلم، والله أعلم.
1634 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الحَكَم بْنُ مُوسَى، ثنا الوليد بن مسلم قال: ثنا ابن جريج، حدثني أبو المغلس، قال: سمعت أبا نُجَيْح (¬1) السلمي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من قَدرَ أن يَنكِحَ فلم ينكِح فليس منّا". ¬
1634 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (3/ 611: 471)، باب الترغيب في النكاح. وأورده أيضًا البوصيري في الإتحاف (3/ 59/ ب) بسند الحارث. وأورده البوصيري في المجردة (2/ 197/ ب)، وعزاه للحارث. وأخرجه المزي في تهذيب الكمال (3/ 1401)، من طريق شيخ الحارث: الحكم بن موسى. وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (6/ 168). وابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 126). والدارمي في سننه (2/ 132)، وأبو داود في المراسيل (140). والبغوي في معجم الصحابة، كما في تلخيص الحبير (3/ 117). والطبراني في الكبير (22/ 366)، والأوسط (1/ 528: 993). والبيهقي في السنن (7/ 78). كلهم من طريق ابن جريج، به. ولفظه عندهم عدا الدارمي: (من كان موسرًا لأن ينكح، ثم لم ينكح فليس منّي). وأمّا لفظ الدارمي فمثل الحارث. - أبو نجيح السلمي: هناك ثلاثة رجال في الصحابة: 1 - العرباض بن سارية السُّلمي، ويكنى بأبي نجيح. 2 - عمرو بن عَبَسَه بن عامر بن خالد السّلمي، ويكنى بأبي نجيح. =
= 3 - أبو نجيح السلمي. هكذا بغير اسم. فمن هو الراوي لهذا الحديث؟ قال ابن الأثير: هو عمرو بن عبسة. وقال أبو أحمد الحاكم: العرباض بن سارية. ووافقه الذهبي. أمّا الثالث الذي بغير اسم فقال الحافظ في التقريب في ترجمة ميمون أبو المغلّس قال: أبو نجيح ليس صحابيًا. اهـ. كذا قال. أمّا في الإِصابة فقد ترجم له في القسم الأول فقال: أبو نجيح السلمي روى حديثه ابن جريج عن ميمون أبي المغلس عنه. اهـ. وهذا اضطراب ولا شك. قلت: وهذا الأخير هو الراجح وذلك لأمور: 1 - أن ابن حبان لما ترجم لميمون أبي المغلس في الثقات قال: يروي عن أبي نجيح وله صحبة. اهـ. وفي بعض النسخ: ابن أبي نجيح. ولم أر الحافظ تعرض لكلام ابن حبان هذا، فلعله لم يستحضره وقتئذٍ , لأن ابن حبان لم يفرده بالترجَمة بل ذكره ضمن رجل آخر. ومن المعلوم أن المثبِت مقدم على النافي. 2 - أن أبا نجيح هذا قال في حديثه الذي عند الحارث بن أبي أسامة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: الحديث. وانظر بغية الباحث (3/ 611: 471)، وما دام وأنه قد قال كذلك فهو صحابي، وهذا دليل قوي يستدل به الحافظ أحيانًا في الإِصابة على صحبة الرجل وانظر مثلًا (2/ 444). 3 - أن الحافظ ابن حجر انتهى من تأليف التقريب في عام سبع وعشرين وثمانمائة سوى ما أضافه من إضافات بعد ذلك، أما الإصابة فقد انتهى منها في عام سبع وأربعين وثمانمائة. وكان قد بذل في تأليفها غاية التحري والإِتقان إذ كان قد سوّدها ثلاث مرَّات. وانظر آخر التقريب (765) وآخر الأسماء في الإصابة (3/ 686). فعلى ذلك فكلامه في الإصابة هو الأخير، فيكون هو المعتمد، أضف إلى =
= ذلك إلى أنّ الحافظ لو بقي على قوله الذي في التقريب لألزمناه بأن يترجم له في القسم الرابع من الإصابة، ولكنه لم يفعل ذلك فعُلم أن ذلك هو الصواب. فحينئذ يكون هذا صحابي آخر ليس بالعرباض بن سارية، ولا عمرو بن عبسة، وإنما اسمه كنيته. ولا يعكّر على هذا ما قاله ابن معين في تاريخه (2/ 599) من أن أبا نجيح هو: أبو عبد الله بن أبي نجيح. اهـ. وكذا رواية أبي داود في مراسيله (145) هذا الحديث عن أبي عبد الله بن أبي نجيح. فإن أبا عبد الله بن أبي نجيح تابعي ثقة ولكنه ثقفي واسمه: يسار أبو نجيح الثقفي مولى الأخنس بن شريق المكي، قال الذهبي في السير (6/ 125) لم يتزوج قط. اهـ. فلذلك لا يتصوّر أن يروي هذا الحديث ثم يترك الزواج، اللهم إلا لعذر قاهر. أما الصحابي فإنّه سُلمى كما تقدم، والله العليم سبحانه. الثقات (5/ 419)، أسد الغابة (6/ 312)، تجريد أسماء الصحابة (2/ 208)، الإصابة (4/ 196).
الحكم عليه: حديث الباب رواته كلّهم ثقات، وهو متصل فكل رواته صرّح بالتحديث، وبذلك تنتفي تهمة التدليس من الوليد بن مسلم، وابن جريج. وإسناد الطبراني حسن، مرسل، قاله المنذري في الترغيب (3/ 43)، والهيثمي في المجمع (4/ 251)، والبوصيري في الإتحاف (3/ 59/ ب). وقال الحافظ في تلخيص الحبير (3/ 117): رواه البيهقي وقال: هو مرسل، وكذا جزم به أبو داود، والدولابي وغيرهما. اهـ. قلت: في قول الحافظ: وكذا جزم به ... إيماء إلى أنه متعجب من ذلك، =
= فلعله لم يقتنع بذلك. وقد تقدم أن الراوي له صحابي وليس بتابعي -حتى يقال مرسل- كما درج على ذلك الكثير، وأن الصحابي الذي هنا سلمي بالاتفاق، أمّا التابعي الذي ينسبون الحديث إليه فهو مكي. وعلى ذلك فقول من قال أنه مرسل، قول مرجوح. فهو إذًا موصول. والله أعلم. وللحديث شواهد تأتي في الحديث الآتي. وجاء في إسناد الطبراني في الأوسط اسم شيخ ابن جريج: عمير بن المغلس، بينما أجمعت بقية المصادر على أنه ميمون أبو المغلس وذكروا في ترجمة ميمون أنه روى حديثًا واحدًا فقط هو هذا. وأما عمير فقد روى أيضًا حديثًا واحدًا فقط رواه عن حريز بن عثمان. والسبب في هذا الخطأ أحد أمرين: إما خطأُ من الناسخ إذ لا توجد من الأوسط إلَّا نسخة واحدة هي التي حقق عليها الدكتور محمود الطحان. وإما أن ذلك من أخطاء زهير بن محمد الخرساني فقد حدث في الشام من حفظه فأكثر خطأه فرواية الشاميين عنه غير مستقيمة، والراوي عنه هنا هو عبد الله بن صدقة السمين، شامي ضعيف. والعجيب أن الشيخ الألباني قد اعتمد على الأوسط -فيما يظهر- فضعَّف الحديث لأجل عمير أبي المغلس ولو أمعن النظر في المصادر التي خرّج منها لوجد أنه عند ابن أبي شيبة والبيهقي ميمون أبو المغلس. ثم إن عميرًا المغلس متأخر عن هذه الطبقة وهو يروي عن حريز بن عثمان المتوفَّى سنة 163 هـ، وجُعل الراوي عن عمير هو ابن جريج المتوفَّى سنة 150هـ، فلا ريب أنه خطأ.
1635 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا سُفْيَانُ بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن [عبيد بن سعد] (¬2) يَبْلُغُ بِهِ (¬3) النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "مَنْ أَحَبَّ فِطْرَتِي فَلْيَسْتَنَّ بِسُنَّتِي، وَمِنْ سُنَّتِي النكاح". ¬
1635 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (5/ 133: 4748). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب) بسند أبي يعلى. وأورده أيضًا في المجردة (2/ 198/ أ)، وعزاه لأبي يعلى. وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 138: 487)، عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم، به. وأخرجه عبد الرزاق (6/ 169: 10378). وأبو يعلى في المفاريد كما في الإصابة (2/ 444). والبيهقي (7/ 78). ثلاثتهم من طريق ابن جريج، عن إبراهيم، به. ولم أجد هذا الحديث في المفاريد المطبوع، وقد ذكر المحقق أنّه اعتمد في تحقيقه على نسخة مبتورة، فالله المستعان.
الحكم عليه: حديث الباب رواته كلّهم ثقات، إلَّا أنّه مرسل. قال البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب): رجاله رجال الصحيح إلَّا أنه مرسل. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (4/ 252): رجاله ثقات إن كان عبيد بن سعد =
= صحابي، وإلا فهو مرسل. اهـ. قلت: قال الحافظ في الإصابة (2/ 444): ويغلب على الظن أنه تابعي. اهـ. وللحديث شواهد: 1 - عن أبي هريرة، ذكره البيهقي معلقًا: قال البيهقي في السنن (7/ 78): ورُوي ذلك -أي حديث عبيد بن سعد- عن أبى حُرّة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. اهـ. وهذا إسناد ضعيف، فقد صدّره البيهقي بصيغة التمريض، وسبب ضعفه هو أبو حُرّة، واسمه واصل بن عبد الرحمن البصري، قال الحافظ في التقريب (579): صدوق عابد، وكان يدلس عن الحسن. اهـ. وروايته هنا عن الحسن. وقد ذكره السيوطي في الجامع الصغير وحسنه، كما في فيض القدير (6/ 32)، وكأنه حسّنه لشواهده. وهناك شاهد آخر: 2 - عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس منّي ... ". أخرجه ابن ماجه (1/ 592: 1846)، قال: حدثنا أحمد بن الأزهر، ثنا آدم، ثنا عيسى بن ميمون، عن القاسم، عن عائشة، به. قال في الزوائد: إسناده ضعيف لاتفاقهم على ضعف عيسى بن ميمون. وقد أورده الألباني في سلسلته الصحيحة (2383)، وصحَّحه لشواهده. 3 - عن أنس رضي الله عنه في قصة النفر الذين اجتمعوا وقال أحدهم: لا أتزوج النساء، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- " ... وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس منِّي ". أخرجه الشيخان، وسيأتي تخريجه. 4 - أن عثمان بن مظعون أراد أن يختصي ويسيح في الأرض، فقال له =
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أليس لك فيَّ أسوة حسنة؟ فأنا آتي النساء، وآكل اللحم، وأصوم وأفطر ... " الحديث. أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 394)، عن ابن شهاب. وجوّد إسناده الألباني في الصحيحة (4/ 445). وعليه فإن هذه الشواهد تشهد لحديث الباب المرسل، وكذا للذي قبله، والله أعلم.
1636 - حَدَّثَنَا (¬1) زَكَرِيَّا، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْر، عن طاووس قَالَ: لَا يَتمّ نُسُكُ الشَّابِّ حَتَّى يَتَزَوَّجَ. ¬
1636 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب) بسند أبي يعلى. وذكره في المجردة (2/ 298/ أ)، وعزاه لأبي يعلى. ولم أقف عليه في مسند أبي يعلى، ومجمع الزوائد، فهو في المسند الكبير. وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 140)، باب الترغيب في النكاح. عن سفيان، به.
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف والمجرّدة: رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع. اهـ. وهو كذلك إلَّا أن هشام بن حجير -الراجح فيه أنه- صدوق. والأمر الذي يستغرب هنا هو قول البوصيري: أنه منقطع، ويقصد بذلك أنه مقطوع , لأنه من قول التابعي، والمنقطع غير المقطوع، لكن الخطيب البغدادي حكى في الكفاية (21)، عن بعض أهل العلم بالحديث أن المنقطع: ما روي عن التابعي أو من دونه موقوفًا عليه من قوله أو فعله. اهـ. قال الإِمام ابن الصلاح في مقدمته (59): وهذا غريب بعيد. اهـ. وقد ذكر السخاوي في فتح المغيث (1/ 111): أن هذا اصطلاح الحافظ أحمد بن هارون البرديجي المتوفَّى سنة إحدى وثلاثمائة.
1637 - حدثنا (¬1) محمد بن مرْزُوْق، نبا [زَاجِر] (¬2) بْنُ الصَّلْتِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمير عَنْ شداد، عن أبي طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَا شَبَابَ قُرَيْشٍ لَا تَزْنُوا، مَنْ سَلِم لَهُ شَبَابه دخل الجنة". ¬
1637 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (3/ 18: 1427). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب) بسند أبي يعلى. وذكره كذلك في المجردة (2/ 198/ أ)، وعزاه لأبي يعلى. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 253)، وعزاه لأبي يعلى. ولم أجده لغير أبي يعلى.
الحكم عليه: رجاله موصوفون بصدوق، ولكن شداد بن سعيد -من الطبقة الثامنة- متأخر عن طبقة التابعين، فلا يمكنه السماع من الصحابة نهائيًا، وبينهم مفازة بعيدة. وعلى ذلك ففي الحديث انقطاع بيِّن، قال الهيثمي في المجمع (4/ 253): إسناده منقطع، وفيه من لم أعرفه. اهـ. قلت: بل هم معروفون من رجاك التهذيب. فالحديث ضعيف بسبب الانقطاع، ولكن له ما يعضده ويشهد له: 1 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"يا شباب قريش لا تزنوا، احفظوا فروجكم، ألا من حفظ فرجه، فله الجنة". أخرجه البزار في مسنده , كما في كشف الأستار (2/ 149). والطبراني في الكبير (12/ 165). =
= والحاكم في المستدرك (4/ 358). كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شداد بن سعيد، عن أبي مسعود الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قال الهيثمي في كشف الأستار: قلت: وأعاده بسنده إلَّا أنه قال: "يا معشر شباب قريش ... " قال البزّار: لَا نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ الاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. اهـ. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرّجاه. وسكت عليه الذهبي في تلخيصه. وسكت عليه أيضًا المنذري في الترغيب (3/ 282). وأورده الهيثمي في مجمع البحرين (98/ ب) وفي مجمع الزوائد (4/ 252). وقال: رواه البزار، والطبراني في الكبير والأوسط , ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وقال البوصيري في الإتحاف (3/ 59/ أ)، عن سند البزار: إسناده صحيح. اهـ. قلت: لكن في الإسناد علّة وهي: أن سعيد بن إياس الجريري قد اختلط في آخر عمره، ولم نعرف هل روى عنه شداد بن سعيد قبل الاختلاط أو بعده؟ فمثل هذا يتوقف فيه حتى يحكم الله، وهو خير الحاكمين. ومع هذه العلّة فهو يصلح لأن يجبر وينجبر: فهو شاهد لحديث الباب. وقد روي هذا الحديث من طريق أخرى: أخرجه الطيالسي في مسنده (2756)، قال: ثنا طَلْحَةَ الْأَعْمَى، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا فتيان قريش لا تزنوا، فإن من سلم له شبابه دخل الجنّة". وطلحة الأعمى لم أقف عليه، وشيخه غير معروف، فهذه الطريق ضعيفة، لكنها تقوي الطريق التي قبلها، وبهذا يكون حديث ابن عباس حسنًا. =
= وبذلك يكون شاهدًا لحديث الباب يوصله إلى الحسن لغيره، والله أعلم. وقد جاءت أحاديث كثيرة تبين أن من حفظ فرجه من الحرام دخل دار السلام، ومنها على سبيل المثال: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"من يضمن لي ما بين رجليه، وما بين لحييه أضمن له الجنّة". أخرجه البخاري (11/ 308): والمراد بما بين لحييه: اللسان وما يتأتّى به النطق، وبما بين الرجلين: الفرج. وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من وقاه الله شر ما بين لحييه، وشر ما بين رجليه دخل الجنّة". أخرجه الترمذي (4/ 23) أبواب ما جاء في حفظ اللسان. قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، أخبرنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن حبان كما في الموارد (2546). والحاكم (4/ 357)، وصححه ووافقه الذهبي. ورجاله كلهم ثقات عدا أبو خالد، وابن عجلان فهما صدوقان. والحديث حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (510). وعن عطاء بن يسار أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:" من وقاه الله شر اثنتين ولج الجنة، ما بين لحييه وما بين رجليه، ما بين لحييه وما بين رجليه، ما بين لحييه وما بين رجليه". والحديث فيه قصة في أوله. أخرجه مالك في الموطأ (2/ 987)، كتاب الكلام، باب ما جاء فيما يخاف من اللسان. عن زيد بن أسلم، عن عطاء، وكلاهما ثقة إمام، إلَّا أنّه مرسل. وفي الباب =
= أيضًا عن أبي موسى الأشعري أخرجه الإِمام أحمد (4/ 398). وأخرجه أبو يعلى في المسند (13/ 258: 7275). قال الهيثمي (10/ 298): ورجال أبي يعلى ثقات، وفي رجال أحمد راوٍ لم يسم، وبقية رجاله ثقات، والظاهر أن الراوي الذي سقط عند أحمد هو سليمان بن يسار. اهـ. وقال الإِمام الدمياطي في المتجر الرابح (655): رجاله ثقات، وقال الحافظ في الفتح (9/ 309): إن إسناده حسن. وعن أبي رافع رضي الله عنه أخرجه الطبراني. وجوّد إسناده الحافظ في الفتح (9/ 309)، والهيثمي في المجمع (10/ 300)، والإِمام الدمياطي في المتجر الرابح (655). وعن عائشة رضي الله عنها أخرجه أبو يعلى (8/ 140)، (4685). قال الهمِثمي (10/ 300): رجاله رجال الصحيح. اهـ. لكنّ فيه انقطاعًا، فسعيد بن أبي هلال لم يدرك ابن عباس الراوي عن عائشة، رضي الله عنهما. وعن جابر رضي الله عنه أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 267)، وأخرجه أبو يعلى (3/ 381: 1855). وفي إسناده: مغيرة بن سقلاب، وهو ضعيف. انظر اللسان (6/ 78). وكل هذه الأحاديث ألفاظها بنحو حديث سهل بن سعد وأبي هريرة، رضي الله عنهما. وهي تشهد لحديث الباب الضعيف وتقوّيه، والله أعلم.
1638 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، نبا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعاوية بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُول، عَنْ غُضَيْف بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بُسْر قال: جاء عَطّاف بْنُ وَدَاعَة الهِلَالي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"يا عطّاف أَلَكَ زَوْجَة؟ قَالَ: لَا، قَالَ: "وَلَا جَارِيَةٌ" (¬2) قال: لا، قال -صلى الله عليه وسلم-: "وأنت صحيح مُوسِر؟ " قال: نعم الحمد لله قال -صلى الله عليه وسلم-: فَأَنْتَ إِذًا مِنْ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ! إِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ رَهْبَانِيَّةِ النَّصَارَى فَأَنْتَ مِنْهُمْ، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنَّا فَاصْنَعْ كَمَا نَصْنَعُ، فَإِنَّ من سُنتنا (¬3) النكاح، شِرَارُكم عزابكم، وأَرَاذِل أمواتكم (¬4) عُزّابكم، إِنَّ الشَّيْطَانَ مَا لَهُ فِي نَفْسِي سِلَاحٌ أَبْلَغُ فِي الصَّالِحِينَ مِنَ الرِّجَالِ مِنَ النساء، إلا المتزوجين، أولئك المطهّرون المُبَرَّؤون من الخَنَا، ويلك يا عطّاف إِنَّهُنَّ صواحبُ دَاوُدَ، وَصَوَاحِبُ أَيُّوبَ، وَصَوَاحِبُ يُوسُفَ، وصواحب كرسف ... " (¬5) الحديث. "ويحك يا عطاف تزوج فإنك من المزيدين (¬6) "، قال: فقال عطاف: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُزَوِّجَنِي مَنْ شِئْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قَدْ زَوّجْتك عَلَى اسْمِ اللَّهِ تعالى وبركته كريمة بنت كُلْثُوْم الحِمَيْرِي (¬7) " (¬8). ¬
1638 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (12/ 260: 6856). وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 250)، وعزاه لأبي يعلى والطبراني. وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 61/ أ) بسند أبي يعلى. وأورده كذلك في المجردة (2/ 198/ أ)، وعزاه لأبي يعلى والطبراني. وهذا الحديث مداره على مكحول الدمشقي، وقد اختلف عليه فيه: 1 - فرواه بَقِيَّةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ موسى، عن مكحول، عن غضيف عن عطية أخرجه أبو يعلى، كما هو هنا. =
= ومن طريقه أخرجه ابن حبان في المجروحين (3/ 3). وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 85: 158)، وفي مسند الشاميين (2579)، من طريق عبد الجبار بن عاصم شيخ أبي يعلى. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 355)، من طريق الوليد بن مسلم، عن معاوية، به. وأخرجه يعقوب بن شيبة -كما ذكره الحافظ هنا- من طريق الوليد بن مسلم، عن معاوية. ولم يذكر في الإسناد غضيف. وأخرجه من طريق معاوية -أيضًا- البيهقي في شعب الإيمان. وابن منده، وابن السكن كما في الإصابة (2/ 495)، إلَّا أنه قال: عن غضيف عن عطية، عن عكاف. وتابعه يوسف الغساني عن سليمان بهذا الإسناد، كما في الإصابة. قال ابن منده كما في الإصابة: ورواه أشعث بن شعبة، عن معاوية، عن رجل من بجلية، عن سليمان بن موسى. زاد رجلًا مبهمًا. 2 - ورواه برد بن سنان، عن مكحول، عن عطية، عن عكاف. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (380)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 356). 3 - ورواه مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ رَجُلٍ، عن أبي ذر. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6/ 171)، عن محمد بن راشد، قال سمعت مكحولًا يحدث عن رجل، عن أبي ذر. وأخرجه الإِمام أحمد (5/ 163)، عن عبد الرزاق، وفيه زيادة سبقت في الحاشية.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف لأن فيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف، وبقية بن الوليد مدلس ولم يصرّح بالسماع. قال الهيثمي (4/ 258): فيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف. اهـ. =
= وذكر البوصيري في المجرّدة (2/ 198/ أ) , أن السند ضعيف بسبب تدليس بقيّة. وقد تابع معاوية يوسف الغساني. ولم أجد له ترجمة الآن. وفي رواية معاوية اضطراب شديد: فقد رواه معاوية عن سليمان، ورواه مرّة أخرى عن رجل عن سليمان فتبين أن في الإِسناد علّة. ومرّة رواه من طريق مكحول عن غضيف عن عطية، ومرّة أخرى من طريق مكحول عن عطية، بغير ذكر غضيف. ومرّة جعله من مسند عطية، ومرّة من مسند عكاف. فهذا اضطراب ينبىء عن ضعف الحديث، وما أظن العلة إلَّا من معاوية هذا فإن ابن حبان قال فيه: كان يشتري الكتب ويحدث بها، ثم تغير حفظه فكان يحدث بالوهم. وأما الطريق الثانية -وهي التي يرويها برد بن سنان، عن مكحول، عن عطية بن بسر، عن عكاف-، فهي طريق معلوله: قال البخاري في ترجمة عطية (7/ 10): لم يقم حديثه. وقال ابن حبان عن هذه الطريق: متن منكر، وإسناد مقلوب. وقال العقيلي في الضعفاء (3/ 356): لا يُتابع عليه يعني: عطية عن عكاف. وأما الطريق الثالثة: ففيها رجل مجهول، وفيها مخالفة وشذوذ. قال الحافظ في الإصابة (2/ 495): شذّ محمد بن راشد، فقال: عكاف بن بشر التميمي، وخالف في الإسناد أيضًا. اهـ. فشذوذ محمد بن راشد في نسبة عكاف، وإلاَّ فهو عكاف بن وداعة الهلالي. ومخالفته: في روايته له عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ. وعلى ما سبق فكل هذه الطرق، كما قال الحافظ: لاتخلو من ضعف =
= واضطراب. اهـ. وقال ابن الجوزي في العلل (2/ 119): وهذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. اهـ. وللحديث شاهد من حديث ابن عمر: أخرجه ابن شاهين وهو الذي ذكره الحافظ هنا، وهو من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَيْلَمَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن عمر. ومحمد وأبوه ضعيفان، بل إن محمدًا متروك، قال الحاكم: روى عن أبيه عن ابن عمر المعضلات. وقال ابن حبان: حدث عن أبيه بنسخة شبيها بمائتي حديث موضوعة لا يجوز الاحتجاج به ولا ذكره في الكتب إلَّا على جهة التعجّب. اهـ. وقال ابن عدي: كل ما يرويه ابن البيلماني فالبلاء فيه منه. اهـ. وانظر: المجروحين (2/ 264)، والكامل (6/ 2187)، والتهذيب (9/ 301). إذًا فهذا الحديث لا يصلح للاستشهاد به، والله أعلم. قال البوصيري في الإتحاف (3/ 61/ أ): الأسانيد كلها ضعيفة. اهـ. ولبعض حديث الباب شواهد، كما سيأتي في حديث: "شراركم عزابكم"، وسبق في حديث: "من أحبّ فطرتي فليستنّ بسنتي", والله تعالى أعلم.
31 - باب الترغيب في النكاح
31 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي النِّكَاحِ 1639 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا هُشيم، عَنْ مَنْصُورِ بن زَاذَان، عن ابن سيرين قال: أَنَّ عُتْبَة بْنَ فَرْقَد عَرَضَ عَلَى ابْنِهِ التزويج، فأبى، فذكر ذلك لعثمان رضي الله عنه، فقال له عثمان رضي الله عنه: أَلَيْسَ قَدْ تَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وقد تزوج أبو بكر رضي الله عنه، وتزوج عمر رضي الله عنه، وَعِنْدَنَا مِنْهُنَّ مَا عِنْدَنَا؟! فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَهُ عَمَلٌ مِثْلُ عَمَلِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ومثل عملك، فلما قال: مثل عملك، قال: كُفَّ، إن شئتَ فتزوّج وإن شئتَ فلا!.
1639 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 59/ أ) بسند إسحاق، إلَّا أنه سقط شيخ إسحاق وهو يحيى بن يحيى، وجعل السند يبدأ بهشيم، وهو خطأ من الناسخ بلا شك. وذكره كذلك في المجردة (2/ 197/ ب) وعزاه لإسحاق. ولم أجد هذا الأثر وهذه القصة لغير إسحاق.
الحكم عليه: قال البوصيري في المجردة: رواه إسحاق ورجاله ثقات. اهـ. =
= وهو كذلك فرواته كلهم أئمة ثقات، إلَّا أن ابن سيرين لم يحضر هذه القصة، وذلك لأنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله عنه، كما ذكر ذلك الذهبي في السير (4/ 607)، فحضوره القصة غير ممكن قطعًا، فهي من مراسيله، والله أعلم.
1640 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْم، أنا أَبُو بِشر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ وَجْهِي (¬1): أتزوّجتَ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ؟ قلتُ: لَا، وَمَا أُريد ذَلِكَ يومي هذا، قال: إِنَّهُ سَيَخْرُجُ مَا كَانَ فِي صُلْبِك مِنَ المستودعين. * صحيح موقوف، وبعضه في الصحيح (¬2). ¬
1640 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 59/ ب) بسند ابن منيع. وذكره في المجرّدة (2/ 197/ ب)، وقال: رواه أحمد بن منيع موقوفًا ... وقد رواه سعيد بن منصور (1/ 140)، باب الترغيب في النكاح: قال: أنبأنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ لي ابن عباس: تزوّج، قلت: ما ذلك في نفسي اليوم، قال: إن قلت ذاك لما كان في صلبك من مستودع ليَخْرُجَنّ.
الحكم عليه: هذا الأثر كما قال الحافظ هنا، والبوصيري في المجردة (2/ 197/ب)، أنه موقوف صحيح. وهو كذلك. قال الحافظ هنا: وبعضه في الصحيح. يشير بذلك إلى ما رواه البخاري في صحيحه (9/ 113)، في كتاب النكاح، باب كثرة النساء. بسنده عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ لِيَ ابن عباس: "هل تزوجت؟ قلت: لا. قال: فتزوج، فإن خير هذه الأمة أكثرها نساءً".
1641 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرّة، عَنْ أَبِي البُخْتِري قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي أَشْيَاءَ يُؤْجَرُ فِيهَا الرَّجُلُ: "حتى في غَشِيَان أَهْلَهُ"، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَهِيَ شهوته يقْضِيْها؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "أرأيتم لو كان حَرَامٍ أَلَيْسَ كَانَ يُؤْزَر؟ " قَالُوا: بَلَى! قَالَ: "فكذلك يؤجر".
1641 - تخريجه: الحديث في مسند أبي داود (64: 471)، وقال بعده: لم يرفعه شعبة، وقال الأعمش: عن عمرو، عن أبي البختري، عن أبي ذر. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 68/ ب)، بسند أبي داود. ثم ذكر كلامه هذا. وقول الطيالسي: لم يرفعه شعبة. ليس كذلك بل وجدته من طريق شعبة مرفوعًا، كما سيأتي. وقد اختلف في هذا الحديث على شعبة في وصله وإرساله: فرواه الطيالسي-كما هو هنا- عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البختري قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال ... الحديث مرسلًا. وخالفه محمد بن جعفر الهذلي المعروف بغندر. فرواه عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البختري، عن أبي ذرّ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، الحديث. أخرجه الإمام أحمد (5/ 161)، عن محمد بن جعفر. ورواية غندر هي المحفوظة وذلك لأنه مقدم في شعبة على غيره من الرواة: فقد لازمه نحوًا من عشرين سنة، وكان رَبِيْبه، وكان يكتب عن شعبة ويعرض الكتابة عليه، قال ابن معين: كان من أصلح الناس كتابًا وأراد بعضهم أن يخطئه فلم يقدر. وقال ابن المبارك: إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم فيما بينهم. وقال الفلّاس: كان يحيى، وعبد الرحمن، ومعاذ، وخالد وأصحابنا إذا =
= اختلفوا في حديث عن شعبة رجعوا إلى كتاب غندر فحكم عليهم. وقال العجلي: غندر من أثبت الناس في حديث شعبة. وانظر شرح علل الترمذي (2/ 513)، والتهذيب (9/ 84). فظهر أن رواية غندر هي المحفوظة، ورواية الطيالسي شاذّة. ومع هذا فإن في رواية غندر علّة، وهي عدم سماع أبي البختري من أبي ذر، قاله أبو حاتم كما في المراسيل لابنه (76). إلَّا أن الحديث قد جاء من وجه آخر أخرجه الإِمام أحمد (5/ 168). قال: ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا علي -يعني ابن مبارك- عن يحيى، عن زيد بن سلام، عن أبي سلّام، قال أبو ذرّ. فذكره بمثل رواية ابن حبان الآتية مع زيادة في أوله. وهذا الإسناد كلهم ثقات، من رجال مسلم -واسم أبي سلّام ممطور الأسود الحبشي، ويحيى هو ابن أبي كثير- إلَّا أن العلائي قال في جامعه (286) عن رواية أبي سلّام، عن أبي ذرّ: قيل فيها أنه مرسل. اهـ. هكذا قال العلائي بصيغة التضعيف. وقد جاء الحديث أيضًا من وجه آخر أيضًا: فقد أخرجه ابن حبان في صحيحه , الموارد (316)، كتاب النكاح، باب في إتيان الرجل أهله، قال: أخبرنا ابن سلم، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن أبي سعيد مولى المهري، عن أبي ذر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لك في جماع زوجتك أجر" فقيل: يا رسول الله وفي شهوة يكون أجر؟ قال: نعم، أرأيت لو كان لك ولد وقد أدرك ثم مات، أكنت محتسبه؟ قال: نعم. قال: أنت خلقته؟ قال: بل الله خلقه. قال: أنت كنت هديته؟ قال: بل الله هداه. قال: كنت ترزقه؟ قال: بل الله كان يرزقه. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ضعه في حلاله وأقرره، فإن شاء الله أحياه، وإن شاء أماته، ولك أجر". =
= وهذا الإسناد رجاله موثّقون، ولا بأس بهم في المتابعات. واسم ابن سلم: عبد الله بن محمد بن سلم الفريابي.
الحكم عليه: إسناد حديث الباب ثقات، إلَّا أنه شاذ مرسلًا، وذلك لأن أبا داود خالف من هو أوثق منه فقد رواه غندر موصلًا ولكنّه منقطع فإن أبا البختري لم يدرك أبا ذرّ. ولكن متن الحديث ثابت بأسانيد صحيحة عن أبي ذر رضي الله عنه، عند الإِمام أحمد، وابن حبان. وللحديث شواهد منها: 1 - حديث أهل الدثور: فعن أبي ذر رضي الله عنه، أن ناسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور؛ يصلّون كما نصلّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: "أوليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة ... " إلى أن قال: "وفي بُضع أحدكم صدقة" قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: "أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر". أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 697: 1006)، كتاب الزكاة، باب بيان أنَّ اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف. وأخرجه الإِمام أحمد (5/ 167). 2 - عن أبي كبشة الأنماري قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- جالسًا في أصحابه فدخل ثم خرج وقد اغتسل، فقلنا: يا رسول الله قد كان شيء؟ قال: "أجل, مرّت بي فلانة فوقع في قلبي شهوة النساء فأتيت بعض أزواجي فأصبتها، فكذلك فافعلوا فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال". والشاهد قوله: "من أماثل أعمالكم"، ومعنى أماثل: أي أفضل، وانظر النهاية (4/ 296: مثل). =
= أخرجه الإِمام أحمد (4/ 231)، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية -يعني ابن صالح-، عن أزهر بن سعيد الحرازي قال: سمعت أبا كبشة. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 20)، من طريق معاوية بن صالح، به. قال الهيثمي في المجمع (6/ 292): رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات. اهـ. وقال الألباني في الصحيحة (441): إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. اهـ. تنبيه: إنما جعل الحافظ هذا الحديث من الزوائد لأجل أنّه مرسل، وإلاَّ فقد عرفتَ أن الإِمام أحمد رواه مسندًا، فبسبب هذا أورده هنا، وهذا يدل على شدة تحرّيه وتدقيقه في الزوائد، وعدم استعجاله، فرحمه الله من حافظ.
1642 - وقال الحارث: حدثنا يزيد بن هارون، نبأ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: اجْتَمَعَ نَفَرٌ فَقَالُوا: لَوْ بَعَثْنَا إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلْنَاهُنَّ (¬1) عَنْ أَخْلَاقِهِ -صلى الله عليه وسلم-، فبعثوا إليهن، فقلن: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي وينام، ويصوم ويفطر، وَيَنْكِحُ النِّسَاءَ، قَالُوا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ غُفر لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أقوم الليل ولا أَنَامُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَصُومُ النَّهَارَ وَلَا أُفْطِرُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَدَعُ النِّسَاءَ فَلَا آتِيهِنَّ فَإِنَّ فِيهِنَّ شُغلًا. فاطَّلَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على ذلك، فقال: "ما بال رجال يتحسّسون على (¬2) شَأْنِ نَبِيِّهِمْ، فَلَمَّا أُخْبِروا بِهِ رَغِبُوا عَنْهُ (¬3)، فَقَالَ بَعْضُهُمْ كَذَا، وَبَعْضُهُمْ كَذَا" فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَكِنِّي أَنَامُ وَأَقُومُ، وأُفطر وَأَصُومُ (¬4)، وَأَنْكِحُ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سنتي فليس منّي". ¬
1642 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (3/ 613: 472)، باب الترغيب في النكاح. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 51/ أ) بسند الحارث. ولم أجده مرسلًا عن الحسن لغير الحارث.
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف (3/ 51/ ب): هذا الإسناد رجاله رجال الصحيح، إلَّا أنه مرسل. اهـ. وهو كذلك إلَّا أن فيه علة وهي أن هشام بن حسان لم يسمع من الحسن، كما ذكر ذلك ابن عيينة، وابن علية، وابن المديني، وعثمان بن شيبة. ويرى بعضهم أنّه =
= أخذ أحاديث الحسن عن حوشب، وعليه فالحديث ضعيف بهذا الإِسناد. والحديث ثابت عَنِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ غير هذه الطريق المرسلة، فمنها: 1 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي -صلي الله عليه وسلم- يسألون عن عبادته، فلمّا أُخبروا كأنهم تقالّوها، فقالوا: وأين نحن من النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَدْ غَفر الله لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. قال أحدهم: أمّا أنا فأصلي الليل أبدًا. وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر. وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس منّي". أخرجه البخاري (9/ 104)، باب الترغيب في النكاح. وأخرجه مسلم (2/ 1020: 1401)، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه. 2 - عن سعيد بن المسيب أن نفرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيهم علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمرو، لمّا تبتّلوا، وجلسوا في البيوت، واعتزلوا النساء، وهمّوا بالخصاء، وأجمعوا لقيام الليل، وصيام النهار، بلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فدعاهم، فقال: "أمّا أنا فأنا أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني". أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 167)، باب وجوب النكاح وفضله. عن المثنى بن الصبّاح، أن عمرو بن شعيب أخبره عن سعيد بن المسيب. والمثنى ضعيف، لكن قال ابن عدي: له حديث صالح عن عمرو بن شعيب. اهـ. وعمرو بن شعيب صدوق. فالحديث صالح للاعتبار إن شاء الله، وهو من مراسيل ابن المسيب، ومراسيله محتجّ بها كما ذكره العلائي (184). =
= 3 - عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: ردّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له لاختصينا. أخرجه البخاري (9/ 117)، باب ما يكره من التبتل والخصاء. وأخرجه مسلم. 4 - عن ابن عباس في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} قال: نزلت في رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالوا: نقطع مذاكيرنا، ونترك شهوات الدنيا، ونسيح في الأرض كما يفعل الرهبان. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأرسل إليهم فذكر لهم ذلك، فقالوا: نعم. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لكنى أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأنكح النساء، فمن أخذ بسنتي فهو منّي، ومن لم يأخذ بسنتي فليس منِّي". أخرجه ابن جرير في التفسير (7/ 7). 5 - عن عكرمة أن عثمان بن مظعون، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود، والمقداد بن الأسود وسالمًا مولى أبي حذيفة في أصحابه تبتلوا فجلسوا في البيوت واعتزلوا النساء، ولبسوا المسوح، وحرّموا طيبات الطعام واللباس إلا ما يأكل ويلبس أهل السياحة من بني إسرائيل، وهمّوا بالاختصاء، وأجمعوا لقيام الليل وصيام النهار، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الَاية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)}، فلما نزلت فيهم بعث إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إن لأنفسكم حقًا، وإن لأعينكم حقًا، صوموا وأفطروا، وصلّوا وناموا، فليس منّا من ترك سنتنا"، فقالوا: اللهم سلّمنا واتبعنا ما أنزلت. أخرجه ابن جرير (7/ 7). 6 - وذكر الواحدي في أسباب النزول (205) في سورة المائدة -بغير إسناد- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكّر الناس وخوّفهم، فاجتمع عشرة من الصحابة وهم: =
= أبو بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وأبو ذر، وسالم مولى أبي حذيفة، والمقداد، وسلمان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، ومعقل بن مقرن، في بيت عثمان بن مظعون فاتفقوا ... بنحو السابق. ونستفيد من هذه الرواية الأخيرة أسماء العشرة النفر الذين اتفقوا. والظاهر كأنها قصتان مختلفتان: فحديث الباب، وحديث أنس المتفق عليه، فيه أن النّفر جاؤا، أو أرسلوا إلى بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسألون عن عبادته. وأمّا حديث ابن عباس والمراسيل، فحصل هذا من الصحابة بعد سماعهم لموعظة مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَقَدْ ذُكر بينهم عدد من كبار الصحابة. ويمكن أن يقال أنهم سمعوا الموعظة ثم انطلق نفر منهم إلى بيوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسألون عن عبادته، والله أعلم. 7 - عن زرارة أن سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله فقدم المدينة، فأراد أن يبيع عقارًا له بها، فيجعله في السلاح والكراع، ويجاهد الروم حتى يموت، فلما قدم المدينة لقي أناسًا من أهل المدينة، فنهوه عن ذلك، وأخبروه أن رهطا ستة أرادوا ذلك في حياة نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فنهاهم نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: "أليس لكم فيَّ أسوة" فلما حدثوه بذلك راجع امرأته، وقد كان طلقها، وأشهد على رجعتها ... " الحديث. أخرجه مسلم (1/ 512)، كتاب صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل. وأخرجه أبو داود (2/ 40)، كتاب الصلاة، باب في صلاة الليل. وأخرجه الإِمام أحمد (6/ 53). وقد تقدمت بعض الشواهد في حديث (1635).
1643 - وقال أبو يعلى: حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الشَّيْلَمَانِيُّ (¬1)، ثنا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نبا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التوْأَمَة، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيُّمَا شَابٍّ تَزَوَّجَ فِي حَدَاثة سِنِّه عَجّ شَيْطَانُهُ يَا وَيْلَهُ يَا وَيْلَهُ عَصَمَ مِنِّي دِينَهُ". ¬
1643 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (4/ 7: 2041). وفي معجم شيوخه (135: 146). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (60/ ب)، ومجمع الزوائد (4/ 253)، وعزاه لأبي يعلى، والطبراني في الأوسط. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ أ)، بسند أبي يعلى. وذكره كذلك في المجرّدة (2/ 197/ ب)، وعزاه لأبي يعلى. وأخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 282). والطبراني، كما في مجمع البحرين (198/ ب). وابن عدي في الكامل (3/ 913). والخطيب في تاريخه (8/ 33). وابن عساكر في تاريخ دمشق (311)، في ترجمة عبد الله بن أحمد بن دبزويه. وابن الجوزي في العلل (2/ 121)، في تزويج الحَدَث. كلهم من طريق أبي يعلى. وقال ابن الجوزي: قال الدارقطني: تفرد به خالد بن إسماعيل. اهـ. وقال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله إلَّا خالد، تفرد به الحسين الشيلماني. اهـ. =
= ولكنه لم يتفرد به خالد المخزومي، ولا الحسين الشيلماني: أمّا المخزومي فقد تابعه عصمة بن محمد عن عبيد الله بن عمر، به. أخرجه ابن عسكر في تاريخه (18/ 76/ أ). ولكنها متابعة تالفة، فعصمة هذا قال الدارقطني وغيره: متروك. وانظر لسان الميزان. وأمّا الشيلماني فقد تابعه الصيدلاني عن خالد المخزومي، به. أخرجه ابن عدي في كامله (3/ 913). ولا فائدة في هذه المتابعة فإن الآفة في شيخهما.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف جدًّا، وذلك لأنّ فيه خالد بن إسماعيل المخزومي قال عنه الحافظ: متهم بالكذب. وقد ذكر الحافظ أن هذا الحديث منكر، كما سيأتي في الحديث الآتي. وقال الهيثمي في المجمع (4/ 253): فيه خالد بن إسماعيل وهو متروك. وضعّفه البوصيري في المجردة بصالح مولى التوأمة، وخالد بن إسماعيل. وحكم عليه الألباني بالوضع في السلسلة الضعيفة (659). وأورده محمد بن طاهر المقدسي في تذكرة الموضوعات (348). وهذا الحديث لا يقبل المتابعة، ولم أجد ما يقوم مقامه.
1644 - وَبِهَذَا الإِسناد إِلَى صَالِحٍ (¬1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِي إلَّا يوم واحد لقيت الله تعالى بِزَوْجَةٍ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ". * هَذَانِ حَدِيثَانِ منكران، وخالد متهم بالكذب. ¬
1644 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (4/ 37: 2042). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (60/ ب) وفي المجمع (4/ 251)، وعزاه لأبي يعلى والطبراني. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ أ)، بسند أبي يعلى. وكذلك في المجرّدة (2/ 197/ ب). وأخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 282)، عن أبي يعلى. وأخرجه الطبراني، كما في مجمع البحرين (198/ أ). وابن عدي في الكامل (3/ 913). وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 257). من طريق خالد بن إسماعيل المخزومي.
الحكم عليه: هذا الحديث كالذي قبله ضعيف جدًّا، لأجل خالد بن إسماعيل المخزومي، وهو متهم بالكذب. وانظر المجروحين (1/ 281)، والكامل (3/ 912)، والميزان (1/ 627)، واللسان (2/ 372). وقد حكم الحافظ هنا على الحديث بأنه منكر، وتبعه على ذلك البوصيري في المجرّدة (2/ 197/ب)، فقال: وحكم إسناده حكم الإسناد قبله، وهما حديثان منكران. اهـ. =
= وقال الهيثمي في المجمع (4/ 251): وفيه خالد بن إسماعيل، وهو متروك. وقد ذكر السخاوي في المقاصد الحسنة (251) أن حكمه لا يبلغ به إلى الوضع. وهو كذلك. وقد روي هذا الحديث من وجه آخر عن أبي هريرة: أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 2620) بلفظ: "شراركم عزابكم، ركعتان من متأهل خير من سبعين ركعة من غير متأهل". وهو من طريق يوسف بن السفر، أبي الفيض. اتهموه بالكذب ورواية الأباطيل. وانظر اللسان (6/ 322). وقد عدّ ابن عدي هذا الحديث من أباطيله. وقد روي هذا الحديث عن غير أبي هريرة، منهم: 1 - عطية بن بسر المازني. 2 - أبو ذر. وقد تقدّما في الحديث رقم (1638)، والحديثان ضعيفان. وقد ذكر السخاوي في المقاصد (251) هذه الطرق، وقال: وغيرها من الأحاديث التي لا تخلو من ضعف واضطراب. وقد ذكره السيوطي في الجامع الصغير وعزاه لأبي يعلى، والطبراني في الأوسط، وابن عدي من حديث أبي هريرة. وعزاه لأبي يعلى من حديث عطية بن بسر، وحسّنهما، كما في فيض القدير (4/ 156)، وتحسين السيوطي له ليس بحسن. ولعله على القاعدة القائلة بأن كثرة الطرق ترقي الحديث مهما كانت ضعيفة، والله أعلم. وفي الباب عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "الدنيا متاع ومن خير متاعها امرأة تعين زوجها على الآخرة، مسكين مسكين رجل لا امرأة له، مسكينة مسكينة امرأة لا زوج لها". ذكره ابن الأثير في جامع الأصول (12/ 123)، وعزاه لرزين. =
= وذكره كذلك المنذري في الترغيب (3/ 41)، وقال: ذكره رزين، ولم أره في شيء من أصوله، وشطره الأخير منكر. وقد جاء من طريق أخرى عن ابن أبي نجيح. أخرجه رزين كما في جامع الأصول. وأخرجه الطبراني في الأوسط , قال الهيثمي (4/ 252): رجاله ثقات، إلَّا أن أبا نجيح لا صحبة له. اهـ. فهو مرسل. وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 138)، من طريق أبي نجيح، وفيه زيادة. وسنده لا بأس به إلَّا أنه مرسل. أمّا قول أبي هريرة قبل الحديث: لو لم يبق من أجلي إلَّا يوم واحد لقيت الله بزوجة. فقد جاء أيضًا عن غيره بنحوه: فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قَالَ: لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِي إلَّا عشرة أيام، وأعلم أني أموت في آخرها يومًا، لي فيهن طِوَل النكاح، لتزوجت مخافة الفتنة. أخرجه سعيد بن منصور (1/ 139)، باب الترغيب في النكاح، قال: أنبأنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قال ابن مسعود. وهذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أن المغيرة بن مقسم كان يدلس عن إبراهيم، وإبراهيم النخعي يرسل كثيرًا. وقد أخرجه الطبراني بمعناه بإسناد آخر فيه عبد الرحمن المسعودي، قال الهيثمي (4/ 251) وهو ثقة، ولكنه اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. وبهذا يكون الأثر حسنًا، والله أعلم.
32 - باب النهي عن السفر بغير حاجة للمرأة
32 - باب النهي عن السفر بغير حاجة للمرأة 1645 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بن أبي سَمِيْنة، نبا محمد بن خالد الحنفي، نبا عبد الله بن جعفر [المخرمي] (¬1)، عَنْ عُثْمَانَ الْأَخْنَسِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سعد (¬2) بن يَرْبوع، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: "هِيَ هَذِهِ الْحَجَّةُ ثُمَّ الْجُلُوسُ عَلَى ظُهورِ الحُصر فِي الْبُيُوتِ". قَالَ ابْنُ أَبِي سَمِينَةَ: إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الرحمن بن سعيد؛ ولكن كذا قال. ¬
1645 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (12/ 312: 6885). والمقصد العلي (603). وأخرجه الطبراني في الكبير (23/ 313: 706)، من طريق يحيى الحمّاني، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، به.
الحكم عليه: إسناد حديث الباب حسن، وذلك لأجل محمد بن خالد الحنفي، وعبد الله بن جعفر، وعثمان الأخنسي وحديثهم من قبيل الحسن. قال المنذري (2/ 135)، وتبعه الهيثمي في المجمع (3/ 214): رجاله ثقات. اهـ. ولو قالا: موثوقون؛ لكان أقرب. وللحديث شواهد ستأتي في الحديث الآتي، إن شاء الله تعالى.
1646 - حدثنا (¬1) محمد بن إسحاق المُسَيَّبي، حدثني عبد اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ (¬2)، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما حَجَّ بِنِسَائِهِ قَالَ: "إِنَّمَا هِيَ هَذِهِ ثُمَّ عليكم بظهور الحصر". (68) وحديث عائشة رضي الله عنها عَنْ كِتَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تقدَّم في أوائل النكاح (¬3). ¬
1646 - تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع، فلعله في الكبير. وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (3/ 214).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لأن فيه عاصم بن عمر العمري، وهو ضعيف. قال الهيثمي في المجمع (3/ 214): عاصم بن عمر العمري وثقه ابن حبان. وقال: يخطئ، وضعفه الجمهور. وللحديث شواهد تعضده وتقويه، منها: 1 - حديث أم سلمة. وهو الحديث الماضي، وإسناده حسن. 2 - عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لأزواجه عام حجة الوداع: "هذه، ثم ظهور الحصر". أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (5/ 218، 219). وأبو داود في السنن (2/ 140: 1722) , في الحج، باب فرض الحج. =
= وأبو يعلى في مسنده (3/ 32: 1444). كلهم من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن واقد بن أبي واقد الليثي، عن أبيه. قال الألباني في الصحيحة (2401): رجاله ثقات، رجال مسلم، غير واقد بن أبي واقد، قال الحافظ: يقال له صحبة، وقيل: بل هو من الثالثة. 3 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال للنساء عام حجة الوداع: "هذه ثم ظهور الحصر"، قال: فكنّ كلهنّ يحججن إلا سودة بنت زمعة، وزينب بنت جحش، فإنهما كانتا تقولان: والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الطيالسي (229: 1647)، عن ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ومن طريقه البيهقي في الحج (5/ 228). ومن طريق ابن أبي ذئب أخرجه الإِمام أحمد (2/ 446) و (6/ 324)، وابن سعد في الطبقات (8/ 37)، وأبو يعلى في المسند (13/ 80: 7154، 7158). وهذا الإسناد جوَّده الألباني في الصحيحة (2401). وصححه الهيثمي في المجمع (3/ 214). 4 و 5 - زينب بنت جحش، وسودة بنت جحش. وحديثهما قد جاء عند أحمد وابن سعد وأبي يعلى في حديث أبي هريرة المتقدِّم. قالتا: والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا ذلك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وفي رواية: بعد قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هذه ثم ظهور الحصر". والإسناد كسابقه. وهذه الشواهد تقوي حديث ابن عمر، وحديث أم سلمة المتقدمَين، فالحديث صحيح لغيره بشواهده، والله أعلم.
33 - باب ما يستدل به على أن المرأة لا حق لها في الجماع
33 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْمَرْأَةَ لَا حَقَّ لَهَا فِي الْجِمَاعِ (69) حَدِيثُ أَنَسٍ رضي الله عنه فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنِّ لَهَا حَقًّا. مِنْ رواية ابن جريج عمن حدّث عنه (¬1). (70) وحديث جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ يَأْتِي -إِنْ شاء الله تعالى- في باب بركة (¬2) النبي -صلى الله عليه وسلم- من علامة النبوة (¬3). ¬
1647 - قال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّة، عَنْ كَهْمَسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ: كُنْتُ عند عمر رضي الله عنه، فَبَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَهُ إِذْ جَاءَتِ امْرَأَةٌ فَجَلَسَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ زَوْجِي قَدْ كَثُر شَرُّهُ وقَلَّ خَيْره، فَقَالَ لَهَا: مَنْ زَوْجُكِ؟ قَالَتْ: أَبُو سَلَمَةَ (¬1)، قَالَ: إن ذلك رجل لَهُ صُحْبَةٌ، وَإِنَّهُ لرجلُ صِدْقٍ، ثُمَّ قَالَ عمر رضي الله عنه لرجلٍ جالس عنده: أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا نَعْرِفُهُ إلَّا بِمَا قلتَ. فَقَالَ لِرَجُلٍ: قُمْ (¬2) فَادْعُهُ لِي، فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ -حِينَ أَرْسَلَ إِلَى زوجها- فقعدت خلف عمر رضي الله عنه (¬3). فلم يلبث أن جاءا معه حتى جلس بين يدي عمر رضي الله عنه، فقال عمر رضي الله عنه: مَا تَقُولُ هَذِهِ الْجَالِسَةُ خَلْفِي؟ قَالَ: وَمَنْ هَذِهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: هَذِهِ امْرَأَتُكِ، قال: وتقول ماذا؟ قال: تزعم أنه قَدْ قلَّ خَيْرك وَكَثُرَ شَرّك! قَالَ: بِئْسَ مَا قَالَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهَا لَمِنْ صَالِحِ نِسَائِهَا، أَكْثَرُهُنَّ كِسْوَةً، وَأَكْثَرُهُنَّ رَفَاهِيَةَ بَيْتٍ؛ ولكنّ فحلها بَكِيْء، فقال عمر رضي الله عنه لِلْمَرْأَةِ: مَا تَقُولِينَ؟ قَالَتْ: صَدَقَ، فَقَامَ إِلَيْهَا عمر رضي الله عنه بالدِّرَّة فَتَنَاوَلَهَا بِهَا، ثُمَّ قَالَ: أَيْ عَدُوَّةَ نَفْسِهَا، أَكَلْتِ مالَهُ، وأفنيتِ شَبَابه، ثُمَّ أنشاتِ تُخبرين بما ليس فيه! قالت: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَعْجَلْ، فَوَاللَّهِ لَا أجلس هذا المجلس أبدًا. فأمر لَهَا بِثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، فَقَالَ: خُذِي هَذَا بِمَا صنعتُ بك، وإيّاكِ أن تشتكي هَذَا الشَّيْخَ، قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا قَامَتْ (¬4) ومعها الثياب، ثم أقبل رضي الله عنه على زوجها فقال: لا يحملك مَا رَأَيْتُنِي صنعتُ بِهَا أَنْ تسيءَ إِلَيْهَا فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ، فَقَالَ: انْصَرِفَا ... فَذَكَرَ الحديث، وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي فَضْلِ القرن الأول. ¬
1647 - تخريجه: الحديث في مسند الطيالسي (1/ 7) في أثناء حديث. ولفظه: عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ المدينة زمن الأقط والسمن، والأعراب يأتون بالبرقَاء، فيبيعونها، فإذا أنا برجل طامح بصره يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ غَرِيبٌ فَدَنَوْتُ منه فسلمت عليه فردّ عليّ وقال: من أهل هذه أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَجَلَسْتُ مَعَهُ فَقُلْتُ: مِمَّنْ أنت؟ فقال: من هلال؛ واسمي كهمس -أو قال من بني سلول واسمي كهمس- ثم قال: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا شَهِدْتُهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عنده إذ جاءت امرأة ... فذكره، وفي آخره زيادة. وأخرجه ابن أبي عاصم، وأبو أحمد الحاكم من وجهين عن حماد بن زيد، كما في الإصابة (4/ 93). ولم أجد من أخرجه مطوَّلًا غير هؤلاء. وقد جاء الحديث باختصار، مقتصرًا على آخره -الذي ليس موجودًا في حديث الباب- وهو في الصيام. أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 238)، وابن سعد في الطبقات (7/ 46)، وابن جرير في تهذيب الآثار في مسند عمر ص 188، والطبراني في الكبير (19/ 194: 435).
الحكم عليه: القصة بهذا الإسناد عند الطيالسي صحيحة.
1648 - وقال مسدد: حدثنا حماد بن زيد، عن فضيل بن ميسرة، عن أبي حريز، عن الحكم: أن امرأة من طَىّ من بني سِنْبِس، يقال لها أم بعل، أتت عليًا رضي الله عنه وَزَوْجُهَا مَعَهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجَهَا لَا يَأْتِيهَا وَإِنَّهَا امْرَأَةٌ تُرِيدُ (¬1) الْوَلَدَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا تَرَى مَا عَلَيْهَا مِنْ نِعْمَةٍ، قَالَ: وَهِيَ فِي هَيْئَةٍ حَسَنَةٍ، فَقَالَ لَهُ: لَا وَلَا مِنَ السَّحر حَيْثُ يَتَحَرَّكُ مِنَ الشَّيْخِ، قَالَ: وَلَا مِنَ السَّحر، قَالَ: هَلكت وأَهْلَكت، وَأَقْبَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ لَهَا: اصْبِرِي حَتَّى يُفْرَجَ عَنْهُ. ¬
1648 - تخريجه: لم أجده في الإتحاف ولا لغير مسدد.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف، وذلك للانقطاع بين الحكم بن عتبة وعلي بن أبي طالب، فإن الحكم ولد في حوالي سنة خمسين، وكانت وفاة علي بن أبي طالب قبل ذلك بعشر سنين. ولعل الحَكَم سمع القصة من المرأة نفسها؛ ولكني لم أستطع معرفتها.
34 - باب ما على المرأة من خدمة البيت
34 - بَابُ مَا عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ خِدْمَةِ الْبَيْتِ 1649 - قال مسدد: حدثنا عيسى بن يونس، نبا أَبُو بَكْرِ بْنُ، عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على ابنته فاطمة رضي الله عنه بخدمة البيت، وعلى علي رضي الله عنه ما كان من خارج البيت.
1649 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 101/ أ)، بسند مسدد. وأورده ابن الطلّاع في أقضية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (73)، بغير إسناد، وعزاه للواضحة لعبد الملك بن حبيب المالكي. وكذا ابن القيم في زاد المعاد (5/ 186)، وعزاه لابن حبيب. قال ابن حبيب: والخدمة الباطنة: العَجْن، والطَبْخُ، والفَرْش، وكَنسُ البيتِ، واستقاءُ الماء إذا كان الماء معها، وعملُ البيتِ كلِّه.
الحكم عليه هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وذلك لأمرين: 1 - ضَعْفُ أَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ. 2 - الإرسالُ، فإن ضمرة بن حبيب تابعي. وفي الباب أحاديث، منها: 1 - عن علي رضي الله عنه قال: إن فاطمة رضي الله عنها أتت النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- =
= تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى -وبلغها أنه جاءه رقيق- فلم تصادفه، فذكَرت ذلك لعائشة. فلمّا جاء أخبرته عائشة. قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم فقال: على مكانكما. فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدتُ بَرْدَ قدميه على بطني. فقال: ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما -أو أويتما إلى فراشكما- فسبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبّرا أربعًا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم". أخرجه البخاري (9/ 508)، كتاب النكاح، باب عمل المرأة في بيت زوجها. ومسلم (4/ 1716: 2727). 2 - عن أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أنها قالت: كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله، وكان له فرس وكنت أحتشّ له، وأقوم عليه. أخرجه الإمام أحمد في المسند (6/ 352)، وإسناده صحيح. وأخرجه البخاري مطوّلًا (9/ 319)، كتاب النكاح، باب المغيرة. وفي رواية أخرى عنها عند أحمد (6/ 347): أنها كانت تعلف فرسه، وتسقي الماء، وتخرز الدّلو، وتعجن، وتنقل النوى على رأسها من أرض له على ثلثي فرسخ.
1650 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا رَوْحُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْنَ النِّسَاءُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ الرِّجَالُ بِالْفَضْلِ فِي الْجِهَادِ، فَهَلْ لَنَا مِنْ أَعْمَالِنَا شَيْءٌ نَبْلُغُ (¬1) بِهِ فَضْلَ الْجِهَادِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نعم، مهنة (¬2) إحداكن في بيتها تبلغ به فَضْلَ الْجِهَادِ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو رَجَاءٍ رَوْحُ بْنُ المسيب به. [3] وحدثنا إسحاق ابن أبي إسرائيل، نبا أبو رجاء، به. ¬
1650 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (6/ 140: 3415، 3416). وأورد البوصيري في الإتحاف (3/ 101/ أ). وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1003)، عن أبي يعلى، عن نصر بن علي. وابن حبان في المجروحين (1/ 299)، من طريق إسحاق ابن أبي إسرائيل. والبزار كما في كشف الأستار (2/ 182: 1475)، عن حميد بن مسعدة، ثلاثتهم عن روح. وَقَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إلَّا روح، وهو بصري مشهور.
الحكم عليه: هذا الإسناد فيه روح بن المسيب وهو ضعيف، وقد انفرد به. والحديث قد ضعفه البوصيري في الإتحاف (3/ 101/ أ). وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 304)، وقال: رواه أبو يعلى والبزار. =
= وفيه روح بن المسيب وثقه ابن معين، والبزار. وضعّفه ابن حبان وابن عدي. اهـ. وله شاهد ضعيف عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: جاءت امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالت: يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله على الرجال، فإن نُصبوا، أُجروا، وإن قُتلوا كانوا أحياء عند ربهم يُرزقون، ونحن معشر النساء نقوم عليهم، فما لنا من ذلك؟ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافًا بحقّه يعدل ذلك، وقليل منكن من يفعله". أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 181: 1474)، من طريق مندل، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عباس. قال البزار: لا نعلمه يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ورشدين حدث عن جماعة. اهـ. قال الهيثمي في المجمع (4/ 308): رواه البزار، وفيه رشدين بن كريب، وهو ضعيف. اهـ. قلت: وفيه أيضًا مندل بن علي وهو ضعيف. 2 - عن أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية أنها أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: إني رسول من ورائي من جماعة المسلمين. كلّهنّ يقلن بقولي، وعلى مثل رأيي: إن الله تعالى بعثك إلى الرّجال والنساء فآمنّا بك واتَّبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات، مخدَّرات، قواعد بيوت، ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم، وإنّ الرجال فُضِّلوا بالجمعات، وشهود الجنائز، والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم، وربَّينا أولادهم، أفنشاركهم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بوجهه إلى أصحابه فقال: هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالًا عن دينها من هذه؟ فقالوا: بلى والله با رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "انصرفي يا أسماء وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعّل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته =
= يعدل كل ما ذكرت للرجال"، فانصرفت أسماء وهي تهلّل وتكبِّر استبشارًا بما قال لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. أورده ابن عبد البرّ في الاستيعاب (4/ 237). ولم أجده مسندًا عند غيره. وسوف تأتي أحاديث بعد عدّة أبواب في طاعة الزوجة لزوجها.
35 - باب الأولياء
35 - باب الأولياء 1651 - قال مسدد: حدثنا هشيم، نبا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَمُغِيرَةَ: عَنْ إبراهيم قال: لا نكاح إلَّا بولي أو (¬1) السلطان. ¬
1651 - تخريجه: أورده البوصيري في الإِتحاف (3/ 64/ ب). وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 149: 531). وعبد الرزاق (6/ 199: 10488، 10492)، بمعناه.
الحكم عليه: الإِسناد إلى الحسن رجاله ثقات، إلَّا أن فيه عنعنة المغيرة، وهو مدلس خاصة عن إبراهيم.
1652 - حدثنا (¬1) عبد الواحد بن زياد، نبا يونس بن عبيد (¬2) , عن الحسن رضي الله عنه قال: لا نكاح إلَّا بولي. ¬
1652 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 64/ ب).
الحكم عليه: هذا الإسناد صحيح.
1653 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن سهم الأنطاكي، نبا بقية، نبا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "لا تُنكَح النِّسَاءُ إلَّا مِنَ الْأَكْفَاءِ، وَلَا يزوّجُهُنّ (¬1) إلَّا الأولياء، ولا مهر دون عشرة دراهم". ¬
1653 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (4/ 72: 2094). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 64/ ب). وأخرجه ابن عدي عن أبي يعلى (6/ 2412). وابن حبّان في المجروحين (3/ 31). والدارقطني في السنن (3/ 245). والبيهقي في السنن (7/ 133). وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 263). من طرق فيها مبشر بن عبيد القرشي، وفي بعض طرقه اختلاف. قال ابن عدي: هذا الحديث مع اختلاف ألفاظه في المتون، ومع اختلاف إسناده باطل ,كان لا يرويه غير مبشر. اهـ.
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف جدًّا لأن فيه مبشر بن عبيد وهو متروك. قال البيهقي: هذا حديث ضعيف بمرّة. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 285)، وضعّفه بمبشر. وقال السخاوي في المقاصد (468): سنده واهٍ.
36 - باب جواز كتمان بعض عيوب المرأة التي لا تثبت الخيار
36 - بَابُ جَوَازِ كِتْمَانِ بَعْضِ عُيُوبِ الْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تُثْبِتُ الْخِيَارَ 1654 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، نبا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: إنَّ رجلًا أتى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنَّ لِي ابْنَةً وَأَدتُّها فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِنِّي اسْتَخْرَجْتُهَا، فأسلمتْ فأصابتْ حَدًّا، فعمدَتْ إِلَى الشَّفْرة فذبحتْ نفسَها فأَدْركتُها وَقَدْ قطعتْ بعضَ أَوْدَاجِهَا، فَدَاوَيْتُهَا فَبَرَأَتْ، ثُمَّ إِنَّهَا نَسَكَت فأقبلتْ عَلَى القرآن، وإنها تُخطَب إليّ فتمنعني من شأنها الذي كان. فقال عمر رضي الله عنه: تعمد إلى ستر ستره الله تعالى فتكشفه، لأن بَلَغَنِي أَنَّكَ ذكرتَ مِنْ شَأْنِهَا شَيْئًا لَأَجْعَلَنَّكَ نَكَالًا لِأَهْلِ الْأَمْصَارِ، بَلْ أَنْكِحْهَا نِكَاحَ الْعَفِيفَةِ المسلمة.
1654 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (3/ 712: 557). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 152/ أ). وأخرجه هناد في الزهد (2/ 647: 1409)، باب الستر. قال: حدثنا عبدة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، به. =
= وأخرجه عَبْدِ الرَّزَّاقِ (6/ 246: 10690)، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ وأبي فروة، عن الشعبي، به.
الحكم عليه: حديث الباب رجاله ثقات، من رجال الصحيحين، إلَّا أن فيه انقطاعًا بين الشعبي وعمر، فإنّه لم يدركه، كما سبق بيانه. قاله البوصيري في الإِتحاف (3/ 152/ أ)، وهو كذلك كما في جامع التحصيل (204).
17 - كتاب الوليمة
17 - كتاب الوليمة 1 - باب من ترك الإِجابة لِغَيْرِ وَلِيمَةِ الْعُرْسِ 1655 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا حيان (¬1) بْنُ بِشْرٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ (¬2)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عبد اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: دُعِيَ عثمانُ ابن أَبِي الْعَاصِ إِلَى خِتَان، فَأَبَى أَنْ يُجِيبَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لا نأتي الخِتَان ولا نُدعى إليه (¬3). ¬
1655 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الاتحاف (3/ 103/ ب). وفي المجردة (2/ 23/ أ)، وعزاه لأبي يعلى. ولم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (4/ 217)، قال: ثنا محمد بن سلمة الحرّاني، عن ابن إسحاق، عن عبيد الله أو عبد لله بن طلحة بن كريز، عن الحسن، به. ومن طريق أحمد أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (4/ 149)، والطبراني في الكبير (9/ 57: 8381). =
= وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 715)، في ترجمة الحسن بن دينار، قال: ثنا عبد الله بن سليمان، ثنا موسى بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ محمد بن إسحاق، عن الحسن بن دينار، عن الحسن البصري، أن عثمان بن أبي العاص ... فذكره. قال ابن عدي: وهذا مشهور عن الحسن البصري، عن عثمان، والأصل في هذا الحديث رواية ابن إسحاق عن الحسن بن دينار عن الحسن. وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 57: 8382)، قال: حدثنا عبد الله بن الصقر السكري، ثنا بكر بن خلف، ثنا عمر بن سهل المازني، عن أبي حمزة العطار، عن الحسن، قال: دعي عثمان بن أبي العاص ... فذكره بنحوه. وهذان الطريقان الأخيران متابعان متابعة قويّة لإسناد الباب: ففي رواية ابن عدي متابعة الحسن بن دينار لعبيد الله بن طلحة، والحسن بن دينار، قال عنه ابن عدي (2/ 717): وقد أجمع من تكلم في الرجال على ضعفه، على أني لم أر له حديثًا قد جاوز الحدّ في الإنكار، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق. اهـ. وأمّا رواية الطبراني الثانية فهي متابعة للسند كلّه، قال عنها الهيثمي في المجمع (4/ 60): فيها أبو حمزة العَطّار، وثقه أبو حاتم وضعّفه غيره. اهـ. قلت: أبو حمزة هو: إسحاق بن الربيع البصري، قال ابن حجر: صدوق تُكلم فيه للقدر. اهـ. وتلميذه: عمر بن سهل المازني، صدوق يخطئ. وتلميذه: بكر بن خلف البصري، وتلميذه: عبد الله بن الصقر السكري. قال الخطيب في التاريخ (9/ 482): كان ثقة، وقال الدارقطني: صدوق. فهذه الرواية من قبيل الحسن.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس، وبهذا أعلّه الهيثمي في =
= المجمع (4/ 60)، والبوصيري في المجرّدة (2/ 23/ أ)، وأيضًا فإن شيخه ابن طلحة مقبول، ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 146). وقد تابع ابن إسحاق عمر بن سهل المازني، عن أبي حمزة العطار، عن الحسن. وهذا الإسناد حسن، وهو متابع لإسناد الباب الذي فيه ابن إسحاق ويرتقي به إلى الحسن لغيره، والله أعلم. تنبيهان: 1 - هذا الحديث أخرجه الإِمام أحمد في المسند -كما سبق في التخريج-، فهو إذًا ليس على شرط الحافظ في هذا الكتاب. 2 - قال المزي في تهذيب الكمال (1/ 256): في ترجمة الحسن البصري: روى عن عثمان بن أبي العاص الثقفي، وقيل: لم يسمع منه. اهـ. لكن قال الحافظ في التهذيب (7/ 128): في ترجمة عثمان بن أبي العاص، قال: قال ابن حيّان في الصحابة: أقام على الطائف إلى أيام عمر، ومات في ولاية معاوية بالبصرة، انتقل إليها في أواخر أمره، وأعقب بها. اهـ. وقال ابن سعد في الطبقات (7/ 40) في ترجمة عثمان: فلمّا كان زمن عمر بن الخطاب وخط البصرة ونزلها من نزلها من المسلمين أراد أن يستعمل عليها رجلًا له عقل وقوام وكفاية، فقيل له: عليك بعثمان بن أبي العاص، فقال: ذلك أمير أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فما كنت لأنزعه. قالوا له: اكتب له يستخلف أخاه الحكم بن أبي العاص الثقفي على الطائف. وأقبل إلى عمر فوجّهه إلى البصرة، فابتنى بها دارًا. اهـ. وبناءًا على ذلك فإن الحسن يمكنه أن يسمع من عثمان بن أبي العاص, لأن عُمْرَ الحسن حين وفاة عثمان قرابة الأربعين سنة، وهو معه في البصرة، فالسماع ممكن جدًّا، والله أعلم.
1656 - وَحَدَّثَنَا (¬1) جُبَارة بْنُ المُغَلِّس، ثنا عَلِيُّ بْنُ غُراب، ثنا أَشْعَثُ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ ابن أبي العاص رضي الله عنه (¬2)، أَنَّهُ دُعي إِلَى طَعَامٍ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: خِتَان جَارِيَةٍ. فَقَامَ وَلَمْ يأكل، وقال: هذا شيء ما دعينا له فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. ¬
1656 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 103/ب). وفي المجردة (2/ 23/ أ)، وعزاه لأبي يعلى. ولم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى. وأخرجه الإِمام أحمد عن الحسن، قَالَ: دُعي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ إِلَى ختان فأبى أن يجيب، فقيل له، فقال: إنّا كنّا لا نأتي الختان عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ولا ندعى له. وإسناده كلهم ثقات، إلَّا ابن إسحاق، وقد عنعن هنا. ولا تعكّر هذه الرواية على جعله في الزوائد، فإن بين النصَّيْن اختلافًا: ففي الباب أن عثمان أتى الختان وهو لا يعلم به أنه ختان، فلما عَلِم عاد. وعند أحمد في المسند أنه لم يأت للدعوة أصلًا.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف، فيه جبارة بن المغلس، وأشعث بن سوار وهما ضعيفان، وبهذا ضعفه البوصيري في المجردة (2/ 23/ أ). وأمّا تدليس علي بن غراب فإنه قد صرّح هنا بالتحديث فلا يضرّ. وهذا الحديث يرتقي بالحديث الذي قبله وبشاهده الذي تقدم في التخريج، فيكون حسنًا لغيره، والله أعلم.
2 - باب وليمة العرس ومقدارها
2 - بَابُ وَلِيمَةِ الْعُرْسِ وَمِقْدَارِهَا 1657 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ منيع: حدثنا الحسن بن موسى، نبا ابن لَهِيْعة، ثنا بكر بن سَوَاده أنه قال: بلغني عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها أنها قَالَتْ: أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آصُعًا مِنْ تَمْرٍ وَمَنْ شَعِيرٍ، فَقَالَ: إِذَا دَخَلَ عليكِ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ فَأَطْعِمِيهِنَّ مِنْهُ -يعني في عُرْس فاطمة- رضي الله عنها.
1657 - تخريجه: الحديث لم أجده في الإتحاف للبوصيري. وقد أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 145: 383) من وجه آخر عن أسماء بنت عميس قالت: أهديت جدتك فاطمة إلى جدّك علي، فما كان حشو فراشها ووسادتها إلَّا ليف، ولقد أولم علي بفاطمة فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته: رهن درعه عند يهودي بشطر شعير. قال الهيثمي في المجمع (4/ 50): فيه عون بن محمد بن الحنفية ولم أجد من ترجمه. اهـ. قلت: ذكره البخاري في التاريخ الكبير (7/ 16)، وابن أبي حاتم في الجرح (6/ 386)، وابن حبّان في الثقات (7/ 279)، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقد ذكر ابن أبي حاتم ثلاثة رواة عنه، وبهذا تزول جهالة عينيه، وتبقى جهالة حاله. =
= والذي يظهر أن هذا الحديث قصة أخرى غير حديث الباب، ففي هذا أن مقدار الشعير شطرٌ، وهناك آصعًا من تمر وشعير. وهنا علي رضي الله عنه هو الذي أخذه برهن من يهودي، وهناك أَتَى بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى أسماء بنت عميس. ولكنه يمكن أن يقال بأنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه أتى بشطر شعير من عند اليهودي، فأعطاه للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فزاد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- شعيرًا وتمرًا وأعطاه لأسماء. أو أنّ حديث الباب خاصّ بوليمة عُملت للنساء خاصة، كما هو صريح فيه، وحديث الطبراني في وليمة الرجال، والله أعلم.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى فيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وفيه انقطاع بين بكر بن سوادة وأسماء بنت عميس. فالحديث ضعيف من هذه الطريق. ولم أجد ما يشهد له، والله أعلم.
1658 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نبا أبو النَّضْر، نبا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ حُميد، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الوليمة ثلاثة أيام.
1658 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (6/ 446: 3834)، ولفظه: تزوج رسول الله-صلى الله عليه وسلم- صفية، وجعل عتقها صداقها، وجعل الوليمة ثلاثة أيام، وبسط نطعًا جاءت به أم سليم، وألقى عليه أَقِطًا وتمرًا، وأطعم الناس ثلاثة أيام. وأورده الهيثمي في المقصد العلي (65/ أ)، والمجمع (4/ 49)، والبوصيري في الإتحاف (3/ 102/ ب)، والمجرّدة (2/ 22/ ب)، وعزاه لأبي يعلى. والحديث في صحيح البخاري (9/ 224)، كتاب النكاح، باب البناء في السفر. من طريق حميد عن أنس قال: أقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بين خيبر والمدينة ثلاثًا يُبْنى عليه بصفية بنت حييّ، فدعوت المسلمين إلى وليمته، فما كان فيها من خبز ولا لحم، أمر بالأنطاع فألقي فيها من التمر والأقط والسمن، فكانت وليمته ... الحديث. وإنما ذكره الحافظ والهيثمي والبوصيري في الزوائد لقوله: (وجعل الوليمة ثلاثة أيام)، فإنها من الزوائد حقًّا. وقد نبّه على ذلك الهيثمي والبوصيري، أمّا الحافظ فاكتفى من الحديث بالزائد ولم يورده كاملًا كما أورداه، والتوفيق من عند الله.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى رجاله ثقات، إلَّا أبا جعفر عيسى بن ماهان، فإنّه صدوق. قال الهيثمي في المجمع (4/ 49): رجاله رجال الصحيح، خلا عيسى ابن أبي عيسى -ماهان-، وهو ثقة، وفيه كلام لا يضرّ. وهذا الحديث حسّنه الحافظ في الفتح (9/ 243). وقد وردت أحاديث تدل على أنّ الوليمة لا تتجاوز اليومين -على خلاف حديث الباب-، وهي: 1 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لما تزوّج أم سلمة أمر بالنطع =
= فبسط، ثم ألقى عليه تمرًا وسويقًا، ودعى الناس فأكلوا، وقال: (الوليمة في أول يوم حق، والثاني معروف، والثالث رياء وسمعة). أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 458)، والبيهقي (7/ 260)، من طريق بكر بن خنيس، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ، به. قال ابن عدي في بكر بن خنيس: ليس هو ممن يحتج بحديثه. اهـ. وقد أورد هذا الحديث في مناكيره. وقال البيهقي: بكر بن خنيس تكلموا فيه. وقد أشار الحافظ في الفتح (9/ 243)، وفي التلخيص الحبير (3/ 196)، إلى هذا الحديث، وضعّفه ببكر بن خنيس. وهذا الحديث فيه أيضًا: يحيى بن سعيد العطار، وهو ضعيف. والحديث ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 398)، والدارقطني أيضًا في العلل - كما في التلخيص الحبير (3/ 195) - من حديث الحسن، عن أنس. ورجّحا رواية من أرسله عن الحسن. وقد أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 447)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (3/ 189)، عن الحسن مرسلًا. 2 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "طعام أول يوم حق، وطعام يوم الثاني سنّة، وطعام يوم الثالث سمعة، ومن سمع سمع الله به". أخرجه الترمذي (3/ 403)، باب ما جاء في الوليمة، والبيهقي (7/ 260)، من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود، به. قال الترمذي: حديث ابن مسعود لا نعرفه مرفوعًا إلَّا من حديث زياد بن عبد الله، وزياد بن عبد الله كثير الغرائب والمناكير، قال: وسمعت محمد بن إسماعيل يذكر عن محمد بن عقبة قال: قال وكيع: زياد بن عبد الله مع شرفه يكذب في =
= الحديث. اهـ. وكلام الترمذي هذا الأخير لم يذكره المزي في تحفة الأشراف (7/ 64)، والذي في التاريخ الكبير للبخاري (3/ 360)، وقال ابن عقبة السدوسي عن وكيع: هو أشرف من أن يكذب. اهـ. قال الحافظ في التهذيب (3/ 324): وهو الصواب. قال البيهقي: وحديث زياد البكائي غير قوي. وذكره الحافظ في التلخيص الحبير (3/ 195)، وقال: قال الدارقطني: تفرد به زياد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب. قال الحافظ: ومع ذلك فسماعه من عطاء بعد الاختلاط. اهـ. وعلى ذلك فالحديث ضعيف. 3 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"الوليمة في أول يوم حق، والثاني معروف، والثالث رياء وسمعة". أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 617: 1915). وفي إسناده: عبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي، قال البوصيري في زوائد ابن ماجه: وهو ممن اتفقوا على ضعفه. وقال الحافظ في التقريب: متروك. وعليه، فالحديث ضعيف جدًّا. 4 - عن الحسن، عن عبد الله بن عثمان، عن رجل أعور من ثقيف -كان يقال له معروفًا، أي يثنى عليه خيرًا- إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان، فلا أدري ما اسمه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الوليمة أول يوم حق، والثاني معروف، والثالث سمعة ورياء". أخرجه الإِمام أحمد في المسند (5/ 28)، والدارمي في السنن (2/ 104)، وأبو داود في السنن (3/ 341)، والنسائي في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف =
= (3/ 188)، والبزار في المسند كما في التلخيص الحبير (3/ 195)، والطبراني في الكبير (5/ 272)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 146)، والبيهقي في السنن (7/ 260)، والمزي في تهذيب الكمال (1/ 435) .. كلهم من طريق همام، عن قتادة، عن الحسن، به. وأخرجه البغوي في معجم الصحابة فيمن اسمه زهير، وقال: لا أعلم له غيره، كما في التلخيص الحبير (3/ 195). قال الحافظ في الإصابة (1/ 555): سنده لا بأس به. اهـ. وفي إسناده عبد الله بن عثمان الثقفي، قال في التقريب: مجهول. واختلف في صحبة زهير بن عثمان. فأنكرها البخاري كما في التاريخ (3/ 425)، قال ابن الملقن في الخلاصة (2/ 208): قال المنذري: ذكر البخاري هذا الحديث فيمن له صحبة. وأثبتها ابن أبي خيثمة، وأبو حاتم، والترمذي، والأزدي، وابن حجر. قال الأزدي: تفرد بالرواية عنه عبد الله بن عثمان، كما في الإصابة (1/ 554). وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 264)، وذكر حديثه هذا، وقال: في إسناده نظر، يقال: مرسل، وليس له غيره. وانظر نيل الأوطار (6/ 182). واعترض الألباني على إثبات الصحبة لزهير، فقال في إرواء الغليل (7/ 8): فإن كان ذلك بغير هذا الحديث فحسن، وإن كان به فالسند ضعيف، فمثله لا تثبت به الصحبة، والله أعلم. 5 - عن ابن عباس رضي الله عنهما بنحوه. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 151: 11331). قال الهيثمي في المجمع (4/ 49): في إسناده محمد بن عبيد الله العرزمي، وهو متروك. =
= 6 - عن وحشي بن حرب رضي الله عنه بنحوه. أخرجه الطبراني، كما في التلخيص الحبير (3/ 196)، وضعف الحافظ إسناده. فهذه الأحاديث بعضها شديد الضعف، وبعضها ضعيف. قال في حسن الأثر (374): قال الولي العراقي: طرقه كلها ضعيفة جدًا، وقال والده: لا يصح من جميع طرقه. لكن قال الحافظ في الفتح (9/ 243): وهذه الأحاديث، وإن كان كل منها لا يخلو عن مقال، فمجموعها يدلّ على أن للحديث أصلًا. اهـ. وقال الشوكاني في نيل الأوطار (6/ 183): وهذه الأحاديث يقوي بعضها بعضًا فتصلح للاحتجاج بها على أن الدعوى بعد اليومين مكروهة. اهـ.
1659 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقد، بنا العباس بن راشد الخراساني، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ [عَنْبَسَةَ بْنِ] (¬1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الصمد، عن أبي رومان (¬2)، قال: سُئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن طَعَامِ العُرْس، فَقِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لطعام (¬3) الْعُرْسِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ طَعَامِنَا!؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "فِي طَعَامِ الْعُرْسِ مثقالٌ مِنْ رِيْح الْجَنَّةِ"، قال عمر رضي الله عنه: دَعَى له إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ومحمد -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يُبَارَك فِيهِ ويُطَيِّبه. * هَذَا إِسْنَادٌ مُظْلم. ¬
1659 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (514: 398). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 104/ أ)، بسند الحارث. وفي المجردة (2/ 22/ ب)، وعزاه للحارث. ومن طريق الحارث أخرجه الخطيب البغدادي في كتاب التطفيل وحكايات الطفيليين (151). وذكره الديلمي في مسند الفردوس (3/ 187: 4375)، عن عمر، ولفظه: (فِي طَعَامِ الْعُرْسِ مِثْقَالٌ مِنْ رِيحِ الْجَنَّةِ). وذكره ابن حجر في تسديد القوس -المطبوع بحاشية مسند الفردوس- وعزاه للحارث. =
= وأخرجه الخطيب البغدادي في التطفيل (151)، من وجه آخر عن الشعبي قال: ذكروا عند عمر بن الخطاب طَعَامِ الْعُرْسِ، فَقِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا بال طعام العرس فيه طعم لا نجده في غيره؟ فقال: دعا فيه النبي -صلي الله عليه وسلم- بالبركة، ودعا له إبراهيم خليل الرحمن: أن يبارك فيه ويطيبه , لأن فيه مثاقيل من طعام الجنة. وفي إسناده بنان الطفيلي. قال الخطيب في التطفيل (150): اختلف في اسم بنان، فقيل: عبد الله بن عثمان، وقيل: علي بن محمد، ولقبه بنان، ويكنى أبا الحسن، وكان أصله مروزيًا، وهو بغدادي الدار، وقد روى أخبارًا أسندها عن جماعة من أهل العلم. اهـ. وبحثت عن ترجمة له لَعَلِّي أن أجد أقوال النقاد فيه فلم أعثر له على شيء، حتى في تاريخ بغداد، فقد بحثت في مظانه واستعنت بفهارسه ولكن دون جدوى، مع أن الخطيب قال: وهو بغدادي. وإذا لم يترجم له في تاريخه فهو مما يَردُ عليه. ثم رأيت الخطيب أورد عنه حكايات في كتاب التطفيل تدل على أنه ليس من أهل الحديث لا من قريب ولا من بعيد، شغوف بالطعام وأصنافه، والولائم وأوقاتها، يسافر لها من مكان إلى مكان. فالله المستعان. وفي الحديث علّة، وهي عدم سماع الشعبي من عمر، كما في جامع التحصيل (248).
الحكم عليه: هذا الإسناد كما قال الحافظ هنا: إسناد مظلم. وذلك للآتي: عنبسة بن عبد الرحمن متروك. عبد الرحيم بن واقد ضعيف. الوليد بن مسلم ثقة؛ ولكنه كثير التدليس والتسوية. وبقية السند لم أجد تراجمهم. =
= وهذا الإسناد قد ضعفه البوصيري في الإتحاف (3/ 104/أ) بعبد الرحيم، وتدليس الوليد بن مسلم. وأمّا متنه فإن النكارة تفوح منه. ولم أجد ما يقوم مقامه، والله أعلم.
3 - باب الرخصة في الرجوع لمن رأى منكرا
3 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الرُّجُوعِ لِمَنْ رَأَى مُنْكَرًا (71) فيه حديث أبي أيوب رضي الله عنه الآتي إن شاء الله تعالى فِي كِتَابِ اللِّبَاسِ، فِي بَابِ النَّهْيِ عَنْ سَتْرِ الْجُدُرِ (¬1). 1660 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّام، نبا ابْنُ وَهْب، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَر، عَنْ عَمرو قال: إن رجلًا دعى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى وَلِيمَةٍ، فَلَمَّا جَاءَ سَمِعَ لَهْوًا، فَلَمْ يدخل. فقال: مَالَكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ كَثَّر سَوَاد قَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ، وَمَنْ رضِيَ عَمَلَ قَوْمٍ كَانَ شريكًا لمن عمله". (72) وحديث عمر رضي الله عنه سيأتي إن شاء الله في كتاب الأشربة (¬2). ¬
1660 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 103/ ب)، بسند أبي يعلى. وأورده كذلك في المجردة (2/ 23/ أ)، وعزاه لأبي يعلى. وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس من طريق أبي يعلى، كما في حاشية =
= فردوس الأخبار (4/ 168)، وفي الجامع الكبير للسيوطي (1/ 829). وأخرجه علي بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية قال: حدثنا ابن وهب به، كما في نصب الراية (4/ 346)، والمقاصد الحسنة (446: 1170).
الحكم عليه: إسناد الحديث رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إلَّا أنَّ فِيهِ انْقِطَاعًا بَيْنَ عمرو بن الحارث وابن مسعود، فإن ولادة عمرو كانت بعد التسعين كما في السير (6/ 349)، ووفاة ابن مسعود كانت سنة اثنتين وثلاثين أو في التي بعدها كما في التقريب (323)، فبينهما قرابة الستين سنة. وهذا الإِسناد مصري عدا أبا همام والصحابي. وللحديث شواهد مرفوعة وموقوفة هي: 1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من حضر معصية فكرهها فكأنما غاب عنها، ومن غاب عنها فأحبها فكأنه حضرها". أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 2686) في ترجمة يحيى بن أبي سليمان المدني. وأخرجه البيهقي في السنن (7/ 266)، وقال البيهقي: تفرد به يحيى بن أبي سليمان وليس بالقوي. 2 - عن العرس بن عميرة الكندي رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها"، وقال مرّة: "أنكرها، كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها". أخرجه أبو داود في السنن (4/ 124: 4345)، كتاب الملاحم، باب الأمر والنهي. وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 319: 345). وحسّن الألباني إسناد أبي داود كما في تعليقه على مشكاة المصابيح (3/ 1422). =
= 3 - عن الحسين بن علي رضي الله عنهما, وَلَا أَعْلَمُهُ إلَّا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ شَهِدَ أَمْرًا فَكَرِهَهُ كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهُ، وَمَنْ غَابَ عَنْ أمر فرضي به كان كمن شهده". أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 154: 6785). قال الحافظ في المطالب (2/ 14/ ب)، كتاب الرقاق: في سنده عمر بن شبيب وهو ضعيف. اهـ. وكذلك في إسناده يوسف بن ميمون الصباغ، قال في التقريب (612): ضعيف. اهـ. 4 - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "إذا عمل بالخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها". أخرجه البيهقي في السنن (7/ 266)، من طريق عبد الله بن عمير أخي عبد الملك بن عمير، عن ابن مسعود موقوفًا عليه. وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق الحسن بن سعد مولى علي، عن عبد الله أو عبد الرحمن بن عمير، عن يزيد بن الحارث قال: سمعت ابن مسعود، بنحوه. وقد سئل الدارقطني في العلل (5/ 284: 887)، عن هذا الحديث فقال: يرويه أخو عبد الملك بن عمير، وقيل اسمه عبد الرحمن، وقيل عبد الله عن يزيد بن الحارث. حدّث به عنه الحسن بن سعد مولى علي، كوفي ثقة. ومن قال فيه: عن عبد الملك بن عمير فقد وهم، وإنما هو عن أخي عبد الملك بن عمير. اهـ. وبناءً على جراب الدارقطني، فإن الرواية الثانية للبيهقي هي الصواب، إلَّا أن في كلا الروايتين عبد الله بن عمير القرشي، أخو عبد الملك بن عمير كوفي. قال أبو حاتم في الجرح (5/ 124): مجهول. وانظر اللسان (3/ 321). =
= وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 117)، كتاب الفتن، قال: حدثنا وكيع، عن مالك بن مغول، عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال عبد الله: إن الرجل يشهد المعصية فينكرها فيكون كمن غاب عنها، ويكون يغيب عنها فيكون كمن شهدها. وهذا إسناد رجاله ثقات كما في تراجمهم في التقريب. وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن (716)، من طريق أخرى. وذكره السيوطي في الجامع الكبير (2/ 540)، وعزاه لابن أبي شيبة ونعيم بن حماد. 5 - عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم أن أبا ذرّ الغفاري رضي الله عنه، دعي إلى وليمة، فلما حضر إذا هو بصوت، فرجع فقيل له: ألا تدخل؟ قال: إني أسمع صوتًا، ومن كثر سوادًا كان من أهله، ومن رضي عملًا كان شريك من عمله. أخرجه ابن المبارك في الزهد (108)، عن خالد بن حميد، عن عبد الرحمن، به. وهذا الإسناد فيه عبد الرحمن بن زياد، وهو ضعيف في حفظه. فهذه خمسة أحاديث بعضها يشدّ بعضًا وتصلح لأن تكون شاهدًا لحديث الباب الضعيف بسبب الانقطاع، فيرتقي بها إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
4 - باب إجابة الدعوة في الوليمة
4 - باب إجابة الدعوة فِي الْوَلِيمَةِ 1661 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا مُوسَى بْنُ إسماعيل، حدثتنا حَبَابة بنت عجلان، عن أمها أم حفص، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ جَرِيرٍ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ وَدَاع (¬1) الْخُزَاعِيَّةِ قَالَتْ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- يكره ردّ اللَطَف (¬2)؟ قَالَ: (مَا أَقْبَحَهُ، لَوْ أُهْدِيَ إِلَى كُرَاع لقبلت، ولو دعيت إليه لأجبت). ¬
1661 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 103/ ب)، وفي المجردة (2/ 23/ أ)، وعزاه لأبي يعلى. ولم أجده في مسند أبي يعلى، ولم يذكره الهيثمي في المقصد العلي. وأخرجه ابن منده في معرفة الصحابة (345/ ب)، من طريقين عن موسى بن إسماعيل عن حبابة، به. وأخرجه الطبراني في الكبير (25/ 162)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 375/ ب)، كلاهما من طريق موسى بن إسماعيل. به. وفي أوله زيادة، وهي =
= قولها: قلت: يا رسول الله ما جزاء الغني من الفقير؟ قال: النصيحة والدعاء. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 149)، وقال: رواه الطبراني في الكبير وفيه من لا يعرف.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف، فيه حبَابة بنت عجلان، وأمها أم حفص، وصفية بنت جرير لا يعرف حالهنّ، وكثيرًا ما نجد في النساء مجهولات الحال والسبب في ذلك حشمتهن وقعودهن في خدورهن فلا يعرف من أحوالهنّ شيء حتى يأتيهن اليقين، ممتثلات أمر الكبير المتعال: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ...} الآية، أمّا في زماننا هذا فقد تنكر النساء لمثل هذه الأوامر، وخرجن من بيوتهن ابتغاء الفتنة، فالله المستعان، فنحن في آخر الزمان. وحديث الباب قد ثبت عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ غير هذه الطريق، ومنها: 1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إليّ كراع لقبلت". أخرجه البخاري (9/ 245)، كتاب النكاح، باب من أجاب إلى كراع. ومسلم (2/ 1054: 104). 2 - عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دعيتم إلى كراع فأجيبوا". أخرجه مسلم (2/ 1054: 104). وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان (12/ 101: 5290). 3 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لَوْ أُهْدِيَ إِلَى كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ، وَلَوْ دُعِيتُ عليه لأجبت". أخرجه الترمذي في الجامع (3/ 623: 1338)، كتاب الأحكام، باب ما جاء في قبول الهدية وإجابة الدعوة. وقال الترمذي: حسن صحيح. =
= وأخرجه كذلك في الشمائل (330). وأخرجه ابن حبان في صحيحه , كما في الإحسان (12/ 103: 5292). والبيهقي (6/ 169). وقد صحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5/ 61).
1662 - وقال أبو يعلى: حدثنا زهير، نبا القاسم بن مالك، عَنْ [عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بن مُرّة] (¬1)، عن عياض ابن أَبِي أشْرس قَالَ: رَأَيْتُ يَعْلَى بْنَ مُرّة ودَعَوْتُه إِلَى مَأْدُبَة (¬2)، قَالَ: فَقَعَدَ صَائمًا، فَجَعَلَ الناسُ يأكلون ولا يَطعم، قال: فقلنا لَهُ: وَاللَّهِ لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ صَائِمٌ مَا عَنَّيْنَاك (¬3)، قَالَ: لَا تَقُولُوا ذَلِكَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "أَجِبْ أَخَاكَ فَإِنَّكَ مِنْهُ عَلَى خَيْرٍ: إِمَّا حَقٌّ شَهِدْتَهُ، وَإِمَّا غَيْرُهُ فَتَنْهَاهُ عَنْهُ، وَتَأْمُرُهُ بالخير". (73) وحديث مجاهد المرسل في الشمائل (¬4). ¬
1662 - تخريجه: لم أجده في المسند لأبي يعلى ولا في إتحاف البوصيري. وأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 271: 696)، من هذه الطريق.
الحكم عليه: هذا الإسناد فيه عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مرّة وهو ضعيف. وعياض بن أبي أشرس لم أجد له ترجمة. وبعمر بن عبد الله ضعّف الهيثمي الحديث الذي أخرجه الطبراني كما في المجمع (4/ 52). وتقدم في الحديث الماضي شواهد لهذا الحديث تحثّ على إجابة الدعوة.
5 - باب كراهة الدخول إلى الوليمة بغير دعوة
5 - باب كراهة الدُّخُولِ إِلَى الْوَلِيمَةِ بِغَيْرِ دَعْوَةٍ 1663 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا اليمانُ أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَنْ دخل على طعام ولم يُدْعَ إليه دخل فاسقًا، وأكل حرامًا.
1663 - تخريجه: الحديث في مسند أبي داود (306: 2332)، وفيه زيادة، وهي قوله: "وشرّ الطعام طعام الوليمة، يُدعى الأغنياء، ويُترك الفقراء، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله عزّوجلّ، ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ". اهـ. وقد أورد الحافظ هنا الزائد فقط. وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 106/ ب). وهذا الحديث قد اختُلف في وصله ووقفه. ومداره على طلحة بن أبي عثمان. رواه عنه اليمان أبو حذيفة، رواه موقوفًا من كلام أبي هريرة. أخرجه الطيالسي. كما هو هنا. وتابعه روح بن القاسم. فرواه عن طلحة. به موقوفًا. ذكر هذه الرواية الدارقطني في العلل (8/ 157). ورفعه الأرغياني محمد بن المسيب، عن أزهر بن جميل، عن محمد بن مسور، عن روح به مرفوعًا. =
= ذكر هذه الرواية الدارقطني في العلل، ثم قال الدارقطني: والصواب موقوف. اهـ. وللحديث طريق أخرى موقوفة تشهد للطريق الأولى: أخرجه الخطيب في التطفيل (87)، من طريق الحارث بن أبي أسامة: قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن المقري، أنبأنا حيوة وابن لهيعة قالا: أنبأنا عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي هريرة قال: من دخل وليمة لم يدع إليها فقد دخل فاسقًا، وأكل سحتًا. وهذه متابعة لإسناد الباب، ورجالها كلهم ثقات -من طريق حيوة بن شريح- وعُقيل هو ابن خالد الأيلي. إلَّا أنَّ رواية ابن شهاب عن أبي هريرة مرسلة، كما ذكره العلائي في جامعه (33).
الحكم عليه: إسناد الطيالسي ضعيف لحال اليمان أبي حذيفة. وطلحةُ بن أبي عثمان لم أجد له ترجمة. ولليمان متابع وهو: روح بن القاسم العنبري في إحدى طريقيه وهي الموقوفة، وهو ثقة حافظ. لكن بقيتْ الجهالة بطلحة. وبوجود الطريق الثانية التي رواها الخطيب - من غير طريق طلحة- يرتقي الحديث ويصبح صالحًا للاعتبار، وذلك لأن رواية الخطيب مع ثقة رجالها إلَّا أن فيها انقطاعًا بين الزهري وأبي هريرة. وللحديث شواهد، منها: 1 - عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من دخل على غير دعوة دخل سارقًا، وخرج مغيرًا". أخرجه أبو داود في سننه (3/ 341).
= والبزار في مسنده كما في كشف الأستار (2/ 77). والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 314). والبيهقي في السنن (7/ 265)، وشعب الإِيمان (3/ 273). والخطيب البغدادي في التطفيل (75). كلهم من طريق درست بن زياد، عن أبان بن طارق، عن نافع، عن ابن عمر به. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إلَّا من هذا الوجه، وأبان لا نعلم أسند عن نافع غير هذا , ولا رواه عنه إلَّا درست وهو بصري لم يكن به بأس. اهـ. ولكن درست لم ينفرد به، بل له متابعة: فقد أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 380)، من طريق خالد بن الحارث، عن أبان بن طارق، به. لكن مدار هذه الأسانيد على أبان بن طارق وهو مجهول الحال، كما في التقريب (87). والحديث ذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 144)، وقال: رواه أبو داود ولم يضعّفه عن درست -والجمهور على تضعيفه، ووهّاه أبو زرعة- عن أبان بن طارق وهو مجهول قاله أبو زرعة وغيره. اهـ. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 55) وقال: رواه البزار وفيه أبان بن طارق وهو ضعيف. اهـ. وعلى ما سبق فإن هذا الحديث ضعيف بسبب جهالة أبان بن طارق، وضعف درست بن زياد -في الطريق الأولى- والله أعلم. 2 - عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من دخل على قوم لطعام لم يُدع له، دخل فاسقًا، وأكل حرامًا". أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 77). والدولابي في الكنى (1/ 180). =
= والطبراني في الأوسط (2/ 223/ أ). وابن عدي في الكامل (7/ 2704). والبيهقي في السنن (7/ 265). والخطيب في التطفيل (77). كلهم من طريق بقية، عن يحيى بن خالد أبي زكريا، عن روح بن القاسم، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عروة بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. قال الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها، إلَّا من هذا الوجه، ويحيى بن خالد لا نعلم روى عنه إلَّا بقية. اهـ. وقال الطبراني: لم يروه عن روح إلَّا يحيى، تفرد به بقية. اهـ. وقال البيهقي بأن يحيى بن خالد مجهول، وكذا أعلّ الهيثمي الحديث في المجمع (4/ 55). وسبقهما ابن عديّ وأنكر حديث يحيى. وقال الذهبي في الميزان (4/ 372) يحيى بن خالد، عن روح بن القاسم بخبر باطل، مجهول من مشيخة بقيّة. اهـ. وعليه فالحديث ضعيف، والعلم عند ذي القوة المتين.
6 - باب حق الزوج على المرأة
6 - بَابُ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى الْمَرْأَةِ 1664 - [1] قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ أَتَتْهُ امرأةٌ فَقَالَتْ: مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى امرأته؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَمْنَعْهُ نَفْسَهَا وَإِنْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قَتَب، وَلَا تُعْطِي مِنْ بَيْتِهِ شَيْئًا إلَّا (¬1) بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ كَانَ لَهُ الْأَجْرُ وَعَلَيْهَا الْوِزْرُ، وَلَا تَصُومُ يَوْمًا تَطَوُّعًا إلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فعلتْ ذَلِكَ أَثِمَتْ وَلَمْ (¬2) تُؤْجَرْ، وَلَا تَخْرُجُ (¬3) مِنْ بَيْتِهِ إلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فعلت لعنتها الملائكة: ملائكة الغضب (¬4) وملائكة الرحمة، حتى تتوب أو ترجع (¬5) "، قيل: وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا! قَالَ؟ "وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا". [2] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، نبا ليث. فذكره، وقال بعد قوله "إن كَانَ ظَالِمًا": فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَا يَمْلِكُ عَليَّ أَمْرِي رجلٌ أَبَدًا. [3] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحيم -هو ابن سُلَيْمَانَ-، عَنْ لَيْثٍ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ عَبْدِ الْوَاحِدِ. [4] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ قُطْبَةَ (¬6)، عَنْ لَيْثٍ، فَذَكَرَ نَحْوَ الْأَوَّلِ، وَلَمْ يَقُلْ: قِيلَ وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا ... إِلَى آخِرِهِ. ¬
[5] قال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، ثنا لَيْثٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَأَلْتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ بِسِيَاقِ جَرِيرٍ، دُونَ الزِّيَادَةِ فِي آخِرِهِ. * وَهَذَا الِاخْتِلَافُ مِنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سليم، وهو ضعيف.
1664 - تخريجه: الحديث في مسند أبي داود الطيالسي (263: 1951). وفي المنتخب من مسند عبد بن حميد (258: 813). وذكره البوصيرىِ في الإتحاف (3/ 74/ أ). وهذا الحديث قد اختلف في إسناده على الليث بن أبي سليم: 1 - فرواه جرير، عن الليث، عن عطاء، عن ابن عمر مرفوعًا. أخرجه أبو داود الطيالسي (263)، ومن طريقه البيهقي (7/ 292)، وتابعه عبد الواحد بن زياد، عن الليث، به. أخرجه مسدد كما هو هنا. تابعه قطبة بن عبد العزيز عن الليث، به. أخرجه عبد بن حميد، عن ابن أبي شيبة، عن أبي معاوية، عن قطبة، به. 2 - وخالفهم عبد الرحيم بن سليمان: فرواه عن الليث، عن عبد الملك المدائني، عن عطاء، به. =
= أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده -وأورده البوصيري في الإِتحاف- وكذا أخرجه في مصنفه (4/ 303)، وفيه: عبد الرحمن بن سليمان، وهو خطأ. وعبد الملك هذا هو ابن أبي بشير البصري، نزيل المدائن، ثقة، من السادسة، كذا في التقريب (362)، وفي التهذيب: إنه من مشايخ الليث. وعليه، فهذه الطريق من المزيد في متصل الأسانيد، لأن الليث يروي عن عبد الملك، وعن شيخه عطاء. تنبيه: لم يأت في جميع نسخ المطالب العالية ذِكرٌ لعبد الملك المدائني، وإنما جاء الإسناد مثل الطرق المتقدمة: ليث، عن عطاء. وهذا بخلاف إتحاف البوصيري، ومصنف ابن أبي شيبة. 3 - وخالفهم محمد بن عبد الرحمن الطفاوي: فرواه عن الليث، عن عطاء، عن ابن عباس. أخرجه أبو يعلى، كما هو هنا. قال الحافظ هنا: وَهَذَا الِاخْتِلَافُ مِنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وهو ضعيف.
الحكم عليه: طرق الحديث مدارها على ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف. وللحديث شواهد، ستأتي إن شاء الله تعالى.
1665 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نبا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما، قال: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمٍ أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: يا رسول الله إِنِّي امْرَأَةٌ أَيِّمٌ، فَأَخْبِرْنِي مَا حَقُّ الزَّوْجِ على زوجته؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن حَقّ الزوج على زوجته إِنْ (¬1) سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرٍ أَنْ لَا تَمْنَعَهُ، وَمِنْ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ أَنْ لَا تَصُومَ يَوْمًا تَطَوُّعًا إلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ جَاعَت وعَطِشت وَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهَا، وَمِنْ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ أَنْ لا تعطي شيئًا من بيته إلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فعلتْ كَانَ الأجرُ لِغَيْرِهَا وَالشَّقَاءُ عَلَيْهَا، وَمِنْ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ (¬2) أن لاتخرج مِنْ بَيْتِهَا إلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ لَعَنَتْهَا مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَمَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، حَتَّى تَرْجِعَ أَوْ تَتُوبَ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وهب بن بقية. [3] وقال البزار: حدثنا محمد بن عبد الملك القرشي، قال نبا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، بِطُولِهِ. زَادَ الْبَزَّارُ في آخره: قالت (¬3): لا أتزوج أبدًا. ¬
1665 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 75/ أ)، بسند مسدد، وأبي يعلى. وقد أخرجه البزار، كما في كشف الأستار (2/ 177: 1464).
الحكم عليه: هذه الأسانيد مدارها على: حسين بن قيس، وهو متروك، فالحديث ضعيف جدًا. =
= وهناك أحاديث تقوم مقامه، وتكفي عنه، كل حديث منها يقوم مقام جزء من هذا الحديث، وهي على النحو الآتي: 1 - عن طلق بن علي قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا يحل لامرأة أن تمنع زوجها ولو كانت على ظهر قتب". أخرجه الطيالسي (147: 1097)، وأحمد (4/ 22)، والترمذي وقال: حسن غريب (2/ 314: 1170)، والنسائي في الكبرى , كما في التحفة (4/ 254)، والطبراني في الكبير (8235، 8240، 4248)، وابن حبان (9/ 473: 4165)، والبيهقي (7/ 294)، من طرق عن قيس بن طلق، عن أبيه، به. وفي بعض الروايات: "إذا دعا الرجل زوجته لحاجته، فلتجبه وإن كانت على التنور". وفي بعضها: "إذا أراد أحدكم من امرأته حاجتها، فليأتها ولو كانت على تنور". وصحح إسناده الألباني في الصحيحة (1202)، وشعيب الأرنؤوط في تعليقه على ابن حبّان. 2 - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " إذا دعا الرجل امرأته فلتجب ولو كانت على ظهر قتب". أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 180: 1472). قال الهيثمي في المجمع (4/ 312): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا محمد بن ثعلبة بن سواد، وقد روى عنه جماعة ولم يضعفه أحد، وقد رواه الطبراني في الكبير بنحوه ورجاله رجال الصحيح خلا المغيرة بن مسلم، وهو ثقة. اهـ. وقد أورد الهيثمي رواية الطبراني (4/ 308)، وهي: (المرأة لا تؤدي حق الله عليها حتى تؤدي حق زوجها كله، ولو سألها وهي على ظهر قتب لم تمنعه نفسها). وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 58)، وقال: رواه الطبراني بإسناد جيد. اهـ. =
= وصحح إسناده الألباني في الصحيحة (1203). 3 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان عليها , لعنتها الملائكة حتى تصبح". أخرجه البخاري (9/ 293: 5193). ومسلم (2/ 1059: 1436). 4 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلَّا بإذنه". أخرجه البخاري (9/ 293: 5192)، ومسلم (2/ 711: 1026). 5 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: جاءت امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالت: يا رسول الله إن زوجي صفوان بن المعطّل يضربني إذا صلّيت، ويفطرني إذا صمت، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، قال -وصفوان عنده- فسأله عمّا قالت، فقال: يا رسول الله أمّا قولها: يضربني إذا صلّيت، فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها عنها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لو كانت سورة واحدة لكفت الناس". قال: وأمّا قولها يفطرني إذا صمت، فإنها تنطلق فتصوم، وأنا رجل شابّ ولا أصبر، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يومئذٍ: "لا تصوم امرأة إلَّا بإذن زوجها". قال: وأمّا قولها: لا أصلي حتى تطلع الشمس؛ فإنّا أهل بيت لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " فإذا اسيتقظت فَصَلِّ". أخرجه أبو داود في السنن (2/ 330: 2459)، والأمام أحمد (3/ 80)، وابن حبان (4/ 354: 1488)، والحاكم (1/ 436)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 424). قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. ووافقهما الألباني في إرواه الغليل (2004)، والأرنؤوط في تعليقه على ابن حبان (1488). وقال الحافظ في الإصابة (5/ 153): إسناده صحيح. =
= هذا، وإن في القلب شيئًا من مسألة النوم عن صلاة الفجر، خاصة وأن الذهبي ذكر طرفًا من هذا الحديث في السير (2/ 549)، وصدّره بصيغة التمريض فقال: وقد روي أن صفوان شكته زوجته أنه ينام حتى تطلع الشمس، ثم قال الذهبي: فهذا بعيد من حال صفوان أن يكون كذلك، وقد جعله النبي -صلى الله عليه وسلم- على ساقة الجيش: فلعله آخر باسمه. اهـ. وأيضًا فإن في تصحيح الحافظِ الإسناد دون الحديث لفتة فيها غمز للحديث من طرْفٍ خفي، فإنه من المعلوم أن صحة السند ليست صحة للحديث، والعلم عند الباري سبحانه. وفي هذا الحديث بيان لسبب الحديث، وهو ما حصل من القصة المذكورة. 6 - عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يجوز لامرأة عطية إلَّا بإذن زوجها". أخرجه أبو داود (3/ 293: 3547)، والنسائي (6/ 287)، وابن ماجه (2/ 798: 2388)، وأحمد (2/ 179)، والحاكم (2/ 47)، وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وحسّن إسناده الألباني في الصحيحة (825). 7 - ما ورد أن امرأة كعب بن مالك أتت النبي -صلي الله عليه وسلم- بحليّ لها، فقالت: إنّي تصدَّقتُ بهذا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يجوز للمرأة في مالها أمر إلَّا بإذن زوجها، فهل استأذنت كعبًا؟ " قالت: نعم، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى كعب بن مالك زوجها فقال:"هل أذنت لخيرة أن تتصدق بحليها؟ " فقال: نعم، فقبله رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْهَا. أخرجه ابن ماجه (2/ 798: 2389)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 403). قال في زوائد ابن ماجه: في إسناده يحيى، وهو غير معروف في أولاد كعب، =
= فالإسناد ضعيف. اهـ. ويحيى هذا يروي عنه هنا ولده عبد الله بن يحيى الأنصاري، قال عنهما الحافظ في التقريب أنهما مجهولان، فالحديث ضعيف ينجبر بالذي قبله. 8 - عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: إن من قضاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .. فذكر حديثًا طويلًا، وفيه: وقضى أن المرأة لاتعطي من مالها شيئًا إلَّا بإذن زوجها ... الحديث. أخرجه الإِمام أحمد (5/ 327)، وابنه عد الله (5/ 326). وفي إسناده إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال في التقريب: مجهول الحال. وعليه، فالحديث ضعيف يتقوّى بما قبله. 9 - عن ابن عمر رضي الله عنهما، وهو الحديث الماضي قبل هذا في الأصل، وفيه: ليث بن أبي سليم يصلح في الشواهد، وهو حديث يشهد لحديث الباب كلّه. فهذه الأحاديث تشهد لمتن حديث ابن عباس الذي في الباب، أمّا السند فإنها لا تنفعه شهادة الشاهدين , لأنه منحطّ إلى أسفل سافلين.
1666 - وقال الحارث: حدثنا أبو نُعيم، نبا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبيْان، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأنصار رضي الله عنهم، قال: لما قدم معاذ رضي الله عنه من اليمن قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمًا يَسْجُدُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَفَلَا نسجد لك؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْ أَمرتُ شَيْئًا يَسْجُدُ لِشَيْءٍ لَأَمَرْتُ النِّسَاءَ يسجدنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ". قَالَ الْأَعْمَشُ: فَذَكَرْتُهُ لِإبراهيم فَقَالَ: لَوْ أَنَّ امْرَأَةً لَحَسَتْ أَنْفَ زَوْجِهَا مِنَ الجذام ما أدّت حقّه (¬1). ¬
1666 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإِتحاف (3/ 77/ أ)، بسند الحارث. وهو في بغية الباحث (3/ 631: 486). وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 305). والإمام أحمد في المسند (5/ 228). كلاهما عن ابن نمير، حدثنا الأعمش قال: سمعت أبا ظبيان يحدث عن رجل من الأنصار عن معاذ، به. وأخرجه الإِمام أحمد (5/ 227)، عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن معاذ، به. هكذا بحذف المبهم بين أبي ظبيان ومعاذ. وقد ذكر الحافظ في التهذيب (2/ 327) أن أبا ظبيان لم يلق معاذًا ولا أدركه. ثم إني رأيت الحديث عن القاسم الشيباني، عن ابن أبي أوفى قال: لمّا قدم معاذ ... -الحديث سيأتي لفظه- فانقدح في ذهني أن عبد الله بن أبي أوفى لعله هو الرجل الأنصاري المبهم في الرواية الأولى، وذلك لأن لقاء أبي ظبيان به ممكن جدًا، فكلاهما كان بالكوفة، ثم بعد ذلك راجعت تقريب التهذيب، وتعجيل =
= المنفعة، وإكمال الحسيني في باب المبهمات فلم أجد لهذا ذكرًا البتّه، وكان عليهما أن يذكراه خاصة الحسيني فإن كتابه متخصص في مسند أحمد، فما أدري لماذا أهملاه؟! وهذه الطريق أخرجها ابن ماجه في السنن (1/ 595: 1853)، والإمام أحمد (4/ 381)، وعبد الرزاق في مصنفه (20596)، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 175: 1461، 1470)، والطبراني في الكبير (7294)، والحاكم (4/ 172)، والبيهقي (7/ 292). ولفظه: عن ابن أبي أوفى قال: لما قدم معاذ بن جبل من الشام سجد لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما هذا؟ " قال: يا رسول الله قدمت الشام فرأيتهم يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم فأردت أن أفعل ذلك بك، قال: "فلا تفعل فإني لو أمرت شيئًا أن يسجد لشيء لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفسي بيده لا تؤدّي المرأة حقّ ربها حتى تؤدّي حق زوجها حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه". وعند الحاكم: عن القاسم بن عوف، حدثنا معاذ. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الحاكم. وقال الألباني في الصحيحة (1203): هذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف، وذلك لأن أحد رواته مبهم، فإن كان هو ابن أبي أوفى، كما في الطريق الثانية -أو القاسم بن عوف- كما في رواية الحاكم، فالإسناد ثقات، وإن لم يكن هو فيبقى السند كما هو. وللحديث شواهد، منها: 1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل حائطًا من حوائط الأنصار، فإذا فيه جملان يضربان ويرعدان، فاقترب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهما، فوضعا =
= جرانهما بالأرض، فقال من معه: سجد لَهُ!! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ما ينبغي أحد أن يسجد لأحد، ولو كان أحد ينبغي أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لما عَظّمَ الله عليها من حقه". أخرجه الترمذي (2/ 314: 1169)، وقال: حسن غريب، وابن حبان (9/ 470: 4162)، والبيهقي (7/ 291)، قال الأرنؤوط في تعليقه على ابن حبان: إسناده حسن. وأخرجه الحاكم (4/ 171)، والبزار (2/ 178: 1466)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، قال الذهبي: بل سليمان هو اليمامي ضعّفوه. اهـ. وضعفه الهيثمي في المجمع (4/ 307)، من هذه الطريق الثانية. 2 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها". أخرجه الإِمام أحمد (3/ 158)، والنسائي في عشرة النساء (225: 265)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 151: 2454). قال الهيثمي في المجمع (9/ 4): رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح غير حفص ابن أخي أنس، وهو ثقة. اهـ. وجوّد إسناده المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 75). 3 - عن قيس بن سعد رضي الله عنه قال: أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لِمَرْزُبَان لهم، فقلت: رسول الله أحق أن يسجد له، قال: فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: إني أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فأنت يا رسول الله أحق أن نسجد لك، قال: "أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد له"؟ قال: قلت: لا، قال: "فلا تفعلوا، لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق". أخرجه أبو داود (2/ 244: 2140)، والحاكم (2/ 187)، والبيهقي =
= (7/ 291)، من طريق شريك بن عبد الله القاضي، وهو صدوق يخطئ، فحديثه يصلح في الشواهد. 4 - عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- كان في نفر من المهاجرين والأنصار، فجاء بعير فسجد له، فقال أصحابه: يا رسول الله تسجد لك البهائم والشجر فنحن أحق أن نسجد لك!! فقال: "اعبدوا ربكم وأكرموا أخاكم، ولو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها, ولو أمرها أن تنقل من جبل أصفر إلى جبل أسود، ومن جبل أسود إلى جبل أبيض؛ كان ينبغي لها أن تفعله". أخرجه الإِمام أحمد (6/ 76)، وابن أبي شيبة (4/ 306)، وابن ماجه (1/ 595:1852). وفي سنده: علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، ويصلح في الشواهد. 5 - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: بعث -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل إلى الشام، فلما قدم معاذ قال: يا رسول الله رأيت أهل الكتاب يسجدون لأساقفهم وبطارقهم، أفلا نسجد لك؟ قال: لا, ولو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد، لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها". أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 179: 1468)، والطبراني في الكبير (5117). قال الهيثمي في المجمع (4/ 310): رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط , وأحد إسنادي الطبراني: رجاله رجال الصحيح، خلا صدقة بن عبد الله السمين، وثقه أبو حاتم وجماعة، وضعّفه البخاري وجماعة. اهـ. 6 - عن ابن عباس رضي الله عنه. أخرجه الطبراني في الكبير (12003)، وفي إسناده: الحكم بن طهمان، أبو عزة الدبّاغ، وهو ضعيف. =
= فهذه الأحاديث فيها الصحيح، والحسن، والضعيف؛ كلها تشهد لحديث الباب وبها يرتقي المتن إلى الصحة، والله أعلم. تنبيه: حديث الباب ليس على شرط الحافظ في هذا الكتاب إذ إنه ليس من الزوائد، فقد رواه الإِمام أحمد كما سبق في التخريج، وسبحان من لا يعزب عن علمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العلم.
1667 - قال الحارث أيضًا: حدثنا الخليل بن زكريا، بنا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكُنَّ يَا كَوَافِرَ الْمُنْعِمِينَ"، قَالَ: فَقُلْنَ: نَعُوذُ باللهِ أَنْ نَكْفُرَ نِعْمَةَ اللَّهِ! قال -صلى الله عليه وسلم-: "تَقُولُ إِحْدَاكُنَّ إِذَا غَضِبَتْ عَلَى زَوْجِهَا: مَا رأيت منك خيرًا قط".
1667 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (3/ 630: 485). ولم أجده في الإِتحاف ولا غيره.
الحكم عليه: هذا الإِسناد ضعيف جدًّا بسبب الخليل بن زكريا، فإنه متروك. ومعنى هذا المتن قد ورد من طرق أخرى بغير هذا الإِسناد، منها: 1 - عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: مرّ بي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا في جَوارٍ أتراب لي، فسلَّم علينا وقال: "إياكن وكفر المنعمين"، وكنت من أجرأهن على مسألته، فقلت: يا رسول الله وما كفر المنعمين؟ قال: "لعلّ إحداكن تطول أيمتها من أبويها، ثم يرزقها الله زوجًا، ويرزقها منه ولدًا، فتغضب الغضبة فتكفر، فتقول: ما رأيت منك خيرًا قط". أخرجه البخاري في الأدب المفرد (270: 1048)، من طريق محمد بن مهاجر، عن أبيه، عن أسماء به. قال الألباني في الصحيحة (823): هذا إسناد جيّد، رجاله كلهم ثقات، رجال الصحيح غير مهاجر -وهو ابن أبي مسلم- روى عنه جماعة من الثقات غير ابنه محمد هذا، وذكره ابن حبان في الثقات. وقد تابعه عبد الحميد بن بهرام، حدثني شهر قال: سمعت أسماء بنت يزيد. اهـ. وهذه المتابعة أخرجها: الإِمام أحمد (6/ 452)، والبخاري في الأدب المفرد (269: 1047). =
= فيكون الحديث قويًّا جدًا، من طريق أسماء. 2 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي حديث صلاة الكسوف الطويل قال فيه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وأريت النار، فلم أرَ منظرًا كاليوم قطٌّ أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء، قالوا: بِمَ يا رسول الله؟ قال: "بكفرهنّ"، قيل: يكفرن بالله؟ قال: "يكفرن العشير، ويكفرن الإِحسان، لو أحسنت إلى إحداهنّ الدهر كلّه ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيت منك خيرًا قط". أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 540: 1052)، باب صلاة الكسوف جماعة. وعليه، فمتن حديث الباب ثابت صحيح، عدا إسناده فليس كذلك.
1668 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْن، ثنا ربيعة ابن عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبّان، عن نَهار، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: أَنَّ رَجُلًا أَتَى بِابْنَةٍ لَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ ابْنَتِي، وَأَبَتْ أَنْ تَتَزَوَّجَ (¬1)! فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَطِيعِي أباكِ"، كُلُّ ذَلِكَ تُرَدُّ عَلَيْهِ مَقَالَتَهُ، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُخْبِرَنِي مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى امْرَأَتِهِ؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْ كَانَ بِهِ قَرْحٌ أَوِ ابْتَدَرَ مَنْخِرَاهُ دَمًا وصديدًا ثم لحستيه بِلِسَانِكِ مَا أدَّيت حَقَّهُ"، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحق لا أتزوج أبدًا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تنكحونهنّ إلَّا بِإِذْنِهِنَّ". [2] أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ: جَعْفَرٍ، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَا رَوَاهُ عَنْ رَبِيعَةَ إِلَّا جَعْفَرٌ. انْتَهَى. وصححه ابن حبان والحاكم. ¬
1668 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 76/ أ)، بسند أبي بكر بن أبي شيبة. وهو في مصنف ابن أبي شيبة (4/ 303). وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في التحفة (3/ 475)، وابن حبان في صحيحه (9/ 472: 4164)، والدارقطني (3/ 237)، والحاكم (2/ 188)، والبزار كما في كشف الأسنار (2/ 177: 1465)، والبيهقي (7/ 291). كلهم من طريق جعفر بن عون، به. =
= ولفظ ابن حبان: "لا تنكحوهنّ إلَّا بإذن أهلهنّ".
الحكم عليه: هذا الإسناد حسن لأنّ فيه: ربيعة بن عثمان التيمي، ونهار العبدي وهما صدوقان. قال الهيثمي في المجمع (4/ 307): رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح خلا نهار العبدي، وهو ثقة. اهـ. وقال البوصيري في الإتحاف (3/ 76/ أ): بعد أن أورد كلام شيخه الهيثمي قال: قال شيخنا الحافظ العسقلاني: وربيعة بن عثمان ليس هو من رجال الصحيح. اهـ. قال البوصيري: قلت: رقم عليه الذهبي في الكاشف علامة مسلم في الصحيح. اهـ. قلت: وكذا الحافظ نفسه في التهذيب والتقريب، وقبلهما المزي في تهذيب الكمال، وهو كما قالوا، فإن حديثه عند مسلم في صحيحه (4/ 2052: 2664)، كتاب القدر، باب في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله وتفويض المقادير لله. من طريق عبد الله بن إدريس، عن رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بن حبان، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلّ خير ... " الحديث. وعليه، فالرجل من رجال صحيح مسلم. واعلم أن حديث الباب له شواهد كثيرة تقدَّمت.
1669 - [1] قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عبد الحميد، نبا يُوسف بن عَطيّة، نبا ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ، فَمَرِضَ أَبُوهَا، فأتت النبي إليك فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي مَرِيضٌ، وَزَوْجِي يَأْبَى أَنْ يَأْذَنَ لِي أَنْ أُمرِّضَه، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَطِيعِي زَوْجَكِ"، فَمَاتَ أَبُوهَا، فَاسْتَأْذَنَتْ زَوْجَهَا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَأَبَى زَوْجُهَا أَنْ يَأْذَنَ لَهَا فِي الصَّلَاةِ، فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فقال لها: "أَطِيعِي زَوْجَكِ"، فَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا, وَلَمْ تصلِّ عَلَى أَبِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لِأَبِيكِ بِطَوَاعِيَتِكِ زَوْجَكِ". [2] وَقَالَ الحارث: حدثنا يزيد بن هارون، ثنا يوسف بن عطية، فذكره؛ لكن قال: إِنَّ رَجُلًا غَزَا وَامْرَأَتُهُ فِي عُلْوٍ، وَأَبُوهَا فِي سُفْلٍ، وأَمَرَها أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْ بيتها، فاشْتكى أبوها ... فذكر الحديث بتمامه.
1669 - تخريجه: الحديث في المنتخب (404: 1369). وفي بغية الباحث (3/ 633: 487). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 76/ ب). وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 313)، وعزاه للطبراني في الأوسط.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف جدًّا، بسبب يحيى الحمّاني، ويوسف بن عطية. ولم أجد لهذه القصة شاهدًا، إلَّا أن الأحاديث متضافرة على إلزام الزوجة طاعة زوجها حتى إنها تقدمه على والديها، ومن ذلك: عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- أيّ الناس أعظم حقًا على المرأة؟ قال: "زوجها"، قلت: فأيّ الناس أعظم حقًّا على الرجل؟ قال:"أمّه". =
= أخرجه البزار، كما في كشف الأستار (2/ 176: 1462). والنسائي في عشرة النساء (225: 266). من طريق مسعر، عن أبي عتبة، عن عائشة، به. قال البزار: لا نعلمه مرفوعًا إلَّا بهذا الإسناد، وأبو عتبة لا نعلم حدّث عنه إلَّا مسعر. اهـ. قال الهيثمي في المجمع (4/ 308): فيه أبو عتبة، ولم يحدث عنه غير مسعر، رجاله رجال الصحيح. اهـ. وإسناد البزار حسَّنه المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 53)، والبوصيري في الإتحاف (3/ 76/ ب).
1670 - وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا المُقري، عَنِ الإفْرِيقي، حدثني عُمَارة بن غُرَاب قال: إن عمة له حدَّثته (¬1) أنها سألت عائشة رضي الله عنها أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: إِنَّ زوجَ إحدَانا يُريدها فَتَمْنَعُهُ نفسَها: إِمَّا أَنْ تَكُونَ غَضْبَى، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ غَيْرَ نَشِيطَةٍ لَهُ، فَهَلْ عَلَيْهَا فِي ذَلِكَ مِنْ حَرَجٍ؟ قَالَتْ: (نَعَمْ، إِنَّ حَقَّهُ عليكِ أَنْ لَوْ أَرَادَكِ وأنتِ عَلَى قَتَبٍ لم تَمنعِيْه ...) الحديث. ¬
1670 - تخريجه: لم أجده لغير ابن أبي عمر.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف لأجل عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْأَفْرِيقِيِّ. أمّا عمّة عمارة بن غراب فلم أجد لها ترجمة. وقد تقدم في الحديث رقم (130) تسعة شواهد، كلها تشهد لهذا الأثر الموقوف على عائشة، وفي ذلك غُنْية وكِفاية.
1671 - وَقَالَ إِسْحَاقُ (¬1) فِي مُسْنَدِهِ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الجَزري، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَتَتْ أَبَاهَا تَشْكُو الزُّبَيْرَ فَقَالَ لَهَا: ارْجِعِي يَا بنية، إن صبرت أحسنت صُحْبَتَهُ ثُمَّ مَاتَ فَلَمْ تَنْكِحِي بَعْدَهُ وَدَخَلْتُمَا الجنة كنت زوجته. ¬
1671 - تخريجه: أخرجه إسحاق (5/ 135: 225) به. وأخرجه عبد الرزاق (11/ 302: 20599). وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (19/ 193/ أ)، من طريق كثير بن هشام، عن عبد الكريم، به. وقد قال تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ}.
الحكم عليه: رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل. قال الألباني في الصحيحة (3/ 276): ورجاله ثقات، إلَّا أن فيه إرسالًا، لأن عكرمة لم يدرك أبا بكر، إلا أن يكون تلقاه عن أسماء بنت أبي بكر. اهـ.
1672 - وقال أبو يعلى: حدثنا سفيان بن وكيع، ثنا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلّام، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ مَالِكٍ السَكْسَكِي -هو ابن يُخَامِر- قال: إن معاذ بن جبل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: "لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تَأْخُذُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إلَّا بِإِذْنِ زوجها , ولا يحل لها أن تأخذه وَهُوَ كَارِهٌ، وَلَا تَخْرُجَ وَهُوَ كَارِهٌ بِغَيْرِ إذنه، ولا تُطمع (¬1) فيه أحد مَا اصْطَحَبَا, وَلَا تُخَشّنَ بصَدْره، وَلَا تَعْتَزِلَ فراشه، ولا تُضار به، وَإِنْ كَانَ هُوَ أَظْلَمَ مِنْهَا أَنْ تَأْتِيَهُ حَتَّى تُرْضِيه فَإِنْ هُوَ قبلَ مِنْهَا، فَبِهَا ونعمت قَبِلَ الله عُذْرَها، وأفْلَح حُجّتَها وَلَا إِثْمَ عَلَيْهَا، وَإِنْ أَبَى الزَّوْجُ أَنْ يَرْضَى فَقَدْ أبلغتْ إِلَيْهِ عُذْرها، وَإِنْ لم تفعل من ذلك شيئًا فرضيت بالصُرَام حتى تمضي لها ثلاث ليال، وإن أذنت بغير إذنه أو أتت بِغَيْرِ إِذْنِهِ فِي زِيَارَةِ وَالِدٍ أَوْ غَيْرِهِ ما شهد عندها فأحنثت له قَسَمًا وأطاعت فِيهِ وَالِدًا أَوْ وَلَدًا أَوِ اعْتَزَلَتْ لَهُ مَضْجَعًا أَوْ خَشَّنَتْ لَهُ صَدْرًا، فَإِنَّهُنَّ لَا يَزَالُ يُكْتَبُ عَلَيْهِنَّ ثَلَاثٌ مِنَ الْكَبَائِرِ -مَا فعلن ذلك- أكبر (¬2) الْكَبَائِرُ: الْإِشْرَاكُ باللهِ، وَقَتْلُ الْمُؤْمِنِ مُتَعَمِّدًا، وَالثَّالِثُ: أكل الربا وكفى بالمرء إثمًا أن يأتي كُلَّمَا غَضِبَ عَلَيْهَا زَوْجُهَا ثَلَاثًا مِنَ الْكَبَائِرِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهَا الشَّيْطَانُ فَأَصْبَحَتْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. قال: وحدثنا معاذ رضي الله عنه أن رسول الله -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا تَزَالُ الْمَلَائِكَةُ تلعنها، ويلعنها الله تعالى، وخزان دار الرحمة ودار العذاب؛ مما انتهكَت من معصية الله عَزَّ وَجَلَّ". * هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ أَثْبَاتٌ، إلَّا شَيْخَ أبي (¬3) يعلى، فهو مِنْ مُنْكَرَاتِهِ، وَكَانَ صَدُوقًا فِي نَفْسِهِ، إلَّا أَنَّ وَرَّاقَهُ أَدْخَلَ عَلَيْهِ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ، وَكَانُوا يحذِّرونه مِنْ ذَلِكَ فَلَا يَرْضَى (¬4). ¬
وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيِّ فينظر في تفاوت ما بين السياقين.
1672 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإِتحاف (3/ 78/ أ)، بسند أبي يعلى. وأخرجه الحاكم (2/ 189)، ولفظه: عن مالك بن يخامر السكسكي، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، أن تأذن في بيت زوجها وهو كاره، ولا تخرج وهو كاره، ولا تطيع فيه أحدًا، وَلَا تُخْشِنَ بِصَدْرِهِ، وَلَا تَعْتَزِلَ فِرَاشَهُ، وَلَا تَضُرُّ بِه، فإن كان هو أظلم فلتأته حتى ترضيه، فإن كان هو قَبِلَ فبها ونعمت وقبل الله عذرها وأفلح حجتها ولا إثم عليه، وإن هو أبى برضاه عنها فقد أبلغت عند الله عذرها. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: بل منكر وإسناده منقطع.
الحكم عليه: هذا الحديث حكم عليه الحافظ هنا فقال: هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ أَثْبَاتٌ، إلَّا شَيْخَ أبي يعلى، فهو من منكراته. اهـ. قال ابن حبان في المجروحين (1/ 359): كان شيخًا فاضلًا صدوقًا، إلَّا أنه ابتلي بورّاق سوء كان يُدخل عليه، فكلم في ذلك فلم يرجع. اهـ. وقال ابن عدي في الكامل (3/ 1253): ولسفيان بن وكيع حديث كثير وإنما بلاؤه أنه كان يتلقن ما لُقِّن، ويقال: كان له وراق يلقّنه: من حديث موقوف يرفعه، وحديث مرسل فيوصله، أو يبدل في الإسناد قومًا بدل قوم. اهـ. =
= وعليه فالحديث ضعيف بسبب شيخ أبي يعلى سفيان بن وكيع، وأيضًا فإن في الحديث علة ثانية وهي رواية وكيع بن الجراح الكوفي عن علي بن المبارك الهنائي، ورواية الكوفيين عن الهنائي ضعيفة. وهذا الحديث قد سبق ما يغني عنه في مواضع متفرقة. والله أعلم.
1673 - وَقَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أُمِّ (¬2) سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: بَايَعْنَا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نِسْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ لَا تغششن أزواجكن، قالت: فلما انصرفنا قلنا أو سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما غش أزواجنا فرجعنا إليه، فسألته فقال: أن تخانين (¬3) وتهادين ماله إلى غيره. ¬
1673 - تخريجه: أخرجه إسحاق (5/ 100: 2206). أخرجه أحمد (6/ 422)، قال: ثنا محمد بن عبيد الله (كذا)، ثنا محمد بن إسحاق، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 176: 3404)، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يعلي بن عبيد، ثنا محمد بن إسحاق، به. وأخرجه ابن سعد (8/ 9) عن يعلى، ومحمد ابني عبيد، عن ابن إسحاق، به. وأخرجه إسحاق بن إسحاق في المغازي، كما في الإصابة (4/ 325)، قال: حدثني سليط بن أيوب بن الحكم، عن أبيه، عن جدته سلمى بنت قيس، بنحوه. قال الحافظ في الإصابة (4/ 325): أخرج ابن مندة في ترجمتها، من طريق أيوب بن الحكم، عن جدته سلمى حديثًا هو وهم، فإن سلمى جدة أيوب هي أم رافع. وأخرج أحمد (6/ 379)، قال: ثنا يعقوب، ثنا أبي قال: حدثني سليط بن أيوب بن الحكم بن سليم، عن أمه، عن سلمى بنت قيس، بنحوه. وأخرجه أَبُو يَعْلَى (12/ 494: 7070): حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، به. =
= ورواه الطبراني في الكبير (24/ 296: 752)، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبوكريب، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق، حدثني سليط بن أيوب، عن أمه سلمى، به. ورواه الطبراني في الكبير (24/ 296: 751)، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني سليط بن أيوب، عن الحكم بن سليم، عن أمه سلمى، بنحوه. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 77) من طريقه. ولعله تصحيف؛ صوابه: "بن الحكم".
الحكم عليه: إسناد إسحاق فيه: مجهول، وابن إسحاق مدلس، وقد عنعن. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 311): "رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم وابن إسحاق، وهو مدلس". وبمثل ذلك قال البوصيري عن إسناد إسحاق، إلَّا أنه قال: "ولكن رواه أبو يعلى بسند صحيح". وقال البيهقي (6/ 38): "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجاله ثقات". وأم سليط يظهر أنها الصحابية المذكور في الإصابة (4/ 441). [سعد].
7 - باب الوصية بالنساء
7 - بَابُ الْوَصِيَّةِ بِالنِّسَاءِ (73) تَقَدَّمَ فِي الْحَجِّ حَدِيثُ (¬1). 1674 - [1] قال عبد بن حميد: حدثني ابن أبي شيبة، ثنا زيد بن حباب العكلي، ثنا موسى بن عبيدة قال: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- فذكر خطبة طويلة وفيها: (أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ النِّسَاءَ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقٌّ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقٌّ، وَمِنْ حَقِّكُمْ أن لا يوطئن فرشكم ولا يعصينكم في معروف فإذا فعلن ذلك فلهنّ رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف فإذا ضربتم فاضربوا ضربًا غير مبرّح ...) الحديث. ¬
1674 - [1] تخريجه: هو في المنتخب (271) (858). وكشف الأستار (2/ 33) (1141).
الحكم عليه: قال الهيثمي في المجمع (3/ 266): فيه موسى بن عُبيدة وهو ضعيف. اهـ. وأيضًا فإنّ صدقة بن يسار في سماعه من ابن عمر نظر. قال الذهبي في الميزان (2/ 314)، يقال أنه روى عن ابن عمر. اهـ. فالحديث ضعيف، بهذا الإسناد، إلَّا أن له شواهد ستأتي إن شاء الله تعالى.
1674 - [2] وَقَالَ إِسْحَاقُ (¬1): أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ أُمِّ كلثوم بنت أبي بكر قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ ضَرْبِ النِّسَاءِ فَشُكِينَ فَأَذِنَ لَهُمْ فِي ضَرْبِهِنَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَقَدْ أَطَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ اللَّيْلَةَ سبعون امرأة كلهن قَدْ ضُرِبَتْ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا أُحِبُّ أَنْ أَرَى الرَّجُلَ ثائرًا عصبة فيرص (¬2) رَقَبَتِهِ عَلَى مَرِيئَتِهِ يَقْتُلُهَا. قُلْتُ: هَذَا مُرْسَلٌ، وُلدت أُمُّ كُلْثُومٍ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي بَكْرٍ. ¬
1674 - [2] تخريجه: أخرجه إسحاق (5/ 112: 2217) به. أخرجه الحاكم (2/ 191)، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا سعيد بن كثير بن عفير وسعيد بن أبي مريم قالا: ثنا الليث ابن سعد عن يحيى بن سعيد، به. وأخرجه البيهقي (7/ 304)، من طريق الحاكم. كما أخرجه (7/ 304)، قال: أخبرنا أبو الحسن بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا ابن ملحان، نا يحيى بن بكير، نا الليث، به. ونسبه في كنز العمال (6/ 378: 44984) لابن سعد. وللحديث شاهد من حديث إياس بن أبي ذباب، أخرجه أبو داود (2146)، وابن ماجه (1985)، وابن حبان (4189)، والدارمي (2/ 147)، والحاكم (2/ 188، 191)، والبغوي (2346)، والبيهقي (7/ 305)، والطبراني (1/ 786)، والشافعي (2/ 28)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (2/ 10)، =
= وعبد الرزاق (17945)، والحميدي (876)، والطبري في تهذيب الآثار (1/ 417: عمر). ومن حديث ابن عباس: أخرجه ابن ماجه (1977)، وابن حبان (4186).
الحكم عليه: رجاله ثقات، لكنه مرسل كما ذكر الحافظ. [سعد].
1675 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كرب رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَامَ فِي النَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خيرًا، إن الله يوصيكم بأمهاتكم، وبآبائكم، وإخوانكم، وعماتكم، وخالاتكم. إن الرجل من أهل الكتابين (¬1) يتزوج المرأة وما يعلم ما لَهُ بِهَا (¬2) مِنَ الْخَيْرِ فَمَا يَرْغَبُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَمُوتَا هَرَمًا". قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ الْعَلَاءَ بْنَ سُفْيَانَ الْغَسَّانِيَّ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْفَوَاحِشَ الَّتِي حرّم الله تعالى فيما بطن مما (¬3) لم يتبين ذِكْرَهَا فِي الْقُرْآنِ: أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ، فَإِذَا قَدُمَتْ صُحْبَتُهَا، وَطَالَ عَهْدُهَا، وَنَفَضَتْ (¬4) مَا فِي بَطْنِهَا؛ طَلَّقَهَا مِنْ غَيْرِ رِيبَةٍ. رَوَى ابْنُ مَاجَةَ (¬5) مِنْهُ: (إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ)، من وجه آخر، عن المقدام. ¬
1675 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 77/ أ). وهو في بغية الباحث (3/ 627: 483). =
= وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 274: 648)، من طريق داود بن رشيد، بنحوه. وكذا أخرجه في مسند الشاميين (1377)، ولفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام في الناس فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بالنساء خيرًا، فإنهن أمهاتكم وبناتكم وخالاتكم، إن الرجل من أهل الكتاب يتزوج المرأة وما تعلق يداها الخيط، فما يرغب واحد منهما عن صاحبه". وقد أخرج ابن ماجه في سننه (2/ 1207)، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عياش، عن بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يوصيكم بأمهاتكم -ثلاثًا- إن الله يوصيكم بآبائكم، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب". قال البوصيري في مصباح الزجاجة: في إسناده إسماعيل، وروايته عن الحجازيين كما هنا. وهذا هو الوجه الذي أشار إليه الحافظ هنا.
الحكم عليه: إسناد الحارث رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع، اذْ أن يحيى بن جابر الطائي لم يلقَ المقدام. وانظر جامع التحصيل (297). وعليه، فالإسناد ضعيف، وقد ضعف الألباني إسناد الطبراني في ضعيف الجامع (1763). ولكنّ له شواهد كثيرة، فمنها: 1 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا". أخرجه البخاري (9/ 253: 5186)، كتاب النكاح، باب الوصية بالنساء. ومسلم (2/ 1091: 60)، كتاب الرضاع، باب الوصية بالنساء. =
= 2 - عن عمرو بن الأحوص، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "استوصوا بالنساء خيرًا، فإنما هنّ عوان عندكم ... ". أخرجه الإِمام أحمد (5/ 72)، والترمذي في الرضاع (1163)، وقال: حسن صحيح، والنسائي في عشرة النساء (246: 287)، وابن ماجه في النكاح (1851). وحسّنه الألباني في الأرواء (2030). 3 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إني أحرّج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة". أخرجه الإِمام أحمد (2/ 439)، وابن ماجه (3678)، وابن حبان في صحيحه (12/ 376: 5565). والحاكم (4/ 128)، وقال: صحيح على شرط مسلم. وأقرّه الذهبي. وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. وحسن إسناده الألباني في الصحيحة (1015)، والأرنؤوط في تعليقه على صحيح ابن حبان (5565)، ولفظ ابن حبان: (أحرّج مال الضعيفين ...). 4 - عن أبي شريح الخزاعي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أحرّج حق الضعيفين: حق اليتيم، وحق المرأة". أخرجه النسائي في عشرة النساء (226: 268). فهذه الأحاديث تشهد لحديث الباب، عدا جزئه الأخير: (إنّ الرجل من أهل الكتاب ...)، وكذا تشهد للذي قبله، وترتقي بها إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
1676 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَباد بْنُ عبّاد، ثنا عبد الله بن هِلًال، بنا صَاحِبٌ لَنَا ثِقَةٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا زَالَ جبريلُ عليه السلام، يُوصِينِي بِالنِّسَاءِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سيُحرم طَلَاقَهُنَّ" (¬1). ¬
1676 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 104/ أ)، بسند ابن منيع. وفي المجردة (2/ 23/ ب). ولم أجده لغير ابن منيع. إلَّا أن البخاري قال في تاريخه الكبير (5/ 223)، في ترجمة عبد الله بن هلال: عن رجل عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "ما زال جبريل يوصيني بالجار"، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عباد، عن عبد الله. اهـ. فإما أنا يكون حديثًا آخر بهذا الإسناد، أو حصل خطأ بسبب تشابه الحديثين، والعلم عند الله.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف لجهالة أحد رواته وهو شيخ عبد الله بن هلال، وأيضًا عبد الله بن هلال تجاذبه تضعيف الأزدي، وتوثيق ابن حبان. وانظر الثقات (8/ 239)، واللسان (3/ 371). والحديث ضعفه البوصيري في الإتحاف (3/ 104/ أ). وقد تقدَّم في الحديث الماضي ما يشهد لمتن هذا الحديث.
8 - باب جواز إمساك المرأة الجميلة لمن يحبها وإن كان فيها ريبة
8 - بَابُ جَوَازِ إِمْسَاكِ الْمَرْأَةِ الْجَمِيلَةِ لِمَنْ يُحِبُّهَا وإن كَانَ فِيهَا رِيبَةٌ 1677 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا فُرَاتُ بْنُ سلمان (¬1)، عن عبد الكريم بن مالك، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَوْ أَبِي الزُّبَيْرِ (¬2)، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال: إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَدْفَعُ (¬3) يَدَ لَامِسٍ! فَقَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم-:"طلِّقها"، قال: إنها امرأة جميلة، وإني أُحِبّها، قال -صلى الله عليه وسلم-: "استمتع بها". ¬
1677 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 109/ب)، بسند ابن منيع، والمجردة (2/ 25/ أ)، وعزاه لابن منيع. وأخرجه الطبراني في الأوسط , كما في مجمع البحرين (198)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 155)، وأبو بكر الخلال، كما في اللآلي المصنوعة (2/ 178)، كلهم من طريق عبد الكريم الجزري، عن أبي الزبير، عن جابر، مرفوعًا، بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (4/ 335): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وأخرجه البيهقي في سننه (7/ 155)، وابن عدي في كامله (6/ 2445)، من طريق معقل بن عبد الله الجزري، عن أبيه، عن أبي الزبير، عن جابر. قال السيوطي في اللآلئ المصنوعة (2/ 172): ورجال الطريقين موثوقون، إلَّا أن أبا الزبير وُصف بالتدليس، ولم أره من حديثه إلَّا بالعنعنة، وقال الحافظ شمس الدين الذهبي في مختصر السنن: إسناده صالح. اهـ.
الحكم عليه: حديث الباب رجاله ثقات، إلَّا أنَّه مرسل. وقد رواه متصلًا: الطبراني، والبيهقي، والخلّال، وابن عدي، وقد قال الهيثمي عن إسناد البزار: رجاله رجال الصحيح. اهـ. وقال الذهبي عن إسناد البيهقي: بأنه صالح. وقال السيوطي عن إسناد البيهقي وابن عدي: بأن رجالهما موثوقون، غير أن أبا الزبير قد عنعن وهو مدلس. أمّا ابن الجوزي فإنه أدخله في موضوعاته (2/ 272)، فرواه عن أبي بكر الخلّال به، مستندًا في ذلك على قول للإمام أحمد -فيما حكاه عنه الخلال- أنه =
= سئل عن هذا الحديث، فقال الإِمام أحمد: ليس له أصل، ولا يثبت عن النبي -صلي الله عليه وسلم-. اهـ. لكن الحافظ ابن حجر صحح إسناد ابن الجوزي، كما في التلخيص (3/ 225). وسُئل الحافظ ابن حجر أيضًا عن هذا الحديث، فأجاب: بأنه حسن صحيح، ولم يصب من قال أنه موضوع. اهـ. وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة (129): إدخال مثل هذا الحديث في الموضوعات مجازفة ظاهرة. وعليه، فالحديث من هذه الطريق -أي عن أبي الزبير، عن جابر- صالح للاحتجاج به، خاصة وأن له شواهد قوية، هي: 1 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال: إن امرأتي ... فذكره بنحوه. أخرجه أبو داود في سننه (2/ 220: 2049)، والنسائي (6/ 169)، كلاهما عن الحسن بن حريث، ثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس، به. ومن طريق أبي داود، أخرجه البيهقي في السنن (7/ 154). قال المنذري في مختصر سنن أبي داود (3/ 6): رجال إسناده محتج بهم في الصحيحين على الاتفاق والانفراد. وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في التلخيص (3/ 225)، وقال: أطلق النووي عليه الصحة. اهـ. أمّا السيوطي فقد توقف في تصحيحه فقال في اللآلئ (2/ 172): أنا لم أجرؤ على إطلاق القول بتصحيحه , لأن الحسين بن واقد قد تقدم أنه ربما أخطأ. والفضل بن موسى، قال أحمد: إن في روايته مناكير. وكذا نقل عن علي بن المديني، =
= وإذا قيل مثل هذا في الراوي توقف الناقد في تصحيح حديثه الذي ينفرد به. اهـ. نعم، من قيل فيه مثل هذا تُوقف في تصحيح حديثه الذي ينفرد به، لكن حديث ابن عباس رضي الله عنهما، ليس كذلك، بل روي من طريق أخرى: فقد أخرجه النسائي (6/ 170)، وابن أبي شيبة (4/ 183)، وإسحاق بن راهويه، كما في اللآليء (2/ 172)، من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن عباس، فذكره. قال النسائي: هذا خطأ، والصواب مرسل. اهـ. وعبد الكريم بن أبي المخارق ضعيف. وقد خالفه هارون بن رئاب، وهو ثقة، كما في التقريب (568). فرواه هارون عن عبد الله بن عبيد بن عمير، فذكره مرسلًا. أخرجه الشافعي في مسنده (289)، وعبد الرزاق في مصنفه (7/ 98: 12365)، وقال البيهقي (7/ 154): ورواه ابن عيينة، عن هارون بن رئاب مرسلًا. وأخرجه النسائي في السنن (6/ 67)، من طريق حماد بن سلمة وغيره، عن هارون بن رئاب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، وعبد الكريم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن عباس. وكذا أخرجه البيهقي (7/ 154)، من الطريق نفسها لكن قال حماد بن سلمة: قال أحدهما عن ابن عباس، فذكره بنحوه. قال النسائي: هذا الحديث ليس بثابت، وعبد الكريم ليس بالقوي، وهارون بن رئاب أثبت منه، وقد أرسل الحديث، وهارون ثقة وحديثه أولى بالصواب من حديث عبد الكريم. اهـ. وعليه، فالصواب أن هذه الطريق مرسلة، وإذا ضمّت إلى الطريق الأولى التي صححها النووي، والمنذري، وابن حجر، زال الإشكال الذي لأجله توقف السيوطي عن تصحيح الحديث، والعلم عند العليم سبحانه. =
= 2 - هشام مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 98: 12366)، عن الثوري، عن عبد الكريم الجزري، عن رجل مولى لبني هاشم، إن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- ... وهذا الرجل المبهم هو أبو الزبير، فقد ورد مصرّحًا به عند أبي حاتم، كما في علل ابنه عبد الرحمن (1/ 433)، قال أبو حاتم: ثنا محمد بن كثير، عن سفيان، عن عبد الكريم قال: حدثني أبو الزبير، عن مولى لبني هاشم ... فذكره. ومن طريق محمد بن كثير، أخرجه البيهقي في السنن (7/ 155). وقد ورد ذكر الصحابي -الذي هو هشام- مصرّحًا به وأنه هو السائل فيما أخرجه أبو الفتح الأزدي في المخزون (15/ أ)، باب الهاء، من طريق محمد بن أيوب الرقي، عن سفيان، عن عبد الكريم، عن أبي الزبير، عن هشام مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَدْفَعُ يد لامس ... فذكره. إلَّا أن محمد بن أيوب ضعيف، كما في ترجمته في اللسان (5/ 86). وأخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 597)، من الطريق نفسها. وقال الحافظ في الإِصابة (3/ 606): هشام مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، روى حديثه الطبري، ومطين، وابن قانع، وابن منده، من طريق الثوري، عن عبد الكريم الجزري، به ... فذكر الحديث. وأقوى الطرق لحديث هشام طريق أبي حاتم المتقدمة، فكل رجالها ثقات لولا ما فيها من عنعنة أبي الزبير، ومع هذا فهو يصلح في الشواهد، والله أعلم. وبناءً على قوة حديث هشام، وقبله حديث ابن عباس، فإنهما يكونان شاهدين قويين لحديث الباب، ولذلك صححه الحافظ ابن حجر وقال: لم يتوقف المحدّث عن الحكم بصحة الحديث، ولا يلتفت إلى ما وقع من أبي الفرج ابن الجوزي، حيث ذكر هذا الحديث في الموضوعات , ولم يذكر من طرقه إلَّا الطريق التي أخرجها الخلال من طريق أبي الزبير عن جابر. وانظر اللآلئ المصنوعة (2/ 173)، وتنزيه =
= الشريعة (2/ 210). والله أعلم. وقد جمع ابن عبد الهادي طرق هذا الحديث في جزء له، سمّاه: "تخريج حديث إن امرأتي لا تردّ يد لامس"، أصله محفوظ بالظاهرية، وتوجد صورته في الجامعة الإِسلامية ضمن مجموع برقم (1563)، من صفحة (117) إلى صفحة (221). تنبيه: هشام مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- روى هذا الحديث الفرد، كما في الإِصابة، لكني لم أجد له ذِكْرًا في كتاب أسماء الصحابة الرواة لابن حزم، وهو كتاب متخصص في ذكر الصحابة رواة الأحاديث في مسند بقي بن مخلد وما لكل واحد منهم من الأحاديث، وأيضًا لم أجده في كتاب ابن الجوزي تلقيح فهو أهل الأثر، وهو مما يستدرك عليهما إن لم يذكراه، والله أعلم.
9 - باب ضرب الدف في النكاح، وإظهاره
9 - بَابُ ضَرْبِ الدُّفِّ فِي النِّكَاحِ، وَإِظْهَارِهِ 1678 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ عمر، قال: أن عمر رضي الله عنه، كان إِذَا سَمِعَ صَوْتًا فَزعَ، فَإِذَا قِيلَ خِتَانٌ أو عُرس سَكَت. 1679 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قال: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ يُعْجِبُهُ ضَرب الدفّ عند المِلّاك. = = = 1678 و 1679 - تخريجهما: الأثران ذكرهما البوصيري في الإتحاف (3/ 65/ أ)، بسند مسدد. وأخرج الأول منهما ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 192)، عن ابن علية، عن أيوب، عن ابن سيرين قال: نُبئت أن عمر كان إذا سمع صوتًا أنكره وسأل عنه، فإن قيل عرس أو ختان أقرّه. وأخرجه البيهقي (7/ 290)، من طريق أيوب، بنحو لفظ مسدد. وأمّا الأثر الثاني فلم أجده لغير مسدد.
الحكم عليه: هما صحيحا الإسناد.
1680 - [1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عامربن سَعْدٍ البَجَلي قَالَ: شهدتُّ ثَابِتَ بْنَ وَدِيعَةَ وَقَرَظَةَ بْنَ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيَّ فِي عُرْسٍ، فَإِذَا غِنَاءٌ، فَقَالَ (¬1) لَهُمْ فِي ذَلِكَ! فَقَالَ: إِنَّهُ رُخّص فِي الْغِنَاءِ فِي العُرْس، والبُكاء عَلَى الميت في غير نِياحَة. [2] أحمد بن منيع: حدثنا أبو قَطَن، بنا يونسُ بْنِ أَبِي إسحاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ عامر بن سعد قال: دخلتُ عَلَى [عُقْبَةَ] (¬2) بْنِ عَمْرٍو، وَثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ، وَقَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ وَعِنْدَهُمْ جوارٍ يُغَنِّينَ، وَرَيْحَانٌ، قُلْتُ: تَفْعلون هَذَا؟! قَالُوا؟ إِنَّهُ رُخص لَنَا فِي الْغِنَاءِ فِي الْعُرْسِ، وَالْبُكَاءِ عَلَى الميت من غير نَوْحٍ. [3] وحدثنا حسين بن محمد، بنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سعد قال: دخلتُ على ابن مَسْعُودٍ، وَقَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ، وَيَزِيدَ بْنِ ثَابِتِ [كَذَا] (¬3)، قَالَ .. فَذَكَرَهُ. وَالْمَحْفُوظُ ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ وهو ابن يَزِيدَ بْنِ وَدِيعَةَ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ (¬4) مِنْ طَرِيقِ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، فَذَكَرَ: أَبَا مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنَ عَمْرٍو، وَقَرَظَةَ بْنَ كَعْبٍ، حسب. ¬
1685 - تخريجه: الحديث في مسند الطيالسي (1/ 311). =
= وأورده البوصيري في الإِتحاف (3/ 65/ أ)، بإسناد الطيالسي وابن منيع. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 193)، عن غندر، عن شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يحدث عن عمرو بن ربيعة أنه قال: كنت مع ثابت بن وديعة، وقرظة بن كعب في عرس، فسمعت صوت غناء، فقلت: ألا تسمعان؟ فقالا: إنه قد رخص لنا في الغناء عند العرس، والبكاء على الميت من غير نياحة. وهذه الرواية متابعة لرواية الطيالسي، وعمر بن ربيعة هو أبو ربيعة الإيادي، قال في التهذيب (12/ 102): حسنن الترمذي بعض أفراده، وقال في التقريب (639): مقبول، من السادسة. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 184) وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي (7/ 289)، وابن حزم في المحلّى (9/ 76). وأخرجه النسائي في سننه (6/ 135)، مقتصرًا على ذكر عقبة بن عمرو القرظي، وقرظة بن كعب فقط. أربعتهم ص طريق أبي إسحاق، به.
الحكم عليه: هذه الأسانيد مدارها على عامر بن سعد البجلي، وهو مقبول، وقد تابعه أبو ربيعة الإِيادي عند ابن أبي شيبة -كما سبق في التخريج-، وهو مثله في المرتبة. وعليه، فالحديث حسن إن شاء الله، والله أعلم. وللحديث شواهد ستأتي في الملحق الآتي، إن شاء القدير سبحانه.
1681 - وقال الحارث: حدثنا محمد بن عمر، ثنا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبّان، عَنْ وَاسِعِ بْنِ حَبّان، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُحِبُّ إبَانَة النِّكَاحِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ -يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ الْوَاقِدِيَّ-: يَعْنِي إظْهارَه.
1681 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (3/ 621: 477). ولم أجده في الإِتحاف.
الحكم عليه: هذا الإسناد فيه: الواقدي وهو متروك، فالحديث ضعيف جدًا. ومن الأحاديث الواردة في اللهو في النكاح 1 - ما روت الربيع بنت معوذ بن عفراء، قالت: جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- يدخل حين بُنِيَ عَلَىَّ فجلس على فراشي كمجلسك منّي، فجعلت جويريات يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال: "دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين". أخرجه البخاري (9/ 202)، وأحمد (6/ 359). 2 - عن محمد بن حاطب الجمحي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"فصل ما بين الحلال والحرام الصوت، وضرب الدف". أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 19)، وأحمد في مسنده (4/ 259)، والترمذي وحسنه في جامعه (2/ 275: 1094)، والنسائي (6/ 127)، وابن ماجه (1/ 611)، والحاكم (2/ 184)، والبيهقي (7/ 289). وهذا الحديث حسّنه الترمذي، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصححه ابن حبّان، فيما ذكره الهيثمي في كفّ الرعاع (1/ 73)، وقال ابن =
= طاهر القيسراني في كتابه السماع (63): هذا حديث صحيح، ألزم الدارقطني مسلمًا إخراجه في الصحيح. اهـ. 3 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مرّ ببعض أزقّة المدينة فإذا هو بجوارٍ يضربن بدفهنّ ويتغنين ويقلن: نحن جوار من بني النجار ... يا حبذا محمد من جار فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الله يعلم أنّي لأحبكنّ". أخرجه ابن ماجه (1/ 612: 1899)، والطبراني في الصغير (1/ 33)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 120)، وزاد أبو نعيم: فقال النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهُمَّ بَارِكْ فيهنّ". قال البوصيري في زوائد ابن ماجه (332)، والهيثمي في المجمع (4/ 289): إسناده صحيح ورجاله ثقات. اهـ. 4 - عن عائشة رضي الله عنها، أنها زَفّت امرأة إلى رجل من الأنصار، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا عائشة، ما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو". أخرجه البخاري (9/ 225). وأخرجه ابن ماجه (1/ 613)، من طريق أبي الزبير، عن ابن عباس، ولفظه: قال: أنكحتْ عائشة ذات قرابة لها من الأنصار فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "أهديتم الفتاة؟ " قالوا: نعم، قال: "أرسلتم معها من يغنّي؟ " قالت: لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن الأنصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها من يقول: أتيناكم أتيناكم فحيانا وحيّاكم". وإسناده قابل للتحسين، فإن فيه الأجلح الكندي مختلف فيه، وأبو الزبير مختلف في سماعه من ابن عباس رضي الله عنهما. 5 - عن عبد الله بن عمير أو عميرة قال: حدثني زوج ابنة أبي لهب قال: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين تزوجت درة بنت أبي لهب فقال: "هل من لهو؟ ". =
= أخرجه الإِمام أحمد (4/ 67، 5/ 379)، والطبراني كما في المجمع (4/ 289)، والخطيب في تاريخه (6/ 3). قال الهيثمي: فيه معبد بن قيس، ولم أعرفه. اهـ. قلت: قال الحافظ في تعجيل المنفعة (267): مجهول. وعليه، فالحديث ضعيف ضعفًا يسيرًا، والله أعلم. فهذه الأحاديث فيها الصحيح والحسن والضعيف.
10 - باب ما يجوز من اللهو
10 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ اللَّهْوِ 1682 - قَالَ الْحَارِثُ: [حدثنا أَبُو عُبَيْدٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ] (¬1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ -يَرْفَعُهُ-: أَنَّهُ مَرَّ عَلَى أَصْحَابِ الدِّرَكْلَة (¬2)، فَقَالَ: خُذُوا يَا بني أَرْفَدَة (¬3)، ليعلم اليهود والنصارى أن في دِينِنَا فُسْحَةً، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا رَأَوْهُ انذعروا. ¬
1682 - تخريجه أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث (2/ 101). وأخرجه الديلمي في المسند (2/ 110)، موصولًا من طريق بقية بن الوليد، عن عبد الواحد بن زياد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن عائشة، بنحوه. إلَّا أن بقية مشهور بالتدليس، والشعبي لم يسمع من عائشة، كما في مراسيل ابن أبي حاتم (159). =
= لكن الحديث جاء موصولًا عن عائشة من وجه آخر. أخرجه الإِمام أحمد (6/ 116: 233)، من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، قال: قال لي عروة: إن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يومئذ: "لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني أرسلت بحنيفية سمحة". وعبد الرحمن بن أبي الزناد، صدوق. وأخرجه الحميدي (1/ 124: 254)، من طريق يعقوب بن زيد التيمي، عنها. ورجاله ثقات، إلَّا أن يعقوب بن زيد لا يمكنه السماع من عائشة.
الحكم عليه: إسناد الحارث رجاله ثقات، إلا أنّه مرسل؛ لكن له طرقًا أخرى موصولة، ولأجلها صحح الألباني هذا الحديث في الصحيحة (1829).
11 - باب الحضانة
11 - بَابُ الحَضَانة 1683 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الحَفَري (¬1) عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبيدة الربَذي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب القرظي قال: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ تَزَوَّجَ ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ، فَوَلَدَتْ لَهُ جَارِيَةً، فَمَاتَ عَنْهَا، فَخَلَفَ عَلَيْهَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ أَوْلِيَاؤُهَا: لَا نَدَعُ ابْنَتَنَا تَكُونُ عِنْدَهُمْ، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَتِ الْأُمُّ: أنا الحامل الحاضن والمرضع، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ تَخْتَارِينَ؟ " فَقَالَتْ: أَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَدَارَ الْإِيمَانِ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَذْهَبُوا بِهَا ما دامت عيني تكلؤها, ولأن بَقِيتُ (¬2) لَأَضَعَنَّهَا مَوْضِعًا يُقِرُّ عَيْنَهَا" .. قَالَ: فَاخْتَصَمُوا إلى أبي بكر رضي الله عنه، فَقَالَ لَهَا: مَنْ تَخْتَارِينَ؟ فَقَالَتْ مِثْلَ الْقَوْلِ الأول، فقضى بها أبو بكر رضي الله عنه للأولياء. فقام بلال رضي الله عنه، فقال: يا أبا بكر. . . (¬3) فقضى أبو بكر رضي الله عنه، بما قضى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. * هَذَا إسناد ضعيف ومنقطع أيضًا. ¬
= 1683 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 88/ أ)، بسند إسحاق.
الحكم عليه: هذا الإسناد قال عنه الحافظ هنا، والبوصيري في الإتحاف: إسناد ضعيف ومنقطع أيضًا. اهـ. أمّا ضعفه: فبسبب موسى بن عبيدة الربذي. وأمّا انقطاعه: فإن محمد بن كعب القرظي لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهو إذًا لم يحضر القصة، ولم يسمع الحديث من النبي -صلي الله عليه وسلم- وإنما سمعه من غيره وأرسله، والمرسل من قسم الضعيف، كما تقدَّم. ولم أجد للقصة شاهدًا ولا متابعًا، وأمَّا حضانة الأمّ فسيأتي فيها الأحاديث الآتية، والعلم عند الله.
1684 - وقال مسدد: حدثنا يحيى، ثنا (¬1) مجالد، ثنا عامر، عن مسروق قال: إن عمر رضي الله عنه طَلَّقَ أُمَّ عَاصِمٍ (¬2)، فَمَاتَتْ (¬3)، وَبَقِيَ عَاصِمٌ فِي حجر جدته، فخاصمته إلى أبي بكر رضي الله عنه، فَقَضَى بِأَنَّ الْوَلَدَ يَكُونُ مَعَ جَدَّتِهِ، وَالنَّفَقَةُ على عمر رضي الله عنه، قال: هي أحق به. ¬
1684 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 118/ أ)، بسند مسدد. وفي المجردة (2/ 27/ ب). وأخرجه البيهقي (8/ 5)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 233)، في ترجمة مجالد .. كلاهما من طريق أبي موسى بن المثنى، عن يحيى بن سعيد، به. زاد العقيلي: قال أبو موسى: فقلت ليحيى: قال عن مسروق؟ فقال: قال لي عن مسروق. ثم قال: لو حملته على أن يقول كلها عن مسروق -أو كلامًا نحوه-، فَعَلَ. وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (2/ 109: 2271)، عن هشيم بن بشير. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 237)، عن حفص بن غياث. كلاهما عن مجالد، عن الشعبي: أن عمر خاصم امرأته أم عاصم في ابنه منها إلى أبي بكر رضي الله عنهما، فقضى أبو بكر لأمه، ثم قال: عليك نفقته حتى يبلغ. وهذا الإسناد فيه مجالد، وهو ضعيف، وأيضًا الانقطاع بين الشعبي وعمر فإنه لم يدركه.=
=الحكم عليه: حديث الباب فيه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف، ولهذا السبب ضعّف البوصيري الحديث في المجردة (2/ 27/ ب)، وأَصْلِها (3/ 118/ أ). ولهذا الأثر شواهد، منها: 1 - عن عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما، أن أبا بكر قضى به لأمّه ... أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 236)، عن مروان بن معاوية. وأخرجه عبد الرزاق (7/ 154: 1260)، عن الثوري. كلاهما عن عاصم، عن عكرمة. وأخرجه سعيد بن منصور (2/ 109:2272)، عن هشيم، أنا خالد، عن عكرمة. وهذا الإسناد مرسل، قال ابن أبي حاتم في المراسيل (131): قال أبو زرعة: عكرمة عن أبي بكر الصديق مرسل، وعكرمة عن عليّ مرسل. اهـ. 2 - عن القاسم بن محمد قال: كانت عند عمر بن الخطاب امرأة من الأنصار فولدت له عاصم ابن عمر، ثم فارقها، فذكره بنحوه. أخرجه مالك في الموطأ (2/ 767)، وعبد الرزاق في المصنف (7/ 155: 1262)، وسعيد بن منصور (2/ 109: 2269، 2270)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 238)، والبيهقي (8/ 5). وهذا الإسناد فيه انقطاع، فإن القاسم لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لأن أباه محمدًا ولد في حجة الوداع، فكان عمره حين توفي أبو بكر رضي الله عنه، نحو ثلاث سنوات، بل وذكر الغلابي أن القاسم لم يدرك أباه محمد بن أبي بكر. انظر جامع التحصيل (310). 3 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: طلّق عمر بن الخطاب امرأته =
= الأنصارية ... فذكره مطوّلًا. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (7/ 154: 1260)، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء الخراساني، عن ابن عباس. وهذا الحديث ذكره الألباني في إرواء الغليل (7/ 245)، وقال: رجاله ثقات غير عطاء الخراساني، فإنه ضعيف ومدلس، ولم يسمع من ابن عباس. اهـ. 4، 5 - عن الحسن البصري، وعن عطاء. فذكراه بنحوه مختصرًا. أخرجهما سعيد بن منصور (2/ 110: 2273، 2274). 6 - عن زيد بن إسحاق بن جارية الأنصاري إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين خاصم إلى أبي بكر رضي الله عنه، في ابنه، فقضى به أبو بكر رضي الله عنه، لأمّه، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: "لا توله والدة عن ولدها". أخرجه البيهقي في سننه (8/ 5). وفي إسناده: ابن لهيعة، وهو ضعيف. 7 - عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده: أن امرأة قالت: يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاء، وحجري له حواء، وثديي له سقاء، وزعم أبوه أنه ينزعه مني، فقال عليه الصلاة والسلام: "أنت أحقّ به ما لم تتزوجي". أخرجه الإِمام أحمد (2/ 182). وإسحاق في مسنده , كما في نصب الرواية (3/ 265). وأخرجه أبو داود (2/ 283: 2276). والدارقطني (3/ 305). والحاكم (2/ 207) وصححه، ووافقه الذهبي. وحسّنه الألباني في إرواء الغليل (2187). فهذه الشواهد السبعة -وإن كان جلّها ضعيف ضعفًا يقبل الانجبار-، فإنها تنبىء أن تحاكم عمر بن الخطاب وزوجته قد حصل، ولذلك ذكر ابن القيم في زاد =
= المعاد (5/ 436)، عن ابن عبد البر أنه قال في هذا الحديث: هذا خبر مشهور من وجوه منقطعة ومتصلة، تلقاه أهل العلم بالقبول والعمل. اهـ. إلَّا أن جميع هذه الشواهد تُخبر أن الابن دُفع إلى أمّه، أما حديث الباب ففيه زيادة ليست عند أحد، وهي: أن الابن دفع إلى جدّته بعد موت أمّه، وبعد مخاصمة بين الجدّة وعمر بن الخطاب، وهذا ما لم أجده في شيء من هذه الروايات. وعليه، فإن قصة محاكمة عمر بن الخطاب وزوجته لا ينزل حديثها عن الحسن لكثرة طرقها وتباينها واختلاف مخارجها، أمّا مخاصمة عمر بن الخطاب وجدّة ابنه فهي ضعيفة بسبب ضعف راويها مجالد بن سعيد، اللهم إلا أن يقال أن المقصود بأمه جدتُه لأنّها أمّ عالية، أو أن المخاصمة حصلت بين عمر وزوجته، ثم لما ماتت الزوجة حصلت المخاصمة مرة أخرى بين عمر وجدة عاصم، والعلم عند الله.
1685 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬1) الدَرَاورْدِيّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَافِعِ بْنِ عُجَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عنه، قال: خرج زيد بن حارثة رضي الله عنه إلى مكة، فقدمت ابنة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما، فقال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: أنا آخذها وأنا أحقّ بها، ابنة عَمِّي، وَعِنْدِي خَالَتُهَا، وَإِنَّمَا الْخَالَةُ أُمٌّ، وَهِيَ أحقّ .. وقال علي رضي الله عنه: بَلْ أَنَا أَحَقُّ بِهَا هِيَ ابْنَةُ عَمِّي وَعِنْدِي ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهِيَ أَحَقُّ بِهَا، وَإِنِّي لَأَرْفَعُ صَوْتِي لَيَسْمَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حُجَّتي قبل أن يخرج .. وقال زيد رضي الله عنه: بل أنا أحقّ بها، خرجت إليها وَسَافَرْتُ وَجِئْتُ بِهَا. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَا شَأْنُكُمْ؟ " فَقَالَ علي رضي الله عنه: ابنة عَمِّي وَأَنَا أَحَقُّ بِهَا، وَعِنْدِي ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَكُونُ مَعَهَا أحق بها من غيرها .. وقال جعفر رضي الله عنه: أَنَا أَحَقُّ بِهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْنَةُ عَمِّي، وَعِنْدِي خَالَتُهَا، وَالْخَالَةُ أُمٌّ، وَهِيَ أَحَقُّ بها من غيرها .. وقال زيد رضي الله عنه: بل أنا أحق بها، خرجت إليها، وَتَجَشَّمْتُ السَّفَرَ، وَأَنْفَقْتُ، فَأَنَا أَحَقُّ بِهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "سأقضي بينكما في هذا وفي غيره". قال علي رضي الله عنه: فلما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-"وفي غَيْرِهِ"، قُلْتُ: نَزَلَ الْقُرْآنُ فِي رَفْعِنَا أَصْوَاتَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أما أنت يا زيد فمولاي ومولاهما"، قال رضي الله عنه: قد رضيتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "وَأَمَّا أَنْتَ يَا جَعْفَرُ فَأَشْبَهْتَ خَلْقِى وخُلُقِي، وَأَنْتَ مِنْ شَجَرَتِي الَّتِي خُلقت مِنْهَا"، قَالَ رضي الله عنه: رضيتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيٌّ فصفِيّي وأميْني". قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ بن حسن فقال: إنه -صلى الله عليه وسلم- ¬
قال: "أنت مني وأنا منك"، قال رضي الله عنه: رضيتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"وَأَمَّا الْجَارِيَةُ فَقَدْ قَضيتُ بِهَا لِجَعْفَرٍ تَكُونُ مَعَ خَالَتِهَا، وَالْخَالَةُ أُمٌّ"، قَالُوا: سَلّمنا يَا رسول الله.
1685 - تخريجه: لم أجده في الإتحاف. الحديث رواه عبد العزيز الدراوردي، واختُلف عليه فيه: 1 - فرواه ابن أبي عمر هنا، عنه، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ. أخرجه البخاري في تاريخه الكبير (1/ 249)، من طريق عبد العزيز الدراوردي، مختصرًا. تابعه إبراهيم بن حمزة، عن الدراوردي، به. أخرجه البيهقي (8/ 6)، والطحاوي في المشكل (4/ 173). وتابعه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن الدراوردي. ذكر هذه الرواية البيهقي. وأخرجه الحاكم (3/ 211)، في مناقب جعفر. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وسكت عنه الذهبي. 2 - وخالفهم عبد الملك بن عمرو: فرواه عن الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إبراهيم، عن نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ. أخرجه أبو داود في سننه (2/ 284: 2278)، رواه عن العباس بن عبد العظيم، عن عبد الملك، به، مختصرًا. =
= والراجح من الخلاف هو الرواية الأولى، فقد قال البيهقي: والذي عندنا أن الأول أصح. اهـ. يعني رواية إبراهيم بن حمزة. وللحديث طرق أخرى غير هذه عن علي بن أبي طالب: أخرجه الإِمام أحمد (1/ 98)، عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، وهبيرة بن يريم، عن علي. وأخرجه إسحاق في مسنده , كما في نصب الراية (3/ 267)، بهذا السند. وأخرجه الإِمام أحمد أيضًا (1/ 115)، والطحاوي في المشكل (4/ 173)، وأبو داود (2/ 285: 2280)، والترمذي (2/ 229)، وقال: حسن صحيح، والحاكم (3/ 120)، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وأخرجه أيضًا الحاكم في موضع آخر (4/ 344)، وقال: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي (8/ 6)، والخطيب في تاريخه (4/ 140). كلهم من طريق أبي إسحاق، به. وهذه الطريق لا بأس بها في المتابعات، فإن أبا إسحاق السبيعي ثقة، إلا أنه اتهم بالاختلاط، وليس بالثابت عليه، وعلى فرض ثبوته فإن من الرواة عنه في هذا الحديث حفيده إسرائيل، وقد أخرج الشيخان في صحيحيهما عن إسرائيل روايته، عن جدّه. قال أبو حاتم: إسرائيل من أتقن أصحاب أبي إسحاق. انظر الكواكب النيرات (341). ومن رجال هذه الطريق: هانئ بن هانئ، وهو وإن قال عنه الحافظ: إنه مستور، فإنّ النسائي قال فيه: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في ثقاته، وصحح له الترمذي حديث "مرحبًا بالطيب" في مناقب عمار (5/ 668). وهبيرة بن يريم لا بأس به. وانظر تحفة المحتاج لابن الملقن (2/ 434). =
= وعليه، فهذه الطريق تصلح لمتابعة الطريق التي أوردها المصنف هنا في الأصل. وللحديث طريق أخرى أيضًا، لكنها مرسلة، ولفظه: عن محمد بن علي بن أبي طالب قال: إنّ ابنة حمزة لتطوف بين الرجال، إذْ أخذ عليّ بيدها فألقاها إلى فاطمة في هودجها، قال: فاختصم فيها عليّ وجعفر وزيد بن حارثة حتى ارتفعت أصواتهم فأيقظوا النبي -صلي الله عليه وسلم-من نومه، قال: "هلمّوا أقضي بينكم فيها وفي غيرها"، فقال علي: ابنة عمّي وأنا أخرجتها وأنا أحق بها، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها عندي، وقال زيد: ابنة أخي. فقال في كل واحد قولًا رضيه، فقضى بها لجعفر وقال: "الخالة والدة"، فقام جعفر فحجل حول النبي -صلى الله عليه وسلم- دار عليه- فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا هذا؟ " قال: شيء رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم. أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 35). قال الألباني في الإرواء (2190): إسناده مرسل صحيح. وبهذا تكون هذه الطريق متابعًا لحديث الباب، والله أعلم.
الحكم عليه: حديث الباب حسن، لأجل عبد العزيز الدراوردي، فهو صدوق حسن الحديث، وللحديث طريق أخرى متّصلة، وأخرى مرسلة -كما سبق في التخريج- وهي تصلح للمتابعة. وعليه، فالحديث -من طريق علي بن أبي طالب- صحيح الإسناد لغيره. وقد جاء هذا الحديث عن غير علي بن أبي طالب: 1 - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، في حديث طويل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الخالة بمنزلة الأم". أخرجه البخاري في الصلح (5/ 304)، وفي المغازي (7/ 499). والترمذي (4/ 313). =
= 2 - عن أبي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "الخالة والدة". قال الهيثمي في المجمع (4/ 323): رواه الطبراني، وفيه: قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري، وضعّفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. اهـ. 3 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: "الخالة والدة". أخرجه العقيلي في الضعفاء (472)، في ترجمة يوسف بن خالد السمتي، والحديث من طريق يوسف، قال عنه ابن حجر في التقريب (610): متروك وكذبه ابن معين. وهذا الحديث الأخير لا يصلح للاستشهاد أبدًا.
12 - باب أوصاف النساء
12 - بَابُ أَوْصَافِ النِّسَاءِ 1686 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حُدّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ مُطَّرِح (¬1) -هُوَ ابْنُ يَزِيدَ- عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَثَلُ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ فِي النِّسَاءِ كَمَثَلِ الْغُرَابِ الأَعْصَم" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ما الغراب الأعصم؟ قال صلى الله عليه وسلم -: "الذي إحدى يديه بيضَاء". ¬
1686 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 56/ أ)، بسند أبي بكر بن أبي شيبة، ولم أجده لغيره.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف، فإن فيه: مُطّرح بن يزيد، وعلي الألهاني، وهما ضعيفان، وأيضًا فإن ابن أبي شيبة رواه عن عبد الله بن إدريس بواسطة غير معروفة. وللحديث شواهد، منها: 1 - عن عمارة بن خزيمة قال: خرجنا مع عمرو بن العاص متوجّهين إلى مكة فإذا نحن بامرأة عليها جبائر لها وخواتيم، وقد بسطت يدها إلى الهودج فقال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإذا نحن بغربان -يعني وفيها غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين-، =
= فقال: "لا يدخل الجنّة من النساء إلَّا قدر هذا الغراب في هؤلاء الغربان". أخرجه الإِمام أحمد (4/ 197 ,205)، وأبو يعلى في المسند (13/ 328: 7343)، والحاكم (4/ 602)، وقال: صحيح على شرط مسلم. وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 399)، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات. اهـ. وصحح إسناده الألباني في الصحيحة (1850)، وحسين سليم الأسد في تعليقه على مسند أبي يعلى. 2 - عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلَّا مريم بنت عمران وآسيا امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام". أخرجه البخاري (7/ 106: 3769)، في الفضائل. ومسلم (4/ 1886: 2431). وهذا الحديث يدل على قلّة الكمال في النساء الصالحات. وعليه، فإن حديث الباب حسن لغيره، والله أعلم.
13 - باب العدة
13 - بَابُ الْعِدَّةِ (¬1) 1687 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عمرو، عن عُبيد بن عمرو قال: اؤتمنت المرأة على فرجها. ¬
1687 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 111/ أ)، بسند مسدد. وفي المجردة (2/ 25/ أ). وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 282)، وسعيد بن منصور في سننه (1/ 311: 1313) .. كلاهما عن سفيان، به. وذكره البيهقي في سننه (7/ 418)، تعليقًا عن الشافعي، رحمه الله.
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح، قال البوصيري في المجردة (2/ 25/ أ): إسناده ثقات. اهـ. وقد ورد معناه في آثار أُخرى، منها: 1 - عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: من الأمانة ائتمان المرأة على فرجها. =
= أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 282)، وسعيد بن منصور (1/ 310: 1312)، والحاكم في مستدركه (2/ 422)، والبيهقي (7/ 371). 2 - عن مجاهد، في قوله تعالى: {وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ}، قال: يعني الحبل، لا تقولن لست حبلى وهي حبلى، ولا تقولن إني حبلى وليست بحبلى. هذا الأثر في تفسير مجاهد (1/ 8)، وأخرجه ابن جرير في تفسيره (4/ 518)، والبيهقي في السنن (7/ 372). وعلى ذلك يزداد أثر الباب قوّة، والله أعلم.
1688 - [1] وقال (¬1) إسحاق: أخبرنا الفضل بن موسى، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو (ح). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أبو خيثمة، نبا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "انْتَقِلِي إِلَى أُمِّ شَرِيكٍ وَلَا تَفُوتِينَا بِنَفْسِكِ" (¬2). ¬
1688 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 114/ أ)، بسند أبي يعلى. وفي المختصرة (2/ 26/ أ). وأورده الهيثمي في المقصد العلي (67/ ب). وهذا الحديث رواه محمد بن عمرو بن علقمة الليثي واختلف عليه فيه: 1 - فرواه عبد الله بن إدريس، عنه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 258)، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 200: 1517)، وأبو يعلى، كما هو هنا، وابن حبان، كما في الإحسان (9/ 352:4045). قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إلَّا ابن إدريس، ورواه غيره عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن فاطمة بنت قيس. اهـ. قلت: يشير البزار بهذا إلى الخلاف الذي هنا. 2 - رواه غير محمد بن إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن فاطمة بنت قيس. =
= ومن هؤلاء: (1) إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو، به. أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 1115: 39)، وأبو داود (2/ 286)، والبيهقي (7/ 472). (ب) محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، به. أخرجه مسلم، في الموضع السابق. (ج) محمد بن جعفر، عن محمد بن عمرو، به. أخرجه الإِمام أحمد في المسند (6/ 413). قلت: كأنّ السبب في هذا الخلاف هو ما اعترى محمد بن عمرو الليثي من الأوهام، فاختلطت عليه أحاديث أبي سلمة بن عبد الرحمن فجعلها عن أبي هريرة، لأن أبا سلمة مكثر عن أبي هريرة. قال ابن أبي خيثمة: سُئل ابن معين عن محمد بن عمرو فقال: ما زال الناس يتّقون حديثه، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدّث مرّة عن أبي سلمة بالشيء من روايته ثم يحدث به مرّة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة. انظر التهذيب (9/ 334). وعلى هذا، فإن الرواية الثانية، -أي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن فاطمة-، هي الصواب، لأمور: 1 - أنّها مخرّجة في صحيح مسلم، ولا شك أنّ للصحيح مهابة. 2 - أنّ لمحمد بن عمرو متابعين في روايته هذا الحديث عن أبي سلمة عن فاطمة، فمنهم: عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، ويحيى بن أبي كثير. أخرجها مسلم في صحيحه (2/ 1114). =
= وأيضًا فإن لأبي سلمة بن عبد الرحمن متابع في روايته هذا الحديث عن فاطمة. فقد تابعه كل من: عامر الشعبي، وأبو بكر بن أبي الجهم العدوي، وعبد الرحمن بن عاصم بن ثابت .. كلّهم عن فاطمة بنت قيس. أخرجها مسلم في صحيحه (2: 1480). وعلى ما سبق فإن الحديث عن فاطمة بنت قيس وليس عن أبي هريرة. وأن روايته عن أبي هريرة من أوهام محمد بن عمرو الليثي، والله أعلم. تنبيه: ما أخرجه مسلم من طريق محمد بن عمرو، إنما هو في المتابعات، ولم يخرّج له في الأصول، كما في التهذيب (9/ 334).
الحكم عليه: حديث الباب رجاله ثقات، عدا محمد بن عمرو بن علقمة، فهو صدوق. قال الهيثمي في المجمع (5/ 3): رواه أبو يعلى والبزار، وفيه: محمد بن عمرو وحديثه حسن. اهـ. أمّا البوصيري فإنه أطلق التوثيق على جميع رواته بغير استثناء. إلَّا أن في الحديث علّة وهي مخالفة محمد بن عمرو للثقات الذين رووا الحديث عن أبي سلمة .. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى اضطرابه هو في رواية هذا الحديث، فقد رواه عنه الثقات مرة على الصواب موافقًا للثقات، ومَرّة على الوهم مخالفًا للثقات، كما هو هنا. ولا شك أن هذا مُضَعِّف لهذه الرواية. وعليه، فهذه الرواية ضعيفة معلولة بالمخالفة، لكنها صحيحة من حديث مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ فاطمة بنت قيس، وهو في صحيح مسلم، كما سبق في التخريج، والعلم عند العليم سبحانه.
14 - باب سكنى المعتدة من الطلاق الثلاث
14 - باب سكنى المعتدة من الطلاق الثلاث 1689 - [1] إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ الْمُطَلَّقَةِ ثلاثًا: أين تستعد؟ فَقَالَ: فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، فَقُلْتُ لَهُ: فَأَيْنَ حديث فاطمة بنت قيس؟ قال: تِلْكَ امْرَأَةٌ فَتَنَتِ النَّاسَ كَانَتْ لَسِنَةً، أَوْ قال: كانت امرأة فِي لِسَانِهَا شَرٌّ عَلَى أَحْمَائِهَا. [2] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: ذَاكَرْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، فَذَكَرَ نَحْوَ الْأَوَّلِ. [3] أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْقَهِ أَهْلِهَا، فدُفعت إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا أين تستعد (¬1)؟ فَقَالَ: فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، قُلْتُ: فَإِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا ثَلَاثًا فَاعْتَدَّتْ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مكتوم، فقال: تلك امرأة لَسِنة. ¬
1689 - تخريجه: أخرجه إسحاق (5/ 232: 2378 - 2380) به. وأخرجه عبد الرزاق (7/ 26: 12038)، من طريق معمر، به. وأخرجه عبد الرزاق (7/ 26: 12037)، من طريق ابن جريج، به. وأخرجه أبو داود (2/ 289: 2296)، قال: حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا جعفر بن برقان، به. ورواه من طريقه ابن عبد البر في التمهيد (19/ 150). وقال ابن حزم في المحلى (10/ 286): ومن طريق وكيع، عن جعفر بن برقان ... ثم ذكره. وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (19/ 47)، قال: حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا جعفر بن برقان بنحوه. وأخرجه عبد الرزاق (7/ 26: 12038)، من طريق عبد الله بن محرز، عن ميمون بنحوه. وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (1/ 319: 1354)، قال: نا عبد العزيز بن محمد قال: حدثني عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ قال: سألت سعيد بن المسيب بنحوه. وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (19/ 146)، قال: حدثنا أحمد بن قاسم وعبد الوارث بن سفيان قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا عمرو بن ميمون بن مهران بنحوه. وأخرجه الشافعي في الأم (8/ 556)، قال: أخبرنا إبراهيم بن أبي يحيى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أبيه بنحوه. ومن طريقه أخرجه البيهقي في معرفة السنة والآثار (11/ 211: 15304)، وفي السنن (7/ 474). =
= وأخرج البيهقي في السنن (7/ 433)، قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، نا سعدان بن نضر، نا أبو معاوية، عن عمرو بن ميمون بن مهران، به. وهكذا أخرجه في معرفة السنن والآثار (11/ 291: 15554). وأخرج ابن عبد البر في التمهيد (19/ 147)، قال: أخبرنا عبد الوارث قال: حدثنا قاسم قال: حدثنا محمد بن شاذان قال: حدثنا المعلي بن منصور قال: أخبرني أبو المليح، عن ميمون، به. وقد ورد إثبات السكنى على الزوج عن سعيد، أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 147)، و (5/ 177، 178، 179).
الحكم عليه: هذا الأثر إسناده متصل لسعيد بن المسيب، ورجاله ثقات، جعفر بن برقان ثقة في غير الزهري. [سعد].
15 - باب الاستثناء في الطلاق
15 - بَابُ الِاسْتِثْنَاءِ فِي الطَّلَاقِ 1690 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ فَقُلْتُ: إِنَّ رَجُلًا خاصمني يقال له [سعيد] (¬1) ... فذكر الحديث، قال: ثم قال إبراهيم: قد أتاني ذلك مَرّة فَزَعَمَ أَنَّهُ قَالَ لِامْرَأَتِهِ: كُلُّ امْرَأَةٍ لَهُ طَالِقٌ ثَلَاثًا غَيْرَكِ، فَقُلْتُ: إِنَّ شُريحًا كان يقول: إذا بدأ بالطلاق وَقَعَ عَلَيْهَا، فَبَلَغَنِي أَنَّهُ حِينَ خَرَجَ قَالَ: هَلْ هَذَا إلَّا رَأْيُ الرِّجَالِ! ثُمَّ بَلَغَنِي أنه وَرِع (¬2) عنها فتركها، قال جرير: فلقيت سعيد الزُبَيْدي فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا فَقَالَ أَمَا إِنِّي سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَقَالَ: لَا تَطْلقُ ثُمَّ قَالَ الزُّبَيْدِيُّ: أَما إِنِّي لَوْ كُنْتُ يومئذٍ على حالٍ كما أنا عليه اليوم ما طَلّقتها. ¬
1690 - تخريجه: هذا الأثر ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 108/ ب)، بسند إسحاق. وذكره في المجردة (2/ 24/ ب). وأخرجه وكيع في أخبار القضاة (2/ 280)، قال: أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا حكام بن سلم الرازي، عن سعيد الزبيدي قال: وقع بيني وبين =
= امرأة لي معاتبة، فقلت لها: كل امرأة لي طالق سبعين، غيرك. فكأني وجدت في نفسي من ذلك، فسألت إبراهيم، فقال: كان شريح يرى أن الطلاق قد وقع، فقلت له: فما ترى فيها أنت؟ قال: إن كان شريح لرضا، فسأل سعيد بن جبير، فقال: قد استثناها. وأخرجه عبد الرزاق (6/ 379: 11278)، عن الثوري، عن مغيرة، عن إبراهيم، في رجل تزوج امرأة فقالت له: ألك امرأة؟ فقال: كل امرأة فهي طالق ثلاثًا غيرك، فأفتاه إبراهيم بقول شريح، وأوجب عليه الطلاق حين بدأ به. وأخرجه سعيد بن منصور (2/ 12: 1810)، من طريق مغيرة به، وقال في آخره: فأخبره بقول شريك بتقديم الطلاق وتأخيره. وأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 47) وسعيد بن منصور (2/ 11: 1806)، كلاهما عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن شريح قال: إذا بدأ الرجل بالطلاق وَقَع، حَنِثَ أو لم يحنث، قال: وكان إبراهيم يقول: وما يدري شريح. وأخرجه عبد الرزاق (6/ 379: 11277). وأخرجه عبد الرزاق (6/ 378: 11276)، عن الثوري بن، عن سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي أنّه سأل سعيد بن جبير عن رجل بدأ بالطلاق فقال: أنتِ طالق، فقال: أنتِ طالق إن فعلت كذا وكذا ثم برّ، قال: ليس بشيء. وأخرجه سعيد بن منصور (2/ 11: 1805)، عن جرير، عن منصور، عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 47)، عن محمد بن فضيل، عن سعيد الزبيدي قال: أتيت امرأتي طروقًا فقالت لي: ما جئت بهذه الساعة إلَّا ولك غيري، فقلت: كل امرأة لي فهي طالق ثلاثًا غيرك، فسألت إبراهيم فقال: ليس بشيء.
الحكم عليه: إسناد إسحاق صحيح، قال البوصيري في المجردة (2/ 24/ ب): رواته ثقات.
1691 - [1] أَخْبَرَنَا (¬1) يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ (¬2)، عَنْ حُمَيد بْنِ مَالِكٍ اللَّخْمِيِّ، عن مَكْحول، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: "يَا مُعَاذُ مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئًا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ العِتَاق، ولا خلق الله شَيْئًا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنَ الطَّلَاقِ، فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِمَمْلُوكِهِ: أنتَ حُرُّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَهُوَ حُرُّ وَلَا اسْتِثْنَاءَ لَهُ، وَإِذَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ: أنتِ طالقُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَهُ اسْتِثْنَاؤُهُ، وَلَا طلاقَ فِيهِ". * هَذَا مُنْقَطِعٌ. [2] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْد، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، بِهِ. ¬
1691 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 105/ أ)، بسند إسحاق، وأبي يعلى. وفي المجردة (2/ 23/ ب)، وعزاه لهما. وأخرجه عبد الرزاق (6/ 390: 11331)، وابن عدي (2/ 694)، والدارقطني (4/ 35). ومن طريق أبي يعلى والدارقطني أخرجه البيهقي (7/ 361)، ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في العلل (2/ 664)، وكذا أخرجه الروياني في مسنده , كما في تخريج مسند الفردوس (1/ 354) .. كلهم من طريق إسماعيل بن عيّاش، به. وأخرجه ابن عدي (2/ 695)، والبيهقي (7/ 361)، من طريق حميد بن مالك اللخمي، به. =
= وهذا الحديث أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (1/ 354: 1136)، قال ابن حجر في تسديد القوس: أسنده من رواية مكحول عن معاذ، وهو في مسند الروياني من رواية إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَالِكٍ، عن مكحول، وأسنده من رواية الجارود، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدّه الشق الأول بزيادة. قال الهيثمي (7/ 361): وقد قيل عن حميد، عن مكحول، عن خالد بن معدان، عن معاذ، وقيل عنه، عن مكحول، عن مالك بن يخامر، عن معاذ، وليس بمحفوظ. اهـ. وحديث مالك بن يخامر، عن معاذ أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 35).
الحكم عليه: حديث الباب فيه: حُميد بن مالك اللخمي، وهو ضعيف، وفيه انقطاع بَين مكحول ومعاذ بن جبل، فإنّ مكحولًا لم يسمع معاذًا، كما في جامع التحصيل (352). قال الحافظ في التلخيص (3/ 205): إسناده ضعيف ومنقطع. وقد ضعّفه ابن الجوزي في العلل (2/ 664)، وفي التنقيح، والتحقيق كما في نصب الراية (235/ 3)، وابن عبد الحقّ في أحكامه كما في التعليق المغني على الدارقطني (4/ 35)، وغيرهم. وللحديث شواهد، منها: 1 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أبغض الحلال إلى الله الطلاق". أخرجه أبو داود (2/ 254)، والحاكم (2/ 196)، وصحَّح إسناده. قال الذهبي: على شرط مسلم، والبيهقي (7/ 322). والحديث مختلف في وصله وإرساله عن محارب بن دثار. والصواب أنه مرسل. =
= وقد رجّح إرساله أبو حاتم، كما في العلل لابنه (1/ 431)، والدارقطني في علله (4/ 52/ب)، والبيهقي في سننه (7/ 322)، والخطابي في معالم السنن , والمنذري في مختصر أبي داود (3/ 92). وانظر: التلخيص الحبير (3/ 205). وقد ضعّفه الألباني في الإرواء (2040). 2 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، مرفوعًا: إذا قال الرجل لامرأته: أنت طالق بمشيئة الله أو بإرادة الله، المشيئة هي خاص لله ولا يقع الطلاق، والإرادة يقع الطلاق بها. أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 121)، وابن الجوزي في العلل (2/ 644). وقال ابن الجوزي: هذا لا يصحّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وفيه ضعفاء ومجاهيل. وعليه، فإن هذين الشاهدين ضعيفان، وحديث الباب ضعيف، ولا تقوى الشواهد على ترقيته فيبقى على ضعفه، والله أعلم.
16 - باب طلاق السكران
16 - بَابُ طَلَاقِ السَّكْرَانِ 1692 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قال: طلاق السكران لا يجوز.
1692 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 109/ أ)، بسند مسدد. وفي المجردة (2/ 24/ ب). وعلقه البخاري في صحيحه (9/ 388)، وكذا علّقه الإِمام أحمد، كما في مسائل ابنه عبد الله (315). وأخرجه عبد الرزاق (7/ 84: 12308)، وابن أبي شيبة في موضعين (5/ 30، 39)، وزاد في الموضع الأخير: وكان عمر بن عبد العزيز يجيز طلاقه ويوجع ظهره حتى حدثنا أبان ذلك. وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 271: 1112). كلهم من طريق ابن أبي ذئب، به. وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (1/ 508)، والبيهقي (7/ 359). ومن طريق أبي زرعة: أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق (4/ 454)، من طريق ابن أبي ذئب -وفيه قصة في أوّله-، عن الزهري قال: أُتي عمر بن عبد العزيز برجل سكران فقال: إني طلّقت امرأتي وأنا سكران،=
= وكان رأي عمر معناه أن يجلده وأن يفرّق بينهما، فحدّثه أبان بن عثمان بن عفان أن عثمان قال: ليس للمجنون ولا للسكران طلاق. قال عمر: كيف تأمرني وهذا يحدّث عن عثمان، فجلده وردّ إليه امرأته.
الحكم عليه: هذا الأثر عند مسدد صحيح الإسناد، فرواته كلهم ثقات، وقد صححه ابن القيم في زاد المعاد (5/ 210). وله شواهد كثيرة. قال الحافظ في الفتح (9/ 391): وذهب إلى عدم وقوع طلاق السكران أيضًا: أبو الشَّعْثاء، وعطاء، وطاووس، وعِكرمة، والقاسم، وعمر بن عبد العزيز، ذكره ابن أبي شيبة عنهم بأسانيد صحيحة. اهـ.
17 - باب المحلل
17 - بَابُ المُحَلِّل 1693 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عبد الله بن شَرِيك قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ يُحَللُها قَالَ: هُمَا زَانيان وَإِنْ مَكَثا عَشْرَ سِنِينَ أَوْ عِشرين سنة، إذا أَنّه تَزوَّجَها لذلك.
1693 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 86/ أ)، بسند مسدد. وأخرجه الحاكم (2/ 199)، والبيهقي (7/ 208)، بلفظ آخر من طريق عمر بن نافع، عن أبيه أنه قال: جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما، فسأله عن رجل طلق امرأته ثلاثًا، فتزوجها أخ له من غير مؤامرة منه ليحلّها لأخيه، هل تحلّ له؟ قال: لا، إلَّا نكاح رغبة، كنّا نعد هذا سفاحًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع (4/ 267): رواه الطبراني في الأوسط , ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وصححه الألباني في الإرواء (1898).
الحكم عليه: الأثر حسن بهذا الإسناد، بسبب عبد الله بن شريك، فإنّه صدوق؛ لكن قول ابن عمر في الرواية الأخرى (أنّه سِفَاح)، يجعل منها متابعة قوية لأثر الباب، فيرتقي إلى الصحيح لغيره، والله أعلم.
18 - باب النهي عن التلاعب بالطلاق والحض على الطلاق بما يوافق السنة لمن أراده
18 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّلَاعُبِ بِالطَّلَاقِ وَالْحَضِّ (¬1) عَلَى الطَّلَاقِ بِمَا يُوَافِقُ السُنّة لِمَنْ أَرَادَهُ 1694 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْب، عن يزيد الدَّالانِي، عن [أبي] الْعَلَاءِ (¬2)، عَنْ حُميد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِمْيَري قال: بَلغ أبا موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَدَ عَلَيْهِمْ، فَأَتَاهُ فَذَكَرَ ذَلِكَ، فَقَالَ: (يَقُولُ أحدُكم قَدْ تَزَوَّجْتُ، قَدْ طلّقتُ، وَلَيْسَ كَذَا عِدة الْمُسْلِمِينَ، طَلق المرأةَ فِي قُبُل عِدَّتِهَا). [2] وقال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا زُهير، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي بُرْدَة (¬3) رضي الله عنه قال: كَانَ رَجُلٌ يَقُولُ: قَدْ طَلَّقتُكِ، قَدْ رَاجَعْتُكِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ:"مَا بالُ رِجَالٍ يَلْعَبُونَ بحدودِ اللَّهِ تعالى". ¬
1694 - تخريجه: هذا الحديث ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 106/ ب)، بسند ابن أبي شيبة والطيالسي. وفي المجردة (2/ 24/ أ)، وحديث ابن أبي شيبة في مصنّفه (5/ 2)، وأخرجه الطبري في تفسيره (5/ 145)، والطبراني في الأوسط (1/ 235/ ب)، وعزاه في المجمع (4/ 336) للطبراني في الكبير. وحديث الطيالسي في مسنده (71: 527). وهذا الحديث مختلف في إسناده بين الوصل والإرسال: 1 - فرواه زهير بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بردة، موقوفًا عليه. أخرجه الطيالسي -كما هو هنا-، والبيهقي (7/ 322)، من طريق الطيالسي، وقال البيهقي: هذا مرسل. 2 - وخالفه أبو حنيفة الإِمام: فرواه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أبيه مرفوعًا، كما في مسند أبي حنيفة (2/ 139). تابعه سفيان الثوري: أخرجه ابن ماجه (1/ 650: 2017)، وابن حبّان كما في الإحسان (10/ 82: 4265)، وأبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد الخلدي الشيباني في الجزء الرابع من الخلديات (270/ ب)، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (191). كلهم من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن الثوري، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ... فذكره. قال البوصيري في زوائد ابن ماجه: إسناده حسن، مؤمل بن إسماعيل اختلف فيه، فقيل: ثقة، وقيل: كثير الخطأ، وقيل: منكر الحديث. اهـ. إلَّا أن الحافظ قال في الفتح (9/ 238): مؤمل بن إسماعيل في حديثه عن =
= الثوري ضعف. اهـ. وهذا الحديث من رواية مؤمل عن الثوري؛ ولكنه لم ينفرد به، فقد تابعه أبو حُذيفة موسى بن مسعود، عن الثوري، به. أخرجه البيهقي (7/ 322). قال الحافظ في التقريب (554): موسى بن مسعود النهدي، صدوق سيِّىء الحفظ، وكان يصحّف. اهـ. وذُكر عند الإِمام أحمد: موسى بن مسعود وقَبيصة، فقال الإِمام: قبيصة أثبت منه في حديث سفيان، وموسى شبه لا شيء. وقال أبو حاتم في موسى بن مسعود: صدوق؛ لكنه يصحّف، وروى عن الثوري بضعة عشر ألف حديث، وفي بعضها شيء. انظر: الجرح (8/ 163)، والتهذيب (10/ 370). إذًا، فرواية موسى عن الثوري ضعيفة. وعليه، فالحديث من طريق الثوري ضعيف بسبب الرواة عنه، والمتابعة التي قبله -أي التي عن أبي حنيفة- فيها أبو حنيفة نفسه، على أن الحديث مرويّ من وجه آخر يتابع الرواية الأخيرة المرفوعة. من طريق يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن أبي الْعَلَاءِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ قال: بلغ أبا موسى ... الحديث. أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده -كما هو هنا، وفي الإِتحاف- وتقدَّم تخريجه.
الحكم عليه: رواية ابن أبي شيبة ضعيفة، وذلك بسبب يزيد الدّالاني، فهو يخطئ كثيرًا، ويدلِّس، وقد عنعن. وأما الرواية الثانية -رواية الطيالسي-، فهي ضعيفة كذلك، لأمرين: 1 - الإرسال.
= 2 - أن سماع زهير بن معاوية من أبي إسحاق بعد اختلاطه، كما في الكواكب النيرات (350). أمّا الرواية المتصلة -التي في التخريج-، فهي من رواية أبي حنيفة، وقد حسّنَها البوصيري، كما سبق. ورواية الثوري ضعفها يسير -من رواية موسى بن مسعود-. فإذا ضُمَّت هذه الروايات تبين أن الحديث -متصلًا- حسن لغيره، والله أعلم. وله شاهد عن عبادة بن الصامت سيأتي برقم (1705 - 1706)، وهناك ترى شواهد كثيرة لحديث الباب.
1695 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أنا هِشام -هُوَ ابْنُ حَسّان-، عَنْ مُحَمَّدٍ -هُوَ ابن سيرين-، عن عَبِيدَة، عن علي رضي الله عنه قَالَ: مَا طَلَّق الرَّجُلُ طَلَاق السُنَّة فَنَدِمَ أبدًا. * هذا إسناده (¬1) صحيح. ¬
1695 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 107/ أ)، بسند ابن منيع. وفي المجردة (2/ 24/ أ). وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 3)، والبيهقي في سننه (7/ 325)، وعزاه ابن قدامة في المغني (7/ 99) للأثرم.
الحكم عليه: هذا الإسناد صحَّحه الحافظ هنا، والبوصيري في الإتحاف، ولا مِرْيَة في صحته.
19 - باب النية في الطلاق
19 - باب النية في الطلاق 1696 - قال مسدد: وحدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ شمير (¬1) رضي الله عنه قال: أَنَّ رَجُلًا خَطَبَ امْرَأَةً فَقَالُوا: لَا نُزَوِّجُكَ حتى تطلق ثلاثًا، فقال: اشْهَدُوا أنّي قد طَلقت ثَلَاثًا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى الْمَرْأَةِ ادَّعَوُا الطَّلَاقَ، فَقَالَ لَهُمْ: كَيْفَ قلتُ؟ قَالَ: قُلْنَا لَا نُزوّجك حَتَّى تُطَلِّقَ ثَلَاثًا فَطَلَّقْتَ ثَلَاثًا، فَقَالَ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ (¬2) أَنِّي تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ بِنْتَ فُلَانٍ فَطَلَّقْتُهَا، وَفُلَانَةُ كَانَتْ تَحْتِي فَطَلَّقْتُهَا حَتَّى عدّ ثلاثًا! قالوا: ما هذا أردنا. فَورَدَ (¬3) شقيق بن ثور (¬4) إلى عثمان رضي الله عنه، فَأَمَرُوهُ أَنْ يَسْأَلَ عُثْمَانَ عَنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا قدم سأله وأَخبر أنه سأل عثمان رضي الله عنه فقال: له نيته. ¬
1696 - تخريجه: الأثر ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 86/ أ)، بسند مسدد. ولم أجده لغيره.
الحكم عليه: هذا الإسناد صحيح، قال البوصيري في الإتحاف (3/ 86/ أ): رجاله ثقات.
20 - باب كنايات الطلاق
20 - بَابُ كِنَايَاتِ الطَّلَاقِ 1697 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَصِينٍ، عَنْ يَحْيَى بن وثاب قال: سمعت مسروقًا قال: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه يقول: إذا قال أَمرُك بيدِكِ واستصلْحِي (¬1) بأمْرِك، وَقَدْ وجّهْتُكِ لأهلِكِ، إِنْ قَبِلُوهَا فَوَاحِدَةٌ بائنة. ¬
1697 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 107/ ب)، بسند مسدد. وفي المجردة (2/ 24/ أ). وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 325: 9627)، من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، به. والبيهقي (7/ 346)، من طريق ابن مهدي، عن شعبة، به. وأخرجه عبد الرزاق (6/ 371: 11242)، عن قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب، به، مختصرًا. ومن طريق عبد الرزاق: أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 325: 9626). وأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 76)، وعلّقه البيهقي (7/ 348)، عن شريك، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب. =
= وأخرجه عبد الرزاق (6/ 371: 11241)، عن الثوري. وسعيد بن منصور (1/ 368: 1598)، عن هشيم. كلاهما عن أشعث، عن الشعبي، عن مسرق، به. ومن طريق عبد الرزاق: أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 325: 9625). وأخرجه البيهقي (7/ 348)، من طريق الثوري. رواه كل هؤلاء من قول عبد الله بن مسعود، وخالفهم إسرائيل بن يونس الهمداني، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب، عن مسروق .. هكذا ولم يذكر ابن مسعود. قال البيهقي (7/ 346): والصحيح أن ذلك من قول مسروق لا من قول ابن مسعود. اهـ. وتعقبه ابن التركماني، فقال: الصحيح أنه من قول عبد الله , لأنّ شعبة أجلّ من إسرائيل بلا شكّ، وقد زاد في السند: عبد الله، فيحمل على أنّ مسروقًا رواه عن عبد الله مرة، وأنه مرّة أخرى أفتى بذلك. اهـ. ثم ذكر ابن التركماني متابعة قيس بن الربيع لشعبة، ومتابعة الشعبي ليحيى بن وثّاب على ذكر عبد الله. قلت: ولا شكّ أن الصواب كلام ابن التركماني , لأن شعبة قد تابعه قيس بن الربيع، وشريك، والسند كله متابَع عليه من أوّله إلى آخره، والله أعلم.
الحكم عليه: هذا الأثر عند مسدد صحيح الإسناد، وله متابعات تزيده قوة إلى قوته كما سبق بيانها في تخريجه، وقد قال الهيثمي في المجمع (4/ 337)، عن رواية الطبراني الأولى: رجاله رجال الصحيح. اهـ. وهذا السند هو الراجح من الخلاف في إسناد الأثر، كما تقدَّم بيانه.
1698 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُليمان بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَمّه خارجة بن زيد قال: جَاءَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ (¬2) إِلَى زَيْدِ بْنِ ثابت رضي الله عنه وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: ملّكْت امْرَأَتِي أَمْرَهَا فَفَارَقَتْنِي، فَقَالَ: مَا حمَلَكَ عَلَى ذلك؟ فقال: القَدَرُ، قَالَ: هِيَ وَاحِدَةٌ، إِنْ شئِتَ رَاجَعْتَهَا وإن شئتَ تركتها. ¬
1698 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 107/ ب)، بسند مسدد. وفي المجردة (2/ 24/ أ). وأخرجه الإِمام مالك في الموطّأ (2/ 554). وعن مالك، أخرجه الإِمام الشافعي كما في مسنده (229)، وهو في ترتيب المسند (2/ 41: 134). ومن طريق الإِمام الشافعي أخرجه البيهقي (7/ 348).
الحكم عليه: هذا الإسناد صحيح، قال البوصيري في المجردة (2/ 24/ أ): رجاله ثقات.
1699 - حَدَّثَنَا (¬1) عَلِيُّ بْنُ مُسْهِر، ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، فِي الْحَرَامِ (¬2): إِنْ كَانَ نَوَى طَلَاقًا فَهُوَ طَلَاقٌ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ نَوَى طَلَاقًا فَيَمِينٌ تكفرها. ¬
1699 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 109/ أ)، بسند مسدد. وكذا في المجردة (2/ 24/ ب).
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف فيه حجاج بن أرْطاة، وهو ضعيف لاضطراب حديثه، وسوء حفظه، وكثرة تدليسه. ولكن المتن له شواهد تقوّيه، منها: 1 - عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أنه كان يقول في الحرام يمين كفّرها. أخرجه البخاري (9/ 374: 5266)، باب لِمَ تُحرّم ما أحلّ الله لك، ومسلم (2/ 1100: 11473). 2 - عن عمر موقوفًا بنحوه. أخرجه الإِمام أحمد (3/ 301)، وعبد الرزاق (6/ 399: 11360)، وابن أبي شيبة (5/ 73)، وسعيد بن منصور (1/ 389: 1701). كلهم من طريق عكرمة عن عمر. ولكنه منقطع، فإن عكرمة بن خالد لم يدرك عمر، كما في المراسيل لابن أبي حاتم (131). 3 - عن عبد الله بن مسعود موقوفًا بنحوه. =
= أخرجه عبد الرزاق (6/ 401)، وابن أبي شيبة (5/ 74)، والطبراني في الكبير (9/ 327). قال الهيثمي في المجمع (4/ 337): رواه الطبراني ورجاله ثقات، إلَّا أنّ مجاهدًا لم يدرك ابن مسعود. اهـ. فهذه الشواهد تقوّي قول ابن عمر، إذْ إنّه لم ينفرد بهذه الفتوى. ويبقى إسناد ابن عمر على ضعفه , لأن الآثار لا ترتقي بشواهد أخرى، كما هو الحال في الأحاديث المرفوعة التي تدل بمجموعها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال ذلك الحديث، أمّا الآثار الموقوفة فلا تنتهي إلى قائل واحد، وهذه المسألة تحتاج إلى مزيد من البحث في كتب القوم، والتقصّي لمسالكهم فيها عسى أن يخرج الباحث بقاعدة تضيء لنا السبيل، وتفسح الطريق، والعلم عند ربي سبحانه وتعالى.
1700 - حَدَّثَنَا بِشْرٌ -هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ-، ثنا سَوّار بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو ثُمامة وَامْرَأَةٌ من أهلنا: أن كنانة بن ثور (¬1) كانت عِنْدَهُ امْرَأَةٌ قَدْ وَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ لَهَا: مَا فَوْقَ نِطَاقِكِ مُحَرّمٌ، فخاصَمَتْه إلى الأشعري، فقال: ما أردتَ؟ قال (¬2): الطلاق، قال: فقد أبانها منك. ¬
1700 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 109/ أ)، بسند مسدد. وفي المجردة (2/ 24/ ب). وقد أخرجه -من طريقين عن بشر بن المفضّل- وكيع في أخبار القضاة (2/ 68)، قال: أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد، قال بشر بن المفضّل: حدثني سوار بن عبد الله، عن ثمامة العنبري، وعجوز لنا، أن كنانة بن نقب قال لامرأته: ما فوق نطاقك عليَّ محرّم، فخاصمته إلى أبي موسى الأشعري، قال: الطلاقَ أردتَ؟ قال: نعم، فأبانها منه. ثم قال وكيع: حدثناه محمد بن شاذان قال: حدثنا معلي بن منصور، قال: حدثنا بشر بن المفضل قال: حدثنا سوّار قال: حدثنا أبو ثمامة رجل منّا، وعجوز منا: أن كنانة بن نقب كانت له امرأة ... فذكره، مثل رواية مسدد. وهشام بن عبد الملك -الذي في رواية وكيع الأولى- تصحّف إلى: هشام بن عبد الملك بن الوليد، والصواب ما أثبتّه، كما في ترجمته في تهذيب الكمال (3/ 1441).
الحكم عليه: إسناد مسدد رجاله ثقات عدا أبا ثمامة، فإنّي لم أجد له ترجمة الآن.
21 - باب إمضاء الطلاق الثلاث بلفظ واحد إذا نوى
21 - بَابُ إِمْضَاءِ الطَّلَاقِ الثَّلَاثِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ إِذَا نَوَى 1701 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنَّا مع ابن مسعود رضي الله عنه فجاءه رجل، فقال إن رجلًا قَالَ لِامْرَأَتِهِ: هِيَ طَالِقٌ ثَمَانِيًا (¬1)، فَقَالَ: أَبِمرّة وَاحِدَةٍ قُلْتَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَبيْنَ مِنْكَ امْرَأَتُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: هُوَ كما قلتَ. ثم جاء آخر فقال إنَّ رجلًا قَالَ لِامْرَأَتِهِ: اللَّيْلَةَ هِيَ طَالِقٌ عَدَدَ النُّجُومِ، قال: أبمرة قلتها؟ فقال: نعم، قال: وتريد أَنْ تَبِينَ مِنْكَ امْرَأَتُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَذَكَرَ ابن مسعود رضي الله عنه نِسَاءَ أَهْلِ الْأَرْضِ عِنْدَ ذَلِكَ بشَيْءٍ لَا أحفظه ثم قال: بَيّن (¬2) اللَّهُ لَكُمْ كَيْفَ الطَّلَاقُ، فَمَنْ طلَّق كَمَا أمره الله تعالى بُيِّنَ له، ومن لَبّسَ به جعلنا به لَبْسَه، وَاللَّهِ لَا تُلَبِّسُون عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَنَتَحَمَّلُهُ، هُوَ كما تقولون. * هَذَا إِسْنَادٌ مَوْقُوفٌ، وَهُوَ صَحِيحٌ، إِنْ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ سَمِعَهُ مِنْ عَلْقَمَةَ، وَقَدْ وقع التصريح بتحديثٍ له بهذا الحديث في رواية البيهقي (¬3). ¬
1701 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 107/ ب)، بسند إسحاق. وفي المجردة (2/ 24/ أ). وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 326: 9629)، قال: حدثنا محمد بن النضر الأزدي، حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، ثنا هشام بن حسان، ثنا محمد بن سيرين، ثنا علقمة بن فيس قال: كنّا عند عبد الله بن مسعود فجاء رجل ... فذكره. وأخرجه قبل هذا من طريق آخر (9/ 325: 9628)، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا حجاج ابن المنهال، ثنا يزيد بن إبراهيم، ثنا محمد بن سيرين، حدثني علقمة بن قيس النخعي قال: أتى رجل ابن مسعود فقال: طلق امرأته البارحة ثمانيًا ... فذكره. وأخرجه البيهقي (7/ 335)، من طريق يزيد بن إبراهيم، به. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6/ 394: 11342)، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن علقمة، به. والبيهقي في سننه (7/ 335)، من طريق سفيان، عن أيوب، به. وأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 14)، من طريق عاصم الأحول، عن ابن سرين، به. وذكر بعضه مالك في الموطأ (2/ 520) بلاغًا. وأخرجه عبد الرزاق (6/ 395: 11343)، عن معمر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: جاء رجل إلى ابن مسعود فقال: إنني طلقت امرأتي تسعًا وتسعين، وإني سألت فقيل لي: قد بانت منّي، فقال ابن مسعود: لقد أحبّوا أن يفرقوا بينك وبينها! قال: فما تقول رحمك الله؟ فظن أنه سيرخص له فقال: ثلاث تبينها منك، وسائرها عدوان. ومن طريق عبد الرزاق: =
= أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 326). وأخرجه الطبراني أيضًا (9631)، من طريق منصور، عن إبراهيم، به. وأخرجه البيهقي (7/ 332)، من طريق وكيع، عن سفيان، عن منصور، به .. فذكره بنحوه مختصرًا. تنبيه: وقع تصريح محمد بن سيرين بالسماع من علقمة في الروايات الثلاث الأولى التي أخرجها الطبراني والبيهقي، ولذلك أوردت السند كاملًا في التخريج لأجل هذا.
الحكم عليه: وعليه فالإسناد صحيح بلا تردد لأن سماع ابن سيرين متحقق منه كما هو عند البيهقي والطبراني في الكبير، وأيضًا فإن لابن سيرين متابعًا في روايته عن علقمة، وهو إبراهيم كما في رواية عبد الرزاق والطبراني والبيهقي، كما سبق. وهذا الأثر أورده الهيثمي في المجمع (4/ 338)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره ابن حزم في المحلّي (10/ 172)، وقال: في غاية الصحّة. اهـ. وصدق أبو محمد. تنبيه: قال الحافظ هنا: هَذَا إِسْنَادٌ مَوْقُوفٌ، وَهُوَ صَحِيحٌ إِنْ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ سَمِعَهُ مِنْ عَلْقَمَةَ، وَقَدْ وقع التصريح بتحديث له بهذا الحديث في رواية البيهقي. اهـ. وقال البوصيري في الإتحاف (3/ 107/ ب): قال شيخنا الحافظ أبو الفضل العسقلاني: هَذَا إِسْنَادٌ مَوْقُوفٌ، وَهُوَ صَحِيحٌ إِنْ كَانَ محمد بن سيرين سمعه من علقمة. قلت: قد ورد التصريح بسماعه منه، قال البيهقي في سننه. اهـ. ونستفيد من هذين النصين ما يلي: 1 - أن الحافظ ابن حجر متقدم في عمل الزوائد على البوصيري، إذْ إنّ =
= البوصيري نقل هذا النص عن الحافظ، مع أنهما في عصر واحد. 2 - أن الحافظ ابن حجر أعاد النظر في زوائده , لأنّ البوصيري نقل النصّ بدون قوله: وقد وقع التصريح بتحديث ... إلخ، فكأن الحافظ اطلع بعد ذلك على رواية البيهقي فألحقها إلحاقًا، وقد عُمّرَ الحافظ اثنا عشرة سنة بعد وفاة البوصيري. 3 - أنّ البوصيري تلميذ لابن حجر، مع أنهما أخذا عن العراقي، وقد ترجم الحافظ ابن حجر لتلميذه البوصيري في أنباء الغمر (8/ 431) , لأنه مات قبله.
1702 - وقال (¬1) إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، انبا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الَّتِي لَمْ يُدْخَلْ بِهَا إِذَا جَمَعَ الثَّلَاثَ عَلَيْهَا وقعت، قال: فذكرت ذلك لطاووس، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَجْعَلُهَا وَاحِدَةً، قَالَ: وَقَالَ عَمْرٌو: وَاحِدَةٌ وَإِنْ جَمَعَهُنَّ. ¬
1752 - تخريجه: أخرج عبد الرزاق (6/ 396: 11346)، عن معمر قال: أخبرني ابن طاووس، عن أبيه قال: كان ابن عباس إذا سُئل عن رجل يطلق امرأته ثلاثًا قال: لو اتقيت الله جعل لك مخرجًا لا يزيده عن ذلك. وقد ورد هذا الأثر عن ابن عباس من طرق أخرى غير طاووس: فمن طريق مجاهد عن ابن عباس: أخرج عبد الرزاق (6/ 396، 397)، وأبو داود (2/ 260: 2197)، والطحاوي (3/ 58)، والدارقطني (4/ 21، 31، 60)، والبيهقي (7/ 331، 337). ومن طريق عمر بن الحارث السلمي، عن ابن عباس، أخرجه سعيد (1/ 262). ومن طريق الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن ابن عباس: أخرج ابن أبي شيبة (5/ 11)، وسعيد بن منصور (1/ 262)، والطحاوي (3/ 57)، والبيهقي (7/ 337). ومن طريق هارون بن عنترة، عن أبيه، عن ابن عباس: أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 13). ومن طريق عطاء، عن ابن عباس: أخرجه عبد الرزاق (6/ 396)، والبيهقي (7/ 332، 337). =
= ومن طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس: رواه ابن أبي شيبة (5/ 13)، وعبد الرزاق (6/ 397)، والطحاوي (3/ 58)، والدارقطني (4/ 21، 14)، والبيهقي (7/ 332، 337). ومن طريق ابن كثير، عن الأعرج، عن ابن عباس: أخرجه عبد الرزاق (6/ 397). ومن طريق أيوب، عن عمرو، عن ابن عباس: أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 15)، والبيهقي (7/ 337).
الحكم عليه: رواية الحسن بن مسلم، عن طاووس، عن ابن عباس صحيحة، لثقة رجالها واتصال إسنادها ورواية الزهري غير متصلة. [سعد].
1703 - وَبِهِ (¬1) إِلَى ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ أبي هند، عن برد بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الَّتِي لَمْ يُدْخَلْ بِهَا والتي قد دخل بها في الثلاث (¬2) سواء. ¬
1703 - تخريجه: أخرجه مالك في الموطأ، عن ابن شهاب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عن محمد بن إياس بن البكير، أنه طلق رجل امرأته ثلاثًا قبل أن يدخل بها، فسأل عبد الله بن عباس وأبا هريرة عن ذلك فقالا: لا نرى أن تنكحها حتى تُنكح زوجًا غيرك، قال: فإنما طلاقي إياها واحدة، فقال ابن عباس: إنك أرسلت من يدك ما كان لك من فضل. وأخرجه الشافعي في الأم (8/ 482)، من طريق مالك، وأخرجه الطحاوي (3/ 57)، من طريقه. وأخرجه أبو داود وبسنده من طريق معمر، عن الزهري، به (2/ 261: 2198). وأخرجه الطحاوي (2/ 57)، من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري. كما أخرجه مالك في الموطأ، عن يحيى بن سعيد، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، أن رجلًا طلق امرأته ثلاثًا قبل أن يدخل بها، فقال أبو هريرة: الواحدة تبينها والثلاثة تحرمها حتى تنكح زوجًا غيره، وقال ابن عباس مثل ذلك. وأخرجه الطحاوي (3/ 57)، من طريق يونس، أخبرنا ابن وهب أن مالكًا أخبره به. وأخرجه البيهقي (7/ 335) بإسناده، من طريق الشافعي، أنا مالك، به. وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 264: 1075)، قال: نا سفيان، عن الزهري، =
= قال سفيان: أظنه عن أبي سلمة أن ابن عباس وأبا هريرة وعبد الله بن عمرو، قالوا في الذي يطلق امرأته ثلاثًا قبل أن يدخل بها: إنها لا تحل له حتى تُنكح زوجًا غيره. كما أخرجه أبو داود (2198)، من طريق الزهري، عن أبي سلمة. وهكذا أخرجه الطحاوي (3/ 58)، من طريق سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، به. وأخرجه سعيد (1/ 269: 1098)، قال: نا هشيم، أنا جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس نحوه.
الحكم عليه: رجال إسحاق ثقات، وقد ورد نحوه بطرق أخرى، فيكون الإسناد صحيحًا. [سعد].
1704 - أَخْبَرَنَا (¬1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْوَلِيدِ يُحَدِّثُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: طَلَّقَ رَجُلٌ مِنْ أَجْدَادِي امْرَأَتَهُ [أَلْفًا] (¬2)، فَأَتَى بَنُوهُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: "إِنَّ أَبَاكُمْ لَمْ يَتَّقِ اللَّهَ فيجعل له مخرجًا بانت منه بثلاث وسايرها عدوان اتخذ آيات الله هزوًا". ¬
1704 - تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1631)، قال: أخبرنا الساجي، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا عبد الله بن إدريس، عن عبيد الله بن الوليد الرصافي، عن داود بن إبراهيم، عن عبادة بن الصامت، بنحوه. وذكره في ميزان الاعتدال (3/ 17). أخرجه عبد الرزاق (6/ 393: 11339)، قال: أخبرنا يحيى بن العلاء، عن عبيد الله بن الوليد العجلي، عن إبراهيم، عن داود بن عبادة بن الصامت قال: طلَّق جدي امرأة له ألف تطليقة فانطلق أبي للنبي -صلى الله عليه وسلم-، بنحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير، كما في جامع المسانيد والسنن (7/ 911: 4800)، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، به. قال: ورواه من وجه آخر عن إبراهيم بن عبيد الله بن عبادة بن الصامت، عن أبيه، عن جده. وأخرجه الدارقطني (4/ 20)، قال: نا أبو محمد بن صاعد، نا يحيى بن عبد الباقي الأذني (ح)، ونا عثمان بن أحمد الدقاق، نا يحيى بن عبد الباقي الأذني، نا محمد بن عبد الله بن القاسم الصنعاني، نا عمرو بن عبد الله بن فلاح الصنعاني، نا محمد بن عيينة، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي، وصدقة بن أبي عمران، عن =
= إبراهيم بن عبيد الله بن الصامت، عن أبيه، عن جده، به، وقال: رواته مجهولون وضعفاء، إلَّا شيخنا وابن عبد الباقي.
الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف جدًا، فيه ثلاث علل: الأولى: في إسناده (عبيد لله بن الوليد)، قال الحافظ عنه: ضعيف، ولم يثبت له متابع بطريق صحيح، ورواية الدارقطني فيها (محمد بن عيينة)، قال عنه أبو حاتم: لا يحتج بحديثه، يأتي بالمناكير. الجرح والتعديل (8/ 42). الثانية: داود بن إبراهيم لا يعرف، كما قال الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 4). الثالثة: اضطراب إسناده فمرة عن داود، ومرة عن إبراهيم، عن داود، وأخرى عن إبراهيم بن عبد الله، على أن هؤلاء كلهم لا يعرفون. [سعد].
22 - باب إمضاء الطلاق في الهزل
22 - بَابُ إمْضَاء الطَّلَاقِ فِي الهَزَل 1705 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا بشر بن [عمر] (¬1)، بنا ابن لهيعة، عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن عبادة بن الصامت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يَجُوزُ اللَّعِبُ فِي ثَلَاثٍ: الطَّلَاقِ، وَالنِّكَاحِ، وَالْعَتَاقِ، فَمَنْ قَالَهُنَّ فَقَدْ وَجَبْنَ". ¬
1705 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (2/ 637: 491). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 109/ أ)، بسند الحارث. وفي المجردة (2/ 24/ ب). ولم أجده لغيره من هذا الوجه.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف لأمرين: - لأن فيه ابن لهيعة، وبه ضعّفه الحافظ في بلوغ المرام (226: 1111). 2 - الانقطاع بين عبيد الله بن أبي جعفر، وعبادة بن الصامت رضي الله عنه، =
= وبالانقطاع أعلّه الحافظ في التلخيص (3/ 209)، وذلك لأنّ عبادة توفي سنة أربع وثلاثين، وولادة عبيد الله كانت سنة ستين، كما في السير (6/ 9). ولو فرضنا أن عبادة بقي إلى خلافة معاوية، فلا يمكنه أن يلقاه البتّة، لأن معاوية نفسه مات سنة ستين، وعبادة قبل الستين بلا ريب. فثبت عدم لقاء عبيد الله لعبادة بن الصامت، والله أعلم. وللحديث شواهد ستأتي في الحديث الآتي، إن شاء الله المولى القدير.
1706 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعاوية، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: كَانَ الرَّجُلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَيَقُولُ: كنتُ لاعبًا، ويعتق مملوكَه ويقول: كنتُ لاعبًا، ويزوح ابنته ويقول: كنتُ لاعبًا، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ثلاث من قالهن لاعبًا فهنّ جَائِزَات (¬1) عَلَيْهِ: الطَّلَاقُ، وَالْعَتَاقُ، وَالنِّكَاحُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ (¬2): {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} (¬3). ¬
1706 - تخريجه: الحديث ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 71/ أ)، بسند ابن منيع. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (1/ 282)، من طريق يحيى بن عبد الحميد، حدثنا أبو معاوية، به. وذكره السيوطي في الدّر المنثور (1/ 286)، وعزاه لابن المنذر، وابن أبي حاتم. وأبو معاوية هو محمد بن خازم الكوفي، الضرير.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف لأمرين: 1 - ضعف إسماعيل بن مسلم. قال ابن عدي (1/ 279): أحاديثه غير محفوظة عن أهل الحجاز والبصرة والكوفة، إلَّا أنه ممن يكتب حديثه. 2 - الانقطاع بين الحسن البصري وعبادة بن الصامت، فإنه لم يسمع منه. قاله البزار، كما في تهذيب التهذيب (2/ 269). وعليه، فالحديث ضعيف بهذا الإسناد، ولكن له شواهد، منها: 1 - عن فضالة بن عبيد الأنصاري، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ثلاث لا يجوز =
= اللّعب فيهنّ: الطلاق، والنكاح، والعتق". قال الهيثمي في المجمع (4/ 235): رواه الطبراني، وفيه: ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. 2 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من طلّق وهو لاعب فطلاقه جائز، ومن أعتق وهو لاعب فعتقه جائز، ومن نكح وهو لاعب فنكاحه جائز". أخرجه عبد الرزاق (6/ 134: 10249)، وفي إسناده: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي قال فيه ابن حجر في التقريب: متروك، وقال في التلخيص الحبير (3/ 209): وهو منقطع. وعليه، فإن حديث أبي ذرّ لا يصلح أن يكون شاهدًا. 3 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كان الرجل في الجاهلية يطلّق ثم يراجع، ويقول: كنت لاعبًا .. ويعتق ثم يراجع، ويقول: كنت لاعبًا. فأنزل الله عزوجل: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا}، من طلّق، أو حرَّر، أو نكح، أو أنكح، فقال: إني كنت لاعبًا؛ فهو جادّ. أخرجه الطبراني، وفيه: عمرو بن عبيد، وهو من أعداء الله، قاله الهيثمي في المجمع (4/ 388). وأخرجه عبد الرزاق (6/ 133)، وابن أبي شيبة (5/ 105)، وسعيد بن منصور (1604 ,1605). كلهم من طريق الحسن البصري، عن أبي الدرداء قال: ثلاث اللعب فيهنّ كالجاد: النكاح، والطلاق، والعتاق. وأسانيدهم إلى الحسن البصري صحيحة، لكن رواية الحسن عن أبي الدرداء مرسلة، كما في جامع التحصيل (197). 4 - عن الحسن البصري، مرسلًا. فذكر مثل حديث أبي الدرداء المتقدم. =
= أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 106)، ورجاله ثقات. 5 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ثَلَاثٌ ليس فيهن لعب، ومن تكلّم بشيء منهنّ لاعبًا فقد وجب عليه: الطلاق، والعتاق، والنكاح". أخرجه ابن عدي في كامله (6/ 2033)، من طريق غالب بن عبيد الله الجزري، عن الحسن، عن أبي هريرة. قال ابن عدي: ولغالب أحاديث منكرة المتن. اهـ. وغالب بن عبيد الله ضعّفه ابن المديني، وابن سعد، والعقيلي، والنسائي، وقال ابن معين: ليس بثقة. وانظر لسان الميزان (4/ 414). ولهذا الحديث طريق أخرى؛ لكن ذكر فيه "الرّجعة" بدل "العتق". أخرجه أبو داود في السنن (2/ 259: 2194)، والترمذي (3/ 490: 1184)، وابن ماجه (1/ 658: 2039)، والدارقطني في السنن (3/ 256)، والحاكم في المستدرك (2/ 198). كلهم من طريق: عبد الرحمن بن حبيب بن أدرك، عن عطاء بن رباح، عن يوسف بن ماهك، عن أبي هريرة. قال الترمذي: حسن غريب. اهـ. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وعبد الرحمن من ثقات المدنيين. وتعقّبه الذهبي بقوله: قلت: فيه لين. اهـ. وقال المنذري: في مختصر أبي داود (3/ 119)، قال أبو بكر المعافري: روي "والعتق"، ولم يصحّ منه شيء. قال المنذري: فإن كان أراد ليس من شرط الصحيح فلا كلام، وإن أراد أنّه ضعيف ففيه نظر، فإنّه حسن، كما قال الترمذي. اهـ. وقال ابن حجر في التلخيص (3/ 210): عبد الرحمن بن أدرك مختلف فيه. قال النسائي: منكر الحديث، ووثّقه غيره، فهو على هذا حسن. اهـ. =
= وعليه، فالحديث حسن إن شاء الله، ويصلح في الشواهد بغير مواربة، والله أعلم. وفي كلام الحافظ الأخير الذي في التلخيص، تطبيق لتلك القاعدة التي تقول بأن حديث المختلف فيهم: حسن. 6 - عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ثلاث اللاعب فيهنّ والجادّ سواء: الطّلاق، والصد قة، والعتاق. قال عبد الكريم: وقال طلق بن حبيب: والهدي، والنذر. 7 - عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ثلاث لا لعب فيهنّ: النكاح، والطلاق، والعتاقة، والصدقة. أخرجه عبد الرزاق (10247)، قال: وليس في الحديث إحدى الخصال الثلاث: النكاح، والطلاق، أو العتاقة لا أدري أيتهنّ هي؟ اهـ. وفي إسناده: جابر الجعفي، وهو ضعيف. 8 - عن أبي موسى الأشعري. وقد تقدم برقم (1694)، وهو ضعيف. فهذه الشواهد كلها تصلح في الشواهد عدا الثاني. وبها يرتقي حديث الباب بطريقيه -التي روى إحداهما الحارث، والأخرى ابن منيع-، ويصبح من قسم الحسن، والله أعلم. قال الألباني في الإرواء (6/ 228): والذي يتلخص عندي مما سبق أن الحديث حسن بمجموع طريق أبي هريرة التي حسنها الترمذي، وطريق الحسن البصري المرسلة، وقد يزداد قوة بحديث عبادة بن الصامت -مع أنه أورده من رواية الحارث فقط- والآثار المذكورة عن الصحابة، فإنها لو لم يتبين لنا ثبوتها عن كل واحد منهم تدل على أن معنى الحديث كان معروفًا عندهم، والله أعلم.
23 - باب المطلقة ثلاثا لا تعود حتى تنكح وتذوق العسيلة
23 - بَابُ الْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا لَا تَعُودُ حَتَّى تُنكح وتَذوق العُسَيْلة 1707 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، ثنا هشيم، عن يحيى ابن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ [عبيد الله] (¬1) -أو الفضل- بن العباس رضي الله عنهم، قال: أَنَّ الغُميصَاء أَوِ الرُميصَاء (¬2) جَاءَتْ تَشْكُو زَوْجَهَا فَقَالَتْ: إِنَّهُ لَا يَصِلُ إِلَيْهَا، فَقَالَ: كذبتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لِأَفْعَلُ، وَلَكِنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى زَوْجِهَا الْأَوَّلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَحل (¬3) له حتى تَذُوقَ عُسَيْلَتها". ¬
1707 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 108/ أ). وأشار إليه في المجردة (2/ 24/ ب). وهو في مسند أبي يعلى (12/ 85:6718). وفي المقصد العلي (67/ أ). =
= أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (1/ 214)، وسعيد بن منصور (2/ 47: 1984)، وابن جرير الطبري في تفسيره (4/ 595: 490). كلهم عن هشيم، قال: أنبأنا يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يسار، عن عبيد الله بن عباس، به. وقد جاء في المسند هكذا (عبيد الله) مصغرًا، أمّا عند سعيد بن منصور، والطبري فإنه (عبد الله بن عباس) مكبرًا، وطريقهم واحدة. وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (41/ ب)، في ترجمة عبيد الله بن عباس. قال ابن أبي عاصم: حدثنا إسماعيل بن سالم الصائغ، حدثنا هشيم، به ... فذكره عن عبيد الله. وأخرجه ابن منده في معرفة الصحابة (28/ ب)، في ترجمة عبيد الله بن عباس، وفي (319) في ترجمة الرميصاء أو الغميصاء. قال ابن منده: ثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، نا هشيم، به ... فذكره. وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 341)، والمزي في تهذيب الكمال، في ترجمة عبيد الله بن عباس (2/ 879) .. كلاهما من طريق أحمد بن حنبل. وأخرجه النسائي في المجتبى (6/ 148)، قال: أخبرنا علي بن حجر قال: أنبأنا هشيم، به. وقد وقع في المطبوع من النسائي تحريفان: 1 - يحيى بن أبي إسحاق، تحرّف إلى: يحيى عن أبي إسحاق!. 2 - عبيد الله بن عباس، تحرّف إلى: عبد الله بن عباس، مكبرًا، والصحيح أنه مصغّرًا، كما في تحفة الأشراف (7/ 220: 9738)، وتهذيب الكمال (2/ 879)، وفتح الباري (9/ 465)؛ حيث قال: وأخرج النسائي من طريق سليمان بن يسار، عن عبيد الله بن عباس ... فذكره. ثم قال الحافظ: ووقع عند شيخنا -أي العراقي- في شرح الترمذي: عبد الله بن عباس مكبر، وتَعقَّب على ابن عساكر، والمزي، أنهما لم =
= يذكرا هذا الحديث في الأطراف، قال الحافظ رادًّا على شيخه العراقي: ولا تَعقُب عليهما، فإنهما ذكراه في مسند عبيد الله بالتصغير، وهو الصواب. اهـ. وقد وضّح الشيخ أحمد شاكر في شرحه على مسند أحمد (3/ 250) الخطأ الواقع في سنن النسائي، وأنه ليس منه، وإنّما هو خطأ قديم من النسّاخ. قلت: ويحتمل أن يكون هذا الخطأ من يحيى بن أبي إسحاق، الذي قال فيه الحافظ في التقريب: صدوق ربما أخطأ، والعلم عند الله. تنبيه: لعل قائلًا أن يقول: إن هذا الحديث ليس على شرط الحافظ في هذا الكتاب، ما دام أنّه مخرّج في النسائي والمسند. فنقول: إن إيراد الحافظ له هنا لأجل نكتة لطيفة وهي أنه جاء هذا الحديث عند أبي يعلى عن عبيد الله أو الفضل بن العباس، هكذا على الشك. أمّا في المسند والنسائي فإنه جاء عن عبيد الله بن عباس بغير شك ولا تردد، فلأجل هذا عدّه من الزوائد، لأنّه من مسند صحابي آخر، والله أعلم.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى صحيح، قال الهيثمي في المجمع (4/ 340): رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. اهـ. إلَّا أنّ زكريا بن يحيى اليشكري ليس من رجال الستة، مع أنه ثقة. وأمّا عنعنة هشيم، فإنه قد صرّح بالتحديث في رواية المسند، كما تقدم في التخريج، فانتفت شُبْهة التدليس. وهذه القصة لها شواهد: 1 - عن عائشة رضي الله عنها، قالت: إن عمرو بن حزم طلّق الغميصاء فتزوجها رجل قبل أن يمسها فأرادت أن ترجع إلى زوجها الأول ... الحديث. أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 350)، قال الحافظ في الفتح (9/ 469): أخرجه الطبراني ورواته ثقات. =
= وعزاه الحافظ في الفتح (9/ 465) إلى أبي مسلم الكجي، وأبي نعيم، من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عنها. وأمّا أجل الحديث فإنّه ثابت في البخاري وغيره، فمن ذلك: 2 - عن عائشة رضي الله عنها، أن رِفاعة القرظي تزوّج امرأة ثم طلقها، فتزوجت آخر فأتت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكرت له أنه لا يأتيها، وأن ليس معه إلَّا مثل هُدْبة الثوب، فقال: "لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك". أخرجه البخاري (9/ 464: 5317). 3 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُئل عن رجل طلق امرأته ثلاثًا، فتزوجت زوجًا فمات عنها قبل أن يدخل بها، هل يتزوجها الأول؟ قال: "لا، حتى يذوق عسيلتها". أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (3/ 284)، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 195)، والطبري في تفسيره (4/ 594: 4900)، والطبراني في الأوسط (1/ 133/ أ)، وابن عدي في الكامل (6/ 2205)، والبيهقي (7/ 375). ومدار أسانيدهم على: محمد بن دينار الطاحي، قال ابن حجر في التقريب: صدوق سيِّيء الحفظ، رُمي بالقدر، تغيَّر قبل موته. وخالفه شعبة، فروى الحديث، عن يحيى بن يزيد , عن أنس موقوفًا، كما قال البزار. وعليه، فالحديث ضعيف من هذه الطريق المتصلة. على أن يحيى بن يزيد شيخ محمد بن دينار وشعبة، قال فيه ابن حجر: مقبول. والحديث أورده الهيثمي في المجمع (4/ 340)، وقال: رجاله رجال الصحيح، خلا محمد بن دينار الطّاحي، وقد وثقه أبو حاتم، وأبو زرعة، وابن حبان، وفيه كلام لا يضرّ. اهـ.
1708 - حدثنا (¬1) عبد الله بن عمر، نبا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، مثل الحديث قَبْلَهُ ... "لَا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَذوق العُسَيْلَة". ¬
1708 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 108/ أ)، بسند أبي يعلى. وفي المجرّدة (2/ 24/ أ). وهو في مسند أبي يعلى (8/ 374: 4966). وأورده الهيثمي في المقصد العلي (67/ أ). وأخرجه سعيد بن منصور (2/ 49: 1991)، قال: ثنا أبو شهاب، ثنا يحيى بن سعيد، عن نافع، به. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 348: 11138)، عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن نافع، به. وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 386: 13429)، من طريق محمد بن زياد، عن نافع، به. ولفظه: قال: المطلقة ثلاثًا لا تحل لزوجها الأول حتى تنكح زوجًا غيره ويخالطها، وتذوق من عسيلته. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 199)، من طريق أبي غسان محمد بن مطرّف المدني، عن عمر بن نافع، عن أبيه أنه قال: جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما، فسأله عن رجل طلّق امرأته ثلاثًا فتزوجها أخ له من غير مؤامرة منه ليحلها لأخيه، هل تحل للأول؟ قال: لا، إلَّا نكاح رغبة، كنا نعدّ هذا سفاحًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. قال الحاكم: هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. =
= الحكم عليه: إسناد أبي يعلى حسن، فإنّ رواته كلهم ثقات عدا شيخ أبي يعلى عبد الله بن عمر بن محمد الأموي الملقب (سُشْكُدَانة)، فإنه صدوق. قال الهيثمي في المجمع (4/ 340): رواه الطبراني وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وقد روي هذا الحديث عن ابن عمر متصلًا. فعن ابن عمر قال: سأل رجل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو على المنبر يخطب الناس، عن رجل فارق امرأته ثلاثًا، فتزوجها رجل من بعده وأغلق الباب وأرخى الستر وكشف الخمار؛ أتحلّ للأول؟ قال: "لا، حتى تذوق العسيلة". أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 25)، وابن أبي شيبة (4/ 274)، والنسائي (6/ 149)، وابن جرير الطبري في التفسير (4/ 596: 4903)، والبيهقي (7/ 375). كلهم من طريق رزين بن سليمان، عن ابن عمر، به. ورزين هو ابن سليمان الأحمر، قال في التقريب: مجهول، وفي الميزان (2/ 48): لا يُعرف، وفي اسمه اضطراب بين الرواة فمنهم من يسمّيه: رزين بن سليمان، ومنهم: سليمان بن رزين، ومنهم: سالم بن رزين. قال الدارقطني في العلل عن هذا الحديث (4/ 72/ ب): لا يثبت. اهـ. وعليه، فهو ضعيف. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه، بنحوه موقوفًا. أخرجه سعيد بن منصور (2/ 48: 1987)، وعبد الرزاق في مصنفه (3/ 150) .. كلاهما من طريق مطرف، عن الشعبي، عن علي. وهناك شواهد مضت في الحديث الماضي. وبذلك يكون حديث الباب صحيحًا لغيره، والله أعلم.
1709 - حدثنا (¬1) مُجاهد بن مُوسى، نبا مَروان بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ المكي، ثنا عبد الله بن أبي مُليكة قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "العُسيلة: الجِمَاع". 1710 - حَدَّثَنَا [سُرَيج] (¬2) بْنُ يُونُسَ، ثنا مَرْوَانُ، بِهِ. وَزَادَ عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة: عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ:"إِنَّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّمَا عَنَى بالعُسَيلة النكاح". ¬
= وأخرجه الدارقطني في السنن (3/ 251)، من طريق أبي ميسرة أحمد بن عبد الله بن ميسرة، عن مروان، به. وهو في مسند الفردوس للديلمي (3/ 114: 4097)، وعزاه الحافظ في تخريجه لأحمد، وأبي يعلى. والحديث عزاه المجد ابن تيمية في المنتقى (2/ 617)، وابن القيم في زاد المعاد (5/ 281)، وابن ضويّان الحنبلي في منار السبيل (2/ 257)؛ للنسائي في سننه، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "العُسيلة: الجماع ولو لم يُنْزِل"، ولم أجده في المجتبى ولا عشرة النساء. والرواية المرسلة لا توجد في مسند أبي يعلى المطبوع، ولا المقصد العلي للهيثمي، ولا مجمع الزوائد، والذي فيها الرواية المتصلة فقط، ولعل السبب هو أن الحافظ ابن حجر، والبوصيري لمّا اعتمدا في الزوائد على رواية ابن المقري لمسند أبي يعلى وجدا فيه هذه الرواية المرسلة التي خلا منها المطبوع من مسند أبي يعلى الذي هو من رواية ابن حمدان، وعليه فيكون الحديث المرسل في رواية ابن المقري، دون رواية ابن حمدان، والعلم عند المنّان.
الحكم عليه: في إسناد أبي يعلى: أبو عبد الملك المكي وهو مجهول، وبه أعلّه البوصيري في المجرّدة (2/ 24/ ب)، والهيثمي في المجمع (4/ 341). والرواية المتصلة حسّنها السيوطي في الجامع الصغير (4/ 380)، وتبعه الألباني في صحيح الجامع (4/ 61). وقد أجاد العبارة في الإرواء (7/ 163)، فقال: صحيح المعنى، ثم قال: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الملك المكي، وهو مجهول. اهـ. وهذا الأخير هو الصواب، والله أعلم.
24 - باب لا طلاق قبل النكاح
24 - بَابُ لَا طَلَاقَ قَبْلَ النِّكَاحِ 1711 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا ابْنُ جُريج قَالَ: حُدثت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "لَا طَلَاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ". 1712 - [1] قَالَ ابْنُ جُريج: وَقَالَ عَمرو بْنُ شُعَيْبٍ، عن طَاووس، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مثله. 1713 - حدثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكَدر، عمن سمع طاووسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا طلاق قبل نكاح". 1714 - [1] وقال أبو بكر: حدثنا وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن عطاء ومحمد بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يرفعه: "لَا طَلَاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ، وَلَا عِتق قَبْلَ مُلْك". [2] وقال البزار: حدثنا يوسف بن موسى، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، به. وقال البزار: يُروى عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، وَعَطَاءٍ. [3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إسماعيل بن عياش، عن [حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ] (¬1)، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا طلاق قبل نكاح ... "الحديث. ¬
[4] وقال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سمع عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا طلاق إن لم ينكح، ولا عتق إن لم يملك". [5] وَحَدَّثَنَا الْيَمَانُ أَبُو حُذيفة، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، عن جابر رضي الله عنه مثل حديث ابن عباس رضي الله عنهما. [6] وَحَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، ثنا حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، بِهِ. 1712 - [2] وَقَالَ عَبْدُ بن حميد: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طاووس، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا طَلَاقَ لِمَنْ لَمْ يَنْكِحْ" (¬1)، وَلَا عِتَاقَ لِمَنْ لَمْ يَمْلِكْ، وَلَا نَذْرَ فِي معصية الله تعالى". ¬
1711 - 1714 - تخريجها: هذا الحديث ورد مرسلًا ومتصلًا بأسانيد متداخلة، فأحببت أن أفصِّل تخريجه، كل راوٍ على حدة. فقد روي عن ابن جريج مرسلًا، ومتصلًا عن معاذ، وعن طاووس مرسلًا، وعن جابر، وإليك تخريجها: أولًا: حديث ابن جريج: 1 - المرسل: عن ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدثت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: ... فذكره. =
= أخرجه إسحاق في مسنده , كما هو هنا، وفي الإتحاف (3/ 106/ أ)، وفي المجردة (2/ 24/ أ). 2 - المتصل: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عن طاووس، عن معاذ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ... الحديث. أخرجه إسحاق كما هو هنا، وفي الإتحاف. وأخرجه عبد الرزاق (6/ 417: 11455)، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، به. وأخرجه الدارقطني (4/ 14)، من طريق ابن جريج، به. وصححه الحاكم (2/ 419)، من طريق ابن أبي روّاد، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن طاووس، عن معاذ، به. وعن الحاكم أخرجه البيهقي (7/ 320). وأخرجه عبد بن حميد في مسنده -كما هو هنا-، وفي المنتخب (28: 121)، من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عمرو بن شعيب، به. وأخرجه عبد الرزاق (6/ 418: 11458)، والطبراني في الأوسط (1/ 96: 89)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 165)، من طريق صفوان بن سليم، عن طاووس، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث صفوان، لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه. اهـ. وأخرجه الدارقطني (4/ 17)، من طريق يزيد بن عياض، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن معاذ، به. قال الدارقطني: يزيد بن عياض ضعيف. اهـ. وذكره الحافظ في التلخيص الحبير (3/ 211)، وحكم عليه بالانقطاع، وبأن يزيد بن عياض متروك. وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 1721)، من طريق عمر بن عمرو =
= العسقلاني، عن أبي فاطمة النخعي، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان، عن معاذ، به. وقال بأن هذا الحديث غير محفوظ، وأبو فاطمة لا يعرف، وعمر بن عمرو عامّة ما يرويه موضوع. ثانيًا: حديث طاووس: أخرجه عبد الرزاق (6/ 417: 11457)، عن الثوري، عن محمد بن المنكدر، عمّن سمع طاووسًا يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... الحديث. وأخرجه إسحاق في مسنده -كما هو هنا وفي الإتحاف-، وابن أبي شيبة (5/ 16) .. كلاهما عن وكيع، عن الثوري، به. وأخرجه أبو بكر الشافعي في الجزء السادس من الغيلانيات (85/ أ)، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر، ثنا حسين بن محمد -يعني المروزي-، ثنا ابن أبي ذئب، عن محمد بن المنكدر، عن طاووس، عن النبي -صلي الله عليه وسلم-. وذكر ابن أبي حاتم في العلل (1/ 436)، أن ابن معين قال: لا يصح عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"لَا طَلَاقَ قَبْلَ نكاح"، وأصحّ شيء فيه حديث الثوري، عن ابن المنكدر، عمن سمع طاووسًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ... الحديث ثالثًا: عن جابر رضي الله عنه مرفوعًا: رواه ابن أبي ذئب، واختلف عليه فيه: 1 - فرواه الطيالسي عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عطاء، عن جابر، عن النبي -صلي الله عليه وسلم-. أخرجه في مسنده (234: 1682)، ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 319). وأخرجه أبو بكر الشافعي في الجزء السادس من الغيلانيات (85/أ)، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، ثنا حسين بن محمد المروزي، ثنا ابن أبي ذئب، به. =
= 2 - ورواه أبو بكر الحنفي -وهو ثقة-، عن ابن أبي ذئب، عن عطاء، به، بحذف الرجل المجهول بين ابن أبي ذئب وعطاء. أخرجه أبو يعلى، كما في الإتحاف (3/ 106/ أ)، والطبراني في الأوسط (2/ 219/ ب)، والحاكم في المستدرك (2/ 204)، والبيهقي (7/ 319) .. كلهم من طريق أبي بكر الحنفي، به. ومن طريق أبي يعلى والطبراني، أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق (4/ 447). قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال الطبراني: لم يروه عن ابن أبي ذئب إلَّا أبو بكر الحنفي، ووكيع، ولا رواه عن أبي بكر الحنفي إلاّ محمد بن المنهال. اهـ. وهذا الحديث ذكره الحافظ في بلوغ المرام (235)، وقال: رواه أبو يعلى، وصححه الحاكم وهو معلول. اهـ. وهذه العلة هي عدم سماع ابن أبي ذئب من عطاء، كما سيأتى بيان ذلك. ولم ينفرد به أبو بكر الحنفي، بل تابعه أيوب بن سويد: أخرجه أبو علي الحسين بن حبيب الحضائري في جزء له، كما في تغليق التعليق (3/ 449)، قال: ثنا إبراهيم بن منقذ، ثنا أيوب بن سويد، ثنا ابن أبي ذئب، به. قال الحافظ في الفتح (9/ 385): أيوب بن سويد ضعيف. اهـ. قلت: وبهذه المتابعة يتبين أنه رواه عن ابن أبي ذئب ثلاثة، لا كما قال الطبراني آنفًا. تنبيه: هذا الحديث ذكره الحافظ في الفتح (9/ 385)، وقال: أخرجه الحاكم في المستدرك من طريق محمد بن سنان القزاز، عن أبي بكر الحنفي، وصرّح فيه بتحديث عطاء لابن أبي ذئب، وتحديث جابر لعطاء. وفي كل من ذلك نظر، =
= والمحفوظ فيه العنعنة. اهـ. ومما يؤيد كلام الحافظ هذا، ما ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 407)، قال: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه ابن أبي ذئب، عن عطاء، عن جابر، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لا طلاق قبل نكاح"، فقالا: لم يسمع ابن أبي ذئب من عطاء ومحمد بن المنكدر؛ ثم ذكرا طرف هذا الحديث وقالا: هذه الأسانيد كلها وهم عندنا، والصحيح ما روى الثوري، عن ابن المنكدر، عمّن سمع طاووسًا، عن النبي -صلي الله عليه وسلم-. اهـ. انظر المراسيل له (156). ويشير هذان الإمامان إلى الرواية التي سبقت وأنها هي الصحيحة. 3 - ورواه وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن عطاء وابن المنكدر، عن جابر، به مرفوعًا. أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده -كما هو هنا، وفي الإتحاف- عن وكيع، به. وأخرجه البزار، كما في كشف الأستار (2/ 192: 1999)، وتلخيص زوائد مسند البزار لابن حجر (90/ ب)، والحاكم (2/ 420) .. كلاهما من طريق وكيع، به. 4 - وانفرد بروايته صدقة بن عبد الله السمين -وهو ضعيف- عن ابن المنكدر، عن جابر، به مرفوعًا. أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 284: 462)، وابن مردويه في تفسيره، كما في نصب الراية (3/ 278). كلاهما من طريق صدقة السمين، به. وأخرجه الحاكم (2/ 419)، وأبو بكر المقرئ في معجم شيوخه (950: 699) .. كلاهما من طريق صدقة السمين، به. إلَّا أن فيه قصة، وهي: قال صدقة السمين: جئت محمد بن المنكدر وأنا مغضب، فقلت: آلله أنت أحللت للوليد بن يزيد أم سلمة؟ قال: أنا! وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. =
= حدثني جابر بن عبد الله أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "لا طلاق لمن لا ينكح، ولا عتق لمن لا يملك". قال الحاكم قبل روايته هذا الحديث: وأنا متعجب من الشيخين الإمامين كيف أهملا هذا الحديث ولم يخرّجاه في الصحيحين، فقد صحّ على شرطهما من حديث ابن عمر، وعائشة، وعبد الله بن عباس، ومعاذ، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم. اهـ. قلت: وأنا متعجّب من تصحيحه لهذا الحديث، مع أن فيه صدقة السمين؛ ولكن الأعجب من ذلك موافقة الذهبي، والألباني في الإرواء (6/ 174) على تصحيح الحاكم، فسبحان الله العظيم. وقد سأل ابن أبي حاتم -كما في العلل 1/ 408 - أباه عن هذا الحديث الذي يرويه صدقة بن عبد الله السمين، عن ابن المنكدر، فقال أبو حاتم: هذا خطأ، والصحيح ما رواه الثوري، عن محمد بن المنكدر، قال: حدثني من سمع طاووسًا. قال أبو حاتم: فلو كان -أي ابن المنكدر- سمع من جابر لم يحدّث رجل عن طاووس مرسل. اهـ. وهذا الحديث قد روي من أوجه أخرى عن جابر رضي الله عنه، وهي: 1 - عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، عن جابر مرفوعًا. أخرجه الطيالسي -كما هو هنا- وفي مسنده (243: 1767)، وعبد الرزاق (7/ 464) (13899)، والحارث كما في زوائده (459)، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات في الجزء السادس (81/ ب)، وابن عدي في الكامل (2/ 851، 852، 853)، والبيهقي (5/ 179) .. كلهم من طريق حرام بن عثمان، به. وحرام بن عثمان ضعيف، كما سيأتي. 2 - عن أبي سعد البقّال، عن يزيد الفقير، عن جابر مرفوعًا. أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 318)، وابن عدي (1221) .. كلاهما =
= من طريق أبي سعد البقال، به. وأبو سعد هذا ضعيف، كما في ترجمته في الكامل (3/ 1219). 3 - أخرج الطبراني في الأوسط (2/ 224/ ب)، قال: ثنا موسى بن زكريا، نا شباب العصفري، نا عمرو بن عاصم الكلابي، نا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن جابر، مرفوعًا. قال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلَّا محمد بن مسلم، ولا عن محمد إلا عمرو بن عاصم، تفرَّد به شباب. اهـ. قلت: وهذا الإسناد كالآتي: موسى بن زكريا التستري قال الدارقطني: متروك. وانظر الميزان 4/ 205. ومحمد بن مسلم الطائفي قال في التقريب: صدوق يخطئ. وعمرو بن عاصم الكلابي قال في التقريب: صدوق في حفظه شيء. وعليه، فالحديث ضعيف جدًّا من هذا الوجه. 4 - عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر مرفوعًا. أخرجه أبو قرة موسى بن طارق في سننه، كما في التلخيص الحبير (3/ 212)، وتغليق التعليق (4/ 449)، وقال الحافظ: وهذا الإسناد أصح ما ورد. اهـ. ومن المعلوم أن لفظة: (أصحّ)، لا تقتضي الصحة، كما هو مقرر في كتب الاصطلاح، والحمد لله على التمام.
الحكم عليها: هذه الأسانيد حكمها كالآتي، على حسب ترتيبها في التخريج: 1 - حديث ابن جريج: أنا المرسل فإنه ضعيف الإسناد بسبب جهالة بعض رواته، فهو منقطع. وأمّا المتصل فضعيف كذلك، فإن طاووسًا لم يسمع من معاذٍ شيئًا، قاله علي بن المديني كما في مراسيل ابن أبي حاتم (89)، ولا عبرة بالمتابعتين اللتين =
= أوردتهما، فهما ضعيفتان جدًّا. 2 - حديث طاووس: إسناده مرسل، وفيه راوٍ لم يسمّ، فإن ابن المنكدر لم يسمعه من طاووس، كما هو صريح عبارته في الإسناد. ومع ضعفه فإن ابن معين، وأبا حاتم، وأبا زرعة ذكروا أن هذه الرواية أصح شيء. 3 - حديث جابر: إسناده منقطع؛ فإن ابن أبي ذئب لم يسمع من عطاء وابن المنكدر شيئًا، كما قاله أبو حاتم وأبو زرعة. قال الدارقطني في العلل (3/ 75: 292)، وابن الجوزي في العلل (2/ 640): لا يصح عن جابر. زاد الدارقطني: وإنما رواه ابن المنكدر مرسلًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وهذا الحديث أعلّه الحافظ في بلوغ المرام (235). هذا بالنسبة لرواية الباب، أمّا المتابعات التي أوردتها لحديث جابر فهي ضعيفة كلها، عدا الأخيرة منها، التي هي عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر؛ فإن الحافظ قال إنّها أصحّ ما ورد، والله أعلم. قال ابن عبد البر في الاستذكار (4/ 212): رُوي ذلك عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ وجوه كثيرة، إلَّا أنها عند أهل الحديث معلولة. اهـ. وهذا الحديث قد روي عن غير هؤلاء، فمنهم: 1 - علي بن أبي طالب رضي الله عنه. أخرجه ابن ماجه (1/ 660)، وابن عدي (1/ 354). وفي إسناده جويبر بن سعيد اتفقوا على ضعفه، وقد ضعّفه به الزيلعي في نصب الراية (3/ 231)، وابن حجر في التلخيص الحبير (3/ 211)، والبوصيري في زوائد ابن ماجه. وله طريق آخر عن علي رضي الله عنه، أخرجه ابن عدي (4/ 1445)، =
= والخطيب في تاريخه (9/ 455)، وابن الجوزي في العلل (2/ 640)، وذكره الدارقطني في العلل (3/ 74). وفي هذه الطريق: عبد الله بن زياد بن سمعان المدائني متروك، ومنهم من كذّبه. وعليه، فالحديث ضعيف جدًّا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. 2 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- سُئل عن رجل قال يوم أتزوَّج فلانة: فهي طالق. قال: "طلَّق ما لا يملك". أخرجه الدارقطني في سننه (3/ 16)، من طريق أبي خالد الواسطي. قال الزيلعي (3/ 231): قال صاحب التنقيح: حديث باطل، وأبو خالد الواسطي هو عمرو بن خالد، وهو وضّاع، وقال أحمد ويحيى: كذاب. اهـ. وذكره الحافظ في الفتح (9/ 383)، وقال: في سنده أبو خالد الواسطي، وهو واهٍ. اهـ. وللحديث طريق آخر، أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 180)، وابن عدي (5/ 1873)، والحاكم في المستدرك (9/ 412) .. كلهم من طريق يحيى بن محمد بن صاعد، عن محمد بن يحيى القطعي، عن عاصم بن هلال، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا طلاق إلا بعد نكاح". قال ابن عدي: قال لنا ابن صاعد: وما سمعناه إلَّا منه -يعني القطعي- ولا أعرف له علة فأذكرها. قال ابن عدي: هكذا ذكر لنا ابن صاعد، فذكرته لأبي عروبة فأخرج إليّ فوائد القطعي، فإذا فيها حديث عمرو بن شعيب. اهـ. قال الحافظ في الفتح (9/ 383): استَنكَرَه على ابن صاعد، ولا ذنب له فيه، وإنما علته ضعف حفظ عاصم. اهـ. وسأل حمزة السهمي الدارقطني (130) عن هذا الحديث فقال: رواه ابن صاعد عن القطعي، وتابعه غير واحد، منهم علي بن الحسين بن سليمان القافلاني وآخرون. =
= قال: ثم رجع عنه القطعي. قال حمزة: ووجدت أنا هذا الحديث عند ابن البواب المقرئ عبيد الله بن أحمد في كتابه (من الفوائد): قد خرج ابن صاعد هذا الحديث، قال: وكان قد وهم ودخل له حديث في حديث ولم يعمد لذلك، والله أعلم، ثم رجع عنه. اهـ. قلت: وعلى كل، فالحديث ضعيف سواءٌ أكان السبب من ابن صاعد أو من عاصم. 3 - عن ابن عباس رضي الله عنهما. أخرجه الدارقطني في سننه (3/ 16). وذكره الزيلعي في نصب الراية (3/ 232)، وقال: ذكره عبد الحق في أحكامه من جهة الدارقطني وقال: إسناده ضعيف. وقال ابن القطان: وعلته سليمان بن أبي سيمان، فإنه شيخ ضعيف. وقال صاحب التنقيح: هذا حديث لا يصح. اهـ. وقد ضعّفه الحافظ في تلخيص الحبير (3/ 211). 4 - عن عائشة رضي الله عنها. أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 15). وذكره الحافظ في التلخيص (3/ 210)، وقال: قال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه: حديث منكر. اهـ. وهو في العلل (1/ 422). 5 - عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه. أخرجه ابن ماجه (1/ 660). قال البوصيري: إسناده حسن , لأن علي بن الحسين بن واقد مختلف فيه، وكذلك هشام بن سعد وهو ضعيف، أخرج له مسلم في الشواهد. اهـ. وحسّن إسناده الحافظ في التلخيص (3/ 211)، وقال: لكنّة اختلف فيه على الزهري. اهـ. =
= وهذا الاختلاف هو أنّ الحديث جعله مرّة عن المسور بن مخرمة، ومرّة عن عروة عن عائشة، كما أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 281). 6 - عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدّه. أخرجه أبو داود (2/ 258)، والترمذي (3/ 486)، وابن ماجه (1/ 660). قال الترمذي: حسن، وهو أحسن شيء رُوي في هذا الباب، وهو قول أكثر أهل العلم مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وصحَّحه الألباني في إرواء الغليل (6/ 173). 7 - وقد بوَّب البخاري في صحيحه (9/ 381): لا طلاق قبل نكاح، ولم يورد حديثًا تحت هذه الترجمة وإنما علق عن علي وابن عباس وغيرهما رضي الله عنهم، والله أعلم.
25 - باب كراهة الطلاق
25 - باب كراهة الطَّلَاقِ 1715 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا بِشْر بْنِ نُمير، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتَأْذِنُهُ فِي التَّزْوِيجِ، فقال: يا رسول الله إنّي تزوّجت! -ثَلَاثًا-، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تزوَّج ولا تطلِّق، فإن الله تعالى يبغض الذوَّاقين والذَّوَّاقات".
1715 - تخريجه: لم أجده في المسند، ولا الإتحاف، ولا المجمع. ولم أجده لغير أبي يعلى.
الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًّا، فإن فيه بشر بن نمير، وهو متروك. والحديث قد ورد عن غير أبي أمامة، مثل: 1 - علي رضي الله عنه، مرفوعًا: "تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الطلاق يهتز له العرش". أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 157)، والخطيب في التاريخ (12/ 191)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 277)، وقال: لا يصح. وحكم عليه الألباني بالوضع في السلسلة الضعيفة (731). =
= 2 - عن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "لا تطلق النساء إلَّا من ريبة، إن الله تعالى لا يحبّ الذواقين والذواقات). أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 192). قال الهيثمي في المجمع (4/ 335): فيه عمران القطّان، وثقه أحمد وابن حبان، وضعفه يحيى بن سعيد وغيره. اهـ. وقد حكم عليه الألباني بالضعف في تخريج الحلال والحرام (255). 3 - عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: إن الله عزّ وجل لا يحب الذواقين ولا الذواقات. قال الهيثمي في المجمع (4/ 335): رواه الطبراني وفيه راوٍ لم يسمّ، وبقية إسناده حسن. اهـ. 4 - عن أبي هريرة، مرفوعًا: "تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الله لا يحبّ الذواقين والذواقات". ذكره السخاوي في المقاصد الحسنة (458)، وعزاه للديلمي، والدارقطني في الافراد من طريق بكر بن بكار، عن أبي عروبة، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عنه. وعليه، فالحديث ضعيف من جميع طرقه ووجوهه، والله أعلم.
26 - باب عدد الطلاق
26 - بَابُ عَدَدِ الطَّلَاقِ 1716 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن سُليمان، ثنا [خالد] (¬1)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُميع، عَنْ أَبِي رَزِينٍ قال: إن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: سمعت الله تعالى يقول: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ} (¬2) فَأَيْنَ الثَّالِثَةُ؟ قَالَ: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}. ¬
1716 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (3/ 639: 492). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 108/ ب). وفي المجرّدة (2/ 24/ ب). وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 340: 1456)، عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن إسماعيل بن سميع، به. وأخرجه سعيد بن منصور أيضًا (1/ 341: 1457)، وابن أبي شيبة (5/ 259) .. كلاهما عن أبي معاوية الضرير، عن إسماعيل بن سميع، به. ومن طريق أبي معاوية: أخرجه ابن جرير الطبري في التفسير (4/ 545: 4791). وأخرجه عبد الرزاق (6/ 337: 11091)، عن الثوري، عن إسماعيل بن =
= سميع، به. ومن طريق عبد الرزاق: أخرجه ابن جرير في تفسيره (4/ 545). ومن طريق الثوري أيضًا: أخرجه أبو داود في المراسيل (12/ أ)، وعبد بن حيمد، وابن أبي حاتم في تفسيريهما، كما في تفسير ابن كثير (1/ 273). وأخرجه ابن مردويه، كما في تفسير ابن كثير (1/ 273)، من طريق قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن سميع، به. وذكره السيوطي في الدرّ المنثور (1/ 277)، وزاد عزوه لوكيع، وأحمد، وأبي داود في ناسخة، وابن المنذر، والنحّاس، والبيهقي. وقد عزاه ابن كثير للإمام أحمد، لكن قال الشيخ أحمد شاكر في حاشيته على الطبري (4/ 546): وَهِم الحافظ ابن كثير رحمه الله وهمًا شديدًا، إذْ نسب هذا الحديث المرسل لرواية المسند. اهـ. والحقيقة أنه لا اعتراض على ابن كثير -ومن بعده السيوطي-، فإنهما لم يعزوا الحديث للمسند وإنما قالا: أخرجه، فلعله أخرجه في غير المسند، وإن كان المتبادر للذهن أنّه في المسند، وقد راجعت فهارس الزهد والعلل والمسند أيضًا فلم أظفر به، والله أعلم. واعلم أن جميع من رواه سابقًا رووه مرسلًا.
الحكم عليه: إسناد الحارث حسن، فإن رواته كلهم ثقات، عدا إسماعيل بن سُميع فإنّه صدوق، إلَّا أنّه مرسل، فإن أبا رزين تابعي. وهذا الحديث أورده الحافظ في الفتح (9/ 366)، من رواية الطبري المتقدمة في التخريج، وقال الحافظ: سنده حسن، لكه مرسل , لأن أبا رزين لا صحبة له. اهـ. وعليه، فهو ضعيف , لأنّ المرسل من أقسام الضعيف.
27 - باب الزجر عن الانتساب إلى غير الآباء
27 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِانْتِسَابِ إِلَى غَيْرِ الْآبَاءِ 1717 - قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، أنبأ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بن أبي وقاص رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَنَا؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "أنت سعد بن مالك بن وهب (¬1) بن عبد مَناف بْنِ زُهرة، مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فعليه لعنة الله تعالى". ¬
1717 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 88/ أ)، بسند إسحاق. وأخرجه ابن سعد (3/ 137)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 166)، والطبراني في الكبير (1/ 136: 289)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 206)، والحاكم (3/ 495). كلهم من طريق علي بن زيد بن جدعان، به.
الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف بهذا الإسناد , لأنّ فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، وقد ضعّفه البوصيري في الإتحاف (3/ 88/ أ). =
= وقال الهيثمي في المجمع (9/ 153): رواه الطبراني والبزار مسندًا ومرسلًا، ورجال المسند وثّقوا. اهـ. لكنّ الصواب ما تقدم. ولم أجد له متابعًا أو شاهدًا.
28 - باب المرأة لآخر أزواجها في الآخرة
28 - بَابُ الْمَرْأَةِ لِآخِرِ أَزْوَاجِهَا فِي الْآخِرَةِ 1718 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ القرشي، نبا أبو المليح، عن مَيمون بن مَهْران قال: خطبَ معاويةُ أمَّ الدوداء (¬1) رضي الله عنهما، فَأَبَتْ أَنْ تَتَزَوَّجَهُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْمَرْأَةُ لِآخِرِ أَزْوَاجِهَا"، ولستُ أريدُ بأبي الدرداء بدلًا. ¬
1718 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف. (3/ 88/ أ). وذكر الألباني في الصحيحة (1281) أنه أخرجه أبو علي الحرّاني القشيري في تاريخ الرقة (3/ 39/ب)، قال: حدثنا العباس بن صالح بن مسافر الحرّاني، ثنا أبو عبد الله العسكري، به. وأخرجه أبو الشيخ في التاريخ (270)، قال: ثنا أحمد بن إسحاق الجوهري، ثنا إسماعيل بن زرارة قال: ثنا أبو المليح الرقي، به .. مقتصرًا على المرفوع فقط. قلت: إسماعيل بن عبد الله بن زرارة مشترك مع السكري في اسمه واسم أبيه، وقد وقع التخليط بينهما لكبار الأئمة كابن عساكر في معجمه، فلا أدري هل قوله (ابن زرارة)، مبنية على يقين -ولا إخالُها-، على أنَّ أبا يعلى ذكره في معجمه (155) =
= منسوبًا هكذا: إسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشي. وبناءً عليه، فإنّ في إسناد أبي الشيخ وهمًا، وهو قوله: إسماعيل بن زرارة، والصواب إسماعيل بن عبد الله القرشي، والله أعلم. والحديث أخرجه البغوي في: حديث عيسى بن سالم (103/ أ) , عن أبي بكر بن أبي مريم، قال: حدثني عطية بن قيس أن معاوية بن أبي سفيان خطب أمّ الدرداء ... الحديث موقوفًا على أبي الدرداء. وقد رواه مرفوعًا عنه الطبراني بلفظ: (أيّما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها). أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 175)، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن عطية بن قيس الكلاعي قال: خطب معاوية بن أبي سفيان بعد وفاة أبي الدرداء، فقالت أمّ الدرداء: سمعت أبا الدرداء يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول ... فذكره. قالت: وما كنت لأختار على أبي الدرداء، فكتب إليها معاوية: فعليك بالصوم فإنّه محسمة. قال الهيثمي في المجمع (4/ 270): فيه أبو بكر بن أبي مريم، وقد اختلط. اهـ. أي مع أنّه ضعيف فقد اختلط. ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا أبو بكر الكلاباذي في مفتاح المعاني (181/ ب)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (19/ 281/ ب). قال الألباني عن إسناد الطبراني: وهذا سند ضعيف من أجل أبي بكر بن أبي مريم كان اختلط. اهـ.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى رواته ثقات، عدا إسماعيل السكري فإنه صدوق، فلأجله يكون الحديث حسنًا بهذا الإسناد. =
= وقد روي المرفوع عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "المرأة لآخر أزواجها". أخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 228). وفي إسناده: حمزة بن أبي حمزة النصيبي متروك متهم بالوضع. التقريب (179) .. فهو لا يصلح شاهدًا أبدًا. لكن حديث الباب له شاهدان: 1 - أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام، وكان شديدًا عليها، فأتت أباها فشكت ذلك إليه، فقال: يا بنية اصبري فإنّ المرأة إذا كان لها زوج صالح، ثم مات عنها، فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة. أخرجه ابن عساكر في تاريخه (19/ 193/ أ)، من طريق كثير بن هشام، عن عبد الكريم، عن عكرمة، به .. وتقدم برقم (1671). قال الألباني في الصحيحة (3/ 276): ورجاله ثقات إلَّا أن فيه إرسالًا , لأن عكرمة لم يدرك أبا بكر، إلَّا أن يكون تلقّاه عن أسماء بنت أبي بكر. اهـ. 2 - عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال لامرأته: إن شئتِ أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تتزوجي بعدي، فإنّ المرأة في الجنّة لآخر أزواجها في الدنيا، فلذلك حرّم الله عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة. أخرجه البيهقي في سننه (7/ 69)، من طريق أبي إسحاق الشيعي. وهو ثقة، إلَّا أنه اختلط، التقريب (423)، وبقية إسناده ثقات، كما قال الألباني. فهذان شاهدان لحديث الباب فيرتقي بهما إلى الصحيح لغير، والله أعلم.
29 - باب القافة
29 - بَابُ الْقَافَةِ (¬1) 1719 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعَ عُبيد اللَّهِ بْنُ أَبِي يزيد أباه يقول: أرسل عمر رضي الله عنه إِلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي زُهرة، وَهُوَ فِي الحِجْر قَالَ: فذهبتُ مَعَهُ إِلَيْهِ -وَقَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ-، فَسَأَلَهُ عَنْ وِلَادٍ مِنْ وِلَادِ الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ لَيْسَ لِنِسَائِهِمْ عِدَّةٌ، إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ انْطَلَقَتِ الْمَرْأَةُ فَنُكِحَتْ وَلَمْ تَعْتَدّ، قَالَ: فَسَأَلَهُ عَنِ النُّطْفَةِ، فَقَالَ: أَمَّا النُّطْفَةُ فَمِنْ فُلَانٍ وَأَمَّا الْوَلَدُ فَعَلَى فراش فلان، فقال عمر رضي الله عنه: صَدَقَ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَضَى بِالْوَلَدِ لِلْفِرَاشِ، فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ قَالَ: أَخْبِرْنَا عَنْ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: إِنَّ قريشًا تَقَوّت (¬2) لبناء الكعبة، واستَقْرضَت (¬3)، فقال عمر رضي الله عنه: صدق (¬4). قلت: رواه أحمد، وابن ماجه بالمرفوع مِنْهُ فَقَطْ. [2] وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِي مسنده مِثْلَ رِوَايَةِ إِسْحَاقَ بِطُولِهِ. وَرَوَى أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ عن عمر رضي الله عنه، شيئًا منه. ¬
1719 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 87)، وعزاه للحميدي، وابن أبي عمر العدني، وإسحاق. وقد أخرجه الحميدي في مسنده (1/ 15) بسنده ومتنه. وأخرجه البيهقي في سننه (7/ 402)، من طريق الشافعي، عن سفيان، به .. بدون ذكر بناء الكعبة. وأخرجه الأزرقي في تاريخ مكة (1/ 158)، من طريق سفيان، به .. مقتصرًا على ذكر بناء الكعبة فقط.
الحكم عليه: هذا الإسناد رواته ثقات كلهم. والحديث المرفوع ثابت عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ طرق، منها: عن عائشة رضي الله عنها، زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنَّهَا قالت: كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن ابن وليدة زمعة منه، فاقبضه إليك، قالت: فلما كان عام الفتح، أخذه سعد بن أبي وقّاص وقال: إن أخي قد كان عهد إليّ فيه، فقام إليه عبد بن زمعة، فقال له: أخي وابن وليدة أبي، ولد على فراشه فتساوقا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال سعد: يا رسول الله إن أخي قد كان عهد إليّ فيه، وقال عبد بن زمعة: أخي وابن وليدة أبي، ولد على فراشه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هو لك يا عبد بن زمعة"، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "الولد للفراش، وللعاهر الحجر"، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لسودة بنت زمعة: "احتجبي منه" , لما رأى من شبهه بعتبة، فما رآها حتى لقي الله. أخرجه البخاري في الأحكام (13/ 152)، ومسلم (1457).
1720 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيد، ثنا أبو تُمَيْلَة قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ قَالَ: ادَّعَى نصرُ بْنُ الْحَجَّاجِ عبدَ اللَّهِ بْنَ رَبَاحٍ مَوْلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خالد بن الوليد فَقَالَ: مَوْلَايَ وُلِدَ عَلَى فِرَاشِ أَبِي، فَقَالَ نَصْرٌ: أَخِي، هُوَ وَبَنَاتِي بِمَنْزِلَةٍ، قَالَ: فَطَالَتْ خُصُومَتُهُمْ فَدَخَلُوا عَلَى مُعَاوِيَةَ وفِهْرُ (¬1) تَحْتَ رَأْسِهِ، فادعيا، فقال معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:"الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ"، قَالَ نَصْرٌ: فَأَيْنَ قَضَاؤُكَ هَذَا يَا مُعَاوِيَةُ فِي زِيَادٍ (¬2)!؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: قَضَاءُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْرٌ مِنْ قضاء معاوية، قال: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ لَا يُجِيبُ نصرًا إلى ما ادّعاه، فقال نصر: أبا خالد ما مثل مال ورثته (¬3) ... وخدني أخًا عند الفراش شاهدا (¬4) أبا خالد مالي ثري ومنصب ... شيء (¬5) واغراق نَهْرِكَ صَاعِدَا (¬6) أَبَا خَالِدٍ لَا تَجْعَلَنَّ بَنَاتِنَا ... إماء لمخزوم وكنْ متواجدا (¬7) أَبَا خَالِدٍ إِنْ كُنْتَ تَخْشَى ابْنَ خَالِدٍ ... فَلَمْ يَكُنِ الْحَجَّاجُ يَرْهَبُ خَالِدَا أَبَا خَالِدٍ لا نحن نار ولا هم ... جنان رعت فيه العيون رواكدا (¬8) ¬
1720 - تخريجه: والحديث في مسند أبي يعلى (13/ 383: 7390). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 87/ ب). وانظر تاريخ الطبري (8/ 130)، وعيون الأخبار لابن قتيبة (4/ 23). وأبو تميلة هو يحيى بن واضح الأنصاري.
الحكم عليه: هذا الحديث ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 14)، وقال: رواه أبو يعلى وإسناده منقطع، ورجاله ثقات اهـ. وهذا الانقطاع هو بين ابن إسحاق وبين معاوية، فبينهما مفازة طويلة. والحديث المرفوع قد تقدَّم في الذي قبله، وأنه ثابت في الصحيحين عن عائشة. ولم أجد للقصة شاهدًا، والله أعلم.
30 - باب المتعة
30 - بَابُ المُتْعَة 1721 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما -وأنا قائم على رَأْسِهِ- يَقُولُ: وَرَجُلٌ يَقُولُ لَهُ إِنَّ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه نهى عن المتعة، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: انظروا فإن كانت في كتاب الله تعالى فَقَدْ كَذَبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- وإن لم تكن في كتاب الله تعالى فهو كما قال (¬1). * هذا صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ. وَأَرَادَ بِقَوْلِهِ: فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قوله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ ...} (¬2) الآية. وبها احتج ابن مسعود رضي الله عنه، كما وقع في البخاري (¬3)، عنه. ¬
1721 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 85/ أ)، بسند ابن أبي عمر. ولم أجده لغيره. وسفيان هو ابن عيينة، وعمرو هو ابن دينار.
الحكم عليه: هو كما قال الحافظ رحمه الله.
1722 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا بشْر بْنُ عُمَرَ، ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكة قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَتْ إذا سُئلت عن المتعة قالت: بيني وبينكم كتاب الله تعالى، قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ ...} (¬1) الْآيَةَ. قَالَتْ (¬2): فَمَنِ ابْتَغَى غَيْرَ مَا زوّجَه الله تعالى أو ما مَلّكَه فقد عدا. ¬
1722 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (3/ 607: 468). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 85/ أ)، بسند الحارث. وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (10/ 116)، عن أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن، عن قاسم بن أصبغ، عن الحارث بن أبي أسامة، عن بشر بن عمر، به. وأخرجه البيهقي (7/ 206)، من طريق نافع بن عمر، به. وقد تصحّف في المطبوع من سنن البيهقي إلى: نافع عن ابن عمر، وهو خطأ بغير تردد.
الحكم عليه: إسناد الحارث صحيح، والله أعلم.
1723 - حدثني (¬1) بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "هَدَم (¬2) المتعَة النكاحُ والطلاقُ والميراثُ". هَكَذَا قَالَ بِشْرُ بْنُ عُمَرَ. 1724 - وَقَالَ أبو يعلى: حدثنا أبو موسى، ثنا مُؤَمَّل بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنِي سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَنَزَلْنَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ، فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَصَابِيحَ ونساء يبكين فقال: "ما هذا؟ " فقيل: نساء تُمتّع بهنّ فهنّ يبكين، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "حَرَامٌ"، أَوْ قَالَ: "هَدْمُ المتعةَ النكاحُ، والطلاقُ، والعدّةُ، والميراثُ". ¬
= وأخرجه ابن حبّان في صحيحه (9/ 456: 4149)، والدارقطني في سننه (3/ 259)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 26)، والبيهقي في سننه (7/ 207) .. كلهم من طريق مؤمل بن إسماعيل، به.
الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف -بهذا السند- متصلًا ومرسلًا. فأمّا الرواية المرسلة ففيها: عبد الله بن سعيد المقبري، وهو متروك. وأمّا الرواية المتصلة ففيها: مؤمل بن إسماعيل، وهو سيِّيء الحفظ. وعليه، فإنّ الرواية المرسلة ضعيفة جدًّا ولا تقبل المتابعة. أمّا الرواية المتصلة فإنها ضعيفة ضعفًا منجبرًا، والله أعلم. وقد ذكر الحافظ في التلخيص (3/ 154) هذا الحديث وقال: رواه الدارقطني وإسناده حسن. اهـ. وذكره في الفتح (9/ 170)، وقال: فيه مقال، فإنه من رواية مؤمل بن إسماعيل عن عكرمة بن عمار، وفي كل منهما مقال. اهـ. وقد أجاد العبارة هنا. وقال ابن القطّان: إسناده حسن وليس فيه من ينظر في أمره، كما في نصب الراية (3/ 180). وأصاب الهيثمي في المجمع (4/ 264)، حين قال: رواه أبو يعلى، وفيه: مؤمل بن إسماعيل وثقه ابن معين وابن حبّان، وضعّفه البخاري وغيره، وبقية رجال السند ثقات. اهـ. ولعل تحسين ابن القطّان، وابن حجر لهذا الحديث لأجل شواهده، فإن للحديث شاهدين، هما: 1 - عن علي بن أبي طالب رضي الله عَنْهُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن المتعة، قال: وإنما كانت لمن لم يجد، فلمّا أنزل النكاح، والطلاق، والعدة، =
= والميراثُ بَيْنَ الزوج والمرأة نُسخت. أخرجه الدارقطني (3/ 259)، ومن طريقه الحازمي في الناسخ والمنسوخ (178)، وقال الحازمي: غريب من هذا الوجه، وقد روي من طرق تقوّي بعضها بعضًا. اهـ. وهذا الحديث ضعّفه ابن القطان، كما في نصب الراية (3/ 180)، فإنه من طريق ابن لهيعة، وهو ضعيف. 2 - عن سعيد بن المسيب قال: نسخ المتعة الميراث. أخرجه البيهقي في السنن (7/ 207)، وصحَّحه الحافظ ابن حجر في الفتح (9/ 173). فحديث الباب الضعيف المتصل يشهد له حديث علي، ومرسل سعيد، فيصبح بهما حسنًا لغيره، كما قال ابن القطان وابن حجر، والله أعلم بالصواب.
1725 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ عُمَرَ رضي الله عنه: لَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ فِي مُتْعَةِ النِّسَاءِ لَرَجَمْتُ.
1725 - تخريجه: لم أجده في الإتحاف. ويحيى الأول هو ابن سعيد القطان، والثاني ابن سعيد الأنصاري. وقد ورد عن عمر بن الخطاب من أوجه أخرى وبألفاظ معناها واحد، منها: 1 - عن عروة بن الزبير أن خولة بنت حكيم دخلت على عمر بن الخطاب فقالت: إن ربيعة بن أمية استمتع بامرأة فحملت منه، فخرج عمر بن الخطاب فزعًا يجرّ رداءه فقال: هذه المتعة، ولو كنت تقدّمت فيها لرجمت. أخرجه مالك في الموطأ (1/ 542: 42)، عن ابن شهاب، عن عروة، به. ومن طريق مالك أخرجه البيهقي (7/ 206). 2 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه سُئل عن متعة النساء، فقال: حرام، أما إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو أخذ فيها أحدًا لرجمه بالحجارة. أخرجه البيهقي (7/ 206). 3 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صعد على الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: ما بال رجال ينكحون هذه المتعة وقد نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عنها، ألا وإنّي لا أوتى بأحد نكحها إلَّا رجمته. أخرجه البيهقي (7/ 206). 4 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ عمر نهى عن المتعة التي في النساء وقال: إنّما أحلّ الله ذلك للناس عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، والنساء يومئذٍ قليل، ثم حرم عليهم بعد، فلا أقدر على أحد يفعل من ذلك شيئًا فتحلّ به العقوبة. أخرجه الدارقطني في السنن (258). =
= 5 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "متعتان كانتا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما". أخرجه سعيد بن منصور في سننه (1/ 218: 852).
الحكم عليه: إسناد مسدد صحيح. وفي الباب أنّ عبد الله بن الزبير قام بمكة فقال: إن ناسًا أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم، يفتون بالمتعة -يُعرّض برجل- فنادى فقال: إنك لجلف جافٍ، فلعمري لقد كانت المتعة تفعل على عهد إمام المتقين -يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ--، فقال له ابن الزبير: فجرِّب بنفسك، فوالله لئن فعلتها لأرجمنّك بأحجارك!. أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 1026: 27).
31 - باب الاستبراء، والترغيب في الإماء
31 - بَابُ الِاسْتِبْرَاءِ، وَالتَّرْغِيبِ فِي الإِماء 1726 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما قَالَ: إِذَا اشْتَرَاهَا عَذْرَاءَ فَإِنْ شَاءَ لَمْ يستبرئها. قال أيوب: يعني ذلك في السبية.
1726 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 86/ ب)، بسند إسحاق. وأخرج عبد الرزاق في المصنف (4/ 255)، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إذا كانت الأمة عذراء لم يستبرئها، وقال أيوب: يستبرئها قبل أن يقع عليها.
الحكم عليه: إسناد إسحاق قال فيه البوصيري في الإتحاف (3/ 86/ ب): إسناد موقوف، رجاله رجال الصحيح. اهـ. وهو كما قال.
1727 - [2] وقال أبو بكر: حدثنا أبو أسامة، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، ثنا الْقَاسِمُ وَمَكْحُولٌ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ أَنْ تُوطأ الحُبَالى حَتَّى يَضَعْنَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أبو معمر الهذلي إسماعيل بن إبراهيم، نبا أبو أسامة .. فذكره مطولًا.
1727 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 87/ أ)، بسند أبي بكر ابن أبي شيبة. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 370). ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 153: 7593) و (8/ 220: 7772). قال الهيثمي في المجمع (4/ 300): رجاله رجال الصحيح.
الحكم عليه: هذا الإسناد رجاله ثقات، إلَّا أنّ أبا أسامة لم يسمع من عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ موسى بن هارون، كما في التهذيب (6/ 298): روى أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بن جابر، وكان ذلك وهمًا منه، هو لم يَلْق ابن جابر، وإنّما لقي ابن تميم فظنّ أنه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف، كما في التقريب (353). وعليه، فالحديث ضعيف -بهذا الإسناد-، ولكن له شواهد ستأتي إن شاء الله تعالى، في الأحاديث الآتية.
1728 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ -هُوَ ابْنُ السَّرِيِّ-، ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَمٍّ لِي مِنْ بَنِي هاشم قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِالسَّرَارِيِّ فَإِنَّهُنَّ مُبَارَكَاتُ الْأَرْحَامِ". * هَذَا مُرْسَلٌ، لَا بَأْسَ بِإِسْنَادِهِ. وَقَدْ رُوِيَ موصولًا من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ (¬1)، وَإِسْنَادُهُ واهٍ جِدًّا، حَتَّى أَخْرَجَهُ ابن الجوزي في موضوعاته (¬2). ¬
1728 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 61/ ب)، بسند ابن أبي عمر. وأخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أبي الدرداء، كما في مجمع البحرين (4/ 156 (2250)، عن موسى بن زكريا، ثنا عمرو بن الحصين، نا محمد بن عبد الله بن علاثة، ثنا عثمان بن عطاء الخراساني، عن عطاء، عن مالك بن عامر، عن أبي الدرداء، به. قال الطبراني: لا يروى عن أبي الدرداء إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به عمرو. وضعّفه الهيثمي في المجمع (4/ 259) بعمرو بن الحصين، فإنه متروك. =
= الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف بسبب ضعف الزبير بن سعيد، وجهالة ابن عمه، وإرساله. قال العقيلي في الضعفاء (1/ 561): لا يصحّ في السراري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيء. اهـ. وكذا في المغني عن الحفظ والكتاب (431)، والمنار المنيف (127)، والتنكيت والإفادة على خاتمة سفر السعادة (121)، وذكره بكر أبو زيد في التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث (116).
1729 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَحْموية، ثنا ابْنُ أَبِي الزِّناد، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى يَوْمَ خَيْبر أَنْ تُوطأ الحُبَالى وقال: "تسقي زرع غيرك"!!
1729 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (3/ 168: 1595). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 87/ أ)، بسند أبي يعلى. ولم أجده لغيره.
الحكم عليه هذا الإسناد فيه: يحيى بن سعيد بن دينار آل الزبير، لم أجد له ترجمة، وشيخه مجهول. قال الهيثمي في المجمع (4/ 300): رواه أبو يعلى ويحيى لم أعرفه، وابن أبي الزناد ضعيف، وقد وثق. اهـ. وقد رواه يحيى عن رجل لا نعرف شيئًا عن حاله. وعليه، فالحديث ضعيف بهذا الإسناد، وله شواهد ستأتي قريبًا، إن شاء الله تعالى.
1730 - وقال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْروف، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى أَنْ تُوطأ النِّسَاءُ الْحَبَالَى مِنَ السَّبْيِ.
1730 - تخريجه: الحديث في مسند الطيالسي (234: 1679). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 86/ ب)، بسند الطيالسي. وأخرجه ابن عدي في كامله (3/ 1032)، من طريق أبي داود الطيالسي، به.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه: رباح بن أبي معروف، وهو وإن كان صدوقًا إلَّا أنّ له أوهامًا وهذا الحديث من أوهامه، قال ابن عدي بعد أن ساق هذا الحديث (3/ 1032): كذا قال لنا عن جابر، والصواب عن ابن عباس. وعليه، فالحديث بهذا الإسناد ضعيف، خلافًا للألباني، فقد قال في الإرواء (5/ 140): هذا سند جيد على شرط مسلم!. ولهذا الحديث وما سبق قبله شواهد، منها: 1 - عن أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- نهى يوم أوطاس أن توطأ حامل حتى تضع، ولا غير حامل حتى تحيض حيضة. أخرجه أبو داود (2/ 614)، وأحمد (3/ 28، 62، 87)، والحاكم (2/ 195)، والبيهقي (5/ 329). قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. كذا صححاه، وفي إسناده: شريك بن عبد الله القاضي وهو سيِّئ الحفظ، أخرج له مسلم متابعة فقط. وانظر التقريب (266). وعليه، فالحديث ضعيف ضعفًا يسيرًا، والله أعلم. 2 - عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى أن توطأ السبايا حتى يضعن ما في بطونهنّ. =
= أخرجه الترمذي (4/ 133)، وقال: حديث غريب. وأخرجه الحاكم (2/ 135)، وقال: صحيح، ووافقه الذهبي. إلَّا أن فيه أمّ حبيبة بنت العرباض بن سارية، قال في التقريب (577): مقبولة. 3 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم خيبر عن بيع المغانم حتى تُقسم، وعن الحبالى أن يوطأن حتى يضعن ما في بطونهنّ، وقال: أتسقي زرع غيرك؟ أخرجه الإِمام أحمد (1/ 244، 289)، وعبد الرزاق (4/ 520)، والحاكم (2/ 137)، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. 4 - عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا: "لا يقعنّ رجل على امرأة وحملها لغيره". أخرجه الإِمام أحمد (2/ 368). وإسناده كلهم ثقات، من رجال البخاري غير رشدين بن سعد، قال في التقريب (209): ضعيف. قال الهيثمي في المجمع (4/ 300): رواه أحمد، وفيه: رشدين وقد وثق، وهو ضعيف. اهـ. 5 - عن رويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال عام خيبر: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يسقين ماءه ولد غيره ... " الحديث. أخرجه ابن حبان في صحيحه (11/ 186: 4850)، والبيهقي (9/ 62)، وحسّن إسناده الأرنؤوط في تعليقه على ابن حبان. 6 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنَّهُ أتى بإمرأة مجّح على باب فسطاط، فقال: لعلّه يريد أن يلمّ بها؟ فقالوا: نعم، فقال: "لقد هممت =
= أن ألعنه لعنًا يدخل معه قبره، كيف يورّثه وهو لا يحلّ له؟ كيف يستخدمه وهو لا يحل له؟ ". أخرجه مسلم (2/ 1065: 1441). وهذه الأحاديث إذا ضُمّت إلى أحاديث الباب الثلاثة الضعيفة ارتقى الحديث بمجموعها إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
1731 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حميد، عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَبْرَأَ صفية (¬1) رضي الله عنها، فَقِيلَ لَهُ: مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ مِنْ (¬2) أمهات الأولاد؟ قال: "من أمهات المؤمنين". ¬
1731 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 87/ أ)، بسند الحارث. وهو في بغية الباحث (3/ 636: 460). وأخرجه البيهقي في سننه (7/ 449)، من طريق مروان بن محمد، عن إسماعيل بن عيّاش، عن الحجاج بن أرطاة، عن الزهري، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- استبرأ صفية بحيضة. وقال البيهقي: في إسناده ضعف. وأخرجه عبد الرزاق (7/ 269)، عن إبراهيم بن محمد، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طلحة، عن أنس، فذكره بنحوه. وإبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى الأسلمي، قال في التقريب (93): متروك.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف جدًّا لأجل شيخ الحارث: العباس بن الفضل، وكذلك متابعة إبراهيم بن محمد الأسلمي -كما في التخريج-، ضعيفة جدًّا، وأمّا المتابعة التي أخرجها البيهقي فهي ضعيفة أيضًا، كما قال البيهقي. وعليه، فالحديث من طريق أنس بن مالك ضعيف، والله أعلم. ولم أجد له شاهدًا.
32 - باب سفر المعتدة
32 - بَابُ سَفَرِ الْمُعْتَدَّةِ 1732 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عطاء قال: ضَمّت عائشةُ أمَّ كُلْثُومٍ أُخْتَهَا امْرَأَةَ طَلْحَةَ بن عبيد الله رضي الله عنهم، فحجّت بها في عدّتها.
1732 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 113/ أ)، بسند مسدد. وفي المجردة (2/ 26/ أ). وأخرجه البيهقي (7/ 246)، من طريق الثوري، عن ابن أبي ليلى، به مختصرًا. ولم ينفرد به ابن أبي ليلى، بل تابعه كلّ من: 1 - ابن جريج: أخرجه عبد الرزاق (7/ 29: 12053)، قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرنا عطاء أن عائشة ... فذكره بنحوه. 2 - جرير بن حازم: أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 183)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 81)، من طريق جرير بن حازم، عن عطاء، به. ولم ينفرد به عطاء، بل تابعه كلّ من: (أ) عروة: أخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ (7/ 29)، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة قال: خرجت عائشة بأختها أم كلثوم ... فذكره. (ب) القاسم بن محمد: أخرجه عبد الرزاق (7/ 30)، والبيهقي (7/ 246)، =
= والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 81) .. كلهم من طريق الثوري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم بن محمد قال: حجّت عائشة بأختها في عدتها، فكانت الفتنة وخوفها. قال الثوري: فأخبرني عبيد الله بن عمر أنّه سمع القاسم بن محمد يقول: أبى النّاس ذلك عليها. (ج) أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 188)، عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن الحكم قال: نقل عليّ أمّ كلثوم حين قتل عمر، ونقلت عائشة أختها حين قُتل طلحة. وهذا إسناد رجاله ثقات، وهو متابع وشاهد لأثر الباب.
الحكم عليه: إسناد مسدد ضعيف، لأجل ابن أبي ليلى، وقد ضعّفه البوصيري في الإتحاف (3/ 113/ أ). ولكنه لم ينفرد به، بل تابعه كل من: ابن جريج، وجرير بن حازم .. وكلاهما ثقة. وقد ورد الحديث من أوجه أخرى صحيحة، وبهذا يتبين أنّ السند صحيح لغيره، وإن كان متن الحديث صحيحًا لذاته، والله أعلم.
33 - باب انقضاء العدة بالوضع
33 - بَابُ انْقِضَاءِ العدَّة بِالْوَضْعِ (¬1) 1733 - قَالَ إِسْحَاقُ (¬2): أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فَخَرَجَ إِلَى الصلاة وقد ضربها الطلق فكتمته، فقالت له: طَيِّبْ قَلْبِي بِتَطْلِيقَةٍ، فَطَلَّقَهَا وَرَجَعَ وَقَدْ وَضَعَتْ، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ فَقَالَ: بَلَغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ اخْطُبْهَا إِلَى نَفْسِهَا، فقال: ما لها خدعتني خدعها الله تعالى. ¬
1733 - تخريجه: ورد هذا الحديث على ثلاثة أنحاء: أولًا: من طريق ميمون بن مهران مرسلًا، كما أخرجه إسحاق (5/ 205: 2336). وهكذا أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 266)، فقال: نا محمد بن بشر العبدي قال: نا عمرو بن ميمون، به. وابن سعد في الطبقات (8/ 67)، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، عن عمرو، به. ثانيًا: من طريق الزبير بن العوام: أخرجه عبد الرزاق (6/ 473: 11721)، عن الثوري، عن عمرو، عن أبيه، عن الزبير. =
= وأخرجه ابن ماجه (1/ 653: 2026)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَيَّاجٍ، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن عمرو بن ميمون، به. وقال في زوائده: رجال إسناده ثقات إلَّا أنه منقطع، وميمون هو ابن مهران، وروايته عن الزبير مرسلة. ثالثًا: من طريق أم كلثوم بنت عقبة: أخرجه البيهقي (7/ 421)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني علي بن حماد، أخبرني يزيد بن الهيثم أن إبراهيم بن أبي الليث حدثهم، نا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، عن أم كلثوم، به. وأخرجه الحاكم (2/ 209)، قال: أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي قال: ثنا هاشم بن يونس العصار بمصر، ثنا علي بن معبد، ثنا أبو المليح الرقي، حدثني عبد الملك بن أبي القاسم، عن أم كلثوم بنت عقبة، به. ثم قال الحاكم: هذا حديث غريب صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي.
الحكم عليه: رجال رواية إسحاق ثقات، إلَّا أنها مرسلة , لأن ميمون بن مهران لم يدرك عهد النبوة. ورواية ميمون عن الزبير رجالها ثقات، إلَّا أنها مرسلة , لأن ميمون لم يدرك الزبير. ورواية ميمون عن أم كلثوم منقطعة أيضًا , لأنها توفيت في خلافة علي، كما قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (2/ 277)، وخلافة علي انتهت سنة خمس وثلاثين، وميمون وُلد سنة أربعين، كما ذكر المزي في تهذيب الكمال (29/ 226)، وظن العلامة الألباني أن ميمون قد أدركها وصحَّح الحديث وحكم باتصاله في إرواء الغليل (7/ 198: 2118). أما إسناد الحاكم ففيه من لم أعرفه. [سعد].
34 - باب الجمع بين الأختين بملك اليمين والمرأة وبنتها بملك اليمين
34 - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ بِمِلْكِ الْيَمِينِ وَالْمَرْأَةِ وَبِنْتِهَا بِمِلْكِ الْيَمِينِ 1734 - [1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ [أَبِي] (¬1) عَوْنٍ، عَنْ أَبِي صالح الحنفي قال: إن ابن الكواء سأل عليًا رضي الله عنه عَنِ الأَمَتَيْن الأُخْتين، فَقَالَ: أحلّتْهما آيَةٌ وحرَّمَتهما آيَةٌ (¬2)، وَلَا أَفْعَلُهُ أَنَا وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي وَلَا أُحله وَلَا أُحرمه. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا شعبة (¬3)، عن أبي عون قال: سمعت أبا صالح قال: قال علي رضي الله عنه: سَلُونِي فَإِنَّكُمْ لَا تَسْأَلُونَ مِثْلِي، وَلَنْ تَسْأَلُوا مِثْلِي (¬4)، فَقَالَ ابْنُ الْكَوَّاءِ: أخبِرنا عَنِ الأُختين المملوكتين، وعن ابنة الْأَخِ (¬5) مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَقَالَ: سَلْ عَمَّا يَعْنِيكَ فَإِنَّكَ ذَاهِبٌ فِي التِّيهِ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عما لا نعلمه (¬6)، فَأَمَّا مَا نَعْلَمُ فَإِنَّا لَا نَسْأَلُ عَنْهُ (¬7)، قَالَ: أَمَّا الأُخْتَان المملوكَتَان فأحلّتْهما آيَةٌ وحرّمَتْهما آيَةٌ، وَلَا آمُرُ بِهِ وَلَا أَنْهَى عَنْهُ، وَلَا أَفْعَلُهُ أَنَا وَلَا أَهْلُ بَيْتِي. 1735 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عن قبيصة بن ذؤيب قال: إن عثمان رضي الله عنه سُئل عَنِ الأُختين الأَمَتين مِنْ مِلْكِ (¬8) الْيَمِينِ، فقال: أحلتهما آية وحرمتهما آية، وما ¬
أُحِبُّ أَنْ أَصْنَعَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَليْ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ ثم أُتِيْتُ بِهَذَا جَعَلْتُهُ نَكَالًا. قَالَ الزُّهْرِيُّ: أُرَاهُ عَلِيًّا رضي الله عنه. = = = 1734و 1735 - تخريجهما: ذكرهما البوصيري في الإتحاف (3/ 82/ أ). وهذا الحديث مُختلَف في إسناده. 1 - فرواه الثقات عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. أخرجه مسدد، وأبو يعلى، كما هو هنا. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 169)، والبزار في مسنده -كما في كشف الأستار (2/ 166) -، والبيهقي في سننه 7/ 164. 2 - ورواه غيرهم عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أخرجه مسدد، كما هو هنا. وأخرجه مالك في الموطأ (2/ 538: 34)، وابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 169)، والبيهقي في سننه (7/ 163). قال الزهري: أُراه عليًا رضي الله عنه. =
= وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 170)، من طريق أخرى عن غندر، عن معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله بن عتبة قال: سأل رجل عثمان ... فذكره. وكأن الفتوى صدرت عنهما جميعًا -والعلم عند الله-، فإنّ الأسانيد ثابتة إليهما بغير مغمز في أحدهما.
الحكم عليهما: هذا الأثر رجاله ثقات، سواء أكان عن عليّ أو عثمان رضي الله عنهما. قال الهيثمي في المجمع (4/ 269)، عن رواية أبي يعلى: رجاله رجال الصحيح. اهـ.
1736 - وَبِهِ (¬1) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [عُتْبَةَ] (¬2)، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئل عمر رضي الله عنه عَنِ الْمَرْأَةِ وَابْنَتِهَا مِنْ مِلْكِ الْيَمِينِ، فَقَالَ: مَا أُحبّ أَنْ أُجِيزَهُمَا جَمِيعًا، وَأَنْهَى عَنْهُمَا جميعًا. ¬
1736 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 82/ ب)، بسند مسدد. وأخرجه مالك في الموطأ (2/ 538: 33)، وسعيد بن منصور .. كلهم من طَريق الزهري، به.
الحكم عليه: إسناد مسدد صحيح، قال البوصيري في الإتحاف (3/ 82/ب): رجاله ثقات. اهـ. وله شواهد تعضده، آتية بعده إن شاء الله تعالى.
1737 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُريج قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيكة يُحَدِّثُ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَقَالَ: إنَّ لِي جَارِيَةً أصبتُها وَلَهَا ابْنَةٌ قد أَدركتْ أَفأُصيبُها؟ فَنَهَتْهُ عَنْهَا، فَقَالَ: لَا، إلَّا أَنْ تَقُولِي حَرَامٌ، فَقَالَتْ (¬2): لَا يَفْعَلُهُ مِنْ أَهلي أَحدٌ، وَلَا مَنْ أَطاعني. 1738 - قَالَ ابْنُ أَبِي مُليكة: وسُئل عنها ابنُ عُمر رضي الله عنهما، فنهى عنها. ¬
الحكم عليهما: هذا الإسناد فيه: معاذ بن عبيد الله بن معمر، وهو مجهول الحال. ولكن يشهد له الأثر الماضي عن عمر رضي الله عنه، والله أعلم.
35 - باب في اللعان وفي المغيرة
35 - باب في اللعان وفي المغيرة 1739 - قال إسحاق: أخبرنا النَّضْر بن شُمَيل: بنا أبو مَعْشر، عن عبد الرحمن بْنِ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه، عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قَالَ: حَضرتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إنْ وَجَدْتُ عَلَى بَطْنِ امْرَأَتِي رَجُلًا أَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيُّ بَيِّنَةٍ أَبْيَنُ مِنَ السَّيْفِ"، ثُمَّ رَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ فقال: "كتاب الله تعالى وشاهد"، فقال سعد بن عبادة رضي الله عنه: أَيُّ بَيِّنَةٍ أَبين مِنَ السَّيْفِ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كِتَابُ اللَّهِ وشاهد" (¬1)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، هَذَا سَعْدٌ قَدِ اسْتَفَزَّتْهُ الغيرة حتى خالف كتاب الله عز وجل"، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: إِنَّ سَعْدًا غَيُورٌ، مَا [تَزَوَّجَ ثَيِّبًا] قَطُّ (¬2)، وَلَا قَدِرَ رَجُلٌ مِنَّا أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً طَلَّقَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ سَعْدًا غَيُورٌ، وَأَنَا غَيُورٌ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي"، فَقَالَ رجل من الأنصار: على ما يغار الله تعالى؟ فَقَالَ: "عَلَى رَجُلٍ مجاهدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى يُخَالَفُ إِلَى أَهْلِهِ". * فِيهِ انْقِطَاعٌ فِيمَا أَظُنُّ، وأبو معشر ضعيف. ¬
1739 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 111/ ب)، بسند إسحاق. وفي المجردة (2/ 25/ ب). وأخرجه الطبراني في الكبير (6/ 23: 5394)، من طريق أبي معشر، به. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 328)، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات. اهـ. وذكره أيضًا مختصرًا في (6/ 258)، وقال: رواه أحمد، وفيه: أبو معشر نجيح، وهو ضعيف. اهـ. ولم أجد هذا الحديث في المسند، فكأنه ليس فيه، إذْ لو كان فيه لما أورده ابن حجر هنا في المطالب، والله أعلم.
الحكم عليه: هذا الإسناد فيه أبو معشر نَجيح بن عبد الرحمن السندي وهو ضعيف، وعبد الرحمن بن عمرو بن شراحيل لم أجد له ترجمة. فالحديث بهذا الإسناد ضعيف، كما قاله الحافظ هنا في المطالب، وتبعه البوصيري في الإتحاف (3/ 111/ ب)، والمجردة (2/ 25/ ب). وهذا الحديث قد ورد عن غير سعد بن عبادة. فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4)}، قال سعد بن عبادة -وهو سيد الأنصار-: هكذا أنزلت يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: يا معشر الأنصار ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم؟ قالوا: يا رسول الله لا تلمه إنه رجل غيور، والله ما تزوج إمرأة قط إلَّا بكرًا، وما طلق إمرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته، فقال سعد: والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق، وأنها من الله، ولكن قد تعجبت لو وجدت لكاعًا تفخذها رجل لم أكن أن =
= أهيّجه ولا أن أحركه حتى نأتي بأربعة شهداء، فوالله لا آتي بهم حتى يقضي حاجته، قال: فما لبثوا إلَّا يسيرًا حتى جاء هلال بن أمية -وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم .... الحديث بطوله، وفيه قصة هلال بن أمية. أخرجه الطيالسي في مسنده (347: 2667)، قال: حدثنا عباد بن منصور، ثنا عكرمة، عن ابن عباس، به. وعن الطيالسي أخرجه ابن شبّة في تاريخ المدينة (2/ 379). ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي (7/ 394). وأخرجه ابن جرير في تفسيره (18/ 65)، والواحدي في أسباب النزول (328) .. كلاهما من طريق عباد، به. وتابعه أيوب السختياني عن عكرمة: أخرجه النسائي في فضائل الصحابة (124: 122)، ولفظه: قال: لمّا نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ...} الآية، قال سعد بن عبادة: يا رسول الله فإن أنا رأيت لكاع قد تفخذها رجل لا أجمع الأربعة حتى يقضي الآخر حاجته، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اسمعوا ما يقول سيدكم! ". اهـ. وإسناد النسائي ثقات. وأخرجه عبد الرزاق (7/ 114: 12444)، عن معمر، عن أيوب، عن عكرمة مرسلًا بنحوه. والحديث ذكره السيوطي في الدرّ المنثور (5/ 21)، وعزاه لأحمد، وعبد الرزاق، والطيالسي، وعبد بن حميد، وأبي داود، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. وحديث ابن عباس في قصة هلال بن أمية في صحيح البخاري (8/ 449: 4747). 2 - عن المغيرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عبادة: لو رأيت رجلًا مع =
= امرأتي لهذبته بالسيف غير مصفّح، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: "أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه، والله أغير مني". أخرجه البخاري (12/ 174). وقد جمع الإِمام ابن القيم في زاد المعاد (5/ 358)، عددًا من الروايات لهذا الحديث. فهذان الشاهدان يشهدان لحديث الباب فيصبح حينئذٍ حسنًا لغيره، والله أعلم.
1740 - وقال أبو يعلى: حدثنا عمر (¬1) بن شَبّة (¬2)، نبا مُحَمَّدُ بْنُ عَثْمَةَ -هُوَ ابْنُ خَالِدِ بْنُ عثمة نسب إِلَى جَدِّهِ-، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ -هُوَ الزَّمْعِيُّ-، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وهب قال: إن أباه أخبر [هـ] (¬3) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: إن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِهِ كُلَّ غَدَاةٍ فَيُسَلِّمُ عليهن، فكانت منهم امرأة عندها عسل، فكان -صلى الله عليه وسلم- إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا أَحَضَرَتْ لَهُ مِنْهُ شَيْئًا فيمكث عندها، وإن عائشة وحفصة رضي الله عنهما، وجدتا من ذلك، فلما دخل [عليهما] (¬4) -صلى الله عليه وسلم- قالتا: يا رسول الله إنا نجد منك ريح مغافير! قال: فترك -صلى الله عليه وسلم- ذلك العسل. ¬
1740 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (12/ 360) (6929). ولم أجده في الإتحاف، ولا عند غير أبي يعلى.
الحكم عليه: هذا الإسناد فيه: يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة، وهو مجهول الحال. والحديث ثابت من طرق أُخرى، منها: 1 - عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يشرب عسلًا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فواطأت أنا وحفصة عن أيّتنا دخل عليها فلتقل له أكلت مغافير؟ إني أجد منك ريح مغافير، فدخل على حفصة رضي الله عنها، فقالت =
= له: أكلت مغافير؟ قال: لا , ولكني كنت أشرب عسلًا عند زينب بنت جحش فلن أعود له، وقد حلفتُ لا تُخبري بذلك أحدًا. أخرجه البخاري في التفسير (8/ 656: 4912)، وفي الطلاق (9/ 374: 5267، 5268).
1741 - وقال إسحاق: أخبرنا رَوْح بن عُبادة، بنا حَبيب بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيمون بْنِ مِهران، عن [عدي بن عَدِيٍّ] (¬1) الكِنْدي -وَهُوَ وَالِدُ عَدِيِّ بْنِ أَبِي عدي-، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: يَا زَيْدُ بْنَ ثَابِتٍ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ أَنْ "لَا تَنْتَفُوا مِنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كفرٌ بِكُمْ"، قال: بلى. ¬
1741 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 111/ ب)، بسند إسحاق. وفي المجردة (2/ 25/ ب). وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (12)، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم -ابن عتيبة-، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنا نقرأ فيما يُقرأ: لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ. وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلّام -كما في الإتقان في علوم القرآن 2/ 25 - قال: حدثني حجاج، عن سعيد، عن الحكم بن عتيبة، عن عدي بن عدي قال: قال عمر: كنّا نقرأ ... فذكره. وهذ الإِسناد فيه: الحجاج بن أرطاة، قال في التقريب (152): صدوق كثير الخطأ والتدليس، وكذا شيخه سعيد بن المرزبان، قال في التقريب (241): ضعيف مدلس. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (9/ 51: 16318)، عن معمر، عن أيوب، عن عدي بن عدي، عن أبيه -أو عن عمه-، أن مملوكًا كان يقال له كيسان فسمّى نفسه قيسًا وادّعى إلى مواليه ولحق بالكوفة، فركب أبوه إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين وُلد على فراشي ثم رغب عني، وادعى إلى مواليه ومولاي، فقال عمر: أزيد بن ثابت! ألم تعلم أنّا كنا نقرأ ... فذكره. =
= وأخرجه الطبراني في الكبير، كما في المجمع (1/ 97)، وقال الهيثمي: وأيوب بن عدي وأبوه أو عمه لم أرَ من ذكرهما. والحديث ذكره السيوطي في جامعه الكبير (1/ 1089)، وعزاه لأبي داود الطيالسي، وأبي عبيد في فضائله، وابن راهويه، والطبراني.
الحكم عليه: إسناد إسحاق صحيح، قال البوصيري في المجردة (2/ 25/ ب): رجاله ثقات. ولم ينفرد به هؤلاء الثقات، وإنما تابعهم غيرهم، كما سبق في التخريج. وقد ورد الحديث من طرق أُخرى، منها: 1 - عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أنه سمع عمر يقول: كنّا نقرأ: أَنْ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بكم أن ترغبوا عن آبائكم. أخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ (9/ 50)، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. وعن عبد الرزاق، أخرجه الإمام أحمد (1/ 47، 55). وأصله في البخاري في حديث طويل (12/ 144: 6830). 2 - عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فقد كفر". أخرجه البخاري (12/ 54: 6768)، ومسلم (1/ 80: 113). وهذا فيه شاهد للحكم فقط، أمّا كونه قد كان قرآنًا يُتلى فشاهده الحديث الذي قبل هذا، وعليه فحديث الباب صحيح، والله أعلم.
1742 - أَخْبَرَنَا (¬1) عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنْ شَأْنِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ عِنْدَ النبي -صلى الله عليه وسلم- قل: "ما أحبُّ أن أكون أول الأربعة" (¬2). ¬
1742 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 111/ ب)، بسند إسحاق. وفي المجردة (2/ 25/ ب). وأخرجه عبد الرزاق (7/ 117: 1245)، عن ابن جريج، به. وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 94: 8877)، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن جعفر، به. وأخرجه ابن المنذر في الأوسط (740: 232)، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: ما أحبّ أن أكون أول الأربعة.
الحكم عليه: إسناد إسحاق رجاله ثقات، إلَّا أن ابن جريج مدلس وقد عنعنه، وقد تابعه ابن عيينة عند ابن المنذر، وحفص بن غياث عند ابن أبي شيبة، كما سبق في التخريج. =
= بقي أنّ مدار هذا الحديث على أبي جعفر محمد الباقر بن علي بن الحسين: قال العلائي (328): أرسل عن جديه: الحسن والحسين، وجدّه الأعلى رضي الله عنه. وعليه، فيمكن أن يكون الحديث منقطعًا بين أبي جعفر وجدّه علي رضي الله عنه.
1743 - قال الحارث: حدثنا محمد بن عُمر، ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: لاعَن رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ العَجْلاني وامرأته، و [هو] (¬1) عُوَيْمِرُ بْنُ الْحَارِثِ، فَلَاعَنَ بَيْنَهُمَا عَلَى حَمْل. ¬
1743 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (3/ 642: 494). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 113/ أ)، بسند الحارث. وفي المجردة (2/ 25/ ب). وأخرجه الدارقطني في سننه (3/ 277)، والبيهقي في سننه (7/ 398)، من طريق الواقدي، ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أبي أنس، سمعت عبد الله بن جعفر يقول: حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين لاعن بين عويمر العجلاني وامرأته، مرجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-من تبوك، فأنكر حملها الذي في بطنها وقال: هو من أبي أسماء، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "هات امرأتك، فقد نزل القرآن فيكما"، فلاعن بينهما بعد العصر عند المنبر على حمل. قال الحافظ في التلخيص (3/ 230): ورواه ابن وهب في موطأه، عن يونس، عن ابن شهاب.
الحكم عليه: إسناد حديث الباب ضعيف جدًّا , لأن فيه محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك، وبه ضعفه البوصيري في الإتحاف (3/ 113/ أ)، والمجردة (2/ 25/ ب). وهناك ما يغني عن هذا الإسناد. 1 - فعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- لاعن بين العجلاني وامرأته، وكانت حبلى. =
= أخرجه ابن الجارود في المنتقى (254: 755)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 100) .. كلاهما من طريق ابن وهب قال: أخبرني ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: حدثني القاسم بن محمد، عن ابن عباس، به. وهذا إسناد حسن، رواته كلهم ثقات عدا عبد الرحمن بن أبي الزناد، قال في التقريب (340): صدوق. ولم ينفرد به عن أبيه، وإنما تابعه إبراهيم بن عقبة، وهو ثقة كما في القريب (92)، عن أبي الزناد. أخرجه النسائي في سننه (6/ 171). وللحديث طريق أخرى عن ابن عباس: ولفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لاعن بين هلال بن أمية وامرأته وهي حامل. أخرجه ابن شبّة في تاريخ المدينة (2/ 384)، من طريق الحجاج بن أرطاة، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. والحجاج صدوق كثير الخطأ والتدليس، كما في التقريب (152). وعليه، فهو يصلح للمتابعة. وهناك طريق ثالث عن ابن عباس: ولفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لاعن بالحمل. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 157: 17932)، والإمام أحمد في المسند .. كلاهما عن وكيع، عن عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وعباد بن منصور هو الناجي، قال في التقريب (291): صدوق، رُمى بالقدر، وكان يدلس، وتغيّر بأخرة. اهـ. وبناء على ما سبق فإنّ الحديث ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما، بشأن العجلاني وامرأته، مع أن هذا الحديث ثابت في الصحيحين بمعناه، ولفظه طويل. أخرجه البخاري (12/ 180: 6856، 7238)، ومسلم (2/ 1134: 1497). 2 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لاعن بالحمل. =
= أخرجه الدارقطني في سننه (3/ 277)، وعنه البيهقي في سننه (5/ 407)، وعلّقه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 99). كلهم من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، به. وهذا إسناد صحيح، والله أعلم. وتصحف لفظ (الحَمْل) -بالمهملة المفتوحة وبعدها ساكنة- في سنن الدارقطني إلى (خَمل) بالمعجمة، وطفق المحدث العلاّمة العظيم أبادي يشرح الكلمة وأنها جمْع خميلة وهي القطيفة من الثياب! ثم إن الخطأ نفسه تكرر في بغية الباحث بزوائد مسند الحارث، وهرع المحقق أثابه الله يشرح ذلك بالثياب! ولو رجع الشيخان الفاضلان: المعلق والمحقق إلى سنن البيهقي -وهو مطبوع قبل أكثر من نصف قرن- لوجداه قد بوّب على ذلك وأورد الأحاديث بغير تصحيف، وكذا في كتب الأحكام وغيرها، وإنما نبّهت عليه لأنه تكرر، وحصل من مثل الأبادي المعروف بعلمه، وسبحان الله الذي يعلم ما في السموات والأرض.
36 - باب التزوج بأهل الكتاب
36 - باب التزوج بأهل الكتاب 1744 - [1] قال مسدد: وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طلحة قال: أراد كعب بن مالك رضي الله عنه أَنْ يَتَزَوَّجَ يَهُودِيَّةً فَسَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَهَاهُ وَقَالَ: "إِنَّهَا لَا تُحْصِنُكَ". [2] وقال أبو بكر: حدثنا عيسى بن يونس، به.
1744 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 64/ أ)، بسند مسدد. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (10/ 67)، وسعيد بن منصور في سننه (1/ 193: 715) .. كلاهما عن عيسى بن يونس، به. وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 472)، من طريق ابن أبي شيبة. وأخرجه البيهقي في السنن (8/ 216)، من طريق سعيد بن منصور. وأخرجه الدارقطني في سننه (3/ 148)، من طريق عيسى بن يونس، به. وأخرجه أبو داود في المراسيل (146: 181)، وكما في نصب الراية (3/ 328)، من طريق بقية بن الوليد، عن عتبة بن تميم، عن علي بن أبي طلحة، به. =
= الحكم عليه: حديث الباب ضعيف، لأمرين: 1 - ضعف أبي بكر بن أبي مريم. 2 - الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وكعب بن مالك. وبهذا ضعفه الدارقطني في سننه (3/ 148)، وعبد الحق في أحكامه، والبيهقي في المعرفة، كما في نصب الراية (3/ 328). وأمّا الطريق الثانية التي أخرجها أبو داود في مراسيله فهي ضعيفة أيضًا لأمرين: 1 - ضعف عتبة بن تميم، وبقية بن الوليد. 2 - انقطاعه بين علي بن أبي طلحة وكعب بن مالك. وبهذا ضعّفه ابن القطان، وعبد الحق في أحكامه، كما في نصب الراية (3/ 328). وعليه، فالحديث ضعيف عن كعب بن مالك. ولم أجد ما يشهد له، والله أعلم. وانظر في المسألة: كتاب حكم زواج المسلم من الكتابية، للدكتور عبد الله بن أحمد قادري.
37 - باب تخيير من أسلم على أكثر من أربع نسوة فيهن
37 - بَابُ تَخْيير مَنْ أَسْلم عَلَى أَكْثَرِ مِنْ أربع نسوة فيهن 1745 - قال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الوَاقِدِي، ثنا عبد الله بن جعفر الزّهري -هو المخزومي (¬1) -، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أبيه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أسلم غيلان وتحته عشْر نِسْوة، فَأَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَخْتَارَ مِنْهُنَّ أَربعًا وَيُفَارِقَ سَائِرَهُنَّ، وَأَسْلَمَ صَفْوَانُ رضي الله عنه وَعِنْدَهُ ثَمَانِ نِسْوَةٍ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يمْسِك مِنْهُنَّ أَرْبَعًا وَيُفَارِقَ سائرهنّ. ¬
1745 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (3/ 604: 466). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 83/ أ)، بسند الحارث. وأخرجه الدارقطني في سننه (3/ 269)، والبيهقي في مننه (7/ 138) .. كلاهما من طريق الواقدي، به. وذكره صاحب كنز العمال (16/ 506: 45656)، وقال: رواه ابن عساكر. =
= الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف جدًا لحال الواقدي فإنه متروك. وقد ورد الحديث عن غير ابن عباس -بقصة غيلان-، وله شواهد، وهي: 1 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "اختر منهنّ أربعًا"، فلما كان في عهد عمر طلّق نساءه وقسم ماله بين بنيه، فبلغ ذلك عمر، فلقيه فقال: إني أظنّ الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك، فقذفه في نفسك، ولعلك أن لا تمكث إلَّا قليلًا، وأيم الله لتُرجعن نساءك، ولترجعنّ في مالك، أو لأورِّثهنّ، ولآمرن بقبرك فيرجم كما رجم قبر أبي رغال. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 317)، والشافعي (2/ 16)، وأحمد (2/ 14، 44، 83)، والترمذي (1128)، وابن ماجه (1953)، وأبو يعلى (9/ 325: 5437)، وابن حبان (9/ 463: 4156)، والدارقطني (3/ 270)، والحاكم (2/ 192)، والبيهقي (7/ 149)، والبغوي (2288) .. كلهم من طريق مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، به. والحديث صححه الحاكم (2/ 192)، وحسين سليم أسد في تعليقه على أبي يعلى (5437)، وشعيب الأرنؤوط في تعليقه على الإحسان (4156). 2 - عن قيس بن الحارث قال: أسلمتُ وعندي ثمان نسوة، فأتيت النبي -صلي الله عليه وسلم- فقلتُ ذلك له، فقال: "اختر منهنّ أربعًا". أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 318)، وابن سعد في الطبقات (6/ 40)، وأبو داود (2241)، وابن ماجه (1952)، وأبو يعلى (12/ 291: 6872)، والدارقطني (3/ 270)، والبيهقي (7/ 183)، والمزي في تهذيب الكمال (2/ 1131) .. كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حميضة بن الشمردل، عن قيس، به. =
= وحميضة بن الشمردل، قال في التقريب (183): "مقبول". إلَّا أن ابن عبد البرّ قال في الإستيعاب (2/ 257)، عن هذا الحديث: لم يأت من وجه صحيح. اهـ. وقد ضعّفه حسين الأسد في تعليقه على أبي يعلى (6872). 3 - عن نوفل بن معاوية رضي الله عنه قال: أسلمت وتحتي خمس نسوة، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم-:"أمسك أربعًا وفارق الأخرى"، قال: فعمدت إلى أقدمهن صحبة، عجوز عاقر، معي منذ ستين سنة فطلَّقتها. أخرجه الشافعي (1606)، ومن طريقه البيهقي (7/ 184)، قال ابن الملقن في الخلاصة (2/ 194): إسناده غير قوي. 4 - عن عروة بن مسعود رضي الله عنه قال: أسلمت وتحتي عشر نسوة؛ أربع منهنّ من قريش، إحداهن بنت أبي سفيان، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "اختر منهن أربعًا وحل سائرهنّ"، فاخترت منهنّ أربعًا منهن ابنة أبي سفيان. أخرجه البيهقي (7/ 184). فهذه الأحاديث يثبت بمجموعها الحكم الشرعي، وبها نستغني عن حديث الباب، والله أعلم.
38 - باب الإيلاء
38 - بَابُ الإِيلاء 1746 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عبيد أبو قُدَامة، ثنا عَامِرٍ الأَحْول، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ إِيلَاءُ (¬1) الْجَاهِلِيَّةِ السَّنَةَ وَالسَّنَتَيْنِ وَأَكْثَرَ من ذلك، فَوَقَّتَ الله تعالى لَهُمْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، فَمَنْ كَانَ إِيلَاؤُهُ أَقَلَّ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَلَيْسَ بِإِيلَاءٍ. وَقَالَ عَطَاءٌ: وإن آلَى مِنْهَا وَهِيَ فِي بَيْتِ أَهْلِهَا قبلَ أن يُؤْتى (¬2) بها فليس بإيلاء. ¬
1746 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 111/ أ)، بسند مسدد. وفي المجردة (2/ 25/ أ). وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (2/ 27: 1884)، عن أبي قدامة، به. ومن طريق مسدد، وسعيد بن منصور، أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 158: 11356). وأخرجه الواحدي في أسباب النزول (72)، والبيهقي في السنن (7/ 381) .. كلاهما من طريق أبي قدامة، به. =
= وذكره السيوطي في الدرّ المنثور (1/ 270)، وزاد عزوه لعبد بن حميد، والخطيب في تالي التلخيص. ولم ينفرد به أبو قدامة، بل تابعه سعيد بن أبي عروبة، عن عامر الأحول. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 136)، عن علي بن مسهر، عن سعيد بن أبي عروبة، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس قال: إذا آلى من امرأته شهرًا أو شهرين أو ثلاثة ما لم يبلغ الحدّ فليس بإيلاء. وقال ابن أبي شيبة: حدثنا حفص، عن عبد الملك، عن عطاء قال: إذا حلف على دون الأربعة فليس بإيلاء.
الحكم عليه: هذا الأثر عند مسدد حسن الإسناد، خاصة وأنّ الحارث بن عبيد قد تابعه سعيد بن أبي عروبة عند ابن أبي شيبة، كما سبق في التخريج. وهذا الأثر ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 10) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. اهـ.
39 - باب الظهار
39 - بَابُ الظِّهار 1747 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُليم قال: سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: إِنْ تزوّجتُ فُلَانَةَ فَهِيَ طَالِقٌ؟ قَالَ: أَتَى رجل عمر رضي الله عنه، فَقَالَ: إِنِّي قلتُ: إِنْ تزوّجتُ فُلَانَةَ فَهِيَ ظِهَارٌ، فَقَالَ: إِنْ تَزوجتَها وأردتَ أَنْ تُمسِكَها تكفّر.
1747 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 111/ ب)، بسند مسدد. وفي المجردة (2/ 25/ ب). وأخرجه مالك في الموطأ (2/ 559)، عن سعيد بن عمرو الزرقي. اهـ. وعن مالك أخرجه عبد الرزاق (6/ 435: 11550)، وسعيد بن منصور (1/ 252: 1023). وأخرجه البيهقي في السنن (7/ 383)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 282) .. كلاهما من طريق مالك. قال الطحاوي: هذا الحديث منقطع الإسناد غير متصل بعمر، فطلبناه هل نجده عنه موصولًا؟ فوجدنا روح بن الفرج قد حدثنا قال: حدثنا يحيى بن عبيد الله بن بكير، حدثني الليث، عن يحيى بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أن عبيد الله بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب حدّثه عن القاسم بن محمد، عن عمرو بن سليم أن رجلًا قال: يوم أنكح فلانة ... ثم ذكر هذا الحديث الذي ذكرنا عن =
= مالك سواء. اهـ. وهذا الإسناد فيه عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم وهو ضعيف، كما في التقريب (314). وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 19)، قال: أنبأنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر قال: سألت القاسم عن رجل قال: يوم أتزوج فلانة فهي طالق؟ قال: طالق. وسئل عمر: يوم أتزوج فلانة فهي عليّ كظهر أمي؟ قال: لا يتزوجها حتى يكفّر. قال الحافظ في الفتح (9/ 386): لا يصح، فإنه من رواية عبد الله بن عمر العمري، عن القاسم، والعمري ضعيف، والقاسم لم يدرك عمر. وأخرجه عبد الرزاق (6/ 421)، عن ياسين الزيات، عن أبي محمد، عن عطاء، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كل امرأة أتزوجها فهي طالق؟ فقال له عمر بن الخطاب: هو كما قلت. وهذه الرواية ذكرها ابن حزم في المحلّى (11/ 532)، وقال: الرواية عن عمر موضوعة، فيها: ياسين هالك، وأبو محمد مجهول. ثم هو منقطع بين سلمة وعمر. اهـ.
الحكم عليه: إسناد مسدد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع بين القاسم وعمر بن الخطاب، فإن القاسم لم يدرك عمر، كما في جامع التحصيل (310). وبهذا الإِنقطاع أعلّ البوصيريُّ الأثر، كما في الإتحاف (3/ 111/ ب)، وكذا الألباني في الإرواء (7/ 176). وقد تقدَّم حديث "لا طلاق قبل نكاح" برقم (1711) وما بعده. قال البيهقي في السنن (7/ 383) بعد هذا الحديث: والظهار في معناه. اهـ. إذًا، فهذا الأثر له شاهد مرفوع.
1748 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلان، حَدَّثَنِي يعقوب الأشَج، عن سعيد بن المسيب قال: أَنَّ رَجُلًا ظَاهَرَ مِنِ امْرَأَتِهِ حَتَّى يَنْسَلِخَ رمضان، أو قال: ظاهر منها رمضان، فَأَتَى أَهْلَهُ لَيْلًا ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ مُرْسَلًا. ¬
1748 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 111/ ب)، بسند مسدد. وذكره في المجردة (2/ 25/ ب). ولم أجده لغير مسدد (*). ¬
الحكم عليه: هذا الإسناد حسن، فرجاله كلهم ثقات، عدا محمد بن عجلان فإنه صدوق، وقد صرّح بالتحديث هنا فأمِنّا تدليسه، إلا أن الحديث مرسل. والحديث قد جاء من طرق موصولة عن صاحب القصة نفسه، وهو سلمة بن صخر الأنصاري، فقد أخرج الإِمام أحمد (4/ 37)، وأبو داود في السنن (2/ 265: 2213)، والترمذي (5/ 405: 3299)، وابن ماجه (1/ 665: 2062)، والدرامي (2/ 163)، وابن الجارود في المنتقى (8/ 248: 744)، والسنن مختصرًا (3/ 317)، والحاكم (2/ 203)، والبيهقي (7/ 390) .. كلهم من حديث مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن عطاء، عن سليمان بن يسار، عن سلمة بن صخر البياضي قال: كنت امرءًا قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري، فلما دخَل رمضان تظاهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان خوفًا من أن أصيب في ليلتي شيء فأتتابع من ذلك حتى يدركني النهار وأنا لا أقدر على أن أنزع فبينما هي تخدمني من الليل تكشف لي منها شيء فوثبت عليها، فلما أصبحت غدوت إلى قومي فأخبرتهم خبري وقلت لهم: انطلقوا معي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبروه بأمري، فقالوا: لا والله =
= لا نفعل، نتخوف أن ينزل فينا قرآن، أو يقول فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقالة يبقى علينا عارها؛ ولكن اذهب أنت فاصنع ما بدا لك، قال: فخرجت فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرْتُهُ خبري، فقال لي: "أنت بذاك"، قلت: أنا بذاك، فقال: "أنت بذاك"، فقلت: أنا بذاك، فقال: "أنت بذاك"، فقلت: نعم ها أنا ذا فامضي فيّ حكم الله عزَّ وجلَّ فإني صابر له، قال: "أعتق رقبة"، قال: فضربت صفحة رقبتي بيدي وقلت: لا والذي بعثك بالحق ما أصبحت أملك غيرها، قال: "فصم شهرين"، قال: قلت يا رسول الله وهل أصابني ما أصابني إلَّا في الصيام، قال: "فتصدَّق"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ بتنا ليلتنا هذه وحشا ما لنا عشاء، قال: "اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق فقل له: فليدفعها إليك، فاطعم عنك منها وسقًا من تمر ستين مسكينًا، ثم استعن بسائره عليك وعلى عيالك"، قال: فرجعت إلى قومي فقلت: وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي، ووجدت عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- السعة والبركة، وقد أمر لي بصدقتكم فادفعوها لي، فدفعوها إليّ. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. إلَّا أنه من طريق ابن إسحاق وقد عنعن في روايته عندهم جميعًا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. ونقل عن البخاري قوله: سليمان بن يسار لم يسمع عندي من سلمة بن صخر. وأورد المنذري في تهذيب أبي داود (3/ 139) كلام الترمذي، ثم قال: وقال البخاري أيضًا: هو مرسل، سليمان بن يسار لم يدرك سلمة بن صخر، ثم قال المنذري: وفي إسناده محمد بن إسحاق. اهـ. وقد أعلّه بالانقطاع ابن عبد الحق، كما في التلخيص الحبير (3/ 221). وحسنه الحافظ في الفتح (9/ 433). وأخرجه أبو داود في السنن (2/ 267: 2217)، وابن الجارود (249: 745) =
= واللفظ له، والبيهقي في السنن (7/ 391)، من طريق بكير بن الأشج، عن سليمان بن يسار: أن رجلًا من بني زريق يقال له سلمة بن صخر ... فذكر الحديث بنحوه مختصرًا، وزاد في آخره قال: فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بتمر فأعطاني إياه وهو قريب من خمسة عشر صاعًا قال: "فتصدّق بهذا"، قال: يا رسول الله على أفقر مني ومن أَهْلِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"كله أنت وأهلك". ويشهد لهذا رواية يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن وأبي سلمة بن صخر البياضي جعل امرأته عليه كظهر أمه ... الحديث. أخرجه الترمذي (3/ 503: 1200)، والحاكم (2/ 204)، والبيهقي (7/ 390) .. كلهم من طريق يحيى بن أبي كثير، به. إلَّا أنه في المستدرك: (سلمان بن صخر). وكذا أخرجه عبد الرزاق (7/ 431: 11528)، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن سليمان بن صخر ... فذكره. قال الترمذي: حديث حسن. وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. إلَّا أنه مرسل كما أشار إليه البيهقي، فبعد أن رواه هكذا مرسلًا، رواه من طريق أخرى متصلة، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، ثم قال: هو خطأ، المشهور عن يحيى مرسل دون ذكر أبي هريرة فيه. 2 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد ظاهر من امرأته فوقع عليها، فقال: يا رسول الله إني قد ظاهرت من زوجتي، فوقعت عليها قبل أن أكفّر، فقال: ما حملك على ذلك -يرحمك الله-؟ قال: رأيت خلخالها في ضوء القمر، قال: فلا تقربها حتى تفعل ما آمرك به. أخرجه أبو داود (2/ 268: 2223)، والترمذي (3/ 53: 1199)، والنسائي =
= (6/ 167)، وابن ماجه (1/ 666: 2065)، وابن الجارود (747)، والحاكم (2/ 204)، والبيهقي (7/ 386)، من طريق الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما. قال الترمذي: حسن غريب صحيح. وأخرجه الدارقطني في سننه (3/ 316)، والحاكم (2/ 204)، والبيهقي (7/ 386)، من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ طاووس، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأخرجه البزار في مسنده , كما في نصب الراية (3/ 246)، وقال: لا يروى عن ابن عباس بأحسن من هذا. وحديث ابن عباس رضي الله عنهما، حسنه الحافظ في الفتح (9/ 433)، وصحَّحه الألباني بمجموع طرقه في الإرواء (7/ 179). وعليه، فإن حديث ابن عباس، وقبله حديث سلمة بن صخر، يشهدان لحديث الباب المرسل، والله تعالى أعلم.
1749 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا وهب، ثنا (¬1) أيوب، عن أبي يزيد المديني (¬2) قال: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي بَيَاضَةَ أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بوَسْق مِنْ شعير، أو قال: نصف وَسْقٍ مِنْ شَعِيرٍ -شَكَّ أَيُّوبُ-، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الذي ظَاهَرَ مِنَ امْرَأَتِهِ فَقَالَ: "تَصَدّق بِهَذَا فَإِنَّهُ يُجزىء مَكَانَ كُلِّ نِصْفِ صَاعٍ مِنْ حِنْطَةٍ، صاعٌ من شعير". ¬
1749 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (3/ 64: 493). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 112/ أ)، بسند الحارث. وفي المجردة (2/ 25/ ب). وأخرجه أحمد -كما في المغني لابن قدامة الحنبلي (7/ 370) ومنار السبيل لابن ضويّان (2/ 268) -، قال: ثنا إسماعيل، ثنا أيوب، به. وهذا الحديث ليس في المسند، كما ذكر ذلك الألباني في الإرواء (7/ 181)، ولم يقف على إسناده، وهو في المغني. وذكره البيهقي (7/ 392) معلقًا حيث قال: وكذا قال أبو يزيد المدني أن امرأة ... فذكره.
الحكم عليه: إسناد الحارث رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل، وقد ضعّفه الألباني في الإرواء (7/ 181)، بسبب الإرسال.
1750 - وَقَالَ إِسْحَاقُ (¬1): أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، عن طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا ظَاهَرَ مِنِ امرأته رآها فِي الْقَمَرِ فَأَعْجَبَتْهُ فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ قَبْلِ أن يتماسا فَقَالَ: رَأَيْتُهَا فَأَعْجَبَتْنِي، فَقَالَ: أَمْسِكْ حَتَّى تُكَفِّرَ. ¬
1750 - تخريجه: أخرجه الحاكم (2/ 204)، قال: حدثنا أبو الوليد الفقيه، أنبأ الحسن بن سفيان، ثنا عمار بن خالد ومحمد بن معاوية قالا: ثنا علي بن هاشم، ثنا إسماعيل بن مسلم، به. وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 15: 10887)، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي، ثنا سهيل بن عثمان، ثنا أبو معاوية، ثنا إسماعيل بن مسلم، به. كما رواه البيهقي (7/ 386)، من طريق علي بن هاشم، عن إسماعيل، به. ورواه البزار، من طريق إسماعيل، كما في نصب الراية (3/ 246). وقد ورد نحوه من طريق عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا، رواه الترمذي (3/ 503: 1199) وصححه، وأخرجه ابن ماجه (1/ 666: 2065)، وأبو داود (2/ 268: 2223، 2225)، والنسائي (6/ 167)، وابن الجارود (ص 250: 747)، والحاكم (2/ 204)، والطبراني في الكبير (11/ 236: 1599)، والبيهقي في السنن (7/ 386)، وفي المعرفة (11/ 116: 14972). كما ورد من طريق عكرمة مرسلًا، أخرجه سعيد بن منصور (2/ 15: 1825)، وعبد الرزاق (6/ 430: 11525، 11526)، وأبو داود (2/ 268: 2221، و 2222 =
= 2224، 2225)، والنسائي (6/ 167)، وقال: المرسل أولى بالصواب من المسند، ورواه البيهقي في السنن (7/ 386).
الحكم عليه إسماعيل بن مسلم ضعيف، وحديث عكرمة مضطرب فلا يتقوى به. [سعد].
40 - باب الرضاع
40 - بَابُ الرضَاع 1751 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُمر بْنُ صالح، عن نافع، عن صالح مولى التَوْءَمَة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: سُئل رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما يُذهِبُ عنّي مذمة الرضاع؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "الغُرّة" (¬1)، يعني العبد أو الأمة. ¬
1751 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (3/ 608)، وفي الإتحاف (3/ 114/ب)، بسند الحارث. وفي المجردة (2/ 26/ أ). وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 40) و (20/ 240)، كما في ملحق كتاب فضائل الصحابة لخيثمة بن سليمان (189)، عن الحسن بن علي المقري، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن أبي السند بطرابلس، حدثنا خيثمة بن سليمان، حدثنا سعيد بن سهل، عن عبد الرحمن العكاوي، حدثنا أبي، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يذهب مذمة الرضاع: العبد والأمة". =
= الحكم عليه: إسناد الحارث فيه: عمر بن صالح وصالح بن نافع لم أجد ترجمتها، والحديث قد ورد عن غير أبي هريرة رضي الله عنه. 1 - عن حجاج بن مالك الأسلمي رضي الله عنه إنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما يذهب عني مذمة الرضاع؟ قال: غرة عبد أو أمة. أخرجه الإمام أحمد (3/ 450)، وأبو داود في السنن (2/ 224)، والترمذي (3/ 459: 1153)، والنسائي (6/ 108)، والدارمي (2/ 157)، وعبد الرزاق (7/ 487: 13956)، والحميدي في مسنده (2/ 387: 877)، وابن حبان (10/ 44: 4231)، والطبراني في الكبير (3/ 222: 3202)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 299)، والبيهقي (7/ 464)، وأبو أحمد العسكري في تصحيفات المحدثين (1/ 274)، من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن حجاج بن حجاج الأسلمي، عن أبيه، به. وهذا إسناد رواته ثقات، إلَّا حجاج بن حجاج قال في التقريب (52): مقبول. اهـ. فالحديث صالح في المتابعات. 2 - عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (4/ 262): رواه الطبراني، وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة. اهـ.
1752 - وقال مسدد: ثنا يحيى، عَنْ حُميد الطَّويل، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لو تزوّجت بنتَ حمزة رضي الله عنه قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنّها ابنة أخي من الرضاع، وَإِنَّ الرَّضَاعَةَ تُحرم مَا يَحْرم مِنَ النَّسَبِ".
1752 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 114/ ب)، بسند مسدد. وفي المجردة (2/ 26/ أ). وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 262: 947)، عن هشيم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، به. وأخرجه سعيد أيضًا (946) بنحوه، عن خالد بن عبد الله، عن يونس، عن الحسن، به.
الحكم عليه: هذا الإسناد مرسل صحيح، كما قال البوصيري في الإتحاف (3/ 114/ ب). وقد ورد هذا الحديث متصلًا من طرق صحيحة مخرجة في الصحيحين وغيرهما، وقد سبق الكلام عليه في شواهد الحديث رقم (1554).
1753 - [1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "لارضاع بَعْدَ فِصَال، وَلَا يُتْمَ بَعْدَ احْتِلَامٍ ... " الْحَدِيثَ (¬1). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬2): حَدَّثَنَا أَبُو (¬3) سَلَمَةَ، ثنا مَخْلَدٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ حرام بن عثمان، به. ¬
الحكم عليه: هذا الإسناد فيه: حرام بن عثمان وهو ضعيف، وقد تقدم في الحديث رقم (1714) تخريج ما يقوم مقامه من الأحاديث.
1754 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشر -هُوَ ابْنُ السَّري-، ثنا هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ القُرشِي السَّهْمِيُّ، عَنْ أَخِيهِ زَيْدٍ -أَوْ زِيَادِ- بن إسماعيل قَالَ (¬1): إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى أَنْ تُسْتَرْضَعَ الْحَمْقَاءُ وَقَالَ: "إِنَّ اللبن يشبه" (¬2) (¬3). ¬
1754 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 115/ أ)، بسند العدني. وفي المجردة 2/ 26/ أ). وأخرجه أبو داود في المراسيل (11/ ب) و (12/ أ)، من طريق هشام بن إسماعيل، به. وأخرجه البيهقي (7/ 164)، من طريق أبي داود. ولم ينفرد به هشام بن إسماعيل، عن زياد، بل تابعه الزبير بن سعيد الهاشمي. أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 90)، من طريق الزبير بن سعيد. إلَّا أن الزبير بن سعيد لين الحديث، كما في التقريب (214). فلا يستفيد أحدهما من متابعة الآخر، والله أعلم.
الحكم عليه: حديث الباب فيه: هشام بن إسماعيل، وهو مجهول، لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه الزبير بن سعيد، إلَّا أنه ليِّن الحديث، فلا يصلح للمتابعة. وقبل هذا كله فالحديث منقطع فإنه من رواية زياد بن إسماعيل عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، =
= وهو من طبقة أتباع التابعين، قال الحافظ في بلوغ المرام (248): هو مرسل وليست لزياد صحبة. اهـ. فالحديث ضعيف من هذه الطريق. والحديث قد روي من طرق متصلة، هي: 1 - عن عائشة رضي الله عنها بنحوه. أخرجه البزّار في مسنده كما في كشف الأستار (2/ 196: 1446)، من طريق عكرمة بْنِ خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة: رَفَعتِ الحديثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا أهابُ رَفْعَه قال: لا تسترضعوا الحمقاء فإن اللبن يورث. قال البزّار: لا نعلمه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وعكرمة لين الحديث، وقد احتمل حديثه. اهـ. وأخرجه الطبراني في الصغير (1/ 52)، من طريق الأصمعي، عن أبي أمية ابن يعلى الثقفي، عن هشام، به .. ولفظه: "لا تسترضعوا الورهاء". قال الأصمعي: سمعت يونس بن حبيب يقول: (الورهاء: الحمقاء). قال الطبراني: لم يروه عن هشام إلَّا أبو أمية، واسمه إسماعيل، تفرد به الأصمعي بن سفيان. قلت: بل رواه عن هشام غير إسماعيل، فقد سبق رواية عكرمة بن خالد عن هشام، وستأتي رواية الحسن بن علوان، عن هشام. وقد ذكر الهيثمي في المجمع (4/ 262) رواية البزار والطبراني وضعف إسناديهما. وأخرجه ابن عدي (2/ 770)، من طريق الحسين بن علوان، عن هشام بن عروة، به. قال ابن عدي: الحسين بن علوان، أبو علي الكوفي، يضع الحديث. اهـ. وعليه، فالحديث ضعيف عن عائشة رضي الله عنها. =
= 2 - عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: "الرضاع يغير الطباع". أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 56). وفي إسناده صالح بن عبد الجبار، قال الذهبي في الميزان (2/ 296): أتى بخبر منكر جدًا، ثم ذكر هذا الحديث. 3 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن رضاع الحمقاء. أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 78: 65)، من طريق أبي معمر بن عبد الصمد التيمي، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن أبيه، به. قال الطبراني: لم يروه عن سالم بن عبد الله إلَّا أبو معمر. قال الهيثمي في المجمع (4/ 262): فيه عباد بن عبد الصمد، وهو ضعيف. اهـ. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدًا، منكر الحديث، لا أعرف له حديثًا صحيحًا. وانظر الجرح (6/ 82)، والكامل لابن عدي (4/ 1648). 4 - عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: "لا ترضع لكم الحمقاء فإن اللبن يعدي". أخرجه ابن عدي (5/ 1803) في ترجمة عمرو بن خليف أبي صالح، من طريقه، وهو متهم بوضع الحديث. 5 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفًا عليه. أخرجه سعيد بن منصور (1/ 283: 997)، والبيهقي (7/ 464). وأخرجه البيهقي أيضًا من قول عمر بن عبد العزيز. وبناء على ما سبق، فإن هذا الحديث ضعيف من جميع طرقه، ولا يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حسب ما أعلم، والعلم عند الله.
1755 - حدثنا (¬1) مروان، عن إسماعيل قال: سمعت قيسًا يقول: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: لَا تحرِّمُ (¬2) [العَيفة] (¬3)، قُلْنَا: وَمَا [الْعَيْفَةُ] (3)؟ قَالَ: الْمَرْأَةُ تَلِدُ فَيُحْصَرُ (¬4) لبنها في ثديها فترضعها جاريتها المرة والمرتين (¬5). ¬
1755 - تخريجه: الحديث أورده البوصري في الإتحاف (3/ 114/ أ)، بسند العدني. وفي المجردة (2/ 26/ أ). وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 280: 989)، عن سفيان، عن إسماعيل، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 285)، عن وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بن شعبة قال: لا تحرم الغبقة ولا الغبقتان. ونقله ابن التركماني في الجوهر النقي (7/ 457)، عن ابن أبي شيبة في المصنف، وذكر لفظ حديث العدني. وقال ابن التركماني: وكذا رواه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار، عن تميم بن المنتصر، عن يزيد -هو ابن هارون-، عن إسماعيل. قال: وتميم هذا وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له في صحيحه. اهـ. =
= هكذا رواه الثقات عن إسماعيل موقوفًا على المغيرة، وخالفهم سعيد بن يحيى اللخمي، عن إسماعيل، فرفعه إلى النبي -صلي الله عليه وسلم-. أخرجه البيهقي في السنن (7/ 457)، من طريق هشام بن عمار، عن سعيد بن يحيى، عن إسماعيل، به مرفوعًا. وكذا أخرجه الطبراني في الأوسط , كما في مجمع البحرين (119)، من طريق هشام بن عمار، به .. ولفظه: قال -صلى الله عليه وسلم-: لا تحرم العنقة، قلنا: يا رسول الله وما العنقة؟ ... الحديث. قال الطبراني: لم يروه عن إسماعيل إلَّا سعيد، تفرَّد به هشام. قال في المجمع (4/ 361): رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح. اهـ. قال ابن التركماني (7/ 457): وسعيد بن يحيى يعرف بسعدان، قال فيه الدارقطني: ليس بذاك. ولا شك أن كلا من وكيع ويزيد أجلّ منه. اهـ. يعني أن من رواه موقوفًا أجلّ ممن رواه مرفوعًا. قال الحافظ في التقريب: سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي، لقبه سعدان، صدوق وسط، ما له في البخاري سوى حديث واحد. اهـ. وعليه، فإن سعيد اللخمي قد خالف مروان بن معاوية، ووكيع بن الجراح، ويزيد بن هارون، وثلاثتهم ثقات. فالصواب أنّ الحديث موقوف، وأمّا رفعه فإنه شذوذ، والله أعلم.
الحكم عليه: إسناد ابن أبي عمر رواته ثقات، وهو موقوف على المغيره بن شعبة رضي الله عنه، وشذّ سعيد اللخمي وخالف الثقات فرفعه. ويشهد لهذا الأثر: =
= 1 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "لَا تحرم المصّة ولا المصّتان، ولا الإملاجة والإملاجتان". أخرجه مسلم (2/ 1073: 17 , 18). 2 - عن أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنها بنحوه. أخرجه مسلم (2/ 1074: 20). فهذان الحديثان يشهدان لأثر الباب الموقوف، والله أعلم.
1756 - وقال الحارث: حدثنا محمد بن عمر، نبا كثير بن عبد الله بن عَمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: "استَرْضِعُوا فِي (¬1) مُزَيْنَةَ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ أَمَانَةٍ". ¬
1756 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (610: 470). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 115/ أ)، بسند الحارث. وفي المجردة (2/ 26/ ب). وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (88)، عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث، به.
الحكم عليه: هذا الإسناد تالف فيه: الواقدي، وكثير بن عبد الله، وكلاهما متروك، وأيضًا فإن كثيرًا يروي عن أبيه -وهو مجهول-، عن جدّه نسخة موضوعة، قال ابن حبان: روى عن أبيه، عن جده نسخة موضوعة، لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلَّا على جهة التعجب. اهـ. من المجروحين (2/ 221). ولم أجد ما يغني عنه في بابه -حسب علمي-، والعلم عند الله.
41 - باب النفقات
41 - باب النفقات (74) تقدَّم قصة عاصم بن عمر رضي الله عنهما في الحضانة (¬1). 1757 - [1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْر بْنُ شُمَيل، ثنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمَدَنِيُّ -وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُميد-، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمية الضَّمْرِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ عَمْرُو بن أمية إلى السُّوقِ (¬2)، فَبَيْنَمَا هُوَ يُسَاوِمُ بمِرْط إِذْ طَلَعَ عليه عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا عَمرو؟ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أشتريه ثم أتصدَّق به، فقال رضي الله عنه: أنت إذًا أنت، فنقد عمر فابتاعه عمرو رضي الله عنهما، فَدَخَلَ عَلَى زَوْجَتِهِ فَقَالَ: تصدَّقتُ بِهِ عليكِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى السُّوقِ فَجَلَسَ فِي مَجْلِسِهِ، فلقيه عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا فَعَلَ المِرْط؟ فَأَخْبَرَهُ وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَا أَعْطَيْتُمُوهُنَّ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَكُمْ صَدَقَةٌ"، فَقَالَ عمر رضي الله عنه: لَا تَكْذِبْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ فَنَادَى مِنَ الْبَابِ يَا أُمَّتَاه، فقالت: إليك (¬3) يَا عَمْرُو، مَا لَكَ! فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ: لَا تَكْذِبْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-، قال: فأنشدكِ اللَّهَ (¬4) هَلْ سمعتِ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَا أَعْطَيْتُمُوهُنَّ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَكُمْ صَدَقَةٌ؟ " فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ نَعَمْ. ¬
[2] أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُميد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن أمية، عن أبيه قال: أَنَّ عَمْرَو بْنَ أُمية خَرَجَ إِلَى السُّوقِ فساوم بمرط ... فذكره مثله سواء، وقال: فأَتَيْتُ عائشة رضي الله عنها فقال عمرو: يا أُمَّتَاه. [3] قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ -رَاوِي مُسْنَدِ إِسْحَاقَ عنه -: حدثنا محمد بن يحيى، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، ثنا حُميد بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُميد، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى السُّوقِ يَسُومُ بِمِرْطٍ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ، وذكرَ عائشةَ رضي الله عنها فِي الْحَدِيثِ. قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ضَعِيفٌ، وَلَيْسَ لِقَوْلِهِ: عَنْ جَدِّهِ، فِي هَذَا الإِسناد الْأَخِيرِ مَعْنًى، وَالْحَدِيثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ (¬1) قَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ (¬2). [4] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن همام، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو، عن أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ... فذكره، لم تذكر (¬3) القصة، ولا حديث عائشة رضي الله عنهما وليس لأميّة (¬4) صحبة، كما بينت فِي كِتَابِي فِي الصَّحَابَةِ (¬5). [5] وَقَدْ رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، كَمَا قَالَ أبو عامر والنضر. ورواه النسائي في الْكُبْرَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، مِنْ رِوَايَةِ الزِّبْرِقَان بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ (¬6)، عَنْ عمرو، بِهِ. [6] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبّاد، نبا حَاتِمٌ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمرو بن ¬
أمية قال: أتى (¬1) عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عوف رضي الله عنهما بمرط، فاستَغلاه، فمر به [إلى عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ] (¬2)، فَاشْتَرَاهُ فَكَسَاهُ امْرَأَتَهُ سُخَيْلَةَ بِنْتَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ، فَمَرَّ بِهِ عُثْمَانُ أو عبد الرحمن رضي الله عنهما فقال: ما فعل المرط؟ (¬3) قال عمرو رضي الله عنه: تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَى سُخَيْلَةَ بِنْتِ عُبَيْدَةَ، فَقَالَ: إِنَّ [كُلَّ] (¬4) مَا صَنَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ صَدَقَةٌ؟ فَقَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ ذَاكَ، فَذَكَرَ مَا قَالَ عمرو رضي الله عنه لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "صَدَقَ عَمْرٌو كُلُّ مَا صَنَعْتَهُ (¬5) إِلَى أَهْلِكَ صدقة. ¬
1757 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 118/ أ). وفي المجردة (2/ 27/ أ)، وعزاه للطيالسي، وإسحاق، وأحمد بن حنبل. وهو في مسند الطيالسي (194: 1364)، عن محمد بن أبي حميد، به. ومن طريق الطيالسي، وأنس بن عياض، أخرجه البيهقي (4/ 178)، وذكر لفظ أنس بن عياض وقال: حديث أبي داود أتمّ. وأخرجه البزار، كما في كشف الأستار (2/ 195: 1507)، من طريق الطيالسي. وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (4/ 179)، من طريق محمد بن أبي حميد، ولم يذكر فيه القصة، ولا حديث عائشة، كما ذكر ذلك الحافظ هنا. ولم ينفرد به محمد بن أبي حميد، بل تابعه: 1 - الزبرقان بن عمرو بن أمية، مختصرًا. أخرجه البخاري في تاريخه الكبير (3/ 434). والنسائي في الكبرى، كتاب عشرة النساء (258: 302)، وانظر تحفة الأشراف (8/ 138: 10705)، وتهذيب الكمال (2/ 715). وأخرجه ابن الدبّاغ، كما في الإِصابة (4/ 325) .. كلهم من طريق الزبرقان. 2 - يعقوب بن عمرو بن أمية. أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 298: 6877). وعن أبي يعلى أخرجه ابن حبان في صحيحه , كما في الإِحسان (10/ 49: 4237). وأخرجه ابن الدباغ، كما في الإِصابة (4/ 325) .. كلهم من طريق يعقوب. =
= وهاتان المتابعتان تصلح للمتابعة: فالزبرقان ثقة، ويعقوب مقبول.
الحكم عليه: حديث الباب له عدة طرق: طريق إسحاق، والطيالسي، وأحمد، فيها: محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف، وكذا البزار من نفس الطريق، وبذلك ضعّفه الهيثمي في المجمع (4/ 324)، والزركشي في الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (80). ولم ينفرد به، بل تابعه الزبرقان. وقد حسَّنه السيوطي، كما في فيض القدير (5/ 424)، وعزاه لأحمد، وفي المطبوع من الجامع الصغير رَمَزَ لضعفه. وحسنه كذلك الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 21)، وصحَّحه في صحيح الجامع (5/ 124). أمّا الطريق التي رواها أبو يعلى وغيره، فقد ذكرها المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 64)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني ورواته ثقات. اهـ. ونحوه قال الهيثمي في المجمع (4/ 324). وحسنه السيوطي، كما في فيض القدير (5/ 28)، وتعقبه المناوي فقال: إن رمز المؤلف لحسنه تقصر، فكان حقه الرمز لصحته. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4/ 178). والخلاصة، أن الحديث صحيح لغيره لمتابعاته، والله أعلم.
1758 - [1] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عُمر بْنُ سعيد الدمشقي، بنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخي، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيمن رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ، قَالَ: "أَنْفِقْ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ طَوْلك، وَلَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْهُمْ، وأَخِفْهم في الله عز وجل". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زنجويه، حدثنا أبو مُسْهر، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، بِهِ. [3] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عُمَرُ، ثنا يَحْيَى بن سعيد، عن الزهري قال: إن الموْصَى بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ ثَوْبَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
1858 - تخريجه: الحديث في المنتخب من مسند عبد بن حميد (3/ 274: 1592)، في أثناء حديث. وأخرجه البيهقي في سننه (7/ 304)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (17/ 81/ أ)، من طريق سعيد بن عبد العزيز، به. وعزاه في الإصابة (4/ 432)، للبغوي وابن السكن. وأخرجه أيضًا من طريق أخرى (17/ 322/ أ)، من حديث إبراهيم بن زبريق، عن إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي، عن مكحول وسليمان بن موسى، عن أم أيمن مولاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، به. وقال ابن عساكر: قد روي من وجه آخر مرسلًا.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف من طريق عبد بن حميد، بسبب ضعف شيخه عمر بن سعيد، ولكنه لم ينفرد به عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي وإنما تابعه أبو مسهر -عند أبي يعلى وابن عساكر-، وبشر بن بكر -عند البيهقي-، وكلاهما ثقة. =
= وعليه، فإنّ إسناد أبي يعلى هنا رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إلَّا أَنَّ فِيهِ انْقِطَاعًا بَيْنَ مكحول وأم أيمن فإنه لم يسمع منها، قال ابن السكن: هذا مرسل، كما في الإصابة (4/ 432)، وانظر جامع التحصيل (285). إذًا، فالحديث ضعيف .. وله شواهد تؤيده، منها: 1 - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعشر كلمات، قال: "لا تشرك بالله شيئًا ... وأنفق على عيالك من طولك ولا ترفع عنهم عصاك أدبًا، وأخفهم في الله". أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (5/ 238)، والطبراني في الكبير (20/ 82: 156)، والأوسط (2/ 203/ ب)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 306). قال المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 196): رواه أحمد والطبراني في الكبير، وإسناد أحمد صحيح لو سلم من الانقطاع، فإن عبد الرحمن بن جبير بن نفير لم يسمع من معاذ. اهـ. ومثل هذا الكلام قال الهيثمي في المجمع (4/ 215)، وزاد: وإسناد الطبراني متصل، وفيه: عمرو بن واقد القرشي، وهو كذاب. اهـ. 2 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أوصاني خليلي -صلى الله عليه وسلم- بتسع ... وذكره بنحوه. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (15: 18)، وابن ماجه في الأشربة (2/ 1019: 3371)، واللالكائي في شرح الاعتقاد (1524)، والخطيب في الموضح (1/ 117) .. كلهم من طريق شهر بن حوشب. وضعف إسناده الحافظ، كما في نيل الأوطار، إلَّا أن شهر بن حوشب يقبل في المتابعات. وقد صحح الألباني الحديث بمجموع طرقه في الإرواء (7/ 91)، وهو كذلك، والعلم عند الله.
1759 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عن المطلب بن عبد الله، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ كَانَتْ لَهُ بِنْتَانِ (¬1) أَوْ أُخْتَانِ أَوْ ذَوَاتَا قَرَابَةٍ فَأَنْفَقَ عَلَيْهِمَا حَتَّى يَكْفِيَهُمَا أو يغنيهما الله تعالى من فضله كانت له حجابًا (¬2) من النار". ¬
1759 - تخريجه: الحديث في مسند الطيالسي (225: 1614). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 118/ ب). وفي المجردة (2/ 27/ ب) وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (6/ 293)، قال: حدثنا قُرَّان بن تمام أبو تمام الأسدي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بن عبد الله المخزومي قال: دخلت على أُمِّ سَلَمَةَ -زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-- فقالت: يا بني ألا أحدثك بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-؟ قال: قلت: بلى يا أمه، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "من أنفق على ابنتين أو أختين أو ذواتي قرابة يحتسب النفقة عليهما حتى يغنيهما الله من فضله عَزَّ وَجَلَّ أو يكفيهما كانتا له سترًا من النار". وأخرجه الطبراني في الكبير (23/ 392: 1938)، من طريق عبد الرزاق بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، به. وفي رواية الإِمام أحمد النص على سماع المطلب بن عبد الله من أم سلمة، فإنه قال: دخلت على أم سلمة. فعرفنا أنه متصل، والله أعلم.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف، لأنّ فيه محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف. وقد ضَعّف الحديث بمحمد كلٌّ من: البوصيري في المجردة (2/ 27/ب)، والهيثمي في المجمع (8/ 157). =
= وقال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 68: 351): فيه محمد بن أبي حميد المدني ولم يترك، ومشاه بعضهم، ولا يضرّ في المتابعات. اهـ. أي ويضرّ في الأصول. وعليه، فالحديث ضعيف ضعفًا منجبرًا، والله أعلم. وله شواهد تؤيده، منها: 1 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني، فلم تجد عندي غير تمرة، فأعطيتها، فقسمتها بين ابنتيها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- فحدثْتُه فقال: "من بلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهنّ كنّ له سترًا من النار". أخرجه البخاري (3/ 283: 1418)، ومسلم (4/ 2027: 147، 148). 2 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صلي الله عليه وسلم-:"من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو"، وضمّ أصابعه. أخرجه مسلم (4/ 2027: 149). 3 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ما من مسلم له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلَّا أدخلتاه الجنة". أخرجه ابن ماجه (2/ 1210: 1670)، وصحَّح إسناده المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 67). وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (77)، وابن حبان في صحيحه (7/ 207: 2945)، والحاكم (4/ 178) وصحَّحه، وتعقَّبه الذهبي فقال: شرحبيل واهٍ. اهـ. ولكنّ شرحبيل بن سعد لم ينفرد به عن ابن عباس، بل تابعه عكرمة. أخرجه أبو يعلى (4/ 342: 2457)، والطبراني في الكبير (11542)، ولفظه: "من عال ثلاث بنات، فأنفق عليهن، وأحسن إليهنّ، وجبت له الجنة". 4 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما بنحوه مرفوعًا. =
= أخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه (8/ 550)، وأحمد في مسنده (3/ 303)، والبخاري في الأدب المفرد (78)، وأبو يعلى (2/ 291)، والبزّار (1908). قال الهيثمي في المجمع (8/ 157): إسناد أحمد جيّد. 5 - عن أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه مرفوعًا. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 553)، وأحمد (2/ 335)، والحاكم (4/ 176) وصححه. 6 - عن عتبة بن عامر رضي الله عنه بنحوه مرفوعًا. أخرجه أحمد (4/ 154)، والبخاري في الأدب المفرد (76)، وابن ماجه (3669). والشواهد لهذا الحديث كثيرة، ذكرها المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 66)، والدمياطي في المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح (525). وبهذه الشواهد وغيرها يكون حديث الباب حسنًا لغيره، والله أعلم. وهذا الحديث ليس على شرط الحافظ هنا في المطالب, لأن الإِمام أحمد أخرجه في مسنده , فلعله سهو منه رحمه الله، والله أعلم.
1760 - وقال الحارث: حدثنا معاوية بن عمرو، بنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قلابة، عن مسلم بن يسار قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرِيَّةً فَاسْتَأْذَنَهُ شَابٌّ أَنْ يَخْرُجَ فِيهَا فقال: "هل تركت في أهلك من كامل" (¬1)؟ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ، وَهُمْ صِبْيَانٌ صِغَارٌ! قَالَ: "ارجع إليهم فإن (¬2) فيهم مجاهدًا حسنًا". ¬
1760 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (2/ 398: 298). وأورده البوصيري في الإِتحاف (3/ 119/ ب). وفي المجردة (2/ 28/ أ). ولم أجده لغيره.
الحكم عليه: هذا الإسناد مرسل رجاله ثقات. وللحديث شواهد، منها: 1 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فاستأذنه في الجهاد، فقال: "أحي والداك؟ " قال: نعم، قال: "ففيهما فجاهد". أخرجه البخاري (6/ 140: 3004)، ومسلم (4/ 1975: 2549). 2 - عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رجلًا هاجر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من اليمن فقال: يا رسول الله إني هاجرت؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قد هجرت الشرك، ولكنه الجهاد؟ هل لك أحد باليمن؟ " قال: أبواي، قال: "أذنا لك"؟ قال: لا، قال: "ارجع فاستأذنهما، فإن أذنا لك، فجاهد، وإلا فبرّهما". =
= أخرجه الحاكم (2/ 103)، ومن طريقه البيهقي (9/ 26)، وصحَّحه الحاكم، وتعقَّبه الذهبي فقال: دراج واهٍ. وأخرجه ابن حبان، كما في الإِحسان (2/ 165: 422). وأخرجه الإِمام أحمد (3/ 75)، من طريق أخرى قال عنها الهيثمي في المجمع (8/ 137): إسنادها حسن. وهناك شواهد كثيرة ذكرها المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 315). فهذه الشواهد وغيرها تقوّي حديث الباب المرسل، والله أعلم.
1761 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْر بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا المسْور بْنُ الصَّلْتِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جابر رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال-:"ما أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ كُتِبَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ، وَمَا وَقَى بِهِ الْمَرْءُ (¬1) عرضَه كُتب له صدقة"، قال: "وكل نَفَقَةِ مُؤْمِنٍ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ فَعَلَى اللَّهِ تعالى خَلَفُها ضامِنًا إلَّا نَفَقَةً فِي بُنْيَانٍ"، فَقُلْنَا لجابر (¬2) رضي الله عنه: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ: "ما وَقَى بِهِ الْمَرْءُ عِرْضَهُ"؟ قَالَ: يُعْطِي الشَّاعِرَ وَذَا اللِّسَانِ، قَالَ (¬3): كَأَنَّهُ يَقُولُ الَّذِي يُتّقي لسَانه. ¬
1761 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (4/ 36: 2040)، ولفظه: (كل معروف صدقة، وما أنفق الرجل ...) الحديث. وفي المقصد العلي (92/ أ)، وفي الإتحاف للبوصيري (3/ 119/ أ)، وفي المجردة (2/ 28/ أ). وعن أبي يعلى: أخرجه ابن حبان في المجروحين (3/ 32). وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (205)، وابن عدي في الكامل (6/ 2424)، وتمّام في الفوائد (273/ أ)، والقضاعي مختصرًا في مسند الشهاب (1/ 90: 95)، والبيهقي في كتاب الآداب (ص 115: 163)، وفي شعب الإيمان (1/ 497/ ب)، في الزكاة، الشعبة الثانية والعشرين .. كلهم من طريق مسور بن الصلت، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، به. ولم ينفرد به مسور بن الصلت، بل تابعه عبد الحميد بن الحسن الهلالي. =
= أخرجه الطيالسي في المسند (237: 1713)، عن عبد الحميد بن الحسن، عن محمد بن المنكدر، به مختصرًا. وأخرجه عبد بن حميد كما في المنتخب (201: 1081)، وابن عدي في الكامل (5/ 1959)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (13)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 89: 94)، والبيهقي في كتاب الآداب (115: 162) و (457: 1022)، وفي الشُعب (1/ 497/ ب)، والبغوي في تفسيره (3/ 560)، وفي شرح السنّة (6/ 146: 1646) .. كلهم من طريق عبد الحميد بن الحسن الهلالي، به. وعزاه العراقي في تخريج الإحياء (3/ 231) للدارقطني في المستجاد. وعزاه السخاوي في المفاسد الحسنة (373) للعسكري. وعزاه الزبيدي في شرح الإحياء لابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج. كما في تخريج أحاديث الإحياء (4/ 1926: 3048).
الحكم عليه حديث الباب ضعيف , لأنّ فيه المسور بن الصلت وهو ضعيف، قال الحاكم: يروي عن ابن المنكدر المناكير. اهـ. وبه ضعفه البوصيري في الإتحاف (3/ 119/ أ)، والهيثمي في المجمع (3/ 119). إلَّا أن المسور لم ينفرد به، وإنما تابعه عبد الحميد بن حسن الهلالي -كما سبق في التخريج-، وهذه المتابعة صححها الحاكم في المستدرك (2/ 50)، وتعقبه الذهبي بقوله: عبد الحميد ضعفوه. اهـ. وقال الذهبي أيضًا في الميزان (2/ 250)، والسير (11/ 419): غريب جدًا. وكذا الألباني في ضعيف الجامع (4/ 155)، والسلسلة الضعيفة (898). وقال ابن عدي بأن هذا الحديث عن المسور غير محفوظ، ورواه مع المسور عبد الحميد بن الحسن الهلالي. =
= وقال أيضًا: ولا أعلم رَوى عن ابن المنكدر غير عبد الحميد بن الحسن ومسور بن الصلت، ولعبد الحميد عن ابن المنكدر عن جابر أحاديث بعضها مشاهير، وبعضها لا يتابع عليه. وقال البيهقي بعد رواية عبد الحميد: ورواه أيضًا مسور بن الصلت عن محمد بن المنكدر تفردا، به. وللحديث طريق أخرى لكنها ضعيفة جدًا. أخرج ابن عدي (7/ 2707)، من طريق يحيى بن هاشم، عن الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره بنحوه. قال ابن عدي: وهذا حديث بهذا الإسناد عن الثوري منكر يرويه يحيى بن هاشم. اهـ. وقد قال ابن عدي: يحيى بن هاشم يضع الحديث ويسرقه. وكذّبه ابن معين، وقال النسائي وغيره: متروك. إذًا، فهذه الطريق تالفة. وعليه، فإن الحديث ضعيف من جميع طرقه، والله أعلم. ولبعضه شواهد متفرقة، فمنها: 1 - عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "كل معروف صدقة". أخرجه البخاري (10/ 447)، من طريق أبي غسان محمد بن مطرف، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ. 2 - عَنْ أبي حذيفة رضي الله عنه نحوه. أخرجه مسلم (2/ 697: 1005). 3 - ولقوله: "وما أنفق الرجل على أهله وولده" شواهد كثيرة، انظرها في الترغيب والترهيب (3/ 61). ولقوله: "ما وقى به المرء عرضه كتب له صدقة" شواهد من حديث. =
= 4 - أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ذبّوا بأموالكم عن أعراضكم، قالوا: يا رسول الله كيف نذبّ بأموالنا عن أعراضنا؟ قال: يُعطى الشاعر، ومن تخافون من لسانه". أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (223)، والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 107). وفي إسناد الخطيب تصحف. والحديث أورده الألباني في الصحيحة (1461). 5 - عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ذبّوا بأموالكم عن أعراضكم". أخرجه ابن لال كما في كنز العمال (6/ 360). وصححه الألباني في صحيح الجامع (2) / 155). ولقوله: "وكل نَفَقَةِ مُؤْمِنٍ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ فَعَلَى اللَّهِ خلفها ضامنًا إلَّا نفقة في بنيان" شواهد، هي: 6 - عن خباب بن الأرت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-قال: "إن العبد ليؤجر في نفقته كلها إلَّا في التراب، أو قال البناء". أخرجه الترمذي (5/ 651)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (2/ 1394: 4163)، والطبراني في الكبير (4/ 72). وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (4/ 183). 7 - عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: "النفقة كلها في سبيل الله، إلَّا هذا البناء، فلا خير فيه". أخرجه الترمذي (4/ 651: 2482)، وقال: حديث غريب. والنهاية أن حديث الباب له شواهد تشهد لبعض ألفاظه، أمّا هو فإنه ضعيف كما مضي، والله أعلم.
42 - باب ما للمرأة من الأجر إذا حملت
42 - بَابُ مَا لِلْمَرْأَةِ مِنَ الأَجْر إِذَا حَملَت 1762 - قال عبد بن حميد: حدثنا [يعمر] (¬1) بن بشر، نبا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ قيْس بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قال: أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أن لِلْمَرْأَةِ فِي حَمْلِهَا إِلَى وَضْعِهَا إِلَى فِصَالها مِنَ الْأَجْرِ كالمتشَحِّط فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنْ هَلَكَتْ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ فَلَهَا أَجْرُ شَهِيدٍ". ¬
1762 - تخريجه: الحديث في المنتخب (2/ 34: 799). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 70/ ب). ولم أجده عن عمر لغير عبد بن حميد. وقد أخرج ابن حبان في المجروحين (1/ 238)، وابن عدي في الكامل (2/ 734)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 273)، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "إذا حملت المرأة فلها أجر الصائم القائم المخبت المجاهد في سبيل الله، فإذا ضربها الطلق فلا يدري أحد من الخلائق ما لها من الأجر، فإذا وضعت فلها بكل ركعة عتق نسمة". =
= قال ابن حبان: لا أصل له، والحسن بن محمد البلخي يروي الموضوعات, لا يجوز الاحتجاج به. وقال ابن عدي: كل أحاديثه مناكير. وأخرج الطبراني في الأوسط , كما في مجمع البحرين (4/ 198)، وابن حبان في المجروحين (2/ 68)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 374)، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا بنحوه مطولًا. قال ابن حبان: عمرو بن سعيد الخولاني -الذي يروي هذا الحديث الموضوع عن أنس-، لا يحل ذكره في الكتب إلَّا على جهة الاختبار للخواص. اهـ. وعليه، فإن الحديث ليس له أصل كما قال ابن حبان في الحديث الأول.
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف، لضعف قيس بن الربيع، ولعل هذا الحديث من تلك المناكير التي أدخلها عليه ابنه السيِّء، وانظر المجروحين (2/ 216). وهذا الحديث وشواهده لا أصل لها فقد سبق أنْ الإِمام ابن حبان قال: لا أصل له، والله أعلم.
1763 - وقال أبو يعلى: حدثنا وَهْب -هو (¬1) ابنُ بقية-، نبا خَالِدٌ، عَنْ حُسَين (¬2)، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مِنْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ امْرَأَةً وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَبَقِيَّتُهُنَّ فِي النَّارِ"، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى مَنْ حَضَرَ مِنَ المهاجرين، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن المسلمةَ إذا حملتْ فإنّ لها أجرُ الصائمِ القائمِ المحرمِ المجاهد في سبيل الله تعالى، فَإِذَا وضعتْ فَإِنَّ لَهَا فِي أَوَّلِ رضْعَةِ أجرُ حياةِ نَسَمة". ¬
1763 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (3/ 52: 2454). وعزاه الهندي في كنز العمال (16/ 395) لأبي الشيخ.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف جدًا , لأن فيه حسين بن قيس الرجي وهو متروك.
43 - باب الأيمان والنذور
43 - باب الأَيمان والنذور 1764 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو فَرْوة، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْم اللَّخْمِيُّ، عن أبي ثَعْلَبة الخُشَني قال -ولقيه- قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ ذَوْدًا عَلَى صَنَم مِنْ أَصْنَامِ الْجَاهِلِيَّةِ قال -صلى الله عليه وسلم-: "أوف بنذركَ ولا تأثم ربك"، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ تعالى وَلَا فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ، وَلَا فِيمَا لَا يملك".
1764 - تخريجه: هذا الحديث مضى بعضه بهذا السند برقم (1563)، وهو إسناد ضعيف، لضعف أبي فروة يزيد بن سنان، والانقطاع بين عمرو بن رويم وأبي ثعلبة، والله أعلم. والحديث في مصنف ابن أبي شيبة [الجزء المضاف]، 3 (5) مختصرًا. وفي الإِتحاف لبوصيري (3/ 150/ ب)، وفي المجردة (2/ 124/ أ).
1765 - وحدثنا (¬1) عبد [الرحمن] (¬2) بن سُليمان، نبا مُحَمَّدِ بْنِ كُريب، عَنْ كُرَيب قَالَ: سَمِعْتُ ابن عباس رضي الله عنهما، وَعِنْدَهُ المسْوَر، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدّاد، وَنَافِعُ ابن جبير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ثَلَاثٌ لَا يَمِينَ فِيهِنَّ: لَا يَمِينَ [لِلْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ] (¬3)، وَلَا يَمِينَ لِلْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا , وَلَا لِلْعَبْدِ على سيده". ¬
1765 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 148/ ب). وفي المجردة (2/ 123/ ب). أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف [الجزء المضاف] (66: 38). وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1594)، من طريق مختار بنْ غسان، عن عبد الرحمن بن سليمان، به في أثناء حديث، في ترجمة عبد الرحمن بن سليمان.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف بسبب ضعف محمد بن كريب، وقد تفرد به. وله شاهد ضعيف، وهو الحديث الآتي.
1766 - وقال الحارث: حدثا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ [حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ] (¬1)، عَنْ أَبِي عتيق، عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا نذر في معصية الله تعالى، وَلَا يَمِينَ فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ، وَلَا يَمِينَ للمملوك على سَيِّدِهِ، وَلَا يَمِينَ لَزَوْجَةٍ (¬2) مَعَ زَوْجِهَا , وَلَا يمين لولد مع والده" (¬3). ¬
1767 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أنا ابن عون، ثنا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ حَجّ مَعَ ذِي قرابةٍ لَهُ مقرنًا بِهِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- , فَقَالَ: "مَا هَذَا؟ " قَالَ: إِنَّهُ نَذْرٌ، فَأَمَرَ بالقِرَانِ أن يُقطع.
1767 - تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (5/ 59)، عن هشيم، به.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف لجهالة أكثر رواته: "رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده". وقد روي الحديث عَنِ: 1 - ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على رجلين مقرونين حاجين نذرًا، فقال: "انزعا قرانكما"، فقالا: يا رسول الله إنه نذر، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"انزعا قرانكما ثم حجّا". أخرجه الطبراني في الأوسط , كما في مجمع البحرين (4/ 78: 2125)، قال الهيثمي في المجمع (4/ 186): فيه محمد بن كريب وهو ضعيف. 2 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أدرك رجلين وهما مقترنان يمشيان إلى البيت ... الحديث. أخرجه الإِمام أحمد (2/ 183)، قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون. وبهذين الشاهدين يمكن أن يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره، والله أعلم. وهذا الحديث ليس على شرط الحافظ هنا، فهو في مسند الإمام أحمد بسنده ومتنه، والله أعلم.
1768 - وقال مسدد: وحدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرّة، عَنْ أَبِي كَنَفِ (¬1) قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْآنِ فَعَلَيْهِ بِكُلِّ آيةٍ يَمِينٌ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإبراهيم (¬2) فَقَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْآنِ فَعَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ يَمِينٌ، وَمَنْ كَفَرَ بِحَرْفٍ منه فقد كفر به أَجْمع. ¬
1768 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 144/ أ). وفي المجردة (2/ 122/ أ). وقد تابع يحيى عن الثوري عبد الرزاق في مصنفه (8/ 472: 15946، 15947) مفرقاً، فالثاني بحديث أبي كنف، والأول بحديث الأعمش، عن إبراهيم. وتابع الثوري عن الأعمش -بمثل ما عند عبد الرزاق-، أبو معاوية الضرير: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف [الجزء المضاف إلى المطبوع] (12)، وفيه تحريف لأبي كنف، ففيه أبو كريب. ورواه -بنحو حديث مسدد- إسماعيل بن زكريا، عن الأعمش: أخرجه البيهقي (10/ 43)، كتاب الأيمان، باب ما جاء في الحلف بصفات الله، من طريق إسماعيل، به. وتابع أبا كنف عن ابن مسعود -على بعضه-، حنظلة بن خويلد العنبري، عنه، وذكر قصّة قال: أترى هذا يكفر عن يمينه، إن لكل آية كفارة، -أو قال: يمين-. أخرجه البيهقي -في الموضع السابق-، قال: أخبرنا أبو نصر، أنبا أبو منصور، ثنا أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا خالد بن عبد الله، عن =
= أبي سنان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ حنظلة بن خويلد العنبري، به. وهذا إسناد صحيح، أبو سنان هو: ضرار بن مُرّة الكوفي، ثقة ثبت، كما في التقريب. إلَّا أن البيهقي أشار إلى اختلاف في إسناده، إذ إنّ الثوريّ سمّى الراوي عن ابن مسعود: عبد الله بن حنظلة. وأخرجه في الموضع السابق من طريق سفيان، عن أبي سنان الشيباني، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عبد الله بن حنظلة، به. قلت: وهذا الإسناد لا يُعارَض به الحديث السابق، إذ إن الراوي عن سفيان هو عبد الله بن الوليد بن ميمون الأموي، قال في التهذيب (6/ 64): قال فيه أحمد: وكان ربما أخطأ في الأسماء. اهـ. فلعلّ هذا منها، والله أعلم. وتابعهما عن ابن مسعود: أبو الأحوص، قال: إنّ ابن مسعود سمع رجلًا يقول: وسورة البقرة، يحلف بها، فقال: أما إن عليه بكل حرف منها يمينًا. أخرجه عبد الرزاق -في الموضع السابق- (15950)، عن ابن جريج قال: أُخبرت عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ ابن مسعود، به. وهذا الإسناد ضعيف للانقطاع بين ابن جريج وأبي إسحاق.
الحكم عليه: إسناد مسدد فيه: أبو كنف العبدي، وهو مجهول الحال. على أن هذا الأثر قد ورد نحوه مرفوعًا: 1 - عن مجاهد قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من حلف بسورة من القرآن فعليه بكل آية يمين صَبْر، فمن شاء برّه، ومن شاه فجره". أخرجه عبد الرزاق (8/ 472: 15948)، والبيهقي (10/ 43) .. كلاهما عن الثوري، عن ليث، عن مجاهد، به. =
= وهذا الإسناد على إرساله، فإسناده ضعيف، ليث هو ابن أبي سُليم ضعيف وقد اختلط. 2 - عن الحسن، مثله. أخرجه البيهقي -في الموضع السابق-، من طريق عبد الله بن الوليد، عن سفيان، عن يونس، عن الحسن، به. وهذا مرسل حسن الإسناد، عبد الله بن الوليد صدوق، كما في ترجمته في التهذيب (6/ 64).
1769 - وحدثنا (¬1) بشر -هو ابن المفضل-، نبا الجُرَيْري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: والأمانة، فقال: "قلت والأمانة، قُلْتَ وَالْأَمَانَةِ ... "، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: ليته سكت. ¬
1769 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 144/ ب). وفي المجردة (2/ 122/ أ). ولم أجده لغير مسدد.
الحكم عليه: هذا الإسناد رواته ثقات، إلَّا أنه مرسل، كما قاله البوصيري. وقد ورد الزجر عن الحلف بالأمانة في غير ما حديث، منها: 1 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع رجلًا يحلف بالأمانة، فقال: ألست الذي تحلف بالأمانة!. أخرجه الطبراني في الأوسط , كما في مجمع البحرين (4/ 77: 2123)، قال الهيثمي (4/ 178): رجاله ثقات. 2 - عن بريدة رضي الله عنه، مرفوعًا: "من حلف بالأمانة فليس منّا". أخرجه الإِمام أحمد (5/ 352)، وأبو داود (3253)، وابن حبان (1318)، والبزار، كما في كشف الأستار (1500)، والحاكم (4/ 298) وصحَّحه، ووافقه الذهبي، والخطيب في تاريخ بغداد (14/ 135)، وابن الجوزي في ذمّ الهوى (285). وقد صحَّحه المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 82)، والنووي في الأذكار (316)، ورياض الصالحين (1711)، وقال الهيثمي في المجمع (4/ 332): رجال أحمد رجال الصحيح، خلا الوليد بن ثعلبة وهو ثقة. اهـ. وحسَّنه السخاوي، كما في الفتوحات الربانية (7/ 114)، والله أعلم.
1770 - وَحَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوْبة، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينار، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ امْرَأَةٍ قَالَتْ: إِنْ لَبِسَتْ مِنْ زَوْجِهَا كِسْوَةً (¬2) فَهِيَ هَدِيَّةٌ، فَقَالَ: تُهْدِيهِ، وَسَأَلْتُ الْحَسَنَ فقال: تكفر عن يمينها. ¬
1770 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 145/ أ). وفي المجردة (2/ 122/ ب) ولم أجده لغير مسدد.
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح الإسناد، والله أعلم.
1771 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شقيق بن أسماء، ثنا عبيس (¬1) بن ميمون، بنا يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَهُوَ كَمَا قَالَ، إِنْ قَالَ: إِنِّي يَهُودِيٌّ فَهُوَ يَهُودِيٌّ، وَإِنْ قَالَ: إِنِّي نَصْرَانِيٌّ فَهُوَ نَصْرَانِيٌّ، وَإِنْ قَالَ: إني (¬2) مجوسي فهو مجوسي". ¬
1771 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (10/ 400: 6006)، وهو في المقصد العلي (67/ ب): وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 145/ أ). وفي المجردة (2/ 122/ ب). وأخرجه عنه ابن حبان في المجروحين (2/ 186). وتابع الحسن بن عمر بن شقيق، عن عيسى بن ميمون: مسلم بن إبراهيم. أخرجه الحاكم (4/ 298)، قال: حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا مسلم، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي بقوله: عيسى ضعّفوه، والخبر منكر.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف جدًّا، لحال عبيس بن ميمون، وهو منكر كما قال الذهبي. ولكن المتن ثابت، فقد جاء من حديث ثابت بن الضحّاك رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من حلف بملة سوى الإِسلام كاذبًا متعمدًا فهو كما قال، ومن قتل =
= نفسه بشيء عُذّب به في نار جهنم". أخرجه البخاري (1363)، ومسلم (110). ومن حديث بريدة رضي الله عنه، ولفظه: "من قال هو بريء من الإِسلام فإن كان كاذبًا فهو كما قال، وإن كان صادقًا فهو لم يعد إلى الإِسلام سالمًا". أخرجه الإِمام أحمد (5/ 335)، وأبو داود (3/ 574)، والنسائي (7/ 6). قال الحافظ في الفتح (11/ 539): أخرجه النسائي وصحَّحه.
1772 - وقال الطيالسي: حدثنا سلّام، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذَينة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ حَلف عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَأْتِ الَّذِي هو خير وليكفر عن يمينه".
1772 - تخريجه: الحديث في مسند الطيالسي (195: 1370). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 145/ ب). وفي المجردة (2/ 122/ ب). ومن طريقه أخرجه: ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 198: 2772)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 27). وتابع أبا داود عن أبي الأحوص: سلام بن سليم، عند ابن أبي شيبة في المصنف [الجزء المضاف] (21: 18). ومن طريق ابن أبي شيبة: أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 297). وتابعهما عن أبي الأحوص كل من: مسدد بن مسرهد، وأسد بن موسى، ومحمد بن سعيد الأصبهاني، وداود بن عمر الضبّي، وسعيد بن منصور، ومعلّى بن مهدي، كلّهم عن أبي الأحوص، به. أخرجه الطبراني في الموضع السابق.
الحكم عليه: إسناد الطيالسي صحيح. وله شواهد كثيرة، فمنها: 1 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قال: " ... وإذا حلَفتَ على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها فكفّر عن يمينك وائت الذي هو خير". أخرجه البخاري (11/ 517: 6622)، في الأيمان والنذور، باب قول الله تعالى {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}، وفي كفارات الأيمان، باب الكفّارة قبل الحنث وبعده (6722). =
= ومسلم في الأيمان (1652). 2 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فليأتها وليكفر عن يمينه". أخرجه مسلم في الموضع السابق (1650: 11). وله أسانيد ستأتي في الحديث الآتي. 3 - عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "إذا حلف أحدكم على اليمين فرأى خيرًا منها فليكفرها وليأت الذي هو خير". أخرجه مسلم في الموضع السابق (1651: 17). 4 - عن أبي موسى رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها إلَّا أتيت الذي هو خير وتحللتها ... ". أخرجه مسلم في الموضع السابق (1649: 10)، وفي الحديث قصة. 5 - عن مالك بن نضلة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أرأيت ابن عم لي أتيته أسأله فلا يعطيني ولا يصلني، ثم يحتاج إليّ فيأتيني فيسألني، وقد حلفت أن لا أعطيه، ولا أصله، وأمرني أن آتي الذي هو خير، وأكفّر عن يميني. أخرجه النسائي (7/ 11) واللفظ له، وابن ماجه (2109)، وأحمد (4/ 137)، والحميدي (2/ 391) .. كلهم من طريق ابن عيينة، عن أبي الزعراء عمرو بن عمرو، عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك، به. وهذا إسناد صحيح. 6 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو رَضِيَ اللَّهُ عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يمينه". أخرجه أحمد (2/ 204)، وابن حبان (4347)، والبيهقي (10/ 33)، من طريق مسلم بن خالد الزنجي. قال محقق صحيح ابن حبان: إسناده حسن لغيره. =
= 7 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها إلَّا أتيت الذي هو خير وكفّرت عن يميني". أخرجه ابن حبان (4353)، والحاكم (4/ 301)، وقال: على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. والطفّاوى قال فيه الحافظ في التقريب: صدوق يهم. اهـ. وقد أخطأ في هذا الحديث بعينه، فإن المرفوع من كلام أبي بكر الصدّيق لا من كلام رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كَمَا وضّح ذلك الحافظ في الفتح (11/ 518).
1773 - وقال أحمد بن منيع: حدثنا هشيم، نبا يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَأْتِ الذي هو خير ولا كفارة عليه".
1773 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 146/ أ). وفي المجردة (2/ 123/ أ). تابع ابن منيع عن هشيم: سريج، أخرجه البيهقي في السنن (10/ 34). وقوله في الحديث: "فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ"، منكر عن أبي هريرة. ومضى الحديث السابق رواية أبي حازم عنه، ولفظه: " ... فليكفّر عن يمينه، وليفعل الذي هو خير". وتابع أبا حازم على لفظه: أبو صالح. أخرجه مسلم (1650: 12)، والترمذي (1530)، والنسائي في الكبري، كما في التحفة (9/ 416)، وأحمد (2/ 361)، وابن حبّان (4349)، والبيهقي في السنن (10/ 53)، والبغوي في شرح السنّة (2438) .. كلهم من طريق مالك -في الموطأ (2/ 478) -، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. قال الحافظ في الفتح (11/ 617): وقع في رواية عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عند أبي داود: "فرأى غيرها خيرًا منها فليَدَعهَا وليأت الذي هو خير فإن كفارتها تركها"، فأشار أبو داود إلى ضعفه وقال: الأحاديث كلها: "ليكفر عن يمينه"، إلَّا شيئًا لا يُعبأ به. كأنه يشير إلى حديث يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا ... فذكره. =
= الحكم عليه: حديث الباب ضعيف جدًّا، بسبب يحيى، قال الحاكم: روى عن أبيه، عن أبي هريرة نسخة أكثرها مناكير. اهـ. وقوله: "ولا كفارة عليه"، منكر لم يتابعه عليه أحد. وتقدَّم ذكر إشارة أبي داود إلى عدم اعتبار مثل هذا الحديث، والله أعلم.
1774 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمّاني، ثنا محمد بن الحارث، نبا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَيْلماني، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا منها فكفارتها تركها".
1774 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (10/ 135: 5762)، وفي المقصد العلي (67/ ب). وأورده البوصيري في الإِتحاف (3/ 146/ أ). وفي المجردة (2/ 123/ أ).
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف، وذلك لأنه مسلسل بالضعفاء , ففيه محمد بن الحارث، ومحمد بن عبد الرحمن البيلماني، وأبوه وكلهم ضعفاء، بل قال الساجي إن محمد بن الحارث يحدّث عن ابن البيلماني بمناكير. والحديث قد ورد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فرأى غيرها خيرًا منها، فليدعها وليأت الذي هو خير، فإن تركها كفارتها". أخرجه الإِمام أحمد (2/ 185، 211، 212)، وابن ماجه (2111)، والطيالسي (2259)، والبيهقي (10/ 33) .. كلهم من طريق عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. وهذا إسناد حسن، إلَّا أن النسائي أخرجه بلفظ: "فليكفّر عن يمينه وليأت الذي هوخير" (7/ 10). قال الألباني في الإرواء (7/ 168)، عن اللفظ الأوّل: هو منكر بهذا اللفظ، ثم صَوّب رواية النسائي هذه، وحسّن إسنادها، وأيدها برواية مسلم بن خالد الزنجي التي تقدمت في شواهد الحديث رقم (1772)، والله أعلم.
1775 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عن أبي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: مَنْ حَلَفَ عَلَى مِلْكِ يَمِينِهِ أَنْ يَضْرِبَهُ فكفارته تركه ومع الكفارة حسنة.
1775 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 147/ ب). وتابع مسددًا كلّ من: 1 - ابن أبي شيبة في المصنف [الجزء المضاف] (34)، وفيه تصحيفات فاحشة. 2 - عبد الحميد بن صبيح، أخرجه البيهقي (10/ 34). وخالفهم: بشر بن الحكم، فرفعه للنبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه ابن حبان (4344)، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا بشر بن الحكم، حدثنا سفيان، به مرفوعًا. وهذا إسناد صحيح على شرطهما. وكأن هذا من زيادات الثقة في الأسانيد، وذلك لأن سفيان -وهو ابن عيينة- واسع الرواية , يمكن أن يحمل الحديث من طرق عديدة. والذي ألجأنا إلى هذا القول هو أنّ بشر بن الحكم ليس بثقة فقط، بل هو من كبار الملازمين لسفيان، وهذه القاعدة قرّرها بأمثلتها ابن رجب في شرح العلل (2/ 719).
الحكم عليه: إسناد مسدد صحيح، قال البوصيري: هذا إسناد رجاله محتج بهم في الصحيح. اهـ. وأمّا مخالفة بشر بن الحكم فهي صحيحة كذلك. وعليه، فإن الحديث رواه سفيان مرة موقوفًا، ومرة مرفوعًا، وكلاهما صحيح، والله أعلم.
1776 - [1] وحدثنا (¬1) الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِرَجُلٍ: "يَا فُلَانُ فعلت كذا وكذا؟ " قال: لا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ مَا فَعَلْتُ، وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْلَمُ أَنَّهُ فعله، فقال له: لقد كفر الله عنك كذبك بِتَصْدِيقِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ". [2] وَقَالَ عَبْدُ بن حميد: حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْحَارِثُ، بِهِ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، بِهِ. وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ مَالِكِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي قُدَامَةَ -وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ-، بِهِ. لَكِنْ خَالَفَهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَهُوَ أَتْقَنُ مِنْهُ فِي ثَابِتٍ: فَقَالَ: عَنْ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ حَمَّادٌ: لَمْ يَسْمَعْ ثَابِتٌ هَذَا مِنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما، بينهما رجل. ¬
1776 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (6/ 3368). وفي المنتخب لعبد بن حميد (1374). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 147/ أ). والمجردة (3/ 10/ ب). وهذا الحديث رواه عن الحارث بن عبيد كل من: أبي يعلى، ومسلم بن إبراهيم، وأبو الربيع؛ كما هو هنا. وقد تابعهم عن الحارث: =
= 1 - طالوت بن عبّاد: أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 608)، ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 102). 2 - مالك بن إسماعيل: أخرجه البيهقي (10/ 37). وقد خالف الحارث، حماد بن سلمة، فرواه عن ثابت، عن ابن عمر. أخرجه الإِمام أحمد (2/ 68، 118)، والطبراني في الكبير (11/ 338)، والبيهقي (10/ 37) .. كلهم مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما. قال حَمَّادٌ: لَمْ يَسْمَعْ ثَابِتٌ هَذَا مِنِ ابْنِ عمر، بينهما رجل، ورجّح أبو حاتم هذا في العلل (1/ 440)، فقال: حديث حماد بن سلمة أشبه من حديث أبي قدامة. اهـ. وأبو قدامة هو الحارث. وذكر الحافظ هنا أن حماد بن سلمة أثبت من الحارث في ثابت.
الحكم عليه: حديث الباب رواته ثقات، عدا الحارث بن عبيد فهو صدوق، إلَّا أنه خالف حماد بن سلمة، وحماد أثبت في ثابت من الحارث. وعليه، فحديث الباب شاذّ، على أن رواية حماد بن سلمة فيها انقطاع، إذًا فالحديث ضعيف بطريقيه، والله أعلم. والحديث قد ورد من طرق أخرى، فمنها: 1 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رجلين اختصما إلى النبي -صلي الله عليه وسلم-، فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- الطالب البيّنة، فلم تكن له بينة، فاستحلف المطلوب فحلف بالله الذي لا إله إلَّا هو، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "بلى قد فعلت ولكن قد غفر لك بإخلاص قول: لا إله إلَّا الله". أخرجه أبو داود (3275)، ومن طريقه البيهقي (10/ 37)، من طريق حماد بن سلمة. =
= وأخرجه النسائي في الكبرى , كما في التحفة (4/ 389)، من طريق أبي الأحوص. وأخرجه أحمد (1/ 253)، من طريق شريك. والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 378)، من طريق أبي حمزة. وابن أبي حاتم في التفسير -كما في النكت الظراف 4/ 390 - ، والحاكم (4/ 95) وصحَّحه، ووافقه الذهبي، من طريق عبد الوارث .. كلهم عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وذكر البيهقي في السنن أن الثوري رواه عن عطاء. وأخرجه البيهقي بطريقين عن شعبة، عن عطاء، عن أبي البختري، عن عبيدة، عن ابن الزبير بنحوه. قال البيهقي: وهذا وهم من شعبة، والصواب رواية الجماعة. اهـ. والحديث صحيح الإسناد. 2 - عن ابن عمر، نحو حديث الباب: أخرجه الإِمام أحمد (8/ 186: 5986)، طبعة أحمد شاكر، وأخرجه عبد بن حميد (163: 855)، وأبو يعلى (10/ 55). قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده ضعيف لانقطاعه، إذ لم يسمعه ثابت البناني من ابن عمر. اهـ. 3 - عن الحسن البصري، بنحوه: أخرجه البيهقي (10/ 37)، وهو حسن الإسناد، إلَّا أنه مرسل. 4 - عن محمد بن كعب القرظي، بنحوه: أخرجه عبد الرزاق (8/ 522)، عن ابن جريج قال: حُدثت عن محمد بن كعب. وهذا ضعفه ظاهر جدًّا. فحديث الباب حسن لغيره بحديث ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم، والله أعلم.
1777 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَوْ غَيْرُهُ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ حُميد، عَنْ زَيد بْنِ وَاقد، عَنْ [بُسْر] (¬1) بْنِ عُبيد اللَّهِ، عَنْ أَبِي عابد، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَفَاءَ الله على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إبلًا، فعرضها (¬2)، فقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: يا رسول الله احْذُنِي، قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَا"، فَقَالَ لَهُ ثَلَاثًا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ"، إِلَى أن بقي أربع عزر (¬3) الذُّرَى فَقَالَ: "خُذْهُنَّ يَا أَبَا مُوسَى"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي اسْتَحْذَيْتُكَ فمنعْتَني وحلفتَ فأشفقتُ أَنْ يكونَ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وهم، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنِّي إِذَا حلفتُ فَرَأَيْتُ أَنَّ غَيْرَ ذَلِكَ أَفْضَلَ كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ أفضل". ¬
1777 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 146/ أ). وفي المجردة (2/ 123/ أ). وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 184)، وقال: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وهذا الحديث في مسند أبي يعلى (13/ 228: 7251)، من حديث أبي موسى الأشعري بنحوه، وليس فيه ذكر لأبي الدرداء رضي الله عنه. =
= وأخرجه البخاري في الأيمان والنذور، باب قول الله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} (رقم 6623). وفي الكفّارات (6718)، وأخرجه مسلم (1649). وعلى ذلك، فإنّ الحديث من الزوائد حقا , لأنه في الصحيحين وغيرهما عن أبي موسى، أما هنا فهو عن أبي الدرداء، والله أعلم.
الحكم عليه: حديث الباب فيه أبو عابد، أو عائذ لم أستطع معرفته، فيلزم التوقف في حكمه حتى يتبين لنا حال هذا الرجل، وفيه أيضًا علة التردد في شيخ الحكم، وتدليل الوليد بن مسلم؛ على أنّ الحديث ثابت في الصحيحين وغيرهما عن عدد من الصحابة، ومنهم أبو موسى صاحب القصة في حديث الباب. وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ أبا موسى استحمل النبي -صلى الله عليه وسلم- فوافق منه شغلا، فحلف أن لا يحمله ثم حمله فقال: يا رسول الله إنك حلفت أن لا تحملني، قال: "وأنا أحلف لأحملنك"، فحمله. أخرجه الإِمام أحمد (3/ 108، 179، 235، 250)، وأبو يعلى في مسنده (6/ 447)، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 120). قال الهيثمي في المجمع (4/ 183): رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح. وعليه، فإنّ متن الحديث ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
1778 - وَحَدَّثَنَا (¬1) بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَرْبي، عن الحسن، عن عمران بن الحَصين الخزاعي قَالَ: جئتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي نَفَرٍ نَسْتَحْمِلُهُ (¬2)، فَقَالَ: "مَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ، وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ"، قَالَ: فَتَرَكَنَا أيامًا، فأُتي بِإِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَأَرْسَلَ إليَّ، فأمر لنا بثلاث جِمَالٍ غُرِّ (¬3) الذُّرَى فَانْصَرَفْنَا بِهَا، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: والله ما أظنّ يبارَكْ لنا فيها، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حلف أن لا يحملنا فلعله نسي، فَارْجِعُوا بِنَا إِلَيْهِ نُذَكِّرُه بِيَمِينِهِ، فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَمِينُكَ الَّتِي حَلَفْتَ عليها أن لا تحملنا! قال -صلى الله عليه وسلم-: "قَدْ عرفتُ يَمِينِي، مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خير وليكفّر عن يمينه". ¬
1778 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 146/ ب). والمجردة (2/ 123/ أ). والحديث أخرجه عن أبي يعلى ابن عدي في الكامل (3/ 1203)، وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن الحسن غير سعيد بن زربي. اهـ. وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 158)، من طريق سعيد بن زربي. والحديث رواه أبو المهلب الجرمي مختصرًا عن عمران رضي الله عنه أن أبا موسى الأشعري أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يستحمله ... فذكره بنحوه مختصرًا. أخرجه ابن حبان (10/ 193: 4351)، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد، عن =
= الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبي قلابة عن عَمه -أي أبو المهلب-، عن عمران رضي الله عنه. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 199)، من طريق أبي قلابة، به.
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف جدًا، وذلك لأنه فيه سعيد بن زربي وهو منكر الحديث، وبشر بن الوليد، وهو ضعيف؛ لكن للحديث طريق أخرى مختصرة وإسنادها صحيح فهي تقوم مقام الرواية التي معنا، والله أعلم.
1779 - وقال الحميدي: حدثنا سفيان، نبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي الخُوَار مولى لبني عامر قال: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ مَالِكِ بْنِ البَرْصاء فِي الْمَوْسِمِ يُنَادِي فِي النَّاسِ، قَالَ سُفْيَانُ: لَا أَعْلَمُهُ إلَّا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ أَحَدٍ يَحْلِفُ عَلَى يمين كاذبة ليقتطع (¬1) بها حق مال امرء مسلم إلَّا لقي الله تعالى وهو عليه غضبان". ¬
1779 - تخريجه: الحديث في مسند الحميدي (573). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 147/ ب). والمجردة (2/ 123/ أ). وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 256: 3331)، من طريق الحميدي، به. وأخرجه الطبراني أيضًا (3/ 256: 3330)، من طريق روح بن القاسم. والحاكم في المستدرك (4/ 294)، من طريق سعيد بن سلمة .. كلاهما عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْخُوَارِ، عن عبيد بن جريج، عن الحارث، به. ومن هذا يتبين أنّ في رواية الحميدي، عن سفيان، عن إسماعيل بن أمية خطأ، وهو حذف الواسطة بين ابن أبي الخوار، والحارث. ولفظ الحاكم: عن الحارث بن البرصاء رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحج بين الجمرتين وهو يقول: "من اقتطع مال أخيه المسلم بيمين فاجرة فليتبوأ مقعده من النار، يبلغ شاهدكم غائبكم" مرتين أو ثلاثًا. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. =
= الحكم عليه: حديث الباب صحيح، وقد صرّح ابن أبي الخوار بالسماع من الحارث، أما ذكره للواسطة -عند الطبراني والحاكم-، فلعل ابن أبي الخوار سمعه أولًا بواسطة، ثم سمعه مباشرة، وحدّث بهما جميعًا. وعليه، فهذا من المزيد في متصل الأسانيد، والله أعلم.
1780 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو النّضْر، نبا شعبة، عن أبي التيّاح قال: سَمِعْتُ رُفيعًا أَبَا الْعَالِيَةِ قَالَ: قَالَ أَبُو عبد الرحمن -يعني ابن مسعود- رضي الله عنه: كُنَّا نَعُدُّ مِنَ الذنْب الَّذِي لَا كَفّارة له اليمين الغموس، قال: قيل وما هي؟ قال: اقتطاع مال الرجل بيمينه.
1780 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 148/ أ). وفي المجردة (2/ 123/ ب). وأخرجه البغوي في الجعديات (1408) عن شعبة، به. ومن طريقه البيهقي (10/ 38). وأخرجه الحاكم (4/ 296)، من طريق شعبة أيضًا، وقال: حسن صحيح، ولم يخرّجاه.
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح الإسناد عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
1781 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ يُجْزِئُ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ مُدٌّ من حنطة لكل مسكين.
1781 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (447)، كتاب الأيمان والنذور. وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 148/ ب). وفي المجردة (2/ 123/ ب). وأخرجه ابن أبي شيبة (9) [في الجزء المضاف]، عن وكيع. وأخرجه البيهقي (10/ 55)، من طريق يعقوب بن سفيان .. كلاهما عن هشام، به. وأخرجه الدارقطني في سننه (4/ 165)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 119)، من طريق هشام، به. وخالف معمر هشامًا عن يحيى، فقال: "مدّين". أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (8/ 506). وهشام أوثق من معمر.
الحكم عليه: إسناد الحارث صحيح لولا عنعنة ابن أبي كثير. وقد روي نحوه عن ابن عمر، وابن عباس، وأسامة بن زيد في أن كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين، كل مسكين مدّ. أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 165)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 119) بألفاظ متقاربة والمعنى واحد.
44 - باب النذر
44 - باب النذر 1782 - قال مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْع، عَنْ أَبِي عُبيدة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: النَّذْرُ يَمِينٌ. 1783 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عن يزيد [أبي] (¬1) خالد، عن أبي سفيان، عن جابر رضي الله عنه، مثله. ¬
1782 - تخريجه: لم أجده لغير مسدد. وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 149/ ب)، وفي المجردة (2/ 124/ أ).
الحكم عليه: إسناده لا بأس به، إلَّا أن فيه انقطاعًا بين أبي عبيدة وأبيه، فقد ذكر الحافظ أن الراجح أنه لا يصح سماعه من أبيه. انظر التقريب (8231).
1783 - تخريجه: وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 150/ أ)، وفي المجردة (2/ 124/ أ). وأخرجه عبد الرزاق (15839)، عن الثوري، به.
وأخرجه أيضًا (15840)، من طريق محمد بن عبد الله السدوسي، عن جابر، به. فهو متابع لأبي سفيان.
الحكم عليه: إسناده ضعيف بسبب عنعنة يزيد الدّالاني، وهو مدلس. وللأثرين أجل في المرفوع من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "النذر يمين، وكفّارته كفارة يمين". أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 313)، وفي إسناده: ابن لهيعة، وهو ضعيف.
1784 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، عن عكرمة بن خالد قال: أَنَّ رَجُلًا نَذَرَ أَنْ يَنْحَرَ ذَوْدًا ببُوَانة فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَحَلَفْتَ عَلَى ذَلِكَ، وَقُلْتَ ذَلِكَ وَفِي نَفْسِكَ شَيْءٌ من أمر الجاهلية؟ " قال: لا، قال إليك: "فانحرها".
1784 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 151/ أ). وفي المجردة (2/ 124).
الحكم عليه: هذا الإسناد رواته ثقات وهو مرسل. وقد ورد بنحوه من طرق أخرى: 1 - فعن ثابت بن الضحّاك قال: نذر رجلٌ أن ينحر إبلًا ببوانة فسأل النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "هَلْ كان فيه وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟ " قالوا: لا، قال: "فهل كان فيه عيد من أعيادهم؟ " قالوا: لَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أوف بنذرك، فإنه لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلَا فيما لا يملك ابن آدم". أخرجه أبو داود (3313)، ومن طريقه البيهقي (10/ 83). وأخرجه الطبراني في الكبير (1341)، وإسناده صحيح، رجاله رجال البخاري ومسلم. وقد صححه الحافظ في التلخيص (4/ 180)، والألباني في حاشية مشكاة المصابيح (2/ 1024). 2 - عن عمرو بن شعب، عن أبيه، عن جده إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقالت: إني نذرت أن أذبح بمكان كذا وكذا، مكان كان يذبح فيه أهل الجاهلية، قال: "لصنم؟ " قالت: لا، قال: "لوثن؟ " قالت: لا، قال: "أوف بنذرك". أخرجه أبو داود (93312)، والبيهقي (10/ 77). وفيه: الحارث بن عبيد أبو قدامة وهو ضعيف. والحديث تشهد منه الجملة الأخيرة، والله أعلم.
1785 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبيد اللَّهِ بْنِ زَحْر، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن عبد الله بن مالك قال: أَنَّ أُخت عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ نَذَرَتْ أَنْ تحج ماشية ناشرة شعرها، فسَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ ذَلِكَ، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "مُرْها فلتخْتَمر، ولترْكَب، ولتصُم ثلاثةَ أيام".
1785 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 124/ أ). وفي المجردة (2/ 124/ ب). وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف -الجزء المضاف على الهندية- (37: 21)، والطبراني في الكبير (17/ 323)، والبيهقي في سننه (10/ 80)، والبغوي في شرح السنة (10/ 27: 2445) .. كلهم من طريق يحيى بن سعيد، به. وحماد هو ابن زيد الأزدي.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف، وذلك لضعف عبيد الله بن زحر، ولأنّه مرسل، فإن أبا تميم عبد الله بن مالك لا يمكنه السَّمَاعَ مِنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لكن تبيّن لنا الواسطة في ذلك وهو عقبة بن عامر -صاحب السؤال نفسه-. أخرجه أبو داود (3/ 596: 3293)، والترمذي (4/ 116: 1544)، والنسائي (7/ 20)، والدارمي في سننه (2/ 104)، وابن ماجه (1/ 689: 2134)، وأحمد في مسنده (4/ 143)، (145)، والفاكهي في أخبار مكة (717) .. كلهم من طريق عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن عبد الله بن مالك، عن عقبة بن عامر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وقال الفاكهي: وقال غير يحيى: فإن الله تعالى غني عن النذر، ما يصنع بعذاب أختك. اهـ. =
= قلت: فيه عبيد الله بن زحر. قال الألباني في الإرواء (8/ 218): ذكر الصيام في الحديث لم يأت من طريق تقوم به الحجة، لا سيما وفي الطريق الأخرى خلافه، وهو يقول: "ولتهد بدنة"، فهذا هو المحفوظ، والله أعلم. اهـ. ويقصد بالطريقة الثانية طريق أورد فيها ذبح البدنة بدل الصيام هنا. 2 - عن ابن عباس رضي الله عنهما، بنحوه، وذكر الهدي. أخرجه الإِمام أحمد (1/ 239، 253، 311)، والدارمي (2/ 183)، وأبو داود (3296)، والطحاوي في معاني الآثار (3/ 131)، والطبراني في الكبير (11828)، والبيهقي (10/ 79) .. كلهم من طريق همام بن يحيى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. وهذا إسناد صحيح على شرطهما. وفي هذا توهين لرواية الصيام.
1786 - وقال أبو بكر، وَأَبُو يَعْلَى عَنْهُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كُريب، عَنْ كُرَيْبٍ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن سِنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَمَّتَهُ الفُرَيْعة أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمّي ماتت وعليها نذر لم تَقْضه، أيجزيء إن قضيتُ عنها؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أرأيتِ لو كان على أمكِ دَيْن فقضيته أما كان يقبل منكِ!؟ " قالت: نعم قال -صلى الله عليه وسلم-: "فإنّ (¬1) الله تبارك وتعالى أحقّ بذلك"، قالت: يا رسول الله إن أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَعَلَيْهَا مَشْيٌ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "هل تستطيعين أن تمشين عنها؟ " قالت: نعم، قال -صلى الله عليه وسلم-: "فامشي عن أمك". ¬
1786 - تخريجة: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 151/ ب). وفي المجردة (2/ 124/ ب). أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف [الجزء المضاف] (65) بنحوه. وعزاه الهيثمي في المجمع (4/ 191) لأبي يعلى. وأخرجه مسلم (1148: 156)، في الصيام، وابنْ حبان -كما في الإحسان (10/ 240: 4396) -، باختصار. ولفظه: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، أن امرأة جاءت إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: إن أمي ماتت وعليها صومٌ من نذر، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"أكنت قاضية عن أمكِ دين لو كان عليها؟ " قالت: نعم، قال: "فصومي عن أمك". ومن هذه الطريق أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق (3/ 194). =
= الحكم عليه: إسناد حديث الباب ضعيف، بسبب محمد بن كريب، لكنّ طرف الحديث الأول ثابت في صحيح مسلم، كما تقدّم. أمّا شطره الثاني فقد تقدَّم في الحديث الماضي أنه أمرها أن تركب وتُكَفِّر، أمّا هنا فكلّف ابنتها بالمشي عن أمها، وهذا الحديث ضعيف، والماضي صحيح -إن كانت الكفارة هَدْيًا، وضعيف إن كانت صيامًا-، والله أعلم.
1787 - وقال أبو بكر: حدثنا شُبابة، ثنا شُعبة، عن أبي الجويرية قال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَدْرٍ يَذْكُرُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ". (75) وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، فِيمَنْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ بَدَنَةٌ فَلَمْ يَجِدْهَا أَنْ يَذْبَحَ سَبْعَ شِيَاهٍ، سَبَقَ فِي بَابِ الْهَدْيِ من كتاب الحج (¬1). ¬
1787 - تخريجه: أورده البوصيري في الإِتحاف (3/ 152/ ب). وفي المجردة (2/ 125/ أ). وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 187)، وعزاه للطبراني في الكبير. وذكره الحافظ في الإصابة (2/ 280)، وعزاه أيضًا لمطين.
الحكم عليه: هذا الحديث صحيح الإِسناد، والله أعلم.
1788 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ مجالد، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعث جيشًا فقال: "إن أتاني منهم خبر صالح لأحمدن الله تعالى حق حمده"، فلما أتاه -صلى الله عليه وسلم- مِنْهُمْ خَبَرٌ صَالِحٌ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ شكرًا، ولك المن فضلًا"، فقال له عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "يَا رسول الله إنك قلت: إن أَتَانِي مِنْهُمْ خَبَرٌ صَالِحٌ لَأَحْمَدَنَّ اللَّهَ حَقَّ حمده، قال -صلى الله عليه وسلم-: قُلْتُ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ شُكْرًا، وَلَكَ الْمَنُّ فضلًا".
1788 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 151/ ب). وفي المجردة (2/ 125/ أ). وهو في بغية الباحث (448)، كتاب الأيمان. ولم أجده لغيره.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف جدًّا، لحال الخليل بن زكريا فإنه متروك. وهذا الحديث قد ورد بنحوه. أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 144: 316)، من طريق سليمان بن سالم -مولى آل جحش-، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة. وهذا الإسناد ضعيف لضعف سليمان بن سالم، كما في ترجمته في اللسان (3/ 109)، وكذا قال الهيثمي في المجمع (4/ 185). والحديث عند ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر (33)، ولكن محققه الشيخ أحمد بن محمد الطاحون حذف الأسانيد، اختصارًا لوقت القارئ -كذا قال-، ولكنه ما أحسن، عفا الله عنا وعنه.
18 - كتاب الحدود
18 - كتاب الحُدُود 1 - باب تَحْريم دَم المسْلم وعِرضِه 1789 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبَلة، ثنا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ كَثِيرٍ بن الْفَضْلِ (¬1)، عَنْ مُطَرِّف بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخير قال: سمعت عَمّار بن ياسر رضي الله عنه يَقُولُ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَيُّ يومٍ هَذَا؟ " فَقُلْنَا: يَوْمُ النحر، قال: "أيّ شهرٍ هذا؟ " قلنا: ذُو الْحِجَّةِ شهرٌ حَرَامٌ، قَالَ: "فَأَيُّ بَلَدٍ هذا؟ " قلنا: بلد حرام، قال -صلى الله عليه وسلم-: "فَإِنَّ دِمَاءكم وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يومِكم هَذَا فِي شهرِكم هَذَا فِي بلدِكم هذا، ألا ليبلّغ الشّاهد الغَائب". ¬
1789 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط , كما في مجمع البحرين (7/ 226: 4357)، من طريق عبد الرحمن بن جبلة، به. ثم قال الطبراني: لا يروى عن عمار إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به عبد الرحمن.
الحكم عليه: هذا الحديث حسن الإسناد، وهو ثابت في الصحيحين وغيرهما عن غير عمار بن ياسر، وستأتي في الأحاديث المقبلة إن شاء الله.
(76) وحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سَبَقَ فِي بَابِ حُرْمَةِ مَكَّةَ (¬1). (77) وَكَذَا حَدِيثُ ابن عمر رضي الله عنهما (¬2). ¬
1790 - وقال الحارث: حدثنا عبد الله بن الرومي، نا عُبادة بْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: حَدَّثَنِي ابن حجير، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطَبَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ بَلَدٍ هذا؟ " فذكر نحوه، وزاد: "فلا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
1790 - تخريجه: أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 302)، من طريق محمد بن مسكين، عن عبادة بن عمر، به. وأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 34)، من طريق النضر بن محمد، عن عكرمة، به. وعزاه الحافظ في الإصابة (1/ 316) لابن منده.
الحكم عليه: هذا الإسناد فيه مخشي بن حجير، وهو مجهول، وعبادة بن عمر،، وهو مقبول. وعليه، فالحديث ضعيف. وللحديث شواهد، منها: 1 - عن ابن عمر رضي الله عنهما، به. أخرجه البخاري في المغازي، باب حجة الوداع (4403)، ومسلم في الإيمان (66)، وأبو داود في السنة (4686)، والنسائي (7/ 126)، وابن ماجه (3943)، وأحمد (2/ 85، 87، 104)، وابن أبي شيبة (15/ 30)، وأبو عوانة (1/ 25)، وابن منده في الإيمان (658) .. كلهم مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله بن عمر، عن جده، رضي الله عنهم. 2 - عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، به. أخرجه البخاري في الموضع السابق (4405)، ومسلم في الموضع السابق =
= (65) .. وغيرهما، من طريق شعبة، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة، عن جدّه جرير، به. 3 - عن أبي بكرة رضي الله عنه، به. أخرجه البخاري في الموضع السابق (4406)، ومسلم (1679) .. وغيرهما، من طريق محمد بن سيرين، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ أبيه. 4 - عن ابن عباس رضي الله عنهما، به. أخرجه البخاري في الحج (1739)، والترمذي في الفتن (2/ 329)، وأحمد (1/ 230)، من طريق فضيل بن غزوان، عن عكرمة، عن ابن عباس. 5 - عن أبي الغادية رضي الله عنه، به. أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (4/ 76)، والدولابي في الكنى (1/ 47). كلاهما من طريق كلثوم بن جبر، عن أبيه، عن أبي الغادية. وهذا الإسناد صحيح. وعليه، فإن حديث الباب صحيح عن النبي -صلي الله عليه وسلم-، والله أعلم.
1791 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلد، ثنا أَبِي، ثنا طَالِبُ بْنُ سَلْمَى، حَدَّثَنِيهِ بَعْضُ أَهْلِي، أَنَّ جَدِّي حَدَّثَهُ أَنَّهُ شَهِدَ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حجته فِي خُطْبَتِهِ فَقَالَ: "أَلَا إِنَّ أَمْوَالَكُمْ ودمَاءكم عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ هَذَا الْبَلَدِ فِي هَذَا الْيَوْمِ، أَلَا فَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ تَرْجِعُونَ بَعْدِي كُفَّارًا (¬1) يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغائب"، قال: "لَا أَدْرِي هَلْ أَلْقَاكُمْ هَا هُنَا أَبَدًا بَعْدَ الْيَوْمِ؟! اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ، هَلْ بَلَّغْتُ؟ ". ¬
1791 - تخريجه: لم أجده لغير أبي يعلى.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف، للجهالة بحال طالب بن سلمى، وبعض أهله. إلَّا أن الحديث ثابت، كما تقدَّم.
1792 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُبَاب، ثنا موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، حَدَّثَنِي صَدَقة بْنُ يَسَار، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بِمَنًى وَهُوَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) ...} (¬1) حَتَّى خَتَمَهَا، فعَرف رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ الْوَدَاعُ فأمر براحلته القصوى فرحلت له، فوقف -صلى الله عليه وسلم- لِلنَّاسِ بِالْعَقَبَةِ، فاجتَمع إِلَيْهِ النَّاسُ، فَحَمِدَ اللَّهَ تعالى وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ ثُمَّ قال. "أيّها النّاس! إن كلَّ دَمٍ كان فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ هَدْرٌ، وَأَوَّلُ دمٍ أَضَعُهُ دم إِيَاسُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ -كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي لَيث فَقَتَلَتْهُ هُذيل- وَإِنَّ أَوَّلَ رِبًا أَضَعُهُ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه، لكم رؤوُس أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمون وَلَا تُظْلَمون ... " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بطوله. ¬
1792 - تخريجه: لم أجده لغير أبي بكر.
الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف الإسناد، بسبب ضعف موسى بن عبيدة، لكنّ الحديث له شواهد كثيرة تقدمت، تشهد لمتنه، والله أعلم.
1793 - وقال أبو يعلى: حدثنا زهير، ثنا عبيد الله الحنفي، ثنا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ قال: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يحدث عن [عمرة] (¬1)، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَجَدْتُ فِي قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كِتَابًا: "إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عُتُوًّا مَنْ ضَرَبَ غَيْرَ ضَارِبِهِ، وَرَجُلٌ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَرَجُلٌ تَوَلَّى غَيْرَ أَهْلِ نِعْمَتِهِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فقد كفر باللهِ ورسوله، ولا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا"، وَفِي الآخر: "المؤمنون تكافأ دماؤهم وأموالهم، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، لَا يُقتل مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، ولا ذو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ، وَلَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ، ولا تنكح المرأة على عمتها ولاعلى خالتها , ولاصلاة بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا تُسَافِرُ المرأة ثلاث ليال مع غير محرم" (¬2). ¬
1794 - [1] يحدثنا (¬1) عمرو بن محمد النّاقد، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الكِلَابي الرَّقَّيُّ، ثنا أصْبَغ بن [محمد] (¬2)، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَرقان، عَنْ شَدَّادٍ -مَوْلَى عِيَاضٍ-، عَنْ وَابِصَة -يَعْنِي ابْنَ مَعْبَدٍ-، إِنْ شَاءَ اللَّهُ: أَنَّهُ كَانَ يَقُومُ فِي النَّاسِ يوم أضحى أو يوم فِطْر فَيَقُولُ: إِنِّي شهدتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ يَقُولُ: "أَيُّ يومٍ هَذَا؟ " قَالُوا: يَوْمُ النَّحْرِ، قَالَ: "فأيّ شهرٍ هذا؟ " قالوا: شهرٌ حرام، قال: "أيّ بلد هذا؟ " قالوا: البلدة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حرامٌ كَحُرْمَةِ يومِكم هَذَا فِي شهرِكم هَذَا فِي بلدِكم هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَونه، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ يبلغ الشاهد الغائب". قال وابصة: فنحن نُشْهِد عليكم كما أشهد علينا. [2] وحدثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ (¬3) حَدَّثَهُمْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ سَالِمَ بْنَ وَابِصَةَ بْنِ معبد صلَّى بهم في الرقة، وذكر حديث وابصة هذا، قال: قال وابصة: أشهد عليكم كما أشهدَ علينا إذ غبتم ونحن نبلغكم. ¬
1794 - تخريجه: الحديثان في مسند أبي يعلى (1586، 1587)، والمفاريد له (100، 101). وأوردهما البوصيري في الإتحاف (3/ 141/ أ). والهيثمي في المقصد العلي (68/ أ). =
= وتابع أبا يعلى عليهما محمد بن سهيل بن عسكر. أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 290: 1052، 1053). وأخرجه تمام الرازي في الفوائد (15/ 5/ أ)، من طريق عمرو بن عثمان الكلابي، به. وأخرجه محمد بن سعيد القشيري في تاريخ الرقة (19)، عن هلال بن عمرو بن عثمان، عن أصبغ بن محمد، به. وهلال بن عمر، وضعّفه أبو حاتم في الجرح (9/ 78)، وله متابعة: فقد أخرجه البزار، كما في كشف الأستار (1/ 87: 145)، والطبراني في الأوسط (1/ 250/ ب) .. كلاهما من طريق عبد السلام بن عبد الرحمن الأسدي، قال: حدثني أبي، عن جعفر بن برقان، حدثني شداد مولى عياض، عن وابصة، به. قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن وابصة إلَّا بهذا الإسناد، وتفرَّد به عبد السلام بن عبد الرحمن. اهـ. ولكنه لم ينفرد به عبد السلام، بل توبع كما في رواية أبي يعلى الثانية التي في الباب.
الحكم عليه: هذا الحديث له طريقان: فالطريق الأولى فيها عمرو بن عثمان بن سيار وهو ضعيف؛ والطريق الثانية فيها سالم بن وابصة بن معبد وهو مجهول، وشداد مولى عياض مجهول الحال. وعليه، فالحديث ضعيف من هذين الطريقين، إلَّا أن الشواهد متضافرة على صحة متنه، وقد تقدَّم منها طرف غير يسير، والله أعلم.
2 - باب حد الخمر
2 - بَابُ حَدّ الْخَمْرِ 1795 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَضرْ بْنُ شُمَيل، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضر، عَنِ الزهْري قَالَ: لَمْ يَفْرِضْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْخَمْرِ حَدًّا حتى فرض أبو بكر رضي الله عنه أربعين (¬1)، قال ابن شهاب: قال السائب بن يزيد: ثم فرض عمر رضي الله عنه ثمانين، ثم إن عثمان رضي الله عنه جَلَد ثَمَانِينَ وَأَرْبَعِينَ، كَانَ إِذَا أُتي بِالرَّجُلِ الذي قد تَضَلّع (¬2) مِنَ الشَّرَابِ جَلَدَهُ ثَمَانِينَ، وَإِذَا أُتي بِالرَّجُلِ قد زَلّ زَلّة جلده أربعين. ¬
1795 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 194/ أ). وفي المجردة (2/ 55/ ب). وأخرجه عبد الرزاق (7/ 377) بنحوه، إلى قوله: (ثم فرض عمر ثمانين).
الحكم عليه: هذا الإسناد مع إرساله فهو ضعيف بسبب ضعف صالح بن أبي الأخضر. وأصل أوله ثابت من حديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وقد شرب الخمر، فأمر به فضرب بنعلين أربعين، ثم أُتي أبو بكر رضي الله عنه برجل =
= قد شرب الخمر، فصنع به مثل ذلك، ثم أُتي عمر برجل قد شرب الخمر، فاستشار الناس في ذلك، فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أخفّ الحدود ثمانين، فضربه عمر ثمانين. أخرجه البخاري في الحدود، باب ما جاء في ضرب شارب الخمر (6773)، وباب ما جاء في الضرب بالجريد والنعال (6776)، ومسلم في الحدود (1706). من طريق قتادة، عن أنس رضي الله عنه. وأمّا آخره فقد ورد بمعناه من وجه آخر عن الزهري، عن السائب بن يزيد أنه أخبره أن عمر بن الخطاب خرج عليهم فقال: إني وجدت من فلان ريح شراب، فزعم أنه شرب الطلاء، وأنا سائل عمّا شرب، فإن كان يسكر جلدته. فجلده عمر الحدّ تامًا. أخرجه مالك في الأشربة (2/ 842)، والبخاري (74). تنبيه: قوله في الحديث: "لَمْ يَفْرِضْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْخَمْرِ حَدًّا حَتَّى فَرَضَ أَبُو بكر رضي الله عنه أربعين"، قد تمسَّك بنحو هذا -من أهل العلم- من قال: إنّ الخمر لا حدّ فيها وإنما فيها التعزيز، كما نقله الحافظ في الفتح (12/ 72)، واستدلوا كذلك بأحاديث الضرب بالجريد والنعال، قالوا: فإنها ساكتة عن تعيين عدد الضرب، ثم ذكر الحافظ حديثًا عزاه لعبد الرزاق -ولم أجده في مصنفه- عن ابن جريج ومعمر، سُئل ابن شهاب: كم جلد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الخمر؟ فقال: لم يكن فرض فيها حدًّا، كان يأمر من حضره أن يضربوه بأيديهم ونعالهم حتى يقول لهم: ارفعوا. قالوا: وورد أنه لم يضرب أصلًا. وذلك فيما أخرجه أبو دواد والنسائي بسند قوي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يؤقّت في الخمر حدًا ... الحديث، وفيه قصة السكران الذي التجأ إلى العباس رضي الله عنهما, ولم يأمر فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- بشيء. =
= وقد صحَّح إسناده الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على مسند أحمد (4/ 347: 2965). قال الحافظ في الجواب عن قول هؤلاء: الجواب أنّ الإجماع انعقد بعد ذلك على وجوب الحدّ لأنّ أبا بكر تحرّى ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ضرَبَ السكران فصيّره حدًا، واستمر عليه، وكذا استمر من بعده، وإن اختلفوا في العدد. اهـ.
1796 - وقال عبد: حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قالت: إنها سمعت رسول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ فَقَالَ: "وَإِيَّاكَ وَالْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ ... " الْحَدِيثَ (¬1). 1797 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ قال: بلغني أن عمر وابن عمر وعثمان رضي الله عنهم، كانوا يجلدون في الخمر أربعين ¬
الحكم عليه: هذا الإسناد رجاله ثقات، إلَّا أنّ الزهري رواه بلاغًا، فهو منقطع.
1798 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (¬1)، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشب، عَنِ العلاء بن بَدْر قال: أَنَّ رَجُلًا شَرِبَ الْخَمْرَ أَوِ الطِّلاء -شَك هُشَيْم- فأتى عمر رضي الله عنه، فَقَالَ: مَا شَرِبَ (¬2) إلَّا حَلَالًا، فَكَانَ قَوْلُهُ أَشَدَّ عِنْدَهُ مِمَّا صَنَعَ، فَاسْتَشَارَ فِيهِ، فَأَشَارُوا عليه إلى ضربه ثمانين، فصارت سُنة بَعْدَه. ¬
1798 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 193/ ب). وفي المجردة (2/ 55/ ب). ولم أجده لغير مسدد.
الحكم عليه: هذا الأثر رجاله ثقات، لكن هل حضر العلاء القصة، أم لا؟ محل نظر، وما دام أنه يرسل عن علي، فحضوره مجلس عمر أمر فيه بُعْدٌ، والله أعلم.
1799 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: ثنا (¬1) إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنِيهِ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَخْرٍ الْأَفْرِيقِيُّ، عَنْ [جَمِيلِ] (¬2) بْنِ كُريب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من شرِب خمرًا فاجلدوه ثمانين". ¬
1799 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 194/ أ). والمجردة (2/ 56/ أ). وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 158)، عن أبي داود، عن إسحاق بن أبي إسرائيل، به. ولفظه: من شرِب بَسْقَة خمر فاجلدوه ثمانين. وقال الطحاوي قبله: روي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أيضًا -في التوقيف على حد الخمر أنه ثمانون- حديث إن كان ثابتًا. اهـ. ثم ذكر الحديث، وفي هذا الكلام تلميح بتضعيف الحديث. وأخرجه الطبراني في الكبير، كما في المجمع (6/ 279)، وقال: فيه حميد بن كريب ولم أعرفه. اهـ. وهو تصحيف، وإنما هو جميل بن كريب وهو معروف.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف للجهالة بحال بعض رواته، وأمّا متنه فكأنه منكر، والله أعلم، وذلك لأنه أسند الثمانين الجلدة في الخمر لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا ما لم أجد له شاهدًا حسب علمي، والله العليم.
1800 - وقال مسدد: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أبي مُلكية (¬1) قَالَ: جِيءَ بِابْنِ النُعَيْمان إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- وقد شرب خمرًا، فَأَمَرَ مَنْ فِي الْبَيْتِ فَقَامُوا إِلَيْهِ فَضَرَبُوهُ بِأَيْدِيهِمْ وَالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ. * هَذَا مُرْسَلٌ قُلْتُ: "وَقَدْ أخرجه البخاري (¬2) من هذا الوجه فزاد بَعْدَ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ: (وكنتُ فِيمَنْ ضَرَبَه). ¬
1800 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 194/ أ). وفي المجردة (2/ 56/ أ). والحديث أخرجه البخاري -كما قال الحافظ هنا-، مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَزَادَ بَعْدَ ابْنِ أَبِي مليكة عقبة ابن الحارث، وفيه زيادة في آخره (12/ 64: 6774). وقد أخرجه من طريق مسدد: الحاكم (4/ 373)، ومن طريق آخر موصولًا عن عقبة بن الحارث. وهذا الحديث انفرد إسماعيل بإرساله، خلافًا لعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، ووهيب بن خالد، وعبد الوارث. والراجح وصله لرواية هؤلاء الثقات له، ولإخراجه في الصحيح. وانظر الفتح (12/ 65).
الحكم عليه: حديث الباب رواته ثقات، إلَّا أنه شاذ، وذلك لأنّ إسماعيل بن إبراهيم انفرد فرواه مرسلًا، فخالف فيه الثقات الذين رووه متصلًا. والحديث ثابت متصلًا في صحيح البخاري كما تقدم، والله أعلم.
1801 - مسدد وحدثنا يَحْيَى عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "مَنْ شرِب الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فِي الرابعة فاقتلوه". * مرسل.
1801 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 195/ أ). وفي المجردة (2/ 56/ أ). ولم أقف عليه مرسلًا. وقد رواه أبو سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، موصولًا. أخرجه أبو داود (4484)، والنسائي (8/ 314)، وابن ماجه (2572)، والطيالسي (2337)، وأحمد (2/ 291: 504)، وابن الجارود (831)، وابن حبان (10/ 297: 4447)، والحاكم (4/ 371)، والبيهقي (8/ 313) .. كلهم من طريق ابن أبي ذئب، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، به. وعند أحمد زيادة سيأتي ذكرها. وهذا إسناد حسن، الحارث بن عبد الرحمن صدوق، كما في التقريب. وقد صححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وتابع الحارث بن عبد الرحمن: عمر بن أبي سلمة. أخرجه الإِمام أحمد (2/ 519)، عن سليمان بن داود، عن أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، به. وهذا حسن في الشواهد، عمر بن أبي سلمة صدوق يخطئ، كما في التقريب. وتابع أبا سلمة، عن أبي هريرة: أبو صالح. =
= أخرجه النسائي في حدّ الخمر، كما في التحفة (9/ 149)، وأحمد (2/ 280)، وعبد الرزاق (17081)، والحاكم (4/ 371). كلهم من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه. هذا إسناد صحيح. وبالنسبة لحديث الإِمام أحمد من طريق ابن أبي ذئب، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة، فقد زاد في آخره: قال الزهري: فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- برجل سكران في الرابعة فخلّى سبيله. قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (15/ 36: 7898): إسناده صحيح إلَّا كلمة الزهري في آخره، فإنها حديث مرسل ضعيف.
الحكم عليه: هذا الإسناد شاذٌّ مرسلًا، وذلك لأن عبد الرحمن بن حرملة خالف الثقات فأرسله؛ على أنّ الحديث ثابت من أوجه أخرى متصلًا، والله أعلم. وللحديث شواهد، منها: 1 - عن أبي سعيد رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "من شرِب الخمر فاجلدوه، ومن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه". أخرجه ابن حبان (10/ 295: 4445)، من طريق أبي بكر بن عياش، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي صالح، عن أبي سعيد، به. وهذا الإسناد حسن، ابن عياش وعاصم حديثهما حسن، كما تقدَّم. 2 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما بنحوه. أخرجه الحاكم (4/ 371). وإسناده صحيح. 3 - عن معاوية رضي الله عنه، بنحوه. أخرجه أبو دواد (4482)، والترمذي (1444)، والنسائي، كما في التحفة =
= (8/ 439)، وابن ماجه (2573)، وأحمد (4/ 95، 96، 101)، وعبد الرزاق (17087)، والطبراني في الكبير (19: 768)، والحاكم (4/ 372)، والبيهقي (8/ 313) .. كلهم عن عاصم، عن أبي صالح، عن معاوية. وهذا إسناد حسن، لأجل عاصم. 4 - عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، بنحوه. أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 131)، والطبراني في الكبير (2/ 335)، والطحاوي في معاني الآثار (2/ 90)، والحاكم (4/ 371)، من طريق داود الأودي، عن سماك، عن خالد بن جرير، عن أبيه. قال الهيثمي في المجمع (6/ 277): فيه داود الأودي، وهو ضعيف. 5 - عن شرحبيل بن أوس رضي الله عنه، بنحوه. أخرجه أحمد (4/ 234)، والطبراني في الكبير (1/ 198)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 390)، والحاكم في المستدرك (4/ 373). وإسناده صحيح. 6 - عن غطيف -أبي عياض- رضي الله عنه، بنحوه. أخرجه البزار، كما في كشف الأستار (1563)، والطبراني في الكبير (18/ 264)، من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن سعيد بن سالم الكندي، عن معاوية بن عياض، عن أبيه، عن جده. وهذا إسناد ضعيف، فإنّ إسماعيل ضعيف الحديث إذا روى عن غير الشاميين. 7 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما، بنحوه. أخرجه أحمد (2/ 191)، من طرق، عن الحسن، عن ابن عمرو. وهذا الإسناد فيه عنعنة الحسن، وهو مدلس. وعليه، فإن حديث الباب صحيح بهذه الشواهد، والله أعلم. =
= فائدة: من شرِب الخمر وتكرر منه ذلك أربع مرَّات، فحكمه القتل -هذا هو الظاهر من الأحاديث-، لكن قال ابن حبان -كما في الإحسان (10/ 298) -: معناه: إذا استحلّ شريه، ولم يقبل تحريم النبي -صلى الله عليه وسلم-. اهـ. ويرى الترمذي أنّ القتل كان في أول الأمر ثم نُسخ بعد ذلك، قال النووي في شرح مسلم (5/ 298): وهذا الذي قاله الترمذي في حديث شارب الخمر، هو كما قاله، فهو حديث منسوخ، دلَّ الإجماع على نسخه.
3 - باب تحريم بيع الخمر ولو كانت ليتامى
3 - بَابُ تَحْرِيمِ بَيْعِ الْخَمْرِ وَلَوْ كَانَتْ لِيَتَامَى 1802 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَنَّ رَجُلًا أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُزَادَةً مِنْ خَمْرٍ، فَأَمَرَ ببيعها، فلما ولّى قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن الذي حرّم شربها حرّم بيعها"، فأمر -صلى الله عليه وسلم- بوكائها، ففتح.
1802 - تخريجه: لم أجده لغير مسدد. هذا الإسناد رواته ثقات، إلَّا أنه مرسل. وله شاهد بلفظه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أهدى رَجُلٌ لِرِسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- راوية خمر، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أما علمت أن الله جلّ وعلا حَرم شربها؟ " فسارّ الرجلَ إنسانٌ إلى جنبه، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم-: "بما ساررته؟ " فقال: أمرته أن يبيعها، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"إن الذي حرّم شربها حرّم بيعها"، ففتح المزادتين حتى ذهب ما فيهما. أخرجه مالك في الموطأ (2/ 846)، عن زيد بن أسلم، عن ابن وعلة، عن ابن عباس. ومن طريقه: الشافعي (1/ 140)، ومسلم في المساقاة (1579)، والنسائي (7/ 307)، وابن حبان -كما في الإحسان (11/ 317) -، والبيهقي (6/ 11). وعليه، فحديث الباب صحيح، والله أعلم.
1803 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، حدثنا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ جَارِيَةَ (¬1) قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَحْمِلُ الْخَمْرَ مِنْ خَيْبَرَ فَيَبِيعُهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَحَمَلَ مِنْهَا بِمَالٍ فَقَدِمَ بِهِ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: يَا فُلَانُ إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، فَوَضَعَهَا حَيْثُ انتهى على تل وَسَجَّى عَلَيْهَا بِالْأَكْسِيَةِ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بلغني أن الخمر قد حرمت، قال -صلى الله عليه وسلم-: "أجل"، قال: ألا أردها على من ابتعتها منه؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يصلح ردها"، قال: ألا أهديها إلى من يكافىء عليها؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا"، قال: فيها مالٌ ليتامى في حجري، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أتانا مال البحرين نعوض أيتامك من مَالِهِمْ"؛ ثُمَّ نَادِي: "يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ"، قَالَ: فقال الرجل: يا رسول الله الأوعية ننتفع بها! قال -صلى الله عليه وسلم-: "فحلوا أوكيتها"، فانصبت حتى استقرت في بطن الوادي. ¬
1803 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى (3/ 404: 1884). ولم أجده لغير أبي يعلى.
الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف الإسناد، لأمرين: 1 - ضَعْف عيسى بن جارية. قال أبو داود والنسائي: منكر الحديث، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. 2 - الإنقطاع. وذلك لأنه مرسل. ولم أجد للقصة شاهدًا، والله أعلم.
4 - باب مبتدأ تحريم الخمر
4 - باب مبتدأ تحريم الخمر 1804 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عن أبي توبة المصري قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يقول: نزلت في الخمر ثلاث آيَاتٌ: فَأَوَّلُ شَيْءٍ نَزَلَ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ...} الْآيَةَ (¬1)، فَقِيلَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنَا نَنْتَفِعُ بِهَا كَمَا قَالَ اللَّهُ عز وجل، فسكت -صلى الله عليه وسلم- عَنْهُمْ، ثُمَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ...} (¬2) الْآيَةَ، فَقِيلَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ الله إنا [لا] (¬3) نشربها قرب الصلاة، فسكت -صلى الله عليه وسلم- عَنْهُمْ، ثُمَّ نَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} (¬4)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "حُرِّمَتِ الْخَمْرُ". وَقُدِّمَتْ لِرَجُلٍ رَاوِيَةٌ مِنَ الشَّامِ -أَوْ رَوَايَا-، فَقَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ وعمر (¬5) رضي الله عنهم ... فذكر الحديث. ¬
1804 - تخريجه: الحديث في مسند الطيالسي (264: 1957). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 177/ ب). وفي المجردة (2/ 50/ أ). وأخرجه ابن جرير في تفسيره (2/ 361)، من طريق محمد بن أبي حميد، به. وأورده الزيلعي في نصب الراية (4/ 264)، وعزاه لإسحاق، من طريق محمد بن أبي حميد، به. وهذا الحديث قد ورد مختصرًا -بغير الموجود في المتن هنا-، عن ابن عمر رضي الله عنهما. أخرجه أبو داود في الأشربة (4/ 81)، وابن ماجه في الأشربة (2/ 1121)، وأحمد (2/ 71) .. كلهم مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الغافقي، عن ابن عمر، به. قال الحافظ في التلخيص (4/ 73): فيه عبد الرحمن الغافقي، وصحَّحه ابن السكن. وتابعه أبو طعمة: أخرجه أبو داود، وابن ماجه، والإمام أحمد .. كلهم قرنوه مع عبد الرحمن الغافقي. قال الهيثمي في المجمع (5/ 54): فيه أبو طعمة، وقد وثقه محمد بن عبد الله بن عمار الموصليّ، وضعّفه مكحول، وبقية رجاله ثقات. اهـ. =
= وتابعه ضمرة بن حبيب: أخرجه الإِمام أحمد (2/ 132)، وفي إسناده: أبو بكر بن أبي مريم، قال في التقريب (623): ضعيف، ومختلط. وتابعه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أخرجه الإِمام أحمد (2/ 97)، والطبراني في الصغير (1/ 266). قال الطبراني: لم يروه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر إلَّا سعيد المدني، تفرَّد به فليح. وتابعه ثابت بن يزيد الخولاني: أخرجه الحاكم في الأشربة (4/ 144)، والبيهقي (8/ 287). قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف بسبب محمد بن أبي حميد، وأبو توبة مجهول، قال ابن عساكر: لم أجد له ذكرًا في شيء من الكتب. وقال أحمد شاكر في تعليقه على تفسير ابن كثير (4/ 331: 4143): هذا من تخليط محمد بن أبي حميد وصوابه أبو طعمة وهو تابعي ثقة، وقد نقل ابن غير في تفسيره (2/ 93) إسناد الطيالسي: حدثنا ابن أبي حميد عن المصري ثم قال: يعني أبا طعمة قارىء مصر. اهـ. قال الحافظ في اللسان (7/ 23)، من ترجمة أبي توبة: في حديثه عن ابن عمر في لعن شارب الخمر زيادة منكرة، قال فيه: ولعن غارسها.
1805 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بكر، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن غَنْم، عن تميم الداري رضي الله عنه، أَنَّهُ كَانَ يُهْدِي لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُلَّ عَامٍ رَاوِيَةَ خَمْرٍ، فَلَمَّا أنزل الله تعالى تحريم الخمر جاء فَلَمَّا رَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضَحِكَ وَقَالَ: "إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ بَعْدَكَ"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَبِيعُهَا وَأَنْتَفِعُ بِثَمَنِهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ شُحُومَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ فأذابوه وباعوه، فإن الله تعالى قد حرّم الخمر وثمنها" (¬1). * هذا حديث حسن. ¬
1805 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 178/ أ). وفي المجردة (2/ 50/ ب). أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 57)، عن أحمد بن زهير التستري، عن زيد بن أخزم، عن أبي بكر الحنفى، به. وفيه: "فأبيعها؟ قال: إنّه حَرَامٌ شراؤها وثمنها". ولم يذكر اللعن. وأخرجه الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة (368)، من طريق أبي بكر، به. وهذا الحديث قد أخرجه الإِمام أحمد (4/ 227)، من طريق عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب قال: حدثني عبد الرحمن بن غنم أنّ الداري كان يهدي =
= لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُلَّ عام ... ولا يظن ظان أن هذا الحديث ليس على شرط الحافظ هنا، ما دام أنه في مسند أحمد، كلا بل هو من الزوائد حقًا , لأن حديث الباب من مسند تميم، والذي في مسند أحمد من مسند عبد الرحمن بن غنم.
الحكم عليه: هذا الإسناد حسن، فإنّ رواته كلهم ثقات، عدا شهر بن حوشب. وللحديث شواهد قوية: فأمّا شطره الأول فستأتي شواهده في الحديث الآتي إن شاء الله تعالى. وأمّا شطره الثاني، وهو قوله: "لعن الله ... "، فشواهده هي: 1 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه بلغه أن فلانًا باع خمرًا، فقال: قاتل الله فلانًا، ألم يعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قاتل الله اليهود، حُرّمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها. أخرجه البخاري في البيوع (2223)، (3460)، ومسلم في المساقاة (1582)، والشافعي (2/ 141). 2 - عن جابر رضي الله عنه، بمثل لفظ النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه البخاري في البيوع (2236: 4633)، في التفسير، ومسلم في الموضع السابق. 3 - عن ابن عباس رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها، وإنّ الله إذا حَرّم شيئًا حَرم ثمنه". أخرجه أبو داود في البيوع (3488)، وأحمد (1/ 242، 293، 322)، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 147)، والطبراني في الكبير (12887)، وابن حبان (11/ 313)، والبيهقي (6/ 13) .. =
= كلهم من طريق خالد الحذاء، عن بركة أبي الوليد، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وهذا إسناد صحيح. 4 - عن أنس رضي الله عنه، بنحوه. أخرجه البخاري في المظالم (2464)، وفي التفسير (4620)، ومسلم في الأشربة (1980). وعلى ما سبق، فإن حديث الباب صحيح لغيره، والله أعلم.
1806 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: ثنا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ رَجُلٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُهْدِي لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُلَّ عَامٍ رَاوِيَةً مِنْ خَمْرٍ فَأَهْدَاهَا لَهُ عَامًا وَقَدْ حُرِّمَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ"، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَفَلَا أَبِيعُهَا؟ فَقَالَ: "إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا"، قَالَ: أَفَلَا أُكَارِمُ بها اليهود؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الَّذِي حَرَّمَهَا حَرَّمَ أَنْ يُكَارَمَ بِهَا اليهود"، قال: فكيف أصنع بها؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "صبها في البطحاء".
1806 - تخريجه: الحديث في مسند الحميدي (1034). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 177/ ب). وفي المجردة (2/ 50/ ب). وعزاه لهما.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف، للجهالة بأحد رواته. وله شواهد كثيرة، منها: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أهدى رَجُلٌ لِرِسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- راوية خمر، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"أما علمتَ أن الله حرّمها؟ " قال: لا، فسارّه رجل إلى جنبه فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"بم ساررته؟ " فقال: أمرته أن يبيعها، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إنّ الذي حرّم شربها حرّم بيعها"، ففتح الرجل المزادتين حتى ذهب ما فيهما. أخرجه مسلم في صحيحه (1206)، من طريق مالك، وهو في الموطأ (846). وعليه، فالقصة ثابتة، والحمد لله رب العالمين.
1807 - وقال أبو بكر: حدثنا ابن فضيل، عن عطاء، عن مَالِكِ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ قَالَ: لَقِيَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله جئت ببضاعتي، قال -صلى الله عليه وسلم-: "وما بضاعتك؟ " قال: الخمر، قال -صلى الله عليه وسلم-: "انْطَلِقْ بِهَا إِلَى الْبَطْحَاءِ فَحُلَّ أَفْوَاهَهَا فَأَهْرِقْهَا" (¬1)، قَالَ: فَخَرَجَ بِهَا فَأَبَتْ نَفْسُهُ فَرَجَعَ إِلَيْهٍ، فقال: يا رسول الله ما لي وما لعيالي هارب ولا قارب غيرها (¬2)، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اخْرُجْ بِهَا إِلَى الْبَطْحَاءِ (¬3) فَحُلَّ أَفْوَاهَهَا فأهرقها"، قال: ففعل، ثم رجع إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَغْنِ فُلَانًا وآل فلان من فضلك"، فإن كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ لَيَمُوتُ فيورث ألف بعير. ¬
1807 - تخريجه: الحديث في مسند ابن أبي شيبة (2/ 75/ أ). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 193/ أ). وفي المجردة (2/ 55/ ب).
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف للجهالة بحال مالك بن الصباح، وشيخه.
5 - باب الترهيب من شرب الخمر
5 - باب الترهيب من شرب الخمر 1808 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "شاربُ الخمرِ كَعَابِدِ الْوَثَنِ، وشاربُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ اللاّتِ والعُزّى".
1808 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (666: 514). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 189/ ب). وفي المجردة (2/ 54/ ب). أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 254)، من طريق الحارث، به.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف جدًا بسبب الخليل بن زكريا , لأنه متروك الحديث. وقد ورد الحديث عن غير عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. 1 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من سكر من الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يومًا، فإن مات فيها مات كعابد الوثن". أخرجه البزار، كما في زوائده لابن حجر (1123). وفي إسناده: محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي، قال في التقريب (474): صدوق فيه لين، وفيه أيضًا: يونس بن خبّاب، قال في التقريب (613): صدوق يخطئ. =
= وهذا إسناد ضعيف، لكن أخرجه البزّار أيضًا بإسناد آخر برقم (1124)، وفيه: ثابت بن محمد العابد، قال في التقريب (133): صدوق يخطئ في أحاديث. لكن هذه الطريق تُقوي التي قبلها، فيصلح الحديث حينئذ في الشواهد. 2 - عن ابن عباس رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من لقي الله مدمن خمر لقيه كعابد الوثن". أخرجه ابن حبان (12/ 167: 5347)، وابن عدي في الكامل (4/ 1525)، وابن الجوزي في العلل (1118). وفي إسناده: عبد الله بن خراش وهو ضعيف، كما في التقريب (301). وله طريق أخرى أخرجها أبو حاتم في العلل (2/ 26)، والطبراني في الكبير (12/ 45)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 253)، وابن الجوزي في العلل (1119). وفي إسناده: ثوير ابن أبي فاختة وحكيم بن حبير، وهما ضعيفان. وله إسناد آخر أخرجه الإِمام أحمد (1/ 272)، وعبد بن حميد (1/ 597: 707)، من طريق محمد بن المنكدر قال: حُدثت عن ابن عباس، فذكره بنحوه. وهذا الإسناد ظاهر الضعف. 3 - عن أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: مدمن الخمر كعابد الوثن. أخرجه ابن ماجه (3375)، وابن أبي شيبة في المصنف (8/ 6)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 386)، وابن الجوزي في العلل (1117) .. كلهم من طريق محمد بن سليمان الأصبهاني، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. ومحمد بن سليمان، قال النسائي: ضعيف، وقال ابن عدي: هو قليل الحديث، أخطأ في غير شيء، وقال الدارقطني: خالفه سليمان بن بلال، فرواه عن سهيل، عن محمد بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: ورواه حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن عبد الله بن عمرو من قوله، قال ابن الجوزي: وهذا =
= هو الصحيح. وقال البخاري في تاريخه بعد إيراده من طريق محمد بن سليمان: ولا يصح حديث أبي هريرة في هذا. وعليه، فهو ضعيف. 4 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ الله عنهما , ولفظه: شارب الخمر كعابد اللات والعزي. أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 703). وفي إسناده: الحسن بن عمارة البجلي، قال في التقريب (162): متروك؛ وعليه، فإنه لا يصلح للاستشهاد به. ثم اعلم أن متن الحديث لا ينزل عن درجة الحسن، وذلك بمجموع أحاديث عبد الله بن عمرو، وابن عباس، وأبي هريرة، والله أعلم.
1809 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ محمد، ثنا إسرائيل، عن [ثوير] (¬1)، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ قَلِيلًا أَوْ كثيرًا سقاه الله تعالى مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا مُحَمَّدُ بن سابق، عن إسرائيل ... مثله. ¬
1809 - تخريجه: الحديث في الإتحاف (3/ 190/ ب). وفي المجردة (2/ 55/ أ). وعزاه لهما. وأخرجه البزّار، كما في كشف الأستار (3/ 354: 2928). وحديث ابن عمر هذا قد ورد بمعناه في الصحيحين من طريق مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا، ولفظه: "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حُرمها في الآخرة". أخرجه البخاري في الأشربة (5575)، ومسلم في الأشربة (2003)، واللفظ له. ومن طريق أخرى أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (9/ 239: 17027)، بأطول منه، وفي إسناده: عمر بن راشد بن شجرة، وهو ضعيف، ورجل مبهم.
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف لأجل ثوير بن أبي فاختة. ومعنى المتن ثابت في الصحيحين كما تقدم.
1810 - وقال عبد: حدثنا خالد بن مخلد، ثنا سليمان بن بِلَالٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْلَى أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَقْبَلُ اللَّهُ لِشَارِبِ الْخَمْرِ صَلَاةٌ مَا دَامَ فِي جَسَدِهِ منها شيء".
1810 - تخريجه: الحديث في المنتخب من مسند عبد بن حميد (2/ 102: 981)، وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 190/ ب)، وفي المجردة (2/ 55/ أ). وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 354)، عن خالد بن مخلد، به. ورواه أيضًا عن إسحاق، عن بقية، عن إسماعيل بن رافع، به. وبقية مدلس، وقد عنعن. والحديث ذكره الهندي في كنز العمال (5/ 365)، وعزاه لابن لال، وابن النجار.
الحكم عليه: الحديث ضعيف بهذا الإسناد، إسماعيل بن رافع ضعيف من جهة حفظه، قال ابن عدي (1/ 277): أحاديث كلها مما فيه نظر، إلَّا أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء. اهـ. وشيخه سليمان مولى أبي سعيد، مجهول.
1811 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا هِقْلٌ، عَنِ الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غنم رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ شَرِبَ الخمر لم تقبل لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ فَإِلَى النار، فإن تاب قبل الله عز وجل توبته (¬1)، فإن شربها الثانية لم تقبل لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ فَإِلَى النار، فإن تاب قبل الله تعالى تَوْبَتَهُ، فَإِنْ شَرِبَهَا الثَّالِثَةَ أَوِ الرَّابِعَةَ كَانَ حقًا على الله تعالى أَنْ يَسْقِيَهَ مِنْ رَدْغَةِ الْخَبَالِ"، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رَدْغَة الخَبَال؟ قَالَ: "عُصَارَةُ أهل النار". ¬
1811 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (6792) وفي المقصد العلي (143/ أ). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 191/ أ). وفي المجردة 2/ 55/ أ). ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 165). وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 368)، من طريق الوليد بن مسلم، عن المثنى، به.
الحكم عليه: الحديث ضعيف بسبب المثنى بن الصبّاح، لكن للحديث شواهد، هي: 1 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما بنحوه. أخرجه ابن ماجه (3377) في الأشربة، والنسائي (8/ 317)، وأحمد (2/ 176)، والدارمي (2/ 111)، وابن حبان (5357)، والبيهقي في الشعب (5/ 8) .. =
= كلهم من طريق الأزاعي، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله الديلمي، عن عبد الله بن عمرو، به. وهذا الإسناد صحيح. 2 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما بنحوه. أخرجه الترمذي (1863)، والطيالسي (258)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (11/ 357)، وأحمد (2/ 35) .. كلهم من طريق عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن عمر، به. وعطاء قد اختلط، والرواة عنه هنا جرير، وهمام، ومعمر، وقد رووا عنه بعد الاختلاط، كما في الكواكب النيرات. وعليه، فهو ضعيف. وسيأتي عن ابن عباس في الحديث الآتي. وبناءًا على هذين الشاهدين فإن متن حديث الباب حسن لغيره، والله أعلم.
1812 - حَدَّثَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا أَبُو مَعْشَر، ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي حَريز، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، فذكر نحوه. ¬
1812 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 191/ أ). وفي المجردة (2/ 55/ أ). وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 249)، من طريق عتبة بن أبي حكيم، عن شهر، به. وأخرجه أبو داود (3680)، في الأشربة، باب النهي عن المسكر، قال: حدثنا محمد بن رافع، ثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني، سمعت النعمان بن أبي شيبة، عن طاووس، عن ابن عباس، به. وهذا إسناد حسن: إبراهيم بن عمر صدوق، كما في التقريب (92). وقد جاء في السنن: النعمان بن بشير، وهو خطأ، وتصويبه من التحفة (5/ 29). وأخرجه البيهقي (8/ 288)، من طريق أبي داود.
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف بسبب أبي معشر: نجيح بن عبد الرحمن، لكن قد جاء الحديث من وجه آخر عن ابن عباس -أخرجه أبو داود كما تقدم-، وهو حسن، وله شواهد ترقّيه إلى الصحيح لغيره تقدمت في الحديث الذي قبله، والله أعلم. تنبيه: انقدح في ذهني -بعد التفحص لهذا الحديث والذي قبله- أنه يمكن أن يكون شهر بن حوشب قد وهم في الحديث الماضي فرواه عن عياض بن غنم، ورواه مرّة أخرى على الجادّة، مثلما رواه غيره -عن ابن عباس- رضي الله عنهما، =
= والذي زاد الأمر عندي تأكيدًا ما يلي: 1 - أن حديث عياض بن غنم حديث غريب، تفرد بروايته المثنى -وهو ضعيف- عن أبي الزبير، عن شهر، عن عياض، وشهرٌ صدوق له أوهام -كما تقدم-، وهذا يجعل في القلب رِيْبَة. 2 - أنّ الحافظ ابن حجر، وتبعه البوصيري، أوردا حديث ابن عباس، -وهو ليس من الزوائد- بعد حديث عياض، ولم يذكرا متنه وإنما أحالا به على المتن الماضي، وكأنهما بهذا -والعلم عند الله- يلْمِحان بالعلّة الخفية التي في حديث عياض، فلعل هذا هو السبب في إيراد حديث ابن عباس هنا، والله أعلم.
1813 - حَدَّثَنَا (¬1) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ -هُوَ أَبُو أَحْمَدَ (¬2) -، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى -رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ-، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ مَوْلَى أَبِي الْعَاصِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ: وَلد زِنًا (¬3)، وَلَا عَاقٌّ لِوَالِدَيْهِ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا مدمن الخمر؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث سنين في كل سنة مرة". ¬
1813 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف في الإتحاف (3/ 192/ أ). وفي المجردة (2/ 55/ أ). ولم أجده لغيره.
الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف بهذا الإسناد، وذلك لأنّه مسلسل بالمجاهيل: إبراهيم بن الحسن الكندي، وعبد الله بن عيسى وأبو الحكم مولى عثمان، أما إسماعيل بن إسحاق فلم أجد له ترجمة. وله شواهد كثيرة بلفظه في شطره الأول، منها: 1 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما، بنحوه. =
= أخرجه الإِمام أحمد (2/ 203)، والدارمي (2/ 112)، والنسائي في الكبرى كما في التحفة (6/ 283)، وابن خزيمة في التوحيد (365) .. كلهم من طريق مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جابان، عن عبد الله بن عمرو، به. وجابان مجهول، والحديث حسنه الألباني بشواهده في الصحيحة (2/ 288). 2 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بنحوه. أخرجه الإِمام أحمد (3/ 28)، وأبو يعلى (2/ 394: 1168) .. كلاهما من طريق يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ أبي سعيد، به. ويزيد ضعيف كما في التقريب (601). 3 - عن أبي قتادة رضي الله عنه، بنحوه. أخرجه الطحاوي في المشكل (1/ 393)، وإسناده ثقات عدا مولى أبي قتادة، فإنه لا يعرف. وغير ذلك من الأحاديث.
1814 - حدثنا (¬1) موسى، ثنا عبد القدوس، [ثنا أبو هُدبة] (¬2)، عن الأشعث، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ فارقَ الدُّنْيَا وَهُوَ سَكْرَانُ أُدخل الْقَبْرَ سَكْرَانُ، وَيُبْعَثُ مِنْ قَبْرِهِ سَكْرَانَ، وأُمر بِهِ إِلَى النَّارِ سَكْرَانَ إِلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ سكران، فيه عين يجري فِيهَا الْقَيْحُ وَالدَّمُ، هُوَ طَعَامُهُمْ وَشَرَابُهُمْ مَا دامت السموات والأرض". ¬
1814 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 192/ ب). وفي المجردة (2/ 55/ ب). وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 212)، في ترجمة أبي هدبة، عن أبي يعلى، به. وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 43)، عن ابن عدي، به. وأقرّه السيوطي في اللآلئ المصنوعة (2/ 205)، وابن عرّاق في تنزيه الشريعة (2/ 222). وأخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 504)، من طريق أبي يعلى.
الحكم عليه: هذا الحديث موضوع مكذوب على النبي -صلي الله عليه وسلم- والتهمة فيه على أبي هدبة، نسأل الله العافية. قال أبو حاتم (2/ 143): كذاب. اهـ. وقال ابن حبان (1/ 114): دجّال من الدجاجلة، كان رقاصًا بالبصرة، يدعى إلى الأعراس فيرقص فيها، فلما كبر جعل يروي عن أنس رضي الله عنه.
6 - باب كل مسكر حرام وتفسير الطلاء والخليط
6 - بَابُ كُلِّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَتَفْسِيرُ الطِّلَاءِ وَالْخَلِيطِ 1815 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ المقري، ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعم، عن [ابن يسار] (¬1)، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ الخَوْلاني قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بالشام، فقال أهل الذِمَّة: إنك كلّفْتَنا -أو فرضت عَلَيْنَا- أَنْ نَرْزُقَ الْمُسْلِمِينَ الْعَسَلَ وَلَا نَجِدُهُ، فقال عمر رضي الله عنه: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ إِذَا دَخَلُوا أَرْضًا فَلَمْ يَوَطِّنُوا فِيهَا اشْتَدَّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَشْرَبُوا الْمَاءَ القُراح فلا بد لهم مما يصلحهم، فقالوا: إن عندنا شرابًا نصنعه من العنب شيئًا يشبه العسل، قال: فَأتُوا به، فَأَتَوا به، فجعل رضي الله عنه يرفعه بأصبعه فيمده كَهَيْئَةِ الْعَسَلِ، فَقَالَ: كَأَنَّ هَذَا طِلَاءُ الْإِبِلِ، فدعى رضي الله عنه بماء فصب عليه ثُمَّ خَفَضَ (¬2)، فَشَرِبَ مِنْهُ وَشَرِبَ أَصْحَابُهُ وَقَالَ: ما أطيب هذا فارزقوا المسلمين منه، فرزقوهم مِنْهُ، فَلَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا خَدِر مِنْهُ، فَقَامَ الْمُسْلِمُونَ فَضَرَبُوهُ بِنِعَالِهِمْ وَقَالُوا سَكْرَانُ! فَقَالَ الرَّجُلُ: لَا تَقْتُلُونِي فَوَاللَّهِ ما شربتُ إلَّا الذي رزقنا عمر رضي الله عنه!! فقام عمر رضي الله عنه بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ لَسْتُ أُحِلُّ حَلَالًا وَلَا أحرم حَرَامًا وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قُبض ورُفع الوحي، فأخذ عمر رضي الله عنه، بثوبه فقال: إني أبرأ إلى الله تعالى مِنْ هَذَا أَنْ أُحل لَكُمْ حَرَامًا، فَاتْرُكُوهُ فإنّي أخاف أن ¬
يَدخُل النَّاسُ فِيهِ دُخُولًا وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كل مسكرٍ حرام" فدعوه، ثم كان عثمان رضي الله عنه يصنعه (¬1)، ثم كان معاوية رضي الله عنه، يشرب الحلو (¬2). ¬
1815 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 187/ أ). وفي المجردة (2/ 53/ ب). وأخرج أبو يعلى المرفوع منه، كما في مسنده (1/ 213: 248). وأخرج مالك في الموطأ (847)، عن محمود بن لبيد، إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين قدم الشام فشكا إليه أهل الشام وباء الأرض وثقلها وقالوا: لا يصلحنا إلَّا هذا الشراب، فقال عمر: اشربوا هذا العسل، قالوا: لا يصلحنا العسل، فقال رجل من أهل الأرض: هل لك أن نجعل لك من هذا الشراب شيئًا لا يُسكر؟ قال: نعم، فطبخوه حتى ذهب منه الثلثان وبقي الثلث، فأتوا به عمر رضي الله عنه، فأدخل فيه عمر أصبعه ثم رفع يده فتبعها يتمطط، فقال: هذا الطلاء، هذا مثل طلاء الإبل. فأمرهم عمر رضي الله عنه أن يشربوه، فقال له عبادة بن الصامت: أَحْلَلْتَها والله! فقال عمر رضي الله عنه: كلا والله، اللهم إني لا أحلّ لهم شيئًا حرمته عليهم، ولا أحرم عليهم شيئًا أحللته لهم. وصحّح إسناده الحافظ في الفتح (10/ 63). =
= وأخرجه البيهقي في سننه (8/ 300)، من هذا الوجه.
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف , لأن فيه عبد الرحمن الإفريقي، وهو ضعيف. إلَّا أن القصة ثابتة في الموطأ، أمّا المرفوع منه فإنه متواتر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال الإِمام أحمد عن روايات هذا الحديث: جاءت عن عشرين صحابيًا. وانظر فتح الباري (10/ 44)، فقد جمع طرقه هناك، والله أعلم.
1816 - أخبرنا (¬1) المعتمر بن سليمان قال: سمعت محمد بن جعفر بن أبي كثير، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ (¬2)، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه، عن أبيه رضي الله عنه، قال: إني أنهاكم عن قليل مما أَسْكَرَ كَثِيرُهُ. قُلْتُ: رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، فَرَفَعَهُ. وَكَذَا رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ. * وَإِسْنَادُهُ صحيح. ¬
1816 - تخريجه: هذا الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 179/ ب). وفي المجردة (2/ 51/ أ). وهذا الحديث مختلف في إسناده. فرواه الضحاك بن عثمان، عن بكير الأشج، عن عامر بن سعد، عن أبيه، موقوفًا؛ رواه عنه: محمد بن جعفر بن أبي كثير. أخرجه النسائي في الأشربة (8/ 301)، وابن الجارود في المنتقي (862)، والطحاوي في معاني الآثار (4/ 216)، والبيهقي في السنن (8/ 296). وخالفه: الوليد بن كثير، عن الضحاك، به مرفوعًا. أخرجه النسائي في الموضع السابق، والإمام أحمد في الأشربة (9)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 216)، والدارقطني في سننه (4/ 251)، وابن حزم في المحلّى (7/ 500)، ووافق الوليد بن كثير عبد العزيز الدراوردي، عن الضحاك، به مرفوعًا. =
= أخرجه ابن حبان في صحيحه (7/ 375: 5346). ورواه سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر، مرفوعًا. أخرجه النسائي (8/ 301)، والبيهقي في السنن (8/ 296). قال الدارقطني في العلل (4/ 349): والصواب حديث عامر بن سعد، عن أبيه.
الحكم عليه: حديث الباب حسن لأنّ مداره على الضحاك بن عثمان، إلَّا أنّ فيه انقطاعًا بين الضحاك بن عثمان وعامر بن سعد، وقد عُرفتْ الواسطة بينهما في روايات أخرى، كما سبق في التخريج.
1817 - وقال الطيالسي: حدثنا يحيى بن أبي كثير و [أبو عبيد] (¬1)، كِلَاهُمَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ: خَطَبَنَا الْأَشْعَرِيُّ رضي الله عنه على منبر البصرة فقال: ألا إِنَّ الْخَمْرَ الَّتِي حُرِّمَتْ بِالْمَدِينَةِ خَلِيطُ البُسْر والتمر. ¬
1817 - تخريجه: الحديث في مسند الطيالسي (72). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 184/ أ). وأخرجه البيهقي في سننه (8/ 295)، من طريق أبي عبيد، ثنا حجاج ومحمد بن كثير، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ بن جدعان، به.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف بسبب علي بن زيد بن جدعان. وله شاهد عن أنس رضي الله عنه، في قصة إهراق الخمر لما نزل التحريم: قال أنس: وكان خمرهم البسر والتمر. أخرجه البخاري في الأشربة (5583)، ومسلم (198)، في الأشربة كذلك.
1818 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بن حجر رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا جَلَبَ، وَلَا جَنَبَ، وَلَا وِرَاطَ، وَلَا شِغَارَ فِي الإِسلام، وكل مسكر حرام" (¬1). ¬
1819 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفر، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبيب، عَنْ عِرَاك بنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي أُسَيد السَّاعدي رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى أَنْ يُجمع بَيْنَ الرُّطَب والزبيب (¬1). ¬
1819 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 184/ ب). وفي المجردة (2/ 52/ ب). وأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 268)، من طريق علي بن ثابت، به، مثل الإتحاف.
الحكم عليه: حديث الباب حسن. وله شواهد، منها: 1 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يخلط بين الزبيب والتمر، وأن يخلط البسر والتمر. أخرجه مسلم في الأشربة، باب كراهة انتباذ التمر والزبيب مخلوطين (1987: 20). 2 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهى أن ينبذ التمر والزبيب جميعًا، ونهى أن ينبذ الرطب والبسر جميعًا. أخرجه البخاري في الأشربة (5601)، وأخرجه مسلم في الموضع السابق (1986). 3 - عن أبي هريرة رضي الله عنه، ولفظه: لا تنبذوا التمر والزبيب جميعًا، ولا البسر والتمر جميعًا، وانبذوا كل واحد منهما على حدة. =
= أخرجه مسلم في الموضع السابق (1989). 4 - عن ابن عباس رضي الله عنهما، بنحوه. أخرجه مسلم في الموضع السابق (1990). 5 - عن أبي قتادة رضي الله عنه، بنحوه. أخرجه البخاري في الأشربة (5602)، ومسلم في الموضع السابق (1988). 6 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بنحوه. أخرجه الإِمام أحمد (3/ 134، 140, 156)، والنسائي (80/ 291)، وأبو يعلى (5/ 272: 2892)، وإسناده صحيح. وبناءً على هذا، فإن حديث الباب صحيح لغيره، والله تعالى أعلم.
1820 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أُمِّ الدرداء رضي الله عنها قالت: كنت أغلي لأبي الدرداء رضي الله عنه، الطلاء حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه.
1820 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 186/ ب). وفي المجردة (2/ 53/ ب). أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 529)، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، به. وفيه: كنت أطبخ. وأخرجه كذلك من طريق آخر (7/ 529) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عن ميمون، به.
الحكم عليه: الأثر صحيح بإسناد مسدد. وله شاهد عن سعيد بن المسيب أن أبا الدرداء كان يشرب ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه. أخرجه النسائي (8/ 330)، وإسناده صحيح.
1821 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ [عِمْرَانَ] (¬2) بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سُوَيْدِ (¬3) بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: كَانَ أبو الدرداء رضي الله عنه يشرب الطلاء في الجُبّ المُقَيَّر. ¬
1821 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 186/ ب). وفي المجردة (2/ 53/ ب). ولم أجده لغير مسدد.
الحكم عليه: الأثر صحيح بهذا الإسناد.
1822 - وَحَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، ثنا أَبُو خَلْدَةَ، عَنْ وَاصِلِ بن عبد الرحمن قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقول: السكر من الكبائر. ¬
1822 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 189/ ب). والمجردة (2/ 54/ ب). وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 171)، عن محمد بن يحيى، ثنا سلم بن قتيبة، عن خالد، به. وأبهمه خالد عند ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 470)، فقال: عن شيخ قال: سمعت ابن عباس ... فذكره.
الحكم عليه: إسناد مسدد صحيح، وهو موقوف. وشواهده كثيرة، إذ إن كلّ حديث ورد فيه لعن الخمر وشاربها و ... فهو شاهد له , لأنّ كل ما ورد فيع لعن من المعاصي فهو من الكبائر.
1823 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَش، عن عكرمة. عن ابن عباس رضي الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ شَرِبَ شَرَابًا حَتَّى يَذْهَبَ عَقْلُهُ (¬1) فَقَدْ أَتَى بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْكَبَائِرِ". قلت: أخرج بهذا الإسناد: (من جمع بين صلاتين بغير عذر)، الترمذي (¬2). ¬
1823 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (4/ 235: 2348)، والمقصد العلي (143/ أ). وهو في الإتحاف للبوصيري (3/ 189/ ب). وفي المجردة (2/ 54/ ب). وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 215)، من طريق عارم أبي النعمان، عن المعتمر، به.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف جدًّا لحال حنش. ويغني عنه ما قبله.
1824 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن زياد، حدثنا مُسلم بْنِ يَسار، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَهْب الخولاني قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "كل مسكر حرام".
1824 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (1/ 143: 243). وهو في الإتحاف للبوصيري (3/ 189/ أ). وقد تقدَّم برقم (1816) مطولًا.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف بسبب الإفريقي، وقد تقدَّم في الحديث (1807) أن هذا المتن متواتر، والله أعلم.
1825 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ محمد، ثنا شَيْبان، عن أشعت بن أبي الشعثاء، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: كان عبد الله يحلف أن الذي نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين حرمت الخمر وأمر أن تكسر دنانه وأن تكفى (¬1) هو التمر والزبيب. ¬
1825 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 193/ أ). وفي المجردة (2/ 55/ ب). وأخرجه الدارقطني في سننه (4/ 253)، من طريق حسين بن محمد، بنحوه.
الحكم عليه: هو صحيح الإسناد. وله شاهد عن جابر رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الزبيب والتمر هو الخمر". أخرجه النسائي في سننه (8/ 288).
1826 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) وَكِيعٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرقَان، عَنْ فُرات بْنِ سُلَيْمَانَ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"أول ما يُكفى الإِسلام كما يكفى الْإِنَاءُ فِي شَرَابٍ (¬2) يُقَالُ لَهُ الطِّلَاءُ" (¬3). [2] وَقَالَ أبو يعلى: وحدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ برقان، عن فرات، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها، بهذا. ¬
1826 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 187/ أ). وفي المجردة (2/ 53/ ب). وعزاه لابن منع وأبي يعلى. وهو في مسند أبي يعلى (8/ 177: 4731). وقد تابع ابن منيع عن وكيع بن أبي شيبة في المصنف (7/ 471)، وفيه: عن فرات بن سليمان، عن رجل من جلساء القاسم، عن عائشة ... فذكره. وتابع وكيعًا بالإسناد المحاربي، أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2051). والمحاربي مدلس، وقد عنعن. ورواه عبد الأعلي بن حماد عن وكيع، واختلف عليه فيه: فرواه عنه عن جعفر، =
= عن فرات، عن القاسم، عن عائشة. أخرجه أبو يعلى عنه. ورواه الحسن بن سفيان، عنه، عن وكيع، عن جعفر، عن فرات، عن عائشة. أخرجه ابن عدي في الموضع السابق. وكأن إسناد أبي يعلى أقوم، فقد تابعه أبو وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعي. أخرجه الدارمي (2/ 114)، من طريق أبي وهب، عن القاسم، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يقول: إن أول ما يكفىء -يعني الإسلام- كما يكفأ الإِناء -يعني الخمر-، فقيل: كيف يا رسول الله، وقد بيَّن الله فيها ما بيَّن؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يسمّونها بغير اسمها. وهذا إسناد حسن. وتابعه سليمان بن موسى الأشدق، عن القاسم، به. أخرجه ابن أبي عاصم في الأوائل (78: 64)، وفي إسناده: بقية بن الوليد، وقد عنعن، وهو مدلس.
الحكم عليه: إسناد ابن منيع فيه انقطاع بين فرات وعائشة؛ ولكن تبين لنا الواسطة برواية أبي يعلى. وإسناد أبي يعلى متصل، ورواته ثقات عدا عبد الأعلى فإنه لا بأس به. وعليه، فهو حسن، إن شاء الله.
1827 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مَرْيَمَ بِنْتِ طَارِقٍ قَالَتْ: دخلت على عائشة رضي الله عنها فِي حُجْرَتِهَا فِي نِسَاءٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَجَعَلْنَ يَسْأَلْنَهَا عَنِ الظُّرُوفِ، فَقَالَتْ: يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكُنَّ لَتَسْأَلْنَ عَنْ ظُرُوفٍ مَا كَانَ كَثِيرٌ مِنْهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَا أَسْكَرَ إِحْدَاكُنَّ مِنَ الْأَشْرِبَةِ فلتجتنبه وإن أسكرها ماء حُبّها (¬1) فلتجتنبه (¬2) فإن كل مسكر حرام. ¬
1827 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 188/ ب). وفي المجردة (2/ 54/ أ)، بأطول منه. وأخرجه الإمام أحمد في الأشربة (79: 226، 227)، بالإسناد نفسه. وأخرجه البيهقي في سننه (8/ 311)، من طريق يحيى القطان، به. وعلقه ابن حزم في المحلى (7/ 502)، عن يحيى القطان مختصرًا. وتابع يحيى عن أبي حيان كلّ من: ابن علية عند ابن أبي شيبة (7/ 463). وجرير بن عبد الحميد عند الحاكم (4/ 147)، وقال: صحيح الإسناد، وأقرّه الذهبي. ولم تنفرد به مريم بنت طارق عن عائشة، بل تابعتها. =
= أم ظبيان -وهي مجهولة-، وكريمة بنت همّام -وهي مقبولة، من الثالثة-. أخرجها الإِمام أحمد في الأشربة (204، 205).
الحكم عليه: إسناد مسدد رواته ثقات، عدا مريم بنت طارق فهي مجهولة، وقد تابعها من هو مثلها وأرفع منها بقليل. وبهذا يكون الحديث قابلًا للانجبار إن شاء الله، والله أعلم.
1828 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ قُدامة، عَنْ جَسْرة، عَنْ عائشة رضي الله عنها قالت: سمعتها تقول: لا أُحل سُكْرًا (¬2) وإن كان خبزًا أو ماءً. ¬
1828 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 188/ أ). وفي المجردة (2/ 54/ أ). وعلّقه ابن حزم في المحلى (7/ 502)، عن ابن المبارك، عن قدامة، به.
الحكم عليه: هذا الإسناد فيه قدامة بن عبد الله، وهو مقبول. وقد ورد بمعناه عنها رضي الله عنها في سنن النسائي (8/ 297).
1829 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ (¬2) عَمَّارٍ أَنَّهُ سمع (¬3) القاسم وسالمًا رضي الله عنهما يَقُولَانِ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كل مسكر حرام". ¬
1829 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 188/ ب). وفي المجردة (2/ 53/ ب). وأخرجه الإِمام أحمد في الأشربة (81: 240)، عن ابن مهدي، عن عكرمة، عن القاسم وحده.
الحكم عليه: هذا الإسناد لا بأس به لولا أنه مرسل. وقد ثبت المتن من طرق كثيرة حتى وصل إلى المتواتر، كما سبق بيانه.
7 - باب الرخصة في شرب غير المسكر
7 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي شُرْبِ غَيْرِ المُسكر 1830 - قَالَ أبو بكر: حَدَّثَنَا مُلازِم بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عُجَيْبة بْنِ عبد الحميد، عن عمه قَيْس بن طلق، عن أبيه طلق بن علي رضي الله عنه قَالَ: جَلَسْنَا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فَجَاءَ وفْد عَبْدِ الْقَيْسِ فَقَالَ: "مَا لَكُمْ قَدِ اصْفَرّت ألْوانكم، وعَظُمت بُطونكم، وَظَهَرَتْ عُرُوقُكُمْ؟ " (¬1) فقالوا: أتاكَ سَيِّدُنَا فَسَأَلَكَ عَنْ شَرَابٍ كَانَ لَنَا مُوَافِقًا فَنَهَيْتَهُ عَنْهُ، وَكُنَّا بِأَرْضٍ وَبِئَة مُخِمَّةٍ، قال -صلى الله عليه وسلم-: "فاشربوا ما طاب لكم". ¬
1830 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 189/ ب). وفي المجردة (2/ 54/ ب). وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 507). ومن طريقه الطبراني في الكبير (8/ 403). وعلّقه ابن حزم في المحلّي (7/ 483)، عن ابن أبي شيبة، به.
الحكم عليه: هذا الإسناد حسن لأن فيه قيس بن طلق، وهو صدوق، والله أعلم.
1831 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، ثنا مُسْلِمٌ الْأَعْوَرُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشَّامَ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَجَاءَهُ دِهْقَانٌ يَسْتَدِلُّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أَتَاهُ، فَلَمَّا رَأَى الدهقانُ عمرَ رضي الله عنه سجد، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا هَذَا السُّجُودُ؟ قَالَ: هَكَذَا نَفْعَلُ بِالْمُلُوكِ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: اسجد لربك الذي خلقك، فقال: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي صَنَعْتُ لَكَ طَعَامًا فَأْتِنِي، فقال عمر رضي الله عنه: هل في بيتك شيء مِنْ تَصَاوِيرِ الْعَجَمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَا حَاجَةَ لَنَا فِي بَيْتِكَ، وَلَكِنِ انْطَلِقْ فَابْعَثْ إِلَيْنَا بِلَوْنٍ مِنْ طَعَامٍ وَلَا تَزِدْنَا عَلَيْهِ، قال: فانطلق عمر رضي الله عنه، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِالطَّعَامِ فَأَكَلَ مِنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه لغلامه: هل في إدواتك شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ النَّبِيذِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَتَاهُ بِهِ (¬1) فَصَبَّهُ فِي إِنَاءٍ (¬2) ثُمَّ شَمّه فَوَجَدَهُ مُنْكَرَ الرِّيحِ، فَصَبَّ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ شَرِبَ ثُمَّ قَالَ: إِذَا رَابَكم شيءٌ من شَرَابكم فافعلوا به هكذا. ¬
1831 - تخريجه: لم أجده لغير مسدد (*). ¬
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف بسبب ضعف مسلم الأعور.
8 - باب الأوعية
8 - باب الأوعية 1832 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من غفار رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنِ النَّقِيرِ والمُقَيَّر أحدهما أو جميعًا، وعن الدباء والحنتمة. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْأَنْصَارِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المثنى، أنا سليمان التيمي، به.
1832 - تخريجه: أخرجه مسدد -كما في الإتحاف (3/ 181/ أ) -، وأحمد في مسنده (4/ 213)، عن يحيى بن سعيد، عن سليمان التيمي، عن أبي تميمة، عن دلجة بن قيس، أنّ رجلًا قال للحكم الغفاري -أو قال الحكم الغفاري للرجل-: أما تذكر يوم نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن النقير والمقير -أو أحدهما- وعن الدباء والحنتم؟ قال: نعم، قال: وقال الآخر: وأنا أشهد على ذلك. ولم أجده بالسند واللفظ الذي أورده الحافظ هنا (*). ¬
الحكم عليه: الحديث صحيح بهذا الإسناد، والله أعلم.
1833 - وقال مسدد: حدثنا بشر -هو ابن المفضل-، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَنْهَى عَنِ الْحَنْتَمَةِ، قَالَ: قُلْتُ: وما الْحَنْتَمَةُ؟ قَالَ: الْجَرَّةُ الْخَضْرَاءُ، وَعَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُقَيَّرِ والمزفت، قال: قلت: فإنا نتخذ جراراً من رصاص ننتبذ فيها عشاء ونشربه الغداء، قال: تلك والله الخمرة، قال: قلت: ماذا؟ قَالَ: سِقَاءٌ نَنْتَبِذُ فِيهِ غُدْوَةً وَنَشْرَبُهُ عَشِيَّةً.
1833 - تخريجه: أورده البوصري في الإتحاف (3/ 180/ ب). وفي المجردة (2/ 51/ أ). وقد روى النسائي في السنن الكبرى (88/ ب) نحو هذا الحديث عن ابن المسيب مرسلاً، وموصولاً عن ابن عمر وابن عباس. قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم، قال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ , عَنْ عبد الخالق الشيباني، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نهى عن الدباء والنقير. وانظر تحفة الأشراف (5/ 432: 7082). ثم قال النسائي: خالفه قتادة: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: ثنا أبو هشام قال: ثنا أبان بن يزيد قال: ثنا قتادة، عن سعيد بن المسيب، وعكرمة، عن ابن عباس أن وفد عبد القيس أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع، نهاهم عن الشرب في الحنتم والدباء والنقير والمزفت، قالوا: فِيمَ نشرب؟ قال: عليكم بأسقية الأدم التي يُلاث على أفواهها. وانظر تحفة الأشراف (4/ 463: 5663). ثم قال النسائي: خالفه داود بن أبي هند: أخبرنا محمد بن المثنى، عن ابن =
= أبي عدي، عن داود، عن سَعِيدٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وفد عبد القيس عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت أن ينتبذوا فيه.
الحكم عليه: إسناد مسدد لا بأس به، لولا أنه مرسل.
1834 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: تَحَيَّنْتُ فِطْرَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فأتيته بنبيذ جرّ، فلما أَدْنَاهُ (¬1) إِلَى فَيْه فَإِذَا هُوَ يَنُشّ، فَقَالَ: "اضْرِبْ بِهَذَا الْحَائِطِ، فَإِنَّ هَذَا شَرَابُ مَنْ لا يؤمن باللهِ واليوم الآخر". ¬
1834 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (13/ 243: 7259)، وفي المقصد العلي (143/ ب). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 185/ ب). وفي المجردة (2/ 53/ أ). وهذا الحديث ذكره الدارقطني في العلل (7/ 234)، وقال: يرويه الأوزاعي واختلف عنه، فرواه أبو عاصم النبيل وروح بن عبادة، ويحيى القطان، عن الأوزاعي، عن محمد بن أبي مُوسَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي موسى، إلَّا أن أبا عاصم أرسله وقال فيه: إن أبا موسى أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-. اهـ. قلت: أخرجه البزار -كما في كشف الأستار (3/ 346: 2907) -، عن يحيى بن حكيم وقرنه بأزهر بن جميل .. كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن الأوزاعي، عن محمد بن أبي موسى، عن القاسم، قال يحيى: أقبل أبو موسى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وقال أزهر: عن القاسم، عن أبي موسى أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بنبيذ جَرّ ينش ... وأخرجه البيهقي (8/ 303)، من طريق الوليد بن مزيد، عن الأوزاعي، عن محمد بن أبي موسى أنه سمع القاسم بن مخيمرة يخبر أنّ أبا موسى أتى النبي -صلي الله عليه وسلم- بنبيذ جرّ ينش ... =
= قال الألباني في الإرواء (8/ 52): محمد هذا مجهول، كما قال أبو حاتم، وظاهره مرسل. اهـ. قال الدارقطني: وخالفهم الوليد بن مسلم فرواه عن الأوزاعي عن موسى بن سليمان، عن القاسم، عن أبي موسى. وهي رواية أبي يعلى هذه. ثم ذكر الدارقطني أنه رواه هشام الدستوائي واختُلف عنه، فقيل: عن هشام، عن قتادة، عن الأوزاعي. وقيل: عن هشام، عن رجل من أهل الشام، عن الأوزاعي. وقيل: عن هشام، عن الأوزاعي، ليس بينهما أحد. وقد رجّح ابن حبان في المجروحين (1/ 119) الوجه الثاني، بدون ذكر الأوزاعي. قال الدارقطني: والحديث مضطرب عن الأوزاعي , لأن الذي بينه وبين القاسم رجل مجهول، وربما أرسله عن القاسم -يعني الأوزاعي-، وذلك كما في رواية الإِمام أحمد في الأشربة (81: 239)، عن يحيى، عن الأوزاعي، عن القاسم أن أبا موسى أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بنبيذ ينش، ويحيى لعله القطّان، وهنا أرسله الأوزاعي عن القاسم فلم يروه عن محمد بن أبي موسى، ولا موسى بن سليمان، ولم يذكر واسطة غيرهما. والأوزاعي مولود عام 88 هـ وتوفي القاسم عام 100 هـ. وعلى آية حال، فالإسناد مضطرب.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف، لأمور: 1 - تدليس الوليد حيث عنعن عن الأوزاعي، والحديث وإن كان ثابتًا عن الأوزاعي، عن القاسم مرسلًا، أو بواسطة محمد عنه، من رواية غير الوليد، عن الأوزاعي، إلَّا أن الوليد تفرَّد بروايته عنه، عن موسى بن سليمان، ولم أقف له على =
= متابعة على روايته عن الأوزاعي كذلك، فلا يؤمن أن يكون دلَّسه عن ضعيف عن الأوزاعي على هذه الصورة، حيث لم يُصَرِّح بتحديث الأوزاعي إياه، به. 2 - تسوية الوليد، فقد ورد بالعنعنة بين الأوزاعي وموسى. 3 - الانقطاع بين القاسم وأبي موسى، قال ابن حبان في الثقات (7/ 332): ليس يصح له عندي عن أبي موسى سماع. اهـ 4 - الاضطراب كما ذكره الدارقطني.
1836 - وَبِهِ (¬1) إِلَى الْوَلِيدِ عَنْ صَدَقَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ [خَالِدِ] (¬2) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يخبر أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بنبيذ جرّ، فقال له مثل ذلك. ¬
1835 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (13/ 243: 7260)، معطوفًا على ما قبله. وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 186/ أ). وفي المجردة (2/ 53/ أ). وأخرجه ابن ماجه في الأشربة (2/ 1128: 3409)، من طريق مجاهد بن موسى. وأخرجه أبو داود في الأشربة (3/ 336: 3716)، والنسائي (8/ 301) .. كلاهما من طريق هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، به. وهذه متابعة قوية للوليد بن مسلم عن صدقة بن خالد. ولم ينفرد به صدقة أيضًا، فله متابع: فقد أخرج البخاري في التاريخ الكبير (3/ 157). من طريق الهيثم بن خارجة. قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن القرشي، عن زيد بن واقد، به. وهذا إسناد جيد، فإن عثمان بن عبد الرحمن ذكره البخاري في التاريخ (6/ 238)، وكذا ابن أبي حاتم (6/ 157)، وقال: سألت أبا زرعة عنه فقال: لا بأس به. اهـ. وقد روى عنه جماعة. ولم ينفرد به خالد بن عبد الله عن أبي هريرة، بل تابعه: قزعة بن يحيى، وهو ثقة، عن أبي هريرة. =
= رواه زيد بن واقد، عن قزعة، به. أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 252). قال الشيخ الألباني في الإرواء (8/ 52): لعل له -أي لزيد بن واقد- عن أبي هريرة شيخين: خالدًا -كما هو هنا-، وقزعة. قال: وإسناده صحيح.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف لعنعنة الوليد؛ ولكنه لم ينفرد به، فقد تابعه هشام بن عمار، وكذا لم ينفرد به خالد بن عبد الله، بل تابعه قزعة بن يحيى، وهو ثقة. وعليه، فالحديث صحيح، والله أعلم.
1836 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ الْأَشْعَثِ بْنِ عمير العبدي، عن أبيه رضي الله عنه قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وفدُ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَلَمَّا أَرَادُوا الِانْصِرَافَ قَالُوا: قَدْ حَفَظْتُمْ (¬1) عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُلَّ شَيْءٍ سَمِعْتُمُوهُ مِنْهُ فَسَلُوهُ عَنِ النَّبِيذِ، فَأَتَوْهُ فَقَالُوا: يَا رسول الله إنا بأرض مخمة لا يُصلحنا فيها إلَّا الشّراب، قال -صلى الله عليه وسلم-: "وما شرابكم؟ "، قالوا: النبيذ، قال -صلى الله عليه وسلم-: "فِي أَيِّ شَيْءٍ تَشْرَبُونَهُ؟ "، قَالُوا: فِي النَّقِيرِ، قال -صلى الله عليه وسلم-: "فَلَا تَشْرَبُوا فِي النَّقِيرِ"، فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ فقالوا: والله لا يصالحنا قومنا على هذا، فرجعوا فسألوه، فَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَادُوا فَقَالَ لَهُمْ: "لَا تَشْرَبُوا فِي النَّقِيرِ فَيَضْرِبُ الرَّجُلَ مِنْكُمُ ابْنَ عَمِّهِ ضَرْبَةً لَا يَزَالُ أَعْرَجَ مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"، قَالَ: فَضَحِكُوا، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "من أي شيء تضحكون؟ "، قالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ شربنا في نقير لَنَا، فَقَامَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ فَضُرِبَ هَذَا ضربة عرج مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا. ¬
1836 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 181/ أ). وفي المجردة (2/ 52/ ب). وهو في المقصد العلي (142/ أ). وقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 476)، وعنه أبو يعلى (6/ 217: 6816)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 276). =
= ومن طريق ابن أبي شيبة: أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 63)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 106/ ب)، وابن الأثير في أُسد الغابة (3/ 785).
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف لأمرين: 1 - اختلاط عطاء. 2 - الجهالة بالأشعث بن عمير. لكن متن الحديث ثابت من طرق أخرى في الصحيح وغيره.
1837 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ حَسَّانَ، ثنا الْمُثَنَّى الْعَبْدِيُّ أبُو مُنَازِلٍ -أحد بني غنم-، عَنِ الْأَشَجِّ الْعَصَرِيِّ قَالَ: إِنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي رُفْقَةٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ لِيَزُورُوهُ فَأَقْبَلُوا، فَلَمَّا قَدِمُوا رُفع لَهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَنَاخُوا رِكَابَهُمْ وَابْتَدَرَهُ الْقَوْمُ فَلَمْ يَلْبَسُوا إلَّا ثِيَابَ سَفَرِهِمْ، وَقَامَ الْعَصَرِيُّ فَعَقَلَ رَكَائِبَ أَصْحَابِهِ وَبَعِيرَهُ، ثُمَّ أَخْرَجَ ثِيَابَهُ مِنْ عَيْبَتِهِ وَذَلِكَ بِعَيْنِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم أقبل يُسَلِّم، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"يَا معشر عبد القيس ما لي أَرَى وُجُوهَكُمْ قَدْ تغيَّرت؟ "، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ نَحْنُ بِأَرْضٍ وَخِمَةٍ وَكُنَّا نَتَّخِذُ مِنْ هذه الأنبذة ما يقطع اللُّحْمان في بطوننا، فَلَمَّا نَهَيْتَنَا عَنِ الظُّرُوفِ انْتَهَيْنَا، فَذَلِكَ الَّذِي تَرَى فِي وُجُوهِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الظُّرُوفَ لَا تَحِلُّ وَلَا تُحَرَّمُ؛ وَلَكِنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَلَيْسَ أَنْ تَجْلِسُوا فَتَشْرَبُوا حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتِ الْعُرُوقُ تَفَاخَرْتُمْ فَوَثَبَ الرَّجُلُ عَلَى ابْنِ عَمِّهِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَتَرَكَهُ أَعْرَجَ"، قَالَ: وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِي الْقَوْمِ الأعرج الذي أصابه ذلك. *صححه ابن حبان (¬1). ¬
1837 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (12: 6849). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 183/ أ). وفي المجردة (2/ 51/ أ). وأخرج ابن حبان (16/ 178: 7203)، عن أبي يعلى. وأخرج أبو داود (5225)، والطبراني في الكبير (5313)، والبزار كما في =
= كشف الأستار (2746)، والبيهقي في السنن (7/ 102)، وفي دلائل النبوة (5/ 327). من طريقين عن مطر بن عبد الرحمن الأعنق، عن أم أبان بنت الوازع، عن جدها زارع -وكان في وقد عبد القيس- قال: لما قدمنا المدينة جعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبّل يد النبي -صلي الله عليه وسلم- ورجله، قال: وانتظر المنذر الأشج حتى أتى عيبته فلبس ثوبيه، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُ: إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة، قال: يا رسول الله أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: بل الله جبلك عليهما، قال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله. وهذا الإسناد حسن في الشواهد.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى قال عنه الحافظ في الفتح (10/ 44) بأنه جيِّد. وكأنه قال ذلك بالنظر إلى شواهده، وإلّا، فإن المثنّى العبدي مجهول الحال، والله أعلم. وانظر التاريخ الكبير (4/ 420)، والجرح (8/ 326).
1838 - [1] وقال الطيالسي: حدثنا شعبة، عن قتادة قال: سألت أنسًا رضي الله عنه عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهِ شَيْئًا، فكان أنس رضي الله عنه يَكْرَهُهُ [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ -هُوَ الدورقي-، ثنا الطيالسي، به. [3] قال: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، ثنا حِرْمِيٌّ، ثنا شُعْبَةُ، به مختصرًا.
1838 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (6/ 17: 3241) و (5/ 442: 3145)، وهو في المقصد العلي (142/ أ)، بالطريقين عن شجة. ولم أجده في مسند الطيالسي. وقد أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 185/ أ). وفي المجردة (2/ 52/ ب).
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح الإسناد.
1839 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أبو معاوية، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عمر قال: سألت أنسًا رضي الله عنه وسأله غَيْرِي: أَحَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نبيذ الجر؟ قال: كيف حرمه! والله ما رآه قط.
1839 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 185/ ب). وفي المجردة (2/ 52/ أ). وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (8/ 116: 3835)، وعنه أبو يعلى (7/ 305: 4344) مطوّلًا.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف، وقد ورد ما يخالفه، ففي صحيح البخاري (10/ 61: 5596)، كتاب الأشربة، باب ترخيص النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأوعية والظروف بعد النهي: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن الجرّ الأخضر ... وعليه، فإن حديث ابن أبي أوفى هو المقدم، وذلك لأنّه في الصحيح.
1840 - وقال أبو بكر: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الضَحّاك بْنِ يَسَار، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيْر، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [صُحَارٍ] (¬1) الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ مِسْقَام فَأْذَنْ لِي فِي جرة أنتبذ فيها، فأذن لي فيها. ¬
1840 - تخريجه: الحديث في مسند ابن أبي شيبة (2/ 38/ب)، وقد أخرجه في المصنف (8/ 156: 3985). وقد أورده البوصيري في الإتحاف (3/ 185/ ب). وفي المجردة (2/ 53/ أ). وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (5/ 31)، عن وكيع، به؛ إلا أن فيه: "جُرَيرة" بالتصغير. وأخرجه أيضًا في (3/ 483)، عن الطيالسي، عن الضحاك، به؛ ولفظه: استأذنتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يأذن لي في جرة أنتبذ فيها فرخّص لي فيها، أو أذن لي فيها. وأخرجه البزار -كما في كشف الأستار (3/ 348) -، والطبراني في الكبير (8/ 87). قال البزار: لا نعلم رَوى صحار إلا هذا الحديث وآخر.
الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف بسبب الضحاك بن يسار. وانظر اللسان (3/ 201)، وتعجيل المنفعة (194)؛ ولم أجد له شاهدًا، والله أعلم. وهذا الحديث ليس على شرط الحافظ هنا، فهو مخرّج في مسند الإِمام أحمد؛ =
= لكن يمكن الاعتذار عنه بأنه لم يكن في نسخته من المسند والدليل على ذلك ما يلي: 1 - أنه لم يَذكر لصحار في أطراف المسند (1/ 91/ ب) إلَّا حديثًا واحدًا غير الحديث الذي هنا , ولو كان في نسخته حديث آخر لذكره. 2 - أنه أشار إلى حديث صحار الذي هنا في تعجيل المنفعة (124)، وعزاه لابن شاهين، ولو كان في نسخته من المسند لعزاه إليه، فهو أقرب من ابن شاهين، والله أعلم.
1841 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مغفل رضي الله عنه قَالَ: وَسَمِعْتُهُ -يَعْنِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-- ينهى عن نبيذ الجرّ، [وسمعته] (¬1) حين أمر بشرب نبيذ الجر. ¬
1841 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث (662: 511). وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 185/ ب). وفي المجردة (2/ 53/ أ). وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 37/ ب)، عن ابن خلاد -وهو محمد أبو بكر-، عن الحارث. وهذا الحديث أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (4/ 87)، وابن أبي شيبة في مصنفه (8/ 110) .. كلاهما عن وكيع (*)، عن الربيع، عن أبي العالية أو غيره، عن عبد الله بن مغفل قال: أنا شهدت النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن نبيذ الجر، وأنا شهدته رخص فيه وقال: "اجتنبوا كل مسكر". هكذا رواه وكيع بالشك، قال أبو حاتم في العلل (2/ 31): هو أشبه. وعليه، فإن هذا الحديث من شرط الحافظ لا كما يتبادر للذهن حين وجوده في مسند أحمد، فقد عرفت الفرق بين الروايتين. ¬
الحكم عليه: الحديث ضعيف جدًا بإسناد الحارث، وذلك لأن فيه الحسن بن قتيبة وهو =
= متروك. وانظر اللسان (2/ 246). إلَّا أن الحديث قد جاء من غير طريقه عند أحمد وابن أبي شيبة، إلَّا أنه ضعيف، وذلك لأنّه من رواية أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وقد كان الناس يتقون هذه الرواية لما فيها من الاضطراب كما تقدم في كلام ابن حبان، وانظر الثقات (3/ 64). وعليه، فالحديث ضعيف، والله تعالى أعلم.
انتهى المجلد الثامن ويليه المجلد التاسع وأوله تتمة كتاب الحدود
الخاتمة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله تبلغ الغايات، وتنال الدرجات العاليات في الجنات، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: فقد منّ الله علىّ بالانتهاء من دراسة وتحقيق هذا القسم من كتاب المطالب العالية للحافظ الإِمام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، وأرجو الله أن أكون قد وُفِّقت في خدمة الكتاب الخدمة اللائقة به، وفي ختام هذه الرحلة التي مررت فيها على أكثر من أربعمائة عالم وإمام -من خلال مؤلفاتهم وأقوالهم- أقف لأسجل للقارىء الكريم أهم ما توصلت إليه من نتائج هذا البحث، فمنها: 1 - يعتبر كتاب المطالب العالية من الموسوعات الحديثية الضخمة التي ينبغي أن يُهتمَّ بها وبأمثالها من الكتب. 2 - عظم ما تكبده السلف الصالح من المشاق في سبيل تعلم العلم وجمع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فترى الحديث عند رجل من أهل خراسان يحمله عنه رجل آخر من أهل إفريقيا، وتجد الحديث عند رجل من أهل بغداد يحمله عنه رجل آخر من أهل اليمن وهكذا.
3 - أن لا ننسى العداء الذي بيننا وبين الصليبيين الحاقدين الذين أتلفوا كتب أئمتنا السالفين، أو سلّموها لليهود الملاعين. 4 - معرفة ما كان عليه الحافظ ابن حجر من بسطة في العلم، وتبحر في معرفة العلل وفنون المصطلح ودقة في التبويب والترتيب، واستحضار للكتب الستة ومسند أحمد، فهو ينتزع الأحاديث الزائدة عن السبعة من بطون تلك المسانيد الكبار. 5 - حاجة أكثر كتب التراث المخطوطة إلى من ينفض الغبار عنها ويقوم بخدمتها ودراستها دراسة وافية مستوعبة، وتخريجها تخريجًا موسعًا، فهذا مما ينبغي التسابق إليه والتفاني فيه. وأذكر هنا عدد زوائد كل مسند في هذا القسم المحقق، فعن طريقها يمكنم تصور حجم كل مسند من هذه المسانيد ولو تصورًا جزئيًا تقريبًا: - مسند أبي يعلى (106) أحاديث. - مسند مسدد (68) حديثًا. - مسند الحارث (46) حديثًا. - مسند إسحاق (27) حديثًا. - مسند أبي بكر بن أبي شيبة (22) حديثًا. - مسند أحمد بن منيع (21) حديثًا. - مسند أبي داود الطيالسي (17) حديثًا. - مسند عبد بن حميد (14) حديثًا. - مسند ابن أبي عمر العدني (9) أحاديث. - مسند الحميدي (3) أحاديث.
وقد كان منزلتها صحة وضعفًا كالآتي: بلغ عدد الأحاديث الصحيحة في هذا القسم: (23) حديثًا. بلغ عدد الأحاديث الحسنة في هذا القسم: (61) حديثًا. بلغ عدد الأحاديث الضعيفة في هذا القسم: (100) حديث. بلغ عدد الأحاديث الضعيفة جدًا في هذا القسم: (37) حديثًا. بلغ عدد الأحاديث الموضوعة في هذا القسم: (3) أحاديث، منها حديث مكرر في أبواب كثيرة. وأمّا الآثار التي عن الصحابة والتابعين: فبلغ عدد الآثار الصحيحة في هذا القسم: (44) أثرًا. وبلغ عدد الآثار الحسنة في هذا القسم: (10) آثار. وبلغ عدد الآثار الضعيفة في هذا القسم: (24) أثرًا. وبلغ عدد الآثار الضعيفة جدًا في هذا القسم: (3) آثار. وبهذا يتبيّن أن نسبة الأحاديث والآثار التي تصلح للاحتجاج تصل إلى (46%) من هذا القسم، وهذه نسبة ليست بالقليلة. هذا وأسأل الله أن لا يؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها، والحمد لله رب العالمين، وسبحانك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا أنت أستغفرك وأتوب إليك. * * *
فهرس المصادر والمراجع 1 - الآداب: لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي. تحقيق: محمد عبد القادر عطا. الطبعة: الأولى 1406 هـ، نشر دار الكتب العلمية. 2 - آداب الشافعي ومناقبه: لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي تحقيق. تحقيق عبد الغني عبد الخالق. طبعة: مكتبة التراث الإِسلامي، سوريا. 3 - الأباطيل والمناكير: لأبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الجوزقاني. تحقيق عبد الرحمن الفريوائي: طبعة الجامعة السلفية، بنارس الهند، الطبعة الأولى 1403 هـ. 4 - ابن حجر ودراسة مصنفاته: للدكتور شاكر محمود عبد المنعم. 5 - أبحاث هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية: طبع ونشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد. الطبعة الأولى 1409 هـ. 6 - إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: للبوصيري. (أ) - المسندة مصورة عن نسخة المكتبة الأزهرية، مصر. (ب) - رسالة ماجستير من الجامعة الإسلامية مقدمة من: مقبل بن مريشيد الرفيعي 1408 هـ.
7 - إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين: للمرتضى الزبيدي. نشر دار الفكر. 8 - الإتقان في علوم القرآن: للجلال السيوطي. نشر المكتبة الثقافية، بيروت، لبنان عام 1973 م. 9 - الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة: لبدر الدين الزركشي. تحقيق سعيد الأفغاني، نشر المكتب الإسلامي، الطبعة الثانية 1390 هـ. 10 - الإِجماع: لابن المنذر. تحقيق: فؤاد عبد المنعم أحمد، طبع رئاسة المحاكم بقطر، الطبعة الثالثة 1408هـ. 11 - الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان: ترتيب الأمير علاء الدين ابن بلبان. تحقيق كمال يوسف الحوت. الطبعة الأولى 1407 هـ. نشر دار الكتب العلمية بيروت. وطبعة أخرى بتحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة بيروت 1412 هـ. 12 - أحوال الرجال: لأبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. تحقيق صبحي السامرائي: نشر مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1405 هـ. 13 - إحياء علوم الدين: لأبي حامد الغزالي. دار الندوة الجديدة، بيروت. 14 - أخبار أصبهان: لأبي نعيم الأصبهاني. طبعة الدار العلمية -الهند- الطبعة الثانية 1405هـ. 15 - أخبار القضاة: لمحمد بن خلف بن حيان، المعروف بوكيع. تحقيق عبد العزيز مصطفى المراغي. نشر عالم الكتب بيروت. 16 - أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه: لأبي عبد الله الفاكهي. تحقيق عبد الملك بن دهيش. الطبعة الأولى 1407 هـ، مكتبة النهضة الحديثة.
17 - أخبار مكة: لأبي الوليد الأزرقي. تحقيق: رشدي الصالح ملحس، الطبعة الثالثة 1398 هـ، دار الثقافة مكة المكرمة. 18 - الأدب المفرد: للإمام محمد بن إسماعيل البخاري. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، المكتبة السلفية ومطبعتها القاهرة 1375 هـ. 19 - الأذكار من كلام سيد الأبرار: للإمام أبي زكريا النووي. طبعة دار الكتاب العربي بيروت 1403 هـ. 20 - إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق: للِإمام النووي. تحقيق عبد الهادي السلفي، طبعة مكتبة الإيمان بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1408 هـ. 21 - الإرشاد في معرفة علماء الحديث: لأبي يعلى الخليلي. تحقيق: محمد سعيد بن عمر إدريس. رسالة دكتوراه من كلية أصول الدين بجامعة الإِمام بالرياض 1406 هـ. 22 - إرواء الغليل بتخريج أحاديث منار السبيل: للشيخ محمد ناصر الدين الألباني. الطبعة الأولى، المكتب الإِسلامي، بيروت 1399 هـ. 23 - أساس البلاغة: لأبي القاسم محمود الزمخشري. 24 - الأسامي والكنى: للِإمام أحمد بن حنبل، رواية ابنه صالح عنه. تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، الطبعة الأولى 1406هـ، مكتبة الأقصى بالكويت. 25 - أسباب نزول القرآن: لأبي الحسن الواحدي. تحقيق: أحمد صقر، طبعة دار القبلة للثقافة الإِسلامية، جدة. 26 - الإستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى: لأبي عمر =
يوسف بن عبد البر. تحقيق: د. عبد الله بن مرحول السوالمة. منشورات دار ابن تيمية، الرياض 1405 هـ، الطبعة الأولى. 27 - الإستيعاب في معرفة الأصحاب: لأبي عمر ابن عبد البر. مطبوع بهامش الإصابة. دار الكتاب العربي. 28 - أسد الغابة في معرفة الصحابة: لابن الأثير الجزري. تحقيق: محمد إبراهيم البنّا ورفقاؤه. دار الشعب. 29 - الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة: لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغداي. تحقيق: د. عز الدين علي السيد، الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة، الطبعة الأولى 1405 هـ. 30 - الأشربة: للإمام أحمد بن حنبل. تحقيق: صبحي جاسم البدري، بغداد عام 1396 هـ. 31 - الإصابة في تمييز الصحابة: للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني. 32 - إصلاح غلط المحدثين: للإمام الخطابي. تحقيق: د. حاتم صالح الضامن، نشر مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ. 33 - الإعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار: لأبي بكر الحازمي. تحقيق: عبد المعطي قلعجي، طبعة دار الوعي، حلب الطبعة الأولى 1403 هـ. 34 - إعلام الموقعين عن رب العالمين: لابن القيّم. راجعة وعلق عليه: طه عبد الرؤوف سعد، طبعت 1973 م، دار الجيل بيروت. 35 - أعلام النساء: لعمر رضا كحالة. طبعة دمشق 1378 هـ. 36 - الأعلام: لخير الدين الزركلي. طبعة دار العلم للملايين، بيروت.
37 - إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان: لابن القيم. تحقيق: محمد حامد الفقي، طبعة مصطفى البابي الحلبي 1357 هـ. 38 - الاغتباط بمن رمي بالاختلاط: لسبط ابن العجمي. الدار العلمية بالهند، الطبعة الثانية 1406 هـ. 39 - الأفنان الندية شرح السبل السوية في فقه السنن المروية: للشيخ زيد بن محمد المدخلي. طبعة نادي جازان الأدبي، الطبعة الأولى 1409 هـ. 40 - إكمال تهذيب الكمال: لعلاء الدين مغلطاي. مخطوط مصور عن نسخة المكتبة الأزهرية برقم (15/ 122) ومصورته في مكتبة فضيلة شيخنا محمود ميره. 41 - الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب: لابن ماكولا. تحقيق: الشيخ عبد الرحمن المعلمي. بيروت. 42 - الإكمال في ذكر من له رواية في مسند أحمد سوى من ذُكر في تهذيب الكمال: لمحمد بن علي الحسيني. تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي، جامعة الدراسات الإسلامية باكستان، الطبعة الأولى 1409 هـ. 43 - الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع: للقاضي عياض. تحقيق: أحمد صقر. طبعة دار التراث، القاهرة 1398 هـ. 44 - الأم: للإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي. أشرف على طبعه: محمد زهري النجار. دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثانية 1393 هـ. 45 - إنباء الغمر بأبناء العمر: لابن حجر. نشر مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر أباد، الدكن الطبعة الأولى.
46 - إنباه الرواة على أنباء النحاة: لجمال الدين القفطي. تحقيق: محمد أبي الفضل إبراهيم، نشر دار الكتب المصرية، القاهرة. 47 - الأنساب: لأبي سعد السمعاني. طبع دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد الدكن، الهند، الطبعة الأولى 1386 هـ. 48 - الأوائل: لأبي بكر ابن أبي عاصم. تحقيق: محمد بن ناصر العجمي، طبعة دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي. 49 - الإيضاح والتبيان في معرفة المكيال والميزان: لابن الرفعة. تحقيق: د. محمد الخاروف. من مطبوعات جامعة الملك عبد العزيز عام 1400 هـ. 50 - الإيمان: لابن منده. تحقيق: د. علي بن ناصر فقيهي. من مطبوعات الجامعة الإِسلامية عام 1401 هـ. 51 - الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث: لأحمد شاكر. طبعة دار الكتب العلمية، بيروت. 52 - بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: لعلاء الدين الكاساني. الطبعة الثانية 1406 هـ، دار الكتب العلمية، بيروت. 53 - بداية المجتهد ونهاية المقتصد: لابن رشد القرطبي. طبعة دار المعرفة، بيروت، الطبعة السابعة 1405 هـ. 54 - البداية والنهاية: للحافظ ابن كثير الدمشقي. طبعة مكتبة المعارف، بيروت، الطبعة الثانية 971 ام. 55 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع: لمحمد بن علي الشوكاني. طبعة مكتبة ابن تيمية، القاهرة.
56 - البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير: لعمر بن أحمد ابن الملقن. مخطوط. مصورته بمكتبة فضيلة شيخنا محمود ميره. 57 - بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث: للهيثمي. تحقيق: حسين الباكري، رسالة دكتوراه مطبوعة على الآلة الكاتبة من الجامعة الإِسلامية عام 1404هـ. 58 - بقي بن مخلد ومسنده: للدكتور أكرم ضياء العمري. طبعة بيروت 1984 م. 59 - بلوغ المرام من أدلة الأحكام: للحافظ ابن حجر. تصحيح: محمد حامد الفقي، دار القلم، بيروت. 60 - تاج العروس من جواهر القاموس: لمحمد مرتضى الزبيدي. دار مكتبة الحياة، بيروت. 61 - تاريخ أبي زرعة الدمشقي: لعبد الرحمن بن عمرو النصري. تحقيق: شكر الله قوجاني، نشر مجمع اللغة العربية بدمشق. 62 - تاريخ أبي سعيد هاشم بن مرثد الطبراني: عن يحيى بن معين. تحقيق: نظر محمد الفاريابي، المطبعة العالمية الرياض، الطبعة 1410هـ. 63 - تاريخ أسماء الثقات: لأبي حفص عمر بن شاهين. تحقيق: صبحي السامرائي، طبعة الدار السلفية، الكويت 64 - تاريخ أسماء الضعفاء: لأبي حفص عمر بن شاهين. تحقيق: عبد الرحيم محمد القشقري، الطبعة الأولى 1409 هـ.
65 - تاريخ الإسلام وفيات المشاهير والأعيان: للإمام الذهبي. تحقيق: حسام الدين القدسي، القاهرة 1367 هـ. 66 - تاريخ الأمم والملوك: للإمام محمد بن جرير الطبري. تحقيق: أبو الفضل إبراهيم، طبعة دار سويدان، بيروت. 67 - تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي. طبعة دار الكتب العلمية، بيروت. 68 - تاريخ التراث العربي: فؤاد سزكين. نقله إلى العربية د. محمود فهمي حجازي، وراجعه د. عرفة مصطفى ود. سعيد عبد الرحيم. طبعة: 1403 هـ، من مطبوعات جامعة الإِمام. 69 - تاريخ ثغر عدن: لأبي عبد الله الطيب بن عبد الله بن أبي مخرمة. اعتنى به: علي حسن عبد الحميد. 70 - تاريخ الثقات: لأحمد بن عبد الله العجلي. ترتيب الهيثمي، وتضمينات ابن حجر. تحقيق: عبد المعطي قلعجي. دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1405. 71 - تاريخ جرجان: لأبي القاسم حمزة السهمي. وفي آخره، المختلف فيهم: لابن شاهين. تصحيح: عبد الرحمن المعلمي، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثانية 1401 هـ. 72 - تاريخ الخلفاء: للسيوطي. تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة السعادة بمصر، الطبعة الثانية 1378 هـ. 73 - تاريخ خليفة بن خياط العصفري: تحقيق: د. أكرم العمري، دار طيبة، الرياض، الطبعة الثانية 1405 هـ. 74 - تاريخ داريا ومن نزل بها من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين: للقاضي عبد الجبار الخولاني. تحقيق: سعيد الأفغاني، دار الفكر.
75 - تاريخ دمشق: لابن عساكر. نسخة المكتبة الظاهرية، صورته مكتبة الدار بالمدينة المنورة. 76 - تاريخ الرقة ومن نزلها: لأبي علي الحراني الحافظ. تحقيق: طاهر النعساني، الطبعة الأولى. 77 - التاريخ الصغير: للإمام البخاري. تحقيق: محمود إبراهيم زايد، طبعة دار المعرفة بيروت. 78 - تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي: عن أبي زكريا يحيى بن معين. تحقيق: د. أحمد نور سيف. من منشورات مركز البحث العلمي بمكة المكرمة. التاريخ الكبير: للِإمام البخاري. 79 - التاريخ الكبير: للإمام البخاري. تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت. 80 - تاريخ مدينة صنعاء: لأحمد بن عبد الله الصنعاني. تحقيق: حسن عبد الله العمري، وعبد الجبار كار، الطبعة الأولى 1974 م. 81 - تاريخ المدينة: لأبي زيد عمر بن شبّه. تحقيق: فهيم محمد شلتوت، طبعة دار الأصفهاني بجدة، نشر حبيب محمود أحمد. 82 - تاريخ واسط: لأسلم بن سهل الرزاز -بحشل- تحقيق: كوركيس عواد، الطبعة الأولى 1406 هـ، نشر عالم الكتب. 83 - تاريخ يحيى بن معين: رواية أبي خالد الدقاق. تحقيق: د. أحمد نور سيف، نشر مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى. 84 - تاريخ يحيى بن معين: رواية الدوري. تحقيق: د. أحمد نور سيف، نشر مركز البحث العلمي.
85 - التبصرة والتذكرة: للِإمام العراقي. طبعة دار الكتب العلمية ببيروت. 86 - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه: للحافظ ابن حجر. تحقيق: علي البجاوي، ومحمد النجار، طبعة المكتبة العلمية، بيروت. 87 - تجريد أسماء الصحابة: للذهبي. دار المعرفة بيروت. 88 - تحرير ألفاظ التنبيه: للنووي. تحقيق: عبد الغني الدقر، دار العلم بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 89 - تحريم النرد والشطرنج والملاهي: لأبي بكر الآجري تحقيق: محمد سعيد عمر إدريس، طبع الرئاسة العامة للبحوث العلمية الرياض، الطبعة الأولى 1402 هـ. 90 - تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي: لمحمد عبد الرحمن المباركفوري. أشرف على مراجعة أصوله: عبد الوهاب عبد اللطيف، الطبعة الثالثة 1399 هـ، دار الفكر للطباعة والنشر. 91 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف: لأبي الحجاج المزي. تحقيق: عبد الصمد شرف الدين، طبعة المكتب الإسلامي، بيروت الطبعة الثانية 1403هـ. 92 - التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة: لشمس الدين السخاوي. عني بطبعه ونشره: أسعد الحسيني. 93 - تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج: لابن الملقن. تحقيق: عبد الله بن سعاف اللحياني. طبعة دار حراء، مكة، الطبعة الأولى 1406 هـ. 94 - تخريج أحاديث إحياء علوم الدين: للعراقي، وابن السبكي، والزبيدي. استخراج أبي عبد الله محمود الحداد، دار العاصمة للنشر، الطبعة الأولى 1408هـ.
95 - تخريج حديث: (إن امرأتي لا تردّ يد لامس): لابن عبد الهادي. مخطوط في دار الكتب الظاهرية بدمشق، ومصورته في الجامعة الإسلامية (1563). 96 - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي: للسيوطي. تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، الطبعة الثانية 1399 هـ، دار إحياء السنة النبوية. 97 - تذكرة الحفاظ: للذهبي. طبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت. 98 - تذكرة الطالب المعلم بمن قيل إنه مخضرم: لبرهان الدين سبط ابن العجمي. نشره: عبد الوهاب الخلجي، طبعة الدار العلمية، الهند، الطبعة الثانية 1406هـ. 99 - تذهيب تهذيب الكمال: للذهبي. عن نسخة محفوظة بدار الكتب الظاهرية بدمشق. 100 - ترتيب أسماء الصحابة في مسند أحمد: لابن عساكر. تحقيق: د عامر حسن صبري، نشر دار البشائر الإسلامية، بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ. 101 - الترغيب والترهيب من الحديث الشريف: للإمام المنذري. تحقيق: مصطفى محمد عمارة، دار الفكر 1401هـ. 102 - الترغيب والترهيب: لأبي القاسم الأصفهاني. مصور بالجامعة الإسلامية برقم (1846). 103 - تسديد القوس: للحافظ ابن حجر. مطبوع مع فردوس الأخبار. الناشر دار الكتاب العربي بيروت.
104 - تسمية الإخوة الذين روي عنهم الحديث: لأبي داود. تحقيق: باسم الجوابرة، نشر دار الراية الرياض، الطبعة الأولى 1408 هـ. 105 - تصحيفات المحدثين: لأبي أحمد العسكري. تحقيق: د. محمود أحمد ميره، طبعة المطبعة العربية الحديثة، القاهرة، الطبعة الأولى 1402 هـ. 106 - التطفيل وحكايات الطفيلين: للخطيب البغدادي. تحقيق: د. عبد الله عبد الرحيم عسيلان، طبعة دار المدني للطباعة بجدة، الطبعة الأولى 1406 هـ. 107 - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة: للحافظ ابن حجر. دار الكتاب العربي، بيروت. 108 - التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح: لأبي الوليد سليمان الباجي. تحقيق: د. أبو لبابة حسين، طبعة دار اللواء، الرياض، الطبعة الأولى 1406 هـ. 109 - التعريفات: لأبي الحسن على الجرجاني. نشر دار الكتب العلمية. 110 - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس: لابن حجر العسقلاني. تحقيق: د. عاصم القريوتي، الطبعة الأولى، مكتبة المنار. 111 - التعليق المغني على سنن الدارقطني: لأبي الطيب محمد آبادي. مطبوع بحاشية سنن الدارقطني. 112 - تعليق التعليق: للحافظ ابن حجر. تحقيق: سعيد عبد الرحمن القزقي، طبعة المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى 1406.
113 - تفسير القرآن العظيم: لابن كثير. طبعة دار المعرفة ببيروت. 114 - تفسير مجاهد: لأبي الحجاج مجاهد بن جبر المخزومي. حققه: عبد الرحمن الطاهر بن محمد السورق. طبعة المنشورات العلمية ببيروت. 115 - تقريب التهذيب: للحافظ ابن حجر. تحقيق: محمد عوّامة، دار الرشيد، سوريا، الطبعة الأولى 1406 هـ. 116 - التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد: لأبي بكر محمد ابن نقطة. دار الحديث، لبنان، طبعت 1407 هـ. 117 - التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح: للعراقي. تحقيق: محمد راغب الطبّاخ، الطبعة الثانية 1405 هـ، دار الحديث لبنان. 118 - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير: للحافظ ابن حجر. تحقيق: عبد الله هاشم المدني، طبعة دار المعرفة، بيروت. 119 - تلخيص زوائد البزار على مسند أحمد والكتب الستة: للحافظ ابن حجر. مخطوط بالمكتبة السعيدية بحيدر آباد، ومصورته بالجامعة الإسلامية (1683). 120 - تلخيص المستدرك: للحافظ الذهبي. مطبوع بهامش المستدرك. 121 - تلقيح فهوم أهل الأثر: لابن الجوزي. نشر إدارة إحياء السنة باكستان. 122 - التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: لابن عبد البر. تحقيق: مجموعة من المحققين، نشر وزارة الأوقاف بالمغرب 1387 هـ. 123 - التمييز: لمسلم بن الحجاج النيسابوري. تحقيق: د. محمد مصطفى الأعظمي، شركة الطباعة السعودية، الرياض، الطبعة الثانية 1402 هـ.
124 - تنزيه الشريعة عن إباحة الأغاني الخليعة: للشيخ أحمد بن يحيى النجمي. طبع ونشر رئاسة إدارات البحوث العلمية، الرياض 1405هـ. 125 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة: لابن عرّاق. تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، مكتبة القاهرة بمصر. 126 - التنبيه في الفقه الشافعي: لأبي إسحاق الشيرازي. إعداد: مركز الخدمات والأبحاث الثقافية بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 127 - التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل: لعبد الرحمن بن يحيى المعلمي. تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الثانية، طبع ونشر الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء. 128 - تهذيب الآثار: لأبي جعفر الطبري. تحقيق: محمود محمد شاكر، طبعة مطبعة المدني، القاهرة عام 1402 هـ. 129 - تهذيب الأسماء واللغات: لأبي زكريا النووي. طبعة دار الكتب العلمية، بيروت. 130 - تهذيب تاريخ دمشق: لعبد القادر بدران. طبع: دار المسيرة، بيروت، الطبعة الثانية 1399 هـ. 131 - تهذيب سنن أبي داود: لابن القيم الجوزية. مطبوع مع مختصر سنن أبي داود، تحقيق: أحمد محمد شاكر، ومحمد حامد الفقي، الناشر دار المعرفة بيروت. 132 - تهذيب التهذيب: لابن حجر. طبعة دائرة المعارف، الهند، مصور عن الطبعة الأولى 1325 هـ.
133 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال: للحافظ المزي. (أ) - نسخة مصورة عن النسخة الخطية المحفوظة بدار الكتب المصرية، دار المأمون للتراث دمشق وبيروت. (ب) - قسم بتحقيق: د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة بيروت. 134 - توالي التأسيس: لابن حجر. تحقيق: أبي الفداء عبد الله القاضي. طبعة: دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى (1406 هـ). 135 - التوحيد: للِإمام ابن خزيمة. تحقيق: د. عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان. نشر دار الرشد، الرياض، الطبعة الأولى (1408 هـ). 136 - توضيح الأفكار: لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني. تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد. طبعة: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى (1366 هـ). 137 - توضيح المشتبه: لابن ناصر الدين القيسي. تحقيق: محمد نعيم العرقسوسي، طبعة: مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى (1407 هـ). 138 - الثقات: للِإمام ابن حبان البستي. الطبعة الأولى، مجلس دائرة المعارف النظامية، حيدر آباد، الدكن. 139 - الثقات الذين ضُعّفوا في بعض شيوخهم. رسالة ماجستير إعداد وجمع: صالح بن حامد الرفاعي، من الجامعة الإسلامية عام (1406 هـ). 140 - الجامع لأحكام القرآن: لأبي عبد الله القرطبي. طبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت. 141 - جامع بيان العلم وفضله: لابن عبد البر. طبعة دار الكتب العلمية، بيروت (1398 هـ).
142 - جامع البيان عن تأويل القرآن: لأبي جعفر الطبري. نشر مصطفى البابي الحلبي، مصر، الطبعة الثالثة. وطبعة أخرى بتحقيق محمود محمد شاكر وتخريج أحمد محمد شاكر، نشر طبعة دار المعارف بمصر. 143 - جامع التحصيل في أحكام المراسيل: لصلاح الدين العلائي. تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، طبعة مكتبة النهضة العربية، الطبعة الثانية (1407هـ). 144 - الجامع الصحيح: للإمام البخاري. المطبوع مع شرحه فتح الباري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، تصحيح الشيخ عبد العزيز بن باز. 145 - الجامع الصحيح: للإمام مسلم. تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، الطبعة الأولى (1374 هـ). 146 - الجامع الصحيح: للإمام الترمذي. تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الفكر بيروت، الطبعة الثانية (1403هـ). 147 - الجامع لشعب الإِيمان: للبيهقي. مخطوط مصور عن نسخة مكتبة أحمد الثالث موجود في مكتبة شيخنا محمود ميره. 148 - جامع العلوم والحكم شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم: للحافظ ابن رجب. دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت. 149 - الجامع الصغير: للسيوطي. مطبوع مع فيض القدير، نشر دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت. 150 - الجامع الكبير: للسيوطي. نسخة مصورة عن مخطوطة بدار الكتب المصرية برقم (95) نشر الهيئة المصرية العامة للكتاب.
151 - الجرح والتعديل: لابن أبي حاتم. تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، طبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت، مصور عن الطبعة الأولى (1371 هـ). 152 - جزء محمد بن عاصم الثقفي الأصبهاني. تحقيق: مفيد خالد عيد، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى (1409 هـ). 153 - جمان الدرر في اختصار الجواهر والدرر: لعبد الله بن أحمد بن خليل الدمشقي. مخطوطة، صورته في مكتبة شيخنا محمود ميره. 154 - الجمع بين رجال الصحيحين: لابن القيسراني. طبعة دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية (1405 هـ). 155 - جمهرة أنساب العرب: لأبي محمد علي بن حزم. طبعة دار الكتب العلمية، بيروت. 156 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر: لشمس الدين محمد السخاوي. (أ) مخطوط بدار الكتب المصرية ومصورته في مكتبة شيخنا محمود ميره. (ب) مطبوع بتحقيق: حامد عبد المجيد وغيره، طبعة لجنة إحياء التراث الإسلامي (1406 هـ). 157 - الجوهر النقي في الرد على سنن البيهقي: لابن التركماني الحنفي. مطبوع بحاشية سنن البيهقي الكبرى. 158 - حاشية رد المحتار: لابن عابدين الحنفي. طبعة مصطفى البابي الحلبي، الطبعة الثانية (1386 هـ).
159 - ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته وموارده في الإصابة: للدكتور شاكر محمود عبد المنعم. القسم الأول: طبع دار الرسالة ببغداد، الطبعة الأولى (1978 م). 160 - حسن الأثر فيما فيه ضعف واختلاف من حديث وخبر وأثر: لمحمد درويش الحوت. نشر دار المعرفة: للطباعة والنشر، بيروت. 161 - حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة: للسيوطي. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، طبع البابي الحلبي وشركاه، مصر، الطبعة الأولى (1387 هـ). 162 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: لأبي نعيم الأصبهاني. دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثالثة (1400 هـ). 163 - خلاصة البدر المنير: لسراج الدين ابن الملقن. تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، طبعة دار الرشد- الرياض. 164 - خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال: لأحمد الخزرجي. مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب، الطبعة الثالثة (1399 هـ). 165 - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: للحافظ ابن حجر. تحقيق: محمد سيد جاد الحق، دار الكتب الحديثة بمصر. 166 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور: للسيوطي. دار المعرفة، بيروت. 167 - درة الحجال في أسماء الرجال: لأبي العباس أحمد بن محمد المكناسي. تحقيق: محمد الأحمدي أبو النور، نشر دار التراث بالقاهرة، والمكتبة العتيقة بتونس. 168 - الدليل الشافي على المنهل الصافي: لابن تغري بردي. تحقيق: فهيم محمد شلتوت، طبعة مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى.
169 - دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة: لأبي بكر البيهقي. تحقيق: د. عبد المعطي القلعجي، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت. 170 - ديوان الضعفاء والمتروكين وخلق من المجهولين وثقات فيهم لين: للحافظ الذهبي. تحقيق: حماد بن محمد الأنصاري، طبعة مكتبة النهضة الحديثة- مكة (1387 هـ). 171 - ذكر أخبار أصبهان: لأبي نعيم الأصبهاني. الدار العلمية، دهلي الهند، الطبعة الثانية (1405 هـ). 172 - ذكر أسماء من تُكلم فيه وهو موثق: للحافظ الذهبي. تحقيق: محمد شكور المياديني، مكتبة المنار بالأردن، الطبعة الأولى (1406 هـ). 173 - ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل: للذهبي. تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، نشر مكتبة الرشد. 174 - ذيل تذكرة الحفاظ المسمى لحظ الألحاظ: لابن فهد المكي. طبعة دار إحياء التراث العربي. 175 - ذيل ديوان الضعفاء والمتركين: للذهبي. تحقيق: الشيخ حماد بن محمد الأنصاري، طبعة مكتبة النهضة الحديثة بمكة (1406هـ). 176 - الذيل على رفع الإصر: للسخاوي. تحقيق: د. جودة هلال ومحمود صبح. الدار المصرية للتأليف والترجمة. 177 - ذيل الكاشف: لولي الدين أبي زرعة العراقي. تحقيق: بوران الضناوي، الطبعة الأولى (1406 هـ)، دار الكتب العلمية بيروت. 178 - ذيل ميزان الاعتدال: للحافظ عبد الرحيم العراقي. تحقيق: د. عبد القيوم عبد رب النبي، الطبعة الأولى (1406 هـ) مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى.
179 - الذين غيّر النبي -صلى الله عليه وسلم- أسمائهم: للصنعاني. تحقيق: د. أحمد خان، طبعة دار البشائر بيروت، الطبعة الأولى (1407 هـ) ضمن مجموعة رسائل. 180 - رجال صحيح البخاري المسمّى: الهداية والرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد الذين أخرج لهم البخاري في جامعه: لأبي نصر الكلاباذي. تحقيق: عبد الله الليثي، دار المعرفة بيروت، الطبعة الأولى (1407 هـ). 181 - رجال صحيح مسلم: لابن منجويه. تحقيق: عبد الله الليثي، دار المعرفة بيروت، الطبعة الأولى (1407 هـ). 182 - الرسالة: للإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه. تحقيق وشرح: أحمد شاكر، الطبعة الثانية (1399 هـ) مكتبة دار التراث القاهرة. 183 - الرسالة المستطرفة: لبيان مشهور كتب السنة المشرفة للكتاني. الطبعة الثانية (1400 هـ) دار الكتب العلمية بيروت. 184 - رفع الإصر عن قضاة مصر: للحافظ ابن حجر. تحقيق: حامد عبد المجيد، طبعة المكتبة الأميرية بالقاهرة (1957 م). 185 - رفع الجناح بأربعين حديثًا في النكاح: للشيخ ملّا علي القاري. تحقيق: خالد علي محمد، طبعة مكتبة الصفحات الذهبية الرياض، الطبعة الأولى (1408 هـ). 186 - الرواة من الإخوة والأخوات: لأبي داود السجستاني. تحقيق: باسم الجوابرة، دار الراية، الرياض، الطبعة الأولى (1408 هـ).
187 - الروض البسام ترتيب فوائد تمّام: لجاسم الفهيد الدوسري. دار البشائر بيروت، الطبعة الأولى (1408 هـ). 188 - الرياض النضرة على مناقب العشرة: لأبي جعفر المحب الطبري. نشر دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى (1405 هـ). 189 - زاد المعاد في هدي خير العباد: للِإمام ابن القيّم. تحقيق: شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط. الناشر مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى (1402هـ). 190 - الزهد: لهناد بن السري. تحقيق: عبد الرحمن الفريوائي، الطبعة الأولى (1406 هـ)، الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي، الكويت. 191 - السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة الراويين عن شيخ واحد: للخطيب البغدادي. تحقيق: محمد مطر الزهراني، دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى (1402 هـ). 192 - سبل السلام شرح بلوغ المرام: لمحمد بن إسماعيل الأمير. مراجعة وتعليق: محمد عبد العزيز الخولي، طبعة مصطفى البابي الحلبى، الطبعة الثانية (1369 هـ). 193 - سلسلة الأحاديث الصحيحة: لمحمد ناصر بن الألباني. الأول والثاني من المكتب الإسلامي بيروت، والثالث والرابع والخامس من المكتبة الإسلامية عمان الأردن. 194 - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة: لمحمد ناصر الدين الألباني. الأولى والثاني من المكتب الإِسلامي بيروت، والثالث والرابع من المكتبة الإسلامية عمان الأردن.
195 - السماع: لابن طاهر القيسراني. تحقيق: أبو الوفا المراغي، طبعة القاهرة (1390 هـ). 196 - السنة: لأبي بكر عمرو بن أبي عاصم. تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت. 197 - سنن الدارقطني (مع التعليق المغني): للأبي الحسن علي بن عمر. تحقيق: عبد الله هاشم اليماني، نشر دار المحاسن للطباعة، القاهرة (1386 هـ). 198 - سنن الدارمي: لعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. طبعة دار إحياء السنة النبوية. 199 - سنن أبي داود: لأبي داود سليمان بن الأشعث. تحقيق: محيي الدين عبد الحميد، نشر دار إحياء السنة النبوية. 200 - سنن سعيد بن منصور. تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، طبعة الدار السلفية الهند. 201 - سنن ابن ماجه: لمحمد بن يزيد بن ماجه القزويني. تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت (1395 هـ). 202 - سنن النسائي: لأحمد بن شعيب. المكتبة التجارية الكبرى مصر. 203 - السنن الكبرى: للبيهقي. مصورة عن طبعة حيدر آباد، دار الفكر، بيروت. 204 - السنن الكبرى: للنسائي. صدر منه مجلدين بتحقيق عبد الصمد شرف الدين، نشر الدار القيمة بالهند. والنسخة الخطية مصورة بالجامعة الإسلامية.
205 - سؤالات ابن الجنيد: لأبي زكريا يحيى بن معين. تحقيق: د. أحمد نور سيف، طبعة مكتبة الدار بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى (1408هـ). 206 - سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي: للدارقطني. تحقيق: سليمان آتش، بعة دار العلوم (1408 هـ). 207 - سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود السجستاني. تحقيق: محمد علي سالم العمري، طبعة إحياء التراث الإِسلامي، الطبعة الأولى (1403هـ). 208 - سؤالات الحاكم: للدارقطني. تحقيق: د. موفق عبد القادر، طبعة مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى (1404 هـ). 209 - سؤالات حمزة السهمي: للدارقطني وغيره من المشايخ. تحقيق: د. موفق عبد القادر، طبعة مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى (1404هـ). 210 - سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة: لعلي بن المديني. تحقيق: د. موفق عبد القادر، طبعة مكتبة المعارف، الرياض الطبعة الأولى (1404هـ). 211 - سؤالات مسعود بن علي السجزي: للحاكم. تحقيق: د. موفق عبد القادر، طبعة دار الغرب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى (1408هـ). 212 - سير أعلام النبلاء: للحافظ الذهبي. تحقيق لجنة من المحققين بإشراف شعيب الأرناؤوط، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت الطبعة الثانية (1402 هـ).
213 - السيرة: لابن هشام الحميري. تحقيق: مصطفى السقا وزملائه. نشر مؤسسة علوم القرآن. 214 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب: لابن العماد الحنبلي. طبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت. 215 - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: للإمام أبي القاسم هبة الله اللالكائي. تحقيق: أحمد سعد حمدان، طبعة دار طيبة الرياض. 216 - شرح السنة: للإمام البغوي. تحقيق: زهير الشاويش وشعيب الأرناؤوط، الطبعة الثانية (1403 هـ) المكتب الإسلامي، بيروت. 217 - شرح صحيح مسلم: لأبي زكريا النووي. طبعة دار الفكر. 218 - شرح العقيدة الطحاوي: لابن أبي العز الحنفي. تخريج: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، دمشق. 219 - شرح علل الترمذي: لابن رجب الحنبلي. تحقيق: نور الدين عتر، نشر دار الملاح للطباعة، الطبعة الأولى (1398 هـ). 220 - شرح معاني الآثار: لأبي جعفر الطحاوي. تحقيق: محمد سيد جاد الحق، مطبعة الأنوار المحمدية، القاهرة. 221 - شرح الواسطية: للشيخ صالح الفوزان. طبعة جامعة الإِمام محمد بن سعود الإسلامية. 222 - الشمائل المحمدية: للإمام أبي عيسى الترمذي. تحقيق: محمد عفيف الزعبي، الطبعة الأولى (1403 هـ). 223 - الصحاح: لإسماعيل بن حماد الجوهري. تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الثانية (1399 هـ).
224 - صحيح الجامع الصغير وزيادته: للألباني. المكتب الإسلامي، بيروت. 225 - صحيح ابن خزيمة. حققه: محمد مصطفى الأعظمي، طبعة المكتب الإسلامي، بيروت. 226 - الضعفاء: لأبي زرعة الرازي وأجوبته على أسئلة البرذعي. تحقيق: د. سعد الهاشمي -ضمن كتابه: أبو زرعة وجهوده في السنة- نشر المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية. 227 - الضعفاء الصغير: للبخاري. تحقيق: محمود إبراهيم زايد، الطبعة الأولى (1396 هـ)، دار الوعي بحلب. 228 - الضعفاء: للعقيلي. تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي، توزيع دار الباز، مكة المكرمة. 229 - الضعفاء: لأبي نعيم الأصبهاني. تحقيق: د. فاروق حمادة، الطبعة الأولى (1405 هـ)، نشر دار الثقافة بالدار البيضاء بالمغرب. 230 - (4) الضعفاء والمتروكون: للنسائي. تحقيق: محمود إبراهيم زايد، الطبعة الأولى (1396 هـ)، دار الوعي بحلب. 231 - (2) الضعفاء والمتروكون: للدارقطني. تحقيق: موفق عبد القادر، الطبعة الأولى (1404 هـ)، مكتبة المعارف، الرياض. 232 - الضعفاء والمتروكون: لابن الجوزي. تحقيق: عبد الله القاضي، الطبعة الأولى (1406 هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت. 233 - ضعيف الجامع الصغير وزيادته: للألباني. المكتب الإسلامي، بيروت.
234 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع: للسخاوي. نشر دار مكتبة الحياة، بيروت. 235 - الطبقات: لأبي عمرو خليفة بن خياط العصفري. تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، طبعة دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى (1387 هـ). 236 - طبقات الأسماء المفردة: لأبي بكر أحمد البرديجي. تحقيق: سكينة الشهابي، طبعة طلاس، دمشق، الطبعة الأولى (1987 م). 237 - طبقات الحفاظ: للسيوطي. طبعة دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى (1403 هـ). 238 - طبقات الحنابلة: للقاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى. دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت. 239 - طبقات الشافعية: لأبي بكر تقي الدين ابن قاضي شهبة. طبعة عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى (1407 هـ). 240 - طبقات الشافعية الكبرى: لتاج الدين السبكي. تحقيق: عبد الفتاح الحلو، ومحمود الطناحي، طبعة مكتبة ابن تيمية، الطبعة الأولى (1388 هـ). 241 - طبقات الفقهاء: لأبي إسحاق الشيرازي. تحقيق: إحسان عباس، طبعة دار الرائد العربي، بيروت، الطبعة الثانية (1401 هـ). 242 - طبقات فقهاء اليمن: لعمر بن علي الجعدي. تحقيق: فؤاد السيد، طبعة دار القلم، بيروت. 243 - الطبقات الكبرى: للإمام محمد بن سعد. طبعة دار صادر، بيروت.
244 - الطبقات الكبرى (القسم المتمم): لمحمد بن سعد. تحقيق: زياد محمد منصور، طبعة مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة، الطبعة الثانية (1408 هـ). 245 - طبقات المحدثين بأصبهان: لأبي محمد عبد الله بن حيان المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني. تحقيق: عبد الغفور البلوشي، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى (1408 هـ). 246 - العبر في خبر من غير: للذهبي. تحقيق: محمد سعيد زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى (1405 هـ). 247 - عشرة النساء: لأبي عبد الرحمن النسائي. تحقيق: عمرو علي عمر، نشر مكتبة السنة، القاهرة، الطبعة الأولى (1408 هـ). 248 - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين: لتقي الدين الفاسي المكي. تحقيق: فؤاد السيد، طبعة السنة المحمدية، القاهرة، (1385 هـ). 249 - العلل: لعلي بن عبد الله بن المديني. تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، طبعة المكتب الإِسلامي، بيروت، (1980 م). 250 - علل الترمذي الكبير ترتيب أبي طالب القاضي. تحقيق: حمزة ديب مصطفى، طبعة مكتبة الأقصى، الأردن، الطبعة الأولى (1406 هـ). 251 - علل الحديث: لأبي محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي. طبعة دار المعرفة، بيروت، (1405 هـ). 252 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية: لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي. تحقيق: إرشاد الحق الأثري، طبعة دار نشر الكتب الإسلامية، لاهور، باكستان، الطبعة الأولى (1399 هـ).
253 - العلل ومعرفة الرجال عن أحمد بن حنبل، رواية المروذي، وصالح، والميموني وغيرهم. تحقيق: وصي الله بن محمد عباس، طبعة دار السلفية، الهند، الطبعة الأولى (1408 هـ). 254 - العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل: رواية إبنه عبد الله. طبعة المكتبة الإسلامية، تركيا. 255 - العلل الواردة في الأحاديث النبوية: لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني. تحقيق: محفوظ الرحمن زين الدين السلفي، طبعة دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى (1405 هـ). 256 - علوم الحديث: للإمام ابن الصلاح. تحقيق: نور الدين عتر، المكتبة العلمية بالمدينة المنورة. 257 - عمل اليوم والليلة: للنسائي. تحقيق: فاروق حمادة، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية (1406 هـ). 258 - عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران: لبرهان الدين البقاعي. مخطوط بدار الكتب المصرية. 259 - عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير: لأبي الفتح ابن سيد الناس. دار الآفاق، بيروت، الطبعة الثالثة (1402 هـ). 260 - عيون الأخبار: لأبي عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري. مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية. 261 - غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام: للشيخ الألباني. الطبعة الأولى، نشر المكتب الإسلامي، بيروت. 262 - غاية النهاية في طبقات القرّاء: لابن الجزري. الطبعة الأولى (1351 هـ)، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت.
263 - غريب الحديث: لأبي إسحاق إبراهيم الحربي. تحقيق: د. سليمان بن إبراهيم العابد، الطبعة الأولى (1405 هـ)، نشر المركز العلمي بجامعة أم القرى. 264 - غريب الحديث: لأبي سليمان الخطابي. تحقيق: د. عبد الكريم إبراهيم الغرباوي، طبعة دار الفكر، دمشق، (1402 هـ)، نشر المركز العلمي بجامعة أم القرى. 265 - غريب الحديث: لأبي عبيد القاسم بن سلام. الطبعة الأولى (1406هـ)، نشر دار الكتب العلمية، بيروت. 266 - الفائق في غريب الحديث: للزمخشري. تحقيق: علي البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة الثانية، عيسى البابي الحلبي. 267 - فتح الباري شرح صحيح البخاري: لابن حجر العسقلاني. تحقيق: الشيخ عبد العزيز بن باز، طبعة المكتبة السلفية بمصر. 268 - الفتح الرباني في ترتيب مسند الإِمام أحمد بن حنبل الشيباني: لأحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي. طبعة الفكر. 269 - فتح المغيث شرح ألفية الحديث: للسخاوي. الطبعة الأولى (1403 هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت. 270 - فتح الوهاب فيمن اشتهر من المحدثين بالألقاب: للشيخ حماد الأنصاري. الطبعة الأولى (1406 هـ)، مؤسسة الرساله، بيروت. 271 - الفتن: لنعيم بن حماد. تحقيق: 272 - فردوس الأخبار: للحافظ شيرويه الديلمي. تحقيق: فواز أحمد ومحمد البغدادي، طبعة دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى (1407 هـ).
273 - فضائل الصحابة: للنسائي. تحقيق: فاروق حمادة، طبعة دار الثقافة، الدار البيضاء. 274 - فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد: لفضل الله الجيلاني. الطبعة الثانية (1388 هـ)، المطبعة السلفية ومكتبتها، القاهرة. 275 - فهرس الفهارس والإثبات: لعبد الحي الكتاني. تحقيق: إحسان عباس، طبعة دار الغرب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية (1402 هـ). 276 - فوائد أبي بكر الشافعي المسمّى بالغيلانيات: مخطوط بمكتبة الحرم المكي ومصورته بالجامعة الإِسلامية برقم (359). 277 - فوائد أبي القاسم تمام بن محمد الرازي: مصور بالجامعة الإسلامية عن الأصل المحفوظ بدار الكتب الظاهرية. 278 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: لمحمد بن علي الشوكاني. تحقيق: محمد بن عبد الرحمن عوض. الطبعة الأولى، دار الكتاب العربي. 279 - فيض القدير شرح الجامع الصغير: لمحمد بن عبد الرؤوف المناوي. طبعة دار المعرفة بيروت. 281 - القاموس المحيط: للفيروز آبادي. تحقيق: مكتب التحقيق بمؤسسة الرسالة، مؤسسة الرسالة بيروت. 281 - القول المسدد في الذبّ عن مسند الإمام أحمد: لابن حجر العسقلاني. دائرة المعارف، حيدر آباد، الهند. 282 - القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية: لمحمد بن طولون الصالحين. تحقيق: محمد بن أحمد دهمان. الطبعة الثانية (1401هـ)، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق.
283 - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة: للِإمام الذهبي، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت. 285 - الكامل في الضعفاء: لابن عدي. تحقيق: جماعة من المحققين بإشراف الناشر، الناشر: دار الفكر، بيروت. 285 - الكامل في التاريخ: لأبي الحسن ابن الأثير. نشر دار صابر (1399 هـ). 286 - كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستة: لنور الدين الهيثمي. تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، مطبعة مؤسسة الرسالة. 287 - الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث: لبرهان الدين الحلبي. تحقيق: صبحي السامرائي، نشر التراث الإسلامي، العراق. 288 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: لحاجي خليفة مصطفى عبد الله. صححه ونشره: محمد شرف الدين، جامعة استانبول، صورته ونشرته مكتبة المثنى، بيروت. 289 - الكفاية في علم الرواية: للخطيب البغدادي، طبعة المكتية العلمية. 290 - كف الرعاع من محرمات اللهو والسماع: لابن حجر الهيثمي. مطبوع بحاشية الزواجر عن اقتراف الكبائر، دار المعرفة، بيروت. 291 - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: لعلاء الدين، المتقي الهندي. الناشر: مؤسسة الرسالة عام (1405 هـ). 292 - الكنى والأسماء: لمسلم بن الحجاج النيسابوري. تحقيق: د. عبد الرحيم القشقري، طبعة المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية (1404 هـ).
294 - الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات: لأبي البركات ابن الكيال. تحقيق: د. عبد القيوم عبد رب النبي، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى (1401هـ). 295 - اللآلي المصنوعة في الأحديث الموضوعة: للسيوطي. دار المعرفة، بيروت. الطبعة الثانية (1395 هـ). 296 - اللباب في تهذيب الأنساب: ابن الأثير الجزري، دار صابر، بيروت (1400هـ). 297 - لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ: لمحمد بن فهد المكي. طبع مع ذيول أخرى، دار إحياء التراث العربي. 300 - لسان العرب: لمحمد بن منظور. دار صادر بيروت، دار بيروت (1388 هـ). 301 - لسان الميزان: للحافظ ابن حجر العسقلاني. مصور عن الطبعة الهندية، منشورات مؤسسة الأعلمي، بيروت. 302 - لقط الدرر شرح نخبة الفكر: للعدوي، مصور، عن طبعة التقدم عام (1323 هـ). 303 - مباني الأخبار في شرح معاني الآثار: لبدر الدين العيني. مصورته في مكتبة شيخنا محمود ميرة. 304 - المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح: لعبد المؤمن بن خلف الدمياطي. تحقيق: محمد رضوان وعبد الملك بن دهيش مطبعة النهضة الحديثة، مكة. 305 - المتكلم فيهم بما لا يوجب الردّ: للذهبي.
306 - المجروحين من الضعفا والمتروكين: لمحمد بن حبان البستي. تحقيق: محمد إبراهيم زايد، دار الوعي حلب. الطبعة الأولى (1396 هـ). 307 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: للهيثمي. دار الكتاب، بيروت، الطبعة الثانية (1967 هـ). 309 - المجموع شرح المهذب: للِإمام النووي. تحقيق: محمد نجيب المطيعي، توزيع المكتبة العالمية بالفجالة بمصر. 310 - مجموع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار: الفتني الهندي. طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، الهند (1387 هـ). 311 - المجمع المؤسس للمعجم المفهرس: للحافظ ابن حجر. مصورته بالمكتبة المركزية برقم (2585). 312 - المحلى: لابن حزم. تحقيق: أحمد شاكر، المكتب التجاري، بيروت. 313 - المحرر في الحديث في بيان الأحكام الشرعية: لابن عبد الهادي، دار الكتاب العربي، بيروت. الطبعة الأولى (1404هـ). 314 - مختار الصحاح: لمحمد بن أبي بكر الرازي. طبعة مكتبة لبنان، بيروت (1986 هـ). 315 - مختصر إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: لأبي العباس أحمد ابن أبي بكر البوصيري. مخطوط مصورته لدى فضيلة شيخنا محود ميرة. 316 - مختصر سنن أبي داود: للإمام المنذري. تحقيق: محمد حامد الفقي، مكتبة السنة النبوية، القاهرة.
317 - المختلف فيهم: لابن شاهين. مطبوع بآخر تاريخ جرجان. 318 - المختلف فيهم: للمنذري. مطبوع في آخر الترغيب والترهيب له. 319 - المدونة: للإمام مالك بن أنس الأصبحي. مصورة عن طبعة دار صادر بيروت. 320 - مرآة الجنان وعبرة اليقظان فيما يعتبر من حوادث الزمان: لأبي محمد عبد الله اليافعي. الطبعة الثانية (1390 هـ) مؤسسة الأعلمي، بيروت. 321 - المراسيل: لابن أبي حاتم. بعناية شكر الله بن نعمة قوجاني، مؤسسة الرساله، بيروت. الطبعة الأولى (1397 هـ). 322 - المراسيل: لأبي داود السجستاني. تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرساله، بيروت. 323 - مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع: لصفي الدين عبد المؤمن البغدادي. تحقيق: علي محمد البجاوي، طبعة دار المعرفة، بيروت. الطبعة الأولى (1373 هـ). 324 - مرويات غزوة بني المصطلق: جمع ودراسة: إبراهيم قريبي. نشر المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. 325 - مسائل الإمام أحمد بن حنبل رواية أبي داود السجستاني. تحقيق: السيد رشيد رضا، طبعة دار المعرفة، بيروت. 326 - مسائل الإمام أحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله. تحقيق: د. علي سليمان المهنا، طبعة مكتبة الدار بالمدينة المنورة. الطبعة الأولى (1409 هـ).
327 - مسائل الإِمام أحمد رواية ابن هانئ. تحقيق: زهير الشاويش، طبعة المكتب الإِسلامي، بيروت (1400 هـ). 328 - المستدرك على الصحيحين: لأبي عبد الله الحاكم. تصوير دار الفكر، بيروت (1398 هـ). 329 - المستفاد من مبهمات المتن والإسناد: لولي الدين أبي زرعة العراقي. تحقيؤ: حماد الأنصاري، طبعة مطابع الرياض. 330 - مسند الإمام أحمد بن حنبل: (أ) شرح وتحقيق: أحمد محمد شاكر، الطبعة السادسة (1368 هـ)، نشر دار المعارف، القاهرة. (ب) تصوير الكتب الإسلامي عن طبعة بولاق، بيروت. 331 - مسند أبي بكر بن أبي شيبة: قطعة منه مصورة بالجامعة الإسلامية برقم (2303) وأصلها في المحمودية. 332 - مسند أبي يعلى: الموصلي. تحقيق: حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث، دمشق. 333 - مسند الحميدي: تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، نشر دار الباز للنشر والتوزيع، مكة المكرمة. 334 - مسند أبي حنيفة النعمان: تحقيق: صفوة الرضا، نشر مكتبة ربيع، حلب عام (1382 هـ). 335 - مسند أبي داود الطيالسي: صورة عن الطبعة الأولى بدائرة المعارف، حيدر آباد، الهند، نشر دار الكتاب اللبناني. 336 - مسند الشافعي: طبعة دار الكتب العلمية، بيروت.
337 - مسند الشاميين: لأبي القاسم الطبراني. تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، نشر مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى (1409هـ). 338 - مسند الشهاب: لأبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي. تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، نشر مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى (1405هـ). 339 - مسند علي بن الجعد: تحقيق: د. عبد الهادي بن عبد القادر بن عبد الهادي، الطبعة الأولى (1405 هـ)، نشر مكتبة الفلاح الكويت. 340 - مسند الفردوس: لأبي منصور شهر دار بن شيرويه الديلمي. مطبوع بحاشية فردوس الأخبار، الناشر دار الكتاب العربي. 341 - مسند الهيثم بن كليب: مخطوط بدار الكتب الظاهرية بدمشق، وصورته بالجامعة الإِسلامية برقم (582). 342 - مشاهير علماء الأمصار: لابن حبان. مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة (1379 هـ). 343 - مشكاة المصابيح: للخطيب التبريزي. تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت. الطبعة الثانية (1399 هـ). 344 - مشكل الآثار: لأحمد بن محمد الطحاوي. مصور عن طبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد (1333 هـ). 345 - مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه: لأبي العباس البوصيري. تحقيق: كمال يوسف الحوت، دار الجنان، بيروت. الطبعة الأولى (1406هـ).
346 - المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: للرافعي، لأحمد بن محمد الفيومي. تحقيق: د. عبد العظيم الشناوي، نشر دار المعارف بمصر. 347 - المصنف لابن أبي شيبة: طبقات الهند بمجلداته المختلفة. 348 - المصنف: لعبد الرزاق بن همام الصنعاني. تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإِسلامي، بيروت. 349 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: للحافظ ابن حجر. تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتبة العصرية، الكويت. الطبعة الأولى (1390 هـ). 350 - معالم التنزيل: لأبي محمد الحسين البغوي. تحقيق: خالد عبد الرحمن. 351 - معالم السنن: للخطابي. تحقيق: أحمد شاكر وحامد الفقي المطبوع مع مختصر سنن أبي داود: للمنذري، مصورة عن الطبعة الأولى، نشر دار المعرفة. 352 - معجم البلدان: لياقوت الحموي. طبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت. 353 - معجم شيوخ أبي يعلى الموصلي: (أ) تحقيق: إرشاد الحق الأثري، المكتبة العلمية، باكستان، عام (1407 هـ). (ب) تحقيق: حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث، دمشق. 354 - معجم الشيوخ: لعمر بن فهد الهاشمي. تحقيق: محمد الزاهي، الطبعة الأولى، نشر دار اليمامة، الرياض.
355 - المعجم الصغير: لأبي القاسم سليمان الطبراني، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت. 356 - المعجم الأوسط: للطبراني. تحقيق: د. محمود الطحان، طبع مكتبة المعارف، الرياض. 357 - المعجم الكبير: للطبراني. تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، نشر وزارة الأوقاف العراقية. 358 - المعجم المشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النبل: لأبي القاسم ابن عساكر. تحقيق: سكينة الشهابي، طبعة دار الفكر. 359 - معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية: لعاتق بن غيث البلادي. نشر دار مكة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى (1402 هـ). 360 - المعجم المفهرس (تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة): لابن حجر من محفوظات دار الكتب المصرية، ومصورته في مكتبة شيخنا الشيخ محمود ميرة. 361 - معجم مقاييس اللغة: لأحمد بن فارس. تحقيق: عبد السلام محمد هارون، القاهرة (1389 هـ). 362 - المعجم الوسيط: لإبراهيم مصطفى ورفقاؤه. دار إحياء التراث العربي، بيروت. 363 - المعرفة والتاريخ: لأبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي. تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية (1401هـ). 364 - معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الردّ: للإمام الذهبي. تحقيق: إبراهيم سعيد أبو إدريس، توزيع دار الباز مكة المكرمة.
365 - معرفة الصحابة: لأبي نعيم الأصبهاني. مصورة عن نسخة مكتبة أحمد الثالث (1/ 497). 366 - معرفة الصحابة: لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني. مصورة عن نسخة مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم (275). 367 - معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار: للحافظ الذهبي. تحقيق: بشار عواد وغيره، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى (1404 هـ). 368 - معجم قبائل العرب القديمة والحديثة: لعمر رضا كحالة. مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الخامسة (1405 هـ). 369 - معرفة الرجال: ليحيى بن معين. تحقيق: محمد كامل القصار، طبعة (1405هـ) مجمع اللغة العربية دمشق. 370 - المغني: لابن قدامة الحنبلي. نشر مكتبة الرياض الحديثة. 371 - المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار: للإمام العراقي. مطبوع بحاشية إحياء علوم الدين للغزالي، نشر دار القلم، بيروت. 372 - المغني في ضبط أسماء الرجال: لمحمد طاهر الهندي. الطبعة الأولى، دار الكتاب بيروت. 373 - المغني في الضعفاء: للذهبي. تحقيق د. نور الدين عتر، دار المعارف حلب، الطبعة الأولى (1391 هـ). 374 - المفاريد عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لأبي يعلى الموصلي. تحقيق: عبد الله الجديع، الطبعة الأولى (1405 هـ) نشر مكتبة دار الأقصى الكويت.
375 - المفردات في غريب القرآن: للراغب الأصبهاني. تحقيق: صفوان عدنان داوودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى (1412 هـ). 376 - المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة: للِإمام السخاوي. تحقيق: عبد الله بن محمد الغماري، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى (1399 هـ). 377 - المقتنى في سرد الكنى: للحافظ الذهبي. تحقيق: محمد بن صالح المراد، طبع المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية عام (1408 هـ). 378 - المقصد العلي بزوائد مسند أبي يعلى الموصلي: للهيثمي. (أ) تحقيق: نايف بن هاشم الدعيس، الطبعة الأولى (1402هـ) نشر دار تهامة جدة. (ب) ومصورة بجامعة أم القرى برقم (1561). 379 - الملل والنحل: لأبي الفتح محمد الشهرستاني. تحقيق: محمد سيد الكيلاني، طبعة مصطفى الحلبي، مصر (1396 هـ). 380 - من روى عن أبيه عن جده: لقاسم بن قطلوبغا. تحقيق: باسم فيصل الجوابرة. 381 - المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة: لإبراهيم الحربي. تحقيق: حمد الجاسر، طبعة دار اليمامة، الرياض (1389 هـ). 382 - منال الطالب في شرح طوال الغرائب: لمجد الدين ابن الأثير، تحقيق: د. محمود الطناحي، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى. 383 - منار السبيل في شرح الدليل: لإبراهيم ابن ضويّان. تحقيق: زهير الشاويش، الطبعة الخامس (1402هـ) نشر المكتب الإسلامي، بيروت.
384 - المنار المنيف في الصحيح والضعيف: لابن القيم. تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، نشر مكتب المطبوعات الإِسلامية، حلب. 385 - المنتخب من مسند عبد بن حميد: (أ) مصطفى بن العدوي شلباية، الطبعة الأولى (1495 هـ) دار الأرقم الكويت. (ب) تحقيق: صبحي السامرائي، ومحمود محمد خليل، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى (1408 هـ). 376 - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: لأبي الفرج ابن الجوزي. نشر دار المعارف العثمانية حيدر آباد الدكن الهند، الطبعة الأولى (1357 هـ). 387 - منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار: لأبي البركات ابن تيمية. نشر مكتبة الدعوة الإِسلامية. 388 - المنتقى من السنن المسندة: لابن الجارود. تخريج. عبد الله هاشم المدني، مطبعة الفجالة القاهرة (1382 هـ). 389 - منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود: للساعاتي. نشر المكتبة الإِسلامية، بيروت. 390 - من كلام أبي زكريا يحيى بن معين رواية الدقاق. تحقيق: د. أحمد محمد نور سيف، طبعة دار المأمون للتراث، دمشق. 391 - المنهل الصافي: ليوسف بن تغري بردي. تحقيق: محمد أمين، وعبد الفتاح عاشور، نشر المجلس العلمي بجامعة أم القرى. 392 - المهذب -اختصار السنن الكبرى-: للذهبي. تحقيق: حامد إبراهيم أحمد، ومحمد حسين العقبي، مطبعة الإِمام مصر. والمخطوطفي الجامعة الإِسلامية برقم (1911).
393 - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: للهيثمي. تحقيق: محمد عبد الرزاق حمزة، دار الكتب العلمية، بيروت. 394 - المؤتلف والمختلف: للأزدي. توزي مكتبة الدار بالمدينة. 395 - المؤتلف والمختلف: للدارقطني. تحقيق: د. موفق بن عبد الله بن عبد القادر، الطبعة الأولى (1406 هـ)، دار الغرب الإِسلامي، بيروت. 396 - الموضح لأوهام الجمع والتفريق: للخطيب البغدادي. تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، طبعة دار الفكر الإِسلامي، حلب، الطبعة الأولى (1405هـ). 398 - الموضوعات: لأبي الفرج ابن الجوزي. تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، طبعة المكتبة السلفية، المدينة المنورة، الطبعة الأولى (1386 هـ). 99 ظ - موطأ الإمام مالك بن أنس. تحقيق: محمد فؤاد عبد القاضي، طبعة دار إحياء الكتب العربية. 400 - ميزان الاعتدال في نقد الكلام: للإمام الذهبي. تحقيق: علي محمد البجاوي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى. 401 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: لابن تغري بردي. مصورة عن طبعة دار الكتب، المؤسسة المصرية العامة للتأليف. 402 - نزهة النظر شرح نخبة الفكرة للحافظ ابن حجر. طبعة مؤسسة الخافقين، دمشق، طبعة (1400 هـ). 403 - نصب الراية لأحاديث الهداية: لجمال الدين الزيلعي، الطبعة الثانية، طبعة المجلس العلمي، باكستان.
404 - نظام الطلاق في الإِسلام لأحمد شاكر. الطبعة الثانية (1389 هـ)، نشر مكتبة النجاح ومطبعتهما بمصر. 405 - نظم العقيان في أعيان الأعيان: للسيوطي. تحرير: فيليب حتى، مصورة المكتبة العلمية، بيروت (1927 م). 406 - نظم المتناثر من حديث المتواتر: للكتاني. دار الكتب العلمية، بيروت، طبعة (1400 هـ). 407 - نقعة الصديان الذين في صحبتهم نظر: للحسن الصغاني. تحقيق: أحمد خان، دار البشائر، الطبعة الأولى (1407 هـ)، ضمن مجموعة رسائل. 408 - نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب: لأبي العباس أحمد القلقشندي. دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى (1405 هـ). 409 - النهاية في غريب الحديث والأثر: لأبي السعادات ابن الأثير. تحقيق: طاهر الزاوي، ومحمود الطناحي، المكتبة الإسلامية، بيروت. 410 - نهاية الاغتباط فيمن رمي بالاختلاط: لسبط ابن العجمي. 411 - نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول: للحكيم الترمذي، طبعة دار صادر، بيروت. 412 - نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار: لمحمد بن علي الشوكاني، دار الجيل، بيروت (1973 م). 413 - هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون: لإسماعيل باشا البغدادي. طبعة دار الفكر (1402 هـ).
414 - هدي الساري مقدمة فتح الباري: لابن حجر العسقلاني. نشر وتوزيع رئاسة البحوث العلمية والإفتاء، الرياض. 415 - الوافي بالوفيات: لصلاح الدين الصفدي. تحقيق: جماعة من المحققين، طبعة (1381 هـ). 416 - الوفا بتعريف حقوق المصطفى: لأبي الفرج ابن الجوزي. تحقيق: مصطفى عبد الواحد، الطبعة الأولى (1386 هـ)، نشر دار الكتب الحديثة، مصر. 417 - وفيات الأعيان وأبناء الزمان: لأبي العباس ابن خلكان. تحقيق: د. إحسان عباس، نشر دار صادر (1397 هـ)، بيروت. 418 - يحيى بن معين وكتابه التاريخ: تحقيق: د. أحمد محمد نور سيف، الطبعة الأولى، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي بجامعة الملك عبد العزيز. • • •
المطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانيد الثّمَانِيَةِ للحافظ أحمد بن عليِّ بن حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجرية تحقيق جمال بن فرحات صَاولي تنسيق د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشَّثري المجلد التاسع 17 - 18 آخر كتاب الحدود- كتاب الخلافة والإمارة (1842 - 2128) دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(ح) دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية/ تحقيق جمال فرحات صاولي- الرياض. 704 ص؛ 17×34 سم ردمك 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 1 - 85 - 749 - 9960 (ج 9) 1 - الحديث- مسانيد 2 - الحديث- تخريج 2 - الحديث- شرح 4 - الحديث- زوائد أ- صاولي، جمال فرحات (محقق) ب- العنوان 2370/ 18 ديوي 4، 237 رقم الإيداع: 2370/ 18 ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 1 - 85 - 749 - 9960 (ج 9) حقوق الطبع محفوظة للمنسق الطّبْعَة الأولي 1419هـ - 1998م دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض - ص ب 42507 - الرمز البريدي 11551 هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب: 32594 - الرّياض: 11438 - تلفاكس: 2660 - 421
المطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانيد الثّمَانِيَةِ 17 - 18
المقدمة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضلِل فلا هادي له، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} (¬1). {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} (¬2). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} (¬3). ¬
أما بعد: فإنّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِّ هَدْيُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. لقد تكفّل الله تبارك وتعالى بحفظ دينه وصون شريعته، فوعد سبحانه بحفظ أساس الشريعة وهو كتاب الله تعالى، فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)} (¬1). ولما كانت السنة المطهرة بيانًا لهذا الكتاب العظيم وتوضيحًا لما فيه من الآيات والأحكام، فقد شملها وعده تعالى بالحفظ والبقاء والنقاء. ولقد من الله تبارك وتعالى على هذه الأمّة برجال أتقياء، وعلماء نجباء، ونقّاد ذوي بصائر وهبوا أنفسهم لخدمة السنة المطهّرة وتيسيرها بين أيدي الناس وتنقيتها من كل شائبة، فقعّدوا لذلك قواعد وأسسًا بلغوا فيها الغاية، ونقدوا الرواة، وسبروا مروياتهم بدقة لا نظير لها، حتى لم يبق أحد ممن يُروى عنه الحديث إلَّا عرفوا حاله وبيّنوا مرتبته بين الرواة، وبذلك تمكنوا من كشف الباطل، وتمييز الخبيث من الطيب؛ لتبقى السنة طاهرة نقيّة يحفظها الله بهؤلاء الرُّجال جبال العلم والحفظ وفاءًا بوعده سبحانه، إن الله لا يخلف الميعاد. لقد خدم هؤلاء الجهابذة السنة بألسنتهم وأقلامهم حتى أغنوا المكتبات العامة والخاصة بمؤلفاتهم، فتركوا للأمة من بعدهم ثروات هائلة وتراثًا عظيمًا. ¬
ومن هؤلاء خاتمة الحفّاظ والناقد البصير الحافظ العلامة ابن حجر العسقلاني، الذي وقع اختياري على كتابه العظيم الموسوم بـ (المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية). أهمية الكتاب والعوامل التي دعتني إلى اختياره: 1 - تكمن أهمية هذا الكتاب في كونه ثالث أضخم موسوعة حديثية بعد (جامع الأصول) لابن الأثير، و (مجمع الزوائد) للهيثمي، فإذا ما ضُمّت إلى بعضها، صارت ديوانًا عظيمًا يجمع أغلب السنة المطهرة إن لم تكن كلّها. 2 - أنه حفظ لنا كتبًا بأسانيدها أكثرها في عداد المفقود. 3 - سياقه لأسانيد هذه الزوائد تامّة كما جاءت عند مؤلّفيها , ولا يخفى ما لذلك من أهمية في سبيل معرفة درجة الحديث. 4 - رسوخ قدم مُؤلِّفه في هذا العلم وإمامته للمتأخرين فيه. 5 - أن هذا الكتاب بقي أسيرًا في خزائن المخطوطات يصعب الوصول إليه، والمطبوع منه مجرّد من الأسانيد ولم يخدم خدمة تليق به. 6 - ومن العوامل التي دعتني إلى اختياره أيضًا: (1) الحرص على اكتساب الخبرة في تحقيق المخطوطات، والتدرّب على دراسة الأسانيد والحكم على المتون. (ب) التدرّب على استنباط الأحكام من النصوص. لهذه الأسباب وغيرها رأيت المشاركة في تحقيق هذا السفر العظيم.
النص محقّقًا معلَّقًا عليه، ويشمل: 1 - كتابة النص حسب قواعد الإِملاء، ومراعاة علامات الترقيم بدقة لتساعد فعلًا على فهم النص وتوضيح عباراته. 2 - ضبط ما يحتاج إلى ضبط، وذلك بالشكل في الأصل، وبالحروف في الهامش. 3 - مقابلة النسخ المعتمدة في التحقيق، وهي نسخة المكتبة المحمودية ورمزت لها بالأصل: و"صح"، ونسخة جامع عمرآباد بالهند ورمزها "عم"، ونسخة المكتبة السليمانية ورمزها "ك"، وإثبات الفروق المهمّة بينها أو بين الموجود من أصول المسانيد بالهامش. 4 - تصويب الأخطاء التي لا تحتمل وجهًا من الصواب، وذلك بإثبات الصواب في الأصل بين معكوفتين، والتنبيه على ذلك في الهامش، ويعتمد في ذلك التصويب على المصادر الأصلية للزوائد أو على مصادر أخرى خرّجت ذلك الحديث. 5 - عزو الآيات إلى سورها. 6 - التعليق على النص، ويشمل شرح المفردات والعبارات التي تحتاج إلى شرح وإيضاح. 7 - توثيق النص بتخريج الأحاديث على النحو التالي:
تخريج الحديث بعزوه إلى الموجود من المسانيد التي أخذت منها الزوائد عند وجودها، أو إلى مصدر وسيط عند فقدها.
تخريج الحديث من بقية المصادر التي تلتقي أسانيدها مع أسانيد الحديث في الكتاب التقاءً كليًا أو جزئيًا ولو في الصحابي.
تخريج الروايات التي أشار إليها المؤلّف ولم يوردها، مثل قوله -عن بعض الأحاديث-: أصله في السنن من وجه آخر. وقوله عن حديث آخر: حديث أبي هريرة أخرجوه -يعني الستة-. إذا كان الحديث ضعيفًا أو حسنًا، يخرّج من شواهده ما يرتقي به إلى الحسن لغيره أو الصحيح لغيره. 8 - دراسة الأسانيد، وتشمل: (أ) دراسة سند الحديث كما في كتاب المؤلّف. (ب) ينظر في اتصال السند وانقطاعه، سواء كان ذلك ظاهرًا أو خفيًا، وذلك بمراجعة كتب المدلسين والمراسيل والعلل. (ج) النظر في الشذوذ أو العلل الأخرى التي قد توجد في الحديث وأقوال العلماء في درجة الحديث، وخاصة البوصيري في كتابه (إتحاف الخيرة)، والهيثمي في (مجمع الزوائد). (د) الحكم على الحديث بناء على الخطوات السابقة مع تقييد الحكم بالإِسناد المدروس. (هـ) عند احتياج الحديث لمتابع أو شاهد لتقويته كما تقدم، فإنّني أكتفي في دراسة سند المتابعة أو الشاهد بذكر خلاصة في حال الروّاة مع الإِحالة على المصادر الكافية في ذلك. 9 - الخاتمة. 10 - الفهارس الفنيّة.
وأثناء عملي في هذا السفر العظيم قد أختصر بعض أسماء الكتب عند العزو، فأشير هنا إلى بعضها، والباقي يطالع في فهرس المصادر: 1 - الإِتحاف: إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري، وإذا قلت (الإِتحاف المختصرة) أعني النسخة المجرّدة عن الأسانيد. 2 - الإِرواء: إرواء الغليل للشيخ ناصر الدين الألباني. 3 - الإِكمال: الإِكمال لابن ماكولا. 4 - البغية: بغية الباحث من زوائد الحارث للهيثمي. 5 - التقريب: تقريب التهذيب لابن حجر. 6 - التهذيب: تهذيب التهذيب لابن حجر. 7 - الثقات: ثقات ابن حبان. 8 - الخلاصة: خلاصة تذهيب تهذيب الكمال للخزرجي. 9 - الديوان: ديوان الضعفاء للذهبي. 10 - السّير: سير أعلام النبلاء للذهبي. 11 - الصحيحة: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني. 12 - الضعيفة: سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني. 13 - الفتح: فتح الباري لابن حجر، وقد اعتمدت في ذلك نسختين أشرت إليهما في فهرس المراجع. 14 - الكاشف: الكاشف للذهبي. 15 - الكامل: الكامل في ضعفاء الرّجال لابن عدي. 16 - اللسان: في الرجال، (لسان الميزان) لابن حجر، في اللغة (لسان العرب) لابن منظور.
17 - المجمع: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي. 18 - الميزان: ميزان الاعتدال للذهبي. 19 - النهاية: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير. 20 - الحافظ: الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله-. تنبيه: نزولًا عند رغبة الإخوان فقد حذفت شرح الغريب، والتعريف بالأعلام رغبة في عدم إطالة المطبوع من هذه الموسوعة. وبعد: فالحمد لله ربّ العالمين، القائل في محكم التنزيل: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)} (¬1). والصلاة والسلام على نبيّه الكريم القائل: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" (¬2). فأوّل من أتوجّه إليه بالشكر العظيم الله عزّ وجلّ، الذي أنعم علي بنعم لا تُحصى، ومنها أنه تعالى يسّر لي الأسباب لِإتمام هذه الرسالة وتقديمها على هذا الوجه المرضيّ -إن شاء الله-. ثمّ الشكر لفضيلة الدكتور عبد الله بن وكيل الشيخ، المشرف على الرسالة، الذي جاد علىّ بنصحه وتوجيهه، حتّى وصلتُ بالبحث إلى هذه الصورة التي بين أيدينا. كما أشكر سائر المشايخ والأساتذة والزملاء الذين ساعدوني وأمدّوني بما أحتاج، وأخصّ منهم بالذكر شيخي وأستاذي فضيلة الدكتور ¬
محمود ميره -جزاه الله خيرًا-، وكذلك الأخ الكريم خالد باسمح، الذي فتح لي مكتبته العامرة لوقت طويل وفي ظروف حرجة. والشكر مهدي لكل من الأستاذ د. محمد مبارك السيّد، ود. زياد محمد منصور لتكرمهما بمناقشة هذه الرسالة ولما أبدياه من ملحوظات. وأختم هذا المقال بالشكر والتقدير لجامعة الإِمام محمد بن سعود الإسلامية العريقة، وأخصّ بالثناء كليّة أصول الدين وقسم السنّة، ومشايخها الكرام. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين. • • •
المطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانيد الثّمَانِيَةِ للحافظ أحمد بن عليِّ بن حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجرية تحقيق جمال بن فرحات صَاولي تنسيق د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشَّثري المجلد التاسع 17 - 18 آخر كتاب الحدود- كتاب الخلافة والإمارة (1842 - 2128)
9 - باب الانتباذ في الأسقية وأصل ذلك
18 - كتاب الحدود [تتمة] 9 - بَابُ (¬1) الِانْتِبَاذِ فِي الْأَسْقِيَةِ وَأَصْلِ ذَلِكَ 1842 - [1] قَالَ الطيالسي: حدثنا عُيينة (¬2)، أخبرني أَبي -هو عبد الرحمن (¬3) بن جَوشَن-، قال: كان أبو بكرة رضي الله عنه يُنبذ لَهُ فِي جَرٍّ فَقَدِمَ أَبُو بَرْزَةَ رضي الله عنه مِنْ غِيبَة كَانَ غَابَهَا، فَنَزَلَ بِمَنْزِلِ أَبِي بكرة رضي الله عنه قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ مَنْزِلَهُ (¬4)، فَوَقَفَ عَلَى امْرَأَةٍ (¬5) يُقَالُ لَهَا مَيَّةُ (¬6)، فَسَأَلَهَا عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه وعن حاله، ونظر فأبصر الجرّة التي ¬
فِيهَا النَّبِيذَ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْجَرَّةُ (¬1)؟ فَقَالَتْ: ننبذ (¬2) لأبي بكرة رضي الله عنه (¬3)، فَقَالَ: وَدِدْتُ لَوْ أنكِ جَعَلْتِيهِ (¬4) فِي سِقَاءٍ، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَتِ الْمَرْأَةُ بِالنَّبِيذِ، فَحُوِّلَ فِي سقاء، ثم علقته، فجاء أبو بكرة رضي الله عنه، فأخبرته عن أبي برزة رضي الله عنه وَعَنْ قُدُومِهِ، ثُمَّ أَبْصَرَ السِّقَاءَ (¬5)، فَقَالَ: مَا أنا بالشارب منه، لَئِنْ جَعَلْتِ الْعَسَلَ فِي جَرٍّ، لَيَحْرُمَنَّ عَلَيَّ، ولئن جَعَلْتِ (¬6) الْخَمْرَ فِي سِقَاءٍ، لَيَحِلَّنَ لِي؟! ... إِنَّا قد عرفنا الذي قد نُهِينَا عَنْهُ، نُهِينَا عَنِ الدُبّاء، والنَقير، والحَنْتَم، والمُزفَّت. فأما الدّبَّاء، فإنّا كنّا (¬7) معشرَ ثقيف (¬8) بالطائف، نَأْخُذُ الدّبَّاء فَنَخْرِطُ (¬9) فِيهَا عَنَاقِيدَ الْعِنَبِ، ثُمَّ (¬10) نَدْفِنُهَا ثُمَّ نَتْرُكُهَا حَتَّى تُهْدَرَ ثُمَّ تَمُوتُ. وَأَمَّا النَقير، فَإِنَّ أَهْلَ الْيَمَامَةِ كَانُوا يَنْقُرُونَ أَصْلَ (¬11) النَّخْلَةِ، فَيَشْدَخُونَ (¬12) فِيهَا الرُطب والبُسر، ثُمَّ يدَعونه حتى يهدر ثم يموت. ¬
وَأَمَّا الحَنْتَم، فَجِرَارٌ كَانَتْ تُحْمَلُ إِلَيْنَا فِيهَا الْخَمْرُ. وَأَمَّا المُزفَّت، فَهَذِهِ الْأَوْعِيَةُ الَّتِي فِيهَا (¬1) الزِفت. [2] وقال مسدّد: حدثنا إسماعيل. [3] و [قال] (¬2) أحمد بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَا: أنا عُيَيْنَةُ بن عبد الرحمن، به. [4] وقال البزار (¬3): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عديّ، عن عيينة به. ¬
1842 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 120: 882) بلفظه، ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 309)، بنحوه. وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 347: 2909)، وقال: لا نعلم أحدًا حدّث به مفسرًا كما حدّث به أبو بكرة. أقول: قد جاء مفسرًا من غير طريق أبي بكرة كما هو في مسلم (3/ 1583: 57) وشرح معاني الآثار للطحاوي (4/ 225)، من طريق ابن عمر رضي الله عنهما. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (7/ 387: 5383)، من طريق أبي خيثمة، عن إسماعيل بن إبراهيم به مختصرًا. وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 65)، وقال: "رواه الطبراني من طريقين رجال أحدهما ثقات"، ولم أجده في المطبوع من معجم الطبراني الكبير ولا في غيره. =
= الحكم عليه: الحديث إسناده حسن -كما نص على ذلك ابن حجر في الفتح (1/ 163) - لأجل عيينة بن عبد الرحمن، فإنه صدوق، لكن المرفوع منه صحيح، لشواهد كثيرة، أشهرها حديث وفد عبد القيس "أنهاكم عن الدُبّاء والحَنْتَم والنَقير والمقيّر والمُزفت ... " الحديث أخرجه البخاري في الإِيمان، باب أداء الخمس من الإيمان (1/ 157: 53) بنحوه من حديث ابن عباس، وأخرجه مسلم في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت ... (3/ 1578: 33) من حديث أبي هريرة، ورواه أيضًا من حديث عائشة (3/ 1578: 37). والنهي عن الدُبّاء والحَنْتَم ... الخ قد رُوي عن جمع من الصحابة بطرق صحيحة، منهم: أبو هريرة وأنس بن مالك وابن عباس وعليّ وعائشة وغيرهم رضي الله عنهم ينظر: (فتح الباري 10/ 59، مسلم 3/ 1577).
10 - باب حكم المرتد
10 - باب حكم المرتد ّ 1843 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جدّه قال: كتب عمرو بن العاص رضي الله عنه، إلى عمر رضي الله عنه يَسْأَلُهُ عَنْ رَجُلٍ أَسْلَمَ، ثُمَّ كَفَرَ، ثُمَّ أسلم، ثم كفر (¬1) بعد (¬2) ذَلِكَ مِرَارًا، أَيُقْبَلُ مِنْهُ الإِسلام؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عمر رضي الله عنه: "اقْبَل مِنْهُمْ (¬3) مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُمْ، اعرِضْ عَلَيْهِ الإِسلام، فَإِنْ قَبِلَ، وَإِلَّا، اضْرِب عُنُقَهُ". ¬
1843 - تخريجه: أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 168) عن محمد بن خازم به بلفظه تامًا مع اختلاف يسير. وابن أبي شيبة (2/ 269: 1279) عن عبد الرحيم بن سليمان عن الحجّاج به بلفظه. ولم أجد من خرّجه غير هؤلاء، وقد عزاه صاحب الكنز (1/ 312) لمسدّد وابن عبد الحكم فقط. =
= وحجاح هو ابن أرطاة وكلام الأئمة فيه يدور بين التضعيف والتحسين، فحيث صرّح بالسّماع أمِنّا تدليسه، ما لم ينفرد بشيء أو يخالف الثقات؛ لأنه يزيد في الأحاديث، وأما إذا عنعن، فحديثه مردود خاصة إذا عنعن عن عمرو بن شعيب. والراجح الاحتجاج بما رواه عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، وصحيفته من أعلى درجات الحسن، ما لم يخالف غيره من الثقات.
الحكم عليه: الحديث ضعيف، لتدليس الحجّاج، وخاصة في روايته عن عمرو بن شعيب، لقول أبي نُعيم: "لم يسمع منه إلَّا أربعة أحاديث". ومدار الحديث على الحجّاج، ولا متابع له عليه فيما بحثت فيه.
1844 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثنا سُفْيَانُ، ثنا عِمْران بْنُ ظَبْيان عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، قَالَ: قال لي أبو هريرة رضي الله عنه (¬1): أتعرف الرَجَّال (¬2)؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "ضِرْسُهُ فِي النَّارِ أَعْظَمُ مِنْ أُحد". وَكَانَ أَسْلَمَ ثُمَّ ارْتَدَّ، وَلَحِقَ بِمُسَيْلِمَةَ، وَقَالَ: كَبْشَانِ انْتَطَحَا، فَأَحَبُّهُمَا إليّ أن يغلب كبشي. ¬
1844 - تخريجه: هو في مسند الحميدي (2/ 495 - 496: 1177) بلفظه تامًا. وأخرجه الطبري في تاريخه (2/ 279) من طريق محمد بن إسحاق عن شيخ من بني حنيفة، والطبري أيضًا (2/ 278) من طريق عكرمة وعبد الله بن سعيد كلاهما -أعني شيخًا من بني حنيفة وأبا سعيد- عن أبي هريرة قال: "قد كان أبو بكر بعث إلى الرجّال، فأتاه وأوصاه بوصية، ثم أرسله إلى أهل اليمامة وهو يرى أنه على الصدق حين أجابه، قالا: قال أبو هريرة: فذكر الحديث بنحوه بأطول منه". وفيه: سيف بن عمر التيمي، قال عنه الحافظ في التقريب (262):"ضعيف في الحديث، عمدة في التاريخ". وله شاهد من حديث أبي هريرة نفسه أخرجه مسلم في كتاب الجنة، باب النار يدخلها الجبارون (4/ 2189: 2851) من طريق الحسن بن صالح، عن هارون عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "ضرس الكافر أو ناب الكافر، مثل أُحُد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث". =
= وأحمد (2/ 328، 334، 537) من طريقين عن أبي هريرة يرفعه: "ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد ... " الحديث، وفيه زيادة. والترمذي في صفة جهنم (6/ 604: 2577) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة بنحوه، وقال: "حسن صحيح غريب". وله شاهد آخر أيضًا من حديث رافع بن خديج. أخرجه الطبراني (4/ 283، 284: 4434) من طريق الواقدي، عن عبد الله بن نوح عن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن رافع بن خديج قال: "كان بالرجّال بن عنفوة من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير فيما يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيء عجب، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يومًا والرجّال معنا جالس، فقال: "أحد هؤلاء النّفر في النار"، قال رافع: فنظرت في القوم، فإذا بأبي هريرة وأبي أروى والطفيل بن عمرو الدوسيين ورجّال بن عنفوة، فجعلت انظر وأتعجّب وأقول من هذا الشقي؟ ولما تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجعت بنو حنيفة، فسألت: ما فعل الرجّال بن عنفوة؟ فقالوا: فُتن، هو الذي شهد لمسيلمة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أشركه في أمره من بعده، فقلت: مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فهو الحق. وسمع الرجّال يقول: كبشان انتطحا، فأحبهما إلينا كبشنا". وفيه الواقدي متروك على سعة علمه (التقريب 498). ومن حديث زيد بن أرقم، أخرجه أحمد (4/ 367) من طريق يزيد بن حبان التيمي عن زيد بن أرقم، وفيه: " ... إن الرجل من أهل النار ليعظّم للنّار حتى يكون الضرس من أضراسه كأحد".
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف، لضعف عمران بن ظبيان وإبهام الراوي عن أبي هريرة، وكذا حكم عليه البوصيري في إتحاف الخيرة (3/ 140/ أ). لكن أصل الحديث ثابت من رواية مسلم، والله أعلم.
1845 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ [سُرَيْج] (¬1)، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا مُجَالِدٌ عَنْ عَامِرٍ -هُوَ (¬2) الشعْبي- قَالَ: لَمَّا قُبض رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَارْتَدَّ من ارتدّ، قام (¬3) عديّ بن حاتم بألف رجل من طيء، فبعث أبو بكر رضي الله عنه خالد بن الوليد رضي الله عنه، إِلَى الْيَمَامَةَ، قَالَ (¬4): وَكَانَ بَنُو عَامِرٍ قَدْ [قَتَلُوا] (¬5) عُمَّالَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَحْرَقُوهُمْ بِالنَّارِ، فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى خالد رضي الله عنهما، أن اقتل بني عامر وحرّقهم بالنار، ففعل (¬6)، حتى صاحت (¬7) النساء، ثم مضى حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَاءِ فَخَرَجُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ كَفَّ عَنْهُمْ. ¬
1845 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولعله في المسند الكبير. وأخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال (42: 86) عن ابن أبي زائدة، وابن أبي شيبة في مصنفه (12/ 552: 15575) عن أبي أسامة، كلاهما عن مجالد به بأطول منه. =
= والحارث بن سريج ممن لا تقوم به حجة في الحديث، غير أن اتهامه بالكذب ليس له مستند يعتمد عليه. ومجالد من جلّة أهل الحديث، تكلم فيه الأئمة من قبل حفظه. وهو ممن يعتبر بحديثه.
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف، لضعف مجالد ومدار الحديث عليه، والحديث مع هذا مرسل، كما نصّ على ذلك البوصيري في إتحاف الخيرة (3/ 140/ أ).
11 - باب تحريم دم المسلم ولا سيما إذا صلى
11 - بَابُ تَحْرِيمِ دَمِ الْمُسْلِمِ وَلَا سِيَّمَا إِذَا صَلَّى 1846 - قَالَ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي زِيَادَاتِ المسند (¬1): حدثنا مكين (¬2) الحازم (¬3)، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ (¬4) الْحَجَّاجُ بابن الزبير رضي الله عنه أَخَذَ رَجُلًا، فَدَفَعَهُ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله بن عمر رضي الله عنهم لِيَقْتُلَهُ، فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: أَمُسْلِمٌ أَنْتَ؟، قَالَ: نعم، قال: وصليت الصُّبْحَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: انْطَلِقْ لَا سَبِيلَ لي عليك، فبلغ الحجّاج ما صنع، فَقَالَ لَهُ: مَا فَعَلَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: سَأَلْتُهُ أَمُسْلِمٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَسَأَلْتُهُ: أصليتَ الصُّبْحَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَأَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ مَنْ صَلَّى الصبح كان في جوار الله تعالى حَتَّى يُصْبِحَ أَوْ يُمْسِيَ. قَالَ: فَإِنَّهُ مِنْ قتلة عثمان رضي الله عنه قَالَ: فَمَا أَنَا بِوَلِيِّ عُثْمَانَ فَأَقْتُلُ [قَتَلَتَهُ] (¬5)، فبلغ أباه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فخرج مسرعًا يجرّ إِزَارِهِ [فَلَقِيَهُ] (¬6) بِمَا (¬7) صَنَعَ، فَقَالَ: سَمَّيْتُكَ سَالِمًا لتسلم، سمّيتك سالمًا لتسلم. ¬
1846 - تخريجه: أخرج الطبراني في الأوسط (9/ 249) (8543) المرفوع منه من طريق معاذ، به. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 311: 13210) وفي الأوسط (1/ 198/أ) عن الحسين بن السميد الأنطاكي عن موسى بن أيوب النصيبي، عن عطاء بن مسلم الخفّاف عن الأعمش قال: كان سالم بن عبد الله قاعدًا عند الحجّاج ... فذكر القصّة والحديث بنحوه. وأخرجه الطبراني أيضًا في الكبير (12/ 312: 13211) عن الحسين بن إسحاق التستري، عن يحيى الحمّاني، عن إسحاق بن عمرو بن سعيد، عن أبيه: أن الحجّاج أمر سالم بن عبد الله بقتل رجل ... فذكره بنحوه أخصر من الأول بقليل. وأخرجه ابن سعد (5/ 196) ومن طريقه ابن عساكر (7/ 29 مخطوط الظاهرية) نا روح بن عبادة وعمرو بن عاصم الكلابي قالا: نا همام بن يحيى عن عطاء بن السائب، به. والمرفوع منه فقط رواه أحمد (2/ 111 ح 5898) من طريق موسى بن داود، ورواه البزار (كما في الكشف 3342) من طريق عبد الله بن يوسف كلاهما عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن نافع عن ابن عمر، وفيه ابن لهيعة ضعيف. وهذه القصّة أخرجها أبو العرب التميمي في كتاب المحن (207، 208، 209، 210) بأطول من قصة حديث الباب عن عبد الله بن الوليد قال: "حدثني أبو إبراهيم =
= عن أبيه ... ثم ساق قصة طويلة في قتل الحجّاج لابن الزبير ولابن عمر، وفيها قصة حديث الباب بنحوه بأطول منها". وللمرفوع منه شاهد عند مسلم -وغيره- من طريق أنس عن ابن سيرين، قال: سمعت جندب بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ صَلَّى الصَّبْحُ فهو في ذمّة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه، فيكبّه في نار جهنم". أخرجه مسلم في المساجد، باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة (1/ 454: 657). وأيّوب بن سُويد يكتب حديثه في جملة الضعفاء. ويونس بن يزيد ثقة لاريب في توثيقه، وما أخطأ فيه أو خالف فيه الثقات فيتجنب، مثله في ذلك كغيره ممن يخالف.
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف؛ لعلتين: 1 - ضعف أيوب بن سُويد. 2 - شيخ المُصنِّف مكين الحازم لم أجد من ترجم له. لكنه يرتقي بمتابعتي الطبراني إلى الحسن لغيره، والمرفوع منه صحّ من أوجه أخرى قد بينتها في التخريج. وقال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب (186): "حسن".
12 - باب نفي المرتدين بعد استتابتهم
12 - بَابُ نَفْيِ (¬1) الْمُرْتَدِّينَ بَعْدَ اسْتِتَابَتِهِمْ 1847 - [قَالَ (¬2)] إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ (¬3) قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ (¬4) بِمَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ بَنِي حَنِيفَةَ، فَإِذَا إِمَامُهُمْ يَقْرَأُ بِقِرَاءَةِ مُسَيْلِمَةَ: والطاحناتِ طَحْنًا، والعاجناتِ عَجَنًا، والثارداتِ ثَرْدًا، فاللاقماتِ لَقْمًا. فَبَعَثَ عَبْدُ اللَّهِ فأُتِيَ بِهِمْ، فَإِذَا هُمْ سبعون يقرأون على قراءة مسيلمة، فقال عبد الله رضي الله عنه: مَا نَحْنُ بُمَحْرِزِي (¬5) الشَّيْطَانِ هَؤُلَاءِ، رحِّلوهم إِلَى الشام، لعلّ الله تعالى أن يُفنيهم (¬6) بالطعن والطاعون. قلت (¬7): قصّة هؤلاء [رواها] (¬8) أَبُو دَاوُدَ (¬9) وَغَيْرُهُ (¬10) مِنْ رِوَايَةِ حَارِثَةَ بْنِ مضرِّب عن ابن مسعود رضي الله عنه، وليس فيه شيء مِمّا هنا. ¬
1847 - تخريجه: أخرجه مسدد كما سيأتي برقم (1954) عن عيسى بن يونس به، ولم يذكر فيه ابن مسعود، واقتصر على قصّة قتل ابن النوّاحة. وأخرجه عبد الرزاق في مصنَّفه في كتاب العقول، باب في الكفر بعد الإيمان (10/ 169: 18708) عن ابن عيينة. وابن أبي شيبة في المصنّف، كتاب الجهاد، ما قالوا في الرجل يُسلم ثم يرتدّ ما يُصنع، به (12/ 12789) عن وكيع، والبيهقي في الدلائل (5/ 332) من طريق جعفر بن عون، ثلاثتهم عن إسماعيل بن أبي خالد به بنحوه، وفيه عندهما أن ابن مسعود قتل إمام هؤلاء المرتدّين، واسمه عبد الله بن النوّاحة. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (9/ 218: 8956). وقال الهيثمي في المجمع (6/ 261): "رجاله رجال الصحيح". والحديث أورده البوصيري في الإتحاف في المختصر، باب نفي المرتدّين بعد استتابتهم (2/ 34/ ب)، وقال: "رواه إسحاق بن راهويه مرسلًا بسند صحيح". وقصّة هؤلاء رواها أبو داود وغيره -كما أشار إلى ذلك المُصنِّف- مِنْ رِوَايَةِ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ عَنِ ابْنِ مسعود رضي الله عنه، وليس فيه شيء مما هنا. ولفظ الحديث عند أبي داود: ... عن حارثة بن مضرّب أنه أتى عبد الله فقال: "ما بيني وبين أحد من العرب حِنَة، وإني مررت بمسجد لبني حنيفة، فإذا هم يؤمنون بمسيلمة، فأرسل إليهم عبد الله، فجيء بهم، فاستتابهم غيرَ ابن النوّاحة، قال له: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لولا أنك رسول، لضربت عنقك"، فأنت اليوم لست برسول، فأمر قرظة بن كعب، فضرب عنقه في السوق، ثم قال: من أراد أن =
= ينظر إلى ابن النوّاحة قتيلًا بالسوق" (السنن 3/ 192: 2762). ورواها أيضًا النسائي في الكبرى كتاب السير، في النهي عن قتل الرسل (5/ 205: 8576)، وابن أبي شيبة في مصنّفه، كتاب الجهاد، ما قالوا في الرجل يسلم ثم يرتدّ (12/ 268: 12788)، والبيهقي في "الكبرى" كتاب المرتد، باب من قال: المرتد يستتاب (8/ 206)، والطبراني في الكبير (9/ 194: 8957) كلّهم من طريق أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ عَنْ ابن مسعود. ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 211) من طريق شقيق بن سلمة عن ابن مُغير السَعدي عن ابن مسعود رضي الله عنه بنحو رواية أبي داود.
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف المختصر (2/ 34/ ب): "رواه إسحاق مرسلًا بسند صحيح". قلت: لا حاجة لقوله: "مرسل"؛ لأنّ الحديث ليس مرفوعًا، حتى يقال إنّ قيس لم يدرك النبي -صلي الله عليه وسلم-. والحديث رجال إسناده ثقات، غير أنه معلول بمخالفة الثقات؛ حيث رووه عن حارثة بن مضرّب عن ابن مسعود، وفيه أنه استتابهم، وفي حديث الباب أنه رحّلهم إلى الشام، وهذا مخالف لما هو معهود في الشرع من استتابه المرتد، ومثل ابن مسعود رضي الله عنه لا يجهل هذا الحكم، وهو من كبار علماء الصحابة. ولعله نفاهم بعد الاستتابة، وبظهر هذا من ترجمة الحافظ للباب.
13 - باب إلى كم تقبل توبة المرتد
13 - بَابُ إِلَى كَمْ تُقْبَلُ تَوْبَةُ الْمُرْتَدِّ 1848 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ المُعلّى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَتَابَ رجلًا ارتدّ عن الإِسلام أربع مرَّات.
1848 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (3/ 320: 1785). وأورده الهيثمي في المجمع (6/ 265)، وقال: "رواه أبو يعلى، وفيه المعلّى بن هلال، وقد أجمعوا على ضعفه بالكذب". وأورده البوصيري في الإتحاف، باب نفي المرتدين بعد استتابهم (3/ 140/ أ)، وعزاه لأبي يعلى فقط، وأورده في المختصر (2/ 35/ أ)، وقال: "رواه أبو يعلى، وفي سنده عبد الله بن محمد بن عقيل". وذكره الحافظ في التلخيص (4/ 56)، وقال: "رواه أبو الشيخ في كتاب الحدود من طريق المُعلّى بن هلال -وهو متروك- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عن جابر". وروى البيهقي في السنن الكبرى (8/ 197) من طريق الثوري عن رجل، عن عبد الله بن عبيد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- استتاب نبهان أربع مرات، وكان نبهان قد ارتدّ، وقال: "هذا منقطع"، ورُوي من وجه آخر موصولًا، وليس بشيء. =
= قلت: "لعله يعني رواية أبي يعلى التي معنا -والله أعلم-". وإسماعيل بن زكريا الظاهر أنه صدوق، ولعل خطأه في بعض الأحاديث جعل بعض الأئمة يوثقونه مرة، ويضعفونه الأخرى، وأحيانًا يفصّلون فيه، كقول أحمد في رواية الميموني: "أما الأحاديث المشهورة التي يرويها، فهو فيها مقارب الحديث صالح، ولكن ليس يشرح الصدر له". والذي يبدو بالنظر في أقوال الأئمة وصنيعهم في الحكم على أحاديث عبد الله بن محمد بن عقيل أنه حسن الحديث. وهذا ما لم يخالف، فمثله لا تُحتمل مخالفته. والترمذي تارة يحسّن حديثه وتارة يصحّحه. انظر: سنن الترمذي (1/ 225: 127)، و (4/ 415: 2092). وقال ابن سيّد الناس في النفح الشذي (1/ 388): "وينبغي أن يكون حديثه حسنًا".
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف، المختصرة (2/ 35/ أ): "في سنده عبد الله بن محمد بن عقيل". قلت: بل فيه المعلّى بن هلال، اتفق النقّاد على تركه، وعليه فإسناده ضعيف جدًا.
14 - باب اللواط
14 - باب اللِّوَاطِ 1849 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا محمدُ، نِعْمَ القومُ أمَّتُك، لَوْلَا أَنَّ فِيهِمْ بَقَايَا مِنْ عملِ قومِ لوطٍ.
1849 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد مسند الحارث، كتاب الحدود، باب ما جاء في اللواط (2/ 720: 565). ولم أقف عليه من حديث النعمان بن بشير. وأخرجه ابن عدي في الكامل في ترجمة الخليل بن زكريا (3/ 931) من حديث أنس، وقال -بعد ذكر مناكر خليل-: "وهذه الأحاديث التي ذكرتها بأسانيدها عن الخليل بن زكريا مناكير كلها من جهة الإِسناد والمتن جميعًا". وأورده البوصيري في الإتحاف، باب ما جاء في تحريم اللواط (3/ 147/ ب)، وفي المختصرة له (2/ 37/ أ)، وقال: "رواه الحارث بسند ضعيف، لضعف مجالد بن سعيد". والخليل أجمع النقّاد على تركه، ولم يوثّقه -حسب اطلاعي- إلَّا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، ولم يُتَابع على ذلك. والعمدة في تركه على قول الجمهور. =
= الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف، المختصرة (2/ 37/ أ): "رواه الحارث بسند ضعيف، لضعف مجالد بن سعيد". قلت: بل فيه من هو أضعف من مجالد، وهو الخليل بن زكريا، أجمع النقّاد على تركه. وعليه فسند الحديث ضعيف جدًا.
1850 - حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن جابر رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: مَن عمِلَ عملَ قومِ لوطٍ، فاقتلوه.
1850 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (2/ 566: 517) طبعة المدينة بلفظه. وأخرجه الدوري في كتاب ذمّ اللواط (162: 66) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (165: 433) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن عبّاد بن كثير به بلفظه. والترمذي في سننه، أبواب الحدود، باب ما جاء في اللوطي (4/ 58: 1457)، وقال: "هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه"، وابن ماجه في سننه، كتاب الحدود، باب من عمل عمل قوم لوط (2/ 856: 2563)، والحاكم في المستدرك (4/ 357)، وقال: "صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي"، والدوري في كتاب ذمّ اللواط (139: 21) و (157: 55) و (192: 142) و (193: 143) و (194: 149) كلهم من طرق عن القاسم بن عبد الواحد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ به بلفظ: "إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط" بألفاظ متقاربة. قلت: ولحديث الباب شاهد من حديث ابن عباس عند الأربعة وغيرهم. رواه أبو داود في سننه، كتاب الحدود، باب فيمن عمل عمل قوم لوط (4/ 158: 4462). والترمذي في سننه، كتاب الحدود، باب ما جاء في حد اللوطي (4/ 57: 1456)، وقال: "إنما يعرف هذا الحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - من هذا الوجه. والنسائي في الكبرى في الرجم، باب فيمن عمل عمل قوم لوط (4/ 322: 7337). =
= وابن ماجه في سننه، في الحدود، باب من عَمِلَ عَمَل قوم لوط (2/ 856: 2563). كلهم من طريق عبد العزيز الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به". ولفظ النسائي في الكبرى: "لعن الله من عمل عمل قوم لوط"، كرّرها ثلاث مرَّات. ورواه أيضًا أحمد في المسند (1/ 300) بنحوه مع زيادة، والبيهقي في السنن "الكبرى" كتاب الحدود، باب ما جاء في حدّ اللوطي (7/ 232). وابن الجارود في المنتقى (287: 820). والحاكم في المستدرك، كتاب الحدود (4/ 355)، وقال: "صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي"، كلهم من طريق سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو به، وفي عمرو هذا الكلام يسير وحديثه حسن. قال الترمذي في علله الكبير (2/ 622): "سألت محمدًا -يعني البخاري- عن حديث عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، فقال: عمرو بن أبي عمرو، صدوق، ولكن روى عن عكرمة مناكير، ولم يذكر في شيء من ذلك أنه سمع عن عكرمة". ينظر: التهذيب (8/ 82). وقد توبع عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة بداود بن الحصين: أخرجه أحمد في مسنده بتحقيق شاكر (4/ 256، 257)، وقال شاكر: "إسناده حسن". وصحّح الألباني في الإرواء (8/ 17) طريق ابن عباس. وابن المحبر اتهمه بالوضع غير واحد من الأئمة كأحمد والدارقطني وابن حبّان وغيرهم، وعليه فداود هذا من المتروكين. وعبّاد: هو ابن كثير الثقفي، الظاهر من أقوال أئمة النقد كالبخاري والنسائي وغيرهما أنه متروك -والله أعلم-. =
= الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف (3/ 148/ أ): "هذا إسناد ضعيف، لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل، وكذب داود بن المحبّر". قلت: كلامه هذا يقتضي أنه موضوع وليس بدقيق. إسناده ساقط، فيه متروكان: داود بن المحبّر وعبّاد بن كثير، لكن متنه صحيح ثابت عن ابن عباس بمجموع طرقه، كما هو مبيّن في التخريج.
15 - باب كيفية الإقرار بالزنا ومراجعة الوالي للمقر وترك المقر إذا رجع، والترهيب من الزنا، وفيه: ذكر ولد الزنا
15 - باب كيفية (¬1) الإِقرار بِالزِّنَا وَمُرَاجَعَةِ الْوَالِي للمُقرّ وَتَرْكِ المُقرّ إِذَا رَجَعَ، وَالتَّرْهِيبِ مِنَ الزِّنَا، وَفِيهِ: ذِكْرُ وَلَدِ الزِّنَا 1851 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ [جُوين] (¬2)، عَنْ عليّ رضي الله عنه، قال: أَنَّ امْرَأَةً (¬3) أتتْه، فَقَالَتْ: إِنِّي زنيتُ، فَقَالَ: لعلّكِ أُتيتِ وأنتِ نَائِمَةٌ فِي فراشِكِ أَوْ أُكْرِهتِ؟ قالتْ: أُتيتُ طَائِعَةً غيرَ مُكرَهةٍ، قَالَ: لعلّكِ غضبتِ عَلَى نفسِكِ؟ قالتْ: مَا غضبتُ، فحبسها، فلمّا ولدتْ وشبّ ابنْها، جلدها. ¬
1851 - تخريجه: أورده البوصيري في إتحاف الخيرة المختصر (2/ 36/ أ)، وعزاه لإسحاق فقط. وأخرجه الخطيب في المبهمات (ص 138 رقم 73) من طريق عثمان بن أبي شيبة عن جرير به بلفظه مطولًا وفي آخره أنه جلدها مائة ثم رجمها وقال: جلدتها =
= بكتاب الله ورجمتها بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قال الخطيب: هذه المرأة هي شراحة الهمذانية. ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 140) من طريق موسى بن أعين عن مسلم الأعور به بلفظه مطولًا بنحو لفظ الخطيب السابق. ورواه أحمد (1/ 116) من طريق هشيم، والداقطني (3/ 124) من طريق سليمان بن كثير، كلاهما عن حصين عن الشعبي قال: أتي عليّ رضي الله عنه بمولاة لسعيد بن قيس الهمداني وجلدها ثم رجمها ... الأثر. وإسناد أحمد صحيح. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 88) رقم (8860) عن عليّ بن مسهر عن الأجلح عن الشعبي عن عليّ فذكره بنحوه مختصرًا وسمى المرأة فقال: شراحة، امرأة من همذان. وهذا إسناد حسن؛ لأجل الأجلح بن عبد الله وهو صدوق شيعي. ورواه البيهقي (8/ 220)، من طريق جعفر بن عون، والخطيب في المبهمات (ص 139) من طريق يعلي بن عبيد، كلاهما عن الأجلح به بنحوه مطولًا. ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 140)، وأحمد (1/ 107)، والخطيب في المبهمات (ص 139) من طريقين عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ الشعبي، أن عليًّا جلد شراحة يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة، وقال: أجلدها بكتاب الله، وأرجمها بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وهذا إسناد صحيح. وأصله في الصحيح مختصرًا. رواه البخاري مختصرًا في الحدود، باب: رجم المحصن (12/ 117) رقم (6812) عن آدم عن شعبة به مختصرًا. وله شاهد في الصحيح بنحوه دون قوله "فحبسها" من حديث عمران بن =
= حصين. أخرجه مسلم في الحدود، باب من أعترف على نفسه بالزنا (3/ 1324: 1696)، وأبو داود في سننه، باب المرأة التي أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- برجمها (4/ 587: 4440) وغيرها، من طرق عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قِلابة، عن أبي المُهلّب، عن عِمران إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهي حُبلى من الزنى، فقالت: يا نبيّ الله أصبتُ حدا فأقِمّه عليّ، فدعا نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وليَّها، فقال: "أحسِنْ إليها فإذا وضعت فائتني بها"، ففعل، فأمر نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، فشكّت عليها ثيابها، ثم أمر بها فرجمت، ثم صلّى عليها ... الحديث واللفظ لمسلم.
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لضعف مسلم الأعور؛ لكن جاء من طرق أخرى بأسانيد بعضها حسن وبعضها صحيح.
1852 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عِيَاضٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ حِطّانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يُحشرُ أولادُ الزِّنَا فِي صُورةِ القِرَدَةِ والخَنازِيْر" (¬1). ¬
1852 - تخريجه: لم أقف علحِه في المصنَّف، ولعلّه في المسند. والحديث أخرجه العقيلي في الضعفاء في ترجمة زيد بن عياض (2/ 75) عن علي بن عبد العزيز، عن عارم، عن حمّاد بن سلمة به بنحوه، وقال: لا يحفظ من وجه يثبت. ومن طريقه رواه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 109)، وقال: "هذا حديث موضوع لا أصل له". وذكره الديلمي في فردوس الأخبار (5/ 469: 8507) من حديث عبد الله بن عمرو، والفتني في تذكرة الموضوعات (180) وحكم عليه بالوضع. والسيوطي في اللآلئ (2/ 192)، وعزاه للعقيلي، وقال: "موضوع". وعلي بن زيد ضعيف، يُعتبر بحديثه. وابن عياض: ضعيف جدًا، لما يأتي: 1 - أن حديثه مخالف للأصول، فإنا أن يُتّهم به، وإمّا أن نحسن الظن به ونقول: لا يعي ما يروي، وهذه ليست بأهون من الأولى. 2 - أنه على قلّة مروياته، فقد حَكَم على بعضها بالوضع جمع من الأئمة، ومع هذا فلم أو من اتهمه بالوضع أو الكذب صراحة. ينظر: (الضعفاء للعقيلي 139/ أ، الجرح والتعديل 3/ 569، الضعفاء لابن الجوزي 53/ ب، الميزان 2/ 105، اللسان 2/ 509). =
= الحكم عليه: هذا حديث منكر لم يتابع عليه أحد من رواته، فضلًا عن مخالفته للأصول، ومنها قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} الآية [فاطر: 18]. والحديث حكم عليه جمع من الأئمة بالوضع، منهم ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 109)، والفتني في تذكرة الموضوعات (180)، والسيوطي في اللآلئ (2/ 192)، والشوكاني في الفوائد (204) وغيرهم. وقال العلامة الألباني -حفظه الله- في الضعيفة (2/ 268): "منكر". قلت: ولعله من منكرات زيد بن عياض، لإيراد بعض من ترجم له -كابن عدي والذهبي- هذا الحديث في ترجمته.
1853 - وقال الطيالسي: حدثنا (¬1) طَلْحَةَ الْأَعْمَى (¬2) عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لفِتيانِ قُريشٍ: "لَا تَزنُوا، فإنّه من سلّم الله تعالى لَهُ شبابَه، دَخَلَ الْجَنَّةَ" (¬3). أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ (¬4) مِنْ طَرِيقِ الجُريري، عَنْ أَبِي نَضرة عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنه، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ (¬5) بِهَذَا اللَّفْظِ إلَّا بِهَذَا الإِسناد. ¬
1853 - تخريجه: هو عند الطيالسي في مسنده (360: 2756) بلفظه. ومن طريقه أخرجه البيهقي في الشعب، باب تحريم الفروج (4/ 365: 5426). وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 640: 1534)، والبزّار في مسنده كما في كشف الأستار (2/ 149: 1401)، والطبراني في المعجم الكبير (12/ 165: 12776)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (4/ 149: 2237)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 100 - 101)، والحاكم في المستدرك (4/ 358)، والبيهقي في الشعب (4/ 353: 5369) و (4/ 365: 5425) كلهم من طرق عن شدّاد بن سعيد عن الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بنحوه. =
= قال البزّار: "لَا نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ إلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ". وقال أبو نعيم: "غريب من حديث أبي نضرة لم يروه عنه إلَّا الجريري، تفرَّد به عنه شداد". وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم، ولم يخرّجاه". وأورده الديلمي في فردوس الأخبار (5/ 391: 8257)، والمنذري في الترغيب (3/ 282)، والسيوطي في الدرّ المنثور (4/ 180)، والهندي في كنز العمال (5/ 319: 13020)، وعزوه للبيهقي في الشعب والحاكم في المستدرك. وأورده في المجمع (4/ 256)، وقال: "رواه البزّار والطبراني في الكبير والأوسط , ورجاله رجال الصحيح". قلت: وله شاهد بلفظ الطيالسي، أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 640)، وأبو يعلى في مسنده (3/ 18: 1427) كلاهما عن محمد بن مرزوق، عن زاجر بْنُ الصَّلْتِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ شدّاد، عن أبي طلحة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يَا شَبَابَ قُرَيْشٍ لَا تَزْنُوا، مَنْ سَلِمَ له شبابه، فله الجنة". لكن قال الهيثمي في المجمع (4/ 256): "رواه أبو يعلى وإسناده منقطع، وفيه من لم أعرفه". وقال محقق مسند أبي يعلى: "إسناده ضعيف جدًا". قلت: الانقطاع بين شداد وأبي طلحة واضح، فالأوّل توفي بعد المائة والثاني وهو زيد بن سهل من كبار الصحابة تُوُفي سنة (34 هـ)، وقيل (52 هـ)، (التقريب: 223). وطلحة الأعمى متروك، كما نص عليه الحافظ في التقريب. وأبو نضرة: ثقة -كما قال الحافظ- وما أخطأ فيه أو خالف فيه من هو أوثق منه، اجتنب.
الحكم عليه: سند الطيالسي ضعيف جدًا، فيه علتان: =
= 1 - طلحة الأعمى: متروك. 2 - وفيه من لا يعرف، وهو الراوي عن ابن عباس. وأما متابعة البزّار، فقد قال الهيثمي: "إسناده صحيح، كما نقل عنه ذلك الحافظ ابن حجر في زوائد البزار له (4/ 1836: 973). قلت: لم يُذكر شدّاد فيمن سمع من الجريري قبل الاختلاط ولا بعده، فإذا كان سماعه منه قبل الاختلاط، فالإسناد كما قال الهيثمي صحيح. ولقوله في الحديث: "لا تزنوا" شاهد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا، رواه البخاري في الحدود، باب الحدود كفارة (12/ 85: 6784)، ولفظه: "بايعوني على أن لا تشركوا بالله ولا تسرقوا ولا تزنوا ... " الحديث، ومسلم في صحيحه (3/ 1333: 1709) وغيرهما.
1854 - و (¬1) قال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: إنَّ امرأةَ أقَرّتْ عِنْدَ عُمر رضي الله عنه، بالزنا، فبعث عمرُ رضي الله عنه أَبَا وَاقِدٍ، فَقَالَ: إِنْ رجعتِ تركناكِ، فأبَتْ، فرَجمَها. ¬
1854 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 95: 8879) عن حفص بن غياث به بلفظ "أن امرأة رُفعتْ إلى عمر فأقرّتْ بالزنا أربع مرات، فقال: إن رجعتِ لم نقم عليكِ، فقالتْ: لا يجتمعُ عليّ أمران: آتي بالفاحشةِ ولا يقامُ علىَّ الحدُّ، قال: فأقامَه عليها". وقال أيضًا (10/ 95: 8880): "حدثنا حفص عن حجّاج، عن سليمان بن يسار أن أبا واقد بعثه عمرُ إليها ... فذكر الحديث. وأخرجه مالك في الموطأ (2/ 823) عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار به بنحوه مطولًا، وفيه قصّة. وإسناد مالك صحيح. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في مسنده (2/ 81: 263)، وفي الأم له (6/ 143). وعبد الرزاق (7/ 349) والبيهقي (8/ 215) كلاهما من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة، عن أبي واقد به بنحوه. ولفعل عمر هذا شواهد مرفوعة عن جماعة من الصحابة، نذكر منها: 1 - حديث أبي هريرة وزيد بن خالد، قالا: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فجاء رجل ... الحديث، وفيه "واغدُ يا أُنيس على امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها، فغدا عليها، فاعترفت، فرجمها". أخرجه البخاري في الحدود، باب الاعتراف بالزنا (12/ 140: 6827، =
= 6828) واللفظ له، ومسلم فيه (3/ 1324: 1697، 1698). 2 - وحديث أبي هريرة أيضًا في قصّة ماعز الأسلمي، أنه جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني زنيت، فأعرض عنه، حتى قال ذلك أربع مرات، فقال: "اذهبوا به فارجموه ... " الحديث، وفيه: " ... هلا تركتموه"، وذلك حين أذلقته الحجارة ففرّ. أخرجه الترمذي، باب ما جاء في درء الحدّ (27/ 4: 1428)، وابن ماجه، باب الرجم (2/ 854: 2554)، وأحمد (2/ 286)، وابن حبان (6/ 306: 4422)، والحاكم (4/ 363) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به بنحوه. قال الترمذي: "حديث حسن". وقال الحاكم:"صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي". ومحمد بن عمرو بن علقمة صدوق له أوهام (التقريب 499)، وإنما أخرج له مسلم في المتابعات، والبخاري مقرونًا بغيره (تهذيب الكمال 3/ 1252).
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف، فيه الحجّاج، وهو مدلّس، وقد عنعن، لكن سنده يرتقي بمجموع متابعاته إلى الحسن لغيره. ومتنه صحيح ثابت عن عمر. قال البوصيري في الإتحاف (3/ 144/ أ): "إسناده ضعيف". وقال في المختصرة له (2/ 36/ أ): "رواه مسدّد موقوفًا بسند فيه الحجّاج". قلت: قد ورد ما يشهد له من الأحاديث المرفوعة بطرق صحيحة وحسنة.
16 - باب الترهيب من الزنا واللواط والقيادة والقذف وشرب الخمر
16 - باب (¬1) الترهيب من الزنا واللواط والقيادة والقذف وشرب الخمر 1855 - قال الحارث: حدثنا دَاوُدُ بْنُ المُحبَّر، ثنا مَيْسَرة بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَعدي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما قَالَا: خَطَبنا رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فذكرا الحديث، وفيه: "وَمَنْ نَكَحَ امرأةَ فِي دُبِرها أَوْ رَجُلًا أَوْ صَبِيًّا، حُشر يومَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ أنتنُ من الجيفِة يتأذى به النّاسُ حتى يدخلَ جهنّم، وأَحبطَ الله أجرَه، ولا يقبلُ الله منه (¬2) صِرفًا ولا عدلًا، ويُدخلُ في تابوتٍ من نارٍ، وتسلَّطُ عليه مَساميرُ من حديد حتى تُشْبَكُ تلك المساميرُ في جوفِه، فلو وُضِعَ عِرقٌ من عروقِه على أربعمائة أمّة (¬3)، لماتوا جميعًا، وهو مِن أشدّ أهلِ النارِ عذابًا يومَ القيامة. ومَن زنا بامرأةٍ مسلمةٍ أو غير مسلمةٍ، حرّةٍ أو أمَةٍ، فُتحَ عليه في قبره ثلائمائة ألفِ بابٍ مِن النارِ، تخرجُ عليه (¬4) منها ¬
حيّات وعقاربُ وشُهُبٌ مِن النار، فهو يُعذَّب إلى يوم القيامة بتلك النارِ مع ما يَلقى مِن تلك الحيات والعقارب، ويُبعَث يومَ القيامة يَتأذى الناسُ [بفرجه] (¬5)، ويُعرفُ بذلك حتى يدخل النارَ، ويتأذى به أهلُ النار مع ما هم فيه من العذابِ. إن الله تعالى حرّم المحارمَ، وليس أحدٌ أغيرُ من الله تعالى، ومن غيرته حرّم الفواحشَ وحدّ الحدودَ، وَمَنْ صَافَحَ امْرَأَةً حَرَامًا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولَةٌ يَدَاهُ إِلَى عنقِه، ثُمَّ يُؤمرُ بِهِ إلى النار. وإن فاكهها، حُبسَ على كلِّ كلمةٍ كلّمَها في الدنيا ألف عامٍ. والمرأةُ إذا طاوعتْ الرجلَ، فالتزَمها أو قبّلها أو باشرها أو فاكهها أو واقعها، فعليها من الوِزرِ مثلَ ما على الرجلِ، فإن غلبها الرجلُ على نفسها كان عليه وزرُه ووزرها. ومن رمى محصَناتٍ أو محصنَة، حبط عملُه، وجُلد يومَ القيامة [سبعين] (¬6) ألفًا من (¬7) بين يديه ومن خلفه، ثم يُؤمرُ به إلى النار. ومن شرِب الخمرَ في الدنيا، سقاه الله تعالى مِن سُمِّ الأساوِد وسُمِّ العقارب شربة يتساقطُ لحمُ وجهه في الإِناء قبلَ أنْ يشربَها، فإذا شرَبها تفسّخ لحمه وجلدُه كالجيفةِ، يتأذى به أهلُ الجمعِ، ثمَ يؤمرُ به إلى النار، ألا وشاربها وعاصرُها ومعتصرُها وبائعها ومبتاعُها وحاملُها والمحمولةُ إليه وآكلُ ثمنِها سواءٌ في إثمِها (¬8) وعارِها , ولا يُقبلُ [منه] (¬9) صيامٌ ولا حجُّ ولا عمرةٌ حتى يتوبَ، فإنْ مات (¬10) قبل أن يتوب منها، كان حقًا على الله تعالى أن يَسقيَه ¬
بكلّ جرعةِ شربَها في الدنيا شربةً من صديدِ جهنّمَ، ألا وكلّ مسكرٍ خمرٌ وكل مسكرٍ حرامٌ، ومن قاوَد بينَ رجلين وامرأةً حرامًا، حرّم الله عليه الجنة ومأواه النارُ وساءتْ مصيرًا، ومن وصف امرأةً لرجلٍ، فذكرَ له جمَالها وحسنها حتى افتُتِنَ بها فأصاب منها حاجة، خرَج من الدنيا مغضوبًا عليه، ومن غضِب الله عليه، غضبتْ عليه السماواتُ السبعُ والأرَضُونَ السبعُ، وكان عليه من الوزرِ مثلُ الذي أصابها (¬11)، قلنا: فإن تابَا وأصلحَا؟ قال: قُبِل منهما , ولا يُقبل من الذي وصفها. ومَنْ فجرَ بامرأةٍ ذات بَعْلٍ، انفَجَرَ مَنْ فَرْجِها وادٍ مِن صديد مسيرةَ خمسمائة عام، يتأذى به أهلُ النارِ مِن نَتْنِ ريحه، وكان مِن أشدِّ الناس عذابًا يومَ القيامةِ. ومن قدر على امرأةٍ أو جارية حرامًا، فتركها لله عَزَّ وَجَلَّ مخافةً منه، أمّنه الله تبارك وتعالى من الفزَعِ الأكبر، وحرّمه على النارِ، وأدخله الجنّة، فإن واقعها حرامًا، حرّم الله عليه الجنّة وأدخله النارَ. هذا حديثٌ موضوعٌ، والمتهمُ به ميسرةُ بنُ عبد ربّه (¬12). ¬
1855 - تخريجه: هذا المتن قطعة انتقاها ابن حجر رحمه الله من حديث طويل أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (1/ 309: 205) طبعة المدينة وهو في نحو خمس ورقات في المخطوط، وجاء في المطبوع في أربع عشرة ورقة. ولم أقف عليه بهذا التمام في كتب الموضوعات مع جهدي الحثيث في البحث عنه فيها. =
= الحكم عليه: الحديث موضوع كما قال ابن حجر وإسناده هالك ساقط، فيه ميسرة وضَّاع، وداود متّهم بالوضع، وفيه يزيد بن عمر لم أجد له ترجمة أصلًا. ثم إن متنه يدل على وضعه، لما فيه من التهويلات التي لم تعهد في الشرع. وقال الهيثمي في بغية الباحث (1/ 322): "هذا حديث موضوع، وإن كان بعضه في أحاديث حسنة بغير هذا الإسناد، فإنّ داود بن المحبّر كذّاب".
1856 - وقال الطيالسي: حَدَّثَنَا شُعبة، حَدَّثَنِي رجلٌ مِنْ آلِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ (¬1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يدخلُ الجنة ديّوث" (¬2). ¬
1856 - تخريجه: هو عند الطيالسي في مسنده (89: 642). وأخرجه الحربي في غريب الحديث (3/ 1087) , من طريق شعبة عن رجل من آل سهل عن أبي عبيدة محمد بن عمّار عن النبي -صلي الله عليه وسلم- بلفظه تمامًا. وهذا معضل أو مرسل، أبو عبيدهَ لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-. ذكره المنذري في الترغيب (3/ 106)، ولفظه: "ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدًا"، وذكر منهم الديوث. وعزاه للطبراني، وقال: "رواته ليس فيهم مجروح". ولم أقف عليه في معجم الطبراني المطبوع. وله شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنه مطولًا، وفيه: "ثلاثة لا يدخلون الجنة"، وذكر منهم الديّوث. أخرجه النّسائي في الزكاة، باب المنّان بما أعطى (5/ 80: 2562)، وأحمد (2/ 134)، والبزّار كما في كشف الأستار (2/ 372: 1876)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (363)، وزاد فيه -بين عمّار والنبي -صلى الله عليه وسلم--: "عمر"، والحاكم (1/ 72)، والبيهقي في الكبرى (10/ 226) وفي الشعب (6/ 192: 7877)، كلهم من طرق عن عبد الله بن يسار عن سالم عن ابن عمر مطولًا. قال الحاكم: "صحيح الإسناد، والقلب إلى رواية أيوب أميل -يعني التي ليس فيها ذكر عمر-، ووافقه الذهبي، وقال: بعضهم يقول: عن أبيه عن عمر". =
= قلت: يشير إلى رواية ابن خزيمة، وهي مخالفة لرواية الجمهور. وتوبع عبد الله بن يسار بمحمد بن عمرو. أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 372: 1875)، عن الحسن بن يحيى عن محمد بن بلال عن عمران القطّان عن محمد بن عمرو عن سالم به بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (8/ 150 - 151): "رواه البزّار بإسنادين، ورجالهما ثقات". ومحمد بن عمار مجهول الحال، ولا ترتفع عنه الجهالة بمجرد ذكر ابن حبّان له في الثقات، لما عرف عنه أنه يوثق المجاهيل.
الحكم عليه: إسنادُ الطيالسيِّ ضعيفٌ، فيه علّتان: 1 - فيه راو لم يسم من آل سهل بن خفيف. 2 - ومحمد بن عمّار مجهول الحال. ومتنه حسن بمجموع طرقه، وقد صحح أحمد شاكر في تعليقه على المسند (9/ 34: 6180) سند أحمد استقلالًا، وفيه نظر , لأن عبد الله بن يسار قال فيه الحافظ ابن حجر في التقريب (330): "مقبول".
17 - باب من قصر في ضرب الحد أو زاد
17 - باب (¬1) من قصّر في ضرب الحدّ أو زاد (78) فيه حديث حذيفة رضي الله عنه في باب الإِمام العادل (¬2). ¬
18 - باب درء الحد بالشبهة
18 - باب درء الحدّ (¬1) بالشبهة 1857 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا شُعبة، عَنْ عَاصِمٍ (¬2)، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قال: ادْرَؤوا الحدودَ عَنْ عبادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. (79) وَحَدِيثُ علي رضي الله عنه سيأتي -إن شاء الله تعالى- في السرقة (¬3). ¬
1857 - تخريجه: أخرجه ابن المنذر في الأوسط , في الحدود، ذكر درء الحد عن الجاهل الذي لا علم له (4/ 220/ أ) عن يحيى بن محمد عن مسدّد بنحوه. وابن أبي شيبة (9/ 567: 8547) والبيهقي (8/ 238)، كلاهما من طريق وكيع عن سفيان عن عاصم به بلفظ: "ادرؤوا القتل والحد عن المسلمين ما استطعتم". وابن المنذر في الأوسط أيضًا (4/ 220/ أ) من طريق عبد الله عن سفيان، به بلفظه: "ادرؤا القتل والحد عن عباد الله ما استطعتم". =
= ورواه ابن المنذر أيضًا في الأوسط , كتاب حد السرقة، ذكر تلقين السارق ما يزال به عنه القطع (4/ 197/ أ) عن علي بن عبد العزيز عن حجّاج عن حمّاد عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ ابن مسعود قال: "ادرؤوا الحدود ما استطعتم". وحمّاد هو ابن سلمة، ثقة تغير بأخرة، وقد خالف في هذه الرواية الثوري وشعبة، حيث ذكر زر بن حبيش بدل أبي وائل، ورواية الثوري وشعبة أولى. قال البيهقي: "وأصحّ ما فيه -يعني هذا الباب- حديث الثوري عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ الله بن مسعود قوله: (ادرؤوا الحدود بالشبهات، ادفعوا القتل عن المسلمين ما استطعتم) ". ينظر: (كشف الخفاء 1/ 71، التلخيص الحبير 4/ 56). وكذا قال الذهبي. ينظر: (فيض القدير 1/ 227). وأخرجه عبد الرزاق (7/ 402: 13640) عن الثوري ومعمر عن عبد الرحمن عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: "قال ابن مسعود .. فذكره بنحوه". ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 341: 9695). وإسناده منقطع، القاسم بن عبد الرحمن لم يلق ابن مسعود، وهو جدّه. ينظر: (التهذيب 8/ 321، وجامع التحصيل 243). ورواه الطبراني أيضًا (9/ 192: 8947) من طريق أبي نعيم عن المسعودي عن القاسم، قال: "قال ابن مسعود، فذكره بنحوه". قال الهيثمي في المجمع (6/ 251): "رواه الطبراني من رواية أبي نعيم عن المسعودي، وقد سمع منه قبل اختلاطه، ولكن القاسم لم يسمع من جده ابن مسعود ورواه البيهقي (6/ 238) من طريق إبراهيم النخعي عن ابن مسعود مطولًا بنحوه، وقال: "منقطع وموقوف". وابن أبي شيبة (9/ 566: 8543) والدارقطني (3/ 84) والبيهقي (8/ 238)، كلهم من طريق إسحاق بن أبي فروة عن عمرو بن شعيب عن أبيه أن معاذا وعبد الله وعقبة بن عامر رضي الله عنهم، قالوا: "إذا اشتَبه الحدُّ، فادْرَؤوهُ". =
= وقال البيهقي: "منقطع". قلت: فيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، متروك. ينظر: (الكامل 1/ 326، التقريب 102). وله شاهد من حديث أبي هريرة وعائشة وعلي مرفوعًا وموقوفًا. 1 - فأما حديث أبي هريرة، فأخرجه ابن ماجه في الحدود، باب الستر على المؤمن ودفع الحدود بالشبهات (2/ 850: 2545) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يرفعه: "ادفعوا الحدود ما وجدتم له مدفعًا". قال البوصيري في زوائد (2/ 70): "هذا إسناد ضعيف، فيه إبراهيم بن الفضل المخزومي، ضعّفه أحمد وابن معين والبخاري والنّسائي والأزدي والدارقطني". وقال الحافظ ابن حجر (سبل السلام 4/ 28): "إسناده ضعيف". 2 - وأما حديث عائشة، فأخرجه الترمذي، باب ما جاء في درء الحدود (4/ 25: 1424) والدارقطني (3/ 84) والحاكم (4/ 384) والبيهقي (8/ 238) والخطيب في تاريخه (5/ 331) جميعهم من طريق يزيد بن زياد عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعًا: "ادرؤا الحدود عن المسلمين ما استطعتم ... " الحديث، وفيه زيادة، واللفظ للترمذي. وقال الترمذي: "ورواه وكيع عن يزيد بن زياد نحوه، ولم يرفعه، ورواية وكيع أصح". وقال الحاكم: "صحيح، ولم يخرجاه". وتعقبه الذهبي بقوله: "قال النسائي: يزيد بن زياد، شامي، متروك". وأخرجه الترمذي (4/ 25: 1424) وابن أبي شيبة (9/ 569: 8551) والبيهقي (8/ 238) جميعهم من طريق وكيع عن يزيد بن زياد، به ولم يرفعه. قال الألباني في الأرواء (8/ 25): "هو ضعيف مرفوعًا وموقوفًا". وقال الحافظ ابن حجر (سبل السلام 4/ 28): "ضعيف". =
= قلت: بل هو ضعيف جدًا؛ لشدّة ضعف يزيد بن زياد. ينظر: (الجرح والتعديل 9/ 262، التقريب 601). 3 - وأما حديث علي، فسيأتي -إن شاء الله تعالى- برقم (1873).
الحكم عليه: الحديث إسناده حسن، وفي عاصم كلام يسير لا ينزله عن مرتبة الحسن، وقد تقوّى بمجيئه من طرق أخرى، وإن كانت لا تخلو من ضعف أو انقطاع، بل بعضها ضعيف جدًا. والحديث يبقى موقوفًا على ابن مسعود. وقد صوّب الألباني -حفظه الله- وقفه على ابن مسعود كما في: (ضعيف الجامع 1/ 117). وحسن سنده في الإرواء (8/ 26). وهذه الرواية الموقوفة وغيرها من الروايات الأخرى تعضد المرفوع، وتدلّ على أن له أصلًا في الجملة.
19 - باب الترغيب في الستر
19 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي السِّتْرِ (80) فِيهِ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بَابِ الأولياء في أوائل النكاح (¬1). ¬
20 - باب الحد يجب على المريض
20 - باب الحدّ يجب على المريض 1858 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُصعب بْنُ المِقدام، ثنا (¬1) مِندَل بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنه قال: فجرتْ خادمٌ لآلِ رسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: "يَا عليُّ حُدَّها" (¬2). قَالَ: فَتَرَكَهَا حَتَّى وضعتْ مَا فِي بَطْنِهَا، ثُمَّ ضَرَبَهَا خَمْسِينَ، ثُمَّ أَتَى رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "أصبْتَ". ¬
1858 - تخريجه: لم أقف عليه في مصنف ابن أبي شيبة المطبوع، ولعله في مسنده الكبير. ومن طريق ابن أبي شيبة، رواه أبو يعلى في مسنده (4/ 372: 2489). ومن طريق أبي يعلى، أخرجه ابن عديّ في كامله، في ترجمة عمر بن عطاء بن وراز (5/ 23). وذكره الهيثمي في المقصد العلي، كتاب الحدود، باب لا يقام حد على حامل حتى تضع (69/ ب) وفي المجمع (6/ 252) مختصرًا، وقال: "رواه أبو يعلى، وفيه مندل بن علي، وهو ضعيف". وله شاهد بنحو حديث الباب من حديث علي، دون قوله (ثم ضربها خمسين). =
= أخرجه مسلم (3/ 133: 1705) والترمذي (4/ 37: 1441) والطيالسي (18: 112)، ومن طريقه أبي يعلى في مسنده (1/ 274: 326) وابن الجارود في المنتقى (3/ 115: 816) والدارقطني (3/ 158، 159) والحاكم (4/ 369) والخطيب في تاريخ بغداد (14/ 319)، كلهم من طريق السُّدِّي -هو إسماعيل ابن عبد الرحمن- عن سعدة بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السُّلمي عن عليّ. قال الترمذي: "حسن صحيح". وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي". قلت: قد أخرجه مسلم كما ترى، فاستدراكه عليه وهم منه -رحمه الله-. وله طريق آخر عن عليٍّ بلفظ (فجرت جارية لآل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "يا علي انطلق فأقم عليها الحدّ"، فذكره بنحوه، وفيه زيادة). أخرجه أبو داود (4/ 617: 4473) واللفظ له وأحمد (1/ 136) وابنه في زوائده على المسند (1/ 135) والدارقطني (3/ 158) وعبد الرزاق (7/ 393: 13601) والطيالسي (21: 146) وأبو يعلى (1/ 271: 320) والبيهقي (8/ 245)، من طرق عن عبد الأعلى ابن عامر عن أبي جميلة ميسرة الطهوي عن عليٍّ. وفيه عبد الأعلي بن عامر، وهو ضعيف، لكن تابعه عبد الله بن أبي جميلة. أخرجه البيهقي (8/ 245). وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "إذا زنتْ أمةُ أحدِكم فتبين زناها، فليَجلدها الحدّ ...) الحديث. أخرجه البخاري في الحدود، باب لا يثرّب على الأمة إذا زنت (12/ 165: 6839)، ومسلم، باب رجم اليهود (3/ 1328: 1703)، وأبو داود، باب في الأمة تزني ولم تحصن (4/ 37: 1440)، ومالك في الموطأ (2/ 826)، واللفظ لمسلم. وليس في متنه تحديد لعدد الجلد. ولقوله في الحديث "ثم جلدها خمسين" شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا =
= (أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجلٌ، فقال: جاريتي زنت فتبيّن زناها، قال: "اجلدها خمسين ... " الحديث). أخرجه النسائي في "الكبرى" كتاب الرجم، باب إقامة الرجل الحدّ على وليدته إذا زنت (4/ 301: 7254 و 7255) من طريقين عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هريرة، به بلفظه. وقال النسائي: "هذا خطأ، والذي قبله خطأ، والصواب الذي قبله"، يعني بالصواب الرواية التي ليس فيها تحديد بعدد معين من الجلد.
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف، فيه علّتان: 1 - مندل بن عليّ: ضعيف. 2 - عمر بن عطاء بن وراز: متفق على ضعفه. =
= وقال البوصيري في الإتحاف (3/ 149/ أ): "إسناده ضعيف". ومتنه يرتقي بمجموع شواهده إلى الصحيح، بل هو صحيح ثابت من حديث علي، فقد أخرجه مسلم، كما بيّنته في التخريج، لكن دون قوله: (ثم ضربها خمسين)، فهذه زيادة لا تصح، وقد خطّأها النسائي كما سبق آنفًا.
1859 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ -هُوَ ابْنُ عمرو بن حزم- عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنه أقامَ عَلَى رجلٍ (¬1) الحدَّ وَهُوَ مَرِيضٌ، وَقَالَ (¬2): أَخَشَى أَنْ يموتَ قَبْلَ أَنْ يقامَ عَلَيْهِ الحدُ. ¬
1859 - تخريجه: أخرجه ابن حزم في المحلّي (12/ 86)، من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري، به بنحوه. وأخرجه ابن حزم أيضًا (12/ 87) من طريق وكيع عن الثوري، به بنحوه. وأورده في الكنز (5/ 404) من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم يرفعه .. فذكره بلفظه، وعزاه لابن جرير.
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف (3/ 149/ أ) عن إسناد مسدد: "هذا إسناد صحيح". قلت: رجاله ثقات، أجمع على الاحتجاج بهم الشيخان وغيرهما، لكنه مرسل؛ لأن أبا بكر لم يدرك عمرا قطعا؛ لأنه متوفى سنة 120هـ، وإذا كان أهل العلم قد جعلوا رواية أبي بكر عن جدّه عمرو بن حزم مرسلة، وهو مُتوفَّى بعد الخمسين، فمِنْ باب أولى روايته عن عمر، وهو متوفى سنة 23 هـ. ينظر: (التقريب 420، جامع التحصيل 306).
21 - باب السحاق
21 - بَابُ السِّحَاقِ 1865 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عن عَنبسة (¬1) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "سِحَاقُ النَّساء زِنًا مِنهُنّ". ¬
1860 - تخريجه: الحديث عند أبي يعلى في مسنده (13/ 476: 7491)، ولفظه: "سحاق النساء بينهن زِنا". ورواه الطبراني في الكبير (22/ 63: 153) عن الحسين بن إسحاق، عن سويد ابن سعيد، عن بقيةَ به بنحوه. وابن عديّ في كامله في ترجمة عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي (5/ 174)، من طريق هشام بن عمار، وكثير بن عبيد، عن بقية به بنحوه. وابن حزم في المحلّى (12/ 405) من طريق هشام بن خالد، عن بقية به بنحوه، وقال: فإن هذا لا يصح، لأنه عن بقية، وبقية ضعيف. وخولف بقية في هذا الحديث. 1 - فرواه الحسن بن علي بن عفان عن عثمان بن عبد الرحمن، عن عنبسة بن =
= عبد الرحمن، عن العلاء، عن مكحول به، أخرجه الدوري في ذم اللواط (174: 97). وعنبسة ابن عبد الرحمن هذا قال أبو حاتم فيه: "متروك" (الجرح 6/ 402، التهذيب 8/ 160). والعلاء بن كثير متروك الحديث، قال أبو زرعة: "يحدّث عن مكحول، عن واثلة بمناكير" (التهذيب 8/ 191). 2 - تابعه عمار بن نصر عن عثمان بن عبد الرحمن، عن عنبسة بن عبد الرحمن، به. أخرجه الآجري في تحريم اللواط (232: 22)، وابن أبي الدنيا في ذمّ الملاهي (ق 149/ ب)، والبيهقي في الشعب (4/ 376: 5464)، وابن الجوزي في ذم الهوى (ص 200). 3 - وتابع عثمان بن عبد الرحمن عليه سعيد بن زكريا عن عنبسة بن عبد الرحمن به. أخرجه الدوري في ذمّ اللواط (166: 78). 4 - وتابع عنبسة بن عبد الرحمن عليه سليمان بن الحكم بن عوانه عن العلاء، عن مكحول، عن واثلة وأنس بن مالك. أخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 30)، وفي أوّله زيادة. لكن سليمان هذا قال فيه ابن معين: "ليس بشيء" وقال النسائي: "متروك". انظر: "اللسان 3/ 82". 5 - وتابع العلاء عليه أيوب بن مدرك عن مكحول، عن واثلة وأنس بن مالك بمعناه. أخرجه الآجري في تحريم اللواط (233: 23)، وتمّام في فوائده (2/ 95: 1229)، وأبو القاسم في فوائده، كما في السلسلة الضعيفة (4/ 107) وابن عساكر في تاريخه (3/ 283). وأيوب بن مدرك متروك. قال ابن حبّان: "روى أيوب بن مدرك عن مكحول =
= نسخة موضوعة ينظر: (المجروحين 1/ 168، اللسان 1/ 488). 6 - وتابع أيوب بشرُ بن عون الشامي عن بكّار بن تميم، عن مكحول به. أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 190)، وقال: "بشر له نسخة موضوعة منها هذا الحديث". ولمتنه شاهد من حديث أبي موسى الأشعري، رواه البيهقي في الكبرى (8/ 233) وفي شعب الإيمان (4/ 375: 5458)، ولفظه: "إذا أتى الرجل الرجل، فهما زانيان، وإذا أتت المرأة المرأة، فهما زانيتان". قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (4/ 62) -بعد أن عزاه للبيهقي-: "وفيه محمد بن عبد الرحمن القشيري، كذّبه أبو حاتم ... ". وعزاه في التلخيص أيضًا لأبي الفتح الأزدي في الضعفاء , والطبراني في الكبير. ولم أقف عليه عند الطبراني في المطبوع منه. وبقية ثَبتٌ في الشاميين، كما نصّ على ذلك غير واحد كابن عديّ وابن عساكر، وذلك شرط تصريحه بالسماع. أما في غير الشاميين، فهو صدوق -كما نصّ عليه الحافظ ابن حجر-، وهذا ما لم يخالف , لأنه كثيرًا ما يخالف الثقات، كما قال الحافظ ابن رجب في شرحه على العلل (2/ 611). وعثمان صدوق.
الحكم عليه: قال الهيثمي في المجمع (6/ 256)، عن إسناد أبي يعلى: " ... رجاله ثقات". قلت: بل فيه بقية وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، تكلّم فيهما , ولا يرتقيان إلى مرتبة الثقة، كما فصّلت ذلك في ترجمتها آنفًا. =
= وقال البوصيري في الإِتحاف (المختصرة 2/ 38/ أ): "رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لتدليس بقية بن الوليد. وهو كما قال، ولا تنفعه المتابعات ولا الشواهد , لأن أسانيدها كلّها لا تخلو من متروك، أو وضّاع، أو متهم بالوضع.
22 - باب الحكم فيمن اعترف بحد مبهم
22 - بَابُ الْحُكْمِ فِيمَنِ اعْتَرَفَ بِحَدٍّ مُبْهَمٍ 1861 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي نُسَيْرُ بن [ذعلوق] (¬1)، عن خليد (¬2) قال: إن رجلًا أتى عليًّا رضي الله عنه، فقال: إنّي أصبتُ حدّا، فقال عليّ رضي الله عنه: سَلُوه مَا هُوَ؟ فَلَمْ يُخبرْهم. فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: اضربوه حتّى ينهاكم. ¬
1861 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف، كتاب الحدود، باب الإِقرار بالزنا (3/ 144/ أ)، وقال: "هذا إسناد رجاله ثقات". وذكره أيضًا في المختصرة له (2/ 36/ أ)، وقال: رواه مسدّد، ورجاله ثقات. وذكره صاحب كنز العمّال (5/ 570)، وعزاه لمسدّد. ولم أقف عليه عند غير مسدّد. نسير بن ذُعْلُوق: صدوق، ومَنْ ضعَّفه لم يذكر السبب، فقدّمنا قول الموثقين وهم الجمهور، وفيهم أئمة النقد. =
= وخليد، مجهول الحال.
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف، لجهالة خليد الثوري، ولم أجد له متابعًا. وقال البوصيري في الإتحاف (3/ 144/ أ): "هذا إسناد رجاله ثقات". قلت: فيه خليد الثوري، يحتاج إلى متابع، وبقية رجاله ثقات".
23 - باب من أتى ما دون الحد
23 - باب من أتى ما دون الحد ّ 1862 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن ابن أَبِي الْعَمْيَاءِ، قَالَ: إِنَّ سَهْلَ بْنَ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وأبوه على أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: ثُمَّ غدوا (¬1) من الغدّ، فقالوا: نركب (¬2) ننظر (¬3) وَنَعْتَبِرُ (¬4) قَالَ: نَعَمْ، فَرَكِبُوا جَمِيعًا، فَإِذَا هُمْ بِدِيَارٍ قَفْرٍ (¬5) قَدْ بَادَ أَهْلُهَا وَانْقَرَضُوا، وَبَقِيَتْ خَاوِيَةً عَلَى عُرُوشِهَا، فَقَالُوا (¬6): أَتَعْرِفُ هَذِهِ الدِّيَارَ؟ قَالَ (¬7): مَا أَعْرَفَنِي بِهَا وَبِأَهْلِهَا، هَؤُلَاءِ أَهْلُ ديار أهلكم البغي (¬8) والحسد -إن الحسد (¬9) يطفئ نُورَ (¬10) الْحَسَنَاتِ-، وَالْبَغْيُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ. والعين تزني، وهذا الْكَفُّ وَالْقَدَمُ وَالْيَدُ وَاللِّسَانُ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أو يكذبه. ¬
1862 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (6/ 365: 3694) مطولًا. وأورده الهيثمي في المقصد العلي (70 أ)، وفي المجمع (6/ 256) مطولًا، وقال: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير سعيد، وهو ثقة". ورواه أبو داود في السنن , في الأدب، باب في الحسد (5/ 209: 4904)، عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب به بأطول منه. وروى بعضه ابن ماجه في الزهد، باب الحسد (2/ 1408: 4210) وأبو يعلى في مسنده (6/ 330: 3656)، كلاهما من طريق أبي الزّناد عن أنس مرفوعًا بلفظ: "الحسد يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنّة من النار". وفي إسنادهما عيسى بن أبي عيسى الحنّاط، متروك كما في التقريب (440). ولقوله "العين تزني ... " إلى آخر الحديث، شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ "إنّ الله كتب على ابن آدم حظه من الزّنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدّق ذلك كله ويكذبه". أخرجه البخاري في الاستئذان، باب في زنا الجوارح (11/ 26: 6343)، ومسلم في صحيحه في القدر (4/ 2046: 2657)، واللفظ للبخاري. وله شاهد آخر من حديث ابن مسعود مرفوعًا بلفظ "العينان تزنيان، واليدان تزنيان، والرجلان تزنيان، والفرج يزني". =
= أخرجه أحمد (1/ 412)، وأبو نعيم في الحليّة (2/ 98) من طريق مسروق عن ابن مسعود به. قال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (6/ 8: 3912): "إسناده صحيح".
الحكم عليه: الحديث إسناده لين، من أجل سعيد بن عبد الرحمن، فإنه شبه المجهول، وتفرد بهذا الحديث، ولم يتابع عليه، ومثله لا يحتمل التفرد. ولشطره الأخير شواهد صحيحة، أوردت بعضها في التخريج. وقال البوصيري في الإِتحاف (3/ 149/ ب): "هذا إسناد صحيح". وقال الهيثمي في المجمع (6/ 256): "رجاله رجال صحيح، غير سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعَمْيَاءِ، وهو ثقة". وهذا من تساهلهما -رحمهما الله-، ويعكّر عليهما ذلك سعيد بن عبد الرحمن، فإنه شبه مجهول، وقد تفرد بالحديث". قال ابن القيم في كتاب الصلاة (ص 161) عند الكلام على هذا الحديث: "هذا مما تفرد به ابن العمياء، وهو شبه مجهول ... ". وذكره الألباني في ضعيف أبي داود (485، 486).
24 - باب الرجم
24 - باب الرجم (81) حديث جابر رضي الله عنه في الرجم يَأْتِي -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- فِي تَفْسِيرِ المائدة (¬1). 1863 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمير، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ نَجِيحٍ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قال: رجَم رسولُ الله وأبو بكر وعمر رضي الله عنهم، وأمرهما سنةٌ. ¬
1863 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (7/ 219: 4214). ورواه ابن أبي شيبة في المصنّف، في الحدود (10/ 78: 8832) عن محمد بن الحسن، عن محمد بن سليم به مرسلًا من غير ذكر أنس بن مالك. وسند ابن أبي شيبة قال عنه الألباني في الإرواء (8/ 5): إسناده مرسل، رجاله ثقات غير أبي علي نجيح". ورواه أبو يعلى في مسنده (7/ 219: 4215)، عن ابن أبي شيبة به موصولًا عن أنس. وله شاهد من حديث عمر، أخرجه البخاري (12/ 140: 6829)، ومسلم =
= (3/ 1317: 1691)، وغيرهما من طريق الزهري، أخبرنا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عن ابن عباس، عن عمر، وفيه قال عمر: "رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ورجمنا بعده".
الحكم عليه قال الهيثمي في المجمع (6/ 264) عن حديث الباب: "رجاله ثقات". قلت: بل فيه نجيح أبو علي، وهو مجهول، فإسناده ضعيف، لكن متنه صحيح بشواهده. والحديث ثابت صحيح من غير طريق أنس.
25 - باب المتعة
25 - بَابُ الْمُتْعَةِ (¬1) 1864 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، سَمِعْتُ نَافِعًا يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ قَالَ عمر رضي الله عنه: لَوْ كنتُ تقدّمتُ فِي متعةِ النِّسَاءِ، لَرجمتُ (¬2). ¬
1864 - تخريجه: مسند مسدد مفقود. ورواه ابن أبي شيبة، في نكاح المتعة وحرمتها (4/ 292)، عن إدريس، عن يحيى بن سعيد به بلفظه. والبيهقي في الكبرى (7/ 206)، من طريق سالم عن ابن عمر به بنحوه مطوّلًا، وفيه أنه جزم بالرجم. ورواه مالك في الموطأ، في نكاح المتعة (2/ 542: 42) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير أن خولة بنت حكيم دخلت على عمر بن الخطاب ... الحديث. وفيه قال عمر: "هذه المتعة، ولو كنت تقدمت فيها لرجمت". ومن طريقه الشافعي في مسنده (2/ 14: 36). =
= ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في الكبرى (7/ 206). ورواه عبد الرزاق في المصنف (7/ 503: 14038)، عن معمر، عن الزهري به بنحوه. ونهي عمر عن المتعة، وتهديده بالرجم لمن فعلها ثابت عنه، رواها عنه جمع، منهم. 1 - جابر بن عبد الله، أخرجه مسلم في صحيحه في المتعة بالحج والعمرة (2/ 885: 1217) وابن حبّان في صحيحه (6/ 97: 3929) والطيالسي في مسنده (247: 1792)، والبيهقي في الكبرى (7/ 206)، كلهم من طرق عن قتادة، عن أبي نضرة، عن جابر مطولًا، وفيه قال عمر: "فلن أوتي برجل نكح امرأة إلى أجل، إلَّا رجمته بالحجارة"، واللفظ له. 2 - وابن عباس، أخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (7/ 496: 14021)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 26).
الحكم عليه: إسناد الحديث في غاية الصحّة، ورجاله رجال الصحيح. وقال البوصيري في الإِتحاف (3/ 145/ ب): "هذا إسناد صحيح".
26 - باب حد السرقة
26 - بَابُ حَدِّ السَّرِقَةِ 1865 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ [أَنَّ] (¬1) الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَابْنَ [سَابِطٍ] (¬2) الْأَحْوَلَ حَدَّثَاهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُتيَ بعبدٍ، فقيل: هَذَا سَرقَ، وقامتْ عَلَيْهِ البيّنةُ، ووُجِدتْ مَعَهُ سرقتُه، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هذا عبدٌ لأيتامٍ ليس لهُم (¬3) غيرُه"، فَتَرَكَهُ، ثُمَّ أُتي بِهِ الثَّانِيَةَ (¬4) والثالثةَ (¬5) ثُمَّ الرابعةَ، فَتَرَكَهُ أَرْبَعَ مرّاتٍ، ثُمَّ أُتي بِهِ الْخَامِسَةَ، فَقَطَعَ يدَه، ثُمَّ أُتيَ بِهِ السَّادِسَةَ فقطعَ رجلَه، ثُمَّ السابعةَ فقطعَ يدَه، ثُمَّ الثامنةَ فقطَع رجلَه. ثُمَّ قَالَ الْحَارِثُ: أربعًا (¬6) بأربعٍ، أعفاه أربعًا، وعاقبه أربعًا. ¬
هذا مُرْسَلٌ، [الْحَارِثُ] (¬7) وَابْنُ [سَابِطٍ] (¬8) لَيْسَ لَهُمَا صُحْبَةٌ. [2]- وقال الحارث: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أنا ابن جريج به. [3]- وقال (¬9) وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنِ الحارث بن عبد الله به. وكذا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ (¬10) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَنْبَارِيِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ مَسْعَدَةَ (¬11). وَقَالَ الْبَغَوِيُّ فِي مُعْجَمِهِ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ بِهِ. ¬
1865 - تخريجه: الحديث أخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (10/ 188: 1877) عن ابن جريج به بأخصر منه، وليس فيه ذكر لابن سابط. ومن طريقه ابن حزم في المحلى (12/ 344) بنحوه. ورواه عن ابن جريج جماعة: 1 - منهم حمّاد بن مسعدة، أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ (206: 247) عَنْ =
= محمد بن سليمان الأنباري عن حمّاد عن ابن جريج به بلفظه، وفيه أن قوله "أربع بأربع" من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-. والبغوي في معجمه (كما صرّح بذلك المصنّف) عن هارون بن عبد الله، عن حمّاد بن مسعدة به. 2 - وعبد الوهاب بن عطاء، أخرجه البيهقي في الكبرى (8/ 273) من طريق الحارث بن أبي أسامة عن عبد الوهاب، عن ابن جريج به بلفظه. 3 - ومحمد بن بكر، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 511: 8318) عن محمد بن بكر، عن ابن جريج بأخصر منه، وذكر فيه ابن سابط. قال البيهقي في السنن (8/ 273) بعد أن ساق رواية حمّاد بن مسعدة: "وهو أصح، وهو مرسل". وأورده صاحب الكنز (5/ 555: 13935)، وعزاه هارون في المسند وأبي نعيم. وفي التلخيص الحبير (4/ 76) وعزاه للبغوي وأبي نعيم في معرفة الصحابة، وقال: "في إسناده عبد الكريم بن أبي المخارق". وله شاهد من حديث عصمة بن مالك، قال: "سرق مملوك في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فرفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعفا عنه ... " فذكره بلفظه. أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 182: 483) والدارقطني في السنن في الحدود (3/ 137: 171)، كلاهما من طريق خالد بن عبد السلام الصدفي، عن الفضل بن المختار، عن عبد الله بن موهب، عن عصمة بن مالك، فذكره. قال الهيثمي في المجمع (6/ 278): "رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار، وهو ضعيف". وقال الدارقطني بعد أن ساق هذه الحديث بسنده: "وهذا يشبه أن يكون موضوعًا". =
= والفضل هذا منكر الحديث، يروي البواطيل. انظر: "الميزان 3/ 358، واللسان 4/ 449). ويشهد لشطره الثاني حديث عبد الله الجهني، سيأتي -إن شاء الله- برقم (1872)، فانظره هناك بشواهده. وقد رُوي عن الصحابة خلاف ذلك. انظر الحديث رقم (30) وشواهده. وعبد الرزاق ثقة ثبت، وحديثه صحيح قبل أن يختلط، وهو في كتابه أضبط. والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: قال عنه ابن حجر: "صدوق". وعبد الوهاب بن عطاء صدوق.
الحكم عليه: الحديث إسناده حسن، غير أنه مرسل، الحارث وعبد ربه ليس لهما صحبة، كما نصّ عليه المُصنّف في الأصل. لكن المرسل قد يتقوى بما رُوي موصولًا، كما هو مبيّن في التخريج، وإن كان الموصول لا يخلو طريق منه من ضعف. قال البيهقي (8/ 273): "وهذا المرسل يقوّي الموصول قبله، ويقوّي قول من وافقه من الصحابة". قلت: يعارض المرسل ما جاء عن علي وعمر وأبي بكر وابن عباس بأسانيد قويّة، بل أن إجماع الصحابة كان على قول علي، وهو أن لا يقطع أكثر من يد ورجل. ينظر: تخريج حديث رقم (1871).
1866 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُهري، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ (¬1) الْحَضْرَمِيِّ أَنَّهُ أَتَى عمر رضي الله عنه، بغلامٍ لَهُ سَرقَ، قَالَ: إِنَّ هَذَا سَرَقَ مرآةً لأهلي، وهي خيرٌ مِن ستينَ دِرْهَمًا، قَالَ: خادمُكم أخذَ متاعَكُمْ. ¬
1866 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، في العبد يسرق مولاه (10/ 21: 8617) والدارقطني في سننه، في الحدود (3/ 188: 311)، كلاهما عن سفيان به بلفظه. ورواه مالك في الموطأ، باب ما لا قطع فيه (2/ 839: 33) عن الزهري به بلفظه. ومن طريقه الشافعي في مسنده (82/ 2: 628)، والبيهقي في الكبرى (8/ 281)، والبغوي في شرح السنة (10/ 323)، والمزّي في تهذيب الكمال المحقق (15/ 374) في ترجمة عبد الله بن عمرو الحضرمي.
الحكم عليه: إسناده صحيح. قال البوصيري في الإتحاف، المختصرة (2/ 35/ أ): "رواه مسدد، ورجاله ثقات". وقال الألباني في الإرواء (8/ 75 - 76): "إسناده صحيح".
1867 - [وَقَالَ مُسَدَّدٌ] (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ -هُوَ الثوري- حدثني يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الرحمن بن ثوبان، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُتِيَ برجلٍ سرَق شمْلَةً (¬2)، فقال: أَسَرَقْتَ؟ مَا إِخَالُكَ تَسْرِقُ، قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "اذْهَبُوا (¬3) بِهِ، فَاقْطَعُوا يَدَهُ، ثُمَّ احْسِمُوهَا (¬4)، ثُمَّ ائْتُونِي بِهِ"، فَقَطَعُوهُ ثُمَّ حَسَمُوهُ، ثُمَّ أَتَوْا (¬5) بِهِ، فَقَالَ: تُب إِلَى الله، فقال: أتوب إِلَى اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ (¬6). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ (¬7) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ، عَنْ سُفْيَانَ -هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ- عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ (هَكَذَا. وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ (¬8) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ) (¬9)، وَقَالَ فِيهِ: لَا أُرَاهُ إلَّا عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه. وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ (¬10) مِنْ طَرِيقِ يَعْقُوبَ الدَّوْرَقِيِّ، عَنِ الدراوردي، [بذكر] (¬11) أبي هريرة رضي الله عنه، بِغَيْرِ شَكٍّ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ (¬12): وَبَلَغَنِي أَنَّ محمَّد بْنَ إِسْحَاقَ رَوَاهُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ موصولًا. ¬
1867 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (10/ 225: 18924) عن الثوري به مرسلًا. ومن طريقه ابن حزم في المحلّى (12/ 38). وأخرجه الدارقطني، في الحدود (3/ 103)، والطحاوي في شرح معاني الآثار في الإقرار بالسرقة (3/ 168)، كلاهما من طريق الثوري به مرسلًا. وتابع الثوري على إرساله جماعة: 1 - منهم ابن جريج: أخرجه عنه عبد الرزاق في المصنف (10/ 225: 18923). ومن طريقه ابن حزم في المحلّى (12/ 38)، والطحاوي في شرح معاني الآثار، في الإقرار بالسرقة (3/ 168) عن يونس، عن ابن وهب، عن ابن جريج به. 2 - وابن عيينة: أخرجه عنه ابن أبي شيبة في المصنف، في الحدود (10/ 24: 8626)، وأبو داود في المراسل (204: 244)، عن أحمد بن عبدة، عن ابن عيينة به. وإسناده صحيح. 3 - ومحمد بن إسحاق: أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 103) عن أبي بشر الرّقي، عن أبي معاوية، عن محمَّد بن إسحاق به. 4 - وإسماعيل بن جعفر: أخرجه عنه أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث (2/ 258)، وقال: "لم أسمع بالحسم في قطع السارق، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، إلَّا في هذا الحديث. * وخالفهم عبد العزيز الدراوردي، فرواه موصلًا عن أبي هريرة: أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 220 برقم)، وقال: "لا نعلمه عن أبي هريرة إلَّا بهذا السند، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 168)، والدارقطني =
= في الحدود (3/ 102)، والحاكم في المستدرك (4/ 381)، وقال: "صحيح على شرط مسلم، وأقرّه الذهبي"، والبيهقي في الكبرى (8/ 275، 276)، كلهم من طرق عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محمَّد الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ثوبان، عن أبي هريرة، فذكره بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (6/ 279): "رواه البزّار عن شيخه أحمد بن أبان القرشي، وثّقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال الحافظ في بلوغ المرام، كما في سبل السلام (4/ 47): "وأخرجه البزار"، وقال: "لا بأس بإسناده". وتابع الدراوردي عليه سيف بن محمَّد، أخرجه الدارقطني (3/ 103). لكن سيف هذا قال فيه الحافظ في التقريب (262): "تركوه". فهذا سفيان الثوري وابن عيينة وابن جريج ومحمد بن إسحاق، كلّهم رووه عن يزيد بن خصيفة مرسلًا، وخالفهم الدراوردي، فرواه عنه موصولًا عن أبي هريرة. ورواية الأكثر أولى , لأنهم أحفظ، والدراوردي مختلف فيه، غير أنه صدوق، لكنه لا يحتمل مخالفة الثقات. وقد قال أحمد بن حنبل فيه: "إذا حدّث من حفظه، يهم، ليس حديثه بشيء، وإذا حدّث من كتابه، فنعم ... " (الميزان 2/ 633، 634). وقال مرّة: " ... إذا حدّث من كتابه، فهو صحيح، وإذا حدّث من كتب الناس، وهم. وكان يقرأ من كتبهم فيخطىء ... " (التهذيب 6/ 353). هذا مع الإضافة إلى أن الدراوردي اختلف عنه في هذا الحديث، كما قال الدارقطني في العلل (3/ 135/ أ)، فرواه عبد الله بن عبد الوهاب ويعقوب الدورقي عن الدراوردي متصلًا، وخالفهما سريج بن يونس وسعيد بن منصور، فروياه عن الدراوردي مرسلًا. وقال: والمرسل أصحّ. =
= وقال ابن حجر في التلخيص (4/ 74): "وصله الدارقطني والحاكم والبيهقي بذكر أبي هريرة فيه، ورجّح ابن خزيمة وابن المديني وغير واحد إرساله، وصحّح ابن القطان الموصول. ورجّح الألباني في الإرواء (8/ 84) إرساله. * وله شاهد من حديث أبي أميّة، أخرجه أبو داود في التلقين في الحدّ (4/ 542: 4380) والنسائي فيه (8/ 67: 4877) وابن ماجه فيه (2/ 866: 2597) والدارمي في باب المعترف بالسرقة (2/ 173) وأحمد (5/ 293) والبيهقي في الكبرى (8/ 276)، كلهم من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبي المنذر مولى أبي ذرّ، عن أمية المخزومي: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- أُتي بلص قد اعترف اعترافًا، ولم يوجد معه متاع، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما إخالك سرقت، قال: بلى، فأعاد عليه مرتين أو ثلاثًا، فأمر به فقُطع وجيء به، فقال: استغفر الله وتب إليه، فقال: اللهم تب عليه ثلاثًا. واللفظ لأبي داود. قلت: فيه أبو منذر مولى أبي ذرّ. قال الذهبي: "لا يعرف"، وقال ابن حجر: "مقبول" (الميزان 4/ 577، والتقريب 676). وأورده الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام، كما في سبل السلام (4/ 46)، وقال: "أخرجه أبو داود وأحمد والنسائي، ورجاله ثقات".
الحكم عليه: الحديث إسناده صحيح، لكنه مرسل، غير أن المرفوع منه يتقوّى ويرتقي إلى الحسن، بما له من شاهد من حديث أبي أميّة. وقد قال الحافظ عنه في بلوغ المرام كما في سبل السلام: "رجاله ثقات".
1868 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَشْهَلُ (¬1) -هُوَ ابْنُ حَاتِمٍ- ثنا عمران بن حدير (¬2)، عن الحسن قال: إن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- برجلٍ يقودُه وَقَدْ سَرَقَ بُرْدةً، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ تُقطَع يدُه، فَقَالَ الرجلُ: يَا رسولَ اللَّهِ مَا كنتُ أَدْرِي أَنْ يبلغَ بُردتي (¬3) مَا يقطعُ فِيهِ (¬4) يدُ رجلٍ مسلمٍ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: فلَولا كانَ هَذَا قبلُ. هَذَا مُرْسَلٌ، رِجَالُهُ ثقاتٌ. ¬
1868 - تخريجه: الحديث أورده الهيثمي في "بغية الباحث"، في الحدود، باب حدّ السرقة وبلوغه الإِمام (2/ 713: 558). ولم أقف عليه من رواية الحسن، وهو معروف مشهور من حديث صفوان ابن أمية. أخرجه أبو داود، باب من سرق من حرز (4/ 553: 4393) والنسائي، باب ما يكون حرزًا وما لا يكون (8/ 69: 4883) وابن الجارود في المنتقى، باب القطع في السرقة (13/ 127: 828) والحاكم (4/ 380) والبيهقي (8/ 265)، كلهم من طريق أسباط بن نصر عن سماك ابن حرب، عن حميد بن أخت صفوان، عن صفوان بن أميّة قال: كنت نائمًا في المسجد على خميصة لي ثمن ثلاثين درهمًا، فجاء رجل ... فذكره بنحوه. * وتابع حميدًا عليه عكرمة عن صفوان، أخرجه النسائي (8/ 69: 4881) من طريق عبد الملك، عن عكرمة به. ورجاله ثقات. =
= لكن قال ابن القطّان: "عكرمة لا أعرف أنه سمع من صفوان". قلت: رواه مالك في الموطأ (2/ 834) عن الزهري، عن عبد الله بن صفوان، عن أبيه، فذكره. ومن طريقه الشافعي في مسنده (2/ 84: 278)، ومن طريق الشافعي ابن المنذر في الأوسط (4/ 186/ ب) وابن أبي شيبة (9/ 493: 8233) وابن ماجه، باب من سرق من حرز (2/ 865: 2595) وعبد الرزاق (10/ 225: 18926)، كلهم من طرق عن الزهري به بنحوه. وهذه متابعة جيّدة. * ورواه أشعث، فقال: "عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ صفوان نائمًا في المسجد ... فذكره". أخرجه النسائي (8/ 69: 4882)، والدارمي (2/ 172). وأشعث بن سوار ضعيف، ومخالفته مردودة. * ورواه زكريا بن إسحاق، فقال: "عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عبّاس به". أخرجه الدارقطني (3/ 205: 365)، والحاكم (4/ 380)، وقال: "صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي". ورجح طريق طاووس ابن عبد البرّ، كما في سبل السلام (4/ 51)، وقال: "سماع طاووس من صفوان ممكن". قال الألباني في الإِرواء (7/ 347): "وهذا رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين".
الحكم عليه: إسناد الحارث حسن لكنه مرسل، والخطأ الذي نخشاه من أشهل قد زال بمجيء الحديث من طريق صفوان -وهو صاحب القصّة- بأسانيد صحيحة، قد صحح بعضها الحاكم وابن الجارود -كما سبق في التخريج- وكذا صحح حديث صفوان الألباني في الإرواء (7/ 347). =
= والموصول من حديث صفوان بن أميّة يقوّىِ مرسل الحسن، والله أعلم. وأما قول البوصيري في الإِتحاف (3/ 151/ ب):"إسناده مرسل صحيح"، ففيه نظر؛ لأن أشهل فيه كلام لا يرتقي معه إلى الثقة بحال، كما مرّ معنا. وكذا قول الحافظ: "رجاله ثقات"، فيه نظر أيضًا، لحال أشهل.
1869 - وقال مسدّد: حدثنا يحيى عن ابن جريح، حدّثني ابن أبي مليكة، قال: إنّ ابنَ الزبير رضي الله عنهما، أُتِيَ بوصيفٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ سرَق، فَأَمَرَ بِهِ فشَبر، فَوُجِدَ ستة أشبارٍ، فقطعه. وحدثنا (¬1) أنّ عمر رضي الله عنه، كَتَبَ إِلَيْهِ فِي غلامٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ سَرَقَ، فَكَتَبَ: إنْ وَجَدْتُمُوهُ سِتَّةَ أشبارٍ فَاقْطَعُوهُ، فوجوده سِتَّةَ أشبارٍ يَنْقُصُ أنملةَ، فتُرك وسُمِّي نُمَيْلَةَ. ¬
1869 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف، باب لا قطع على من لا يحتلم (10/ 178: 18737) عن ابن جريج به. ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط , كتاب حدّ السرقة، في ذكر حدّ البلوغ (4/ 196/ أ). ومن طريقه أيضًا أخرج ابن أبي شيبة شطره الأول فقط، في الغلام يسرق أو يأتي الحدّ (9/ 486، 487: 8206) عن ابن جريج به. وأورده في كنز العمال (5/ 544: 13887)، وعزاه للبيهقي في الشعب ومسدد وابن المنذر. ولم أقف عليه في الشعب المطبوع. وانظر تخريج الحديث الذي بعده.
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف (3/ 143/ب): "هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرّجاه". وهو كما قال وابن جريج مدلّس، غير أنه صرّح هنا بالتحديث عن ابن أبي مليكة.
1870 - وقال أبو بكر: حدثنا عبدة، ثنا يحيى عن سليمان بن يسار، قال: إن عمر رضي الله عنه أُتِيَ بغلامٍ (¬1) سَرَقَ، فَأَمَرَ بِهِ فشُبر (¬2)، فوُجدَ سِتَّةَ أشبارٍ إلَّا أنملة، فتركه فسُمِّي نُمَيلة. ¬
1870 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه، في الغلام يسرق أو يأتي الحدّ (9/ 487، 488: 8211). وأورده البوصيري في الإِتحاف (3/ 143/ ب) وعزاه لابن أبي شيبة فقط. وكذا في الكنز (5/ 544: 13888). وله شاهد من فعل أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (9/ 486: 8204) عن مروان بن معاوية، عن حميد، عن أنس أن أبا بكر أُتي بغلام قد سرق، فلم يتبين احتلامه فشبره، فنقص أنملة، فتركه فلم يقطعه. ورُوي عن علي خلاف ذلك، أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (9/ 486: 8205) عن زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة، عن قتادة عن خلاس، عن عليّ قال: "إذا بلغ الغلام خمسة أشبار، اقتص منه". * تنبيه: في المطبوع من المصنف خرمٌ بعد قوله: "إذا بلغ الغلام"، وأتممت الخرم من الاتحاف للبوصيري (13/ 143/ ب، 144/ أ)، لكنه قال: "وأما قضاء علىّ بخمسة أشبار، فهو مخالف لما قبله، إلَّا أن يكون في النسخة خلل".
الحكم عليه: الحديث رجاله رجال الشيخين، وسليمان بن يسار لم يُذكر فيمن سمع من عمر بن الخطاب، كما في تهذيب الكمال، وقال أبو زرعة: أرسل عن جماعة منهم عمر بن الخطاب (جامع التحصيل 190). =
= فإن كان سمع من عمر، فالإِسناد صحيح على شرط الشيخين، وإلاَّ فهو منقطع موقوف على عمر رضي الله عنه. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ 143/ب): "هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين".
1871 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا [عَبْدُ الْوَارِثِ] (¬1) عَنْ يُونُسَ، عن الحسن قَالَ: إِنَّ عليَّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لا أقطعُ أكثرَ من يدٍ ورِجلٍ. ¬
1871 - تخريجه: أورده البوصيري في الإِتحاف، باب في حدّ السرقة (3/ 150/ ب). ولم أقف عليه من طريق الحسن، لكن له عن علي رضي الله عنه، طرق: 1 - فرواه عنه أبو الضحى مسلم بن صبيح: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 187: 18767) وابن أبي شيبة (9/ 509: 8309) وابن حزم في المحلى (12/ 359) من طريق منصور بن المعتمر عن أبي الضحى به بنحوه مطولًا. ورواية أبي الضحى عن علي مرسلة، لكن له متابعة. 2 - تابعه عبد الله بن سلمة: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (9/ 512: 8319) ومحمد بن الحسن الشيباني في كتب الآثار (138: 630) ومن طريقه الدارقطني في السنن (3/ 180) والبيهقي في الكبرى (8/ 275) كلهم من طريق عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سلمة أن عليًا أتي بسارق فقطع يده، ثم أتي به فقطع رجله ... فذكر قوله بنحو حديث الباب وفيه زيادة. وهذا سند رجاله ثقات غير عبد الله بن سلمة كان تغيّر حفظه، لكن له متابعة. 3 - تابعه الشعبي: أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (10/ 186: 18764) من طريق جابر عن الشعبي به بنحوه وفيه زيادة، والدارقطني في كتاب الحدود (3/ 180) من طريق حصين، عن الشعبي به. والشعبي لم يسمع من علي. 4 - ورواه من فعل علي: محمَّد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 509: 8310) عن حاتم بن إسماعيل، عن =
= جعفر، عن أبيه محمد بن علي قال: "كان لا يزيد على أن يقطع لسارق يدًا ورجلًا ... وفيه زيادة. ولم يسمع محمَّد بن علي من جدّه علي. قلت: قد جاء عن الصحابة ما يؤيد قول علي ويوافق عمله: 1 - منهم ابن عباس: أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (10/ 185، 186: 18763) عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار أن نجدة بن عامر كتب إلى ابن عبّاس رضي الله عنه: السارق يسرق فتقطع يده ثم يعود فتقطع يده الأخرى؟ قال الله تعالى: {فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [الآية، المائدة 38]، قال: بلى، ولكن يده ورجله من خلاف. قال: قال عمرو بن دينار: سمعته من عطاء منذ أربعين سنة. ومن طريقه أخرجه ابن حزم في المحلى (12/ 351)، وقال: "هذا إسناد في غاية الصحة". وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 512: 8311) عن أبي خالد، عن حجاج، عن عمرو بن دينار به بلفظ: "أن نجدة كتب لابن عبّاس يسأله عن السارق، فكتب إليه بمثل قول عليّ". 2 - وأبو بكر الصدّيق: أخرج ابن أبي شيبة (9/ 509: 8311) عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن الزهري قال: "انتهى أبو بكر في قطع السارق إلى اليد والرجل". 3 - وعمر بن الخطّاب: أخرج ابن أبي شيبة أيضًا (9/ 510: 8312) عن أبي أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن جابر، عن مكحول أن عمر قال: ... فذكره بنحوه بمثل قول عليّ. وقد رُوي عن عمر خلاف ذلك، كما أخرج عبد الرزاق (10/ 187: 18768) =
= وابن أبي شيبة (9/ 511: 8315) والبيهقي في الكبرى (8/ 274) كلهم من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: "شهدت عمر قطع يد رَجُلٍ بعد يده ورجله". قال الشيح الألباني: وإسناده صحيح على شرط البخاري (الإِرواء 8/ 91). قلت: لعلّ عمر رجع عن ذلك بعد ما أنكر عليه علي، وسكت عمر. فقد أخرج عبد الرزاق (10/ 186: 18766) والبيهقي (8/ 274) كلاهما من طريق سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عائذ قال: أُتيَ عمر برجل أقطع اليد والرجل قد سرق، فأمر به عمر رضي الله عنه، أن يقطع رجله. فقال عليّ: "إنما قال الله عز وجل: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ...} [الآية 33 من المائدة]، فقد قطعت يد هذا ورجله، فلا ينبغي أن تقطع رجله فتدعه ليس له قائمة يمشي عليها، إما أن تعزره، وإما أن تستودعه السجن، قال: فاستودعه السجن". قال الشيخ الألباني: "إسناده حسن، رجاله ثقات رجال مسلم، غير عبد الرحمن بن عائذ، وهو ثقة". وما يؤيد أن عمر رجع إلى قول عليّ وأن الصحابة استقرّ أمرهم على ذلك، ما رواه ابن أبي شيبة في المصنّف (9/ 513) عن أبي خالد عن حجّاج، عن سماك، عن بعض أصحابه: أن عمر رضي الله عنه، استشارهم في سارق، فأجمعوا على مثل قول عليّ. * تنبيه: ما روي عن علي هو الراجح، وهو ما ذهب إليه الثوري وأبو حنيفة وصاحباه، وهو قول الزهري والنخعي والشعبي والأوزاعي وحمّاد وأحمد وجماعة من الصحابة، ذكرت بعضهم آنفًا ومنهم الخليفتان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. انظر: (الجوهر النقي 8/ 275، المحلّى 12/ 350، معالم السنن 4/ 567).
الحكم عليه: رجال إسناد ثقات، لكنه منقطع , لأن الحسن لم يسمع من عليّ كما في جامع =
= التحصيل (ص 162)، والحسن كثير التدليس والإِرسال، والحديث مع هذا موقوف، غير أن فعل عليّ هذا قد جري عليه عمل الصحابة، بل أن أمرهم استقرّ عليه، كما بينته مفضّلًا في التخريج. وقال البوصيري في الإتحاف المختصرة (2/ 38/ ب): "رواه مسدّد موقوفًا، ورجاله ثقات".
1872 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ -هُوَ ابْنُ خَارِجَةَ- ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عبد الله بن خُبَيب (¬1)، قال: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ الجُهني صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا يَدَهُ، ثُمَّ إِنْ سَرَقَ، فَاقْطَعُوا رِجْلَهُ، ثُمَّ إِنْ سَرَقَ، فَاقْطَعُوا يَدَهُ، ثُمَّ إِنْ سرق فاقطعوا رجله. ¬
1872 - تخريجه: أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 6) وابن منده كما في الإِصابة (5/ 189 بتحقيق بجاوي) كلاهما من طريق حرام بن عثمان به بلفظه، وزاد فيه: "فإن سرق فأضربوا عنقه". قال أبو نعيم: "تفرد به حَرام، وهو من الضعف بالمحل العظيم". وقال ابن مندة -كما في الإِصابة-: "كذا قال حرام وخالفه غيره". وأورده البوصيري في الإِتحاف، باب في حدّ السرقة (3/ 151/ أ) وسكت عنه. وأورده في الكنز (5/ 383: 13343)، وعزاه لأبي نعيم وأبي القاسم بن بشران وابن النجّار عن عبد الله بن بدر الجهني. وله شاهد بنحو لفظ أبي نعيم وابن مندة من حديث جابر رضي الله عنه. أخرجه الدارقطني في الحدود (3/ 180، 181: 289) من طريق محمَّد بن يزيد ابن سنان عن أبيه، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنِ جابر به. ورواه أبو داود، في السارق يسرق مرارًا (4/ 567: 4410) والنسائي، باب قطع اليدين والرجلين من السارق (8/ 90: 4978)، كلاهما من طريق مصعب بن ثابت عن محمَّد بن المنكدر به بنحوه، وفيه قصة. وفي إسناد الدارقطني محمَّد بن يزيد بن سنان، وهو ضعيف. انظر: (التقريب 513). وفي إسنادي أبي داود والنسائي مصعب بن ثابت، قال الحافظ في =
= التقريب (ص 533): "ليِّن الحديث". وقد قال النسائي بعد أن ساق الحديث: "هذا حديث منكر، ومصعب ليس بالقوي في الحديث". وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ حديث الباب تمامًا أخرجه الدارقطني في السنن , في الحدود (3/ 181) من طريق الواقدي عن ابن أبي ذئب، عن خالد بن سلمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به. وفي إسناده الواقدي، وهو متروك. وأخرجه الشافعي، كما في التلخيص الحبير (4/ 76) عن بعض أصحابه، عن ابن أبي ذئب، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سلمة به. قال ابن عبد البر: "حديث القتل منكر لا أصل له". وقال الشافعي: "هذا الحديث منسوخ لا خلاف فيه عند أهل العلم". انظر: التلخيص الحبير (4/ 76، 77).
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف جدًا، فيه حرام بن عثمان متروك، وفيه أيضًا محمَّد بن أبي حميد ضعيف، وله شواهد من طرق كلها ضعيفة، لا تصح ولا يخلو طريق منها من متهم أو ضعيف. وقد نقل عن جمع من الأئمة تضعيف هذا الحديث، وأنكره بعضهم، وقال الشافعي بنسخه، وفصلت كل ذلك في التخريج، فليراجع هناك.
1873 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ -هُوَ الْقَوَارِيرِيُّ- ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو المحياة، قال: قال أبو مطر: رأيت عليًا رضي الله عنه، أُتِيَ برَجُل، فَقَالُوا: إِنَّهُ قَدْ سَرَقَ جَمَلًا (¬1)، فَقَالَ: مَا أَرَاكَ سَرَقْتَ! قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَلَعَلَّهُ شِبْهٌ (¬2) لَكَ؟ قَالَ: بَلَى قَدْ سَرَقْتُ، قَالَ: اذْهَبْ بِهِ يَا قَنْبَر فَشُدَّ أُصْبُعَهُ وَأَوْقِدِ النَّارَ وَادْعُ الْجَزَّارَ (¬3) لِيَقْطَعَ ثُمَّ انْتَظِرْ حَتَّى أَجِيءَ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ لَهُ: أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: لَا، فَتَرَكَهُ، قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِمَ تَرَكْتَهُ وَقَدْ أَقَرَّ لَكَ، قَالَ: آخُذُهُ (¬4) بقوله وأتركه (¬5) بقوله. ثم قال علي رضي الله عنه: أُتِيَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- برجل قد سرق، فأمر بقطع يده (¬6) ثم بكى، فقلنا: يا رسول الله لم تبكي؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: وكيف لَا أَبْكِي وَأُمَّتِي تُقْطَعُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا عَفَوْتَ (¬7) عَنْهُ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: ذَاكَ سُلْطَانُ سُوءٍ الَّذِي يَعْفُو عَنِ الْحُدُودِ (¬8)، ولكن تعافوا الحدود بينكم. ¬
1873 - تخريجه: الحديث أخرجه أبو يعلى في المسند (1/ 275: 328). وفي المجمع (6/ 262، 263)، وقال: "رواه أبو يعلى، وأبو مطر لم أعرفه". =
= وأورده في الكنز (5/ 548)، وعزاه لأبي يعلى، وقال: "وضعّف". ولم أقف عليه عند غير أبي يعلى. ولكن للمرفوع منه شاهدًا من حديث عمرو بن شعيب عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو رفعه: "تعافوا الحدود بينكم، فما بلغني من حدّ، فقد وجب". رواه أبو داود، باب العفو عن الحدود ما لم تبلغ السلطان (4/ 540: 4376) والنسائي، باب ما يكون حرزًا وما لا يكون (8/ 70: 4885 و 4886) والحاكم (4/ 383) وصحّحه، والبيهقي (8/ 331) من طرق عن ابن جريج، عن عمرو به. وقال الحافظ في الفتح (12/ 89): "وسنده إلى عمرو بن شعيب صحيح". وله شاهد آخر من حديث ابن مسعود، أخرجه أحمد (1/ 438) ومن طريقه الحاكم (4/ 382، 383) مختصرًا وصحّحه، والبيهقي (8/ 331) كلهم من طريق يحيى الجابر: سمعت أبا ماجدة يقول: "كنت قاعدًا مع ابن مسعود، فقال: إني لأذكر أوّل رجل قطعه رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أُتِيَ بسارق فأمر بقطعه، فكأنما أسف وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... وفيه: لا تكونوا أعوانًا للشيطان على أخيكم، إنّه لا ينبغي لإمام إذا انتهى إليه حدّ إلَّا أن يقيّمه، إن الله عفو يحب العفو ... " الحديث وفيه زيادة. وفيه أبو ماجدة الحنفي، قال الذهبي: "لا يعرف"، وقال البخاري: "ضعيف"، وقال النسائي: "منكر الحديث" انظر: (الميزان 4/ 566). وقال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (6/ 100): "إسناده ضعيف لجهالة أبي ماجد".
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف كما قال البوصيري في الإتحاف (3/ 152/ أ)، وذلك لجهالة حال أبي مطر هذا. لكن المرفوع من الحديث يتقوّى بشواهده إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
27 - باب الزجر عن الجلوس على فراش المغيبه
27 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى فِرَاشِ المُغيَّبَه (¬1) 1874 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ [حدثنا أبي] (¬2)، ثنا شريك عن الأعمش، عن خيثمة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عنهما، رَفَعَهُ: مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَى فِرَاشِ مُغيبَة كمثل الذي تنهشه الأسُودُ يوم القيامة. ¬
1874 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولا في الأجزاء المحققة بقسم السنة لنيل درجة الدكتوراه، ولعلّه في المسند الكبير. لكن أخرجه من طريق أبي يعلى أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب الأمثال (ص 374) غير أنه زاد فيه بين سفيان بن وكيع وبين شريك رجلًا، فقال: أخبرنا أبو يعلى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شريك .. ثم ساق بقية السند به بلفظه. =
= ولعلّ هناك سقطا في مسند أبي يعلى، فإني لم أجد سفيان فيمن سمع من شريك -كما في تهذيب الكمال وكتب التراجم- وإنما سمع من أبيه عن شريك. وقد راجعت المقصد العلي لأتأكد من السند، فلم أجد فيه هذا الحديث. وأورده المنذري في الترغيب (3/ 279) والهيثمي في المجمع (6/ 261) وعزياه للطبراني فقط، وقالا: "رجاله ثقات". لم أقف عليه في المعجم الكبير المطبوع، ولعله في الجزء المفقود. ورواه أيضًا أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب الأمثال (ص 374) عن يحيى بن عبد الله السكُوني، عن أبي كريب، عن عبد الرحمن بن شريك، عن أبيه شريك به بلفظه. * تابع شريك عليه ابن عيينة. أخرجه عبد الرزاق (7/ 139: 12547) عن ابن عيينة، عن الأعمش به بنحوه. وفي النهي عن الدخول على المغيّبة عمومًا أحاديث صحيحة منها ما أخرجه مسلم في صحيحه باب تحريم الخلوة بالأجنبية (4/ 1711: 2173) وابن حبان (7/ 442: 5558) وأحمد (2/ 171) من طرق عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن عبد الرحمن بن جبير، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قال: ... فذكر قصّة، ثم قال: ثم قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على المنبر، فقال: "لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مُغيّبة إلَّا ومعه رجل أو إثنان". وله شاهد من حديث أبي قتادة الأنصاري بنحوه مرفوعًا. أخرجه أحمد (5/ 300) والطبراني (3/ 241: 3278) وفي الأوسط , كما في مجمع البحرين المطبوع (4/ 268: 2449) كلاهما من طريق ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ يرفعه: "من قعد على فراش مُغيّبة قُيّض له ثعبان يوم القيامة" واللفظ للطبراني. =
= قال الهيثمي في المجمع (6/ 261): "رواه الطبراني في الكبير والأوسط , وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف".
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف، فيه عدّة علل: 1 - ضعف سفيان بن وكيع. 2 - ضعف شريك في الأعمش خاصة. 3 - ظاهر سنده فيه انقطاع , لأن سفيان لم يذكر فيمن سمع من شريك مباشرة، ويحتمل أن يكون هناك سقط -كما بيّنته في التخريج-، فإنه جاء عند أبي الشيخ بذكر الساقط، وهو وكيع بن الجراح. لكن سنده يرتقي إلى الحسن لغيره بمتابعة عبد الرزاق، ويزيده قوّة الشاهد الذي عند الطبراني وأحمد.
1875 - قال الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا أَشْهَلُ (¬2) بْنُ حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ محمَّد قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ (¬3) مِنْ تلك [الفروع] (¬4) على عمر فنشر (¬5) كِنَانته، فسقطت صحيفة، فإذا فيها: ألا أبلغ (¬6) أبا حفص رسولا ... فدا لَكَ (¬7) مِنْ أَخِي ثِقَةٍ إِزَارِي قَلَائِصُنَا هَدَاكَ اللَّهُ إِنَّا ... شُغِلْنَا عَنْكَ فِي زَمَنِ الْحِصَارِ قَلَائِصُ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ (¬8) ... وَأَسْلَمَ أَوْ جُهَيْنَةَ (¬9) أَوْ غِفَارِ يُعقِّلُهن جَعْدة مِنْ سُليم ... مُعِدًّ (¬10) يبتغي عشر العشار (¬11) فَمَا قُلُصٌ وُجدن مُعقّلات (¬12) ... قَفا سَلْعٍ بِمُجْتَمِعِ النجّار (¬13) فقال عمر رضي الله عنه: ادعو (¬14) جعدة بن سليم، فدعاه، فكلّمه، فأمر بِهِ فَضَرَبَهُ مِائَةً [مَعْقُولًا] (¬15)، وَنَهَاهُ أَنْ يَدْخُلَ على مُغيّبَة. ¬
1875 - تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 285، 286) عن إسماعيل بن إبراهيم الأسديّ، عن ابن عون به بنحوه، وسمّى ابن سعد الرجل الذي قدم على عمر، فقال: إن بريدًا قدم على عمر. وأخرجه ابن شبّة في تاريخ المدينة (2/ 330) عن أبي عاصم، عن ابن عون به بنحوه. وأورد القصّة الآمدي في المؤتلف والمختلف من أسماء الشعراء: (ص 62، 63)، والحافظ في الإصابة (1/ 261) وعزاها لابن عساكر في تاريخه، والهندي في كنز العمّال (5/ 464، 465)، وعزاها للحارث وابن سعد. =
= ولم أقف عليه في تاريخ دمشق المخطوط بعد مراجعتي له في ترجمة عمر بن الخطّاب وغيره. وأخرج عبد الرزاق في مصنّفه (7/ 137: 12539) عن الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن عمه حميد بن عبد الرحمن، قال: قال عمر: لا يدخل على امرأة مُغيَّبة إلا ذو محرم، وفيه زيادة. وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 408) عن حفص، عن ليث ومسعر، عن سعيد به بنحوه، وأخرجه عبد الرزاق أيضًا بنحوه (7/ 137: 12541)، عن ابن عيينة، عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال عمر: لا يدخل رجل على مغيبة، وفيه زيادة. وقوله: "ونهاه أن يدخل على مُغيّبة" ورد في حديث مرفوعًا من غير وجه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وجابر بن عبد الله وغيرهما: 1 - فأما حديث عبد الله بن عمرو فأخرجه مسلم، في السلام، باب تحريم الخلوة بالأجنبية (4/ 1711: 2173)، وابن حبان في صحيحه (7/ 442: 5558)، وأحمد (2/ 171)، ولفظه عند مسلم وأحمد: "لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلَّا ومعه رجل أو إثنان". 2 - وأما حديث جابر: فرواه الترمذي، في الرضاع (3/ 475: 1172) وأحمد (3/ 309) والدارمي (2/ 228) بلفظ: "لا تلجوا على المغيّبات، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ... " الحديث. قال الترمذي: "هذا حديث غريب". وقال الحافظ في الفتح (9/ 331): "رجاله مُوثّقون، لكن مجالد مختلف فيه".
الحكم عليه: رجال إسناد الحديث، إلَّا أنه منقطع، محمَّد بن سيرين لم يدرك زمن عمر. وأما متنه، فقد ثبت مرفوعًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما بيّنته في تخريجه.
28 - باب تعزير من افترى على الإمام
28 - بَابُ تَعْزِيرِ مَنِ افْتَرَى عَلَى الإِمام 1876 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ ثنا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أسيد قال: إنّ ناسًا كانوا عند فُسْطاط عائشة رضي الله عنها، أرى ذلك بمكة، فمرّ بهم عثمان رضي الله عنه، قال أبو سعيد رضي الله عنه: فما بقي أحد من القوم (¬1) إلَّا لَعَنَهُ أَوْ سَبَّهُ -غَيْرِي- وَكَانَ فِيمَنْ لَعَنَهُ أَوْ سَبَّهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فكان عثمان رضي الله عنه، عَلَى الْكُوفِيِّ أَشَدَّ مِنْهُ عَلَى غَيْرِهِ، فَقَالَ: يا كوفي أتسبّني -كأنّه يتهدده- (¬2) قال: فقدم المدينة، فقيل له -يعني للكوفي- عليك بطلحة، فانطلق معه طلحةُ رضي الله عنه، حتى أتى عثمان رضي الله عنه، فقال عثمان رضي الله عنه: وَاللَّهِ لَأَجْلِدَنَّكَ مِائَةً، قَالَ طَلْحَةُ: وَاللَّهِ لَا تجلده إلَّا أن يكون زانيا، فقال: لأحرمنك عطاءك، فقال طلحة رضي الله عنه: يا كوفي إن الله يرزقك. ¬
1876 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في موضعين (11/ 171: 10677 و 15/ 212: =
= 19530) عن أبي أسامة حمّاد بن أسامة، عن المعتمر بن سليمان به بنحوه. ولم أقف عليه في غير مصنّف ابن أبي شيبة حسب اطلاعي. وأورده البوصيري في الإتحاف، باب ما جاء في التعزير (3/ 153/ أ) من طريق إسحاق فقط.
الحكم عليه: إسناده صحيح.
29 - باب إسكات من تطاول على الإمام
29 - بَابُ إِسْكَاتِ (¬1) مَن تَطَاوَلَ عَلَى الإِمام 1877 - وَبِهَذَا الإِسناد (¬2) قال: كان بين عثمان وعائشة رضي الله عنهما، بعض الأمر، فتناول كل واحد منهما صاحبه، فذهبت عائشة رضي الله عنها، تتكلم فكبّر عثمان رضي الله عنه وكبّر معه الناس، ففعل بها ذلك (¬3) مَرَّتَيْنِ لِكَيْلَا يُسمع كَلَامَهَا، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ سكتت. ¬
1877 - تخريجه: أورده البوصيري في الإِتحاف، باب ما جاء في التعزير (3/ 153/ أ) من طريق إسحاق فقط، ولم يعزه لغيره. ولم أقف على من خرّجه حسب اطلاعي.
الحكم عليه: إسناده صحيح.
30 - باب قدر التعزير
30 - بَابُ قَدْرِ التَّعْزِيرِ 1878 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير، عن المهاجر [بْنِ] (¬1) عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بكر رضي الله عنهما (¬2) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَحِلُّ لِمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَجْلِدَ أكثر من عشر أسواط إلَّا في حدّ". ¬
1878 - تخريجه: أورده الهيثمي في (بغية الباحث من زوائد الحارث) (2/ 722: 567). وأخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 117) عن هشام به بلفظه، وقال: ورواه بعض من لا يوثق بروايته، فقال: "إن عبد الله بن أبي بكر الصديق حدثه، وإنما هو عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم. وهذا وهم منه رحمه الله، إنما هو عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن. ومن طريقه البيهقي في الكبرى (8/ 328). =
= وذكره ابن سعد في الطبقات (القسم المتمم 116) من طريق يحيى بن أبي كثير، لكنه عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث بن هشام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فذكره بلفظه. قلت: الظاهر أن هناك سقط في الطبقات لم ينتبه له المحقق، وإنما هو عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن. وأورده في الإِتحاف (3/ 153/ ب) وسكت عنه. وله شاهد من حديث أبي بردة: "لا يُجلد فوق عَشْرِ جَلْداتِ إلَّا في حدّ من حدود الله". أخرجه البخاري، باب كم التعزير والأدب (12/ 176: 685) ومسلم، باب قدر أسواط التعزير (3/ 1332: 1708) وغيرهما من طرق عن بكير بن عبد الله بن الأشجّ، عن سليمان بن يسار، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي بردة الأنصاري به بألفاظ متقاربة. وخطّأ الترمذي من زاد جابر بن عبد الله مع أن هذا الطريق مُخرَّج في البخاري ومسلم وغيرهما كما هو في التخريج، وكذا رجّح ابن حجر في الفتح (2/ 177) ما ذهب إليه الترمذي، ثم قال: ولم يقدح هذا الاختلاف عن الشيخين في صحة الحديث، فإنه كيفما دار، يدور على ثقة. وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ "لا تعزّروا فوق عشرة أسواط". أخرجه ابن ماجه في الحدود، باب التعزير (2/ 867: 2602). وأورده الحافظ في الفتح (12/ 178) وسكت عنه.
الحكم عليه: الحديث إسناده ساقط، فيه عبد العزيز بن أبان مُتّهم بالوضع، ولمتنه شاهد صحيح من حديث أبي بردة، ذكرناه في التخريج.
1879 - وَحَدَّثَنَا هُدبة، ثنا هَمَّامٌ، ثنا يَحْيَى، عَنِ المهاجر [بْنِ] (¬1) عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، وَكَانَ لَهُ غِلْمَانٌ فِي قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الرُّومِ فَاقْتَتَلُوا، فَضَرَبَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَلَاثَةَ أَسْوَاطٍ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ. هَذَا مُرْسَلٌ، رجاله ثقات. ¬
1879 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث، في الحدود، باب ما جاء في التعزير (2/ 724: 568). وذكره البوصيري في الإتحاف المختصرة (2/ 139/ أ)، وقال: "رواه الحارث مرسلًا، ورجاله ثقات". وللحديث شواهد تقدمت عند الحديث رقم (1878).
الحكم عليه: إسناده حسن، غير أنه مرسل، ويرتقي بمتابعة يعقوب بن سفيان، وشاهده الذي سبق في الحديث الذي قبله إلى الصحيح لغيره، ويتقوى المرسل بمجيئه مرفوعًا في الصحيح عن أبي بردة، كما سبق في ذكر شواهده عند الحديث السابق. وقا الحافظ عند ذكره لهذا السند، كما في الفتح (12/ 177): "سنده قويّ، لكنه مرسل، أخرجه الحارث من رواية عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام ... ". وقال البوصيري في الإتحاف المختصرة (2/ 139/ ب): "رواه الحارث مرسلًا، ورجاله ثقات".
31 - باب نفي أهل الريب والمعاصي من البيوت
31 - بَابُ نَفْيِ أَهْلِ الرِّيَبِ وَالْمَعَاصِي مِنَ الْبُيُوتِ 1880 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بن مالك رضي الله عنه قال: أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً بِمَكَّةَ وَهُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: لَيْتَ عندي من رآها ومن يُخْبِرُ عَنْهَا، فَقَالَ: رَجُلٌ يُدْعَى هِيت: أَنَا أنعتها لك، إِذَا أَقْبَلَتْ، قُلْتَ: تَمْشِي عَلَى سِتٍّ، وَإِذَا أدبرت، قلت: تمشي على أربع، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَرَى هَذَا مُنْكَرًا، أَرَاهُ يَعْرِفُ أَمْرَ النِّسَاءِ، وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا -يَعْنِي عَلَى سَوْدَةَ- رضي الله عنها، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَفَاهُ، وَكَانَ كَذَلِكَ (¬1) حَتَّى إمرة عمر، وكان يُرخِّص لَهُ أَنْ يَدْخُلَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فيتصدق (¬2). [2] قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬3): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا. [3] وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ (¬4) عَنْ مَحْمُودِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ، وزاد بعد قوله: وهذا يعرف النّساء، وكان يدخل على سودة رضي الله عنها، فينهاها (¬5) أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهَا، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَيَتَصَدَّقُ كُلَّ جُمُعَةٍ. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ سَعْدٍ إلَّا ابْنُهُ، وَلَا عَنْهُ إلَّا مُجَاهِدٌ، وَلَا عَنْهُ إلَّا عَبْدُ الْكَرِيمِ، وَلَا عَنْهُ إلَّا ابْنُ أَبِي لِيَلِي، وَلَا عنه إلَّا ¬
عِيسَى، وَلَا عَنْهُ إلَّا بَكْرٌ (¬1)، وَلَا أَسْنَدَ (¬2) مُجَاهِدٌ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ إلَّا هَذَا الحديث. ¬
1880 - تخريجه: لم أقف عليه في مصنّف ابن أبي شيبة، وهو في مسنده الكبير، كما جزم بذلك الحافظ ابن حجر في الإصابة (9/ 267 طبعة الكليات الأزهرية). وأخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 102: 758) من طريق ابن أبي شيبة، به بلفظه، وفي آخره قال: "فيتصدق عليه". وأحمد بن إبراهيم الدورقي في (مسند سعد بن أبي وقاص) (78: 35) والحكيم الترمذي في المنهيات (ص 176) كلاهما عن بكر بن عبد الرحمن، به بلفظه. والبزار في مسنده (3/ 291: 1083) عن محمود بن بكر عن أبيه، به بلفظه وفيه: "إذا أقبلت، قلت: تمشي بأربع، وإذا أدبرت، قلت تمشي بثمان". وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أم سلمة بقصة أخرى دون تسمية هِيت المُخنّث. أخرجه البخاري في النّكاح، باب ما ينهى من دخول المتشبّهين بالنّساء على المرأة (9/ 333: 5235) ومسلم، في السلام، باب منع المخنّث من الدخول على =
= النساء الأجانب (4/ 1715: 2185)، وأبو داود باب في الحكم في المخنّثين (5/ 224: 4929) وابن ماجه، فيه (1/ 613: 1902) وأحمد (6/ 290) والحميدي (1/ 142) وأبي يعلى (12/ 394: 6960) ولفظه عند البخاري: "عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان عندها -وفي البيت مُخنّث-، فقال المخنث لأخي أم سلمة عبد الله بن أبي أميّة: إن فتح الله لكم الطائف غدًا أدلّك على ابنة غيلان، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا يدخلن هذا عليكم". والذي يظهر من حديث الباب وحديث أم سلمة الذي في الصحيحين وغيرهما أن المخنث اثنان هما: هيت وماتع، وبه جزم الواقدي في المغازي (3/ 933) وصاحب تاج العروس (1/ 598). وقد يكون المخنّث واحدًا، غير أنّ له قصتان: قصة مع عبد الله بن أبي أمية، وقصة مع سعد ابن أبي وقّاص، ولا مانع من ذلك. قال الحافظ في الفتح (9/ 335) بعد أن ذكر حديث سعد بن أبي وقاص قال: "فهذه قصص وقعت لهيت". وقال أيضًا: " ... الذي يظهر من حديث البخاري أن المخنث اسمه هيت".
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لضعف ابن أبي ليلى وابن أبي المخارف، وليس لهما متابع. ولمتنه شاهد بسند صحيح أخرجه البخاري وغيره، كما فصّلناه في تخريج الحديث.
32 - باب الحبس
32 - بَابُ الْحَبْسِ 1881 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، ثنا ابْنُ خُثَيْمِ بْنِ عِرَاكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَبَسَ فِي تُهْمَةٍ احْتِيَاطًا واستظهارًا يومًا وليلة.
1881 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، والظاهر أنه في الكبير له. وأخرجه البزّار، كما في كشف الأستار (2/ 128: 1360) عن زياد بن أيّوب بلفظ "حبس في تهمة"، والعقيلي في الضعفاء (1/ 52) من طريق محمد بن موسى بنحوه، وابن عدّي في الكامل (1/ 243) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بنحوه، والحاكم (4/ 102) من طريق محمَّد بن إسحاق بلفظه، أربعتهم عن إبراهيم بن خُثيم بن عراك به. قال العقيلي: "لا يُتَابع إبراهيم على هذا" -يعني لا يتابع على رفعه-. وتعقّب الذهبي الحاكم، فقال: "إبراهيم متروك". وهذا الطريق معلول بمخالفته لرواية الثقات , فقد رووه عن عراك بن مالك مرسلًا، ولم يذكروا أبا هريرة. أخرجه عبد الرزاق (10/ 216: 18892) والعقيلي في الضعفاء (1/ 54) من طريقين عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عراك بن مالك مرسلًا، ولفظه عند العقيلي: "أقبل نفر من الأعراب معهم ظهر لهم، فصحبهم رجلان، فباتا معهم، =
= فأصبح القوم وقد فقدوا قرنين من إبلهم، فقدموا بالرجلين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال -صلى الله عليه وسلم- لأحد الرجلين: اذهب فاطلب وحبس الآخر، فجيء بالقرنين، فقال -صلى الله عليه وسلم- لأحد الرجلين: استغفر لي، فقال: غفر الله لك، فقال: وأنت غفر الله لك، وقتلك في سبيله". فقد أورده العقيلي ليُعلّ به حديث إبراهيم بن زكريا وإبراهيم بن خُثَيم هذا. وله شاهد يرويه بهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جدّه يرفعه بلفظ "أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- ناسًا من قومي في تهمة، فحبسهم، فجاء رجل من قومي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب، فقال: يا محمَّد! على ما تحبس جيرتي؟ فصمت النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه، فقال: إن الناس يقولون: إنك لتنهى عن الشر وتستخلي بِهِ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا يقول؟ فجعلت أعرض بينهما بكلام مخافة أن يسمعها، فيدعو على قومي دعوة لا يفلحون بعدها، قال: فلم يزل النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى فهمها، فقال: قد قالوها؟ وقال قائلها منهم: والله لو فعلت، لكان عليّ وما كان عليهم، خلّوا له عن جيرانه". أخرجه عبد الرزاق (10/ 216: 18891) واللفظ له، وأبو داود، باب ما جاء في الحبس في الدين وغيره (4/ 46: 3630) بنحوه مختصرًا، والترمذي، باب ما جاء في الحبس والتهمة (4/ 677: 1435) بنحوه مختصرًا، والنسائي في قطع السارق (8/ 67) بنحوه مختصرًا، والحاكم (4/ 102)، وصحّحه ووافقه الذهبي، والبيهقي في الكبرى (6/ 53) والطبراني في الكبير (19/ 414: 996) بنحوه مطولًا وفي الأوسط (1/ 134: 154) مختصرًا جميعهم من طريق معمر عن بهز بن حكيم به. وتابع معمرا عليه إسماعيل بن إبراهيم. أخرجه أبو داود، في الباب السابق (4/ 47: 3631) بنحوه، وأحمد (5/ 2، 4) بنحوه، والطبراني في الكبير (19/ 414: 997) مختصرًا جميعهم من طرق عن إسماعيل بن إبراهيم عن بهز، به. =
= وتابع بهزا عليه سويد بن حجير الباهلي عن حكيم بن معاوية عن أبيه، به بنحوه، أخرجه أحمد (4/ 447). فالحديث بهذه المتابعات حسن.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، فيه إبراهيم بن خثيم متروك، ولم يتابعه على رفعه أحد من الثقات، بل هو منكر بمخالفة الثقات له، حيث رووه عن عراك بن مالك مرسلًا، وإسناده صحيح. ومتنه له شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره، ويزداد قوّة بالطريق المرسلة.
33 - باب القذف
33 - بَابُ الْقَذْفِ 1882 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ أشعت عن الحسن قال: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَجُلٍ: إِنَّكَ مَا تَأْتِي امْرَأَتَكَ إلَّا زِنًا أَوْ حَرَامًا، فَرَفَعَهُ إِلَى عمر رضي الله عنه، فقال عمر رضي الله عنه: قد (¬1) قذفك بأمر يحل لك. ¬
1882 - تخريجه: لم أقف عليه من هذا الطريق. وأخرجه البيهقي في الكبرى (8/ 253) من طريق مسدّد، به بلفظه، وقال: هذا منقطع. وأورده البوصيري في الاتحاف (3/ 153/ أ) من مسند مسدّد. وفي الإتحاف المختصرة له (2/ 39/ أ)، وقال: رواه مسدد والبيهقي موقوفًا. وفي كنز العمال (5/ 565: 13978) بلفظه، وعزاه للبيهقي. وأورده في الكنز أيضًا برقم (13982) عن الحسن بلفظ: أن رجلًا تزوّج امرأة سرًا، فكان يختلف إليها، فرآه جار له، فقذفها به، فاستعدى عليه عمر بن الخطاب، فقال له: بيّنتك على تزويجها، فقال: يا أمير المؤمنين كان أمرٌ دون ما شهّدت عليها أهلها، فدرأ عمر الحدّ عن قاذفه، وقال: حصّنوا فروج هذه النّساء وأعلنوا هذا النكاح. وعزاه لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة. =
= لم أقف عليه في مصنّف ابن أبي شيبة المطبوع ولا في الأجزاء المطبوعة من سنن سعيد بن منصور.
الحكم عليه: الحديث فيه أشعث، لم يتبين لي من هو.
19 - كتاب القصاص
19 - كتاب القصاص 1 - باب القَود (¬1) فيمن قَتَلَ بِحَجَرٍ 1883 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ جابر (¬2) عن زِياد بن علاقة عن مِرْداس قال: أَنَّ رَجُلًا رَمَى رَجُلًا بِحَجَرٍ فَقَتَلَهُ، فَأُتِيَ به النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَقَادَ مِنْهُ. * محمَّد بْنُ جَابِرٍ ضَعِيفٌ. وَرَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ عَنْ زِيَادِ (¬3) بْنِ عِلَاقَةَ، أَخْبَرَنَا أَشْيَاخُنَا الَّذِينَ أَدْرَكُوا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَهُ. * وَحَجَّاجٌ فِيهِ مَقَالٌ (¬4). وَقَدْ تَابَعَهُ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ زِيَادٍ عَنْ مِرْدَاسٍ بن عُرْوَةَ قَالَ: رَمَى رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ أَخًا لَهُ فَقَتَلَهُ، وَفَرَّ، فَوَجَدْنَاهُ عِنْدَ أَبِي بَكْرَةَ (¬5) رضي الله عنه، فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأقاد منه. ¬
أَخْرَجَهُ ابْنُ السَّكَنِ فِي الصَّحَابَةِ، وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ (¬6) قَالَ: قَالَ محمَّد بْنُ الصَّبَّاحِ: حدثنا الوليد، به. * وإسناده جيّد (¬7). ¬
1883 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن عديّ في الكامل (6/ 151) وأبو نعيم والبغوي، كما في الإصابة (9/ 164 طبعة الكليات الأزهرية) كلاهما في معرفة الصحابة، والبيهقي في الكبرى (8/ 43) كلهم من طريق مسدد، به بلفظه. وأخرجه البخاري في تاريخه (7/ 435) وابن السكن، كما في الإصابة (9/ 164) والطبراني في الكبير (20/ 299: 710) والبيهقي في الكبرى (8/ 43) كلهم من طرق عن الوليد بن أبي ثور عن زياد، به بنحوه مطولًا. قال الحافظ، كما في الأصل: "وإسناده جيّد". والوليد هذا قال عنه الحافظ: "ضعيف"، كما في تقريبه (582). لكن تابع الوليد عليه أبو إسحاق الشيباني، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (9/ 344: 7733) عن ابن إدريس عن أبي إسحاق الشيباني عن زياد، به بنحوه. ورجال إسناده ثقات. وتابع الوليد عليه أيضًا الحجّاج بن أرطاة، كما صرّح المصنّف بذلك في المتن. وله شاهد من حديث أنس بن مالك بلفظ: "خرجت جارية عليها أوضاح -أي حُلي فضة- بالمدينة، قال: فرماها يهودي بحجر، قال: فجيء بها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وبها رمق، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: فلان قتلك؟ فرفعت رأسها، فأعاد عليها قال: فلان قتلك؟ فرفعت رأسها، فقال لها في الثالثة: فلان قتلك؟ فخفضت رأسها، فدعا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقتله بين الحَجرين". =
= أخرجه البخاري، في الدّيات، باب إذا قتل بحجر أو عصا (12/ 200: 6877) ومسلم في القسامة، باب ثبوت القصاص في القتل بالحجر وغيره (3/ 1299: 1672) وغيرهما من طرق عن أنس، به بنحوه واللفظ للبخاري.
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف، فيه محمَّد بن جابر، لكنه يتقوّى بمجموع متابعاته وشواهده إلى الحسن لغيره. ومتنه صحيح ثابت، له شاهد من حديث أنس عند البخاري وغيره. وقال البوصيري في الإتحاف المختصرة (2/ 28/ أ): "رواه مسدد والبيهقي في الكبرى، وإسناده جيّد". وقال الحافظ عن متابعة البخاري -كما في الأصل-: "إسناده جيّد". قلت: إن كان حكمهما على مجموع متابعاته، فنعم، وإلاَّ، فطريق مسدّد والبخاري لا يخلو من ضعيف، كما بيّنت ذلك في التخريج، والله أعلم.
2 - باب من لم يقتص منه في الدنيا اقتص منه في الآخرة
2 - بَابُ مَنْ لَمْ يُقْتَصَّ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا اقْتُصَّ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ 1884 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا وكيع عَنْ [دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ] (¬1) عَنْ ابْنِ جُدعان عَنْ جَدَّتِهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دعى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَصِيفَةً له فأبطأت، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْلَا مَخَافَةُ الْقَوَدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَأَوْجَعْتُكِ بِهَذَا السِّوَاكِ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬2): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ (¬3) بْنُ حَمَّادٍ، ثنا وَكِيعٌ بِهَذَا. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أيضًا (¬4): حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبِي عَنْ دَاوُدَ عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُدْعَانَ، عن جدّته أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في بيتي، وكان بيده سواك، فدعى بوصيفة له -أَوْلَهَا- حَتَّى اسْتَبَانَتِ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَخَرَجَتْ أُمُّ سلمة ¬
رضي الله عنها إلى البُراز (¬5) فَوَجَدَتِ الْوَصِيفَةَ وَهِيَ تَلْعَبُ بِبَهْمَةٍ (¬6)، فَقَالَتْ: أَلَا أَرَاكِ تَلْعَبِينَ بِهَذِهِ الْبَهْمَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُوكِ، فَقَالَتْ: لَا وَالَّذِي بعثك بالحق ما سمعتك، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك". ¬
1884 - تخريجه: لم أقف عليه في مصنّف ابن أبي شيبة المطبوع، ولعلّه في المسند الكبير. وهو عند أبي يعلى في مسنده (12/ 360: 6928) و (12/ 373: 6944). وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 382) وأبو يعلى في مسنده (12/ 329: 6901) والطبراني في الكبير (23/ 376: 889) كلهم من طريق ابن أبي شيبة، به بنحوه بألفاظ متقاربة. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 378) من طريق أحمد بن عمر والخطيب في تاريخه (2/ 140) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن وكيع بن الجراح، به بنحوه، وبعضهم مختصرًا. تابع وكيعًا عليه أبو أسامة حمّاد بن أسامة. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (76: 184) عن عبد الله بن محمَّد عن أبي أسامة عن داود بن أبي عبد الله -مولى بني هاشم- به بنحوه مطولًا. وأورده المنذري في الترغيب (3/ 217)، وقال: رواه أحمد بأسانيد أحدها جيّد، واللفظ له، والطبراني. وتعقبه المحدّث الألباني في غاية المرام (155) بقوله: "لم أره في مسند أحمد في مسند أم سلمة". وتأكيدًا لكلام الشيخ فقد بحثت في المسند، وتتبعت ألفاظ الحديث مستعينًا =
= بجلّ الفهارس المطبوعة على مسند أحمد، ولم أقف عليه لا من حديث أم سلمة ولا من حديث غيرها. وللحديث شاهد من حديث عائشة بلفظ: "ما ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خادمًا ولا امرأة قط". أخرجه البخاري في الأدب المفرد، باب حسن الخلق (106: 275)، ومسلم في صحيحه , في الفضائل (4/ 1813: 2327) كلاهما بنحوه مطولًا، وفيه: "وما انتقم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه، إلَّا أن ينتهك حرمة الله عَزَّ وَجَلَّ"، وأبو داود، في الأدب، باب التجاوز في الأمر (5/ 142: 4786) واللفظ له، وابن ماجه في النكاح، باب ضرب النّساء (1/ 638: 1984) بنحوه، وأحمد (6/ 232)، وأبو يعلى في مسنده (7/ 339: 4375) كلاهما بنحوه مطولًا.
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف، جدّة عبد الرحمن بن محمَّد، نصّ الأئمة على أنها لا تعرف، وداود ابن أبي عبد الله يحتاج إلى متابع، ولا متابع له. قال البوصيري في الإتحاف (3/ 128/ أ): "هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة التابعي وضعف علي بن زيد بن جدعان". قلت: هذا خطأ منه رحمه الله، إنما هو عبد الرحمن بن محمَّد بن جدعان، وثّقه النّسائي كما في ترجمته. ولمتنه شواهد صحيحة بينتها في التخريج.
3 - باب القود في غير النفس
3 - بَابُ الْقَوَدَ فِي غَيْرِ النَّفْسِ 1885 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (¬1) عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: إن ابن الزبير رضي الله عنهما، أقاد من لطمة. ¬
1885 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (9/ 445: 8057) والبيهقي في الكبرى (8/ 65) من طريق يحيى بن الربيع، كلاهما عن سفيان بن عيينة، به بلفظه. وذكره البخاري تعليقًا جازمًا في جامعه، في الديّات، باب إذا أصاب قوم من رجل ... (12/ 227). ووصله الحافظ في تغليق التعليق (5/ 252، 253) من طريق مسدد وابن أبي شيبة والبيهقي. وقد رُوي عن جمع من الصحابة أنهم أقادوا من لطمة، منهم أبو بكر الصدّيق وعليّ وخالد بن الوليد وغيرهم. 1 - فأما أثر أبي بكر، فرواه ابن أبي شيبة في مصنّفه (9/ 446: 8059). 2 - وأما أثر عليّ، فرواه ابن أبي شيبة أيضًا (9/ 445: 8055). 3 - وأما أثر خالد بن الوليد، فرواه عبد الرزاق في مصنّفه (9/ 462: 18030) والبيهقي في الكبرى (8/ 65). =
= وذكر البخاري الأثر الأول والثاني في صحيحه تعليقًا جازمًا (12/ 227). وله شاهد من حديث الحكم يرفعه "أن العبّاس بن عبد المطلب لطم رجلًا، فأقاده النبي -صلى الله عليه وسلم- من العبّاس، فعفا عنه". أخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه (9/ 444: 8053) وابن سعد في الطبقات (4/ 24) بنحوه مطولًا، وفيه قصّة. * وله شاهد آخر من حديث أنس مرفوعًا "أن ابنة النضر لطمت جارية، فكسرت ثنيّتها، فأتوا النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأمر بالقصاص". أخرجه البخاري، في الدّيات، باب السّن بالسّن (12/ 223: 6894) واللفظ له، وأبو داود، باب القصاص في السّن (4/ 717: 4595) والنسائي فيه (8/ 26: 4755) وابن ماجه فيه أيضًا (2/ 884: 2649) وأحمد (3/ 128) والبغوي في شرح السنة (10/ 168: 2529) كلهم من طريق حميد عن أنس بنحوه.
الحكم عليه: إسناده صحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف المختصرة (2/ 28/ ب)، وقال: "رواه مسدّد، ورجاله ثقات".
1886 - قال أبو بكر: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عمرو بن دينار [عن جابر رضي الله عنه] (¬1) قال: إن رَجُلًا طَعَنَ رَجُلًا (¬2) بِقَرْنٍ فِي رُكْبَتِهِ، فَأَتَى النبي -صلى الله عليه وسلم- يستقيد، فقيل له حتى تبرأ، فأبى وعجل (¬3) واستقاد، قال: فعيبت (¬4) رِجْلُهُ وَبَرِئَتْ رِجْلُ الْمُسْتَقَادِ، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقِيلَ لَهُ: لَيْسَ لَكَ شَيْءٌ إِنَّكَ أَبَيْتَ. تَابَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيِّ (¬5): أَخْطَأَ فِيهِ ابنا أَبِي (¬6) شَيْبَةَ، وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ مِنْ (¬7) مُرْسَلِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَهُوَ المحفوظ عن عمرو. ¬
1886 - تخريجه: هو في مصنّف ابن أبي شيبة (9/ 369: 7834) بلفظه. وأخرجه أحمد بن عمرو الضحّاك في كتاب الدّيات (41: 146) والدارقطني (3/ 89) وابن حزم في المحلى (11/ 40) والبيهقي في الكبرى (8/ 66) كلهم من طريق ابن أبي شيبة، به بنحوه. =
= وتابع ابن أبي شيبة عليه أخوه عثمان. أخرجه الدارقطني (3/ 89) والبيهقي (8/ 66). وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيِّ: "أَخْطَأَ فِيهِ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وخالفهما أحمد وغيره عن ابن علية عن أيوب بن عمرو مرسلًا، وكذلك قال أصحاب عمرو بن دينار عنه، وهو المحفوظ مرسلًا". ولم أقف على رواية أحمد بعد بحثي عنها، واستعنت في ذلك بجلّ الفهارس المطبوعة على مسند أحمد. وأخرجه عبد الرزاق (9/ 452: 17986) ومن طريقه الدارقطني (3/ 89) ومن طريق الدارقطني الحازمي في الناسخ والمنسوخ (ص 289) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عن محمَّد بن طلحة أن رجلًا، فذكره بنحوه مرسلًا. تابع ابن جريج عليه: 1 - معمر: أخرجه عبد الرزاق (9/ 453: 17987) ومن طريقه الدارقطني (3/ 90) والبيهقي (8/ 66). 2 - وابن عيينة: أخرجه الشافعي في السنن (2/ 238: 614) وأبو داود في المراسيل (210: 253)، والبيهقي (8/ 66). 3 - وحمّاد بن زيد: أخرجه أبو داود في المراسيل (210: 254)، وقال: "وأسنده ابن عليّة عن أيوب عن عمرو عن جابر، ووهم فيه، والأول أصحّ" -يعني رواية محمَّد بن طلحة مرسلًا-. وأخرجه أحمد بن عمرو الضحُّاك في الدّيات (40: 145) والدارقطني (3/ 188) والطبراني في الصغير (1/ 232: 377) وفي الأوسط كما في مجمع البحرين، باب في المجروح متى يستقيد (1/ 219/ب) والحازمي في الناسخ والمنسوخ (288) والبيهقي (8/ 67) كلهم من طرق عن أبي الزبير عن جابر مرفوعًا بنحوه مختصرًا ومطولًا. =
= وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 184) من طريق الشعبي عن جابر مرفوعًا بلفظ: "لا يستقاد من الجرح حتى يبرأ". * وله شاهد من حديث ابن عباس بلفظ قريب منه، أخرجه البيهقي (8/ 67). * وله شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمرو بنحوه. أخرجه أحمد (2/ 217) والدارقطني (3/ 88) والبيهقي (8/ 67) كلهم من طريق عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ بلفظ حديث الباب تمامًا مع زيادة في آخره. قال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (11/ 201): "إسناده صحيح". قلت: في طريق أحمد: ابن إسحاق لم يصرّح بالسماع، وفي طريق الدارقطني والبيهقي يرويه ابن جريج عن عمرو بن شعيب، وابن جريج لم يسمع من عمرو بن شعيب، كما قاله البخاري (جامع التحصيل 230).
الحكم عليه: رجال إسناد الحديث ثقات، غير أن الحديث أُعِلَّ بالإرسال. قال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام كما في سبل السلام (3/ 485) بعد عزوه لأحمد والدارقطني: "أعلّ بالإرسال". وقد رواه ابنا أبي شيبة عن ابن عليّة مسندًا عن جابر، وخالفهما الأكثر، فرواه أحمد وغيره عن ابن علية مرسلًا. ورواه عن عمرو بن دينار جماعة من الأئمة -كما سبق في التخريج-، فلم يسندوه منهم ابن جريج ومعمر وابن عيينة وحمّاد بن زيد، وهؤلاء أئمة حفّاظ أثبات، وروايتهم أولى. وهذا ما رجّحه الدارقطني في السنن (3/ 89). وعلّق التركماني في الجوهر النقي (8/ 66، 67) على قول الدارقطني، فقال: ابنا أبي شيبة إمامان حافظان، وقد زادا الرفع، فوجب قبوله على ما عرف ... ثم قال: ولهذا صحّح ابن حزم هذا الحديث من هذا الوجه، ثم على تقديم تسليم أن =
= الحديث مرسل، فقد رُوي مرسلًا ومسندًا من وجوه. قال الحازمي في الاعتبار (288) بعد ذكره لعدد من طرق هذا الحديث: "قد رُوي هذا الحديث عن جابر من غير وجه، وإذا اجتمعت هذه الطرق، قوي الاحتجاج بها". قلت: لا يصح منها شيء، وهي إما مراسيل أو من طرق ضعاف أومنقطعة أو لا يثبت فيها سماع راو عمن فوقه، كما هو الحال في رواية ابن جريج عن عمرو بن شعيب، فإن الأول لم يسمع من الثاني، وانظر التخريج. وممن رجّح المرسل عبد الحق الإشبيلي، كما في تهذيب سنن أبي داود (6/ 380)، فقال: "وهو عندهم أصحّ على أن الذي أسنده ثقة جليل، وهو إسماعيل بن علية".
1887 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سعيد، ثنا فتادة قال: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَهُمْ أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه كَانَ يَقُولُ [فِي] (¬1) الَّذِي يُقتصّ مِنْهُ ثُمَّ يموت: [قتله] (¬2) حق لا دية (¬3). ¬
1887 - تخريجه: الحديث أخرجه عبد الرزاق (9/ 456: 18004) وابن حزم في المحلى (11/ 224) كلاهما من طريق عثمان بن مطر عن سعيد بن أبي عروبة، به. تابع عثمان عليه معمر عن سعيد بن أبي عروبة به، أخرجه عبد الرزاق أيضًا (9/ 456:18002) بنحوه. وأخرجه ابن أبي شبة (9/ 341: 7717) من طريق عمير بن سعد عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن عمر نحوه. وأخرج ابن أبي شبة (9/ 343: 7724) والبيهقي معلقًا (8/ 68) من طريق سعيد عن مطرق عن عطاء عن عبيد بن عمير أن عمر وعلي ... فذكره بنحوه. وأخرجه ابن حزم (11/ 224) من طريق حمّاد بن سلمة عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن عليّ وعمر بنحوه. وله شاهد من حديث عليّ، لكنه استثنى فيه شارب الخمر، ولفظه: "ما كنت لأقيم حدًا فيموت وأجد في نفسي منه، إلَّا صاحب الخمر، فإنه لو مات وديته، وذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يَسُنّه"، أي: لم يسن فيه عددًا معينًا. أخرجه البخاري في الحدود، باب الضرب بالجريد والنعال (12/ 66: 6778) ومسلم فيه، باب حدّ الخمر (3/ 626: 4486) وابن ماجه فيه، باب حدّ السكران (2/ 858: 2569) وأحمد (1/ 125) والبيهقي (8/ 321) كلهم من طرق عن أبي الحصين عن عمير بن سعيد عن علي به بنحوه، واللفظ للبخاري. =
= الحكم عليه: الأثر أورده البوصيري في الإتحاف، باب الرجل يموت في قصاص الجرح (4/ 129/ أ)، وقال: "هذا إسناد رجال ثقات، إلاَّ أن سعيد بن أبي عروبة اختلط بآخره، فإن يزيد بن زريع سمع منه قبل الاختلاط". وهو كما قال، فإسناده في غاية الصّحة، وابن زريع من أثبت الناس في سعيد ابن أبي عروبة، وسمع منه قبل الاختلاط، وسعيد من أثبت الناس في قتادة، غير أن قتادة مدلس، ولم يصرح بالسماع عن ابن المسيب، وقد قال شعبة: ... إذا قال قتادة: قال فلان وقال فلان، عرفنا أنّه لم يسمع. ومع هذا، فالأثر موقوف على عمر، لكن ورد ما يقوّيه من الآثار , وقد ذكرت بعضها، غير أن شارب الخمر مستثنى من عموم إطلاق قول عمر، وهذا باتفاق أهل العلم.
1888 - وعن (¬1) قتادة عن خلاس قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كتاب الله تعالى أن (¬2) لا دية له. ¬
1888 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 341: 7716) عن عبد الرحيم عن أشعث عن عامر وحجاج عن عمير بن سعد عن قتادة، به بنحوه. والبيهقي في الكبرى (8/ 68) من طريق حجّاج بن أرطاة عن أبي يحيى عن عليّ بنحوه مطولاً. وأخرجه عبد الرزاق (9/ 457: 18005) عن معمر، عن قتادة، عن عمر وعليّ بنحوه، من غير ذكر للواسطة بين قتادة وعليّ. وابن حزم في المحلى (11/ 224) من طريق حمّاد بن سلمة عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن علي وعمر بنحوه. وأخرج البخاري في الحدود، باب الضرب بالجريد والنعال (12/ 66: 6778) ومسلم فيه، باب حد الخمر (3/ 1332: 1707) وأبو داود فيه، باب إذا تتابع في شرب الخمر (4/ 626: 4486) وابن ماجه فيه، باب حدّ السكران (2/ 858: 2569) وأحمد (1/ 125) والبيهقي (8/ 321) كلهم من طريق أبي الحصين عن عمير بن سعيد عن علي قال: "ما كنت لأقيم حداً على أحد فيموت وأجد في نفسي منه، إلاَّ صاحب الخمر، فإنّه لو مات وديته، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يسنّه"، أي: لم يسن فيه عدداً معيناً.
الحكم عليه رجال إسناده ثقات، غير أن قتادة لم يصرّح بالسماع عن خلاس، وفي سماع =
= خلاس من علي خلاف، والظاهر أنه سمع منه أو على الأقل روايته من الصحيفة، وهي معتبرة بشروطها لكن يبقى تدليس قتادة، فإنّه لم يصرح بالسماع. ويتقوى سنده بمتابعة أبي الحصين عن عمير بن سعيد عن علي عند البخاري وأصحاب السنن -وإن كانت قاصرة- ويرتقي إلى الحسن لغيره، وله شاهد من قول عمر تقدم في الحديث السابق برقم (1887).
1889 - وعن أبي معشر عن إبراهيم قَالَ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ فِيهِ (¬1): يُحَطُّ عَنْهُ قَدْرُ جِرَاحَتِهِ ثم يكون ضامنًا (¬2) لما بقي (¬3). ¬
1889 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق (9/ 458: 18008) عن معمر عن سعيد عن أبي معشر، به بنحوه. ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 349: 9734). وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 339: 7709) عن غندر بن سليمان عن سعيد عن أبي معشر، به بنحوه.
الحكم عليه: رجال إسناد الحديث ثقات، غير أن إبراهيم النَّخعي لم يسمع من ابن مسعود، وقد صحح مراسيله جماعة من الأئمة كأحمد وابن معين، وخاصة عن ابن مسعود، كما نصّ على ذلك البيهقي وابن رجب (جامع التحصيل 141). وقال في المجمع (6/ 292): "وإسناده منقطع، وفيه أبو معشر ضعيف". قلت: هذا وهم منه رحمه الله، فأبوه معشر -هو زياد بن كليب- ثقة، ولعلّ الهيثمي ظنّه نجيح بن عبد الرحمن السندي وكنيته أبو معشر أيضًا، وهما من طبقة واحدة؛ لكن نجيح لم يذكر فيمن روى عن إبراهيم النخعي.
4 - باب النهي عن المثلة
4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ المُثْلَة (¬1) 1890 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْأَحْنَفِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ. قُلْتُ (¬2): مَا عَرَفْتُ قَيْسَ بْنَ الْأَحْنَفِ مَنْ هُوَ، وَالْمَعْرُوفُ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، لَكِنْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ لم يدركه. ¬
1890 - تخريجه: هو في مسند إسحاق بن راهويه (4/ 255/ ب/ 256/ أ) مطولًا وفي آخره: "وسمعته يقول: من ثقيف رجلان: كذّاب ومُبِير، فقالت للحجّاج: أما الكذّاب، فقد رأيناه، وأما المُبِير، فأنت هو يا حجّاج". ومن طريق إسحاق أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 106: 283) بلفظه، وليس فيه: فقالت للحجّاج ... ألخ. وأخرجه أيضًا الطبراني (12/ 100: 271) من طريق إسماعيل بن زكريا عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ قَيْسِ عن القاسم بن محمَّد قال: جاءت أسماء فذكره بنحوه مطولًا وفيه قصة. =
= وعزاه الغماري في الهداية (6/ 29) لابن أبي شيبة من حديث أسماء بنت أبي بكر، ولم أقف عليه في المطبوع من مصنّف ابن أبي شيبة، ولعله في المسند الكبير. وله شاهد بلفظ حديث الباب ورد من حديث جماعة من الصحابة، منهم أنس وبريدة وعبد الله بن يزيد الأنصاري وابن عمر، وغيرهما كثير. 1 - فأما حديث أنس: فأخرجه أبو داود، في الحدود، باب ما جاء في المحاربة (4/ 535: 4368) ومن طريقه البيهقي (9/ 69) والنسائي، في تحريم الدم، باب النهي عن المثلة (7/ 101: 4047) كلهم من طريق هشام عن قتادة عن أنس مطولًا ومختصرًا. وهذا الطريق أعلّه الحافظ في الفتح (7/ 459) بالإرسال، فقد أخرجه البخاري في المغازي، باب قصة عُكَل وعُرَينة (7/ 458: 4192) والبيهقي (8/ 282) كلاهما من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس، فذكر قصّة عُكَل وعُرَينة، وفي آخره: قال قتادة: وبلغنا أن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ ذَلِكَ كان يحث على الصدقة وينهى عن المثلة. قال الحافظ في الفتح (7/ 459) - عند الكلام على بلاغ قتادة المذكور: جاء موصولًا من حديث قتادة عن الحسن عن هياج بن عمران بن حصين وسمرة بن جندب. قال الحافظ: "وتبين بهذا أن في الحديث الذي أخرجه النسائي -من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن هشام عن قتادة عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن المثلة"- إدراجًا، وأن هذا القدر من الحديث لم يسنده قتادة عن أنس، وإنما ذكره بلاغًا، ولما نشط لذكر إسناده، ساقه بوسائط إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. 2 - وأما حديث بريدة: فأخرجه مسلم في الجهاد، باب تأمير الإِمام الأمراء (3/ 1357: 1731) وأبو داود فيه، باب في دعاء المشركين (3/ 83: 1612) =
= والترمذي في السير، باب ما جاء في وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- في القتال (4/ 138: 1617) وقال: "حسن صحيح"، وابن ماجه في الجهاد، باب وصية الإِمام (2/ 953: 2858) وأحمد (5/ 385) وابن أبي شيبة (9/ 424: 7988) والبيهقي (9/ 69) كلهم من طريق سليمان بن بريدة عن أبيه بريدة قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا بعث سرية قال: "لا تُمثِّلوا"، واللفظ لابن أبي شيبة والآخرون بنحوه مطولًا ومختصرًا، وليس في سنن أبي داود قوله: "لا تُمثِّلوا". 3 - وأما حديث عبد الله بن يزيد الأنصاري: فأخرجه البخاري في الذبائح، باب ما يكره من المثلة (9/ 643: 5516) وأحمد (4/ 307) والطيالسي (144: 1070) وابن أبي شيبة (9/ 422: 7983) ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 137: 2117) والبيهقي (9/ 69) كلهم من طريق عدّي بن ثابت قال: سمعت عبد الله بن يزيد قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن النُهْبَة والمُثْلة". 4 - وأما حديث ابن عمر: فأخرجه البخاري في الذبائح، باب ما يكره من المثلة (9/ 643: 5515) وأحمد (2/ 13) والحاكم (4/ 234) والبيهقي (9/ 87) كلهم من طريق سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- من مثّل بالحيوان". قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة".
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف، فيه يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف؛ لسوء حفظه. وقيس بن الأحنف لم أجده، ونصّ المُصنِّف على أنه لا يعرفه، فإن كان هو الأحنف بن قيس، فإنّ يزيد بن أبي زياد لم يدركه. ولمتنه شاهد صحيح عن جمع من الصحابة تقدم ذكر أحاديث بعضهم في التخريج.
5 - باب الديات
5 - باب الدِّيَات 1891 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا (¬1) ابْنُ جُرَيْجٍ، أنا (¬2) زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ [مُسْلِمِ] (¬3) بْنِ جُنْدُبٍ (¬4)، عَنْ أَسْلَمَ مُولَى عُمَرَ رضي الله عنه قال: سمعت عمر رضي الله عنه وهو قائم (¬5) عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يُعَلِّمُ النَّاسَ السُّنَنَ، فَكَانَ فِيمَا عَلَّمَهُمْ أَنْ قَالَ: فِي الترْقُوَة جَمَلٌ وفي الضرس جمل، وفي الضلْع جمل. [2] أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، عن مسلم بن جندب أنه (¬6) سَمِعَ أَبَاهَ أَسْلَمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخطّاب رضي الله عنه يقول: في الضرس جمل، وفي الترْقُوَة جمل (¬7). ¬
1891 - تخريجه: الحديث أخرجه عبد الرزاق في مصنفه مفرّقًا (9/ 345: 17496)، و (9/ 362: 17578) و (9/ 367: 17607) عن ابن جريج ومعمر والثوري، عن زيد بن أسلم، به بلفظه مفرّقًا. وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 184: 7006) و (9/ 223: 7186)، عن وكيع، عن الثوري، به بلفظه مفرّقًا، وليس فيه: في الضرس جمل. تابعهم عليه مالك عن زيد بن أسلم، به بلفظه. أخرجه مالك في الموطأ (2/ 861)، ومن طريقه الشافعي في مسنده (2/ 111: 374)، وابن حزم أيضًا في المحلّى (11/ 22) بلفظ: "أنه قضى في الضرس بجمل"، ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في الكبرى (8/ 99). وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 184: 7007)، من طريق حجّاج عن جندب العاص، عن أسلم، به بلفظه: "قضى عمر في الترقوة البعير". وأخرجه مالك في الموطأ (2/ 861)، وعبد الرزاق (9/ 347: 17507)، ومن طريق مالك ابن حزم في المحلى (11/ 22)، كلهم من طريق يحيى بن سعيد عن ابن المسيب قال: قضى عمر في الأضراس ببعير بعير، وقضى ابن أبي سفيان في الأضراس بخمسة أبعرة، خمسة أبعرة. واللفظ لمالك. وقد رُوي عن عمر خلاف ذلك.
الحكم عليه: الحديث إسناده صحيح.
1892 - [1] (¬1) أَخْبَرَنَا محمَّد بْنُ سَلَمَةَ الْجَزَرِيُّ، أنا (¬2) محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْط، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يَجْعَلُ فِي الإِبهام وَالَّتِي تَلِيهَا نِصْفَ دِيَةِ الْكَفِّ، وَيَجْعَلُ فِي الإِبهام خَمْسَ (¬3) عَشْرَةَ، وَفِي الَّتِي تَلِيهَا عَشْرًا، وَفِي الْوُسْطَى عَشْرًا، وَفِي الَّتِي تَلِيهَا تِسْعًا، وَفِي الْأُخْرَى سِتًّا حَتَّى كان عثمان بن عفان رضي الله عنه، فَوَجَدَ كِتَابًا كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِيهِ: وَفِي الأصابع عشر عشر فصيّرها عثمان رضي الله عنه عشرا عشرا. [2] أخبرنا عبد الوهاب الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: سمعت سعيد بن المُسيّب يقول: قضى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فِي الإِبهام وَالَّتِي تَلِيهَا نِصْفَ دِيَةِ الْكَفِّ، وَفِي الْوُسْطَى عشْرًا، وَفِي الَّتِي تَلِيهَا تِسْعًا، وفي الخنصر ستًا، قال سعيد: حتى وجد كِتَابًا عِنْدَ آلِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ مِنْ (¬4) رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فِيهِ: وَفِي كُلِّ أُصْبُعٍ عَشْرٌ. قَالَ سعيد: فصارت إلى عشر عشر. هذا إسناد صَحِيحٌ مُتَّصِلٌ إِلَى ابْنِ المُسيّب، فَإِنْ كَانَ سمعه من عمر رضي الله عنه، فذاك. ¬
1892 - تخريجه: لم أقف على طريق ابن إسحاق إلَّا عند أبي داود في مراسيله (213: 260) لكن بإسقاط الواسطة بين ابن إسحاق وبين عمر مختصرًا. فأما الطريق الآخر فأخرجه الشافعي في المسند (2/ 110: 373)، وعبد الرزاق (9/ 384: 17698). قال الشافعي: أخبرنا سفيان -هو الثوري- وعبد الوهاب، وقال عبد الرزاق: أخبرنا الثوري، كلاهما عن يحيى بن سعيد، به بنحوه، وليس عند الشافعي ذكر لكتاب عمرو بن حزم. ومن طريق الشافعي رواه البيهقي (8/ 93). تابع عبد الوهاب وسفيان عليه: 1 - جعفر ابن عون عن يحيى بن سعيد، به. أخرجه البيهقي (8/ 93) بنحوه. 2 - حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد، به. أخرجه ابن حزم في المحلى (11/ 57) مختصرًا. 3 - عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد، به. أخرجه النسائي في الديّات، باب عقل الأصابع (8/ 56: 4846) مختصرًا وتابع يحيي بن سعيد عليه: 1 - عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن ابن المسيّب، به. أخرجه عبد الرزاق (9/ 385: 17706) بنحوه مختصرًا. 2 - قتادة عن ابن المسيّب، به. أخرجه ابن حزم في المحلى (11/ 57) بنحوه مختصرًا وليس فيه ذكر لكتاب عمرو ابن حزم. والمرفوع منه وهو قوله: "في كل أصبع عشر عشر" قد ورد من طريق عمر رضي الله عنه مرفوعًا أيضًا في أثناء حديث طويل أخرجه البزار في مسنده (1/ 386: =
= 261) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى عن عكرمة بن خالد، عن أبي بكر بن عبيد الله ابن عمر، عن أبيه، عن عمر فذكره. وقال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم روى عكرمة بن خالد، عن أبي بكر بن عبيد الله إلَّا هذا الحديث. ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 493): "صدوق سيِّىء الحفظ جدًا". [هذا مع العلم أن عمر رجع عن قوله لما بلغه الحديث]. وقد ورد ما يخالف قضاء عمر من الأحاديث المرفوعة. فقد أخرج أبو داود في الديات، باب ديات الأعضاء (4/ 691: 4561) والترمذي فيه، باب ما جاء في ديّة الأصابع (4/ 8: 1391) وقال: "حسن صحيح". وأحمد (1/ 289)، وابن الجارود في المنتقى (8/ 94: 780)، وابن حبان في صحيحه (7/ 602: 598) والبيهقي (3/ 92) كلهم من طرق عن يزيد بن أبي سعيد النحوي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "دية الأصابع اليد, والرجلين سواءٌ، في كل أصبع عشرٌ من الإبل"، واللفظ لابن الجارود. وأخرجه البخاري، في الديّات، باب دية الأصابع (12/ 225: 6895) والنسائي في القسامة، باب عقل الأصابع (8/ 57: 4849)، والدارمي (2/ 115)، كلهم من طريق قتادة عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا بلفظ "هذه وهذه سواء، يعني الخنصر والإبهام"، واللفظ للبخاري. ويشهد لحديث ابن عباس هذا: 1 - حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "الأصابع سواء كلّهن فيهن عشر عشر من الابل". أخرجه أبو داود، باب دية الأصابع (4/ 691: 4562)، والنسائي في القسامة، باب عقل الأصابع (8/ 57: 4850 و 4851)، وابن ماجه في الديات، باب دية =
= الأصابع (2/ 886: 2653)، وأحمد (1/ 289)، وابن الجارود في المنتقى (3/ 94: 781)، كلهم من طرق عن عمرو بن شعيب، به بنحوه واللفظ لابن ماجه. 2 - وحديث أبي موسى مرفوعًا "الأصابع سواءٌ، عشرٌ عشرٌ من الإِبل". أخرجه أبو داود (4/ 688: 4557) واللفظ له، والنسائي (8/ 56: 4843)، وأحمد (4/ 397)، والدارمي (2/ 115)، والطيالسي (69: 511)، وأحمد بن عمرو بن الضحّاك في الديّات (46: 169) وابن حبّان (7/ 602: 5981)، والبيهقي (8/ 92)، والبغوي في شرح السنة (10/ 195)، كلهم من طريق غالب التمّار عن مسروق بن أوس، عن أبي موسى، به بنحوه مختصرًا ومطولًا. وعند أبي داود والنّسائي وأحمد بن عمرو بن الضحاك من طريق غالب التمّار عن حميد بن هلال، عن مسروق، به. وهذا لا يضرّ؛ لأن غالب التّمار قد صرّح في بعض الطرق بالسماع عن مسروق، ويعدّ هذا من المزيد في متصل الأسانيد. وأما كتاب عمرو بن حزم المذكور في الحديث، فقد رواه مالك في الموطأ (2/ 849) وعنه الشافعي في مسنده (2/ 110: 369)، عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه. وهذا مرسل أو معضل. ورواه موصولًا النسائي (8/ 57 - 58: 485) والدارقطني (1/ 122)، وابن حبان (8/ 180 - 181 - 182: 6525)، والحاكم (1/ 395 - 356 - 397) والبيهقي (4/ 89)، كلهم من طريق الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، قال: "حدثني الزهري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ محمَّد بْنِ عَمْرِو بن حزم، به". ولم يذكر متنه بتمامه -حسب اطلاعي- إلَّا الحاكم وابن حبان وقريبًا منهما النسائي، والباقون رووه مفرقًا على حسب الكتب والأبواب. ورواه النسائي (8/ 58، 59: 4854)، من طريق يحيى بن حمزة، قال: "حدثنا سليمان بن أرقم قال: حدثني الزهري، عن أبي بكر، به". =
= وقال النسائي: "وهذا أشبه بالصواب، وسليمان بن أرقم متروك". وقال أبو داود في المراسيل (ص 213): "والذي قال: سليمان بن داود وهم فيه". وقال أيضًا: "وهم فيه الحكم". وهذا الحديث وإن صحّح الأئمة إرساله، فإن العمل عليه جَارٍ عندهم، وشهرته بين أهل المدينة وعلمائها تغني عن إرساله، وأكثر أحكامه شواهد صحيحة أو حسنة يطول بنا المقام إذا ذكرناها، وإن شئت فانظرها في تعليق الأرناؤوط على صحيح ابن حبّان (14/ 501).
الحكم عليه: الخلاصة أن الطريق الأوّل فيه محمَّد بن إسحاق مدلّس، وقد عنعن، ورواية سعيد بن المسيب عن عمر مرسلة. وأما الثاني، فهو صحيح متصل إلى ابن المسيّب -كما نصّ المصنّف في الأصل- فإن كان سمعه سعيد من عمر، فالحديث صحيح. قال البوصيري في الإتحاف (3/ 126/ ب): "هذا إسناد صحيح متصل إلى ابن المسيّب". قلت: قد احتج بعض الأئمة برواية سعيد عن عمر، منهم الإِمام أحمد. قال أبو طالب لأحمد بن حنبل: سعيد عن عمر حجّة؟ قال: هو عندنا حجّة، قد رأى عمر وسمع منه، وإذا لم يقبل سعيد، عن عمر فمن يقبل؟! ينظر: (تهذيب الكمال 11/ 73، جامع التحصيل ص 184). وقد ورد عن جمع من الصحابة مرفوعًا بأسانيد صحيحة ما يخالف فضاء عمر، كما بيناه مفصّلًا في التخريج، وقد رجع رضي الله عنه، عن قوله لما بلغه الحديث، كما هو واضح في حديث الباب الثاني. ومتنه صحيح يشهد له مارواه جمع من الصحابة، كما هو مبين في التخريج مفصّلًا.
1893 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي عروبة، عن أبي مجلز قَالَ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه، عَنْ أَعْوَرَ فُقِئَتْ عَيْنُهُ الصَّحِيحَةُ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ: قَضَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فِيهَا بالديَة (¬1) فَقَالَ (¬2): إِيَّاكَ أَسْأَلُ، قَالَ (¬3): تَسْأَلُنِي وهذا يخبرك أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قضى بذلك. ¬
1893 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق (9/ 331: 17431) عن عثمان بن مطر، عن سعيد بن أبي عروبة، به بنحوه. وابن أبي شيبة (9/ 197: 7064) والبغوي في مسند علي بن الجعد (1/ 515: 1025)، ومن طريقه البيهقي (8/ 94)، كلهم من طريق شعبة عن قتادة، عن أبي مجلز، به بنحوه. تابع شعبة عن قتادة عليه: 1 - هشام الدستوائي: أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 196: 7060)، عن وكيع، عن هشام، عن قتادة، به بنحوه. 2 - وحماد بن سلمة: أخرجه ابن حزم (11/ 30) من طريق الحجّاج بن منهال عن حمّاد، عن قتادة، به بنحوه. قد رُوي مثل هذا عن عثمان وعليّ: 1 - فأما أثر عثمان فأخرجه عبد الرزاق (9/ 333: 17438) وابن أبي شيبة (9/ 196: 7061)، وابن حزم (11/ 30) والبيهقي (8/ 94)، كلهم من طرق عن قتادة، عن عبد ربه، عن أبي عياض أن عثمان قضى في أعور أصيبت عينه الدية =
= كاملة. واللفظ لابن أبي شيبة. 2 - وأما أثر علي فأخرجه عبد الرزاق (9/ 331: 17432)، وابن أبي شيبة (9/ 197: 7062)، كلاهما من طريق سعيد عن قتادة، عن خلاس بن عمرو، عن عليّ في رجل أعور فقئت عينه الصحيحة عمدًا: إن شاء أخذ الدية كاملة، وإن شاء فقأ عينًا وأخذ نصف الدية. وأخرجه البيهقي (8/ 94)، من طريق الحسن، عن علي، به بنحوه.
الحكم عليه: قال البوصيري في الاتحاف (3/ 126 / أ) عن الحديث: "هذا إسناد رجاله ثقات". وهو كما قال، وسماع يحيى القطّان من ابن أبي عروبة قبل الاختلاط، كما نصّ على ذلك الأئمة، كما في شرح العلل لابن رجب (2/ 566)، غير أن سعيد كثير التدليس وقد عنعن، وأبو مجلز لم يذكر في شيوخ ابن أبي عروبة كما في كتب الرجال، وإسناده يرتقي إلى الحسن لغيره، لأجل متابعة شعبة عند ابن أبي شيبة وغيره -كما في التخريج-، وإسناده متابعة شعبة صحيح. ومتنه مع هذا يرتقي إلى الصحيح، والله أعلم.
1894 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ (¬1)، عَنْ أَبِيهِ قال: لقيت عمر رضي الله عنه وَهُوَ بِالْمَوْسِمِ، فَنَادَيْتُ مِنْ وَرَاءِ الْفُسْطَاطِ: أَلَا إِنِّي فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ الجَرْمي، وَإِنَّ (¬2) ابْنَ أخت لنا له أخ [عان] (¬3)، فِي بَنِي فُلَانٍ وَقَدْ عَرَضْنَا عَلَيْهِ فَرِيضَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَبَى، فرفع عمر رضي الله عنه جَانِبَ الْفِسْطَاطَ، فَقَالَ: أَتَعْرِفُ صَاحِبَكَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فقال: هو ذا انطلقا به حتّى [نفعل] (¬4) لَكُمَا [قَضِيَّةَ] (¬5) رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ (¬6): وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهَا كَانَتْ أَرْبَعًا من الإبل. ¬
1894 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في مصنّفه (10/ 173: 9140) بنحوه. ومن طريقه أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 157: 199)، ويعقوب بن شيبة في مسنده (ص 101). وأورده الهيثمي في المقصد العلي (68/ ب)، وابن كثير في مسند الفاروق (2/ 467)، من مسند أبي يعلى. ومن طريق أبي يعلى أخرجه الضياء في المختارة (1/ 389: 270). وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده كما في المطالب العالية (1/ 173) وعلي =
= ابن المديني كما في مسند يعقوب بن شيبة (ص 100)، كلاهما عن عبد الله بن إدريس، به بلفظه. وخالفهم حسين بن عبد الأوّل، فرواه عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خاله الفلتان بن عاصم، عن عمر، به وفي آخره: أن القضية كانت أربع فرائض. أخرجه يعقوب بن شيبة في مسنده المعلّل (ص 101) عن الحسين بن عبد الأول، به. وقال: " ... فإن كان هذا الشيخ ضبط الحديث، فقد جوّده وحسنّه". قلت: حسين متكلم فيه بشدّة. انظر: (الميزان 1/ 539). والحديث أورده السيوطي في الجامع الكبير (1/ 1107)، وعزاه لإسحاق وأبي يعلى وسعيد بن منصور. ولم أجده في سنن سعيد بن منصور المطبوع.
الحكم عليه: الحديث حسّنه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (1/ 73/ أ)، وسيأتي برقم (2082). وجوّده إسناده أيضًا ابن كثير في مسند الفاروق (2/ 468)، قال يعقوب بن شيبة في مسند عمر (ص 100): "ولم يُرو هذا الحديث إلَّا من هذا الوجه، ولا يُحفظ عن كليب أبي عاصم أنه سمع من عمر شيئًا إلَّا هذا الحديث إذا ثبت، وإنما روايته المعروفة التي يرويها عاصم بن كليب، عن أبيه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما".
1895 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سعيد بن المسيّب قال: أن عمر رضي الله عنه كان لَا (¬1) يُورِّثُ الإِخوة مِنَ الْأُمِّ مِنَ الدِّيَةِ. ¬
1895 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 316: 7614)، عن وكيع، عن هشام، به بلفظه، لكن سقط حرف النفي "لا" من المصنف، فانعكس المعنى تمامًا. قلت: لم أقف عليه من هذا الطريق عند غير ابن أبي شيبة، وقد رُوي عن عمر خلاف ذلك. فأخرج ابن أبي شيبة (9/ 314: 7605)، ومن طريقه ابن حزم في المحلى (11/ 117)، من طريق محمد بن سالم عن الشعبي، عن عمر أنّه قال: "يرث من الدية كل وارث والزوج والمرأة في الخطأ والعمد". وذكر البيهقي (8/ 58) عن عمرو بن هرم قال: سئل جابر بن زيد، عن الأخ من الأم هل يرث من الدية إذا لم يكن من أبيه؟ قال: نعم، قد ورثّه عمر بن الخطاب وعلي رضي الله عنهما وشريح، وكان عمر يقول: إنما ديته بمنزلة ميراثه.
الحكم عليه الحديث إسناده صَحِيحٌ مُتَّصِلٌ إِلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ، فَإِنْ كَانَ سمعه من عمر، فهو ذاك.
1896 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [عُبَيْدُ اللَّهِ] (¬1) بْنُ عمر، ثنا معاذ، ثنا أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: الإِخوة مِنَ الْأُمِّ لَا يَرِثُونَ دِيَةَ أَخِيهِمِ لِأُمِّهِمْ إِذَا قُتل. ¬
1896 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسند (1/ 422: 557) بلفظه تمامًا. ولم أجده عند غير أبي يعلى من هذا الطريق. وأخرجه الترمذي، واللفظ له في موضعين: في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الأخوة من الأب والأم (4/ 362، 363: 2094، 2095)، وابن ماجه فيه، باب ميراث العصبة (2/ 915: 2937)، وأبو يعلى (1/ 297: 361) والحميدي (1/ 30: 55) ومن طريقه الحاكم (4/ 342)، والبيهقي (6/ 232)، كلهم من طريق إسحاق عن الحارث، عن عليّ أنه قال: "إنكم تقرءون هذه الآية: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [الآية 12 من سورة النساء] , وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قضى بالدَّيْن قبل الوصية، وإن أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العلّات، الرجل يرث أخاه لأبيه وأمّه دون أخيه لأبيه. قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي إسحاق عن الحارث، عن عليّ، وقد تكلم بعض أهل العلم في الحارث، والعمل على هذا الحديث عند عامة أهل العلم. وقد رُوي عن علي خلاف ذلك. أخرج ابن حزم في المحلى (11/ 117)، والبيهقي (8/ 58)، كلاهما من طريق سفيان عن عمرو عمّن سمع عليّا يقول: لقد ظلم من منع الإِخوة من الأم نصيبهم من الدية. وأخرجه عبد الرزاق -بتسمية المبهم- (9/ 399: 17771) عن ابن جريج =
= وابن أبي شيبة أيضًا (9/ 316: 7613)، عن ابن عيينة، كلاهما من طريق عمرو بن دينار عن عبد الله بن محمَّد بن علي قال: قال علي: فذكروه بلفظه. وأخرج ابن أبي شيبة (9/ 314: 7606) وابن حزم في المحلى (11/ 117)، كلاهما من طريق ليث بن أبي سلم عن أبي عمرو العبدي، عن عليّ قال: تقسم الديّة لمن أحرز الميراث. واللفظ لابن أبي شيبة. وقد رُوي أيضًا توريث الإخوة من الأم عن جماعة -وهم الأكثر- منهم: إبراهيم النّخعي وأبو قلابة وطاووس وعطاء والشعبي وعمر بن عبد العزيز وغيرهم. ينظر: مصنف ابن أبي شيبة (9/ 314، 315، 316، 317)، ومصنّف عبد الرزاق (9/ 398، 399)، والمحلى لابن حزم (11/ 117، 118).
الحكم عليه: إسناده حسن لأجل معاذ بن هشام وهو صدوق ومتنه صحيح بمجموع شواهده.
1897 - [1] وقال إسحاق: أخبرنا يَحْيَى، أنا (¬1) ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ محمَّد الأنصاري، عن [عقبة] (¬2) ابن صهبان قال: إن عمرو بن معدي (¬3) [كرب] (¬4) أَصَابَ رَجُلًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ بِمَأْمُومَةٍ، فَأَرَادَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إن يُقِيدَهُ مِنْهُ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا قود في مأمومة" (¬5). هذا إسناد ضعيف، وفيه انقطاع (¬6)، وقد أخرج ابن ماجه منه المرفوع. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ بِهِ. ¬
1897 - تخريجه: لم أقف عليه في الموجود من مسند إسحاق بن راهويه، ولعلّه في القسم المفقود. والطريق الذي ذكره المصنّف عن أبي يعلى هو في مسنده (12/ 63: 6705) بلفظ حديث إسحاق، وفيه زيادة نصّها: " ... ولا جائفة، ولا مُنقِّلة". فأغرمه العقل. لكن سقط من سنده ابن صهبان. =
= وأخرجه أبو يعلى أيضًا (12/ 60: 6702) من طريق عفيف بن سالم، وأبو بكر الضحّاك في الديّات من طريق بشر بن عمر، وعثمان بن سعيد (49: 180 ورقم 181)، ثلاثتهم عن ابن لهيعة به بنحوه، وبعض طرقه ليس فيها ذكر للقصّة. وقع في مسند أبي يعلى (12/ 60) عن ابن لهيعة، عن معاذ بن عبد الرحمن، وهو خطأ. وأخرج المرفوع منه ابن ماجه في الديّات، باب ما لا قود فيه (2/ 881: 2637) وأبو يعلى في مسنده (12/ 58: 6700)، ومن طريقه البيهقي (8/ 65) من طريق رشدين بن سعد عن معاوية، عن معاذ بن محمَّد الأنصاري به. ورُوي هذا من حديث علي رضي الله عنه، موقوفًا عليه. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 255: 7343) من طريق علي بن الحكم، عن إسحاق، عن الضحّاك، عن عليّ أنه قال: ليس في الجائفة والمأمومة ولا المُنقِّلة قِصَاص. وكذلك رُوي هذا من قول جماعة من التابعين، منهم: 1 - عطاء أخرجه عبد الرزاق (9/ 459: 18012)، وابن أبي شيبة (9/ 256: 7345). 2 - والشعبي: أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 256: 7348). 3 - والزهري: أخرجه عبد الرزاق (9/ 460: 18018)، وابن أبي شيبة (9/ 256: 7343). وللحديث شاهد من حديث طلحة بن عبيد الله يرفعه "ليس في المأمومة قود". أخرجه البيهقي في الكبرى (8/ 65) من طريق محمَّد بن عبد الله بن نمير عن يونس بن بكير، عن طلحة بن طلحة أو أحدهما، عن طلحة به. وهذا إسناد رجاله ثقات سوى يونس بن بكير وطلحة بن يحيى، قال فيهما الحافظ: "صدوق يخطأ" (التقريب ص 283 - 613). =
= الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، لضعف ابن لهيعة وتدليسه وضعف معاذ بن محمَّد الأنصاري. وقال الحافظ -كما في الأصل-: إسناده ضعيف، وفيه انقطاع. قلت: أما الضعف، فقد بينته، وأما الانقطاع، فلعلّه بين عقبة بن صُهْبان والعبّاس بن عبد المطلب، فإن الأخير توفي سنة (32 هـ). والأول سنة (82 هـ). ولمتنه شواهد، أقواها الذي عند البيهقي -وقد مرّ في التخريج- يرتقي به الحديث إلى الحسن لغيره.
1898 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ، عَنْ رَجُلٍ آخَرَ مِنْ ثَقِيفٍ (¬2) قَدْ سماه، قال: بينما أنا عند عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، إذ جاءه أعرابي يطلب شجّة، فقال عمر رضي الله عنه: إِنَّا مَعَاشِرَ (¬3) أَهْلِ الْقُرَى لَا نَتَعاقَلُ (¬4) [المُضَغ] (¬5) بيننا. ¬
1898 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 374: 7851) عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به بنحوه مختصرًا. وابن أبي شيبة أيضًا بتسمية المبهم (9/ 375: 7854) عن زيد بن حباب، عن عبد الله بن مُؤمّل، عن عمر بن عبد الرحمن السّهمي، عن عطاء، عن أبي أمية بن الأخنس، عن عمر بنحوه مختصرًا. وأخرجه أبو عبيد في الغريب (2/ 81) من طريق عمر بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ سفيان المخزومي، عن أبي أميّة بن الأخنس به بنحوه. وأورده من هذا الطريق البخاري في التاريخ الكبير (9/ 2) والحافظ ابن حجر في الإصابة (11/ 25)، ولفظه "إن إبني شجّ شجة موضحة". وذكره البخاري من طرق أخرى أيضًا. وأخرجه عبد الرزاق (9/ 308: 17323) عن ابن جريج أن عمر رضي الله عنه، فذكره بنحوه. =
= قلت: وهذا فيه انقطاع بيّن. ورواه عبد الرزاق أيضًا موصولًا (9/ 308: 17325) عن ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عبد الله بن صفوان، عن عامر الغفاري أن عمر، فذكره بنحوه مختصرًا. وهذا إسناد صحيح، وابن جريج قد صرّح بالسمّاع.
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف، لإبهام شيخ عمر بن عبد الرحمن وشيخ شيخه، لكنه جاء مُسمّى عند ابن أبي شيبة -وقد سبق تخريجه- ورجال إسناده ثقات غير عبد الله بن مؤمل، وهو ضعيف كما في في التقريب (ص 325). وجاء مُسمّى أيضًا عند أبي عبيد في الغريب، لكنه ذكر شيخًا آخر لعمر بن عبد الرحمن غير الذي ذكره ابن أبي شيبة. وله متابعة أخرى بإسناد قويّ عند عبد الرزاق مرّ تخريجه، وعليه فإسناده حسن لغيره بمجموع متابعاته، ومتنه صحيح بمجموع شواهده، والله أعلم.
1899 - قال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْوَاقِدِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ عن [خارجة] (¬1) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عن أبيه، عن جدّه قال: كُنَّا فِي جَاهِلِيَّتِنَا، وَإِنَّمَا (¬2) نَحْمِلُ مِنَ الْعَقْلِ ما بلغ ثلث الديّة، ويؤخذ به [حالا] (¬3)، فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ (¬4) عِنْدَنَا، كَانَ بِمَنْزِلَةِ الدَّيْنِ يَتَجَارَى، فَلَمَّا جَاءَ الإِسلام، كَانَ فِيمَا سَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن العاقل (¬5) من قريش والأنصار ثلث الديّة. ¬
1899 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف، باب ما جاء في الشجّة (3/ 123 /ب) من مسند الحارث. وأورده الهيثمي في بغية الباحث من كتاب الحدود والديات، باب ما جاء في العقل (2/ 734: 575). ولم أقف عليه عند غير الحارث.
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف (3/ 123 /ب): "هذا إسناد ضعيف، لضعف الواقدي". قلت: بل هو متروك على سعة علمه، والإسناد على هذا ضعيف جدًا، وفيه خارجة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ لم أجد له ترجمة أصلًا.
1900 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه، قَالَ فِي شِبْهِ (¬1) الْعَمْدِ: [الضَّرْبَةُ] (¬2) بِالْعَصَا، وَالْحَجَرِ الثقيل أثلاثًا: ثُلُثٌ جِذَاعٌ، وَثُلُثٌ حِقَاقٌ، وَثُلُثٌ ثَنِيَّةٌ (¬3) إِلَى بازل (¬4) [عامها] (¬5). قال يزيد: لا أعلمه (¬6) إلَّا قال: خَلِفة. ¬
1900 - تخريجه: أورده الهيثمي في (بغية الباحث من زوائد الحارث) (2/ 571: 525). وأخرجه عبد الرزاق (9/ 280: 17205) وابن أبي شيبة (9/ 137:6813) عن وكيع، كلاهما عن سفيان الثوري به بلفظ: "شبه العمد الضربة بالخشبة الضخمة والحجر العظيم"، "زاد ابن أبي شيبة "والدية أثلاث ... " , فذكره بنحو حديث الباب. ومن طريق عبد الرزاق أورده ابن حزم في المحلى (10/ 276). والحديث أخرجه أبو داود في الديات، باب في دية الخطأ شبه العمد (4/ 685: 4551) عن هنّاد وابن أبي شيبة (9/ 136: 6809)، كلاهما عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق به بلفظ: "في شبه العمد أثلاث: ثلاث وثلاثون حقّة، وثلاث وثلاثون جذعة، وأربع وثلاثون ثنيّة إلى بازل عامها، وكلها خَلِفَة". ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في الكبرى (8/ 69). وأخرجه عبد الرزاق (9/ 284: 17222) عن منصور، عن إبراهيم النخعي =
= قال: قال عليّ ... فذكره بلفظه. وله شاهد من حديث مجاهد قال: "قضى عمر في شبه العمد ثلاثين حقة، وثلاثين جذعة وأربعين خَلِفَة ما بين ثنية إلى بازل عامها". أخرجه أبو داود في الديات، باب في دية الخطأ شبه العمد، واللفظ له (4/ 685: 4550) وعبد الرزاق (9/ 283: 17217) وابن أبي شيبة (9/ 136: 6808) والبيهقي (8/ 69)، كلهم من طريق سفيان الثوري عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد به بنحوه. قال الخطابي في معالم السنن (4/ 685) والزيلعي في نصب الراية (4/ 357): " ... مجاهد لم يسمع من عمر، فهو منقطع". وله شاهد آخر من حديث الشعبي عن أبي موسى والمغيرة بن شعبة. أخرجه عبد الرزاق (9/ 284: 17219) وابن أبي شيبة (9/ 137: 6811) والبيهقي (8/ 69)، كلهم من طريق المغيرة عن الشعبي قال: "كان أبو موسى والمغيرة بن شعبة يقولان: في المغلظة من الدية ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأربعون خلفة، ما بين ثنية إلى بازل عامها كلها خلفة"، واللفظ لابن أبي شيبة.
الحكم عليه: الحديث رجال إسناده ثقات، غير أن السَّبيعي اختلط بأخرة، لكن رواية الثوري عنه احتج بها الشيخان -كما سبق بيانه في ترجمته- وعاصم بن ضمرة صدوق، فالإسناد حسن. ولمتنه شواهد يرتقي به إلى الصحيح.
1901 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ محمَّد، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا مُجَالِدٌ، ثنا الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذيل قَتَلَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: وَكَانَتْ حُبلى، فَقَالَ عَاقِلَةُ المقتولة: إنها كانت حُبلى وألقت جنينًا (¬1) فخاف (¬2) عاقلة القاتلة أن يضمّنهم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ (¬3)، لَا شَرِبَ وَلَا أَكَلَ وَلَا صَاحَ فَاسْتَهَلَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هَذَا سَجْعُ (¬4) الْجَاهِلِيَّةِ فَقَضَى (¬5) فِي الْجَنِينِ بِغُرَّةٍ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ. قلت: وأصله عند أبي داود (¬6). ورواه سلمة بن تمام (¬7) عن أبي المليح عن أبيه متصلًا. [2] قال الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ (¬8): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العزيز، ثنا عثمان بن سعيد [المرّي] (¬9)، ثنا الْمِنْهَالُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ تمام، عن أبي المَليح بْنَ أُسَامَةَ (¬10)، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ فينا رجل يقال له: حَمَلُ بن ¬
مَالِكٍ لَهُ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا هُذليّة، وَالْأُخْرَى عامِرية، فضربت (¬11) الهُذلية العامِريّةَ بعَمود خِباء أو فسطاط، فألقت جنينًا ميتًا، فانطَلَق بالضاربة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أخ لها يُقَالُ لَهُ: عِمران بْنُ عُويمَر، فَذَكَرَهُ، وَزَادَ فِيهِ: أَوْ خَمْسُمِائَةٍ أَوْ فَرَسٌ، فَقَالَ عِمْرَانُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ لَهَا ابْنَيْنِ هُمَا سادة (¬12) الحيّ، وهما أحق أن يعقلوا عَنْ أُمِّهِمْ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَعْقِلَ عَنْ أُخْتِكَ مِنْ ولدها (¬13)، فقال: مالي شيء أعقل فيه، قال: يا حملُ بْنَ مَالِكٍ -وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى صَدَقَاتِ هُذيل وَهُوَ (زَوْجُ) (¬14) الْمَرْأَتَيْنِ وَأَبُو الْجَنِينِ الْمَقْتُولِ- اقْبِضْ مِنْ تَحْتِ يَدِكَ مِنْ صَدَقَاتِ هُذيل عِشْرِينَ وَمِائَةَ شَاةٍ، فَفَعَلَ. [3] وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ بِهِ. [4] رَوَاهُ ابْنُ مَنْدَهْ مِنْ طَرِيقِ عبيد اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنِ الْمِنْهَالِ بِهِ نَحْوَهُ لكن مختصرًا، وفيه: فقال: أدّه لأخيها عمران بن عويمر (¬15) فقال: أَدِي مَنْ لَا أَكَلَ ... الْحَدِيثَ. [5] وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ (¬16): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهٍ (¬17)، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عبّاد بن منصور، ثنا أبو المليح ¬
الهذليّ عن حمل بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ أَنَّهُ كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ لِحيانية ومُعَاويّة مِنْ بَنِي مُعاوية بْنِ زيد، وأنهما اجتمعا فتغايرتا، فرفعت المُعاوية حجرا فرمت اللِّحيانية وهي حبلى، وقد تلفت فقتلتها (¬18)، وألقت غلامًا، فقال حمل بن مالك لعمران بن عويمر (¬19): أدِّ إلى عقل امرأتي، فَارْتَفَعا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فقال: العقل على العصبة (¬20). ¬
1901 - تخريجه: مسند جابر مفقود من الموجود من مسند ابن أبي شيبة، وهو عنده في المصنف في موضعين (9/ 252: 7328)، و (9/ 254: 7339)، مختصرًا جدًا. وأخرجه أبو بكر الضحّاك في كتاب الديّات (ص 51: 190) مختصرًا، وأبو يعلى في مسنده (3/ 355: 1823) بلفظه مطولًا، كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة به. تابع أبا بكر عليه عن يونس بن محمَّد أخوه عثمان بن أبي شيبة. أخرجه أبو داود في الديّات، باب دية الجنين (4/ 700 برقم 4575) بنحوه مختصرًا. وهي الرواية التي أشار إليها الحافظ بقوله: وأصله عند أبي داود. وأخرجه ابن ماجه في الديات، باب عقل المرأة على عصبتها (2/ 884: 2648) والبيهقي (8/ 107)، كلاهما من طريق المعلي بن أسد عن عبد الواحد بن زياد به بنحوه مختصرًا. وأبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (3/ 1226) عن عفّان، عن عبد الواحد به بنحوه مختصرًا. =
= وأصل الحديث في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة. أخرجه البخاري في الفرائض، باب ميراث المرأة والزوج مع الولد وغيره (12/ 24: 6740)، ومسلم في القسامة، باب دية الجنين (3/ 1309: 35)، والنّسائي فيه، باب دية جنين المرأة (8/ 47: 4817)، وأحمد (2/ 539)، وابن حبّان (7/ 603: 5986)، والطحاوي (3/ 205)، والبيهقي (8/ 113)، والبغوي في شرح السنة (10/ 206: 2543)، من طرق عن الليث بن سعد عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة بنحوه مختصرًا. ومالك في الموطأ (2/ 855) عن ابن شهاب عن ابن المسيّب مرسلًا. وأخرجه البخاري في الطب، باب الكهانة (10/ 211: 5760)، والنّسائي في القسامة، باب دية جنين المرأة (8/ 49: 4820)، والشافعي في المسند (2/ 103: 343)، والبيهقي (8/ 113)، كلهم من طريق مالك به مرسلًا. ورواه موصولًا مسلم (3/ 1309: 1681)، وأحمد (2/ 535)، والدرامي (2/ 197)، والبيهقي (8/ 113، 114)، وعبد الرزاق (10/ 56: 18338)، كلهم من طريق ابن شهاب عن ابن المسيّب وأبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. وله شاهد من حديث ابن عباس. أخرجه أبو داود في الديّات، باب دية الجنين (4/ 700: 7574) والنسائي في القسامة، في صفة شبه العمد (8/ 51: 4828)، والطبراني (11/ 289: 11767)، والبيهقي (8/ 115)، والخطيب في الأسماء المبهمة (ص 513، 512)، من طرق عن أسباط، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قصة حمل بن مالك قال: فأسقطت غلامًا قد نبت شعره ميتًا، وماتت المرأة، فقضى على العاقلة الدية، فقال عمّها: إنها قد أسقطت يا نبي الله غلامًا قد نبت شعره، فقال أبو القاتلة: إنه كاذب، إنه والله ما استهل ولا شرب ولا أكل، فمثله يُطَلُّ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أسجع الجاهلية =
= وكهانتها أدِّ في الصبي غرة"، قال ابن عبّاس: كان اسم إحداهما ملَيْكة والأخرى أم غطيف. قال الحافظ في الإصابة (2/ 288): "رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح من حديث ابن عباس". وله شاهد آخر من حديث المغيرة: أخرجه مسلم في القسامة، باب صحة الإِقرار بالقتل (3/ 1311: 1682 (38)، وأبو داود في دية الجنين (4/ 696: 4568)، والترمذي في الديات، باب ما جاء في دية الجنين (4/ 17: 1411)، والنّسائي في القسامة، باب صفة شبه العمد (8/ 51: 4825)، والدارمي (2/ 196) وابن الجارود (3/ 93: 778) وابن حبّان (13/ 371: 6016 طبعة الأرناؤوط) والطيالسي (ص 95: 696) والطحاوي (3/ 205 - 206) من طرق عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عبيد بن نضلة عن المغيرة بن شعبة أن امرأتين كانتا تحت رجل من هذيل فضربت إحداهما الأخرى بعمود فقتلها، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ أحد الرجلين: كيف ندِي من لا صاح ولا أكل، ولا شرب ولا استهلّ، فقال: "أسجع كسجع الأعراب"، فقضى فيه بغرّة وجعله على عاقلة المرأة. واللفظ لأبي داود ورواية غيره بعضها أطول من بعض.
الحكم عليه: إسناد ابن أبي شيبة ضعيف، لضعف مجالد بن سعيد. وأما من طريق أبي المليح، فطريق الطبراني الأوّل فيه المنهال بن خليفة، وهو ضعيف، وأما طريق الطبراني الثاني، ففيه عبّاد بن منصور صدوق في حفظه لين، وأبو بكر الحنفي لم أعرف من هو، لكن عبّاد بن منصور توبع بقتادة عن أبي المليح -كما سيأتي برقم 61 - عند الحارث والطبراني، ورجالهما ثقات غير أنه مرسل، كما نصّ الحافظ في الفتح (12/ 248). وقال الشيخ الألباني في صحيحته (4/ 637): "إسناده صحيح". =
= قلت: يقصد سند الطبراني الذي تقدم من طريق قتادة عن أبي المليح، وهذا الحكم فيه نظر لما تقدم. وخلاصة القول أن الحديث حسن من طريق أبي المليح بمجموع طرقه، ومتنه صحيح بمجموع شواهده، والله أعلم.
1902 - وقال الحارث: حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبي المَلِيح قال: إنّ حمل بْنَ النَّابِغَةِ كَانَتْ (¬1) لَهُ امْرَأَتَانِ: مُليكة وَأُمُّ عفيف، فقذفت (¬2) إحداهما (¬3) الأخرى بحجر، فأصابت في قلبها، فألقت جنينًا ميتًا، فرفع ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فقضى أن الديّة (¬4) على قوم (¬5) الْعَاقِلَةِ الْقَاتِلَةِ، وَفِي الْجَنِينِ غُرَّةٌ، عَبْدٌ أَوِ أمة، أو عشر مِنَ الإِبل أَوْ مِائَةَ شَاةٍ. قَالَ وَلِيُّهَا أَوْ أَبُوهَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَكَلَ وَلَا شَرِبَ، وَلَا صَاحَ فَاسْتَهَلَّ، فَمِثْلُ ذَلِكَ بَطُل (¬6) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لسنا (¬7) من أساجيع (¬8) الجاهلية في شيء". ¬
1902 - تخريجه: الحديث عند الحارث في مسنده كما في بغية الباحث للهيثمي (2/ 569 - 570: 523). أخرجه الطبراني (4/ 9: 3485)، من طريق مسدد عن يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة به بنحوه. =
= قال الألباني في الصحيحة (4/ 637): "إسناده صحيح". وتابع سعيدًا عليه عن قتادة مُجّاعة بن الزبير. أخرجه الخطيب في المبهمات (ص 513)، من طريق عبد الله بن رشيد عن أبي عبيدة مجّاعة بن الزبير عن قتادة به بنحوه، لكن فيه أن المرأتين تُسمى إحداهما أمّ عطيف، والأخرى أمّ مكلف. وتابع قتادة عليه عن أبي المليح عبّاد بن منصور. وأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 9: 3484)، من طريق أبي بكر الحنفي عن عباد ابن منصور عن أبي المليح به بنحوه. وهذا ظاهره الانقطاع، وقد رُوي عن أبي المليح عن أبيه أسامة الهذليّ متصلًا كما سيأتي: رواه عنه أيوب السختياني وسلمة بن تمام وأبو بكر بن عبد الله. 1 - فأمّا رواية أيوب السختياني: فأخرجها الطبراني (1/ 93: 513)، والخطيب في المبهمات (ص 511)، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة عن أيوب السختياني قال: سمعت أبا المليح عن أبيه، فذكره بنحوه. 2 - وأمّا رواية سلمة بن تمام: فأخرجها أبو بكر الضحّاك في الديات (ص 53: 195) بنحوه، والبزّار كما في كشف الأستار (2/ 208: 152) باختصار شديد، والطبراني (1/ 193: 514) بنحوه مطوّلًا ومن طريقه أبو نعيم -كما في الأصل-، وابن مندة -كما في الأصل أيضًا- مختصرًا، كلهم من طريق الْمِنْهَالُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ تَمَّامٍ، عن أبي المليح عن أبيه متصلًا. 3 - وأمّا رواية أبي بكر بن عبد الله: فأخرجها الطبراني (1/ 194: 515)، من طريق سلمة بن صالح عن أبي بكر بن عبد الله، عن أبي المليح عن أبيه متصلًا بنحوه. وأخرج الطبراني (17/ 141: 352)، ومن طريقه ابن الأثير في أُسد الغابة =
= (7/ 368 - 369)، والخطيب في المبهمات (ص 514)، كلّهم من طريق عمرو بن تميم بن عويم ويقال: عويمر عن أبيه، عن جده قال: "كانت أختي مُليكة وامرأة منا يقال لها أمّ عفيف بنت مسروح تحت حمل بن النابغة، فضربت أم عفيف مُليكة بمسطح بيتها وهي حامل، فقتلها وما في بطنها، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيها بالدية، وفي جنينها بغرّة عبد أو وليدة، فقال أخوها العلاء بن مسروح: يا رسول الله، أنغرم من لا أكل ولا شرب ولا نظر ولا استهل؟ فمثل هذا يُطَلُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أسجَع كسجع الجاهلية؟ " واللفظ للطبراني. قال ابن الأثير في أسد الغابة (7/ 375): "أم غطيف الهذلية هي التي ضربتها مليكة في حديث حمل بن مالك، هكذا سُميت في رواية أسباط عن سماك، عن عكرمة، قاله أبو نعيم وأبو بكر الخطيب". وقال الحافظ في الإصابة (13/ 254): "أمّ عفيف، ويقال: أمّ غطيف بنت مسروح الهذلية زوج حمل بن مالك الهذلي". وقال في الفتح (10/ 218): "أم عفيف -بمهملة وفاءين، وزن عظيم-، ووقع في المبهمات للخطيب: وأصله عند أبي داود والنسائي من طريق سماك عن عكرمة، عن ابن عباس أنها أمّ غطيف، بغين ثم طاء مهملة مصغرة، والله أعلم". وللحديث شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو. أخرجه أحمد (2/ 216)، من طريق ابن إسحاق قال: "ذكر عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قال: قضى رسول الله في عقل الجين إذا كان في بطن أمّه بغرّة عبد أو أمة، فقضى بذلك في امرأة حمل بن مالك بن النابغة الهذليّ. قال في المجمع (6/ 299): "رواه أحمد، وفيه ابن إسحاق وهو مدلّس، وبقية رجاله ثقات". قال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (11/ 194): "إسناده صحيح". وللحديث شواهد أخرى مرّت في الحديث رقم ().
= الحكم عليه: الحديث قال عنه الحافظ في الفتح (12/ 248): "أخرجه الحارث من طريق أبي المليح فأرسله، لم يقل: عن أبيه". وصحح الألباني في صحيحته (4/ 637) هذا الطريق من رواية الطبراني السابقة. قلت: إسناده مرسل كما نص عليه الحافظ، وقد رُوي من طرق أخرى متصلًا عن أبي المليح عن أبيه بأسانيد ترتقي بمجموعها إلى الصحيح لغيره. وأمّا متنه، فصحيح ثابت من طرق أخرى أيضًا مرت في الحديث رقم (1901) كما هو مبيّن في الشواهد، منها: حديث ابن عباس، وقد تقدم تخريجه كشاهد في الحديث رقم، وحديث المغيرة بن شعبة، تقدم تخريجه كسابقه، وغيرهما.
1903 - [وَقَالَ] (¬1) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا عبيد الله بن عبد المجيد، ثنا عُبَيْدِ (¬2) اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سمعت عمرة بنت عبد الرحمن تحدّث عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَجَدْتُ فِي قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كِتَابًا إِنَّ مِن أَشَدِّ النَّاسِ [عُتُوًّا] (¬3) مَن ضَرَبَ غَيْرَ ضَارِبِهِ، وَرَجُلٌ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَرَجُلٌ تولى غير نِعْمَتِهِ. فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَقَدْ كَفَرَ بِاللَّهِ ورسوله، لا يقبل منه صرفًا ولا عدلًا. وفي الأجر المؤمنون تكافأ دماؤهم وأموالهم، ويسعى بدمهم أَدْنَاهُمْ. لَا يُقتل مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ. وَلَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ. وَلَا تُنْكَحُ (¬4) الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا. وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ. وَلَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ ثَلَاثَ لَيَالٍ مَعَ غير محرم (¬5). ¬
1903 - تخريجه: الحديث عند أبي يعلى (8/ 197: 4757) بلفظه. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير -كما في التعليق المغني (3/ 131) - عن =
= الدارمي عن عبيد الله بن عبد المجيد به، لكنه أسقط مالك بن محمَّد بن أبي الرجال بين عبيد الله وعمرة. وأخرجه الدارقطني (3/ 131)، من طريق محمَّد بن عبد الملك، والحاكم (4/ 349)، من طريق الحكم بن نافع، والبيهقي (8/ 26)، من طريق محمد بن سنان، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عبد المجيد به بنحوه. قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه"، وأقرّه الذهبي. وله شاهد من حديث جَعْفَرِ بْنِ محمَّد عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قال: وُجد في قائم سيف رسول الله كتابة: إن أعدى النّاس على الله القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه، ومن تولى غير مواليه، فقد كفر بما أنزل الله على محمَّد. أخرجه الشافعي في مسنده (2/ 97: 322)، ومن طريقه البيهقي (8/ 26)، عن إبراهيم بن محمَّد عن جعفر بن محمَّد، به. وله شاهد آخر من حديث أبي شريح العدوي يرفعه "إن أعتى النّاس على الله من قتل غير قاتله أو طالب بدم في الجاهلية من أهل الإِسلام، ومن بصّر عينه في النوم ما لم تبصره". أخرجه أحمد (4/ 32)، والحاكم (4/ 349)، والطبراني في الكبير (22/ 190 - 191: 498، 499)، كلهم من طريق الزهري عن عطاء عن أبي شريح، به. قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". وقال الذهبي: "صحيح، لكن اختلف على الزهري فيه". قال في المجمع (7/ 174): "رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح"، ولبقية متنه شواهد: 1 - قوله: "وفي الآخرة المؤمنون تكافأ دماءهم ... " إلى قوله: " ... ولا ذو عهده في عهده". =
= له شاهد أخرجه أبو داود في الديات، باب أيقاد المسلم بالكافر (4/ 666: 4530) واللفظ له، والنسائي في القسامة، باب القود بين الأحرار والمماليك في النفس (8/ 19: 4732) وأحمد (1/ 122)، كلهم من طريق قتادة عن الحسن عن قيس بن عُبَاد قال: فذكر قصة ثم حديثًا عن علي رضي الله عنه، يرفعه، وفيه "المؤمنون تتكافأ دماؤهم، هم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ألا لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده ... " الحديث. 2 - قوله: "لا يتوارث أهل ملتين" له شاهد بلفظه: أخرجه أبو داود (3/ 328: 2911)، وابن ماجه (2/ 912: 2731)، وابن الجارود (3/ 323: 967)، والدارقطني (4/ 72 - 73)، وأحمد (2/ 178، 195)، وسعيد بن منصور (1/ 65: 137)، والبغوي في شرح السنة (8/ 364 - 365: 2232)، كلهم من طريق عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مرفوعًا، به. وللحديث طرق أخرى. 3 - قوله: "لا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا" له شاهد بلفظه: أخرجه مسلم في النكاح، باب تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها (2/ 1029: 1408) (38)، والترمذي فيه (3/ 432: 1125)، والنسائي فيه (6/ 98: 3295)، وابن ماجه فيه (1/ 621: 1929)، وأحمد (2/ 432)، وابن حبان (6/ 147: 4056)، والبيهقي (5/ 345) (، كلهم من طريق هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ عن أبي هريرة به. وللحديث طرق أخرى. 4 - قوله: "وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ" له شاهد بلفظه: أخرجه البخاري في المواقيت، باب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس (2/ 61: 586)، ومسلم في صلاة المسافرين، باب الأوقات المنهي عنها (1/ 567: 827) وأبو عوانة (1/ 380 - 381) والنّسائي في النهي عن الصلاة بعد العصر (1/ 278: =
= 567)، وأحمد (3/ 95)، كلهم من طريق عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري يرفعه "لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس"، واللفظ للبخاري. 5 - قوله: "وَلَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ ثَلَاثَ لَيَالٍ مَعَ غَيْرِ محرم". له شاهد من حديث ابن عمر يرفعه "ولا تسافر المرأة ثلاثًا إلَّا مع ذي محرم"، متفق عليه. أخرجه البخاري في تقصير الصلاة، باب في كم يقْصُرُ الصلاة (2/ 566: 1087) ومسلم في الحجّ، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره (2/ 975: 1338).
الحكم عليه: الحديث سبق ذكر قول الحاكم عن إسناده بأنه صحيح، وأقره على ذلك الذهبي. وفيه نظر؛ لأن عبيد الله بن عبد الرحمن ومالك بن محمَّد فيهما ضعف، ومدار الأسانيد عليهما، فالذي يظهر أن إسناده ضعيف. ولمجموع متنه شواهد كثيرة تقوّيه ذكرت طرفًا منها عند التخريج.
6 - باب الدية في قتل الخطأ والعفو فيها
6 - باب الدية في قتل الخطأ والعفو فيها 1954 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا مُجَالِدٌ، حَدَّثَنِي عَرِيفٌ لِجُهَيْنَةَ أَنَّ نَاسًا مِنْ جُهَيْنَةَ أَتَوُا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَسِيرٍ في السبي، فقال: "اذهبوا به فأدفئوه " -قال: وكان الدفء بِلِسَانِهِمُ الْقَتْلَ-، فَذَهَبُوا (¬1) بِهِ فَقَتَلُوهُ، فَسَأَلَهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، أمرتنا أن نقتله فقتلناه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "كَيْفَ قُلْتُ لَكُمْ؟ "، قَالُوا: قلتَ لَنَا: اذْهَبُوا به فأدفئوه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "قد شركتكم، إِذًا (¬2) اعْقِلُوهُ، وَأَنَا شَرِيكُكُمْ". قَالَ مُجَالِدٌ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَامِرًا -يَعْنِي: الشَّعْبِيَّ- , فَقَالَ: صَدَقَ، وعرف الحديث. ¬
1904 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 459: 8108) عن أبي أسامة حماد بن أسامة، به بنحوه مطولًا. وأورده البوصيري في الإِتحاف (3/ 123/ أ) من طريق مسدد، وقال: هذا إسناد ضعيف لجهالة التابعي. =
= ولم أجده عند غير ابن أبي شيبة.
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف؛ لضعف مجالد، وجهالة التابعي (عريف لجهينة). وقال البوصيري في الإِتحاف (3/ 123/ أ): "إسناده ضعيف؛ لجهالة التابعي". وفيه مجالد أيضًا، وهو ضعيف.
1905 - وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْطَأَ المسلمون بأبي حذيفة رضي الله عنه يَوْمَ أُحُدٍ [فَجَعَلَ] (¬1) يَقُولُ (¬2): أَبِي أَبِي، حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَبَلَغَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فزاده عنده خيرًا، و (¬3) وداه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عنده. 1906 - وبه إلى [أبي] (¬4) إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَيْسَة عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ نَحْوَهُ، إلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ فَوُدِيَ. قُلْتُ: هَذِهِ الْقِصَّةُ فِي الْبُخَارِيِّ (¬5) عَنْ عُرْوَةَ، وَلَمْ أَرَ فِيهِ قَوْلَهُ: فَوُدِيَ. ¬
= ورواه الشافعي في مسنده (2/ 102: 341) عن مطرف بن مازن عن معمر عن الزهري، به بنحوه، غير أنه قال: "فقضى النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه بالدية". ومن طريقه أخرجه البيهقي في الكبرى (8/ 132) وفي معرفة السنن والآثار (12/ 196: 16440). وأصل القصة عند البخاري -كما أشار المُصنِّف رحمه الله- وابن سعد في الطبقات. رواها البخاري في الديات، باب العفو في الخطأ بعد الموت (12/ 211: 6883) وابن سعد في الطبقات (5/ 42)، كلاهما من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وليس فيهما قوله: "فودي". وللحديث شاهد من حديث محمود بن لبيد. أخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (3/ 127 تحقيق همام سعيد)، ومن طريقه أحمد في مسنده (5/ 429)، ومن طريقه أيضًا ابن جرير الطبري في تاريخه (2/ 530 تحقيق محمَّد أبو الفضل)، والحاكم (3/ 202)، وعنه البيهقي (8/ 132)، كلهم من طريق عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بن لبيد قال: فذكره بنحوه، وفيه: فأراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يديه، فتصدق بديته على المسلمين، فزادته عند رسول الله خيرًا. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". وله شاهد آخر من طريق عكرمة: أن والد حذيفة بن اليمان قتل يوم أحد، قتله رجل من المسلمين وهو يظن أنه من المشركين، فوداه رسول الله. أخرجه السراج في تاريخه كما في الإصابة (2/ 247)، وقال الحافظ بعد إيراده: "رجاله ثقات مع إرساله". ويمكن الجمع بين هذه المراسيل بأنه وقع منه -صلى الله عليه وسلم- القضاء بالدية، ثم الدفع لها من بيت المال، ثم تصدق حذيفة بها بعد ذلك، والله أعلم. ينظر: (الإصابة 2/ 247). =
= وقد فصّل الكلام في هذا الشوكاني رحمه الله، فلينظر كلامه في نيل الأوطار (7/ 73).
الحكم عليه: حديث الباب رجال إسناده ثقات، غير أنه مرسل، ورُوِيَ موصولًا عن عروة بن الزبير، لكنه لم يدرك أُحُدًا، وإنما ولد في خلافة عثمان رضي الله عنه. وأصل القصة عند البخاري وابن سعد من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وليس فيهما قوله "فودي". ويشهد لهذه الزيادة ما رواه محمود بن لبيد رضي الله عنه وعكرمة، وقال الحافظ عن حديث عكرمة: "رجاله ثقات مع إرساله". وأما حديث محمود بن لبيد، فرجاله رجال الصحيح، وبقية قد صرّح بالتحديث عند الحاكم في المستدرك. قلت: هذه المراسيل يقوي بعضها بعضًا، والحديث صحيح بمجموع طرقه.
1957 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ وَهْبِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مذكور قال: إنّ رجلًا أُزحم (¬1) يوم الجمعة فمات، فوداه عليّ (¬2) رضي الله عنه من بيت المال. ¬
1907 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق (10/ 51: 18316) عن الثوري، وأبو بكر بن أبي شيبة (9/ 394: 7905) عن وكيع، كلاهما عن وهب بن عقبة، به بنحوه. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن حزم في المحلى (10/ 468) طبعة أحمد شاكر. وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 395: 7906) عن وكيع، والبغوي في مسند علي ابن الجعد (1/ 324: 198)، كلاهما عن شعبة عن الحكم، عن إبراهيم أن رجلًا زُحِم عند البيت، فاستشار عمر الناس، فقال علي رضي الله عنه: اجعل ديته على بيت المال، ففعل ذلك. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن حزم في المحلى (10/ 468) طبعة أحمد شاكر. قلت: هذا منقطع؛ لأنّ النخعي لم يدرك عمرًا، لكن وصله عبد الرزاق في المصنف (10/ 51: 18317) عن الثوري، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود أنّ رجلًا ... فذكره بنحوه مختصرًا. وطريق مسدّد ذكره الحافظ في الفتح (12/ 218) وسكت عنه.
الحكم عليه: الحديث رجال إسناده ثقات، غير يزيد بن مذكور، ففيه جهالة، كما قال البوصيري في الإِتحاف (3/ 123/ ب). =
= وله طريق آخر عن علي -سبق تخريجه- عند ابن أبي شيبة وعلي بن الجعد، لكن فيه انقطاعًا. ووصله عبد الرزاق في مصنّفه -كما سبق تخريجه-، وإسناد رجاله ثقات، فيتقوى بذلك سند مسدّد إلى الحسن لغيره، والله أعلم. ومتنه صحيح بطريق عبد الرزاق السابقة، فإن إسناده صحيح.
1908 - [1] وقال أبو بكر: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: هَشَّمَ (¬1) رَجُلٌ فَمَ رجل في زمن معاوية رضي الله عنه، فعرض عَلَيْهِ الدِّيَةُ فَأَبَاهَا، فَزَادُوهُ (¬2) حَتَّى أَعْطُوهُ ثَلَاثَ ديات، قال: فحدّث رجل (¬3) من أصحاب النبي -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ تَصَدَّقَ بِدَمٍ أَوْ بِمَا دُونَهُ، كَانَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ مِنْ يَوْمِ (¬4) وَلَدَتْهُ أُمُّهُ إِلَى يَوْمِ تَصَدَّقَ بِهِ، قَالَ: فَعَفَا الرَّجُلُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبَّادٍ، ثنا سفيان، به. ¬
1908 - تخريجه: الحديث لم أقف عليه في مصنّف ابن أبي شيبة، ولا في القسم الموجود من مسنده. وهو عند أبي يعلى في مسنده (12/ 284: 6869) عن محمد بن عبّاد، عن سفيان، به بنحوه. وقال المنذري في الترغيب (3/ 305): "رواه أبو يعلى، ورواته رواة الصحيح غير عمران. وأخرجه سعيد بن منصور في سننه كما في تفسير ابن كثير (3/ 117 طبعة الشعب)، ومن طريقه ابن مردويه كما في الدرّ المنثور (3/ 92)، وأبو بكر الضحاك في الديات (ص 85: 310) عن حامد بن يحيى، كلاهما عن سفيان، به بنحوه. وله شاهد أخرجه الطبري في تفسيره (10/ 362: 1207)، وابن أبي حاتم في =
= تفسيره كما في تفسير ابن كثير (3/ 117 طبعة الشعب)، والبيهقي في الكبرى (8/ 54)، كلّهم من طريق قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عن أبي العريان الهيثم بن الأسود، عن عبد الله بن عمرو: {فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ} [سورة المائدة: الآية 45]، قال: "هدم عنه من ذنوبه مثل ذلك".
الحكم عليه: مدار إسناد الحديث على عمران، وهو ضعيف.
7 - باب مقدار الدية وتقويمها
7 - باب مقدار الدية وتقويمها 1909 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ ثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كانت الدية عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أَرْبَعَةَ أَسْنَانٍ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حِقَّةً، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ جَذَعَةً، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ بَنَاتِ لَبُونٍ، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ بَنَاتِ مَخَاضٍ، حَتَّى كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ومصّر الأمصار، فقال عمر رضي الله عنه: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُونَ الْإِبِلَ، فقوِّموا الإِبلَ بأوقية (¬1) أُوقِيَّةً، فَكَانَتْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، ثُمَّ غَلَتِ الإِبل، فقال عمر رضي الله عنه: فقوِّموا الإبلَ، فقوّمت أوقية (¬2) ونصف (¬3)، قال: فكانت ستة آلاف، ثم غلت الإبل، فقال عمر رضي الله عنه: فقوِّموا الإِبل، فقُوِّمَت أُوقِيَّتَيْنِ، فَكَانَتْ ثَمَانِيَةَ آلَافٍ، ثُمَّ غلت الإبل، فقال عمر رضي الله عنه: فقوِّموا الإبلَ، فَقُوِّمَتْ أُوقِيَّتَيْنِ وَنِصْفًا، فَكَانَتْ عَشْرَةَ آلَافٍ، ثم غلت الإبل، فقال عمر رضي الله عنه: فقوِّموا الإِبلَ، فقوّمت الإبل ثلاثة أواقٍ، فَكَانَتِ (¬4) اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، فَجَعَلَ عُمَرُ رضي الله عنه عَلَى أَهْلِ الْوَرِقِ [اثْنَيْ (¬5)] عَشَرَ أَلْفًا، وَعَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفَ دِينَارٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْإِبِلِ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَعَلَى أَهْلِ الْحُلَلِ مِائَتَيْ حُلَّةٍ، قِيمَةُ كُلِّ حُلَّةٍ خَمْسَةُ دَنَانِيرَ، وَعَلَى أهل الضأن ألف ضانية، وَعَلَى أَهْلِ الْمَعْزِ أَلْفَيْ مَاعِزَةٍ، وَعَلَى أَهْلِ البقر مائتي بقرة. ¬
* أبو معشر (¬1) وشيخه ضعيفان. ¬
1909 - تخريجه: أخرجه أبو بكر الضحّاك في كتاب الديات (ص 42: 160) مختصرًا بنحوه عن الحلواني، والطبراني في الكبير (7/ 150: 6664) بنحوه عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، كلاهما عن محمَّد بن بكّار، به بنحوه. وأخرجه عبد الرزاق (9/ 291: 17255) عن معمر عن الزهري مرسلًا بنحوه. والحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث (2/ 732: 574)، والبوصيري في الإتحاف (3/ 127/ أ)، وقال: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف صالح بن أبي الأخضر". وذكره في المجمع (6/ 297)، وعزاه للطبراني. والسيوطي في الجامع الكبير (1/ 1226) وعزاه للحارث، وقال: "سنده ضعيف". وله شاهد من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وجابر بن عبد الله ومكحول مرسلًا. 1 - فأما حديث عبد الله بن عمرو، فأخرجه أبو داود في الديّات، باب الدّية كم هي (4/ 679: 4542) وفي مراسيله أيضًا (ص 211: 256) باختصار شديد، والبيهقي في الكبرى (8/ 77) من طريق حسين المعلم عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده قال: كانت قيمة الدية عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ثمان مائة دينار أو ثمانية آلاف درهم، ودية أهل الكتاب يومئذ النّصف من دية المسلمين، قال: فكان ذلك كذلك حتى استخلف عمر رحمه الله، فقام خطيبًا فقال: ألا إن الإبل قد غلت، قال: ففرضها =
= عمر على أهل الذهب ألف دينار، وعلى أَهْلِ الْوَرِقِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، وَعَلَى أَهْلِ البقر مائتي بقرة، وعلى أهل الشاء ألفي شاة، وعلى أهل الحلل مائتي حُلّة، قال: وترك دية أهل الذّمة لم يرفعها فيما رفع من الدّية، واللفظ لأبي داود. وإسناد أبي داود حسن. 2 - وأما حديث جابر، فرواه أبو داود أيضًا في الديات، باب الدية كم هي (4/ 680: 4544) من طريق محمَّد بن إسحاق قال: ذكر عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: فرض رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَهُ بنحو حديث الباب مختصرًا. قلت: فيه ابن إسحاق، مدلس ولم يصرّح بالسماع. 3 - وأما حديث مكحول، فأخرجه أبو داود في مراسيله (ص 210: 255) وابن أبي شيبة في مصنّفه (6/ 129، 127: 6777)، كلاهما من طريق وكيع عن سفيان عن أيوب بن موسى عن مكحول قال: "تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والديّة ثمان مئة دينار، فخشي عمر من بعده، فجعلها اثني عشر ألف درهم أو ألف دينار". ورواه الشافعي في مسنده (2/ 173) من طريق مسلم بن خالد عن عبيد الله بن عمر عن أيوب بن موسى عن ابن شهاب وعن مكحول وعطاء قالوا: ... فذكره بنحوه مختصرًا.
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف (3/ 127/ أ) عن هذا الحديث: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف صالح بن أبي الأخضر". زاد في الإتحاف المختصر (2/ 30/ أ): "والراوي عنه". وهو كما قال لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن وشيخه، ومدار طرقه عليهما، وعليه فالحديث بهذا السند ضعيف. لكن متنه يرتقي إلى الحسن بمجوع شواهده التي مرّت في التخريج، ومنها حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود، وإسناده حسن.
8 - باب قاطع الطريق
8 - بَابُ قَاطِعِ الطَّرِيقِ 1910 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغَطَفَانِيُّ عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أرأيت من لقيني يريد أن يأخذ من مالي (¬1)؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ناشدْه الله تعالى ثَلَاثَ مرَّات، فإنْ أَبَى، فقاتِلْه، فإنْ قَتَلَكَ، دخلت الجنة، وإنْ قتلتَه. [دخل] (¬2) النار". ¬
1910 - تخريجه: هو عند عبد بن حميد في مسنده (2/ 106، 107: 992) بلفظه. ومن طريقه أخرجه ابن حبان في الثقات في ترجمة كثير بن عبد الرحمن الغطفاني (7/ 352) قال: "حدثنا إبراهيم بن خزيم، قال: حدّثنا عبد بن حميد"، به بلفظه. وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 131/ ب) من مسند عبد بن حميد، وقال: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف محمَّد بن عمر الواقدي". =
= ولم أجده عند غير من ذكرت فيما بحثت فيه. وله شاهد من حديث قهيد الغفاري، ويقال إنّ له صحبة، وأبي هريرة رضي الله عنهما. 1 - فأمّا حديث قهيد الغفاري، فأخرجه أحمد (3/ 423)، وأبو يعلى كما في الإتحاف (3/ 131/ ب) من طريق يعقوب بن إبراهيم، والبيهقي (8/ 336) من طريق ابن أبي أويس، كلاهما عن عبد العزيز بن عبد المطلب عن أخيه الحكم عن أبيه المطلب بن حنطب، عن قهيد الغفاري قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إن عدى عليَّ عادٍ؟ قال: "ذكِّرْه وأْمرْه بتذكيره مرَّتين أو ثلاث ... " فذكره بلفظ حديث الباب. 2 - وأما حديث أبي هريرة، فأخرجه مسلم في الإيمان , باب ... وأن من قتل دون ماله فهو شهيد (1/ 124: 255)، وأبو عوانة (1/ 43، 44)، والبيهقي (8/ 335) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، والنسائي في تحريم الدم، باب من قتل دون ماله (7/ 114: 4083)، وفي الكبرى له (2/ 308: 3546)، والبيهقي أيضًا (8/ 336) من طريق قهيد الغفاري، كلاهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- فقال: أرأيت إنْ جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: ... فذكره بنحو حديث الباب.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف جدًّا، فيه الواقدي، وهو متروك، وكثير بن عبد الرحمن مجهول ومتنه صحيح بشواهده.
20 - كتاب الجهاد
20 - كتاب الجهاد (¬1) (82) حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي فَضْلِ الْجِهَادِ وَالشَّهَادَةِ فِي أَوَّلِ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ (¬2). ¬
1 - باب الشهداء
1 - باب الشهداء (¬1) 1911 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ (¬2)، حَدَّثَنِي [بَدْرُ] (¬3) بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد رضي الله عنه، قال: كنا عند بعض أصحاب محمَّد -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا (¬4) فِي مَرْضَةٍ مَرِضَهَا وَهُوَ مُغْمًى عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَا الذي (¬5) كنتم فيه آنفًا؟ "، قال: تَذَاكَرْنَا الشُّهَدَاءَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، مَا نَرَاهُ إلَّا مَنْ خَرَجَ بِمَالِهِ حَتَّى يُقتل. قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، يُسْتَشْهَدُونَ بِالْقَتْلِ والطاعون والغرق والبطن، وموت المرأة جُمعًا، و (¬6) موتها في نفاسها" (¬7). ¬
1911 - تخريجه: أخرجه الدورقي في مسند سعد بن أبي وقّاص (ص 132: 72)، والبزار في مسنده (ل: 172/ أ)، وهو في كشف الأستار (2/ 286: 1719)، وحمزة السهمي في تاريخ جرجان (ص 375)، كلّهم من طريق عبيد الله بن موسى. وابن أبي شيبة في مسنده (ق: 62/ ب)، ومن طريقه عبد بن حميد في مسنده (1/ 184: 154) من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن بدر بن عثمان به بنحوه. قال البزار: "لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ سَعْدٍ إلَّا بِهَذَا الإِسناد". وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (2/ 277: 2616) عن عمرو بن دينار، عن أبي بكر بن حفص به. وأخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ (5/ 271: 9576) عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، عن أبي بكر بن حفص مرسلًا. وروى أحمد (4/ 201)، والدارمي (2/ 127)، والطيالسي كما في منحة المعبود (1/ 236)، والحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث للهيثمي (3/ 796: 619) من طريق شعبة، والدارمي من طريق منصور، كلاهما عن أبي بكر بن حفص قال: سمعت أبا مصبح أو ابن مصبح -شكّ أبو بكر- عن ابن السمط، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عاد عبد الله بن رواحة، قال: فما تحوّز له عن فراشه، فقال: "أتدرون من شهداء أمّتي؟ "، قالوا: قتل المؤمن شهادة، قال: "إن شهداء أمَّتي إذًا لقليل، قتل المؤمن شهادة، والطاعون شهادة، والمرأة يقتلها جمعاء". واللفظ لأحمد. وله شاهد من حديث أبي هريرة يرفعه: "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله". أخرجه البخاري في الجهاد، باب الشهادة سبع سوى القتل (6/ 42: 2829)، ومسلم في الإمارة، باب فضل الرباط (3/ 1521: 1914)، والترمذي (3/ 377: =
= 1063)، وأحمد (2/ 325)، كلّهم من طريق أبي صالح السمّان عن أبي هريرة، واللفظ للبخاري. وله شاهد آخر من حديث جابر بن عتيك. أخرجه مالك في الموطأ (1/ 233 - 234)، وأبو داود في الجنائز، باب فضل من مات في الطاعون (3/ 482: 3111)، والنسائي في الجنائز، باب النهي عن البكاء على الميت (4/ 13: 1846)، وابن ماجه في الجهاد، باب ما يرجى من الشهادة (2/ 937: 2803)، وابن حبان (7/ 3189) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جابر بن عتيك، عن أبيه، عن جدّه جابر بن عتيك ... فذكر قصّة، وَفِيهِ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجُمعٍ شهيد". واللفظ لمالك.
الحكم عليه: الحديث إسناده صحيح، ورجاله رجال الصحيحين.
1912 - [1] أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: خَاصَمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ الله رضي الله عنهما، في مال له، فجاءه (¬1) طلحة رضي الله عنه يومًا وسعد رضي الله عنه قاعد مخترطًا سيفه [واضعه] (¬2) على فخذيه، فقال له طلحة رضي الله عنه: لِمَنْ أَعْدَدْتَ هَذَا يَا سَعْدُ؟، قَالَ: لَكَ، قال: أو كنت فاعلًا؟ قال: (¬3) والذي بعث محمدًا بالحق لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ قَاتَلَ عَلَى مَالِهِ أَوْ مَالٍ لَهُ فَقُتِلَ، كَانَ شَهِيدًا. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ الله به. ¬
1912 - تخريجه: لم أقف عليه في الموجود من مسند إسحاق بن راهويه. وأورده البوصيري في الإتحاف، كتاب الجهاد، باب ما جاء في الشهداء (4/ 81/ أ) من مسند إسحاق وأحمد بن منيع، ولفظ الأخير "من قتل دون ماله، فهو شهيد". ولم أجد من خرّجه غير إسحاق بن راهوية وأحمد بن منيع، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن العاص وابن عمر وغيرهما. أما حديث عبد الله بن عمرو: فأخرجه أبو داود في السنة، باب في قتال اللصوص (5/ 127: 4771)، والترمذي في الديات، باب فيمن قتل دون ماله فهو شهيد (4/ 21: 1420)، وقال: "حسن صحيح"، والنّسائي في تحريم الدم، باب من =
= قتل دون ماله (7/ 115: 4089) وأحمد (2/ 193 - 194) وعبد الرزاق (10/ 113:18562) والخلّال في السنة (ص 168 - 169: 160) والبيهقي (8/ 187)، كلهم من طريق إبراهيم بن محمَّد بن طلحة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أريد ماله بغير حق فقاتل فَقُتِل، فهو شهيد". وأما حديث ابن عمر: فأخرجه ابن ماجه في الحدود، باب من قتل دون ماله فهو شهيد (2/ 861: 2581) وأحمد بن منيع في مسنده كما في إتحاف الخيرة المهرة (4/ 81/ أ) وابن أبي شيبة (9/ 456، 8098)، كلهم من طريق يزيد بن سنان الْجَزَرِيُّ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ يرفعه "من أُتي عند ماله فقُوتل فقاتل فقُتِل، فهو شهيد". واللفظ لابن ماجه. قال البوصيري في الإتحاف: "هذا إسناد ضعيف، لضعف يزيد بن سنان، ونحو هذا قال في مصباح الزجاجة". وفي الباب عن ابن عبّاس وأبي هريرة وسعيد بن زيد وعلي، يأتي بعضها -إن شاء الله- عند الكلام على تخريج الحديث رقم (1915).
الحكم عليه: حديث الباب إسناده حسن , لأن أبان بن عبد الله البجلي صدوق، وبقية رجاله ثقات.
1913 - [1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: (¬1) أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ -يَعْنِي الوَاشِحيّ- (¬2) حدثني يحيى بن عبد الحميد [بن رافع] (¬3) بن خديج عن جدّته رضي الله عنها، قالت: أصيب (¬4) رافع بن خَدِيج رضي الله عنه، يَوْمَ أُحُدٍ فِي ثُنْدُوَتِهِ (¬5) بِسَهْمٍ (¬6)، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: أَنْزِعُ السهم، فقال: إن شئت نزعت السهم والقطنة (¬7) [و] إن شئت نزعت السهم وتركت القطنة وَشَهِدْتُ (¬8) لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّكَ شَهِيدٌ (¬9)؟ فَقُلْتُ: انزع السّهم واترك القطنة وَاشْهَدْ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنِّي شَهِيدٌ، فَقَالَ: نعم فنزع السهم وترك القطنة. فَعَاشَ حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما كان زمن (¬10) زمن معاوية رضي الله عنه، أَوْ بَعْدَهُ، مَاتَ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَأَرَادُوا أَنْ يخرجوه، قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنْ مثل رافع بن خديج لا يخرج ¬
بِهِ حَتَّى يُؤَذَنَ مَنْ حَوْلَنَا مِنَ الْقُرَى، فجلس من الغد، فلما كان الْغَدِ (¬11) أُخرج (¬12)، فَبَكَتْ مَوْلَاةٌ لَهُ عَلَى شَفِيرِ القبر، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: إِنَّ الشَّيْخَ لَا طَاقَةَ لَهُ بِعَذَابِ اللَّهِ عز وجل مِنْ هَذِهِ السَّفِيهَةِ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا (¬13). [2] وَقَالَ الطيالسي (¬14): حدثنا عمرو بن مرزوق، فذكر بعضه (¬15). ¬
1913 - تخريجه: الحديث أخرجه أحمد في المسند (6/ 378) بنحوه عن الحسن بن موسى وعفّان، والطيالسي في مسنده (ص 129: 162) بنحوه (وفيه: حدثني جدّي وصوابه: حدثتني جدّتي كما في إتحاف الخيرة) والطبراني في الكبير (4/ 239: 4242) بلفظه تمامًا من طريق أبي الوليد ومحمد بن كثير والحجّاج بن منهال ستتهم عن عمرو بن مرزوق به. والبَارودي في الصحابة، ومن طريقه ابن مندة كما في الإصابة (13/ 248) من طريق عمرو بن مرزوق به، لكنه قال: "أصيب بسهم في سرّته". وأخرجه الطبراني أيضًا (4/ 239: 4241) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 214) من طريق محمد بن طلحة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن حسين، عن أبيه، عن جدّه رافع بن خديج أنّه خرج يوم أحد، فأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- ردّه فاستصغره، =
= فقال له عمّي: يا رسول الله إنّه رام، فأخرجه، فأصابه سهم في صدره أو نحوه، فأتى عمّه النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: إِنَّ ابن أخي أصيب بسهم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن تدعه فيه فيموت مات شهيدًا"، قال عبد الله بن حسين: "وحدثتني امرأته أنها كانت تراه يغتسل فيتحرك في صدره". ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 108)، وقال: "فيه من لم أعرفه". وأخرج الحاكم في المستدرك (3/ 561 - 562) عن أبي عبد الله الأصبهاني، عن الحسن بن جهم، عن الحسين بن الفرج، عن محمَّد بن عمر قال: " ... فذكره نحو حديث الباب". قلت: وهو مع إرساله فيه الواقدي متروك. وله شاهد من حديث أسيد بن ظهير: أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 209: 569) من طريق بشير بن ثابت وأخته سعدى بنت ثابت، كلاهما عن أبيهما ثابت بن أسيد، عن جدّهما أسيد بن ظهير رضي الله عنه، قال: استصغر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رافع بن خديج يوم أحد، فقال له عمه ظهير رحمه الله: يا رسول الله إنْه رجل رام، فأجازه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأصابه سهم في لبته، فجاء به عمه إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: إن ابن أخي أصابه سهم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن أحببت أن تخرجه أخرجناه، وإن أحببت أن تدعه، فإنه إن مات وهو فيه، مات شهيدًا". ومن طريقه أخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 433، 434). والضياء أيضًا في المختارة (4/ 286 - 287: 1477). وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 262) من طريق حسين بن ثابت بن أسيد وسعدى بنت ثابت بن أسيد عن أبيها ثابت به بنحوه. قال في المجمع (6/ 108): "رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه".
الحكم عليه: حديث الباب رجال إسناده ثقات، غير عمرو بن مرزوق، وهو صدوق، فالحديث بهذا السند حسن، ويرتقي متنه إلى الصحيح بمجموع شواهده، والله أعلم.
1914 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: [حَدَّثَنَا يَزِيدُ] (¬1) حَدَّثَنَا جويبر (¬2) عن الضحّاك، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: الْقَتِيلُ دُونَ أَهْلِهِ شَهِيدٌ، وَالْقَتِيلُ دُونَ جَارِهِ شَهِيدٌ، وكل قتيل في جنب (¬3) الله تعالى شَهِيدٌ. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ عطاء، ثنا جويبر (¬4) فذكره بِلَفْظِ: مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ مَظْلُومًا فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ (¬5) نَفْسِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ جَارِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ في جنب (¬6) الله تعالى فهو شهيد. * فيه انقطاع. ¬
1914 - تخريجه: هو عند الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (3/ 798: 620) بلفظه. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة، كتاب الجهاد، باب ما جاء في الشهداء وفضلهم (4/ 81/ ب) من مسند أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ. ولم أقف عليه من هذا الطريق، لكن أخرج أحمد بن حنبل في مسنده (1/ 305) عن موسى بن داود، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن عبّاس يرفعه "من قُتل دون مظلمته، فهو شهيد". =
= قال في المجمع (6/ 244): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وقال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (4/ 277): "إسناده صحيح". وللحديث شاهد يأتي عند الحديث رقم (1915)، وقد سبق له شاهد عند الحديث رقم (1912).
الحكم عليه: مدار إسناد الحديث على جويبر، وهو ضعيف جدًا، وعليه فإسناده واهٍ، وهو مع هذا منقطع , لأن الضحّاك لم يسمع من ابن عباس على الصحيح، كما هو مبيّن في ترجمته. ولذا قال الحافظ -كما في الأصل-: "فيه انقطاع". وقال البوصيري في الاتحاف (4/ 18/ ب): "مدار حديث ابن عباس هذا على جويبر بن سعيد البلخي، وهو ضعيف ... ثم ذكر من ضعّفه من الأئمة. وجويبر ضعيف جدًا، كما اختاره الحافظ ابن حجر، وعليه فسنده ضعيف جدًا، وللحديث طريق آخر عن ابن عباس عند أحمد بلفظ "من قُتل دون مظلمة، فهو شهيد"، وقد سبق تخريجه. قال أحمد شاكر في تعلقه على المسند (4/ 277): "إسناده صحيح". ولعموم متنه شواهد صحيحة أشرت إليها آنفًا.
1915 - وقال أبو يعلى: [حدثنا عمرو] (¬1) حدّثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الكِلابيّ، ثنا هَارُونُ بْنُ [حيّان] (¬2) عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من قتل دون ماله، فهو شهيد" (¬3). ¬
1915 - تخريجه: وهو عند أبي يعلى في مسنده (4/ 50: 2061) بلفظه. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 360) عن إسحاق بن إبراهيم الصيّاد، عن عليّ ابن جميل الرقي، عن هارون بن حيان به بلفظه. وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (1/ 235) عن بكر بن محمَّد، عن علي بن حبيب الرقي، عن علي بن جميل به بلفظه. قال العقيلي: "هذا يروى من غير هذا الوجه بإسناد جيد". وله شاهد من حديث سعيد بن زيد يرفعه "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، من قتل دون أهله، فهو شهيد". أخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب قتال اللصوص (5/ 128: 4772)، والترمذي في الديات، باب من قتل دون ماله فهو شهيد (4/ 20: 1418)، والنسائي في تحريم الدم، باب من قتل دون ماله (7/ 115 - 116: 4090، 4091)، وأحمد (1/ 190)، والطيالسي (ص 32: 233)، وأبو يعلى (2/ 248: 949)، والبيهقي (8/ 187، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 223: 341)، والخطيب في تاريخه (10/ 81) من طرق عن سعيد بن زيد به، واللفظ لأبي داود =
= وله شاهد آخر تقدم عند الحديث رقم (1912 و 1914).
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف، لضعف عمرو بن عثمان الكِلابي وهارون بن حيّان ولمتنه شواهد صحيحة تقدم بعضها.
1916 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى (¬1)، ثنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مَالِكٍ، عن عبيد الله بن أبي (¬2) جعفر، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم قال: سمعت عقبة بن عامر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ صُرِع عن دابّته في سبيل الله تعالى فمات، فهو شهيد (¬3). ¬
1916 - تخريجه: الحديث عند أبي يعلى في مسنده (3/ 290: 1752) بلفظه. هكذا رواه أحمد بن عيسى التستري عن ابن وهب، عن ابن مالك به، وخالفه غيره: 1 - فرواه أصبغ بن الفرج عن ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عبيد الله بن أبي جعفر به بلفظه. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 323: 892) قال: حدّثنا يحيى بن عثمان ابن صالح، وابن أبي عاصم في كتاب الجهاد (2/ 578: 237)، قال: حدثنا أحمد بن الفرات، كلاهما عن أصبغ بن الفرج به بلفظه. 2 - تابعه عليه عبد العزيز بن عمران بن مقلاص الخزاعي. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 323: 892)، قال: حدثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن وهب به. وقول أصبغ وعبد العزيز المصريين أصحّ , لأنهما أوثق وأحفظ من أحمد بن عيسى التستري، وإن كان الأخير لا ينحط حديثه عن درجة الحسن، كما هو مبين في ترجمته. =
= وهذا الاختلاف لا يضرّ , لأن الحديث على كلا الوجهين ثابت. ورواه الروياني في مسنده , كما في الصحيحة للألباني (5/ 456) عن أحمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا عمي عن عمرو بن الحارث، عن أبي علي ثمامة بن شفي، عن عقبة به بلفظه. قال الألباني -حفظه الله-:"إسناده حسن". وله شاهد قويّ من حديث أبي مالك الأشعرىِ يرفعه "من فُصل في سبيل الله فمات أو قتل، فهو شهيد، أو وقصه فرسه أو بعيره، أو لدغته حيّة، أو ولدغته هامة، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله، فإنه شهيد، وأن له الجنّة". أخرجه أبو داود في الجهاد، فيمن مات غازيًا (3/ 19: 2499)، والحاكم في المستدرك (2/ 78)، والبيهقي في الكبرى (9/ 166) بنحوه من طريق عبد الرحمن ابن ثابت بن ثوبان يرده إلى مكحول إلى عبد الرحمن بن غنم الأشعري عن أبي مالك الأشعري به. قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". وتعقبه الذهبي بقوله: فيه عبد الرحمن بن ثوبان، ولم يحتج به مسلم، وليس بذاك، وبقية ثقة، وعبد الرحمن بن غنم لم يدركه مكحول فيما أظن. قلت: قوله: ابن غنم لم يدركه مكحول فيه نظر, لأن المزي ذكر في تهذيب الكمال أن عبد الرحمن بن غنم من شيوخ مكحول، وأرّخ وفاة مكحول سنة (113 هـ) (تهذيب الكمال: 3/ 1369). وذكر أيضًا في ترجمة عبد الرحمن أن من تلامذته مكحول، وأرّخ وفاة عبد الرحمن سنة (78 هـ) (تهذيب الكمال 2/ 810). فعلى هذا بين وفاة كل منهما 35 سنة، والذي يظهر من صنيع المزيّ أن مكحولًا أدرك عبد الرحمن ابن غنم، والله أعلم. =
= الحكم عليه: الحديث إسناده حسن لأجل أحمد بن عيسى وعمر بن مالك، غير أن أحمد بن عيسى خولف في إسناد الحديث، خالفه أصبغ بن الفرج وعبد العزيز بن عمران، وهما ثقتان أحفظ وأوثق من أحمد بن عيسى، وقولهما أصحّ، غير أن هذا لا يقدح في الحديث , لأنه على كلا الوجهين ثابت، ويشهد لمتنه حديث أبي مالك الأشعري، وإسناده قويّ، وقد سبق بيانه في التخريج.
1917 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ جَرِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَخْزُ (¬1) أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَكُلٌّ فِيهِ شُهَدَاءُ. قُلْتُ: الْمَشْهُورُ بِهَذَا الإِسناد عَنْ زياد، عن رجل، عن أبي موسى رضي الله عنه. ¬
1917 - تخريجه: لم أقف عليه من هذا الطريق، والمشهور -كما نصّ المصنّف- عَنْ زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى لا عن جرير، وهكذا وجدته في كتب التخريج التي رجعت إليها. قال الحافظ ابن حجر في بذل الماعون (ص 109) بعد أن ساق رواية ابن أبي شيبة التي معنا، قال: "كذا نقلته من مسند ابن أبي شيبة، وما أظنه إلَّا وهمًا". وله عن أبي موسى الأشعري طرق: أخرجه أحمد (4/ 395) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان -هو الثوري- عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ... فذكره بنحوه. وعبد الرزاق في مصنفه كما في بذل الماعون (ص 109)، عن الثوري به بلفظه، ولم أقف عليه في المصنف المطبوع. ومن طريقه الطبراني في الكبير كما في بذل الماعون (ص 109). ومدار هذه الطرق على راوٍ مبهم. وأخرجه أحمد (4/ 417) والطيالسي (ص 72: 534) بلفظ "طعن أعدائكم"، كلاهما عن شعبة، والطبراني كما في بذل الماعون (ص 110) من طريق الحكم بن =
= عتيبة وإسرائيل بن يونس، ثلاثتهم عن زياد بن علاقة به بدون تسمية المبهم. لكن اتفقت رواية شعبة عند أحمد، ورواية الحكم بن عتيبة عند الطبراني على وصف المبهم بأنه من قوم زياد بن علاقة. وفي رواية إسرائيل عن زياد بن علاقة، عن رجل من الحيّ. وقد وقع مُسمّى من طرق أخرى عن الثوري وغيره، كما جاء في بذل الماعون (ص 110). أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 195 /ب) وفي الصغير (1/ 219: 351) وأبو الحسن الخلعي في فوائده كما في بذل الماعون (ص 110) من طريق إسماعيل بن زكريا، عن مسعر وسفيان الثوري، كلاهما عن زياد بن علاقة، عن يزيد بن الحارث، عن أبي موسى الأشعري به. قال الطبراني: "لم يروه عن مسعر إلَّا إسماعيل، تفرد به إسماعيل. وتعقبه الحافظ في بذل الماعون (ص 111) بقوله: "وهما ثقتان، ولعل إسماعيل بن زكريا حمل رواية الثوري على رواية مسعر، ويزيد بن الحارث هو التغلبي، وقد أثبت البخاري في تاريخه (8/ 326) سماعه من أبي موسى، وذكره ابن حبَّان في ثقات التابعين (5/ 537)، فالحديث حسن". وقد تابع مسعرًا والثوري على تسميته (يزيد بن الحارث) سعّاد بن سليمان. أخرجه البزّار كما في بذل الماعون (ص 111) والطبراني في الأوسط (1/ 76 ب) كلاهما من طريق أبي عتاب سهل بن حمّاد الدلاّل، عن سعّاد بن سليمان، عن زياد بن علاقة به بلفظه. وتابعهما أبو مريم عبد الغفّار بن القاسم الأنصاري، عن زياد، عن يزيد بن الحارث، عن أبي موسى به. أخرجه الطبراني في الكبير كما في بذل الماعون (ص 112). وخالفهم في تسميته أبو بكر النهشلي. =
= أخرجه أحمد (4/ 417) عن يحيى بن أبي بكير وأبو يعلى في مسنده (12/ 194: 7226) عن جبارة، كلاهما عن أبي بكر النهشلي قال: "حدثنا زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قال: خرجنا في بضعة عشرة نقيبًا من بني ثعلبة، فإذا نحن بأبي موسى وإذا هو يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ... فذكر الحديث مختصرًا. وأبو بكر النهشلي ثقة أخرج له مسلم. قال الحافظ في بذل الماعون (ص 112): "ولا معارضة بينه وبين رواية من سماه (يزيد بن الحارث) لما تقدم في رواية شعبة أن زياد بن علاقة سمعه من سيّد الحي بعد أن سمعه من الأوّل، فيحتمل أن يكون الأول هو (يزيد بن الحارث) وسيد الحي هو (أسامة بن شريك)، وهو صحابي معروف أخرج له أصحاب السنن الأربعة". وقد تابع أبا بكر النهشلي عليه. العبّاس بن محمَّد الدوري: أخرجه البيهقي في دلائل النبوّة (6/ 384)، لكن وقع فيه يحيى بن كثير بدل يحيى بن أبي بكير، ولعلّه تحريف. وأبو بلال الأشعري: أخرجه الطبراني كما في بذل الماعون (ص 113). ويحيى بن عبد الحميد الحُمّاني: آخرجه الطبراني وابن أبي الدنيا في الطواعين كما في بذل الماعون (ص 113). وخالف الجميع الحجّاج بن أرطاة، فقال: "عن زياد، عن كردوس الثعلبي، عن أبي موسى". أخرجه البزّار وابن خزيمة في "صحيحه" كتاب التوكل، والطبراني في الكبير كما في بذل الماعون (ص 114) وفي المعجم الأوسط (2/ 238 /ب)، كلهم من طريق معتمر بن سليمان التيمي عن حجّاج به. قال الحافظ بعد أن ذكر هذه الرواية: "وفي الجملة: هذه الطريق الضعيفة لا تقدح في صحّة الطريق القوية، فإن أمثل طرقه التي سمّي فيها المبهم رواية أبي بكر =
= النهشلي، وأسامة بن شريك صحابي مشهور ... ". وللحديث طريق آخر قويّ عن أبي موسى: أخرجها أحمد (4/ 413) وابن خزيمة في كتاب التوكل من صحيحه والطبراني كما في بذل الماعون (ص 116) والحاكم (1/ 50)، كلهم من طرق عن أبي بلج، عن أبي بكر ابن موسى قال: "ذكرنا الطاعون عند أبي موسى، فقال: سألت عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "هو وخز أعدائكم من الجنّ وهو لكم شهادة"، واللفظ لابن خزيمة. قال الحافظ: ورجال هذه الطريق رجال الشيخين، إلا (أبا بلج) ... ثم ذكر كلام الأئمة فيه وخلص إلى توثيقه، ثم قال (بذل الماعون ص 118): "فالمتن بهذه الطرق صحيح بلا ريب، والله أعلم". وله طريق أخرى أيضًا عن أبي موسى: أخرجها الطبراني من طريق معلى بن أسد عن عبد العزيز بن المختار، عن عبد الله بن المختار، عن كريب بن الحارث بن أبي موسى الأشعري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ... فذكره بنحوه. قال الحافظ في بذل الماعون (ص 119) بعد أن أورد هذا الطريق: "ورجاله رجال الصحيح، إلَّا كريبًا وأباه". وللحديث شاهد من حديث ابن عمر وأبي بردة بن قيس وعائشة وأبي بكر الصدّيق. 1 - أما حديث ابن عمر، فأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 126/ أ) وفي المعجم الصغير (1/ 95: 128) من طريق عبد الله بن عصمة عن بشر بن حكيم، عن إبراهيم بن أبي حُرّة، عن سالم، عن ابن عمر مرفوعًا بمثل حديث الباب. قال الطبراني: "لم يروه عن إبراهيم بن أبي حرّة إلَّا بشر، ولا عن بشر إلَّا عبد الله ابن عصمة". وقال الحافظ في بذل الماعون (ص 120): "وعبد الله بن عصمة مختلف فيه، =
= قال ابن عدي: له مناكير، وذكره ابن حبَّان في الثقات، وأصل هذا الباب حديث أبي موسى، والله أعلم". وعبد الله بن عصمة له ترجمة في (الميزان 2/ 460، واللسان 3/ 315). 2 - وأما حديث أبي بردة بن قيس -وهو أخ أبي موسى الأشعري-. فأخرجه أحمد (3/ 437) و (4/ 238) وأبو إسحاق الحربي في غريب الحديث كما في بذل الماعون (ص 121) وابن أبي عاصم في كتاب الجهاد (2/ 501: 189) وفي الآحاد والمثاني له (4/ 450: 2503) والدولابي في الكنى (1/ 18) وابن حبّان في ثقاته (7/ 357) والطبراني في الكبير (22/ 314: 792 ورقم 793) والحاكم (2/ 93) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 98 /ب) والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 384)، من طرق متعددة عن عبد الواحد بن زياد العبدي، عن عاصم الأحول، عن كريب بن الحارث، عن أبي بردة بن قيس -أخي أبي مُوسَى- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "اللهم اجعل فناء أمتي في سبيل الله بالطعن والطاعون". قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي". وقال المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 336): "رواه أحمد بإسناد حسن". قلت: رجاله ثقات سوى كريب بن الحارث، فقد ذكره البخاري في التاريخ الكبير (7/ 231) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 168)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبّان في الثقات (7/ 357). 3 - وأما حديث عائشة، فسيأتي -إن شاء الله- برقم (1918 و 1922). 4 - وأما حديث أبي بكر، فسيأتي -إن شاء الله- برقم (1921). ويشهد لكون الطاعون شهادة ما أخرجه البخاري في الطب، باب ما يذكر في الطاعون (10/ 190: 5732) ومسلم في الإمارة، باب بيان الشهداء (3/ 1522: =
= 1916) من طريق عاصم عن حفصة بنت سيرين، عن أنس يرفعه "الطاعون شهادة لكل مسلم".
الحكم عليه: في إسناده راوٍ مبهم، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال في بذل الطاعون (ص 109) عن طريق حديث الباب الذي عند ابن أبي شيبة: "وما أظنه إلَّا وهمًا". ثم قال: "وهذا الإِسناد إلى زياد بن علاقة على شرط الصحيح، لولا الراوي المبهم لكان المتن محكومًا بصحته". وقد جاء مُسمّى -كما جاء مبيّنًا في التخريج- وأمثل طرقه رواية أبي بكر النهشلي عند أحمد وأبي يعلى، وتقدم تخريج روايته والكلام عنها. وللحديث طريق أخرى عن أبي موسى عند ابن خزيمة كما في بذل الماعون لابن حجر (ص 116) والحاكم (1/ 50) وأحمد (4/ 413)، قال عنها في بذل الماعون (ص 116): "طريق قوية ليس فيها اضطراب". وصححه الحاكم. وللحديث شواهد بعضها بإسناد جيّد عن جماعة من الصحابة تقدم تخريجها. فالحديث ثابت صحيح من طريق أبي موسى الأشعري.
1918 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ بُلَيْدَانَ مِنْ آل أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ محمَّد يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالت (¬2): الطعين (¬3) والمجبوب (¬4) والنفساء والبطن شهادة. فقال له (¬5) أبي: أعائشة رضي الله عنها، حَدَّثَتْكَ هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: هَكَذَا حَدَّثَتْنِي، وَهَكَذَا حَفِظْتُ. ¬
1918 - تخريجه: هو عند الطيالسي في مسنده (ص 202: 1428) بلفظه. ولم أقف عليه من طريق القاسم هذه، وله عن عائشة طرق، لكن بلفظ آخر سيأتي برقم (1922).
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات غير مُوسَى بْنُ بُلَيْدَانَ مِنْ آلِ أَبِي بَكْرٍ الصدّيق، ولم أجد له ترجمة. ولمتنه شواهد ستأتي الإِشارة إليها عند تخريج الحديث رقم (1921) وتقدم بعضها في الحديث السابق.
1920 - وقال أبو بكرة حدّثنا عبد الله بن نمير عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بن حفص عن عمران بن سعد، عن أبيه سعد رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يُسْتَشْهَدُونَ (¬1) بِالْقَتْلِ وَالطَّعْنِ (¬2) وَالْغَرِقِ وَالْبَطْنِ وَمَوْتِ الْمَرْأَةِ جَمْعًا (¬3) وَمَوْتُهَا فِي نفاسها. ¬
1920 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في مسنده (62/ ب) -منه قطعة مصورة بجامعة الإِمام برقم (2750) - بلفظه. وقد تقدم تخريجه عند الكلام عن الحديث رقم (1911).
الحكم عليه: إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيحين، ولمتنه شواهد صحيحة، تقدم ذكرها عند الحديث رقم (1911).
1921 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [سُرَيْجٌ] (¬1)، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْغَارِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ طَعْنًا وَطَاعُونًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ قد سَأَلْتَ مَنَايَا أُمَّتِكَ، فَهَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فما الطاعون؟ قال: [درن] (¬2) كَالدُّمَّلِ، إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ فَسَتَرَاهُ. * إِسْنَادُهُ واهٍ من أجل جعفر. ¬
1921 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (1/ 63: 62) بلفظه. وأخرجه أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي في مسند أبي بكر الصدّيق (ص 125 - 126: 82) عن عبد الأعلى عن سريج به بلفظه. ولم أقف عليه من هذه الطريق عند غيرهما، وقد مرّ له شاهد عن أبي بردة بن قيس، مرّ تخريجه عند الحديث رقم (1917).
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، لكون جعفر الزبيري متروك باتفاق. وقال المصنّف كما في الأصل: "إسناده واه لأجل جعفر". وقال في بذل الماعون (ص 263): "سنده ضعيف". =
= قلت: بل ضعيف جدًا لأن جعفرًا متروك، والحافظ نفسه قال عنه في التقريب (ص140): "متروك". ولمتنه شاهد جيد من حديث أبي بردة بن قيس، تقدم تخريجه عند الحديث رقم (1917).
1922 - حدثنا عبد الأعلى -هو ابن حمّاد- ثنا [مُعْتَمِرُ] (¬1) بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا -هُوَ ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ- يُحَدِّثُ عَنْ صَاحِبٍ له، عن عطاء، قالت عائشة (¬2) رضي الله عنها: ذكر الطاعون، فذكرت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "وَخْزٌ يُصِيبُ أُمَّتِي مِنْ أَعْدَائِهِمْ مِنَ الْجِنِّ غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَطْنِ، مَنْ أَقَامَ عَلَيْهَا، كَانَ مُرَابِطًا، وَمَنْ أُصِيبَ بِهِ، [كَانَ] (¬3) شَهِيدًا، وَمَنْ فَرَّ مِنْهُ، كَانَ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ". * إِسْنَادُهُ واهٍ، من أجل ليث وشيخه. ¬
1922 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (8/ 125: 4664) بلفظه. وأخرجه أحمد في مسنده (6/ 133 - 145) عن يزيد -هو ابن هارون- وعفّان -هو ابن مسلم- ويحيى بن إسحاق، قالوا: أخبرنا جعفر بن كيسان قال: حدثتنا معاذة بنت عبد الله العدوية عن عائشة مرفوعًا بلفظ "لا تفنى أمتي إلَّا بالطعن والطاعون"، قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فما الطاعون؟ قال: "غدّة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد، والفارّ منها كالفارّ من الزحف". وهذا سند جيّد، رجاله كلهم ثقات. وخالفهم حوثرة بن أشرس، فرواه عن جعفر بن كيسان، عن عمرة العدوية. أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 379: 4408) والطبراني في المعجم الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 107 /ب نسخة أحمد الثالث) عن عمر بن عبد الرحمن =
= السلمي، كلاهما، عن حوثرة بن أشرس به بلفظه. قال الطبراني: "لم يروه عن عمرة بنت أرطاة -وهي بصرية- إلَّا جعفر وهو بصري. وقال مُحقّق كتاب الجهاد لابن أبي عاصم (2/ 503): "وهذا وهم من حوثرة، فإن هذا الحديث هو حديث جعفر بن كيسان عن معاذة العدوية، أما حديث جعفر بن كيسان، عن عمرة، عن عائشة مرفوعًا، فهو بلفظ "الفارّ من الطاعون كالفارّ من الزحف". والذي يظهر أن عند جعفر بن كيسان حديثان أحدهما باللفظ الأول، والثاني باللفظ المختصر الأخير. فأما الأول، فيرويه جعفر بن كيسان عن معاذة العدوية به. هكذا رواه يزيد وعفان ويحيى بن إسحاق، وقد سبقت رواياتهم. وأما الثاني، فيرويه جعفر بن كيسان عن معاذة العدوية به. رواه عنه يحيى بن إسحاق أيضًا، أخرجه أحمد (6/ 82 - 255) عن يحيى بن إسحاق، عن جعفر بن كيسان به. فلما أراد حوثرة رواية الحديث الأول، وهم فرواه بإسناد الحديث الثاني، وإلا، فالجادة أن يقول: أخبرني جعفر عن معاذة. وحوثرة هذا لم يوثّقه سوى ابن حبان في ثقاته (8/ 215). وقال الذهبي في السير (10/ 668): "المحدّث الصدوق". اهـ. ويحتمل أن جعفرًا قد حمله عن معاذة وعمرة معًا، كما أشار إلى ذلك ابن حجر في بذل الماعون (ص 277)، فالله أعلم. وأخرجه البزّار كما في بذل الماعون (ص 279) من طريق حفص بن سليمان عن ليث عن عطاء به مختصرًا بإسقاط المجهول بين ليث وعطاء ولفظه "قلت يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فما الطاعون؟، قال: يشبه الدّمُل يخرج في الآباط =
= والمراقّ، وفيه تزكية أعمالهم، وهو لكل مسلم شهادة". قال البزار: "لا نعلمه يروي بهذا اللفظ إلَّا بهذا الإسناد". قال الحافظ: "وهذا إسناد ضعيف، فيه ثلاث علل: ضعف حفص، وشيخه، وإسقاط الواسطة المجهول بين ليث وعطاء". وأدخل بعضهم فيه بين عطاء وعائشة واسطة أيضًا. أخرجه الطبراني في الأوسط كلما في مجمع البحرين (1/ 107/ ب) وابن عديّ في كامله (7/ 165) مختصرًا جدًا، وابن أبي الدنيا في الطواعين وأبو عمر بن عبد البر في التمهيد مطولًا كلما في بذل الماعون (ص 279) من طرق عن عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَيْمُونٍ، عن عطاء، عن ابن عمر، عن عائشة به. قال الطبراني: "لا يروي عن ابن عمر، عن عائشة إلَّا بهذا الإسناد، تفرّد به يوسف ابن ميمون". وكذا قال الدارقطني في (الأفراد). قال الحافظ: "ومرادهم أنه تفرد بإدخال ابن عمر بين عطاء وعائشة، وأما نفس المتن، فثابت عن عائشة وغيرها من الأوجه التي تقدم ذكرها. وللحديث شواهد صحيحة تقدمت عند الحديث رقم (1911)، ما عدا قوله (والمجبوب)، وفي المطبوع من مسند الطيالسي (المجنون)، وكلاهما لم أجد لهما -أي العبارتين- شاهد.
الحكم عليه: حديث أبي يعلى إسناده ضعيف، لضعف ليث وإبهام شيخه. وكذا قال ابن حجر كما في الأصل، وبذل الماعون (ص 119).
1923 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ (¬1)، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ (¬2) عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ (¬3)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الشُّهَدَاءُ، فَقَالَ الَّذِينَ إِذَا (¬4) لَقُوا الْعَدُوَّ لَمْ (¬5) يَلْفِتُوا وُجُوهَهُمْ (¬6) حَتَّى يُقْتَلُوا، أُولَئِكَ الذين (يتلبطون) (¬7) في الغرفات العلا من الجنّة ويضحك ربهم (¬8) إِلَيْهِمْ، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي مَوْطِنٍ، فَلَا حِسَابَ (¬9) عَلَيْهِ. ¬
1923 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث، باب الشهداء ومراتبهم (3/ 794: 617). وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ 82/ أ) وفي المختصر له (2/ 96/ أ)، وقال: "رواه الحارث، وفي إسناده داود بن المحبّر". ولم أقف عليه من طريق أنس، وله شاهد من حديث نُعيم بن همّار الغطفاني. أخرجه أحمد (5/ 287) وابن أبي عاصم في الجهاد (2/ 566: 228) وفي الآحاد والمثاني (2/ 474: 1277) ومن طريقه شمس الدين المقدسي في فضل =
= الجهاد (ص 89: 11) وسعيد بن المنصور في سننه (2/ 219: 2566) وعثمان بن سعيد الدارمي في النقض على بشر المريسي (ص 179) وأبو يعلى في مسنده (12/ 258: 6855) والبخاري في تاريخه (8/ 95) والطبراني في مسند الشاميين (ق 232 - 233) والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 222)، كلهم من طرق عن إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همّار أن رجلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: أي الشهداء أفضل؟ قال: "الذين يلقون القوم في الصفّ فلا يلفتون وجوههم. حتى يقتلوا، أولئك يتلبّطون في الغرف العُلا من الجنّة، يضحك إليهم ربّك، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي مَوْطِنٍ، فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ". قال الشرف الدمياطي في (المتجر الرابح) (ص 383): "رواه أحمد وأبو يعلى بإسنادين جيّدين". وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 292)، وقال: "رجال أحمد وأبي يعلى ثقات". وهو كما قالا سوى إسماعيل بن عياش، وهو صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها , وللحديث طريق آخر عن نعيم بن همّار، أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 181/أ) من طريق ابن لهيعة عن علي بن دينار، عن نعيم بن همّار به بألفاظ متقاربة. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن علي أبي دينار إلَّا ابن لهيعة". قلت: هذا إسناد ضعيف , لأن ابن لهيعة لا يحتمل تفرّده، وعليًا أبا دينار لم أعرف من هو. وللحديث شاهد آخر أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 249/ أ) من طريق عنبسة ابن سعيد عن عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي، عن عروة بن رويم، عن قزعة بن يحيى، عن أبي سعيد بنحو حديث الباب بلفظ "أفضل الجهاد ... ". =
= قال في "المجمع (5/ 292): "رواه الطبراني في الأوسط من طريق عنبسة بن سعيد، وثقه الدارقطني كما نقل الذهبي، ولم يضعّفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح". وله شاهد آخر أيضًا من حديث عبد الله بن عمرو موقوفًا بنحو حديث الباب، وليس فيه ذكر لضحك الربُّ -سبحانه وتعالى-. أخرجه ابن المبارك في الجهاد (ص 86) والدولابي في الكنى والأسماء (2/ 108) وأبو نعيم في الحلية (1/ 291) من طريق صفوان بن عمرو عن زهير بن أبي المخارق العنسي، عن عبد الله بن عمرو به. وفيه زهير بن سالم العَنْسي، قال فيه الدارقطني: "منكر الحديث"، وقال الحافظ: "صدوق، فيه لين". (التهذيب 3/ 344، التهذيب ص 217).
الحكم عليه: إسناد الحارث هالك مسلسل بالضعفاء والمتروكين، فيه داود بن المحبّر متهم بالوضع، وأبان بن أبي عياش متروك، وإسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين. ولمتنه شاهد من حديث نعيم بن همّار إسناده حسن، سبق الكلام عنه في تخريج الحديث. وله شواهد أخرى تقدّمت في التخريج.
1924 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ (¬1)، ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عن يحيى بن أبي كثير عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إن الله تعالى يَقْبِضُ [أَرْوَاحَ شُهَدَاءِ] (¬2) الْبَحْرِ بِيَدِهِ، وَلَا يَكِلُهُمْ إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ، وَمَثَلُ (¬3) رُوحِهِ [حِينَ تَخْرُجَ] (¬4) مِنْ صَدْرِهِ، كَمَثَلِ اللَّبَنِ [حِينَ] يَدْخُلُ صَدْرَهُ. ¬
1924 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث (3/ 795: 618)، باب الشهداء ومراتبهم. والبوصيري في الإتحاف، باب ما جاء في الشهداء وفضلهم (2/ 82/ ب)، من طريق الحارث، ولم يعزه لغيره. ولم أقف على الحديث من غير طريق الحارث، لكن له شاهد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. أخرجه ابن ماجه في الجهاد، باب فضل غزو البحر (2/ 928: 2778)، والطبراني في الكبير (8/ 200: 7716)، وابن عساكر في تاريخه كما في مشارع الأشواق لابن النخاس (1/ 254: 310)، من طريق عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: شهيد البحر مثلُ شهيدي البر، والمائدُ في البحر كالمُتشحِّط في دمه في البرِّ، وما بين الموجتين كقاطع الدنيا في طاعة الله. وإن الله عزَّ وجلَّ وكل ملك الموت بقبض الأرواح إلا شهيد البحر، فإنه يتولى قبض أرواحهم، ويغفر لشهيد البرّ الذّنوب كلّها إلَّا الدين، ولشهيد البحر الذنوب والدين". =
= قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 112): "هذا إسناد ضعيف، عفير بن معدان المؤذن ضعّفه أحمد وابن معين ودحيم وأبو حاتم والبخاري والنسائي وغيرهم. قلت: بل إسناده ضعيف جدًا إن لم يكن موضوعًا، فإن عفيرًا هذا متهم. وقال العراقي كما في فيض القدير (4/ 167): "عفير بن معدان ضعيف جدًا" وهو مع هذا مخالف لعموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يغفر للشهيد كل ذنب إلَّا الدّين".
الحكم عليه: إسناد الحارث ضعيف جدًا، فيه عدّة علل: 1 - داود بن المحبّر: متهم بالوضع. 2 - عبّاد بن كثير: متروك. 3 - فيه انقطاع , لأن يحيى بن أبي كثير لم يدرك سلمان الفارسي رضي الله عنه. وأما شاهد حديث الباب، فضعيف جدًا، إن لم يكن موضوعًا، فإن عفيرًا هذا متهم. لكن ورد في فضل شهداء البحر أحاديث كثيرة، منها حديث أنس عند البخاري ومسلم: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه ... "، وفيه "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا"، قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم، قال: أنت فيهم، ثم قال النبي: "أوّل جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم"، فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: "لا". أخرجه البخاري مطولًا، واللفظ له في الجهاد، باب ما قيل في قتال الروم (6/ 120: 2924)، ومسلم في فضل الغزو في البحر (3/ 1518: 1912) مطولًا أيضًا. قال ابن النخّاس في مشارق الأشواق (1/ 247): "واعلم أيّدك الله بتوفيقه أن للغزو في البحر فضائل ليست في البر. ثم ساق جملة من النصوص في ذلك، فانظرها هناك.
1925 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ (¬1)، ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عن يزيد (¬2) الرَّقَاشِيِّ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ قَيْسٍ (¬3) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. (قال المغيرة بن قيس: وحدثنا الْحَسَنُ بِبَعْضِهِ وَقَتَادَةُ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَالضَّحَّاكُ بن مزاحم، قال: وحدثنا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ والعرزمي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كُلُّهُمْ) (¬5) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: الشُّهَدَاءُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا لَا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلَا يُقتل (¬6)، فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا، وَنَجَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيَحِلُّ (¬7) عَلَيْهِ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الخلد. والثاني (¬8) خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ و [لا] (¬9) يُقتل، فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ (كَانَتْ رُكْبَتُهُ بِرُكْبَةِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ في مقعد صدق. ¬
وَالثَّالِثُ: رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا (¬10) يُرِيدُ أن يَقتل ويُقتل، فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ) (¬11) جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ، وَاضِعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، وَالنَّاسُ [جَاثُونَ] (¬12) على الرّكب يقول: افرجوا لنا (¬13)، فَإِنَّا قَدْ بَذَلْنَا دِمَاءَنَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: والذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ قَالَ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ أَوْ لنبي من الأنبياء، لنحّى لَهُ عَنِ الطَّرِيقِ لِمَا يَرَى مِنْ حَقِّهِ، فلا يسأل الله تعالى شَيْئًا إلَّا أَعْطَاهُ، وَلَا يَشْفَعُ فِي أَحَدٍ إلَّا شُفّع فِيهٍ، ويُعطى فِي الْجَنَّةِ مَا أحبّ، ولا يفضله في الجنة منزل (¬14) نَبِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ (¬15)، وَلَهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ (¬16) أَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَأَلْفُ أَلْفِ مدينة من ذهب، وألف ألف مدينة لُؤْلُؤٍ، وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتٍ، وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ دُرٍّ، وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ، وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ نُورٍ (¬17)، فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِنَ الْمَدَائِنِ أَلْفُ أَلْفِ قصر، في كل قصر ألف ألف بيت، في كل بيت ألف أَلْفُ سَرِيرٍ، كُلُّ سَرِيرٍ طُولُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ وَعَرْضُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ، وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، عَلَيْهِ زَوْجَةٌ قَدْ برز ¬
كُمُّهَا (¬18) مِنْ جَانِبَيِ السَّرِيرِ [عِشْرِينَ] (¬19) مِيلًا مِنْ كل زاوية (¬20)، هي أربع زوايا وأشفار عينها كجناح النّسور (¬21) أو كقوادم النّسور، وحاجباها كالهلال، عليها ثياب تنبت في جنان (¬22) عدن سقياها (¬23) من تسنيم (¬24) وزهرها (¬25) يخطف الْأَبْصَارَ دُونَهَا لَوْ بَرَزَتْ لِأَهْلِ الدُّنْيَا (¬26) لَمْ يَرَهَا نَبِيُّ مُرْسَلٌ وَلَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ إلَّا فُتِنَ بِحُسْنِهَا، بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ مِائَةُ أَلْفِ جَارِيَةٍ بِكْرٍ (¬27) خدمٌ سِوَى خَدَمِ زَوْجِهَا، وَبَيْنَ يَدَيْ كُلِّ سَرِيرٍ كَرَاسِيُّ مِنْ غَيْرِ جَوْهَرِ السَّرِيرِ، كُلُّ سَرِيرٍ (¬28) طُولُهُ مِائَةُ أَلْفِ ذِرَاعٍ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ مِائَةُ أَلْفِ فِرَاشٍ، غِلظُ كُلِّ فِرَاشٍ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَمَا بَيْنَهُنَّ مَسِيرَةُ. خَمْسِمِائَةِ عَامٍ يَدْخُلُونَ الجنّة قبل الصدّقين وَالْمُؤْمِنِينَ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ، يَفْتَضُّونَ الْعَذَارَى، وَإِذَا دَنَا من السرير، تطامنت (¬29) لَهُ الْفُرُشُ حَتَّى يَرْكَبَهَا مُتَفَرَّجًا حَيْثُ شَاءَ، فيتكىء تكأة مع الحور العين سبعين سنة، فتناديه أبهى ¬
مِنْهَا وَأَجْمَلُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمَا لَنَا مِنْكَ دَوْلَةٌ؟ فَيَلْتَفِتُ إِلَيْهَا فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: إِنَّا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)} (¬30) ثم تناديه أبهى وأجمل: يا عبد الله مالك فينا من حاجة؟ فيقول: ما عملت مكانك، فتقول: أَوْ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (¬31) فَيَقُولُ: بَلِيَ وَرَبِّي، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَلَعَلَّهُ يَشْتَغِلُ عَنْهَا بعد ذلك عامًا لا (¬32) يشغله إلَّا ما هو فيه من النعمة (¬33) واللّذة، فإذا دخل أهل الجنة، ركب شهداء (¬34) البحر قراقر (¬35) مِنْ دُرٍّ فِي نَهَرٍ مِنْ نُورٍ مَجَادِيفُهُمْ (¬36) قُضْبَانُ اللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ وَالْيَاقُوتِ، مَعَهُمْ (¬37) رِيحٌ تُسَمَّى الزهراء في (¬38) أمواجٍ كَالْجِبَالِ، إِنَّمَا هُوَ نُورٌ يَتَلَأَلَأُ، تِلْكَ (¬39) الأمواج في أعينهم أهون (¬40) وَأَحْلَى عِنْدَهُمْ مِنَ الشَّرَابِ الْبَارِدِ فِي الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا فِي الْيَوْمِ الصَّائِفِ، و [أيامهم] (¬41) الذين كانوا في ¬
[نحر] (¬42) أصحابهم الذين كانوا في الدنيا، تقدم قراقرهم (¬43) بين يدي أصحابهم ألف أَلْفِ سَنَةٍ، وَخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (¬44)، وَمَيْمَنَتُهُمْ (¬45) خَلْفَهُمْ (¬46) عَلَى النِّصْفِ مِنْ قُرْبِ أُولَئِكَ مِنْ أَصْحَابِهِمْ، وميسرتهم (¬47) مثل ذلك (وساقتهم (¬48) الذين كانوا خلفهم في تلك القراقر من درّ، فبينما هم كذلك يَسِيرُونَ فِي ذَلِكَ النَّهَرِ) (¬49) إِذْ رَفَعَتْهُمْ تِلْكَ الْأَمْوَاجُ إِلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ يَدَيْ عَرْشِ (¬50) رَبِّ الْعِزَّةِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الملائكة [يضعفون] (¬51) عَلَى خَدَمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حُسنًا وَبَهَاءً وَجَمَالًا وَنُورًا، كَمَا [يُضَعَفُونَ] (¬52) هُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ [بِمَنَازِلِهِمْ] (¬53) عِنْدَ اللَّهِ، فَيَهِمُّ أَحَدُهُمْ أَنْ يَخِرَّ لِبَعْضِ خُدَّامِهِمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ سَاجِدًا فَيَقُولُ: يَا وليّ الله، أَنَا خَادِمٌ لَكَ وَنَحْنُ مِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانَ (فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانَ فِي جَنَّاتِ الْفِرْدَوْسِ، وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانَ فِي جَنَّاتِ النعيم، ومائة ألف قهرمان في ¬
جنّات المأوى، وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانَ فِي جَنَّاتِ الْخُلْدِ) (¬54)، وَمِائَةُ ألف قهرمان في جنّات الحلال (¬55)، ومائة ألف قهرمان في جنّات السَّلَامِ، كُلُّ قَهْرَمَانَ مِنْهُمْ عَلَى بَابِ (¬56) مَدِينَةٍ، في كل مدينة أَلْفِ قَصْرٍ، فِي كُلِّ قَصْرٍ مِائَةُ أَلْفِ بَيْتٍ (¬57)، مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَدُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ وَلُؤْلُؤٍ وَنُورٍ، فِيهَا أَزْوَاجُهُ وسُرُره، وخُدّامه، لَوْ أن (¬58) أدناهم نزل به (¬59) الْجِنُّ وَالْإِنْسُ وَمِثْلُهُمْ مَعَهُمْ أَلْفُ أَلْفِ مَرَّةٍ لوسعتهم أدنى قصر (¬60) من قصوره ما شاءوا من النزل (¬61) وَالْخَدَمِ وَالْفَاكِهَةِ وَالثِّمَارِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، كُلُّ قَصْرٍ مُسْتَغْنٍ بِمَا فِيهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ عَلَى قدر سعتهم جميعًا لا يَحْتَاجُ إِلَى الْقَصْرِ الْآخَرِ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَإِنَّ أَدْنَاهُمْ مَنْزِلَةً الَّذِي يَدْخُلُ عَلَى الله بكرة وعشيا، فيأمر بِالْكَرَامَةِ كُلِّهَا , لَمْ يَشْتَغِلْ (¬62) حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهِ الْجَمِيلِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. قُلْتُ (¬63): هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ مَا أَجْهَلَ مَنِ افَتَرَاهُ وَأَجْرَأَهُ عَلَى الله تعالي. ¬
1925 - تخريجه: الحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (3/ 792: 793)، =
= والبوصيري في الإتحاف (4/ 82/ ب)، من طريق الحارث هذه. ولم أقف عليه من هذا الطريق، لكن له عن أنس طريق آخر. أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 283 - 284: 1715)، عن سلمة بن شبيب، والبيهقي في الشعب (4/ 25: 4255)، من طريق الفضل بن محمَّد البيهقي، والأصبهاني الملقّب بقوّام السنة في ترغيبه (85 أ/ ب)، من طريق عبد الله بن أحمد الدورقي، ثلاثتهم عن محمَّد بن معاوية عن مسلم بن خالد عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نمر عن أنس به بلفظه مختصرًا. قَالَ الْبَزَّارُ: "لَا نَعْلَمُهُ عَنْ أَنَسٍ إلَّا بهذا الطريق، ومحمد بن معاوية قد حدث بأحاديث لم يتابع عليها، وأحسب هذا أُتي منه , لأن مسلم بن خالد لم يكن بالحافظ". وقال البيهقي: "محمَّد بن معاوية النيسابوري، غيره أوثق منه". وقال المنذري في الترغيب (2/ 317): "وهو حديث غريب". وقال الهيثمي في المجمع (5/ 294 - 295): "رواه البزار وضعّفه بشيخه محمَّد بن معاوية، فإن كان هو النيسابوري، فهو متروك، وفيه أيضًا مسلم بن خالد الزنجي، وهو ضعيف، وقد وثق". وقال الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزَّار (1/ 706: 1306) معلقًا على كلام الهيثمي: قلت: "هو هو" -يعني النيسابوري-.
الحكم عليه: حديث الباب حديث موضوع، وإسناده هالك ساقط مسلسل بالضعفاء والمتروكين. وقد حكم عليه بالوضع غير واحد من الأئمة: قال الهيثمي في بغية الباحث (3/ 794: 793): "هذا حديث وضعه داود بن المحبّر، وهو كذّاب". =
= وكذا حكم عليه المُصنِّف كما في الأصل. وقال البوصيري في الإتحاف (4/ 83/ب): "هذا حديث فيه داود بن المحبّر، وهو ضعيف. قال فيه ابن حبَّان: كان يضع الحديث على "الثقات". وأما الطريق الآخر عن أنس رضي الله عنه وهو المتابعة التي عند البزّار والبيهقي والأصبهاني، فلا تفيده بشيء، إذ فيها علتان: 1 - محمَّد بن معاوية النيسابوري متروك، ومدار هذا الطريق عليه. 2 - مسلم بن خالد -وهو شيخ محمَّد بن معاوية- صدوق كثير الأوهام. وقد أورده هذا الطريق المنذري في الترغيب (2/ 317)، وقال: "وهو حديث غريب".
1926 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا ابن وهب، أخبرني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ (¬1) عَنْ سَهْلِ بْنِ أبي أمامة بن حنيف عن أبيه عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- قَالَ: أُوَلُّ مَا يُهراق مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ يُغْفَرُ لَهُ ذَنْبُهُ كُلُّهُ إلَّا الدَّين (¬2). ¬
1926 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولعلّه في المسند الكبير. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 73: 5553)، من طريق أحمد بن صالح، والحاكم في المستدرك (2/ 119)، من طريق محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (9/ 163 - 164)، كلاهما عن ابن وهب به بلفظه، وليس عند الحاكم والبيهقي قوله "إلَّا الدَين". وأخرجه الطبراني أيضًا (6/ 73: 5552)، من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن ابن وهب بن شريح عن سهل بن أبي أمامة به بلفظه. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن العاص يرفعه: "يغفر للشهيد كل ذنب إلَّا الدَين". أخرجه مسلم في الإِمارة، باب من قُتل في سبيل الله (3/ 1502: 1886)، أحمد (2/ 220)، والبيهقي (9/ 25)، من طريق عيّاش بن عباس عن عبد الله بن يزيد أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبْلِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ به. =
= الحكم عليه: إسناد أبي يعلى فيه ضعف، لجهالة عبد الرحمن بن سعد، وبقية رجاله ثقات. لكنه يرتقي إلى الحسن لغيره بالمتابعة التي عند الطبراني، فإن رجالها رجال الصحيح، وكلهم ثقات سوى عبد الرحمن بن شريح، فهو صدوق يخطئ. وأورده الألباني في صحيح الجامع (1/ 354: 2575)، وقال عنه: "حسن".
2 - باب النهي عن إطلاق اسم الشهيد على مجرد [القتل]
2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِطْلَاقِ اسْمِ الشَّهِيدِ عَلَى مُجَرَّدِ [الْقَتْلِ] (¬1) 1927 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا شعبة قال: قال عمرو (¬2) بن مرة: أخبرني أَبُو الْبَخْتَرِيِّ (¬3) الطَّائِيُّ [قَالَ] (¬4): إِنَّ نَاسًا كَانُوا بِالْكُوفَةِ مَعَ ابن (¬5) الْمُخْتَارِ -يَعْنِي وَالِدَ الْمُخْتَارِ ابن أَبِي عُبَيْدٍ (¬6) حَيْثُ قُتِلَ بِجِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ- قَالَ: فَقُتِلوا إلَّا رَجُلَيْنِ حَمَلَا (¬7) عَلَى الْعَدُوِّ بَأَسْيَافِهِمَا، فَأفْرَجُوا لَهُمَا فَنَجَيَا (¬8) أَوْ ثَلَاثَةً، فَأَتَوُا الْمَدِينَةَ، فَخَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُمْ قُعُودٌ يَذْكُرُونَهُمْ (¬9)، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عمّ قلتم (لهم؟ ¬
قَالُوا) (¬10): اسْتَغْفَرْنَا لَهُمْ وَدَعَوْنَا لَهُمْ (¬11)، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَتُحَدِّثُنِّي بِمَا قُلْتُمْ لَهُمْ أَوْ لَتَلْقَوْنَ مِنِّي فُتُوحًا (¬12)، قَالُوا: إِنَّا قُلْنَا إِنَّهُمْ شُهَدَاءُ، قَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، وَالَّذِي لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا بِإِذْنِهِ، مَا تَعْلَمُ نَفْسٌ حَيَّةٌ مَاذَا عِنْدَ اللَّهِ لِنَفْسٍ مَيِّتَةٍ إلَّا نَبِيَّ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى (¬13) غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، [وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ] (¬14)، وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، وَالَّذِي لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ الرَّجُلَ يُقَاتِلُ رِيَاءً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ يُرِيدُ الدُّنْيَا، وَيُقَاتِلُ يُرِيدُ الْمَالَ، وَمَا لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ عِنْدَ اللَّهِ إلَّا مَا فِي نُفُوسِهِمْ (¬15). * رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إلَّا أنّه منقطع (¬16). ¬
1927 - تخريجه: الحديث في بغية الباحث من زوائد الحارث للهيثمي -طبعة مركز خدمة السنة بالجامعة الإِسلامية- (1/ 469: 396) بلفظه، وفيه زيادة نصّها: " ... إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ لِنَبِيِّهِ الْمَدِينَةَ، وَهِيَ أَقَلُّ الْأَرْضِ طَعَامًا وَأَمْلَحُهُ مَاءً، إلَّا مَا كَانَ مِنْ هَذَا التَّمْرِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ ولا الطاعون إن شاء الله". ولم أقف عليه عند الحارث. =
= الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أن فيه انقطاعًا؛ لأن أبا البختري لم يسمع من عمر كما في جامع التحصيل (ص 183) وغيره. وله شاهد من حديث عمر نفسه أنه خطب فقال: تقولون في مغازيكم: فلان شهيد ومات فلان شهيدًا، ولعله قد يكون أوقر راحلته، ألا لا تقولوا ذلكم، ولكن قولوا كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من مات في سبيل الله أو قتل، فهو شهيد". أخرجه أحمد وسعيد بن منصور كما في فتح الباري (6/ 106) من طريق محمَّد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر. قال ابن حجر: "وهو حديث حسن".
3 - باب النية في الجهاد
3 - بَابُ النِّيَّةِ فِي الْجِهَادِ 1928 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ -هُوَ ابْنُ حَرْبٍ- ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ -هُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ- ثنا محمَّد بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [رَافِعٍ] (¬1)، ثنا [حَنَانُ] (¬2) بْنُ خَارِجَةَ عَنْ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قَالَ لِي: [يَا حَنَانُ] (¬3) ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَجَاهِدْهَا، يَا عَبْدَ اللَّهِ ابْدَأْ بِنَفْسِكَ [فاغزُها] (¬4)، فَإِنَّكَ إِنْ قُتِلْتَ فَارًّا (¬5) , بَعَثَكَ اللَّهُ فَارًّا، وَإِنْ قُتِلْتَ مُرَائِيًا، بَعَثَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُرَائِيًا، وَإِنْ قُتِلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، بَعَثَكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وتعالى، صابرًا محتسبًا. ¬
1928 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولعلّه في المسند الكبير. وقبل أن أخرّج الحديث، أشير هنا إلى أن الحافظ ابن حجر رحمه الله اقتصر على ذكر الشطر الأخير من حديث أبي يعلى -ويفعل هذا كثيرًا-، وهو حديث =
= طويل ولذا سأذكره هنا بتمامه كما هو في إتحاف الخيرة للبوصيري (4/ 61/ ب)؛ وذلك لما يترتب عليه من الإِحالة على متنه: "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قال: جاء أعرابي جاف جريء، فقال: يا رسول الله، أخبرنا عن الهجرة إليك أينما كنت؟ أم لقوم خاصة؟ أم إلى أرض معلومة؟ أم إذا متّ انقطعت؟ فسأل ثلاث مرَّات ثم جلس، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثم قال: أين السائل؟ قال: ها هو ذا يا رسول الله، قال: الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، ثم أنت مهاجر وإن متّ بالحضر. قال: فقام آخر، فقال: يا رسول أخبرني عن ثياب الجنة أتخلق خلقًا أم تنسج نسجًا؟ قال: فضحك بعض القوم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تضحكون من جاهل يسأل عالمًا! فأكب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: أين السائل عن ثياب الجنة؟ قال: ها هو ذا يا رسول الله، قال: بل تشقق عنها ثمار الجنة، ثلاث مرَّات. قال حنان: قلت لعبد الله بن عمرو: كيف تقول في الغزو والجهاد؟ قال: يا عبد الله ابدأ بنفسك فجاهدها ... "الحديث. أخرج أبو داود في الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا (3/ 32: 2519) القصّة الأخيرة منه، وهي قصّة الجهاد دون باقية عن مسلم بن حاتم الأنصاري، وأحمد (2/ 224) بنحوه مع ذكر القصّة، والحاكم (2/ 85، 86) من طريق إسحاق بن منصور، ثلاثتهم عن ابن مهدي، به. قال الحاكم: "صحيح، ولم يخرّجاه". وأقرّه الذهبي، وقال: "صحيح". وأخرجه الطيالسي في مسنده (ص 300: 2277) بنحوه مطولًا عن محمَّد بن أبي الوضاح، به ومن طريقه البزّار كما في مختصر زوائد البزّار للحافظ ابن حجر (2/ 483، 484: 2263) مختصرًا، وأبو نعيم في صفة الجنة (3/ 200: 225) بنحوه مختصرًا، والبيهقي في البعث والنشور (ص 178: 323) بنحوه والمزّي في تهذيب الكمال (7/ 425) مطولًا، جميعهم من طريق الطيالسي، به. قال البزار: "لا نعلمه يُروي إلَّا عن عبد الله بن عمرو ولا له، إلَّا هذا الطريق". =
= وتعقبه الهيثمي في كشف الأستار (4/ 196)، فقال: "قد رواه عن جابر كما ترى". قلت: يشير إلى ما رواه البزّار نفسه عن عمر بن إسماعيل بن مجالد عن أبيه عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رضي الله عنهما: أن أعرابيًا قال: يا رسول الله أرأيت ثيابنا في الجنّة، نعملها بأيدينا، قال: فضحك القوم، فقال الأعرابي: كم تضحكون؟ من جاهل يسأل عالمًا؟ فقال: -يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- "صدق، ولكنها تخلق خلقًا، أو تنشق عنها ثمار أهل الجنّة". وأخرجه أيضًا أبو يعلى في مسنده (4/ 40: 2046) بنحوه، والطبراني في الصغير (1/ 90: 120)، وفي الأوسط كما في مجمع الزوائد (10/ 417، 418) من طريق إسماعيل بن مجالد، به بنحوه. وأخرج البخاري في تاريخه (3/ 112) قصّة ثياب أهل الجنة منه، وكذا النّسائي في الكبرى , كتاب العلم، باب الضحك عند السؤال (3/ 441: 5872) عن عمرو بن منصور، كلاهما عن حرمي بن حفص عن محمَّد بن عبد الله بن عُلَاثة عن العلاء، به. وأخرجه أحمد في مسنده (2/ 203) عن أبي كامل -هو مظفر بن مدرك- عن زياد بن عبد الله بن عُلَاثة عن العلاء بن رافع عن الفرزدق بن حنّان القاص قال: "فذكره بنحوه، وليس فيه اللفظ الذي أورده الحافظ ابن حجر في حديث الباب". وهذا خطأ من زياد، وهو ثقة، فقال: "الفرزدق بن حنان" بدل "حنان ابن خارجة". قال الحافظ في النكت الظراف على تحفة الأشراف (6/ 286، 287): " ... فأظن حنان بن خارجة كان يكنى أبا الفرزدق، أو كأنه يلقّب الفرزدق وانقلب، وإلَّا، فالحديث لحنان بن خارجة لا شكّ فيه، ولعل التخليط فيه من ابن علاثة".
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى، فيه حنان بن خارجة مجهول الحال، ومدار الطرق عليه. =
= وفيه العلاء بن عبد الله بن رافع يحتاج إلى متابع. ونقل الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 255) أوّله في السؤال عن الهجرة -كما هو مخرّج في الطرق الأخرى-، ثم أشار إلى الرواية الأخرى في المسند، ثم قال: "رواه أحمد والبزّار، وأحد إسنادي أحمد حسن، ورواه الطبراني. وأبعد أحمد شاكر رحمه الله، في تعليقه على المسند (11/ 115)، حيث قال: "إسناد صحيح" وقد علمت من تخريجه أن مدار طرقه على حنان بن خارجة، وهو مجهول الحال.
1929 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا عَمْرُو بْنُ شَمِر عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ صَوْحَانَ، قَالَ سَمِعْتُ زَامِل (¬1) بْنَ عَمْرٍو الجُذامي (¬2) يُحَدِّثُ عَنْ ذِي الْكَلَاعِ الحِمْيَري قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: إِنَّمَا يُبْعَثُ الْمُقْتَتِلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى النِّيَّاتِ (¬3). ¬
1929 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، لكن أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 332) بلفظ: "إنما يبعث المسلمون على النيات" من حديث عمر، وقال: "رواه أبو يعلى في الكبير، وفيه جابر الجعفي، وهو ضعيف". ومن طريق أبي يعلى في مسنده الكبير، أخرجه ابن عساكر في تاريخه (6/ 140، 141 مخطوط) بلفظ حديث الباب تمامًا دون قوله (يوم القيامة). وأخرجه ابن عدي في الكامل، في ترجمة عمرو بن شَمِر (5/ 130) عن أبي يعلى الموصلي، به بلفظه. وأخرجه تمام الرازي في فوائده (1/ 102: 236) عن أحمد بن إسحاق بن محمَّد ابن يزيد عن أحمد بن علي بن سهل المروزي، عن علي بن الجعد، به بلفظ "إنما يبعث المسلمون على النيّات". ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق أيضًا، في ترجمة زامل بن عمرو السكسكي (6/ 323 مخطوط). قال ابن عدي: "وهذا بهذا الإسناد لا أعلم راوه غير عمرو بن شَمِر". وقال ابن عساكر: المحفوظ: "المقتتلون". =
= وعزاه العراقي في تخريج أحاديث الأحياء (4/ 383) لابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص والنية من حديث عمر بلفظ "إنما يقتتل المقتتلون على النيّات". وعزاه في فيض القدير (3/ 7) للطبرانىِ، ولم أجده في المطبوع منه. وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة بلفظ "إنما يبعث الناس على نياتهم". أخرجه ابن ماجه، في الزهد، باب النية (2/ 1414: 4229)، واللفظ له، وأحمد (2/ 392)، وتمام في فوائده (10/ 102، 103: 237) من طريق شريك عن ليث عن طاووس عن أبي هريرة، به. وفيه ليث بن أبي سليم، قال العراقي في تخريج الاحياء (4/ 383): "مختلف فيه". وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (3/ 303: 1512 تحقيق عزّت عطية): "هذا إسناد فيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف". وله شاهد آخر من حديث جابر. أخرجه مسلم في صفة الجنة، باب الأمر بحسن الظن بالله (4/ 2206: 2878) وابن ماجه في الزهد، باب النية (4/ 1412: 4230) من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر يرفعه: يبعث كل عبد على ما مات عليه". ولفظ ابن ماجه: "يحشر النّاس على نياتهم".
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف جدًا، فيه عمرو بن شَمِر وجابر الجعفي متروكان، وهما من غلاة الشيعة. وضعّفه الهيثمي في المجمع (10/ 332) بجابر الجعفي، وكذا البوصيري في الإتحاف (4/ 62/ أ)، وزاد: والراوي عنه ضعيف. وضعّفه أيضًا المُناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 365). ولمتنه شواهد صحيحة تقدم بعضها عند تخريج الحديث لكن من غير تقييد =
= بـ (المقتتلين)، غير أنه يمكن الاستشهاد لهذه الزيادة بحديث عبد الله بن عمرو المتقدم برقم (1928)، وفيه "فَإِنَّكَ إِنْ قُتِلْتَ فَارًّا، بَعَثَكَ اللَّهُ فَارًّا، وإن قتلت مرائيًا، بعثك الله مُرَائِيًا، وَإِنْ قُتِلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، بَعَثَكَ اللَّهُ -تبارك وتعالى- صابرًا محتسبًا". والنصوص في عموم هذا الباب كثيرة جدًا.
4 - باب النهي عن قتال المسلم
4 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قِتَالِ الْمُسْلِمِ 1930 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، ثنا عَوْفٌ (¬1)، حَدَّثَنِي شَيْخٌ أَحْسَبُهُ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ قَالَ: أَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شُقَّةَ خَمِيصَةٍ سَوْدَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَعَقَدَهَا عَلَى رُمْحٍ ثُمَّ هَزَّهَا، فَقَالَ: مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا، فَهَابَهَا الْمُسْلِمُونَ مِنْ أَجْلِ الشَّرْطِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا آخُذُهَا بِحَقِّهَا؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تُقَاتِلُ بِهَا مسلمًا، ولا تفرّ (¬2) بها من كافر (¬3). ¬
1930 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف، باب صفة الراية (81/ ب) من طريق مسدّد فقط. ولم أقف عليه من هذا الطريق فيما بحثت فيه، لكن له شاهد من طريق أنس رضي الله عنه. =
= أخرجه مسلم في "فضائل الصحابة , باب من فضائل أبي دجانة (4/ 1917: 2470) والحاكم في المستدرك (3/ 230) وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 398: 18619)، كلهم من طريق حماد عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أخذ سيفًا يوم أحد، فقال: من يأخذ منّي هذا؟ فبسطوا أيديهم، كل إنسان منهم يقول: أنا، أنا، قال: فمن يأخذه بحقّه؟ قال: فأحجم القوم، فقال سماك بن خرشة، أبو دجانة: أنا آخذه بحقّه ... "الحديث. وله شاهد آخر بنحوه من حديث الزبير بن العوام. أخرجه الحاكم (3/ 230) والدولابي في الكنى (1/ 69)، كلاهما من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير بن العوام، فذكره بنحوه، وفيه: "فقام أبو دجانة سماك ابن خرشة، فقال: أنا آخذه يا رسول الله بحقّه، فما حقّه؟ قال: أن لا تقتل، به مسلم، ولا تفرّ به عن كافر ... " الحديث، وفيه زيادة.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده فيه راو مبهم لم أعرف من هو، لكن لمتنه شاهد صحيح، تقدم تخريجه من حديث أنس عند مسلم، والزبير بن العوام عند الحاكم وغيرهما. والحديث أورده البوصيري في الإِتحاف (4/ 85/ ب) باب صفة الراية وسكت عنه.
5 - باب دفن الشهيد حيث يقتل
5 - بَابُ (¬1) دَفْنِ الشَّهِيدِ حَيْثُ يُقْتَلُ 1931 - وَقَالَ محمَّد بْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا [بِشْرٌ] (¬2)، ثنا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ الطَّائِفِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ مُعَيَّةَ] (¬3) السُّوَائي أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُتِلَا عِنْدَ بَابِ بَنِي سَالِمٍ، فذُكر ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَ أَنْ يُدْفَنَا حَيْثُ قُتِلَا، فَاحْتُمِلَا مِنْ حَيْثُ أُصِيبَا، فَوَافَقَهُمْ ذَلِكَ مَقْبَرَةً عند بني هلال، فدفنا هنالك. ¬
1931 - تخريجه: الحديث أخرجه النّسائي في سننه، كتاب الجنائز، باب أين يدفن الشهيد (4/ 79: 2003) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 38/ ب) والبغوي في معجمه كما في الإصابة (6/ 355)، جميعهم من طريق وكيع عن سعيد بن السائب، به بنحوه، ولفظ النسائي: "أصيب رجلان من المسلمين يوم الطائف، فحملا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأمر أن يدفنا حيث أصيبا، وكان ابن معيّة ولد عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ". =
= ولفظ أبي نعيم "فحملا إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-، أو بلغه ذلك -على الشكّ-، فبعث أن يدفنا حيث أصيبا". وعند البغوي كما في الإصابة (6/ 355): "فأحب أن يدفنا" بدل (أمر). وله شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "كنا حملنا القتلى يوم أحد لندفنهم، فجاء منادي النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: إِنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمركم أن تدفنوا القتلى في مضاجعهم، فرددناهم". أخرجه أبو داود في الجنائز، باب في الميت يحمل من أرض إلى أرض وكراهة ذلك (3/ 514: 3165) والترمذي في الجهاد، باب دغن القتيل في مقته (4/ 187: 1717)، وقال: "حسن صحيح"، والنّسائي في الجنائز، باب أين يدفن الشهيد (4/ 79: 2004، 2005) وابن ماجه في الجنائز، باب الصلاة على الشهداء ودفنهم (1/ 486: 1516)، جميعهم من طريق الأسود عن نبيح العنزي عن جابر، به واللفظ لأبي داود. وإسناده صحيح.
الحكم عليه: إسناد حديث الباب رجاله ثقات، لكنه مرسل. قال الحافظ ابن حجر عن عبد الله بن معية: "حديثه مرسل" (التقريب ص 324). غير أن هذا المرسل يتقوّى بمجيئه من وجه آخر صحيح عن بعض الصحابة، منهم: جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وقد سبق ذكر حديثه آنفًا كشاهد لحديث الباب.
6 - باب فضل الجهاد
6 - بَابُ فَضْلِ الْجِهَادِ 1932 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا بَقِيَّةُ عَنِ [أَبِي مُطِيعٍ] (¬1)، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: من قَاتَلَ وَصَبَرَ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يَغْلِبَ، وُقِي فتنة القبر (¬2). ¬
1932 - تخريجه: الحديث لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولعلّه في المسند الكبير. وذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 83/ ب) من مسند أبي يعلى فقط، ولم يعزه لغيره. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 119) من طريق عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار عن أبي مطيع معاوية بن يحيى به بنحوه. قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه". وتعقبه الذهبي كما في مختصر استدراك الذهبي لابن الملقّن (2/ 610)، فقال: "فيه معاوية بن يحيى، وهو ضعيف". وقول الذهبي فيه نظر؛ لأنّ معاوية هذا وثّقه الجمهور كما في ترجمته. =
= وأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 187: 4094)، وفي الأوسط (2/ 221/ ب) عن موسى بن جمهور التنيسي، عن محمَّد بن مصفى، عن معاوية بن يحيى -هو أبو مطيع- به بلفظ: "من لقي العدو فصبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في قبره". وفي الأوسط: أو يُقتلهم بدل يغلب. لكن زاد في الأوسط -كما هو ظاهره في المخطوط- بعد محمَّد بن مصفى زاد: ثنا أبي. يعني مصفى بن بهلول كما في (المجمع). قال الهيثمي في "المجمع (5/ 327 - 328) بعد أن ذكر الحديث: "رواه الطبراني في الأوسط , وفيه: مصفى بن بهلول، وهو والد محمَّد، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". وتعقّبه الشيخ حمدي السلفي في تعليقه على المعجم الكبير (4/ 187)، فقال: "ليس فيه مصفى، إنما فيه محمَّد، وهو صدوق له أوهام". قلت: بل هو في الأوسط ظاهر، كما أشرت من قبل، فما أدري هل زيدت من الناسخ، أم هي من المزيد في متصل الأسانيد.
الحكم عليه: حديث الباب رجال إسناده ثقات، غير أبي مطيع معاوية بن يحيى الطرابلسي الشامي، نهو صدوق، وبقية ثقة في الشاميين، وتدليسه ينجبر بمتابعة عثمان بن سعيد عند الحاكم، وهو ثقة، فالإسناد حسن، ويزداد قوة بمتابعة محمَّد بن مصفّى عند الطبراني في الكبير. ولمتنه شاهد صحيح من حديث المقدام بن معد يكرب يرفعه "للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويُحلّى حلية الإيمان , ويُزوّج من الحور العين، ويُشفع في سبعين إنسانًا من أقاربه". أخرجه الترمذي في الجهاد، باب ثواب الشهيد (4/ 161: 1663)، وقال: "حسن صحيح غريب"، وابن ماجه (2/ 935: 2799)، واللفظ له، وأحمد (4/ 131). وإسناده صحيح.
1933 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا محمَّد بْنُ الْحَسَنِ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محمَّد، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ محمَّد بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى الصَّلَاةِ وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي، فَقَالَ حِينَ انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ: اللَّهُمَّ آتِنِي أَفْضَلَ مَا تُؤْتِي عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬1) قَالَ: مَنِ الْمُتَكَلِّمُ آنِفًا؟ قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذًا يُعْقَرُ جَوَادُكَ وتُسْتَشْهد. رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبَانَ وَأَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ، كِلَاهُمَا، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ أَحَدُهُمَا، عَنْ محمَّد بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَائِذٍ وَالْآخَرُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَائِذٍ. قَالَ الْبَزَّارُ (¬2): لَمْ يَرْوِ مُسْلِمٌ أَوْ محمَّد بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ إلَّا هَذَا , وَلَا يُروى عَنْ سَعْدٍ إلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ. ¬
1933 - تخريجه: الحديث عند أبي يعلى في مسنده (2/ 56: 796) بلفظه. وأورده الهيثمي في المقصد العلي (1/ 76/ أ). وأخرجه البخاري في تاريخه (1/ 222) عن عبد العزيز بن عبد الله، والنّسائي في الكبرى كما في نتائج الأفكار (1/ 386) وفي عمل اليوم والليلة (ص 180: 93) عن محمَّد بن نصر، عن إبراهيم بن حمزة، ومن طريقه ابن السنّي في عمل اليوم والليلة (ص 53: 106) وابن خزيمة في صحيحه (1/ 231: 453)، ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (10/ 496: 4640 طبعة الأرناؤوط)، والحاكم (1/ 207) من =
= طريق إبراهيم بن حمزة أيضًا والبزّار في البحر الزخّار (3/ 318: 1113)، كلاهما عن أحمد ابن عبدة، وأبو يعلى في مسنده (2/ 108: 769) عن مصعب بن عبد الله الزبيري، والطبراني في الدعاء (2/ 1025: 492) من طريق سعيد بن أبي مريم، وابن أبي عاصم في الدعاء كما في نتائج الأفكار لابن حجر (1/ 389) عن يعقوب بن حميد بن كاسب. ستتهم عن عبد العزيز الدراوردي به بلفظه، وبعضهم بنحوه. قال البزّار: "لا نعلم روى مسلم بن عائذ أو محمَّد بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَائِذٍ عَنْ عَامِرِ إلَّا هَذَا , وَلَا يُروى عَنْ سَعْدٍ إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد. قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم، ولم يخرّجاه". وقال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 388): "هذا حديث حسن". قلت: هكذا رواه من تقدم ذكرهم، ورواه غيرهم على غير هذا الوجه. فأخرجه البزار في البحر الزخّار (3/ 318: 1112) عن أحمد بن أبان القرشي، عن الدراوردي، عن سهيل، عن مسلم بن عائذ، عن عامر به بلفظه. وأحمد بن أبان هذا مجهول الحال، فلا يلتفت إلى مخالفته للثقات. وذكره الدارقطني في العلل (4/ 342 - 343: 614)، وقال: "يرويه الدراوردي عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ محمَّد بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سعد. واختلف على الدراوردي فيه، فرواه إبراهيم ابن حمزة وخالد بن خداش ومصعب الزبيري وغيرهم، عن الدراوردي، عن سهيل، عن محمَّد بن مسلم بن عائذ، وخالفهم ضرار بن صرد والحُماني، فروياه عن الدراوردي، عن سهيل، فقالا: عن مسلم بن عائذ، والقول الأول أصح".
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ساقط، فيه محمَّد بن الحسن بن زبالة كذّبوه، لكنه لم ينفرد به عن الدراوردي، بل شاركه فيه ستة أئمة، وهم ثقات، وقد ذكرنا متابعاتهم جميعًا =
= بالتفصيل في الكلام على تخريج الحديث. وفي الجملة، فالحديث حسن -من غير طريق أبي يعلى التي في الباب لما ذكرناه- بالرغم من دوران الحديث على محمَّد بن مسلم بن عائذ، وقد علمت حاله من خلال ترجمته. وما رجّحناه هناك تبعًا للحافظ من تحسين لحديثه. وأما مخالفة أحمد بن أبان التي عند البزار، فلا يلتفت إليها , لمخالفتها رواية الثقات، فضلًا عن جهالة حال أبان، وقد ذكرنا هناك قول الدارقطني في العلل (4/ 342) وترجيحه لرواية الجمهور.
1934 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ الْحَفْصِيُّ (¬1)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَذَّنَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ أَذَّنَ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَيَاتَهُ وَلَمْ يُؤَذِّنْ فِي زَمَنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُؤَذِّنَ؟ قَالَ: إِنِّي أَذَّنْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى قُبِضَ وَأَذَّنْتُ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى قُبِضَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ وَلِيَّ نِعْمَتِي (¬2)، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: يَا بِلَالُ لَيْسَ شَيْءٌ (¬3) أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِكَ إلَّا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَجَاهَدَ. [2] وَقَالَ عَبْدٌ وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ (¬4). (83) وحَدِيثُ الْقَتْلِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ إلَّا الْأَمَانَةَ، يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، فِي تَفْسِيرِ سورة النّساء (¬5). ¬
1934 - تخريجه: لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند ابن أبي شيبة، ولا في المصنّف له، =
= ورواية أبي يعلى هي في المسند الكبير جزما، لرواية ابن عساكر لها من طريق ابن المقرئ. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (1/ 316: 361). وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 466 مخطوط) من طريق أبي بكر بن المقرئ عن أبي يعلى الموصلي، عن أبي بكر بن أبي شيبة به بلفظه. وأخرجه ابن عساكر أيضًا في (تاريخه) (3/ 466) من طريق محمَّد بن هارون عن سفيان بن وكيع، عن حسن بن علي به بلفظه. وابن سعد في (الطبقات) موضحًا المهمل وهو (حفص بن عمر بن سعد) (3/ 235 - 236)، ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخه) (3/ 467)، عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني، عن عبد الرحمن بن سعد (¬1)، عن عبد الله بن محمَّد بن عمار (¬2) وعمار بن حفص وعمر بن حفص، عن آباءهم عن أجدادهم قالوا: جاء بلال إلى أبي بكر ... فذكروه بنحوه مطولًا. والطبراني في الكبير (1/ 338 - 353: 1013 أو 1076) من طريق يعقوب ابن حميد بن كاسب وإسماعيل الطالقاني، وأبو نعيم في (معرفة الصحابة (1/ 275/ ب) مطولًا من طريق الحميدي، وابن عساكر في (تاريخه) (3/ 467) من طريق ذؤيب بن عمامة، أربعتهم عن عبد الرحمن بن سعد به بنحوه. ولقصة الحديث شاهد مرسل، دون المرفوع منه. أخرجها أبو نعيم في الحلية (1/ 150 - 151) من طريق ابن إسحاق عن الحسن بن عيسى بن ابن المبارك، عن معمر، عن عطاء، عن ابن المسيّب، قال: فذكر القصة. ¬
= وللمرفوع منه شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: "لكنّ أفضل الجهاد: حجّ مبرور". أخرجه البخاري في الحج، باب فضل الحج المبرور (3/ 381: 1915) وفي الجهاد، باب فضل الجهاد والسير (6/ 4: 2784) وغيرهما. وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-، فقال: دلّني على عمل يعدل الجهاد، قال: "لا أجده ... " الحديث. أخرجه البخاري في الجهاد والسير (6/ 4: 2785). وله شاهد آخر أخرجه البخاري في صحيحه مختصرًا، في "فضائل الصحابة, باب مناقب بلال (7/ 125: 3755) عن ابن نمير، عن محمد بن عبيد، حدثنا إسماعيل عن قيس أن بلال قال لأبي بكر: (إن كنت إنما اشتريتني لنفسك، فأمسكني، وإن كنت إنّما اشتريتني لله، فدعني وعمل الله). قال الحافظ: وفي رواية الكشميهني: (فدعني وعملي لله).
الحكم عليه: الحديث حسن بمجموع طرقه، وإن كان حفص بن عمر بن سعد وأباه عمر بن سعد لم يوثقهم معتبر، غير ابن حبّان، وهو متساهل ويوثّق المجاهيل، لكنهم لم ينفردوا به، بل تابعهم عليه جماعة، ولم يأتوا بما ينكر عليهم، ومن هذه حاله، فحديثه حسن، ولذا قال عنهما الحافظ في التقريب: "مقبول". وذكر الحافظ في الفتح (7/ 125) طريق ابن سعد، وسكت عنه.
1935 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْعَكَلِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، جَيْشًا وَفِيهِمْ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا سَار (¬1) رَأَى (¬2) مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ الْجُمُعَةَ ثُمَّ أَخْرُجَ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فيها. ¬
1935 - تخريجه: لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند إسحاق بن راهويه. وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ 72/ أ)، ولم يعزه لغير إسحاق. وأخرجه البيهقي (3/ 187) من طريق معتمر بن سليمان عن أبيه عن المغيرة به بلفظه. وله شاهد عن جمع من الصحابة، أذكر منهم: أنس وسهل بن سعد رضي الله عنهما: 1 - فأما حديث أنس: فأخرجه البخاري في الجهاد، باب الغدوة والروحة، وغيره (6/ 13: 2792)، والترمذي في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الغدو والرواح في سبيل الله (4/ 181: 1651) وابن ماجه فيه، باب فضل الغدوة والروحة (2/ 921: 2757) وأحمد (3، 141 - 157) وأبي يعلى في مسنده (6/ 245: 7355) والبغوي في شرح السنّة (10/ 351: 2616) من طرق عن حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "لغدو في سبيل الله أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا". وأما حديث سهل بن سعد: فأخرجه البخاري في الجهاد، باب الغدوة والروحة =
= (6/ 14: 2794)، والنسائي فيه (6/ 15: 3118)، وأحمد (5/ 235)، والدارمي (2/ 122: 2403)، والطبراني في الكبير (6/ 236: 5969) من طرق عن سفيان الثوري، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الروحة والغدوة في سبيل الله أفضل من الدنيا وما فيها".
الحكم عليه: رجال إسناد إسحاق كلهم ثقات، غير أنه منقطع , لأن أبا زرعة لم يلق عمر، وحديثه عنه مرسل، كما نصّ عليه الحافظ في التهذيب (12/ 99)، لكنه يتقوى بما ذكرناه من الشواهد.
1936 - وقال ابن أبي عمر: حدثنا المُقرىء (¬1)، ثنا [سَعِيدُ] (¬2) -هُوَ ابْنُ أَبِي أَيُّوبَ- ثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -هُوَ أَبُو الْأَسْوَدِ- عَنْ يُونُسَ بْنِ [خَبَّابٍ] (¬3) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى أَفْضَلُ مِنْ شُهُودِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ. خَالَفَهُ عَبَّاسٌ الترقفي عن [المُقرىء] (¬4)، فَقَالَ: عَنْ مُجَاهِدٍ بَدَلَ يُونُسَ، أَخْرَجَهُ ابْنُ حبّان في صحيحه (¬5). ¬
1936 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (4/ 57/ ب) من مسند ابن أبي عمر العدني. هكذا رواه ابن أبي عمر وخالفه غيره: فأخرجه عباس بن عبد الله الترقفي في (حديثه) كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة (3/ 57) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئِ بِهِ بنحوه، وفيه قصّة، وقال: (مجاهد) بدل (يونس). ومن طريق عباس الترقفي أخرجه ابن حبَّان في صحيحه (7/ 61: 4584)، والبيهقي في الشعب (4/ 40: 4286)، وابن عساكر في (الأربعين في الحث على =
= الجهاد) (ص 81 - 82: 18). وعلّقه البخاري في (تاريخه الكبير) (8/ 408)، فقال: "يونس بن غياث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "موقف ساعة في سبيل الله"، هكذا ذكره بدون إسناد، وقال: رواه أصبغ عن ابن وهب قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن محمَّد بن عبد الرحمن، عن يونس بن يحيى".
الحكم عليه: إسناد ابن أبي عمر فيه انقطاع , لأن يونس بن خباب لم يلق أبا هريرة، وإنما سمع مجاهدًا. هذا مع مخالفته لرواية الثقات , وحتى لو سَلِم من الانقطاع، فيونس رافضي جلد يشتم الصحابة، وهو متهم بالكذب، فالإسناد إذًا واهٍ بمرّة. لكن الحديث قد صحّ من طريق آخر عند ابن حبّان في صحيحه , والبيهقي وابن عساكر من طريق مجاهد عن أبي هريرة، كما هو في التخريج. ورجال إسنادهم ثقات معروفون، وما قيل: من أن مجاهدًا لم يسمع من أبي هريرة، فالصحيح ثبوت سماعه منه، كما في سنن أبي داود (4/ 388: 4158) والبيهقي (7/ 270)، كما قرّر غير واحد من الأئمة كأبي حاتم الرازي وغيره. فالحديث إذًا صحيح من غير طريق ابن أبي عمر العدني.
1937 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمَّد المُحَاربي، ثنا الإِفريقي عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو (¬1) رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من صُدِّع رأسه في سبيل اللَّهَ تَعَالَى، غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ (¬2). وفي رواية المقرئ: فاحتسب. [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا [قُرّان] (¬3) بْنُ تمام ومروان بن معاوية فرقهما (¬4). [4] وقال عبد (¬5): حدثنا جعفر بن (¬6) عون (¬7). ¬
1937 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند ابن أبي شيبة، وهو عنده في المصنّف (5/ 329) بلفظه تمامًا. وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (2/ 163: 2425) عن إسماعيل بن عياش، =
= والبيهقي في الشعب (7/ 174: 9899) من طريق جعفر بن عون، كلاهما عن الإفريقي به بنحوه، وفيه: "فاحتسب". وأخرجه البزّار كما في (كشف الأستار) (1/ 365: 767) عن سلمة بن شبيب، والخطيب في تاريخه (12/ 100) من طريق بشر بن موسى، كلاهما عن عبد الله ابن يزيد المقرىء، عن الإفريقي به بنحوه، وفيه: "فاحتسب". قلت: فيكون مجموع من رووه عن الإفريقي -بالإضافة إلى من ذكرهم المصنف في المتابعات مع رواية ابن أبي شيبة-: ستة رجال. وأورده المنذري في الترغيب (4/ 297)، وقال: "رواه الطبراني والبزّار بإسناد حسن". والهيثمي في المجمع (2/ 302)، وقال: "رواه الطبراني والبزّار بإسناد حسن".
الحكم عليه: هذا الحديث حسّن إسناده المنذري في الترغيب (4/ 297) والهيثمي في المجمع (2/ 302). ومدار الحديث على الإفريقي، وقد تقدم أنه ضعيف في حفظه كما رجحناه، وعليه فإسناده ضعيف، وتشهد لمتنه عموم النّصوص الواردة في فضل من اغبرّت قدماه في سبيل الله ونحوها، وهي كثيرة في كتابنا هذا.
1938 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ (¬1) أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَ الْجِهَادَ، فَلَمْ يُفَضِّلْ عَلَيْهِ شَيْئًا إلَّا المكتوبة. ¬
1938 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند الطيالسي المطبوع، ولا في منحة المعبود للساعاتي؛ وذلك أن المسند الموجود بين أيدينا غير كامل، وهو من جمع أحمد بن الفرات، ورواية بن حبيب، كما ذكر الذهبي في السير (9/ 382). وذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 57 أ)، من مسند الطيالسي. ومن طريق الطيالسي هذه أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (1/ 207: 192)، والبيهقي في الكبرى (9/ 48) بلفظه، وزاد عبد بن حميد: فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إن قُتلت في سبيل الله أين أنا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن قتلت صابرًا محتسبًا مقبلًا غير مدبر، فأنت في الجنة". قال: ورأينا أنه يُنْزَلُ عليه، فلما أدبر الرجل، دعاه فقال له: "إلَّا أن يكون عليه دَيْن، فإنه مأخوذ بدَينه، كذلك زعم جبريل عليه السلام". وأخرجه الدارمي في مسنده (2/ 126: 2417) بنحوه، وفيه زيادة عن عبيد الله بن عبد المجيد، وقال: "الفرائض" بدل "المكتوبة"، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 436: 1872) بنحو حديث عبدٍ مطولًا من طريق: الدراوردي ومحمد بن فليح، ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب به. وأخرجه أيضًا مسلم، في الإمارة، باب من قتل في سبيل الله (3/ 1051: 1885)، والترمذي في الجهاد، ما جاء فيمن يستشهد وعليه دَيْن (4/ 184: 1712)، والنسائي فيه (6/ 34: 3157)، جميعهم عن قتيبة، وأحمد في مسنده (5/ 303 - 304)، عن حجّاج الأعور، كلاهما عن ليث -هو ابن سعد- عن سعيد المقبري به =
= بنحو حديث عبد بن حميد، دون قوله: "إلَّا المكتوبة"، ولم يذكروا "ورأينا أنه ينزل عليه". قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وأخرجه مسلم أيضًا (3/ 1501)، والنسائي (6/ 304: 3156)، وأحمد في المسند (5/ 297)، وابن أبي شيبة في المصنّف (5/ 310)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 437 - 438: 1874 - 1875)، كلهم من طريق يحيى بن سعيد هو الأنصاري عن سعيد المقبري به بمعنى حديث الليث مختصرًا، من غير ذكرٍ للفظ حديث الباب. زاد ابن أبي عاصم: الزبير أبا خالد مقرونًا بيحيى بن سعيد الأنصاري.
الحكم عليه: إسناد الطيالسي في غاية الصحّة، وابن أبي ذئب أثبت الناس في سعيد المقبري وزاده قوّة متابعة الليث بن سعد -وهو قرينه في هذه المرتبة- ويحيى بن سعيد الأنصاري.
1939 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا كَوْثَرُ (¬1) بْنُ حَكِيمٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعَثَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى الشَّامِ، فَمَشَى مَعَهُمْ نَحْوًا مِنْ مِيلَيْنِ، فَقِيلَ له: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَوِ انْصَرَفْتَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (¬2) إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، حَرَّمَهَما اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ على النار. ¬
1939 - تخريجه: أخرجه البزار في (البحر الزخّار) (1/ 76 - 191: 22)، عن محمَّد بن المثنى وعمرو بن علي -هو الفلاس-، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر الصديق" (ص 59 - 60: 21)، وابن أبي عاصم في "كتاب الجهاد" (1/ 335: 115)، عن أبي موسى-محمَّد بن المثنى-، وابن عديّ في "الكامل في الضعفاء" (6/ 77) عن عبد الله بن محمَّد -هو أبو القاسم البغوي-، وشمس الدين المقدسي في "فضل الجهاد والمجاهدين" (ص 61: 4)، خمستهم عن أبي التمّار -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- به بلفظه، وبعضهم اقتصر على المرفوع منه فقط. وعند المروزي زيادة. قال البزّار: "وهذا الحديث إنما يروى عن أبي بكر من هذا الوجه. وقد روي عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ وجوه. وكوثر بن حكيم روى عنه هشيم وأبو نصر التمار وغير واحد، وأحاديثه فبعضها لم يروه غيره، وقد شورك في بعضها". قال الحافظ ابن حجر في "زوائد البزّار" له (1/ 704): "كوثر متروك". وله شواهد بلفظه من حديث: أبي عيسى عبد الرحمن بن جبر: أخرجه البخاري في الجمعة، باب المشي إلى =
= الجمعة (2/ 390: 907)، والترمذي في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من اغبرّت قدماه في سبيل الله (4/ 146: 1632)، والنسائي فيه (6/ 14: 3116)، وأحمد (3/ 79)، وابن حبّان في صحيحه (7/ 62: 4586)، والدولابي في "الكنى" (1/ 43) وغيرهم. 2 - وجابر بن عبد الله: أخرجه أحمد (3/ 367)، والطيالسي (243: 1772)، وأبو يعلى (4/ 57: 310) وابن حبّان في صحيحه (7/ 61: 4585)، وابن المبارك في "الجهاد" (ص 77: 32)، وغيرهم. وله شواهد أخرى عن جماعة من الصحابة، اكتفيت بذكر ما سبق منها.
الحكم عليه: إسناد حديث الباب هالك ساقط، فيه كوثر بن حكيم، وهو متروك، نصّ على تركه غير واحد من الأئمة، منهم خاتمة الحفّاظ ابن حجر العسقلاني. وقد حكم على أحاديثه بانها باطلة ومنكرة الإِمام أحمد والبخاري، فإن أحمد قال: "أحاديثه بواطيل"، ثم ساق الحديث الذي نحن بصدد الحكم عليه. وقال البخاري: "كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر: منكر الحديث". لكن متنه صحيح ثابت من طرق أخرى، ذكرت بعضها في التخريج.
1940 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ مِسْكِينٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله: لَمَوْقِفُ (¬1) سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ عبادة الرجل (¬2) ستين ساعة. ¬
1940 - تخريجه: لم أقف عليه في المطبوع من مسند أبي يعلى، ولا في المقصد العلي، ولعله في المسند الكبير. وأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 264: 1666) عن عمر بن الخطاب، والدارمي في مسنده (2/ 122: 2401)، ومن طريقه ابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" (ص 73 - 74: 13)، وابن أبي عاصم في الجهاد (1/ 389: 139) عن محمَّد بن إسماعيل البخاري، وعمر بن الخطّاب، والطبراني في "الكبير" (18/ 168: 377) عن بكر بن سهل ومطلب بن شعيب، وفي "الأوسط" (2/ 252/ ب)، عن مُطّلب بن شعيب، والحاكم في "المستدرك" (2/ 68)، والبيهقي في الشعب (4/ 15: 4231)، كلاهما من طريق عثمان بن سعيد الدارمي، وفي الكبرى (9/ 161)، من طريق أبي الأزهر -هو أحمد بن الأزهر النيسابوري-. سبعتهم عن عبد الله بن صالح المصري به بلفظ: "لمقام أحدكم في الصف ساعة أفضل من عبادة أحدهم ستين سنة"، واللفظ للبزّار، والباقي ألفاظهم متقاربة. قال البزار: "لا نعلم رواه بهذا اللفظ إلا عمران بن حصين، ولا نعلم له طريقًا أحسن من هذا, ولا رواه عن يحيى إلَّا أبو صالح، ولا عن هشام إلَّا يحيى. ولا نعلم يروي هذا, ولا يعرف إلَّا من حديث هشام بن حسّان، ويحيى بن أيوب ثقة وأبو صالح، فقد روى عنه أهل العلم". =
= وقال الطبراني: "لم يروه عن هشام، إلَّا يحيى، تفرد به عبد الله". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي". وقال ابن عساكر: "هذا حديث حسن". وقد تابع هشام بن حسّان عليه عن الحسن إسماعيلُ بن عبيد الله المكي. أخرجه البزّار كما في "كشف الأستار" (2/ 265: 1667)، والطبراني في (المعجم الكبير 18/ 180: 417)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 86)، والخطيب في (تاريخ بغداد 10/ 295)، من طرق عن يحيى بن سليم عن إسماعيل بن عبيد المكي، قال: "حدثنا الحسن به". وله شاهد من حديث أبي هريرة وأبي أمامة. 1 - فأما حديث أبي هريرة: فأخرجه أحمد (2/ 446) واللفظ له، والترمذي في فضائل الجهاد، باب ما جاء في الغدو والرواح (4/ 155: 1650)، والبزّار كما في كشف الأستار (2/ 258:1652)، والحاكم (2/ 68)، ومن طريقه البيهقي (9/ 160)، وأخرجه أيضًا في الشعب (4/ 15: 4230)، كلهم من طرق عن هشام بن سعد عن سعيد ابن أبي هلال، عن ابن أبي ذياب، عن أبي هريرة مطولًا، وفيه: "مقام أحدكم -يعني في سبيل الله- خير من عبادة أحدهم في أهله ستين سنة". قال الترمذي: "حديث حسن". وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي". وإبن أبي ذياب ثقة، وهشام قال عنه الحافظ (ك): "صدوق له أوهام، ورمي بالتشيع". تنببه: وقع في كشف الأستار (إسماعيل بن سليمان) بدل (إسماعيل بن عبيد)، وهو خطأ، صوابه ما أثبتناه كما هو في كتب الرجال والتخريج. =
= 2 - وأما حديث أبي أمامة: فأخرجه أحمد (5/ 266)، ومن طريقه ابن عساكر في (الأربعين في الحث على الجهاد) (ص 77: 15)، والطبراني في الكبير (8/ 257: 7868)، من طريق معان بن رفاعة عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أبي أمامة ... فذكر حديثًا طويلًا، وفيه: "ولمقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة".
الحكم عليه: حديث الباب ضعيف الإسناد، لما يلي: 1 - ضعف عبد الله بن صالح المصري كما سبق في ترجمته. 2 - عنعنة هشام بن حسّان، وهو مدلّس، لكن ينجبر هذا بمتابعة إسماعيل بن عبيد الله. 3 - ما قيل في سماع الحسن من عمران بن حصين. 4 - عنعنة الحسن رحمه الله، وهو مدلّس. ولكن لمتنه شواهد حسنة يرتقي بمجموعها إلى الصحيح.
1941 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعِنْدَهُ فَيْضٌ (¬1) مِنَ النَّاسِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ خير منزلة عند الله عزّ وجل يوم القيامة بعد أنبيائه وأصفيائه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: المجاهد في سبيل الله تعالى بنفسه وماله حتى تأتيه (¬2) دعوة الله عز وجل وَهُوَ عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ آخِذًا بِعِنَانِهِ قَالَ: ثم من؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: امْرُؤٌ بِنَاحِيَةٍ أَحْسَنَ (¬3) عِبَادَةَ رَبِّهِ، وَتَرَكَ النَّاسَ من شرّة. ¬
1914 - تخريجه: هو عند الطيالسي في مسنده (ص 8). واقتصر الحافظ ابن حجر على شطره الأول، وتمامه عند الطيالسي: "قال: يا رسول الله فأي النّاس شرّ منزلة يوم القيامة؟ قال: المشرك. قال: ثم من؟ قال: إمام جائر يجور عن الحق وقد مُكِّن له، وخصّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبواب الغيب، وقال: سلوني ولا تسألوني عن شيء إلَّا أنباتكم به، فقال عمر: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينًا وبك نبيًا، وحسبنا ما أتانا، قال: فسري عنه". أورده في الإتحاف (4/ 57 أ) البوصيري، ولم يعزه لغير الطيالسي. وأورده في الكنز (4/ 444)، وعزاه للطيالسي فقط. ولم أقف عليه عند غير الطيالسي. وله شاهد صحيح يأتي برقم (1949) من حديث ابن عباس رضي الله عنه. =
= الحكم عليه: رجال إسناد الحديث ثقات، ولولا الراوي المبهم، لحكمت بصحته. ولمتنه شاهد صحيح من حديث ابن عباس يأتي برقم (1949).
1942 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ (¬1)، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ [عَبْدِ رَبِّهِ] (¬2) عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكر الحديث: و (¬3) من رابط أو جاهد في سبيل الله تعالى كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ سَبْعُمِائَةِ ألف ألف حسنة، وَمَحْوُ سَبْعُمِائَةِ أَلْفِ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَرَفْعُ سَبْعُمِائَةِ أَلْفِ أَلْفِ دَرَجَةٍ، وَكَانَ فِي ضَمَانِ اللَّهِ تعالى، فإن توفاه بأي حتف (¬4) كان أدخل (¬5) الْجَنَّةَ، وَإِنْ رَجَعَهُ، رَجَعَهُ مَغْفُورًا لَهُ مُسْتَجَابًا له. * هذا حديث موضوع. ¬
1942 - تخريجه: هذا المتن قطعة انتقاها ابن حجر من حديث طويل أورده الهيثمي في بغية الباحث (1/ 309)، وهو نحو خمس ورقات من المخطوط، وجاء في المطبوع في أربع عشرة ورقة، وقد أشرت إلى ذلك عند الحديث المتقدم برقم (1855)، وأني لم أقف عليه.
الحكم عليه: هذا حديث موضوع مسلسل بمتهم، ووضّاع، ومجهولين هما أبو عائشة السعدي ويزيد بن عمر، لم أجد لهما ترجمة، وفيه تهويلات ومخالفات لما هو معهود في الشرع.
1943 - وقال أيضًا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ (¬1) ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أبي سعيد رضي الله عنهما قَالَ: حَثَّنَا (¬2) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْجِهَادِ، وَقَالَ: إِنَّمَا مَثَلُ مُجَاهِدِي أُمَّتِي كَمَثَلِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، وَهُمَا رَسَائِلُ اللَّهِ تبارك وتعالى وخزّانه (¬3). ¬
1943 - تخريجه: الحديث عند الحارث بن أبي أسامة في مسنده , كما في بغية الباحث للهيثمي (3/ 779). وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ 59 أ)، وقال: "هذا إسناد ضعيف، لضعف داود بن المحبّر. واسم أبي المتوكّل علي بن داود، واسم الجريري سعيد بن إياس". ولم يعزه لغير الحارث. ولم أقف عليه عند غير الحارث.
الحكم عليه: هو حديث ضعيف جدًا، وإسناده ساقط، فيه متروكان، ومتنة منكر، وتُغني عنه الأحاديث الصحيحة الواردة في فضل الجهاد والمجاهدين. وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ 59 أ)، وقال: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف داود بن المحبر". قلت: بل هو ضعيف جدًا، لما تقدم.
1944 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا عَبَّادٌ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما، وَعَنْ رَجُلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى، كَانَ لَهُ (¬2) بِهَا صَخْرَةٌ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ القيامة، أثقل من السموات السَّبْعِ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعِ (¬3)، وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَمَا تَحْتَهُنَّ (¬4). وَمَنْ قَالَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَرَفَعَ بها صوته، كتب الله تعالى له (¬5) رضوانه الأكبر، ومن كتب الله عَزَّ وَجَلَّ لَهُ رِضْوَانَهُ الْأَكْبَرَ، جَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ ومحمد عليهما الصلوات والسلام في دار الجلال، فقيل: وما دار الجلال؟ قال: دار الله تعالى الَّتِي سمَّى بِهَا نَفْسَهُ، فَيَنْظُرُ إِلَى ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ بُكْرَةً وَمَسَاءً (¬6)، وَقَدْ حَرَّمَ ذَلِكَ عَلَى قَاتَلِ النَّفْسِ (¬7) الْمُؤْمِنَةِ وَعَاقِّ الْوَالِدَيْنِ، وَهُمْ مِنِّي بُرَآءُ وأنا منهم بريء. ¬
1944 - تخريجه: هو عند الحارث كما في بغية الباحث (3/ 780)، وأورده الحافظ ابن حجر أيضًا في كتاب فضائل القرآن، باب فضل سورة يونس، كما سيأتي برقم (3630). =
= وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 139)، من طريق إسحاق بن عبد الله الطبري عن عبد الله بن نافع -هو الصائغ- عن مالك عن نافع به بنحوه. وقال: "هذا خبر لا أصل له من كلام رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ". وَمَنِ طريق ابن حبّان رواه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 228). ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 249)، من طريق أبي داود النخعي عن زيد بن جبيرة، عن نافع به مختصرًا. وقال: "هذا موضوع وضعه أبو داود النخعي -هو سليمان بن عمرو-". ومن طريق ابن عديّ أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 229). وليس عندهم جميعًا عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. ولفظه عندهم: من كبّر تكبيرة على ساحل البحر ... ، والباقي بنحوه مختصرًا.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده تالف، فيه داود بن المحبّر وعبّاد بن كثير متروكان، وفيه أيضًا راو لم يسم. وأما طريق ابن حبّان في المجروحين، فهو ساقط أيضًا، فيه إسحاق بن إبراهيم الطبري، قال عنه ابن حبان: "يأتي عن الثقات الأشياء الموضوعات". وقال: "هذا خبر لا أصل له من كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ". وأما طريق ابن عدي في الكامل، فقد حكم هو عليه بالوضع، كما مرّ معنا في الكلام عن تخريجه. وقال العقيلي في الضعفاء (2/ 22): "ولا في هذا الباب شيء صحيح يثبت".
1945 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَامَ (¬1) يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ (¬2) فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: إِنَّهَا أَصْبَحَتْ عَلَيْكُمْ وَأَمْسَتْ مِنْ بَيْنِ أحمر وأخضر وأصفر، وفي القبور (¬3) ما فيها، فإذا لقيتم العدوّ غدًا، فَقُدُمًا قُدُمًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَا تَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ خُطْوَةٍ إلَّا تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْحُورُ الْعِينُ، فإن تأخر [استأخرن] (¬4)، وإن استشهد، كانت أوّل نضحة (¬5) كفّارة خطاياه، وينزل إليه اثنتان (¬6) من الحور العين فينفضان عنه (¬7) التراب وتقولان: مَرْحَبًا قَدْ آنَ لَكَ (¬8)، وَيَقُولُ: مَرْحَبًا قَدْ آن لكما. [2] وقال عبد: حدّثنا ابن أبي شيبة بهذا. ¬
1945 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في مسنده (2/ أ)، وفي المصنف له (5/ 292) بلفظه. ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (1/ 403: 440). وهذا الحديث اختلف فيه وقفًا ورفعًا. * أما المرفوع: فأخرجه هنّاد بن السري في الزهد (1/ 122: 158)، ومن طريقه أن الأثير في أسد الغابة (5/ 495)، والخرائطي في (مكارم الأخلاق) كما في =
= الإصابة (10/ 352)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (18/ 301 المخطوط) عن علي بن حرب. كلاهما عن محمَّد بن فضيل به بلفظه مرفوعًا. قال أبو زرعة كما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 270) -بعد ذكر هذا الحديث-: "أخطأ ابن فضيل عن يزيد". يعني في رفعه. والذي يظهر -والله أعلم- أن الخطأ ليس من ابن فضيل، وإنما من يزيد بن أبي زياد، لأمرين: 1 - يزيد هذا ضعيف كما في التقريب (ص 601)، وزاد: "كبر فتغير وصار يتلقن، وكان شيعيًا". ومحمد بن فضيل ثقة، فالحمل على يزيد أولى. 2 - قد توبع ابن فضيل عليه، تابعه: (أ) أبو عوانة: أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 447: 642) من طريق أبي ربيعة -هو فهد ابن عوف- عن أبي عوانة، عن يزيد بن أبي زياد به بنحوه مختصرًا. قال الهيثمي في المجمع (5/ 294): "في إسناده فهد بن عوف، وهو ضعيف جدًا. (ب) مسعود بن سعد: أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 283: 1713)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 245/ ب)، كلاهما من طريق مالك بن إسماعيل عن مسعود بن سعد، عن يزيد بن أبي زياد به بلفظه. (ج) خالد بن عبد الله الواسطي: أخرجه سعيد بن منصور (2/ 218: 2564)، والبغوي في معجم الصحابة كما في الإصابة (10/ 352) من طريقين عن خالد الواسطي، عن يزيد بن أبي زياد به. (د) إسماعيل بن إبراهيم التيمي: أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 282: 1712) عن يوسف بن سابق، عن أبي يحيى التيمي -هو إسماعيل بن =
= إبراهيم- عن يزيد بن أبي زياد به. قال الهيثمي في المجمع (5/ 294): "رواه البزّار، وفي إسناده إسماعيل بن إبراهيم التيمي، وهو ضعيف جدًا. قلت: فتبين مما سبق أن العهدة في هذه الرواية على يزيد بن أبي زياد. * وأما الرواية الموقوفة: فرواها الثوري وزائدة وشعبة عن منصور بن معتمر، عن مجاهد به موقوفًا على يزيد ابن شجرة. (أ) طريق الثوري: أخرجه عبد الرزاق (5/ 256: 9538)، والطبراني في الكبير من طريقين (22/ 246: 641)، وهنّاد بن السري في الزهد (1/ 124: 162). قال الهيثمي في المجمع (5/ 294): "رواه الطبراني من طريقين، رجال أحدهما رجال الصحيح". وقال البوصيري في الإتحاف (4/ 58/ ب): "رواه الطبراني من طريقين، أحدهما صحيحة جيّدة". (ب) طريق زائدة: أخرجه ابن المبارك في الجهاد (71: 22)، وفي الزهد له (ص 43: 133). (ج) طريق شعبة: أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 493)، ومن طريقه البيهقي في البعث والنشور (ص 298: 617)، وابن عساكر في تاريخه (المخطوط 18/ 301). (د) وأخرجه أيضًا أبو عبيد في غريب الحديث (2/ 381) عن أبي حفص الأبّار وأبي اليقظان، كلاهما عن منصور، عن مجاهد به موقوفًا على يزيد. وأما رواية الأعمش، فاختلف عنه فيه وقفًا ورفعًا. (1) فرواه وكيع وأبو معاوية -هو محمَّد بن خازم- عنه عن مجاهد به موقوفًا بنحوه. أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 301) عن وكيع، وسعيد بن منصور في سننه =
= (2/ 219: 2567)، وهنّاد بن السري في كتاب الزهد (1/ 123: 161)، وابن منده كما في الإصابة (10/ 352)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (18/ 298) من طريق أبي معاوية، كلاهما -أعني وكيع ومحمد بن خازم- عن الأعمش، عن مجاهد به موقوفًا. (ب) ورواه شعبة عن الأعمش، عن مجاهد به مرفوعًا. أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات كما في الإصابة (10/ 352) عن محمَّد بن يونس، عن يحيى بن كثير، عن شعبة به مرفوعًا، فذكر بعض الحديث. قال الحافظ: "ومحمد بن يونس هو الكديمي ضعيف، والمحفوظ عن الأعمش موقوفًا". وقد صوّب وقفه أبو زرعة كما في الجرح والتعديل (9/ 270 - 271)، والبغوي في معجم الصحابة كما في الإصابة (10/ 352)، والدارقطني في العلل (5/ 1/أنسخة مصوّرة عن نسخة الشيخ محمود ميرة). ورُوي هذا الحديث من مسند جِدار: أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والثاني (5/ 114: 265)، وفي الجهاد له (2/ 528: 203)، والبزّار كما في كشف الأستار (2/ 283: 1714)، والبغوي في معجم الصحابة كما في الإصابة (2/ 69)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (2/ 758 - 759)، والطبراني في الكبير (2/ 325: 2203)، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 44/ أ)، جميعهم من طريق الزهري عن يزيد بن شجرة، عن جدار يرفعه بنحوه. قال الدارقطني في العلل (5/ 1/ أ): "ليس هذا الحديث محفوظًا، وقد رواه يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ يزيد بن شجرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وخالفه منصور والأعمش، فروياه عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة موقوفًا، وهو الصواب". وذكر ابن الجوزي هذا الحديث في العلل المتناهية (2/ 95)، وقال: "قال =
= أبو عبد الرحمن النّسائي: هذا حديث باطل، رواه العباس بن الفضل وليس بشيء، يُرمي بالكذب".
الحكم عليه: إسناد ابن أبي شيبة مُنكر، فيه يزيد بن أبي زياد ضعيف، وقد خالف الثقات من أصحاب مجاهد، حيث رووه موقوفًا، ورواه -أعني يزيدًا- مرفوعًا. وأورد هذا الحديث البوصيري في الإتحاف (4/ 58/ ب)، وقال: " ... والصحيح الموقوف، مع أنه قد يقال: إن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي، فسبيل الموقوت منه سبيل المرفوع، والله أعلم".
1946 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا بَقِيَّةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬1) أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اشْتَرُوا عَلَى اللَّهِ وَاسْتَقْرِضُوا عَلَى اللَّهِ"، قِيلَ: مَنْ يَسْتَقْرِضِ عَلَى الله يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "قولكم (¬3) أقرضنا (¬4) إلى معاشنا (¬5) وَبِعْنَا (¬6) إِلَى أَنْ يَفْتَحَ اللَّهُ لَنَا، (لَا تَزَالُونَ) (¬7) بِخَيْرٍ مَا دَامَ جِهَادُكُمْ (¬8)، وَسَيَكُونُ (¬9) فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَشُكُّونَ فِي الْجِهَادِ، فَجَاهِدُوا فِي زَمَانِهِمْ وَاغْزُوا، فَإِنَّ الْغَزْوَ يومئذٍ خَيْرٌ (¬10). ¬
1946 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (9/ 274 - 275: 5396). واقتصر الحافظ رحمه الله، في إيراد طرفٍ منه كعادته على حسب شرطه، بحيث =
= يورد الزائد منه فقط. وأُورِدُ بقية الحديث، وهو: عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: جاء رجل، فقال: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول في الخيل شيئًا؟ قال: نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إلى يوم القيامة، اشْتَرُوا عَلَى اللَّهِ وَاسْتَقْرِضُوا عَلَى اللَّهِ". قِيلَ: يا رسول الله كيف نشتري على الله ونستقرض على الله؟ قال: "قولوا: أقرضنا ... " الحديث. وأخرجه أبو حنيفة كما في جامع المسانيد (2/ 19) عن معن بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود، عن ابن مسعود رضي الله عنه، به بنحوه مختصرًا. وأورده ابن النحّاس في مشارع الأشواق (1/ 343: 510)، وعزاه لابن عساكر في تاريخه. ولم أجده في التراجم المُتوقع أن يُوردها فيه، فالله أعلم.
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف، فيه بقية بن الوليد، وهو مدلّس. وعبيد الله بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود، فهو مع هذا منقطع، ولا تنفعه المتابعة التي عند أبي حنيفة، لأنها من طريق معن ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وروايته عن جدّه مرسلة أيضًا. فحديث الباب بهذا السند ضعيف.
1947 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلان، ثنا أَبُو معاوية عن (¬1) محمد بن إسحاق عَنْ جَمِيلِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بن يزيد، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ خَرَجَ حَاجًّا فَمَاتَ، كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الحاج إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ خَرَجَ غَازِيًا فِي سبيل الله تعالى فمات، كتب له أجر المغازي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ خَرَجَ مُعْتَمِرًا فَمَاتَ، كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُعْتَمِرِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (¬2). ¬
1947 - تخريجه: الحديث عند أبي يعلى في مسنده (11/ 238: 6357). ورواه أيضًا في معجم شيوخه (ص 140: 101) بسنده ولفظه تمامًا، مع تقديم وتأخير. وأخرجه الطبراني في الأوسط , كما في مجمع البحرين للهيثمي (1/ 148/ ب) من طريق محمَّد بن السري عن إبراهيم بن زياد سبلان به بلفظه، وفيه تقديم وتأخير. قال الطبراني: "لم يروه عن عطاء إلَّا جميل، ولا عنه إلَّا ابن إسحاق. تفرّد به أبو معاوية". ووقع في مجمع البحرين "محمَّد بن زياد سبلان"، بدل: "إبراهيم بن زياد سبلان"، ولعله خطأ من الناسخ , لأني لم أجد في الرواة عن أبي معاوية -هو محمَّد بن خازم- راويًا بهذا الاسم، وكذا فيمن روى عنهم أبو يعلى الموصلي كما في كتب الرّجال. ومن هذا الوجه رواه الضياء المقدسي في (المنتقى من مسموعاته بمرو)، كما في الضعيفة للألباني (2/ 168). =
= الحكم عليه: إسناده ضعيف، فيه جميل بن أبي ميمونة مجهول الحال، ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعنه. وبهذه العلّة ضعّفه الشيخ الألباني في ضعيفته (6/ 168). وذكره الدمياطي في المتجر الرابح (203: 828)، وقال: "رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات، إلَّا محمَّد بن إسحاق، ففيه خلاف". وقال في المجمع (5/ 283): "رواه أبو يعلى، وفيه ابن إسحاق، وهو مدلّس، وبقية رجاله ثقات". وذكره الحافظ ابن حجر في مختصره للترغيب والترهيب (ص 96)، وقال: "رواه أبو يعلى، ورواته ثقات". قلت: فيه جميل بن أبي ميمونة، لم أجد من وثّقه ولا من جرحه، سوى ذكر ابن حبان له في ثقاته. وهذا لا يكفي لتوثيقه , لأن ابن حبان رحمه الله، يوثق المجاهيل.
1948 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو تَوْبَةَ، ثنا [محمد بن بكر الهلالي] (¬1) عن طاووس ومكحول، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ساعة في سبيل الله تعالى خير من خمسين حجّة. ¬
1948 - تخريجه: لم ألف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولعله في المسند الكبير. ومن طريق أبي يعلى رواه الديلمي في مسند الفردوس، كما في فيض القدير للمناوي (4/ 80). وأخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 188) مرفوعًا من طريق محمَّد بن عمر الكلابي عن مكحول به بلفظ: "حجّة قبل غزوة أفضل من خمسين غزوة، وغزوة بعد حجّة أفضل من خمسين حجّة، ولموقف ساعة في سبيل الله أفضل من خمسين حجّة". وقال: "غريب من حديث مكحول وابن عمر، ولم نكتبه إلَّا من حديث الكلابي". وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (5/ 260: 9546) وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 304) عن وكيع، كلاهما عن سفيان الثوري، عن آدم بن علي، عن ابن عمر موقوفًا. وفيه: "سفرة في سبيل الله" بدل: "ساعة في سبيل الله". وسعيد بن منصور في سننه (2/ 135: 2346) عن أبي الأحوص، عن آدم بن علي به موقوفًا، وفيه: "غزوة" بدل: "ساعة". ورُوي عن مكحول مرسلًا. أخرجه سعيد بن منصور في سننه (2/ 135: 2348) عن إسماعيل بن عياش، عن هشام بن الغاز، عن مكحول قال: أكثر المستأذنون إلى الحجّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "غزوة لمن قد حجّ أفضل من أربعين حجّة". =
= ومن طريقه أخرجه أبو داود في مراسيله (ص 233: 304)، وعبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا (ص 92 ترجمة النعمان بن المنذر) من طريق أبي إسحاق الفزاري عن يزيد بن السمط، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول قال: "كثر المستأذنون .. فذكره بنحو حديث سعيد بن منصور، وليس فيه قوله (لمن قد حجّ) ". وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "حجّة لمن لم يحج خير من عشر غزوات، وغزوة لمن قد حج خير من عشر حجج، وغزوة في البحر خير من عشر غزوات في البرّ ... " الحديث. رواه الطبراني في الكبير كما في إتحاف الخيرة (4/ 61/ أ)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (5/ 17: 2631)، والحاكم (2/ 143)، وصححه وأقره الذهبي والبيهقي (4/ 334) من طريق عبد الله بن صالح عن يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عطاء بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ به، والحاكم مختصرًا. قال الطبراني: "لم يروه عن يحيى بن سعيد إلَّا يحيى بن أيوب". وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال فيه الحافظ: "صدوق كثير الغلط، ثَبْت في كتابه، وكانت فيه غفلة، وقد تقدمت ترجمته عند الحديث رقم (97). قال الدمياطي في المتجر الرابح (ص 245: 1024): "رواه الطبراني بإسناد حسن". وقال البوصيري:"سنده صحيح". وله شاهد آخر عن أبي هريرة وأبي أمامة، تقدما عند الحديث رقم () وإسنادهما حسن بمجموعهما.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى فيه ضعف، لحال محمَّد بن بكر الهلالي، فإنه غير مرضيّ. ومتنه له شاهد جيّد، تقدم تخريجه والكلام عنه عند ذكر الشواهد.
1949 - حدثنا ابن نمير (¬1)، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حَبِيبُ بْنُ شهاب عَنْ كُرَيْبٍ (¬2)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: قال -صلى الله عليه وسلم- رسول الله يوم خطب الناس: مَا فِي النَّاسِ مِثلُ رَجُل آخِذٌ بِرَأْسِ فَرسِه فجاهد (¬3) في سبيل الله ويجتب شُرورَ النّاس، ومِثلُ رَجُلٍ ناءٍ (¬4) في نعمة يَقْري ضيفه (¬5) ويُعطي حقّه. ¬
1949 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى، ولعلّه في المسند الكبير. وهذا الحديث أورده البوصيري في الاتحاف (4/ 59/ ب) من مسند الحارث -كما سيأتي- وإنما اقتصر الحافظ على طريق أبي يعلى للزيادة التي في إسناده -وهي قوله: عن كريب- وليست عند الآخرين. وأخرجه أحمد في مسنده (1/ 226)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (8/ 386)، والطبراني في الكبير (12/ 212: 12924) من طريق مسدّد، وابن أبي عاصم في كتاب الجهاد (2 م 433: 154) عن المقدمي، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد -هو القطان- به بلفظه، لكن فيه: عن حبيب قال: "حدثني أبي" بدل: "كريب". * تابع يحيى بن سعيد عليه روح بن عبادة. أخرجه أحمد (1/ 311)، ومن طريقه الحاكم (2/ 67)، والحارث بن أبي أسامة في (مسنده) كما في بغية الباحث (3/ 776) والإتحاف (4/ 59/ ب)، ومن =
= طريقه الحاكم (2/ 67)، كلاهما عن روح بن عبادة، عن حبيب بن شهاب قال: "حدثني أبي عن ابن عباس به". قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". وصحّح هذا الإسناد أحمد شاكر رحمه الله، في شرح المسند (3/ 396). وللحديث طريق آخر عن ابن عباس: أخرجه النسائي في الزكاة، باب من يسأل بالله (5/ 83: 2569) من طريق ابن أبي فديك، وأحمد (1/ 237) عن يزيد بن هارون و (1/ 319 عن أبي النّضر، و (1/ 322) عن عثمان بن عمر، وابن حبان في صحيحه (1/ 404: 603) من طريق ابن المبارك، وعبد بن حميد في المنتخب (1/ 566) عن عثمان بن عمر، والدارمي في مسنده (2/ 121: 2400) عن عاصم بن علي، والطبراني في الكبير (10/ 383: 10767) من طريق عاصم أيضًا، وابن المبارك في الجهاد (ص 159: 169)، وابن أبي عاصم في الجهاد (2/ 432: 153) من طريق شبابة، ثمانيتهم عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد القارظي، عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- .. فذكر بعضه بنحوه.
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، لكن هناك خطأ في إسناده، وهو قول حبيب بن شهاب (عن كريب)، ولعلّه من الناسخ، ولذا أثبتها ابن حجر هكذا كما وجدها. والغريب أنه لم ينبه على ذلك، أو تركها لفطنة طالب العلم، لعدم خفائها خفاءً غامضًا. والذي يجعلني أرجّح وقوع الخطأ في طريق أبي يعلى دون القول بأنه من المزيد في متصل الأسانيد: ما يلي: 1 - لم يذكر في شيوخ حبيب بن شهاب (كريب بن أبي مسلم)، كما في كتب التراجم. =
= 2 - وكذا لم يُذكر في تلامذة كريب (حبيب بن شهاب)، كما في ترجمته من تهذيب الكمال. 3 - أنّ جميع من رووه ومن نفس طريق يحيى القطّان قالوا فيه: (عن حبيب قال: حدثني أبي). وتابع يحيى عليه رَوْح بن عُبادة كما هو مُبيّن في التخريج. فالذي يظهر والله أعلم أن الصواب فيه قول من قال: عن حبيب قال: حدثني أبي قال: سمعت ابن عباس، والله أعلم. ومتنه صحيح ثابت.
1950 - وقال عبد: حدثنا أبو نعيم، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: مَنْ قُتِلَ كَانَ كَفَّارَةً لِكُلِّ ذَنْبٍ دُونَ الشرك (¬1). ¬
1950 - تخريجه: الحديث عند عبد بن حميد في المنتخب (3/ 234: 1510) بلفظه. وأخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 214: 2663) عن عمرو بن علي، وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (2/ 191) من طريق محمَّد بن عامر، كلاهما عن عامر ابن إبراهيم -وهو والد محمَّد- عن يعقوب بن عبد الله عن عنبسة بن سعيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه بلفظه: "قتل الصبر لا يمرّ بذنب إلَّا محاه". قال البزّار: "لا نعلمه يُروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا من هذا الوجه، ولا نعلم إسناده إلَّا يعقوب". ولعله في حديث الباب يقصد قتلًا مخصوصًا، ولذا أورده هنا الحافظ. وله شاهد بلفظ "الموت كفّارة لكل مسلم"، وفسّر العلماء الموت هذا بالموت المخصوص الذي هو في سبيل الله أو ما كان في حكمه. أخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 347)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 133: 171)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 121)، وفي ذكر أخبار أصبهان (2/ 231)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 299)، وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 218) من طرق عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك به. وطرقها كلّها لا تخلو من ضعف، بل بعضها ضعيف جدًا. والحديث أورده غير واحد من أصحاب الموضوعات في كتبهم، كابن الجوزي -فيما سبق- وانتُقِد في ذلك. =
= قال العراقي في أماليه كما في كشف الخفاء (2/ 289): "ورد من طرق يبلغ بها رتبة الحسن". وله شاهد آخر من طريق أبي هريرة يرفعه "قتل الرجل صبرًا كفارة لما قبله من الذنوب"، رواه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 213: 1544). لكن قال الهيثمي في المجمع (6/ 266): "فيه صالح بن موسى، وهو متروك".
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف عن حديث الباب (4/ 59/أ): "إسناده ضعيف، لضعف إسحاق". قلت: بل إسناده ساقط، إسحاق بن أبي فروة متروك. وأما متابعة البزار وأبي نعيم، فقال في المجمع (6/ 267 - 278): "رواه البزار، ورجاله ثقات". وفيه عنبسة بن سعيد -هو القطّان- ضعيف، كما في تقريب ابن حجر (ص 432)، ولم يخزج له أحدٌ من أصحاب الكتب الستة. وأما شواهده، فلا تصح، كما مرّ في التخريج. وقد أشرت في التخريج إلى كلام أهل العلم بأن المراد بالقتل في حديث الباب قتل مخصوص، والله أعلم.
1951 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الجوهري، ثنا حُسَيْنُ (¬1) بْنُ محمَّد، ثنا عَمْرُو بْنُ صَفْوَانَ، ثنا عروة بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: غَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خير من الدنيا وما فيها. ¬
1951 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (2/ 39: 678) بلفظه. وأورده الهيثمي في المقصد العلي بزوائد مسند أبي يعلى الموصلي (76/ أ). وأخرجه البزّار في البحر الزخار (3/ 199: 987)، والعقيلي في الضعفاء في ترجمة عمرو بن صفوان (3/ 276) عن أحمد بن داود القومسي، كلاهما عن إبراهيم بن سعيد الجوهري به بلفظه. قال العقيلي: "وهذا المتن يُروى من غير هذا الوجه بأسانيد جِياد". وأورده الدارقطني في العلل (4/ 240: 536) بلفظ مغاير، وهو: "من صلى الغداة وجلس في مجلسه حتى تطلع الشمس، كانت لغدوة في سبيل الله"، وقال: "يرويه حسين بن محمَّد المروزي عن عمرو بن صفوان الجمحي، عن عروة بن الزبير، عن أبيه. ورواه الهيثم الدوري عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن حسين بن محمَّد، وقال فيه: عن صفوان ابن عمرو، ووهم فيه، وإنما هو عمرو بن صفوان". اهـ.
الحكم عليه: رجال إسناد أبي يعلى، غير أن عمرو بن صفوان قال فيه العقيلي: "عن عروة بن الزبير، ولا يتابع على حديثه"، فالحديث من هذا الطريق ضعيف. وقال الهيثمي في المجمع (5/ 288): "فيه عمرو بن صفوان، ولم أعرفه. وبقية رجاله ثقات". وهذا الحديث يُروى من غير هذا الوجه بأسانيد صحيحة عن جمع من الصحابة، تقدم بعضها عند الحديث رقم (1935).
7 - باب فضل الرباط وفضله على العبادة
7 - بَابُ فَضْلِ الرِّبَاطِ وَفَضْلِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ 1952 - [1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَسْعَسِ (¬1) بْنِ سَلَامَةَ قَالَ: إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ فِي سَفَرٍ، فَفَقَدَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فأُتِي بِهِ، فَقَالَ: إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَخْلُوَ بِعِبَادَةِ رَبِّي فأَعْتَزِل الناس (¬2)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَلَا تَفْعل (¬3) وَلَا يَفْعَلْهُ أحدٌ مِنْكُمْ، قَالَهَا -صلى الله عليه وسلم- ثَلَاثًا، فلصبْر ساعةٍ فِي بعضِ مواطنِ الْمُسْلِمِينَ خيرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا شُعْبَةُ قال: سَمِعْتُ الْأَزْرَقَ بْنَ قَيْسٍ يقول: سَمِعْتُ عَسْعَسَ بْنَ سَلَامَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في سفره (¬4)، فذكره. ¬
1952 - تخريجه: هو عند الطيالسي في مسنده (ص 168: 1209) بلفظه، ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 89). =
= وهو عند الحارث في مسنده كما في بغية الباحث للهيثمي (3/ 778). ومن طريق الحارث بن أبي أسامة أخرجه أبونعيم في معرفة الصحابة (2/ 138/ ب). وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 126: 9727) من طريق وهب بن جرير عن شعبة، به بنحوه. وقال: "رواه حماد بن سلمة عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَسْعَسِ بْنِ سلامة عن أبي حاضر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ". وقال: "ستين سنة" بدل "أربعين". وذكره ابن النحَّاس في المشارق (1/ 153، 154)، وعزاه لابن عساكر في تاريخه. ويشهد لمتنه الحديث المتقدم برقم (1940 و 1948).
الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات، ولولا الخلاف في صحبة عسعس بن سلامة، لحكمت بصحته. وقد قال ابن عبد البر: "يقولون حديثه مرسل". فالحديث مرسل صحيح. وقد جاء الحديث من طريق حمّاد بن سلمة كما في الشعب للبيهقي (7/ 126) عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَسْعَسِ بْنِ سلامة عن أبي حاضر. وأبو حاضر هذا ذكره في الإصابة (11/ 77) غير منسوب، وذكر الخلاف في صحبته، وجعله في القسم الأول من ترتيبه. وقال ابن عساكر بعد أن ذكر هذا الحديث في تاريخه كما في مشارق الأشواق لابن النحّاس (1/ 354): "غريب". وقال البوصيري في الإتحاف (4/ 70/ ب): "رواته ثقات، وهو مرسل".
1953 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا بُكير (¬1) بْنُ الأخنس عَنْ أبيه (¬2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ عُبادة بن الصامت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: رِباط يومٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يعْدلُ (¬3) عِبادة شهرٍ أَوْ سنةٍ صيامَها وقيامَها، وَمَنْ مَاتَ مُرابطا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى أَعَاذَهُ اللَّهُ تعالى مِنْ عذابِ الْقَبْرِ وأجْرى لَهُ أَجْرَ رِباطِهِ ما قامت (¬4) الدنيا (¬5). ¬
1953 - تخريجه: الحديث أورده الهيثمي في (بغية الباحث من زوائد الحارث) (3/ 768). والبوصيري في الاتحاف (4/ 71/ أ) من مسند الحارث، ولم يعزه لغيره. وكذا السيوطي في الجامع الصغير كما في (فيض القدير) (4/ 14)، ورمز له بالصحة. ولم أقف عليه من طريق عبادة بن الصامت مع بحثي الشديد فيما بين يدي من كتب. والحديث رواه عدد كثير من الصحابة كما في المجمع للهيثمي (5/ 289)، لكن قالوا: شهرا من غير شك، لا كما هو في حديث الباب. أخرجه مسلم في الإمارة (3/ 1520: 1913)، والنّسائي في الجهاد، باب فضل الرباط (6/ 39: 3168)، وابن حبَّان في صحيحه (7/ 69: 4604 - 4607)، والحاكم (2/ 80)، والطبراني في الكبير (6/ 327: 6178)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 190)، والطحاوي في مشكل الآثار (3/ 102)، والبيهقي في الكبرى (9/ 38) .. =
= وغيرهم، من طريق مكحول عن شرحبيل بن السِّمط عن سلمان يرفعه: "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات، جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجرى عليه رزقه، وأمن الفتّان"، واللفظ لمسلم.
الحكم عليه: حديث الباب رجاله كلهم ثقات غير الأخنس بن خليفة -وهو والد بُكير-، ففيه خُلْف؛ إذ ذكره بعضهم في كتب الضعفاء. وقال عنه الحافظ: "مستور". ولم يذكر أحدٌ سبب تليينه وذكره في الضعفاء غير قول البخاري في الضعفاء الصغير (ص 43): لم يصح حديثه، فهذا ليس بقادح فيه، خصوصًا وأنّ أبا حاتم الرازي قد قوّاه وأنكر على من أدخله في الضعفاء كما في الجرح والتعديل. ولذا فإسناده لا بأس به. والحديث قد رمز له السيوطي بالصّحة كما في الفيض (4/ 14). وذكره الألباني في ضعيف الجامع برقم (3085). وذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 71/ أ)، وسكت عنه.
8 - باب النهي عن قتل النساء والصبيان والتجار والوفود والرسل
8 - باب (¬1) النّهي عن قتل النّساء والصِّبيان والتُّجَّار والوُفُود والرُّسل 1954 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا محمَّد بْنُ أَبِي حَفْصَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن كعب بن مالك، أَوْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ -وَكَانَ قَائِدَ كعب ابن مالك (¬2) - عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ونحن بخيبر أن لا نَقْتُلَ صَبِيًّا وَلَا امْرَأَةً. * هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. [2] (¬3) أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ (¬4) كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَمِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا بَعَثَهُمْ إِلَى [ابْنِ] (¬5) أَبِي الحقيق نهاهم عن قتل النّساء والصِّبيان. ¬
1954 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق بن راهويه. أما الطريق الأول: فأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 75: 148) من طريق محمَّد بن معمر عن روح ابن عبادة، به لكنه قال: "عن عبد الله أو عبيد الله بن كعب". وابن عدي في كامله (6/ 262) من طريق يزيد بن زريع عن ابن أبي حفصة، به. بلفظه، لكن قال: "عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كعب بن مالك عن كعب، من غير شك". وأما الطريق الثاني: فأخرجه أحمد كما في إتحاف الخيرة (4/ 86/ب) والمجمع (5/ 315)، والشافعي في مسنده (2/ 118: 393، 394) وفي السنن (2/ 273: 652) وفي الرسالة (ص 298) ومن طريقه البيهقي في الكبرى (9/ 77)، والحميدي في مسنده (2/ 385، 386: 874)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 239: 2627)، وابن أبي شيبة في مصنّفه (12/ 381: 14061)، وأحمد بن منيع في مسنده كما في إتحاف الخيرة (4/ 86/ ب)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 221)، والطبراني في الكبير (19/ 74: 145)، كلاهما من طريق يونس ابن عبد الأعلى، والإسماعيلي في معجمه كما في فتح الباري (6/ 90) من طريق ابن المديني، والبيهقي (9/ 77) من طريق محمَّد الزعفراني. تسعتهم عن سفيان بن عيينة عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مالك عن عمه، به بنحوه مختصرًا ومطولًا. وجاء مسمّى عند ابن أبي شيبة، فقال: "أخبرني عبد الرحمن بن كعب"، وعند غيره أنه عبد الله بن كعب، وسيأتي تفصيل ذلك بعد قليل. وأخرجه مالك في الموطأ (2/ 247) عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قال: "حسبت أنه عبد الرحمن بن كعب أنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ... "، فذكره مرسلًا. ورُوي من طريق مالك أيضًا مسندًا. =
= أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 221)، والطبراني في الكبير (19/ 74: 146)، وابن عبد البر في التمهيد (11/ 66)، جميعهم من طريق الوليد بن مسلم عن مالك، به مسندًا. قال ابن عبد البر: "اتفق رواة الموطأ على إرساله، لا أعلم أحدًا أسنده عن مالك إلَّا الوليد. قلت: اختلف في تسمية ابن كعب بن مالك من هو؟ وجاء في رواية ابن أبي شيبة -كما تقدم- أنه عبد الرحمن بن كعب. وكذا في رواية مالك. وقد صرّح ابن إسحاق في روايته كما في سيرة ابن هشام (3/ 380، 381) أنّه عبد الله بن كعب، وكذا نقله الحافظ في الفتح (7/ 342). وعدم تعيين أحدهما لا يضرّ؛ لأن كلا منهما ثقة، قد ثبت سماع الزهري من عبد الله وعبد الرحمن بني كعب، وروايته عنهما في الصحيحين كما في تحفة الأشراف (8/ 310). وأما رواية إسحاق الأولى -في حديث الباب-، ففيها عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، وهذا الأخير وإن كان سمع منه الزهري، فإن في سماعه -أي عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب- من جدّه كعب كما في التهذيب (6/ 215). والذي أراه أن الحافظ رجّح سماعه من جده، ولذا صحح طريق إسحاق الأولى التي هي حديث الباب. وأما المراد بالعم في الرواية الثانية، فالمتبادر إلى الذهن أنه عبيد الله بن كعب بن مالك، وهذا بناء على أن المراد بابن كعب في الرواية الثانية هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كعب، لكن الذي يظهر، والله أعلم. أن المراد بالعم هنا مطلق العمومة، لا الأخ الشقيق للأب؛ لعدة أمور، منها: 1 - أن عبيد الله بن كعب من الطبقة الثالثة كما في التقريب (ص 374) وليس صحابيًا جزمًا، فلا يتمشى مع قول الراوي في حديثنا: (لمّا بعثهم ...)، فالراوي هنا صحابي قطعًا. =
= 2 - أن عبيد الله بن كعب لم يذكر فيمن بعثهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في قتل ابن أبي الحقيق، سواء فيمن اتفق عليهم العلماء أو فيمن اختلف فيهم. وانظر الروض الأنف للسهيلي (3/ 295) والفتح (6/ 147). 3 - فيكون المراد بالعم هنا إما عبد الله بن عتيك أو عبد الله بن أنيس، كما جاء في رواية أبي يعلى في مسنده (2/ 204: 907) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن كعب ابن مالك قال: "حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي أَبِي أُمِّي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبَا قَتَادَةَ وحليفا لهما مِنَ الْأَنْصَارِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ إِلَى ابن أبي الحقيق ... فذكر الحديث بطوله". وأورد هذه الرواية البوصيري في الإتحاف (4/ 88/ ب) وضعّفها. ويحتمل أن يكون الراوي عبيد الله بن كعب نفسه، لكن الراوي أرسل الحديث ولم يذكر فيه بقية الإسناد، فقد أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 75: 159) من طريق ابن جريج عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن كعب عن أبيه عن عمّه عن كعب بن مالك ... فذكره مختصرًا. فدلّت هذه الرواية أن العمّ إنما سمعه من كعب، ولعلّ هذه الرواية تزيل الإشكال من أصله. قال ابن عبد البرّ في التمهيد (11/ 70، 71): " .. والحديث، والله أعلم. لعبد الرحمن ابن عبد الله بن كعب، وهو المحفوظ عندنا؛ لأن معمرًا وابن عيينة لم يسمّياه، وابن إسحاق قد اختلف عنه فيه. وشكّ مالك في اسمه، فقال: "أحسب". وقال يونس: "عبد الرحمن ابن كعب من غير شكّ. وقال عقيل: "عبد الله بن كعب، واتفق إبراهيم بن سعد وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع على عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، وهو المحفوظ عدنا".
الحكم عليه: إسناد إسحاق الأوّل صحيح، كما قال المُصنِّف. وبيّنا في تخريج الحديث أن =
= شك الراوي في تعيين عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أو عبد الله بن كعب لا يضرّ؛ لأننا رجّحنا سماع عبد الرحمن من جدّه، فالحديث على كلا الوجهين صحيح. أما السند الثاني، فظاهره الإرسال إذا كان المقصود بالعمّ هو عبيد الله بن كعب؛ لأنه ليس صحابيًا جزمًا، لكنه يتقوى بالموصول قبله. وقد جاء عند أبي يعلى في مسنده (2/ 204: 907)، كما في التخريج موصولًا، حيث يرويه عبيد اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، لكن إسناده ضعيف كما في إتحاف الخيرة (4/ 88/ب).
1955 - قال مسدد: حدثنا عيسى (¬1) بن يونس عن إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ (¬2) قَالَ: أَتَى رَجُلٌ نبيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى، وَجَعَلَ الْحَمْدَ مَعَهُ (¬3) ثَلَاث، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قَاتَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَيُّ (¬4) كَلِمَةٍ صَبَّهَا الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ، وَلَوْ كُنْتُ قَاتِلًا (¬5) وَافِدًا مِنَ الْعَرَبِ قَتَلْتُهُ (¬6). * مرسل صحيح الإِسناد. ¬
1955 - تخريجه: لم أقف على الحديث من هذا الطريق مرسلًا، ومسند مسدّد مفقود، لكن وقفت عليه موصولًا من طريق إسماعيل نفسه. أخرجه عَبْدِ الرَّزَّاقِ (10/ 169: 1870) عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبي خالد، به -في أثناء حديث طويل-، لكنه قال: عن ابن مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال ... ، فذكره بنحوه. ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 218: 8956). وقد تقدم تخريج حديث ابن مسعود هذا من مسند إسحاق بن راهويه في باب نفي المرتدين، وقد سبق برقم (1847)، فليراجع هناك. =
= الحكم عليه: الحديث إسناده صحيح، وهو مرسل؛ لأن قيسًا أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يره، وقد وصله ابن عيينة كما في رواية عبد الرزاق. ويشهد له حديث ابن مسعود في قتل ابن النوّاحة المتقدم برقم (1847)، وهو حديث حسن.
1956 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنِ حَجَّاجٍ -هُوَ ابْنُ أَرْطَاةَ- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: كُنَّا لَا نَقْتُلُ تُجَّارَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. [2] رواه أبو يعلى عن أبي بكر، به.
1956 - تخريجه: لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند ابن أبي شيبة. وكذا رواية أبي يعلى عن أبي بكر، فإني لم أقف عليها في المسند المطبوع، ولعلّها في الكبير له. وأخرجه أبو يعلى أيضًا في مسنده (3/ 427: 1917) عن زهير بن حرب عن عبّاد بن العوّام، به بلفظه. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (12/ 386: 14076)، والبيهقي في الكبرى (9/ 91) من طريق عبد الرحيم بن سليمان الرازي عن أبي الزّبير عن جابر قال: "كانوا لا يقتلون تجّار المشركين". وهذا إسناد ضعيف، فيه أشعث وهو ابن سوّار ضعيف، كما في التقريب (113).
الحكم عليه: إسناد أبي بكر ضعيف، فيه حجّاج بن أرطاة وهو مدلّس، وقد عنعنه، لكن تابعه أشعث بن سوّار، وهو ضعيف، فالحديث محتمل للتحسين، ولولا عنعنة أبي الزّبير، لجزمت بذلك.
1957 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى التُّسْتَرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَلَمَةَ (¬1) بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لَا تَغُلُّوا وَلَا تغْدروا , وَلَا تُمثِّلوا وَلَا تقْتُلوا الوِلْدان. ¬
1957 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (13/ 493، 494: 7507)، وأورده الهيثمي في المقصد العلي (77/ أ). وأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 313: 2304) عن محمَّد بن عمرو بن خالد الحراني، وفي الأوسط (1/ 418: 749)، وفي الصغير (1/ 87: 115) عن أحمد ابن إبراهيم بن ملحان، كلاهما عن عمرو بن خالد الحرّاني عن ابن لهيعة، به بلفظه تمامًا. ولمتنه شاهد صحيح من حديث بريدة. أخرجه مسلم في الجهاد، باب تأمير الأمراء (3/ 1357: 1731)، وأبو داود فيه، باب دعوة المشركين (3/ 85: 2613)، والترمذي في السير، باب ما جاء فِي وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا أمر أميرًا على جيش أو سريّة أوصاه في خاصّته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: "اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تُمَثِّلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وليدًا ... " الحديث، وفيه زيادة، واللفظ لمسلم.
الحكم عليه: حديث أبي يعلى أورده الهيثمي في المجمع , وقال: "رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف. وبقية رجاله ثقات، وله طريق =
= في الكبير ضعيفة". وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 320، 321): "سألت أبي عن حديث رواه أبو هارون البكاء عن ابن لهيعة ... وذكر هذا الحديث". ثم قال أبو حاتم: "ليس لهذا الحديث أصل بالعراق، وهو حديث منكر بهذا الإسناد". وكلام أبي حاتم لا ينطق على إسنادنا هذا؛ إذ الراوي عن ابن لهيعة هنا هو عبد الله بن وهب، وهو من العبادلة الأربعة الذين أتقنوا مرويات ابن لهيعة. وكلام الهيثمي أقرب إلى الصواب، وحديث الباب بهذا الإسناد ضعيفٌ، ولمتنه شاهد صحيح تقدم في التخريج. وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ 68/ ب)، وقال: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عبد الله بن لهيعة".
9 - باب الترغيب في إعانة المجاهدين
9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي إِعَانَةِ الْمُجَاهِدِينَ 1958 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو (¬1)، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ رَجُلٍ (¬2) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا في أهله بخيرٍ فقد غزا. ¬
1958 - تخريجه أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (3/ 781). وأخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 323: 536)، من طريق روّاد بن الجرّاح عن الأوزاعي به بلفظه، وسمّى المبهم، فقال: "عن أبي سلمة عن أبي هريرة به". قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي عن يحيى، عن أبي سلمة إلَّا روّاد". وللحديث شاهد من حديث خالد بن زيد بلفظ حديث الباب. أخرجه البخاري في صحيحه في الجهاد، باب فضل من جهّز غازيا أو خلفه بخير (6/ 49: 2843)، ومسلم في الامارة (3/ 1507: 1895)، وأبو داود، في =
= الجهاد، باب ما يجزئ من الغزو (3/ 25: 2509)، والترمذي في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من جهزّ غازيا (4/ 169: 1628)، والنسائي في الجهاد، باب فضل من جهّز غازيا (6/ 46: 3181)، وأحمد (4/ 116 - 117) وغيرهم من طرق عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سلمة عن بُسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجهني به بلفظ حديث الباب.
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف عن حديث الباب (4/ 63 أ): "إسناده ضعيف، لجهالة التابعي". قلت: جاء مسمّي في رواية الطبراني وهو أبو سلمة بن عبد الرحمن، لكنّ سند الطبراني فيه روّاد بن الجرّاح الراوي عن الأوزاعي. قال الهيثمي في المجمع (5/ 286): "رواه الطبراني في الأوسط , وفيه روّاد بن الجرّاح، وثقه أحمد في غير حديث سفيان، وكذلك ابن معين وابن حبان، وقال: يخطئ ويخالف، وضعّفه جماعة". وقال الحافظ عنه في التقريب (ص 211): "صدوق اختلط بأخرة فترك، وفي حديثه عن الثوري ضعف شديد". فالحديث بمجموع الطريقين حسن، ومتنه صحيح ثابت من طرق أخرى أوردت منها حديث زيد بن خالد الجهني، وهو بنفس لفظ حديث الباب.
10 - باب فضل من شيع مجاهدا
10 - بَابُ فَضْلِ مَنْ شَيَّعَ مُجَاهِدًا 1959 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ محمَّد بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ شَيَّعَ [غُزَاةً] (¬1) فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى يَنْزِلُوا أوّل منزل فيبيت (¬2) معهم (¬3) حتى يرتحلوا موجّهين فِي الْجِهَادِ وَيُقْبِلُ هُوَ حَتَّى يَأْتِيَ أَهْلَهُ، كَانَ لَهُ أَجْرُ سَبْعِينَ حَجَّةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (سِوَى مَا يشركهم فيما كانوا فيه من خير) (¬4). ¬
1959 - تخريجه: الحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (3/ 782)، والبوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 68/ ب)، من مسند الحارث، ولم يعزه لغيره. ولم أقف عليه فيما بحثت فيه من كتب الموضوعات والأحاديث المشتهرة.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، فيه داود بن المحبّر وعبّاد بن كثير متروكان باتفاق. وضعّفه البوصيري في الإتحاف (4/ 68/ ب).
1960 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ [عَنْ الْحَسَنِ] (¬1) عَنْ أَبِي ذَرٍّ نَحْوَهُ، لَكِنْ قَالَ: كَأَنَّمَا حَجَّ خَمْسًا وَعِشْرِينَ حَجَّةً بدل سبعين (¬2). ¬
1960 - تخريجه: الحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (3/ 782)، وفي الإتحاف للبوصيري (4/ 68/ ب)، ولم يعزه لغير الحارث. ولم أقف عليه كسابقه بالرغم من أن ابن عدي أفاض في ترجمة الحسن بن دينار، وذكر له أحاديث كثيرة ولم يذكر هذا الحديث منها.
الحكم عليه: إسناده واه، فيد داود بن المحبّر والحسن بن دينار متروكان. وأورده البوصيري هو والذي قبله في الإتحاف (4/ 68/ب)، وقال: "قلت: مدار هذا الإسناد وما قبله على داود بن المحبّر، وهو كذّاب".
1961 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ (¬1) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا كَوْثَرُ (¬2) بْنُ حَكِيمٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "إِنَّ أَبَا بكر رضي الله عنه بعث يزيد (¬3) ابن أَبِي سُفْيَانَ إِلَى الشَّامِ، فَمَشَى مَعَهُمْ [نَحْوًا] (¬4) مِنْ مِيلَيْنِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ لَوِ انْصَرَفْتَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، حَرَّمَهَما اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى النَّارِ". رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ بالمرفوع (¬5). ¬
11 - باب الرايات والألوية
11 - باب الرايات والألوية 1962 - قال أبو يعلى: حدثثا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَجَّاجٍ (¬1)، ثنا حَيَّانُ بْنُ [عُبَيْدِ اللَّهِ] (¬2)، ثنا أَبُو مِجْلَزٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ (¬3): وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن بريدة عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬4) قَالَ: إِنَّ رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كانت سوداء، ولواؤه أبيض. ¬
1962 - تخريجه: لم أقف عليه في المسند المطبوع (*)، ولعلّه في الكبير. وعن أبي يعلى -ومحمد بن عبدة- أخرجه ابن عدي في كامله (2/ 425)، وقال: "وهذا ليس يرويه عن أبي مجلز وابن بريدة الإسنادين جميعًا إلَّا حيان هذا". ومن طريق أبي يعلى أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني أيضًا في أخلاق النبي وآدابه تحقيق عصام الدين (ص 153: 420) بلفظه تمامًا، ونسب حيّان، فقال: "حيّان بن عبيد الله بن حيان أبو زهير العدوي". = ¬
= ومن طريق أبي الشيخ هذه أخرجه البغوي في شرح السنة (10/ 403: 2664) مقتصرًا على طريق ابن عباس. وأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 22: 1161) و (12/ 207: 12909) عن عبد الله بن أحمد وموسى بن هارون، كلاهما عن إبراهيم بن الحجّاج به بلفظه. وأما طريق ابن عباس استقلالًا: فأخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 171: 221)، من طريق عبد الغفّار بن داود، وأبو الشيخ في أخلاق النبي وآدابه تحقيق عصام الدين (ص 155: 426)، من طريق عباس بن طالب، كلاهما عن حيّان بن عبيد الله به. وزادا: "مكتوب فيه: لا إله إلَّا الله محمَّد رسول". قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن ابن عبّاس إلَّا بهذا الإسناد، تفرّد به حيّان ابن عبيد الله". قلت: لم ينفرد به، بل تابعه عليه يزيد بن حيّان دون الزيادة [وهذه الزيادة ضعيفة أوردها الحافظ في الفتح (6/ 146)، من طريق أبي الشيخ، وقال: "سنده واهٍ"]. أخرجه الترمذي في الجهاد، باب ما جاء في الرايات (4/ 169: 1681) , وابن ماجه فيه (2/ 941: 2818)، والحاكم (2/ 105)، والبيهقي (6/ 362)، من طريق يحيى بن إسحاق السليحني عن يزيد بن حيان عن أبي مجلز به بلفظ حديث الباب. قال الترمذي: "حسن غريب". وقال الصالحين في سبل الهدي والرشاد (7/ 595): "سنده جيد". ويزيد بن حيان هو البلخي، ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: "يخطئ"، وعن ابن معين: "ليس به بأس". وقال البخاري: "عنده غلط كثير". وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: "ضعفوه". انظر: "الميزان 4/ 421، الكاشف 3/ 242، تلخيص المستدرك 2/ 599 التهذيب 11/ 322). =
= فمثله يصلح في المتابعات، وقد قال عنه الذهبي في الميزان: "صويلح". وقال ابن حجر في التقريب (ص 600): "صدوق يخطيء". ولشطره الأوّل شاهد من حديث البراء بن عازب. أخرجه أبو داود في الجهاد، باب الريات (3/ 70: 2591)، والترمذي فيه (4/ 169: 1680)، وقال: "حسن غريب"، وأحمد (4/ 297)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 155: 425)، من طريق يونس بن عبيد، عن محمَّد بن القاسم قال: بعثني محمَّد بن القاسم إلى البراء بن عازب أسأله عن رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما كانت؟ قال: كانت سوداء مرّبعة نَمِرة. قال الترمذي: "وفي الباب عن عليّ والحارث بن حسّان وابن عبّاس". ولشطره الثاني شاهد من حديث أبي الزبير عن جابر يرفعه: "كان لواءه يوم دخل مكة أبيض". أخرجه أبو داود في الجهاد، باب الرايات والألوية (3/ 73: 2592)، والترمذي فيه، باب ما جاء في الألوية (4/ 168: 1679)، والنسائي في الحجّ، باب دخول مكة باللواء (5/ 200: 2866)، وابن ماجه في الجهاد، باب الرايات والألوية (2/ 941: 2817)، والبيهقي (6/ 362)، جميعهم من طريق شريك عن عمّار عن أبي الزبير به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من حديث يحيى بن آدم عن شريك، قال: وسألت محمدًا -يعني البخاري- عن هذا الحديث، فلم يعرفه إلَّا من حديث يحيى بن آدم عن شريك، وقال -يعني البخاري-: "حدثنا غير واحد عن شريك عن عمّار عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- دخل مكة وعليه عمامة سوداء، قال محمد: والحديث هو ذا". قصد الحافظ رحمه الله من إيراد حديث الباب هو رواية بريدة، لأن رواية ابن عباس عند ابن ماجه والترمذي، فدل ذلك أن حديث بريدة من الزوائد، وهو المقصود بالإيراد هنا. =
= الحكم عليه: ذكر الهيثمي حديث الباب في المجمع (5/ 324) من هذا الوجه عن ابن عباس وابن بريدة، فقال: "رواه أبو يعلى والطبراني، وفيه: حيّان بن عبيد الله قال الذهبي: بيّض له ابن أبي حاتم، فهو مجهول، وبقية رجال أبي يعلى ثقات". قلت: قد خلط الهيثمي رحمه الله بينه وبين آخر اسمه (حيان بن عبيد الله المروزي) ترجم له الذهبي في الميزان قبل صاحبنا، أما حيان بن عبيد الله بن حيّان أبو زهير العدوي كما جاء منسوبًا هكذا في رواية أبي الشيخ وفي كتب الرّجال، فقد قال عنه أبو حاتم: "صدوق". وتقدم الكلام عنه في دراسة الإسناد. وبينت هناك أن حديثه لا بأس به، وهو لم ينفرد بروايته عن أبي مجلز، ولكن تابعه يزيد بن حيان البلْخي، وسبق تخريج حديثه آنفًا. ويزيد هذا قال عنه الحافظ في التقريب (ص 600): "صدوق يخطئ". فمثله يصلح في المتابعات. فحديث الباب من طريق ابن عباس بمجموع الطريقين -أعني طريق حيّان ويزيد- حسن، وأما طريق ابن بريدة عن أبيه، فضعيف، لتفرد حيّان بن عبيد الله به، لقول ابن عدي: "عامة ما يرويه إفرادات ينفرد بها". وحديث الباب أورده الحافظ في الفتح (6/ 146) وسكت عنه. ولمتنه شاهد لا بأس به، تقدم ذكره عند التخريج.
1963 - حَدَّثَنَا (¬1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ عَنْ عَنْبَسَةَ (¬2) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ آلِ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ كِلَابٍ قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ أنس بن مالك وضي اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجل أكرم أمتي بالألوية. ¬
1963 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولعلّه في الكبير. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (12/ 13 - 14) عن أحمد بن داود القومسي عن صفوان بن صالح، عن الوليد بن مسلم، عن عنبسة به بلفظه. ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 226). قال العقيلي: "خالد بن كلاب مجهول المصاحبة غير محفوظ". وابن عساكر في تاريخ دمشق (المخطوط 2/ 286)، من طريق أحمد بن يوسف التغلبي، عن صفوان بن صالح به بلفظه.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، فيه إسماعيل القرشي متروك، وخالد بن كلاب ضعيف، وهو منكر الحديث. والحديث أورده الفتنى في تذكرة الموضوعات (ص 120)، وقال: "فيه خالد لا أصل في حديثه". وضعّفه الحافظ في الفتح (6/ 147) والبوصيري في الإتحاف (4/ 69 أ). وقاله الذهبي في الميزان (1/ 639): "منكر".
12 - باب أدب السفر والرفقة
12 - بَابُ أدبِ السَّفَرِ وَالرُّفْقَةِ (¬1) 1964 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَدَّعَ رَجُلًا، فَقَالَ: زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى وَغَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ وَيَسَّرَ لك الخير من حيث ما كنت. ¬
1964 - تخريجه: لم أقف عليه من هذا الطريق، وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ 63/ ب) من مسند مسدد، ولم يعزه لغيره. وله شاهد من حديث أنس: أخرجه الترمذي في الدعوات، من غير ترجمة (5/ 466: 3444)، والحاكم في المستدرك (2/ 97) وسكت عنه، كلاهما من طريق ثابت عن أنس قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أريد سفرًا فزوّدني، قال: "زوّدك الله التقوى". قال: زدني، قال: "وغفر لك ذنبك". قال: زدني بأبى أنت وأمي، قال: "ويسر لك الخير حيثما كنت"، واللفظ للترمذي. =
= قال الترمذي: "حسن غريب". ورجاله ثقات غير عبد الله بن أبي زياد شيخ الترمذي، وهو القطواني صدوق (التقريب ص 300). وسيّار هو ابن حاتم صدوق له أوهام (التقريب ص 261). وثابت هو البناني، وهو ومن بعده ثقات. وأخرجه الدارمي في سننه (2/ 198: 2674)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 237: 503)، والطبراني في الدعاء (2/ 1179: 817)، والمحاملي في الدعاء (ص 95 - 96: 10)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 784: 868)، جميعهم من طريق موسى بن ميسرة العبدي عن أنس بنحوه، وعند بعضهم زيادة. وموسى بن ميسرة العبدي: بصري، مستور كما في تقريب التهذيب (ص 544)، لكنه توبع بثابت عند الترمذي، وإسناد الترمذي رجاله ثقات كما تقدم. فالشاهد بمجموع الطريقين حسن.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف، لجهالة الأنصاري وأبيه. وبهذه العلّة ضعّفه البوصيري في الإتحاف (4/ 63/ ب). ولمتنه شاهد حسن عن أنس، تقدم تخريجه آنفًا.
1965 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ (¬1)، ثنا ابْنُ (عُلاثة) (¬2) عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رسول الله -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَسْتَحِبُّ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ. * عَمْرُو بْنُ الحصين (¬3) متروك. ¬
1965 - تخريجه: لم أقف عليه في المسند المطبوع، ولعلّه في المسند الكبير. وأخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 401: 2862) عن إبراهيم، عن عمرو بن حصين به مختصرًا. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن واصل إلَّا ابن علاثة، تفرد به عمرو بن الحصين". وأخرجه سعيد بن منصور في سننه معضلًا (2/ 147: 2381) عن مهدي بن ميمون، عن واصل أبي عيينة قَالَ: "بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان إذا سافر أحبّ أن يسافر يوم الخميس من أوّل النهار" وله شاهد من حديث كعب بن مالك: أخرجه البخاري في الجهاد، باب من أراد غزوة فورّى بغيرها (6/ 132: 2949 - 2950)، وأبو داود فيه، باب في أي يوم يستحب السفر (3/ 79: 2605)، والدارمي (2/ 134: 2441)، وأحمد (2/ 455) من طريق الزهري عن =
= عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك رضي الله عنه، كان يقول: "لقلما كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخرج إذا خرج في سفر، إلَّا يوم الخميس".
الحكم عليه: إسناد حديث أبي يعلى ضعيف جدًا، فيه عمرو بن الحصين العقيلي متروك. وبهذه العلّة ضعّفه البوصيري في الإتحاف (4/ 63/أ)، والهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 211).
1966 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا لَمْ يَرْتَحِلْ مِنْهُ حَتَّى يُوَدِّعَهُ بِرَكْعَتَيْنِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبِي بِهِ، إلَّا أنّه قال: إذا سافر.
1966 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند ابن أبي شيبة. وعنه أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 288: 4315) بلفظه. والطريق الثاني الذي أورده هو عند أبي يعلى أيضًا (7/ 289: 4316) عن سفيان بن وكيع، عن أبيه به، إلَّا أنه قال: "إذا سافر". ورواه زاهر الشحّامي في السباعيات كما في الضعيفة للألبانيّ (3/ 155: 1047)، وابن خزيمة في صحيحه (2/ 248: 1260) عن محمَّد بن أبي صفوان الثقفي، ومن طريقه الحاكم (1/ 315 - 316) (2/ 101)، كلاهما عن عبد السلام بن هاشم، عن عثمان بن سعد به بنحوه. قال الحاكم: "حديث صحيح، وعثمان بن سعد الكاتب ممن يجمع حديثه في البصريين". وتعقبه الذهبي في الموضع الأوّل (1/ 315)، فقال: "ذكر أبو حفص الفلاس عبد السلام هذا، فقال: لا أقطع على أحد بالكذب إلَّا عليه". وتعقّبه في الموضع الثاني (2/ 101) بقوله: قلت: لا، فإن عبد السلام كذّبه الفلّاس، وعثمان ليّن. قلت: تابع عبد السلام عليه عن عثمان بن سعد أبو عاصم النبيل. أخرجه الدارمي في سننه (2/ 200: 2684)، والحاكم (1/ 446)، كلاهما من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمَّد، والبزّار كما في كشف الأستار (1/ 357: =
= 747) عن عمرو بن علي، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 101/ أ) عن الحسن بن سهل. أربعتهم عن أبي عاصم النبيل، عن عثمان بن سعد به بنحوه. قال الدارمي: "عثمان بن سعد ضعيف". وقال الحاكم: "صحيح على شرط البخاري، ولم يخرّجاه". وتعقبه الذهبي بقوله: "كذا قال، وعثمان ضعيف ما احتج به البخاري". وقال البزّار: "أحاديث عثمان بن سعد يخالف الذي يُروى عن أنس". وأخرجه البيهقي في الكبرى (5/ 253) من طريق أبي قلابة عن يحيى بن كثير، عن عثمان بن سعد به بنحوه. قال الألباني في الضعيفة (3/ 156):"رواه البيهقي، إلَّا أنه جعل يحيى بن كثير بدل أبي عاصم، وكلاهما ثقة. وابن كثير هو العنبري البصري، ولعل هذا الاختلاف من أبي قلابة، فإنه كان تغير حفظه". وتابعه على هذا الوجه عثمان بن طالوت. أخرجه ابن عدي في كامله (5/ 169) عن محمد بن علي بن القاسم، عن عثمان بن طالوت، عن يحيى بن كثير، عن عثمان بن سعد به بلفظه. ووجدت للحديث طريقًا آخر عن عثمان بن سعد. أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 205) عن محمد بن موسى البلخي، عن مكي بن إبراهيم، عن عثمان بن سعد به بنحوه. وقال: "وقد رُوي هذا بإسناد أصلح من هذا". ومدار الحديث على عثمان بن سعد، وهو ضعيف. والمحفوظ عن أنس أنه قال: "كان إذا نزل منزلًا لم يرتحل حتى يصلي الظهر". أخرجه أبو داود في السنن (2/ 1: 1205)، والنسائي في السنن (1/ 248)، وأحمد (3/ 120 - 129) وابن خزيمة في صحيحه (2/ 88: 975)، وابن =
= أبي شيبة في المصنّف (1/ 350)، وأبو يعلى في المسند (7/ 294: 4325)، والطبراني في الأوسط (2/ 280: 1493)، والضياء في المختارة (6/ 111: 2102 - 2103)، وأبو يعلى في المسند (7/ 294: 4324)، ومن طريقه الضياء في المختارة (6/ 112: 2105)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 185). جميعهم من طريق شعبة عن حمزة الضبّي، عن أنس به، وألفاظهم متقاربة.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف، بل هو منكر، لمخالفته رواية الثقات. وعثمان بن سعد ضعيف خالفه غيره في هذا الحديث، فرووه عن أنس، وقالوا: (حتى يصلي الظهر)، وفي بعض الروايات (حتى يصلي الظهر ركعتين)، فأسقط عثمان بن سعد قوله (الظهر) وأبقى على قوله (ركعتين)، وتقدم تفصيل ذلك في التخريج. وقال الحافظ كما في فيض القدير (5/ 164): "حديث صحيح السند معلول المتن، أخرجه أبو داود والنسائي وابن خزيمة بلفظ الظهر ركعتين، فظهر أن في رواية الأول وهما أو سقطا، والمدير: (حتى يصلي الظهر ركعتين)، وقد جاء صريحًا في الصحيحين. وهذا كلام دقيق نفيس يدلّ على طول باع الحافظ ابن حجر في نقد الأسانيد والمتون.
1967 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ (¬1) أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَرْفُقُ بَيْنَ الْقَوْمِ، وَأَنَّهُ كَانَ فِي رُفْقَةٍ مِنْ تِلْكِ الرِّفَاقِ رَجُلٌ يَهْتِفُ بِهِ أَصْحَابُهُ [فَقَالُوا] (¬2): يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَانَ إِذَا نَزَلْنَا صَلَّى، وَإِذَا سِرْنَا قَرَأَ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ-: "فَمَنْ كَانَ يَكْفِيهِ عَلَفُ بَعِيرِهِ؟ "، قَالُوا: نَحْنُ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ-: "كُلُّكُمْ خَيْرٌ مِنْهُ"، أَوْ كَمَا قَالَ. * هَذَا مُرْسَلٌ جَيِّدٌ (¬3). ¬
1967 - تخريجه: الحديث أخرجه أبو داود في مراسيله، باب فضل الجهاد (ص 234: 306) عن موسى ابن إسماعيل، عن وهيب، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 328: 2919)، عن سفيان، كلاهما عن أيوب به بنحوه. وأخرجه ابن قتيبة في عيون الأخبار (1/ 326) عن محمد بن عبيد، عن معاوية بن عمرو، عن أبي إِسْحَاقَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عن مسلم بن يسار أن رفقة من الأشعريين كانوا في سفر ... فذكره بنحوه. قلت: جعله خالد الحذّاء من مرسل مسلم بن يسار، وما أظن هذا إلَّا وهمًا، لعدة أمور، أذكر منها: 1 - ذكروا في ترجمة مسلم بن يسار أن أكثر روايته عن أبي الأشعث الصفاني وأبي قلابة. وهذا الحديث من رواية أبي قلابة عنه، وأبو قلابة مدلس. 2 - أن الأثبات رووه عن أيّوب، عن أبي قلابة، ولم يذكروا مسلم بن يسار، وروايهم أصح. =
= وللحديث شاهد من حديث أنس قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في السفر فمنا الصائم، ومنّا المفطر، قال: فنزلنا منزلًا في يوم حار، أكثرنا ظِلًّا صاحب الكِساء ومنّا من يتقي الشمس بيده، قال: فسقط الصوّام، فقام المفطرون، فضربوا الأبنية وسقوا الرّكاب، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ذهب المفطرون بالأجر". أخرجه البخاري في الجهاد، باب فضل الخدمة في الغزو (6/ 98 - 99: 2890)، ومسلم في الصيام، باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل (2/ 788: 1119) واللفظ له، وغيرهما.
الحكم عليه: إسناده صحح، ويزداد قوة بمتابعة سفيان عند سعيد بن منصور، ووهيب عند أبي داود، وهو مرسل، لكنه يتقوى بالشاهد الذي عند البخاري ومسلم من حديث أنس، وقد تقدم تخريجه. وقال البوصيري في الاتحاف (4/ 64/ ب): "هذا إسناد مرسل".
1968 - وقال [مسدد] (¬1): حدثنا حماد بن زيد عن خَالِدٍ [الْحَذِّاءِ] (¬2) أَنَّهُ سَمِعَ [مُجَاهِدًا] (¬3) يُحَدِّثُ عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما، أنه كان إِذَا أَرَادَ أَنْ يَصْحَبَهُ رَجُلٌ فِي سَفَرِهِ اشْتَرَطَ أَنْ لَا يَصْحَبَنَا عَلَى بَعِيرٍ غَيْرِ حَلَالٍ، وَلَا يُنَازِعَنَا الْأَذَانَ، وَلَا يَصُومَنَّ إلَّا بِإِذْنِنَا. قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ رَجُلٌ يَصْحَبُهُ فِي السفر فيأمرنا (¬4) أن نوقظه (¬5) ونهيء له سحوره (¬6). ¬
1968 - تخريجه: لم أقف على الحديث من هذا الطريق.
الحكم عليه: إسناد مسدد صحيح على شرط الشيخين.
1969 - وَقَالَ [الْحَارِثُ] (¬1): حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عن أبي عبد الله [الشَّقَري] (¬2)، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ خَدَم اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كيومِ وَلَدَتْهُ أُمهُ، وَمَنْ سَقَى رَجُلًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل وَرَد حَوْض النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: وكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا سَافَرُوا اشْتَرَطَ عَلَى أَفْضَلِهِمُ الْخِدْمَةَ، وَمَنْ أَخْطَأَه ذَلِكَ (¬3)، اشْتَرَطَ الْأَذَانَ، قَالَ: وَوَفَدَ قَوْمٌ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ غَزْوَةٍ فَرَأَى فيهم (¬4) قَوْمًا قَدْ أَجْهَدَتْهُمُ الْعِبَادَةُ، فَقَالَ: مَنْ كَانَ يخدُمُهم؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أَنْتُمْ أفضلُ مِنهم (¬5). ¬
1969 - تخريجه: الحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (3/ 784) مع اختلاف يسير. وابن النحّاس في مشارع الأشواق (1/ 314: 426)، وقال: ذكره الخطيب السبتي في (شفاء الصدور)، وليس فيه قوله (ووفد قوم ...) إلى آخر الحديث. ولم أقف عليه من طريق سلمان الفارسي رضي الله عنه، مع مراجعتي لكتب =
= الموضوعات والأحاديث المشتهرة، لكن الذي في كتب الموضوعات من حديث أنس وعائشة في فضل من سقى رجلًا بنحو حديث الباب. وأما المرفوع منه وهو قوله (أنتم أفضل منه)، فقد تقدم أن ذكرنا له شاهدًا من الصحيحين عند الحديث رقم (1967).
الحكم عليه: إسناد الحارث ضعيف جدًا، فيه داود بن المحبّر متهم بالوضع، وعبّاد بن كثير متروك، وفيه انقطاع بيّن , لأن الشَّقري لم يلق سلمان الفارسي قطعًا، فالأول توفي بعد المائة، والثاني وهو سلمان رضي الله عنه، مات سنة (34 هـ)، فبينهما مفاوز.
1970 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الزبيدِي، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ محمَّد الْأَوْصَابِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ قال: سَمِعْتُ أَكْثَمَ بْنَ الْجَوْنِ الْخُزَاعِيَّ الْكَعْبِيَّ يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: يَا أَكْثَمُ بْنَ الْجَوْنِ اغْزُ مَعَ [غَيْرِ] (¬1) قَوْمِكَ يَحْسُنْ خُلُقُكَ وَتَكْرُمْ (¬2) عَلَى رُفَقَائِكَ. 1971 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: خَيْرُ الرفقاء أربعة. الحديث (¬3). ¬
= وأخرجه أبو نعيم أيضًا في المعرفة (2/ 416 - 417: 1040) من طريق سعيد بن عبد الجبار -وهو سعيد بن أبي سعيد الزُّبيديّ- عن سعيد بن سنان قال: "حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقال له أكثم بن الجون قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "يا أكثم بن الجون، لا يصحبك إلَّا أمين، ولا يأكل طعامك إلَّا أمين، وخير السرايا أربعة: ... " فذكر باقيه بلفظه. وكلا الطريقين فيه مجاهيل، وسعيد بن سنان متروك كما في التقريب (237). وله شاهد بلفظه من حديث أنس: رواه ابن ماجه في الجهاد، باب السرايا (2/ 944: 2827)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 417: 1041)، وابن عساكر في تاريخ دمشق المخطوط (5/ 200)، وابن أبي حاتم في العلل (2/ 296)، والعسكري في الأمثال، والبغوي وابن منده كما في الإصابة (1/ 96)، جمبعهم من طريق أبي سلمة العاملي عن الزهري، عن أنس به. قال أبو حاتم: "أبو سلمة العاملي متروك الحديث، كان يكذب، والحديث باطل". وأخرجه ابن عساكر أيضًا في تاريخه (5/ 200 مخطوط) من طريق داود بن عبد الملك عن أبي بشر، عن الزهري به. قال ابن عساكر: "أبو بشر هو عندي الوليد بن محمَّد الموقري البلقاوي -والله أعلم-". ولقوله: "خير الرفقاء أربعة ... (الحديث)، شاهد: أخرجه أبو داود في الجهاد، باب ما يستحب من الجيوش (3/ 82: 2611)، والترمذي في السير، باب ما جاء في السرايا (4/ 105: 1555)، وأحمد (1/ 94)، وابن خزيمة (4/ 140: 2538)، وابن حبان (7/ 107 - 108: 4697)، والحاكم (1/ 443)، (2/ 101)، وأبو يعلى في مسنده (4/ 459: 2587)، والطحاوي في =
= مشكل الآثار (1/ 238)، والبيهقي في الكبرى (9/ 156) من طريق جرير ابن حازم عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله، عن ابن عباس يرفعه: "خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب إثنا عشر ألفًا من قلة". قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ لخلاف بين الناقلين"، وكذا قال الذهبي. وقال الترمذي: "حسن غريب لا يسنده كبير أحد غير جرير بن حازم، وإنما روي هذا الحديث عن الزهري، عن النبي مرسلًا". وقال البيهقي: "تفرد به جرير بن حازم موصولًا". وتعقبه ابن التركماني في الجوهر النقي المطبوع بهامش السنن الكبرى , فقال: "هذا ممنوع , لأن جريرًا ثقة، وقد زاد الإسناد فيقبل قوله، كيف وقد تابعه عليه غيره". وقال المناوي في فيض القدير (3/ 474): "ولم يصححه الترمذي , لأنه يروى مسندًا ومرسلًا ومعضلًا. قال ابن القطان: لكن هذا ليس بعلة، فالأقرب صحته".
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى واهٍ مسلسل بالضعفاء والمجاهيل، ولا تنفعه المتابعات التي عند أبي نعيم وابن عساكر والبيهقي , لأنها لا يخلو طريق منها من مجهول أو متروك، كما تقدم في التخريج. وشاهده الذي من طريق أنس فيه أبو سلمة العاملي، وهو متروك. وأما قوله: "خير الرفقاء أربعة ... الحديث) " دون قوله: "لا ترافق المائتين"، فأوردت له شاهدًا من حديث ابن عباس، وسنده جيد أو صحيح. =
= وحديث ابن عباس هذا روي مرسلًا ومسندًا، فصوب بعض الأئمة المرسل، وصحّح بعضهم المسند كابن القطان وابن التركمان، واعتبروه زيادة من ثقة يجب أن تقبل. وصححه أيضًا الألباني في صحيحته (2/ 719)، وأورد له طرقًا أخرى، وقد تقدم تخريجه آنفًا.
1972 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا [مُعَاوِيَةُ] (¬1)، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬2)، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَوْ (¬3) لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما: إِذَا بَعَثْتَ (¬4) سَرِيَّةً فَلَا تُفسدهم (¬5) وأهْبِطهُم (¬6)، فَإِنَّ اللَّهَ تعالى ينصُرُ القوم بأضعفهم. ¬
1972 - تخريجه: الحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (2/ 683: 664) والبوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 65/ ب). وأورده في كنز العمال (4/ 357) وعزاه للحارث، لكن قال: "عن ابن عباس". وله شاهد من حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "ابغوني في الضعفاء , فإنما ترزقون بضعفائكم". أخرجه أبو داود في الجهاد، باب الانتصار برُذُل الخيل والضعفة (3/ 73: 2594)، والترمذي فيه، باب في الاستفتاح بصعاليك المسلمين (4/ 179: 1702)، وأحمد (5/ 198)، وابن حبان (7/ 131: 474)، والحاكم في المستدرك (2/ 145)، جميعهم من طريق جبير بن نفير عن أبي الدرداء به. =
= قال الترمذي: "حسن صحيح". وقال الحاكم: "صحيح، ووافقه الذهبي". وله شاهد آخر من حديث مصعب بن سعد رضي الله عنه، قال: رأى سعدٌ أنه له فضلًا على من دونه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هل تُنصرون إلَّا بضعفائكم". أخرجه البخاري في الجهاد، باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب (6/ 104: 2896).
الحكم عليه: الحديث في إسناده من لم أقف على إسمه، ثم إنه مرسل أو معضل، وبقية رجاله رجال الشيخين. وقال المناوي في التيسير (1/ 83) بعد أن أورده من حديث ابن عباس، كما سبق أن أشرنا في تخريجه، قال: "إسناده ضعيف، لكن له شواهد". قلت: ويشهد له قوله تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)} [الآية، 249 من سورة البقرة]. ويشهد له أيضًا حديث أبي الدرداء، وهو حديث صحيح، وكذا حديث مصعب بن سعد عند البخاري.
1973 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا [مُعَاوِيَةُ] (¬1) بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ -هُوَ الْفَزَارِيُّ- عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ أَسِيد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَينَةَ، عَنْ رَجُلٍ (¬2) قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَأَى مَنْزِلًا فِيهِ ضِيقٌ، فَضَيَّقَ النَّاسُ وَقَطَعُوا الطَّرِيقَ، فَنَادَى مُنَادِيِهِ (¬3): مَنْ حبس (¬4) مَنْزِلًا أَوْ قَطَعَ طَرِيقًا، فلا جهاد له. ¬
1973 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (3/ 787) مع اختلاف يسير، وقال محققه د. حسين الباكري: "الحديث ليس من الزوائد". وهو كما قال، فإن الرجل من جهينة هو سهل بن معاذ بن أنس الجهني. نصّ على ذلك الدارقطني في العلل (6/ 91: 1002)، فالحديث ليس من الزوائد جزمًا، وقد جاء اسم الرجل مصرّحًا به عند أبي داود وغيره. أخرجه أبو داود في الجهاد، باب ما يؤمر من انضمام العسكر (3/ 95: 2630) من طريق بقية عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن فروة بن مجاهد اللخمي، عن سهل ابن معاذ الجهني عن أبيه معاذ بن أنس، فذكر القصة، والحديث بلفظه. وتابع بقية عليه عن الأوزاعي: إسماعيلُ بن عياش. أخرجه أبو داود أيضًا (3/ 95: 2629)، وأحمد في المسند (3/ 440 - 441)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 212: 2468)، وأبو يعلى في مسنده (3/ 59: 1483) وفي المفاريد له (ص 43)، والطبراني في الكبير (20/ 194:434)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 152)، جميعهم من طريق إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن به بلفظه. =
= وسُئل الدارقطني في العلل (6/ 91: 1002) عن هذا الحديث، فقال: "يرويه أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي واختلف عنه، فرواه الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فروة بن مجاهد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. قال ذلك بقية بن الوليد وعبادة بن جويرية عن الأوزاعي. وتابعه إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن. ورواه أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي، عن أَسِيد، عن رجل من جهينة، عن رجل آخر لم يسم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. لم يحفظ الفزاري إسناده، وحفظه بقية". اهـ.
الحكم عليه: إسناد الحارث غير محفوظ، لإسقاط فروة بن مجاهد -شيخ أَسِيد- من سنده، والمحفوظ من رواية الثقات إثباته. وفيه أيضًا راويان مبهمان، لكن جاء تسميتهما من طرق أخرى كما تقدم. وقد نصّ الدارقطني في العلل (6/ 91) على أن طريق بقية هو المحفوظ، وأن الفزاري لم يحفظ الإسناد. وصحّحه الألباني في تعليقه على مشكاة المصابيح (2/ 1147)، وفي تصحيحه نظر لما تقدم.
13 - باب فضل المركب الوطيء
13 - بَابُ فَضْلِ الْمَرْكَبِ الْوَطِيءِ 1974 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدي، ثنا محمَّد بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ (¬1) محمَّد بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ ثَلَاثَةٌ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَرْكَبُ الصَّالِحُ، وَالْمَنْزِلُ (¬2) الْوَاسِعُ. وَمِنْ شَقَاوَةِ الْمَرْءِ: الْمَرْأَةُ السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيّق (¬3). ¬
1974 - تخريجه: الحديث لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق. وأخرجه أحمد في المسند (1/ 168) عن روح بن عبادة، والبزّار كما في كشف الأستار (2/ 156: 1412) من طريق أبي عامر، والحاكم في المستدرك (2/ 144) من طريق عبد العزيز بن محمَّد، وابن عساكر في تاريخ دمشق (16/ 462) من طريق ابن وهب. أربعتهم عن محمَّد بن أبي حميد، به بنحوه. قال البزار: "لا نعلمه مرفوعًا إلَّا من هذا الوجه عن سعد، ومحمد بن =
= أبي حميد ليس بالقوي، وقد روى عنه جماعة من أهل العلم". وقال الحاكم: "صحيح، ولم يخرّجاه، وأقرّه الذهبي". وهذا إسناد فيه محمَّد بن أبي حميد الزُرَقي، ضعيف وضعّف الحديث أحمد شاكر في تعليقه على المسند (3/ 28). وله متابعة قويّة، رجالها رجال الصحيح. أخرجها ابن حبّان في صحيحه (6/ 135: 4021)، والخطيب البغدادي في تاريخه (12/ 99) كلاهما من طريق الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعد بن أبي هند عن إسماعيل، به بلفظه. وتابع إسماعيل عليه عن أبيه -هو محمَّد بن سعد- جماعة: أخرجه البزّار أيضًا كما في كشف الأستار (2/ 156: 1413) من طريق أبي بكر بن أبي موسى، والطبراني في الكبير (1/ 146: 329) وفي الأوسط (1/ 208/ أ) من طريق العباس بن ذريح، والحاكم في المستدرك (2/ 162) مطولًا، وفيه زيادة من طريق أبي بكر بن حفص، وأبو نعيم في الحلية (8/ 388) من طريق وائل بن داود. أربعتهم عن محمَّد بن سعد، به بنحوه. وعند بعضهم زيادة، وهي إضافة الجار. قال البزّار: "إنما هذا من حديث محمَّد بن أبي حميد عن إسماعيل، فليس بهذا الإسناد ثبتا، لم أر أحدًا روى هذا الحديث اعتمد عليه، ولم يتابع محمَّد بن الحسن عليه، ولا روى أبو بكر بن أبي موسى عن محمَّد بن سعد عن أبيه شيئًا. وإنما تركناه لهذه العلّة". وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن العباس بن ذريح، إلَّا إبراهيم بن عثمان، وهو أبو شيبة". =
= الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف، فيه محمَّد بن أبي حميد، وهو ضعيف، لكن له متابعات قاصرة من طرق أربعة، وواحدة تامّة، وهي التي عند ابن حبان، تقدم ذكرها تفصيلًا عند تخريج الحديث ترتقي به إلى الحسن لغيره. والحديث بمجموع طرقه صحيح. وصححه أيضًا الشيخ الألباني في صحيحه (3/ 39). وله شاهد عن نافع بن عبد الحارث مرفوعًا: "ثلاث خصال من السعادة: المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء". أخرجه أحمد (3/ 407، 408) عن وكيع وأبي نعيم، كلاهما عن حببب بن أبي ثابت عن جميل عن نافع بن عبد الحارث، به. وسنده حسن في الشواهد. وجميل هو ابن عبد الرحمن المؤذّن، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 518)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. ويشهد له أيضًا الحديث الآتي برقم (1975).
1975 - قَالَ أَبُو بَكْرِ: حَدَّثَنَا غُندَر، ثنا شُعْبَةُ (¬1) عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاق (¬2) قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ قُرَّة أَوْ قُرَّةَ -شَكَّ أَبُو بَكْرٍ- أَنَّهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ثَلَاثٌ مِنْ نَعِيمِ الدُّنْيَا وَإِنْ كَانَ لَا نَعِيمَ لَهَا: مَرْكَبٌ وَطِيءٌ، وَالْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، والمنزل الواسع. ¬
1975 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند ابن أبي شيبة، ولا في المصنّف له. وأورده السيوطي في الجامع الصغير كما في فيض القدير (3/ 294)، ورمز له بالضعف، وعزاه لابن أبي شيبة.
الحكم عليه: هذا إسناد فيه انقطاع أو إرسال، ورجال كلهم ثقات، فإن كان من رواية زياد بن مخراق عن قرّة بن إياس، فالحديث بهذا السند منقطع؛ لأن زيادًا لم يدرك قرّة بن إياس قطعًا، وإن كان من رواية معاوية بن قرّة، وهذا الذي يظهر فهو مرسل؛ لأن معاوية بن قرة لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنّه وُلِدَ يوم الجمل، قد أرسل عن جماعة من الصحابة. وضعّفه السيوطي كما في الفيض (3/ 294). والشيخ الألباني في ضعيف الجامع (3/ 59: 2559). لكن يشهد لمتنه الحديث السابق برقم (1974)، وما ذُكِر معه من شواهد.
14 - باب توديع المنزل بركعتين وما يقال عند التودع
14 - بَابُ تَوْدِيعِ الْمَنْزِلِ بِرَكْعَتَيْنِ وَمَا يُقَالُ عِنْدَ التَّوَدُّعِ (¬1) (84) تَقَدَّمَ فِي بَابِ أَدَبِ السَّفَرِ وَالرُّفْقَةِ فيه أحاديث (¬2). ¬
15 - باب نهي المرأة عن السفر وحدها
15 - بَابُ نَهْيِ الْمَرْأَةِ عَنِ السَّفَرِ وَحْدَهَا 1976 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ بِالْبَصْرَةِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الصُدَائِيّ عَنْ أَبِي هَانِئٍ عَنْ [عَامِرٍ] (¬1) عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثَلَاثٍ إلَّا مَعَ زوج أو ذي محرم. ¬
1976 - تخريجه: لم أقف عليه في المطبوع من مسند أبي يعلى الموصلي، ولعلّه في المسند الكبير له. وعن أبي يعلى أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 212) بلفظه. وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 80: 181)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 149/ب)، وفي الصغير (2/ 97: 851) عن الحسين بن إسحاق التستري ومحمد بن حيان المازني، كلاهما عن سليمان بن يزيد، به بلفظه. وليس في الكبير قوله: "مع زوج". قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن عدي بن حاتم إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به سليمان بن يزيد". =
=ر وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 150) عن محمَّد بن أيّوب عن سليمان بن يزيد، به بنحوه، ولم يذكر (مع زوج). وقال: "والحديث ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير هذا الوجه". وله شاهد من حديث ابن عمر يرفعه: "لا تسافر المرأة ثلاثًا إلَّا مع ذي محرم". متفق عليه. أخرجه البخاري في تقصير الصلاة، باب في كما يقصر (2/ 566: 1087)، ومسلم في الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره (2/ 975: 1338).
الحكم عليه: حديث الباب مدار إسناده على سليمان بن يزيد، وهو مجهول الحال، لم يوثقه سوى ابن حبّان، ولم يتابعه على توثيقه أحد. وفيه أيضًا علي بن يزيد وأبو هانئ: ضعيفان. فالحديث بهذا السند ضعيف، لكن متنه صحيح ثابت من طرق أخرى، ذكرت منها حديث ابن عمر، وهو متفق عليه.
16 - باب الرفق بالدواب
16 - بَابُ الرِّفْقِ بِالدَّوَابِّ 1977 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ أَبِي عَمَّارٍ يَقُولُ: أَكْرِمُوا المِعْزى (¬1) وَامْسَحُوا الرُّغام عَنْهَا، وَصَلُّوا فِي مُراحها، فَإِنَّهَا مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ. * مَوْقُوفٌ صحيح (¬2). ¬
1977 - تخريجه: الحديث لم أقف عليه من هذا الطريق. وأورده الهيثمي بلفظه في المجمع (4/ 66)، لكن من مسند أبي هريرة. وأخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 114: 1330) عن محمَّد بن الليث عن خالد بن مخلد القطواني عن يزيد بن عبد الملك عن داود بن فراهيد عن أبي هريرة يرفعه بلفظ حديث الباب. قال البزار: "لا نعلم رواه عن داود عن أبي هريرة إلَّا يزيد بن عبد الملك النوفلي، وليس بالحافظ، وإن كان قد روى عنه جماعة كثيرة". وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 66)، وقال: "رواه البزّار وفيه يزيد بن =
= عبد الملك متروك". وأخرجه عبد بن حميد في المنتخب (2/ 104: 985) عن خالد بن مخلد عن يزيد ابن عبد الملك قال: "سمعت عبد الرحمن بن أبي محمَّد يحدّث عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ محمَّد بْنِ عَمْرِو ابن حزم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم-، فذكره بلفظه. ولعلّ هذا الاختلاف والتخليط في الوقف والرفع، إنما هو من يزيد، والله أعلم.
الحكم عليه: أثر الباب إسناده ضعيف، فيه يزيد بن عبد الملك ضعّفه جماهير النّقاد، بل قال النسائي: "متروك". ومع ضعفه خلط فيه كثيرًا، فرواه مرة موقوفًا على عمّار بن أبي عمّار، ومرّة من مسند أبي سعيد الخدري، وكل هذه الطرق مدارها على يزيد، وقد عرفت حاله. وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 66) بلفظه من طريق يزيد، لكن من مسند أبي هريرة، وقال: "رواه البزّار، وفيه يزيد بن عبد الملك متروك". قلت: وأنا في شك مما في الأصل من قول الحافظ: موقوف صحيح؛ لأن الحافظ نفسه قد ضعّف يزيد، وقد جاءت هذه العبارة في نسخة (ك) هكذا (موقوف) من غير ذكر لتصحيح الحافظ، وهذا الأليق بصنيع الإمام ابن حجر.
1978 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا محمَّد بْنُ حَرْبٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (¬1) سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ قَالَ: إنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرَّ بقومٍ قَدْ أَنَاخُوا بَعِيرًا فَحَمَّلُوهُ غِرَارَتَيْنِ ثُمَّ عَلَوْهُ (¬2) بِأُخْرَى، فَلَمْ [يَسْتَطِعِ] (¬3) الْبَعِيرُ أَنْ يَنْهَضَ، فَأَلْقَاهَا عَنْهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ أَنْهَضَهُ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنْ غَفَر اللَّهُ لَكُمْ مَا تَأْتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ ليغفرَّن عَظِيمًا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن اللَّهَ تَعَالَى يُوصيكم بِهَذِهِ العُجْمِ خَيْرًا، أَنْ تَنْزِلُوا بِهَا مَنَازِلَهَا، فَإِذَا أَصَابَتْكُمْ سَنَةٌ أَنْ تَنْحُوا عَنْهَا نِقْيَها (¬4). رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعًا: لَوْ غُفِرَ لَكُمْ مَا تَأْتُونَ إلى البهائم، لغفر لكم كثيرًا. ¬
1978 - تخريجه: هو عند الحارث في مسنده كما في بغية الباحث من زوائد الحارث للهيثمي (2/ 838: 885 طبعة الجامعة الإِسلامية). ولم أقف عليه من هذا الطريق، وقد رُوي هذا الحديث عن أبي الدرداء موقوفًا ومرفوعًا من طرق أخرى. أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (6/ 442) عن الهيثم بن خارجة عن أبي الربيع سليمان بن عتبة عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخولاني =
= عن أبي الدرداء موقوفًا عليه، فذكر المرفوع منه بلفظه تمامًا. ومن هذا الطريق أخرجه ابن عساكر في تاريخه كما في مختصر ابن منظور (10/ 182)، ولم أقف عليه في المخطوط؛ لأن ترجمة سليمان بن عتبة ساقطة. وأخرجه أحمد في مسنده (6/ 441) عن الهيثم بن خارجة، به المرفوع منه فقط. قال المنذري في الترغيب (3/ 313، 314): "رواه أحمد والبيهقي مرفوعًا هكذا، ورواه عبد الله في زياداته موقوفًا على أبي الدرداء، وإسناده أصح، وهو أشبه". ونحو هذا قال الهيثمي في المجمع (10/ 193، 194). قلت: تابع الإِمام أحمد على رفعه عباس بن محمَّد الدوري عن الهيثم بن خارجة، به. أخرجه البيهقي في الشعب (4/ 302: 5188). فإن كان ولا بد من ترجيح، فرواية الإِمام أحمد أولى؛ لأنه أحفظ، وقد توبع عليها كما ترى، وإلا، فالجمع ممكن؛ لأن الرواي أحيانًا ينشط، فيرفع الحديث، وقد لا ينشط، فيوقفه، وهو ما جنح إليه العلّامة الشيخ الألباني في صحيحته (2/ 514).
الحكم عليه: إسناد الحارث رجاله كلهم ثقات، مسلسل بالشاميين والقضاة، ثلاثة منهم من حمص وتولوا القضاء فيها. وإسناده منقطع؛ لأن يحيى بن جابر لم يلق أبا الدرداء، فالأول توفي سنة 126هـ، والثاني توفي سنة 32 هـ. ونص المزّيّ كما سبق في ترجمة يحيى أنه أرسل عن جماعة من الصحابة. لكن هذا الانقطاع اليسير ينجبر بمجيء الحديث من طريق آخر عن أبي الدرداء عند أحمد والبيهقي. =
= وتقدم في التخريج ذكر الاختلاف بين رواية أحمد وابنه في الرفع والوقف، وخلصنا إلى ترجيح رواية الرفع؛ إذ أن الراوي قد ينشط، فيرفع الحديث وقد لا ينشط فيوقفه، وقد توبع أحمد على رفعه. فالحديث بإسناد الحارث يرتقي إلى الحسن لغيره، وهو صحيح بمجموع طرقه. وصحّحه الشيخ الألباني أيضًا في صحيحته (2/ 514). وقال الهيثمي في "المجمع (10/ 193، 194): "رواه أحمد مرفوعًا كما ترى، ورواه ابنه موقوفًا بإسناد جيّد". وقال أيضًا (10/ 220): "رواه الطبراني، وإسناده جيّد". ولم أقف عليه في المطبوع من المعجم الكبير.
1979 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عَلَى ظهرِ كلِ بعيرٍ شيطانٌ فَإِذَا رَكِبْتُمُوهَا فَاذْكُرُوا اللَّهَ وامتهِنوهن، فإنما يحمل (¬1) الله عزَّ وجلّ. ¬
1979 - تخريجه: لم أقف عليه من هذا الطريق؛ لكن رُوي من مسند حمزة بن عمرو الأسلمي بلفظ حديث مسدّد دون قوله: "وامتهِنوهن ... " إلى آخر الحديث. أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ص 350 رقم 504)، وأحمد في مسنده (3/ 494)، والدارمي (2/ 285، 286)، وابن حبّان في صحيحه (3/ 104: 1700) و (4/ 165: 2683)، والطبراني في الكبير (3/ 160: 2994)، وفي الأوسط (1/ 105/أ) من طرق عن أسامة بن زيد عن محمَّد بن حمزة بن عمرو الأسلمي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"عَلَى ظَهْرِ كُلِّ بَعِيرٍ شيطان، فإذا ركبتموها، فسمّوا الله ولا تقصّروا عن حاتجكم". واللفظ لابن حبّان. ولفظ النسائي: "على ذروة كل بعير". ولفظ الطبراني: "على سنام كل بعير"، والباقي بلفظه. قال النسائي: "أسامة بن زيد ليس بالقوي في الحديث". وقال الطبراني: "لم يروه عن محمَّد بن حمزة إلَّا أسامة بن زيد الليثي". قال المنذري في الترغيب (4/ 73): "رواه أحمد والطبراني، وإسنادهما جيد". وله شاهد آخر من حديث نافع عن ابن عمر يرفعه: "على ذروة سنام كل بعير شيطان، فامتهنوها". أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين للهيثمي (7/ 354: 4582). =
= وقال: "لم يروه عن جعفر إلَّا القاسم، تفرد به محمَّد بن عبد العزيز". وقال في مجمع الزوائد (10/ 131): "فيه قاسم بن غصن، وهو ضعيف". قلت: ضعّفه أبو حاتم وغيره (الجرح والتعديل 7/ 116).
الحكم عليه: إسناد مسدّد فيه ضعف، فيه حبيب بن أبي ثابت، وقد عنعنه، وهو كثير التدليس والإرسال. ومتنه -دون قوله: فإنما يحمل الله عزّ وجلّ- له شاهد عن حمزة بن عمرو الأسلمي، فيه أسامة بن زيد، فيه كلام خفيف، وهو حسن في الشواهد. وفيه أيضًا محمَّد بن حمزة، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 357). وله شاهد آخر ضعيف عن ابن عمر.
1980 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُريب ثنا صَيْفي بْنُ رِبْعي عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى الْأَنْصَارِيِّ (¬1) عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تُرْسِلُوا الإِبل بهْلا (¬2)، وصرّوها صرًّا، فان الشيطان يرضعها. ¬
1980 - تخريجه: لم أقف عليه في المطبوع من مسند أبي يعلى، ولعله في المسند الكبير. وأخرجه الطبراني في الكبير (7/ 27: 6275) عن يعقوب بن غيلان وأحمد بن زهير التستري، كلاهما عن أبي كريب، به بلفظه. وفيه: "فإن الشياطين" بلفظ الجمع. وذكره في المجمع (4/ 109)، وقال: "رواه الطبراني في الكبير، وفيه عمر بن موسى الأنصاري، وهو متروك". وأورده الهندي في كنز العمال (15/ 424)، وعزاه لأبي يعلى والطبراني والضياء في المختارة. ولم أقف عليه في كتاب (الأحاديث المختارة) المطبوع.
الحكم عليه: الحديث إسناده تالف، فيه عمر بن موسى الوجيهي، كان يضع الحديث. نصّ على ذلك غير واحد من النّقاد.
1981 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا رُوَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْقَارِي، ثنا اللَّيْثُ عَنْ عَقِيلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسٌ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِذَا أَخْصَبَتِ الْأَرْضُ فَانْزِلُوا عَنْ ظَهْرِكُمْ فَأَعْطُوهُ حَقَّهُ مِنَ الْكَلَأِ، وَإِذَا أَجْدَبَتِ الْأَرْضُ فَامْطُوا (¬1) عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا (¬2). قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ اللَّيْثِ إلَّا رُوَيْمُ بْنُ يَزِيدَ، ورُوي عَنِ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا. ¬
1981 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (6/ 301: 3618)، وزاد: "وعليكم بالدلجة، فإن الأرض تطوى بالليل". وفي معجم شيوخه (205: 159) مقتصرًا على الزيادة المذكورة آنفًا. وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 276: 1696) عن محمَّد بن عبد الرحيم، والحاكم (1/ 445) من طريق محمَّد بن غالب، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 31) عن عبد الرحمن بن الجارود، والخطيب في تاريخه (8/ 429) من طريق أحمد بن يوسف التغلبي والبيهقي في الكبرى (5/ 256) من طريق تمام. خمستهم عن رويم بن يزيد، به بنحوه. قَالَ الْبَزَّارُ: "لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ الليث هكذا إلَّا رويم، وكان ثقة، ورُوي عن الزهري مرسلًا". وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرّجاه"، وأقره الذهبي. وقد تابع رويم عليه قبيصة بن عقبة عن الليث. أخرجه أبو داود في الجهاد، باب في الدلجة (3/ 61: 2571)، والبزّار كما في كشف الأستار (2/ 275: 1694)، والحاكم (2/ 114)، والبيهقي (5/ 256)، =
= والضياء في المختارة (6/ 123: 2118)، جميعهم من طريق خالد بن يزيد العتكي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أنس بنحوه. وليس عند أبي داود لفظ حديث الباب، وإنما اقتصر على الزيادة التي عند أبي يعلى في معجمه، وذكرتها في أول التخريج. قال الحاكم: "قد كنت أمليت في كتاب المناسك -من هذا الكتاب- حديث رويم بن يزيد المقرئ عن الليث عن عقيل عن الزهري، وجهدت آنذاك أن أجد له شاهدًا، فلم أجده. وهذا شاهده إن سلم من خالد بن يزيد". وقال الذهبي: "إن سلم من خالد، فجيّد". خالد بن يزيد العتكي، قال أبو زرعة: لا بأس، به. وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال الحافظ في التقريب: "صدوق يهم". (التهذيب 3/ 129، التقريب ص 192). فحديثه حسن في الشواهد. وأبو جعفر الرازي هو التميمي، واسمه عيسى بن أبي عيسى، صدوق سيء الحفظ، كما في التقريب (ص 629).
الحكم عليه: حديث أبي يعلى إسناده ساقط، فيه حميد بن الربيع. قال ابن عدي: "كان يسرق الحديث". وقال الحافظ في اللسان (2/ 469) في ترجمة رويم بن يزيد: "قال النباتي: روى عن الليث حديثًا منكرًا". قلت: رويم بن يزيد وثقه غير واحد كما في ترجمته، وتابعه قبيصة بن عقبة كما =
= في المستدرك (1/ 445)، فالحمل في هذا الحديث إنما يكون على حميد بن الربيع، وقد عرفت حاله. والحديث عن أنس من غير طريق حميد بن الربيع صحيح، وله متابعة جيدة تزيده قوّة، تقدم الكلام عليها في تخريج الحديث. ولم أقل بارتقاء سند حديث الباب؛ لأن حميد ضَعْفُه لا ينجبر، والله أعلم.
1982 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: خرجتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَجَّةِ الوداعِ وَأَخْرَجَ مَعَهُ نِسَاءَهُ، قَالَتْ: وَكَانَ مَتَاعِي فِيهِ خِفُّ، وَكَانَ عَلَى جملٍ نَاجٍ، وَكَانَ متاعُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ فِيهِ ثِقَلٌ (¬1) .. الْحَدِيثُ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ (¬2). ¬
1982 - تخريجه: الحديث هو عند أبي يعلى في مسنده (8/ 129: 4670). وهذا الحديث مكرّر، فقد تقدم بعضه بنفس السند في كتاب النكاح، باب كيد النساء برقم (1599). وأورده البوصيري في الاتحاف (3/ 73/ أ) من مسند أبي يعلى. والهيثمي في المجمع (4/ 322)، وعزاه لأبي يعلى وأبي الشيخ. وقد بحثت في كتاب الأمثال لأبي الشيخ المطبوع، ولم أجد فيه هذا الحديث.
الحكم عليه: قال الهيثمي في المجمع (4/ 322): "رواه أبو يعلى، وفيه محمَّد بن إسحاق وهو مدلس، وسلمة بن الفضل وقد وثّقه جماعة .. وضعّفه جماعة. وبقية رجاله رجال الصحيح". وضعّفه البوصيري في الاتحاف (3/ 73/ أ) لتدليس ابن إسحاق. =
= وقال ابن حجر في الفتح (9/ 325): "رواه أبو يعلى بإسناد لا بأس به". قلت: إسناده محتمل للتحسين لولا تدليس ابن إسحاق، وقد احتمله الأئمة في السير واحتجوا به، وحديث الباب من هذا القبيل. وفيه علّة أخرى وهو سلمة بن الفضل، فيه كلام وحديثه محتمل للتحسين أيضًا إذا لم يخالف.
17 - باب الخيل وفضلها، والندب إلى الإحسان إليها وفضل الحمل عليها في سبيل الله
17 - بَابُ الْخَيْلِ وَفَضْلِهَا، وَالنَّدْبِ إِلَى الإِحسان إِلَيْهَا وَفَضَلُ الْحَمْلِ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ 1983 - [1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بنُ أَبِي هِنْدَ الأشجعي (¬1) قال: رُؤي (¬2) يمسحُ خَدَّ فَرَسِهِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَاتَبَنِي فِي الْفَرَسِ. [2] وَقَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ [الرَّاوِي] (¬3) عَنْ أَبِي دَاوُدَ: ثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ [زَيْدِ] (¬4)، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عُرْوَةَ البارقي (¬5). ¬
1983 - تخريجه: الحديث عند الطيالسي في مسنده (142: 1059) وفي منحة المعبود (1/ 242: 1185). وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (24/ 101)، من طريق يونس بن حببب عن الطيالسي به بلفظه مرسلًا. قال ابن عبد البر: "هكذا رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ الزبير بن الخزيت. عن نعيم بن أبي هند مرسلًا". ومن طريق الطيالسي أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 27)، لكنه موصولًا عن عروة البارقي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. قلت: وما أظنه إلَّا وهما من أحد رواته، فإن كل من رواه من هذا الطريق رواه مرسلًا، كما سبق، وكما سيأتي. وأخرجه أبو داود في مراسيله (ص 228: 291)، عن موسى بن إسماعيل، عن جرير بن حازم به بنحوه مرسلًا. ورواه أبو بشر يونس بن حبيب كما في الأصل والإتحاف (4/ 66 أ)، وفي مسند الطيالسي (ص 142)، عن أبي مسعود أحمد بن الفرات، عن مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أبي هند، عن عروة البارقي مرفوعًا، به. وأخرج طرفًا منه الطبراني في الكبير (17/ 158: 414)، عن علي بن عبد العزيز، عن حرمي بن حفص، عن سعيد بن زيد به موصولًا، عن عروة البارقي. ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 125 أ). وأخرجه مالك في الموطأ (2/ 468)، عن يحيى بن سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ... فذكره بنحوه. هكذا رواه بلاغًا، ووصله ابن عبد البر من طريق آخر كما سبق. =
= ويشهد لحديث الباب الحديث التالي برقم (1984).
الحكم عليه: إسناد الطيالسي جيّد وتابعه على إرساله موسى بن إسماعيل كما في تخريجه، فإسناده بهذا يكون صحيحًا. وأما الطريق الثاني الموصول، فمدار إسناده على سعيد بن زيد، وفي حفظه كلام لا يحتج به إذا خالف، وعليه فالمحفوظ هو طريق الطيالسي مرسلًا.
1984 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬1)، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد الأنصاري، عن رجل من الأنصار (¬2) قَالَ: أَصْبَحَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَمْسَحُ عَرَقَ فَرَسِهِ، فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: إني عُوتِبت الليلة في الخيل. ¬
1984 - تخريجه: أخرجه أبو عبيد في كتاب الخيل (ص 3) عن عبد الله بن مسلمة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري به بلفظ (إني عوتبت الليلة في إذالة الخيل). وجاء المبهم مسمّي من طريق آخر، وهو مسلم بن يسار. أخرجه سعيد بن منصور في سننه (2/ 168: 2438)، عن سفيان، وأبو عبيد في كتاب الخيل، كما في مشارع الأشواق لابن النحّاس (1/ 351: 526)، عن مروان ابن معاوية. كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن مسلم بن يسار قَالَ: أُخْبِرْتُ إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ ذات يوم، فمسح وجه فرس له بردائه، وقال: "إني عوتبت الليلة في الخيل". تنبيه: وقع في سنن سعيد بن منصور محمَّد بن يسار مسلم بن يسار، وهو خطأ بين، تبين لي بالرجوع إلى كتب الرجال. ورواه في الفروسية (ق 14 لمؤلف مجهول [مخطوط مصوّر عن المكتبة الوطنية بباريس، وهو في مؤسسة الملك فيصل برقم 2815]) من طريق الحسن بن عبّاد، عن يحيى بن سعيد بن يسار ... فذكر قصّة، وفيه مرفوعًا (إن حبيبي عاتبني في الخيل).
الحكم عليه: إسناده مسدّد فيه رواه لم يسم، لكنه جاء مسمى من طريق سعيد بن منصور، =
= وهو مسلم بن يسار المصري مولى الأنصار، وثّقه الذهبي. وقال الدارقطني: "يعتبر به". فالإِسناد حسن، لكنه مرسل. ويشهد له الحديث المتقدم قبله، والحديث الآتي برقم (1985)، فيتقوى بذلك المرسل. وقال الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في تعليقه على سنن ابن منصور (2/ 168): "له شاهد عن عائشة لا بأس به، أخرجه ابن عساكر". وقال البوصيري في الإِتحاف (4/ 66/ ب): "رجاله ثقات".
1985 - وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثنا سَلِيطُ بْنُ يَسَارِ (¬1) بْنِ سَلِيطِ بْنِ [زَيْدِ] (¬2) بْنِ ثَابِتٍ (¬3) عَنْ مَرْيَمَ بِنْتِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ -وَهِيَ وَالِدَةُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ- عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ حَبَسَ فَرَسًا فِي سبيلِ اللَّهِ تَعَالَى كَانَ سِتْرَه مِنَ النار. ¬
1985 - تخريجه: هو عند عبد بن حميد في المنتخب (1/ 238: 252). وأخرجه شرف الدين الدمياطي في فضل الخيل (14/ ب) من طريق أحمد بن الخليل عن الواقدي به بلفظه. وقال: "رواه موسى بن سعد بن زيد عن أم سعد نحوه، وزاد عنها قالت: فحبس زيد بن ثابت خمسة أفراس بأنطاكية وبعث عليها رجلًا". وله شاهد من حديث أبي هريرة. أخرجه البخاري في الجهاد، باب من احتبس فرسًا (6/ 67: 2853)، والنسائي في علف الخيل (6/ 225: 3582)، وأحمد (2/ 374)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 274)، والحاكم (2/ 92)، والبيهقي (10/ 16)، والبغوي في شرح السنة (10/ 388)، وابن عساكر في الأربعين في الحث على الجهاد (ص 95: 27)، والمقدسي في فضل الجهاد والمجاهدين (ص 158: 26)، جميعهم من طريق طلحة بن أبي سعيد عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة يرفعه: "من احتبس فرسًا في سبيل الله إيمانًا بالله وتصديقًا بوعده، فإن شبعه وريّه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة". =
=الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف جدًا، فيه الواقدي، وهومتروك، وفيه سليط بن يسار مجهول ومريم بنت سعيد لم أقف على ترجمتها. ولمتنه شاهد صحيح عن أبي هريرة، تقدم تخريجه.
1986 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا (¬1) عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ [عَنْ جَدِّهِ جَرِيرٍ] (¬2) قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمْسَحُ وَجْهَ فَرَسِهِ بِكُمِّهِ. رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ هُشَيْمٍ (¬3) عَنْ يُونُسَ بِلَفْظِ: "يَفْتِلُ [عَرْفَ] (¬4) فَرَسٍ بِأَصْبَعِهِ (¬5) "، فَلَعَلَّهُمَا حَدِيثَانِ. (85) حَدِيثُ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا [يُخبّل] (¬6) [أَحَدًا] (¬7) فِي دارٍ فِيهَا فرسٌ عتيقٌ، في سورة الأنفال (¬8). ¬
1986 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (2/ 675: 651)، طبعة الجامعة الإسلامية. =
= ومن طريق الحارث أخرجه أبو عوانة في مسنده (5/ 13)، وفيه: "يلوي ناصية فرسه بيده" مع زيادة في آخره. قلت: الحديث عند مسلم في صحيحه. أخرجه مسلم في الإمارة، باب الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة (3/ 1493: 1872)، من طريق يزيد بن زريع وإسماعيل بن علية وسفيان. ثلاثتهم عن يونس بن عبيد به بلفظه: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يلوي ناصية فرس بإصبعه، وهو يقول: "الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر والغنيمة". ورواه أيضًا اين أبي شيبة في المصنف (12/ 481: 15333)، ومن طريقه مسلم (3/ 1493)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 85)، والبيهقي (6/ 329)، من طريق سفيان عن يونس بن عبيد به بلفظ: (يلوي ناصية فرس بإصبعه). وأحمد في المسند (4/ 361)، عن هشيم عن يونس -هو ابن عبيد-، به بلفظ: "يفتل عرف فرس بأصبعيه". زادوا جميعًا: وهو يقول: "الخيل معقود في نواصيها الخير، الأجر والمغنم إلى يوم القيامة". وعرف الدابة: هو الشعر الثابت في محدب رقبتها، أي أعلاها، وهو للفرس والبغل والحمار، ويكون في الخيل طويلًا مسترسلًا (الفتح الرباني 14/ 133). وقول المؤلف رحمه الله: (فلعلّهما حديثان)، فيه نظر لما تقدم.
الحكم عليه: إسناد الحارث فيه العباس بن الفضل، لم يتبين لي من هو، وجاء من غير طريق الحارث بأسانيد صحيحة، تقدم تخريجها عند الكلام على تخريج حديث الباب. ثم إن حديث الباب فيه: عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عن أبيه، وهو خطأ جزمًا , لأن أباه لا تعرف له رواية عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال في النص: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالراوي صحابي قطعًا، وهو جرير بن عبد الله البجلي. والحديث صحيح أخرجه مسلم وغيره كما سبق آنفًا.
1987 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬1)، عَنْ ابن (¬2) مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: هل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي الْخَيْلِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (¬3). ¬
1988 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الجُبَيْري (¬1)، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عُبَيْدٍ الْجُبَيْرِيَّ (¬2)، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها. ¬
1988 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولا في المقصد العلي، ولا في مجمع الزوائد، ولعلّه في المسند الكبير. وأخرجه أبو عوانة في صحيحه (5/ 17) عن يزيد بن سنان وسعيد بن مسعود، وأسلم في تاريخ واسط (243)، عن الحسين بن شاهين، والطبراني في الكبير (20/ 431: 1047)، من طريق محمد بن زكريا ومحمد بن موسى الحرشي، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 224). ستتهم عن إسماعيل بن سعيد الجبيري به بلفظه، لكن قالوا جميعًا: "زياد بن جبير عن أبيه، عن المغيرة". وقال المزي في تهذيب الكمال (9/ 442) في ترجمة زياد بن جبير: "روى عن المغيرة، والمحفوظ، عن أبيه عنه". وله شاهد عن جماعة من الصحابة، منهم ابن عمر: أخرجه البخاري في الجهاد، باب الخيل معقود في نواصيها الخير (6/ 64: 2849)، ومسلم في الامارة (3/ 1492: 1871)، والنسائي في الخيل (6/ 221)، وابن ماجه في الجهاد (2/ 932: 2787)، وأحمد (2/ 13)، ومالك في الموطأ (1/ 310). =
= الحكم عليه: رجال إسناد أبي يعلى ثقات، لكن سنده غير محفوظ , لأن الأصل في رواية زياد بن جبير عن المغيرة إنما تكون بواسطة أبيه جبير بن حيَّة، نص على ذلك المزّي في تهذيب الكمال (9/ 442)، وابن حجر في التهذيب (3/ 357). ورواه البخاري في تاريخه الكبير ويزيد بن سنان وسعيد بن مسعود والحسين بن شاهين ومحمد بن زكريا ومحمد بن موسى الحرشي، ستتهم عن إسماعيل بن سعيد به، لكن قالوا: "عن زياد بن جبير، عن أبيه، عن المغيرة"، وهو المحفوظ. وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات غير إسماعيل بن سعيد صدوق، وسعيد بن عبيد صدوق، ربما وهم. ولمتنه شواهد صحيحة عن جمع من الصحابة، اكتفيت بواحد منها من مسند ابن عمر، وتقدم تخريجه.
18 - باب سهم الفارس
18 - باب سهم الفارس (¬1) 1989 - قال الحارث: حدثنا محمَّد بن عمر، ثنا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ [أَبِي بَكْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ] (¬2) أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: أَسْهَمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِصَاحِبِهِ سهمًا (¬3). ¬
1989 - تخريجه: الحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (2/ 679: 656)، والبوصيري في الإتحاف (4/ 67/ ب) من مسند الحارث، ولم يعزه لغيره. وأخرجه الدارقطني في سننه (4/ 111: 32) عن محمَّد بن عمرو، عن أحمد بن الخليل، عن الواقدي به بلفظه. ورواه أيضًا الدارقطني (4/ 105: 17) من طريق هشام بن عروة عن أبي صالح، عن جابر قال: شهدت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غزاة، فأعطى الفارس منا ثلاثة أسهم، وأعطى الراجل سهمًا. وفيه محمَّد بن يزيد وأبوه. قال الزيلعي في نصب الراية (3/ 415): "ضعيفان". =
= الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف جدًا، فيه الواقدي، وهو متروك الحديث. ولا تنفعه المتابعة التي عند الدارقطني , لأن الطريق الأول من طريق الواقدي نفسه، وقد عرفت حاله. والطريق الثاني فيه محمَّد بن يزيد بن سنان وأبوه، وهما ضعيفان، كما في نصب الراية للزيلعي. وضعّفه البوصيري في الإتحاف (4/ 67/ ب)، وأعلّه بالواقدي. ولمتنه شاهد بلفظه من حديث ابن عمر متفق عليه. أخرجه البخاري في الجهاد، باب سهام الفرس (6/ 79: 2863)، ومسلم فيه، باب كيفية قسمة الغنيمة بين الحاضرين (3/ 1383: 1762).
1990 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرِ [بْنُ يَحْيَى] (¬1) بْنِ النَّضْرِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ مثله. ¬
1990 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (3/ 827). والبوصيري في الإتحاف (4/ 67/ ب) من مسند الحارث، ولم يعزه لغيره. وأخرجه الدارقطني في سننه (4/ 111: 1329) عن محمَّد بن عمرو، عن أحمد بن الخليل، عن الواقدي به بلفظه. ولم أجده عند غير الدارقطني فيما اطّلعتُ عليه.
الحكم عليه: إسناده كسابقه، فيه الواقدي، وهو متروك. وأبو بكر بن يحيى بن النضر مستور الحال. وأعله البوصيري أيضًا بالواقدي في إتحاف الخيرة (4/ 67/ ب). فهو ضعيف جدًا بهذا الإسناد. وله شاهد تقدم عند الحديث الذي قبله.
1991 - وقال الحارث (¬1): حدثنا محمَّد بن عمر، ثنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ [عَنْ عَمَّتِهِ قُريبة، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ] (¬2) عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم بدر بسهمين لفرسه وله [بسهم] (¬3). ¬
1991 - تخريجه: الحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (3/ 829). وأخرجه الطبراني في الكبير (02/ 261: 614) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني عن الواقدي به، ولفظه: (أنه -أي المقداد- كان يوم بدر على فرس يقال له سبحة، فأسهم له النبي -صلى الله عليه وسلم-، لفرسه سهمًا وله سهمًا). كذا لفظه، والظاهر أنه مصحّف، وإلاَّ، فكل من رواه من طريق الواقدي وموسى ابن يعقوب قالوا: له سهم ولفرسه سهمان، كما سيأتي. وأخرجه الدارقطني في سننه (4/ 103) من طريق أحمد بن الخليل عن الواقدي به بلفظه. والدارقطني أيضًا (4/ 102) من طريق محمَّد بن خالد بن خثعمة عن موسى بن يعقوب به بنحوه. والدارقطني أيضًا (4/ 103) من طريق يحيى بن هانئ عن موسى بن يعقوب، عن عمّته، عن أمّها كريمة بنت المقداد، عن أبيها المقداد قال: "ضرب لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم خيبر بسهم، ولفرسي بسهمين". =
= الحكم عليه: إسناد الحارث فيه الواقدي، وهو متروك. وقريبة بنت عبد الله لم يوثّقها معتبر سوى ذكر ابن حبّان لها في الثقات، وهو متساهل في التوثيق، فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. وله طرق أخرى من غير طريق الوافدي، لكن مدارها على قريبة، وهي مجهولة الحال، فيكون الحديث بهذا الطريق ضعيفًا. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 354)، وقال: "رواه الطبراني، وفيه الواقدي، وهو ضعيف". ومتنه صحيح، تقدم ذكر شاهده عند الحديث رقم (1988).
1992 - حدثنا محمد بن عمر، ثنا محمد بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ [أَبِي حَثْمَةَ] (¬1) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ [أَبِي حَثْمَةَ] (¬2) قَالَ: إِنَّهُ شَهِدَ [حُنينًا] (¬3) مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَسْهَمَ لِفَرَسِهِ سَهْمَيْنِ وَلَهُ سهمًا. ¬
1992 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (2/ 680: 658). والبوصيري في الاتحاف (4/ 67/ أ). وأخرجه الدارقطني في سننه (4/ 111: 31) من طريق أحمد بن الخليل عن الواقدي به بلفظه. وأورده ابن قطلوبغا في كتاب من روى عن أبيه، عن جدّه (ص 534: 123) , وعزاه للدارقطني، ولكن أسقط من إسناده (أبو حثمة). ولم أجده عند غير الدارقطني.
الحكم عليه: إسناد الحارث ضعيف جدًا، فيه الواقدي وهو متروك. ومحمد بن يحيى بن سهل وأبوه مجهولا الحال. وضعّفه البوصيري في الإتحاف (4/ 67/ أ) , وأعلّه بالواقدي.
1993 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: لِلْفَرَسِ سَهْمٌ (¬1)، لِلْعَرَبِيِّ وَالْعَجَمِيِّ سَوَاءٌ. ¬
1993 - تخريجه: أورده في بغية الباحث (2/ 677: 653) وفي الاتحاف (4/ 67/ أ)، ولفظه في الاتحاف: (سهم الفرس العربي والعجمي سواء). ولم أجده عند غير الحارث.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، فيه الواقدي، وهو متروك. وعبد الرحمن بن الفضل وأبوه لم أقف على ترجمتها. وذكره البوصيري في الاتحاف (4/ 67/ أ)، وقال: "مدار هذه الطرق على محمَّد بن عمر الواقدي، وهو ضعيف". وفضلًا عن كونه موقوفًا، فهو مخالف للأحاديث الصحيحة التي نصّت على أن للفرس سهمين ولصاحبه سهمًا، وتقدم منها حديث ابن عمر شاهدًا عند الحديث رقم (1988).
1994 - وَقَالَ محمَّد بْنُ عُمَرَ (¬1) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عن ذلك، قال (¬2): هما سواء (¬3) ¬
1994 - تخريجه: الحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (2/ 677: 654)، والبوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 67/ أ). ولم أجده عند غير الحارث.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا فيه الواقدي وهو متروك، وفيه عبد الله بن سليمان، لم أقف على ترجمته.
1995 - حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُمَرَ، ثنا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بن يسار مثله.
1995 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث (2/ 677: 654)، والبوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 67/ أ)، وضعّفه بالواقدي.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، وضعّفه البوصيري أيضًا في إتحاف الخيرة (4/ 67/ أ).
1996 - حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُمَرَ، ثنا مَالِكٌ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ (¬1) قَالَا: هُمَا فِي السُّهْمَيْنِ (¬2) سَوَاءٌ، يَعْنِي العربية والبراذين. ¬
1996 - تخريجه: تمام هذا النصّ كما في بغية الباحث (2/ 678: 655) والإتحاف (4/ 67/أ) هكذا: قال الحارث: حدثنا محمَّد بن عمر، ثنا مالك عن عبد الله بن دينار قال: سألت سعيد بن المسيب أفي البراذين صَدَقَةٌ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الخيل صدقة. قال مالك: فقد جعل سعيد بن المسيّب البرذون من الخيل. قال مالك: فهما عندي في السهم سواء. قال أبو عبد الله: "وسألت الثوري عن ذلك، فقال: سواء". والأثر أورده الهيثمي في بغية الباحث والبوصيري في الإتحاف، كما سبق وأخرجه مالك في الموطأ (1/ 278) عن عبد الله بن دينار به بنحوه، وليس فيه ذكر لقول الثوري. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 119) من طريقين: الأولى عن الشافعي، والثانية عن ابن بكير، كلاهما عن مالك به بنحوه من غير ذكر لقول الثوري.
الحكم عليه: إسناد أثر الحارث ضعيف جدًا، فيه الواقدي، وهو متروك. وقول مالك جاء في الموطأ، ورواه البيهقي أيضًا، كما تقدم من طريق الشافعي وابن بكير، كلاهما عن مالك به. وأما قول الثوري، فلم أجد إسنادًا إليه حتى أحكم بصحته أو ضعفه.
1997 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ (¬1) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَنَّ [أَبَا] (¬2) حَازِمٍ مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ (¬3) أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي رُهْمٍ (¬4) وَأَخِيهِ أَنَّهُمَا كَانَا فَارِسَيْنِ يَوْمَ حُنَيْنٍ (¬5) فأُعْطِيا (¬6) سِتَّةَ أَسْهُمٍ: أَرْبَعَةٌ لِفَرَسَيْهِمَا وَسَهْمَيْنِ لَهُمَا (¬7)، فَبَاعَا السَّهْمَيْنِ بِبَكْرَيْنِ. ¬
1997 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (12/ 296 - 297: 6876) بلفظه، لكن فيه: "عن أبي رهم وآخر" بدل: "عن أبي رهم وأخيه". وهذا في المقصد العلي في زوائد مسند أبي يعلى الموصلي (78/ ب). وأما في مجمع الزوائد (5/ 343) وإتحاف الجرة (4/ 68/أ)، فجاءت كما في الأصل، فلعله تصحيف من النسّاخ. والحديث أخرجه سعيد بن منصور في سننه (2/ 278: 2763)، والطبراني في الكبير (19/ 186: 420) من طريق أسد بن موسى، والبيهقي في الكبرى (6/ 326) من طريق يحيى بن يحيى. ثلاثتهم عن إسماعيل بن عياش به بلفظه. وشكّ الراوي: هل كان يوم حنين أم خيبر؟ ورواه الدارقطني في سننه (4/ 101) من طريق الأحوص بن جراب والهيثم بن جميل، والطبراني في الكبير (19/ 186: 419) من طريق عاصم بن علي وإبراهيم بن =
= إسحاق الضبّي، كلاهما عن قيس بن الربيع، عن محمد بن علي السلمي، عن إسحاق بن أبي فروة به بلفظه. وقال الزيلعي في نصب الراية (3/ 414): "وقال في التنقيح: قيس بن الربيع ضعّفه بعض الأئمة، وأبو رهم مختلف في صحبته". قلت: هذا وهم منه رحمه الله، فالذي معنا في السند هو أبو رهم الغفاري كلثوم بن الحصين، وهو صحابي مشهور باسمه وكنيته معًا، وهو ممن بايع تحت الشجرة، ولا خلاف في صحبته. ولعل صاحب التنقيح التبس عليه بأبي رهم السمعي -ويقال: الظهري- واسمه أحزاب بن أسيد، وهو الذي ذكر الحافظ أن في صحبته خلافًا. ينظر: (الإصابة 1/ 162، 11/ 134).
الحكم عليه: مدار إسناد الحديث على إسحاق بن أبي فروة، وهو متروك، أجمع النقاد على ضعفه. فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. وبهذه العلة ضعّفه البوصيري في الإتحاف (4/ 68/ أ).
1998 - [حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا ابْنُ دَاوُدَ] (¬1) عَنْ محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- أَعْطَى [يَوْمَ بَدْرٍ] (¬2) الْفَرَسَ سَهْمَيْنِ وَالرَّجُلَ سهمًا. ¬
1998 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (4/ 337: 2451) بلفظه، وذكره الهيثمي في المقصد العلي (78/ ب). ولم أقف عليه من هذا الطريق، لكن له طريقًا آخر عن ابن عبّاس: أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 124: 12660) من طريق نهشل بن سعيد عن الضحّاك، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا، وفيه: وجعل الأربعة أسهم الباقية: للفرس سهمان ولراكبه سهم وللراجل سهم. قال الهيثمي في المجمع (5/ 340): "رواه الطبراني، وفيه نهشل بن سعيد، وهو متروك". وله طريق آخر أخرجه البيهقي في الكبرى (6/ 326) من طريق كثير مولى بني مخزوم عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قسم لمائتي فارس يوم خيبر سهمين سهمين. وله طريق آخر أخرجه البيهقي أيضًا (6/ 293) من طريق معاوية بن صالح عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عبّاس، فذكر حديثًا طويلًا، وفيه: (للفرس سهمان، ولصاحبه سهم، وللراجل سهم). =
= الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف، فيه محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى، وهو ضعيف سيء الحفظ. ورواه عن ابن عباس جماعة، منهم الضحّاك وعطاء وعلي بن أبي طلحة، وقد تقدموا في التخريج، لكن الأسانيد إلى هؤلاء لا تخلو من ضعف، غير أن ضعف بعضها ليس بالشديد. ويرتقي الحديث بها من طريق ابن عباس إلى الحسن لغيره.
19 - باب السبق والرمي وما جاء في فضل الرمي
19 - بَابُ السبْقِ والرَمْيِ وَمَا جَاءَ فِي فضلِ الرميِ 1999 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ، حَدَّثَنِي الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَيْسَ مِنَّا مَن أَجْلَب (¬1) على الخيلِ يومَ الرهبان، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ [خَبَّب] (¬2) عَبْدًا عَلَى سيّدِه، وَلَيْسَ مِنَّا مَن أفسدَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا". ¬
1999 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (4/ 303 - 304: 2413) مع تقديم وتأخير في اللفظ. وأورده الهيثمي في المقصد العلي (78/ ب). وأخرجه البخاري في تاريخه (1/ 396) عن أبي ثابت، عن الدراوردى به مختصرًا. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 265)، وقال: "رواه أبو يعلى والطبرانى باختصار، ورجال أبي يعلى ثقات". ولم أجده في معجم الطبراني الكبير. =
= وأخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 478: 1824) من طريق طاووس عن أبيه عن ابن عباس- يرفعه بنحوه، وليس فيه "وليس منا من أجلب على الخيل". قال الهيثمي في المجمع (4/ 332): "فيه عثمان بن مطر، وهو ضعيف". وذكره الألباني في صحيحته (1/ 580)، وعزاه للضياء المقدسي في المختارة.
الحكم عليه: رجال إسناد أبي يعلى ثقات غير إسحاق بن جابر، فهو مجهول، ذكره البخاري في تاريخه الكبير (1/ 396)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وله متابعة عند الطبراني في الأوسط من طريق طاووس عن أبيه، عن ابن عباس بنحوه مرفوعًا، وليس فيه قوله "وليس منا من أجلب على الخيل". فيكون الحديث بهذه المتابعة حسنًا لغيره. وأورده المنذري في الترغيب (3/ 82)، وقال: ورواة أبي يعلى كلهم ثقات". وله شاهد من حديث ابن عمر يرفعه "لا جَلَب ولا جَنَب ولا شغار في الإِسلام". أخرجه أحمد في المسند (2/ 19)، وصحّح إسناده أحمد شاكر في تعليقه على المسند (7/ 39: 5654).
2000 - [1] وقال أبو بكر وأحمد بن منيع جميعا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [بُسْر] (¬1) عَنْ أَبِي رَاشِدٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تصفَّحَ الناسَ فَرَأَى رَجُلًا وَبِيَدِهِ قوسٌ (¬2) عربيةٌ، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِهَذِهِ وَأَمْثَالِهَا، ورِمَاحِ القَنَا، فَإِنَّ بِهَذَا يُمكِّن اللَّهُ تَعَالَى لَكُمْ فِي الْبِلَادِ ويُؤيِّد لَكُمُ فِي النصْرِ. [2] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ (¬3): حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ -هُوَ أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ- بهذا. ¬
2000 - تخريجه: هو عند الطيالسي في مسنده رقم (154)، عن أشعث به بنحوه وفي أوّله زيادة. والحديث أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الجهاد، باب السلاح (2/ 939: 2810) من طريق عبيد الله بن موسى عن أشعث بن سعيد به بلفظ: "كانت بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوس عربيّة فارسيّة، فقال: ما هذه؟ ألقها، وعليكم بهذه وأشباهها ورماح القنا، فإنهما يزيدُ الله لكم بهما في الدين، ويمكن لكم في البلاد". ولعلّ إيراد الحافظ له في الزوائد -مع أنه عند ابن ماجه- لأجل الاختلاف الذي بين لفظ حديث الباب وهو أن القوس العربية كانت بيد رجل من الصحابة وبين لفظ حديث ابن ماجه وهو أن القوس العربية كانت بيد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
الحكم عليه: الحديث ضعيف، مدار إسناده على عبد الله بن بُسر السكسكي، وهو ضعيف، وفيه أيضًا أشعث بن سعيد، مُجمع على ضعفه.
2001 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي (¬1) جَعْفَرُ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَابَقَ (¬2) بَيْنَ الخيل والإبل. ¬
2001 - تخريجه: الحديث لم أقف عليه.
الحكم عليه: إسناده ضعيف , جعفر بن كثير مجهول الحال، وأبوه لم يوثقه سوى ابن حبّان بذكره له في الثقات، وهو متساهل في التوثيق، وهو مع هذا مرسل، نصّ على ذلك مسدد كما في ترجمة جعفر بن كثير فيما نقله البخاري في تاريخه الكبير (2/ 198). وقال البوصيري في الإتحاف كما في حاشية المطالب العالية المطبوع (2/ 162): "رواه مسدّد مرسلًا، ورجاله ثقات"، بناء على أن جعفر هو ابن محمَّد الصادق. وكلامه فيه نظر، لما تقدم.
2002 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ عَلَى أُنَاسٍ (¬1) يَرْمُونَ، فَقَالَ: خُذُوا (¬2) وَأَنَا مَعَ ابْنِ الْأَدْرَعِ (¬3)، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَأْخُذُ وَأَنْتَ مَعَ بَعْضِنَا دُونَ بَعْضٍ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلِيْهِ وَسَلَّمَ- خُذُوا وَأَنَا مَعَكُمْ يَا بَنِي إسماعيل (¬4). ¬
2002 - تخريجه: الحديث عند ابن أبي شيبة في مصنّفه (9/ 21 - 22: 6372) بلفظه. ولم أقف عليه من غير طريق ابن أبي شيبة. وله شاهد حسن وآخر صحيح. الأول من حديث أبي هريرة قَالَ: "خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وأسلم يرمون، فقال: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا، وارموا وأنا مع ابن الأدرع، فأمسك القوم قِسيِّهم، وقالوا: من كنت معه غَلَب، قال: ارموا وأنا معكم كلكم". أخرجه ابن حبّان في صحيحه (7/ 99: 4675)، والحاكم في المستدرك (2/ 94)، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 279: 1702) من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة بن أبي سلمة عن أبي هريرة به، واللفظ لابن حبّان. وهذا سند رجاله ثقات غير محمَّد بن عمرو، فهو صدوق. وقال الهيثمي في المجمع (5/ 268): "رواه البزار وفيه محمَّد بن عمرو، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح". والثاني: من حديث سلمة بن الأكوع. =
= أخرجه البخاري في الجهاد، باب التحريض على الرمي (6/ 107: 2899)، وأحمد في مسنده (4/ 50)، والطبراني في الكبير (7/ 32: 6292)، وابن حبان في صحيحه (7/ 98: 4674)، والبيهقي في الكبرى (10/ 17)، والبغوي في شرح السنة (10/ 380: 2640) من طرق عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع قال: "فذكره بنحو حديث الباب". وأخرجه الحاكم (2/ 94)، والبيهقي (10/ 17) من طريق محمَّد بن إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ، عن جده.
الحكم عليه: إسناده ابن أبي شيبة ضعيف لتدليس الحجاج وقد عنعنه، وخاصة في روايته عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده لقول أبي نعيم الفضل بن دكين: "لم يسمع حجاج من عمرو بن شعيب إلَّا أربعة أحاديث، والباقي عن محمَّد بن عبيد الله العرزمي" (شرح العلل لابن رجب: 2/ 750). والعرزمي متروك. ولمتنه شاهد حسن وآخر صحيح، تقدم ذكره في التخريج.
2003 - حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان (¬1)، ثنا (¬2) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ، عن القعقاع بن أبي حدرد (¬3) الأسلمي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأناس من أسلم وهم يتناضلون، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ارموا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا وَأَنَا مَعَ ابْنِ الْأَكْوَعِ، فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ الله! نرمي وقد قلت: وأنا مَعَ ابْنِ الْأَكْوَعِ، وَقَدْ عَلِمْنَا (¬4) أَنَّ حِزْبَكَ لا يغلب، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ارموا وأنا معكم كلكم. ¬
2003 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في المصنّف (9/ 22: 6373) بلفظه. ولم أقف عليه من مسند القعقاع عند غير ابن أبي شيبة، وله شاهد تقدم في الحديث الذي قبله بإسناد صحيح.
الحكم عليه: إسناد الحديث ضعيف جدًا، فيه عبد الله بن سعيد المقبري، وهو متروك. وضعّفه البوصيري في الإتحاف (4/ 79/ ب)، وأعله بعبد الله بن سعيد. ولمتنه شاهد صحيح تقدم ذكره في الحديث الذي قبله.
2004 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبيدة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ بَدْرٍ: قاتِلوا أهلَ الْكُفْرِ (¬1)، فَمَنْ بَلَغَ (¬2) بِسَهْمٍ فَلَهُ دَرَجَةٌ، فَقِيلَ (¬3): يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مَا الدَّرَجَةُ؟ قَالَ: مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ. ¬
2004 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث (2/ 681: 660). والبوصيري في الإتحاف (4/ 79/ ب) من مسند الحارث وسكت عنه. ولم أقف عليه من هذا الطريق. لكن أخرج النسائي في الجهاد، باب ثواب من رمى بسهم (6/ 27: 3144)، وأحمد (4/ 235 - 236)، وابن أبي شيبة (5/ 309)، ومن طريقه ابن حبّان في صحيحه (7/ 66: 4597) من طريق الأعمش عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط قال: قلنا لكعب بن مرّة: يا كعب حدِّثنا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واحذر، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: من بلغ العدوّ بسهم رفع الله به درجة له، فقال له عبد الرحمن بن النحّام: يا رسول الله ما الدرجة؟ قال: أما إنها ليست بعتبة أمِّك، ما بين الدرجتين مائة عام. واللفظ لابن حبّان. وإسناده صحيح. وله شاهد أخرجه أبو داود في العتق، باب أيّ الرقاب أفضل. (4/ 274: 3965)، والترمذي في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرمي (4/ 149: 1638)، والنسائي في الجهاد، باب ثواب رمى بسهم (6/ 26: 3143)، وابن حبَّان في صحيحه (7/ 65 - 66: 4596)، والحاكم في المستدرك (2/ 95 و121)، والبيهقي في الكبرى (10/ 272)، وغيرهم من طرق عن معدان بن أبي طلحة، عن =
= أبي نجيح السلمي قال: حاصرنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الطائف، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "من بلغ بسهم في سبيل الله فهو له درجة في الجنّة"، قال: فبلغت يومئذٍ ستة عشر سهمًا. قال الترمذي: "هذا حديث صحيح". وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرّجاه، ووافقه الذهبي". ومعدان بن أبي طلحة لم يخرج له البخاري شيئًا في الصحيح، لكن الحديث صحيح الإسناد، وله طرق أخرى.
الحكم عليه: رجال إسناد الحارث ثقات، لكنه منقطع , لأن الحارث لم يرو عن زائدة ولم يلقه، فالأول ولد سنة (186 هـ)، والثاني توفي سنة (160 هـ)، فبينهما 26 سنة. وهكذا هو في بغية الباحث، ولعلّ هناك سقطا في السند , لأن صيغة السماع صريحة، وهي (حدّثنا). وهو مع هذا مرسل , لأن أبا عبيدة لم يلق النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومتنه صحيح ثابت جاء من طريق كعب بن مرة وأبي نجيح السلمي، وتقدم ذكره في التخريج.
2005 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: لِكُلِّ مُسْلِمٍ ثَلَاثٌ (¬1): مَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَرْمِي بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى في الْعَدُوِّ أَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ إلَّا كَانَ أَجْرُ ذَلِكَ (¬2) السَّهْمِ لَهُ (¬3) كَعِدْلِ نَسَمَةٍ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ابْيَضَّتْ (¬4) مِنْهُ شَعْرَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى إلَّا كَانَتْ لَهُ نُورًا تَسْعَى (¬5) بَيْنَ يَدَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَعْتَقَ (¬6) صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يَجْزِيَهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ أضعافًا مضاعفة. ¬
2005 - تخريجه: هوعند عبد بن حميد في المنتخب (1/ 173: 130). ولم أقف عليه عند غير عبد بن حميد من طريق سعد بن أبي وقّاص. وأورده ابن النحّاس في مشارع الأشواق (1/ 452)، والهندي في كنز العمّال (4/ 353)، وعزواه إلى عبد بن حميد وابن عساكر في تاريخه. ولشطره الأول شاهد صحيح من حديث عمرو بن عبسة -هو أبو نجيح السلمي- تقدم عند الحديث الذي قبله. ولشطره الثاني والثالث شاهد من حديث عمرو بن عبسة أيضًا. =
= أخرجه النسائي في الجهاد، باب ثواب من رمى بسهم في سبيل الله (6/ 26 - 27: 3143 - 3143)، وأحمد (4/ 113)، والطيالسي في مسنده (ص 157: 1154)، وابن المبارك في الجهاد (ص 183: 222)، وابن حبّان في صحيحه (4/ 278: 2973)، والحاكم (3/ 50)، والبيهقي في الكبرى (9/ 161)، وفي الدلائل (5/ 159)، والخطيب في الموضح (2/ 284 - 285)، جميعهم من طريق معدان بن أبي طلحة عن عمرو ابن عبسة، وبعضهم من طريق شرحبيل بن السمط عن عمرو بن عبسة، بعضهم مختصرًا، ولفظ النسائي من طريق شرحبيل بنحو لفظ حديث الباب تمامًا. وهذا حديث صحيح.
الحكم عليه: إسناد عبد بن حميد ضعيف، فيه من لم أقف على ترجمته وهو سالم بن عبيد، وفيه أبو عبد الله لم أعرفه. ولمتنه شاهد صحيح، تقدم تخريجه.
2006 - وقال مسدد: حدثنا حفص بن غياث عن حَفْصِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَرْمِيَ الرَّجُلُ بِمَرْمَاةٍ إلَّا مرماة يراها.
2006 - تخريجه: الحديث لم أقف عليه فيما بحثت فيه.
الحكم عليه: إسناده واهٍ، فيه حفص بن أبي داود، وهو منكر الحديث، وفيه راوٍ مبهم لم أعرفه.
2007 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ (¬1) كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِالرَّجُلَيْنِ يَتَرَاهَنَانِ بِالسَّبْقِ، وكان يكره أن يتفرقا بذلك. ¬
2007 - تخريجه: الأثر لم أقف عليه فيما بين يدي من كتب.
الحكم عليه: هذا الأثر إسناده صحيح على شرط الشيخين.
2008 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ -يَعْنِي الْقَطَّانَ- عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَا بَأْسَ بِرِهَانِ الْخَيْلِ إِذَا كَانَ فِيهَا فَرَسٌ لَيْسَ دُونَهَا، إِنْ سَبَقَ كَانَ لَهُ السَّبْقُ، وَإِنْ لَمْ يَسْبِقْ (¬1)، لَمْ يكن عليه شيء. ¬
2008 - تخريجه: لم أقف عيه كسابقه.
الحكم عليه: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
20 - باب شدة العدو والمشي
20 - بَابُ شِدَّةِ الْعَدْوِ وَالْمَشْيِ 2009 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ مُوسَى، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جِئْتُ مَحْضَرًا (¬2) فِي مِثْلِ الرِّيحِ فَمَرَرْتُ بِشِرْذِمَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ أَرَ قَبْلَهُمْ وَلَا بَعْدَهُمْ مِثْلَهُمْ مُتَقَلِّدِينَ السُّيُوفَ قَرِيبًا مِنَ الثَّلَاثِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لقد رأيت ذعرًا (¬3). ¬
2009 - تخريجه: الحديث أورده البوصيري في الإتحاف (4/ 69 أ)، من مسند إسحاق، ولم يعزه لغيره. ولم أقف عليه فيما بحثت فيه.
الحكم عليه: إسناده ضعيف كما نصّ عليه المؤلف، فيه موسى بن عبيدة ضعّفه جماهير الأئمة. وضعف إسناده أيضًا البوصيري في الإتحاف (4/ 69 أ)، وأعلّه بموسى بن عبيدة.
2010 - أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ محمَّد عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ قَوْمًا [شَكَوْا] (¬1) إِلَى رَسُولِ اللَّهِ الْمَشْيَ، فَدَعَاهُمْ فَقَالَ: عليكم بالنَّسَلان، فنسلنا فوجدناه أخفّ علينا. ¬
2010 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 140: 2537)، عن إسحاق بن منصور، والحاكم (1/ 443)، من طريق الحارث بن أبي أسامة، و (2/ 101)، من طريق إبراهيم بن عبد الله السعدي، ومن طريقه هذه البيهقي في الكبرى (5/ 256)، والخطّابي في غريب الحديث (2/ 371)، من طريق محمَّد بن معمر، خمستهم عن روح بن عبادة به بلفظه. وهذا إسناده صحيح. وأخرجه أيضًا أبو نعيم في كتاب الطب كما في مختصره للتيفاشي (ص 141). وأورده الهندي في كنز العمال (6/ 715 - 716)، وعزاه لابن حبّان وأبي يعلى وسعيد بن منصور. ولم أقف عليه في هذه الكتب الثلاث عند رجوعي إليها.
الحكم عليه: إسناده صحيح، ورجاله رجال الصحيح.
2011 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، ثنا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، ثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الشَّارِقِ (¬1) الْخَثْعَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى إلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ، فَمَا رَأَيْتُ أَكْثَرَ مَاشِيًا مِنْ يومئذٍ ونحن وراء الدرب. ¬
2011 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، وهو في المسند الكبير كما قال الهيثمي في المجمع (5/ 286). وأخرجه البزّار في البحر الزخّار (2/ 41: 388)، عن محمَّد بن المثنى -هو أبو موسى- به بلفظه. وقال البزّار: وهذا الحديث لا نعلمه يروي عن عثمان إلَّا من هذا الوجه، وأبو معاوية هذا الذي روى عنه محمَّد بن عبد الله بن عبيد، فلم أسمع أحدًا يسمّيه، ولا سمّى ابن عبد الشارق". والحديث أورده الهندي في كنز العمال (15/ 772)، من مسند عثمان، وعزاه للشيرازي في الألقاب. وللمرفوع منه شواهد صحيحة، تقدم بعضها عند تخريج الحديث رقم (96).
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، فيه محمَّد بن عبد الله بن عبيد، وهو متروك، وشيخه وشيخ شيخه لم أعثر لهما على ترجمة. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 286)، وقال: "رواه أبو يعلى في الكبير والبزّار، وفيه محمَّد بن عبد الله بن عمير، وهو متروك. وللمرفوع منه شاهد صحيح عن جمع من الصحابة، تقدم ذكر بعض من رواه عند تخريج الحديث (96)، وذكرت هناك فوائده، فلتراجعها إن شئت.
21 - باب الأمر بتحسين السلاح وإعداده للجهاد
21 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَحْسِينِ السِّلاح وَإِعْدَادِهِ لِلْجِهَادِ 2012 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى -هُوَ ابْنُ يُونُسَ- عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَشْيَاخِهِ قال: إن عمر رضي الله عنه قال: وَفِّرُوا أَظْفَارَكُمْ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ فَإِنَّهَا سِلَاحٌ. موقوف منقطع.
2012 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة كما في مشارع الأشواق (1/ 499: 855)، عن عيسى بن يونس به بلفظه. ولم أجده في المطبوع، ولم ألف عليه عند غير مسدّد وابن أبي شيبة كما في المشارع. وقال ابن قدامة في المُغني (13/ 17 طبعة د. عبد الله التركي) بعد أن أورد حديث الباب: "قال أحمد: يحتاج إليها -يعني الأضافر- في أرض العدّو، ألا ترى إذا أراد أن يحلّ الحبل أو الشيء، فإذا لم يكن له أظفار لم يستطع.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، فيه أبو بكر بن أبي مريم ضعّفوه. وهو منقطع لإبهام الواسطة بين أبي بكر بن أبي مريم وبين عمر. وضعّفه البوصيري أيضًا بهذه العلّة في إتحاف الخيرة (4/ 79/ ب)، وقال: "هذا إسناد ضعيف، وفيه انقطاع".
22 - باب النهي عن إنزاء الحمار على الفرس العربية
22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِنْزَاءِ الْحِمَارِ عَلَى الْفَرَسِ الْعَرَبِيَّةِ 2013 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَيُّمَا (¬1) رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الدِّيوَانِ أنْزى حِمَارًا عَلَى عَرَبِيَّةٍ فَانْتَقِصْهُ مِنْ عَطَائِهِ عَشْرَةَ دنانير. ¬
2013 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 541: 15550)، عن عبد الرحيم ابن سليمان، عن محمَّد بن إسحاق به بنحوه، لكن قال: كتب إلينا. وهذا مقطوع، وقد رُوي من هذا الطريق -وغيره- عن علي مرفوعًا، ويصلح شاهدًا لقول عمر. أخرجه أبو داود في الجهاد، باب في كراهية الحمر تُنزى على الخيل (3/ 58: 2565) , والنسائي في الخيل، باب التشديد في حمل الحمير على الخيل (6/ 224،3580) , وأحمد (1/ 100)، وابن حبّان (7/ 93: 4663)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 271)، والبيهقي في الكبرى (10/ 22 - 23)، من طرق عن الليث عن يزيد بن أبي الخير، عن عبد الله بن زُرير، عن علي قال: أهديت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بغلة فركبها، فقال علي: لو حملنا الحمر على الخيل لكانت لنا مثل هذه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون". =
= وهذا إسناد صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 540: 15548)، عن عبد الرحيم بن سليمان، والبيهقي (10/ 23)، من طريق عبد الأعلى، كلاهما عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عن عبد العزيز بن أبي الصعبة، عن أبي أفلح، عن عبد الله بن زرير به بنحوه. وهذا إسناد فيه ابن إسحاق، وهو مدلّس وقد عنعنه، وله طرق أخرى أيضًا. وفي الباب عن دحية الكلبي عند أحمد (4/ 311)، وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 541). وعن ابن عباس عند ابن أبي شيبة أيضًا (12/ 541)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 271)، والبيهقي (10/ 23).
الحكم عليه: أثر الباب رجال إسناده ثقات غير محمَّد بن إسحاق فهو صدوق، لكنه مدلس، وقد عنعنه. وقد جاء متنه مرفوعًا من حديث علي، وإسناده صحيح.
2014 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: [حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْدَمِيِّ] (¬1) حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِمَارٌ يُقال له عُفَيْر. ¬
2014 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (8/ 440: 5026) بلفظه. ورواه سليمان بن داود الطيالسي في مسنده (ص 44: 330)، عن يزيد به بلفظه، وفيه زيادة، ومن طريقه أخرجه البيهقي في الشعب (5/ 152: 6157). وأخرجه الطبراني في الكبير ((10/ 182: 10274)، وفي الأوسط (2/ 196/ب)، وابن عدي في الكامل (7/ 273)، كلاهما من طريق محمَّد بن أبان الواسطي، وابن سعد في الطبقات (1/ 492)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 478)، كلاهما من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي. كلاهما -أعني محمَّد بن أبان ويعقوب- عن يزيد بن عطاء به بلفظه، وعند ابن سعد والطحاوي زيادة. ويزيد بن عطاء ليِّن الحديث كما في التقريب ص (603) لكن تابعه إسرائيل وسفيان. أخرجه وكيع في الزهد (1/ 354: 129)، والحاكم (4/ 187)، والبيهقي في الشعب (5/ 152: 6158)، من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق به، وليس عندهم لفظ حديث الباب. وأحمد في الزهد (60 دار الكتب العلمية)، من طريق سفيان عن أبي إسحاق به. قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرّجاه، وأقرّه الذهبي". =
= وأما الانقطاع بين أبي عبيدة وأبيه، فإنه ينجبر بمتابعة أبي الأحوص عند وكيع في الزهد (1/ 354: 129)، والبيهقي في الشعب (5/ 152: 6156). ولمتنه شاهد من حديث معاذ رضي الله عنه قال: "كُنْتُ رِدْف رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على حمار يقال له عفير". أخرجه البخاري في الجهاد، باب اسم الفرس والحمار (6/ 68: 2856)، وأبو داود في الجهاد، باب الرجل يسمي دابته (3/ 55: 2559)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 164: 459)، من طريق أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون، عن معاذ به. ويشهد له أيضًا حديث علي بن أبي طالب (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يركب حمارًا اسمه عفير). أخرجه أحمد ((1/ 111) واللفظ له، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (ص 133)، كلاهما من طريق سلمة بن الفضل، عن ابن إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مرثد بن عبد الله بن زرير الغافقي، عن علي، به. وهذا إسناد ضعيف، لضعف سلمة بن الفضل وعنعنة ابن إسحاق. وصحّح إسناده أحمد شاكر في شرحه على المسند (2/ 166)، وهذا من تساهله رحمه الله. وله طريق آخر عن علي رضي الله عنه. أخرجه الحاكم (2/ 608)، والبيهقي (10/ 26)، من طريق إدريس الأودي عن الحكم، عن يحيى بن الجزّار، عن علي قال: "كان لرسول الله ... فذكر أمورًا ومنها حماره عفير".
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف، فيه يزيد بن عطاء، وهو ليّن الحديث، وهو متأخر السماع عن أبي إسحاق، وأبو إسحاق اختلط قبل موته كما سلف ذكر ذلك في ترجمته. =
= لكن تابع يزيد عليه إسرائيل والثوري، كما تقدم في التخريج، غير أن إسرائيل ممن سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط، نصّ على ذلك الأئمة (شرح العلل لابن رجب 2/ 519، الكواكب النيرات ص 341). وجمهور الأئمة على أن شعبة والثوري من أثبت الناس في أبي إسحاق، والثوري من أصحاب أبي إسحاق القدماء. فأمنّا الاختلاط وبقي التدليس. وأما الانقطاع بين أبي عبيدة وأبيه، فينجبر بمتابعة أبي الأحوص عند وكيع في الزهد والبيهقي في الشعب. فيكون الإسناد بمجموع طرقه حسنًا، ومتنه صحيح ثابت من طريق معاذ في صحيح البخاري، وقد تقدم في التخريج.
23 - باب الدعاء عند اللقاء والأمر بالصمت
23 - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَالْأَمْرِ بِالصَّمْتِ 2015 - قَالَ الحارث: حدثنا السكن بن [نافع] (¬1)، ثنا عِمْران بن حُدير عن أبي مجلز قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي ونَاصري بِكَ أحُولُ وبِكَ أصُولُ وبِكَ أُقاتِلُ. قُلْتُ: أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ (¬2) أَتَمَّ مِنْهُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ (¬3) وَالنَّسَائِيِّ (¬4) أَيْضًا، كُلُّهُمْ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي سَعِيدٍ (¬5) عَنْ قَتَادَةَ عَنْهُ. وَرَأَيْتُ فِيَ نُسْخَةِ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فعلى هذا لا يستدرك. ¬
2015 - تخريجه: الحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (2/ 684: 665). وأخرجه عبد الرزاق في المصنّف (5/ 250: 9517) عن ابن التَيْمي، وابن =
= أبي شيبة في المصنّف (10/ 351: 9634) و (12/ 463) عن وكيع، وسعيد بن منصور (2/ 205: 2522) عن مروان بن معاوية، ثلاثتهم عن عمران بن حدير، به مرسلًا بلفظه. ورُوي موصولًا من حديث أنس بلفظه تمامًا. أخرجه أبو داود أبو داود في الجهاد، باب ما يُدعى عند اللقاء (3/ 96: 2632)، والترمذي في الدعوات، باب في الدعاء إذا غزا (5/ 534: 3584)، والنسائي في عمل اليوم والليلة مختصرًا (ص 394: 604)، وفي الكبرى له كما في تحفة الأشراف (1/ 343)، وأحمد (3/ 184)، وابن حبّان في صحيحه (7/ 129: 4741)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 52)، والبيهقي في الأسماء والصفات (ص 70). من طرق عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن أنس، به. قال الترمذي: "حسن غريب". وهذا إسناده صحيح.
الحكم عليه: رجال إسناد الحارث ثقات غير السكن بن نافع، فهو شيخ كما نصّ أبو حاتم في الجرح والتعديل (4/ 288،)، لكن تابعه جماعة من الثقات، فسنده حسن، لكنه مرسل. وقد جاء موصولًا من حديث أنس، وإسناده صحيح.
2016 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، ثنا مُعْتَمِرُ (¬1) بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا ثَابِتٌ عَنْ أَبِي رُهْمٍ (¬2) عَنْ رَجُلٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ (¬3) النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ الصَّمْتَ عِنْدَ ثَلَاثٍ: عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وعند (¬4)، الزّحف وعند الجنازة. ¬
2016 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولعلّه في المسند الكبير. وأخرجه الطبراني في الكبير (5/ 213: 5130) عن إبراهيم بن هاشم البغوي عن أمية بن بسطام، به بلفظه. لكن قال: حدّثنا ثابت بن زيد عن رجل بإسقاط أبي رهم. ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية فسمّى المبهم، وأسقط أبا رهم (2/ 94: 959)، فرواه من طريق خالد بن خداش عن معمر عن ثابت عن أخ له يقال له: الصباح عن زيد، به بنحوه. قال ابن الجوزي: قال أحمد بن حنبل: ليس بصحيح، ولثابت بن زيد أحاديث مناكير". وقال ابن حبّان: "الغالب على حديثه الوهم". والصباح مطعون فيه. وله شاهد من حديث قيس بن عُبَاد قَالَ: "كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يستحبون خفض الصوت عند القتال وعند القرآن وعند الجنائز". أخرجه أبو داود في الجهاد، باب فيما يأمر به من الصمت عند القتال (3/ 113: 2656) بنحوه مختصرًا، وابن المبارك في الزهد (ص 83: 247)، ومن طريقه ابن أبي شيبة (3/ 274)، والحاكم مختصرًا (2/ 116)، والخطيب البغدادي =
= (8/ 91)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 58)، والبيهقي في الكبرى (4/ 840)، جميعهم من طريق هشام الدستوائي عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عُبَادة، به. قال الحاكم: "وحديث هشام الدستوائي شاهده -أي شاهد لحديث أبي موسى المتقدم عند الحاكم وسيأتي-، وهو أولى بالمحفوظ. وقال الذهبي: "هذا أصح". قلت: رجال إسناده ثقات، وفيه قتادة والحسن مدلّسان. ولشطره الثاني شاهد آخر بنحوه مرفوعًا من حديث أبي موسى الأشعري قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يكره رفع الصوت عند القتال". أخرجه أبو داود في الجهاد، باب فيما يأمر به من الصمت عند القتال (3/ 114: 2657)، والحاكم (3/ 116)، وقال: "صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي". وقال البوصيري في الإتحاف (4/ 80/ أ): "رواه أبو داود وسكت عنه، فهو عنده حديث صالح للعمل، به والاحتجاج". وفي الباب عن جماعة من التابعين يرفعونه: انظر: الزهد لابن المبارك (ص 544)، والزهد لوكيع (2/ 463)، والمصنّف لابن أبي شيبة (3/ 274).
الحكم عليه: حديث أبي يعلى إسناده ضعيف، فيه ثابت بن زيد بن ثابت يروي المناكير عن المشاهير، وفيه راو لم يسم، وأبو رهم لم أقف على ترجمة له. وجاء المبهم مسمّى من طريق ابن الجوزي، لكنه مطعون فيه. وضعّفه البوصيري في الإتحاف (4/ 80/ أ)، وقال: "إسناده ضعيف؛ لجهالة التابعي، ولمتنه شاهد من حديث أبي موسى الأشعري، رواه أبو داود في سننه =
= وسكت عليه، فهو عنده صالح للعمل، به وللاحتجاج". قلت: ذكرت له شاهدًا آخر من حديث قيس بن عباد، ورجاله ثقات، غير أن فيه عنعنة قتادة والحسن، وهما مدلّسان. وحديث أبي موسى يشهد لشطره الثاني، وهو المقصود بالترجمة، وإسناده جيد. وقد صحّحه الحاكم وأقره الذهبي.
24 - باب الشعار
24 - بَابُ الشِّعَارِ 2017 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ، ثنا محمَّد بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ شِعَارُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا كلَّ خير.
2017 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (1/ 390: 505)، بلفظه. وأورده الهيثمي في المقصد العلي (77/ ب). وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق المخطوط (13/ 344) من طريق عبد الله بن عمر بن أبان عن منصور الثقفي، به بلفظه. وأبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 176: 472) من طريق يحيى الحماني عن منصور بن الخياط، عن عبد الله بن عمر بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: "كَانَ شِعَارُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، يا كل خير". وهذا مرسل إسناده واه، فيه يحيى الحمّاني، وهو متّهم بسرقة الحديث، وفيه من لم أعرفه. وأورده في الكنز (4/ 467)، وعزاه، إضافة إلى من ذكر إلى سعيد بن منصور، ولم أقف عليه في سننه المطبوع.
الحكم عليه: حديث الباب رجال إسناده ثقات غير منصور بن عبد الله الثقفي، فهو مجهول الحال، ومدار الإسناد عليه. ورُوي مرسلًا من طريق آخر عند أبي الشيخ في أخلاق النبي، وإسناده واه.
25 - باب الدعوة قبل القتال
25 - بَابُ الدَّعْوَةِ قَبْلَ الْقِتَالِ (86) (سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي كِتَابِ الْإِمَارَةِ، فِي بَابِ كَيْفِيَّةِ الْعُهُودِ إِلَى الْأُمَرَاءِ: كِتَابُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ (¬1)، وَفِيهِ مَا يدخل ها هنا) (¬2). 2018 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ [عُمَرَ] (¬3) بْنِ ذَرٍّ عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إنَّ النَّبِيَّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَهُ وَجْهًا، ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ الْحَقْهُ وَلَا تُذْعِرْهُ (¬4) مِنْ خَلْفِهِ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى الله عليه وسلم- يأمرك أن تنتظره، وقيل له: لا تقاتل قومًا (¬5) حتى تَدْعُوَهُم. ¬
2018 - تخريجه: لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند إسحاق. =
= وأورده في الكنز (4/ 479)، وعزاه لإسحاق فقط. وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (5/ 217: 9424) بنحوه، وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 363: 14002) بلفظه عن وكيع، كلاهما عن عمر بن ذرّ، به. وأخرجه البخاري في تاريخه (3/ 377) من طريق زيد بن أسلم عن زياد بن أبي يزيد عن علي، به بنحوه مختصرًا. وأخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 222/ ب) من طريق عثمان بن يحيى القرقساني عن ابن عيينة عن عمر بن ذر عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طلحة عن أنس بن مالك أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ عليًا إلى قوم يقاتلهم، وقال له: ... فذكره بنحوه. وقال: لم يروه عن إسحاق إلَّا عمر، تفرد، به ابن عيينة. قال الهيثمي في المجمع (5/ 305): رجاله رجال الصحيح غير عثمان بن يحيى، وهو ثقة. وله شاهد من حديث ابن عباس قال: "ما قاتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قومًا حتى يَدعُوَهم للإسلام". أخرجه أحمد (1/ 231) واللفظ له، ومن طريقه الطبراني في الكبير (11/ 132: 11271)، ومسدد كما في الإتحاف للبوصيري (4/ 73/ب) من طريقين، وابن أبي شيبة في مصنّفه (12/ 365: 14013)، ومن طريقه أبو يعلى في مسنده (4/ 374: 2494)، جميعهم من طريق حجّاج بن أرطاة عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابن عباس، به. وأخرجه أحمد أيضًا (1/ 236)، والدارمي (1/ 136)، وعبد بن حميد في المنتخب (1/ 590: 696)، والطبراني في الكبير (11/ 132: 11270)، وأبو يعلى في مسنده (4/ 462: 3591)، والحاكم (1/ 15)، والبيهقي في الكبرى (9/ 107)، جميعهم من طريق سفيان -هو الثوري- عن ابن أبي نجيح، به. قال الدارمي: "سفيان لم يسمع من أبي نجيح". يعني هذا الحديث. =
= وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح من حديث الثوري، ولم يخرّجاه، وقد احتجّ مسلم بأبي نجيح والد عبد الله واسمه يسار، وهو من مولى المكيّين". قلت: قول الدارمي لم أر من وافقه عليه، والحديث قد صحّحه غير واحد من الأئمة. قال الهيثمي في المجمع (5/ 304): "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بأسانيد، رجال أحدها رجال الصحيح". ومع هذا فقد أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (2/ 217) من طريق ابن عيينة -هكذا مصرّحًا- عن ابن أبي نجيح، به بلفظه، فيكون بذلك متابعًا للثوري ومزيلًا للإشكال من أصله.
الحكم عليه: حديث الباب رجال إسناده كلهم ثقات، غير أنه منقطع؛ لأن يحيى بن إسحاق لم يدرك علي بن أبي طالب قطعًا، وقد نصّ أبو حاتم على أن حديث يحيى عن البراء بن عازب مرسل كما في جامع التحصيل (ص 296)، والبراء مات سنة 72 هـ، فمن باب أولى لم يدرك عليًا رضي الله عنه؛ لأنه توفي سنة 40 هـ. لكن متنه صحيح ثابت من طريق ابن عباس.
2019 - [1] وقال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى -هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ- عَنْ ثَوْرٍ عَنْ شُريح بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن عائذ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا بَعَثَ بَعْثًا قَالَ: تَأَلَّفُوا (¬1) النَّاسَ وَتَأَنَّوْا بِهِمْ، وَلَا تُغِيرُوا عَلَيْهِمْ حَتَّى تَدْعُوهُمْ (¬2) فَمَا (¬3) عَلَى الْأَرْضِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إلَّا وَأَنْ تَأْتُونِي (¬4) بِهِمْ مُسْلِمَيْنَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَقْتُلُوا رِجَالَهُمْ (¬5)، وَتَأْتُونِي بِنِسَائِهِمْ. [2] وَقَالَ [الْحَارِثُ] (¬6): حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أبو إسحاق الفزاري عن أبي [صالح] (¬7) عن شُريح بن عبيد، فذكر مثله ولم يذكر عبد الرحمن في إسناده. ¬
2019 - تخريجه: أورده البوصيري في الإتحاف (4/ 74/ أ) من مسند مسدّد والحارث ولم يعزه لغيرهما. وهو عند الحارث في مسنده كما في بغية الباحث من زوائد الحارث (2/ 661: 637) للهيثمي. وأخرجه ابن منده كما في أسد الغابة (3/ 464) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق المخطوط (9/ 988) من طريق عبد الرحمن بن محمَّد الحارثي، =
= وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 55/ب) من طريق علي بن المديني، كلاهما عن يحيى بن سعيد عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان عن ابن عائذ نحوه. وحكى ابن منده كما في تاريخ دمشق المخطوط (9/ 988) قال: "رواه أبو خيثمة وغيره عن يحيى بن سعيد عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان عن أبي عائذ ونحوه". وتعقبه ابن عساكر، فقال:"كذا حكى ابن منده عن أبي خيثمة، وقد وقع إلي حديث أبي خيثمة، كما رواه الحارثي عن يحيى بخلاف ما حكاه ابن منده". ثم ساقه بإسناده (9/ 988) من طريق عبد الله بن محمَّد عن أبي خيثمة عن يحيى القطّان، به بلفظه مثل سند مسدّد.
الحكم عليه: الحديث رجال إسناده ثقات، لكنه مرسل. وعبد الرحمن بن عائذ تابعي لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووهم من ذكره في الصحابة. وتقدم لمتنه شاهد صحيح عند الحديث الذي قبله.
2020 - وقال الحارث: حدثنا محمَّد بن عمر، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ عَنْ أُبَيّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْثًا إِلَى اللَّاتِ والعُزّى، فَأَغَارُوا عَلَى حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ فَسَبَوْا [مقاتيلهم] (¬1) وَذُرِّيَّتَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغَارُوا عَلَيْنَا بِغَيْرِ دُعَاءٍ، فَسَأَلَ أَهْلَ السَّرِيَّةِ فَصَدَّقُوهُمْ، فَقَالَ ردُّوهم إلى مأمنهم ثم ادعوهم. ¬
2020 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث (2/ 661: 638)، والهندي في كنز العمال (4/ 478، 479)، وعزاه للحارث فقط. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 107) من طريق بقية عن روح بن مسافر عن مقاتل بن حيان عن أبي العالية، به بنحوه.
الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، فيه الواقدي، وهو متروك. وبهذه العلّة ضعّفه البوصيري في الإتحاف (4/ 74/ ب). ومتابعة البيهقي لا تنفعه؛ لأنها من طريق بقية، وهو مدلس وقد عنعنه، وفيه أيضًا روح بن مسافر. قال عنه البيهقي: "ضعيف".
26 - باب الكتابة إلى أهل الشرك قبل غزوهم
26 - بَابُ الْكِتَابَةِ إِلَى أَهْلِ الشِّرْكِ قَبْلَ غَزْوِهِمْ 2021 - قَالَ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ مَعًا: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنس رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَتَبَ إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ: مِنْ محمَّد رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ أسلموا تسلموا، قالوا: فما وجدنا من يقرأه إلَّا رَجُلًا مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ (¬1)، فَهُمْ يُسمّون بَنِي الْكَاتِبِ (¬2). قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ (¬3) إلَّا بهذا الإِسناد، وصححه ابن حبّان. ¬
2021 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (5/ 325: 2947) بلفظه، وأورده الهيثمي في المقصد العلي (77/ ب). ورواية البزّار هي عنده كما في كشف الأستار (2/ 266: 1670)، ولم يذكر "من محمَّد رسول الله إلى بكر بن وائل"، والباقي بلفظه. وأخرجه ابن حبَّان في صحيحه (8/ 179: 6524)، والطبراني في الصغير (1/ 193: 307)، كلاهما عن بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي عن نصر بن علي الجهضمي به بلفظه. =
= قال الطبراني: "لم يروه عن قتادة إلَّا خالد بن قيس". قال الهيثمي في المجمع (5/ 305): "رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الصغير , ورجال الأولين رجال الصحيح". وله شاهد أخرجه أحمد (5/ 68)، ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (5/ 136)، والبغوي في معجم الصحابة كما في الإصابة (9/ 161)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 197/ أ) من طريق شيبان عن قتادة، عن مضارب بن حزن العجلي، عن مرثد بن ظبيان قال: جاءنا كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فما وجدنا من يقرأه حتى قرأه رجل من بني ضبيعة "من محمَّد رسول الله إلى بكر بن وائل أسلموا تسلموا"، واللفظ لأحمد. وأخرجه خليفة في تاريخه كما في الإصابة (9/ 161) عن محمَّد بن سواء وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 197/ أ) من طريق محمَّد بن إسحاق، كلاهما عن قرة بن خالد، عن قتادة به بنحوه، وفيه زيادة عند أبي نعيم. ورجال أحمد ثقات.
الحكم عليه: إسناد حديث الباب حسن، رجاله كلّهم ثقات غير نوح بن قيس، وهو صدوق. وقال الهيثمي في المجمع (5/ 305): "رواه أبو يعلى والبزّار والطبراني في الصغير, ورجال الأولين رجال الصحيح". ولمتنه شاهد، رجاله ثقات يرتقي به الحديث إلى الصحيح لغيره، والله أعلم.
27 - باب كراهية الاستعانة بالمشركين
27 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الِاسْتِعَانَةِ بِالْمُشْرِكِينَ (87) حَدِيثُ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي ذَلِكَ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي غَزْوَةِ أُحد (¬1). ¬
28 - باب الترهيب من الفرار من الزحف
28 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ 2022 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ (¬1)، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ رَضِيَ اللَّهُ عنها، قالت: إنها سمعت رسول الله -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ قَالَ: ولا تفرّ يوم الزحف. ¬
2022 - تخريجه: هو عند عبد بن حميد في المتخب (3/ 274: 1592) بأطول مما هنا، وتمامه: "لا تشرك بالله شيئًا وإن قطعت أو حرّقت بالنار، ولا تفرّ يوم الزحف، وإن أصاب الناس موت، فاثبت وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مالك. ولا تترك الصلاة متعمدًا، فإنه مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذمة الله. إيّاك والخمر، فإنها مفتاح كل شر. وإياك والمعصية، فإنها تسخط الله. لا تنازع الأمر أهله، وإن رأيت أنه لك. وأنفق عَلَى أَهْلِكَ مِنْ طَوْلِكَ، وَلَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عنهم، وأخفهم في الله عز وجل". واقتصر الحافظ كعادته على الزائد منه فقط. أخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده كما في المطالب العالية (62/ أ) المخطوط =
= عن أبي مسهر -هو عبد الأعلي بن مسهر- عن سعيد بن عبد العزيز به. ولم أقف عليه في المطبوع، ولعلّه في المسند الكبير. وابن عساكر في تاريخ دمشق المخطوط (17/ 160) من طريق عبد الرحمن بن القاسم عن أبي مسهر به بلفظه. والبيهقي في الكبرى (7/ 304) من طريق بشر بن بكر عن سعيد بن عبد العزيز به بلفظه. قال ابن عساكر: "وقد رُوي من وجه آخر مرسلًا". ثم ساقه في تاريخه (17/ 160 - 161) من طريق ابن صاعد عن الحسين بن الحسن، عن ابن عيينة، عن يزيد بن يزيد بن جابر قال: سمعت مكحول يقول: فذكره مرسلًا. ورجاله كلهم ثقات. ومكحول لا يُعرف له سماع من أم أيمن، لكن تابعه سليمان بن موسى عن أم أيمن به. أخرجه ابن عساكر في تاريخه (17/ 642) من طريق إبراهيم بن زبريق عن إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي، عن مكحول وسليمان بن موسى به. ولمتنه شاهد بنحوه مطولًا. أخرجه أحمد في المسند (5/ 238) من طريق إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، عن معاذ قال: أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعشر كلمات قال: ... فذكره بنحوه. وعزاه المنذري (1/ 383) للطبراني، ولم أجده في المطبوع. قال الشيخ الألباني في الإرواء (7/ 89) هذا إسناد رجاله ثقات كلّهم، وابن عياش ثقة في روايته عن الشاميين، وهذا منها , لكنه منقطع. =
= قلت: الانقطاع بين عبد الرحمن بن جبير ومعاذ , لأن الأوّل لم يسمع من معاذ، كما صرّح بذلك المنذري في الترغيب (1/ 383) وغيره. لكن تابع عبد الرحمن عليه أبو إدريس الخولانيُّ. أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 82: 156)، وفي الأوسط (2/ 203/ب)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 306) من طريق عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس، عن معاذ به. وفيه عمرو بن واقد متروك، كما في التقريب (ص 428)، وهو عمرو بن واقد الدمشقي مولى قريش. ولمتنة شاهد بلفظه مطولًا من حديث أبي الدرداء. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص 20: 18) مطولًا، وابن ماجه في الأشربة (2/ 1119: 3371) مختصرًا، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (4/: 1524) مطولًا، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 117 - 118) مختصرًا، من طرق عن راشد أبي محمَّد به. وقال ابن حجر: "ضعيف"، كما في نيل الأوطار (1/ 371).
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف، فيه عدّة علل: 1 - عمر بن سعيد ضعيف باتفاق. 2 - مكحول لا يعرف له سماع من أم أيمن. 3 - سعيد بن عبد العزيز تغير حفظه بأخرة. أما ضعف عمر بن سعيد، فينجبر, لأنه جاء من طرق أخرى، كما في التخريج. وأما مكحول، فلم ينفرد به، فقد تابعه عليه سليمان بن موسى الدمشقيّ كما عند ابن عساكر في تاريخه، وسليمان بن موسى الدمشقي صدوق فقيه، في حديثه بعض لين .. كما في التقريب (ص 255)، ومثله يصلح في المتابعات. =
= وسعيد بن عبد العزيز مع كونه تغيّر حفظه بأخرة، فقد خالفه يزيد بن يزيد بن جابر -وهو ثقة فقيه- فرواه مرسلًا، والأظهر رجحان رواية يزيد بن يزيد. ولمتنه شواهد تقدم بعضها من طريق أبي الدرداء ومعاذ ترتقي به إلى الحسن بمجموعها. وخلاصة القول: إن الذي يبدو أن حديث مكحول عن أم أيمن له أصل، والحديث بهذه الطرق والشواهد صحيح إن شاء الله. وقد صححه أيضًا الألباني في إرواء الغليل (7/ 91). والذي يظهر لي أنّ الحديث لا يصح موصولًا، ولكنّ متنه صحيح، لما سبق من الشواهد.
29 - باب كراهية الجعل على الجهاد
29 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الجُعَل عَلَى الْجِهَادِ 2023 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الوَضِين بْنُ عَطَاءٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ (¬1) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِثْلَهُ -يَعْنِي حَدِيثًا قَبْلَهُ- لَفْظُهُ (¬2): مَا أَجِدُ لَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ غَزْوَتِهِ غَيْرَ هَذِهِ الدَّنَانِيرِ [الَّتِي] (¬3) جُعِلَتْ لَهُ، [قَالَهُ] (¬4) لِيَعْلَى بْنُ مُنْية (¬5) في قصّة أجير له (¬6). ¬
2023 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق بن راهويه. وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ 62/ أ) من مسند إسحاق. وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 79: 147) من طريق يزيد بن عبد ربّه الجرجسي عن بقية بن الوليد به بنحوه، لكن قال: "عن عوف بن مالك" بدل: "عبد الرحمن بن عوف". =
= قال في المجمع (5/ 323): "رواه الطبراني، وفيه بقيّة، وقد صرّح بالسماع". ولم أقف عليه من طريق عبد الرحمن بن عوف هذه، لكن له شاهد من حديث يعلي بن مُنية صاحب قصّة الأجير نفسه. أخرجه أبو داود في الجهاد، باب الرجل يغزو بأجر (3/ 37: 2527)، والحاكم في المستدرك (2/ 112)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (6/ 331)، جميعهم من طريق يحيى بن أبي عمرو السيباني عن عبد الله بن الديلمي أن يعلى بن منية قال: أذّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالغزو وأنا شيخ كبير ليس لي خادم، فالتمست أجيرًا يكفيني وأجري له سهمه، فوجدت رجلًا، فلما دنا الرحيل أتاني، فقال: ما أدري ما السُّهْمان، وما يبلغ سهمي؟ فسمِّ لي شيئًا كان السهم أو لم يكن، فسميت له ثلاثة دنانير، فلما حضرت غنيمة أردت أن أجري له سهمه، فذكرت الدنانير، فجئت النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكرت له أمره، فقال: "ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلَّا دنانيره التي سمّي". قال العراقي في الإحياء، كما في إتحاف السادة المتقين للزبيدي (13/ 14) بعد ذكره لهذا الحديث: "رواه أبو داود بإسناد جيّد". وقد سقط من تخريج الإحياء للعراقي -المطبوع بهامش الإحياء- (3/ 383) قوله: "بإسناد جيد"، وهو مُثبت في إتحاف السادة المتقين. وأخرجه الطبراني (18/ 77 - 78: 146) من طريق بشير بن طلحة عن خالد بن دريك، عن يعلي بن منية به بنحوه مطولًا.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده حسن -إن شاء الله- بقية ثقة في الشاميين والوضين منهم، ثم إنه صرّح بالسماع، فأمِنَّا تدليسه. ورجاله ثقات غير الوَضِين بن عطاء، هو صدوق، ولأجله قلت بتحسين الحديث. ولمتنه شاهد من حديث يعلي بن مُنية قال عنه العراقي في إتحاف السادة المتقين (13/ 14): "إسناده جيّد".
30 - باب الهجرة من دار العدو إلى دار الإسلام
30 - بَابُ الْهِجْرَةِ مِنْ دَارِ الْعَدُوِّ إِلَى دَارِ الإِسلام 2024 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بُسْرِ (¬1) بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: الْهِجْرَةُ بَاقِيَةٌ (¬2) ما قوتل (¬3) المشركون. ¬
2024 - تخريجه: لم أقف عليه من هذا الطريق مرسلًا، لكن روي من طريق أبي إدريس الخولاني موصولًا من حديث عبد الله بن السعدي -وهو عبد الله بن واقد السعدي-. أخرجه النسائي في البيعة، باب ذكر الاختلاف في انقطاع الهجرة (7/ 146: 4172)، وفي الكبرى , في السير كما في تحفة الأشراف (6/ 402)، والطحاوي في مشكل الآثار (3/ 258) من طريق عبد الله بن العلاء بن زبر عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إدريس الخولاني، عن عبد الله بن السعدي به مطولًا. وأخرجه النسائي أيضًا في الكبرى في السير كما في تحفة الأشراف (8/ 356)، والبغوي في معجمه كما في الإصابة (9/ 109)، كلاهما من طريق أبي المغيرة عن الوليد بن سليمان، عن بسر بن عبيد الله، عن ابن محيريز، عن عبد الله بن السعدي، =
= عن محمَّد بن حبيب المصري به. تابع أبا المغيرة -هو عبد القدوس بن حجّاج- عليه نعيم بن حماد كما في تحفة الأشراف (6/ 402). وقال أبو زرعة كما في تحفة الأشراف: "الحديث صحيح مُثبت عن عبد الله بن السعدي، كذا رواه الأثبات، منهم مالك بن يخامر -وستأتي روايته- وأبو إدريس الخولاني وعبد الله بن محيريز وغيرهم، وزيادة محمَّد بن حبيب لا أصل لها. ونقل المزيّ عن محمَّد بن عوف أن الذي وهم فيه هو أبو المغيرة. وإلى هذا مال المزيّ وأبو زرعة. قلت: نسبة الوهم إلى أبي المغيرة فيها نظر، ولا تستقيم مع متابعة نعيم بن حماد له. ونسبة الوهم إلى الوليد بن سليمان أولى من نسبته لأبي المغيرة، ومما يرجح ذلك ما رواه البزار كما في كشف الأستار (2/ 304: 1748) من طريق أبي المغيرة عن الوليد بن سليمان، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إدريس الخولاني، عن ابن سعدي، عن محمَّد بن حبيب. فجعل "أبا إدريس" بدل: "ابن محيريز"، وهذا يدل على أن الوهم والتخليط إنما هو من الوليد بن سليمان. وقد رواه الثقات عن أبي إدريس عن ابن السعدي، ولم يذكروا فيه محمَّد بن حبيب. وللحديث طريق آخر رواه عطاء عن ابن محيريز عن ابن السعدي به مطولًا. أخرجه أحمد (5/ 270)، وأبو يعلى الموصلي في مسنده الكبير كما في الإتحاف للبوصيري (4/ 52/ ب)، ومن طريقه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 31)، والطحاوي في مشكل الآثار (3/ 258)، والحاكم كما في الإتحاف للبوصيري (4/ 52/ ب)، ومن طريقه البيهقي (9/ 17)، جميعهم من طريق يحيى بن حمزة عن عطاء به. =
= وأخرجه الحارث كما في بغية الباحث للهيثمي (3/ 853)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (5/ 206) من طريق عثمان بن عطاء عن عطاء به. وهذا إسناد لا بأس به، رجاله ثقات غير عطاء بن أبي مسلم الخرساني، صدوق يهم كثيرًا كما في التقريب (ص 392)، لكن تابعه عليه بسر بن عبيد الله عن ابن محيريز به بنحوه بأطول منه. أخرجه ابن حبّان في صحيحه (7/ 179: 4846). وللحديث طريق آخر عن ابن السعدي. أخرجه أحمد (1/ 192) من طريق إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد يرده إلى مالك بن يخامر عن ابن السعدي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تنقطع الهجرة ما دام العدوّ يقاتل". وهذا إسناد صحيح صححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند (3/ 133)، والألباني في صحيحته (4/ 240). وله شاهد من حديث جنادة بن أمية -وهو صحابي- بلفظ "إن الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد". أخرجه أحمد (4/ 62) و (5/ 375)، والطحاوي في مشكل الآثار (3/ 257)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 136 / ب) من طريق أبي الخير عن جنادة بن أمية به. وصححه ابن حجر في الإصابة (2/ 99 - 100)، والألباني في صحيحته (4/ 239). وله شاهد آخر عن ابن عمر بلفظ "انقطعت الهجرة بعد الفتح إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار". أخرجه الإسماعيلي كما في فتح الباري (7/ 270)، وسكت عنه الحافظ. =
= الحكم عليه: حديث الباب رجاله ثقات، لكنه مرسل. وجاء من طريق آخر موصولًا من طريق أبي إدريس الخولاني عن ابن سعدي، وإسناده صحيح بمجمرع طرقه، تقدم ذكرها في التخريج والكلام عليها طريقًا طريقًا. وخلصنا إلى أن الحديث صحيح عن ابن السعدي وزيادة محمَّد بن حبيب فيه بعد ابن السعدي لا أصل لها، وهي من أوهام الوليد بن سليمان. ولمتنه شاهد صحيح من حديث جنادة بن أمية تقدم تخريجه. وقال البوصيري في الإتحاف عن طريق الحارث (4/ 52/ ب): "رجاله ثقات". وحديث ابن السعدي صححه أبو زرعة أيضًا كما في تحفة الأشراف (6/ 402).
31 - باب لا هجرة بعد الفتح
31 - باب لا هجرة بعد الفتح 2025 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ (¬1) عَنْ [حَرَام بْنِ عُثْمَانَ] (¬2) عن أبي عتيق، عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: [لا تعرّب] (¬3) بعد الهجرة، ولا هجرة بعد الفتح (¬4). ¬
2025 - تخريجه: الحديث عند الحارث في مسنده كما في بغية الباحث للهيثمي (1/ 439 رقم 357) بأطول من لفظ حديث الباب. هذا طرف من حديث طويل أخرجه بعض الأئمة بطوله، وبعضهم مختصرًا، وقد يقتصر بعضهم على طرف منه فقط. وتمامه كما هو عند الطيالسي (ص 243 رقم 1767): عَنْ جَابِرٍ أَنَّ =
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَا رَضَاعَ بَعْدَ فِصَالٍ، وَلَا يُتْمَ بَعْدَ احتلام، ولا عتق إلا بعد ملك، ولا طلاق إلا بعد النكاح، ولا يمين في قطيعة، ولا تعرّب بعد هجرة، ولا هجرة بعد الفتح، ولا يمين لولد مع والد، ولا يمين لامرأة مع زوج، ولا يمين لعبد مع سيده، ولا نذر في معصية الله. ولو أن أعرابيًا حجّ عشر حجج ثم هاجر، كَانَتْ عَلَيْهِ حِجَّةٌ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، ولو أن صبيًا حج عشر حجج ثم احتلم، كَانَتْ عَلَيْهِ حِجَّةٌ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، ولو أن عبدًا حج عشر حجج ثم عتق، كان عليه حجّة إن استطاع إليه سبيلًا". وكذا لفظه عند الحارث مع تقديم وتأخير. والحديث أخرجه الطيالسي (243: 1767)، ومن طريقه البيهقي (7/ 319) عن خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ به بلفظه بأطول منه. وأخرجه الطيالسي أيضًا (243: 1767)، ومن طريقه البيهقي (7/ 319) عن اليمان أبي حذيفة عن أبي عبس عن جابر به بلفظه بأطول منه. وأخرجه عبد الرزاق (7/ 464: 13899) عن معمر بلفظه مع زيادة، والبيهقي (7/ 319) من طريق أبي بكر بن عياش، كلاهما عن عبد الرحمن ومحمد ابنَي جابر عن أبيهما جابر مرفوعًا به. وليس عند البيهقي لفظ حديث الباب. وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 209 ب)، والبزّار كما في كشف الأستار (2/ 192 رقم 1499)، والحاكم (2/ 204). جميعهم من طريق عطاء -مقرونًا بابن المنكدر في رواية البزّار-، كلاهما عن جابر مرفوعًا بلفظ: "لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك"، أو نحوه، وهذا لفظ الطبراني. قال البزّار: "رواه بعضهم عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ محمَّد بن المنكدر وعطاء". =
= وقال الطبراني: "لم يروه عن ابن أبي ذئب إلا أبو بكر الحنفي ووكيع، ولم يقل وكيع: ولا عتق إلا بعد ملك"، ولم يروه عن أبي بكر إلا المنهال. وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي". وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 385) من طريق أبي سعد البقّال عن يزيد الفقير عن جابر مرفوعًا بلفظ: "لا رضاع بعد فصال، ولا وصال في صيام ... " الحديث. وليس فيه ذكرٌ للفظ حديث الباب. وأما طريق الطيالسي الأول، ففيه خارجة بن مصعب، الراجح أنه متروك يدلّس عن الكذابين، ويقال أن ابن معين كذّبه كما في التقريب (ص 186). وأما طريق الطيالسي الثاني، ففيه اليمان أبو حذيفة ضعيف، وأبو عباس لم أجده. وأما طريق محمد بن المنكدر وعطاء عن جابر، فقال الهيثمي (4/ 334): "رجال البزّار رجال الصحيح". لكن نصّ ابن أبي حاتم في علله (1/ 407) على هذه الرواية بالذات، ونقل عن أبيه وأبي زرعة قالا: "لم يسمع ابن أبي ذئب من عطاء ومحمد بن المنكدر يقول في هذا الحديث بلغني عن عطاء ... ". ثم قالا: "هذه الأسانيد كلها وهم عندنا، والصحيح ما روى الثوري عن ابن المنكدر عمن سمع طاووسًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ". وجنح إلى ترجيح المرسل الدارقطني أيضًا في علله (3/ 74). ولقوله: "لا هجرة بعد الفتح" شواهد عن جمع من الصحابة، نذكر منهم حديث ابن عباس رضي الله عنه. أخرجه البخاري في الجهاد، باب فضل الجهاد (6/ 6: 2783)، ومسلم في الحج، باب تحريم مكة (2/ 986: 1353)، وأبو داود في الجهاد، باب الهجرة (3/ 8: 2480)، والترمذي في السير (4/ 126: 1590)، والنسائي في ذكر الاختلاف في انقطاع الهجرة (7/ 146: 4170)، وأحمد (1/ 266)، والدارمي =
= (2/ 156: 2595)، وابن الجارود في المنتقى (3/ 279: 1030)، وابن حبان في صحيحه (7/ 178: 4845)، والبيهقي (5/ 195)، والبغوي في شرح السنة (7/ 294) من طريق منصور عن مجاهد عن طاووس عن ابن عباس مرفوعاً: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا"، واللفظ للبخاري.
الحكم عليه: سند الحارث فيه حرام بن عثمان الأنصاري متروك مبتدع كما في المغني (1/ 152)، وإسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدّب ضعيف منكر الحديث، فسنده واه. والزيادة التي أوردها الحافظ في الباب من طريقه منكرة. ولم أجد لها شاهداً، وجميع المتابعات لا تخلو من ضعف.
32 - باب لا يجاهد العبد إلا بإذن سيده
32 - بَابُ لَا يُجَاهِدُ الْعَبْدُ إِلَّا بِإِذْنِ سيِّده 2026 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَمَرَّ بِأُنَاسٍ مِنْ مُزَيْنة فاتَّبعه عبدٌ لِامْرَأَةٍ مِنْهُمْ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ سلَّم عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: فُلَانٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: أُجَاهِدُ مَعَكَ، قَالَ: أَذِنَتْ لَكَ سَيِّدَتُكَ؟ قال: لا، قال -صلى الله عليه وسلم-: ارْجِعْ إِلَيْهَا وَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ، فَرَجَعَ إِلَيْهَا وَقَرَأَ عَلَيْهَا السَّلَامَ وَأَخْبَرَهَا، فَقَالَتْ: آللَّهِ أَهُوَ أَمَرَكَ أَنْ تَقْرَأَ عَلَيَّ السَّلَامَ، قَالَ: نَعَمْ، [قالت] (¬1): ارجع فجاهد معه. ¬
2026 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث في كتاب الجهاد، باب جهاد العبد (2/ 682: 662) بلفظه، وفيه زيادة، وهي قوله: "ارجع إليها فإن مثلك مثل عبد مات لا يُصلّي إن مِت قبل أن ترجع إليها)، والباقي بلفظه. وأخرجه الحاكم (2/ 118)، ومن طريقه البيهقي (9/ 22) من طريق محبوب بن موسى الأنطاكي عن أبي إسحاق الفزاري به بنحوه. =
= قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه، وأقرّه الذهبي". وتعقبه الحافظ في الإصابة (3/ 26)، فقال: "وخفي عليه أن الحارث لا صحبة له، وأخرجه البيهقي عن الحاكم، ولم ينبه على إرساله". قلت: وكذا الذهبي، فلم ينبه على إرساله في تلخيصه المستدرك.
الحكم عليه: حديث الباب رجال إسناده ثقات غير عبد الله بن أبي أميّة، فهو مجهول، والحديث مع هذا مرسل.
33 - باب لا جهاد على النساء
33 - بَابٌ لَا جِهَادَ عَلَى النِّسَاءِ 2027 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ (¬1) عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ قَالَ: إنَّ أُمَّ كَبْشَةَ (¬2) امْرَأَةٌ مِنْ عُرَنة -عُرَنة قُضَاعة- قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي أَنْ أَخْرُجَ [فِي] (¬3) جَيْشِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَيْسَ أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَ، إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ الْجَرْحَى وَالْمَرِيضَ أَوْ أَسْقِيَ (¬4) المريض، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَوْلَا أَنْ تَكُونَ (¬5) سُنَّةً وَأَنَّ فُلَانَةَ خَرَجَتْ، لأذنت لك، ولكن اجلسي. [2] قال أبو يعلى: حدّثنا أبو بكر بهذا. ¬
2027 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 526). ولم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولعلّه في الكبير له. =
= وأخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 308)، والطبراني في الكبير (25/ 176 رقم 431)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين المطبوع (5/ 39: 2664)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 242 رقم 3473)، ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (7/ 381)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 387/ أ)، جميعهم من طريق ابن أبي شيبة به بلفظه، زاد ابن سعد: "اجلسي لا يتحدّث الناس أن محمدًا يغزو بامرأة". وأخرجه أيضًا ابن منده ومطين كما في الإصابة (13/ 271)، وأسد الغابة (7/ 381)، كلاهما من طريق ابن أبي شيبة أيضًا. وهذا معارض لما ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه -وغيره- قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمِّرتان أرى خدم سوقهن تنقزان القرب -وقال غيره: تنقلان القرب- على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم. أخرجه البخاري في الجهاد -وغيره- باب غزو النساء (6/ 91: 2880) واللفظ له، ومسلم في الجهاد، باب غزوة النساء مع الرجال (3/ 1443: 1811)، كلاهما من طريق عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز -وهو ابن صهيب- عن أنس به. وقد وقع عند مسلم (3/ 1442: 1809) من طريق ثابت عن أنس (أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرًا ... فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ما هذا الخنجر؟ قالت: اتخذته إن دنا منّي أحد من المشركين بقرت بطنه، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يضحك ...) الحديث. وقد ثبت في صحيح مسلم أيضًا، في الجهاد، باب النساء الغازيات (3/ 1444: 1812) من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "كان يغزو بهن -يعني النساء- فيداوين الجرحى ويُحذين من الغنيمة ... " الحديث. =
= وأخرجه أبو داود في الجهاد، باب في المرأة والعبد يحذيان من الغنيمة (3/ 169: 2727)، والترمذي في السير، باب من يعطى الفيء (4/ 106 رقم 1556)، وقال: "حسن صحيح"، والنسائي في الكبري، في السير، كما في تحفة الأشراف للمزي (5/ 271)، جميعهم من طريق يزيد بن هرمز عن ابن عباس بنحوه. قال الحافظ في الإِصابة (13/ 271) في ترجمة أم كبشة -رضي الله عنها- بعد أن أورد حديث الباب عنها، قال: "ويمكن الجمع بين هذا وبين ما تقدم في ترجمة أم سنان الأسلمية أن هذا ناسخ لذاك؛ لأن ذلك كان بخيبر، وقد وقع قبله بأحد كما فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وهذا كان بعد الفتح".
الحكم عليه: إسناد حديث الباب صحيح، رجاله كلهم ثقات، وهم من رجال الصحيح عدا أمّ كبشة رضي الله عنها فلم يخرّج لها البخاري ولا مسلم. وهو مُعارض لما في الصحيح من حديث أنس وغيره، وتقدم تخريجه، وسبق هناك ذكر قول الحافظ ابن حجر في الجمع بينهما، حيث جنح إلى القول بنسخ حديث أنس بحديث أم كبشة؛ وذلك أن حديث أم كبشة متأخر، والله أعلم.
34 - باب [المعاهدة] مع أهل الشرك
34 - بَابُ [الْمُعَاهَدَةِ] (¬1) مَعَ أَهْلِ الشِّرْكِ 2028 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنِ الْمُجَالِدِ بْنِ [سَعِيدٍ] (¬2) عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ (¬3) عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ جَاءَتْهُ جُهَيْنَةُ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّكَ قَدْ نَزَلْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَأَوْثِقْ لَنَا حَتَّى نَأْمَنَكَ وَتَأْمَنَّا (¬4)، قَالَ: فَأَوْثَقَ لهم ولم يسلموا (¬5). ¬
2028 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق بن راهويه. وأخرجه الحافظ أبو عبد الله الدورقي في (مسند سعد بن أبي وقاص) (ص 216 رقم 131) عن خلف بن الوليد، وأبو بكر بن المقرئ في معجمه (1/ 269 رقم 151)، والبيهقي في دلائل النبوّة (3/ 14)، كلاهما من سهل بن عثمان العسكري. =
= كلاهما -أعني سهلًا وخلف بن الوليد- عن يحيى بن أبي زائدة به مختصرًا، وليس عند الدورقي والبيهقي لفظ حديث الباب. وأخرجه أحمد (1/ 178) مطولًا من طريق يحيى بن سعيد الأموي، وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 351: 18498) بلفظه تمامًا بأطول منه عن حماد بن أسامة، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 308: 1757) باختصار شديد من غير ذكر للفظ حديث الباب من طريق أحمد بن بشير. ثلاثتهم عن مجالد بن سعيد به. وعند أحمد: "فأسلموا". قال البزّار: "لا نعلمه يروي عن سعد إلا من هذا الوجه". وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 15) من طريق الفرج بن عبيد الأزدي عن حماد بن أسامة عن مجالد به، لكن زاد في إسناده: "قطبة بن مالك بين زياد بن علاقة وبين سعد بن أبي وقاص".
الحكم عليه: حديث الباب رجال إسناده ثقات غير مجالد بن سعيد ضعيف، ومدار الحديث عليه. ثم إن زيادًا لم يسمع من سعد بن أبي وقّاص كما في تهذيب الكمال (9/ 498). وقد جاء من طريق الفرج بن عبيد في الدلائل للبيهقي (3/ 15) بزيادة قطبة بن مالك بين زياد وبين سعيد بن أبي وقّاص. وقطبة بن مالك هو عمّ زياد بن علاقة (الإصابة: 8/ 165). وقال في مجمع الزوائد (6/ 66 - 67): "وفيه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف عند الجمهور، ووثّقه النسائي في رواية , وبقية رجال أحمد رجال الصحيح".
2029 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ مخلدٍ (¬1)، أنا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنِي محمَّد بْنُ السَّائِبِ -هُوَ الْكَلْبِيُّ- عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُباتَة عَنْ عَلِيٍّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَالَحَ بَنِي تَغْلِب عَلَى أَنْ يَثْبُتُوا عَلَى دِينِهِمْ، وَلَا ينصِّروا أَبْنَاءَهُمْ، وَإِنَّهُمْ [قَدْ نَقَضُوا] (¬2)، وَإِنَّهُ إِنْ (¬3) يَتِمَّ (¬4) لِي الْأَمْرُ قَتَلْتُ الْمُقَاتِلَةَ، وَسَبَيْتُ الذُّرِّيَّةَ. [2] وَحَدَّثَنَا [عُبَيْدُ اللَّهِ] (¬5)، ثنا (¬6) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الْبَكْرَاوِيُّ، ثنا محمَّد بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ، وَلَفْظُهُ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَالَحَ نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ عَلَى أَنْ لَا يُنصّروا أَوْلَادَهُمْ، فَإِنْ فَعَلُوا، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمُ (¬7) الذِّمَّةُ. قَالَ عَلِيٌّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ: فَقَدْ وَاللَّهِ فَعَلُوا، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَتِمَّ (¬8) لِيَ الْأَمْرُ لَأَقْتُلَنَّ مُقَاتِلَهُمْ (¬9) وَلَأَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَّهُمْ. ¬
2029 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (1/ 273 رقم 323) بلفظه. ورواه أيضًا في المسند -كما في الأصل- (1/ 278 رقم 332) عن عبيد الله، حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان البكراوي، حدّثنا الكلبي به بنحوه. =
= وعن أبي يعلى من طريقه الثاني أخرجه ابن عدي في كامله (4/ 297). والحديث رواه أبو داود في السنن , كتاب الخراج والإِمارة، باب في أخذ الجزية (3/ 429: 3040) عن العباس بن عبد العظيم، وأبو نعيم في الحلية (4/ 198) من طريق إسماعيل بن عبد الله، والبيهقي في الكبرى (9/ 217) من طريق أحمد بن مهران الأصبهاني، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن هانئ -هو أبو نعيم النخعي- عن شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن زياد بن حدير عن علي رضي الله عنه به بنحوه. قال أبو داود: "هذا حديث منكر، بلغني عن أحمد أنه كان ينكر هذا الحديث إنكارًا شديدًا". قال أبو علي -هو اللؤلؤي راوي سنن أبي داود-: "ولم يقرأه أبو داود في العرضة الثانية". قال المباركفوري في عون المعبود (8/ 289) معلقًا على قول أبي داود: (هذا حديث منكر)، قال: "أي رفع هذا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكونه من حديث علي عنه منكر. والمعروف من فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفًا عليه". قلت: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أشار إليه المباركفوري أخرجه: يحيى بن آدم في كتاب الخراج (ص 66 رقم 206)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال (ص 538 رقم 1695)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 198)، وابن زنجويه في كتاب الأموال (1/ 130 رقم 111)، والبيهقي في الكبرى (9/ 216)، جميعهم من طريق أبي معاوية -هو محمَّد بن خازم- عن أبي إسحاق الشيباني عن السفّاح عن داود بن كردوس قال: صالحت عمر بن الخطاب عن بني تغلب بعد ما قطعوا الفرات، وأرادوا اللحوق بالروم على أن لا يصبغوا صبيًا، ولا يكرهوا على دين غير دينهم، وعلى أن عليهم العشر مضاعفًا في كل عشرين درهمًا درهم. =
= فسرّ أبو عبيد (يصبغوا أولادهم)، أي: لا ينصِّروا أولادهم.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف جدًا، فيه محمَّد بن السائب الكلبي، وهو متروك. والطريق الثاني كالأول، وفيه أيضًا البكراوي، وهو ضعيف. وقال أبو داود في سننه (3/ 429): "هذا حديث منكر، بلغني عن أحمد أنه كان ينكر هذا الحديث إنكارًا شديدًا". ويعني بالمنكر هنا رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من حديث علي، وإلا، فهو معروف من فعل عمر رضي الله عنه موقوفًا عليه. وقد تقدم تخريج فعل عمر عند التخريج.
35 - باب حكم المال الذي يهدى من أهل الشرك لوالي المسلمين
35 - بَابُ حُكْمِ الْمَالِ الَّذِي يُهدى مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ لِوَالِي (¬1) الْمُسْلِمِينَ (88) فِيهِ حَدِيثٌ يَأْتِي -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- فِي الْمَغَازِي فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَنَّ قَيْصَرَ بَعَثَ بِدَنَانِيرَ هَدِيَّةً إِلَى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقسمها (¬2). ¬
36 - باب هدر دم من سب النبي -صلى الله عليه وسلم- من أهل العهد
36 - بَابُ (¬1) هَدْرِ دَمِ مَنْ سَبَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ (¬2) 2030 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ذَاهِبُ الْبَصَرِ يَأْوِي إِلَى يَهُودِيَّةٍ وَكَانَتْ حَسَنَةَ الصَّنِيعِ إِلَيْهِ، وَكَانَتْ تَسُبُّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا ذَكَرَتْهُ، فَنَهَاهَا فَأَبَتْ أَنْ تَفْعَلَ، فَقَتَلَهَا فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ إِلَيَّ صنيعًا، و [لكنها] (¬3) كَانَتْ تَسُبُّكَ إِذَا ذَكَرَتْكَ فَنَهَيْتُهَا فَأَبَتْ أَنْ تَفْعَلَ، فَقَتَلْتُهَا، فَأَطَلَّ (¬4) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- دمها. ¬
2030 - تخريجه: لم أقف عليه من هذا الطريق مرسلًا. لكن له شاهد من حديث ابن عباس موصولًا بنحوه مطولًا. أخرجه أبو داود في الحدود، باب الحكم فيمن سبَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- (4/ 528: =
= 4361)، والنسائي في المحاربة في الباب السابق (7/ 107: 4070)، والدارقطني في سننه (4/ 216)، والطبراني في الكبير (11/ 351: 11984) مطولًا، جميعهم من طريق إسرائيل بن عثمان الشحّام عن عكرمة، عن ابن عبّاس بنحو حديث الباب مطولًا. وأخرجه أبو عبيد في الأموال مرسلًا (ص 233) من طريق ابن أبي عدي، عن عثمان الشحّام به مرسلًا، ولم يذكر ابن عبّاس. ومن طريقه ابن زنجويه في الأموال (1/ 432: 701). والحديث بمجموع الطريقين حسنٌ، والمرسل يُعضده بالمتصل.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده صحيح، لكنه مرسل. وقد جاء من طريق آخر عن ابن عباس موصولًا بإسناد حسن.
2031 - [1] حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، ثنا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [أُتي] (¬1) بِرَاهِبٍ [فَقِيلَ لَهُ] (¬2): إِنَّ هَذَا يَسُبُّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: لَوْ سَمِعْتُهُ لَقَتَلْتُهُ، إِنَّا لَمْ نُعْطِهِمُ الذِّمَّةَ لِيَسُبُّوا نَبِيَّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، ثنا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ (¬3)، قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما مرّ براهب ... نحوه (¬4). ¬
2031 - تخريجه: لم أقف عليه فيما اطلعت عليه من كتب السنة. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه رواه أبو داود، باب الحكم فيمن سبَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- (4/ 529: 4362)، والبيهقي (9/ 200)، من طريق المغيرة عن الشعبي، عن علي رضي الله عنه أن يهودية كانت تشتم النبي -صلى الله عليه وسلم- وتقع فيه، فخنقها رجل حتى ماتت، فأبطل رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَمَهَا. وله شاهد آخر من حديث ابن عباس، تقدم ذكره في تخريج الحديث الذي قبله.
الحكم عليه: إسناد مسدّد فيه راو لم يُسم، وطريق الحارث فيه انقطاع , لأن حصين بن عبد الرحمن السُّلَمي لم يدرك ابن عمر. فالأثر بالإسنادين السابقين ضعيف، وله شاهد تقدم ذكره في التخريج، وآخر تقدم في الحديث الذي قبله. وإسناد حديث ابن عباس المتقدم حسن بمجموع طريقيه.
2032 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ (¬1) بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ (¬2)، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عن كعب بن علقمة قال: إن [غرفة] (¬3) بن الحارث رضي الله عنه (¬4) وكانت له صحبة (¬5) من النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ عَلَى رجل و (¬6) كَانَ يَلْبَسُ كُلَّ يَوْمٍ ثَوْبًا، أَوْ قَالَ: حُلّة لَا تُشْبِهُ الْأُخْرَى، يَلْبَسُ فِي السَّنَةِ ثلثمائة وَسِتِّينَ ثَوْبًا وَكَانَ لَهُ عَهْدٌ، فَدَعَاهُ إِلَى الإِسلام، فَغَضِبَ فَسَبَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فقتله [غرفة] (¬7)، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِنَّهُمْ إِنَّمَا يطمئنون إلينا للعهد، قال: ما عاهدناهم على أن يؤذونا في الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-. ¬
2032 - تخريجه: لم أقف عليه في المطبوع من مسند أبي يعلى، ولعلّه في المسند الكبير. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 109 - 110)، قال: قال نعيم بن حماد حدّثنا ابن المبارك به بنحوه بأطول منه. ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 200). وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (2/ 255 أ)، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 140 أ)، من طريق عبد الله بن صالح -كاتب الليث- عن حرملة به بنحوه مطولًا. =
= وابن السكن في الصحابة كما في الإصابة (8/ 53)، من طريق حرملة به.
الحكم عليه: إسناد الحارث حسن، رجاله كلهم ثقات غير كعب بن علقمة، وهو صدوق. وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 263) مطولًا، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وقد وُثّق، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات". قلت: قد توبع عبدُ الله بن صالح بعبدِ الله بن المبارك كما في إسناد أبي يعلى.
37 - باب الترهيب من نقض العهد
37 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ نَقْضِ (¬1) الْعَهْدِ 2033 - [1] قَالَ أَبُو بكر: حدثنا عبيد الله بن موسى، أنا بَشِيرُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا نَقْضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إلَّا كَانَ الْقَتْلُ بَيْنَهُمْ، وَلَا ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ (¬2) إلَّا سُلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ. [2] وَقَالَ الرُّويَانِيُّ (¬3): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ موسَى، بِهِ. * هذا إسناد حسن. ¬
2033 - تخريجه: لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند ابن أبي شيبة ولا في المصنف له. وأخرجه أبو حاتم الرازي في العلل (2/ 422 - 423: 2773)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (3/ 346)، عن عبيد الله بن موسى به بنحوه بأطول منه. والحاكم (2/ 126)، ومن طريقه البيهقي (9/ 231)، من طريق أحمد بن حازم =
= الغفاري، والبيهقي أيضًا (9/ 231)، من طريق الحسن بن سلام، كلاهما عن عبيد الله بن موسى به بنحوه بأطول منه. قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع الجرين (1/ 122 أ)، وتمام في فوائده (1/ 368: 940)، كلاهما من طريق مروان بن محمَّد الطاطري عن سليمان بن موسى، عن فضيل بن مرزوق [في فوائد تمام "فضيل بن غزوان"، ولعلّه خطأ؛ لأنه لم يذكر في تلامذته سليمان بن موسى، وإنما ذكر في ترجمة فضيل بن مرزوق كما في تهذيب الكمال (2/ 1105)]، عن عبد الله بن بريدة به بلفظ: "ما منع قوم الزكاة إلَّا ابتلاهم الله بالسنين". قال الطبراني: "لم يروه إلَّا سليمان، تفرد به مروان". وقال المنذري في الترغيب (1/ 543) وتبعه الهيثمي في المجمع (3/ 66): "رجاله ثقات". قلت: في إسناده الفضيل بن مرزوق صدوق يهم، كما في التقريب (ص 48). ورُوي هذا الحديث عن ابن بريدة من مسند ابن عباس من قوله. أخرجه البيهقي في الكبرى (3/ 346)، من طريق الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة، عن ابن عبّاس قال: ما نقض قوم العهد إلَّا سلّط الله عليهم عدوًا ... الحديث. وهذه الطريق حكم عليها أبو حاتم الرازي بالوهم، كما في العلل لابنه (2/ 423). وقد صحّح هذا الطريق الألباني في صحيحته (2/ 10: 170)، وحكم له بالرفع، ولعل الشيخ الألباني لم ير كلام أبي حاتم في العلل، ويظهر ذلك من خلال مصادر تخريجه لهذا الحديث. وله طريق آخر عن ابن عباس غير هذا يصلح شاهدًا لحديث الباب. =
= أخرجه الطبراني (11/ 45: 10992)، من طريق الضحّاك بن مزاحم عن مجاهد وطاووس، عن ابن عباس يرفعه: خمس بخمس، قالوا: يا رسول الله وما خمس بخمس؟، قال: "ما نقض قوم العهد إلَّا سلّط عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلَّا فشا فيهم الفقر، ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلَّا فشا فيهم الموت، ولا طففوا المكيال إلَّا منعوا النبات وأخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلَّا حبس عنهم القطر". قال المنذري في الترغيب (1/ 544): "وسنده قريب من الحسن، وله شواهد". ولقوله: "ولا ظهرت الفاحشة ... " شاهد من حديث ابن عمر. أخرجه ابن ماجه في الفتن، باب العقوبات (2/ 1332: 4019)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 333)، والحاكم (4/ 540)، والبيهقي في الشعب (7/ 351: 10550)، وغيرهم من طرق عن عطاء، عن ابن عبّاس المتقدم، وفيه "لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلَّا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا". قال الحاكم: "صحيح الإسناد، وأقرّه الذهبي". وحسّن الألباني سند الحاكم في صحيحته (2/ 9).
الحكم عليه: حديث الباب إسناده حسن، كما نصّ المصنّف، وحسّنه البوصيري أيضًا في إتحاف الخيرة (4/ 79 أ)، وبشير صدوق فيه لين، لكنه توبع عليه بفضيل بن مرزوق عند الطبراني وتمّام، وهو صدوق يهم كما في التقريب (ص 448). ولمتنه شاهد حسن، تقدم تخريجه.
38 - باب حفظ أهل الذمة وبيان ما يقتضي به عهدهم
38 - بَابُ حَفِظِ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَبَيَانِ مَا يَقْتَضِي بِهِ عَهْدُهُمْ 2034 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلة قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ نَخَسَ بِامْرَأَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حِمَارَهَا ثُمَّ جَابَذَهَا فَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا (¬1) عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَضَرَبَهُ، فَأَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَدَعَا بِالْمَرْأَةِ فَسَأَلَهَا، فَصَدَّقَتْ عَوْفًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ فِي ذِمَّةِ محمَّد فَلَا تَظْلِمُوهُمْ، مَنْ فَعَلَ مِنْهُمْ مِثْلَ هَذَا، فَلَا ذِمَّةَ له. ¬
2034 - تخريجه: أخرجه أبو يوسف في كتاب الخراج (ص 178)، وأبو عبيد في كتاب الأموال (ص 235 - 236)، عن عباد بن عباد وهشيم، وحميد بن زنجويه في كتاب الأموال (1/ 435: 708)، والبيهقي في الكبرى (9/ 201)، كلاهما من طريق جرير. أربعهم عن مجالد به بنحوه بأطول منه. وأخرجه عبد الرزاق في المصنّف (6/ 114: 10167)، و (10/ 314: 19216)، من حديث عوف بن مالك. =
= عن الثوري عن جابر، عن الشعبي، عن عوف بن مالك مختصرًا.
الحكم عليه: رجال إسناد الحارث كلّهم ثقات غير مجالد، ففيه ضعف، لكن تابعه عليه ابن أشوع عن الشعبي، كما ذكر البيهقي في السنن الكبرى (9/ 201)، غير أنه لم يذكر له إسنادًا. وابن أشوع هذا هو سعيد بن عمرو بن أشوع، ثقة رمي بالتشيّع كما في التقريب (ص 239). ومع هذا فيبقى الحديث ضعيفًا إلى أن يوقف على سند رواية ابن أشوع.
39 - باب النهي عن قتل النساء والولدان والشيوخ والوصفاء والعرفاء
39 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ وَالشِّيُوخِ وَالْوُصَفَاءِ وَالْعُرَفَاءِ (¬1) 2035 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنْ عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزَاةٍ (¬2) وَاسْتَعْمَلَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ، فَرَأَى امْرَأَةً مَقْتُولَةً، قَالَ: مَنْ قَتَلَ هَذِهِ؟ قَالُوا: قَتَلَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِرَجُلٍ: الْحَقْ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَقُلْ لْهَ: لَا تَقْتُلَنَّ (¬3) امْرَأَةً وَلَا صَبِيًّا ولا عسيفًا. والعسيف الأجير. ¬
2035 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (2/ 672: 647). ولم أقف عليه من هذا الطريق، ولكن له شاهد صحيح من حديث رَيَاح -بالياء المثناة- ابن الربيع: أخرجه أبو داود في الجهاد، باب قتل النساء (3/ 121، 122: 2669)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (3/ 166)، وابن ماجه في الجهاد، باب =
= في الغارة والبيات وقتل النساء والصبيان (2/ 948: 2842)، وأحمد (3/ 388، 488)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 238: 2623)، وابن حبّان في صحيحه (7/ 140: 4769)، والحاكم في المستدرك (2/ 122)، وصححه، ووافقه الذهبي، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 221، 222)، والطبراني في الكبرى (5/ 72: 4618، 4619، 4620)، والبيهقي (9/ 82) و (9/ 91)، وغيرهم من طرق عن المرقّع بن صيفي عن جدّه رياح بن الربيع قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في غزوة، فرأى الناس مجتمعين على شيء، فبعث رجلًا فقال: انظر علام اجتمع هؤلاء، فجاء فقال: على امرأة قتيل، فقال: ما كانت لتقاتل. قال: وعلى المقدمة خالد بن الوليد، فبعث رجلًا، فقال: قل لخالد لا يقتلنّ امرأة ولا عسيفًا.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف جدًا، فيه عبد العزيز بن أبان، وهو متروك. وله شاهد صحيح من حديث رياح بن الربيع.
2036 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ أَبَانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- وَأَسْرَعَ النَّاسُ فِي قَتْلِ الْوِلْدَانِ يَوْمَ خَيْبَرَ (¬1)، فَغَضِبَ وَقَالَ: نَهَيْتُكُمْ عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ وَالْكَبِيرِ، فَقَالَ رَجُلٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا عَلَيْنَا مِنْ قَتْلِ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: وَمَا تَدْرُونَ مَا كَانُوا عَامِلِينَ. ¬
2036 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (2/ 671: 646). مطولًا، وأوّله كما في البغية وإتحاف الخيرة (4/ 88/ب): "كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه"، والباقي بمثله. ولم أقف عليه من هذا الطريق، لكن أصله في الصحيح عن أبي هريرة من غير تعرض لذكر قتل الولدان والكبير. أخرجه البخاري في الجنائز (3/ 219: 1359)، وفي التفسير (8/ 512: 4775)، والقدر (11/ 502: 6599)، ومسلم في القدر، باب معنى كل مولود، يولد على الفطرة (4/ 2047: 2658)، من طرق عن أبي هريرة بألفاظ متقاربة، ولفظ البخاري: "ما من مولود إلَّا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجّسانه، كما تنتج البهيمة جمعاء هل تحسّون فيها من جدعاء". وأما بقية متنه -والذي هو لفظ حديث الباب-، فقد جاء بتمامه أو نحوه من طريق الحسن نفسه، لكن عن الأسود بن سريع بدل أبي هريرة. أخرجه البخاري في تاريخه الكبير (1/ 445)، والصغير (1/ 89)، وأحمد (3/ 435) و (4/ 24)، والدارمي (2/ 141، 142: 2466)، والطبراني في الكبير (1/ 283، 284: 826، 828، 829 وغيرها)، والحاكم (2/ 123)، وصحّحه ووافقه الذهبي، والبيهقي في الكبرى (9/ 77، 78، 130) من طريق الحسن عن =
= الأسود بن سريع قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعث سرية فبلغ من قتلهم أن قتلوا الذرية من المشركين، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: "ما بال أقوام بلغ من قتلهم أن قتلوا الذرّية من المشركين؟ " ... فذكر الحديث بنحو لفظ حديث الباب، وألفاظهم تقاربة. وصرّح الحسن بسماعه من الأسود عند الحاكم والبخاري في تاريخه.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف جدًا، فيه أبَان بن أبي عياش، وهو متروك الحديث، وقد خالفه من أوثق منه وهو يونس بن عبيد، فقد رواه عن الحسن، عن الأسود بن سريع. هذا وإن في سند الحديث انقطاعًا؛ لأن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، كما نص على ذلك غير واحد، كأبي زرعة وأبي حاتم وغيرهما. وإنّما يصح هذا الحديث من حديث الأسود بن سريع.
2037 - وَبِهِ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى امْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ يَوْمَ خَيْبَرَ (¬1)، فَقَالَ: مَنْ قَتَلَ هَذِهِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْدَفْتُهَا خَلْفِي، فَأَرَادَتْ قَتْلِي فَدَفَيْتُها (¬2)، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِدَفْنِهَا. (89) وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ يَأْتِي -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- فِي قِصَّةِ قَتْلِ ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ (¬3) من المغازي (¬4). ¬
2037 - تخريجه: الحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث (2/ 673: 648). وأخرجه عبد الرزاق في المصنّف (5/ 201: 9383)، وابن أبي شيبة (12/ 384، 385: 14071) عن وكيع، كلاهما عن الثوري، به بنحوه.
الحكم عليه: إسناده صحيح، لكنه مرسل؛ لأن عبد الرحمن بن أبي عمرة ليس بصحابي، ويقال وُلد عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وقال أبو حاتم كما في الإصابة (7/ 220): "حديثه مرسل". وقد تقدمت له شواهد كثيرة عند باب النهي عن قتل النساء والصبيان والتجّار والوفود والرسل، فانظرها هناك. =
= والحديث ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 88/ ب)، وقال: "إسناده ضعيف؛ لضعف إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة". قلت: وهذا الإسناد ليس فيه ابن أبي فروة، فلعله تصحّف على البوصيري (أبو فزارة)، فظنه (أبا فروة)، وأبو فزارة راشد بن كيسان ثقة.
40 - باب النصيحة للإمام
40 - بَابُ النَّصِيحَةِ للإِمام 2038 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا محمَّد بْنُ مُسْلِمٍ (¬1) عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الدِّينُ (¬2) النَّصِيحَةُ، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ (¬3)؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لِكِتَابِ اللَّهِ وَلِنَبِيِّهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. هَذَا الْإِسْنَادُ حَسَنٌ (¬4) إلَّا أَنَّهُ مَعْلُولٌ، وَالْمَحْفُوظُ: مَا رَوَاُه ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ (¬5) عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللَّهًُ عَنْهُ، وَحَدِيثُ تَمِيمٍ رَضِيَ الله عنه في صحيح مسلم. ¬
2038 - تخريجه: لم أقف عليه في المصنّف، ولا في القسم الموجود من مسند ابن أبي شيبة. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في مسند (4/ 259: 2366)، ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حجر في تغليقه (2/ 59)، وقال: "إسناده حسن، لكنه معلول برواية سفيان بن عيينة عن عمرو بن القعقاع. وأخرجه البزار كما في كشف الأستار (1/ 49 - 50: 61) من طريق عبد الله ابن محمَّد الكوفي عن زيد بن الحباب، به بلفظه تمامًا. قال البزار: "وهذا لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلَّا بهذا الإسناد". وأخرجه أحمد (1/ 351) عن زيد بن الحباب، والطبراني في الكبير (11/ 108: 1198) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، كلاهما عن عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان عن عمرو بن دينار، به بنحوه. وزاد الطبراني: "وعامتهم". إلَّا أن أحمد قال: "عن عمرو بن دينار أخبرني من سمع ابن عباس". وقال البخاري في تاريخه (6/ 460): "قال محمَّد بن مسلم عن عمرو عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، والصحيح عمرو بن القعقاع -يعني حديث تميم الداري-. وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 176): "سألت أبي عن حديث رواه أيوب الوزان عن زيد بن الحباب عن ابن ثوبان عن عمرو بن دينار، قال أبي: هذا خطأ، إنما هو مَا رَوَاُه ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي صالح". ونحو هذا قال الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق (2/ 59 - 60). ومتن حديث الباب جاء من طريق تميم الداري، وهو المحفوظ، بل قال البخاري: "لا يصح إلَّا عن تميم". أخرجه مسلم في الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة (1/ 74: 55)، =
= وأبو داود في الأدب، باب في النصيحة (5/ 233: 4944)، والنسائي في سننه (7/ 156)، وأحمد (4/ 102)، وغيرهم. قال الحافظ في التغليق (2/ 60): "وفي الباب عن ثوبان وأبي أمامة وحذيفة بن اليمان وأسانيدهم ضعيفة، بل قال البخاري في التاريخ الأوسط: لا يصح إلَّا عن تميم، والله أعلم.
الحكم عليه: حديث الباب إسناد رجاله ثقات، غير محمَّد بن مسلم الطائفي صدوق يخطئ من حفظه، لكنه مَعْلُولٌ. وَالْمَحْفُوظُ مَا رَوَاُه ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عن تميم الداري عند مسلم وغيره، وقد تقدم تخريجه. بل قال البخاري رحمه الله كما في التغليق (2/ 60): "لا يصح إلَّا عن تميم".
41 - باب أمان المسلم حتى المرأة والصغير
41 - بَابُ أَمَانِ الْمُسْلِمِ حَتَّى الْمَرْأَةِ وَالصَّغِيرِ 2039 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمٍ عَنْ حَجَّاجٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي (¬1) مَالِكٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يُجير على المسلمين رجل منهم. ¬
2039 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند ابن أبي شيبة، وقد رواه في المصنّف (12/ 452)، بلفظه. ومن طريقه أخرجه الطبراني (8/ 277: 7907). وأخرجه أحمد (5/ 250) من طريق إسرائيل، والطبراني في الكبير (8/ 276: 7907)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (17/ 833) من طريق أبي خالد الأحمر، كلاهما عن الحجّاج، به بلفظه: "يجير على المسلمين بعضهم". وهذا مرسل؛ لأن أبا أمامة أسعد بن سهل لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلم- على الصحيح، لكن له رؤية، وكان قد ولد قبل وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنتين كما في الإصابة (1/ 158). وقد رُوي من حديث أبي عبيدة من هذا الطريق نفسه. أخرجه أحمد (1/ 195) من طريق إسرائيل عن الحجّاج، به. لكن قال: "عن أبي أمامة عن أبي عبيدة، فذكره بلفظ: "يجير على المسلمين أحدهم"، وفيه قصّة. =
= وصحّح أحمد شاكر إسناده كما في شرحه على المسند (3/ 147). ورجّح أن أبا أمامة تابعي كبير. وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 451، 452: 15234، 15235) عن عبد الرحيم ابن سليمان وأبي خالد الأحمر، وأبو يعلى في مسنده (2/ 179، 180: 876، 877)، من طريق سليمان بن حيان وأبي خالد الأحمر. ثلاثتهم عن الحجّاج عن الوليد بن أبي مالك عن عبد الرحمن بن مسلمة عن أبي عبيدة مرفوعًا بنحوه. وهذا فيه انقطاع، فقد أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 288: 1727) بالسند السابق، لكن بواسطة بين عبد الرحمن بن مسلمة وبين أبي عبيدة، فرواه عن عبد الرحمن عن عمّه عن أبي عبيدة. وقال البزار: "لا نعلم له طريقًا عن أبي عبيدة إلَّا بهذا الطريق وعبد الرحمن وعمّه لا نعلم رويا إلَّا هذا".
الحكم عليه: حديث الباب إسناد ضعيف، فيه الحجّاج بن أرطاة مدلّس وقد عنعنه، وهو مع هذا مرسل؛ لأن أبا أمامة لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلم- على الصحيح، لكن له رؤية، وكان قد وُلد قبل وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنتين، كما في الإصابة (1/ 158). لكن جاء موصولًا من طريق آخر من طريق الحجّاج نفسه عند أحمد -وقد تقدم تخريجه- من حديث أبي أمامة عن أبي عبيدة رضي الله عنهما. وصحّح إسناده أحمد شاكر في تعليقه على المسند (3/ 147). قلت: يبقى إسناده ضعيفًا؛ لأن مدار الأسانيد كما في التخريج على الحجّاج بن أرطاة، وفيه ضعف، وهو مدلّس وقد عنعنه. وقال البوصيري في الإتحاف (4/ 95 /ب): "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف الحجّاج ابن أرطاة". ولمتنه شاهد تقدم عند الحديث رقم (1910).
42 - باب الوفاء بالعهد
42 - بَابُ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ 2040 - [1] قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُخْبِرُ عَنِ [ابْنِ] (¬1) سُرَاقَةَ أَوِ ابْنِ أَخِي سُرَاقَةَ، قَالَ سُفْيَانُ: وَأَخْبَرَنِي (¬2) وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بَعْضَهُ، وَلَا أُخَلِّصُ مَا حَفِظْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ وَمَا أَخْبَرَنِيهِ وَائِلٌ، قَالَ سُرَاقَةُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ بالجِعِرَّانَة فَجَعَلْتُ لَا أَمُرُّ عَلَى مِقْنب مِنْ مَقَانِبِ (¬3) الْأَنْصَارِ إلَّا قَالُوا: إِلَيْكَ إِلَيْكَ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ -يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- رَفَعْتُ الْكِتَابَ وقلت: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: وَقَدْ كَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَتَبَ لِي أَمَانًا فِي رُقْعَةٍ -يَعْنِي لَمَّا هَاجَرَ- قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نَعَمْ، الْيَوْمُ يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ وَصِدْقٍ. [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ (¬4) الزُّهْرِيِّ، عَنْ [ابْنِ] (¬5) سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ أَخِي سُرَاقَةَ، عَنْ سُرَاقَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالجعِرَّانَة، فَجَعَلْتُ لَا أَمُرُّ عَلَى مِقْنب مِنْ مَقَانِبِ (¬6) الْأَنْصَارِ إلَّا قَرَعَ رأسيَ وَقَالُوا: "إِلَيْكَ إِلَيْكَ"، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمَّا رَأَيْتُهُ، قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَعَمْ، الْيَوْمُ يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ وَصِدْقٍ". قَالَ سُفْيَانُ: "عَنَى بِقَوْلِهِ (أَنَا)، أَيْ: صَاحِبُ الْأَمَانِ الَّذِي كتبت (¬7) ¬
لِي فِي الرُّقْعَةِ، وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَتَبَ لَهُ أَمَانًا فِي رُقْعَةٍ حِينَ لَقِيَهُ يَوْمَ هاجَرَ (¬1) وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عنه إلى الغار". ¬
2040 - تخريجه: هو عند الحميدي في مسنده (2/ 401: 952) بأطول مما في الأصل. وهذا منقطع؛ لأن وائل بن داود لم يسمع من سراقة بن مالك. وأخرجه البخاري في مناقب الأنصار، بَابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- و (7/ 238: 3906) وليس عنده لفظ حديث الباب، والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 485، 487)، كلاهما من طريق عقيل. وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 274: 1029)، والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 487)، كلاهما من طريق موسى بن عقبة. والطبراني في الكبير (7/ 134، 135: 6603) من طريق صالح بن كيسان. وعبد الرزاق في المصنّف (5/ 392: 9743)، ومن طريقه أحمد (4/ 175، 176)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 275: 1030)، والطبراني في الكبير (7/ 132: 6601). أربعتهم -أعني عقيلًا وموسى بن عقبة وصالح بن كيسان وعبد الرزاق- عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم -وهو ابن أخي سراقة- عن أبيه عن سراقة، به. بأطول منه، وفيه زيادة. =
= الحكم عليه: حديث الباب رجال إسناده ثقات، وعبد الرحمن بن جعشم ذكره ابن حبّان في الثقات (7/ 64) في أتباع التابعين. وقال ابن حجر في التهذيب (6/ 263): "إنما روى عن أبيه عن سراقة، لم أر له رواية عن سراقة نفسه، هم اختلفوا على الزهري في حديثه، فقيل: عن سراقة، بإسقاط ذكر أبيه". قلت: يشير بذلك إلى رواية حديث الباب، وقد رُوي بذكر الواسطة جاء ذلك من طريق عقيل عند البخاري، وموسى بن عقبة عند ابن أبي عاصم والبيهقي، وصالح بن كيسان عند الطبراني وعبد الرزاق في مصنفه، أربعتهم عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم -وهو ابن أخي سراقة- عن أبيه عن سراقة، به مطولًا، وفيه زيادة. وهذا إسناد صحيح.
43 - باب النهي عن المثلة
43 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْمُثْلَةِ 2041 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا محمَّد بْنُ [عَبْدِ اللَّهِ] (¬1) الشَّعِيثِيُّ (¬2) عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن المثلة. ¬
2041 - تخريجه لم أقف عليه من هذا الطريق وله شواهد.
الحكم عليه: إسناد حديث الباب صحيح، لكنه مرسل. ولمتنه شواهد كثيرة تقدم بعضها عند الحديث رقم (1890).
2042 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا بِشْرُ (¬1) بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى جِيُوَشَهُ أن يمثلوا بأحد من الكفّار. ¬
2042 - تخريجه: أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (3/ 837)، والبوصيري في الإِتحاف (4/ 90/ ب) من مسند الحارث. ولم أقف عليه من هذا الطريق، وحديث النهي عن المثلة قد ورد، عن جمع غفير من الصحابة، منهم: عمران بن حصين، وسمرة، وابن عمر، وعبد الله بن يزيد الأنصاري، وأنس، وبريدة، والمغيرة بن شعبة، وأسماء، وعلي، وابن عباس، وصفوان بن عسّال، وجرير البجلي، وأبو موسى، وأبو أيّوب ... وغيرهم. وقد تقدم بعضها عند الحديث رقم (1890).
الحكم عليه: إسناد الحارث ضعيف، لضعف عبد الله بن لهيعة، وهو مرسل أيضًا. وذكره البوصيري في الاتحاف (4/ 90/ ب)، وقال: "هذا مرسل ضعيف".
44 - باب الحرس
44 - بَابُ الْحَرَسِ 2043 - قَالَ [إِسْحَاقُ] (¬1): أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ كَانَ مُرَابِطًا بِالسَّاحِلِ قَالَ: خَرَجْتُ لَيْلَةَ مَحْرَسِي لَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ عَلَيْهِ الْحَرَسُ غَيْرِي (¬2)، فَأَتَيْتُ الْبِنَاءَ (¬3) فَصَعِدْتُ عَلَيْهِ، وَالْبِنَاءُ (¬4) مَوْضِعُ الحرس، فجعل يخيّل (¬5) إليّ أنّ البحر مشرف (¬6) حتى يحاذي برؤوس (¬7) الْجِبَالِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا وَأَنَا مُسْتَيْقِظٌ، ثُمَّ نِمْتُ فَرَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ كَأَنَّ مَعِي رَايَةَ، وَكَانَ (¬8) أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَمْشُونَ خَلْفِي وَأَنَا أَمَامَهُمْ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ، رَجَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَقِيتُ أَمِيرَ الْجَيْشِ وَأَبَا صَالِحٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَانَا أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ من ¬
الْمَدِينَةِ (¬9) فَقَالَا لِي: أَيْنَ النَّاسُ؟ فَقُلْتُ: رَجَعُوا قَبْلِي، فَقَالَا: لِمَ [لَا] (¬10) تَصْدُقْنَا، نَحْنُ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَأَخْبَرْتُهُمَا أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ غَيْرِي (¬11)، قَالَ أَبُو صَالِحٍ: فَمَا رَأَيْتَ (¬12)؟ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ خُيِّلَ إِلَيَّ فِيمَا رَأَيْتُ (¬13) أَنَّ الْبَحْرَ يُشْرِفُ حَتَّى يُحَاذِيَ برؤوس الْجِبَالِ، قَالَ أَبُو صَالِحٍ: صَدَقْتَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا (¬14) مِنْ لَيْلَةَ إلَّا وَالْبَحْرُ يُشْرِفُ ثَلَاثَ مرَّات عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ (¬15) يَسْتَأْذِنُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَنْقَضِي (¬16) عَلَيْهِمْ، يَعْنِي يَتَدَفَّقُ فَيَكْفِهِ اللَّهُ تَعَالَى. قُلْتُ: وَرَأَيْتُ أَيْضًا فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَعِي الرَّايَةَ وَأَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يَمْشُونَ مَعِي وَأَنَا أَمَامَهُمْ، فَقَالَ أَبُو صَالِحٍ: لَأَنْ (¬17) صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ لَتَفُوزَنَّ (¬18) بِأَجْرِ (¬19) هَذِهِ الْمَدِينَةِ اللَّيْلَةَ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو صَالِحٍ يُبَاعِدُ (¬20) إِلِيَّ قَبْلَ ذَلِكَ، فَكَأَنَّهُ (¬21) اطمأنّ إلي فجعل يحدثني، وقال: ¬
أَوْصَانَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنْ نَشْتَرِكَ (¬22) ثَلَاثَةٌ: فَرَجُلٌ يَبِيعُ (¬23) عَلَيْنَا، وَرَجُلٌ يَغْزُو، وَرَجُلٌ يَجْلِبُ عَلَيْنَا، فَهَذِهِ نَوْبَتِي، فَأَنَا الْآنَ قَافِلٌ (¬24) إِلَى الْمَدِينَةِ. قُلْتُ: رَوَى أَحْمَدُ المرفوع منه فقط عن يزيد. ¬
2043 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق بن راهويه. وأورده ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 20 طبعة دار الكتب العلمية) من مسند إسحاق بن راهويه بلفظه تمامًا. ومن طريق إسحاق هذه أخرجه أبو بكر الإسماعيلي -لعلّه في مسنده الكبير- كما في تفسيير ابن كثير (7/ 405 طبعة دار الشعب) قال: "حدّثنا الحسن بن سفيان عن إسحاق ابن راهويه به بلفظه". وأخرج المرفوع منه أحمد في مسنده (1/ 43) -كما أشار المصنّف- عن يزيد بن هارون به، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 40 - 41: 37). قال ابن كثير: "فيه رجل مبهم لم يسم". وضعّف إسناده أحمد شاكر (1/ 303)، لجهالة الشيخ الذي روى عنه العوام بن حوشب، وقال: "أبو صالح مولى عمر مجهول".
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف، فيه راوٍ لم يسم. وأبو صالح مولى عمر مجهول، ومدار السند عليه. وضعّفه أيضًا أحمد شاكر في تعليقه على المسند (1/ 303).
2044 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ، عَيْنٌ فَاضَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وعين باتت تحرس في سبيل الله".
2044 - تخريجه: أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 211: 320)، والطبراني في الكبير كما في فتح الوهاب (1/ 299)، وفي مسند الشاميين (ق 467) من طريق عمر بن هارون عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن العباس ابن عبد المطلب بنحوه. وقد روي من مسند ابن عباس فقط دون ذكر العباس بن عبد المطلب. أخرجه الترمذي في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الحرس في سبيل الله (4/ 150: 1639)، وابن أبي عاصم في الجهاد (2/ 416: 146)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 209)، والبيهقي في الشعب (1/ 488: 496) من طرق عن بشر بن عمر، عن شعيب بن رزيق، عن عطاء الخراساني، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عباس يرفعه بنحوه. وقال الترمذي: "وفي الباب عن عثمان وأبي ريحانة، وحديث ابن عباس حديث حسن لا نعرفه إلَّا من حديث شعيب بن رزيق". وشعيب وشيخه متكلّم فيهما. وقال أبو نعيم: "رواه عثمان بن عطاء عن أبيه، وقال: عن ابن عباس". ويعني بذلك أن عثمان بن عطاء قد خالف شعيبًا، فروى الحديث عن أبيه عطاء الخراساني، عن ابن عباس مباشرة، ولم يذكر عطاء بن أبي رباح، ورواه أيضًا عثمان بن عطاء، عن أبيه، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن العباس، ورواه أيضًا عن أبيه، عن جدّه، عن العباس بدون ذكر ابن عباس. =
= وهذا الاضطراب ما أظنه إلَّا من عثمان بن عطاء، وقد وهّنه الأئمة، وشعيب أحسن حالًا منه.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف، لضعف عثمان بن عطاء الخراساني، ثم إن أسانيده مضطربة. وقال الهيثمي في المجمع (5/ 291): "رواه الطبراني، وفيه عثمان بن عطاء الخراساني، وهو متروك، وثّقه دحيم". ويشهد لمتنه الحديث الذي بعده وحديث ابن عباس، ومتنه صحيح بمجموع شواهده، وقد صححه الألباني في صحيح الجامع (4/ 57).
2045 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ (¬1) مَخْلَدٍ، ثنا أَبِي عَنْ (¬2) شَبِيبِ بْنِ [بِشْرٍ] (¬3)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ أَبَدًا، عَيْنٌ (¬4) بَاتَتْ تَكْلَأُ الْمُسْلِمِينَ (¬5) فِي سَبِيلِ اللَّهِ [تَعَالَى] (¬6)، وَعَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى". ¬
2045 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (7/ 307 - 308: 4346) بلفظه. وأورده الهيثمي في المقصد العليّ (75/ أ) بلفظه. ومن طريق أبي يعلى أخرجه الضياء المقدسي في المختارة (6/ 187: 2198). ورواه ابن أبي عاصم في الجهاد (2/ 417: 147) عن أبيه عمرو بن الضحاك به بنحوه، والبخاري في تاريخه (4/ 231)، وابن عديّ في الكامل (3/ 233)، والطبراني في الأوسط (2/ 54/ ب)، وعبد الغني المقدسي في فضل الجهاد (28/ أ)، جميعهم من طريق زافر بن سليمان عن إسرائيل بن يونس، عن شبيب بن بشر به بنحوه. قال الطبراني: "لا يروي هذا الحديث عن شعيب بن بشر إلَّا إسرائيل، تفرد به زافر بن سليمان". وأخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 119) عن أبي محمَّد بن حيان، عن محمَّد بن شعيب، عن الحسن بن علي الخلّال، عن زافر بن سليمان الكوفي، عن سفيان، عن=
= إسرائيل به بنحوه. قال أبو نعيم: "غريب من حديث الثوري، لم نكتبه إلَّا من حديث زافر". قلت: لعل هذا الاختلاف من زافر, لأنه كثير الوهم كما يستفاد من تهذيب الكمال (9/ 270) والتقريب (ص 213)، أو من محمَّد بن شعيب، فإن له غرائب كما في أخبار أصبهان (2/ 252)، وطبقات المحدثين بأصبهان لأبي محمَّد بن حيان (4/ 276). وتابع شبيبًا عليه جماعة. فأخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 346) من طريق هلال بن أبي هلال، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 212: 321) من طريق خلّاد، والخطيب في تاريخه (2/ 360) من طريق قتادة، ثلاثتهم عن أنس يرفعه بنحوه.
الحكم عليه: حديث أبي يعلى إسناده فيه ضعف، لأجل شبيب بن بشر، وهو صدوق يخطئ، لكن له طرق يرتقي بها إلى الحسن لغيره. ولمتنه شاهد حسن تقدم عند الحديث رقم (2044) وآخر يأتي برقم (2046).
2046 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (¬1) ثنا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: [قَالَ] (¬2) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ-: حُرِّم عَلَى عَيْنَيْنِ أَنْ تَنالَهُما (¬3) النارُ: عينٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وعينٌ بَاتَتْ تحرس الإِسلام (¬4) من أهل الكفر. ¬
2046 - تخريجه: هو عند عبد بن حميد في مسنده (3/ 208 - 209: 1445) بلفظه بأطول منه، اقتصر الحافظ على الزائد منه فقط. وأخرجه الحاكم (2/ 82 - 83) من طريق العبّاس بن محمَّد الدوري عن يعقوب بن إبراهيم به بلفظه كما هو في الأصل. ومن طريقه البيهقي في الشعب (4/ 16: 4235). وسكت عنه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "فيه انقطاع". وأورده المنذري (2/ 250)، وقال: "رواه الحاكم، وفي إسناده انقطاع". وحسّنه الألباني في صحيح الجامع (1/ 600: 3136). وأخرج ابن أبي عاصم في الجهاد (2/ 418 - 419: 148)، والبزّار كما في كشف الأستار (2/ 262: 1659)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 163)، والحاكم (2/ 82)، والبغوي في شرح السنة (10/ 355: 2620)، وابن عساكر في الأربعين في الحث على الجهاد (ص 110)، جميعهم من طرق عن أبي سلمة، والبغوي من طريق عيسى بن طلحة، كلاهما عن أبي هريرة قال:"كل عين باكية يوم القيامة إلَّا =
= ثلاثة أعين، عينًا غضّت عن محارم الله، وعينًا سهرت في سبيل الله، وعينًا يخرج من ملمعها -مثل رأس الذباب- دموع من خشية الله". واللفظ لابن أبي عاصم. وهذا مدار إسناده على عمرو بن صهبان، وهو ضعيف جدًا. ويشهد لمتنه الحديث رقم (2044)، وله شاهد آخر حسن تقدم عند تخريج الحديث رقم (2044).
الحكم عليه: إسناد عبد بن حميد ضعيف، فيه أبو عبد الرحمن، وهو مجهول العين، ثم إن صالحًا علّقه، فقال: "قال أبو عبد الرحمن". وقال المنذري في الترغيب (2/ 250): "فيه انقطاع".
2047 - و [قال] (¬1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمَّ [مُبَشِّرٍ] (¬2) سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أيُّ النَّاسِ خَيْرٌ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: رَجُلٌ عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ يُخِيفُ الْعَدُوَّ وَيُخِيفُونَهُ (¬3). * الْحَدِيثُ مُرْسَلٌ. ¬
2047 - تخريجه: أخرجه محمَّد بن إسحاق كما في الإصابة لابن حجر (13/ 285) عن ابن أبي نجيح به بنحوه بأطول منه. وأبونعيم في معرفة الصحابة (2/ 388/ أ) من طريق محمد بن مسلمة عن محمَّد بن إسحاق به. وأخرجه أيضًا من هذه الطريق ابن منده كما في أسد الغابة (7/ 391).
الحكم عليه: إسناد إسحاق رجاله ثقات، لكنه مرسل كما نصّ على ذلك المُصنّف. ومجاهد بن جبر أرسل عن جماعة من الصحابة كما في جامع التحصيل (ص 273). ولمتنه شاهد حسن تقدم في باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله.
45 - باب حكم الأرض التي يفتتحها أهل الشرك
45 - بَابُ حُكْمِ الْأَرْضِ الَّتِي يَفْتَتِحُهَا أَهْلُ الشِّرْكِ 2048 - قال إسحاق (¬1): أخبرنا بقية بن الوليد عن الْوَزِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ -وَهُوَ محمَّد بْنُ الْوَلِيدِ- عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ [مَنْحَهُ] (¬2) الْمُشْرِكُونَ أَرْضًا، فَلَا أرضَ لَهُ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، َثَنَا بَقِيَّةُ (¬3) بن الوليد به. ¬
2048 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق، ولا في مسند أبي يعلى المطبوع، ولا في المقصد العليّ، وهو في مسند أبي يعلى الكبير كما جزم بذلك الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 157). والحديث ذكره بهذا الإسناد أبو عبيد في الغريب (1/ 457)، فقال: "يُروى عن بقية، ثم ساقه بتمامه سندًا ومتنًا". =
= وأورده ابن عدي في الكامل (7/ 88)، وقال: "سمعت ابن حماد يقول: "قال السعدي: روى الوزير بن عبد الله" .. فساقه بتمامه سندًا ومتنًا. وعزاه في الكنز (4/ 433) للخطابي. ولم أجده في غريب الحديث، ولعلّه في كتاب الجهاد له. وأورده ابن كثير في مسند الفاروق (2/ 472) من مسند أبي يعلى، وقال: "وزير بن عبد الله هذا شامي". قال فيه أبو حاتم: "مجهول". وقال أبو زرعة: "ضعيف".
الحكم عليه: مدار إسناد إسحاق وأبي يعلى على وزير بن عبد الله الخولاني، وهو ضعيف كما علمت، بل قال ابن حبّان وغيره: "منكر الحديث". وذكره ابن القيسراني في معرفة التذكرة (ص 234: 891)، وقال: "فيه الوزير، منكر الحديث".
46 - باب في الطعام يوجد في أرض العدو
46 - بَابُ فِي (¬1) الطَّعَامِ يُوجَدُ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ 2049 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا محمَّد، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْجَعِيِّ (¬2) عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يوم خيبر: كلوا واعلفوا ولا تحملوا. ¬
2049 - تخريجه: هو عند الحارث في مسنده كما في بغية الباحث من زوائد الحارث للهيثمي (3/ 843) وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 61) من طريق أحمد بن خليل عن الواقدي به بلفظه تمامًا.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف جدًا، فيه عدّة علل: 1 - الواقدي متروك. 2 - عبد الرحمن بن الفضل لم أقف على ترجمته. 3 - العباس بن عبد الرحمن الأشجعي مجهول الحال.
47 - باب النهي عن التصرف في الغنيمة قبل القسمة
47 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّصَرُّفِ فِي الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ 2050 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ زِيَادٍ الْمُصَفِّرِ (¬1) عَنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنِي ثَابِتُ [بْنُ رُفَيْعٍ] (¬2) -وَكَانَ يُؤَمَّرُ عَلَى السَّرَايَا- سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَالْغُلُولَ، الرَّجُلُ يَنْكِحُ الْمَرْأَةَ قَبْلَ أَنْ يُقْسِمَ ثُمَّ يَرُدَّهَا إِلَى الْقَسْمِ، أَوْ يَلْبَسَ الثَّوْبَ حَتَّى يَخْلَقَ ثم يرده إلى القسم. ¬
2050 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في مسنده (25 أ) نسخة مصوَّرة عن الجامعة الإِسلامية. ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 213: 2198)، والطبراني في الكبير (5/ 27: 4487)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 111 ب)، وهو في المطبوع منه (3/ 242: 1332). ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 269). وتابع ابن أبي شيبة عليه البخاري في تاريخه الكبير (2/ 163) مختصرًا، =
= وسعيد بن مسعود كما في الإصابة (2/ 9)، كلاهما عن عبيد الله بن موسى به. أخرجه من هذه الطريق ابن منده وابن السكن والبغوي وابن قانع والحسن بن سفيان كما في الإصابة (2/ 9)، وكنز العمال (4/ 387). وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 111 ب) من طريق سوار بن مصعب بن زياد المصفر به بلفظه. وللحديث طريق أخرى رواها أبو بكر الهذلي عن عطاء الخراساني عن ثابت بن رفيع كما في الإصابة (2/ 9). وأخرج أبو داود في الجهاد (3/ 153: 2708)، وأحمد (4/ 108) مختصرًا ومطولًا، والدارمي (2/ 148: 2491)، وسعيد بن منصور (2/ 267: 2722)، وابن أبي شيبة في المصنّف (12/ 114 - 115)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 251)، والطبراني في الكبير (5/ 26 و 27 و 28: 4482 و 4483 و 4485)، وابن حبّان في صحيحه (7/ 169: 4830)، والبيهقي في الكبرى (9/ 62). من طرق عن أبي مرزوق ربيعة بن سليم عن حنش بن عبيد الله الصنعاني عن رويفع بن ثابت الأنصاري عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال عام خيبر: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يسقينَّ ماءه ولد غيره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذن دابة من المغانم فيركبها حتى إذا عجفها ردّها في المغانم، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس ثوبًا من المغانم حتى إذا أخلقه ردّه في المغانم". وجاء في بعض الروايات (عام حنين) بدل (عام خيبر). وأخرجه أحمد (4/ 109)، والطبراني (5/ 27 - 28: 4488) من طرق ثلاث عن ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ حنش به بنحوه. والترمذي في النكاح (3/ 437: 1131) من طريق ربيعة بن سليم عن بسر بن عبد الله عن رويفع بن ثابت به بنحوه مختصرًا. وقال: "هذا حديث حسن، وقد رُوي من غير وجه عن رويفع بن ثابت". =
= وله شاهد حسن من حديث عبادة بن الصامت يرفعه: "إياكم والغلول، فإنّه عار على أهله يوم القيامة ... " في أثناء حديث طويل. أخرجه ابن حبّان (7/ 172: 4835) واللفظ له، والحاكم (2/ 135)، وصحّحه على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وعنه البيهقي (6/ 292) من طريق مكحول الدمشقي عن أبي سلام عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة به.
الحكم عليه: إسناد حديث الباب رجاله ثقات، غير أني لم أعرف زياد المصفر من هو، وله طريق أخرى رواها أبو بكر الهُذَلي عن عطاء الخراساني عن ثابت بن رفيع. فيكون الإسناد بهذه المتابعة حسنًا، والله أعلم. ولمتنه شاهد صحيح تقدم في التخريج.
48 - باب العطاء والحكم فيما فضل منه
48 - بَابُ الْعَطَاءِ وَالْحُكْمُ فِيمَا فَضَلَ مِنْهُ 2051 - [1] قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا صَلَّى صَلَاةً جَلَسَ لِلنَّاسِ لِمَنْ (¬1) كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ (¬2)، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ حَاجَةٌ (¬3) قَامَ فَدَخَلَ، قَالَ: فَصَلَّى صَلَوَاتٍ لَا يَجْلِسُ لِلنَّاسِ فِيهِنَّ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فَحَضَرْتُ الْبَابَ فَقُلْتُ: يَا يَرْفَأُ أَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ شَكَاةٌ؟ قَالَ: مَا بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ شَكْوَى، فَجَلَسْتُ، فَجَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَجَلَسَ، فَخَرَجَ يَرْفَأُ، فَقَالَ: قُمْ يَا ابْنَ عَفَّانَ، قُمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَدَخَلَا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ صُبَرٌ (¬4) مِنْ مالٍ، عَلَى كُلِّ (¬5) صُبْرةٍ (¬6) مِنْهَا كَتِفٌ (¬7)، فَقَالَ عمر ¬
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَوَجَدْتُكُمَا مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِهَا عَشِيرَةً (¬8)، فَخُذَا هَذَا الْمَالَ فَأَقَْسِمَاهُ، فَمَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ، فَرُدَّا (¬9)، قَالَ: فَأَمَّا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَحَثَا (¬10)، وَأَمَّا أَنَا فَجَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ فَقُلْتُ (¬11): وَإِنْ كَانَ نُقْصَانًا رَدَدْتَ (¬12) عَلَيْنَا، فَقَالَ: شَنْشَنَةٌ مِنْ أَخْشَنَ، يَعْنِي حَجَرًا مِنْ جَبَلٍ، أَمَا كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ إِذْ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ الْقَدَّ (¬13)، فَقُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ عزو جل وَمُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حيٌّ، وَلَوْ عَلَيْهِ فُتِحَ لَصَنَعَ فِيهِ غَيْرَ الَّذِي تَصْنَعُ، فَغَضِبَ (¬14) عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: أَخْبِرْنِي صَنَعَ مَاذَا، قُلْتُ: إِذًا لَأَكَلَ وَأَطْعَمْنَا، قَالَ: فَنَشَجَ (¬15) عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَضْلَاعُهُ ثُمَّ قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا (¬16) كَفَافًا لَا لِي وَلَا عَلَيَّ. [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا. (90) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي فَضْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (¬17) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَشَيْاءُ مِنْ هَذَا (¬18). ¬
2051 - تخريجه: الحديث عند الحميدي في مسنده (1/ 17 - 18 رقم 30 بلفظه). وأورده من هذا الطريق أبو عبيد في الغريب (2/ 21) مختصرًا. وأورده بتمامه الزمخشري في الفائق (3/ 429). وأخرجه يعقوب بن شيبة في مسنده (ص 98 - 99) عن علي بن عبد الله -هو ابن المديني- عن سفيان به بلفظه مع اختلاف يسير. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 288) عن سعيد بن منصور، والبزار في البحر الزخار (1/ 326 - 327 رقم 209) من طريق أحمد بن أبان، كلاهما عن سفيان -هو ابن عيينة- به بنحوه مطولًا، ولفظ ابن سعد أتم. قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا اللفظ غير عمر، ولا نعلم له طريقًا عن عمر إلا من هذا الطريق". قلت: هذا الحديث على شرط الحافظ، ولم يورده من زوائد البزار لا في المطالب العالية ولا في زوائده للبزّار. أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 6) من طريق حميد بن عبد الله الحميري عن ابن عباس بلفظ آخر، وفي آخره: "وددت أني نجوت منها كفافًا لا علي ولا لي ... ". وهو في منحة المعبود (2/ 174).
الحكم عليه: إسناد حديث الباب صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح، عدا كليب بن شهاب والد عاصم، وهو ثقة كما سلف في ترجمته.
49 - باب الإقطاع
49 - بَابُ الإِقطاع 2052 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: جَاءَ الْعَبَّاسُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَقْطَعْنِي الْبَحْرَيْنَ، فَقَالَ: مَنْ شَهِدَ لَكَ؟ فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شعبة، فذكر الحديث. * فيه انقطاع.
2052 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 51 ب)، وقال: "فيه انقطاع".
الحكم عليه: رجال إسناده كلّهم ثقات، غير أنه منقطع، والانقطاع بين أبي جعفر الباقر والعباس وكذا عمر؛ لأنّ أبا جعفر أرسل عن جدّية الحسن والحسين وجدّه الأعلى علي رضي الله عنهم وعائشة وأبي هريرة وجماعة كما في (جامع التحصيل: ص 266). وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 51 ب)، وقال: "فيه انقطاع".
2053 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو (¬1) بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ الْهُذَلِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ (¬2)، قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الأَرْحَبِي: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ مِنْ محمَّد رَسُولِ اللَّهِ إِلَى قَيْسِ بْنِ مَالِكٍ، سَلَامٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ، أَمَّا بَعْدُ: إِنِّي استعملتك (¬3) على قومك عربيّهم و [عجميّهم] (¬4) وَمَوَالِيهِمْ وَجُمْهُورِهِمْ وَحَوَاشِيهِمْ، وَأُقْطِعُكَ مِنْ ذُرَةِ يَسَارٍ (¬5) مِائَتَيْ صَاعٍ، وَمِنْ زَبِيبِ [خَيْوَانَ] (¬6) مِائَتَيْ صَاعٍ، جَازَ لَكَ وَلِعَقِبِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَبَدًا أَبَدًا أَبَدًا. قَالَ قَيْسٌ: قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَبَدًا أَبَدًا أَبَدًا أَحَبُّ إِلَيَّ، [إِنِّي] (¬7) لَأَرْجُو أَنْ يَبْقَى عَقِبِي أَبَدًا، قَالَ يَحْيَى: قَوْلُهُ: عَرَبِيِّهِمْ: يَعْنِي أَهْلَ الْبَادِيَةِ، وَجُمُْهُورُهُمْ (¬8): أَهْلُ الْقُرَى. * قُلْتُ (¬9): هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَأَنْكَرُ مَا فِيهِ قَوْلُهُ: كَتَبَ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ. ¬
=2053 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولعله في المسند الكبير. وأخرجه ابن منده كما في معرفة الصحابة لأبي نعيم (2/ 149 ب)، والاصابة (8/ 210) عن إبراهيم بن فهد عن عبد الرحمن بن صالح به بنحوه. لكن قال: "ثنا يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني، حدثني أبي عن أبيه عن جدّه". ومن طريق ابن منده أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 149 ب). وقصّة إسلام قيس بن مالك الأَرْحَبي ووفوده إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- في طبقات ابن سعد (1/ 340 - 341) وغيره.
الحكم عليه: هذا الإسناد واه، فيه يحيى بن عمرو الهذلي مجهول الحال، وأبوه وجدّه لم أعرفهما، ومع هذا فإنّ متنه منكر، وأُنكِر فيه قوله: "كتب باسمك اللهمّ"، وهي خاصة بالمشركين. وقد قال المُصنِّف: "هذا حديث منكر".
2054 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو وَائِلٍ خَالِدُ بْنُ [مُحَمَّدٍ] (¬1) الْبَصْرِيُّ، ثَنَا فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ مَوْلَى بَنِي عَامِرٍ (¬2) ثنا نَائِلُ (¬3) بْنُ مُطَرِّفِ بْنِ رَزِينٍ الْأَسْلَمِيُّ أَبُو أَنَسٍ، ثَنِي أَبِي عن جدّي رزين ابن (¬4) أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا ظَهَرَ الإِسلام كَانَتْ لَنَا بِئْرٌ، فخفتُ أَنْ يَغْلِبَنَا (¬5) عَلَيْهَا مَنْ (¬6) حَوْلَنَا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَكَتَبَ لِي كِتَابًا: "مَنْ محمَّد رَسُولِ اللَّهِ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ لَهُمْ بِئْرَهُمْ إِنْ كَانَ صَادِقًا، وَلَهُمْ دَارَهُمْ (¬7) إِنْ كَانَ صَادِقًا"، قَالَ: فَمَا قَاضَيْنَا بِهِ (¬8) إِلَى أَحَدٍ مِنْ قُضَاةِ الْمَدِينَةِ إِلَّا قَضَى لَنَا بِهِ، قَالَ: وَكَانَ فِي الْكِتَابِ هِجَاءٌ (كَانَ): (كَوْنٌ). هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ تفرَّد بِهِ فَهْدٌ. قَالَ الْفَلَّاسُ: مَتْرُوكٌ. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِعِلُوٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ [فَهْدٍ] (¬9). وَابْنِ مَنْدَهْ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الرَّازِيِّ، عَنْ فهد. ¬
وَالطَّبَرِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ محمَّد بْنِ [حُمِيدٍ] (¬10) عَنْ نَائِلِ بْنِ مُطَرِّفِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: اسْتَقْطَعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[رُكْيَةً] (¬11) ... الْحَدِيثُ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّهُمَا الْصَّوَابُ. قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يُونُسَ الشِّيرَازِيُّ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عُمَرَ [الْحُسَيْنِيِّ] (¬12) عَنْ نَائِلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [حَْزْمِ بْنِ أَنَسِ] (¬13) بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، ثَنِي أَبِي عَنْ لُبَابَةَ قَالَ: إِنَّ الْكِتَابَ كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- لرزين بن أنس. ¬
2054 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (13/ 129: 7178) بلفظه. ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في أُسد الغابة (2/ 221). وأخرجه الطبراني في الكبير (5/ 75 - 76: 1674) عن عليّ بن عبد العزيز، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 248 أ)، وابن منده كما في الأصل من طريق أبي مسعود الرازي. كلاهما عن فهد به بلفظه، وليس عندهم: "وكان في الكتاب هجاء (كان): (كون) ". وأخرجه من هذه الطريق أيضًا ابن السكن كما في الإصابة (3/ 277). وأخرجه الطبري كما في الأصل والإصابة (3/ 277) مِنْ طَرِيقِ محمَّد بْنِ حُمِيدٍ =
= عَنْ نَائِلِ بْنِ مُطَرِّفِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ أبيه، عن جدّه العباس قَالَ: اسْتَقْطَعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ركية ... فذكر الحديث. قال ابن حجر: "فما أدري هل نائل واحد أو اثنان؟ ". وقال ابن منده كما في الأصل والإصابة (3/ 278): "ورواه عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عُمَرَ الْحُسَيْنِيِّ عَنْ نَائِلِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حزم بن أنس بن عامر السلمي، حدّثني أبي عن آبائه: إِنَّ الْكِتَابَ كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- لرزين بن أنس.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف جدًا، فيه فهد بن عوف وهو متروك، ومدار الحديث عليه، وفيه من لم أعرفه. وقال الهيثمي في المجمع (5/ 336): "رواه أبو يعلى، وفيه من لم أعرفهم". وقال أيضًا (6/ 9): "رواه الطبراني، وفيه فهد بن عوف أبو ربيعة، وهو كذاب".
2055 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَنُ محمَّد المُحَاربي، نَا (¬1) حَجَّاجِ بن دينار عن ابن سيرين (¬2) عن عَبِيدة (¬3) قَالَ: جَاءَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ إِلَى أَبِي (¬4) بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ عِنْدَنَا أَرْضًا سَبِخَةً لَيْسَ فِيهَا كَلَأٌ وَلَا مَنْفَعَةٌ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُقْطِعَنَاهَا (¬5)؟ قَالَ: فَأَقْطَعَهَا (¬6) إِيَّاهُمَا وَكَتَبَ لَهُمَا عَلَيْهِ كِتَابًا ... ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَهُوَ فِي بَابِ الْوُزَرَاءِ من [كتاب] (¬7) الإمارة (¬8). ¬
2055 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في المُصنّف (12/ 356: 13081). وأخرجه علي بن المديني في علله كما في مسند الفاروق (1/ 259) والإصابة (1/ 92) عن يحيى بن آدم عن عبد الرحمن المُحاربي به بلفظه، وتمامه: " ... وأشهد عمر وليس في القوم، فانطلقا إلى عمر ليشهداه، فلما سمع عمر مَا فِي الْكِتَابِ تَنَاوَلَهُ مِنْ أَيْدِيهِمَا ثُمَّ تَفَلَ فِيهِ، فَمَحَاهُ، فتذَمّرا، وَقَالَا لَهُ مَقَالَةً سَيِّئَةً، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان يتألفكما والإسلام يومئذ قليل وإن الله قد أعَزَّ الإسلام، فاذهبا =
= فاجهدا جَهْدِكُمَا، لَا أَرْعَى اللَّهُ عَلَيْكُمَا إِنْ أَرْعَيْتُمَا. ثم أتى أبا بكر فقال له: أكلُّ المسلمين رضوا بهذا؟ فقال له أبو بكر رضي الله عنه: وقد قلت لك أنك أقوى على هذا الأمر مني". ثم قال: هذا حديث منقطع الإسناد؛ لأن عَبِيدة لم يدرك القصة، ولم يرد عنه أنه سمع عمر، ولا يحفظ هذا الحديث عن عمر بأحسن من هذا الإسناد. ورُوي هذا الحديث بهذا السند بزيادة واسطة بين الحجّاج بن دينار وبين محمَّد بن سيرين، وهو (ابن أبي عثمان الصوّاف): أخرجه البخاري في تاريخه الصغير (1/ 81) بنحوه مختصرًا عن محمَّد بن العلاء، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (3/ 293 - 294) بأطول منه عن هارون بن إسحاق الهمداني، ومن طريقه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي (2/ 204: 1623)، والمحاملي في أماليه كما في الإصابة (7/ 197) بنحوه عن هارون بن عبد الله، ثلاثتهم عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمَّد المُحاربي عَنْ حَجَّاجِ بن دينار عن ابن أبي عثمان الصوّاف عن ابن سيرين به. قال ابن حجر في الإصابة (1/ 92): "رواه البخاري في تاريخه الصغير ويعقوب بن سفيان بإسناد صحيح". وعزاه الحافظ ابن حجر أيضًا لسيف بن عمر في الفتوح.
الحكم عليه: إسناد ابن أبي شيبة رجاله ثقات، غير أن فيه انقطاعًا بين حجاج بن دينار ومحمد بن سيرين، وتبيّن ذلك من خلال التخريج، حيث إن محمد بن العلاء وهارون بن إسحاق وهارون بن عبد الله رووه بذِكر الواسطة وهو ابن أبي عثمان الصوّاف. وسبق في التخريج ذِكر تصحيح الحافظ لهذا السند -أعني الذي ذُكرت فيه الواسطة-. =
= وقال ابن المديني في العلل كما في مسند الفاروق (1/ 259): "هذا حديث منقطع الإسناد؛ لأن عَبِيدة لم يُدرك القصّة ... ولا يحفظ هذا الحديث عن عمر بأحسن من هذا الإسناد". قلت: عبيدة ثقة مخضرم أسلم قبل وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنتين ولم يره، وإدراكه للقصّة ممكن للمعاصرة. وأما اشتراط السماع، فهو مذهب متشدّد، والله أعلم.
2056 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، ثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ [بْنُ أَبِي حُرَّةَ] (¬1) الْأَسَدِيُّ عَنْ أَبِيهِ -وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالسَّوَادِ- قَالَ: اسْتَقْضَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَتَبَ إِلَى حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِعَشْرِ خِصَالٍ، فَحَفِظْتُ سِتًّا (¬2) وَنَسِيتُ أَرْبَعًا، لَا تُقْطِعَنَّ (¬3) إِلَّا مَالَ كِسْرَى (¬4) أَوْ أَهْلِ (¬5) بَيْتِهِ، أَوْ مَنْ قُتِلَ فِي الْمَعْرَكَةِ أَوْ دُورَ الْبُرُدِ أَوْ مَوْضِعَ السُّجُونِ (¬6) وَمَغِيضَ الماء والآجام (¬7). ¬
2056 - تخريجه: هو عند الحارث كما في بغية الباحث من زوائد الحارث للهيثمي (2/ 689 - 690 رقم 674) بلفظه. وأخرجه البيهقي في الكبرى (9/ 134) من طريق ابن المبارك عن عبد الله بن الوليد به بلفظ: "أصفى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَنْ هذا السواد عشرة أصناف، أصفى أرض من قتل في الحرب، ومن هرب من المسلمين يعني إليهم، وكل أرض لكسرى، وكلّ أرض كانت لأحد أهله، وكل مغيض ماء، وكلّ دير بريد"، قال: ونسيت أربعًا. =
= الحكم عليه: إسناد الحارث ضعيف جدًا، فيه عدّة علل: 1 - فيه عبد العزيز بن أبان، وهو متروك. 2 - عبد الملك بن أبي حرّة مجهول الحال. 3 - وأبو حرّة مجهول الحال أيضًا. وله طريق آخر عند البيهقي مداره على عبد الملك بن أبي حرّة. ورواه البيهقي من طريق ابن المبارك عن عبد الله بن الوليد به بنحوه، لكن يبقى مداره على عبد الملك بن أبي حرّة، وقد علمت حاله.
50 - باب من أسلم على شيء فهو له
50 - بَابُ مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ لَهُ 2057 - وقال أبو يعلى: حدثنا أحمد بن جميل (¬1)، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ يَاسِينَ الزَّيَّاتِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شيء فهو له". ¬
2057 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (10/ 226، 227: 5847)، بلفظه. وأورده الهيثمي في المقصد العلي (78/ ب). وأخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 184)، ومن طريقه البيهقي (9/ 113) من طريق هشام بن خالد عن مروان بن معاوية، به بلفظه. قال ابن عدي: "ولياسين الزيّات غير ما ذكرت عن الزهري وغيره، وكل رواياته أو عامتها غير محفوظة". ولمتنه شاهد من حديث ابن عبّاس وبريدة بن الحصيب ومرسل عروة بن الزبير. 1 - أما حديث ابن عباس، فأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (2/ 408) من طريق سليمان بن أبي كريمة عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عباس يرفعه بلفظ حديث الباب. 2 - وأما حديث بريدة، فأخرجه البيهقي (9/ 113) من طريق ليث بن =
= أبي سليم عن علقمة عن سلمان بن بريدة عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بنحو حديث الباب. وفيه ليث بن أبي سليم ضعيف لاختلاطه. 3 - ومرسل عروة بن الزبير أخرجه سعيد بن منصور في سننه (1/ 76: 189) عن ابن المبارك عن حيوة بن شريح عن محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ لَهُ". قال ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق كما في نصب الراية (3/ 410): "مرسل صحيح".
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف جدًا، فيه ياسين الزيات متروك الحديث. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 335)، وقال: "فيه ياسين بن معاذ الزيّات، وهو متروك". وأورده ابن حجر في تلخيص الحبير (4/ 133: 14)، وقال: "فيه ياسين الزيات منكر الحديث متروك". ولمتنه شاهد من حديث ابن عباس وبريدة بن الحصيب ومرسل عروة بن الزبير، وإسناد الأول والثاني ضعيف. وأما مرسل عروة، فصحيح كما تقدم في تخريجه. فمتن الحديث حسن بمجموع طرقه -إن شاء الله-. وقد حسّنه الألباني بمجموع طرقه كما في إرواء الغليل (6/ 157).
2058 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْحَجَّاجُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَعْشَى قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في (¬1) الْعَبْدَ إِذَا أَسْلَمَ فَجَاءَ مَوْلَاهُ فَأَسْلَمَ، فَهُوَ أحق , به. ¬
2058 - تخريجه: هو عند الحارث في مسنده كما في بغية الباحث للهيثمي (2/ 685: 668)، وقال الهيثمي بعده: "هذا مرسل ضعيف، وقد أعتق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خرج إليه من عبيد الطائف". ونحو هذا قال البوصيري في الإتحاف (4/ 94/ ب). قلت: يشيران بذلك إلى ما رواه ابن عباس قال: "أعتق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خرج إليه من عبيد المشركين"، وهذا مخالف لحديث الباب. أخرجه أحمد واللفظ له (1/ 223، 236، 243 وغيرها)، وابن أبي شيبة (14/ 901: 18801، 18802)، بنحوه. وسعيد بن منصور في سننه (2/ 290: 2807) بنحوه، والطبراني في الكبير (11/ 387، 390: 12079، 12092)، والبيهقي (9/ 230) من طرق عن الحجّاج عن الحاكم عن ابن عبّاس، به بألفاظ متقاربة.
الحكم عليه: إسناد الحارث ضعيف، مرسل، فيه أبو سعيد الأعشى لم أعرف من هو، ولعلّه تصحّف من أبي سعيد الأعسم، وهو مجهول أيضًا كما في ترجمته. وفيه أيضًا الحجّاج مدلس، وقد عنعنه. وقال الهيثمي في البغية (2/ 686): "هذا مرسل ضعيف". وقال البوصيري في الإتحاف (4/ 94/ ب): "هذا حديث مرسل ضعيف لضعف الحجّاج". =
= وقد ورد خلاف هذا عن ابن عباس عند أحمد وغيره، وصحّح إسنادَ أحمد بن حنبل أحمد شاكر في تعليقه على المسند. ولا يخفى ما في تصحيحه من بعد؛ لأن الحديث فيه الحجّاج، وهو مدلّس وقد عنعنه، فكيف يكون صحيحًا. وقد حسنه الألباني بمجموع طرقه كما في إرواء الغليل (6/ 157).
51 - باب الجزية والهدنة
51 - بَابُ الْجِزْيَةِ وَالْهُدْنَةِ (91) حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ (¬1) بْنُ شَدَّادٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْكِتَابِ إِلَى هِرَقْلَ يَأْتِي -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- فِي الْمَغَازِي (¬2). 2059 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: يُقَاتَلُ أَهْلُ الْأَوْثَانِ عَلَى الصَّلَاةِ، وَيُقَاتَلُ أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَى الْجِزْيَةِ. [2] وَقَالَ وكيع: حدّثنا فضيل بن عيّاض (¬3) مثله. ¬
2059 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (12/ 239، 240: 12683) عن وكيع، به بلفظه. وفيه (أهل الأديان) بدل (أهل الأوثان). ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه البيهقي في الكبرى (9/ 186). =
= وأخرجه عبد الرزاق (5/ 221: 9433)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 191: 2483)، كلاهما عن فضيل، به بلفظه.
الحكم عليه: إسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
2060 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، نا قَتَادَةُ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْأَحْنَفِ قَالَ: إَِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اشْتَرَطَ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ ضِيَافَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَأَنْ لَا يُضَيِّعوا (¬1) الْقَنَاطِرَ، فَإِنْ قُتِلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي أَرْضِهِمْ، فَعَلَيْهِمْ دِيَته. ¬
2060 - تخريجه: أخرجه أحمد كما في أحكام أهل الذمّة (2/ 782)، وابن أبي شيبة (12/ 477: 15317)، كلاهما عن وكيع، وأبو عبيد في كتاب الأموال (160: 396) عن عبد الوهاب بن عطاء، وحميد بن زنجويه في كتاب الأموال (1/ 369: 594) عن أبي نعيم، والبيهقي في الكبرى (9/ 196) من طريق مسلم، خمستهم عن هشام، به بنحوه. وفي لفظ البيهقي: "وإن قتل بينهم قتيل، فعليهم ديته". وفيه قتادة، وهو مدلّس وقد عنعنه. وله عن عمر طريقان: 1 - رواه حارثة بن مضرب عن عمر: أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 477: 15318)، وأبو عبيد في الأموال (ص 159، 160: 394، 395)، وابن زنجويه في الأموال (1/ 370: 596، 598)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 152)، والبيهقي (9/ 196)، جميعهم من طرق عن أبي إسحاق عن حارثة عن عمر، به بشطره الأول، وفيه زيادة. 2 - ورواه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر: أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 476)، وابن زنجويه (1/ 369: 595)، والبيهقي (9/ 197، 198). ورجال إسناده ثقات، وعبد الرحمن بن أبي ليلي مختلف في سماعه من عمر. والراجح أنه لم يسمع منه، فقد وُلد لست بقين من خلافة عمر كما في التهذيب (6/ 260). =
= ولشطره الأوّل شاهد من حديث أبي الحويرث: رواه البيهقي (9/ 195) من طريق الشافعي عن إبراهيم بن محمَّد عن أبي الحويرث يرفعه، وفيه: "وأن يضيفوا من مرّ بهم من المسلمين ثلاثًا". لكن قال البيهقي (9/ 196): "منقطع".
الحكم عليه: حديث مسدّد إسناده ضعيف، لعنعنة قتادة، وهو مدلس مشهور بالتدليس، وصفه، به النسائي وغيره كما في تعريف أهل التقديس لابن حجر (ص 102). والأثر حسن بمجموع طرقه، فقد جاء من طريق حارثة بن مضرّب وعبد الرحمن بن أبي ليلى، كلاهما عن عمر، ولا يخلو كلٌ منهما من ضعف.
2061 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ [نَافِعٍ عَنْ أَسْلَمَ] (¬1) مَوْلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أُمَرَاءِ الْجِزْيَةِ: أَنْ لَا يَضَعُوا (¬2) الْجِزْيَةَ عَلَى (¬3) النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانَ، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْتِمُ أَهْلَ الْجِزْيَةِ فِي أعناقهم. ¬
2061 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في المصنّف (6/ 428: 32636 طبعة الحوت) بنحوه، وفي أوّله زيادة. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه البيهقي (9/ 198) بلفظه، وزاد في أوّله "أن لا يضعوا الجزية إلَّا على من جرت عليه المواسي". وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا ومن طريقه البيهقي (5/ 195) عن عبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله، به بنحوه مطولًا. وأخرجه ابن زنجويه في كتاب الأموال (1/ 157: 154) و (1/ 183: 210) مختصرًا ومطولًا عن محمَّد بن عبد الله، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 152) من طريق عبد الله بن وهب مطولًا، والبيهقي في الكبرى (9/ 195) من طريق عبد الله بن نمير عن أبيه، ثلاثتهم عن عبد الله، به بنحوه مطولًا. وأخرجه سفيان الثوري في جامعه كما في مسند الفاروق لابن كثير (2/ 493) عن عبيد الله، به بشطره الأخير. وأبوعبيد في كتاب الأموال (57: 136) عن ابن المنذر ومصعب بن المقدام، كلاهما عن الثوري، به. =
= قال ابن كثير في مسند الفاروق (2/ 493): "وهو منقطع جيّد". وأخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 73: 231)، ومن طريقه البيهقي (9/ 198) بشطره الأول، وابن زنجويه في كتاب الأموال (1/ 151: 143) و (1/ 184: 211) بشطريه مقطعًا بنحوه، كلاهما من طريق الحسن بن حرّ عن نافع عن أسلم، به. وابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 152) من طريق عمر بن محمَّد عن نافع، به بنحوه مطولًا. وأبو عبيد في الأموال (ص 41: 93) من طريق أيوب السختياني عن نافع، به بنحوه مطولًا. وليس فيه ذكر لختم أهل الجزية.
الحكم عليه: إسناد ابن أبي شيبة صحيح على شرط الشيخين موقوف على عمر، لكن العمل عليه جارٍ عند أهل العلم.
2062 - [1] حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ [عَنِ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ] (¬1) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى مَجُوسِ هَجَرَ يَعْرِضُ الإِسلام، فَمَنْ أَسْلَمَ قَبِلَ مِنْهُ، وَمَنْ أَبَى ضَرَبَ عَلَيْهِ الجِزْية عَلَى أَنْ لَا يُنْكَحَ لَهُمُ امْرَأَةٌ، وَلَا تُؤْكَلَ لَهُمْ ذَبِيحَةٌ (¬2). [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، نا سفيان نحوه. ¬
2062 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في المصنّف (4/ 180) و (12/ 242: 12691) و (12/ 246: 12706)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (9/ 192). وقال البيهقي: "هذا مرسل، وإجماع أكثر المسلمين عليه يؤكدّه. ولا يصح ما رُوي عن حذيفة في نكاح المجوسية". وأخرجه البيهقي أيضًا (9/ 284) من طريق يحيى بن يحيى عن وكيع، به بنحوه. وهو عند الحارث في مسنده كما في بغية الباحث للهيثمي (2/ 690: 675). ورواه عبد الرزاق في مصنّفه (6/ 69: 10028) و (10/ 326)، وأبو عبيد في كتاب الأموال (ص 39: 76) عن الأشجعي -هو عبيد الله بن عبيد الرحمن- وعبد الرحمن بن مهدي، وحميد بن زنجويه في كتاب الأموال (1/ 137: 124) عن أبي نعيم، أربعتهم عن سفيان الثوري، به بنحوه. =
= الحكم عليه: إسناد ابن أبي شيبة صحيح، ورجاله الشيخين، لكنه مرسل. قال البيهقي: "هذا مرسل، وإجماع أكثر المسلمين عليه يؤكّده، ولا يصحّ ما رُوي عن حذيفة في نكاح المجوسية". وإسناد الحارث ضعيف جدًا، وفيه عبد العزيز بن أبان، وهو متروك.
2063 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنِي أَبُو سَعْدٍ -هُوَ الْبَقَّالُ- عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: قَالَ فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيُّ (¬1): عَلَامَ تُؤْخَذُ الْجِزْيَةُ مِنَ الْمَجُوسِ وَلَيْسُوا أَهْلَ كِتَابٍ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ الْمُسْتَوْرِدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فأخذ بتلبيبته، فقال: يا عدّوا اللَّهِ (¬2) أَتَطْعن عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَذَهَبَ بِهِ إِلَى الْقَصْرِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: الْبَدَاء، قَالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ اجْلِسَا، فَجَلَسَا فِي ظِلِّ الْقَصْرِ، فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْمَجُوسِ، كَانَ لَهُمْ عِلْمٌ يَعْلَمُونَهُ وَكِتَابٌ يَدْرِسُونَهُ، وَإِنَّ مَلِكَهُمْ سَكِرَ يَوْمًا فَوَقَعَ عَلَى بِنْتِهِ أَوْ أُخْتِهِ، فَاطَّلَعَ عليه بعض أهل مملكته، فلمّا صحا، جاؤوا يُقِيمُونَ عَلَيْهِ الْحَدَّ، فَامْتَنَعَ مِنْهُمْ، وَدَعَا أَهْلَ مَمْلَكَتِهِ فَقَالَ: أَتَعْلَمُونَ دِينًا خَيْرًا مِنْ دِين آدَمَ، وَقَدْ كَانَ يُنْكِحُ بَنِيهِ بَنَاتِهِ، وَأَنَا عَلَى دِينِ آدَمَ، فَمَا يَرْغَبُ (¬3) بِكُمْ عَنْ دِينِهِ؟ فَبَايَعُوهُ وَقَاتَلُوا الَّذِينَ خَالَفُوهُمْ حَتَّى قُتِلُوا، فَأَصْبَحُوا وَقَدْ أُسْرِيَ عَلَى كِتَابِهِمْ، فَرُفِعَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ، وَذَهَبَ الْعِلْمُ الَّذِي فِي صُدُورِهِمْ، فَهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ، وَقَدْ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، مِنْهُمُ الْجِزْيَةَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا سُفْيَانُ عَنْ أبي سعد، فذكره مختصرًا. ¬
2603 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (1/ 257: 301) مختصرًا من غير ذكر القصّة. =
= وأخرجه الشافعي في مسنده (2/ 131: 432) عن ابن عيينة، عن أبي سعد، به بنحوه مطولًا، ومن طريقه ابن زنجويه في كتاب الأموال (1/ 149: 141)، والبيهقي أيضًا في سننه الكبرى (9/ 188). وأخرجه عبد الرزاق في المصنّف (6/ 70: 10029) و (10/ 327:19262) عن ابن عيينة، به بنحوه مطوّلًا، وليس عنده تحديد للقائل: "عَلَامَ تأخذ الجزية". وأبو يوسف في الخراج (ص 129) عن ابن عيينة، عن نصر بن عاصم، عن علي، به مختصرًا من غير ذكر لأبي سعد. وأخرجه أبو يوسف في الخراج (ص 130) قال: "حدّثنا فطر بن خليفة أنّ فروة بن نوفل الأشجعي قال: فذكره بنحوه، ثم قال: فقام إليه المستورد بن الأحنف، فذكره بنحوه.
الحكم عليه: إسناد ابن أبي عمر وأبي يعلى مداره على أبي سعد البقّال، وهو ضعيف مدلّس وأمّا متابعة ابن عيينة التي عند أبي يوسف في الخراج، فقد نقل البيهقي في سننه الكبرى (9/ 188) عن ابن خزيمة أنه وهن ابن عيينة في قوله: (نصر بن عاصم)، وقال: إنما هو عيسى بن عاصم. وحكى نحو هذا الزيلعي في نصب الراية (3/ 450). وعيسى بن عاصم ثقة أيضًا كما في التقريب (ص 439)، لكن لم يُذكَر في شيوخ ابن عيينة كما في تهذيب الكمال (11/ 177) و (22/ 620). والأثر حسن بمجموع طرقه كما نصّ الحافظ على ذلك في فتح الباري (6/ 261).
52 - باب قسم الفيء والغنيمة
52 - بَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ 2064 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، نا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قَالَ (¬1) عَبْدُ اللَّهِ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ قَسَمَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا الْفَيْءَ عَلَى لِسَانِ محمَّد -صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبل أن يفتح فارس والروم. ¬
2064 - تخريجه: أخرجه أبو عبيد في الأموال (ص 22: 42)، عن حجاج، وحميد بن زنجويه في كتاب الأموال (1/ 111: 88)، والطبراني في الكبير (9/ 217: 8951)، كلاهما من طريق أبي نعيم. كلاهما -أعني الحجّاج وأبا نعيم- عن المسعودي به بلفظه. قال الهيثمي في المجمع (5/ 340): "رواه الطبراني بإسناد منقطع". قلت: الانقطاع بين القاسم وبين جده عبد الله بن مسعود.
الحكم عليه: إسناد حديث الباب رجاله ثقات، والمسعودي صدوق اختلط قبل موته، لكن أبا نعيم -وهو أحد الرواة عنه كما في التخريج- ممن سمع منه قبل الاختلاط، لكنه منقطع. والانقطاع بين القاسم وبين جدّه ابن مسعود، فإنه لم يسمع منه ولم يلقه أصلًا كما في جامع التحصيل (ص 252).
2065 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، نا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْقَيْنَ (¬1) أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ وَهُوَ مُتَجَاوِزٌ (¬2) وَادِيَ الْقُرَى، فَقَالَ: يَا محمَّد إلى ما تَدْعُونَا (¬3)؟ قَالَ: إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ، قَالَ: فَهَذَا الْمَالُ هَلْ أَحَدٌ أَحَقُّ بِهِ مِنْ أَحَدٍ؟ قَالَ: خُمُسٌ لِلَّهِ تَعَالَى، وَأَرْبَعَةُ أَخْمِسَةٍ (¬4) لِهَؤُلَاءِ، وَإِنِ انْتَزَعْتَ مِنْ [جَيْبِكَ] (¬5) سَهْمًا فَلَسْتَ (¬6) أَحَقَّ بِهِ مِنْ أَخِيكَ قَالَ: فَمَا هَؤُلَاءِ؟ يَعْنِي الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمْ قَالَ: الْيَهُودُ، قَالَ: وَمَا هَؤُلَاءِ؟ يَعْنِي الضَّالِّينَ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: النَّصَارَى. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ (¬7)، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلْقَيْنَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو بِوَادِي الْقُرَى، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أُمِرْتَ بِهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أُمِرْتُ أَنْ تَعْبُدُوا (¬8) اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تُقِيمُوا الصَّلَاةَ (¬9) وَتُؤْتُوا الزَّكَاةَ (¬10) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ يَعْنِي الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمْ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الْيَهُودُ، قُلْتُ: وَمَنْ هَؤُلَاءِ؟ -يَعْنِي الضَّالِّينَ-، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: النَّصَارَى، قُلْتُ: فَلِمَنِ الْمَغْنَمُ يا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَهُ. ¬
2065 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (13/ 131 - 132: 7179) بلفظه. وأورده الهيثمي في المقصد العلي (5 أ). ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (6/ 401). ومسند أحمد بن منيع مفقود. وتابع أحمد عليه سعيد بن منصور في سننه (2/ 254: 2680)، فرواه عن هشيم به بنحوه. وابن زنجويه في كتاب الأموال (2/ 679: 1136)، والبيهقي في الكبرى (6/ 324 - 336) و (9/ 62)، من طريق حمّاد بن زيد، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 301)، عن ابن المبارك، كلاهما عن خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ به بنحوه. والطبري في تفسيره (1/ 187: 199)، من طريق خالد الواسطي عن خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ إن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- ... فذكره نحوه. وهذا مرسل لقول عبد الله بن شقيق -وهو تابعي كبير- (أن رجلًا)، لكنه يتقوى بالموصول إذ توبع خالد الحذاء عليه بغيره: 1 - تابعه بديل بن ميسرة: أخرجه أحمد (5/ 77)، والطبري في تفسيره مختصرًا (1/ 187: 198)، من طريق عبد الرزاق عن معمر، وابن زنجويه في الأموال (2/ 679: 1136)، والبيهقي في الكبرى (6/ 324 - 336) و (9/ 62)، من طريق حماد بن زيد، والبلاذري في أنساب الأشراف (ص 352: 738)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (301/ 3)، من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم -أعني معمر =
= وحماد بن زيد وحماد بن سلمة- عن بديل ابن ميسرة عن عبد الله بن شقيق، به بنحوه. وعند أحمد زيادة في آخره من تحديد لقبيلة الصحابي المبهم وهي (بلقين). 2 - الزبير بن الخرّيت: أخرجه ابن زنجويه (2/ 679: 1136)، والبيهقي (6/ 324) و (9/ 62)، من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عن عبد الله بن شقيق به بنحوه. 3 - الجريري: أخرجه أبو عبيد في الأموال (ص 384: 765)، عن إسماعيل بن علية، والطبري في تفسيره (1/ 186: 196) و (1/ 193: 210)، من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن الجريري -سعيد بن إياس- عن عبد الله بن شقيق به بنحوه، ولفظ الطبري مختصر. 4 - وله طريق آخر عن عبد الله بن شقيق، لكنه مرسل أيضًا للسبب المذكور آنفًا وهو أن عبد الله بن شقيق تابعي ولم يصرّح بسماعه من الصحابي، وإنما قال: "أن رجلًا". أخرجه الطبري في تفسيره (1/ 187 - 193: 197 - 211)، عن يعقوب بن إبراهيم، عن ابن عليّة، عن سعيد الجريري، عن عروة بن عبد الله بن قيس، عن عبد الله بن شقيق به مختصرًا. وقد تقدم في الطريق الثالث عند أبي عبيد أن ابن علية رواه عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ من غير ذكر لعروة هذا، وتابعه على عدم ذكره بشر بن المفضل عند الطبري (1/ 186: 196). ويعقوب بن إبراهيم الدورقي في ثقة متقن، فلا أدري هل هذه الزيادة وهم منه أم غير ذلك. =
= الحكم عليه: حديث الباب إسناده صحيح ورجاله ثقات، وتبين أيضًا من طريق أبي يعلى أن الرجل المبهم صحابي -وهذا غير واضح في طريق أحمد بن منيع-، وجهالة الصحابي لا تضرّ إذ هم عدول بتعديل الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- لهم.
53 - باب سهم ذوي القربى
53 - بَابُ سَهْمِ ذَوِي الْقُرْبَى 2066 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا سُفْيَانُ، الثَّوْرِيُّ عَنْ محمَّد بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ -وَاسْمُهُ بَاذَانُ- عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ قَالَتْ (¬1): إِنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَتَتْ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِتَسْأَلَهُ (¬2) سَهْمَ ذَوِي الْقُرْبَى (¬3) فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: سَهْمُ [ذَوِي] (¬4) الْقُرْبَى لَهُمْ فِي حَيَاتِي وَلَيْسَ (¬5) لَهُمْ بَعْدَ مَوْتِي. قُلْتُ (¬6): هَذَا اللَّفْظُ لَمْ يُخْرِجُوهْ، وابن (¬7) السائب هو الكلبي متروك. ¬
2066 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق بن راهويه. وأورده الحافظ ابن حجر أيضًا في المطالب العالية، كتاب التفسير، سورة الأنفال من مسند إسحاق (3/ 336: 3632). وسيأتي برقم (). =
= وعزاه في كنز العمال (5/ 629) لِإسحاق، وقال: "فيه الكلبي متروك". ولم أقف عليه من غير هذا الطريق. وذكر المصنّف أن هذا اللفظ لم يخرّجوه، وقد روى أبو داود في سننه، كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى (3/ 385: 2984)، من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: "اجتمعت أنا والعباس وفاطمة وزيد بن حارثة عند النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقُلْتُ: يَا رسول الله إن رأيت أن توليني حقنا من هذا الخمس في كتاب الله فأقسمه حياتك كي لا ينازعني أحد بعدك فافعل، قال: ففعل ذلك ... " الحديث. وفيه أبا بكر كان يقسم فيهم وكذلك عمر. وانظر الباب السابق أبي داود والترمذي والنسائي من قسم الفيء، ففيه مجموعة من الأحاديث تدل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فرض لهم، وقسم لهم بذلك أبو بكر وعمر. واختلف العلماء في ذلك. فقال الشافعي: "حقهم ثابت، وكذلك مالك". وقال أصحاب الرأي: "لا حق لذي القربى، وقسموا الخمس في ثلاثة أصناف". والراجح الأوّل، كما بينه ابن حجر في الفتح. وانظر: (الخطابي في تعليقه على السنن 3/ 385، والفتح 6/ 249).
الحكم عليه: إسناد إسحاق ضعيف جدًا، فيه علّتان: 1 - محمَّد بن السائب الكلبي: متروك. 2 - أبو صالح مولى أم هانئ: ضعيف يرسل. وقال البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 93/ ب): "هذا إسناد ضعيف، لضعف محمَّد بن السائب الكلبي".
54 - باب جريان السهام فيما بيع بذهب أو فضة
54 - بَابُ جَرَيَانِ السِّهَامِ فِيمَا بِيِعَ بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ 2067 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ (¬1)، نا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ (¬2)، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: إِنَّ أُنَاسًا يُرِيدُونَ أَنْ يَسْتَنْزِلُونِي (¬3)، عَنْ دِينِي وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَرْجُو أَنْ لَا أَزَالَ عَلَيْهِ حَتَّى أَمُوتَ، مَا مِنْ شَيْءٍ بِيعَ بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ [فَفِيهِ] (¬4) خُمُسُ اللَّهِ وسِهَامُ المسلمين. ¬
2067 - تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 439: 15179)، عن وكيع، وعبد الرزاق في مصنفه (5/ 179 - 180: 9299)، عن الثوري، والبيهقي في الكبرى (9/ 60)، من طريق معاذ بن معاذ، ثلاثتهم عن ابن عون به بنحوه.
الحكم عليه: إسناد صحيح، ورجاله رجال الصحيحين عدا خالد بن دريك، وهو ثقة. وفضالة بن عبيد أخرج له مسلم فقط. وقال البوصيري في الاتحاف (4/ 93/ ب): "هذا إسناد رواته رواة الصحيحين".
55 - باب البيان بأن النفل كان مشاعا لمن أخذه قبل أن ينزل القسمة
55 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّفَلَ كَانَ مَشَاعًا لِمَنْ أَخَذَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْقِسْمَةُ 2068 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نا [يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ] (¬1) عَنِ الْمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ سَعْدِ (¬2) بْنِ أَبِي وقاص رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ بَعَثَنَا وَأَمَرَنَا أَنْ نُغِيرَ عَلَى حَيٍّ مِنْ كِنَانَةَ، وَكَانَ الْفَيْءُ إِذْ ذَاكَ مَنْ أَخَذَ شيئًا، فهو له (¬3). ¬
2068 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق بن راهويه، وقد تقدم معنا من مسند إسحاق أيضًا برقم (2028) عند باب المعاهدة مع أهل الشرك مختصرًا دون لفظ حديث الباب. وأخرجه الحافظ أبو عبد الله الدروقي في (مسند سعد بن أبي وقاص) (ص 216: 131)، عن خلف بن الوليد، والبيهقي في دلائل النبوة (3/ 14)، من طريق سهل بن عثمان العسكري، كلاهما عن يحيى بن أبي زائدة به بنحوه بأطول منه. =
= وأحمد وابنه عبد الله في المسند (1/ 78) من طريقين عن يحيى بن سعيد، وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 351 - 352: 18498)، وفي المسند (67/ ب)، والبزار في مسنده كما في كشف الأستار (2/ 308: 1757) باختصار شديد من غير ذكر للفظ حديث الباب من طريق أحمد بن بشير، ثلاثتهم عن مجالد بن سعيد به بنحوه بأطول منه. وأخرجه البيهقي في دلائل النبوّة (3/ 15)، من طريق الفرج بن عبيد الأزدي، عن حماد بن أسامة، عن مجالد به بزيادة واسطة بين زياد بن علاقة وبين سعد وهو (قطبة بن مالك).
الحكم عليه: إسناد إسحاق ضعيف، لضعف مجالد بن سعيد، ومدار الحديث عليه.
56 - باب قسم الفيء لمن هاجر ولمن وقع ذلك ببلده
56 - بَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ لِمَنْ هَاجَرَ وَلِمَنْ وَقَعَ ذَلِكَ بِبَلَدِهِ 2069 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْجَابِيَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ هَذَا الْفَيْءَ أَفَاءَهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، الرَّفِيعُ فِيهِ وَالْوَضِيعُ بِمَنْزِلَةٍ، لَيْسَ بِأَحَدٍ (¬1) أَحَقَّ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلَّا مَا كَانَ مِنْ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ لَخْمٍ وَجِذَامٍ، فَإِنِّي [غَيْرُ] (¬2) قَاسِمٍ لَهُمْ شَيْئًا، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ لَخْمٍ فَقَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَنْشُدُكَ اللَّهَ فِي الْعَدْلِ، فَقَالَ: إِنَّمَا يُرِيدُ ابْنُ الْخَطَّابِ الْعَدْلَ وَالسَّوِيَّةَ (¬3)، وَاللَّهِ إِنِّي لأعلم لو كنت الْهِجْرَةُ بِصَنْعَاءَ مَا خَرَجَ إِلَيْهَا مِنْ لَخْمِ وَجِذَامٍ إلَّا الْقَلِيلُ، فَلَا أَجْعَلُ مَنْ تَكَلَّفَ السفر وابتاع الظهر قَوْمٍ (¬4) إِنَّمَا قَاتَلُوا فِي دِيَارِهِمْ، فَقَامَ أَبُو حُدَيْرِجٍ (¬5) فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنْ كَانَ اللَّهُ تَعَالَى سَاقَ إِلَيْنَا الْهِجْرَةَ فِي دِيَارِنَا فنصرناها وصدقناها، فذاك الذي يذهب ¬
حَقَّنَا فِي الْإِسْلَامِ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ لَأَقْسِمَنَّ ثَلَاثَ مرَّات، ثُمَّ قَسَمَ بَيْنَ النَّاسِ، فَأَصَابَ كُلُّ رَجُلٍ نِصْفَ دِينَارٍ، وَإِذَا كَانَتْ مَعَهُ امْرَأَتُهُ، أَعْطَاهُ دِينَارًا، وَإِذَا كان جده، أعطاه نصف دينار.
2069 - تخريجه: أخرجه أبو عبيد في الأموال (ص 277: 650)، عن يحيى بن سعيد -هو القطان- به بنحوه مطولًا. وابن زنجويه في كتاب الأموال (2/ 539 - 574: 881 - 948) عن بكر بن بكار، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 113)، من طريق محمد بن عمر هو الواقدي، كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر به بنحوه مطولًا ومختصرًا. والبيهقي في الكبرى (6/ 346)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 268)، كلاهما من طريق ابن لهيعة أن يزيد بن أبي حبيب حدثه أن أبا الخير حدّثه أن عبد العزيز بن مروان قال لكريب بن أبرهة: أحَضَرْتَ خطبة عمر بالجابية؟ قال: لا، قال: فمن يحدثنا عنها؟ قال: سفيان يعني الخولاني ثم أرسل إليه فحدّثه بالخطبة بنحو حديث الباب. وهذا الذي رجع إليه عمر رضي الله عنه من التسوية بين الناس في قسم الفيء هو الذي استقر عليه رضي الله عنه، فقد جاء في كتاب الأموال لحميد بن زنجويه (2/ 576: 949)، عن ابن أبي أويس، وابن سعد في الطبقات (3/ 302)، عن معن بن عيسى، كلاهما عَنْ مَالِكِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبيه أن عمر كان يقول: "لئن بقيت إلى الحول لألحقن أسفل الناس بمن علاهم. ورواه ابن أبي شيبة في المصنّف (12/ 309: 1292) عن وكيع عن هشام، عن زيد بن أسلم، به بنحوه. =
= والتسوية في القسم هو ما كان عليه أبو بكر رضي الله عنه كما في الأموال لابن زنجويه (2/ 574)، وأبو عبيد في الأموال (ص 276).
الحكم عليه: إسناد مسدّد حسن لأجل عبد الحميد بن جعفر وهو صدوق. وذكره البوصيري في الإِتحاف (4/ 92/ ب)، وقال: "هذا إسناد رواته ثقات".
57 - باب رد الغنيمة قبل القسمة
57 - بَابُ رَدِّ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ 2070 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [الْجَرَّاحُ] (¬1) بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَتْنِي قُتَيْلَةُ بِنْتُ جَمِيعٍ، ثَنِي يَزِيدُ بْنُ حُنَيْفٍ (¬2) عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ أَحْمَرَ الْمَازِنِيَّ أَحَدُ بَنِي رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنٍ قَالَ: كُنْتُ فِي إِبِلٍ لِي أَرْعَاهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَغَارَتْ عَلَيْهَا خَيْلُ (¬3) رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ خَيْلُ (¬4) أَصْحَابِهِ، فَجَمَعْتُ إِبْلِي وَرَكِبْتُ الْفَحْلَ فَتَفَاجَّ يَبُوبُ، فَنَزَلْتُ عَنْهُ وَرَكِبْتُ نَاقَةً مِنْهَا، فَنَجَوْتُ عَلَيْهَا وَسَاقُوا (¬5) الإِبل، فأتيتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَدَّهَا عَلَيَّ ولم يكن قسمها بعد. ¬
2070 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولعلّه في الكبير. =
= وأخرجه الطبراني في الإصابة (7/ 66)، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 104/ ب)، عن عبدان بن أحمد، وابن سعد في الطبقات (7/ 73)، كلاهما عن الجراح بن مخلد به بلفظه، وفيه زيادة. لكن قال ابن سعد: "أخبرت عن الجرّاح بن مخلد، فبينهما واسطة".
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف، فيه ثلاث رواة لم أقف على ترجمتهم، وهم قتيلة ويزيد بن حنيف وأبوه.
2071 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ نا ثَوْرُ (¬1) بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ الحارث بْنِ قيس، عَنِ الْأَزْهَرِ بْنِ يَزِيدَ الرَّهَاوِيِّ قَالَ: أَبَقَتْ أَمَةٌ فَلَحِقَتْ بِالْعَدُوِّ، فَاغْتَنَمَها الْمُسْلِمُونَ، فَعَرَفَهَا الْمُرَادِيُّونَ، فَأَتَوْا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالُوا: أَمَتُنَا أَبِقَتْ مِنَّا، فَقَالَ: مَا عِنْدِي فِي هَذَا عِلْمٌ، وَلَكِنِّي كَاتِبٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَانْتَظِرُوا كِتَابَهُ، فَسَكَتَ (¬2) الْمُرَادِيُّونَ حِينًا، فَقَالَ: قَدْ جَاءَنِي كِتَابُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أَمَتِكُمْ إِنْ خُمِّسَتْ وَقُسِّمَتْ فَسَبِيلُ ذَلِكَ، وإلاَّ، فَارْدُدْهَا عَلَى أَهْلِهَا، فَقَالُوا: آللَّهِ لِعُمَرُ كَتَبَ بِذَلِكَ، فقال: الله، وما يحل لي أدن أكذب. ¬
2071 - تخريجه: أورده البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 92/ ب)، من مسند مسدّد، وسكت عنه. ولم أجده عند غير مسدّد.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، فيه الحارث بن قيس، قال أبو حاتم: "لا أعرفه". وأزهر بن يزيد المُرادي مجهول الحال.
58 - باب السلب للقاتل
58 - بَابُ السَّلَبِ لِلْقَاتِلِ 2072 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُمَرَ، نا محمَّد (¬1) بْنُ يُوسُفَ، نا ابْنُ أَبِي [سَبْرَةَ] (¬2) عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ محمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَا يُخَمِّسَانِ السَّلَبَ. هذا مرسل ضعيف (¬3). ¬
2072 - تخريجه: الحديث عند الحارث في مسنده كما في بغية الباحث للهيثمي (2/ 686: 669). وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 89/ ب) من مسند الحارث، وقال: "هذا إسناد ضعيف، لضعف محمَّد بن عمر الواقدي". =
= الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، لأجل محمَّد بن عمر الواقدي وهو متروك، وهو مرسل أيضًا , لأن محمَّد بن إبراهيم التيمي لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- , وروايته عن جماعة من الصحابة مرسلة. وفي إسناده أيضًا: ابن أبي سبرة رُمي بالوضع. فقول المصنف مرسل ضعيف، ليس بدقيق، إذ في إسناده متروك ومتهم بالوضع، فالأولى أن يقول: ساقط أو ضعيف جدًا أو نحو ذلك.
59 - باب النفل
59 - بَابُ النَّفل 2073 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، ثنا (¬1) حَجَّاجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [الْنَّصْرِيُّ] (¬2) قَالَ: النَّفَلُ حَقٌّ، نَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. [2] (قَالَ الْبَغَوِيُّ فِي مُعْجَمِهِ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ. [3] وَقَالَ أبونعيم فِي الْمَعْرِفَةِ (¬3): ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، نا مَكْحُولٌ، ثنا الْحَجَّاجُ بِهِ. [4] وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ فِي مُسْنَدِهِ: نا أَبُو بَكْرٍ بِهِ. [5] وَقَالَ الْبَاوَرْدِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ (¬4): حَدَّثَنَا [مُطَيَّن] (¬5) نا أبو بكر به. * والحديث معلول (¬6). ¬
[6] قَالَ ابْنُ عَائِذٍ فِي الْمَغَازِي (¬7): نا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ وَحَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ أَنَّهُمْ سَمِعُوا مَكْحُولًا يُحَدِّثُ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ قاتلتْ طائفةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وثبتتْ طائفةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي قَاتَلَتْ بِالْأَسْلَابِ وَأَشْيَاءَ أَصَابُوهَا، فقُسمت الْغَنِيمَةُ بَيْنَهُمْ ... فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، قَالَ مَكْحُولٌ: حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ الْحَجَّاجُ بْنُ سُهَيْلٍ الْبَصْرِيُّ، فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ إِسْنَادِهِ إِلَّا هَيْبَتُهُ. * قَالَ شَيْخُنَا (¬8): فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ لِلصَّحَابِيِّ، وَعَلَى أَنَّ اسْمَ أَبِيهِ سهيل، لا عبد الله) (¬9). ¬
2073 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في مصنّفه (14/ 458: 18718) بلفظه تمامًا. وهو في المسند له كما في تاريخ دمشق (4/ 199). ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 221: 3198)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 159/ أ)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 199)، وابن الأثير في أسد الغابة (1/ 456). وأخرجه من طريقه أيضًا البغوي في معجمه، والباوردي في الصحابة، والحسن بن سفيان في مسنده كما في الأصل والاصابة (2/ 213). وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 159/ أ)، ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 456) من طريق يحيى بن يعلى، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 262: 2703) =
= عن إسماعيل بن عيّاش، كلاهما عن عبد الرحمن بن يزيد، به بلفظه. وهذا الحديث معلول كما نصّ المصنّف. فقد أخرجه أبو أحمد محمَّد بن عائذ في مغازيه، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (4/ 199 - 200) عن الوليد بن مسلم قال: حدثني سعد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بن تميم وحفص بن غيلان عن مكحول، عن الحجّاج بن سهيل البصري بنحو لفظ حديث الباب. وله شاهد من حديث حبيب بن مسلمة: أخرجه أبو داود في الجهاد (3/ 181: 2748)، وابن ماجه فيه (2/ 951: 2851)، وأحمد (4/ 159)، والطبراني في الكبير (4/ 21: 3520)، والحميدي في مسنده (2/ 384: 871)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 131: 848)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 178/ ب) والحاكم في المستدرك (2/ 133)، والبيهقي (6/ 313) من طرق عن مكحول، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ينفل الثلث بعد الخمس، واللفظ لأبي داود. قال الحاكم: صحيح، ووافقه الذهبي.
الحكم عليه: حديث الباب إسناد رجاله ثقات، غير أنه معلول كما نصّ المصنّف في الأصل، حيث رواه ابن عائذ في مغازيه، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 199 - 200) من طريق الوليد قال: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن يزيد وحفص بن غيلان، ثلاثتهم عن مكحول قال: حدّثني الحجّاج بن سهيل البصري، فدل هذا أنّ الحديث للحجّاج بن سهيل البصري -ولم أقف على ترجمته- وليس للحجّاج بن عبد الله النصري وهو الصحابي. والوليد أعرف بحديث بلده من أبي أسامة. ولمتنه شاهد بسند جيّد تقدم تخريجه والحكم عليه.
60 - باب التألف على الإسلام
60 - بَابُ التَّأْلِفِ عَلَى الإِسلام 2074 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ [شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ] (¬1) عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَسْلَمَ عَلَى أَنْ يُصَلِّيَ صَلَاتَيْنِ، فَقَبِلَ مِنْهُ (¬2). ¬
2074 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في مسنده (2/ 441 رقم 995) ولم أقف عليه عند غيره.
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات؛ لكن متنه غريب، وهو مخالف للأحاديث الصحيحة الملزمة بالصلوات الخمس، فالله أعلم.
61 - باب إيثار الإمام بعض الرعية برضا الباقين
61 - بَابُ إِيثَارِ الإِمام بَعْضَ الرَّعِيَّةِ بِرِضَا الْبَاقِينَ 2075 - [قَالَ] (¬1) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ (¬2)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ (¬3) بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: إنَّ دُرْجًا أَتَى بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَنَظَرِ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَلَمْ يَعْرِفُوا قِيمَتَهُ، فَقَالَ: أَتَأْذَنُونَ أَنْ أَبْعَثَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، (لِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِيَّاهَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَأَتَى بِهِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَفَتَحَتْهُ) (¬4)، فَقِيلَ هَذَا أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكِ (¬5) عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، (فَقَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَاذَا فُتِحَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) (¬6) بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، اللهم لا تبقِني لعطية [قابل] (¬7). ¬
2705 - تخريجه: لم أقف عليه في المطبوع، ولعله في المسند الكبير. ومن طريق أبي يعلى أخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (1/ 257: 147).
الحكم عليه: إسناده حسن؛ لأن زيد بن الحباب صدوق، إلا في روايته عن الثوري فهو ضعيف. وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 93/ ب)، وقال: "هذا إسناد صحيح". وابن كثير في مسند الفاروق (2/ 483)، وقال: "إسناده جيّد". وقول ابن كثير رحمه الله، أدقّ, لأن زيد بن الحباب صدوق إلَّا في روايته عن الثوري فيخطىء كما في التقريب لابن حجر (ص 222).
62 - باب كراهية استئثار الإمام بشيء من الغنيمة قبل القسمة
62 - بَابُ كَرَاهِيَةِ اسْتِئْثَارِ الإِمام بِشَيْءٍ مِنَ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ 2076 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: أَصَابَ الْمُهَاجِرُونَ قُبَّةً مِنْ أَدَمٍ بَعْدَ حُنَيْنٍ (¬1) أَوْ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ طِبْنَا بِهَا لَكَ نَفْسًا (¬2)، فَخُذْهَا تَسْتَظِلُّ بِهَا وَيَسْتَظِلُّ بَعْضُنَا (¬3) مَعَكَ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَتُحِبُّونَ أَنْ يَكُونَ نَبِيُّكُمْ في قبّة من نار؟ ". ¬
2076 - تخريجه: لم أقف عليه من هذا الطريق. لكن لمتنه شاهد من حديث أبي حازم قَالَ: أُتي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بنطع من الغنيمة، فقيل: يا رسول الله، هذا لك، تستظلّ به من الشمس، قال: "أتحبّون أن يستظلّ نبيكم بنطع من النار؟ ". أخرجه أبو داود في مراسيله، باب في الغلول (ص 230: 295) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (5/ 83: =
= 2735) من طريق الحسن بن صالح بن أبي الأسود، كلاهما عن منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن شِمْر، عن أبي حازم به. قال الطبراني: "لم يروه عن الأعمش إلَّا منصور، ولا عنه إلَّا ابن أخيه الحسن، تفرد به أحمد". قلت: هذا وهم منه رحمه الله، فقد رواه ابن مهدي عن منصور كما تقدم. وإسناد أبي داود حسن، ورجاله كلّهم ثقات. وله شاهد آخر من حديث ابن عبّاس يرفعه: "لا يغلّ مؤمن". أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 229: 11578)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (5/ 84: 2736) من طريق روح بن صلاح عن سعيد بن أبي أيوب، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عبّاس به. قال الهيثمي في المجمع (5/ 339): "وفيه روح بن صلاح، وثّقه ابن حبّان والحاكم، وضعّفه ابن عدي، وبقية رجاله ثقات".
الحكم عليه: حديث الباب إسناده لا بأس به، رجاله ثقات، ولم يتبين لي من هو حنش وعدم تمييزه لا يضرّ، لأنّه بالرجوع إلى تهذيب الكمال (7/ 428) والتقريب (ص 183) تبيّن لي أنّ جميع من يحمل هذا الاسم عدول، بعضهم ثقات، وبعضهم صدوق له أوهام، وآخر لا بأس به.
63 - باب الإحسان إلى يتامى المجاهدين
63 - باب الإحسان إلى يتامى المجاهدين 2077 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، ثنا عَيَّاشُ (¬1) بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ [الْحَسَنِ] (¬2) بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ [أُمِّ] (¬3) الْحَكَمِ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي أُمُّ الْحَكَمِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدِمَ مِنْ بَعْضِ غَزَوَاتِهِ وَقَدْ أَصَابَ رَقِيقًا، فَذَهَبَتْ هِيَ وَأُخْتُهَا حَتَّى دَخَلَتَا عَلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَذَهَبُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُحَدِّثَهُنَّ (¬4) ويَشْكِيْنَ إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: سَبَقَكُنَّ يَتَامَى أَهْلِ بَدْرٍ. قُلْتُ: أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ (¬5)، لَكِنْ قَالَ: عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ [أُمِّ الْحَكَمِ] (¬6) ضُبَاعَةَ بِنْتِ (¬7) الزُّبَيْرِ. ¬
2077 - تخريجه: لم أقف عليه في القسم الموجود من المسند، ولا في المصنّف. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 243: 3474)، ومن طريق ابن أبي عاصم ابن الأثير في أسد الغابة (7/ 320). وأخرجه الطبراني في الكبير (25/ 138: 333) من طريق علي بن المديني، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 374 /ب- 375/ أ) من طريق محمد بن حميد -هو الرازي- والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 233 - 299) من طريق محمَّد بن عبد الله بن نمير، والمزي في تهذيبه (23/ 195) من طريق حرملة بن يحيى، أربعتهم عن زيد بن الحباب به بلفظه. وقد أخرج الحديث أبو داود في الخراج، باب في بيان مواضع قسم الخمس (3/ 393: 2987) وفي الأدب، باب ما يقول إذا أصبح (5/ 210: 5066)، ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (7/ 319) عن أحمد بن صالح، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 299) من طريق محمَّد بن سلمة المرادي، كلاهما عن عبد الله بن وهب عن عياش بن عقبة عن الفضل بن الحسن الضمري أن أم الحكم أو ضباعة ابنتي الزبير بن عبد المطلب حدّثته عن إحداهما أنها قالت: أصاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... فذكرته. وتمامه: "سبقكن يتامى بدر، لكن سأدلكن على ما هو خير لكنّ من ذلك: تكبرن الله على إثر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين تكبيرة، وثلاثًا وثلاثين تسبيحة، وثلاثًا وثلاثين تحميدة، وَلَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كل شيء قدير". وعندهم أن أم الحكم روت ذلك عن ضباعة أختها أو العكس بإسقاط ابن أم الحكم. وصحّح الألباني في صحيحته (4/ 504: 1882) سند أبي داود. ولم يذكر الألباني الطرق التي سقناها آنفًا. =
= الحكم عليه: إسناد ابن أبي شيبة فيه ابن أم الحكم لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. واختلف على عياش بن عقبة فيه: (أ) فروى زيد بن الحباب الحديث عنه، وفيه عن الفضل بن الحسن، عن ابن أم الحكم، عن أم الحكم. (ب) ورواه ابن وهب عنه عن الفضل بن الحسن أن أم الحكم أو ضباعة بنت الزبير حدّثته عن إحداهما. ولا ريب أن رواية ابن وهب مقدّمة على رواية زيد بن الحباب خاصة وهو مصري، فتكون رواية زيد بن الحباب من المزيد في متصل الأسانيد.
64 - باب تعظيم شأن الغلول
64 - بَابُ تَعْظِيمِ شَأْنِ الْغُلُولِ 2078 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَحْصُبِيِّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إنْ لَمْ تَغُلَّ (¬1) أُمَّتِي، لَمْ يَقرَبْهُمْ (¬2) عَدُوٌّ أَبَدًا"، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ لِحَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ: هَلْ ثَبَتَ لَكُمُ الْعَدُوُّ حَلْبَةَ شَاةٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَثَلَاثِ [شِيَاهٍ] (¬3) [عُزُز] (¬4)، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: غَلَلْتُمْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. قَالَ إِسْحَاقُ: [العُزُز] (4) ضِيقُ الْإِحْلِيلِ. ¬
2078 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق. ومن طريقه أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (5/ 83: 2734). =
= وأخرجه أبو يعلى في مسنده الكبير كما في إتحاف الخيرة للبوصيري (4/ 91/ ب) عن الوليد بن شجاع، عن بقية به مختصرًا. ولم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع ولا في المقصد العليّ.
الحكم عليه: قال الهيثمي في المجمع (5/ 338): "رواه الطبراني في الأوسط , ورجاله ثقات، وقد صرّح بقية بالتحديث". وقال المنذري في الترغيب (2/ 307): "رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد ليس فيه ما يقال إلَّا تدليس بقية بن الوليد، فقد صرّح بقية بالتحديث". قلت: بقية ثقة في الشاميين ومحمد بن عبد الرحمن منهم، لكن قال ابن حبّان في الثقات (5/ 377): "محمَّد بن عبد الرحمن لا يحتجّ بحديثه ما كان من رواية إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد ويحيى بن سعيد العطّار وذويهم". وفيه علّة أخرى، وهي جهالة حال عبد الرحمن بن عِرْق والد محمَّد.
2079 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي (¬1) الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ شَيْءٌ مِنْ غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ خَيْطٌ وَلَا مَخِيطٌ [لآخذ] (¬2) ولا مُعطي (¬3) إِلَّا بِحَقٍّ. [2] حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، ثنا مُعْتَمِرُ (¬4) بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَذْكُرُ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا (¬5) يَحِلُّ لِي مِنْ هَذِهِ الْغَنَائِمِ؟ قَالَ: لَا يَحِلُّ منه خيط ولا مخيط لآخذ (¬6) ولا معطي. ¬
2079 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولا في المقصد العليّ ولا في المجمع , وكلاهما للهيثمي. مسند خليفة مفقود. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 91/ ب) من مسند أبي يعلى. وأخرجه ابن زنجويه في الأموال (2/ 722: 1235) عن أبي أيوب عن إسماعيل ابن عياش به بلفظه مع تقديم وتأخير. =
= الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، فيه: 1 - ليث بن أبي سليم: ضعيف ومدار الحديث عليه. 2 - أبو الخطاب مجهول. 3 - إسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين، لكنه توبع بمعتمربن سليمان في الطريق الثاني. وتبقى العلّتان الأولى والثانية قائمتين. وقال البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 91/ ب): "مدار هذا الإسناد وما قبله على ليث بن أبي سليم، وقد ضعّفه الجمهور". ولمتنه شاهد تقدم عند الحديث رقم (2076).
2080 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: [حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ] (¬1)، حَدَّثَنَا [يُونُسُ بْنُ محمَّد] (¬2)، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (¬3) الْأَشْعَرِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنِّي مُمسك بحُجزكم عَنِ النَّارِ، هَلُمَّ (¬4) عَنِ النَّارِ، وَتَغْلِبُونَنِي، تَقَاحَمُونَ فِيهَا تَقَاحُمَ الفَراش وَالْجَنَادِبِ، فَأُوشِكُ أَنْ أُرْسِلَ بِحُجَزِكُمْ وَأَنَاقِرَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، فَترِدون عَلَيَّ مَعًا وَأَشْتَاتًا، فَأَعْرِفُكُمْ بِسِيمَاكُمْ وَأَسْمَائِكُمْ كَمَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ الْغَرِيبَةَ مِنَ الْإِبِلِ فِي إِبِلِهِ، وَيُذْهَبُ بِكُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، وَأُنَاشِدُ فِيكُمْ رَبَّ الْعَالَمِينَ، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ! قَوْمِي، أَيْ ربِّ! أُمَّتِي، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمْ كَانُوا يَمْشُونَ بَعْدَكَ الْقَهْقَرَى عَلَى أَعْقَابِهِمْ، فَلَا (¬5) أَعْرِفَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدَكُمْ يَحْمِلُ شَاةً لَهُ ثُغَاءٌ فَيُنَادِي: يَا محمَّد يَا محمَّد، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُكَ، فَلَا أَعْرِفَنَّ أَحَدَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ فَرَسًا لَهَا حَمْحَمَةٌ فَيُنَادِي: يَا محمَّد يَا محمَّد، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ بَلَّغْتُكَ، وَلَا أَعْرِفَنَّ [أَحَدَكُمْ] (¬6) يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ سِقَاءً مِنْ أَدَم فَيُنَادِي: يَا محمَّد يَا محمَّد، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ بلّغتك. ¬
2080 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده الكبير كما في المجمع (3/ 85). وذكره الهيثمي في المقصدي العلي (41/ ب) بلفظه. وأخرجه يعقوب بن شيبة في مسند عمر (ص 85) عن زهير بن حرب به. وأحال بمتنه على حديث أبي غسّان -هو مالك بن إسماعيل- الذي قبله، وسيأتي إن شاء الله. ورواه ابن أبي شيبة، ومن طريقه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 346: 744)، والبزّار في البحر الزخّار (1/ 314 - 315: 204) عن الفضل بن سهل، ويعقوب بن شيبة في مسند عمر (ص 84)، ثلاثتهم عن مالك بن إسماعيل -هو النهدي- عن يعقوب بن عبد الله به بلفظه مع اختلاف يسير. قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وحفص بن حميد لا نعلم روى عنه إلَّا يعقوب القمّي". قلت: قد روى عنه أشعث بن إسحاق أيضًا كما في الجرح والتعديل (3/ 171). قال يعقوب بن شيبة في مسنده (ص 83 - 84): "هو حديث حسن الإسناد غير أنّ في إسناده رجلًا مجهولًا، رواه يعقوب القمّي عن حَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، عن عمر رضي الله عنه، وحفص بن حميد هذا لا نعلم أحدًا روى عنه إلَّا يعقوب القمّي، ولا نحفظ هذا الحديث عن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وقد رواه أهل المدينة عن أبي هريرة أو بعضه، قد أخرجنا ما حضرنا بأسانيد حسان متفرقة عن أبي هريرة وابن عباس وأم سلمة وأسماء بنت أَبِي بَكْرٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وقد روى عبد الله بن أنيس، عن عمر رضي الله عنه، من آخر هذا الحديث شيئًا فأتي به في موضعه -إن شاء الله-". =
= وقال ابن كثير في مسند الفاروق (2/ 600): "وقد روى هذا الحديث علي بن المديني عن يونس بن محمَّد المؤدب، عن يعقوب القمّي واختصره، ثم قال: ولم نجده عن عمر إلَّا من هذا الطريق، وهو حسن الإسناد، إلَّا أن حفص بن حميد مجهول لا أعلم أحدًا روى عنه إلَّا يعقوب، وإنما روى هذا أهل الحجاز عن أبي هريرة". وكلام ابن المديني هذا موجود في علله (ص 94 تحقيق الأعظميّ). ثم قال ابن كثير: "وقد روى عن حفص بن حميد هذا أشعث بن إسحاق أيضًا، وقال فيه ابن معين: صالح، ووثّقه ابن حبّان". وللحديث طرق أخرى ذكرها يعقوب بن شيبة: فقد أخرجه في مسند عمر (ص 84) عن أبي غسّان مالك بن إسماعيل عن يعقوب بن عبد الله القمّي به بنحوه مطوّلًا. وتقدم معنا هذا الطريق آنفًا. ثم أورده عن أبي هريرة من طرق عند أهل الحجاز وهو المحفوظ، ثم ساقه من طريق ابن عباس من وجه آخر، ومن طريق أم سلمة وأسماء بنت أبي بكر. والحديث في الصحيحين وغيرهما من مسند أبي هريرة مختصرًا وهو المحفوظ، ورُوي عن غيره أيضًا. أخرجه البخاري في كتاب الزكاة، باب إثم مانع الزكاة (3/ 267: 1402)، ومسلم مطولًا فيه (2/ 680: 987).
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى حسن لأجل يعقوب القُمّي: صدوق، وحفص بن حميد: لا بأس به. ونصّ يعقوب بن شيبة في مسند عمر (83 - 84) على أنه حديث حسن الإسناد، غير أنه ليس بمحفوظ بهذا الوجه، إنما هو من حديث أبي هريرة. =
= وقال ابن المديني في علله (ص 94): "ولم نجده عن عمر إلَّا من هذا الطريق، وهو حسن الإسناد، إلَّا أن حفص بن حميد مجهول لا أعلم أحدًا روى عنه إلَّا يعقوب، وإنما روى هذا أهل الحجاز عن أبي هريرة". وتبين لي من خلال ترجمة حفص أنه حسن الحديث وليس بمجهول. وقال البوصيري في الإتحاف (4/ 90/ ب -91/ أ): "هذا إسناد فيه مقال".
65 - باب النهي عن بيع السهام قبل أن [تقسم]
65 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ السِّهَامِ قَبْلَ أَنْ [تُقْسَمَ] (¬1) 2081 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، ثنا الْقَاسِمُ وَمَكْحُولٌ (¬2) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ (¬3) أَنْ تُباع السِّهَامُ حتى تقسم. ¬
2081 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند ابن أبي شيبة، ولا في المصنّف له. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 101)، وعزاه للطبراني فقط. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 130: 7594) و (8/ 187: 7774) بلفظه دون قوله "يوم خيبر". وأخرجه الدارمي في مسنده (2/ 145: 2479) عن أحمد بن حميد، عن أبي أسامة به بلفظه دون قوله "يوم خيبر". وسعيد بن منصور في سننه مرسلًا مختصرًا ومطوّلًا بنحوه (2/ 277 - 292: 2759 - 2815) عن سفيان، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عَنْ مَكْحُولٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- نهى عن بيع المغنم حتى يقسم.
= الحكم عليه: حديث الباب رجال إسناده رجال الصحيح، وإن كان مكحول الشامي لم ير أبا أمامة كما نصّ أبو حاتم (جامع التحصيل ص 285)، فإنه توبع هنا بالقاسم بن مخيمرة، وهو شاميّ ثقة، توفي سنة (100هـ)، أي: بعد أبي أمامة بـ14 سنة، ولم يوصف بتدليس ولا إرسال، ولذا فإنّ احتمال سماعه منه كبير جدًا، ولا ينتقض إلَّا بدليل، خاصة وأن كلاهما سكن الشام. وقال الهيثمي في المجمع (4/ 104): "رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح".
66 - باب فدي الأسارى
66 - بَابُ فِدْيِ الْأُسَارَى 2082 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمِ (¬1) بْنِ كُلَيْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْنَا عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ فِي فُسْطَاطِهِ فَنَادَيْتُ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ الْجَرْمِيُّ، وَإِنَّ ابْنَ أُخْتٍ لَنَا (¬2) عَانَ فِي سَبْي (¬3) فُلَانٍ، وَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيْهِمْ قَضِيَّةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬4)، وَكُنَّا (¬5) نَتَحَدَّثُ أَنَّ الْقَضِيَّةَ (¬6) أَرْبَعٌ. قال ابن إدريس: هُمْ عُنَاةٌ (¬7)، أَيْ: أُسَرَى كَانُوا أُسِروا (¬8) فِي الجاهلية (¬9). * هذا حديث حسن. ¬
2083 - أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عَنْهُ، قَضَى فِيمَا تَسَابَّتْ فِيهِ الْعَرَبُ مِنَ الفداء أربعمائة (¬1) ¬
2083 - تخريجه: الحديث لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 89/ ب) من مسند إسحاق وسكت عنه.
الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات، غير أنه منقطع , لأن عمر بن عبد العزيز لم يسمع من ابن الخطاب رضي الله عنه.
2084 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا أَبُو حُصَيْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَيْسَ عَلَى عَرَبِيٍّ مِلْكٌ، وَلَسْنَا بِنَازِعِينَ مِنْ يَدِ رَجُلٍ سَبْيًا أَسْلَمَ عَلَيْهِ، ولكنّا نقوّمه (¬1) خمسًا من الإبل. ¬
2084 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق. وأخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال (ص 147: 358)، ويحيى بن آدم في كتاب الخراج (ص 27: 55)، كلاهما عن أبي بكر بن عياش به بلفظه. وزاد (الملّة) بعد قوله (نُقوّمه). وفي آخر لفظ يحيى بن آدم في الخراج كما في المطبوع هكذا (نقوّمهم أنملة خمسين من الإبل)، وهو خطأ من الناسخ. ومن طريق أبي عبيد أخرجه حميد بن زنجويه في كتاب الأموال (1/ 349: 552)، والبيهقي في الكبرى (9/ 74).
الحكم عليه: إسناد إسحاق رجاله ثقات، لكنّه منقطع , لأن عامرًا الشعبي لم يدرك عمر، حيث وُلد عامرٌ لست سنين خلت من خلافة عمر رضي الله عنه. وقال أبو زرعة وأبو حاتم: "الشعبي عن عمر مرسل". وقال الدارقطني: "لم يدرك عمر". (سنن الدارقطني 3/ 309، جامع التحصيل ص 224).
2085 - أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ -وَهُوَ محمَّد بْنُ أَبِي حَفْصَةَ- (¬1)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ طُعن: اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ أَسِيرٍ مِنَ (¬2) الْمُؤْمِنِينَ فِي أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ فَفِكَاكُهُ مِنْ بَيْتِ مال المسلمين. * إسناده (¬3) حسن. ¬
2085 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق. وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 90 / أ) من مسند إسحاق ولم يعزه لغيره. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه (12/ 420: 15109)، وحميد بن زنجويه في الأموال (1/ 334: 514) عن يحيى بن عبد الحميد، كلاهما، عن حفص بن غياث به بلفظه، وأبو يوسف في كتاب الخراج (ص 197)، عن بعض المشيخة، عن علي بن زيد بن جدعان به بلفظه.
الحكم عليه: قال الحافظ بن حجر كما في الأصل: "هذا إسناد حسن". وقال البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 90/ أ): "هذا حديث حسن". قلت: كيف يكون إسناده حسنًا وفيه علي بن زيد بن جدعان، ضعّفه الحافظ ابن حجر نفسه في التقريب (ص 401)، وفيه محمَّد بن أبي حفصة صدوق يخطئ، وفيه أيضًا يوسف بن مهران، وقد قال عنه الحافظ: "ليّن الحديث".
2086 - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ محمَّد، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ إِلَى [بَلَنْجَرَ] (¬1) فَحَاصَرْنَا أَهْلَهَا، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ رُمِيَ سَلْمَانُ بِحَجَرٍ فَأَصَابَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: إِنْ متُّ فَادْفِنُونِي فِي أَصْلِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ، فَمَاتَ فدفنَّاه حَيْثُ قَالَ، فحَاصَرْنَا أَهْلَهَا (¬2)، ففَتَحْنَا الْمَدِينَةَ وأصبنا سبيًا وأموالًا كثيرة، وأصاب رجل مِنَّا أَلْفَ دِرْهَمٍ وَأَكْثَرَ، فَلَمَّا أَقْبَلْنَا رَاجِعِينَ، انْتَهَيْنَا (¬3) إِلَى مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ السَّدُّ، فَلَمْ نطِقْ أَنْ نَأْخُذَ فِيهِ حَتَّى اسْتَبْطَنَّا الْبَحْرَ فَخَرَجْنَا عَلَى مُوقَانَ وَجِيلَانَ وَالدَّيْلَمِ، فَجَعَلْنَا لَا نَمُرُّ بِقَوْمٍ إلَّا سَأَلُونَا الصُّلْحَ وَأَعْطَوْنَا الرَّهْنَ حتى أيس الناس منّا ههنا -يَعْنِي: بِالْكُوفَةِ- وَبَكَوْا عَلَيْنَا وَقَالَ فِينَا الشُّعَرَاءُ، قَالَ: فَاشْتَرَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَهُودِيَّةً بِسَبْعِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا مَرَّ بِرَأْسِ الْجَالُوتِ، نَزَلَ بِهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا رَأْسَ الْجَالُوتِ، هَلْ لَكَ فِي عَجُوزٍ مِنْ قَوْمِكَ تَشْتَرِيَهَا مِنِّي؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَخَذْتُهَا بِسَبْعِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: وَلَكَ رِبْحُ سَبْعِمِائَةِ دِرْهَمٍ، قَالَ: فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: فَلَا حَاجَةَ لِي بِهَا، قُلْتُ: وَاللَّهِ لَتَأْخُذَنَّهَا (¬4) بِمَا قَامَتْ أَوْ لَتَكْفُرَنَّ بِدِينِكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَشْتَرِيهَا مِنْكَ بِشَيْءٍ أَبَدًا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اُدنُ، فَدَنَا مِنْهُ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ مَا فِي التَّوْرَاةِ: إِنَّكَ لَا تَجِدُ مَمْلُوكًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إلَّا اشْتَرَيْتَهُ بِمَا قَامَ فَأَعْتَقَهُ. قَالَ: {وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ...} (¬5) الْآيَةَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَأَشْتَرِيَنَّهَا مِنْكَ بِمَا قَامَتْ، قَالَ: فَإِنِّي حَلَفْتُ أَنْ لَا أَنْقُصَهَا مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، قَالَ: فَجَاءَهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَرَدَّ عَلَيْهِ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ (¬6) وَأَخَذَ أَلْفَيْنَ، قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: فَلَمَّا قَدِمْتُ، أَتَيْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ أُسلِّم عَلَيْهِ وَقَدْ أَصَابَ رَقِيقًا ¬
كَثِيرًا، قَالَ: فَقَرَأَ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (¬1) , فأعتقهم. * هذا إسناد حسن. ¬
2086 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق بن راهويه. وله شاهد أخرجه ابن أبي شيبة كما في الاستيعاب لابن عبد البر (4/ 219) عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي وائل -هو شقيق بن سلمة- قال: "غزونا مع سلمان بن ربيعة بلنجر، فحرّج علينا أن نحمل على دواب الغنيمة، ورخّص لنا في الغربال والحبل والنخل.
الحكم عليه: إسناد إسحاق حسن، عمرو بن محمَّد وعبد خير ثقتان، وباقي رواته لا يخلو رجل منهم من كلام، فأمّا أسباط، فصدوق كثير الخطأ، وأمّا السديّ، فصدوق يهم. ولو كان الأثر في الأحكام، لما حسّنته، لكن أمور التاريخ يتسامح فيها ما لا يتسامح في غيرها كما نصّ الإِمام أحمد بن حنبل وغيره على ذلك.
67 - باب المكر والخداع في الحرب
67 - بَابُ الْمَكْرِ (¬1) وَالْخِدَاعِ فِي الْحَرْبِ 2087 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أُتِيَ بِنَاسٍ مِنَ الزُّطِّ، قَالَ: أَحْسَبُهُمْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْأَرْضِ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، احْفِرُوا هَذَا الْمَكَانَ (¬2) لَا بَلْ هَذَا الْمَكَانَ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْأَرْضِ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، احْفِرُوا هَذَا الْمَكَانَ، قَالَ: فَحَفَرُوا، فَأَلْقَاهُمْ فِيهِ، ثُمَّ دَخَلَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ آنِفًا عَهِد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليك فِيهِمْ شَيْئًا، قَالَ: لَأَنْ أَخِرّ مِنَ السَّمَاءِ إِلَيَّ الْأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مَا لَمْ يَقُلْ، إِنَّمَا أَنَا مُكائِد، أَرَأَيْتَ لو قُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ احْفِرُوا هذا المكان ما كان. * صحيح (¬3). ¬
2087 - تخريجه: الحديث أصله في الصحيح من طريق سويد بن غفلة عن علي رضي الله عنه، دون ذكر قصة الزط. أخرجه البخاري في المناقب (6/ 715: 3611)، وفي فضائل القرآن، باب إثم من راءى بالقرآن (9/ 99: 5057)، وفي استتابة المرتدين، باب قتل الخوارج (12/ 283: 6930)، ومسلم في الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج (2/ 746: 1066)، وأبو داود في السنة، في قال الخوارج (5/ 124: 4767)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (7/ 381)، وأحمد في المسند (1/ 131)، وابن أبي شيبة في المصنّف (12/ 530: 1512)، والبزّار في مسنده (2/ 188: 568 - 569)، والبيهقي (8/ 187) وغيرهم من طرق عن الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة به بلفظ: "إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلأن أخّر من السماء أحب إلى من أن أكذب عليه، وإذا حدّثتكم فيما بيني وبينكم، فإن الحرب خدعة. سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإِسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة". واللفظ للبخاري. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف أيضًا (10/ 141: 9051)، والبزّار في مسنده (2/ 190: 570) من طريق أبي حصين عن سويد بن غفلة به بلفظ: إن عليًا حرّق زنادقة بالسوق، فلما رمى عليهم بالنار، قال: صدق الله ورسوله. ثم انصرف فاتبعته، قال: أسويد؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين! سمعتك تقول شيئًا، قال: يا سويد! إني مع قوم جهال، فإذا سمعتني أَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فهو حق. وأخرجه أحمد (1/ 156)، والنسائي في خصائص علي (رقم 171)، والبزّار في البحر الزخّار (2/ 188: 567) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق، عن سويد به =
= مختصرًا. ورواه البزّار أيضًا (2/ 187: 566) من طريق يوسف بن إسحاق عن أبي إسحاق، لكن قال: "عن أبي قيس الأودي عن سويد بن غفلة، عن علي". قال البزار (2/ 189) بعد أن أورد طرقه: "وهذا الحديث قد روي عن علي من غير وجه، فاجتزأنا بهذا الإسناد. وقد روي عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ وجوه، روى ذلك أبو سعيد الخدري وأبو هريرة وسهل بن حنيف وغيرهم". وقال الدارقطني في العلل (3/ 228: 377) بعد إيراده لحديث الباب: "يرويه الأعمش عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، وهو صحيح عنه، حدّث به الثوري وسليمان التيمي وأبو معاوية وحفص ووكيع وعيسى بن يونس وفطر بن خليفة وسعد بن الصلت ويعلي بن عبيد عن الأعمش. وخالفهم محمَّد بن طلحة، فرواه عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن علي. ووهم فيه، والصواب حديث خيثمة عن سويد بن غفلة. وروى هذا الحديث أبو إسحاق واختلف عنه. فرواه إسرائيل عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عن علي. ورواه سعّاد بن سليمان عن أبي إسحاق، عن قيس بن سويد، عن علي ووهم. ورواه يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق، فقال: "عن أبي قيس الأودي، عن سويد بن غفلة، عن علي. وهو الصواب". اهـ. وأخرج أحمد في مسنده (1/ 126)، وابنه في زيادات المسند (1/ 90)، والطيالسي في مسنده (ص 25: 172)، وأبو يعلى في المسند (1/ 382: 494)، وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 519: 15508 - 15509) من طريق شريك وسفيان، كلاهما عن أبي إسحاق بن ذي حُدَّان، عن علي قال: "إن الله سمّى الحرب خدعة على لسان نبيّه -صلى الله عليه وسلم- ". وهذا اللفظ موجود عند الشيخين من طريق سويد، وقد تقدم قبل قليل. =
= الحكم عليه: حديث الباب إسناده صحيح كما نصّ المصنف. وقال في فتح الباري (6/ 716): "قال حمزة الكناني صاحب النسائي: ليس يصح لسويد عن علي غيره". وقد تقدم ذكر طرقه في التخريج، وفصّلنا هناك بيان الصواب منها من الوهم بناء على كلام الدارقطني في العلل.
2088 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا حُسَيْنُ الْأَشْقَرُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَوَّارِ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنِ الْمُسَيَّبِ [بْنِ نَجِبَةَ] (¬1) قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى [الْحَسَنِ] (¬2) بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الْحَرْبُ خدْعة. تَابَعَهُ محمَّد بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير (¬3)، أَخْرَجَهُ البزّار (¬4). ¬
2088 - تخريجه: الحديث عند أبي يعلى في مسنده (12/ 129 - 130: 6760). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (77/ ب)، وفي المجمع (5/ 320). وأخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 288: 1725) من طريق محمَّد بن سعيد، والطبراني في الكبير (3/ 82: 2728) من طريق إبراهيم بن الحسن التغلبي، وابن عدي في الكامل (4/ 251) من طريق جعفر بن محمَّد الكوفي، ثلاثتهم عن عبد الله بن بكير -الغنوي- به بلفظه.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى واهٍ مسلسل بالضعفاء من الشيعة، وفيهم من هو غالٍ في التشيع. ومتنه صحيح ثابت عن جماعة من الصحابة يبلغ به حد التواتر، منهم: 1 - جابر بن عبد الله: أخرجه البخاري في الجهاد، باب الحرب خدعة (6/ 183: 3030)، ومسلم فيه، باب جواز الخداع في الحرب (3/ 1361: =
= 1739)، وأبو داود فيه، باب المكر في الحرب (3/ 99: 2636)، والترمذي فيه، باب ما جاء في الرخصة في الكذب والخديعة في الحرب (4/ 166: 1675)، وأحمد (3/ 297) وغيرهم. 2 - أبو هريرة: أخرجه البخاري في الباب السابق (6/ 183: 3029)، ومسلم في الباب السابق أيضًا (3/ 1362: 1740)، وأحمد (2/ 312)، والبيهقي (9/ 150).
2089 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أبوياسر عَمَّارٌ، ثنا هِشَامٌ أَبُو الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنِي [أَبِي] (¬1) عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ (¬2)، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْحَرْبُ خداع". ¬
2089 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (13/ 482: 7495) بلفظه. وأورده الهيثمي في المقصد العليّ (77/ ب). ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق محقق (34/ 93) في ترجمة عبد الله بن سلام. وقد أخرجه ابن عساكر من طريق أبي بكر المقرئ وابن حمدان، كلاهما عن أبي يعلى به. وأخرجه الطبراني في الكبير كما في حاشية فتح الوهاب (1/ 22). ونسبه في مجمع الزوائد لأبي يعلى ولم ينسبه للطبراني، وهو على شرطه.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف جدًا، فيه هشام بن زياد متروك، وأبوه ضعيف. وقال البوصيري في الإتحاف (4/ 79/ أ): "هذا إسناد ضعيف، لضعف هشام بن زياد أبي المقدام".
21 - كتاب الخلافة والإمارة
21 - كِتَابُ الْخِلَافَةِ والإِمارة 2090 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُبَيْعٍ (¬1) قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلَا تَسْتَخْلِفُ؟ قَالَ: لَا , وَلَكِنْ أَتْرُكْكُمْ إِلَى مَا تَرَكَكُمْ (¬2) إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ¬
2090 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (1/ 284/: 341)، بلفظه. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 196). وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 34)، وأحمد (1/ 130)، والخلّال في السِنة (1/ 273: 332)، عن محمَّد، ثلاثتهم عن وكيع، به بلفظه مع زيادة في أوّله وآخره. وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 196 - 197) من طريق حكيم بن جبير عن سالم بن أبي الجعد به بلفظه، وقال: "أكلكم"، بدل "أترككم". والمحاملي في أماليه من طريقين (ص 178 - 215: 150 - 198)، ومن طريقه الأول أخرجه الخطيب في تاريخه (12/ 57 - 58)، من طريق عبد الله بن داود الخريبي وجرير، كلاهما عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن سالم بن أبي الجعد به بلفظه مع زيادة في أوّله وآخره. =
= وفي رواية الخريبي اقتصر على قوله: "ألا تستخلف؟ "، وسقط عليه الباقي كما نصّ هو نفسه على ذلك. وله طريق آخر عن عليّ رواه عنه شقيق بن سلمة: أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 537: 1158)، والبزّار في البحر الزخّار (2/ 186: 565)، وابن عدي في الكامل (4/ 3)، والحاكم في المستدرك (3/ 79)، جميعهم من طريق شعيب بن ميمون عن حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن أبي وائل شقيق بن سلمة به بنحوه. قال البزّار: "ولا يروى هذا الحديث عن شقيق عن عليّ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ". وَقَالَ ابن عديّ: لا أعلم لشعيب بن ميمون غير هذا الحديث الذي رواه عن حصين، رواه عنه شبابه". وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي. قال الدارقطني في العلل (4/ 172 - 173) بعد أن أورد طرق حديث أبي وائل عن علي: "وروى هذا الحديث أيضًا عن الشعبي، عن أبي وائل، حدّث به شعيب بن ميمون الواسطي عن حصين وأبي جناب، عن الشعبي، عن أبي وائل، وشعيب ليس بالقوي". قال الشيخ الألباني في تعليقه على السنة لابن أبي عاصم (2/ 538): "وهذا عجيب منهما وخاصة الذهبي، فإنه ساق الحديث في ترجمة ابن ميمون من مناكيره". وصرّح ابن حجر في التهذيب (4/ 357) أن هذا الحديث من مناكير شعيب بن ميمون، وقال: "هو معروف برواية الحسن بن عمارة عن واصل بن حيان عن شقيق، والحسن ضعيف". وله شاهد أخرجه أحمد (1/ 114)، من طريق الأسود بن قيس عن رجل، عن عليّ رضي الله عنه أنه قال يوم الجمل: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يعهد إلينا عهدًا نأخذ به =
= في إمارة، ولكنّه شيء رأيناه من قبل أنفسنا، ثم استخلف أبو بكر رحمة الله على أبي بكر فأقام واستقام، ثم استخلف عمر رحمة الله على عمر فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجيرانه. وهذا إسناد رجاله ثقات، رجال الشيخين غير الرجل الذي لم يسم. وله شاهد آخر بنحو حديث الأسود بن قيس، أخرجه أحمد أيضًا (1/ 128)، من طريق عبد خير، عن علي به، وإسناده حسن.
الحكم عليه: إسناد حديث الباب رجاله ثقات، رجال الشيخين غير عبد الله بن سبع مجهول الحال، ولم يوثّقه سوى ابن حيّان. لكن سنده يرتقي إلى الحسن لغيره إن شاء الله بمجموع طرقه وشواهده. والحديث اورده البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 31 أ)، وقال: "إسناده حسن". وقال في المجمع (5/ 196): "رجاله ثقات". ومتنه له شاهد تقدّم ذكره عند التخريج، وإسناده جيّد.
2091 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا عَبْدُ الْجَلِيلِ -هُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ- ثنا أَبُو مِجْلَزٍ قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَلْقَى فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ ... فَذَكَرَ قِصَّةً، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ تَسْتَخْلِفُونَ بَعْدِي؟ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِذًا تَسْتَخْلِفُونَ شَحِيحًا غَلِقًا -يَعْنِي سيِّئ الْأَخْلَاقِ- فَقَالَ رَجُلٌ (¬1): نَسْتَخْلِفُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَيْفَ تَسْتَخْلِفُونَ رَجُلًا كَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ نَحَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْضًا نَحَلَهَا إِيَّاهَا فَجَعَلَهَا فِي مَهْرِ يَهُودِيَّةٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: نَسْتَخْلِفُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: إنكم لعمري ما (¬2) تَسْتَخْلِفُونَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوِ اسْتَخْلَفْتُمُوهُ لَأَقَامَكُمْ عَلَى الْحَقِّ وَإِنِ كَرِهْتُمْ. قَالَ: فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَدْ عَلِمْنَا الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِكَ، فَقَعَدَ فَقَالَ: مَنْ؟ قَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ الْوَلِيدُ أَخَا عُثْمَانَ لِأُمِّهِ، فَقَالَ (¬3): فَكَيْفَ بِحُبِّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَالَ وَبِرَّهُ بِأَهْلِ بيته. ¬
2091 - تخريجه: لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند إسحاق بن راهويه. وأورده الهندي في كنز العمال (5/ 735)، وعزاه لإسحاق فقط. ولم أقف عليه من هذا الطريق، لكن له شاهد بنحوه في حديث طويل من حديث قتادة. أخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (5/ 447 - 448: 9762)، عن معمر، عن =
= قتادة قال: "اجتمع نفر فيهم المغيرة بن شعبة، فقالوا: من ترون أمير المؤمنين مستخلفًا ... وفيه: "قلت: فاستخلِف، قال: من؟ قلت: عثمان، قال: أخشى عقده وأثرته، قال قلت: عبد الرحمن بن عوف، قال: مؤمن ضعيف، قال: قلت: فالزبير، قال: ضرس، قال: قلت: [القائل هو المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، طلحة بن عبيد الله، قال: رضاؤه رضاءُ مؤمن وغضبه غضب كافر، أما إني لو وليّتها إياه لجعل خاتمه في يد امرأته، قال: قلت: فعلىٌّ؟ قال: أما إنه أحراهم إن كان يقيمهم على سنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، وقد كُنا نعيب عليه مُزاحة كانت فيه". ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الخطّابي في غريب الحديث (2/ 111)، وقال: "وروى أبو المليح الهُذلي عن ابن عبّاس في هذه القصّة قال: وذُكر له طلحة، فقال: الأكنع، إن فيه كِبْرًا أو نخوة". وهذا إسناد منقطع، قتادة لم يسمع من المغيرة بن شعبة، فضلًا عن أن يحضر القصة أو يدركها. وانظر جامع التحصيل (ص 254).
الحكم عليه: قال البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 30 أ) عن أثر إسحاق: "هذا إسناد رواته ثقات، إلَّا أنه منقطع أبو مجلز لم يدرك عمر". وهو كما قال، وانظر جامع التحصيل (ص 296).
2092 - [1] أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ -هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ- عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الْجُمَحِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ أَبُو عُبَيْدةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَتَنَاجَيَانِ بَيْنَهُمَا حَدِيثًا (¬1) فَقُلْتُ لَهُمَا: أَمَا حَفِظْتُمَا فِي وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَجَعَلَا [يَتَذَاكَرَانِهِ] (¬2)، فَقَالَا: إِنَّمَا بُدُوُّ (¬3) هَذِهِ الْأُمَّةِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ كَائِنٌ خِلَافَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ كَائِنٌ مُلْكًا عَضُوضًا، ثُمَّ كَائِنٌ عُتُوًّا وَجَبْرِيَّةً وَفَسَادًا فِي الْأُمَّةِ يَسْتَحِلُّونَ الْخُمُورَ وَالْفُرُوجَ، وَفَسَادًا فِي الْأُمَّةِ يُنْصَرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَيُرْزَقُونَ حَتَّى يَلْقَوُا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ. * هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. [2] رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ (¬4)، عَنْ لَيْثٍ نَحْوَهُ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ -هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ (¬5) -. [4] قَالَ (¬6): وَحَدَّثَنَا محمَّد بْنُ الْمِنْهَالِ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ لَيْثٍ به. ¬
2092 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق بن راهويه. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 30: 592). =
= وهو عند الطيالسي في مسنده (ص 31: 228)، وعند أبي يعلى في مسنده (2/ 177: 87) و (2/ 178: 874). وأخرجه البزار في مسنده كما في كشف الأستار (2/ 232: 1589)، عن يوسف بن موسى، وأبو يعلى في مسنده (2/ 177 - 178: 873)، عن أبي خيثمة -هو زهير بن حرب- كلاهما عن جرير بن عبد الحميد به بألفاظ متقاربة. قال ابن حجر عقب إيراده لهذا الحديث في زوائد البزّار له (2/ 674): "هذا إسناد حسن". قلت: تابع جرير عليه جماعة: 1 - عبد الواحد بن زياد: أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 520: 11130) عن فضيل بن حسين، وأبو يعلى في مسنده (2/ 178: 874)، والطبراني في الكبير (20/ 53: 92)، من طريق محمد بن المنهال، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 29: 591)، من طريق معلى بن مهدي. 2 - فضيل بن عياض: أخرجه الطبراني (1/ 156 - 157: 367) و (20/ 53: 91)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (2/ 704: 384) وفي معرفة الصحابة (2/ 28: 590)، كلاهما من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن فضيل بن عياض، عن ليث به بنحوه. 3 - جرير بن حازم: أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 31: 228)، عن جرير، عن ليث به بنحوه. ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 30: 592). وتابع عبد الرحمن بن سابط عليه مكحول وقتادة: أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 232: 1589)، من طريق يحيى بن حمزة عن مكحول، ونعيم بن حماد في كتاب الفتن (1/ 98: 235)، من طريق أيوب عن قتادة، كلاهما أعني: مكحول وقتادة، عن أبي ثعلبة به بنحوه، ولكنّهما لم يذكرا معاذًا. =
= وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم، لكنّه معلول بأمرين: 1 - الانقطاع بين مكحول وأبي ثعلبة، فإنّه مرسل لم يسمع منه. 2 - الانقطاع بين يحيى بن حمزة ومكحول أيضًا، فإن الثاني توفي وعمر الأول عشر سنين. وله شاهد من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه: أخرجه أحمد (5/ 44 و 50)، وأبو داود في السنة، باب في الخلفاء (4/ 30: 4635)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 522: 1131)، من طرق عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ بن جدعان، عن عبد الرحمن به بلفظه: "خلافة نبوّة، ثم يؤتي الله الملك من يشاء"، وفيه قصّة. وهذا إسناد رجاله ثقات غير علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. وله شاهد آخر من حديث سفينة مثل اللفظ المتقدّم: أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 223: 1567)، والحاكم (3/ 71)، وقال الهيثمي: "إسناده حسن". قلت: فيه مؤمل بن إسماعيل وفيه ضعف، لكن هذه الطرق يقوّي بعضها بعضًا.
الحكم عليه: حديث الباب رجال إسناده ثقات من رجال مسلم، غير ليث بن أبي سليم ضعيف، لكنّه لم ينفرد به، والحديث حسن بمجموع طرقه وشواهده كما نصّ عليه المصنّف. وقال البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 32/ ب): "هذا حديث حسن". وصححه الشيخ الألباني في تعليقه على كتاب السنة لابن أبي عاصم (2/ 520: 1130).
2093 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. [2] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ (¬1) قَالَا: ثنا الْمُجَالِدُ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: هَلْ حَدَّثَكُمْ نَبِيُّكُمْ كَمْ يَكُونُ بَعْدَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَمَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ وَإِنَّكَ لَمِنْ أَحْدَثِ الْقَوْمِ سِنًّا، قَالَ: يَكُونُونَ عِدَّةَ نُقَبَاءِ مُوسَى: اثْنَيْ (¬2) عَشَرَ نَقِيبًا. * هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ (¬3) بْنُ فَرُّوخَ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ مُجَالِدٍ بِهِ. [4] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سَوَّارٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَمِّهِ قَيْسِ بْنِ عَبْدٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ إلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: لمن أحدث القوم سنًّا. ¬
2093 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق. أخرجه ابن أبي شيبة كما في إتحاف الخيرة (4/ 31/ ب)، والبزّار كما في كشف الأستار (2/ 231: 1587)، من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري وبشر بن خالد العسكري، ثلاثتهم عن أبي أسامة به بنحوه. قال البزار: "لا نعلم له إسنادًا عن عبد الله أحسن من هذا على أن مجالدًا تكلم فيه أهل العلم". =
= وأخرجه أحمد (1/ 398)، عن الحسن بن موسى، والبزّار (2/ 231: 1586)، عن أحمد بن عبدة مختصرًا، وأبو يعلى في مسنده (9/ 222: 5322)، من طريق يونس بن محمَّد، ثلاثتهم عن حماد بن زيد عن مجالد به بنحوه، ولم يذكروا قوله: "وأنّك لمن أحدث القوم سنًّا". وأخرجه أحمد (1/ 406)، من طريق أبي عَقيل، ونعيم بن حماد في كتاب الفتن (1/ 95: 224)، عن عيسى بن يونس، كلاهما عن مجالد به مختصرًا. ولمتنه شاهد من حديث جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يكون اثنا عشر أميرًا -فقال كلمة لم أسمعها- فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش". أخرجه البخاري في الأحكام (13/ 224: 7222)، ومسلم في الإمارة، باب الناس تبع لقريش (3/ 1452: 1821)، وأحمد (5/ 86 - 90) و (1/ 398)، وغيرهم من طرق عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، واللفظ للبخاري.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده حسن، ومجالد وإن كان ضعيفًا في العموم كما رجّحته في ترجمته، فإن سند هذا الحديث من رواية الأكابر عنه وليس الأحداث، ففي التهذيب (10/ 40) (أن أحمد بن سنان القطان قال: سمعت ابن مهدي يقول: حديث مجالد عند الأحداث أبي أسامة وغيره ليس بشيء، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد وهشيم وهؤلاء صحيح، يعني أنه تغير حفظه في آخر عمره). وحماد بن زيد ممن سمع منه قديمًا، وهذا الإسناد من رواية حماد بن زيد عنه، وتابعه عليه غير واحد. وقد صحّح إسناده أحمد شاكر في تعليقه على المسند (5/ 294).
2094 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ سُلِّمَ عَلَيْهِ بِالْإِمَارَةِ بِالْكُوفَةِ مُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فكرهه ثمّ أقرّه. * صحيح.
2094 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق بن راهويه. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (2/ 480: 1026)، عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة به بنحوه بأطول منه. وابن أبي شيبة في مصنفه (11/ 99: 10622) و (14/ 69:17585)، عن جرير عن المغيرة، عن الشعبي، عن عثمان بن يسار، عن تميم به بنحوه مطوّلًا ومختصرًا. ووقع في المطبوع في الطريق الأول تصحيف وسقط. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (6/ 20)، عن وهب بن جرير بن حازم، وابن عساكر في تاريخ دمشق (17/ 80)، من طريق محمَّد بن جعفر، كلاهما عن شعبة، عن المغيرة به بنحوه، لكن لم يذكرا تميم بن حذلم، وجعلاه من قول سماك بن سلمة. وزاد ابن عساكر: يعني قول المؤذن عند خروج الإِمام إلى الصلاة: "السلام عيك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته".
الحكم عليه: إسناد مسدّد صحيح رجاله ثقات كما نصّ المصنّف على ذلك.
1 - باب كراهية الإمارة لمن لم يقدر عليها
1 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الإِمارة لِمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا 2095 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَجَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ الطَّائِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهِيَ الْغَزْوَةُ الَّتِي يَفْتَخِرُ (¬1) بِهَا أَهْلُ الشَّامِ، يَقُولُونَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَعْمَلَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى جَيْشٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَنْفِرُوا مَنْ مَرُّوا بِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَمَرُّوا بِنَا فِي دَارِنَا (¬2)، فَاسْتَنْفَرُونَا فَنَفَرْنَا مَعَهُمْ، فَقُلْتُ: لَأَتَخَيَّرَنَّ لِنَفْسِي رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْدُمُهُ (¬3) وَأَتَعَلَّمُ مِنْهُ، فَإِنِّي لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ آتِيَ الْمَدِينَةَ كُلَّمَا شِئْتُ، فَتَخَيَّرْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَصَحِبْتُهُ. وَكَانَ لَهُ كِسَاءٌ فَدَكِيٌّ [نَحَلَهُ] (¬4) عَلَيْهِ إِذَا رَكِبَ، نَلْبَسُهُ جَمِيعًا إِذَا نَزَلْنَا، وَهُوَ الْكِسَاءُ الَّذِي ¬
عَيَّرَتْهُ بِهِ هَوَازِنُ فَقَالُوا: ذَا الجِلال نُتَابعُ (¬5) بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَلَمَّا قَضَيْنَا غَزَاتَنَا، رَجَعْنَا وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ، قُلْتُ لَهُ: إِنِّي قَدْ صَحِبْتُكَ وَلِي عَلَيْكَ حَقٌّ وَلَمْ أَسْأَلْكَ عَنْ شَيْءٍ، فَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، فَإِنِّي لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ آتِيَ الْمَدِينَةَ كُلَّ سَبْتٍ (¬6)، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَدْ كَانَ فِي نَفْسِي ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تذكره لي، اعبد الله لا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَآتِ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وحُجَّ الْبَيْتَ، وصُمْ رَمَضَانَ، وَلَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى رَجُلَيْنِ. قُلْتُ (¬7): أَمَّا الصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ، فَقَدْ عَرَفْتُهَا، وَأَمَّا الْإِمَارَةُ، فَإِنَّمَا يُصِيبُ الناسَ الخيرُ مِنَ الإِمارة، قَالَ: إِنَّكَ قَدِ اسْتَجْهَدْتَنِي فَجَهَدْتُ لَكَ، إِنَّ النَّاسَ دَخَلُوا فِي الإِسلام طَوْعًا وَكَرْهًا، فَأَجَارَهُمُ اللَّهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَهُمْ عُوَّاذُ اللَّهِ (¬8) وَجِيرَانُ اللَّهِ وَفِي ذِمَّةِ اللَّهِ، وَمَنْ يظلمْ أَحَدًا مِنْهُمْ، فَإِنَّمَا يَخْفِرُ رَبَّهُ، واللهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَتُؤْخَذُ شَاةُ جَارِهِ أَوْ بَعِيرُهُ، فَيَظَلُّ بَاقِي عفلَتِهُ (¬9) غَضَبًا لِجَارِهِ وَاللَّهُ مِنْ وَرَاءِ جَارِهِ. فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَى دِيَارِنَا وقُبض رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبَايَعَ الناسُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاسْتَخْلَفَ (¬10) أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: مَنِ اسْتُخْلِفَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالُوا: صاحبُك أَبُو بَكْرٍ. فأتيتُ الْمَدِينَةَ، فَلَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّضُ لَهُ حَتَّى وَجَدْتُهُ خَالِيًا، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقُلْتُ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟ أَنَا صَاحِبُكَ، قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: أَمَا تَحْفَظُ مَا قلت ¬
لِي؟ لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى رَجُلَيْنٍ (¬11) وتأمّرتَ عَلَى النَّاسِ؟! قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تُوُفِّيَ وَالنَّاسُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وَحَمَلَنِي أَصْحَابِي وَخَشِيتُ أَنْ يَرْتَدُّوا، فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يَعْتَذِرُ حَتَّى عَذَرْتُهُ. وَزَادَ جَرِيرٌ فِيهِ قَالَ: وَكُنْتُ أَسُوقُ الْغَنَمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمْ يزل الأمر بي حتى صوت عَرِيفًا فِي إِمَارَةِ الْحَجَّاجِ (¬12)، يَقُولُهَا رَافِعُ بْنُ أَبِي رَافِعٍ الطَّائِيُّ. * هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَسُلَيْمَانُ شَيْخُ الْأَعْمَشِ مَا عَرَفْتُهُ بَعْدُ (¬13) وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ طَرَفًا مِنْهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ (¬14). (92) وَحَدِيثُ حِبّان بْنِ بُحٍّ الصُّدائي: لَا خَيْرَةَ فِي الْإِمَارَةِ لرجل مسلم، ¬
يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي بَابِ: عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ (¬15). (93) وَكَذَلِكَ حَدِيثُ: زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدائي. ¬
2095 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق بن راهويه. وتابع عيسى بن يونس وجرير عليه عن الأعمش جماعة: رواه وكيع في الزهد (1/ 355 رقم 130) مختصرًا جدًّا، ومن طريقه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 112: 6719)، وأحمد في الزهد (ص 162 رقم 557). ورواه أحمد أيضًا في الزهد (ص 162) مختصرًا، والطبراني في الكبير (5/ 22 رقم 4469) من طريق أبي معاوية بنحوه، وابن أبي عمر العدني في مسنده كما في إتحاف الخيرة (3/ 35 أ) عن يحيى بن عيسى بنحوه مختصرًا، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 234 ب) من طريق عمّار بن سيف الضبّيّ نحوه. أربعتهم عن الأعمش به، واقتصر ابن أبي شيبة على قوله: "أتيت أبا بكر فقلت: أمرتني بما أمرتني به، ودخلتَ فيما دخلتَ فيه، فما زال يعتذر حتّى عذرته". تابع سليمانَ عن طارق عليه المغيرةُ بن شبل وإبراهيمُ بن المهاجر: أخرجه وكيع في الزهد (1/ 355 رقم 130) عن الأعمش، عن المغيرة بن شبل مختصرًا جدًّا، والطبراني في الكبير (5/ 21 - 22: 4467)، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 235 أ)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (6/ 184) من طريق إسرائيل بن يونس عن إبراهيم بن المهاجر، كلاهما عن طارق بن شهاب به بنحوه. ورواه شريك، واختلف عنه فيه: فرواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 235 أ)، وابن عساكر في تاريخه (6/ 183) من طريق حاتم بن إسماعيل، والحسين بن إسماعيل المحاملي في أماليه، =
= ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (6/ 184) من طريق إسحاق الأزرق، كلاهما عن شريك، عن إبراهيم بن المهاجر، عن طارق بن شهاب به بنحوه. ورواه الطبراني (5/ 22: 4468) من طريق علي بن حكيم الأودي، وذكره أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 235 أ- ب) من طريق إسماعيل بن أبان الوراق، كلاهما عن شريك، عن إبراهيم بن المهاجر، عن قيس بن أبي حازم، عن رافع بن عمرو بنحوه. وأخرجه ابن أبي عاصم كما في حاشية المطالب العالية المسندة (73 ب)، ومن طريقه أبو نعيم في المعرفة (1/ 235 أ)، وابن خزيمة في صحيحه كما في حاشية المطالب العالية (73 ب)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (6/ 183)، وابن عساكر أيضًا من طريق لآخر (6/ 183)، جميعهم من طريق محمَّد بن جحادة عن طلحة بن مصرّف، عن سليمان الأحول، عن طارق بن شهاب به بنحوه. وهو خطأ. قال أبو نعيم: "كذا قال طلحة: (سليمان الأحول)، وهو وهم؛ لأنّ سليمان الأحول مكّي وهو خال ابن أبي نجيح، روى عنه ابن جريج وابن عيينة وغيرهما". ونسب ابن عساكر الوهم فيه لمحمد بن جحادة، وقال:" ... إنما هو سليمان بن ميسرة الأحمسي". ورواه ابن عساكر (6/ 185) من طريق ابن المبارك عن معمر، عن مطر، عن عمرو بن سعيد -وفي نسخة: شعيب- عن بعض الطائيين، عن رافع الخير الطائي قال: "صحبت أبا بكر في غزاة"، فذكر الحديث.
الحكم عليه حديث الباب إسناده صحيح، ويزيده قوّة المتابعات الكثيرة والقويّة التي مرّت مفصَّلة في التخريج.
2096 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، ثنا الْإِفْرِيقِيُّ عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ (¬1) الصُدائي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا خَيْرَةَ فِي [الإِمرة] (¬2) لرجل مؤمن (¬3). ¬
2096 - تخريجه: هذا الحديث أصله في السنن مختصرًا، ورواه مطولًا بلفظ حديث الباب أو نحوه. الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في إتحاف الخيرة (3/ 34 أ)، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 263 أ- ب)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (312 - 313)، والطبراني في الكبير (5/ 262 - 263: 5285)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (9/ 935)، والمزّي في تهذيب الكمال (9/ 445 - 446)، جميعهم من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم به بنحوه مطولًا. وأخرجه أبو نعيم أيضًا في معرفة الصحابة (1/ 263 ب) من طريق الثوري عن عبد الرحمن بن زياد به مطولًا بنحوه. والبغوي في معجمه كما في تاريخ دمشق (9/ 937)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه أيضًا من طريق عيسى بن يونس عن عبد الرحمن بن زياد به بنحوه مطولًا. وأصل الحديث في السنن من غير ذكر للفظ حديث الباب. أخرجه أبو داود في الصلاة، باب الرجل يؤذن ويقيم (1/ 352 رقم 514) من طريق عبد الله بن عمر بن غانم، والترمذي فيه (1/ 383 رقم 199)، وابن ماجه في الأذان (1/ 237 رقم 717)، كلاهما من طريق يعلي بن عبيد، وأحمد (4/ 169) من طريق الثوري، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 264 أ)، وعبد الرزاق =
= (1/ 471 - 475: 1817 - 1833) من طريق الثوري ويحيى بن العلاء، ومن طريقه الطبراني في الكبير (5/ 265: 5266 ورقم 5286 - 5287)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 166) من طريق إسماعيل بن عياش، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 399) وغيرهم، خمستهم عن الإفريقي به مختصرًا بلفظ: لما كان أوّل أذان الصبح، أمرني -يعني النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- فَأَذَّنْتُ فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أقيم يا رسول الله؟، فجعل ينظر إِلَى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ إِلَى الْفَجْرِ، فَيَقُولُ: لَا، حتى إذا طلع الفجر نزل فبرز ثم انصرف إلى وقد تلاحق أصحابه -يعني فتوضأ-، فأراد بلال أن يقيم، فقال له نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَنْ أخا صداء هو أذّن، ومن أذّن فهو يقيم".
الحكم عليه: حديث الباب سنده ضعيف من أجل الإفريقي، وضعّفه الترمذي، فقال عقب الحديث: "إنما نعرفه من حديث الإفريقي، وهو ضعيف عند أهل الحديث". ونقل النووي في شرح المهذّب (3/ 128) عن البغوي تضعيفه، وقال: "علق البيهقي القول فيه". وقال ابن السكن كما في الإصابة (4/ 27): "في إسناده نظر". وقال البوصيري في إتحاف الخيرة (3/ 34 ب): "مدار إسناد حديث زياد بن الحارث الصُدائي هذا على عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْأَفْرِيقِيِّ، وهو ضعيف ... ". وضعّفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 54 رقم 35).
2097 - وقال مسدد: حدثنا بشر -هو ابن المفضل-، ثنا [ابْنُ عَوْنٍ] (¬1) عَنْ عُمَيْرِ (¬2) بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْثًا، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: كَيْفَ وَجَدْتَ بَعْثَكَ (¬3)؟ قَالَ: مَا زِلْتُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ مَنْ مَعِي خَوَلٌ لِي، فأيمُ اللَّهِ لَا أعمل على رجلين ما دمت حيًّا (¬4). ¬
2097 - تخريجه: الحديث أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (8/ 503) عن حميد بن مسعدة، والطبراني في الكبير (20/ 258 رقم 609) من طريق الوليد بن العبّاس وصالح بن حاتم، وأبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 174)، والمزي في تهذيب الكمال (21/ 370)، كلاهما من طريق الوليد بن العبّاس أيضًا، ثلاثتهم عن بشر بن المفضل به بلفظه. وأخرجه الدولابي في الكنى (1/ 87) من طريق علي بن الجعد عن شيبان الجعدي النحوي عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ المقداد به.
الحكم عليه: قال الهيثمي في المجمع (5/ 201): "رجاله رجال الصحيح، خلا عمير بن إسحاق وثقه ابن حبّان وغيره، وضعّفه ابن معين وغيره". قلت: إسناده حسن وعمير بن إسحاق، وإن كان تكلم فيه، فقد تابعه عليه هلال بن يساف، وهو ثقة كما في التقريب (ص 576).
2098 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْمُلَائِيُّ، أَنَا بدر بن عثمان، حدثني أبو بكر بن حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَسْتَعْمِلَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَكَانَ الرَّجُلَ يَكْرَهُ ذَلِكَ، فَغَضِبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: إِنَّهُ لَا بُدَّ لِهَذَا الْأَمْرِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ مِنْ أَعْوَانٍ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ، سَمَحَ لَهُ وَقَالَ: أَنْطَلِقُ إِلَى أَهْلِي فَأُوصِيهِمْ ثُمَّ أَرْوَحُ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَقِيَهُ [عَمُّهُ] (¬1)، فَقَالَ: آمُرُكَ أَنْ لَا تَفْعَلَ، قَالَ: فَكَيْفَ [بِأَمْرِهِ] (¬2)؟ قَالَ: تَرُوحُ وَأَرُوحُ مَعَكَ، فَإِنَّهُ إِذَا رَآكَ فَسَيَقُولُ لَكَ: أَمَا رُحْتَ؟ فَقُلْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (¬3) إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ، فَفَعَلَ، فَقَالَ: مَنْ نَهَاكَ؟ فَقَالَ: فُلَانٌ، لِعَمِّهِ (¬4)، فَقَالَ: أَمَا (¬5) إِنِّي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ وَأَرَادَ أَنْ يَسْتَعْمِلَ رَجُلًا عَلَى شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَإِنِّي أَخْتَارُ لَكَ أَنْ تَجْلِسَ، فَإِنَّهُ لَنْ يُؤَمَّرَ رَجُلٌ عَلَى عَشَرَةٍ أَبَدًا إِلَّا أَتَى اللَّهَ تَعَالَى مَغْلُولًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَكُونَ عَمَلُهُ هُوَ الَّذِي يَحِلُّ عَنْهُ. وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مُتَّكِئًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَاسْتَوَى جَالِسًا فَجَعَلَ يُنَادِي: أَيُّ عمل يحل عنه؟ فنادى بذلك مرارًا. ¬
2098 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق. وأخرجه السهمي في تاريخ جرجان (ص 375) من طريق عبيد الله بن موسى عن بدر بن عثمان به بلفظه، وفي آخره: "فدعى بذلك ثلاث مرات".
الحكم عليه: إسناده صحيح رجاله رجال الشيخين، عدا بدر بن عثمان، وهو ثقة، أخرج له مسلم والنسائي، ولم يخرّج له البخاري.
2099 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ عَنْ محمَّد الرَّاسِبِيِّ (عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَهْدِهِ، فَقَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيْه، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ) (¬1): إِنَّ الْوُلَاةَ يُجاء بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقِفُونَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فَمَنْ كَانَ مُطَاوِعًا لِلَّهِ (¬2)، يُنَاوِلْهُ اللَّهُ بِيَمِينِهِ حَتَّى يُنْجِيَهُ، وَمَن كَانَ عَاصِيًا لِلَّهِ (¬3)، انْخَرَقَ (¬4) بِهِ الْجِسْرُ إِلَى وادٍ مِنْ نَارٍ يَتَلَهَّبُ الْتِهَابًا (¬5)، قَالَ: فَأَرْسَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ وَإِلَى سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ لِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ، وَبَعْدَ الْوَادِي وَادٍ آخَرُ مِنْ نَارٍ، قَالَ: وَسَأَلَ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَرِهَ أَنْ يُخْبِرَهُ (¬6) بِشَيْءٍ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ سَلَبَ اللَّهُ عَيْنَهُ وَأَنْفَهُ (¬7) وَأَصْدَعَ خَدَّهُ إِلَى الْأَرْضِ. [2] (وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ) (¬8). [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، ثنا حشرج بن ¬
نُباتة عَنْ هِشَامِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ إِلَيْهِ عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن يَسْتَعِينَ [بِهِ] (¬9) عَلَى بَعْضِ الصَّدَقَةِ فَأَبَى أَنْ يَعْمَلَ لَهُ، فَقَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنِّي سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُتي بِالْوَالِي فقُذف (¬10) عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فَيَأْمُرُ اللَّهُ تَعاَلَى الْجِسْرَ، فَيَنْهَضُ بِهِ انْتِهَاضَةً يَزُولُ عَنْهُ كُلُّ عَظْمٍ مِنْهُ عَنْ مَكَانِهِ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى الْعِظَامَ فَتَرْجِعُ إِلَى مَكَانِهَا، فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ مطيعًا أخذه بِيَدِهِ وَأَعْطَاهُ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَإِنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِيًا خُرِقَ بِهِ الْجِسْرُ فَهَوَى (¬11) فِي جَهَنَّمَ سَبْعِينَ عَامًا، فَقَالَ عُمَرُ لَهُ (¬12) رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ: سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا لَمْ نَسْمَعْ، وَكَانَ سَلْمَانُ وَأَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُمَا جالسَينِ، فَقَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ: نعمْ واللهِ يَا عُمَرُ، مَعَ السَّبْعِينَ سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي وادٍ مِنْ نَارٍ يَلْتَهِبُ (¬13) الْتِهَابًا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، مَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا؟ فَقَالَ: مَنْ سَلَبَ اللَّهُ أَنْفَهُ وَأَلْصَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ. [4] وَقَالَ عَبْدٌ (¬14): حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَيْزَارِ (¬15) عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشام قال: إنّ عمر رضي الله ¬
عِنْهُ أَرَادَ أَنْ يَسْتَعْمِلَ بِشْرَ بْنَ عَاصِمٍ فَقَالَ: لَا أَعْمَلُ (¬16) لَكَ، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "يُؤْتَى بِالْوَالِي فيوقَف عَلَى الصِّرَاطَِ فَيَهْتَزُّ بِهِ حَتَّى يَزُولَ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ عَنْ مَكَانِهِ، فَإِنْ كَانَ عَدْلًا مَضَى، وَإِنْ كَانَ جَائِرًا هَوَى فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَدَخَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ الْمَسْجِدَ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ: مَا شَأْنُكَ (¬17) يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: حَدِيثٌ حَدَّثَنِيهِ بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ فَحَدَّثَهُ بِهِ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ: نَعَمْ، لَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ: فَمَنْ يَرْغَبُ فِي الْعَمَلِ بَعْدَ هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ: "مَنْ أَسْلَبَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْفَهُ وَأَصْدَعَ خَدَّهُ". قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: قَوْلُ مَنْ قَالَ فِيهِ "عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِيهِ" وهْم لَا يَصِحُّ. وَقَدْ رَوَاه [سُوَيْدُ] (¬18) بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، كَذَلِكَ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ (¬19) وَغَيْرُهُ. وَرَوَاهُ عَطَاءٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ مِنْ طريقه. فهذه أسانيد يقوّي بعضها بعضًا. ¬
2099 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في المصنّف (12/ 217: 12592) و (13/ 172: 16027) بلفظه. =
= ومسند أحمد بن منيع مفقود. وهو عند عبد بن حميد في المنتخب (1/ 394: 429). ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 95 أ). وللحديث عن بشر طريقان غير ما تقدّم: 1 - طريق شقيق بن سلمة: أخرجه البغوي في معجمه كما في الإصابة (1/ 251)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 230: 1591)، والطبراني في الكبير (2/ 39: 1219)، وأبونعيم في معرفة الصحابة (1/ 95 أ)، جميعهم من طريق سويد بن عبد العزيز عن سيّار بن الحكم، عن أبي وائل شقيق بن سلمة به بنحوه مطوّلًا. وفيه سويد بن عبد العزيز بن نمير الدمشقيّ، ضعيف كما في مختصر تاريخ دمشق (10/ 215)، والتقريب (ص 260). 2 - عبد الله بن سفيان: أخرجه ابن منده كما في الإِصابة (1/ 251) من طريق سلمة بن تميم عن عطاء بن أبي رباح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ بِشْرِ بن عاصم بنحوه مطوّلًا. ثم ذكر ابن حجر عقبه قول ابن منده الذي أورده في الأصل.
الحكم عليه: إسناد ابن أبي شيبة لا بأس به، رواته ثقات غير محمَّد الراسبيّ، صدوق فيه لين. وأما طريق أحمد بن منيع، ففيه من لم أجد له ترجمة، وهو هشام بن حبيب، ثم إنه مخالف لغيره من الروايات في زيادة ذكر أبي عاصم، وهي وهم من رواته كما جزم بذلك ابن منده كما في الإِصابة (1/ 251). وإسناد عبد بن حميد فيه عبد الله بن العيزار، لم أجد له ترجمة، ورجل من أهل =
= الشام لم أعرف من هو، وباقي رجاله ثقات. وهذه الأسانيد يقوّي بعضها بعضًا، فالحديث حسن بمجموع طرقه -والله أعلم-. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 206) من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة عن بشر بن عاصم، وقال: "فيه سُويد بن عبد العزيز، وهو متروك". وهذا إفراط منه رحمه الله، وإنّما هو ضعيف كما في كتب التراجم.
2100 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [عَبْدُ اللَّهِ] (¬1) بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا محمَّد بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ اسْتَعْمَلَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إيَّاك يَا سَعْدُ أَنْ تَجِيءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْمِلُ عَلَى عُنُقِكَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ فَعَلْتُ فَإِنَّ ذَلِكَ (¬2) لَكَائِنٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: قَدْ عَلِمْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَنِّي أُسأل فأُعطِي، فأَعفِني (¬3)، فَأَعْفَاهُ. ¬
2100 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولعله في المسند الكبير. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه (طبعة الأرناؤوط 8/ 65: 3270)، والحاكم في المستدرك (1/ 399)، والبزّار في مسنده كما في كشف الأستار (1/ 425: 898)، وأبو يعلى في معجم شيوخه (ص 232 رقم 189)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 122)، جميعهم من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع به بنحوه. قَالَ الْبَزَّارُ: "لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إلَّا يحيى الأمويّ". وله شاهد بنحوه مختصرًا من حديث سعد بن عبادة نفسه: أخرجه أحمد في المسند (5/ 285)، والطبراني في معجمه الكبير (6/ 17 رقم 5363)، والبزّار كما في كشف الأستار (1/ 424 رقم 897)، جميعهم من طريق حميد بن هلال عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عبادة به بنحوه. =
= قال البزّار: "لا نعلمه عن سعد إلَّا من هذا الوجه، وإسناده حسن". وقال الهيثمي في المجمع (3/ 86): "رجاله ثقات، إلَّا أن سعيدًا لم ير سعد بن عبادة".
الحكم عليه: إسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين، وعبيد الله بن عمر بن حفص ليس من الشاميين. لكن سنده يرتقي إلى الحسن بمجموع متابعاته. وله طريق آخر صحيح على شرط الشيخين من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع به بنحوه. وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 86) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عند البزار وقال: "رجاله رجال الصحيح". وله شاهد من حديث عبادة نفسه تقدّم تخريجه وتحسين البزار له كما في كشف الأستار (1/ 424).
2 - باب الخلافة في قريش
2 - بَابُ الْخِلَافَةِ فِي قُرَيْشٍ 2101 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ محمَّد بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي محمَّد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَغَيْرِهِ وَصَلَ الْحَدِيثَ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: وَكَتَبَ مُسَيلمة إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مِنْ مُسَيْلِمَةَ بْنِ حَبِيبٍ لِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَلَامٌ (¬1) عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ لِقُرَيْشٍ نِصْفَ الْأَرْضِ، وَلَنَا نِصْفَ الْأَرْضِ، وَلَكِنَّ قُرَيْشًا قَوْمٌ يَعْتَدُونَ (¬2)، وَشَهِدَ الرَّجُلَانِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَقَالَا: إِنَّ مُسَيْلِمَةَ لَا يُنْكِرُ ذَلِكَ، إلَّا أَنَّهُ قَدْ أُشرك مَعَكَ فِي الْأَمْرِ، وأحدثتْ إِلَيْهِ نُبُوَّةٌ مَعَ نبوّتك ... الحديث. * فيه إرسال. ¬
2101 - تخريجه لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق. وأخرجه ابن جرير الطبري في تاريخه (3/ 146) عن محمَّد بن حميد الرازي، عن سلمة بن الفضل، عن إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كَانَ =
= مسيلمة ... فذكره بلفظ قريب منه. وأخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (4/ 329 تحقيق همّام سعيد) قال: حدّثني شيخ من أشجع عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعيّ عن أبيه نعيم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لهما حين قرأ كتابه: "فما تقولان أنتما؟ "، قالا: نقول كما قال، فقال: "أما واللهِ لولا أنّ الرسل لا تُقتَل، لضربت أعناقكما"، ثمّ كتب إلى مسيلمة الكذّاب: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمَّد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب: السلام على من أَتّبع الهدى .. أمّا بعد فإنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين". ومن طريق ابن إسحاق أخرجه الطبري في تاريخه (3/ 146) وقال: قال ابن حميد -هو شيخ الطبري- أمّا عليّ بن مجاهد، فيقول: عن أبي مالك الأشجعي، عن سلمة بن نعيم بن مسعود، عن أبيه نعيم، به. وهذه الأسانيد يقوّي بعضها بعضًا. وممن ذكر القصّة باختصار من غير إسناد: ابن سعد في طبقاته (1/ 373)، والبلاذري في فتوح البلدان (ص 119 تحقيق عبد الله الطباع).
الحكم عليه: حديث الباب إسناد رجاله ثقات، ومحمد بن إسحاق قد صرّح بالتحديث، لكنّه مرسل؛ لأن عروة بن الزبير لم يدرك القصّة، وانظر: جامع التحصيل (ص 236)، وله شواهد بأسانيد يقوّي بعضها بعضًا، والله أعلم.
2102 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا (¬1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُبَشِّرٍ عَنْ زَيْدِ (¬2) بْنِ أَبِي عَتَّابٍ قَالَ: قَامَ مُعَاوِيَةُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الْأَمْرِ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ (¬3) فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا , وَلَوْلَا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِمَا لَهَا (¬4) عِنْدَ اللَّهِ. قُلْتُ: رَوَى أَحْمَدُ بِهَذَا الإِسناد: خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبل نساء قريش ... الحديث. ¬
2102 - تخريجه: هو عند ابن أبي شيبة في المصنّف (12/ 169: 12437). ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة (2/ 520: 1129)، وأبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (1/ 444: 195) رسالة جامعية. وأخرجه أحمد في المسند (4/ 101)، والطبراني في المعجم الكبير (19/ 342: 792) عن فضيل بن محمَّد الملطي، كلاهما عن الفضل بن دكين، به بلفظ: "خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أرعاه على زوج في ذات يده، وأحناه على ولد في صغره". قال الهيثمي في المجمع (4/ 271): "رجاله ثقات". ورواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 514: 1112) من طريق الزهري عن محمَّد ابن جبير بن مطعم عن معاوية بلفظ "هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلَّا كبّه الله على وجهه ما أقاموا الدين". وفيه قصّة. =
= وهذا إسناد جيّد، رجاله ثقات غير محمَّد بن مُصَفّى شيخ أبي عاصم صدوق له أوهام ويدلّس، لكنه صرّح بالتحديث. ورواه أيضًا ابن أبي عاصم في السنة (2/ 519: 1126) من طريق محمَّد بن طلحة عن معاوية بلفظ: "لا يزال والي من قريش". وإسناده فيه سنيد بن داود، وهو ضعيف كما في التقريب (ص 257).
الحكم عليه: إسناد ابن أبي شيبة صحيح. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 271): "رجاله ثقات". وصححه الألباني في تعليقه على كتاب السنة لابن أبي عاصم (2/ 520). ولمتنه شاهد صحيح من حديث أبي هريرة يرفعه بلفظ: "الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم. والناس معادن، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسلام إِذَا فقهوا ... " الحديث. أخرجه البخاري في المناقب (6/ 806: 3495)، ومسلم في الإمارة، باب الناس تبع لقريش (3/ 1451: 1818)، وأحمد (2/ 243) وغيرهم.
2103 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّكُمُ الْوُلَاةُ بَعْدِي لِهَذَا الْأَمْرِ {. . . وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} (¬1) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَاحْفَظُونِي فِي الْأَنْصَارِ وَأَبْنَائِهِمْ وَأَبْنَاءِ أَبْنَائِهِمْ. * كَثِيرٌ: ضَعِيفٌ. 2104 - وَبِهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: حَلِيفُ الْقَوْمِ مِنْهُمْ وَابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ منهم (¬2). ¬
= الحكم عليه إسناده ضعيف؛ لضعف كثير بن عبد الله المزني، ومدار الحديث عليه. قال الهيثمي في المجمع (5/ 194): "وفيه كثير بن عبد الله بن عمرو المزني، وهو ضعيف، وقد حسّن له الترمذي. وبقية رجاله ثقات". وقال البوصيري في الإتحاف (4/ 28/ أ): "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف كثير بن عبد الله المزني".
2105 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا محمَّد بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثنا حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطَبَ النَّاسَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: أَلَا إِنَّ الْأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ، أَلَا إِنَّ الْأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ (¬1) مَا أَقَامُوا بِثَلَاثٍ: مَا حَكَمُوا فَعَدَلُوا، وَمَا عَاهَدُوا فَوَفُّوا، وَمَا اسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (¬2). ¬
2105 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (1/ 425، 426: 564). وله طريق آخر عن علي رضي الله عنه: أخرجه البزار في البحر الزخّار (3/ 12: 759)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (4/ 304: 2508)، وفي الصغير له (1/ 260: 425)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (7/ 242)، وأبو عمرو الداني في السُنن الواردة في الفتن (1/ 465: 203)، وأبو عبيد في غريب الحديث (1/ 363)، والحاكم في المستدرك (4/ 75)، والبيهقي مختصرًا (8/ 143)، جميعهم من طرق عن الفيض بن الفضل عن مسعر عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِي صَادِقٍ عن ربيعة بن ناجد علي بن أبي طالب، به بنحوه وبعضهم مختصرًا. وليس عندهم قوله: "ما حكموا فعدلوا ... " إلى آخر الحديث. وألفاظهم متقاربة بعضهم مختصرًا وبعضهم مطولًا بنحو حديث الباب. قال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد". وتعقبه الهيثمي في كشف الأستار (2/ 227)، فقال: "عجيب من قوله، وقد =
= رواه بالسند الذي قبل هذا -وهو عن عمارة بن رويبة عن علي، وسيأتي إن شاء الله-. وقال الطبراني: "لم يروه عن مسعر إلَّا فيض". وقال أبونعيم: "غريب من حديث مسعر، لم نكتبه عاليًا إلَّا من حديث الفيض". وله طريق آخر عن علي أيضًا: أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 101)، ومن طريقه ابن عدي في الكامل (6/ 152)، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 227: 1574)، والدارقطني في العلل (4/ 56: 426)، جميعهم من طريق محمد بن جابر عن عبد الملك ابن عمير عن عمارة بن رُويبة عن علي بلفظ: "الناس تبع لقريش، صالحهم تبعٌ لصالحهم، وشرارهم تبع لشرارهم". قال الهيثمي في المجمع (5/ 191): "رواه عبد الله بن أحمد والبزار، وفيه محمَّد بن جابر اليمامي، وهو ضعيف عند الجمهور وقد وثّق". وقال الدارقطني بعد أن أورد طرقه: "وقول محمَّد بن جابر أشبه". ولأوّله شاهد صحيح عن بعض الصحابة: 1 - من طريق أبي هريرة: أخرجه البخاري في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ...} الآية (6/ 608: 3495)، ومسلم في الإمارة، باب الناس تبع لقريش (3/ 1451: 1818)، وأحمد (2/ 243، 261). 2 - من طريق جابر: رواه مسلم في الإمارة، الباب السابق (3/ 1451: 1819)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 635)، والبغوي في شرح السنة (14/ 60)، وابن النجّار في ذيل تاريخ بغداد (18/ 98). 3 - من طريق معاوية: وقد تقدم برقم (258)، وإسناده صحيح. ولقوله: "ما حكموا فعدلوا ... " ألخ شاهد من حديث أنس: أخرجه أحمد =
= (3/ 129، 183)، والبزّار كما في كشف الأستار (2/ 228: 1579)، والحاكم (4/ 501)، وصحّحه ووافقه الذهبي من طريق سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 192): "رجال أحمد رجال الصحيح، خلا سكين بن عبد العزيز، وهو ثقة".
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف، فيه محمَّد بن عبيد الله، وحفص بن خالد عن أبيه عن جده لم أقف على ترجمة لهم. وأورده الهيثمي في محمع الزوائد (5/ 191)، وقال: "رواه أبو يعلى، وفيه من لم أعرفهم". وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ 28/ أ) وسكت عنه. وأما طريق ربيعة بن ناجد عن علي، فذكره الدارقطنىِ في علله (3/ 198: 359)، وقال بعد ما أورد طرقه: "والموقوف أشبه بالصواب". وله طريق آخر من رواية عمارة بن رويبة، وسبق ذكره في التخريج، لكن فيه محمَّد ابن جابر اليمامي ضعيف. وهذه الأسانيد يقوي بعضها بعضًا، والله أعلم.
2106 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ صَالِحِ بْنِ قُدَامَةَ الْجُمَحِيِّ، ثنا هَارُونُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمِ بْنِ أَبِي قُتَيْلَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ محمَّد بْنِ يَحْيِي بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ قال: أحجمت (¬1) عَلَيْنَا السَّنَةُ نَابِغَةَ بْنَ جَعْدَةَ وَنَحْنُ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَكَّةَ، فَوَقَفَ (¬2) بعدما صلّى الصبح بالناس بالمسجد (¬3) الحرام، فقال: حَكَيْتُ لَنَا الصِّدِّيقَ لَمَّا وَلِيتَنَا ... وَعُثْمَانَ وَالْفَارَوُقَ فَارْتَاحَ مُعدِمُ أَتَاكَ أَبُو لَيْلَى يُشَقُّ بِهِ الدُجى ... دُجي اللَّيْلِ جوّابُ الْفَلَاةِ عَثَمْثَمُ لَتَرْفَعَ مِنْهُ جَانِبًا ذَعْذَعَتْ بِهِ ... صُرُوفُ اللَّيَالِي والزمانُ الْمُصَمْصَمُ [فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ] (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "امْسِكْ عَلَيْكَ أَبَا لَيْلَى، فَإِنَّ الشِّعْرَ أَهْوَنُ وَسَائِلِكَ عَلَيْنَا، أَمَّا صَفْوَةُ مَالِنَا، فلآلِ الزُّبَيْرِ، وَأَمَّا عَفْوَتُهُ، فَإِنَّ بَنِي أَسَدٍ (¬5) تَشْغَلُنَا عَنْكَ، وَلَكِنْ لَكَ فِي مَالِ اللَّهِ حَقَّانِ، حَقٌّ بِرُؤْيَتِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَحَقٌّ بِشِرْكَتِكَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ"، وَأَمَرَ أَنْ تُوَقَّرَ لَهُ الرِّكَابُ حَبًّا وَتَمْرًا، فَجَعَلَ أَبُو لَيْلَى يُعَجِّلُ وَيَأْكُلُ مِنَ التَّمْرَ وَالْحَبَّ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ لَهُ: "لَقَدْ بَلَغَ بِكِ الْجَهْدُ أَبَا لَيْلَى "فَلَمَّا قَضَى نَهْمَتَهُ قَالَ": أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَا وَلِيَتْ قُرَيْشٌ فعدلت، ¬
وَاسْتُرْحِمَتْ فَرَحِمَتْ، وَحَدَّثَتْ فَصَدَقَتْ، وَوَعَدَتْ خَيْرًا فَأَنْجَزَتْ (¬6)، فَأَنَا وَالنَّبِيُّونَ عَلَى الْحَوْضِ فَرطٌ (¬7) لِلْقَاصِفِينَ"، قَالَ: "وَالْقَاصِفُونَ الَّذِينَ يُرْسِلُونَ الْمَاءَ عَلَى الْحَوْضِ دَفْعَةً وَاحِدَةً". قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: الْمَالُ الْإِبِلُ. ¬
2106 - تخريجه: أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه كما في الإصابة (10/ 120)، ومن طريقه الطبري في تاريخه كما في الإصابة (10/ 121)، وابن السكن كما في الإصابة (10/ 122)، والطبراني في معجمه الكبير (18/ 364: 933)، ومن طريقه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان مختصرًا جدًّا (1/ 74)، جميعهم من طريق الزبير بن بكّار عن يحيى بن أبي قتيلة، به بنحوه مطوّلًا.
الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف، مداره على سليمان بن محمَّد بن يحيى، هو وأبوه مجهولا الحال. وفيه أيضًا عبد العزيز بن صالح لم أجد له ترجمة، وهارون بن أبي بكر لم يذكره سوى ابن حبّان في ثقاته، وابن حبّان يوثق المجاهيل. والحاصل أن هذا الإسناد مسلسل بالمجاهيل.
3 - باب كيفية البيعة في الإسلام
3 - بَابُ كَيْفِيَّةِ الْبَيْعَةِ فِي الإِسلام (¬1) 2107 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَقَدْ مَاتَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ لِعُمَرَ: ارْفَعْ يدك أُبايعك عَلَى مَا بايعتُ عَلَيْهِ صَاحِبُكَ قَبْلَكَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ مَا استطعتُ. [2] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ نَحْوَهُ، وَفِي آخَرِهِ: يَعْنِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبَا بَكْرَ الصديق رضي الله عنه. ¬
2107 - تخريجه: لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند ابن أبي شيبة ولا في المصنف له. وهو عند الطيالسي في مسنده (ص 286: 2150). وذكره في كنز العمال (1/ 320: 1499)، وعزاه للطيالسي وابن سعد وابن أبي شيبة.
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لضعف علي بن زيد بن جدعان. وضعّفه البوصيري في الإتحاف (4/ 29/ ب) بهذه العلّة. وهو مرسل؛ لأنّ علي بن زيد بن جدعان لم يدرك أنسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
2108 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ أَبِي الْعَفِيفِ (¬1) قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يُبَايِعُ النَّاسَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَجْتَمِعُ إِلَيْهِ الْعِصَابَةُ فَيَقُولُ لَهُمْ: "بايِعُوني عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ ثُمَّ لِلْأَمِيرِ"، فَتَعَلَّقْتُ بِسَوْطِي وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ مُحْتَلِمٌ أَوْ نَحْوُهُ، فَلَمَّا خَلَا مَنْ عِنْدَهُ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أُبايِعك عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِلْأَمِيرِ، قال: فصعّد في البصر (¬2) وصوّبه. ¬
2108 - تخريجه: هو عند الحارث في مسنده كما في بغية الباحث عن زوائد الحارث للهيثمي (2/ 631: 601)، وزاد في آخره "أُرِيت أني أعجَبتُه". ومن طريق الحارث بن أبي أسامة أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 296/ أ). وأخرجه عبد الرزاق في المصنّف (11/ 331: 20688) عن معمر عن جعفر بن برقان، به بنحوه.
الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، وأبو العفيف لم يتبين لي حاله، ولم أجد من نصّ على صحبته. والذي يظهر من سياق القصّة أنه من الطبقة الأولى من التابعين إن لم يكن صحابيًا.
2109 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي عبد الحميد بن بهرام عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النِّسَاءَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْبَيْعَةِ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَحْسِرُ لَنَا عَنْ يَدِكَ؟ فَقَالَ: إني لا أصافح النساء (¬1). * إسناده حسن. ¬
2109 - تخريجه: هو عند إسحاق بن راهويه في مسنده (4/ 266/ أ). وأخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 6) من طريق وكيع عن عبد الحميد بن بهرام به، وذكر المرفوع منه فقط. وأخرجه أحمد في مسنده (6/ 454، 459) من طريق ابن خثيم، والحميدي في مسنده (1/ 181: 368) من طريق ابن أبي الحسن، والدولابي في الكنى (2/ 128) من طريق المقدام بن ثابت، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 293) من طريق عثمان بن عبد الملك، وابن عبد البر في التمهيد (12/ 244) من طريق المقدام بن ثابت أيضًا، أربعتهم عن شهر بن حوشب، به بنحوه. ولفظ الدولابي مختصر. ولمتنه شاهد صحيح من حديث أميمة بنت رقيقة، وفيه: " .. إني لا أصافح النساء، إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة". وسيأتي تخريجه مفصّلًا عند الحديث رقم (2111) -إن شاء الله تعالى-.
الحكم عليه: إسنادُ إسحاق حسن كما نصّ المُصنِّف؛ لوجود شهر بن حوشب في سنده، وهو =
= مختلف فيه، وحديثه حسن. وبقية بن الوليد صدوق في غير الشاميين، وقد صرّح هنا بالسماع، فأمنّا تدليسه، ثم إنه قد توبع عليه بـ (وكيع). والحديث صحّحه الشيخ الألباني في صحيحته (2/ 52: 529). ولمتنه شواهد تقدم بعضها في التخريج، ويأتي له شاهدًا آخر عند الحديث رقم (2111).
2110 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا الْأَحْوَلَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَايَعْتُهُ وَأَنَا غُلَامٌ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ، هي لنا وهي علينا، فضحك وبايعني (¬1). ¬
2110 - تخريجه: لم أقف عليه عند غير مسدّد.
الحكم عليه: إسناد رجاله ثقات غير عمرو بن عطية، فلم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا.
2111 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَتْنِي غِبْطَةُ أُمُّ عَمْرٍو -عَجُوزٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ-، حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي، عَنْ جَدَّتِي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ (¬1) بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِتُبَايِعَهُ، فَقَالَ: اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ (¬2)، قَالَتْ: فَذَهَبَتْ فَغَيَّرَتْهَا بِحِنَّاءَ (¬3)، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكِي باللهِ شَيْئًا وَلَا تَسْرِقِي وَلَا تزني، قالت: أو تزني الْحُرَّةُ! قَالَ: وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ، قَالَتْ: وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا أَوْلَادًا نَقْتُلَهُمْ، قَالَتْ: فَبَايَعْتُهُ، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ وَعَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ: مَا تَقُولُ فِي هَذَيْنِ السِّوَارَيْنِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: جَمْرَتَانِ مِنْ جَمْرِ جهنّم (¬4). ¬
2111 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (8/ 194: 4754)، بلفظه. وأورده الهيثمي في المقصد العلى (7 ب). ومن طريق أبي يعلى أخرجه المزّيّ في تهذيب الكمال (35/ 245، 246). وأصله في سنن أبي داود مختصرًا: أخرجه أبو داود في الترجّل، باب في الخضاب للنساء (4/ 395: 4165) من طريق مسلم بن إبراهيم عن غبطة أمّ عمرو، به بلفظ: أنّ هندًا بنت عتبة قالت: يا نبيّ الله، بايِعْني، قال: "لا أبايعكِ حتى تُغيِّرِي كفيك، كأنّهما كفّا سبع". ولم أقف عليه من هذا الطريق عند غير أبي يعلى. =
= وله شاهد بنحوه دون قوله: "جمرتان من جمر جهنم"، وبعضهم رواه مختصرًا جدًا. أخرجه الترمذي في السير، باب ما جاء في بيعة النساء (4/ 129: 1597)، والنسائي في البيعة، باب بيعة النساء (7/ 149: 4181)، وابن ماجه في الجهاد، فيه (2/ 959: 2874)، وأحمد (6/ 357)، والطيالسي (ص 225: 1621)، والحميدي (163: 341)، والطبراني في الكبير (24/ 186: 470)، وابن حبّان (10/ 417: 4553 أرناؤوط)، والحاكم (4/ 71) من طرق عن محمَّد بن المنكدر عن أميمة بنت رقيقة بنحو حديث الباب دون قوله: "جمرتان من جمر جهنَّم". وأخرجه أيضًا مالك في الموطّأ (2/ 982، 983)، ومن طريقه أحمد في المسند (6/ 357)، والطبراني في الكبير (24/ 186، 187: 471)، والبيهقيّ في الكبرى (8/ 146) من طريق محمَّد بن المنكدر، به.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف، فيه عمّة غبطة لا يعرف حالها كما في التقريب (ص 757)، وفيه جدّة غبطة أيضًا لم أعرف من هي. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 40): "رواه أبو يعلى، وفيه من لم أعرفهنّ".
4 - باب تأييد الدين أحيانا بمن لا خلاق له
4 - بَابُ (¬1) تَأْيِيدِ الدِّينِ أَحْيَانًا بِمَنْ لَا خلَاقَ لَهُ 2112 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُؤَيِّدُ الإِسلام برجال (¬2) ما هم من أهله". ¬
2112 - تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (5/ 305) وكشف الخفا (1/ 235) من طريق الإفريقي، به بلفظه.
الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لأجل عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْأَفْرِيقِيِّ. وضعّفه بهذه العلّة البوصيري في إتحاف الخيرة المجرّدة (2/ 96/ ب). وقال الشيخ الألباني في صحيحته (4/ 207): "وهو بهذا اللفظ منكر عندي؛ لمخالفته لألفاظ الثقات، والله أعلم". ويشهد لمتنه الحديث التالي برقم (2113) وهو صحيح.
2113 - وقال مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد عن الْأَعْمَشِ عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: قَالَ [عَامِرُ بْنُ عَبَدَةَ] (¬1) سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّين بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ. صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ (¬2)، لَكِنْ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ عاصم عن زرّ عن عبد الله (¬3). ¬
2113 - تخريجه: أخرجه ابن حبّان في صحيحه (10/ 377: 4518 طبعة الأرناؤوط)، والطبراني في معجمه الكبير (9/ 185، 225: 8913، 9094)، ومحمد بن مخلد في (المنتقى من حديثه) كما في الصحيحة (4/ 205)، جميعهم من طريق سفيان عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عبد الله بن مسعود، به بلفظه. وهذا طريق إسناده حسن. ولمتنه شاهد صحيح من حديث أبي هريرة مطولًا، وفيه قصّة .. وفي آخره " .. وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر". أخرجه البخاري في الجهاد، باب إن الله ليؤيد الدين بالرجل الفاخر (6/ 207: 3063)، ومسلم في الإيمان , باب غلظ تحريم قتل الإنسان، وأحمد (9/ 402) وغيرهم. وله شواهد أخرى عن جمع من الصحابة. =
= الحكم عليه: إسناد مسدّد صحيح، وله طريق أخرى عن زرّ عن ابن مسعود، وإسنادها جيّد، وقد تقدم ذكرها عند تخريج الحديث. ومتنه له شواهد، منها حديث أبي هريرة عند الشيخين وغيرهما، وسبق الكلام عليه في تخريج الحديث. والحديث صححه الألباني في سلسلته الصحيحة (4/ 205: 1649).
5 - باب تقدم الأقرأ في الإمرة على الأشرف والأسن
5 - باب تقدُّم الأقرأ في الإِمرة على الأشرف (¬1) والأسنّ 2114 - قَالَ أَحْمَدُ بَنْ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيلة (¬2) يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْسَلَ سَرِيَّةً فَاسْتَقْرَأَهُمْ، فَقَرَأَ شَيْخٌ ثُمَّ قَرَأَ شَابٌّ فَاسْتَعْمَلَهُ، فَقَالَ الشَّيْخُ: استعملتَه عليّ وأنا أكبر منه سنًّا؟ فقال -صلى الله عليه وسلم- "إنّه أكثر منك قرآنًا". ¬
2114 - تخريجه: أورده البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 51/ أ) من مسند أحمد بن منيع ولم يعزه لغيره. ولمتنه شاهد من حديث أبي مسعود الأنصاري مطولًا يرفعه، وفيه: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله". أخرجه مسلم في المساجد، باب من أحقّ بالإمامة (1/ 465: 291)، وأبو داود في الصلاة، باب من أحقّ بالإمامة (1/ 390: 582)، والترمذي فيه =
= (1/ 458: 235)، والنسائي (2/ 76)، وابن ماجه فيه (1/ 313: 980)، وأحمد (4/ 118)، وأبو عوانة (2/ 35 - 36)، والحاكم (1/ 243)، والبيهقي (3/ 90) وغيرهم.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف، لضعف موسى بن عبيد. وضعّفه البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 51/ أ) بهذه العلة.
2115 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ حَبِيبِ بن أبي ثَابِتٍ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى حَدَّثَهُ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَى مَكَّةَ (¬1)، فَاسْتَقْبَلَنَا أَمِيرُ مَكَّةَ نَافِعُ بْنُ عَلْقَمَةَ (¬2) وَتُسُمِّيَ بِنَافِعٍ عَمٌّ لَهُ، فَقَالَ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ؟ قَالَ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى، قَالَ: عمدت إلى رجل من الموالي واستخلفته عَلَى مَنْ بِهَا مِنْ قُرَيْشٍ وَأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: نَعَمْ وَجَدْتُهُ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ (¬3)، وَمَكَّةُ أَرْضٌ مُحْتَضَرَةٌ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَسْمَعُوا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رَجُلٍ حَسَنِ الْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: نِعْم مَا رأيتَ، إِنَّ (¬4) عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى مِمَّنْ يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِالْقُرْآنِ. * رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، وَفِيهِ نَظَرٌ, لأن عبد الرحمن يَصْغُرُ عَنْ ذَلِكَ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه، بغير هذا السِّيَاقِ، وَفِيهِ الْقِصَّةُ بِالْمَعْنَى، وَقَالَ فِيهِ: فَتَلَقَّاهُ نافع بن عبد الحارث الخزاعي، وهو المحفوظ. ¬
2115 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولا في المقصد العلي، ولعلّه في المسند الكبير. وأورده ابن حجر في الإصابة (10/ 132) من مسند أبي يعلى، ولم يعزه لغيره. ولم أقف عليه من هذا الطريق، لكن له عن عمر طريق آخر بغير هذا السياق والمعنى واحد، وقال فيه: "نافع بن عبد الحارث بدل (نافع بن علقمة) ". أخرجه مسلم في صلاة المسافر، باب فضل من يقوم بالقرآن .. (1/ 559: 817)، وابن ماجه في باب فضل من تعلم القرآن (1/ 78 - 79: 218)، وأحمد (1/ 35)، وابن سعد (5/ 462)، والفاكهي في أخبار مكة (3/ 165: 1924)، والبيهقي في الكبرى (3/ 89)، كلّهم من طرق عن الزهري، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن عمر به بمعناه. وذكره السيوطي في الجامع الكبير (1/ 185)، وعزاه إضافة إلى من سبق إلى ابن حبّان وأبي عوانة.
الحكم عليه: الأثر أورده الحافظ في الإصابة (10/ 133)، وقال: "سنده قوي، إلَّا أن فيه غلطًا في تسمية أبيه، فالقصّة معروفة لنافع بن عبد الحارث ... وفي أمراء مكة نافع بن علقمة بن صفوان، لكنه ليس خزاعيًا، ولا أدرك عمر .. ". قلت: رجال إسناده ثقات، لكن رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر مرسلة. وأشار المصنف إلى هذا في الأصل، حيث قال: "وعبد الرحمن يصغر عن هذا -أي عن حضور الحادثة-. ولعلّ الوهم فيه من الحسين بن واقد، فإنه ثقة له أوهام، وقال عنه ابن حبّان: " ... ربما أخطأ في الروايات ... ". =
= ويدل على ذلك أن الحديث جاء من طريق حبيب بن أبي ثابت من غير رواية الحسين بن واقد، فكان على الصواب. أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (3/ 164 - 165: 1925) من طريق الثوري عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الطفيل به بمثل رواية مسلم المتقدمة في التخريج، وهي المحفوظة، والله أعلم.
6 - باب القيام على رأس الأمير بالسيف
6 - بَابُ الْقِيَامِ عَلَى رَأْسِ الْأَمِيرِ بِالسَّيْفِ 2116 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَعُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ يُكَلِّمُهُ، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ: لَتَكُفَّنَّ يَدَكَ أَوْ لَا تَرْجِعُ إِلَيْكَ، وَالْمُغِيرَةُ يَتَقَلَّدُ (¬1) سَيْفًا، فَقَالَ عُرْوَةُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُ أَخِيكَ الْمُغِيرَةُ، فَقَالَ: يَا غُدَرُ، مَا غَسَلْتُ رَأْسِي مِنْ غَدْرَتِكَ. * هذا الحديث صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ فِي قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ مِنْ رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عن المسور. ¬
2116 - تخريجه: لم أقف عليه في المصنف، ولعلّه في المسند له. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه (7/ 53: 4564) من طريق أبي عمّار -هو الحسن بن حريث- عن وكيع به بلفظه، وفيه: "فجعل عروة يتناول لحية النبي -صلى الله عليه وسلم- ويحدّقه". وهو قطعة من حديث طويل في صحيح البخاري في قصّة الحديبية. أخرجه البخاري في الشروط، باب الشروط في الجهاد .. (5/ 388: 2731)، =
= وأحمد في المسند (4/ 328 - 331)، وعبد الرزاق في المصنف (5/ 330: 9720)، والبيهقي في الكبرى (5/ 215) و (9/ 218 - 221)، وفي دلائل النبوّة (4/ 99 - 108) جميعهم من طريق الزهري عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان. وأخرجه مطوّلًا ومختصرًا: أبو داود في الجهاد، باب في صلح العدوّ (3/ 194: 2765) وفي السنة (5/ 42: 4655)، والنسائي في الحجّ، باب إشعار الهدي (5/ 169 - 170: 2771 - 2772).
الحكم عليه: حديث الباب إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأورده الحافظ هنا وأصله في الصحيح، لأنه من رواية المغيرة نفسه، وفي الصحيح وغيرهما من رواية المسور ومروان. وصحّح إسناده الحافظ في الفتح (5/ 402).
7 - باب كراهية أن يحكم الحاكم وهو غضبان
7 - بَابُ كَرَاهِيَةِ أَنْ يَحْكُمَ الْحَاكِمُ وَهُوَ غَضْبَانُ 2117 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَطَبَ فَقَالَ: "أَمَا وَاللَّهِ مَا أَنَا بِخَيْرِكُمُ (¬1)، لَقَدْ كُنْتُ لِمَقَامِي هَذَا كَارِهًا، ولودِدتُ أَنَّ فِيكُمْ مَنْ يَكْفِينِي، أَفَتَظُنُّونَ أَنِّي أَعْمَلُ فِيكُمْ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إذا لَا أَقُومُ بِهَا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُعْصَمُ بِالْوَحْيِ وَكَانَ مَعَهُ مَلَكٌ، وَإِنَّ لِي شَيْطَانًا يَعْتَرِينِي، فَإِذَا غَضِبْتُ فَاجْتَنِبُونِي أَنْ لَا أُؤثر فِي أَشْعَارِكُمْ وَأَبْشَارِكُمْ، أَلَا فَرَاعُونِي، فَإِنِ اسْتَقَمْتُ فَأَعِينُونِي، وَإِنْ زِغْتُ فقوِّموني". قَالَ الْحَسَنُ: خُطْبَةٌ وَاللَّهِ، مَا خُطِب بِهَا بَعْدَهُ. [2] أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ. رَوَى أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬2) بعضه بمعناه. ¬
2117 - تخريجه: لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند إسحاق. وذكره في كنز العمّال (5/ 589 - 590) وعزاه لإسحاق بن راهويه وأبي ذرّ الهروي في الجامع. ولم أقف عليه من هذا الطريق، لكن له طريقًا آخر ذكره المصنف كما في الأصل. أخرجه أحمد في مسنده (1/ 13)، وأبو بكر المروزي في مسند أبي بكر الصديق (ص 132: 91) من طريق أبي بكر بن أبي النضر، كلاهما عن هاشم بن القاسم، عن عيسى بن المسيب البَجلي، عن قيس بن أبي حازم قال: إني لجالس عند أبي بكر الصديق خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بشهر، فذكر قصة، فنودي في الناس: إن الصلاة جامعة، وهي أول صلاة في المسلمين نودي بها: إن الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فصعد المنبر، شيئًا صُنع له كان يخطب عليه، وهي أول خطبة خطبها في الإِسلام، قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "يا أيها الناس، ولوددت أن هذا كفانيه غيري، ولئن أخذتموني بسنّة نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- ما أطيقها، إن كان لمعصومًا من الشيطان، وان كان لينزل عليه الوحي من السماء". ولفظ المروزيّ أطول بكثير من لفظ أحمد، وهو أقرب إلى لفظ حديث الباب. وأورده البزّار في البحر الزخّار (1/ 180: 100) من طريق بهلول بن عبيد عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ به مختصرًا بنحوه، وقال: "وهذا الحديث رواه بهلول بن عبيد عن إسماعيل عن قيس، ولم ندخله في مسند أبي بكر, لأنه إنما قال أبو بَكْرٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان يعصم بالوحي"، ولم يحك عنه شيئًا على أن بهلولًا ليس بالقويّ وإن كان قد حدّث عنه جماعة، فلم نذكر هذا الحديث لهذه العلّة". وبهلول بن عبيد هذا ضعيف جدًا كما في الميزان (1/ 355). =
= وأمّا سند أحمد، فقال عنه أحمد شاكر في تعليقه على المسند (1/ 80: 180): "إسناده حسن". والحديث ذكره شيخ الإسلام في منهاج السنة (8/ 266) في معرض ردّه على الرافضيّ وسكت عنه.
الحكم عليه: طريق إسحاق الأول فيه رجل مبهم، وأما الطريق الثاني، فضعيف، لضعف جرير ابن حازم. والحسن البصري لم يسمع من أبي بكر الصديق، وهو ثقة، لكنه يدلس ويرسل. وله طريق آخر عن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ به، وإسناده حسن كما تقدّم تخريجه، وهذا الطريق يقوّي مرسل الحسن والله أعلم.
8 - باب قصاص الأمير من عامله لرعيته
8 - بَابُ قِصَاصِ الْأَمِيرِ مِنْ عَامِلِهِ لِرَعِيَّتِهِ 2118 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَأْمُرُ عُمَّالَهُ فَيُوَافُونَهُ الْمَوْسِمَ، فَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي (¬1) لَمْ أَسْتَعْمِلْ عُمَّالَكُمْ -أَوْ قَالَ عُمَّالِي- لِيُصِيبُوا مِنْ أَبْشَارِكُمْ وَلَا مِنْ أَمْوَالَكُمِ وَلَا مِنْ أَعْرَاضِكُمْ (¬2)، وَلَكِنِّي إِنَّمَا اسْتَعْمَلْتُهُمْ عَلَيْكُمْ لَيَحْجِزُوا بَيْنَكُمْ وَلِيَقْسِمُوا فِيْكُمْ (¬3)، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ عِنْدَ أحد منهم فليقم، فَمَا قَامَ مِنْهُمْ يومئذٍ غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! عَامِلُكَ ضَرَبَنِي مِائَةَ سَوْطٍ، قَالَ: قُمْ فَاسْتَقِدْ مِنْهُ، فَقَالَ عَمْرُو بن العاص رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين إِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْ هَذَا عَلَى عُمَّالِكَ يَكُونُ سُنَّةً يُسْتَنُّ بِهَا بَعْدَكَ، [فَقَالَ]: (¬4) أَنَا لَا أُقِيدُ مِنْهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقِيدُ مِنْ نَفْسِهِ! قَالَ عَمْرٌو: دَعْنَا فَلْنُرْضِهِ، قَالَ: فَأَرْضُوهُ فَافْتَدَوْا مِنْهُ بِمِائَتَيْ دِينَارٍ، كُلُّ سَوْطٍ بِدِينَارَيْنِ. [2] أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَرَ [نَحْوَهُ] (¬5). قُلْتُ: (¬6) أَخْرَجَ أَحْمَدُ مَعْنَاهُ فِي حَدِيثٍ وَلَيْسَ فيه ما في آخره. ¬
2118 - تخريجه: لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند إسحاق. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 293) قال: "أخبرنا يزيد بن هارون". وابن شبّه في تاريخ المدينة (3/ 806) قال: "حدّثنا محمَّد بن حاتم، قال حدّثنا إسحاق بن يوسف"، كلاهما عن عبد الملك بن أبي سليمان به بنحوه. * تنبيه: وقع في تاريخ ابن شبّة (عبد الله بن أبي سليمان) بدل (عبد الملك بن أبي سليمان)، وهو خطأ بيّن؛ لأنه بالرجوع لترجمة عطاء بن أبي رباح من تهذيب الكمال (20/ 70) لم يرد في تلامذته من اسمه (عبد الله بن أبي سليمان)، وإنما (عبد الملك بن أبي سليمان)، وكذا بالرجوع لترجمة جرير بن عبد الحميد (4/ 540). وله طريق آخر. أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (11/ 324: 20662)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (المخطوط 13/ 95) عن معمر عن عاصم بن أبي النجود أن عمر بن الخطّاب كان إذا بعث عماله شرط عليهم ... وفيه قال: إني لم أسلطكم على دماء المسلمين، ولا على أعراضهم، ولا على أموالهم ... الحديث بنحوه. وله طريق آخر سيأتي تخريجه عند الحديث الآتي برقم (2119) مِنْ طَرِيقِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ أبي فراس، وهي الرواية التي أشار إليها المُصنّف بقوله (أَخْرَجَ أَحْمَدُ مَعْنَاهُ فِي حَدِيثٍ، وَلَيْسَ فِيهِ ما في آخره). =
= الحكم عليه: إسناد إسحاق الأول رجاله ثقات، لكنه منقطع، لان عطاء بن أبي رباح لم يدرك عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، ولا سمع منه كما في جامع التحصيل (ص 237). وأما الطريق الثاني، ففيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف إضافة إلى العلّة الأولى. وللأثر طرق أوردتها في التخريج -وستأتي طرق أخرى في الحديث التالي- يقوّي بعضها بعضًا، وإن كانت لا تخلو من ضعف.
2119 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ الجُريري عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ [أَبِي فِرَاسٍ] (¬1) قَالَ: [خَطَبَنَا] (¬2) عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا كُنَّا نَعْرِفُكُمْ إِذْ بَيْنَ (¬3) أَظْهُرِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: وَإِنِّي لَا أُرْسِلُ عُمَّالِي لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ .. -فَذَكَرَهُ- فَوَثَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَرَأَيْتَكَ (¬4) لَوْ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانَ عَلَى رَعِيَّةٍ فَأَدَّبَ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ إِنَّكَ لَتَقُصُّهُ مِنْهُ؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي نفسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، وكيف لا أقصّ (¬5) مِنْهُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقصّ مِنْ نَفْسِهِ، أَلَا لَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفّرونهم (¬6)، ولا [تجمّروهم] (¬7) فتفتنوهم (¬8)، ولا تُنزِلوهم (¬9) الغِياض فتُضيِّعوهم. [2] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حدثني سعيد الجريري بطوله. ¬
= 2119 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (1/ 174 - 175: 196) بلفظه. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (المخطوط 13/ 95)، ومن طريقه أيضًا الضياء في المختارة كما في مسند الفاروق (2/ 544). وأخرجه أحمد في مسنده مطوّلًا (1/ 41)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (24/ 84)، وابن أبي شيبة في المصنّف (10/ 480: 1005)، كلاهما عن إسماعيل ابن عليّة، وابن سعد في طبقاته مطوّلًا (3/ 280 - 281) من طريق حمّاد بن سلمة، وابن شبّة في تاريخ المدينة بنحوه مطوّلًا (3/ 807) عن يزيد بن هارون، والفريابي في فضائل القرآن مختصرًا (ص 241 - 242 - 242: 170 - 171 - 173) من طريق وهيب بن خالد وخالد بن عبد الله الواسطي وشعبة، والحاكم في المستدرك (4/ 439) من طريق عبد الله بن المبارك -وصحّحه على شرط مسلم-. سبعتهم عن سعيد الجريري به بألفاظ متقاربة، وبعضهم مختصرًا، وتمام لفظه كما في مسند أحمد (1/ 41) عن أبي فراس قال: "خطب عمر بن الخطاب فقال: يا أيها الناس، ألا إنّا إنما نعرفكم إذ بين ظهرينا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإذا ينزل الوحي، وإذ يُنبئنا الله من أخباركم، ألا وإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد انطلق وقد انقطع الوحي، وإنما نعرفكم بما نقول لكم: من أظهر منكم خيرًا ظننّا به خيرًا وأحببناه عليه، ومن أظهر منكم لنا شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه، سرائركم يينكم وبين ربكم، ألا إنه قد أتى علىَّ حينٌ وأنا أحسب أن من قرأ القرآن يريد الله وما عنده، فقد خُيّل إليَّ بآخرة، ألا إن رجالًا قد قرؤوه يريدون به ما عند الناس، فأريدوا الله بقراءتكم، وأريدوه بأعمالكم، ألا أني والله ما أرسل عمّالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم ليعلّموكم دينكم وسنتكم، فمن فُعِل به شيء سوى ذلك، فليرفعه إليّ، فوالذي نفسي بيده إذن لأقصَّنّه منه، فوثب عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين، أرأيت إن كان رجل من المسلمين على رعيّة فأدّب بعض رعيته أإنّك لمُقتصّه مِنْهُ؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي =
= نفس عمر بيده، إذن لأُقِصنَّه مِنْهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقصّ مِنْ نَفْسِهِ، أَلَا لَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ، ولا تجمّروهم فتفتنوهم، ولا تُنزلوهم الغياض فتُضيِّعوهم". ورواه عليّ بن المديني كما في مسند الفاروق (2/ 544) عن عبد الأعلى وربعي بن إبراهيم، كلاهما عن الجريري به بطوله، وقال: "إسناده بصريّ حسن". وأصل الحديث عند بعض أهل السنن مختصرًا. أخرجه أبو داود في الديّات، باب القود من الضربة مختصرًا (4/ 674: 4537) من طريق أبي إسحاق الفزاري، والنسائي في القسامة، باب القصاص من السلاطين (8/ 34: 4777) عن ابن عليّة مختصرًا جدًا، كلاهما عن الجريري به.
الحكم عليه: حديث الباب إسناده حسن، وقد تقدّم ذكر تحسين ابن المديني له في التخريج، وقال أيضًا كما في مسند الفاروق (2/ 544): "لا نعلم في إسناده شيئًا يطعن فيه، وأبو فراس رجل معروف من أسلم روى عنه أبو نضرة وأبو عمران الجوني". وقد انتقاه الضياء في كتابه (المختارة) كما في مسند الفاروق (2/ 544)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 211): "رواه أحمد في حديث طويل، وأبو فراس لم أر من جرّحه ولا وثّقه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح". وحسّن إسناده أيضًا أحمد شاكر في تعليقه على المسند (1/ 278). ولمتنه شواهد عن عمر من طرق أخرى تقوّيه، تقدّمت عند تخريج الحديث الذي قبله.
9 - باب ذكر تفسير قول عمر رضي الله عنه "رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقيد من نفسه"
9 - بَابُ ذِكْرِ تَفْسِيرِ قَوْلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقِيدُ مِنْ نَفْسِهِ" 2120 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ محمَّد المُوَقَّريّ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬1)، عَنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ: رَغِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ فِي الْجِهَادِ، فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ حَتَّى غَمُّوهُ، وَفِي يَدِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جريدة قد نُزع [سُلّاؤُها] (¬2) وبقيتْ [سُلّاءة] (¬3) لم يُفطنْ بها، وقال: تأخّروا عني -هكذا- فقد غممتموني، فأصاب النبي بَطْنَ رَجُلٍ فَأَدْمَى الرجلُ، فَخَرَجَ (¬4) وَهُوَ يَقُولُ: هَذَا فِعْلُ نَبِيِّكَ فَكَيْفَ بِالنَّاسِ؟ فَسَمِعَهُ عُمَرُ رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ: انطلِقْ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- , فَإِنْ كَانَ هُوَ أَصَابَكَ فَسَوْفَ يعطيك الحقّ، وان كنت كذبت لأرعبنّك (¬5) بمعاملتك حَتَّى [تُحْدِثَ] (¬6)، فَقَالَ الرَّجُلُ: انطلِقْ بِسَلَامٍ، فَلَسْتُ أريد أن ¬
أَنْطَلِقَ مَعَكَ، قَالَ: مَا أَنَا (¬7) بِوَادِعِكَ، فَانْطَلَقَ به عمر رضي الله عنه، حتى أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكَ أَصَبْتَهُ وَدَمَّيْتَ بطنَه، فَمَا تَرَيْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أحقا أَنَا أصبتُك؟ "، قَالَ الرَّجُلُ: نَعَمْ يَا نَبِيَّ الله، قال -صلى الله عليه وسلم-: "هَلْ رَأَى ذَلِكَ أَحَدٌ؟ "، قَالَ: قَدْ كَانَ ها هنا نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُد (¬8) شَهَادَةَ رَجُلٍ رَأَى ذَلِكَ إلَّا أَخْبَرَنِي"، فَقَالَ ناس مِنَ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ دَمَّيْتَهُ ولم تُرِدْه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "خذ لما أُصِبتَ مالًا وانطلِقْ"، فقال: لا، قال: "فهب لي ذلك"، قال: لا أفعل، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "فتريد ماذا؟!، قال: أريد أن أستقيد منك يا نبى الله، فقال -صلى الله عليه وسلم-:"نَعَمْ"، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: اخْرُجْ مِنْ وَسَطِ هَؤُلَاءِ، فَخَرَجَ مِنْ وَسَطِهِمْ وَأَمْكَنَ الرَّجُلَ مِنَ الجريدة يستقيد منه -صلى الله عليه وسلم-، فكشف عن بطنه وجاء عمر رضي الله عنه، لِيُمْسِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ خَلْفِهِ، فَقَالَ: عَثَرْتَ بِنَعْلِكَ وَأَنْكَسَرَتْ أَسْنَانُكَ. فَلَمَّا دَنَا الرَّجُلُ لِيَطْعَنَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَلْقَى الْجَرِيدَةَ وَقَبَّلَ سُرَّتَهُ، وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَذَا الَّذِي أردتُ لِكَيْمَا يُقْمَعَ الجبّارون من بعدك، فقال عمر رضي الله عنه: لأنت أوثق عملًا منّي. ¬
2120 - تخريجه: هو عند أبي يعلى في مسنده (10/ 127 - 128 - 129: 5754) بلفظه. وأورده الهيثمي في المقصد العلي من زوائد مسند أبي يعلى الموصلي (71/ أ). ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 77). =
= الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه الوليد بن محمَّد وهو متروك. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 289): "رواه أبو يعلى، وفيه الوليد بن محمَّد المُوقري، وهو متروك".
10 - باب تأديب الأمير عامله إذا احتجب عن الرعية أو ترفع عليهم
10 - بَابُ تَأْدِيبِ الْأَمِيرِ عاملَه إِذَا احْتَجَبَ عَنِ الرَّعِيَّةِ أَوْ تَرَفَّعَ عَلَيْهِمْ 2121 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا أبو حيان التميمى عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إن سَعْدًا اتَّخَذَ بَابًا ثُمَّ قَالَ: انْقَطَعَ الصَّوِيتُ (¬1) فبعث إلى محمَّد بن مسلمة رضي الله عنه، فأتاه فقال: انطلِق إلى سعد فأحْرِقْ بابه، ثم خذ بيده وأخْرِجه إلى الناس وقيل: ها هنا فاقعدْ للناس، قال: فَبَعَثَ محمَّد (¬2) غلامَه (¬3) مَكَانَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ (¬4) فَأَمَرَهُ أن يأتيه براحلتين وزادٍ عِنْدِ أَهْلِهِ، وَانْطَلَقَ يَمْشِي قِبَلَ الْكُوفَةِ حَتَّى قَدِمَ جَبَّانَةَ الْكُوفَةِ، فَرَأَى نَبَطِيًّا يَدْخُلُ الْكُوفَةَ بِقَصَبٍ عَلَى حِمَارٍ يَبِيعُهُ، فَابْتَاعَهُ مِنْهُ وَشَرَطَ عَلَيْهِ أَنْ يُلْقِيَهُ عِنْدَ بَابِ الْأَمِيرِ، فَجَاءَ حتى ألقى قصبه عند باب الأمير، فأورى زنده، فأتى سعد فقيل: إن ها هنا رَجُلًا (¬5) أَسْوَدَ طَوِيلًا عَظِيمًا بَيْنَ إِزَارٍ وَرِدَاءٍ عليه عمامة خزّ ¬
قانية عَلَى غَيْرِ (¬6) قَلَنْسِيَةٍ (¬7)، فَقَالَ: ذَاكَ مُحَمَّدُ بْنُ مسلمة، دعوه يبلغ حاجته لا يعرض لَهُ إِنْسَانٌ بِشَيْءٍ، فَأَحْرَقَ الْبَابَ حَتَّى صَارَ فحمًا، ثم خرج إليه سعد فسأله، وحلف بِاللَّهِ مَا تَكَلَّمَ بِالْكَلِمَةِ الَّتِي بَلَغَتْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَقَدْ بَلَّغَهُ كَاذِبٌ، قَالَ: فَعَرَضَ عَلَيْهِ المنزل ليدخل فأبى، وانصرف مكانه راجعًا، قال: فَاتَّبَعَهُ سَعْدٌ بِزَادِهِ، فَرَدَّهُ (¬8) مَعَ رَسُولِهِ وَقَالَ: ارْجِعْ بِطَعَامِكَ إِلَى صَاحِبِكَ، فَإِنَّ لَهُ عِيَالًا وَإِنَّ مَعَنَا فَضْلَةً مِنْ زَادِنَا. قَالَ: فَسَارَ فأرملا أيّامًا، فكان أول ما أدركنا مِنَ الْإِنْسِ امْرَأَةً فِي غَنَمٍ (¬9)، فَقَامَ محمَّد بْنُ مَسْلَمَةَ يُصَلِّي، وَانْطَلَقَ الْغُلَامُ حَتَّى بَايَعَ صاحبة (¬10) الغنم بشاة صَغِيرَةً مِنْ غَنَمِهَا بِعِصَابَةٍ كَانَتْ عَلَيْهٍ، قَالَ: فَصَرَعَهَا يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهَا (وَمُحَمَّدٌ قَائِمٌ يُصَلِّي) (¬11)، فأشار إليه أن لا يذبحها (¬12)، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: مَا هَذِهِ الشَّاةُ؟ فَإِنْ كَانَ فِي الْغَنَمِ صَاحِبُهَا فبايِعْه أَوْ سَلِّمْ بَيْعَ الْأَمَةِ (¬13) فَأَقْبِلْ بِهَا، وَإِنْ كَانَتْ إِنَّمَا هي راعية فرُدّها، فَإِنَّ الْجُوعَ خَيْرٌ مِنْ مَأْكَلِ السُّوءِ، قَالَ: ثُمَّ سَارَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه، فأخبره بالذي كان وبما أتبعه سعد فردّه مع رسوله، فقال عمر رضي الله عنه: وما منعك أن تقبل منه؟. ¬
قلت (¬14): رجاله ثقات، لكن فيه انقطاعًا. [2] وقال مسدّد: حدّثنا يحيى عن أبي حبّان قَالَ: سَمِعْتُ عَبَاية بْنَ رِفاعة (¬15) يَقُولُ: بَلَغَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ سَعْدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، اتَّخَذَ بَابًا ثُمَّ قَالَ: انْقَطَعَ الصُّوْتُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَحَرَّقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ محمَّد بْنُ مَسْلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِيَدِهِ فأخرجه وقال: ها هنا اجْلِس لِلنَّاسِ، فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَحَلَفَ لَهُ مَا تَكَلَّمْتُ الْكَلِمَةَ الَّتِي بلغتْ أميرَ المؤمنين. ¬
2121 - تخريجه: لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند إسحاق. وأخرجه ابن المبارك في الزهد (1/ 181: 516) عن زياد بن أيوب، عن إسماعيل بن علية به بنحوه. وأخرجه أيضًا (1/ 181: 517) عن يحيى بن سعيد القطّان به بنحوه. وأخرجه أيضًا (1/ 179: 513) عن ابن عيينة، عن عمر بن سعيد، عن أبيه، عن عباية به بطوله. وأخرجه أيضًا (1/ 181: 515) عن سفيان الثوريّ، عن أبيه، عن عباية به مختصرًا. ولم أقف عليه عند غير ابن المبارك، وذكره في الكنز (5/ 768 - 769) وعزاه لإسحاق ومسدد وابن المبارك. وأخرج القصة ابن عساكر في تاريخ دمشق (المخطوط 7/ 169 - 170) من طريق ابن سعد مختصرًا، وفي إسناده الواقدي وهو متروك. =
= الحكم عليه: رجال إسناد إسحاق كلّهم ثقات، غير أنه منقطع كما ذكر المصنّف في الأصل، لأن عباية بن رفاعة لم يسمع من عمر رضي الله عنه، ولا أدركه، فروايته مرسلة كما نصّ على ذلك أبو زرعة (جامع التحصيل ص 207). وله طريق آخر عند ابن عساكر في تاريخه كما تقدّم في التخريج، لكن فيه الْوَاقِدِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
2122 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الوكيعى، ثنا يحيى ابن آدَمَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ قال: إن غرَفَة بن الحارث رضي الله عنه، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: وَقَالَ غَرَفَة لعمرو بن العاص رضي الله عنه: إِنَّكَ إِذَا جَلَسْتَ مَعَنَا اتكأتَ (¬1) بَيْنَ أَظْهُرِنَا، فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنَّكَ إِنْ عدتَ، كتبتُ إِلَى عمر رضي الله عنه، فعاد عمرو رضي الله عنه، فَكَتَبَ غَرَفَة فَجَاءَ قَاصِدُ عُمَرَ إِلَى عَمْرٍو رضي الله عنه، [فقال] (¬2): بَلَغَنِي أَنَّكَ إِذَا جَلَسْتَ مَعَ أَصْحَابِكَ اتَّكَأْتَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ كَمَا يَفْعَلُ الْأَعَاجِمُ، فَلَا تَفْعَلْ، اجْلِسْ مَعَهُمْ مَا جلستَ، فَإِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فافعل ما بدا لك. قال عمرو لغرفة رضي الله عنه: قد أثبتَ على عند عمر، فقال غَرْفَةُ: مَا عهدتَني كَذَّابًا، قَالَ: فَكَانَ عَمْرٌو رضي الله عنه، بعد ذلك يريد أن يتكىءَ فَيَذْكُرُ فَيَجْلِسُ وَيَقُولُ: اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ غَرْفَةَ، قال: (وخرجوا ذات يومٍ فكان يومَ ضَبَابٍ فَتَقَدَّمَ فَرَسُ غَرَفَة فرسَ عَمْرٍو) (¬3)، فَقَالَ عمرو: وما يومي من غرفة بواحد، فَقِيلَ لِغَرْفَةَ: إِنَّ الْأَمِيرَ قَالَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: إِنِّي لَمْ أُبْصِرْهُ مِنَ الضَّبَابِ، قِيلَ: فاعتذِرْ له، قال: لا تعوّدوهم هَذَا، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَتَاهُ فَقَالَ: إني لم أبصرك من الضباب، فقال: اللهم غفرًا (¬4) , لو شئتَ أمسكتَ فرسك، فقال: وَاللَّهِ لوددتُ لَوْ رَمَى بِكَ فِي أَقْصَى حَجَرٍ فِي الْمَرْجِ، أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ بِالضَّبَابِ، وَإِنِّي لَمْ أُبْصِرْكَ وَتَقُولُ اللَّهُمَّ غُفْرًا، فَقَالَ عَمْرٌو: يَا أَبَا الْحَارِثِ، قَدْ رَأَيْتُكَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ كَذَا وَكَذَا عَلَى فَرَسٍ ذَلُولٍ [أَفَلَا نَحْمِلُكَ] (¬5) عَلَى فَرَسٍ، قَالَ: مَا عهدتُك يَا عَمْرُو تَحْمِلُ على الخيل، فمن أين هذا؟. ¬
2122 - تخريجه: لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولا في المقصد العلى للهيثمي. وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 263)، وعزاه للطبراني في الأوسط. وتقدّم طرف من هذا الحديث بهذا السند برقم (2032)، بَابُ هَدْرِ دَمِ مَنْ سَبَّ النَّبِيَّ -صَلَّى الله عليه وسلم-، وتكلّمتُ عليه هناك.
الحكم عليه: إسناد أبي يعلى حسن رجاله كلّهم ثقات غير كعب بن علقمة وهو صدوق. وقال البوصيري في إتحاف الخيرة كما في حاشية المطالب العالية المطبوع (2/ 218): "رواه أبو يعلى بسند صحيح". وقال الهيثميّ في مجمع الزوائد (6/ 263): "رواه الطبراني في الأوسط , وفيه عبد الله ابن صالح كاتب الليث وقد وُثّق، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات". قلت: ليس فيه عبد الله بن صالح، وقد خرّجته من طريق الطبراني عند الحديث المتقدم برقم (2032)، ونبّهتُ على هذا الوهم هناك.
11 - باب مشاطرة العامل إذا اتجر في مال الرعية
11 - بَابُ مُشَاطَرَةِ الْعَامِلِ إِذَا اتَّجَرَ فِي مَالِ الرَّعِيَّةِ (94) فِيهِ حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فِي قِصَّةِ مُعَاذٍ مَعَ أَبِي بَكْرٍ (¬2) وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، تقدّم في التفليس (¬3). ¬
12 - باب الوزير ورد الوزير أمر الأمير إذا رأى المصلحة في خلافه
12 - بَابُ الْوَزِيرِ (¬1) وَرَدِّ الْوَزِيرِ أَمْرَ الْأَمِيرِ إِذَا رَأْي الْمَصْلَحَةَ فِي خِلَافِهِ 2123 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمَّد الْمُحَارِبِيُّ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عبيدة قال: جاء عيينة بن حصن والأقرع بْنُ حَابِسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنَّ عِنْدَنَا أَرْضًا سَبِخَةً لَيْسَ فِيهَا كَلَأٌ وَلَا مَنْفَعَةٌ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُقطِعناها، قَالَ: فَأَقْطَعَهَا إِيَّاهُمَا وَكَتَبَ لَهُمَا عَلَيْهِ كِتَابًا وَأَشْهَدَ فِيهِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَيْسَ فِي الْقَوْمِ، فَانْطَلَقَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيُشْهِدَاهُ، فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا فِي الْكِتَابِ، تَنَاوَلَهُ مِنْ أَيْدِيهِمَا، ثُمَّ تَفَلَ فِيهِ فَمَحَاهُ، فَتَذَمَّرَا وَقَالَا لَهُ مَقَالَةً سَيِّئَةً، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَتَأَلَّفُ (¬2) والإِسلام يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ، وَإِنَّ اللَّهَ أَعَزَّ الإِسلام، فَاذْهَبَا فَاجْهَدَا عَلَيَّ، جَهْدِكُمَا، لَا أَرْعَى اللَّهُ عَلَيْكُمَا إنْ أرعيتما (¬3). ¬
13 - باب أجر الحاكم إذا اجتهد في الحق
13 - بَابُ أَجْرِ الْحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فِي الْحَقِّ ّ 2124 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، رَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي رَبِيعَةَ (أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ استُخلف قَعَدَ فِي بَيْتِهِ حَزِينًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ يَلُومُهُ، وَقَالَ: أَنْتَ كَلَّفْتَنِي هَذَا الْأَمْرَ) (¬1) وَشَكَى إِلَيْهِ الْحُكْمَ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَوَما علمتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الْوَالِيَ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ الْحَقَّ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ الْحَقَّ، فَلَهُ أَجْرٌ وَاحِدٌ"، فَكَأَنَّهُ سَهَّلَ عَلَى أَبِي بكر حديث عمر رضي الله عنهما. ¬
2124 - تخريجه: لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند إسحاق. وهو عند عبد الرزاق في مصنّفه (11/ 328: 20674) بلفظه تمامًا. ومن طريق إسحاق بن راهويه أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (6/ 73: 7530). وذكره في كنز العمّال (5/ 630) وعزاه -إضافة إلى من ذُكر- إلى خيثمة في فضائل الصحابة.
الحكم عليه: إسناده رجاله ثقات، لكنّه منقطع , لأنّ موسى بن إبراهيم لم يدرك عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
2125 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحرِز بْنُ عَوْنٍ، ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ (¬1)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ خَصْمَانِ يَخْتَصِمَانِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا عمرو، اقض بينهما"، قلت: يا بني اللَّهِ، أَنْتَ أَوْلَى بِذَلِكَ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَإِنْ كَانَ"، قُلْتُ: عَلَى مَاذَا أَقْضِي؟ قَالَ: "عَلَى إِنْ أصبتَ الْقَضَاءَ بَيْنَهُمَا، فَلَكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وإنْ اجتهدتَ فأخطأتَ، فَلَكَ حسنة واحدة". قلت: فرج ضعيف، والحديث في الصحيحين عن عمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِغَيْرِ السِّيَاقِ (¬2) وَفِيهِ: "إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ". 2126 - وَبِهِ إِلَى فَرَجٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ عَمْرٍو، إِلَّا أَنَّهُ قال: "أجور" بدل "حسنات". ¬
= أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 203: 1)، من طريق يزيد بن هارون، والحاكم في المستدرك (4/ 88)، من طريق عامر بن إبراهيم الأنباري، كلاهما عن فرج بن فضالة، عن محمَّد بن عبد الأعلى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو أنّ رجلين ... فذكره بنحوه. قال الحاكم: "صحيح"، وتعقّبه الذهبي بقوله: "فرج ضعفوه". ورُوي من مسند عقبة بن عامر من طريق فرج أيضًا. أخرجه أحمد في مسنده (4/ 205)، عن هاشم، عن فرج بن فضالة، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامر عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَهُ بنحوه. وتابع هاشمًا عليه يزيد بن هارون وأبو عبد الله محمَّد بن الفرج بن فضالة عند الدارقطني في سننه (4/ 203: 302). وهذا الحديث فيه اضطراب بيّن في أسانيده، والاضطراب إنّما هو من فرج بن فضالة، فقد ضعّفه جماهير النقاد. وهو مخالف لما في الصحيحين من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ، فله أجر". أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة، باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ (13/ 330: 7352)، ومسلم في الأقضية، باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد (3/ 1342: 15). وله طريق آخر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مثل رواية الحاكم، إلَّا أنه قال: "له أجر أو أجران". أخرجه أحمد (2/ 187)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (4/ 91: 2145)، من طريق ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سلمة بن أكسوم، عن القاسم بن البرّحي، عن عبد الله بن عمرو به. =
= وضعّفه الألباني في إرواء الغليل (8/ 225)، لجهالة سلمة وضعف ابن لهيعة.
الحكم عليه: إسناده ساقط لضعف فرج بن فضالة واضطرابه في الحديث، فرواه مرّة من مسند عمرو بن العاص، ومرّة من مسند ابنه عبد الله بن عمرو، وجعله في أخرى من مسند عقبة بن عامر، وهو مخالف لرواية الثقات كما هو مبيّن في تخريجه. ومحمد بن العلاء أو محمَّد بن عبد الأعلى لم أجد له ترجمة.
14 - باب ما يجب على الأمير من حسن السيرة وعدم الاستتار
14 - بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الْأَمِيرِ مِنْ حُسْنِ السيرة وعدم الاستتار (95) سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي بَابِ التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ عُمَرَ، وَفِيهِ مَوْعِظَةُ الرَّبِيعِ بْنِ زياد (¬1). ¬
2127 - وقال إسحاق: أخبرنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بن زياد الحارثي أنه وقد إلى عمر رضي الله عنه فأعجبته هيئته ونحوه، فشكا عمر رضي الله عنه طَعَامًا غَلِيظًا أَكَلَهُ، فَقَالَ الرَّبِيعُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أحقَّ النَّاسِ بِمَطْعَمٍ ليِّن وَمَلْبَسٍ ليِّن ومركب وطيء لأنت، فَضَرَبَ رأسَه بِجَرِيدَةٍ وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أردتَ بِهَذَا إلَّا مُقَارَبَتِي، وإنْ كنتُ لَأَحْسَبُ فِيكَ خَيْرًا، أَلَا أُخْبِرُكَ مَثَلِي وَمَثَلُ هَؤُلَاءِ كَمَثَلِ قَوْمٍ سَافَرُوا فَدَفَعُوا نفقاتِهم إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ وقالوا: أنفِقها عَلَيْنَا، فَهَلْ لَهُ أَنْ يَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِمْ بشيء؟ فقال الربيع: لا، قال: هذا مثلي ومثلهم، فقال عمر رضي الله عنه: إني لست أستعمل عمّالي ليشتموا أعراضَكم ... الحديث.
2127 - تخريجه: لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق. وتقذم تخريج شطره الأخير مطوّلًا وهو قوله: "إنّي لست أستعمل عمّالي ليشتموا أعراضكم ... " بنحوه عند الحديث رقم (2119)، من نفس طريق الجريري عن أبي نضرة، لكن فيه: عن أبي فراس، وأشرت في ترجمة الأخير إلى الخلاف في اسمه، حيث قال بعضهم: أبو فراس النهدي هو الربيع بن زياد الحارثي، وقال البعض الآخر: هما اثنان وفرّق بينهما، وأنّ أبا فراس النهدي لا يعرف اسمه، ونصر هذا القول المزّي في تهذيب الكمال (9/ 78) وحشد له الأدلّة.
الحكم عليه: إسناد إسحاق صحيح، والجريري وإن كان قد اختلط فإنّ رواية حمّاد بن سلمة عنه قبل الاختلاط كما في ترجمته من الكواكب النيرات (ص 178). وقال البوصيري كما في حاشية المطالب العالية المطبوع (2/ 220): "رواته ثقات، إلَّا أنّ الربيع بن زياد ما عرفته بعدالة ولا جرح".
2128 - [1] وقال مسدد: حدثنا بشر هو ابن المفضل، ثنا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ حيَّة بِنْتِ أَبِي حَيَّةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ بِالظَّهِيرَةِ، قُلْتُ: مَا حَاجَتُكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أقبلتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي فِي بُغاء إِبِلٍ لَنَا، فَانْطَلَقَ صَاحِبِي يَبْغِي، ودخلتُ فِي الظِّلِّ أَسْتَظِلُّ وَأَشْرَبُ مِنَ الشَّرَابِ، قَالَتْ: فقمتُ إِلَى لُبَينة لَنَا حَامِضَةٍ وَرُبَّمَا قالت: إلى ضيحة حامضة فسقيتُه منها وَتَوَسَّمْتُهُ وَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، مَنْ أَنْتَ؟ قال أبو بكر، قلت: أبو بكر صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الَّذِي سَمِعْتُ بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فذكرتُ غزونا خثعمًا في الجاهلية وغزو بَعْضُنَا بَعْضًا، وَمَا جَاءَ اللَّهُ تَعَالَى [بِهِ] (¬1) من الألفة وأطناب الفساطيط هكذا، شبّك بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، حَتَّى مَتَى أَمْرُ النَّاسِ هَذَا (¬2)؟ قَالَ: مَا اسْتَقَامَتِ الأئمة، قالت: قلت: وَمَا الْأَئِمَّةُ؟ قَالَ: أَلَمْ تريْ إِلَى السَّيِّدِ يَكُونُ فِي الحِواء (¬3) يَتَّبِعُونَهُ وَيُطِيعُونَهُ؟ فَهُمْ أُولَئِكَ ما [استقاموا]. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عليّة، ثنا ابن عون به. ¬
2128 - تخريجه: أخرجه الدارمي في باب كراهية أخذ الرأي (1/ 70)، من طريق معاذ بن معاذ، وابن سعد كما في الإصابة (12/ 209)، كلاهما عن عبد الله بن عون به بلفظ مقارب. =
= تابعهما أزهر بن سعد كما في الإصابة (12/ 209) ومعرفة الصحابة لأبي نعيم (2/ 344 أ). وله شاهد من مسند قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ. أخرجه البخاري في مناقب الأنصار، باب أيام الجاهلية (7/ 182: 3834)، من طريق أبي عوانة عن بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم قال: "دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب، فرآها لا تكلّمُ، فقال: ما لها لا تكلّمُ؟ قالوا: حجّت مُصْمتة، قال لها: تكلّمي، فإنّ هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية، فتكلمت فقالت: من أنت؟ قال امرؤ من المهاجرين، قالت: أيّ المهاجرين؟ قال: من قريش، قال: من أي قريش أنتَ؟ قال: إنّكَ لسؤول، أنا وأبو بكر. ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعدَ الجاهلية؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم. قالت: وما الأئمة؟ قال: أما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم ويطيعونهم؟ قالت: بلى، قال: فهم أولئك الناس".
الحكم عليه: إسناد أثر مسدّد وابن منيع قويّ، رجاله كلّهم ثقات، وجوّد إسناده ابن كثير أيضًا كما في حاشية المطالب العالية المطبوع (2/ 221).
الخاتمة في ختام هذا الجزء والرحلة الطويلة التي أمضيتها مع كتاب "المطالب العالية"، أحمد الله تعالى حمدًا كثيرًا على ما وفقّني من إتمام لهذا العمل الجليل، وأرجو أن أكون قد وفّقت في خدمته على الوجه الذي يليق به، وإن كان مثلي ليس بأهل للتصدي لعمل الحافظ ابن حجر رحمه الله، ولكن من باب ما لا يدرك كلّه لا يترك جلّه. وأودّ أن أسجّل هنا ختامًا لهذا البحث ما وصلت إليه من نتائج ظهرت لي من خلال عملي في هذا السفر النفيس، وهي: 1 - أنّ هذا الكتاب حفظ لنا أصول كتب أكثرها اليوم في عداد المفقود، ممّا يزيد من أهميّة هذا الكتاب وقيمته العلميّة، التي تجعله في مصافّ الموسوعات الحديثيّة الضخمة. 2 - أنّ الحافظ ابن حجر رحمه الله وُفِّق إلى حدّ كبير في تمييز زوائد المسانيد التي على شرطه على الكتب السبعة. وهذا يدلّ على رسوخ قدمه وطول باعه في علوم الحديث، وسعة اطّلاعه ومعرفته التامة بالمصنفات الحديثية عامّة، والكتب الستة خاصّة. 3 - جاء كتاب "المطالب العالية" مشابهًا إلى حدّ كبير لكتاب "إتحاف الخيرة" للبوصيري، غير أن الأول امتاز عن الثاني بتفادي الأحاديث التي رواها أحمد في مسنده.
4 - مكانة هذه المسانيد العشرة وضخامة بعضها، واشتمالها على كم هائل من أقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم. وأذكر هنا عدد ما لكلّ مسند من أحاديث وآثار في هذا القسم المحقق، حتى يمكن تصوّر حجم كلّ مسند تصوّرًا تقريبيًا: 1 - مسند أبي يعلى: (72) حديثًا. 2 - مسند الحارث: (65) حديثًا. 3 - مسند مسدّد: (52) حديثًا. 4 - مسند إسحاق: (47) حديثًا. 5 - مسند أبي بكر: (40) حديثًا. 6 - مسند أحمد بن منيع: (13) حديثًا. 7 - مسند ابن أبي عمر: (11) حديثًا. 8 - مسند الطيالسي: (10) أحاديث. 9 - مسند عبد بن حميد: (10) أحاديث. 10 - مسند الحميدي: (10) أحاديث. وبعد هذا السرد الموجز نلاحظ ما يلي: (أ) مسند أبي يعلى هو أكبر المسانيد العشرة. (ب) أن مسانيد الحميدي والطيالسي وعبد بن حميد وابن أبي عمر مسانيد صغيرة بالنسبة لغيرها. (ج) كثرة الأحاديث الضعيفة والتالفة والموضوعة في مسند الحارث. 5 - احتوى هذا الكتاب على عدد لا بأس به من الأحاديث الصحيحة والحسنة، وإليك هذه الإحصائية لدرجة الأحاديث والآثار في
هذا القسم المحقّق: الصحيح: (36) حديثًا. الحسن لذاته: (25) حديثًا. الحسن لغيره: (34) حديثًا. الضعيف: (106) حديثًا. الضعيف جدًا: (47) حديثًا. الموضوع: (3) أحاديث. وهناك أحاديث رجال إسنادها ثقات لكنّها مرسلة، وعددها (4) أحاديث، وأخرى صحيحة أو حسنة لكنّها مرسلة، وعددها (10) أحاديث. هذا وهناك أحاديث أسانيدها ضعيفة أو ضعيفة جدًا، لكن متونها ثابتة من طرق أخرى في الصحيحين أو غيرهما، وعددها (60) حديثًا. والله أسأل أن يجعل عملي هذا خالصًاَ لوجهه الكريم، وفي ميزان حسناتي يوم الدين. وصلى الله على سيّد المرسلين محمّد خير العالمين، والحمد لله رب العالمين. • • •
انتهى المجلد التاسع ويليه المجلد العاشر وأوله آخر الخلافة
فهرس المصادر والمراجع أولًا- المخطوطات: 1 - إتحاف الخير المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري، عن نسخة مصوّرة بمكتبة شيخنا محمود أحمد ميره. 2 - الأسامىِ والكنى لأبي أحمد محمَّد بن محمد الحاكم النيسابوري، نسخة مصوّرة بالمكتبة المركزية بجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية، تحت رقم (9666). 3 - إكمال مغلطاي، نسخة المكتبة السليمانية بتركيا، ومنها صورة بمكتبة شيخنا محمود أحمد ميره. 4 - الأوسط في الإجماع لابن المنذر، نسخة المكتبة السليمانية بتركيا، ومنها صورة بمكتبة شيخنا محمود أحمد ميره. 5 - بيان الوهم والإِيهام لابن القطان، نسخة دار الكتب المصرية. 6 - تاريخ دمشق لابن عساكر، نسخة المكتبة الظاهرية، اعتنى به محمَّد بن رزق الطرهوني، مكتبة الدار بالمدينة المنورة، وعندي صورة منها. 7 - الترغيب والترهيب للأصفهاني، منه نسخة بمكتبة الدراسات بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة.
8 - التكميل في الجرح والتعديل للحافظ ابن كثير، نسخة دار الكتب المصرية، ومنه صورة بمكتبة الأخ خالد باسمح. 9 - تهذيب الكمال للمزّي، تصوير دار المأمون للتراث. 10 - الضعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ، نسخة أحمد الثالث بتركيا، ومنه صورة بمكتبة الأخ خالد باسمح. 11 - العلل الواردة في الأحاديث للدارقطني، نسخة دار الكتب المصريّة تحت رقم (394)، وعندي صورة منها من مكتبة الشيخ أحمد نور سيف. 12 - فضل الخيل للدمياطي، منه نسخة بمؤسسة الملك فيصل، مصوّرة عن المكتبة الوطنيّة بباريس. 13 - لسان الميزان لابن حجر، نسخة أحمد الثالث بتركيا، تحت رقم (2944, 2) 14 - مجمع البحرين بزوائد المعجمين (الجزء الأوّل)، نسخة أحمد الثالث، بتركيا، وعندي صورة منها. 15 - المجمع المؤسّس للمعجم المفهرس لابن حجر، منه نسخة مصوّرة بالمكتبة المركزيّة بجامعة الإِمام محمّد بن سعود الإِسلامية. 16 - مسند ابن أبي شيبة، قطعة منه بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنوّرة، برقم (2303)، ومنها صورة بمكتبة جامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية تحت رقم (9786 ف). 17 - مسند إسحاق بن راهويه، يوجد منه المجلّد الرابع، وهو محفوظ في دار الكتب المصريّة برقم (454)، ومنه صورة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة تحت رقم (379).
18 - مسند الشاميّين للطبراني، نسخة بديع الدين، الباكستان، وعندي صورة منها. 19 - المعجم الأوسط للطبراني، نسخة أحمد الثالث بتركيا، وعندي صورة منها. 25 - المعجم المفهرس، وهو تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة لابن حجر، نسخة دار الكتب المصرية، منها صورة بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنوّرة تحت رقم (1719). 21 - معرفة الصحابة لأبي نعيم، نسخة أحمد الثالث بتركيا، وعندي صورة منها. 22 - المقصد العلي بزوائد مسند أبي يعلى الموصلّي للحافظ نور الدين الهيثمي، نسخة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تحت رقم (42). 23 - كتاب المناهي وعقوبات المعاصي لأبي يعقوب محمَّد بن إسحاق النيسابوري، منه صورة بمكتبة الأخ خالد باسمح. ثانيًا- الرسائل الجامعية: 1 - إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للحافظ البوصيري، القسم الأول، حققه الدكتور سليمان العريني. ونال به درجة الدكتوراه بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة سنة 1406 هـ. 2 - إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للحافظ البوصيري، القسم الثاني، حققه الدكتور سليمان السعود، ونال به درجة الدكتوراه بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة سنة 1407 هـ. 3 - إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للحافظ البوصيري، من أوّل كتاب الهجرة إلى آخر باب غزوة الحديبية، للباحث عبد الكريم الغضيّة،
ونال به درجة الماجستير بالجامعة الإسلاميّة بالمدينة المنوّرة سنة 1409 هـ. 4 - بغية الباحث من زوائد الحارث للهيثمي، حققه الدكتور حسين أحمد الباكري، ونال به درجة الدكتوراه بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة سنة 1405 اهـ. 5 - زوائد البزّار للحافظ ابن حجر، حقّقه الدكتور عبد الله المراد، ونال به درجة الدكتوراه بالجامعة الإِسلاميّة بالمدينة المنوّرة سنة 1404 هـ. 6 - الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ، قسم من حرف السين، حققه الباحث أحمد بن عبد القادر عزّي، ونال به درجة الماجستير بجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإسلامية. 7 - مسند أبي يعلى الموصلّي لأبي يعلى الموصلي، حقّقه مجموعة من الباحثين الأفاضل في أربعة رسائل جامعيّة، ونالوا بها درجة الدكتوراه بجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية، وهم: الدكتور فالح الصغير, والدكتور عبد الله بن وكيل الشيخ، والدكتور عبد الله بن حمود التويجري، والدكتور مسفر الغامدي. 8 - مسند أبي داود الطيالسي لأبي داود الطيالسي، القسم الأوّل، حقّقه الباحث محمَّد بن عبد المحسن التركيّ، ونال به درجة الماجستير بجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلاميّة، سنة 1407 هـ. 9 - مسند أبي داود الطيالسي لأبي داود الطيالسي، القسم الأول، حقّقه الباحث عبد الوهّاب بن ناصر الطريري، ونال به درجة الماجستير بجامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية.
10 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ ابن حجر، القسم الأول، حققه الباحث عبد الله التويجري، ونال به درجة الماجستير بجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الاسلامية سنة 1409هـ. 11 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ ابن حجر، القسم الثاني، حققه الباحث ناصر العبد الله، ونال به درجة الماجستير بجامعة الإِمام محمد بن سعود الإسلامية سنة 1409هـ. 12 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ ابن حجر، القسم الثالث، حققه الباحث باسم طاهر عناية، ونال به درجة الماجستير بجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية سنة 1409هـ. 13 - المعجم لأبي بكر بن المقرئ، حققه الباحث محمَّد صالح الفلاح، ونال به درجة الماجستير بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة. 14 - المنتخب لعبد بن حميد، حققه الدكتور كمال الدين أوزدمير، ونال به درجة الدكتوراه في كلية العلوم الإِسلامية بجامعة أرضروم بتركيا. ثالثًا- المطبوعات: 1 - الآحاد والمثاني، لأبي بكر أحمد بن عمر بن الضحّاك، تحقيق باسم الجوابرة، دار الراية، الرياض، المملكة العربيّة السعودية، الطبعة الأولى 1411هـ. 2 - ابن حجر العسقلانيّ ودراسة مصنَّفاته، لشاكر محمود عبد المنعم، دار الرساله، بغداد 1978. 3 - أبو زرعة الرازي وكتابه الضعفاء , للدكتور سعدي الهاشمي، مطبعة الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1402 هـ.
4 - إتحاف ذوي الرسوخ بمن رُمى بالتدليس من الشيوخ، لحماد بن محمَّد الأنصاري، مؤسسة الرسالة، بيْروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 5 - إتحاف السادة المتقين بشرح علوم الدين، لمحمد بن محمَّد الزبيدي، دار الفكر، بيروت. 6 - أحوال الرجال، للجوزجاني، تحقيق عبد العلم البستوي، نشر دار الطحاوي بالرياض. 7 - أخبار أصبهان، للحافظ أبي نعيم الأصبهاني، الدار العلمية، الهند، الطبعة الثانية 1405هـ. 8 - أخلاق النبي وآدابه، للحافظ أبي محمَّد عبد الله بن حيان الأصبهاني، تحقيق عصام الدين الصبابطي، الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الأولى 1411 هـ، القاهرة. 9 - الأدب المفرد، للبخاري، تحقيق محمَّد فؤاد عبد الباقي، الطبعة الثالثة، دار البشائر الإِسلامية، بيروت. 10 - الأربعون في الحث على الجهاد، لابن عساكر، تحقيق عبد الله بن يوسف، دار الخلفاء، الكويت. 11 - الإرشاد في معرفة علماء الحديث، لأبي يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي، تحقيق محمَّد سعيد إدريس، الطبعة الأولى 1409 هـ، مكتبة الرشد، الرياض. 12 - إرواء الغليل بتخريج أحاديث منار السبيل، للمحدث محمَّد ناصر الدين الألباني، إشراف محمَّد زهير الشاويش، المكتب الإِسلامي، الطبعة الأولى 1399 هـ.
13 - الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى , لأبي عمر يوسف بن عبد البر، تحقيق الدكتور عبد الله مرحول السوالمة، منشورات دار ابن تيمية 1405هـ. 14 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لأبي عمر يوسف بن عبد البر القرطبي، مطبوع بهامش الإِصابة. 15 - أسد الغابة في معرفة الصحابة، لعز الدين أبي الحسن علي بن محمَّد المعروف بابن الأثير، دار الشعب، القاهرة. 16 - الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، لنور الدين علي بن محمَّد القاري، تحقيق الدكتور محمَّد بن لطفي الصباغ، المكتب الإسلامي، الطبعة الثانية 1406 هـ. 17 - الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة، للخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت، تحقيق عز الدين علي السيد، مكتبة الخانجي بالقاهرة، الطبعة الأولى 1405هـ. 18 - الإصابة في تمييز الصحابة، للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق محمَّد الزيني، الكليات الأزهرية، الطبعة الأولي، القاهرة. 19 - الأعلام، لخير الدين الزركلي، الطبعة السادسة، دار العلم للملايين، بيروت. 20 - أعلام النساء، لعمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة، بيروت. 21 - الاغتباط بمن رُمي بالاختلاط، لبرهان الدين سبط ابن العجمي، تحقيق علاء الدين رضا، الطبعة الأولى، دار الحديث بالقاهرة.
22 - الإِكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى , للأمير الحافظ ابن ماكولا، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، دائرة المعارف العثمانية بالهند، الطبعة الثانية. 23 - الألقاب لابن الفرضي الأندلسي، تحقيق محمَّد زينهم، الطبعة الأولى 1412 هـ، دار الجيل، بيروت. 24 - الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع، للقاضي عياض اليحصبي، تحقيق السيج أحمد صقر، دار التراث، القاهرة 1398 هـ. 25 - أمالي المحاملي، لحسين بن إسماعيل المحاملي، وتحقيق إبراهيم القيسي، الطبعة الأولى 1312 هـ، دار ابن القيّم، الدمام، السعودية. 26 - الأموال، لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق محمَّد خليل هرّاس، الطبعة الثانية 1395 هـ، دار الفكر. 27 - الأموال، لحميد بن زنجويه، تحقيق شاكر ذيب فيّاض، الطبعة الأولى 1406 هـ، مركز الملك فيصل للبحوث، الرياض. 28 - إنباء الغمر بأنباء العمر، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق محمَّد عبد المعيد خان، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية، 1406 هـ. 29 - الأنساب، لأبي سعد عبد الكريم بن محمَّد السمعاني، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي وغيره، الطبعة الأولى 1401هـ، الناشر محمَّد أمين دمج، بيروت. 30 - أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء، لقاسم القونوي، تحقيق أحمد الكبيسي، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الوفاء، جدة.
31 - بحر الدم فيمن تكلم فيه الإِمام أحمد بجرح أو ذمّ، ليوسف بن حسن، تحقيق رضي الله بن محمَّد، الطبعة الأولى 1409هـ، دار الراية، الرياض. 32 - البحر الزخّار المعروف بـ (مسند البزّار)، لأبي بكر أحمد بن عمرو البزّار، تحقيق محفوظ الرحمن، الطبعة الأولى 1409 هـ، نشر مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة. 33 - البدر الطالع، للعلاَّمة محمَّد بن علي الشوكاني، دار المعرفة، بيروت، نشر دار الباز بمكة. 34 - بذل الماعون في فضل الطاعون، لابن حجر العسقلاني، تحقيق أحمد الكاتب، الطبعة الأولى 1411 هـ، دار العاصمة، الرياض. 35 - البعث والنشور، للبيهقي، تحقيق بسيوني زغلول، الطبعة الأولى 1408 هـ، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت. 36 - بغية الباحث من زوائد الحارث، للحافظ نور الدين الهيثمي، تحقيق حسين الباكري، الطبعة الأولى 1413 هـ، المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة. 37 - تاج العروس من جواهر القاموس، لمحمد مرتضى الزبيدي، تحقيق مجموعة من الباحثين، وزارة الإرشاد بالكويت، تصوير دار إحياء التراث، بيروت. 38 - تاريخ ابن معين، رواية العباس بن محمَّد الدوري، تحقيق أحمد محمَّد نور سيف، جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1404 هـ. 39 - تاريخ أسماء الثقات، للحافظ أبي حفص ابن شاهين، تحقيق صبحي السامرائي، الدار السلفية، تونس، الطبعة الأولى 1404 هـ.
40 - تاريخ الإسلام، للحافظ شمس الدين محمَّد بن أحمد الذهبي، تحقيق عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1408هـ. 41 - تاريخ الأمم والملوك، للإمام محمَّد بن جرير الطبري، تحقيق محمَّد أبو الفضل إبراهيم، دار سويدان، بيروت. 42 - تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت، دار الكتب العلمية، بيروت. 43 - تاريخ التراث العربي، لفؤاد سزكين، ترجمة محمود فهمي حجازي، جامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية. 44 - تاريخ الثقات بترتيب الهيثمي، تأليف أحمد بن عبد الله العجلي، تحقيق عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ. 45 - تاريخ جرجان، للحافظ أبي القاسم حمزة بن يوسف السهمي، تحقيق محمَّد عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ. 46 - تاريخ خليفة بن خياط، لخليفة ابن خياط العصفري، تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري، دار طيبة، الرياض، الطبعة الثانية 1405 هـ. 47 - التاريخ الصغير, للإمام البخاري، تحقيق محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة، توزيع مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى 1406 هـ. 48 - تاريخ الدارمي، للحافظ عثمان بن سعيد الدارمي، تحقيق الدكتور أحمد محمَّد نور سيف، دار المأمون للتراث، دمشق.
49 - تاريخ دمشق لابن عساكر (11 جزءًا)، تحقيق جماعة من العلماء، طبع مجمع اللغة العربية بدمشق. 50 - التاريخ الكبير، للإمام البخاري، دار الكتب العلمية، بيروت. 51 - تاريخ الميدنة، لأبي زيد عمر بن شبّة، تحقيق فهيم شلتوت، مكتبة ابن تيمية، القاهرة. 52 - تاريخ واسط، لأسلم بن سهل الواسطي، تحقيق كوركيس عواد، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 53 - تبصير المنتبة بتحرير المشتبه، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق علي محمَّد البجاوي ومحمد النجار، المكتبة العلمية، بيروت. 54 - تحرير ألفاظ التنبيه، لمحي الدين النووي، تحقيق عبد الغني الدقر، دار القلم، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 55 - تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي، لمحمد عبد الرحمن المباركفوري، صورته عن الطبعة الهندية، دار الكتاب العربي، 1410هـ. 56 - تحفة الأشراف، للمزي، تحقيق عبد الصمد شرف الدين، نشر دار القيمة 1384، بومباي. 57 - تدريب الراوي شرح تقريب النواوي، لجلال الدين السيوطي، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الفكر، بيروت. 58 - تذكرة الحفاظ، لشمس الدين محمَّد بن أحمد الذهبي، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، دار إحياء التراث العربي، بيروت. 59 - تذكرة الطالب المعلم بمن قيل إنه مخضرم، لبرهان الدين سبط ابن العجمي.
60 - الترغيب والترهيب، لزكي الدين المنذري، تحقيق مصطفى عمارة، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت. 61 - تصحيفات المحدثين، لأبي أحمد الحسن العسكري، تحقيق الدكتور محمود أحمد ميره، المطبعة العربية الحديثة، الطبعة الأولى 1402 هـ. 62 - تعجيل المنفعة برجال الأربعة، للحافظ ابن حجر، بعناية عبد الله هاشم يماني، دار المحاسن للطباعة، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1386 هـ. 63 - التعريفات، للسيد الشريف علي بن محمَّد الجرجاني، ضبط جماعة من المحققين، دار الكتب العلمية، توزيع دار الباز، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1403 هـ. 64 - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، لابن حجر العسقلاني، تحقيق البنداري ومحمد أحمد، دار الكتب العلمية، توزيع دار الباز، مكة، الطبعة 1405 هـ. 65 - التعليق المغني على الدارقطني، لأبي الطيب محمَّد آبادي، مطبوع بهامش سنن الدارقطني. 66 - تغليق التعليق، لابن حجر العسقلاني، تحقيق سعيد عبد الرحمن القزقي، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 67 - تفسير البغوي، لأبي محمَّد الحسين بن مسعود البغوي، دار الفكر، بيروت. 68 - تفسير الطبري , لمحمد بن جرير الطبري، تحقيق محمود شاكر، دار المعارف، مصر، الطبعة الثانية.
69 - تفسير القرآن العظيم، لأبي الفداء إسماعيل بن كثيرة، دار المعرفة، بيروت. 70 - تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق محمَّد عوامة، دار الرشد، سوريا، الطبعة الأولى 1406 هـ. 71 - التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد، لأبي بكر محمَّد بن عبد الغني ابن نقطة، مصورة دار الحديث عن الطبعة الهندية 1407هـ، بيروت. 72 - تكملة الإكمال، لأبي بكر محمَّد بن عبد الغني البغدادي، تحقيق عبد القيوم عبد رب النبي، جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1408 هـ. 74 - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، لابن حجر العسقلاني، دار المعرفة، بيروت. تلخيص المتشابه في الرسم، لأحمد بن علي الخطيب، تحقيق سكينة الشهاني، دار طلاس، دمشق، الطبعة الأولى 1985 هـ. 75 - التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، لأبي عمر يوسف بن عبد البر، تحقيق مجموعة من المحققين، مطبعة فضالة المحمدية، المملكة المغربية. 76 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، لأبي الحسن علي بن محمَّد الكناني، المعروف بابن عراق، الطبعة الأولى، القاهرة. 77 - التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل، لعبد الرحمن بن يحيى المعلمي، تحقيق الشيخ الألباني، طبعة المكتب الإِسلامي والإفتاء. 78 - تهذيب الآثار , لأبي جعفر الطبري، تحقيق محمود شاكر، مطبعة المدني، مصر.
79 - تهذيب الأسماء واللغات، لأبي زكريا محيي الدين النووي، دار الكتب العلمية، بيروت. 80 - تهذيب تاريخ دمشق الكبير، لعبد القادر بدران، دار المسيرة، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية 1399 هـ. 81 - تهذيب التهذيب، لابن حجر العسقلاني، دائرة المعارف، الهند، مصور عن الطبعة الأولى 1325 هـ. 82 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال، لجمال الدين يوسف المزي، تحقيق الدكتور بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 83 - توجيه القاري، للزاهدي، المكتبة العلمية، لاهور، باكستان، الطبعة الرابعة 1406 هـ. 84 - توضيح المشتبه، لابن ناصر الدين شمس الدين القيسي الدمشقي، تحقيق محمَّد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1407 هـ. 85 - الثقات، للإمام محمد بن حبّان البستي، تحقيق محمَّد عبد المعيد خان، دائرة المعارف، حيدرآباد، مصورة عن الطبعة الأولى 1393 هـ. 86 - الجامع في الجرح والتعديل , مجموعة من المحققين، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ. 87 - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي، تحقيق الدكتور محمَّد رأفت سعيد، مكتبة الفلاح، الكويت، الطبعة الأولى 1401هـ.
88 - جامع التحصيل في أحكام المراسيل، للحافظ صلاح الدين بن خليل العلائي، تحقيق حمدي السلفي، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثانية 1407هـ. 89 - جامع العلوم والحكم، لابن رجب الحنبلي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1412 هـ. 90 - جامع المسانيد، لأبي حنيفة، جمع الخوارزمي، دار الكتب العلمية، بيروت. 91 - الجرح والتعديل , للإمام أبي محمَّد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، دار إحياء التراث العربي، بيروت، مصور عن الطبعة الأولى 1371 هـ. 92 - الجمع بين رجال الصحيحين، لأبي الفضل القيسراني، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ. 93 - جمهرة أنساب العرب، لأبي محمَّد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي دار الكتب العلمية بيروت. 94 - الجهاد، لابن أبي عاصم، تحقيق مساعد الراشد، دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى 1409 هـ. 95 - الجهاد لابن المبارك، تحقيق نزيه حمّاد، نشر دار المطبوعات الحديثة، جدَّة. 96 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر (الجزء الأول فقط)، لشمس الدين محمَّد السخاوي، تحقيق حامد عبد المجيد وطه الزيني، وزارة الأوقاف، القاهرة.
97 - الجواهر المضية في طبقات الحنفية، لعبد القادر بن محمَّد القرشي، تحقيق عبد الفتاح الحلو، دار العلوم، الرياض 1408 هـ. 98 - الجوهر النقي على سنن البيهقي، لابن التركماني الحنفي، مطبوع بهامش السنن الكبرى للبيهقي. 99 - حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، لجلال الدين السيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت. 100 - حلية الأولياء، للحافظ أبي نعيم الأصبهاني، دار الكتب العلمية، بيروت. 101 - الحطة في ذكر الصحاح الستة، لصديق حسن خان، دار الكتب العلمية، بيروت 1405 هـ. 102 - الخراج، لأبي يوسف صاحب أبي حنيفة، تحقيق محمَّد إبراهيم البنا، دار الإصلاح، مصر. 103 - الخراج، ليحيى بن آدم، تحقيق أحمد شاكر، المكتبة العلمية، لاهور، باكستان، الطبعة الأولى 1395 هـ. 104 - خلاصة البدر المنير، للحافظ سراج الدين عمر بن علي بن الملقن، تحقيق حمدي بن عبد المجيد السلفي، دار الرشد، الرياض. 105 - خلاصة تذهيب تهذيب الكمال، لصفي الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي، مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، سورية، الطبعة الثانية 1389 هـ. 106 - الخيل، لأبي عبيدة معمر بن المثنى، مجلس دائرة المعارف العثماني بحيدرآباد، الهند، الطبعة الثانية 1402 هـ.
107 - الدراية في تخريج أحاديث الهداية، لابن حجر العسقلاني، تحقيق عبد الله هاشم المدني، دار المعرفة، بيروت. 108 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور، للسيوطي، دار الفكر، الطبعة الأولى 1403 هـ. 109 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور، للسيوطي، دار الكتب العلمية، ط 1411هـ. 110 - الدرر الكامنة، لابن حجر العسقلاني، دار المدني، القاهرة. 111 - الدعاء، للإمام أبي القاسم أحمد بن سليمان الطبراني، تحقيق محمَّد سعيد البخاري، دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 112 - الدليل الشافي إلى المنهل الصافي، لجمال الدين أبي المحاسن ابن تغري بردي، تحقيق فهيم محمَّد شلتوت، جامعة أم القرى. 113 - دلائل النبوة، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق عبد البر عباس ومحمد رواس قلعجي، مكتبة التراث بحلب 1390 هـ، توزيع دار ابن كثير، دمشق. 114 - دلائل النبوة، للبيهقي، تحقيق عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت 1405 هـ. 115 - الدية بين العقوبة والتعويض في الفقه الإِسلامي المقارن، لعوض أحمد إدريس، دار مكتبة هلال، بيروت، الطبعة الأولى 1986 هـ. 116 - ديوان الضعفاء والمتروكين وخلق من المجهولين وثقات فيهم لين، للذهبي، تحقيق حماد الأنصاري، النهضة الحديثة، مكة 1387 هـ.
117 - ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثّق، للإمام شمس الدين الذهبي، تحقيق محمَّد شاكور المياديني، مكتبة المنار، الأردن. 118 - ذيل تذكرة الحفاظ المسمى لحظ الألحاظ، للحافظ تقي الدين ابن فهد المكي، دار إحياء التراث العربي. 119 - ذيل ديوان الضعفاء والمتروكين، للإمام شمس الدين الذهبي، تحقيق الشيخ حماد بن محمَّد الأنصاري، مكتبة النهضة الحديثة 1406 هـ. 120 - ذيل الكاشف، للحافظ أبي زرعة ابن الحافظ العراقي، تحقيق بوران الضنّاوي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 121 - ذيل ميزان الاعتدال، للحافظ أبي الفضل العراقي، تحقيق عبد القيوم عبد رب النبي، جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1406 هـ. 122 - رجال صحيح البخاري، للإمام أبي نصر الكلابي، تحقيق عبد الله الليثي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 123 - رجال صحيح مسلم، لأحمد بن علي بن منجويه، تحقيق عبد الله الليثي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى. 124 - الرحلة في طلب الحديث، للخطيب البغدادي، تحقيق الدكتور نور الدين عتر، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1395 هـ. 125 - الرسالة، لمحمد بن إدريس الشافعي، تحقيق أحمد شاكر، دار التراث، القاهرة 1399 هـ. 126 - الرسالة المستطرفة، للإمام الشريف محمَّد الكتاني، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة. 127 - رفع الإصر عن قضاة مصر، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق حامد عبد المجيد، المكتبة المنيرية بالقاهرة 1957 هـ.
128 - الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد، للذهبي، تحقيق محمَّد إبراهيم الموصلي، دار البشائر، بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ. 129 - الروض البسّام بترتيب وتخريج فوائد تمام، لأبي سليمان جاسم بن سليمان الفهيد الدوسري،، دار البشائر الإسلامية، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 130 - الزهد، للإمام أحمد بن حنبل، تحقيق محمَّد بسيوني زغلول، دار الكتاب العربي، بيروت 1409 هـ. 131 - الزهد، للِإمام هناد بن السري الكوفي، تحقيق عبد الرحمن الفريوائي، دار الخلفاء، الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 132 - الزهد والرقائق، للإمام عبد الله بن المبارك، تحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية، بيروت. 133 - زوائد عبد الله بن أحمد بن حنبل مع دراسة عن الإِمام عبد الله وجهوده في خدمة السنة، لعامر حسن صبري، دار البشائر، بيروت، الطبعة الأولى 1310 هـ. 134 - السابق واللاحق، للحافظ الخطيب البغدادي، تحقيق محمَّد بن مطر الزهراني، دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى، 1402 هـ. 135 - سبل السلام، للصنعاني، جامعة الإِمام 1400هـ. 136 - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، للصالحي الشامي، المجلس الأعلى للشؤون الإِسلامية بالقاهرة. 137 - سلسلة الأحاديث الصحيحة , لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الرابعة 1405 هـ.
138 - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، لمحمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف، الرياض. 139 - سنن أبي داود، لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، تحقيق عزت الدعاس وعادل السيد، دار الحديث، بيروت، الطبعة الأولى 1388 هـ. 140 - سنن ابن ماجه، للإمام أبي عبد الله محمَّد بن يزيد الربعي المعروف بابن ماجه، تحقيق محمَّد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث بيروت، طبعة 1395 هـ. 141 - سنن الترمذي، للإمام أبي عيسى محمَّد بن عيسى بن سور الترمذي، تحقيق أحمد محمَّد شاكر، الطبعة الثانية 1398 هـ. 142 - سنن الدارقطني، للحافظ أبي الحسين علي بن عمر الدارقطني، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 143 - سنن الدارمي، للإمام أبي محمَّد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، دار إحياء السنة النبوية. 144 - سنن الدارمي، للإمام أبي محمَّد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، حديث أكادمي، باكستان، تحقيق عبد الله هاشم يماني، 1404 هـ. 145 - السنن الكبرى , للحافظ أبي بكر أحمد بن علي البيهقي، دار الفكر. 146 - سنن النسائي، للإمام أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، اعتنى به عبد الفتاح أبو غدة، مكتبة المطبوعات الإِسلامية، حلب، الطبعة الثانية 1406 هـ. 147 - السنة، لأبي بكر عمرو بن أبي عاصم الشيباني، المكتب الإسلامي، بيروت الطبعة الأولى 1400 هـ.
148 - سؤالات ابن الجنيد، لأبي زكريا يحيى بن معين، لإبراهيم بن عبد الله الختلي، تحقيق أحمد نور سيف، مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1408 هـ. 149 - سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي، للدارقطني، تحقيق سليمان آتش، دار العلوم للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 1408 هـ. 150 - سؤالات أبي عبيد الآجري، لأبي داود السجستاني، تحقيق محمَّد علي العمري، المجلس العلمي لإحياء التراث، الجامعة الإسلامية بالمدينة، الطبعة الأولى 1403 هـ. 151 - سؤالات الحاكم النيسابوري، للدارقطني، تحقيق الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى 1404هـ. 152 - سؤالات حمزة السهمي، للدارقطني وغيره من المشايخ، تحقيق الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى 1404 هـ. 154 - سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة. لعلي بن لمديني، تحقيق الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى 1404 هـ. 154 - سؤالات مسعود بن علي السجزي. للحاكم النيسابوري، تحقيق الدكتور موفق ابن عبد الله بن عبد القادر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 155 - سير أعلام النبلاء. للإمام شمس الدين الذهبي، تحقيق شعيب الأرناؤوط وحسين أسد وغيرهم، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1402 هـ.
156 - السيرة النبوية. لابن هشام، تحقيق همّام عبد الرحيم سعيد، مكتبة المنار، الأردن، الطبعة الأولى 1409 هـ. 157 - شذرات الذهب. لأبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي، دار المسيرة، بيروت، الطبعة الثانية 1399 هـ. 158 - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة. للإمام أبي القاسم هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1403هـ. 159 - شرح السنة. للإمام حسين بن مسعود البغوي، تحقيق زهير الشاويش وشعيب الأرناؤوط، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 160 - شرح صحيح مسلم. للإمام أبي زكريا يحيى النووي، دار الفكر. 161 - شرح علل الترمذي. لابن رجب الحنبلي، تحقيق نور الدين عتر، دار الملاح للطباعة والنشر، توزيع الإفتاء بالرياض، الطبعة الأولى 1398هـ. 162 - شرح معاني الآثار. للإمام أبي جعفر أحمد بن محمَّد الطحاوي، تحقيق محمَّد زهدي النجار، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1399 هـ. 163 - شعب الإيمان. للبيهقي، تحقيق محمَّد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب المصرية، بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ. 164 - صحيح مسلم. لأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق محمَّد فؤاد عبد الباقي، المكتبة الإسلامية باستانبول، الطبعة الأولى 1374هـ.
165 - الصحاح. لِإسماعيل بن حماد الجوهري، تحقيق عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الثانية 1399 هـ. 166 - صحيح ابن حبّان بترتيب ابن بلبان. لمحمد بن حبّان البستي، تحقيق كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1407هـ. 167 - صحيح ابن حبّان بترتيب ابن بلبان. تحقيق شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرساله، بيروت، الطبعة الأولى 1413 هـ. 168 - صحيح الجامع الصغير. لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة 1402 هـ. 169 - صحيح ابن خزيمة. للإمام أبي بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، تحقيق الدكتور محمَّد مصطفى الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت. 170 - صحيح البخاري (مطبوع مع شرحه فتح الباري). لمحمد بن إسماعيل البخاري، المكتبة السلفية، مصر. 171 - صحيح الترغيب والترهيب. لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ. 172 - صحيح سنن الترمذي. لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 173 - الضعفاء والمتروكون، لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق كمال الحوت ديوران الضناوي، مؤسسة الرسالة الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ.
174 - الضعفاء الصغير. للإمام محمَّد إسماعيل البخاري، تحقيق بوران الضناوي، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 175 - الضعفاء الكبير. لأبي جعفر محمَّد بن حماد العقيلي المكي، تحقيق عبد المعطي أمين قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1404هـ. 176 - الضعفاء والمتروكون. لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، تحقيق الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى 1404 هـ. 177 - الضعفاء والمتروكون. لجمال الدين أبي الفرج، ابن الجوزي، تحقيق أبي الفداء عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 178 - الضوء اللامع. لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، منشورات مكتبة الحياة، بيروت. 179 - ضعيف الجامع الصغير وزياداته. لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1399 هـ. 180 - الطبقات. للإمام أبي عمرو خليفة بن خباط العصفري، تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري، دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى 1387 هـ. 181 - طبقات الأسماء المفردة. للإمام أبي بكر أحمد البرديجي، تحقيق سكينة الشهاني، طلاس، دمشق، الطبعة الأولى 1987 م. 182 - طبقات الحفاظ. لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ.
183 - طبقات الشافعية الكبرى. لتاج الدين السبكي، تحقيق عبد الفتاح محمَّد الحلو ومحمود الصفاجي، مكتبة ابن تيمية، الطبعة الأولى 1388 هـ. 184 - الطبقات الكبرى. لابن سعد، دار صادر، بيروت. 185 - الطبقات الكبرى (القسم المتمم). للإمام محمَّد بن سعد، كاتب الواقدي، تحقيق زياد محمَّد منصور، مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة، الطبعة الثانية 1408 هـ. 186 - طبقات المحدثين بأصبهان. لأبي محمَّد عبد الله بن حيان، المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق عبد الغفور البلوشي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 187 - طبقات علماء الحديث. لمحمد بن عبد الهادي، تحقيق إبراهيم الزيبق، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ. 188 - عارضة الأحوذي شرح جامع الترمذي. لابن العربي المالكي، دار الكتاب العربي، بيروت. 189 - العبر في خبر من غبر. للحافظ الذهبي، تحقيق أبو هاجر محمَّد زغلول، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1405 هـ. 190 - عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب. لمحمد بن أبي عثمان الحازمي، تحقيق عبد الله كنون، المطابع الأميرية، القاهرة، الطبعة الثانية 1393 هـ. 191 - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين. للإمام تقي الدين محمَّد بن أحمد الحسني الفاسي المكي، تحقيق فؤاد سعيد، السنّة المحمدية، القاهرة، 1385 هـ.
192 - العلل. لعلي بن عبد الله بن المديني، تحقيق محمَّد مصطفى الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت، 1980 م. 193 - علل الترمذي الكبير. ترتيب أبي طالب القاضي، تحقيق حمزة ديب مصطفى، مكتبة الأقصى، الأردن، الطبعة الأولى 1406 هـ. 194 - علل الحديث. لأبي محمَّد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، دار المعرفة، بيروت، 1405 هـ. 195 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية. لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، تحقيق إرشاد الحق الأثري، دار نشر الكتب الإسلامية، لاهور، باكستان، الطبعة الأولى 1399 هـ. 196 - العلل ومعرفة الرجال. للإمام أحمد بن حنبل، رواية ابنه عبد الله، تحقيق وصيّ الله عيّاش، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 197 - العلل الواردة في الأحاديث النبوية. لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، تحقيق محفوظ الرحمن زيد ابن السلفي، دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى 1405 هـ. 198 - عمل اليوم والليلة للإمام أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق الدكتور فاروق حمادة، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ. 199 - عمل اليوم والليلة. لأبي بكر أحمد الدينوري، المعروف بابن السني، تحقيق بشير محمَّد عيون، مكتبة دار البيان، دمشق، الطبعة الأولى 1407 هـ. 200 - عيون الأثر في معرفة المغازي والسير. لابن سيد الناس اليعمري، دار الآفاق، بيروت، الطبعة الثالثة، 1402هـ.
201 - غاية النهاية في طبقات القراء. لشمس الدين محمَّد بن الجوزي، تصحيح برجستراسر، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية1400هـ. 202 - غريب الحديث. لأبي إسماعيل إبراهيم الحربي، تحقيق سليمان بن إبراهيم العايد، جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1405 هـ. 203 - غريب الحديث. لأبي سليمان الخطابي، تحقيق عبد الكريم إبراهيم الغرباوي، جامعة أم القرى، 1402 هـ. 204 - غريب الحديث. لأبي عبيد القاسم بن سلام، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 205 - غريب الحديث. لابن قتيبة، تحقيق عبد الله الجبوري، مطبعة العاني، بغداد، الطبعة الأولى 1977 م. 206 - غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود. لأبي إسحاق الحويني الأثري، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 207 - الفائق في غريب الحديث. لجار الله محمود الزمخشري، تحقيق محمَّد أبو الفضل إبراهيم، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثانية. 208 - فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية. توزيع دار الإِفتاء بالرياض، السعودية. 209 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري. للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق الشيخ عبد العزيز بن باز (حقق الأجزاء الثلاثة الأولى)، المكتبة السلفية، مصر. 210 - فتح الباري. دار الريان للتراث، القاهرة، الطبعة الأولى 1407 هـ. 211 - الفتح الرباني. لأحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي، دار الفكر.
212 - الفتح الكبير في ضمّ الزيادة إلى الجامع الصغير. للنبهاني، تصوير دار الكتاب العربي، بيروت. 213 - فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي. لشمس الدين محمَّد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق علي حسين علي، دار الإِمام الطبري، الطبعة الثانية 1412 هـ. 214 - فتوح مصر وأخبارها. لابن عبد الحكم، مكتبة المثنى، بغداد. 215 - فردوس الأخبار. للحافظ شيرويه بن شهردار الديلمي، تحقيق فوّاز الزمليّ ومحمد المعتصم، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى 1407 هـ. 216 - فضل الجهاد والمجاهدين. لأبي العبّاس أحمد بن عبد الواحد المقدسي، تحقيق مبارك بن سيف الهاجري، الدار السلفية، الكويت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 217 - الفهرست. لابن النديم محمَّد بن إسحاق، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1398 هـ. 218 - فهرس الفهارس والأثبات. لعبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، تحقيق إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1402هـ. 219 - الفوائد. لأبي القاسم تمام بن محمَّد الرازي، تحقيق حمدي السلفي، مكتبة الرشد، الرياض. 220 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة. للعلّامة محمَّد علي الشوكاني، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة 1402 هـ.
221 - فيض القدير شرح الجامع الصغير. لمحمد عبد الرؤوف المناوي، دار المعرفة، بيروت. 222 - القاموس المحيط. لمجد الدين محمَّد بن يعقوب الشيرازي، مؤسسة الرسالة ودار الريان، بيروت، الطبعة الثانية 1407 هـ. 223 - قلائد الجمان في التعريف بقبائل الزمان. للقلقشندي، تحقيق إبراهيم الأبياري، دار الكتب الحديثة، القاهرة، الطبعة الأولى 1383 هـ. 224 - قواعد في علوم الحديث. لظفر أحمد العثماني التهانوي، تحقيق عبد الفتاح أبو غدّة. 225 - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة. للحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق لجنة من العلماء، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1403 هـ. 226 - كتاب الآثار. لمحمد بن الحسن الشيباني، منشورات دار القرآت، كراتشي. 227 - كتاب الأمثال. لأبي الشيخ عبد الله بن محمَّد الأصبهاني، تحقيق عبد العلي عبد الحميد حامد، الدار السلفية، بومباي، الهندي، الطبعة الثانية 1408 هـ. 229 - كتاب أمثال الحديث. لأبي محمَّد الحسن بن خلاد الرامهرمزي، تحقيق أمة الكريم القرشية، حديث أكاديمي باكستان. 229 - كتاب الأم. للإمام محمَّد بن إدريس الشافعي. 230 - كتاب الأوائل. لأبي بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الشيباني، تحقيق محمَّد بن ناصر العجمي، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي.
231 - كتاب التوحيد. لأبي بكر محمد بن خزيمة، تحقيق الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان، دار الرشد، الرياض، الطبعة الأولي 1408 هـ. 232 - كتاب الديات. لابن أبي عاصم، المعروف بالضحّاك، تحقيق بسيوني زغلول، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1409هـ. 233 - كتاب الفتن. لنعيم بن حمّاد المروزي، تحقيق سمير الزهيري، مكتبة التوحيد، القاهرة، الطبعة الأولى 1412 هـ. الكنى والأسماء. لأبي بشر الدولابي، صورته دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 235 - الكنى والأسماء. لمسلم بن الحجّاج، تحقيق عبد الرحيم القشقري، المجلس العلمي لاحياء التراث، الجامعة الإسلامية , المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1404 هـ. 236 - الكامل في ضعفاء الرجال. لأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة 1409 هـ. 237 - كشف الأستار عن زوائد البزّار. للحافظ نور الدين الهيثمي، تحقيق حبيب الله الأعظمي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1404 هـ. 238 - الكشف الحثيث عمن رُمي بوضع الحديث. لبرهان الدين الحلبي، تحقيق صبحي السامرائي. 239 - كشف الخفاء ومزيل الإلباس. لاسماعيل بن محمَّد العجلوني، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثالثة 1408 هـ.
240 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. لمصطفى بن عبد الله القسطنطين، دار الفكر، 1402 هـ. 241 - الكفاية في علم الرواية. للخطيب البغدادي، المكتبة العلمية، بيروت. 242 - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال. لعلاء الدين الهندي، تصحيح صفوة السقا، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1409 هـ. 243 - الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات , لأبي البركات ابن الكيال، تحقيق عبد القيوم عبد رب النبي، جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1404هـ. 244 - لسان العرب. لأبي الفضل جمال الدين ابن منظور المصري، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ. 245 - لسان الميزان. للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار الفكر. 246 - اللباب في تهذيب الأنساب. للعلامة عز الدين ابن الأثير الجزري، دار صادر، بيروت، 1400 هـ. 247 - اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة. للسيوطي، دار المعرفة، بيروت. 248 - المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين. لمحمد بن حبّان بن أحمد البستي، تحقيق محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة، بيروت. 249 - مجمع البحرين في زوائد المعجمين. للهيثمي، تحقيق عبد القدوس محمَّد نذير، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1413 هـ.
250 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. لنور الدين علي الهيثمي، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثالثة 1402 هـ. 251 - المجموع شرح المهذب. لأبي زكريا محيي الدين النووي، تحقيق وتكميل محمَّد نجيب المطيعي، مكتبة الإرشاد، جدّة. 252 - مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية. جمع عبد الرحمن بن محمَّد بن قاسم، الطبعة الأولى 1398 هـ. 253 - المجموع المغيث في غريب القرآن والحديث. لأبي موسى محمَّد بن المديني الأصفهاني، تحقيق عبد الكريم العزباوي، جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1406 هـ. 254 - المحلى. لابن حزم الظاهري، تحقيق عبد الغفار البنداري، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة 1408. 255 - المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح. لشرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، عناية محمَّد حسام بيضون، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت. 256 - مختصر تاريخ دمشق. لابن عساكر، اختصار محمد بن مكرم المعروف بابن منظور، تحقيق جماعة من المحققين، دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى 1404 هـ. 257 - مختصر الترغيب والترهيب. لابن حجر العسقلاني، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة، بيروت. 258 - مختصر زوائد البزّار. لابن حجر العسقلاني، تحقيق صبري بن عبد الخالق، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت.
259 - مختصر سنن أبي داود، للحافظ المنذري، تحقيق محمَّد حامد الفقي، مكتبة السنة المحمدية، القاهرة. 260 - المختلف فيهم. للمنذري، ألحقه بآخر الترغيب والترهيب. 261 - المدخل إلى الصحيح. لأبي عبد الله محمَّد النيسابوري، تحقيق ربيع بن هادي مدخلي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1404هـ. 262 - المراسيل. لأبي محمَّد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، تحقيق شكر الله ابن نعمة الله قوجاني، مِؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية، 1402 هـ. 263 - مراصد الاطلاع. لصفي الدين عبد المؤمن البغدادي، تحقيق علي محمَّد البجاوي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1373 هـ. 264 - مرويات غزوة الحديبية. تأليف حافظ الحكمي، المجلس العلمي لإحياء التراث الإِسلامي، المدينة المنورة. 265 - المستدرك. لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري، صورته مكتبة المعارف، الرياض. 266 - المستفاد من مبهمات المتن والإِسناد. للحافظ ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم العراقي، تحقيق الشيخ حماد الأنصاري، مطابع الرياض. 267 - مساوئ الأخلاق ومذموها. لأبي بكر محمَّد بن جعفر الخرائطي، تحقيق مصطفى الشلبي، مكتبة السوادي، جدة، الطبعة الأولى 1412هـ. 268 - مسند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. لأبي يوسف يعقوب بن شيبة، تحقيق كمال يوسف الحوت، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت.
269 - مسند إسحاق بن راهويه. تحقيق الدكتور عبد الغفور البلوشي، مكتبة الإِيمان، المدينة المنورة. 270 - مسند علي بن الجعد. لأبي الحسن علي بن الجعد الجوهري، تحقيق الدكتور عبد المهدي بن عبد الهادي، مكتبة الفلاح، الكويت، الطبعة الأولى. 271 - مسند أبي بكر الصديق. لأبي بكر أحمد المروزي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الرابعة 1406 هـ. 272 - مسند أبي داود الطيالسي. رواية يونس بن حبيب، عنه، دار المعرفة بيروت. 273 - مسند سعد بن أبي وقاص. لأبي عبد الله أحمد بن إبراهيم الدورقي، تحقيق عامر حسن صبري، دار البشائر، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 274 - مسند أبي عوانة (وهو مستخرج على مسلم). لأبي عوانة يعقوب بن إسحاق الاسفراييني، دار المعرفة، بيروت. 275 - مسند الفاروق. لابن كثير الدمشقي، تحقيق عبد المعطي قلعجي، دار الوفاء، المنصورة، مصر، الطبعة الأولى 1411 هـ. 276 - مسند أبي يعلى الموصلي. للإمام أحمد بن علي بن المثنى التميمي، تحقيق حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث، دمشق، الطبعة الأولى 1404هـ. 277 - المسند. للإمام أحمد بن حنبل، المكتب الإِسلامي، بيروت. 278 - مسند الإِمام أحمد بن حنبل. تحقيق أحمد محمَّد شاكر، طبعة دار المعارف، مصر، 1377 هـ.
279 - مسند الإِمام أبي عبد الله محمَّد بن إدريس الشافعي بترتيب السندي. تحقيق يوسف الحسيني وغزت العطّار، دار الكتب العلمية، بيروت. 280 - مسند الحميدي. لأبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، من منشورات المجلس العلمي. 281 - مسند الشهاب. لأبي عبد الله محمَّد القضاعي، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ. 282 - مسند عمر بن عبد العزيز. لأبي بكر محمَّد الباغندي، تحقيق الدكتور محمَّد عوامة، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، الطبعة الثالثة 1407 هـ. 283 - مشارق الأنوار على صحاح الآثار. لأبي الفضل القاضي عياض بن موسى اليحصبي، المكتبة العتيقة، تونس. 284 - مشاهير علماء الأمصار. للحافظ محمَّد بن حبّان البستي، دار الكتب العلمية، بيروت. 285 - المشتبه في الرجال. للذهبي، تحقيق علي البجاوي، الدار العلمية، دلهي. 286 - مشكل الآثار. لأبي جعفر الطحاوي، الطبعة الأولى، دار صادر بيروت. 287 - مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه. للحافظ أحمد بن أبي بكر البوصيري. 288 - مصنف ابن أبي شيبة. للحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي، تحقيق عبد الخالق الأفغاني، الدار السلفية، الهند.
289 - المصنف. لأبي بكر عبد الرزاق بن همام الصغاني، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 290 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية. للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية، بيروت. 291 - المعجم الأوسط. للحافظ الطبراني، تحقيق الدكتور محمود الطحان، مكتبة المعارف بالرياض، الطبعة الأولى 1405 هـ. 292 - معجم البلدان. لياقوت الحموي، تحقيق فريد الجندي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة1410هـ. 293 - معجم شيوخ أبي يعلى الموصلي. لأبي يعلى الموصلي، تحقيق حسين سليم أسد وعبدة كوشك، دار المأمون للتراث، بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ. 294 - المعجم الصغير للطبراني. لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ومعه الروض الداني لمحمد شكور، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 295 - المعجم الكبير. لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، وزارة الأوقاف، الجمهورية العراقية، الطبعة الثانية. 296 - معجم مما استعجم من أسماء البلاد والمواضع. لعبد الله بن عبد العزيز الأندلسي، تحقيق مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثالثة 1403 هـ.
297 - معجم المؤلفين. لعمر رضا كحالة، نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت. 298 - المعجم المشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النبل. لأبي القاسم علي بن الحسن بن عسكر، تحقيق سكينة الشهابي، دار الفكر، دمشق، 1401هـ. 299 - المعجم الوسيط. لجماعة من الأساتذة، مجمع اللغة العربية، دمشق. 300 - معرفة الرجال. للِإمام أبي زكريا يحيى بن معين، تحقيق محمَّد كامل القصار، مجمع اللغة العربية، دمشق، 1405 هـ. 301 - معرفة الثقات للعجلي بترتيب الهيثمي والسبكي. تحقيق عبد العليم البستوي، مكتبة الدار، المدينة المنورة. 302 - معرفة الصحابة. لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، تحقيق محمَّد راضي عثمان، مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1408 هـ. 303 - معرفة علوم الحديث. لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري، تحقيق معظم حسين، المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، الطبعة الثانية 1397 هـ. 304 - معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار. للحافظ شمس الدين أبي عبد الله الذهبي، تحقيق بشار عواد معروف وغيره، مؤسسة الرساله، بيروت. 305 - المعرفة والتاريخ. لأبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري، مطبعة الإرشاد، بغداد، 1394 هـ. 306 - المغني. لابن قدامة المقدسي، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي.
307 - المغني في ضبط أسماء الرجال ومعرفة كنى الرواة وألقابهم وأنسابهم. لمحمد طاهر بن علي الهندي الفتني، دار الكتاب العربي، بيروت، 1402 هـ. 308 - المغني في الضعفاء. للحافظ شمس الدين أبي عبد الله الذهبي، تحقيق نور الدين عتر. 309 - المفاريد عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. لأبي يعلى أحمد بن علي المثنى الموصلي، تحقيق عبد الله بن يوسف الجديع، مكتبة دار الأقصى، الطبعة الأولى 1405هـ. 310 - المفردات في غريب القرآن. لأبي القاسم الحسين الأصفهاني، تحقيق صفوان عدنان، دار القلم، دمشق. 311 - المقاصد الحسنة. للحافظ شمس الدين محمَّد بن عبد الرحمن السخاوي. 312 - المقتنى في سرد الكنى. للحافظ شمس الدين أبي عبد الله الذهبي، تحقيق محمَّد صالح المراد، إحياء التراث الإسلامي، المدينة المنورة. المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي. للحافظ نور الدين الهيثمي، تحقيق الدكتور نايف بن هاشم الدعيس، تهامة، جدة، الطبعة الأولى 1402 هـ. 314 - مكارم الأخلاق ومعاليها للخرائطي. تحقيق سعاد سليمان، مطبعة المدني، مصر ن الطبعة الأولى 1411هـ. 315 - المنتخب من مسند عبد بن حميد. للحافظ عبد بن حميد الكشي، تحقيق مصطفى العدوي، دار الأرقم، الكويت. 316 - المنتقى لابن الجارود. لأبي محمَّد عبد الله بن الجارود النيسابوري، مطبوع مع تخريج الحويني (غوث المكدود)، وقد تقدم ذكره.
317 - منحة المعبود. للساعاتي، نشر المكتبة الإِسلامية، بيروت. 318 - المنهل الصافي. ليوسف بن تغري بردي، تحقيق محمَّد أمين وعبد الفتاح عاشور، الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة. 319 - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبّان. للحافظ نور الدين الهيثمي، تحقيق محمَّد عبد الرزاق حمزة، دار الكتب العلمية، بيروت. 320 - المؤتلف والمختلف. لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني البغدادي، تحقيق الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر، دار الغرب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 321 - المؤتلف والمختلف. لعبد الغني الأزدي، توزيع مكتبة ابن الجوزي، الدمام، السعودية. 322 - الموضح لأوهام الجمع والتفريق. للخطيب البغدادي، تحقيق الدكتور عبد الرحمن المعلمي، دار الفكر الإِسلامي، الطبعة الثانية 1405 هـ. 323 - الموضوعات. لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، تحقيق عبد الرحمن محمَّد عثمان، المكتبة السلفية، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1386 هـ. 324 - موطأ الإِمام مالك. للإمام مالك بن أنس، تحقيق محمَّد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية. 325 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال. للحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمَّد بن أحمد الذهبي، تحقيق علي محمَّد البجاوي، دار المعرفة، بيروت. 326 - ناسخ الحديث ومنسوخه. للحافظ عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، تحقيق سمير الزهيري، مكتبة المنار، الأردن، الطبعة الأولى 1408 هـ.
327 - نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار. للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، مكتبة المثنى، بغداد. 328 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة. لابن تغري بردي، طبعة مصورة عن المؤسسة المصرية العامة للتأليف. 329 - نصب الراية. للحافظ جمال الدين أبي محمَّد الزيلعي، دار المأمون، القاهرة، الطبعة الأولى 1357 هـ. 330 - نظم العقيان لأعيان الأعيان. للسيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت. 331 - النهاية في غريب الحديث والأثر. للعلامة المبارك بن محمَّد بن الأثير الجزري، تحقيق طاهر أحمد الزاوي، دار الباز، مكة المكرمة. 332 - نيل الأوطار. للعلامة محمَّد بن علي بن محمَّد الشوكاني، طبعة الحلبي، مصر. 333 - هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون. لإسماعيل باشا البغذادي، دار الفكر، 1402 هـ. 334 - هدي الساري مقدمة فتح الباري. للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المكتبة السلفية بمصر. 335 - وفيات الأعيان. لأبي العباس شمس الدين بن خلكان، تحقيق إحسان عبّاس، دار صادر، بيروت. • • •
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقِيْق عَبْد الله بن محمد بن سعيد الشهراني تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد العاشر 19 - 20 آخر كتاب الخلافة - كتاب الأطعمة والأشربة (2129 - 2439) دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
(ح) دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية/ تحقيق عبد الله بن محمَّد الشهراني- الرياض. 880 ص؛ 17×24 سم ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) × - 86 - 749 - 9960 (ج 10) 1 - الحديث- مسانيد 2 - الحديث- تخريج 3 - الحديث- شرح 4 - الحديث- زوائد أ- الشهراني، عبد الله بن محمَّد (محقق) ب- العنوان 2370/ 18 ديوي 4، 237 رقم الإيداع: 2370/ 18 ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) × -86 - 749 - 9960 (ج 10) حقُوق الطّبْع محفُوظَة لِلمُنَسّق الطّبْعَة الأولي 1419هـ - 1998 م دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض - ص ب 42507 - الرمز البريدي 11551 هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب: 32594 - الرياض: 11438 - تلفاكس: 2660 - 421
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ 19 - 20
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المقدّمَة إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضلِل فلا هادي له. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬1). {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (¬2). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (¬3). ¬
أما بعد: فإنّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِّ هَدْيُ محمَّد -صلى الله عليه وسلم- , وشز الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم إنه لا تخفى منزلة السنة النبوية من ديننا، وأنها المصدر الثاني من مصادر التشريع، وإن أنفس ما أفنيت فيه الأعمار، وتقرب به العبد به إلى ربه سبحانه وتعالى هو خدمة هذا المصدر الذي تكفل الله بحفظه، وقيض له الرجال الأفذاذ الذين قاموا عليه وحفظوه من كل شائبة، فأعز الله بهم الدين، وأقام بهم الملة، وخلد ذكرهم في العالمين. ومشاركة مني في هذا المضمار، وسيرًا على أحوال هؤلاء الرجال، فقد اتجهت النية بعد إكمال السنة المنهجية إلى المساهمة في هذا المجال، فوقع الاختيار على الانضمام إلى الركب الذين قاموا بتحقيق كتاب "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية" للحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-. أهمية الكتاب: وقد وقع الاختيار للمشاركة في تحقيق هذا السفر العظيم لما له من أهمية بالغة تبدو من خلال الأمور الآتية: 1 - لأنه يجمع الأحاديث الزائدة في المسانيد الثمانية وغيرها -كما سيأتي بيانه- والتي بعضها في حكم المفقود، وبعضها لم ير النور حتى الآن. وبالتالي فإن حفظ زوائدها بمثابة الحفظ لها، حيث أن ما لم يكن زائدًا منها فهو موجود، إمّا في الكتب الستة، أو مسند الإِمام أحمد، وأمَّا الزائد عن هذه الأصول في تلك المسانيد فقد حفظه لنا الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في كتاب "المطالب العالية".
2 - أن كتاب "المطالب العالية" إذا أضيف إلى "جامع الأصول"، و "مجمع الزوائد"، و "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"، فقد جمعت هذه الكتب أعظم دواوين الإِسلام الجامعة لحديث رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حَيْثُ يشمل "جامع الأصول" أحاديث الصحيحين، وسنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وموطأ مالك، وأفرد البوصيري في "مصباح الزجاجة" زوائد ابن ماجه على الأصول الخمسة، ويحتوي "مجمع الزوائد" على زوائد أحمد، والبزار، وأبي يعلى، -في روايته المختصرة- ومعاجم الطبراني الثلاثة، ثم يكمل "المطالب" ما تبقى بإضافة زوائد مسانيد كل من "أحمد ابن منيع"، و "عبد بن حميد"، و"أبي داود الطيالسي"، و"ابن أبي عمر العدني"، و"أبي بكر بن أبي شيبة"، و"مسدّد"، و"الحارث بن أبي أسامة"، و"الحميدي"، وما وجد من مسند إسحاق بن راهوية، وكذا ما فات الهيثمي في مجمعه من زوائد أبي يعلى في روايته المطولة. وبالتالي فإن تحقيق هذا الكتاب إكمال لهذه الموسوعة الضخمة. 3 - أن الحافظ -رحمه الله- قد ساق جميع هذه الزوائد بأسانيدها تامة كما هي عند أصحابها، وفي هذا أهمية عظمى لتحديد ومعرفة درجة الحديث والحكم عليه، ومن خلال هذا تبدو أهمية إخراج النسخة المسندة من هذا الكتاب وتحقيقها , لأن ما يتداوله الناس بينهم هو النسخة المجردة عن الأسانيد، وقد طبعت طبعة سقيمة مليئة بالأخطاء والتصحيفات. 4 - أن الحافظ -رحمه الله- له قدم راسخة في هذا الفن، وهو من المشهود لهم بالتقدم فيه على غيره، ولا سيما وقد ضمن هذا الكتاب دررًا من كلامه الذي لا يستغنى عنه في الرجال، والحكم على بعض الأحاديث.
5 - وأخيرًا تبدو أهمية الكتاب من خلال معرفة أن الكتب المصنفة في الزوائد غالبًا ما يتم ترتيبها على أبواب الفقه -كما هو في "المطالب"- وهذا بالتالي يسهل استخراج الزائد من هذه المسانيد في كل باب من أبواب الفقه ومعرفة ما يترتب على ذلك من أحكام. أسباب اختيار الموضوع: 1 - لأهمية الكتاب التي سبق بيانها والحديث منها. 2 - لأن الاشتغال بالسنة رواية ودراية من أفضل ما يشتغل به الإِنسان، بل هي من الجهاد في سبيل الله والدعوة إلى الله، ومن أجلِّ ما يتقرب به العبد إلى ربه، وهي أداء لبعض حقوق المصطفى -صلى الله عليه وسلم-. 3 - الرغبة الجامحة في اكتساب الدربة في دراسة الأسانيد، وتخريج الأحاديث والحكم عليها. 4 - الحرص على اكتساب الخبرة في مجال تحقيق المخطوطات، وكيفية التعامل معها. 5 - المساهمة في نشر كتب التراث وجعلها في متناول طلاب العلم وعامة الناس. 6 - التمرن على استنباط الحِكَم والأحكام والفوائد من نصوص السنة النبوية. 7 - محبة مؤلفات الحافظ ابن حجر -رحمه الله- لما له من قدم راسخة في هذا الفن، ولما حوته من تقعيد وتأصيل، ولما اشتملت عليه من مادة علمية غزيرة يجدها القارئ لكتبه أكثر مما يجدها عند غيره. لهذه الأسباب مجتمعة رغبت في تحقيق هذا الجزء من "المطالب العالية".
منهجي في التحقيق والتعليق: وسلكت فيه الخطوات الآتية: 1 - قمت بنسخ الكتاب من النسخة "مح" حيث اعتبرتها أصلًا وأثبت ذلك في أصل الكتاب، ثم قابلت ما في الأصل على بقية النسخ. 2 - أشرت إلى نهاية كل ورقة من النسخ الأربع المعتمدة في الهامش الأيسر من النص، وبداية الصفحة من كل نسخة في الهامش الأيمن. 3 - اتبعت في نقل النص وإثباته الرسم الإِملائي، ولم أثبت الفروق في ذلك بين النسخ -خشية الإطالة-، حيث أن بعض النسخ كانت تكتب بالرسم العثماني. 4 - اعتمدت ذكر الصواب في صلب النص من أي نسخة كان، وذكرت الخطأ في الهامش مع بيان وجه كل منهما، وعليه فإذا كان ما في الأصل "حم" خطأ، وكان الصواب في إحدى النسخ فإني أثبت الصواب في أصل النص، وأشير إلى الخطأ الموجود في الأصل في الحاشية. 5 - أحيانًا يتتابع النساخ على الخطأ ويكون ذلك في الأصل وجميع النسخ، فأقوم بوضع الصواب من خارج النسخ جميعًا، كأن يكون في أحد المسانيد، أو في الإتحاف، أو مختصره، وأشير إلى الخطأ في الحاشية مع بيان وجه كل منهما. 6 - أحيانًا لا يترجح لي وجه الصواب فأذكر ما في الأصل "حم" في أصل النص، ثم أذكر ما في بقية النسخ مما يحتمل وجهًا في الصواب في الحاشية، وأذكر تلك الاحتمالات، وقد أشير إلى ما قد يكون مرجحًا لكل وجه منها.
7 - أثبت جميع الفروق في الحاشية، حتى لو كان الاختلاف في ألفاظ التحمل والأداء، إلَّا في بعض الألفاظ التي لا يترتب على ذكر الخلاف فيها كبير فائدة، مع أن إثباتها سيؤدي إلى كثرة الحواشي، مثل الخلاف ألفاظ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وألفاظ الترضي، ونحو ذلك. 8 - اعتمدت في المقابلة على النسخ الأربع المذكورة، حيث جعلت المحمودية "حم" أصلًا، ثم قابلتها بما في النسخة السعيدية "حس"، مع المقابلة بالمطبوع من المسانيد التي استُخرجت زوائدها، كمسند أبي يعلى، والطيالسي، والحميدي، والموجود من مسند إسحاق، وبغية الباحث، والمنتخب من مسند عبد بن حميد. 9 - إذا كانت هناك إضافة أو إلحاق في حاشية الأصل، أو إحدى النسخ، فإن كانت من صلب النص، فإني أثبتها فيه، وإن لم تكن كذلك أهملتها، إلَّا أن يكون لها أهمية بالغة، فإني أشير إليها في الحاشية. 10 - إذا وجدت بياضًا، أو سقطًا في الأصل، أو إحدى النسخ، فإني أثبت في النص ما يكون صوابًا من النسخ الأخرى، أو من المسانيد المطبوعة، أو المصادر الأخرى التي أخرجت الحديث، وأشير إلى ذلك البياض أو السقط في الحاشية. 11 - إذا وُجد في النص ما يوقع في اللبس، فإني أضبطه بالشكل، سواء كان ذلك في الأسماء أو الألفاظ، ثم في شرح الغريب، أو التراجم أضبطه بالحروف. أما ما يتعلق بتخريج الحديث فقد اتبعت فيه الخطوات الآتية: 1 - أشير إلى موطن الحديث من "مختصر الإتحاف" وأنقل كلام البوصيري عليه في تخريجه له، وحكمه على الحديث -إن وجد-.
2 - ثم أخرّج الحديث من المسند الذي أخذ منه إن كان مطبوعًا، وأخرجه كذلك من بقية المصادر التي أخرجته والتي تلتقي أسانيدها مع أسانيد الكتاب التقاءً كليًا أو جزئيًا ولو في الصحابي، مرتبًا تخريجه على ما جرى عليه أهل الفن من قواعد وقرروه من عمل، معتنيًا في ذلك بيان الاختلاف على الراوي، والترجيح بين أوجه الاختلاف، بالرجوع إلى كتب العلل وكلام أهل العلم على الحديث. 3 - بالنسبة للروايات التي أشار إليها المصنف ولم يوردها كقوله "هو في الصحيحين من وجه آخر، أو أصله في الصحيحين" ونحو ذلك، فإني أقوم بتخريجها وبيان طرقها ومتابعاتها. 4 - وكذا الأحاديث التي يذكرها ويحيل بها على موطن متقدم أو متأخر، فإن كان ذلك الموطن ضمن ما أقوم بتحقيقه وكان متقدمًا أحلت عليه، وإن كان متأخرًا أشرت إليه وأقوم بتخريجه حين الوصول إليه، وإن كان ذلك الموطن المحال عليه لا يقع ضمن ما أقوم بتحقيقه، فإني أرجع إليه في المطالب، ثم أورده كاملًا بسنده ومتنه، ثم أدرسه وأخرجه على ضوء ما سبق. أما بالنسبة للحكم على الحديث فإني أسير فيه على النحو التالي: 1 - أقوم بالحكم على سند الحديث المدروس فقط، مع التعليل لذلك الحكم معتمدًا على الدراسة التي قمت بها لإسناد الحديث، مع النظر في الاتصال والانقطاع الظاهر والخفي، والنظر- قدر الطاقة في متن الحديث من حيث الشذوذ والنكارة. 2 - إذا كان الحديث موضوعًا أو كان ضعفه شديدًا لا يقبل
الإِنجبار فإني أبين ذلك وسببه، ولا أعرج على تقويته كما هو معلوم، وربما أشير إلى ما يغني عنه من الأحاديث في الباب. 3 - إذا كان الحديث حسنًا أو كان ضعفه قابلًا للِإنجبار فإني أقوم بترقيته بإيراد شواهده -إن وجدت-، وذلك بذكر متن الشاهد وراويه من الصحابة فقط، ثم أخرجه من مصادره، وكنت جريت في أول الرسالة على التوسع في تخريجه بذكر الإسناد كاملًا، والتعامل معه كالتعامل مع حديث الباب، ثم رأيت أن البحث سيطول، فاختصرت ذلك، واكتفيت في تخريج الشواهد بذكر المتن، والراوي من الصحابة فقط، ثم تخريجها وعزوها إلى مصادرها بذكر المصدر، ورقم الجزء والصفحة، ورقم الحديث -إن وجد- وإيراد كلام من جرت عادته أن يتكلم على الأحاديث كالترمذي، والحاكم، والبزار، وغيرهم. 4 - إذا كان الشاهد في الصحيحين، فأورده وأتوسع في تخريجه -كماسبق- ثم إن تخريجه من الصحيحين أوأحدهما إشارة إلى صحته، وإن كان في غيرهما فإني أخرجه، ثم أنقل كلام العلماء المعتبرين من المتقدمين والمتأخرين في تصحيحه أو تضعيفه، وأكتفي بذلك، فإن لم أجد من تعرض لذلك فإني أحكم على إسناده بعد دراسته معتمدًا في ذلك على الكتب المختصرة كالكاشف والتقريب. ثم ليعلم أني لا أطيل كثيرًا في الشواهد، وإنما أورد منها ما يضمن به ترقية حديث الباب فقط. كما نبهت على ما ظهر لي من وهم للمصنف وغيره، سواء كان ذلك في الألفاظ، أو الأسماء، أو الحكم على الأحاديث، أو العزو إلى بعض المصادر، ونحو ذلك مع اعترافي بقصور نظري وقلة علمي.
واختصرت بعض أسماء المصادر حين العزو إليها لشهرتها ومعرفتها. وهذه قائمة ببعض الأسماء المختصرة والمراد بها فمن ذلك: المستدرك: المستدرك على الصحيحين للحاكم. تحفة الأشراف: تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للمزي. زاد المعاد: زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم. المجموع: المجموع شرح المهذب للنووي. نصب الراية: نصب الراية لأحاديث الهداية للزيلعي. التلخيص الحبير: التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير لابن حجر. كشف الأستار: كشف الأستار عن زوائد البزّار للهيثمي. المجمع أو مجمع الزوائد: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي. مجمع البحرين: مجمع البحرين في زوائد المعجمين للهيثمي. البغية أو بغية الباحث: بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث للهيثمي. الإتحاف: إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري، وأعزو كثيرًا إلى مختصره فأقول: "مختصر الإِتحاف". الفتح أو فتح الباري: فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر. الإرواء: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل للألباني.
تهذيب الكمال: تهذيب الكمال في أسماء الرجال للمزي. اللسان: لسان الميزان (أحيانًا) لابن حجر. ميزان الاعتدال: ميزان الاعتدال في نقد أحوال الرجال للذهبي. السّير: سير أعلام النبلاء للذهبي. تعريف أهل التقديس: تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس لابن حجر. جامع التحصيل: جامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي. الكامل: الكامل في ضعفاء الرِّجال لابن عدي. الخلاصة: خلاصة تذهيب تهذيب الكمال للخزرجي. الكاشف: الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة للذهبي. تبصير المنتبه: تبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر. التقريب: تقريب التهذيب لابن حجر. تعجيل المنفعة: تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة لابن حجر. أسد الغابة: أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير. الاستيعاب: الاستيعاب في أسماء الأصحاب لابن عبد البر. الإصابة: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر. طبقات ابن سعد: الطبقات الكبرى لابن سعد. أما كتب الثقات والضعفاء فتتشابه أسماؤها، ومن أجل التمييز بينها أنسب الكتاب إلى صاحبه فأقول: ثقات ابن حبّان، ثقات العجلي، ثقات
ابن شاهين، ضعفاء البخاري، ضعفاء النسائي، ضعفاء الدارقطني، ضعفاء العقيلي، ضعفاء أبي نعيم، ضعفاء ابن الجوزي ... النهاية: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير. الفائق: الفائق في غريب الحديث للزمخشري. الحلية أو حلية الأولياء: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم. تفسير الطبري أو تفسير ابن جرير: جامع البيان عن تأويل القرآن لابن جرير الطبري. تفسير ابن كثير: تفسير القرآن العظيم لابن كثير. الدر المنثور: الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي. وغير ذلك مما لا يخفى على القارئ اللبيب. * * * هذا ما تيسّر بيانه من المنهج الذي سرت عليه في التعليق والتحقيق، وأسأل الله عَزَّ وَجَلَّ أن يرزقني الإخلاص في القول والعمل- والله سبحانه وتعالى أعلم-. هذا وتجدر الإشارة إلى أنه قد واجهتني عقبات كثيرة استدعت مني استمداد العون من الله سبحانه وتعالى ثم بذل المزيد من الجهد في تجاوزها حتى خرج البحث بهذه الصورة التي بذلت فيها غاية جهدي، واستفرغت فيها طاقتي في القراءة والبحث، فما كان من صواب فمن توفيق الله وفضله، وما كان من خطأ أو وهم أو سهو، فمن نفسي، وعذري في ذلك أنني بشر بذلت الغاية في الوصول إلى الحق، ويقع مني ما يقع فيه البشر من غفلة، وقد أبى الله أن يصح إلَّا كتابه، وقد قال المزني: "لو عورض كتاب سبعين مرة لوجد فيه خطأ، أبى الله أن يكون كتاب
صحيحًا غير كتابه" (¬1). وختامًا أتوجه بالشكر لله سبحانه وتعالى أولًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا على ما أولاه من نعم، ثم أشكر كل من ساهم معي وشاركني في إخراج هذا البحث، وأخص بالشكر جامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية ممثلة في كلية أصول الدين بالرياض، وقسم السنة بها على وجه الخصوص على إتاحة الفرصة لمواصلة الدراسة، وإتمام البحث. ثم أشكر شيخي الفاضل الدكتور/ عبد العزيز بن حمد المشعل المشرف على الرسالة على ما أسداه إليَّ من نصح وتوجيه، وعلى صبره على زلات طالب العلم وهفواته. ثم أشكر عضوي لجنة المناقشة فضيلة الدكتور يوسف الفرت وفضيلة الدكتور عبد الله التويجري. ثم أشكر كل من أعانني في هذا البحث سواء في مقابلة النص أو إعارة كتاب أو نحو ذلك. وأدعو الله للجميع بالمغفرة والثبات على الدين، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزي الجميع خيرًا، كما أسأله أن يرزقني الإخلاص في القول والعمل، والتوفيق لما يحب ويرضى، وصلى الله على محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم. عبد الله الشهراني ¬
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقِيق عَبْد الله بن محمد بن سعيد الشهراني تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلّد العاشر 19 - 20 آخر كتاب الخلافة- كتاب الأطعمة والأشربة (2129 - 2439)
15 - باب ما يحل للعامل من أموال الرعية
15 - بَابُ مَا يَحِلُّ لِلْعَامِلِ مِنْ أَمْوَالِ الرَّعِيَّةِ 2129 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ [قَالَ] (¬1): إنَّ عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ (¬2) [قَالَ] (¬3): بَعَثَ إِلَى عُمَرَ بِخَبِيصٍ (¬4) قَدْ أجْيَدَ صَنْعَتُهُ، وَصنَعُوهُ فِي السِّلَالِ (¬5) وَعَلَيْهَا اللُّبُودُ (¬6) فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَشَفَ الرَّحْلَ عَنِ الْخَبِيصِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَيَشْبَعُ الْمُسْلِمُونَ فِي رِحَالِهِمْ (¬7) مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ الرَّسُولُ: لَا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا أُرِيدُهُ، وَكَتَبَ إِلَى عُتْبَةَ رضي الله عنه: "أما ¬
بَعْدُ (¬8): فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّكَ وَلَا مِنْ كَدِّ أُمِّكَ، فَأَشْبِعْ مَنْ قِبلك مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي رِحَالِهِمْ مِمَّا تَشْبَعُ (¬9) مِنْهُ فِي رَحْلِكَ". بَاقِيهِ أَخْرَجُوهُ. [2] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا جَرِيرٌ بِهِ. [3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ ثنا عَاصِمٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ (¬10) عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ بِأَذْرَبِيجَانَ، فَبَعَثَ سُحَيْمًا (¬11) وَآخَرَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى ثَلَاثِ رَوَاحِلَ بِسَفَطَيْنِ (¬12) (¬13) وَجَعَلَ فِيهِمَا (¬14) خَبِيصًا وَجَعَلَ عَلَيْهِمَا أُدْمًا (¬15) وَجَعَلَ فَوْقَ الْأُدْمِ لُبُودًا، فَلَمَّا قَدِمَا الْمَدِينَةَ، قِيلَ: جَاءَ سُحَيْمٌ مَوْلَى عُتْبَةَ وَآخَرُ عَلَى ثَلَاثِ رَوَاحِلَ، فَأَذِنَ لَهُمَا فَدَخَلَا. فَسَأَلَهُمَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَذَهَبًا، أَوْ وَرِقًا؟ قَالَا (¬16): لَا. قَالَ: فَمَا جِئْتُمَا بِهِ؟ قَالَا: طَعَامٌ. قَالَ: طَعَامُ رَجُلَيْنِ عَلَى ثَلَاثِ رَوَاحِلَ!! هَاتَا مَا جِئْتُمَا بِهِ، فَجِيءَ بِهِ، فَكَشَفَ اللُّبُودَ وَالْأُدْمَ. فَجَاءَ عُمَرُ وَقَالَ بِيَدِهِ فِيهِ فَوَجَدَهُ لَيِّنًا، فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَكُلُّ الْمُهَاجِرِينَ يَشْبَعُ (¬17) مِنْ هَذَا؟ قَالَ: ¬
لَا. وَلَكِنْ هَذَا شَيْءٌ اخْتَصَّ بِهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: يَا فُلَانُ هَاتِ الدَّوَاةَ. اكْتُبُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إلاَّ هُوَ. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَسْبِكَ (¬18) وَلَا كَسْبِ أَبِيكَ وَلَا كَسْبِ أُمِّكَ يَا عُتْبَةُ بْنَ فَرْقَدٍ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: وَفِي كِتَابُ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه: "اقطعوا الركب (¬19) وانزو عَلَى الْخَيْلِ نَزْوًا (¬20) قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ الشَّيْخَ يَنْزُو فَيَقَعُ عَلَى بَطْنِهِ وَيَنْزُو فَيَقَعُ عَلَى بَطْنِهِ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَنْزُو كَمَا يَنْزُو الْغُلَامُ". [4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عن عاصم نحوه. ¬
2129 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 2)، وقال: "رواه إسحاق بن راهويه، وأبو يعلى، والحاكم، وعنه البيهقي، ورواته ثقات، ورواه الحارث بسند صحيح ... " ثم ذكر لفظه عند الحارث، وقال: "هو في الصحيح باختصار". والحديث أخرجه إسحاق بن راهويه كما قال المصنّف، ولم أجده في المطبوع من مسنده , وكذا عزاه إلى أبي يعلى، ولم أجده في المطبوع من مسنده ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع. =
= ومن طريق أبي يعلى أخرجه الحاكم في المستدرك، ولم أجده في المطبوع منه. ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/ 42، 43)، كتاب السير، باب ما على الوالي من أمر الجيش، وأخرجه أيضًا في (10/ 128)، كتاب آداب القاضي، باب كتاب القاضي إلى القاضي والأمير إلى القاضي. قال: "أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن أحمد الجرجاني أنبأ أبو يعلى الموصلي ثنا أبو خيثمة ثنا جَرِيرٌ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النهدي: أن عتبة بن فرقد بعث إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من أذربيجان بخبيص. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَيَشْبَعُ الْمُسْلِمُونَ في رحالهم من هذا؟ فقال الرسول: اللهم لَا. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا أريده، وكتب إلى عتبة أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّكَ وَلَا من كد أبيك وَلَا مِنْ كَدِّ أُمِّكَ، فَأَشْبِعْ مَنْ قِبَلَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي رِحَالِهِمْ مِمَّا تَشْبَعُ مِنْهُ في رحلك" وزاد في الموطن الثاني ثم قال: "اتزروا، وارتدوا، وانتعلوا وألقوا السراويلات والخفاف، وارموا الأغراض، وألقوا الركب، وانزوا نزوًا، وعليكم بالمعدية، والعربية وذروا التنعم وزي العجم، وإياكم ولبس الحرير، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهانا عن لبس الحرير إلَّا هكذا ووضع أصبعيه السبابة والوسطى". وأخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1642)، كتاب (37) اللباس والزينة، باب (2) تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء (رقم 13)، قال: حدثني زهير بن حرب حدّثنا جرير بن عبد الحميد به نحوه مختصرًا. وقد تابع جريرًا في الرواية عن عاصم كل من: 1 - زهير بن معاوية. 2 - حماد بن سلمة. 3 - حفص بن غياث. =
= 4 - شعبة. 5 - يزيد بن هارون. 6 - أبو معاوية محمَّد بن خازم الضرير. 1 - أما متابعة زهير فأخرجها البخاري في صحيحه "الفتح" (9/ 295)، كتاب (77) اللباس، باب (25) لبس الحرير للرجال وقدر ما يجوز منه (رقم 5829)، قال: حدّثنا أحمد بن يونس حدّثنا زهير. وأخرجها مسلم في صحيحه (3/ 1642)، كتاب (37) اللباس والزينة، باب (2) تحريم استعمال الذهب والفضة على الرجال والنساء (رقم 12)، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ حدّثنا زهير. وأخرجها أحمد في المسند (1/ 15، 16)، قال: حدّثنا حسن بن موسى حدّثنا زهير. 2 - وأما متابعة حماد بن سلمة، فأخرجها أبو داود في سننه (4/ 321) كتاب (26) اللباس، باب (10) ما جاء في لبس الحرير (رقم 4042)، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل حدّثنا حماد، وأخرجها أبو يعلى، كما ذكر المصنف في مسنده قال: حدّثنا إبراهيم السامي ثنا حماد. 3 - وأما متابعة حفص بن غياث فأخرجها مسلم في صحيحه (3/ 1642) "الموطن السابق"، قال: وحدثنا ابن نمير حدّثنا حفص بن غياث. وأخرجها ابن ماجه في سننه (2/ 942)، كتاب (24) الجهاد، باب (21) لبس الحرير والديباج في الحرب (رقم 2820)، وكذا في (2/ 1188)، كتاب (32) اللباس، باب (18) الرخصة في العلم في الثوب (رقم 3593)، قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حفص بن غياث. 4 - وأما متابعة شعبة فأخرجها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 14)، كتاب السبق والرمي، باب التحريض على الرمي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن =
= عبدان أبنا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمَّد القلانس ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة. وأخرجها ابن الجعد في مسنده (1/ 517: 1031)، قال: أنا شعبة. ومن طريقه أخرجها الإِسماعيلي في مستخرجه كما في "الفتح" (10/ 298). 5 - وأما متابعة يزيد بن هارون فأخرجها أحمد في مسنده (1/ 43)، قال: حدّثنا يزيد. والحارث في مسنده كما في الطريق الثالث وانظر بغية الباحث (2/ 636: 608)، قال: حدّثنا يزيد. 6 - وأما متابعة أبي معاوية فأخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 460)، كتاب السير، باب (59) ما قالوا في عدل الوالي وقسمه قليلًا كان أو كثيرًا (رقم 32917). وأحمد في الزهد (ص 150)، وهناد في الزهد (2/ 365)، باب (64) الزهد في الطعام (رقم 697). ثلاثتهم [ابن أبي شيبة، وأحمد وهناد] قالوا: حدّثنا أبو معاوية. ستتهم [زهير، وحماد، وحفص، وشعبة، ويزيد، وأبو معاوية] قالوا: ثنا عاصم به مختصرًا. إلَّا رواية أحمد من طريق يزيد، والبيهقي، وابن الجعد، والإسماعيلي ففيها زيادة. وتابع عاصمًا في الرواية عن أبي عثمان كل من: 1 - قتادة. 2 - سليمان بن طرخان. 3 - خالد الحذاء. 1 - أما متابعة قتادة، فأخرجها البخاري في صحيحه "الفتح" (9/ 295) "الموطن السابق" (رقم 5828)، قال: حدّثنا آدم حدّثنا شعبة. =
= وأخرجها مسلم في صحيحه (3/ 1643) "الموطن السابق" (رقم 14)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى، وابن بشار "واللفظ لابن المثنى" قالا: حدّثنا محمَّد بن جعفر حدّثنا شعبة. وحدثنا المسمعي، ومحمد بن المثنى قالا: حدّثنا معاذ "وهو ابن هشام" حدثني أبي. كلاهما [شعبة وهشام] قالا: حدّثنا قتادة. وأخرجها أحمد في المسند (1/ 50)، قال: حدّثنا محمَّد بن جعفر، وحجاج، وأبو داود عن شعبة، عن قتادة. وأخرجه ابن الجعد في مسنده (1/ 517: 1030). قال: أنا شعبة عن قتادة. هكذا رواه شعبة، وهشام عن قتادة عن أبي عثمان، عن عمر بن الخطاب. وخالفهما عمر بن عامر فرواه عن قتادة، عن أبي عثمان، عن عثمان. أخرجه البزّار في مسنده "البحر الزخار" (2/ 39: 386)، قال: حدّثنا صدقة بن الفضل قال: نا سالم بن نوح قال: نا عمر بن عامر عن قتادة، عن أبي عثمان، عن عثمان [وقوله: "عن عثمان" ساقط من "المطبوع" واستدركته من كتب العلل] أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ... فذكره مختصرًا. فجعله من مسند عثمان وهو خطأ، والصواب أنه من مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما نص على ذلك أبو زرعة في علل ابن أبي حاتم (1/ 492) مسألة (رقم 1475)، والدارقطني في علله (3/ 62: 286). 2 - وأما متابعة سليمان بن طرخان فأخرجها أحمد في المسند (1/ 36)، قال: حدّثنا يحيى بن سعيد. =
= والبخاري في الموطن السابق قال: حدّثنا مسدّد حدّثنا يحيى. وقال أيضًا: حدّثنا الحسن بن عمر حدّثنا معتمر. وأخرجها مسلم في الموطن السابق قال: حدّثنا محمَّد بن الأعلى حدّثنا المعتمر، وقال أيضًا: حدّثنا ابن أبي شيبة "وهو عثمان" وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي كلاهما عن جرير. وأخرجها النسائي في سننه (8/ 202)، كتاب (48) الزينة، باب (92) الرخصة في لبس الحرير (رقم 5312)، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا جرير. ثلاثتهم [يحيى بن سعيد، ومعتمر، وجرير] عن سليمان بن طرخان التيمي، ومعتمر يقول: حدثني أبي. 3 - وأما متابعة خالد الحذاء، فأخرجها أحمد في المسند (1/ 36)، قال: حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا خالد هو ابن عبد الله الطحان -عن خالد- هو الحذاء. ثلاثتهم [قتادة، وسليمان التيمي، وخالد الحذاء] عن أبي عثمان النهدي به مختصرًا مع خلاف بسيط بين متون رواياتهم. وتابع أبا عثمان النهدي قيسُ بن أبي حازم البجلي. أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 260)، كتاب الأشربة وغيرها (رقم 77)، قال: حدّثنا يحيى بن صاعد نا عبد الجبار بن العلاء نا مروان بن معاوية ثنا إسماعيل عن قيس، عن عتبة نحوه وفيه الذي حمل الطعام إلى عمر هو عتبة مع خلاف في بعض عباراته وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 460)، كتاب السير، باب (59) ما قالوا في عدل الوالي وقسمه قليلًا أو كثيرًا (رقم 32918)، قال: حدّثنا وكيع. قال: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بن أبي حازم قال حدثني عتبة بن فرقد السلمي فذكر نحوه مطولًا. =
= وأخرجه هناد في الزهد (2/ 364)، باب (64) الزهد في الطعام (رقم 695)، قال: حدّثنا وكيع به نحوه مطولًا.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رواته ثقات وهو صحيح.
2130 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "أَهْدَى أَمِيرُ الْقِبْطِ (¬1) إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَارِيَتَيْنِ (¬2) أُخْتَيْنِ وَبَغْلَةً، فَكَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَرْكَبُ الْبَغْلَةَ بِالْمَدِينَةِ، وَاتَّخَذَ إِحْدَى الْجَارِيَتَيْنِ لِنَفْسِهِ فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ، وَوَهَبَ الْأُخْرَى لِحَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ". [2] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بِهِ. ¬
2135 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 43)، وقال: "هذا إسناد صحيح". وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث" (1/ 511، 512)، كتاب (10) البيوع، باب (23) ما جاء في الهدية (رقم 452)، قال: "حدّثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "أَهْدَى أَمِيرُ الْقِبْطِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- جاريتين أختين، وبغلة. وكان يَرْكَبُ الْبَغْلَةَ بِالْمَدِينَةِ، وَاتَّخَذَ إِحْدَى الْجَارِيَتَيْنِ لِنَفْسِهِ، فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ، وَوَهَبَ الْأُخْرَى لِحَسَّانَ بْنَ ثابت"، ثم قَالَ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ حَدَّثَنَا بشير بن المهاجر البجلي فذكر نحوه". ومن طريق الحارث أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 166: 1234)، قال: "حدّثنا أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا الحارث به نحوه". وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 38)، باب (72) في هدية الكفار (رقم 2059)، قال: "حدّثنا خلف بن عمرو العكبري، ثنا محمَّد بن عباد المكي ثنا حاتم بن إسماعيل به نحوه" ثم قال: "لم يروه عن بشير إلَّا حاتم". =
= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6/ 401: 2569)، قال: وحدثنا موسى بن الحسن بن عبد الله البغدادي، المعروف بالصّقلى". قال: "حدّثنا محمَّد بن عباد المكي به نحوه". وأخرجه البزّار في مسنده "كشف الأستار" (2/ 393) كتاب البر والصلة، باب نسخ ذلك "أي نسخ عدم قبول هدية المشركين" (رقم 1935)، قال: حدّثنا محمَّد بن زياد ثنا ابن عيينة ثنا بشير ابن المهاجر به نحوه، وقال: "لا نعلم رواه إلَّا بريدة ولا عنه إلَّا بشير، ووهم ابن زياد في هذا فرواه عن ابن عيينة، وابن عيينة ليس عنده بشير بن المهاجر، ولكن رواه عن بشير بن المهاجر حاتم ابن إسماعيل، ودلهم بن هيثم" وانظر "مختصر زوائد البزّار" (1/ 535، 536).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد "أي إسناد الحارث الأول" رجاله ثقات، إلَّا خالد بن خداش، وبشير بن المهاجر، فكل منهما صدوق، حسن الحديث، وعليه فالحديث بهذا الإسناد "حسن"، أما إسناد الحارث الثاني فضعيف جدًا، من أجل حال "عبد العزيز بن أبان" فإنه متروك كما في ترجمته.
2131 - حَدَّثَنَا (¬1) سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ثنا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "كَانَ رَجُلٌ يُخَالِطُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لَهُ: عِيَاضٌ (¬2) فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً (¬3) فَقَالَ: "أَسْلَمْتَ؟ " قال: لا، قال -صلى الله عليه وسلم-:"إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَنَا زَبَدُ (¬4) الْمُشْرِكِينَ" يَعْنِي رَفْدَهُمْ (¬5). * هَذَا مُرْسَلٌ، وَقَدْ رَوَى عِيَاضُ بْنُ حِمَارٍ (¬6) (¬7) نَحْوَ هَذَا، أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ بإسناد صحيح. ¬
2131 - تخريجه: هذا الحديث روى مرسلًا وموصولًا. أما المرسل فأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث" (1/ 510) كتاب (10) البيوع، باب (23) ما جاء في الهدية (رقم 451)، قال: حدّثنا سعيد بن عامر عن ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُخَالِطُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الجاهلية يقال له عياض، فأهدى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- هدية، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أسلمت؟ أو كنت أسلمت؟ قال: لا. قال: "إنه لا يحل لنا زبد المشركين"، قلت للحسن: ما الزبد؟ قال: الرفد. =
= وأما الموصول، فأخرجه أحمد في مسنده (4/ 162)، قال: حدّثنا هشيم ثنا ابن عون عن الحسن، عن عياض بن حمار نحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/ 516)، كتاب السير، باب (143) قبول هدايا المشركين (رقم 33445)، قال: حدّثنا وكيع ثنا ابن عون به نحوه. وأخرجه الطيالسي في مسنده (ص 146: 1082)، قال: ثنا حماد بن زيد قال: حدّثنا أبو التياح قال: ثنا الحسن به نحوه. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/ 216)، كتاب الجزية باب ما جاء في هدايا المشركين للإمام قال: أخبرنا أبو بكر ثنا عبد الله ثنا يونس أبو داود به نحوه. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6/ 399: 2567)، قال: حدّثنا عبيد الله ابن عبيد الله بن عمران الأردني أبو أيوب بطبرية قال: حدّثنا خلف بن هشام بن المقرئ البزّار قال: حدّثنا حماد بن زيد به نحوه. وأخرجه كذلك برقم (2568)، قال: وحدثنا إبراهيم بن أبي داود قال: حدّثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج قال: حدّثنا عبد الوارث بن سعيد قال: حدّثنا أبو التياح به نحوه. هكذا رواه هشيم، ووكيع عن ابن عون، وأبو التياح عن الحسن وجعلوه من مسند عياض بن حمار، وخالفهم سفيان الثوري فرواه عن ابن عون عن الحسن وجعله من مسند عمران بن حصين. أخرجه الطبراني في الصغير "الروض الداني" (1/ 25: 4)، قال: حدّثنا أحمد بن إبراهيم أبو عبد الملك القرشي البُسري الدمشقي، بدمشق سنة تسع وسبعين ومائتين، حدّثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدّثنا الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي عن سفيان الثوري، عن ابن عون، عن الحسن، عن عمران بن حصين نحوه، ثم قال: "لم يروه عن سفيان إلَّا الصلت بن عبد الرحمن تفرد به سليمان بن عبد الرحمن". =
= وأخرجه الطبراني أيضًا في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 37)، كتاب (12) البيوع، باب (71) في هدية الكفار (رقم 2058)، من نفس الطريقة السابقة. وذكره العقيلي في الضعفاء (2/ 210). قال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 260): قيل لأبي زرعة: "هشيم يروي عن ابن عون عن الحسن عن عياض بن حماد ... " فذكره ثم قال: "ورواه سليمان بن شرحبيل عن الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي عن سفيان الثوري عن ابن عون، عن الحسن، عن عمران ... " فذكره ثم قال: "قال أبو زرعة: حديث هشيم عن ابن عون أشبه، وسألت أبي عنه فقال: حديث هشيم الصحيح، والذي يقول عن عمران ليس بشيء وأنكره جدًا". وتابع الحسنَ يزيدُ بن عبد الله بن الشخير. أخرجه الطيالسي في مسنده (146: 1083)، قال: حدّثنا عمران عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله، عن عياض بن حمار نحوه. ومن طريق الطيالسي أخرجه أبو داود، والترمذي، والبيهقي. فأخرجه أبو داود في سننه (3/ 442)، كتاب (14) الخراج والإمارة والفيء، باب (35)، في الإِمام يقبل هدايا المشركين (رقم 3057)، قال: حدّثنا هارون بن عبد الله حدّثنا أبو داود به نحوه. وأخرجه الترمذي في سننه (4/ 19)، كتاب (22) السير، باب (24) في كراهية هدايا المشركين (رقم 1577)، قال: حدّثنا محمَّد بن بشار حدّثنا أبو داود به نحوه، وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/ 216)، كتاب الجزية، باب ما جاء في هدايا المشركين للإمام قال: أخبرنا أبو بكر محمَّد بن الحسن بن فورك أبنا عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود به نحوه. وأخرجه ابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 355)، باب ما جاء في =
= هدايا المشركين (رقم 1110)، قال: حدّثنا محمَّد بن يحيى قال: ثنا عمرو بن مرزوق قال: أنا عمران به نحوه. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 11)، قال: أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ قال: حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: أخبرنا عمرو بن مرزوق به نحوه. وأخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار "مسند علي بن أبي طالب" (ص 209: 345). قال: حدّثنا ابن بشار قال: حدّثنا محمَّد قال: حدّثنا سعيد، عن قتادة به نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات لكنه مرسل فهو ضعيف، وقد ورد موصولًا، كما مضى في تخريجه، بأسانيد صحيحه.
2132 - [و] (¬1) قال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى ثنا أَبُو حَيَّانَ حَدَّثَنِي (¬2) مُجَمِّعٌ [قال] (¬3): "إنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَكْنِسُ بَيْتَ الْمَالِ، ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ رَجُلَانِ يَشْهَدَانِ أَنَّهُ لَمْ يَحْبِسْ فِيهِ الْمَالَ عَلَى (¬4) الْمُسْلِمِينَ". (96) حَدِيثُ "هَدَايَا الْعُمَّالِ حَرَامٌ كُلُّهَا" في باب الإِمام العادل (¬5). ¬
2132 - تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في الزهد (131) وفي "فضائل الصحابة" (1/ 533: 886)، قال: حدّثنا يحيى بن سعيد به نحوه، وفيه "ثم يصلي فيه رجاء أن شهد له يوم القيامة أَنَّهُ لَمْ يَحْبِسْ فِيهِ الْمَالَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ". وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 81)، قال: حدّثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمَّد ابن إسحاق ثنا عبد الله بن عمر ثنا ابن نمير، ثنا أبو حيان التيمي به نحوه. وأخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 49) بهامش الإصابة" قال: حدّثنا خلف بن قاسم حدّثنا عبد الله بن عمر الجوهري حدّثنا أحمد بن محمَّد بن الحجاج حدّثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني يعلي بن عبيد، ويحيى بن عبد الملك بن أبي عتبة قال: حدّثنا أبو حيان التيمي به نحوه.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح.
16 - باب الحمى
16 - بَابُ الْحِمَى 2133 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ محمَّد ثنا عبد العزيز ابن (¬1) عمران ثنا أبو بكر بن النعمان عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عن أبيه كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُعَلِّم عَلَى حِمَى (¬2) الْمَدِينَةِ عَلَى أَشْرَافِ (¬3) ذَاتِ الْجَيْشِ (¬4)، [و] (¬5) على أعلام المصنوعة (¬6) (¬7)، وعلى أشراف مخيض (¬8) (¬9) وعلى أشراف قناة (¬10). ¬
2133 - تخريجه: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث" (1/ 466) كتاب (8)، الحج، باب (33) فضل مرتبة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أعلام حمى المدينة" (رقم 393)، قال: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ محمَّد ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عمران ثنا أبو بكر بن النعمان عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عن أبيه كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أعلم حمى المدينة، أعلم على أشراف ذات الجيش، وعلى أعلام الصبوغة، وعلى أشراف مخيض، وعلى أشراف قناة". وأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 98: 194)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو أمية الواسطي ثنا يعقوب بن محمَّد الزهري به مختصرًا بلفظ "بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أعلم حدود الحمى" إلَّا أنه قال: "عن حارث بن النعمان" بدل "أبي بكر بن النعمان"، فلعل الحارث اسمه، وأبو بكر كنيته، وإن كان قد جعله تحت حديث: أيوب بن النعمان عن كعب بن مالك. وأخرجه في الأوسط "مجمع البحرين" (3/ 271) كتاب (8) الحج، باب (80) تحريمها أي مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (رقم 1805)، قال: حدّثنا مسعدة بن سعد ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عن جده كعب بن مالك فذكر نحوه. ثم قال: "لا يروى عن كعب إلَّا بهذا الإسناد تفرد به إبراهيم. وذكره الهيثمي في "المجمع" (3/ 302)، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط وفي طرقه، عبد العزيز ابن عمران بن أبي ثابت وهو ضعيف".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا , لأن مداره على عبد العزيز بن عمران بن=
= أبي ثابت، وهو متروك وقد ورد الحديث مع اختلاف الحدود المذكورة من طرق أخرى شديدة الضعف لأنها لا تخلو من متروك أو كذاب، فلا يصلح ذكرها لأنه لا ينتفع بها. انظر فضائل المدينة (120).
17 - باب الترهيب من الظلم وإعانة الظلمة
17 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الظُّلْمِ وَإِعَانَةِ الظَّلَمَة 2134 - قَالَ الحارث: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ (¬1) ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عباس رضي الله عنهم، قَالَا: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ... وَفِيهِ" وَمَنْ تَوَلَّى خُصُومَةَ قَوْمٍ بِمَظْلَمَةٍ أَوْ أَعَانَهُمْ عَلَيْهِ (¬2) نَزَلَ بِهِ (¬3) الْمَلَكُ يُبَشِّرُهُ بِلَعْنَةٍ وَنَارٍ خَالِدًا فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ، وَمَنْ خَفَّ لِسُلْطَانٍ (¬4) جَائِرٍ فِي حَاجَةٍ فَهُوَ قَرِينُهُ فِي النَّارِ، وَمَنْ دَلَّ سُلْطَانًا عَلَى جورٍ قُرِنَ مَعَ هَامَانَ فِي النَّارِ، وَكَانَ هُوَ وَذَلِكَ السُّلْطَانُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا، وَمَنْ لَطَمَ خد مسلمٍ لطمةً بدد الله تعالى عظامه يوم القيامة ثم يسلط عَلَيْهِ النَّارُ، وَيُبْعَثُ [حِينَ يُبْعَثُ] (¬5) مَغْلُولًا حَتَّى يرد النار، ومن تعلق سوطًا بين يدي سلطان جائر جعل الله تعالى لَهُ حَيَّةً طُولُهَا سَبْعُونَ أَلْفَ ذِرَاعٍ فَتُسَلَّطَ عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا، وَمَنْ سعى بأخيه ¬
إِلَى السُّلْطَانِ (¬6) أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ كُلَّهُ، فَإِنْ وَصَلَ إِلَيْهِ مَكْرُوهٌ أَوْ أَذًى جَعَلَهُ اللَّهُ تعالى مَعَ هَامَانَ فِي دَرَجَتِهِ فِي النَّارِ، وَمَنْ تَوَلَّى عِرَافَةَ (¬7) قَوْمٍ (¬8) حُبِسَ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ بكل يوم ألف سنة وحشر (¬9) وَيَدُهُ (¬10) مَغْلُولَةٌ إِلَى عُنُقِهِ، فَإِنْ كَانَ أَقَامَ أَمْرَ اللَّهِ فِيهِمْ أُطْلِقَ، وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا هَوَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا". وَفِيهِ: "ألا وإن الله تعالى -جَلَّ ثَنَاؤُهُ- لَا يَظْلِمُ وَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ الظلم وهو بالمرصاد ليجزي الذين أساؤا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى، فَمَنْ أَحْسَنَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بظلام للعبيد" (¬11). ¬
2134 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (1/ 90/ 1)، وعزاه للحارث بن أبي أسامة. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث" (1/ 309) كتاب (4) الصلاة، باب (56) في خطبة قد كذبها داود بن المحبر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم ذكرها بطولها في أربعة عشر صفحة ثم قال: "هذا حديث موضوع، وإن كان بعضه في أحاديث حسنة بغير هذا الإسناد، فإن داود بن المحبر كذّاب". وذكره السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 361، 373)، ثم نقل قول =
= الحافظ ابن حجر: "هَذَا الْحَدِيثُ بِطُولِهِ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ مَيْسَرَةُ بن عبد ربه لا بورك فيه". قلت: وضعها ميسرة ثم سرقها منه داود بن المحبر. وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 181)، قال: أنبأنا أبو بكر محمَّد بن عبد الباقي البزّار أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن محمَّد الطبري حدّثنا محمَّد بن الحسن عن محمَّد بن خراش البلخي حدّثنا أسود بن عامر حدّثنا يزيد بن عبد الله الهنائي حدّثنا محمَّد بن عمرو بن علقمة حدثني عمرو بن عبد العزيز حدثني أبو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ... فذكر جزءً من الخطبة وأشار إلى طولها، ثم قال: "هذا حديث موضوع، أما محمَّد بن عمرو بن علقمة فقال يحيى: ما زال الناس يتقون حديثه، وقال السعدي: ليس بقوي، ومحمد بن خراش مجهول، والحمل فيه على الحسن بن عثمان، قال ابن عدي، كان يضع الحديث قال عبدان هو كذاب، ومحمد بن الحسن هو النقاش , قال طلحة بن محمَّد: كان النقاش يكذب". وذكره بهذا الإسناد أيضًا السيوطي في "اللآليء المصنوعة" (2/ 361)، ثم ذكر حديث الباب شاهدًا له. وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة، (2/ 338، 339)، ونقل كلام ابن الجوزي، وكلام السيوطي.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد "موضوع" كما قال الحافظ ابن حجر، والهيثمي. والمتهم بوضعه كل من:- ميسرة بن عبد ربه، وداود بن المحبر، وفي إسناده من لا يعرف كأبي عائشة السعدي، ويؤيد بن عمر، والله أعلم.
2135 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ الرَّحَبِيُّ عَنْ عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَقِفْنَ (¬1) عِنْدَ رَجُلٍ يَقْتُلُ مَظْلُومًا فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه، ولا يقفن عِنْدَ رَجُلٍ يَضْرِبُ مَظْلُومًا (¬2) فَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَنْزِلُ على [من] (¬3) حضره حين لم يدفعوا عنه". ¬
2135 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 93/ 2)، وقال: "رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف لضعف حسين بن قيس الرحبي، ورواه الطبراني، والبيهقي بإسناد حسن". وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 260: 11675)، قال: حدّثنا محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا جندل بن والق ثنا مندل بن علي عن أسد بن عطاء، عن عكرمة به نحوه. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/ 23) في ترجمة أسد بن عطاء، حيث قال عنه: "مجهول روى عن عكرمة حديثًا لا يتابع عليه، على أن دونه مندل بن علي فلعله أتى منه"، ثم ذكر الحديث فقال: "والحديث ما حدثناه محمَّد بن زنجويه الأصبهاني قال: حدّثنا عبد العزيز بن الخطاب قال: حدّثنا مندل عن أسد بن عطاء، عن عكرمة به نحوه مع تقديم وتأخير. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/ 345)، قال: حدّثنا عبد الله بن محمَّد بن جعفرمن أصل كتابه، ثنا عبد الله بن محمَّد بن زكريا ثنا إسماعيل بن عمرو ثنا مندل به نحوه، ثم قال: "هذا حديث غريب من حديث أسد وعكرمة لم يروه عنه فيما أعلم إلَّا مندل بن علي العَنَزِي". وذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" (9/ 280)، وقال: "لم يرفعه إلَّا مندل هذا". =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. من أجل حال "حسين بن قيس الرحبي" فإنه متروك كما تقدم في ترجمته، ولذا فقول البوصيري: "رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف". فيه تساهل، لكن رواية الطبراني ضعيفة الإسناد فقط، ولذا ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 284)، وقال: "رواه الطبراني وفيه "أسد بن عطاء" قال الأزدي: "مجهول"، و"مندل" وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات". وعليه فقول البوصيري: "ورواه الطبراني، والبيهقي بإسناد حسن" فيه تساهل أيضًا. 1 - ويشهد لأوله حديث خرشة بن الحر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "لا يشهدن أحدكم قتيلًا لعله أن يكون قتل مظلومًا فتصيبه السَّخطة". أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (4/ 167)، والطبراني في الكبير (4/ 218: 4181)، قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 304): "ورجالهما رجال الصحيح خلا ابن لهيعة"، وقال الهيثمي في المجمع (6/ 284): "وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجالهما رجال الصحيح". قلت: أما سند الإِمام أحمد فرجاله رجال الصحيح خلا ابن لهيعة كما قالا، إلَّا أن يزيد بن أبي حبيب لم يسمع من خرشة بن الحر، قال الدارقطني، كما في "الجامع في الجرح والتعديل" (3/ 213)، [لم يسمع من ابن عمر ولا من أحد من الصحابة]. وأما سند الطبراني فإن، روح بن الفرج، ليس من رجال الكتب الستة فضلًا عن أن يكون من رجال الصحيح، وبالجملة فالحديث فيه ضعف لكنه يمكن أن يستفاد منه تقوية حديث الباب. 2 - ويشهد له حديث جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "ما من امرئ مسلم يخذل امرءً مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلَّا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلَّا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته". =
= أخرجه أبو داود في سننه (5/ 175: 4884)، وأحمد في المسند (4/ 30)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 167 , 167)، والطبراني في الكبير (5/ 105:4735)، وفي الأوسط "مجمع البحرين" (7/ 244: 4392)، وابن المبارك في الزهد (ص 243)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 347)، وابن أبي الدنيا في "الغيبة والنميمة" (99/ 100: 106)، وفي "الصمت" (رقم 241)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 189)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 843: 933)، والبغوي في "شرح السنة" (13/ 108: 3532). وذكره في "كنز العمال" (11/ 3/ 416: 7224) ونسبه إلى الضياء المقدسي في "المختارة"، وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 267)، وقال: "حديث جابر وحده رواه أبو داود، ورواه الطبراني في الأوسط , وإسناده حسن". والحديث ضعفه الألباني كما في "ضعيف سنن أبي داود" (رقم 481)، ولعله مع ما سبق يرقى إلى درجة الحسن لغيره، والله أعلم. وقد ذكر الهيثمي في المجمع (7/ 267) عدة شواهد في الحث على نصرة المظلوم، وإنكار المنكر فليراجع.
18 - باب الصبر على تأديب الإمام
18 - بَابُ الصَّبْرِ عَلَى تَأْدِيبِ الإِمام 2136 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَنْبَأَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ -وَهُوَ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ- قال: إن عثمان بن عفان رضي الله عَنْهُ نَهَى عَنِ الْعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ أَوْ عَنِ التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ، فَأَهَلَّ بِهَا عَلِيٌّ مَكَانَهُ فَنَزَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ الْمِنْبَرِ فَأَخَذَ شَيْئًا فَمَشَى بِهِ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [فَقَامَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَانْتَزَعَاهُ مِنْهُ فَمَشَى إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] (¬1) فَكَادَ أَنْ يَنْخُسَ عَيْنَهُ (¬2) بِإِصْبُعِهِ (¬3) وَيَقُولُ [لَهُ] (¬4): "إِنَّكَ لَضَالٌّ مُضِلٌّ، وَلَا يَرُدُّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عليه شيئًا". ¬
2136 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 84/ 1)، وعزاه إلى إسحاق، وسكت عليه. ولم أجده في المطبوع من مسند إسحاق بن راهوية، ولم أجد كذلك من. . . =
= أخرجه بهذا الإسناد غيره، وقد ثبت النهي عن المتعة في أشهر الحج عن عثمان من طريق كلٍ من: 1 - المقداد بن الأسود. 2 - سعيد بن المسيب. 3 - مروان بن الحكم. 4 - عبد الله بن شقيق. 5 - جري بن كليب. 6 - حريث بن مسلم. 1 - أما المقداد بن الأسود فروى حديثه الإِمام مالك في الموطأ (1/ 336)، كتاب (20) الحج، باب (12) القِران في الحج، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد عَنْ أَبِيهِ أَنَّ المقداد بن الأسود دخل على عليّ بن أبي طالب بالسُقيا وهو ينجع بكرات له دقيقًا وخبطًا. فقال: هذا عثمان بن عفان ينهى أن يُقرن بين الحج والعمرة، فخرج علي بن أبي طالب وعلى يديه أثر الدقيق والخبط. فما أنسى أثر الدقيق والخبط على ذراعيه حتى دخل على عثمان بن عفان فقال: أنت تنهى عن أن يقرن ببن الحج والعمرة؟ فقال عثمان: ذلك رأيي، فخرج علي مغضبًا وهو يقول: لبيك اللهم لبيك بحجة وعمرة معًا". قلت: وجعفر بن محمَّد الصادق وأبوه ثقتان، فالحديث بهذا الإسناد صحيح، والله أعلم. 2 - وأما حديث سعيد بن المسيب فسيأتي تخريجه، والحكم عليه في الحديث الآتي بعده. 3 - وأما حديث مروان بن الحكم قال. شهدت عثمان وعليًا رضي الله عنهما وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما، فلما رأى عليُّ، أهل بهما، لبيك بعمرة وحجة. قال: "ما كنت لأدع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- لقول أحد". فأخرجه البخاري في صحيحه"الفتح" (3/ 493) كتاب الحج، باب (34) التمتع والقران والإفراد بالحج، =
= ونسخ الحج لمن لم يكن معه هدي (رقم 1563)، قال: حدّثنا محمَّد بن بشار حدّثنا غندر حدّثنا شعبة عن الحاكم عن علي بن حسين عن مروان بن حكم قال: فذكره. وأخرجه النسائي في سننه (5/ 148) كتاب (24) مناسك الحج (49) القرآن (رقم 2723، 2724)، من طريق إسحاق بن إبراهيم عن أبي عامر العقدي، ومن طريق إسحاق أيضًا عن النضر بن شميل. كلاهما: "أبو عامر والنضر" عن شعبة به نحوه. وأخرجه أحمد في المسند (1/ 135)، عن محمَّد بن جعفر به نحوه. والدارمي في سننه (2/ 69) كتاب المناسك، باب في القرآن عن سهل بن حماد عن شعبة به نحوه. والطيالسي في مسنده (16: 95)، من طريق شعبة به نحوه. والبيهقي في "السنن "الكبرى" (5/ 22) كتاب الحج باب كراهية من كره القران والتمتع ... قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المقري أنبأ الحسن بن محمَّد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة به نحوه. وتابع الحكم في الرواية عن علي بن حسين كل من: 1 - مسلم بن عمران البطين. 2 - ويزيد بن أبي زياد. 1 - أما متابعة مسلم البطين فأخرجها النسائي في سننه (5/ 148) كتاب (24) مناسك الحج، باب (49) القرآن (رقم 2722)، قال: أخبرني عمران بن يزيد حدّثنا عيسى -وهو ابن يونس- قال: حدّثنا الأشعث عن مسلم البطين عن علي بن حسين به نحوه. وأخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 289) كتاب الحج، باب (246) فيمن قرن بين الحج والعمرة (رقم 14288)، قال: حدّثنا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن مسلم البطين به نحوه. =
= وأخرجها أبو يعلى في مسنده (1/ 288: 349)، حدّثنا عبيد الله حدّثنا وكيع به نحوه. والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/ 149) كتاب مناسك الحج، باب ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- به محرمًا في حجة الوداع. قال: حدّثنا فهد قال: ثنا الخضر بن محمَّد الحراني قال: أنا عيسى بن. يونس وأبو أسامة قالوا جميعًا: عن الأعمش به نحوه. 2 - وأما متابعة يزيد بن أبي زياد فأخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (157/ 2) "الموطن السابق"، قال: حدّثنا محمَّد بن خزيمة قال: ثنا حجاج قال: ثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عن علي بن حسين به نحوه. 4 - وأما حديث عبد الله بن شقيق، فأخرجه مسلم في صحيحه (2/ 896) كتاب (15) الحج، باب (23) جواز التمتع (رقم 1223)، قال: "حدّثنا محمَّد بن المثنى، وابن بشار قال ابن المثنى: حدّثنا محمَّد بن جعفر حدّثنا شعبة عن قتادة قال: قال عبد الله بن شقيق: كان عثمان ينهى عن المتعة، وكان علي يأمر بها، فقال عثمان لعلي كلمة، ثم قال علي: لقد علمت نا قد تمتعنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: أجل ولكنّا كنا خائفين". ثم قال: وحدثنيه يحيى بن حبيب الحارث، حدّثنا خالد -يعني: ابن الحارث- أخبرنا شعبة بهذا الإسناد مثله. وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (1/ 61)، قال: ثنا روح عن شعبة به مثله وزاد، قال شعبة: قلت لقتادة: ما كان خوفهم؟ قال: لا أدري. وأخرجه أيضًا عن محمَّد بن جعفر عن شعبة به نحوه. وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 22) كتاب الحج، باب كراهية من كره القرآن والتمتع. قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمَّد بن يعقوب بن يوسف حدثني أبي ثنا محمَّد بن المثنى ح. وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمَّد بن بشار. قالا: ثنا محمَّد بن جعفر به نحوه. وتابع شعبة في روايته عن قتادة همام، فرواه عن قتادة عن جري بن كليب، وعبد الله بن شقيق. =
= أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/ 157) "الموطن السابق"، قال: حدّثنا سليمان بن شعيب قال: ثنا الخطيب قال: ثنا همام عن قتادة عن جري بن كليب، وعبد الله بن شقيق: أن عثمان رضي الله عنه خطب فنهى عن المتعة، فقام عليَّ رضي الله عنه فلبّى بهما، فأنكر عثمان رضي الله عنه ذلك فقال علي رضي الله عنه: "إن أفضلنا في هذا الأمر أشدّنا اتباعًا". 5 - وأما حديث جري بن كليب، فأخرجه الطحاوي مقرونًا مع عبد الله بن شقيق كما مضى قريبًا. 6 - وأما حديث حريث بن سليم العُذري، فأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 438) كتاب الحج، باب (494) في الرجل يهل بالحج والعمرة بأيهما يبدأ (رقم 15769)، قال: نا ابن مهدي عن سفيان عن بكير بن عطاء عن حريث بن سليم قال: "سمعت عليًا لبى بالحج والعمرة. فقال له عثمان: إنك ممن ينظر إليه". وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/ 149) "الموطن السابق"، قال: حدّثنا علي بن شيبة قال: ثنا خلاد بن يحيى قال: ثنا سفيان الثوري به نحوه. قلت: وحريث هذا اختُلف في صحبته، وقال عنه ابن حجر في التقريب (ص 156: 1183): "مجهول"، وباقي رجاله ثقات.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله رجال الصحيح إلا أبو سعيد مولى أبي أسيد فهو مجهول -كما تقدم في ترجمته- وعليه فالحديث ضعيف لكن يشهد له الطرق الأخرى المذكورة في تخريجه. والله أعلم.
2137 - أخبرنا (¬1) سليمان بن حرب قال: ثنا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ الْخُزَاعِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: "شَهِدْتُ عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ بَيْنَهُمَا نَزْغٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَمَا بَقِيَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ شَيْئًا، فَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُصَّ عَلَيْكُمْ مَا كَانَ بَيْنَهُمَا لَفَعَلْتُ، ثُمَّ لَمْ يَبْرَحَا حَتَّى اسْتَغْفَرَ كُلُّ واحد منهما لصاحبه". ¬
2137 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 84/ أ) وسكت عليه. ولم أجده بهذا الإسناد عند غير إسحاق -كما نسبه إليه المصنف- ولم أجده في المطبوع من مسنده , لكن قد رَوى ما حدث بين علي وعثمان، عن سعيد بن المسيب كل من: 1 - عمرو بن مرة. 2 - عبد الرحمن بن حرملة. 3 - عبد الكريم الجزري. حيث تابع كل منهم عمران الخزاعي في روايته عن سعيد بن المسيب. 1 - أما رواية عمرو بن مرة فأخرجها البخاري في صحيحه "فتح الباري" (3/ 494) كتاب (25) الحج، باب (34) التمتع والإفراد بالحج وفسخ الحج لمن لم يكن معه هدي (رقم 1569)، قال: حدّثنا قتبة بن سعيد، حدّثنا حجاج بن محمَّد الأعور عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سعيد بن المسيب قال: اختلف علي، وعثمان رضي الله عنهما وهما بعُسفان في المتعة فقال علي: "ما تريد إلَّا أن تنهي عن أمر فعله النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا رَأَى ذلك علىُّ أهلّ بهما جميعًا". وأخرجه مسلم في صحيحه (2/ 897) كتاب (15) الحج، باب (23) جواز التمتع (رقم 1223)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى، ومحمد بن بشار قالا: حدّثنا محمَّد بن جعفر، وأحمد في المسند (1/ 136)، قال: "ثنا محمَّد بن جعفر. والطيالسي في مسنده (ص 160: 100). =
= والبيهقي في "السنن "الكبرى" (5/ 22) كتاب الحج، باب كراهية من كره القران والتمتع ... قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمَّد بن الحسن المهرجاني، وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمَّد بن يحيى المزكي قالا: أنبأنا أبو عبد الله محمَّد بن يعقوب ثنا محمد بن يحيى. وأبو يعلى في مسنده (1/ 284: 342)، قال: حدّثنا عبيد الله قال: حدّثنا غندر. والبزار في مسنده "البحر الزخار" (2/ 160: 527)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى قال: حدّثنا محمَّد بن جعفر. والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/ 140) كتاب المناسك باب ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- به محرمًا في حجهّ الوداع. قال: حدّثنا ابن مرزوق قال: ثنا وهب بن جرير. ثلاثتهم [محمد بن جعفر، ومحمد بن يحيى، ووهب بن جرير] قالوا: ثنا شعبة به نحوه، وعند البيهقي زيادة. 2 - وأما رواية عبد الرحمن حرملة، فأخرجها الإِمام أحمد في المسند (1/ 57)، قال: ثنا يحيى عن ابن حرملة قال: سمعت سعيد يعني ابن المسيب قال: "خرج عثمان رضي الله عنه حاجًا حتى إذا كان ببعض الطريق قيل لعلي رضوان الله عليهما: إنه قد نهى عن التمتع بالعمرة إلى الحج، فقال علي رضي الله عنه لأصحابه: إذا ارتحل فارتحلوا، فأهل عليّ وأصحابه بعمرة، فلم يكلمه عثمان رضي الله عنه في ذلك. فقال علي رضي الله عنه: ألم أخبر أنك نهيت عن التمتع بالعمرة؟ قال: بلى. قال: فلم تَسْمَعْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- تمتع؟ قال: بلى. وأخرجه النسائي في سننه (5/ 152) كتاب (24) مناسك الحج، باب (50) التمتع. والبزار في مسنده "البحر الزخار" (2/ 156: 521). كلاهما [النسائي والبزار] قالا: ثنا عمرو بن علي. =
= وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/ 472) كتاب المناسك، باب التمتع قال: أخبرنا عبد الله بن محمَّد بن يعقوب بن يوسف الحافظ، ثنا يحيى بن محمَّد بن يحيى ثنا مسدّد. كلاهما [عمرو بن علي، ومسدد] قالا: ثنا يحيى بن سعيد القطان. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 60)، قال: ثنا محمَّد بن أبي بكر المقدمي حدثني أبو معشر. والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/ 141) كتاب مناسك الحج، باب ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- به مُحْرِمًا في حجة الوداع قال: حدّثنا ربيع المؤذن قال: ثنا أسد قال: ثنا حاتم بن إسماعيل. ثلاثتهم [يحيى بن سعيد القطان، وأبو معشر، وحاتم بن إسماعيل] قالوا: ثنا عبد الرحمن بن حرملة به نحوه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. 3 - وأما رواية عبد الكريم الجزري، فأخرجها البزّار في مسنده "البحر الزخار" (2/ 156: 522)، قال: حدّثنا علي بن حرب الموصلي قال: نا هارون بن عمران قال: نا سليمان بن أبي داود الجزري عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بنحوه. ثم قال: "لا نعلم روى ابن حرملة عن سعيد عن علي رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا هذا الحديث". قلت: هارون بن عمران -هو الموصلي- ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 93)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو -والله أعلم- مجهول. وسليمان بن أبي داود "الحراني" المعروف ببومة. قال أبو حاتم: "ضعيف الحديث جدًا" , وقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال ابن حبّان: "لا يُحتج به"، وقال أحمد: "ليس بشيء"، وقال أبو زرعة: "لين الحديث"، وقال أبو أحمد الحاكم: "في حديثه بعض المناكير"، وعليه فهو متروك، والحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. انظر =
= التاريخ الكبير (4/ 11)، والجرح والتعديل (4/ 105، 106)، وميزان الاعتدال (2/ 206)، ولسان الميزان (3/ 90).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد "حسن"، من أجل حال "عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ الْخُزَاعِيِّ"، فإنه "صدوق" كما في ترجمته، لكن طرق الحديث الأخرى -التي ذكرت في تخريجه- ترتقي به ليرتفع إلى الصحيح لغيره، والله أعلم.
2138 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ محمَّد ثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو ثنا (¬1) عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيِّ عَنْ زَيْدِ (¬2) بْنِ خَالِدٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: "كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عثمان (¬3) رضي الله عنه إِذْ جَاءَهُ شَيْخٌ، فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ قَالُوا: أبو ذر، فلما رآه عثمان رضي الله عنه قَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِأَخِي [فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه: مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِأَخِي] (¬4)، لَعَمْرِي لَقَدْ غَلَّظْتَ فِي العزمة، وأيم الله لو أنك عزمت أَنْ أَحْبُوَ لَحَبَوْتُ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَحْبُوَ". ¬
2138 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 1)، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند فيه طلحة بن عمرو وهو ضعيف". وأخرج البخاري طرفًا منه في "التاريخ الكبير" (2/ 138) في ترجمة "بدر بن خالد"، قال البخاري:- قال لنا سعيد بن سليمان: حدّثنا صالح بن عمر قال: ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ عن بدر بن خالد قال: "كنت عند عثمان إذ جاءه شيخ فقال: هذا أبو ذر، فقال: مرحبًا وأهلًا بأخي، فقال: خرجت إلى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- متوجِّهًا إِلَى حائط بني فلان فأتيته بطهور". وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (2/ 70)، من طريق عاصم بن كليب عن أبي الجويرية عن زيد بن خالد الجهني قال: "كنت عند عثمان إذ جاء أَبُو ذَرٍّ. فَلَمَّا رَآهُ عُثْمَانُ قَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِأَخِي. فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا بأخي، لقد أغلظت علينا في العزيمة، والله لو عَزَمْتَ عَلَيَّ أَنْ أَحْبُوَ لَحَبَوْتُ مَا اسْتَطَعْتُ، إني خرجت مع =
= النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو حائط بني فلان، فقال لي: وَيْحَكَ بَعْدِي، فَبَكَيْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وإني لَبَاقٍ بَعْدَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَإِذَا رَأَيْتَ الْبِنَاءَ على سَلْع فالحق بالمغرب أرض قضاعة. قال عثمان: أحببت أن أجعلك مع أصحابك وخفت عليك جهال الناس" هكذا ذكره الذهبي مطولًا، وجعله من طريق زيد بن خالد الجهني.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف جدًا من أجل حال "طلحة بن عمرو"، فإنه متروك كما في ترجمته، والله أعلم.
2139 - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ حَرِيصٍ عَلَى الْجِهَادِ مؤدِّيًا (¬1) يَعْزِمُ عَلَيْهِ أُمَرَاؤُهُ فِي أَشْيَاءَ لَا يُحْصِيهَا؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ إِلَّا أَنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَعَلَّنَا لَا نُؤْمَرُ بِشَيْءٍ إلَّا فَعَلْنَاهُ". ¬
2139 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 80/ 1] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند رواته ثقات". قلت: هكذا نقله المصنف "مختصرًا"، ومسند ابن أبي شيبة مفقود، ولم أجده في مظانه من المصنف، وقد ورد مطولًا من هذه الطريق. أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (6/ 139) كتاب (56) الجهاد والسير، باب (111) عزم الإِمام على الناس فيما يطيقون (رقم 2964) قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عن منصور عن أبي وائل قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "لقد أتاني اليوم رجل فسألني عن أمر ما دريت ما أرد عليه. فقال: أرأيت رجل مُؤْدِيًا نشيطًا يخرج مع أمرائنا في المغازي، فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها. فقلت له: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ إِلَّا أنا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرة حتى نفعله، وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله، وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلًا فشفاه منه وأوشك ألا تجدوه، والذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غبّر من الدنيا إلا كالثَّغْب شُرِب صفوه وبقي كدره". وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 122) كتاب العلم، باب الدنيا كالثَّغْب شرب صفوه وبقي كدره قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمَّد بن عقبة الشيباني =
= بالكوفة ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري ثنا جعفر بن عون أنبأ الأعمش وحدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ موسى بن إسحاق الأنصاري ثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثنا أبي ثنا الأعمش وحدثنا أبو زكريا يحيى بن محمَّد العنبري ثنا محمَّد بن النضر الجارودي ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير، وأبو معاوية عن الأعمش عن شقيق به نحوه. ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأظنه لتوقيف فيه ووافقه الذهبي. قلت: قد أخرجه البخاري كما سبق. وأخرجه ابن الجعد في مسنده (2/ 938: 2692)، قال: أنا زهير عن الأعمش عن شقيق به نحوه مع تقديم وتأخير.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، ولا تضره عنعنة الأعمش، فإنه وإن كان مدلسًا من الطبقة الثالثة لا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع، إلَّا أنه يُستثنى منه حديثه عن بعض شيوخه فهو محمول على الاتصال وإن عنعنه كما سبق نقله عن الذهبي في ترجمة الأعمش، ومنهم أبو وائل شقيق ابن سلمة. كما يشهد له إخراج البخاري له من طريق منصور، الذي تابع الأعمش في الرواية عن أبي وائل شقيق بن سلمة. والله أعلم.
19 - باب الحث على الطاعة وأن الدين قد يؤيد بالفاجر
19 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الطَّاعَةِ وَأَنَّ الدِّينَ قَدْ يُؤَيَّدُ بِالْفَاجِرِ (¬1) 2140 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرِ وَعَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ (¬2) عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ (¬3) مَاتَ وَلَا طَاعَةَ عَلَيْهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ خَلَعَهَا (¬4) بَعْدَ عَقْدِهِ إِيَّاهَا -قَالَ أَسْوَدُ- مِنْ عُنُقَهِ (¬5)، لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى ولا حجة له، قالاها جميعًا". ¬
2140 - تخريجه: ذكره البوصيري في الاتحاف [2/ 83/ 1] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله". وأخرجه كذلك في "المصنف" (7/ 457) كتاب الفتن، باب (1) من كره الخروج في الفتنة وتعوذ منها (رقم 37200)، قال: حدّثنا علي بن حفص عن شريك، به بلفظ: "مَنْ مَاتَ وَلَا طَاعَةَ عَلَيْهِ مَاتَ مِيتَةً جاهلية، ومن جعلها بعد عقدة إياها فلا حجة له". =
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (2/ 504)، باب (186) في ذكر السمع والطاعة (رقم 1058)، قال: حدّثنا شاذان وعلي بن حفص، به مثله غير أنه لم يذكر خلاف الرويات بين أسود ابن عامر "شاذان" وعلي بن حفص. وأخرجه أحمد في المسند (3/ 446)، قال: ثنا أبو النضر، وحسين قالا: ثنا شريك، به نحوه، وفي آخره زيادة بلفظ: "ألا لا يخلون رجل بإمرأة لا تحل له فإن الشيطان ثالثهما إلَّا محرم فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد، ومن ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن". وأخرجه البزّار في مسنده "كشف الأستار" (2/ 252) كتاب الأمارة باب فيمن خلع الطاعة بعد عقدها (رقم 1636)، قال: حدّثنا يحيى بن حكيم ثنا هشام بن عبد الملك ثنا شريك، به نحو لفظ الإِمام أحمد. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 227)، قال: أخبرنا الفضل قال: ثنا أبو الوليد ثنا شريك، به نحو لفظ الإِمام أحمد أيضًا. وتابع ابنُ جريج شريكًا في الرواية عن عاصم. أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (2/ 379) كتاب الصلاة، باب الأمراء يؤخرون الصلاة (رقم 3779)، عن ابن جريج قال: أخبرني عاصم بن عبيد الله، به نحوه، وفي أوله زيادة ولفظها: "إنه ستكون أمراء بعدي يصلون الصلاة لوقتها، ويؤخرون عن وقتها فصلوها معهم، فإن صلوها لوقتها وصليتموها معهم فلكم ولهم، وإن أخروها عن وقتها فصليتموها معهم فلكم وعليهم ... ثم ذكره". ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في المسند (3/ 445)، قال: حدّثنا عبد الرزاق، به مثله. وأخرجه كذلك في (3/ 446)، قال: ثنا محمَّد بن بكر قال: أنا ابن جريج، به نحوه. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (13/ 159: 7200)، قال: حدّثنا موسى بن محمَّد بن حبّان البصري حدّثنا الضحاك بن مخلد أخبرني ابن جريج، به نحوه. =
= وأخرجه كذلك في (13/ 161: 7203)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد عن ابن جريج، به نحوه. وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (186) باب ما جاء فيما يكره من نقض العهد واللجأ إلى الغدر (رقم 403)، قال: حدّثنا أبو بكر محمَّد بن يوسف الطباع ثنا حجاج بن محمَّد الأعور عن ابن جريج، به نحوه مختصرًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - في إسناده عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف كما في ترجمته. 2 - وفي إسناده "شريك بن عبد الله"، وهو ضعيف لسوء حفظه، لكن تابعه ابن جريج على روايته، فزالت هذه العلة، وبقيت العلة الأولى، لكن يشهد له أحاديث كثيرة وردت بمعناه ومنها: 1 - حديث ابن عمر رضي الله عنه: من خلع يدًا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية". أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1478: 1851)، وأحمد في المسند (2/ 70، 83، 93، 97، 123، 33، 154)، والحاكم في "المستدرك" (1/ 77، 117)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 156)، والطيالسي في مسنده (ص 259: 1915)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 335: 13278)، والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 205)، وابن سعد في الطبقات (5/ 144)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 44: 91)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 715: 984). 2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "من خرج عن الطاعة، وفارق الجماعة فقد مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عُمِّيّة، يغضب لعصبية، أو يدعو إلى عصبية، أو ينصر عصبية، فقتلته جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها , ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني ولست منه". =
= أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1476: 1848)، والنسائي في سننه (7/ 123:4114) وأحمد في المسند (2/ 296، 306 , 488)، والبيهقي في سننه (8/ 156، 10/ 234)، وابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 462: 37243)، وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 339: 20707)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 43: 90). وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 715: 983). 3 - حديث ابن عباس رضي الله عنه: "من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرًا فميتته جاهلية". أخرجه البخاري في صحيحة "مع الفتح" (13/ 7: 7053، 7054)، (13/ 130: 7143)، ومسلم في صحيحه (3/ 1477: 1849)، وأحمد في المسند (1/ 275، 297، 310)، والدارمي في سننه (2/ 241)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 275، 310)، والبزار في مسنده "كشف الأستار" (2/ 252: 1635)، وقال: لا نعلمه عن ابن عباس إلَّا من هذا الوجه. والطبراني في "الكبير" (12/ 161: 1849)، وفي الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 324: 2542)، وقال: لا يروي عن ابن عباس إلَّا من هذا الوجه، وابن أبي عاصم في "السنة" (2/ 524: 1101).
2141 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ حَدَّثَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: [قد] (¬1) كنا نقرأ، ليؤيدن الله تعالى هَذَا الدِّينَ بِرِجَالٍ مَا لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ من خلاق. ¬
2141 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 302)، فقال: (عن أبي موسى الأشعري قال: نزلت سورة نحوًا من براءة فرفعت فحفظت منها: "إن الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ... الحديث" ثم قال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وفيه ضعف ويحسن حديثه لهذه الشواهد، وذكر قبل ذلك وبعده ما يشهد له، كما سيأتي، ولم أجد الحديث من طريق أبي موسى في معجم الطبراني فلعله في المفقود منه، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال "علي بن زيد بن جدعان" فإنه ضعيف كما في ترجمته، ولكن يشهد له أن الحديث ورد من عدة طرق موصولًا، وموقوفًا ومرسلًا، فورد موصولًا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ طريق أبي هريرة، وأنس بن مالك، وعبد الله بن مسعود، وأبي بكرة، وكعب بن مالك، والنعمان بن مقرن المزني، وورد موقوفًا على عبد الله بن مسعود، ومرسلًا من طريق الحسن البصري. 1 - أمَّا أبو هريرة فقد روى الحديث مطولًا وذكر فيه قصته، وسبب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر". أخرجه البخاري في صحيحه"مع الفتح" (6/ 207: 3062)، (7/ 538: 4203، 42042)، (11/ 507: 6606)، ومسلم في صحيحه (1/ 105: 178)، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5/ 278: 8883، 8884) مختصرًا، والدارمي في سننه (2/ 240، 241) مختصرًا، والبيهقي =
= في السنن الكبرى (9/ 36) مختصرًا أيضًا، والقضاعي في مسنده (2/ 159: 1907) مطولًا، وعبد الرزاق في مصنفه (5/ 269، 270: 9573) مختصرًا. 2 - ورواه أنس رضي الله عنه بلفظ "ليؤيدن الله هذا الدين بقوم (بأقوام) لا خلاق لهم". أخرجه النسائي في سننه الكبرى (5/ 279: 8885)، وابن حبّان في صحيحه "موارد الظمآن" (5/ 188: 1606)، والبزار في مسنده "كشف الأستار" (2/ 286: 1720، 1721)، وقال: لا نعلم رواه عن الحسن عن أنس إلَّا مالك بن دينار .. ، و (رقم 1722)، وقال: "لا نعلم رواه عن أيوب إلَّا معمر، وعباد بن منصور، ولا رواه عن معمر إلَّا رباح، وهو ثقة يماني، وإبراهيم ثقة". وقال الهيثمي في المجمع (5/ 302): "رواه البزّار، والطبراني في "الأوسط" وأحد أسانيد البزّار ثقات، ورواه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين) (5/ 41: 2667)، وقال: "لم يروه عن المعلى إلَّا حماد تفرد، به هدبة"، وأخرجه كذلك برقم (2668)، وقال: "لم يروه عن أيوب إلّا عباد، ومعمر بن راشد تفرد، به عن عباد ريحان، وعن معمر رباح بن زيد"، ورواه الترمذي في "العلل" الكبير" (2/ 955)، وقال: "سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: هو حديث حسن ... ". 3 - ورواه عبد الله بن مسعود بلفظ "ليؤيدن هذا الدين بالرجل الفاجر". أخرجه ابن حبّان في صحيحه "موارد الظمآن" (5/ 189: 1607)، وابن عدي في "الكامل" (2/ 281) من ثلاث طرق، وقال: "وهذا الحديث بهذا الإسناد عن الثوري غير محفوظ ليس يرويه غير حميد". 4 - ورواه أبو بكر رضي الله عنه بلفظ "إن الله تبارك وتعالى سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم". أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (5/ 45)، وذكره الهيثمي في "المجمع" (5/ 302)، وقال: رواه أحمد، والطبراني ورجالهما ثقات". 5 - ورواه كعب بن مالك رضي الله عنه وذكر فيه قصة الذي قتل نفسه، وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك لبلال: "قم يا بلال فناد أنه لا يدخل الجنة إلَّا مؤمن، وأن الله =
= عزَّ وجلّ يؤيد الدين بالرجل الفاجر". أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 83: 170)، قال الهيثمي في المجمع (7/ 213): "وفيه محمَّد بن خالد الواسطي، ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: يخطئ، ويخالف، وقال ابن معين: رجل سوء كذاب". وأخرجه الطبراني أيضًا في (19/ 84: 171)، وقال الهيثمي في المجمع (7/ 213): "فيه جماعة لم أعرفهم". 6 - ورواه النعمان بن مقرن بلفظ "إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر". أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 159: 1096)، والطبراني في "الكبير" (17/ 39: 81)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 303): "رواه الطبراني في ترجمته عمرو بن النعمان بن مقرن وضبب عليه، ولا يستحق التضبيب لأنه صواب، وقد ذكر المزى في ترجمة أبي خالد الوالبي أنه روى عن عمرو بن النعمان بن مقرن، والنعمان بن مقرن"، ثم قال: "قلت: ورجاله ثقات". 7 - ورُوي موقوفًا على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "إن الله ليؤيد الدين بالرجل الفاجر" أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 207: 8913)، (9/ 256: 9049)، قال الهيثمي في المجمع (5/ 303): "رواه الطبراني وفيه عاصم بن أبي النجود، وهو ثقة وفيه كلام". 8 - ورواه الحسن البصري مرسلًا بلفظ: "إن الله تعالى يؤيد هذا الدين بمن لا خلاق له، والحسد يأكل الحسنات". أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (5/ 270: 9573)، والبخارى في "التاريخ الكبير" (5/ 94)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/ 59)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 206): "أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (20/ 100: 10)، عن الحسن البصري مرسلًا، ووصله أبو نعيم في "الحلية" (6/ 262)، والضياء في "المختارة" (74/ 2)، عن أنس مرفوعًا". قلت: ذكره أبو نعيم في الحلية (2/ 387) في ترجمة مالك بن دينار موصولًا عن الحسن عن أنس رضي الله عنه.
2142 - قال (¬1) الحارث: حدثنا داود بن المحبر ثنا هِشَيمٌ (¬2) عَنِ الْعَوَّامِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬3) بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الصَّلَاةُ إِلَى الصَّلَاةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا (¬4) إلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: الْإشْرَاكِ بِاللَّهِ، وَتَرْكِ السنَّه، وَنَكْثِ الصَّفْقَةِ. قَالُوا: قَدْ عَرَفْنَا الْإْشْرَاكَ بِاللَّهِ، فَمَا (¬5) تَرْكُ السُّنَّةِ وَنَكْثُ الصَّفْقَةِ؟ قَالَ: تَرْكُ السُّنَّةِ، الْخُرُوجُ مِنَ الطَّاعَةِ، وَنَكْثُ الصَّفْقَةِ، أَنْ يُبَايِعُ (¬6) رجلًا ثم يخرج عليه بالسيف يقاتله (¬7) ". ¬
2142 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 83/1] وقال: "رواه الحارث بن أبي أسامة وهو ضعيف، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، وتقدم لفظه في باب فضل الصلاة، وهو في الصحيح وغيره دون قوله: إلَّا من ثلاث". قلت: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث" (2/ 634) كتاب (21) الأمارة، باب (8) فيمن خرج من الطاعة وقاتل إمامه (رقم 605)، قال: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا هِشَيمٌ عَنِ الْعَوَّامِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الصَّلَاةُ إِلَى الصَّلَاةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بينهما والجمعة إلى الجمعة التي قبلها كفارة لما ينهما، ورمضان إلى رمضان كفارة، إلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: الْإشْرَاكِ بِاللَّهِ، وَتَرْكِ =
= السنة، ونكث الصفقة. قالوا: عرفنا الإشراك، فَمَا تَرْكُ السُّنَّةِ وَنَكْثُ الصَّفْقَةِ؟ قَالَ: تَرْكُ السُّنَّةِ الْخُرُوجُ مِنَ الطَّاعَةِ، وَنَكْثُ الصَّفْقَةِ أَنْ تبايع رجلًا ثم تخرج عليه بالسيف تقاتله". وأخرجه أحمد في المسند (2/ 229) قال: ثنا هشيم، به نحوه. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 259)، كتاب التوبة والإِنابة، باب الصلاة المكتوبة التي بعدها كفارة لما بينهما، قال: أخبرني عمرو بن محمَّد بن منصور العدل أنبأ العدل أنبأ السري بن خزيمة أنبأ عمرو بن عون الواسطي ثنا إسحاق بن يوسف ثنا العوام بن حوشب، به نحوه، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وأخرجه أحمد في المسند (2/ 506)، لكنه قال: ثنا يزيد أنا العوام حدثني عبد الله بن السائب عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به نحوه. فزاد فيه رجلًا مبهمًا، قال الهيثمي في المجمع (5/ 224): "رواه أحمد وفيه راو لم يسم". وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 119، 120) كتاب العلم، باب الصلاة المكتوبة إلى الصلاة المكتوبة والجمعة إلى الجمعة، والشهر إلى الشهر كفارة لما بينهما، من طريق يزيد بن هارون، به نحوه، ولم يذكر زيادة الرجل المبهم وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بعبد الله بن السائب بن أبي السائب الأنصاري، ولا أعرف له علة" ووافقه الذهبي. قلت: عبد الله بن السائب هو الكندي -كما تقدم في ترجمته- وقد احتج به مسلم أيضًا، وقد وهم الحاكم فجعله ابن أبي السائب، وهو عبد الله بن السائب بن أبي السائب القرشي المخزرمي، المكي له ولأبيه صحبة، انظر تهذيب الكمال (14/ 553). وبالنسبة لرواية الإِمام أحمد والتي فيها زيادة راو مبهم، فقد خالف فيها يزيد بن هارون كلا من هشيم بن بشير وإسحاق بن يوسف حيث روياها عن العوام بن حوشب متصلة بدون زيادة الرجل المبهم، وهذا هو الراجح، والله أعلم. وذلك لما يلي: =
= 1 - أن هشيمًا أحفظ من يزيد بن هارون، كما قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (19/ 116): "سئل أبي عن هشيم، ويزيد بن هارون؟ فقال: هشيم أحفظهما". 2 - أن إسحاق بن يوسف، وهو ثقة كما في التقريب (104: 396)، تابع هشيمًا على رواية الوصل بدون الزيادة. 3 - أن يزيد بن هارون قد روى الحديث متصلًا بدون هذه الزيادة -كما سبق- عند الحاكم وقد ورد الحديث عن أبي هريرة مختصرًا بدون قوله: "إلَّا من ثلاث ... " وبزيادة، ما اجتنب الكبائر". أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 209: 233)، والترمذي في سننه (1/ 418: 214)، وابن ماجه في سننه (1/ 196: 598)، وابن خزيمة في صحيحه (1/ 162: 314) (3/ 158: 1814)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (5/ 24: 1733)، وأحمد في المسند (2/ 359، 400، 414، 484)، والطيالسي في مسنده (ص 324: 2470)، وأبو عوانة في مسنده (2/ 20)، وأبو يعلى في مسنده (11/ 371: 6486)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 466، 467)، (10/ 187)، وابن عدي في الكامل (6/ 72).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا من أجل حال "داود بن المحببر" فإنه متروك. لكن قد صح الحديث من طريق الإِمام أحمد والحاكم، والله أعلم.
2143 - [1] وقال عبد: حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا [قَالَتْ] (¬1): "سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ قَالَ: "وَلَا تُنَازِعِ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّهُ الْحَقُّ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُويَةَ ثنا أَبُو مُسْهِرٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِهِ. [3] وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُمَرُ ثنا غَيْرُ سَعِيدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬2)، أَنَّ الْمُوصَى بهذه الوصية ثوبان". ¬
2143 - تخريجه: أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (3/ 274: 1592)، قال: حدّثنا عمر بن سعيد الدمشقي قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ عَنْ مكحول، عن أم أيمن أنها سمعت رسول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوصِي بَعْضَ أهله فقال: "لا تشرك بالله شيئًا، وإن قطعت أو حرقت بالنار، ولا تفر يوم الزحف، وإن أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت، وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مالك، ولا تترك الصلاة متعمدًا فإنه مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذمة الله، إياك والخمر فإنها مفتاح كل شر، وإياك والمعصية فإنها تسخط الله، لا تنازع الأمر أهله وإن رأيت أن لك الحق، أَنْفِقْ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ طَوْلِكَ، وَلَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْهُمْ، وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ". هكذا رواه مطولًا وأخرجه أحمد في المسند (6/ 421)، قال: ثنا الوليد بن مسلم قال: أنا سعيد بن عبد العزيز به نحوه مختصرًا بلفظ: "لا تتركي الصلاة متعمدًا فإنه مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذمة الله ورسوله". وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 304) كتاب القسم والنشوز، باب =
= ما جاء في ضربها -أي الزوجة- قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا: نا أبو العباس محمَّد بن يعقوب نا بحر بن نصر نا بشر بن بكر نا سعيد -يعني: ابن عبد العزيز- به نحوه، مع تقديم وتأخير، ثم قال: "في هذا إرسال بين مكحول، وأم أيمن". وأخرجه محمَّد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (2/ 886)، باب ذكر إكفار تارك الصلاة (رقم 913)، قال: حدّثنا محمَّد بن يحيى، وأبو جعفر المسندي قالا: حدّثنا أبو مسهر قال: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز به مختصرًا نحو لفظ الإِمام أحمد. وأخرجه ابن الجوزي في، البر والصلة (43)، باب في ذكر ما أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- من ذلك "أي بر الوالدين وصلة الرحم" (رقم 10)، قال: أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد قال: أنبأ أبو محمَّد عبد الله بن أحمد قال: أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت. فثنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري. فثنا الحسن بن محمد بن عثمان. فثنا يعقوب بن يوسف. فثنا يحيى بن صالح قال: أنبأ سعيد ابن عبد العزيز به نحوه بلفظ "أطع والديك، وإن أمراك أن تخرج من دنياك فافعل"، وذكره الألباني في إرواء الغليل (7/ 90) ونسبه إلى ابن عساكر من ثلاث طرق: 1 - من طريق إبراهيم بن زبريق حدّثنا إسماعيل بن عياش حدّثنا عبيد الله بن عبيد الكلاعي عن مكحول، وسليمان بن موسى عن أم أيمن. 2 - من طريق عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهد نا سعيد ابن عبد العزيز به. 3 - من طريق ابن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا سفيان بن عيينة عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول مرسلًا. وأما رواية أبي يعلى التي ذكرها المصنف فلم أجدها في المطبوع من مسنده, ولعلها في الرواية المطولة التي لم تطبع. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - الانقطاع بين مكحول، وأم أيمن فإنه لم يسمع منها. 2 - ضعف عمر بن سعيد الدمشقي. لكن قد تابع عمرًا في روايته عن التنوخي كل من: عبد الأعلي بن مسهر، وبشر بن بكر، والوليد بن مسلم، وكلهم ثقات فيبقى ضعف الحديث من الانقطاع بين مكحول، وأم أيمن لكن يشهد له حديث: 1 - معاذ بن جبل. 2 - أبي الدرداء. 3 - عبادة بن الصامت. 4 - أميمة. وهي كالتالي: 1 - حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعشر كلمات قال: "لا تشرك بالله وإن قتلت وحرِقت، ولا تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمدًا، فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدًا فقد برئت منه ذمة الله، ولا تشربن خمرًا فإنه رأس كل فاحشة، وإياك والمعصية فإن بالمعصية حل سخط الله عز وجل، وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس، وإذا أصاب الناس موتان، وأنت فيهم فاثبت، وانفق على عيالك من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك أدبًا وأخفهم في الله". أخرجه أحمد في المسند (5/ 238)، والطبراني في الكبير (20/ 82: 156)، وفي "الأوسط "مجمع البحرين" (1/ 151: 136)، وقال: "لا يروى عن معاذ إلَّا بهذا الإسناد". والمروزى في "تعظيم قدر الصلاة" (2/ 890: 921)، وابن الجوزي في "البر والصلة" (ص 42: 6)، قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/ 196): =
= "إسناد أحمد صحيح لو سلم من الانقطاع فإن عبد الرحمن بن جبير بن نفير لم يسمع من معاذ". وقال الهيثمي في المجمع (4/ 215): "رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات إلَّا أن عبد الرحمن بن جبير بن نفير لم يسمع من معاذ، وإسناد الطبراني متصل وفيه عمرو بن واقد القرشي وهو كذاب". 2 - حديث أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "أَوْصَانِي خَلِيلِي -صَلَّى الله عليه وسلم- أن لا تشرك بالله شيئًا، وإن قطعت وحرقت، ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدًا فمن تركها متعمدًا فقد برئت منه الذمة، ولا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر". أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1339: 4034)، هكذا مختصرًا، وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (3/ 250): "هذا إسناد حسن، شهر مختلف فيه". وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1/ 77: 18) مطولًا، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 884: 911). واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (2/ 823)، وقال الهيثمي في "المجمع" (4/ 217): "ورواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات". وهذا الحديث حسنه الألباني كما في التعليق على مشكاة المصابيح (1/ 183). 3 - حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: "أوصانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبع خلال قال: لا تشركوا بالله شيئًا، وإن قطعتم وحرقتم وصلبتم، ولا تتركوا الصلاة متعمدين فمن تركها متعمدًا فقد خرج من الملة، ولا تركبوا المعصية فإنها من سخط الله، ولا تشربوا الخمر فإنها رأس الخطايا كلها , ولا تفروا من الموت وإن كنتم فيه، ولا تعص والديك وإن أمرك أن تخرج من الدنيا كلها فأخرج، ولا تضع عصاك عن أهلك وأنفصهم من نفسك". قال الهيثمي في "المجمع" (4/ 216): "رواه الطبراني، وفيه سلمة بن شريح":، قال الذهبي: "لا يعرف، وبقية رجاله رجال الصحيح". وأخرجه محمَّد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (2/ 889: 920)، =
= واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (2/ 822)، والحديث ضعيف لجهالة سلمة بن شريح، "الجرح والتعديل" (4/ 160)، الميزان (2/ 190)، لسان الميزان (3/ 69). 4 - حديث أميمة مولاة النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، رَضِيَ اللَّهُ عنها، قالت: كنت يومًا أفرغ على يديه وهو يتوضأ إذ دخل عليه رجل فقال: يا رسول الله إني أريد الرجوع إلى أهلي فأوصني بوصية أحفظها. فقال: "لا تشركن بالله شيئًا وإن قطعت وحرقت بالنار، ولا تعصى والديك، وان أمراك أن تخلّى من أهلك ودنياك فتخل، ولا تترك صلاة متعمدًا فمن تركها متعمدًا برئت منه ذمة الله عَزَّ وَجَلَّ وذمة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولا تشربن الخمر فإنها رأس كل خطيئة، ولا تزد في تخوم الأرض فإنك تأتي يوم القيامة وعلى عنقك مقدار سبع أرضين، ولا تفرن من الزحف فإنه من فر يوم الزحف فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير، وانفق عَلَى أَهْلِكَ مِنْ طَوْلِكَ، وَلَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عنهم، وأخفهم في الله عز وجل. أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 41)، وسكت عليه وقال الذهبي: إسناده واهٍ. وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 190: 479)، وذكره الهيثمي في "المجمع" (4/ 217)، وقال: "رواه الطبراني، وفيه يزيد بن سنان الرهاوي، وثقه البخاري وغيره، والأكثر على تضعيفه، وبقية رجاله ثقات". وأخرجه محمَّد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (2/ 885: 912) مختصرًا، والحديث بهذا الإسناد ضعيف لضعف يزيد بن سنان الرهاوي. "تهذيب الكمال" (32/ 155)، "تهذيب التهذيب" (11/ 293)، التقريب (ص 602: 7727). وبناءً على ما سبق فالحديث بمجموع هذه الطرق -ما عدا الطريقة الثانية لحديث معاذ والتي في إسنادها عمرو بن واقد- لا ينزل عن درجة الحسن لغيره، وإن كانت الشواهد المذكورة لم يذكر فيها موضع الشاهد وهو قوله "ولا تنازع الأمر أهله", لكنه يشهد له أيضًا عموم أحاديث السمع والطاعة وقد مضى بعضها وسيأتي المزيد، والله أعلم.
2144 - وَقَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أنا بَقِيَّةُ حَدَّثَنِي أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ (¬2) لِمَنْ عِنْدَهَا: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا دَاعِيَانِ: داعٍ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، وَدَاعٍ إِلَى سُّلْطَانِ اللَّهِ؟ فَقَالُوا: نُجِيبُ الدَّاعِي إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، قَالَتْ: (¬3) بلَ أَجِيبُوا الدَّاعِي إِلَى سُّلْطَانِ اللَّهِ فإن كتاب الله مع سلطانه (¬4). ¬
2144 - تخريجه: الحديث بهذا الإسناد في مسند إسحاق (4/ 163: 1944).
الحكم عليه: الحديث ضعيف لجهالة الراوي عن أم سلمة، [سعد].
2145 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ثنا النَّضْرُ ثنا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ [يقول] (¬1): إنَّ سَلَمَةَ (¬2) بْنَ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَرَأَيْتَ إِذَا [كَانَ] (¬3) قَامَ عَلَيْنَا أَئِمَّةٌ يَسْأَلُونَنَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَنَا (¬4) حَقَّنَا؟ فَسَكَتَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. فَحَدَّثَ بِهِ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّمَا عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم". ¬
2145 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 1)، وقال: "رواه أبو يعلى". ولم أجده في الرواية المطبوعة من مسند أبي يعلى ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع. وأخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1474) كتاب (33) الإمارة، باب (12) في طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق (رقم 1846)، قال: "حدّثنا محمَّد بن المثنى، ومحمد بن بشار قالا: حدّثنا محمَّد ابن جعفر حدّثنا شعبة عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل الحضرمي، عن أبيه قال: سأل سلمة ابن يزيد الجعفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم، ويمنعونا حقنا، فماذا تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس وقال: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ... فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا، وَعَلَيْكُمْ ما حملتم". =
= وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 158) كتاب قتال أهل البغي، باب الصبر على أذى يصيبه من جهة إمامه وإنكاره المنكر من أموره بقلبه وترك الخروج عليه. قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمَّد بن بشار به نحوه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 16: 20)، قال: حدّثنا معاذ بن المثنى ثنا يحيى بن معين ثنا محمد بن جعفر به نحوه. وتابع أبو الأحوص، وشريك شعبةَ في الرواية عن سماك. أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 16: 21)، قال: حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا يحيى الحماني ثنا أبو الأحوص، وشريك عن سماك به نحوه، وفيه زيادة، إلَّا أنه قال: "يزيد بن سلمة" بدل "سلمة بن يزيد". وتابع محمَّد بن جعفر في الرواية عن شعبة كل من: شبابة، ويزيد بن هارون، ووهب ابن جرير، وروح. 1 - أما متابعة شبابة، فأخرجها مسلم (3/ 1475) كتاب (33) الأمارة، باب (12) في طاعة الأمراء وان منعوا الحقوق (رقم 1846)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا شبابة به نحوه: وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 72، 73) في ترجمة "سلمة بن يزيد"، قال: وقال لي محمَّد أبو يحيى: حدّثنا شبابة به نحوه مختصرًا. 2 - وأما متابعة يزيد بن هارون، فأخرجها الترمذي في سننه (4/ 423) كتاب (34) الفتن، باب (30) ما جاء ستكون فتن كقطع الليل المظلم (رقم 2199)، قال: حدّثنا الحسن بن علي الخلال حدّثنا يزيد بن هارون به نحوه، وقال: هذا حديث حسن صحيح. 3 - وأما متابعة وهب بن جرير، فأخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 158) الموطن السابق قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو =
= قالا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير به نحوه إلَّا أنه قال: "يزيد بن سلمة". 4 - وأما متابعة روح، فأخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 73)، قال: حدثني محمَّد ابن معمر نا روح به نحوه مختصرًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، وسماع شعبة من سماك قديم قبل تغيره، فحديثه عنه صحيح مستقيم -كما سبق- والله أعلم.
2146 - وقال مسدد: حدثنا حفص بن غياث عن الْعَلَاءِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "إِنَّكُمْ قَدِ ابْتُلِيتُمْ بِذَا السُّلْطَانِ وَابْتُلِيَ بِكُمْ، فَإِنْ عَدَلَ كَانَ لَهُ الْأَجْرُ وَكَانَ عَلَيْكُمُ الشُّكْرُ. وَإِنْ جَارَ كَانَ (¬1) عَلَيْهِ الوزر وعليكم الصبر". * صحيح موقوف. ¬
2146 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 1)، وقال: "رواه مسدّد موقوفًا ورواته ثقات" ولم أجده بهذا الطريق موقوفًا إلَّا في هذا الموطن. وقد روى مرفوعًا من طريق حكيم بن خذام ثنا عبد الملك بن عمير عن الربيع بن عُمَيلة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "سيليكم أمراء يفسدون وما يصلح الله بهم أكثر، فمن عمل منهم بطاعة الله فله الأجر وعليكم الشكر، ومن عمل منهم بمعصية الله فعليهم الوزر وعليكم الصبر". أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 220) في ترجمة "حكيم بن خذام الأزدي". قال: "ثنا عبد الله ابن محمَّد بن عبد العزيز ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ثنا حكيم بن خذام -وكان من عباد الله الصالحين- به مثله، ثم قال: "قال البخاري: حكيم بن خذام أبو سمير البصري منكر الحديث يرى القدر". ومن طريقه أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 15)، باب (49) طاعة أولى الأمر فصل في فضل الإِمام العادل (رقم 7368)، قال: أخبرنا أبو سعيد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ به مثله، وقال: "رويناه من وجه آخر في هذا الجزء أتم". قلت: يقصد من طريق ابن عمر وسيأتي. وأخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة =
= وأشراطها" (2/ 388: 130)، قال: حدّثنا سلمة بن سعيد الإِمام قال: حدّثنا محمد بن الحسين قال: حدّثنا عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز قال: حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال: حدّثنا حكيم بن خذام به نحوه. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 414) مسألة (2749): "سألت أبي عن حديث رواه أبو سمير حكيم بن خذام ... " فذكره، ثم قال: "قال أبي: هذا حديث منكر، وأبو سمير متروك الحديث". تنبيه: قال الألباني في "السلسلة (3/ 527): "ومن طريقه -أي حكيم بن خذام- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في "فيض القدير" وقال: قال الحافظ العراقي: ضعيف". قلت: هذا وهم من المناوي رحمه الله، وتبعه في ذلك الألباني حفظه الله، فإن الحديث لم يروه الطبراني وإنما رواه البيهقي عن ابن مسعود، ولعله اختلط عليه رمز البيهقي في الشعب "هب" برمز الطبراني في الكبير "طب"، والسيوطي في الجامع الصغير إنما ذكره برمز البيهقي في الشعب، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث صحيح موقوفًا على ابن مسعود. أما الرواية التي فيها رفعه فهي ضعيفة جدًا لأنها من طريق أبي سمير حكيم بن خذام، وهو كما قال البخاري في التاريخ الصغير (2/ 234)، منكر الحديث يرى القدر، وقال أبو حاتم في "العلل" (2/ 414": "متروك الحديث"، وكذا في الجرح والتعديل (3/ 203)، وقال النسائي في "الضعفاء" (ص 166: 128): "ضعيف"، وقال الساجي- كما في لسان الميزان (2/ 343): "يحدث بأحاديث بواطيل". وورد الحديث من طريق ابن عمر بلفظ "السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر، وإن جار أو حاف، أو ظلم كان عليه الإصر وعلى الرعية الصبر. وإذا جارت الولاة قحطت السماء، وإذا منعت الزكاة هلكت المواشي، وإذا ظهر الربا وفي رواية: -الزنا- ظهر الفقر =
= والمسكنة، وإذا أخفرت الذمة أديل الكفار". أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 361)، ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (6/ 15: 7369)، والبزار في مسنده "كشف الإستار" (2/ 233: 1590)، والقضاعي في "الشهاب" (1/ 201: 304) مختصرًا، والديلمي في الفردوس (2/ 343: 3553). وعزاه الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 70)، إلى الضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (2/ 27)، وإلى تمام في "الفوائد" ولم أجده في المطبوع منها. وهذه الطريق لا يفرح بها فهي ضعيفة جدًا أيضًا، إذ أن مدارها على أبي مهدي سعيد بن سنان الحمصي ضعفه سائر الأئمة فقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث"، وقال النسائي: "متروك الحديث"، وقال الجوزجاني: "أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة"، وقال أحمد: "ضعيف"، وقال ابن عدي: "عامة ما يرو به غير محفوظ"، وقال الدارقطني: "يضع الحديث"، وقال البزّار: "متروك"، وقال الذهبي: "هالك"، وقال ابن حجر: "متروك ورماه الدارقطني بالوضع". انظر: التاريخ الكبير (3/ 477)، الجرح والتعديل (4/ 28)، الكامل لابن عدي (3/ 359)، تهذيب الكمال (10/ 495، ميزان الاعتدال (2/ 143، 144)، الكاشف (1/ 438: 1905)، التقريب (ص 237: 2333). وبالجملة، فالحديث صحيح موقوفًا، وضعيف جدًا مرفوعًا -والله أعلم-.
2147 - وَقَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا ثَابِتُ بْنُ الْعَجْلَانِ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ بِمِثْلِهِ (¬2) وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ كَتَبَتْ إِلَى أَهْلِ العراق أن الله بريء وبرى رَسُولُهُ مِمَّنْ شايعَ (¬3) وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَلَا تُشَايِعُوا (¬4) ولا تفارقوا والسلام عليكم ورحمة الله. ¬
2147 - تخريجه: أخرجه بهذا الإسناد إسحاق كما في مسنده (4/ 162 برقم 1943).
الحكم عليه: الحديث ضعيف لجهالة شيخ ثابت بن العجلان. [سعد].
20 - باب تولية [الأمير] العامل إذا كان عارفا بالحرب على من هو أفضل منه
20 - بَابُ (¬1) تَوْلِيَةِ [الْأَمِيرِ] (¬2) الْعَامِلِ إِذَا كَانَ عَارِفًا بِالْحَرْبِ عَلَى مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ 2148 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: "قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِأَبِي بَكْرٍ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لما (¬4) منع عمرو بن العاص رضي الله عنه النَّاسَ أَنْ يُوقِدُوا نَارًا: أَمَا تَرَى مَا يصنع هذا بالناس يمنع منافعهم. فقال (¬5) أبو بكر رضي الله عنه: دَعْهُ فَإِنَّمَا وَلَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَيْنَا لَعَلِمِهِ بِالْحَرْبِ". * هَذَا مُنْقَطِعٌ. ¬
2148 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 85/ أ] وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف، وابن بريدة لم يسمع من عمر بن الخطاب". ولم أجده في المطبوع من مسنده. وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 42، 43) كتاب المغازي، باب، لا بد =
= لأهل العسكر أن يطيعوا قائدهم. قال: حدّثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن المنذر بن ثعلبة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما قَالَ: "بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل، وفيهم أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَلَمَّا انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لا ينوِّروا نارًا، فغضب عمر، وهم أن ينال منه، فنهاه أبو بكر رضي الله عنه وأخبره أنه لم يستعمله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليك إلا لعلمه بالحرب، فهدأ عنه عمر رضي الله عنه"، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأورده الهيثمي في المجمع (9/ 352) في مناقب عمرو بن العاص. وقال: "رواه الطبراني مرسلًا، ورجاله رجال الصحيح، غير المنذر بن ثعلبة، وهو ثقة". وذكر الهيثمي القصة أيضًا في المجمع (5/ 319)، عن عمرو بن العاص نفسه، ثم قال: "رواه الطبراني بإسنادين، ورجال الأول رجال الصحيح". ونسبه الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 674) إلى إسحاق بن راهويه، والحاكم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات غير أنه منقطع كما ذكر البوصيري وابن حجر، فهو ضعيف من أجل انقطاعه، ولكن يشهد له وروده موصولًا كما عند الحاكم، كما يشهد له الروايات التي ذكرها الهيثمي في "المجمع"، وعليه فهو لا ينزل عن درجة الحسن، والله أعلم.
2149 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا (¬1) مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَّرَ بَعْدَ غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ (¬2) أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ غُلَامٌ. فَأُسِرِ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنَ الْعَرَبِ وسُبوا، فَانْتَدَبَ فِي بَعْثِ أُسَامَةَ (¬3) عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْلَ أَنْ يَمْضِيَ ذَلِكَ الْجَيْشُ، فَأَنْفَذَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فقال أُسَامَةُ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ بُويِعَ لَهُ -وَلَمْ يرَحْ أُسَامَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ (¬5) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَّهَنِي لِمَا وَجَّهَنِي لَهُ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَرْتَدَّ الْعَرَبُ، فَإِنْ شِئْتَ كُنْتُ قَرِيبًا حَتَّى تَنْظُرَ. قَالَ (¬6) أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا أَرُدُّ أَمْرًا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَافْعَلْ، فَأَذِنَ لَهُ. فَانْطَلَقَ أُسَامَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى أَتَى الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَخَذَتْهُمُ (¬7) الضَّبَابَةُ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ لَا يَكَادُ يُبْصِرَ صَاحِبَهُ، قَالَ: فَوَجَدُوا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْبِلَادِ فَأَخَذُوهُ فَدَلَّهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ حَيْثُ أَرَادُوا فَأَغَارُوا عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُمروا. فَسَمِعَ بِذَلِكَ النَّاسُ ¬
فجعل بعضهم يقول لبعض: أيزعمون (8) أَنَّ الْعَرَبَ قَدِ اخْتَلَفَتْ (¬9) وَخُيُولُهُمْ بِمَكَانِ كَذَا وكذا. فرد الله تعالى بِذَلِكَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ، فَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنه يُدعى بِالْإِمَارَةِ حَتَّى مَاتَ. يَقُولُونَ: بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَنْزِعْهُ حَتَّى مَاتَ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمَّا بَعَثَ أبو بكر رضي الله عنه لقتال أهل الردة قال: تثبتوا فأي محلة سمعتم فيها (¬10) الْأَذَانَ فَكُفُّوا فَإِنَّ الْأَذَانَ شِعَارُ الْإِيمَانِ. قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ (¬11) هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: كَانَ أَهْلُ الردة يأتون أبا (¬12) بكر رضي الله عنه يقولون: أعطنا سلاحًا نقاتلهم، فَيُعْطِيهمُ السِّلَاحَ، فَيُقَاتِلُونَهُ؛ فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السلمي رضي الله عنه: أتاخذون سلاحه [لقتاله] (¬13) ... في ذلكم عند الإله أثام (¬14) ¬
2149 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 85 / 1] وسكت عليه، ولم يعزه لأحد. وذكر بعضه -في خبير طويل جدًا- عبد الرزاق في مصنفه (5/ 452) كتاب المغازي، غزوة ذات السلاسل وخبر علي ومعاوية. وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 159: 371) مختصرًا، قال: حدّثنا إسحاق بن =
= إبراهيم الدبري ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: "كان أسامة بن زيد يدعي بالإمرة حَتَّى مَاتَ يَقُولُونَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ لَمْ يَنْزِعْهُ حَتَّى مات". وأورد الهيثمي في المجمع (9/ 286) رواية الطبراني ثم قال: "رواه الطبراني مرسلًا ورجاله رجال الصحيح".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات غير أنه مرسل، والمرسل من أنواع الحديث الضعيف كما هو معلوم.
21 - باب فضل الإمام العادل وذم الجائر
21 - بَابُ (¬1) فَضْلِ الإِمام الْعَادِلِ وَذَمِّ الْجَائِرِ 2150 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا محمَّد بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ محمَّد بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَفْضَلُ عِبَادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامٌ عَادِلٌ رَفِيقٌ، وَإِنَّ شَرَّ عِبَادِ اللَّهِ تَعَالَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامٌ جَائِرٌ خَرِق (¬2) (¬3) ". ¬
2150 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 2) وقال: "رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه محمَّد بن أبي حميد، والطبراني في الأوسط من طريق ابن لهيعة، قال المنذري: حديثه حسن في المتابعات". قلت: أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 230: 350) قال: حدّثنا أحمد بن رشدِين قال: حدّثنا يحيى بن بكير قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدثني محمَّد بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُد به مثله وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عمر إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة. قلت: لم يتفرد به ابن لهيعة فقد متابعة محمَّد بن أبي حميد في روايته له عن =
= محمَّد بن زيد بن المهاجر كما أورده المصنّف. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 168) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط من رواية ابن لهيعة وحديثه حسن في المتابعات". وذكره الهيثمي أيضًا في "مجمع الزوائد" (5/ 197) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف". ونسبه في كنز العمال (6/ 10: 14610) إلى "ابن زنجويه، والشيرازي في الألقاب"، وزاد السيوطي في جمع الجوامع (1/ 226) نسبته إلى ابن النجار.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - في إسناده "محمَّد بن أبي حميد" وهو ضعيف منكر الحديث. 2 - الجهالة في "زيد بن المهاجر بن قنفد". وأما إسناد الطبراني ففيه ثلاث علل: 1 - جهالة "زيد بن المهاجر". 2 - ضعف شيخ الطبراني "أحمد بن رشدين" قال ابن عدي: "كذبوه وأنكرت عليه أشياء" انظر الكامل (1/ 198)، ميزان الاعتدال (1/ 133)، اللسان (1/ 257). 3 - في إسناده "عبد الله بن لهيعة" وهو ضعيف لسبب سوء حفظه. وعليه فالحديث بهذا اللفظ ضعيف -والله أعلم-. ويشهد له ما ورد من الترغيب في العدل، والترهيب من الجور، وفضل الإِمام العادل، وذم الجائر ومن ذلك. 1 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلَّا ظله: إمام عادل ... الحديث". وهو حديث صحيح ورد من طريقين: (أ) طريق أبي هريرة أخرجها كل من: البخاري في صحيحه "الفتح" =
= (2/ 168: 660)، (3/ 344: 1423)، (12/ 115: 6806)، والنسائي (8/ 222: 5380)، وأحمد في مسنده (2/ 439)، وابن خزيمة في صحيحه (1/ 186: 358)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (10/ 338: 4486)، والبيهقي في سننه (3/ 65، 4/ 190، 8/ 162) والطيالسي في مسنده (ص 323: 2462). (ب) من طريق أبي سعيد أو أبي هريرة بالشك: أخرجه الإِمام مالك في الموطأ (2/ 952: 14)، ومسلم في صحيحه (2/ 715: 1031)، والترمذي في سننه (4/ 516: 2391)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (16/ 332: 7338). 2 - حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم، وأهليهم، وما وَلُوا. وهو حديث صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1458: 1828)، والنسائي في سننه (8/ 221: 5379)، وأحمد في مسنده (2/ 159، 160، 203)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (10/ 336: 4484، 4485)، والحاكم في مستدركه (4/ 88)، والبيهقي في سننه (10/ 87)، وفي الأسماء والصفات (2/ 55)، والحميدي في مسنده (2/ 268: 588)، وابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 39: 34035، 34036). 3 - حديث عياض بن حمار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط موفق، ورجل رحيم، رقيق القلب لكل ذي قربى مسلم، وعفيف متعفف ذو عيال". وهو حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه مطولًا (4/ 2197: 2865)، وأحمد في المسند مطولًا (2/ 162، 266)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (16/ 490: 7453)، والحاكم في المستدرك (4/ 88)، والطيالسي في مسنده مطولًا (ص 145: 1079)، وعبد الرزاق في مصنفه مطولًا (11/ 125: 20088)، والطبراني في الكبير مطولًا (17/ 358: 987) (17/ 360: 992، 17/ 362: 996). =
= 4 - حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلسًا: إمام عادل" وأبغض الناس إلى الله تعالى وأبعدهم منه مجلسًا: "إمام جائر". أخرجه الترمذي (3/ 617: 1329)، وقال: "حديث حسن غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه". وأخرجه الإِمام أحمد (3/ 22، 55)، والطبراني في الأوسط (4/ 340: 2570) مختصرًا بلفظ "أشد الناس عذابًا يوم القيامة إمام جائر". ثم قال: لم يروه عن محمَّد بن جحادة إلَّا أبو حفص. وأخرجه الطبراني في الصغير مختصرًا (1/ 397: 663)، وقال: "لم يره عن ابن جحادة إلَّا أبو حفص". وأخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 285: 1003) بلفظ "إن أرفع الناس درجة يوم القيامة الإِمام العادل، وإن أوضع الناس درجة يوم القيامة، الإِمام الذي ليس بعادل". وأخرجه كذلك (2/ 343: 1088) بلفظ "والحديث مداره على عطية العوفي، وهو ضعيف مدلس، فالحديث ضعيف، ولذا ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (3/ 297: 1156)، وضعيف الجامع الصغير (2/ 23: 1363)، وضعيف سنن الترمذي (ص 154: 225). وبالجملة فيرتقي الحديث بهذه الشواهد إلى درجة الصحة -والله أعلم-.
2151 - أَخْبَرَنَا (¬1) بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمْصِيُّ (¬2) ثَنَا مَعْمَرِ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمْ فَعَلَيْهِ بَهْلَةُ (¬3) اللَّهِ" وَبَهْلَةُ الله لعنة الله. ¬
2151 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 2) وقال: "رواه إسحاق بن راهويه". وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 420)، في ترجمة "مبشر بن عبيد" قال: ثنا أحمد بن محمَّد ابن عتبة ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية به مثله، وقال: "وهذا عن النخعي غير محفوظ، يرويها مبشر ابن عبيد عن معمر هذا، ومعمر هذا مجهول".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، وفيه ثلاث علل: 1 - الجهالة في معمر بن أبي عبد الرحمن. 2 - في سنده مبشر بن عبيد الحمصي وهو متروك، ورُمي بالوضع. 3 - رواه عن مبشر بن عبيد، بقية بن الوليد، وروايته عن الضعفاء ليست بشيء -والله أعلم-.
2152 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ ثنا هُشَيْمٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَعَدْلُ (¬1) الْعَامِلِ (¬2) فِي رَعِيَّتِهِ يَوْمًا وَاحِدًا أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْعَابِدِ فِي أَهْلِهِ مِائَةَ عام أو خمسين عامًا" الشاك هشيم. ¬
2152 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 1) وقال: "رواه الحارث بسند فيه راوٍ لم يسم ورواه الأصبهاني بسند ضعيف"، ثم ذكر لفظه. قلت: أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال (13)، باب حق الإِمام على الرعية وحق الرعية على الإِمام (رقم 14)، قال: وحدثنا هُشَيْمٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لعمل الإِمام العادل فِي رَعِيَّتِهِ يَوْمًا وَاحِدًا، أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْعَابِدِ فِي أَهْلِهِ مِائَةَ عَامٍ، أَوْ خَمْسِينَ عامًا" شك هشيم. ومن طريقه أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "البغية" (2/ 626)، كتاب (21) الأمارة، باب (2) ما جاء في العدل (رقم 597)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ ثنا هشيم به مثله إلَّا أنه قال: "لعمل العادل ... ". وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب (3/ 109)، باب في الترغيب في العدل وفضيلة العادلين من طريقين: 1 - الأولى برقم (2178) قال: "أخبرنا أحمد بن محمَّد بن مردويه، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمَّد النيسابوري الواعظ -قدم أصبهان- حدّثنا الحسن بن محمَّد المخلد، ثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمَّد بن عدي، حدّثنا أحمد بن عيسى التنيسي، حدّثنا عمرو بن أبي سلمة، ثنا إبراهيم بن محمَّد الأنصاري عن علي بن ثابت، عن محمَّد، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: =
= "يا أباهريرة عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة قيام ليلها وصيام نهارها، ويا أبا هريرة: جور ساعة في حكم أشدُ وأعظم عند الله عَزَّ وَجَلَّ من معاصي ستين سنة". 2 - الثانية برقم (2179) قال: أخبرنا أحمد بن مردويه، أنبأ أبو طاهر الحسناباذي حدّثنا عبد الله بن محمَّد بن إبراهيم بن أسد الشافعي، ثنا محمَّد بن يوسف البيروتي بدمشق، حدثني أحمد بن عيسى بن زيد الخشاب به نحوه مختصرًا بلفظ "عدل يوم واحد أفضل من عبادة ستين سنة".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - تدليس هُشيم بن بشير حيث لم يصرح بالسماع. 2 - في إسناده رجل مجهول. وقد زالت الجهالة في رواية الأصبهاني، ولكن لا يفرح بها حيث أن مدارها على "أحمد بن عيسى بن زيد التَنيسي الخشاب"، وهو كذاب، كذبه ابن طاهر وقال: "يضع الحديث"، وقال الدارقطني: "ليس بقوي"، وقال ابن عدي: "له مناكير"، وقال ابن حبّان: "يروى عن المجاهيل الأشياء المناكير، وعن المشاهير الأشياء المقلوبة، لا يجوز عندي الإحتجاج بما انفرد به من الأخبار". انظر: المجروحين (1/ 146) الكامل (1/ 191)، لسان الميزان (1/ 126)، تهذيب التهذيب (1/ 57). والحديث له شاهد يقويه ويرتفع به إلى درجة الحسن من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة، وحد يقام في الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين يومًا؟. أخرجه البيهقي (8/ 162) من طريق سعد أبي غيلان الشيباني قال: ثنا عفان بن =
= جبير الطائي عن أبي جرير أو جَرِيز الأزدي (هكذا قال: والصواب أبو حريز الأزدي) عن عكرمة، عن ابن عباس مثله. وأخرجه الطبراني بنفس الإسناد في الكبير (11/ 337: 11932) غير أنه قال: "أربعين عامًا" بدل "أربعين يومًا". قلت: أبو حِريز الأزدي اسمه عبد الله بن حسين، وهو مختلف فيه بين الأئمة كما في التهذيب (5/ 164)، وقال الحافظ في التقريب (ص 300: 3276): "صدوق يخطئ". وعفان بن جبير الطائي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 30)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأما سعد أبو غيلان، فهو سعد بن طالب أبو غيلان الشيباني، قال الهيثمي في المجمع (5/ 197): "لم أعرفه". قلت: بل هو معروف فقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 88) سألت أبي عنه فقال: "شيخ صالح في حديثه ضعف"، وقال أبو زرعة: "لا بأس به". انظر ميزان الاعتدال (2/ 22) لسان (3/ 17). فالحديث بهذا الإسناد ضعيف، ومع ذلك فقد خالف أبا غيلان الشيباني جعفرُ بن عون فرواه عن عفان بن جبير عن عكرمة عن ابن عباس، وأسقط من الإسناد "أبا حريز الأزدي" أخرجه بهذا الإسناد إسحاق بن راهويه في مسنده , كما في نصب الراية (4/ 67)، غير أنه قال: "أربعين يومًا". وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 261: 2436) بلفظ "أربعين صباحًا" وقال: "لا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ". قلت: ولا شك أن جعفر بن عون أوثق من أبي غيلان الشيباني، فقد احتج به -جعفر- الشيخان. ولكن لم أجد ما يدل على سماع عفان من عكرمة، بل صنيع أبي حاتم يوحي بعدم ذلك حيث لم يذكر من شيوخه إلَّا أبا حريز الأزدي، ولعل الوهم فيه عفان الطائي، فإني لم أجد من وثقه والله أعلم. وبالجملة فحديث ابن عباس ضعيف لأن مداره على "عفان بن جبير الطائي" وهو مجهول الحال كما سبق. ولكن ضعفه منجبر بحديث الباب والله أعلم. =
= تنبيه: أورده المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 167) وقال: "رواه الطبراني في الكبير والأوسط , وإسناده الكبير حسن" وتبعه في ذلك العراقي فحسنه في تخريج الإحياء (1/ 155)، وهذا تساهل منهما فإن في إسناده مجهول والله أعلم. ومثل ذلك قول الهيثمي في المجمع (5/ 197): "وفيه سعد أبو غيلان الشيباني، ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات".
2153 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ محمَّد ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ (¬1) ثنا خَلَفُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ضِرَارٍ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَا أَنَا بِالمُثْنِي عَلَى وَالٍ قًلْتُ: وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "يُؤْتَى بِالْوُلَاةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَادِلِهِمْ وجَائِرِهِمْ حَتَّى يَقِفُوا عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَل: فِيكُمْ طَلَبِي (¬2) فَلَا يَبْقَى جَائِرٌ فِي حُكْمِهِ مُرْتش (¬3) فِي قَضَائِهِ مُُمََكِّنٌ (¬4) سَمْعَهُ أَحَدَ الْخَصْمَيْنِ (¬5) إلَّا هوى في النار سبعين خريفًا". ¬
2153 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 36/ 1) وسكت عليه. وذكره السيوطي في جمع الجوامع (1/ 986)، والمتقي الهندي في كنز العمال (6/ 42: 14769)، ونسبه كل منهما إلى "أبي يعلى عن حذيفة" ولم يذكرا قول حذيفة "ما أنا بالمثنى على وال"، وبزيادة في آخر لفظها، "ويؤتى بالرجل الذي ضرب فوق الحد فيقول الحد فيقول له: لم ضربت فوق ما أمرتك؟ فيقول: يا رب غضبت لك، فيقول: أكان لغضبك أَنْ يَكُونَ أَشَدَّ مِنْ غَضَبِي، وَيُؤْتَى بِالَّذِي قَصَّرَ فَيَقُولُ: عَبْدِي لِمَ قَصَّرْتَ؟ فَيَقُولُ رحمتُه، فيقول أكان لرحمتك أن تكون أشد من رحمتي". قلت: ولم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى.
الحكم عليه: الحديث ضعيف جدًا فيه عدد من المجاهيل ومن لم أجد له ترجمة.
2154 - وَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هَدَايَا الْعُمَّالِ حرام كلها" (¬1). ¬
2154 - تخريجه: لم ينسبه الحافظ إلى من أخرجه من أصحاب المسانيد، وذكره الهندي في الكنز (6/ 112: 15068)، والسيوطي في الجامع الصغير "فيض القدير" (6/ 353: 9587) ورمز إلى تضعيفه، والعجلوني في كشف الخفاء (2/ 334: 2892)، ونسبوه جميعًا إلى أبي يعلى عن حذيفة رضي الله عنه. قلت: ولم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى، ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع.
الحكم عليه: رمز السيوطي في الجامع الصغير إلى ضعفه عن حذيفة رضي الله عنه. وللحديث شواهد بألفاظ متقاربة عن جابر، وأبي حميد الساعدي، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عباس. 1 - أما حديث جابر فقد روي عنه مرفوعًا وموقوفًا. (أ) أما المرفوع فله عنه طرق: الأولى: عن عطاء عن جابر، أخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 93) كتاب (15) الأحكام، باب (7) ما جاء في الرشاء (رقم 2148)، قال: حدّثنا القاسم بن محمَّد الدلال ثنا أسِيد بن زيد الجمال نا قيس بن الربيع عن ليث عن عطاء عن جابر عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "هدايا الأمراء غلول، ثم قال: "لم يروه عن عطاء إلَّا ليث تفرد به قيس". وقال الهيثمي في المجمع (4/ 151): "رواه الطبراني في الأوسط , وإسناده حسن". وأخرجه البزّار "مختصر زوائد البزّار" (1/ 687) كتاب الأمارة والخلافة (رقم =
= 1266)، قال: حدّثنا معاذ بن سهل الغلّال ثنا عبد العزيز الخطاب ثنا قيس، به مثله. وقال: "لا نعلمه عن جابر إلَّا بهذا الإسناد". قلت: قد تابع ليث في الرواية عن عطاء كل من خير بن نعيم، وإسماعيل بن مسلم. أما متابعة خير بن نعيم، فأخرجها الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 93) كتاب (15) الأحكام، باب (7) ما جاء في الرشاء (رقم 2149)، قال: حدّثنا المقدام بن داود ثنا عبد الله بن يوسف نا ابن لهيعة عن خير بن نعيم عن عطاء، به مثله. وأما متابعة إسماعيل بن مسلم، فأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 284) في ترجمة إسماعيل ابن مسلم المكي قال: حدّثنا يعقوب بن إسحاق حدّثنا موسى بن سفيان حدّثنا عبد الله بن الجهم حدّثنا عمرو بن أبي قيس عن مطرف عن إسماعيل بن مسلم عن عطاء، به مثله بلفظ "هدايا العمال سحت". الثانية: عن الحسن عن جابر، أخرجها ابن عبد البر في التمهيد (2/ 10)، قال: وقال سنيد: حدّثنا عبده بن سليمان عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "هدايا الأمراء غلول". وأخرجها السهمي في تاريخ جرجان (ص 296)، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عمران الوكيل أخبرني أبو عبد الله عيسى بن زيد العقيلي -من ولد عقيل بن أبي طالب- حدّثنا يزيد بن المبارك حدّثنا سلمة بن الفضل حدّثنا عمر بن أبي قيس عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن، به مثله بلفظ "هدايا العمال سحت". الثالثة: عن أبي نضرة عن جابر، أخرجها عبد الرزاق في مصنفه (8/ 147)، باب الهدية للأمراء والذي يشفع عنده (رقم 14665)، عن الثوري عن أبان عن أبي نضرة، به مثله بلفظ: "الهدايا للأمراء غلول". وأخرجها أبو نعيم في الحلية (7/ 110)، من طريق إبراهيم بن محمَّد الفزارى عن أبان، به مثله. =
= قلت: وأبان هو ابن أبي عياش، وهو متروك، انظر التقريب (ص 87: 142). (ب) وأما الموقوف، فأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 444) كتاب البيوع والأقضية، باب (252)، في الوالي والقاضي يهدي إليه (رقم 21959)، قال: حدّثنا أبو بكر قال: حدّثنا ابن مهدي عن أبي قزعة عن أبي يزيد المديني قال: سئل جابر بن عبد الله عن الهدايا للأمراء فقال: "هي في نفسي غلول". 2 - أما حديث أبي حميد الساعدي، فأخرجه أحمد في المسند (5/ 424)، قال: حدّثنا إسحاق بن عيس ثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "هدايا العمال غلول". وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 300) في ترجمة إسماعيل بن عياش قال: حدّثنا الحسن بن سفيان حدّثنا معمر، وداود بن رشيد قالا: حدّثنا إسماعيل بن عياش، به مثله بلفظ "هدايا الأمراء غلول". وقال: لا يحدث هذا الحديث عن يحيى غير ابن عياش. ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 138) كتاب أداب القاضي، باب لا يقبل هدية. قال: أخبرنا أبو سعد الماليني أنبى أبو أحمد بن عدي الحافظ، به مثله. قلت: قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (4/ 189): "رواه البيهقي، وابن عدي من حديث أبي حميد، وإسناده ضعيف". وأخرجه البزّار "مختصر زوائد البزّار" (1/ 686) كتاب الأمارة والخلافة (رقم 1265)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الرحيم ثنا إبراهيم بن مهدي ثنا إسماعيل بن عياش، به مثله بلفظ "هدايا العمال غلول" وقال: "رواه إسماعيل اختصره. وأخطأ في لفظه، إنما هو (عن الزهري) عن عروة عن أبي حميد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث رجلًا على الصدقة". قلت: قال الهيثمي في المجمع (4/ 200): "رواه البزّار من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازين وهي ضعيفة". =
= وأخرجه أبو القاسم التنوخي في "الفوائد العوالي" (ص 121)، قال: أخبرنا علي بن عمر بن محمَّد الحضرمي حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان حدّثنا عبد الوهاب الضحاك حدّثنا إسماعيل بن عياش، به مثله. وقال: "هذا حديث غريب من حديث أبي سعيد يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي عبد الله عروة بن الزبير. لا أعلم حدث، به عنه غير إسماعيل بن عياض بهذا اللفظ". 3 - وأما حديث أبي هريرة، فأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 93) كتاب (15) الأحكام، باب (7) ما جاء في الرشاء (رقم 2151)، قال حدّثنا محمود بن محمَّد الواسطي ثنا أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي ثنا النضر بن شميل عن ابن عون عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "هدايا الأمراء غلول" وقال: "لم يروه عن ابن عون إلَّا النضر تفرد، به أحمد". وقال الهيثمي في المجمع (4/ 151): "رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن معاوية الباهلي وهو ضعيف". وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 173) في ترجمة أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي قال: أخبرنا أحمد بن شعيب الصيرفي، وأحمد بن حفص السعدي قالا: حدّثنا أحمد بن معاوية الباهلي حدّثنا النضر بن شميل (ح). وحدثنا أحمد بن الحسين الصوفي حدّثنا أحمد بن معاوية الباهلي قال حدّثنا -والله- النضر ابن شميل، به بلفظ "هدايا الأمراء -وقال الصيرفي العمال- غلول". وقال: "هذا الحديث بهذا الإسناد باطل، وهو حانث في يمينه الذي حلف عليه، ولم يرو هذا الحديث عن النضر غير أحمد هذا، والنضر ثقة". قلت: وقد قال ابن عدي في ترجمة أحمد بن معاوية الراوي عن النضر: "حدث عن الثقات بالبواطيل ويسرق الحديث". 4 - وأما حديث أبي سعيد، فروى عنه مرفوعًا وموقوفًا. أما المرفوع، فأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (2/ 16)، قال: أخبرنا خلف بن سعيد قال: أخبرنا عبد الله بن محمَّد قال: أخبرنا أحمد بن خالد قال: حدّثنا عبيد بن =
= محمَّد قال: حدّثنا محمَّد ابن يوسف قال: حدّثنا عبد الرزاق، وعبد الملك بن الصباح عن الثوري عن أبان عن أبي نضرة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الهدايا للأمراء غلول". قلت: أبان هو ابن أبي عياش وهو متروك. وأما الموقوف فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 444) كتاب البيوع والأقضية، باب (252) في الوالي والقاضي يُهدى إليه (رقم 21958)، قال: حدّثنا أبو بكر قال: حدّثنا ابن مهدي عن شعبة عن أبي قزعة عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: "هدايا الأمراء غلول". قلت: قال الألباني في الإرواء (8/ 249): "وإسناد الموقوف صحيح". 5 - وأما حديث ابن عباس، فأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 199: 11486)، قال حدّثنا إبراهيم بن مَتُّويه الأصبهاني حدّثنا يمان بن سعيد المصيصي ثنا محمَّد بن حمير عن خالد بن حميد عن خير بن نعيم عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "الهدية إلى الإِمام غلول". وأخرجه كذلك الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 93) كتاب (15) الأحكام، باب (7) ما جاء في الرشاء (رقم 2150)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله البيروتي ثنا اليمان بن سعيد المصيصي، به مثله. وقال: "لم يروه عن خير إلَّا خالد تفرد، به محمَّد بن حمير". قال الهيثمي في الجمع (4/ 151): "رواه الطبراني في الأوسط , وفيه اليمان بن سعيد، وهو ضعيف". قلت: ومجموع الطرق السابقة يعطى الحديث قوة، ويدل على أنه بمجموعها صحيح، وقد صححه الألباني في إرواء الغليل (8/ 246: 2622)، وصححه كذلك من طريق أبي حميد الساعدي في صحيح الجامع الصغير (6/ 79: 6898)، والله أعلم.
2155 - وَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيُّمَا رَجُلٍ اسْتَعْمَلَ [رَجُلًا] (¬1) عَلَى عَشَرَةِ أَنْفُسٍ عَلِمَ أَنَّ فِي الْعَشَرَةِ أَفْضَلَ مِمَّنِ اسْتَعْمَلَ فَقَدْ غَشَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَغَشَّ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ. وَيُؤْتَى بِالَّذِي ضَرْبَ فَوْقَ الْحَدِّ، فَيَقُولُ: عَبْدِي لِمَ ضَرَبْتَ فَوْقَ مَا أَمَرْتُكَ؟ فَيَقُولُ: غَضِبْتُ. [فَقَالَ] (¬2): أَكَانَ غَضَبُكَ أَنْ يَكُونَ أَشَدَّ مِنْ غَضَبِي؟ وَيُؤْتَى بِالَّذِي قَصَّرَ فَيَقُولُ: [عَبْدِي لِمَ قَصَّرْتَ] (¬3)؟ [فَيَقُولُ رحمتُه] (¬4) فَيَقُولُ: أَكَانَتْ رَحْمَتُكَ أَنْ تَكُونُ أَشَدَّ مِنْ رَحْمَتِي، فَيُؤْمَرُ بِهِمَا جَمِيعًا إِلَى النَّارِ (¬5) ". ¬
2155 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 38/ 1] وأهمل عزوه. وذكره الزيلعي في نصب الراية (4/ 62)، وابن حجر في الدراية (2/ 165)، والمتقى الهندي في الكنز (6/ 19: 14653) وعزوه جميعًا إلى أبي يعلى عن حذيفة، ولم أجده في المطبوع من مسنده ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع.
الحكم عليه: الحديث بالإسناد الذي ذكره الزيلعي في نصب الراية ضعيف جدًا، فيه عدد من المجاهيل ومن لا يعرف .. ، وقد روى الحديث من طريق ابن عباس كما سيأتي.
2156 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا عَلَى عِصَابَةٍ وَفِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَخَانَ رَسُولَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَخَانَ [جَمِيعَ] (¬1) الْمُؤْمِنِينَ". أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ (¬2) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عن عكرمة. ¬
2156 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 127/2] وقال:"رواه مسدّد بإسناد حسن، والطبراني، والحاكم، وعنه البيهقي". قلت: قد رُوي عن ابن عباس من طريقين: الأولى: رواه عكرمة عن ابن عباس أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 626: 1462)، قال: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ثنا خَالِدٌ عَنْ حسين بن قيس [في المطبوع "خالد بن حسين بن قيس" وهو خطأ] عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"من استعمل عاملًا على قوم وَفِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَخَانَ رَسُولَهُ -صَلَّى الله عليه وسلم-، وخان جميع المسلمين. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 248)، وابن عدي في الكامل (2/ 352)، والحاكم في المستدرك (4/ 92) كتاب الأحكام، باب الأمارة أمانة وهي يوم القيامة خزي وندامة، ووكيع في أخبار القضاه (1/ 68)، باب ما جاء فيمن استعمل رجلًا وفي الناس من هو أعلم منه أو استعمل رجلًا فاجرًا .. أربعتهم [العقيلي -وابن عدي- والحاكم، ووكيع] من طريق حسين بن قيس، به بنحوه، بألفاظ متقاربة، وقال العقيلي: "يُروى من كلام عمر"، وقال الحاكم: "هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه. =
= قلت: وليس كما قال، فإن حسين بن قيس الرحبي تركه أحمد، والنسائي، والدارقطني، وضعفه ابن معين، وغيره، ولكنه لم يتفرد، به عن عكرمة بل تابعه كل من: يزيد بن أبي حبيب وخصيف بن عبد الرحمن. أما متابعة "يزيد بن أبي حبيب"، فأخرجها الحاكم في المستدرك، كما في المطالب، ولم أجده في المطبوع من المستدرك. ومن طريق الحاكم، أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 118) كتاب أداب القاضي، باب لا يولي الوالي امرأة ولا فاسقًا ولا جاهلًا أمر القضاء. قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمَّد بن عبد الله البغدادي ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا ابن لهيعة ثنا يزيد بن أبي حبيب، به نحوه بلفظ "من استعمل عاملًا على المسلمين وهو يعلم أن فيهم أولى بذلك منه وأعلم بكتاب الله وسنة نبيه فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين". قلت: في إسناده "ابن لهيعة" وهو ضعيف لسوء حفظه، والراوي عنه "عثمان بن صالح"، سمع منه بعد احتراق كتبه، والله أعلم. وأما متابعة "خُصيف بن عبد الرحمن"، فأخرجها البغدادي في "تاريخ بغداد" (6/ 76) في ترجمة إبراهيم بن زياد القرشي قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمَّد النجار، قال: أخبرنا عبيد الله بن محمَّد بن سليمان المخرمي حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب ثنا محمَّد بن بكار ابن الريان حدّثنا إبراهيم بن زياد القرشي عَنْ خُصَيْفٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من أعان على باطل ليدحض به حقًا فقد بريء من ذمة الله وذمة رسوله، ومن مشى إلى سلطان الله في الأرض ليذله، أذل الله رقبته يوم القيامة -أو قال: إلى يوم القيامة- مع ما يدخر له من خزي يوم القيامة، وسلطان الله في الأرض كتاب الله وسنة نبيه. ومن استعمل رجلًا وهو يجد غيره خيرًا منه وأعلم منه بكتاب الله وسنة نبيه، فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين، ومن ولي من أمر المسلمين شيئًا لم ينظر الله في حاجته حتى ينظر في حاجاتهم، ويؤدى إليهم حقوقهم، ومن كل درهم ربا، كان عليه مثل إثم ست =
= وثلاثين زنية في الإِسلام. ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به". قلت: قال الخطيب في إبراهيم بن زياد القرشي: "وهو شامي سكن بغداد وفي حديثه نكرة" ثم نقل قول ابن معين "لا أعرفه". اهـ. ثم إن "خصيف بن عبد الرحمن" صدوق سيء الحفظ خلط بآخرة، كما في التقريب (ص 193: 1718). ومن طريق الخطيب البغدادي أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 762: 1272)، قال: أنا أبو منصور القزاز قال: أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب به مثله، وقال: قال الخطيب: "إبراهيم بن زياد في حديثه نكرة، وقال يحيى بن معين: لا أعرفه". الثانية: رواه عمرو بن دينار عن ابن عباس، أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 114: 11216)، قال: حدّثنا ابن حنبل ثنا محمد بن أبان الواسطي ثنا أبو شهاب عن أبي محمَّد الجزري، وهو حمزة النصيبي عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بنحو لفظ الخطيب في تاريخه غير أنه قال: "ومن أكل درهم ربا فهو ثلاثة وثلاثين زنية". قال الهيثمي في المجمع (5/ 212): "وفيه أبو محمَّد الجزري حمزة، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح". ئلت: بل هو معروف، وهو متروك متهم بالوضع، كما قال الحافظ في التقريب (ص 179: 1519). وقد رُوي مختصرًا بدون قوله: "ومن تولى من أمراء المسلمين ... " من طريق معتمر بن سليمان عن أبيه عن حنش "حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ الرَّحَبِيُّ" عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس. رواه الحاكم في المستدرك (4/ 100)، وقال صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي فقال: قلت: فيه حنش الرحبي ضعيف، ورواه الطبراني في الكبير (11/ 215: 11539)، وروي كذلك من طريق سعيد بن رحمة المصيصي ثنا محمَّد بن حمير عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عكرمة عن ابن عباس، به مختصرًا. =
= رواه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 23: 2032)، وقال: "لم يروه عن إبراهيم إلَّا محمَّد تفرد، به سعيد، واسم أبي عبلة "شمر" على الصواب، وقيل: "طرخان". ورواه بنفس السند والمتن في المعجم الصغير (1/ 147: 224). قلت: قال الهيثمي في المجمع (4/ 117): "وفيه سعيد بن رحمة، وهو ضعيف".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد -إسناد مسدّد- ضعيف جدًا من أجل حال "حسين بن قيس الرحبي" فإنه متروك كما تقدم في ترجمته. وعليه فقول البوصيري: "رواه مسدّد بإسناد حسن"، فيه تساهل. أما متابعة "يزيد بن أبي حبيب" و"خصيف بن عبد الرحمن" على ما فيهما من ضعف فتتعاضدان فيما بينهما، وبهما يرتفع الحديث إلى درجة الحسن -إن شاء الله- أما حديث الباب فهو ضعيف جدًا.
2157 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِي، ولَنْ تَنَالَهُمَا شَفَاعَتِي أَوْ (¬1) لَنْ أَشْفَعَ لَهُمَا: أَمِيرٌ ظَلُومٌ غَشُومٌ (¬2) عَسُوفٌ (¬3)، وكل غال (¬4) مارق" (¬5). ¬
2157 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 1)، وقال: "رواه مسدّد". قلت: ومن طريقه أخرجه أبو إسحاق الحربي في "غريب الحديث" (2/ 665)، باب: غشم قال: حدّثنا مسدّد حدّثنا جعفر عَنِ الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "صنفان لا تنالهما شفاعتي غشوم ... " والغشم، الغضب. والطبراني في الكبير (8/ 337: 8079)، قال حدّثنا معاذ بن المثنى، ومحمد بن محمَّد التمار البصري قالا: ثنا مسدّد به نحوه بلفظ "صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي إمام ظلوم، وكل غال مارق". فك: ذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 185)، وقال: "رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات". وقال الهيثمي في المجمع (5/ 235): "رواه الطبراني في الكبير والأوسط, ورجال الكبير ثقات". =
= وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق ومذموها" (286) باب ما جاء في ظلم الناس والتعدي عليهم من الذم وما يعاقبان عليه من سخط الله وغضبه (رقم 654)، قال: حدّثنا نصر بن داود ثنا أبو ظفر ثنا جعفر بن سليمان الضبعي به نحوه. وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 345) كتاب (23) الخلافة، باب (20) في أئمة الجور (رقم 2577)، قال: حدّثنا أحمد -يعني ابن علي الأَبَّار- ثنا معلل بن نفيل، حدّثنا العلاء بن سليمان عن الخليل بن مرة، عن أبي غالب به نحوه، وقال: لم يروه عن الخليل إلَّا العلاء. قلت: الخليل بن مرة "ضعيف" كما في التقريب (ص 196: 1757)، والعلاء بن سليمان "منكر الحديث يأتي بأسانيد ومتون لا يتابع عليها"، كما قال ابن عدي في الكامل (5/ 223). فالحديث ضعيف بهذا الإسناد. ورواه الديلمي في الفردوس من طريق أبي أمامة (رقم 3782، 3279). وقال الألباني في الصحيحة (1/ 762: 470) " ... وأخرجه الجرجاني في "الفوائد"، (112/ 1)، وابن أبي الحديد السلمي في "حديث أبي الفضل السلمي"، (2/ 1)، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (360/ 2)، من طرق عن المعلى بن زياد عن أبي غالب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فذكره".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن من أجل حال "جعفر بن سليمان، وأبي غالب" فإن كلًا منهما صدوق حسن الحديث.
2158 - [1] وقال أبو يعلى حدثنا أحمد بن جميل (¬1) ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ثنا مَنِيعٌ [قَالَ] (¬2) إنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ حَدَّثَهُ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "رَجُلَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِي، إِمَامٌ ظَلُومٌ عَسُوفٌ غَشُومٌ (¬3)، وَآخَرُ غَالٍ فِي الدِّينِ مَارِقٌ فِيهِ (¬4) " [2] حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ثنا الْأَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ ثنا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِثْلَهُ وَلَمْ يَقُلْ "عَسُوفٌ". ¬
2158 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/1)، وقال: "رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى الموصلي". قلت: لم أجده في مصنف بن أبي شيبة، وهو غير مذكور في المطبوع من مسند أبي يعلى، ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 23: 41)، قال: ثنا يعمر بن بشر حدّثنا ابن المبارك حدثني منيع حدثني معاوية بن قرة عن مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "رجلان ما تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم غشوم، وآخر غال في الدين مارق منه". قلت: الحديث رجاله ثقات غير منيع فإنه مجهول أورده ابن أبي حاتم (8/ 414)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وكذا "يعمر بن بشر" وهو الخراساني ذكره (9/ 313)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا غير أنه قد تابعه في الرواية عن ابن المبارك "نعيمُ بن حماد". =
= أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 214: 496)، قال: حدثني بكر بن سهل الدمياطي ثنا نعيم بن حماد ثنا ابن المبارك به مثله. قال الهيثمي في المجمع (5/ 235): "رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما منيع. قال ابن عدي: له أفراد، وأرجو أنه لا بأس به، وبقية رجاله ثقات". قلت: "منيع" هذا الذي ذكره ابن عدي هو "منيع بن عبد الرحمن البصري" وهو رجل آخر غير الذي في هذا الحديث، وقد ذكر ابن حبّان أن اسمه "منيع بن عبد الله" وهو مجهول كما مرّ في ترجمته، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه الروياني في مسنده (2/ 330: 1303)، قال: نا ابن إسحاق أنا علي بن الحسن شقيق أنا عبد الله نا منيع به مثله. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 20: 35)، من طريق آخر، قال: حدّثنا المقدمي ثنا الْأَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ ثنا الْمُعَلَّى بْنُ زياد عن معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي، سلطان غشوم ظالم، وغال في الدين يشهد عليهم، ويبرأ منهم". وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 213: 495)، قال: حدّثنا محمَّد بن حبّان المازني، وإبراهيم بن نائلة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل قالوا: ثنا محمَّد بن أبي بكر المقدمي به مثله. قلت: وهو حديث ضعيف جدًا آفته "الأغلب بن تميم"، وهو منكر الحديث. قال الألباني في الصحيحة (1/ 762: 470): "والحديث أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (4/ 1)، وابن سمعون الواعظ في "المجلس الخامس عشر" (53/ 54)، من طريق موسى بن خلف العمى ثنا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرة، عن معقل بن يسار مرفوعًا به. ورجاله ثقات غير أنا "العمى" هذا صدوق له أوهام كما في التقريب، فأخشى أن يكون قد وهم في إسناده على المعلى". قلت: لم أجده من طريق موسى بن خلف العمى في المطبوع من "السنة"، والله أعلم. =
= الحكم عليه: الحديث بالإسناد الأول: ضعيف فيه علة واحدة وهي جهالة منيع بن عبد الله، ولكن يشهد له حديث أبي أمامة السابق (2157)، ويرقى به إلى درجة الحسن. وأما الإسناد الثاني: فهو ضعيف جدًا من أجل حال "الأغلب بن تميم" وفي الأول غنية عنه، والله أعلم.
2159 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ ثنا خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الْمَالِكِيِّ، عن أبيه عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: "مَا عَدَلَ والٍ اتَّجَرَ فِي رَعِيَّتِهِ".
2159 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 2)، وقال: "رواه أحمد بن منيع عن الهيثم ابن خارجة عن يحيى بن سعيد الحمصي، وهو ضعيف". وأخرجه أبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (1/ 374: 310)، قال: أخبرناه أبو نعيم الجرجاني نا أبو عتبة نا بقية بن الوليد نا خالد بن حميد النهدي عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الْمَالِكِيِّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا عَدَلَ والٍ اتَّجَرَ فِي رعيته أبدًا". وذكره المتقي الهندي في الكنز (6/ 23: 14676)، وقال: "رواه الحاكم في الكنى عن رجل". وذكره السيوطي في الجامع الصغير "فيض القدير" (5/ 456: 7941)، ونسبه إلى الحاكم في عن رجل، ورمز لضعفه، وقال المناوي: "ورواه أيضًا أحمد بن منيع، والديلمي". قلت: لم أجده في المطبوع من "الفردوس". ثم ذكره السيوطي أيضًا في "جمع الجوامع" (1/ 706)، ونسبه إلى أحمد بن منيع، والححم في الكنى , والطبراني، وأبي سعيد النقاش في "القضاة" عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الْمَالِكِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده. وقال الألباني في الإرواء (8/ 250: 2623): "أخرجه أبو نعيم في "القضاء" (رقم 153، 154)، من طريق بقية ثنا خالد بن حميد المهري عن أبي الأسود المالكي به. =
= الحكم عليه: الحديث ضعيف، وله ثلاث علل: 1 - ضعف يحيى بن سعيد الحمصي. 2 - أبو الأسود المالكي- قال أبو أحمد الحاكم "ليس حديثه بالقائم". 3 - الجهالة في والد الأسود. ولم أجد ما يشهد له غير أن الألباني قال في الإرواء (8/ 250): "وفي رواية لأبي نعيم بالإسناد المتقدم" إن من أخون الخيانة تجارة الوالي في رعيته". قلت: وفيه ما في هذا الحديث من العلل لأنه بنفس الإسناد، والله أعلم.
2160 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا إِسْمَاعِيلُ عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ [رَفَعَهُ] (¬1) أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[قَالَ] (¬2): "لَا يَسْتَرْعِي اللَّهُ تَعَالَى عَبْدًا رَعِيَّةً قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ إلَّا سَأَلَهُ عَنْهَا أَقَامَتْ فِيهِمْ إِمْرَتُهُ أَوْ ضَاعَتْ، حَتَّى يَسْأَلَهُ عن أهل بيته خاصة". ¬
2160 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 80/ 1)، وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي". قلت: ولم أجده في الرواية المختصرة المطبوعة من مسنده ولعله في المطولة التي لم تطبع. وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (2/ 15)، قال: "حدّثنا إِسْمَاعِيلُ عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكر مثله غير أنه قال: أقام فيهم أمر الله تبارك وتعالى أم أضاعه؟ ". وأخرجه تمام في فوائده "الروض البسام" (3/ 108) كتاب (16) الأمارة والقضاء، باب (4) حق الرعية والنصح لها (رقم 909)، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان نا أبو عبد الله أحمد ابن محمَّد بن يحيى بن حمزة قال: حدثني أبي عن أبيه، عن إبراهيم بن محمَّد البصري، عن يونس ابن عبيد به نحوه بلفظ "لا يسترعى الله عَزَّ وَجَلَّ عَبْدًا رعيَّةً -قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ- إلَّا سَأَلَهُ عنها يوم القيامة: أقام فيهم أمر الله عَزَّ وَجَلَّ أم أضاعه؟ حتى إنه ليسأل الرجلَ عن أهل بيته: هل أقام فيهم أمر الله عَزَّ وَجَلَّ أم أضاعه؟ ".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، وقد صححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند (6/ 292: 4637).
22 - باب النهي عن الطاعة في غير المعروف
22 - بَابُ (¬1) النَّهْيِ عَنِ الطَّاعَةِ فِي غَيْرِ الْمَعْرُوفِ 2161 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ ثنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ (¬2) عَنِ الْأَعْشَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ (¬3) مُكْمِلٍ (¬4) عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَقْبَلَ عُبَادَةُ حَاجًّا مِنَ الشَّامِ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: بَلَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا تَعْرِفُونَ، وَيَعْمَلُونَ بِمَا (¬5) تنكرون فليس لأولئك عليهم (¬6) طاعة". ¬
2161 - تخريجه: ذكره البوصيرى في مختصر الإتحاف [2/ 82/ 2] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة والبزار، ورواه أبو يعلى، ولفظه عن عبادة بن الصامت قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: لا طاعة لمن عصى الله". =
= قلت: أما حديث ابن أبي شيبة فهو في المصنف (7/ 526) كتاب الفتن، باب ما ذكر في عثمان (رقم 37721)، قال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بلال قال: حدثني شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنِ الْأَعْشَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُكْمِلٍ "في المطبوع -عن مكمل- وهو خطأ"، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "أَقْبَلَ عبادة بن الصامت حَاجًّا مِنَ الشَّامِ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَى عُثْمَانَ بن عفان فقال: يا عثمان، ألا أخبرك شيئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-؟ قال: بلى، قلت: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "ستكون عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا تَعرفون، وَيَعْمَلُونَ مَا تنكرون، فليس لأولئك عليكم طاعة". وأما رواية البزّار فلم يوردها في "كشف الأستار" و "مختصره" وإنما أورد حديث عبادة: "سَيَلِي أُمُورَكُمْ من بعدي نفرٌ يُعرِّفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون فلا طاعة لمن عصى الله"، قال البزّار: قلت: هو في الصحيح باختصار. انظر: كشف الأستار (2/ 243) كتاب الأمارة، باب لا طاعة في معصية الله (رقم 1612)، و "مختصر زوائد البزّار" (1/ 682)، باب الأمارة والخلافة (رقم 1255). وأما رواية أبي يعلى عن عبادة فلم أجدها في المطبوع من مسنده , ولعلها في الرواية المطولة التي لم تطبع. والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 357) كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر مناقب عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: حدّثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمَّد الدوري ثنا خالد بن مخلد ثنا سليمان بن بلال، حدثني شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُكْمِلٍ عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عبد الله قال: أقبل عبادة بن الصامت حاجًا من الشام فحج ثم قدم المدينة فأتى عثمان بن عفان متظلمًا ... وذكر الحديث". وذكره السيوطي في الجامع الصغير "فيض القدير" (4/ 100: 4675)، ونسبه =
= إلى الطبراني في الكبير، ورمز إلى حسنه، وكذا نسبه إلى الطبراني، المنتقى الهندي في الكنز (6/ 68: 14883). قلت: ولا يوجد مسند عبادة بن الصامت في المطبوع من معجم الطبراني الكبير، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل جهالة سعيد بن عبد الرحمن الأعشى، قال الهيثمي في "المجمع" (5/ 227): "رواه الطبراني وفيه الأعشى بن عبد الرحمن لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". قلت: هو معروف ولكن لم أجد فيه توثيقًا معتبرًا فهو مجهول الحال. ويشهد له ويرفعه إلى درجة الحسن إن شاء الله ورود الحديث بسياق آخر ضمن قصة طويلة عن عبادة حين كتب معاوية -وكان واليًا على الشام- إلى عثمان بن عفان يقول: إن عبادة قد أفسد عليَّ الشام وأهله، فإما تُكِنَّ إليك عبادة، وإما أخلي بينه وبين الشام، فكتب إليه أنّ رحِّل عبادة، حتى ترجعه إلى داره من المدينة، فبعث بعبادة حتى قدم المدينة، فدخل على عثمان في الدار، وليس في الدار غير رجل من السابقين أو التابعين قد أدرك القوم فلم يَفجَأ عثمان إلَّا وهو قاعد في جنب الدار، فالتفت إليه، فقال: يا عبادة بن الصامت، ما لنا ولك؟ فقام عبادة بين ظَهري الناس، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أبا القاسم محمدًا يقول: "إنه سيلي أموركم بعدي رجال، يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون فلا طاعة لمن عصى الله تبارك وتعالى فلا تعتلّوا بربكم". أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (5/ 325)، من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عثمان بن خثيم: حدثني إسماعيل بن عبيد الأنصاري .. فذكر الحديث. قلت: ورواية إسماعيل عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (5/ 329)، من طريق يحيى بن سليم عن ابن خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن عبادة =
= مختصرًا بدون ذكر القصة. وأخرجه الحاكم (3/ 356)، من طريق عبد الله بن واقد عن ابْنُ خُثَيْمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عن عبادة به نحوه مختصرًا. وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". قال الذهبي: قلت: "تفرد به عبد الله بن واقد وهو ضعيف، ثم أورده من طريق زهير بن معاوية، ومسلم بن خالد الزنجي كلاهما عن إسماعيل بن عبيدة به نحوه وفيه زيادات". قلت: وجميع طرق الحديث السابقة لا تخلو من مقال ولكنها بمجموعها تتعاضد وترتفع إلى درجة الحسن إن شاء الله، ويقوى بها حديث الباب، والله أعلم.
2162 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ ثنا حَرْبٌ ثنا يَحْيَى حَدَّثَنِي عَمْرُو بن زُنَيب (¬1)، قَالَ: [إِنَّ] (¬2) أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ أَنَّ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ (¬3) لَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِكَ وَلَا يَأْخُذُونَ بِأَمْرِكَ، فَمَا تَأْمُرُنَا فِيهِمْ (¬4)؟ قَالَ: "لَا طَاعَةَ لمن لم يطع الله". ¬
2162 - تخريجه ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 82/2] وقال: "رواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبل". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 102: 4046)، قال: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدّثنا عبد الصمد حدّثنا حرب حدّثنا يحيى حدثني عمرو بن زُنَيب "في المطبوع- زينب" أن أنس بن مالك حدثه أن معاذًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ علينا الأمراء لَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِكَ، وَلَا يَأْخُذُونَ بِأَمْرِكَ، فَمَا تأمرني في أمرهم؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا طامحة لمن لم يطع الله". وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (3/ 213)، قال: حدّثنا عبد الصمد به مثله. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 332) في ترجمة عمرو بن زُنَيب. قال: قال أحمد بن أبي عمرو وحدثنا أبي سمع إبراهيم عن حجاج بن حجاج حدّثنا عبد الصمد به مثله مختصرًا بلفظ: "لاطاعة لمن لم يطع الله". وأخرجه من طريق ابن منصور: حدّثنا عبد الصمد بن مثله مختصرًا. وأخرجه كذلك من طريق ابن أبي هاشم حدّثنا ابن علية عن علي بن المبارك به مثله إلَّا أنه قال في إسناده: "عمرو بن فلان العنبري"، بدل: "عمرو بن زينب". =
= وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 225)، وقال: "رواه أحمد، وأبو يعلى، وفيه عمرو بن زنيب" في المطبوع زينب "ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال "عمرو بن زنيب"، فإنه مجهول كما تقدم، لكن للحديث شواهد، ومنها حديث عبادة بن الصامت، وحديث علي بن أبي طالب، وحديث عمران بن حصين، والحكم بن عمرو الغفاري. 1 - أما حديث عبادة بن الصامت، فقد مضى الكلام عليه في الحديث السابق (رقم 32). 2 - وأما حديث عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "لا طاعة لبشر في معصية الله ... " هكذا مختصرًا، وروى مطولًا وذكر قصة سرية عبد الله بن حذافة السهمي. أخرجه البخاري "الفتح" (7/ 655: 4340)، وفي (13/ 130: 7145)، وفي (13/ 245: 7257)، ومسلم (3/ 1469: 1840)، وأبو داود (3/ 92: 2625)، والنسائي (7/ 159: 4205)، وأحمد (1/ 82، 94، 124، 129)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (10/ 429: 4567، 4568، 4569)، والطيالسي في مسنده (ص 17: 109)، وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 335: 20699)، ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 543: 33706). 3 - أما حديث عمران بن حصين، والحكم بن عمرو الغفاري "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، فقد روى من طريق وبألفاظ مختلفة وفي بعضها قصة. أخرجه أحمد (4/ 426، 427، 432، 436، 5/ 66، 67)، والطيالسي في مسنده (ص 115: 856)، والحاكم في المستدرك (3/ 443)، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، والبزار "مختصر زوائد البزّار" (1/ 682: 1254)، وقال: لا نعلم أحدًا يرويه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأحسن من هذا الإسناد. وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 335: 20700)، وابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 544: 33715). =
= والطبراني في الكبير (3/ 233: 3150)، (3/ 336: 3159، 3160) وفي (18: 324، 367، 381، 385، 407، 432، 433، 434، 435، 436، 437، 438، 570، 571). والطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 337: 2563، 2564)، والقضاعي في "الشهاب" (2/ 55: 873)، قال الحافظ في الفتح (13/ 132): "وسنده قوي". قلت: وصححه السيوطي في الجامع الصغير"فيض القدير" (6/ 432: 9903)، والألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 297: 179)، و (ص 300: 180). وعلى هذا فالحديث بهده الشواهد صحيح، والله أعلم.
23 - باب العرافة
23 - بَابُ (¬1) الْعِرَافَةِ (¬2) 2163 - [1] قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "الْعِرَافَةُ أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ (¬3) وَآخِرُهَا نَدَامَةٌ، وَالْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: إلَّا من اتقى الله منهم، قال: [إنما] (¬4) أحدثك كما سمعت". [2] أو (¬5) قال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ بِهِ. ¬
2163 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 1) مطولًا ولفظه: "ويل للأمراء، وويل للأمناء، وويل للعرفاء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض وأنهم لم يلوا عملًا، الْعِرَافَةُ أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ وَآخِرُهَا نَدَامَةٌ وَالْعَذَابُ يَوْمَ القيامة. قال: قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إلَّا مَنِ اتَّقَى الله عَزَّ وَجَلَّ منهم، قال: "إنما أحدثك كما سمعت". =
= ثم قال: "رواه أبو داود الطيالسي، وأبو يعلى، والبيهقي في الكبرى , وابن حبّان في صحيحه , ولفظه "ويل للأمراء ليتمنين أقوام أنهم معلقين بذوائبهم بالثريا وأنهم لم يكونوا ولو شيئًا قط"، ورواه الحاكم، وصححه بلفظ "ليوشكن رجل أن يتمنى أنه خر من الثريا ولم يل من أمر الناس شيئًا". قلت: إنما اقتصر الحافظ في "المطالب" على قوله "العرافة ... " إلى نهاية الحديث , لأنها من الزوائد، وأما قوله "ويل للأمراء ... " فقد رواه الإِمام أحمد كما سيأتي في تخريجه. والحديث أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 329: مفرقًا 2523، 2526)، قال: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "ويل للأمراء، ويل للأمناء، وويل للعرفاء ليتمنين قوم يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض وأنهم لم يلوا عملًا"، وفي الحديث الآخر بنفس الإسناد "الْعِرَافَةُ أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ وَآخِرُهَا نَدَامَةٌ وَالْعَذَابُ يَوْمَ القيامة، قال: قلت: يا أبا هريرة إلَّا من لقى اللَّهَ مِنْهُمْ. قَالَ إِنَّمَا أُحَدِّثُكُمْ كَمَا سَمِعْتُ". ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 97) كتاب آداب القاضي، باب كراهية الإمارة وتولى أعمالها لمن رأى من نفسه ضعفًا، أو رأى فرضها عنه بغيره ساقطًا قال: أخبرنا أبو بكر بن فورك رحمه الله، أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود به مثله مفرقًا إلَّا أنه قال: "إلَّا من اتقى الله منهم". وأما أول الحديث فقد أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (3/ 352، 521)، قال: ثنا أزهر بن القاسم الراسبي ثنا هِشَامٌ عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ أبي حازم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "ويل للأمراء، ويل للعرفاء، ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض ولم يكونوا عملوا على شيء". قال الهيثمي في المجمع (5/ 200): "رواه أحمد ورجاله ثقات في طريقين من =
= أربعة، وأبو يعلى، والبزار"، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 279): "رواه أحمد من طرق. رواهُ بعضها ثقات". قال الألباني معلقًا على كلامهما في غاية المرام (128) "فإنهما يوهمان أن له أكثر من طريق واحد عن أبي هريرة مع أنه ليس له عند أحمد ولا عند غيره ممن خرجنا عنه غير الطريق المذكورة، كما يوهمان أن ثقة رجاله مما يعتد به، مع ما علمت من جهالة حال عباد بن أبي علي وأزيد هنا فأقول: لم يوثقه غير ابن حبّان، ولذلك لم يعتد الحافظ به فقال فيه "مقبول" وقد عرفت أنه يعني أنه لين الحديث عند التفرد كما هو الشأن هنا". وأخرجه أبو يعلى في مسنده (11/ 84: 6217) قال حدّثنا شجاع بن مخلد حدّثنا وهب ابن جرير حدّثنا هشام الدستوائي به نحوه. وأخرجه الحاكم (4/ 91) كتاب الأحكام باب قاضيان في النار وقاض في الجنة. قال: حدّثنا الأستاذ أبو الوليد، وأبو بكر بن قريش "قالا" ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمَّد بن أبي بكر ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي به مثله إلَّا أنه قال: "يدلدلون بين السماء والأرض وأنهم لم يلوا عملًا"، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 97) "في الموطن السابق" قال: حدّثنا الشيخ الإِمام أبو الطيب سهل بن محمَّد بن سليمان رحمه الله، املاءً ثنا أبو العباس الأصم ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ هشام به مثله إلَّا أنه قال: "أن نواصيهم معلقة بالثريا يتخلخلون بين السماء والأرض وأنهم لم يلوا عملًا". وأخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (10/ 335) كتاب (21) السير، باب (1) الخلافة والأمارة "ذكر الإخبار عما يتمنى الأمراء أنهم ما ولوا مما ولوا شيئًا". (رقم 4483) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بـ"حرّان"، قال: حدّثنا النفيلي قال: حدّثنا موسى بن أعْين عن معمر، عن هشام بن حسان، عن أبي حازم مولى أبي رُهم الغفاري به نحوه، ولفظه "ويل للأمراء ليتمنين أقوام أنهم كانوا معلقين بذوائبهم بالثريا وأنهم لم يكونوا ولو شيئًا قط". =
= وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 324)، باب الإِمام راع (رقم 20660) قال: عن معمر عن صاحب له أن أبا هريرة قال: فذكر نحوه. وأخرجه الحاكم بلفظ آخر (4/ 91) كتاب الأحكام، باب قاضيان في النار وقاض في الجنة. قال: حدّثنا أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن دينار العدل ثنا السري بن خزيمة ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا حَمَّادُ بْنُ سلمة أنبأ عاصم بن بهدلة عن يزيد بن شريك أن الضحاك بن قيس بعث معه بكسوة إلى مروان بن الحكم، فقال مروان: انظر من بالباب، قال: أبو هريرة. فأذن له، فقال: يا أبا هريرة حدّثنا شيئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ليوشك رجل أن يتمنى أنه خر من الثريا, ولم يل من أمر الناس شيئًا" ثم قال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، قلت: بل هو حسن من أجل حال "عاصم" فإنه صدوق له أوهام كما في التقريب (ص 285). وأخرجه البزّار "كشف الأستار" (2/ 255: 1643)، قال: حدّثنا محمَّد بن عثمان ثنا عبيد الله بن موسى ثنا شيبان عن عاصم يعني بن بهدلة به مثله إلَّا أنه قال: "ليوشكن رجل يتمنى ... ".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال "عباد بن أبي علي" فإنه مجهول الحال، ولكنه يرتقى إلى درجة الحسن بما يشهد له من رواية الحاكم، والبزار كما مر في تخريجه، والله أعلم.
2164 - [و] (¬1) قال مسدّد: حدّثنا يحيى عن أبي الأشهب، عن ضابىء بن بشار (¬2) عَنْ عَمِّهِ صَعْصَعَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: "الْعَرِّيفُ يُفْتَحُ لَهُ كُلَّ عَامٍ بَابٌ من جهنم أو من النار". ¬
2164 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 1) وقال: "رواه مسدّد موقوفًا". وذكره البخاري في التاريخ الكبير (4/ 340) في ترجمة "ضابىء بن بشار" قال: "ضابىء ابن بشار عَنْ عَمِّهِ صَعْصَعَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هريرة قال: "التعريف يُفْتَحُ لَهُ كُلَّ عَامٍ بَابٌ مِنْ جَهَنَّمَ روى عنه جعفر بن حيان".
الحكم عليه: الأثر ضعيف من أجل حال "ضابىء بن بشار" فإنه مجهول الحال لم يرد فيه جرح ولا تعديل سوي توثيق ابن حبّان، وهو لا يعتد به. لكن يشهد له حديث أبي هريرة: "لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عَرِيفٍ، وَالْعَرِيفُ فِي النار". وسيأتي تخريجه مع شواهده في الحديث (رقم 2169).
2165 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ثنا الْجُرَيْرِيُّ (¬1) عَنْ خَالِدِ بْنِ غِلَاقٍ (¬2) قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: "لَا تَكُنُ عَرِيفًا وَلَا شُرَطِيًّا (¬3) " قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: يُدِينُوكَ وَلَا يَنْسَوْنَكَ (¬4) ". ¬
2165 - تخريجه: أخرجه عبد الرزاق (11/ 326)، باب الإِمام راع (رقم 20668)، قال: عن معمر، عن سعيد الجُرَيري، عن أبي هريرة قال لرجل: لا تكونن شرطيًا ولا عريفًا. وأخرجه ابن الجعد في مسنده (2/ 1103: 3218)، قال: أخبرنا سلام بن مسكين قال: سمعت محمَّد بن واسع يحدث عن المهدي قال: قال لي أبو هريرة: "ويحك لا تكونن عريفًا ولا جابيًا ولا شرطيًا". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 342) كتاب الأدب، باب ما قالوا في كراهية العرافة (236) (رقم 26719) قال: حدّثنا الفضل حدّثنا سلام بن مسكين به نحوه.
الحكم عليه: الحديث موقوف على أبي هريرة، وهو بهذا الإسناد ضعيف من أجل جهالة حال "خالد بن غلاق". ويشهد له ما روى مرفوعًا عن أبي هريرة، وسيأتي بعد أربعة أحاديث.
2166 - حَدَّثَنَا (¬1) مَعتْمَرٌ قَالَ سَمِعْتُ شَبِيبًا يَقُولُ حَدَّثَنِي مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ [بَنِي] (¬2) تَمِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وسلم: "لا تكن عريفًا ولا شرطيًا". ¬
2166 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 1) وقال: "رواه مسدّد بسند فيه راوٍ لم يسم" هكذا نسبه إلى مسدّد ولم أجد من أخرجه بهذا الإسناد غيره.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، للجهالة في إسناده. ويشهد له حديث أبي هريرة السابق، وسيأتي مرفوعًا بعد ثلاثة أحاديث.
2167 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا صَالِحٌ بْنُ صَالِحٍ -وَكَانَ خَيْرًا مِنْ ابْنَيْهِ (¬1) - عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالُوا الرَّجُلُ (¬2) يَعَرِفُهُ عَلَيْنَا (¬3)، فَقَالَ: إِنَّمَا عَرِيفُكُمُ، الْأَهْيَسُ (¬4) الْأَكْيَسُ (¬5)، الذِّئْبُ (¬6) الْأَطْلَسُ (¬7) الْمُكَدُّ (¬8) الْمُلَحَّسُ (¬9)، الذي إذا قيل (¬10): "ها" (¬11) انتهس (¬12)، لماذا قيل له: "هات" خنس (¬13). ¬
2167 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 1)، وقال: "رواه الحميدي". قلت: أخرجه الحميدي في مسنده (2/ 544: 1300)، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا صالح ابن صالح قال: وكان خيرًا من أبيه عن الشعبي قال: قالوا لرجل: تعرّف علينا. قال: إنما عريفكم الأهيس الأليس، الأطلس، المكد الملحس، الذي إذا قيل له: ها، انتهش، وإذا قيل له: هات، حبس".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح لا غبار عليه.
2168 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: [حَدَّثَنَا محمَّد] (¬1) ثنا (¬2) مُبَارَكٌ -هُوَ ابْنُ سُحَيْمٍ (¬3) - عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ [بْنُ صهيب] (¬4) عن أنس رضي الله عنه [قَالَ] (¬5): إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ فَقَالَ: "طُوبَى لَهُ إِنْ لَمْ يكن عريفًا". ¬
2168 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 2)، وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي بسند فيه مبارك بن سحيم، وهو متروك". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 33: 3939)، قال: حدّثنا محمَّد حدّثنا مبارك حدّثنا عبد العزيز عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ فَقَالَ: "طُوبَى لَهُ إن لم يكن عريفًا". ومن طريقه أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 322) في ترجمة مبارك بن سُحيم قال: ثنا أبو يعلى به مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد "ضعيف جدًا" من أجل حال "مبارك بن سحيم". قال الهيثمي في المجمع (3/ 89): رواه أبو يعلى عن محمَّد ولم ينسبه، فلم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". قلت: هذا فيه تساهل من وجهين: (أ) أما "محمَّد" فهو ابن أبي بكر المقدمي كما سبق، وهو ثقة. =
= (ب) وأما قوله "وبقية رجاله ثقات" فغير صحيح بل فيهم مبارك بن سحيم وهو "متروك" وعلى هذا فقول المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 569): "وإسناده حسن إن شاء الله" فيه تساهل أيضًا، فكيف يكون حسنًا وفيه من هو متروك. وبالجملة فالحديث "ضعيف جدًا" بهذا الإسناد، وأما معناه فيشهد له الأحاديث الواردة في ذم العرافة لمن ليس أهلًا لها، أو استغلها لأهوائه ومصالحه، وقد مضى بعضها ويأتي البعض الآخر والله أعلم.
2169 - حَدَّثَنَا [أَبُو] (¬1) إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانُ (¬2) ثنا عبِيسَ (¬3) بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ (¬4) يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عَرِيفٍ، وَالْعَرِيفُ فِي النَّارِ". قَالَ: وَيُؤْتَى بِالشُّرَطِيِّ فيقال له: ضع سوطك وادخل النار (¬5) ". ¬
2169 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 2)، وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف، لضعف يزيد الرقاشي". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده ((3/ 57: 1481)، قال حدّثنا الترجماني أبو إبراهيم، حدّثنا عبيس بن ميمون حدّثنا يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما يستطيع أحدكم أن يقرأ في الليلة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] فإنها تعدل القرآن كله" قال: وقال: "لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عَرِيفٍ، وَالْعَرِيفُ فِي النار" قال: "ويؤتى بالشرطي يوم القيامة فيقال له: ضع سوطك وادخل النار". وأخرجه أيضًا بنفس السند والمتن (7/ 163: 4136). ورواه "أبو الشيخ" في "طبقات المحدثين بأصبهان" (1/ 343: 44) معلقًا قال: حدث عقيل بن يحيى قالا: ثنا العلاء بن أبي العلاء، قيم الجامع قال: ثنا جدي مرداس عن أنس ابن مالك به بعضه بلفظ "لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عَرِيفٍ، وَالْعَرِيفُ فِي النار". ووصله أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 148)، قال: "ثنا عبد الله بن جعفر ثنا =
= إسماعيل بن عبد الله حدثني العلاء بن أبي العلاء به مثله، وفيه زيادة ولفظه "ما لكم تدخلون عليّ قُلحًا لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عند كل صلاة، لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عَرِيفٍ، وَالْعَرِيفُ فِي النار ... ".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وفي إسناده علتان: 1 - عبيس بن ميمون، وهو ضعيف. 2 - يزيد الرقاشي، وهو ضعيف أيضًا. ويرتقي إلى درجة الحسن إن شاء الله بشواهد ومنها: 1 - ما أخرجه أبو داود في سننه (3/ 346)، كتاب (14) الخراج والإمارة والفيء، باب (5) في العرافة (رقم 2934)، قال: حدّثنا مسدّد قال: حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا غالب القطان عن رجل عن أبيه عن جده أنهم كانوا على مَنْهَل من المناهل، فلما بلغهم الإِسلام جعل صاحب الماء لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا، وقسم المال بينهم، وبدا له أن يرتجعها منهم، فأرسل ابْنَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلقا له: أئت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقل له: إن أبي يقرئك السلام وإنه جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا، وقَسَمَ الإبل بينهم، وبدا له أن يرتجعها منهم، أفهو أحق بها أم هم؟ فإن قال لك نعم أو لا فقل له: إن أبي شيخ كبير وهو عريف الماء، وإنه يسألك أن تجعل لي العَرافة بعده، فأتاه، فقال: إن أبي يقرئك السلام: فقال: "وعليك وعلى أبيك السلام " فقال: إن أبي جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا، فأسلموا وحسن إسلامهم، ثم بدا له أن يرتجعها منهم أفهو أحق بها أم هم؟ فقال: "إن بدا له أن يسلمها لهم فليسلمها، وإن بدا له أن يرتجعها فهو أحق بها منهم، فإن هم أسلموا فلهم إسلامهم، وإن لم يسلموا قوتلوا على الإِسلام" فقال: إن أبي شيخ كبير، وهو عريف الماء، وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده. فقال: "إن العرافة حق، ولا بد للناس من العرفاء، ولكن العرفاء في النار". =
= ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (6/ 361) كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب ما جاء في كراهية العرافة لمن جار وارتشى وعدل عن طريق الهدى، قال: أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمَّد بن بكر ثنا أبو داود به مثله. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 342)، باب ما قالوا في كراهية العرافة (رقم 26713)، قال: حدّثنا وكيع عن شعبة، عن غالب العبدي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عن جده أو جد أبيه فذكر نحوه مختصرًا. قلت: والحديث بهذا الإسناد فيه مجاهيل فهو ضعيف. 2 - وما أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 374) في ترجمة عبيس بن ميمون قال: حدّثنا عبدان ثنا داهر بن نوح ثنا عبيس بن ميمون ثنا محمد بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لا بد من عريف والعريف في النار" ثم قال: وهذا المتن يرويه غير عبيس عن محمَّد بن زياد. قلت: في إسناده "عُبيس بن ميمون" وهو ضعيف كما تقدم. وبناءً على ذلك فجميع طرق الحديث لا تخلو من مقال، ولكن بمجموعها يرتقي إلى درجة الحسن ان شاء الله، والله أعلم.
2170 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (¬1) عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ (¬2) عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ سُفَهَاءُ، يُقَدِّمُونَ شِرَارَ النَّاسِ وَيُؤَخِّرُونَ خِيَارَهُمْ (¬3) وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا (¬4)، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلَا يَكُونَنَّ عَرِيفًا، وَلَا شُرَطِيًّا، وَلَا جَابِيًا (¬5) وَلَا خَايِنًا (¬6) (¬7). ¬
2170 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 81/ 2)، وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي وعنه ابن حبّان في صحيحه". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 362: 1115)، قال: حدّثنا إسحاق، حدّثنا جرير عن رقبة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ عَلَيْكُمْ أمراء سفهاء يقدمون شرار الناس، ويظهرون بخيارهم وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلَا يَكُونَنَّ عَرِيفًا وَلَا شُرَطِيًّا وَلَا جابيًا ولا خازنًا". ومن طريقه أخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (10/ 446) كتاب (21) السير، باب (3) طاعة الأئمة، ذكر الإخبار بما يجب على المرء عند ظهور أمراء =
= السوء ومجانبتهم في الأحوال والأسباب (رقم 4586)، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي به نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه علة واحدة، وهي الجهالة في عبد الرحمن بن مسعود اليشكري، وبقية رجاله ثقات، ولا عبرة بقول الهيثمي في المجمع (5/ 240): "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الرحمن بن مسعود وهو ثقة، فإن هذا من تساهله. ولكن هذا الضعف يزول بشواهد الحديث ويرتقي بها إلى درجة الحسن إن شاء الله ومنها: 1 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة، ووزراء فسقة، وقضاة خونة، وفقهاء، وفقهاء كذبة، فمن أدرك ذلك الزمان منكم فلا يكون لهم جابيًا ولا عريفًا ولا شرطيًا". أخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 348: 2581)، قال: حدّثنا علي بن محمَّد بن علي الثقفي البغدادي ثنا معاوية بن الهيثم بن الريان الخراساني ثنا داود بن سليمان الخراساني ثنا عبد الله بن المبارك عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. فذكره وقال: "لم يروه عن قتادة إلَّا سعيد ولا عنه إلَّا ابن المبارك تفرد به داود وهو شيخ لا بأس به، وأخرجه كذلك في المعجم الصغير (1/ 340: 564) بنفس الإسناد والمتن. ومن طريقه أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (12/ 63) في ترجمة "علي بن محمَّد الثقفي". قال: أخبرنا محمَّد بن عبد الله بن شهريار أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني حدّثنا علي بن محمَّد بن علي الثقفي البغدادي به مثله". قلت: وهو حديث ضعيف الإسناد فيه ثلاث علل: 1 - الجهالة في علي بن محمَّد الثقفي فقد ذكره الخطيب في تاريخه (12/ 63) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. 2 - في إسناده: معاوية بن الهيثم الخراساني. لم أجد له ترجمة. =
= 3 - في إسناده: داود بن سليمان الخراساني، قال الطبراني: "شيخ لا بأس به"، وقال الذهبي في الميزان (2/ 8): "قال الأزدي: ضعيف جدًا". 2 - حديث ابن مسعود موقوفًا عليه قال: كيف أنت يا مهدي إذا ظُهِر بخياركم واستعمل عليكم أحداثكم وشراركم وصليت الصلاة لغير وقتها، قلت: لا أدري قال: لا تكن جابيًا ولا عريفًا ولا شرطيًا ولا بريدًا، وصل الصلاة لميقاتها. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (2/ 383) باب الأمراء يؤخرون الصلاة (رقم 3789)، قال: عن الثوري، عن أبي حصين عن الشعبي، عن مهدي قال: قال ابن مسعود فذكره ... ". ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 346: 9498): حدّثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق به مثله، قال الهيثمي في المجمع (5/ 240): "مهدي لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح". 3 - حديث أبي هريرة قال: "لا تكن عريفًا ولا شرطيًا ... " الحديث، وقد تقدم (رقم 36). قلت: فهذه الأحاديث بمجموعها يشهد بعضها لبعض وتتعاضد حتى ترتقي إلى درجة الحسن إن شاء الله، والله أعلم.
24 - باب عهد الإمام إلى عماله كيف يسيرون في أهل الإسلام والكفر
24 - بَابُ عَهْدِ الإِمام إِلَى عُمَّالِهِ كَيْفَ يَسِيرُونَ فِي أَهْلِ الإِسلام وَالْكُفْرِ 2171 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا أَبِي الْمُحَبَّرُ بْنُ قَحْذَمٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ الْجَارُودِ عَنِ الْجَارُودِ أَنَّهُ أَخَذَ هَذِهِ النُّسْخَةَ [مِنْ نُسْخَةٍ] (¬1) عَهْدَ الْعَلَاءِ بن الحضرمي الذي كتبه له النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ بَعَثَهُ عَلَى (¬2) الْبَحْرَيْنِ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ رَسُولِ اللَّهِ وَنَبِيِّهِ إِلَى خَلْقِهِ كَافَّةً لِلْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَمَنْ مَعَهُ من المسلمين عهدًا عهده إِلَيْكُمْ (¬3) اتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فإني قد بعثت عليكم (¬4) الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ وَأَمَّرْتُهُ (¬5) أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَ يُلِينَ لَكُمُ الْجَنَاحَ وَيُحْسِنَ فِيكُمُ السِّيرَةَ بِالْحَقِّ، وَيْحَكُمَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَنْ لَقِيَ مِنَ النَّاسِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْعَدْلِ وأمرتكم بطاعته إذا فعل ذلك وقسم فقسط (¬6)، واسترحم فرحم، فاسمعوا له وأطيعوا، ¬
وَأَحْسِنُوا مُؤَازَرَتَهُ وَمُعَاوَنَتَهُ فَإِنَّ لِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْحَقِّ طَاعَةً وَحَقًّا عَظِيمًا لَا تَقْدُرُونَ كُلَّ قدره، ولا يبلغ القول عنه [حق] (¬7) عظمة الله وحق رسوله. كما أن لله ولرسوله عَلَى النَّاسِ عَامَّةً وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً حَقًّا وَاجِبًا، فطاعته (¬8) والوفاء بعهده [ورضي اللَّهُ عمَّن اعْتَصَمَ بِالطَّاعَةِ وَعَظَّمَ حَقَّ أَهْلِهَا وحق وُلاتها] (¬9) كَذَلِكَ لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى وُلَاتِهِمْ حَقًّا [وَاجِبًا وَطَاعَةً فرض الله تعالى عَمَّنِ اعْتَصَمَ بِالطَّاعَةِ وَعَظَّمَ حَقَّ أَهْلِهَا وَحَقَّ وُلَاتِهَا] (¬10)، فَإِنَّ فِي الطَّاعَةِ دَرَكًا لِكُلِّ خَيْرٍ يُبتغى (¬11)، وَنَجَاةً مِنْ كُلِّ شَرٍّ يُتقى، وَأَنَا أشهد الله عَلَى مَنْ وَلَّيْتُهُ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ (¬12) الْمُسْلِمِينَ قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا، فَلَمْ (¬13) يَعْدِلْ فِيهِمْ أَنْ لَا (¬14) طَاعَةَ لَهُ وَهُوَ خَلِيعٌ مِمَّا وَلَّيْتُهُ (¬15)، وقد برئت ذمة الذين (¬16) معه من المسلمين وأيمانهم (¬17) وعهدهم [وذمتهم] (¬18). وليستخيروا (¬19) الله تعالى عند ذلك، ثم ليستعملوا عَلَيْهِمْ أَفْضَلَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ، أَلَا وَإِنْ أَصَابَتِ العلاء من مصيبة (¬20)، فخالد بن الوليد رضي الله ¬
عنه سيف الله فيهم خلف (¬21) لِلْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا عَرَفْتُمْ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يُخَالِفَ الْحَقَّ إلى غيره، فسيروا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ وَعَوْنِهِ وَنَصْرِهِ وَعَافِيَتِهِ وَرُشْدِهِ وَتَوْفِيقِهِ، فَمَنْ لَقِيتُمْ مِنَ النَّاسِ، فَادْعُوهُمْ إِلَى كتاب الله المنزل وسننه وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وإحلال ما أحل اللَّهِ لَهُمْ فِي كِتَابِهِ، وَتَحْرِيمِ مَا حَرَّمَ الله عليهم في كتابه، وأن يخلعوا الأنداد، ويبرأوا (¬22) من الشرك والكفر، ويكفروا (¬23) بعبادة الطاغوت واللات والعزى، وأن يتركوا [عبادة] (¬24) عيسى بن مريم وعزير بن حروة، والملائكة، والشمس والقمر [والنيران] (¬25) وكل شيء يتخذ ضدًا من دون الله تعالى، وأن يتولوا الله ورسوله، وأن يتبرأوا ممن برىء اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَأَقَرُّوا به، ودخلوا في الولاية فبينوا لهم عِنْدَ ذَلِكَ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ الَّذِي تَدْعُونَهُمْ إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ (¬26) كِتَابُ اللَّهِ المنزَّل مَعَ (¬27) الرُّوحِ الْأَمِينِ عَلَى صَفْوَتِهِ (¬28) مِنَ الْعَالَمِينَ محمَّد بن عبد الله، [عَبْدِ اللَّهِ] (¬29) وَرَسُولِهِ (¬30)، وَنَبِيِّهِ [وَحَبِيبِهِ] (¬31)، أَرْسَلَهُ رَحْمَةً للعالمين [عامة] (¬32) ¬
الأبيض [منهم] (¬33) والأسود، والإنس والجن، كتاب الله فيه نبأ كُلِّ شَيْءٍ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ، لِيَكُونَ حَاجِزًا بَيْنَ النَّاسِ، يَحْجِزُ اللَّهُ تعالى به بعضهم عن بعض، و [فيه] (¬34) إعراض بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ، وَهُوَ كِتَابُ اللَّهِ مُهَيْمِنًا على الكتب (¬35) مُصَدِّقًا لِمَا فِيهَا (¬36) مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ. يخبركم فيه الله (¬37) بما كان قبلكم مما (¬38) فَاتَكُمْ دَرْكُهُ فِي آبَائِكُمُ (¬39) الْأَوَّلِينَ، الَّذِينَ أَتَتْهُمْ رسل الله وأنبياؤه. كيف كان جوابهم وبم أرسلهم (¬40)، وكيف كان تصديقهم بآيات الله تعالى (¬41)، أو تكذيبهم بهما (¬42) (¬43) وأخبر الله تعالى فِي كِتَابِهِ بِشَأْنِهِمْ وَعَمَلِهِمْ (¬44) وَعَمَلِ مَنْ هَلَكَ منهم بدينه (¬45) لتجتنبوا (¬46) ذلك، وأن لا تعملوا (¬47) مثله، لئلا (¬48) يحق عليكم (¬49) في كتاب الله تعالى من ¬
عِقَابِهِ (¬50) وَسَخَطِهِ وَنِقْمَتِهِ مِثْلُ الَّذِي حَلَّ عَلَيْهِمْ من سوء أعمالهم، [لتهاونهم (¬51) بأمر الله عزَّ وجلّ، وأخبركم في كتابه (¬52) بأعمال (¬53) من مضى (¬54) ممن كان قبلكم لتعملوا (¬55) بمثل أَعْمَالِهِمْ] (¬56) بَيَّنَ (¬57) لَكُمْ فِي كِتَابِهِ هَذَا (¬58) شَأْنَ (¬59) ذلك كله، رحمة منه بكم وشفقة مِنْ رَبِّكُمْ عَلَيْكُمْ، وَهُوَ هُدًى مِنَ الضَّلَالَةِ وتبيان من العمى وإقالة من العثرة، ونجاة من الفتنة، ونور من الظلمة، وشفاء عند الأحداث وعصمة من التهلكة ورشد من الغواية، وبيان من اللبس، وفيصل (¬60) مَا بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. فِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ. فَإِذَا عَرَضْتُمْ هَذَا عَلَيْهِمْ فَأَقَرُّوا لَكُمْ بِهِ فَاسْتَكْمِلُوا الْوَلَايَةَ، فَاعْرِضُوا عَلَيْهِمْ عِنْدَ ذَلِكَ الإِسلام، وَهُوَ (¬61) الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَحَجُّ الْبَيْتِ وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَالْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَالطُّهُورُ قَبْلَ الصلاة، وبر الوالدين، وصلة الرحم المسلمة، وحسن الصحبة [حتى] (¬62) للوالدين الْمُشْرِكَيْنِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمُوا، فَادْعُوهُمْ بعد ذلك ¬
إِلَى الْإِيمَانِ وَانْصِبُوا لَهُمْ شَرَائِعَهُ وَمَعَالِمَهُ. وَالْإِيمَانُ (¬63) بِشَهَادَةِ (¬64) أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ [وَرَسُولُهُ] (¬65) وأن ما جاء به محمَّد الحق، وأن ما سواه الباطل (¬66). والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وأنبيائه واليوم الآخر، والإيمان بما يَدَيْهِ وَمَا خَلْفَهُ، مِنَ (¬67) التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ [والبعث والنشور والحساب] (¬68) والجنة والنار والموت والحياة. والإيمان بالله وَرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ (¬69) كَافَّةً. فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَأَقَرُّوا به (¬70) فهم مسلمون مؤمنون، ثم دلوهم (¬71) بعد ذلك إلى (¬72) الإِحسان وَعَلِّمُوهُمْ [أَنَّ] (¬73) الْإِحْسَانَ أَنْ يُحْسِنُوا فِيمَا بينهم وبين الله تعالى، فِي أَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَعَهْدِهِ الَّذِي عَهِدَهُ (¬74) إِلَى رُسُلِهِ، وَعَهْدِ رُسُلِهِ إِلَى خَلْقِهِ وَأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالتَّسْلِيمِ وَسَلَامَةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ غَائِلَةِ لِسَانٍ أَوْ يَدٍ، وَأَنْ يَبْتَغِيَ (¬75) لِبَقِيَّةِ الْمُسْلِمِينَ كَمَا يبتغي لنفسه (¬76)، والتصديق لمواعيد (¬77) ¬
الرب ولقائه ومعاينته (¬78)، وَالْوَدَاعِ مِنَ الدُّنْيَا فِي كُلِّ سَاعَةٍ، وَالْمُحَاسَبَةِ لِلنَّفْسِ عِنْدَ اسْتِيفَاءِ (¬79) كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَتَزَوُّدٍ (¬80) مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالتَّعَاهُدِ لِمَا فَرَضَ اللَّهُ تَأْدِيَتَهُ (¬81) إِلَيْهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلك فهم مسلمون مؤمنون محسنون، ثم انعتوا (¬82) لهم الكبائر. ودلوهم عليهم (¬83) وخوِّفوهم من الهلكة في الكبائر، فإن (¬84) الكبائر هي الموبقات، وأولاهن: الشِّرْكُ بِاللَّهِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} (¬85) وَالسِّحْرُ، وَمَا لِلسَّاحِرِ {مِنْ خَلَاقٍ} (¬86) وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ (لَعَنهَمُ الله) (¬87)، والفرار في الزحف {فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} (¬88) والغلول {يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (¬89) فَلَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ، وَقَتْلُ النَّفْسِ المؤمنة {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} (¬90) وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ {لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} (¬91) وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ {يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} (¬92) وكل الربا {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (¬93). ¬
فإذا انْتَهَوْا عَنِ الْكَبَائِرِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ، فَادْعُوهُمْ بِمِثْلِ (¬94) ذَلِكَ إِلَى الْعِبَادَةِ، وَالْعِبَادَةُ الصيام والقيام والخشوع [والخضوع] (¬95) والركوع والسجود والإنابة واليقين (¬96)، والإِخبات (¬97) وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّكْبِيرُ، وَالصَّدَقَةُ بَعْدَ الزَّكَاةِ، والتواضع والسكون (¬98) والمواساة، والدعاء والتضرع والإقرار بالملك (¬99) والعبودية والاستقلال بما (¬100) كَثُرَ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فهم مؤمنون مسلمون (¬101) مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ عَابِدُونَ، وَقَدِ اسْتَكْمَلُوا الْعِبَادَةَ، فَادْعُوهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الْجِهَادِ وَبَيِّنُوهُ لَهُمْ، وَرَغِّبُوهُمْ فِيمَا رَغَّبَهُمُ اللَّهُ فِيهِ مِنْ فَضِيلَةِ الْجِهَادِ وثوابه عند الله، فإن انتدبوا فبايعوهم وادعوهم حتى تبايعوهم إِلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ عَلَيْكُمْ عَهْدُ اللَّهِ وَذِمَّتُهُ سَبْعُ (¬102) كَفَالَاتٍ (¬103) -يَعْنِي اللَّهُ كَفِيلٌ على الوفاء سبع مرات- لا تنكثون (¬104) أَيْدِيَكُمْ مِنْ بَيْعَةٍ، وَلَا تَنْقُضُونَ أَمْرَ وَالٍ مِنْ وُلَاةِ الْمُسْلِمِينِ. فَإِذَا أَقَرُّوا بِهَذَا فَبَايِعُوهُمْ واسغفروا اللَّهَ لَهُمْ، فَإِذَا خَرَجُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله غضبًا لله عز وجلّ ونصرًا لدينه، فمن لَقُوا مِنَ النَّاسِ فَلْيَدْعُوهُمْ إِلَى مَا (¬105) دُعوا إليه، من ¬
كتاب الله بإجابته (¬106) ثم (¬107) إسلامه وإيمانه وإحسانه وتقواه وعبادته وجهاده (¬108)، فمن اتبعهم فهو المستحث (¬109). المستكثر (¬110) [المسلم] (¬111) المؤمن المحسن المتقي الْعَابِدُ الْمُجَاهِدُ (¬112) لَهُ مَا لَكُمْ وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْكُمْ، وَمَنْ أَبَى هَذَا عَلَيْكُمْ فَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يفيء إلى أمر الله وإلى دينه (¬113) ومن عاهدتم وأعطيتموه (¬114) ذمة الله ففوا لَهُ بِهَا، وَمَنْ أَسْلَمَ وَأَعْطَاكُمُ الرِّضَا فَهُوَ مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنْهُ، وَمَنْ قَاتَلَكُمْ عَلَى هَذَا من بعد ما سمعتموه (¬115) له، فاقتلوه (¬116)، ومن صال بكم (¬117) فَحَارِبُوهُ. وَمَنْ كَايَدَكُمْ فَكَايِدُوهُ. وَمَنْ جَمَعَ لَكُمْ فاجمعوا له (¬118) ومن غَالَكُمْ فَغِيلُوهُ أَوْ خَادَعَكُمْ فَاخْدَعُوهُ مِنْ غَيْرِ أن تعتدوا أو ماكركم فَامْكُرُوا بِهِ (¬119) مِنْ غَيْرِ أَنْ تَعْتَدُوا (¬120) سِرًّا أو علانية، فإنه من (¬121) انتصر (¬122) بعد (¬123) ظلمه ¬
فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَكُمْ يَرَاكُمْ وَيَرَى أَعْمَالَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَهُ (¬124) كُلَّهُ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا عَلَى حَذَرٍ. فإنما هذه أمانة أمنني (¬125) رَبِّي عَلَيْهَا أُبَلِّغُهَا عِبَادَهُ عُذْرًا مِنْهُ إِلَيْهِمْ، وَحُجَّةً مِنْهُ احْتَجَّ بِهَا عَلَى مَنْ بَلَغَهُ هذا الكتاب من الخلق جميعًا فمن عمل بما فيه نجا، ومن اتبع بما (¬126) فِيهِ اهْتَدَى، وَمَنْ خَاصَمَ (¬127) بِهِ أَفْلَحَ (¬128)، وَمَنْ قاتل به نصر ومن تركه ضل حتى يراجعه، فتعلموا ما فيه، واسمعوا (¬129) آذانكم، وأوعوه أجوافكم، واستحفظوه قُلُوبَكُمْ فَإِنَّهُ نُورُ الْأَبْصَارِ (¬130) وَرَبِيعُ الْقُلُوبِ (¬131)، وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ، وَكَفَى بِهَذَا آمِرًا وَمُعْتَبَرًا وَزَاجِرًا وَعِظَةً وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ [وَرَسُولِهِ] (¬132)، فَهَذَا هُوَ الْخَيْرُ الَّذِي لَا شَرَّ فِيهِ، كِتَابُ محمَّد عبد الله (¬133) ورسوله ونبيه للعلاء بن الحضرمي حين بَعَثَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، يأمره (¬134) أن يدعوا (¬135) إلى ما فيه من حلال، وينهى عما فِيهِ مِنْ حَرَامٍ، وَيَدُلَّ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ رَشَدٍ، وَيَنْهَى عَمَّا فِيهِ مِنْ غِيٍّ، كِتَابٌ أئتَمَن (¬136) عَلَيْهِ نبيُّ اللَّهِ العلاءَ بْنَ الحضرمي ¬
وَخَلِيفَتَهُ سَيْفَ اللَّهِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ (¬137)، وَقَدْ أَعْذَرَ إِلَيْهِمَا فِي الْوَصِيَّةِ بِمَا (¬138) فِي هَذَا الكتاب [و] (¬139) إلى مَنْ مَعَهُمَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ يَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ عُذْرًا فِي إِضَاعَةِ شَيْءٍ مِنْهُ، لَا الْوُلَاةِ (¬140) وَلَا الْمُتَوَلَّى عَلَيْهِمْ، فَمَنْ بَلَغَهُ هَذَا الْكِتَابُ مِنَ الْخَلْقِ جَمِيعًا فَلَا عُذْرَ لَهُ وَلَا حُجَّةَ وَلَا يُعُذْرُ بِجَهَالَةِ شَيْءٍ مِمَّا فِي هَذَا الْكِتَابِ. كُتِبَ هَذَا الْكِتَابُ لِثَلَاثٍ من ذي القعدة، لأربع (¬141) سنين مضين مِنْ مُهَاجَرِ (¬142) نَبِيِّ اللَّهِ (¬143) إِلَّا شَهْرَيْنِ. شَهِدَ الْكِتَابَ يَوْمَ كَتَبَهُ (¬144) ابْنُ أَبِي سُفْيَانَ يُمِلُّهُ عليه عثمان [بن عفان] (¬145) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [جَالِسٌ] (¬146) المختار (¬147) بْنُ قَيْسٍ الْقُرَشِيُّ، وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ وَحُذَيْفَةُ بن اليمان العبسي (¬148) وقصي بن أبي عمر الحميري (¬149)، وشبيب بن أبي مرثد الغساني والمستنير (¬150) ابن أبي صعصعة الخزاعي، وعوانة بن شماخ ¬
الْجُهَنِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ عبادة الأنصاري، وزيد بن عمير (¬151)، والنقباء [و] (¬152) رجل مِنْ قُرَيْشٍ وَرَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الأنصار حتى (¬153) دَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى العلاء بن الحضرمي، وسيف الله خالد بن الوليد (¬154) رضي الله عنهم". ¬
2171 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 92/2] وقال: "رواه الحارث بن أبي أسامة بسند ضعيف لجهالة التابعي وكذب داود بن المحبر". وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 89: 165) قال: حدّثنا عبدان بن أحمد ثنا محمَّد بن يحيى الأزدي، ثنا داود بن المحبر به مثله إلى قوله: "وينهى عما فيه من الغي".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وفيه أربع علل: 1 - أن داود بن المحبر، متروك. 2 - أن والده المحبر بن قحذم، ضعيف. 3 - في إسناده "المسور الباهلي" لم أجد له ترجمة. 4 - الجهالة في التابعي الراوي عن الجارود.
22 - القضاء والشهادات
22 - الْقَضَاءُ وَالشَّهَادَاتُ (97) تَقَدَّمَ كَثِيرٌ مِنْهُ فِي كِتَابِ الْخِلَافَةِ وَالْإِمَارَةِ. 1 - بَابُ مَا يُخْشَى عَلَى مَنْ قَضَى بِغَيْرِ حَقٍّ 2172 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو (¬1) السَّكْسَكِيُّ، حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ وَمُرَيْحُ (¬2) بْنُ مَسْرُوقٍ (¬3) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّ الْقَاضِيَ لِيَنْزِلُ فِي مَنْزِلَتِهِ فِي جَهَنَّمَ أَبْعَدَ مِنْ عَدَنٍ). [2] وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثنا بَقِيَّةُ لَكِنْ قَالَ: عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ وَلَمْ يَذْكُرْ مُرَيْحَ (¬4) بْنَ مَسْرُوقٍ. [3] وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عن بقية به. ¬
2172 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 127/ 1) وقال: "رواه إسحاق بن راهويه، وعبد بن حميد، وأبو يعلى بلفظ: إن القاضي لينزل في حكمه أبعد من عدن أبين من جهنم". =
= قلت: لا يوجد في المطبوع من مسند إسحاق بن راهويه، وكذا لا يوجد في يعلى ولعله في المطولة التي لم تطبع. وأخرجه عبد بن حميد "المنتخب" (1/ 158: 108) قال: أخبرنا يزيد بن هارون أنا بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير، وشريح بن عبيد الحضرميين، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: إن القاضي ليزل في حكمه في مزلقة ... "، قال المحقق: "ولم نتمكن هنا من الوقوف على باقي الحديث لسوء الطبع". وذكره المتقي الهندي في "الكنز" (6/ 96: 15002) ونسبه إلى أبي سعيد النقاش في كتاب القضاة عن معاذ، وقال: "ورجاله ثقات إلَّا أن فيه بقية، وقد عنعن".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - أن مداره على "بقية بن الوليد" وهو قد عنعن في رواية عبد بن حميد، وأبي يعلى، لكنه صرح بالتحديث في رواية إسحاق بن راهويه، وروايته هنا عن ثقة من أهل الشام، فهي صحيحة، وعلى هذا فسند أبي يعلى، وعبد بن حميد ضعيفان، وسند إسحاق بن راهويه صحيح. [2] احتمال الانقطاع بين معاذ ومن روى عنه وهم "شريح بن عبيد، ومريح بن مسروق، وعبد الرحمن بن جبير"، وذلك أن شريح بن عبيد لم يدرك سعد بن أبي وقاص المتوفَّى سنة خمس وخمسين، ولم يدرك أبا ذر المتوفَّى سنة اثنين وثلاثين، ولم يدرك أبا الدرداء المتوفَّى في آخر خلافة عثمان رضي الله عنه، وإذا كان الأمر كذلك فكيف يدرك معاذ بن جبل وقد توفي سنة ثمان عشرة. وأما مريح بن مسروق فلأن روايته عن عمر مرسلة، ومعاذ توفي قبل عمر رضي الله عنهم أجمعين. وأما عبد الرحمن بن جبير فلأن روايته عن "أبي عبيدة" مرسلة، وقد توفي في نفس العام الذي توفي فيه معاذ بن جبل. وعلى هذا فاحتمال الانقطاع ظاهر، والله أعلم.
2173 - [1] وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو الْوَلِيدِ (¬2) ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثنا أَبُو سِنَانَ عَنْ يَزِيدَ (¬3) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: "إِن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: اقْضِ بَيْنَ النَّاسِ. فَقَالَ: لَا أَقْضِي بَيْنَ رَجُلَيْنِ وَلَا أَؤُمُّهُمَا، قَالَ: فَإِنَّ (¬4) أَبَاكَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ (¬5) يَقْضِي. قَالَ: كَانَ (¬6) أَبِي يَقْضِي فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَإِنْ أَشْكَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬7) سَأَلَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَأنَا لَا أَجِدُ مِنْ أَسْأَلُهُ، وَإِنِّي لَسْتُ مِثْلَ أَبِي وَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الْقُضَاةَ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ خَافَ (¬8) فَمَالَ بِهِ هَوًى (¬9) فَهُوَ فِي النَّارِ [وَرَجُلٌ تَكَلَّفَ الْقَضَاءَ فَقَضَى بِجَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ (¬10)]، وَرَجُلٌ اجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَذَاكَ يَنْجُو كَفَافًا لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ. وَهَلْ (¬11) سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: مَنْ عَاذَ بِاللَّهِ فَقَدْ عَاذَ بِمَعَاذٍ (¬12) قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ أَنْ تَجْعَلَنِي قَاضِيًا فَأَعْفَاهُ، وَقَالَ: لَا تُخْبِرَنَّ (¬13) أَحَدًا". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، وَأُمَيَّةُ بن بسطام فرقهما وهذا ¬
لَفْظُ أُمَيَّةَ، قَالَا: ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي [جَمِيلَةَ] (¬14) يَتَحَدَّثُ (¬15) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: إِن عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: اذْهَبْ [فَكُنْ] (¬16) قَاضِيًا قال: أو يعفيني أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (¬17)، قَالَ: اذْهَبْ فَاقْضِ بَيْنَ النَّاسِ قال: أو تعفيني يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ إلَّا ذَهَبْتَ فَقَضَيْتَ. قَالَ: لَا تَعْجَلْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من عَاذَ بِاللَّهِ فَقَدْ عَاذَ بِمَعَاذٍ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: إِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ قَاضِيًا. قَالَ: وَمَا يَمْنَعُكَ وَقَدْ كَانَ أَبُوكَ قَاضِيًا؟ قَالَ لِأَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ كَانَ قَاضِيًا يَقْضِي (¬18) بِجَوْرٍ (¬19) كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، [وَمَنْ كَانَ قَاضِيًا [يَقْتَضِي] (¬20) بِجَهْلٍ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ] (¬21)، وَمَنْ كَانَ قَاضِيًا عَالِمًا فَقَضَى بِحَقٍّ أَوْ بِعَدْلٍ سَأَلَ أَنْ يَنفَلِتَ كَفَافًا". قُلْتُ: أَخْرَجَ الترمذي [بعضه] (¬22) وقال: إن فيه انقطاعًا. ¬
2173 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 126/ 1) وقال: "رواه عبد بن حميد، وأبو يعلى"، ثم أورد رواياته المختلفة وقال: "ورواه ابن حبّان في صحيحه ... =
= ورواه الترمذي مختصرًا وقال: هذا حديث ليس إسناده عندي بمتصل، وهو كما قال فإن عبد الله بن موهب لم يسمع من عثمان ابن عفان قاله البخاري، والحافظ عبد العظيم المنذري". قلت: ورد الحديث من طريقين: (1) الأولى من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك الباهلي عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ يزيد بن عبد الله بن موهب. أخرجها عبد بن حميد "المنتخب" (1/ 103: 48) قال: حدثني أبو الوليد ثنا حماد بن سلمة قال: ثنا أبو سنان عن زيد "هكذا في المطبوع وهو خطأ" بن عبد الله بن موهب فذكر نحوه غير أنه قال في آخره: "فأعفاه وقال لا تجبرون أحدًا". وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/ 66) مختصرًا قال: ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنبأنا أَبُو سِنَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن موهب إِن عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِابْنِ عمر رضي الله عنه: اقْضِ بَيْنَ النَّاسِ. فَقَالَ: لَا أَقْضِي بَيْنَ اثنين ولا أوم رجلين. أما سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ عَاذَ بِاللَّهِ فَقَدْ عَاذَ بِمَعَاذٍ. قَالَ عثمان رضي الله عنه: بلى. قال: فإني أعوذ بالله أن تستعملني، فأعفاه وقال: "لا تخبر بهذا أحدًا". قال الهيثمي في المجمع (5/ 200): "رواه أحمد ويزيد لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح". قلت: "أبو سنان" في إسناده وليس من رجال الصحيح، والله أعلم. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 146) في ترجمة عبد الله بن عمر بن الخطاب من طريق عفان ابن مسلم به نحوه مطولًا. (ب) الثانية من طريق شيبان بن فروخ أو أمية بن بسطام عن معتمر بن سليمان، عن عبد الملك ابن أبي جميلة، عن عبد الله بن موهب. أخرجه أبو يعلى في مسنده (10/ 93: 5727) مختصرًا قال: حدّثنا شيبان حدّثنا معتمر قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي جَمِيلَةَ عن عبد الله بن موهب، عن ابن عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "من كان قاضيًا فقضى بجور كان من أهل النار أو =
= من كان قاضيًا فقضى بِجَهْلٍ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَمَنْ كَانَ قاضيًا فقضى بعدل فبالحري أن ينفلت كفافًا". وذكر البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 126/ 1) رواية أخرى لأبي يعلى فيها ذكر القصة بين عثمان، وابن عمر، ولم أجدها في المطبوع من مسنده. وأخرجه الترمذي في سننه (3/ 612) كتاب (13) الأحكام، باب (1) ما جاء عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في القاضي (رقم 1322). قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الأعلى الصنعاني حدّثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت عبد الملك يحدث عن عبد الله بن موهب أن عثمان قال لابن عمر: اذهب فاقض بين الناس. قال: أو تعافيني يا أمير المؤمنين، قال: فما تكره من ذلك وقد كان أبوك يقضي؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: "من كان قاضيًا فقضى بالعدل فبالحري أن ينقلب منه كفافًا فما أرجو بعد ذلك؟ ثم قال: وفي الحديث قصة وفي الباب عن أبي هريرة ثم قال: قال أبو عيسى: حديث ابن عمر، حديث غريب، وليس إسناده عندي بمتصل، وعبد الملك الذي روى عنه المعتمر هذا هو عبد الملك بن أبي جميلة". قال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 156) عقب كلام الترمذي: "وهو كما قال فإن عبد الله ابن موهب لم يسمع من عثمان رضي الله عنه". ونقل ابن العربي في عارضة الأحوذي (6/ 64) أنه وقع في بعض نسخ الترمذي. قال أبو عيسى: "حديث عبد الله بن موهب عن عثمان مرسل لم يدركه". وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 468): "قال أبي: عبد الملك بن أبي جميلة مجهول. وعبد الله هو ابن موهب الرملي على ما أرى وهو عن عثمان مرسل". وأخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (11/ 440) كتاب (14) القضاء باب، ذكر الزجر عن دخول المرء في قضاء المسلمين إذا علم تعذر سلوك الحق فيه (رقم 5056) قال: أخبرنا الحسن ابن سفيان قال: حدّثنا أمية بن بسطام به نحوه =
= مطولًا وفيه ذكر قصة عثمان مع ابن عمر، إلَّا أنه قال في إسناده: "عبد الله بن وهب". ثم قال في آخره: "قال أبو حاتم: ابن وهب هذا هو عبد الله بن وهب بن الأسود القرشي من المدينة روى عنه الزهري". قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (4/ 185) بعد ذكر رواية ابن حبّان: "هذا لفظ ابن حبّان ووقع في روايته عبد الله بن وهب، وزعم أنه عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود القرشي ووهم في ذلك. وإنما هو عبد الله بن موهبِ، وقد شهد الترمذي، وأبو حاتم في العلل تبعًا للبخاري أنه غير متصل". وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 351: 13319) قال: "حدّثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا أمية بن بسطام به نحوه مطولًا وفيه ذكر القصة غير أنه قال: "عن عبد الله بن وهب" ثم قال: "قال أبو القاسم: عبد الله بن وهب هذا هو عندي عبد الله بن وهب بن زمعة، والله أعلم". وأخرجه أيضًا في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 85) كتاب (15) الأحكام، باب (1) في من يحكم بين الناس (رقم 2136) قال: حدّثنا إبراهيم -هو ابن هاشم- ثنا أمية به نحوه مختصرًا، وقال في إسناده أيضًا "عبد الله بن وهب". قال الهيثمي: "قلت: رواه الترمذي باختصار عن هذا، قال الطبراني: لا يروي عن ابن عمر إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به معمر". وأخرجه وكيع في أخبار القضاة (1/ 17) قال: حدّثنا عبد الملك بن محمَّد بن عبد الملك الرقاشي قال: حدثني أبي قال: ثنا المعتمر بن سليمان به نحوه مطولًا.
الحكم عليه: أما الطريق الأولى للحديث فهي ضعيفة وفيها ثلاث علل: 1 - الانقطاع بين يزيد بن عبد الله بن موهب، وعثمان رضي الله عنه. 2 - في إسناده أبو سنان عيسى بن سنان الحنفي وهو ضعيف. 3 - أن يزيد بن عبد الله بن موهب "مجهول الحال" حيث لم يذكر فيه جرح ولا تعديل. =
= أما الطريق الثانية فهي ضعيفة أيضًا وفيها علتان: 1 - الانقطاع بين عبد الله بن موهب، وعثمان رضي الله عنه. 2 - في الإسناد "عبد الملك بن أبي جميلة" وهو مجهول. وعليه فالحديث ضعيف ولكن الجزء المرفوع منه له شواهد يرتفع بها إلى درجة الصحة. 1 - فقوله "وإنه بلغني أن القضاة ثلاثة ... الحديث" يشهد له حديث عبد الله بن بريدة عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أنه قال: "القضاة ثلاثة، قاض في الجنة، وإثنان في النار، قاض عرف الحق فقضى به فذلك في الجنة، وقاض قضى بالجهل فذلك في النار، وقاض عرف الحق وجار في الحكم فهو في النار". أخرجه أبو داود في سننه (4/ 5: 3573)، والترمذي في سننه (3/ 613: 1322)، وابن ماجه في سننه (1/ 776: 2315)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 117)، والحاكم في المستدرك (4/ 90)، وقال "صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي"، وابن عدي في الكامل (2/ 459، 4/ 16، 6/ 151)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 878: 1656، 1657، 1658). والحديث صحيح بمجموع طرقه إن شاء الله. انظر التلخيص الحبير (4/ 185)، وإرواء الغليل (8/ 235). 2 - وقوله: "من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذ". يشهد له حديث عائشة رضي الله عنها، أن ابنة الجون لما أدخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودنا منها قالت: أعوذ بالله منك، فقال لها: "لقد عذت بعظيم، إلحقي بأهلك". أخرجه البخاري في صحيحه (9/ 268: 5254)، والنسائي في سننه (6/ 150: 3417)، وابن ماجه في سننه (1/ 661: 2050)، والدارقطني في سننه (4/ 29)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 342)، والحاكم في المستدرك (4/ 35)، =
= وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (10/ 83: 4266)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 59: 738). وفي رواية أخرى أنها قالت: أعوذ بالله منك، فقال: "قد عذت بمعاذ ... ". أخرجها البخاري في صحيحه (9/ 268: 5255)، وأحمد في مسنده (3/ 498)، والطبراني في الكبير (19/ 262: 583).
2174 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (¬1) ثنا بَعْضُ الْمَشْيَخَةِ عَنْ نُفَيْعٍ أَبِي دَاوُدَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَعَ الْقَاضِي مَا لَمْ يَتَعَمَّدْ حَيْفًا أَوْ (¬2) مَا لَمْ يَحِفْ عَمْدًا (¬3) وَيُوَفِّقُهُ لِلْحَقِّ مَا لَمْ يُرِدْ غيره". ¬
2174 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف [2/ 126/1] وقال: "رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف لجهالة بعض رواته ... ". وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 240: 602)، قال: حدّثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا أَبُو الْيَمَانِ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عن يحيى بن يزيد عن زيد بن أبي أنيسة عن نفيع بن الحارث عن عمران بن حصين عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ما من قاض من قضاة المسلمين إلا معه ملكان يسددانه إلى الحق ما لم يرد غيره، فإذا أراد غيره، وجار متعمدًا تبرأ منه الملكان ووكلاه إلى نفسه". قال الهيثمي في المجمع (4/ 194): "رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو داود الأعمى وهو كذاب".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وفيه علتان: 1 - جهالة بعض رواته. 2 - في إسناده: "نفيع بن الحارث، أبو داود الأعمى"، وهو: "متروك". وقد ورد الحديث بألفاظ مقاربة عن معقل بن يسار المزني، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن أرقم، وعبد الله بن عباس، وواثلة بن الأسقع، وأبي هريرة، وعبد الله بن أبي أوفى. =
= 1 - أما حديث معقل بن يسار، فأخرجه أحمد في المسند (5/ 26)، قال: ثنا الحكم بن نافع ثنا أَبُو الْيَمَانِ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عن أبي شيبة يحيى بن يزيد عن زيد بن أبي أنيسة [في المطبوع زيد بن أنيسة] عن نفيع بن الحارث عن معقل المزني قال: أمرني النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أقضي بين قوم فقلت: ما أحسن أن أقضي يا رسول الله قال: "الله مع القاضي ما لم يحف عمدًا". وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 230: 539)، قال: حدّثنا أبو عروبة ثنا أبو المعافى محمَّد بن وهب بن أبي كريمة ثنا محمَّد بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن نفيع بن الحارث به نحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير أيضًا (20/ 230: 540)، قال: حدّثنا عبدان بن محمَّد المروزي ثنا إسحاق بن راهويه أنا حمزة بن عمير ثنا أيوب بن إبراهيم أبو يحيى المعلم عن إبراهيم الصائغ عن أبي خالد بن خالد الضبي عن أبي داود "هو نفيع بن الحارث" به نحوه. وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 577)، قال: حدّثنا محمَّد بن صالح بن هانئ ثنا أحمد بن سلمة والحسين بن محمَّد بن زياد قالا: ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي به نحوه، وسكت عليه. وأخرجه الطبراني في الأوسط (4/ 88: 2140)، قال: حدّثنا محمَّد بن زريق بن جامع المصري ثنا عبدة بن عبد الرحيم المروزي ثنا حمزة بن عمير كاتب عبد الله بن المبارك به نحوه. قال الهيثمي في المجمع (4/ 193): "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط , وفيه أبو داود الأعمى وهو كذاب". 2 - حديث عبد الله بن مسعود، أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 17: 9729)، قال: حدّثنا عبدان بن أحمد ثنا خليفة بن خياط ثنا سهل بن حماد ثنا حفص بن سليمان ثنا قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ مع القاضي ما لم يحف عمدًا". =
= قال الهيثمي في المجمع (4/ 194): "رواه الطبراني في الكبير وفيه حفص بن سليمان القارئ، وثقه أحمد، وضعفه الأئمة ونسبوه إلى الكذب والوضع"، وقال ابن حجر في التقريب (ص 172: 1405): "متروك الحديث مع إمامته في القراءة". 3 - حديث زيد بن أرقم، أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 198: 5077) , قال: حدّثنا العباس بن حمدان الحنفي ثنا أحمد بن سنان الواسطي ثنا يزيد بن هارون ثنا محمَّد بن عبيد الله عن نفيع أو أنفع عن زيد بن أرقم عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إن الله عز وجل مع القاضي ما لم يحف عمدًا يسدده للخير ما لم يرد غيره". قال الهيثمي في المجمع (4/ 194): "وفيه أبو داود الأعمى، ونسب إلى الكذب". 4 - حديث عبد الله بن عباس، أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 88)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق، وأبو بكر أحمد بن الحسن، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي ثنا العلاء بن عمرو الحنفي ثنا يحيى بن يزيد الأشعري عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا جلس القاضي في مكانه هبط عليه ملكان يسددانه ويوفقانه، ويرشدانه ما لم يجر، فإذا جار عرجا وتركاه". وأخرجه الخطيب البغدادي في التاريخ (14/ 120)، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي حدّثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب به مثله إلَّا أنه قال: "فإذا جار عن الجادة تركاه". ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 757: 1263)، قال: أنا أبو منصور القزاز قال: أنا أبو بكر بن ثابت به مثله، ثم قال: "هذا حديث لا يصح، ويحيى بن يزيد، قد ضعفه أحمد ويحيى، وقال ابن المديني: روى أحاديث منكرة". =
= 5 - حديث واثلة بن الأسقع، أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 84: 204)، قال: حدّثنا عبيد العجل ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا يزيد بن هارون (ح)، وحدثنا أحمد بن زهير ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ ثنا عُبَيْدُ الله بن موسى. كلاهما عن عنبسة بن سعيد عن حماد مولى بلني أُمَيَّةَ عَنْ جُنَاحٍ مَوْلَى الْوَلِيدِ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ مسلم ولي من أمر المسلمين شيئًا إلا بعث الله إليه ملكين يسددانه ما تولى الحق، فإذا نوي الجور على عمد وكلاه إلى نفسه". قال الهيثمي في المجمع (4/ 194): "وفيه جناح مولى الوليد ضعفه الأزدي". 6 - حديث أبي هريرة، أخرجه البزّار "كشف الأستار" (2/ 123: 1350)، قال: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ ثنا محمَّد بْنُ موسى الجريري ثنا إبراهيم بن خُثيم بن عراك بن مالك عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من ولي من أمر المسلمين شيئًا وكَّل الله ملكًا عن يمينه -أحسبه قال- وملكًا عن شماله يوفقانه ويسددانه إذا أريد به خير، ومن ولي من أمر المسلمين شيئًا فأريد به غير ذلك وكل إلى نفسه"، قال البزّار: لا نعلمه عن أبي هريرة بهذا اللفظ إلا من حديث عراك. وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 89: 2141)، قال: حدّثنا محمَّد بن يونس العصفري ثنا يزيد بن عمرو بن البراء الغنوي ثنا محمَّد بن موسى الشيباني به نحوه، وقال: لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد تفرد به يزيد. قال الهيثمي في المجمع (4/ 194): "وفيه إبراهيم بن خيثمة بن عراق -هكذا والصواب خثيم بن عراك- وهو ضعيف". قلت: بل هو متروك كما قال النسائي، وقال أبو زرعة: "منكر الحديث"، وقال ابن معين: "ليس بثقة ولا مأمون"، وقال الجوزجاني: "كان غير مقنع اختلط بآخرة". انظر: ميزان الاعتدال (1/ 30)، لسان الميزان (1/ 53). 7 - حديث عبد الله بن أبي أوفى، أخرجه الترمذي (3/ 618) كتاب (13) الأحكام، باب (4) ما جاء في الإِمام العدل، (رقم 1330)، قال: حدّثنا =
= عبد القدوس بن محمَّد، أبو بكر العطار حدّثنا عمرو بن عاصم حدّثنا عمران القطان عن أبي إسحاق الشيباني عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن الله مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان"، ثم قال: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمران القطان". وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 93) كتاب الأحكام، باب إن الله مع القاضي ما لم يجر. قال: أخبرنا أزهر بن حمدون المنادي ببغداد ثنا أبو قلابة ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ثنا أبو العوام به مثله إلا أنه قال: "فإذا جار تبرأ الله منه"، ثم قال: أبو العوام هذا هو عمران بن داود القطان، والإسناد صحيح ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: بل هو حسن إن شاء الله من أجل حال عمران القطان، فإنه صدوق يهم كما في التقريب (ص 429: 5154)، وكذا "عمرو بن عاصم" فإنه صدوق في حفظه شيءكما في التقريب (ص 423: 5055). وأخرجه ابن حبّان في صحيحها "الإحسان" (11/ 448) كتاب (14) القضاء، باب ذكر مغفرة الله جل وعلا للحاكم على حكمه ما دام يتجنب الحيف والميل فيه (رقم 5062)، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قال: حدّثنا عمرو بن عاصم به مثله مختصرًا بلفظ: "إن الله مع القاضي ما لم يجر". وأخرجه البيهقي (10/ 88) كتاب آداب القاضي، باب فضل من ابتلي بشيء من الأعمال فقام فيه بالقسط وقضى بالحق قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو أحمد حمزة بن محمَّد بن العباس الفضل بن الحارث ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمَّد ثنا عمرو بن عاصم الكلابي به نحوه. وأخرجه ابن ماجه (2/ 775) كتاب (13) الأحكام باب (2) التغليظ في الحيف والرشوة (رقم 2312)، قال: حدّثنا أحمد بن سنان ثنا محمَّد بن بلال عن عمران القطان عن حسين يعني ابن عمران عن أبي إسحاق به مثله بلفظ: "إن الله مع القاضي =
= ما لم يجر، فإذا جار وكله إلى نفسه". وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 133)، في ترجمة "محمَّد بن بلال البصري" قال: أخبرنا ابن صاعد ثنا أحمد بن سنان به مثله ثم قال: قال ابن صاعد: رواه عمرو بن عاصم. عن عمران القطان فلم يذكر في إسناده حسينًا. قلت: ولم أجده في الجزء المطبوع من مسند عبد الله بن أبي أوفي لابن صاعد. ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 88)، قال: أخبرنا أبو سعيد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي أنبأ ابن صاعد به مثله. وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "مسانيد أبي يحيى فراس بن يحيى المكتب الكوفي" (ص 46: 11)، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمَّد بن حمزة حدّثنا محمود بن محمَّد المروزي حدّثنا علي بن حجر حدّثنا داود بن الزبرقان عن نضر عن فراس عن الشعبي عن عبد الله بن أبي أوفى فذكره. قلت: وهو ضعيف جدًا بهذا الإسناد من أجل حال "داود بن الزبرقان"، فإنه متروك، وكذبه الأزدي كما في التقريب (ص 198: 1785). وبالجملة، فالحديث ضعيف جدًا من جميع طرقه إلا من طريق عبد الله بن أبي أوفى فهو حسن إن شاء الله، وقد حسنه الألباني كذلك من هذه الطريق كما في صحيح سنن الترمذي (2/ 35: 1069)، وصحيح سنن ابن ماجه (2/ 33: 1870)، والله أعلم.
2175 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ثنا فَطَرٌ (¬1) عَنِ الذَّيَّال (¬2) بْنِ حَرْمَلَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ وَلِيَ عَلَى النَّاسِ فَاحْتَجَبَ عَنْهُمْ [عِنْدَ] (¬3) فَقْرِهِمْ وَحَاجَتِهِمْ احْتَجَبَ الله منه يَوْمَ الْقِيَامَةِ". قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْأَزْدِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول (¬4) ... فَذَكَرَ (هَذَا) (¬5) الْحَدِيثَ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: "إِنَّ أَبَا مَرْيَمَ هَذَا الْأَزْدِيُّ اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ". ¬
2175 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 127/ 1] وقال: "رواه مسدّد مرسلًا وأبو يعلى، وعبد بن حميد، وأحمد بن حنبل بإسناد حسن"، وذكر لفظه ثم قال: "وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس، والطبراني وغيره من حديث معاذ بن جبل". قلت: أما رواية مسدّد له مرسلًا فلم أعثر على من أخرجها غيره. وقد روى الحديث موصولًا من طريقين عن أبي مريم الأزدي "وهو عمرو بن مرة"، وروي كذلك من طريق أبي الشماخ الأزدي عن ابن عم له مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الطريق الأولى: رُوى بسند صحيح من حديث يزيد بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عن أبي مريم الأزدى أخرجه أبو داود في سننه (3/ 356) كتاب (14) =
= الخراج والإمارة والفيء، باب (13) فيما يلزم الإِمام من أمر الرعية والحجبة عنه (رقم 2948)، قال: حدّثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدّثنا يحيى بن حمزة حدثني ابن أبي مريم أن القاسم بن مخيمرة أخبره أن أبا مريم الأزدي أخبره قال: دخلت على معاوية فقال: ما أنعَمَنا بك أبا فلان -وهي كلمة تقولها العرب- فقلت: حديثًا سمعته أخبرك به، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من ولاه الله عزَّ وجلّ شيئًا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخَلَّتهم وفقرهم احتجب الله عنه دون حاجته وخَلَّته وفقره، قال: فجعل رجلًا على حوائج الناس". وأخرجه الترمذي في سننه (3/ 620) كتاب (13) الأحكام، باب (6) ما جاء في إمام الرعية (رقم 1323)، قال: حدّثنا علي بن حجر حدّثنا يحيى بن حمزة عن يزيد بن أبي مريم به نحوه. ثم قال: ويزيد بن أبي مريم شامي، وبُريد بن أبي مريم كوفي، وأبو مريم هو عمرو بن مرة الجهني. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 93) كتاب الأحكام، باب إن الله مع القاضي ما لم يجر، قال: حدّثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب أنبأ أبو عتبة محمَّد بن الفرج ثنا بقية بن الوليد عن يزيد بن أبي مريم به نحوه، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وإسناده شامي صحيح، ووافقه الذهبي. وذكر له شاهدًا صحيحًا بإسناد البصريين عن عمرو بن مرة وسيأتي. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 101) كتاب آداب القاضي، باب ما يستحب للقاضي من أن يقضي في موضع بارز للناس لا يكون دونه حجاب، وأن يكون متوسط المصر. قال: أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمَّد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمَّد بن مبارك ثنا صدقة ويحيى بن حمزة عن يزيد بن أبي مريم به نحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 331: 382)، قال: حدّثنا أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا هشام بن عمار (ح)، وحدثنا بكر بن سهل ثنا عبد الله بن يوسف قالا: =
= حدّثنا صدقة بن خالد ثنا يزيد بن أبي مريم (ح)، وحدثنا علي بن عبد العزيز ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عن يزيد بن أبي مريم به نحوه. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (7/ 437)، قال: قال هشام بن عمار: حدّثنا صدقة بن خالد القرشي قال: حدّثنا يزيد بن أبي مريم به نحوه. وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 206): "وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (19/ 84/ 1 - 2). الطريق الثانية: رُوي بسند ضعيف من حديث علي بن الحكم عن أبي الحسن الحمصي عن عمرو بن مرة. أخرجه الإِمام أحمد في المسند (4/ 231)، قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن علي بن الحكم قال: حدثني أبو حسن أن عمرو بن مرة قال لمعاوية: يا معاوية إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من إمام أو والٍ يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلَّة والمسكنة إلَّا أغلق الله عزَّ وجلَّ أبواب السماء دون حاجته وخلته ومسكنته، قال: فجعل معاوية رجلًا على الحوائج". وأخرجه عبد بن حميد "المنتخب" (1/ 258: 286)، قال: أخبرنا أبو عاصم أنبأنا سعيد بن زيد عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الحمصي به نحوه. ومن طريقه أخرجه الترمذي في سننه (3/ 619) كتاب (13) الأحكام، باب (6) ما جاء في إمام الرعية (رقم 1332)، قال: حدّثنا أحمد بن منيع به نحوه، ثم قال: قال أبو عيسى: حديث عمرو بن مرة حديث غريب، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه، وعمرو بن مرة يُكنى أبا مريم. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 94) كتاب الأحكام، باب إن الله مع القاضي ما لم يجر قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ أبو المثنى ثنا محمَّد بن عبد الله الخزاعي ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحكم به نحوه. وصححه ووافقه الذهبي. قال الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 205): "وذلك من أوهامهما فإن أبا الحسن هذا هو الجزري، وقد قال الذهبي نفسه في ترجمته في الميزان: "تفرد عنه =
= علي بن الحكم"، وقال الحافظ في التقريب: "مجهول". الطريق الثالثة: من حديث أبي الشماخ الأزدي عن ابن عمٍّ له مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. أخرجه أحمد في المسند (3/ 441، 480)، قال: ثنا معاوية بن عمرو أبو سعيد قالا: ثنا زائدة قال: ثنا السائب بن حبيش الكلاعي عن أبي الشماخ الأزدي عن ابن عم له مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أتى معاوية فدخل عليه فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: فذكره. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (13/ 368: 7378)، قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عن زائدة به نحوه، وزاد في آخره: "لا أدري من القائل: الأزدي لمعاوية أو معاوية للأزدي، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... ". قال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 178): "رواه أحمد، وأبو يعلى، وإسناد أحمد حسن". وقال الهيثمي في المجمع (5/ 210): "رواه أحمد، وأبو يعلى، وأبو الشماخ لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". قلت: هكذا ورد في المجمع: "أبو السماخ" بالسين المهملة، والصواب "أبو الشماخ" بالشين المعجمة، وهو مجهول، وبقية رجاله ثقات.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد الذي رواه به مسدّد ضعيف وله علتان: 1 - الإرسال. 2 - الجهالة في أحد رواته وهو الذيَّال بن حرملة. وهو صحيح بمجموع طرقه كما مضى في تخريجه، والله أعلم.
2176 - وقال أبو يعلى: حدّثنا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رضي الله عنها، قلت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا ابْتُلِيَ أَحَدُكُمْ بِالْقَضَاءِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يَقْضِي وَهُوَ غَضْبَانُ، وَلْيُسَوِّ بَيْنَهُمْ فِي الْمَجْلِسِ وَالنَّظَرِ وَالْإِشَارَةِ وَلَا يَرْفَعْ صَوْتَهُ عَلَى أَحَدِ الخصمين فوق الآخر".
2176 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 128/2] وقال: "رواه أبو يعلى، والدارقطني، والبيهقي. قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده في موضعين: الأول: (10/ 264: 5867)، قال: حدّثنا خالد بن مرداس حدّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا ابْتُلِيَ أَحَدُكُمْ بالقضاء بين المسلمين فلا يقض وهو غضبان، فليسو بينهم بالنظر والمجلس وَالْإِشَارَةِ، وَلَا يَرْفَعْ صَوْتَهُ عَلَى أَحَدِ الْخَصْمَيْنِ". الثاني: (12/ 356: 6924)، بالإسناد والمتن نفسه إلَّا أنه قال: "وليسو" بدل "فليسوا" وزاد في آخره "فوق الآخر". وقد تابع خالد بن مرداس في روايته، عن إسماعيل بن عياش كل من: 1 - بقية بن الوليد. 2 - وسليمان بن عبد الرحمن. 3 - وزهير بن معاوية. 1 - أما متابعة بقية بن الوليد: فأخرجها إسحاق بن راهويه في مسنده "كما في نصب الراية (4/ 73) " قال: أخبرنا بقية بن الوليد، عن إسماعيل بن عياش حدثني أبو بكر التيمي عن عطاء بن يسار، به مثله. =
= وأخرجها الطبراني في الكبير (23/ 386: 923)، قال: حدّثنا واثلة بن الحسين ثناكثير ابن عبيد ثنا بقية، به مثله. قال الألباني في إرواء الغليل (8/ 241): "وهذا إسناد رجاله ثقات لكن له علتان: الأولى: إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته، عن غير الشاميين وهذه منها، فإن أبا بكر هذا هو ابن المنكدر بن عبد الله بن الهدير التيمي المدني. والأخرى: بقية بن الوليد مدلس وقد عنعنه". 2 - وأما متابعة سليمان بن عبد الرحمن: فأخرجها الطبراني في الكبير (23/ 284: 620)، قال حدّثنا الحسن بن علي بن خلف ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كثير، عن سالم أبي عبدان، [هكذا في المطبوع، ولعل الصواب (عن أبي عبد الله) كما في بقية الطرق والروايات] عن عطاء بن يسار، به نحوه مختصرًا ولفظه "من ابتلي بالقضاء بين المسلمين فلا يقض وهو غضبان". 3 - وأما متابعة زهير بن معاوية: فأخرجها الطبراني في الكبير (23/ 284)، مفرقًا في حديثين: الأولى: (رقم 622)، قال: "حدّثنا علي بن عبد العزيز ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير عن عباد ابن كثير، به نحوه ولفظه "من ابتلي بالقضاء بين المسلمين فليعدل بينهم في لحظته واشارته ومقعده ومجلسه". والثاني: (رقم 623)، قال: "وبه قال: من ابتلي بالقضاء بين المسلمين فلا يرفع صوته على أحد الخصمين ما لا يرفع على الآخر". وأخرجه كذلك مفرقًا الدارقطني في سننه (4/ 205) كتاب الأقضية والأحكام وغير ذلك (رقم 10)، قال: "ونا أبو عبيدة القاسم بن إسماعيل المحاملي نا عبد الله بن محمَّد بن يحيى بن أبي بكير نا يحيى بن بكير نا زهير، به مثله. ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 135) كتاب آداب القاضي، باب إنصاف الخصمين في المدخل عليه والاستماع منهما ... قال: وأخبرنا =
= أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي ابن عمر الحافظ ثنا أو عبيد القاسم بن إسماعيل المحاملي، به مثله مفرقًا كذلك ثم قال: وهذا إسناد فيه ضعف. وأخرجه كذلك من طريق آخر قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن العباس والمؤدب ثنا عبد الله بن صالح المقرئ ثنا زهير بن معاوية أبو خيثمة، به نحوه. وأخرجه الخطيب البغدادي "تاريخ بغداد" (14/ 96)، قال: أخبرنا الحسين بن الحسن بن محمَّد بن القاسم المخزومي حدّثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدّثنا هيذام بن قتيبة حدّثنا عبد الله بن صالح العجلي حدّثنا زهيربن عباد "هكذا في المطبوع والصواب: زهير عن عباد"، به نحوه مختصرًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وفيه علتان: الأولى: في إسناده "أبو عبد الله المصري مولى إسماعيل بن عبيد" وهو مجهول. الثانية: في إسناده كذلك "عباد بن كثير" وهو متروك. إلَّا أن إسحاق بن راهويه أخرجه من طريق أخرى -كما في تخريجه- وهي كذلك ضعيفة وفيها علتان كما سبق. ويشهد لأوله حديث أبي بكرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا يحكم أحدكم بين اثنين وهو غضبان". أخرجه البخاري "الفتح" (13/ 146: 7158)، ومسلم (3/ 1342: 1717)، وأبو داود (4/ 16: 3589)، والنسائي (8/ 237: 5406)، والترمذي (3/ 620: 1334)، وقال هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة (2/ 776: 2316)، وأحمد (5/ 36، 38، 46، 54)، وأبو داود الطيالسي (ص 115: 860)، والحميدي (2/ 348: 792)، والبيهقي (10/ 105)، وابن حبّان "الإحسان" (11/ 450: 5063، 5064)، والطبراني في الصغير (2/ 33، =
= 34: 731)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 92: 629، 630)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 253: 997). ويشهد لآخره ما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قال للحارث بن الحكم لما جاء يخاصم: "قم فاجلس مع خصمتك فَإِنَّهَا سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "، وسيأتي الكلام عليه وعلى شواهده في الحديث (2182).
2177 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: "حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حُرَيزٍ (¬1)، عَنْ شُرَيْحٍ (¬2) أَنَّهُ كَانَ إِذَا غَضِبَ أَوْ جَاعَ قَامَ فَلَمْ يَقْضِ بين أحد". ¬
2177 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 27/1] وقال: "رواه مسدّد عن هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حُرَيزٍ عنه، به ومن طريق مسدّد رواه البيهقي". قلت: أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 106) كتاب آداب القاضي، باب لَا يَقْضِي الْقَاضِي إلَّا وَهُوَ شَبْعَانُ رَيَّانُ. قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك أنبأ حنبل بن إسحاق ثنا مسدّد، به مثله.
الحكم عليه: الأثر ضعيف بهذا الإسناد من أجل عنعنة هشيم بن بشير. ويشهد له حديث أبي بكرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا يحكم أحدكم بين اثنين وهو غضبان"، وقد سبق تخريجه في شواهد الحديث السابق (رقم 2176).
2178 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (¬1) الْعُمَرِيُّ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ معمر عن أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: "لَا يَقْضِي الْقَاضِي إلَّا وَهُوَ شَبْعَانُ ريّان". ¬
2178 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 127/ 1] وقال: "رواه الحارث بن أبي أسامة، والبيهقي في سننه". قلت: رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "البغية" (1/ 519) كتاب (12) الأحكام، باب (2) لَا يَقْضِي الْقَاضِي إلَّا وَهُوَ شَبْعَانُ رَيَّانُ (رقم 461)، قال: حدّثنا خالد بن خداش ثنا القاسم ابن عبد الله بن عمر العُمري ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"لَا يَقْضِي الْقَاضِي إلَّا وَهُوَ شبعان ريّان". وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 96) كتاب (15) الأحكام، باب (9) لا يحكم الحاكم إلَّا وهو شبعان (رقم 2154)، قال: حدّثنا عبيد الله بن محمَّد العمري ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويس ثنا القاسم بن عبد الله بن عمر، به مثله. ثم قال: لا يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا بهذا الإسناد تفرد، به القاسم. وأخرجه الدارقطني في سننه (4/ 206) كتاب في الأقضية والأحكام وغيرها (رقم 14)، قال: نا عبد الله بن أحمد بن ثابت البزّار نا القاسم بن عاصم نا موسى بن داود نا القاسم بن عبد الله العُمري، به مثله. وأخرجه البيهقي (10/ 105) كتاب آداب القاضي، باب لَا يَقْضِي الْقَاضِي إلَّا وَهُوَ شَبْعَانُ رَيَّانُ. والخطيب البغدادي في تاريخه (6/ 277)، في ترجمة "أبي إسحاق إسماعيل بن أسد". =
= قالا: أخبرنا أبو الفتح هلال بن جعفر الحفار قال البيهقي: ببغداد أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ثنا موسى بن داود، به مثله. وأخرجه البيهقي كذلك في الموطن السابق قال: وأنبا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا هشام بن علي ثنا كثير بن يحيى ثنا القاسم بن عبد الله العمري، به مثله. وأخرجه ابن عدي في الكامل في ترجمة القاسم بن عبد الله العُمري قال: حدّثنا حذيفة بن الحسن قال: أنا محمَّد بن إبراهيم أبو أمية ثنا موسى بن داود، به مثله، ثم قال: "ولا أعلم رواه عن أبي طوالة غير القاسم هذا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وله علتان: 1 - في إسناده القاسم بن عبد الله العمري وهو متروك. ولذا قال الهيثمي في المجمع (4/ 195): "وفيه القاسم بن عبد الله بن عمرو وهو متروك كذاب"، وقال الحافظ في التلخيص (4/ 189)، "وفيه القاسم العمري وهو متهم بالوضع". 2 - الجهالة في عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري. قال في "التعليق المغني" ... "وقال ابن القطان: عبد الله، وأبوه مجهولان، والقاسم بن عاصم مثلهما". قلت: أما عبد الله فليس بمجهول كما مر في ترجمته والجهالة في أبيه، والله أعلم.
2179 - وقال مسدد: حدثنا حماد بن زيد عن عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إِنَّ الْقَضَاءَ لَيْسَ بِحِسَابٍ تَحْسِبُهُ (¬1) وَلَكِنْ مِسْحَةٌ (¬2) تَمُرُّ عَلَى الْقَلْبِ". ¬
2179 - تخريجه: سقط هذا الأثر "مختصر الإتحاف" ولم أجد من أخرجه غير مسدّد كما ذكره المصنف هنا.
الحكم عليه: إسناده صحيح.
2180 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَإِنْ كَانَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ بِهِ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وَكَانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخْبَرَ بِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا فِي قَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخَذَ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عنهما اجتهد رأيه (¬2). ¬
2180 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 127/2] وقال: "رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر والحاكم وعنه البيهقي ورواته ثقات". قلت: أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 127) كتاب العلم، باب الناس كانوا لا يكذبون في عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: حدّثنا علي بن حمشاد ثنا محمَّد بن عيسى بن السكن الواسطي ثنا عمرو بن عون ثنا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قال: "كان ابن عباس إذا سئل عن شيء فكان في كتاب الله قال به فإن لم يكن في كتاب الله، وكان من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه شيء قال به فإن لم يكن عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيه شيء قال بما قال، به أبو بكر وعمر، فإن لم يكن لأبي بكر، وعمر فيه شيء قال برأيه" ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وفيه توقيف ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 115) كتاب آداب القاضي، باب ما يقضي به القاضي ويفتي به المفتي فإنه غير جائز له أن يقلد أحدًا من أهل دهره ولا أن يحكم أو يفتي بالإستحسان. قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب أنبأ محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب قال: سمعت سفيان، به نحوه.
الحكم عليه: الأثر إسناده صحيح، والله أعلم.
2 - باب الزجر عن إكرام أحد الخصمين [و] عن المخاصمة بغير حق
2 - باب الزجر عن إكرام أحد الخصمين [و] (¬1) عن الْمُخَاصَمَةِ بِغَيْرِ حَقٍّ 2181 - قَالَ إِسْحَاقُ (¬2): أَخْبَرَنَا محمَّد بْنُ الْفَضْلِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ فَنَزَلَ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَضَافَهُ فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُخَاصِمَ. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَحَوَّلْ فَإِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "نَهَانَا أَنْ نُضَيَّفَ الْخَصْمَ إلَّا وَمَعَهُ خصمه". ¬
2181 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 128/ 2)، وقال: "رواه إسحاق بن راهويه". قلت: ولم أجده في المطبوع من مسند إسحاق. وقد أخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (8/ 300)، باب عدل القاضي في مجلسه (رقم 15290)، قال: أخبرنا يحيى بن العلاء، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "نزل على عليّ بن أبي طالب ضيف فكان عنده أيامًا فأتى في خصومة، فقال له عليّ: أخصم أنت؟ قال: نعم. قال: فارتحل منا، فإنا نهينا أن ننزل خصمًا إلَّا مع خصمه". وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 137) كتاب آداب القاضي، باب لا =
= ينبغي للقاضي أن يضيف الخصم إلَّا وخصمه معه. قال: أخبرنا أبو علي الروذباري ثنا عبد الله بن عمر بن شوذب الواسطي ثنا شعيب بن أيوب ثنا إسماعيل بن عبد الله بن بشر عن إسماعيل بن مسلم به نحوه. وقال: تابعه أبو معاوية، وغيره عن إسماعيل بمعناه هكذا. قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (4/ 193)، عن إسناد البيهقي: "إسناد ضعيف من منقطع". قلت: وقد رواه أيضًا بإسناد متصل قال: أخبرنا الشريف أبو الفتح العمري أنبأ عبد الرحمن الشريحي ثنا أبو القاسم البغوي ثنا محمَّد بن بكار ثنا قيس بن الربيع عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: حدّثنا رجل نزل على عليّ رضي الله عنه بالكوفة فأقام عنده أيامًا ثم ذكر خصومة له. فَقَالَ لَهُ علىَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَحَوَّلْ عن منزلي فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهى أن ينزل الخصم إلَّا وخصمه معه". قال الحافظ في التلخيص (193/ 4): "رواه ابن خزيمة في صحيحه عن موسى بن سهل الرملي، عن محمَّد بن عبد العزيز الرملي عن القاسم بن غصن عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ علي قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يضيف الخصم إلا وخصمه معه". قلت: وذكر البيهقي في السنن الكبرى (11/ 137) أنه قرأه في كتاب ابن خزيمة. وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 96) كتاب (15) الأحكام، باب (10) النهي عن إكرام أحد الخصمين (رقم 2155)، قال: حدّثنا علي بن سعيد الرازي ثنا موسى بن سهل الرازي به نحوه. وقال: لم يروه عن داود إلَّا القاسم. تفرد به محمَّد بن عبد العزيز. قال الحافظ في التلخيص (4/ 193): "والقاسم بن غصن مضعف".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان: =
= 1 - الانقطاع، فإن الحسن البصري لم يصح له سماع من علي رضي الله عنه. 2 - أن في إسناده إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف. ويشهد له بقية الروايات المذكورة في تخريجه وهي: 1 - رواية البيهقي الموصولة وهي ضعيفة أيضًا , لأنها من طريق إسماعيل بن مسلم أيضًا ولجهالة الرجل الذي روى عنه الحسن البصري. 2 - ورواية ابن خزيمة والطبراني ورجالها ثقات غير القاسم بن غصن، وهو ضعيف ضعفه أبو حاتم، وأبو زرعة وغيرهم. والخلاصة: أن الأثر بهذه الطرق يرتفع إلى درجة الحسن لغيره والله أعلم.
2182 - وقال الحارث حدثنا محمَّد بن عمر ثنا محمَّد بْنُ نُعَيْمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْضِي فَجَاءَ الْحَارِثُ بْنُ الْحَكَمِ (¬1) فَجَلَسَ عَلَى وِسَادَتِهِ الَّتِي يتكيء عَلَيْهَا. قَالَ: فَظَنَّ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّهُ جَاءَ لِحَاجَةٍ غَيْرِ الْحُكْمِ، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ: مَا لَكَ؟ قَالَ (¬2): اسْتَأْدَى (¬3) (¬4) عليَّ الْحَارِثِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: قُمْ فَاجْلِسْ مَعَ خَصْمِكَ فَإِنَّهَا سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ -صَلَّى الله عليه وسلم-. ¬
2182 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 128/ 2)، وقال: "رواه الحارث عن الواقدى وهو ضعيف". قلت: أخرجه الحارث بن أبي أسامة "البغية" (1/ 518) كتاب (12) الأحكام، باب (1) التسوية بين الخصمين (رقم 460)، قال: حدثنا محمَّد بن عمر ثنا محمَّد بن نُعَيْمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقْضِي فَجَاءَ الْحَارِثُ بْنُ الْحَكَمِ فَجَلَسَ عَلَى وسادته التي يتكيء عليها، فَظَنَّ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّهُ جَاءَ لِحَاجَةٍ غَيْرِ الْحُكْمِ، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ أبي هريرة، فقال له: مالك؟ قَالَ: اسْتَأْدَى عَلَى الْحَارِثِ. فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: قُمْ فَاجْلِسْ مَعَ خَصْمِكَ فَإِنَّهَا سُنَّةُ أبي القاسم -صلى الله عليه وسلم- ".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف جدًا وله علتان: 1 - في إسناده الواقدي وهو متروك. 2 - في إسناده محمَّد بن نُعيم المُجْمِر، وهو مجهول الحال. =
= وقد ورد الأمر بالعدل بين الخصوم في أحاديث أخرى تغني عن هذا الحديث لشدة ضعفه ومنها: 1 - حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: "قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن الخصمين يقعدان بين يدي الحكم". أخرجه أبو داود (4/ 16) كتاب (18) الأقضية، باب (8) كيف يجلس الخصماء بين يدي القاضي (رقم 3588)، قال: حدّثنا أحمد بن منيع حدّثنا عبد الله بن المبارك حدّثنا مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير فذكره، ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 135)، كتاب آداب القاضي، باب إنصاف الخصمين في المدخل عليه ... قال: أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمَّد بن بكر ثنا أبو داود به مثله. وأخرجه أحمد في المسند (4/ 4)، قال: حدّثنا خلف بن الوليد ثنا عبد الله بن المبارك به مثله وفيه قصة. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 94)، كتاب الأحكام، باب الخصمان يقعدان بين يدي الحاكم قال: أخبرني الحسن بن حكيم المروزي أنبأ أبو الوجه أنبأ عبدان أخبرني مصعب بن ثابت به مثله وذكر القصة أيضًا. قلت: وفي إسناده "مصعب بن ثابت" وهو ضعيف، وبه أعله الحافظ ابن حجركما في التلخيص (4/ 193). 2 - حديث أم سلمة رضي الله عنها: "من ابتلي بالقضاء بين المسلمين فليعدل بينهم في لحظه واشارته ومقعده ومجلسه، ولا يرفع صوته على أحد الخصمين ما لا يرفع على الآخر". أخرجه الدارقطني، والطبراني، والبيهقي، وأبو يعلى، وإسحاق بن راهويه، وقد تقدم الكلام عليه (رقم 2176).
2183 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَمْرِو [بْنِ أَبِي عَمْرٍو] (¬1) عَنِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ شَدَّ عَلَى غَفْلَةٍ (¬2) مُخَاصِمٌ (¬3) بِغَيْرِ عِلْمٍ بِخُصُومَتِهِ (¬4) لَمْ يَزَلْ (¬5) في سخط الله تعالى حتى ينزع". ¬
2183 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 128/ 2)، وقال:"رواه أبو بكر بن أبي شيبة". ولم أجده في مصنفه وقد جعله البوصيري عن "المطلب بن أبي وداعه"، والذي يظهر أنه وهم وأن الصواب "المطلب بن عبد الله بن حنطب" لأنه مولى "عمرو بن أبي عمرو"، وهذا الأخير إنما يروي عن مولاه، ولم أجد ما يدل على روايته عن المطلب بن أبي وداعه، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث رجاله ثقات غير "عمرو بن أبي عمرو" فهو صدوق حسن الحديث، ولكنه مرسل. والحديث له شواهد منها: 1 - حديث ابن عمر "من أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله عزَّ وجلَّ". أخرجه أبو داود في سننه (4/ 23: 3598)، قال: حدّثنا علي بن الحسين بن إبراهيم حدّثنا عمر بن يونس حدّثنا عاصم بن محمَّد بن زيد العمري حدثني المثنى بن =
= يزيد عن مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر فذكره. قلت: وفي إسناده مطر الوراق وهو صدوق كثير الخطأ كما في التقريب (ص 534: 6699)، والمثنى بن يزيد وهو مجهول كما في التقريب (ص 519: 6474). وتابع المثنى في الرواية عن مطر الوراق حسين المعلم. أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 778: 2320)، قال: حدّثنا محمد بن ثعلبة بن سواء حدثني عمي محمد بن سواء عن حسين المعلم، عن مطر الوراق به نحوه. والحديث له طرق أخرى عن ابن عمر يرتقى بمجموعها إلى درجة الصحة. والله أعلم. 2 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-:"من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في ملكه، ومن أعان على خصومة لا يعلم أحق أو باطل فهو في سخط الله حتى بنزع ... الحديث". أخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 105: 2171)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 60)، والخرائطي في مساوى الأخلاق (304: 682)، كلهم من طريق رجاء أبي يحيى صاحب السقط عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة. وقال الطبراني: "لم يروه عن يحيى عن أبي سلمة إلَّا رجاء"، وقال العقيلي: "وهذا الحديث يروى بأسانيد مختلفة صالحة من غير هذا الطريق". قلت: لعله يقصد طريق ابن عمر السابقة. وأما طريق أبي هريرة هذه فضعيفة لضعف رجاء بن صبَيح الحَرَشي. انظر التقريب (ص 208: 1926). وقال الهيثمي في المجمع (4/ 206): "رواه الطبراني في الأوسط وفيه رجاء السقطي ضعفه ابن معين ووثقه ابن حبّان".
3 - باب كراهية الأجر على الحكم
3 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْأَجْرِ عَلَى الْحُكْمِ 2184 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَسَمَ قَسْمًا فَدَعَا رَجُلًا يَحْسِبُ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالُوا: أَعْطِهِ. قَالَ: إِنْ شَاءَ وَهُوَ سُحْتٌ (¬1). ¬
2184 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 129/ 2)، وقال: "رواه مسدّد، والبيهقي في الكبرى"، وضعفه بموسى بن طريف. قلت: أخرجه سعيد بن منصور في سننه (4/ 1473: 742)، قال: حدّثنا سفيان عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُوسَى بن طريف، عن أبيه أن عليًا رضي الله عنه قسم شيئًا، فدعا رجلًا يحسب فقيل له: "لو أعطيته شيئًا، قال: إن شاء وهو سحت". ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 132) كتاب آداب القاضي، باب ما جاء في أجر القسام، قال: أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي حدّثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد ابن منصور به مثله. وأخرجه عبد الرزاق في المصنّف (8/ 115)، كتاب البيوع، باب الأجر على تعليم الغلمان وقسمة الأموال (رقم 14539)، قال: أخبرنا ابن عيينة به نحوه. =
= وقد تابع الأعمشُ عبدَ العزيز بن رفيع في روايته عن موسى بن طريف. أخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (8/ 115: 14537)، قال: عن الثوري، عن الأعمش، عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مر عليّ برجل يحسب بين قوم بأجر فقال له علي: إنما تأكل سحتًا. وخالف أبو بكر بن عياش سفيان بن عيينة، فرواه عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُوسَى بن طريف، عن علي، وأسقط "طريف الأسدي" من الإسناد. أخرجه الشافعي في الأم (7/ 178)، قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُوسَى بن طريف الأسدي قال: "دخل عليّ رضي الله عنه بيت المال فأضرط به فقال: لا أمسية وفيك درهم فأمر رجلًا من بني أسد فقسمه إلى الليل فقال الناس: لو عوضته. فقال: إن شاء الله، ولكنه سحت". وأضرط به، أي: استخف به وسخر منه. ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 132)، كتاب آداب القاضي، باب ما جاء في أجر القسام قال: أخبرنا أبوسعيد بن أبي عمر ثنا أبو العباس الأصم أنبأ أبو الربيع قال: قال الشافعي رحمه الله حكايته عن أبي بكر بن عياش فذكره. ثم قال: "إسناده ضعيف موسى بن طريف لا يحتج به". وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنّفه (4/ 475) كتاب البيوع والأقضية باب (313) في أجر القسام (رقم 22262)، قال: حدّثنا أبو بكر بن عياش به نحوه وزاد، فقال أي الرجل: "لا حاجة لنا في سحتكم". قلت: ورواية سفيان بن عيينة أرجح لأن أبا بكر بن عياش مع كونه ثقة إلا أنه لما كبر ساء حفظه، والله أعلم.
الحكم عليه: الأثر إسناده ضعيف جدًا ومتنه منكر، أما شدة ضعف إسناده فلأن فيه علتان: 1 - أن فيه موسى بن طريف، وهو متروك. 2 - وفيه "طريف الأسدي" وهو مجهول. =
= أما نكارة متنه، فلأنه لا يتصور من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن يعطى السحت، ولذا قال الشافعي في الأم (7/ 165): "لا يحل لأحد أن يعطي السحت، كما لا يحل لأحد أن يأخذه ولا نرى عليًّا رضي الله عنه يعطي شيئًا يراه سحتًا إن شاء الله تعالى".
4 - باب ذم الرشوة
4 - بَابُ ذَمِّ الرِّشْوَةِ 2185 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدّثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ معن الْمُجَاشِعِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الطلحي، عن رجل من المهاجرين قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الراشي والمرتشي في النار".
2185 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 128)، وقال: "رواه أحمد بن منيع". ولم أجده بهذا الإسناد عند غيره وورد من طرق أخرى يأتي ذكرها.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفي إسناده ثلاثة رواة لا يعرفون. وقد ورد الحديث من طريقين: أحدهما ضعيفة عن عبد الله بن عمرو، والأخرى لا تصح عن عبد الرحمن بن عوف. 1 - أما طريق عبد الله بن عمرو فأخرجها الطبراني في الصغير (3/ 29: 2047)، وانظر الروض الداني (12/ 57: 58)، قال: حدّثنا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي حدّثنا علي بن بحر بن بَرِّي، حدّثنا هشام بن يوسف الصنعاني، أنبأنا ابن جريج عن ابن أبي ذئب، عن الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُباب، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ في النار". قال الطبراني: "لم يروه عن ابن جريج إلَّا هشام بن يوسف تفرد به علي بن بحر". =
= قال الهيثمي في المجمع (4/ 199): "رجاله ثقات". وقال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 180): "رواه الطبراني ورواته ثقات معروفون ... ". قلت: 1 - في إسناده الحارث بن عبد الرحمن. قال ابن حجر في التقريب (ص 146: 1031): "صدوق". وقوله هنا "ابن أبي ذباب" وهم، فإن الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ آخر، غير الحارث بن عبد الرحمن القرشي العامري الذي هو خال ابن أبي ذئب. 2 - وكذا في إسناده أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي، ترجم له ابن حجر في لسان الميزان (1/ 184،) فقال: وهو من شيوخ الطبراني، وقد أورد له في معجمه الصغير حديثًا غريبًا جدًا". 3 - وفي إسناده "ابن جريج" وهو ثقة فاضل ولكن روايته لهذا الحديث معلولة بأمرين: (أ) أنه عنعنه، وهو من الطبقة الثالثة من المدلسين الذين لا يقبل من حديثهم إلَّا ما صرحوا فيه السماع. انظر تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس (ص 141: 83). (ب) مخالفته في متن الحديث لرواية الثقات الأثبات عن ابن أبي ذئب. فرواية ابن جريج كما سبق بلفظ "الراشي والمرتشي في النار". ورواه غيره بلفظ "لعن الله الراشي والمرتشي". والذين رووه بهذا اللفظ هم أبو داود الطيالسي، وعلي بن الجعد، وأحمد بن يونس، ووكيع، وعبد الله بن مسلمة، والقعنبي، وعبد الله بن وهب، وأبو عامر العقدي، وأبو نعيم، وحجاج بن محمَّد الأعور، وعبد الملك بن عمر، وعبد الرحمن بن إسحاق، ويحيى القطان، وأبو أحمد الزبيري، ورواياتهم كالآتي: =
= 1 - رواية أبي داود الطيالسي: فهي في مسنده (300: 2276)، قال: حدّثنا ابن أبي ذئب قال: حدثني خالي الحارث بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو قَالَ: "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الراشي والمرتشي". ومن طريقه أخرجه وكيع في أخبار القضاة (1/ 46) باب ما جاء في الرشوة في الحكم قال: أخبرنا أحمد بن منصور بن سيار الرمادي قال: حدّثنا أبو داود الطيالسي به مثله. وكذا أخرجه من طريقه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 138) كتاب آداب القاضي، باب التشديد في أخذ الرشوة وفي إعطائها على إبطال حق، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود وبه مثله. 2 - وأمَّا رواية علي بن الجعد: فهي في مسنده (2/ 991: 2864)، قال: أنا ابن أبي ذئب به نحوه بلفظ "لعنة الله على الراشي والمرتشي". ومن طريقه أخرجها البغوي في شرح السنة (10/ 87: 2493)، قال: أخبرنا عبد الواحد ابن أحمد المليحي قال: أنبأنا أبو محمَّد عبد الرحمن بن أبي شريح قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز البغوي قال: أنبأ علي بن الجعد به مثله. 3 - وأما رواية أحمد بن يونس: فأخرجها أبو داود في سننه (4/ 9) كتاب (18) الأقضية، باب (4) في كراهية الرشوة (رقم 3580)، قال: حدّثنا أحمد بن يونس به مثله بلفظ "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الراشي والمرتشي". 4 - وأخرجها الحاكم في المستدرك، مع رواية القعنبي (4/ 102) كتاب الأحكام، باب لعن رسول الله الراشي والمرتشي. قال: أخبرنا أبو العباس محمَّد بن أحمد المجنوبي ثنا أحمد بن سيار ثنا القعنبي، وأحمد بن يونس به مثله. وقال: حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. =
= 5 - رواية وكيع: أخرجها الإِمام أحمد في مسنده (2/ 164)، قال: ثنا وكيع ثنا ابن أبي وثب به مثله. وأخرجها ابن ماجه في سننه (2/ 775) كتاب (13) الأحكام باب (2) التغليظ في الحيف والرشوة (رقم 2313)، قال: حدّثنا علي بن محمَّد ثنا وكيع به نحوه بلفظ "لعنة الله ... الحديث" وأخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 457) كتاب البيوع والأقضية، باب (273) الراشي والمرتشي (رقم 22092)، قال: ثنا وكيع ثنا ابن أبي ذئب به مثله. 6 - رواية عبد الله بن وهب: أخرجها الطحاوي في شرح مشكل الآثار (14/ 334) باب (905) بيان مشكل ما روى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من لعنة الرائش أو الراشي مع لعنه الراشي والمرتشي (رقم 5657)، قال: حدّثنا يونس أخبرنا ابن وهب به مثله. 7 - رواية أبي عامر العقدي: أخرجها الترمذي في سننه (3/ 622) كتاب (13) الأحكام، باب (9) ما جاء في الراشي والمرتشي في الحكم (رقم 1337)، قال: حدّثنا أبو موسى محمَّد بن المثنى: حدّثنا أبو عامر العقدي به مثله، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وقال الترمذي في التعليق على الحديث الذي قبله: "وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن -أي الدارمي- يقول: حديث أبي سلمة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أحسن شيء في الباب وأصح". وأخرجها الطحاوي في شرح مشكل الآثار في الموطن السابق (برقم 5658)، قال: حدّثنا إبراهيم بن مرزوق حدّثنا أبو عامر العقدي به مثله. 8 - رواية أبي نعيم: أخرجها أحمد في المسند (2/ 212)، قال: حدّثنا أبو نعيم ثنا ابن أبي ذئب به مثله. وأخرجها ابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (رقم 586)، قال: حدّثنا محمَّد بن يحيى ثنا أبو نعيم به مثله. 9 - رواية حجاج بن محمَّد الأعور: أخرجها أحمد في المسند (2/ 190)، =
= قال: ثنا حجاج ثنا ابن أبي ذئب، ويزيد به مثله. غير أن ابن أبي ذئب قَالَ: "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الراشي والمرتشي"، وقال يزيد: "لعنة الله على الراشي والمرتشي". 10 - رواية عبد الملك بن عمر: أخرجها أحمد في المسند (2/ 194)، قال: حدّثنا عبد الملك ابن عمر ثنا ابن أبي ذئب به مثله. 11 - رواية عبد الرحمن بن إسحاق: أخرجها وكيع في "أخبار القضاة" (1/ 46) باب ما جاء في الرشوة في الحكم قال: حدثني أبي رحمه الله، قال: حدّثنا أحمد بن المقدام قال: حدّثنا يزيد بن زريع قال: حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن ابن أبي ذئب به مثله. 12 - رواية يحيى القطان: أخرجها ابن حبّان في صحيحه (11/ 468) كتاب (14) القضاء، باب (1) الرشوة (رقم 5077)، قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدّثنا القواريري قال: حدّثنا يحيى القطان عن ابن أبي ذئب مثله. 13 - رواية أبي أحمد الزبيري: أخرجها وكيع في "أخبار القضاة" في المكان السابق قال: وحدثنا العباس بن محمَّد الدوري قال: حدّثنا أبو أحمد الزبيري عن ابن أبي ذئب به مثله. وعليه فرواية ابن جريج لهذا الحديث بهذا اللفظ شاذة، والله أعلم. والصحيح ما رواه الثقات بلفظ "لعن الله الراشي والمرتشي"، والله أعلم. 2 - وأما طريق عبد الرحمن بن عوف: فأخرجها البزّار في مسنده "البحر الزخار" (3/ 247: 1037)، قال: حدّثنا الوليد بن عمرو بن سكين قال: نا يعقوب بن إسحاق قال: حدثني عمر بن حفص المدني قال: نا الحسن بن عثمان بن عبد الرحمن بن عوف عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "الراشي والمرتشي في النار". قال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الرحمن بن عوف إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد قال فيه عمر بن أبي سلمة عن أبيه، عن أبي هريرة. وقال ابن أبي ذئب، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سلمة، عن عبد الله بن عمرو. =
= وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة" (1/ 47) باب ما جاء في الرشوة. قال: أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدّثنا أبو داود الطيالسي. قال: حدّثنا حفص المدني قال: حدّثنا الحسن ابن عطاء عن أبي سلمة قال حدثني أبي فذكره. ثم قال: حدثنيه الحسن بن علي بن بشر الصوفي قال: حدّثنا سعيد بن محمَّد الجرمي قال: حدّثنا أبو عبيدة الحداد قال: حدّثنا عمر أبو حفص المدني قال: حدثني الحسين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عوف [هكذا في المطبوع والصواب- الحسن] عن أبي سلمة قال: سمعت أن عبد الرحمن بن عوف يقول: فذكره. ثم قال: "قال أبو بكر: الذي قاله أبو عبيدة الحداد هو الصواب، وأبو داود الطيالسي خلط فيه ولم يقمه". وقال الدارقطني في العلل (4/ 274): "يرويه الحسن بن عطاء، وقيل: هو الحسن بن أخي أبي سلمة عن أبي سلمة، عن أبيه". قلت: والثاني هو الصواب. وقد أورد وكيع في أخبار القضاة (1/ 48) ما يشهد لذلك ثم قال: "وقول أبي داود: الحسين [هكذا في المطبوع والصواب الحسن] ابن عطاء سهو, لأن حسين بن عطاء بن يسار ليس بينه وبين أبي سلمة بن عبد الرحمن نسب". قلت: وهذا الحديث اختلف فيه على أبي سلمة، فرواه الحسن بن عثمان بن عبد الرحمن ابن عوف عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبيه عبد الرحمن بن عوف، كما أخرجه البزّار ووكيع. وخالفه الحارث بن عبد الرحمن فرواه عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو، وقد مضى تخريجه مفصلًا، وما رواه الحارث هو الصحيح، والله أعلم. قال الترمذي في السنن (3/ 622): "وقد رُوي هذا الحديث عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم-، وروى عن أبي سلمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ولا يصح". وقال الدارقطني في العلل، بعد أن ذكر الخلاف (4/ 275) "وهو أشبه =
= بالصواب"، أي رواية الحارث عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو. وقال وكيع في أخبار القضاة (1/ 48): "وقول أبي سلمة: سمعت أبي، غلط , لأن الحافظ وأصحاب الحديث ذكروا أن أبا سلمة لم يسمع من أبيه، وأن عبد الرحمن مات وأبو سلمة ذو أربع سنين"، ثم قال عن رواية أبي سلمة عبد الله بن عمرو: "وهو أشبه الأقاويل بالصواب". وعلى هذا فقوله "الراشي والمرتشي في النار" لا يثبت من طريق صحيح، وإنما الثابت هو اللعنة لهما، والله أعلم.
2186 - [1] قَالَ (¬1): وَحَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ محمَّد بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ". [2] رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ (¬2). وَقَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، إلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ (¬3)، تَفَرَّدَ بِهِ إسحاق بن يحيى وهو لين. ¬
2186 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 128/2)، وقال: "رواه البزّار، وأحمد بن منيع، وعنه أبو يعلى، ومدار الإسناد على إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو ضعيف". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (8/ 74: 4601)، قال: حدّثنا أحمد بن منيع حدّثنا مروان ابن مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بكر بن حزم، عن عمرة، عن عائشة قَالَتْ: "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الراشي والمرتشي". وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة" (1/ 46) باب ما جاء في الرشوة قال: أخبرني أبو بكر بن الحسن قال: حدّثنا دُحيم، قال: حدّثنا مروان بن معاوية به مثله. إلَّا أن مروان صرّح بالتحديث. وتابع مروان بن معاوية في الرواية عن إسحاق محمَّد بن خالد بن عثمة. أخرجه البزّار "كشف الأستار" (2/ 125) كتاب الأحكام، باب ما جاء في الرشا (رقم 1354)، قال: حدّثنا العباس بن الفرج ثنا محمد بن خالد بن عَثَمَة ثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة به مثله. ثم قال "لا نعلمه عن عائشة إلَّا من هذا الوجه، تفرد به إسحاق وهو لين الحديث، وقد روى عنه ابن المبارك وغيره". =
= وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة" (1/ 45)، قال: أخبرني محمَّد بن عبد الله بن موسى العامري قال: أنبأنا محمَّد بن خالد بن عتبة [هكذا في المطبوع والصواب عَثَمَة] قال أنبأنا إسحاق بن يحيى ابن طلحة به مثله وزاد "في الحكم".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - عنعنة مروان بن معاوية، وهو مدلس من المرتبة الثالثة، وهذه العلة قد زالت بتصريحه بالتحديث كما أخرجه وكيع في "أخبار القضاة" (1/ 46). 2 - في إسناده "إسحاق بن يحيى بن طلحة"، وهو ضعيف. ولكن ضعف الحديث يزول وينجبر بشواهده ومنها: 1 - حديث عبد الله بن عمر قَالَ: "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الراشي والمرتشي" وهو صحيح وقد مضى تخريجه في شواهد الحديث (رقم 2185). 2 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم"، ومداره على عمر بن أبي سلمة، وهو صدوق يخطئ كما في التقريب (ص 413: 4910). فالحديث حسن، أخرجه أحمد في المسند (2/ 387، 388)، والترمذي في سننه (3/ 622: 1336)، وقال: حسن صحيح. والحاكم في المستدرك (4/ 103)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (11/ 467: 5076)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (2/ 171: 585)، والطحاوي في مشكل الآثار (14/ 337: 5662)، والخطيب البغدادي في تاريخه (10/ 254)، وابن عدي في الكامل (5/ 40)، ووكيع في "أخبار القضاة" (1/ 47). 3 - حديث ثوبان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الراشي والمرتشي، والرائش الذي يمشي بينهما". وهو ضعيف لأن في إسناده أبو الخطاب وهو مجهول، وليث بن أبي سليم قال الحافظ: "صدوق اختلط ولم يتميز حديثه فترك". أخرجه أحمد (5/ 279)، والحاكم في المستدرك (4/ 103)، وقال: إنما =
= ذكرت عمر بن أبي سلمة، وليث بن سليم في الشواهد لا في الأصول، والبزار "كشف الأستار" (2/ 124: 1253)، وقال: "الرائش لا نعلمها إلَّا من هذا الطريق، وإنما يرويه ليث بن أبي سليم عن أبي زرعة، عن أبي إدريس، وقد أدخل ذؤاد بن علبة بينه وبين أبي زرعة رجلًا، فذكره عن أبي الخطاب، وأبو الخطاب فليس بالمعروف إلَّا أنه قد روى عنه ليث غير حديث"، وأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 93: 1415)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (14/ 332: 5655، 5656)، ووكيع في "أخبار القضاة" (1/ 49). 4 - حديث أم سلمة رضي الله عنها، "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لعن الراشي والمرتشي في الحكم". قال الهيثمي في المجمع (4/ 199): "ورجاله ثقات". وقال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 180): "رواه الطبراني بإسناد جيد". أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 398: 951)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (14/ 335: 5659)، ووكيع في أخبار القضاة (1/ 49).
2187 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ فِطْرٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: "إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَبْدَ اللَّهَ عَنِ السُّحْتِ (¬1)؟ قَالَ: الرُّشَا، قَالَ: فَالْجَوْرُ فِي الْحُكْمِ؟ قَالَ: ذَاكَ الْكُفْرُ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد ثَنَا عُثْمَانُ (¬2) بْنُ عُمَرَ ثَنَا فِطْرٌ بِهَذَا , وَلَفْظُهُ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: "مَا السحت؟ قال: الرشا قال: فالجور في الحكم؟ قَالَ ذَاكَ الْكُفْرُ. [ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)} (¬3)] (¬4). تابعه شعبة عن منصور أخرجه الحاكم (¬5). ¬
2187 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 128/1)، وقال: "رواه مسدّد، وأبو يعلى، والطبراني موقوفًا بإسناد صحيح ... ". أخرجه أبو يعلى في مسنده (9/ 173: 5266)، قال: حدثني محمَّد حدّثنا عثمان بن عمر حدّثنا فطر بن خليفة عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عن مسروق قال: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ رجل: ما السحت؟ قال: الرشا، فقال: فِي الْحُكْمِ؟ قَالَ: ذَاكَ الْكُفْرُ ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)}. وأخرجه البيهقي في سننه (10/ 139) كتاب آداب القاضي، باب التشديد في أخذ الرشوة وفي إعطائها على إبطال حق. قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر =
= القاضي قالا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا مكي بن إبراهيم ثنا فطر به نحوه. وأخرجه وكيع في أخبار القضاة (1/ 52): "قال: أخبرنا حميد بن الربيع قال حدّثنا يحيى بن آدم عن فطر بن خليفة به نحوه إلَّا أنه أسقط "منصورًا" من إسناده، ولم يذكر الآية. وتابع فطر بن خليفة في الرواية عن منصور كل من: 1 - شعبة. 2 - وجرير. 3 - ومعمر والثوري. 1 - أما متابعة شعبة فأخرجها البيهقي في سننه (10/ 179)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأ عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي ثنا شعبة به نحوه بلفظ "سألت عبد الله- يعني ابن مسعود عن السحت، فقال: الرشا، وسألته عن الجور في الحكم، قال: ذلك الكفر". وأخرجها وكيع في "أخبار القضاة" (1/ 52)، قال: "أخبرني حميد بن الربيع قال: حدّثنا علي ابن عاصم قال: حدّثنا شعبة به نحوه. ولكن جعله من قول ابن مسعود ولفظه "الهدية على الحكم كفر وهي فيما بينكم سحت". وأخرجها ابن بطة في "الإبانة" (2/ 737: 1013)، قال: حدّثنا إسحاق الكاذي قال: حدّثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: حدّثنا محمَّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة به نحوه. وأخرجها ابن جرير الطبري في تفسيره (4/ 579, 580: 11952، 11954، 11956). قال: حدّثنا سفيان قال: حدثني غندر ووهب بن جرير. قال: وحدثنا محمَّد بن المثنى قال: حدّثنا محمَّد بن جعفر، وقال: حدّثنا سوار قال حدّثنا بشر بن المفضل، أربعتهم عن شعبة به نحوه مختصرًا إلَّا أن بشرًا قال: عن منصور وسليمان الأعمش. =
= 2 - وأما متابعة جرير، فأخرجها الطبري في تفسيره (4/ 581: 11974)، قال: حدّثنا ابن حميد حدّثنا جرير عن منصور به نحوه، وزاد أنه قَرَأَ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)} [المائدة: 44] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)} [المائدة: 45] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)} [المائدة: 47]. 3 - وأما متابعة معمر، والثوري، فأخرجها عبد الرزاق في مصنفه (8/ 147، 148) باب الهدية للأمراء والذي يشفع عنده (رقم 14664)، قال: أخبرنا معمر، والثوري عن منصور به نحوه وفيه قصة. وتابع منصورًا في الرواية عن سالم كل من: 1 - سلمة بن كهيل. 2 - حكيم بن جبير. 3 - عمّار الدهني. 1 - أما متابعة سلمة بن كهيل فأخرجها الطبري في تفسيره (4/ 579: 11951)، قال: حدّثنا سفيان بن وكيع وواصل بن عبد الأعلى قالا: حدّثنا ابن فضيل عن الأعمش، عن سلمة ابن كهيل، عن سالم بن أبي الجعد قال: قيل عبد الله: ما السحت؟ قال: الرشوة. قالوا: في الحكم؟ قال: ذاك الكفر. كذا رواه ابن فضيل وخالفه شعبة فرواه عَنِ الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مسروق به مختصرًا. أخرجه الطبري في تفسيره -كما سبق- (4/ 580: 11956). ورواية شعبة أرجح، فهو أوثق من محمَّد بن فضيل لا سيما في الأعمش، وروايته موافقة للثقات الذين رووه من طريق مسروق، والله أعلم. 2 - وأما متابعة حكيم بن جبير: فأخرجها الطبراني في الكبير (9/ 258: 9101)، قال: حدّثنا عبد الله بن محمَّد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمَّد بن يوسف الفريابي ثنا إسرائيل عن حكيم بن جبير به نحوه مختصرًا. =
= وأخرجها الطبري في تفسيره (4/ 580: 11963)، قال: حدّثنا المثنى قال: حدّثنا أبو غسان قال: حدّثنا إسرائيل عن حكيم بن جبير به نحوه. وأخرجها ابن بطة في الإبانة (2/ 734: 1004)، قال: حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفر حدّثنا محمَّد بن إسماعيل قال: حدّثنا يزيد بن هارون عن محمَّد بن إسحاق، عن حكيم به نحوه. 3 - وأما متابعة عمار الدهني: فأخرجها سعيد بن منصور في سننه (4/ 1468)، تفسير سورة المائدة (رقم 741)، قال: نا سفيان عن عمار الدُّهني، عن سالم بن أبي الجعد، عن مسروق قال: "سألت ابن مسعود عن السحت أهو رشوة في الحكم؟ قال: لا، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هم الكافرون، والظالمون، والفاسقون، ولكن السحت أن يستعينك رجل على مظلمة فيهدي لك فتقبله فذلك السحت". ومن طريقه أخرجها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 139)، قال: وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور به مثله. وأخرجها وكيع في "أخبار القضاة" (1/ 40، 51)، قال: أخبرنا حميد بن الربيع قال: حدثني يحيى بن آدم عن شعبة، عن عمار الدهني به نحوه، إلَّا أن الإسناد الأول سقط منه "شعبة". وأخرجها ابن جرير الطبري في تفسيره (4/ 580: 1955)، قال: حدّثنا ابن المثنى قال: حدّثنا محمَّد بن جعفر حدّثنا شعبة عن عمار الدهنى به نحوه مختصرًا. وتابع سالمًا في الرواية عن مسروق كل من: 1 - الشعبي. 2 - سلمة بن كهيل. 3 - أبو الضحى مسلم بن صبيح. 1 - أما متابعة الشعبي: أخرجها وكيع في "أخبار القضاة" (1/ 51)، قال: =
= أخبرنا محمَّد بن إسماعيل قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا حريث بن إبراهيم عن الشعبي، عن مسروق قال: قلنا لعبد الله ما كنا نرى السحت إلَّا الرشوة في الحكم قال: ذاك الكفر. وأخرجها ابن بطة في "الإبانة" (2/ 733: 1003)، قال: حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز ابن جعفر حدّثنا محمَّد بن إسماعيل به مثله. وأخرجه الطبري في تفسيره (4/ 579: 11953)، قال: حدّثنا هناد قال: حدّثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال: حدّثنا أبي عن حريث به مثله. 2 - وأما متابعة سلمة بن كهيل: فأخرجها ابن جرير الطبري في تفسيره (4/ 580، 597: 11965، 12066)، قال: حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين. وقال: حدثني يعقوب بن إبراهيم قالا: حدّثنا هشيم قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان عن سلمة بن كهيل، عن مسروق وعلقمة فذكرا نحوه. وأخرجها ابن بطة في "الإبانة" (2/ 733: 1002)، من طريق هشيم به مثله. 3 - وأما متابعة أبي الضحى مسلم بن صبيح: فأخرجها الطبراني في الكبير (9/ 257: 9098)، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم عن السدي، عن أبي الضحى، عن مسروق به نحوه. وأخرجها ابن جرير الطبري في تفسيره (4/ 581: 11968)، قال: حدّثنا هناد قال: حدّثنا عبيدة عن عمار، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق به نحوه وفيه وتابع مسروقًا في الرواية عن ابن مسعود كل من: 1 - علقمة. 2 - أبو الأحوص. 3 - عبد خير. =
= 4 - زر بن حبيش. 1 - أما متابعة علقمة: فقد أخرجها الطبري في تفسيره، وابن بطة في الإبانة كما سبق. 2 - وأما متابعة أبي الأحوص: فأخرجها سعيد بن منصور في سننه (4/ 1466)، تفسير سورة المائدة (رقم 740)، قال: نا حماد بن يحيى الأبح عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عبد الله بن مسعود قال: الرشوة في الحكم كفر وهي بين الناس سحت. ومن طريقه أخرجها الطبراني في المعجم الكبير (9/ 257: 9100)، قال: حدّثنا محمَّد بن علي الصائغ المكي ثنا سعيد بن منصور به مثله. وأخرجها وكيع في "أخبار القضاة" (1/ 52)، قال: أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدّثنا أبو داود الطيالسي قال: حدّثنا حماد بن يحيى به مثله. 3 - وأما متابعة عبد خير: فأخرجها وكيع في "أخبار القضاة" (1/ 53)، قال: وأخبرني حميد قال: وحدثنا عبد الله بن موسى قال: أخبرنا أبو إسرائيل عن السدي، عن عَبْد خير قال: سئل ابن مسعود عن السحت، قال: الرشا، قلنا: في الحكم؟ قال: ذاك الكفر. 4 - وأما متابعة زر بن حبيش: فأخرجها عبد الرزاق في مصنفه (8/ 147) باب الهدية للأمراء والذي يشفع عنده (رقم 14664)، قال: عن عاصم، عن زر بن حبيش قال: قال ابن مسعود: "السحت الرشوة في الدين" قال سفيان: "يعني في الحكم" وقد سقط من الإسناد هنا "سفيان" كما يدل عليه آخر الحديث ولعله من الطباعة، والله أعلم. وأخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 457) كتاب البيوع والأقضية، باب (273) الراشى والمرتشي (رقم 22094)، قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن عاصم بن أبي النجود به نحوه مختصرًا بلفظ "السحت الرشوة". وأخرجها الطبراني في الكبير (9/ 257: 9099)، قال: حدّثنا علي بن =
= عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان به مثل للفظ "السحت الرشوة في الدين". وأخرجها وكيع "في أخبار القضاة" (1/ 51)، قال: أخبرني إسحاق بن حسن قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا سفيان به مثله. وأخرجها الطبري في تفسيره (4/ 58: 11957)، قال: حدّثنا أبو كريب حدّثنا المحاربي عن سفيان به مثله.
الحكم عليه: الأثر رجاله ثقات، وهو صحيح الإسناد ولا مطعن فيه، والله أعلم.
5 - باب القضاء بالبينة واليمين مع الشاهد
5 - بَابُ الْقَضَاءِ بِالْبَيِّنَةِ وَالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (¬1) 2188 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (¬2) بْنِ أَبِي يَزِيدَ [ثَنَا] (¬3) حَجَّاجٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِينُ على المدعى عليه". ¬
2188 - تخريجه: أخرجه بهذا الإسناد الدارقطني في سننه (4/ 218) كتاب الأقضية والأحكام (رقم 53)، قال: نا أبوحامد محمد بن هارون نا أحمد بن منيع نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ (ح). ونا أحمد بن محمَّد بن أبي شيبة نا محمَّد بن هشام المروذي قالا: نا محمَّد بن الحسن نا حجاج عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي، وَالْيَمِينُ على المدعى عليه". وأخرجه الترمذي في سننه (3/ 626) كتاب (13) الأحكام، باب (12) ما جاء في أن الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ (رقم 1341)، قال: حدّثنا علي بن حُجْر أنبأنا علي بن مسهر وغيره عن محمَّد بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شعيب، به مثله. ثم قال: "هذا حديث إسناده مقال، ومحمد بن عبيد الله العزرمي يضعف =
= في الحديث من قبل حفظه، ضعفه ابن المبارك وغيره". وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (8/ 123) كتاب القسامة، قال أخبرنا أبو الحسين علي بن محمَّد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ علي بن محمَّد المصري ثنا عبدة بن سليمان ثنا مطرف بن عبد الله ثنا الزنجي عن ابن جريج، به نحوه وزاد "إلَّا في القسامة". وأخرجه الدارقطني (3/ 111، 4/ 218)، من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن جريج، عن عمرو ابن شعيب، به نحوه، وزاد "إلَّا في القسامة". وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 310)، من طريق مسلم بن خالد، به بمثل لفظ الدارقطني.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - في إسناده "محمَّد بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ " وهو ضعيف. 2 - وفي إسناده "حجاج بن أرطاة" وهو، والله أعلم. ضعيف كذلك، ثم إنه مدلس من الرابعة وقد عنعنه، وقد سبق قول ابن معين "وهو صدوق ليس بالقوي يدلس عن محمَّد بن عبيد الله العزرمي، عن عمرو بن شعيب يعني فيسقط العزرمي". قلت: وربما كان هذا الحديث من ذلك ولذلك قال الحافظ في التلخيص الحبير (4/ 208): "رواه الترمذي، والدارقطني، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده وإسناده ضعيف". قلت: ويشهد له حديث ابن عباس، وأبي هريرة، وابن عمر. 1 - أما حديث ابن عباس فروي مطولًا بلفظ "لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه "ومختصرًا بِلَفْظِ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقضى باليمين على المدعى عليه". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (5/ 172: 2514) و (5/ 331: 2668) و (8/ 61: 4552)، ومسلم في صحيحه (3/ 1336:1711)، وأبو داود في سننه =
= (4/ 40: 3619)، والترمذي في سننه (3/ 626: 1342)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في الكبرى (3/ 485: 5994/ 1)، وفي الصغرى (8/ 248: 5425)، وابن ماجة في سننه (2/ 778: 2321)، وأحمد في المسند (1/ 343، 351، 356، 363)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 252)، والدارقطني في سننه (4/ 157: 9)، وعبد الرزاق في مصنفه (8/ 273: 15193)، وأبو يعلى في مسنده (4/ 464: 2595)، والطبراني في الكبير (11/ 161: 11223)، (11/ 171: 11224، 11225)، والبغوي في شرح السنة (10/ 101: 2051). 2 - وأما حديث أبي هريرة، فأخرجه الدارقطني في سننه (4/ 218: 51)، من طريق مسلم بن خالد عن أبي جريج، عن عطاء، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "البينة على من ادعى واليمين على من أنكر إلَّا في القسامة". وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 310)، من طريق مسلم ابن خالد الزنجي، به مثله. قلت: ومسلم بن خالد تُكلم فيه، وقال ابن حجر في التقريب ص 529: 6625): "فقيه، صدوق، كثير الأوهام"، قال الألباني في الإرواء (8/ 267): "والزنجي واسمه مسلم ضعيف، وابن جريج مدلس وقد عنعنه". 3 - أما حديث ابن عمر فهو مرفوعًا بلفظ "المدعى عليه أولى باليمين إلَّا أن تقوم بينة". أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 218، 219: 55)، من طريق سنان بن الحارث بن مصرف عن طلحة بن مصرف، عن مجاهد، به. قال الألباني في الإرواء: "قلت: وهذا إسناد جيد في الشواهد، رجاله ثقات كلهم غير سنان بن الحارث هذا، وقد أورده ابن أبي حاتم في كتابه (2/ 1/ 254)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا توثيقًا، لكن روى عنه ثلاثة من الثقات، وذكره ابن حبّان في كتابه "الثقات" فمثله إن لم يحتج به، فلا أقل من الاستشهاد به، والله سبحانه وتعالى أعلم". قلت: بل هو صالح في الشواهد إذ لا يزال مجهول الحال، والله أعلم.
2189 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بِشْرٍ (¬1). [2] وقال إسحاق: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَا: ثنا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَضَى إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلطَّالِبِ (¬2) بَيِّنَةٌ، فَعَلَى الْمَطْلُوبِ الْيَمِينُ (¬3) "لَفْظُ إِسْحَاقَ". وَقَالَ الآخر: "من طلب طلبة بغير شهود فَالْمَطْلُوبُ هُوَ أَوْلَى (¬4) بِالْيَمِينِ". [3] وَقَالَ إِسْحَاقُ: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ. ¬
2189 - تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (4/ 340) كتاب البيوع والأقضية باب (99) في الرجلين يختصمان فيدعى أحدهما على الآخر الشيء على من تكون اليمين؟ (رقم 2082)، قال: حدّثنا محمَّد بن بشر عن حجاج بن أبي عثمان، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثابت، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أَنَّهُ قضي باليمين على المطلوب". ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 159: 4937)، قال: حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا علي بن بحر ثنا عبد الرحمن بن مغراء (ح)، وحدثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة (ح)، وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا عثمان قالا: ثنا محمد بن بشر، به نحوه بلفظ "من طلب عند أخيه طلبة بغير بينة =
= فالمطلوب أولى باليمين"، قال الطبراني: واللفظ لعلي بن بحر. وتابع محمَّد بن بشر كل من: 1 - روح بن عبادة. 2 - مروان بن معاوية. 3 - أبو معاوية محمَّد بن خازم 1 - أما متابعة روح بن عبادة: فأخرجها إسحاق بن راهويه، ولم أجدها في المطبوع من مسنده. ومن طريقه أخرجها الحاكم في المستدرك. كما في كنز العمال (6/ 189: 15292)، ولم أجدها في المطبوع منه. ومن طريقه أخرجها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 253) كتاب الدعوى والبينات باب الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا عبد الله بن محمَّد ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ روح، به نحوه بلفظ "إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلطَّالِبِ بَيِّنَةٌ فَعَلَى الْمَطْلُوبِ اليمين". 2 - وأما متابعة مروان بن معاوية: فأخرجها الدارقطني في سننه (4/ 219) كتاب في الأقضية والأحكام (رقم 57)، قال: نا محمَّد بن مخلد نا الرمادي نا نعيم بن حماد نا مروان بن معاوية، به نحوه. 3 - وأما متابعة أبي معاوية: فأخرجها إسحاق بن راهويه كما هي هنا في المطالب، ولم أجدها في المطبوع من مسنده.
الحكم عليه: الحديث رجاله ثقات وإسناده صحيح، والله أعلم.
2190 - وَقَالَ (¬1) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ ثنا أَيُّوبُ عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ يَقُولُ: "شَاهِدَانِ ذَوَا عَدْلٍ أَنَّكُمَا تَفَرَّقْتُمَا عَنْ تَرَاضٍ بَعْدَ البيع أو تخاير، وإلا يمينه بِاللَّهِ (¬2) مَا تَفَرَّقْتُمَا عَنْ تَرَاضٍ بَعْدَ الْبَيْعِ أَوْ تَخَايُرٍ". * إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ عَلَى شُرَيْحٍ. ¬
2190 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف: [2/ 132/2] وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي بسند صحيح موقوف على شريح". قلت: أسنده المصنف، والبوصيري إلى مسند أبي يعلى، ولم أجده في المطبوع منه، فلعله في الرواية المطولة التي لم تطبع. ولم أجده عند غيره إلَّا أن وكيعًا ذكر في "أخبار القضاة" روايتين نحوها: 1 - الأولى: قال وكيع (2/ 339): "عن شريح قال: -أي ابن سيرين- شهدته يُختصم إليه في رجل اشترى من رجل متاعًا، فقال: إني لم أرضه، فقال الآخر، بل قد رضيت، فقال: بينتك أنكما تصادرتما عن رضي بعد البيع أو خيار، وإلَّا فيمينه بالله ما تصادرتما، عن رضي بعد البيع ولا خيار". 2 - الثانية: قال وكيع (2/ 362): "وعن محمَّد أن شريحًا كان يقول: شاهدان أنكما تفرقتما عن تراض بعد بيع، ولا تخاير".
الحكم عليه: هو كما قال الحافظ ابن حجر، والبوصيري: "إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ عَلَى شُرَيْحٍ".
6 - باب اليمين مع الشاهد
6 - بَابُ الْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ 2191 - [1] (¬1) وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محمَّد عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬2) أَنَّهُ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ. قَالَ أَبِي: "وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَضَى بِهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ". قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: "يَقُولُهُ محمَّد بْنُ عَلِيٍّ، لِلْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ". [2] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لِلْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ فَذَكَرَهُ. وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرٍ، وَأَشَارَ إِلَى حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ¬
2191 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 129/ 1)، وقال: "رواه مسدّد وإسحاق بن راهويه واللفظ له والحاكم وعنه البيهقى، ورواه الترمذي، وابن ماجه، والحاكم وعنه البيهقي من حديث محمَّد بن علي عن جابر". قلت: هذا الحديث روي من طريق جعفر بن محمَّد عن أبيه على أربعة أوجه: 1 - فروي من طريقه مرسلًا. =
= 2 - وروي موصولًا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر رضي الله عنه. 3 - وروي موصولًا من طريق جعفر بهن محمَّد عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. 4 - وروي من طريق جَعْفَرِ بْنِ محمَّد عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. 1 - أما الطريق المرسلة عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه فرواها عن جعفر كل من: 1 - مالك بن أنس. 2 - سفيان الثوري. 3 - ابن جريج. 4 - عمر بن محمَّد. 5 - يحيى بن أيوب. 6 - إبراهيم بن أبي يحيى. 7 - سفيان بن عيينة. 8 - عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي. 9 - عبد الله بن جعفر. 10 - أبو ضمرة أنس بن عياض. 11 - مسلم بن خالد. 12 - إسماعيل بن جعفر. وتخريج هذه الروايات كما يلي: 1 - رواية الإِمام مالك بن أنس وهي في الموطأ (2/ 721) كتاب (36) الأقضية، باب (4) القضاء باليمين مع الشاهد (رقم 5)، قال: عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَضَى باليمين مع الشاهد". وقد اختلف على الإِمام مالك على ثلاثة أوجه: 1 - فرواها بعض تلاميذه مرسلة كما في الموطأ: =
= أخرجها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 169) كتاب الشهادات باب القضاء باليمين مع الشاهد قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بابن أبي إسحاق، وأبو بكر بن الحسن قالوا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر، ثنا ابن وهب أخبرني مالك به مثله مرسلًا. وأخرجها الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 145)، قال: حدّثنا يونس قال: ثنا ابن وهب به مثله، والبيهقي كذلك في السنن الكبرى (10/ 173)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق، وأبو بكر بن الحسن. قالوا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي، أنبأ مالك به مثله. 2 - ورواها بعضهم موصولة عن جابر: أخرجها ابن عدي في الكامل (5/ 176) في ترجمة عثمان بن خالد المدني، قال ابن عدي: حدّثنا إبراهيم بن الحارث الفارس، وصالح بن أحمد بن يونس، ومحمد بن أحمد بن حمدان قالوا: حدّثنا الحسين بن منصور قال: ثنا صالح بن أبي زيد الدباغ، ثنا عثمان بن خالد العثماني المدني، ثنا مالك بن أنس عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر قَالَ: "قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- باليمين مع الشاهد". قال: وهذا في الموطأ مرسل، وقد حدث به جماعة ضعفاء عن مالك فأوصلوه منهم عثمان بن خالد، وحبيب كاتب مالك. وأخرجها ابن عبد البر في التمهيد (2/ 134)، قال: حدّثنا خلف بن القاسم قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله القاضي، حدّثنا حامد بن محمَّد بن هارون الحضرمي، حدّثنا الحسين بن منصور الدباغ، حدّثنا عثمان بن خالد المدني العثماني به نحوه. ثم قال: "هكذا حدث به عثمان بن خالد المدني عن مالك بإسناده هذا مسندًا، والصحيح فيه عن مالك أنه مرسل في روايته". ثم قال: "وقد تابع عثمان بن خالد العثماني على روايته هذه هذا الحديث عن مالك، إسماعيل بن موسى الكوفي فرواه أيضًا عن مالك، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر". =
= 3 - ورواها بعضهم موصولة عن علي: قال ابن عبد البر في التمهيد (2/ 134، 135): "ورواه محمَّد بن عبد الرحمن بن رداد، ومسكين بن بكير كلاهما عن مالك، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقضى باليمين مع الشاهد"، ثم قال: "والصحيح عن مالك ما في الموطأ". قلت: أي عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه مرسلًا. 2 - رواية سفيان الثوري، أشار إليها الترمذي في سننه (3/ 628)، فقال: هكذا روى سفيان الثوري عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا. وأخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 305) باب الرد على أبي حنيفة (رقم 36316)، قال: حدّثنا وكيع عن سفيان به نحوه مرسلًا وزاد قال: "وقضى بها علي بن أظهركم". وأخرجها الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 145)، قال: حدّثنا فهد قال: ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان به نجوه. وخالف وكيعًا زيدُ بن الحباب فرواه عن الثوري، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي بن أبي طالب. كما ذكره الدارقطني في العلل (3/ 95). قلت: ورواية وكيع أشبه بالصواب إذ أن زيد بن الحباب صدوق يخطئ في حديث الثوري كما في التقريب (ص 222: 2124). 3 - 4 - 5 - رواية ابن جريج، وعمر بن محمَّد، ويحيى بن أيوب أخرجها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 169)، من طرق عنهم جميعًا عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه به نحوه مرسلًا. 6 - رواية إبراهيم بن أبي يحيى أخرجها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 173)، قال: "وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمَّد بن يعقوب أنبأ محمَّد بن الحسن بن اللبان أن عباد بن يعقوب حدثهم قال: ثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن جعفر به نحوه وزاد "يعني في الأموال، وقضى بذلك علي رضي الله عنه، بالكوفة، وقضى بذلك أُبي بن كعب على عهد عمر رضي الله عنهما". =
= قلت: إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى الأسلمي متروك كما في التقريب (ص 93: 241). 7 - رواية سفيان بن عيينة ذكرها ابن عبد البر في التمهيد (2/ 135)، قال: "ورواه ابن عيينة عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه مرسلًا كما رواه مالك". 8 - رواية عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، أخرجها إسحاق بن راهويه في مسنده كما هي -هنا في المطالب- ولم أجدها في المطبوع من مسنده. 9 - رواية عبد الله بن جعفر أشار إليها الدارقطني في العلل (3/ 96). قلت: وعبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي ضعيف يقال تغيّر حفظه بآخرة كما في التقريب (ص 298: 3255). 10 - رواية أبي ضمرة أنس بن عياض ذكرها الدارقطني في العلل (3/ 98)، فقال: "وكذلك روي عن أبي ضمرة أنس بن عياض، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر، واختلف عن أبي ضمرة فروى عنه مرسلًا". 11 - رواية مسلم بن خالد أخرجها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 173)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا: حدّثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي، أنبأ مسلم بن خالد حدثني جعفر بن محمَّد قال: "سمعت الحكم بن عتيبة يسأل أبي، وقد وضع يده على جدار القبر ليقوم: أقضى النبي -صلى الله عليه وسلم- باليمين مع الشاهد قال: نعم وقضى به علي بين أظهركم". 12 - رواية إسماعيل بن جعفر، أخرجها الترمذي في سننه (3/ 628) كتاب (13) الأحكام، باب (13) ما جاء في اليمين مع الشاهد (رقم 1345)، قال: حدّثنا علي بن حجر أخبرنا إسماعيل بن جعفر، حدّثنا جعفر به نحوه وزاد "وقضى بها علي فيكم". قم قال: قال أبو عيسى: وهذا أصح ... ". وأخرجها البيهقي (10/ 169)، من طريق إسماعيل بن جعفر به نحوه، ثم قال: هكذا رواه جماعة عن جعفر بن محمَّد عن أبيه مرسلًا ... ". قال الترمذي في العلل الكبير (1/ 545): "سألت محمدًا عن هذا فقلت: أي =
= الروايات أصح؟ فقال: أصحه حديث جعفر بن محمَّد عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مرسلًا". وقال ابن عبد البر في التمهيد (2/ 138)، بعد إيراد الحديث موصولًا عن جابر من عدة طرق: "وإرساله أشهر". وقد تابع جعفرًا في إرساله عن أبيه كل منا "الحكم بن عتيبة، وعمرو بن دينار"، قال ابن عبد البر في التمهيد (2/ 135): "وكذلك رواه الحكم بن عتيبة، وعمرو بن دينار جميعًا عن محمَّد بن علي مرسلًا". 2 - وأما الرواية الموصولة عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر، فقد رواها عن جعفر كل من: 1 - عبد الوهاب الثقفي. 2 - حميد بن الأسود. 3 - عبد الله العمري. 4 - هشام بن سعد. 5 - مالك بن أنس. 6 - محمَّد بن عبد الرحمن بن رداد. 7 - يحيى بن سليم. 8 - إبراهيم بن أبي حية. 9 - السري بن عبد الله السلمي. 10 - عبد النور بن عبد الله بن سنان. 11 - محمَّد بن جعفر بن أبي كثير. 12 - أبو ضمرة أنس بن عياض. 13 - عبيد الله بن عمر. 14 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. وتخريج هذه الروايات كما يلي: =
= 1 - رواية عبد الوهاب الثقفي، أخرجها الإِمام أحمد في المسند (3/ 305)، قال: ثنا عبد الوهاب الثقفي عن جعفر، عن أبيه، عَنْ جَابِرٍ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قضى باليمين مع الشاهد" قال جعفر: قال أبي: وقضى به علي بالعراق. قال أبو عبد الرحمن: كان أبي قد ضرب على هذا الحديث، قال: ولم يوافق أحد الثقفي على جابر فلم أزل به حتى قرأه علي وكتب عليه هو صحيح. قال الألباني في الإرواء (8/ 304): "لعل عبد الله بن أحمد حين ذاكر أباه في هذا الحديث ذكره بمتابعة بعض الثقات لعبد الوهاب الثقفي، فوافقه على ذلك وصحح الوصل". قلت: وسيأتي ذكر من تابع عبد الوهاب على هذه الرواية. وأخرجه الترمذي في سننه (3/ 628) كتاب (13) الأحكام، باب (13) ما جاء في اليمين الشاهد (رقم 1344)، قال: حدّثنا محمَّد بن بشار، ومحمد بن أبان قالا: حدّثنا عبد الوهاب الثقفي به مثله مختصرًا وَلَفْظُهُ "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قضى باليمين مع الشاهد". وأخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 793) كتاب (13) الأحكام، (31) القضاء بالشاهد واليمين (رقم 2369)، قال: حدّثنا محمَّد بن بشار ثنا عبد الوهاب به مثل لفظ الترمذي. وأخرجه الدارقطني في سننه (4/ 212) كتاب في الاقضية والأحكام (رقم 29)، قال: نا ابن صاعد نا عبد الله بن عمران العابدي نا عبد الوهاب الثقفي به نحو لفظ الإِمام أحمد. إلَّا أنه قال "بالكوفة". وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 170) كتاب الشهادات، باب القضاء باليمين مع الشاهد من طريق إسحاق بن راهويه، وعلي بن عبد الله بن جعفر كلاهما عن عبد الوهاب به نحوه. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 144، 145) باب القضاء باليمين مع الشاهد قال: حدّثنا وهبان بن عثمان قال: ثنا أبو همام قال: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ =
= عبد المجيد الثقفي به نحوه. وأخرجه ابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 261: 1008)، قال: حدّثنا محمَّد بن يحيى قال: ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، قال: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ به نحوه. وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (2/ 136)، من طريق الشافعي، ومحمد بن المثنى، ومسدد، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي كلهم عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي به نحوه. 2 - 3 - 4 - رواية حميد بن الأسود، وعبد الله العمري، وهشام بن سعد أشار إليها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 170)، فقال: "وروي عن حميد بن الأسود، وعبد الله العمري، وهشام بن سعد، وغيرهم عن جعفر بن محمَّد كذلك موصولًا". قال الألباني في الإرواء (8/ 304): "قلت: العمري ضعيف، وهشام قريب منه وكذا ابن الأسود فلا يعارض بمثلهم رواية مالك ومن فيه من الثقات الذين أرسلوه". قلت: والأمر كما قال في عبد الله العمري فهو ضعيف كما في التقريب (ص 314: 3489)، وأما هشام بن سعد فهو صدوق له أوهام ورمى بالتشيع كما في التقريب (ص 572: 7294)، وأما حميد بن الأسود فهو صدوق يهم قليلًا كما في التقريب (ص 181: 1542)، ثم إن غيرهم من الثقات تابعوا عبد الوهاب كذلك كما سيأتي. 5 - رواية مالك بن أنس تقدم الكلام عليها وبيان الاختلاف على مالك، وأن الصواب عنه الإرسال. 6 - رواية محمَّد بن عبد الرحمن بن رداد، وقد اختلف عليه فيها على أوجه: فروي عنه عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر، وروي عنه، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، عن علي، وروي عنه، عن مالك، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، عن علي. =
= قال ابن عبد البر في التمهيد (2/ 137): وأما حديث ابن رداد، فحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن شاكر قال: حدّثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزّار قال: حدّثنا بشر بن معاذ العقدي قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الرحمن بن رداد قال: حدّثنا جَعْفَرُ بْنُ محمَّد عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قضى باليمين مع الشاهد", ثم قال: "هكذا ذكره البزّار، وذكره الدارقطني على وجهين فقال: حدّثنا أحمد بن المطلب، حدّثنا القاسم بن زكريا المقرئ، حدّثنا بشر بن معاذ، حدّثنا محمد بن عبد الرحمن بن رداد قال: أخبرني جَعْفَرِ بْنِ محمَّد عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عن علي "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى باليمين مع الشاهد" هكذا قال، عن أبيه، عن جده، عن علي وجعله عن جعفر، قال: وحدثنا أحمد بن المطلب أيضًا قال: حدّثنا القاسم بن زكريا، حدّثنا بشر بن معاذ، حدّثنا محمد بن عبد الرحمن عن مالك، عن جعفر بن محمَّد مثله، فجعله لابن رداد عن مالك بإسناد واحد، وفي ذلك ما لا يخفى". قلت: محمَّد بن عبد الرحمن بن الردّاد مدني ضعفوه ولينه أبو زرعة، وقال ابن عدي في الكامل (6/ 190): "رواياته عمن روى ليست بمحفوظة" وعليه فلا يقبل منها إلَّا ما وافقه عليه الثقات. ولعل الصواب روايته لهذا الحديث عن جابر لأنها مما وافقه عليه الثقات، والله أعلم. 7 - رواية يحيى بن سليم، وقد اختلف عليه فيه أيضًا على وجهين: فروي عنه عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر -وهو الصواب- وروي عنه عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي. أخرجه موصولًا عن جابر بن عبد البر في التمهيد (2/ 136)، قال: وأمَّا حديث يحيى بن سليم فحدثني به أحمد بن محمَّد بن أحمد قال: حدّثنا محمَّد بن معاوية بن عبد الرحمن قال: حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن أحمد البغدادي بمصر قال: حدّثنا إسحاق بن حاتم العلاف قال: حدّثنا يحيى بن سليم به فذكره .. ". ثم قال: "وروي هذا الحديث عن يحيى بن سليم أيضًا عبد الوهاب الوراق فأخطأ فيه جعله عن يحيى بن سليم، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وإنما شبه =
= عليه لأن في الحديث، عَنْ جَعْفَرُ بْنُ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وقضى بها علي بين أظهركم يا أهل الكوفة". قلت: ويحيى بن سليم صدوق سيء الحفظ كما في التقريب (ص 591: 7563). 8 - رواية إبراهيم بن أبي حية أخرجها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 170)، قال: وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني محمَّد بن صالح بن هانئ ثنا أبو عمر، وأحمد بن المبارك المستملى، ثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد، ثنا إبراهيم بن أبي حية عن جعفر به نحوه وفيه زيادة ولفظه "أتاني جبريل عليه السلام فأمرني أن أقضي باليمين مع الشاهد، وقال: إن يوم الأربعاء يوم نحس مستمر". وأخرجها الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 103: 2167)، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا عبد الرحمن بن يونس أبو مسلم المستملي، ثنا إبراهيم بن أبي حية به نحوه مختصرًا. وأخرجها ابن عبد البر في التمهيد (2/ 138)، قال: وأما حديث إبراهيم بن أبي حية فحدثناه أحمد بن محمَّد قال: حدّثنا محمد بن معاوية قال: حدّثنا إسحاق بن أحمد البغدادي بمصر قال: حدّثنا داود بن حماد البلخي قال: حدّثنا إبراهيم بن أبي حية به نحوه مختصرًا. قلت: إبراهيم بن أبي حية قال فيه البخاري وأبو حاتم: "منكر الحديث"، وقال النسائي: "ضعيف"، وقال الدارقطني: "متروك". انظر الجرح والتعديل (2/ 95، الميزان 1/ 29). 9 - رواية السري بن عبد الله السلمي، أخرجها ابن عدي في الكامل (3/ 459) في ترجمته، قال: "ثنا محمَّد بن الحسين بن حفص الأشناني، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا السري بن عبد الله بن يعقوب به مثله". قلت: قال في آخر ترجمته: "وفي رواياته بعض ما ينكر عليه"، وقال الذهبي في الميزان (2/ 118): "لا يعرف وأخباره منكره". =
= 10 - رواية عبد النور بن عبد الله بن سنان أشار إليها الدارقطني في العلل (3/ 96، 97). قلت: عبد النور هذا قال فيه العقيلي في الضعفاء (3/ 114): "كان غالبًا في الرفض يضع الحديث، خبيثًا" وقال الذهبي في الميزان (2/ 671): "كذاب". 11 - رواية محمَّد بن جعفر بن أبي كثير. أشار إليها الدارقطني في العلل (3/ 97). قلت: ومحمد بن جعفر بن أبي كثير ثقة كما في التقريب (ص 471: 5784). 12 - رواية أبي ضمرة "أنس بن عياض" سبق ذكرها وبيان الاختلاف على أبي ضمرة فيها حيث روي عنه، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر، وروي عنه، عن جعفر، عن أبيه مرسلًا. قلت: وأنس بن عياض ثقة كما في التقريب (ص 115: 564). 13 - رواية عبيد الله بن عمر، أخرجها ابن عبد البر في التمهيد (2/ 135)، قال: "فأما حديث عبيد الله بن عمر فحدثناه عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد قال: حدّثنا أبو الحسن علي بن محمَّد بن أحمد بن لؤلؤ البغدادي قال: حدّثنا أبو همام عبد الله بن عبد السلام قال: حدّثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال: حدّثنا عبيد الله بن عمر عن جعفربه مثله". قلت: وعبيد الله بن عمر ثقة كما في التقريب (ص 373: 4325). 14 - رواية عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، ذكرها محقق محلل الدارقطني في هامش (3/ 97)، ونسبها إلى "ابن سمعون الواعظ في أماليه من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (65/ 1، 2). قلت: وعبد الله صدوق كما في التقربب (ص 329: 3699). قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 467): "وسألتهما -يعني أبا حاتم، وأبا زرعة- عن حديث رواه عبد الوهاب .. فذكره. قال: "فقالا: أخطأ عبد الوهاب في هذا الحديث، إنما هو عن جعفر، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مرسل". =
= قال الدارقطني في العلل (3/ 98): "وكان جعفر بن محمَّد ربما أرسل هذا الحديث، وربما وصله عن جابر لأن جماعة من الثقات حفظوه، عن أبيه، عن جابر، والحكم يوجب أن يكون القول قولهم أنهم زادوا وهم ثقات، وزيادة الثقة مقبولة". وتعقبه الألباني في الإرواء (8/ 305)، فقال: "فإن كان يعني" بالثقات "الذين أشار إليهم غير حميد بن الأسود، وهشام بن سعد ممن لا خلاف في ثقتهم فالقول ما قال، وإلا فالمرسل هو الأصح كما قال من تقدمه، والله أعلم. قلت: تابع عبد الوهاب في روايته موصولًا عن جابر من الثقات كل من: مالك بن أنس، وأبو ضمرة أنس بن عياض، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وعبيد الله بن عمر. أما مالك فقد اختلف عليه فيه -كما سبق- والصواب فيه ترجيح المرسل على الموصول، وكذا اختلف على أنس بن عياض فيه، فتبقى متابعة محمَّد بن جعفر، وعبد الله بن عمر تدلان على صحة هذه الطريق لا سيما بعد اعتضادها ببقية المتابعات التي لا ينزل أصحابها عن درجة الصدوق، وان كان المرسل أشهر -كما سبق- وأذكر لكنه لا يمنع من صحة هذه الطريق، والله أعلم. 3 - وأما الرواية الموصولة عن علي بن أبي طالب فرواها عن جعفر كل من: 1 - مالك. 2 - الثوري. 3 - عبد العزيز بن أبي سلمة. 4 - يحيى بن سليم. 5 - محمَّد بن عبد الرحمن بن رداد. 6 - عبد الله بن عمر. 7 - طلحة بن زيد. 8 - سليمان بن بلال. 9 - حسين بن زيد. =
= 10 - يحيى بن محمد بن قيس. وتخريج هذه الروايات كما يلي: 1 - 2 - 3 - 4 - أما رواية مالك، والثوري، ويحيى بن سليم، ومحمد بن عبد الرحمن بن رداد فقد سبق الكلام عليها جميعًا. 5 - ورواية عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون أشار إليها الترمذي في سننه (3/ 628)، وأخرجها الدارقطني في سننه (4/ 212) كتاب في الأقضية والأحكام (رقم 31)، قال: نا مخلد، نا عباس بن محمَّد، نا شبابة، نا عبد العزيز بن أبي سلمة عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قضى بشهادة شاهد واحد ويمين صاحب الحق، وقضى به في العراق". وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 170)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا: أنبأ أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمَّد الدوري، ثنا شبابة بن سوار، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة به مثله. ثم رواه أيضًا من طريق أبي الحسن محمَّد بن الحسن العلوي، أنبأ أحمد بن محمَّد بن الحسن الحافظ، ثنا أحمد بن محمَّد بن الصباح، ثنا شبابة، ثنا عبد العزيز الماجشون عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، عن علي بن أبي طالب فذكره. قلت: وعبد العزيز ثقة فقيه مصنف كما في التقريب (ص 257: 4104). 6 - رواية عبيد الله بن عمر أخرجها الدارقطني في سننه (4/ 212) كتاب في الأقضية والأحكام (رقم 30)، قال: نا مخلد وجعفر بن نضر قالا: نا الحسين بن علي بن شبيب، نا هارون بن محمَّد بن بكار، نا محمَّد بن عيسى بن سميع القرشي، نا عبيد الله بن عمر، عن جعفر به نحوه. وَلَفْظُهُ "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حلف طالب الحق مع الشاهد الواحد". قلت: وعبيد الله بن عمر ثقة كما مضى، وقد رُوي عنه موصولًا عن جابر. 7 - رواية طلحة بن زيد. أخرجها الدارقطني في سننه (4/ 21) كتاب في الأقضية والأحكام (رقم 39)، قال: نا عبد الصمد بن علي، نا إبراهيم بن أحمد بن =
= مروان، نا شيبان، نا طلحة بن زيد، نا جعفر به نحوه ولفظه "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر، وعمر، وعثمان كانوا يقضون بشهادة الشاهد الواحد ويمين المدعي قال جعفر: "والقضاة يقضون بذلك عندنا اليوم". ومن طريقه أخرجها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 173)، قال: أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ به مثله. قلت: وطلحة بن زيد متروك كما في التقريب (ص 282: 3020). 8 - رواية سليمان بن بلال، قال الدارقطني في العلل (3/ 95): "وكذلك روي عن سليمان بن بلال واختلف عنه". قلت: فروي عنه عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، وروي عنه، عن جعفر بن محمَّد، عن علي بن أبي طالب. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 170)، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، ثنا سليمان بلال عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده فذكره، ثم قال: "وقد قيل عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي بن أبي طالب رضي الله عنه". قلت: وسليمان بن ثقة كما في التقريب (ص 250: 2539). 9 - رواية حسين بن زيد أخرجها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 170)، قال: أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنبأ أبو محمَّد عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ، ثنا محمَّد بن إبراهيم اليوشنجي، ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال: سمعت حسين بن زيد يقول: "حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ محمَّد عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عن علي رضي الله عنه مثله" ثم قال البيهقي: "علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، جد جعفر بن محمَّد وإن لم يدرك عليًا رضي الله عنه، فهو أقرب من الاتصال من رواية محمَّد بن علي عن علي رضي الله عنه". قلت: وحسين هذا صدوق ربما أخطأ كما في التقريب (ص 166: 1321). 10 - رواية يحيى بن محمَّد بن قيس ذكرها الدارقطني في العلل (3/ 95). =
= قلت: ويحيى بن معين بن قيس المحاربي الضرير لقبه "أبو زكير" صدوق يخطئ كثيرًا كما في التقريب (ص 596: 7639). والحديث بهذا الإسناد منقطع فإنه يروى من طريق جعفر بن محمَّد عن أبيه محمَّد بن علي، عن علي بن أبي طالب، ومحمد بن علي الباقر لم يدرك جده الأعلى علي بن أبي طالب فرواياته عنه مرسلة كما في جامع التحصيل (ص 266). وأحيانًا يُروى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، عن علي رضي الله عنه، فإن كان المقصود بقوله "جده" جد جعفر- أي علي بن الحسين فهو منقطع حيث أن علي بن الحسين زين العابدين لم يدرك جده عليًا رضي الله عنه، كما نقله العلائي في جامع التحصيل (ص 240)، عن أبي زرعة. وإن كان المقصود بقوله "جده" جد محمَّد بن علي الباقر أي الحسين بن علي بن أبي طالب فهو منقطع أيضًا حيث أن محمَّد الباقر أرسل عن الحسين بن علي بن أبي طالب قال العلائي في جامع التحصيل (ص 266: 700): "محمد بن علي بن الحسين بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهم، أبو جعفر الباقر أرسل عن جديه الحسن والحسين وجده الأعلى علي رضي الله عنهم، وعن عائشة، وأبي هريرة أيضًا وجماعة". 4 - وأما رواية جَعْفَرِ بْنِ محمَّد عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ فرواها عن جعفر كل من: 1 - أبو أويس 2 - سليمان بن بلال. 1 - أما رواية أبي أويس فأشار إليها الدارقطني في العلل (3/ 96)، فقال: "ورواه أبو أويس عن جعفر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- ". قلت: وأبو أويس هو عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي، صدوق يهم كما في التقريب (ص 309: 3412). 2 - رواية سليمان بن بلال سبق ذكرها، وبيان الاختلاف عليه فيها. قلت: وهو ضعيف منقطع من هذا الوجه كما سبق في الذي قبله، والله أعلم. =
= الحكم عليه: روى الحديث مرسلًا وموصولًا، أما المرسل فهو بهذا الإسناد "حسن" من أجل حال عبد العزيز الدراوردي، وقد تابعه غيره كما ذكر في تخريجه، فيرتفع ويكون صحيح الإسناد لكنه مرسل وأما الموصول عن جابر فهو صحيح، والموصول عن علي ضعيف لانقطاعه. والحديث صحيح بشواهده ومنها: 1 - حديث ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قضى باليمين مع الشاهد". رواه مسلم (3/ 1337: 1712)، وأبو داود (4/ 32: 3608)، والنسائي في الكبرى (3/ 490: 6011/ 1)، وابن ماجه (2/ 793: 2370)، وأحمد في المسند (1/ 223، 248، 315، 323)، والدارقطني (4/ 214: 38)، والبيهقي (10/ 167,168)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 305: 36317)، والبغوي في شرح السنة (10/ 102: 2502)، والطبراني في الكبير (11/ 105: 11185)، وأبو يعلى في المسند (4/ 390: 2511)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 259، 260: 1006)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 144)، وابن عبد البر في التمهيد (2/ 138، 139). قال ابن عبد البر في التمهيد (2/ 138): "وفي اليمين مع الشاهد آثار متواترة حسان ثابتة متصلة أصحها إسنادًا وأحسنها حديث ابن عباس، وهو حديث لا مطعن لأحد في إسناده، ولا خلاف بين أهل المعرفة بالحديث في أن رجاله ثقات". 2 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قضى باليمين مع الشاهد الواحد" أخرجه أبو داود (4/ 34: 3610)، والترمذي (3/ 627: 1343)، وقال: "حسن غريب"، والنسائي في الكبرى (3/ 491: 6014/ 4)، وابن ماجه (2/ 793: 2368)، والدارقطني (4/ 213: 33)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 168، 169)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 261: 1007)، والبغوي في شرح السنة (10/ 103: 2503)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 144)، وابن =
= عبد البر في التمهيد (2/ 141، 142، 143، 144، 146، 147)، والحديث رجاله ثقات، وصححه أبو حاتم، وأبو زرعة كما في العلل لابن أبي حاتم (1/ 469). 3 - حديث سعد بن عبادة: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى باليمين مع الشاهد". أخرجه الترمذي (3/ 627)، وأحمد في المسند (5/ 285)، والدارقطني (4/ 214: 37)، والبيهقي في الكبرى (10/ 171)، والطبراني في الكبير (6/ 16: 5360، 5362)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (1/ 273، 274: 308)، وابن عبد البر في التمهيد (2/ 148، 149). قلت: وفي إسناده "عمرو بن شرحبيل بن سعيد" لم يوثقه غير ابن حبّان حيث ذكره في الثقات (7/ 225). وتشهد له الأحاديث السابقة فهو صحيح، والله أعلم. 4 - حديث زيد بن ثابت: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى باليمين مع الشاهد". أخرجه البيهقي في الكبرى (10/ 172)، والطبراني في الكبير (5/ 105: 4909)، وابن عبد البر في التمهيد (2/ 145)، قال الهيثمي في المجمع (4/ 202): "رواه الطبراني في الكبير، وفيه عثمان بن الحكم الجذامي قال أبو حاتم: ليس بالمتقن، وبقية رجاله ثقات. 5 - حديث أبي سعيد الخدري: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى باليمين مع الشاهد". أخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 102: 2164)، وقال: لا يروى عن أبي سعيد إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به جعفر. وأخرجه في الصغير (2/ 9: 684). قال الهيثمي في المجمع (4/ 202): "رواه الطبراني في الأوسط , والصغير, وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف". 6 - حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى باليمين مع الشاهد". أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 213: 32)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 172)، والطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (2/ 102، 103: 2165)، =
= وقال: لم يروه عن عمرو إلَّا محمَّد تفرد به النفيلي، وذكره كذلك (برقم 2166)، وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (2/ 150)، قال الهيثمي في المجمع (4/ 202): "رواه الطبراني في الأوسط , وفيه محمَّد بن عبد الله بن عبيد وهو متروك". 7 - حديث سُرَّق: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى باليمين مع الشاهد". وروي عنه بلفظ "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أجاز شهادة الرجل ويمين الطالب "أخرجه ابن ماجه (2/ 793: 2371)، والبيهقي في الكبرى (10/ 172، 173)، والطبراني في الكبير (7/ 198: 6717)، وابن عبد البر في التمهيد (2/ 151، 152، 153). قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 37): "ليس لسرق عند ابن ماجه سوى هذا الحديث، وليس له شيء في الخمسة الأصول، وإسناد حديثه ضعيف لجهالة تابعيه". وقال الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (2/ 44): "صحيح" بما قبله. 8 - حديث بلال بن الحارث: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى باليمين مع الشاهد". أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 517)، والطبراني في الكبير (1/ 370: 1139)، قال في المجمع (4/ 202): "رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات". قلت: في إسناده "الحارث بن بلال" قال ابن حجر في التقريب (ص 145: 1013): "مقبول".
2192 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ (¬2) عَبْدِ الْحَمِيدِ بِالْكُوفَةِ فَكَانَ يَقْضِي بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ ذَلِكَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَكَتَبَ بِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَتَبَ أَنِ أقْضِيَ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ فَقَامَ شَيْخٌ مِنْ كُبَرَائِهِمْ فَقَالَ: شَهِدْتُ شُرَيْحًا يَقْضِي (¬3) بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ فِي هذا المسجد". ¬
2192 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 129/ 1)، وقال: "رواه مسدّد، والبيهقي". قلت: أخرجه مالك مختصرًا في الموطأ (2/ 722) كتاب (36) الأقضية، باب (4) القضاء باليمين مع الشاهد (رقم 6)، قال مالك- عن أبي الزناد أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وهو عامل على الكوفة: أن أقضي باليمين مع الشاهد. ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 173) كتاب الشهادات باب القضاء باليمين مع الشاهد قال: أخبرنا أبو سعيد، ثنا أبو العباس، أنبأ الربيع، أنبأ الشافعي، أنبأ مالك به مثله. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 305) كتاب الرد على أبي حنيفة (رقم 36319)، قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن محمَّد بن عجلان، عن أبي الزناد أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عبد الحميد أن يقضي باليمين مع الشاهد، قال أبو الزناد: "وأخبرني شيخ مشيختهم أو من كبرائهم أن شريحًا قضى بذلك. =
= وأخرجه البيهقي (10/ 173)، قال: "وأنبا الشافعي، أنبأ الثقة من أصحابنا عن محمَّد بن عجلان به مثله.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسن من أجل حال محمَّد بن عجلان. ويرتقى إلى درجة الصحة بما يشهد له من الأحاديث المذكورة في الحديث الذي قبله، والله أعلم.
7 - باب من لا تقبل شهادته وترد
7 - بَابُ مَنْ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ وَتُرَدُّ 2193 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "الْكُوبَةُ (¬1) حَرَامٌ، وَالدُّفُّ (¬2) حَرَامٌ، وَالْمَعَازِفُ (¬3) حَرَامٌ، وَالْمَزَامِيرُ (¬4) حرام (¬5). ¬
2193 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 132/ 2)، وقال: "رواه مسدّد، والبيهقي في الكبرى موقوفًا، ورواه البزّار مرفوعًا" ثم ذكر لفظه. قلت: أخرجه البيهقي في الكبرى (10/ 222)، كتاب الشهادات، باب ما جاء في ذم الملاهي من المعازف والمزامير ونحوها. قال: أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل النضروي، ثنا أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو عوانة، عن عبد الكريم الجزري، عن أبي هاشم الكوفي، عن ابن عباس قال: (الدف حرام، والمعازف حرام، والكوبة حرام، والمزمار حرام". =
= وأخرجه البزّار مرفوعًا "مختصر زوائد البزّار" (1/ 622)، باب الأشربة (رقم 1116)، قال: حدّثنا محمد بن عمارة بن صبيح ثنا قبيصة عن سفيان، عن عبد الكريم، عن قيس بن حبتر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "أنه حرم الميتة، والميسر، والكوبة -يعني الطبل- وقال ابن عباس: كل مسكر حرام"، ثم قال: عند أبي داود، بعضه في حديث طويل. قال الهيثمي في المجمع (5/ 53): "وفيه محمد بن عمارة بن صبيح شيخ البزّار، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح". قلت: محمَّد بن عمارة بن صبيح الكوفي، ذكره ابن حبّان في الثقات.
الحكم عليه: الأثر رجاله ثقات غير أني لم أجد من صرح بسماع أبي عوانة من أبي هاشم، بل يغلب على الظن عدمه بدليل أن بينهما عند البيهقي "عبد الكريم الجزري". كما يُشكل عليه أن أبا هاشم "كوفي" وقد ذكر ابن حبّان أنه سعد السنجاري نزل دمشق. وذكر ابن معين أنه "بصري ثقة" فهل المراد بأبي هاشم الكوفي سعد السنجاري هذا؟ والجواب: أني لم أجد في كتب "الكنى والأسماء" من يروي عن ابن عباس وكنيته "أبو هاشم" غير سعد هذا، فلعله هو، ولعل أصله من الكوفة، أو أنه نزل بها كما نزل بدمشق، والله أعلم. وإذا كان كذلك، فالإسناد صحيح من طريق سعيد بن منصور عن أبي عوانة، عن عبد الكريم، عن أبي هاشم، عن ابن عباس موقوفًا عليه، والله أعلم. ويشهد له في تحريم المعازف قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر، والحرير، والخمر، والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم =
= بسارحة لهم، -يأتيهم يعني الفقير- لحاجة، فيقولوا: ارجع إلينا غدًا، فيبينهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة". أخرجه البخاري في صحيحه "مع الفتح" (10/ 53: 5590)، وأبو داود في سننه مختصرًا (4/ 319: 4039)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (15/ 154: 6754)، والبيهقي في الكبرى (3/ 272، 10/ 221)، والطبراني في الكبير (3/ 319: 3417).
2194 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ آلِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ محمَّد بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"لا يدخل الجنة ديوث (¬1) ". ¬
2194 - تخريجه: أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 89: 642)، قال: حدّثنا شعبة قال: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ آلِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عن محمد بن عمار، عن عمار قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا يدخل الجنة ديوث". وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 257: 24)، وقال: "رواه الطبراني، ورواته لا أعلم فيهم مجروحًا، وشواهده كثيرة". وذكره كذلك الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 327) مطولًا بلفظ: "ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدًا الديوث والرجلة من النساء والمدمن الخمر"، قالوا: يا رسول الله! أما المدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟ قال: "الذي لا يبالي من دخل على أهله". قلنا: فما الرجلة من النساء؟ قال: "التي تشبه بالرجال". ثم قال: "رواه الطبراني وفيه مساتير، وليس فيهم من قيل أنه ضعيف" قلت: لم أجده في المطبوع من معجم الطبراني الكبير. وقال الألباني في "جلباب المرأة المسلمة" (ص 146): "وأخرجه أبو عمرو بن مهند في "المنتخب من فوائده" (268/ 2) ".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه مجهولان. لكن يشهد له حديث عبد الله بن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة قد حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة، مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث". أخرجه أحمد في مسنده (2/ 69، 128)، والنسائي في سننه (5/ 80: 2562)، والحاكم في المستدرك (1/ 172)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم =
= يخرجاه ووافقه الذهبي. والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 226)، والبزار في مسنده "كشف الأستار" (2/ 372: 1875، 1876)، قال الهيثمي في المجمع (8/ 148): "رواه البزّار بإسنادين ورجالهما ثقات". وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 302: 13180)، وصححه الألباني كما في السلسلة الصحيحة (3/ 387: 1397)، كما في جلباب المرأة المسلمة (ص 146).
2195 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ محمَّد بْنِ زَيْدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى حِينَ (¬1) انْتَهَى إِلَى الثَّنِيَّةِ (¬2) فَقَالَ: لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَصْمٍ وَلَا ظَنِينٍ (¬3) وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ". رَوَاهُ أبو داود في المراسيل. ¬
2195 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 130/ 1)، وقال: "رواه مسدّد والبيهقي مرسلًا، وكذا أبو داود في المراسيل". قلت: أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 201) كتاب الشهادات، باب لا تقبل شهادة خائن ولا خائنة ولا ذي غِمْر على أخيه ولا ظنين ولا خصم، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ثنا أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ محمَّد بْنِ زيد بن مهاجر، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث مناديًا حتى انتهى إلى الثنية أنه لا يجوز شَهَادَةُ خَصْمٍ وَلَا ظَنِينٍ، وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عليه. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" باب (75) ما جاء في الشهادات (رقم 396)، قال: حدّثنا عبد الله بن مسلمة حدّثنا عبد العزيز يعني ابن محمَّد، عن محمَّد بن زيد، يعني ابن المهاجر، به مثله مختصرًا بلفظ لا شهادة لخصم ولا ظنين. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه (4/ 530) كتاب البيوع والأقضية، باب (424) فيمن لا يجوز له الشهادة (رقم 22855)، قال: حدّثنا حفص به مثله. وأخرجه موصولًا، عبد الرزاق في مصنفه (8/ 320)، كتاب الشهادات، باب لا يقبل متهم ولا جار إلى نفسه ولا ظنين (رقم 15365)، قال: أخبرنا الأسلمي عن =
= عبد الله، عن يزيد بن طلحة، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، عن أبي هريرة قَالَ: "بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مناديًا في السوق أنه لا تجوز شهادة خصم ولا ظنين، قيل: وما الظنين؟ قال: المتهم في دينه". قلت: والموقوف أشبه، لان محمَّد بن سعيد بن المهاجر ثقة فاضل، وهو راويه مرسلًا عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، ويزيد بن طلحة الذي خالفه فرواه موصولًا لم أجد له ترجمة.
الحكم عليه: الحديث رجاله ثقات، لكنه مرسل. وقوله في الحديث، واليمين على المدعي عليه، يشهد له شواهد مضي بيانها في الحديث (رقم 59)، وقوله في أولها لا تجوز شهادة خصم ولا ظنين" يشهد له: 1 - حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مرفوعًا: "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ورد شهادة القانع -الخادم والتابع- لأهل البيت، وأجازها لغيرهم. أخرجه أحمد في مسنده (2/ 181، 204، 225)، وأبو داود في سننه (4/ 24، 25: 3600، 3601)، وابن ماجه في سننه (2/ 792: 2366)، والدارقطني في سننه (4/ 243، 244: 143، 144)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 155, 200)، وعبد الرزاق في مصنفه (8/ 320: 15364)، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير" (4/ 198): "وسنده قوي"، وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند (10/ 171: 6698)، وحسنه الألباني كما في الإرواء (8/ 283: 2669). قلت: فالحاصل أنه لا ينزل عن درجة الحسن إن شاء الله. 2 - حديث عائشة مرفوعًا: "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا ذى غِمِر على أخيه، ولا ظنين في قرابة ولا ولاء" أخرجه الترمذي في سننه (4/ 473: 2298) مطولًا، وقال: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من حديث زيد بن زياد الدمشقي، ويزيد يضعف في الحديث، ولا يعرف هذا الحديث من حديث الزهري إلَّا من حديثه"، وقال الحافظ في التلخيص الحبير، (4/ 198): "وفيه يزيد بن زياد الشامي =
= وهو ضعيف"، وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 476): "فسمعت أبا زرعة يقول: هذا حديث منكر"، وقال الحافظ أيضًا في التلخيص (4/ 199): "وضعفه عبد الحق وابن حزم وابن الجوزي"، وأخرجه الدارقطني في سننه (4/ 244: 145)، وقال: يزيد هذا ضعيف لا يحتج به، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 155)، قال: "يزيد بن أبي زياد ويقال ابن زياد الشامي ضعيف". وضعفه الألباني كما في الإرواء (8/ 292: 2675). 3 - ما رُوى مرسلًا عن عبد الرحمن بن الأعرج، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: "لا تجوز شهادة ذي الظَّنة والإحنة والجنة"، أخرجه أبو داود في "المراسيل" (ص 287: 397)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 201)، وزاد في تفسيره قال: "الجنة، الجنون، والحنة الذي يكون بينكم وبينه عداوة"، ثم قال: "لا أدري هذا التفسير مَن قولِ مِن هؤلاء الرواة". قلت: هكذا رواه الحكم بن مسلم عن الأعرج مرسلًا، وقد رواه محمَّد بن عبد الرحمن فوصله عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال الألباني: في "الإرواء" عن إسناده الموصول (8/ 291): "وهذا إسناد رجاله ثقات غير أحمد هذا يعني (أحمد بن عبد الله بن سيف)، فلم أجد له ترجمة"، وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 99)، من طريق مسلم بن خالد الزنخي قال: الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "لا تجوز شهادة ذي الظنة، ولا ذي الحنة" ثم قال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". قلت: مسلم بن خالد الزنجي صدوق كثير الأوهام كما قال ابن حجر في التقريب (ص 529: 6635). وعليه: فمجموع هذه الطرق يرتقي بالحديث إلى درجة الحسن إن شاء الله.
2196 - حَدَّثَنَا (¬1) سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَسْأَلُهُ عَنْ شَهَادَةِ الصِّبْيَانِ فَقَالَ: لَا تَجُوزُ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} (¬2) [وَعَنْ زَنْجٍ نَحَرُوا (¬3) حِمَارًا: أَنْ ضَمِنَ سَيِّدُهُمْ فلا قطع عليهم] (¬4). ¬
2196 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 130/ 2)، وقال: "رواه مسدّد ... ورواه الحاكم وعنه البيهقي" ثم ذكر لفظه عندهما. قلت: أخرجه سعيد بن منصور في سننه (3/ 989)، تفسير سورة البقرة (رقم 455)، قال: نا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أبي مليكة قال: كتبت إلى ابن عباس أسأله عن شهادة الصبيان، فكتب إليّ: إن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} , فليسوا ممن نرضى، لا تجوز. ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 161)، كتاب الشهادات، باب من رد شهادة الصبيان ومن قبلها في الجراح ما لم يتفرقوا قال: وأخبرنا أبو نصر بن قتادة، وأبو حاتم الحافظ قالا: أنبأ أبو الفضل ابن خميرويه أنبأ أحمد بن نجده ثنا سعيد بن منصور به مثله. =
= وأخرجه الشافعي في "الأم" (7/ 44)، عن سفيان بن عيينة به نحوه مختصرًا. ومن طريقه أخرجه البيهقي في الموطن السابق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين القاضي ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي به نحوه مختصرًا. وقد تابع عمرو بن دينار في الرواية عن عبد الله بن أبي مليكة كل من: 1 - ابن جريج. 2 - أيوب. 1 - أما متابعة ابن جريج فأخرجها الحاكم في المستدرك (2/ 286)، كتاب التفسير، باب تفسير سورة البقرة. قال: أخبرني محمَّد بن علي الصنعاني بمكة ثنا علي بن المبارك الصنعاني ثنا زيد بن المبارك الصنعاني ثنا محمَّد بن ثور، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مليكة قال: أرسلت إلى ابن عباس رضي الله عنهما أسأله عن شهادة الصبيان، فقال: قال الله عزَّ وجلَّ: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} وليسوا من نرضي، قال: فأرسلت إلى ابن الزبير أسأله. فقال: بالحري إن سألوا أن يصدقوا. قال: "فما رأيت القضاء إلَّا على ما قال ابن الزبير" ثم قال ابن الزبير: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 162)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ به مثله. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (8/ 348)، باب شهادة الصبيان (رقم 14594)، قال: أخبرنا ابن جريج به نحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه (4/ 359)، كتاب البيوع والأقضية، باب (124) في شهادة الصبيان (رقم 21034)، قال: حدّثنا وكيع عن ابن جريج به نحوه. 2 - وأما متابعة أيوب فأخرجها عبد الرزاق في المصنّف (8/ 349)، باب =
= شهادة الصبيان (رقم 15495)، قال: أخبرنا معمر عن أيوب، عن ابن أبي مليكة به نحوه وزاد، قال معمر: "وسمعت من يقول: تكتب شهادتهم ثم يقر حتى يكبر الصبي ثم يوقف عليها فإن عرفها جازت".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح.
2197 - حَدَّثَنَا (¬1) إِسْمَاعِيلُ عَنْ (¬2) سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: الصَّبِيِّ عَلَى الصَّبِيِّ وَشَهَادَةُ الْعَبْدِ عَلَى الْعَبْدِ جائزة". ¬
2197 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 130/ 2)، ولكنه قال: "عن الحسن قال: قال عليّ: ... فذكره"، وجعله موقوفًا عليه. قلت: ولعل هذا وهم منه، لأمرين: 1 - أنه ذكره في الأصل "الإتحاف" وجعله مرسلًا، عن الحسن. 2 - أنه رُوي عن علي موقوفًا، ولكن من طريق أخرى كما سيأتي، والله أعلم. ولم أجده مرسلًا عن الحسن، عند غير مسدّد، وذكره صاحب كنز العمال (7/ 25: 17791)، عن عليّ رضي الله عنه موقوفًا عليه، ونسبه إلى مسدّد.
الحكم عليه: الحديث رجاله ثقات، ولكنه ضعيف، وفيه علتان: 1 - الإرسال، والمرسل من أنواع الضعيف. 2 - عنعنة قتادة، وهو مدلس من الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح به. ويشهد له ما روي عن علي موقوفًا عليه "أنه كان يجيز شهادة بعضهم على بعض". أخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه (4/ 360: 21048)، قال: حدّثنا يحيى بن سعيد القطان عن عمرو، عن الحسن، عن علي فذكره. قلت: وهو منقطع فإن الحسن لم يسمع من علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما ذكر العلائي في جامع التحصيل (ص 162)، والمزي في تهذيب الكمال (6/ 97).
2198 - حدّثنا (¬1) أبو معاوية (¬2) عمر بْنِ رَاشِدٍ عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَرِثُ مِلَّةٍ مِلَّةً، وَلَا تَجُوزُ شَهَادَةُ مِلَّةٍ عَلَى مِلَّةِ إلَّا أُمَّةَ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإن شهادتهم تجوز على من سواهم". ¬
2198 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 130/ 2] وقال: "رواه مسدّد مرسلًا بسند ضعيف لضعف عمر بن راشد، ومن طريقه رواه الحاكم، وعنه البيهقي مرفوعًا". ثم ذكر لفظه. قلت: روي الحديث مرسلًا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وموقوفًا عليه، ومرفوعًا عن أبي هريرة رضي الله عنه. أما المرسل: فأخرجه مسدّد كما ذكر المصنف هنا. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (8/ 356)، كتاب الشهادات، باب شهادة أهل الملل بعضهم على بعض وشهادة المسلمين عليهم (رقم 15525)، قال: أخبرنا عمر بن راشد عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَرِثُ مِلَّةٍ مِلَّةً، وَلَا تَجُوزُ شَهَادَةُ مِلَّةٍ عَلَى مِلَّةِ إلِاَّ أُمَّةَ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِنَّ شَهَادَتَهُمْ تَجُوزُ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ". وأما الموقوف على أبي سلمة، فأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 533)، كتاب البيوع والأقضية، باب (427)، من قال: لا تجوز شهادة ملة إلا على ملتها =
= (رقم 22884)، قال: حدّثنا وكيع ثنا عمر بن راشد به موقوفًا على أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: لا تجوز شهادة ملة على ملة إلَّا المسلمين، وزاد، وقال وكيع: "كان ابن أبي ليلى لا يجيز شهادة اليهودي على النصراني ولا النصراني على اليهودي". وأما المرفوع: فأخرجه الدارقطني في سننه (4/ 69)، كتاب الفرائض والسير وغير ذلك (رقم 6)، قال: نا الحسين بن يحيى بن عياش نا الحسن بن محمَّد الزعفراني نا علي بن الجعد أنا عمر بن راشد بن صخرة [هكذا في المطبوع والصواب: شجرة] عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: لا ترث ملة ملة، ولا يجوز شهادة أهل ملة على ملة إلا أمتي فإنهم تجوز شهادتهم على من سواهم"، ثم قال: "لفظ ابن عياش إلَّا أنه قال في حديثه عن أبي هريرة" أحسب: "شك عمر، وعمر بن راشد ليس بقوي". وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 99)، كتاب (15) الأحكام، باب (15) شهادة المسلمين جائزة على غيرهم (رقم 2160)، قال: حدّثنا محمَّد بن جعفر الرازي ثنا علي بن الجعد ثنا عمر بن راشد به نحوه، وقال: لم يروه عن يحيى إلَّا عمر. وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 16)، في ترجمة "عمر بن راشد" قال: أخبرنا محمَّد بن يحيى بن سليمان المروزي ثنا علي بن الجعد ثنا عمر بن راشد به نحوه. ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 163) كتاب الشهادات، باب من رد شهادة أهل الذمة. قال: أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي به مثله. ثم قال: عمر بن راشد هذا ليس بالقوي قد ضعفه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين وغيرهما من أئمة النقل. وتابع عليَّ بن الجعد في الرواية عن عمر بن راشد كل من: 1 - عبد الرزاق. 2 - الأسود بن عامر (شاذان). =
= 3 - الحسن بن موسى. 1 - أما متابعة عبد الرزاق، فأخرجها البزّار "كشف الأستار" (2/ 141) كتاب الفرائض، باب لا يرث ملة ملة (رقم 1384)، قال: حدّثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ عمر بن راشد به نحوه مختصرًا بلفظ: "لا يرث ملة ملة". 2 - وأما متابعة الأسود بن عامر (شاذان)، فأخرجها الحاكم كما ذكره البوصيري، ولم أجدها في المطبوع من المستدرك. ومن طريقه أخرجها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 163)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمر قالا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا العباس بن محمَّد الدوري ثنا شاذان قال: كنت عند سفيان الثوري فسمعت شيخًا يحدث عن يحيى بن أبي كثير ... فذكره ثم قال: قال أبو عبد الرحمن شاذان: فسألت عن هذا الشيخ بعض أصحابنا فزعم أنه عمر بن راشد الحنفي. وقال البيهقي أيضًا: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمَّد بن عبدوس الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا يزيد بن عبد ربه الحمصي ثنا بقية عن الأسود بن عامر الأزدي، عن عمر بن راشد به نحوه. 3 - وأما متابعة الحسن بن موسى، فأخرجها الدارقطني (4/ 69) في الموضع السابق قال: ثنا أحمد بن عبد الله بن محمَّد وكيل أبي صخرة ثنا علي بن حرب ثنا الحسن بن موسى ثنا عمر بن راشد به نحوه. وأشار إليها البيهقي في الموطن السابق (10/ 163)، بعد حديث الأسود بن عامر عن عمر بن راشد قال: "وكذلك رواه الحسن بن موسى عن عمر بن راشد". قلت: وهذه الأوجه كلها ضعيفة، إذ إن مدارها جميعًا على "عمر بن راشد" وهو ضعيف كما في ترجمته، ولذا قال أبو حاتم في العلل (1/ 473)، لما سئل عن هذا الحديث: "كذا حدّثنا علي بن الجعد عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أبي سلمة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل، ومن الناس من يروي عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أبي هريرة (كذا في المطبوع ولعله سقط منه عن أبي سلمة)، عن =
= النبي -صلى الله عليه وسلم- وعمر شيخ يماني -كذا والصواب يمامي- ضعيف الحديث.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان: 1 - الإرسال. 2 - أن في إسناده "عمر بن راشد"، وهو ضعيف. وقد رُوي مرفوعًا ولكنه ضعيف كذلك لأن مداره على "عمر بن راشد"؛ ولذا قال البوصيري في "الإتحاف": "قلت: مدار أسانيد هذا الحديث على عمر بن راشد، وهو ضعيف، ضعفه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، والبخاري، وقال ابن حبّان: يضع الحديث لا يحل ذكره إلَّا على سبيل القدح فيه"، وقوله: "لا ترث ملة ملة" يشهد له: 1 - حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه مرفوعًا: "لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر"، أخرجه البخاري معا الفتح، (12/ 51: 6764)، ومسلم (3/ 1233: 1614)، ومالك في موطأه مختصرًا (2/ 519: 10)، وأبو داود (3/ 326: 2909)، والترمذي (4/ 369: 2107)، وابن ماجه (2/ 911: 7929)، وأص في في مسنده (5/ 200، 202، 208، 209)، والدارقطني في سننه (3/ 62: 237) و (4/ 69: 7)، والحاكم في المستدرك (2/ 240)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 322، 323: 2985)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (13/ 394: 6033)، والدارمي في سننه (2/ 370)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 217، 218)، وسعيد بن منصور في سننه (1/ 65: 135، 136)، والطيالسي في مسنده (ص 87: 631)، والحميدي في مسنده (1/ 248: 541)، وعبد الرزاق في مصنفه (6/ 14: 9851، 9852)، والطبراني في الكبير (1/ 163: 391) و (1/ 167 - 168: 412)، وفي الأوسط (1/ 310: 510)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 219: 954). =
= 2 - حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: "لا يتوارث أهل ملتين شتى"، أخرجه أحمد (2/ 187، 195)، وأبو داود (3/ 328: 2911)، وابن ماجه (2/ 912: 2731)، والدارقطني (4/ 72: 16)، وسعيد بن منصور في سننه (1/ 65: 137)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 232: 967). وهو حديث حسن، انظر: الإِرواء (6/ 121: 1675). وأما قوله: "وَلَا تَجُوزُ شَهَادَةُ مِلَّةٍ عَلَى مِلَّةِ إلَّا أمَّة محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِنَّ شهادتهم تجوز على من سواهم"، فلم أجد ما يشهد له إلَّا بعض الآثار المنقولة عن السلف رضوان الله عليهم، والله أعلم.
2199 - حَدَّثَنَا (¬1) مُعْتَمِرٌ أنا (¬2) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ شَيْبَةَ (¬3)، قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ردَّ شهادة رجل في كذبه". ¬
2199 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 131/ 2)، وقال: "رواه مسدّد". قلت: أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 196) كتاب الشهادات، باب من كان منكشف الكذب مظهره غير مستتر به لم تجز شهادته. قال: أخبرنا أبو سعيد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا حمزة الكاتب ثنا نعيم بن حماد وثنا ابن الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ شَيْبَةَ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جرح شهادة رجل في كذبة كذبها. ثم قال: وهذا أصح، وهو مرسل. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 159)، باب الكذب والصدق وخطبة ابن مسعود (رقم 20197)، قال: أخبرنا معمر عن موسى بن أبي شَيْبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أبطل شهادة رجل في كذبه .. "، ثم زاد: "ولا أدري ما كانت تلك الكذبة، أكذب على الله أم كذب على رسوله -صلى الله عليه وسلم- ". ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه، والبيهقي، والعقيلي. أما إسحاق فأخرجه في مسنده (3/ 655: 1246)، قال: أخبرنا عبد الرزاق به نحوه غير أنه قال: "موسى بن أبي شيبة الجندي"، وقال: قال معمر: ما أدري ما تلك الكذبة؟ أكذب على النبي -صلى الله عليه وسلم- أو غير ذلك؟ وأما البيهقي فأخرجه في السنن الكبرى (10/ 196) في الموطن السابق، قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمَّد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق به نحوه إلَّا أنه قال: "في كذبة كذبها"، وزاد: "كذا في كتابي موسى بن أبي شيبة". =
= وأما العقيلي فأخرجه في الضعفاء الكبير (4/ 163) في ترجمة موسى بن أبي شيبة، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمَّد والحسن بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا عبد الرزاق به نحوه وقال: لا يُعرف إلا به.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان: 1 - الإرسال. 2 - الجهالة في موسى بن شيبة، والله أعلم. ولم أجد ما يشهد له إلَّا عموم أحاديث الأمر بالصدق، وبيان فضائله والنهي عن الكذب وبيان رذائله.
2200 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الْكَعْبَاتِ (¬2) الْمَسْمُومَةَ (¬3) الَّتِي تُزْجَرُ زَجْرًا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الْمَيْسِرِ" (¬4). [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص مثله. ¬
2200 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 132/1]، وقال: "رواه مسدّد وأحمد بن منيع والبيهقي في الكبرى". قلت: هذا الحديث روي عن ابن مسعود مرفوعًا وموقوفًا. 1 - أما المرفوع، فأخرجه أحمد في مسنده (1/ 446)، قال: ثنا علي بن عاصم ثنا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "إياكم وهاتان الكعبتان الموسومتان اللتان تزجران زجرًا فإنهما ميسر العجم". وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 215)، كتاب الشهادات، باب كراهية اللعب بالنرد كثر من كراهية اللعب بشيء من الملاهي لثبوت الخبر فيه وكثرته. قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ الحسين بن صفوان ثنا ابن أبي الدنيا ثنا زياد بن أيوب بن عبد الله البكائي ثنا إبراهيم بن مسلم به نحوه ثم قال: رفعه البكائي عن إبراهيم، وسويد عن أبي معاوية، عن إبراهيم والمحفوظ الموقوف. وأخرجه ابن عدى في الكامل (1/ 213)، في ترجمة: "إبراهيم الهجري" قال: =
= حدّثنا جعفر بن محمَّد الفريابي حدّثنا سويد بن سعد حدّثنا أبو معاوية عن إبراهيم به نحوه. ومن طريقه أخرجه البيهقي في الجامع شعب الإيمان (11/ 469: 6080)، قال: أخبرنا أبو سعد الماليني أخبرنا أبو أحمد بن عدي به مثله. 2 - وأما الموقوف، فأخرجه مسدّد، وأحمد بن منيع كما ذكر المصنف. ومن طريق مسدّد أخرجه البخاري في الأدب المفرد "فضل الله الصمد" (2/ 665)، باب (615)، إثم من لعب بالنرد (رقم 1270)، قال: حدّثنا مسدّد قال: حدّثنا معتمر قال: سمعت عبد الملك عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود قال: إياكم وهاتين الكعبتين الموسومتين اللتين تزجران زجرًا فإنهما من الميسر. وأخرجه الآجري في "تحريم النرد والشطرنج والملاهي" (ص 63: 18)، قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي داود أخبرني زياد بن أيوب أخبرنا معتمر به مثله. وتابع معتمرًا على هذه الرواية كل من: 1 - سفيان بن عيينة. 2 - شعبة. 3 - أبو عوانة. 1 - أما متابعة سفيان، فأخرجها الآجري في "تحريم النرد والشطرنج والملاهي" (ص 63: 19)، قال: حدّثنا إبراهيم بن موسى حدّثنا يوسف بن موسى القطان حدّثنا وكيع حدّثنا سفيان عن عبد الملك به نحوه. وأخرجها ابن جرير الطبري في تفسيره (2/ 370: 4111)، قال: حدّثنا محمَّد بن بشار قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا سفيان عن عبد الملك به نحوه. 2 - وأما متابعة شعبة، فأخرجها ابن جرير الطبري في تفسيره (2/ 370: 4112)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى قال: حدّثنا محمَّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن عبد الملك به مثله. 3 - وأما متابعته أبي عوانة، فأخرجها البيهقي في الجامع لشعب الإيمان =
= (11/ 471: 6081)، قال: وأخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان حدّثنا عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا، حدّثنا خلف بن هشام، حدّثنا أبو عوانة عن الملك بن عمير به مثله. وتابع عبد الملك بن عمير في روايته عن أبي الأحوص كل من: 1 - إبراهيم الهجري. 2 - يزيد بن أبي زياد. 1 - أما متابعة الهجري، فأخرجها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 215)، في الموطن السابق قال: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله الشيباني، أنبأ محمَّد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ إبراهيم الهجري به نحوه. ثم قال: وكذلك رواه عبد الملك بن عمير وغيرهم عن أبي الأحوص، عن أبي مسعود موقوفًا. قلت: أما عبد الملك فرُوي عنه وجهٌ واحدٌ وهو الموقوف، وأما إبراهيم الهجري فاختلف عليه، فرواه زياد بن أيوب البكائى وأبو معاوية عنه مرفوعًا -كما سبق- ورواه جعفر بن عون عنه موقوفًا وهو المحفوظ كما قال البيهقي. 2 - وأما متابعة يزيد بن أبي زياد، فأخرجها عبد الرزاق في المصنف (10/ 467)، باب القمار (رقم 19727)، قال: عن معمر عن يزيد بن أبي زياد به نحوه بلفظ: "إياكم ورحوًا [قال المحقق: لعله دحوًا] بالكعبين فإنه من الميسر". ومن طريقه أخرجها البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 417: 6082)، قال: وأخبرنا أبو الحسين بن بشران إسماعيل الصفار حدّثنا أحمد بن منصور حدّثنا عبد الرزاق به مثله. وأخرجها الخرائطي في "مساوئ الأخلاق ومذمومها" ص 335، باب ما جاء فيما يكره من اللعب بالنرد والشطرنج وغيرهما (رقم 756)، قال: حدّثنا علي بن حرب الطائي ثنا محمَّد بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ به نحوه. وأخرجها ابن جرير الطبري في تفسيره (2/ 370: 4113)، قال: حدّثنا =
= محمَّد بن المثنى قال: حدّثنا محمَّد بن نافع قال: حدّثنا شعبة عن يزيد بن أبي زياد به نحوه. قلت: والخلاصة أن الموقوف هو المحفوظ كما قال البيهقي، وقال الدارقطني في العلل (5/ 315) حين سُئل عن هذا الحديث: "يرويه إبراهيم الهجري وعبد الملك بن عمير عن أبي الأحوص، فرفعه علي بن عاصم، عن إبراهيم، وروى عن شعبة عن إبراهيم الهجري مرفوعًا، والصحيح موقوف، وكذلك رواه أصحاب الهجري عن أبي الأحوص، وكذلك رواه عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ موقوفًا".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات إلَّا أنه يشكل عليه أمران: 1 - أن رواية أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير لم تتميز هل هي من رواية القدماء المستقيمة أم أنها كانت بعد ما أصابه التغيير. 2 - ما يخشى من تدليس عبد الملك بن عمير. ولكن هذا الإشكال يزول بالمتابعات السابقة المذكورة في تخريجه ويكون بها حسنًا، والله أعلم.
2201 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ عُمَرَ بْنِ "مَيْسَرَةَ" (¬2)، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (¬3) عَنِ الْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ "هُوَ الْخَطْمِيُّ" (¬4)، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ "الْقُرَظِيَّ" (¬5) يَسْأَلُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ "الْخُدْرِيِّ" (¬6) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا سَمِعْتَ أَبَاكَ (¬7) يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ (¬8): سَمِعْتُ (¬9) أَبِي يَقُولُ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يَقُولُ: مَثَلُ الَّذِي يَلْعَبُ بِالنَّرْدِ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي مَثَلُ الَّذِي يَتَوَضَّأُ بِالْقَيْحِ وَدَمِ الْخِنْزِيرِ" (¬10) يقول (¬11): "لا تقبل صلاته". ¬
2201 - تخريجه: ذكره البوصيرى في مختصر الإتحاف [2/ 132/1] وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي والبيهقي في الكبرى". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 355: 1104)، قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا مكي بن إبراهيم البلخي عَنِ الْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بن عبد الرحمن أنه سمع محمَّد بن كعب يسأل عبد الرحمن بن أبي سعيد: ما =
= سمعت من أبيك يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال عبد الرحمن: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَثَلُ الَّذِي يَلْعَبُ بالنرد ثم يقوم يصلي مثل الذي يتوضأ بقيح ودم الخنزير، يقول: لا تقبل صلاته". وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (5/ 370)، قال: ثنا مكي بن إبراهيم به نحوه ولم يقل فيه: "لا تقبل صلاته". وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 291) مختصرًا، قال: قال ابن منصور عن المكي به نحوه بلفظ: "مثل الذي يلعب بالنردشير"، هكذا رواه مختصرًا. وقال محققه: "ولم أجد في الرواة عن مكي من يقال له: منصور أو ابن منصور إلَّا أبا سفيان محمَّد بن منصور البلخي الفقيه، ذكره المزي، والله أعلم". وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 215)، كتاب الشهادات، باب كراهية اللعب بالنرد أكثر من كراهية اللعب بالشيء من الملاهي. قال: أخبرنا أبو الفتح محمَّد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ رحمه الله ببغداد، أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ثنا إبراهيم بن زهير الحلواني ثنا مكي بن إبراهيم به نحوه. وأخرجه كذلك في الجامع لشعب الإيمان (11/ 468: 6079)، قال: وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أخبرنا عبد الله بن محمَّد بن عبد الله الرازي أخبرنا إبراهيم بن زهير به نحوه. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 113): "رواه أحمد وأبو يعلى"، وزاد: "لا تقبل صلاته" والطبراني وفيه موسى بن عبد الرحمن الخطمي لم أعرفه، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح". وأخرجه الآجري في كتاب "تحريم النرد والشطرنج والملاهي" (ص 53، 54: 7، 8)، من طريقين، ولكنه جعله من مسند محمَّد بن كعب القرظي عن أبيه. 1 - الطريق الأولى: قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي حدّثنا هشام بن عمار الدمشقي حدّثنا حاتم بن إسماعيل حدّثنا موسى بن عبد الرحمن الخطمي أنه سمع محمد بن كعب يسأل أباه في شأن الميسر فقال: سمعت =
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من لعب بالميسر ثم قام يصلي فمثله كمثل الذي يتوضأ بالقيح ودم الخنزير، أفتقول: يقبل الله صلاته؟ ". 2 - الطريق الثانية: قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي داود حدّثنا محمَّد بن أبي داود بن أبي ناجية حدّثنا عبد الله بن وهب قال: حدّثنا سليمان -يعني ابن بلال- قال: حدثني موسى بن عبد الرحمن الخطمي به نحو الرواية الأولى. قلت: ولعل موسى بن عبد الرحمن الخطمي وهم فحدث به هكذا , ولم أجد من ذكر أن محمَّد بن كعب روى عن أبيه، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث ضعيف من أجل حال "موسى بن عبد الرحمن الخطمي"، فإنه مجهول لا يعرف وبقية رجاله ثقات. ويشهد له حديث سليمان بن بريدة عن أبيه: "من لشعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم خنزير ودمه". أخرجه مسلم (4/ 1770: 2260)، وأحمد في المسند (5/ 352، 357، 361)، وأبو داود في سننه (5/ 230، 231: 4939)، وابن ماجه في سننه (2/ 1238: 3763)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 214)، والبخاري في الأدب المفرد (2/ 665: 1271)، والآجري في كتاب "تحريم النرد والشطرنج والملاهي" (ص 55: 10).
8 - باب كراهية تحمل الشهادة فيما يكره فعله
8 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَحَمُّلِ الشَّهَادَةِ فِيمَا يُكْرَهُ فِعْلُهُ 2202 - (و) (¬1) قال عَبْدُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ ثنا أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ وَلَدٌ لَهُ فَقَالَ (لَهُ) (¬2): يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَشْهَدَ بِصَدَقَةٍ أَتَصَدَّقُ بِهَا عَلَى ابْنِي هَذَا. فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَلَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَعْطَيْتَهُ مِثْلَ هَذَا (¬3)؟ قال: لا. قال -صلى الله عليه وسلم- فلا أشهد (¬4) ". ¬
2202 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 132/ 2)، وقال: "رواه عبد بن حميد عن إبراهيم بن الحكم وهو ضعيف، ورواه الحارث، وتقدم لفظه في كتاب الهبة". قلت: أخرجه عبد بن حميد في مسنده المنتخب (1/ 526: 604)، قال: حدّثنا إبراهيم بن الحكم حدثني أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ وَلَدٌ لَهُ فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَشْهَدَ بِصَدَقَةٍ أَتَصَدَّقُ بِهَا عَلَى ابْنِي هَذَا. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "فأعطيته مثل ما أعطيت هذا؟ " قال: لا، قال: "فلا أشهد". =
= وأخرجه الحارث في مسنده "بغية الباحث" (1/ 512) كتاب البيوع، باب (24) التسوية بين الأولاد في العطية (رقم 454)، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بن عياش ثنا سَعِيدِ بْنِ يُوسُفَ الْأَرْحَبِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عن عكرمة، به بلفظ "سَوُّوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ فِي الْعَطِيَّةِ، فَلَوْ كُنْتُ مفضلًا لفضلت النساء". وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (6/ 177)، كتاب الهبات، باب السنة في التسوية بين الأولاد في العطية ,. قال: أخبرنا أبو حازم الحافظ، وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة قالا: أنبأ أبو الفضل بن حميروية، ثنا أحمد بن نجده، ثنا سعيد بن منصور، ثنا إسماعيل بن عياش، به مثله. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 354: 11997)، قال: حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح (ح)، وحدثنا محمَّد بن علي الصائغ المكي ثنا سعيد بن منصور قالا: ثنا إسماعيل بن عياش، به مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف إبراهيم بن الحكم. وخاصة فيما يرويه عن أبيه، عن عكرمة. لكن يشهد له الطريق الأخرى الواردة عند الحارث وغيره من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، به مثله. كما يشهد له حديث النعمان بن بشير، قال: "انطلق أبي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحلني نُحْلًا ليشهده على ذلك. قال: "أكل ولدك نحلته مثل هذا؟ " فقال: لا. قال: "أيسرك أن يكونوا إليك في البر كلهم سواء؟ " قال: بلى. قال: "فاشهد على هذا غيري". وقد روي بألفاظ مختلفه ومن طرق متعددة. أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (5/ 250: 2586)، ومسلم في صحيحه (3/ 1241: 1623)، والترمذي في سننه (3/ 649: 1367)، وقال: هذا حديث حسن صحيح وأبو داود في سننه (3/ 811: 3542)، وابن ماجة في سننه (2/ 795: 2375)، ومالك في الموطأ (2/ 751: 39)، وأحمد في المسند (4/ 268، 270، =
= 271)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (11/ 496: 5097، 5098، 5099، 5100، 5102، 5104. 5105، 5106، 5107)، والدارقطني في سننه (3/ 42: 171، 177، 174)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 177)، والحميدي في مسنده (2/ 411: 922)، والطيالسي في مسنده (ص 107: 789)، وعبد الرزاق في المصنف (9/ 96، 97، 98: 16491، 16492، 16493، 16494، 16495)، وابن أبي شيبة في المصنف (6/ 233، 243: 30989 , 30990، 30991) و (7/ 228: 36065، 36066، 36067)، وابن الجارود في المنتقى غوث المكدود (3/ 248: 991، 992)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 84).
9 - باب الزجر عن شهادة الزور وعن كتمان شهادة الحق
9 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ شَهَادَةِ الزُّورِ وَعَنْ كِتْمَانِ شَّهَادَةِ الْحَقِّ 2203 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي هريرة، وابن عباس رضي الله عنهم، قَالَا: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ" وَمَنْ رَجَعَ عَنْ شَهَادَةٍ أَوْ كَتَمَهَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ لَحْمَهُ عَلَى رؤوس الْخَلَائِقِ [يَوْمَ الْقِيَامَةِ] (¬1)، فَيُدْخِلَهُ النَّارَ وَهُوَ يَلُوكُ لِسَانَهُ (وَمَنْ شَهِدَ) (¬2) شَهَادَةَ الزُّورِ (¬3) عَلَى مُسْلِمٍ أَوْ كَافِرٍ عُلِّقَ بِلِسَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (¬4)، ثُمَّ صُيِّرَ مَعَ الْمُنَافِقِينَ (فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ) (¬5) مِنَ النَّارِ، وَمَنْ تَحَلَّمَ مَا لَمْ يَحْلُمْ كَانَ كَمَنْ (¬6) شَهِدَ الزُّورَ ... الْحَدِيثَ" هَذَا الْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ. ¬
2203 - تخريجه والحكم عليه: هو جزء من الحديث الطويل الموضوع، والمتهم بوضعه كل من داود بن المحبر، وميسرة بن عبد ربه، وقد تقدم الكلام عليه في الحديث (2134).
2204 - [1] وقال الحارث [أيضًا] (¬1): حدّثنا عبيد اللَّهِ (¬2) ثنا الْمُعْتَمِرُ (¬3) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: "مَنْ شَهِدَ (¬4) شَهَادَةً (¬5) اسْتَبَاحَ (¬6) بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، أَوْ سَفَكَ بِهَا دَمَهُ فَقَدِ اسْتَوْجَبَ (¬7) النَّارَ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ثنا المعتمر بهذا، وحدثنا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ هُوَ الْقَوَارِيرِيُّ عَنْ معتمر مثله. ¬
2204 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 131/2]، وقال: "رواه الحارث، وأبو يعلى الموصلي واللفظ له". قلت: أخرجه الحارث في مسنده (بغية الباحث) (1/ 522)، كتاب (12) الأحكام، باب (5) عظة الشاهد (رقم 464)، وقال: حدّثنا عبيد الله ثنا المعتمر بن سليمان عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "ومن شرب شرابًا حتى يذهب بعقله الذي أعطاه الله فقد أتى بابًا من أبواب الكبائر، ومن شهد شهادة اجتاح بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، أَوْ سَفَكَ بِهَا دمه فقد أوجب النار" أو كما قال. وأخرجه أبو يعلى في مسنده في موضعين: 1 - (4/ 235: 2348)، قال: حدّثنا عبيد الله بن عمر، به نحوه مختصرًا =
= ولفظه "من شرب شرابًا حتى يذهب بعقله الذي أعطاه الله فقد أتى بابًا من أبواب الكبائر". 2 - (5/ 136: 2751)، قال: حدّثنا عبيد الله بن عمر، به نحوه، وزاد في أوله "من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى باب من أبواب الكبائر" مكان قوله: "من شرب شرابًا ... ". وأخرجه البزّار في مسنده "كشف الأستار" (2/ 125، 126) كتاب الأحكام، باب في شهادة الزور (رقم 1356)، قال: حدّثنا عمرو بن علي ثنا المعتمر بن سليمان، به نحوه وفيه زيادة ثم قال البزّار: لا نعلمه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا بهذا الإسناد، وحنش: هو ابن قيس الرحبي، روى عنه التيمي، وخالد بن عبد الله وغيرهما ,وليس بالقوي، وإنما يكتب من حديثه ما يرد به غيره. وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 216: 11541)، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز ثنا عارم أبو النعمان ثنا معتمر به نحوه. مختصرًا ولفظه "من شهد ليستباح بها مال امرئ مسلم أو يسفك بها دم فقد أوجب النار". قال الهيثمي في المجمع (4/ 200): "وفيه حنش واسمه حسين بن قيس وهو متروك، وزعم أبو محصن أنه شيخ صدق".
الحكم عليه: الحديث مداره على "حسين بن قيس الرحبي" الملقب "حنش" وهو متروك فالحديث ضعيف جدًا، والله أعلم.
2205 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: "حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ] (¬1) بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَقَامَ شَاهِدَ زُورٍ (¬2) عَشِيَّةً (¬3) فِي إِزَارٍ يُنَكِّتُ (¬4) نَفْسَهُ ثُمَّ خَلَّى سَبِيلَهُ". (98) وَحَدِيثُ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي المواعظ (¬5). ¬
2205 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 131/2] وقال: "رواه مسدّد بسند ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله". قلت: وأخرجه ابن الجعد في مسنده (2/ 851: 2360)، قال: أنا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الله بن عامر فذكر نحوه بلفظ "أُتي عمر بشاهد زور فوقفه =
= للناس يومًا إلى الليل يقول: هذا فلان يشهد بزور فاعرفوه ثم حبسه". ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 141) كتاب آداب القاضي، باب ما يفعل بشاهد الزور قال: أخبرنا الشريف أبو الفتح العمري، أنبأ عبد الرحمن بن أبي شريح، أنبأ أبو القاسم البغوي، ثنا علي بن الجعد، به مثله. ثم قال: ورواه أبو الربيع عن شريك عن عاصم وزاد فيه "فجلده وأقامه للناس". وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (8/ 325)، كتاب الشهادات، باب عقوبة شاهد الزور (رقم 15388)، قال: أخبرنا أبو سفيان عن شعبة، عن عاصم بن عبد الله، به نحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 550) كتاب البيوع والأقضية، باب (465)، شاهد الزور وما يصنع، به (رقم 23043)، قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله، به نحوه.
الحكم عليه: الأثر ضعيف لأن مداره على "عاصم بن عبيد الله" وهو ضعيف عند أهل الحديث، والله أعلم.
23 - كتاب اللباس والزينة
23 - كِتَابُ اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ 1 - بَابُ لَعْنِ الْوَاصِلَةِ وَالْمُسْتَوْصِلَةِ 2206 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ (¬1) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ثنا الْقَاسِمُ، وَمَكْحُولٌ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يَعْنِي يَوْمَ خَيْبَرَ- الْوَاصِلَةَ (¬2) وَالْمَوْصُولَةَ (¬3)، وَالْوَاشِمَةَ (¬4) وَالْمَوْشُومَةَ (¬5) ". ¬
2206 - تخريجه: ذكره البرصيري في مختصر الإتحاف (2/ 74: 2)، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة". وذكره أيضًا في كتاب النكاح (2/ 19/ 2) وقال: "رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى وعنه ابن حبّان في صحيحه , ولفظه: "نهى يوم خيبر أن يؤكل لحم الحمر =
= الأهلية، وعن كل ذي ناب من السبع، وأن توطأ الحبالى حتى يضعن، وعن بيع الثمار، ولعن يومه الواصلة، والمستوصلة، والواشمة، والمستوشمة، والخامشة وجهها، والمشاقة جيبها، والداعية بالويل" ورواه ابن ماجه مختصرًا. قلت: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 395) كتاب المغازي، باب (33) غزوة خيبر (رقم 36892)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد بن جابر قال: "حدّثنا الْقَاسِمُ وَمَكْحُولٌ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ أَكْلِ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَعَنْ كُلِّ ذي ناب من السباع، وأن توطأ الحبالى حتى يضعن، وعن أن تباع السهام حتى تقسم، وأن تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها, ولعن يومئذ الواصلة والموصولة، والواشمة والموشومة، والخامشة وجهها، والشاقة جيبها". هكذا أورده بكامله ثم أخرجه مفرقًا في عدة مواضع. فأخرجه في (2/ 486) كتاب الجنائز، باب (78)، ما ينهي عنه مما يصنع على الميت من الصياح وشق الجيوب (رقم 11343)، قال: حدّثنا أبو أسامة به بِلَفْظِ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لعن الخامشة وجهها والشاقة جيبها" وأخرجه في (4/ 258)، كتاب العيد باب (37) ما ينهى عن أكله من الطير والسباع (رقم 19866)، قال: حدّثنا أبو أسامة به بِلَفْظِ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نهى يوم خيبر عن كل ذي ناب من السابع". وأخرجه في (5/ 122)، كتاب العقيقة، باب (17) في الحمر الأهلية (رقم 24332)، قال: حدّثنا أبو أسامة به بِلَفْظِ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نهى يوم خيبر عن أكل الحمار الأهلي". وأخرجه في (5/ 201) كتاب العقيقة، باب (132)، وفي واصلة الشعر بالشعر (رقم 25221)، قال: حدّثنا أبو أسامة به بلفظ "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لعن يوم خيبر الواصلة، والموصولة، والواشمة والموشومة، والخامشة وجهها والشاقة جيبها". ومن طريق ابن أبي شيبة في الطبراني في المعجم الكبير (8/ 153: 7592، 7593، 7594، 7595)، وفي (8/ 220: 7771، 7772، 7773، 7774)، قال =
= في جميعها: حدّثنا عبيد بن تمام ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ مثله مفرقًا. والحديث أخرجه أبو يعلى في مسنده , ولم أجده في المطبوع منه فلعله في الرواية المطوّلة التي لم تطبع. ومن طريقه أخرجه ابن حبّان في صحيحه (7/ 427)، كتاب (10) الجنائز، باب في النياحة، ونحوها، ذكر وصف البكاء الذي نهى النساء عن استعماله عند المصائب (رقم 3156)، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم الهذلي قال: حدّثنا أبو أسامة به مختصرًا بِلَفْظِ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لعن الخامشة وجهها، والشاقة جيبها، والداعية بالويل" غير أنه قال في إسناده: حدّثنا مكحول وغيره ولم يصرح باسم القاسم. وأخرج بعضه ابن ماجه في سننه (1/ 505)، كتاب (6) الجنائز، باب (52)، ما جاء في النهي عن ضرب الخدود، وشق الجيوب (رقم 1585)، قال: حدّثنا محمَّد بن جابر المحاربي، ومحمد بن كرامة قالا: ثنا أبو أسامة به نحوه مختصرًا بِلَفْظِ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لعن الخامشة وجهها والشاقة جيبها، والداعية بالويل، والثبور". وأخرجه الدارمي في سننه (2/ 226)، كتاب السير، باب في النهي عن بيع المغانم حتى تقسم. قال: أخبرنا أحمد بن حميد ثنا أبو أسامة به نحوه مختصرًا بلفظ "أنه نهى أن يباع السهام حتى تقسم".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه "عبد الرحمن بن يزيد بن تميم" وهو متروك الحديث كما تقدم. وكان أبو أسامة يغلط في اسمه فيسميه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وإنما هو ابن تميم. كما بين ذلك الأئمة، ولذا فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، وقول الهيثمي في المجمع (5/ 169) ورجاله رجال الصحيح فيه نظر لأن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم ليس من رجال الصحيح كما في ترجمته، وقد ثبت =
= معنى الحديث من طرق أخرى صحيحة ومنها: 1 - حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لعن الله الواصلة، والمستوصلة، والواشمة، والمستوشمة". رواه البخاري "الفتح" (10/ 387: 5937)، (10/ 391: 5940، 5942)، (10/ 393: 5948)، ومسلم (3/ 1677: 2124)، وأبو داود (4/ 397: 4168) والترمذي (5/ 97: 2783)، وقال: "هذا حديث حسن صحيحًا، والنسائي (8/ 145: 5095)، (8/ 188: 5251)، وابن ماجه (1/ 639: 1987)، وأحمد في المسند (2/ 21)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 323: 5513). 2 - حديث عائشة رضي الله عنها قالت: أن جارية زوجوها فمرضت فتمعط شعرها، فأرادوا أن يصلوا في شعرها فذكروا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة" أخرجه البخاري "الفتح" (10/ 386: 5934)، ومسلم (3/ 1677: 2123)، والنسائي (8/ 145: 5098) وأحمد في المسند (6/ 111، 116، 228، 234، 250، 257، 288)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 323، 325: 5514، 5516)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 426)، والطيالسي في مسنده (219: 1564)، والطحاوي في مشكل الآثار (3/ 158: 1129). 3 - حديث أسماء رضي الله عنها قالت: "سَأَلْتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالت: يا رسول الله: إن ابنتي أصابتها الحصبة فامرق شعرها، وإني زوجتها فأصل فيه؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: لعن الله الواصلة والمستوصلة". أخرجه البخاري "الفتح" (10/ 387: 5935، 5936)، (10/ 391: 5941)، ومسلم (3/ 1676: 2122)، والنسائي (8/ 145: 5094)، (8/ 187، 188: 5350)، وابن ماجه (1/ 693: 1988)، وأحمد في مسنده (6/ 345، 346، 350، 353)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 426)، والحميدي في مسنده (1/ 153: =
= 321)، والطبراني في الكبير (13/ 123، 114، 115: 306، 307، 308، 309، 310، 311)، (23/ 127، 128: 347، 348، 349)، (23/ 131: 357) بألفاظ متقاربة. 4 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لعن الله الواصلة، والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة". أخرجه البخاري "الفتح" (10/ 386: 5933)، وأحمد في المسند (2/ 339)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 426).
2 - باب الأمر بتنظيف البيوت
2 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَنْظِيفِ الْبُيُوتِ 2207 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا محمَّد بن إسحاق المسيبي (¬1) ثنا عبد اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ (¬2) عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ (¬3)، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ (¬4)، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النبي -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرِيمَ (¬5)، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ الَّتِي تَجْمَعُ (¬6) الْأَكْبَاءَ (¬7) فِي دُورِهَا". * فيه خالد. ضعيف. ¬
2207 - تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 121: 790)، قال: حدّثنا محمَّد بن إسحاق المسيي، حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ إياس، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إن الله طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا بيوتكم ولا تشبهوا باليهود التي تجمع الأكناف في دورها". وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 279)، قال: حدّثنا ابن قتيبة ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ثنا عبد الله بن نافع حدّثنا خالد بن إلياس به مثله. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 712) كتاب الأدب، حديث النظافة (رقم 1186)، قال: أنبأنا محمَّد بن عبد الملك قال: أنبأنا أبو محمَّد الجوهري عن الدارقطني، عن أبي حاتم بن حبّان به مثله، وقال: "هذا حديث لا يصح"، ثم أورد بعض أقوال الأئمة في "خالد بن إلياس". وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 5, 6)، قال: ثنا طاهر ثنا دحيم، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ خَالِدِ بن إلياس به نحوه. وقد روى كذلك موقوفًا على سعيد بن المسيب، ومرفوعًا إلى سعد بن أبي وقاص من طريق أخرى، أخرجه الترمذي (5/ 103)، كتاب (44) الأدب، باب (41) ما جاء في النظافة (رقم 2799)، قال: حدّثنا محمَّد بن بشار حدّثنا أبو عامر العقدي حدّثنا خالد بن إلياس، ويقال: ابن إياس عن صالح بن أبي حسان قال: "سمعت سعيد بن المسيب يقول: إن الله طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أراه قال: أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود". قال: فذكرت ذلك لمهاجر بن مسمار فقال: "حدثنيه عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مثله إلَّا أنه قال: نظفوا أفنيتكم". ثم قال: "هذا حديث غريب، وخالد بن إلياس يُضعف". وأخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 122: 791)، قال: حدّثنا موسى بن حبّان =
= حدّثنا عبد الملك ابن عمرو أبو عامر العقدي به نحوه. وأخرجه البزّار في مسنده "البحر الزخار" (3/ 320: 1114): قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى قال: ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو به نحوه، ثم قال: وهذا الحديث لا نعلمُ يروى عن سعد إلَّا من هذا الوجه بهذا الإِسناد". وأخرجه ابن كثير الدورقي في "مسند سعد بن أبي وقاص" (ص 71: 31)، قال: حدّثنا أحمد، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا خالد بن إياس القرشي عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ بن بلتعة قال: "كنا جلوسًا عند سعيد بن المسيب فطلع علينا عمر بن عبيد الله بن معمر في ثوبين موّردين، وقميص رقيق، فجلس إلى سعيد بن المسيب فساره بشيء، ما أدري ما هو قال: فلما أن قام ضحك بعض القوم إلى بعض، فقال: ما يضحككم؟ قال. تعجبنا له وَرَّثنا ريح المسك. قال: فذكره". وروى الحديث مختصرًا عن سعد بن أبي وقاص، أخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (1/ 401) كتاب (3) الطهارة، باب (75) في الأرض تصيبها النجاسة (رقم 519)، قال: حدّثنا علي بن سعيد ثنا زيد بن أخزم ثنا أبو داود الطيالسي ثنا إبراهيم بن سعد الزهري، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "طهروا أفنيتكم فإن اليهود لا تطهر أفنيتها". قال: "لم يروه عن الزهري إلَّا إبراهيم ولا عنه إلَّا الطيالسي تفرد به زيد". وقال الهيثمي في المجمع (1/ 286): "ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، من أجل حال "خالد بن إياس"، وهو متروك الحديث. ولكن رواية الطبراني في الأوسط "المختصرة" بلفظ: "طهروا أفنيتكم فإن اليهود لا تطهير أفنيتها"، حسنة الإسناد، وانظر السلسلة الصحيحة (1/ 418: 236). =
3 - باب الندب إلى العمامة
3 - بَابُ النَّدْبِ إِلَى الْعِمَامَةِ 2208 - [1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ (¬1) عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الحُبْراني (¬2)، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "عَمَّنِي (¬3) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوم غَدِيرِ خُمٍّ (¬4) بِعِمَامَةٍ سَدَلَهَا خَلْفِي ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَيَّدَنِي (¬5) يَوْمَ بَدْرٍ وَحُنَيْنٍ بِمَلَائِكَةٍ يَعْتَمُّونَ (¬6) هَذِهِ الْعِمَامَةَ (¬7)، وَقَالَ (¬8): "إِنَّ الْعِمَامَةَ (¬9) حَاجِزَةٌ بَيْنَ الكفر والإيمان ... الحديث. ¬
[2] وقال أبو بكر وأحمد بن منيع جميعا: حدّثنا علي بن هشام عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَعِيدٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: "عَمَّنِي ... (فَذَكَرَهُ) (¬10)، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَسَدَلَ طَرْفَيْهَا عَلَى مَنْكِبِي وَقَالَ: حَاجِزَةٌ بين المسلمين والمشركين". ¬
2208 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 67/2] وقال: "رواه أبو داود الطيالسي، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ منيع، والبيهقي في الكبرى , ورواه ابن ماجه مختصرًا". قلت: أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 23: 154)، قال: حدّثنا الأشعث بن سعيد، حدّثنا عبد الله بن بسر عن أبي راشد الحُبراني، عن علي قال: عممني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم غَدِيرِ خُمٍّ بِعِمَامَةٍ سَدَلَهَا خَلْفِي، ثُمَّ قَالَ: "إن الله عزَّ وجلَّ أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة. فقال: إن العمامة حاجزة بين الكفر والإيمان , ورأى رجلًا يرمي بقوس فارسية فقال: ارم بها، ثم نظر إلى قوس عربية فقال: عليكم بهذه وأمثالها ورماح القنا فإن بهذه يمكن الله لكم في البلاد وبؤيدكم في النصر". ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 14) كتاب السبق والرمي، باب التحريض على الرمي، قال: حدّثنا أبو بكر بن فورك رحمه الله، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود به مثله. ثم قال: "أشعث هو أبو الربيع السمان وليس بالقوي". وأخرجه الطبراني في كتاب "فضل الرمي وتعليمه" (ص 54: 27)، قال: حدّثنا أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي، حدّثنا أسد بن موسى، حدّثنا أبو الربيع السمان، به نحوه. =
= وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 173) في ترجمة "عبد الله بن بُسر" قال: ثنا الحسن بن الطيب، ثنا شيبان، ثنا أبو الربيع السمان، به نحوه. وأخرجه ابن ماجه (2/ 939) كتاب (24) الجهاد، باب (18) السلام (رقم 2810)، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة أنبأ عبيد الله بن موسى عن أشعث بن سجد به نحوه مختصرًا. وليس فيه ذكر العمامة. وتابع أبا الربيع السمان عبد السلام بن هاشم. أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 173، 174) "في ترجمة عبد الله بن بسر" قال: أخبرنا عبد الله بن زيدان، ثنا صالح بن الحكم أبو سفيان، ثنا عبد السلام بن هاشم، أخبرنا عبد الله بن بسر، به نحوه. قلت: عبد السلام بن هاشم أحد المتروكين كما قال الذهبي في الميزان (2/ 397). هكذا رواه أبو الربيع وعبد السلام متصلًا، وخالفهما إسماعيلُ بن عياش فرواه منقطعًا. ذكره البيهقي في السنن الكبرى (10/ 14)، قال: "وخالفه -أي أبا الربيع السمان- إسماعيلُ بن عياش، فرواه عن عبد الله بن بسر هذا عن عبد الرحمن بن عدي البهراني عن أخيه عبد الأعلى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- منقطعًا"، ثم قال: "وعبد الله بن بسر هذا ليس بالقوي، قاله أبو داود والسجستاني وغيره". وقال في "تحفة الأحوذي" (5/ 412): "وحديث عبد الأعلي بن عدي أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة ... ". قلت: ولم أجده فيما طبع منه. وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 174) في ترجمة عبد الله بن بسر قال: حدّثنا أبو العلاء، ثنا محمَّد بن الصباح الدولابي، ثنا إسماعيل بن زكريا عن عبد الله بن بُسر -رجل من أهل حمص- حدثني حكيم، أبو الأحوص، قال: "دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عليًا فعممه بعمامة سوداء ثم أرخاها بين كتفيه من خلفه، فقال هكذا: فاعتموا فإن =
= العمائم حاجز بين المسلمين والمشركين، وهي سيماء الإِسلام". قلت: هكذا رواه مختصرًا، وهو مرسل. وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "جزء من كتاب رياضة الأبدان" (ص 47: 13)، قال: ثنا أبو أحمد عبد الرحمن بن الحارث الغنوي قال: ثنا الحسن بن علي بن محمَّد الخفاف، ثنا الحكم بن عمرو الأنماطي قال: ثنا محمَّد بن إبراهيم القرشي عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن الحارث قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: دعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم غدير خم، فإذا رجل بيده قوس فارسية ... " فذكر الحديث، وليس فيه ذكر العمامة. قلت: محمَّد بن إبراهيم القرشي مجهول كما في لسان الميزان (5/ 20، 21)، وأبو إسحاق السبيعي مدلس من الثالثة، كما في تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس (ص 146: 91)، وقد عنعن، والحارث الأعور صاحب علي كذبه الشعبي في رأيه ورمي بالرفض، وفي حديثه ضعف كما في التقريب (ص 146: 1029). وعليه، فالحديث بهذا الإسناد ضعيف. وأخرجه الطبراني كما مجمع الزوائد (5/ 267) من حديث عبد الله بن بسر. ولم أجده في المطبوع من معجم الطبراني، وقال الهيثمي بعد إيراده: "رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي، قال الذهبي: وهو مقارب الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أني لم أجد لأبي عبيدة عيسى بن سليم من عبد الله بن بسر سماعًا". قلت: وقد وهم من قال إن عبد الله بن بسر هو المازني الحمصي الصحابي، بل هو عبد الله بن بسر الخُبْراني كما في العلل لابن أبي حاتم (1/ 476: 1457) حيث قال: وسألته -يعني أباه- عن حديث رواه هشام بن عمار عن يحيى بن حمزة، عن أبي عبيدة، حدّثنا عبد الله بن بسر المازني الحمصي قَالَ: "بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عليًا =
= على بعث يوم غدير خم وعممه بعمامة سوداء ثم أرسلها من ورائه ... "، وذكر الحديث في قصة القوس الفارسية: "قال أبي: هذا خطأ ليس هو عبد الله بن بسر المازني الحمصي، هذا عبد الله بن بسر الحبراني عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ". وعليه، فالحديث بهذا الإسناد مرسل، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وفيه علتان: 1 - ضعف أبي الربيع الأشعث بن سعيد السمان. 2 - ضعف عبد الله بن بسر الحُبْراني. ويشهد لأول الحديث، في الندب إلى العمامة، الأحاديث الواردة في ذلك، منها: 1 - حديث جابر رضي الله عنه: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل مكة وعليه عمامة سوداء". أخرجه مسلم (2/ 990: 1358)، وأبو داود في سننه (4/ 340: 4076)، والترمذي في سننه (4/ 197: 1735)، وقال: "حسن صحيح"، والنسائي في سننه (5/ 201: 2879) و (8/ 211: 5344, 5345)، وابن ماجه في سننه (2/ 942: 2822)، والدارمي في سننه (2/ 74)، وأحمد في المسند (3/ 363، 387)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (9/ 37: 3722)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 177)، وابن الجعد في مسنده (2/ 1153: 3439)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 407: 36918)، والترمذي في الشمائل (ص 105: 115). تنبيه: قال ابن حبّان بعد إيراد الحديث (9/ 38): "في خبر أنس بن مالك: دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى رأسه المغفر، وفي خبر جابر أنه -صلى الله عليه وسلم- دخل مكة وعليه عمامة سوداء، ولم يدخل -صلى الله عليه وسلم- مكة بغير إحرام إلا مرة واحدة وهو يوم الفتح، ويشبه أن يكون =
= المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في ذلك اليوم كان على رأسه المغفر، وقد تعمم بعمامة سوداء فوقه، فإذًا جابر ذكر العمامة التي عاينها، وإذًا أنس ذكر المغفر الذي رآه من غير أن يكون بين الخبرين تضاد أو تهاتر". 2 - حديث عمرو بن حريث قال: "رأيت عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عمامة سوداء"، وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطَبَ الناس وعليه عمامة سوداء". أخرجه مسلم (2/ 990: 1359)، وأبو داود في سننه (4/ 340: 4077)، والنسائي في سننه (8/ 211: 5343، 5346)، وابن ماجه في سننه (1/ 351: 1104) و (2/ 942: 2821)، و (2/ 1186: 3587)، وأحمد في المسند (4/ 307)، والترمذي في الشمائل (ص 106: 116، 117).
4 - باب الزجر عن لبس الثوب وجره من الخيلاء إلا لضرورة
4 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ لُبْسِ الثَّوْبِ وَجَرِّهِ مِنَ الْخُيَلَاءِ إلَّا لِضَرُورَةٍ 2209 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبَةَ (¬1) بْنِ وسَّاج قَالَ: كَانَ أَبُو لُبَابَةَ جَالِسًا مَعَ كَعْبٍ رضي الله عنه، [فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ] (¬2) بِئْسَ الثَّوْبُ ثَوْبُ الْخُيَلَاءِ. فقال كعب رضي الله عنه: أَسَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ (¬3) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قال: لا، قال (¬4): إِنِّي لَا أَرُدُّ عَلَيْكَ عِلْمَكَ إِنِّي لَأَجِدُ في كتاب الله "من لبس ثوب خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ حَتَّى يَضَعَهُ وإن كان كبر (¬5) ". فقال أبو لبابة رضي الله عنه: "بئس القلب قلب السمين، فقال كعب رضي الله عنه: أَسَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-؟ فقال: لا. قال (¬6) كعب ¬
رضي الله عنه: إني لا أرد عليك علمك. إني أجد في كتاب الله تعالى (¬7) مثل السَّمِينِ وَقَلْبِ الْمَهْزُولِ كَمَثَلِ شَاةٍ سَمِينَةٍ وَشَاةٍ مهزولة أصابها الْمَطَرُ فَخَلَصَ إِلَى قَلْبِ الْمَهْزُولَةِ (¬8) وَلَمْ يَخْلُصْ إلى قلب السمينة. فقال أبو لبابة رضي الله عنه: [من يعبد الله] (¬9) كفاه الله عَزَّ وَجَلَّ المؤنة، فقال كعب رضي الله عنه: أَسَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ (¬10) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَقَالَ (¬11): لَا. فَقَالَ: إِنِّي لَا أَرُدُّ عَلَيْكَ علمك وإني لأجد في كتاب الله تعالى ما من عبد يعبد الله عَزَّ وَجَلَّ (¬12) إلَّا ضمن الله تعالى السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ بِرِزْقِهِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ [مَا] (¬13) عاش". ¬
2209 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 71/ 2) وقال: "رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه همام بن يحيى" (هكذا) لم أقف على ترجمته، وباقي الرواة ثقات". قلت: هو همام بن يحيى، وهو ثقة كما سبق في ترجمته. والأثر لم أجده في المطبوع من المسند إسحاق بن راهويه، وكذا لم أجده عند غيره.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات لكنه ضعيف من أجل عنعنة قتادة وهو مدلس من الطبقة الثالثة لا تقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع.
2210 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: "حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا مُعَلَّى (¬1) بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا (¬2) مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ النُّمَيْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "بَيْنَمَا رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَ (¬4) فِي بُرْدَيْنِ (¬5) فَاخْتَالَ فِيهِمَا فَأَمَرَ اللَّهُ [تَبَارَكَ وَتَعَالَى] (¬6) الْأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ فَهُوَ يتجلجل (¬7) فيها إلى يوم القيامة". ¬
2210 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 71/ 2) وقال: "رواه أبو يعلى". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 279: 4302) قال: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، أخبرني محمَّد بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ النُّمَيْرِيَّ يحدث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "بَيْنَمَا رَجُلٌ ممن كان قبلكم يخرج في بردين فاختال فيهما، فأمر الله الْأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ القيامة". وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 126)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه زياد بن عبد الله النميري وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبّان وقال: "يخطئ". =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، من أجل حال زياد بن عبد الله النميري، ولكن له شواهد يصح بها، ومنها: 1 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مَرَجِّل جمته إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (10/ 269: 5789)، ومسلم في صحيحه (3/ 1653: 2088)، والنسائي في الكبرى (5/ 483: 9679) والدارمي في سننه (1/ 116)، وأحمد في المسند (2/ 267، 315، 390، 413، 456، 492، 497، 531)، وأبو يعلى في مسنده (11/ 218: 6334) وعبد الرزاق في المصنف (11/ 82: 19983)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 389)، وابن عدي في الكامل (4/ 183)، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 114: 5716). 2 - حديث عبد الله بن عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "بينما رجل يجر إزاره خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (6/ 595: 3485)، (10/ 269: 5790)، والنسائي في الكبرى (5/ 483: 9676)، وفي الصغرى (8/ 206: 5326)، وأحمد في المسند (2/ 66)، والبزار في مسنده "كشف الأستار" (3/ 363: 2950). 3 - حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "خرج رجل ممن كان قبلكم في حلة له يختال فيها فأمر الله الْأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ القيامة". رواه أحمد في المسند (2/ 222)، وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند (29/ 12: 7074)، وأخرجه هناد بن السري في الزهد (2/ 259: 853)، ومن طريقه أخرجه الترمذي في سننه (4/ 565: 2491)، وقال: "هذا حديث صحيح".
2211 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ عبد الله بن عمرو بن العاص رضي اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَنْظُرُ اللَّهُ تَعَالَى إلى الذي يجر (¬1) إزاره (¬2) ". ¬
2211 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 70/ 2)، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة". قلت: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (5/ 165) كتاب العقيقة، باب (78) في جر الإزار وما جاء فيه (رقم 24812)، قال: حدّثنا معاوية بن هشام عن شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الله بن عمرو يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا ينظر الله إلى الذي يجر إزاره خيلاء". وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 382) كتاب الصلاة، باب (260) التغليظ في إسبال الإزار في الصلاة (رقم 781)، قال: حدّثنا محمَّد بن خلف الحدادي أخبرنا معاوية بن هشام به نحوه بلفظ "لا ينظر الله إلى صلاة رجل يجر إزاره بطرًا"، ثم قال: "قد اختلفوا في هذا الإسناد، قال بعضهم: عن عبد الله بن عمر". قلت: هكذا رواه معاوية بن هشام من طريق عبد الله بن عمرو بن العاص، وخالفه حسن بن موسى الأشيب، فرواه من طريق عبد الله بن عمر بن الخطاب. أخرجه أحمد في مسنده (2/ 69) قال: حدّثنا حسن بن موسى، ثنا شيبان عن يحيى، عن محمَّد بن عبد الرحمن -يعي إن ثوبان مولى بني زهرة- أنه سمع ابن عمر يقول: فذكره بمثل لفظ ابن أبي شيبة، والذي يظهر لي، والله أعلم أن المحفوظ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وذلك لأمور: =
= أحدها: أن الحسن بن موسى الأشيب أوثق من معاوية بن هشام. الثاني: أن كتب الرجال والتراجم لا تذكر رواية لمحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، بخلاف روايته، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فهي مذكورة في ترجمة كل منهما في كتب الرجال. الثالث: أن الحفاظ الأثبات قد تابعوا محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان في رواية هذا الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. حيث تابعه كل من: 1 - نافع. 2 - عبد الله بن دينار. 3 - زيد بن أسلم. 4 - مسلم بن يسار 5 - محارب بن دثار. 6 - جبلة بن سحيم. 7 - سالم بن عبد الله بن عمر. 8 - حنظلة بن أبي سفيان. 9 - مسلم بن ينّاق. 1 - 2 - 3 - أما متابعة نافع، وعبد الله بن دينار، وزيد بن أسلم، فأخرجها مقرونة هكذا البخاري "الفتح" (10/ 264: 5783)، ومسلم (3/ 1651: 2085)، والترمذي في سننه (4/ 195: 1735) وقال: "حديث حسن صحيح"، ومالك في الموطأ (2/ 914: 11). وأخرج رواية نافع مفردة مسلم (3/ 1651)، والنسائي (8/ 206: 5327)، وابن ماجه (2/ 1181: 3569)، وأحمد في المسند (2/ 5, 55)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 165: 24808)، وعبد الرزاق في المصنف (11/ 82: 19984). =
= وأخرج رواية عبد الله بن دينار مفردة مالك في الموطأ (2/ 914: 9)، وأحمد في المسند (2/ 56، 74). وأخرج رواية زيد بن أسلم مفردة أحمد في المسند (2/ 9، 33، 141، 147)، بألفاظ مختلفة، والحميدي في مسنده (2/ 284: 636)، وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 81: 19980). 4 - وأخرج متابعة مسلم بن يسار، أحمد في المسند (2/ 76)، ومسلم (3/ 165). 5 - وأخرج متابعة محارب بن دثار، البخاري في صحيحه "الفتح" (10/ 269: 5791)، ومسلم (3/ 1652)، والنسائي (8/ 6 - 2: 5328)، وأحمد في المسند (2/ 42، 46)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 165: 24807). 6 - وأخرج متابعة جبلة بن سحيم، البخاري (10/ 269)، ومسلم (3/ 1652)، وأحمد في المسند (2/ 44، 46، 81، 103، 131)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 165: 24807). 7 - وأخرج متابعة سالم بن عبد الله بن عمر، البخاري "الفتح" (10/ 269)، ومسلم (3/ 1652)، وأيو داود (4/ 345: 4085)، والنسائي (8/ 208: 5334، 5335)، وأحمد في المسند (2/ 60، 67، 104، 128، 136، 155) بألفاظ مختلفة، والحميدي في مسنده (2/ 288: 649). 8 - وأخرج متابعة حنظلة بن أبي سفيان، مسلم في صحيحه (3/ 1652). 9 - وأخرج متابعة مسلم بن ينّاق، مسلم في صحيحه (3/ 1651)، وأحمد في المسند (2/ 45 , 65، 131)، والحميدي في مسنده (2/ 284: 737)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (2/ 41: 820). =
= وبناء عليه فالحديث بهذا الإسناد شاذ والمحفوظ من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث رجاله ثقات عدا "معاوية بن هشام" فهو صدوق، ولكنه شاذ لمخالفة معاوية بن هشام من هو أوثق منه، حيث رواه من طريق عبد الله بن عمرو بن العاص، والمحفوظ -كما سبق في تخريجه- من طريق عبد الله بن عمر بن الخطاب، والله أعلم.
2212 - وقال الحارث: حدّثنا داود الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عباس رضي الله عنهما، قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ "وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَاخْتَالَ فِيهِ خُسف بِهِ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَيُجَلْجِلُ (¬1) فِيهَا مَا دامت السموات وَالْأَرْضُ لِأَنَّ قَارُونَ لَبِسَ حُلَّةً (¬2) فَاخْتَالَ، فَخُسِفَ بِهِ فَهُوَ يُجَلْجِلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". ¬
2212 - تخريجه والحكم عليه: هو جزء من الحديث الطويل الموضوع، وقد تقدم الكلام عليه في الحديث (2134).
2213 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ (¬1) عَنْ أَبِيهِ قال: إنَّهُ سَمِعَ العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وَمَشَى فِي زُقَاقِ (¬2) أَبِي لَهَبٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَقْبَلَ رَجُلٌ يَمْشِي فِي بُرْدَيْنِ لَهُ قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ يَنْظُرُ فِي عِطْفَيْهِ (¬3) وَهُوَ يَتَبَخْتَرُ (¬4) إِذْ خَسَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ الْأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". هَكَذَا رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَخَالَفَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمَّد الْمُحَارِبِي، فَرَوَاهُ عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬5) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ (¬6) عَنِ ابْنِ كُرَيْبٍ (¬7)، عن أبيه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْتُ أَقُودُهُ (¬8) فِي زُقَاقِ أَبِي لَهَبٍ وَقَالَ: يَا كُرَيْبُ! بَلَغْنَا مَكَانَ كَذَا وَكَذَا؟ قُلْتُ: أَنْتَ الْآنَ عِنْدَهُ (¬9)، فَقَالَ: حَدَّثَنِي ¬
العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قَالَ: "بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هذا الموضع إذا أَقْبَلَ رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ فِي بُرْدَيْنِ وَيَنْظُرُ إِلَى (¬10) عِطْفَيْهِ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ، إِذْ خُسِفَ (¬11) بِهِ الْأَرْضُ فِي هَذَا الْمَوْطِنِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إلى يوم القيامة". ¬
2213 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 71/2] وقال: "رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، وأحمد بن منيع، والبزار، وأبو يعلى الموصلي، واللفظ له، ومدار أسانيدهم على رشدين بن كريب، وهو ضعيف". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 57: 6699)، وقال: "حدّثنا الحسن بن حماد الكوفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمَّد الْمُحَارِبِيُّ عَنْ ابن كريب، عن أبيه قال: كنت أقود ابن عباس في زقاق أبي لهب ... فذكره". وأخرجه البزّار في مسنده "البحر الزخار" (4/ 121: 1290) قال: حدّثنا عبد الله بن سعيد قال: ثنا عبد الرحمن بن محمَّد المحاربي، به نحوه مختصرًا؛ ثم قال: "وهذا الحديث رواه المحاربي عن رشدين، عن أبيه، عن ابن عباس، عن العباس، ورواه معاوية عن رشدين، عن أبيه، عن العباس". وذكر الهيثمي في المجمع (5/ 125) وقال:"رواه أبو يعلى، والطبراني، والبزار، بنحوه باختصار، وفيه: رشدين بن كريب، وهو ضعيف". وكما اختلف في إسناد هذا الحديث فقد اختلف في متنه كذلك، ففي رواية ابن أبي عمر، وأحمد بن منيع، والبزار أنها قصة وقعت في الزمن السابق، وفي رواية أبي يعلى على أنها وقعت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين يديه. قال الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 12): واللفظ الأول أقرب إلى =
= الصواب؛ لأن له شاهدًا من حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة بلفظ: "بينما رجل يجر إزاره إذ خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة". اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف , لأن مداره على رشدين بن كريب، وهو ضعيف كما سبق في ترجمته، ولكن هذا الضعف ينجبر ويرتقي إلى درجة الصحة بشواهده، حيث ورد من طريق أبي هريرة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس بن مالك. وقد مضى تخريجها في الحديث (رقم 2210).
2214 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ ثنا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهِ: "وَإِيَّاكَ (¬1) وَجَرَّ الْإِزَارِ، فَإِنَّ جَرَّ الْإِزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ". قُلْتُ: حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هذا اللفظ (¬2). ¬
2214 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإِتحاف [2/ 70/1] ثم قال: "رواه مسدّد والحميدي بسند صحيح ورواته ثقات، وأحمد بن منيع، وأبو يعلى الموصلي بلفظ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاحتبى بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي فَإِنِّي أَعْرَابِيٌّ جَافٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَصُبَّ مِنْ إِنَائِكَ فِي إِنَاءِ صَاحِبِكَ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ بوجهك، وَإِيَّاكَ وَجَرَّ الْإِزَارِ، فَإِنَّ جَرَّ الْإِزَارِ مِنَ المخيلة"، ثم قال: زاد أبو يعلى: "وإن امرءًا شتمك فعيرك بأمر يَعْلَمُهُ مِنْكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِأَمْرٍ تَعْلَمُهُ مِنْهُ، فإنه يكون وبال ذلك عليه وأجره لك". ثم ذكر ألفاظًا أخرى للحديث. ثم قال: وهو في الصحيحين وغيرهما بغير هذا السياق". قلت: حديث ابن عمر في الصحيحين قد سبق تخريجه في الحديث (رقم 83)، ولم أجده بهذا اللفظ في المطبوع من مسند أبي يعلى، وقد أخرجه أبو يعلى بألفاظ أخرى مختصرة ومطولة. انظر: (9/ 422: 5572)، و (10/ 16: 5644)، و (10/ 86: 5722)، و (10/ 169: 5794)، و (10/ 194: 5825).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال إبراهيم مولى بني هاشم، ولكن يشهد له وروده من طرق أخرى عن ابن عمر بأسانيد صحيحة كما مضى في تخريجه وتخريج الحديث (رقم 2211).
2215 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: إنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَأَى رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَقَالَ: ارْفَعْ إِزَارَكَ، قَالَ: إِنِّي حَمْشُ (¬1) الساقين (¬2). ¬
2215 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 70/2] وقال: "رواه مسدّد"، وسكت على إسناده. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (5/ 166) كتاب الأشربة (78)، في جر الإزار وما جاء فيه (رقم 24816)، قال: حدّثنا وكيع عن سفيان، عن منصور، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، أنه كان يسبل إزاره، فقيل له في ذلك. فقال: "إني رجل حمش الساقين".
الحكم عليه: الأثر رجاله ثقات، وهو صحيح موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه. وأما بالنسبة لعنعنة الأعمش فإنه وإن كان في المرتبة الثالثة -والله أعلم- من المدلسين لكثرة تدليسه، ولكونه يدلس عن الضعفاء والمجاهيل، ولكن عنعنته هنا محمولة على الاتصال. قال الذهبي كما في الميزان: "وهو يدلس وربما دل، عن ضعيف ولا يدري به فمتى قال: "حدّثنا، فلا كلام، ومتى قال: "عن" تطرَّق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ أكثر منهم: كإبراهيم وأبي وائل، وأبى صالح السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال".
2216 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) هُشَيْمٌ (ح). [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدََّثَنَا محمَّد بْنُ فُضَيْلٍ، كِلَاهُمَا عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ (¬2) سَعِيدٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: "إنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبْصَرَ رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَقَالَ لَهُ: ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرَ (¬3). قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بِسَاقِي حُمُوشَةً، قَالَ: ذَلِكَ أقبح مما بساقك". ¬
2216 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 70/2] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة ومسدد بلفظ واحد". ومن طريق مسدّد أخرجه البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 119: 5721) قال: وحدثنا يوسف، حدّثنا مسدّد، حدّثنا خالد بن عبد الله، حدّثنا حصين بن عبد الرحمن، به مثله، وأخرجه كذلك في (11/ 118: 5720) قال: أخبرنا علي بن محمَّد بن علي المقرئ، أخبرنا الحسن بن محمَّد بن إسحاق، حدّثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدّثنا محمَّد بن كثير، حدّثنا سليمان بن كثير عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ سَعِيدٍ الثقفي، عن رجل من قومه قال: "مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجل يجر إزاره ... " فذكر نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، من أجل الجهالة في كل من أبي الحجاج، وسعيد الثقفي، وشيخه الذي روى عنه الحديث، وأما بالنسبة لتدليس هشيم، وسماع محمَّد بن فضيل من حصين بن عبد الرحمن بعد تغيره، فقد زالت علة ذلك بمتابعته =
= كل منهما للآخر، ومتابعة خالد بن عبد الله لهما. ويشهد له حديث الشريد بن سويد الثقفي، وعبد الله بن مسعود، وعمرو بن فلان، وأبي أمامة. 1 - حديث الشريد بن سويد الثقفي أنه قال: "أبصر رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا يجر إزاره، فأسرع إليه أو هرول فقال: إرفع إزارك واتقِ الله. قال: إني أحنف تصطك ركبتاي. فقال: إرفع إزارك فإن كل خلق الله عَزَّ وَجَلَّ حسن. فما رُئي ذلك الرجل بعد إلَّا إزاره يصيب أنصاف ساقيه أو إلى أنصاف ساقيه". أخرجه أحمد في المسند (4/ 390)، والحميدي في مسند (2/ 345: 810)، والطبراني في الكبير (7/ 377: 7240، 7251)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 409: 1708)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 124): رواه أحمد والطبراني ... ورجال أحمد رجال الصحيح". وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 427: 1441). 2 - حديث ابن مسعود تقدم في الحديث السابق (رقم 87). 3 - وما حديث عمرو بن فلان الأنصاري قال: بينا هو يمشي قد أسبل إزاره إذ لحقه رسول الله وقد أخذ بناصية نفسه وهو يقول: "اللهم عبدك ابن عبدك ابن أمتك"، قال عمرو: فقلت: يا رسول الله إني رجل حمش الساقين. فقال: "يا عمرو، إن الله عَزَّ وَجَلَّ قد أحسن كل شيء خلقه يا عمرو"، وضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأربع أصابع من كله تحت ركبة عمرو. فقال: يا عمرو هذا موضع الإزار ثم رفعها، ثم وضعها تحت الثانية فقال: "يا عمرو هذا موضع الإزار". أخرجه أحمد في المسند (4/ 200)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 124): "رواه أحمد ورجاله ثقات". وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 277: 7909) من طريق أبي أمامة، قال الهيثمي في المجمع (5/ 124): "رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات".
2217 - وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا (¬1) سَيَّارٌ (¬2)، ثنا يَزِيدُ (¬3) بْنُ زُرَيْعٍ، نَا عُمَرُ مَوْلَى سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: "سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّذِينَ يَلْبَسُونَ (¬4) لَا يَطْعَنُونَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَلْبَسُونَ وَالَّذِينَ لَا يَلْبَسُونَ لَا يطعنون على الذين يلبسون" (¬5). ¬
2217 - تخريجه: هو في كتاب الزهد للإمام أحمد (رقم 383) من زيادات عبد الله بن أحمد قال: حدثني علي بن مسلم، حدّثنا سيار، حدّثنا يزيد بن عُمَرُ مَوْلَى سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: سمعت بكر بن عبد الله بن الْمُزَنِيَّ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ قَالَ: "كَانَ أَصْحَابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَلْبَسُونَ لَا يَطْعَنُونَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَلْبَسُونَ، وَالَّذِينَ لَا يَلْبَسُونَ لَا يَطْعَنُونَ عَلَى الَّذِينَ يلبسون". وأخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 227)، قال: حدّثنا محمَّد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار قال: ثنا عمر بن أبي وهب مثله، إلا أنه لم يذكر مسجد البصرة.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسن، من أجل حال سيّار بن حاتم العنزي، فإنه صدوق له أوهام، وبقية رجاله ثقات، والله أعلم.
5 - باب استحباب [إظهار] النعمة إذا لم يكن سرف ولا مخيلة
5 - بَابُ اسْتِحْبَابِ [إِظْهَارِ] (¬1) النِّعْمَةِ إِذَا لَمْ يَكُنْ سرف ولا مَخِيلَةٍ 2218 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ (¬2) عَنْ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: "رَأَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا (¬3) سيِّئ الْهَيْئَةِ فَقَالَ: أَلَكَ مَالٌ؟ قَالَ: نَعَمْ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَالِ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَلْيُرَ (¬4) أَثَرُهُ عَلَيْكَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ النِّعْمَةِ (¬5) عَلَى عَبْدِهِ وَيَكْرَهُ الْبُؤْسَ والتباؤس (¬6) ". ¬
2218 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 66/2] وقال: "رواه الحارث عن الحسن بن قتيبة وهو ضعيف، وله شاهد في مسند أحمد بن حنبل من حديث =
= أبي هريرة، وعمران بن حصين، ورواه ابن حبّان في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود". قلت: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث" (2/ 66) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (2) فيمن كان له مال ويظهر الفقر (رقم 570)، قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجلًا سيء الْهَيْئَةِ فَقَالَ: أَلَكَ مَالٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، مِنْ كل أنواع المال، قال: فليرَ أثره عليك، فإن الله يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ، ويكره البؤس والتباؤس". وقد تابع الحسن بن قتيبة في الرواية عن سفيان كل من: 1 - خلاد بن يحيى. 2 - علي بن قادم. 1 - أمَّا متابعة خلاد بن يحيى، فأخرجها الطبراني في الكبير (5/ 273: 5308)، قال: حدّثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا سفيان، به مثله، إلَّا أنه قال: "أن يرى أثره على عبده حسنًا" قال الهيثمي في المجمع (5/ 132): "رواه الطبراني وترجم لزهير ورجاله ثقات". وأخرجه الخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة" (ص 287: 142)، قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمَّد بن عبد الله الكاتب قال: أخبرنا محمَّد بن أحمد بن الحسن الصواف قال: حدّثنا بشر بن موسى به، مثل لفظ الطبراني. 2 - وأما متابعة علي بن قادم، فأخرجها البخاري في التاريخ الكبير (3/ 426). قال: وقال ابن قادم حدّثنا سفيان، به نحوه مختصرًا ولفظه "إن الله يحب أن يرى أثره على عبده". تنبيه: قال الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة (ص 287): "هذا الرجل هو: =
= مالك بن نضلة، والد أبي الأحوص الجُشُمي"، وكذا قال أبو زرعة العراقي في المستفاد من مهمات المتن والإسناد (3/ 1376)، وسيأتي تخريج الحديث عنه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد "ضعيف جدًا" وفيه علتان: 1 - في إسناده "الحسن بن قتيبة" وهو ضعيف جدًا، ولكن تابعه "خلاد بن يحيى"، وهو "صدوق رمي بالإرجاء" كما في التقريب (ص 196: 1766)، وعلي بن قادم، وهو "صدوق يتشيع" كما في التقريب (ص 404: 4785). وبمتابعتهما زال ما يُخشى من ضعف الحسن. 2 - الجهالة في "زهير بن علقمة" إضافة إلى أنه أرسله. فيكون الحديث بعد هذا لا زال ضعيفًا. ولكن يشهد له حديث أبي هريرة، وعمران بن حصين، وعبد الله بن مسعود، ومالك بن نضلة، وعبد الله بن عمرو بن العاص. 1 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "إن الله يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ ويكره البؤس والتباؤس، ويحب الحيي الحليم ويبغض البذيء السائل الملحف". أخرجه أحمد في المسند (2/ 311)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 305: 257)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 78)، والسهمي في "تاريخ جرجان" (142). والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 179: 5791)، وصححه الألباني لشواهده كما في السلسلة الصحيحة (3/ 310: 1320). 2 - حديث عمران بن حصين، قال أبو رجاء العطاري: خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف خز فقلنا له: يا صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلبس هذا؟! فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إن الله يحب إذا أنعم على عبد نعمة أن يرى أثر نعمته عليه". أخرجه أحمد في مسنده (4/ 438)، والييهقي في السنن الكبرى (3/ 271)، =
= والقضاعي في الشهاب (2/ 162: 1102)، والطبراني في الكبير (18/ 135: 281، 418)، والطحاوي في مشكل الآثار (8/ 37: 3037)، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 177: 5789)، وابن سعد في الطبقات (4/ 291، 7/ 10)، وابن أبي الدنيا في الشكر (ص 57: 50)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (3/ 212: 2368)، قال الهيثمي في المجمع (5/ 132)، ورواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات". وصححه الألباني لشواهده كما في السلسلة الصحيحة (3/ 280: 1290). 3 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا آتاك الله خيرًا أو مالًا فليُرَ عليك". وحديث عبد الله بن مسعود هذا أشار إليه الترمذي في سننه (5/ 114)، والبوصيري في مختصر الإتحاف كما سبق والطحاوي في "مشكل الآثار" (8/ 38، 39: 3039، 3040)، وذكر محققه أنه يغلب على ظنه أن إبراهيم الهجري أخطأ فيه عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود والمحفوظ عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن أبيه. 4 - حديث مالك بن نضلة الجُشمي، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فرآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشعث أغبر في هيئة أعرابي فقال: "مالك من المال"؟ قال: من كل المال قد آتاني الله .. قال: "إن الله إذا أنعم على العبد نعمة أحب أن ترى، به". وروي بألفاظ مختلفة مقاربة، أخرجه أبو داود في سننه (4/ 333: 4063)، والنسائي في سننه (8/ 180، 181: 5224) و (196: 5294)، والترمذي في سننه (4/ 320: 2006)، وقال: "حسن صحيح"، وأحمد في المسند (3/ 473, 474 - 4/ 136، 137)، والحميدي في مسنده (2/ 390: 883)، والطيالسي في مسنده (184 رقم 1303، 1304)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 234: 5416، 5417)، والحاكم في المستدرك (4/ 181)، وقال: "صحيح الإسناد ولم =
= يخرجاه"، ووافقه الذهبي. والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 10)، والطبراني في الكبير (19/ 276، 283: 607 - 624)، وفي الأوسط "مجمع البحرين" (7/ 163، 164: 4240)، وفي الصغير "الروض الداني" (1/ 295: 489)، والقضاعي في الشهاب (2/ 161: 1100)، والطحاوي في مشكل الآثار (8/ 37: 3038)، وابن أبي الدنيا في الشكر (ص 28: 52)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (3/ 212: 2367)، والبغوي في شرح السنة (12/ 47: 3118)، وابن سعد في الطبقات (6/ 28). والخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة (ص 287: 142)، وابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة (2/ 795)، ووكيع في الزهد (2/ 442: 193). قال الألباني في غاية المرام (ص 63: 75): "إسناده صحيح على شرط مسلم". 5 - حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: "إن الله يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ". أخرجه الترمذي هكذا مختصرًا في سننه (5/ 114: 2819)، وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه أحمد في المسند (2/ 182)، وأبو داود الطيالسي في مسنده (2995: 2261)، والحاكم في المستدرك مطولًا (4/ 135)، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وابن أبي الدنيا في الشكر (ص 27: 51). والخلاصة، أن الحديث بهذه الشواهد صحيح، والله أعلم.
2219 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا عِمْرَانُ (¬1) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، يُحِبُّ (¬2) أَنْ يَرَى [أَثَرَ] (¬3) نعمته على عبده". ¬
2219 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 66/2] وقال: "رواه أبو يعلى بسند فيه عطية العوفي وهو ضعيف". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسند (2/ 320: 1055)، قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة حدّثنا عمران ابن أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى نعمته على عبده. وأخرجه البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 178: 5790)، وقال: "أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا عبد الله بن محمَّد بن علي ثنا محمَّد بن إسحاق الثقفي ثنا عثمان بن أبي شيبة، به مثله وزاد، ويبغض البؤس، والتباؤس". ونسبه الألباني في السلسة الصحيحة (3/ 312)، إلى "أبي بكر بن سليمان الفقيه" في "مجلس الأمالى" (1/ 16). وقال: وعطية ومحمد بن أبي ليلى ضعيفان".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه ثلاث علل: 1 - الجهالة في حال "عمران بن أبي ليلى". 2 - ضعف محمد بن أبي ليلى وسوء حفظه. =
= 3 - ضعف عطية العوفي. ولكن لشهد للجزء الأول من الحديث، هو قوله: "إن الله جميل يحب الجمال" حديث عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمرو. 1 - أما حديث عبد الله بن مسعود: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال ذرة من كبر". فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، قال: "إن الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس". أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 93: 147)، والترمذي في سننه (4/ 317: 1999)، وقال: "حديث حسن صحيح غريب"، وأحمد في المسند (1/ 399)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 280: 5466)، والحاكم في المستدرك (1/ 26)، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتجا جميعًا برواته، ووافقه الذهبي، وأبو عوانة في مسنده (1/ 31)، والطبراني في الكبير (10/ 273: 10533)، والبغوي في شرح السنة (13/ 165: 3587). 2 - حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: أمن الكبر أن ألبس الحلة الحسنة؟ قال: "إن الله جميل يحب الجمال". أخرجه الحاكم المستدرك هكذا مختصرًا (1/ 26)، وقال: على شرط مسلم "قال الألباني في السلسلة الصحيحة: "وقد روى مطولًا ولكن ليس منه قوله: "إن الله جميل يحب الجمال" كما روي هذا اللفظ من طرق أخرى ولكنها جميعًا لا تخلو من مقال، وفيما ذكر كفاية. ويشهد للجزء الثاني من الحديث هو قوله "يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ" حديث أبي هريرة، وعمران بن حصين، وعبد الله بن مسعود، ومالك بن نضلة الجشمي، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وزهير بن علقمة، وقد مضي تخريجها جميعًا في الحديث السابق (رقم 2218). وبناءً عليه فالحديث صحيح بشواهده، والله أعلم.
6 - باب استحباب ترك التنعم والترفه
6 - بَابُ اسْتِحْبَابِ تَرْكِ التَّنَعُّمِ وَالتَّرَفُّهِ 2220 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْأَدْرَعِ (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَمَعْدَدُوا (¬2) (¬3)، وَاخْشَوْشِنُوا (¬4) وَانْتَضِلُوا (¬5)، وامشوا حفاة (¬6). ¬
2220 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 66/ 2)، وقال: "رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عبد الرحمن بن سليمان عنه به". قلت: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده كما في المطالب ومختصر =
= الإتحاف، وفي المصنّف (5/ 303)، كتاب الأدب (153) ما ينبغي للرجل أن يتعلمه، ويعلمه ولده (رقم 26323)، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الله بن سعيد عن أبيه، عن رجل من أسلم يقال له: ابن الأدرع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "تمعددوا، واخشوشنوا، وانتضلوا، وامشوا حفاة". ومن طريقه أخرجه الرامهرمزي في كتاب "أمثال الحديث" (ص 226: 136)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ مثله إلَّا أنه لم يقل "وانتضلوا". هكذا رواه عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ المقبري، عن أبيه، عن الأدرع. وخالفه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة فرواه من طريق القعقاع بن أبي حدرد. أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 40: 84)، قال: حدّثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري ثنا يوسف بن عدي، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "تمعدوا، واخشوشنوا، وامشوا حفاة". قال العجلوني في "كشف الخفا" (1/ 316): "رواه الطبراني في معجمه الكبير، وابن شاهين في الصحابة، وأبو الشيخ، وأبو نعيم في المعرفة عن القعقاع بن أبي حدرد رفعه". وتابع يحيى بن زكريا في روايته على هذا الوجه "صفوان بن عيسى". أخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (7/ 172) كتاب (36) الزينة، باب (11) ترك الرفاهية (رقم 4256)، قال: حدّثنا محمَّد بن يونس العصفري ثنا أحمد بن ثابت الجحدري، ثنا صفوان بن عيسى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي المقبري به مثله. وقال: "لا يروي عن القعقاع إلَّا بهذا الإسناد تفرد به صفوان". وخالفهما إسماعيل بن زكريا فرواه من طريق أبي حدرد. أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 353: 885)، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى =
= الحلواني ثنا سعيد بن سليمان، عن إسماعيل بن زكريا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي حدرد وذكر مثله. قلت: مدار الحديث على عبد الله بن سعيد المقبري وهو متروك كما في التقريب.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وعلته عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو متروك كما في ترجمته، والله أعلم.
2221 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ ثنا مُسْلِمٌ الْأَعْوَرُ عن أنس رضي الله عنه قال: "كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَمِيص قُطْنٍ (¬1) قَصِيرُ الطُّولِ قَصِيرُ الْكُمَّيْنِ. [2] وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ (¬2) بْنُ هِلَالٍ ثنا خَالِدٌ بِهِ. [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عاصم عن مسلم به. ¬
2221 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 66/ 2)، وقال: "رواه مسدّد، وأحمد بن منيع، وعبد بن حميد، ومدار أسانيدهم على مسلم بن كيسان الأعور. ورواه البزّار بسند رجاله ثقات ولفظه: قال أنس: كانت يدكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الرسخ ... ". قلت: أخرجه مسدّد، وأحمد بن منيع في مسنديهما كما في المطالب ومختصر الإتحاف. وأخرجه عبد بن حميد "المنتخب" (3/ 117: 1230)، قال: حدثني حبّان بن هلال قال: حدّثنا خالد الواسطي قال: حدّثنا مسلم الأعور عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كان له قميص قبطي قصير الطول، وقصير الكمين. وأخرجه البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 151: 5757)، من طريقين عن خالد ابن عبد الله الواسطي أخبرنا مسلم الأعور به مثله، ثم قال: "وفي رواية قتادة كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قميص قطني ثم ذكره ... ". وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 307)، قال: أخبرنا أبو يعلى ثنا وهب بن بقية، ثنا خالد عن مسلم الأعور به مثله، إلَّا أنه قال: "قطني" بدل "قبطي". =
= وأخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في "أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- وآدابه" (ص 101)، قال: أخبرنا أبو يعلى به مثله.
الحكم عليه: الحديث ضعيف إذ مدار أسانيده كلها على "مسلم بن كيسان الأعور" وهو ضعيف، ويشهد له: 1 - حديث أنس رضي الله عنه قال: "كانت يَدُ كمِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الرسغ". أخرجه البزّار "مختصر زوائد البزّار" (1/ 648) باب اللباس (رقم 1173)، قال: حدّثنا محمَّد بن ثعلبة، قال: ثنا محمَّد بن سَواء، ثنا همام عن قتادة، عن أنس قال: "كانت يد كم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الرسغ" ثم قَالَ: "لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ أَنَسٍ إلَّا قتادة ولا عنه إلَّا همام ولا عنه إلَّا ابن سواء ولا عنه إلَّا محمَّد بن ثعلبة ولم يتابعه أحد". قال الهيثمي في المجمع (5/ 121): "رواه البزّار ورجاله ثقات". قلت: ولكن عنعنه قتادة وهو مدلس من الثالثة، فالحديث ضعيف ولكنه يصلح شاهدًا. والله أعلم. وأخرجه كذلك أبو الشيخ الأصبهاني في "أخلاق النبي وآدابه" (ص 101)، قال: حدّثنا عبد الله ابن محمَّد بن ناجية، ثنا محمَّد بن ثعلبة بن سواء به نحوه. 2 - حديث أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها قالت: "كان كم يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الرسغ " أخرجه الترمذي في سننه (3/ 209: 1765)، وقال: "هذا حديث حسن غريب". وأخرجه في الشمائل المحمدية (ص 68: 58)، وأبو داود في سننه (4/ 312: 4027)، والنسائي في الكبرى (5/ 481: 9666/ 2)، وأبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي وآدابه (ص 102). قلت: والحديث ضعفه الألباني كما في ضعيف الجامع الصغير (4/ 207: 4484)، وفي ضعيف سنن الترمذي (ص 200: 295)، وفي ضعيف سنن أبي داود =
= (ص 399: 870). 3 - حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَلْبَسُ قميصًا قصير اليدين والطول". أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1184: 3577)، والحاكم في المستدرك (4/ 195) بنحوه، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وقال الذهبي: "فيه مسلم الملائي تالف". وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 88: 11136)، وأبو الشيخ الأصبهاني في "أخلاق النبي وآدابه" (101، 102). قلت: ومداره على مسلم بن كيسان الملائي الأعور وهو ضعيف، ولذا ضعفه الألباني كما في ضعيف الجامع (4/ 234: 4627). والخلاصة أن الحديث بمجموع هذه الطرق حسن إن شاء الله.
2222 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ زَيْدٍ أَبِي أُسَامَةَ (¬1) عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: "اشْتَرَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَمِيصَيْنِ سنبلانيين (¬2) انبجانيين (¬3) بسبعة دراهم فكسى قنبر (¬4) أَحَدَهُمَا. فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَلْبَسَ إِذَا إِزَارُهُ مرقوع (¬5) رقعة من أدم (¬6) (¬7) ". ¬
2222 - تخريجه: ذكره البوصيري في "مختصر الإتحاف" (2/ 66/ 2)، وقال: "رواه مسدّد"، ولم أجد من أخرجه غيره، سوى أنه ذكر مختصرًا في كتب الإنساب السابقة.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال "سعيد الرّجاني" فإنه مجهول، والله أعلم.
7 - باب النهي عن تستير الجدر
7 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَسْتِيرِ الْجُدُرِ 2223 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ -هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ- ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "أَعْرَسْتُ (¬1) فِي عَهْدِ أَبِي، فَأَذِنَ النَّاسَ فَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ فِي مَنْ آذَنَ، وَقَدْ سَتَرُوا (¬2) بِنِجَادٍ (¬3) أَخْضَرَ [فَأَقْبَلَ أَبُو أَيُّوبَ فَدَخَلَ -وَأَبِي قَائِمٌ- فَاطَّلَعَ فَرَأَى الْبَيْتَ مُسَتَّرًا بِنِجَادٍ أَخْضَرَ] (¬4)، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَتَسْتُرُونَ الْجُدُرَ؟ فَقَالَ أَبِي: -وَاسْتَحْيَا- يَا أَبَا أَيُّوبَ غَلَبَنَا النِّسَاءُ، فَقَالَ: مَنْ خَشِيتَ أن يغلبه (¬5) النساء فلم أخشى أَنْ يَغْلِبْنَكَ، ثُمَّ قَالَ: "وَاللَّهِ لَا أَطْعَمُ لك طَعَامًا وَلَا أَدْخُلُ لَكُمْ بَيْتًا ثُمَّ خَرَجَ". ¬
2223 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 11/ 2)، وقال: "رواه مسدّد، والبيهقي في الكبرى". وأخرجه البخاري في صحيحه معلقًا (9/ 157) كتاب (67) النكاح، باب (76) هل يرجع إذا رأى منكرًا في الدعوة. قال: ودعا ابن عمر أبا أيوب فذكره. قال الحافظ في الفتح (9/ 158): "وصله أحمد في كتاب "الورع"، ومسدد في مسنده ومن طريقه الطبراني ... ". قلت: ذكره الإِمام أحمد في الورع (ص 109)، باب من أي شيء يخرج من الوليمة (رقم 493)، قال: عن الزهري، عن سالم قال: "عرست في عهد أبي .. الحديث" هكذا ذكره، وقال الحافظ في "تغليق التعليق" (4/ 424): "ورواه الإِمام أحمد في كتاب "الورع" عن إسماعيل بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن إسحاق". وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 204) كتاب العقيقة، باب (135) في ستر الحيطان في الثياب (رقم 25252)، قال: حدّثنا ابن علية عن عبد الرحمن بن إسحاق. به نحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 118: 3853)، قال: حدّثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدّد ثنا بشر ابن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق به نحوه. قال الهيثمي في المجمع (4/ 55): "رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح". وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 272) كتاب الصداق، باب ما جاء في تستير المنازل. قال: وأخبرنا أبو زكريا، وأبو بكر قالا: ثنا أبو العباس. ثنا بحر، ثنا ابن وهب حدثني عبد الله بن عمر عن ربيعة، عن عطاء قال: "عرست ابنًا لي فدعوت القاسم بن محمَّد وعبيد الله بن عبد الله بن عمر فلما وقفا على الباب رأى عبيد الله البيت قد ستر بالديباج فرجع، ودخل القاسم بن محمَّد فقلت: والله لقد مقتني حين =
= انصرف. فقلت: أصلحك الله، والله إن ذلك لشيء ما صنعته، وما هو إلَّا شيء صنعته النساء وغلبونا عليه. قال: فحدثني أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، زوج ابنه سالمًا فلما كان يوم عرسه .... الحديث. قال الحافظ في الفتح (9/ 158): "ووقع لنا من وجه آخر من طريق الليث عن بكير بن عبد الله ابن الأشج، عن سالم بمعناه", وذكر ذلك مفصلًا في تغليق التغليق (4/ 424 - 425).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسن، من أجل حال "عبد الرحمن بن إسحاق المدني" فإنه صدوق كما في ترجمته، ويشهد له الأثر الآتي بعده.
2224 - وقال أبو بكر: حدثنا عفان، ثنا حماد بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ قَالَ: "دُعِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ إِلَى طَعَامٍ فَلَمَّا جَاءَ رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا فَقَعَدَ خَارِجًا وَبَكَى، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَرَأَى رَجُلًا ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ رَقَعَ بُرْدَةً لَهُ [بِقِطْعَةِ] (¬1) فَرْوٍ (¬2) فَاسْتَقْبَلَ مَطْلَعَ الشَّمْسِ وَقَالَ: هَكَذَا بِيَدِهِ -وَصَفَ حَمَّادٌ بِيَدَيْهِ بِبَاطِنِ الْكَفَّيْنِ وَمَدَّ يَدَيْهِ- تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا [أَيْ] (¬3) أَقْبَلَتْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ يَقَعُ (¬4) عَلَيْنَا، وَيَغْدُوا أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تَسْتُرُونَ الْكَعْبَةُ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: "كَيْفَ لَا أَبْكِي وَقَدْ رَأَيْتُكُمْ تَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كما تسترون الكعبة". ¬
2224 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 90/ 1)، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواه أبو داود في سننه والنسائي في عمل اليوم والليلة دون قوله: وإن رجلًا ذات يوم ... ". قلت: روي الحديث مطولًا ومختصرًا. فرواه مطولًا: أبو بكر بن أبي شيبة كما في المطالب والإتحاف، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 272) كتاب الصداق، باب ما جاء في تستير المنازل قال: أخبرنا =
= أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا العباس الدوري، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ قَالَ: دُعِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ إِلَى طَعَامٍ فَلَمَّا جَاءَ رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا، فَقَعَدَ خَارِجًا وبكى. قال: فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا شَيَّعَ جَيْشًا فَبَلَغَ عَقَبَةَ الْوَدَاعِ قَالَ: "أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم". قال: فَرَأَى رَجُلًا ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ رَقَعَ بُرْدَةً له بقطعة. قال: فاستقبل مطلع الشمس وقال: هكذا ومد يديه، ومد عفان يديه وقال: "تطالعت عليكم الدنيا" ثلاث مرات. أَيْ أَقْبَلَتْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ يَقَعُ عَلَيْنَا ثم قال: "أنتم اليوم خير أم إذا غدت عليكم قصعة وراحت أخرى، وَيَغْدُو أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى وَتَسْتُرُونَ بيوتكم كما تستر الْكَعْبَةَ"؟. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: أَفَلَا أبكي وقد بقيت حتى تسترون بيوتكم كما تستر الكعبة". وأخرجه هناد في "الزهد" مطولًا كذلك (2/ 389: 758) عن علي بن أبي طالب نحوه. ومن طريقه أخرجه الترمذي (4/ 558: 2476)، وقال: "هذا حديث حسن"، وفيه أن صاحب البردة المرقوعة هو مصعب بن عمير، ونسبه المتقي الهندي في "كنز العمال" (3/ 216: 6226)، إلى الطبراني عن عبد الله يزيد الخطمي، ولا يوجد مسنده في المطبوع من معجم الطبراني الكبير. وروى مختصرًا بلفظ كان رسول الله يرو إذا شيّع جيشًا بلغ ثنية الوداع وقال: "أستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم". أخرجه أبو داود في سننه (3/ 76) كتاب (9) الجهاد، باب (80) في الدعاء عند الوداع (رقم 2601)، قال: حدّثنا الحسن بن علي حدّثنا يحيى بن إسحاق السَّيْلحيني عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عن محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله الخطمي فذكره. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 97) كتاب الجهاد، باب سنة التوديع لمن =
= يريد السفر والدعاء له. قال: حدثني أبو بكر محمَّد بن أحمد بالوية، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، ثنا عفان به نحوه. وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (15/ 196) باب بيان مشكل ما روى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيما كان يقول عند وداعه من كان يودعه (رقم 5942)، قال: حدّثنا علي بن عبد الرحمن، حدّثنا عفان بن مسلم به نحوه. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (352) باب ما يقول الشاخص (رقم 507)، قال: أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال قال: حدّثنا عفان به نحوه. ومن طريقه أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي "عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ" (ص 452)، باب ما يقول إذا شيع رجالًا (رقم 504)، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن به نحوه. وأخرجه المحاملي في "الدعاء" (ص 90) باب ما يُودع به المسافر من الدعاء (رقم 6)، قال: حدّثنا العباس بن محمَّد قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق قال: حدّثنا حماد بن سلمة به نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح. وقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 21: 15) (4/ 137: 1605)، (5/ 499).
8 - باب نهي المرأة أن تلبس ما يصف عظمها
8 - بَابُ نَهْيِ الْمَرْأَةِ أَنْ تَلْبَسَ مَا يَصِفُ عَظْمَهَا 2225 - [1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حُلَّةٌ وثوب شامي فكساني الحلة، وكسى أُسَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الثَّوْبَ، فَرُحْتُ فِي حُلَّتِي، وَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأُسَامَةَ: مَا صَنَعْتَ بِثَوْبِكَ؟ قَالَ: كَسَوْتُهُ امْرَأَتِي، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَمُرْهَا تَلبس تَحْتَهُ ثَوْبًا شَفِيفًا (¬1) لَا يَصِفُ حَجْمَ عِظَامِهَا لِلرِّجَالِ". [2] وَرَوَاهُ زُهَيْرُ بْنُ محمَّد (¬2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ (¬3) أُسَامَةَ، عن أبيه. ¬
2225 - تخريجه: الطريق الأول: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 169/1] وقال: "رواه =
= مسدّد بسند فيه عبد الله بن محمَّد بن عقيل"، ولم أجده من هذه الطريق عند غيره. والحديث بهذا الإسناد حسن من أجل حال "عبد الله بن محمَّد بن عقيل"، ويشهد له الحديث الآتي بعده. والطريق الثاني: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 169/1] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عقيل، وكذا رواه أحمد بن حنبل، ولفظه أن أسامة قال: كساني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قُبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: مرها فلتجعل تحتها غلالة إني أخاف أن تصف حجم عظامها". أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 205)، قال: ثنا أبو عامر، ثنا زهير -يعني ابن محمَّد- عن عبد الله -يعني ابن محمَّد بن عقيل-، عن ابن أسامة بن زيد، عن أبيه أسامة بن زيد ... فذكره. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 64)، قال: أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي وموسى بن مسعود أبو حذيفة الهندي قالوا: حدّثنا زهير بن محمد به مثله. وتابع زهيرَبن محمَّد -في الرواية عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ- عبيدُ الله بن عمرو الرَّقي. أخرجه أحمد في المسند (5/ 205)، قال: ثنا زكريا بن علي (هكذا تحرفت في المطبوع، والصواب: عدي)، ثنا عبد اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بن عقيل، به مثله. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 234) كتاب الصلاة، باب الترغيب في أن تكثف ثيابها أو تجعل تحت درعها ثوبًا خشية أن يصف درعها. قال: وأخبرنا محمَّد بن عبد الله بن محمَّد، ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا محمَّد بن إسحاق الصغائي، ثنا زكريا بن عدى، أنبأ عبيد الله بن عمرو، به ثله. =
= وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 65)، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي، ثنا عبيد الله بن عمر عن ابن عقيل، به مثله. وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 160: 376)، قال: حدّثنا حفص عن عمرو الرقي، ثنا عبد الله بن جعفر الرقي، ثنا عبيد الله بن عمرو، به مثله. وأخرجه البزّار في مسنده "البحر الزخار" (7/ 30: 2579)، قال: وأخبرناه عبيد بن بخيت قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي. قال: أخبرنا عبيد الله بن عمرو، به نحوه، ثم قال: "وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم رواه إلا أسامة بن زيد". وتابع عبد الله بن محمَّد بن عقيل -في الرواية عن محمَّد بن أسامة- موسى بن عقبة. أخرجه البزّار في مسنده "البحر الزخار" (7/ 30: 2578)، قال: أخبرنا خالد بن يوسف بن خالد قال: حدثني أبي. قال: أخبرنا موسى بن عقبة عن ابن أسامة بن زيد، به نحوه. قلت: وموسى بن عقبة بن أبي عياش ثقة فقيه إمام في المغازي لم يصح أن ابن معين لينه كما في التقريب (ص 552: 6992). ونسبه في كنز العمال (15/ 488) إلى الروياني والبارودي، وابن أبي شيبة، ولم أجده في المطبوع من مصنف ابن أبي شيبة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن؛ من أجل حال زهير بن محمَّد وعبد الله بن محمَّد بن عقيل، فإن كلًا منهما صدوق كما في ترجمتهما، والرواية عن زهير هي من الرواية المستقيمة عنه -كما ذكر الإِمام أحمد-؛ وقد توبع كل منهما على روايته، ثم إن الحديث والذي قبله يشهد كل منهما للآخر، والله أعلم.
9 - باب النقش للمرأة خضب يدها
9 - بَابُ النَّقْشِ (¬1) لِلْمَرْأَةِ خَضْبُ (¬2) يَدِهَا 2226 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدَّتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهِا قَالَتْ (¬3): إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ تَخْتَضِبُ فَقَالَ: "هلَّا (¬4) يَا أُمَّ فُلَانٍ هَكَذَا على ظهر كفه , يعني النقش". ¬
2226 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 74/2] وقال: "رواه مسدّد بسند ضعيف لجهالة بعض رواته". ومسند مسدّد مفقود كما هو معلوم، ولم أجده عند غيره.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد "ضعيف جدًا" وفيه علتان: 1 - في إسناده "إسماعيل بن رافع" وهو ضعيف جدًا كما في ترجمته. 2 - الجهالة في ثلاثة من رواته.
10 - باب كراهية الخلوق وإباحته للمتزوج
10 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْخَلُوقِ (¬1) وَإِبَاحَتِهِ لِلْمُتَزَوِّجِ 2227 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ: "سَمِعْتُ أَبَا حَبِيبَةَ يُحَدِّثُ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي أَتَى النَّبِيَّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ قَالَ: سَأَلْتُهُ وَأَنَا مُخَلَّقٌ فَقَالَ لِي: اذْهَبْ فَاغْتَسِلْ فَذَهَبْتُ فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ، فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ثَلَاثًا، قَالَ: فَذَهَبْتُ فَوَقَعْتُ فِي بِئْرٍ وَأَخَذْتُ نَشْفَةً (¬2) -يَعْنِي حَجَرًا- فَجَعَلْتُ أبْتَغِي (¬3) -يَعْنِي الْوُضُوءَ- ثُمَّ اغْتَسَلْتُ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هَاتِ حَاجَتَكَ". قُلْتُ: رَوَى (¬4) أَبُو دَاوُدَ مَعْنَاهُ من حديث عمار بن ياسر (¬5). ¬
= 2227 - تخريجه: زكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 74/2] وقال: "رواه أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وروى أبو داود في سننه معناه من حديث عمار بن ياسر". قلت: لم أجده في المطبوع من مسند إسحاق بن راهويه. وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 111)، قال: "حدّثنا محمَّد هو ابن جعفر، ثنا شعبة عن إسحاق -هو ابن سويد-، عن أبي حبيبة، عن ذلك الرجل ... فذكره مختصرًا. هكذا رواه روح بن عبادة ومحمد بن جعفر من طريق أبي حبيبة. وخالفهم سعيد بن عامر، فرواه من طريق أم حبيبة رضي الله عنها. أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/ 128)، باب التطيب عند الإحرام. قال: حدّثنا أبو بكرة، ثنا سعيد بن عامر قال: "ثنا شعبة عن إسحاق بن سويد، عن أم حبيبة رضي الله عنها، عن الرجل الذي كان أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صاحبة، فذكرت نحوه مختصرًا. قلت: ولعل الوهم فيه -والله أعلم- من سعيد بن عامر، والمحفوظ حديث محمد بن جعفر، فإنه من أثبت أصحاب شعبة -كما في شرح علل الترمذي (2/ 702) -، وهو مقدم على سعيد بن عامر في شعبة لا سيما وقد تابعه روح بن عبادة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح إن كان "أبو حبيبة" هو الطائي، وإن كان غيره فلا يزال مجهولًا، ويكون الحديث ضعيفًا. قال الهيثمي في المجمع (5/ 155): "رواه أحمد وأبو حبيبة إن كان هو الطائي، فهو ثقة وإن كان غيره فلم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح"، وعلى كل حال فيشهد له حديث عمار بن ياسر -الذي ذكره المصنف- وحديث ابن عباس. =
= 1 - أما حديث عمار بن ياسر، فأخرجه أبو داود في سننه (4/ 402) كتاب (27) الترجل، باب (8) في الخلوق للرجال (رقم 4176)، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا حماد، أخبرنا عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر، عن عمار بن ياسر قال: "قدمت على أهلي ليلًا وقد تشققت يداي، فخلقوني بزعفران، فغدوت على النبي -صلى الله عليه وسلم- فسلمت عليه، فلم يرد عليّ، ولم يرحب بي وقال: اذهب فاغسل هذا عنك، فذهبت فغسلته ثم جئت وقد بقي عليَّ فيه رَدْع، فسلمت، فلم يرد علي، ولم يرحب بي وقال: اذهب فاغسل هذا عنك، فذهبت فغسلته، ثم جئت فسلمت عليه، فرد علىّ، ورحَّب بي وقال: إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر بخير ولا المتضمخ بالزعفران ولا الجنب. قال: ورخص للجنب إذا نام أو أكل أو شرب أن يتوضأ". ورواه بهذا الإسناد مختصرًا في (5/ 8: 4601). ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 203) كتاب الطهارة، باب الجنب يريد الأكل قال: وأخبرنا أبو علي الروذباري، ثنا أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود السجستاني به مختصرًا. ثم قال: "وقال أبو داود: بين يحيى بن يعمر وعمار بن ياسر في هذا الحديث رجل". وأخرجه الترمذي مختصرًا (2/ 511) كتاب أبواب الصلاة، باب (78) ما ذكر في الرخصة للجنب في الأكل والنوم إذا توضأ (رقم 613)، قال: حدّثنا هناد، ثنا قبيصة عن حماد بن سلمة به، وليس فيه إلا ذكر الرخصة للجنب فقط. ولم يذكر الكافر ولا المتضمّخ بالزعفران، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وأخرجه أحمد في المسند (4/ 320)، قال: حدثني بهز بن أسد، ثنا حماد بن سلمة، به، نحوه. وأخرجه الطيالسي في مسنده (90: 646)، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، به نحوه مطولًا. ومن طريقه أخرجه البيهقي في الموطن السابق قال: أخبرنا الأستاذ أبو بكر بن =
= محمَّد بن الحسن بن فورك، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، به نحوه. وأخرجه أبو يعلى (3/ 202: 1635)، قال: حدّثنا إبراهيم، حدّثنا حماد به نحوه مطولًا. وأخرجه البزّار في مسنده البحر الزخار (4/ 238: 1402)، قال: حدّثنا عبد الله بن أبي ثمامة الأنصاري قال: نا عفان بن مسلم قال: نا حماد بن سلمة، به نحوه مطولًا. وتابع حماد بن سلمة -في الرواية عن عطاء الخراساني- معمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 320) كتاب الصيام، باب المرأة تصلي وليس في رقبتها قلادة وتطيب الرجال (رقم 7936)، قال: أخبرنا معمر عن عطاء الخراساني به نحوه مطولًا. وتابع عطاءَ الخراساني -في الرواية عن يحيى بن يعمر- عمر بن عطاء بن أبي الخُوَار. أخرجه أبو داود في سننه (4/ 403) في الكتاب والباب السابقين (رقم 4177)، قال: حدّثنا نصر بن علي، حدّثنا محمَّد بن بكر، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار أنه سمع يحيى بن يعمر يخبر عن رجل أخبره عن عمار بن ياسر، زعم عمر أن يحيى سمى ذلك الرجل، فنسي عمر اسمه أن عمارًا قال: فذكر القصة مختصرة، ثم قال: قلت لعمر: وهم حرم؟ قال: لا القوم مقيمون. ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 36) كتاب الحج، باب النهي عن التزعفر للرجل وإن لم يرد إحرامًا، قال: أخبرنا أبو علي الروذباري، أنبأ أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود السجستاني، به مثله. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 416) كتاب الجنائز، باب الحفاظ (رقم 6145)، قال: عن ابن جريج قال: أخبرني عمر بن عطاء، به نحوه. =
= ومن طريقه أخرجه أحمد في المسند (4/ 320)، قال: ثنا عبد الرزاق، أنا ابن جريج وروح، ثنا ابن جريج، به نحوه. وتابع يحيى بن يعمر -في الرواية عن عمار بن ياسر- الحسن بن أبي الحسن البصري. أخرجه أبو داود (4/ 404) في الكتاب والباب السابقين (رقم 4180)، قال: حدّثنا هارون بن عبد الله، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، حدّثنا سليمان بن بلال عن ثور بن زيد، عن الحسن بن أبي الحسن، عن عمار بن ياسر ... فذكره مختصرًا بلفظ: "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجنب إلَّا أن يتوضأ". والحديث حسنه الألباني كما في صحيح سنن أبي داود (2/ 787، 788: 3519، 3520، 3522)، وكما في صحيح الترغيب والترهيب (ص 73: 168). 2 - وأما حديث ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والسكران، والمتضمخ بالخلوق". أخرجه البزّار "مختصر زوائد البزّار" (1/ 628: 1128)، وقال: رواه غير العباس بن أبي طالب مرسلًا ولا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلَّا من هذا الوجه [وروي عن عمار ونحوه]. قال الهيثمي في المجمع (5/ 72): "رواه البزّار ورجاله رجال الصحيح خلا العباس بن أبي طالب، وهو ثقة". وصححه الألباني كما في السلسلة الصحيحة (4/ 417: 1804)، وصحيح الترغيب والترهيب (ص 73: 169)، وللحديث شواهد أخرى غير ما ذكر. انظر: مجمع الزوائد (5/ 155 - 157)، وسيأتي ذكر بعضها.
2228 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عن أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: المتخلق، والسكران، والجنب".
2228 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 74/2] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة". وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (7/ 93) كتاب (33) الأشربة، باب (2) في شرب الخمر (رقم 4102)، قال: حدّثنا محمَّد بن الفضل السقطي، ثنا سعيد بن سليمان عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: السكران، والمتخلق، والجنب"، ثم قال: لم يروه عن يوسف إلَّا عبد الله بن حكيم، وهو أبو بكر الداهري، تفرَّد به سعيد. وأعاده بنفس الإسناد والمتن مع تقديم وتأخير (2/ 199: 4308). وأخرجه البزّار في مسنده "مختصر زوائد البزّار" (1/ 628: 1127)، قال: "حدّثنا محمد بن مسكين، ثنا سعيد بن سليمان نحوه إلَّا أنه قال: "والحائض أو الجنب"، ثم قال: لا نعلم رواه عن يوسف إلَّا عبد الله. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 74)، والصغير (2/ 190)، قال: قال سعيد بن سليمان، به نحوه مع تقديم وتأخير. وقال في الصغير "المتخلف" بالفاء بدل القاف، ثم قال: "ولا يصح هذا". ومن طريقه أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 140)، قال: ثنا الجنيدي، ثنا البخاري، به نحوه. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 241)، قال: حدّثنا محمَّد بن إسماعيل قال: حدّثنا سعيد بن سليمان، به نحوه. =
= واختُلف فيه على عبد الله بن بريدة. فرواه يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أبيه مرفوعًا -كما سبق- وهو لا يصح كما قال البخاري، وخالفه قتادة، فرواه عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس. واختُلف فيه على قتادة، فرُوي عنه مرفوعًا -وهو المحفوظ- وروي موقوفًا. أما المرفوع: فأخرجه البزّار في مسنده "مختصر زوائد البزّار" (1/ 628) باب الأشربة (رقم 1128)، قال: حدّثنا العباس بن أبي طالب، ثنا أبو سلمة، ثنا أبان عن قتادة، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: ... فذكره، ثم قال: رواه غير العباس بن أبي طالب مرسلًا ولا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه. ورُوي عن عمّار نحوه. قلت: وهو حديث صحيح كما مضى في شواهد الحديث السابق (رقم 2227). وأما الموقوف: فأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 74)، والصغير (2/ 190)، قال: حدّثنا حفص بن عمر، ثنا أبو عوانة عن قتادة، عن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا نَحْوَهُ -أي موقوفًا عليه-. ومن طريقه أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 140)، قال: قال البخاري ... فذكره. والعقيلي في الضعفاء (2/ 241)، قال: حدثني جدي -رحمه الله- قال: حدّثنا فهد بن عوف قال: حدّثنا أبو عوانة عن قتادة به نحوه موقوفًا على ابن عباس. قلت: ولعل المرفوع أرجح، فإن أبان بن يزيد العطار أثبت في قتادة من أبي عوانة. انظر: شرح علل الترمذي (2/ 694 - 699).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا من أجل حال أبي بكر عبد الله بن حكيم الداهري، فإنه متروك كما مضى في ترجمته، وقد صح الحديث من طريق ابن عباس، والله أعلم.
2229 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ (¬1) أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا (¬2) مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ قَالَ (¬3): "سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: ذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى يَهُودِ بَنِي قَيْنُقَاعٍ، فَأَبْصَرَ رَجُلًا مُتَخَلِّقًا فَقَبَضَ يَدَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَعَلَّهُ عَروس، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَإِنْ، اذْهَبْ (¬4) فَاغْسِلْهُ ثُمَّ أَنْهِكْهُ (¬5) ثُمَّ اغْسِلْهُ ثُمَّ أَنْهِكْهُ [ثُمَّ اغْسِلْهُ ثم انهكه] (¬6) ". ¬
2229 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 74/2] وقال: "رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر بسند فيه راو لم يسم". قلت: وأخرجه النسائي في سننه وسمَّى ذلك الراوي (8/ 152) كتاب (48) الزينة، باب (34) التزعفر والخلوق (رقم 5120)، قال: أخبرنا محمَّد بن منصور قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ حكيم بن سعد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- به رَدْع من خَلُوق فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اذهب فانهكه، ثم أتاه فقال: اذهب فانهكه، ثم أتاه فقال: اذهب فانهكه، ثم لا تعد". وأخرجه بدون تسمية ذلك الراوي، الحميدي في مسنده (2/ 493: 1169)، قال: ثنا سفيان قال: ثنا عمران بن ظبيان الحنفي أنه سمع رجلًا من بني حنيفة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: فذكر مثل حديث الباب. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال: عمران بن ظبيان، وقد ضعفه الألباني، كما في ضعيف سنن النسائي (ص 225: 384)، ويشهد له حديث أبي حبيبة الطائي (رقم 2227)، وحديث عمار بن ياسر، وابن عباس المذكورين في شواهده.
2230 - وَقَالَ الْحَارِثُ: "حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا أَبُو حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ (¬1) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ (¬2) صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] (¬3) وَعَلَيْهِ عمامة صفراء، ورداء أصفر". ¬
2230 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [21/ 69/2] وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة. قلت: أخرجه الحارث في مسنده "بغية الباحث" (2/ 610) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (6) لبس الأصفر (رقم 575)، قال: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا أَبُو حَيْوَةَ شَرِيحُ بن يزيد الحضرمي الحمصي، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ:"رَأَيْتُ عبد الله بن بسر المازني صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه عمامة صفراء أو رداء أصفر".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف من أجل "عمران بن بشر الحضرمي"، فإنه مجهول كما في ترجمته، ويشهد له الحديث الآتي بعده وشواهده.
2231 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مَصْبُوغَانِ (¬1) بِالزَّعْفَرَانِ رداء (¬2) وعمامة". ¬
2231 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 69/2] وقال: "رواه أبو يعلى". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 160: 6789)، قال: حدّثنا مصعب بن عبد الله الزبير، حدّثنا أَبِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مَصْبُوغَانِ بِالزَّعْفَرَانِ، رداء وعمامة". وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 189) كتاب اللباس، باب غسل يوم الجمعة ومس الطيب فيه. قال: حدّثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا موسى بن هارون، ثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، به مثله وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وقال الذهبي: لا واحد منهما. وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (7/ 148)، كتاب (35) اللباس، باب (4) لبس الأصفر (رقم 4212)، وفي الصغير (1/ 389: 652)، قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر بن مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير بن العوام بمدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنة ثلاث وثمانين ومائتين، حدّثنا جدي مصعب بن عبد الله، به نحوه ولفظه: "رأيت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثوبين أصفرين"، وقال: "لا يروى عن عبد الله بن جعفر إلا بهذا الإسناد".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، من أجل حال عبد الله بن مصعب الزبيري. قال =
= الهيثمي في المجمع (1/ 129): "وفيه عبد الله بن مصعب الزبيري -في المطبوع: الزهري- ضعفه ابن معين". ويشهد له حديث ابن عمر رضي الله عنه: "أنه كان يصبغ لحيته بالصفرة حتى تمتلىء ثيابه من الصفرة، فقيل له: لم تصبغ بالصفرة؟ فقال: أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصبغ بها , ولم يكن شيء أحب إليه منها، وقد كان يصبع بها ثيابه كلها حتى عمامته". أخرجه أبو داود في سننه (4/ 333: 4064)، والنسائي في سننه (8/ 150: 5115)، وأحمد في المسند (2/ 97، 126)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (2/ 47: 838)، وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 78: 19968)، وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند (8/ 71: 5717)، والألباني كما في صحيح سنن أبي داود (2/ 767: 3429)، وصحيح سنن النسائي (3/ 1044: 4709). =
2232 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا حُرَيْثٍ عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "إِنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِيُبَايِعَهُ، فَرَأَى يَدَهُ مُخَلَّقَةً، فَكَفَّ يَدَهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، إِنَّمَا كَفَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ عَنْكَ أَنَّهَا مُخَلَّقَةٌ، فَغَسَلَ يَدَهُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَايَعَهُ". [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابن نمير، به.
2232 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 74/2] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة والبزار والحارث". قلت: أخرجه الحارث بن أبي أسامة "بغية الباحث" (2/ 618) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (17) ما جاء في الخلوق للرجال (برقم 590)، قال: حدّثنا زكريا بن عدي أنبأ عبد الله بن نمير عن حريث بن أبي مطر، عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأبايعه، فقبض يده، فقال بعض القوم: إنما يمنعه هذا الخلوق الذي في يدك، قال: فذهب فغسله ثم جاء فبايعه". وأخرجه البزّار في مسنده "مختصر زوائد مسند البزّار" (1/ 662) باب اللباس (رقم 1209)، قال: حدّثنا إبراهيم بن زياد، ثنا عبد الله بن نمير، به نحوه. وقال: "لا نعلم رواه عن حريث إلَّا ابن نمير وعمارة لا نعلم روى غير هذا". وقال الهيثمي في المجمع (5/ 165): "رواه البزّار، والطبراني، وفيه حريث بن أبي مطر، وهو متروك". قلت: ولم أجد مسند "عمارة بن عقبة" فيما طبع من معجم الطبراني، وحريث لا يصل إلى حد الترك كما في ترجمته. وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 516): "وهكذا أخرجه الطبراني، والبزار، وابن قانع، وابن منده، وغيرهم من طريق ابن نمير بهذا الإسناد". =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وله علتان: 1 - في إسناده "حريث بن أبي مطر"، وهو ضعيف. 2 - وكذا في إسناده "مدرك بن عمارة"، وهو مجهول. ويشهد له: 1 - حديث أبي هريرة، وقد مضى برقم (2229). 2 - وحديث أبي حبيبة، وقد مضى برقم (2227). 3 و 4 - وحديث عمار بن ياسر وابن عباس، وقد مضيا في شواهد حديث أبي حبيبة. 5 - وحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ليبايعه وعليه أثر الخلوق، فأبى أن يبايعه، فذهب فغسل عنه أثر الخلوق ثم جاء فبايعه". وأخرجه البزّار في مسنده (3/ 24: 772)، وقال: "وهذا الحديث لا نعلم روى عن علي إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ". وَقَالَ الهيثمي في المجمع (5/ 156): "رواه البزّار عن شيخه عبد الله بن المثنى، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
11 - باب المعصفر للصبيان وغيرهم
11 - بَابُ الْمُعَصْفَرِ (¬1) لِلصِّبْيَانِ وَغَيْرِهِمْ 2233 - قَالَ مُسَدَّدٌ: "حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ وَابْنِ (¬2) أبي مليكة قال: كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهِا، ونحن غلمان وعلينا ثياب معصفرة". ¬
2233 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 69/2] وقال: "رواه مسدّد ورواته ثقات". ولم أجده عند غيره.
الحكم عليه: رجاله ثقات، ولكن يُشكل عليه عنعنةُ ابن جريج، وهو مدلس من الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، وعليه فهو ضعيف، والله أعلم.
2234 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حَسَنُ (¬1) بْنُ مُوسَى، ثنا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ (¬2) عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إنَّ شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ (¬3) مُعَصْفَرَةٌ فَقَالَ الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-] (¬4): لَوْ كَانَ هَذَا تَحْتَ قِدْرِ أَهْلِكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ، فَذَهَبَ الْفَتَى فَغَدَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ بِثَوْبِكَ؟ قَالَ: صَنَعْتُ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ. فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا بِذَلِكَ أَمَرْتُكَ فَهَلَّا أَلْقَيْتَهُ عَلَى بَعْضِ نسائك". ¬
2234 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 74/1] وقال: "رواه أحمد بن منيع".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - في إسناده "عُمارة بن زاذان" وهو ضعيف. 2 - وفيه كذلك "زياد النميري" وهو ضعيف أيضًا. ويشهد له في النهي عن الثوب المعصفر حديثان عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وحديث علي بن أبي طالب: 1 - أما حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ "الأول" فهو أنه قَالَ: "رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على ثوبين معصفرين فقال: "إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها". أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1647: 2077)، والنسائي في سننه (8/ 203:3160, 5317) وأحمد في مسنده (2/ 162، 207، 211)، والحاكم في =
= المستدرك (4/ 190)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وتعقبهما الألباني كما في السلسلة الصحيحة (4/ 280) وقال: وقد وهما في استدراكه على مسلم، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (5/ 60)، وابن سعد في الطبقات (4/ 265). 2 - وأما الحديث الثاني فما رواه عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قال: "هبطنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من ثنية فالتفت إليَّ وعليّ رَيْطَة مضَرجة بالعُصفر فقال: "ما هذه الريطة عليك؟ فعرفت ما كره فأتيت أهلي وهم يسجرون تنورًا لهم فقذفتها فيه، ثم أتيته من الغد فقال: "يا عبد الله ما فعلت الريطة؟ فأخبرته فقال: ألا كسوتها بعض أهلك فإنه لا بأس به للنساء". أخرجه أبو داود في سننه (4/ 335: 4066، 4067، 4068)، وفي إحدى الروايات قال: "وعليّ ثوب مصبوغ بعصفر ... "، وابن ماجه في سننه (2/ 1191: 3603)، وأحمد في المسند (2/ 196)، والبيهقي في سننه الكبرى (5/ 60)، قال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (11/ 76) "إسناده صحيح" وحسنه الألباني كما في صحيح سنن أبي داود (2/ 767: 3431)، وصحيح سنن ابن ماجه (2/ 284: 2903). 3 - حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن خاتم الذهب، وعن لبوس القسي والمعصفر، وقراءة القرآن وأنا راكع". ورُوي بألفاظ مختلفة، وأخرجه باللفظ السابق مسلم في صحيحه (3/ 1648: 2078)، والنسائي في سننه (8/ 204: 5318)، والترمذي في سننه (4/ 191: 1725)، وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجة في سننه (2/ 1191: 3602).
12 - باب الوشم
12 - بَابُ الْوَشْمِ (¬1) 2235 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: "حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ ابن أَبِي حَازِمٍ قَالَ: "دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه وهو مريض، فرأيت أسماء بنت عميس رضي الله عنها تذب [عنه] (¬2) وهي موشومة اليدين" [أي: منقوشتهما بالحناء] (¬3) ". ¬
2235 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 74/ 2) وقال: "رواه أحمد بن منيع". قلت: هكذا رواه أحمد بن منيع من طريق هشيم عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم. وقد تابع هشيمًا كل من: 1 - سفيان بن عيينة. 2 - يزيد بن هارون. 3 - خالد بن عبد الله الواسطي. 4 - أبو أسامة حماد بن أسامة.
= 1 - أما متابعة سفيان بن عيينة فأخرجها الطبراني في المعجم الكبير (24/ 131: 359)، قال: حدّثنا بشر بن موسى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد به نحوه. قال الهيثمي في المجمع (5/ 170): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح". 2 - وأما متابعة يزيد بن هارون فأخرجها ابن سعد في الطبقات (3/ 188) قال: "أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد به نحوه مختصرًا بلفظ "دخلت مع أبي على أبي بكر وكان رجلًا نحيفًا خفيف اللحم أبيض". وأخرجها كذلك في (8/ 283)، من طريق يزيد وزاد "فرأيت يدي أسماء موشومة". 3 - وأما متابعة خالد بن عبد الله الواسطي فذكرها ابن سعد في طبقاته (8/ 283) بعد أن أورد متابعة يزيد قال: "وزادنا عفان بن مسلم عن خالد بن عبد الله، عن إسماعيل، عن قيس: تذب عن أبي بكر". 4 - وأما متابعة أبي أسامة فأخرجها الطبري في "تهذيب الآثار" مسند عمر (1/ 114: 187)، قال: حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروق حدّثنا أبو أسامة عن إسماعيل به نحوه وزاد: "كانوا وشموها في الجاهلية نحو وشم البربر، فعُرض عليه فرسان فرضيهما فحملني على أحدهما وحمل أبي على الآخر".
الحكم عليه: الأثر صحيح بهذا الإسناد.
13 - باب النهي عن الجلوس على جلود السباع
13 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى جُلُودِ السِّبَاعِ 2236 - قال الحارث: حدّثنا الخليل بن (¬1) الشيباني، ثنا حبيب ابن الشَّهِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى أَنْ يُفْرَشَ (¬2) مُسوك (¬3) السِّبَاعِ (¬4) " المُسوك، جَمْعُ مَسك -بفتح الميم- الجلود. ¬
2236 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 72/ 1) وقال: "رواه الحارث عن الخليل بن زكريا وهو ضعيف". قلت: أخرجه الحارث في مسنده "البغية" (2/ 611) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (8) النهي عن افتراش جلود السباع (رقم 578) د قال: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الشَّيْبَانِيُّ، ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عن سمرة بن جندب "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن تفترش مسوك السباع".
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا , لأن في إسناده "الخليل بن زكريا الشيباني"، وهو متروك. وقد ثبت النهي عن جلود السباع من حديث أبي المليح بن أسامة، عن أبيه، وحديث المقدام بن معدي كرب. 1 - أما حديث أبي المليح بن أسامة عن أبيه قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن جلود السباع". فأخرجه أبو داود (4/ 374: 4132)، والنسائي (7/ 176: 4253)، والترمذي (2/ 214: 1770)، وقال: "ولا نعلم أحدًا قال: عن أبي المليح، عن أبيه غير سعيد بن أبي عروبة ... " وأحمد في المسند (5/ 74)، والدارمي في سننه (2/ 85: 1989)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 18)، والحاكم في المستدرك (1/ 144)، وقال: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي، والطبراني في الكبير (1/ 191: 508، 509، 510، 511)، والطحاوي في مشكل الآثار (8/ 294: 3252)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 165: 875)، والحديث صححه الألباني كما في السلسلة الصحيحة (3/ 10) وكما في مشكاة المصابيح (1/ 157). 2 - وأما حديث المقدام بن معدي كرب "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الركوب على جلود السباع". فأخرجه أبو داود مطولًا (4/ 372: 4131)، والنسائي مختصرًا (7/ 176: 4254، 4255)، وأحمد في المسند (4/ 132)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 21)، والطحاوي في مشكل الآثار (8/ 293: 3251)، والحديث صححه الألباني كما في السلسلة الصحيحة (3/ 9: 1011).
14 - باب تحريم الحرير على الرجال وإباحته للنساء وجواز بيعه لمن يجوز له لبسه
14 - بَابُ تَحْرِيمِ الْحَرِيرِ (¬1) عَلَى الرِّجَالِ وَإِبَاحَتِهِ لِلنِّسَاءِ وَجَوَازِ بَيْعِهِ لِمَنْ يَجُوزُ لَهُ لُبْسُهُ 2237 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ وَكَانَ جَارًا لِي خَتَمَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ (¬2) عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "خَرَجَتْ (¬3) خَيْلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمِعَ بِهَا (¬4) أُكَيْدِرُ دُومَةَ (¬5) فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: "ثُمَّ [إِنَّ] (¬6) أُكَيْدِرَ (¬7) أَخْرَجَ قُبَاءً (¬8) مَنْسُوجًا (¬9) بِالذَّهَبِ مِمَّا كَانَ كِسْرَى يَكْسُوهُمْ (¬10)، فَقَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: ارجع ¬
بِقُبَاكَ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَلْبَسُ هَذَا فِي الدُّنْيَا إلَّا حُرِمَهُ فِي الْآخِرَةِ، فَرَجَعَ بِهِ فَلَمَّا أَتَى مَنْزِلَهُ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ أَنْ يَرُدَّ [عَلَيْهِ] (¬11) هَدِيَّتَهُ فَرَجَعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ يَشُقُّ عَلَيْنَا أَنْ يُرَدَّ (¬12) هَدِيَّتُنَا فَاقْبَلْ مِنِّي هَدِيَّتِي، فَقَالَ (¬13): انْطَلِقْ فَادْفَعْهُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فيه، فَبَكَى وَدَمِعَتْ عَيْنَاهُ وَظَنَّ أَنْ قَدْ لَحِقَهُ (¬14) شَقَاءٌ، فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَحَدَثَ فِيَّ شَيْءٌ؟ قلتَ فِي هَذَا الْقَبَاءِ مَا سَمِعْتُ ثُمَّ بَعَثْتَ بِهِ إِلَيَّ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا بَعَثْتُ بِهِ إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهُ وَلَكِنْ تَبِيعُهُ فَتَسْتَعِينَ بثمنه" (¬15). ¬
2237 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 67/ 1) وقال: "رواه أبو يعلى بسند صحيح". قلت: ولم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح.
2238 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا جَرِيرٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي فاختة قال: حدثتني أم هاني رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُهدي لَهُ حُلَّةُ حَرِيرِ سِيَرَاءُ (¬1) فَبَعَثَ بِهَا إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَاحَ وَهِيَ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "إِنِّي لَا أَرْضَى لَكَ إلَّا مَا أرضى لنفسي إني لم أكسها لِتَلْبَسَهَا، إِنِّي كَسوتها (¬2) لِتَجْعَلَهَا خُمُرًا (¬3) بَيْنَ الْفَوَاطِمِ (¬4). * فِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ علي رضي الله عنه، نفسه (¬5). ¬
2238 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 68/ 2) وقال: "رواه أبو يعلى بسند فيه ضعف". =
= قلت: ولم أجد مسندًا "أم هاني" في المطبوع من مسند أبي يعلى، وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 142)، ونسبه إلى الطبراني، ولم ينسبه إلى أبي يعلى، ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع. وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 437: 1069)، قال: "حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ حدثتني أم هاني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أهديت له حلة سيراء فأرسل بها إلى علي، فراح علي وَهِيَ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لعلي: "لا أرضى لك ما لا أرضى لنفسي، إني لم أكسكها لتلبسها، إنما كسوتكها لتجعلها خمرًا بين الفواطم". قال الهيثمي في المجمع (5/ 142): "رواه الطبراني وفيه يزيد بن أبي زياد وقد وثق على ضعفه". وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (5/ 26: 2127)، قال: أخبرنا جرير عن برد بن أبي زياد، عن أبي فاختة به مثله. فجعله عن "برد" بدل أخيه "يزيد"، وهو وهم من جرير كما ذكره الدارقطني في العلل (3/ 135).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال "يزيد بن أبي زياد". وينجبر ضعفه بما يشهد له من حديث علي رضي الله عنه، قال: "أَهْدي إليّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حُلة سيراء فلبستها فرأيت الغضب في وجهه فشققتها بين نسائي". وفي رواية قال: "أهديت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حلة سيراء، فبعث بها إليّ فلبستها، فعرفت الغضب في وجهه فقال: "إني لم أبعث بها إليك لتلبسها إنما بعثت بها إليك لتشققها خمرًا بين النساء". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (5/ 270: 2614)، و (9/ 422: 5366)، و (10/ 308: 5840)، ومسلم في صحيحه (3/ 1644: 2071)، وأبو داود في سننه (4/ 321: 4043)، والنسائي في سننه (8/ 197: 5298)، وابن =
= ماجه في سننه (2/ 1189: 3596)، وأحمد في المسند (1/ 90، 92، 97، 118، 119، 130، 137، 139، 153)، والطيالسي في مسنده (19: 119)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 424)، والطبراني في الكبير (24/ 357: 887)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 270: 319) و (276: 329) و (1/ 343: 437) و (346: 443)، والبزار في مسنده "البحر الزخار" (2/ 222: 618) و (2/ 305: 731)، وعبد الرزاق في المصنف (11/ 70: 19939)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 151: 24647)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 253، 254)، وفي شرح مشكل الآثار (12/ 313: 4825، 4826، 4827)، والبغوي في شرح السنة (12/ 35: 3107).
2239 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: "حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، أَخْبَرَتْنِي أُمُّ الْمُغِيرَةِ مَوْلَاةُ الْأَنْصَارِ قَالَتْ: "سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عن الحرير يلبسه (¬1) النِّسَاءُ قَالَتْ (¬2): كُنَّا (¬3) نُكْسَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬4) ثِيَابًا يُقَالُ لها السيراء (¬5) ". ¬
2239 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 69/ 1) وقال: "رواه أبو داود الطيالسي". قلت: أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 231: 1585)، قال: حدّثنا الأسود بن شيبان قال: "أَخْبَرَتْنِي أُمُّ الْمُغِيرَةِ مَوْلَاةُ الْأَنْصَارِ قَالَتْ: سَأَلْتُ عائشة عن الحرير تلبسه النساء. فقالت: قَدْ كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نكسى ثيابًا يقال لها: السيراء فيها حرير".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لجهالة أم المغيرة مولاة الأنصار، ويشهد لمعناه الأحاديث الواردة في إباحة الحرير للنساء، انظر حديث (رقم 2238) وشواهده.
2240 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ شَمَّاسٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: "كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَاءَ ابْنَانِ (¬1) عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ (¬2) مِنْ حَرِيرٍ، يَشُقُّهُ عَنْهُمَا (¬3) وَقَالَ: إِنَّمَا هَذَا لِلنِّسَاءِ، وَلَيْسَ للرجال". ¬
2240 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 69/ 1) وقال: "رواه مسدّد بسند ضعيف لجهالة بعض رواته". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 152) كتاب العقيقة، باب (61) في لبس الحرير وكراهية لبسه (رقم 24655)، قال: حدّثنا وكيع عن فضيل بْنِ غَزْوَانَ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ شَمَّاسٍ، عَنْ عمه قال: "رأى ابن مسعود إبنًا له عليه قميص من حرير فشقه وقال: إنما هذا للنساء". وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 70) "باب الحرير والديباج وآنية الذهب والفضة" (رقم 19937)، قال: عن معمر، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد، عن ابن مسعود قال: "أتاه ابن له وعليه قميص من حرير والغلام معجب بقميصه، فلما دنا من عبد الله خرقه ثم قال: إذهب إلى أمك فقل لها: فلتلبسك قميصًا غير هذا". ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 172: 8786)، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق به مثله. وأخرجه كذلك (برقم 8787)، قال: حدّثنا محمَّد بن النضر الأزدي، ثنا أبو غسان بن مالك ابن إسماعيل، ثنا قيس بن الربيع، أنا أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: "كنا عند عبد الله فجاء ابن له عليه قَميص حرير فقال: من =
= كساك هذا؟ قال: أمي. قال: فشقه، قال: قل لأمك: تكسوك غير هذا". وأخرجه البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 87: 5688)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ومحمد بن موسى قالا: حدّثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، حدّثنا يحيى بن أبي طالب حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدّثنا إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق، به نحوه. قال الهيثمي في المجمع (5/ 144): "رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لجهالة "عم المهاجر بن شماس"، وقد تابعه في الرواية عن ابن مسعود "عبد الرحمن بن يزيد"، وبهذه المتابعة تنجبر الجهالة، ويشهد كذلك لمعناه الأحاديث السابقة في تحريم الحرير على الرجال وإباحته للنساء.
2241 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: "حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبَّادٌ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، أنا ثَابِتُ بْنِ زَيْدِ بْنُ ثابت بْنُ زَيْدِ (¬1) بْنِ أَرْقَمَ أَخْبَرَتْنِي أُنَيْسَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ أَبِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- قَالَ: "الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ حَلَالٌ (¬2) لِإِنَاثِ أُمَّتِي حرام على ذكورها". ¬
2241 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 69/ 1) وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة". وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (5/ 211: 5125)، قال: حدّثنا محمَّد بن الفضل السقطي، ثنا سعيد بن سليمان (ح)، وحدثنا أبو الحصين القاضي، ثنا يحيى الحماني قالا: ثنا عباد بن العوام عن سعيد بن أبي عروبة، أخبرني ثَابِتُ بْنِ زَيْدِ بْنُ ثابت بْنُ زَيْدِ بن أرقم، حدثتني عمتي أُنيسة بِنْتُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ أَبِيهَا زيد بن أرقم قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"الذهب، والحرير حل لإناث أمتي، وحرام على ذكورها". وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 251)، قال: حدّثنا ابن أبي عمران، وابن أبي داود، وعلي بن عبد الرحمن، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن خزيمة قالوا: ثنا سعيد بن سليمان الواسطي به نحوه. وزاد علي بن عبد الرحمن، فقال له رجل: إنك لتقول هذا، وهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ينهى عنه، قالت: وكان في يدي قلبان من ذهب، فقال: ضعيهما، وركب حميرًا له فانطلق ثم رجع فقال: أعيديهما فقد سألته فقال: لا بأس به. وأخرجه كذلك في شرح مشكل الآثار (12/ 308: 4820). =
= وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/ 174) قال: حدّثنا محمد بن خزيمة بن راشد البصري قال: حدّثنا سعيد بن سليمان به نحوه. وقال: "وهذا يُروى بغير هذا الإسناد بأسانيد صالحة". وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 480): رواه سمويه في "الفوائد" (35/ 1) حدّثنا سعيد ابن سليمان به مثله. وقال الهيثمي في المجمع (5/ 143): "رواه الطبراني وفيه ثابت بن زيد بن ثابت بن أرقم وهو ضعيف".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه ثلاث علل: 1 - اضطراب عباد بن العوام في روايته عن سعيد بن أبي عروبة، ولعله سمعه منه بعد الاختلاط. 2 - في إسناده "ثَابِتُ بْنِ زَيْدِ بْنُ ثابت بْنُ زَيْدِ بن أرقم" وهو ضعيف. 3 - في إسناده "أنيسة" وهي مجهولة. ويشهد له حديثان عن علي بن أبي طالب، وحديث أم هاني، وعائشة، وعبد الله بن عمرو، وأبي موسى، وغيرهم. 1 - أما حديث علي بن أبي طالب الأول فهو قوله: أهديت إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- حلة سيراء فبعث بها إليّ فلبستها فعرفت الغضب في وجهه فقال: "إني لم أبعث بها إليك لتلبسها، إنما بعثت بها إليك لتشققها خمرًا بين النساء". وهو حديث صحيح مضى تخريجه في شواهد الحديث (رقم 2238). 2 - وأما حديث علي بن أبي طالب الثاني فقوله: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وفي إحدى يديه ذهب وفي الأخرى حرير فقال: "هذان حرام على ذكور أمتي وحل لإناثها". روى مختصرًا ومطولًا، أخرجه أبو داود في سننه (4/ 330: 4057)، والنسائي =
= في سننه (8/ 160، 160: 5144. 5145، 5146، 5147)، وابن ماجه في سننه (2/ 1189: 3595)، وأحمد في مسنده (1/ 96، 115)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 249: 5434)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 425)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 235: 272) و (1/ 274: 325)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (1/ 130: 80)، والبزار في مسنده "البحر الزخار" (3/ 102، 103: 886، 887)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 152: 24659)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (12/ 304 , 305، 306: 4815، 4816، 4817)، وفي شرح معاني الآثار (4/ 250). والحديث صححه الألباني كما في صحيح سنن أبي داود (2/ 765: 3422)، وصحيح ابن ماجه (2/ 282: 2896). 3 - وأما حديث أم هاني فسبق برقم (2238). 4 - وأما حديث عائشة فسبق برقم (2239). 5 - وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "الحرير والذهب حل لإناث أمتي حرام على ذكورها". فأخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1190: 3597)، والطيالسي في مسنده (ص 298: 2253)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 153: 24662)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/ 307: 4819)، وفي شرح معاني الآثار (4/ 251). ونسبه الزيلعي في نصب الراية (4/ 224) إلى إسحاق بن راهويه، والبزار، وأبي يعلى الموصلي في مسانيدهم، والطبراني في معجمه. والحديث صححه الألباني بمجموع طرقه كما في صحيح سنن ابن ماجه (2/ 282: 2898). 6 - وأما حديث أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: "الحرير والذهب حلال لإناث أمتي حرام على ذكورها". =
= فأخرجه الترمذي في سننه (4/ 189: 1720)، وقال: "حديث حسن صحيح". والنسائي في سننه (8/ 161: 5148)، وأحمد في مسنده (1/ 394، 407) و (4/ 256، 293)، والطيالسي في مسنده (ص 69: 506)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 425)، وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 68، 69: 19930، 19931)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 151: 24645)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (12/ 310: 4823، 4824)، وفي شرح معاني الآثار (4/ 251)، والبغوي في شرح السنة (12/ 36: 3108)، والحديث صححه الألباني كما في صحيح سنن الترمذي (2/ 144: 1404)، وقال الألباني في غاية المرام (ص 66): "وجملة القول أن الحديث صحيح بمجموع هذه الطرق".
2242 - وقال مسدد: حدثنا حماد بن زيد عن الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ (¬1): دَخَلَ عَلَى ابْنِ عَامِرٍ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى فِرَاشٍ مِنْ سُنْدُسٍ (¬3) فَقَالَ: "لَأَنْ أَجْلِسَ عَلَى جَمْرِ الْغَضَا (¬4) أَحَبُّ إلى من أن أجلس على هذا". ¬
2242 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 72/ 1) وقال: "رواه مسدّد بإسناد حسن". وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 454) كتاب التفسير، باب تفسير سورة الأحقاف قال: حدثني علي بن حمشاذ العدل، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان عن عمرو بن دينار أنه سمع صفوان بن عبد الله بن صفوان يقول: استأذن سعد على ابن عامر وتحته مرافق من حرير فأمرت بها فرفعت، فدخل وعليه مطرف من خز فقال له: استأذنت عليَّ وتحتي مرافق من حرير فأمرت بها فرفعت. فقال له: نعم الرجل أنت يا ابن عامر إن لم تكن ممن قال عزَّ وجلَّ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} [الأحقاف: 20] والله لأن أضطجع عَلَى جَمْرِ الْغَضَا أَحَبُّ إلىَّ مِنْ أَنْ اضطجع عليها. وقال: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 267) كتاب صلاة الخوف، باب ما ليس له لبسه ولا افتراشه، قال: حدّثنا أبو عبد الله الحافظ به مثله، ثم قال البيهقي: وأخبرنا أبو نصر بن قتادة، ثنا أبو الفضل بن حميرويه أنبأ أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا سفيان فذكر بنحوه، وزاد فيه: فقال: "يا أبا إسحاق إن هذا الذي عليك شطره حرير وشطره خز، فقال: إنما يلي جلدي منه الخز". =
= وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 150) كتاب العقيقة، باب (60) من رخص في لبس الخز، قال حدّثنا ابن عيينة به نحوه. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 248) باب لبس الحرير، قال: ثنا إبراهيم بن بشار، قال: ثنا سفيان به نحوه. ونسبه الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 304) إلى "ابن وهب في جامعه".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسن، من أجل مهاجر بن مخلد فإنه صدوق، والله أعلم. وبشهد له في النهي عن افتراش الحرير: 1 - عموم الأحاديث الواردة في النهي عن لبس الحرير، وقد مضى بعضها. 2 - حديث حذيفة رضي الله عنه، قال: "نهانا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نشرب في آنية الذهب والفضة وأن نأكل فيها، وعن لبس الحرير والديباج، وأن نجلس عليه". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (10/ 304: 5837)، والدارقطني (4/ 293: 87)، ورُوي وليس فيه النهي عن الجلوس عن الحرير، أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1637: 2067)، وأبو داود في سننه (4/ 112: 3723)، والنسائي في سننه (8/ 198: 5301)، والترمذي في سننه (4/ 264: 1878)، وقال: "حديث حسن صحيح"، وابن ماجه في سننه (2/ 1130: 3414)، وأحمد في سننه (5/ 385، 390، 396، 397، 398، 400، 404، 408)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 156: 5339)، والدارمي في سننه (2/ 121)، والدارقطني في سننه (4/ 293: 85، 86)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 27)، والحميدى في مسنده (1/ 209: 440)، والطيالسي في مسنده (ص 57: 429)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 156: 865).
15 - باب إباحة لبس الحرير لعذر، والإشارة إلى كراهيته للصبيان
15 - بَابُ إِبَاحَةِ لُبْسِ الْحَرِيرِ لِعُذْرٍ، وَالْإِشَارَةِ إِلَى كَرَاهِيَتِهِ لِلصِّبْيَانِ 2243 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: "دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ (¬1) وَمَعَهُ محمَّد ابْنُهُ (¬2) وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخَذَ بِجَيْبِهِ (¬3) فَشَقَّهُ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ لَقَدْ أَفْزَعْتَ الصَّبِيَّ فَأَطَرْتَ قَلْبَهُ، قَالَ: تَكْسُوهُمُ الْحَرِيرَ؟ قَالَ: فَإِنِّي أَلْبَسُ الْحَرِيرَ، فَإِنُّهُمْ مثلك". ¬
2243 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 68/2] وقال: "رواه مسدّد موقوفًا ورواته ثقات". =
= ولم أجد بهذا الإسناد عند غيره، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (15/ 471: 41867)، ونسبه إلى "ابن عيينة في جامعه، ومسدد، وابن جرير".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسن من أجل حال "محمَّد بن عمرو بن علقمة". ويشهد له ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح (5/ 152: 24657)، قال: حدّثنا وكيع، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أبيه قَالَ: "دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَمَعَهُ ابن له على عمر، عليه قميص حرير، فشق الحرير".
2244 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ (¬2)، قَالَ: دَخَلَ ابْنُ عَوْفٍ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصُ حَرِيرٍ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذُكِرَ لِي أَنَّ مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَةِ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْبَسَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. * هَذَا إسناد صحيح. ¬
2244 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 69/1] وقال: "رواه مسدّد، ورواته ثقات". وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (15/ 471: 41868)، ونسبه إلى مسدّد وابن جرير وقال: "وسنده صحيح".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح.
2245 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: شَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَثْرَةَ (¬1) الْقَمْلِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَلْبَسَ قَمِيصًا مِنْ حَرِيرٍ؟ فَأَذِنَ لَهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أَتَاهُ بِابْنِهِ [و] (¬2) أبي سَلَمَةَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا هَذَا؟ ثُمَّ قَالَ بيده في حبيب الْقَمِيصِ فَشَقَّهُ إِلَى أَسْفَلِهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ أَحَلَّهُ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: إِنَّمَا أَحَلَّهُ لَكَ لِأَنَّكَ شَكَوْتَ القمل فأما غيرك فلا. ¬
2245 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 68/2] وقال: "رواه أحمد بن منيع من طريق أبي جناب الكلبي وهو ضعيف". وأخرجه ابن سعد في طبقاته (3/ 130)، قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال: أخبرنا أبو جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن، قال: "شكا عبد الرحمن بن عوف إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثرة القُمّل وقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَلْبَسَ قميصًا من حرير؟ قال: فَأَذِنَ لَهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وأبو بكر، وقام عمر أقبل بابنه أبي سَلَمَةَ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ عُمَرُ: ما هذا؟ ثم أدخل يده في جيب القميص فشقه إلى سُفْلِه، فقال له عبد الرحمن: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أحله لي؟ فقال: إنما أحله لك لأنك شكوت إليه القُمّل فأما لغيرك فلا". =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان: 1 - في إسناده "أبو جناب الكلبي" وهو ضعيف. 2 - وفيه كذلك "والده أبو حية الكلبي" وهو مجهول. والحديث أصله في الصحيحين من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- رخص لعبد الرحمن ابن عوف، والزبير في قميص الحرير من حكة كانت بهما، وفي لفظ لمسلم "أن عبد الرحمن ابن عوف، والزبير بن العوام شكوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القمل فرخص لهما في قميص الحرير في غزاة لهما". أخرجه البخاري في "صحيحه"الفتح، (6/ 118: 2919، 2920، 2921، 2922) و (10/ 308: 5839)، ومسلم في صحيحه (3/ 1646: 2076)، وأبو داود في سننه (4/ 329: 4056)، والترمذي في سننه (4/ 190: 1722)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في سننه (8/ 202: 5310، 5311)، وابن ماجه في سننه (2/ 1188: 3592)، وأحمد في المسند (3/ 122، 180، 192، 215، 255، 272، 273)، وابن حبّان في صحيحه (12/ 246, 247: 5430, 5431) والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 268، 269)، والطيالسي في مسنده (265، 266: 1972، 1973)، وأبو يعلى في مسنده (5/ 260: 2880) و (5/ 443: 3148) و (6/ 20، 21: 3249، 3250، 3251)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 154: 24674)، وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 71: 1994)، والبغوي في شرح السنة (12/ 34: 3105، 3106)، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 104: 5703). ويشهد لآخره حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن وهو صحيح، وقد مضي برقم (2243).
16 - باب فضل البياض على غيره ولبس سائر الألوان
16 - بَابُ فَضْلِ الْبَيَاضِ عَلَى غَيْرِهِ وَلُبْسِ سَائِرِ الْأَلْوَانِ 2246 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَلْبَسُ قلنسوة (¬1) بيضاء". ¬
2246 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 69/ 1)، وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف عبد الله بن خراش". قلت: ولم أجده في المطبوع عن مسند أبي يعلى. ومن طريقه أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم-" (ص 103) ذكر عمامة -صلى الله عليه وسلم- قال: أخبرنا أبو يعلى نا محمَّد بن عقبة، نا عبد الله بن خراش عن ابن حوشب، عن ابن إبراهيم التيمي، عن ابن عمر قال: "كان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ". وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 209)، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان ثنا محمَّد بن عقبة السدوسي به مثله. =
= وتابع محمَّد بن عقبة السدوسي كل من: 1 - روح بن قرة اليشكري. 2 - إبراهيم بن محمَّد بن ميمون. 3 - زيد الحريش. 1 - أما متابعة روح بن قرة، فأخرجها الطبراني في الأوسط: "مجمع البحرين" (7/ 146) كتاب (35) اللباس، باب (1) في الثياب البياض (رقم 4208)، قال: حدّثنا محمَّد بن حنيفة الواسطي، ثنا روح بن قرة اليشكري، ثنا عبد الله بن خراش به مثله، إلَّا أنه قال "كمة بيضاء"، ثم قال: لا يروى عن ابن عمر إلَّا بهذا الإسناد تفرد به ابن خراش. قال الهيثمي في المجمع (5/ 121): "رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمَّد بن حنيفة الواسطي، وهو ضعيف ليس بالقوي". 2 - وأما متابعة إبراهيم بن محمَّد بن ميمون، فأخرجها العقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/ 244). قال: حدّثنا محمَّد بن عثمان قال: حدّثنا إبراهيم بن محمَّد بن ميمون قال: حدّثنا عبد الله بن خراش به مثله. 3 - وأما متابعة زيد الحريش، فأخرجها البيهقي في "الجامع لشعب الإيمان" (11/ 224: 5848)، قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عيدان أخبرنا أحمد بن عبيد، حدّثنا سعيد بن عثمان الأهوازي، حدّثنا زيد الحريش، حدّثنا عبد الله بن خراش به مثله، وقال: "تفرد به خراش هذا وهو ضعيف". ونسبه الهيثمي في المجمع (5/ 121) إلى الطبراني في الكبير، ولم أجده في المطبوع منه. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وله علتان: 1 - في إسناده "عبد الله بن خراش" وهو ضعيف جدًا. قال فيه البخاري: منكر الحديث. 2 - وفي إسناده كذلك "محمَّد بن عقبة السدوسي" وهو ضعيف لكثرة خطأه.
2247 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدَانُ ثنا أَبُو سِنَانٍ قَالَ: "رَأَيْتُ الْحَسَنَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ عَلَيْهِ كُمَّةٌ (¬2) (¬3) بَيْضَاءُ مضربة (¬4) ". ¬
2247 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 69/ 1)، وقال: "رواه أبو يعلى". ولم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى، ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - عبدان، وهو مجهول. 2 - في إسناده "أبو سنان" لم أميزه.
(99) وحَدِيثُ جَابِرٍ (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْبَابِ تقدم في التجمل للجمعة. ¬
17 - باب موضع الإزار
17 - بَابُ مَوْضِعِ الإِزار 2248 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ ثَرْوَانَ (¬1)، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ [قَالَ] (¬2): أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَإِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ، وَقَمِيصُهُ فَوْقَ ذلك، ورداؤه فوق القميص". ¬
2248 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 71/1] وقال: "رواه مسدّد ورواته ثقات". وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 174)، قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن موس المعلم عن أبي المتوكل الناجي قال: "كأني انظر إلى ابن عمر يمشي بين ثوبين كأني انظر إلى عضلة ساقه تحت الإزار، والقميص فوق الإزار". وتابع أبا المتوكل كل من: 1 - عبد الله بن مسلم. 2 - أبو يعفور. 1 - أما متابعة عبد الله بن مسلم، فأخرجها عبد الرزاق في مصنّفه (11/ 84) =
= باب إسبال الإزار (رقم 19989)، قال: عن معمر عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري قال: "رأيت ابن عمر إزاره إلى أنصاف ساقيه، والقميص فوق الإزار، والرداء فوق القميص". ومن طريقه أخرجها البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 129: 5732)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن علي الصنعاني، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، به مثله. 2 - وأما متابعة أبي يعفور، فأخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 166) كتاب العقيقة، باب (79) موضع الإزار أين هو؟ (رقم 24820)، قال: حدّثنا أبو الأحوص عن أبي يعفور قال: "رأيت ابن عمر وإن إزاره إلى نصف ساقه أو قريب من نصف ساقه".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح، والله أعلم.
2249 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ (¬1) عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "إنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ إِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: هَكَذَا إِزْرَةُ صَاحِبِنَا -يَعْنِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-" (¬2). ¬
2249 - تخريجه: ذكره البوصيري في مخصر الإتحاف [2/ 71/1] وقال:"رواه أبو بكر بن أبي شيبة وفي سنده موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف". قلت: وأخرجه كذلك في مصنفه (5/ 167) كتاب العقيقة، باب (79) موضع الإزار أين هو؟ (رقم 24843)، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا موسى بن عيينة [هكذا في المطبوع، والصواب عُبَيْدَةَ] عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عثمان بن عفان: كان إزاره إلى نصف ساقه فقيل له في ذلك فقال: هذه إزرة حبيبي -يعني النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه البزّار في مسنده "البحر الزخار" (2/ 15: 353)، قال: حدّثنا محمَّد بن عثمان قال نا عبيد الله بن موسي، به نحوه وقال: "وهذا الحديث لا نعلمه أحدًا رواه أعلى من عثمان في صنعة إزرة رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَإِنْ كان قد روي من وجوه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروي عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- غير متصل". وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 122)، وقال: "رواه البزّار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف". وتابع عبيد الله بن موسى، عبدُ الله بن المبارك. أخرجه الترمذي في "الشمائل" (ص 109: 122)، قال: حدّثنا سويد بن نصر ثنا عبد الله ابن المبارك، عن موسى بن عبيدة، به مثله. =
= الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال "موسى بن عبيدة". ويشهد له: 1 - حديث أبي سعيد الخدري. 2 - وحديث حذيفة بن اليمان. 3 - وحديث أنس بن مالك. 1 - حديث أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، وأسفل من ذلك في النار -قال ذلك ثلاث مرات- لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرًا". أخرجه مالك في الموطأ (2/ 914، 915: 12)، وأبو داود في سننه (4/ 353: 4093)، وابن ماجه في سننه (2/ 1183: 3573)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 262، 263: 5446، 5447) و (265: 5450)، وأحمد في المسند (3/ 5، 6، 30، 44، 97)، والحميدي في مسنده (2/ 323: 737)، والطيالسي في مسنده (ص 295: 2228)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 269: 980)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 244)، وفي الجامع لشعب الإيمان (11/ 123: 5726)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 166: 24821)، والبغوي في شرح السنة (12/ 12: 3080)، والحديث صحيح، وصححه الألباني كما في صحيح سنن أبي داود (2/ 771: 3449)، وصحيح سنن ابن ماجه (2/ 277: 2875). 2 - حديث حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخَذَ بعضلة ساقه وقال له: "موضع الإزار إلى أنصاف الساقين والعضلة، فإن أبيت فمن وراء الساق، ولاحق للكعبين في الإزار". أخرجه الترمذي في سننه (4/ 217: 1783)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح، ورواه الثوري، وشعبة عن أبي إسحاق والنسائي في سننه (8/ 206، 207: 5329)، وابن ماجه في سننه (2/ 1182: 3572)، وابن حبّان في صحيحه =
= "الإحسان" (12/ 262: 5445) و (12/ 264، 265: 5448، 5449)، وأحمد في مسنده (5/ 382، 396، 398، 400، 401)، والحميدي في مسنده (1/ 211: 445)، والطيالسي في مسنده (ص 57: 425)، وابن الجعد في مسنده (2/ 923: 2652). وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 166: 24818)، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 125، 126: 5728)، والبغوي في شرح السنة (12/ 10، 11: 3078)، والحديث صحيح صححه الألباني كما في السلسلة الصحيحة (5/ 481: 2366)، وكما في صحيح سنن الترمذي (2/ 155: 1457)، وصحيح سنن ابن ماجه (2/ 277: 2874). 3 - حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الإزار إلى نصف الساق"، فلما رأى شدة ذلك على المسلمين قال: "إلى الكعبين، لا خير فيما أسفل من ذلك". أخرجه أحمد في المسند (3/ 140، 249، 256)، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 126، 127: 5729) قال الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 364: 1765): قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين".
2250 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا كَانَ إِزَارُكَ وَاسِعًا فَتَوَشَّحْ (¬2) بِهِ، وَإِذَا كَانَ ضَيِّقًا فَأْتَزِرْ، بِهِ". * إِسْحَاقُ متروك. ¬
2250 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 71/1] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لضعف إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة". وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 276) كتاب الصلوات، باب (87) في الصلاة في الثوب الواحد (رقم 3164)، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بن عبد الله عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:"إِذَا كَانَ إِزَارُكَ وَاسِعًا فَتَوَشَّحْ بِهِ، وإذا كان ضيقًا فاتزوه". ومن طريقه أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 30)، قال: أخبرنا عبد الله بن محمَّد بن أبي شيبة، به مثله. هكذا رواه ابن أبي شيبة عن عبد السلام بن حرب، وخالفه عبد الله بن سعيد الكندي فرواه، عن عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن حنين، عن أبيه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. أخرجه البزّار في مسنده "البحر الزخار" (2/ 109: 460)، قال: حدّثنا عبد الله بن سعيد به فذكره بلفظ "إذا كان إزارك صغيرًا أو ضيقًا فاتزر به وإذا كان واسعًا فاشتمل به يعني في الصلاة" ثم قال: "وإسحاق بن عبد الله هذا ليس بالقوي ولا =
= نعلم روى هذا الحديث عن ابن عباس عن علي إلَّا في هذا الوجه بهذا الإسناد". قلت: والوجهان محتملان فإن إبراهيم بن عبد الله بن حنين يروي عن أبيه، عن ابن عباس، ويروي عن ابن عباس مباشرة، ولعل الوهم فيه إنما هو من إسحاق فإنه متروك كما سبق في ترجمته.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وله علتان: 1 - أن في إسناده "إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة" وهو متروك. 2 - أنه من رواية عبد السلام بن حرب عن إسحاق، وعبد السلام وإن كان ثقة إلَّا أن روايته عن إسحاق منكرة. وبسببها دخلت المناكير في حديثه.
18 - باب ذيول النساء
18 - بَابُ ذُيُولِ النِّسَاءِ 2251 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ (¬1) بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُعْتَمِرٌ (¬2) عَنْ حُمَيْدٍ، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَقَامَ بَعْضَ نِسَائِهِ (¬3)، وشبرَ (¬4) مِنْ ذَيْلَهَا شِبْرًا أَوْ شِبْرين وقال: لا تزدن على هذا. ¬
2251 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 71/2] وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي عن سويد بن سعيد الهروي، وهو ضعيف، وله شاهد من حديث أم سلمة رواه أبو داود، والترمذي". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 426: 3796)، قال: حدّثنا سويد بن سعيد، حدّثنا معتمر بن سليمان عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَقَامَ بَعْضَ نِسَائِهِ، وَشَبَّرَ مِنْ ذَيْلَهَا شِبْرًا أَوْ شِبْرَيْنِ، وَقَالَ: "لَا تزدن على هذا". قال الهيثمي في المجمع (5/ 127): "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح". وتابع سويدًا في روايته عن معتمر ضرارُ بن صرد. =
= أخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (7/ 168) كتاب (36) الزينة، باب (6) ذيول النساء (رقم 4250)، قال: حدّثنا محمَّد بن محمَّد التمار، حدثني ضرار بن صرد أبو نعيم، ثنا معتمر بن سليمان به نحوه ولفظه: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شبر لفاطمة من عقبها شبرًا وقال: "هذا ذيل المرأة"، ثم قال: لم يروه عن حميد إلا معتمر. قال الهيثمي في المجمع (5/ 127): "رواه الطبراني في الأوسط , وفيه ضرار بن صرد، وهو ضعيف"، وقال الحافظ في التقريب (ص 280: 2982): "صدوق له أوهام، وخطأ ورمي بالتشيع، وكان عارفًا بالفرائض".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال سويد بن سعيد حيث لم يتميز لي سماع أبي يعلى منه هل كان قبل اختلاطه أم بعده، غير أن متابعة ضرار بن صرد تجبر ذلك. كما يشهد له حديث أم سلمة قالت: قلت يا رسول الله، كيف النساء؟ قال: "يرخين شبرًا". قالت: قلت: يا رسول الله إذًا ينكشف عنهن. قال: "فذراع لا يزدن عليه". أخرجه أبو داود في سننه (4/ 364، 365: 4117، 4118)، والنسائي في سننه (8/ 209: 5337، 5338، 5339)، وابن ماجه في سننه (2/ 1185: 3580)، وأحمد في مسنده (6/ 293، 295، 296، 309، 315)، ومالك في الموطأ (2/ 915: 13)، والدارمي في سننه (2/ 279)، وابن حبّان في صحيحه الإحسان (12/ 265، 266: 5451)، وأبو يعلى في مسنده (12/ 316: 6890، 6891)، والطبراني في الكبير (23/ 271: 579) و (23/ 358: 840) و (23/ 384: 916) و (23/ 416، 417: 1007، 1008)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 172: 24890)، والبغوى في شرح السنّة (12/ 13، 14: 3082)، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 130: 5734, 5735)، والحديث صحيح، صحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 478: 1864).
19 - باب حلية الذهب
19 - بَابُ حِلْيَةِ الذَّهَبِ 2252 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "أَهْلَكَهُنَّ (¬1) الْأَحْمَرَانِ (¬2) الذَّهَبُ وَالزَّعْفَرَانُ". ¬
2252 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 73/ 1)، وقال: "رواه مسدّد". وذكره في كنز العمال (16/ 600: 46006)، ونسبه إلى "مسدّد، وعبد الرزاق، وسعيد ابن منصور". قلت: هو في مصنّف عبد الرزاق، ولكن من طريق أبي هريرة -كما سيأتي- ولم أجده في المطبوع من سنن سعيد بن منصور.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكنه ضعيف للإنقطاع بين عروة بن الزبير، وأبي بكر الصديق. =
= ويشهد له حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ويل للنساء من الأحمرين، الذهب والمعصفر". أخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (13/ 307: 5968)، وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (11/ 72: 19947)، ونسبه السيوطي في الجامع الصغير "فيض القدير" (6/ 368: 9652) إلى البيهقي في شعب الإيمان , ورمز لضعفه، ونسبه المناوي إلى أبي نعيم في الصحابة، وقال: "قال العراقي سنده ضعيف". والحديث صححه الألباني كما في السلسلة الصحيحة (1/ 598: 339).
2253 - حَدَّثَنَا (¬1) الْمُعْتَمِرُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ (¬2): سَمِعْتُ محمَّد بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: نَهَتْ (¬3) عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ الذَّهَبِ، وَالْآنِيَةِ الْفِضَّةِ (¬4)، فَلَمْ يزالوا بها حتى رخصت في الذهب". ¬
2253 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 73/ 1)، وقال: "رواه مسدّد ورواته ثقات". وإخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 29) كتاب الطهارة، باب النهي عن الإناء المفضض، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أنا سَعِيدٌ عَنْ ابن سيرين، عن عمرة أنها قالت: كنا مع عائشة رضي الله عنها فما زلنا بها حتى رخصت لنا في الحلي، ولم ترخص لنا في الإناء المفضض. ثم قال: "قال عبد الوهاب: قال سعيد -هو ابن أبي عروبة-: حملناه على الحلقة ونحوها"، وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (11/ 69)، باب الحرير والديباج، وآنية الذهب والفضة (رقم 19933)، قال: أخبرنا معمر عن أيوب، عن ابن سيرين، عن بنت أبي عمرو، به نحوه. ومن طريقه أخرجه البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (110/ 354: 5966)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله الصنعاني حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق به مثله. =
= وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه (5/ 104) كتاب الأشربة، باب (31) من كره الشرب في الإناء المفضض (رقم 24158)، قال: حدّثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب، به نحوه.
الحكم عليه: الأثر رجاله ثقات لكنه ضعيف لانقطاعه حيث أن محمَّد بن سيرين لم يسمع من عائشة كما في جامع التحصيل (ص 264: 683)، ولكن ينجبر ضعفه بوروده من طريق ابن سيرين عن عمرة، عن عائشة كما مضى في تخريجه.
2254 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ محمَّد بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ نُبَيْطِ بْنِ جَابِرٍ قَالَتْ: "أَوْصَى أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بِأُمِّي (¬1) وَخَالَتِي، فَأَتَاهُ حُلِيٌّ فِيهِ (¬2) ذَهَبٌ وَلُؤْلُؤٌ يُقَالُ لَهُ الرِّعَاثُ (¬3) (¬4)، فَحَلَّاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ تِلْكَ الرِّعَاثِ، فَأَدْرَكْتُ ذلك الحلي عند أهلي". ¬
2254 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 73/1)، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة". قلت: بناءً على أن الراجح في حال "زينب بنت نبيط" أنها تابعية كما رجحه ابن حجر فهذا الحديث رواه محمَّد بن عمارة عنها، واختلف على "محمَّد" فرُوي مرسلًا وموصولًا. أما المرسل: فرواه حاتم بن إسماعيل، وعبد الله بن إدريس. (أ) أما رواية حاتم بن إسماعيل، فأخرجها الحاكم في المستدرك (3/ 187)، كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر مناقب أسعد بن زرارة، قال: أخبرنا أبو إسحاق ابن إبراهيم بن المزكي، وأبو الحسن بن يعقوب الحافظ قالا: ثنا محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حاتم بن إسماعيل عَنْ محمَّد بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ زَيْنَبَ =
= بنت نبيط قَالَتْ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حلى أمها، وخالتها، وكان أبوهما أبو أمامة أسعد بن زرارة أوصى بهما إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحلاهما رعاثًا من تبر ذهب فيه لؤلؤ، قالت زينب: وقد أدركت العلي أو بعضه" قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي كما في المطبوع، وفي "مختصر استدراك الذهبي" لابن الملقن (4/ 1713) أن الذهبي تعقب الحاكم فقال: قلت: "مرسل". (ب) وأما رواية عبد الله بن إدريس فأخرجها ابن أبي شيبة في مسنده كما ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف، والحافظ ابن حجر في المطالب. ومن طريقه أخرجها الطبراني في الكبير (24/ 288: 735)، قال: حدّثنا عبيد بن غنام، ومحمد بن عبد الله الحضرمي قالا: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ نحوه. وأخرجه الطبراني أيضًا بأسانيد أخرى كلها من طريق "عبد الله بن إدريس"، قال الهيثمي في المجمع (5/ 150): "رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح خلا محمَّد بن عمارة الحزمي، وهو ثقة، إن كانت زينب صحابية". وأخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 478)، قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس، به نحوه. وأخرجه أسلم الواسطي "بحشل" في تاريخ واسط (ص 208)، قال: ثنا يحيى بن داود بن ميمون قال: ثنا عبد الله بن إدريس، به نحوه. وأما الموصول: فرواه محمَّد بن عمرو بن علقمة، وعبد الله بن جعفر. (أ) أما رواية محمد بن عمرو بن علقمة فأخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (6/ 168: 3397)، قال: حدّثنا هشام بن عمار، ثنا سعيد بن يحيى اللخمي، ثنا محمَّد بن عمرو بن علقمة حدثني محمَّد بن عمارة بن حرام عن زينب بنت نبيط بن جابر قال [هكذا في المطبوع، والصواب قالت] حدثتني أمي وخالتي "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حلاهن رعاثًا من الذهب". وأخرجه الطبراني في الكبير (25/ 185: 454)، قال: حدّثنا موسى بن =
= هارون، ثنا أبو موسى عيسى بن إسحاق بن إبراهيم بن غزوان صاحب النرسي، ثنا أبو أسامة عن محمَّد بن عمرو بن علقمة، به نحوه مطولًا. قال الهيثمي في المجمع (5/ 150): "رواه الطبراني وفيه محمَّد بن عمرو بن علقمة" وأقل مراتب حديثه الحسن، وبقية إسناده "ثقات". (ب) وأما رواية عبد الله بن جعفر فأخرجها ابن مندة في "معرفة الصحابة" كما ذكره الحافظ بن حجر في الإصابة (7/ 686)، من طريق عبد الله بن جعفر، عن محمَّد بن عمارة، به نحوه. قلت: ولعل الإختلاف الحاصل في روايته موصولًا ومرسلًا وقع من "محمَّد بن عُمارة" نفسه، ولعل هذا من أخطائه، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف له علتان: 1 - أنه مرسل. 2 - أنه مداره على "محمَّد بن عُمارة" وهو وإن كان صدوقًا، إلَّا أنه اختلف عليه فيه، ولعل الآفة منه لا من المختلفين عليه، والله أعلم.
20 - باب حف الشارب وتوفير اللحية
20 - بَابُ حَفِّ الشَّارِبِ وَتَوْفِيرِ اللِّحْيَةِ 2255 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنَ الْعَجَمِ الْمَسْجِدَ وَقَدْ وَفَّرَ شَارِبَهُ (¬1) وَجَزَّ لِحْيَتَهُ (¬2)، فَقَالَ [لَهُ] (¬3) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ رَبِّي (¬4) أَمَرَنِي (¬5) بِهَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَنِي أَنْ أُوَفِّرَ لِحْيَتِي وَأُحْفِيَ (¬6) (¬7) شَارِبِي". ¬
2255 - تخريجه: ذكره البوصيرى في مختصر الإتحاف [2/ 73/2] وقال: "رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة". قلت: أخرجه الحارث في مسنده "بغية الباحث" (2/ 620) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (19) ما جاء في الأخذ عن الشعر (رقم 592) , قال: حدّثنا =
= عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنَ الْعَجَمِ الْمَسْجِدَ وَقَدْ وَفَّرَ شَارِبَهُ، وَجَزَّ لِحْيَتَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا"؟ قَالَ: إن الله عَزَّ وَجَلَّ أمرنا بِهَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن الله أمرني أن أوفر لحيتي وأحفي شاربي".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وله علتان: 1 - في إسناده "عبد العزيز بن أبان"، وهو متروك. 2 - أنه مرسل.
21 - باب كراهة نتف الشيب
21 - بَابُ كَرَاهَةِ نَتْفِ الشَّيْبِ 2256 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَعَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ. وَعَنْ شَيْخٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إنهم كانوا يكرهون نتف الشيب.
2256 - تخريجه: ذكر البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 75/2] أثر الشعبي فقط، وقال: "رواه مسدّد"، ولم يذكر الأثرين الآخرين عن إبراهيم النخعي، والحسن البصري مع ذكره لهما في الإتحاف. ولم أجد الأثر المروي عن الحسن البصري وعامر الشعبي عند غير مسدّد. وأما الأثر المروي عن إبراهيم النخعي، فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 267) كتاب الأدب، باب (99) في نتف الشيب (رقم 25956)، قال: حدّثنا وكيع عن سفيان، عن منصور، عن أبي معشر، عن إبراهيم: "أنه كره نتف الشيب ولم ير بقصه بأسًا". هكذا رواه سفيان، فزاد أبا معشر زياد بن كليب الحنظلي، وهو ثقة كما في التقريب (ص 220: 2096)، ولعل منصور سمعه منهما جميعًا، والله أعلم.
الحكم عليه: هذه الآثار الثلاثة وإن كان رجال الأول والثاني منهما ثقات، إلا أنه يشكل =
= عليهما جميعًا عنعنة هشيم، إضافة إلى جهالة الراوي عن الشعبي في الأثر الثالث. وبناءً عليه، فهي جميعًا ضعيفة، إلا الأثر المروي عن إبراهيم النخعي، فيشهد له وروده من طريق أخرى صحيحة كما مضى في تخريجه. ويشهد لهذه الآثار عموم الأحاديث الواردة في أن الشيب نور للمؤمن، وستأتي برقم (2262، 2263).
22 - باب خضاب شعر اللحية
22 - بَابُ خِضَابِ شَعْرِ اللِّحْيَةِ 2257 - [1] قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِي، ثنا حَيْوَةُ، ثنا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ: "إِنَّهُ رَأَى شَعْرًا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَصْبُوغًا بِالْحِنَّاءِ (¬1)، قَالَ: كُنَّا نُخَضِّضُهُ (¬2) بِالْمَاءِ، وَنَشْرَبُ (¬3) ذَلِكَ الْمَاءَ". [2] وَبِهِ إِلَى حَيْوَةَ أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ أَبُو عُثْمَانَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ [قَالَ] (¬4): إِنَّهُ رَأَى شَعْرًا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَصْبُوغًا بِالْحِنَّاءِ [وَلَيْسَ بِشَدِيدَ الْحُمْرَةِ، قال: وكلنا نغسله بالماء] (¬5). ¬
2257 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 74/1)، ونسبه إلى محمَّد بن يحيى بن أبي عمر.
الحكم عليه: الأثر بالإسناد الأول، صحيح، وأما الإسناد الثاني ففيه "أبو مالك" لم أعرفه، ويقية رجاله ثقات، ويشهد له الأثر الأول، والله أعلم.
2258 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس [رضي الله عنه، قَالَ] (¬1): إِنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَسْتَ مُسْلِمًا؟ قَالَ: بَلَى! قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فَاخْتَضِبْ". ¬
2258 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 74/ 1)، وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف علي بن أبي سارة". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 212، 213: 3494)، قال: حدّثنا الجراح بن مخلد، حدّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العجلي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس: إِنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبيض الرأس واللحية فقال: "أليست مسلمًا؟ " قال: بلى، قال: "فاختضب". وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 160)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه علي بن أبي سارة وهو متروك".
الحكم عليه: الحديث في إسناده "علي بن أبي سارة" وهو ضعيف الحديث وروايته عن ثابت البناني منكرة، وقد ذكر الذهبي هذا الحديث في مناكير علي بن أبي سارة في ميزان الاعتدال (3/ 130). وعليه فهو بهذا الإسناد "ضعيف جدًا".
2259 - حَدَّثَنَا (¬1) محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ (¬2)، ثنا الْحَسَنُ بْنُ دِعَامَةَ (¬3)، عَنْ عُمَرَ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "اختضبوا بالحناء فإنه طيب الريح يسكن الدوخة (¬4) ". قال أبو يعلى: لا أدري شَرِيكًا هَذَا هُوَ ابْنُ أَبِي نَمِرٍ أَمْ لا (¬5)؟. وقد رواه البزّار من طريقه ثمامة عن أنس رضي الله عنه، بلفظ "فإنه يزيد في شبابكم، ونكاحكم". ¬
2259 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 57/ 1)، وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لجهالة عمر بن شريك"، ثم قال: "رواه البزّار بسند فيه يحيى بن ميمون وهو ضعيف ... ". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 305: 3621)، قال: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِعَامَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَرِيكٍ عن أبيه، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "اختضبوا بالحناء فإنه طيب الريح يسكن الدوخة"، ثم قال: "لَا أَدْرِي شَرِيكٌ هَذَا هُوَ ابْنُ أَبِي نمر أم لا؟. وأخرجه تمام في فوائده "الروض البسام" (3/ 280) كتاب (22) اللباس والزينة، باب (10) الخضاب بالحناء والكَتَم والصُّفْرة (رقم 1056)، قال: أخبرنا =
= أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث ابن الزجاج، نا أبو عبد الرحمن زكريا بن يحيى بن إياس السَّجزي، نا نصر بن علي أبو عمرو قال: حدثني الحسن بن دعامة به نحوه ولفظه "اخضبوا بالحناء فإنه يسكن الزوجة -هكذا في المطبوع، والصواب: (الدوخة) - ويُطيب الريح". وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 160)، وقال: رواه أبو يعلى من طريق الْحَسَنُ بْنُ دِعَامَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ شَرِيكٍ، قال الذهبي: مجهولان. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (2/ 208: 285)، ونسبه إلى أبي يعلى، وأبي أحمد الحاكم في الكنى عن أنس. وأخرجه البزّار في مسنده "مختصر زوائد مسند البزّار" (1/ 666: 1217، باب اللباس)، قال: حدّثنا الحسن بن الصباح، ثنا يحيى بن ميمون أبو التمار، ثنا عبد الله بن المثنى عن جده -يعني- ثُمامة، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "اختضبوا بالحناء فإنه يزيد في شبابكم ونكاحكم"، ثم قال: "إنما رواه يحيى ولم يتابع عليه، وهو متروك". وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 160)، وقال: "رواه البزّار وفيه يحيى بن ميمون التمار وهو متروك". وذكره السيوطي في الجامع الصغير "فيض القدير" (2/ 208: 286)، ونسبه إلى البزّار، وأبي نُعيم في الطب عن أنس، وإلى أبي نعيم في "معرفة الصحابة" عن دِرهم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وعلته الجهالة في "الحسن بن دعامة"، وشيخه "عمر بن شريك"، ومتابعة "ثمامة" التي أخرجها البزّار لا يُفرح بها , لأن في إسنادها "يحيى بن ميمون التمار" وهو متروك كما في التقريب (ص 597: 7656)، وقد حكم الألباني عليه بالوضع كما في ضعيف الجامع الصغير (1/ 110: 228).
2260 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا محمَّد بْنُ مُسْلِمٍ مُؤَدِّبُ الْمَهْدِيِّ (¬1)، ثنا محمَّد بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ غَيَّرَ الْبَيَاضَ سَوَادًا لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". * محمَّد بْنُ عبيد الله هو العزرمي ضعيف جدًا. ¬
2260 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 74/ 1)، وقال: "رواه الحارث بن أبي أسامة". قلت: أخرجه الحارث في مسنده "بغية الباحث" (2/ 612) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (10) ما جاء في الخضاب (رقم 580)، قال: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، ثنا محمَّد بْنُ مُسْلِمٍ مُؤَدِّبُ الْمَهْدِيِّ، ثنا محمَّد بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ غَيَّرَ الْبَيَاضَ سَوَادًا لم ينظر الله إليه يوم القيامة". وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 100)، قال: حدّثنا الهيثم بن خلف الدوري، ثنا محمَّد بن بكار به مثله ثم قال: "وهذا بهذا المتن لا أعرفه إلَّا من هذا الوجه". وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (6/ 672: 17336)، بلفظ: "من صبغ بالسواد لم ينظر الله إليه يوم القيامة، ومن نتف شيبة قمعه الله بمقامع من نار يوم =
= القيامة "ثم نسبه إلى الحاكم عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، ولم أجده في المطبوع من مستدرك الحاكم، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد "ضعيف جدًا، من أجل حال "محمَّد بن عبيد الله العزرمي"، فإنه متروك كما في ترجمته.
2261 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ (¬1)، يَذْكُرُ حَدِيثَ "الشَّيْبُ نُورٌ" (¬2) وَزَادَ: إلَّا مَنْ خَضَبَهَا أَوْ نَتَفَهَا، فَقُلْتُ لِشَهْرٍ: إِنَّهُمْ يُصَفِّرُونَ (¬3) وَيَخْضِبُونَ بِالْحِنَّاءِ، قَالَ: أَجَلْ، كَأَنَّهُ يَعْنِي السواد. ¬
2261 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 75/ 1)، وقال: "رواه أبو داود الطيالسي واللفظ له .. ". قلت: أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 157: 1152)، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بن حوشب، عن عمرو بن عبسة السلمي قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ، أو قال: في سبيل الله كانت له نورًا يوم القيامة ما لم يخضبها أو ينتفها"، قلت لِشَهْرٍ: إِنَّهُمْ يُصَفِّرُونَ وَيَخْضِبُونَ بِالْحِنَّاءِ، قَالَ: أَجَلْ، قال: كأنه يعني السواد. ومن طريقه أخرجه البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 360: 5972)، قال: أخبرنا أبو بكر بن فورك، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داود به مثله. وقد ورد الحديث من طريق أبي نجيح عمرو بن عبسة مختصرًا بلفظ "من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورًا يوم القيامة". أخرجه أحمد في المسند (4/ 386)، قال: حدّثنا حيوة بن شريح، ثنا بقية، ثنا بحير بن سعد عن خالد ابن معدان، عن كثير بن مرة، عن عمرو بن عبسة فذكره، وفي أوله زيادة. =
= وأخرجه الترمذي في سننه (4/ 148) كتاب (23) فضائل الجهاد، باب (9) ما جاء في فضل من شاب شيبة في سبيل الله (رقم 1635)، قال: حدّثنا إسحاق بن منصور المروزي أخبرنا حيوة بن شريح به مثله، وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب". وأخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (7/ 252) كتاب (10) الجنائز، باب ذكر إعطاء الله جل وعلا نورًا يوم القيامة من شاب شيبة في سبيله (رقم 2984)، قال: أخبرنا محمَّد بن محمود بن عدي بنسا قال: حدّثنا حميد بن زنجويه قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا هشام الدستوائي عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي نجيح السلمي "عمرو بن عبسة" مثله. ورُوي الحديث من طريق وفيها زيادات طويلة وفي بعضها قصة. انظر: سنن أبي داود (4/ 274، 275: 3965، 3966، 3967)، وليس في روايات أبي داود ذكر الشيب، سنن النسائي (6/ 26، 27: 3142، 3143، 3145)، ومسند الإِمام أحصد (4/ 113، 386)، ومستدرك الحاكم (3/ 50)، وصححه، ووافقه الذهبي، وسنن البيهقي الكبرى (9/ 161، 10/ 272)، ومسند عبد بن حميد (1/ 266 ,267 ,269 ,271 ,298 ,299, 302 ,304).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وفيه ثلاث علل: 1 - عنعنة "عبد الجليل بن عطية" وهو مدلس من الطبقة الثالثة الذين لا يقبل من حديثهم إلَّا ما صرحوا فيه بالسماع. 2 - في إسناده "شهر بن حوشب" وهو ضعيف من قبل سوء حفظه وكثرة أوهامه. 3 - الانقطاع بين شهر بن حوشب، وعمرو بن عبسة. لكن قد توبع شهر بن حوشب على أول الحديث وهو قوله: "من شاب في =
= الإِسلام، أو في سبيل الله شيبة كانت له نورًا يوم القيامة" من طرق صحيحة كما مضى في تخريجه، وكما سيأتي في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه (رقم 2263)، وأما الزيادة في الحديث وهي قوله: (إلَّا من خضبها أو نتفها ... " فلا تزال ضعيفة، والله أعلم. وستأتي هذه الزيادة في حديث أم سليم الآتي بعده بلفظ "ما لم يغيرها"، قال الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 248): "ما لم يغيرها" وهي زيادة منكرة بل باطلة لعدم ورودها في شيء من طرق الحديث إلَّا في هذه وهي واهية. ثم قال: ثم رأيت الزيادة المذكورة عند البيهقي من حديث عمرو بن عبسة المشار إليه آنفًا، لكن في إسنادها شهر بن حوشب، وهو ضعيف على أنها بلفظ "ما لم يخضبها أو ينتفها" هكذا على الشك، فلعل أصل الحديث "لا ما لم ينتفها" ثم عرض الشك للراوي، والله أعلم. اهـ.
23 - باب فضل من شاب في الإسلام ولم يخضب
23 - باب فضل من شاب في الإِسلام ولم يخضب (¬1) 2262 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ (¬2) عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا سَالِمٌ أَبُو غِيَاثٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسلام كَانَتْ لَهُ نُورًا مَا لَمْ يغيرها". ¬
2262 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 75/2] وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف سالم أبي غياث". قلت: ولم أجده في المطبوع من "مسند أبي يعلى" ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع. وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (6/ 671: 17334)، ونسبه إلى الحاكم في الكنى عن أم سلمة. هكذا في المطبوع والصواب "أم سليم". ونسبه الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 248) إلى "الضياء" في المنتقى من مسموعاته بمرو (ق 83/ 1). =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وفيه علتان: 1 - في إسناده "سالم بن عبد الله أبو غياث" وهو ضعيف. 2 - الانقطاع بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وجدته أم سُليم. ويشهد لقوله: "مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسلام كَانَتْ لَهُ نورًا يوم القيامة" حديث كل من. 1 - عمرو بن عبسة. 2 - فضالة بن عبيد. 3 - كعب بن مرة. 4 - عمر بن الخطاب. 1 - أما حديث عمرو بن عبسة، فقد تقدم تخريجه، والكلام عليه في الحديث رقم (2234). 2 - حديث فضالة بن عبيد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسلام كَانَتْ لَهُ نورًا يوم القيامة" فقال رجل: إن رجالًا ينتفون الشيب، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من شاء نتف شيبة أو قال: نوره"، وفي رواية "من شاء فلينتف نوره". أخرجه أحمد في المسند (6/ 20)، والطبراني في الكبير (18/ 304، 305: 782، 783)، وفي الأوسط "مجمع البحرين" (7/ 188: 4285)، وقال: لا يروى عن فضالة إلَّا بهذا الإسناد نفرد به وهب، وأخرجه البزّار في مسنده "مختصر زوائد مسند البزّار" (1/ 664: 1214)، وأخرجه البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 359: 5971)، وابن عدي في الكامل (4/ 152)، قال الطبراني في المجمع (5/ 158): "رواه البزّار، والطبراني في الكبير، والأوسط وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات". وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 248: 1244): " ... قلت: =
= فالحديث حسن بهذا الإسناد، وهو صحيح بدون قوله "فقال رجل ... " الخ لمجيئه كذلك عن جمع من الصحابة". 3 - حديث كعب بن مرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسلام كانت له نورًا يوم القيامة". أخرجه الترمذي في سننه (4/ 147: 1634)، هكذا مختصرًا. وأخرجه النسائي مطولًا (6/ 27: 3144)، وأحمد في المسند مطولًا (4/ 235، 236)، والبيهقي في سننه مختصرًا (9/ 162)، والحديث صححه الألباني كما في صحيح سنن الترمذي (2/ 126: 1334). 4 - حديث عمر بن الخطاب، وسيأتي برقم (2236). وبناءً على ما سبق فأول الحديث صحيح بدون زيادة "ما لم يغيرها" فهي ضعيفة كما سبق بيانه في الحديث السابق.
2263 - [1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "مَنْ شَابَ شَيْبَةَ الإِسلام كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ". [2] أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ ثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ، فَقِيلَ لَهُ: فِي ذَلِكَ: لِمَ لَا تُغَيِّرُ وَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُغَيِّرُ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسلام كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وما أنا بمغير شيبتي (¬1) ". ¬
2263 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 75/2] وقال: "رواه إسحاق بن راهويه، وابن حبّان في صحيحه. قلت: ولم أجده في المطبوع من "مسند إسحاق بن راهويه. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (7/ 251) كتاب (10) الجنائز، باب ذكر إعطاء الله جل وعلا نورًا يوم القيامة من شاب شيبة في سبيله (رقم 2983)، قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ببغداد، حدّثنا الهيثم بن خارجه وكان يسمى "شعبة الصغير" حدّثنا محمَّد بن حمير عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عامر قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من شاب فِي الإِسلام كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ". وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (7/ 188: 4286)، 6 - كتاب الزينة، 19 - باب ما جاء في الشيب، من نفس طريق ابن حبّان بزيادة في سنده ومتنه: قال: عن سليم بن عامر، عن مجاهد بن جبير، عن ابن عمر قال: "رأيت =
= أبا بكر يخضب بالحناء، والكتم، وكان عمر لا يخضب، وقال: فذكره ثم قال: لم يروه عن ثابت إلَّا محمَّد". قلت: وهذه الزيادة في الإسناد فيما يظهر -أنها من الناسخ سهوًا- ويدل على ذلك أمران: 1 - أنها لا توجد في سند ابن حبّان. 2 - ذكر محقق "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" أن هذه الزيادة غير موجودة في بعض النسخ الخطية فدل ذلك على أنها وهم من الناسخ، والله أعلم. وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 67: 58)، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمَّد بن عرق الحمصي حدّثنا محمد بن المصقي ثنا سويد بن عبد العزيز، ثنا ثابت بن عجلان، عن مجاهد، عن ابن عمر إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان لا يغير شيبة فقيل: يا أمير المؤمنين ألَّا تُغَيِّرُ وَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه يغير؟ قال عمر: فذكره ... وزاد "وما أنا بمغير شيبتي".
الحكم عليه: الحديث بالإسناد الأول ضعيف لانقطاعه فإن مجاهد لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأما بقية بن الوليد فروايته عن أهل الشام، وقد صرح بالسماع فيها ولا يعضده الإسناد الثاني إذ فيه علتان: 1 - الانقطاع. 2 - ضعف سويد بن عبد العزيز الدمشقي. ولكن يشهد لقوله في الحديث: "مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسلام كَانَتْ لَهُ نورًا يوم القيامة" حديث عمرو بن عبسة، وفضالة بن عبيد، وكعب بن مرة، وقد مضي الكلام عليها جميعًا في الحديثين السابقين رقم (2261، 2262).
24 - باب الكحل
24 - بَابُ الْكُحْلِ (¬1) 2264 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ (¬2)، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ [عَنْ] (¬3) عَلِيٍّ (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 2265 - وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: انْتَظَرْنَا (¬5) النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْنَا فِي رَمَضَانَ، فَخَرَجَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَقَدْ كَحَّلَتْهُ وَمَلَأَتْ عَيْنَهُ كحلًا". * عمرو بن خالد واهٍ. ¬
= قلت: أخرجه الحارث في مسنده "البغية" (2/ 613) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (11) الكحل للصائم (رقم 582)، قال: حدّثنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "انْتَظَرْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْنَا فِي رَمَضَانَ، فَخَرَجَ مِنْ بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، وَقَدْ كحلته وملأت عينيه كحلًا". وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 127)، قال: ثنا أبو يعلى، ثنا عمار بن ياسر، ثنا سعيد بن زيد، ثنا عمرو بن خالد القرشي، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عمر، وعن محمَّد بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ، وَقَدِ اكْتَحَلَ بِالْإِثْمِدِ في رمضان". هكذا رواه مخالفًا في إسناده ومتنه.
الحكم عليهما: الحديث بهذين الإسنادين مداره على "عمرو بن خالد"، وهو متروك، ورُمي بالكذب، والوضع. وعليه، فالحديث ضعيف جدًا إن لم يكن موضوعًا، والله أعلم.
25 - باب الخاتم
25 - بَابُ الْخَاتَمِ (¬1) 2266 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا محمَّد بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابن أَبِي حُمَيْدٍ (¬2) عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ثِقَةٍ، [عَنْ عَقِيلِ] (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ تَخَتَّمَ فِي يَمِينِهِ وَقَالَ: "تَخَتَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في اليمنى" (¬4). ¬
2266 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 73/ 1)، وقال: "رواه إسحاق بن راهويه". ولم أجده في المطبوع من مسند إسحاق. =
= وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 280: 369)، قال: حدّثنا يعقوب بن حميد، ثنا ابن أبي فديك عن حَمَّادُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ثِقَةٍ، عَنْ عَقِيلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ تَخَتَّمَ فِي يَمِينِهِ" وَقَالَ: "تَخَتَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- في يمينه". وأخرجه كذلك قبله برقم (368)، قال: حدّثنا دحيم عن ابن أبي فديك به مثله إلَّا أنه قال: "عن رجل ثقة من أهل الكوفة" فجعل المبهم من "الكوفة" بدل "مكة". ونسبه ابن رجب الحنبلي في كتاب "أحكام الخواتيم" (ص 153) إلى مسند الهيثم بن كليب الشاشي من حديث محمد بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدٍ عن رجل من أهل مكة ثقة به مثله. ولم أجده فيما طبع من مسنده إلى الآن.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، وفيه ثلاث علل: 1 - في إسناده محمَّد بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدٍ وهو ضعيف منكر الحديث. 2 - وفي إسناده يعقوب بن حميد، وهو مجهول لم أعرفه. 3 - وفي إسناده كذلك الرجل المكي وهو مجهول أيضًا.
2267 - أَخْبَرَنَا (¬1) أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: قَتَلَ عَقِيلٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ مُؤْتَةَ (¬2) رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَأَخَذَ خَاتَمَهُ وَجَارِيَةً كَانَتْ مَعَهُ فَأَتَى بِهِمَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخَذَ الْخَاتَمَ فَجَعَلَهُ فِي إِصْبَعِهِ ثُمَّ قَالَ: "لَوْلَا هَذَا التِّمْثَالُ" (¬3)، قَالَ: فَنَفَلَ عقيلًا رضي الله عنه خاتمة وجاريته. ¬
2267 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 73/ 1)، وقال: "رواه إسحاق بن راهويه، وفي سنده جابر الجعفي". قلت: ولم أجده في المطبوع من مسند إسحاق. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 43)، قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا قيس بن الربيع عن جابر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ قال: أصاب عقيل بن أبي طالب خاتمًا يوم مؤته فيه تماثيل فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فنفّله إياه فكان في يده، قال قيس: فرأيته أنا بعد. فجعله عن عبد الله وليس عن أبيه، وذكر الخاتم، ولم يذكر الجارية.
الحكم عليه: مدار الحديث على "جابر بن يزيد الجعفي" وهو متروك، فالحديث ضعيف جدًا والله أعلم.
2268 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬1) عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ حَدَّثَنِي قَتَادَةُ عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ صَاحِبِ السِّقَايَةِ قَالَ: دَخَلَ زِيَادٌ (¬2) عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَفِي يَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "اتَّخَذْتُمْ حِلَقَ الذَّهَبِ. قَالَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَكِنْ خَاتَمِي مِنْ حَدِيدٍ. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ذَلِكَ أَنْتَنُ وَأَخْبَثُ، مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَخَتِّمًا فَلْيَتَخَتَّمْ بِخَاتَمٍ [مِنْ] (¬3) فضة. ¬
2268 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 72/ 1)، وقال: "رواه مسدّد". وأخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 114)، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال: أخبرنا سعد عن قتادة، عن قزعة مولى زياد، عن عبد الرحمن مولى ابن يُرْثن [هكذا في المطبوع، والصواب أم بُرْثن] قال: قدم أبو موسى، وزياد على عمر بن الخطاب فرأى في يد زياد خاتمًا من الذهب، فقال: اتخذتم حلق الذهب فقال أبو موسى: أما أنا فخاتمي حديد، فقال عمر: ذاك أنتن أو أخبث -شك سعيد- مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَخَتِّمًا فَلْيَتَخَتَّمْ بِخَاتَمٍ مِنْ فضة. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 263)، وقال: حدّثنا علي بن معبد قال: ثنا يزيد بن هارون قال: ثنا همام عن قتادة، عن عبد الرحمن مولى أم بُرْثن، عن زياد عامل البصرة فذكر نحوه. =
= الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف من أجل عنعنة قتادة، وهو مدلس من الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع. ويشهد لهذا الأثر ما رواه عبد الرزاق في مصنّفه (10/ 395: 19473) بسند رجاله ثقات قال: عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين: أن عمر بن الخطاب رأى على رجل خاتمًا من ذهب فأمره أن يلقيه، فقال زياد: يا أمير المؤمنين إن خاتمي من حديد، قال: ذلك أنتن وأنتن. ومن طريقه أخرجه البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 317: 5937). وأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 194: 25150) مختصرًا، ولفظه عن ابن سيرين قال: رأى عمر في يد رجل خاتمًا من ذهب فنهاه عنه.
2269 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أبوخيثمة عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: "كانت المرأة (¬1) تتخذ لِكم درعها (¬2) أزرارًا (¬3) تجعله في اصبعها تغطي به الخاتم". ¬
2269 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 72/ 1)، وقال: "رواه أبو يعلى". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 423: 6989)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عن مجاهد قال: "كانت المرأة من النساء الأولى تتخذ لكُم درعها أزرارًا تجعله في إصبعها تغطي به الخاتم". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه (7/ 262) كتاب الأوائل، باب (1) أول ما فعل ومن فعله (رقم 35899)، قال: حدّثنا جرير به نحوه، ولفظه "كن النساء الأولون يجعلن في أكمة أدرعهن مزارًا تدخله إحداهن في اصبعها تغطي به الخاتم".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح إلى مجاهد. قال الهيثمي في المجمع (5/ 155): "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح" وصححه الألباني في "جلباب المرأة المسلمة ص 90).
2270 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَرَامِ (¬1) بْنِ عُثْمَانَ (¬2)، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ (¬3)، عَنْ جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يلبس خاتمًا (¬4) في كفه اليمنى". ¬
2270 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 73/ 1)، وقال: "رواه الحارث بن أبي أسامة". قلت: أخرجه الحارث في مسنده "البغية" (2/ 614) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (12) في الخاتم (رقم 583)، قال: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَرَامِ بْنِ عثمان، عن أبي عتيق، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يلبس خاتمه في كفه اليمنى". وتابع محمَّد بن إسماعيل في الرواية عن حرام بن عثمان كل من: 1 - مسلم بن خالد الزنجي. 2 - عبد العزيز الدراوردي. 1 - أما متابعة الزنجي فأخرجها ابن الجعد في مسنده (2/ 1064: 3075)، قال: "أنا الزنجي حدثني حرام بن عثمان به نحوه. ومن طريق ابن الجعد أخرجها ابن عدي، وأبو الشيخ. أما ابن عدي فأخرجها في الكامل (2/ 446) في ترجمة حرام قال: ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز بن منيع، ثنا علي بن الجعد به مثله. وفي المطبوع تحرف مسلم بن خالد الزنجي إلى زنجي بن خالد. =
= وأما أبو الشيخ فأخرجها في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 107)، باب ذكر خاتمه -صلى الله عليه وسلم- من طريقين قال: حدّثنا الفضل بن العباس، نا يحيى بن عبد الله بن بكير، وحدثنا ابن منيع، نا علي بن الجعد: قالا: نا مسلم بن خالد الزنجي به مثله. 2 - وأما متابعة الدراوردي فأخرجها أبو الشيخ في "أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 108)، باب ذكر خاتمه -صلى الله عليه وسلم- قال: حدّثنا إسماعيل بن عبد الله، نا سهل بن زَنْجَلة نا عبد العزيز الدراوردي عن حرام به مثله. وتابع أبا عتيق في الرواية عن جابر محمَّد بن علي الباقر. أخرجه الترمذي في الشمائل (ص 93)، باب (13) ما جاء في أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتختم في يمينه (رقم 100)، قال: حدّثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى، حدّثنا عبد الله بن ميمون عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر بن عبد الله مثله. وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 187) "في ترجمة عبد الله بن ميمون القداح" قال: ثنا أحمد بن زيد بن هارون القزار بمكة، ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا عبد الله بن ميمون القداح، به مثله. ثم قال: وهذا لا أعلم رواه عن جعفر غير عبد الله بن ميمون. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/ 302) في ترجمة عبد الله بن ميمون القداح أيضًا، قال: حدّثنا محمَّد بن إسماعيل قال: حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا عبد الله بن ميمون مولى الحارث بن عبد الله بن ربيعة به مثله. ثم قال: "الرواية في هذا الباب فيها لين". قلت: مدار هذه المتابعة على "عبد الله بن ميمون القداح"، وهو منكر الحديث متروك كما في التقريب (ص 326: 3653). وقد تابعه في الرواية عن جعفر عبادُ بن صهيب. أخرجه الجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" (2/ 242)، كتاب (16) الزينة والأدب، باب الخاتم (رقم 637)، قال: أخبرنا أبو نصر، أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن إسماعيل الصابوني قال: ثنا محمَّد بن إسماعيل بن علي قال: =
= حدّثنا أبو نصر نعمان بن محمَّد بن محمود الجرجاني قال: حدّثنا أحمد بن محمود بن مملوك قال: حدّثنا أحمد بن عيسى العلوي قال: حدّثنا عباد بن صهيب عن جعفر بن محمَّد، به نحوه، وَلَفْظِهِ "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تختم في يمينه، وقُبض والخاتم في يمينه"، ثم قال: "هذا حديث باطل، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن عباد بن صهيب؟ فقال: ضعيف الحديث منكر الحديث. ترك الحديث". قلت: وقال النسائي في الضعفاء والمتروكين" (ص 214: 411): عباد بن صهيب متروك الحديث". وقال البخاري في "الضعفاء الصغير" (ص 79: 228): "عباد بن صهيب البصري تركوه".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، وفيه علتان: 1 - في إسناده "حرام بن عثمان" وهو متروك. 2 - في إسناده "محمَّد بن إسماعيل" ولم يتضح لي من هو ولا يفرح بمتابعاته فإن في كل واحدة منها "متروكًا" كما مضى في تخريجه، والله أعلم.
2271 - وقال مسدّد: حدّثنا هشيم عن العوام (¬1)، عن أزهر بن راشد قَالَ: [كَانَ] (¬2) أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا حَدَّثَ أَصْحَابَهُ بِحَدِيثٍ لَا يَدْرُونَ مَا هُوَ أتوا الحسن رضي الله عنه ففسَّره لهم. ففسَّر لَهُمُ الْحَسَنُ يَوْمًا حَدِيثَ: "لَا تَنْقُشُوا (¬3) في خواتمكم عربيًا"، أي: "لا تنقشوا محمدًا". ¬
2271 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 72/1, 2]، وقال: "رواه مسدّد واللفظ له، والبيهقي في الكبرى , والنسائي مختصرًا، ومدار أسانيدهم على أزهر بن راشد، وهو مجهول". قلت: هذا الحديث روي مطولًا، وفيه ذكر تفسير الحسن له، ومختصرًا بدونه. أما الرواية المطولة، فأخرجها مسدّد كما ذكره البوصيري، والمصنف، ومن طريقه أخرجها البخاري، والبيهقي. أما البخاري فأخرجها مختصرة في التاريخ الكبير (1/ 455) "في ترجمة أزهر بن راشد" قال: حدثنيه مسدّد عن هشيم، عن العوام بن حوشب، عن أزهر بن راشد قال: كان أنس بن مالك يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا تستضيئوا بنار المشركين، ولا تنقشوا على خواتمكم عربيًا". ثم قال: قال أبو عبد الله: "عربيًا" يعني: "محمَّد رسول الله" يقول: "لا تكتبوا مثل خاتم النبي محمدًا رسول الله". وأما البيهقي، فأخرجها مطولة في السنن الكبرى (10/ 127) كتاب آداب القاضي، باب لا ينبغي للقاضي ولا للوالي أن يتخذ كاتبًا ذميًا ولا يضع الذمي في =
= موضع يتفضل فيه مسلمًا، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، ثنا أبو جعفر محمَّد بن علي بن دحيم الشيباني، ثنا محمَّد بن الحسن بن أبي الحنين، ثنا مسدّد به، عن الأزهر بن راشد قال: "كان أنس بن مالك رضي الله عنه يحدث أصحابه، فإذا حدثهم بِحَدِيثٍ لَا يَدْرُونَ مَا هُوَ، أَتَوَا الْحَسَنَ ففسر لهم، فحدثهم ذات يوم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا تستضيئوا بنار المشركين ولا تنقشوا في خواتيمكم عربيًا"، فأتوا الحسن فقالوا: إن أنسًا حدّثنا اليوم بحديث "لا ندري ما هو". قال: وما حدثكم؟ فذكروه، قال: نعم. أما قوله: "لا تنقشوا في خواتيمكم عربيًا"، فإنه يقول: "لا تنقشوا في خواتيمكم محمدًا". وأما قوله: "لا تستضيئوا بنار المشركين"، فإنه يقول: "لا تستشيروا المشركين في شيءٍ من أموركم" وتصديق ذلك في كتاب الله عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا} [آل عمران: 118]. وتابع مسددًا في روايته على هذا النحو كل من: 1 - محمَّد بن الصباح. 2 - إسحاق بن إسرائيل. 3 - أبو كريب. 4 - يعقوب بن إبراهيم. 1 - أما متابعة محمَّد بن الصباح، فأخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 263)، باب نقش الخواتيم قال: حدّثنا ابن أبي عمران قال: ثنا محمَّد بن الصباح قال: ثنا هشيم، به نحو رواية البيهقي إلا أنه لم يذكر الآية. 2 - وأما متابعة إسحاق بن إسرائيل، فأخرجها الحافظ أبو يعلى في مسنده. ذكرها ابن كثير في تفسيره (15/ 407)، قال: قال الحافظ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا هشيم، به نحو رواية البيهقي، ولم أجده في المطبوع من مسنده. =
= 3 و 4 - وأما متابعة أبي كريب ويعقوب بن إبراهيم، فأخرجها ابن جرير في تفسيره (35/ 107: 7683)، قال: حدّثنا أبو كريب، ويعقوب بن إبراهيم قالا: حدّثنا هشيم، به نحوه. وأما الرواية المختصرة، فقد تابع مسددًا عليها كل من: 1 - أحمد بن حنبل. 2 - مجاهد بن موسى الخوارزمي. 3 - زكريا بن يحيى. 1 - أما متابعة أحمد، فأخرجها في مسنده (3/ 99)، قال: ثنا هشيم، أنا العوام، ثنا الأزهر بن راشد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تستضيئوا بنار المشركين، ولا تنقشوا في خواتيمكم عربيًا". 2 - وأما متابعة مجاهد بن موسى، فأخرجها النسائي في سننه (8/ 176) كتاب (48) الزينة، باب (51) قَوْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تنقشوا على خواتيم عربيًا". قال: أخبرنا مجاهد بن موسى الخوارزمي ببغداد قال: حدّثنا هشيم به مثله. 3 - وأما متابعة زكريا بن يحيى، فأخرجها أسلم بن سهل "بحشل" في "تاريخ واسط" (ص 62)، قال: ثنا زكريا بن يحيى قال: ثنا هشيم به مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - الجهالة في "أزهر بن راشد". 2 - عنعنة "هشيم بن بشير" وهو مدلس من الطبقة الثالثة من المدلسين. وهذه العلة قد زالت بمجيئه مصرحًا فيه بالسماع كما عند أحمد، والنسائي. ويشهد له حديث كل من: 1 - أنس. 2 - عبد الله بن عمر. =
= 1 - حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اتخذ خاتمًا من فضة، ونقش فيه: "محمَّد رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "، وقال: "إني اتخذت خاتمًا من ورق ونقشت فيه: محمَّد رسول الله، فلا ينقشن أحد على نقشه". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (10/ 340: 5877)، ومسلم في صحيحه (3/ 1656: 2092)، والترمذي في سننه (4/ 201: 1745)، وقال: "صحيح حسن"، والنسائي في سننه (8/ 176: 5208) و (8/ 193: 5282)، وابن ماجه في سننه (2/ 1201: 3640)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 308: 5497، 5498)، وأحمد في المسند (3/ 101، 186، 290)، وأبو يعلى في مسنده (7/ 8: 3896) و (7/ 31: 3936) و (7/ 35: 3640)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 190: 25099)، وعبد الرزاق في مصنفه (10/ 393: 19465)، والبغوي في شرح السنة (12/ 64: 25099). 2 - حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: "اتخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- خاتمًا من ذهب ثم ألقاه فاتخذ خاتمًا من ورق، ونقش فيه: "محمَّد رسول الله"، وقال: "لا ينقشن أحد على خاتمي هذا"، وكان إذا لبسه جعل فصّه في بطن كفه". أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1656: 2091)، وأبو داود في سننه (4/ 425: 4219)، والنسائي في سننه (8/ 178: 5216) و (8/ 194: 5288)، وابن ماجه في سننه (2/ 1201: 3639)، والترمذي في الشمائل (94، 95: 102)، والحميدي في مسنده (2/ 297: 675)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 190: 25098)، والبيهقي في "الجامع في شعب الإيمان" (11/ 309: 5931)، وفي "جزء الخاتم" (ص 58: 19)، والبغوي في شرح السنّة (12/ 61: 1333).
2272 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ ابْنَةِ (¬2) حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْكِيَّانِ (¬3) متقابلان وبينهما: الحمد لله". ¬
2272 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 72/1] وقال: "رواه مسدّد". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 190) كتاب العقيقة، باب (115) نقش الخاتم وما جاء فيه (رقم 25100)، قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن زيد [هكذا في المطبوع، والصواب: يزيد]، عن أمه، عن حذيفة قالت: كان في خاتمه كركيان متقابلان بينهما مكتوب: "الحمد لله". وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 263) باب نقش الخواتيم قال: حدّثنا علي قال: ثنا شريك عن الأعمش، به نحوه مختصرًا. ولفظه: "كان نقش خاتم حذيفة كركيان".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات. ولكنه ضعيف من أجل عنعنة الأعمش، وهو مدلس من الثالثة -على الراجح- لا يقبل من حديثه إلا ما صرّح فيه بالسماع. وفي رواية ابن أبي شيبة، أن موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي يرويه عن أمه، وأم موسى هذه مجهولة لا تُعرف، ولم أجد لها ترجمة في ما بين يدي من المراجع. =
= تنبيه: قال ابن رجب الحنبلي في أحكام الخواتيم (ص 137): "وإن نقش عليه صورة حيوان لم يجز للنصوص الثابتة المستفيضة في تحريم التصوير، وليس هذا موضع ذكرها , لكن هل يحرم لبسه أو يكره؟ فيه وجهان لأصحابنا ... ".
2273 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كَانَ لِطَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَاتَمٌ مِنْ ذهب". ¬
2273 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 72/2] وقال: "رواه مسدّد". وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 220)، قال: أخبرنا الفضل بن دكين، ومحمد بن عمر قالا: أخبرنا إسرائيل قال: "سمعت عمران بن موسى بن طلحة يذكر عن أبيه أن طلحة بن عبيد الله قتل يوم الجمل، وعليه خاتم من ذهب"، ثم قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا قيس بن الربيع به قال: "كان في يد طلحة خاتم من ذهب فيه ياقوتة حمراء، فنزعها، وجعل مكانها جِزْعة، فأصيب رحمه الله يوم الجمل وهي عليه".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، وفيه علتان: 1 - عنعنة الأعمش، وهو مدلس من الثالثة. 2 - في إسناده "عمران بن موسى بن طلحة"، وهو مجهول. لكن يشهد له مجيئه من طرق أخرى عن عمران كما في تخريجه، ويشهد له ما رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 259)، قال: حدّثنا ابن أبي داود قال: ثنا القواريري قال: ثنا ابن عيينة عن إسماعيل بن محمَّد، عن مصعب بن سعد قال: "رأيت في يد طلحة بن عبيد الله خاتمًا من ذهب، ورأيت في يد صهيب خاتمًا في ذهب، ورأيت في يد سعد خاتمًا من ذهب". وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (17/ 351) في ترجمة "مصعب بن سعد" ورجاله ثقات حفاظ، والله أعلم.
2274 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: "رَأَيْتُ فِيَ يَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ". ¬
2274 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 72/2] وقال: "رواه مسدّد، وابن حبّان في صحيحه ولفظه: "أن أنس بن مالك أخبره أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في يده يومًا خاتمًا من ذهب، فاضطرب الناس الخواتيم، فرمى به وقال: لا ألبسه أبدًا)، وهو في الصحيح من غير قوله ذهب". قلت: أخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 304)، كتاب (43) الزينة والتطيب (رقم 5492)، ولكن ليس من طريق "عبد الرحمن بن مهاجر"، وإنما قال ابن حبّان: أخبرناه عبد الله بن محمَّد الأزدي، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد الله بن الحارث المخزومي قال: حدّثنا ابن جريج قال: حدثني زياد بن سعد أن ابن شهاب أخبره أن أنس بن مالك أخبره، ... فذكره". فجعله من طريق الزهري. وهو كما ذكره البوصيري في الصحيح من غير قوله: "ذهب"، وإنما هو "من ورق"، أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (10/ 331: 5868)، ومسلم في صحيحه (3/ 1657: 2093). قال الحافظ في الفتح (10/ 332): "هكذا روى الحديث الزهري عن أنس، واتفق الشيخان على تخريجه من طريقه ونُسب فيه إلى الغلط , لأن المعروف أن الخاتم الذي طرحه النبي -صلى الله عليه وسلم- بسبب اتخاذ الناس مثله إنما هو خاتم الذهب ... "، وأما الأثر من طريق عبد الرحمن بن مهاجر فلم أجد من أخرجه عنه، والله أعلم.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال "عبد الرحمن بن مهاجر"، فإنه كما قال أبو حاتم: "شيخ ليس بالمشهور".
2275 - حَدَّثَنَا (¬1) سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان عَلَى الْمِنْبَرِ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ لِلنَّاسِ: إِلَيْكُمْ نَظْرَةٌ وَإِلَيْهِ نَظْرَةٌ فَرَمَى بِهِ". ¬
2275 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 72/2] وقال: "رواه مسدّد مرسلًا بسند الصحيح". وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 470) من طريقين قال: أخبرنا الفضل بن دُكين، أخبرنا محمَّد بن شريك عن عمرو بن دينار، عن طاوس، وأخبرنا عارم بن الفضل، أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب قال: "سمعت طاوسًا يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اتخذ خاتمًا من ذهب، فبينما هو يخطب الناس يومًا نظر إليه فقال: له نظرة ولكم أخرى، ثم خلعه فرمى به وقال: لا ألبسه أبدًا". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 192)، كتاب العقيقة، باب (117) في الخاتم والفضة (رقم 25128)، قال: حدّثنا ابن مهدي عن سفيان، عن حبيب، عن طاوس قَالَ: "كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خاتم فضة في يده، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لكم نظرة، ولهذا نظرة، لقد عناني هذا اليوم، فنزعه فأعطاه رجلًا".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنه مرسل. ويشهد له حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: "اتخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خاتمًا فلبسه فقال: شغلني هذا عنكم منذ اليوم إليه نظرة وإليكم نظرة ثم رمى به". أخرجه أحمد في مسنده (1/ 322)، والنسائي في سننه (8/ 194, 195: 5289). قال البنا في الفتح الرباني (17/ 255): "سنده صحيح ورجاله ثقات"، وقال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (4/ 346: 2963): "إسناده صحيح"، وقال الألباني في صحيح سنن النسائي (3/ 1071: 4883): "صحيح الإسناد". =
2276 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُهَيْلٍ (¬1)، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ (¬2): نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن الْقَسِّيَّةِ (¬3) (¬4) وَالْمِيثَرَةِ (¬5) وَعَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ المفدَّم (¬6). قال يزيد: فقلت للحسن: ما الْقَسِّيَّةُ؟ قَالَ: ثِيَابٌ مُضَلَّعَةٌ بِحَرِيرٍ تُصْنَعُ بِمِصْرَ قَدْ رَأَيْتُهَا. قُلْتُ: فَمَا الْمُفْدَمُ؟ قَالَ: الْمُشَبَّعَةُ بالمعصفر". ¬
2276 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 72/2] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند صحيح، وعنه ابن ماجه مختصرًا". قلت: أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (2/ 99، 100)، قال: ثنا حسين بن محمَّد، ثنا يزيد -يعني ابن عطاء- عن يزيد بن أبي زياد، حدثني الحسن بن =
= سهيل، أو سهيل بن عمرو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن عُمَرَ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن الميثرة، والقسيه، وحلقة الذهب، والمفدم". قال زيد: "المثيرة: جلود السباع، والقسية: ثياب مضلعة من ابريسم، يُجاء بها من مصر، والمفدم: المشبع بالمعصفر". قال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (8/ 93): (... وفي الهامش (م) ما نصه: "الصواب: الحسن بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ -كما في الأطراف للمزي-"، وهو كذلك -إن شاء الله- ولعل الزيادة التي هنا "أو سهيل بن عمرو"، وهم من بعض الرواة أو بعض الناسخين أو اشتباهًا في اسم آخر، ولكنه وهم بكل حال". وقال الهيثمي في المجمع (5/ 145): "رواه أحمد، وفيه يزيد بن عطاء اليشكري، وهو ضعيف"، وقال أحمد شاكر في الموطن السابق: "إسناده صحيح". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 159) كتاب العقيقة، باب (69) من كره المعصفر للرجال (رقم 24734)، قال: حدّثنا علي عن يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سهيل به مختصرًا، ولفظه: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن المفدم". قال يزيد: قلت للحسن: ما المفدم؟ قال: المشبع بالمعصفر". ومن طريقه أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1191) كتاب (32) اللباس، باب (21) كراهية المعصفر للرجال (رقم 3601)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ مثله. وأخرجه كذلك في (2/ 1202) كتاب (32) اللباس، باب (40) النهي عن خاتم الذهب (رقم 3643) بالإسناد نفسه بلفظ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن خاتم الذهب". وأخرج البخاري بعضه معلقًا "الفتح" (10/ 305) كتاب (77) اللباس، باب (28) لبس القسي قال: وقال جرير عن يزيد في حديثه: القسيّة: ثياب مضلعة يُجاء بها من مصر فيها الحرير، والميثرة: جلود السباع. قال الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق: "وأما حديث جرير عن يزيد، فقال =
= إبراهيم الحربي في غريب الحديث له: ثنا عثمان بن أبي، ثنا جَرِيرٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ الحسن بن سهيل قال: "القسية ثياب مضلعة يُجاء بها من مصر فيها حرير"، فاقتصر على بعض الجزء الموقوف على الحسن بن سهل".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وله علتان: 1 - في إسناده: "يزيد بن أبي زياد"، وهو ضعيف -كما في ترجمته-. 2 - وفي إسناده كذلك: "الحسن بن سهيل"، فإنه لم يوثقه غير ابن حبّان بذكره له في الثقات، وهو متساهل في توثيق المجهولين. وقول ابن معين فيه: "مشهور" لا يلزم منه توثيقه. ويشهد له حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن لبس القسي، والمعصفر، وعن تختم بالذهب، وعن القراءة في الركوع"، وفي رواية: "نهاني حبيبي -صلى الله عليه وسلم- عن ثلاث، لا أقول: نهى الناس! نهاني عن تختم بالذهب، وعن لبس القسي، وعن المعصفر المفدم". أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1648: 2078)، وأبو داود في سننه (4/ 322، 323: 4044)، والترمذي في سننه (2/ 49، 50: 264) و (4/ 198: 1737)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، والنسائي في سننه (2/ 188، 189: 1042، 1043، 1044)، وأحمد في المسند (1/ 81، 92، 104، 114، 123، 126، 137)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 254: 5438) و (12/ 256: 5440) و (12/ 321: 5502)، والطيالسي في مسنده (ص 17: 103)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 424 و 3/ 274)، وفي الجامع لشعب الإيمان (11/ 283: 5908)، والدارقطني في سننه (1/ 41)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 238: 276) و (1/ 259: 304) و (1/ 330: 413، 414، 415) و (1/ 333: 420) و (1/ 409: 537)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 260)، والبغوي في شرح السنة (12/ 23: 4093).
2277 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: "كَانُوا يُرَخِّصُونَ لِلْغُلَامِ أَنْ يَلْبَسَ خَاتَمَ الذَّهَبِ، فَإِذَا بَلَغَ ألقاه".
2277 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 72/ 2) وقال: "رواه مسدّد عن هشيم، عن العوام بن حوشب، عنه به". وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (5/ 195: 25155) كتاب العقيقة، باب (121) من رخص فيه "أي خاتم الذهب"، قال: حدّثنا هشام -هكذا في المطبوع، والصواب: هشيم- عن العوام، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: "كَانُوا يُرَخِّصُونَ لِلْغُلَامِ في خاتم الذهب؛ فإذا كبر ألقاه، أو قال: طرحه".
الحكم عليه: الأثر رجاله ثقات، لكنه ضعيف من أجل عنعنة "هشيم بن بشير"، وهو مدلس من أهل المرتبة الثالثة الذين لا يقبل من حديثهم إلَّا ما صرحوا فيه بالسماع.
26 - باب النعال
26 - بَابُ النِّعَالِ 2278 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ قَالَ: رَأَيْتُ نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُعَقَّبَةً (¬1) لها قبالان (¬2). ¬
2278 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 71/ 2)، وقال: "رواه مسدّد عن معتمر به، وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه البزّار". ولم أجد من أخرجه غير مسدّد.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف لأن في إسناده رجلًا مجهولًا. ويشهد له حديث كل من: 1 - أنس بن مالك. =
= 2 - ابن عباس. 3 - أبو هريرة. 1 - حديث أنس رضي الله عنه، أن نعليّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لهما قِبَالان. أخرجه البخاري في صحيحه "فتح الباري" (10/ 324: 5857)، وأبو داود في سننه (4/ 375: 4134)، والترمذي في سننه (4/ 212، 213: 1772، 1773)، وقال: حسن صحيح، وفي الشمائل (ص 82: 76)، والنسائي في سننه (8/ 217: 5367)، وابن ماجه في سننه (2/ 1194: 3615)، وأحمد في المسند (3/ 122، 203، 245، 269)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (3/ 89: 1174)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 176: 24938)، وابن سعد في الطبقات (1/ 478)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 117)، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 230، 231: 5856، 5857)، والبغوي في شرح السنة (12/ 73، 74: 3153). 2 - حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "كَانَ لنعل النبي -صلى الله عليه وسلم- قبالان مثني شراكهما" أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1194: 3614)، وابن سعد في الطبقات (1/ 478)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 117)، والترمذي في الشمائل (ص 82: 77)، والبغوي في شرح السنة (12/ 74: 3154)، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 233: 5860)، وصححه الألباني كما في صحيح سنن ابن ماجه (2/ 285: 2911). 3 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "كان لنعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبالان"، وفي رواية "كان لنعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولنعل أبي بكر قبالان، ولنعل عمر قبالان، وأول من عقد عقدًا واحدًا عثمان رضي الله عنهم. أخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (7/ 157: 4229)، وفي الصغير "الروض الداني" (1/ 162: 254)، وقال: لم يروه عن ابن أبي ذئب إلَّا معمر ولا عنه، إلَّا =
= عبد الرزاق تفرد به الطهراني، وأخرجه البزّار في مسنده "مختصر زوائد مسند البزّار" (1/ 655: 1190) مختصرًا، وقال: لا نعلمه يروي عن أبي هريرة إلَّا من هذا الوجه، ولا رواه عن هشام إلَّا عبد الرحمن، وفي حديثه لين، وأخرجه الترمذي في الشمائل (ص 84: 80)، قال الهيثمي في المجمع (5/ 138): "رواه الطبراني في الصغير , والبزار باختصار، ورجال الطبراني ثقات".
2279 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَشْهَلُ [هُوَ ابْنُ حَاتِمٍ (¬1)] (¬2)، ثنا زِيَادٌ أَبُو عُمَرَ قَالَ: "دَخَلْنَا عَلَى شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ: "مُهَاجِرٌ (¬3). وَعَلَيَّ نَعْلٌ لَهُ قِبَالَانِ، قَالَ: وَقَدْ كُنْتُ تَرَكْتُهُ لِشُهْرَتِهِ. فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَرَدْتُ تَرْكَهُ لِشُهْرَتِهِ. فَقَالَ: لَا تَتْرُكْهُ فَإِنَّ نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- كانت هكذا". ¬
2279 - تخريجه: ذكره. البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 71/ 2)، وقال: "رواه الحارث بن أبي أسامة وأصله في صحيح البخاري من حديث أنس". قلت: أخرجه الحارث في مسنده "البغية" (2/ 611) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (7) ما جاء في النعل (رقم 577)، قال: حدّثنا أشهل، ثنا زِيَادٌ أَبُو عُمَرَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى شيخ يقال له: مهاجر، قال: وَعَلَيَّ نَعْلٌ لَهُ قِبَالَانِ، قَالَ: وَقَدْ كُنْتُ تَرَكْتُهُ لِشُهْرَتِهِ، فَقَالَ مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَرَدْتُ تركه لشهرته، فقال: لا تتركه، فإنه نعل النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت هكذا.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسن، من أجل حال "أشهل بن حاتم" فإنه صدوق حسن الحديث كما في ترجمته، والله أعلم. ويشهد لمعناه حديث أنس كما ذكره البوصيري، وحديث ابن عباس، وحديث أبي هريرة، وقد تقدمت في شواهد الحديث السابق رقم (2278).
2280 - حَدَّثَنَا (¬1) أَشْهَلُ ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ (¬2)، قَالَ: أَتَيْتُ حَذَّاءً (¬3) بِالْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: احْذُ نَعْلِي فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ حَذَوْتُهَا هَكَذَا، وَإِنْ شِئْتَ حَذَوْتُهَا كَمَا رأيت نعل رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-[فَقُلْتُ: وَأَنْتَ (¬4) رَأَيْتَ نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-] (¬5)؟ قَالَ: رَأَيْتُهَا فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قُلْتُ (¬6): احْذُهَا كَمَا رَأَيْتَ نَعْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ: فَحَذَاهَا لَهَا قِبَالَانِ. فَقَالَ (¬7): وَقَدِمْتُ (¬8) وَقَدْ أَخَذَهَا (¬9) ابْنُ سيرين (¬10). ¬
2280 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 71/ 2) وسكت عليه. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "البغية" (2/ 610) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (7) ما جاء في النعل (رقم 576)، قال: حَدَّثَنَا أَشْهَلُ، ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَتَيْتُ حَذَّاءً بِالْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: احْذُ نَعْلِي فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ حَذَوْتُهَا هَكَذَا، وَإِنْ شِئْتَ حَذَوْتُهَا كَمَا رأيت نعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقلت: وأين رأيت نعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: رأيتها في بيت فاطمة قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ بِنْتِ عبيد الله بن عباس، =
= قال: احْذُهَا كَمَا رَأَيْتَ نَعْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. قال: فحذاها لها قِبالان. قال: فقدمت وقد أخذها محمَّد بن سيرين". وتابعًا أشهلًا في الرواية عن ابن عون كل من: 1 - معاذ العنبري. 2 - ومحمد بن عبد الله الأنصاري. 3 - وسُليم بن أخضر. 1 - أما متابعة معاذ العنبري، فأخرجها أبو داود في المراسيل، باب (87) ما جاء في اللباس (ص 313 رقم 442)، قال: حدّثنا ابن معاذ، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن عون فذكر نحوه. 2 - وأما متابعة محمد بن عبد الله الأنصاري، فأخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/ 479)، قال: أخبرنا محمَّد بن عبد الله الأنصاري أخبرنا ابن عون به نحوه إلَّا أنه قال: "بمكة" بدل "المدينة". 3 - وأما متابعة سُليم بن أخضر، فأخرجها ابن سعد أيضًا في "الطبقات" (1/ 479)، قال: أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا سُليم بن أخضر أخبرنا ابن عون به نحوه. وقال: "بمكة" أيضًا.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسن إلى ابن عون من أجل حال "أشهل بن حاتم" فإنه صدوق حسن الحديث، ولكنه يرتقي إلى درجة الصحة حيث تابع أشهلًا الثقات الأثبات كمعاذ العنبري، وسليم ابن أخضر، والله أعلم.
(100) حَدِيثُ عَلِيٍّ (¬1) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيمَا يُقَالُ عِنْدَ اللِّبَاسِ. تَقَدَّمَ فِي أَوَائِلِ الْبُيُوعِ. ¬
(100) - تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 157، 158)، وفي فضائل الصحابة (1/ 528: 878)، وأخرجه عبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (1/ 145: 96)، وأخرجه هناد في الزهد (2/ 370: 712)، ثلاثتهم "أحمد، وعبد بن حميد، وهناد" قالوا: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْمُخْتَارُ بْنُ نافع، عن أبي مطر فذكره ومختصرًا، إلَّا عبد بن حميد فقد أخرجه بطوله. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 157)، قال: حدّثنا سويد بن سعيد ثنا مروان الفزاري، عن المختار بن نافع، به نحوه مختصرًا. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 253: 295)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ حدّثنا المعافي بن عمران عن مختار التمار، به نحوه مختصرًا أيضًا. وأخرجه كذلك في (1/ 274: 327)، قال: حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عثمان بن =
= عمر، حدّثنا شيخ من أهل الكوفة يقال له: أبو المحياة التيمي قال: حدثني أبو مطر فذكره مختصرًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وفيه علتان: 1 - في إسناده "المختار بن نافع" وهو ضعيف. 2 - وفي إسناده كذلك "أبو مطر" وهو مجهول. ويشهد له: 1 - حديث أبي سعيد الخدري. 2 - حديث أبي أمامة. 1 - حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا استجد ثوبًا سماه باسمه: إما قميصًا أوعمامة ثم يقول: "اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك من خيره، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له". وفي رواية "اللهم أنت كسوتني هذا الثوب فلك الحمد أسألك من خيره ... الحديث". أخرجه أحمد في المسند (3/ 30، 50)، وأبو داود في سننه (4/ 309: 4020، 4021، 4022)، والترمذي في سننه (4/ 210: 1767)، وقال: "حسن غريب صحيح"، وفي الشمائل (ص 70: 61)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 239، 240: 5420، 5421)، والحاكم في المستدرك (4/ 192)، وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (2/ 65: 880)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 337: 1079)، والبيهقي في الجامع في شعب الإيمان (11/ 245: 5872)، وابن سعد في الطبقات (1/ 460)، والطبراني في الدعاء (2/ 980: 398)، وابن السني في عمل اليوم والليلة" (ص 115، 239: 270)، والبغوي في شرح السنة (12/ 40: 3111)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (91، 92، 93)، والحديث صححه الألباني كما في =
= صحيح سنن أبي داود (2/ 760: 3393)، كما في صحيح سنن الترمذي (2/ 152: 1446). 2 - حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: لبس عمر رضي الله عنه ثوبًا جديدًا فقال: "الحمد الله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي"، ثم قال عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: من لبس ثوبًا جديدًا فقال: "الحمد الله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي" ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق وأبقى فتصدق به كان في حفظ الله عزَّ وجلَّ، في كنف الله عزَّ وجلَّ، في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ قالها ثلاثًا. أخرجه أحمد في مسنده (15/ 44)، وأخرجه الترمذي في سننه (5/ 521: 3560)، وقال: "هذا حديث غريب"، وابن ماجه في سننه (2/ 1178: 3557)، والحاكم في المستدرك (4/ 193)، وقال: "هذا حديث لم يحتج الشيخان رضي الله عنهما، بإسناده، ولم أذكر أيضًا في هذا الكتاب مثل هذا على أنه حديث، تفرد به إمام خراسان، عبد الله بن المبارك من أئمة أهل الشام رضي الله عنهم أجمعين، فآثرت إخراجه ليرغب المسلمون في استعماله" , وأخرجه عبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (1/ 57: 18)، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (11/ 246: 5883)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص 240: 272)، والحديث ضعيف، ضعفه الألباني كما في ضعيف سنن الترمذي (ص 466: 713)، وكما في ضعيف سنن ابن ماجه (ص 289، 290: 782).
27 - باب النهي عن حلية السيوف
27 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ (¬1) حِلْيَةِ السُّيُوفِ 2281 - [1] قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-[أَنْ يُحَلَّى السَّيْفُ بِالْفِضَّةِ" قَالَ خَالِدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-] (¬2)، قَالَ: سَمِعْتُهُ مِمَّنْ لَمْ يَكْذِبْ أَوْ يَكْذِبْنِي. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ (¬3) قَالَ: ثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ بِهِ، وَلَمْ يُذْكَرْ خَالِدًا فِي الْإِسْنَادِ، وَقَالَ: "أَنْ تُحَلَّى السُّيُوفُ". ¬
2281 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 73/2] وقال: "رواه أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، واللفظ له". قلت: أخرجه الحارث في مسنده "البغية" (2/ 617) كتاب (20) اللباس والزينة، باب (15) تحلية السيف (رقم 588)، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا =
= هشام عن يحيى بن أبي كثير، عن خالد، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُحَلَّى السَّيْفُ بالفضة" قال خالد: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: "سَمِعْتُهُ مِمَّنْ لَمْ يكذب -أو يكذب أو يكذبني-".
الحكم عليه: 1 - الحديث بالإسناد الأول ضعيف جدًا وعلته أن في إسناده "عبد العزيز بن أبان"، وهو متروك. وأما الإسناد الثاني، فإن رجاله ثقات لكن يشكل عليه أن سماع يحيى بن أبي كثير من أبي أمامة مختلف فيه. قال العلائي في جامع التحصيل (ص 299) "روى عن جماعة من الصحابة منهم جابر، وأنس، وأبو أمامة وحديثه عنه في صحيح مسلم، وقال أبو حاتم، وأبو زرعة، والبخاري، وغيرهم: لم يدرك أحدًا من الصحابة إلَّا أنس ابن مالك فإنه رآه رؤية ولم يسمع منه". وعليه فحديثه عن الصحابة مرسل، لكن يشهد له ما روي عن أبي أمامة موقوفًا عليه "لقد فتح الفتوح قوم ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفصة، وإنما كانت حليتهم العلابي والآنك والحديد" أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (10/ 112: 2909)، وأخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 938: 2807)، عن سليمان بن حبيب قال: "دخلنا على أبي أمامة فرأى في سيوفنا شيئًا من حلية الفضة، فغضب وقال: فذكره"، والعَلَابي هي: العصب، والآنك: هو الرصاص. انظر الفتح (10/ 113).
28 - باب وسم الدواب والإخصاء
28 - بَابُ وَسْمِ (¬1) الدَّوَابِّ والإِخصاء (¬2) (¬3) 2282 - [1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ (¬4): حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ تَمَامٍ، عَنْ جَدِّهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنِ الْوَسْمِ فِي الْوَجْهِ" فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "لَا أَسِمُ إلَّا فِي آخِرِ عَظم فَوَسَمَ فِي الْجَاعِرَتَيْنِ (¬5) ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ محمَّد بْنِ حَيَّانَ (¬6)، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ به. ¬
2282 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 160/ 1)، وقال: "رواه أبو داود =
= الطيالسي وأبو يعلى .. ". قلت: لم أجده في المطبوع من مسند أبي داود الطيالسي. ومن طريقه أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 59: 6701)، قال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ محمَّد بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سليمان ابن داود عن ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ تَمَامٍ، عن جده العباس بن عبد المطلب، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عن الوسم في الوجه. فقال العباس: لا أسم إلَّا في الجاعرتين. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 187)، قال: وقال لي عبد الله بن محمَّد، حدّثنا أبو داود به نحوه مختصرًا. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 109)، وقال: "رواه أبو يعلى، والطبراني، ورجالهما ثقات، وفي بعضهم خلاف إلَّا أن جعفر بن تمام بن العباس لم يسمع من جده، والله أعلم". قلت: ولم أجده في المطبوع من معجم الطبراني.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات لكنه ضعيف لانقطاعه، ولكن يشهد له: 1 - حديث جابر. 2 - حديث ابن عباس. 3 - حديث أبي هريرة. 4 - حديث طلحة بن عبيد الله. 1 - حديث جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- رأى حمارًا قد وُسم في وجهه فقال: "ألم أنه عن هذا؟ لعن الله من فعله ونهى عن ضرب الوجه"، وفي رواية مسلم "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-عن الضرب في الوجه، وعن الوسم في الوجه". أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1673: 2116, 2117) , وأبو داود في سننه (3/ 57: 2564)، والترمذي في سننه (4/ 183 رقم 1710) , وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، =
= وأحمد في المسند (3/ 296، 297، 318، 323، 378. وابن خزيمة في صحيحه (4/ 146: 2551)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 438: 5620) و (12/ 442، 444: 5626، 5627، 5628)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 255)، (7/ 35)، وأبو يعلى في مسنده (4/ 76: 2099) و (4/ 111: 2148) و (4/ 166: 2235)، وعبد الرزاق في مصنفه (4/ 458، 459: 8450، 8451)، وابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 263: 19926، 19930)، والبغوي في شرح السنة (11/ 231: 2792). 2 - حديث ابن عباس رضي الله عنه، قال: ورأى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِمَارًا موسوم الوجه فأنكر ذلك قال: فوالله لا أسمه إلَّا في أقصى شيءٍ من الوجه، فأمر بحمار له، فكوى في جاعرتيه، فهو أول من كوى الجاعرتين". أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1673: 2118)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 440، 442: 5623، 5624. 5625)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 35، 36). والطبراني في الكبير (10/ 403، 404: 10822). 3 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "وسم العباس بعيرًا له في وجهه، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: فهلّا في عظم غير الوجه، فقال: والذي بعثك بالحق لا أسم إلَّا في آخر عظم منه فوسم في الجاعرتين". أخرجه البزّار "كشف الأستار" (2/ 443: 2066)، وانظر "مختصر زوائد البزّار" (2/ 230: 1759)، قال الهيثمي في المجمع (8/ 110): "رواه البزّار عن شيخه إسماعيل، عن خالد الطحان، ولم أعرف إسماعيل، وبقية رجاله رجال الصحيح". وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 160/ 1): "رواه البزّار بسند صحيح". 4 - حديث طلحة بن عبيد الله، وهو حسن، ويأتي برقم (2285).
2283 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ -فَرَّقَهُمَا- عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِمَارًا مَوْسُومًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَكَرِهَ ذَلِكَ، وَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا" لَفْظُ ابْنِ مُسْهِرٍ وَزَادَ: وَنَهَى عَنْ أَنْ يُضْرَبَ الوجه أو يوسم الوجه".
2283 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 160/ 2)، وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف عطية العوفي، ومحمد بن أبي ليلى، ورواه أحمد بن حنبل بسند فيه عطية". قلت: لم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى فلعله في الرواية المطولة التي لم تطبع، وكذا لم أعثر عليه في مسند الإِمام أحمد. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (4/ 263) كتاب الصيد، باب (43) في وسم الدابة، وما ذكروا فيه (رقم 19929)، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قال: "رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حمار موسوم بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَكَرِهَ ذَلِكَ، وَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شديدًا".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وفيه علتان، فإن في إسناده كلا من "محمَّد بن أبي ليلى، وعطية العوفي" وكلاهما ضعيف، ولكن يشهد له حديث جابر، وابن عباس، وأبى هريرة، وقد تقدمت في شواهد الحديث السابق رقم (2282).
2284 - حَدَّثَنَا (¬1) وَكِيعٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ إِخْصَاءِ الْخَيْلِ وَالْبَهَائِمِ"، قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فِيهِ [نَمَاءُ] (¬2) الخلق. ¬
2284 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 122/ 1)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف، لضعف عبد الله بن نافع، ورواه الحاكم، وعنه البيهقي بلفظ ... فذكره". قلت: هذا الحديث رُوي على ثلاثة أوجه: فروي عن عمر مرفوعًا، وروي عن ابن عمر مرفوعًا وموقوفًا عليه. (أ) أما روايته عن عمر مرفوعًا، فأخرجها ابن عدي في الكامل (2/ 180)، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، ثنا جبارة، حدّثنا عيسى بن يونس عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن عُمَرَ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن إخصاء الإبل، والغنم، والخيل، وقال: إنما النماء في الخيل [هكذا في المطبوع ولعل الصواب "إنما النماء في الفحل أو الخيل"، والله أعلم]، ثم قال ابن عدي: "هكذا في كتابي عن ابن المثنى في هذا الإسناد، عن ابن عمر، عن عمر، وذُكر عمر في هذا الإسناد ليس بمحفوظ"، قلت: وسيأتي من هذه الطريق عن ابن عمر، وليس فيه عمر. (ب) أما روايته عن ابن عمر مرفوعًا. فقد ورد من طريقين: 1 - من طريق عبد الله بن نافع عن أبيه نافع، عن ابن عمر، ورواه عن عبد الله بن نافع كل من: 1 - وكيع. 2 - وسليم بن مسلم المكي. =
= 3 - وأبو بكر الحنفي. 4 - وعيسى بن يونس. 1 - أما رواية وكيع، فأخرجها الإِمام أحمد في مسنده (2/ 24)، قال: ثنا وَكِيعٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أبيه، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عَنْ إِخْصَاءِ الْخَيْلِ، والبهائم. وقال ابن عمر: فيها نماء الخلق. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 423) كتاب السير، باب (7) ما قالوا في خِصاء الخيل، والدواب مَنْ كرهه (رقم 32577)، قال: حدثنا وكيع به مثله. 2 - رواية سليم بن مسلم، وأخرجها ابن عدي في الكامل (3/ 320)، قال: ثنا أحمد بن الحسين ابن عبد الصمد الموصلي، ثنا يحيى بن حكيم، ثنا سليم بن مسلم المكي، عن أبي بكر بن نافع به نحوه بلفظ "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن إخصاء الفحول لئلا ينقطع النسل". 3 - ورواية أبي بكر الحنفي، أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 317)، باب إخصاء البهائم. قال: حدثنا أبو خالد يزيد بن سنان قال: ثنا أبو بكر الحنفي قال: ثنا عبد الله بن نافع به نحوه. 4 - ورواية عيسى بن يونس، أخرجها ابن عدي في الكامل (2/ 180)، قال: قال أبو يعلى: وأخبرنا جُبَارة قال: حدثنا عيسى عن عبد الله بن نافع به مثله. وقال ابن عدي "ليس فيه عمر". ثم قال: وقد رواه، عن جبارة غير ابن المثنى فلم يجعل في إسناده عمر ثنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل قال: حدثني أحمد بن عثمان بن سعيد، ثنا جبارة بذلك. وقد تابع جُبَارَة بن المُغلِّس في روايته عن عيسى بن يونس كل من: (1) عبد الرحمن بن يونس السراج. (ب) وعبد الله بن يوسف. (ج) وسليمان بن عمر الأقطع. =
= (د) وموسى بن مروان. (أ) أما متابعة عبد الرحمن السراج، فأخرجها ابن عدي في الكامل (2/ 180)، قال: أخبرناه محمَّد بن هارون بن حميد، حدّثنا عبد الرحمن بن يونس السراج عن عيسى بذلك. (ب) وأما متابعة عبد الله بن يوسف، فأخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 317)، قال: حدّثنا يزيد قال: ثنا عبد الله بن يوسف قال: ثنا عيسى بن يونس به مثله. (ج) وأما متابعة سليمان بن عمر الأقطع، فأخرجها ابن عدي في الكامل (2/ 180)، قال: حدّثنا محمَّد بن الحسن بن حرب الرقي، حدّثنا سليمان بن عمر الأقطع، حدّثنا عيسى بن يونس به نحوه. (د) وأما متابعة موسى بن مروان، فأخرجها ابن عدي في الكامل (4/ 165)، قال: حدّثنا الحسين بن عبد الله القطان، ثنا موسى بن مروان، ثنا عيسى بن يونس به نحوه. 2 - من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع، ابن عمر، ورواه عن عبيد الله كل من: (أ) عيسى بن يونس. (ب) يحيي بن عثمان. (ج) أبو معاوية الضرير. (أ) أما رواية عيسى بن يونس، فأخرجها الحاكم في مستدركه كما ذكره البوصيري، ولم أجدها في المطبوع من مسنده , ومن طريقه أخرجها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 24) كتاب السبق والرمي، باب كراهية إخصاء البهائم قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو محمَّد بن أبي حامد المقري، وأبو بكر القاضي، وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن =
= أحمد بن عمر الصحاف، ثنا جبارة بن المفلس، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عَنْهُ، قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن إخصاء الإبل، والبقر، والغنم". وقال: "إنما النماء في الحبل". (ب) وأما رواية يحيي بن يمان، فأخرجها ابن عدي في الكامل (2/ 180)، قال: أخبرنا علي بن العباس المقانعي، حدّثنا يوسف بن محمَّد بن سابق، ثنا يحيي بن اليمان عن عبيد الله بن عمر به نحوه ولفظه نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الإخصاء وقال: "إنما النماء في الذكور". (ج) وأما رواية أبي معاوية، فأخرجها كذلك ابن عدي في الكامل (2/ 180)، قال: حدثناه أحمد ابن يحيي بن زهير، ومحمد بن منير قالا: حدّثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، حدّثنا حبي بن حاتم الجرجرائي، حدّثنا أبو معاوية عن عبيد الله به نحوه، وقال: زاد ابن منير "لا تقطعوا نماء الله". (ج) أما روايته عن ابن عمر موقوفًا. فأخرجه مالك في الموطأ (2/ 948) كتاب (51) الشَّعَر، باب (1) السنة في الشعر (رقم 4)، قال: عن نافع، عن عبد بن عمر أنه كان يكره الإخصاء، ويقول: "فيه تمام الخلق". ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 456) كتاب المناسك، باب الإخصاء (رقم 8440)، قال: عن مالك به مثله إلَّا أنه قال: "فيه نماء الخلق". وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 24) كتاب السبق والرمي، باب كراهية خِصاء البهائم ثم قال: أخبرنا الحسين بن بشران ببغداد، ثنا إسماعيل بن محمَّد الصفار، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر به مثله إلَّا أنه قال: ويقول -أي ابن عمر- لا تقطعوا نامية خلق الله عَزَّ وَجَلَّ "ثم قال البيهقي" هذا هو الصحيح موقوف، وقد رُوي مرفوعًا، ثم أورده مرفوعًا من طريق عبد الله بن نافع، ورجح الموقوف قائلًا: "وهذا المتن بهذا الإسناد أشبه فعبد الله بن نافع فيه ضعف يليق به رفع الموقوفات". =
= قلت: لم ينفرد برفعه عبد الله بن نافع -كما سبق- بل تابعه على ذلك عبيد الله بن عمر العُمَري وهو ثقة ثبت قدمه أحمد بن صالح على مالك في نافع. كما في التقريب (ص 373: 4324)، وعليه: فالحديث يصح عن ابن عمر موقوفًا عليه ومرفوعًا كذلك، ولذا قال الألباني في "غاية المرام (ص 282)، وهذا -أي الموقوف- لا ينافي المرفوع بل هو مستنبط منه إن شاء الله".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لضعف عبد الله بن نافع، لكنه لم يتفرد به، وقد تابعه عبيد الله ابن عمر العمري، وهو ثقة، ثبت -كما سبق- والحديث بمجموع طرقه لا ينزل عن درجة الحسن إن شاء الله، كما يشهد له أنه روي موقوفًا عن ابن عمر بأسانيد صحيحة كما مضى في تخريجه، والله أعلم.
2285 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ , ثنا يُونُسُ بْنُ (¬1) بُكَيْرٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى وَعِيسَى ابْنِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِمَا قَالَ: مُرَّ عَلَى (¬2) رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِبَعِيرٍ قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ هَذَا الْبَعِيرِ عَزَلُوا النَّارَ عَنْ هَذِهِ الدَّابَّةِ. فَقَالَ: قُلْتُ: (¬3) لَأَسِمَنَّ فِي أَبْعَدِ مَكَانٍ مِنْ وَجْهِهَا، قَالَ: فَوَسَمْتُ في عجيب الذنب (¬4) ". ¬
2285 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 160/ 2)، وقال: "رواه أبو يعلى، والبزار واللفظ له ورواتهما ثقات". قلت: أخرجه أبو يعلى في سنده (2/ 21: 651)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى وَعِيسَى ابْنِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِمَا قَالَ: مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِبَعِيرٍ قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: "لَوْ أَنَّ أَهْلَ هَذَا الْبَعِيرِ عَزَلُوا النَّارَ عَنْ هَذِهِ الدابة". قال: فقلت: لَأَسِمَنَّ فِي أَبْعَدِ مَكَانٍ مِنْ وَجْهِهَا، قَالَ: فوسمت في عجيب الذنب. وأخرجه البزّار في مسنده "البحر الزخار" (3/ 162: 948)، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الجبار قال: نا يونس بن بكير به مثله، وزاد في أوله "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عن الوسم أن يوسم في الوجه" ثم قال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن طلحة إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن من أجل حال "يونس بن بكير، وطلحة بن يحيى" فإن كلًا منهما صدوق حسن الحديث، والله أعلم. ويشهد له حديث جابر، وابن عباس، وأبي هريرة، وقد تقدمت جميعًا في شواهد الحديث رقم (2282).
24 - كتاب الأضحية
24 - كِتَابُ الْأُضْحِيَّةِ 2286 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ كَرْزِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (¬1) قَالَ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ يَعْمُرَ (¬2) كَانَ يُفْتِي بِخُرَاسَانَ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا اشْتَرَى [الْأُضْحِيَّةَ] (¬3) وَأَسْمَاهَا وَدَخَلَ الْعَشْرُ أَنْ يَكُفَّ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ. قَالَ قَتَادَةُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقُلْتُ (¬4): عَمَّنْ؟ قَالَ: عَنْ أَصْحَابِ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قُلْتُ: أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ (¬5) وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ: عن أم سلمة رضي الله عنهما. ¬
2286 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 119/ 1)، وقال: "رواه مسدّد موقوفًا ورواته ثقات". =
= ومن طريق مسدّد أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (14/ 143) , قال: حدّثنا إبراهيم ابن أبي داود حدّثنا مسدّد به مثله إلَّا أنه جعل: "سعيد ابن أبي عروبة" بدل "شعبة". وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 221)، كتاب الأضاحي، باب أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الآدمي، ثنا محمَّد بن ماهان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث قال: جاء رجل من العتيك فحدث سعيد بن المسيب أن يحيي بن يعمر يقول: "من اشترى أضحية في العشر فلا يأخذ من شعره وأظافره. قال سعيد: نعم، فقلت: عن من يا أبا محمَّد؟ قال: عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ". قال الألباني في "إرواء الغليل" (4/ 378)، "قلت: وسكت عليه هو والذهبي وإسناده صحيح رجاله رجال الشيخين غير أني الحسين أحمد بن عثمان الآدمي ثنا محمَّد بن ماهان وهما ثقتان ... ". وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (14/ 142)، قال: حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قَتَادَةَ، به نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، قال الألباني في الإرواء (4/ 378): "وهو وإن لم يصرح بالرفع عنهم فله حكم الرفع لأنه لا يقال بالاجتهاد والرأي ... ". تنبيه: أشار المصنّف إلى حديث سعيد بن المسيب عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره"، وفي رواية: "فلا يمس من شعره وبشره شيئًا". والحديث أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1565: 1977)، وأبو داود في سننه (3/ 228: 2791)، والنسائي في سننه (7/ 211، 211: 4361، 4364)، =
= والترمذي في سننه (4/ 86: 1523)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وابن ماجه في سننه (2/ 1052: 3149، 3150)، وأحمد في المسند (6/ 289، 301، 311)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (13/ 237، 239: 5916، 5917، 5918) و (13/ 218: 5897)، والحاكم في المستدرك (4/ 220)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والحميدي في مسنده (1/ 140: 293)، والدارمي في سننه (2/ 76)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 266)، وأبو يعلى في مسنده (12/ 341: 6910، 6911) و (12/ 348: 6917)، والطبراني في الكبير (23/ 266: 562، 563، 564)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 181، 182)، وفي شرح مشكل الآثار (14/ 128، 133: 5506 إلى 5513).
2287 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: "كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ يَكْرَهُ أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ مِنْ شَعْرِهِ، حَتَّى كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُحْلَقَ الصِّبْيَانُ من الشعر".
2287 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 119/ 1)، وقال: "رواه مسدّد" ولم أجده عند غيره.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات وهو صحيح إلى ابن سيرين.
2288 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَبْشَانِ جَذَعَانِ (¬1) (¬2) أَمْلَحَانِ (¬3) فَضَحَّى بِهِمَا". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ. ¬
2288 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 119/ 1)، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة، واللفظ له، وأحمد بن منيع، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن حنبل، والحاكم، وعنه البيهقي، ومدار أسانيدهم إما على الحجاج بن أرطاة، أو محمَّد بن أبي ليلى، وهما ضعيفان". قلت: أما مسند أحمد بن منع فمفقود، ولم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى فلعله في الكبير الذي لم يطبع. وكذا لم أجده في المطبوع من مستدرك الحاكم. وأخرجه أحمد في المسند (5/ 196)، قال: ثنا يزيد، ثنا الحجاج بن أرطاة عن أبي نعمان، عن بلال بن أبي الدراء عن أبيه قال: "ضحى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكبشين جذعين موجبين" ثم قال: حدّثنا سريج، ثنا أبو شهاب عن الحجاج به مثله إلَّا أنه قال: "خصيين" بدل "موجبين". =
= وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 272) كتاب الضحايا، باب لا يجزي الجذع إلَّا من الضأن وحدها، ويجزي الثني من المعز، والإبل، والبقر قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا محمَّد بن إسحاق الصنعاني أنبأ إسماعيل بن خليل أنبأ علي بن مسهر أنبأ محمَّد بن يعني -ابن أبي ليلى- عن الحكم، عن عباد بن أبي الدرداء، عن أبيه قَالَ: "أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كبشان جذعان أملحان فضحى بهما". هكذا ذكره من طريق عباد بن أبي الدرداء وذكره المصنف من طريق "عمارة بن أبي الدرداء" والصواب أنه من طريق "بلال بن أبي الدرداء" حيث لا يعرف لأبي الدرداء ابنًا يقال له: عباد أو عمارة. قال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 40): سألت أبي عن حديث رواه عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن الحكم، عن عبادة [هكذا ذكره "عبادة" وعند البيهقي "عباد"] بن أبي الدرداء ... فذكره، ثم قال: قال أبي "ما أدري ما هذا؟ لا أعرف لأبي الدرداء ابنًا يقال له: عبادة، وهذا من تخاليط ابن أبي ليلى".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان: 1 - في إسناده "محمَّد بن أبي ليلى" وهو ضعيف سيِّىء الحفظ جدًا. 2 - وفي إسناده "عمارة بن أبي الدرداء" وهو لا يعرف. وورد الحديث من طرق أخرى كما مضى في تخريجه ولكنها كلها ضعيفة حيث أن مدارهها إما على الحجاج بن أرطاة، أو ابن أبي ليلى وهما ضعيفان كما قال البوصيري. ويشهد له حديث أنس رضي الله عنه قَالَ: "ضَحَّى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمَّى وكبَّر". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (10/ 11، 12: 5553، 5554) =
= و (10/ 20: 5558) و (10/ 25: 5564 , 5565) , ومسلم في صحيحه (3/ 1556: 1966) , وأبو داود في سننه (3/ 230: 2793 , 2794) ,والنسائي في سننه (7/ 219، 220: 4385، 4386، 4387، 4388)، والترمذي في سننه (4/ 71: 1494)، وقال: "حديث حسن صحيح"، وابن ماجه في سننه (2/ 1043: 3120)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 286: 2895، 2896)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (13/ 221، 222: 5900، 5901)، وأحمد في المسند (3/ 99، 101، 115، 170، 183، 189، 211، 214، 222، 255، 258، 268، 272، 279، 281)، والدارمي في سننه (2/ 75)، والدارقطني في سننه (4/ 285: 52)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 259، 263، 277، 283، 285)، والطيالسي في مسنده (ص 67: 1968)، وأبو يعلى في مسنده (5/ 188: 2806، 2807) و (5/ 258: 2877) و (5/ 342: 2974) و (5/ 403: 3076) و (5/ 427: 3118) و (5/ 437: 3136) و (5/ 452: 3166) و (6/ 19، 20: 3247، 3248)، وعبد الرزاق في مصنّفه (4/ 379: 8129)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 187: 902) و (3/ 191: 909)، والبغوي في شرح السنة (4/ 334: 111).
2289 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَيْضًا: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُتِيَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ (¬1) عَظِيمَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ (¬2) فَأَضْجَعَ أَحَدَهُمَا وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ عَنْ محمَّد وَآلِ محمَّد، ثُمَّ (¬3) أَضْجَعَ الْآخَرَ وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ عَنْ محمَّد وَأُمَّتِهِ مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ وَشَهِدَ لِي بِالْبَلَاغِ". * إِسْنَادُهُ حسن. ¬
2289 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 120/ 1)، وقال: "رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ بْنُ حميد، وأبو يعلى الموصلي بسند واحد مداره على عبد الله بن محمد بن عقيل". قلت: مدار الحديث على عبد الله بن محمَّد بن عقيل، واختلف عليه فيه على أربعة أوجه كما ذكره ابن أبي حاتم في علل الحديث (2/ 39)، والدارقطني في علله (7/ 19) وهي كالآتي: 1 - الوجه الأول: رواه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جابر، عن أبيه. أخرجه أبو يعلى في مسنده (3/ 327: 1792)، قال: حدّثنا عبد الأعلى، ثنا حماد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن عبد الرحمن بن جابر عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- أتى بكبشين أقرنين أملحين عَظِيمَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ، فَأَضْجَعَ =
= أَحَدَهُمَا وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ عَنْ محمَّد وَآلِ محمَّد، ثُمَّ أَضْجَعَ الْآخَرَ فقال: بسم الله والله أكبر عَنْ محمَّد وَأُمَّتِهِ: مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ وشهد لي بالبلاغ". وأخرجه عبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (3/ 76: 1144)، قال: حدّثنا الحسن ابن موسى قال: حدّثنا حماد بن سلمة به نحوه. وأخرجه البيهقي في سننه (9/ 268)، كتاب الضحايا، باب الرجل يضحي عن نفسه وعن أهل بيته قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمَّد بن يعقوب ثنا محمَّد بن عبد الوهاب الفراء ثنا عارم بْنُ الْفَضْلِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِهِ مثله. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 177)، باب الشاة عن كم يجزي أن يضحى بها؟ قال: حدّثنا إبراهيم بن مرزوق قال: ثنا عفان (ح)، وحدثنا محمَّد بن خزيمة قال: ثنا حجاج قالا: ثنا حماد بن سلمة به نحوه. 2 - الوجه الثاني: رواه زهير بن محمَّد التميمي وشريك بن عبد الله، وعبيد الله بن عمر الرقي، وسعيد بن سلمة، وقيس بن الربيع. كلهم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ، عن علي بن الحسين، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. 1 - أما حديث زهير بن محمَّد التميمي، فأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (6/ 391)، قال: ثنا أبو عامر، ثنا زهير عن عبد الله بن محمَّد، عن علي بن الحسن، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين، فإذا صلَّى وخطب الناس أتى بأحدهما وهو قائم في مصلاه فذبحه بنفسه بالمدينة ثم يقول: اللَّهم إن هذا عن أمتي جميعًا ممن شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ. ثم يؤتى بالآخر فذبحه بنفسه ويقول: هذا عن محمَّد وآل محمَّد فيطعمهما جميعًا المساكين ويأكل هو وأهله منهما. فمكثنا سنين ليس رجل من بني هاشم يضحي، قد كفاه الله المؤنة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- والغرم. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 391)، كتاب التفسير، باب تفسير سورة الحج قال: حدّثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن يونس الضبى، ثنا =
= أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ محمَّد العنبري به نحوه. وقال هذا: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبي فقال: قلت: "سهيل ذو مناكير وابن عقيل ليس بالقوي". قلت: ليس في السند من اسمه: "سهيل" ولكن في بعض نسخ المستدرك يوجد سهيل "مكان زهير". ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 259)، كتاب (1) الضحايا، باب قال الله جل ثناؤه {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمَّد يعقوب به مثله. وأخرجه كذلك (9/ 268)، كتاب الضحايا، باب الرجل يضحي عن نفسه وعن أهل بيته قال: وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو أحمد بكر بن محمَّد بن حمدان الصيرفي بمرو، ثنا أبو قلابة، ثنا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ، ثنا زهير بن محمَّد، به مثله. وأخرجه البزّار في مسنده "كشف الأستار" (2/ 62) كتاب الأضاحي، باب أضحية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (رقم 1208)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثني، ثنا أبو عامر، ثنا زهير بن محمَّد، به نحوه. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 312: 923)، قال: حدّثنا حفص بن عمر الرقي، ثنا أبو حذيفة، ثنا زهير بن محمَّد، به نحوه مختصرًا. 2 - وأما حديث شريك بن عبد الله فأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (6/ 8)، قال: ثنا حسين، ثنا شريك عن عبد الله بن محمَّد، به نحوه مختصرًا. 3 - وأما حديث عبيد الله بن عمرو الرقي، فأخرجه أحمد في المسند (6/ 392)، قال: ثنا زكري ابن عدي قال: أخبرني عبيد الله -يعني ابن عَمْرٍو- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ به نحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 312)، قال: حدّثنا أحمد بن إسحاق الخشاب =
= الرقي , ثنا عبد الله بن جعفر الرقي (ح). وحدثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي ثنا جندل بن والق، قالا: ثنا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بن عقيل به نحوه. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 177) باب الشاه عن كم تجزئ أن يضحى بها؟ قال: حدّثنا يونس، قال: ثنا علي بن معبد بن عبيد الله بن عمرو به نحوه. 4 - وأما حديث سعيد بن سلمة، فأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 311: 920)، قال: حدّثنا عبدان، ومحمد بن عبد الله بن رستة قالا: ثنا سعيد بن أبي الربيع السمان، حدّثنا سعيد بن سلمة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ به نحوه. 5 - وأما حديث قيس بن الربيع، فأخرجه الطبراني أيضًا في الكبير (1/ 312: 921)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو بلال الأشعري (ح). وحدثنا عمر بن حفص السدوسي، حدّثنا عاصم بن علي قالا: ثنا قيس بن الربيع عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ به نحوه. 3 - الوجه الثالث: رواه سفيان الثوري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عائشة أو أبي هريرة. أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1043) كتاب (26) الأضاحي، باب (1) أضاحي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (رقم 3122)، قال: حدّثنا محمَّد بن يحيي، ثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمَّد ابن عقيل، عن أبي سلمة، عن عائشة، وعن أبي هريرة [هكذا في المطبوع والصواب: عن عائشة أو عن أبي هريرة. كما في تحفة الأشراف 10/ 464] "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن يضحي اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين فذبح أحدهما عن أمته لمن شهد لله بالتوحيد وشهد له بالبلاغ، وذبح الآخر عن محمَّد، وعن آل محمد -صلى الله عليه وسلم-". =
= وأخرجه أحمد في المسند (6/ 225)، قال: ثنا عبد الرزاق قال: أنا الثوري به مثله. وأخرجه كذلك في (6/ 220)، قال: ثنا إسحاق بن يوسف قال: أنا سفيان به نحوه. وأخرجه كذلك في (6/ 136)، قال: ثنا وكيع ثنا سفيان به نحوه. ومن طريقه أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 227) كتاب الأضاحي قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا وكيع عن سفيان به نحوه. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 177) باب الشاة عن كم يجزي أن يضحي بها؟ قال: حدّثنا يونس قال: ثنا ابن وهب قال: ثنا سفيان الثوري به مثله. 4 - الوجه الرابع: رواه مبارك بن فضالة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ، عن جابر بن عبد الله ذكره ابن أبي حاتم في علل الحديث (2/ 39)، والدارقطني في علله (7/ 20). ولم أجد من أخرجه من هذا الوجه. قال الدارقطني في علله (7/ 20) بعد أن ذكر هذه الأوجه: "والاضطراب فيه من جهة ابن عقيل، والله أعلم". وقال ابن أبي حاتم في علل الحديث (2/ 40): " ... قلت لأبي زرعة: فما الصحيح؟ قال: ما أدري ما عندي في ذا شيء، قلت لأبي: ما الصحيح؟ قال أبي: ابن عقيل لا يضبط حديثه. قلت: فأيهما أشبه عندك؟ قال: الله أعلم. وقال أبو زرعة: هذا من ابن عقيل الذين رووا عن ابن عقيل كلهم ثقات". وأورد البيهقي في سننه -كما مضى في تخريجه- وجهين من هذه الأوجه الأربعة، ثم قال: "فكأنه سمعه منهما". قلت: الذي يظهر أن ابن عقيل سمعه من مشايخه الثلاثة "عبد الرحمن بن جابر- وأبي سلمة، وعلي بن الحسين" ثم رُوي عنه على هذه الأوجه، وهذا الخلاف =
= لا يعل به بل تتعاضد هذه الطرق فيما بينها، خاصة وأنه قد ورد ما يدل على ثبوت الحديث من هذه الأوجه الثلاثة من طرق أخرى، والله أعلم. ولذا قال الألباني في الإرواء (4/ 352): "والطرق إلى ابن عقيل بهذه الأسانيد كلها صحيحة فإما أن يكون ابن عقيل قد حفظها عن مشايخه الثلاثة: عبد الرحمن بن جابر وعلي بن الحسين، وأبي سلمة، وإما أن يكون اضطرب فيها، ورجح الأول البيهقي، ولكنه لم تقع له روايته عن أبي سلمة، وإنما عن عبد الرحمن بن جابر، وعلي فقال عقب روايته عنهما: "فكأنه سمعه منهما". قلت -الألباني- ولعله يرجح ما ذكره البيهقي أن للحديث أصلًا عن أبي رافع، وعائشة، وأبي هريرة من طرق أخرى عنهم ... " ثم ذكر هذه الطرق.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، من أجل حال "عبد الله بن محمَّد بن عقيل" فإنه صدوق حسن الحديث، ولذا حسن إسناده الحافظ ابن حجر، وقال الهيثمي في المجمع (4/ 22): "رواه أبو يعلي وإسناده حسن". ويشهد له الطرق الأخرى المذكورة في تخريج الحديث، ويشهد له كذلك حديث أبي طلحة الآتي برقم (2298).
2290 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "خَيْرُ الْكَفَنِ (¬1) الْحُلَّةُ وَخَيْرُ الْأُضْحِيَّةِ الكبش الأقرن". ¬
2290 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف، باب الكفن، وقال: "رواه ابن أبي عمر مرسلًا وفي سنده حاتم بن أبي نصر قال ابن القطان، والذهبي مجهول، وذكره ابن حبّان في الثقات، وباقي رجال الإسناد ثقات". قلت: لم أجده مرسلًا وروي موصولًا من طريق عبادة بن نسي عن أبيه، عن عبادة بن الصامت. أخرجه أبو داود في سننه (3/ 509) كتاب (15) الجنائز، باب (35) كراهية المغالاة في الكفن (رقم 3156)، قال: حدّثنا أحمد بن صالح حدّثنا ابن وهب، حدثني هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي نصر، عن عبادة بن نُسَي، عن أبيه، عن عبادة بن الصامت، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "خَيْرُ الْكَفَنِ الْحُلَّةُ وَخَيْرُ الْأُضْحِيَّةِ الْكَبْشُ الْأَقْرَنُ". ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 403) كتاب الجنائز، باب من استحب فيه الحبرة وما صبغ غزله ثم نسج قال: وأخبرنا أبو علي أنبأ أبو داود، به مثله. ثم قال: والحلة هي: ثوبان أحمران غالبًا، والأحاديث في أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كفن في ثياب بيض، وأنه استحب البياض أصح وبالله التوفيق. وأخرجه ابن ماجة في سننه (1/ 473) كتاب (6) الجنائز، باب (12) ما جاء فيما يستحب من الكفن (رقم 1473)، قال: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب، به مثله مختصرًا بلفظ "خير الكفن الحلة". وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 228) كتاب الأضاحي، باب خير الضحية =
= الكبش الأقرن وخير الكفن الحلة. قال: حدّثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب، به مثل لفظ أبي داود مع تقديم وتأخير، ثم قال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأخرجه البزّار في مسنده (كشف الأستار) (7/ 152: 2711)، قال: حدّثنا عمر بن الخطاب السجستاني قال: أخبرنا أصبغ بن الفرج قال أخبرنا عبد الله بن وهب، به مثله. وأخرجه الروياني في مسنده (3/ 145: 112)، قال: ثنا أحمد -هو وابن عبد الرحمن- ثنا عمي -هو وابن وهب-، به مثله. وأخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 243) باب في الترغيب في الأضحية، والعمل في أيام العشرة (رقم 359)، قال: أخبرنا محمَّد بن أحمد بن الفقيه أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قوله، أنا أبو بكر: عبد الله بن محمَّد بن زياد ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب، به مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - أنه مرسل. 2 - في إسناده حاتم بن أبي نصر وهو مجهول. وقد ورد موصولًا كما في تخريجه فزالت علة الإرسال ولكن بقيت الجهالة في إسناده. وورد الحديث من طريق أبي أمامة ولكن بسند ضعيف جدًا لا يصلح أن يكون شاهدًا. وعليه فالحديث "ضعيف"، والله أعلم.
2291 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ثنا بِشْرٌ، ثنا الْجُرَيْرِيُّ (¬1) عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ قَالَ: "إِنْ كَانَ لَيَكُونُ (¬2) لِأَهْلِي ألف شاة فأنتقي منها الجذع فأذبحه". ¬
2291 - تخريجه: لم أجده بهذا اللفظ، ولكن أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 271) كتاب الضحايا، باب لا يجزي الجذع إلَّا من الضأن وحدها ويجزي الثني من المعز والإبل والبقر. قال: أخبرنا الفقيه أبو الفتح أنبأ عبد الرحمن الشريحي أنبأ أبو القاسم البغوي ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سلمة عن قتادة عن مطرف عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "لو يرد علينا ألف من الشاء لما أضحي إلَّا بجذع من الضأن". وأخرج عبد الرزاق في المصنف (4/ 385) باب الضحايا (رقم 8157)، قال: أخبرنا معمر عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عمران بن حصين قال:"لأن أضحي بجذع أحبُّ إلى من أن أضحي بهرم، الله أحق بالغنى والكرم، وأحبهن إليَّ أن أضحي به، أحبهن إليَّ أن أقتنيه". وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 105: 194)، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حسان، عن محمَّد بن سيرين، به مثله مختصرًا. قال الهيثمي في المجمع (4/ 20): "رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح، والله أعلم.
2292 - [1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ [أنا أَيُّوبُ أَبُو الْعَلَاءِ (¬1) ثنا أَبُو سُفْيَانَ (¬2) عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَذْبَحَ النُّسُكَ (¬3) إلَّا مُسْلِمٌ". [2] حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (¬4) أنا يُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ، بِهِ. [3] حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أنا مُغِيرَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَلَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ: أَنَّهُمَا كَرِهَا ذَلِكَ. [4] حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أنا حَجَّاجٌ عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَذَلِكَ. [5] حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أنا لَيْثٌ عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَبَيَانَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُمْ كرهوا ذلك. ¬
2292 - تخريجها: هذه الآثار ذكرها المصنف ونسبها إلى "أحمد بن منيع" في مسنده ولم أجدها عند غيره إلَّا أثر ابن عباس فقد أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 284) كتاب الضحايا، باب النسيكة يذبحها غير مالكها. قال: أخبرنا أبو بكر الأردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمَّد الجوهري، ثنا علي بن الحسن، ثنا عبد الله بن الوليد، ثنا سفيان حدثني قابوس، عن =
= أبي ظبيان عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، "أَنَّهُ كره أن يذبح نسيكة المسلم اليهودي والنصراني". وقال أيضًا: وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه، أنبأ أحمد بن نجدة، ثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا قابوس بن أبي ظبيان أن أباه حدثه قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "لا يذبح أضحيتك إلَّا مسلم، وإذا ذبحت فقل: بسم الله اللهم منك ولك اللهم تقبل من فلان".
الحكم عليه: (أ) أما الأثر الأول عن جابر رضي الله عنه فهو حسن؛ من أجل حال أبي سفيان طلحة بن نافع فإنه صدوق كما في ترجمته. (ب) وأما الأثر الثاني عن الحسن فرجاله ثقات. (ج) وأما الأثر الثالث فهو ضعيف؛ من أجل عنعنة مغيرة بن مقسم، وهو مدلس من الثالثة وحديثه عن إبراهيم النخعي فيه نظر، ومن أجل حال ليث بن أبي سليم فإنه مختلط ولم يتميز حديثه. (د) وأما الأثر الرابع عن ابن عباس فمداره على "قابوس بن أبي ظبيان"، وهو لين الحديث -كما سبق- فالأثر بهذا الإسناد ضعيف ويشهد له الآثار السابقة. (هـ) وأما الأثر الخامس، فهو ضعيف أيضًا؛ من أجل حال "ليث بن أبي سليم"، وهذه الآثار جميعًا تتعاضد فيما بينهما ويجبر بعضها الخلل والضعف الموجود في بقية الأسانيد، والله أعلم.
2293 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الْبَقَرَةِ وَالْبَعِيرِ يُجْزِئُ عَنْ سَبْعَةٍ؟ فَقَالَ: (¬1) وَكَيْفَ؛ أَوَلَها سَبْعَةُ أَنْفُسٍ؟ قُلْتُ: إِنَّ أَصْحَابَ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[الَّذِينَ] (¬2) بِالْكُوفَةِ أَفْتَوْنِي. فَقَالَ الْقَوْمُ: نَعَمْ قَدْ قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ما شعرت (¬3) ". ¬
2293 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [26/ 119/2] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف، لضعف مجالد بن سعيد". ولم أجده عد غيره.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، لضعف مجالد بن سعيد كما قال البوصيري. لكن يشهد له حديث جابر رضي الله عنه قال: "نحرنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عام الحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة". أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 955: 1318)، ومالك في الموطأ (2/ 486: 9)، وأبو داود في سننه (3/ 239: 2809)، والترمذي في سننه (3/ 248: 904)، وقال: "حديث حسن صحيح"، وابن ماجة في سننه (2/ 1047: 3132)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 288: 2901)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (9/ 317، 318: 4006)، وأحمد في المسند (3/ 316، 353، 463، 464، 378، 396)، والدارمي في سننه (2/ 78)، والدارقطني في سننه 2/ 244)، =
= والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 168، 215، 234، 9/ 294)، وفي دلائل النبوة (4/ 98، 153)، والطيالسي في مسنده (ص 248: 1795)، وأبو يعلى في مسنده (4/ 112: 2150)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (3/ 49: 1095)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 174)، والبغوي في "شرح السنة" (4/ 354: 1130).
2294 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ قَالَ: "سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَجُلٍ أَهْدَى بَقَرَةً أَيَبِيعُ جِلْدَهَا وَيَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهِ؟ قَالَ: لا بأس به". * صحيح.
2294 - تخريجه: ذكره المصنف ونسبه إلى مسدّد ولم أجده عند غيره.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح. وإن كان فيه عنعنة قتادة إلَّا أن الراوي عنه شعبة القائل "كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش، وأبي إسحاق وقتادة".
2295 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ: "إِذَا عَسُرَ عَلَيْكَ فِي الْأَضْحَى أَجْزَاكَ الْجَذَعُ مِنَ الضأن".
2295 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 119/2] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لضعف محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى". وأخرجه ابن عدى في الكامل (5/ 183) قال: حدّثنا صدقة بن منصور الحراني، ثنا أبو معمر، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "إذا عسر عليكم الأضحى فضح بالجذع من الضأن". وأصله في صحيح مسلم (3/ 1555) كتاب (35) الأضاحي، باب سن الأضحية (رقم 1963)، قال: حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا زهير، حدّثنا أبو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "لا تذبحوا إلَّا مسنة إلَّا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن". وأخرجه أبو داود في سننه (3/ 232: 2797)، والنسائي في سننه (7/ 218)، وابن ماجه في سننه (2/ 1049: 3141)، وأحمد في المسند (3/ 312، 327)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 294: 2918)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 229، 231و 9/ 269، 279)، وأبو يعلى في مسنده (4/ 210: 2324)، والبغوي في شرح السنّة (4/ 331: 1115)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 188: 904)، وابن عدي في الكامل (6/ 125).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وفيه علتان: =
= 1 - في إسناده: "محمَّد بن أبي ليلى"، وهو ضعيف سيِّيء الحفظ جدًا. 2 - عنعنة أبي الزبير، وهو مدلس من الثالثة -كما في ترجمته-. ويشهد له حديث أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَبْشَانِ جَذَعَانِ أَمْلَحَانِ فضحى بهما". وقد تقدم بطرقه وشواهده برقم (2288).
2296 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "إِنَّ رَجُلًا (¬2) ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ: لَا تُجْزِئُ (¬3) عَنْكَ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ عِنْدَنَا جَذْعَةً، فَقَالَ (¬4): تُجْزِئُ (¬5) عَنْكَ وَلَا (¬6) تُجْزِئُ عَنْ [أَحَدٍ] (¬7) بَعْدَكَ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا عبيد الله به (¬8). ¬
2296 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 119/1] وقال: "رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى الموصلي". وأخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 192: 897)، قال: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ إِنَّ رَجُلًا ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا يُجزئ عنك". فقال: يا رسول الله، إن عندي جذعة، قال: "تجزئ عنك ولا تجزئ بعدك". وأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 108: 281)، قال: حدّثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة (ح). =
= وحدثنا أحمد بن زهير التستري قال: ثنا محمَّد بن عثمان بن كرامة قالا: ثنا عبيد الله بن موسى، به نحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 24) وقال: "رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير بنحوه، ورجال الجميع ثقات".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، من أجل حال عبد الجبار بن العباس، فإنه: "صدوق يتشيع". ويشهد له حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "ضحى خال لي يقال له: "أبو بردة" قبل الصَّلَاةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: شاتك شاة لحم. فقال: يا رسول الله، إن عندي داجنًا جذعة من المعز، قال: اذبحها ولا تصلح لغيرك. ثم قال: "من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (10/ 15: 5556، 5557)، ومسلم في صحيحه (3/ 1552: 1961)، وأبو داود في سننه (3/ 233، 234: 2801، 2800)، والنسائي في سننه (7/ 222، 223: 4394، 4395)، والترمذي في سننه (4/ 78: 1508)، وقال: "حديث حسن صحيح"، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (13/ 227, 232: 5906، 5907، 5908، 5910، 5911)، وأحمد في المسند (4/ 45، 281، 282، 287، 297، 298، 303)، ومالك في الموطأ (2/ 483: 4)، والدارمي في سننه (2/ 80)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 283، 284، 311، و 9/ 269، 276، 277)، والطيالسي في مسنده (ص 101: 743)، وأبو يعلى في مسنده (3/ 223: 1661، 1662)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 190: 908)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 172، 173)، وفي شرح مشكل الآثار (12/ 374، 378: 4871 إلى 4877)، والبغوي في شرح السنّة (4/ 327: 1114).
2297 - حَدَّثَنَا (¬1) بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا قَزَعَةُ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ جُنَادَةَ، عَنْ حَنَشٍ (¬2) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬3) فَجَاءَ رَجُلٌ فَدَخَلَ بِجَذَعٍ مِنَ الْمَعْزِ (¬4) سَمِينٍ (¬5) سَيِّدٍ (¬6)،، وَجَذَعٍ مِنَ الضَّأْنِ مَهْزُولٍ (¬7) خَسِيسٍ (¬8). فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا جَذَعٌ مِنَ الضَّأْنِ مَهْزُولٌ خَسِيسٌ، وَهَذَا جَذَعٌ مِنَ الْمَعْزِ سَمِينٌ سَيِّدٌ وَهُوَ خَيْرُهُمَا أَفَأُضَحِّي بِهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ضَحِّ به فإن الله [يحب] (¬9) الخير". ¬
2297 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 119/2] ونسبه إلى أبي يعلى، ثم ذكر روايات أخرى عند أحمد بن حنبل، والبزار وغيرهما. قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (11/ 92: 6223)، قال: حدّثنا بشر بن الوليد، حدّثنا قزعة عن الحجاج بن الحجاج، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ جُنادة، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ =
= أبي هريرة قَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- جلوسًا، فَجَاءَ رَجُلٌ فَدَخَلَ بِجَذَعٍ مِنَ الْمَعْزِ سَمِينٍ سَيِّد، وَجَذَعٍ مِنَ الضَّأْنِ مَهْزُولٍ خَسِيسٍ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا جَذَعٌ مِنَ الضَّأْنِ مَهْزُولٌ خَسِيسٌ، وَهَذَا جَذَعٌ مِنَ الْمَعْزِ سَمِينٌ سيد، وهو خيرهما، أفأُضحِّي به؟ قال: "ضحِّ به، فإن لله الخير". وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 227) كتاب الأضاحي، باب دم عفراء أفضل من دم سوداوين قال: حدّثنا أبو العباس يعقوب بن محمَّد، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا أسد بن موسى، ثنا قزعة بن سويد، به نحوه، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي فقال: "قلت: قزعة ضعيف".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، وفيه أربع علل: 1 - ضعف بشر بن الوليد من أجل اختلاطه. 2 - ضعف قزعة بن سويد. 3 - جهالة حال سلمة بن جنادة. 4 - جهالة عين حنش العبدي وحاله.
2298 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بكر (¬1) عن حميد، عن ثابت و (¬2) إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَقَالَ عِنْدَ ذَبْحِ (¬3) الْأَوَّلِ: عَنْ محمَّد وَآلِ محمَّد. وَقَالَ عِنْدَ ذَبْحِ (¬4) الثَّانِي: عَمَّنْ [آمَنَ] (¬5) بِي وَصَدَّقَ بِي [مِنْ] (¬6) أُمَّتِي". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (¬7) إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن بكر، به. ¬
2298 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 120/1] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى". وأخرجه أبو يعلى في مسنده (3/ 11: 1417)، قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثناه عبد الله بن بكر السهمي عن حميد، عن ثَابِتٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي طلحة، عن أبي طلحة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ضحى بكبشين أملحين، فقال عند الذبح الْأَوَّلِ: "عَنْ محمَّد وَآلِ محمَّد"، وَقَالَ عِنْدَ الذبح الثاني: "عمن آمن بي وصدق من أمتي". =
= وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (5/ 106: 4736)، قال: حدّثنا عبيد بن تمام، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ نحوه. وأخرجه كذلك أبو يعلى في مسنده (3/ 12: 1418)، قال: حدثناه إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدّثنا عبد الله بن بكر، به نحوه. قال الهيثمي في المجمع (22/ 4): "رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير والأوسط , من رواية إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن جده، ولم يدركه، ورجاله رجال الصحيح". قلت: ولم أجده في مجمع البحرين. وأخرجه الروياني في مسنده (2/ 161: 991)، قال: نا ابن إسحاق، نا عبد الله بن بكر السهمي، به نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه ضعيف لانقطاعه، فإن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لم يدرك جده. ويشهد له ما يلي: 1 - حديث أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَبْشَانِ جَذَعَانِ أَمْلَحَانِ فضحّى بهما". وقد تقدم برقم (2288). 2 - حديث أنس رضي الله عنه قَالَ: "ضَحَّى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبَّر". وقد تقدم في شواهد الحديث رقم (2288). 3 - حديث جابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- أُتِيَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ عَظِيمَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ فَأَضْجَعَ أَحَدَهُمَا وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ عَنْ محمَّد وَآلِ محمَّد، ثُمَّ أَضْجَعَ الْآخَرَ وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ عَنْ محمَّد وَأُمَّتِهِ مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ وشهد لي بالبلاغ". وقد تقدم برقم (2289). 4 - حديث أبي رافع رضي الله عنه قال: "ضحى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكبشين =
= أملحين موجوءين خصيين، فقال: أحدهما عمن شهد بالتوحيد ولي بالبلاغ، والآخر عنه، وعن أهل بيته. قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قد كفانا المؤونة". أخرجه أحمد في المسند (6/ 8، 391، 392)، والحاكم في المستدرك (2/ 391)، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقَّبه الذهبي فقال: "سهيل ذو مناكير، وابن عقيل ليس بالقوي". ومن طريقه أخرجه البيهقي في سننه (9/ 267)، وأخرجه البزّار "كشف الأستار" (2/ 62: 1208)، والطبراني في الكبير (1/ 311: 920، 921، 922)، وفي الأوسط "مجمع البحرين" (3/ 293: 1841)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 177). ونسبه الهيثمي في المجمع (4/ 21، 22) إلى أبي يعلى، ولم أجده في المطبوع من مسنده؛ وقال: "وإسناد أحمد والبزار حسن".
2299 - وقال أحمد بن منيع وعيد بْنُ حُمَيْدٍ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا (¬1) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ -أَخُو حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ- عَنْ (¬2) عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ محمَّد بن علي عمن أَخْبَرَنَا بِهِ (¬3) عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "قَوْمِي يَا فَاطِمَةُ فَاشْهَدِي أُضْحِيَّتَكِ، أَمَا إِنَّ لَكِ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقطر (¬4) مِنْ دَمِهَا مَغْفِرَةً لِكُلِّ ذَنْبٍ (¬5)، أَمَا إِنَّهُ يُجَاءُ (¬6) بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلُحُومِهَا (¬7) وَدِمَائِهَا سَبْعِينَ (¬8) ضِعْفًا ثُمَّ (¬9) يُوضَعُ (¬10) فِي مِيزَانِكِ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَهَذِهِ (¬11) لِآلِ محمَّد خَاصَّةً فَهُمْ أَهْلٌ لِمَا خُصُّوا بِهِ مِنْ خَيْرٍ (¬12) أَمْ لِآلِ محمَّد وَلِلنَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ: بَلْ لِآلِ محمَّد وَلِلنَّاسِ [عامة] (¬13). ¬
2299 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 120/ 1)، وقال: "رواه أحمد بن منيع، وعبد بن حميد، والبيهقي في الكبرى بسند ضعيف لضعف عمرو بن خالد القرشي". قلت: أما مسند أحمد بن منيع فمفقود، وأخرجه عبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (1/ 128: 78)، قال: أخبرنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ -أخو حماد بن زيد- قال: ثنا عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لفاطمة: "قومي فَاشْهَدِي أُضْحِيَّتَكِ، أَمَا إِنَّ لَكِ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ يقطر من دمها مغفرة لكل ذنب سلف، أما أنه يؤتي بها يوم القيامة لحومها ودماؤها سبعين ضعفًا حتى توضع في ميزانك قال: فقال أبو سعيد الخدري: أي رسول الله أهذه لآل محمَّد خاصة وهم أهل لما خصوا به من غيرهم، أم لآل محمَّد والناس عامة؟ فقال: لا بل لآل محمَّد والناس عامة". وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 283) كتاب الضحايا، باب ما يستحب للمرء من أن يتولى ذبح نسكه أو يشهده قال: أخبرنا أبو محمَّد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمَّد بن زياد، ثنا الحسن بن محمَّد الزعفراني، ثنا يزيد بن هارون به مثله. ثم قال: "عمرو بن خالد ضعيف". وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 241) باب في الترغيب في الأضحية والعمل في أيام العشرة (رقم 355)، قال: أخبرنا سليمان بن إبراهيم، ثنا علي بن ماشاذة، ثنا أبو الحسين محمَّد بن أحمد بن علي الأسواري، ثنا محمَّد بن إسماعيل الترمذي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سعيد بن زيد به نحوه. وقال في إسناده: "عَنْ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وربما قال عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال ... ". ونسبه الزيلعي في نصب الراية (4/ 220)، والحافظ ابن حجر في الدراية =
= (2/ 218) إلي "أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي" في كتابه "الترغيب والترهيب"، وقال ابن حجر: "بإسنادٍ واهٍ".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد "ضعيف جدًا" إن لم يكن موضوعًا، إذ إن مداره على "عمرو بن خالد القرشي" وهو متروك، ورماه غير واحد بالكذب والوضع كالإمام أحمد ووكيع، وابن معين وغيرهم.
2300 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ -مُؤَذِّنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ- عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِالْمُصَلَّى قَالَ لِرَجُلَيْنِ: مَا عِنْدَكُمَا مَا تُضَحِّيَانِ بِهِ؟ قَالَا: لَا. فَانْطَلَقَ بِهِمَا إِلَى مَنْزِلِهِ وَأَخْرَجَ شَاتَهُ قَالَ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمِنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ، ثُمَّ أَخَذَ (¬1) كَبِدَهَا أَوْ شَيْئًا مِنْهَا فَأَكَلُوا مِنْهَا، ثُمَّ جَزَّأَهَا ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَانْقَلَبَ الرَّجُلَانِ بِثُلُثَيْهَا (¬2)، وَدَخَلَ بَيْتَ أَبِي هريرة رضي الله عنه، الثلث". ¬
2300 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 120/ 2)، وقال: "رواه مسدّد عن عيسى بن يونس عنه به". وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 272)، قال: قال لي إسحاق: أخبرنا عيسى بن يونس قال: ثنا إبراهيم الأصفح عن أبيه "أنه رأى أبا هريرة أشرك في أضحيته رجلين".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان: 1 - الجهالة في "إبراهيم الأصفح". 2 - في إسناده "والد إبراهيم الأصفح" لم أعرفه، والله أعلم.
2301 - وَحَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الْخُصَيْبِ قَالَ: "إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الْأُضْحِيَّةِ فَقَالَ: أَكْرَهُ وَاجْتَنِبُ الْعَوْرَاءَ بَيِّنٌ عَوَرَهَا. وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ عَرَجُهَا. وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْمُهَزُولَةُ بين هزالها". ¬
2301 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 120/ 2)، وقال: "رواه مسدّد وفي إسناده أبو الخَصيب مختلف فيه، وثقه ابن حبّان وجهله الذهبي، وباقي رجاله ثقات". وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 265) كتاب الضحايا، باب الأضحية سنة يجب لزومها ويكره تركها، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا وهب بن جرير، ثنا شُعْبَةَ عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الخصيب -رجل من بني قيس بن ثعلبة- قال: شهدت ابن عمر رضي الله عنهما، وسأله عن شيء من أمر الأضحى، فقال: أكره أو أجتنب -شك وهب- العور البيِّن عورها، والعرجاء البيّن عرجها، والمريضة البين مرضها، والمهزولة البيّن هزالها، ثم قال له ابن عمر: "لعلك تحسب حتمًا؟ قلت: لا , ولكنه أجر وخير وسنة قال: نعم". وذكر بعضه البخاري في صحيحه معلقًا عن ابن عمر (10/ 5)، قال: وقال ابن عمر: "هي سنة ومعروف". قال الحافظ في الفتح (10/ 6): "وصله حماد بن سلمة في مصنفه بسند جيد إلى ابن عمر". وذكره ابن حجر "مختصرًا" في تغليق التعليق (5/ 3) بسنده إلى وكيع قال: ثنا حماد بن سلمة عن عقيل بن طلحة، عن زياد بن عبد الرحمن، سألت ابن عمر، عن الأضحية فقال: سنة ومعروف". =
= الحكم عليه:. الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات. إلَّا أبو الخصيب زياد بن عبد الرحمن القيسي. فإنه مجهول كما مضى في ترجمته، وعليه فالحديث ضعيف. ويشهد له حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أربع لا تجزيء في الأضاحي: العوراء بين عورها، والمريضة البيّن مرضها والعرجاء البين ظلعها والكسير -وفي رواية: والعجفاء- التي لا تنقي". أخرجه أبو داود في سننه (3/ 235، 236: 2802)، والترمذي في سننه (4/ 72: 1497)، وقال: "حديث حسن صحيح ... "، والنسائي في سننه (7/ 214، 215، 216: 4369، 4370، 4371)، وابن ماجه في سننه (2/ 1050: 3144)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 292: 2912)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (13/ 240، 245: 5919، 5921, 5922)، والحاكم في مستدركه (1/ 467، 468)، (4/ 223)، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، ومالك في الموطأ (2/ 482: 1)، وأحمد في المسند (4/ 284، 289، 300، 301)، والدارمي في سننه (2/ 76، 77)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 242)، (9/ 374)، والطيالسي في مسنده (101، 102: 749)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (1/ 103: 481)، (3/ 190: 907)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 168، 169)، والبغوي في شرح السنة (4/ 339: 1123)، والحديث صحيح انظر تصحيحه في: إرواء الغليل (4/ 360: 1148).
2302 - وَحَدَّثَنَا (¬1) فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: "إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ الله عنهما، شهدا الموسم. فلم يضحيا". ¬
2302 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 120/ 2)، وقال: "رواه مسدّد عن فضيل بن عياض عن المغيرة، عنه به". قلت: لم أجد من أخرجه بهذا المتن من هذه الطريق. ولذا قال الزيلعي في نصب الراية (4/ 211): "قوله: رُوي أن أبا بكر وعمر كانا لا يضحيان إذا كانا مسافرين، قلت: غريب"، وقال الحافظ في الدراية (2/ 215) معقبًا على هذا الأثر" لم أجده بل صح عنهما أنهما كانا لا يضحيان مطلقًا أحيانًا خشية أن يظن وجوبها".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان: 1 - عنعنة مغيرة بن مقسم، وهو مدلس من الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع. 2 - الإرسال فإن الشعبي ولد في خلافة عمر رضي الله عنه. وقد صح عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، كما قال الحافظ- أنهما كانا لا يضحيان مطلقًا خشية أن يظن وجوبها. رُوي ذلك من طريق الشعبي، عن أبي سريحة حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: "رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وما يضحيان مخافة أن يستن بهما". =
= أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 265)، وعبد الرزاق في المصنف (4/ 381: 8139)، والطبراني في الكبير (3/ 203: 3058). قال الهيثمي في المجمع (4/ 18): "رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح".
2303 - وَعَنْ (¬1) فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: "إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَحُجُّ فَلَا يُضَحِّي". قَالَ إِبْرَاهِيمُ: "وَكَانُوا يحجون ومعهم أرزاقهم وذهبهم فلا يضحون". ¬
2303 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 120/ 2) إلَّا أنه قال: "أوراقهم" بدل "أرزاقهم" ثم قال: "رواه مسدّد". وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 382) باب الضحايا (رقم 8141)، عن الثوري، عن مغيرة، عن إبراهيم "أن عمر بن الخطاب كان يحج فلا يضحي". وأخرجه كذلك برقم (8143)، عن الثوري، عن منصور، عن إبراهيم قال: "كانوا يحجون ومعهم الأوراق فلا يضحون".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات إلَّا أنه مرسل، قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (10)، وقال أبو زرعة: "إبراهيم النخعي عن عمر مرسل"، ونقله كذلك ابن أبي حاتم عن أبيه، وعليه فهو ضعيف، والله أعلم. لكن يشهد له الأثر السابق برقم (2302) "إِنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، شهد الموسم فلم يضحيا".
1 - باب العقيقة وما يصنع بالمولود
1 - بَابُ الْعَقِيقَةِ (¬1) وَمَا يُصْنَعُ بِالْمَوْلُودِ 2304 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ (¬2)، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه عَنْ (¬3) رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: [أَنَّهُ] (¬4) عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا" (¬5). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بهذا. ¬
2304 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 120/2] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى بإسناد حسن". =
= أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 113) كتاب العقيقة، باب (1) في العقيقة من رآها (رقم 24232)، قال: حدّثنا شبابة بن سوار قال: حدّثنا مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قال: "عق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحسن والحسين". ومن طريقه أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 443: 1933)، قال: حدّثنا أبو بكر، به مثله. قال الهيثمي في المجمع (4/ 57): "رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات". وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 16: 2573)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا سهل بن زنجلة الرازي، والحسن بن علي الحلواني قالا: ثنا شبابة بن سوّار، به مثله. وتابع محمَّد بن المنكدر أبا الزبير في الرواية عن جابر. أخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (3/ 333) كتاب (11) الوليمة والعقيقة، باب (11) السنة في المولود من العقيقة والختان وغير ذلك (رقم 1912)، وفي الصغير (2/ 122: 891)، قال: حدّثنا محمَّد بن أحمد بن الوليد البغدادي، حدّثنا محمَّد بن أبي السري العسقلاني، حدّثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمَّد، عن محمَّد بن المنكدر، عن جابر مثله، وزاد: "وختنهما لسبعة أيام". ثم قال: "لم يروه عن محمَّد بن المنكدر إلَّا زهير بن محمَّد، ولم يقل أحد ممن روى هذا الحديث "وختنهما لسبعة أيام" إلا الوليد بن مسلم". قال الهيثمي في المجمع (4/ 59): "رواه الطبراني في الصغير والكبير باختصار الختان، وفيه محمَّد بن أبي السري، وثقه ابن حبّان وغيره، وفيه لين". قلت: لم أجده في الكبير من هذه الطريق , ومحمد بن أبي السري هو محمَّد بن المتوكل بن عبد الرحمن الهاشمي -مولاهم- العسقلاني، صدوق عارف، له أوهام كثيرة -كما في التقريب (ص 504: 6263) -، وفي إسناده الوليد بن مسلم، وهو ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية -كما في =
= التقريب (ص 584: 7456) -. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 219)، قال: ثنا الحسن بن سفيان، حدثني محمد بن المتوكل، به مثله. ثم قال: "لا أعلم رواه عن الوليد غير محمد بن المتوكل، وهو محمَّد بن أبي السري العسقلاني".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات إلَّا المغيرة بن مسلم، فإنه صدوق حسن الحديث، لكن يشكل عليه أن أبا الزبير عنعنه، وهو مدلس من الطبقة الثالثة. وعليه، فهو ضعيف لكن قد تابعه محمَّد بن المنكدر، ويشهد له حديث كل من: 1 - عبد الله بن عباس. 2 - عائشة. 3 - بريدة بن الحصيب. 4 - أنس بن مالك. 1 - أما حديث ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عق عن الحسن والحسين"، وفي رواية: "عن الحسن كبشًا وعن الحسين كبشًا"، وفي رواية: "عن الحسن والحسين بكبشين كبشين". أخرجه أبو داود في سننه (3/ 261: 2841)، والنسائي في سننه (7/ 165، 166: 3219)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 299، 302)، وعبد الرزاق في مصنفه (4/ 330: 7962)، والطبراني في الكبير (3/ 15، 16: 2567، 2568، 2569، 2570) و (11/ 311: 11838)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 192: 911، 912)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 151)، وفي الحلية (7/ 116)، والخطيب البغدادي في تاريخه (10/ 151). والحديث صححه عبد الحق الأشبيلي، وابن دقيق العيد. انظر إرواء الغليل (4/ 379: 1164). =
= 2 - وحديث عائشة رضي الله عنها قالت: "عق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن حسن وحسين يوم السابع وسمّاهما وأمر أن يماط عن رأسه الأذى". أخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 127: 5311)، والحاكم في المستدرك (4/ 237)، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 299، 300 , 303)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3/ 74: 1051)، ورُوي الحديث بأتم من هذا، وسيأتي برقم (2309). 3 - وحديث بريدة بن الحصيب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- "عق عن الحسن والحسين". أخرجه النسائي في سننه (7/ 164: 4213)، وأحمد في المسند (5/ 355، 361)، والطبراني في الكبير (3/ 17: 2574)، قال الهيثمي في المجمع: "رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح". وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير: "وسنده صحيح". 4 - حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "عَقَّ عَنِ الحسن والحسين رضي الله عنهما بكبشين". وهو الحديث الآتي برقم (2305).
2305 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه [قَالَ] (¬1): "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِكَبْشَيْنِ". قَالَ الْبَزَّارُ: "لَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ جرير بن حازم عليه". ¬
2305 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 121/1] وقال: "رواه أبو يعلى، والبزار بإسناد صحيح". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (5/ 323، 324: 2945)، قال: حدّثنا الحارث بن مسكين، حدّثنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قتادة، عَنْ أَنَسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عق عن الحسن والحسين بكبشين". قال الهيثمي في المجمع (4/ 57): "رواه أبو يعلى والبزار باختصار ورجاله ثقات". وأخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 125) كتاب (40) الأطعمة، باب (4) العقيقة (رقم 5309)، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: حدّثنا ابن وهب، به مثله. وأخرجه البزّار في مسنده "كشف الأستار" (2/ 73) باب العقيقة (رقم 1235)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى قال: كتب لي أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، به مثله، ولكن لم يقل: "بكبشين". وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 299) كتاب الضحايا، باب العقيقة سنة. قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو عثمان بن عبدان، وأبو صادق محمَّد بن =
= أحمد العطار قالوا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا محمَّد بن إسحاق الصنعاني، ثنا محمَّد بن يحيي النيسابوري، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، به مثله. وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (3/ 335) كتاب (11) الوليمة والعقيقة، باب (11) السنة في المولود من العقيقة والختان وغير ذلك (رقم 1916)، قال: حدّثنا أحمد بن طاهر، ثنا جدي حرملة، ثنا عبد الله بن وهب، به مثله. ثم قال: لم يروه عن قتادة إلا جرير تفرَّد به ابن وهب. قال الهيثمي في المجمع (4/ 58): "رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح". قلت: أحمد بن طاهر ليس من رجال الصحيحين، بل هو كذاب كما رماه بذلك الدارقطني وغيره. انظر: ميزان الاعتدال (1/ 105). وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3/ 66) باب (160) بيان مشكل ما روي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيما يذبح عن المولود والذكر يوم سابعة هل هو شاة أو شاتان؟ (رقم 1038)، قال: حدّثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهب، به مثله. وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 126)، قال: ثنا موسى بن الصقر، ثنا إبراهيم بن المنذر، وثنا أحمد بن الحارث بن مسكين، ثنا أبي قالا: ثنا ابن وهب، به مثله، إلَّا أن إبراهيم بن المنذر لم يقل: "بكبشين"، ثم أورد ابن عدي بعده حديثًا، ثم قال: "وهذان الحديثان تفرد بهما ابن وهب عن جرير بن حازم، ولابن وهب عن جرير غير ما ذكرت غرائب".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكن فيه علتان: 1 - عنعنة قتادة وهو مدلس من الطبقة الثالثة الذين لا تقبل من حديثهم إلَّا ما صرَّحوا فيه بالسماع. =
= 2 - أنه من رواية جرير بن حازم عن قتادة، وجرير ضعيف في حديثه عن قتادة. وعليه، فالحديث ضعيف. لكن يشهد له حديث جابر رضي الله عنه، وقد تقدَّم قبله برقم (2304)، ويشهد له كذلك حديث ابن عباس وعائشة، وبريدة بن الحصيب، وقد سبقت جميعها في شواهد حديث جابر.
2306 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِابْنِ الزُّبَيْرِ فَحَنَّكَهُ (¬1) بِتَمْرَةٍ وَقَالَ: "هَذَا عَبْدُ اللَّهِ، وَأَنْتِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ". ¬
2306 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 121/1] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة ورواته ثقات". ولم أجد من أخرجه من هذه الطريق بتمامه، لكنه رُوي مختصرًا وليس فيه ذكر تحنيك النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن الزبير. فقد أخرج البيهقي في السنن الكبرى (9/ 311) كتاب الضحايا، باب المرأة تكنى وليس لها ولد. قال: وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: ثنا العباس بن محمَّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا أبو معاوية عن هشام (ح). وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي من أصل سماعه، وأبو نصر أحمد بن علي الفامي في آخرين قالوا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري الكوفي، ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة، عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قالت: "يا رسول الله: ألا تكنيني، فكل نسائك لها كنية، فقال: بلى اكتني بابنك عبد الله، فكانت تُكنى أم عبد الله". وأخرجه الطبراني في الكبير (23/ 18: 36)، قال: حدّثنا أبو مسلم الكشي، ثنا سليمان بن الفرح الهاشمي، ثنا أبو أسامة عن هشام، به نحوه. وأشار إليه أبو داود في سننه (5/ 253)، فقال: "ورواه أبو أسامة عن هشام بن =
= عباد بن حمزة، وكذلك حماد بن سلمة، ومسلمة بن قعنب عن هشام -كما قال أبو أسامة-". وتابع أبا أسامة كل من: 1 - أبو معاوية الضرير. 2 - يحيي بن عبد الله بن سالم. 3 - سعيد بن عبد الرحمن. 4 - وهيب بن خالد. 5 - حماد بن سلمة. 6 - أنس بن عياض الليثي. 7 - مسلمة بن قعنب. 1 - أما متابعة أبي معاوية الضرير، فأخرجها البيهقي كما سبق، وأخرجها البخاري في الأدب المفرد "فضل الله الصمد" (2/ 305) باب (377) كنية النساء (رقم 850)، قال: حدّثنا محمَّد بن سلام قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام بن عروة، به نحوه. إلا أنه قال في المطبوع: "عن يحيي بن عباد بن حمزة"، وهو خطأ والصواب: "عن عباد بن حمزة ... ". وأخرجها ابن سعد في الطبقات (8/ 66)، قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير عن هشام بن عروة، به نحوه. 2 و 3 - وأما متابعة يحيي بن عبد الله بن سالم، وسعيد بن عبد الرحمن، فأخرجها الحاكم في المستدرك (4/ 278) كتاب الأدب، باب رخصة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الاسم والكنية. قال: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بحر بن سابق الخولاني، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا يحيي بن عبد الله بن سالم، وسعيد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة، به نحوه وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. =
= 4 - وأما متابعة وهيب بن خالد، فأخرجها البخاري في الأدب المفرد في الباب السابق (2/ 306: 851)، قال: حدّثنا موسى قال: حدّثنا وهيب قال: حدّثنا هشام، به نحوه. وأخرجها ابن سعد في الطبقات (8/ 64)، قال: أخبرنا عفان بن مسلم، حدّثنا وهيب بن خالد، ثنا هشام، به نحوه. وأخرجها الطبراني في الكبير (23/ 18: 37)، قال: حدّثنا محمَّد بن العباس المؤدب، ثنا عفان، بن مسلم، ثنا وهيب بن خالد، عن هشام، به نحوه. 5 - وأما متابعة حماد بن سلمة، فأخرجها ابن سعد في الطبقات (8/ 63)، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام -يعني ابن عروة-، به نحوه. وأشار إليها أبو داود كما سبق، والبيهقي في الكبرى (9/ 311) بقوله: لفظ حديث أبي أسامة تابعه حماد بن سلمة، ومسلمة بن قعنب عن هشام. 6 - وأما متابعة أنس بن عياض الليثي، فأخرجها ابن سعد في الطبقات (8/ 66)، قال: أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن هشام بن عروة، به نحوه. 7 - وأما متابعة مسلمة بن قعنب، فأشار إليها أبو داود والبيهقي -كما سبق-. وخالف أبا أسامة ومن تابعه كل من: 1 - حماد بن زيد. 2 - ومعمر. 3 - وعمر بن حفص. 4 - وسفيان بن محمَّد. 5 - وقرَّان بن تمام. فرووه من طريق هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها. =
= 1 - أما رواية حماد بن زيد، فأخرجها أبو داود في سننه (5/ 253) كتاب (35) الأدب، باب (78) في المرأة تكنى (رقم 4970)، قال: حدّثنا مسدّد، وسليمان بن حرب -المعنى- قالا: حدّثنا حَمَّادٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله كل صواحبي لهن كنى. قال: فاكتني بابنك عبد الله [يعني: ابن أختها]. قال مسدّد: عبد الله بن الزبير، قال: فكانت تكنى بأم عبد الله. ثم قال أبو داود: وهكذا قال: قُرّان بن تمام ومعمر جميعًا عن هشام، نحوه. وأخرجها أحمد في المسند (6/ 107)، قال: ثنا مؤمل قال: ثنا حماد بن زيد قال: ثنا هشام بن عروة، به نحوه. وأخرجها كذلك في (6/ 206)، قال: ثنا يونس قال: ثنا حماد، به نحوه. وأخرجها البيهقي في السنن الكبرى (9/ 310) كتاب الضحايا، باب المرأة تكنى وليس لها ولد. قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد، ثنا ابن أبي قماش، ثنا عمرو بن عون، عن حماد بن زيد، عن هشام، به نحوه. وأخرجها أبو يعلى في مسنده (7/ 473، 474: 4500)، قال: حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا حماد، حدّثنا هشام به نحوه. ومن طريقه أخرجها ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص 369) باب ما جاء في كنى النِّساء (رقم 416)، قال: أخبرنا أبو يعلى به مثله. 2 - وأما رواية معمر، فأخرجها عبد الرزاق في مصنفه (11/ 42) باب الأسماء والكنى (رقم 19858)، قال: ثنا معمر [سقط من المطبوع] عن هشام بن عروة، به نحوه، وزاد: فكان يقال لها أم عبد الله حتى ماتت ولم تلد قط. ومن طريقه أخرجها أحمد في المسند (6/ 151)، قال: ثنا عبد الرزاق، به مثله. والطبراني في الكبير (23/ 18: 35)، قال: حدّثنا إسحاق عن عبد الرزاق به مثله. =
= والبغوي في شرح السنة (12/ 348) باب الكنية للصغير قبل أن يولد (رقم 3379)، قال: أخبرنا أبو سعيد الطاهري، أنا جدي عبد الصمد البزّار، أنا محمَّد بن زكريا الغدافري، أنا إسحاق الدبري، أنا عبد الرزاق، به مثله. وأشار إليها أبو داود في سننه -كماسبق-. 3 - وأما رواية عمر بن حفص، فأخرجها أحمد في المسند (6/ 186)، قال: ثنا عمر بن حفص أبو حفص المعيطي قال: ثنا هشام بن عروة، به نحوه. 4 - وأما رواية سيف بن محمَّد، فأخرجها الطبراني في الكبير (23/ 18: 34)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا جمهور بن منصور، ثنا سيف بن محمَّد عن هشام، به نحوه. 5 - وأما رواية سيف بن محمَّد، فأخرجها الطبراني في الكبير (23/ 18: 34)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا جمهور بن منصور، ثنا سيف بن محمَّد عن هشام، به نحوه. 5 - وأما رواية قُرَّان بن تمام، فأشار إليها أبو داود في سننه كما سبق. وخالفهم جميعًا وكيع فرواه عن هشام بن عروة، عن رجل من ولد الزبير، عن عائشة. أخرجه أحمد في المسند (6/ 186، 213)، وفي "الأسامي والكنى" (87: 248)، قال: حدّثنا وكيع عن هشام، عن رجل من ولد الزبير، عن عائشة أنها قالت: كل نسائك لها كنية غيري. قال: "أنت أم عبد الله". وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 300) كتاب الأدب، باب (144) ما قالوا في الرجل يُكتنى قبل أن يولد له، وما جاء فيه (رقم 26290)، قال: حدّثنا وكيع عن هشام، به نحوه. إلَّا أنه قال: "عن مولى للزبير" بدل قوله: "عن رجل من ولد الزبير". وأخرجه الطبراني في الكبير (23/ 18: 38)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله =
= الحضرمي، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا وكيع عن هشام، به مثل رواية الإِمام أحمد سندًا ومتنًا. قلت: هكذا أُبهم في رواية وكيع، والمبهم أحد رجلين إما عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير، وإما عروة ابن الزبير، وكلاهما ثقة. والذي يظهر -والله أعلم- صحة الحديث من الوجهين جميعًا وإن كان رواة الطريق الأولى أكثر وهم من جهة التوثيق أقوى، قال الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 206): "وسواء كان هذا أو ذاك فالحديث صحيح؛ لأنه إما عن عروة أو عن عباد، وكلاهما ثقة، والأقرب أنه عنهما معًا كما يقتضيه صحة الروايتين عن كل منهما".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، والله أعلم.
2307 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جُبَارَةُ (¬1) ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحُسَيْنِ [وَقَالَ مَرَّةً عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] (¬2)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مَنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ الْيُسْرَى لَمْ تَضُرَّهُ أم الصبيان (¬3) ". ¬
2307 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 121/1] وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف يحيي بن العلاء". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 150: 6780)، قال: حدّثنا جبارة، حدّثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عن طلحة بن عبيد الله، عن حسين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ الْيُسْرَى، لَمْ تضره أم الصبيان". قال الهيثمي في المجمع (4/ 59): "رواه أبو يعلى وفيه مروان بن سالم الغفاري وهو متروك". ولم أجده في المطبوع من المسند من طريق الحسن. ومن طريقه أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي "عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ" (ص 578) باب ما يعمل بالولد إذا ولد (رقم 623)، قال: أخبرنا أبو يعلى، به مثله. وأخرجه كذلك من طريقه ابن عدي في الكامل (7/ 198)، قال: أخبرنا أبو يعلى، والحسن بن سفيان به مثله. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/ 363)، قال: وأخبرتنا أم المجتبى =
= العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ قال: أبو يعلى، به مثله. إلَّا أن ابن المقرئ زاد فقال: "من ولد له مولود ... ".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد موضوع وفيه أربع علل: 1 - في إسناده جبارة بن المغلس وهو ضعيف. 2 - في إسناده يحيي بن العلاء، وهو متروك الحديث رمى بالوضع. 3 - في إسناده مروان بن سالم، وهو متروك الحديث ورماه الساجي بالوضع. 4 - في إسناده طلحة بن عبيد الله العقيلي، وهو مجهول. قال الألباني في الإرواء (4/ 402): "هذا إسناد موضوع آفته يحيي بن العلاء أو شيخه مروان وابن سالم فإن أحدهما شر من الآخر".
2308 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ (¬1)، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "فِي الْعَقِيقَةِ عَنِ الْغُلَامِ كَبْشَانِ وعن الجارية كبش". ¬
2308 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 121/1] , وقال: "رواه مسدّد موقوفًا ورواته ثقات"، ومسنده مفقود ولم أجده بهذا الإسناد عند غيره.
الحكم عليه: الحديث بهذا الأسناد "حسن"؛ من أجل حال عبد الله بن عثمان بن خثيم فإنه صدوق حسن الحديث، والله أعلم. ويشهد له. 1 - حديث عائشة رضي الله عنها: "يُعَقُّ عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ شاة ... "، وهو الآتي برقم (2309). 2 - حديث أم كرز الخزاعية أنها سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ في العقيقة: "عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ". أخرجه أبو داود في سننه (3/ 257، 258: 2834، 2835، 2836)، والنسائي في سننه (7/ 164، 165: 4215، 4216، 4217)، والترمذي في سننه (4/ 83: 1516)، وقال: "حسن صحيح"، وابن ماجة في سننه (6/ 1052: 3162)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 128، 129: 5312، 5313)، والحاكم في المستدرك (4/ 27)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وأحمد في المسند (6/ 381، 422)، والدارمي في سننه (2/ 81)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 300، 301، 302)، والحميدي في مسنده (1/ 166، 167: 345، 346)، وعبد الرزاق في مصنفه (4/ 328: 7953، 7954)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 114: 24241، 24242)، والطحاوي في =
= شرح مشكل الآثار (3/ 67، 70: 1040، 1041، 1043، 1045، 1046)، والبغوي في شرح السنة (11/ 265: 2818)، والحديث صححه الألباني كما في صحيح سنن أبي داود (2/ 545، 546: 2458، 2460، 2461)، وانظر إرواء الغليل (4/ 390، 391). 3 - حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن العقيقة؟ فقال: "لا يحب الله العقوق، وكأنه كره الاسم. قال: يا رسول الله إنما نسألك أحدنا يولد له؟ قال: من أحب أن ينسك عن ولده فلينسك عنه، عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة". أخرجه أبو دواد في سننه (3/ 262: 284)، والنسائي في سننه (7/ 162: 4212)، والحاكم في المستدرك (4/ 238)، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، وأحمد في المسند (2/ 182، 183، 194)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 300)، وعبد الرزاق في مصنفه (4/ 330: 7961)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 114: 24244)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (3/ 79: 1055)، والحديث حسنه الألباني للخلاف المعروف في عمر وابن شعيب عن أبيه، عن جده. كما في السلسلة الصحيحة (4/ 1655213). وهناك شواهد أخرى ذكرها الألباني في إرواء الغليل (4/ 389، 393)، وفيما ذكر الكفاية.
2309 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ عَنْ (¬1) عَبْدِ المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "يُعَقُّ عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ (¬2) وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ. قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَعَقَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، شَاتَيْنِ شَاتَيْنِ يَوْمَ السَّابِعِ، وَأَمَرَ أَنْ يُمَاطَ عَنْ رَأْسِهِ (¬3) الْأَذَى وَقَالَ: اذْبَحُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ وَقُولُوا: بِسْمِ اللَّهِ (¬4) وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ هَذِهِ عَقِيقَةُ فُلَانٍ. قَالَتْ (¬5): وَكَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ تُؤْخَذُ قُطْنَةٌ فَتُجْعَلُ (¬6) فِي دَمِ الْعَقِيقَةِ ثُمَّ تُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَجْعَلَ (¬7) مَكَانَ الدم خلوقًا (¬8). ¬
2309 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 120/2] وقال: "رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ =
= أبي شيبة، وأبو يعلى، وابن حبّان في صحيحه , والحاكم، والبيهقي". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (8/ 17، 18: 4521) , قال حدّثنا إسحاق حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أَبِي رَوَّادٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة قَالَتْ: "يُعَقُّ عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ، وَعَنِ الجارية شاة". قالت عائشة: فعق رسول الله عن الحسن والحسين شَاتَيْنِ شَاتَيْنِ يَوْمَ السَّابِعِ، وَأَمَرَ أَنْ يُمَاطَ عن رأسه الأذى"، وقال: "اذبحوا على اسمه، وَقُولُوا: بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهم مِنْكَ ولك هذه عقيقة فلان". قال: "وكانوا في الجاهلية تؤخذ قطعة تجعل فِي دَمِ الْعَقِيقَةِ ثُمَّ تُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يجعلوا مكانه خلوقًا. وأخرج ابن حبّان بعضه مفرقًا في صحيحه "الإحسان" (12/ 124) كتاب (40) الأطعمة، باب (4) العقيقة (رقم 5308)، قال: أخبرنا محمَّد بن المنذر بن سعيد حدّثنا يوسف بن سعيد، حدّثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني يحيي بن سعيد، به عن عائشة قالت: كانوا في الجاهلية إذا عقوا ... الحديث". وقال في (12/ 127: 5311)، قال: أخبرنا عمر بن محمَّد الهمداني حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا ابن وهب أخبرني محمَّد بن عمرو -قال أبو حاتم-: وهو اليافعي شيخ مصري ثقة، عن ابن جريج، به عن عائشة قالت: عق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن حسن وحسين يوم السابع وسماهما، وأمر أن يماط عن رأسه الأذى". وأخرجه الحاكم مختصرًا في المستدرك (4/ 237) كتاب الذبائح، باب عق النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ يوم السابع. قال: أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ محمَّد بْنُ يَعْقُوبَ ثنا أَبُو الربيع بن سليمان، ومحمد بن عبد الله بن الحكم، ثنا عبد الله بن وهب، به مثل لفظ ابن حبّان الثاني. ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 303) كتاب الضحايا، باب لا يمس الصبي بشيء من دمها قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر ابن إسحاق الفقيه أنبأ الحسن بن علي بن زياد، ثنا أبو حمة محمَّد بن يوسف، أنبأ أبو قرة =
= عن ابن جريج حديثًا ذكره عن يحيي بن سعيد (ح)، وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني، أنبأ أبو محمَّد بن حيان، ثنا محمَّد بن عبد الله رسته، ثنا محمَّد بن بكار الصيرفي ثنا عبد المجيد، به نحوه مختصرًا. وأخرجه البزّار في مسنده "كشف الأستار" (2/ 75) أبواب الصيد (رقم 1239)، قال: حدّثنا الحارث بن الحصين العطار ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، به نحوه مختصرًا. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 330) كتاب العقيقة (رقم 7963)، قال: عن ابن جريج قال حدثت حديثًا رفع إلى عائشة أنها قالت: ... فذكره بتمامه. وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 226): "قال حدّثنا أحمد بن الحارث أخبرني أبي ثنا ابن وهب أخبرني محمد بن عمرو، عن ابن جريج، به نحوه مختصرًا. وقال: وهذا لا أعلم يرويه، عن ابن جريج بهذا الإسناد غير محمَّد بن عمرو اليافعي هذا، وعبد المجيد بن أبي داود.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - في إسناده "عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد" وهو صدوق مدلس وقد عنعنه. 2 - عنعنة ابن جريج وهو كذلك مدلس من الثالثة. وإن كان قد صرح بالتحديث كما في رواية ابن حبّان الأولى لكن ابن حبّان لم يخرج الحديث كاملًا من هذه الطريق وإنما أخرج قول عائشة في آخره "كانوا في الجاهلية ... "، وأما الرواية الثانية لابن حبّان فلا تزال فيها عنعنة ابن جريج. وعليه: فالحديث بهذا الإسناد ضعيف لكن يشهد لقولها في الحديث "يُعَقُّ عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شاة" حديث أم كرز الخزاعية أنها سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ في العقيقة: "عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ"، =
وحديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وفيه "من أحب أن ينسك عن ولده فلينسك عنه، عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة". وحديث ابن عباس في العقيقة "عن الغلام كبشان كبشان، وعن الجارية كبش". وقد تقدم الكلام عليها جميعًا في الحديث رقم (2308) وشواهده. ويشهد لقولها "وكانوا في الجاهلية ... " الحديث. حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: "كنا في الجاهلية إذا ولد لأحدنا غلام ذبح شاة ولطخ رأسه بدمها فلما جاء الإِسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران". أخرجه أبو داود في سننه (3/ 263، 264: 2843)، ومن طريقه في السنن الكبرى (9/ 302، 303)، والحاكم في المستدرك (4/ 238)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وقال الألباني في الإرواء (4/ 389): "قلت: إنما هو على شرط مسلم وحده ... ". وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3/ 64، 75). والحديث قال عنه الألباني "حسن صحيح" كما في صحيح سنن أبي داود (2/ 548: 2469)، وانظر إرواء الغليل (4/ 388، 389).
25 - أبواب الذبائح
25 - أَبْوَابُ الذَّبَائِحِ 1 - بَابُ ذَكَاةِ الْجَنِينِ (¬1) 2310 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "الْجَنِينُ يُذْبَحُ حَتَّى يَخْرُجَ مَا فِيهِ مِنَ الدَّمِ". ¬
2310 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 116/ 1)، وقال: "رواه مسدّد موقوفًا، والدارقطني والبيهقي مرفوعًا بلفظ ... " فذكره. قلت: رُوي الحديث بألفاظ مختلفة عن ابن عمر موقوفًا ومرفوعًا: أما الموقوف فورد من طريق مالك، وعبد الله بن عمر، وأيوب بن موسى عن نافع، عن ابن عمر به. أخرجه مالك في الموطأ (2/ 490) كتاب (24) الذبائح، باب (4) ذكاة ما في بطن الذبيحة (رقم 8)، قال: عن نافع، عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول: "إذا نحرت الناقة فذكاة ما في بطنها في ذكاتها إذا كان قد تم خلقه ونبت شعره فإذا خرج من بطن أمه ذبح حتى يخرج الدم من جوفه". وأخرجه البيهقي (9/ 335) كتاب الضحايا، باب ذكاة ما في بطن الذبيحة قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمَّد بن الحسن المهرجاني أنبأ أبو بكر محمَّد بن جعفر المزكي ثنا محمَّد بن إبراهيم العبدي، ثنا ابن بكر، ثنا مالك به مثله. ثم قال: وأخبرنا =
= أبو بكر بن الحسن، وأبو زكريا ابن أبي إسحاق قالا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، أنبأ محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، حدثني عبد الله بن عمر ومالك بن أنس وغير واحد به مثله. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 501: 8642)، قال: أخبرنا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال في الجنين: "إذا خرج ميتًا وقد أشعر أو وبرّ فذكاته ذكاة أمه". وأما المرفوع فرُوي من أربع طرق: 1 - من طريق عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر وقد روى عن عبيد الله من طريقين: الأولى: من طريق مبارك بن مجاهد عنه. أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 271) باب الصيد والذبائح والأطعمة وغير ذلك (رقم 24)، قال: حدّثنا أبو نصر بن حمدويه المروزي وعلي بن الفضل بن طاهر قالا: نا معمر بن محمَّد بن معمر البلخي، نا عصام بن يوسف، نا مبارك بن مجاهد عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال في الجنين: "ذكاته ذكاة أمه أشعر أو لم يشعر"، قال عبيد الله: "ولكنه إذا خرج من بطن أمه يؤمر بذبحه حتى يخرج الدم من جوفه". ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 335)، قال: أخبرنا أبو بكر الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ به مثله. وقال أيضًا: أخبرنا أبو الحسن محمَّد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله، أنبأ محمَّد بن حمدوية بن سهل المروزي المطوعي به مثله. ثم قال: "وروي من أوجه عن ابن عمر رضي الله عنه، مرفوعًا ورفعه ضعيف والصحيح موقوف". وأخرجه تمام في فوائده "الروض البسام" (3/ 154) كتاب (18) الصيد والذبائح، باب (7) ذكاة الجنين (رقم 958)، قال: حدثني أبو زرعة الرازي أحمد بن =
= الحسين بن علي: نا أبو حرب محمَّد بن أحْيَد البلخي: نا أبو شهاب، نا عصام بن يوسف، نا مبارك بن مجاهد به مثله. وأخرجه قبل ذلك (برقم 957)، قال: حدثني أبو رحمه الله، نا أبو بشر محمَّد بن عمران بن الجُنيد الرازي، نا أحمد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سعد الدَّشْتكي الرازي. نا أبي. نا المبارك بن مجاهد به مثله مختصرًا. الثانية: من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة عنه. أخرجها الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (3/ 361، 317) كتاب (10) الصيد والذبائح، باب (16) ذكاة الجنين (رقم 1882)، وفي الصغير (1/ 34، 35: 20)، قال: حدّثنا أحمد بن يحيي الأنطاكي قَرْقَرَة حدّثنا عبد الله بن نصر الأنطاكي حدّثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر به مرفوعًا بلفظ "ذكاة الجنين ذكاة أمه" ثم قال: لم يروه مرفوعًا عن عبيد الله إلَّا أبو أسامة تفرد به عبد الله بن نصر. وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 231)، قال: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ الصفري، ثنا عبد الله بن نصر، ثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمرة به مثله. ثم قال: "وهذا يعرف بعبد الله بن نصر بهذا الإسناد وقد رُوي عن علي بن غراب أيضًا، عن عبيد الله. قلت: لم أجد من أخرجه من طريق علي بن غراب. 2 - من طريق أيوب بن موسى عن نافع، عن ابن عمر. أخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (3/ 316، 317: 1881)، وفي الصغير (2/ 223: 1067)، قال: حدّثنا محمَّد بن حسنويه الأصبهاني المقرئ، نا أحمد بن الفرات الرازي، ثنا هشام بن بلال، ثنا محمَّد بن مسلم الطائفي عن أيوب بن موسى، عن نافع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "ذكاة الجنين ذكاة أمه". ثم قال: لم يروه عن أيوب إلَّا محمَّد بن مسلم ولا عن محمَّد إلَّا هشام تفرد به أبو مسعود، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان" (2/ 47)، =
= قال: حدّثنا سليمان بن أحمد به مثله. وأخرجه كذلك الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" في الموطن السابق (برقم 1884)، قال: حدّثنا يعقوب بن إسحاق، ثنا عثمان بن عبد الوهاب الثقفي، نا أبي، نا محمَّد بن مسلم الطائفي عن أيوب بن موسى به مثله. 3 - من طريق محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر. أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 114) كتاب الأطعمة، باب ذكاة الجنين ذكاة أمه قال: حدّثنا أبو الوليد، ثنا الحسين بن سفيان، ثنا وهب بن بقية، ثنا محمَّد بن الحسن الواسطي عن محمَّد بن إسحاق، عن نافع به بلفظ "ذكاة الجنين إذا أشعر ذكاة أمه ولكنه يذبح حتى يصاب ما فيه من الدم". وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 275)، قال: أخبرنا ابن قَحْطَبة قال: حدّثنا وهب بن بقية به مثله غير أنه قال "ينصب" 4 - من طريق ابن عون عن نافع، عن ابن عمر. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 61)، قال: ثنا محمَّد بن جعفر المطيري، ثنا إبراهيم بن نصر الكندي، ثنا الخليل بن زكريا الشيباني، ثنا ابن عون عن نافع به مرفوعًا بلفظ "ذكاة الجنين ذكاة أمه" ثم قال ابن عدي بعد إيراد حديثين بهذا الإسناد: "وهذا الحديثان عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر لا يرويهما غير الخليل بن زكريا، وعند الخليل عن ابن عون بهذا الإسناد غير ما ذكرت وكلها مناكير غير محفوظة عن ابن عون". قلت: هكذا روي عن ابن عمر موقوفًا ومرفوعًا والصحيح الموقوف. قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (4/ 158): "قال ابن عدي: اختلف في رفعه ووقفه على نافع ثم قال: ورواه أيوب وعدد جماعة عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا وهو الصحيح"، وقد تقدم قول البيهقي: "وروي من أوجه عن ابن عمر رضي الله عنه، مرفوعًا ورفعه ضعيف والصحيح موقوف"، وقال ابن أبي حاتم في =
= العلل (2/ 44: 1614) بعد أن سأل أباه عنه، فأورد الخلاف فيه ثم قال: " ... وغيرهم يروونه عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا وهو أصح".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، من أجل حال "ليث بن أبي سليم"، وهو موقوف على ابن عمر، ولا يصح مرفوعًا كما سبق. لكن يشهد له وروده عن جمع من الصحابة ومنهم: 1 - أبو سعيد الخدري. 2 - جابر بن عبد الله. 3 - أبو هريرة. 4 - عبد الله بن مسعود. 5 - أبو أيوب الأنصاري. 6 - ابن عباس. 7 - علي بن أبي طالب. 8 - أبو أمامة. 9 - أبو الدرداء. 10 - عمار بن ياسر. 11 - كعب بن مالك. وسأكتفي منها بما يرفع درجة الحديث ويرقيه. 1 - حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الجنين فقال: "كلوه إن شئتم"، وفي رواية "قلنا يا رسول الله: ننحر الناقة ونذبح البقرة والشاة فنجد في بطنها الجنين أنلقيه أم نأكله؟ قال: كلوه إن شئتم فإن ذكاته ذكاة أمه". أخرجه أبو داود في سننه (3/ 252: 2827)، والترمذي في سننه (4/ 60: =
= 1476)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وابن ماجه في سننه (2/ 1067: 319)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (13/ 206، 207: 5889)، وأحمد في مسنده (3/ 31، 39، 45، 53)، والدارقطني في سننه (4/ 273، 274: 28، 29، 30)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 335)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 278: 992)، (2/ 415: 1206)، والطبراني في الصغير (1/ 156: 242) و (1/ 283، 284: 467)، وعبد الرزاق في المصنف (4/ 502: 8651)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 185: 900)، والبغوي في شرح السنة (11/ 228: 2789)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/ 412). قال الزيلعي في نصب الراية (4/ 189): "قال المنذري: إسناده حسن، ويونس -وإن تكلّم فيه- فقد احتج به مسلم في صحيحه". وصححه الألباني كما في صحيح سنن أبي داود (2/ 544: 2451). 2 - حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: "ذكاة الجنين ذكاة أمه"، وفي بعض الروايات زيادة "إذا أشعر". أخرجه أبو داود في سننه (3/ 253: 2828)، والحاكم المستدرك (4/ 114)، وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، والدارمي في سننه (2/ 84)، والدارقطني في سننه (4/ 273: 27)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 334، 335)، وأبو يعلى في مسنده (3/ 343: 1808)، وابن عدي في الكامل (2/ 320، 343، 6/ 408)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص 265)، وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 92، 9/ 236)، وفي "أخبار أصبهان" (1/ 92، 2/ 82)، والخليلي في الإرشاد (1/ 438: 113). قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (4/ 156): " ... والحق أن فيها ما تنتهض به الحجة وهي مجموع طرق حديث أبي سعيد، وطرق حديث جابر على ما سيأتي بيانه ... ". =
= والحديث صححه الألباني كما في صحيح سنن أبي داود (2/ 544: 2452). قلت: هذان الحديثان يصحان بمجموع طرقهما ويرتقيان بحديث الباب وأما باقي الشواهد فلا تخلو من ضعف. انظر في تفصيل ذلك نصب الراية (4/ 189 - 192)، الدراية (2/ 208: 909)، التلخيص الحبير (4/ 156 - 158: 2009)، الهداية في تخريج أحاديث البداية (6/ 214 - 225)، إرواء الغليل (8/ 172 - 175: 2539).
2311 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الجنين فقال: "ذكاته ذكاة أمه".
2311 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 116/ 2)، وقال: "رواه أحمد بن منيع، ورواه البيهقي في الكبرى بغير إسناد ... ". قلت: أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 78، 79: 57)، قال: حدّثنا محمَّد بن محمَّد الجذوعي القاضي والحسين بن إسحاق التستري قالا: ثنا الحسن بن عمرو [هكذا في المطبوع، والصواب: عمر] ابن شقيق عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مالك، عن أبيه فذكره. فجعله من طريق عبد الرحمن بن كعب عن أبيه. وأخرجه كذلك في الأوسط "مجمع البحرين" (3/ 318) كتاب (10) الصيد والذبائح، باب (16) ذكاة الجنين (رقم 1885)، قال: حدّثنا عثمان بن عمر الضبي، نا الحسن بن عمر بن شقيق، ثنا أبي عن إسماعيل بن إبراهيم، عن كعب [هكذا في المطبوع، ويظهر أن هناك سقط كلمة أو كلمتين، ولعلها عبد الله أو عبد الرحمن] بن مالك، عن أبيه فذكره. ثم قال لم يروه، عن الزهري إلَّا إسماعيل. قلت: وإسماعيل هو ابن إبراهيم بن عقبة الأسدي وهو ثقة كما في التقريب (ص 105: 414). وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه مرسلًا (4/ 500، 501) باب الجنين (رقم 8641)، قال: عن ابن عيينة، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك قَالَ: "كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقولون: إذا أشعر الجنين فذكاته ذكاة أمه". وذكره البيهقي في السنن الكبرى (9/ 335)، فقال: وفي حديث الزهري عن ابن كعب بن مالك أنه قال: فذكر مثله. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، من أجل حال إسماعيل بن مسلم المكي. لكن هذا الضعف يزول وينجبر بأمرين: 1 - رواية الطبراني في الأوسط فإنها لا تنزل عن درجة الحسن إن شاء الله. 2 - شواهد الحديث الأخرى، وقد تقدمت في الحديث رقم (2310) وشواهده.
2 - باب الذبائح
2 - بَابُ الذَّبَائِحِ 2312 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: "يُكْرَهُ أن تحد الشفرة (¬1) والشاة تنظر". ¬
2312 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 120/1]، وقال: "رواه مسدّد بسند ضعيف، صالح مولى التوأمة اختلط بأخرة، وروى عنه سفيان بعد الإختلاط". وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 493) باب سنة ذبح (رقم 8606)، قال: عن الثوري عن رجل، عَنْ صَالِحٍ -مَوْلَى التَّوْأَمَةِ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: سمعته يقول: إذا أحد أحدكم الشفرة فلا يحدها والشاة تنظر إليه". وأخرجه كذلك برقم (8607)، قال: عن الأسلمي أنه سمع صالحًا -مولى التوأمة- يحدث به عن أبي هريرة. قلت: وهذه الطريق لا يفرح بها فإن الأسلمي وهو: إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيي الأسلمي متروك كما في التقريب (ص 93 رقم 241).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد موقوف على أبي هريرة، وهو ضعيف، من أجل حال =
= صالح بن نبهان -مولى التوأمة- فإنه كبر واختلط وكان سماع سفيان الثوري منه بعد اختلاطه. لكن يشهد له حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن رجلًا أضجع شاة يريد أن يذبحها وهو يحد شفرته، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أتريد أن تميتها موتان. هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها". أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 231)، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، وأخرجه في (4/ 233)، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاها ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 280)، والطبراني في الكبير (9/ 280)، والطبراني في الكبير (11/ 332، 333: 11916)، وفي الأوسط "مجمع البحرين" (3/ 320: 1890). وقال الهيثمي في المجمع (5/ 33): "رواه الطبراني في الكبير، والأوسط ورجاله رجال الصحيح"، وصححه الألباني في الصحيحة (1/ 32: 24).
2313 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [قَالَ] (¬1): كَانَ لَا يَرَى بذبيحة الأقلف (¬2) (¬3) بأسًا". ¬
2313 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 120/1]، وقال: "رواه أبو يعلى". قلت: لم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى ولا في المقصد العلي، ولعله في الكبير الذي لم يطبع. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 175) كتاب الفطرة والختان (رقم 20249)، قال: أخبرنا معمر عن الحسن قال: "إذا أسلم الرجل فخشي على نفسه العنت إن اختتن وتؤكل ذبيحته، وتقبل صلاته وتجوز شهادته". وذكره كذلك من هذه الطريق في (4/ 484). وأخرجه البخاري في صحيحه تعليقًا (9/ 552) كتاب (72) الذبائح والصد، باب (22) ذبائح أهل الكتاب وشحومها من أهل الحرب وغيرهم، قال: وقال الحسن، وإبراهيم: "لا بأس بذبيحة الأقلف". وقال الحافظ في الفتح (9/ 553): "وأثر الحسن أخرجه عبد الرزاق ... " ووصله كذلك في تغليق التعليق (4/ 516).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، من أجل حال "عبدان" فإنه مجهول كما في ترجمته، لكن يشهد له وروده من طريق عبد الرزاق عن معمر كما في تخريجه، والله أعلم.
2314 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ -هُوَ الْجُعْفِيُّ- عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ الذَّبَائِحِ فَقَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا الْتَاثَتْ (¬1) رَاحِلَةُ أَحَدِنَا طَعَنَ بِالسَّيْفِ فِي صُدْغِهَا (¬2) ". ¬
2314 - تخريجه: ذكره المصنف في "المطالب العالية"، ونسبه إلى إسحاق ولم أجده في مظانه في "مختصر الإتحاف"، ولم أجده في المطبوع من مسند إسحاق بن راهويه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ من أجل حال جابر الجعفي فإنه "متروك"، والله أعلم.
3 - باب التسمية
3 - بَابُ التَّسْمِيَةِ 2315 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الذَّبْحِ (¬1): "بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ لَكَ وَمِنْكَ تَقَبَّلْ مِنْ فُلَانٍ". وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ مَا شَاءَ فَإِذَا كَانَ الذَّبْحُ قَالَ: "بسم الله". ¬
2315 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 115/ 2)، وقال: "رواه مسدّد، ورواته ثقات". ولم أجده عند غيره.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات لكنه ضعيف، من أجل عنعنة هشيم وهو مدلس من المرتبة الثالثة الذين لا يقبل من حديثهم إلَّا ما صرحوا فيه بالسماع، لكن يشهد لقوله "بسم الله والله أكبر" الأثر الآتي عن أنس رض الله عنه أنه كان إِذَا ذَبَحَ قَالَ: "بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ".
2316 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: [كَانَ] (¬1) أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا ذَبَحَ قال: "بسم الله والله أكبر". ¬
2316 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 115/ 2)، وقال: "رواه مسدّد ومحمد بن يحيي بن أبي عمر، واللفظ له وإسناده صحيح". قلت: ولم أجده عند غيرهما.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح موقوف على أنس رضي الله عنه. ولكن له حكم الرفع حيث أنه لا مجال فيه للرأي. وقد ثبت عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمَّى وكبَّر" وقد تقدم تخريجه في شواهد الحديث رقم (2288).
2317 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: "ذَبِيحَةُ الْمُسْلِمِ حَلَالٌ وَإِنْ لَمْ يُسَمِّ ما لم يتعمد والعبد (¬1) كذلك". ¬
2317 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 115/ 2)، وقال: "رواه الأحوص مرسلًا، والأحوص ضعيف". قلت: أخرجه الحارث في مسنده "البغية" (1/ 478)، كتاب الصيد والذبائح وما أمر بقتله، باب (2) التسمية على الذبح (رقم 410)، قال: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ذَبِيحَةُ الْمُسْلِمِ حَلَالٌ وَإِنْ لم يسم ما لم يتعمد، والصيد كذلك".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - في إسناده "الأحوص بن حكيم وهو ضعيف". 2 - أنه مرسل وهو من أنواع الضعيف. ويشهد له الحديثان الآتيان برقم (2318، 2319).
2318 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الصَّلْتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"ذَبِيحَةُ الْمُسْلِمِ حَلَالٌ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ لَمْ يَذْكُرْهُ (¬1)، وَإِنَّهُ إِنْ ذَكَرَ لَمْ يَذْكُرْ إلَّا اسْمَ اللَّهِ". ¬
2318 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 115/ 2)، وقال: "رواه مسدّد مرسلًا، وأبو داود في المراسيل، والبيهقي في الكبرى مرسلًا ورواته ثقات". قلت: أخرجه مسدّد في مسنده كما ذكر المصنف والبوصيري وهو مفقود. ومن طريق أخرجه أبو داود في "المراسيل" (278) باب (70) ما جاء في الضحايا والذبائح (رقم 378)، قال: حدّثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ ثور بن يزيد، عن الصلت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"ذَبِيحَةُ الْمُسْلِمِ حَلَالٌ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ أو لم يذكر، إنه إِنْ ذَكَرَ لَمْ يَذْكُرْ إلَّا اسْمَ اللَّهِ". ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 240)، كتاب الصيد والذبائح، باب من ترك التسمية وهو ممن تحل ذبيحته قال: أخبرنا أبو بكر محمَّد بن محمَّد، أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي، ثنا أبو داود فذكره.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان: 1 - في إسناده "الصلت السدوس" وهو مجهول. 2 - أنه مرسل فإن الصلت تابعي كما في ترجمته، والمرسل من أنواع الضعف، ولذا قال الزيلعي في نصب الراية (4/ 183): "قال ابن القطان: وفيه مع الإرسال أن الصلت السدوسي لا يعرف حاله ولا يعرف بغير هذا, ولا روى عنه غير ثور بن يزيد". لكن يشهد له الحديث المرسل السابق برقم (2317)، وحديث ابن عباس الآتي برقم (2319).
2319 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، أَخْبَرَنِي عَيْنٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "إِذَا ذَبَحَ الْمُسْلِمُ وَنَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى فَلْيَأْكُلْ فَإِنَّ الْمُسْلِمَ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى". قَالَ: يَعْنِي بِقَوْلِهِ: "أَخْبَرَنِي عَيْنٌ": أَيْ عكرمة.
2319 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 115/ 2)، وقال: "رواه الحميدي والبيهقي ... ". قلت: ولم أجده في المطبوع من مسند الحميدي. ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 239، 230) كتاب الصيد والذبائح، باب من ترك التسمية وهو ممن تحل ذبيحته قال: وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا أبو بكر الحميدي، ثنا سفيان، ثنا عمرو عن أبي الشعثاء وهو جابر ابن زيد قال: أَخْبَرَنِي عَيْنٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "إِذَا ذَبَحَ الْمُسْلِمُ وَنَسِيَ" أَنْ يذكر اسم الله فَلْيَأْكُلْ، فَإِنَّ الْمُسْلِمَ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الله ثم قال: "يعني بعين عكرمة". وأخرجه الدارقطني في سننه (4/ 295) باب الصيد والذبائح والأطعمة وغير ذلك (رقم 96)، قال: نا أحمد بن محمَّد بن أبي شيبة، نا محمَّد بن بكر بن خالد، نا سفيان بن عيينة به نحوه. وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (4/ 481)، كتاب المناسك، باب التسمية عند الذبائح (رقم 8548)، عن ابن عيينة، به نحوه وزاد: "وإن ذبح المجوسي وذكر اسم الله فلا تأكله". وأخرجه البخاري في صحيحه معلقًا (9/ 538)، كتاب (72) الذبائح والصيد، باب (15) التسمية على الذبيحة ومن ترك متعمدًا قال: وقال ابن عباس "من نسي فلا =
= بأس". قال الحافظ في الفتح (9/ 539): "وصله الدارقطني من طريق شعبة عن مغيرة، عن إبراهيم في المسلم يذبح وينسى التسمية قال: "لا بأس به، وبه عن شعبة، عَنْ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن أبي الشعثاء حدثني (ع). عن ابن عباس: أنه لم ير به بأسًا". قلت: أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 295: 95)، وانظر تغليق التعليق (4/ 512). ونسبه الحافظ في الفتح إلى سعيد بن منصور في سننه ثم قال: "وسنده صحيح وهو موقوف". قلت: لم أجده في المطبوع من سنن سعيد بن منصور. ومن طريق سعيد بن منصور أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 239) "الموطن السابق". قال: أخبرناه أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة، أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل ابن زكريا النضروي ثنا أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا سفيان به نحوه.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح، وهو موقوف على ابن عباس.
2320 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، ثَنَا مَطَرٌ (¬1) عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: "مَنْ أَهَلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ، وَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقَلْ فكذلك ... " الحديث. ¬
2320 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 137/ 1)، وقال: "رواه أبو يعلى". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 56: 2071)، قال: حدّثنا عمرو بن الضحاك حدّثنا أبي، حدّثنا عمران القطان، حدّثنا مطر عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"مَنِ ادَّعَى لغير أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ رَغْبَةً عنهم، فعليه لعنة الله، ومن سب والديه أو والده فكذلك ومن أهل لغير الله فكذلك، ومن استحل شيئًا من حدود مكة فكذلك، وَمَنْ قَالَ علىَّ مَا لَمْ أَقَلْ فَكَذَلِكَ". وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 149)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه القطان، وثقه ابن حبّان وضعفه غيره".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، ويشهد له حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لعن الله من لعن والديه ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من أوى محدثًا، ولعن الله من غير منار الأرض". أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1567: 1978)، والنسائي في سننه (7/ 232: 4422). وأحمد في مسنده (1/ 108، 118، 152)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (13/ 216: 5896)، والحاكم في المستدرك (4/ 153)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 99)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 450: 602)، والبخاري في "الأدب المفرد" (1/ 74: 17)، والبغوي في شرح السنة (11/ 226: 2788).
4 - باب حل ما ليس له ناب
4 - بَابُ حِلِّ مَا لَيْسَ لَهُ نَابٌ 2321 - قَالَ مسدد: حدثنا هشيم عن مغيرة، عن إبراهيم أَنَّهُ [حُمّ] (¬1) (¬2) فَنُعِتَ لَهُ لَحْمُ الثَّعْلَبُ فَكَرِهَهُ وقال: إنه سبع. ¬
2321 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 117/ 2)، وقال: "رواه مسدّد".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات لكنه ضعيف، من أجل عنعنة كل من "هشيم، ومغيرة" وكلاهما مدلس من الثالثة التي لا يقبل حديث أصحابها إلَّا إذا صرحوا فيه بالسماع. لكن يشهد له عموم الأحاديث التي فيها النهي عن كل ذي ناب من السباع وستأتي برقم (2354)، وانظر شواهد الحديث رقم (2343).
2322 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ (¬2)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِضَبٍّ (¬3) فِي صَحْفَةٍ [فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-] (¬4): "كلوا فإني عايف". ¬
2322 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 117/2)، وقال: "رواه مسدّد، وأحمد بن حنبل، والبيهقي". قلت: أخرجه أحمد في المسند (2/ 338)، قال: ثنا يونس بْنُ محمَّد، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أبي المهزم عن أبي هريرة، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بسبعة أضب عليها تمر وسمن فقال: "كلوا فإني أعافها". وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 396)، قال: أخبرنا إسحاق بن عيسى، أخبرنا حماد بن سلمة به نحوه. وتابع أبا المهزم في الرواية عن أبي هريرة عطاء بن أبي رباح. أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (8/ 337: 3288)، وفي "شرح معاني الآثار، (4/ 202)، قال: حدّثنا ابن أبي داود، قال: حدّثنا المقدمي، قال: حدّثنا يزيد بن زريع، قال: حدّثنا حبيب المعلم عن عطاء، عن أبي هريرة به نحوه. إلَّا أنه قال في "شرح معاني الآثار" "عائفة" وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 324) كتاب الضحايا باب ما جاء في الضب، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمَّد المقرئ، أنبأ الحسن بن محمَّد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا محمَّد بن أبي بكر به نحوه. =
= الحكم عليه: الحديث بإسناد مسدّد ضعيف جدًا، لوجود "أبي المهزم" فيه وهو متروك، وقد تابعه عطاء كما مضى في تخريجه، ورجال هذه الطريق ثقات غير أن عطاء يرسل عن الصحابة كثيرًا، ولم أجد أبا هريرة في شيوخه الذين روى عنهم ولم يُتكلم في روايته عن أبي هريرة هل هي مرسلة أم موصولة، لكن يشهد له حديث ميمونة الآتي برقم (2323) وشواهده.
2323 - وقال أبو بكر: حدّثنا عبد الرحمن بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ وَهِيَ خَالَتُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: أُهْدِيَ لَنَا ضَبٌّ (¬1) فَصَنَعْتُهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَجُلَانِ مِنْ قَوْمِهَا فَأَتْحَفَتْهُمَا (¬2) بِهِ فَدَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُمَا يَأْكُلَانِ، فَوَضَعَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ ثُمَّ رَفَعَهَا، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَتْ: ضَبٌّ أُهْدِيَ لِي فَصَنَعْتُهُ، فَطَرَحَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَهَبَا لِيَطْرَحَا مَا فِي أَيْدِيهِمَا. فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كُلَا فَإِنَّكُمَا أَهْلُ نَجْدٍ تَأْكُلُونَهَا (¬3)، وإنا أهل تهامة نعافها" (¬4). ¬
2323 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 117/ 2)، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة". قلت: وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (5/ 123، 124) كتاب العقيقة، باب (19) ما قالوا في أكل الضب، قال: حدّثنا عبد الرحمن بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عن يزيد الأصم، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قَالَتْ: أُهْدِيَ لَنَا ضَبٌّ فَصَنَعْتُهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا رجلان من قومها فأتحفتهما به، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُمَا يأكلان، فوضع يَدَهُ ثُمَّ رَفَعَهَا فَقَالَ: مَا هَذَا؟، قَالَتْ: ضب أهدي لي فصنعته. فطرحها فذهبا ليطرحا ما في أيديهما فقال: "كُلَا فَإِنَّكُمَا أَهْلُ نَجْدٍ تَأْكُلُونَهَا، وَإِنَّا أَهْلُ المدينة نعافها". ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 21: 48)، قال: حدّثنا عبيد، ثنا أبو بكر به مثله. إلَّا أنه قال: "تهامة" بدل "المدينة". =
= وأخرجه إسحاق بن راهوية في مسنده (4/ 226: 2034)، قال: أخبرنا جرير عن يزيد ابن أبي زياد به نحوه. وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده (125/ 517: 7084)، قال: حدّثنا أبو خيثمة، ثنا جرير به نحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (23/ 436: 1057)، قال: حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ به نحوه. وقال الهيثمي في المجمع (4/ 38): "رواه الطبراني في الكبير وفيه" يزيد بن أبي زياد "وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه". وأخرجه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" القسم الأول من مسند عمر (1/ 93: 2015)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي زياد به نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف إذ أن مداره على "يزيد بن أبي زياد" وهو ضعيف كما تقدم في ترجمته. لكن يشهد له وروده عن ميمونة بطريق أخرى فقد أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 1064)، (1065)، قال: حدّثنا محمَّد بن يعقوب بن سورة البغدادي، ثنا عبيد الله بن يونس بن بكر الشيباني، ثنا أبي عن محمَّد بن إسحاق، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قالت: أهدت لي أختي أم حفيد أضبًا، فانصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يظن أنها دجاجات فقلت: يا رسول الله، أتدري ما هذا؟ قال: لا، ثم أمسك يده فقلت: هذا ضب، فقال: "ذاك طعام الأعراب" فقال خالد: أحرام هو؟ قال: لا، فأكل منه خالد بين يديه وهو ينظر -صلى الله عليه وسلم- ". قال الهيثمي في المجمع (4/ 38): "رواه الطبراني في الكبير وفيه "محمَّد بن =
= إسحاق" وهو ثقة لكنه مدلس، وبقية رجاله ثقات". وأخرجه من طريق ابن عباس، البخاري في صحيحه "الفتح" (9/ 440: 5389) و (9/ 455: 5402) و (9/ 580: 5537)، ومسلم في صحيحه (3/ 1544: 1947)، وأبو داود في سننه (4/ 153: 3798)، والنسائي في سننه (7/ 198، 199: 4318)، والإمام أحمد في المسند (1/ 255، 259، 322، 329، 340، 347)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 324)، والطيالسي في مسنده (ص 341: 2622)، والحميدي في مسنده (1/ 225: 482)، وأبو يعلى في مسنده (4/ 223: 2335)، وعبد الرزاق في مصنفه (4/ 509 , 510: 8671)، وابن سعد في الطبقات (1/ 395، 397)، وابن جرير في "تهذيب الآثار" القسم الأول من مسند عمر (1/ 93: 2014)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 202)، وفي "شرح مشكل الآثار" (8/ 336: 3287)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 178: 894)، والبغوي في شرح السنة (11/ 238: 2800). ويشهد له كذلك حديث أبي هريرة السابق من طريق عطاء عنه، وقد تقدم في تخريج الحديث رقم (2322). ويشهد له كذلك الحديث الآتي بعده برقم (2324).
2324 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَتْ مَيْمُونَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَا آكُلُ مِنْ لَحْمٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ".
2324 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 117/ 2) ونسبه إلى أحمد بن منيع. قلت: هكذا أورده المصنف مختصرًا ونسبه إلى أحمد بن منيع في مسنده. وقد رُوى الحديث مطولًا من هذه الطريق، أخرجه أحمد في المسند (1/ 326)، قال: ثنا أسباط، ثنا أبو إسحاق -يعني الشيباني- عن يزيد بن الأصم، قال: أتيت ابن عباس فقلت: تزوج فلان فقرب إلينا طعامًا فأكلنا. ثم قرب إلينا ثلاث عشرة ضبًا فبين آكل وتارك، فقال بعض من عند ابن عباس: لا آكله ولا أحرمه ولا آمر به ولا أنهى عنه. فقال ابن عباس: بئس ما تقولون، مَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا محلًا ومحرمًا، قرب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمد يده ليأكل منه فقالت ميمونة: يا رسول الله إنه لحم ضب فكف يده وقال: "هذا لحم لم آكله قط فكلوا"، فأكل الفضل بن عباس، وخالد بن الوليد وامرأة كانت معهم. وقالت ميمونة: لا آكل مما لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 323، 324) كتاب الضحايا، باب ما جاء في الضب، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو صادق بن أبي الفوارس. قالا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا الحسن بن عفان، ثنا أسباط بن محمَّد به نحوه. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 202) باب أكل الضباب. وفي "شرح مشكل الآثار" (8/ 335، 336) باب مشكل ما روي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الضباب مما يبح أكلها ومما يمنع منه (رقم 3286)، قال: حدّثنا محمَّد بن عمرو بن يونس، قال: حدثني أسباط بن محمَّد عن الشيباني به نحوه. وتابع أسباط بن محمَّد في روايته مطولًا عن الشيباني كل من: =
= 1 - علي بن مسهر. 2 - عبد الواحد بن زياد. 3 - عباد بن العوام. 1 - أما متابعة علي بن مسهر، فأخرجها أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (5/ 124) كتاب العقيقة باب (19) ما قالوا في أكل الضب (رقم 24348)، قال: حدّثنا علي بن مسهر عن الشيباني به نحوه. ومن طريقه أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1545) كتاب (34) الصيد والذبائح، باب (7) إباحة الضب (رقم 1948)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ نحوه. 2 - وأما متابعة عبد الواحد بن زياد: فأخرجها أحمد في المسند (1/ 294)، قال: ثنا يونس، ثنا عبد الواحد، ثنا سليمان الشيباني به نحوه. وأخرجها ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" القسم الأول من مسند عمر (1/ 89: 2000)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، حدّثنا عبد الواحد بن زياد به نحوه. 3 - وأما متابعة عباد بن العوام: فأخرجها ابن سعد في الطبقات (1/ 396)، قال: أخبرنا سعيد بن سليمان، أخبرنا عباد بن العوام عن الشيباني به نحوه. غير أنه لم يذكر قصة الزواج وإنما روى عن ابن عباس ما حدث عند خالته ميمونة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، والله أعلم.
2325 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ (¬1) عَنْ حُصَيْنٍ رَجُلٍ مِنْ [بَنِي] (¬2) فَزَارَةَ عَنْ سَمُرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَطَعَ عَلَيْهِ خُطْبَتَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: كَيْفَ تَقُولُ فِي الضَّبِّ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ فلا أدري أي الدواب مسخت". ¬
2335 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 117/ 2)، وقال: "رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ حنبل". قلت: نسبه المصنف إلى أبي بكر بن أبي شيبة في مسنده , وأخرجه كذلك في مصنفه (5/ 124) كتاب العقيقة باب (19) ما قالوا في الضب (رقم 24347)، قال: حدّثنا عفان، قال: حدّثنا أبو عوانة، قال: حدّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ حُصَيْنٍ رَجُلٍ من بني فزارة، عن سمرة بن جندب، قَالَ: "أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ يَخْطُبُ فَقَطَعَ عَلَيْهِ خُطْبَتَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ تَقُولُ فِي الضَّبِّ؟ قال: إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ، فَلَا أدرى أي الدواب مسخت". هكذا قال في إسناده "حصين رجل من بني فزارة". وأخرجه على هذا الوجه أحمد في المسند (5/ 19)، قال: ثنا هشام بن عبد الملك، أنا أبو عوانة، وعفان، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ حُصَيْنٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ به نحوه. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 197، 198) باب أكل الضباب. وفي "شرح مشكل الآثار" (8/ 332) باب بيان مشكل ما روي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. =
= في الضباب مما يبيح أكلها ومما يمنع منه (رقم 3282)، قال: حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدّثنا أبو الوليد وعفان. قالا حدّثنا أبو عوانة، قال: حدّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ حُصَيْنٍ رَجُلٍ من بني فزارة به نحوه. وأخرجه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" القسم الأول من مسند عمر (1/ 103، 104: 2063)، قال: حدّثنا محمَّد بن العلاء، حدّثنا يعلي بن منصور عن أبي عوانة، عن عبد الملك ابن عمير، عن حصين به نحوه. هكذا أخرجه بدون قوله "رجل من بني فزارة" وقد ورد التصريح باسم "حصين" كاملًا على وجهين: الوجه الأول: "حصين بن قبيصة" أخرجه أحمد في المسند (5/ 19)، قال: ثنا حسن بن موسى، ثنا شيبان. وأخرجه أحمد كذلك في المسند (5/ 21)، قال: ثنا زكريا ابن عدي أنا عبيد الله. وابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 104: 2064)، قال: حدّثنا أبو كريب حدّثنا زكريا ابن عدي، حدّثنا عبيد الله بن عمرو. والطبراني في الكبير (7/ 223: 6788)، قال: حدّثنا العباس بن الفضل الأشعاطي، ثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا أبو عوانة، وثنا أبو الزنباع روح بن الفرح المصري، ثنا عمرو بن خالد الحراني، ثنا عبيد الله بن عمرو ثلاثتهم "شيبان، وعبيد الله بن عمرو، وأبو عوانة" قالوا: عن عبد الملك ابن عمير، عن حصين بن قبيصة. الوجه الثاني: "حصين بن أبي الحر" أخرجه البزّار في مسنده "كشف الأستار" (2/ 65، 66) أبواب الصيد، باب ما جاء في الضب (رقم 1216)، قال: حدّثنا أبو كامل، ومحمد بن عبد الملك قالا: ثنا أبو عوانة. وأخرجه الطبراني في الكبير (7/ 224: 6790)، قال: حدّثنا أحمد بن =
= القاسم بن مساور، ثنا عفان، ثنا أبو عوانة. وأخرجه كذلك (برقم 6789)، قال: حدّثنا أحمد بن زهير التستري، ثنا محمَّد بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، ثنا عُبَيْدُ الله بن موسى، ثنا شيبان. كلاهما "أبو عوانة، وشيبان" قالا: عن عبد الملك بن عمير، عن حصين بن أبي الحر به نحوه إلَّا أن في رواية البزّار زيادة. قال الهيثمي في المجمع (4/ 37): "رواه البزّار، والطبراني في الكبير، والأوسط , ورجال البزّار ثقات". قلت: ولم أجده في "مجمع البحرين".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات لكن يشكل عليه أن رواية أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير لم تتميز هل هي من رواية القدماء عنه أم أنها بعد أن أصابه بعض التغيّر، لكن هذا الإشكال يزول بمتابعة غير أبي عوانة له كما مضى في تخريجه. ويشكل عليه أيضًا ما يُخشى من تدليس عبد الملك بن عمير وهو قد رواه معنعنًا. ولكن يشهد له: 1 - حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قال رجل: يا رسول الله: إنا بأرض مضبة فما تأمرنا؟ أو فما تفتينا؟ قال: "ذكر لي أن أمة من بني إسرائيل مسخت". فلم يأمر ولم ينه. أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1546: 1951)، وابن ماجه في سننه (2/ 1079: 3240)، وأحمد في المسند (3/ 62)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 324، 325)، والطيالسي في مسنده (ص 286: 2153)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 123: 24343)، وابن جرير في "تهذيب الآثار" القسم الأول من مسند عمر (1/ 103: 2061)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 198)، وفي "شرح مشكل الآثار" (8/ 333: 3283). 2 - حديث البراء بن عازب الآتي برقم (2326).
2326 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ (¬1) نا (¬2) شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ (¬3)، عَنْ زَيْدِ (¬4) بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ (¬5) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِضَبٍّ فقال: "أمة مسخت" (¬6). ¬
2326 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 117/ 2) وسكت عليه. قلت: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث" (1/ 481)، كتاب الصيد والذبائح وما أمر بقتله، باب (4) ما جاء في الأرنب والجراد والضب (رقم 414)، قال: حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء عن شعبة، عن الحكم بن عتبة [هكذا في المطبوع والصواب: عتيبة]، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عازب، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بضب فقال: "أمة مسخت فالله أعلم". هكذا رواه وجعله من مسند البراء بن عازب، والذي يظهر والله أعلم أنه سقط من إسناده. "ثابت بن وديعة الأنصاري" سهوًا وذلك لأمرين: 1 - أن أبا نعيم أخرجه من طريق الحارث فجعله عن البراء بن عازب، عن ثابت بن وديعة. 2 - أن الذين تابعوا عبد الوهاب بن عطاء في روايته عن شعبة جعلوه أيضًا عن البراء ابن عازب، عن ثابت بن وديعة كما يأتي. وقد اختلف فيه على شعبة فروي على أربعة أوجه: =
= 1 - عن شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن زيد بن وهب، عن البراء، عن ثابت: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما سبق. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 353)، وفي معرفة الصحابة (3/ 231، 232: 1315)، قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا مسلم بن إبراهيم (ح). وحدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو النضر [هكذا في المطبوع والصواب: أبو نصر] (ح). وحدثنا فاروق الخطابي، ثنا محمَّد بْنُ محمَّد بْنِ حَيَّانَ، ثنا محمَّد بْنُ كثير قالوا: ثنا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عن البراء بن عازب، عن ثابت بن وديعة الأنصاري مثله. والحديث من هذا الوجه أخرجه النسائي في سننه (7/ 200) كتاب (42) الصيد والذبائح، باب (26) الضب (رقم 4322)، قال: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدّثنا عبد الرحمن، قال: حدّثنا شعبة به نحوه. وأخرجه أحمد في المسند (4/ 220)، قال: حدّثنا عفان ومحمد بن جعفر قالا: ثنا شعبة، به نحوه. وأخرجه الدارمي في سننه (2/ 92) باب في أكل الضب، قال: أخبر سهل بن حماد، ثنا شعبة، به نحوه. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 325)، كتاب الضحايا، باب ما جاء في الضب، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر القاضي، وأبو الحسن علي بن محمَّد السبيعي قالوا: ثنا أبو العباس -هو الأصم- ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا شعبة (ح). وأخبرنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمَّد القاضي البستي، ثنا أبو العباس =
= أحمد بن المظفر البكري أنبأ أبو خيثمة، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، به نحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 80: 1363)، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، به نحوه. وأخرجه كذلك (2/ 81: 1364)، قال: حدّثنا محمد بن محمَّد التمار البصري، ثنا محمَّد بن كثير، ثنا شعبة، به نحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 123)، كتاب العقيقة، باب (19) ما قالوا في الضب (رقم 24344)، قال: حدّثنا غندر عن شعبة، به نحوه. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 198) باب أكل الضباب. وفي "شرح مشكل الآثار" (8/ 330)، باب مشكل ما روي عن رسول الله في الضباب مما يبيح أكلها ومما يمنع منه (رقم 3279)، قال: حدّثنا فهد قال: حدّثنا حيوة بن شريح الحضرمي قال: حدّثنا بقية عن شعبة، به نحوه، (ورقم 3280)، قال: حدّثنا أبو بكرة بكار بن قتيبة، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا شعبة، به نحوه. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 395)، قال: أخبرنا هاشم بن القاسم، أخبرنا شعبة، به نحوه. 2 - عن شعبة، عن هشام بن الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، عن ثابت. أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 169: 1220)، قال: حدّثنا شعبة عن هشام بن الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب، عن ثابت مثله. 3 - عن شعبة، عن يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وهب، عن ثابت بن وديعة. أخرجه الطيالسي في مسنده (169، 170: 1222)، قال: حدّثنا شعبة، قال: أخبرني يزيد ابن أبي زياد، قال: سمعت زيد بن وهب الجهني يحدث عن ثابت بن وديعة فذكر نحوه. =
= ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 233: 1317)، قال: حدثناه عبد الله، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود (ح). وحدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أبو مسلم، ويوسف القاضي قالا: ثنا عمرو بن مرزوق قالا: ثنا شعبة، به نحوه. 4 - عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن زيد بن وهب، عن ثابت بن وداعة أخرجه النسائي في سننه (7/ 200)، كتاب (42) الصيد والذبائح، باب (26) الضب (رقم 4321)، قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثني عدي بن ثابت، قال: سمعت زيد بن وهب يحدث، عن ثابت بن وديعة، قال: فذكر نحوه وفيه زيادة. وأخرجه أحمد في المسند من طريقين عن بهز بن أسد، ومحمد بن جعفر قالا: ثنا شعبة، به نحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 81: 1365)، قال: حدثني علي بن عبد العزيز، ثنا عفان، ثنا شعبة، به نحوه. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 198) باب أكل الضباب وفي "شرح مشكل الآثار" (8/ 331)، باب ما روى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الضباب مما يبيح أكلها ومما يمنع منه (رقم 3281)، قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدثنا أحمد حميد الصائغ، قال: حدثنا شعبة، به نحوه. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 171)، قال: وقال لي صدقة أخبرنا محمَّد بن جعفر، ثنا شعبة، به نحوه. وابن جرير في "تهذيب الآثار" القسم الأول من مسند عمر (1/ 102: 2057)، قال: حدثنا ابن المثنى، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا شعبة، به نحوه. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 232: 1316)، قال: حدثناه محمَّد بن أحمد بن الحسن، ثنا إسحاق الحربي، ثنا عفان عن شعبة به نحوه. =
= وتابع حصينُ بن عبد الرحمن السلمي "يزيد بن زياد وعديَّ بن ثابت" في روايتهما عن زيد بن وهب، عن ثابت بن وديعة. أخرجه أبو داود في سننه (4/ 154) كتاب (21) الأطعمة، باب في أكل الضب (رقم 3795)، قال: حدّثنا عمرو بن عون أخبرنا خالد عن حصين، عن زيد بن وهب، عن ثابت بن وديعة، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في جيش فأصبنا ضبابًا، قال: فشويتُ منها ضبًا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فوضعته بين يديه، قال: فأخذ عودًا فعد به أصابعه ثم قال: "إن أمة من بني إسرائيل مسخت دواب في الأرض وإني لا أدري الدواب هي"، قال: فلم يأكل ولم ينه. وأخرجه النسائي في سننه (7/ 199) كتاب (42) الصيد والذبائح، باب (26) الضب (رقم 4320)، قال: أخبرنا سليمان بن منصور البلخي، قال: حدّثنا أبو الأحوص سلام بن سليم عن حصين به نحوه. وأخرجه أحمد في المسند (4/ 220)، قال: حدّثنا حسين، ثنا يزيد بن عطاء عن حصين به نحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (5/ 125)، كتاب العقيقة، باب (19) ما قالوا في الضب (رقم 24363)، قال: حدّثنا محمَّد بن فضيل عن حصين، به نحوه. ومن طريقه أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1078)، كتاب (28) العيد، باب (16) الضب (رقم 3238)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ مثله. وكذا أخرجه من طريقه الطبراني في الكبير (2/ 81: 1367)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ مثله. والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 197)، باب أكل الضباب، وفي "شرح مشكل الآثار" (8/ 329)، باب بيان مشكل ما روى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الضباب مما يبيح أكلها ومما يمنع منه. قال: حدّثنا فهد، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ مثله. =
= وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" الموطن السابق، وفي "شرح مشكل الآثار" الموطن السابق (برقم 3278)، قال: حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدّثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدّثنا أبو عوانة عن حصين به نحوه. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 395)، قال: أخبرنا سعيد بن سليمان، أخبرنا خالد بن عبد الله عن حصين، به نحوه. وأخرجه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" القسم الأول من مسند عمر (1/ 102: 2056)، قال: حدثني مروان بن الحكم الحراني حدثني البَابْلُتي حدّثنا أبو جعفر الرازي عن حصين بن عبد الرحمن السلمي، به نحوه إلَّا أنه قال: عن زيد بن ثابت، وصوّبه المحقق إلى "ثابت بن زيد" والصواب: "ثابت بن زيد". وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 170)، قال: وقال أبو الوليد، ثنا أبو عوانة عن حصين به نحوه. ورواه كذلك حصين بن عبد الرحمن، عن زيد بن وهب، عن حذيفة رضي الله عنه. ذكره الإِمام أحمد في مسنده (4/ 220)، قال: قال شعبة وقال حصين عن زيد بن وهب، عن حذيفة، قال: فذكر شيئًا نحوًا من هذا، قال: فلم يأمره ولم ينه أحدًا عنه. وأخرجه البزّار في مسنده "كشف الأستار" أبواب الصيد، باب ما جاء في الضب (رقم 1215)، قال: حدّثنا أحمد بن يحيي، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا شعبة عن حصين به نحوه مختصرًا، ثم قال: "هكذا رواه حصين عن زبد وخالفه الأعمش والحكم بن عتيبة، وعدي بن ثابت خالف كل واحد منهم صاحبه". قال الهيثمي في المجمع (4/ 37): "رواه البزّار وأحمد بنحوه محال على حديث ثابت بن وديعة ورجاله رجال الصحيح". وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 233: 1318)، قال: حدثناه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ ثَنَا الْحَسَنُ سفيان، ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي عن =
= شعبة، عن حصين به نحوه مختصرًا. وأخرجه ابن جرير في "تهذيب الآثار" القسم الأول من مسند عمر (1/ 101: 2054)، قال: حدثني أحمد بن منصور المروزي، وحدثنا النضر بن شميل، حدّثنا شعبة، حدّثنا حصين بن عبد الرحمن به نحوه مختصرًا. وخالفهم الأعمش فرواه عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن حسنة. أخرجه أحمد في المسند (2/ 196)، قال: ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن حسنة، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في سفر فنزلنا أرضًا كثيرة الضباب، قال: فأصبنا منها وذبحنا، قال: فبينا القدور تغلي بها إذا خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال: "إن أمة من بني إسرائيل فقدمت وإني أخاف أن تكون هي فاكفؤها" فاكفأناها. وأخرجه كذلك من طريق يحيي بن سعيد ووكيع كلاهما عن الأعمش به نحوه. وأخرجه البيهقي في سننه (9/ 325)، كتاب الضحايا، باب ما جاء في الضب، قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمَّد الصفار، ثنا محمَّد بن إسحاق الصاغاني، ثنا يعلي بن عبيد، ثنا الأعمش به نحوه. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 231: 931)، قال: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيع عن الأعمش به نحوه. وأخرجه البزّار في مسنده "كشف الأستار" (2/ 66) أبواب الصيد، بابا ما جاء في الضب (رقم 1217)، قال: حدّثنا عمرو بن علي، ثنا أبو معاوية عن الأعمش به نحوه ثم قال: لا نعلم روى ابن حسنة إلَّا هذا وآخر، وقد خالف حصين الأعمش فقال: عن زيد بن وهب عن حذيفة. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 123) كتاب العقيقة، باب (19) ما قالوا في أكل الضب (رقم 24341)، قال: حدّثنا وكيع، قال: حدّثنا الأعمش به نحوه. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 197) وفي "شرح مشكل الآثار" =
= (8/ 328: 3276)، قال: حدّثنا فهد، قال: حدّثنا عمرو بن حفص بن غياث، قال: حدثني أبي، قال: حدّثنا الأعمش به نحوه، وأخرجه أيضًا (برقم 3275)، قال: حدّثنا إسماعيل بن إسحاق الكوفي، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى العبسي عن الأعمش به نحوه، وأخرجه أيضًا في شرح معاني الآثار" (4/ 197)، قال: حدّثنا محمَّد بن الحجّاج الحضرمي، قال: ثنا الخطيب بن ناصح، قال: ثنا يزيد بن عطاء عن الأعمش به نحوه. وأخرجه ابن جرير في "تهذيب الآثار" القسم الأول من مسند عمر (1/ 102: 2058)، قال: حدّثنا هناد حدّثنا ابن أبي زائدة أنبأ الأعمش به نحوه. وأخرجه في (1/ 103: 2059)، قال: حدّثنا هناد، حدّثنا أبو معاوية ويعلى عن الأعمش به نحوه. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 171)، قال: وقال الأعمش عن زيد بن وهب فذكر نحوه. قلت: هذا حاصل الخلاف في هذا الحديث، ولذا قال ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 197) " ... يختلفون فيه اختلافًا كثيرًا". وخلاصة هذا الاختلاف ما يلي: 1 - أن الأعمش خالف حصين بن عبد الرحمن السلمي، وعدي بن ثابت ويزيد بن أبي زياد حيث رووه جميعًا من طريق زيد بن وهب الجهني عن ثابت بن وديعة، ورواه الأعمش فجعله من طريق زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن حسنة. والأعمش وإن كان حافظًا لكنه خالف أكثر فروايتهم أشبه، مع احتمال وروده عنهما , ولذا قال الترمذي في العلل الكبير (2/ 754): "قال محمَّد -أي البخاري- وكأن حديث هؤلاء عن زيد ابن وهب عن ثابت بن وديعة أصح، ويحتمل عنهما جميعًا" وقال في التاريخ الكبير (2/ 171): "وحديث ثابت أصح وفي نفس الحديث نظر". =
= 2 - اختلف فيه على "حصين بن عبد الرحمن السلمي" فرواه شعبة عن حصين، عن زيد بن وهب، عن حذيفة ورواه الأكثرون كما مضى في تخريجه عن زيد، عن ثابت بن وديعة، وشعبة على جلالة قدره لكن الثقات الحفاظ على خلافة فلا يمتنع عليه الوهم في هذا، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن من أجل حال "عبد الوهاب بن عطاء" فإنه صدوق ربما أخطأ ولا يضر تدليسه لأنه قد صرح بالسماع، ويشهد له المتابعات الواردة في تخريجه. كما يشهد له أيضًا حديث سمرة بن جندب، وقد تقدم (برقم 2325)، ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري، وقد تقدم في شواهد الحديث رقم (2325).
2327 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الْوَهَّابِ ثَنَا (¬2) الْجُرَيْرِيُّ سَعِيدُ بْنُ إِيَاسَ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: "أُكل الضَّبُّ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يأكله ولم ينه [عنه] (¬3) " (¬4). ¬
2327 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 117/ 2)، وقال: "رواه الحارث بن أبي أسامة". قلت: أخرجه الحارث في مسنده "بغية الباحث" (1/ 482) كتاب الصيد والذبائح وما أمر بقتله، باب (4) ما جاء في الأرنب والجراد والضب (رقم 415)، قال: حدّثنا عبد الوهاب، أنبأ الْجُرَيْرِيُّ سَعِيدُ بْنُ إِيَاسَ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: "أُكل الضَّبُّ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَأْكُلْهُ وَلَمْ ينه عنه، فقيل: يا رسول الله لم تأكله ولم تنه عنه".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفي علتان: 1 - أنه لم يتميز لي سماع عبد الوهاب بن عطاء الخفاف من الجُريري هل كان قبل اختلاطه أم بعده. 2 - أنه مرسل. لكن يشهد له حديث ميمونة السابق برقم (2324). ويشهد له حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- "أتي بضب فلم يأكله ولم يحرمه" وفي رواية , قال: "الضب لست آكله ولا أحرمه". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (9/ 580: 5536)، ومسلم في صحيحه =
= (13/ 1541، 1542: 1943)، والترمذي في سننه (4/ 221: 1790)، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي في سننه (7/ 197: 4314، 4315)، وابن ماجه في سننه (2/ 1080: 3242) , ومالك في الموطأ (2/ 968: 11)، وأحمد في المسند (2/ 5، 9، 10، 13، 33، 41، 43، 46، 60، 62، 74، 81، 115)، والدارمي في سننه (2/ 92)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 322)، والطيالسي في مسنده (ص 256: 1877)، والحميدي في مسنده (2/ 285: 641)، وعبد الرزاق في مصنّفه (4/ 510: 8672، 8673، 8674)، وابن أبي شيبة في مصنّفه (5/ 123: 24342)، وابن جرير في "تهذيب الآثار" القسم الأول من مسند عمر (1/ 94، 95، 96: 2018، 2028)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 199: 2000)، والبغوي في شرح السنة (11/ 236، 237: 2796، 2797، 2798).
5 - باب قتل الكلاب
5 - بَابُ قَتْلِ الْكِلَابِ 2328 - [1] قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى، عَنْ بِنْتِ أَبِي رَافِعٍ رضي الله عنها قَالَتْ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَفَعَ إِلَى أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْعَنَزَةَ (¬1) وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْتُلَ كِلَابَ الْمَدِينَةِ، فَقَتَلَهَا إلَّا كَلْبًا، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَهُ بِقَتْلِهِ". [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا هِشَامٌ، بِهِ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا هَارُونُ الْخَزَّازُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا يَحْيَى بْنُ [أَبِي] (¬2) كَثِيرٍ عَنْ بِنْتِ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ الله عنها، نحوه. ¬
2328 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (1552/ 2) بألفاظه المختلفة، ونسب كل لفظ إلى من أخرجه كما سيأتي في تخريجه، وفي الحديثين القادمين (2329 و 2330). =
= والحديث نسبه البوصيري والمصنف إلى أبي داود الطيالسي وأبي يعلى الموصلي، ولم أجده في المطبوع من مسنديهما. وأخرجه الحارث في مسنده كما في البغية (1/ 482: 416) كتاب الصيد والذبائح وما أمر بقتله، باب في قتل الكلاب، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا هِشَامٌ عن يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ بِنْتِ أَبِي رافع، قالت: "أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- العنزة أبا رافع؛ وأمره بقتل كلاب المدينة، فقال له أبو رافع: قد قتلتها كلها إلَّا كلبَ، فأمره بقتل ذلك الكلب. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 52) باب في ثمن الكلب، وفي شرح مشكل الآثار (12/ 86: 4667)، باب بيان مشكل ما روي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في أثمان الكلاب؛ في حلها وفي النهي عنها؛ قال: حدّثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا هارون بن إسماعيل الخزاز حدّثنا علي بن المبارك به نحوه إلَّا أنه قال: "حدثني ابن بنت أبي رافع"، بدل: "بنت أبي رافع".
الحكم عليه: ورد الحديث بثلاثة أسانيد: 1 - أما إسناد أبي داود الطيالسي، فرجاله ثقات إلَّا "بنت أبي رافع" فلم أعرفها، وعليه فهو ضعيف. 2 - وأما إسناد الحارث بن أبي أسامة، فهو ضعيف جدًا من أجل حال "عبد العزيز بن أبان"، وهو متروك كما مضى في ترجمته. 3 - وأما إسناد أبي يعلى، فرجاله ثقات أيضًا ولا يعكر عليه حال "علي بن المبارك"، فإن الراوي عنه من أهل البصرة، وهو ثقة فيما يرويه عنه البصريون، لكن يشكل عليه أيضًا حال "بنت أبي رافع". وعليه، فالحديث بهذه الأسانيد ضعيف، وما رواه الطحاوي من متابعة إبراهيم بن مرزوق ضعيف أيضًا، فإن في إسناده "ابن بنت أبي رافع"، وهو لا يعرف أيضًا.=
= لكن يشهد له: (1) حديث ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بقتل الكلاب"، وفي رواية: "أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقتل الكلاب كلها، فأرسل في أقطار المدينة أن تقتل"، واستثنى في رواية: "كلب الصيد والماشية". أخرجه البخاري في صحيحه "مع الفتح" (4/ 416: 3323)، ومسلم في صحيحه (3/ 1200: 1570، 1571)، والنسائي في سننه (7/ 184: 4277، 4278، 4279)، والترمذي في سننه (4/ 67: 1488)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه في سننه (2/ 1068: 3202، 3203)، وأحمد في المسند (2/ 22، 101، 113، 117، 133، 144، 146)، ومالك في الموطأ (2/ 969: 14)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 463، 464: 5648)، والدارمي في سننه (2/ 90)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 8)، وعبد بن حميد في مسنده (25/ 33: 794)، وعبد الرزاق في مصنفه (10/ 432: 19610)، وابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 262، 263: 19920، 19925)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 53)، وفي شرح مشكل الآثار (12/ 85، 86: 4664، 4665، 4666)، والبغوي في شرح السنة (11/ 210، 211: 2778، 2779). (2) و (3) يشهد لهما الحديثان الآتيان برقم (2329، 2330).
2329 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ موسى بن عبيدة (¬1)، ثنا أبان بن صالح عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَلْمَى أُمِّ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَذِنَ لَهُ فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رِدَاءَهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ وَهُوَ قَائِمٌ بِالْبَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قَدْ أَذِنَّا"، فَقَالَ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَكِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلَا كَلْبٌ، فَنَظَرُوا فَوَجَدُوا جَرْوًا (¬2) فِي بَعْضِ بُيُوتِهِمْ، فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ أَصْبَحْتُ فَلَمْ أَدَعْ فِي الْمَدِينَةِ كَلْبًا إلَّا قَتَلْتُهُ، فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ قَاصِيَةٍ وَلَهَا كَلْبٌ يَنْبَحُ عَنْهَا، فَكَأَنِّي رَحِمْتُهَا فَتَرَكْتُهُ وَجِئْتُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرْتُهُ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَقْتُلَهُ، فَرَجَعْتُ إِلَى الْكَلْبِ فَقَتَلْتُهُ، قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ: مَا يَحِلُّ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّتِي أَمَرْتَ بِقَتْلِهَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ ...} (¬3). [2] رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِطُولِهِ. [3] قَالَ (¬4): وَحَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثَنَا مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ بِتَمَامِهِ وَزَادَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا أَرْسَلَ الرَّجُلُ كَلْبَهُ وَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ فَلْيَأْكُلْ ما لم يأكل". ¬
2329 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 155/ 2] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي، ورواه أبو يعلى بتمامه، وزاد في آخره بعد الْآيَةَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا أَرْسَلَ الرَّجُلُ كَلْبَهُ وَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ فليأكل ما لم يأكل"، ورواه الحاكم وعنه البيهقي ... ". قلت: هكذا نسبه لأبي بكر بن أبي شيبة في مسنده , وهو مفقود، ولأبي يعلى، ولم أجده في المطبوع من مسنده. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (4/ 262) كتاب الصيد، باب (42) ما قالوا في قتل الكلاب (رقم 19919)، قال: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عن أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَلْمَى أُمِّ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: "أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حين أصبح فلم أدع كلبًا إلا قتلته" هكذا أخرجه مختصرًا. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 311) كتاب التفسير، باب تفسير سورة المائدة قال: حدثني أبو بكر محمَّد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمَّد بن شاذان الجوهري، ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ محمَّد بْنِ إسحاق، عن أبان بن صالح، به نحوه مختصرًا، وزاد: "فأنزل الله: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ...} [المائدة: 4] , ثم قال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 235) كتاب الصيد والذبائح، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، به مثله. وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 326: 972)، قال: وحدثنا معاذ بن المثنى، ثنا علي بن المديني، ثنا زيد بن الحباب (ح). وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا عبد الله بن نمير قالا: ثنا موسى بن عبيدة به مطولًا مثل لفظ أبي بكر بن أبي شيبة في مسنده. =
= وأخرجه كذلك (برقم 971)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمَّد بن يوسف الفريابي، ثنا سفيان عن موسى بن عبيدة، به مختصرًا نحو لفظ الحاكم. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 57) باب ثمن الكلاب، قال: حدّثنا روح بن الفرج، قال: ثنا يحيي بن سليمان الجعفي، قال: ثنا يحيي بن زكريا ابن أبي زائدة، قال: حدثني موسى بن عبيدة، به نحوه مختصرًا. وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (4/ 428: 11137)، قال: حدّثنا أبو كريب، قال: حدّثنا زيد بن الحباب العكلي، قال: حدّثنا موسى بن عبيدة به نحوه مطولًا.
الحكم عليه: الحديث بهذه الأسانيد التي ذكرها المصنف ضعيف؛ لضعف "موسى بن عبيدة الربذي"، لكن هذا الضعف منجبر بمتابعة محمَّد بن إسحاق له كما أخرجه الحاكم، والبيهقي. ويشهد له كذلك: 1 - حديث ابن عمر في مقتل الكلاب، وقد تقدم في شواهد الحديث السابق برقم (2328). 2 - وحديث بنت أبي رافع المتقدم برقم (2328). 3 - وحديث أبي رافع أيضًا، وسيأتي برقم (2330، 2331).
2330 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ (¬1)، ثنا (¬2) الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي خِدَاشٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَا أَبَا رَافِعٍ اقْتُلْ كُلَّ كَلْبٍ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ: فَوَجَدْتُ نِسْوَةً فِي الْمَدِينَةِ مِنَ الْبَقِيعِ (¬3) لَهُنَّ كَلْبٌ، فَقُلْنَ: يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ أَغْزَى (¬4) رِجَالَنَا وَإِنَّ هَذَا الْكَلْبَ يَنْفَعُنَا بَعْدَ اللَّهِ تَعَالَى، وَاللَّهِ مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَنَا حَتَّى تَقُومَ (¬5) امْرَأَةٌ مِنَّا فَتَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَاذْكُرْهُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو رَافِعٍ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا أَبَا رَافِعٍ اقْتُلْهُ فَإِنَّمَا يَمْنَعُهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا رَوْحٌ بِتَمَامِهِ. [3] قَالَ: وَحَدَّثَنَا (¬6) عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، ثنا أَبُو عاصم عن ابن جريج، به. ¬
2330 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 155/2]: "وعزاه إلى الحارث بن أبي أسامة". قلت: أخرجه الحارث في مسنده "البغية" (1/ 483) كتاب الصيد والذبائح وما أمر بقتله، باب (5) في قتل الكلاب (رقم 417)، قال: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا ابْنُ =
= جريج، أنبأ الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي خِدَاشٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أبي رافع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ... فذكره. ونسبه المصنف إلى "أبي يعلى" في مسنده" ولم أجده في المطبوع منه. والحديث أخرجه أحمد في مسنده (6/ 9)، قال: ثنا روح، به نحوه، وقد تصحف فيه "ابن أبي خداش" إلى "ابن أبي خراش". وأخرجه الروياني في مسنده (1/ 456: 685)، قال: نا محمَّد بن إسحاق، نا روح بن عبادة، به نحوه. وأخرجه البزّار في مسنده "كشف الأستار" (2/ 70) باب قتل الكلاب (رقم 1227)، قال: حدّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَا: ثنا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، بِهِ نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد "ضعيف"، فإن في إسناده "عباس بن أبي خداش"، وهو مجهول كما في ترجمته، وفي إسناده كذلك الفضل بن عبيد الله، وهو مجهول أيضًا. وقد تابعه في الرواية عن "جده" أبي رافع سالمُ بن عبد الله كما يأتي في الحديث بعده (برقم 2331)، ويشهد له كذلك الأحاديث السابقة برقم (2328، 2329) وشواهدها.
2331 - وَحَدَّثَنَا (¬1) الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا أَبُو عَامِرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ محمَّد عَنْ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَتْلِ الْكِلَابِ، فَخَرَجْتُ لَا أَرَى كَلْبًا إلَّا قَتَلْتُهُ، فَإِذَا كَلْبٌ يَدُورُ، فَذَهَبْتُ لِقَتْلِهِ (¬2) فَنَادَانِي إِنْسَانٌ مِنْ جَوْفِ بَيْتٍ، مَا تُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ؟ قُلْتُ (¬3): أَقْتُلُ هَذَا الْكَلْبَ، قَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ بِضَيْعَةٍ (¬4) وَهَذَا الْكَلْبُ يَمْنَعُ عَنِّي السَّبُعَ وَيُؤْذِنُ بِالْخَاِينِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فأمرني بقتله". ¬
2331 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 155/2] وعزاه إلى "أبي يعلى". ولم أجده في المطبوع منه، فلعله في الرواية المطولة التي لم تطبع. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 42)، وقال: "رواه البزّار، وأحمد بأسانيد رجال بعضها رجال الصحيح، ورواه الطبراني في الكبير أيضًا". قلت: أخرجه أحمد في مسنده (6/ 391)، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا يعقوب بن محمَّد بن طحلاء، ثنا أبو الرِّجَالِ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أبي رافع، قَالَ: "أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أن أقتل الكلاب، فخرجت أقتلها لا أرى كلبًا إلَّا قتلته، فهذا كلب يدور ببيت، فذهبت لأقتله، فناداني إنسان من جوف البيت. يا عبد الله ما تريد أن تصنع؟ قال: قلت: أريد أن أقتل هذا الكلب، فقالت: إني امرأة مضيعة وإن هذا الكلب يطرد عني السبع ويؤذنني بالجائي فائت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فاذكر ذلك له، قال: =
= فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فأمرني بقتله"، وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 313، 314: 927)، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، ثنا القعنبي (ح)، وحدثنا علي بن المبارك الصنعاني، ثنا إسماعيل بن أبي أويس قالا: ثنا يعقوب بن محمَّد بن طحلاء، به نحوه. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 53، 54)، باب ثمن الكلب. وفي "شرح مشكل الآثار" (12/ 87) باب بيان مشكل ما روي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في أثمان الكلاب، في حلها وفي النهي عنها (رقم 4668)، قال: حدّثنا بكار بن قتيبة -وفي شرح المعاني: أبو بكرة- حدّثنا أبو عامر العقدي (ح). وحدثنا صالح بن عبد الرحمن ومحمد بن خزيمة قالا: ثنا القعنبي قالا: ثنا يعقوب بن محمَّد بن طحلاء، به نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، ورجاله رجال الشيخين إلا يعقوب بن محمَّد، فمن رجال مسلم.
6 - باب الزجر عن اقتناء الكلب
6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ اقْتِنَاءِ الْكَلْبِ 2332 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَرْبٍ (¬1) ثنا سَلَّامُ بْنُ أَبِي خَبْزَةَ عَنْ (¬2) عَاصِمٍ (¬3) عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا لَيْسَ كَلْبَ (¬4) مَاشِيَةٍ، أَوْ كَلْبَ صَيْدٍ، نَقَصَ (¬5) مِنْ أَجْرِهِ كل يوم قيراطان". ¬
2332 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 115/1] وقال: "رواه أبو يعلى". قلت: الحديث يرويه عاصم بن أبي النجود واختلف عليه فيه، فروي مرفوعًا، وروي موقوفًا. قال الدارقطني في العلل (5/ 69): "يرويه عاصم واختلف عنه في رفعه، فرفعه عبد الصمد بن عبد الوارث، وداود بن إبراهيم عن شعبة، عن عاصم، ووفقه غيرهما عن شعبة". =
= قلت: ولم أجد من أخرجه من طريق شعبة عن عاصم سواء المرفوع أو الموقوف. وقال الدارقطني أيضًا: "ورواه سلام بن أبي خبزة عن عاصم فرفعه". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (85/ 439: 5025)، قال: حدّثنا صالح بن حرب أبو معمر حدّثنا سلام بن أبي خبزة حدّثنا عاصم بن أبي النجود، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبيش، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من اتخذ كلبًا ليس بكلب ماشية أو كلب صيد انتقص من أجره كل يوم قيراطان". وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 304)، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا يونس، ثنا أبو معمر صالح بن حرب، به نحوه. إلَّا أنه قال: "قيراط" بدل قيراطان". وأخرجه السهمي في تاريخ جرجان (330)، قال: "حدّثنا الإِمام أبو بكر الإسماعيلي حدّثنا الفضل بن عبيد الله أبو العباس الحميري الاستراباذي بجرجان حدّثنا أبو معمر صالح بن حرب مولى بني هاشم املاءً علينا، به مثله إلَّا أنه قال: "سقط من أجره كل يوم قيراط". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 264) كتاب الصيد، باب (45) في اتخاذ الكلب وما ينقص من أجره (رقم 19943)، قال: حدّثنا يحيي بن سعيد عن سفيان، عن عاصم، به نحوه موقوفًا. وأخرجه كذلك بنفس الإسناد والمتن في (7/ 299: 36262). قال الدارقطني في العلل (الموطن السابق): "الموقوف أشهر".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ من أجل حال "سلام بن أبي خبزة" فإنه متروك كما في ترجمته، ثم إن الثقات خالفوه فرووه عن عاصم موقوفًا وهو أشهر كما سبق، ولكن قد ثبت الحديث مرفوعًا من طريق ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "من اقتنى كلبًا ليس بكلب ماشية أو ضارية نقص من عمله كل يوم قيراطان". =
= أخرجه البخاري في صحيح "الفتح" (9/ 524: 5480، 5481، 5482)، ومسلم في صحيحه (1/ 1203: 1574)، والنسائي في سننه (7/ 187: 4285، 4286، 4287، 4291)، والترمذي في سننه (4/ 67: 1487)، وقال: "حديث حسن صحيح"، ومالك في الموطأ (2/ 969: 13)، وأحمد في المسند (2/ 8، 27، 37, 40، 47، 55, 60، 71، 79، 101، 112، 113، 156)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 470: 5653)، والدارمي في سننه (2/ 90)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 9)، وأبو يعلى في مسنده (9/ 291: 5418) و (9/ 406: 5552) و (9/ 413: 5560)، والحميدي في مسنده (2/ 283: 632، 633)، وعبد الرزاق في مصنفه (10/ 432: 19611)، وابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 264، 265: 19941، 19942، 19946)، والطبراني في الكبير (12/ 309، 310: 13204، 13206)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 55)، وفي شرح مشكل الآثار (12/ 90، 91: 4671، 4672، 4673، 4674، 4675، 4679، 4680)، والبغوي في شرح السنة (11/ 208: 2775)، والخطيب البغدادي في تاريخه 13/ 149). وثبت كذلك مرفوعًا من طريق أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من أمسك كلبًا فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط. إلَّا كلب حرث أو ماشية"، وفي رواية "إلَّا كلب غنم أو حرث أو صيد"، وفي رواية "إلَّا كلب صيد أو ماشية". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (5/ 8: 2322)، ومسلم في صحيحه (3/ 1203: 1575)، وأبو داود في سننه (3/ 266: 2844)، والنسائي في سننه (7/ 189: 4289، 4290)، والترمذي في سننه (4/ 68: 1490)، وقال: "حديث حسن صحيح"، وابن ماجة في سننه (2/ 1069: 3204)، وأحمد في المسند (2/ 267، 345، 425، 473)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 469: =
= 5652) و (12/ 471: 5654)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 251 و 6/ 10)، وعبد الرزاق في مصنفه (10/ 432: 19612)، وابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 264: 19944)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 56)، وفي شرح مشكل الآثار (12/ 95: 4682)، والبغوي في شرح السنة (11/ 209: 2777).
7 - باب الذئب
7 - بَابُ الذِّئْبِ 2333 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الْأَوْبَرِ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرَ قِصَّةً ... قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا خَارِجًا، وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ: إِذْ جَاءَهُ الذِّئْبُ حَتَّى أَقْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ بَصْبَصَ (¬1) [بِذَنَبِهِ] (¬2). فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هَذَا الذِّئْبُ وَهَذَا وَافِدُ الذِّيَابِ، فَمَا تَرَوْنَ؟ أَتَجْعَلُونَ لَهُ مِنْ أَمْوَالِكُمْ (¬3) شَيْئًا؟ فَقَالَ النَّاسُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا نَجْعَلُ لَهُ مِنْ أَمْوَالِنَا شَيْئًا. فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَرَمَاهُ بِحَجَرٍ فَأَدْبَرَ وَلَهُ عُوَاءٌ (¬4). فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الذِّئْبُ، وَمَا الذئب. ثلاث مرار (¬5). ¬
2333 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 117/2] وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي". قلت: لم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى، ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع. وأخرجه سعيد بن منصور في سننه كما ذكره القسطلاني في "المواهب اللدنية بالمنح المحمدية" (2/ 552). ولم أجده في المطبوع من سنن سعيد بن منصور. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 39، 40)، قال: أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنبأنا أبو الفضل بن حميرويه الهروي، حدّثنا أحمد بن نجدة، حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا حبّان بن علي، حدّثنا عبد الملك بن عمير عن أبي الأوبر الحارثي -تحرف في المطبوع إلى "الأدبر"- عن أبي هريرة، قال: أتاه رجل فقال: يا أبا هريرة! أنت الذي نهيت الناس، فذكر الحديث، قال: وجاء الذئب وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسٌ فأقعى بين يديه ثم جعل يبصبص بِذَنَبِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هذا وافد الذئاب، جاء يسألكم أن تجعلوا له من أموالكم شيئًا". قالوا: لا والله لا نفعل، وأخذ رجل من القوم حجرًا فرماه، فأدبر الذئب وله عواء، فقال رسول الله: "الذئب وما الذئب". وأخرجه البزّار في مسنده [كشف الأستار] (3/ 143) كتاب علامات النبوة، باب سؤال الذئب القوت (رقم 2432)، قال: حدّثنا يوسف بن موسى ثنا جرير بن عبد الحميد عن عبد الملك بن عمير، به نحوه وفيه زيادة. ثم قال البزّار: "وهذا الذي زاده جرير لا نعلم أحدًا رواه غيره". قلت: بل تابعه حبّان بن علي كما مضى سابقًا وتابعه شعبة أيضًا كما أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" الموطن السابق قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الأصبهاني، حدّثنا محمَّد بن مسلمة، حدّثنا زيد بن هارون أنبأنا شعبة عن عبد الملك بن عمير، به نحوه. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات إلَّا أنه لم يتميز لي سماع جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك ابن عمير هل كان قديمًا فيكون الحديث صحيحًا أم أنه سمع منه بآخره بعد اختلاطه فيكون ضعيفًا، ولم أجد ما يشهد له بهذا المتن، ولكن قد ثبتت شهادة الذئب بنبوة محمَّد -صلى الله عليه وسلم- في قصته المشهورة مع الراعي حيث أخرجها أحمد في المسند (2/ 306، 3/ 83، 84، 88، 89). والحاكم في المستدرك (4/ 467)، والبزار في مسنده "كشف الأستار" (3/ 143: 2431)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (2/ 63: 875)، والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 41)، وأبو القاسم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (3/ 953: 154).
8 - باب النحلة والذباب
8 - بَابُ النَّحْلَةِ وَالذُّبَابِ 2334 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شيبان بن فروخ، ثنا سُكين (¬1) ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عُمْرُ الذُّبَابِ أَرْبَعُونَ (¬2) لَيْلَةً، وَالذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إلَّا النَّحْلَ". [2] حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ (¬3)، ثنا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ الْعَاصِ (¬4)، ثنا حَنْظَلَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَرْفُوعًا مِثْلَهُ ولم يقل: "إلَّا النحل". ¬
2434 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 164/ 1) وقال: "رواه أبو يعلى بإسناد حسن". =
= قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 230: 4231)، قال: حدّثنا شيبان فروخ، حدّثنا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عُمْرُ الذُّبَابِ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً، وَالذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إلَّا النَّحْلَ". ومن طريقه أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 463)، قال: أخبرني أبو يعلى به مثله إلَّا أنه قال: "يومًا" بدل "ليلة"، وقال: "إلَّا ذباب النحل"، ثم قال ابن عدي: "وهذا رواه أيضًا عنبسة عن حنظلة، عن أنس". ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 266) باب دخول الذباب النار، قال: أنبأنا ابن خيرون، أنبأنا ابن مسعدة، أنبأنا حمزة، أنبأنا ابن عدى به نحوه مختصرًا بلفظ "عمر الذباب أربعون يومًا"، وتحرفت "شيبان" في المطبوع إلى "سنان"، ثم قال: وأما حديث أنس فقال النسائي: "سكين ليس بالقوي". وأخرجه أبو يعلى في مسنده (17/ 271: 4290)، قال: حدّثنا أبو سعيد الأشج، حدّثنا عقبة ابن خالد، حدثني عنبسة القاص، حدّثنا حنظلة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عُمْرُ الذُّبَابِ أربعون يومًا، والذباب كله في النار".
الحكم عليه: الحديث بالإسناد الأول "ضعيف" من أجل حال "عبد العزيز بن قيس" فإنه مقبول، وهو ضعيف كذلك بالإسناد الثاني من أجل حال "عنبسة وحنظلة" وكلاهما ضعيف. وعليه فقول الهيثمي في المجمع (4/ 41) و (8/ 136) و (10/ 390): "رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات" تساهل منه، ولكن يشهد له: 1 - حديث ابن عمر الآتي بعده برقم (2335). 2 - حديث ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أنه قال: "الذباب كله في النار إلَّا النحلة". أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 65: 11058)، قال الهيثمي في المجمع =
= (4/ 41): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن محمَّد بن حازم وهو ثقة"، وذكره في (10/ 390)، ثم قال: "رواه الطبراني في الكبير والأوسط , والبزار بأسانيد، ورجال بعض أسانيده ثقات". قلت: هكذا نسبه إلى الطبراني في الأوسط ولم أجده في "مجمع البحرين" وإلى البزّار في مسنده ولم أجده فيما طبع من مسنده إلى الآن، ولم أجده كذلك في مختصر زوائد البزّار، وأخرجه أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" (100/ 268). 3 - حديث ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "الذباب كله في النار إلَّا النحل". أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 257: 10487)، قال الهيثمي في المجمع: "رواه الطبراني وفيه إسحاق بن يحيي بن طلحة، وهو متروك، وقد ذكره ابن حبّان في الضعفاء , والثقات وقال: يحتج بما وافقه فيه الثقات، ويترك ما انفر به بعد أن استخرت الله فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح". قلت: الصواب أن إسحاق لا ينزل إلى درجة الترك، وإنما هو ضعيف، والله أعلم. وعليه فالحديث بهذه الشواهد لا ينزل عن درجة الحسن.
2335 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إلَّا النَّحْلَ" وَكَانَ مُجَاهِدٌ يَكْرَهُ قَتْلَ النَّحْلِ. [2] حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ لَيْثٍ -هو وابن أَبِي سُلَيْمٍ-، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، مَرْفُوعًا مِثْلَهُ، وَأَدْرَجَ "قَالَ (¬1) مجاهد" في الخبر. ¬
2335 - تخريجهْ ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 164/ 1] وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي". قلت: هكذا نسبه إلى أبي يعلى ولم أجده في المطبوع من مسنده , فلعله في الرواية المطولة التي لم تطبع. والحديث له عن ابن عمر ثلاث طرق: 1 - رواه نافع عن ابن عمر، أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 349)، قال: أخبرني الحسن بن سفيان، حدّثنا شيبان، حدّثنا أيوب بن خوط عَنْ لَيْثٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي قال: "الذباب كله في النار". ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 265) باب دخول الذباب النار. قال: أنبأنا إسماعيل بن أحمد، أنبأنا ابن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي به مثله. 2 - رواه عبيد بن عمير عن ابن عمر، أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 389: 13436)، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، وفي الأوسط "مجمع البحرين" (3/ 301، 302) كتاب (10) الصيد والذبائح، باب (2) النهي عن قتل النحل (رقم 1853)، قال: حدّثنا أحمد. =
= كلاهما "علي بن عبد العزيز، وأحمد" , قالا: ثنا محمَّد بن عمار الموصلي، ثنا القاسم بن يزيد الجرمي، ثنا سفيان الثوري عن منصور، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير الليثي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إلَّا النحلة، وكان ينهى عن قتلهن وإحراق الطعام" قال سفيان: يشبه أن يكون إحراق الطعام في أرض العدو، ثم قال في الأوسط: "لم يروه عن سفيان إلَّا القاسم تفرد به محمَّد بن عمار". وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 265، 266) "الباب السابق" قال: أنبأنا علي بن عبد الله، وأحمد بن الحسن الفقيه قالا: أنبأنا عبد الصمد بن المأمون، أنبأنا علي بن عمر الحربي، حدّثنا محمَّد بن محمَّد الباغندي، حدثني محمَّد بن عمار به مثله مختصرًا. وروي الحديث عن عبيد بن عمير مرسلًا. أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 419: 13543)، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الديري عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير أو ابن عمر به مثله مرسلًا. وروي الحديث أيضًا عن ابن عمر أو ابن عمير على الشك. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 451) باب ما ينهي عن قتله من الدواب (رقم 8417)، قال: عن الثوري، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمير أو عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فذكر مثله. ورُوي الحديث عنهما "ابن عمر، وعبيد بن عمير، مقرونًا بينهما. أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 419: 13544)، قال: حدّثنا بكر بن سهل الدمياطي، ثنا نعيم بن حماد، ثنا الفضل بن موسى عن سفيان، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وعبيد بن عمير قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكر مثله. 3 - رواه مجاهد عن ابن عمر، أخرجه أبو يعلى كما ذكر المصنف ولم أجده في المطبوع من مسنده. =
= وأخرجه البزّار في مسنده "مختصر زوائد البزّار" (2/ 475) باب صفة النار (رقم 2243)، قال: حدّثنا أحمد بن بكار الباهلي، ثنا عمر بن شفيق، ثنا إسماعيل بن مسلم عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النار إلَّا ذباب النحل". ثم قال: تفرد إسماعيل بوصله ولم يكن حافظًا، ورواه الثقات عن مجاهد، عن عبيد بن عمير مرسلًا. قلت: لم يتفرد إسماعيل بوصله، بل تابعه على ذلك يحيي أبو زكريا كما سيأتي وورد موصولًا من طريق أخرى كما تقدم قريبًا. وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 284)، قال: حدّثنا أحمد بن محمَّد بن إبراهيم الصيرفي، حدّثنا أحمد بن ثابت الجحدري، وفي (5/ 44)، قال: ثنا أحمد بن الحسين بن عبد الصمد، ثنا يحيي بن حكيم قالا: حدّثنا عمر بن شقيق به مثله. ومن طريق ابن عدي الثانية أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" "الموطن السابق" قال: أنبأنا محمَّد بن عبد الملك، أنبأنا إسماعيل بن أبي الفضل، أنبأنا حمزة السهمي، أنبأنا ابن عدي به مثله. وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 398: 13468)، قال: حدّثنا عثمان بن عمر الضبي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا أبي به مثله. وتابع إسماعيل بن مسلم في روايته موصولًا عن الأعمش، يحيي أبو زكريا. أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 398: 13467)، قال: حدّثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا يحيي أبو زكريا عن الأعمش به نحوه، ولم يستثن النحل، وزاد: "ونهى عن قتل النحل وأن يحرق الطعام في أرض العدو". وتابع الأعمش في روايته عن مجاهد، ليثُ بن أبي سليم. أخرجه أبو يعلى كما ذكره المصنف ولم أجده في المطبوع من مسنده. وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 418: 13542)، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا الحكم بن موسى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ به مثله. =
= الحكم عليه: الحديث بالإسناد الأول ضعيف، وفيه ثلاث علل: 1 - فيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. 2 - عنعنة الأعمش، وهو مدلس من الثالثة كما تقدم في ترجمته. 3 - الانقطاع بين الحسن بن عمر بن شقيق، وإسماعيل بن مسلم المكى. ويدل على ذلك أمران: (أ) إني لم أجد من صرح بسماعه منه، لا سيما وأن الحسن توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين تقريبًا، وإسماعيل ذكره الذهبي فيمن توفي بين سنة (160، 170). (ب) أن الحسن يروي الحديث عن أبيه عن إسماعيل -كما مضى في تخريجه- وسماع أبيه من إسماعيل ثابت، والله أعلم. والإسناد الثاني ضعيف كذلك وفيه علتان: 1 - أن إسماعيل بن عياش يرويه عن ليث بن أبي سليم، وهو من الكوفة، وإسماعيل ضعيف في روايته عن غير أهل الشام. 2 - في إسناده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف. وعليه فالحديث ضعيف، ولكنه يرتقي إلى درجة الحسن بكثرة طرقه كما في تخريجه. ويشهد له كذلك حديث أنس المتقدم برقم (2334) وما ذكر من شواهده. وأما حكم ابن الجوزي عليه بالوضع وإيراده له في "الموضوعات" فقد تعقبه الذهبي في "ترتيب الموضوعات" (ص 316: 1151، 1152، 1153)، حيث قال: "وهذا إسناد جيد فما بال هذا هنا؟ ". وقال المناوي في فيض القدير (3/ 569): "وبه عرف أن حكم ابن الجوزي له بالوضع في حيز المنع"، وقال الحسيني الطرابلسي في "الكشف الإلهي عن شديد الضعف والموضوع والواهي (ص 363: 406/ 10): " حكم أبو الفرج بن الجوزي بوضعه، وهو غير صواب فقد قال جمع من الحفاظ إنه حديث حسن".
9 - باب فضل الديك الأبيض
9 - بَابُ فَضْلِ الدِّيكِ الْأَبْيَضِ 2336 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ، ثنا أَبَانُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صَوْتُ الدِّيكِ وَضَرْبُهُ بِجَنَاحَيْهِ (¬1) رُكُوعُهُ وسجوده". ¬
2336 - تخريجه: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث" (2/ 833) كتاب (28) الأدب، باب (28) ما جاء في الديك، والنهي عن سبه (رقم 876)، قال: حديثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ جميع، ثنا أَبَانُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صَوْتُ الدِّيكِ وضربه لجناحه ركوعه وسجوده". وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (5/ 1760: 1256)، ولكن من طريق أبي هريرة، وفي إسناده "عمرو بن جميع". وذكره السيوطي في الجامع الصغير "مع الفيض" (4/ 210)، ونسبه إلى أبي الشيخ في "العظمة" عن أبي هريرة، وابن مردويه عن عائشة ورمز لضعفه، وذكره في الدر المنثور (4/ 332)، وعزاه لابن مردويه، وأبي نعيم في "فضائل الذكر" عن عائشة. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد "موضوع"، وفيه ثلاث علل: 1 - في إسناده "عمرو بن جميع"، وهذا كذاب وضّاع. 2 - وفيه كذلك "أبان بن أبي عياش"، وهو متروك. 3 - وفيه كذلك "عبد الرحيم بن واقد"، وهو ضعيف.
2337 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الرَّحِيمِ، ثَنَا عَمْرٌو، ثنا يَحْيَى بن سعيد عن محمَّد بن إبراهيم، عن عائشة رضي الله عنها [و] (¬2) عن أبان، عن أنس رضي الله عنه مَرْفُوعًا: "الدِّيكُ الْأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عدوي". ¬
2337 - تخريجه: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث" (2/ 833) كتاب (28) الأدب، باب (28) ما جاء في الديك والنهي عن سبه (رقم 877)، قال: "حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثَنَا عَمْرُو بن جميع، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ محمَّد بْنِ إبراهيم التيمي، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وَعَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: "الدِّيكُ الْأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عَدُوِّي".
الحكم عليه: مدار الحديث على "عمرو بن جميع"، وهو كذاب وضّاع -كما تقدم في ترجمته-، وفي إسناده كذلك: "عبد الرحيم بن واقد"، وهو ضعيف؛ كما أن "محمَّد بن إبراهيم التيمي" لم يسمع من "عائشة" فروايته عنها منقطعة. وعليه، فالحديث موضوع، والله أعلم.
2338 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الرَّحِيمِ، ثنا وَهْبٌ (¬2)، ثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ مِثْلَهُ وَزَادَ: "يَحْرُسُ دَارَ صَاحِبِهِ وَتِسْعَ (¬3) دور حوله، وكان يُبَيّته في بيته". ¬
2338 - تخريجه: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (2/ 834) كتاب (28) الأدب، باب (28) ما جاء في الديك والنهي عن سبه (رقم 878)، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا وَهْبُ، ثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أبي زيد الأنصاري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي يحرس دار صاحبه وسبع دور حولها"، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يبيته معه في بيته. وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 4) باب في الديك الأبيض، قال: وأما حديث أبي زيد فروى أبو بكر البرقي، حدّثنا ابن أبي السري، حدّثنا محمَّد بن حمير، حدّثنا محمَّد بن مهاجر عن عبد الله بن عبد العزيز القرشي، عن أبي زيد الأنصاري ... فذكره، ولكن بدون قوله: "يحرس دار صاحبه وتسع دور حوله"، ثم أعله بعبد الله بن عبد العزيز القرشي، وذكر أقوال العلماء في تضعيفه، وتعقبه الذهبي في ترتيب الموضوعات (ص 217) فأعله كذلك بـ "محمَّد بن مهاجر"، وقال عنه: "وضاع".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد موضوع، وإسناده مظلم، فعبد الرحيم بن واقد ضعيف، ووهب بن وهب كذاب وضّاع، وطلحة بن عمرو متروك، وشيخه مجهول. والطريق الثانية للحديث، فيها محمَّد بن مهاجر، وهو كذاب وضّاع، وعبد الله القرشي وهو ضعيف. =
= فائدة: قال العجلوني في كشف الخفا (1/ 414): "وذكر ابن قيم الجوزية قال في جواب الأسئلة الطرابلسية بعد سرده جملة من أحاديث الديك. قال: وبالجملة، فكل أحاديث الديك كذب إلَّا حديثًا واحدًا: "إذا سمعتم في صياح الدِّيكَة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكًا ... ". وانظر: حكم العلماء عليها بالوضع في: الموضوعات لابن الجوزي (3/ 3، 8)، ترتيب الموضوعات للذهبي (216، 217)، اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي (2/ 227 - 229)، تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة لابن عراق (2/ 249، 250)، فيض القدير للمناوي (3/ 552 - 554)، الكشف الإلهي عن شديد الضعف والموضوع والواهي للحسيني الطرابلسي (1/ 350: 395)، كشف الخفا للعجلوني (1/ 413، 414: 1323).
10 - باب ما يكره أكله
10 - بَابُ مَا يُكره أَكْلُهُ 2339 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا محمَّد بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْمُخْتَارُ، عَنْ أَبِي مَطَرٍ قَالَ: خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَإِذَا رَجُلٌ يُنَادِي خَلْفِي، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَلِيٌّ (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَمَشَيْتُ خَلْفَهُ حَتَّى أَتَى عَلَى أَصْحَابِ السَّمَكِ فَقَالَ: لَا يُبَاعُ فِي سوقنا طافٍ (¬2) ". ¬
2339 - تخريجه: هذا الحديث جزء من حديث طويل، وقد تقدم دراسة إسناده وتخريجه والحكم عليه بالضعف (برقم 1339 والإحالة التي بعد حديث رقم 2280)، وسبب ضعفه جهالة أبي مطر وضعف المختار بن نافع.
2340 - أَخْبَرَنَا (¬1) النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا أَبُو محمَّد الْقَافِلَانِيُّ (¬2) عَنْ هَمَّامِ بْنِ سُهَيْلٍ (¬3)، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ عَلَى بغلة رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْبَيْضَاءِ وَهُوَ يَقُولُ: أَيْنَ اللَّحَّامُونَ (¬4)؟ فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إليكم لَا تَأْكُلُوا الْحَشَا (¬5) (¬6) قَالَ النَّضْرُ: يَعْنِي الطِّحَالَ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ السمَّاكون (¬7)؟ فَقَالُوا: هَؤُلَاءِ، فَسَارَ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إليكم، ألَّا تأكلوا من الصلور ولا الأنقليس (¬8)، قال النضر: أحدهما الجري، والآخر: مرماهي. ¬
2340 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 119/1] وقال: "رواه إسحاق بن راهويه". وهكذا نسبه المصنف إليه ولم أجد من أخرجه غيره. =
= الحكم عليه: الحديث في إسناده رجل لم يسم وآخران لم أجد من ترجمهما، ثم هو مخالف لما ثبت من حديث ابن عمر مرفوعًا وموقوفًا "أحلت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان فالحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال". أخرجه أحمد في المسند (2/ 97)، وابن ماجه في سننه (رقم 3314)، والحاكم في مستدركه، ولم أجده في المطبوع منه، ومن طريق البيهقي في السنن الكبرى (1/ 254)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (2/ 41: 818)، والبغوي في شرح السنة (11/ 244: 2803)، وصححه الألباني كما في السلسلة الصحيحة (3/ 111: 1118). وهو كذلك مخالف لعموم قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ ...} [المائدة: 96] ولما ثبت من قول ابن عباس "والجِرِّى لا تأكله اليهود ونحن نأكله" أخرجه البخاري في صحيحه معلقًا "الفتح" (9/ 529)، وقال الحافظ في الفتح (9/ 530): "وصله عبد الرزاق عن الثوري ... وأخرجه ابن أبي شيبة .. ثم قال: وهذا على شرط الصحيح". وعليه فالحديث بهذا الإسناد منكر، والله أعلم.
(101) 2341 - وحديث ابن عمر رضي الله عنهما، في السمك في تفسير المائدة (1).
(101) 2341 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 188/2] وقال: "رواه مسدّد، والبيهقي ولفظه .. " فذكره. قلت: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 508) باب الحيتان (رقم 8669)، قال: أخبرنا عبد الله ابن عمر وابن جريج عن نافع، عن ابن عمر قال: سأله عبد الرحمن بن أبي هريرة عن حيتان ألقاها البحر، أميتة هي؟ قال: نعم فنهاه عن أكلها، فلما دخل البيت دعا بالمصحف فقرأ: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} [المائدة: 96] قال: فأرسل إليه، فقال: قد أحل لكم صيد البحر وطعامه، ما يخرج منه فكله، فليس به بأس وإن كان ميتًا. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (5/ 67: 12707)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى. قال ثنا الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، به نحوه إلَّا أنه قال: "أخبرنا نافع =
= أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ سَأَلَ ابن عمر ... فذكره". وتابع ابن جريج، وعبد الله بن عمر في الرواية عن نافع كل من: مالك، وأيوب، وعبيد الله ابن عمر. أما متابعة الإِمام مالك فهي في الموطأ (2/ 494) كتاب (25) الصيد، باب (3) ما جاء في صيد البحر (رقم 9)، قال: عن نافع فذكر نحوه. ومن طريقه أخرجها البيهقي في السنن الكبرى (9/ 255) كتاب الصيد والذبائح، باب ما لفظ البحر وطفا من ميتة، قال: أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو جعفر المزكي، ثنا محمَّد بن إبراهيم، ثنا ابن بكير، ثنا مالك، به نحوه. وأخرج متابعة أيوب ابن جرير في تفسيره (5/ 67: 12704، 12705)، قال: حدّثنا ابن بشار ثنا عبد الوهاب، وحدثني يعقوب، ثنا ابن عليه. كلاهما "عبد الوهاب، وابن علية" عن أيوب -قال الأول: ثنا، والثاني: أخبرنا- عن نافع به نحوه. وأخرجه كذلك متابعة عبيد الله في (5/ 67: 12703)، قال: حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا معمر بن سليمان قال: فذكر نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور (2/ 332)، وعزاه إلى "عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات إلَّا "عبد الرحمن بن أبي هريرة" فلم يوثقه غير ابن حبّان وهو -كما سبق- مشهور بتوثيق المجاهيل. ولذا فالحديث ضعيف، لكن يشهد لمعناه حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:"غزونا جيش الخَبَط، وأُمِّرَ أبو عبيدة، فجعنا جوعًا شديدًا، فألقى البحر حوتًا ميتًا لم ير مثله يقال له: العنبر، فأكلنا منه نصف شهر، فأخذ أبو عبيدة عظمًا من عظامه فمرّ الراكب تحته". =
= أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (9/ 530: 5493، 5494)، واللفظ له، ومسلم في صحيحه (3/ 1535: 1935)، وأبو داود في سننه (4/ 178: 3840)، والترمذي في سننه (4/ 557: 2475)، وقال: "حديث صحيح"، والنسائي في سننه (7/ 207، 209: 4351، 4352، 4353، 4354)، وابن ماجه في سننه (2/ 1392: 4159)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 63، 67: 5259، 5260، 5261، 5262)، ومالك في الموطأ (2/ 930، 931: 24)، وأحمد في مسنده (3/ 303، 304، 308، 309، 311، 312، 378)، والدارمي في سننه (2/ 91، 92)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 194، 9/ 251)، والحميدي في مسنده (2/ 521: 1242)، والطيالسي في مسنده (240، 241: 1744)، وأبو يعلى في مسنده (3/ 320: 1786) و (3/ 430: 1920) و (3/ 456، 457: 1954، 1955، 1956)، وابن الجارود في المنتقى (غوث المكدود) (3/ 168: 878)، وعبد الرزاق في مصنفه (4/ 506، 508: 8666، 8667، 8668)، وابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 249: 19758)، والبغوي في شرح السنة (11/ 246، 247: 2804، 2805، 2806). كما يشهد لمعناه عموم حديث أبي هريرة "هو الطهور ماؤه والحل ميتته" أخرجه مالك في الموطأ (1/ 22: 12)، وأحمد في مسنده (2/ 237، 361، 378، 392، 393)، وأبو داود في سننه (1/ 64: 83)، والترمذي في سننه (1/ 101: 69)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في سننه (1/ 50: 59) و (1/ 176: 332) و (7/ 207: 3450)، وابن ماجه في سننه (1/ 136: 386)، وابن خزيمة في صحيحه (1/ 58، 59: 111)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (4/ 49: 1243)، والحاكم في المستدرك (1/ 140، 141، 142)، وصححه ووافقه الذهبي، والدارمي في سننه (1/ 185، 186)، والدارقطني في سننه (1/ 36، 37)، والبيهقي في سننه (1/ 3، 254)، وابن الجارود في المنتقى (غوث المكدود) =
= (1/ 51، 52: 43)، وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 122: 1392)، والبغوي في شرح السنة (2/ 55: 281). وروي كذلك من طريق جابر، وأنس، وعلي، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو وغيرهم، وهو حديث صحيح أطبق العلماء على صحته، انظر "بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن" (2/ 109، 114)، وهناك شواهد أخرى كثيرة على حل ميتة البحر، ولكن أكتفي بما ذكر، والله أعلم.
2342 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَرْمَلَةَ (¬1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى خَالَتِي مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَتْ لَهُ: أَلَا تقدم (¬2) لَكَ شَيْئًا أَهْدَتْهُ لَنَا حَفِيدُ أُمِّ عَتِيقٍ (¬3) فَأَتَتْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِضِبَابٍ مَشْوِيَّةٍ، فَلَمَّا رَآهَا تَفِلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا وَأَمَرَنَا أَنْ نَأْكُلَ ... " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُمَا مِنْ طُرُقٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ دُونَ هَذِهِ الزِّيَادَةِ (¬4). ¬
2342 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 47/ 1)، وقال: "رواه الحميدي، =
= ومحمد بن يحيي ابن أبي عمر بلفظ واحد، ومدار إسناديهما على علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، ورواه مسلم في صحيحه , وأبو داود، والترمذي، والنسائي في اليوم والليلة مختصرًا، وقصة خالد، وابن عباس في الصحيحين من حديث سهل بن سعد". قلت: لم أجده في صحيح مسلم من هذه الطريق. والحديث أخرجه الحميدي في مسنده (1/ 225، 226: 482)، قال: ثنا سفيان قال: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ عُمَرَ بن حرملة، عن ابن عباس قَالَ: "دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- على خالتي ميمونة ومعنا خالد بن الوليد، فقالت ميمونة: ألا نقدم إليك يا رسول الله شيئًا أهدته لنا أم عفيف، فأتته بضباب مشوية، فَلَمَّا رَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- تَفِلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا وَأَمَرَنَا أن نأكل، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بإناء فيه لبن، فشرب وأنا عن يمينه وخالد عن يساره، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "الشربة لك يا غلام وإن شئت آثرت خالدًا"، فقلت: ما كنت لأوثر بسؤر رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَدًا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من أطعمه الله طعامًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وابدلنا ما هو خير منه، ومن سقاه لبنًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإني لا أعلم يجزئ من الطعام والشراب غيره". ومن طريق الحميدي أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (179) باب شربه اللبن وقوله فيه -صلى الله عليه وسلم-، قال: حدّثنا عبد الله بن محمَّد الرازي، نا أبو زرعة، نا الحميدي به مثله مختصرًا ولم يذكر فيه قصة الضباب المشوية. وأخرجه أحمد في المسند (1/ 220)، قال: ثنا سفيان به مثله مختصرًا. وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (4/ 511)، باب الضب (رقم 8676)، قال: أخبرنا ابن عيينة به مطولًا نحو لفظ الحميدي. وتابع سفيان بن عيينة في الرواية عن علي بن زيد بن جدعان كل من: 1 - إسماعيل بن علية. =
= 2 - شعبة. 3 - وحماد بن سلمة. 4 - وحماد بن زيد. 1 - أما متابعة إسماعيل بن علية فأخرجها أحمد في مسنده (1/ 225)، قال: ثنا إسماعيل بن علية، أنا علي بن زيد به نحو لفظ الحميدي. والترمذي في سننه (5/ 472)، كتاب (49) الدعوات، باب (55) ما يقول إذا أكل طعامًا (رقم 3455)، وفي الشمائل (ص 170)، باب ما جاء في صفة شراب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (رقم 206). قال: حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ به نحوه مختصرًا بدون ذكر قصة الضب، وقال: "هذا حديث حسن". ومن طريق الترمذي أخرجه البغوي في "شرح السنة" (11/ 387)، باب البداء بالأيمن وشرب اللبن (رقم 3055)، قال: أخبرنا أبو محمَّد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب نا أبو عيسى الترمذي به مثله، والنسائي في "السنن الكبرى" (6/ 79)، كتاب (81) عمل اليوم والليلة، باب (85) ما يقول إذا شرب اللبن (رقم 10118)، قال: أخبرنا أحمد بن ناصح قال: حدّثنا إسماعيل بن علية، به نحوه مختصرًا. وابن سعد في "الطبقات" (1/ 396، 397)، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، به نحوه مطولًا وذكر فيه قصة الضباب غير أنه قال في إسناده "عمران بن أبي حرملة" وهو خطأ ولعله من الناسخ. وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص 425) باب ما يقول إذا شرب اللبن (رقم 74)، قال: أخبرني محمَّد بن محمَّد الباهلي، ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ثنا إسماعيل بن علية، به نحو مختصرًا. 2 - وأما متابعة شعبة فأخرجها الطيالسي في مسنده (ص 355: 2723)، =
= قال: حدّثنا شعبة وغيره عن علي بن زيد، قال شعبة: عن عمرو بن حرملة وقال غيره: بن حرملة -هكذا في المطبوع والظاهر أن الصواب: وقال غيره: عمر بن حرملة- فذكر نحو لفظ الحميدي مع تقديم وتأخير. والنسائي في السنن الكبرى (الموطن السابق: 10119)، قال: أخبرنا محمَّد بن بشار قال: حدّثنا محمَّد قال: حدّثنا شعبة به نحوه مختصرًا. 3 - وأما متابعة حماد بن سلمة فأخرجها أحمد في مسنده (1/ 225)، قال: ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، أنا علي بن زيد، به نحوه مطولًا. وأخرجها أبو داود في سننه (4/ 116) كتاب (20) الأشربة، باب (21) ما يقول إذا شرب اللبن (رقم 3730)، قال: وحدثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد، يعني ابن سلمة، به نحوه مطولًا وذكره فيه قصة الضباب المشوية. 4 - وأما متابعة حماد بن زيد، فأخرجها أبو داود في سننه (الموطن السابق)، قال: حدّثنا مسدّد، حدّثنا حماد -يعني ابن زيد- به نحوه. والبيهقي في شعب الإيمان (10/ 501) باب الثريد وغيره مما يكون أدمًا (رقم 5556)، قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ به نحوه مطولًا. وأخرجها مختصرًا في (11/ 40: 5641)، فقال: أخبرنا أبو الحسن المقري، أخبرنا الحسن بن محمَّد بن إسحاق، حدّثنا يوسف بن يعقوب، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ به نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان: 1 - مداره على "علي بن زيد بن جدعان" وهو ضعيف كما في ترجمته. 2 - وفي إسناده "عمر بن أبي حرملة" وهو مجهول. لكن أصل القصة ثابت في الصحيحين من حديث ابن عباس، وقد تقدم تخريجه =
= في شواهد الحديث رقم (2323). كما يشهد له في جواز أكل لحم الضب حديث أبي هريرة المتقدم برقم (2322)، وحديث ميمونة المتقدم برقم (2323)، وحديث ابن عباس عن ميمونة كذلك المتقدم برقم (2324). وأما البداءة بالأيمن فالأيمن في الشرب، فيشهد له حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ فقال للغلام: "أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحدًا. قال: فتله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يده". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (10/ 89: 5620)، ومسلم في صحيحه (3/ 1604: 2030)، وأحمد في المسند (5/ 333، 338)، ومالك في الموطأ (2/ 926: 18)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 151: 5335)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 286)، وأبو عوانة في مسنده (3/ 353، 354)، والطبراني في الكبير (6/ 139: 5769) و (6/ 142: 5780) و (6/ 151: 5815) و (6/ 170: 5890) و (6/ 187: 5948) و (6/ 189: 5957) و (6/ 197: 5989) و (6/ 202: 6007)، والبغوي في شرح السنة (11/ 386، 387: 354). ويشهد له كذلك حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أتى بلبن قد شيب بماء، وعن يمينه أعرابي، وعن شماله أبو بكر، فشرب ثم أعطى الأعرابي وقال: "الأيمن فالأيمن" أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (10/ 77: 5612) و (10/ 88: 5619)، ومسلم في صحيحه (3/ 1603: 2029)، وأبو داود في سننه (3/ 113: 3726)، والترمذي في سننه (3/ 271: 1893)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وابن ماجه في سننه (2/ 1133: 3425)، وأحمد في المسند (3/ 11، 113، 197، 231، 239)، ومالك في الموطأ (2/ 926: 17)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 150، 153: 5333، 5334، 5336، 5337)، =
= والدارمي في سننه (2/ 118)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 285) والحميدي في مسنده (25/ 499: 1182)، والطيالسي في مسنده (ص 280: 2094)، وأبو عوانة في مسنده (5/ 348، 349)، وأبو يعلى في مسنده (6/ 252، 254: 3552، 3553، 3555)، وعبد الرزاق في مصنّفه (10/ 425: 19582)، والبغوي في شرح السنة (11/ 384، 386: 3051، 3052، 3053)، وابن سعد في الطبقات (7/ 20)، وأبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- 192، 193). وأما الدعاء الوارد في آخر الحديث فلم أجد ما يشهد له سوى أنه روي عن ابن عباس من طريق أخرى أخرجها ابن ماجه في سننه (2/ 1103) كتاب (29) الأطعمة، باب (35) اللبن (رقم 3322)، قال: حدّثنا هشام بن عمار، ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا ابن جريج، عن ابن شهاب، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عن ابن عباس ... فذكره مختصرًا أي مقتصرًا على الدعاء وليس فيه ذكر قصة الضباب المشوية. ونسبه الألباني إلى أبي عبد الله بن مروان القرشي في الفوائد، (25/ 113/2) من هذه الطريق وحسنه بمجموع الطريقين أي هذه الطريق والطريق السابق عن علي بن زيد ابن جدعان. كما في السلسلة الصحيحة (5/ 411: 2320). والذي يظهر والله أعلم أن هذه الطريق أعني طريق ابن شهاب الزهري، لا تصلح لتقوية الطريق السابقة إذ أنها معلولة فقد سئل عنها أبو حاتم كما في "العلل" (2/ 4)، فقال: "ليس هذا من حديث عبيد الله بن عبد الله ولا من حديث أبي أمامة وإنما هو من حديث الزهري عن أنس"، ثم ذكر ابن أبي حاتم الدعاء الوارد في الحديث ثم قال: "قال أبي: ليس هذا من حديث الزهري إنما هو مِنْ حَدِيثِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ عُمَرَ بن حرملة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال أبي: وأخاف أم يكون قد أُدخل على هشام بن عمار لأنه لما كبَّر تغير". وعليه فيبقى الدعاء الوارد في آخر الحديث على ضعفه، والله أعلم.
2343 - وقال أبو بكر: حدثنا أبو أسامة عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، ثنا الْقَاسِمُ وَمَكْحُولٌ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ أَكْلِ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَعَنْ كل ذي ناب من السباع.
2343 - تخريجه: هذا الحديث جزء من حديث طويل تقدم بتمامه في الحديث رقم (2206)، وهناك تم الكلام على رجال إسناده وتخريجه والحكم عليه بأنه ضعيف جدًا. غير أن نهي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لحوم الحمر الأهلية، وعن كل ذي ناب من السباع، قد ثبت في أحاديث صحيحة كثيرة ومنها: 1 - حديث جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وأذن في لحوم الخيل". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (7/ 550: 4219) و (9/ 565: 5520) و (9/ 570: 5524)، ومسلم في صحيحه (3/ 1541: 1941)، وأبو داود في سننه (4/ 149، 151: 3788، 3789)، والترمذي في سننه (4/ 61: 1478)، وقال: "حديث حسن غريب" والنسائي في سننه (7/ 201: 4327)، وابن ماجه في سننه (2/ 1064: 3191)، وأحمد في مسنده (3/ 323، 356، 361، 362، 356)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 75، 76: 5268، 5269 , 5270) و (12/ 78: 5273)، والحاكم في المستدرك (4/ 235)، وقال: "حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، والدارمي في سننه (2/ 87)، والدارقطني في سننه (4/ 289، 290: 65، 70، 71، 72)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 326، 327، 329)، والحميدي في مسنده (2/ 528: 1254)، والطيالسي في مسنده (ص 234: 1678)، وأبو يعلى في مسنده (3/ 322: 1787) و (3/ 364: 1832)، وابن الجارود في المنتقى (غوث المكدود) (3/ 171، 174: 884، 885)، وعبد الرزاق في مصنّفه (4/ 527: 8734)، والطحاوي في شرح =
= معاني الآثار (4/ 204)، والبغوي في شرح السنة (11/ 254، 256: 2810، 2811). 2 - حديث أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ"، وفي رواية: أن أبا ثعلبة الخشني قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حدثني ما يحل لي مما يحرم على؟ فقال: لا تأكل الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (9/ 573: 5530) و (10/ 260: 5780، 5781)، ومسلم في صحيحه (3/ 1533: 1932)، وأبو داود في سننه (4/ 159: 3802)، والترمذي في سننه (4/ 61: 1477)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في سننه (7/ 200: 4325)، (7/ 204: 4341، 4342)، وابن ماجه في سننه (2/ 1077: 3232)، ومالك في الموطأ (2/ 496: 13)، وأحمد في المسند (4/ 193، 194، 195، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 43، 44: 5279)، والدارمي في سننه (2/ 84, 85)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 315، 316، 331)، والحميدي في مسنده (2/ 386: 875)، والطيالسي في مسنده (ص 136: 1016)، وابن الجارود في المنتقي (غوث المكدود) (3/ 176: 889)، وعبد الرزاق في مصنّفه (4/ 519 , 520: 8704)، والطبراني في الكبير (22/ 208، 213: 548 إلى 569)، والطحاوي في شرح معاني الآثار، (4/ 190)، والبغوي في شرح السنة (11/ 233: 2793). 3 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا "كل ذي ناب من السباع فأكله حرام". وفي رواية: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرم يوم خيبر كل ذي ناب من السباع والمجثمة والحمار الإنسي". أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1534: 1933)، والترمذي في سننه (4/ 61، =
= 62: 1479)، وقال: هذا حديث حسن، والنسائي في سننه (7/ 200: 4324)، وابن ماجه في سننه (2/ 1077: 3233)، ومالك في الموطأ (2/ 496: 14)، وأحمد في المسند (2/ 236، 366، 418)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 83: 5278)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 331)، وأبو يعلى في مسنده (10/ 361: 5952)، (10/ 501: 6116)، والبغوي في شرح السنة (11/ 233، 234: 2794).
2344 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَلْمَى بِنْتِ نَصْرٍ (¬2)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مُرَّةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ جُلَّ مَا لِي فِي الْحُمُرِ أَفَأُصِيبُ مِنْهَا؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَلَيْسَ تَرْعَى الْفَلَاةَ (¬3) وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَأَصِبْ مِنْهَا". ¬
2344 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 119/ 1)، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لتدليس ابن إسحاق". قلت: مسند أبي بكر بن أبي شيبة مفقود، وقد أخرجه في الصنّف (5/ 122، 123)، كتاب العقيقة، باب (18) من قال: تؤكل الحمر الأهلية، (رقم 24337)، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة الظفري، عَنْ سَلْمَى بِنْتِ نَصْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مُرَّةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إن أجل مالي الحمر، أفأصب منها؟ قال: "أليس ترعى الفلاة وتأكل الشجر؟ قنت: بلى، قال: فأصيب منها. ومن طريقه أخرجه أبو إسحاق الحربي في "غريب الحديث" (1/ 108)، قال: حدّثنا أبو بكر به مثله. وأخرجه الطبراني في الكبير (25/ 161: 390)، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، ثنا محمَّد بن سعيد الأصبهاني، ثنا إبراهيم ابن المختار الرازى عن =
= محمَّد بن إسحاق، به نحوه. وأخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" بحاشية الإصابة (4/ 501، 502)، قال: حدّثنا عبد الوارث بن سفيان، نا هاشم بن أصبغ قال: حدّثنا أحمد بن زهير قال: ثنا أحمد بن زهير قال: ثنا ابن الأصبهاني، نا إبراهيم ابن المختار به نحوه. ثم قال: قال أبو عمر: "انفرد به إبراهيم بن المختار الرازي عن محمَّد بن إسحاق، عن عاصم، لا يجيء إلَّا من هذا الطريق، وليس مما يحتج به، وقد ثبتت الكراهة والنهي عنها من وجوه". قلت: لم يتفرد به إبراهيم بن المختار بل تابعه عليه يحيي بن واضح وهو ثقة كما تقدم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل عنعنة ابن إسحاق. وهو مدلس من الثالثة، ثم إنه مخالف لما صح من الأحاديث في تحريم الحمر الأهلية كما في الحديث السابق رقم (216) وشواهده، ولذا ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (9/ 573) بطريقيه، ثم قال: "ففي السندين مقال، ولو ثبتا احتمل أن يكون قبل التحريم".
2345 - حَدَّثَنَا (¬1) ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي (¬2) سَلِيطٍ -وَكَانَ بَدْرِيًّا- أَنَّهُ قَالَ: "لَقَدْ أَتَانَا نَهْيُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ وَنَحْنُ بِخَيْبَرَ، وَإِنَّ الْقُدُورَ لَتَفُورُ بِهَا، فَكَفَأْنَاهَا عَلَى وجوهها". ¬
2345 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 117/1] وقال:"رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ حنبل بسند واحد رواته ثقات". قلت: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 121) كتاب العقيقة، باب (17) في الحمر الأهلية (رقم 24325)، قال: حدّثنا عبد الله بن نمير قال: حدّثنا محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن ضمرة الفزاري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلِيطٍ، عَنْ أبيه أبي سليط -وكان بدريًا- قَالَ: "لَقَدْ أَتَانَا نَهْيُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن أكل الحمر ونحن بخيبر، وإن القدور تفور بها فكفأناها على وجوهها". ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أحمد في المسند (3/ 419)، قال: "ثنا عبد الله بن محمَّد بن أبي شيبة به مثله، وقال عبد الله بن أحمد بعد أن حدث به عن أبيه: وسمعته أنا من ابن أبي شيبة". وأخرجه من طريق ابن أبي شيبة كذلك الطبراني في الكبير (1/ 214: 580)، قال: حدّثنا عبيد بن غنام. والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 204) باب أكل لحوم الحمر الأهلية قال: حدّثنا فهد، كلاهما: "عبيد بن غنام، وفهد" قالا: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ مثله. =
= وأخرجه أحمد في مسنده (3/ 419)، قال: ثنا يعقوب قال: حدثني أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن ضمرة الفزاري، به نحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير أيضًا (1/ 213: 578)، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله البزّار التستري، ثنا الحسن بن يحيي الأزري، ثنا عبد الله بن هارون بن أبي عيسى، حدثني أبي عن ابن إسحاق، ثنا عبد الله بن ضمرة الفزاري، به نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وفيه ثلاث علل: 1 - عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس من الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرَّح فيه بالسماع. وإن كانت هذه العلة تزول بتصريحه بالتحديث كما في مسند أحمد، ومعجم الطبراني الكبير. 2 - في إسناده "عبد الله بن عمر بن ضمرة الفزاري"، وهو مجهول العين. 3 - في إسناده كذلك "عبد الله بن أبي سليط"، وهو مجهول الحال. لكن يشهد له في نهي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لحوم الحمر الأهلية حديث جابر بن عبد الله وأبي ثعلبة الخشني، وأبي هريرة، وأبي أمامة، وقد تقدَّمت جميعًا في الحديث رقم (2343) وشواهده. كما يشهد له في "إكفاء القدور" التي طُبخ فيها لحم الحمر أحاديث كثيرة، منها: حديث البراء، وعبد الله بن أبي أوفى، وأنس بن مالك، وسلمة بن الأكوع. 1 - أما حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأصبنا حمرًا، فطبخناها، فأمر مناديًا ينادي: أن أكفئوا القدور". فأخرجه البخاري في صحيحه (مع الفتح) (7/ 550: 4221، 4222، 4223، 4224، 4225، 4226) و (9/ 570: 5525)، عن البراء بن عازب، وعبد الله بن أبي أوفى، ومسلم في صحيحه (3/ 1539: 1938)، والنسائي في سننه (7/ 203: 4338)، وابن ماجه في سننه (2/ 1065: 3194)، وأحمد في المسند (4/ 291، =
= 301، 356)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 82: 5277)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 329، 330)، وعبد الرزاق في مصنفه (4/ 524: 8724)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 205). 2 - وحديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: "أصابتنا مجاعة ليالي خيبر، فلما كان يوم خيبر وقعنا في لحوم الحمر الأهلية، فلما غلت بها القدور، نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أكفئوا القدور، ولا تأكلوا من لحم الحمر شيئًا". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (7/ 550: 4220)، ومسلم في صحيحه (3/ 1538، 1539: 1937)، والنسائي في سننه (7/ 203: 4339)، وابن ماجه في سننه (2/ 1064، 1065: 3192)، وأحمد في مسنده (4/ 354، 355، 357، 381)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 337)، والحميدي في مسنده (2/ 312: 716)، وعبد الرزاق في مصنفه (4/ 524: 8722). 3 - وحديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جاءه جاء فقال: أكلت الحمر، ثم جاءه جاء فقال: أكلت الحمر، ثم جاءه جاء فقال: أفنيت الحمر، فأمر مناديًا فنادى في الناس: إن الله ورسوله ينهياكم عن لحوم الحمر الأهلية، فإنها رجس، فأكفئت القدور وإنها لتفور باللحم". أخرجه البخاري في "صحيحه" الفتح" (9/ 570: 5528)، ومسلم في صحيحه (3/ 1540: 1940)، والنسائي في سننه (7/ 203، 204: 4340)، وابن ماجه في سننه (2/ 1066: 3196)، وأحمد في المسند (3/ 111، 115، 121، 164)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 79: 5274)، والدارمي في سننه (2/ 86)، والبيهقي في سننه (9/ 331)، والحميدي في مسنده (2/ 505: 1200)، وعبد الرزاق في مصنفه (4/ 523: 8719)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 206). 4 - وحديث سلمة بن الأكوع في غزوة خيبر، وفيه: " ... فلما أمسى الناس اليوم الذي فُتحت عليهم أوقدوا نيرانًا كثيرة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما هذه النيران؟ على =
=أي شيء توقدون؟ قالوا: على لحم، قال: على أي لحم؟ قالوا: على لحم حُمر إنسية، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أهرقوها واكسروها، فقال رجل: يا رسول الله أو نهريقها ونغسلها؟ قال: أو ذاك ... ". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (5/ 145: 2477) و (7/ 530: 4196) و (10/ 553: 6148) و (11/ 139: 6331)، ومسلم في صحيحه (3/ 1540: 1802)، وابن ماجه في سننه (2/ 1065، 1066: 3195)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 80: 5276)، وأحمد في مسنده (4/ 47، 48، 50)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 330)، والطبراني في المعجم الكبير (7/ 36، 38: 6294)، و (7/ 38، 39: 6301)، والبغوي في شرح السنّة (14/ 19، 20، 21: 3805).
2346 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: "حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ عَنْ خَالِدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، فَذَكَرَ لَهُمْ من أمرهم شيئًا (¬1)، فرخص لهم فيها". ¬
2346 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 117/1] وقال: "رواه محمَّد بن يحيي بن أبي عمر". قلت: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 525) كتاب المناسك، باب الحمار الأهلي (رقم 8726)، قال: "عن معمر، عن خالد الحذاء، عن بكر بن عبد الله المزني، أن رجلًا من قومه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن لحم الحمار الأهلي، فذكر من أمرهم شيئًا -قال: لا أدري ما هو- فرخص له".
الحكم عليه: الحديث رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن فيه ضعف من جهة أن معمر يرويه عن"خالد الحذاء"، وحديث معمر عن العراقيين -سوى الزهري، وابن طاووس- فيه نظر كما في ترجمته، ولم أجد ما يشهد له، وعلى فرض صحته فهو شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة الثانية في تحريم لحم الحمر الأهلية، وقد تقدمت في الحديث رقم (2343) وشواهده، والحديث رقم (2345) وشواهده، والله أعلم.
2347 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْجَلَّالَةِ (¬1) أَنْ يؤكل لحمها وأن يشرب لبنها". ¬
2347 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 47/1] وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند رجاله ثقات". قلت: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 147) كتاب العقيقة، باب (54) في لحوم الجلالة (رقم 24604)، قال: حدّثنا شبابة قال: حدّثنا مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن الجلالة أن يُؤكل لحمها أو يشرب لبنها".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل عنعنة أبي الزبير المكي، ويشهد له حديث كل من: 1 - عبد الله بن عمر بن الخطاب. 2 - عبد الله بن عباس. 3 - عبد الله بن عمرو بن العاص. 1 - حديث عبد الله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "نهى عن أكل الجلالة وألبانها". وفي رواية: "نهى عن جلالة الإبل أن يركب عليها أو تشرب ألبانها". أخرجه أبو داود في سننه (4/ 148، 149: 3785، 1387)، والترمذي في =
= سننه (4/ 238: 1824)، وقال: "حديث حسن غريب"، وابن ماجه في سننه (2/ 1064: 3189)، والحاكم في المستدرك (2/ 34)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 332، 333)، والطبراني في الكبير (12/ 304: 13187) و (12/ 397: 13464)، وعبد الرزاق في مصنفه (4/ 521: 8711)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 148: 24608)، والبغوي في شرح السنّة (11/ 252: 2809)، وابن عدي في الكامل (5/ 20)، وأبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (1/ 107)، وصححه الألباني في إرواء الغليل (8/ 149: 2503). 2 - حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّهُ -صلى الله عليه وسلم- النبي -صلى الله عليه وسلم- عن شرب لبن الجلالة"، وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عن المجثمة، وعن لبن الجلالة، وعن الشرب من في السقاء". أخرجه أبو داود في سننه (4/ 149: 3786)، والترمذي في سننه (4/ 238: 1825)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في سننه (7/ 240: 4448)، وأحمد في مسنده (1/ 226، 241، 293، 321، 339)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 220، 221: 5399)، والحاكم في المستدرك (2/ 34)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، والدارمي في سننه (2/ 89)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 254، 9/ 333)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 174، 175: 887)، والطبراني في الكبير (11/ 349: 11977)، وابن عدي في الكامل (3/ 403)، وأبو إسحاق الحربي في "غريب الحديث" (1/ 107)، قال الحافظ في "الفتح" (9/ 564): "وهو على شرط البخاري". 3 - حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأهلية، وعن الجلالة، وعن ركوبها وأكل لحمها". أخرجه أبو داود في سننه (4/ 164: 3811)، والنسائي في سننه (7/ 239: =
= 4447)، وأحمد في المسند (2/ 219)، والحاكم في المستدرك (2/ 39)، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد .. ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بوجود ضعيفين في إسناده، والدارقطني في سننه (4/ 283: 44)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 333)، وعبد الرزاق في المصنف (4/ 521: 7812)، والحديث حسَّنه الحافظ في الفتح (9/ 565).
2348 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إِذَا رَمَيْتَ طَيْرًا فَتَرَدَّى (¬1) مِنْ جَبَلٍ فَمَاتَ فَلَا تَطْعَمْهُ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ التَّرَدِّي قَتَلَهُ، وَإِذَا رَمَيْتَ طَيْرًا فَوَقَعَ فِي مَاءٍ فَلَا تَطْعَمْهُ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يكون الماء قتله". ¬
2348 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 115/2] وقال: "رواه مسدّد، والبيهقي بسند صحيح". قلت: أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (248/ 9) كتاب الصيد والذبائح، باب الصيد يرمى فيقع على جبل ثم يتردى منه أو يقع في الماء؛ قال: أخبرنا أبو بكر الأردستاني، أنبأ أبو نصر العراقي، ثنا سفيان بن محمَّد، ثنا علي بن الحسن، ثنا عبد الله بن الوليد، ثنا سُفْيَانَ، ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مرة، عن مسروق قال: قال عبد الله: إذا رمى أحدكم صيدًا فتردى من جبل فمات فلا تأكلوا، فإني أخاف أن يكون التردي قتله، أو وقع في ماء فمات فلا تأكله، فإني أخاف أن يكون الماء قتله. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 462) كتاب المناسك، باب ما أعان جارحك أو سهمك، والطائر يقع في الماء (رقم 8462)، قال: عن معمر، والثوري، عن الأعمش، به نحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 243) كتاب العقيقة، باب (17) إذا رمى صيدًا فوقع في الماء (رقم 19691)، قال: نا أبو الأحوص عن الأعمش، به نحوه.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ الأعمش عنعنه، وهو مدلس من الثالثة. وعليه، فهو ضعيف من أجل ذلك، ويشهد له: =
= حديث عدي بن حاتم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "إذا أرسلت كلبك وسميت فأمسك وقتل فكل، وإن أكل فلا تأكل، فإنما أمسك على نفسه، وإذا خالط كلابًا لم يُذكر اسم الله عليها فأمسكن فقتلن فلا تأكل، فإنك لا تدري أيها قتل، وإن رميت الصيد فوجدته بعد يوم أو يومين ليس به إلَّا أثر سهمك فكل، وإن وقع في الماء فلا تأكل"، وفي رواية: "فإنك لا تدري الماء قتله أوسهمك". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (9/ 525: 5484)، ومسلم في صحيحه (3/ 1529، 1531: 1929)، وأبو داود في سننه (3/ 270: 2850)، والترمذي في سننه (4/ 56: 1469)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، والنسائي في سننه (7/ 192: 4298، 4299)، وأحمد في مسنده (4/ 379)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 248)، والدارقطني في سننه (4/ 294: 90)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 196: 920)، والبغوي في شرح السنة (11/ 191: 2768). ورُوي في غير المواطن السابقة، لكن ليس فيه محل الشاهد.
2349 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "نهى عن أكل أذني (¬2) القلب". ¬
2349 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 43/2)، وقال: "رواه مسدّد، ورجاله ثقات". قلت: ومن طريقه أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 326) باب ما جاء في الأطعمة (رقم 467)، قال: حدّثنا مسدّد به مثله. وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 215)، قال: ثنا عبيد الله بن جعفر بن أعين، ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، ثنا عبد الله بن يحيي بن كثير به مثله. ثم رواه موصولًا: قال: ثنا محمَّد بن أحمد بن نجيب، ثنا إبراهيم بن جابر، ثنا يحيي بن إسحاق البجلي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ فهو صدوق، وفي إسناده "رجل من الأنصار"، ولم أعرفه ويحتمل أن يكون صحابيًا ويحتمل غير ذلك، وعليه فهو مجهول، والحديث ضعيف، والطريق الأخرى التي أوردها ابن عدي فيها من لا يعرف. ثم إن ابن عدي قد حكم على هذا الحديث بالنكارة وتبعه في ذلك الألباني كما في إرواء الغليل (8/ 152: 2509)، والله أعلم.
2350 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ [قَالَ] (¬2): "إِنَّ رَجُلًا أَخْبَرَ ابْنَ عُمَرَ أَنَّ سَعْدًا (¬3) يَأْكُلُ الضِّبَاعَ، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ ابْنُ عمر رضي الله عنه". ¬
2350 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 118/ 1)، وقال: "رواه مسدّد". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 118) كتاب العقيقة، باب (13) في أكل الضبع (رقم 24289)، قال: حدّثنا يحيي بن سعيد عن ابن جريج قال: أخبرني نافع قال: قيل لابن عُمَرَ: "أَنَّ سَعْدًا يَأْكُلُ الضِّبَاعَ فَلَمْ يُنْكِرْ ذلك". وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 513)، كتاب المناسك، باب الضبع (رقم 8683)، قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرنا نافع به نحوه، وفيه صرح بأنه سعد بن أبي وقاص.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح.
2351 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: "كَانَ عَطَاءٌ لَا يَرَى بِأَكْلِهَا (¬2) بَأْسًا وَيَقُولُ: هِيَ صيد (¬3) ". ¬
2351 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 118/ 1)، وقال: "رواه مسدّد". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 118) كتاب العقيقة، باب (13) في أكل الضبع (رقم 24290)، قال: حدّثنا يحيي بن سعيد عن ابن جريج، عن عطاء قال: "لا بأس بأكلها، وقال: وهي صيد".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح، ولا يضره عنعنة ابن جريج لأنها عن عطاء وهي محمولة على الإتصال، وقد قال ابن جريج: "إذا قلت: قال عطاء، فأنا سمعته منه وإن لم أقل: سمعت". انظر: تهذيب التهذيب (6/ 360)، وإرواء الغليل (4/ 244).
2352 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى عَنْ بَسَّامٍ (¬2) عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ (¬3): إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نَهَى عَنْ لَبَنِ الشَّاةِ الْجَلَّالَةِ، أَيِّ الَّتِي تأكل العذرة. ¬
2352 - تخريجه: ذكرره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 47/ 1)، وقال: "رواه مسدّد مرسلًا ورجاله ثقات". ولم أجده من هذه الطريق عند غيره. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 148) كتاب العقيقة، باب (54) في لحوم الجلالة (رقم 24609)، قال: حدّثنا وكيع عن أسامة بن زيد، عن عكرمة قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن لبن الشاة الجلالة".
الحكم عليه: الحديث حسن الإسناد، من أجل حال "بسام الصيرفي" فإنه صدوق كما في ترجمته، وقد تابعه "أسامة بن زيد الليثي" في الرواية عن عكرمة، وأسامة "صدوق يهم" كما في التقريب (ص 98: 317). لكن الحديث بهذا الإسناد مرسل، والمرسل من أنواع الضعيف كما في كتب المصطلح، وقد روي الحديث موصولًا من طريق عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقد مضي تخريجه في شواهد الحديث (رقم 2347)، وقال الحافظ في الفتح (9/ 564): "وهو على شرط البخاري، صححه الألباني كما في إرواء الغليل (8/ 151: 2504).
2353 - وقال أبو يعلى: حدثنا أبو إبراهيم الترجماني، ثنا بَقِيَّةُ (¬1) عَنْ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: إن بَقَرَةً انْفَلَتَتْ (¬2) عَلَى خَمْرٍ (¬3) فَشَرِبَتْ [مِنْهُ] (¬4) فَخَافُوا عَلَيْهَا فَأَتَوُا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: "كلوا ولا بأس بأكلها". ¬
2353 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 46/ 1)، وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لتدليس بقية بن الوليد". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 68: 2087)، قال: حدّثنا أبو إبراهيم الترجماني، حدّثنا بقية بن الوليد عَنْ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أن بقرة انقلبت على حمر فشربت فَخَافُوا عَلَيْهَا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال: " كلوا ولا بأس بأكلها". ومن طريقه أخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 88)، قال: أخبرناه أبو يعلى به مثله. وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 10، 11)، قال: ثنا أحمد بن الحسن، ثنا الترجماني به نحوه. وأخرجه الخلال الذي "الأمالي" (77، 78: 85)، قال: حدثني الحسن، ثنا عمر بن شاهين، ثنا عبد الله بن محمَّد البغوي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني به نحوه. وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 50)، وقال: "رواه أبو يعلى من رواية بقية عن =
= عمر، وبقية مدلس، وعمر، إن كان ابن عبد الله بن خثعم فهو ضعيف، وإن كان مولى غفرة فهو ضعيف". قلت: ليس هو واحد منهما وهو عمر بن موسى الوجيهي، وهو كذاب وضاع.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد موضوع، من أجل حال "عمر بن موسى الوجيهي"، والله أعلم.
2354 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ (¬1) من السباع ومخلب من الطير (¬2) ". ¬
2354 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 119/ 1)، وقال: "رواه محمَّد بن يحيي بن أبي عمر". ولم أجده بهذا الإسناد عند غيره، ولعل الحافظ إنما جعله من الزوائد لأجل هذا، وإلا فمتنه مروي عن ابن عباس بهذا اللفظ في الكتب الستة عدا البخاري، والترمذي. وله عن ابن عباس ثلاث طرق: الأولى: عن ميمون بن مهران عنه به. وقد اختلف على ميمون فيه على وجهين: (أ) الوجه الأول: يرويه علي بن الحكم عن ميمون بن مهران، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. أي بزيادة "سعيد بن جبير" بين ابن عباس، وبين ميمون مهران. أخرجه من هذا الوجه: أحمد بن حنبل في مسنده (1/ 339)، قال: حدّثنا محمَّد بن جعفر، وروح عن سعيد بن أبي عروبة , عن علي بن الحكم، عن ميمون بن مهران، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- نهى يوم خيبر عن كل ذي مخلب من =
= الطير وكل ذي ناب من السباع". وأخرجه أبو داود في سننه (4/ 160) كتاب (21) الأطعمة، باب (33) النهي عن أكل السباع (رقم 3805)، قال: حدّثنا محمَّد بن بشار. وابن ماجه في سننه (2/ 1077) كتاب (28) الصيد، باب (13) أكل كل ذي ناب من السباع (رقم 3234)، قال: حدّثنا بكر بن خلف. وأبو يعلى الموصلي في مسنده (5/ 87: 2690)، قال: حدّثنا موسى بن محمَّد بن حيان. ثلاثتهم [محمد بن بشار، وبكر بن خالف، وموسى بن حيان]، قالوا: عن محمَّد بن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن علي بن الحكم به مثله مع تقديم وتأخير. وأخرجه النسائي في سننه (7/ 206) كتاب (42) الصيد والذبائح، باب (33) إباحة أكل الدجاج (رقم 4348)، قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود عن بشر -هو وابن المفضل- قال: حدّثنا سعيد، عن علي بن الحكم به مثله. وأخرجه ابن الجارود في المنتقى (غوث المكدود) (3/ 178)، باب ما جاء في الأطعمة (رقم 893)، قال: حدّثنا الحسن بن محمَّد الزعفراني. والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 315) كتاب الضحايا، باب ما يحرم من جهة ما لا تأكله العرب. قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمَّد بن عمرو الرزاز، ثنا سعدان ابن نصر. كلاهما [الحسن الزعفراني، وسعدان بن نصر]، قالا: ثنا روح بن عبادة عن سعيد بن جبير، عن علي بن الحكم به نحوه. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (9/ 103) باب بيان مشكل ما روي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الضبع (رقم 3479)، وفي "شرح معاني الآثار" (4/ 190) باب أكل الضبع، قال: حدّثنا ابن أبي داود قال: حدّثنا عبد الرحمن بن المبارك قال: =
= حدّثنا خالد بن الحارث قال: حدّثنا سعيد ابن أبي عروبة عن علي بن الحكم به نحوه. ثم قال الطحاوي: فأدخل علي بن الحكم في إسناد هذا الحديث بين ابن عباس وبين ميمون بن مهران، سعيد بن جبير. قلت: وخالفه كل من أبي بشر "جعفر بن إياس" والحكم بن عتبة وهو: (ب) الوجه الثاني: ويرويانه عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أي: بإسقاط سعيد بن جبير. وله عن ميمون بن مهران ثلاث طرق: 1 - الأولى: عن الحكم وأبي بشر (كلاهما مقرونين) عن ميمون، عن ابن عباس به. أخرجه أبو داود والطيالسي في مسنده (ص 359: 2745)، قال: حدّثنا أبو عوانة عن الحكم وأبي بشر، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن كل ذي ناب من السبع وكل ذي مخلب من الطير". ومن طريقه أخرجه أحمد في المسند (1/ 302 , 373)، قال: حدّثنا سليمان بن داود به مثله. ومن طريق أحمد أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 534) كتاب (34) الصيد والذبائح (7/ 3) تحريم أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير (رقم 1934). والخطيب البغدادي في تاريخه (7/ 278)، قال: أخبرنا أبو الفوارس الحسن بن أحمد، أخبرنا محمَّد بن أحمد بن الحسن بن الصواب، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. كلاهما [مسلم وعبد الله بن أحمد بن حنبل]، قالا: حدّثنا أحمد بن حنبل به مثله. =
= ومن طريق أبي داود الطيالسي أخرجه كذلك أبو عوانة في مسنده (5/ 141) باب بيان خطر أكل ذي مخلب من الطير وإباحة أكل كل طير ليس له مخلب. والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 315: الموطن السابق)، قال: أخبرنا محمَّد بن الحسن بن فورك، أنبأنا عبد الله بن جعفر. كلاهما [أبو عوانة وعبد الله بن جعفر]، قالا: ثنا يونس بن حبيب. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (9/ 102: 3476)، قال: ووجدنا بكار بن قتيبة قد حدّثنا. كلاهما [يونس وبكار]، قالا: حدّثنا أبو داود به مثله. 2 - الثانية: عن أبي بشر جعفر بن إياس عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به. وله عن أبي بشر طريقان: الأولى: يرويه هشيم عنه به. أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده (ولم أجده في المطبوع من مسنده). ومن طريقه أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1534: الموطن السابق)، قال: حدّثنا أحمد بن حنبل وأخرجه كذلك مسلم في صحيحه (الموطن السابق)، قال: حدّثنا يحيي بن يحيي. والبيهقي في سننه (9/ 315: الموطن السابق)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو عبد الله محمَّد بن يعقوب، ثنا محمَّد بن عبد السلام، ثنا يحيي بن يحيي. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 258) كتاب الصيد، باب (37) ما ينهى عن أكله من الطير والسباع (رقم 19868). والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (9/ 99: 3474)، وفي "شرح معاني الآثار" (4/ 190: الموطن السابق)، قال: حدّثنا صالح بن عبد الرحمن قال: حدّثنا =
= سعيد بن منصور. أربعتهم [أحمد بن حنبل، ويحيى بن يحيي، وابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور]، قالوا: حدّثنا هشيم به مثله. الثانية: يرويه أبو عوانة عنه به. أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1534: الموطن السابق)، قال: وحدثني أبو كامل الجحدري. وأبو داود في سننه (4/ 159: 3803). وأبو عوانة في مسنده (5/ 141: الموطن السابق)، قال: وحدثنا الدنداني. كلاهما [أبو داود والترمذي]، قالا: ثنا مسدّد. وأخرجه أحمد في المسند (1/ 244). قال: حدّثنا يونس [وتحرفت في المطبوع إلى: أيوب]. وأخرجه كذلك في (1/ 327). وأخرجه ابن الجارود في المنتقى (غوث المكدود) (3/ 177، 178: 892)، قال: حدّثنا محمَّد بن يحيي. كلاهما [أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيي]، قالا: ثنا عفان. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 85) كتاب (40) الأطعمة، باب (2) ما يجوز أكله، وما يجوز (رقم 5280)، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدّثنا إبراهيم بن الحجاج النيلي. وأخرجه الدارمي في سننه (2/ 85) باب ما لا يؤكل من السباع قال أخبرنا يحيي بن حماد. وأخرجه أبو عوانة في مسنده (5/ 141، 142: الموطن السابق)، قال: حدّثنا أبو قلابة، ثنا حجاج بن منهال (ح)، وحدثنا أبو أمية، ثنا موسى بن داود، وأحمد بن عبد الملك الحراني. =
= وأخرجه أبو عوانة في مسنده (5/ 142: الموطن السابق)، قال: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى. والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (9/ 101: 3475)، وفي "شرح معاني الآثار" (4/ 190: الموطن السابق)، قال: حدّثنا سليمان بن شعيب. كلاهما [يونس بن عبد الأعلى وسليمان بن شعيب]، قالا: حدّثنا يحيى بن حسان. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 258: 19870)، حدّثنا أبو قلابة، ثنا حجاج بن منهال (ح)، وحدثنا أبو أمية، ثنا موسى بن داود، وأحمد بن عبد الملك الحرانى. وأخرجه أبو عوانة في مسنده (5/ 142: الموطن السابق)، قال: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى. والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (9/ 101: 3475)، وفي" شرح معاني الآثار" (4/ 190: الموطن السابق)، قال: حدّثنا سيمان بن شعيب. كلاهما [يونس بن عبد الأعلى وسيمان بن شعيب]، قالا: حدّثنا يحيي بن حسان. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 258: 19870)، حدّثنا يحيي بن آدم. وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 241: 12995)، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 190: الموطن السابق)، قال: حدّثنا أحمد بن عبد العزيز المؤمن المروزي قال: ثنا علي بن الحسن بن شقيق. جميعهم [أبو كامل الجحدري، ومسدد، وعفان، وإبراهيم النيلي، ويحيى بن حماد، وحجاج بن منهال، وموسى بن داود، وأحمد بن عبد الملك الحراني، ويحيى بن حسان، ويحيى بن آدم، وعارم أبو النعمان، وعلي بن الحسن بن =
= شقيق]، قالوا: ثنا أبو عوانة به مثله. 3 - الثالثة: عن الحكم بن عتيبة، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به. وله عن الحكم طريقان: الأولى: يرويه شعبة عنه به. أخرجه أحمد بن حنبل (1/ 289)، قال: حدّثنا عتاب. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (9/ 102: 3477)، قال: ووجدنا يحيي بن عثمان قد حدّثنا قال: حدّثنا نعيم بن حماد. وأخرجه كذلك (برقم 3478)، قال: ووجدنا أحمد بن شعيب قد حدّثنا قال: حدّثنا محمَّد بن حاتم بن نعيم قال: حدّثنا حبّان. ثلاثتهم [عتاب، ونعيم بن حماد، وحبان]، قالوا: حدّثنا عبد الله بن المبارك. وأخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1534: الموطن السابق)، قال: وحدثني حجاج بن الشاعر، حدّثنا سهل بن حماد. وأخرجه مسلم كذلك (الموطن السابق)، قال: حدّثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثني أبي. ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (11/ 234)، باب النهي عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ (رقم 2795)، قال: أخبرنا ابن عبد القاهر، أنا عبد الغافر بن محمَّد، أنا عيسى الجلودي، نا إبراهيم بن محمَّد بن سفيان، نا مسلم بن الحجاج به. وأخرجه أبو عوانة في مسنده (5/ 142: الموطن السابق)، قال: حدّثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري قال: حدثني أبي، قال: حدثني أبي. وأخرجه كذلك أبو عوانة (5/ 141، 142)، قال: حدثني بن أبي طالب قال، ثنا عبد الوهاب بن عطاء. وقال: حدّثنا أحمد بن ملاعب قال: ثنا معلي بن أسد قال: حدّثنا يزيد بن زريع. =
= وقال: حدّثنا يوسف القاضي قال: ثنا محمَّد بن أبي بكر المقدمي قال: ثنا يحيي بن سعيد. وقال: حدثني محمَّد بن الليث الفزاري قال: أنبأنا عبدان قال: أخبرني أبي. وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 241، 242: 12996)، قال: حدّثنا محمَّد بن الحسن بن مكرم، ثنا سليمان بن عبيد الغيلاني، ثنا أبو قتبة. جميعهم [عبد الله بن المبارك، وسهل بن حماد، ومعاذ العنبري، وعبد الوهاب بن عطاء، ويزيد بن زريع، ويحيى بن سعيد، وأبو عبدان -عثمان بن جبلة- وأبو قتيبة]، قالوا: حدّثنا شعبة به مثله. وقال شعبة: رفعه الحكم، قال شعبة: وأنا أكره أحدث برفعه، قال: وحدثني غيلان، والحجاج عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لم يرفعه. قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، في تعليقه على المسند (4/ 215، 216): " ... وترددُ شعبة في رفعه بعد أن جزم بأن شيخه رفعه لا يصلح علة للحديث، وكذلك روايته إياه موقوفًا عن غيلان، والحجاج، والحديث ثابت مرفوعًا". الثانية: يرويه سفيان بن حسين عنه به. أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 241: 12994)، قال: حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا علي بن بحر، ثنا سويد بن عبد العزيز، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عتبة به مثله. قلت: فهذا حاصل الأوجه التي اختلف فيها على ميمون بن مهران، قال الحافظ ابن حجر في النكت الظراف -بحاشية تحفة الأشراف- (5/ 252) وجزم ابن القطان بأنه لم يسمعه من ابن عباس، وأن بينهما "سعيد بن جبير" قال: كذلك أخرجه أبو داود، والبزار. لكن قد قال البزّار في مسنده: "تفرد علي بن الحكم بإدخال سعيد بن ميمون، وابن عباس" وعلي بن الحكم قال فيه أبو حاتم: صالح الحديث ووثقه جماعة، وضعفه أبو الفتح الأزدي، وخالفه الحكم بن عتيبة، وأبو بشر =
= جعفر بن أبي وحشيه، فلم يذكرا "سعيد بن جبير" وهما أحفظ من علي بن الحكم، فروايته شاذة، وتابعهما جعفر بن برقان وغيره، فلهذا جزم الخطيب بأن رواية علي بن الحكم من المزيد". وعليه فالوجه الثاني أي بحذف -سعيد بن جبير- هو الراجح، ويؤيده أن الإمام مسلم لم يخرجه وإنما أخرج الوجه المحفوظ أي عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، والله أعلم. الثانية: عن مجاهد عنه به. أخرجه أحمد في المسند (1/ 326)، قال: حدّثنا يحيي بن آدم قال: حدّثنا شريك عن الأعمش. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 190: الموطن السابق)، قال: حدّثنا يونس قال: ثنا ابن وهب قال: أخبرني يحيي بن عبد الله بن سالم عن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي. كلاهما [الأعمش، وعبد الرحمن بن الحارث،، قالا: عن مجاهد به مختصرًا بلفظ "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن كل ذي ناب من السبع" وعند الطحاوي "السباع". الثالثة: عند قتادة عن رجل، عن ابن عباس به. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 520) كتاب المناسك، باب كل ذي ناب من السباع (رقم 8707)، قال: عن معتمر، عن قتادة، عن رجل، عن ابن عباس ... فذكره. ومن طريقه أخرجه أحمد في المسند (1/ 332)، قال: حدّثنا عبد الرزاق به مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه ثلاث محلل: 1 - في إسناده "مروان بن معاوية" وقد عنعنه وهو مدلس من الطبقة الثالثة. =
= 2 - في إسناده إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. 3 - أن الحكم بن عتيبة يرويه عن مِقسم، وهو لم يسمعه منه. لكن الحديث ثابت وصحيح عن ابن عباس ولكن من طرق أخرى، كما في تخريجه.
11 - باب النهي عن أكل الطعام الذي يصنع للمباهاة
11 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ أَكْلِ الطَّعَامِ الَّذِي يُصْنَعُ لِلْمُبَاهَاةِ 2355 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ عَنْ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا [جِدًّا] (¬1) وَفِيهِ: "وَمَنْ أَطْعَمَ طَعَامًا رِيَاءً وَسُمْعَةً أَطْعَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ صَدِيدِ جَهَنَّمَ، وَكَانَ ذَلِكَ الطَّعَامُ نَارًا فِي بَطْنِهِ حَتَّى يُقْضَى بين الناس". ¬
2355 - تخريجه: هذا الحديث جزء من الحديث الطويل الموضوع، وقد تقدم الكلام عليه في الحديث رقم (2134).
2356 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (¬1) قَالَ: سَمِعْتُ الْجَارُودَ يَقُولُ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي رَبَاحٍ يُقَالُ (¬2) لَهُ: ابْنُ أُثَالٍ (¬3)، وَكَانَ شَاعِرًا أَتَى الْفَرَزْدَقَ بماءٍ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ عَلَى أَنْ يَعْقِرَ (¬4) هَذَا مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَهَذَا مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ إِذَا وَرَدَتِ الْمَاءَ، فَلَمَّا وَرَدَتْ قَامَا إِلَيْهَا بِالسُّيُوفِ يَكْتَسَعَانِ (¬5) (¬6) عَرَاقِيبَهَا (¬7)، فَخَرَجَ النَّاسُ عَلَى الْحُمُرَاتِ (¬8) (¬9) وَالْبِغَالِ يُرِيدُونَ اللَّحْمَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْكُوفَةِ، فَخَرَجَ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْبَيْضَاءِ وَهُوَ يُنَادِي: أَيُّهَا النَّاسُ: لَا تَأْكُلُوا مِنْ لُحُومِهَا، فَإِنَّهُ أُهِلَّ لِغَيْرِ الله تعالى". ¬
2356 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 115/2] وقال: "رواه مسدّد". ولم أجد من أخرجه غيره. =
= الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسن، من أجل حال: "ربعي بن عبد الله"، فإنه صدوق. ويشهد له حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن معاقرة الأعراب". أخرجه أبو داود في سننه (3/ 246: 2820)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 313). والحديث قال عنه الألباني: "حسن صحيح" كما في صحيح سنن أبي داود (2/ 543: 2446).
26 - كتاب الصيد
26 - كِتَابُ (¬1) الصَّيْدِ 1 - بَابُ مَنْ أَحَبَّ الصَّيْدَ 2357 - قَالَ مسدد: حدثنا يحيى عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: " (¬2) أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ (¬3) بِعَصَايَ هَذِهِ إِلَى الجبال فأصيد بها الوحوش". ¬
2357 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 115/2]، وقال: "رواه مسدّد موقوفًا ورواته ثقات". ولم أجد من أخرجه غيره.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، من أجل حال ابن عجلان، فإنه وإن كان صدوقًا إلا أن أحاديث أبي هريرة اختلطت عليه، ثم إنه مدلس من الطبقة الثالثة، وقد عنعنه.
2 - باب حل أكل ما أصيد بالقوس والكلب وغير ذلك
2 - بَابُ حِلِّ أَكْلِ مَا أُصِيدَ (¬1) بِالْقَوْسِ وَالْكَلْبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ 2358 - قَالَ إِسْحَاقُ (¬2): أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ محمَّد بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَحْسَبُهُ "عَبْدَ الرَّحْمَنِ" قَالَ: أَخَذْتُ قَوْسِي فَاصْطَدَمْتُ طُيُورًا، فَفِيهَا مَا أَدْرَكْتُ ذَكَاتَهُ، وَفِيهَا مَا لَمْ أُدْرِكْ، فَلَقِيتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَجَعَلْتُ أَعْزِلُ الذَّكِيَّ، فَقَالُوا: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: هَذَا مَا أَدْرَكْتُ ذَكَاتَهُ، وَهَذَا مَا لَمْ أُدْرِكْهُ. فَخَلَطُوهُ جَمِيعًا وَقَالُوا: سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: كُلْ مَا ردت عليك قوسك". ¬
2358 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 115/2]، وقال: "رواه إسحاق بن راهويه، ولما تقدم شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني، وتقدم في النكاح في باب من عرض ابنته". =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، من أجل أن فيه من لا يُعرف. ولكن يشهد للجزء المرفوع منه حديث: عقبة بن عامر وحذيفة بن اليمان، وحديث أبي ثعلبة الخشني. 1 - أما حديث عقبة بن عامر وحذيفة بن اليمان، فيرويه عمرو بن شعيب قال: حدثه مولى لشرحبيل بن حسنة أنه سمع عقبة بن عامر، وحذيفة بن اليمان يقولان: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كل ما ردت عليك قوسك". أخرجه أحمد في المسند (4/ 156، 5/ 388) من طريقين في أحدهما ابن لهيعة. قال الهيثمي في المجمع (4/ 30): "رواه أحمد وفيه راوٍ لم يسم". قلت: هو مولى شرحبيل بن حسنة. وأخرجه الروياني في مسنده (15/ 199: 268)، من طريق الإِمام أحمد. 2 - أما حديث أبي ثعلبة الخشني فرُوي مطولًا، وفيه: "فقال: يا رسول الله أفتني في قوسي، قال: ما ردت عليك قوسك. قال: ذكيًّا أو غير ذكيّ؟ قال: ذكيًّا وغير ذكيّ. قال: وإن تغيَّب عني؟ قال: وإن تغيَّب عنك ما لم يصل -أي يتغير- أو تجد فيه أثر غير سهمك". ورُوي مختصرًا بلفظ: "كل ما رُدَّت عليك قوسك". وروي مطولًا أيضًا وفيه: "وما صدت بقوسك فذكرت اسم الله فكُل". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (9/ 519: 5478) و (9/ 527: 5488) و (9/ 537: 5496)، ومسلم في صحيحه (3/ 1532: 1930)، وأبو داود في سننه (3/ 271: 2852) و (3/ 275، 276: 2856، 2857)، والترمذي في سننه (4/ 53: 1464) و (4/ 225: 1797)، وقال: "حديث حسن صحيح"، والنسائي =
= في سننه (7/ 181: 4266) و (7/ 191: 4296)، وابن ماجه في سننه (2/ 1071: 3211)، وأحمد في المسند (2/ 184)، و (4/ 193، 194، 195)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (13/ 190: 5879)، والدارقطني في سننه (4/ 293، 294: 88)، والبيهقي في سننه (9/ 242 , 243، 248)، وابن الجارود في المنتقى (3/ 194، 195: 916، 917)، والبغوي في شرح السنة (11/ 199: 2771).
2359 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، ثنا أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَلْمَى أُمِّ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا أَرْسَلَ الرَّجُلُ صَيْدَهُ (¬1) ثُمَّ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى فَلْيَأْكُلْ مَا لَمْ يأكل". ¬
2359 - تخريجه: هو جزء من حديث طويل تقدم الكلام على تخريجه والحكم عليه في الحديث رقم (2329)، والله أعلم.
2360 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي صَيْدِ الْبَازِيِّ (¬1) وَالصَّقْرِ (¬2): "إِذَا أكلا فكُل". ¬
2360 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 115/1]، وقال: "رواه مسدّد". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 240) كتاب الصيد، باب (13) البازي يأكل من صيده (رقم 19657)، قال: نا وكيع عن الربيع، عن الحسن وعطاء في الباز، والصقر يأكل. قال عطاء: "إذا أكل فلا تأكل، وقال الحسن: كُل".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح.
2361 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي الْبَازِيِّ، وَالصَّقْرِ: "إِذَا أَكَلَا (¬2) فكُل، فإنما يعلمه أكله". ¬
2361 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 115/1]، وقال: "رواه مسدّد". وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره "المائدة" (4/ 433: 11182)، قال: حدّثنا ابن حميد قال: حدّثنا جرير عن مغيرة، عن حماد، عن إبراهيم: "إذا أكل البازي والصقر من الصيد فكُل، فإنه لا يعلم". وقد تابع مغيرة في الرواية عن حماد كلٌّ من: 1 - شعبة. 2 - سفيان. 3 - مطرف. 1 - أما متابعة شعبة، فأخرجها ابن جرير في تفسيره (4/ 4333: 11184)، قال: حدّثنا ابن المثنى قال: حدّثنا محمَّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن حماد نحوه موقوفًا عليه. 2 - وأما متابعة سفيان، فأخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 239) كتاب الصيد، باب (13) البازي يأكل من صيده (رقم 19650)، قال: نا وكيع عن سفيان، عن حماد، عن إبراهيم، وعن جابر عن الشعبي قالا: ... فذكر نحوه. وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (4/ 433: 11181)، قال: حدّثنا هناد، قال: حدّثنا وكيع (رقم 11183)، قال: حدّثنا ابن بشار قال: حدّثنا عبد الرحمن. كلاهما (وكيع، وعبد الرحمن)، قالا: حدّثنا سفيان عن حماد، به نحوه. =
= 3 - وأما متابعة مطرف، فخرجها ابن جرير أيضًا (برقم 11180)، قال: حدّثنا هنّاد قال: حدّثنا أبو زيد عن مطرف، به نحوه.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، من أجل عنعنة مغيرة بن مقسم الضبي وهو مدلس من الثالثة، لكن هذا الضعف يزول بمتابعة كل من شعبة، وسفيان، ومطرف له كما في تخريجه، ويكون الأثر بعد ذلك حسنًا لأن مداره على "حماد بن أبي سليمان" وهو صدوق كما في ترجمته، لكن يشهد له الأثر السابق برقم (2360).
2362 - حَدَّثَنَا (¬1) خَالِدٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: "الْعُقَابُ (¬2) وَالصَّقْرُ وَالْبَازِيُّ من الجوارح". ¬
2362 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 115/1]، وقال: "رواه مسدّد". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 239) كتاب الصيد، باب (12) في صيد البازي من لم ير به بأسًا (رقم 19645)، قال: نا ابن علية ووكيع عن شعبة، عن الهيثم عن طلحة بن مصرف قال: قال خيثمة بن عبد الرحمن: "هذا ما قد أثبت لك أن الصقور والبازي من الجوارح". وأخرجه ابن جرير في تفسيره (4/ 429: 11148، 11149)، قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا ابن علية. وحدثنا ابن وكيع قال: حدّثنا أبي. وحدثنا محمَّد بن المثنى قال: حدّثنا محمد بن جعفر. ثلاثنهم [ابن عليّة، ووكيع، ومحمد بن جعفر]، قالوا: حدّثنا شعبة، به نحو لفظ ابن أبي شيبة.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسن، من أجل حال "إسماعيل بن حماد، وأبيه" فإنهما صدوقان غير أنه قد تابع حمادًا الهيثمُ بن حبيب -كما في تخريجه- بأسانيد رجالها ثقات إلَّا الهيثم، فإنه صدوق كما في التقريب (ص 577: 3360).
2363 - حَدَّثَنَا (¬1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ الْمِعْرَاضِ (¬2) (¬3) يُصِيبُ بِعَرْضِهِ؟ قَالَ: "إِذَا أَصَبْتَ [بعرضه] (¬4) فما أصاب فكل". ¬
2363 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 115/2]، وقال: "رواه مسدّد". ولم أجد عنده غيره.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسن، من أجل حال "إبراهيم بن عيينة"، فإنه صدوق كما في ترجمته، لكن متنه مخالف لما ثبت عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حديث عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ صيد المعراض؟ قال: "ما أصاب بعده فكله وما أصاب بعرضه فهو وقيذ" , وفي رواية: "كلّ ما خرق، وما أصاب بعرضه فلا تأكل". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (9/ 513: 5475) و (9/ 518، 519: 5476، 5477)، ومسلم في صحيحه (3/ 1529: 1929)، وأبو داود في سننه (3/ 286: 2847) و (3/ 273: 273)، والترمذي في سننه (4/ 57: 1471)، وقال: "هذا حديث صحيح، والعمل عليه عند أهل العلم"، وقال النسائي في سننه (7/ 180، 181: 4264، 4265، 4267) و (7/ 195، 196: 4305، 4306، =
= 4307، 4308)، وابن ماجه في سننه (2/ 1072: 3214، 3215)، وأحمد في المسند (4/ 256، 257، 258، 377، 379، 380)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (13/ 194، 195: 5881)، والدارمي في سننه (2/ 89، 91)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 235، 236)، والطيالسي في مسنده (138، 139: 1030، 1031)، والحميدي في مسنده (2/ 406: 914)، وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 193، 194: 914، 915)، وعبد الرزاق في المصنف (4/ 477: 8530)، وابن أبي شيبة في المصنف (4/ 245: 19712)، والطبراني في الكبير (17/ 70: 141) و (17/ 71: 144، 145) و (17/ 76: 161، 163، 164، 165) و (17/ 85: 197) و (17/ 88، 89: 203، 204، 205، 206)، والبغوي في شرح السنّة (11/ 201: 2772).
3 - باب قسمة الصيد بين من نصب له أحباله وبين من أخذه
3 - بَابُ قِسْمَةِ الصَّيْدِ بَيْنَ مَنْ نَصَبَ لَهُ أَحْبَالَهُ وَبَيْنَ مَنْ أَخَذَهُ 2364 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ (¬1) ثنا محمَّد بن سليمان بن مسمول، ثنا (¬2) القاسم بن مُخَوَّلٍ الْبَهْزِيُّ ثُمَّ السُّلَمِيُّ قَالَ (¬3): سَمِعْتُ أَبِي وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ والإِسلام يَقُولُ: "نَصَبْتُ حَبَائِلَ (¬4) لِي بِالْأَبْوَاءِ، فَوَقَعَ فِي حَبْلٍ مِنْهَا طَيْرٌ (¬5) فَأَفَلَتْ فَخَرَجْتُ فِي إِثْرِهِ، فَوَجَدْتُ رَجُلًا قَدْ أَخَذَهُ فَتَنَازَعْنَا فِيهِ، فَتَسَاوَقْنَا (¬6) إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَجَدْنَاهُ قَائِلًا (¬7) (¬8) بِالْأَبْوَاءِ (¬9) تَحْتَ شَجَرَةٍ مُسْتَظِلٌّ (¬10) بِنِطْعٍ (¬11) فَاخْتَصَمْنَا إِلَيْهِ فقضى به بيننا شطرين (¬12) ". ¬
2364 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 117/2]، وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (3/ 137: 1568)، وفي "المفاريد" (ص 77: 80)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن سليمان بن مسمول قال: سمعت القاسم بن مخول البهزي ثم السلمي يقول: سمعت أبي فذكره ثم زاد: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَلْقَى الْإِبِلَ وَبِهَا لبن وهي مصرّاة ونحن محتاجون. قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ الضَّوَالُّ تَرِدُ عَلَيْنَا هَلْ لنا أجر أن نسقيها؟ قَالَ: "نَعَمْ فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى أجر"، ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحَدِّثُنَا قَالَ: "سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، خَيْرُ الْمَالِ فِيهِ غَنَمٌ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ تَأْكُلُ الشجر وترد الماء، ويأكل صَاحِبُهَا مِنْ رَسَلِها وَيَشْرَبُ مِنْ أَلْبَانِهَا، وَيَلْبَسُ مِنْ أَصْوَافِهَا -أَوْ قَالَ: أَشْعَارِهَا- وَالْفِتَنُ تَرْتَكِسُ بين جراثيم العرب، والله ما تعبؤون"، يَقُولُهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثلاثًا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ: "أَقِمِ الصَّلَاةَ وآتِ الزَّكَاةَ، وُصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ الْبَيْتَ، وَاعْتَمِرْ، وَبِرَّ وَالِدَيْكَ، وَصِلْ رَحِمَكَ، وَأَقْرِ الضَّيْفَ، أمر بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وزُل مَعَ الْحَقِّ حيث زال"). ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (13/ 196: 5882)، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، به مثله مطولًا. وأخرجه من طريقه أيضًا ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 339)، قال: أخبرنا =
= أبو الربيع سليمان بن أبي البركات محمَّد بن محمَّد بن خميس أخبرنا أبي، أخبرنا أبو نصر بن طوفان، أخبرنا ابن المَرْجي، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي، به مثله مطولًا. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 360) كتاب الضحايا، باب ما جاء فيمن مر بحائط إنسان أو ماشيته قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأنا أحمد بن عبيد، ثنا تمام ثنا محمد بن عبَاد المكي، به مثله مختصرًا حيث اقتصر منه على ما يتعلق بالإبل المصراة. وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 322: 763)، قال: حدّثنا موسى بن هارون، ثنا محمَّد بن عباد المكي، ويحيى بن موسى اللخمي (ح) وحدثنا أبو عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم العسكري ثنا يوسف بن موسى السامي. قالوا: ثنا محمَّد بن سليمان بن مسمول المخزومي بمكة، به نحوه مطولًا ثم قال: "اللفط لحديث يونس بن موسى". وأخرجه كذلك في الأوسط "مجمع البحرين" (7/ 276) كتاب (37) الفتن، باب (49) ما يفعل في الفتن (رقم 4451)، قال: حدّثنا محمَّد بن إبراهيم ثنا الشاذكوني ثنا محمَّد بن سليمان بن مشمول المخزومي، به نحوه مختصرًا حيث اقتصر منه على قوله: "أنه سيأتي على الناس زمان ... الحديث". وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 29)، قال: قال يحيي بن موسى: نا محمد بن سليمان بن مسمول، به نحوه مختصرًا بلفظ "قلت: يا رسول الله أوصني ... الحديث". أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب (3/ 42:2037)، قال: أخبرنا أبو محمَّد التميمي ببغداد، أنبأ أحمد بن محمَّد بن يوسف العلاق، ثنا الحسين بن صفوان البردعي، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا محمَّد بن عباد المكي، به نحوه مطولًا. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 304، 305)، ثم قال: "رواه أبو يعلى، والطبراني باختصار في الأوسط , وفي إسناد أبي يعلى محمَّد بن سليمان بن مسمول، وهو ضعيف، وفي إسناد الطبراني سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف". وذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة (3/ 393)، ونسبه إلى أبي يعلى ثم قال: "وأخرجه ابن السكن من طريقه. وقال: ليس لمخول رواية بغير هذا الإسناد".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - أن في إسناده القاسم بن مخول البهزي وهو مجهول. 2 - أن مداره على "محمَّد بن سليمان بن مسمول" وهو ضعيف. ولم يوجد من يتابعهما على روايته. ولم أجد ما يشهد لموطن الشاهد فيه. وأما باقيه فسيأتي في بَابُ قِرَى الضَّيْفِ وَمَا جَاءَ فِي كُلِّ كبد حرى أجر، وفي باب آداب الشرب.
4 - باب حل أكل صيد البحر بغير ذبح
4 - بَابُ حِلِّ أَكْلِ صَيْدِ الْبَحْرِ بِغَيْرِ ذَبْحٍ 2365 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُمَا سَمِعَا شُريحًا قَالَ: "كُلُّ شَيْءٍ فِي الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ" قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَطَاءٍ فَقَالَ: "أَمَّا الطير فأرى أن تذبحه (¬1) ". ¬
2365 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 116/ 2)، وقال: "رواه مسدّد موقوفًا ورواته ثقات، والبخاري تعليقًا، وأسنده الدارقطني في السنن , ووصله البخاري في تاريخه". قلت: روي الحديث موقوفًا ومرفوعًا. أما الموقوف فأخرجه مسدّد كما ذكر المصنف. ومن طريقه أخرجه البخاري في تاريخه (4/ 228)، قال: حدّثنا مسدّد، نا يحيي عن ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، وأبو الزبير سمعا شريحًا رجلًا أدرك النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كُلُّ شيء في البحر مذبوح" هكذا أخرجه مختصرًا. وأخرجه ابن مندة في "معرفة الصحابة" كما ذكره الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (4/ 508، 559): قال: محمَّد بن إسحاق -يعني: ابن مندة- أنا علي بن محمَّد بن نصر، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدّد به مثله. =
= وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه كتاب المناسك، باب الحيتان (رقم 8658)، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. قال: سمعت شيخًا قد أدرك النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَذَكَرَهُ مختصرًا. وذكره البيهقي تعليقًا في السنن الكبرى (9/ 253). وأما المرفوع، فأخرجه الدارقطني في سننه (4/ 269) باب الصيد والذبائح والأطعمة وغير ذلك (رقم 13)، قال: حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا خالد بن سليمان الصدفي، نا أبو عاصم عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ شريح وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-:"إن الله تعالى ذبح ما في البحر لبني آدم". قال الحافظ في الفتح (9/ 531): "وأخرجه الدارقطني، وأبو نعيم في "الصحابة" مرفوعًا من حديث شريح. وقال البيهقي في السنن الكبرى (9/ 353): "وروي ذلك عن أبي الزبير، عن شريح مرفوعًا". هكذا روي موقوفًا ومرفوعًا، والموقوف أصح كما ذكره الحافظ في الفتح (9/ 531). وقال في الإصابة (2/ 136):"والمحفوظ عن ابن جريج موقوف أيضًا، أشار إلى ذلك أبو نعيم".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح موقوفًا، لأن ابن جريج قد صرح بالتحديث وكذا أبو الزبير ثم إن عمرو بن دينار قد تابع أبا الزبير. وأما المرفوع فلا يصح كما قال أبو نعيم، والحافظ ابن حجر. ثم إن فيه عنعنة كل من ابن جريج، وأبي الزبير وكلاهما مدلس من الثالثة، لا يقبل من حديثهما إلَّا ما صرحا فيه بالسماع، ولم أجد من تابعهما على هذا الوجه، والله أعلم.
2366 - حَدَّثَنَا (¬1) إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ أَبِي (¬2) الزُّبَيْرِ، عَنْ (¬3) مَوْلًى لِأَبِي بَكْرٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "كُلُّ دَابَّةٍ فِي الْبَحْرِ قد ذبحها الله تعالى لكم فكلوها". ¬
2366 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 116/ 2)، وقال: "رواه مسدّد موقوفًا بسند فيه راوٍ لم يسم". قلت: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 503) كتاب المناسك، باب الحيتان (رقم 8655)، قال: أخبرنا معمر عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ مَوْلًى أبي بكر قال: "كُلُّ دَابَّةٍ فِي الْبَحْرِ قَدْ ذَبَحَهَا اللَّهُ فكلها". هكذا في المطبوع ويظهر والله أعلم، أنه سقط منه قول: "قال أبو بكر". وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب الطهور" (ص 183: 227)، قال: حدّثنا محمَّد المروزي، حدّثنا خلف بن هشام، حدّثنا خالد بن عبد الله الواسطي عن واصل مولى ابن عتيبة -هكذا في المطبوع والصواب: ابن عيينة-. عن أبي الزبير، عن عبد الرحمن مولى بني مخزم أن أبا بكر قال: فذكر نحوه. وأخرجه الدارقطني في سننه (4/ 269) باب الصيد والذبائح والأطعمة وغير ذلك (رقم 12)، قال: حدّثنا دعلج بن أحمد، نا محمَّد بن أحمد بن النضر، نا موسى بن داود، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قال: سمعت شيخًا يكنى أبا عبد الرحمن قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول: فذكر نحوه. وذكره البيهقى في سننه (9/ 252) من هذه الطريق، وأخرجه الدارقطني كذلك في سننه (4/ 270)، الموطن السابق (رقم 16)، =
= قال: حدّثنا إبراهيم بن محمَّد المعمري، نا عباد بن يعقوب، نا شريك عن ابن أبي بشير، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: سمعت أبا بكر يقول: فذكر نحوه. ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 252) كتاب الصيد والذبائح، باب الحيتان وميتة البحر قال: أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ به نحوه.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان: 1 - في إسناده أيوب بن خالد، وهو ضعيف. 2 - عنعنة أبي الزبير المكي وهو مدلس من الطبقة الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، ولكنه يتقوى بالطرق الأخرى الواردة في تخريجه، وإن كانت لا تخلو من مقال، ويشهد له كذلك الأثر السابق برقم (2365).
2367 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ (1)، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَرْفَعُهُ (2) إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "كل دَابَّةٍ مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ وَالْبَرِّ (3) لَيْسَ لَهُ دم ينفصل (4) [فليس] (5) له ذكاة". = = = (1) في مسند أبي يعلى: "أبي هشام الأيلي" , ولعله سبق قلم، وفي معجم الطبراني: "أبي هاشم الأبلي"، وهو الصواب كما في ترجمته. (2) في مسند أبي يعلى: "رفعه". (3) في مسند أبي يعلى: "البر والبحر". (4) في (عم): "فنفصل"، وفي مسند أبي يعلى: "يَتَفَصَّد". (5) ما بين المعكوقين ساقط من (حس)، وفي مسند أبي يعلى: "فليست".
2367 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 116/ 2)، وقال: "رواه أبو يعلى". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (10/ 16: 5646)، قال: حدّثنا داود بن رشيد، حدّثنا سويد بن عبد العزيز عن أبي هشام الأبلي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "كل دابة من دواب البر والبحر ليس له دم يتفصد فليست له ذكاة". وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 357: 1333)، قال: حدّثنا محمَّد بن الحسين الأنماطي، ومحمد بن حنين العطار البغدادي قالا. ثنا داود بن رشيدين -هكذا في المطبوع والصواب: رشيد- به مثله إلَّا أنه قال: "ينعقد" ووقع في المتن قوله "زكاه" بالزاي وهو خطأ والصواب: ذكاة بالذال.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وفيه علتان: =
= 1 - في إسناده سويد بن عبد العزيز، وهو ضعيف كما في ترجمته. 2 - وفي إسناده أبو هاشم الأبلي وهو متروك. ولذا قال الهيثمي في المجمع (4/ 35، 36): "رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير ... وفيه سويد بن عبد العزيز، وهو متروك"، وضعفه الحافظ في الفتح (9/ 531).
5 - باب تسمية الشاة بركة
5 - بَابُ تَسْمِيَةِ الشَّاةِ بَرَكَةً 2368 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْدٍ (¬1) عَنْ أُمِّ سَالِمٍ، عَنْ عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِرَجُلٍ: "كَمْ في بيتك من بركة (¬2)، يعني الشاة (¬3) ". ¬
2368 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 46/ 2)، وقال: "رواه أبو داود، والطيالسي، وابن ماجه ولفظه ... " ثم ذكره. قلت: أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 220: 1577)، قال: حدّثنا جعفر بن بريد أو ابن برد عن أم سالم، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِرَجُلٍ: "كَمْ فِي بَيْتِكَ من بركة، يعني شاة أو شاتين". وأخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1103)، كتاب (29) الأطعمة، باب (35) اللبن (رقم 3321)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عن جعفر بن برد الراسبي به نحوه بلفظ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا أتي بلبن قال: "بركة أو بركتان". =
وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (6/ 145)، قال: ثنا يزيد أنا جعفر بن برد به نحو لفظ ابن ماجه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف من أجل حال "أم سالم الراسبية" فإنها مجهولة. لكن يشهد له في تسمية الغنم بركة حديث أم هاني رضي الله عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: "اتخذي غنمًا فإن فيها بركة". أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 773: 2304)، وأحمد في المسند (6/ 424)، والطبراني في الكبير (24/ 426، 427: 1039، 1040، 1041)، والخطيب البغدادي في تاريخه (7/ 11) ونسبه البوصيري في "مصباح الزجاجة" (2/ 206: 808)، إلى ابن أبي شيبة في مسنده , وأبي يعلى الموصلي في مسنده , ولم أجده في المطبوع منه، وقد قال قبل ذلك: "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 417: 773).
2369 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [قَالَ] (¬1) حَدَّثَتْنِي أُمُّ رَاشِدٍ مَوْلَاةُ أم هاني قَالَتْ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ على أم هاني رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا نِصْفَ النَّهَارِ فَقَالَتْ: قَدِّمِي إِلَى أَبِي الْحَسَنِ طَعَامًا، قَالَتْ: فَقَدَّمْتُ مَا كَانَ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا لِيَ لَا أَرَى عِنْدَكُمْ بَرَكَةَ؟ فقالت أم هاني رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَلَيْسَ هَذَا بَرَكَةً! قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَيْسَ أَعْنِي هَذَا، أَمَا لَكُمْ (¬2) شَاةٌ؟ قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ مَا لَنَا شاة". ¬
2369 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 46/ 2)، وقال: "رواه مسدّد". ولم أجد من أخرجه غير مسدّد.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف وهو موقوف، لكن يشهد لتسمية الشاة بركة حديث عائشة السابق برقم (2368)، وشاهده حديث أم هاني.
6 - باب الجراد
6 - باب الجراد 2370 - قال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، ثنا فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَزْوَةً نفذت فيها أزوادنا، فلم يكن طعام (¬1) نأكل إلَّا الْجَرَادَ (¬2) حَتَّى قَفَلْنَا (¬3) مِنْ غَزْوِنَا". قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا بِلَفْظِ: "غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبْعَ غزوات نأكل الجراد". ¬
2370 - تخريجه: نسبه المصنّف إلى "مسدّد" في مسنده، وعقب عليه بكونه في الصحيحين بلفظ آخر، ولذا لم يذكره البوصيري في الإتحاف. ومسند مسدّد مفقود كما هو معلوم. وأخرجه أبو الشيخ ابن حبّان في "العظمة" (5/ 1788)، باب (51) ذكر خلق الجراد رقم (1292)، قال: حدّثنا حامد بن شعيب، حدّثنا سريج بن يونس حدّثنا =
= مروان عن فائد العبدي به مثله. وفائد أبو الورقاء العبدي متروك كما في ترجمته، لكن تابعه "أبو يَعفُور" واسمه "واقد"، وقيل: "وقدان" وله عن أبي يعفور عشر طرق: 1 - من طريق شعبة عن أبي يعفور قال: سمعت ابن أبي أوفى رضي الله عنه يقول: غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سبع غزَوات أو ستًا كنا نأكل معه الجراد". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (9/ 535)، كتاب (72) الذبائح والصيد، باب (13) أكل الجراد رقم (5495)، وفي التاريخ الكبير (2/ 36)، قال: حدّثنا أبو الوليد الطيالسي. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 61، 62) كتاب (40) الأطعمة، باب (2) ما يجوز أكله وما لا يجوز رقم (5257)، قال: حدّثنا أبو خليفة (يعني: الفضل بن الحباب). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 257) كتاب الصيد والذبائح، باب ما جاء في أكل الجراد قال: وأخبرنا أبو عمر، ومحمد بن عبد الله البسطامي، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي، أنبأ الفضل بن الحباب. قال: أبو خليفة (الفضل بن الحباب): حدّثنا أبو الوليد الطيالسي عن شعبة به نحوه، إلَّا أن عند البيهقي ثنا أبو الوليد، والحوضي، ثنا شعبة. وأخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1546)، كتاب (34) الصيد والذبائح، باب (8) إباحة الجراد رقم (1952). والترمذي في سننه (4/ 236)، كتاب (42) الصيد والذبائح، باب (37) الجراد رقم (1822). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 257) "الموطن السابق"، قال: أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري، أنبأ جدي يحيي بن منصور القاضي، ثنا محمَّد بن النضر بن سلمة الجارودي. =
= ثلاثتهم [مسلم، والترمذي، والجارودي]، قالوا: ثنا محمَّد بن بشار. وأخرجه أحمد في المسند (3/ 357). كلاهما [محمد بن بشار، وأحمد]، قالا: ثنا محمَّد بن جعفر، ثنا شعبة، به نحوه. وأخرجه بسلم في صحيحه (3/ 1546) "الموطن السابق"، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى، حدّثنا ابن أبي عدي. وأبو داود في سننه (4/ 164)، كتاب (21) الأطعمة، باب (35) في أكل الجراد رقم (3812)، قال: حدّثنا حفص بن عمر النمري. والنسائي في سننه (7/ 210)، كتاب (42) الصيد والذبائح، باب (37) الجراد رقم (4356)، قال: أخبرنا حميد بن مسعدة عن سفيان وهو وابن حبيب. وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 110: 818). والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 256) "الموطن السابق" قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار، ثنا أبو مسلم، ثنا سليمان بن حرب. خمستهم [ابن أبي عدي، وحفص النمري، وسفيان بن حبيب، وأبو داود الطيالسي، وسليمان بن حرب]، قالوا: حدّثنا شعبة به نحوه وقالوا جميعهم: "سبع غزوات" إلَّا أبو داود ففي روايته "ست أو سبع غزوات". 2 - من طريق سفيان بن عيينة عن أبي يعفور قال: سمعت بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ست غزوات، فكنا نأكل فيها الجراد". أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده (5/ 144)، كتاب العقيقة، باب (48) أكل الجراد رقم (24561). رمن طريقه أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1546) "الموطن السابق" رقم =
= (1952)، قال: وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر جميعًا. والترمذي في سننه (4/ 236) "الموطن السابق" رقم (1821)، قال: حدّثنا أحمد بن منيع. والنسائي في سنن (7/ 210) "الموطن السابق" رقم (4357)، قال: أخبرنا قتيبة. وأحمد في المسند (3/ 380)، والحميدي في مسنده (2/ 311: 713). والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 256) "الموطن السابق"، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق، وأبو بكر أحمد بن الحسين. قالوا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، أنبأ محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب. وعبد الرزاق في مصنّفه (4/ 532، 533)، كتاب المناسك، باب الهر والجراد والخفاش وأكل الجراد رقم (8762). وابن الجارود في المنتقى "غوث المكدود" (3/ 169)، باب ما جاء في الأطعمة رقم (880)، قال: حدّثنا علي بن خشرم (ح)، وحدثنا محمود بن آدم. جميعهم [ابن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، وأحمد بن منيع، وقتيبة، وأحمد، والحميدي، وابن وهب، وعبد الرزاق، وعلي بن خشرم، ومحمود بن آدم]، قالوا: حدّثنا سفيان بن عيينة به نحوه، وقال جميعهم (ست غزوات) إلَّا ابن أبي شيبة فقال: "سبع غزوات" وابن أبي عمر عند مسلم، وعبد الرزاق قالوا: "ست أو سبع غزوات". 3 - من طريق سفيان الثوري عن أبي يعفور، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ الله عنه قال: "غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سبع غزوات نأكل الجراد". أخرجه أحمد في المسند (4/ 353)، قال: ثنا وكيع. =
= والترمذي في سننه (4/ 236) "الموطن السابق" رقم (1822)، قال: حدّثنا محمود بن غيلان، حدّثنا أبو أحمد، والمؤمل. والدارمي في سننه (2/ 91)، باب في أكل الجراد قال: أخبرنا محمَّد بن يوسف. والبغوي في شرح السنة (11/ 243)، كتاب الصيد والذبائح، باب أكل الجراد رقم (2802). قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحين، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا صاحب بن أحمد الطوسي، نا محمَّد بن يوسف. أربعتهم [وكيع، وأبو أحمد، والمؤمل، ومحمد بن يوسف]، قالوا: حدّثنا سفيان الثوري به مثله. وقال الترمذي: "هذ حديث حسن صحيح"، وتحرف "أبو يعفور" في سنن الدارمي إلى "أبو يعقوب". 4 - من طريق أبي عوانة، أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1546: 1952)، قال: حدّثنا أبو كامل الحجدري، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي يعقور به مثل لفظ "سفيان الثوري". 5 - من طريق الحسن بن صالح عن أبي يعفور، عن ابن أبي أوفى مثله وفيه (سبع غزوات). أخرجه عبد بن حميد في مسنده (المنتخب) (1/ 469: 525)، قال: حدّثنا أبو نعيم. والنسائي في "جزء فيه مجلسان من إملاء النسائي" (ص 87: 45)، قال: أخبرنا أحمد بن يحيي، ثنا إسحاق بن منصور، وأبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" (2/ 288)، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن غندر، ثنا محمد بن نصير، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي. =
= ثلاثتهم [أبو نعيم، وإسحاق بن منصور، والبجلي]، قالوا: حدّثنا الحسن بن صالح به مثله، إلَّا أن في المطبوع من (المنتخب) "غزوات"، وقال محققه: "هنا سقط في عدد الغزوات أشير إليه في أصل المخطوطة، ولم نتمكن من ضبطه وفي صحيح البخاري سبع غزوات أو ست". قلت: الصواب "سبع غزوات" بدون شك، كما في الطرق الأخرى عن الحسن بن صالح. 6 - من طريق صدفه بن أبي عمران. أخرجه تمام في فوائده (الروض البسام) (3/ 125)، كتاب (18) الصيد والذبائح، باب (4) في أكل الجراد رقم (954)، قال: حدّثنا أبو العباس جُمحَ بن القاسم بن عبد الوهاب ولم أكتبه إلَّا عنه نا أبو قصى إسماعيل بن محمَّد بن إسحاق، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا سَعْدان بن يحيي. وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان والواردين من عليها" (3/ 130:413). قال: حدّثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا حذيفة، ثنا عباد بن صهيب. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" (1/ 296)، قال: حدّثنا أبو محمَّد بن حيان به مثله. كلاهما [سعدان، وعباد]، قال: ثنا صدقه بن أبي عمران الحنظلي عن أبي يعفور به نحوه، وزاد أبو الشيخ "ويأكله معنا". 7 - من طريق محمَّد بن بشر بن بشير أخرجه أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" (2/ 68، 82)، قال: حدّثنا أبو محمَّد بن حيان، ثنا أَبُو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ إسحاق، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، ثنا أبو عاصم، ثنا محمَّد بن بشر -يعني ابن بشير- أخبرني أبو يعفور به نحوه إلَّا انه قال: "سبعًا أو تسع غزوات". =
= 8 - 9 - 10 - من طريق الوليد بن أبي ثور، وإسرائيل بن يونس، ويونس بن أبي يعفور. وجميعها أخرجها ابن عدي في الكامل (7/ 77)، قال: ثنا محمَّد بن الحسين بن حفص، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا الوليد بن أبي ثور. (77/ 7) أيضًا قال: ثنا عباد، أخبرنا يونس (هكذا في المطبوع ولعله إسرائيل بن يونس، وقد أشار إلى روايته البخاري في صحيحه) و (7/ 176)، قال: أخبرنا علي بن العباس، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا يونس بن أبي يعفور. ثلاثتهم [الوليد، وإسرائيل، ويونس]، عن أبي يعفور به مثله، وتحرف في بعضها "أبو يعفور" إلى "أبو يعقوب".
الحكم عليه:
الحكم بهذا الإسناد "إسناد مسدّد" ضعيف جدًا، من أجل حال "فائد أبو الورقاء"، فإنه متروك كما في ترجمته. لكنه، صحيح عن عبد الله بن أبي أوفى من الطرق الأخرى كما مضى في تخريجه، والله أعلم.
2371 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا [يَحْيَى] (¬1) عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ حَدَّثَنِي طَارِقٌ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: "أَرْسَلْنَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَسْأَلُهُ عَنِ الْجَرَادِ -وَكَانَ نَائِمًا- فَقَالَ أَهْلُهُ: يَرَانَا نأكله ولا يأكله ولا ينهانا". ¬
2371 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 118/ 2)، وقال: "رواه مسدّد بسند ضعيف لجهالة بعض رواته". قلت: ولم أجده عند غيره.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان: 1 - يرويه يحيي بن سعيد عن ابن أبي ذئب، وفي رواية العراقيين، عن ابن أبي ذئب، وهم كبير. 2 - في إسناده مجهولان لا يعرفان وهم طارق وأمه.
2372 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ (¬2) حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ كَعْبٍ قَالَتْ: كَانَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَرَانَا نَأْكُلُ الْجَرَادَ فَلَا يَأْمُرُنَا وَلَا يَنْهَانَا , وَلَا نَدْرِي مَا كَانَ يمنعه؟ تقذرًا (¬3) أو يكره. ¬
2372 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 118/ 2)، وقال: "رواه مسدّد". وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنّفه (5/ 145)، كتاب العقيقة، باب (49) من كان لا يأكل الجراد رقم (24575)، قال: حدّثنا يحيي بن سعيد عن سعيد بن إسحاق، عن زينب زوجة أبي سعيد قالت: "كان أبو سعيد يرانا ونحن نأكل الجراد فلا ينهانا ولا يأكله، فلا ندري تقذرًا منه يكرهه". وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 258)، كتاب الصيد والذبائح، باب ما جاء في أكل الجراد قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد الصيرفي قالا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا ابن وهب عن سليمان بن بلال عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ يعقوب ابن عتبة بن الأخنس، عن سعد بن إسحاق، به نحوه.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح.
2373 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (¬2) أنه كان لا يأكل الجراد. ¬
2373 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 118/ 2)، وقال: "رواه مسدّد". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه (5/ 145)، كتاب العقيقة، باب (49) من كان لا يأكل الجراد رقم (24577)، قال: حدّثنا غندر عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة أنه كان لا يأكل الجراد.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلَّا أن فيه عنعنة مغيرة بن مقسم الضبي، وهو مدلس من الطبقة الثالثة لايقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، وعليه فهو ضعيف، والله أعلم.
2374 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ عَامِرٍ [هُوَ الشَّعْبِيُّ] (¬1) عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَتَفَوَّهُ (¬2). فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: "أشتهي جرادًا مقلوًا (¬3) ". ¬
2374 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 118/ 2)، وقال: "رواه الحارث موقوفًا، ورواته ثقات". قلت: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (بغية الباحث) (1/ 481)، كتاب الصيد والذبائح وما أمر بقتله، باب (4) ما جاء في الأرنب، والجراد، والضب رقم (413)، قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عن عامر، عن ابن عمر قال: "رأيت عمر بن الخطاب يَتَفَوَّهُ فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قال: أشتهي جرادًا مقلوًا". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه (5/ 144)، كتاب العقيقة، باب (48) في أكل الجراد رقم (24569)، قال: حدّثنا زكريا به مثله. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/ 317)، قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق، والفضل بن دكين قالا: أخبرنا زكريا بن أبي زائدة به نحوه. وذكره المنتقي الهندي "كنز العمال" (12/ 648: 35976) ونسبه إلى الحارث، وابن السني في الطب. =
= الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان: 1 - الانقطاع فإن الشعبي لم يسمع من ابن عمر كما في مراسيل ابن أبي حاتم (ص 160)، وجامع التحصيل (ص 204: 322). 2 - عنعنة زكريا ابن أبي زائدة، وهو مدلس من الطبقة الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع، وخاصة ما كان عن عامر الشعبي كما هنا. ويشهد له في محبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه للجراد ما رواه سالم عن ابن عمر رضي الله عنه قال: "ذكر لعمر ابن الخطاب جرادً بالربذة فقال: وددت لو أن عندنا منه قفعة أو قفعتين". والقفعة كما قال أبو عبيد في "غريب الحديث" (3/ 405) شيء شبيه بالزّبيل يعمل من خوص وليست له عرى، وهو الذي يسميه النساء بالعراق: القُفَّة". أخرجه مالك في الموطأ (2/ 933: 30)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عمر، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 258)، وعبد الرزاق في مصنّفه (4/ 530: 8751)، وابن أبي شيبة في مصنّفه (5/ 144: 34566)، وأبو إسحاق الحربي في "غريب الحديث" (2/ 747). والأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات.
2375 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى (¬1)، ثنا عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا محمَّد بْنُ عِيسَى ابن كَيْسَانَ، ثنا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَلَّ الْجَرَادُ فِي سَنَةٍ مِنْ سِنِي عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الَّتِي وَلِيَ فِيهَا فَسَأَلَ عَنْهُ فَلَمْ يُخْبَرْ بِشَيْءٍ فَاغْتَمَّ لِذَلِكَ، فَأَرْسَلَ رَاكِبًا إِلَى الْيَمَنِ وَرَاكِبًا إِلَى الشَّامِ وَرَاكِبًا إِلَى الْعِرَاقِ فَسَأَلَ هَلْ رُوي (¬2) مِنَ الْجَرَادِ شَيْءٌ أَمْ لَا؟ فَأَتَاهُ الرَّاكِبُ الَّذِي مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ بِقَبْضَةٍ مِنَ جَرَادٍ فَأَلْقَاهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا رَآهَا كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "خَلَقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ أَلْفَ أُمَّةٍ، مِنْهَا سِتُّمِائَةٍ فِي الْبَحْرِ وَأَرْبَعُمِائَةٍ فِي الْبَرِّ فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَهْلِكُ مِنْ هذه الأمة الجراد، فهذا هَلَكَتْ تَتَابَعَتْ مِثْلَ النِّظَامِ إِذَا انْقَطَعَ سِلْكُهُ". ¬
2375 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 118/ 2)، وقال: "رواه الحارث بن أبي أسامة بسند ضعيف لضعف محمَّد بن عيسى بن كيسان ورواه أبو يعلى وسيأتي لفظه ... ". قلت: لم أجده في "بغية الباحث" مع أنه لم يعزه إلى مسند الحارث إلَّا البوصيري. ومدار الحديث علي بن عبيد بن واقد القيسي، روي عنه من عدة طرق: 1 - من طريق محمد بن المثنى، عن عبيد بن واقد، عن محمَّد بن عيسى بن كيسان، عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عنه قال: فذكره بطوله وفيه قصة عمر ثم أورد المرفوع منه. أخرجه أبو يعلى في مسنده -كما ذكر المصنّف- عن محمَّد بن المثنى، ولم =
= أجده في المطبوع منه ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع. ومن طريقه أخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 256): قال: أخبرنا أبو يعلى به مثله، وقد تحرف فيه "القيسي" إلى "العبسي". وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (ص 59: 111)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى، وعبد الحميد بن دينار به مختصرًا بلفظ "أول ما يهلك من هذه الأمة الجراد". وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 245)، قال: أخبرنا زكريا الساجي سمعت محمَّد بن المثنى يحدث به نحوه مختصرًا بلفظ "إن الله خلق أَلْفَ أُمَّةٍ مِنْهَا سِتُّمِائَةٍ فِي الْبَحْرِ وَأَرْبَعُمِائَةٍ فِي الْبَرِّ فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَهْلِكُ مِنْ هَذِهِ الأمة الجراد، فهذا هلكت تتابعت مثل النظام قُطع سلكه". ومن طريقه أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 234)، باب (70) في الصبر على المصائب، فصل في محنة الجراد رقم (10135)، قال: وأخبرنا أبو سعد أنا أبو أحمد به مثله مختصرًا. وأخرجه الدولابي في الكنى (2/ 25)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى به مثله مختصرًا. 2 - من طريق عبيد الله بن يوسف الجبيري، ويحيى بن حكيم أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (4/ 1428)، باب (32) صفة من آخر الخلق وسعة الأرض رقم (938)، قال: حدّثنا أبو العباس الهروي، حدّثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري، ويحيى بن حكيم قالا: حدّثنا أبو عباد عبيد بن واقد به نحوه مختصرًا. 3 - من طريق محمَّد بن هشام بن أبي خِيَرَة. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 352، 6/ 245)، قال: حدّثنا حسين بن محمَّد بن داود مأمون، ثنا محمَّد بن هشام بن أبي خيره، ثنا عبيد بن واقد به نحوه مطولًا. =
= ومن طريقه أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (الموطن السابق: 10134)، قال: أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ به نحوه. وأخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (5/ 985: 527)، قال: حدّثنا أحمد بن بدر القاضي، حدّثنا الحسين بن محمَّد، حدّثنا محمَّد بن هشام به نحوه مختصرًا. 4 - من طريق عبد الحميد بن بيان السكري. أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (11/ 217)، قال: أخبرنا أبو سعد الحسن بن محمَّد بن عبد الله ابن حسنويه الكاتب بأصبهان حدّثنا أحمد بن جعفر بن أحمد بن سعيد السمسار، حدّثنا أبو الحسن عمر بن أحمد بن السني البغدادي، حدّثنا عبد الحميد بن بيان السكري، حدّثنا عبيد بن واقد به نحوه مطولًا إلَّا أنه قال "عن جابر، عن ابن عمر" والذي يظهر أن زيادة "ابن عمر" إنما وقعت خطأ، والدليل على ذلك أن ابن الجوزي أخرجه من طريقه ولم يذكر ابن عمر. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 13) باب الجراد، قال: أنبأنا عبد الرحمن بن محمَّد، أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت به مثله. 5 - من طريق محمَّد بن أبان البلخي، وعبد الله بن عمر. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (5/ 1783) باب (51) ذكر خلق الجراد رقم (1285)، قال: أخبرنا إسحاق بن أحمد الفرسي، حدّثنا محمَّد بن أبان البلخي، وعبد الله بن عمر قال: حدّثنا عبيد بن واقد، به نحوه مطولًا.
الحكم عليه: حكم ابن حبّان على الحديث بالوضع فقال في المجروحين (2/ 257): "وهذا شيء لا شك أنه موضوع، ليس هذا من كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وتبعه في ذلك ابن الجوزي، وتعقبه السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 82)، فقال: "قلت: لم يتهم محمَّد بن عيسى يكذب، بل وثفه بعضهم فيما نقله الذهبي". =
= قلت: قد سبق الجواب على توثيق الذهبي، ومحمد بن عيسى قال فيه البخاري: "منكر الحديث"، وهي من أشد الألفاظ التي يستعملها البخاري -وهو من أعدل النقاد- فيمن لا تحل الرواية عنه، وقد نص كثير من العلماء على نكارة هذا الحديث كابن عدي، ثم إن فيه علة أخرى وهي ضعف عبيد بن واقد. وعليه فالحديث شديد الضعف إن لم يكن موضوعًا وأما الاكتفاء بتضعيفه فقط كما ذهب إليه الهيثمي في المجمع (7/ 322) ففيه تساهل لا يخفى، والله أعلم.
7 - باب ذكاة ما لا يقدر على ذبحه
7 - بَابُ ذَكَاةِ مَا لَا يُقْدَرُ عَلَى ذَبْحِهِ 2376 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَرَامُ (¬1) بْنُ عُثْمَانَ عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِمَا جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "تَوَحَّشَتْ (¬2) بَقَرَةٌ لَنَا فَخَرَجَ رَجُلٌ فَضَرَبَهَا أَسْفَلَ مِنَ الْعُنُقِ وَفَوْقَ مَرْجِعِ الْكَتِفِ (¬3)، فَرَكِبَتْ رَدْعَهَا (¬4)، فَسُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: الْبَقَرَةُ الْإِنْسِيَّةَ إِذَا نَزَلَتْ مَنْزِلَةَ (¬5) الْوَحْشِيَّةِ يُحِلُّهَا ما يحل (¬6) الوحشية". ¬
2376 - تخريجه: أشار إليه البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 116/ 1)، وقال: "رواه أحمد بن =
= منيع، وأبو يعلى واللفظ له، والبيهقي" ثم ذكر لفظه. قلت: أخرجه البيهقي في سننه (9/ 245) كتاب الصيد والذبائح، باب ما جاء في ذكاة ما لا يقدر على ذبحه إلَّا برمي أو سلاح قال: أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنبأ أبو محمَّد بن حيان الأصبهاني، ثنا محمد بن يحيي، ثنا أبو مروان، ثنا عبد العزيز الداروردي عن حرام، عن عبد الرحمن، ومحمد إبني جابر، عن أبيهما أنه قال: مرت علينا بقرة ممتنعة نافرة لا تمر على أحد إلَّا نطحته وشدّت عليه فخرجنا عليها نكدها حتى بلغنا الصماء ومعنا غلام قبطي لبني حرام ومعه مشتمل فشدّت عليه لتنطحه فضربها أسفل من المنحر وفوق مرجع الكتف فركبت ردعها فلم يدرك لها ذكاة، قال جابر: فأخبرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شأنها فقال: "إذا استوحشت الإنسية وتمنعت فإنه يحلها ما يحل الوحشية ارجعوا إلى بقرتكم وكلوها فرجعنا إليها فاجتزرناها". وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 446، 447)، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن الهيثم، حدثني أبو الدرداء هاشم بن محمد بن يعلى، ثنا عتبة بن السكن، حدّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عن أبي عتيق -هو عبد الرحمن بن جابر- به مختصرًا ولفظه "كل أنسية توحشت فذكاتها ذكاة الوحشية".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا من أجل أن مداره على حرام بن عثمان وهو متروك.
2377 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ (¬1)، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ حَرَامِ (¬2) بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ابْتَعْنَا (¬3) بَقَرَةً فِي عَهْدِ رَسُولِ (¬4) اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِنَشْتَرِكَ عَلَيْهَا فَانْفَلَتَتْ مِنَّا فَامْتَنَعَتْ عَلَيْنَا فَتَعَرَّضَ (¬5) لَهَا مَوْلًى لَنَا يُقَالُ لَهُ: [ذَكْوَانُ] (¬6) بِسَيْفٍ فِي يَدِهِ وَهِيَ تَجُولُ بِالصِّمَادِ (¬7)، فصَبَا (¬8) إِلَى تَلٍّ فَلَمَّا مَرَّتْ بِهِ ضَرَبَهَا بِالسَّيْفِ فِي أَصْلِ عُنُقِهَا أَوْ عَلَى عَاتِقِهَا (¬9) فَخَرَقَهَا بِالسَّيْفِ وَوَقَعَتْ فَلَمْ نُدْرِكْ ذَكَاتَهَا فَخَرَجْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ (¬10) الْجِذْعِ (¬11) فَلَقِيَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرْنَا لَهُ شَأْنَهَا فَقَالَ: كُلُوا، إِذَا فَاتَكُمْ مِنْ هَذِهِ الْبَهَائِمِ شَيْءٌ فَاحْبِسُوهُ بِمَا تَحْبِسُونَ بِهِ الوحش". ¬
2377 - تخريجه: ذكره البوصيرى في مختصر الإتحاف (2/ 116/ 1)، وقال: "رواه أحمد بن =
= منع، وأبو يعلى واللفظ له ... ". قلت: سبق بيان لفظ أحمد بن منيع في الحديث السابق. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (3/ 384) رقم 1860)، قال: حدّثنا جعفر بن مهران السباك، حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عن محمود بن عبد الرحمن بن عمر وابن الجموح، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: فذكره بلفظه كما أورده المصنف. وذكره الهيثمي في المجموع (4/ 34، 35)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه حرام بن عثمان وهو متروك". وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (6/ 265: 15625)، وعزاه إلى "أبي نعيم عن جابر" وقال: "وسنده ضعيف جدًا".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وفيه أربع علل: 1 - في إسناده "حرام بن عثمان" وهو متروك. 2 - وفيه "جعفر بن مهران السباك" وهو ضعيف. 3 - وفيه "مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ المجموع" وهو مجهول. 4 - وفيه عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس من الطبقة الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرّح فيه بالسماع.
8 - باب الزجر عن قتل عمار الدور [و] الإذن في قتل الحيات
8 - باب الزجر عن قتل عُمَّار (¬1) الدور [و] (¬2) الإِذن فِي قَتْلِ الْحَيَّاتِ 2378 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بن يونس ثنا عبيد الله بن أبي زِيَادٍ الْمَكِّيُّ -وَهُوَ الْقَدَّاحُ- عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لَا تَزَالُ تَرَى جِنَّانًا (¬3) فِي بَيْتِهَا فَأَمَرَتْ بِهِ فَقُتِلَ. فَأُتِيَتْ فِي النَّوْمِ فَقِيلَ لَهَا: لِمَ قَتَلْتِ عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ؟ فَقَالَتْ: لَوْ كَانَ مُسْلِمًا مَا اطَّلَعَ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِغَيْرِ إِذْنٍ، فَقِيلَ لَهَا: أَمَا إِنَّكِ قَدْ عَلِمْتِ أَنَّهُ كَانَ لَا يَطَّلِعُ إلَّا حِينَ تَجْمَعِينَ عَلَيْكِ ثِيَابَكِ، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحَتْ تَصَدَّقَتْ (¬4) بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا. ¬
2378 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 155/1]، وقال: "رواه إسحاق بن =
= راهويه، والحارث واللفظ له". قلت: لم أجده في المطبوع من مسند "إسحاق بن راهويه". وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (بغية الباحث) (1/ 485) كتاب الصيد والذبائح وما أمر بقتله، باب (7) في جنان البيوت (رقم 419)، قال: حدّثنا روح بن عبادة ثنا حاتم بن أبي صغيرة ثنا عبد الله بن أبي مليكة أن عائشة بنت طلحة حدثته أن عائشة أم المؤمنين قتلت جنانًا فأُريت فيما يرى النائم فقيل لها: والله لقد قتلت مسلمًا، فقالت: والله لو كان مسلمًا ما دخل عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقيل لها: وهل كان يدخل عليك إلَّا وأنت مُتَجَلبِبَة أو مُخَمَّرَة، فأصبحت وهي فزعة، فأمرت باثنى عشر ألفًا فجعلتها في سبيل الله عزَّ وجلَّ". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 182) كتاب الإيمان والرؤيا، باب (17) رؤيا عائشة رضي الله عنها (رقم 30514)، قال: حدّثنا عبد الله بن بكر السهمي عن حاتم بن أبي صغيرة، به نحو لفظ الحارث. وذكره ابن حزم في المحلى (10/ 291)، من طريقين فقال: وأشبه ما في هذا الباب فخبر رويناه من طريق يحيي بن سعيد القطان نا أبويونس حاتم بن أبي صغيرة، به نحوه. وكان قد ذكره أيضًا قبل هذا من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل أنا عبد الله بن عون الخراز نا عفيف بن سالم الموصلي عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، به نحوه. وقال: "هذا لا شيء، عفيف بن سالم مجهول لا يدرى من هو؟ وعبد الله بن المؤمل هو المكي: ضعيف لا يحتج به". قلت: لم أجد من أخرج الحديث من الطريقين التي ذكرهما ابن حزم، وأما قوله عن "عفيف بن سالم" أنه مجهول لا يدرى من هو، فليس بصحيح، وقد قال عنه الحافظ في التقريب (ص 394: 4627): "صدوق"، وأما عبد الله بن المؤمل فهو ضعيف كما قال. انظر التقريب (ص 325: 3648). =
= وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (5/ 1654) باب (47) ذكر الجن وخلقهن (رقم 1097)، قال: حدّثنا أبو الطيب أحمد بن روح حدّثنا محمَّد بن عبد الله بن يزيد مولى قريش حدّثنا عثمان بن عمر عن عبيد الله بن أبي يزيد [هكذا في المطبوع والصواب: زياد]، به نحوه. وقد روى أبو بكر بن أبي الدنيا قصة أخرى شبيهة بهذه القصة عن عائشة في كتاب الهواتف (ص 101: 159).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسن؛ من أجل حال "عبيد الله بن أبي زياد المكي" فإنه صدوق كما في ترجمته. لكن يشهد له وروده أيضًا من طريق حاتم بن أبي صغيرة. وهو ثقة، كما في التقريب، وعليه فالحديث صحيح لغيره. ولا يضر ورود الحديث من طريق ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها تارة، ووروده عنه عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة رضي الله عنها تارة أخرى، فإني لم أجد من نص على أنه اختلف عليه فيه، بل الذي يظهر أنه سمعه على الوجهين، والله أعلم.
2379 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنه قال: إن رجلا سأل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ فَقَالَ: "خُلِقَ الْإِنْسَانُ (¬1) وَالْحَيَّةُ (¬2) سَوَاءً إِنْ رَآهَا أَفْزَعَتْهُ، وَإِنْ لَدَغَتْهُ (¬3) أَوْجَعَتْهُ، فَاقْتُلُوهَا حَيْثُ وَجَدْتُمُوهَا". ¬
2379 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 154/2]، وقال: "رواه أبو داود الطيالسي ورواته ثقات .. ". قلت: أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 341: 2619)، قال: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ؟ فَقَالَ: "خُلِقَ الْإِنْسَانُ والحيات سَوَاءً إِنْ رَآهَا أَفْزَعَتْهُ، وَإِنْ لَدَغَتْهُ أَوْجَعَتْهُ فاقتلوها حيث وجدتموها". وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (1/ 278: 764)، قال: وحدثنا أبو كريب قال: حدّثنا معاوية بن هشام وحدثني محمَّد بن خلف العسقلاني قال: حدثني آدم جميعًا عن شيبان، به نحوه. وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (3/ 308) كتاب (10) الصيد والذبائح، باب (10)، قتل الحيات والوزغ والعقارب (رقم 1865)، قال: حدّثنا عبد الله بن بندار الأصبهاني نا عبد الله بن عمران ثنا أبو داود ثنا عمران عن جابر، به نحوه. ثم قال: لم يروه عن جابر إلَّا عمران القطان ولا عنه إلَّا أبو داود تفرد به عبد الله بن عمران. =
= قلت: بل قد رواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن جابر كما هو عند أبي داود الطيالسي، وابن جرير الطبري.
الحكم عليه: مدار الحديث على "جابر بن يزيد الجعفي" وهو متروك كما في ترجمته وعليه فالحديث ضعيف جدًا، والله أعلم.
2380 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ (¬1) قَالَ (¬2) محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي (¬3) بَعْضُ أصْحَابِي (¬4) عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمَّد أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، يقول "الحية أفسق الفسقة (¬5) فاقتلوها (¬6) ". ¬
2380 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 155/1]، وقال: "رواه الحارث بسند فيه راو لم يسم". قلت: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (بغية الباحث) (1/ 451) كتاب (8) الحج، باب (16) ما يقتل المحرم (رقم 372)، قال: حدّثنا يزيد -يعني ابن هارون- قال: قال محمَّد بن إسحاق وحدثني بعض أصحابنا عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمَّد أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عباس يقول: الحية أفسق الفسقة اقتلوها.
الحكم عليه الأثر بهذا الإسناد موقوف على ابن عباس وهو ضعيف من أجل أن في إسناده راوٍ مجهول. لكن يشهد له عموم الأحاديث الواردة بقتل الحيات ومنها: 1 - حديث ابن عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "اقتلوا الحيات، واقتلوا ذا الطُّفْيتَيْن والأَبْتَر، فإنهما يلتمسان البصر ويسقطان الحبل". =
= وزاد في رواية قال ابن عمر: ما كنت أدع حية إلَّا قتلتها حتى رآني أبو لبابة بن عبد المنذر، وزيد بن الخطاب وأنا أطارد حية من حياة البيوت فنهياني عن قتلها، فقلت: "رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بقتلهن فقالا: إنه نهى عن قتل ذوات البيوت". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (6/ 399: 3297، 3298)، ومسلم في صحيحه من عدة طرق (2/ 1752، 1755: 2233)، وأبو داود في سننه (5/ 411: 5252)، والترمذي في سننه، (4/ 64، 65: 1483)، وقال: "هذا حديث حسن". وابن ماجه في سننه (2/ 1169: 3535)، وأحمد في المسند (2/ 9 - 121)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 445: 5638)، (12/ 460، 461: 5642، 5643, 5645)، والحميدي في مسنده (2/ 279: 620)، وأبو يعلى في مسنده (9/ 312، 313: 5429)، (9/ 371، 372: 5493، 5498) و (9/ 400: 5540)، وعبد الرزاق في مصنفه (10/ 434: 19616)، والطبراني في الكبير (12/ 296: 13161) و (12/ 310: 13205)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (7/ 373، 376: 2927، 2928، 2930، 2931، 1932)، والبغوي في شرح السنة (12/ 191: 3262، 3263). والمراد بذي الطفيتين: الحية التي في ظهرها خطان، ويقال: خطان أبيضان، والأبتر: القصير الذنب. وقوله: "يلتمسان البصر"، أي تخطفانه وتطمسانه وذلك لخاصية في طباعهما إذا وقع بصرها على بصر الإنسان وقيل غير ذلك. انظر فتح الباري (6/ 401)، شرح السنة (12/ 192).
9 - باب ما يقول إذا رأى الأسد أو هر عليه الكلب
9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى الْأَسَدَ أَوْ هَرَّ عليه الْكَلْبُ 2381 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا رَأَيْتَ الْأَسَدَ فَكَبِّرْ ثَلَاثًا تَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، أَعَزُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وأكبر [و] (¬1) أعوذ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَأَحْذَرُ (¬2). تُكْفَى (¬3) شَرَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَإِذَا هَرَّ (¬4) عليه (¬5) الكلب فقل: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ ...} (¬6) الآية. ¬
2381 - تخريجه: هو قطعة من حديث طويل: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (بغية =
= الباحث) (1/ 526، 527) كتاب (13) الوصايا، باب (1) وصية سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رقم (469)، قال: حدّثنا عبد الرحمن بْنُ وَاقِدٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ علي أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا عَلِيُّ: إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ الْوُضُوءِ وَتَمَامَ الصلاة وتمام رضوانك وتمام مغفرتك، فهذه زكاة الوضوء، وإذا أكلت فابدأ بالملح واختم بالملح، فإن في الملح شفاء من سبعين داء، أولها الجذام والجنون والبرص ووجع الأضراس ووجع الحلق ووجع البصر، ويا عَلِيُّ كُلِ الزَّيْتَ، وَادَّهِنْ بِالزَّيْتِ فَإِنَّهُ مَنِ ادَّهَنَ بِالزَّيْتِ لَمْ يَقْرَبْهُ الشَّيْطَانُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ويا عَلِيُّ لَا تَسْتَقِبْلِ الشَّمْسَ فَإِنَّ اسْتِقْبَالَهَا دَاءٌ واستدبارها دواء، ولا تجامع امرأتك في نصف الشهر ولا عند غرة الشهر أما رأيت المجانين يصرعون فيها كثيرًا، يا علي إِذَا رَأَيْتَ الْأَسَدَ فَكَبِّرْ ثَلَاثًا تَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَعَزُّ مِنْ كل شيء وأكبر، أعوذ بالله من شر ما أخاف وأحاذر، فإنك تكفى شره إن شاء الله، وإذا هر الكلب عليك فقل: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} يا علي: ... " الحديث. وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 289) باب فضل الملح قال: أنبأنا هبة الله بن أحمد الجريري، أنبأنا إبراهيم بن عمر البركمي حدّثنا أبو بكر بن بخيت حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر حدثني أبي أحمد بن عامر، حدثني علي بن موسى الرضا، حدثني أبو موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمَّد، حدثني أبي محمَّد بن علي حدثني جدي أبي [هكذا في المطبوع: ولعل الصواب: أبي] علي بن الحسين , حدثني أبي الحسين بن علي حدثني أبي علي بن أبي طالب رضي الله عنه فذكره مختصرًا بلفظ: "يا علي عليك بالملح فإنه شفاء من سبعين داء الجذام والبرص والجنون". ثم قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والمتهم به =
= عبد الله بن أحمد بن عامر أو أبوه فإنهما يرويان نسخة عن أهل البيت كلها باطلة. وذكره السيوطي في اللآلئ المصنوعة (2/ 462، 463). وذكر المتقي الهندي في كنز العمال (9/ 465، 469) أحاديث أخرى عن علي رضي الله عنه في أذكار الوضوء (برقم 26990، 26991، 26992)، وكلها لا يصح منها شيء، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد موضوع كما قاله ابن الجوزي وفيه أربع علل: 1 - في إسناده "عبد الرحيم بن واقد الخراساني"، وهو ضعيف. 2 - وفي إسناده "حماد بن عمرو النصبي" وهو متروك. 3 - وفي إسناده "السري بن خالد بن شداد" وهو مجهول. 4 - الانقطاع في إسناده، فإن علي بن الحسين زين العابدين لم يدرك جده علي بن أبي طالب، كما أن محمَّد بن علي الباقر أرسل عن جده الحسين بن علي رضي الله عنه.
10 - باب الزجر عن صيد الطير ليلا
10 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ صَيْدِ الطَّيْرِ لَيْلًا 2382 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا حَفْصُ (¬1) بْنُ حَمْزَةَ ثنا عُثْمَانُ بن الرَّحْمَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ (¬2) بِنْتِ عَلِيٍّ قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَطْرُقُوا (¬3) الطَّيْرَ فِي أَوْكَارِهَا (¬4) فإن الليل أمان لها". ¬
2382 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 115/1, 2] , وقال: "رواه الحارث". قلت: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (بغية الباحث) (1/ 478) كتاب الصيد والذبائح وما أمر بقتله، باب (1) الليل أمان للصيد (رقم 409)، قال: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَطْرُقُوا الطَّيْرَ فِي أوكارها فإن الليل أمان لها". وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 142: 2896)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا موسى بن عبد الرحمن البكري، ثنا عثمان بن عبد الرحمن القرشي حدثتنا عائشة بنت طلحة عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكر مثله. قال الهيثمي في المجمع (4/ 30): "رواه الطبراني في الكبير وفيه عثمان بن عبد الرحمن القرشي وهو متروك". وأخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب "الأمثال في الحديث النبوي" (ص 292: 520)، قال: حدّثنا محمَّد بن العباس بن أيوب حدّثنا عبد الرحمن بن واقد، حدّثنا عثمان بن عمر -[هكذا في المطبوع، والصواب كما قال المحقق- عبد الرحمن] الوقاصي حدّثنا مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ مِثْلَهُ إلَّا أنه قال: "لا تؤذوا".
الحكم عليه: الحديث مداره من جميع طرقه على "عثمان بن عبد الرحمن القرشي الوقاصي" وهو متروك كما في ترجمته، وعليه فالحديث ضعيف جدًا، والله أعلم.
27 - كتاب الأطعمة والأشربة
27 - كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ وَالْأَشْرِبَةِ 1 - بَابُ فَضْلِ إِطْعَامِ الطَّعَامِ 2383 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ (¬1) عَنْ (¬2) محمَّد بْنِ يَزِيدَ، عَنْ بَكْرِ (¬3) بْنِ خُنيس (¬4)، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مَنِ اهْتَمَّ بِجَوْعَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَأَطْعَمَهُ حَتَّى يَشْبَعَ وَسَقَاهُ حَتَّى يُروى غَفَرَ [اللَّهُ] (¬5) لَهُ". ¬
2383 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 40/1]، وقال: "رواه أبو يعلى بسند فيه بكر بن خنيس، وهو ضعيف". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 143، 144: 3420)، قال: حدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا محمَّد بْنِ يَزِيدَ عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عن صدقة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"مَنِ اهْتَمَّ بِجَوْعَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَأَطْعَمَهُ حَتَّى يَشْبَعَ وَسَقَاهُ حتى يروى غفر الله له". =
= وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 62)، قال: ثنا أحمد بن الحسين الصوفي، ثنا سريج بن يونس به نحوه إلَّا أنه قال: "عن بكر بن خنيس عن ثابت" كما ذكره المصنف هنا، فأسقط "صدقة"، وقال في آخره: "وجبت له الجنة". وأخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق" (ص 102: 163)، قال: ثنا محمَّد بن عبد الله، ثنا شريح [هكذا والصواب سريج] بن يونس، به مثل سند أبي يعلى ومتنه. وأخرجه أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" (1/ 297)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبيد الله المَرْزُبان الواعظ، ثنا أحمد بن محمود بن صبيح، ثنا حاتم بن يونس الجرجاني، ثنا محمَّد بن يزيد الواسطي، به مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ من أجل حال "بكر بن خنيس"، فإنه ضعيف كما في ترجمته. ولذا قال الهيثمي في المجمع (3/ 130): "رواه أبو يعلى، وفيه بكر بن خنيس، وهو ضعيف"، وفي بعض طرق الحديث زيادة: "صدقة بن موسى الدقيقي" كما هي في مسند أبي يعلى ومكارم الأخلاق للطبراني وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم، وأسقطه المصنف هنا في "المطالب" كما في الكامل لابن عدي، ويحتمل أن بكر بن خنيس سمعه من الوجهين، كما يحتمل أن يكون ذلك من أوهامه. وعلى كل حال، فيشهد للحديث عموم الأحاديث الواردة في فصل إطعام الطعام، وهي كثيرة جدًّا أقتصر منها على حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وحديث أبي مالك الأشعري. 1 - أما حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه إن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي الإِسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. فأخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (11/ 23: 6236)، ومسلم في صحيحه (1/ 65: 39)، وأبو داود في سننه (5/ 379: 5194)، والنسائي في سننه =
= (8/ 107: 5000)، وابن ماجه في سننه (2/ 1083: 3253)، وابن ماجه في صحيحه "الإحسان" (2/ 258: 505)، وأحمد في المسند (2/ 169)، والبخاري في الأدب المفرد "فضل الله الصمد" (2/ 469: 1013)، والبغوي في شرح السنة (12/ 260: 3302). 2 - وأما حديث أبي مالك الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "إن في الجنة غرفًا يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدَّها الله تعالى لمن أطعم الطعام وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام". فأخرجه أحمد في المسند (5/ 343)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (2/ 262: 509)، والحاكم في المستدرك (1/ 80)، وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، والبيهقي في سننه (4/ 300، 301)، وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 418: 20883)، والطبراني في معجمه الكبير (3/ 342: 3466، 3467)، والخطيب البغدادي في تاريخه (8/ 203)، وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب (3/ 63: 2078)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1/ 163: 140)، و (1/ 326: 313)، والبغوي في شرح السنة (4/ 40: 927)، وقد حسن المنذري إسناد الطبراني كما في "الترغيب والرهيب" (2/ 63). وقال الهيثمي في المجمع (2/ 254): "رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات".
2384 - حَدَّثَنَا (¬1) إِسْحَاقُ، ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ لَيْلَى قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَتَيْتُهُ بِطَعَامٍ، فَاعْتَزَلَ بَعْضٌ مِنْ ثُمِّهِ (¬2)، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا بَالُهُمْ؟ قَالَ (¬3): صِيَامٌ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُؤْكَلُ عِنْدَهُ إلَّا صلَّت عَلَيْهِ الملائكة". ¬
2384 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 40/2]، وقال: "رواه أبو يعلى مرسلًا". وفي الحاشية: "ليلى ذكرها ابن حبّان في الثقات وعدّها الذهبي في التابعين". قلت: صورة الإرسال الذي إسناد أبي يعلى لا تتحقق، فإن ليلى تخبر أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عليها وأنها هي التي أتته بطعام، ولعل هذا الوهم منشؤه من "شريك" حيث لم يتابعه أحد على روايته هكذا. ولم أجد الحديث من هذا الوجه في المطبوع من مسند أبي يعلى، فلعله في الرواية المطولة التي لم تطبع. والحديث أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (2/ 242) كتاب الصيام، باب (199) الصائم إذا أكل عنده (رقم 3268)، قال: أنبأ علي بن حجر قال: أنبأ شَرِيكٌ عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ لَيْلَى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"الصائم إذا أُكل عنده صلت عليه الملائكة". هكذا رواه مرسلًا بدون ذكر القصة. وأخرجه كذلك (برقم 3267)، قال: أنبأ محمَّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا خالد. قال: حدّثنا شعبة عن حبيب، عن ليلى جدة حبيب، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عليها فأتته بطعام. فقال لها: "كلي". فقالت: إني صائمة، فقاد: "إن الصائم إذا أُكل عنده صلَّت عليه الملائكة حتى يفرغوا". =
= قلت: هكذا في المطبوع "عن ليلى جدة حبيب"، وهو خطأ مطبعي، والصواب كما في تحفة الأشراف (13/ 92) "عن ليلى عن جدة حبيب، به"، وعليه فتكون هذه الرواية موافقة لما سيأتي من الطرق عن شعبة. وقد رُوي الحديث موصولًا من طريق حبيب بن زيد الأنصاري عن ليلى، عن أم عمارة نسيبة بنت كعب الأنصارية، وله عن حبيب طريقان: 1 - من طريق شريك بن عبد الله عن حبيب بن زيد، به نحوه. أخرجه أحمد في مسنده (6/ 365)، قال: ثنا أسود بن عامر. والترمذي في سننه (3/ 153) كتاب (6) الصوم، باب (67) ما جاء في فضل الصائم إذا أُكل عنده (رقم 784). وابن خزيمة في صحيحه (3/ 307) كتاب الصيام، باب (188) ذكر صلاة الملائكة على الصائم عند أكل المفطرين عنده (رقم 2140). كلاهما [الترمذي، وابن خزيمة]، قالا: حدّثنا علي بن حجر. وأخرجه الطبراني في الكبير (25/ 30، 31: 50)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا يحيي الحماني، وعلي بن حكيم الأودي (ح)، وحدثنا محمود بن محمَّد الواسطي، ثنا زكري ابن زحمويه. خمستهم [أسود بن عامر، وعلي بن حجر، ويحيى الحماني، وعلي الأودي، زكريا]، قالوا: حدّثنا شريك، به نحوه. إلَّا أن رواية الترمذي، وابن خزيمة مختصرة وليس فيها ذكر القصة. 2 - من طريق شعبة عن حبيب، به نحوه. أخرجه أحمد في مسنده (6/ 439). وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 86) كتاب الصوم، باب ما ذكر في الصائم إذا أُكل عنده. ومن طريقه أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 556) كتاب (7) الصيام، باب (46) =
= في الصائم إذا أُكل عنده (رقم 1748)، قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمَّد، وسهل. وابن سعد في الطبقات (8/ 415، 416). خمستهم [أحمد، وابن أبي شيبة، وعلي بن محمَّد، وسهل، وابن سعد]، قالوا: ثنا وكيع. وأخرجه أحمد في مسنده (6/ 365)، والدارمي في سننه (2/ 17) كتاب الصوم، باب في الصائم إذا أكل عنده. كلاهما [أحمد، والدارمي]، قالا: ثنا هشام بن القاسم. وأخرجه أحمد في المسند كذلك (6/ 365)، قال: ثنا يحيي بن سعيد. وأخرجه أيضًا في (6/ 439)، والترمذي في سننه (3/ 154) "الموطن السابق" (رقم 786)، قال: حدّثنا محمَّد بن بشار. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (3/ 307: 2138)، قال: حدّثنا محمَّد بن بشار. كلاهما [أحمد، ومحمد بن بشار]، قالا: ثنا محمَّد بن جعفر. وأخرجه علي بن الجعد في مسنده (1/ 477: 899). ومن طريق أبو يعلى في مسنده (13/ 69: 7148)، قال: حدّثنا علي بن الجعد. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (8/ 216) كتاب (12) الصوم، باب (1) فضل الصوم. قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدّثنا علي بن الجعد. ومن طريق ابن الجعد أخرجه البغوي في "شرح السنة" (6/ 376) باب ثواب الصائم إذا أُكل عنده. قال: أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أبو محمَّد عبد الرحمن بن أبي شريح، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز البغوي. =
= وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/ 65)، قال: حدّثنا أحمد بن جعفر، ثنا محمَّد بن يوسف التركي. كلاهما [أبو القاسم البغوي، ومحمد بن يوسف التركي]، قالا: ثنا علي بن الجعد. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (3/ 307: 2139)، قال: حدّثنا علي بن خشرم، أخبرنا عيسى -يعني ابن يونس-. وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 232: 1666). ومن طريقه الترمذي في سننه (3/ 153: 785)، قال: حدّثنا محمود بن غيلان، ثنا أبو داود. ومن طريق الطيالسي أيضًا أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 416)، قال: أخبرنا سليمان بن داود الطيالسي. وأخرجه عبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (3/ 260: 1566)، قال: حدّثنا يزيد بن هارون. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 355) كتاب الصيام، باب في فضل شهر رمضان وفضل الصيام على سبيل الاختصار قال: حدّثنا أبو محمَّد عبد الله بن يوسف إملاءً، وأبو الطاهر الإِمام قراءة عليه قالا: أنبأ أبو بكر محمَّد بن الحسين القطان، أنبأ إبراهيم بن الحارث البغدادي، ثنا يحيي بن أبي بكير. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (25/ 30: 49)، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، ثنا إبراهيم بن حميد الطويل. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 312، 313) كتاب الصيام، باب الأكل عند الصائم (رقم 7911)، قال: عن سفيان. وأخرجه ابن المبارك في الزهد، (ص 500: 1424). كلهم [وكيع، وهشام بن القاسم، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، =
= وعلي بن الجعد، وعيسى بن يونس، وأبو داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، ويحيى بن أبي بكير، وإبراهيم بن حميد الطويل، وسفيان، وابن المبارك]، قالوا: حدّثنا شعبة به نحوه، وقال الترمذي: "حسن صحيح"، وتصحف "حبيب" إلى "خبيب" في طبقات ابن سعد، وعند عبد الرزاق "حبيب بن أبي ثابت"، وهو خطأ، والصواب "حبيب بن زيد" كما أثبته المحقق في بعض نسخ المصنف. وتصحف "زيد" إلى "يزيد" في مسند الطيالسي، وفي مسند أحمد "عن أم ليلى" ولعله سبق قلم، والصواب "ليلى"، والله أعلم.
الحكم عليه: مدار الحديث على "ليلي"، وهي مجهولة -والله أعلم- وعليه فالحديث ضعيف، ويُضاف إلى ذلك أنه مرسل، إذ أن الصواب أن "ليلي" من التابعين، وأما ما ذكر في الحديث من أن ليلى هي أتت بالطعام فلعله من أوهام شريك. هذا بالنسبة للرواية المرسلة، أما الرواية الموصولة عن أم عمارة، فقد قال الترمذي بعد رواية الحديث: "حسن صحيح"، ورمز السيوطي لحسنه في الجامع الصغير "فيض القدير" (2/ 359: 2038). قلت: وهذا التحسين تساهل واضح، فإن "ليلى" كما سبق مجهولة عين، تفرَّد بالرواية عنها حبيب بن زيد ولم يوثقها أحد؛ ولذلك ضعف الألباني الحديث كما في السلسلة الضعيفة (3/ 502: 1332)، وهو الراجح، والله أعلم.
2 - باب فضل قلة الأكل والشرب
2 - بَابِ فَضْلِ قِلَّةِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ (102) سَيَأْتِي إن شاء الله تعالى فِي الْأَشْرِبَةِ. 3 - بَابُ وَصِيَّةِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ 2385 - [1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ -وَهُوَ ابْنُ خَالِدٍ-، ثنا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، [عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ] (¬1)، قَالَ: إِنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ أَوْصَى بَنِيهِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى وَسَوِّدُوا (¬2) أَكْبَرَكُمْ، فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا أَكْبَرَهُمْ خَلَفُوا (¬3) آبَاءَهُمْ (¬4)، وَإِذَا سَوَّدُوا أَصْغَرَهُمُ أزْرِيَ (¬5) بِهِمْ فِي أَكْفَائِهِمْ، وَعَلَيْكُمْ بِاصْطِنَاعِ الْمَالِ، فَإِنَّهُ ¬
مَنْبَهَةٌ (¬6) لِلْكَرِيمِ، ويُستغنى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، ثنا هُشَيْمٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: فَذَكَرَ حديثًا [قال] (¬7): فلما حضرته الوفاة دعى بَنِيهِ فَقَالَ: يَا بَنِيَّ خُذُوا عَنِّي فَلَا أَحَدَ (¬8) أَنْصَحُ لَكُمْ مِنِّي، إِذَا أَنَا مُتُّ فَسَوِّدُوا أَكَابِرَكُمْ وَلَا تُسَوِّدُوا أَصَاغِرَكُمْ فَيَسْتَسِفَّهُ (¬9) النَّاسُ كِبَارَكُمْ وَتُهُونُوا عَلَيْهِمْ، وَعَلَيْكُمْ بِاسْتِصْلَاحِ الْمَالِ، فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ ويُسْتغنى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ ... الْحَدِيثَ. [3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ عَنِ [الْحَسَنِ] (¬10)، عَنْ قَيْسِ بْنِ عاصم ... فذكر الحديث. ¬
2385 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 2/2] , وقال: "رواه الحارث عن داود بن المحبر وهو ضعيف، وروى النسائي منه النهي عن النياحة فقط، لكن رواه مسدّد، وأبو يعلى بسند رجاله ثقات ... ". قلت: له عن قيس بن عاصم خمس طرق. الأولى: من طريق شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ حَكِيمِ بن قيس بن عاصم، أن أباه أوصى عند موته بنيه فقال: "اتقوا الله وَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ، فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا =
= أكبرهم خلفوا أباهم، وَإِذَا سَوَّدُوا أَصْغَرَهُمُ أزْرِيَ بِهِمْ فِي أَكْفَائِهِمْ، وعليكم بالمال واصطناعه، فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ. وإياكم ومسألة الناس، فإنها من آخر كسب الرجل، وإذا مت فلا تنوحوا، فإنه لم ينح على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وإذا مت فادفنوني بأرض، لا تشعر بدفني بكر بن وائل، فإني كنت أغافلهم في الجاهلية". أخرجه النسائي في سننه (4/ 16) كتاب (1) الجنائز، باب (15) النياحة على الميت (رقم 1851)، قال: أخبرنا محمَّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا خالد قال: حدّثنا شعبة به مختصرًا بلفظ: "لا تنوحوا علي، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم ينح عليه". قال الألباني في صحيح سنن النسائي (2/ 399: 1747): "صحيح الإسناد". قلت: فيه "حكيم بن قيس"، وهو مجهول -كما تقدم-. وأخرجه أحمد في مسنده (5/ 61). والبزار في مسنده "كشف الأستار" (2/ 137: 1378)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى. كلاهما [أحمد، ومحمد بن المثنى]، قالا: حدّثنا محمَّد بن جعفر، ثنا شعبة، به نحوه، الّا أن الإِمام أحمد قال: "عن مطرف بن الشخير وحجاج ... "، ثم ذكر بعض الوصية وأشار إلى باقيها، وقال البزّار: لا نعلمه بهذا اللفظ عن قيس إلَّا بهذا الإسناد. قلت: قد ورد بأسانيد أخرى كما ترى في تخريجه. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد "فضل الله الصمد" (1/ 453) باب (167) تسويد الأكابر (رقم 361). والطبراني في الكبير (18/ 339: 869)، قال: "حدّثنا أحمد بن إسماعيل العدوي البصري". كلاهما [البخاري، وأحمد بن إسماعيل العدوي]، قالا: ثنا عمرو بن مرزوق قال: حدّثنا شعبة، به نحوه. =
= وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار "مسند عمر" السفر الأول (1/ 56: 93)، قال: حدّثنا ابن المثنى، ومحمد بن عبد الله بن صفوان الثقفي قالا: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأخرجه كذلك (برقم 94)، قال: حدّثنا ابن بشار، حدّثنا ابن أبي عدي. كلاهما [عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي عدي]، قالا: حدّثنا شعبة، به مختصرًا ولفظه: "يا بني إياكم والمسألة، فإنها من آخر كسب المرء". وأخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 36)، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال: أخبرنا شعبة، به نحوه. الثانية: من طريق الحسن البصري عن قيس بن عاصم، فذكر أولًا قصة قدومه عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ ذكر وصيّته لأبنائه عند موته. وله عن الحسن ثلاث طرق: (أ) من طريق زياد بن أبي زياد الجصاص عن الحسن، به. ورواه عن زياد كل من: 1 - محمَّد بن يزيد الواسطي. 2 - وهشيم بن بشير. 3 - وعرعرة بن البرند. 4 - وحماد بن شعيب. 1 - أما حديث محمَّد بن يزيد الواسطي. فأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 612) كتاب معرفة الصحابة، باب وصية قيس بن عاصم. قال: حدّثنا علي بن حمشاذ العدل. والطبراني في الكبير (18/ 339: 870). كلاهما [علي بن حمشاذ، والطبراني]، قالا: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي. وأخرجه كذلك الطبراني في الموطن السابق قال: وحدثنا محمَّد بن عبدوس بن =
= كامل السراج، ومحمد بن محمَّد الجذوعي القاضي قالا: ثنا علي بن الجعد. كلاهما [أحمد بن حنبل، وعلي بن الجعد]، قالا: ثنا محمَّد بن يزيد، ثنا زياد بن أبي زياد الجصاص به مطولًا. 2 - أما حديث هشيم بن بشير، فأخرجه أبو يعلى في مسنده كما ذكر المصنف، ولم أجده في المطبوع منه. وأخرجه في "المفاريد" (ص 106: 108)، قال: ثنا عبد الله بن مطيع. ومن طريقه أخرجه ابن حبّان في الثقات (6/ 320)، قال: حدّثنا أبو يعلى، به. وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص 119)، قال: ثنا سعيد بن إدريس. كلاهما [عبد الله بن مطيع، وسعيد بن إدريس]، قالا: ثنا هشيم، به نحوه مطولًا؛ إلا أن بحشل ذكر النهي عن النياحة وأشار إلى باقيه. 3 - وأما حديث عرعرة بن البرند، فأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 187)، قال: ثنا الساجي، ثنا ابن المثنى، ثنا عرعرة بن البرند، به مختصرًا، حيث ذكر النهي عن النياحة وأشار إلى باقيه، وقد تحرَّف في المطبوع "عاصم" إلى "عصام". 4 - وأما حديث حماد بن شعيب، فأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" "مسند عمر" (1/ 57: 59)، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي البختري الطائي، حدّثنا محمَّد بن عبد الرحمن المحاربي، عن حماد بن شعيب، به مختصرًا حيث ذكر النهي عن المسألة فقط، وقد تحرف في المطبوع "زياد بن أبي زياد" إلى "يزيد بن إبي زياد". (ب) من طريق أبي الأشهب جعفر بن حيان عن الحسن، به. أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث" (1/ 528) كتاب (13) الوصايا، باب (3) وصية قيس بن عاصم (رقم 471)، قال: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ، به نحوه مطولًا. (ج) من طريق القاسم بن مطيب عن الحسن، به. =
= أخرجه البخاري في الأدب المفرد "فضل الله الصمد" (2/ 408) باب (431) هل يفلي أحد رأس غيره؟ (رقم 953)، قال: حدّثنا علي بن عبد الله قال: حدّثنا المغيرة بن سلمة أبو هشام المخزومي -وكان ثقة- قال: حدّثنا الصَّعق بن حَزْن قال: حدثني القاسم بن مطيب، به نحوه مطولًا. الثالثة: من طريق عبد الملك بن أبي سوية عن قيس بن عاصم، به، لكنه لم يذكر قصة قدومه على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنما ذكر وصية قيس لأبنائه، وزاد فيها ألفاظًا أخرج وجعل في آخرها شعرًا. أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 611) "الموطن السابق"، قال: حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد بن إبراهيم الأسدي الحافظ بهمذان. وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 341: 871). وفي الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 129) كتاب (16) الوصية، باب (5) وصية قيس بن عاصم (رقم 2207). كلاهما [أبو جعفر الأسدي، والطبراني]، قالا: حدّثنا محمَّد بن زكريا الفلابي، ثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك، عن أبيه، عن عبد الملك بن أبي سويه المنقري قال: "شهدت قيس بن عاصم، فذكره". الرابعة: من طريق مخلد بن عقبة عن أبيه، عن جده، عن قيس بن عاصم. أخرجه "بحشل" في "تاريخ واسط" (ص 165)، قال: حدّثنا مقدم بن محمَّد قال: ثنا سعيد بن خالد قال: ثنا الحكم بن عوانة عن أبيه قال: ثنا مخلد بن عقبة، عن أبيه، عن جده ... فذكر مقتصرًا على النهي عن النياحة. الخامسة: من طريق معمر عن قتادة موقوفًا عليه. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 95) باب في مسألة الناس (رقم 20024)، قال: عن معمر عن قتادة قال: أوصي قيس بن عاصم بنيه فقال: ثم ذكر نحو لفظ حكيم بن قيس، عن أبيه. =
= الحكم عليه: ذكر المصنف له ثلاث طرق: 1 - طريق مسدّد -وهي أحسنها حالًا- مع أنها ضعيفة من أجل حال "حكيم بن قيس"، فإنه مجهول كما مضى في ترجمته. 2 - طريق أبي يعلى، وهي ضعيفة أيضًا، وفيها علتان: (أ) في إسنادها "زياد بن أبي زياد"، وهو ضعيف -كما تقدَّم-. (ب) عنعنة "هشيم بن بشير"، وهو مدلس من الطبقة الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرّح فيه بالسماع. وهاتان الطريقان تحمل إحداهما الأخرى وتعضدها. 3 - أما طريق الحارث بن أبي أسامة، فهي ضعيفة جدًا، من أجل حال "داود بن المحبر"، فإنه متروك، وما ذكر من الطرق الأخرى في تخريجه لا تخلو من مقال، وبعضها شديدة الضعف. لكنها تدل على أن للحديث أصلًا، ويغني عنها جميعًا الطريقان الأولان، فإن ضعفها منجبر وتعضد إحداهما الأخرى، والله أعلم.
4 - باب قرى الضيف وما جاء في كل كبد حرى أجر
4 - بَابُ قِرَى الضَّيْفِ وَمَا جَاءَ فِي كُلِّ (¬1) كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ 2386 - قَالَ إِسْحَاقُ: "أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ عَنِ أَبِي (¬2) يُونُسَ، عَنِ الْمِقْدَادِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِذَا بَاتَ الضَّيْفُ مَحْرُومًا فَحَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ نُصْرَتُهُ حَتَّى يَأْخُذُوا قِرَاهُ (¬3) مِنْ زَرْعِهِ (¬4) أَوْ ضَرْعِهِ (¬5) ". هَكَذَا أَخْرَجَهُ فِي مُسْنَدِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَأَصْلُهُ مَعْرُوفٌ مِنْ حَدِيثِ الْمِقْدَادِ بْنِ مَعْدِي كرب. ¬
2386 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 140/ 2)، وقال: "رواه إسحاق بن =
= راهويه من مُسْنَدِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَأَصْلُهُ مَعْرُوفٌ مِنْ حديث المقدام بن معدى كرب". قلت: ولم أجده في المطبوع من مسند إسحاق بن راهويه. وذكره البخاري بهذا الإسناد في التاريخ الكبير (الكنى) (ص 82)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 456، 457). وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (9/ 252: 25902)، ونسبه إلى ابن عساكر عن المقداد بن الأسود.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان: 1 - في إسناده "يزيد بن سنان" وهو ضعيف كما في ترجمته. 2 - وفي إسناده "أبو يونس" وهو مجهول. والحديث ثابت ومعروف -كما قال المصنف- من حديث المقدام بن معدي كرب، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أيما رجل أضاف قومًا فلم يقروه كان له أن يُعقِبَهم بمثل قِراه". وفي رواية "أيما رجل أضاف قومًا، فأصبح الضيف محرومًا، فإن نصره حق على كل مسلم حتى يأخذ بقرى ليلة من زرعه وماله". أخرجه أبو داود في سننه (4/ 129: 3751)، وأحمد في مسنده (4/ 130، 131)، والحاكم في المستدرك (4/ 132)، والدارمي في سننه (2/ 98)، والدارقطني في سننه (4/ 287: 59)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 331، 332)، والطبراني في الكبير (20/ 282، 283: 667، 668، 670)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (7/ 248: 2815)، وفي "شرح معاني الآثار" (4/ 242)، والبغوي في "شرح السنة" (11/ 341: 3004)، وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 111). قال الحافظ في التلخيص الحبير (4/ 159): "إسناده صحيح".
2387 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، ثنا محمَّد بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَسْمُولِيُّ (¬1)، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُخَوَّلٍ الْبَهْزِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: نَلْقَى الْإِبِلَ وَبِهَا لَبَنٌ وَهِيَ مُصَرَّاةٌ (¬2)، وَنَحْنُ مُحْتَاجُونَ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَادِ يَا صَاحِبَ الْإِبِلِ ثَلَاثًا، فَإِنْ جَاءَ وإلاَّ فَاحْلُلْ صِرَارَهَا ثُمَّ اشْرَبْ، ثُمَّ صِرَّ وَأَبْقِ لِلَّبَنِ دَاعِيَهُ" (¬3) (¬4) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَوْصِنِي. قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "أَقِمِ الصَّلَاةَ، وآتِ الزَّكَاةَ، وُصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ الْبَيْتَ، وَاعْتَمِرْ، وَبِرَّ وَالِدَيْكَ، وَصِلْ رَحِمَكَ، وَأَقْرِ الضَّيْفَ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَزُلْ مَعَ الْحَقِّ حَيْثُ زَالَ". قال: فقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: الضَّوَالُّ (¬5) تَرِدُ عَلَيْنَا هَلْ لَنَا أَجْرٌ أَنْ نَسْقِيَهَا؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَعَمْ فِي كُلِّ ذَاتِ كبد حرا (¬6) أجر". ¬
2387 - تخريجه: هذا الحديث جزء من الحديث المتقدم (برقم 2364)، وقد تقدم هناك تخريجه =
= ودراسة إسناده والحكم عليه بأنه ضعيف. ومحل الشاهد منه هنا في موضوعين: 1 - قوله "واقر الضيف" ويشهد له حديث المقدام بن معدي كرب، وتقدم الكلام عليه في الحديث السابق (برقم 2386). 2 - قوله: "قال: فقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: الضَّوَالُّ تَرِدُ علينا ... ". ويشهد له حديث أبي هريرة في قصة الرجل الذي سقى الكلب، فشكر الله له، وغفر له. فقالوا: يا رسول الله إن لنا في البهائم لأجرًا؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "في كل ذات كبد رطبة أجر". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (5/ 50: 2363) و (5/ 135: 2466) و (10/ 452: 6009)، ومسلم في صحيحه (4/ 1761: 2244)، وأبو داود في سننه (3/ 50: 2550)، ومالك في الموطأ (2/ 929)، وابن حبّان في "الإحسان" (2/ 301: 544)، وأحمد في المسند (2/ 375، 517)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 185)، والقضاعي في مسند "الشهاب" (1/ 99: 113)، والبخاري في الأدب المفرد "فضل الله الصمد" (1/ 468: 378).
5 - باب الضيافة
5 - بَابُ الضِّيَافَةِ 2388 - [1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى عَنِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ (¬1)، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: الضِّيَافَةُ (¬2) ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا فَوْقَ ذلك فهو صدقة ألا فليرتحل الضيف الضَّيْفُ وَلَا يَشُقَّ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ". [2] وَقَالَ مسدّد: حدّثنا حفص عن ليث نحوه. [و] (¬3)، حدّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ لَيْثٍ نَحْوَهُ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَوْ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ (¬4)، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، [نحوه] (¬5) ولفظه: ¬
"لِلضَّيْفِ عَلَى مَنْ نَزَلَ بِهِ مِنَ الْحَقِّ ثَلَاثٌ فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ، وَعَلَى الضَّيْفِ أن يرتحل لا يؤلم (¬6) أهل (¬7) منزله". ¬
2388 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 140/ 2)، وقال: "رواه أبو داود الطيالسي واللفظ له، ومسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى، وأحمد بن حنبل، والبزار، وابن حبّان في صحيحه , ورواه ابن ماجه مختصرًا". قلت: لم أجده في سنن ابن ماجه، وإنما هو في سنن أبي داود مختصرًا كما سيأتي. والحديث له ست طرق عن أبي هريرة. 1 - من طريق زِيَادِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 333: 5260)، قال: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى عَنِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ أَلَا فَلْيَرْتَحِلِ الضَّيْفُ وَلَا يَشُقَّ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ". وقد وقع تحريف في المطبوع كما سبق بيانه. وأخرجه مسدّد في مسنده -كما ذكر المصنف- قال: حدّثنا حفص، وحدثنا حماد بن زيد كلاهما عن ليث به نحوه. وأخرجه البزّار في بسند (كشف الأستار) (2/ 392) باب الضيافة (رقم 1930)، قال: حدّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ عَنْ لَيْثٍ به نحوه. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 367)، قال: وقال ابن طهمان عن ليث به نحوه. وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" (2/ 126) من طريق عبيد الله بن موسى قال: أنبأ شيبان عن ليث به نحوه. =
= وأخرجه أبو يعلى في مسنده (10/ 516: 6134)، قال: حدّثنا هشام بن الحارث، حدّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ عَنْ لَيْثِ بن أبي سليم به نحوه وذكر معه حديثين بنفس الإسناد. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1/ 341) باب جماع أبواب الضيافة (رقم 331)، قال: حدّثنا نصر بن داود الخُلَيْخي، نا يحيي بن يوسف الزِّمِّي، نا عبيد الله بن عمرو الرقي به نحوه. 2 - من طريق أبي صالح عن أبي هريرة. أخرجه أبو داود في سننه (4/ 128) كتاب (21) الأطعمة، باب (5) ما جاء في الضيافة (رقم 3749)، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، ومحمد بن محبوب قالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "الضيافة ثلاثة أيام فما سوى ذلك فهو صدقة"، هكذا أخرجه مختصرًا. وأخرجه أحمد في مسنده (2/ 354)، قال: حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا حماد بن سلمة به مثله مختصرًا. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1/ 342: 332)، قال: حدّثنا علي بن حرب، نا غسان بن الربيع، وحدثنا علي بن داود، نا إبراهيم بن الفضل قالا: نا حماد بن سلمة به نحوه مختصرًا أيضًا. 3 - من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه أحمد في المسند (2/ 288)، قال: ثنا سويد بن عمرو. والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 208) باب (312) الضيافة ثلاثة أيام (رقم 742)، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما [سويد بن عمرو، وموسى بن إسماعيل]، قالا: حدّثنا أبان بن يزيد، حدّثنا يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ به مثله مختصرًا. وأخرجه أحمد في المسند (2/ 431). والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/ 197) كتاب الجزية، باب ما جاء في الضيافة =
= ثلاثة، قال: وأخبرنا علي بن محمَّد المقري، أنبأ الحسين بن محمَّد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا محمَّد بن أبي بكر. كلاهما [أحمد بن حنبل، ومحمد بن أبي بكر]، قالا: ثنا يحيي بن سعيد. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 519) كتاب الجهاد، باب (147) في أهل الذمة والنزول عليهم (رقم 33472)، قال: حدّثنا علي بن مسهر. كلاهما [يحيى بن سعيد، وعلي بن مسهر]، قالا: ثنا محمَّد بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ به مثله مختصرًا. 4 - من طريق القاسم بن محمَّد عن عائشة، عن أبي هريرة. أخرجه أبو يعلى في مسنده (10/ 294: 5890)، قال: حدّثنا منصور بن أبي مزاحم، حدّثنا يحيي بن حمزة عن الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي أنه سمع القاسم بن محمَّد، عن عائشة أنها سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: ... فذكر نحوه مختصرًا. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 203)، قال: أخبرنا أبو يعلى به مثله. 5 - من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة. أخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 92) كتاب (40) الأطعمة، باب (5) ما جاء في الضيافة (رقم 3749)، قال: أخبرنا محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم -مولى ثقيف- حدّثنا زياد بن أيوب، حدّثنا ابن علية، حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري به نحوه مختصرًا أيضًا. 6 - من طريق محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة. أخرجه أحمد في المسند (2/ 510، 534)، قال: حدّثنا روح، أنا هشام عن محمَّد به نحوه مختصرًا. قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/ 159): "حديث أبي هريرة رواه أبو داود، والحاكم بسند صحيح". =
= قلت: أشار إليه الحاكم ولم يذكره في المطبوع من مستدركه. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 176): "رواه أبو يعلى، والبزار وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس وبقية رجاله ثقات". قلت: لم أجد أحدًا ذكر ليثًا في المدلسين، وهو ضعيف كما في ترجمته.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - في إسناده "ليث بن أبي سليم" وهو ضعيف. 2 - وفي إسناده كذلك "زياد بن أبي المغيرة" وهو مجهول. لكن قوله: "ثلاثة أيام في سوى ذلك فهو صدقة" ورد من طرق أخرى صحيحة -كما مضي في تخريجه- ولذا صححه ابن حجر كما في التلخيص الحبير (4/ 159). وأما باقي الحديث فلم يرد من طريق أبي هريرة إلَّا بهذا الإسناد الضعيف لكن يشهد له حديث أبي شريح الكعبي وفيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (10/ 548: 6135) واللفظ له، ومسلم في صحيحه (3/ 1353: 15)، وأبو داود في سننه (4/ 127، 128: 3748)، والترمذي في سننه (4/ 304، 305: 1968)، وقال: "حسن صحيح"، وابن ماجه في سننه (2/ 1212: 3675)، ومالك في الموطأ (2/ 929: 22)، وأحمد في المسند (4/ 31) و (6/ 385)، والدارمي في سننه (2/ 98)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 196، 197)، والحميدي في مسنده (15/ 262: 576)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (1/ 431: 481)، وابن أبي شيبة في المصنف (6/ 519: 33473)، والبخاري في الأدب المفرد (2/ 208: 743)، والبغوي في شرح السنة (11/ 336: 3002).
2389 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ (¬1)، حَدَّثَنِي أبو عون عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: سَافَرَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَرْمَلُوا (¬2) فَمَرُّوا بحيِّ مِنَ الْأَعْرَابِ فَسَأَلُوهُمُ الْقِرَى فَأَبَوْا، فَسَأَلُوهُمُ الشَّرَى فَأَبَوْا، فَضَبَطُوهُمْ (¬3) فَأَصَابُوا مِنْ طَعَامِهِمْ، فَذَهَبَتِ الْأَعْرَابُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَشْكُونَهُمْ، فَأَشْفَقَتِ الْأَنْصَارُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "تَمْنَعُونَ (¬4) ابْنَ السَّبِيلِ (¬5) مَا يَخْلُقُ (¬6) اللَّهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فِي ضُرُوعِ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ؟ لَابْنُ السَّبِيلِ أحق بالماء من الباني (¬7) عليه". ¬
2389 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 140/ 2)، وقال: "رواه مسدّد". وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي في "غريب الحديث" (3/ 263)، =
= قال: " ... ومما يبين لك ذلك حديثه في الأنصار الذين مروا بحي من العرب فسألوهم القرّاء فأبوا، فسألوهم الشرّاء فأبوا فضبطوهم فأصابوا منهم فأتوا عمر فذكروا ذلك له، فهم بالأعراب وقال: "ابن السبيل أحق بالماء من التأني عليه" ثم ذكر المحقق إسناده من بعض النسخ المخطوطة حيث قال: قال -أي أبو عبيد- حدّثنا حجاج عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الثقفي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عمر. وذكره ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/ 362)، قال: قال أبو عبيد فذكره ثم قال: "إسناد جيد". وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (9/ 274: 25993)، ونسبه إلى مسدّد.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات ولذا قال ابن كثير:"إسناده جيد" لكنه منقطع فإن عبد الرحمن بن أبي ليلى. لم يسمع من عمر رضي الله عنه -كما مضى في ترجمته- وعليه فهو بهذا الإسناد ضعيف، لكن يشهد لمعناه حديث أبي هريرة السابق برقم (2388) وشواهده.
6 - باب آداب الأكل
6 - بَابُ آدَابِ الْأَكْلِ 2390 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "إِذَا أَكَلْتَ فَابْدَأْ بِالْمِلْحِ وَاخْتِمْ بِالْمِلْحِ، فَإِنَّ الْمِلْحَ شِفَاءُ مِنْ سَبْعِينَ دَاءٍ، أَوَّلُهَا الْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَالْبَرَصِ، وَوَجَعِ الْأَضْرَاسِ، وَوَجَعِ الْحَلْقِ، وَوَجَعِ البطن (¬1). ¬
2391 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْوَازِعِ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ اللُّحُومِ (¬1) شَيْئًا فَلْيَغْسِلْ يده من ريح وضره (¬2) [و] (¬3) لا يؤذي مَنْ حِذاءه (¬4) ". ¬
2391 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 44/1]، وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف الوازع بن نافع". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (9/ 417، 418: 5567)، قال: حدّثنا سليمان بن عمر، حدّثنا محمَّد بن سلمة عن الوازع، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "من أكل من هذا اللحم شيئًا فليغسل يده من ريح وضره لا يؤذي من حذاءه". ومن طريقه أخرجه ابن عدي في المجروحين (3/ 84)، قال: أخبرناه أبو يعلى، به مثله إلَّا أنه زاد "نيًا"، بعد كلمة "اللحم"، وقال: بحذائه، بدل "حذاءه". وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين) (7/ 65) كتاب (32) الأطعمة، باب (16) غسل اليدين من اللحم (رقم 4050)، قال: حدّثنا محمَّد بن نوح بن حرب ثنا وهب بن حفص الحراني ثنا المغيرة بن سقلاب، عن الوازع بن نافع، به مختصرًا بلفظ "من أكل من هذا اللحم شيئًا فليغسل يديه"، ثم قال: لم يروه عن سالم إلَّا الوازع تفرد به المغيرة. =
= قلت: لم يتفرد به بل قد تابعه محمد بن سلمة كما عند أبي يعلى. وتابعه كذلك علي بن ثابت. أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 95)، قال: ثنا علي بن إبراهيم بن الهيثم وثنا الحسن بن عزمه، حدثني علي بن ثابت عن الوازع بن نافع، به نحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 30)، وقال: "رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط" وفيه الوازع بن نافع وهو متروك".
الحكم عليه الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وفيه علتان: 1 - في إسناده "سليمان بن عمر" وهو مجهول. 2 - وفي إسناده "الوازع بن نافع" متروك.
2392 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُقَشَّرَ (¬1) الرُّطَبَةُ (¬2) (¬3) ". ¬
2392 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 44/2] , وقال: "رواه الحارث مرسلا ... " ثم ذكر الزيادة في آخره. قلت: أخرجه الحارث في مسنده (بغية الباحث) (2/ 580) كتاب (17) الأطعمة، باب (7) في القثاء وغيره (رقم 536)، قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يحيي، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أن تقشر الرطبة" قال الحارث: سألت أبا عبيد قلت: كيف هذا الحديث؟ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن تقشير الرطبة؟ قال: هو طعام. قلت له: هذا الباقلاء والقثاء تقشر؟ قال: الحديث في ذاك.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - في إسناده "إسحاق بن يحيي" ضعيف. 2 - أنه مرسل. والمرسل -كما هو معلوم في المصطلح- من أنواع الضعيف. قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/ 32): "روى عبدان من طريق خالد بن عبد الرحمن، عن إسحاق صاحب النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- نهى عن فتح التمرة وقشر الرطبة "ثم قال: في إسناده ضعف وانقطاع أخرجه أبو موسى". قلت: وهذا الحديثان من الضعف بحيث لا يتجابران، والله أعلم.
2393 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثنا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا وَآوَانَا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْعَمَ عَلَيْنَا وَأَفْضَلَ، نَسْأَلُهُ بِرَحْمَتِهِ أَنْ يُجِيرَنَا مِنَ النَّارِ، فَرُبَّ غَيْرِ مَكْفِيٍّ (¬1) لَا يَجِدُ مُنْقَلَبًا وَلَا مَأْوًى". رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: [عَنْ] (¬2) بَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ يَرْوِيهِ (¬3) ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى إلَّا بِهَذَا الإِسناد. قُلْتُ: وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي كِتَابِ ابْنِ السُّنِّيِّ (¬4). ¬
2393 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 45/2]، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة، والبزار بسند ضعيف وفيه راو لم يسم، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه". نلت: لم أجده في مظانه من مصنف ابن أبي شيبة، وقد قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 78): "أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده ومصنفه جميعًا قال: ثنا أَبُو بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عِيسَى بْنُ المختار، ثنا ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ بَعْضِ =
= أهل مكة، عن أبي سلمة -هو ابن عبد الرحمن بن عوف- عن أبيه رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إذا فرغ من طعامة: "الحمد الله الذي أطعمنا وسقانا، الحمد لله الذي كفانا وآونا، الحمد لله الذي أنعم علينا فأفضل نسأله أن يجيرنا برحمته مِنَ النَّارِ، فَرُبَّ غَيْرِ مَكْفِيٍّ لَا يَجِدُ مأوى ولا منقلبًا". وأخرجه البزّار في مسنده (البحر الزخار) (3/ 255: 1046)، قال: حدّثنا محمود بن بكر بن عبد الرحمن قال: نا أبي قال: نا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ- يَرْوِيهِ ابْنُ أَبِي نجيح، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبيه فذكر نحوه، ثم قال: وهذا حديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ، عن عبد الرحمن بن عوف إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 29)، وقال: "رواه البزّار من رواية محمَّد بن أبي ليلى عن بعض أهل مكة، وابن أبي ليلى سيِّىء الحفظ، وشيخه لم يسم، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه ثلاث علل: 1 - في إسناده "محمد بن أبي ليلى" وهو ضعيف من قبل حفظه كما في ترجمته. 2 - في إسناده روا مبهم، وعلى فرض زوال الإبهام بكونه "عبد الله بن أبي نجيح" فإنه لم يصرح بالتحديث بل عنعنه وهو مدلس من الطبقة الثالثة. 3 - الإنقطاع فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف لم يسمع من أبيه كما في جامع التحصيل للعلائي (ص 213: 378). ومع ذلك فقد قال الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 179): "إن ثبت أن المبهم هو ابن أبي نجيح فالحديث حسن لأن محمَّد بن أبي ليلى صدوق وإن ضعفه بعضهم من جهة حفظه، وكذا اختلف في سماع أبي سلمة من أبيه وكل ذلك ينجبر بالحديث =
= الذي قبله" أي حديث عبد الله بن عمرو والآتي ذكره. قلت: يشهد له: 1 - حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. 2 - أن له أصل صحيح -كما قال الحافظ- من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. 3 - حديث عبد الله بن عمر. 1 - أما حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا رجع من النهار إلى بيته يقول: "الحمد لله الذي كفاني وآواني، والحمد لله الذي أطعمني وسقاني، والحمد لله الذي منَّ علي فأفضل، أسألك أن تجيرني من النار". أخرجه ابن السني في "عمل اليوم الليلة" (ص 135: 158)، وقال النووي في الأذكار (ص 51): "إسناده ضعيف"، وتعقبه ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 178)، فقال: "وقد ضعفه الشيخ -أي النووي- وليس في رواته من ينظر إلى حاله إلَّا هذا الرجل المبهم، وقد وجدت له شاهدًا ثم ذكر حديث عبد الرحمن بن عوف هذا. قلت: فجعل الحافظ ابن حجر الحديثين يشهد أحدهما للآخر. 2 - وأما حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي". أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2085: 2715)، وأبو داود في سننه (5/ 302: 5053)، والترمذي في سننه (5/ 438: 3396)، وقال: "حديث حسن صحيح غريب"، وفي الشمائل (ص 220: 620)، وأحمد في المسند (3/ 153، 176، 253)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 350: 5540)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (3/ 161: 1333) و (3/ 167: 1349)، والبخاري في الأدب المفرد "فضل الله الصمد" (2/ 614: 1206)، وابن السني في عمل اليوم والليلة =
= (ص 611:654). 4 - حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا تبوأ مضجعه قال: "الحمد لله الذي كفاني وآواني وسقاني، الحمد لله الذي منَّ علىّ فأفضل، الحمد لله الذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم رب كل شيء ومالك كل شيء وإله كل شيء، لك كل شيء، أعوذ بك من النار". أخرجه أبو داود في سننه (5/ 304: 5058)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 349: 5538)، وأحمد في المسند (2/ 117)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص 660: 723)، والبغوي في شرح السنة (5/ 105، 106: 1319). والحديث صححه الألباني كما في صحيح سنن أبي داود (3/ 954: 4229).
2394 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد (¬1) بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ (¬2) بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ حَرْبِ بْنِ سُرَيْجٍ (¬3)، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: تَعَشَّيْتُ عِنْدَ (¬4) أَبِي بُرْدَةَ (¬5) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: ألاَّ أُحَدِّثُكَ مَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أَكَلَ فَشَبِعَ وَشَرِبَ فَرَوِيَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي فَأَشْبَعَنِي (¬6) وَسَقَانِي فَأَرْوَانِي (¬7) خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أمه". ¬
2394 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 45/2]، وقال: "رواه أبو يعلى". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (13/ 221: 7246)، قال: حدثثا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم الشامي حدّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ حَرْبِ بْنِ سُرَيْجٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: تَعَشَّيْتُ مع أبي بردة فَقَالَ: ألاَّ أُحَدِّثُكَ مَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي عبد الله بن قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أَكَلَ فَشَبِعَ وَشَرِبَ فَرَوِيَ، فقال: "الحمد لله الذي أطعمني وأشبعني، وسقاني وأرواني، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ". وَمَنْ طريقه أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي "عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ" (425) باب ما يقول إذا شرب (رقم 473)، قال: أخبرنا أبو يعلى، به نحوه. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 29)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه". قلت: بل رواته كلهم معروفون كما مضى في تراجمهم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وفيه علتان: 1 - في إسناده "أبو عبد الله بن محمَّد بن إبراهيم الشامي" وهو متهم بالوضع كما في ترجمته. 2 - وفي إسناده "حرب بن سريج". وهو ضعيف كما تقدم. وقد حكم عليه الألباني بالضعف فقط، من أجل حال حرب بن سريج، وغفل، عن محمَّد بن إبراهيم الشامي وهو أشد ضعفًا منه، والله أعلم.
2395 - [1] أو قال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، ثنا عَبْدُ العزيز بن رفيع عن مجاهد قال: ما أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُتَّكِئًا إلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً. ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ: "أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ". [2] قَالَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى -هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ- عَنْ زَكَرِيَّا (¬1) عَنْ (¬2) عَبْدِ العزيز مثله. ¬
2395 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 42/ 1)، وزاد فيه: "ولا بال قائمًا غير مرة في كثيب أعجبه"، ثم قال: "رواه مسدّد مرسلًا". قلت: مسند مسدّد مفقود، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 140) كتاب العقيقة، باب (37) من كان يأكل متكئًا (رقم 24516)، قال: حدّثنا فضيل بن عياض عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مَا أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- متكئًا إلَّا مرة ثم نزل فقال: "اللهم إني عبدك ورسولك". وذكره الحافظ ابن حجر في "الفتح" (9/ 452)، وعزاه إلى ابن أبي شيبة. وأخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (ص 477: 638)، قال: حدّثنا عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الوهاب قال: حدّثنا محمَّد بن معاوية بن مالج قال: حدّثنا أبو بكر بن عياش قال: حدّثنا عبد العزيز بن رفيع به نحوه. وأخرج بعضه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 116) كتاب الطهارات، باب (153) من رخص في البول قائمًا (رقم 1320)، قال: حدّثنا وكيع عن زكريا، عن عبد العزيز أبي عبد الله، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: "مَا بَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قائمًا إلَّا مرة في كثيب أعجبه". =
= الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح إلى مجاهد لكنه مرسل، ويشهد له حديث أبي جحيفة وهب بن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إني لا آكل متكئًا". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (9/ 451: 5398، 5399)، وأبو داود في سننه (4/ 140/ 141: 3769)، والترمذي في سننه (4/ 240: 1831)، وقال: "حديث حسن صحيح"، وفي الشمائل (119، 120: 133، 134)، وابن ماجه في سننه (2/ 1086: 3262)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 44: 5240)، وأحمد في المسند (4/ 308، 309)، والدارمي في سننه (2/ 106)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 49)، والحميدي في مسنده (2/ 395: 891)، والطيالسي في مسنده (ص 140: 1047)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 186: 884) و (2/ 189، 190: 888، 885)، والطبراني في الكبير (22/ 130، 132: 340، 350)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 140: 24521)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5/ 335، 337: 2085، 2091)، وفي "شرح معاني الآثار (4/ 374، 375)، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (ص 473: 632)، والبغوي في شرح السنة (11/ 285: 2838).
2396 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُمَرَ، ثنا هَاشِمُ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كُنْتُ دَلِيلَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ العَرْج (¬1) إِلَى الْمَدِينَةِ فَرَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا". ¬
2396 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 42/ 1)، وقال: "رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف". قلت: أخرجه الحارث في مسنده (بغية الباحث) (2/ 567، 577) كتاب (17) الأطعمة، باب (2) في الأكل متكئًا (رقم 531)، قال: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُمَرَ، ثنا هَاشِمُ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كُنْتُ دَلِيلَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ العَرْج إِلَى المدينة فرأيته يكل متكئًا". ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (ص 278) عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث به. وأخرجه الجورقاني في "الأباطيل والمناكير" (2/ 206) كتاب (15) الأطعمة والأشربة (رقم 590)، قال: أخبرنا صالح بن أبي الطاهر الشحاذ، أخبرنا محمَّد بن الحسين بن محمَّد بن فنجويه قال: حدّثنا أبي قال عبيد الله بن محمَّد بن شيبة قال: حدّثنا محمد بن علي بن سالم قال: حدّثنا علي بن سعيد قال: حدّثنا أبو الحسن النسائي قال حدّثنا محمَّد بن عمر الواقدي به نحوه. إلَّا أنه قال: هاشم بن عاصم الأسلمي. وأخرجه كذلك (برقم 591)، قال: أخبرنا صالح بن أبي طاهر، أخبرنا محمَّد بن الحسين قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن عبد الله =
= قال: حدّثنا إبراهيم بن محمَّد بن عبد الله أخو أبي عمر المؤدب قال: حدّثنا أبو سلمة يحيي بن المغيرة المخزومي، حدثني محمَّد بن عمر الواقدي به نحوه مختصرًا. إلَّا أنه قال في إسناده "هاشم بن أبي عاصم مولى الأسلميين". ثم قال: "هذا حديث منكر"، قال البخاري: محمَّد بن عمر الواقدي متروك الحديث وكان قاضي بغداد". وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 653: 1082)، وقال: "وهذا لا يصح والواقدي متروك الحديث، وفي الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا آكل متكئًا".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا وفيه ثلاث علل: 1 - في إسناده "محمَّد بن عمر الواقدي" وهو متروك. 2 - وفيه كذلك "هاشم الأسلمي" لم أعرفه. 3 - أنه مخالف للأحاديث الصحيحة الثانية في أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يأكل متكئًا.
2397 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا ابْنُ جُدْعَانَ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَمَّا أَنَا فَلَا آكُلُ متكئًا (¬1) ". ¬
2397 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 42/ 1)، وقال: "رواه الحميدي وفي سنده علي بن زيد بن جدعان". قلت: أخرجه الحميدي في "مسنده" (2/ 368: 832)، قال: ثنا سفيان قال: ثنا ابْنُ جُدْعَانَ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَمَّا أَنَا فَلَا آكُلُ متكئًا، وأما أنه قد أكل الطعام ومشى في الأسواق -يعني الدجال". وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 444)، قال: "ثنا علي بن عبد الله، ثنا سفيان به نحوه مختصرًا ولفظه "لقد أكل الطعام ومشى في الأسواق -يعني الدجال". وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 155: 339)، قال: حدّثنا أبو مسلم الكشي، ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي، ثنا سفيان به نحوه مختصرًا. وأخرجه الآجري في "الشريعة" كتاب (3) التصديق بالدجّال وأنه خارج في هذه الأمة، باب (73) استعاذة النبي -صلى الله عليه وسلم- من فتنة الدجال ... (رقم 827)، قال: حدّثنا موسى بن هارون قال: حدّثنا أبو موسي الهروي قال: حدّثنا سفيان بن عيينة به نحوه مختصرًا. هكذا رواه الحميدي، وعلي بن عبد الله بن المديني، وأبو موسي الهروي عن سفيان بن عيينة، عن ابْنُ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين. وخالفهم محمَّد بن عباد المكي فرواه عن سفيان بن عيينة، عن ابن جدعان، عن الحسن، عن معقل بن يسار أو ابن مغفل. أخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين) (7/ 306) كتاب (37) الفتن، باب (57) ما جاء في الدجال (رقم 4498)، قال: حدّثنا موسي بن هارون، ثنا =
= محمَّد بن عباد المكي، ثنا سفيان بن عيينة عن ابن جدعان، عن الحسن، عن معقل بن يسار أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لقد أكل الطعام ومشى في الأسواق- يعني الدجال". ثم قال: هكذا رواه محمَّد بن عباد عن سفيان، ورواه الحميدي، وعلي بن المديني وغيرهم، عن سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عن عمران. قلت: وذكر محقق "مجمع البحرين" أن في بعض النسخ "ابن مغفل" مكان "معقل بن يسار" ثم قال: "وكلاهما مزنيان نزلا البصرة روى عنهما الحسن البصري". وهكذا أخرجه الآجري في الشريعة (الموطن السابق: 828)، قال: حدّثنا أيضًا موسى بن هارون قال: حدّثنا محمَّد بن عباد به نحوه مختصرًا، إلَّا أنه قال: "عن ابن مغفل". ولم أجد في كتب العلل كلامًا حول هذا الاختلاف على "سفيان" والذي يظهر -والله أعلم- أن الوجه الأول عن عمران -مع ضعفه- هو الصواب، وأن محمَّد بن عباد المكي قد وهم فجعله عن ابن مغفل أو معقل بن يسار. وذلك لأن رواة الوجه الأول ومنهم الحميدي وابن المديني أحفظ وأتقن وأكثر، ومحمد بن عباد الذي خالفهم "صدوق يهم" كما قال الحافظ في التقريب (ص 486: 5993)، ولعل هذا من أوهامه، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - في إسناده "علي بن زيد بن جدعان" وهو ضعيف كما في ترجمته. 2 - الإنقطاع فإن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين كما في جامع التحصيل (ص 164)، وتهذيب الكمال (6/ 122). لكن يشهد لقوله: "أما أنا فلا آكل متكئًا" حديث أبي جحيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "إني لا آكل متكئًا"، وقد سبق تخريجه في شواهد الحديث رقم (2395).
2398 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَبْرِدُوا الطَّعَامَ فَإِنَّ الْحَارَّ لَا بَرَكَةَ فيه".
2398 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 40/ 2)، وقال: "رواه مسدّد عن قزعة بن سويد". وذكر السيوطي في "جمع الجوامع" (1/ 5)، وفي الجامع الصغير (فيض القدير) (1/ 77)، والمتقي الهندي في "كنز العمال" (15/ 133: 40712)، ونسباه إلى مسدّد، ومسنده مفقود -كما هو معلوم- ولم أجده عند غيره.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - في إسناده "قزعة بن سويد" وهو ضعيف. 2 - في إسناده "عبد الله بن دينار" ولا يدرى أهو مولى ابن عمر الثقة، أم البهراني الضعيف ويشهد له حديث أسماء بنت أبي بكر أنها إذا ثردت غطته حتى يذهب فوره ثم تقول: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنه أعظم لبركة". أخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 6، 7: 5207)، والحاكم في المستدرك (4/ 118)، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم في الشواهد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وأحمد في مسنده (6/ 305) من طريقين، والدارمي في سننه (2/ 100)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 280)، وسعيد بن منصور في سننه (3/ 178: 966)، والطبراني في الكبير (24/ 84، 85: 226)، وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 19)، ثم قال: "رواه أحمد بإسنادين أحدهما منقطع، وفي الآخر ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف، ورواه الطبراني وفيه قرة بن عبد الرحمن وثقه ابن حبّان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجالهما رجال الصحيح". قلت: قرة بن عبد الرحمن صدوق له مناكير كما في التقريب (ص 455: =
= 5541)، والحديث لا ينزل عن درجة الحسن، ولذا ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 676: 392)، وهناك شواهد أخرى للحديث ذكرها المتقي الهندي في "كنز العمال" (15/ 233)، والسيوطي في الجامع الصغير (فيض القدير) (1/ 77)، والهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 19، 20). لكنها جميعًا من الضعف بحيث لا تنهض لتقوية غيرها، والله أعلم. وانظر سلسلة الأحاديث الضعيفة (4/ 89، 91: 1587).
2399 - حَدَّثَنَا (¬1) مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ شَيْخٍ فِي مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ (¬2) رَفَعَ (¬3) الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنَّهُ سُئِلَ: أَيُّ الطَّعَامِ أَحْرَمُ (¬4) أَوْ أَخْبَثُ؟ قَالَ: "أَنْ تَأْكُلَ [مِنْ] (¬5) بَعِيرِكَ (¬6) وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْكَ". ¬
2399 - تخريجه: ذكره البوصري في مختصر الإتحاف (2/ 40/ 2)، وقال: "رواه مسدّد عن معتمر به" ولم أجده عند غيره.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - في إسناده رجل مبهم لا يدري من هو. 2 - أنه مرسل وهو من أقسام الحديث الضعيف. لكن ثبت النهي عن القطع من البهيمة وهي حية وذلك عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المدينة والناس يَجُبُّون أسنام الإبل ويقطعون أَلْيات الغنم فقال: "ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة". أخرجه أبو داود في سننه (3/ 277: 2858)، والترمذي في سننه (4/ 62: =
= 1480)، وقال: حديث حسن غريب، وأحمد في المسند (5/ 218)، والحاكم في المستدرك (4/ 239)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، والدارمي في سننه (2/ 93)، والدارقطني في سننه (4/ 292)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 23) (9/ 245)، وابن الجعد في مسنده (2/ 1059، 1060: 3062)، وأبو يعلى في مسنده (3/ 36: 1450)، وابن الجارود في المتقي (غوث المكدود) (3/ 166، 167: 876)، والطبراني في الكبير (3/ 280: 3304)، وابن عدي في الكامل (4/ 299)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4/ 237: 1572). وورد الحديث من طريق أبي سعيد الخدري، وابن عمر، وزيد بن أسلم مرسلًا وهو لا ينزل عن درجة الحسن، وانظر تفصيل ذلك في (التلخيص الحبير) (28/ 1، 29: 14)، والدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 256: 999)، وغاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام (ص 41، 44: 40).
2400 - حَدَّثَنَا (¬1) إِسْمَاعِيلُ، أنا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ محمَّد أَوْ (¬2) غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ أُتِيَ بِخَبِيصٍ (¬3) فِي جَامٍ (¬4) مِنْ فِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، فَأَمَرَ به فحول على رغيف ثم أكله منه" (¬5). ¬
2400 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 40/2]، وقال: "رواه مسدّد". ولم أجده عند غيره.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح وهو موقوف على أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
2401 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا خَلَّادُ (¬1) بْنُ أَسْلَمَ، ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، ثنا ابن جريج عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَى اللَّهِ [تَعَالَى] (¬2) مَا كَثُرَتْ عَلَيْهِ الْأَيْدِي". ¬
2401 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 41/1]، وقال: "رواه أبو يعلى، والطبراني، وأبو الشيخ في كتاب "الثواب" كلهم من رواية عبد المجيد بن أبي رواد، وقد وثق، ولكن في الحديث نكارة، قاله المنذري". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 39: 2045)، قال: حدّثنا خلاد بن أسلم، حدّثنا عبد المجيد بن أبي رواد، حدّثنا ابن جريج عن أبي الزبير، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "إن أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي". وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (7/ 54) كتاب (32) الأطعمة، باب (5) الاجتماع على الطعام (رقم 4026)، قال: حدّثنا محمَّد بن العباس، ثنا خلاد بن أسلم، به نحوه. ثم قال: لم يروه عن ابن جريج إلَّا عبد المجيد. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 345)، قال: حدّثنا محمَّد بن إبراهيم بن فيروز الأنماطي بمصر قال: حدّثنا خلاد بن أسلم، به نحوه، ثم قال: ولم يروه عن ابن جريج غير عبد المجيد. ثم ذكر جملة من الأحاديث التي رواها عبد المجيد عن ابن جريج. وقال: "وكل هذه الأحاديث غير محفوظة على أنه يتثبت في حديث ابن جريج -أي عبد المجيد- وله عن ابن جريج أحاديث غير محفوظة، وعامة ما أنكر عليه الإرجاء". وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "ذكر أخبار أصبهان" (2/ 96)، قال: ذكر =
= أحمد بن موسى، ثنا عبد الله بن مفلح، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا خلاد بن أسلم، به نحوه. وقد تصحف "أسلم" في المطبوع إلى "سلم". وعزاه الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 593: 895) إلى أبي الحسن السكري الحربي في "الثاني من الفوائد" (2/ 160)، وأبي القاسم ابن الجراح الوزير في "السابع من الثاني من الأمالي" (13/ 1) عن عبد المجيد بن أبي رواد، به. قال في المجمع (5/ 21): "رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط, وفيه عبد المجيد بن أبي رواد، وهو ثقة، وفيه ضعف". وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 134): "رواه أبو يعلى، والطبراني، وأبو الشيخ في "الثواب" كلهم من رواية عبد المجيد بن أبي رواد، وقد وثق، ولكن في هذا الحديث نكارة"، ونسبه السيوطي في الجامع الصغير "فيض القدير" (1/ 172: 213)، والمتقي الهندي في "كنز العمال" (15/ 233: 40716) إلى ابن حبّان، والبيهقي. ولم أجده في مظانه من صحيح ابن حبّان ولا موارد الظمآن، ولا في سنن البيهقي، وشعب الإيمان والآداب له. وقد رمز السيوطي لصحته وتعقبه المناوي فقال: "بل قصاراه الحسن".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات إلا عبد المجيد بن أبي رواد، فإنه صدوق. لكن يشكل عليه عنعنة ابن جريج، وأبي الزبير وكلاهما مدلس من الطبقة الثالثة لا يُقبل من حديثهما إلَّا ما صرّحا فيه بالسماع. ولعل هذا هو مقصود المنذري بقوله: "ولكن في هذا الحديث نكارة". وعليه، فالحديث ضعيف، من أجل هذه العنعنة، ولكن يشهد له: حديث وحشي بن حرب: "اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله تعالى عليه يبارك لكم فيه". وفي رواية: قالوا: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال: "تجتمعون على طعامكم =
= أو تتفرَّقون؟ "، قالوا: نتفرَّق. قال: "اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه". أخرجه أبو داود في سننه (4/ 138: 3764)، وابن ماجه في سننه (2/ 1093: 3286)، وأحمد في مسنده (3/ 501)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 27، 28: 5224)، والحاكم في المستدرك (2/ 103)، والطبراني في الكبير (22/ 139: 368)، والبيهقي في شعب الإيمان (10/ 390: 5449). والحديث فيه ضعف، لكنه يُحسِّن بشواهده، ومنها حديث الباب، فإنهما يتعاضدان ويجبر كل منهما الآخر، ولذلك حسن الألباني حديث وحشي بن حرب كما في صحيح سنن ابن ماجه (2/ 228: 2657)، وفي السلسلة الصحيحة (2/ 272: 664)، وحسَّن حديث الباب في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 593: 895).
2402 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ محمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنِي أَبِي (¬1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا أَكَلْتُمُ الطَّعَامَ فَاخْلَعُوا نِعَالَكُمْ، فَإِنَّهُ أَرْوَحُ (¬2) لِأَقْدَامِكُمْ" [2] رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: حدّثنا أبو خيثمة، ثنا عقبة، به. ¬
2402 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 41/1] , وقال: "رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى بسند مداره على موسى بن محمَّد بن إبراهيم، وهو ضعيف". هكذا ذكره، فجعله من مسند أنس، وهوكذلك في الإِتحاف [3/ 154/1]، لكنه قَالَ: "أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ محمَّد بن إبراهيم، أخبرني أنس ... فذكره". فجعله من مسند أنس، لكنه أسقط قوله: "أبي"، أي أسقط: "محمد بن إبراهيم" من إسناده. وقد ذهب محقق هذا الجزء من "الإتحاف"، إلى أن قوله: "أبي" تصحّفت إلى: "أنس"، وأن الصواب فيه أنه مرسل، أرسله موسى بن محمَّد بن إبراهيم، عن أبيه. وذكره الأعظمي في "النسخة المجردة من المطالب" من مسند جابر، ثم قال: "فأنا أجزم أن حديث جابر سقط من المسندة، وهذا الإسناد الأول من حديث أنس، والتصق حديث أنس بإسناد جابر، واستبعد ذلك محققًا "الإتحاف"، وقال: "وأرى أن ذكر جابر فيه وهم من النساخ". قلت: وهو كما قال: فإني لم أجد هذا الحديث من طريق جابر فيما اطلعتُ عليه من المصادر، ولكن قول محقق الإتحاف أنه مرسل، وأن: "أبي" تصحّفت إلى: "أنس" فيه نظر أيضًا، والذي يظهر لي -والله أعلم- أن الحديث من طريق موسى بن محمَّد بن إبراهيم عن أبيه، عن أنس. =
=وهكذا أخرجه الحاكم، والدارمي، والطبراني في الأوسط -كما سيأتي-، وقد سقط من نسخ المطالب "المسندة" قوله: "عن أنس"، وجعله نسّاخ "المطالب" من مرسل محمَّد بن إبراهيم بعد إسقاط "أنس" منه، والصواب فيه كما أخرجه الحاكم، والدارمي، والطبراني. والحديث لم أجده بهذا الإسناد في مظانه من مصنف ابن أبي شيبة، ولم أجده كذلك في المطبوع من مسند أبي يعلى، فلعله في الرواية التي لم تطبع، وقد أخرجه أبو يعلى من طريق أخرى عن أنس سيأتي ذكرها في الحديث الذي بعده. والحديث أخرجه الدارمي في سننه (2/ 108) كتاب الأطعمة، باب في خلع النعال عند الأكل. قال: أخبرنا محمد بن سعيد، ثنا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ محمَّد بن إبراهيم، حدثني أبي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا وُضع الطعام فاخلعوا نعالكم، فإنه أروح لأقدامكم". وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 119) كتاب الأطعمة، باب خلع النعال عند الأكل أروح للأبدان. قال: حدثني أبو القاسم الحسن بن محمَّد بن الحسن بن عقبة بن خالد الكوفي بالكوفة، حدثني أبي عن أبيه الحسن بن عقبة، عن أبيه عقبة بن خالد الكوفي، به نحوه. ثم قال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أحسبه موضوعًا وإسناده مظلم، وموسى تركه الدارقطني". وأخرجه الحاكم كذلك في (3/ 351) كتاب: معرفة الصحابة، باب: دعا النبي أبو عبس بن جبر لطعام صنعه قال: أخبرني أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن أمية القرشي بالساقة. ثنا محمَّد بن أيوب، ثنا سليمان بن النعمان الشيباني، ثنا يحيي بن العلاء، حدثني موسى بن محمَّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، به نحوه، ولفظه: "دعا أبو عبس بن جبر الأنصاري رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لطعام صنعه لهم. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اخلعوا نعالكم عند الطعام، فإنها جميلة". وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: "يحيي وشيخه متروكان". =
= وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (7/ 59) كتاب (32) الأطعمة، باب (9) خلع النعلين عند الأكل (رقم 4037)، قال: حدّثنا بكر، ثنا نعيم بن حماد، ثنا عقبة بن خالد السكوني، به نحوه. ثم قال: لا يُروى عن نس إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به عقبة. قال الهيثمي في المجمع (5/ 23): "رواه البزّار، وأبو يعلى، والطبراني في "الأوسط"، ثم ذكر لفظه عند الطبراني وقال: "ورجال الطبراني ثقات إلَّا أن عقبة بن خالد السكوني لم أجد له من محمَّد بن الحارث سماعًا". قلت: وكلام الهيثمي حوله نظر من جهتين: أولًا: نسبته الحديث إلى البزّار مع أبي يعلى، والطبراني فيه نظر. فإن البزّار أخرجه من طريق أخرى غير هذه الطريق التي أخرجها الطبراني، وأبو يعلى، وسيأتي ذكرها في الحديث الذي بعده، وقد شاركه أبو يعلى في إخراجها أيضًا. ثانيًا: قوله: "ورجال الطبراني ثقات، إلَّا أن عقبة بن خالد السكوني لم أجد له من محمَّد بن الحارث سماعًا" تعقَّبه الألباني في السلسلة الضعيفة (3/ 411: 980)، فقال: "قلت: محمَّد بن الحارث والد موسى، لكنه نسب إلى جده، فإنه محمَّد بن إبراهيم بن الحارث كما عرفت من ترجمة ابنه، والحديث من رواية الولد عن أبيه، كذلك أخرجه الحاكم وغيره كما تقدم عن عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ محمَّد، عن أبيه، فالظاهر أنه سقط من إسناد الطبراني أو من ناسخ كتابه قوله: "عن أبيه"، فصار الحديث منقطعًا بين عقبة، ومحمد بن الحارث، والله أعلم". قلت: الذي سقط من إسناد الطبراني هو قوله: "ثنا موسى"، فأصبح إسناد الطبراني عن عقبة بن خالد السكوني، ثنا محمَّد بن الحارث. ونسب محمدًا إلى جده، وليس الساقط قوله: "عن أبيه"، ويدل على ذلك ما ذُكِر في تخريجه أعلاه. حيث أن الهيثمي في مجمع البحرين جعله من طريق عقبة، ثنا موسى بن محمَّد بن إبراهيم "عن أبيه"، وقد جعل المحقق قوله: "موسى بن" بين معكوفتين وذكر أنها سقطت من نسخ =
= "المجمع"، واستدركتها من إسناد الدارمي، والحاكم، والله أعلم. ونسبه الألباني كذلك إلى أبي سعيد الأشج في حديثه (214/ 1)، وأبي القاسم الصفار في "الأربعين في شعب الدين"، كما في "المنتقى منه" للضياء المقدسي (48/ 2) و "المنتخب منه" لأبي الفتح الجويني (74/ 1)، والديلمي في "الفردوس" (1/ 1/ 102) مختصرة، عن موسى بن محمَّد بن عقبة، عن أبيه، عن أنس مرفوعًا. قلت: هو في مسند الفردوس (1/ 274: 1067).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا إن لم يكن موضوعًا؛ من أجل حال "موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي"، فإنه: "ضعيف جدًا منكر الحديث". ولذا قال الذهبي: "أحسبه موضوعًا وإسناده مظلم"، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (3/ 411: 985): "ضعيف جدًا".
2403 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ شُعْبَةٍ (¬1)، ثنا دَاوُدُ بْنُ الزَّبْرقان عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا قُرب لِأَحَدِكُمْ طَعَامُهُ وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلَانِ فَلْيَنْزِعْ نَعْلَيْهِ، فَإِنَّهُ أروح للقدمين، وهو من السنة". ¬
2403 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 41/1]، وقال: "رواه أبو يعلى، والبزار بسند ضعيف لضعف داود بن الزبرقان". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 199 - 200: 4188)، وفي "المعجم" (ص 245: 302)، قال: حدّثنا معاذ بن شعبة، حدّثنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ إبراهيم التيمي، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا قُرِّبَ لِأَحَدِكُمْ طَعَامُهُ وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلَانِ، فَلْيَنْزِعْ نَعْلَيْهِ، فَإِنَّهُ أَرْوَحُ للقدمين، وهو سنة". وأخرجه البزّار في مسنده "كشف الأستار" (3/ 335) كتاب الأطعمة، باب خلع النعلين عند حضور الطعام (رقم 2867)، و"مختصر زوائد البزّار" (1/ 609) باب الأطعمة (رقم 1088)، قال: حدّثنا معاذ بن شعبة، به مثله، إلَّا أنه لم يقل: "وهو من السنة".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، وعلّته أن في إسناده "داود بن الزبرقان". وهو متروك كما تقدم في تخريجه.
2404 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا ابن أبي ليلى عن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْكُلُ قَائِمًا وَقَاعِدًا ... الحديث" (¬2). ¬
2404 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 42/1]، وقال: "رواه الحارث بسند ضعيف لضعف محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى"، ثم ذكر بعض شواهده. قلت: ضعفه بابن أبي ليلى، وكان الأولى تضعيفه بيحيى بن هاشم السمسار، فإنه متروك كما في ترجمته. وعليه، فذكر الشواهد له لا تنفعه. وقد أخرجه الحارث في مسنده "بغية الباحث" (2/ 577) كتاب (17) الأطعمة، باب (3) الأكل قائمًا وقاعدًا (رقم 532)، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عطاء، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يأكل قائمًا وقاعدًا، وينتعل قائمًا وقاعدًا، ويتفل عن يمينه وشماله". ولم أجد من أخرجه بهذا اللفظ غيره.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًّا، بل منكر، وفيه ثلاث علل: 1 - في إسناده: "يحيي بن هاشم السمسار"، وهو متروك، وأحاديثه مناكير وموضوعات ومسروقات. 2 - وفي إسناده كذلك: "محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى"، وهو ضعيف سيِّئ الحفظ جدًا. 3 - فيه مخالفة في متنه لما ثبت من طريق الثقات عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يشرب قائمًا وقاعدًا، ويصلي حافيًا ومنتعلًا، =
= وينصرف عن يمينه وشماله". أخرجه النسائي في سننه (3/ 81، 82: 1361)، وأحمد في مسنده (6/ 87)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (3/ 924: 1075، 1076)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 431)، وفي "شعب الإيمان" (10/ 530، 531: 5584. 5585)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- " (ص 193). وقال الألباني في "صحيح سنن النسائي" (1/ 293: 1289): "صحيح الإسناد"، ومن تأمل لفظ الحديث وجد نكارة حديث الباب، والله أعلم.
2405 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ (¬1) هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَى الْغَائِطَ ثُمَّ خَرَجَ فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَتَوَضَّأُ؟ قَالَ: "إِنَّمَا أَسْتَطِيبُ (¬2) بِشِمَالِي وآكل (¬3) بيميني". ¬
2405 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 42/ 1)، وقال: "رواه الحميدي موقوفًا بسند رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع". قلت: أخرجه الحميدي في مسنده (1/ 225: 479)، قال: "حدّثنا سفيان قال: ثنا هشام بن عروة، عن أبيه أن عمر أَتَى الْغَائِطَ ثُمَّ خَرَجَ فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، فَقِيلَ له: ألا تتوضأ؟ فقال: إنما أستطيب بشمالي وإنما آكل بيميني". وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (10/ 367: 5426)، قال: وأخبرنا أبو الحسن بن بشران أخبرنا إسماعيل بن محمَّد الصفار، حدّثنا سعدان بن نصر، حدّثنا سفيان به نحوه. وتابع حفصُ بن غياث سفيان بن عيينة في روايته عن هشام بن عروة. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه (5/ 134)، كتاب العقيقة، باب (30) في الرجل يخرج من المخرج فيأكل قبل أن يتوضأ (رقم 24462)، قال: حدّثنا حفص عن هشام به نحو وزاد في آخره "فأكل ولم يمس ماء". وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (15/ 428: 41694)، ونسبه إلى "عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، ومسدد" ولم أجده في مظانه من مصنف عبد الرزاق.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع كما ذكر البوصيري فإن عروة بن =
= الزبير لم يلق عمر بن الخطاب وإنما أرسل عنه كما ذكره العلائي في "جامع التحصيل" (ص 236: 515)، حيث قال: "قال أبو حاتم، وأبو زرعة: حديثه عن أبي بكر الصديق، وعمر، وعلي رضي الله عنهم مرسل". ولكن يشهد له حديث ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- خرج من الخلاء فأتى بطعام، فذكروا له الوضوء فقال: "أريد أن أصلي فأتوضأ؟ ". أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 282، 283: 374)، وأبو داود في سننه (4/ 136: 3760)، والترمذي في سننه (4/ 248، 249: 1847)، وقال: "حديث حسن صحيح"، وفي "الشمائل (ص 153: 186، 187)، والنسائي في سننه (1/ 85: 132)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 8: 5208)، وأحمد في المسند (1/ 221، 222، 228، 284، 247، 359)، والدارمي في سننه (2/ 107، 108)، والبيهقي في سننه (1/ 42)، وفي شعب الإيمان (10/ 365، 366، 367: 5423، 5424 , 5425)، وفي الآداب (163، 164: 486، 487)، وابن الجعد في مسنده (2/ 700، 701: 1704، 1705)، والحميدي في مسنده (1/ 225: 478)، والطبراني في الكبير (11/ 122: 11241)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 134: 24461)، والبغوي في "شرح السنة" (11/ 283: 2835).
2406 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا وَكِيعٌ، ثنا صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَعُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها قَالَتْ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ غَسَلَ يديه".
2406 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 41/1]، وقال: "رواه محمَّد بن يحيي بن أبي عمر بسند فيه صالح بن أبي الأخضر". هكذا أخرجه ابن أبي عمر في مسنده من طريق صالح بن أبي الأخضر فجعله مطلقًا وأخذ منه مشروعية غسل اليدين قبل الأكل وهذا -فيما ظهر لي- من الأشياء المقلوبة التي يرويها صالح عن الزهري، وإلا فالحديث كما تدل عليه الروايات الآتية، ورد في حالة مقيدة بما إذا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- جنبًا ثم أراد [أن] يأكل فإنه يغسل يديه قبل الشروع في الأكل. ثم وجدت الإِمام أحمد قد أخرج الحديث في مسنده من طريق صالح بن أبي الأخضر، وأحال على رواية متقدمة عن الحديث، فقال في (6/ 118، 119): ثنا علي بن إسحاق قال: أنا عبد الله قال: أنا يونس عن الزهري قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة وإذا أراد أن يأكل ويشرب قالت: يغسل يديه ثم يأكل ويشرب". ثم قال في (6/ 119): "ثنا علي بن إسحاق قال: أنا عبد الله قال: أنا صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة وعروة، عن عائشة، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَثَلُ حديث يونس". قلت: فيفهم من هذا أن لفظ "صالح بن أبي الأخضر"، مثل لفظ "يونس" المتقدم، وعليه فتكون رواية صالح لهذا الحديث موافقة لبقية الروايات الآتية في تخريج الحديث، ثم وجدت الإِمام أحمد أخرج هذا الحديث متابعًا لابن أبي عمر، فقال في (6/ 192): ثَنَا وَكِيعٌ، ثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة =
= وأبي سلمة عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "كان إذا أراد أن يأكل وهو جنب غسل يديه". هكذا رواه مصرحًا بأن ذلك مقيد بحالة الجنابة، وعليه ففي إطلاق مشروعية غسل اليدين قبل الأكل وهم، ولعله من أخطاء ابن أبي عمر فإنه وإن كان ثقة إلَّا أن له أخطاءكما في ترجمته. وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 331)، كتاب (79) عشرة النساء، باب (4) ما عليه إذا أراد أن ينام (رقم 9046): "أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنا وكيع به مثل لفظ الإِمام أحمد. وأخرجه الإِمام أحمد أيضًا في مسنده (6/ 102، 103)، قال: ثنا سكن بن نافع قال: ثنا صالح ابن أبي الأخضر عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة، فإذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل كفيه ثم يأكل أو يشرب. وحديث عائشة هذا من طريق الزهري، له أربع طرق: 1 - من طريق الزهري عن أبي سلمة -هكذا لوحده- عن عائشة رضي الله عنها. 2 - من طريق الزهري عن عروة -هكذا لوحده- عن عائشة رضي الله عنها. 3 - من طريق الزهري عن أبي سلمة وعروة- كلاهما عن عائشة رضي الله عنها. 4 - من طريق الزهري عمن حدثه -هكذا مبهمًا- عن عائشة رضي الله عنها. أما الطريق الأول: فرواه عن "الزهري" كل من: 1 - يونس بن يزيد. 2 - سفيان بن عيينة. =
= 3 - الليث بن سعد. 4 - ابن جريج. أما رواية يونس، فأخرجه أحمد في مسنده (6/ 279) قال: ثنا عامر بن صالح. وأخرجها أبو داود في سننه (1/ 151)، كتاب الطهارة، باب (88) الجنب يأكل (رقم 223). ومن طريقه البيهقي في سننه (1/ 203)، كتاب الطهارة، باب الجنب يريد الأكل قال: وأخبرناه أبو علي الروذبادي، ثنا أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود. وأبو يعلى في مسنده (85/ 71: 4595). ومن طريقه ابن حبّان في صحيحه (4/ 20) كتاب (8) الطهارة، باب (8) أحكام الجنب (رقم 1218)، قال: أخبرنا أبو يعلى. والبيهقي في سننه (الموطن السابق) قال: وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان الأهوازي، نا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا إبراهيم الحربي. ثلاثتهم [أبو داود، وأبو يعلى، وإبراهيم الحربي] قالوا: ثنا محمَّد بن الصباح. وأخرجه النسائي في سننه (1/ 139)، كتاب الطهارة، باب (164، 165) اقتصار الجنب على غسل يديه إذا أراد أن يأكل (رقم 256، 257)، قال: أخبرنا محمَّد بن عبيد بن محمَّد، وسويد بن نصر. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 62)، كتاب الطهارات، باب (79) في الجنب يريد أن يأكل أو ينام (رقم 658). ومن طريقه ابن ماجه في سننه (1/ 195)، كتاب (1) الطهارة وسننها، باب (104) من قال: يجزئه غسل يديه (رقم 593)، قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (1/ 281)، باب الرجل ينام وهو جنب أو يطعم أو يشرب (رقم 1085). ومن طريقه الدارقطني في سننه (1/ 126، باب الجنب إذا أراد أن ينام أو يأكل =
= أو يشرب كيف يصنع (رقم 3)، قال: حدّثنا أبو بكر، نا أبو الأزهر، حدّثنا عبد الرزاق. خمستهم [محمد بن الصباح، ومحمد بن عبيد، وسويد بن نصر، وابن أبي شيبة، وعبد الرزاق]، قالوا: ثنا ابن المبارك. كلاهما [صالح بن عامر، وابن المبارك]، قالا: ثنا يونس عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة، وإذا أراد أن يأكل وهو جنب غسل يديه ثم أكل". هكذا أخرجوه بألفاظ متقاربة إلَّا ابن ماجه، وعبد الرزاق، والبيهقي فقد أخرجوه مختصرًا حيث ذكروا قصة الأكل دون النوم. وأما رواية سفيان بن عيينة، فأخرجها أحمد في مسنده (6/ 36). وأبو داود في سننه (1/ 150: 222)، قال: حدّثنا مسدّد، وقتيبة بن سعيد، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 330: 9043)، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة في صحيحه (1/ 107)، كتاب الوضوء، باب ذكر الدليل على أن الوضوء الذي أمر به الجنب للنوم كوضوء الصلاة، إذ العرب قد تسمى غسل اليدين وضوءًا (رقم 213)، قال: نا عبد الجبار بن العلاء. أربعتهم [أحمد، ومسدد، وقتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم، وعبد الجبار بن العلاء]، قالوا: حدّثنا سفيان عن الزهري به نحوه مختصرًا ولفظه "كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة". وأما رواية الليث بن سعد، فأخرجها مسلم في صحيحه (1/ 248)، كتاب (3) الحيض، باب (6) جواز نوم الجنب، واستحباب الوضوء له وغسل الفرج إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يجامع (رقم 305)، قال: حدّثنا يحيي بن يحيي التميمي، ومحمد بن رمح (ح)، وحدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 330: 9044)، قال: أخبرنا الحارث بن =
= مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن وهب. وابن ماجه في سننه (1/ 193)، كتاب (1) الطهارة وسننها، باب (99) من قال لا ينام الجنب حتى يتوضأ وضوءه للصلاة (رقم 584)، قال: حدّثنا محمَّد بن رمح المصري. وأخرجها البيهقي في السنن الكبرى (1/ 203، الموطن السابق)، قال: أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو علي الحافظ، أنا محمَّد بن الحسن بن قتيبة، ثنا يزيد بن وهب الرملي. خمستهم [يحيى التميمي، ومحمد بن رمح، وابن وهب، وقتيبة بن سعيد، ويزيد بن وهب]، قالوا: ثنا الليث بن سعد عن ابن شهاب به مثل لفظ سفيان، وزاد مسلم، والنسائي، والبيهقي "قيل أن ينام" ثم قال البيهقي: قالت عائشة:"وإذا أراد يأكل أو يشرب يغسل يديه ثم يأكل ويشرب إن شاء". أما رواية ابن جريج، فأخرجها أحمد في مسنده (6/ 200) قال: ثنا محمَّد بن بكر قال: أنا ابن جريج قال: أخبرني ابن شهاب به مثل لفظ سفيان، والليث مختصرًا. وقد تابع الزهري في رواية هذا الوجه عن أبي سلمة فقط كل من: 1 - يحيي بن أبي كثير. 2 - ومحمد بن عمرو بن علقمة. 1 - أما متابعة يحيي بن أبي كثير، فأخرجها البخاري في صحيحه "فتح الباري" (1/ 466)، كتاب (5) الغسل، باب (25) كينونة الجنب في البيت إذا توضأ قبل أن يغتسل (رقم 286)، قال: حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا هشام، وشيبان. وأخرجه أحمد في مسنده (6/ 121)، قال: ثنا عفان قال: ثنا همام. وفي (6/ 128) قال: ثنا عبد الوهاب قال: ثنا هشام. وفي (6/ 202) قال: ثنا يحيي عن هشام. =
= ثلاثتهم [هشام الدستوائي، وشيبان بن عبد الرحمن، وهمام بن يحيي] عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة ابن عبد الرحمن به نحوه مختصرًا. 2 - وأما متابعة محمَّد بن عمرو بن علقمة، فأخرجها أحمد في مسنده (6/ 206) قال: ثنا إسماعيل وفي (2/ 237) قال: ثنا يزيد. كلاهما [إسماعيل، ويزيد] قالا: أنا محمَّد بن عمر، وعن أبي سلمة به نحوه مختصرًا أيضًا. أما الطريق الثانية: فرواها عن عروة كل من: 1 - الزهري. 2 - أبو الأسود محمَّد بن عبد الرحمن. 1 - أما رواية الزهري، فأخرجها أحمد في المسند (6/ 85) قال: ثنا بهلول بن حكيم القرقساني. والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 330: 9041)، قال: أخبرنا إسحاق بن منصور قال: نا محمَّد بن يوسف. وقال النسائي أيضًا: وأخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد قال: أخبرني أبي. ثلاثتهم [بهلول بن حكيم، ومحمد بن يوسف الفريابي، والوليد بن مزيد]، قالوا: ثنا الأوزاعي. وأخرجها النسائي أيضًا في "السنن الكبرى" (5/ 330: 9042)، قال: أخبرني صفوان بن عمرو عن علي بن عياش قال: ثنا سفيان بن عيينة. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 128)، باب الجنب يريد النوم أو الأكل أو الشرب أو الجماع، قال: حدّثنا فهد قال: أخبرني سحيم الحراني قال: ثنا عيسى بن يونس قال: ثنا يونس بن يزيد الأيلي. ثلاثتهم [الأوزاعي، وسفيان بن عيينة، ويونس] عن الزهرى عن عروة به مختصرًا أي فيه ذكر الوضوء قبل النوم للجنب، وليس فيه ذكر غسل اليدين. =
= إلَّا أن المزي قال في "تحفة الأشراف" (12/ 40)، وقال -أي النسائي-: الصواب حديث إسحاق، وحديث علي بن عياش خطأ". قلت: ولم أجده ما ذكره المزي في المطبوع من السنن الكبرى , ومراد النسائي من ذلك أنه اختلف على سفيان بن عيينة في هذا الحديث على وجهين، فرواه إسحاق بن إبراهيم عنه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة كما سبق في تخريجه. وخالفه علي بن عياش فرواه عن سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. كما سبق تخريجه قريبًا، والصواب هو الوجه الأول -كما ذكر النسائي- أي رواية سفيان الحديث من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن. لا من طريق عروة، والله أعلم. 2 - وأما رواية أبي الأسود محمَّد بن عبد الرحمن، فأخرجها البخاري في صحيحه "الفتح" (1/ 468)، كتاب (5) الغسل، باب (27) الجنب يتوضأ ثم ينام (رقم 288)، قال: حدّثنا يحيي بن بكير قال: حدّثنا الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر. وأخرجها أحمد في المسند (6/ 91) قال: ثنا قتيبة، ثنا ابن لهيعة. وفي (6/ 103)، قال: ثنا حسن، ثا ابن لهيعة. كلاهما [عبيد الله بن أبي جعفر، وعبد الله بن لهيعة]، قالا: ثنا أبو الأسود محمَّد بن عبد الرحمن عن عروة به نحوه مختصرًا. أما الطريق الثالثة: فأخرجها الدارقطني في سننه (1/ 125، 126: 1)، قال: حدّثنا أحمد بن منيع نا عثمان بن أبي سيبة، نا طلحة بن يحيي. وأخرجه (برقم 2)، قال: حدّثنا أبو بكر النيسابوري، نا محمَّد بن إسماعيل الصائغ، نا إبراهيم بن المنذر حدّثنا أبو ضمرة. كلاهما [طلحة بن يحيي، وأبو ضمرة] قالا: عن يونس، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَعُرْوَةَ، عَنْ عائشة ... فذكر نحوه ثم قال: "صحيح". =
= أما الطريقة الرابعة: فأخرجها أحمد في مسنده (6/ 119) قال: ثنا محمَّد بن بكر قال: أنا يونس قال: حدثني ابن شهاب عمن حدثه عن عائشة: قالت فذكر نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - في إسناده "صالح بن أبي الأخضر" وهو ضعيف كما في ترجمته. 2 - أن متنه مخالف لما ثبت من كون غسل اليدين قبل الأكل إنما هو للجنب إذا أراد أن يأكل أو يشرب. ولعل الوهم فيه -كما سبق بيانه- من ابن أبي عمر، وذلك لأن الإِمام أحمد أخرج الحديث من طريق وكيع عن صالح بن أبي الأخضر فوافق بقية الروايات المتقدمة. ولم أجد ما يشهد له من مشروعية غسل اليدين قبل الأكل، ولذلك قال البيهقي في السنن الكبرى (7/ 276): فالحديث في غسل اليدين بعد الطعام حسن وهو قبل الطعام ضعيف".
2407 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ فَأَكَلَ فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تتوضأ؟ فقال: أري، أن أصلي فأتوضأ.
2407 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 41/ 1)، وقال: "رواه الحارث عن داود بن المحبر وهو ضعيف لكن له شاهد من حديث أبي هريرة، رواه ابن ماجه بإسناد حسن، وأبو داود، والترمذي، والنسائي من حديث ابن عباس". قلت: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث" (2/ 576)،كتاب (17) الأطعمة، باب (1) الأكل على غير وضوء (رقم 530)، قال: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ، فَأَكَلَ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَتَوَضَّأُ؟ فقال: "أريد أن أصلي فأتوضأ" ولم أجده عند غيره من طريق أنس.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، من أجل حال داود بن المحبّر فإنه متروك واتهم بالوضع -كما في ترجمته- وعليه فكلام البوصيري السابق فيه نظر من وجهين: أحدهما: أنه حكم على داود بن المحبر بأنه "ضعيف" ورتب عليه الحكم على الحديث بالضعف فقط، والصواب أن داود "متروك" وحديثه ضعيف جدًا. الثاني: أنه وبناءً على الحكم على الحديث بالضعف ذكر له ما يشهد له من حديث أبي هريرة، وابن عباس، والحديث ضعيف جدًا، لا يقبل التقوية بالشواهد. وعليه فيستغنى عنه بحديث ابن عباس، وقد سبق تخريجه في شواهد الأثر رقم (2405)، والله أعلم.
2408 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَبَاب (¬1) الْعُصْفُرِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (¬2) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى أَوَّلَ طَعَامِهِ فَلْيَقُلْ حِينَ يَذْكُرُ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ. فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ طَعَامَهُ جَدِيدًا وَيَمْتَنِعُ الْخَبِيثَ (¬3) مَا كَانَ يُصِيبُ مِنْهُ. "صَحَّحَهُ ابن حبّان". ¬
2408 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2 م 41/ 2)، وقال: "رواه أبو يعلى، ابن حبّان في صحيحه ورواه الطبراني في كتاب الدعاء". والحديث في مسند خليفة بن خياط (الذي جمعه الدكتور أكرم العمري) (ص 6: 62)، قال: ثنا عمر بن علي، حدثني موسى الجهني، حدثني القاسم بن عبد الرحمن عن عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "من نسي أن يذكر إسم الله في أَوَّلَ طَعَامِهِ فَلْيَقُلْ حِينَ يَذْكُرُ: بِسْمِ اللَّهِ في أوله وآخره، فإنه يستقبل طعامًا جديدًا ويمنع الخبيث ما كان يصيب منه". ولم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى الموصلي، فلعله في الرواية المطولة لم تطبع، ولم أجده كذلك في المقصد العلي. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في صحيحه (12/ 12) كتاب (40) =
= الأطعمة، باب آداب الأكل (رقم 5213)، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدّثنا خليفة بن خياط به نحوه. ومن طريق أبي يعلى أيضًا أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي "عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ" (409) باب ما يقول إذا نسي التسمية في أول طعامه (رقم 459)، قال: أخبرنا أبو يعلى به نحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 210: 10354)، وفي الأوسط (مجمع البحرين) (7/ 59) كتاب (32) الأطعمة، باب (8) في التسمية والحمد (رقم 4036)، وفي كتاب "الدعاء" (2/ 1213) باب ما يقول من نسي أن يذكر الله تعالى في أول طعامه (رقم 889)، قال: حدّثنا عبدان بن أحمد، ثنا خليفة بن خياط به نحوه. ثم قال في "الأوسط": "لم يروه عن موسى إلَّا عمر تفرّد به شباب". وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 23) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله ثقات".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان: 1 - عنعنة "عمر بن علي المقدمي"، وهو مدلس من المرتبة الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع. 2 - الانقطاع بين عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وأبيه، فإنه لم يسمع منه هذا الحديث ضمن الأحاديث التي سمعها من أبيه على قول من يثبت ذلك كما في ترجمته. ويشهد له: 1 - حديث عائشة. 2 - حديث أمية بن مخشي. 3 - حديث امرأة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. 1 - حديث عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره". =
= وفي رواية قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يأكل طعامًا في سنة نفر من أصحابه، فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أما إنه لو كان قال: بسم الله لكفاكم، فإذا أكل أحدكم طعامًا فليقل: بسم الله، فإن نسي أن يقول: بسم الله في أوله فليقل: بسم الله في أوله وآخره". أخرجه أبو داود في سننه (4/ 139، 140: 3767)، والترمذي في سننه (4/ 254: 1858)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وفي الشمائل (ص 157: 150)، (160: 194)، وابن ماجه في سننه (2/ 1068: 3264)، وأحمد في المسند (6/ 143، 207، 208، 246، 265)، وابن حبّان في صحيحه (الإحسان) (12/ 13: 5214)، والحاكم في المستدرك (4/ 108) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، والدارمي في سننه (2/ 94)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 276)، وفي شعب الإيمان (10/ 386: 5446)، وفي الآداب (ص 165: 492)، والطيالسي في مسنده (ص 219: 1566)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (3/ 117، 118: 1084)، والحديث صححه الألباني كما في إرواء الغليل (7/ 24: 1965). 2 - حديث أمية بن مخشي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جالسًا، ورجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلَّا لقمة، فلما رفعها إلى فيّه قال: بسم الله أوله وآخره، فضحك النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قَالَ: ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله عز وجل إستقاء ما في بطنه". أخرجه أبو داود في سننه (4/ 140: 3768)، وأحمد في المسند (4/ 336)، والحاكم في المستدرك (4/ 108، 109) وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه "ووافقه الذهبي، والطبراني في الكبير (1/ 291: 854، 855)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص 410: 461)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3/ 118، 119: 1085، 1086) وابن سعد في "الطبقات" (7/ 12، 13)، والحديث ضعَّفه الألباني كما في "سنن أبي داود" (ص 371: 806)، ولكنه يجبر ما مضى وينجبر به. 3 - حديث امرأة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، يأتي برقم (2409).
2409 - وَقَالَ أَيْضًا (¬1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا حماد بن أسلمة، (¬2)، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ امْرَأَةٍ قَالَتْ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُتِيَ بِوَطْبَةٍ (¬3) فَأَخَذَهَا أَعْرَابِيٌّ بِثَلَاثِ لُقَمٍ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ لَوَسِعَتْهُمْ (¬4) "، وَقَالَ: "إِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمُ اسْمَ اللَّهِ عَلَى طَعَامِهِ فَلْيَقُلْ إِذَا ذَكَرَ: بِسْمِ اللَّهِ أوله وآخره". ¬
2409 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 41/ 2)، وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي". أخرجه أبو يعلى في مسنده (13/ 78، 79: 7153)، قال: حدّثنا إبراهيم بن الحجاج، حدثا حماد عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عن امرأة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُتي بَوَطْبة فَأَخَذَهَا أَعْرَابِيٌّ بِثَلَاثِ لُقَمٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"أما إنه لو قال: بسم الله لوسعكم" وَقَالَ: "إِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمُ اسْمَ اللَّهِ عَلَى طَعَامِهِ فَلْيَقُلْ إِذَا ذَكَرَ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وآخره". وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 22) وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات -كما قال الهيثمي- إلَّا أنه ضعيف للجهالة بالمرأة التي روته واحتمال أنها ليست صحابية. ولكن يشهد له حديث ابن مسعود المتقدم برقم (2408) وشواهده حديث عائشة، وحديث أمية بن مخشي.
2410 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ محمَّد بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنُ الْعُكْلِيُّ، ثنا فَائِدٌ مَوْلَى عَبَادِلَ، حَدَّثَنِي مَوْلَايَ عُبَيْدُ اللَّهِ -هُوَ ابْنُ أَبِي رَافِعٍ- عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: عَمِلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَزِيرَةً (¬2)، فَجَاءَ وَمَعَهُ رَجُلَانِ فَقَرَّبْتُهَا إِلَيْهِمَا (¬3) فَمَرَّ أَعْرَابِيٌّ فَدَعَاهُ [رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-] (¬4) إِلَى الطَّعَامِ، فَأَخَذَهَا بِلُقْمَةٍ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " [ضَعْهَا] (¬5) وَاذْكُرِ اسْمَ [اللَّهِ تَعَالَى] (¬6) وَكُلْ، قَالَ: فَأَكَلَ وَشَبِعَ وفضل منها". [2] حَدَّثَنَا محمَّد -هُوَ الْمُقَدَّمِيُّ- ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا فَائِدٌ مَوْلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ علي بن أبي رافع قال: حدثني عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَدَّتِهِ [سَلْمَى] (¬7) مولاة النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَضِيَ اللَّهُ عنها، [أنها] (¬8) أخبرته أَنَّهَا صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَزِيرَةً، فَقَرَّبَتْهَا إِلَيْهِ فَأَكَلَهَا وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَبَقِيَ مِنْهَا فَضْلَةٌ (¬9)، فَمَرَّ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْرَابِيٌّ فَدَعَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخَذَهَا الْأَعْرَابِيُّ بِيَدِهِ (¬10) كلها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- له: ضعها. فوضعها، فقال له: قل: بسم اللَّهِ وَخُذْ مِنْ أَدْنَاهَا، قَالَتْ: فَشَبِعَ مِنْهَا وفضلت فضله" (¬11). ¬
2410 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 41/ 2)، وقال: "رواه أبو يعلى". قلت: لم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى، فلعله في الرواية المطولة التي لم تطبع، ولم أجده كذلك في المقصد العلي. وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 300: 761)، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا محمَّد بن أبي بكر المقدمي به نحو الرواية الثانية للحديث. وأخرجه كذلك (برقم 762)، قال: حدّثنا أحمد بن محمَّد بن صدقة، ثنا هلال بن بشر، ثنا محمد بن خالد بن عثمة، ثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن فائد مولى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ به نحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 22، 23)، وقال: "رواه الطبراني ورجاله ثقات".
الحكم عليه: الحديث بهذين الإسنادين فيه "عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ" وهو لين الحديث، إضافة إلى أن الإسناد الثاني فيه فضيل بن سليمان وهو ضعيف- كما في ترجمتهما. وبناءً عليه فالحديث ضعيف، لكن يشهد له في مشروعية التسمية الأحاديث السابقة برقم (2408، 2409) وشواهدها.
2411 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) زُهَيْرٌ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مَطَرٍ (¬2)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْأَكْلِ قَائِمًا". [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حدّثنا شبابة بهذا. ¬
2411 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 49/ 2) وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (5/ 422: 3111)، قال: حدّثنا زهير، حدّثنا شبابة بن سوّار، حدّثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مَطَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن الشرب قائمًا والأكل قائمًا". وأخرجه البزّار في مسنده (كشف الأستار) (3/ 330)، كتاب الأطعمة، باب النهي عن الأكل قائمًا (رقم 2868)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الرحيم، ثنا شبابة به مثله وزاد "وعن المجثمة، والجلالة، والشرب من في السقاء". قال الهيثمي: "النهي عن الشرب قائمًا في الصحيح ولم أره بتمامه". وقال البزّار: "المغيرة بن مسلم صالح، وهذا الحديث بعضه يروى عن قتادة، عن أنس، وبعضه يروى، عن عكرمة، عن ابن عباس". هكذا رواه مطر بن طهمان، عن قتادة، فجعل فيه النهي عن الشرب، والنهي عن الأكل كما أخرجه أبو يعلى، وزاد غير ذلك كما في رواية البزّار، وهذا، والله أعلم. من أخطائه، فإنه في رواية البزّار دخل عليه حديث في حديث كما ذكر البزّار، وقد خالفه الحفّاظ من أصحاب قتادة كهمام، وهشام، وسعيد بن أبي عروبة وشعبة، ويزيد بن إبراهيم، فرووه وليس فيه إلَّا النهي عن الشرب قائمًا فقط، وربما زاد بعضهم =
= كلامًا مدرجًا من سؤال قتادة لأنس بن مالك كما سيأتي في تخريجه. وإليك تفصيل روايتهم عن قتادة: 1 - أما رواية همام بن يحيي عن قتادة: فأخرجها مسلم في صحيحه (3/ 1600)، كتاب (36) الأشربة، باب (14) كراهية الشرب قائمًا (رقم 2024). وأبو يعلى في مسنده (5/ 249 رقم 2867). ومن طريقه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 140) كتاب (41) الأشربة، باب (1) آداب الشرب (رقم 5321)، قال: أخبرنا أبو يعلى. والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 281، 282) كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الأكل والشرب قائمًا، وفي "الآداب" (179) باب (153)، في الأكل والشرب قائمًا (رقم 532)، قال: أخبرنا أبو عبيد الله الحافظ، نا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن بالويه، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل. ثلاثتهم [مسلم، وأبو يعلى، وعبد الله بن أحمد]، قالوا: ثنا هدبة بن خالد. وأخرجه أحمد في مسنده (3/ 291)، قال: ثنا بهز، وفي (3/ 199 قال: ثنا عبد الواحد، وأخرجه كذلك في (3/ 250). والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 281، 282) (الموطن السابق) وفي شعب الإيمان (10/ 521) باب الأكل والشرب قائمًا (رقم 5577)، قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو جعفر محمَّد بن عمرو الرزاز، نا جعفر بن محمَّد بن شاكر. كلاهما [أحمد، وجعفر]، قالا: ثنا عفان. وأخرجه الدارمي في سننه (2/ 120، 121) باب من كره الشرب قائمًا. وقال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5/ 344، 345) باب (237) بيان =
= مشكل ما روى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من نهيه عن الشرب قائمًا (رقم 2096)، قال: وحدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدّثنا عبد الصمد. وأخرجه كذلك (برقم 2098)، قال: حدّثنا حسين بن نصر قال: سمعت يزيد بن هارون. سبعتهم [هدبة بن خالد، وبهز، وعبد الواحد، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الصمد، ويزيد بن هارون]، قالوا: "ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الشرب قائمًا "وزادوا جميعًا -إلَّا مسلم، وأبو يعلى، وابن حبّان، والطحاوي، والبيهقي في "شعب الإيمان"- قال قتادة: "فسألنا أنسًا عن الأكل؟ قال: ذاك أشر أو أخبث" على خلاف بسيط في الألفاظ. وزاد البيهقي أيضًا في "شعب الإيمان" قال: عن همام وأبان عن قتادة. 2 - وأما رواية هشام الدستوائي: فأخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 102) كتاب الأشربة، باب (26) من كره الشرب قائمًا (رقم 24122). ومن طريق قتيبة بن سعيد أخرجها مسلم في صحيحه (3/ 1600) (الموطن السابق)، وأحمد في مسنده (3/ 118). كلاهما [ابن أبي شيبة، وأحمد]، قالا: حدّثنا وكيع. وأخرجه أحمد في المسند (3/ 147) قال: حدّثنا بهز بن القاسم، وفي (3/ 214) قال: ثنا عبد الملك ابن عمرو. وأخرجه أبو داود في سننه (4/ 108) كتاب (20) الأشربة، باب (13) في الشرب قائمًا (رقم 3717). والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 272) باب الشرب قائمًا، وفي "شرح مشكل الآثار" (5/ 344، 345) (الموطن السابق) (رقم 2097)، قال: حدّثنا عبد الله بن محمَّد بن خشيش. =
= كلاهما [أبو داود، وابن خشيش]، قالا: ثنا مسلم بن إبراهيم. وأخرجه الطيالسي في مسنده (268: 2000). ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 272) قال: حدّثنا ابن مرزوق قال: ثنا أبو داود. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5/ 344) (الموطن السابق)، قال: حدّثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدّثنا أبو الوليد الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث. سبعتهم [وكيع، وبهز بن القاسم، وعبد الملك بن عمرو، ومسلم بن إبراهيم، وأبو داود الطيالسي، وأبو الوليد الطيالسي، وعبد الصمد]، قالوا: حدّثنا هشام الدستوائي عن قتادة به مختصرًا- أي لم يذكروا زيادة قتادة. 3 - وأما رواية سعيد بن أبي عروبة: فأخرجها مسلم في صحيحه (3/ 1600) (الموطن السابق)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى، حدّثنا عبد الأعلى، والترمذي في سننه (4/ 265) كتاب (27) الأشربة، باب (11) ما جاء في النهي عن الشرب قائمًا (رقم 1879)، قال: حدّثنا محمَّد بن بشار. وأبو يعلى في مسنده (5/ 451: 3165)، قال: حدّثنا أبو خيثمة. كلاهما [محمد بن بشار، وأبو خيثمة]، قالا: ثنا ابن أبي عدي. وابن ماجه في سننه (2/ 1132) كتاب (30) الأشربة، باب (21) الشرب قائمًا (رقم 3424)، قال: حدّثنا حميد بن مسعدة، ثنا بشر بن المفضل. وأحمد في المسند (3/ 131) قال: ثنا محمَّد بن جعفر، ومحمد بن بكر. وأبو يعلى في مسنده (5/ 342: 2973)، قال: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، وفي (5/ 466: 3195)، قال: حدّثنا عبد الله حدّثنا خالد. سبعتهم [عبد الأعلى، وابن أبي عدي، وبشر، ومحمد بن جعفر، ومحمد بن =
= بكر، وإسماعيل بن إبراهيم، وخالد]، قالوا: حدّثنا سعيد عن قتادة به نحوه بزيادة قتادة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. 4 - أما رواية شعبة: فأخرجها أحمد في مسنده (3/ 182، 277). والبيهقي في شعب الإيمان (10/ 522: 5578)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني علي بن عبد الله ببغداد، حدثني جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، حدثني أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين قالا: حدّثنا يحيي بن سعيد القطان عن شعبة، عن قتادة به نحوه بزيادة قتادة. ثم قال البيهقي: تفرّد به يحيي القطان عن شعبة. 5 - أما رواية يزيد بن إبراهيم: فأخرجها الطيالسي في مسنده (ص 271: 2017)، قال: حدّثنا يزيد بن إبراهيم عن قتادة به نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه "مطر بن طهمان" وهو وإن كان صدوقًا إلَّا أنه خالف الثقات في روايته هذا الحديث عن قتادة، وعليه فالحديث ضعيف، والله أعلم. وقد ثبت النهي عن الشرب قائمًا كما في الطرق المتقدمة بأسانيد صحيحة.
7 - باب الخل
7 - باب الخل (¬1) (¬2) 2412 - [و] (¬3) قال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَلَّ خمر". ¬
2412 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 45/1] وقال: "رواه أحمد بن منيع". وقد تفرد أحمد بن منيع بإخراجه إذ لم أجد من أخرجه غيره.
الحكم عليه: الحديث ضعيف جدًا، وإسناده مظلم إذ أن فيه "يوسف بن عطية الصفار وأبان ابن أبي عياش" وكل منهما متروك، والله أعلم.
8 - باب الجبن
8 - باب الجبن 2413 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ (¬1)، ثنا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُتِيَ بِجُبْنَةٍ. فَقِيلَ: إِنَّ هَذَا طَعَامٌ تَصْنَعُهُ (¬2) الْمَجُوسُ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ [عَلَيْهِ] (¬3) وَكُلُوا". قُلْتُ: أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، بِلَفْظٍ آخَرَ. ¬
2413 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 45/1]، وقال: "رواه مسدّد: واللفظ له، وابن حبّان في صحيحه , وأبو داود في سننه بلفظ .. فذكره". وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 131) كتاب العقيقة، باب (24) في الجبن وأكله (رقم 24427)، قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن عمرو بن منصور، عن الشعبي قَالَ: "أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في غزوة تبوك بجبنة، فقيل: إن هذا طعام يصنعه المجوس، فقال: اذكروا اسم الله عليه وكلوه". =
= وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 542) كتاب المناسك، باب الجبن (رقم 8795)، قال: عن قيس بن الربيع أن عمرو بن منصور الهمداني أخبره عن الشعبي، والضحاك بن مزاحم ... فذكره، نحوه. هكذا روياه بهذا اللفظ ولكنه مرسل. وأما ما أشار إليها الحافظ. من إخراج أبي داود له. فقد أخرجه أبو داود في سننه (4/ 169) كتاب (21) الأطعمة، باب (39) أكل الجبن (رقم 3819)، قال: حدّثنا يحيي بن موسى البَلْخي حدّثنا إبراهيم بن عيينة، عن عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عمر قَالَ: "أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بجبنة في تبوك، فدعا بسكين فسمى وقطع". ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 6) كتاب الضحايا، باب أكل الجبن. قال: أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمَّد بن بكر، ثنا أبو داود، به مثله. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 46) كتاب (40) الأطعمة، باب (1) آداب الأكل (رقم 2541)، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدّثنا يحيي بن موسى بن خَتّ قال: حدّثنا إبراهيم بن عيينة، به مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، من أجل حال "عمرو بن منصور" فإنه صدوق كما تقدم، وجميع طرق الحديث تدور عليه، ولذا قال الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/ 725: 3235): "حسن الإسناد".
2414 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ أَيْضًا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: "أنه كان لا يرى بأسًا بأكل الجبن".
2414 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 45/1] وقال: "رواه مسدّد موقوفًا". وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 131)، كتاب العقيقة، باب (24) في الجبن وأكله (رقم 24424)، قال: حدّثنا الفضل بن دكين عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طلحة قال: "سمعته يذكر أن طلحة كان يضع السكين ويذكر اسم الله ويقطع ويأكل".
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح، والله أعلم.
2415 - وَحَدَّثَنَا (¬1) حَفْصٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَأَبِي عِيَاضٍ (¬2) أَنَّهُمَا قَالَا: "لَا بَأْسَ بِجُبْنِ الْمَجُوسِ". ¬
2415 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 45/1]، وقال: "رواه مسدّد بسند ضعيف". ولم أجده عند غيره.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف , لأن في إسناده "الحجاج بن أرطاة" وهو ضعيف مدلس كما في ترجمته، ويشهد لمعناه ما تقدم في الحديث رقم (2413)، والأثر رقم (2414).
9 - باب الزيت
9 - بَابُ الزَّيْتِ 2416 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ (¬1)، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ علي رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا عَلِيُّ كُلِ الزَّيْتَ وادَّهن بِالزَّيْتِ (¬2)، فَإِنَّهُ مَنِ ادَّهن بِالزَّيْتِ لَمْ يَقْرَبْهُ (¬3) الشَّيْطَانُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً". ¬
2416 - تخريجه: هذا الحديث جزء من الحديث الطويل المتقدم برقم (2381)، وقد تم هناك دراسة إسناده، وتخريجه، والحكم عليه بأنه موضوع.
2417 - حَدَّثَنَا (¬1) محمَّد بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو حَزْرَةَ (¬2) يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: وَذُكِرَ عِنْدَهَا الزَّيْتُ فَقَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْمُرُ (¬3) أَنْ يُؤْكَلَ ويُدَّهن بِهِ، وَيَقُولُ: إِنَّهَا (¬4) شجرة مباركة". ¬
2417 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 44/1]، وقال: "رواه الحارث عن الواقدي، وهو ضعيف ... ". قلت: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث" (2/ 578)، كتاب (17) الأطعمة، باب (4) ما جاء في الزيت (رقم 533)، قال: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سلمة، عن أبيه قال: "سمعت عائشة تَقُولُ: وَذُكِرَ عِنْدَهَا الزَّيْتُ فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يأمر به أن يُؤكل ويُدَّهن به ويقول: "إنها من شجرة مباركة". وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (10/ 487: 5540)، قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو جعفر الرزاز، حدّثنا أحمد بن الخليل، حدّثنا الواقدي، به مثله، وزاد: "ويُستعط به".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، من أجل حال: "محمَّد بن عمر الواقدي"، فإنه متروك كما في ترجمته.
10 - باب الخربز بالرطب
10 - بَابُ الْخِرْبِزَ (¬1) بِالرُّطَبِ 2418 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنْ محمَّد بْنِ [أَبِي] (¬2) سُلَيْمَانَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ جَابِرٍ (¬3)، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- كَانَ يَأْكُلُ الْخِرْبِزَ بِالرُّطَبِ وَيَقُولُ: "هُمَا طيبان (¬4) ". ¬
2418 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 43/2]، وقال: "رواه الطيالسي بسند ضعيف لجهالة التابعي". قلت: أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 243: 1762)، قال: حدّثنا زمعة عن محمَّد بن سليمان - (هكذا في المطبوع والصواب-: ابن أَبِي سُلَيْمَانَ)، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَأْكُلُ الْخِرْبِزَ بِالرُّطَبِ وَيَقُولُ: "هُمَا الأطيبان". =
= ومن طريقه أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم-" (ص 186) باب ذكر أكله للقرع ومحبته له -صلى الله عليه وسلم- قال: حدثني أبي رحمه الله، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، به مثله. ومن طريقه أيضًا أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (10/ 540: 5596)، قال: أخبرنا أبو بكر بن فورك أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داود، به مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علل ثلاث: 1 - في إسناده "زمعة بن صالح الجندي" وهو ضعيف. 2 - وفي إسناده "محمَّد بن عبد الله بن أبي سليمان العزرمي" وهو متروك. 3 - الجهالة في الراوي عن "جابر رضي الله عنه". وعليه: فالحديث ضعيف جدًا ولا يقبل الانجبار. فائدة: ثبت من حديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان يأكل الرطب مع الخربز، يعني البطيخ. انظر "سلسلة الأحاديث الصحيحة , للألباني" (1/ 87: 58).
11 - باب فضل النخيل
11 - بَابُ فَضْلِ النَّخِيلِ 2419 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، ثنا مَسْرُورُ بْنُ سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ (¬1)، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ (¬2)، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، عَنْ عَلِيٍّ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَكْرِمُوا عَمَّتَكُمُ النَّخْلَةَ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الطِّينِ الَّذِي خُلِقَ مِنْهُ آدَمُ، وَلَيْسَ مِنَ الشَّجَرِ [شَيْءٌ] (¬4) يُلَقَّحُ (¬5) (¬6) غَيْرُهَا"، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أطعموا نسائكم الوُّلَد (¬7) الرُّطَبَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبٌ فَالتَّمْرُ، وَلَيْسَ [شَيْءٌ] (¬8) مِنَ الشَّجَرِ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ شَجَرَةٍ نَزَلَتْ تَحْتَهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ". ¬
2419 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 44/2]، وقال: "رواه أبو يعلى". =
= وأخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 353: 455)، قال: حدّثنا شيبان حدّثنا مسرور بن سعيد التيمي حدّثنا عبد الرحمن الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، عَنْ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-:"أَكْرِمُوا عَمَّتَكُمُ النَّخْلَةَ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الطِّينِ الَّذِي خُلِقَ مِنْهُ آدَمُ، وَلَيْسَ مِنَ الشجر يُلَقَّحُ غَيْرُهَا"، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أطعموا نسائكم الْوُلَّدَ الرُّطَبَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبٌ فَالتَّمْرُ، وليس مِنَ الشَّجَرِ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ شَجَرَةٍ نزلت تحتها مريم بنت عمران". هكذا أخرجه فجعله حديثين بإسناد واحد. وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (3/ 44، 45) قال: أخبرناه ابن مجاشع قال: حدّثنا شيبان، به مثله. وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 431، 432)، قال: حدّثنا محمَّد بن سعيد بن مهران الأيلي ثنا شيبان -وقد تحرف في المطبوع إلى-: سنان، به نحوه، وجعلها حديثًا واحدًا، ثم قال: "وهذا حديث عن الأوزاعي منكر وعروة بن رويم، عن علي ليس بالمتصل، ومسرور بن سعيد غير معروف لم أسمع بذكره إلَّا في هذا الحديث". وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (111/ 112: 35)، قال: حدّثنا محمَّد بن سعيد الأيلي -ويلقب: بمروك- والحسن بن شجاع البلخي قال: ثنا شبيان، به مثل لفظ ابن عدي. وأخرجه "أبو الشيخ" في "الأمثال" (309، 310: 263)، قال: حدّثنا إبراهيم بن الحارث، حدّثنا شيبان بن فروخ، به مثله لفظ ابن عدي أيضًا. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/ 256)، قال: حدّثنا أحمد بن أبي جعفر النصيبي قال: حدّثنا شيبان، به نحوه مختصرًا. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره- كما ذكر ابن كثير في تفسيره (3/ 117، 118)، قال: "قال ابن أبي حاتم حدّثنا علي بن الحسين، حدّثنا شيبان، به مثله"، =
= وجعلهما حديثين، ثم قال ابن كثير: "هذا حديث منكر جدًا". وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/ 123) قال: حدّثنا أبو بكر الآجري ثنا أحمد بن يحيي الحلواني، ثنا شيبان بن فروخ، به مثله، ثم قال: "غريب من حديث الأوزاعي عن عروة تفرد به مسروو بن سعيد". ومن طريق أبي نعيم أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 183) باب خلق النخلة من طين آدم، قال: أنبأنا محمَّد بن عبد الباقي بن أحمد قال: أنبأنا أحمد بن أحمد قال: أنبأنا أبو نعيم، به مثله. ثم قال: "تفرد به مسرور، قال ابن عدي: مسرور غير معروف، وهو منكر الحديث، وقال ابن حبّان: يروي عن الأوزاعي المناكير التي لا يجوز الإحتجاج بمن يرويها، ومنها هذا الحديث". وتعقَّب السيوطي ابن الجوزي في الحكم بوضعه، كما في اللآلئ المصنوعة (1/ 55، 156)، وتنزيه الشريعة (1/ 209). وتعقب الألباني السيوطي، وصوّب حكم ابن الجوزي بوضعه، كما في السلسلة الضعيفة (1/ 284: 263). والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور (4/ 269)، ونسبه إلى بعض من سبق وزاد نسبته إلى "ابن السني، وأبي نعيم معًا في الطب النبوي، وابن مردويه، وابن عساكر".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - في إسناده "مسرور بن سعيد التميمي، وهو منكر الحديث"، وهذا الحديث مما أنكر عليه. 2 - الإنقطاع بن عروة بن رويم، وعلي بن أبي طالب". وعليه فالصواب في الحديث، والله أعلم. أنه موضوع كما ذكر ذلك ابن الجوزي، وتبعه الألباني.
12 - باب الهندباء
12 - بَابُ الْهِنْدِبَاءِ (¬1) 2420 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا إسماعيل ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَكَرِيَّا الْهَاشِمِيُّ، ثنا (¬2) أَبَانُ بْنُ الْمُحَبَّرِ (¬3)، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُوا الْهِنْدِبَاءَ (¬4) وَلَا تَبْغَضُوهُ (¬5)، فَإِنَّهُ لَيْسَ يَوْمٌ مِنَ الْأَيَّامِ إلَّا وَقَطْرَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ تَقْطُرُ عليه". ¬
2420 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 46/2]، وقال: "رواه الحارث بن أبي أسامة بسند ضعيف، وابن الجوزي في الموضوعات". قلت: أورد ابن الجوزي نحوه من طرق أخرى. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "البغية" (2/ 579) كتاب (17) =
= الأطعمة، باب (5) ما جاء في الهندباء (رقم 534)، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بن إبراهيم بن زكريا الهاشمي قال: أنبأ أَبَانُ بْنُ الْمُحَبَّرِ عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "كلوا من الهندباء ولا تنفضوه، فَإِنَّهُ لَيْسَ يَوْمٌ مِنَ الْأَيَّامِ إلَّا وَقَطْرَةٌ من الجنة تقطر عليه". وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 104) قال: وحدثني أبو الحسن أحمد بن موسى بن عيسى حدّثنا الحسين بن أحمد الأنصاري -من ولد أنس بن مالك- حدّثنا سعيد بن الفتح الأنصاري حدّثنا الحسين بن علوان عن أبان بن أبي عياش، به نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد موضوع، وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض، ولذا قال السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 222): "هذا الإسناد كله تالف"، وقال ابن القيم في زاد المعاد (4/ 400): "هندباء: ورد فيها ثلاثة أحاديث لا تصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولا يثبت مثلها بل هي موضوعة". ثم ذكر هذا الحديث أولها، وحكم عليه بالوضع في المنار المنيف (ص 54: 65). وانظر السلسلة الضعيفة للألباني (2/ 5: 509).
13 - باب الخبيص
13 - بَابُ الْخَبِيصِ (¬1) 2421 - [وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا الْهَيْثَمُ] (¬2) بْنُ عِمْرَانَ: حَدَّثَنِي (¬3) جَدِّي عَبْدُ اللَّهِ (¬4) بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: صَنَعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَبِيصًا بِالْعَسَلِ وَالسَّمْنِ وَالْبُرِّ، فَأَتَى بِهِ فِي قَصْعَةٍ (¬5) إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: "مَا هَذَا (¬6)؟ قَالَ: هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ شَيْءٌ تَصْنَعُهُ الْأَعَاجِمُ مِنَ الْبُرِّ والعسل والسمن تسميه الخبيص. قال: فأكل". ¬
2421 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 43/1]، وقال: "رواه الحارث بإسناد منقطع". قلت: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث" (2/ 582) كتاب (17) الأطعمة، باب (10) ما جاء في الحلوى (رقم 539)، قال: حدّثنا =
= دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قال: سمعت جَدِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قال: صنع عثمان بن عفان خَبِيصًا بِالْعَسَلِ وَالسَّمْنِ وَالْبُرِّ، فَأَتَى بِهِ فِي قَصْعَةٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أبا عبد الله مَا هَذَا؟ "، قَالَ: هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ شَيْءٌ تَصْنَعُهُ الْأَعَاجِمُ مِنَ الْبُرِّ وَالْعَسَلِ وَالسَّمْنِ تسميه الخبيص. قال: فأكل". ولم أجد من أخرجه من هذا الطريق غير حارث.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وفيه ثلاث علل: 1 - جهالة الحال في "الهيثم بن عمران". 2 - جهالة العين في "عبد الله بن أبي عبد الله". 3 - الانقطاع بين "عبد الله بن أبي عبد الله"، وعثمان بن عفان، كما ذكره البوصيري. ولم تذكر كتب الرجال سماعًا بينهما، والله أعلم. لكن يشهد له وروده من طريق أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: قدمت عير من طعام فيها جمل لعثمان بن عفان رضي الله عنه، عليه دقيق حُوَّاري وسمن وعسل، فأتاها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فدعا فيها بالبركة، ثم دعا ببرمة فنصبت على النار وجعل فيها من العسل والدقيق والسمن، ثم عصد حتى نضج أو كاد ينضج ثم أنزل. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كلوا، هذا شيء تسميه فارس: الخبيص، فأكل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأكلنا". وأخرجه الطبراني في الكبير (13/ 150: 370)، وفي الأوسط "مجمع البحرين" (7/ 83: 4085)، وفي الصغير "الروض الداني" (2/ 88: 833)، وقال في الأوسط والصغير: لا يروى عن عبد الله بن سلام إلَّا بهذا الإسناد تفرَّد به الوليد بن مسلم. ومن طريقه أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (1/ 368، 369). وابن الجوزي كذلك في العلل المتناهية (2/ 666: 1109)، وقال: "هذا =
= حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تفرَّد به الوليد، وكان يسقط الضعفاء من الإسناد ويدلس". قلت: قد صرح الوليد بن مسلم بالتحديث، فزالت التهمة -إن شاء الله- قال الذهبي في السير (9/ 212): "وكان -أي الوليد- من أوعية العلم ثقة، حافظًا، ولكن ردئ التدليس، فإذا قال: حدّثنا، فهو حجة". وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (10/ 479: 5532). وأخرجه تمام في فوائدها "الروض البسام" (3/ 201، 202: 986)، وأبو بكر الشافعي البزّار في "الغيلانيات" (ص 323: 950)، وأبو القاسم الرازي في "فوائده" كما في "زوائد الأجزاء المنثورة" (ص 392: 986). قال الهيثمي في المجمع (5/ 38، 39): "رواه الطبراني في الثلاثة ورجال الصغير والأوسط ثقات". قلت: بل هو ضعيف، ولكنه يتعاضد مع رواية الحارث فيكون الحديث بمجموع الطريقين حسنًا لغيره إن شاء الله.
14 - باب من دعي إلى طعام فأراد إحضار واحد معه فليستأذن
14 - بَابُ مِنْ دُعي إِلَى طَعَامٍ فَأَرَادَ إِحْضَارَ وَاحَدٍ مَعَهُ فَلْيَسْتَأْذِنْ 2422 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: إنَّ رَجُلًا (¬1) صَنَعَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَعَامًا فَدَعَاهُ فَقَالَ: أَتَأْذَنُ لِي فِي سَعْدٍ (¬2) فَأَذِنَ لَهُ، ثُمَّ صَنَعَ طَعَامًا فَقَالَ: أَتَأْذَنُ لِي فِي سَعْدٍ [فَأَذِنَ لَهُ، ثُمَّ صَنَعَ طَعَامًا فَقَالَ: تَأْذَنُ فِي سعد] (¬3) فإنه صاحبكم". ¬
2422 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 141/1]، وقال: "رواه مسدّد"، ولم أجده عند غيره.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، ولا يشكل عليه عنعنة أبي إسحاق السبيعي، فإن الراوي عنه شعبة، وعنعة أبي إسحاق محمولة على الاتصال إذا كان شعبة هو الراوي عنه كما سبق، وإنما الذي يشكل عليه كونه مرسلًا. إذ أن "عمرو بن شرحبيل" مخضرم، حيث كان مسلمًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولم يلقه، ويحتمل أن يكون سمعه =
= من غير الصحابة، ولذا فهو ضعيف. لكن يشهد له في أن من أراد أن يدعو يستأذن لمن يحضر معه من الداعي، حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: كان رجل من الأنصار يقال له: "أبو شعيب"، وكان له غلام لحام، فرأى رسول الله فعرف في وجهه الجوع، فقال لغلامه: ويحك إصنع لنا طعامًا لخمسة نفر، فإني أريد أن دعو النبي -صلى الله عليه وسلم- خامس خمسة. قال: فصنع، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فدعاه خامس خمسة، واتبعهم رجل فلمّا بلغ الباب، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ هَذَا اتبعنا، فإن شئت أن تأذن له، وإن شئت رجع. قال: لا بل آذن له يا رسول الله". أخرجه البخاري في صحيحه "فتح الباري" (9/ 470: 5434) و (9/ 497: 5461)، ومسلم في صحيحه (3/ 1608: 2036)، والترمذي في سننه (3/ 405: 1099)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وأحمد في المسند (4/ 120، 121)، وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (1/ 229: 236)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 265)، والطبراني في الكبير (17/ 196، 198: 524 - 532)، والبغوي في شرح السنّة (9/ 144، 145: 2320).
15 - باب إيجاب إجابة الدعوة
15 - بَابُ إِيجَابِ إِجَابَةِ الدَّعْوَةِ (¬1) 2423 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْأَفْرِيقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ أَبُو أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ وَإِنْ كان صائمًا". ¬
2423 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 142/ 1) مطولًا، ثم قال: "رواه مسدّد وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن منيع، والحارث بن أبي أسامة، ومدار أسانيدهم على الإفريقي وهو ضعيف. وتقدم بعض هذا الحديث في الصوم في باب من دعى وهو صائم". قلت: هكذا أورده هنا مختصرًا، وقد أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (فضل الله الصمد) (2/ 379)، باب (416) تشميت العاطس (رقم 922)، قال: حدّثنا محمَّد بن سلام قال: أخبرنا الفزاري عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْإِفْرِيقِيُّ قال: حدثني أبي أنهم كانوا غزاة في البحر زمن معاوية فانضم مركبنا إلى مركب أبي أيوب الأنصاري، فلما حضر غداؤنا أرسلنا إليه فأتانا فقال: دعوتموني وأنا صائم فلم يكن لي بد من أن أجيبكم لِأَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "إن للمسلم على =
= أخيه ست خصال واجبة، إن ترك منها شيئًا فقد ترك حقًا واجبًا لأخيه عليه ... " ثم ذكرها وذكر قصة أخرى. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده "بغية الباحث" (2/ 856)، كتاب (29) البر والصلة، باب (7) في حق المسلم على المسلم (رقم 910)، قال: حدّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن زياد بن أنعم به نحوه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/ 180: 4076)، قال: حدّثنا بشر بن موسى عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به نحوه. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (8/ 31: 3034)، قال: وقد حدّثنا يونس قال: أنبأنا ابن وهب قال: أنبأنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم المعافري، به نحوه. قال الهيثمي في المجمع (8/ 185): "رواه الطبراني، وعبد الرحمن وثقه يحيي القطان وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - عنعنة مروان بن معاوية الفزاري، وهو مدلس من الطبقة الثالثة. 2 - في إسناده: "عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْأَفْرِيقِيِّ"، وهو ضعيف كما في ترجمته. لكن يشهد له حديث: 1 - أبي هريرة. 2 - جابر بن عبد الله. 3 - عبد الله بن مسعود. 4 - أبي سعيد الخدري. 1 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دُعي =
= أحدكم فليجب، وإن كان صائمًا فليدع وفي رواية: فَلْيُصَلِّ وإن كان مفطرًا فليطعم". أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 1054: 1431)، وأبو داود في سننه (2/ 828: 2460)، والترمذي في سننه (3/ 150: 780)، وقال حسن صحيح، وأحمد في المسند (2/ 279، 507)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 120: 5306)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 263)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (8/ 30: 3032)، والبغوي في "شرح السنة" (6/ 374: 1816)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (5/ 303، 7/ 111)، وانظر "إرواء الغليل" (7/ 14: 1953). 2 - حديث جابر رضي الله عنه قال: "إذا دعا أحدكم أخاه لطعام فليجب، فإن شاء طعم، وإن شاء ترك". أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 1054: 1430)، وأبو داود في سننه (4/ 124: 3740)، وابن ماجه في سننه (1/ 557: 1751)، وأحمد في المسند (3/ 392)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (115/ 12، 116: 5353)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (8/ 28: 3028، 3029، 3030)، والبغوي في "شرح السنة، (9/ 140: 2316). وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 616: 347). 3 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطرًا فليأكل، وإن كان صائمًا فليدع بالبركة". أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 285: 10563)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص 438: 489). وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 52) وقال: "رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات". وقال الألباني في: "إرواء الغليل" (7/ 15): "وهذا إسناد صحيح". 4 - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وسيأتي بعده برقم (2424).
16 - باب الفطر للصائم المتطوع إذا دعي
16 - بَابُ الْفِطْرِ لِلصَّائِمِ الْمُتَطَوِّعِ إِذَا دُعي 2424 - [1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ (¬1) بْنِ رِفَاعَةَ (¬2)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: صَنَعَ رَجُلٌ [طَعَامًا وَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ:] إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَخُوكَ صنع طعامًا ودعاك، افطر واقضي [يَوْمًا] (¬4) مَكَانَهُ". [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خالد، أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدٍ نَحْوَهُ. ¬
2424 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 40/ 2)، وقال: "رواه أبو داود الطيالسي، وأحمد بن حنبل بسند فيه محمَّد بن أبي حميد وهو ضعيف". قلت: قوله: "وأحمد بن حنبل"، لعله سبق قلم، والمقصود "أحمد بن منيع"، ولم أجده في مسند الإِمام أحمد. =
= وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 293: 2203)، قال: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن عبيد بن رفاعة الزرقي، عن أبي سعيد قَالَ: صَنَعَ رَجُلٌ طَعَامًا وَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنِّي صَائِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَخُوكَ صَنَعَ طَعَامًا وَدَعَاكَ، أَفْطِرْ واقضي مكانه". ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 263، 264)، كتاب الصداق، باب من استحب الفطر إن كان صدقة غير واجب قال: أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود به مثله. ثم قال: "ورواه ابن أبي فديك عن ابن أبي حميد، وزاد فيه": "إن أحببت "يعني القضاء، وابن أبي حميد، يقال: "محمَّد"، ويقال: "حماد"، وهو ضعيف". قلت: متابعة ابن أبي فديك للطيالسي أخرجها ابن عساكر في تاريخه (2/ 1/ 2) كما ذكره الألباني في الإرواء (7/ 12). وتابع الطيالسي كذلك حمادُ بن خالد، أخرجه "أحمد بن منيع" عنه به كما ذكره المصنف. هكذا رواه أحمد بن منيع عن حماد بن خالد موصولًا. وخالفه أحمد بن محمَّد بن سواده فرواه عن حماد مرسلًا. أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 177) كتاب الصيام، باب تبيت النية من الليل وغيره (رقم 24)، قال: حدّثنا أحمد بن محمَّد بن يزيد الزعفراني، ثنا أحمد بن محمَّد بن سوادة، ثنا حماد بن خالد عن محمَّد بن أبي حميد، عن إبراهيم بن عبيد قال: صنع أبو سعيد الخدري طعامًا ... فذكره، ثم قال: "هذا مرسل". وتابع إبراهيم بن عبيد في روايته عن أبي سعيد محمدُ بن المنكدر. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 279)، كتاب الصيام، باب التخيير في القضاء إن كان الصوم تطوعًا. قال: أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة الأنصاري، أنبأ أبو حاتم بن أبي الفضل الهروي، ثنا محمَّد بن عبد الرحمن السامي، =
= أنبأ إسماعيل بن أبي أويس، ثنا أبو أويس، عن محمَّد بن المنكدر، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طعامًا ... فذكر نحوه. قال الحافظ في الفتح (4/ 247): "إسناده حسن ... ". وتابع أبا أويس في الرواية عن ابن المنكدر حماد بن أبي حميد. أخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (3/ 327، 328) كتاب (11) الوليمة والعقيقة، باب (4) الصائم يُدعى إلى الطعام (رقم 1902)، قال: حدّثنا بكر، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا عطاف بن خالد المخزومي، ثنا حماد بن أبي حميد، حدثني محمَّد بن المنكدر، به نحوه. وفي آخره: "افطر ثم صُم يومًا مكانه إن شئت"، ثم قال: "لا يُروى عن أبي سعيد إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به حماد -وهو محمَّد بن أبي حميد-". أهل المدينة يقولون: "حماد". قلت: قوله: "لا يُروى ... إلخ" غير صحيح، فقد رواه أبو أويس عن أبي سعيد -كما تقدم-. وقد أورد الحديث الحافظ ابن حجر في الفتح (9/ 156)، ونسبه إلى الطيالسي والطبراني، ثم قال: "في إسناده راوٍ ضعيف، لكنه توبع، والله أعلم". قلت: هو محمَّد بن أبي حميد، تابعه أبو أويس كما أخرجه البيهقي. وقال الهيثمي في المجمع (4/ 53): "رواه الطبراني في الأوسط , وفيه حماد بن أبي حميد، وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات".
الحكم عليه: الحديث بإسناد الطيالسي وأحمد بن منيع، مداره على "محمَّد بن أبي حميد"، الملقَّب بـ "حماد"، وهو ضعيف منكر الحديث، كما سبق ترجمته. وعليه، فالحديث ضعيف، لكن يشهد له المتابعة التي أخرجها البيهقي من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه، عن ابن المنكدر، عن أبي سعيد، وقد حسَّنها الحافظ في الفتح -كما تقدم-. =
= أما بالنسبة للاختلاف الوارد في الحديث حيث ورد موصولًا، ورواه الدارقطني مرسلًا -كما سبق-، فقد قال الألباني في الإرواء (7/ 13): "ولعل هذا الاختلاف من قبل ابن أبي حميد نفسه، وذلك لضعفه في حفظه، وقد اضطرب أيضًا في قوله: "إن شئت" فتارة أثبته، وتارة لم يذكره؛ ولا شك أن الصواب إثباته لموافقته في ذلك لرواية أبي أويس". ثم قال في (7/ 14): "وبالجملة، فالحديث حسن من الطريق الأولى -أي طريق أبي أويس-، ورواية ابن أبي حميد له على وفقه إن لم يزده قوّة لم يضره، والله أعلم".
17 - باب كراهة الأكل في الأسواق
17 - بَابُ كَرَاهَةِ الْأَكْلِ فِي الْأَسْوَاقِ (¬1) 2425 - قَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ محمَّد، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ (¬2) حَدَّثَنِي (¬3) سَعِيدُ بْنُ لُقْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الأكل في الأسواق (¬4) دناءة (¬5) ". ¬
2425 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 46/ 2)، وقال: "رواه عبد بن حميد بسند ضعيف، وابن الجوزي في الموضوعات". قلت: أخرجه عبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (3/ 207: 1442)، قال: حدّثنا يونس بن محمَّد، حدّثنا محمَّد بن الفرات التيمي قال: حدّثنا سَعِيدُ بْنُ لُقْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، عن أبي هريرة سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الأكل في السوق دناءة". =
= وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (3/ 163)، قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر أنبأنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدّثنا أحمد بن الخليل، حدّثنا يونس بن محمد به مثله. وأخرجه أبو يعلى فيما ذكره الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (3/ 446) عن جبارة، عن محمَّد بن الفرات به مثله. ولم أجده في المطبوع من مسنده. ومن طريق جبارة أخرجه كذلك الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد، الموطن السابق"، قال: وأخبرنا الحسن بن أبي بكر أيضًا، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب الأصبهاني، حدّثنا محمَّد بن صالح وموسى بن هارون قالا: حدّثنا جبارة به مثله. قال الحافظ ابن حجر: "وأورده الأزدي عن أبي يعلى، وقال: خالفه يونس بن محمَّد وهو ثبت عن محمَّد بن الفرات فقال: عن سعد بن بكر، عنبشر بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه قال الأزدي: وكلا الإسنادين غير قائم". وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 80) قال: سمعت عمران السختياني يقول: سمعت سويدًا يقول: حدثت بقية وكتبه عني، عن محمَّد بن الفرات، به مثله. وأخرجه كذلك في (6/ 139) قال: حدّثنا القاسم بن زكريا، ثنا محمَّد بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا محمَّد بْنُ الفرات به مثله. ثم قال: "وهذا لا يرويه غير محمَّد بن الفرات بهذا الإسناد ... ". ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 36)، باب الأكل في السوق، قال: أنبأنا منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، حدّثنا ابن عدي، حدّثنا القاسم بن زكريا، به مثله. وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (7/ 283)، قال: حدّثنا علي بن عمر الحربي الزاهد -لفظًا- قال: قرئ على أحمد بن إبراهيم بن شاذان -وأنا أسمع- قال: حدثني أبو القاسم الحسن بن إبراهيم المكتب، حدّثنا محمَّد بن الفضل =
= الوصيفي، حدثنا سهل بن نصر المَطْبَخي، حدّثنا محمَّد بن الفرات، به مثله. ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 37)، قال: وأنبأنا عبد الرحمن بن محمَّد، أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت به مثله. وتابع أبو صالح عبد الرحمن الأنصاري في الرواية , عن أبي هريرة. أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" (10/ 125)، قال: أخبرنا محمَّد بن علي بن يعقوب، حدّثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمَّد بن خرمان الصفار -ببغداد-، حدّثنا أبو البشر الهيثم بن سهل حدّثنا مالك بن سعيد عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة بمثله ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 37) قال: أنبأنا القزار، أنبأنا أحمد بن علي، به مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد "موضوع" وآفته "محمَّد بن الفرات"، فإن مداره عليه، وهو كذاب وضاع كما في ترجمته. ولذا حكم عليه ابن الجوزي بالوضع، وقال ابن القيم في "المنار المنيف" (ص 130): " ... ومن ذلك أحاديث النهي عن الأكل في السوق كلها باطلة، قال العقيلي: لا يثبت في هذا الباب شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ". وهذا الكلام السابق إنما هو على الحديث الذي يُروى بأسانيد مدارها على "محمَّد بن الفرات" وبالتالي فهذه الطريق غير صالحة للإنجبار". أما متابعة أبي صالح فهي ضعيفة، وفي سندها علتان: 1 - في سندها: "الهيثم بن سهل"، وقد ضعفه الدارقطني، كما في ميزان الاعتدال (4/ 323). 2 - عنعنة الأعمش وهو مدلس من الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرّح فيه بالسماع. وقد ورد الحديث من طريق أبي أمامة كما أخرجه الطبراني في الكبير =
= (8/ 297، 298: 7977)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/ 191)، وابن عدي في الكامل (2/ 80، 5/ 10)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (ص 152: 331)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 24، 25): "رواه الطبراني وفيه عمر بن موسى بن وجيه وهو ضعيف". وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 37) من طريقين، وتعقبه السيوطي في "الألىء المصنوعة" (2/ 256)، فاقتصر على تضعيفه تبعًا للعراقي في تخريج الإحياء (2/ 18). وكذا أورده ابن عراق في "الفصل الثاني" من "تنزيه الشريعة، (2/ 259)، وقال: "تعقب بأن الحافظ العراقي اقتصر في تخريج الإحياء على تضعيفه". قلت: حديث أبي أمامة ورد من طريقين، أما الأولى ففيها "جعفر بن الزبير" وقد كذبه شعبة كما في تهذيب الكمال (5/ 34)، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب (ص 140: 939): "متروك الحديث وكان صالحًا في نفسه". وأما الثانية ففيها "عمر بن موسى الوجيهي"، وهو كذاب وضاع. وعليه فالحديث من جميع طرقها "موضوع"، إلَّا أنه من طريق أبي صالح عن أبي هريرة لا يصل إلى درجة الوضع والصواب الاقتصار على تضعيفه فقط، والله أعلم.
18 - باب فضل التواضع في المأكول
18 - بَابُ فَضْلِ التَّوَاضُعِ فِي الْمَأْكُولِ 2426 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ سَالِمٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ دَخَلَ الْمُتَوَضَّأَ (¬1) فَأَصَابَ لُقْمَةً أَوْ كِسْرَةً فِي مَجْرَى الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ فَأَخَذَهَا فَأَمَاطَ عَنْهَا الْأَذَى وَغَسَلَهَا غَسْلًا نِعِمَّا (¬2) (¬3)، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى غُلَامِهِ فَقَالَ: يَا غُلَامُ ذِكِّرْنِي بِهَا إِذَا تَوَضَّأْتُ، فَلَمَّا تَوَضَّأَ قَالَ: نَاوِلْنِي اللُّقْمَةَ -أَوِ قَالَ: الْكِسْرَةَ- فَقَالَ: يَا مَوْلَايَ أَكَلْتُهَا، قَالَ: اذْهَبْ، فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ: يَا مَوْلَايَ لِأَيِّ شَيْءٍ أَعْتَقْتَنِي؟ قَالَ: لِأَنِّي سَمِعْتُ أُمِّيَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- تَذْكُرُ عَنْ أَبِيهَا رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ وَجَدَ لُقْمَةً أَوْ كِسْرَةً فِي مَجْرَى الْغَائِطِ أَوِ الْبَوْلِ فَأَخَذَهَا، أماط عَنْهَا الْأَذَى وَغَسَلَهَا غَسْلًا نِعِمَّا ثُمَّ أَكَلَهَا لَمْ تَسْتَقِرَّ فِي بَطْنِهِ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ، فَمَا كُنْتُ لِأَسْتَخْدِمَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. * [وَهْبٌ] (¬4) هَذَا هُوَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الْقَاضِي الْمَعْرُوفٌ بالكذب ووضع ¬
الْحَدِيثِ وَهَذَا الْحَدِيثُ مِمَّا افْتَرَاهُ، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيُّ فِي "الْمَوْضُوعَاتِ" (¬5) وَكَشَفَ أَمْرَ هَذَا الحديث فأجاد. ¬
2426 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 42/2]، وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي". قلت: ولم أجده في المطبوع من مسنده. فلعله في الرواية المطولة التي لم تُطبع. وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (370، 371) قال: أخبرني أبو الفضل نصر بن محمَّد العطار كتابةً من طوس، وحدثني عنه إسماعيل بن يوسف، حدّثنا علي بن جعفر بن محمَّد الرازي أبو الحسن ببيت المقدس، حدّثنا أحمد بن يحيى، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن أيوب القرشي الضرير، حدثني زكريا بن يحيي الخزاز المقري، حدّثنا محمَّد بن جعفر، حدثني أبي عن أبيه قال: فذكر نحوه، ولكنه قال: "الحسين بن علي"، بدل: "الحسن بن علي". وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" كما ذكره المصنف، ولم أجده في المطبوع منها، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد موضوع، وآفته (وهب بن وهب القاضي)، فإنه كذاب وضاع كما في ترجمته، وقد قال ابن الجوزي -كما في مختصر الإتحاف [2/ 42/2]-: هذا حديث موضوع والمتهم بوضعه "وهب بن عبد الرحمن"، ثم انظر إلى من وضع هذا، فإن اللقمة إذا وقعت في مجرى البول وتداخلتها النجاسة فَرَبَتْ لا يتصور غسلها، وكأن الذي وضع هذا قصد أذى المسلمين والتلاعب بهم، =
= وتبعه في الحكم عليه بالوضع السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 255)، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 241: 28). وكذا حكم عليه بالوضع ابن القيم في "المنار المنيف" (ص 65: 117). وتساهل الهيثمي، فذكره في "المجمع" (5/ 34). ثم قال: "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات". [قلت: قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع والمتهم بوضعه: وهب بن عبد الرحمن -وهو وهب بن وهب القاضي- وإنما دلسه عيسى بن سالم، وقد دلسه مرة أخرى فقال: وهب بن عبد الرحمن المديني، وقد دلسه محمَّد بن أبي السري العسقلاني، فقال: وهب بن زمعة القرشي، وهو وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود، وهذا كله جهل من الرواة بما في ضمن ذلك من الجناية على الإِسلام , لأنه قد يبنى على الحديث حكم فيعمل به، لحسن ظن الراوي بالمجهول، ثم انظر إلى جهل من وضع هذا الحديث فإن اللقمة إذا وقعت في مجرى البول وتداخلتها النجاسة فربت لم يتصور غسلها، وقد سئل أحمد بن حنبل عن سمسم وقع في النجاسة هل يغسل؟ فقال: كيف يتصور غسله؟ وكأن الذي وضع هذا قصد أذى المسلمين والتلاعب بهم. انظر الموضوعات بتحقيق د. نور الدين بويا جيلار]، كتبه سعد.
19 - باب [آداب] الشرب
19 - بَابُ [آدَابِ] (¬1) الشُّرْبِ (¬2) 2427 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا [مُعَلَّى (¬3) بْنُ مَنْصُورٍ] (¬4)، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَصْبَهَانِيُّ (¬5) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[مَنْزِلًا] (¬6)، فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ (¬7) مَعَ ابْنٍ لَهَا بِشَاةٍ (¬8). فَحَلَبَ ثُمَّ [قَالَ] (¬9): انْطَلِقْ بِهِ إِلَى أُمِّكَ، فَشَرِبَتْ حَتَّى رَوِيَتْ، ثُمَّ جَاءَ (¬10) بِشَاةٍ أُخْرَى، فَحَلَبَ ثُمَّ سَقَى أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ جَاءَ (10) بشاة أخرى فحلب ثم شرب". ¬
2427 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 46/2] وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 99: 103)، قال: حدّثنا زهير، حدّثنا معلي بن منصور، حدّثنا ابن أبي زائدة، حدّثنا ابن أبي ليلى، حدّثنا عبد الرحمن بن الْأَصْبَهَانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أبي بكر الصديق قال: "نزل النبي مَنْزِلًا، فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَ ابْنٍ لَهَا شاة، فَحَلَبَ، ثُمَّ قَالَ: انْطَلِقْ بِهِ إِلَى أُمِّكَ فَشَرِبَتْ حَتَّى رَوِيَتْ، ثُمَّ جَاءَ بِشَاةٍ أُخْرَى فحلب ثم سقى أبا بكر، ثُمَّ جَاءَ بِشَاةٍ أُخْرَى فَحَلَبَ ثُمَّ شَرِبَ". وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (2/ 491، 492) باب اجتياز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمرأة وابنها ... قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان. قال: أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار قال: أنبأنا أحمد بن يحيي الحلواني، ومحمد بن الفضل بن جابر قالا: حدّثنا محمَّد بن عمران بن محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى قال: حدّثنا يحيي بن زكريا ابن أبي زائدة (ح). وأخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد -واللفظ له- قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمَّد المصري قال: حدّثنا عبد الله بن محمَّد بن أبي مريم قال: حدّثنا أسد بن موسى قال: حدّثنا يحيي بن زكريا ابن أبي زائدة قال: حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى قال: حدّثنا عبد الرحمن الأصبهاني قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: فذكر القصة مطولة ثم قال: "وهذه القصة وإن كانت تنقص عما روينا في قصة أم معبد، ويزيد في بعضها فهي قريبة منها، ويشبه أن يكونا واحدة، وقد ذكر محمَّد بن إسحاق بن يسار من قصة أم معبد شيئًا يدل على أنها وهذه واحدة، والله أعلم". =
= وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (7/ 212: 18667) مختصرًا، ونسبه إلى أبي يعلى، ثم ذكره مطولًا في (16/ 665: 46287)، ونسبه إلى البيهقي في "الدلائل" وابن عساكر في "تاريخ دمشق".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وله علتان: 1 - الانقطاع بين عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبي بكر، حيث أن عبد الرحمن وُلد في خلافة عمر رضي الله عنه. 2 - في إسناده: "محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى" , وهو ضعيف سيِّىء الحفظ جدًا. ولذا ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 83)، وقال: "رواه أبو يعلى، وابن أبي ليلى لم يسمع من أبي بكر". وإذا كان هذا الحديث هو الوارد في قصة أم معبد -كما قال البيهقي-، لكنه ورد مختصرًا فتشهد له الطرق الأخرى التي رويت بها قصة أم معبد، حيث أخرجها الحاكم في المستدرك (3/ 9، 10، 11)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي على صحته وقال: "نزول المصطفى بالخيمتين متواتر في أخبار "صحيحه". ثم ذكر دلائل على ذلك، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/ 48: 3605)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/ 493، 494)، وأبو القاسم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (2/ 517: 53، 54, 55، 56)، وابن سعد في "الطبقات" (1/ 185، 186)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (ص 380: 1100، 1101، 1102)، والبغوي في "شرح السنّة" (13/ 261: 2704)، والآجري في "الشريعة" (ص 465، 466)، واللالكائي في "شرح اعتقاد أصول أهل السنة" (4/ 776: 1433، 1434، 1435، 1436، 1437)، وذكر لها ابن كثير طرقًا كثيرة في البداية والنهاية (3/ 187، 193)، وقال: "وقصتها مشهورة مروية من طرق يشد بعضها =
= بعضًا"، وأورده ما رواه البيهقي في "الدلائل" ثم قال: "إسناده حسن"، وقال الألباني في تخريجه لأحاديث "فقه السيرة" للغزالي (ص 179): "فالحديث بهذه الطرق لا ينزل عن رتبة الحسن". وعليه، فهذا الحديث يرتقي إلى درجة الحسن بهذه الشواهد، والله أعلم.
2428 - حَدَّثَنَا (¬1) سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ عَنِ الْخُصَيْبِ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: تعللوا (¬2) بالشاة، فإنما هو (¬3) سُقْيَا اللَّهِ تَعَالَى. وَإِذَا حَلَبْتُمُوهَا فَلَا تَجْهَدُوهَا ودعوا داعي اللبن (¬4) ". ¬
2428 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 47/ 1]، وقال: "رواه أبو يعلى". قلت: لم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى. ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع، ورواها عنه ابن المقري. وأورده الديلمي في" الفردوس" (5/ 65: 7473)، وإسناده -كما في زهر الفردوس (4/ 192) -، قال: أخبرنا أبي، أخبرنا أبو طالب علي بن الحسين بن الحسن الحسيني، أخبرنا عبد الكريم، أخبرنا ابن المقري، أخبرنا أبو علي -هكذا في المطبوع، والصواب: أَبُو يَعْلَى- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السمان به بلفظ: "لا تغالوا بالشاة، فإنها سقيا الله، وإذا حلبتم ذات الدر منها فأبقوا دواعي اللبن لأولادها، فإنها من أبرأ الدواب". وذكره السيوطي في" الجامع الكبير" (1/ 897)، والمتقي الهندي في "كنز العمال" (15/ 423: 41672)، ونسباه إلى "الديلمي، وابن عساكر عن عبد الله بن بُسر"، وقد تصحف في الكنز إلى "بشر" بالمعجمة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد موضوع؛ لأن في إسناده "الخصيب بن جحدر"، وهو كذاب كما في ترجمته، إضافة إلى ضعف عنبسة بن سعيد القطان.
2429 - [حَدَّثَنَا (¬1) عَمْرٌو (¬2)]، ثنا محمَّد بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مَسْمُولٍ (¬3)، ثَنَا الْقَاسِمِ بْنِ مُخَوَّلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْإِبِلُ تَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ مُسَنِّتُونَ (¬4) (¬5) وَهِيَ حُفَّل (¬6). قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "احْلُبْ وَاشْرَبْ وَدَعْ دواعي اللبن". ¬
2429 - تخريجه والحكم عليه: هذا الحديث هو جزء من الحديث الطويل المتقدم (برقم 2364)، وقد تقدم هناك تخريجه، والحكم عليه بالضعف وبيان علته. ولفظ الشاهد منه هناك قوله: "قلت: يا رسول الله نلقى الإبل وهي مصراة ونحن محتاجون قال: نَادِ يَا صَاحِبَ الْإِبِلِ ثَلَاثًا. فَإِنْ جَاءَ وَإِلَّا فَاحْلُلْ صِرَارَهَا، ثُمَّ اشْرَبْ، ثُمَّ صِرَّ وابق للبن دواعيه. ويشهد له: حديث ضرار بن الأزور رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- مر به وهو يحلب فقال: "دع داعي اللبن". وفي رواية قال: "بعثني أهلي بلقوح إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأمرني أن أحلبها، فحلبتها، فقال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: دع داعي اللبن". =
= أخرجه أحمد في المسند (4/ 311، 322، 339)، وابنه عبد الله في "زوائد المسند" (4/ 76)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 90: 5283)، والحاكم في المستدرك (3/ 273: 620)، وقال: صحيح الإسناد، والدارمي في سننه (2/ 88)، والبيهقي في سننه (8/ 14)، والطبراني في الكبير (8/ 354، 355: 8127، 8128، 8129، 8130، 8131)، وهناد في "الزهد" (2/ 409: 795)، ووكيع في "الزهد" (3/ 804: 495)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 338، 339)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/ 654)، وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 196) ثم قال: "رواه أحمد، والطبراني بأسانيد، ورجال أحدهما رجال الثقات"، وصححه الألباني كما في "السلسلة "الصحيحة" (4/ 474: 1860).
2430 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ (¬1)، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيَتَّقِي أَنْ يَشْرَبَ فِي الْإِنَاءِ الضاري (¬2) ". ¬
2430 - تخريجه: ذكره البوصيري في "مختصر الإتحاف" [2/ 47/ 1] وقال: "رواه محمَّد بن يحيي بن أبي عمر". وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (9/ 244) كتاب الأشربة، باب الحد في نبيذ الأسقية، ولا يشرب بعد ثلاث (رقم 17016)، قال: عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتقي الشراب في الإناء الضاري. ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 32) كتاب الطهارة، باب التطهر في أواني المشركين إذا لم يعلم النجاسة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو جعفر بن محمَّد بن عبد الله البغدادي، أنا إبراهيم بن محمَّد بن عبد الله بن سويد، ثنا عبد الرزاق، به نحوه. إلا أنه تصحّف عليه فَقَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يتقي أن يشرب في الإناء للنصراني"، ثم قال: "قال أبو عبد الله: تفرَّد به إبراهيم بن يزيد الخوزي عن ابن أبي مليكة". وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (5/ 511: 13765)، وعزاه إلى عبد الرزاق.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًّا؛ لأن في إسناده "إبراهيم بن يزيد الخوزي"، وهو متروك كما في ترجمته.
2431 - وقال أبو بكر ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ (¬1) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُشْرَبَ من الإناء المخنوث (¬3) ". ¬
2431 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 47/ 1)، إلَّا أنه قال: "المجبوب" بدل المخنوث"، ثم قال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى الموصلي". قلت: لم أجده في مظانه من مصنف ابن أبي شيبة. ومن طريقه أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 267: 2380)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُشْرَبَ مِنَ الْإِنَاءِ المخنوث".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، من أجل حال "إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع" فإنه ضعيف كما في ترجمته. وعليه فتصحيح الألباني لهذا الحديث في السلسلة الصحيحة (3/ 209: 1207)، وقوله: "وإسناده صحيح على شرط الشيخين" فيه نظر، فإنه وإن كان بقية رجاله من رجال الشيخين، إلَّا أن "إبراهيم بن إسماعيل" ليس كذلك، وإنما أخرج له =
= البخاري حديثًا واحدًا معلقًا كما قال الحافظ في "هدي الساري" (ص 479). وقد سأل ابن أبي حاتم أباه هذا الحديث كما في العلل (2/ 32: 1575)، لكنه جعله من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وجعل لفظه: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يشرب في الإناء المجبوب"، ولذا قال أبو حاتم: "هذا حديث منكر وابن أبي حبيبة ليس بالقوي". قلت: ولعله إنما حكم عليه بالنكارة لكونه جعله من طريق ابن أبي حبيبة، مع ضعفه، وهو إنما يعرف من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري إضافة إلى مخالفة متنه. وبناء على ما سبق فالحديث ضعيف لكن يشهد له حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "نهى عن اختناث الأسقية". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (10/ 91، 92: 5625، 5626)، ومسلم في صحيحه (3/ 1600: 2023)، وأبو داود في سننه (4/ 110: 3720)، والترمذي في سننه (4/ 269: 1890)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه في سننه (2/ 1131: 3418)، وأحمد في المسند (6/ 3، 67، 69، 93)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 137: 5317)، والدارمي في سننه (9/ 112)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 385، 8/ 311)، وفي "شعب الإيمان" (11/ 5، 8: 5615، 5616، 5617، 5618)، والطيالسي في مسنده (ص 295: 2230)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 280: 996) و (2/ 365: 1124)، وعبد الرزاق في مصنفه (10/ 490: 19599)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 102: 24127)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 277)، والبغوي في "شرح السنة" (11/ 376، 377: 3041). ويشهد له كذلك حديث جابر الآتي برقم (2434) وشاهده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
2432 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: بَعَثَنِي عَمِّي (¬1) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الْأَنْصَارِ أَتَقَاضَى رَجُلًا مِنْهُمْ، فَأَتَى رَجُلٌ مِنْهُمْ بِشَرَابٍ فِي إِنَاءٍ، فَنَفَخَ أَحَدُهُمْ فِيهِ، فَقَالَ الْآخَرُ: لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان ينهى عن ذلك. * صحيح. ¬
2432 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 49/ 2)، وقال: "رواه مسدّد عن أبي عوانة .. ". قلت: وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 107) كتاب الأشربة، باب (36) من كره النفخ في الطعام والشرب (رقم 24177)، قال: حدّثنا أبو الأحوص عن سماك قال: كنت في مجلس الأنصار فأتى بعضهم بشراب، فلما أراد أن يشرب نفخ فيه، فقال بعض القوم: مهلًا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان ينهى عنه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات إلَّا سماك بن حرب فهو صدوق، ولكن فيه علتان: =
= 1 - اختلاط سماك بن حرب ولم يتميز لي سماع أبي عوانة منه هل كان قبل الاختلاط أم بعده؟ ولكن قد تابع أبو الأحوص سلام بن سليم أبا عوانة في روايته عن سماك، وأبو الأحوص ثقة، متقن كما في التقريب (ص 261: 2703). 2 - أن الرجل المبهم الذي رفع الحديث لم يذكر سماعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- فيحتمل أن يكون تابعيًا ويكون الحديث بهذا محتملًا للإرسال. وعليه فالحديث ضعيف، لكن يشهد له حديث ابن عباس، وحديث أبي سعيد الخدري. 1 - أما حديث ابن عباس رضي الله عنه، فهو أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "نَهَى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه". أخرجه أبو داود في سننه (4/ 114: 378)، والترمذي في سننه (4/ 269: 1888)، وقال: "حديث حسن صحيح"، وابن ماجه في سننه (2/ 1133، 1134: 3428، 3429، 3430)، والإمام أحمد في مسنده (1/ 220، 309، 357، والحاكم في المستدرك (4/ 138)، وقال: "صحيح على شرط البخاري" ووافقه الذهبي، والترمذي في سننه (119/ 2)، والبيهقي في "السنن "الكبرى" (7/ 284)، وفي "شعب الإيمان" (10/ 548: 5602)، والحميدي في مسنده (1/ 241: 525)، وأبو يعلى في مسنده (4/ 295: 2402)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 106، 107: 24168، 24180)، والبغوي في "شرح السنة" (11/ 371، 372: 3035)، وصححه الألباني كما في إرواء الغليل (36/ 7، 37: 1977). 2 - وحديث أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- نهى عن النفخ في الشراب، فقال رجل: القذاة أراها في الإناء؟ قال: فأين القدح إذن من فيك".=
= وفي بعض ألفاظ الحديث زيادة قصة دخول أبي سعيد على مروان بن الحكم وسؤاله لأبي سعيد عن هذا الحديث وقد أخرجه الترمذي في سننه (4/ 268: 1887)، وقال: "حديث حسن صحيح"، ومالك في الموطأ (2/ 925: 1445)، وأحمد في المسند (3/ 26، 57، 32، 68، 69)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 144، 145: 5327)، والحاكم في المستدرك (4/ 139)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والدارمي في سننه (2/ 119)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10/ 549, 550: 5603)، وفي الآداب (181، 182: 540)، وحسنه الألباني كما في السلسلة الصحيحة (1/ 668، 669: 385).
2433 - وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ [بْنِ أَبَانَ] (¬1)، ثنا أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَشْرَبُ يَوْمًا فَشَرِبَ (¬2) فِي ثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: شَرِبْتَ الْمَاءَ فِي ثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ؟ فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَعَمْ هُوَ أَشْفَى (¬3) وأمرأ (¬4) وأبرأ (¬5) (¬6) ". ¬
2433 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 49/ 2) وقال: "رواه عبد بن حميد ... ". قلت: أخرجه عبد بن حميد في مسنده "المنتخب" (1/ 527: 608)، قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا أَبِي عَنْ عكرمة عن ابن عباس قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شرب يومًا فشربه في ثلاثة أنفاس، قال: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَرِبْتَ الْمَاءَ فِي ثلاثة أنفاس؟ قال: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَرِبْتَ الْمَاءَ فِي ثلاثة أنفاس؟ قال: "نعم هو أشفى وأبرأ وأمرأ". ولم أجده عند غيره.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، من أجل حال "إبراهيم بن الحكم بن أبان" فإنه ضعيف، كما في ترجمته. ويشهد له حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا شرب =
= تنقس ثلاثًا ويقول: "هو أهنأ وأمرأ وأبرأ". أخرجه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه (3/ 1602: 2028)، وأبو داود في سننه (4/ 114: 3727)، والترمذي في سننه (4/ 267: 1884)، وقال: "هذا حديث حسن غريب"، وأحمد في المسند (3/ 119، 185، 211، 251)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 146، 147: 5329, 5330)، والدارمي في سننه (2/ 119)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 284)، وفي "شعب الإيمان" (10/ 553: 5607)، وفي الآداب (ص 182: 542)، والطيالسي في مسنده (ص 283: 2118)، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 107: 24176)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 190)، والبغوي في "شرح السنة" (11/ 374، 375: 3038، 3039)، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 394)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (8/ 110)، وفي "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (2/ 124: 1373).
2434 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ عَمْرٍو عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ". [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (¬2) عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، نحوه. ¬
2434 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 49/ 2)، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة ورجاله ثقات، والحارث بن أبي أسامة، وأصله في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري". قلت: أخرجه الحارث في مسنده "بغية الباحث" (2/ 586) كتاب (18) الأشربة، باب (2) الشرب من في السقاء (رقم 544)، قال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بن عمر عن ليث بن أبي سليم، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يشرب الرجل من في السقاء". وأخرجه ابن أبي شيبة في مسنده كما قال المصنف، والبوصيري، وأخرجه كذلك في مصنفه (5/ 102) كتاب الأشربة، باب (27) في الشرب من في السقاء (رقم 24126)، قال: حدّثنا أبو معاوية عن هشام، عن الحسن به نحوه.
الحكم عليه: الحديث بإسناد الحارث بن أبي أسامة ضعيف جدًا، من أجل حال "خالد بن القاسم المدائني" فإنه متروك كما في ترجمته، وعليه فهذه الطريق لا تقبل الإنجبار بمتابعات الحديث وشواهده. =
= وأما بإسناد أبي بكر بن أبي شيبة فهو وإن كان رجاله ثقات إلَّا أنه ضعيف وله علتان: 1 - عنعنة الأعمش وهو مدلس من الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرّح فيه بالسماع. لكن هذه العلة تزول بمتابعة هشام له. 2 - أن الحسن لم يسمع من جابر كما في جامع التحصيل (ص 164: 135). وعليه فالحديث بهذا الإسناد ضعيف، لكن يشهد له حديث أبي سعيد الخدري في النهي عن اختناث الأسقية، وقد سبق تخريجه في شواهد الحديث (رقم 2431)، كلما يشهد له أيضًا حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "نَهَى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الشرب من في السقاء" وفي رواية: "نهى عن المجثمة ولبن الجلالة، والشرب من في السقاء". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (10/ 93: 5629)، وأبو داود في سننه (4/ 109، 110: 3719)، والترمذي في سننه (4/ 238: 1825)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، والنسائي في سننه (7/ 240: 4448)، وابن ماجه في سننه (2/ 1132: 3421)، وأحمد في المسند (1/ 226، 241، 321، 339)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (12/ 136: 5316)، والدرامي في سننه (2/ 89، 119)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 284)، والطبراني في الكبير (11/ 306، 307: 11819، 11820، 11821)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 105: 24128)، والبغوي في شرح السنة (11/ 376: 3040).
2435 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَجَرَ عَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ"، قَالَ: "وَرَأَى رَجُلًا يَنْفُخُ فِي الشَّرَابِ ثُمَّ شَرِبَ قَائِمًا فَقَالَ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تقيئه (¬1) فقئه". ¬
2435 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 49/ 2)، وقال: "رواه أبو يعلى". قلت: لم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى، فلعله في الرواية المطوّلة التي لم تطبع ولم أقف عليه عند غيره.
الحكم عليه: الحديث بهذا الأساد ضعيف جدًا، وله علتان: 1 - في إسناده. "يوسف بن خالد السمتي"، وهو متروك، كما تقدم. 2 - وفي إسناده كذلك: "عمرو بن عثمان بن أبي البكرات"، وليس بثقة كما قال ابن معين.
20 - باب فضل سقي الماء
20 - بَابُ فَضْلِ سَقْيِ الْمَاءِ 2436 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ كُدَيْرَ الضَّبِّيَّ (¬1) مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً قَالَ (¬2) شُعْبَةُ: وَسَمِعْتُ (¬3) أَنَا مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ مُنْذْ أرْبَعِينَ سَنَةً (¬4)، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَسَمِعْتُهُ [أَنَا] (¬5) مِنْ شُعْبَةَ مُنْذُ (¬6) خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ [سَنَةً] (¬7) قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ (¬8) اللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قُلِ الْعَدْلَ وَأَعْطِ الْفَضْلَ (¬9) قال: فإن لم أطق (¬10) [ذلك] (¬11)؟ قال محمَّد: فأطعم ¬
الطعام (¬12) [و] أفش السَّلَامَ قَالَ: فَإِنْ لَمْ أُطِقْ (¬13) ذَلِكَ أَوْ استطيع ذلك؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: [هَلْ [لَكَ] (¬14) مِنْ إِبِلٍ؟ قَالَ: نَعَمْ (¬15). قَالَ: فَانْظُرْ بَعِيرًا مِنْ إِبِلِكَ وَسِقَاءً (¬16) وَانْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ لَا يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إلَّا غِبًّا (¬17) فَاسْقِهِمْ فَإِنَّكَ [لَعَلَّكَ] (¬18) لَا يَهْلِكُ (¬19) بَعِيرُكَ وَلَا يَنْخَرِقُ سقاؤك حتى تجب لك الجنة". ¬
2436 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 40/ 1] وقال: "رواه أبو داود الطيالسي مرسلًا بسند صحيح، ورواه ابن خزيمة، والطبراني، والبيهقي". قلت: أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 194: 1361)، قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ كدير الضبي قال أبو إسحاق: وسمعته منه مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً، قَالَ شُعْبَةُ: وَسَمِعْتُ أَنَا من إسحاق منذ أربعين سنة أو أكثر، وقال أبو داود: سمعته من شعبة من خمس أو ست وأربعين سنة، قال أبو محمَّد: وسمعته من يونس من سبعين سنة، قال الشيخ أبو نعيم: سمعته منذ ست وسبعين سنة، قال: أتى رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ؟ قَالَ: "قل العدل =
= وَأَعْطِ الْفَضْلَ"، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أُطِقْ ذَلِكَ؟ قال: "فأطعم الطعام وأفشى السَّلَامَ"، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أُطِقْ ذَلِكَ أَوْ لم أستطع؟ قال: "فهل لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَانْظُرْ بَعِيرًا مِنْ إِبِلِكَ وَسِقَاءً وَانْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ لَا يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إلَّا غِبًّا فَاسْقِهِمْ، فَإِنَّكَ لعلك لا ينفق بَعِيرُكَ وَلَا يَنْخَرِقُ سِقَاؤُكَ حَتَّى تَجِبَ لَكَ الجنة. ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 158) كتاب الشهادات، باب ما يجب على المرء من القيام بشهادته إذا شهد. قال: أخبرنا أبو بكر بن فروك أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي به مثله. وأخرجه من طريقه كذلك أبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/ 346)، قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر، به مثله. وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 233)، قال: أنبأنا الخطيب أبو الفضل بن أبي نصر بإسناده عن أبي داود، به مثله. وتابع أبو الوليد، وابن كثير، وعمرو بن مرزوق أبا داود في روايته عن شعبة. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 80)، قال: أخبرنا الفضل بن الحباب ثنا أبو الوليد، وابن كثير، وعمرو بن مرزوق، عن شعبة، به نحوه. وتابع أبا داود كذلك سعيدُ بن عامر الصنعي، أخرجه ابن شاهين كما ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة (3/ 289). وتابع شعبة في الرواية عن أبي إسحاق كلٌ من: 1 - الأعمش 2 - معمر. 3 - سفيان الثوري. 4 - فطر بن خليفة. 1 - أما متابعة الأعمش، فأخرجها ابن خزيمة في صحيحه (4/ 125، 126) =
= كتاب الزكاة، باب (455) إيجاب الجنة بسقي الماء من لا يجد الماء إلَّا غبًا (رقم 2503)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله بن المبارك المخرمي حدّثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، به نحوه. ثم قال: لست أقف على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من كدير. قلت: قد صرح أبو إسحاق السبيعي بالسماع كما في رواية أبي داود الطيالسي، وعبد الرزاق. 2 - وأما متابعة معمر بن راشد، فأخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (457/ 10) كتاب الجامع، باب سقي الماء (رقم 19691)، قال: عن معمر، عن أبي إسحاق، به نحوه وزاد "فانطلق الأعرابي يكبر فما انخرق فما انخرق سقاؤه ولا هلك بعيره حتى قتل شهيدًا". ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/ 186) كتاب الزكاة، باب ما ورد في سقي الماء. وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب (3/ 106) باب في الترغيب في العدل وفضيلة العادلين (رقم 2173)، قال: أخبرنا مكي بن منصور بن علان الكرجي. كلاهما [البيهقي، والكرجي] قالا: أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمَّد الصفار ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، به نحوه. ومن طريق عبد الرزاق كذلك أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 187: 422)، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق، به نحوه. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/ 346) قال: حدّثنا سليمان بن أحمد، به نحوه. 3 - وأما متابعة سفيان الثوري، فأخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/ 79، 80) قال: حدّثنا الفضل بن الحباب ثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان الثوري عن =
= إسحاق، به نحوه. 4 - وأما متابعة فطر بن خليفة، فأخرجها "هناد" في الزهد (1/ 349) باب الطعام في الله (رقم 655)، (2/ 515) باب ما يستحب من الأعمال (رقم 1063)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبيد عن فطر، عن أبي إسحاق، به نحوه. وذكره ابن حجر في الإصابة (3/ 288، 289) وقال: "أخرجه أحمد بن منع في مسنده والبغوي في معجمه، وابن قانع عنه. ورجاله رجال الصحيح إلى أبي إسحاق".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف وله علتان: 1 - في إسناده "كدير الضبي" وهو ضعيف كما في ترجمته. 2 - أنه مرسل إذ أن الصواب أن "كدير" ليس بصحابي.
21 - باب كراهية منع فضل الماء
21 - بَابُ كَرَاهِيَةِ مَنَعِ فَضْلِ الْمَاءِ 2437 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ (¬1) الصَّايِغِ، عَنْ قَهْرَمَانٍ (¬2) لِسَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ مَنَعَ فَضْلَ (¬3) مَاءٍ مَنَعَهُ الله فضله يوم القيامة". ¬
2437 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 49/ 1]، وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف لجهالة بعض رواته، لكن أصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة". قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 142: 828)، قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عن أبي عبد الرحيم الصائغ، عن قهرمان لسعد، عن سعد =
= قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ مَنَعَ فَضْلَ ماءٍ مَنَعَهُ اللَّهُ فضله يوم القيامة". وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 124)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه من لم يسم".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لجهالة كل من: أبي عبد الرحيم -أو عبد الرحمن- الصايغ وقهرمان سعد بن أبي وقاص. لكن يشهد له حديث أبي هريرة وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص. 1 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطي بها كثر مما أعطي وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال امرئ مسلم، ورجل منع فضل ماء فيقول الله يوم القيامة: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك". أخرجه البخاري في صحيحه "الفتح" (5/ 42: 2358) و (5/ 53: 22369) و (5/ 335: 2672) و (13/ 214: 7212) و (13/ 433: 7446)، ومسلم في صحيحه (1/ 103: 108)، وأبو داود في سننه (3/ 748: 3474, 3475)، والترمذي في سننه (4/ 128: 1595)، وقال: "حديث حسن صحيح"، والنسائي في سننه (7/ 246، 247: 4462)، وابن ماجة في سننه (2/ 744: 2207) و (2/ 985: 2870)، وأحمد في المسند (2/ 253, 480)، وابن حبّان في صحيحه "الإحسان" (11/ 237، 274: 4908)، والبيهقي في السنن "الكبرى" (5/ 330، 6/ 152، 8/ 160، 10/ 177، 178)، وفي "الأسماء والصفات" (1/ 352، 353) وأبو عوانة في مسنده (1/ 41)، والبغوي في شرح السنة (6/ 169، 170: 1669) و (10/ 142: 2516). 2 - حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: =
= "من منع فضل مائه أو فضل كلئه منعه الله فضله يوم القيامة". أخرجه أحمد في المسند من طريقين (2/ 179، 183، 221). وقد حسنه الألباني بمجموع الطريقين كما في "الصحيحه" (3/ 409: 1422)، ثم صحَّحه بإيراد شاهد له من حديث أبي هريرة، وصححه كذلك أحمد شاكر كما في تعليقه على المسند (10/ 155: 6673).
22 - باب كثرة شرب الكافر لكونه لا يذكر اسم الله تعالى
22 - بَابُ كَثْرَةِ شُرْبِ الْكَافِرِ لِكَوْنِهِ لَا يَذْكُرُ اسْمَ اللَّهَ تَعَالَى 2438 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ ثنا حَمَّادٌ -هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ- عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ (¬1) لَمْ أَرْ رَجُلًا قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهُ وَلَا أَطْوَلَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَزْمَةٍ (¬2) أَوْ أَزْلَةٍ (¬3) أَصَابَتِ النَّاسَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَصْحَابِهِ: تَوَزَّعُوهُمْ (¬4) فَكَانَ الرَّجُلُ يَأْخُذُ بِيَدِ الرَّجُلِ، وَالرَّجُلُ يَأْخُذُ بِيَدِ الرَّجُلَيْنِ فَكَانَ الْقَوْمُ يَتَحَامُونَنِي (¬5) لِمَا يَرَوْنَ مِنْ طُولِي وَعِظَمِي (¬6)، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِي فَذَهَبَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَحَلَبَ شَاةً فَشَرِبْتُ لَبَنَهَا ثُمَّ حَلَبَ أُخْرَى فَشَرِبْتُ لَبَنَهَا حَتَّى حَلَبَ لِي سبعًا. قال: فذهبت فلما كان من ¬
الْغَدِ أَسْلَمْتُ ثُمَّ جِئْتُ فَحَلَبَ لِي شَاةً وَاحِدَةً فَشَبِعْتُ وَرَوِيتُ. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَبِعْتُ قَطُّ وَلَا رَوِيتُ قَبْلَ الْيَوْمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْمُؤْمِنُ يَشْرَبُ فِي مِعًى (¬7) وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ" .. * هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ (¬8) الْأَخِيرِ مِنْهُ دُونَ القصة بطولها (¬9). ¬
2438 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 48 /1] وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي، وأحمد بن حنبل بسند رجاله ثقات". قلت: لم أجده في المطبوع من "مسند أبي يعلى، ولعله في الرواية المطولة التي لم تطبع. وأخرجه أحمد في مسنده مختصرًا (5/ 369, 370)، قال: حدّثنا أبو سلمة الخزاعي أخبرنا سليمان -يعني: ابن بلال- عن عمرو بن يحيي بن عمارة، عن سعيد بن يسار، عن رجل من جهينة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الكافر يشرب في سبعة أمعاء، وإن المؤمن يشرب في معي واحد". وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5/ 253: 2014)، قال: حدّثنا =
= أبو أمية قال: حدّثنا منصور بن سلمة الخزاعي قال: حدّثنا سليمان بن بلال عن عمرو بن يحيي بن عمارة، به نحوه. وأخرجه أبو إسحاق الحربي في "إكرام الضيف" (ص 43: 76)، قال: حدّثنا عبيد الله بن محمَّد التيمي، نا حماد، عن عمرو بن يحيي، به نحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات وهو صحيح كما قال الحافظ ابن حجر.
2439 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحباب ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، ثنا عُبَيْدٌ الْأَغَرُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جَهْجَاهٍ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إنَّهُ قَدِمَ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ يُرِيدُونَ الإِسلام فَحَضَرُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَغْرِبَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: يَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ (¬1) بِيَدِ جَلِيسِهِ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَغَيْرِي، وَكُنْتُ رَجُلًا طَوِيلًا لَا يَقْدَمُ عَلَيَّ أَحَدٌ. فَذَهَبَ بِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى مَنْزِلِهِ فَحَلَبَ لِي عَنْزًا فَأَتَيْتُ عَلَيْهَا (¬2) [حتى (¬3) حلب لي سبعة أعنز فأتيت عَلَيْهَا (¬4)] ثُمَّ أُتِيتُ بِصَنِيعِ بُرْمَةٍ (¬5) فَأَتَيْتُ عَلَيْهَا، فقالت أم أيمن رضي الله عنها: "أجاع الله من أجاع رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَذِهِ الليلة، فقال -صلى الله عليه وسلم-: مَهْ يَا أُمَّ أَيْمَنَ أَكَلَ رِزْقَهُ، وَرِزْقُنَا على الله تعالى، فَأَصْبَحُوا قُعُودًا فَاجْتَمَعَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يخبر بمن أتوا إليه، فقال جهجاه: فحلب (¬6) لي سبعة أعنز فأتيت عَلَيْهَا وَصُنِعَ بُرْمَةٌ فَأَتَيْتُ عَلَيْهَا، فَصَلُّوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَغْرِبَ فقال: ليأخذ كل (¬7) مِنْكُمْ بِيَدِ جَلِيسِهِ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وغيري وكنت عظيمًا طَوِيلًا لَا يَقْدَمُ عَلَيَّ أَحَدٌ، فَذَهَبَ بِي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى مَنْزِلِهِ، فَحَلَبَ لِي عَنْزًا فَرَوِيتُ وَشَبِعْتُ فَقَالَتْ أم أيمن رضي الله عنها: ¬
رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ هَذَا ضَيْفَنَا؟ فَقَالَ: [بَلَى] (¬8) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إنه أكل في معي مُؤْمِنٍ اللَّيْلَةَ، وَأَكَلَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي مِعَى كَافِرٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدّثنا أبو بكر، وأبو كريب قالا: ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، فَذَكَرَ الْمَتْنَ دُونَ الْقِصَّةِ. ¬
2439 - تخريجه: ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 140، 141]، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواه أبو يعلى الموصلي مختصرًا جدًا"، ثم ذكر لفظه عند أبي يعلى وقال: "ومدار إسنادهما على موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف ... "، ثم ذكر شواهده لمتنه. قلت: هكذا أخرجه ابن أبي شيبة -كما ذكره المصنف- مطولًا في مسنده وهو مفقود. وأخرجه في المصنف (5/ 143) كتاب العقيقة، باب (42) من قال: المؤمن يأكل في معي واحد (رقم 24550) مختصرًا، قال: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ مُوسَى بْنِ عبيدة قال: حدثني عُبَيْدٌ الْأَغَرُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جهجاه الغفاري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "الكافر يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي معي واحد". ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه كل من: ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2/ 243: 998). وأبو إسحاق الحربي في "إكرام الضيف" (ص 41: 73). =
= والطبراني في الكبير (2/ 274: 2152)، قال: حدّثنا عبيد بن غنام. وأبو يعلى في مسنده (218/ 2: 916). ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 309)، قال: أخبرنا أبو الفضل المنصور ابن أبي الحسن بن أبي عبد الله الفقيه الشافعي الطبري بإسناده إلى أبي يعلى الموصلي. وأخرجه كذلك من طريق ابن أبي شيبة ابنُ بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة (11/ 228، 229)، قال: سمعته يقرأ على أبي محمَّد عبد الرحمن بن محمَّد عن أبيه رحمه الله قال: ثنا أبو القاسم خلف بن يحيي قال: ثنا أبو محمَّد عبد الله بن يوسف عن محمَّد بن وضاح. خمستهم [ابن أبي عاصم، وأبو إسحاق، وعبيد بن غنام، وأبو يعلى، ومحمد بن وضاح] قالوا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ نحوه مطولًا بذكر القصة والمتن إلَّا أبو يعلى فذكر المتن دون القصة. وأخرجه البزّار: "كشف الأستار" (3/ 339، 340) كتاب الأطعمة، باب المؤمن يأكل في معي واحد (رقم 2891)، قال: حدّثنا أبو كريب، وإبراهيم بن سعد قالا: ثنا زيد بن الحباب، به نحوه مطولًا. ومن طريق البزّار أخرجه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (1/ 229، 230)، قال: وأخبرنا أبو محمَّد -فيما أجاز لي تجاوز الله عنه- عن أبيه رحمه الله عن أبي أيوب سليمان بن خلف قال: حدّثنا محمَّد بن أحمد بن مفرج، عن محمَّد بن أيوب الرقي قال: ثنا أبو بكر البزّار، به نحوه. وأخرجه أبو يعلى في الموطن السابق -ومن طريقه ابن الأثير- عن أبي كريب فقط جامعًا إياه مع ابن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، به مختصرًا. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5/ 255: 2021)، قال: حدّثنا فهد بن سليمان قال: حدّثنا أبو كريب، به نحوه مطولًا. =
= وأخرجه الطبراني في الموطن السابق قال: وحدثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب (ح)، وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا عثمان بن أبي شيبة قالوا: -أي مع أبي بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ- ثنا زَيْدُ بْنُ الحباب، به نحوه مطولًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف إذ أن مداره على "موسى بن عبيدة الربذي" وهو ضعيف كما في ترجمته، ولكن يشهد له الحديث السابق برقم (2438)، وهو صحيح كما تقدم، وله شواهد أخرى في الصحيحين وغيرهما لا داعي للإطالة بذكرها.
انتهى الجزء العاشر ويليه بقية الأجزاء بإذن الله تعالى
الخاتمة وبعد هذه الرحلة الطويلة الشاقة والممتعة، مع هذا الجزء من "المطالب العالية"، وجدت فيه لذة البحث، والمطالعة، والتخريج، والتحقيق، وقضيت فيه وقتًا من الزمن مع أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووجدت فيه قرة العين، وانشراح الصدر بتقديم شيء من الجهد الذي أتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى أولًا وأخيرًا، وأُساهم به -مع غيري- من السلف والخلف في إخراج كنوز التراث العظيم الذي خلَّفه لنا أسلافنا، مع المحافظة عليه، والذود عن حياض الدين والسُنَّة، ونشر العلم لطلابه، وتقريبه لعامَّة النَّاس، ومع خاتمة هذا العمل أسطر بعض النتائج والثمرات التي استفدتها من هذا البحث: 1 - حفظ الله سبحانه وتعالى للسنة النبوية، وتكلفه سبحانه وتعالى بذلك -كما تكفل بحفظ القرآن-، ويتضح ذلك من خلال الاطلاع على جهود أولئك الرجال الأفذاذ في خدمة السُنَّة، حيث هيأهم الله لذلك، فحفظوها، وحافظوا عليها، وبذلوا من أجل ذلك مهج أرواحهم، وغالي أموالهم وأوقاتهم، ولم يدخروا في ذلك وسعًا
ولا جهدًا، مع ما تكبدوه من متاعب، وما وجدوه من مصاعب، فجزاهم الله سبحانه وتعالى خير الجزاء عن الإِسلام وأهله. 2 - المعرفة والاطلاع على ما كان عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله من قدم راسخة في هذا الفن، وإلمام بأطرافه، ومعرفة بدقائقه وخفاياه. وما قدم وبذل من جهود عظيمة في خدمة السُنِّة النبوية المطهرة عن طريق التدريس والإملاء والتصنيف، حتى أصبحت مؤلفاته مثالًا يحتذى في الدقة في التصنيف، وغزارة العلم، وبلغت الذروة في التحقيق العلمي الرصين الذي قل أن يوجد مثله عند غيره. 3 - يعتبر كتاب "المطالب" موسوعة ضخمة من الأحاديث والآثار التي إذا ضمت -كما سبق- إلى جامع الأصول ومجمع الزوائد، فإنها تشمل أعظم أصول كتب السُنَّة المطهرة. 4 - حفظ لنا كتاب "المطالب" أحاديث كثيرة من كتب بعضها في حكم المفقدد كليًا، أو جزئيًا. 5 - من خلال كتاب "المطالب" ندرك ضخامة هذه المسانيد، وكثرة أحاديثها، وأنه فات أصحاب الأصول السبعة أحاديث كثيرة زائدة لم يخرجوها في كتبهم. 6 - يتضح لنا -من خلال إخراج هذه النسخة المسندة من "المطالب"- أهمية نقل الأحاديث، وإيرادها بأسانيدها من مصادر الأصلية كما فعل الحافظ. 7 - التزم الحافظ بشرطه، ووفى به على سبيل الإجمال، وإلَّا فقد خالفه في بعض المواطن، مثل عدم التزامه باستخراج الزائد من الرواية
المطولة لمسند أبي يعلى، مما فات شيخه الهيثمي، ومثل خروجه أحيانًا عن شرطه وإخرجه لبعض الزوائد من مصادر لم يذكرها فيما يستخرج زوائده. 8 - يعتبر مسند مسدّد، وأبي يعلى من أكبر المسانيد التي استخرجت زوائدها، حيث بلغت الأحاديث والآثار المستخرجة من مسند مسدّد (93 حديثًا وأثرًا)، ومن مسند أبي يعلى (81 حديثًا وأثرًا)، كما يشكل مسند مسدّد موسوعة ضخمة للآثار، حيث أورد منه (68 أثرًا). بينما كانت أقل المسانيد -من حيث إخراج الزوائد- هي الحميدي، وعبد بن حميد، وابن أبي عمر، والطيالسي. ويعتبر مسند الحارث بن أبي أسامة من أكثر المسانيد في وجود الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وقد أورد الحافظ منه حديثًا طويلًا وفرقه في عدة مواطن. وهذه إحصائية بالأحاديث والآثار المستخرجة من كل مسند، ملاحظة أن الحافظ قد يخرج الحديث أو الأثر الواحد من أكثر من مسند: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المسند ـــــــــ الأحاديث ـــــــــ الآثار ــــــــ المجموع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أبو يعلى ـــــــــ 73 ـــــــــــ 8 ـــــــــ 81 إسحاق ـــــــــ 15 ـــــــــــ 8 ـــــــــ 23 مسدّد ـــــــــ 25 ـــــــــــ 68 ـــــــــ 93 الحارث ــــــــ 30 ــــــــــــ 8 ـــــــــ 38
عبد بن حميد ـــــــــ 7 ـــــــــ - ـــــــــ 7 ابن أبي عمر ـــــــــ 8 ـــــــــ 2 ـــــــــ 10 الحميدي ـــــــــــ 1 ـــــــــ 3 ـــــــــ 4 الطيالسي ــــــــــ 13 ـــــــــ - ـــــــــ 13 ابن أبي شيبة ـــــــــ 34 ـــــــــ 4 ـــــــــ 38 أحمد بن منيع ـــــــــ 18 ـــــــــ 5 ـــــــــ 23 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هذه بعض نتائج هذا البحث، والحمد لله أولًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا، وأسأل الله أن يتقبله مني، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلَّا من أتى الله بقلب سليم، وصلى الله على نبينا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلم. • • •
فهرس المصادر والمراجع * - القرآن الكريم. (أ) المخطوطات: 1 - إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، للبوصيري. النسخة المسندة مصورة عن نسخة المكتبة الأزهرية. والنسخة المجردة مصورة عن نسخة مكتبة أحمد الثالث- تركيا. 2 - تاريخ دمشق، لأبي القاسم بن عساكر، نسخة مصورة نشرتها مكتبة الدار عام 1407 هـ - المدينة المنورة. 3 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر، للسخاوي، مصورة عن نسخة دار الكتب المصرية. 4 - العلل الواردة في الأحاديث النبوية، للدارقطني، مصورة عن نسخة دار الكتب المصرية. (ب) الرسائل والمطبوعات: 1 - الأحاديث والمثاني، لابن أبي عاصم، تحقيق د. باسم فيصل الجوابرة، دار الراية، الرياض، الطبعة الأولى، 1411 هـ.
2 - آكام المرجان في أحكام الجان، بدر الدين الشبلي، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 3 - الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير، للحافظ الجورقاني، تحقيق عبد الرحمن الفريواني، الجامعة السلفية، بنارس، الهند، الطبعة الأولى، 1403 هـ. 4 - أبو زرعة الرازي وجهوده في السنّة النبوية، مع تحقيق كتاب الضعفاء وأجوبته على أسئلة البرذعي، دراسة وتحقيق د. سعد الهاشمي، من منشورات الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة 1402 هـ. 5 - أبو الوليد الباجي وكتابه التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح، د. أبو لبابة حسين، دار اللواء، الرياض، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 6 - ابن حجر العسقلاني ودراسة منهجه وموارده في الإصابة، الجزء الأول، تأليف شاكر محمود عبد المنعم، دار الرسالة للطباعة، بغداد. 7 - إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، رسالة دكتوراه قدمها للجامعة الإِسلامية الباحث سليمان العريني. 8 - إتحاف النبيل بأجوبة أسئلة المصطلح والجرح والتعديل , لأبي الحسن مصطفى إسماعيل، قدم له مقبل الوادعي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة. 9 - أحاديث ذم الغناء والمعازف في الميزان , عبد الله بن يوسف الجديع، مكتبة دار الأقصى، الكويت، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 10 - الأحاديث الموضوعة في الأحكام المشروعة، لأبي حفص الموصلي، تحقيق ربيع السعودي، مكتبة الطرفين، الطائف، الطبعة الأولى، 1412 هـ.
11 - الأحاديث الواردة في فضائل المدينة، د. صالح بن حامد الرفاعي، من مطبوعات مركز خدمة السنة والسيرة بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 12 - أحكام الخواتم وما يتعلق بها , للحافظ ابن رجب الحنبلي، تحقيق د. محمَّد محمود الوائلي، الطبعة الأولى، 1407 هـ. 13 - أحكام الخواتم وما يتعلق بها للحافظ ابن رجب الحنبلي، تحقيق د. عبد الله الطريقي، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى، 412 هـ. 14 - الأحكام الوسطى من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، لعبد الحق الإشبيلي (ابن الخراط)، تحقيق د. حمدي السلفي وصبحي السامرائي، مكتبة الرشد، الرياض، 1416 هـ. 15 - أحوال الرجال، لأبي إسحاق الجوزجاني، تحقيق صبحي السامرائي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 16 - أخبار القضاة، لمحمد بن خلف بن حيان (وكيع) عالم الكتب، بيروت. 17 - الأدب المفرد (راجع فضل الله الصمد)؟ 18 - إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، لأبي العباس القسطلاني، دار إحياء التراث العربي، بيروت. 19 - الإرشاد في معرفة علماء الحديث، للحافظ أبي يعلى الخليلي، تحقيق محمَّد سعيد عمر أويس، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى، 1409 هـ.
25 - إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، تأليف محمَّد ناصر الدين الألباني، بإشراف زهير الشاويش، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1399 هـ. 21 - الأسامي والكنى, لأبي عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني، تحقيق عبد الله بن يوسف الجديع، مكتبة دار الأقصى، الكويت، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 22 - الأسامي والكنى, لأبي أحمد الحاكم، تحقيق يوسف محمَّد الدخيل، مكتبة الغرباء الأثرية، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1414 هـ. 23 - الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى, لأبي عمر بن عبد البر، تحقيق عبد الله مرحول السوالمة، دار ابن تيمية، القاهرة، الطبعة الثانية، 1412 هـ. 24 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبد البر القرطبي، بحاشية الإصابة. 25 - أُسد الغابة في معرفة الصحابة، لابن الأثير، دار إحياء التراث العربي، بيروت. 26 - أسماء الصحابة الرواة، وما لكل واحد من العدد، لأبي محمَّد علي بن حزم الظاهري، تحقيق سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1412 هـ. 27 - الأسماء والصفات، للحافظ البيهقي، تحقيق عماد الدين أحمد حيدر، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 28 - الإصابة في تمييز الصحابة، للحافظ ابن حجر العسقلاني، دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى 1328 هـ.
29 - الأطراف بأوهام الأطراف، ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم العراقي، تحقيق كمال يوسف الحوت، دار الحنان، بيروت، الطبعة الأولى، 1406هـ. 30 - إعجام الأعلام، تأليف محمود مصطفى، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1403 هـ. 31 - الأعلام، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة العاشرة، 1992 م. 32 - إكرام الضيف، لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي، تحقيق أبي عمار عبد الله بن عائض الفرازي، مكتبة الصحابة، طنطا، الطبعة الأولى، 1407 هـ. 33 - الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء، والكنى والألقاب، للأمير الحافظ ابن ماكولا، دار الكتاب الإِسلامي، القاهرة. 34 - الإكمال في ذكر من له رواية في مسند أحمد سوى من ذكر في تهذيب الكمال، لابن حمزة الحسيني، تحقيق عبد الله سرور فتح محمَّد، دار اللواء، الرياض، الطبعة الأولى، 1412 هـ. 35 - الأمالي، للحسن بن محمَّد الخلال، تحقيق مجدي فتحي السيد، دار الصحابة، طنطا، الطبعة الأولى، 1411 هـ. 36 - الأمثال في الحديث النبوي، لأبي الشيخ، تحقيق د. عبد العلي عبد الحميد حامد، الدار السلفية، بومباي، الهند، الطبعة الثانية، 1408 هـ. 37 - أمثال الحديث، لأبي محمَّد الرامهرمزي، تحقيق د. عبد العلي عبد الحميد حامد، الدار السلفية، بومباي، الهند، الطبعة الأولى، 1404هـ.
38 - الأمصار ذوات الآثار, للحافظ الذهبي، تحقيق قاسم علي سعد، دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 39 - الأموال، لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق محمَّد خليل هراس، دار الفكر، القاهرة، طبعة 1401 هـ. 40 - إنباء الغمر، لابن حجر العسقلاني، دار الكتب العلمية، بيروت. 41 - الإنباه على قبائل الرواة، للحافظ أبي عمر بن عبد البر، تحقيق إبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 42 - الأنساب، لعبد الكريم السمعاني، تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي، دار الجنان، بيروت، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 43 - الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة، تأليف عبد الرحمن المعلي اليماني، عالم الكتب، بيروت، 1402هـ. 44 - الأوائل، لأبي بكر أحمد بن أبي عاصم النيل، تحقيق عبد الله الجبوري، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 45 - إيضاح الإشكال، للحافظ محمَّد بن طاهر المقدسي، تحقيق باسم الجوابرة، مكتبة المعلا، الكويت، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 46 - بحر الدم فيمن تكلم فيه الإِمام أحمد بمدح أو ذم، لابن عبد الهادي، تحقيق د. وصي الله عباس، دار الراية، الرياض، الطبعة الأولى، 47 - (البحر الزخار) المعروف بمسند البزّار، لأبي بكر البزّار، تحقيق د. محفوظ الرحمن زين الله، مؤسسة علوم القرآن، دمشق، 1409 هـ.
48 - البداية والنهاية، لأبي الفداء إسماعيل بن كثير، مكتبة المعارف، بيروت، الطبعة الخامسة. 49 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، محمَّد بن علي الشوكاني، مطبعة السعادة، القاهرة، الطبعة الأولى، 1348 هـ. 50 - البدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير، لأبي حفص عمر بن علي الأنصاري، المعروف بابن الملقن، تحقيق جمال محمَّد السيد، وأحمد شريف الدين، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1414هـ. 51 - بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن، تأليف أبي إسحاق الحويني، مكتبة التربية الإِسلامية، الطبعة الأولى، 1410هـ. 52 - البر والصلة، لأبي الفرج بن الجوزي، تحقيق عادل عبد الموجود وآخر، مكتبة السنّة، القاهرة، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 53 - بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، للحافظ نور الدين علي بن سليمان الهيثمي، تحقيق د. حسين أحمد صالح الباكري، مركز خدمة السنّة والسيرة النبوية، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 54 - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، للحافظ السيوطي،، تحقيق محمَّد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثانية، 1402هـ. 55 - تاج العروس من جواهر القاموس، للسيد محمَّد مرتضى الزبيدي، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت.
56 - تاريخ ابن معين، رواية الدوري، دراسة وتحقيق د. أحمد محمَّد نور سيف، من منشورات مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي، مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1399 هـ. 57 - تاريخ أبي سعيد هاشم بن مرثد الطبراني عن أبي زكريا يحيي بن معين، تحقيق نظر محمَّد الفاريابي، الطبعة الأولى، 1410 هـ. 58 - تاريخ أسماء الثقات، لأبي حفص عمر بن شاهين، تحقيق صبحي السامرائي، الدار السلفية، الكويت، الطبعة الأولى، 1404 هـ. 59 - تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين، لأبي حفص بن شاهين، تحقيق عبد الرحيم القشقري، الطبعة الأولى، 1409 هـ. 60 - تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، دار الكتب العلمية، بيروت. 61 - تاريخ الثقات، لأحمد بن عبد الله العجلي، ترتيب الهيثمي وتضمينات ابن حجر، تحقيق د. عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 62 - تاريخ جرجان، لحمزة بن يوسف السهمي، طبع تحت مراقبة د. محمَّد عبد المعيد خان، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الرابعة، 1407 هـ. 63 - تاريخ خليفة بن خياط، تحقيق د. أكرم ضياء العمري، دار طيبة، الرياض، الطبعة الثانية، 1405 هـ. 64 - تاريخ داريا، للقاضي عبد الجبار الخولاني، تحقيق سعيد الأفغاني، دار الفكر 1404هـ. 65 - التاريخ الكبير، لأبي عبد الله البخاري، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، 1407 هـ.
66 - تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي عن أبي زكريا يحيي بن معين في تجريح الرواة وتعديلهم، تحقيق أحمد محمَّد نور سيف، دار المأمون للتراث، بيروت، منشورات المركز العلمي بمكة. 67 - التاريخ الصغير, لأبي عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاري، تحقيق محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 68 - تاريخ الموصل، لأبي زكريا الأزدي، تحقيق د. علي حبيبة، القاهرة 1387 هـ. 69 - تاريخ واسط، لأسلم الواسطي "بحشل"، تحقيق كوركيس عواد، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 70 - التاريخ وأسماء المحدثين وكناهم، لأبي عبد الله محمَّد بن أبي بكر المقدمي، تحقيق إبراهيم صالح، مكتبة دار العروبة، الكويت، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 71 - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق محمَّد علي النجار، مراجعة علي محمَّد البجاوي، المؤسسة المصرية العامة. 72 - تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة، تأليف محمَّد عمرو عبد اللطيف، مكتبة التوعية الإِسلامية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1410هـ. 73 - التبيين لأسماء المدلسين، لبرهان الدين سبط بن العجمي، تحقيق محمَّد إبراهيم الموصلي، مؤسسة الريان، بيروت، الطبعة الأولى، 1414هـ.
74 - تجريد أسماء الصحابة، محمَّد بن أحمد الذهبي، دار المعرفة، بيروت. 75 - التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث، تأليف بكر أبو زيد، دار الهجرة، الثقبة، الطبعة الأولى، 1412 هـ. 76 - تحريم آلات الطرب، لمحمد ناصر الدين الألباني، مكتبة الدليل، الجبيل، الطبعة الأولى، 1416 هـ. 77 - تحفة الأحوذي لشرح جامع الترمذي، للمباركفوري، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة، 1399 هـ. 78 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، للحافظ المزي، تحقيق عبد الصمد شرف الدين، إشراف زهير الشاويش، المكتب الإِسلامي، بيروت، الدار القيمة، بومباي، الهند، الطبعة الثانية، 1403 هـ. 79 - تحفة المودود بأحكام المولود، لابن قيم الجوزية، تحقيق عبد القادر الأرناؤوط، دار عالم الكتب، الرياض، الطبعة الأولى، 1412 هـ. 80 - تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (للعراقي وابن السبكي والزبيدي)، استخراج أبي عبد الله محمود الحداد، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 81 - تخريج الأحاديث النبوية الواردة في مدونة الإِمام مالك بن أنس، إعداد الدكتور الطاهر محمَّد الدرديري من مطبوعات مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي، مكة المكرمة. 82 - تخريج أحاديث وآثار الكشاف للزمخشري، للحافظ الزيلعي، المعتني به سلطان بن فهد الطبيشي، دار ابن خزيمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1414هـ.
83 - التدليس في الحديث، لمسفر الدميني، الطبعة الأولى، 1412 هـ. 84 - التدوين في أخبار قزوين، لعبد الكريم القزويني، تحقيق عزيز الله العطاردي، المطبعة العزيزية، حيدر آباد الهند، 1404 هـ. 85 - تذكرة الحفاظ، للحافظ الذهبي، دار الكتب العلمية، بيروت. 86 - التراجم الساقطة من الكامل، استدراك وتحقيق أبي الفضل عبد المحسن الحسيني، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 87 - ترتيب القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير وأساس البلاغة، للأستاذ الطاهر أحمد الزاوي، مطبعة عيسى البابي الحلبي، الطبعة الثانية. 88 - ترتيب الموضوعات , لابن الجوزي، تصنيف الحافظ الذهبي، اعتنى به كمال بسيوني، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1415 هـ. 89 - الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك، لأبي حفص بن شاهين، تحقيق صالح الوكيل، دار ابن الجوزي، الدمام، الطبعة الأولى، 1415هـ. 90 - الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، للحافظ المنذري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1388 هـ. 91 - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق د. إكرام الله إمداد الحق، دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الأولى، 1416 هـ. 92 - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة، للحافظ ابن حجر العسقلاني، دار الكتاب العربي، بيروت.
93 - التعديل والتخريج، للباجي، طُبع ضمن كتاب (أبو الوليد الباجي). 94 - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق أحمد علي سير مباركي، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 95 - تعظيم قدر الصلاة، لمحمد بن نصر المروزي، تحقيق د. عبد الرحمن الفريوائي، مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 96 - التعليق المغني على الدارقطني، لأبي الطيب محمَّد آبادي، حاشية سنن الدارقطني. 97 - تعليقات الدارقطني على المجروحين، لابن حبّان، تحقيق خليل العربي، دار الكتاب الإِسلامي، القاهرة، الطبعة الأولى، 1414 هـ. 98 - تغليق التعليق، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق سعيد الرحمن القزقي، المكتب الإِسلامي، بيروت الطبعة الأولى، 1405 هـ. 99 - تفسير القرآن العظيم، للحافظ ابن كثير، تحقيق مجموعة، دار الفكر، بيروت. 100 - تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق محمَّد عوامة، دار الرشيد، حلب، الطبعة الرابعة، 1412 هـ. 101 - التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد، لمحمد بن الغني بن نقطة، دار الحديث، بيروت، 1407 هـ. 102 - التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح، للحافظ العراقي، تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان، دار الفكر، بيروت. 103 - التكملة لوفيات النقلة، للحافظ عبد العظيم المنذري، تحقيق بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الرابعة، 1408 هـ.
104 - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، للحافظ ابن حجر العسقلاني، عني بتصحيحه السيد عبد الله هاشم اليماني المدني. 105 - تلخيص المستدرك، للحافظ الذهبي. مطبوع بحاشية المستدرك. 106 - تمام المنّة في التعليق على فقه السنّة، تأليف محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتبة الإِسلامية، عمان الأردن، الرياض، الطبعة الثالثة، 1409هـ. 107 - التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، لأبي عمر بن عبد البر، تحقيق مجموعة من العلماء، 1387 هـ. 108 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، لابن عراق الكناني، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الله محمَّد الصديق، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية، 1401 هـ. 109 - التنكيل لما ورد في تأنيب الكوثري من الأباطيل، العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني، تحقيق محمَّد ناصر الدين الألباني، محمَّد عبد الرزاق حمزة، دار الكتب السلفية، القاهرة. 110 - تهذيب الآثار، لأبي جعفر الطبري، تحقيق محمود شاكر، من منشورات جامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية بالرياض. 111 - تهذيب الأسماء واللغات، لأبي زكريا النووي، دار الكتب العلمية، بيروت. 112 - تهذيب التهذيب، للحافظ ابن حجر العسقلاني، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، 1404 هـ. 113 - تهذيب سنن أبي داود، لابن قيم الجوزية، طبع مع مختصر سنن أبي داود للمنذري.
114 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للحافظ جمال الدين يوسف المزي، تحقيق بشّار عوّاد، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 115 - تهذيب اللغة، لأبي منصور الأزهري، تحقيق عبد السلام هارون، الدار المصرية للتأليف والترجمة. 116 - توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار، للأمير الصنعاني، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1366 هـ. 117 - توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم، لابن ناصر الدين الدمشقي، تحقيق محمَّد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرساله، بيروت، الطبعة الأولى، 1414 هـ. 118 - الثقات، لأبي حاتم بن حبّان، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، الهند، الطبعة الأولى، 1393 هـ. 119 - الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم، جمع ودراسة صالح بن حامد الرفاعي، 1413 هـ، من منشورات الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة. 120 - جامع الأصول من أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- لابن الأثير، دار إحياء التراث العربي,. بيروت، الطبعة الثالثة، 1403 هـ. 121 - جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر، تحقيق أبي الأشبال الزهيري، دار ابن جوزي، الدمام، الطبعة الأولى، 1414 هـ. 122 - جامع البيان في تفسير القرآن، لأبي جعفر محمَّد بن جرير الطبري، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1212 هـ.
123 - جامع التحصيل في أحكام المراسيل، للحافظ صلاح الدين بن خليل العلائي، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثانية، 1407 هـ. 124 - الجامع الصغير (راجع فيض القدير، للمناوي). 125 - الجامع الكبير، للحافظ جلال الدين السيوطي، نسخة مصورة عن مخطوطة، دار الكتب المصرية. 126 - الجامع في الجرح والتعديل, جمع وترتيب مجموعة من العلماء، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى، 1412 هـ. 127 - الجامع في الخاتم، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، صححه وعلَّق عليه عمرو علي عمر، الدار السلفية، بومباي، الهند، الطبعة الأولى، 1407هـ. 128 - الجامع في العلل ومعرفة الرجال، للإمام أحمد بن حنبل، فهرسه واعتنى به محمَّد حسام بيضون، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى، 1410 هـ. 129 - الجد الحثيث في بيان ما لبس بحديث، لأحمد بن عبد الكريم العامري، الغزي، قرأه بكر بن عبد الله أبو زيد، دار الراية، الرياض، الطبعة الثانية، 1413 هـ. 130 - الجرح والتعديل, لابن أبي حاتم الرازي، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، الهند، الطبعة الأولى، 1373هـ. 131 - جزء الألف دينار، لأبي بكر القطيعي، تحقيق بدر عبد الله البدر، دار النفائس، الكويت، الطبعة الأولى، 1414 هـ.
132 - جزء الأوهام في المشايخ النبل، للحافظ ضياء الدين المقدسي، تحقيق بدر محمَّد العماسي، دار البخاري، بريدة، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 133 - جزء الحسن بن عرفة العبدي، تحقيق د. عبد الرحمن الفريوائي، مكتبة دار الأقصى، الكويت، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 134 - جزء فيه مجلسان من إملاء أبي عبد الرحمن النسائي، حققه وخرج أحاديثه، أبو إسحاق الجويني الأثري، دار ابن الجوزي، الدمام، الطبعة الأولى، 1415 هـ. 135 - جزء المؤمل بن إيهاب، رواية أحمد بن عبد الله السلمي، خرَّج أحاديثه أبو الفداء عماد بن قرة دار البخاري، بريدة، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 136 - جزء من كتاب رياضة الأبدان، للحافظ أبي نعيم الأصبهاني، تخريج أبي عبد الله محمود الحداد، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 137 - جلباب المرأة المسلمة، محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتبة الإِسلامية، عمان الأردن، الطبعة الثانية، 1413 هـ. 138 - الجمع بين رجال الصحيحين، لمحمد بن طاهر القيسراني، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية، 1405 هـ. 139 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر، الجزء الأول، شمس الدين السخاوي، حققه د. حامد عبد المجيد ود. طه الزيني، دار الكتاب اللبناني، 1406 هـ.
140 - الجوهر النقي، لعلاء الدين ابن التركماني، مطبوع بحاشية السنن الكبرى. 141 - الحافظ ابن حجر أمير المؤمنين في الحديث، تأليف عبد الستار الشيخ، دار العلم، بيروت، الطبعة الأولى، 1412 هـ. 142 - حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، جلال الدين السيوطي، تحقيق محمَّد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، الطبعة الأولى، 1387 هـ. 143 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، للحافظ أبي نعيم الأصبهاني، دار الكتب العلمية، بيروت. 144 - خزانة الأدب، لعبد القادر البغدادي، تحقيق عبد السلام هارون، مطبعة دار الخانجي، مصر القاهرة، الطبعة الثانية، 1408 هـ. 145 - خلاصة تذهيب تهذيب الكمال، لأحمد بن عبد الله الخزرجي، قدم له عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر، بيروت، الطبعة الرابعة، 1411 هـ. 146 - الدّارس في تاريخ المدارس، لعبد القادر الدمشقي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1410 هـ. 147 - الدر الملتقط في تبيين الغلط، لأبي الفضائل الصغاني، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 148 - الدر المنثور للحافظ جلال الدين السيوطي، الناشر محمَّد أمين، بيروت. 149 - الدراية في تخريج أحاديث الهداية، للحافظ ابن حجر العسقلاني، صححه وعلق عليه السيد عبد الله هاشم اليماني المدني، دار المعرفة، بيروت.
150 - درة الحجال في أسماء الرجال، لأبي العباس المكناسي، تحقيق د. محمَّد الأحمدي أبو النور، دار التراث، القاهرة، والمكتبة العتيقة بتونس. 151 - الدعاء، لأبي القاسم الطبراني، تحقيق د. محمَّد سعيد البخاري، دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الأولى، 1407 هـ. 152 - الدليل الشافي على المنهل الصافي، جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردى، تحقيق فهيم محمَّد شلتوت، من منشورات مركز البحث العلمي، وطبع في مكتبة الخانجي، القاهرة. 153 - دلائل النبوة، لأبي بكر البيهقي، تحقيق عبد المعطي قلعجي، دار الريان، القاهرة، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 154 - دلائل النبوة، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق مساعد الراشد، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1412 هـ. 155 - ديوان حاتم الطائي، بيروت للطباعة، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 156 - ذكر أخبار أصبهان، للحافظ أبي نعيم الأصبهاني، دار الكتاب العربي، بيروت. 157 - ذيل تذكرة الحفاظ (راجع لحظ الألحاظ). 158 - الذيل على رفع الإصر (بغية العلماء والرواة)، لشمس الدين السخاوي، تحقيق د. جودة هلال ومحمد محمود صبح، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة. 159 - الذيل على موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف، إعداد أبي هاجر محمَّد السعيد بن بسيوني زغلول، مكتبة الغرباء الأثرية، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1414 هـ.
160 - ذيل ميزان اعتدال، للحافظ عبد الرحيم العراقي، تحقيق د. عبد القيوم عبد رب النبي، منشورات مركز البحث العلمي، مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 161 - رجال صحيح البخاري، لأبي نصر الكلاباذي، تحقيق عبد الله الليثي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى، 1407 هـ. 162 - رجال صحيح مسلم، لأبي بكر بن منجويه، تحقيق عبد الله الليثي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى، 1407 هـ. 163 - الرسالة المستطرفة مشهور كتب السنّة المشرفة، لمحمد بن جعفر الكتاني، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية، 1400 هـ. 164 - رفع الإصر عن قضاة مصر، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق عدد من الأساتذة، المطبعة الأميرية، القاهرة، 1957 م. 165 - الروض البسام بترتيب تخريج فوائد تمام، تحقيق جاسم الدوسري، دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 166 - الروض الداني إلى المعجم الصغير, للطبراني، تحقيق محمَّد شكور محمود، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 167 - الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيحين من الصحابة، يحيي بن أبي بكر العامري اليمني، مكتبة المعارف، بيروت، الطبعة الأولى، 1976 هـ. 168 - زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن قيِّم الجوزية، تحقيق شعيب وعبد القادر الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة السادسة عشرة، 1408هـ.
169 - الزهد، للإمام أحمد بن حنبل الشيباني، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1403 هـ. 170 - الزهد، لعبد الله بن المبارك المروزي، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية، بيروت. 171 - الزهد، للإمام وكيع بن الجراح، تحقيق عبد الرحمن الفريوائي، دار الصميعي، الرياض، الطبعة الثانية، 1415 هـ. 172 - الزهد، للإمام هناد بن السري الكوفي، تحقيق عبد الرحمن الفريوائي، دار الخلفاء، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 173 - الزهد، لأبي داود السجستاني، تحقيق ياسر بن إبراهيم وآخر، دار المشاة، القاهرة، الطبعة الأولى، 1414 هـ. 174 - الزهد الكبير، لأبي بكر البيهقي، تحقيق تقي الدين الندوي، دار القلم، الكويت، الطبعة الثالثة، 1403 هـ. 175 - زوائد الأجزاء المنثورة على الكتب الستة المشهورة، تأليف عبد السلام علوش، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1416هـ. 176 - زوائد عبد الله بن أحمد بن حنبل في المسند، ترتيب وتخريج د. عامر حسن صبري، دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الأولى، 1410هـ. 177 - سؤالات أبي داود للإمام أحمد في جرح الرواة وتعديلهم، دراسة وتحقيق د. زياد محمَّد منصور، مكتبة العلوم والحكم، المدينة الفورة، الطبعة الأولى، 1414 هـ.
178 - سؤالات أبي عبد الله بن بكير للدارقطني، تحقيق علي حسن عبد الحميد، دار عمار، عمان الأردن، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 179 - سؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود في الجرح والتعديل, تحقيق، محمَّد علي قاسم العمري، الطبعة الأولى، 1403 هـ. 180 - سؤالات ابن الجنيد لابن معين، تحقيق د. أحمد محمَّد نور سيف، مكتبة الدار بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 181 - سؤالات البرقاني للدارقطني، تحقيق د. عبد الرحيم القشقري، كتب خانة جميلي، لاهور باكستان، الطبعة الأولى، 1404 هـ. 182 - سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي عن جماعة من أهل واسط، تحقيق مطاع الطرابشيي، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1403 هـ. 183 - سؤالات الحاكم للدارقطني في الجرح والتعديل, تحقيق موفق عبد القادر عبد الله، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى، 1404هـ. 184 - سؤالات حمزة السهمي للدارقطني وغيره من المشايخ في الجرح والتعديل، تحقيق موفق عبد الله عبد القادر، مكتبة المعارف، الطبعة الأولى، 1404 هـ. 185 - سؤالات محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة لعلي بن المديني في الجرح والتعديل، تحقيق موفق عبد الله عبد القادر، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الرابعة، 1404 هـ. 186 - سؤالات مسعود بن علي السجزي، لأبي عبد الله الحاكم، تحقيق موفق عبد الله القادر، دار الغرب، بيروت، الطبعة الأولى، 1408هـ.
187 - سلسلة الأحاديث الصحيحة, محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1399 هـ. 188 - سلسلة الأحاديث الضعيفة، محمَّد ناصر الدين الألباني، منشورات لجنة إحياء السنّة، أسيوط، الطبعة الأولى، 1408هـ. 189 - سنن أبي داود، للحافظ أبي داود سليمان بن داود السجستاني، تعليق عزت الدعّاس وآخر، نشر محمَّد علي السيد، الطبعة الأولى، 1388 هـ. 190 - سنن ابن ماجه، للحافظ أبي عبد الله محمَّد بن يزيد بن ماجه، تحقيق محمَّد فؤاد عبد الباقي، دار الكتب العلمية، بيروت. 191 - سنن الترمذي (الجامع الصحيح) لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، تحقيق أحمد محمَّد شاكر، دار الكتب العلمية، بيروت. 192 - سنن الدارقطني، للحافظ أبي عمر علي بن عمر الدارقطني، دار عالم الكتب، بيروت، الطبعة الرابعة، 1406 هـ. 193 - سنن الدارمي، للحافظ أبي محمَّد الدارمي، طُبع بعناية محمَّد أحمد دهمان، دار الكتب العلمية، بيروت. 194 - سنن سعيد بن منصور، للحافظ سعيد بن منصور الخراساني، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 195 - سنن سعيد بن منصور، الحافظ سعيد بن منصور الخراساني، تحقيق سعد عبد الله آل حميد، دار الصميعي- الرياض، الطبعة الأولى، 1414هـ.
197 - السنن الكبرى , للحافظ أبي بكر البيهقي، دار الفكر، بيروت. 197 - السنن الكبرى, لأبي عبد الرحمن النسائي، تحقيق عبد الغفار سليمان البنداري، وسيد كسروي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1411 هـ. 198 - سنن النسائي (المجتبى)، للحافظ أبي عبد الرحمن النسائي، اعتنى به عبد الفتاح أبو غدة، مكتبة المطبوعات الإِسلامية، حلب، الطبعة الثانية، 1409 هـ. 199 - السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها, لأبي عمرو الداني، تحقيق د. رضاء الله المباركفوري، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1416هـ. 200 - السنّة، لابن أبي عاصم، تحقيق محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1400 هـ. 201 - سير أعلام النبلاء، للحافظ الذهبي، تحقيق جماعة، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة السابعة، 1410 هـ. 202 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي، دار إحياء التراث العربي، بيروت. 203 - شرح أصول اعتقاد أهل السنّة، لأبي القاسم اللالكائي، تحقيق أحمد سعد حمدان، دار طيبة، الرياض، الطبعة الثانية، 1411 هـ. 204 - شرح السنّة، لأبي محمَّد الحسين بن مسعود البغوي، تحقيق زهير الشاويش وشعيب الأرناؤوط، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1403 هـ.
205 - شرح علل الترمذي، للحافظ ابن رجب الحنبلي، تحقيق د. همام عبد الرحيم سعيد، مكتبة المنار، الأردن، الطبعة الأولى، 1407 هـ. 206 - شرح مشكل الآثار، لأبي جعفر الطحاوي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرساله، بيروت، الطبعة الأولى، 1415 هـ. 207 - شرح معاني الآثار, لأبي جعفر الطحاوي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1415 هـ. 208 - شرح النووي لصحيح مسلم (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج)، لأبي زكريا النووي، دار إحياء التراث العربي، بيروت. 209 - شروق أنوار المنن الكبرى الإلهية بكشف أسرار السنن الصغرى النسائية، لمحمد الشنقيطي، مطبعة المدني، القاهرة، الطبعة الأولى، 1410هـ. 210 - الشريعة، لأبي بكر محمَّد بن الحسين الآجري الشافعي، تحقيق محمَّد بن الحسن إسماعيل، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1416 هـ. 211 - شعب الإيمان, للحافظ البيهقي، تحقيق مختار الندوي، الدار السلفية، بومباي الهند، الطبعة الأولى، 1409 هـ. 212 - الشكر لله عَزَّ وَجَلَّ، لأبي بكر بن أبي الدنيا، تحقيق ياسين السواس، مراجعة عبد القادر الأرناؤوط، دار ابن كثير، بيروت، الطبعة الثانية، 1407 هـ. 213 - الشمائل المحمدية والخصائص المصطفوية، لأبي عيسى الترمذي، تحقيق سيد عباس الجليمي، المكتبة التجارية، مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1413 هـ.
214 - الصحاح، لاسماعيل بن حماد الجوهري، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم، بيروت، الطبعة الثانية، 1399 هـ. 215 - صحيح البخاري، مطبوع مع فتح الباري. 216 - صحيح مسلم، لأبي الحسين مسلم بن الحجاج، تحقيق محمَّد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت. 217 - صحيح ابن حبّان بترتيب ابن بلبان، تحقيق شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية، 1414 هـ. 218 - صحيح ابن خزيمة، محمد بن إسحاق بن خزيمة، تحقيق مصطفى الأعظمي، المكتب الإِسلامي، بيروت، 1400 هـ. 219 - صحيح الأدب المفرد للإمام البخاري، لمحمد ناصر الدين الألباني، دار الصديق، الجبيل، الطبعة الثانية، 1415 هـ. 220 - صحيح الجامع الصغير وزيادته، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1402 هـ. 221 - صحيح سنن ابن ماجه، لمحمد بن ناصر الدين الألباني، إشراف زهير الشاويش، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 222 - صحيح سنن أبي داود، لمحمد ناصر الدين الألباني، إشراف زهير الشاويش، مكتبة التربية العربي لدول الخليج، الرياض، الطبعة الأولى، 1409 هـ. 223 - صحيح سنن الترمذي، لمحمد ناصر الدين الألباني، إشراف زهير الشاويش، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، الطبعة الأولى، 1408 هـ.
224 - صحيح سنن النسائي، لمحمد ناصر الدين الألباني، إشراف زهير الشاويش، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، الطبعة الأولى، 1409 هـ. 225 - الصمت وحفظ اللسان، لابن أبي الدنيا، تحقيق د. محمَّد أحمد عاشور، دار العاصمة، الطبعة الثانية، 1408 هـ. 226 - الضعفاء, لأبي زرعة الرازي، طُبع ضمن كتاب: "أبو زرعة الرازي ... ". 227 - الضعفاء, لابن نعيم الأصبهاني، تحقيق د. فاروق حمادة، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 228 - الضعفاء الصغير, لأبي عبد الله البخاري، تحقيق محمَّد إبراهيم زايد، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 229 - الضعفاء الكبير، لأبي جعفر العقيلي، تحقيق عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1404 هـ. 230 - الضعفاء والمتروكون، للنسائي، تحقيق محمَّد إبراهيم زايد، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 231 - الضعفاء والمتروكون، لأبي عمر الدارقطني، تحقيق موفق بن عبد الله بن عبد القادر، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى، 1404هـ. 232 - الضعفاء والمتروكون، لأبي الفرج بن الجوزي، تحقيق أبو عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 233 - ضعيف الأدب المفرد، للإمام البخاري، لمحمد ناصر الدين الألباني، دار الصديق الجبيل، الطبعة الأولى، 1414 هـ.
234 - ضعيف الجامع الصغير وزيادته، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1399 هـ. 235 - ضعيف سنن ابن ماجه، لمحمد ناصر الدين الألباني، إشراف زهير الشاويش، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، الطبعة الأولى، 1411 هـ. 236 - ضعيف سنن أبي داود، لمحمد ناصر الدين الألباني، إشراف زهير الشاويش، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، الطبعة الأولى، 1412 هـ. 237 - ضعيف سنن الترمذي، لمحمد ناصر الدين الألباني، إشراف زهير الشاويش، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، الطبعة الأولى، 1411 هـ. 239 - ضعيف سنن النسائي، لمحمد ناصر الدين الألباني، إشراف زهير الشاويش، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، الطبعة الأولى، 1411 هـ. 239 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، لشمس الدين محمَّد بن عبد الرحمن السخاوي، دار مكتبة الحياة، بيروت. 240 - طبقات الحفاظ للحافظ جلال الدين السيوطي، تحقيق علي محمَّد عمر، مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة الأولى، 1393 هـ. 241 - الطبقات, خليفة بن خياط العصفري، تحقيق د. أكرم ضياء العمري، دار طيبة، الرياض، الطبعة الثانية، 1402 هـ. 242 - طبقات الشافعية الكبرى, لتاج الدين عبد الوهاب السبكي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثانية.
243 - طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي الدمشقي الصالحين، تحقيق أكرم البوشي، وإبراهيم الزيبق، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1409 هـ. 244 - الطبقات الكبرى, لابن سعد، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، 1412 هـ. 245 - الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة)، لابن سعد، تحقيق محمد بن صامل السلمي، مكتبة الصديق، الطائف، الطبعة الأولى، 1414هـ. 246 - الطبقات الكبرى (القسم المتمم)، تحقيق زياد محمَّد منصور، من مطبوعات الجامعة الإِسلامية. 247 - طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها, لأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق عبد الغفور البلوشي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1407هـ. 248 - الطهور، لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق صالح المزيد، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الثانية، 1414 هـ. 249 - عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي، للحافظ أبي بكر بن العربي، دار الفكر، بيروت. 250 - العظمة، لأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق رضاء الله المباركفوري، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 251 - علل الأحاديث في كتاب الصحيح، لمسلم بن الحجاج، تصنيف الحافظ أبي الفضل بن عمار الشهيد، تحقيق علي حسن عبد الحميد، دار الهجرة، الثقبة- السعودية، الطبعة الأولى، 1412 هـ.
252 - علل الترمذي الكبير، ترتيب أبي طالب القاضي، تحقيق حمزة ديب مصطفى، مكتبة الإقصى عمان، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 253 - علل الحديث لابن أبي حاتم الرازي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 254 - العلل، لعلي بن عبد الله بن المديني، تحقيق محمَّد مصطفى الأعظمي، المكتب الإِسلامي، الطبعة الثانية، 1980 م. 255 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، لأبي الفرج بن الجوزي، تحقيق خليل الميس، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1403 هـ. 256 - العلل الواردة في الأحاديث النبوية، للحافظ أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، تحقيق د. محفوظ الرحمن زين الله السلفي، دار طيبة، الرياض، السعودية، تخرج طباعًا حيث صدر منها 11 مجلدًا. 257 - العلل ومعرفة الرجال، للإمام أحمد بن حنبل، تحقيق وصي الله عباس، المكتب الإِسلامي، بيروت، دار الخاني، الرياض، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 258 - علم زوائد الحديث، تأليف عبد السلام محمَّد علوش، دار ابن حزم، بيروت، الطبعة الأولى، 1415 هـ. 259 - العمر والشيب، لأبي بكر بن أبي الدنيا، تحقيق نجم عبد الرحمن خلف، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 260 - عمل اليوم والليلة لأبي عبد الرحمن النسائي، تحقيق د. فاروق حمادة، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثالثة، 1407 هـ.
261 - عمل اليوم والليلة، للحافظ أبي بكر بن السني، تحقيق أبي محمَّد عبد الرحمن البرني، دار القبلة، جدة مؤسسة علوم القرآن، بيروت. 262 - عوالي الحارث بن أبي أسامة، رواية الحافظ أبي نعيم، تحقيق أبي عبد الله العزيز الهليل، الطبعة الأولى، 1411 هـ. 263 - عون المعبود شرح سنن أبي داود، لأبي الطيب محمَّد شمس الحق العظيم آبادي، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة، 1399 هـ. 264 - غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، دمشق، بيروت، الطبعة الثالثة، 1405هـ. 265 - غريب الحديث، لأبي إسحاق الحربي، تحقيق د. سليمان العابد، من منشورات مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي، مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 266 - غريب الحديث، لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي، طبع تحت مراقبة محمَّد عبد المعبد خان، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، الهند، الطبعة الأولى، 1387 هـ. 267 - غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة، لأبي القاسم بن بشكوال، تحقيق عز الدين علي السيد، ومحمد كمال الدين، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى، 1407 هـ. 268 - غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود، تأليف أبي إسحاق الحويني، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 269 - الغيلانيات، لأبي بكر محمَّد بن عبد الله البزّار، تحقيق فاروق عبد العلم مرسي، أضواء السلف، الرياض، الطبعة الأولى، 1416 هـ.
270 - الفائق في غريب الحديث، للزمخشري، تحقيق محمَّد أبو الفضل إبراهيم، علي محمَّد البيجاوي، طبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، الطبعة الثانية. 271 - فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد ابن عبد البر، محمَّد المغراوي، مجموعة التحف النفائس الدولية، الطبعة الأولى، 1416 هـ. 272 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تعليق فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز، دار الريان للتراث، القاهرة، الطبعة الأولى، 1407 هـ. 273 - الفتح الرباني لترتيب مسند الأمام أحمد بن حنبل الشيباني، أحمد عبد الرحمن البنا، دار إحياء التراث العربي، بيروت. 274 - الفتح السماوي بتخريج أحاديث تفسير القاضي البيضاوي، لزين الدين عبد الرؤوف المناوي، تحقيق أحمد مجتبي بن نذير عالم السلفي، دار العاصمة، الرياض، السعودية، الطبعة الأولى، 1409 هـ. 275 - فتح الوهاب فيمن اشتُهر من المحدثين بالألقاب، تأليف حماد بن محمَّد الأنصاري، دار الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 276 - الفردوس بمأثور الخطاب، للديلمي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 277 - فضائل الصحابة, لأبي عبد الله أحمد بن حنبل، تحقيق د. وصي الله بن محمَّد عباس، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1430 هـ. 278 - فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد، فضل الله الجيلاني، دار الريان، والمكتبة السلفية، الطبعة الثالثة، 1407 هـ.
279 - فهرس الفهارس والإثبات ومعجم المعاجم والمشايخ والمسلسلات، تأليف، عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، تحقيق د. إحسان عباس، دار الغرب الإِسلامي، بيروت، 1406 هـ. 280 - الفوائد العوالي المؤرخة من الصحاح والغرائب، للقاضي التنوخي، تحقيق عمر عبد السلام التدمري، مؤسسة الرسالة، بيروت، دار الإيمان طرابلس، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 281 - الفوائد، لأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق علي بن حسن عبد الحميد، دار الصميعي، الرياض، الطبعة الأولى، 1412 هـ. 282 - فيض القدير شرح الجامع الصغير, للعلامة المناوي، دار الفكر للطباعة والنشر. 283 - القاموس المحيط، لمجد الدين الفيروزآبادي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية، 1407 هـ. 284 - قرة العين في ضبط أسماء رجال الصحيحين، لعبد الغني البحراني، مكتبة التوبة، الرياض، 1410 هـ. 285 - قرة العينين في أطراف الصحيحين، وصنفه محمَّد فؤاد عبد الباقي، المكتبة التجارية، مكة المكرمة. 286 - القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية، لابن طولون الصالحي، تحقيق، محمَّد أحمد دهان، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، الطبعة الثانية، 1401 هـ. 287 - القند في ذكر علماء سمرقند، نجم الدين النسفي، المعتنى به، نظر محمَّد الفريابي، مكتبة الكوثر الرياض، الطبعة الأولى، 1412 هـ.
288 - القول المسدد في الذب عن المسند، للإمام أحمد، تصنيف الحافظ ابن حجر العسقلاني، مكتبة ابن تيمية القاهرة، الطبعة الأولى، 1401هـ. 289 - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، للإمام الذهبي، تحقيق، محمَّد عوامة، شركة دار القبلة ابن تيمية، مؤسسة علوم القرآن، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 290 - الكامل في ضعفاء الرجال، للإمام أبي أحمد بن عدي الجرجاني، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة، 1409 هـ. 291 - كشف الأستار عن زوائد البزّار على الكتب الستة، للحافظ الهيثمي، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1399 هـ. 292 - الكشف الإلهي عن شديد الضعف والموضوع والواهي، للحسيني الطرابلسي، تحقيق محمود محمود بكار، مكتبة الطالب الجامعي، مكة المكرمة، 1408 هـ. 293 - الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث، برهان الدين الحلبي، تحقيق صبحي السامراني مطبعة العاني، بغداد. 294 - كشف الخفا ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، لإسماعيل العجلوني، دار إحياه التراث العربي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1351 هـ. 295 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، لحاجي خليفة، دار الفكر، بيروت 1410هـ.
296 - كشف النقاب عن الأسماء والألقاب، لأبي الفرج بن الجوزي، تحقيق، عبد العزيز الصاعدي، دار السلام، الرياض، الطبعة الأولى، 1413هـ. 297 - الكنى لأبي عبد الله البخاري، ملحق بالتاريخ الكبير. 298 - الكنى والأسماء، للإمام مسلم بن الحجاج، تحقيق، عبد الرحيم القشقري، من مطبوعات الجامعة الإِسلامية. 299 - الكنى والأسماء، لمحمد بن أحمد الدولابي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية، 1403 هـ. 300 - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، لعلاء الدين المتقي الهندي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية، 1409 هـ. 301 - الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات, لمحمد بن أحمد بن الكيال، تحقيق عبد القيوم عبد رب النبي، دار المأمون للتراث، بيروت، من مطبوعات مركز التحية العلمي بمكة، الطبعة الأولى، 1401 هـ. 302 - اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، جلال الدين السيوطي. دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثالثة، 1401 هـ. 303 - لامع الدراري على جامع البخاري، لمحمد زكريا الكاندهلوي، المكتبة الامدادية مكة المكرمة، طبعة 1395 هـ. 304 - اللباس والزينة في السنة المطهرة، لمحمد عبد الحكيم القاضي، دار الحديث، القاهرة، الطبعة الثانية، 1410 هـ. 305 - لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ، للحافظ تقي الدين محمَّد بن فهد المكي، دار الكتب العلمية، بيروت.
306 - لسان العرب، لمحمد بن مكرم بن منظور، دار صادر. 307 - لسان الميزان, للحافظ ابن حجر العسقلاني، دار الكتاب الإِسلامي، القاهرة. 308 - المؤتلف والمختلف، للحافظ عبد الغني الأزدي، مكتبة الدار بالمدينة المنورة. 309 - المجرد في أسماء رجال سنن ابن ماجة، للحافظ الذهبي، تحقيق باسم فيصل، دار الراية الرياض، الطبعة الأولى، 1409 هـ. 310 - المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، لأبي حاتم بن حيان البستي، تحقيق محمود إبراهيم زايد، دار الوعي، حلب، الطبعة الأولى، 1396 هـ. 311 - مجمع البحرين في زوائد المعجمين، للحافظ الهيثمي، تحقيق عبد القدوس محمَّد نذير، دار الرشد الرياض، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 312 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للحافظ نور الدين الهيثمي، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1402 هـ. 313 - المجمع المؤسس لمجمع المفهرس، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق يوسف المرعشلي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى، 1413هـ. 314 - المجموع شرح المهذب، للحافظ النووي، دار الفكر، بيروت. 315 - مجموع فتاوي شيخ الإِسلام ابن تيمية، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمَّد بن قاسم، من مطبوعات الرئاسة العامة لشؤون الحرمين.
316 - مجموع فيه من مصنفات أبي حفص بن شاهين، تحقيق، بدر البدر، دار ابن الأثير، الكويت، الطبعة الأولى، 1415 هـ. 317 - المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث، لأبي موسى المديني، تحقيق عبد الكريم الغرباوي، من منشورات مركز إحياء التراث الإِسلامي بمكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1410 هـ. 318 - المحلى، لأبي محمَّد بن حزم، تحقيق لجنة إحياء التراث في دار الآفاق الجديدة، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت. 319 - مختصر الأباطيل والموضوعات, للحافظ الذهبي د محمَّد الغماري، دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 320 - مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك الحاكم لابن الملقن، تحقيق عبد الله بن حمد اللحيدان، وسعد عبد الله الحميد، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1411 هـ. 321 - مختصر زوائد مسند البزّار على الكتب الستة، ومسند أحمد للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق صبري بن عبد الخالق أبو ذر، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى، 1412 هـ. 322 - مختصر سنن أبي داود، للحافظ المنذري، تحقيق أحمد شاكر، ومحمد حامد الفقي، دار المعرفة، بيروت. 323 - المخزون في علم الحديث، لأبي الفتح الأزدي، تحقيق محمَّد إقبال السلفي، الدار العلمية، دلهي، الهند، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 324 - المراسيل، لأبي حاتم الرازي بعناية شكر الله بن نعمة قوجاني، مؤسسة الرسالة، بيروت الطبعة الأولى، 1397 هـ.
325 - المراسيل، لأبي داود السجستاني، تحقيق شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة بيروت، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 326 - مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، لصفي الدين عبد المؤمن البغدادي، تحقيق على محمَّد البجاوي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى، 1373 هـ. 327 - مرويات اللعن في السنة، للدكتور باسم فيصل الجوايرة، مكتبة المعلا، الكويت، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 328 - مسانيد أبي يحيي فراس بن يحيي، جمع الحافظ أبي نعيم الأصفهاني، تخريج أبي يوسف محمَّد بن حسن المصري، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 329 - مساويء الأخلاق ومذمومها, لأبي بكر الخرائطي، تحقيق مصطفى الشلبي، مكتبة السوادي، جدة الطبعة الأولى، 1412 هـ. 330 - المستدرك لأبي عبد الله الحاكم، مكتبة المعرف، الرياض. 331 - المستفاد من مبهمات المتن والإسناد، للحافظ أبي زرعة العراقي، تحقيق عبد الرحمن البر، دار الوفاء، ودار الأندلس الخضراء، جدة، الطبعة الأولى، 1414 هـ. 332 - مسند ابن الجعد، للإمام الحافظ أبي الحسن بن الجعد، تحقيق عبد الهادي بن عبد القادر، مكتبة الفلاح، الكويت، الطبعة الأولى، 1405هـ. 333 - مسند أبي بكر الصديق، لأبي بكر المروزي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، المكتب الإِسلامي بيروت، الطبعة الثالثة، 1399 هـ.
334 - مسند أبي داود الطيالسي، للحافظ سليمان بن داود الطيالسي، دار المعرفة، بيروت. 335 - مسند أبي عوانة، ليعقوب بن إسحاق الاسفراييني، دار المعرفة، بيروت. 336 - مسند أبي يعلى الموصلي، للإمام الحافظ أحمد بن علي بن المثنى الموصلي تحقيق حسين سليم أسد، دار الثقافة العربية، بيروت، الطبعة الأولى، 1412 هـ. 337 - مسند الإِمام أحمد بن حنبل، دار صادر، بيروت. 338 - مسند إسحاق بن راهويه، تحقيق عبد الغفور البلوشي، توزيع مكتبة الإيمان, المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1412 هـ. 339 - مسند أمير المؤمنين عمر، لأبي يعقوب بن شيبة، تحقيق كمال يوسف الحوت، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، طبعة 1405 هـ. 340 - المسند الجامع، الدكتور بشار عواد معروف وآخرون، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 341 - مسند الحب بن الحب أسامة بن زيد، لأبي القاسم البغوي، تحقيق حسن المندورة، دار الضياء، الرياض، السعودية، الطبعة الأولى، 1409هـ. 342 - مسند الحميدي، لعبد الله بن الزبير الحميدي، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، عالم الكتب، بيروت. 343 - مسند الروياني، لأبي بكر محمَّد الدورقي، تحقيق عامر حسن صبري، دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الأولى، 1407 هـ.
344 - مسند سعد بن أبي وقاص، لأبي عبد الله الدورقي، تحقيق عامر حسن صبري، دار البشائر الإِسلامية، الطبعة الأولى 1407 هـ. 345 - مسند الشافعي، لأبي عبد الله محمَّد بن إدريس الشافعي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1400 هـ. 346 - مسند الشهاب، لأبي عبد الله القضاعي، تحقيق عبد المجيد السلفي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 347 - مسند عائشة رضي الله عنها, لأبي بكر عبد الله بن سليمان السجستاني، دراسة عبد الغفور عبد الحق حسين، مكتبة دار الأقصى، الكويت، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 348 - مسند الفاروق، لأبي الفداء إسماعيل بن كثير، تحقيق عبد المعطي قلعجي، دار الوفاء، المنصورة، الطبعة الأولى، 1411 هـ. 349 - مشاهير علماء الأمصار، لأبي حاتم بن حيان البستي، تصحيح فلا يشهمر، دار الكتب العلمية، بيروت. 350 - المشترك وضعًا والمفترق صقعًا، لياقوت الحموي، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثانية، 1406 هـ. 351 - مشكاة المصابيح، للخطيب التبريزي، تحقيق محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1399 هـ. 352 - مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة، للشهاب البوصيري، تحقيق موسى محمَّد علي وعزت علي عطية، دار الكتب الإِسلامية، القاهرة. 353 - المصنف في الأحاديث والآثار لأبي بكر ابن أبي شيبة، تحقيق كمال يوسف الحوت، دار التاج، بيروت، الطبعة الأولى، 1409 هـ.
354 - المصنف، لعبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1403 هـ. 355 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، دار المعرفة، بيروت. 356 - معارف السنن شرح جامع الترمذي، محمَّد يوسف البنوري، طبع في باكستان 1409 هـ. 357 - معالم السنن, طبع مع مختصر سنن أبي داود للمنذري. 358 - المعجم الأوسط, للحافظ أبي القاسم الطبراني، تحقيق د محمود الطحان، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 359 - معجم البلدان، لياقوت الحموي، دار صادر، بيروت. 360 - معجم شيوخ أبي يعلى، تحقيق إرشاد الحق الأثري، إدارة العلوم الأثرية، فيصل آباد، باكستان، الطبعة الأولى، 1407 هـ. 361 - المعجم الصغير, انظر الروض الداني. 362 - المعجم في مشتبه أسامي المحدثين، لأبي الفضل الهروي، تحقيق نظر محمَّد الفاريابي، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى، 1411هـ. 363 - معجم قبائل العرب القديمة والحديثة، لعمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة، بيروت. 364 - المعجم الكبير، لأبي القاسم الطبراني، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، مكتبة ابن تيمية، الطبعة الثانية، 1404هـ. 365 - معجم المؤلفين، لرضا عمر كحالة، مكتبة المثنى، بيروت.
366 - المعجم المشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النبل، لأبي القاسم بن عساكر، تحقيق سكينة الشهابي، دار الفكر، بيروت. 367 - معرفة الرجال، لابن معين، تحقيق محمَّد كامل القصار، 1405هـ، من مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق. 368 - معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد، للإمام الذهبي، تحقيق أبي عبد الله إبراهيم سعيداي إدريس، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى، 1406 هـ. 369 - المعرفة والتاريخ, ليعقوب بن سفيان، الفسوي، تحقيق أكرم ضياء العمري، مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1410 هـ. 370 - المعين في طبقات المحدثين، للحافظ الذهبي، تحقيق محمَّد زينهج محمَّد عزب، دار الحوة، الطبعة الأولى، 1407 هـ. 371 - المغني شرح مختصر الخرقي، لابن قدامة المقدسي، تحقيق د. عبد الله التركي، د. عبد الفتاح الحلو، دار هجر، القاهرة، الطبعة الأولى، 1410 هـ. 372 - المغني في حمل الأسفار، لعبد الرحيم بن الحسين العراقي، مطبوع بحاشية إحياء علوم الدين للغزالي. 373 - المغني في الأنباء عن غريب المهذب والأسماء، عماد الدين بن باطش، تحقيق د. مصطفى عبد الحفيظ سالم، المكتبة التجارية، مكة المكرمة، 1411هـ. 374 - المغني في ضبط أسماء الرجال ومعرفة كنى الرواة وألقابهم وأنسابهم، لمحمد بن طاهر الفتني، دار الكتاب العربي، بيروت، 1402 هـ.
375 - المفاريد عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، للحافظ أبي يعلى الموصلي، تحقيق عبد الله بن يوسف الجديع، مكتبة دار الأقصى، الكويت، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 376 - مفتاح كنوز السنّة، محمَّد فؤاد عبد الباقي، المكتبة الإمدادية، مكة المكرمة. 377 - المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، للسخاوي، صححه عبد الله بن محمَّد الصديق، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1407 هـ. 378 - المقتنى عن سرد الكنى, للحافظ الذهبي، تحقيق محمَّد صالح المراد، منشورات الجامعة الإِسلامية، المدينة المنورة، 1408 هـ. 379 - المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي، للهيثمي، تحقيق نايف الدعيس، مكتبة تهامة، جدة، الطبعة الأولى، 1402 هـ. 380 - المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي، للهيثمي، تحقيق سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 381 - مقدمة ابن الصلاح، لأبي عمرو بن الصلاح، تحقيق نور الدين عتر، المكتبة العلمية، بيروت، 1401 هـ. 382 - مكارم الأخلاق ومعاليها, لمحمد بن جعفر الخرائطي، تحقيقة سعاد سليمان الخندقاوي، مطبعة المدني، القاهرة، الطبعة الأولى، 1411هـ. 383 - المنار المنيف في الصحيح والضعيف، لابن قيّم الجوزية، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإِسلامية، حلب، الطبعة الثانية، 1402 هـ.
384 - منهاج المحدثين في تقوية الأحاديث الحسنة والضعيفة، للدكتور المرتضي زين أحمد، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى، 1415هـ. 385 - المنتخب من كتاب السباق لتاريخ نيسابور، للحافظ أبي إسحاق إبراهيم بن محمَّد الصيرفي، ضبط نصه خالد حيدر، المكتبة التجارية، مكة المكرمة. 386 - المنتخب من مسند عبد بن حميد، تحقيق أبي عبد الله مصطفى بن العدوي، مكتبة ابن حجر، مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1408 هـ. 387 - المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، لأبي الفرج بن الجوزي، تحقيق محمَّد عبد القادر عطا وآخر، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1412 هـ. 388 - المنتقى لابن الجارود، مطبوع "غوث المكدود". 389 - المنتقى من مسند المقلين، للحافظ دعلج السجزي، تحقيق عبد الله يوسف الجديع، دار الأقصى، الكويت، الطبعة الأولى، 1405 هـ. 390 - منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبو داود، لأحمد عبد الرحمن البنا، المكتبة الإِسلامية، بيروت، الطبعة الثانية، 1400 هـ. 391 - من كلام أبي زكريا يحيي بن معين في الرجال، تحقيق د. أحمد نور سيف، دار المأمون للتراث، بيروت، من منشورات مركز البحث العلمي بمكة المكرمة. 392 - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبّان، للحافظ الهيثمي، تحقيق حسين سليم أسد وآخر، دار الثقافة العربية، دمشق، الطبعة الأولى، 1411هـ.
393 - المواهب اللدنية بالمنح المحمدية للقسطلاني، تحقيق صالح الشامي، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1412 هـ. 394 - موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف، إعداد أبي هاجر محمَّد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، 1410هـ. 395 - موضح أوهام الجمع والتفريق، لأبي بكر الخطيب البغدادي، مصور من مطبوعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الهند، الطبعة الأولى، 1378 هـ. 396 - الموضوعات, لأبي الفرج ابن الجوزي، تحقيق عبد الرحمن محمَّد عثمان، المكتبة السلفية، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1386هـ. 397 - الموضوعات, للصنعاني، تحقيق نجم عبد الرحمن خلف، الطبعة الأولى، 1401 هـ. 398 - الموطأ، للإمام مالك بن أنس، تصحيح محمَّد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، القاهرة. 399 - ميزان الاعتدال في نقد أحوال الرجال للحافظ الذهبي، تحقيق علي محمَّد البجاوي وآخر، دار المعرفة، بيروت. 400 - ناسخ الحديث ومنسوخه، لأبي حفص بن شاهين، تحقيق سمير الزهيري، مكتبة المنار، الأردن، الطعبة الأولى، 1408 هـ. 401 - النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة، تأليف أبي إسحاق الحويني، دار الصحابة للتراث، طنطا، الطبعة الثانية، 1410 هـ.
402 - نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، 1406 هـ. 403 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، لابن تغري بردي، قدم له وعلق عليه محمَّد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى، 1413 هـ. 404 - نزهة الأسماع في مسألة السماع، للحافظ أبي الفرج ابن رجب الحنبلي، تحقيق أم عبد الله بنت محروس العسلي، إشراف أبي عبد الله الحداد، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1407هـ. 405 - نزهة الألباب في الألقاب، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق عبد العزيز السديري، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى، 1409هـ. 406 - نصب الراية لأحاديث الهداية، للحافظ جمال الدين الزيلعي، دار الحديث، القاهرة. 407 - نصوص ساقطة من طبعات أسماء الثقات لابن شاهين، للدكتور سعدي الهاشمي، مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1407هـ. 408 - النفح الشذي شرح جامع الترمذي، لأبي الفتح بن سيد الناس اليعمري، تحقيق أحمد معبد عبد الكريم، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1409 هـ.
409 - النكت الظراف على الأطراف، للحافظ ابن حجر العسقلاني، مطبوع بحاشية تحفة الأشراف. 410 - النهاية في غريب الحديث والأثر، لأبي السعادات ابن الأثير الجزري، تحقيق طاهر الزاوي، ومحمود الطناحي، نشره أنصار السنّة المحمدية، باكستان. 411 - نيل الأوطار شرح منتقى الأخيار، للشوكاني، تحقيق طه عبد الرؤوف وآخر، مكتبة الكليات الأزهرية. 412 - الهداية في تخريج أحاديث البداية. 413 - هدي الساري مقدمة فتح الباري، للحافظ ابن حجر العسقلاني، دار الريان للتراث، القاهرة الطبعة الأولى، 1407 هـ. 414 - الهدي والأضاحي (ضمن موسوعة الحديث النبوي)، تصنيف عبد الملك بن بكر قاضي، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الأولى،1412هـ. 415 - الورع، لأبي عبد الله أحمد بن حنبل، تحقيق محمَّد السعيد بسيوني زغلول، دار الكتاب العربي، بيروت، 1409 هـ. 416 - وفيات الأعيان وأنباء الزمان، لابن خلكان، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت. • • •
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق د. سمير بن سليمان بن عبد الله العمران تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد الحادي عشر 21 - 21 من أول كتاب الطب إلى نهاية باب النّهي عن عيب النّاس من كتاب الأدب (2440 - 2731) دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المقدّمة إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضلِل فلا هادي له. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬1). {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (¬2). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} (¬3). ¬
أما بعد: فإنّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِّ هَدْيُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وبعد، فإن من تشرّف بالعمل في دراسة السنّة النبوية لمدرك أن هذه السنّة التي حباها الله سبحانه وتعالى برعايته وأعلى شأنها لقادرة على أن تصمد أمام ما تواجهه من تحديات معاصرة بناها المبطلون، وأسسها وُهّان الفكر والعلم، وكان للكم الهائل من معلوماتها سبب لتوجه أهل العلم للغوص في بحارها، والبحث في مآثرها لاكتشاف ما يستطيعون من دررها ونفائسها لينفعوا به ويقدموا للمسلمين تبيانًا أكثر لتعاليم هذا الدين العظيم. وقد تميزت أجيال الإِسلام بعدّة فضائل رفعتهم على كل الأمم، ولا أجل ميزة من حرصهم على سنة نبيّهم بحفظها، وشرحها، وجمعها، حتى عُدَّ ذلك منّة من منن الله، وفضل من فضائله على أمّة محمد -صلى الله عليه وسلم- وتوارثوا أمرهم هذا جيلًا بعد جيل، وعالمٌ بعد عالم، وسيدوم ذلك -باذن الله تعالى- حتى يرث الله الأرض ومن عليها. وإذا نظرت السماء في وضح النهار فلا شك أنك مشاهد الشمس، ولو نظرت في رجال الحديث وحفّاظه فلا شك إنّك واقع على اسم نجمهم الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- فمعجبك جمعه لها، ومعجزك الكم الهائل من مؤلفاته فيها، ومدهشك دقته مع ذلك كله، ومن تلك المصنفات كتاب "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية" فهو مُؤلَّف
يكفي أن يُقال عنه أنه حفظ لنا أحاديث مسانيد عشرة فُقد أكثرها ولم يبق منها غير زوائدها التي جُمعت في هذا المصنف. ولذا رأى قسم السنّة وعلومها بكلية أصول الدين الحاجة الماسّة لتحقيقه، والعمل فيه، وخدمته الخدمة العلمية اللائقة به. هذا وقد يسَّر الله سبحانه وتعالى لي أن أشارك بتحقيق جزء من هذا المؤلَّف. أسباب اختيار هذا الكتاب: 1 - أهميته العظيمة كما تقدم. 2 - أن هذا الكتاب لم يخدم خدمة علمية، بل لم يطبع كاملًا بأسانيده. 3 - أن الكتاب من تأليف عالم فذّ، شهد بإمامته في علم الحديث القريب والبعيد، والصديق والعدو. وقد واجهتني أثناء العمل عقبات أعانني الله عزَّ وجلَّّ على تخطِّي أكثرها. فأولها: ما واجهته من كثرة التصحيفات والتحريفات في النصوص التي استلزم تصويبها الجهد الكبير. وثانيها: بُعدي عن المشرف على الرسالة -حفظه الله- نتيجة تواجدي بالمنطقة الشرقية وتواجده بالرياض. وثالثها: عدم توفُّر المكتبات العامّة الحاوية للكتب والمراجع المتعلِّقة بهذا البحث في منطقتنا، مما استدعى البحث عنها وطلبها من مختلف المناطق.
منهجي في التحقيق والتعليق: أولًا- اختيار النسخة الأصلية: تمَّ اختياري لنسخة المكتبة المحمودية (مح) وجعلتها أصلًا للكتاب، وقابلتها بنسخة المكتبة السعيدية ورمزت لها بـ (حس)، وبنسخة مكتبة الرياض السعودية ورمزت لها بـ (سد)، وبنسخة دار السلام بالهند ورمزت لها بـ (عم). ثانيًا- كتابة النص: قمت بكتابة النص بحيث يكون أقرب ما يكون إلى الصورة التي وضعه عليها مؤلفه متبعًا الخطوات التالية: 1 - نسخت النص كاملًا من (مح) التي اتخذتها أصلًا، بحيث يكون موافقًا لقواعد الإملاء في العصر الحديث، مع مراعاة علامات الترقيم التي تساعد على فهم النص قدر الاستطاعة. 2 - قابلت الأصل ببقية النسخ، وأثبتُّ الفروق بالحاشية. 3 - إذا وجدت الصواب في نسخة أخرى غير نسخة الأصل، أثبتُّ الصواب وجعلته بين معكوفتين، وأشرف إلى ما في الأصل في الحاشية، مع بيان وجه التصويب. 4 - إذا وقع خطأ في كل النسخ التي بين يدي، وكان لا يحتمل وجهًا من الصواب، صوَّبته في الأصل وجعلته بين معكوفتين، وأشرت في الحاشية إلى اتفاق النسخ على هذا الخطأ ذاكرًا مصدر -أو مصادر- التصويب.
(5) - أهملت التنبيه على الاختلاف في صيغة الصلاة على النبي -صلى الله عيه وسلم-، وكذا الاختلاف في إثبات الترضِّي على الصحابة رضي الله عنهم، واخترت إثبات جملة: -صلى الله عليه وسلم-، وجملة: رضي الله عنه. (6) - جعلت للأحاديث والآثار أرقامًا متسلسلة مع بقية الكتاب. (7) - أشرت إلى نهاية كل ورقة من نسخة (مح) التي اعتمدتها أصلًا في الهامش مع بيان كون ذلك الوجه الأول أو الثاني منها، ورمزت للورقة بـ (ق)، وللوجه الأول منها بـ (أ)، وللثاني بـ (ب). (8) - عزوت الآيات إلى مواضعها من سور القرآن الكريم. ثالثًا- تخريج الحديث: تحت هذا العنوان أقوم بتخريج الحديث، أو الأثر حسب الخطوات التالية: 1 - أذكر أولًا موضعه في أصله الذي أخذ منه -إن وُجد- أو في مصنف عزا الحديث لصاحب المصنف، ثم ساق إسناده ومتنه كاملًا كـ "بغية الباحث في زوائد مسند الحارث". 2 - بعد ذلك أذكر من أخرجه من طريق صاحب المسند الذي عزا الحافظ الحديث إليه، كأبي نعيم في "معرفة الصحابة"، أو ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، أو غيرهم. ثم أذكر متابعات الحديث، فأبدأ بمن تابع صاحب المسند على روايته عن شيخه، ثم من تابع شيخ صاحب المسند، وهكذا إلى أن أذكر من رواه من طريق صحابي الحديث.
4 - إن كان المصدر المخرج منه مطبوعًا فأُحيل إلى رقم الجزء والصفحة -إن كان متعدِّد الأجزاء- وأكتفي في بعض المصادر بذكر رقم الحديث كصحيح مسلم، وسنن ابن ماجه. وإذا كان المصدر المخرج منه مخطوطًا فأُحيل إلى رقم الجزء -إن كان متعدِّد الأجزاء- ورقم الورقة ووجهها إن تيسَّر لي الوقوف على ذلك المصدر المخطوط، وإلا أحلت إلى المرجع الذي نقلت منه. 5 - أتوسَّع في ذكر الشواهد، خاصة إذا كان إسناد حديث الباب ضعيفًا أو حسنًا. وقد أسلك سبيل الاختصار، وذلك كأن يكون من شواهده في الصحيحين. 6 - أنقل في تخريج الحديث كلام العلماء على الحديث كالترمذي، والبزار، والحاكم، والبيهقي .. وغيرهم، وأتعقَّب ما ترجَّح لي خلافه. 7 - أختم تخريج الحديث في الغالب بذكر خلاصة الحكم عليه إلا أن يكون الحديث صحيحًا بإسناد صاحب المسند. رابعًا- الحكم عليه: وتحت هذا العنوان أبيِّن درجة الإِسناد المدروس بناءً على مراتب رواته، وبعد النظر في اتصال السند وانقطاعه، سواء كان ذلك ظاهرًا، أو خفيًا. ثم أنقل كلام العلماء على سند حديث الباب، وخاصة البوصيري في كتابه "إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة". وفي الختام أتوجَّه بخالص الشكر والامتنان، وببالغ التقدير إلى فضيلة أستاذي وشيخي الدكتور أبي عبد المجيد عبد العزيز بن حمد
المشعل، الذي تفضَّل فقبل الإِشراف على هذه الرسالة، ثم على ما قدَّمه لي من رعاية علمية، وتوجيهات قيِّمة , فجزاه الله خير الجزاء. كما أشكر كلاًّ من د. عبد الرحمن الفريوائي، ود. أنور العطّافي لقبولهما مناقشة الرسالة، وللملحوظات القيمة التي أبدياها. وأتقدَّم بالشكر إلى كل من أسدى إليَّ نُصحًا، أو أهدى إليَّ رُشدًا من أساتذتي الأفاضل، وزملائي الأعزّاء. كما لا يفوتني أن أشكر من أعطياني المزيد من الرعاية والحنو والديَّ الفاضلين، فقد كانا خير معين لي في إتمام هذا البحث. وأخيرًا .. أشكر قسم السنّة وعلومها، وكليَّة أصول الدين، وجامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية على عنايتهم بالعلم الشرعي وطلابه، وتيسيرهم سبل تحصيله. أسأل الله عزَّ وجلّ أن يجزل الجميع الأجر والثواب، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. سمير العمران
الرموز والاختصارات المستخدمة في ثنايا الرسالة اصطلحت في هذه الرسالة على اختصار أسماء بعض الكتاب كما يلي: الإِتحاف: إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، للبوصيري؛ فإذا كان من المختصر بينت وإلا أطلقت. إتحاف السادة: إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين، للزبيدي. الإِحسان: الإِحسان بترتيب صحيح ابن حبان. الأربعون الصغرى: الأربعون الصغرى المخرجة في أحوال عباد الله تعالى وأخلاقهم، للبيهقي. الإرشاد: الإرشاد في معرفة علماء الحديث، للخليلي. الإرواء: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، للألباني.
الاستبصار: الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار، لابن قدامة المقدسي. أسماء الدارقطني: ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم ممن صحت روايته عن الثقات، للدارقطني. الإكمال: الإِكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب، لابن ماكولا. بذل الماعون: بذل الماعون في فضل الطاعون، لابن حجر العسقلاني. بغية الباحث: بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث. التحفة: تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي. التقريب: تقريب التهذيب، لابن حجر. التمهيد: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد. التهذيب: تهذيب التهذيب، لابن حجر. التواضع: التواضع والخمول، لابن أبي الدنيا. التوبيخ: التوبيخ والتنبيه، لأبي الشيخ الأصبهاني. ثقات ابن شاهين: تاريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم، لابن شاهين. الجعديات: مسند ابن الجعد، لعلي بن الجعد، رواية عبد الله بن محمد البغوي. الحبائك: الحبائك في أخبار الملائك، للسيوطي. خطط المقريزي: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، للمقريزي.
الحلية: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم الأصبهاني. الخلاصة: خلاصة تذهيب تهذيب الكمال، للخزرجي. الروض البسام: الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تَمَّام. السير: سير أعلام النبلاء، للذهبي. صحيح الجامع: صحيح الجامع الصغير وزيادته، للألباني. الصغير: المعجم الصغير، للألباني. ضعفاء البخاري: كتاب الضعفاء الصغير، للبخاري. ضعفاء ابن الجوزي: كتاب الضعفاء والمتروكين، لابن الجوزي. ضعفاء الدارقطني: كتاب الضعفاء والمتروكين، للدارقطني. ضعفاء ابن شاهين: تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين، لابن شاهين. ضعفاء العقيلي: كتاب الضعفاء، للعقيلي. ضعيف الجامع: ضعيف الجامع الصغير وزيادته، للألباني. الضعيفة: سلسلة الأحاديث الضعيفة، للألباني. العبر: العبر في خبر من غبر، للذهبي. العون: عون المعبود شرح سنن أبي داود. الفتح: فتح الباري في شرح صحيح البخاري، لابن حجر. الفيض: فيض القدير بشرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير، للمناوي. فيما ورد عن شفيع الخلق: فيما ورد عن شفيع الخلق يوم القيامة أنه احتجم وأمر بالحجامة، للبوصيري. القبل: كتاب القبل والمعانقة والمصافحة، لابن الأعرابي.
الكامل: الكامل في ضعفاء الرجال، لابن عدي؛ فإن أردت الكامل في التاريخ لابن الأثير قلت: الكامل في التاريخ. الكبير: المعجم الكبير، للطبراني. الكشف: كشف الأستار عن زوائد البزّار على الكتب الستة. الكنز: كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال، للمتقي الهندي. اللسان: لسان الميزان لابن حجر، هذا إذا كان في التراجم؛ أما إذا كان في شرح الغريب، فهو لسان العرب، لابن منظور. المجروحين: المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، لابن حبّان. المجمع: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للهيثمي. المدخل: المدخل إلى السنن "الكبرى" للبيهقي. المرض: المرض والكفارات، لابن أبي الدنيا. المشكل: مشكل الآثار، للطحاوي. معرفة القرّاء: معرفة القرّاء الكبار على الطبقات والأعصار، للذهبي. المعرفة لأبي نعيم: معرفة الصحابة، لأبي نعيم الأصبهاني. المغني: المغني في الضعفاء للذهبي، هذا إن كان في التراجم؛ أما إذا كان في الفوائد، فهو المغني، لابن قدامة المقدسي.
المنحة: منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود، للبنا. المنهج السوي: المنهج السوي والمنهل النووي في الطب النبوي، للسيوطي. الميزان: ميزان الاعتدال في نقد الرجال، للذهبي. النهاية: النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير. * * * تنبيه: إذا عزوت إلى تهذيب الكمال، فإذا وضعت حرف (خ) بعد اسم الكتاب، فالمراد المخطوط منه، وإذا أطلقت، فالعزو إلى المطبوع. • • •
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق د. سمير بن سليمان بن عبد الله العمران تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد الحادي عشر 21 - 22 من أول كتاب الطب إلى نهاية باب النهي عن عيب الناس من كتاب الأدب (2440 - 2731)
28 - كتاب الطب
28 - كِتَابُ الطِّبِّ 1 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّدَاوِي 2440 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا طلحة، عن عطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيُّهَا النَّاسُ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَخْلُقْ دَاءً إلَّا وَقَدْ خَلَقَ لَهُ شِفَاءً إلَّا السَّامَ"، وَالسَّامُ: الْمَوْتُ. قُلْتُ: طَلْحَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو: ضَعِيفٌ، وَقَدْ خَالَفَ فِي سَنَدِهِ وَمَتْنِهِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِي مِنْ رِوَايَةِ [عَمْرِ بْنِ سعيد بن أَبِي حُسَيْنِ] (¬1)، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه ولفظة الْمَتْنِ: "مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى دَاءً إلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً" (¬2)، وَلَمْ يَذْكُرْ أَوَّلَهُ وَلَا آخره (¬3). ¬
2440 - الحكم عليه: حديث الباب إسناده ضعيف جدًا فيه طلحة بن عمرو الحضرمي وهو متروك. =
= وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 307 ب) وقال: ضعيف لضعف طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي.
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (ح 625) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 323)، والطبراني في الكبير (11/ 153)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 122) كلهم من طريق طلحة بن عمرو، به بلفظه. وطلحة لم ينفرد إذ تابعه: عبّاد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس، به بنحوه ولم يذكر آخره. أخرجه أبو نعيم في الطب (ق 8). وفيه عنعنة عبّاد بن منصور وهو مدلّس ذكره الحافظ ابن حجر ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين، الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع. طبقات المدلسين (ص 77)، فالإِسناد ضعيف. وللحديث شواهد كثيرة عن أبي هريرة، وأسامة بن شريك، وابن مسعود، وجابر، وأنس، وأبي الدرداء، وصفوان بن عسّال، ورجل من الأنصار رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فله ثلاث طرق: الأولى: عن عطاء، عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ما أنزل الله داء إلَّا أنزل له شفاء. أخرجه البخاري (10/ 134 الفتح)، والنسائي في الكبرى (4/ 369)، وابن ماجة (ح 3439)، وابن أبي شيبة (7/ 359)، وأبو نعيم في الطب (ق 6 ب)، والبيهقي في الكبرى (9/ 343)، والبغوي في شرح السنة (12/ 138). الثانية: عن أبي سلمة، عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: إن الذي أنزل الداء أنزل الدواء. =
= أخرجه أبو نعيم في الطب (ق 9 أ)، والحاكم (4/ 199). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. ورجال الحاكم ثقات إلَّا محمد بن عمرو وهو ابن علقمة، قال في التقريب (ص 499): صدوق له أوهام فالإسناد حسن -إن شاء الله-. الثالثة: عن أبي صالح، عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: ما أنزل الله داء إلَّا وقد جعل له في الأرض دواء علمه من علمه وجهله من جهله. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 437). وفي سنده أبو صالح وهو مولى أم هاني، قال في التقريب (ص 120): ضعيف يُرْسِلْ. وأما حديث أسامة بن شريك قال: قالت الأعراب يا رسول الله! أنتداوى؟ قال: نعم، يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داءً إلَّا وضع له شفاء أو دواء إلَّا داء واحدًا، فقالوا: يا رسول الله! وما هو؟ قال: الهرم. فأخرجه أبو داود (10/ 334 العون)، والترمذي (6/ 190 التحفة)، والنسائي في الكبرى (4/ 368)، وابن ماجه (ح 3436)، وأحمد (4/ 278)، والطيالسي (ص 171)، وابن أبي شيبة (3/ 361)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 291)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 323)، والبغوي في الجعديات (ح 2680)، والحميدي (2/ 363)، وهنّاد في الزهد (2/ 595)، وابن حبّان: كما في الإحسان (7/ 622)، وابن قانع في معجم الصحابة (ج 1 ق 2 ب)، والطبراني في الكبير (1/ 144)، وتمّام في فوائده: كما في الروض البسام (3/ 235)، والحاكم (4/ 198، 399)، والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 197)، وأبو نعيم في الطب (ق 7 ب). كلهم من طريق زياد بن علامَة، عن أسامة، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. =
= وقال الحاكم: هذا حديث أسانيده صحيحة كلها على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي وهو كما قالا. وقال الحاكم: والعلة عندهم أن أسامة بن شريك ليس له راو غير زياد بن علاقة، وقد أثبت أن هذا ليس بعلة. وأما حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: إن الله لم ينزل داء، أو لم يخلق داء، إلَّا وأنزل أو خلق له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله إلَّا السام، قالوا: يا رسول الله! وما السام؟ قال: الموت. فأخرجه ابن أبي شيبة (7/ 360)، والبزار: كما في الكشف (3/ 386)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 191)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 220 ب)، وأبو نعيم في الطب (ق 7 أ)، والحاكم (4/ 401) كلهم من طريق شبيب بن شيبة قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يحدث عن أبي سعيد الخدري، به. وسكت عليه الحاكم. وشبيب بن شيبة، قال في التقريب (ص 263): صدوق يهم، وبقية رجال البزّار ثقات، فالإِسناد ضعيف، إذ يظهر أنه وَهَمَ في سنده ومتنه فرواه عن عطاء، عن أبي سعيد، وهو عن عطاء، عن أبي هريرة. وزاد في آخره ما ليس في حديث عطاء، عن أبي هريرة. وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه فله عنه طريقان: الأولى: عن أبي عبد الرحمن السلمي، عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ما أنزل الله داء إلَّا أنزل له دواء عَلِمه من علمه وجَهِلَه من جهله. أخرجه ابن ماجة (ح 3438)، وأحمد (1/ 377، 413، 453)، وابن أبي شيبة (7/ 361)، والحميدي (1/ 50)، وابن حبّان كما الإِحسان (7/ 621)، والبيهقي في الكبرى (9/ 343)، وأبو نعيم في الطب (ق 5 أ)، والحاكم (4/ 196، 399)، والبغوي في الجعديات (ح 2164). =
= وإسناد ابن أبي شيبة صحيح. الثانية: عن طارق بن شهاب، عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ما أنزل الله من داء إلَّا وقد أنزل له شفاء، وفي ألبان البقر شفاء من كل داء. أخرجه النسائي في الكبرى (4/ 371)، والبزار: كما في الكشف (3/ 386)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 326)، وأبو نعيم في الطب (ق 7 أ)، والبيهقي في الكبرى (9/ 345)، والحاكم (4/ 196، 403) ولم يذكر النسائي إلَّا شطره الثاني. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي وهو كما قالا. وأخرجه أحمد (4/ 315)، والنسائي في الكبرى (4/ 370) إلَّا أنهما جعلاه من حديث طارق بن شهاب يرفعه وهو مرسل. وأما حديث جابر رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: لكل داء دواء فإن أصاب الدواء الداء برأ بإذن الله عزَّ وجل. فأخرجه مسلم (ح 2204)، وأحمد (3/ 335)، والنسائي في الكبرى (4/ 369)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 323)، وأبو نعيم في الطب (ق 9 ب)، والخطيب في تاريخ بغداد (14/ 348)، والحاكم (4/ 200، 401). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: قد أخرجه مسلم. وأما حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حيث خلق الداء خلق الدواء، فتداووا. فأخرجه ابن أبي شيبة (7/ 359)، وأحمد (3/ 156)، وأبو نعيم في الطب (ق 8 ب)، ورجال أحمد ثقات رجال مسلم غير عمران وهو ابن قدامة العمي، قال أبو حاتم: كما في الجرح والتعديل (6/ 303) ما بحديثه بأس، قليل الحديث. اهـ. فالإسناد حسن. =
= وأما حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ الله تعالى أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تتداووا بحرام. فأخرجه أبو داود (10/ 351 العون)، وأبو نعيم في الطب (ق 9 ب)، ومدار إسناديهما على ثعلبة بن مسلم الخثعمي، قال في التقريب (ص 134) مستور، فالإسناد ضعيف. وأما حديث صفوان بن عسّال رضي الله عنه بنحو حديث أسامة بن شريك. فأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 82)، والحاكم (4/ 197). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه وهو الذهبي كما قالا. وأما حديث الرجل من الأنصار مرفوعًا بنحو حديث أبي الدرداء. فأخرجه أحمد (5/ 371)، وابن أبي شيبة (7/ 359) وإسناده صحيح. ومما تقدم يتبين أن الحديث أصله في الصحيحين وغيرهما إلَّا أن حديث ابن عباس باقٍ على ضعفه الشديد، أما قوله "إلَّا السام"، فلم يوافق عطاء فيها إلَّا شبيب بن شيبة في حديث أبي سعيد وسنده ضعيف.
2 - باب القسط
2 - بَابُ الْقِسْطِ 2441 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَعِنْدَهَا صَبيُّ يَنْبعِثُ [مَنْخِرَاهُ] (¬1) دَمًا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا هَذَا؟ قَالُوا: بِهِ العُذْرة، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: علام تُعَذّبْن أَوْلَادَكُنَّ، إِنَّمَا يَكْفِي إحداكُنَّ أَنْ تَأْخُذَ (¬2) قِسْطًا هِنْدِيًّا (¬3)، فَتَحُكَّهُ (¬4) بِمَاءٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تُوِجره (¬5) إِيَّاهُ. قَالَ: فَفَعَلُوا فَبَرَأَ. * إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. ¬
2441 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل أبي سفيان فهو صدوق. وحسّنه الحافظ هنا في المطالب. =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 214 ب) وقال: "رواه ابن أبي شيبة بإسناد حسن".
تخريجه: الحديث في المصنف لابن أبي شيبة (7/ 367) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه أحمد (3/ 315)، والبزار: كما في الكشف (3/ 389) كلاهما من طريق أبي معاوية، به. وبإخراج الإِمام أحمد له لا يكون من الزوائد. وتابع أبا معاوية خمسة وهم: الأول: يعلي بن عبيد، عن الأعمش، به. أخرجه أبو يعلى (4/ 189)، والحاكم (4/ 205، 406)، وأبو نعيم في الطب (ق 59 ب). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. الثاني: محمد بن عبيد، عن الأعمش، به. أخرجه أبو يعلى (4/ 189)، والحاكم (4/ 205، 406). الثالث: جرير، عن الأعمش، به. أخرجه أبو يعلى (4/ 10). الرابع: عيسى بن يونس، عن الأعمش. أخرجه الحاكم (4/ 205، 406)، وأبو نعيم في الطب (ق 49 ب). الخامس: ابن أبي عتبة، عن الأعمش، به. أخرجه أحمد (3/ 315). ومداره هذه الأسانيد على أبي سفيان وهو صدوق. وذكر أحمد في رواية ابن أبي عتبة، والحاكم، وأبو يعلى، وأبو نعيم في جميع =
= رواياتهم: عائشة بدلًا من أم سلمة. وقال البزّار بعد رواية الحديث: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ جَابِرٍ إلَّا بِهَذَا الإِسناد. قلت: بل روى عنه بغير هذا الإِسناد، من طرق مختلفة عن أبي الزبير، عن جابر، به بنحوه. أخرجه النسائي في الكبرى (4/ 374)، وتمام في فوائده: كما في الروض البسام (3/ 246)، والحاكم في المستدرك (4/ 406)، وأبو نعيم في الطب (ق 59 ب). وفيه عنعنة أبي الزبير وهو مدلس كما سيأتي في ترجمته في الحديث رقم (87) فالإسناد ضعيف. وللحديث شواهد عن أم قيس بنت محصن، وعائشة، وأنس رضي الله عنهم. أما حديث أم قيس بنت محصن قالت: إنها أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بابن لها وقد علّقت عليه من العذرة، فقال: اتقوا الله، علام تدغرن أولادكن بهذه الأعلاق؟ عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية. فأخرجه البخاري (10/ 171 الفتح)، ومسلم (ح 2214)، وأبو داود (10/ 359 العون)، وابن ماجة (ح 3462)، والنسائي في الكبرى (4/ 374)، وابن أبي شيبة (7/ 366)، وأحمد (6/ 355)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 20168، والطحاوي في المشكل (2/ 383)، وفي شرح المعاني (4/ 324)، والحميدي (1/ 165)، وابن أبي الدنيا في العيال (ح 655)، وابن حبّان: كما في الإِحسان (7/ 623)، وأبو نعيم في الطب (ق 60 أ)، والبيهقي في الكبرى (7/ 465، 9/ 346)، والبغوي في شرح السنة (12/ 154) كلهم من طريق عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عن أم قيس، به. وأما حديث عائشة قالت: إن امرأة دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ومعها صبي يسيل منخراه دمًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: علام تدغرن أولادكم؟ ألا أخذت قسطًا =
= بحريًا، ثم أسعطته إياه فإن فيه شفاء من سبعة أدوية إحداهم ذات الجنب. فأخرجه البزّار: كما في الكشف (3/ 390)، وأبو نعيم في الطب (ق 45 ب، 60 أ) كلاهما من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة، به. وقال البزّار: لا نعلم رواه إلَّا المسعودي. قلت: المسعودي قال في التقريب (ص 344): صدوق اختلط قبل موته، وضابطه: أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط. اهـ. والراوي عنه عبد الله بن جابر بن عمر وهو بصري: كما في التقريب (ص 302)، فالأرجح أنه قبل الاختلاط. وبقية رجاله ثقات فالإسناد حسن -إن شاء الله-. وأما حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري لصبيانكم من العذرة ولا تعذبوهم بالغمز. فأخرجه البخاري (10/ 150 الفتح)، والبزار وابن السني كلاهما: كما في المنهج السوي (ص 310)، وابن أبي شيبة (7/ 368، 440)، وأبو نعيم في الطب (ق 60 أ)، والبيهقي في الكبرى (9/ 339).
3 - باب الملح
3 - بَابُ الْمِلْحِ (102) تقدَّمَ فِي آدَابِ الْأَكْلِ (¬1). 4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ فِي الشَّمْسِ 2442 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ [عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] (¬2) قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا عَلِيُّ لَا تَسْتَقِبْلِ الشَّمْسَ، فإن استقبالها داء، واستدبارها دواء. ¬
2442 - الحكم عليه: هذا إسناد موضوع مسلسل بمن وُصف بالوضع، والضعف، والجهل. 1 - حماد بن عمرو النصيبي وضّاع. 2 - عبد الرحيم بن واقد ضعيف. 3 - السري بن خالد مجهول. وذكره البوصيري (ج 3/ ق 49 أمختصر) وقال: هذا إسناد مسلسل بالضعفاء =
= السري بن خالد، وحماد، وعبد الرحيم ضعفاء. وحكم عليه بالوضع البيهقي في دلائل النبوّة (7/ 229)، والسيوطي في اللآليء (2/ 375).
تخريجه: الحديث في بغية الباحث (ح 458) بنفس الإسناد، ومتنه جزء من حديث طويل فيه جملة وصايا من الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه. وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (7/ 229) من طريق حماد بن عمرو النصيبي، به بنحوه مختصرًا وقال: فذكر حديثًا طويلًا في الرغائب، وهو حديث موضوع، وقد شرطت في أول الكتاب ألا أخرج في هذا الكتاب حديثًا أعلمه موضوعًا. وأورده السيوطي في اللآليء (2/ 375)، وذكر سند حديث الحارث ومتنه كاملًا. وذكره الهندي في الكنز (ح 26993) وعزاه للحارث وقال: وفيه حماد بن عمرو النصيبي كان يضع الحديث. ويشهد لمعناه أحاديث عن ابن عباس، وابن عمر موقوفًا، وعائشة رضي الله عنهم: أما حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- إياكم والجلوس في الشمس، فإنها تبلي الثوب، وتنتن الريح، وتظهر الداء الدفين. فأخرجه الحاكم (4/ 411) وسكت عليه، وتعقبه الذهبي فقال: ذا من وضع الطحان. قلت: الطحان، هو محمد بن زياد اليشكري، قال في التقريب (ص 479): كذَّبوه. فالإِسناد تالف. وأما حديث ابن عمر موقوفًا بنحو حديث ابن عباس: =
= فأخرجه أبو نعيم في الطب (ق 30 ب). وفي إسناده عثمان بن الضحاك، قال في التقريب (ص 384): ضعيف. وأما حديث عائشة رضي الله عنها قالت: أسخنت ماء في الشمس فأتيت بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: لا تفعلي يا عائشة! فإنه يورث البرص. فأخرجه أبو نعيم في الطب (ق 124 أ). وفي إسناده خالد بن إسماعيل، قال في لسان الميزان (2/ 476): متَّهم بالكذب. فالإِسناد تالف. وقال النووي في المجموع (1/ 135): اتفق الحفاظ على ضعف الحديث، ومنهم من قال: موضوع.
5 - باب الماء البارد للحمى
5 - بَابُ الْمَاءِ الْبَارِدِ لِلْحُمَّى 2443 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَمْرٍو النَّاجِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المُزَني (¬1)، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ (¬2): أَيُّمَا أحدٍ مِنْكُمْ أَخَذَهُ (¬3) الوِرْدُ فلْيصُبَّ عَلَيْهِ جَرَّة مَاءٍ بَارِدٍ، قال الحضرمي: الوِرْدُ: الحُمَّى. ¬
2443 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: جرير بن الهيثم لم أجد له ترجمة. الثانية: يحيى بن عمرو الناجي لم أجد له ترجمة. وهو مرسل؛ لأن علقمة تابعي كما تقدم في ترجمته. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 58 ب مختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا. =
= تخريجه: الحديث في بغية الباحث (ح 525) بنفس الإسناد والمتن. وذكره السيوطي في المنهج السوي (ص 360)، وعزاه للحارث. ويشهد لمعناه أحاديث يأتي ذكرها في الحديث الآتي.
2444 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حمَّاد، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِذَا حُمَّ (¬1) أَحَدُكُمْ فَلْيَشُنَّ (¬2) عَلَيْهِ الْمَاءَ الْبَارِدَ ثَلَاثَ ليالٍ من السحر. ¬
2444 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 3/ ق 203 ب) وقال: رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وإنما اتفقا على الأسانيد في أن الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء. اهـ. وذكره العراقي في طرح التثريب شرح التقريب (8/ 188) وقال: سنده جيد. وذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (10/ 177) وقال: سنده قوي. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (1/ 232 الفيض) وصححه، وتبعه الألباني فذكره في صحيح الجامع (ح 497)، وكذا في السلسلة الصحيحة (3/ 294).
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 425) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه النسائي في الكبرى (4/ 379)، والحربي في غريب الحديث (2/ 868)، والطحاوي في المشكل (2/ 346)، والحاكم في المستدرك (4/ 200، 403)، وأبو نعيم في الطب (ق 103 أ)، والضياء في الأحاديث المختارة (ق 106 أ) -كما في الصحيحة (3/ 294) - كلهم من طريق حماد بن سلمة، به نحوه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. =
= وأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 221 ب) من طريق حمّاد، عن ثابت، عن أنس، به وقال: لم يروه عن حماد، عن ثابت، عن أنس إلا ابن عائشة، ورواه أصحاب حماد، عن حميد، عن الحسن. وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 337): سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه روح بن عبادة، وابن عائشة، عن حماد .. فذكره. قال: قال أبي: رواه موسى بن إسماعيل وغيره، عن حمّاد بن سلمة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو أشبه. وقال أبو زرعة: هذا خطأ، إنما هو حميد، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو الصحيح. قال الألباني حفظه الله في السلسلة الصحيحة (3/ 294): والذي أراه أن كلًا من المسند والمرسل صحيح، فإنه لا مانع أن يكون حميد تلقّاه من الوجهين، فحدَّث به تارة هكذا، وتارة هكذا، ثم تلقاه حمّاد بن سلمة كذلك وحدّث به كذلك، والله أعلم. اهـ. وذكر الحديث السيوطي في المنهج السوي (ص 359) وعزاه لابن السني، وذكره التيفاشي في الشفا في الطب (ص 73). ويشهد لأمره -صلى الله عليه وسلم- بصب الماء على المحموم دون تحديدها بعدد ووقت معين أحاديث كثيرة عن ابن عمر، وعائشة، ورافع بن خديج، وابن عباس، وأسماء بنت أبي بكر، وسمرة بنت حندب، وأبي هريرة رضي الله عنهم. أما حديث ابن عمر مرفوعًا: الحمى من فيح جهنم، فأطفئوها بالماء. فأخرجه البخاري (10/ 174 الفتح)، ومسلم (ح 2209)، والنسائي في الكبرى (4/ 379)، وابن ماجه (ح 3472)، وأحمد (2/ 21)، وابن أبي شيبة (7/ 439)، وابن عدي في الكامل (5/ 20)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 345)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 623)، والبيهقي في الكبرى (1/ 225)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 161)، ومالك في الموطأ (2/ 945)، وأبو نُعيم في تاريخ أصفهان (1/ 323)، والطيالسي (1/ 343 المنحة)، وتمام في فوائده -كما في الروض البسام =
= (3/ 241) -، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 11 ب)؛ كلهم من طريق نافع، عن ابن عمر، به. وأما حديث عائشة مرفوعًا: الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء. فأخرجه البخاري (10/ 174 الفتح)، ومسلم (ح 2210)، والنسائي في الكبرى (4/ 379)، والترمذي (6/ 245 التحفة)، وابن ماجه (ح 347)، وأحمد (6/ 50، 90)، وابن أبي شيبة (7/ 438)، والبغوي في شرح السنّة (12/ 153)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 344)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 81)، وأبو يعلى (8/ 97)، وأبو نعيم في الطب (ق 102 ب)، وفي الحلية (2/ 182)، وفي تاريخ أصبهان (1/ 82)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 11 ب)، والخطيب في الموضح (2/ 133، 236)، وإسحاق في مسنده (2/ 351)، والطبراني في الأوسط (3/ 236). وأما حديث رافع بن خديج مرفوعًا: الحمى من فوح جهنم، فأبردوها بالماء. فأخرجه البخاري (10/ 174 الفتح)، ومسلم (ح 2212)، والنسائي في الكبرى (4/ 378)، والترمذي (6/ 241 التحفة) وسكت، وابن ماجه (2/ 1150: 3473)، وأحمد (3/ 464)، وابن أبي شيبة (7/ 439)، والدارمي (2/ 224)، والطبراني في الكبير (4/ 274)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 346)، وهنّاد في الزهد (1/ 24)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 12 أ)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 567) كلهم من طريق عباية بن رفاعة، عن رافع. وأما حديث ابن عباس مرفوعًا: الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء، أو قال: بماء زمزم. شك الراوي. فأخرجه البخاري (6/ 330 الفتح)، والنسائي في الكبرى (4/ 380)، وابن أبي شيبة (7/ 439)، وأحمد (1/ 291)، والطبراني في الكبير (12/ 230)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 148)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 623)، وأبو نعيم =
= في الطب (ق 103 أ)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 12 أ). وأما حديث أسماء بنت أبي بكر: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يأمرنا أن نبردها بالماء، يعني الحمى. فأخرجه البخاري (10/ 174 الفتح)، ومسلم (ح 2211)، والنسائي في الكبرى (4/ 379)، والترمذي (6/ 246 التحفة)، وابن ماجه (ح 3474)، وابن أبي شيبة (7/ 438)، والبغوي في شرح السنة (12/ 153)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 345)، وأبو نعيم في الطب (ق 103 ب)، ومالك في الموطأ (2/ 945)، وأحمد (6/ 346)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 12أ). وأما حديث سمرة مرفوعًا: الحمى قطعة من العذاب، وذكر كلمة، معناها: فأطفئوها عنكم بالماء البارد، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا حَمَّ دعا بقربة من ماء فأفرغها على رأسه فاغتسل. فأخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 390)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 345)، والحاكم (4/ 403)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه الزيادة، ووافقه الذهبي. قلت: فيه إسماعيل بن مسلم، وهو ضعيف -كما في التقريب (ص 110) -، وهو من رواية الحسن عن سمرة، وفي سماع الحسن عن سمرة خلاف -كما في جامع التحصيل (ص 165) -. وأما حديث أبي هريرة مرفوعًا: الحمى كير من كير جهنم فنحّوها عنكم بالماء البارد. فأخرجه ابن ماجه (ح 3475)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 12 أ)، كلاهما من طريق قتادة عن الحسن، عن أبي هريرة. وفيه علّتان: الأولى: عنعنة قتادة، وهو مدلِّس كما في ترجمته في الحديث رقم (16 أ)، الثانية: الحسن لم يسمع من أبي هريرة كما في جامع التحصيل (ص 164).
6 - باب التلبينة
6 - بَابُ التَّلْبِينَةِ (¬1) 2445 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ معمر، عن إسحاق ابن أَبِي طَلْحَةَ (¬2)، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فِي التَّلْبِينَةِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ داء. ¬
2445 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف. رواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ معمر وهو مدني ورواية إسماعيل عن غير الشاميين ضعيفة علاوة على أنه مدلس لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع وقد عنعن، وهو مرسل. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 1/ ق 209 ب) وسكت عليه، وكذلك في (المختصر ج 2/ ق 60 ب) وسكت. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (4/ 447 الفيض) وصحَّحه. =
= وتعقبه الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 3995) وضَعّفه.
تخريجه: الحديث في بغية الباحث (ح 524) بنفس الإسناد والمتن إلَّا أنه قال "في التلبين" بالتذكير. وأخرجه أبو نعيم في الطب (ق 70 ب) من طريق الحارث بن أبي أسامة. وذكره السيوطي في المنهج السوي (ص 342) وعزاه للحارث عن أنس. ولمعنى الحديث شواهد عن عائشة، وأم سلمة رضي الله عنهما. أما حديث عائشة رضي الله عنها فله عنها أربع طرق: الأولى: عن عروة عنها: إنها كانت تأمر بالتلبين للمريض، وللمحزون على الهالك، وكانت تقول إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يقول إن التلبينة تجم فؤاد المريض، وتذهب ببعض الحزن. أخرجه البخاري (10/ 146 الفتح)، ومسلم (ح 2216)، والترمذي (6/ 192 التحفة)، والنسائي في الكبرى (4/ 372)، والبيهقي في الكبرى (6/ 345)، وأحمد (6/ 80)، وأبو نعيم في الطب (ق 71 أ)، وذكره البيهقي في شعب الإيمان (5/ 94). الثانية: عن فاطمة بنت المنذر، عن أم كلثوم بنت عمرو، عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: عليكم بالبغيض النافع، التلبينة، والذي نفسي بيده إنها لتغسل بطن أحدكم كما يغسل أحدكم وجهه من الوسخ. وكان إذا إشتكى أحد من أهله، لم ينزل البرمة على النار حتى يأتي على أحد طرفيه. أخرجه النسائي في الكبرى (4/ 372)، وابن ماجه (ح 3446) وذكر أوله دون والذي نفسي إلى آخره، وابن أبي شيبة (7/ 383)، والبيهقي في الكبرى (9/ 349)، وفي الشعب (5/ 94)، وأحمد (6/ 79، 6/ 242)، وابن عدي في الكامل =
= (1/ 425)، وأبو نعيم في الطب (ق 70 أ). والحديث ضعيف الإسناد فيه كلثم أو أم كلثوم قال الحافظ في التقريب (ص 752): لا يعرف حالها. الثالثة: عن أيمن بن نابل، عن أم كلثوم، عن عائشة بنفس متن الطريق الثانية. أخرجه النسائي في الكبرى (4/ 372)، وإسحاق في مسنده (3/ 951)، وأحمد (6/ 242)، وابن ماجة (ح 3446)، وأبو نعيم في الطب (ق 70 أ)، والحاكم (4/ 205)، والبيهقي في الكبرى (9/ 346). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتج مسلم بمحمد بن السائب، واحتج البخاري بأيمن بن نابل، ثم لم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: علته عِلَّة سابقه. الرابعة: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ، عَنْ أمه، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا أخذ أهله الوعك، أمر بالحساء فصُنع، ثم أمرهم فحسوا منه، وكان يقول: إنه ليرتو فؤاد الحزين ويسرو عن فؤاد السقيم، كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها. أخرجه النسائي في الكبرى (4/ 372)، والترمذي (6/ 191 التحفة)، وابن ماجه (ح 3445)، والحاكم (4/ 205)، وابن السني: كما في المنهج السوي (ص 233)، وأبو نعيم في الطب (ق 71 أ)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق12 أ). وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وتقدم كلام الحاكم عليه في الطريق الثالثة. ورجال الترمذي ثقات إلَّا أم محمد بن السائب، ذكرها ابن حجر في التهذيب (12/ 511) ولم يورد فيها جرحًا ولا تعديلًا وعلى ذلك فهي مجهولة. وفي رواية النسائي محمد بن السائب، عن أبيه ولم أجد لأبيه ترجمة. =
= وأما حديث أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا اشتكى أحد من أهله وضع القدر على الأثافي ثم جعلنا له لب الحنطة بالسمن، حتى تكون أحد الأمرين. فأخرجه أبو نعيم في الطب (ق 70 ب) من طريق أيمن بن نابل، عن مولاته، عن أم سلمة، به. ومولاة أيمن لم أجد لها ترجمة. وبالجملة فهذه الشواهد تبين فوائد التلبين، ولم يذكر فيها أن في التلبين شفاء من كل داء أو ما يدل عليه. فعليه يبقى حديث الباب على ضعفه.
7 - باب الحناء
7 - بَابُ الْحِنَّاءِ 2446 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِعَامَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَرِيكٍ (¬1)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: اخْتَضِبُوا بالحناء، فإنه طيب الريح يسكِّن [الدوخة] (¬2). قال أَبُو يَعْلَى: لَا أَدْرِي شَرِيكٌ هَذَا هُوَ ابن أبي نمر أم لا (¬3)؟ ¬
2446 - الحكم عليه: إسناد الحديث ضعيف فيه علتان: الأولى: جهالة الحسن بن دعامة. الثانية: جهالة عمر بن شريك. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 57 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لجهالة عمر بن شريك. اهـ. وفاتته جهالة الحسن. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 160) وقال: رواه أبو يعلى من طريق الْحَسَنُ بْنُ دِعَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ شَرِيكٍ. قال الذهبي: مجهولان. اهـ. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (1/ 208 الفيض) وسكت عليه، أما الألباني، فذكره في ضعيف الجامع (ح 227) وضَعَّفه، وكذا في السلسلة الضعيفة (ح 1505).
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 305) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه تمام في فوائده (1/ 256) من طريق الحسن بن دعامة، به بلفظه. وفيه: "الروع" بدلًا من: "الدوخة". وذكره الهندي في الكنز (ح 17303)، وعزاه للحاكم في الكنى. ورُوي الحديث من طريق آخر عن أنس قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: اختضبوا بالحناء، فإنه يزيد في شبابكم ونكاحكم. أخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 373)، وأبو نعيم في الطب (ق 79 ب) كلاهما من طريق يحيى بن ميمون، حدّثنا عبد الله بن المثنى، عن جده -يعني ثمامة-، عن أنس مرفوعًا. ويحيى بن ميمون، هو التمّار. قال في التقريب (ص 597): متروك. وورد في فوائد الاختضاب بالحناء أحاديث عن عبيد الله بن أبي رافع، ودرهم، وسلمى أم رافع رضي الله عنهم. أما حديث عبيد الله بن أبي رافع قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- جالسًا، إذ مسح يده على رأسه ثم قال: عليكم بسيِّد الخضاب الحناء، يطيِّب البشرة، ويزيد في الجماع. فأخرجه أبو نعيم في الطب (ق 97 ب) من طريق معمر بن مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، حدثني أبي، عن أبيه عبد الله مرفوعًا. =
= ومعمر، قال في التقريب (ص 541): منكر الحديث، وأبوه، قال في التقريب (ص 494): ضعيف. وذكره الهندي في الكنز (ح 17325)، وعزاه لابن السني والديلمي. وأما حديث درهم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: اختضبوا بالحناء، فإنه يزيد في جمالكم، وشبابكم، ونكاحكم. فأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 1/ ق 225 أ) من طريق درهم بن زياد بن درهم عن أبيه، عن جده مرفوعًا. ودرهم بن زياد لم أجد له ترجمة، وأبوه ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 531) وسكت عليه، وروى عنه غير واحد، فهو مستور. أما حديث أم رافع -وكانت تخدم النبي -صلى الله عليه وسلم - قالت: ما كان يكون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- قُرحة ولا نكبة إلا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن أضع عليها الحناء. فأخرجه الترمذي (6/ 212 التحفة) وقال: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث فائد. وروى بعضهم عن فائد، فقال: عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى، وعبيد الله بن علي أصح. اهـ. وعبيد الله بن علي هو ابن أبي رافع، قال في القريب (ص 373): ليِّن الحديث. فالإسناد ضعيف.
8 - باب الرجلة
8 - بَابُ الرِّجْلَةِ 2447 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ ثَوْرٍ قَالَ: مرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالرِّجْلَةِ، وَفِي رِجْلِهِ قُرْحَةٌ فَدَاوَاهَا (¬2) بِهَا فَبَرِأَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ انْبُتِي (¬3) حَيْثُ شِئْتِي، فَأَنْتِ شِفَاءٌ مِنْ سبعين داء أدناه الصداع. ¬
2447 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف فيه أربع علل: الأولى: ضعف عبد الرحيم بن واقد. الثانية: جهالة محمد بن خالد القرشي. الثالثة: إبراهيم بن محمد الأسلمي فهو متهم. الرابعة: ثور لم أميزه. =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 63 أمختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة، عن عبد الرحيم بن واقد وهو ضعيف.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 523) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه أبو نعيم في الطب النبوي (ق 117؟) من طريق الحارث، به. وكتب عنده محمد بن إبراهيم الأسلمي وثور، بدلًا من إبراهيم بن محمد الأسلمي وثور.
9 - باب اللبان والمر والصعتر
9 - بَابُ اللُّبَانِ (¬1) وَالْمُرِّ (¬2) وَالصَّعْتَرِ (¬3) 2448 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ ابن لهيعة، عن [عبيد الله] (¬4) بن أبي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تَبَخَّرُوا فِي بُيُوتِكُمْ (¬5) باللبان، والمر (¬6)، والصعتر. ¬
2448 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: =
= الأولى: عنعنة الوليد بن مسلم وهو مُدلس، عده الحافظ ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين. الثانية: ضعف ابن لهيعة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 63 أمختصر) قال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف ابن لهيعة، وعنعنة الوليد بن مسلم. وذكره ابن القيم في زاد المعاد (4/ 387) وقال: لا يصح عنه.
تخريجه: هذا الحديث مداره على ابن لهيعة واختلف عليه فيه: 1 - فروي عنه، عن عبد الله بن جَعْفَرٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَنَسٍ، به مرفوعًا. أخرجه أبو يعلى: كما في المطالب هنا، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ج 2/ ق 301)، وأبو نعيم في الطب (ق 113 أ) من طريق داود بن رشيد، عن الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، به. والبيهقي في الشعب (5/ 132) من طريق ابن لهيعة به. وزاد: والشيح. 2 - وروي عنه، عن عبيد الله بن جعفر، عن أبان بن صالح مرفوعًا مرسلًا. أخرجه أبو نعيم في الطب (ق 109/ ب) من طريق ابن لهيعة، به. 3 - وروي عنه، عن عبيد الله بن جعفر مرفوعًا معضلًا. أخرجه البيهقي في الشعب (5/ 172). وابن لهيعة تقدم أنه ضعيف فالحمل عليه في هذا الاختلاف وفيه دلالة على سوء حفظه. وذكر حديث أنس الذهبي في الطب النبوي (ص 141)، والتيفاشي في الشفا (ص 185) وورد في فوائد اللبان، والصعتر أحاديث عن أنس، وعلي رضي الله عنهما. =
= أما حديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بحائط من حيطاننا وفيه شجرة نابته، فقالت: خذني يا رسول الله! فوالذي بعثك بالحق ما أنزل الله من داء، إلَّا وفِيّ منه دواء يعني الصعتر. فأخرجه أبو نعيم في الطب (ق 109 ب). وفي سنده إدريس بن الحكم، ترجم له الخطيب في تاريخه (7/ 12) ولم يورد فيه جرحًا أو تعديلًا، وروى عنه غير واحد فهو مستور، وفيه عثمان بن سهل بن مخلد: لم أجد له ترجمة. وفي متنه نكارة. أما حديث علي رضي الله عنه قال: عليك باللبان فإنه يشجع القلب، ويذهب النسيان. فأخرجه ابن السني: كما في المنهج السوي (ص 330)، ومن طريقه أبو نعيم في الطب (ق 64 أ). وفي سنده يحيى بن سعيد العطار، قال في التقريب (ص 591): ضعيف. وعليه يبقى حديث الباب على ضعفه.
10 - باب الذكر الذي يذهب السقم
10 - بَابُ الذِّكْرِ الَّذِي يُذهب السَّقَمَ 2449 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ [الرَّبَذِيِّ] (¬1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيَدُهُ فِي يَدِي، فَأَتَى (¬2) عَلَيَّ رَجُلٌ رثَّ الْهَيْئَةِ فَقَالَ: أَبُو فُلَانٍ! مَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى؟ قَالَ: السَّقمُ والضّرُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قال: ألا أُعلِّمك كلمات يُذهِبُ الله (¬3) عَنْكَ السَّقَمَ والضّرُّ؟ قَالَ: [لَا] (¬4)، مَا يَسُرُّنِي بِهَا أَنِّي شَهِدْتُ مَعَكَ بَدْرًا وأُحُدًا، قَالَ (¬5): فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَمَّ قَالَ: وَهَلْ يُدرك (¬6) أهلُ بَدْرٍ وَأَهْلُ أُحُد مَا يُدْرِكُ الْفَقِيرُ الْقَانِعُ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ (¬7): إِيَّايَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فعلِّمني، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قُل يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: توكَّلت عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} الْآيَةِ (¬8)، فَأَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ حَسُنَت حَالِي فَقَالَ: مَهْيَمْ (¬9). فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَمْ أَزَلْ أَقُولُ الكلمات التي علمتنيهن (¬10). * [موسى ضعيف]. ¬
2449 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف حرب بن ميمون. الثانية: ضعف موسى بن عبيدة الربذي. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 52) وقال: "رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف".
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (12/ 23) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 546) عن أبي يعلى. وتابع موسى بن عبيدة سعدُ بن سيد بن أبي سيد المقبري، واختُلف عليه فيه: فرُوي عنه، عن أبيه، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ما كربني أمرٌ إلا تمثَّل لي جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد! قُل: تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)}. =
= أخرجه الحاكم (1/ 509)، والبيهقي في الدعوات الكبير (1/ 125)، وابن صرصري في أماليه -كما في فيض القدير (5/ 463) -، كلهم من طريق سعد بن سعيد، به. ورُوي عنه، عن أبي بكر إسماعيل بن أبي فديك مرفوعًا. أخرجه ابن أبي الدنيا في الفرج -كما في فيض القدير (5/ 463) -، ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات (1/ 192) من طريق سعد بن سعيد، به. وسعد بن سعيد قال في التقريب (ص 231): ليِّن الحديث، فالحمل عليه في هذا الاختلاف. ويشهد لفضل هذه الآية والدعاء بها حديثان عن قتادة، وعمرو بن شعيب. أما حديث قتادة قال: ذُكر لنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُعَلِّم أهله هذه الآية: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ...} الآية, الصغير من أهله والكبير. فأخرجه ابن جرير في التفسير (15/ 189)، وإسناده منقطع. وأما حديث عمرو بن شعيب قال: كان الغلام إذا أفصح من بني عبد المطلب علَّمه النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية سبعًا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}. فأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 556)، وإسناده منقطع. ويتبيَّن من خلال المتابعات والشواهد أن لهذه الآية من سورة الإسراء فضلٌ، إلا أن حديث الباب باقٍ على ضعفه، فلا متابع ولا شاهد له.
11 - باب دهن السمسم
11 - بَابُ (¬1) دَهْنِ السِّمْسِمِ 2450 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَابِرٍ -هُوَ الْجُعْفِيُّ-، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ- هُوَ الْبَاقِرُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سعرط (¬2) بالسمسم. ¬
2450 - الحكم عليه: الحديث ضعيف لأمرين: أحدهما: إرساله، فإن محمد بن علي لم يدرك زمن النبوّة. الثاني: ضعف جابر الجعفي. [سعد].
تخريجه: لم أجد هذا الحديث في المطبوع من مسند إسحاق، كما لم أجده عند غير إسحاق.
12 - باب كفارات المرض وثواب المريض وأن المؤمن يشدد عليه ليزداد أجرا
12 - بَابُ كَفَّارَاتِ (¬1) الْمَرَضِ وَثَوَابِ الْمَرِيضِ وَأَنَّ الْمُؤْمِنَ يُشَدَّدُ (¬2) عَلَيْهِ لِيَزْدَادَ أَجْرًا 2451 - [1]، قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عن قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فتبسَّم، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! [مِمَّ] (¬3) تبسَّمت؟ قَالَ: عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ (¬4) وَجَزَعِهِ مِنَ السُّقم، وَلَوْ يَعْلَمُ (¬5) مَا لَهُ فِي السُّقم لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ سَقِيمًا حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ. ثُمَّ تبسَّم الثَّانِيَةَ، وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالُوا: مِمَّ تبسَّمت يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ (¬6): عَجبت لِمَلَكَيْنِ نَزَلَا مِنَ السَّمَاءِ يَلْتَمِسَانِ مُؤْمِنًا فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ فَلَمْ يَجِدَاهُ، فَعَرَجَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَقَالَا: يَا رَبِّ! إِنَّ عَبْدَكَ فُلَانٌ، كُنَّا نَكْتُبُ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ فِي كُلِّ يَوْمٍ كَذَا وَكَذَا، وَإِنَّكَ حَبَسْتَهُ فِي حِبَالِكَ، يَعْنِي الْمَرَضَ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمَا: اكْتُبَا لعبدي مثل ما يعمل كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَلَا تُنْقِصَاهُ شَيْئًا، فَلَهُ أَجْرُ مَا عَمِلَ عَلَى أَجْرٍ مَا حَبَسْتُهُ. [2] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] (¬7) حُمَيْدٍ، به. هذا حديث ضعيف الإسناد (¬8). ¬
2451 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علّته محمد بن أبي حميد، فهو ضعيف، ونصّ الحافظ هنا على ضعف الحديث. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 3/ ق 201 أ) وقال: مدار حديث ابن مسعود هذا على محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 364)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 251) كلاهما من طريق أبي عامر العقدي، به. وذكر البزّار شطره الأول. وقال البزّار: لا نعلمه يُروى عن عبد الله إلَّا من هذا الوجه. وأخرجه الطيالسي (ص 46)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (4/ 266، 276)، والبيهقي في الشعب (7/ 185)، وأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (ق 8)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 51 أ)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 267) كلهم من طريق محمد بن أبي حميد، به مرفوعًا. وجعل الطيالسي، ومن أخرجه من طريقه متنه في حديثين بنفس الإسناد. وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عتبة بن مسعود إلَّا بهذا الإسناد تفرَّد به محمد بن حميد. ومدار هذه الأسانيد على محمد بن أبي حميد، وقد علمت حاله. =
= ويشهد لشطره الأول المتضمِّن كفارات المرض وثوابه الحديث الآتي رقم (2452) وشواهده. ويشهد لشطره الثاني المتضمِّن كتابة الأجر للمريض مثل ما كان يعمل قبل مرضه أحاديث كثيرة عن أبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عمرو، وأنس، وعقبة بن عامر، وسلمان، ومعاذ، وأبي هريرة، وشداد بن أوس رضي الله عنهم. أما حديث أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إذا مرض العبد أو سافر كُتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا. لفظ البخاري. فأخرجه البخاري (6/ 136 الفتح)، وأبو داود (8/ 354 العون)، وأحمد (4/ 410، 418)، وابن أبي شيبة (3/ 230)، والطحاوي في المشكل (3/ 65)، وأبو حنيفة في جامع المسانيد (1/ 179)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 256) -، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 60)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 12 ب)، والبيهقي في الكبرى (3/ 374)، وفي الشعب (7/ 182)، وفي الآداب (ص 366)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 239) كلهم من طريق أبي بردة، عن أبي موسى مرفوعًا. وأما حديث عبد الله بن عمرو، فله عنه طريقان: الأولى: عن القاسم بن مخيمرة، عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض، قيل للملك الموكل به: اكتب له مثل عمله إذا كان طليقًا، حتى أطلقه، أو أكفته إليّ. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 230)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 500)، وفي التاريخ الكبير (6/ 432) معلقًا، وأبو نعيم في الحلية (7/ 249، 8/ 309)، والحاكم (1/ 348). وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. =
= قلت: إسناد ابن أبي شيبة صحيح. الثاني: عن خيثمة، عنه مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20308)، ومن طريقه البزّار كما في الكشف (1/ 363)، وأحمد (2/ 203)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 4 ب)، والبيهقي في الكبرى (3/ 374)، وفي الشعب (5/ 183)؛ ورجاله ثقات إلا عاصم بن أبي النجود قال في التقريب (ص 285): صدوق له أوهام، فالإسناد حسن إن شاء الله. وأما حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا ابْتُلِيَ الله العبد المسلم ببلاء في جسده، قال الله: اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله، فإن شفاه غسله وطهره، وإن قبضه غفر له ورحمه. لفظ أحمد. فأخرجه أحمد (3/ 148، 258)، وابن أبي شيبة (3/ 233)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 184)، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 501)، والطحاوي في المشكل (3/ 65)، وأبو يعلى (7/ 233)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 17 أ)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 241) كلهم من طريق سنان بن ربيعة، عن أنس مرفوعًا. وسنان بن ربيعة، قال في التقريب (ص 256): صدوق فيه لين، فالإسناد حسن -إن شاء الله-. وأما حديث عقبة بن عامر مرفوعًا: ليس من عمل يوم إلا يختم عليه، فإذا مرض المؤمن، قالت الملائكة: يا رب عبدك فلان قد حبسته، فيقول الرب تبارك وتعالى: اكتبوا له على مثل عمله، حتى يبرأ أو يموت. لفظ أحمد. فأخرجه أحمد (4/ 146)، والطبراني في الكبير (17/ 284)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 51 ب)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 3 ب)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 240) كلهم مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن أبي الخير، عن عقبة مرفوعًا. =
= وابن لهيعة تقدم أنه ضعيف. وأخرجه الحاكم (4/ 309) من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، به مرفوعًا. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: رشدين واهٍ. قلت: رشدين هو ابن سعد، وهو ضعيف. فالحديث حسن بمجموع طريقيه. وأما حديث سلمان موقوفًا: إذا مرض العبد، قال الملك: يا رب ابتليت عبدك بكذا، فيقول: ما دام في وثاقي، اكتبوا له مثل عمله الذي كان يعمل. فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 231) وإسناده صحيح، وله حكم المرفوع. وأما حديث معاذ موقوفًا: إذا ابتلى الله العبد بالسقم، قال لصاحب الشمال: ارفع، وقال لصاحب اليمين: اكتب لعبدي ما كان يعمل. فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 231)، والبيهقي في الشعب (7/ 188). ورجال ابن أبي شيبة ثقات إلا جعفر بن عون، قال في التقريب (ص 141): صدوق، فالإِسناد حسن، وله حكم المرفوع. وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: يقول الله تعالى: اكتبوا لعبدي أحسن ما كان يعمل في صحته، فإذا قام ومشى كان كمن لا ذنب له. فأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض (ق 3 ب)، والبيهقي في الشعب (7/ 188). ورجال ابن أبي الدنيا رجال الصحيحين، خلا أحمد بن جميل، قال في لسان الميزان (1/ 153): قال ابن معين: ثقة. وأما حديث شداد بن أوس فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2454). وعليه يرتقي حديث الباب بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2452 - [1]، وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ هُوَ (¬1) ابْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَتَكُونُ لَهُ الدَّرَجَةُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلٍ حَتَّى يُبتلى في جسده، فيبلغها بذلك النبلاء. * هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ (¬2). [2] وَقَالَ [أَبُو بَكْرٍ] (¬3): حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَزَادَ بَيْنَ جَبَلَةَ وَابْنِ مَسْعُودٍ عمن أخبره. ¬
2452 - الحكم عليه: الإسناد ضعيف، فيه علتان: الأولى: عنعنة الحجاج بن أرطاة. الثانية: جهالة الواسطة بين جبلة وابن مسعود. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 58 أمختصر) وقال: رواه إسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف، وفيه أيضًا راوٍ لم يسم.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة كما في المطالب هنا، وهنّاد في الزهد (1/ 237) كلاهما من طريق أبي معاوية به، وزاد بين جبلة بن سُحيم وابن مسعود عمَّن أخبره. ويشهد لمعناه الحديث رقم (2457) وشواهده فيرتقى بمجموعها إلى الحسن لغيره.
2453 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سُليم، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ بَعْضِ أمهات المؤمنين (¬1) رضي الله عنهن قال: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قُلْتُ: لَوْ أَنَّ إِحْدَانَا (¬2) فَعَلَتْ هَذَا خَشِيتُ عَلَيْهَا، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَوَ لَا تَعْلَمِينَ (¬3) أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُشدد عَلَيْهِ مِنْ وَجَعِهِ (¬4) ليُحطّ عَنْهُ من خطاياه؟ ¬
2453 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 52 ب مختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه هناد في الزهد (1/ 241) عن أبي الأحوص، به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض (ق 24 ب) من طريق أبي الأحوص، به. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 207) من طريق أشعث بن سليم، به. وأخرجه أحمد (6/ 159)، وإسحاق في مسنده (3/ 1002)، والطحاوي في المشكل (3/ 65)، والحاكم في المستدرك (1/ 346) و (4/ 319)، والبيهقي في الشعب (7/ 144)، وأبو عوانة كما في الفتح (10/ 105) كلهم من طريق أبي قلابة، أن عبد الرحمن بن شيبة أخبره أن عائشة أخبرته بنحوه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: إسناد إسحاق صحيح. وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (4/ 253) من طريق أبي قلابة، أن =
= عبد الله بن نسيب أخبره أن عائشة أخبرته ... الحديث. ونقل بعده قول أبي حاتم: يحيى بن أبي كثير: واهم في قوله عبد الله بن نسيب، وإنما هو عبد الله بن الحارث نسيب ابن سيرين، فسقط عليه الحارث فقال: عبد الله بن نسيب. والحديث في موارد الظمآن (ح 702) وسقطت فيه الواسطة فرواه أبو قلابة، عن عائشة. قال الحافظ في الفتح (10/ 105): وقع لهذا الحديث -يعني حديث عائشة رضي الله عنها- الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما وذكرته بطرقه في شواهد الحديث، سببٌ أخرجه أحمد، وصحَّحه أبو عوانة، والحاكم من طريق عبد الرحمن بن شيبة العبدري أن عائشة أخبرته ... الحديث. وعلى هذا، فيكون الحديث في الصحيحين وغيرهما كما يأتي في الشواهد، ولكن سبب الورود هو ما رواه مسدّد -كما جاء في المطالب هنا- وغيره. ويشهد للمرفوع منه أحاديث عن عائشة، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وابن مسعود، وجابر، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم. أما حديث عائشة رضي الله عنها فله عنها ثماني طرق: الأولى: عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا مِنْ سقم ولا وجع يصيب المؤمن إلا كان كفارة لذنبه، حتى الشوكة يُشاكها، والنكبة ينكبها. أخرجه البخاري (10/ 103 الفتح)، ومسلم (ح 2572)، وأحمد (6/ 167)، والنسائي في الكبرى (4/ 352)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 497)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 20312)، وإسحاق في مسنده (2/ 350)، والطحاوي في المشكل (3/ 69)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 255)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 12 ب)، والبيهقي في الكبرى (3/ 373)، وفي الشعب (7/ 156)، وفي الآداب (ح 1056)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 234). الثانية: عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: =
= لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة. أخرجه مسلم (ح 2572)، والترمذي (4/ 36 التحفة)، والنسائي في الكبرى (4/ 353)، وأحمد (6/ 42، 173، 278)، وابن أبي شيبة (3/ 329)، والطحاوي في المشكل (3/ 70)، وابن حبّان كما في الموارد (ح 179)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق3 أ)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 10)، والبيهقي في الكبرى (3/ 373)، وفي الآداب (ح 1057)، وفي الشعب (7/ 156). الثالثة: عن أبي وائل، عن عائشة مرفوعًا بنحو الطريق الثانية. أخرجه أحمد (6/ 175)، وابن أبي شيبة (3/ 231)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 248)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 238). وإسناد أحمد صحيح. الرابعة: عن سالم بن عبد الله، عن عائشة بنحو الطريق السابقة. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 151 ب)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 5أ)، والحاكم (1/ 347)، وعنه البيهقي في الشعب (7/ 165). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، عمران بن زيد التغلبي شيخ من أهل الكوفة، ووافقه الذهبي. الخامسة: عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا بنحو الطريق السابقة. أخرجه أحمد (6/ 79)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 5أ)، وإسناد أحمد صحيح. السادسة: عن عمرة، عن عائشة مرفوعًا بنحو الطريق السابقة. أخرجه مسلم (ح 2572). السابعة: عن محمد بن المنكدر، عن عائشة مرفوعًا بنحو الطريق السابقة. =
= أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 157). الثامنة: عن ابن أبي مليكة، عن عائشة مرفوعًا بنحو الطريق السابقة. أخرجه ابن أبي الدنيا في المرض (ق 25 أ). وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فله عنه خمس طرق: الأولى: عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لا يصيب المرء المؤمن من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا غم، ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله عنه بها من خطاياه. أخرجه البخاري (10/ 101 الفتح)، ومسلم (ح 2573)، والترمذي (4/ 40 التحفة)، وابن ماجه (ح 2024)، وابن أبي شيبة (3/ 230)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 492)، والطحاوي في المشكل (3/ 93)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 5 ب)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 247)، والبيهقي في الكبرى (3/ 373)، وفي الشعب (7/ 157)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 233). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الثانية: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم-: لا يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وماله وولده، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. أخرجه الترمذي (7/ 80 التحفة)، وأحمد (2/ 287)، وابن أبي شيبة (3/ 231)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 494)، وهناد في الزهد (ح 409)، والبزار كما في الكشف (1/ 363)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 250، 204)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 5 ب)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص 211)، والحاكم (1/ 346)، والبيهقي في الكبرى (3/ 374)، وفي الشعب (7/ 159)، وفي الآداب (ص 394)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 246)، وأبو يعلى (10/ 319)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 91) و (8/ 212). =
= ومحمد بن عمرو صدوق وبقية رجاله ثقات، فالإسناد حسن. ووهم الهيثمي رحمه الله، فعدَّه من الزوائد في المجمع (2/ 292)، وفي الكشف (1/ 363). الثالثة: عن محمد بن قيس بن مخرمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما أنزلت: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} شقّ ذلك على المسلمين، فذكروه لِرَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-, فَقَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قاربوا وسدِّدوا وأبشروا، فإن كل ما أصاب المسلم كفارة له، حتى الشوكة يشاكها، أو النكبة ينكبها. أخرجه مسلم (ح 2574)، والترمذي (8/ 400 التحفة)، وأحمد (2/ 248)، والبيهقي في الكبرى (3/ 373)، وفي الشعب (7/ 150). الرابعة: عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم- يقول: وصب المؤمن كفارة لخطاياه. أخرجه ابن أبي الدنيا في المرض (ق 7 ب، 13 أ)، والحاكم (1/ 347)، وعنه البيهقي في الشعب (7/ 158). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: رجاله ثقات إلا عبد الله بن المختار، قال في التقريب (ص 322): لا بأس به، فالإسناد حسن، إن شاء الله. الخامسة: عن أبي الحباب، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: من يرد الله به خيرًا يصب منه. أخرجه البخاري (10/ 103 الفتح)، وأحمد (2/ 237)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 248)، والبيهقي في الشعب (7/ 158)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 232). أما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، فله عنه ثلاث طرق: =
= الأولى: عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مرفوعًا بلفظ الطريق الأولى مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 35)، ومن أخرج الطريق الأولى من حديث أبي هريرة. الثانية: عن زينب، عن أبي سعيد أن رجلًا من المسلمين قال: يا رسول الله! أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا بها؟ فقال: كفارات، فقال: أي رسول الله؟ وإن قلّت قال: وإن شوكة فما فوقها. أخرجه أحمد (3/ 23)، والطحاوي في المشكل (4/ 256)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 3 أ)، والنسائي في الكبرى (4/ 353)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 256)، والحاكم (4/ 308). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. الثالثة: عن زيد بن محمد القرشي، عن أبي سعيد مرفوعًا بنحو الطريق السابقة. أخرجه أحمد (3/ 38)، والطحاوي في المشكل (3/ 68). وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعًا: ما على الأرض مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حطَّ الله عنه. فأخرجه البخاري (10/ 110 الفتح)، ومسلم (ح 2571)، والنسائي في الكبرى (4/ 353)، وأحمد (1/ 381، 441، 455)، وابن أبي شيبة (3/ 229)، والدارمي (2/ 316)، وأبو يعلى (9/ 98)، والطحاوي في المشكل (3/ 63)، وابن سعد في الطبقات (2/ 207)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 259)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 2 أ)، والبيهقي في الكبرى (3/ 372)، وفي الشعب (7/ 141)، والبغوي في شرح السنة (5/ 242). =
= وأما حديث جابر مرفوعًا بنحو حديث ابن مسعود. أخرجه مسلم (ح 2575)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 516)، والحارث ما في بغية الباحث (ح 239)، وأحمد (2/ 386)، وأبو يعلى (4/ 64)، والبزّاركما في الكشف (1/ 362)، وابن سعد في الطبقات (8/ 308)، والطحاوي في المشكل (3/ 69)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 3أ)، وابن حبّان كمافي الإِحسان (4/ 255)، والبيهقي في الكبرى (3/ 377)، وفي الشعب (7/ 159). وأما حديث سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم- ... فذكر حديثًا، وفي آخره: وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس وما عليه خطيئة. فأخرجه الترمذي (7/ 78 التحفة)، والنسائي في الكبرى (4/ 352)، وابن ماجه (ح 4023)، وابن أبي شيبة (3/ 233)، والدارمي (2/ 320)، والطحاوي في المشكل (3/ 69)، وأحمد (1/ 174، 180، 185)، وابن حبّان كما في لإِحسان (4/ 245، 253)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 2 ب)، والطحاوي في المشكل (3/ 69)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 368)، والبيهقي في الكبرى (3/ 372)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 244).
2454 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُبَارِكِيُّ (¬1)، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ قَالَ: إنَّهُ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ دِمَشْقَ وهَجَّر بِالرَّوَاحَ فَلَقِيَ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ وَآخَرَ مَعَهُ (¬2)، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدَانِ (¬3) يَرْحَمُكُمَا اللَّهُ؟ قَالَا: نُريد هَهُنَا إِلَى أَخٍ لَنَا مَرِيضٍ نَعُودُهُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلَا عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ (¬4)، فَقَالَا لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ وَفَضْلِهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ شَدَّادٌ: أَبْشِرْ بِكَفَّارَاتِ السَّيِّئَاتِ (¬5)، وَحَطِّ الْخَطَايَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنِّي إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنًا، فَحَمِدَنِي على ما أبتليته (¬6)، فإنه من يقوم مَضْجَعِهِ ذَلِكَ الْيَوْمَ، كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الْخَطَايَا، وَيَقُولُ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ: إِنِّي (¬7) أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي هَذَا وَابْتَلَيْتُهُ فَأَجْرُوا لَهُ مَا كنتم تجرون مثل ذلك وهو صحيح. ¬
2454 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف من أجل عنعنة إسماعيل بن عياش.
تخريجه: ذكره الهندي في الكنز (ح 6669) وعزاه لأبي يعلى وغيره. وأخرجه أحمد (4/ 123)، والطبراني في الكبير (7/ 279)، وفي الأوسط: كما =
= في مجمع البحرين (ق 51 أ)، وفي مسند الشاميين (2/ 154)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 309)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 8/ ق 854)، كلهم من طريق إسماعيل بن عياش، به. وفي رواية ابن عساكر ذكر المريض هو عبادة بن الصامت رضي الله عنه. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 303) وقال: رواه أحمد، والطبراني في الكبير، والأوسط كلهم من طريق إسماعيل بن عياش، عن راشد الصنعاني وهو ضعيف في غير الشاميين. وتعقبه الألباني في الصحيحة (4/ 144) وقال: فيه ذهول، وهذا -ابن الصنعاني- ليس نسبة إلى صنعاء اليمن، وإنما هو منسوب إلى صنعاء دمشق كما في التقريب، فهو شامي، وإسماعيل صحيح الحديث عنهم، فثبت الحديث، والحمد لله. اهـ. قلت: لم يُشر الشيخ الألباني إلى عنعنة إسماعيل وهو مُدلس عُدَّ من الثالثة، ولعله نظر إلى بعض الروايات التي صرح فيها إسماعيل بالتحديث كرواية ابن عساكر رحمه الله. فعليه يكون الحديث حسن فرجاله حديثهم حسن إلَّا أبو الأشعث فهو ثقة. ويشهد لقوله: (إِنِّي إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنًا فَحَمِدَنِي عَلَى مَا ابْتَلَيْتُهُ، فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا) أحاديث كثيرة ذكرتها في الحديث السابق رقم (2453). ويشهد لقوله: (إِنِّي أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي هَذَا، وَابْتَلَيْتُهُ فَأَجْرُوا له ما كنتم تجرون قبل ذلك وهو صحيح) أحاديث كثيرة ذكرتها في الحديث رقم (2451) يرتقي بها الحديث إلى الصحيح لغيره.
2455 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو الْجَهْمِ: الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (¬2) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ [زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ] (¬3)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- مرَّ (¬4) بِشَجَرَةٍ فَهَزَّهَا حَتَّى تَسَاقَطَ مِنْ وَرَقُهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتَسَاقَطَ، ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الْأَوْجَاعُ وَالْمُصِيبَاتُ أَسْرَعُ فِي ذُنُوبِ ابْنِ آدَمَ مِنِّي (¬5) فِي هذه الشجرة. ¬
2455 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف جابر الجعفي. الثانية: ضعف زياد النميري. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 3/ ق 199 ب) وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف جابر الجعفي. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 301) وذكر مثل قول البوصيري.
تخريجه: هو في المقصد العلي (ق 148 أ) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه البيهقي في الشعب (5/ 166) من طريق يحيى بن أبي بكير، به بلفظه. وأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض (ق 7 أ، 9 أ) من طريق الحسن بن صالح، به بلفظه. ويشهد لمعناه الحديث رقم (2453) وشواهده، لكن لا شاهد للفظه.
2456 - [1]، حَدَّثَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا [فَهِدُ بْنُ حَيَّانَ] (¬2)، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه. ¬
2456 - [1] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته فهد بن حيان. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 57 ب مختصر) وسكت عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 293) وقال: رواه أبو يعلى وفيه فهد بن حيان وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (5/ 512 الفيض) وضعّفه، أما الألباني فذكره في صحيح الجامع الصغير (ح 5845) وصححه. قلت: يظهر أنه كذلك بمجموع طرقه وشواهده كما سيأتي.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (5/ 456) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه البزّار: كما في الكشف (1/ 33)، وأبو بكر المعدل في اثني عشر مجلسًا من الأمالي (ق 2 أ): كما في الصحيحة (5/ 354)، وابن الأعرابي في معجمه (1/ 181) كلهم من طريق فهد بن حيان، بِهِ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ همام إلَّا فهد بن حيان. ويأتي تخريجه في الطريق القادمة رقم (2456/ 3).
[2] وَحَدَّثَنَا (¬1) هُدْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُسْلِمٍ صَاحِبُ [السابري] (¬2). ¬
2456 - [2] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته عبيد بن مسلم فهو مجهول الحال.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 41) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه الضياء في المختارة (ق 49 ب): كما في الصحيحة (5/ 353) من طريق أبي يعلى. وأخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 33)، والرامهرمزي في الأمثال (ح 38)، والبغوي في "حديث هدبة بن خالد" (ج 1/ ق 246 ب): كما في الصحيحة (5/ 353)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 341) كلهم من طريق هدبة به ويأتي تخريجه في الطريق القادمة رقم (16 ج).
2456 - [3] وَحَدَّثَنَا (¬1) [أَبُو يَاسِرٍ عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ] (¬2)، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، كِلَاهُمَا عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَثَلُ الْمُؤْمِنُ مثل السنبلة تميل أحيانًا وتقوم أحيانًا. ¬
2456 - [3] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته يوسف بن عطية فهو متروك.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 190) بنفس الإسناد وزاد في متنه: ومثل أمتي كمثل المطر لا يُدرى أوله خير، أو آخره. وتابع يوسف بن عطية عبيد بن مسلم فرواه عن ثابت، عن أنس مرفوعًا بنحوه. وتقدم من أخرجه في الطريق السابقة، وعبيد بن مسلم تقدم أنه مجهول الحال. وللحديث ثلاث طرق أخرى عن أنس: الأولى: عن حميد، عن أنس مرفوعًا بنحوه. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 216، 6/ 440)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 60) كلاهما من طريق زكريا بن يحيى الوقار، حدّثنا مؤمن بن عبد الرحمن، عن حميد، به. وزكريا بن يحيى، قال في اللسان (2/ 598)، قال ابن عدي: يضع الحديث. الثانية: عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مرفوعًا: مثل المؤمن كمثل ريشة بفلاة يقلبها الريح وتفيئها أخرى. أخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 32) عن طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي سفيان، به. وقال البزّار: وهذا لا نعلم رواه عن الأعمش بهذا الإسناد إلَّا أبو بكر بن عياش، =
= وقد رواه غيره عن الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن غنيم بن قيس، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- وفي إسناده علتان: الأولى: أحمد بن عبد الجبار شيخ البزّار، قال في التقريب (ص 81) ضعيف. الثانية: مخالفة أبي بكر بن عياش غيره كما بين البزّار فالإِسناد شاذ. ومنه تعلم أن قول الألباني في الصحيحة (5/ 354) بعد ذكره لهذه الطريق: وهذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال الصحيح، ليس بجيد إذ أنه فيه شيخ البزّار صعيف وليس هو من رجال الصحيح كما تقدم. الثالثة: عن قتادة، عن أنس. وتقدم ذكر من أخرجها في الطريق السابقة وإسنادها ضعيف. وعليه يرتقى الحديث بطرق قتادة، وأبي سفيان، وثابت إلى الحسن لغيره. لذا ذكره الألباني في صحيح الجامع (ح 5845) وصححه، وفي الصحيحة (5/ 353). ويشهد لمعناه أحاديث كثيرة عن كعب بن مالك، وأبي هريرة، وجابر (رضي الله عنهم). 1 - أما حديث كعب بن مالك مرفوعًا: مثل المؤمن، مثل الخامة من الزرع، تفيئها الرياح تعدلها مرة، وتصرعها أخرى ومثل الكافر مثل الأرزة المجذبة على أصلها حتى يكون انجفافها مرة واحدة. فأخرجه البخاري (10/ 103 الفتح)، ومسلم (ح 2810)، وابن أبي شيبة في المصنف (11/ 21)، وفي كتاب الإِيمان (ص 87)، وأحمد (3/ 454)، والنسائي في الكبرى (4/ 351)، والدارمي (2/ 218)، والطبراني في الكبير (19/ 94)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 82)، والرامهرمزي في الأمثال (ح 37)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 315)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 173)، والبيهقي في الكبرى (10/ 143). 2 - وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فله عنه ثلاث طرق: =
= الأولى: عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا بنحو الحديث السابق. أخرجه البخاري (10/ 103، 13/ 446 الفتح)، وأحمد (2/ 523)، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 246). الثانية: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا بنحو الطريق السابقة. أخرجه مسلم (ح 2809)، والترمذي (8/ 166 التحفة)، والنسائي في الكبرى (4/ 351) وأحمد (2/ 234، 283)، وابن أبي شيبة (11/ 20، 13/ 251)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 20307)، وابن حبّان: كما في لإِحسان (4/ 251)، والبيهقي في الشعب (7/ 143)، وفي الآداب (ص 386)، والبغوي في شرح السنة (5/ 246)، وأبو نعيم في الطب (ق 112 ب). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الثالثة: عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحو الطريق السابقة. أخرجه أبو يعلى (11/ 185) وفي سنده محمد بن إسحاق ولم يصرح بالتحديث وهو مدلس. 3 - أما حديث جابر رضي الله عنه فله عنه أربع طرق: الأولى: عن عطاء، عن جابر مرفوعًا: مثل المؤمن مثل السنبلة، تحركها الريح فتقوم مرة وتقع مرة .. الحديث. أخرجه البزّار: كما في الكشف (1/ 32)، وعبد بن حميد في المنتخب (ص 311) والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 281). ورجال البزّار ثقات. الثانية: عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه أحمد (3/ 349، 387، 394) والضياء: كما في إتحاف السادة (8/ 595) من طريق ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير، به. وابن لهيعة ضعيف. الثالثة: عن موسى بن عقبة، عن جابر مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. =
= أخرجه البزّار: كما في الكشف (1/ 33) ورجاله ثقات إلَّا عبد الرحمن بن أبي الزناد فقال في التقريب (ص 340): صدوق، تغير حفظه لما قدم بغداد. الرابعة: عن الحسن، عن جابر بنحو الطريق الأولى. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 367) من طريق سعيد بن زربي، عن الحسن، به. وسعيد بن زربي قال في التقريب (ص 235): منكر الحديث.
2457 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى الْمَنْزِلَةُ [فَمَا] (¬2) يَبْلُغُهَا (¬3) بِعَمَلٍ، فَمَا يَزَالُ يَبْتَلِيهِ (¬4) بما يكره حتى يبلغه إياها. ¬
2457 - [1] الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل يونس بن بكير فهو صدوق، ويحيى بن أيوب فهو لا بأس به، وبقية رجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف (ح / 3 ق 203/ أ) وقال: رواه أبو يعلى وسكت عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 292)، وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (10/ 482) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (4/ 248) عن أبي يعلى به بلفظه. وأخرجه أبو يعلى (10/ 487)، والحاكم (1/ 344)، وعنه البيهقي في الشعب (7/ 164)، وفي الآداب (ح 1058) كلاهما من طريق يونس بن بكير به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: يحيى، وأحمد ضعيفان. وأحمد هو ابن عبد الجبار وهو ضعيف كما في التقريب (ص 81) إلَّا أنه لم ينفرد كما في حديث الباب. وأما يحيى فهو ابن أيوب فتقدم أنه حسن الحديث. =
= ويشهد لمعناه حديثان عن أبي خالد السُّلمي، وعبد الله بن مسعود: أما حديث أبي خالد السلمي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة، لم يبلغها بعمله، ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده، ثم يصبر عليها حتى يبلغ به المنزلة التي سبقت له. فأخرجه أبو داود (8/ 354 العون)، وأحمد (5/ 272)، وابن سعد في الطبقات (7/ 477)، وأبو يعلى (2/ 224)، والطبراني في الكبير (22/ 318)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 51 ب)، والدولابي في الكنى (1/ 27)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 5 ب)، والبيهقي في الكبرى (3/ 384)، وفي الشعب (7/ 163) كلهم من طريق محمد بن خالد السلمي، عن أبيه، عن جده، ومحمد بن خالد السلمي قال في التقريب (ص 476): مجهول. وأبوه، قال في التقريب (ص 190): مجهول. وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فتقدم تخريجه في الحديث رقم (2452) وهو ضعيف الإسناد.
2457 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حدّثنا يونس به. وصححه ابن حبّان.
2457 - [2] الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل: 1 - عقبة بن مكرم فهو صدوق. 2 - يونس بن بكير فهو صدوق. 3 - يحيى بن أيوب فهو لا بأس به.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (10/ 487) بنفس الإسناد والمتن. وتقدم تخريجه مفصلًا في الطريق السابقة (2457/ 1).
2458 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ، فَيَذْكُرُ مُصِيبَتَهُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فيُحْدثُ لَهَا اسْتِرْجَاعًا (¬1) إلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ عِنْدَ ذلك مثلما أعطي يوم أصيب. ¬
2458 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: هشام بن زياد فهو متروك. الثانية: علي بن زيد فهو ضعيف.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 257). ولم أجد من أخرجه غير الحارث. ويشهد لمعناه أحاديث كثيرة عن أم سلمة، وأبي سلمة، والحسين بن علي، وابن عباس، والزهري. أما حديث أم سلمة فله عنها ثلاث طرق: الأولى: عن عمر بن كثير، عن ابن سفينة مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرًا منها، إلَّا أجره الله في مصيبته وخلف له خيرًا منها. ثم ذكرت قصة وفاة أبي سلمة. أخرجه مسلم (ح 918)، وأحمد (6 (309)، وابن عبد البر في التمهيد =
= (3/ 183)، والبيهقي في الشعب (7/ 118). الثانية: عن ثابت، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة بنحو الطريق الأولى. أخرجه أبو داود (8/ 388 العون)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 1071)، وأبو يعلى (12/ 334)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 263)، والحاكم (4/ 16). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وابن عمر بن أبي سلمة الذي لم يسمه حماد بن سلمة في هذا الحديث، سماه غيره سعيد بن أبي سلمة، ووافقه الذهبي. وابن عمر بن أبي سلمة، قال في التقريب (ص 696): مقبول أي يصلح في المتابعات وقد تُوبع، لذا صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/ 603). الثالثة: عن إسماعيل بن عبد الملك، عن عبد العزيز ابن إبنة أم سلمة، عن أم سلمة أنه بلغها .. الحديث. أخرجه أحمد (6/ 321). وفيه إسماعيل بن عبد الملك قال في التقريب (ص 108): صدوق كثير الوهم. فالإِسناد ضعيف. وأما حديث أبي سلمة مرفوعًا بنحو حديث أم سلمة. فأخرجه الترمذي (9/ 492 التحفة)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 1072)، وابن ماجه (ح 598)، وأحمد (4/ 27، 6/ 313)، وابن سعد في الطبقات (8/ 87، 89)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 3)، والطيالسي (ص 192)، وعبد الرزاق في المصنف (3/ 564)، وأبو يعلى (12/ 337)، والبخاري في التاريخ الصغير (1/ 47). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. قلت: إسناد الترمذي حسن رجاله ثقات إلَّا عمرو بن عاصم قال في التقريب (ص 423): صدوق في حفظه شيء. =
= وأما حديث الحسين بن علي رضي الله عنه مرفوعًا: من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعًا، وإن تقادم عهدها، كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب. ومداره على هشام بن زياد واختلف عليه: 1 - فروي عنه، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أبيها مرفوعًا. أخرجه أحمد (1/ 201)، وابن ماجه (ح 1600)، وأبو يعلى (12/ 148)، والطبراني في الكبير (3/ 131) وفي الأوسط كما في المجمع (2/ 331)، والحارث كما في بغية الباحث (ح 255). 2 - وروي عنه، عن أبيه، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها مرفوعًا. أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (ص 263). 3 - وروي عنه، عن عائشة. أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 118). وهشام بن زياد، قال في التقريب (ص 572): متروك فالحمل عليه في هذا الاختلاف. وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه، فله عنه طريقان: الأولى: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عباس مرفوعًا: من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته، وأحسن عقباه، وجعل له خلفًا صالحًا يرضاه. أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 255). وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 331) وقال: فيه علي بن أبي طلحة وهو ضعيف. وقال الحافظ في التقريب (ص 42) عن علي بن أبي طلحة: صدوق قد يخطئ، أرسل عن ابن عباس ولم يره. فالإسناد ضعيف. الثانية: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعًا: أعطيت أمتي شيئًا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون. =
= أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 40). وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 330)، وقال: فيه محمد بن خالد الطحان وهو ضعيف، وكذا قال الحافظ في التقريب (ص 476) عن محمد بن خالد الطحان. وعليه يتبيّن من هذه الشواهد أن الثابت هو فضل الاسترجاع، أما إعطاء المسترجع الأجر كلما استرجع مثل يوم أصيب فلم يثبت فيها شيء على أن حديث الباب لا يتقوى لضعفه الشديد.
2459 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ (¬1) ابْنِ عَجْلَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلَ عليَّ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَنَا مَرِيضٌ مَغْلُوبٌ فَقَالَ: صَلَّى صَاحِبُكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا (¬2) إِنِّي نُبّئْتُ (¬3) أَنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ يَشْتَكِي إلَّا كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ صَحِيحٌ، حَتَّى يَقْبِضُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أو يرفعه. ¬
2459 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل ابن عجلان وأبيه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 57 ب مختصر) وقال: رواه مسدّد موقوفًا بسند رواته ثقات.
تخريجه: لم أجده بهذا اللفظ، لكن ورد عن أبي هريرة بأسانيد وألفاظ مختلفة: انظر الحديث رقم (2460)، وتخريج الحديث رقم (2451).
2460 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ] (¬1)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ (¬2)، حَدَّثَنَا محمد (¬3) بن عمرو بن عطاء، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا مِنْ عَبْدٍ يَمْرَضُ مَرَضًا، إلَّا أَمَرَ اللَّهُ حَافِظَيْهِ، أَنَّ مَا عَمِلَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَلَا يَكْتُبْهَا، وَمَا عَمِلَ مِنْ حَسَنَةٍ أَنْ يَكْتُبَهَا (¬4) عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَأَنْ يَكْتُبَ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ صَحِيحٌ وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْ. ¬
2460 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علّته عبد الأعلي بن أبي المساور، فهو متروك متهم. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 3/ ق 200 أ) وقال: هذا إسناد ضعيف عبد الأعلى ضعّفه وذكر عدة ممن ضعفه. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 304) وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عبد الأعلي بن أبي المساور، وهو ضعيف.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (11/ 514) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (ق 23 ب) من طريق أبي مسعود الحريري، عن محمد بن عمرو بن عطاء به. وأبو مسعود الحريري هو عبد الأعلي بن أبي المساور. ويشهد لقوله "وَأَنْ يَكْتُبَ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا كَانَ يعمل وهو صحيح، وإن لم يعمل" أحاديث كثيرة خرجتها في الحديث رقم (2451).
13 - باب فيمن ذهب بصره
13 - بَابٌ فِيمَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ 2461 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا (¬1) الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ: كَانَ يُقال: مُصاب الرَّجُلِ ببصره كمصابه في نفسه. ¬
2461 - الحكم عليه: هذا الأثر إسناده صحيح. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 3/ ق 199 ب) وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده عن غيره.
2462 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال اللَّهُ تَعَالَى: إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْ عَبْدٍ (¬1)، لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً؟ قَالَ -صَلَّى الله عليه وسلم- وإن كانت واحدة. رواه الْبُخَارِيُّ (¬2) مِنْ وَجْهٍ آخَّرَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، دُونَ قَوْلِهِ: وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً إِلَى آخِرِهِ، وَهِيَ زِيَادَةٌ مُنْكَرَةٌ، وَسَعِيدٌ (¬3) فِيهِ ضعف. ¬
2462 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته سعيد بن سليم الضبي. وذكره البوصيري في الإ تحاف (ج 2/ ق 57 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 310) وقال: رواه أبو يعلى وفيه سعيد بن سليم الضبي، ضعّفه الأزدي، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: يخطئ. اهـ.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 233) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 402) عن أبي يعلى. وأخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 142) من طريق أبي يعلى به بلفظه. وأخرجه ابن عدي في الكامل في الموضع السابق عن محمد بن سعيد الأيلي، وعبد الله البغوي كلاهما، عن شيبان به بلفظه. وللحديث شواهد كثيرة فيها ثواب من فقد عينيه سأذكرها في الحديث رقم =
= (2463)، وورد في ثواب فقدان العين الواحدة حديثان: الأول: أخرجه تمام في فوائده كما في الروض البسام (2/ 87) من طريق أحمد بن علي بن سهل المروزي، عن سُريج بن يونس، عن إسماعيل بن جعفر، عن سهيل، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا. قال: إذا أذهب الله عَزَّ وَجَلَّ عين عبده فصبر واحتسب إلَّا أدخله الله عزَّ وجلَّ الجنة. وأحمد بن علي المروزي قال في اللسان (1/ 239) قال ابن حزم: مجهول. وحديث أبي هريرة أخرجه الترمذي (7/ 81 التحفة)، وهنّاد في الزهد (1/ 229)، وأحمد (2/ 265)، والدارمي (2/ 323)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 51 ب) وأبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 281) كلهم من طريق الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا وذكر العينين. الثاني: أخرجه الطبراني في الكبير كما في المجمع (3/ 310) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، مرفوعًا قال: قال الله تعالى: إذا قبضت كريمة عبد وهو بها ضنين فحمدني على ذلك لم أرض له ثوابًا دون الجنة. ولم أعرف إسناده فمسند أبي أمامة من الجزء المفقود من المعجم الكبير لكن روى هذا الحديث أحمد، وابن ماجه، وغيرهم كما سيأتي في تخريج الحديث رقم (2463) فذكروا العينين، على أن الهندي ذكر حديث أبي أمامة في الكنز (ح 6545) وعزاه للطبراني ولفظه كلفظ رواية الهيثمي في المجمع إلَّا أنه ذكر العينين. وعليه يتبيّن أن ثواب فقدان العين الواحدة لم يثبت فيه شيء.
2463 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مَاهَانَ (¬1)، حَدَّثَنَا هُشيم، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَقُولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْ عَبْدِي فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ. * صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ (¬2)، ورواه الطبراني في الأوسط (¬3) (من وجه آخرعن هشيم) (¬4). ¬
2463 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل يعقوب بن ماهان فهو صدوق. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 3/ ق 199 ب) وسكت عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 308) وقال: رواه أبو يعلى .. ورجاله ثقات.
تخريجه: وهو في مسند أبي يعلى (4/ 252) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (4/ 256) عن أبي يعلى به. وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 54) من طريق يعقوب بن ماهان به. ومدار هذه الأسانيد على يعقوب وهو صدوق وتابعه: الوليد بن صالح النحاس. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 51 ب) عن أحمد بن القاسم بن مساور، عن الوليد بن صالح، عن هشيم به. والوليد بن صالح، قال في التقريب (ص 582): ثقه، وأحمد بن القاسم بن =
= مساور قال الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 349): وكان ثقة. فعلى ذلك يكون إسناد الطبراني صحيح، ويرتقى به حديث الباب إلى الصحيح لغيره. وللحديث طريق آخر عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا وذكر حديثًا وفي آخره وما من عبد أذهب الله كريمتيه إلَّا كان ثوابه عند الله الجنة. أخرجه أبو يعلى (4/ 342) وسيأتي تخريج هذه الطريق في الحديث رقم (2556). وفي الباب عن أنس، وأبي هريرة، وأبي أمامة، وبريدة، وزيد بن أرقم، وعائشة، وأبي سعيد الخدري، وجرير بن عبد الله البجلي، والعرباض بن سارية رضي الله عنهم. أما حديث أنس رضي الله عنه، فله عنه سبع طرق: الأولى: عن عمرو بن المطلب، عن أنس قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته الجنة. يريد عينيه. أخرجه البخاري (10/ 116 الفتح)، وأحمد (3/ 144)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 534)، وأبو يعلى (6/ 375)، والبيهقي في الكبرى (3/ 375)، وفي الشعب (7/ 191) والبغوي في شرح السنة (5/ 238). الثانية: عن أبي ظلال، عن أنس مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه الترمذي (7/ 81 التحفة)، وأبو يعلى (7/ 215)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 51 ب)، والبيهقي في الشعب (7/ 192). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وأبو ظلال اسمه هلال. وأبو ظلال، قال في التقريب (ص 576): ضعيف. الثالثة: عن الأشعث بن جابر الحراني، عن أنس مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه أحمد (3/ 283)، وأبو يعلى (7/ 268)، والخطيب في تاريخ بغداد (14/ 446)، والبيهقي في الشعب (7/ 192). =
= وأشعث بن جابر قال في التقريب (ص 113): صدوق، وبقية رجال أحمد ثقات. الرابعة: عن النضر بن أنس، عن أنس مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه أحمد (3/ 156)، والبيهقي في الشعب (7/ 193)، كلهم من طريق حرب بن ميمون أكبر، عن النضر به. وحرب، قال في التقريب (ص 155): صدوق رمي بالقدر، وبقية رجال أحمد ثقات. الخامسة: عن أبي بكر عبيد الله بن أنس، عن أنس مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه عبيد بن حميد في المنتخب (ص 369) من طريق موسى بن عبيدة عن أبي بكر به. وفي إسناده علتان: الأولى: موسى بن عبيدة ضعيف. الثانية: أبو بكر بن عبيد الله بن أنس، قال في التقريب (ص 623) مجهول الحال. السادسة: عن هلال بن سُويد، عن أنس مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 193). وهلال بن سويد قال في الميزان (4/ 314). واهٍ. السابعة: عن قتادة، عن أنس مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه العسكري في تصحيفات المحدثين (ح 1095) من طريق أيوب بن خوط، عن قتادة به. وأيوب ابن خوط، قال في التقريب (ص 118): متروك. وأما حديث أبي أمامة مرفوعًا يقول الله: يا ابن آدم إذا أخذت كريمتيك فصبرت عند الصدمة واحتسبت، لم أرض لك ثوابًا دون الجنة. =
= فأخرجه ابن ماجه (ح 1597)، وأحمد (5/ 258)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 535)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 629) كلهم من طريق إسماعيل بن عياش، حدّثنا ثابت بن عجلان، عن القاسم، عن أبي أمامة مرفوعًا. ولم يذكر ابن ماجه فقد العينين. وإسماعيل حديثه حسن عن أهل بلدته، وثابت بن عجلان من أهل حمص كما في التقريب (ص 132) فالإِسناد حسن. وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (ح 1298). وأما حديث بريدة مرفوعًا: لن يبتلى عبد بشيء بعد الشرك بالله أشد عليه من ذهاب بصره، ولن يُبتلى عبد بذهاب بصره فيبصر إلَّا غفر له. فأخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 366)، والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 394) كلاهما من طريق جابر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ. وجابر هو الجعفي وهو ضعيف. وأما حديث زيد بن أرقم مرفوعًا بنحو حديث بريدة. فأخرجه أحمد (4/ 375)، والبزاركما في الكشف (1/ 366)، والحارث كما في بغية الباحث (ح 242)، والطبراني في الكبير (5/ 204، 212) كلهم من طريق جابر، عن خيثمة، عن زيد بن أرقم. وجابر هو الجعفي. وأما حديث عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: عزيز على الله عز وجل أن يأخذ كريمتي مسلم، ثم يدخله النار. فأخرجه أحمد (6/ 365)، والطبراني في الكبير (24/ 343). ومدار إسناديهما على عبد الرحمن بن عثمان الحاطي، قال في الميزان (2/ 578): ضعّفه أبو حاتم. وأما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، مرفوعًا: قال الله تعالى: من أخذت كريمتيه فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الجنة. =
= فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 51 ب). وقال: لم يروه عن زيد إلَّا مرزوق، ولا عنه إلَّا مسلمة. اهـ. ومسلمة: هو ابن الصلت. قال في الميزان (4/ 109) ة قال أبو حاتم: متروك الحديث. وأما حديث جرير بن عبد الله البجلي مرفوعًا: من سلبت كريمتيه عوضته الجنة. فأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 303)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 51 ب)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 315). ومدار أسانيدهم على حصين بن عمر وهو الأحمسي، قال في التقريب (ص 170)، متروك. وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فتقدم تخريجه في الحديث رقم (2462). وأما حديث العرباض بن سارية فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2464).
2464 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ [الخُتَّلي] (¬1)، الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ (¬2)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ جَبَلَةَ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: إِذَا أَخَذْتُ مِنْ عَبْدِي كَرِيمَتَيْهِ -وَهُوَ بِهِمَا ضَنِينٌ- لَمْ أَرْضَ لَهُ بِهِمَا ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ إذا حمدني عليهما. ¬
2464 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف من أجل سويد بن جبلة فهو مجهول الحال. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 3/ ق 200 أ) وسكت عليه. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (4/ 488 الفيض) وصححه. وذكره الألباني في صحيح الجامع (ح 4305)، وفي الصحيحة (ح 2010) وحسّنه بمجموع طرقه.
تخريجه: أخرجه ابن حبّان: كما في الإحسان (4/ 257)، والطبراني في الكبير (18/ 254) كلاهما من طريق محمد بن الوليد الزبيدي به بنحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 254)، وفي مسند الشاميين (2/ 407)، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 412) معلقًا من طريق لقمان بن عامر به بنحوه. ومدار هذه الطرق على سويد بن جبلة وهو مجهول الحال إلَّا أنه لم ينفرد، إذ تابعه حبيب بن عبيد، عن العرباض بن سارية مرفوعًا. أخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 366)، والفسوي في المعرفة والتاريخ =
= (2/ 348)، والطبراني في الكبير (18/ 257)، وفي مسند الشاميين (2/ 345)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 103) كلهم مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن حبيب بن عبيد به. وقال البزّار: لا نعلم عن العرباض بأحسن من هذا الإِسناد. وأبو بكر بن أبي مريم، قال في التقريب (ص 623): ضعيف، وعليه يرتقي حديث العرباض بمجموع هذين الطريق إلى الحسن لغيره. ويشهد له خلا قوله: "إذ حمدني عليهما" الحديث رقم (2463) وشواهده.
14 - باب ذم من لا يمرض
14 - بَابُ ذَمِّ مَنْ لَا يَمْرَضُ 2465 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ مَوْلَى الزَّرَقِيِّينَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ أَبِي فَاطِمَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا عَقِيلٍ! حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ فَقَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسٌ إِذْ قَالَ: مَنْ مِنْكُمْ يُحِبُّ أَنْ لَا يَسْقَمَ؟ فَابْتَدَرْنَاهُ، فَقُلْنَا نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَقَالَ: أَتُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ الْحُمُرِ [الصَّيَّالة] (¬1)، وَتَغَيَّرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى رَأَيْنَا فِي وَجْهِهِ [التَّغَيُّرَ] (¬2)، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ألاَّ تُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا أَصْحَابَ بَلَاءٍ وَكَفَّارَاتٍ؟ فَقَالُوا: بلى يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ ليُبتلى بِالْبَلَاءِ وَذَلِكَ مِنْ كَرَامَتِهِ (¬3) عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَإِنَّهُ ليُبتلى بِالْبَلَاءِ حَتَّى يَنَالَ فِيْهِ مَنْزِلَةً (¬4) عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى (¬5) لَا يَنَالُهَا دُونَ أَنْ يُبتلى بذلك فيُبَلِّغُه (¬6) الله تعالى [تِلْكَ] (¬7) الْمَنْزِلَةَ. * مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ: ضَعِيفٌ. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ ابْنُ أَبِي حميد، به بنحوه. ¬
2465 - الحكم عليه: هذ إسناد ضعيف فيه أربع علل: الأولى: ضعف محمد بن أبي حميد. الثانية: جهالة مسلم بن عقيل. الثالثة: جهالة عبد الله بن إياس. الرابعة: إياس بن أبي فاطمة لم أجد له ترجمة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 3/ ق 202 ب) وقال: مدار إسناده على محمد بن أبي حميد وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه ابن منده في المعرفة: كما في الإصابة (7/ 151)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 235) كلاهما من طريق أبي عامر العقدي، به بنحوه .. وفي رواية ابن منده عبد الله بن أنس. وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 219)، وابن أبي شيبة: كما في المطالب هنا، والطبراني في الكبير (22/ 323)، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 266) معلقًا، وابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 1727)، وأبو نعيم في المعرفة (2/ 234)، والبيهقي في الشعب (7/ 164)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 245) كلهم من طريق محمد بن أبي حميد، به بنحوه. وفي رواية البخاري حماد بن أبي حميد، وفي رواية ابن أبي شيبة، محمد بن =
= إبراهيم وكلاهما واحد هو محمد بن أبي حميد. ويشهد لشطره الأول المتعلق بذم من لا يمرض أحاديث وردت بمعناه يأتي تخريجها في الحديث رقم (2466). ويشهد لشطره الثاني المتعلق ببلاء المؤمن لينال الدرجة التي كتبها الله له الحديث رقم (2457) وشواهد.
2466 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ الْحَضْرَمِيِّ (¬1)، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! بِنْتٌ لِي كَذَا وَكَذَا -فَذَكَرَتْ مِنْ حُسْنِهَا وَجَمَالِهَا- فَأُوثِرُكَ بِهَا، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قَدْ قَبِلْتُهَا، فَلَمْ تَزَلْ تَمْدَحُهَا (¬2)، حَتَّى ذَكَرَتْ أَنَّهَا لَمْ تُصَدَّعْ، وَلَمْ تَشْتَكِ قَطُّ (¬3)، قَالَ: لَا حَاجَةَ (¬4) لِي فِي ابْنَتِكِ. [2] [وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي شيبة] (¬5). ¬
2466 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته سنان بن ربيعة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 3/ ق 200 أ) وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى (7/ 232) عن ابن أبي شيبة، به بلفظه. وأخرجه أحمد (3/ 155) عن عبد الله بن بكر، به بلفظه، إلَّا أنه جعله عن سنان بن ربيعة، عن الحضرمي، عن أنس. وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 177) من طريق عبد الله بن بكر، به وجعله عن سنان بن ربيعة، عن الحضرمي، عن أنس. والحضرمي هو ابن لاحق، وهذا الإسناد هو الصواب كما في رواية أحمد =
= والبيهقي. وسنان بن ربيعة هو الباهلي، البصري ولا تعرف له نسبة الحضرمي ولا يمكن أن نقول أن (عن) التي بين سنان والحضرمي سقطت من النساخ لأمرين. الأول: أن أبا يعلى أخرجه عن ابن أبي شيبة بنفس إسناد المطالب. الثاني: أن الحافظ رحمه الله جعل الحديث من الزوائد مع أنه أحمد أخرجه، لهذه العلة، والله أعلم. والحضرمي بن لاحق، قال في التقريب (ص 171) لا بأس به إلَّا أن الإِسناد باق على ضعفه لضعف سنان بن ربيعة. أما إسناد ابن أبي شيبة، وأبي يعلى فصار فيه علتان: ضعف سنان، والشذوذ ومنه تعلم خطأ محقق مسند أبي يعلى إذ قال: إسناده حسن، وأخرجه أحمد من طريق عبد الله بن بكر بهذا الإسناد. وروي هذا من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ قال: جاء رجل من بني سُليم إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يا رسول الله إن لي ابنة من جمالها وعقلها ما إني لأحسد الناس عليها غيرك، فهمّ النبي -صلى الله عليه وسلم - أن يتزوجها ثم قال: وأخرى يا رسول الله! لا والله ما أصابها عندي مرض قط، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا حاجة لنا في ابنتك تجيئنا تحمل خطاياها لا خير في مال لا يرزأ منه، ولا جسد لا يُنال منه. أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 149) عن هشام بن محمد، حدّثنا عبد الله بن الوليد الوصافي، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ، به. وفيه ثلاث علل: الأولى: هشام بن محمد هو ابن السائب الكلبي قال في الميزان (4/ 304) قال الدارقطني وغيره: متروك. الثانية: عبيد الله بن الوليد الوصافي، قال في التقريب (ص 375) ضعيف. الثالثة: الإِرسال فعبد الله بن عبيد تابعي كما في التقريب (ص 312) فالإِسناد ضعيف جدًا ولا يصلح كشاهد.
2467 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْرَابِيٌّ جَسِيمٌ (¬1)، ذُو جسمان (¬2) عظيم، فقاله له النبي -صلى الله عليه وسلم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَتَى عَهْدُكَ بالحُمى؟ قَالَ لَا أَعْرِفُهَا، قَالَ فَالصُّدَاعُ؟ قَالَ لَا أدري ما هو، قال-صلى الله عليه وسلم- فأصبت بمالك؟ قال (¬3): لا، قال -صلى الله عليه وسلم- فرُزِئت بِوَلَدِكَ؟ قَالَ: لَا، فَقَالَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[إِنَّ] (¬4) اللَّهَ يُبْغِضُ الْعِفْرِيتَ، النفريت، الذي لا يُرزأ في ولده، ولا يُصاب في ماله. ¬
2467 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل يحيى بن إسحاق إلَّا أنه مرسل.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 243) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 177) من طريق شعبة، عن عاصم الأحوال، به مرسلًا وفي سنده محمد بن يونس هو الكديمي، قال في التقريب (ص 515) ضعيف. وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 155) معلقًا، من طريق عبد الواحد بن زياد، به. ويشهد له أحاديث عن أبي هريرة، وأنس، وأبي بن كعب رضي الله عنهم وزيد بن أسلم. أما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: =
= الأولى: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه قال: دخل أعرابي عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم- أخذتك أم ملدم؟ قال: وما أم ملدم؟ قال: حرّ يكون بين الجلد واللحم، قال: وما وجدت هذا قطٌ، قال: فهل وجدت هذا الصداع؟ قال: وما الصداع، قال: عرق يضرب على الإنسان في رأسه، قال: وما وجدت هذا قط. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ أَحَبَّ أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا. أخرجه أحمد (2/ 332)، والبزار: كما في الكشف (1/ 369)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 495)، وابن حبّان: كما في الإحسان (4/ 251)، والحاكم (1/ 347)، والبيهقي في الشعب (7/ 177) كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. ومحمد بن عمرو بن علقمة تقدم أنه صدوق وبقية رجال أحمد ثقات فالإسناد حسن. الثانية: عن سعيد المقبري، عن أنس بنحو الطريق الأولى. أخرجه أحمد (2/ 266) من طريق أبي معشر، عن سعيد، به. وأبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن السندي، قال في التقريب (ص 559): ضعيف. وأما حديث أنس بنحو حديث أبي هريرة. فأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 51 أ) مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ ثابت، عن أنس، به. وقال الطبراني: لم يروه عن ثابت إلَّا الحسن. والحسن بن أبي جعفر هو الجُفري، قال في التقريب (ص 159): ضعيف. =
= وأما حديث أبي بن كعب بنحو حديث أبي هريرة. فأخرجه أحمد (5/ 142) من طريق إسماعيل بن أمية، عمّن حدّثه، عن أم ولد أبي بن كعب، عن أبي بن كعب به. وإسناده ضعيف لجهالة شيخ إسماعيل بن أمية. وأما حديث زيد بن أسلم بنحو حديث أبي هريرة. فأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20314). وإسناده صحيح إلَّا أنه مرسل.
15 - باب فضل كتمان المصيبة
15 - بَابُ فَضْلِ كِتْمَانِ الْمُصِيبَةِ 2468 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مِنْ تَمَامِ الْبِرِّ كِتْمَانُ الْمَصَائِبِ.
2468 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته زافر بن سليمان.
تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 234) عن أبي يعلى به. وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 214)، من طريق أبي موسى الهروي به بنحوه. وأخرجه أبو الشيخ: كما في اللآلي (2/ 395)، ومن طريقه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 395)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 197)، وأخرجه الروياني في مسنده (ق 243 أ) كما في الضعيفة (2/ 135)، والبيهقي في الشعب (7/ 214) كلهم من طريق زافر بن سليمان به ولفظه من كنوز البر إخفاء الصدقة، وكتمان المصائب والأمراض، ومن بث فلم يصبر. ومدار هذه الطرق على زافر بن سليمان وهو ضعيف، إلَّا أنه تابعه ثلاثة وهم: الأول: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رواد، حدثني أبي به بنحوه. أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 214)، وأبو علي الهروي في الفوائد (ق7 أ)، =
= والبوشبنجي في المنظوم (ق4 أ) كلاهما كما في الضعيفة (2/ 135) كلهم من طريق عبد الله بن عبد العزيز، به. وعبد الله بن عبد العزيز قال في المغني (1/ 345) قال أبو حاتم وغيره: أحاديثه منكرة، وقال ابن الجنيد لا يساوي فلسًا، فالإسناد ضعيف جدًا والمتابعة لا يُفرح بها. الثاني: عبد الوهاب الخفاف، عن عبد العزيز بن أبي رواد به بنحوه. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 234)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 215)، وأخرجه أبو نعيم في كتاب الأربعين (ق 60 ب) كما في الضعيفة (2/ 135)، كلاهما من طريق الحسن بن حمزة، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم عن عبد الوهاب الخفاف به. قال الألباني في الضعيفة (2/ 135) ورجاله ثقات إلَّا الحسن بن حمزة فلم أجد له ترجمة، فالظاهر أنه هو علة الإسناد، والله أعلم. اهـ. قلت: بل له ترجمة في تاريخ بغداد (7/ 333) وهو الحسن بن الطيب بن حمزة، قال عنه الدارقطني: لا يساوي شيئًا لأنه حدث بما لم يسمع، وقال الحضرمي: هو كذاب، فعليه الإسناد تالف والمتابعة لا يُفرح بها أيضًا. الثالث: بقية، عن ابن أبي رواد به بنحوه. أخرجه أبو زكريا البخاري في فوائده كما في اللآلىء (2/ 396). وهذا إسناد ضعيف، علته بقية فقد عنعن. وورد الحديث عن عدد من الصحابة منهم أنس، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي هريرة، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم وعن العلاء بن عبد الرحمن. أما حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ثلاثة من كنوز البر، إخفاء الصدقة وكتمان المصيبة، وكتمان الشكوى، يقول الله عزَّ وجلَّ: ابتليت عبدي ببلاء، فصبر، ولم يشكني إلى عوّاده فأبدلته لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه. وإن أرسلته أرسلته ولا ذنب له، وإن توفيته توفيته فإلى رحمتي. =
= فأخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 220)، وتمام في فوائده (1/ 302)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ج 15/ ق 241)، وأبونعيم في الحلية (7/ 117)، وفي الأربعين الصوفية (ق 60 ب) كما في الضعيفة (2/ 135)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 199)، والطبراني كما في اللآلىء (2/ 395)، والشجري في أماليه (2/ 281) كلهم من طريق الجارود بن يزيد، حدّثنا سفيان يعني الثوري، عن أشعث، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك به. والجارود، قال عنه في لسان الميزان (2/ 90): قأل أبو حاتم: كذّاب، وقال العُقيلي: يكذب ويضع الحديث. فالحديث موضوع: وكذا حكم عليه ابن الجوزي، وتعقبه السيوطي في اللآلىء (2/ 395) فقال: لم يتهم الجارود بوضع! وتعقَّب السيوطي ابنُ عرَّاق في تنزيه الشريعة (2/ 354) فقال: هذا ممنوع كما يعرف بمراجعة المقدمة. قلت: يعني بمراجعة مقدمة كتابه حيث ذكر أسماء الوضاعين والكذابين، ومنهم الجارود (1/ 44). وأخرجه أبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 42) من طريق داود بن المحبر، حدّثنا عنبسة بن عبد الرحمن، حدّثنا عبد الله بن الأسود الأصبهاني، عن أنس مرفوعًا بنحوه، وداود بن المُحبر يأتي في الحديث (رقم 33) أنه متروك. أما حديث ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلَاثٌ من كنوز البر، كتمان الأوجاع والمصائب، ومن بث لم يصبر. فأخرجه تمام في فوائده (2/ 47)، من طريق ناشب بن عمرو، حدّثنا مقاتل بن سليمان، عن قيس بن سكن، عن ابن مسعود مرفوعًا. وناشب، قال عنه في اللسان (6/ 143): قال البخاري: منكر الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف. وأما حديث العلاء بن عبد الرحمن قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: أربعة من =
= كنوز البر، إخفاء الصدقة، وكتمان المصيبة، وصلة الرحم، وقول لا حول ولا قوة إلَّا بالله. فأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 215) وإسناده منقطع. وأما حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: قال -صلى الله عليه وسلم- أربعة من كنوز البر: إخفاء الصدقة، وكتمان المصيبة، وصلة الرحم، وقول لا حول ولا قوة إلَّا بالله. فأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 186)، من طريق سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث، عن علي مرفوعًا. وإسناده ضعيف فيه علتان: الأولى: عنعنة أبي إسحاق السبيعي. الثانية: الحارث بن الأعور، قال عنه في التقريب (ص 146): في حديثه ضعيف. وعليه يمكن أن يرتقي حديث الباب بالشواهد الضعيفة إلى الحسن لغيره، لكن يرد عليه قول أبي زرعة كما في العلل لابن أبي حاتم (2/ 332) هذا حديث باطل. ولمعنى الحديث شاهدان: عن ابن عباس، وأبي هريرة رضي الله عنهما. أما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأولى: عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا: من أصيب بمصيبة في ماله، أو جسده، فكتمها , ولم يشكها إلى الناس، كان حقًا على الله أن يغفر له. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 184)، وابن أبي حاتم في العلل (2/ 126، 136، 178)، كلاهما من طريق بقية بن الوليد، عن ابن جريج، عن عطاء به، وذكر الذهبي في الميزان (1/ 333) هذا الحديث في ترجمة بقية، ثم نقل قول ابن حبّان: وهذا من نسخة كتبناها بهذا الإِسناد كلها موضوعة، يُشبه أن يكون بقية سمعه من إنسان واهٍ، عن ابن جريج، فدلس عنه، والتزق به. الثانية: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. =
= أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 215) وفي سنده محمد بن إبراهيم هو الخزاعي، قال في التقريب (ص 446) صدوق يهم، فالإسناد ضعيف. وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فلفظه بنحو الشطر الثاني من حديث أنس. أخرجه الحاكم (1/ 348)، وعنه البيهقي في الكبرى (3/ 375)، وفي الشعب (6/ 547، 7/ 187)، من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال البيهقي: إسناده صحيح. وأخرجه أبو الشيخ: كما في اللآلىء (2/ 396)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 199)، وأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (ق 9 أ، 22أ)، كلاهما من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد، عن جده، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه، وعبد الله بن سعيد متروك. وقال ابن الجوزي: وهذا حديث لا يصح، وتعقبه السيوطي في اللآلىء (2/ 396) فقال: بل هو صحيح وله طرق أخرى. قلت: إن كان السيوطي يعني هذا الإِسناد فغير صحيح وعرفت علته، إما إن كان يعني الطرق الأخرى فنعم كما تقدم.
16 - باب فضل عيادة المريض
16 - بَابُ فَضْلِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ 2469 - [1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ بن يسار] (¬1) قال: إن [عمرو بن حريث] (¬2) عَادَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتَعُودُ الحَسَنَ وَفِي نَفْسِكَ مَا فِيهَا؟ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: لَسْتَ بِرَبِّي تُصَرِّفُ (¬3) قَلْبِي حَيْثُ شِئْتَ، قال: أما ذاك فَلَا يَمْنَعُنَا أَنْ نُؤَدِّيَ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ، سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: مَا مِنْ مُسْلِمٍ عَادَ أَخَاهُ إلَّا ابْتَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ سَبْعِينَ (¬4) أَلْفَ مَلَكٍ .. الْحَدِيثَ (¬5). [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ. ¬
2469 - [1، 2] الحكم عليه: إسناد الحديث ضعيف علته عبد الله بن يسار فهو مجهول.
تخريجه: أخرجه أحمد (1/ 97) عن يزيد به بنحوه. وأخرجه أحمد (1/ 118)، والحارث كما في بغية الباحث (ح 244) كلاهما عن عفان، حدّثنا حماد به بنحو وفي رواية الحارث الحسين بدلًا من الحسن. وأخرجه أحمد (1/ 118)، وإسحاق بن راهويه كما في المطالب (ج 1/ ق 136 أمن عم)، وأبو يعلى (1/ 248)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 9 أ)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 268) كلهم من طريق حماد بن سلمة به، وعند ابن حبّان عبد الله بن شداد بدلًا من عبد الله بن يسار. ومدار هذه الطرق على عبد الله بن يسار وهو مجهول. وروي الحديث من طريقين آخرين: الأول: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 594) عن ابن جريح قال: حدثني من أصدّق، أن عمرو بن حريث عاد حسين بن علي وذكر الحديث. وفي إسناده من لم يُسَم. الثاني: أخرجه ابن أبي الدنيا في المرض (ق 15 ب) من طريق حسين بن قيس، عن التميمي قال: قال علي وذكر الحديث دون ذكر قصة الزيارة، وحسين بن قيس هو الرحبي، قال عنه في التقريب (ص 168): متروك. وروي حديث علي رضي الله عنه، من ست طرق أخرى الزائر فيها أبو موسى الأشعري رضي الله عنه. الأولى: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: جاء أبو موسى إلى الحسن بن علي يعوده، فقال له علي رضي الله عنه: أعائدًا جئت أم شامتًا؟ قال: لا، بل عائدًا، قال: فقال له علي رضي الله عنه، إن كنت جئت عائدًا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته =
= الرحمة، فإذا كان غدوة صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِي، وإن كان مساءًا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ. أخرجه أبو داود (8/ 362 العون)، وابن ماجه (ح 1442)، والنسائي في الكبرى (4/ 354)، وأحمد (1/ 81، 91)، وابن أبي شيبة (3/ 234)، وأبو يعلى (1/ 227)، والبزار في مسنده (2/ 224)، وهنّاد في الزهد (1/ 224)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 9 ب)، والحاكم (1/ 349)، وعنه البيهقي في الكبرى (3/ 380)، وفي الشعب (6/ 531)، وفي الآداب (ص 144)، وأخرجه البغوي في شرح السنة (5/ 217). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لخلاف على الحكم عليه، ووافقه الذهبي وهو كما قالا. الثانية: عن ثوير بن أبي فاخته، عن أبيه قال: أخذ عليُّ بيدي وقال: انطلق بنا إلى الحسن نعوده فوجدنا عنده أبا موسى فذكر نحوًا من الطريق الأولى. أخرجه أبو داود (8/ 362 العون)، والترمذي (3/ 43 التحفة) , وأحمد (1/ 91)، والزار في مسنده (3/ 28) وأبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 145)، والحاكم (3/ 341)، والبغوي في شرح السنة (5/ 217) كلهم من طريق ثوير به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وقد روى عن علي هذا الحديث من غير وجه، منهم من وقفه ولم يرفعه، وأبو فاخته اسمه سعيد بن علاقة. قلت: ثوير، قال عنه في التقريب (ص 135) ضعيف فالإسناد ضعيف. الثالثة: عن عبد الله بن نافع قال: عاد أبو موسى الأشعري الحسن بن علي، فذكر الحديث موقوفًا على علي. أخرجه أبو داود (8/ 362 العون)، وأحمد (1/ 120، 121)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 9 ب)، والحاكم (1/ 350)، والبيهقي في الكبرى (3/ 380)، وفي الشعب (6/ 531) كلهم من طريق عبد الله بن نافع به، ورجال أحمد ثقات إلَّا عبد الله بن نافع، قال في التقريب (ص 326): =
= صدوق. فالإِسناد حسن. الرابعة: عن رجل قال: دخل عليٌّ على ابنه الحسن، وعنده الأشعري فذكر الحديث. أخرجه عبد الرزاق (3/ 594، وفيه رواه لم يُسَم. الخامسة: عن رجل من الأنصار، عن علي رضي الله عنه، مرفوعًا مختصرًا. أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 138)، والبيهقي في الشعب (6/ 532)، ورجال المسند ثقات غير الأنصاري فلم يُسم. السادسة: عن أبي بردة أن أبا موسى عاد الحسن فذكر الحديث. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 235) ورجاله ثقات. وعليه يتبيّن أن المرفوع من حديث الباب ثابت في السنن وغيرها، أما الزائر فالصحيح هو أبو موسى الأشعري، ولم يثبت من طريق صحيح أن عمرو بن حريث هو الزائر. ويشهد للمرفوع منه أحاديث كثيرة منها عن ثوبان، وجابر، وأبي هريرة رضي الله عنهم. أما حديث ثوبان مرفوعًا: من عاد مريضًا لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع. فأخرجه مسلم (ح 2568)، والترمذي (4/ 41 التحفة)، وأحمد (5/ 276، 277، 279، 281، 283) وابن أبي شيبة (3/ 234)، وهنّاد في الزهد (1/ 225)، وابن المبارك في الزهد (ح 254)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 521)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 7 ب)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 267)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 301)، والقضاعي في مسند الشهاب (ح 384)، والطبراني في الكبير (2/ 101)، والبيهقي في الكبرى (3/ 380)، وفي الشعب (6/ 530)، وفي الآداب (ص 243) كلهم من طريق أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان. وقال الترمذي: حديث ثوبان حديث حسن. =
= وأما حديث جابر مرفوعًا: من عاد مريضًا لم يزل يخوض في الرحمة حتى إذا جلس اغتمس فيها. فأخرجه أحمد (1/ 304)، وابن أبي شنيبة (3/ 235)، والبزار كما في الكشف (1/ 350) وأحمد بن منيع، والحارث بن أبي أسامة كلاهما كما في إتحاف الخيرة (ج 2/ ق 203 ب)، وابن حبّان كما في الإحسان (3/ 380)، والحاكم (1/ 350)، والبيهقي في الكبرى (3/ 380)، وفي الشعب (6/ 533)، وفي الآداب (ص 143). وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي وهو كما قالا. أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا: من عاد مريضًا خاض في الرحمة، فإذا جلس اغتمس فيها. فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 52 أ)، وفي الصغير (ح 139) من طريق فضل بن لاحق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا. ورجاله ثقات إلَّا شيخ الطبراني وهو أحمد بن الحسن الأبلي، قال عنه في الميزان (1/ 89): قال ابن عدي: كان يسرق الحديث. وقال ابن حبّان: كذّاب دجّال، يضع الحديث على الثقات. فالإسناد موضوع.
2470 - وقال أبو يعلى: حدثنا أبو هشام [الرفاعي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ] (¬1)، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: [إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا خَرَجَ يريد أخًا مُؤْمِنًا يَعُودُهُ]، خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ إِلَى حُقويه، فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَ الْمَرِيضِ وَاسْتَوَى (¬2) جَالِسًا غَمَرَتْهُ الرحمة. ¬
2470 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف أبي هشام الرفاعي. الثانية: ضعف معاوية بن يحيى الصدفي. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 3/ ق 204 ب). وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الطبراني كما في الكنز (ح 25168). ومسند أبي الدرداء من الجزء المفقود من المعجم الكبير ويشهد له الحديث السابق رقم (2469) وشواهده.
2471 - حَدَّثَنَا (¬1) [إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ] (¬2)، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ (¬3)، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ وَافَقَ صِيَامَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَعَادَ مَرِيضًا وشَهِدَ جَنَازَةً، وَأَعْتَقَ رَقَبَةً: وجبت له الجنة. ¬
2471 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته ابن لهيعة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 1/ ق 110 أمختصر) وسكت عليه. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (3/ 457 الفيض) وصححه، وتبعه الألباني فذكره في صحيح الجامع (ح 3252) وصححه، وكذا في الصحيحة (3/ 21)، لكنه حسنه في صحيح الترغيب (ح 686) وقال في الصحيحة: وهذا إسناد صحيح لأن ابن لهيعة صحيح الحديث، إذا روى عنه أحد العبادلة ومنهم عبد الله بن وهب. قلت: ويَردُ عليه أمران: الأول: ابن لهيعة ضعيف مطلقًا. الثاني: لم يصرح ابن لهيعة بالتحديث وهو مدلس من الرابعة.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 312) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه البيهقي في فضائل الأوقات (ح 283)، وفي الشعب (13/ 113) من طريق ابن لهيعة به بلفظه وزاد وتصدق. وتابع ابن لهيعة حيوةُ بنُ شريح، عن بشير الخولاني، أن الوليد بن قيس حدّثه، =
= إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حدثه مرفوعًا: خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة: من عاد مريضًا، وشهد جنازة، وصام يومًا، وراح إلى الجمعة، وأعتق رقبة. أخرجه أبو يعلى (2/ 312)، عن أحمد بن عيسى. وابن حبّان في صحيحه كما في الإحسان (4/ 191)، وفي الثقات (6/ 100) عن حرملة بن يحيى، كلاهما عن عبد الله بن وهب، عن حيوة بن شريح به. وحيوة بن شريح قال عنه في التقريب (ص 185): ثقة، ثبت. وبشير الخولاني، قال عنه في التقريب (ص 125): ثقة، وحرملة بن يحيى، قال عنه في التقريب (ص 156): صدوق. فإسناد ابن حبّان حسن. وأحمد بن عيسى شيخ أبي يعلى قال عنه في التقريب (ص 83): صدوق تُكلم في بعض سماعاته وبقية رجاله ثقات. فالإسناد حسن. وعليه يرتقى حديث الباب بمجموع هذين المتابعتين إلى الحسن لغيره. ويشهد له أحاديث ذكر فيها فعل هذه الخصال مطلقًا دون تحديدها بيوم معين، عن أبي هريرة، وأنس، ومعاذ رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من شهد منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من أطعم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر: أنا، قال -صلى الله عليه وسلم- ما اجتمعت هذه الخصال في رجل في يوم إلَّا دخل الجنة. فأخرجه مسلم (ح 1028)، والنسائي في الكبرى (5/ 36)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 515)، والبيهقي في الكبرى (4/ 189)، وفي الشعب (6/ 538)، وابن عساكر في تاريخه (ج 9/ ق 574). وأما حديث أنس فنحو من حديث أبي هريرة. فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 235)، وأحمد (3/ 119) والبغوي في شرح السنة =
= (6/ 147)، وابن عساكر في تاريخه (ج 9/ ق 574) كلهم من طريق سلمة بن وردان، عن أنس به، وفي رواية ابن عساكر صاحب الخصال أبو بكر رضي الله عنه، وفي رواية البقية عمر رضي الله عنه، وسلمة بن وردان، قال عنه في التقريب (ص 248): ضعيف فالحمل عليه في هذا الاختلاف. وأما حديث معاذ مرفوعًا: خمس من فعل واحدة منهن. كان ضامنًا على الله عز وجل: من عاد مريضًا، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازيًا، أو دخل على إمام يريد تعزيزه وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه، وسلم من الناس. فأخرجه أحمد (5/ 241)، والبزار كما في الكشف (2/ 257)، والطبراني في الكبير (20/ 37)، وفي الأوسط كما في المجمع (2/ 299)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 490)، والحاكم (1/ 212، 2/ 90). وقال الحاكم: هذا حديث رواته مصريون، ثقات، ووافقه الذهبي. وهو كما قالا. وله شواهد ذكر فيها هذه الخصال، وخصص فعلها بيوم الجمعة، عن جابر، وأبي أمامة، وأبي هريرة رضي الله عنهم. أما حديث جابر رضي الله عنه، مرفوعًا: من أصبح يوم الجمعة صائمًا، وعاد مريضًا، وأطعم مسكينًا، وشيّع جنازة، لم يتبعه ذنب أربعين سنة. فأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 60)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (3/ 394)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 107) من طريق عمرو، عن الخليل بن مرة، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن عطاء، عن جابر به مرفوعًا. وقال ابن الجوزي: هذا حديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وعمرو، والخليل، إسماعيل كلهم ضعفاء مجروحون. أما حديث أبي أمامة مرفوعًا، من صلى الجمعة، وصام يومه، وعاد مريضًا، وشهد جنازة، وشهد نكاحًا وجبت له الجنة. =
= فأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 115)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 71 ب). وفي إسناده محمد بن حفص الوصابي، قال عنه في الميزان (3/ 526) قال ابن مسنده: ضعيف، وقال ابن أبي حاتم: أردت السماع منه فقيل لي: ليس يصدق فتركته. وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا: من أصبح يوم الجمعة صائمًا، وعاد مريضًا، وشهد جنازة، وتصدّق بصدقة، فقد أوجبت له الجنة. فأخرجه البيهقي في الشعب (3/ 393) من طريق ابن لهيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا. وابن لهيعة ضعيف.
2472 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي [قَيْسٌ أَبُو عُمَارَةَ] (¬1)، قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ ([يُحَدِّثُ] (¬2) عَنْ أَبِيهِ) (¬3)، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ (¬4): مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَا يَزَالُ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ، حَتَّى إِذَا قَعَدَ اسْتَنْقَعَ فِيهَا. زَادَ عَبْدٌ: ثُمَّ إِذَا رَجَعَ لَا يَزَالُ يَخُوضُ فِيهَا، حَتَّى يَرْجِعَ من حيث جاء. ¬
2472 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف قيس أبي عمارة. الثانية: أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم لم يدرك جده وروايته عنه مرسلة، قاله المزي في تهذيب الكمال (خ 103/ 2)، وكذا في تحفة الأشراف (8/ 149). ونقل الحافظ ابن حجر هذا القول في التهذيب (8/ 21) في ترجمة عمرو بن حزم، وقال: قد تكلمت على قول المصنف أن أبا بكر لم يدرك جده في ترجمة أبي بكر حفيده. اهـ. ولم أجد شيئًا هناك (12/ 40)، ونقل قول المزي العلائي في جامع التحصيل (ص 306). قلت: بين وفاتيهما سبعين سنة كما في ترجمتها، فقدل المزي ممكن. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 3/ ق 204 أ) وسكت عليه. =
= تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (ح 288) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 468)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق23 أ)، والطبراني في الكبير كما في إتحاف الخيرة (ق 204 أ)، وفي الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 52 أ)، والبيهقي في الكبرى (4/ 59)، وفي الشعب (7/ 12)، وابن قانع في معجم الصحابة (ق 114 أ) كلهم من طريق قيس أبي عمارة، به بنحوه. وأخرجه ابن جرير، والبغوي، وابن عساكر: كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 295) كلهم من طريق عبد الله ابن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم، عن أبيه، عن جده مرفوعًا. ولم يذكر الزبيدي بقية الإِسناد، إلَّا أنه ضعيف للانقطاع بين أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم وجده. ويرتقي إلى الحسن لغيره بالحديث رقم (2469) وشواهده.
2473 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنكما قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (¬1) وَفِيهِ: وَمَنْ عَادَ مَرِيضًا فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَمَحْوُ سَبْعِينَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ، وَرُفِعَ سَبْعِينَ أَلْفَ دَرَجَةٍ، وَيُوَكَّلُ (¬2) بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَعُودُونَهُ، وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ قَامَ عَلَى مَرِيضٍ يَوْمًا وَلَيْلَةً بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى مَعَ خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى يَجُوزَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللَّامِعِ، وَمَنْ سَعَى لِمَرِيضٍ فِي حَاجَةٍ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: فَإِنْ كَانَ الْمَرِيضُ قَرَابَتَهُ، أَوْ بَعْضَ أَهْلِهِ؟ قَالَ: وَمَنْ أعظمُ أَجْرًا مِمَّنْ يَسْعَى فِي حَاجَةِ أَهْلِهِ؟ * هَذَا حَدِيثٌ موضوع. ¬
2473 - الحكم عليه: هذه الخطبة موضوعة بكاملها إسنادها مسلسل بالمجروحين بالوضع والجهل والضعف. 1 - داود بن المحبر متروك. 2 - ميسرة بن عبد ربه كذاب وضاع. 3 - أبو عائشة السعدي لم أجد له ترجمة. 4 - يزيد بن عمر لم أجد له ترجمة. =
= وحكم عليه الحافظ بالوضع وقال في الحديث رقم (2584) هذا الحديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالْمُتَّهَمُ بِهِ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ لا بورك فيه. اهـ. وقال البوصيري في الإِتحاف (ج 1/ ق 90 ب مختصر): خطبة كذبها داود بن المحبر، ثم ساقها بتمامها. وقال الهيثمي بعد أن ساق الحديث بتمامه في بغية الباحث (1/ 285) هذا حديث موضوع، فإن داود بن المحبر كذاب. اهـ. وأورده السيوطي في اللآلى (2/ 361) ثم نقل قول الحافظ بن حجر السابق.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ص 285) بنفس الإسناد ومتنه جزء من حديث طويل. وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 181) من طريق محمد بن الحسن بن محمد بن خداش البلخي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا يزيد بن عبد الله الهناني، حدّثنا محمد بن علقمة، حدثني عمر بن عبد العزيز، حدثني أبو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به وذكر طرفًا من الخطبة. وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع. أما محمد بن عمرو بن علقمة فقال يحيى: ما زال الناس يتقون حديثه. وقال السعدي: ليس بقوي، ومحمد بن خراش: مجهول والحمل فيه على الحسن بن عثمان، قال ابن عدي: كان يضع الحديث، قال عبدان: هو كذاب، ومحمد بن الحسن: هو النقاش، قال طلحة بن محمد: كان النقاش يكذب.
2474 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الْجَهْمِ الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكير، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا فَقَدَ الرَّجُلَ مِنْ إِخْوَانِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ غَائِبًا دَعَا (¬1) لَهُ، وَإِنْ كَانَ شاهد زَارَهُ، وَإِنْ كَانَ مَرِيضًا عَادَهُ، فَفَقَدَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَسَأَلَ عَنْهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! تَرَكْنَاهُ مِثْلَ الْفَرْخِ لَا يَدْخُلُ فِي رَأْسِهِ شيءٌ إلَّا خَرَجَ مِنْ دُبُرِهِ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ:- عُودُوا أَخَاكُمْ- فَخَرَجْنَا (¬2) مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَعُودُهُ، وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَلَمَّا دَخَلْنَا إِذَا (¬3) هُوَ (كَمَا وُصِفَ لَنَا) (¬4)، فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: لَا يَدْخُلُ شَيْءٌ فِي رَأْسِي إلَّا خَرَجَ مِنْ دُبُرِي، قَالَ: وَمِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي الْمَغْرِبَ، (فَصَلَّيْتُ مَعَكَ) (¬5)، وَأَنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ السُّورَةَ (الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ) (¬6) إِلَى آخِرِهَا، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ مَا كَانَ لِي مِنْ ذَنْبٍ أَنْتَ مُعَذِّبِي عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْ لِي عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا، فَتَرَانِي كَمَا تَرَى، فَقَالَ (¬7) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَبِئْسَ مَا قُلْتَ، ألَّا سَأَلْتَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُؤْتِيَكَ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَأَنْ يَقِيكَ عَذَابَ النَّارِ (¬8)، قَالَ: فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- فدعى بذلك ودعى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، (قَالَ: فَقَامَ) (¬9) كَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ عمر رضي الله عنه: (يا رسول الله) (¬10) حَضَّضْتَنَا آنِفًا عَلَى عِيَادَةِ الْمَرِيضِ فَمَا لَنَا فِي ذَلِكَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَعُودُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ إِلَى حِقْوَيْهِ، فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، وَغَمَرَتِ الْمَرِيضَ الرَّحْمَةُ، وَكَانَ الْمَرِيضُ فِي ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ تَعَالَى، وَكَانَ الْعَائِدُ فِي ظِلِّ قُدُسِهِ، وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ: انظروا كم احتبسوا عند المريض العواد، قال: يقولون أي ¬
حَرْبٍ فُواقًا -إِنْ كَانَ فُواقًا- فَيَقُولُ لِمَلَائِكَتِهِ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي عِبَادَةَ أَلْفِ سَنَةٍ، فَإِنْ كَانَ احْتَسَبُوا سَاعَةً يَقُولُ: اكْتُبُوا لَهُ دَهْرًا، وَالدَّهْرُ عَشَرَةُ آلَافِ سنةٍ، إِنْ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ دَخَلَ الْجَنَّةَ (¬1)، وَإِنْ عَاشَ لَمْ تُكْتَبْ (¬2) عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ وَاحِدَةٌ وَإِنْ كَانَ صَبَاحًا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِي وَكَانَ فِي خُرافة الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ فِي خُرافة الجنة. ¬
2474 - [1] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته عبّاد بن كثير. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 3/ ق 204 ب) وقال: قال ابن الجوزي هذا حديث موضوع. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 296) وقال: رواه أبو يعلى وفيه عبّاد بن كثير، وكان رجلًا صالحًا ولكنه ضعيف الحديث، متروك لغفلته. =
= وذكره السيوطي في الجامع الصغير (5/ 153 الفيض) وضعّفه، أما الألباني فذكره في ضعيفه الجامع (ح 4438) وحكم بوضعه وكذا قال في الضعيفة (ح 1383).
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 150) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ح 166) عن أبي يعلى وذكر شطره الأولى. وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 206) من طريق عبّاد بن كثير، عن ابن لأبي أيوب، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وحدثني به أبي عن أنس، به بنحوه. وقال ابن الجوزي: هذا حديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، والمتهم به عبّاد بن كثير. قلت: أول الحديث بمعناه في صحيح مسلم وغيره ويأتي تخريجه في الحديث القادم.
2474 - [2] حَدَّثَنَا (¬1) عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ، فَذَكَرَهُ .. وَزَادَ فَقَالَهَا فَعُوفِيَ. قُلْتُ (¬2): أَوَّلُ الحَدِيثِ بِمَعْنَاهُ فِي الصَّحِيحِ وَلَيْسَ بِسِيَاقِهِ، وَمِنْ سُؤَالِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى آخِرِهِ، تَفَرَّدَ بِهِ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، وَهُوَ وَاهٍ، وَآثَارُ الْوَضْعِ لَائِحَةٌ عليه (¬3). ¬
2474 - [2] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته الانقطاع بين الأعمش وأنس رضي الله عنه. قال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص 72) "قال ابن المديني: الأعمش لم يسمع من أنس بن مالك، إنما رآه بمكة يصلي خلف المقام، فأما طرق الأعمش، عن أنس، فإنما يرويها عن يزيد الرقاشي، عن أنس". وقال ابن معين، والبخاري كما في جامع التحصيل (ص 188): الأعمش، عن أنس مرسل.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 81) بنفس الإسناد والمتن. وتابع الأعمش ثلاثة وهم: الأول: ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- عاد رجلًا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ فذكر نحوًا من حديث الباب إلى قوله فدعا الله له فشفاه. أخرجه مسلم (ح 2688)، والترمذي (9/ 459 التحفة)، وأحمد (3/ 107، 288)، والنسائي في الكبرى (4/ 358)، وابن المبارك في الزهد (ح 973)، =
= والطحاوي في المشكل (2/ 426)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 329)، وأبو يعلى (6/ 227). الثاني: حميد، حدّثنا أنس. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 261)، والطبري في التفسير (2/ 300)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 7 أ)، وأبو يعلى (6/ 404، 448)، وعنه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 555). وإسناد ابن أبي شيبة صحيح. الثالث: عن قتادة، عن أنس. أخرجه مسلم (ح 2688). وعليه يرتقي حديث الأعمش بهذه المتابعات إلى الحسن لغيره.
17 - باب الزجر عن الدخول إلى أرض وقع بها الطاعون
17 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّخُولِ إِلَى أَرْضٍ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُونُ 2475 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي مُصَنَّفِهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، [حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ] (¬1)، قال حدثني عُرْوَةُ، عَنِ [الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ] (¬2)، عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ] (¬3) قَالَ: إِنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ بِالشَّامِ: إِذَا سَمِعْتُمْ بِالْوَبَاءِ قَدْ [رُفع] (¬4)، فَاكْتُبُوا إِلَيَّ، فَجِئْتُ وَهُوَ نَائِمٌ، وَذَاكَ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ سَرْغ فَسَمِعْتُهُ لَمَّا قَامَ مِنْ نَوْمَتِهِ يَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي رُجُوعِي إِلَى هنا من سَرْغ. ¬
2475 - الحكم عليه: إسناده حسن من أجل عروة بن رُويم وهشام بن سعد فهما صدوقان. =
= وذكره الحافظ ابن حجر في بذل الماعون (ص 285) وقال: سنده حسن، وفي الفتح (10/ 187)، وقال: سنده جيد.
تخريجه: هو في مصنف ابن أبي شيبة (13/ 42) بنفس الإسناد والمتن. وأورد الحديث الهندي في الكنز (ح 11751) وعزاه "إلى إسحاق بن راهويه. وقصة رجوع عمر من سرغ ثابته في الصحيحين وغيرهما عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عامر، وعبد الرحمن بو عوف. أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام، حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فاخبروه أن الوباء وقع بأرض الشام. قال ابن عباس فقال عمر: ادع لي المهاجرين الأولين، فدعاهم، فاستشارهم، وأخبرهم أن الوباء قد وقع في الشام فاختلفوا: فقال بعضهم قد خرجنا لأمر ولا نرى أن نرجع عنه. وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا نرى أن تقْدمهم على هذا الوباء فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي الأنصار، فدعوتهم، فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم. فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعوتهم فلم يختلف منهم عليه رجلان فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مُصَبح على ظهر، فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفرارًا من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت إن كانت لك إبل هبطت واديًا له عُدْوتان: إحداهما خصيبة، والأخرى جدبة، أليس أن رعيت الخصيبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف، وكان متغيبًا في بعض حاجته، فقال: إن عندي في هذا علمًا، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه، =
= قال: فحمد الله عمر، ثم انصرف. فأخرجه مالك في الموطأ (2/ 894)، ومن طريقه أحمد (1/ 194)، والبخاري (10/ 179 الفتح)، ومسلم (ح 2219)، وأبو يعلى (2/ 149)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 265)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 303)، وابن خزيمة كما في بذل الماعون (ص 243)، وأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20159). ومن طريقه أحمد (1/ 194)، ومسلم (ح 2219)، وأخرجه البيهقي في الكبرى (7/ 217). وأما حديث عبد الله بن عامر أن عمر خرج إلى الشام، فلما كان بسرغ بلغه أن الوباء قد وقع بالشام، فأخبره عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنحو الحديث السابق. فأخرجه مالك في الموطأ (2/ 896) ومن طريقه أحمد (1/ 193)، والبخاري (10/ 179، 12/ 344 الفتح)، ومسلم (ح 2219)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 304)، والنسائي في الكبرى (4/ 362)، والبيهقي في الكبرى (3/ 376)، والدارقطني في الغرائب كما في بذل الماعون (ص 247)، وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 310). وأما حديث أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عبد الرحمن بن عوف أن عمر بن الخطاب حين خرج إلى الشام فسمع بالطاعون فتكركر عن ذلك، فقال له عبد الرحمن: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول وساق الحديث، فرجع عمر عن حديث عبد الرحمن بن عوف. فأخرجه أبو يعلى (2/ 158). وابن خزيمة كما في بذل الماعون (ص 246)، إلَّا أن الحافظ ابن حجر قال بعد سوقه لهذا الطريق في بذل الماعون، وقد شذ هشام بن سعد فيه، والمحفوظ أن أول هذا من رواية ابن شهاب، عن سالم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عامر، عن عبد الرحمن بن عوف، وآخره من قول سالم. =
= قلت: هشام بن سعد تقدم في حديث الباب أنه صدوق وقد خالف من هو أوثق منه لذا فحديثه شاذ. وأما حديث أنس رضي الله عنه قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أقبل إلى الشام فاستقبله أبو طلحة، وأبو عبيدة بن الجراح فقالا: يا أمير المؤمنين إن معك وجوه أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخيارهم وإنا تركنا من بعدنا مثل حريق النار فأرجع العام، يعني: فرجع عمر فلما كان العام المقبل، جاء فدخل يعني الطاعون. فأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 303) وإسناده صحيح. تنبيه: يتبادر إلى الذهن أن في حديث أنس معارضة لحديث ابن عباس ففي الأخير مراجعة أبي عبيدة لعمر وعدم رغبته في الرجوع، وفي الأول خلاف ذلك، ولرفع هذا الأشكال أنقل ما قاله الحافظ ابن حجر في "بذل الماعون في فضل الطاعون" (ص 246) قال: ويمكن الجمع بان يكون أبو عبيدة أشار أولًا بالرجوع، ثم غلب عليه مقام التوكل، لما رأى الكثير من المهاجرين والأنصار جنحوا إليه، فرجع عن رأي الرجوع، فناظر عمر في ذلك، فلما أقام عليه الحجة تبعه، ثم جاء عبد الرحمن بن عوف بالنص فرجعوا أجمعين. قلت: كذلك قد يتبادر إلى الذهن أن في رواية عبد الله بن عامر مخالفة لرواية ابن عباس وليس كذلك قال الحافظ ابن حجر في بذل الماعون (ص 247) وما بعدها: دلت رواية عبد الله بن عامر على أن عمر كان رجح عنده الرجوع، لما قال للناس: إني مصبح، لكن لم يحزم بذلك، فلما أخبره عبد الرحمن بن عوف مما وافق اجتهاده، حمد الله على ذلك أي لولا ما أخبره به عبد الرحمن بن عوف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لاستمر مترددًا في الرجوع وعدمه، فلذلك نُسب سبب رجوعه إلى حديث عبد الرحمن بن عوف؛ لأنه العمدة في ذلك، وإن كان الاجتهاد قد سبق على وقفه، وهذا مما ينبغي أن يضاف إلى موافقات عمر رضي الله عنه. اهـ. بتصرف يسير فإذا علمنا أن رجوع عمر رضي الله عنه كان بعد مشورة الصحابة إبتداءً، ثم عزمه الرجوع بعد سماع النص، =
= فلسائل أن يسأل: لماذا يندم عمر على رجوعه ويستغفر وكأنه اقترف ذنبًا؟ كما في حديث الباب. وقد أشكل ذلك على القرطبي في المفهم، فقال: لا يصح ندم عمر على رجوعه، وكيف يندم على فعل ما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- ويرجع عنه ويستغفر منه؟!. ورد الزركشي في الجزء الذي جمعه في الطاعون: كما في بذل الماعون (ص 286) على القرطبي وقال: هذا إسناد صحيح وإني لأتعجب من القرطبي، كيف يرد الأخبار القوية بمثل هذا، مع إمكان الجمع!. وقال الحافظ ابن حجر في بذل الماعون (ص 286): يحتمل أن يكون ندمه واستغفاره, لأنه خرج لأمر مهم من أمور المسلمين، فوصل إلى قريب البلد الذي كانت حاجته فيه، ثم رجع من ثم إلى المدينة، للحديث الذي سمعه في النهي عن القدوم عليه وكان يمكنه أن لا يفعل واحدًا من الأمرين، وهو أن لا يقدم على البلد الذي فيه الطاعون امتثالًا للحديث. ولا يرجع إلى المدينة في غير قضاء الحاجة التي خرج لها. ثم قال الحافظ: فلعله رأى أنه لو انتظر إلى أن يرتفع كان أولى من رجوعه، لما كان في رجوعه بالعسكر الذي كان يصحبه من المشقة عليهم وعليه، والخبر لم يرد بالأمر بالرجوع. وإنما ورد بالنهي عن القدوم. اهـ.
2476 - وقال عبد: حثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ رضي الله عنها قالت: إنها سمعت رسول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ (¬1) فَقَالَ: وَإِنْ (¬2) أَصَابَ النَّاسَ مَوُتَان وَأَنْتَ فيهم فاثبت. * الحديث منقطع. ¬
2476 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: عمرو بن سعيد الدمشقي نجهو ضعيف جدًا. الثانية: الانقطاع بين مكحول وأم أيمن، فلم يسمع مكحول من أحد من الصحابة رضي الله عنهم إلَّا أنس، وواثلة بن الأسقع، وفضالة بن عبيد كما في جامع التحصيل (ص 285).
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (ح 1594) بنفس الإِسناد، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُوصي بعض أهله فقال: لا تشرك بالله شيئًا وإن قطّعت، أو حُرقت بالنار، ولا تفر يوم الزحف، فإن أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت، وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مالك، ولا تترك الصلاة متعمدًا، فإنه مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذمة الله، إياك والخمر فإنها مفتاح كل شيء، وإياك والمعصية فإنها تسخط الله، لا تنازع الأمر أهله وإن رأيت أنه لك، أَنْفِقْ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ طَوْلِكَ، وَلَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْهُمْ، وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وأخرجه أحمد (6/ 421)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 887)، =
= والبيهقي في الكبرى (7/ 304)، وفي الشعب (6/ 188)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 17/ ق 160)، كلهم من طريق سعيد بن عبد العزيز به، وفي رواية الإِمام أحمد الوصية لأم أيمن ولم يذكر فيها إلَّا النهي عن ترك الصلاة. أخرجه أحمد عن الوليد بن مسلم قال أخبرنا سعيد بن عبد العزيز به. وهذا إسناد رجاله ثقات وصرح الوليد بن مسلم بالسماع إلَّا أن علته الانقطاع بين مكحول، وأم أيمن. وتابع مكحول سليمان بن موسى، عن أم أيمن به بنحوه. أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (17/ ق 642)، من طريق إبراهيم بن زبريق، حدّثنا إسماعيل بن عياش، حدّثنا عبيد الله بن عبيد الطلاعي، عن مكحول وسليمان بن موسى، عن أم أيمن به، وسليمان بن موسى هو الدمشقي، الأشدق، قال العلائي في جامع التحصيل (ص 190)، قال البخاري: لم يدرك سليمان أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذكره الترمذي عنه في العلل، وإبراهيم بن زبريق لم أجد له ترجمة. وروي من وجه آخر مرسلًا من ثلاث طرق: الأولى: عن محمد بن عجلان، عَنْ مَكْحُولٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أوصى بعض أهله، فذكر الحديث. أخرجه هناد في الزهد (2/ 483)، حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن محمد بن عجلان به، وحاتم بن إسماعيل، قال عنه في التقريب (ص 144): صدوق يهم، ومحمد بن عجلان، قال في التقريب (ص 496): صدوق فالإِسناد ضعيف. الثانية: عن محمد بن إسحاق، عن مكحول بنحو الطريق الأولى. أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 888)، وإسناده ضعيف من أجل عنعنة محمد بن إسحاق. الثالثة: عن يزيد بن جابر، قال: سمعت مكحولًا يقول فذكره بنحوه. =
= أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 17/ ق 161) من طريق ابن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن يزيد بن جابر به. وإسناده صحيح إلَّا أنه مرسل. وجاءت هذه الوصية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعدد من الصحابة في أحاديث عن معاذ، وأبي الدرداء، وأميمة، وعبادة بن الصامت، وأبي ريحانة، وأبي المليح، وعلي رضي الله عنهم وإسماعيل بن أمية. أما حديث معاذ رضي الله عنه فله عنه طريقان: الأولى: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، عن معاذ قال: أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعشر كلمات، قال: لا تشرك باللهِ شيئًا وإن قتلت وحُرقْتَ، ولا تَعُقن والديك، وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، لا تتركن صلاة مكتوبة متعمدًا، فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدًا فقد برئت منه ذمة الله، ولا تشربن خمرًا، فإنه رأس كل فاحشة، وإياك والمعصية، فإن المعصية تحل سخط الله عزّ وجل، واياك والفرار من الزحف، وإن هلك الناس، وإذا أصاب الناس موتان وأنت فيهم فاثبت، وأنفق على عيالك من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك أدبًا، وأخفهم من الله. أخرجه أحمد (5/ 238) عن أبي اليمان، عن إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الله بن جبير به. وذكره المنذري في الترغيب (1/ 383) وقال: إسناد أحمد صحيح لو سلم من الانقطاع فان عبد الرحمن بن جبير بن نفير لم يسمع من معاذ. قلت: وفيه عنعنة إسماعيل بن عياش وهو مدلس. الثانية: عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ رضي الله عنه أن رجلًا قال: يا رسول الله! علمني عملًا إذا عملته دخلت الجنة، قال: لا تشرك بالله شيئًا وإن حرقت، وأطع والديك وإن أخرجاك من مالك، ولا تشرب الخمر، فإنها مفتاح كل شر، ولا تتركن الصلاة متعمدًا، فإن من ترك الصلاة متعمدًا برئت منه ذمة الله، لا =
= تنازع الأمر أهله وإن رأيت أنه لك، أَنْفِقْ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ طَوْلِكَ، وَلَا تَرْفَعْ العصا عنهم، أخفهم في الله، لا تغلل، لا تفر من الزحف. أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 82)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 309)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 890)، من طريق عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني به. وإسناده واهٍ، فيه عمرو بن واقد، قال في التقريب (ص 428): متروك. وذكره الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 148) وقال: رواه الطبراني من حديث عبادة ومعاذ وإسنادهما ضعيفان. وأما حديث أسود الدرداء رضي الله عنه فلفظه: أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتسع: إلا تشرك بالله شيئًا، وإن قطعت أو حرقت، ولا تتركن الصلاة المكتوبة متعمدًا، ومن تركها متعمدًا برئت منه الذمة، ولا تشربن الخمر، فإنها مفتاح كل شر، وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دنياك فأخرج لهما, ولا تنازعن ولاة الأمر وإن رأيت أنك أنت، ولا تفرر من الزحف وإن هلكت وفرّ أصحابك، وأنفق من طولك على أهلك، ولا ترفع عصاك على أهلك وأخفهم في الله عَزَّ وَجَلَّ". فأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 18)، وابن ماجة (ح 4034)، ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 885)، والطبراني في الكبير كما في المجمع (4/ 216)، والبيهقي كما في إتحاف السادة (6/ 392)، واللالكائي في أصول الاعتقاد (4/ 823)، كلهم طريق شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء به، وشهر قال في التقريب (ص 269): صدوق إلَّا أنه كثير الإرسال والأوهام. فالحديث بهذا الإسناد ضعيف لأجله. وذكره الحافظ في التلخيص الحبير (2/ 148) وقال: رواه ابن ماجه وفي إسناده ضعف. وأما حديث أميمة مولاة النبي قال: كنت يومًا أفرغ على يديه أي الرسول -صلى الله عليه وسلم- =
= وهو يتوضأ إذ دخل عليه رجل، فقال يا رسول الله، إني أريد الرجوع إلى أهلي فأوصني بوصية أحفظها، فقال: لا تشركن باللهِ شيئًا وذكر نحوًا من حديث أبي الدرداء. فأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 215) والطبراني في الكبير (24/ 190)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 886)، والحاكم (4/ 41)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 336/ ب) كلهم من طريق يزيد بن سنان أبي فروة الرهاوي، حدّثنا أبو يحيى الكلاعي، عن جبير بن نفير، عن أميمة الحديث. وسكت عليه الحاكم وقال الذهبي: سنده واه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 271) وقال: فيه يزيد بن سنان الرهاوي وثقه البخاري وغيره وأكثر على تضعيفه وبقية رجاله ثقات. قلت: ذكر البخاري يزيد في التاريخ الكبير (8/ 337) وسكت عليه، فلا أدري أين وثّقه. ويزيد قال عنه في التقريب (ص 605): ضعيف. أما حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه فلفظه أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبع خلال، قال: "لا تشركوا باللهِ شيئًا وإن قطعتم وحرقتم وصلبتم، ولا تتركوا الصلاة متعمدين فمن تركها متعمدًا فقد خرج من الملة، ولا تركبوا المعصية، فإنها سخط الله، ولا تشربوا الخمر فإنها رأس الخطايا كلها, ولا تفروا من الموت وإن كنتم فيه، ولا تعص والديك وإن أمراك أن تخرج من الدنيا كلها فأخرج ولا تضع عصاك عن أهلك، وأنصفهم من نفسك". فأخرجه الطبراني في الكبير كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 392)، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 889)، واللالكائي في أصول الاعتقاد (2/ 822)، كلهم من طريق سلمة بن شريح، عن عبادة به. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 216) وقال: فيه سلمة بن شريح، قال الذهبي: لا يعرف، وبقية رجاله رجال الصحيح. =
= أما المنذري فقال في الترغيب (1/ 194) رواه الطبراني ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة بإسنادين لا بأس بهما. قلت: سلمة بن شريح قال الذهبي في الميزان (2/ 191): لا يعرف، فإسناده ضعيف. أما حديث أبي المليح فلفظه، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فقال عظني فقال: وذكر بنحو حديث عبادة. فأخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 258)، من طريق علي بن عاصم، عن عبد الله بن أبي المليح، عن أبي المليح به. وعبد الله بن أبي المليح لم أجد له ترجمة، وأبو المليح تابعي فالحديث مرسل. وبالجملة فالمتن بمجموع هذه الطرق ثابت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا أن حديث الباب لا يتقوى لضعفه الشديد. ويشهد لقوله -صلى الله عليه وسلم- وإذا أصاب الناس موتان وأنت فيهم فاثبت، أحاديث النهي عن الخروج من الأرض التي وقع بها الطاعون.
18 - باب النقلة من البلد الوبية
18 - بَابُ النُّقْلَةِ مِنَ الْبَلَدِ الْوَبِيَّةِ 2477 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ (¬1)، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ (¬2) أَرْضًا مِنْ أَرْضِنَا يُقَالُ لَهَا: أَبْيَنُ، هِيَ أَرْضُ مِيرَتِنَا وَرِيفِنَا وَهِيَ وَبِيَّةٌ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: دَعُوهَا فَإِنَّ مِنَ الْقَرَفِ التَّلَفَ. قُلْتُ: هُوَ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ (¬3) مِنْ حَدِيثِ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عنه ¬
2477 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته جهالة يحيى بن عبد الله بن بحير. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 57 ب مختصر) وقال: رواه محمد بن يحيى بن عمر بسند ضعيف لجهالة التابعي.
تخريجه: لم أجد من أخرجه بهذا السياق إلَّا أن معمرًا رواه، عن يحيى بن عبد الله بن =
= بحير، قال: أخبرني من سمع فروة بن مسيك قلت: يا رسول الله! أرض عندنا يقال لها: أرض أبين، هي أرض ريفنا وميرتنا وإنها وبئة، أو قال وباؤها شديد. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: دَعْهَا عنك فإن من القرف التلف. أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20162)، ومن طريقه أبو داود (10/ 421 العون)، وأحمد (3/ 451)، والبيهقي في الكبرى (9/ 347)، وفي الشعب (2/ 125)، وابن السني كما في المنهج السوي (ص 138). وإسناده ضعيف، يحيى بن عبد الله بن بحير، مجهول، ولجهالة الواسطة بينه وبين فروة بن مسيك. وأخرجه أبو نعيم في الطب (ق 29 ب)، وفي معرفة الصحابة (ج 2/ ق 143 ب)، وابن قانع في معجم الصحابة (ق 144 ب) من طريق عبد الله بن معاذ الصنعاني، عن معمر، عن يحيى بن عبد الله، عن فروة بن مسيك به بنحوه. وأسقطا المجهول وإسناده كسابقه لجهالة يحيى بن عبد الله. فعلى ذلك الحديث ضعيف بجميع طرقه ولكن يشهد لمعناه حديث العرنيين وأحاديث النهي عن الدخول إلى الأرض التي وقع بها الطاعون. أما حديث العرنيين: فعن أنس رضي الله عنه، قال: إن ناسًا أو رجالًا من عكل وعُرينة قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وتكلموا بالإِسلام، وقالوا: يا نبي الله! إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف، واستوخموا المدينة، فأمر لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بذودٍ وبراعٍ وأمرهم أن يخرجوا منه فيشربوا من ألبانها وأبوالها. فانطلقوا .. الحديث. فأخرجه البخاري (10/ 178 الفتح)، ومسلم (ح 1671)، والنسائي في المجتبى (1/ 158) وفي الكبرى (4/ 361)، وأبو داود (12/ 20 العون)، وأحمد (3/ 161، 163، 170، 177، 233)، والبيهقي في الكبرى (8/ 282)، وفي دلائل النبوة (4/ 86)، وأبو نعيم في الطب (ق 30 أ)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 311). أما حديث النهي عن الدخول إلى الأرض التي وقع بها الطاعون، فروي عن عدد =
= من الصحابة منهم: عبد الرحمن بن عوف، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عامر، وأسامة بن زيد، وزيد بن ثابت، وخزيمة بن ثابت، وسعد بن أبي وقاص". شرحبيل بن حسنة، وعكرمة بن خالد عن أبيه وعمه، عن جده رضي الله عنهم. وأما حديث أسامة بن زيد مرفوعًا: الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل، أو علي من كان قبلكم، فماذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه، وقال أبو النضر: لا يخرجنكم إلَّا فرارًا منه. فأخرجه البخاري (6/ 513 الفتح)، ومسلم (ح 2218)، والنسائي في الكبرى (4/ 362)، ومالك في الموطأ (2/ 896)، والترمذي (4/ 173 التحفة)، وأحمد (5/ 200، 201، 202، 206، 207، 209، 210)، وابن خزيمة كما في بذل الماعون (ص 250)، والبغوي في الجعديات (ح 542)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 306)، والطيالسي (ص 87)، والطبراني في الكبير (1/ 132)، وابن حبّان كما في الإِحسان (4/ 265)، والبغوي في شرح السنة (5/ 254)، وأبو نعيم في الطب (ق 29 أ)، والبيهقي في اس لكبرى (3/ 376، 7/ 217)، والعدني، وابن قانع، وسمويه كما في الكنز (ح 28458 وبعدها). أما حديث عبد الرحمن بن عوف، وابن عباس، وعبد الله بن عامر فقد خرجتها في الحديث رقم (2475). وأما حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، مرفوعًا إن هذا الطاعون رجز وبقية عذاب عُذّبَ به قوم، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه، لماذا وقع بأرض ولستم بها فلا تدخلوها. فأخرجه مسلم (ح 2218)، والنسائي في الكبرى (4/ 362)، والطبراني في الكبير (1/ 132)، والبيهقي في الكبرى (3/ 376)، والطيالسي (ص 28)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 305). وأما حديث خزيمة بن ثابت مرفوعًا بنحو حديث سعد بن مالك. =
= فأخرجه مسلم (ح 2218)، والنسائي في الكبرى (4/ 362)، والبيهقي في الكبرى (3/ 376). وأما حديث شرحبيل بن حسنة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إذا وقع الطاعون بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا، فإن الموت في أعناقكم، وإذا كان بأرض فلا تدخلوها، فإنه يحرق القلوب. فأخرجه سيف في الفتوح كما في الدر المنثور (1/ 744)، وقال الحافظ ابن حجر في بذل الماعون (ص 255): هذا منقطع. وأما حديث زيد بن ثابت قال: ذُكر الطاعون عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: إنه رجس أصاب من كان قبلكم، فإذا سمعتم به ببلد فلا تدخلوها عليه، وإذا وقع وأنتم ببلد فلا تخرجوا فرارًا منه. فأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 133)، والضياء في المختارة كما في إتحاف السادة المتقين (9/ 531). وفي إسناد الطبراني الزهري وقد عنعن، وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع. وأما حديث عكرمة بن خالد، عن أبيه، أو عمه، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال في غزوة تبوك: إذا وقع الطاعون بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا كنتم بغيرها فلا تقدموا عليها. فأخرجه أحمد (5/ 373)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 306)، والبغوي كما في إتحاف السادة المتقين (9/ 531)، وإسناده صحيح.
19 - باب الرقى
19 - بَابُ الرُّقَى 2478 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَا رُقْيَةَ إلَّا مِمَّا أَخَذَ مِنْهُ عَلَيْهِ سُلَيْمَانُ الْمِيثَاقَ (¬1). * هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ (¬2)، مَوْقُوفٌ. ¬
2478 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته عنعنة أبي إسحاق السبيعي وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع. وحسنه الحافظ ابن حجر هنا.
تخريجه: لم أجد من أخرجه عن علي. لكن يشهد له ما رواه جابر، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن زيد رضي الله عنهم. أما حديث جابر رضي الله عنه، قال: كان أهل بيت من الأنصار يرقون من الحية، فنهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرقى فأتاه رجل، فقال: يا رسول الله، إني كنت أرقي =
= من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من أستطاع منكم أن ينفع أخاه، فليفعل. فأخرجه مسلم (ح 2199)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 328)، وابن ماجه (ح 3515)، والطبراني في الكبير (17/ 37)، وأبو يعلى (4/ 9)، وأحمد (3/ 393)، وابن حبّان (522 الموارد) وزاد الطحاوي، وأبو يعلى، وابن ماجه، والطبراني في رواياتهم "لا بأس بها، إنما هي مواثيق" ورجال أبى يعلى ثقات خلا أبو سفيان وهو صدوق فالإِسناد حسن. وأما حديث عبد الله بن مسعود قَالَ: ذُكر عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- رقيةٌ من الحمة فقال: أعرضوها عليّ فعرضوها عليه، بسم الله قرينة، سحة، ملحة، بحر معطا. فقال: هذه مواثيق أخذها سليمان على الهوام، لا أرى بها بأسًا. قال: فلدغ رجل وهو مع علقمة فرقاه بها، فكأنما نشط من عقال. فأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 573) ومن طريقه الديلمي في الفردوس (4/ 329)، وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 111) كلاهما من طريق زيد بن بكر بن خنيس، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي معشر، عن إبراهيم بن علقمة، عن عبد الله مرفوعًا. وزيد بن بكر الجوزي، قال في الميزان (2/ 99): منكر الحديث جدًا، وإسماعيل بن مسلم، قال في التقريب (ص 110) ضعيف. فالإِسناد ضعيف جدًا. وأما حديث عبد الله بن زيد قال: عرضنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رقية من الحمة فأذن لنا فيها، وقال: إنما هي مواثيق. والرقية: بسم الله، سحة، قرينة، ملحة، معطا. فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (5/ 111) وقال الهيثمي إسناده حسن. ولم أجده في مجمع البحرين. وعليه يرتقى حديث الباب بمجموع شاهدي جابر، وعبد الله بن زيد إلى الحسن لغيره دون تحديد الآخذ لهذه المواثيق.
2479 - أَخْبَرَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ [شابُورَ] (¬2)، عَنْ إسحاق بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: اشْتَكَيْتُ شَكْوَى فَحَمَلُونِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَاتَ يَرْقِينِي (¬3) بالقرآن، وينفث عليّ به. * هذا حدّثنا ضعيف الإسناد. ¬
2479 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، علته إسحاق بن أبي فروة، وضَعّفه الحافظ هنا. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 65 أ) وقال: إسناده ضعيف لضعف إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 155) من طريق محمد بن شعيب به إلى السائب بن يزيد قال: اشتكيت عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فحُمِلْتُ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرأيته يرقيني بالقرآن وينفث علي به. وأخرجه الطبراني في الكبير (7/ 155) من طريق إسحاق بن أبي فروة به بنحوه. ومدار هذه الأسانيد على إسحاق بن أبي فروة، وقد علمت حاله، إلَّا أن للحديث طريقين آخرين: الأولى: عن هشام بن عمار، حدّثنا عبد الله بن يزيد البكري، حدّثنا داود بن قيس المدني، قال: سمعت السائب بن يزيد يقول عوّذني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بفاتحة الكتاب تفلًا. =
= أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 159)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 223 ب) من طريق هشام بن عمار به. وقال الطبراني في الأوسط: لم يروه عن داود إلَّا عبد الله، تفرّد به هشام. وذكر هذه الطريق الهيثمي في المجمع (5/ 113) وقال: فيه عبد الله بن يزيد البكري وهو ضعيف. قلت: عبد الله بن يزيد البكري، قال عنه أبو حاتم في الجرح والتعديل (5/ 201): ضعيف، ذاهب الحديث. فهو ضعيف جدًا. والمتابعة لا يُفرح بها. الثاني: عن عبيد الله بن عبد الصمد المهندس، أخبرنا إسماعيل بن محمد بن عبد القدوس العذري، أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن، أخبرنا عثمان بن فايد، أخبرنا داود الفراء، قال: سمعت السايب بن يزيد يقول: عوذني رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأُمِّ الكتاب تفلًا. أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 7 ق 56) من طريق الدارقطني، عن عبد الله بن عبد الصمد به. وقال: قال الدارقطني تفرّد به أبو لبابة عثمان بن فايد، عن داود بن قيس الفراء، عن السايب، وتفرّد به سليمان بن عبد الرحمن عنه. قلت: في سنده عثمان بن فائد، أبو لبابة، ذكره الذهبي في الميزان (3/ 51) وقال: قال البخاري: فيه نظر. ثم ساق الذهبي عدة أحاديث من طريق عثمان وقال بعدها: المتهم بوضع هذه الأحاديث عثمان، وقلَّ أن يكون عند البخاري رجل فيه نظر إلَّا وهو متهم. فالإِسناد تالف، والمتابعة لا يُفرح بها أيضًا. وذكر البغوي في شرح السنة (5/ 226) حديث الباب معلقًا وصدره "بُروي" إشارة إلى ضعفه. وعليه فالإسناد ضعيف جدًا بطرقه الثلاث، على أن الرقية بالقرآن، والنفث فيها ثابتتين في الصحيحين.
2480 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ [زَيْدٍ] (¬1)، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ فِي يَدَيْهِ ثُمَّ رَدَّهُمَا (¬2) عَلَى وجهه. ¬
2480 - الحكم عليه: رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل أو معضل. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 65 أ) وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 19782) عن الزهري، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ينفث بالقرآن على كفيه، ثم يمسح بهما وجهه. والحديث أصله في الصحيحين وغيرهما عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به، وله عن الزهري ست طرق: الأولى: عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ينفث على نفسه بالمعوذات في مرضه، قلت لابن شهاب: كيف كان يصنع؟ قال: كان ينفث في يديه، ثم يمسح بها وجهه، قال: فلما ثقل جعلت أقرأ بالمعوذات في يديه، ثم أمسح بيديه نفسه. أخرجه البخاري (10/ 195، 210 الفتح)، ومسلم (ح 2192)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (2/ 282)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 19785)، وعبد بن حميد في المنتخب (ص 429)، وأحمد (6/ 124، 166)، والبيهقي في الآداب (ح 988) كلهم من طريق معمر به. قلت: لعل تفسير ابن شهاب لنفث الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو حديث الباب خاصة أنه من رواية معمر عنه، والمستفسر هو معمر كما قال الحافظ في الفتح (10/ 198). =
= الثانية: عن مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به. أخرجه البخاري (9/ 62 الفتح)، ومسلم (ح 2192)، والنسائي في الكبرى (4/ 368)، وفي عمل اليوم والليلة (ح 1009)، وأبو داود (10/ 395 العون)، وابن ماجه (ح 3529)، ومالك في الموطأ (2/ 942)، وأحمد (6/ 104، 181، 256، 263)، وإسحاق في مسنده (2/ 283)، وابن أبي شيبة (7/ 402)، والبغوي في شرح السنة (5/ 225)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 19 ب)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 113)، والبيهقي في الشعب (2/ 514)، وابن عبد البر في التمهيد (8/ 130) كلهم من طريق مالك به بنحوه. الثالثة: عن زياد بن سعد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة به. أخرجه مسلم (ح2192). الرابعة: عن روح، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة به. أخرجه مسلم (ح2192). الخامسة: عن أبي أويس، عن الزهري به بنحوه. أخرجه أحمد (6/ 114). السادسة: عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما (قل هو الله أحد)، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه، ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات. أخرجه البخاري (9/ 63 الفتح) والترمذي (9/ 348 التحفة)، وابن ماجه (ح 3875)، والبيهقي في الشعب (2/ 514). قلت: هذه الرواية لم تخص النفث في الشكوى، إنما كان يفعلها رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُلُّ ليلة إذا أوى إلى فراشه.
2481 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَوْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: هَذِهِ الْكَلِمَاتُ دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، وَأَسْمَائِهِ (¬1) كُلِّهَا عَامَّةً، مِنْ شَرِّ السَّامَّة وَالْهَامَّةِ، وَشَرَّ الْعَيْنِ اللَّامَّةِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَمَنْ شَرِّ ابْنِ قَتَرَةَ (¬2) وَمَا وَلَدَ، ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَتَوْا رَبَّهُمْ فَقَالُوا: وصَب بِأَرْضِنَا، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: خُذُوا مِنْ تُرْبَةِ (¬3) أَرْضِكُمْ فَامْسَحُوا بِنَوَاصِيكُمْ (¬4) رُقْيَةُ مُحَمَّدٍ، مَنْ أَخَذَ عَلَيْهَا صَفْدًا، أَوْ كَتَمَهَا أَحَدًا، فَلَا يُفْلِحُ أَبَدًا. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بن الوليد، حدّثنا المعتمر به. ¬
2481 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته ليث بن أبي سليم حديثه ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 63 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى، والبزار بسند مداره على ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 110) وقال: رواه أبو يعلى، والبزار، والطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح. =
= تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 306) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (ق 19 ب)، والحربي في غريب الحديث (2/ 706) من طريق عبد الأعلى به بلفظه وذكر الحربي جزءًا منه. وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 223 ب)، والبزار كما في الكشف (3/ 405) من طريق المعتمر بن سليمان به بلفظه. ومدار هذه الأسانيد على ليث بن أبي سليم وقد علمت حاله. وأخرجه الديلمي في الفردوس (4/ 330) معلقًا عن ابن عباس. والحديث أصله في الصحيح عن ابن عباس قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعوذ الحسن والحسين، ويقول: إن أباكما كان يُعوذ بهما إسماعيل، وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لأمة. أخرجه البخاري (6/ 408 الفتح)، وأبو داود (13/ 62 العون)، والترمذي (6/ 220 العون)، وابن ماجه (ح 3525)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 634)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 299، 5/ 45) والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 223 ب)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 19 أ)، وأحمد (1/ 236)، والحاكم (3/ 167)، والطبراني في الكبير (11/ 448)، وعبد الرزاق في المصنف (4/ 336)، والبغوي في شرح السنة (5/ 228)، وابن عبد البر في التمهيد (2/ 272)، والبيهقي في الأسماء والصفات (ح 184)، وفي الآداب (ح 990)، وابن أبي شيبة (7/ 470، 10/ 315)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 72) كلهم من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: بل أخرجه البخاري كما تقدم في التخريج، كلاهما البخاري والحاكم من =
= طريق منصور، عن المنهال ابن عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به. وفي الباب عن خولة بنت حكيم، وأبي هريرة رضي الله عنهما. أما حديث خولة بنت حكيم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: لو أن أحدكم إذا نزل منزلًا قال: أعوذ بكلمات الله التامة، من شر ما خلق، لم يضره في ذلك المنزل شيء حتى يرتحل منه. فأخرجه مسلم (ح 2708)، والترمذي (9/ 396 التحفة)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 560)، وابن ماجه (ح 3548)، وأحمد (6/ 377، 378، 409)، والدارمي (ح 2683)، وابن خزيمة (4/ 150)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 528)، وعبد الرزاق (5/ 166)، والطبراني في الكبير (24/ 238)، ومالك (2/ 978)، والبيهقي في الكبرى (5/ 253)، والبغوي في شرح السنة (5/ 145) كلهم من طريق سعد بن أبي وقاص، عن خولة بنت حكيم مرفوعًا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، غريب، صحيح. أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لدغت عقرب رجلًا فلم ينم ليلته، فقيل للنبي -صلى الله عليه وسلم- إن فلانًا لدغته عقرب، فلم ينم ليلته، فقال: إنه لو قال حين أمسى: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ما ضره لدغ العقرب حتى يصبح. فأخرجه أبو داود (10/ 392 العون)، والترمذي (10/ 66 التحفة)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 598)، وابن ماجه (ح 3518)، وأحمد (2/ 290، 375)، ومالك (2/ 951)، والسجزي في الإبانة: كما في إتحاف السادة المتقين (5/ 112)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 412)، والبغوي في شرح السنة (5/ 146)، والحاكم (4/ 415)، وابن حبّان كما في الموارد (ح 360)، والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 380، 4/ 94). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذه السياقة، ووافقه الذهبي. وإسناد النسائي صحيح.
2482 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشيد، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّهُ قَرَأَ فِي أُذُنِ مُبْتَلًى فَأَفَاقَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا قَرَأْتَ (¬1) فِي أُذُنِهِ؟ قَالَ: قَرَأْتُ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عبثًا (¬2) حَتَّى فَرَغَ مِنَ آخِرِ السُّورَةِ (¬3)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَوْ أَنَّ رَجُلًا مُوقِنًا قَرَأَ بِهَا عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ. ¬
2482 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: عنعنة الوليد بن مسلم، وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع. الثانية: ابن لهيعة وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 64 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف بعض رواته. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 115) وقال: رواه أبو يعلى وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: هذا تساهل من الهيثمي رحمه الله فابن لهيعة ضعيف، وحديثه ضعيف والاختلاف في رواية العبادلة عنه والراوي عنه هنا ليس منهم، ثم أنه قد عنعن وهو مدلس لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع. وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 294) بعد ذكر رواية العقيلي وسيأتي =
= تخريجها: تعقب لأن له طريقًا آخر، أخرجه أبو يعلى بسند رجاله رجال الصحيح سوى ابن لهيعة، وحنش الصنعاني، وحديثهما حسن. قلت: أما القول في ابن لهيعة فقد تقدم، وأما حنش فهوكذلك من رجال الصحيح أخرج له مسلم.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 458) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 631) عن أبي يعلى، به بلفظه. وأخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 1305)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 7) كلاهما من طريق داود بن رشيد، به. وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير، وابن مردويه، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول الثلاثة: كما في اللآلى (1/ 247)، والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 312) كلهم من طريق ابن لهيعة، به. ومدار هذه الأسانيد على ابن لهيعة وهو ضعيف إلَّا أنه لم ينفرد إذ تابعه سلام بن رزين. أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 163)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 255) من طريق سلام بن رزين، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود، به. وقال العقيلي: قال عبد الله بن أحمد، قال أبي: هذا حديث موضوع كذب، حديث الكذابين. قلت: سلام بن رزين، قال عنه في الميزان (2/ 175): لا يُعرف، وحديثه باطل. فهي متابعة لا يمرح بها. ويشهد لفضل هذه الآية ما رواه مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وجهنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية، فأمرنا أن نقول =
= إذا نحن أمسينا وأصبحنا: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ..} فقرأناها فغنمنا وسلمنا. أخرجه أبو نعيم في المعرفة (2/ 154) من طريق يزيد بن يوسف بن عمرو، حدّثنا خالد بن نزار، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، عن محمد بن إبراهيم التيمي، به. ويزيد بن يوسف بن عمرو لم أجد له ترجمة. وعليه فالحديث باق على ضعفه.
2483 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ -هُوَ ابْنُ الصَّامِتِ- قَالَ: كُنْتُ أَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ وَعْك الغِب، فَلَمَّا كَانَ الإِسلام ذَكَرْتُ (¬1) ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: اعْرِضْهَا عَلَيَّ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ارْقَ بِهَا لَيْسَ بِهَا بَأْسٌ. فَوَاللَّهِ لَوْلَا ذَلِكَ مَا رَقَيْتُ بها إنسانًا أبدًا. ¬
2483 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته عنعنة ابن إسحاق وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين الذين لا يحتج بحديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 64 مختصر) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لتدليس ابن إسحاق.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير: كما في المجمع (5/ 111) ومسند عبادة بن الصامت يقع ضمن الجزء المفقدد منه، فلم أعرف إسناده الذي حسنه الهيثمي. وللحديث شواهد كثيرة عن عوف بن مالك، وعمير مولى أبي اللحم، وجابر، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن زيد رضي الله عنهم. أما حديث عوف بن مالك قال: كنت أرقى في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله! كيف ترى في ذلك فقال: أعرضوا عليكم رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن مشركًا. فأخرجه مسلم (ح 2200)، وأبو داود (10/ 372 العون)، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 56) معلقًا، والحاكم في المستدرك (4/ 212)، والبيهقي في الكبرى (9/ 349). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. =
= وأما حديث عمير مولى أبي اللحم قال: عرضت على النبي -صلى الله عليه وسلم-رقية كنت أرقي بها من المجنون، فأمرني ببعضها ونهاني عن بعضها، وكنت أرقي بالذي أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. فأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 327). وفي إسناده الفضيل بن سليمان النميري، قال في التقريب (ص 447) صدوق له خطأ كثير. فالإِسناد ضعيف. وأما أحاديث جابر، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن زيد، فقد تقدم تخريجها في الحديث رقم (2478). وعليه يرتقي حديث الباب بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2484 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أُمَيَّةَ، حَدَّثَنِي الثِّقَةُ (¬1)، أَنَّ (¬2) عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَادَ مَرِيضًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا -ذَكَرَ كَلَامًا- فَقَالَ: لَا تَقُولُوا (¬3) هَكَذَا (¬4)، وَلَكِنْ قُولُوا كَمَا كَانَ يَقُولُ (¬5) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا عَادَ مَرِيضًا: اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ مَا يَجِدُ وَأجُرْهُ فيما ابتليته. ¬
2484 - الحكم عليه: إسناده ضعيف لجهالة الراوي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 64 ب مختصر) وقال: رواه مسدّد بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.
تخريجه: لم أجده عند غيره.
2485 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَبُو عَتَّابٍ الدَّلَّالُ، حَدَّثَنِي (¬1) [حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ] (¬2)، حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرِضْتُ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[يُعَوّذني] (¬3) فعَوَّدني يَوْمًا فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ الَأَحَدِ الصَّمَدِ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، مِنْ شَرِّ مَا تَجِدُ، فَلَمَّا اسْتَقَلَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَائِمًا (¬4) قَالَ: يَا عثمان تعوذ بها فما تعوذتم بمثلها. ¬
2485 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: ضعف موسى بن حيان شيخ أبي يعلى. الثانية: حفص بن سليمان متروك الحديث. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 64 ب مختصر) وسكت عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 110) وقال: رواه أبو يعلى في الكبير عن شيخه موسى بن حيان، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: هو في المقصد العلي (ق 147 أ) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 553) عن أبي يعلى، به بلفظه. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 8) والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 286) من طريق حفص بن سليمان، به بنحوه. =
= ومدار هذه الأسانيد على حفص بن سليمان وهو متروك إلَّا أنه لم ينفرد، إذا أخرجه ابن أبي الدنيا في المرض (ق20 أ) من طريق خالد بن عبد الرحمن المخزومي، عن سفيان الثوري، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن السلمي، به بنحوه. وخالد بن عبد الرحمن المخزومي، قال في التقريب (ص 189) متروك، فالمتابعة لا يُفرح بها. وأخرجه ابن زنجويه في ترغيبه، والبغوي في مسند عثمان، والحاكم في الكنى كما في الكنز (ح 28517) ولم أعرف أسانيدهم. وذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ص 332).
20 - باب العين
20 - بَابُ الْعَيْنِ 2486 - [1] قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا [طَالِبُ بْنُ حَبِيبٍ] (¬1) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: جُلُّ مَنْ يَمُوتُ مِنْ أُمَّتِي، بَعْدَ قَضَاءِ الله وكتابه وقَدَرِه، بالأنفس، يعني بالعين. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إلَّا بِهَذَا الإِسناد. ¬
2486 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته طالب بن حبيب فهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 63 ب مختصر) وقال: رواه الطيالسي، والبزار ومدار أسناديهما على طالوت بن حبيب بن عمرو بن سهل الأنصاري ولم أقف على ترجمته، وباقي رواة الإسناد ثقات. اهـ. وذكره الحافظ في الفتح (10/ 204) وحسّن إسناده. قلت: تصحف اسم طالب عند البوصيري إلى: "طالوت" كما في نسخ =
= المطالب، ولكن الحافظ حسن إسناده في الفتح مما يعني أنه عرف رواة الحديث.
تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 242) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 136)، والبزار: كما في الكشف (3/ 403)، وابن عدي في الكامل (4/ 119)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 77)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 231) كلهم من طريق الطيالسي، به بنحوه. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 231)، وابن عدي في الكامل (4/ 119) من طريق طالب بن حبيب، به بنحوه. وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 120) من طريق ليث بن الفرج، حدّثنا الطيالسي، حدّثنا طالب بن حبيب، عن محمد بن جابر بن عبد الله، عن أبيه، به بنحوه. وهذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: ضعف طالب بن حبيب. الثانية: ضعف محمد بن جابر. الثالثة: ليث بن الفرج لم أجد له ترجمة. وللحديث طريق أخرى بلفظ آخر عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عنه قال: قال -صلى الله عليه وسلم- العين تدخل الرجل القبر، والجمل القدر. أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 90)، والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 244)، وأبو بكر الشيرازي في سبعة من مجالس الأمالي (ق 8 ب): كما في الصحيحة (ح 1249) كلهم من طريق سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، به مرفوعًا. وقال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري تفرد، به معاوية. قلت: معاوية هو ابن هشام القصار، قال عنه في التقريب (ص 538): صدوق، له أوهام. وأشار الذهبي إلى هذا الحديث في الميزان (2/ 275) وقال: منكر. وأشار =
= السخاوي في المفاسد الحسنة (ص 300) إلى ضَعْفِه. وعليه يرتقي حديث الباب بهذه المتابعة إلى الحسن لغيره. ويشهد للفظ الحديث ما أخرجه الطبراني (24/ 155) من طريق علي بن عروة، عن عبد الملك، عن داود بن أبي عاصم، عن أسماء بنت عميس قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: نصف ما يُحفر لأمتي من القبور من العين. وعلي بن عروة قال عنه في التقريب (ص 403): متروك، فالإسناد ضعيف جدًا، وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 106) وقال: فيه علي بن عروة الدمشقي وهو كذاب. أما إثبات العين وأنها قد تسبق القدر فورد فيه أحاديث كثيرة في الصحيحين. وغيرهما عن ابن عباس، وأبي هريرة، وحابس التميمي، وعائشة، وأسماء رضي الله عنهم. أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما، فله عنه طريقان: الأولى: عن طاووس، عن ابن عباس يرفعه: العين حق، ولو كان شيء سابق القدر صبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا. أخرجه مسلم (ح 2188)، والنسائي في الكبرى (4/ 381) , والترمذي (6/ 233 التحفة)، والطبراني في الكبير (11/ 20)، والبيهقي في الكبرى (9/ 351)، وفي الشعب (7/ 527) وفي الآداب (380)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 75)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 417)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 17)، وفي تاريخ أصبهان (1/ 191)، وابن عبد البر في التمهيد (2/ 271). الثانية: عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- العين حق تستنزل الحالق. أخرجه أحمد (1/ 294)، والطبراني (12/ 184)، والحاكم (4/ 215) كلهم من طريق دويد البصري، حدثني إسماعيل بن ثوبان، عن جابر بن زيد، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه الزيادة، ووافقه الذهبي. =
= قلت: فيه دويد البصري قال أبو حاتم (3/ 438): هو شيخ لين. فالإِسناد ضعيف. أما حديث أبي هريرة فله عنه أربع طرق: الأولى: عن همام، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- العين حق. أخرجه البخاري (10/ 203 الفتح)، ومسلم (ح 2187)، وأحمد (2/ 289، 319)، وأبو داود (10/ 362 العون)، والبغوي في شرح السنة (12/ 103) كلهم من طريق معمر، عن همام، به. الثانية: عن محمد بن قيس، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه. أخرجه أحمد (2/ 289) من طريق أبي معشر، عن محمد بن قيس، به. وأبو معشر، ضعيف. الثالثة: عن مضارب بن الحزن، عن أبي هريرة مرفوعًا: لا عدوى، ولا هامة، وخير الطير الفأل، والعين حق. أخرجه أحمد (2/ 487)، وابن ماجه (ح 3507) كلاهما من طريق سعيد الحريري، عن مضارب بن حزن، به. ومضارب بن الحزن ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 393) وسكت عليه، وروى عنه غير واحد، ولم أجد من وثّقه، فهو مستور، والإسناد ضعيف. الرابعة: عن علي بن رباح، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه. أخرجه أحمد (2/ 420) من طريق معروف بن سويد الجذامي، عن علي بن رباح، به. ومعروف بن سويد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 322) وسكت عليه، ولم أجد من وثّقه، وروى عنه غير واحد فهو مستور، والإسناد ضعيف. وأما حديث حابس التميمي فلفظه لا شيء في الهام، والعين حق، وأصدق الطير الفأل. أخرجه أحمد (4/ 67، 5/ 70، 379)، والترمذي (6/ 222 التحفة)، والبزار =
= كما في الكشف (3/ 401)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 914) كلهم من طريق حية التميمي، عن حابس، به. وقال الترمذي: حديث غريب. وحية التميمي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 316) وسكت عليه، ولم أجد من وثّقه، ولم يرو عنه إلَّا يحيى بن أبي كثير، فهو مجهول. وأما حديث أسماء فله عنها طريقان: الأولى: عن عبيد بن رفاعة الزرقي قال: قالت أسماء لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ بني جعفر تُسرع إليهم العين فأسترقي لهم من العين، قال: نعم، فلو كان شيء سابق القدر سبقته العين. أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 414)، وأحمد (6/ 438)، وابن ماجه (ح 3510)، والنسائي في الكبرى (4/ 365)، والبيهقي في الكبرى (9/ 348)، وفي الشعب (528/ 7)، والترمذي (6/ 220 التحفة) كلهم من طريق عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة، به. وإسناد ابن أبي شيبة صحيح. الثانية: عن عبد الله بن ثابت مولى جبير بن مطعم قال: قالت أسماء مرفوعًا بنحوه. أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 415) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عبد الله بن ثابت، به. ومحمد بن إسحاق مدلس ولم يصرح بالتحديث هنا. أما حديث عائشة مرفوعًا: استعيذوا بالله تعالى من العين، فإن العين حق. أخرجه ابن ماجه (3508)، والحاكم (4/ 215) من طريق أبي واقد، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عائشة مرفوعًا. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة إنما اتفقا على حديث ابن عباس "العين حق" ووافقه الذهبي. قلت: أبو واقد هو صالح بن محمد الليثي، قال عنه في التقريب (ص 273): ضعيف. هو في كشف الأستار (3/ 403) بنفس الإِسناد والمتن.
2487 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ (¬1)، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ (¬2)، عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ [أَبِي أُمَيّةَ] (¬3) الْأَنْصَارِيِّ (¬4)، عَنْ [عَبيدِ بْنِ رِفَاعَةَ] (¬5)، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عندهم قِدْرٌ تَفُورُ بِلَحْمٍ، فَأَعْجَبَتْنِي شَحْمَةٌ فَأَخَذْتُهَا فازدرتُّها فَاشْتَكَيْتُ عَنْهَا سَنَةً، ثُمَّ إِنِّي ذَكَرْتُهَا لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهَا أنفُس سبعةِ أناسٍ، ثُمَّ مَسَحَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَطْنِي فَأَلْقَيْتُهَا خَضْرَاءَ، هو الذي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا اشْتَكَيْتُ بَطْنِي حَتَّى السَّاعَةِ. ¬
2487 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته أبو أمية فهو مجهول. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 64 أمختصر) وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 282)، والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 184) كلاهما من طريق الليث بن سعد، به بلفظه. وأخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 183) من طريق الليث، به إلَّا أن عبيد بن رفاعة رواه عن أبيه رفاعة مرفوعًا. =
= ومداره هذه الأسانيد على أبي أمية وهو مجهول والحمل عليه في هذا الإختلاف. وأخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 184) من طريق محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن نصر، حدثنا ابن وهب، أنبأنا يزيد بن عياض، عن عبد الكريم، عن عبيد بن رفاعة، عن أبيه يرفعه. ويزيد بن عياض هو ابن جُعْدُبَةَ، قال عنه في التقريب (ص 604): كذّبه مالك وغيره فالإسناد تالف.
21 - باب نفي العدوى والفرار من المجذوم والزجر عن الطيرة
21 - بَابُ نَفْيِ الْعَدْوَى وَالْفِرَارِ مِنَ الْمَجْذُومِ وَالزَّجْرِ عَنِ الطِّيَرَةِ 2488 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أسامة، عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، مَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟
2488 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات، إلاَّ أن أبا أسامة لم يسمع من عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ. قَالَ موسى بن هارون كما في تهذيب التهذيب (6/ 266): روى أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بن جابر، وكان ذلك وهماً منه، هو لم يلق ابن جابر، وإنما لقي ابن تميم فظن أنه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف. وعلى ذلك يكون هذا الإسناد ضعيفاً لانقطاعه. وذكر البوصيري الحديث في الإِتحاف (ج 2/ ق 65 ب مختصر) وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وله شاهد من حديث أنس وأصله في الصحيح لا عدوى. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (مسند علي ص 13)، والطحاوي في شرح معاني الَآثار (4/ 309) كلاهما من طريق أبي أسامة به بنحوه. وتابع أبا أسامة ثلاثة وهم: =
= الأول: الهيثم بن حميد، عن أبي معيد، عن القاسم بن عبد الرحمن به. أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 123)، والطبراني في الكبير (8/ 216) كلاهما من طريق عمرو بن هاشم البيروتي، حدثنا الهيثم بن حميد. وعمرو بن هاشم، قال عنه في التقريب (ص 428): صدوق يُخطىء، فالإسناد ضعيف. الثاني: صدقة بن عبد الله، عن أبي معيد، عن القاسم بن عبد الرحمن به. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 387)، وفي الكبير (8/ 216) من طريق عبد الله بن يزيد الدمشقي، حدثنا صدقة بن عبد الله به. وصدقة بن عبد الله، هو السمين، قال عنه في التقريب (ص 275): ضعيف. الثالث: ابن ثوبان، عن أبيه، عن القاسم به بلفظ مقارب. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 134)، وفي الكبير (8/ 231) من طريق عمرو بن محمد بن الغاز الجرشي، حدثنا أبو خليد، عن ابن ثوبان به. وعمرو بن محمد بن الغاز لم أجد له ترجمة، وابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، قال عنه في التقريب (ص 337): صدوق يُخطىء. فالإسناد ضعيف. وعليه يرتقي حديث الباب بمجموع هذه المتابعات إلى الحسن لغيره. وللحديث شواهد كثيرة في الصحيحين، والسنن" وغيرها عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وابن عباس، وجابر، وأنس، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة فله عنه ثلاثة عشرة طريق: الأولى: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لا عدوى ولا صفر ولا هامة، فقال أعرابي: يا رسول الله! فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظباء فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها فيجربها؟ فقال: فمن أعدى الأول؟ لفظ البخاري. أخرجه البخاري (10/ 171 الفتح)، ومسلم (ح 2220)، وأبو داود (10/ 407 =
= العون)، والنسائي في الكبرى (4/ 375)، وأحمد (2/ 267)، وعبد الرزاق في المصنف (2/ 267)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 303)، وفي مشكل الآثار (2/ 262)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 119، 120)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 639)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 24)، والبيهقي في الكبرى (7/ 216)، وفي الآداب (ح 479)، والبغوي في شرح السنة (12/ 167)، والطبري في تهذيب الآثار مسند علي (ص 5) كلهم من طريق الزهري، عن أبي سلمة به. الثانية: عن سنان بن أبي سنان، عن أبي هريرة يرفعه بنحو الطريق الأولى. أخرجه مسلم (ح 2220)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 262)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 124)، والبيهقي في الكبرى (7/ 217)، والطبراني في تهذيب الآثار (مسند علي ص 7) كلهم من طريق الزهري، عن سنان به. الثالثة: عن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة يرفعه بنحو الطريق الأولى. أخرجه مسلم (ح 2221)، وأبو داود (10/ 411 العون)، وأحمد (2/ 397)، وابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 647)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 120)، وأبو يعلى (11/ 393)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 118) كلهم من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه به. الرابعة: عن مضارب بن حزن، عن أبي هريرة يرفعه: لا عدوى، ولا هامة، ولا طيرة، والعين حق. أخرجه بن أبي شيبة في المصنف (9/ 40)، وأحمد (2/ 487)، وابن ماجه (ح 3507)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 120)، وأبو يعلى (11/ 509)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 9) كلهم من طريق الجريري، عن مضارب به. ومضارب بن حزن، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 393)، ولم =
= يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم يوثّقه أحد، وروى عنه غير واحد فهو مستور. الخامسة: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، مرفوعًا: لا عدوى ولا طيرة، وأحب الفأل الصالح. أخرجه مسلم (ح 2223)، وأحمد (2/ 507)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 503). السادسة: عن أبي زرعة بن عمرو، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه أحمد (2/ 327)، والحميدي في المسند (ح 1117)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 7) والطحاوي في شرح المعاني (4/ 38)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 168)، والبغوي في شرح السنة (12/ 169)، وأبو يعلى (10/ 498)، وابن حبّان كمافي الإحسان (7/ 641). وإسناد أحمد صحيح. السابعة: عن علي بن رباح، قال سمعت أبا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: لا عدوى. أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 309)، وأحمد (2/ 420)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 9) كلهم من طريق معروف بن سويد، عن علي بن رباح به. ومعروف بن سويد، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 322)، ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يوثّقه أحد، وروى عنه غير واحد، فهو مستور. الثامنة: عن الأعرج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: لا عدوى، ولا هامة، ولا صفر، واتقوا المجذوم كما يتقى الأسد. أخرجه البخاري في التاريخ الصغير (2/ 76)، وابن عدي في الكامل (6/ 218)، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 307)، والبيهقي في الكبرى (7/ 218)، =
= وأبو نعيم في الطب (ق 51 أ)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 9). ورجال الطبري ثقات إلَّا محمد بن عبد الله بن عمرو، قال عنه في التقريب (ص 489): صدوق، فالإِسناد حسن. التاسعة: عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبي عطية، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا عَدْوَى ولا هام ولا صفر، ولا يحل الممرض على المصح، وليحلل المصح حيث شاء" فقالوا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما ذاك؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنه أذى. أخرجه مالك في الموطأ (2/ 946)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (7/ 217). وإسناده منقطع، رواه مالك عن بكير بلاغًا. وجاء في رواية البيهقي مالك، عن بكير بن عبد الله، وفي إسناده عبد الملك بن محمد الرقاشي، قال في التقريب (ص 365): صدوق يخطئ، فيظهر أنه أخطأ فيه. العاشرة: عن سليم بن حيان، حدثني سعيد بن ميناء، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، ولا صفر. وفر من المجذوم كما تفر من الأسد. أخرجه البخاري معلقًا (10/ 158 الفتح)، والبغوي في شرح السنة (12/ 167). قال الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 158): وقد وصله أبو نعيم من طريق أبي داود الطيالسي وابن قتيبة مسلم بن قتيبة كلاهما عن سليم بن حيان شيخ عفان فيه. وقد وصله ابن خزيمة. الحادية عشرة عن إسحاق مولى بن هاشم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا: لا عدوى ولا يحل الممرض على المصح، وليحل المصح حيث شاء، قيل: ما بال ذلك يا رسول الله؟ قال: إنه أذى. أخرجه البيهقي (7/ 217) من طريق ابن لهيعة، عن بكير، عن أبي إسحاق =
= مولى بني هاشم به. وابن لهيعة ضعيف. الثانية عشر: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا عدوى، ولا هامة، ولا غول، ولا صفر. أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 39)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 8) كلاهما من طريق أبي حصين، عن أبي صالح به. وإسناد الطبري صحيح. الثالثة عشرة: عن أبي الربيع، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: أربع لا يدعهن الناس: الطعن في الأحساب، والنياحة على الميت، والأنواء، والعدوى، أجرب بعير فأجرب مائة، فمن أجرب الأول. أخرجه أحمد (2/ 526)، والخرائطي في المساوئ (ح 787) كلاهما من طريق علقمة بن مرثد عن أبي الربيع به. ورجال أحمد ثقات، إلَّا المسعودي، قال في التقريب (ص 344) صدوق، اختلط قبل موته، وضابطه: أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط. قلت: الراوي عنه هو عبد الله بن يزيد المقري، قال في التهذيب (6/ 75): أصله من ناحية البصرة، وقيل من ناحية الأهواز، وسكن مكة فيظهر أنه سمع منه قبل الاختلاط. أما حديث ابن عمر فله عنه أربع طرق: الأولى: عن سالم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا عَدْوَى وَلَا طيرة، إنما الشؤم في ثلاث: في الفرس، المرأة، والدار. أخرجه البخاري (10/ 243 الفتح)، ومسلم (ح 2225)، وأحمد (2/ 152)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 308)، وأبو يعلى (9/ 426)، والبيهقي في الكبرى (7/ 216)، وفي الآداب (ح 478)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 121)، والطبري في تهذيب الآثار مسند علي (ص 12)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 282) كلهم من =
= طريق الزهري، عن سالم به. الثانية: عن عمرو، عن ابن عمر أنه اشترى إبلًا هيمًا من شريك النواس فوجد بها شيئًا، فقال رضينا بقضاء رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا عدوى. أخرجه الحميدي في مسنده (ح 705)، وأبو يعلى (10/ 5)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 12) كلهم من طريق سفيان، عن عمرو به، وإسناد الطبري صحيح. الثالثة: معاذ بن رفاعة، عن أبي الزبير، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: لا عدوى. أخرجه ابن أبي عاصم (1/ 121)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 339) كلاهما من طريق معاذ بن رفاعة، عن أبي الزبير به. وفيه عنعنة أبي الزبير وهو مدلس. الرابعة: عن أبي جناب، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: لا عدوى ولا هامة. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 39)، وابن ماجه (ج 86، ج 3540) وأحمد (2/ 24)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 122). وأبو جناب هو يحيى بن أبي حية، قال عنه في التقريب (ص 589): ضعفوه لكثرة تدليسه. وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه، فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: لا طيرة، ولا هامة، ولا عدوى. أخرجه أحمد (1/ 269، 328)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 307)، وفي مشكل الآثار (4/ 73)، وابن ماجه (ح 3539)، وأبو يعلى (4/ 455)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 640)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 788)، وابن =
= أبي عاصم في السنة (11/ 122)، والطبراني في الكبير (11/ 288)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 14). وإسناده ضعيف لأن رواية سماك عن عكرمة مضطربة كما في التهذيب (4/ 204). الثانية: عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابن عباس يرفعه بنحو حديث أبي هريرة، الطريق الأولى منه. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 238)، والطبري في تهذيب الآثار مسند علي (ص 15) كلاهما من طريق الحسين بن عيسى، عن الحكيم بن أبان به. والحسين بن عيسى، قال عنه في التقريب (ص 168): ضعيف. الثالثة: عن يزيد بن أبي زياد، عن عكرمة، عن ابن عباس يرفعه بنحو الطريق الأولي. أخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند علي (ص 15). ويزيد بن أبي زياد ضعيف. وأما حديث جابر رضي الله عنه، فله عنه طريقان: الأولى: عن أبي الزبير، عن جابر، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لا عدوى، ولا صفر، ولا غول. أخرجه مسلم (ح 2222)، وأحمد (3/ 293، 312، 382)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 308)، وفي مشكل الآثار (1/ 340)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 644) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 118، 122)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 13)، وابن طهمان في مشيخته (ح 39)، والبغوي في شرح السنة (12/ 173)، وابن عدي في الكامل (7/ 281)، وأبو يعلى (3/ 324) كلهم من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير به. الثانية: عن حبيب بن الشهيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بيد مجذوم فوضعها في القصعة وقال: بسم الله، ثقة بالله، وتوكلًا على الله. =
= أخرجه ابن ماجه (ح 3542)، وأبو داود (10/ 423 العون)، والترمذي (5/ 385 التحفة)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 641)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 309)، والطبري في تهذيب الآثار مسند علي (ص 31). وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من حديث يونس بن محمد، عن المفضل بن فضالة، هذا شيخ بصري، والمفضل بن فضالة شيخ آخر مصري أوثق من هذا وأشهر. قلت: المفضل بن فضالة هو ابن أبي أمية، قال في التقريب (ص 544) ضعيف. وأما حديث أنس، مرفوعًا: لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل، قالوا: وما الفأل؟ قال: كلمة طيبة. فأخرجه البخاري (10/ 244 الفتح)، ومسلم (ح 2224)، وأحمد (3/ 130، 154، 170، 172، 178، 251، 275، 278)، والترمذي (5/ 240 التحفة)، والطيالسي (ح 196)، وابن ماجه (ح 3537)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 118)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 913) وابن أبي شيبة (9/ 41)، وأبو داود (10/ 413 العون)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 308)، والبغوي في شرح السنة (12/ 174)، وفي الأنوار (ح 1130)، وأبو يعلى (5/ 251)، والحارث كما في عواليه (ح 34)، والبزار كما في الكشف (3/ 395)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 15)، والخطيب في تاريخه (4/ 378). وأما حديث السائب بن يزيد، قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا عَدْوَى، وَلَا طيرة. فأخرجه مسلم (ح 2220)، وأحمد (3/ 449)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 119)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 309)، والطبراني في الكبير (7/ 1049)، وفي مسند الشاميين (ح 1700)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 11). وأما حديث ابن مسعود فلفظه بنحو الطريق الأولى من حديث أبي هريرة. فأخرجه الترمذي (6/ 354 التحفة)، وأحمد (1/ 440)، والطحاوي في شرح =
= المعاني (4/ 308)، وأبو يعلى (9/ 112) كلهم من طريق أبي زرعة، عن رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن ابن مسعود، وإسناده صحيح، ولعل المبهم أبو هريرة، لأن أبا زرعة رواه عنه كما في الطريق السادسة من حديث أبي هريرة. وأما حديث سعد مرفوعًا: لا عدوى، ولا طيرة، ولا هام، وإن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس، والمرأة، والدار، وإذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تهبطوا، وإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه. لفظ أحمد. فأخرجه أحمد (1/ 174، 180) وأبو داود (1/ 418 العون)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 117)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 307) وجعل اسم الصحابي سعيد وهو تصحيف، وفي مشكل الآثار (4/ 72)، وأبو يعلى (2/ 106، 126)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 644)، والبيهقي في الكبرى (8/ 140)، والخطيب في الموضح (1/ 217)، والدورقي في مسند سعد (ح 95)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 10)، والهيثم بن كليب في مسنده (ح 153). ورجال أحمد ثقات إلَّا الحضرمي بن لاحق، قال الحافظ في التقريب (ص 171): لا بأس به، فالإسناد حسن. وأما حديث علي فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2491). وأما حديث عمير بن سعد فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2492).
2489 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، [أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-] (¬1) مرَّ بعُسفان فَإِذَا مَجْذُومٌ، فَأَسْرَعَ السَّيْرَ، وَقَالَ: إِنْ كَانَ شيء من الأدواء يُعدي فهو هذا (¬2). ¬
2489 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته الخليل بن زكريا. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 63 أمختصر) وقال: رواه الحارث، عن الخليل بن زكريا وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (3/ 32 الفيض) وضعّفه، أما الألباني فحكم بوضعه في ضعيف الجامع (ح 1296).
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 527) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 16) من طريق الحارث بن أبي أسامة به بلفظه. إلَّا أن الخليل رواه عن ابن عون والمثنى ابن الصباح كلاهما عن نافع به. ثم. قال ابن عدي: وهذان الحديثان حديث الباب وحديث ذكاة الجنين: عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر لا يرويهما غير الخليل بن زكريا، وعند الخليل، عن ابن عون بهذا الإِسناد غير ما ذكرت وكلها مناكير غير محفوظة، عن ابن عون. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 61)، وابن الجوزي في الموضوعات =
= (3/ 209) من طريق الخليل بن زكريا. به بلفظ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في طريق مكة والمدينة فمر بعسفان فرأى المجذمين، فأسرع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السير وقال: إن كان شيء من الداء يعدي فهو هذا. وقال ابن الجوزي بعده: هذا حديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- تفرّد به الخليل بن زكريا وهو المتهم به. قال العقيلي: الخليل يحدث بالبواطيل عن الثقات وفي الصحيح "لا عدوى". اهـ. وأخرجه ابن النجار كما في الكنز (ح 8508) وقال ابن النجار فيه الخليل بن زكريا الشيباني عامة أحاديثه مناكير، لم يتابع عليها. قلت: مدار هذه الأسانيد على الخليل وقد علمت حاله. وفي الباب أحاديث كثيرة منها: حديث عمرو بن الشريد الثقفي، عن أبيه قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- إنا قد بايعناك فارجع. أخرجه مسلم (ح 2231)، والنسائي في المجتبى (7/ 150)، وفي الكبرى كتاب الطب (ح 7590)، وابن ماجه (ح 3544)، وأحمد (4/ 386)، وابن أبي شيبة في المصنف (8/ 132، 9/ 44)، والطيالسي (ح 1270)، والبيهقي في الكبرى (8/ 218)، والحربي في غريب الحديث (ص 428)، والطبراني في الكبير (7/ 318)، وأبو نعيم في الطب (ق 51 ب)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 18). حديث أبي هريرة مرفوعًا: لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، وفرَّ من المجذوم كما تفر من الأسد، وله عنه ثلاث طرق: الأولى: وهي الطريق الثامنة من حديث أبي هريرة أحد شواهد الحديث رقم (2488). =
= الثانية: وهي الطريق العاشرة من حديث أبي هريرة أحد شواهد الحديث السابق رقم (2488). الثالثة: عن نهاس بن قهم، قال: سمعت شيخًا من أهل مكة قال: سمعت أبا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: فر من المجذوم فرارك من الأسد. أخرجه الطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 17)، وأحمد (2/ 443). والنهاس بن قهم، قال النسائي من الضعفاء (ت 598): ضعيف، وشيخه مجهول. حديث ابن عباس رضي الله عنه، مرفوعًا: لا تُديموا النظر إلى المجذومين. أخرجه ابن ماجه (ح 3543)، وأحمد (1/ 223)، وابن أبي شيبة في المصنف (8/ 132، 9/ 44)، والبخاري في التاريخ الصغير (2/ 76)، والطيالسي (ح 1601)، والحربي في غريب الحديث (ص 428)، والبيهقي في الكبرى (7/ 218)، وابن عدي في الكامل (6/ 218)، وابن خزيمة وصححه كما في البذل (ص 292)، والطبراني في الكبير (11/ 107)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 19)، وابن السني في الطب كما في المنهج السوي (ص 371)، وأبو نعيم في الطب (ق 51 ب)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 19/ ق 490). وفي إسناد ابن ماجه عبد الله بن سعيد ابن أبي هند، قال عنه في التقريب (ص 306): صدوق ربما وهم. ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، قال عنه في التقريب (ص 489): صدوق. وبقية رجاله ثقات. فالإِسناد حسن إن شاء الله. حديث علي مرفوعًا: لا تديموا النظر إلى المجذمين وإذا كلمتموهم فليكن بينكم وبينهم قيد رمح. أخرجه أحمد (1/ 78)، وأبو نعيم في الطب (ق 51 ب) كلاهما من طريق الفرج بن نضالة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن حسين، عن أبيه مرفوعًا. وفرج بن فضالة، قال عنه في التقريب (ص 444): ضعيف. =
= حديث الحسين بن علي مرفوعًا بنحو حديث ابن عباس. أخرجه البخاري في التاريخ الصغير (2/ 77)، وابن عدي في الكامل (4/ 155)، والطبراني في الكبير (3/ 131)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (تراجم النساء ص 272). حديث أبي قلابة مرفوعًا: فروا من الأجذم، كما تفرون من الأسد. أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20332)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 18) وسنده صحيح إلَّا أنه مرسل. حديث عبد الله بن أبي أوفى مرفوعًا كلم المجذوم وبينك وبينه قيد رمحين. أخرجه أبو نعيم في الطب (ق 51 ب). وفي سنده الحسن بن عمارة متروك.
2490 - حدّثنا (¬1) أبو عاصم، حدّثنا ابن جريح، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا صَفَرَ، وَلَا هَامَةَ. قُلْتُ: عَمَّن؟ قَالَ: حَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ (¬2). قُلْتُ: فَمَا الصّفَر؟ قَالَ: يَقُولُ الناس: وجع (¬3) يأخذ البطن. ¬
2490 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته: عنعنة ابن جريج وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع، وهو مرسل. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 65 ب مختصر) وسكت عليه.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 526) بنفس الإسناد والمتن. وأخرج بعضه أبو داود (10/ 415 العون) من طريق أبي عاصم، أخبرنا ابن جريج، عن عطاء، قال: يقول ناس: الصفر وجع يأخذ في البطن، قلت: فما الهامة، قال: يقول ناس الهامة التي تصرخ هامة الناس، وليست بهامة الإنسان إنما هي دابة. ولم يرو الجزء المرفوع منه. ويشهد له حديث رقم (2488) وشواهده فيرتقي إلى الحسن لغيره.
2491 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ [-قَالَ عُثْمَانُ: الشَّيْبَانِيُّ-] (¬1)، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ (¬2)، عَنْ ثَعْلَبَةَ الْحِمَّانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لَا عَدْوَى، وَلَا هَامَةَ، وَلَا يُعدي صَحِيحًا سَقِيمٌ (¬3). [2] وَحَدَّثَنَا (¬4) [عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ] , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عنه، [به] (¬5). ¬
2491 - الحكم عليه هذا إسناد ضعيف علته عنعنة حبيب بن أبي ثابت وهو مدلس، عده الحافظ ابن حجر ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلا مصرحًا بالسماع. =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 66 أمختصر)، وقال: رواه أبو يعلى وله شاهد من حديث ابن عباس. رواه ابن حبّان في صحيحه. وصحح إسناده الطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 4)، وقال: هذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيمًا غير صحيح. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 101)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه ثعلبة بن يزيد الحمّاني، وثّقه النسائي، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. والطريق الثاني ضعيف لعنعنة حبيب، ولضعف حماد بن شعيب.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 340) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 307) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير به بنحوه. وأخرجه أبو يعلى (1/ 339)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 5) من طريق عبد الأعلي بن حماد، قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أبي ثابت به بنحوه. وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 4) من طريق حمزة بن حبيب عن حبيب بن أبي ثابت به بنحوه. كما رواه أبو يعلى (1/ 339) بالإسناد الثاني. قلت: مدار هذه الطرق على حبيب بن أبي ثابت، وهو ثقه، إلَّا أنه مدلس وقد عنعن في جميع هذه الطرق ولم يصرح بالسماع، فالحديث عليه ضعيف. ورواه القاضي محمد بن عبد الباقي الأنصاري في جزء من حديثه عن شيوخه كما في الكنز (28607). ولم أعرف إسناده. إلَّا أن للحديث شواهد كثيرة ذكرتها في الحديث رقم (2488) يرتقي بها إلى الحسن لغيره.
2492 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ، وَكَانَ يُقال (¬1) لَهُ: نسيجُ وَحْدِه، فَقَعَدْنَا (¬2) عَلَى دُكَّانٍ لَهُ عَظِيمٍ فِي دَارِهِ، فَقَالَ لِغُلَامِهِ: يَا غُلَامُ أوْرِدْ الْخَيْلَ، وَفِي الدَّارِ تَوْر (¬3) مِنْ حِجَارَةٍ، قَالَ: فَأَوْرَدَهَا فَقَالَ: أَيْنَ فُلَانَةُ؟ قَالَ: هِيَ جَرِبة (¬4) تَقْطُرُ دَمًا، أَوْ قَالَ: مَاءً -شَكَّ إِبْرَاهِيمُ- قَالَ: أورِدها، فَقَالَ أَحَدُ الْقَوْمِ: إِذًا تُجْرِبُ الإِبل كُلَّهَا، قَالَ (¬5): أَوْرِدْهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ. أَلَمْ تَرَ إِلَى الْبَعِيرِ يَكُونُ فِي الصَّحْرَاءِ ثُمَّ يُصْبِحُ فِي [كِرْكَرَتِهِ] (¬6) أَوْ مراقَّة نُكْتَةٌ، لَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ فَمَنْ أَعْدَى الأول؟ ¬
2492 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف أبي سنان. الثانية جهالة أبي طلحة الخولاني. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 66 أمختصر) وسكت عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 101) وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني =
= باختصار وفيه عيسى بن سنان الحنفي وثّقه ابن حبّان وغيره، وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 152) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه أبو يعلى في المفاريد (ح 93) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن حبّان في الثقات (3/ 100) عن أبي يعلى به. وأخرجه أبو نعيم في المعرفة (ج 2/ 105 أ)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 2/ ق 676)، كلاهما من طريق أبي يعلى به بلفظه. وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 54)، وأبو نعيم في المعرفة (ج 2/ ق 105 أ)، وفي الحلية (1/ 205)، وابن قانع في معجم الصحابة (ق 121/ ب)، وابن عساكر في الموضع السابق، والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 531) معلقًا كلهم من طريق حماد بن سلمة به بنحوه. ومدار هذه الأسانيد على أبي سنان وقد علمت حاله، وحال من بعده، وللمرفوع منه شواهد كثيرة تقدمت في الحديث (رقم 2488).
2493 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لا تضر الطيرة إلَّا من تطير.
2493 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أن الزهري لم يصرح بالسماع من عبد الله بن مسعود، وهو من أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع، وعليه فالإسناد ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 65 أمختصر) وقال: رواة مسدّد موقوفًا، ورجاله ثقات.
تخريجه: تابع الزهري إبراهيمُ النخعي فرواه عن عبد الله رضي الله عنه بلفظه. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (9/ 41) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم به بلفظه وتصحف قوله (لا تضر) إلى (لا تطير). وإسناده منقطع إبراهيم لم يلق عبد الله بن مسعود، ولم يسمع منه. قال الحافظ في التهذيب (1/ 155): وقال الأعمش: قلت لإبراهيم أسند لي عن ابن مسعود، فقال إبراهيم: إذا حدثتكم عن رجل، عن عبد الله، فهو الذي سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد، عن عبد الله. وعليه يرتقي الحديث بهذه المتابعة إلى الحسن لغيره. ويشهد له حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لا طيرة، والطيرة على من تطير، وإن يكن في شيء ففي المرأة، والدار، والفرس. أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (3/ 109)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 642)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند علي ص 22)، كلهم من طريق زهير بن معاوية، عن عتبة بن حميد، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر أنه سمع أنس رفعه. ورجال ابن جرير ثقات، خلا عتبة بن حميد، قال عنه في التقريب (ص 380): صدوق له أوهام فالإسناد حسن إن شاء الله.
2494 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّمَا الطِّيَرَةُ ما ردّك أو أمضاك.
2494 - الحكم عليه: هذا إسناد واه علته جعفر بن الزبير. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 65 مختصر) وسكت عليه.
تخريجه: لم أجد من أخرجه. إلَّا أنه ورد من حديث الفضل بن العباس، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يومًا فبرح ظبي فمال في شقه فاحتضنته، فقلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تطيرت، قال: إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك. أخرجه أحمد (1/ 213)، عن حماد بن خالد، حدّثنا ابن علاقة، عن مسلمة الجهني، عن الفضل بن العباس به. ومسلمة الجهني ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 269) ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم أو من وثّقه، وروى عنه غير واحد، فهو مستور. ولمعنى الحديث شواهد كثيرة عن ابن عباس، وعبد الله بن عمرو، ورويفع بن ثابت، وأبي الدرداء رضي الله عنهم تدل على أن المتطير يأثم إذا ترتب على تطيره عمل. أما حديث ابن عباس رضي الله عنه موقوفًا قال: إن مضيت فمتوكل وإن نكصت فمتطير. فأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 19505)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2/ 64) عن قتادة قال: قال ابن عباس به. وهذا إسناد منقطع فقتادة لم يسمع من أحد من الصحابة إلَّا أنس كما في جامع التحصيل (ص 255) ولم يصرح بالتحديث هنا وهو مدلس من الثالثة. وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- منه: من =
= أرجعته الطيرة عن حاجته فقد أشرك، قالوا: وما كفارة ذلك يا رسول الله؟ قال: يقول أحدهم: اللهم لا طير إلَّا طيرك، ولا خير إلَّا خيرك، ولا إله غيرك. فأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 292)، وأحمد (2/ 220)، والطبراني في الكبير كما في المجمع (5/ 105) ومدار أسانيدهم على ابن لهيعة، وهو ضعيف. وأما حديث رويفع بن ثابت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من ردته الطيرة عن شيء فقد قارف الشرك. فأخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 400) من طريق شييم بن بيتان، عن شيبان بن أمية، عن رويفع بن ثابت مرفوعًا. وقال البزّار: لا نعلم رواه بهذا اللفظ إلَّا رويفع وحده، وإنما ذكرنا حديث شييم, لأن هذا لا يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا عنه. وشيبان بن أمية، قال عنه في التقريب (ص 269): مجهول. وأما حديث إسماعيل بن أمية قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ثلاث لا يعجزهن ابن آدم، الطيرة، وسوء الظن، والحسد، قال: فينجيك من الطيرة إلَّا تعمل بها .. الحديث. فأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 19503)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2/ 63)، وذكره البغوي في شرح السنة (13/ 114) وقال: إسناده منقطع. وهو كذلك فإسماعيل يروي عن التابعين فأسقط اثنان على الأقل. وأما حديث علقمة بن أبي علقمة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: في المؤمن ثلاث خصال، ليس منها خصلة إلَّا منها مخرج: الطيرة، والحسد، والظن، فمخرجه من الطيرة أن لا يرده .. الحديث. فأخرجه البغوي في شرح السنة (13/ 114)، وابن صرصري في أماليه كما في الجامع الصغير (4/ 453 الفيض)، ورجاله ثقات إلَّا أنه مرسل فعلقمة تابعي مدني. وأما حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- في الأنساب =
= ثلاثة: الطيرة، والظن، والحسد، فمخرجه من الطيرة أن لا يرجع .. الحديث. فأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 64)، وذكره الديلمي في الفردوس (ح 4367)، وضعف إسناده السيوطي في الجامع الصغير (4/ 453 الفيض). وأما حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: من تكهن، أو تقسم، أو تطير فرده عن سفره لم ينظر إلى الدرجات من الجنة يوم القيامة. فأخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 775، 778)، والبيهقي في الشعب (2/ 64)، كلاهما من طريق عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء مرفوعًا. وعبد الملك بن عمير، ذكره الحافظ في طبقات المدلسين (ص 65) وعده في أصحاب المرتبة الثالثة، الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع ولم يصرح هنا. وعليه يرتقي متن حديث الباب بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره إلَّا أن سنده باقِ على حاله إذ أنه واهٍ كما تقدم.
2495 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَيْسَ مِنّا مَنْ سَحَر وَلَا سُحِرَ لَهُ، وَلَا تَطَير وَلَا تُطُيّر لَهُ، وَلَا تكَهَّن وَلَا تُكُهّنَ لَهُ. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إلَّا مِنْ هَذَا الوجه بهذا الإسناد. ¬
2495 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف أبي هشام الرفاعي. الثانية: ضعف زمعة بن صالح. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 65/ ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى الموصلي، والبزار ومدار أسناديهما على زمعة بن صالح وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 399)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 222/ أ) كلاهما من طريق أبي عامر العقدي به بلفظه. وقال البزّار: لا نعلمه يروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 117) وقال: رواه البزّار والطبراني في الأوسط وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف. وقال الهيثمي معقبًا مع البزّار: قد روي بنحوه وذكر حديثًا لعمران بن حصين. قلت: يأتي في الشواهد. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 33) وقال: رواه البزّار بإسناد جيد. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 340) من طريق زمعة بن صالح به بلفظه. =
= ومدار هذه الطرق على زمعة بن صالح وهو ضعيف، وللحديث شواهد عن عمران بن حصين، وأبي الدرداء، وكعب رضي الله عنهم. 1 - أما حديث عمران بن حصين: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "ليس منا من تطير ولا تُطُير له أو تكهن أو تُكُهن له أو سَحَر أو سُحِرَ ... الحديث، لفظ البزّار. فأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 162)، والبزار كما في الكشف (3/ 400)، كلاهما من طريق أبي حمزة العطار عن الحسن، عن عمران بن حصين مرفوعًا. وقال البزّار: قد روي بعضه من غير وجه، فاما بتمامه ولفظه، فلا نعلمه إلَّا عن عمران بهذا الطريق، وأبو حمزة بصري لا بأس به. قلت: رجال البزّار ثقات خلا أبو حمزة العطار وهو إسحاق بن الربيع، قال في التقريب (ص 101) صدوق وعليه فالإسناد حسن، وحسنه السيوطي في الجامع الصغير (5/ 385 الفيض). 2 - وأما حديث كعب قال: قال الله عزَّ وجلَّ: ليس من عبادي من سَحَر، أو سُحر له، أو كَهَن أو كُهِنَ له، أو تطير أو تُطير له، لكن من عبادي من آمن وتوكل عليّ. فأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 64)، من طريق معمر، عن قتاده، عن كعب به. وإسناده منقطع فقتادة لم يسمع من أحد من الصحابة إلَّا أنس رضي الله عنه كما في جامع التحصيل (ص 255) ويظهر أنه من الإِسرائيليات. 3 - وأما حديث أبي الدرداء مرفوعًا: من تكهن، أو تقسم، أو تطير طيرة ترده عن سفر لم ينظر إلى الدرجات من الجنة يوم القيامة. تقدم تخريجه في الحديث رقم (2494) وهو ضعيف الإِسناد. وعليه يرتقي حديث ابن عباس بشاهد عمران إلى الحسن لغيره.
2496 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ عَلْقَمَةَ مَوْلَاةِ عَائِشَةَ. قَالَتْ: أتِيَتْ عائشةُ بِغُلَامٍ صَبِيٍّ تَدْعُو لَهُ، فَرَفَعُوا (¬1) وِسَادَةً كَانَ عَلَيْهَا الصَّبِيُّ (فَرَأَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَحْتَهَا مُوسًى، فَقَالَتْ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: نَجْعَلُهَا مِنَ الْجِنِّ وَالْفَزَعِ، قَالَ) (¬2): فَأَخَذَتْهَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَرَمَتْ بِهَا (¬3)، وَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان يبغض الطيرة ويكرهها. ¬
2496 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف رواه محمد بن بكار، عن ابن أبي الزناد، ومحمد بن بكار بغدادي، فيظهر أنه سمع الحديث من ابن أبي الزناد ببغداد، وتقدم أن حديث ابن أبي الزناد ببغداد بعد التلقين. وذكره البوصيري في الإ تحاف (ح 2/ ق 65 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 912) عن إسماعيل قال: حدثني ابن أبى الزناد به بنحوه. وأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 312) من طريق ابن أبي مريم، قال حدّثنا ابن أبي الزناد به مرفوعًا دون ذكر القصة. وفي سند البخاري إسماعيل هو ابن أبي أويس يأتي في الحديث (رقم 2718) أنه ضعيف. وإسناد الطحاوي رجاله ثقات، ورواه عن ابن أبي الزناد ابن أبي مريم وهو =
= مصري، ثقة، كما في التقريب (ص 234) ولا أدري أين سمعه من ابن أبي الزناد. وللحديث طريق آخر: أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (ص 1001) عن عبد العزيز بن محمد، عن علقمة بن أبي علقمة به بنحوه. وعبد العزيز بن محمد هو الدراوردي، قال عنه في التقريب (ص 358): صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطيء. فعليه يرتقي الحديث بهذه المتابعة إلى الحسن لغيره. ويشهد لمعناه حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُحبُّ الفأل الحسن، ويكره الطيرة. أخرجه أحمد (6/ 332)، وابن أبي شيبة (9/ 40)، وابن ماجه (ح 3536)، وابن حبّان كما في لإِحسان (7/ 642)، كلهم من طريق مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا. ومحمد بن عمرو هو ابن علقمة صدوق، وبقية رجال أحمد ثقات، فالإسناد حسن.
22 - باب النهي عن نتف الشعر من الأنف
22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَتْفِ الشَّعْرِ مِنَ الْأَنْفِ 2497 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الْأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الجذام.
2497 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، علته أبو الربيع السمان فهو متروك. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 63أمختصر)، وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف أشعث. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 99)، وقال فيه أبو الربيع السمان: وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 281 الفيض). وضعّفه، أما الألباني فحكم بوضعه في ضعيف الجامع (ح 5954).
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 332) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 377)، وابن حبّان في المجروحين (1/ 172)، والبزار: كما في الكشف (3/ 392)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص 190)، وأبو نعيم في الطب (ق 54 أ)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 221 أ)، وابن السني في الطب: كما في تنزيه الشريعة (1/ 203)، وابن الجوزي =
= في الموضوعات (1/ 164) كلهم من طريق أبي الربيع السمان، به بلفظه. ومدار هذه الأسانيد على أبي الربيع، وقد علمت حاله. وقال الطبراني: لم يروه عن هشام إلأَ أبو الربيع. قلت: بل رواه عن هشام أربعة غير أبي الربيع وهم: الأول: نعيم بن الموَرّع، حدّثنا هشام بن عروة، به بنحوه. أخرجه البزّار: كما في الكشف (3/ 392)، والعُقيلي في الضعفاء (4/ 295)، وابن عدي في الكامل (7/ 15)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 169). وقال ابن عدي: هذا يعرف بأبي الربيع السمان وإن كان فيه ضعف، سرقه منه نعيم هذا. وقال البزّار: لا نعلم أحدًا رواه وأسنده إلَّا أشعث وهو أبو الربيع السمان، ونعيم، ولا نعلم رواه غيرهما إلأ ألين منهما، وهما ليّنا الحديث، ونعيم بن المورع قال ابن عدي: يسرق الحديث، وقال الحاكم، وأبو سعيد النقاش: روى عن هشام أحاديث موضوعة. فهو متروك على أحسن الأحوال، انظر لسان الميزان (6/ 204)، فالإسناد ضعيف جدًا. الثاني: يحيى بن هاشم السمسار، حدّثنا هشام، به بنحوه. أخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 125)، وتمام في فواثده (1/ 105)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ج 2/ ق 185)، وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 437، 13/ 141) ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 169). وأخرجه ابن الأعرابي في معجمه (ق 32 ب). ويحيى بن هاشم، قال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن عدي في الكامل (7/ 251): كان يضع الحديث ويسرق، وكذّبه ابن معين. انظر الميزان (4/ 411)، وعلى ذلك فهو متهم بالكذب. =
= الثالث: أيوب بن واقد، عن هشام، به بنحوه. أخرجه أبو الحسن الحذاء في فوائده: كما في اللآلئ المصنوعة (1/ 123)، وابن النجار من طريق أبي الحسن الحذاء: كما في اللآلئ (1/ 123). وأيوب بن واقد قال في التقريب (ص 119): متروك. وعلى ذلك فإسناده ضعيف جدًا. الرابع: محمد بن عبد الرحمن القُشيري عن هشام، به بنحوه. أخرجه تمام في فوائده (1/ 105). ومحمد بن عبد الرحمن القُشيري قال في لسان الميزان (5/ 284): قال الدارقطني في غرائب مالك: متروك الحديث. وعليه فهذه المتابعات لا يُفرح بها , ولا تزيد الحديث إلَّا وهنًا. وللحديث شواهد كثيرة عن جابر، وأبي هريرة، وأنس، وابن عباس رضي الله عنهم ومجاهد مقطوعًا. أما حديث جابر فله عنه طريقان: الأولى: عن حمزة النصيبي، عن أبي الزبير، عن جابر يرفعه بمثله. أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 376)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 168)، وحمزة النصيبي قال في التقريب (ص 179) متروك، متهم بالوضع. الثانية: عن شيخ بن أبي خالد، حدّثنا حماد بن مسلمة، عن عمرو بن دينار، عن جابر يرفعه بمثله. أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 48)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (11/ 68)، وشيخ بن أبي خالد قال في الميزان (2/ 286): متهم بالوضع فإسناده تالف. وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: نَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الْأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ. فأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 151)، ومن طريقه ابن الجوزي في =
= الموضوعات (1/ 68)، ومن طريق رشدين، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة يرفعه. ورشدين بن سعد قال في التقريب (ص 209) ضعيف. وعلى ذلك فإسناده ضعيف، وهذه أحسن طرق الحديث حالًا ولكنها ضعيفة، ولا متابع، ولا شاهد لها مثلها أو أحسن منها. وأما حديث أنس رضي الله عنه يرفعه: نبات الشعر في الأنف والأذنين أمان من الجذام. فأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 110)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 168)، وأخرجه أبو نعيم في الطب (ق 54 أ) كلاهما من طريق دينار مولى أنس، عن أنس مرفوعًا. وفيه دينار قال في الميزان (2/ 30) ذاك التالف المتهم. فإسناده تالف. وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ حديث عائشة. فأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 10)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 116) من طريق عمر بن موسى، عن الزهري، عن الأعمش، عن ابن عباس مرفوعًا. وعمر بن موسى، قال ابن عدي: كان ممن يضع الحديث متنًا وإسنادًا، وقال غيره: متروك. الميزان (3/ 225) وعلى ذلك فالإِسناد ضعيف جدًا. وأما حديث مجاهد قال: الشعر في الأنف أمان من الجذام. فأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 231)، ويحيى بن معين في تاريخه (1/ 314) معلقًا كلاهما من طريق الفريابي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نجيح، عن مجاهد، به. وقال ابن معين: هذا حديث باطل ليس له أصل. وتعقبه الذهبي في الميزان (4/ 71) فقال: إنما الباطل أن يجعله من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- أما أن يكون مجاهد قاله فهذا صحيح عنه. وعليه يتبين أن هذا لا يثبت عن الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلَّا أنه ثابت من قول مجاهد.
23 - باب بط الورم
23 - بَابُ بَطِّ (¬1) الْوَرَمُ 2498 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ (¬2)، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُماني، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ (¬3) علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على رجل من الأنصار به (¬4) وَرَمٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ألاَّ تُخْرِجُوهُ عَنْهُ. قَالَ: فبُطَّ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شاهد. ¬
2498 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته أبو الربيع السمان. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 62 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى بسند فيه أشعث بن سعيد وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 99) وقال: رواه أبو يعلى، وفيه أبو الربيع السمان وهو ضعيف.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 353) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 378) من طريق أبي نعيم، عن أبي الربيع السمان، به بنحوه. وللحديث شواهد كثيرة عن أبي هريرة، وابن عباس، وعبد الله بن يحيى الحضرمي، وأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة قال: قدم رجلان أخوان المدينة، وقد أصيب رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- بسهم في جسده، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لقرابته: أطلبوا من يعالجه فجىء بالرجلين الأخوين، فقال لهما: بحديدة تعالجان، فقالا، إنما كنا نعالج في الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عالجاه، فبطه حتى برأ. فأخرجه البزّار: كما في كشف الأستار (3/ 391) من طريق عاصم بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، بِهِ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ سهيل، إلَّا عاصم. قلت: عاصم بن عمر هو العمري، قال في التقريب (ص 276): ضعيف. أما حديث ابن عباس رضي الله عنه قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- برجل، به جرح يستأذنه في بطه فأذن له. فأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 80) من طريق عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا. وعبد الله بن خراش، قال في التقريب (ص 301): ضعيف، وأطلق عليه ابن عمار الكذب. وأما حديث أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قالت: خرج من =
= عنقي خراج فذكرت ذلك للنبي- فقال: افتحيه ولا تدعيه يأكل اللحم ويمص الدم. فأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 408). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وسكت عليه الذهبي. قلت: رجاله ثقات إلَّا عمرو بن النعمان الذهبي، قال في التقريب (ص 427): صدوق له أوهام. وعليه تبين هذه الشواهد أن الورم يجب أن يُبط لكن حديث الباب لا يتقوى بها لضعفه الشديد.
24 - باب الزجر عن التداوي بالحرام
24 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَاوِي بِالْحَرَامِ 2499 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: (قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَيُّهَا النَّاسُ! أَيْنَ يُذهب بِكُمْ؟ أَتَسْقُونَ أَوْلَادَكُمُ) (¬1) الْخَمْرَ؟ إِنَّ أَوْلَادَكُمْ وُلِدُوا عَلَى الْفِطْرَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ (¬2) لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ. ¬
2499 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. وذكره البوصري في الإتحاف (ج 2/ ق 62 ب مختصر) وقال: رواه مسدّد موقوفًا، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 488)، وداود بن نصير في نسخته كما في الفتح (10/ 79) من طريق مسروق به بنحوه ولم يذكر ابن أبي شيبة أول الحديث. وصحح الحافظ في الفتح (10/ 79) إسناد داود بن نصير. =
= وتابع مسروق أربعة وهم: الأول: أبو وائل قال: إشتكى رجل منا في بطنه يقال له الصفر، وقال سفيان مرة: تسميه العرب الصغر، فنُعِتَ له السّكر، فأرسل إلى ابن مسعود، فقال: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فيما حُرّم عليكم، لفظ أحمد. أخرجه أحمد في الأشربة (ح 130)، وابن أبي شيبة في المصنّف (7/ 488)، وعبد الرزاق في المصنّف (9/ 250) والطبراني في الكبير (9/ 403)، وعلي بن حرب الطائي في فوائده كما في الفتح (10/ 79) والطحاوي في شرح المعاني (1/ 108)، والحاكم (4/ 218)، وعنه البيهقي في الكبرى (10/ 5). وإسناد الإِمام أحمد صحيح. وقال الحافظ في الفتح (10/ 79) على سند الطائي صحيح على شرط الشيخين. وقال الحاكم (4/ 410): وقد اتفق الشيخان رضي الله عنهما على حديث الثوري، عن منصور عن أبي وائل، عن عبد الله: إن اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ ووافقه الذهبي. قلت: أما البخاري فذكره معلقًا، وأما مسلم فلم أجده عنده، والله أعلم. وكذا قال السيوطي في المنهج السوي (ص 288) أخرج البخاري، عن ابن مسعود وذكر الحديث. الثاني: إبراهيم قال: قال ابن مسعود: لا تسقوا أولادكم الخمر، فإن أولادكم ولدوا على الفطرة، أتسقوهم ما لا يحل لهم إثمهم على من سقاهم، فإن اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرّم عَلَيْكُمْ. أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (9/ 251)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 403) عن الثوري، عن حماد، عن إبراهيم به. وإبراهيم هو النخعي، لم يسمع من ابن مسعود كما في جامع التحصيل =
= (ص 141)، فالإسناد منقطع، ولكن البعض صحح مراسيله وخصّ البيهقي ذلك مما أرسله عن ابن مسعود. الثالث: الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ أولادكم وُلِدُوا على الفطرة، فلا تسقوهم السُّكر، فإن الله عر وجل لن يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم. أخرجه أحمد في الأشربة (ح 133) وإسناده صحيح. الرابع: أبو الأحوص قال: أن رجلًا أتى عبد الله فقال: إن أخي مريض اشتكى بطنه وإنه نُعِتَ له الخمر أفأسقيه؟ قال عبد الله: سبحان الله! ما جعل الله شفاء في رجْس، إنما الشفاء في شيئين: العسل شفاء للناس، والقرآن شفاء لما في الصدور. أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 207) وإسناده صحيح. وذكره البخاري في صحيحه (10/ 78 الفتح) معلقًا بصيغة الجزم. وذكره البغوي في شرح السنة (10/ 258). وللحديث شواهد عن وائل بن حجر، وأبي هريرة، وأم سلمة، وأبي الدرداء رضي الله عنهم. أما حديث وائل قال: إن طارق بن سويد أو سويد بن طارق سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الخمر فنهى عن صنعتها فقال: إنها دواء، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّهَا ليست بدواء ولكنها الداء. فأخرجه مسلم (ح 1984)، وأحمد (4/ 317، 5/ 292 - 293)، وأبو داود (10/ 354 العون)، والترمذي (6/ 200 التحفة)، وابن ماجه (ح 3500)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 622)، وعبد الرزاق (9/ 251)، والبيهقي في الكبرى (10/ 4)، وفي الشعب (5/ 18)، وأبو نعيم في الطب (ق 15 أ)، والدارقطني في السنن (4/ 265)، وابن أبي شيبة (7/ 380)، كلهم من طريق علقمة بن وائل، عن أبيه به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. =
= وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان بلفظين مختلفين: الأول: عن مجاهد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن الدواء الخبيث. أخرجه أبو داود (10/ 353 العون)، والترمذي (6/ 199 التحفة)، وابن ماجه (ح 3459)، وأحمد (2/ 305، 446، 478)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 264)، والحاكم في المستدرك (4/ 410)، والبيهقي في الكبرى (10/ 5)، وفي الشعب (5/ 18)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 375) وفُسَّر الدواء الخبيث في رواية ابن ماجه والترمذي أنه السُّم. وفسره الحاكم بأنه الخمر وقال: بلا شك فيه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي وهو كما قالا. وسكت عليه الترمذي. وقال البيهقي: وهذان الحديثان حديثنا وحديث أبي الدرداء: لا تداووا بحرام إن صحا، فمحمولان على النهي عن التداوي بالمسكر، أو على التداوي بكل حرام في غير حال الضرورة، ليكون جمعًا بينهما وبين حديث العُرنين، والله أعلم. الثاني: عن أبي سيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: من أصابه شيء من هذه الأدواء فلا يفزعن إلى شيء مما حرم الله، فإن الله لم يجعل في شيء مما حَرّم شفاء. أخرجه أبو نعيم في الطب (ق 15أ) وفيه يونس بن محمد العبدي الهيّاح، أو الصياح من شيوخ أبي نعيم، لم أجد له ترجمة. وأما حديث أبي الدرداء فقد تقدم تخريجه في شواهد الحديث رقم (2441). وأما حديث أم سلمة: فسيأتي تخريجه في الحديث القادم رقم (2500).
2500 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ مُخَارِقٍ، قال: قالت أم سلمة رضي الله عنها اشْتَكَتِ ابنةٌ لِي، فَنَبَذْتُ لَهَا فِي تَوْر، فَدَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَغْلِي، فَقَالَ (¬1): مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَتِي اشْتَكَتْ، فَنَبَذْتُ لَهَا هَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِي حَرَامٍ. صَحَّحَهُ ابْنُ حبّان. ¬
2500 - الحكم عليه: إسناد حديث الباب ضعيف، علته حسان بن مخارق فهو مستور. وذكره الهيثمي في. المجمع (5/ 86) وقال: رواه أبو يعلى، والبزار، إلَّا أنه قال: في "كوز" بدل في "تور" ورجال أبي يعلى رجال الصحيح، خلا حسان بن مخارق، وقد وثَقه ابن حبّان.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (12/ 402) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه كما في الإحسان (2/ 334)، عن أبي يعلى به. وأخرجه الطبراني في الكبير (23/ 326)، والبيهقي في الكبرى (10/ 5)، كلاهما من طريق جرير به بنحوه. وأخرجه أحمد في كتاب الأشربة (ح 159)، وابن أبي الدنيا في ذم المسكر (ص 56) والبيهقي في الكبرى (10/ 5) من طريق الشيباني به بنحوه. =
= وعزاه الهيثمي في المجمع (5/ 86) إلى البزّار وقال: إلَّا أنه قال: في "كوز" بدل في "تور". قلت: لم أجده في كشف الأستار، ويظهر أن كلمة (الطبراني) تحرفت إلى (البزّار) إذ أخرجه الطبراني في الكبير كما تقدم آنفًا وقال في روايته: في "كوز" بدل في "تور". ومدار هذه الطرق على حسان بن مخارق، وهو مستور، فالإسناد باق على ضعفه، ولكن يشهد له حديث ابن مسعود رقم (2499)، وشواهده فيرتقي إلى الحسن بغيره.
25 - باب الزجر عن السحر
25 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السِّحْرِ 2501 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلاّم، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ [هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ] (¬1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ سَاحِرًا أو كاهنًا فسأله (¬2) فصدقه مما يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. ¬
2501 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف؛ علته عنعنة أبي إسحاق السبيعي. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 65 ب) وقال: له شاهد في مسند البزّار من حديث جابر، وعمران. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 36)، والحافظ في الفتح (10/ 217)، والزبيدي في إتحاف السادة (4/ 198)، وقالوا: سنده جيد، وزاد الحافظ: لكن لم يصرح برفعه ومثله لا يُقال بالرأي.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (9/ 280) بنفس الإسناد والمتن. =
= وله عن عبد الله بن مسعود ست طرق: الأولى: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عن عبد الله بنحوه. ورواه عن أبي إسحاق عدة وهم: 1 - سفيان الثوري، عن أبي إسحاق به. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 392)، والبغوي في الجعديات (ح 1945)، والخطيب في تاريخه (8/ 60)، والبيهقي في الكبرى (8/ 136) كلهم من طريق سفيان به. 2 - عمرو بن قيس، عن أبي إسحاق به. أخرجه البغوي في الجعديات (ح 1950)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 104)، وابن عدي في الكامل (7/ 239)، والبزاركما في الكشف (3/ 443) كلهم من طريق عمرو بن قيس. 3 - شعبة، عن أبي إسحاق به. أخرجه الطيالسي (ص 50)، والبغوي في الجعديات (ح 1942، 1943، 1944)، والدارقطني في العلل (5/ 329)، وصرح أبو إسحاق بالتحديث في رواية البغوي. 4 - إسرائيل، عن أبي إسحاق به. أخرجه البغوي في الجعديات (ح 1941)، والدارقطني في العلل (5/ 329). 5 - زهير، عن أبي إسحاق به. أخرجه البغوي في الجعديات (ح 1941)، والدارقطني في العلل (5/ 329) كلاهما من طريق زهير به. 6 - معمر، عن أبي إسحاق به. أخرجه البغوي في الجعديات (ح 1947). 7 - أبو الأحوص، عن أبي إسحاق به. أخرجه البغوي في الجعديات (ح 1946). 8 - أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق به. أخرجه البغوي في الجعديات (ح 1946). 9 - شريك، عن أبي إسحاق به. أخرجه البغوي في الجعديات (ح 1946). =
= 10 - السيد بن عيسى، عن أبي إسحاق به. أخرجه البغوي في الجعديات (ح1946). 11 - عبد العزيز بن مسلم عن أبي إسحاق به. أخرجه البغوي في الجعديات (ص 1948). وهذه الطرق مدارها على أبي إسحاق، عن هبيرة. وأبو إسحاق صرح بالتحديث في رواية شعبة عنه، بل رواية شعبة عنه هذا الحديث كافية للأمن من التدليس، فقد قال شعبة كفيتكم تدليس أربعة وذكر منهم أبا إسحاق. وهبيرة صدوق فالإسناد حسن. الثانية: عن إبراهيم، عن همام قال: قال عبد الله: من أتى ساحرًا، أو كاهنًا، أو عرافًا، فآمن مما يقول، فقد برئ مما أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 443)، والبغوي في الجعديات (ح 1951) وإسناد البزّار صحيح. الثالثة: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حبة العُرني، أن عبد الله قال: من أتى كاهنًا أو عرافًا، فصدقه مما يقول، فقد كفر مما أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 4)، والبغوي في الجعديات (ح 1953)، وفي إسناد ابن عدي، عباس بن الفضل، قال في التقريب (ص 293): متروك، لكن تابعه النضر بن شميل في رواية الجعديات، قال في التقريب (ص 562): ثقة، ثبت. وبقية رجال الجعديات ثقات إلَّا حبة العرني، قال في التقريب (ص 150): صدوق له أغلاط. الرابعة: شعبة عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عن عبد الله بن مسعود، قال: من أتى عرافًا فصدقه مما يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 223 أ). وقال: لم يروه عن سعيد إلَّا يزيد. =
= وأبو الزعراء قال في التقريب (ص 327): وثقه العجلي. وبقية رجاله ثقات. الخامسة: إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: من أتى عرافًا أو كاهنًا يؤمن مما يقول فقد كفر مما أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 93)، ورجاله ثقات، خلا عيسى بن إبراهيم البركي، قال في التقريب (ص 438): صدوق، ربّما وهم. السادسة: معمر، عن قتادة، عن أبي مسعود بنحو الطريق الخامسة. أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20348). وإسناده منقطع، فقتادة لم يسمع من أحد من الصحابة إلَّا من أنس بن مالك كما في جامع التحصيل (ص 255). وعليه يرتقي الحديث بمجموع هذه الطرق إلى الصحيح لغيره. وهؤلاء كلهم رووه موقوفًا من قول عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وإن كان له حكم المرفوع كما أشار الحافظ في الفتح (10/ 217). وأخرجه البغوي في الجعديات (ح 1949)، وعنه ابن عدي في الكامل (3/ 282) عن يحيى الحماني، أخبرنا أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن عبد الله مرفوعًا. وقال ابن عدي: رواه عن أبي إسحاق: الثوري، وشعبة، وإسرائيل [وعمرو بن قيس،] وغيرهم، عن هبيرة عن عبد الله موقوفًا، ومنهم من أوقفه، ومنه رفعه، ولا أدري النبلاء من يحيى، أو من أبي خالد، فإن أبا خالد قد روي عنه موقوفًا ومرفوعًا. وقال الدارقطني في العلل (5/ 329): ووهم الحماني في رفعه، وخالفه عثمان بن أبي شيبة، وهارون بن إسحاق، فروياه عن أبي خالد موقوفًا وهو الصحيح. اهـ. =
= قلت: أبو خالد الأحمر واسمه سليمان بن حيان قال في التقريب (ص 250) صدوق يخطئ. ويحيى بن عبد الحميد قال في التقريب (ص 593): حافظ، إلَّا أنهم اتهموه بسرقة الحديث. وفسر بأنه كان يتلقّط أحاديث ويدعي روايتها، فيرويها على وجه التدليس، ويوهم أنه سمعها، وعلى ذلك فهو ضعيف. فالحمل عليه أولى من الحمل على أبي خالد الأحمر، كما قال الدارقطني. وللحديث شواهد كثيرة مرفوعة عن أبي هريرة، وأنس وعمر، وابن عمر، وبعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-. أما حديث أبي هريرة، فله عنه طريقان: الأولى: عن خلاس، ومحمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا: من أتى عرافًا، إو كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. أخرجه الحاكم (1/ 8)، وعنه البيهقي في الكبرى (8/ 135)، وأخرجه أبو بكر بن خلاد في الفوائد (ج 1/ ق 221 أ)، والحارث في مسنده (ج 2/ ق 187 ب)، وعبد الغني المقدسي في العلم (ق 55 أ) الثلاثة الأخيرة: كما في إرواء الغليل (ح 2006) كلهم من طريق عوف، عن خلاس ومحمد به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرطهما جميعًا من حديث ابن سيرين ولم يخرجاه، وحدث البخاري، عن إسحاق، عن روح، عن عوف، ومحمد، عن أبي هريرة قصة موسى أنه آدر، ووافقه الذهبي. الثانية: عن حكيم الأثرم، عن أبي تميمة الهجيمي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول، أو أتى إمرأة في دبرها، أو أتى إمرأة وهي حائض، قد برىء بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. أخرجه أبو داود (10/ 399 العون)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الإشرات (10/ 124)، والترمذي (1/ 418 التحفة)، وابن ماجه (ح 639)، وأحمد =
= (2/ 408، 476)، والدارمي (1/ 207)، وابن الجارود في المنتقى (ح 107)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 318)، وابن عدي في الكامل (2/ 220)، والطحاوي في شرح المعاني (3/ 45)، والبيهقي في الكبرى (7/ 198)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 16) معلقًا، وقال: هذا حديث لا يتابع عليه، ولا يُعرف لأبي تميمة سماع من أبي هريرة. وقال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلَّا من حديث حكيم الأثرم، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي هريرة. قلت: أعل البخاري الحديث بالانقطاع بين أبي تميمة، وأبي هريرة، وأبو تميمة واسمه طريف بن مجالد، قال في التقريب (ص 282): ثقة، مات سنة سبع وتسعين أو قبلها أو بعدها، وأبو هريرة رضي الله عنه، قال في التقريب (ص 681): مات سنة سبع -وقيل ثمان، وقيل تسع وخمسين- فالمعاصرة واردة في مثل هذا وأبو تميمة ثقة، لم يُعرف بالتدليس، فلا انقطاع بينهما، ولكن شرط البخاري هو اللقاء، ولا يكفي عنده المعاصرة. ورجال أبي داود ثقات إلَّا حكيم الأثرم، قال في الكشف (1/ 248): صدوق. وقال الحافظ العراقي في "الأمالي": كما في فيض القدير (6/ 23): حديث صحيح. أما حديث أنس يرفعه: من أتى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ برئ مما أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومن أتاه غير مصدق له لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. فأخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 299)، وابن عدي في الكامل (3/ 156)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 1223) كلهم من طريق رشدين بن سعد، حدّثنا جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ مرفوعًا. وقال الحافظ في الفتح (10/ 217): سنده لين. قلت: فيه رشدين بن سعد قال في التقريب (ص 209): خلَّط في الحديث. =
= أما حديث بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرفوعًا: من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. فأخرجه مسلم (ح 2230)، وأحمد (4/ 68، 5/ 680)، والبخاري في التاريخ الصغير (2/ 56)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 406)، وفي تاريخ أصبهان (2/ 236)، والبيهقي في الكبرى (8/ 138)، وفي الآداب (ح 469). وأما حديث عمر بن الخطاب: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: من أتى عرافًا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. فأخرجه البخاري في التاريخ الصغير (2/ 56)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 1223)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 774) كلهم من طريق أبي بكر بن نافع العدوي، عن نافع، عن صفية، قالت: سمعت عمر بن الخطاب يقول وذكره. وأبو بكر بن نافع العدوي قال في التقريب (ص 624): ضعيف. وبين أبو حاتم في العلل (2/ 269) أن حديث عمر هذا هو الصواب وحديث ابن عمر الآتي خطأ. وأما حديث ابن عمر مرفوعًا: من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. فأخرجه البخاري في التاريخ الصغير (2/ 57)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 223أ)، من طريق الدراوردي، عن عبيد الله، عن نافع، عن أبي عمر به. والدراوردي قال في التقريب (ص 9/ 35): قال النسائي: حديثه عن عبد الله العمري منكر. قلت: هذا منه، وقال الطبراني: لم يروه عن عبد الله إلَّا الدراوردي تفرّد به. قلت: بل رواه عن عبد الله غير الدراوردي، وهو سعيد بن وهب. أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 246) من طريق أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن وهب، عن ابن عمر به وأبو إسحاق لم يصرح بالتحديث فهو ضعيف.
26 - باب الزجر عن النظر في النجوم
26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ (103) قَالَ: حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه يأتي إن اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفِتَنِ (¬1) فِي قِصَّةِ أَهْلِ النهروان من الخوارج. ¬
27 - باب الكهانة
27 - بَابُ الْكِهَانَةِ 2502 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-.
2502 - تخريجه: إسناده حسن من أجل هبيرة بن يريم فهو لا بأس، به. وهو في مسند الطيالسي (ص 50). وتقدم تخريجه في الحديث السابق (2501) وقد جعلتهما حديثين منفصلين لأن الحافظ أوردهما في بابين مختلفين، على أن حديث الباب جاء في بعض رواياته عن شعبة ذِكْرُ السحر والعرافة، فلذلك لم أفصلهما في التخريج.
2553 - [1] وَحَدَّثَنَا (¬1) الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَلَا إِنَّ (¬2) الْعَرَّافِينَ كُهّانُ الْعَجَمِ، فَمَنْ آمَنَ بِكَاهِنٍ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ (¬3) عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. ¬
2503 - [1] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، إذ رواه عن المسعودي أبو داود الطيالسي، وقد سمع منه بعد الاختلاط: كما في الكواكب النيرات (ص 288). وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 164 ب) وقال: رواه الطبراني في الكبير، ورواته ثقات. ولم يعزه إلى الطيالسي.
تخريجه: لم أجده في مسند الطيالسي، ولا في منحة المعبود. لكن أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 391) عن معاوية، قال: حدّثنا الشيباني، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هلال قال: قال علي: إن هؤلاء العرافين كهان العجم، فمن أتى كاهنًا، يؤمن بما قال، فقد برئ مما أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وفيه سقط وتحريف يأتي بيانه في الطريق الآتي.
2503 - [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا (¬1) الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شداد، به. ¬
2503 - [2] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته عنعنة أبي إسحاق وهو من أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع.
تخريجه: هو في المصنف لابن أبي شيبة (7/ 391) ووقع فيه ثلاث أمور: 1 - تصحف شيخ ابن أبي شيبة إلى: "معاوية". 2 - سقط أبو إسحاق من السند. 3 - صحابي الحديث هو علي بدلًا من عبد الله. ويرتقي حديث عبد الله بمجموع هذين الطريقين إلى الحسن لغيره.
28 - باب الكي
28 - بَابُ الْكَيِّ 2504 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نمير، حدّثنا مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: اشْتَكَى رَجُلٌ مِنَّا شَكْوَى شَدِيدَةً، فَقَالَ الْأَطِبَّاءُ: لَا يَبْرَأُ إلَّا بِالْكَيِّ، فَأَرَادَ أَهْلُهُ أَنْ يَكْوُوهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا، حَتَّى نَسْتَأْمِرَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَاسْتَأْمَرُوهُ فَقَالَ: لَا، فَبَرَأ الرَّجُلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: هَذَا صَاحِبُ بَنِي فُلَانٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إن هَذَا لَوْ كُوِيَ لَقَالَ النَّاسُ: إِنَّمَا أَبْرَأَهُ الكي. * مجالد ضعيف.
2504 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته مجالد بن سعيد، وبيّن الحافظ ابن حجر ضعفه هنا في المطالب. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ح 2/ ق 62 أمختصر) وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لضعف مجالد.
تخريجه: هو في مصنف ابن أبي شيبة (7/ 426) بنفس الإسناد والمتن. ولحديث الباب شواهد ساذكرها في الحديث الآتي رقم (2505) يرتقي بها إلى الحسن لغيره.
2505 - [قَالَ الْحَارِثُ] (¬1): حَدَّثَنَا [الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ] (¬2)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ [الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ] (¬3) قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِابْنٍ لَهَا قَدْ سُقِيَ بَطْنُهُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ ابْنِي أَصَابَهُ مَا تَرَى، أَفَأَكْوِيهِ؟ فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تَكْوِي ابْنَكِ، فَأَجْمَعَتْ عَلَى أَنْ لَا تَكْوِيهِ، فَعَثَرَ بِهِ بَعِيرٌ فَخَبَطَهُ -أَوْ لَبَطَهُ- فَفَقَأَ بَطْنَهُ فَبَرَأَ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَأْذَنْتُكَ فِي ابْنِي أَنْ تَكْوِيَهِ فَنَهَيْتَنِي، فمَرَّ بِهِ بَعِيرٌ فَخَبَطَهُ -أَوْ لَبَطَهُ- فَفَقَأَ وَبَرَأَ (¬4)، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬5): أَمَا إِنِّي لَوْ أَذِنْتُ لَكِ لزعمتِ أَنَّ النار هي التي شفته. ¬
2505 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح إلَّا أنه مرسل. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 62 أمختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 520) بنفس الإِسناد والمتن. =
= ولم أجد من أخرجه غير الحارث إلَّا أنه ورد مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، أن رجلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ أخوه قد سقي بطنه، فقال: يا رسول الله! إن أخي قد سقي بطنه، فأتيت به الأطباء فأمروني بالكي أفكويه؟ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا تكووه. ورده إلى أهله، فمر به بعير فضرب على بطنه، فانخمص بطنه فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أما أنك لو أتيت به الأطباء لقلت: النار شفته أخرجه الطبراني في الثلاثة، الكبير (18/ 153)، والأوسط كما في مجمع البحرين (ق 221 ب)، والصغير (ح 691)، ومن طريقه أبو نعيم في الطب (ق67 أ) من طريق عبد الله بن عيسى الخزار، حدّثنا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عمران بن حصين به. وهذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف عبد الله بن عيسى الخزار كما في التقريب (ص 317). الثانية: الانقطاع بين الحسن، وعمران فهو لم يسمع منه كما في المراسيل لابن أبي حاتم (ص 40). ويشهد لمعناه أحاديث كثيرة جاءت في كراهية الكي ومدح تاركيه ومنها: حديث عبد الله بن مسعود قال: إن إناسًا أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بصاحب لهم فسألوه أنكويه؟ فسكت، فسألوه فسكت، ثم سألوه فقال -صلى الله عليه وسلم- أرضفوه أو حَرِّقوه وكَرَهَ ذلك. أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 19517)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (9/ 342)، وأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 320)، وابن أبي شيبة (7/ 424)، وأحمد (1/ 426)، والحاكم (4/ 416)، والنسائي في الكبرى (4/ 377). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: فيه أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس، إلَّا أنه صرح بالسماع في رواية النسائي فالحديث صحيح الإسناد. =
= وحديث عقبة بن عامر قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نهى عن الكي. أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 321). وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف. وحديث المغيرة بن شعبة، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: من اكتوى أو استرقى، فقد برىء من التوكل. أخرجه أحمد (4/ 249)، والترمذي (6/ 214 التحفة)، وابن ماجه (ح 3489)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 629)، والحاكم (4/ 415)، والنسائي في الكبرى (4/ 378)، وابن أبي شيبة (7/ 428)، والبغوي في شرح السنة (12/ 160)، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 194)، والبيهقي في الشعب (2/ 61)، وفي الكبرى (9/ 341)، والطبراني في الكبير (20/ 381)، والطيالسي (ص 95)، والحميدي (ح673). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح، الإسناد، ووافقه الذهبي وهو كما قالا. وحديث عمران بن حصين قال: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الكي فاكتوينا، فما أفلحنا ولا أنجحنا. أخرجه أحمد (4/ 427، 430)، وأبو داود (10/ 344 العون)، والترمذي (6/ 205 التحفة)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 626)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 320) ولم يذكر شطره الثاني، وابن ماجه (ح 3490)، والبيهقي في الكبرى (7/ 342)، والنسائي في الكبرى (4/ 337). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: هو من رواية الحسن، عن عمران وهو لم يسمع منه كما تقدم في أول حديث الباب. وحديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يدخل الجنة =
= من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب، قيل يا رسول الله، من هم؟ قال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكّلون، فقام عكاشة فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت منهم، قال: فقام رجل فقال: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهم، قال: سبقك بها عُكّاشة. أخرجه مسلم (ح 218)، وأحمد (4/ 436، 441، 443)، وأبو عوانة (1/ 87)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 320)، والطبراني في الكبير (18/ 169)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 630). وأما حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: عُرضت عليّ الأمم، فجعل النبي والنبيّان يمرون معهم الرهط، والنبي ليس معه أحد، حتى رُفع لي سواد عظيم، قلت: ما هذا؟ أمتي هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه. قيل: انظر إلى الأفق، فإذا سواد يملأ الأفق. ثم قيل لي: انظر ها هنا في آفاق السماء، فإذا سواد قد ملأ الأفق، قيل: هذه أمتك، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب. ثم دخل ولم يبين لهم، فافاض القوم وقالوا: نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله فنحن معهم، أو أولادنا الذين ولدوا في الإِسلام، فإنّا ولدنا في الجاهلية، فبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- فخرج فقال: هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون. فقال عكاشة بن محصن: أفيهم أنا يا رسول الله؟ قال نعم. فقام آخر فقال: أمنهم أنا؟ قال: سبقك بها عكاشة. أخرجه البخاري (10/ 155 الفتح)، وابن أبي شيبة (7/ 426)، وأبو عوانة (86/ 1)، وأحمد (1/ 271)، والبيهقي في الشعب (1/ 251)، وابن حبّان كما في الإِحسان (8/ 114)، والبغوي في شرح السنة (15/ 135)، ومسلم (ح 220)، والطبراني في الكبير (18/ 23) وذكر طرفًا منه، والنسائي في الكبرى (4/ 378).
2506 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبْجَرَ (¬1)، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: عَزَمَ عُمَرُ رضي الله عنه، عَلَيّ لأكتوين. ¬
2506 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته سيّار أبو حمزة، فهو مستور. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 62 مختصر) وقال: رواه مسدّد وسكت عليه.
تخريجه: ذكره الهندي في الكنز (ح 28476) وعزاه لمسدد. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 422) من طريق يحيى بن سعيد به بنحوه. وأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 323)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 424) كلاهما من طريق سفيان به ولفظه أقسم عليّ عمر لاكتوين. ومدار هذه الطرق على سيّار، وقد علمت حاله. ويشهد لمعناه أحاديث تدل على جواز الكي عن جابر، وأنس بن مالك، وأبي بن كعب رضي الله عنهم. أما حديث جابر، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلى أبي بن كعب طبيبًا فقطع فيه عرقًا ثم كواه عليه. فأخرجه مسلم (ح 2206)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 321)، والبيهقي في الكبرى (9/ 342)، والحاكم في المستدرك (4/ 417)، وأحمد (3/ 303، 315)، وابن ماجه (ح 3493). وسكت عليه الحاكم. =
= وأما حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كوى أسعد بن زرارة في الشوكة. فأخرجه الترمذي (6/ 206 التحفة)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 321)، والحاكم (4/ 417)، والبيهقي في الكبرى (9/ 342) كلهم من طريق ابن شهاب الزهري، عن أنس به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قال ابن التركماني في الجوهر النقي: رُوي عن ابن شهاب بإسنادين، رواه معمر، عن ابن شهاب، عن أنس ولم يروه عن ابن شهاب غير معمر وهو عند أهل العلم بالحديث مما أخطأ فيه معمر بالبصرة فيما أملاه من حفظه هنالك، والآخر رواه ابن حريج، ويونس بن يزيد، عن ابن شهاب عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وهو أولى بالصواب عندهم في الإسناد. قلت: وفيه عنعنة ابن شهاب وهو مدلس من الثالثة. وأما حديث أبيّ بن كعب قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كواه. فأخرجه أحمد (5/ 115). وإسناده صحيح. وأما حديث جابر رضي الله عنه، قال: رُمي سعد بن معاذ في أكحله، فحمله رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ بمشقص، ثم ورمت، فحسمه الثانية. فأخرجه مسلم (ح 2208)، وأبو داود (10/ 345 العون)، وابن ماجه (ح 3494)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 321)، والبيهقي في الكبرى (9/ 342)، وابن أبي شيبة (7/ 421).
2507 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إن يكن في شيء بما تُعَالِجُونَ (¬1) شِفَاءٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمْ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ لَدْغَةٍ مِنْ نَارٍ تُصِيبُ أَلَمًا، وما أحب أن أكتوي. ¬
2507 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: عنعنة ابن إسحاق، وهو كثير التدليس، عده الحافظ ابن حجر ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين، الذين اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلَّا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل. الثانيهْ: الانقطاع بين يزيد والأنصاري المبهم، فيزيد لا تُعرف له رواية عن أحد من الصحابة. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 60 أمختصر) وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لعنعنة ابن إسحاق. اهـ. هكذا ولم يُشر إلى الانقطاع.
تخريجه: هو في مصنف ابن أبي شيبة (7/ 443) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 506) من طريق محمد بن إسحاق به بلفظه. وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه ولعنعنة ابن إسحاق. وأخرجه الطبري موصولًا (مسند ابن عباس ص 505، 506) بإسنادين. الأول: عن يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن =
= الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن رجل من الأنصار يرفعه بنحوه. وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات. الثاني: عن أبي كريب محمد بن العلاء، قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق البجلي، حدّثنا يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، أن سويد بن قيس أخبره، عن رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بنحوه، وهذا إسناد حسن فيه يحيى بن إسحاق، قال في التقريب (ص 587) صدوق، ويحيى بن أيوب هو الغافقي، قال في التقريب (ص 588): صدوق ربما أخطأ. ولكنه وافق الثقات في الإسناد الأول فانتفى وقوع الخطأ. وأخرجه أحمد (6/ 401)، والنسائي في الكبرى (4/ 378)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 504. 505)، والطبراني في الكبير (17/ 430)، وفي الأوسط كما في المجمع (5/ 91)، وأحمد بن الفرات في جزئه كما في السير (3/ 37)، وأبو نعيم في المعرفة (ج 2/ ق 185 ب)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 16/ ق 653) كلهم من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حُديج به بنحوه. ففي هذه الروايات تصريح باسم الصحابي، وهو معاوية بن حُديج، إلَّا أنه كِنْدِي وليس من بني سلمة. وإسناد الطبري صحيح رجاله ثقات، رجال الصحيحين خلا شيخه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، وهو ثقة كما في التقريب (ص 344). وللحديث شواهد كثيرة عن جابر، وابن عباس، وعقبة بن عامر، وابن عمر. أما حديث جابر مرفوعًا: إن كان في شيء من أدويتكم خيرًا، ففي شرطة الحجامة، أو شربة عسل، أو لذعة بنار، وما أحب أن أكتوي. فأخرجه البخاري (10/ 139 الفتح)، ومسلم (ح 2205)، وأحمد (3/ 343)، =
= وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 443)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 551)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 322) والبغوي في شرح السنة (12/ 143)، وأبو يعلى (4/ 77)، والييهقي في الكبرى (9/ 341)، وفي الآداب (ح1058). وزاد الطحاوي، والطبري في روايتيهما: أو لذعة بنار توافق داء. أما حديث ابن عباس مرفوعًا: الشفاء في ثلاثة في شرطة وحجم، أو شربة عسل، أو كية بنار وأنا أنهى عن الكي. فأخرجه البخاري (10/ 136 الفتح)، وأحمد (1/ 246)، وابن ماجه (ح3491)، والبغوي في شرح السنة (12/ 144)، والبيهقي في الكبرى (9/ 341)، والطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ص 492) ولم يذكر كية النار. وأما حديث عقبة بن عامر مرفوعًا: إن كان في شيء شفاء فشَرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية تصيب ألمًا، وأنا أكره الكي ولا أحبه. فأخرجه أحمد (4/ 146)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 505) والطبراني في الكبير (17/ 289)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 221 ب)، والحارث كما في بغية الباحث (ح 519)، وأبو يعلى (3/ 300) كلهم من طريق عبد الله بن الوليد، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله البزني، عن عقبة بن عامر به. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 91) وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الكبير، والأوسط، ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن الوليد، وهو ثقة. قلت: عبد الله بن الوليد: هو التجيبي قال في التقريب (ص 328): ليّن الحديث. فالإِسناد ضعيف. ويشهد لشطره الأخير وما أحب أن أكتوي أو أنا أنهى أمتي عن الكي، ما ورد من أحاديث في النهي عن الكي وكراهته وقد خرجتها في الحديث رقم (2505).
2508 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ شَيْخٍ، عَنْ شَيْخٍ لَنَا [لَمْ] (¬1) أُدْرِكْهُ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَلَى خَبَّابٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدِ اكْتَوَى، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (¬2)! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا قَدْ نُهينا عَنْ هَذَا، وكُرِهَ لَنَا هَذَا، فَقَالَ خَبَّابٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اشْتَدَّ الْبَلَاءُ، وَقَالَ الْأَطِبَّاءُ: لَا دَوَاءَ (¬3) لَكَ إلَّا هَذَا، قَالَ عَبْدُ الله: ما كنت أخافك على هذا. ¬
2508 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لجهالة اثنين من رواته. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ح 2/ ق 62 أمختصر) وقال: رواه أبو داود والطيالسي بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.
تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 53) بنفس الإسناد والمتن. ولم أجد من أخرجه غير الطيالسي. ولكن قصة اكتواء خباب ثابتة في الصحيحين وغيرهما: عن قيس بن أبي حازم قال: دخلنا على خباب نعوده، وقد اكتوى سبع كيات فقال: لو ما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به. لفظ مسلم. أخرجه البخاري (10/ 127 الفتح)، ومسلم (ح 2681)، والنسائي في المجتبى (4/ 4)، وابن ماجه (ح 4163)، وأحمد (5/ 109، 110، 112، 6/ 395)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 324)، والبيهقي في الكبرى (3/ 376)، والطبراني =
= في الكبير (4/ 61)، والحميدي (ح 154)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 146). وعن حارثة بن مضرب قال: دخلت على خباب وقد اكتوى سبعًا فقال بنحو الحديث السابق. أخرجه أحمد (5/ 111)، والترمذي (4/ 46، 6/ 185 التحفة)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 324)، والطبراني في الكبير (4/ 70)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 144). وقال الترمذي في الموضع الأول: هذا حديث حسن صحيح، وفي الموضع الثاني: هذا حديث صحيح وهو كما قال.
29 - باب الحجم
29 - بَابُ الْحَجْمِ 2509 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عن حنطلة، عن طاووس قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- احتجم وأعطى الحجام أجره.
2509 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح إلَّا أنه مرسل. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق61 أمختصر) وقال: رواه مسدّد مرسلًا.
تخريجه: أخرجه هكذا مرسلًا الشافعي في مسنده (2/ 166) قال: أنبأنا سفيان، أخبرني إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس قال: إحتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال للحاجم: اشكموه -سؤال عن القيمة-. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 338) من طريق الشافعي، به بلفظه. وروي موصولًا عن طاووس، عن ابن عباس قَالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأعطى الحجام أجره. أخرجه البخاري (4/ 458 الفتح)، ومسلم (ح 1202)، وأحمد (1/ 250، 258، 293)، وابن ماجه (ح 2162)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 129)، وأبو نعيم في الطب (ق 136)، والبيهقي في الكبرى (9/ 338)، والنسائي في الكبرى (4/ 373)، وابن سعد في الطبقات (1/ 445)، والطبراني في الكبير (11/ 21). =
= وتابع طاووس في رواية الحديث عن ابن عباس سبعة وهم: الأول: عكرمة، عن ابن عباس قَالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأعطى الحجام أجره، ولو علم كراهية لم يُعطه. أخرجه البخاري (4/ 458 الفتح)، وأبو داود (9/ 292 العون)، وأحمد (1/ 351)، وأبو نعيم في الطب (ق 44 أ)، وفي تاريخ أصبهان (1/ 295)، والبيهقي في الكبرى (9/ 338)، والطبراني في الكبير (11/ 319)، وابن عبد البر في التمهيد (2/ 227). الثاني: الشعبي، عن ابن عباس قال: حجم النبي -صلى الله عليه وسلم- عبدٌ لبني بياضة، فأعطاه النبي -صلى الله عليه وسلم- أجره، وكلم سيده فخفف عنه في ضربته، ولو كان سُحتًا لم يعطه النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه مسلم (ح 1202)، وأحمد (1/ 241، 316، 324، 365)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 130)، والطبراني في الكبير (12/ 95)، وأبو يعلى (4/ 250)، والبيهقي في الكبرى (9/ 338)، والترمذي في الشمائل (ح 345)، وابن سعد في الطبقات (1/ 444). الثالث: ابن سيرين، عن ابن عباس قَالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وآجر الحجام، ولو كان حرامًا لم يعطه. أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 19818)، وابن أبي شيبة (6/ 267)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 130) وأبو يعلى (5/ 220)، والطبراني في مسند الشاميين (2/ 425)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 233)، والبيهقي في الكبرى (9/ 338)، والطبراني في الكبير (12/ 188) وابن عبد البر في التمهيد (2/ 227)، وابن الأعرابي في معجمه (ح 30). وهو منقطع، فابن سيرين لم يسمع من ابن عباس كما في جامع التحصيل (ص 264). =
= الرابع: مقسم، عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو صائم محرم في الأخدعين والكتف، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يعطه. أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 445)، وأحمد (1/ 215)، وابن عدي في الكامل (7/ 576)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 10)، وأبو يعلى (4/ 246) كلهم من طريق يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، به. ولم يذكر إعطاء الحجام إلَّا الخطيب. وفي سنده يزيد بن أبي زياد، قال في التقريب (ص 601): ضعيف، كبر فتغير وصار يتلقن وكان شيعيًا. الخامس: عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس بنحو طريق الشعبي. أخرجه أحمد (1/ 333) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، به. وفيه عنعنة الزهري وهو مدلس من الثالثة. السادس: يزيد بن إبراهيم، عن ابن عباس بنحو طريق ابن سيرين. أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 268). وإسناده منقطع، قال ابن المديني كما في جامع التحصيل (ص 300): يزيد لم يلق أحدًا من الصحابة. السابع: أبو طالب، عن ابن عباس أن حجامًا كان يقال له أبو طيبة الحجام حجم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأعطاه أجره. أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 130) من طريق قتادة، عن أبي طالب، به. وقتادة لم يصرح بالتحديث وهو مدلس من الثالثة. وفي الباب عن أنس، وعلي رضي الله عنهما. أما حديث أنس فله عنه أربع طرق: الأولى: عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، أنه قال: حجم أبو طيبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأمر له بصاع من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عنه من خراجه. أخرجه البخاري (4/ 324)، ومسلم (ح 1577)، وأبو داود (9/ 292 العون)، =
= والترمذي (4/ 99 التحفة)، وابن أبي شيبة (6/ 266)، ومالك في الموطأ (2/ 794)، والشافعي في مسنده (2/ 166، 176)، وأحمد (3/ 100، 182)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 131)، والحميدي (2/ 510)، والبيهقي في الكبرى (9/ 337)، والطبراني في الأوسط (3/ 220)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 496)، والترمذي في الشمائل (ح 343)، والبيهقي في الآداب (ح 997)، وابن سعد في الطبقات (1/ 443)، وأبو عبيد في الأموال (ح 183). وقال الترمذي: حديث أنس حديث حسن صحيح. الثانية: عن عمرو بن عامر، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يحتجم، ولم يكن يظلم أحدًا أجره. أخرجه البخاري (4/ 458 الفتح)، ومسلم (ح 1577)، وأبو يعلى (6/ 375)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 247) والبيهقي في الكبرى (9/ 337). الثالثة: عن ابن سيرين، عن أنس قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-إليك احتجم وأعطى الحجام أجره. أخرجه ابن ماجه (ح 2164)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 130)، وأبو يعلى (5/ 220)، وإسناده صحيح. الرابعة: عن عاصم، عن أنس بنحو الطريق الثالثة. أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 130)، من طريق القاسم بن مالك، عن عاصم، به. والقاسم بن مالك قال في التقريب (ص 451): صدوق، فيه لين، أي يصلح للاعتبار وقد توبع. 2 - أما حديث علي فله عنه طريقان: الأولى: عن عبد الأعلى يرويه عن ثلاثة، عن علي: 1 - عبد الأعلى: عن أبي جميلة، عن علي قال سمعت عليًا يقول: احتجم =
= رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأعطى الحجام أجره. أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 134)، والطيالسي (ص 23)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 130)، والبيهقي في الكبرى (9/ 338)، والترمذي في الشمائل (ح 344). 2 - عبد الأعلى: عن أبي عبد الرحمن الساعي، عن علي بنحو الطريق السابقة. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 311). 3 - عبد الأعلى: عن أبي حميد عن علي بنحو الطريق السابقة. أخرجه ابن ماجه (2163). وعبد الأعلى هو ابن عامر الثعلبي، قال في الميزان (2/ 530): ضعّفه أحمد، وأبو زرعة، وعليه فالحديث بأسانيده الثلاثة ضعيف. الثانية: أبي جناب، عن أبي جميلة الطهوي بنحو السابق. أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 267)، وأحمد (1/ 90، 135). وأبو جناب هو يحيى بن أبي حيّه، قال في التقريب (ص 589): ضعيف لكثرة تدليسه.
2510 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ [عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ] (¬1)، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: لَمَّا عُرج بي إلى السماء أمُرّ بملاءِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إلَّا قَالُوا: عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ بالحجامة. ¬
2510 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: محمد بن عمر الواقدي فهو متروك. الثانية: ابن أبي طوالة لم أجد له ترجمة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 61 أ) وقال: رواه الحارث عن شيخه الواقدي وهو ضعيف.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 515) بنفس الإِسناد والمتن. ولم أجد من أخرجه عن أبي سعيد رضي الله عنه غير الحارث، لكن متنه رُوي عن ستة من الصحابة وهم: ابن عباس رضي الله عنه وله عنه طريقان: الأولى: عن عبّاد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا: ما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي، إلَّا قالوا: عليك بالحجامة يا محمد. أخرجه الترمذي (9/ 211 التحفة)، وابن ماجه (ح 3477)، وأحمد (1/ 354)، وابن أبي شيبة (7/ 442)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 488)، وعبد بن حميد في المنتخب (ح 572)، وأحمد بن منيع: كما في فيما =
= ورد عن شفيع الخلق (ص 41)، والطبراني في الكبير (11/ 325)، وأبو عبيد في غريب الحديث (1/ 234)، وابن أبي حاتم في العلل (2/ 260)، وابن الجوزي في العلل الواهية (2/ 393)، والحاكم في المستدرك (4/ 209، 409)، وابن حبّان في المجروحين (2/ 166)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 136). وقال الترمذي: هذا حديث حن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث عبّاد بن منصور. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي وجمع حكمه وحكم الذي بعده فقال: صحيحان، قلت: لا. وهذا الحديث أطال عليه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى في حاشيته على المسند (5/ 108 - 111) وصححه، وأطال عليه الرد الشيخ الألباني في الصحيحة (2/ 216) وخلص إلى أن هذا الحديث شديد الضعف بهذا الإِسناد وأن عبادًا ضعيف مُدلس. قلت: عبّاد بن منصور قال في التقريب (ص 291): صدوق، رُمي بالقدر، وكان يدلس واختلط بآخره. أما التدليس فقد صرح بالتحديث في رواية الترمذي. أما الاختلاط فلم يتبين لي إن كان سمع منه يزيد بن هارون قبل الاختلاط أو بعده، وعلى كل فلا يصل الحديث إلى درجة الضعف الشديد، بل أسوأ أحواله أنه ضعيف يرتقي بالشواهد إلى الحسن لغيره. الثانية: عن نافع أبي هُرمز الجمّال، عن عطاء. عن ابن عباس بنحو الطريق الأولي. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 163)، وذكره ابن حبّان في المجروحين (59/ 3) معلقًا. قال ابن حبّان: روى -أي نافع- عن عطاء، وابن عباس، وعائشة نسخة موضوعة منها وذكر الحديث. =
= قلت: قال في الميزان (4/ 243): كذّبه ابن معين مرة، وقال أبو حاتم: متروك، ذاهب الحديث. فعلى ذلك يكون هذا الحديث بهذا الطريق موضوع. أنس بن مالك رضي الله عنه وله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن كثير بن سليم، سمعت أنس بن مالك يقول: بنحو حديث ابن عباس. أخرجه ابن ماجه (ح 3479)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 222 أ)، وابن عدي في الكامل (6/ 63)، كلهم من طريق جبارة بن المغلّس، حدثناكثير بن سليم، به. وهذا إسناد ضعيف فيه علتان: 1 - جبارة بن المغلس ضعيف. 2 - كثير بن سليم، قال في التقريب (ص 459): ضعيف. الثانية: عن يزيد الرقاشي، عن أنس بنحو حديث ابن عباس. أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 448) من طريق سلام بن سلم، عن زيد العمي، عن يزيد الرقاشي، به. وهذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: 1 - سلام بن سَلْم قال في التقريب (ص 261): متروك. 2 - يزيد الرقاشي قال في التقريب (ص 599): ضعيف. الثالثة: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- بنحو حديث ابن عباس. أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 319) من طريق عبد القدوس، عن الزهري، به. وإسناده ضعيف من أجل عنعنة الزهري. مالك بن صعصعة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ليلة أسري بي ما مررت على ملإِ من =
= الملائكة إلَّا أمروني بالحجامة. أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 274)، وفي الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 222 أ). وقال الطبراني في الأوسط: لم يروه عن قتادة إلَّا همام، ولا عنه إلَّا عمرو تفرد به. وقال الهيثمي في المجمع (5/ 91): رواه الطبراني في الأوسط، والكبير، ورجاله رجال الصحيح. قلت: رجاله رجال الصحيح، لكن في سنده قتادة ولم يصرح بالتحديث، وهو مدلّس. من الثالثة، فالإِسناد ضعيف. عبد الله بن مسعود قال: حدث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ليلة أسري به، أنه لم يمر على مَلإِ من الملائكة إلَّا أمروه أن مُر أمتك بالحجامة. أخرجه الترمذي (6/ 210 التحفة). وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث ابن مسعود. وتعقبه الشيخ الألباني في المشكاة (ح 4544) وقال: بل هو صحيح لشواهده. قلت: إن كان يعني متن الحديث فلا مانع، ولا يصح هذا التعقب، فالترمذي حكم على حديث ابن مسعود على وجه التحديد، وإن كان الشيخ الألباني يعني سند ابن مسعود فلا، ففيه عبد الرحمن بن إسحاق وهو أبو شيبة الواسطي، قال في التقريب (ص 336) ضعيف. عبد الله بن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ما مررت بسماء من السموات ثم ذكر بنحو حديث ابن عباس. أخرجه البزّار: كما في الكشف (3/ 388) من طريق عبد الله بن صالح، حدّثنا عطاف، عن نافع، عن ابن عمر، به. وهذا إسناد فيه ضعف من أجل عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث قال في =
= التقريب (ص 308): صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 91) وقال: فيه عطاف بن خالد وهو ثقة تكلم فيه. وذكره الهيثمي على أنه من مسند ابن عباس، فالظاهر أنه خطأ مطبعي. علي بن أبي طالب رضي الله عنه وله عنه طريقان: الأولى: عن عيسى بن عبد الله، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي بنحو حديث ابن عباس. أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 243). وهذا إسناد ضعيف جدًا من أجل عيسى بن عبد الله، وهو ابن محمد بن عمر الكوفي قال الدارقطني: متروك كما في اللسان (4/ 399). الثانية: عن سعد بن طريف، عن الأصبع بن نباته، عن علي بنحو حديث ابن عباس. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 351). وهذا إسناد موضوع من أجل: 1 - سعد بن طريف، قال ابن معين: لا يحل لأحد أن يروي عنه، وقال ابن حبّان: كان يضع الحديث. الميزان (2/ 123). 2 - الأصبع بن نباته قال في التقريب (ص 113): متروك، رُمي بالرفض. وعليه فمتن الحديث ثابت بمجموع الشواهد الضعيفة، إلَّا أن حديث الباب باقٍ على ضعفه الشديد.
2511 - وَحَدَّثَنَا (¬1) [يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، (¬2)] حَدَّثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سُئل النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن الاستحجام فقال: هو صالح. ¬
2511 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف علته يحيى بن هاشم الغساني فهو متهم. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 61 أمختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة عن يحيى بن [هاشم] السمسار وهو ضعيف، وتصحفت هاشم إلى هشام.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 517) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن الأعرابي في معجمه (ح 675) من طريق إسماعيل بن أبان، عن هشام بن عروة، عن عروة إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئل عن الحجامة فقال: هو صالح. وإسماعيل بن أبان هو الغنوي، قال عنه في التقريب (ص 105): متروك الحديث، رُمي بالوضع، فهي متابعة لا يُفرح بها, ولا تزيد الحديث إلَّا وهنًا.
2512 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ (¬1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، (عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ) (¬2)، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَا أَعْلَمُهُ إلَّا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِذَا هَاجَ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَلْيُهْرِقْهُ ولو بِمِشْقَص. ¬
2512 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته محمد بن القاسم الأسدي فهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 161 مختصر) وسكت عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (92/ 5) وقال: رواه أبو يعلى وفيه محمد بن القاسم، أبو إبراهيم، وثقه ابن معين وضعّفه أحمد وكذّبه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 386) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 248) عن أبي يعلى به. وأخرجه ابن عدي في الموضع السابق من طريق إسماعيل بن إبراهيم به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال (2/ 170)، ومن طريقه العقيلي في الضعفاء (4/ 126) وابن عدي في الكامل (6/ 248). قال ذكرت لأبي حديثًا حدثناه أبو معمر، حدّثنا محمد بن القاسم به بنحوه وتصحفت (ولو بمشقص) إلى (ثم ليتمضمض). فقال أبي: إن محمد بن القاسم يكذب وأحاديثه أحاديث سوء، موضوعة، ليس بشيء. وذكره الذهبي في الميزان (4/ 11)، وابن حجر في التهذيب (9/ 361). ويشهد له حديث أنس وله عنه طريقان: =
= الأولى: عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا هاج بأحدكم الدّم فليحتجم، فإن الدّم إذا تبيغ بصاحبه يقتله. أخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 494)، من طريق محمد بن عبد العزيز. قال: حدّثنا سليمان ابن حيان قال: حدّثنا حُميد الطويل به. ومحمد بن عبد العزيز هو العمري، قال عنه في التقريب (ص 493): صدوق، وسليمان بن حيان هو الأزدي، قال عنه في التقريب (ص 250): صدوق يخطئ فالإِسناد ضعيف. الثانية: عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة، لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله. أخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 288)، والحاكم في المستدرك (4/ 212)، كلاهما من طريق محمد بن القاسم الأسدي، قال: حدّثنا الربيع بن صبيح، عن الحسن به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: تقدم أن محمد بن القاسم الأسدي متروك، ولا أدري كيف صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
2513 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- احْتَجَمَ وسط رأسه، وسماه المُنْقِذ.
2513 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته طلحة بن عمرو، فهو متروك. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 61 ب مختصر) وقال: رواه الطيالسي، عن طلحة بن عمرو، وهو ضعيف، ورواه البخاري، وأبو داود في سننه، والنسائي في "الكبرى" من غير هذا الوجه، دون قوله: وسماه المنقذ، وقال في رأسه بدل وسط رأسه وما انفرد به الطيالسي له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، رواه الحاكم وصححه.
تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 346) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه من طريقه أبو نعيم في المعرفة (ج 2/ ق 19 ب). واحتجامه -صلى الله عليه وسلم- في رأسه، أو في وسط رأسه دون تسميته بالمنقذ ثابت في الصحيحين والسنن وغيرها عن ابن عباس رضي الله عنه راوي حديث الباب، وأنس وعبد الله بن بحينة، وجابر، وأبي أمامة رضي الله عنهم وعن سليمان بن يسار مرسلًا، ويأتي تخريجها بالتفصيل في الحديث رقم (2517). ولتسميته بالمنقذ شواهد عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: المحجمة في وسط الرأس من المجنون، والجذام، والنعاس، والأضراس، وكان يسميها منقذة. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 222 أ)، والحاكم (4/ 210)، كلاهما من طريق عيسى الحنّاط، عن محمد بن كعب القرطبي، عن أبي سعيد مرفوعًا. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي فقال: عيسى في الضعفاء لابن حبّان وابن عدي. =
= قلت: عيسى هو ابن أبي عيسى الحناظ قال في التقريب (ص 440) متروك، فالأسناد ضعيف جدًا. ابن عمر رضي الله عنه قال: احتجم رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلَاثًا، النُّقرة، والكاهل، ووسط الرأس، وسمى واحدة النافعة، والأخرى المغيثة، والأخرى مُنْقِذة. أخرجه الطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس 1/ 528) من طريق عبد الله بن ميمون قال: حدّثنا عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ به. وعبد الله بن ميمون بن داود القداح قال في التقريب (ص 326): منكر الحديث، متروك فالأسناد ضعيف جدًا. مكحول قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يحتجم أسفل من الذؤابة ويسميها منقذًا. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 383) من طريق عبد العزيز بن عمر، عن مكحول به. وعبد العزيز بن عمر قال في التقريب (ص 358) صدوق يخطئ فإسناده ضعيف وهو مرسل. عبد الله بن عمر بن عبد العزيز قال: احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وسط رأسه وكان يسميها مُنقذًا. أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 447). وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز، لم أجد من وثقه وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 107) ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو مستور، والإسناد ضعيف وهو مُعضل. فعلى ذلك لايثبت في تسمية الحجامة بالرأس حديث صحيح ولا حسن، وأحسنها حالًا حديث مكحول المرسل وهو ضعيف.
2514 - حَدَّثَنَا (¬1) شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ (¬2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- احْتَجَمَ عَلَى قَرْنِهِ بَعْدَ ما سُمّ. ¬
2514 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته جابر الجعفي. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 61/ ب مختصر) وقال: رواه أبو داود الطيالسي بسند فيه جابر الجعفي.
تخريجه: لم أجده في مسند الطيالسي، فمسند عبد الله بن جعفر من الجزء المفقود منه كما ذكر مصحح الكتاب في طبعة دار المعرفة (ص 392). لكن أخرجه أبو نعيم في الطب (ق 97 أ) فقال: حدّثنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داود، حدّثنا شيبان به بلفظه. وأخرجه أبو يعلى (12/ 175)، والطحاوي في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 525)، كلاهما من طريق شيبان به بلفظه. وأخرجه أبو نعيم في الطب (ق 97 أ) من طريق معاوية بن هشام، عن جابر به بلفظه. ومدار هذه الطرق على جابر الجعفي وقد علمت حاله. وأخرجه الطبراني في الكبير كما في المجمع (5/ 92) وقال الهيثمي: رواه بإسنادين ورجال أحدهما ثقات. =
= قلت: لم أعرف رجال إسناده، فمسند عبد الله بن جعفر من الجزء المفقود من المعجم الكبير. وعزاه السيوطي في المنهج السوي (ص 380) لابن السني في الطب. ويشهد لاحتجام النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ما سُمَّ أحاديث عن ابن عباس وأبي هريرة، رضي الله عنهم والحسن، وعكرمة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلًا. أما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأول: عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً من يهود خيبر أهدت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- شاةً مسمومة ثم علم بها أنها مسمومة فأرسل إليها فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: أردت أن أعلم إن كنت نبيًا فسيُطلعك الله عليه، وإن كنت كاذبًا نُريحُ الناس منك! فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا وجد شيئًا احتجم، وقال: فخرج مرة إلى مكة فلما أحرم وجد شيئًا فاحتجم. أخرجه ابن مسعد في الطبقات (1/ 445، 2/ 200)، وأحمد (1/ 305، 374)، وأبو نعيم في الطب (ق 97 أ) كلهم من طريق عبّاد بن العوام، عن هلال بن خبّاب، عن عكرمة به. وهذا إسناد حسن رجاله ثقات إلَّا هلال بن خبَّاب قال في التقريب (ص 575): صدوق وزاد: تغير بآخره، ولكن نقل الحافظ في التهذيب (11/ 68) عن إبراهيم بن الجنيد: سالت معين عن هلال بن جناب. وقلت إن يحيى القطان يزعم أنه تغير قبل أن يموت واختلط، فقال يحيى: لا، ما اختلط ولا تغير، قلت ليحيى: فثقه هو؟ قال: ثقة، مأمون. الثاني: عن شعبة، عن ابن عباس وذكر قصة طويلة وفيها قصة الشاة المسمومة، ثم قال في آخرها واحتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على كاهله من أجل الذي أكل، حَجَمه أبو هند بالقرن والشفرة، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاحتجموا أوساط رؤوسهم وعاش رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... الْحَدِيثَ =
= أخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 201) عن الواقدي، عن عمر بن عقبة، عن شعبة به. والواقدي متروك. أما حديث أبي هريرة فله طرق: الأولى والثانية: عن سعيد بن المسيب، وأبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بنحو الطريق الأولى من حديث ابن عباس. أخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 201) من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة به، وفيه سفيان بن حسين قال في الميزان (2/ 165): قال يحيى: ثقة، وهو ضعيف الحديث عن الزهري. اهـ. وروايته هنا عن الزهري فالحديث ضعيف. الثالثة: عن أبي سفيان، عن أبي هريرة بنحو الطريق الثاني من حديث ابن عباس. أخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 201) عن الواقدي، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن داود بن حصين، عن أبي سفيان به. أما حديث جابر فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كعب بن مالك، عن جابر بنحو الطريق الأول من حديث ابن عباس. أخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 201) عن الواقدي، عن محمد بن عبد الله، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن كعب به. وقد علمت حال الواقدي. الثانية: عن الزهري، أن رجلًا من الموالي أخبره، عن جابر بنحو الطريق الثانية من حديث ابن عباس. أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 529) وإسناده ضعيف لجهالة الرجل المولى. =
= الثالثة: عن الزهري قال: كان جابر بن عبد الله يحدث أن يهودية ... بنحو الطريق السابقة. أخرجه أبو داود (12/ 229 العون)، والدارمي (1/ 35). وإسناده منقطع لأن الزهري لم يسمع جابرًا. أما حديث الحسن مرسلًا قال: جاءت أمرأة من اليهود يقال لها أم الربيع بشاة مسمومة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأكل القوم وأكل النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: امسكوا فإنها مسمومة، قال: فدعاها النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَا حملك على ما فعلت؟ فقالت: أحببت إن كنت نبيًا علمت، وإن كنت كاذبًا أرحت الناس منك. قال: فضحك نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وتركها قال: فاحتجم القوم في رؤوسهم. فأخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 527)، وابن سعد في الطبقات (2/ 201) ولم يذكر ابن سعد الاحتجام. وهذا حديث مرسل، وإسناد الطبري صحيح. أما حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلًا قال: طُبَّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَتَاهُ رجل فحجمه بقرن على ذو آبتيه. فأخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 201)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 530). وإسناداهما صحيحان وهو مرسل. أما حديث عكرمة مرسلًا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحتجم وهو محرم من أكلة أكلها من شاة امرأة من خيبر فلم يزل شاكيًا. فأخرجه النسائي في الطب من الكبرى (4/ 377)، وإسناده صحيح إلَّا أنه مرسل. أما حديث عبد الرحمن بن كعب بن مالك مرسلًا: أن امرأة يهودية أهدت النبي -صلى الله عليه وسلم- شاة مصلية بخيبر، فقال: ما هذه؟ قالت: هدية، وحَذِرت أن تقول هي من الصدقة فلا يأكل، قالت: فأكل النبي -صلى الله عليه وسلم- وأكل أصحابه، ثم قال: امسكوا، فقال للمرأة: هل سممت هذه الشاة؟ قالت: من أخبرك؟ قال: هذا العظم لساقها وهي في =
= يده قالت: نعم، قال: لِمَ؟ قالت: أردت إن كنت كاذبًا أن يستريح منك الناس، وإن كنت نبيًا لم يضرك، قال: فاحتجم النبي -صلى الله عليه وسلم- على الكاهل وأمر أصحابه فاحتجموا، فمات بعضهم، قال الزهري: فأسلمت فتركها النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال معمر: وأما الناس فيقولون: قتلها النبي -صلى الله عليه وسلم-. فأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 19814). وفيه عنعنة الزهري، وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع. أما حديث عبد الرحمن بن عثمان أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- احْتَجَمَ تحت كتفه اليسرى من الشاة التي أكلها يوم خيبر. فأخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (ح 518)، ومن طريقه أبو نعيم في الطب (ق 97 أ) من طريق الواقدي، عن هشام بن عمارة النوفلي، عن محمد بن زيد بن المهاجر، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي به. والواقدي متروك. قلت: وهذه الشواهد وطرقها كما تبين إما ضعيفة، أو منقطعة، أو مرسلة إلَّا الطريق الأول من حديث ابن عباس فإسناده حسن، يرتقي به حديث الباب إلى الحسن لغيره دون بيان موضع الاحتجام.
2515 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ لِغُلَامٍ أَرَادَ أَنْ يَحْتَجِمَ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ (¬1): لَا تَحْتَجِمْ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، فَإِنَّ الْحِجَامَةَ في أول الشهر لا تنفع. ¬
2515 - الحكم عليه: هذا الأثر صحيح الإسناد. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج/ ق 61/ ب 9)، وقال: رواه مسدّد ورجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 1222) من طريق السري بن يحيى به. إلَّا أن لفظه: أنفع الحجامة ما كان في نقصان الشهر. ويشهد له ما أخرجه ابن حبيب كما في الكنز (ح 28113) ولفظه مرفوعًا: الحجامة تكره في أول الهلال ولا يُرجى نفعها حتى ينقص الهلال، قال الهندي: رواه ابن حبيب أي بسنده عن عبد الكريم معضلًا، فالإسناد ضعيف. وقد يشهد لمعناه ما جاء في الحث على الحجامة بأيام معينة تقع في النصف الثاني من الشهر عن عدد من الصحابة منهم: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر، أو تسعة عشر، أو إحدى وعشرين، ولا يتبيغ بأحدكم فيقتله. أخرجه ابن ماجه (ح 3486)، من طريق عثمان بن مطر، عن زكريا بن ميسرة، عن النهاس بن قهم، عن أنس به. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 214) هذا إسناد فيه النهاس وهو ضعيف. قلت: فيه أيضًا زكريا بن ميسرة قال في التقريب (ص 216) مستور، وفيه =
= عثمان بن مطر، وهو ضعيف. ورُوي الحديث بلفظ آخر عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يحتجم في الأخدعين والكاهل وكان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين. أخرجه الترمذي في السنن (6/ 207 التحفة)، وفي الشمائل (ح 347)، والحاكم (4/ 210). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وهو كما قالا. وأبو هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: من احتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء. أخرجه أبو داود (10/ 341 العون)، والحاكم في المستدرك (4/ 210) والبيهقي في الكبرى (9/ 340)، وأبو محمد المخلدي في الفوائد (3/ 224 أ) كما في الصحيحة (2/ 191) كلهم من طريق أبي توبة: الربيع بن نافع، حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا. وذكر الحاكم الاحتجام لسبع عشرة فقط وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي قال في التقريب (ص 238): صدوق له أوهام، وأفرط ابن حبّان في تضعيفه وبقية رجال أبي داود ثقات فإسناده حسن.
2516 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ المُغَلسْ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُقَيْلِيِّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ لَسَاعَةٌ لَا يَحْتَجِمُ فِيهَا أحدٌ إلَّا مات.
2516 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف فيه ثلاث علل: الأولى: جبارة بن المغَلّس فهو ضعيف. الثانية: يحيى بن العلاء فهو متهم بالكذب. الثالثة: طلحة بن عبيد الله العقيلي فهو مستور. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 61 ب) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف يحيى بن العلاء وجبارة بن المغَلّس، ورواه ابن الجوزي في الموضوعات، وقال هذا حديث موضوع. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 92) وقال: رواه أبو يعلى وفيه يحيى بن العلاء وهو كذاب. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (2/ 470 الفيض)، ورمز له بالضعف، أما الألباني فقد حكم عليه بالوضع في ضعيف الجامع (ح 1888)، وفي السلسلة الضعيفة (3/ 598).
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (12/ 150) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 198) عن أبي يعلى به. وذكره البيهقي في السنن الكبرى (9/ 341) وقال: روى يحيى بن العلاء الرازي وهو متروك بإسناد له عن الحسين بن علي فيه حديثًا مرفوعًا وليس بشيء. وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 213) معلقًا فقال: روى يحيى بن =
= الْعَلَاءِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ طَلْحَةَ فذكره وقال: هذا حديث موضوع، يحيى متروك. وتعقبه السيوطي في اللآلي (2/ 411) وقال: أخرجه أبو يعلى في مسنده وله شاهد وساق رواية البيهقي عن ابن عمر. ووافق ابن عرّاق في تنزيه الشريعة (2/ 359) السيوطي في تعقبه حيث أورده وسكت عليه. وفي الباب عن ابن عمر، وأبي مُعَيْد رضي الله عنهما. قلت: أما حديث ابن عمر الذي أورده السيوطي شاهدًا فله عن ابن عمر طريقان: الأولى: عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه. ورواه عن نافع خمسة وهم: 1 - عطاف بن خالد، عن نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قال له: يا نافع! تبيغ بي الدم فأتني بحجام لا يكون شيخًا كبيرًا، ولا غلامًا صغيرًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: الحجامة على الريق أمثل، وفيها شفاء وبركة وهي تزيد في العقل، وتزيد في الحفظ، وتزيد الحافظ حفظًا، فمن كان محتجمًا على اسم الله فليحتجم يوم الخميس، واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة، ويوم السبت، ويوم الأحد، واحتجموا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء، فإنه اليوم الذي صرف الله فيه عن أيوب النبلاء، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي ابتلي الله أيوب فيه بالبلاء وما يبدو جذام ولا يرجى إلَّا في يوم الأربعاء أو في ليلة الأربعاء. أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 211) وسكت عليه، والخطيب في تاريخ بغداد (10/ 39) مختصرًا، والطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ص 532)، والبيهقي في الكبرى (9/ 341) كلهم من طريق عبد الله بن صالح المصري، حدّثنا عطاف به. =
= وزاد الطبري: إن في يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيها إلَّا عرض له داء لا شفاء له. ولم يذكر البيهقي في روايته إلَّا زيادة الطبري. وذكر الهندي في الكنز (ح 28122) زيادة الطبري وعزاها للعقيلي في الضعفاء ولم أجد الحديث فيه، فأخشى أن الرمز تصحف من (هق) إلى (عق). بإسناد هذه الطريق فيه (1) عطات بن خالد المخزومي قال في التقريب (ص 393) صدوق يهم. (2) عبد الله بن صالح المصري قال في التقريب (ص 308): صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة. 2 - محمد بن جحادة، عن نافع به. ورواه عن محمد بن حجادة ثلاثة وهم: (أ) عذال بن محمد، عن محمد بن حجادة به. أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 211)، وابن الجوزي في العلل (2/ 391)، وابن عساكر في جزء أخبار لحفظ القرآن (ق 4 ب) كما في الصحيحة (2/ 405)، وأبو نعيم في الطب (ق 52 ب)، والدارقطني في الأفراد كما في الميزان (3/ 62)، كلهم من طريق عذال به بنحوه إلَّا أنه عند أبي نعيم جاء الأمر بالحجامة في يوم الجمعة معطوفًا على الأمر فيها بيوم الخميس ويظهر أن قوله (ولا تحتجموا) سقط فتحول الحجم في يوم الجمعة من المنع إلى الجواز. وقال الحاكم: رواة هذا الحديث كلهم ثقات إلَّا عذال بن محمد فإنه مجهول لا أعرفه بعدالة ولا جرح ووافقه الذهبي فقال عذال مجهول. وعذال: هكذا ضبطه الحافظ ابن حجر في تبصبر المنتبه (3/ 1044) وجاء عند الحاكم (غزال) وهو خطأ واضطرب فيه الذهبي في الميزان فأورده في الموضع الأول (3/ 62) عذّال، وفي الموضع الثاني (3/ 333) غزّال.=
= قلت: وكذا قال الذهبي في الميزان (3/ 62): لا يُدرى من هو، ذكره أحمد بن علي السليماني فيمن يضع الحديث. اهـ. (ب) الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن حجادة به بنحوه. أخرج ابن ماجه (ح 3487)، وابن عدي في الكامل (2/ 308)، وابن حبّان في المجروحين (2/ 100) والخطيب في الفقيه والمتفقه (2/ 105)، وابن الجوزي في العلل (2/ 391)، كلهم من طريق عثمان بن مطر الشيباني، عن الحسن بن أبي جعفر به بنحوه. وذكره الخطيب مختصرًا. قال ابن عدي: وهذا عن ابن حجادة يرويه ابن أبي جعفر، ولعل البلاء من عثمان بن مطر، لا من الحسن فإنه يرويه عنه غيره. قلت: عثمان الشيباني ضعيف جدًا. والحسن بن أبي جعفر قال في التقريب (ص 159): ضعيف الحديث مع عبادته وفضله، فالإسناد ضعيف جدًا. (ج) أبو علي عثمان بن جعفر، حدّثنا محمد بن حجادة به بنحوه. أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 409). وقال الحاكم: رواة هذا الحديث كلهم ثقات غير عثمان بن جعفر هذا فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح، وتعقبه الذهبي بقوله: مرّ هذا وهو واهٍ. قلت: لعله يعني أن الحديث مرَّ من قبل وهذا الإِسناد واهٍ لأن فيه عبد الملك بن عبد ربه قال في الميزان (2/ 658): منكر الحديث. أما عثمان بن جعفر فأورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 146) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. 3 - سعيد بن ميمون، عن نافع به. أخرجه ابن ماجه (ح 3488) من طريق عثمان بن عبد الرحمن، حدّثنا عبد الله بن عصمة، عن سعيد به. =
= وسعيد بن ميمون قال في التقريب (ص 241): مجهول. 4 - أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفًا. أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 211)، وابن الجوزي في العلل (2/ 392)، والدارقطني في الأفراد كما في اللآلى (2/ 411) كلهم من طريق عبد الله بن هشام الدستوائي، عن أبيه، عن أيوب السختياني. وقال الحاكم: قد صح الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما، من قوله من غير مسند، ولا متصل، وذكر سند الحديث. وتعقبه الذهبي: فقال: عبد الله متروك. اهـ. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 193) في ترجمة عبد الله بن هشام الدستوائي: سألت أبي عنه، فقال هو متروك الحديث. وعليه فهذا إسناد ضعيف جدًا. 5 - إسماعيل المراوي، عن نافع مولى ابن عمر، أن عبد الله بن عمر أرسل رسولًا فقال: ادع لي حجامًا ولا تدعه شيخًا ولا صبيًا، وقال: احتجموا بشهر الله على الريق، فإنه يزيد الحافظ حفظًا، ولا تحتجموا يوم السبت فإنه يوم يدخل الداء، ويخرج الشفاء، واحتجموا يوم الأحد، فإنه يخرج الداء، ويدخل الشفاء، ولا تحتجموا يوم الاثنين، فانه يوم فجعتم فيه بنبيكم -صلى الله عليه وسلم- واحتجموا يوم الثلاثاء، فإنه يوم دم، وفيه قتل ابن آدم آخاه، ولا تحتجموا يوم الأربعاء فإنه يوم بخس وفيه سال عيون الصبر، وفيه أنزلت سورة الحديد، واحتجموا يوم الخميس فإنه يوم أنيس، وفيه رفع إدريس، وفيه لعن إبليس، وفيه رد الله على يعقوب بصره، ورد عليه يوسف، ولا تحتجموا يوم الجمعة فإن فيها ساعة لو وافت أمة محمد لماتوا جميعًا. أخرجه أبو نعيم في الطب (ق 52 ب) من طريق زكريا بن يحيى الوقار، عن محمد بن إسماعيل المرادي، عن أبيه به. وإسناده تالف فيه ثلاث علل: =
= الأولى والثانية: محمد بن إسماعيل المرادي وأبيه، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 179) روى عن أبيه عن نافع مولى ابن عمر .. سألت أبي عنه فقال: هو مجهول وأبوه مجهول والحديث الذي رواه باطل. اهـ. الثالثة: زكريا بن يحيى الوقار: قال ابن عدي في الكامل (3/ 215) كان يضع الحديث. وقال الذهبي في الميزان (2/ 77): قال صالح جزرة: كان من الكذّابين الكبار. الثانية: عن أبي قلابة قال: كنت عند ابن عمر فذكر بنحو حديث نافع مختصرًا. أخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 20)، وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 320)، وذكره ابن الجوزي في العلل (2/ 875)، والذهبي في الميزان (3/ 435). قلت: وجميع هذه الطرق لا تصلح للاستشهاد سوى طريق عبد الله بن صالح المصري، وطريق سعيد بن ميمون، عن نافع، فهما ضعيفان، فينجبر أحدهما للآخر فيرتقي الإسناد إلى الحسن لغيره، لكن متنه استنكره جماعة من العلماء، ولم يعتدوا بتعدّد طرقه منهم: 1 - قال أبو حاتم: كما في الجرح والتعديل (7/ 179): باطل. قال: كما في العلل (2/ 320): ليس هذا الحديث بشيء، ليس هو حديث أهل الصدق. 2 - قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 875): هذا الحديث لا يصح. 3 - قال الحافظ بن حجر في التهذيب في ترجمة سعيد بن ميمون (4/ 91) مجهول، وخبره منكر جدًا في الحجامة وفي لسان الميزان (4/ 132): حديث منكر. وأما الألباني فأدخله في سلسلته الصحيحة رقم (776) بناء على مجموع طرقه ولم يلتفت إلى نكارة متنه. =
= 2 - وأما حديث أبي مُعَيْد. فأخرجه الطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 535) حدثني ابن عبد الرحيم البرقي، حدّثنا عمرو، عن زهير، عن هشام بن إسماعيل: أنه بلغه أن في يوم الثلاثاء ساعة لا يحتجم فيها أحدُ يوافق تلك الساعة إلَّا مات، قال زهير: قد مات عندنا ثلاثة ممن احتجم يوم الثلاثاء، ثم قال زهير: من أول من سقاه يوم الدم؟ إنما (مروان) أول من سماه يوم الدم، وقال البرقي، قال أبو حفص: فحدثت أبا مُعيد حديث زهير في الثلاثاء، فقال: بلغنا أن تلك الساعة في يوم الجمعة. وهذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع فلم يذكر أبو معيد عمن بلغه. قلت: من خلال هذين الشاهدين وطرق الأول منهما يتبيّن أنه لم يرد ذكر لساعة الجمعة إلَّا في: 1 - رواية محمد بن إسماعيل المرادي، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر وبيّنت آنفًا أن سندها تالف. 2 - في حدث أبي مُعيد وهو منقطع. 3 - في رواية عبد الله بن صالح المصري، حدّثنا عطاف بن خالد عن نافع أن ابن عمر .. الحديث. وسنده ضعيف إلَّا أن لفظه ليس فيه ذكر الموت، خلافًا لحديث الباب. وعلى ذلك فمتن حديث الباب ضعيف وإسناده كما تبّين تالف.
2517 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ وَجَعِ وَجَده في رأسه.
2517 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل خالد بن مخلد فهو صدوق، وفي سماع حُميد من أنس كلام لكن العلماء صححوا روايته عنه فقال العلائي في جامع التحصيل (ص 168): فعلى تقدير أن يكون من المراسيل، قد تبيّن الواسطة فيها -أي ثابت- وهو ثقة محتج به. وذكره البوصيري في الإتحاف (ح 2/ ق 61 ب مختصر) وقال: رجاله ثقات.
تخريجه: وتابع الحارث بن عمير إثنان فرووا الحديث عن حميد، عن أنس: الأول: معتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس. أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 187) حدّثنا محمد بن الأعلى الصنعاني. وأحمد (3/ 267) حدّثنا علي بن عبد الله. وأبو نعيم في الطب (ق 45 أ) من طريق عباس بن الوليد. كلهم عن معتمر بن سليمان به. ومحمد بن الأعلى الصنعاني، قال في التقريب (ص 491): ثقة، ومعتمر بن سليمان ثقة. فإسناد ابن خزيمة صحيح. الثاني: عبد الله بن عمر بن حفص العمري، عن حميد، عن أنس. أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 143)، والطبراني في الأوسط (3/ 221)، وعبد الله بن عمر، قال عنه في التقريب (ص 314): ضعيف. وورد الحديث من طريق أخرى عن أنس قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- احتجم على ظهر قدمه وهو محرم من وجع كان به. أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 187)، وأحمد (3/ 164)، والنسائي في =
= الكبرى (4/ 377)، وفي المجتبى (5/ 194)، وأبو داود (5/ 290 العون)، والترمذي في الشمائل (ح 348)، وأبو يعلى (5/ 381)، وابن حبّان كما في الإحسان (6/ 107)، والبغوي في شرح السنة (7/ 258)، والبيهقي في الكبرى (9/ 339)، والحاكم في المستدرك (1/ 453)، وأبو نعيم في الطب (ق 73 ب)، كلهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عنه أنس به. وأخرجه ابن السني في الطب كما في المنهج السوي (ص 374). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: كذا في هذه الرواية على ظهر قدمه، وفي رواية ابن بحينة، وابن عباس رضي الله عنهما، في رأسه والعدد أولى بالحفظ من الواحد، إلَّا أن يكون فعل ذلك مرتين وهو محرم. وإسناد أحمد صحيح. ويشهد لحديث احتجامه -صلى الله عليه وسلم- وهو محرم في رأسه أحاديث كثيرة عن ابن عباس، وعبد الله بن بحينة، وأبي أمامة، وجابر، وسليمان بن يسار مرسلًا. أما حديث ابن عباس فله عنه تسع طرق: الأول: عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- احتجم وهو محرم، من صداع كان يجده. لفظ النسائي. أخرجه البخاري (4/ 174 الفتح)، وأحمد (1/ 236، 249، 260، 305، 346، 351، 372، 374)، وأبو داود (5/ 289 العون)، والنسائي في الكبرى (4/ 377)، وابن أبي شيبة (7/ 385)، وابن سعد في الطبقات (1/ 445)، وأحمد بن منيع كما في (فيما ورد عن شفيع الخلق ص 39)، وابن حبّان كما في الإحسان (6/ 107)، والحازمي في الاعتبار (ص 266)، والطبراني في الكبير =
= (11/ 317)، والبيهقي في الكبرى (4/ 263، 9/ 339)، وأبو نعيم في الطب (ق 97 أ). الثانية: عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- احْتَجَمَ وَهُوَ محرم. أخرجه البخاري (4/ 50 الفتح)، ومسلم (ح 1202)، وأحمد (1/ 221، 292)، وأبو داود (5/ 289 العون)، والنسائي في المجتبى (5/ 193)، وفي الكبرى كما في تحفة الأشراف (5/ 91)، والترمذي (3/ 577 التحفة)، والحميدي (ح 500)، والدارمي (1/ 368)، والشافعي في مسنده (1/ 319)، وأبو يعلى (4/ 335)، وابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 156)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 184)، والبغوي في شرح السنة (7/ 257)، والطبراني في الكبير (11/ 168)، وابن الجارود في المنتقى (ح 442)، والبيهقي في الكبرى (5/ 64)، وابن حزم في المحلى (5/ 293)، وابن الأعرابي في معجمه (ح 924). الثالثة: عن طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- احتجم وهو محرم، وزاد الحاكم على رأسه. أخرجه البخاري (10/ 150 الفتح)، ومسلم (ح 1202)، وأبو داود (5/ 289 العون)، والنسائي في المجتبى (5/ 193)، وابن ماجه (ح 3081)، والترمذي (3/ 577 التحفة)، وأحمد (1/ 221، 250، 258، 292، 293، 327، 372)، والحميدي (ح 502)، والشافعي في مسنده (1/ 319)، وابن الجارود في المنتقى (ح 442)، والدارمي (1/ 368)، والطبراني في الكبير (11/ 16817)، وابن حبّان كما في الإحسان (6/ 107)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 184)، والبيهقي في الكبرى (5/ 64)، والحاكم في المستدرك (1/ 453)، وابن حزم في المحلى (5/ 293)، والبغوي في شرح السنة (7/ 257). وقال الحاكم: هذا حديث مخرج بإسناده في الصحيحين دون ذكر الرأس وهو صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي. الرابعة: عن مِقْسَمْ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- احتجم وهو محرم. =
= أخرجه أحمد (1/ 215، 222، 286)، وابن ماجه (ح 1682، 3081)، والطيالسي (ح 2698)، والشافعي في مسنده (1/ 255)، والبغوي في الجعديات (ح2994)، وابن سعد في الطبقات (1/ 445) (ح 2994)، والحميدي (ح 501)، والطحاوي في شرح المعاني (2/ 101)، والبغوي في شرح السنة (6/ 300)، والطبراني في الكبير (11/ 403)، والبيهقي في الكبرى (4/ 263)، والدارقطني (1/ 239)، وأبو يعلى (4/ 247، 355)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (8/ 214)، وفي تاريخ أصبهان (2/ 184، 306). ورجال الطيالسي ثقات إلَّا مِقْسَم مولى ابن عباس، قال عنه في التقريب (ص 545)، صدوق، وكان يرسل. فالإسناد حسن إن شاء الله. الخامسة: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بنحو الطريق السابقة. أخرجه أبو حنيفة في مسنده (ح 240)، والدارمي (1/ 368)، والدارقطني في السنن (2/ 239)، والطبراني في الكبير (12/ 11)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 241). ورجال الدارمي ثقات إلَّا عبد الله بن عثمان وهو ابن خثيم، قال عنه في التقريب (ص 313) صدوق. السادسة: عن مجاهد، عن ابن عباس، قال احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو محرم من وجع. أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 446)، والطبراني في الكبير (11/ 203)، وابن عدي في الكامل (4/ 209). السابعة: عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو محرم صائم. أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (2/ 101)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 95). =
= الثامنة: عن أبي حاضر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- احتجم بالقاحة وهو محرم. أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 446)، والطبراني في الكبير (12/ 211). التاسعة: الشعبي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- احتجم وهو صائم محرم. أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 91). أما حديث عبد الله بن بحينة قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-احتجم وسط رأسه وهو محرم بلحى جمل من طريق مكة. فأخرجه البخاري (4/ 50 الفتح)، ومسلم (ح 1203)، وأحمد (5/ 345)، والنسائي في المجتبى (5/ 194)، وابن ماجه (ح 3481)، وابن حبّان كما في الإحسان (6/ 108)، والدارمي (1/ 368)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 527)، وابن أبي شيبة (7/ 384)، والبغوي في شرح السنة (7/ 257)، والبيهقي في الكبرى (5/ 65)، وابن حزم في المحلى (5/ 293). أما حديث أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ احتجم في ألم وجده برأسه وهو محرم، وضعه على الذُّوابة بين القرنين. فأخرجه الطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 525) من طريق جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أمامة به. وجعفر بن الزبير قال في التقريب (ص 140)، متروك الحديث، وكان صالحًا في نفسه فالإسناد ضعيف جدًا. وأما حديث جابر رضي الله عنه، قال: احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو محرم من ورم كان بظهره أو بوركه. فأخرجه النسائي في المجتبى (5/ 193)، وفي الكبرى في الطب (4/ 377)، وابن ماجه (ح 3082)، والطيالسي (ح 1747)، والبغوي في الجعديات (ح 3065)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 188)، وابن عدي في الكامل (7/ 281)، وابن السني =
= كما في المنهج السوي (ص 374)، والبيهقي في الكبرى (9/ 340)، وأبو نعيم في الطب (ق 73 ب). أما حديث سليمان بن يسار مرسلًا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو محرم، فوق رأسه، وهو يومئذِ بلحي جمل، مكان بطريق مكة. فأخرجه مالك في الموطأ (1/ 349)، والشافعي في الأم (7/ 224)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 187) وإسناد مالك صحيح إلَّا أنه مرسل.
29 - كتاب البر والصلة
29 - كِتَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ 1 - بَابُ فَضْلِ صِلَةِ الرَّحِمِ 2518 - قال أبو يعلى: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ خَالِدٍ الطَّاحِيُّ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو في نفرِ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نَعَمْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِيمَانٌ بِاللَّهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ثُمَّ (¬1) صِلَةُ الرَّحِمِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَيُّ الْأَعْمَالِ أَبْغَضُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى؟ فَقَالَ (¬2) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: قَطِيعَةُ الرَّحِمِ. قَالَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ (¬3) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أمرٌ بالمنكر (¬4) والنهي (¬5) عن المعروف. ¬
2518 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: =
= الأولى: نافع بن خالد الطاحي فهو مستور. الثانية: عنعنة قتادة وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 337) وقال: إسناده جيد. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 151) وقال: رجاله رجال الصحيح غير نافع بن خالد الطاحي وهو وثقة.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (12/ 229) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 341) من طريق قتادة، عن رجل من خثعم، عن أبيه به بنحوه.
2519 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ [فَسَأَلَهُ] (¬1) مَنْ أَنْتَ؟ فمَتَّ لَهُ بِرَحِمٍ بَعِيدَةٍ، فَأَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اعْرِفُوا أَنْسَابَكُمْ تَصِلوا أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّهُ لَا قُرْبَ لِلرَّحِمِ إِذَا قُطِعَت وَإِنْ كَانَتْ قُرَيْبَةً، وَلَا بُعْد لَهَا إِذَا وُصِلَت وَإِنْ كَانَتْ بعيدة. *صحيح. ¬
2519 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح وصححه الحافظ هنا في المطالب. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 127 أ) وسكت عليه. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (1/ 559 الفيض) وصححه، وتبعه الألباني فذكره في صحيح الجامع (ح 1051) وصححه.
تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 90) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 89، 4/ 161)، والبيهقي في الكبرى (10/ 157)، وفي الشعب (6/ 218)، والسمعاني في الإنساب (1/ 21)، كلهم من طريق أبي داود الطيالسي به بلفظه. وقال الحاكم في الموضع الأول: هذا حديث صحيح على شرط البخاب ولم يخرجه واحد منهما وتعقبه الذهبي فقال: على شرط البخاري، لكنه لم يُخَرج لأبي داود الطيالسي. قلت: أبو داود الطيالسي قال في التقريب (ص 250)، ثقة، حافظ، غلط في أحاديث. =
= وقال الحاكم في الموضع الثاني: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: هكذا اختلف قولاهما على نفس الحديث. وأخرجه الحديث البخاري في الأدب المفرد (ح 73) من طريق إسحاق بن سعيد به موقوفًا على ابن عباس، وزاد "وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها، وعليه بقطيعه إن كان قطعها". قال الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 499) معلقًا على الاختلاف بين الرفع والوقف: هذا سند صحيح. أي سند البخاري في الأدب المفرد على شرط البخاري في صحيحه ولكنه موقوف بَيْدَ أن من رفعه ثقة، حُجة، وهو الإِمام الطيالسي وزيادة الثقة مقبولة. اهـ. وأخرج الحديث البيهقي في الشعب (6/ 218)، من طريق قراد أبي نوح، عن إسحاق بن سعيد به مرفوعًا مع زيادة البخاري. وفي الباب عن أبي هريرة، والعلاء بن خارجة، وابن عمر، وعمر، وعلي رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن يزيد مولى المنبعث، أنه سمع أبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان يقول: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر. أخرجه الترمذي (6/ 113 التحفة)، وأحمد (2/ 374)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح252). وابن زنجوية كما في إتحاف السادة المتقين (1/ 225)، والحاكم في المستدرك (4/ 161)، والسمعاني في الإنساب (1/ 19)، والبغوي في شرح السنة (13/ 19)، كلهم من طريق عبد الملك بن عيسى الثقفي، عن يزيد مولى المنبعث به. =
= وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وعبد الملك بن عيسى، قال: عنه في الكاشف (2/ 212) صدوق، ويزيد مولى المنبعث قال عنه في الكاشف (3/ 289): ثقة، وبقية رجال الترمذي ثقات، فالإسناد حسن. الثانية: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: تعلموا أنسابكم، تصلوا أرحامكم. أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 12)، والسمعاني في الإنساب (1/ 21)، كلاهما من طريق أبي الأسباط الحارثي اليماني، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة به. وأبو الأسباط، قال في التقريب (ص 123): فقيه ضعيف الحديث. الثالثة: عن عبد الرحمن بن حرملة، عن عبد الملك بن عيسى، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه السمعاني في الأنساب (1/ 20). وإسناده منقطع عبد الملك بن عيسى لم يسمع من أبي هريرة. وأما حديث العلاء بن خارجة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة للأهل، ومنساة للأجل. فأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 98). وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 335)، وقال: إسناده لا بأس به. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 193) وقال: رجاله موثوقون. وأما حديث عمر موقوفًا: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، وتعرفون به ما يحل لكم، مما حرم عليكم من النساء، ثم انتهوا. فأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 72) وهنّاد بن السري في الزهد =
= (2/ 487)، والسمعاني في الإنساب (1/ 23). وإسناد البخاري صحيح. وأما حديث ابن عمر مرفوعًا: تعلموا من الإنساب ما تصلون به أرحامكم. فأخرجه السمعاني في الأنساب (1/ 21) من طريق مبارك بن فضالة، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر به. ومبارك بن فضالة قال في التقريب (ص 519): صدوق مُدلس وعده الحافظ ابن حجر في مراتب المدلسين (ص 68) ضمن أصحاب المرتبة الثالثة، ولم يصرح بالتحديث هنا فالإسناد ضعيف. وأما حديث علي رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم منسأة في الأجل، مثراة للمال، مرضاة للرب تعالى. فأخرجه الخطيب البغدادي في الموضح لأوهام الجمع والتفريق (2/ 454). وفي إسناده محمد بن عبد الله الشيباني قال في الميزان (3/ 607) كتبوا عنه بانتخاب الدارقطني ثم بان كذبه فمزقوا حديثه، وكان يَعْدُ يضع الأحاديث للرافضية. وعلى ذلك فحديث علي موضوع.
2 - باب الترهيب من قطيعة الرحم
2 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ (103) حَدِيثُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا تَقَدَّمَ فِي الْحَجِّ (¬1). 2520 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي [إِدَامٍ الْأَزْدِيِّ] (¬2)، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لَا تَنْزِلُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رحم. ¬
2520 - الحكم عليه: هذا إسناده ضعيف جدًا علته أبو إدام، فهو متروك. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ 128 أمختصر) وقال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ منع، والبخاري في الأدب المفرد ومدار أسانيدهم على أبي إدام وهو ضعيف، واسمه سليمان بن زيد المحاربي الأزدي.
تخريجه: =
= أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 63)، وفي التاريخ الكبير (4/ 14) معلقًا، ووكيع في الزهد (3/ 721)، وهنّاد في الزهد (ح 1005)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 265)، وابن عدي في الكامل (3/ 259)، وأحمد بن منيع: كما في المطالب (ح 80 ب)، والبغوي في شرح السنة (13/ 28)، والذهبي في تذكرة الحفاظ (2/ 533)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 937)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 129)، كلهم من طريق سليمان بن زيد، به بنحوه. وقال العقيلي: لا يتابع عليه، ولا يعرف إلَّا، به -أي سليمان- وقد روى في قطيعة الرحم أحاديث جياد بألفاظ مختلفة من غير هذا الوجه. وذكر أحمد بن منيع، والبخاري، ووكيع، وهناد، وابن عدي، والبغوي، في رواياتهم الرحمة بدلًا من الملائكة، وزاد أحمد بن منيع، وابن عدي في آخره، فقال رجل من جلسائه: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لِي خَالَةٌ. لَمْ أُكَلِّمْهَا فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُمْ إِلَيْهَا فكلمها، وبمعناه عند هنّاد، والعقيلي. قلت: مدار أسانيدهم على سليمان بن زيد وقد علمت حاله. وتابع أبو حماد الأسلمي أبا إدام المحاربي فرواه عن عبد الله بن أبي أوفى، به بنحوه. أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 223). ولم أجد لأبي حماد الأسلمي ترجمة، وأخشى أنها تحرفت من أبي إدام، خاصة أن محقق الشعب قال: في نسخة "ن" دايم بدلًا من حماد، ثم أن الراوي عن أبي حماد هو: محمد بن عبيد الطنافسي، وهو يروي عن أبي إدام، والحديث عند هنّاد من رواية محمد بن عبيد، عن أبي إدام. ويشهد لمعناه حديث جُبير بن مطعم قَالَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: لا يدخل الجنة قاطع. أخرجه البخاري (10/ 425 الفتح)، ومسلم (ح 2556)، وأبو داود (5/ 114 =
= العون)، الترمذي (6/ 36 التحفة)، وأحمد (4/ 80، 83، 84)، والحميدي (ح 557)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 64)، والبغوي في شرح السنة (13/ 26)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 272)، والطبراني في الكبير (2/ 120) وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 339)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 159، 308)، والبيهقي في الكبرى (7/ 27)، وفي الشعب (6/ 240)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 20238)، وأبو القاسم الحنائي في الفوائد (ق 13 ب).
[2] وقال أحمد بن منيع: حدثنا أبو معاوية، حَدَّثَنَا [أَبُو إِدَامٍ] (¬1) الْأَزْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ. فَقَالَ رَجُلٌ من جُلَسائه: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لِي خَالَةٌ لَمْ أُكَلِّمْهَا، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُمْ إِلَيْهَا فَكَلِّمْهَا. قُلْتُ: أَبُو إِدَامٍ اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ الْمُحَارِبِيُّ، وَهَذَا الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ (¬2). (104) وَحَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [تَقَدَّمَ] (¬3) فِي الْحَثِّ عَلَى الصَّدَقَةِ مِنْ كِتَابِ الزكاة (¬4). ¬
2521 - وقال أبو يعلى: حدثنا إبراهيم هو ابن الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ [مُجَمَّعِ بْنِ يَحْيَى الْأَنْصَارِيِّ] (¬1)، عَنْ سُويد بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلَامِ. * إِسْنَادُهُ حسن إلَّا أنه مرسل. ¬
2521 - الحكم عليه: هذا إسناده حسن من أجل مجمع بن يحيى الأنصاري، فهو صدوق. وحسنه الحافظ هنا في المطالب، وهو مرسل. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 128 أمختصر) وسكت عليه. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (2/ 207 الفيض) وسكت عليه، أما الألباني فذكره في صحيح الجامع (ح 2838) وحسنه.
تخريجه: أخرجه ابن حبّان في الثقات (4/ 324) عن أبي يعلى، به بلفظه. وأخرجه أبو نعيم في المعرفة (ج 1/ ق 302 ب) من طريق أبي يعلى، به بلفظه. وأخرجه وكيع في الزهد (3/ 717)، وعنه هنّاد في الزهد (2/ 492)، وأخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 207)، والقضاعي في مسند الشهاب (ح654)، والبيهقي في الشعب (6/ 226)، وابن مسنده: كما في الإصابة (3/ 152)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 16/ ق 263) كلهم من طريق مجمع بن يحيى، به. وذكره الديلمي في الفردوس (ح 2087). =
= وأخرج الحديث القضاعي في مسند الشهاب (ح 653)، من طريق مجمع بن يحيى الأنصاري. قال: حدثني رجل من الأنصار، به بنحوه. وأخرجه أبو عبيد في غريب الحديث (1/ 347) من طريق مجمع بن يحيى الأنصاري، عمن حدثه يرفعه بنحوه. ووصل الحديث ابن منده في معرفة الصحابة: كما في الإصابة (6/ 338) من طريق يزيد بن هارون، عن مجمع بن يحيى، حدّثنا سويد بن عامر، عن يزيد بن جارية قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بلوا أرحامكم ولو بالسلام. قلت: رُوي في الطرق السابقة مرسلًا، وهنا موصولًا، ومن وصله وهو يزيد بن هارون وهو ثقة. وزيادة الثقة مقبولة. إلَّا أن الحافظ ابن حجر لم يذكر إسناد ابن منده كاملًا، فلا يعرف مَنْ بين ابن منده ويزيد بن هارون فإن كانوا ثقات فالزيادة مقبولة وإلَّا فلا. وللحديث شواهد عن ابن عباس، وأبي الطفيل، وأنس، وجابر رضي الله عنهم. أما حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلَامِ. فأخرجه البزّار: كما في الكشف (2/ 373) من طريق محمد بن يونس الكديمي، حدّثنا معاذ بن شُقير، عن البراء بن يزيد الغنوي، عن ابن جمرة، عن ابن عباس، به. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 153) وقال: فيه [البراء بن يزيد الغنوي]-تحرفت في المطبوع إلى يزيد بن عبد الله بن البراء الغنوي- وهو ضعيف. قلت: لو أعله بمحمد بن يونس الكديمي لكان أولى، فقد قال عنه في المغني (2/ 646): هالك، وقال ابن حبّان وغيره كان يضع الحديث على الثقات. اهـ. وأما حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ ولو بالسلام. =
= فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 227)، والعسكري كما في المقاصد الحسنة (ص 160) من طريق إسماعيل بن عياش عن مجمع بن جارية، عن عمه، عن أنس رضي الله عنه. وإسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل الشام، ضعيف في غيرهم، ومجمع من غيرهم فالإِسناد ضعيف. وأما حديث أبي الطفيل يرفعه قال: صلوا أرحامكن بالسلام. أخرجه الطبراني كما في المجمع (8/ 152)، ولم أعرف إسناده.
2522 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ جَهْمٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الرَّحِمُ شُجْنَةٌ بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ تُنَاشِدُهُ حَقَّهَا، فَيَقُولُ: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، و (¬1) من وَصَلَكِ فَقَدْ وَصَلَنِي، وَمَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَعَنِي. ¬
2522 - الحكم عليه: هذا إسناده ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف موسى بن عبيدة الربذي. الثانية: جهالة المنذر بن الجهم. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 128 أمختصر) وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي.
تخريجه: هو في المصنف لابن أبي شيبة (8/ 350) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 237) عن أبي بكر بن أبي شيبة، به بلفظه. وأخرجه الطبراني في الكبير (23/ 404) من طريق ابن أبي شيبة، به بلفظه. وللحديث شواهد كثيرة عن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وعائشة، وعبد الرحمن بن عوف، وابن عباس، وسعيد بن زيد رضي الله عنهم. أما حديث عبد الله بن عمرو فله عنه خمس طرق: الطريق الأولى: عن أبي قابوس مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من =
= في السماء، والرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه. أخرجه أحمد (2/ 160)، وأبو داود (13/ 285 العون)، والترمذي (6/ 51 التحفة)، والحميدي (2/ 270)، والحاكم (4/ 159)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 165)، وفي شعب الإيمان (7/ 476)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 260)، وابن ناصر الدين في أماليه (ص 19)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 937). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم بعد سَوْق عدة أحاديث بهذا الباب وآخرها هذا الحديث: هذه أحاديث كلها صحيحة وإنما استقصيت في أسانيدها بذكر الصحابة رضي الله عنهم لئلا يتوهم متوهم أن الشيخين رضي الله عنهما لم يهملا الأحاديث الصحيحة، ووافقه الذهبي. قلت: مدار أسانيدهم على أبي قابوس، قال في التقريب (ص 666) مقبول، أي يصلح في المتابعات وقد توبع. الطريق الثانية: عن محمد بن عبد الله بن قارب أبو العنس الثقفي، قال: حدّثنا عبد الله بن عمرو بالرهط قال: عطف لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أصبعه فقال: إن الرحم شجنة من الرحمن عزَّ وجلّ، واصلة لها لسان ذلق تكلم بما شاءت، فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله. أخرجه وكيع في الزهد (3/ 702)، وهناد في الزهد (2/ 488)، والطيالسي (ص 298)، وابن أبي شيبة (8/ 349)، والبخارى في الأدب المفرد (ح 54)، وفي التاريخ الكبير (1/ 147) معلقًا، والبيهقي في الشعب (6/ 215). ومحمد بن عبد الله بن قارب ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (7/ 319) وسكت عليه، ولم أر من وثّقه، وروى عنه غير واحد فهو مستور. الطريق الثالثة: عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إن =
= الرحم لمعلقة بالعرش، وليس الواصل بالمكافىء ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها. أخرجه البخاري (10/ 423 الفتح) ولم يذكر أوله، وأبو داود (5/ 114 العون)، والترمذي (6/ 35 التحفة)، ووكيع في الزهد (3/ 706)، وهنّاد في الزهد (2/ 488)، وابن أبي شيبة (8/ 351)، وبحشل في تاريح واسط (ص 180)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 335)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 301)، وفي تاريخ أصبهان (1/ 273)، والبيهقي في الكبرى (7/ 28)، وفي الشعب (6/ 221)، والحميدى (2/ 271). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الطريق الرابعة: عن أبي ثمامة الثقفي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: توضع الرحم يوم القيامة ولها حجنة كحجنة المغزل، تتكلم بلسان طلق ذلق فتصل من وصلها وتقطع من قطعها. أخرجه أحمد (2/ 29)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 147) معلقًا، والدولابي في الكنى (1/ 134)، وابن أبي شيبة (8/ 350)، وابن قتيبة في غريب الحديث (1/ 334)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 268)، والطبراني كما في المجمع (8/ 15)، والحاكم (4/ 162). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قلت: مدار أسانيدهم على قتادة، عن أبي ثمامة، به. وقتادة مُدلس ولم يصرح بالتحديث. الطريق الخامسة: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: الرحم شجنة كما ينبت في العود، فمن وصلها، وصله الله، ومن قطعها قطعه الله، وتُبعث يوم القيامة بلسان فصيح ذلق: اللهم فلان وصلني، فأوصله الجنة، وتقول إن فلانًا قطعني فأوصله النار. =
= أخرجه البغوي في شرح السنة (13/ 23)، وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف. وبالجملة فحديث عبد الله بن عمرو حسن بمجموع طرقه. وأما حديث أبي هريرة فله عنه ست طرق: الطريق الأولى: عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. قال: نعم، أما تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قطعك؟ قالت: بلى. قال: فذاك لك. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أقرؤا إن شئتم "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فاصمهم وأعمى أبصارهم. أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" لفظ مسلم. أخرجه البخاري (10/ 417 الفتح)، ومسلم (ح 2554)، وأحمد (2/ 330)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 50)، وابن حبّان: كما في لإِحسان (1/ 334)، والبغوي في شرح السنة (13/ 20)، والحاكم (4/ 162)، والبيهقي في الكبرى (7/ 27)، وفي الأسماء والصفات (2/ 106)، وفي الشعب (6/ 314). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: ذا في البخاري. قلت: وكذا في مسلم. الطريق الثانية: عن عبد الله بن دينار، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته. لفظ البخاري. أخرجه البخاري (10/ 417 الفتح)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 236)، والبغوي في شرح السنة (13/ 23). الطريق الثالثة: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه قال =
= سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الرحم شجنة من الرحمن، تقول يا رب! إني ظُلمت. يا رب! إنى قُطعت! إني، إني، فيجيبها: إلَّا ترضين أن أقطع من قطعك، وأصل من وصلك؟ أخرجه أحمد (2/ 295، 383، 406، 455)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 65)، وابن أبي شيبة (8/ 350)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 334)، والحاكم (4/ 162)، والبيهقي في الشعب (6/ 214) كلهم من طريق محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن كعب، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: محمد بن عبد الجبار، هو الأنصاري، قال في التقريب (ص 491) مقبول. الطريق الرابعة: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: قال الله تبارك وتعالى: أنا الرحمن، وهي الرحم، أشققتها من اسمي، فمن يصلها أصله، ومن يقطعها أقطعه، فأتبه. أخرجه أحمد (2/ 498)، وهنّاد في الزهد (2/ 487)، وأبو يعلى (10/ 362)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 280)، والحاكم (4/ 157). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: محمد بن عمرو صدوق، وبقية رجال هتاد ثقات فالإسناد حسن. الطريق الخامسة: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: إن الرحم شجنة وإنها اشتقت من اسم الرحمن، وإنها آخذة بحقويه تقول اللهم صِلْ من وصلني، واقطع من قطعني. أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 238) عن عبد الله بن شبيب، حدّثنا الحزامي، حدّثنا يحيى بن يزيد، عن أبيه، عن سعيد بن أبي سعيد، به. =
= وإسناده ضعيف فيه ثلاث علل: 1 - فيه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، قال أبو حاتم في العلل (9/ 198): منكر الحديث. 2 - وفيه أبوه يزيد بن عبد الملك، قال في الميزان (4/ 414) مجمع على ضعفه. 3 - وفيه عبد الله بن شبيب، وأبو سعيد الربعي، قال في الميزان (2/ 438): إخباري علّامة لكنه واهٍ. الطريق السادسة: عن معاوية بن أبي مزرد المديني، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه بنحو الطريق الأولى. أخرجه هنّاد في الزهد (2/ 488). قلت: لعل المبهم هو سعيد بن يسار فتلحق هذا الطريق بالطريق الأولى وإلاّ فالحديث ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأما حديث عبد الرحمن بن عوف، فله عنه طريقان: الطريق الأولى: عن ردّاد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: قال الله تعالى: أنا الرحمن وهي الرحم، شققت لها اسمًا من اسمي، من وصلها وصلته ومن قطعها بتته. لفظ أبي داود. أخرجه أبو داود (5/ 112 العون)، والترمذي (6/ 33 التحفة)، وأحمد (1/ 194)، وابن حبّان: كما في الإِحسان (1/ 335)، والحميدي (1/ 345)، والحاكم (4/ 157)، والبيهقي في الكبرى (7/ 27)، وفي الشعب (6/ 217)، وفي الأسماء والصفات (2/ 108)، والخرائطي مساوئ الأخلاق (ح 264)، وأبو يعلى (2/ 153)، كلهم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ردّاد الليثي، به. =
= قال الترمذي: هذا حديث صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. الطريق الثانية: عن الحسن بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: ثلاثة تحت العرش يوم القيامة، القرآن يحاج العباد له ظهر وبطن، والأمانة، والرحم تنادي إلا من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله. أخرجه البغوي في شرح السنة (13/ 22) من طريق كثير بن عبد الله اليشكري، عن الحسن بن عبد الرحمن، به. ورواية كثير بن عبد الله اليشكري، عن الحسن بن عبد الرحمن، قال العقيلي في الضعفاء (4/ 5) لا يصح إسناده. 4 - أما حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: الرحم شجنة، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته. فأخرجه البخاري (10/ 417 الفتح)، ومسلم (ح 2555)، وأحمد (6/ 62)، وابن أبي شيبة (8/ 348)، ووكيع في الزهد (3/ 707)، وهناد في الزهد (2/ 419)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 55)، وأبو يعلى (7/ 423)، والحاكم (4/ 158)، وعنه البيهقي في الكبرى (7/ 27)، وفي الشعب (6/ 215)، وفي الأسماء والصفات (2/ 107). وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. 5 - وأما حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: الرحم مُعلقةٌ بالعرش لها لسان ذلق تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني. فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 216)، والخطيب في الموضح (1/ 424). ومدار إسناديهما على فائد أبي الورقاء وهو متروك، متهم. 6 - وأما حديث أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: إن للرحم حجنة متمسكة بالعرش، تكلم بلسان ذلق: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني، فيقول الله =
= تبارك وتعالى: أنا الرحمن الرحيم، وإني شققت الرحم من اسمي فمن وصلها وصلته، ومن بتكها بتكته. فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 379)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 29). ومدار إسناديهما على زياد النميري وهو ضعيف. 7 - وأما حديث عامر بن ربيعة فيأتي تخريجه في الحديث القادم. وعليه يرتقي حديث أم سلمة بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2523 - وقال أبو يعلي: حدثنا إسحاق هو ابن أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ -يَعْنِي الرَّبَّ- (¬1): إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنِّي فَمَنْ وَصَلَهَا وصلته، ومن قطعها قطعته. ¬
2523 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته عاصم بن عبيد الله فهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ 168 مختصر) وقال: رواه أبو يعلى، والبزار، ومدار إسنادهما على عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 150) وقال: رواه الطبراني، وأبو يعلى بنحوه، والبزار إلَّا أنه لم يقل "قال الله" وفيه عاصم بن عبيد الله ضعّفه الجمهور، وقال العجلي لا بأس, به.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (13/ 156) بنفس الإسناد والمتن. وفي المقصد العلي (ق 87 ب) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه البزّار: كما في الكشف (2/ 375) عن محمد بن عبد الرحيم، عن علي بن قادم -تصحفت إلى دارم-، به بنحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير: كما في المجمع (8/ 150). وللحديث شواهد كثيرة تقدم تخريجها مفصلًا في الحديث السابق رقم (2522) يرتقي بها إلى الحسن لغيره.
3 - باب حق المسلم على المسلم
3 - بَابُ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ 2524 - [1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ. [2] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالُوا حَدَّثَنَا الْأَفْرِيقِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّهُ جَمَعَهُمْ فِي مَرَاسِيهِمْ (¬1) فِي مَغْزَاهُمْ فِي الْبَحْرِ وَمَرْكَبِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (¬2): فَلَمَّا حَضَرَ غَدَاؤُنَا أَرْسَلْنَا إِلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَهْلِ مَرْكَبِهِ، فَأَتَانَا أَبُو أَيُّوبَ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ دَعَوْتُمُونِي وَأَنَا صَائِمٌ، وَكَانَ عَلَيَّ مِنَ الْحَقِّ أَنْ أُجِيبَكُمْ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتُّ خِصَالٍ وَاجِبَةٍ، فَمَنْ تَرَكَ مِنْهَا خَصْلَةً تَرَكَ حَقًّا وَاجِبًا لِأَخِيهِ عَلَيْهِ: أَنْ يُجِيبَهُ إِذَا دَعَاهُ، ويُسلم عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، ويُشَمّته إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودَهُ إِذَا مَرِضَ، ويُشيع جَنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ، وَيَنْصَحَهُ إِذَا اسْتَنْصَحَهُ لَفْظُ مُسَدَّدٍ. * هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. [3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِي بِهِ بِنَحْوَهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: وَكَانَ فِينَا رَجُلٌ مزّاح ورجل يلي نفقاتنا. ¬
[4] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَوْنَا الْبَحْرَ مع مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه، فَانْضَمَّ مَرْكَبُنَا إِلَى مَرْكَبٍ فِيهِ أَبُو أَيُّوبَ رضي الله عنه، فَلَمَّا حَضَرَ غَذاؤُنَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِ فَأَتَانَا فَقَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: وَكَانَ مَعَنَا رَجُلٌ مَزَّاحٌ، فكَانَ يَقُولُ لِصَاحِبِ طَعَامِنَا: يَا فُلَانُ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا وشرًّا، فَإِذَا أَكْثَرَ عَلَيْهِ جَعَلَ يَغْضَبُه وَيَشْتُمَهُ، فَقَالَ الْمَزَّاحُ: ما تقول أَبَا أَيُّوبَ (¬1) إِذَا أَنَا قُلْتُ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا وَشرًّا فَشَتَمَنِي؟ فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: أقْلِتْ لَهُ (¬2)؟ فَإِنَّا كُنَّا (¬3) نَقُولُ: مَنْ لَمْ يُصْلِحْهُ الْخَيْرُ، أَصْلَحَهُ الشَّرُّ، فَقَالَ الْمَزَّاحُ لِلرَّجُلِ: جَزَاكَ اللَّهُ شَرًّا وَعَرًّا، فَضَحِكَ وَرَضِيَ وَقَالَ: لَا تَدَعَنَّ (¬4) بَطَالَتَكَ عَلَى حَالٍ، فَقَالَ الْمَزَّاحُ: جَزَا اللَّهُ أَبَا أَيُّوبَ خَيْرًا قَدْ قَالَ لِي. ¬
2524 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته عبد الرحمن بن زياد بن أنعمُ. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 132/ ب مختصر) وقال: رواه مسدّد، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن منيع، والحارث، ومدار أسانيدهم على الأفريقي وهو ضعيف. وذكره ابن حجر في التلخيص الحبير (4/ 95) وقال: حديث ضعيف من أجل الأفريقي. =
= وطريق أحمد بن منيع فيه علة أخرى وهي عنعنة مروان بن معاوية وهو مدلس من الثالثة.
تخريجه: أخرجه إسحاق بن راهويه كما في المطالب هنا، والحارث كما في بغية الباحث (ح892)، كلاهما عن عبد الله بن يزيد المقري به. وأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 180) من طريق عبد الله بن يزيد المقري به. وأخرجه هنّاد في الزهد (ح 1024)، وأبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه (ح 19)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 922)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 223، 4/ 149)، وأحمد بن منيع كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 252)، كلهم من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ بِهِ بنحوه. وزاد الحارث، والبخاري والطبراني بنحو زيادة أحمد بن منيع المذكورة في الحديث رقم (2524/ 4). ومدار هذه الأسانيد على عبد الرحمن بن زياد وهو ضعيف. وذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ص 153). ويشهد له أحاديث كثيرة عن أبي هريرة، وعلي. وابن مسعود، وأبو مسعود، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فله عنه ست طرق: الطريق الأولى: عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: حق المسلم على المسلم ست، قِيلَ مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، د وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه. أخرجه مسلم (ح 1262)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 991) واللفظ له، وأحمد (2/ 372)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 231)، وأبو يعلى (11/ 390) =
= وأبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه (ح 22)، والبغوي في شرح السنة (5/ 209)، والبيهقي في الكبرى (5/ 347، 10/ 108)، وفي الشعب (6/ 529)، وفي الآداب (ح 236). الطريق الثانية: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: حق المسلم على المسلم خمس وذكرت كما في حديث العلاء بن عبد الرحمن إلَّا النصيحة. أخرجه البخاري (3/ 112 الفتح)، ومسلم (ح 2162) وأحمد (2/ 540)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 19679)، والطيالسي (ص 303)، وابن حبّان كما في الإحسان (11/ 231)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 246)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 23)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 223، 4/ 150)، والبغوي في شرح السنة (5/ 209)، والبيهقي في الكبرى (3/ 286)، وفي الشعب (7/ 3). الطريق الثالثة: عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ست خصال من المعروف للمسلم وذكر الخمسة السابقة في الطريق الثاني ولم يذكر النصيحة، وذكر سادسها، ويُحسن إذا غاب أو شهد. أخرجه النسائي (4/ 53)، والترمذي (8/ 8 التحفة)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح21)، والبيهقي في الشعب (7/ 23). وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. الطريق الرابعة: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: خمس من حق المسلم على المسلم، وذكر الخمسة في الطريق الثانية. أخرجه أحمد (2/ 332)، وابن ماجه (ح 1435)، وأبو يعلى (10/ 340)، وابن حبّان كما في الإِحسان (1/ 230) ولم يذكر إلَّا ثلاثًا منها، كلهم من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة به. * ومحمد بن عمرو صدوق، وبقية رجال أبي يعلى ثقات. =
= الطريق الخامسة: عن ابن حجيرة، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: حق المؤمن على المؤمن ست خصال وذكر الستة الواردة في حديث أبي أيوب. أخرجه أحمد (2/ 321)، والبيهقي في الشعب (6/ 425). وفي إسناديهما عبد الله بن الوليد، وهو ابن قيس التُجيبي قال في التقريب (ص 328) لين الحديث. الطريق السادسة: عن أشعت، عن سعيد بن ميناء، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حق المسلم على المسلم خمس وذكر الخمسة الواردة في الطريق الثانية. أخرجه أبو الشيخ في التوبيخ (ح 18). وفيه عبد السلام بن عاصم قال في التقريب (ص 355) مقبول أي يصلح في المتابعات وقد توبع. وأما حديث علي رضي الله عنه فله عنه طريقان: الطريق الأول: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: للمسلم على المسلم ست بالمعروف، يسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويحضر جنازته إذا مات، ويحب له ما يحب لنفسه. أخرجه الترمذي (8/ 6 التحفة)، وابن ماجه (ح 1433)، وأحمد (1/ 89)، والدارمي (2/ 275)، وابن أبي شيبة (3/ 235، 8/ 435) ولم يذكر إلَّا العيادة وحضور الجنازة، وهنّاد في الزهد (ح 1022)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 20)، وأبو يعلى (1/ 342)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 209)، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 48). وقال الترمذي: حديث حسن، وقد رُوي من غير وجه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد تكلم =
= بعضهم في الحارث الأعور. قلت: الحارث الأعور قال في التقريب (ص 146): كذّبه الشعبي في رأيه، ورمي بالرفض، وفي حديثه ضعف. وعلى ذلك فالإسناد ضعيف. الطريق الثانية: عن زاذان عمر، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَقُّ المسلم على المسلم ست وذكر مثل حديث أبي أيوب. أخرجه أبو يعلى (1/ 392)، وأبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه (ح 29) وفي إسناديهما يحيى بن نصر بن حاجب، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 193) عن أبي زرعة: ليس بشيء. وأما حديث أبي مسعود الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: للمسلم على المسلم أربع خلال: يشمته إذا عطس، ويجيبه إذا دعاه، ويشهده إذا مات، ويعوده إذا مرض. فأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 923)، وابن حبّان (2064 موارد)، وابن ماجه (ح 1434)، والحاكم في المستدرك (1/ 349، 4/ 264)، وبحشل في تاريخ واسط (ص 217)، والمزي في تهذيب الكمال (7/ 161) كلهم من طريق عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حكيم بن أملح، عن ابن مسعود به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قال الشيخ الألباني في سلسلته الصحيحة (5/ 187) كذا قالا، وهو من أوهامهما لأمور مفادها أن حكيم بن أفلح أحد رواة الحديث لم يخرج له الشيخان في صحيحهما وإنما أخرج له البخاري في الأدب المفرد، وحكيم هذا مجهول كما في ترجمته في الميزان, وعبد الحميد بن جعفر روى له البخاري تعليقًا. وأما أبوه فروى له البخاري في الأدب المفرد. قلت: حكيم بن أفلح، قال الحافظ في التقريب (ص 176) مقبول: أي يصلح في المتابعات ولم يتابعه أحد، فالحديث ضعيف. =
= وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ موقوفًا: خمس حق المسلم على المسلم: رد السلام بافضل منه أو مثله، وإذا لقيت أخاك المسلم ضالًا في طريق فلا تدعه حتى تهديه وتريه إياه، وإذا استنصحك أخوك المسلم أن تنصحه، وإذا أستأمنك فأمنه، وإن نزل عليك محوجًا فواسه بمتاعك حتي يرحل عنك، هذا حق المسلم على المسلم. فأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (1/ 230)، وأبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه (ح24)، وفي إسناديهما يعلي بن الأشدق قال في التقريب (ص 570) في ترجمة هاشم بن القاسم الحراني: سمع من يعلي بن الأشدق ذاك المتروك الذي أدعى أنه لقي الصحابة. وأما حديث عبد الله بن عمر يرفعه بنحو حديث أبي أيوب. فأخرجه أحمد (2/ 68)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 31)، وفي إسناديهما ابن لهيعة، وهو ضعيف. وأما حديث عبد الله بن عمرو يرفعه بنحو حديث أبي أيوب. فأخرجه أبو الشيخ في التوبيخ (ح 27)، وفي إسناده ابن لهيعة فحاله حال سابقه. وعلى ذلك يرتقي حديث أبي أيوب الأنصاري إلى الحسن لغيره دون الزيادة الواردة عند ابن منيع فتبقى على ضعفها إذ ليس لها شاهد.
2525 - [1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬1)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْتِي ضُعَفَاءَ الْمُسْلِمِينَ، وَيَعُودُ مَرْضَاهُمْ، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ. ¬
2525 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: عنعنة الوليد بن مسلم وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين الذين اتفق الأئمة على أنه لا يقبل من حديثهم إلَّا بما صرحوا فيه بالسماع. الثانية: الأوزاعي، وإن كان ثقة إلَّا أن في روايته عن الزهري خاصة شيئًا. الثالثة: عنعنة الزهري وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع. وهو مرسل. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 130/ ب مختصر) وقال: رواه إسحاق بن راهويه، والطبراني، وأبو يعلى بإسناد صحيح.
تخريجه: أخرجه هكذا مرسلًا إسحاق بن راهويه كما في المطالب هنا، وإسناده ضعيف كما تبين، إلا أنه تابع الأوزاعي ثلاثة من الثقات فرووه هكذا مرسلًا. الأول: مالك بن أبي شهاب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أنه أخبره أن مسكينة مرضت فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمرضها وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعود المساكين ويسأل عنهم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا قامت فآذنوني بها، فخُرج بجنازتها ليلًا، فكرهوا أن يوقظوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخبر بالذي كان من شأنها، فقال: ألم آمركم أن تؤذنوني بها؟ فقالوا: يا رسول الله! كرهنا أن نخرجك ليلًا، ونوقظك، =
= فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى صف بالناس على قبرها، وكبر أربع تكبيرات. أخرجه مالك في الموطأ (1/ 227)، وعنه الشافعي في الأم (1/ 270)، والنسائي في المجتبى (4/ 40) وإسناده صحيح لولا عنعنة ابن شهاب. الثاني: ابن جريج، عن ابن شهاب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ به. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 518)، وفيه عنعنة ابن جريج وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين. الثالث: يونس بن عبيد، عن أبي شهاب، أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف قال: أن مسكينة مرضت فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمرضها وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعود المساكين ويسأل عنهم. وقال -صلى الله عليه وسلم- إن ماتت فلا تدفنوها حتى أصلي عليها، فتوفيت فجاؤا بها إلى المدينة بعد العتمة فوجدوا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ نام فكرهوا أن يوقظوه فصلوا عليها ودفنوها ببقيع الفرقد، فلما أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جاؤا فسألهم عنها، فقالوا: قد دُفِنت يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد جئناك فوجدناك نائمًا فكرهنا أن نوقظك، قال: فانطلقوا وانطلق يمشي حتى أروه قبرها فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وصفوا وراءه فصلى عليها وكبَّر أربعًا. أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 69) وإسناده صحيح فقد صرح ابن شهاب بالسماع من أبي أمامة بن سهل بن حنيف. وسيأتي هذا الحديث موصولًا في الطريق القادمة الأخرى إلَّا أنها ضعيفة لذا فإن رواية الإرسال في هذا الحديث تُرَجّح على رواية الوصل. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 366): سألت أبي عن حديث رواه أبو سفيان الحِمْيرى، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلى على قبر ... فقال هذا خطأ، والصحيح حديث يونس بن عبيد وجماعة، عن الزهري، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بلا أبيه. قلت: على أن الإِرسال هنا لا يضر إن شاء الله فإن أبا أمامة تعْرف روايته عن =
= الصحابة، فيكون قد تلقاه عنهم، وعدم معرفة الصحابي لا يؤثر في صحة الحديث. ويشهد لقوله: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْتِي ضُعَفَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَيَعُودُ مَرْضَاهُمْ، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ. حديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يعود المريض، ويشهد الجنائز، ويركب الحمار، ويجيب دعوة المملوك. أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ح 1229)، والبغوي في الجعديات (ح848)، والطيالسي في مسنده (ص 285)، وابن سعد في الطبقات (1/ 371)، والترمذي في السنن (4/ 97 التحفة)، وفي الشمائل (ح 315)، وابن ماجه (ح4178)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 57)، وابن عدي في الكامل (6/ 307)، والبغوي في شرح السنة (13/ 241)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 312)، والحاكم في المستدرك (2/ 466، 4/ 119)، والبيهقي في دلائل النبوة (4/ 204)، وفي الشعب (6/ 290)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ح 113)، وأحمد في الزهد (ص 32) كلهم من طريق الأعور، عن أنس به. وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلَّا من حديث مسلم، عن أنس، ومسلم الأعور يُضعّف وهو مسلم بن كيسان المدني. وقال الحاكم في الموضع الأول: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وكذا قال في الموضع الثاني إلاّ أن الذهبي تعقبه هنا فقال: مسلم تُرك. قلت: مسلم الأعور قال في التقريب (ص 530) ضعيف. وأما القصة الواردة في الحديث فقد جاءت من رواية عدد من الصحابة: أبي هريرة، وأنس، ويزيد بن ثابت، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وابنه عامر بن ربيعة رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن أمرأة سوداء كانت تَقُمُّ المسجد، =
= أو شابًا ففقدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسأل عنها، أو عنه فقالوا: مات، قال: أفلا آذنتموني. قال: فكأنهم صغروا أمرها، أو أمره، فقال: دلوني على قبره، فدلوه فصلى عليها. أخرجه البخاري (3/ 204 الفتح)، ومسلم (ح 956)، وأبو داود (9/ 3 العون)، وابن ماجه (ح 1527)، والبيهقي في الكبرى (4/ 47)، وأحمد (2/ 388). زاد مسلم والبيهقي، وأحمد ثم قال: إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عَزَّ وَجَلَّ يُنَورها بصلاتي عليهم. وأما حديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى على قبر بعد ما دفن. أخرجه مسلم (ح 955)، وأحمد (3/ 130)، وابن ماجه (ح 1531)، والدارقطني (2/ 77)، والبيهقي في الكبرى (4/ 46). زاد أحمد: أن الميت أمرأة. وأما حديث يزيد بن ثابت رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما ورد البقيع، فإذا بقبر جديد، فسأل عنه، فقال فلانة قال: فعرفها وقال: ألا آذنتموني بها؟ قالوا: كنت صائمًا فكرهنا أن نؤذيك قال: فلا تفعلوا، لا أعرفن ما مات منكم ميت، وما كنت بين أظهركم، إلا آذنتموني به فإن صلاتي عليه له رحمة، ثم أتى القبر فصففنا خلفه فكبَّر عليه أربعًا. أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 84)، وابن ماجه (ح 1528)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 36)، وأحمد (4/ 388)، والحاكم في المستدرك (3/ 591)، والبيهقي في الكبرى (4/ 48)، وابن حبّان كما في الإِحسان (5/ 35)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 295). وسكت عليه الحاكم. وإسناد النسائي صحيح. وأما حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كانت سوداء تَقُمُّ المسجد، فتوفيت ليلًا، فلما أَصْبَحَ، رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخبر بموتها فقال: ألا آذنتموني بها؟ فخرج =
= بأصحابه فوقف على قبرها، فكبر عليها والناس من خلفه، ودعا لها ثم انصرف. أخرجه ابن ماجه (ح 1533)، وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف. وأما حديث عامر بن ربيعة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَبْرٍ حَدَث فَقَالَ: مَا هَذَا الْقَبْرُ؟ قَالُوا: قَبْرُ فُلَانَةَ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَهَلَّا آذَنْتُمُونِي؟ قَالُوا: كُنْتَ نَائِمًا فَكَرِهْنَا أَنْ نُوقِظَكَ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: فَلَا تَفْعَلُوا ادْعُونِي لِجَنَائِزِكُمْ فصف عليها صفًا. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 361)، وابن ماجه (ح 1529)، وأحمد (3/ 444)، ومدار أسانيدهم على الدراوردي، وهو صدوق كما في التقريب (ص 358)، فحديثه حسن. وأما حديث عبد الله بن عامر بن ربيعة مرسلًا قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَلْقُطُ الْقَصْبَ وَالْأَذَى مِنَ الْمَسْجِدِ فمَرّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بقبرها فصلى عليها. أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ص 177) وإسناده صحيح إلَّا أنه مرسل.
2525 - [2] وَقَالَ إِسْحَاقُ: وذُكر لَنَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ يَذْكُرُ يَعْنِي عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مِثْلَهُ. قُلْتُ: طَرِيقُ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ أَسْنَدَهَا أَبُو يَعْلَى (¬1) وَالطَّبَرَانِيُّ (¬2)، وَسُفْيَانُ [فِي] (¬3) حَدِيثُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ ضَعْفٌ، لَكِنَّهُ يُقوى بِرِوَايَةِ الْوَلِيدِ (¬4)، عَنِ الأوزاعي. ¬
2525 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: انقطاعه فلم يذكر إسحاق بن راهويه الواسطة بينه وبين سفيان بن حسين. الثانية: سفيان بن حسين ثقة إلَّا في روايته عن الزهري فهي ضعيفة. الثالثة: عنعنة الزهري وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 276، 361)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 494)، والطبراني في الكبير (6/ 84)، والحاكم في المستدرك (2/ 466)، والبيهقي في الشعب (7/ 4)، والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 75) كلهم من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنِ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ- يَعُودُ فُقَرَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ إِذَا تُوفُّوا. قَالَ: =
= فَتُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا حُضِرَتْ فَآذِنُونِي. قَالَ فَأَتَوْهُ لِيُؤْذِنُوهُ بِهَا، فَوَجَدُوهُ نَائِمًا وَقَدْ ذَهَبَ اللَّيْلُ، فَكَرِهُوا أَنْ يُوقِظُوهُ، وَتَخَوَّفُوا عَلَيْهِ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ، وَهَوَامَّ الْأَرْضِ فَدَفَنُوهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَأَلَ عَنْهَا فَقَالُوا ذَلِكَ، فَمَشَى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى قَبْرِهَا فصلى عليها وكبر أربعًا. لفظ ابن أبي شيبة. وهذا إسناد ضعيف كما علمت، مداره على سفيان بن حسين إلَّا أن الأوزاعي تابعه فرواه عن الزهري به بنحوه. أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (ح 269)، والبيهقي في الكبرى (4/ 48). وهذا إسناد ضعيف فهو من رواية الأوزاعي، عن الزهري، وعلى ذلك تترجح رواية الإِرسال على رواية الوصل.
2526 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا [عَرْعَرَةُ بْنُ البِرِنْد] (¬1)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عن جابر رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: من نَصَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِظَهْرِ الْغَيْبِ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ ستره الله في الدنيا والآخرة. ¬
2526 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف عرعرة بن البرند. الثانية: ضعف إسماعيل بن مسلم المكي. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 134 أمختصر) وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه لين.
تخريجه: هذا الحديث مداره على إسماعيل بن مسلم واختلف عليه فيه: 1 - فروي عنه، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعًا. أخرجه إسحاق كما في المطالب هنا، والسلفي في معجم السفر (ق 226 ب) كما في الصحيحة (3/ 2111). 2 - وروي عنه، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا. أخرجه السلفي في معجم السفر (ق 226 ب) كما في الصحيحة (3/ 2111). 3 - وروي عنه، محمد بن المنكدر، عن جابر موقوفًا. أخرج ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 244)، وفي ذم الغيبة (ح 107). والحمل في هذا الاختلاف على إسماعيل بن مسلم، فهو ضعيف. ويشهد لِشقه الأول أحاديث كثيرة عن أبي الدرداء، وأنس، ومعاذ بن أنس، وأسماء بنت يزيد، وعمران بن حصين. =
= أما حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: من رد عن عرض أخيه بالغيبة، كان حقًا على الله أن يعتقه من النار. فأخرجه الترمذي (6/ 58 التحفة)، وأحمد (6/ 449)، والدولابي في الكنى (1/ 124) من طريق أبي بكر ابن النهشلي، عن مرزوق بن أبي بكر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء. ومرزوق أبو بكر: هو التيمي قال في التقريب (ص 525): مقبول أي يصلح في المتابعات. وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 239)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح134)، والبغوي في شرح السنة (13/ 106) كلهم من طريق ليث، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء به. وهذا إسناد ضعيف ليث هو ابن أبي سليم، ضعيف، ولكن الحديث بطريقيه يكون حسنًا لغيره. وأما حديث أنس فله عنه أربع طرق: الأول: عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من نصر أخاه بالغيب نصره الله في الدنيا والآخرة. أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ح 136)، والدينوري في المجالسة (ق 117 ب المنتقى منها)، والضياء في المختارة (ق 74 أ) كلاهما كما في الصحيحة (3/ 218)، والبيهقي في الشعب (6/ 111) ورجاله ثقات إلَّا أن الحسن قد عنعن فالحديث ضعيف. الثانية: عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من حمى عرض أخيه المسلم في الدنيا بعث الله تعالى له ملكًا يوم القيامة يحميه من النار. لفظ الخرائطي. أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 841)، والبغوي في شرح السنة (13/ 107). =
= وأبان بن عياش متروك فالإِسناد ضعيف جدًا. الثالثة: عن عبد الحكم، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: من نصر أخاه بِظَهْرِ الْغَيْبِ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (ح 473). وعبد الحكيم: هو ابن عبد الله ويقال ابن زياد القسملي وهو ضعيف. الرابعة: عن شيخ من أهل البصرة، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من حمى عرض أخيه في الدنيا بعث الله إليه ملكًا يوم القيامة يحميه من النار. أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 240)، وفي ذم الغيبة (ح 103) وفي إسناده أبو بلال الأشعري شيخ المصنف ضعّفه الدارقطني كما في اللسان (7/ 24) ثم جهالة الراوي عن أنس ويظهر أنه أبان بن أبي عياش المتقدم في الطريق الثالثة. وأما حديث معاذ بن أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ حمى مؤمنًا من منافق بغيبة بعث الله ملكًا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن قفا مسلمًا بشيء يريد به شينه، حبسه الله على جسر جهنم، حتى يخرج كما قال. فأخرجه أبو داود (13/ 227 العون)، وأحمد (3/ 441)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 138)، والبغوي في شرح السنة (13/ 155)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 248)، والبيهقي في الشعب (6/ 109) كلهم من طريق إسماعيل بن يحيى المعافري، عن سهل بن معاذ، عن أبيه به. وإسماعيل بن يحيى المعافري قال في التقريب (ص 110): مجهول. وأما حديث أسماء بنت يزيد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من ذب عن عرض أخيه بالمغيبة كان حقًا على الله أن يعتقه من النار. فأخرجه أحمد (6/ 461)، وابن المبارك في الزهد (ص 687)، والبغوي في =
= شرح السنة (13/ 107)، وابن عدي في الكامل (4/ 328)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 240/ 1) وأبو نعيم في الحلية (6/ 67)، والبيهقي في الشعب (6/ 113) كلهم من طريق عبيد الله بن أبي زياد القداح، عن شهر بن حوشب، عن أسماء ابن يزيد مرفوعًا. وعبيد الله القداح قال في التقريب (ص 371): ليس بالقوي. وأما حديث عمران الحصين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من نصر أخاه بظهر الغيب وهو يستطيع نصره، نصره الله في الدنيا والآخرة. فأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (ح 475)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح135)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ح 476 المنتقى منه)، والبزار كما في المجمع (7/ 267)، والبيهقي في الشعب (6/ 112) مرفوعًا وموقوفًا. قال الهيثمي: أحد أسانيد البزّار رجاله رجال الصحيح. ويشهد لشقه الثاني -ستر المسلم على أخيه المسلم- أحاديث كثيرة عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمر، ومسلمة بن مخلد رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- من نفس على مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كرب يوم القيامة، ومن يسر على مُعسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه .. الحديث. لفظ مسلم. فأخرجه مسلم (ح 2699)، وأبو داود (13/ 289 العون)، والترمذي (4/ 690، 6/ 57 التحفة)، وابن ماجه (ح 225، ح 2544)، وأحمد (2/ 252، 389، 404، 500، 514، 522)، وابن أبي شيبة (9/ 85)، والقضاعي في مسند الشهاب (ح 476)، والبغوي في شرح السنة (1/ 272)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 86)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ح 213 المنتقى منه)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 119)، وتاريخ أصبهان (10/ 85)، والحاكم في المستدرك =
= (4/ 383)، والخطيب في تاريخ بغداد (10/ 85)، والبيهقي في الآداب (ح 108)، وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ح 97)، وعبد الرزاق (10/ 228)، وهنّاد في الزهد (ح 1404)، والنسائي في الكبرى (ح 7284)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 124). وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وقال الحاكم: هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. قلت: بل هو في مسلم. وأما حديث عبد الله بن عُمَرَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة. لفظ البخاري. فأخرجه البخاري (5/ 97 الفتح)، ومسلم (ح 2580)، وأبو داود (13/ 236 العون)، والترمذي (4/ 692 التحفة)، وأحمد (12/ 91)، والطبراني في الكبير (12/ 287)، والبيهقي في الكبرى (6/ 94، 201، 8/ 330)، وفي الآداب (ح107)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 374). وأما حديث مسلمة بنت مخلد يرفعه: من ستر مسلمًا في الدنيا ستره الله عز وجل في الدنيا والآخرة. فأخرجه عبد الرزاق (10/ 228)، وعنه أحمد (4/ 104)، وأخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ح 113)، وأبو نعيم في المعرفة (3/ 251)، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 156)، وأبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه (ح 117). وإسناد عبد الرزاق صحيح. وعلى ذلك يرتقي حديث جابر بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2527 - أَخْبَرَنَا (¬1) بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ بن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: من أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَإِنَّمَا يُكْرِمُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ. ¬
2527 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: جهالة يحيى بن مسلم. الثانية: عنعنة أبي الزبير وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق132 أمختصر) وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الشجري في أماليه (2/ 134، 177)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 109) كلاهما من طريق بقية به بنحوه. وهذا إسناد ضعيف لجهالة يحيى بن مسلم، وعنعنة أبي الزبير. وتابع يحيى بن مسلم بحرُ بن كنيز فرواه عن أبي الزبير به بنحوه. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 157 أ)، وابن عدي في الكامل (2/ 51) كلاهما من طريق الليث، حدثني إبراهيم بن أعين البصري، عن بحر السقاء -وهو بحر بن كنيز- قال: سمعت أبا الزبير، يحدث عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: من كرم أمرءًا مسلمًا فإنما يكرم الله عزَّ وجلَّ. وقال الطبراني: لم يروه عن أبي الزبير إلَّا بحر، ولا عنه إلَّا إبراهيم، تفرد به الليث. وبحر بن كنيز السقاء قال في التقريب (ص 120): ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 16) وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه =
= بحر بن [كنيز]-تصحفت إلى كثير- وهو متروك. وللحديث شواهد عن أبي بكر، وابن مسعود، وابن عمر رضي الله عنهم. أما حديث أبي بكر رضي الله عنه، يرفعه قال: من أكرم مؤمنًا فإنما يكرم الله، ومن سرّ مؤمنًا فإنما يُسِرُّ الله، ومن عظم مؤمنًا فإنما يعظّم الله. فأخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 29)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 513)، وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 284)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 57)، وفي تاريخ أصبهان (2/ 294) كلهم من طريق محمد بن إسحاق العُكاشي، عن الأوزاعي، عن هارون بن رباب، عن قبيصة بن ذؤيب، عن أبي بكر رضي الله عنه، مرفوعًا. ومحمد بن إسحاق العُكاشي قال في التقريب (ص 505): كذّبوه، فالإسناد واهٍ. أما حديث ابن مسعود رضي الله عنه، يرفعه قال: إذا أكرم الرجل أخاه فإنما يكرم ربه. فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 383) من طريق مصعب بن سلام، عن الحجاج، يعني ابن أرطاة، عن القاسم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مسعود مرفوعًا. وقال البزّار: لا نعلمه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا بهذا الإسناد، ومصعب ليس بالقوي وهو كوفي روى عنه غير واحد. والحجاج بن أرطاة مُدلس عده الحافظ ابن حجر في أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين الذين اتفق الأئمة على عدم قبول أحاديثهم إلَّا إذا صرّحوا بالتحديث، مراتب المدلسين (ص 76) ولم يصرح بالتحديث هنا. وعليه يرتقي حديث جابر بشاهد ابن مسعود إلى الحسن لغيره.
2528 - وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ (¬1) الْمُسْلِمَ مِرْآةُ أَخِيهِ يُرِيهِ (¬2) مِنْهُ مَا لَا يَرَى مِنْ نَفْسِهِ. ¬
2528 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، علته عنعنة مبارك بن فضالة وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع.
تخريجه: ولم أجده في كتاب الزهد، لكن ذكره الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (6/ 224)، وقال: وعن الحسن من قوله أنشده ابن المبارك في البدل. أي قول المؤمن مرآة أخيه المؤمن. ويشهد له أحاديث مرفوعة عن أبي هريرة، وأنس، والمطلب بن عبد الله بن حنطب رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن الوليد بن رباح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه. أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 37)، ومن طريقه أبو داود (13/ 260 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 239)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ص 93)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 92)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 106)، والبيهقي في الكبرى (8/ 167)، ومدار أسانيدهم على كثير بن زبير، قال في التقريب (ص 459): صدوق يخطئ فالحديث ضعيف. =
= الثانية: عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إن أحدكم مرآة لأخيه، فإذا رأى به شيئًا فليمطه عنه. أخرجه ابن المبارك في الزهد (ح 730)، وعنه الترمذي (6/ 56 التحفة)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 44)، والبغوي في شرح السنة (13/ 92)، والعسكري في الأمثال كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 224)، وقال الترمذي: يحيى بن عبيد الله ضعّفه شعبة. قلت: يحيى بن عبيد الله، قال في التقريب (ص 594): متروك وأفحش الحاكم فرماه بالوضع فالإسناد ضعيف جدًا. الثالثة: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هريرة موقوفًا قال: المؤمن مرآة أخيه إذا رأى فيه عيبًا أصلحه. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 238). وفي إسناده سليمان بن راشد قال في التقريب (ص 251): مقبول، أي يصلح في المتابعات ولم يتابعه أحد على وقفه. وعزاه الهندي في الكنز (ح 742) إلى أحمد بن منيع. وأما حديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-قال: المؤمن مرآة المؤمن. فأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 231)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 106)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 43)، والضياء في المختارة (ق 129 ب) كما في الصحيحة (2/ 632)، والطبراني في الأوسط كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 224)، والبزار كما في الكشف (4/ 103) كلهم من طريق محمد بن عمار، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسٍ مرفوعًا. وشريك بن أبي نمر قال في التقريب (ص 266) صدوق يخطئ فالإسناد ضعيف. لكن حسنه السيوطي في الجامع الصغير (6/ 251 الفيض)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (ح 6655)، وحسنه في السلسلة الصحيحة (ح 926) =
= ويظهر أنه بالشواهد. واما حديث المطلب بن عبد الله بن حنطب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: المؤمن أخو المؤمن حيث يغيب، يحفظه من ورائه، ويكُفُّ عليه ضيعته، والمؤمن مرآة المؤمن. أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 747) من طريق كثير بن يزيد عن المطلب بن عبد الله به. ورجاله ثقات إلَّا كثير بن زيد قال في التقريب (ص 459): صدوق يخطئ، فالإسناد ضعيف. وعليه يرتقي أثر الحسن بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2529 - حَدَّثَنَا (¬1) عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ شُعْبَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِ "لَدَيْهِ" (¬2) حَاجَتُهُ كَانَ لَهُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَكَلَّفَ، يفرح لِفَرَحِهِ، وَيَحْزَنَ لِحُزْنِهِ، وَهُوَ مِرَْآةُ أَخِيهِ، إِنْ رَأَى فِيهِ مَا لَا يُعْجِبُهُ سَدَّدَهُ (¬3)، وَقَوَّمَهُ، ووجهه، وخاصمه (¬4) في السر والعلانية. ¬
2529 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته يحيى بن المختار، فهو مستور.
تخريجه: ولم أجده في كتاب الزهد. ويشهد لشطره الثاني الحديث رقم (2528) وشواهده.
2530 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبيدة بْنُ حُميد، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ إعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاحتبى بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! عَلِّمْنِي فَإِنِّي أَعْرَابِيٌّ جافٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا (¬1)، وَلَوْ أَنْ تصُبّ مِنْ إِنَائِكَ فِي إِنَاءِ صَاحِبِكَ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ بِوَجْهِكَ .. [الْحَدِيثِ] (¬2). [2] وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [سُريج هُوَ ابْنُ يُونُسَ] (¬3)، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ بِهَذَا (¬4) وَزَادَ (¬5): وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ فَعَيَّرَكَ بِمَا هُوَ يَعْلَمُهُ مِنْكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِأَمْرٍ تَعْلَمُهُ مِنْهُ، فَإِنَّهُ يكون وبال ذلك عليه وآخره لك. ¬
2530 - الحكم عليه: وهذا إسناد ضعيف علته إبراهيم مولى بني هاشم فهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى كما في المطالب هنا، وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه (1/ 312) كلاهما من طريق عبيدة بن حميد به بنحوه مع زيادة في آخره ذُكرت في الحديث رقم (2/ 2530). وأصل الحديث في السنن وغيرها من حديث سليم بن جابر أو جابر بن سليم، وله عنه ثلاث طرق: =
= الأولى: عن أبي تميمة الهجيمي، عن سليم بن جابر قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عمرو فقلت: يا رسول الله! إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئًا ينفعنا الله تبارك وتعالى به، قال: لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وتسبيل الإِزار، فإنه من الخيلاء، والخيلاء لا يحبها الله عزَّ وجلَّ، وإن امرؤ سبك بما يعلم فيك، فلا تسبه بما تعلم فيه، فإن أجره لك، ووباله على من قاله. أخرجه أبو داود (11/ 137 العون)، والترمذي (7/ 508 التحفة)، وأحمد (5/ 63، 64)، وابن المبارك في الزهد (ص 360)، والطيالسي (ص 167)، والدولابي في الكنى (1/ 66) وأبو الشيخ في الأمثال (ح 236) وذكر أوله، وابن حبّان كما في لإِحسان (1/ 369)، والطبراني في الكبير (7/ 63)، والحاكم في المستدرك (4/ 168)، والبيهقي في الكبرى (10/ 236)، وفي الشعب (6/ 252)، وأبو نعيم في المعرفة (ج 1/ ق 296 ب)، وابن قانع في معجمه (ق 24 ب، 57 ب). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي وهو كما قالا. الثانية: عن محمد بن سيرين، عن سليم بن جابر أو جابر بن سليم به بنحوه. أخرجه البخاري في التاريخ الصغير (1/ 144)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح166) وذكر طرف الحديث، والدولابي في الكنى (1/ 66) كلهم من طريق زياد بن أبي زياد، عن محمد بن سيرين به. وزياد بن أبي زياد هو الجصاص، قال عنه في التقريب (ص 219): ضعيف. الثالثة: عن عقيل بن طلحة، عن أبي جُري الهجيمي -وهو جابر بن سليم أو سليم بن جابر- يرفعه بنحو الطريق الأولى. أخرجه البغوي في الجعديات (ح 3100)، وأحمد (5/ 63)، والطبراني في =
= الكبير (7/ 63)، والبخاري في التاريخ الصغير (1/ 144)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 235)، والبغوي في شرح السنة (13/ 83)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 85)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 370)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 324)، وابن أبي الدنيا في اصطناع المعروف كما في الإصابة (2/ 72). وإسناد أحمد صحيح. ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ولو أن تكلم آخاك ووجهك إليه منبسط) شاهد من حديث أبي ذر رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق. لفظ مسلم. أخرجه مسلم (ح 2626)، والترمذي (5/ 562 التحفة)، وابن سعد في الطبقات (7/ 29) وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 370)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 137)، وأحمد (5/ 173)، والبغوي في شرح السنة (6/ 67)، والبيهقي في الكبرى (4/ 188)، وفي الشعب (3/ 252، 6/ 251). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وعليه يرتقي حديث الباب بهذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
4 - باب بر الوالدين
4 - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ 2531 - [1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ. [2] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا (¬1) ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ طَيْسَلَةَ (¬2) بْنِ مَيَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّجَدَاتِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬3) قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَرَقي قَالَ: أَتَخَافُ أَنْ تَدْخُلَ النار؟ قلت: نَعَمْ، قَالَ: أفَتُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟ فَقُلْتُ (¬4): نَعَمْ، فَقَالَ: أحيُّ وَالِدَاكَ؟ فَقُلْتُ: عِنْدِي أُمِّي، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ أَلَنْتَ (¬5) لَهَا الْكَلَامَ، وَأَطْعَمْتَهَا (¬6) الطعام لتدخلنَّ الجنة ما اجتنبت الموجبات. ¬
2531 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 126/ ب مختصر) وقال: رواه مسدّد، وإسحاق بن راهويه بسند واحد ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 8)، قال حدّثنا مسدّد، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم. وأخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 246، 740)، والخطيب في الكفاية (ص 132)، والبغوي في الجعديات (ح 3303)، والبرديجي في الأسماء المفردة كما في تهذيب التهذيب (5/ 33)، والبيهقي في الكبرى (3/ 409)، والطبري في التفسير (5/ 26)، كلهم من طريق أيوب بن عتبة، عن طيسلة بن مياس، عن ابن عمر قال: الكبائر سبع: الشرك بالله وعقوق الوالدين، والزنا، والسحر، والفرار من الزحف، وأكل الربا، واكل مال اليتيم، ولم يذكر أول الحديث ولا آخره. وتابع زياد بن مخراق سعيد الجريري قال: أن رجلًا جاء إلى ابن عمر، قال: إني كنت أكون مع النجدات وقد أصبت ذنوبًا فأحب أن تعد علي الكبائر، فعد عليه سبعًا أو ثمانيًا: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، واليمين الفاجرة. ثم قال له ابن عمر: هل لك والدة؟ قال: نعم، قال: فَأَطْعِمْهَا من الطعام وأَلِنْ لها من الكلام، فوالله لتدخلن الجنة. أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 206) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن سعيد الجريري به. وسعيد بن إياس الجريري قال في التقريب (ص 233)، ثقة، اختلط قبل موته بثلاث سنين إلَّا أن إسناده منقطع والله أعلم فالجريري لم يسمع ابن عمر فوفاته سنة أربع وأربعين ومائة، وعبد الله بن عمر توفي سنة ثلاث وسبعين فالفرق بين وفاتيهما إحدى وسبعين سنة.
2532 - وقال عبد: حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: إنها سمعت رسول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ قَالَ: وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مُلْكِكَ ... الحديث.
2532 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: عمر بن سعيد الدمشقي فهو ضعيف جدًا. الثانية: مكحول لم يسمع من أم أيمن، قال ابن أبي حاتم، حدّثنا أبي قال: سألت أبا مسهر هل سمع مكحول من أحد مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قال: ما صح عندنا إلَّا أنس بن مالك. المراسيل (ص 165).
تخريجه: تقدم تخريجه مفصلًا في الحديث رقم (2476).
2533 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) عُمَرُ، حَدَّثَنَا (¬2) سَعِيدٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: الْمُوصَى بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ ثَوْبَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زنجويه، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ العزيز ... الحديث. ¬
2533 - الحكم عليه: هذا الأثر عند عبد بن حميد إسناده ضعيف جدًا علته عمر بن سعيد الدمشقي. بينما هو عند أبي يعلى صحيح الإسناد رجاله كلهم ثقات.
تخريجه: هو في المنتخب في مسند عبد بن حميد (ص 462). وتابع عمر بن سعيد أبو مسهر فروى الأثر عن سعيد بن عبد العزيز به. أخرجه أبو يعلى كما في المطالب هنا وأبو مسهر ثقة.
2534 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ [عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ] (¬1) عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا يُقرأ أَنْ لَا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم (¬2). ¬
2534 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع فعدي بن عدي لم يسمع من أبيه. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 7): روي عن أبيه مرسل، لم يسمع من أبيه، يدخل بينهما العرس بن عميرة. وكذا قال العلائي في جامع التحصيل (ص 236) ونقل كلام ابن أبي حاتم وعزاه لأبي حاتم. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 125/ ب مختصر) وسكت عليه.
تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 12) بنفس الإسناد والمتن وتصحفت عنده "عدي" إلى "أبي عدي"، وهو في منحة المعبود (2/ 8) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه أبو عبيد في فضائله، وابن راهوية، ورستة في الإيمان كما في الكنز (ح 15371) من طريق عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عمر: كنا نقرأ فيما نقرأ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ، ثم قال لزيد بن ثابت أكذلك يا زيد؟ قال: نعم. وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد كما في الكنز (ح 15372) من طريق عدي بن عدي بن عميرة بن فروة، عن أبيه، عن جده أن عمر بن الخطاب قال لأبي: أوليس كنا نقرأ من كتاب الله أن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم؟ فقال: بلى، ثم قال: أوليس كنا نقرأ الولد للفراش وللعاهر الحجر، فُقِد فيما فقدنا من كتاب الله؟ قال: بلى. =
= وأخرجه البخاري (12/ 144 الفتح)، وعبد الرزاق (9/ 50)، وعنه أحمد (1/ 47) كلاهما من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه سمع عمر يقول، وذكر حديثًا طويلًا وفيه ... ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أَنْ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بكم أن ترغبوا عن آبائكم، أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم ... الحديث. وقوله: "لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ". رواه أبو هريرة مرفوعًا. أخرجه البخاري (12/ 54 الفتح)، ومسلم (ح 62)، وأحمد (2/ 526)، وأبو عوانة (1/ 24)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 84)، كلهم من طريق عراك بن مالك، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر.
2535 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: تُقام الصَّلَاةُ وَيَدْعُونِي والديَّ قال أجب والداك.
2535 - الحكم عليه: هذا الأثر رجاله ثقات إلَّا أن هشيمًا قد عنعن وهو مدلس فالإِسناد ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 125/ ب مختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه هنّاد بن السري في الزهد (ح 973)، عن هشيم به بلفظه. وذكره البغوي في شرح السنة (10/ 379).
2536 - وَحَدَّثَنَا (¬1) عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ (¬2): إِذَا دَعَتْكَ أُمُّكَ وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ فَأَجِبْهَا، وَإِذَا دَعَاكَ أَبُوكَ فَلَا تُجِبْهُ حتى تفرغ. ¬
2536 - الحكم عليه: هذا الأثر إسناده صحيح. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 125/ ب مختصر) وقال: رواه مسدّد ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 195) من طريق مسدّد به بنحوه، ولم يذكر شطره الثاني. وأخرجه هنّاد في الزهد (2/ 477) قال: حدّثنا عيسى بن يونس به بلفظه.
2537 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ القاسم (¬1)، حدّثنا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ حَبِيبٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصْبِحُ وَوَالِدَاهُ عَنْهُ (¬2) رَاضِيَانِ إلَّا كَانَ لَهُ بَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَوَاحِدٌ وَمَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصبح وَوَالِدَاهُ عَلَيْهِ سَاخِطَانِ (¬3) إلَّا كَانَ لَهُ بَابَانِ مِنَ النَّارِ وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَوَاحِدٌ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ هُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فذكره وَزَادَ فِي آخِرِهِ: فَقَالَ أُرَاهُ رَجُلًا يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَإِنْ ظَلَمَاهُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَإِنْ ظَلَمَاهُ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. * إِسْنَادُ أَبِي يَعْلَى حَسَنٌ، وَقَدْ رُوِيَ مَوْقُوفًا. [3] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنِّي رَجُلٌ حَرِيصٌ عَلَى الْجِهَادِ وَلَيْسَ مِنْ قَوْمِي أحدٌ إلَّا قَدْ لَحِقَ بِالْأَمْصَارِ أَوْ بِالْجِهَادِ (¬4) غَيْرُ وَالِدِي، أَوْ قَالَ: غَيْرُ أَهْلِي وأبويّ، أَوْ قَالَ: أَبِي (¬5) كَارِهٌ لِذَلِكَ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: لَا يَكُونُ لِرَجُلٍ أَبَوَانِ فيُصْبح مُحْسِنًا إلَّا فتحَ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ، وَلَا يُمسي وَهُوَ مُحْسِنٌ إلَّا فُتِحَ لَهُ بَابَانِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، قَالَ: قُلْتُ محسنٌ إِلَيْهِمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَأَصْبَحَ مُحْسِنًا فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَلَا يَسْخَطُ عَلَيْهِ أَحَدُهُمَا أَوْ وَاحِدٌ (¬6) مِنْهُمَا فَيَرْضَى اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى يَرْضَى. قُلْتُ: وَإِنْ كَانَ لَهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَ لَهُ ظَالِمًا. ¬
2537 - الحكم عليه: إسناد ابن أبي عمر ضعيف جدًا علته عبد القدوس بن حبيب الدمشقي. بينما إسناد أبي يعلى حسن من أجل المغيرة بن مسلم فهو صدوق. وحسنه الحافظ في المطالب هنا، وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 125/ ب مختصر). وقال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند رواته ثقات. وإسناد مسدّد ضعيف فيه سعد بن مسعود مستور.
تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 343)، من طريق ابن أبي عمر، عن عبد القدوس بن حبيب الدمشقي به. وتابع عبد القدوس ستة وهم: الأول: المغيرة بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه مرفوعًا بنحوه وزاد فَقَالَ: أُرَاهُ رَجُلًا يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَإِنْ ظَلَمَاهُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَإِنْ ظَلَمَاهُ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. أخرجه أبو يعلى كما في المطالب هنا (ح 2537/ 2)، والشجري في آماليه (2/ 120). وإسناد أبي يعلى حسن. الثاني: محمد بن المنكدر، عن عطاء، عن ابن عباس بنحو الطريق السابقة. أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (ص 1/ 201). =
= الثالث: أبان، عن سعد بن مسعود أو غيره عن ابن عباس مرفوعًا بنحو الطريق السابقة. أخرجه معمر في كتاب الجامج (ح 20128). وسعد بن مسعود ضعيف. الرابع: سليمان التيمي، عن سعد بن مسعود، عن ابن عباس موقوفًا. أخرجه مسدّد كما في المطالب هنا (ح 97 ج)، والبخاري في الأدب المفرد (ح7)، وابن أبي شيبة في المصنف (8/ 354)، والبيهقي في الشعب (6/ 206). وسعد بن مسعود يأتي في الحديث رقم (97 ج) أنه ضعيف. الخامس: سعيد بن سنان، عن رجل، عن ابن عباس مرفوعًا بنحو الأول. أخرجه هنّاد في الزهد (ح 993). وهذا الإسناد ضعيف لجهالة الراوي، عن ابن عباس رضي الله عنهما. السادس: يعقوب بن القعقاع، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا بنحو الأول. أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 206). وفي سنده عبد الله بن يحيى بن موسى السرخسي. قال في اللسان (3/ 461): اتهمه ابن عدي بالكذب، ثم ذكر ابن حجر حديث ابن عباس بهذا الإسناد وقال: رجاله ثقات، أثبات، غير هذا الرجل، فهو آفته. وهو في الأفراد للدارقطني كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 315) , من حديث زيد بن أرقم بنحو ابن عباس.
2538 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّ أَبِي غَصَبَنِي مالًا، قال: أنت ومالك لأبيك.
2538 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته ابن أبي ليلى. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 125 ب مختصر) وقال: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بسند ضعيف لضعف مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 159) عن وكيع به بلفظه. وأخرجه في المصنف (14/ 196) عن وكيع به بلفظه إلَّا أن أبا ليلى رواه عن أبيه، عن الشعبي. ورواه سعيد بن منصور في سننه (2/ 115) من طريق ابن أبي ليلى به بنحوه. ومدار هذه الأسانيد على ابن أبي ليلى وقد علمت حاله. وللحديث شواهد كثيرة عن جابر، وعبد الله بن عمرو، وعمر بن الخطاب، وابن مسعود، وابن عمر، وعائشة، وسمرة بن جندب، وأبو بكر، وأنس بن مالك رضي الله عنهم. أما حديث جابر قال: إن رجلا قال: يا رسول الله! إني لي مالًا وولدًا، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي؟ فقال: أنت ومالك لأبيك. فأخرجه ابن ماجه (ح 2291)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 158)، وفي المشكل (2/ 230)، والطبراني في الصغير (ح 947)، وابن عدي في الكامل (5/ 72، 7/ 165)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص 385)، والخطيب في الموضح (2/ 74)، والمخلص في حديثه (ج 12/ ق 69 ب المنتقى منه) وأبو الشيخ في عوالي حديثه (ج 1ق 22 أ)، والمعافي بن زكريا في جزء من حديثه (ق 2 أ)، الثلاثة الأخيرة كما في إرواء الغليل (3/ 325)، والبيهقي في الكبرى (7/ 481)، وابن النجار، وابن =
= عساكر كما في الكنز (ح 45933)، وابن حزم في المحلى (8/ 120)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 86 أ). وإسناد ابن ماجه صحيح، رجاله ثقات. وأما حديث عبد الله بن عمرو قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فقال: إن أبي اجتاح مالي، فقال: أنت ومالك لأبيك. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من أموالهم. فأخرجه أبو داود (9/ 446 العون)، وابن ماجه (ح 2292)، وأحمد (2/ 204)، وابن الجارود في المنتقى (ح 995)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 158)، وفي المشكل (2/ 230)، وابن أبي شيبة (7/ 161)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 22)، والبيهقي في الكبرى (7/ 480)، والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 49)، والمخلص في بعض الخامس من الفوائد (ق 252 ب)، وأبو بكر الشافعي في حديثه (ق 2 ب)، وابن المنقور في القراءة على الوزير (ج 2/ ق 20 ب)، وأبو بكر الأبهري في جزء من الفوائد (ق2 أ)، والسلفي في الطيوريات (ق 115 أ) والخمسة الأخيرة كما في الإرواء (3/ 325). وإسناد أبي داود، وأحمد، وابن الجارود صحيح. وأما حديث ابن مسعود يرفعه بنحو الحديث السابق. فأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 99)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 86 أ)، وفي الصغير (ح 2)، وابن عدي في الكامل (6/ 402)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 7/ ق 454)، والمعافي بن زكريا في (جزء من حديثه) (ق 2 أ)، كما في إرواء الغليل (3/ 325). وقال الطبراني في الصغير: لا يروى عن ابن مسعود إلَّا بهذا الإسناد تفرّد به ابن ذي حمامة وكان من ثقات المسلمين. وكذا قال في الأوسط. قلت: وبقية رجاله ثقات فالإسناد صحيح. =
= وأما حديث ابن عمر فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر إن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! والدي أكل مالي، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّكَ ومالك لأبيك. أخرجه أبو يعلى (10/ 99). ورجال أبي يعلى ثقات إلَّا أبو حريز قال في التقريب (ص 300): صدوق يخطئ. فالإسناد ضعيف. الثانية: عن عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر به بنحوه. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 84). وقال البزّار: لا نعلمه يروي عن ابن عمر إلَّا بهذا الإسناد. قلت: بل روي عن ابن عمر بغير هذا الإِسناد، كما تقدم، وكما سيأتي. وفيه ميمون بن يزيد أو زيد قال: أبو حاتم في الجرح والتعديل (8/ 238): ليّن الحديث. الثالثه: عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: الولد من كسب الوالد. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 86 أ). وذكر الحديث الهيثمي في المجمع (4/ 154) وقال: فيه محمد بن أبي بلال ولم أجد له ترجمة وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: فيه خلف بن خليفة قال في التقريب (ص 194): صدوق، اختلط في الآخر، فلا أدري إن كان محمد بن أبي بلال سمع منه قبل الاختلاط أو بعده. ومحمد بن أبي بلال هو التميمي لم أجد له ترجمة. وأما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فيرويه سعيد بن بشير، عن مطرف، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن عمر إن رجلا أتى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّ أبي يريد أن يأخذ مالي، قال: أنت ومالك لأبيك. =
= فأخرجه البزار كما في الكشف (2/ 84)، وقال البزّار: لا نعلمه عن عمر مرفوعًا إلَّا من هذا الوجه، وقد رواه غير مطرف، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده. قلت: سماع سعيد بن المسيب عن عمر مختلف فيه كما في جامع التحصيل (ص 184). وأما حديث سمرة بن جندب قال: أتى رجل النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَا رَسُولَ الله! أن أبي اجتاح مالي، قال: أنت ومالك لأبيك. فأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 234)، والطبراني في الكبير (7/ 230)، والبزاركما في الكشف (2/ 84)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 86 أ). ومدار أسانيدهم على عبد الله بن إسماعيل الجوداني، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (5/ 3): هو ليّن. وتابعه عبد الله بن حرمان الجهضمي. أخرجه ابن بشران في الأمالي (ق 56 أ) كمافي الإرواء (3/ 327). قال الألباني: الجهضمي لا يعرف. قلت: لعل اسم أبيه تصحّف من عثمان. وعبد الله بن عثمان الجهضمي، هو عبد الله بن إسماعيل الجوداني، نُسب إلى جده، وإلى الجهاضم. بدلًا من أبيه، وجودان: وهي قبيلة من الجهاضم كما في الجرح والتعديل (3/ 5). وأما حديث عائشة فله عنها ثلاث طرق: الأولى: عن عروة، عن عائشة قَالَتْ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ أَبِي يأخذ مالي ويعطيه أخي وليس هو ابن أمي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أنت ومالك لأبيك، إنما أنت سهم من كنانة أبيك. أخرجه ابن عدى في الكامل (2/ 335). =
= وفي إسناده الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي، قال ابن عدي: يسرق الحديث ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق. الثاني: عن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها، به بنحوه. أخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (1/ 316). وفيه عبد الله بن كيسان وهو المروزي قال في التقريب (ص 319): صدوق يخطىء كثيرًا. الثالثة: عن عثمان بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة به بنحو الطريق الأولى. أخرجه أبو القاسم الحامض في (حديثه) كما في الإرواء (3/ 326). قال الألباني: وفيه الأسود بن موسى بن باذان المكي: لم أجد له ترجمة. وأما حديث الرجل: فيرويه قيس بن أبي حازم، قال: حَضَرْت أبا بكر الصديق أتاه رجل فقال: يا خليفة رسول الله! هذا يريد أن يأخذ مالي كله فيجتاحه، فقال له أبو بكر: ما تقول؟ قال: نعم، فقال أبو بكر: إنما لك من ماله ما يكفيك، فقال يا خليفة رسول اللَّهَ! أَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: أنت ومالك لأبيك؟ فقال أبو بكر: أرضى بما رضي الله به. فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 86 أ)، والبيهقي في الكبرى (7/ 481). وقال الطبراني: لم يروه عن إسماعيل إلَّا المنذر. والمنذر: هو ابن زياد الطائي قال في اللسان (6/ 104)، قال الساجي: يُحدث بأحاديث بواطيل وأحسبه ممن كان يضع الحديث، وقال الفلاس: كان كاذبًا. فالإسناد تالف. وأما حديث أنس، فيرويه الحباب بن فضالة، قال سألت أنس بن مالك: ما يحل لي من مال أبي؟ قال: ما طابت به نفسه، قلت: ما يحل لأبي من مالي؟ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: أنت ومالك لأبيك. =
= فأخرجه أبو بكر الشافعي في الرباعيات (ج 1/ ق 106 أ) كما في الإرواء (3/ 329). والحباب بن فضالة قال في اللسان (2/ 208): قال الأزدي: ليس حديثه بشيء، وقال ابن ماكولا: ليس بالقوي. فالإِسناد ضعيف. ولعائشة في الباب حديث آخر بلفظ إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه. فأخرجه أبو داود (9/ 444 العون)، والنسائي (7/ 240)، والترمذي (4/ 591 التحفة)، وابن ماجه (ح 3137)، وعبد الرزاق (1/ 133)، وأحمد (6/ 31، 127، 162، 193، 201، 202)، والحميدي (ح 246)، والدارمي (2/ 247)، والطيالسي (ح 1580)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 407)، وابن حبّان كما في الإحسان (6/ 227)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (ح 964)، والبغوي في شرح السنة (9/ 329)، والحاكم في المستدرك (5412)، والبيهقي في الكبرى (7/ 479)، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 76). وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ووافقه الذهبي. قلت: إسناد النسائي وأحمد صحيح. وعليه يرتقي حديث الباب بهذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
1871، 2539 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَزِيدُ في عمر الرجل ببره والده (¬1). * الكلبي: متروك. ¬
5239 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف فيه علتان: الأولى: الكلبي فهو متهم بالكذب. الثانية: ضعف أبي صالح. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 621 أمختصر) وقال: رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف لضعف الكلبي.
تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 119) من طريق حصاد به بلفظه. ولمعنى الحديث شواهد كثيرة عن ثوبان، وأنس، وأبي هريرة، وابن عمر، وعلي, وعائشة، وسلمان، وسهل بن معاذ رضي الله عنهم. أما حديث ثوبان رضي الله عنه، فله عنه ثلاث طرق: الأول: عن عبد الله بن أبي الجعد، عن ثوبان مرفوعًا: لا يزيد في العمر إلَّا البر، ولا يرد القضاء إلَّا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. أخرجه أحمد (5/ 277، 280، 282)، وابن ماجه (ح 90، 4022)، وابن أبي شيبة (10/ 144) والطحاوي في المشكل (4/ 169)، وهنّاد بن السري في الزهد (ح 1009)، ووكيع في الزهد (ح 407)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (2/ 133)، وأبو حنيفه في جامع المسانيد (1/ 113)، والطبراني في الكبير (2/ 100)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 36)، وعبد الغني المقدسي في الدعاء =
= (ح12)، والحاكم في المستدرك (1/ 493)، والبغوي في شرح السنة (13/ 6)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 116)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 10)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 202). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: مدار أسانيدهم على عبد الله بن أبي الجعد، قال في التقريب (ص 298): مقبول أي يصلح في المتابعات وقد توبع لكنها لا تصلح لما فيها من علل كما سيأتي. الثانية: عن راشد بن سعد، عن ثوبان مرفوعًا: لا يزيد في العمر إلَّا البر، ولا يرد القضاء إلَّا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 16) من طريق أبي علي الدارسي، حدّثنا طلحة بن زيد، عن ثور، عن راشد بن سعد به. وأبو علي الدارسي وبشر بن عبيد، قال في الميزان (1/ 320): كذبه الأزدي. وقال ابن عدي: منكر الحديث عند الأئمة بين الضعف جدًا. فالإسناد ضعيف جدًا. الثالثة: عن مجاهد، عن ثوبان مرفوعًا بنحو الطريق الثاني. أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 481) من طريق علي بن قرين، عن سعيد بن راشد، عن الخليل بن مرة، عن حميد الأعرج، عن مجاهد به. وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: ابن قرين كذاب، وسعيد واهٍ، وشيخه ضعّفه ابن معين. قلت: علي بن قرين، قال الذهبي في المغني (2/ 453): كذبه غير واحد، وتركه أبو حاتم. وسعيد هو ابن راشد. قال في المغني (1/ 258): متروك، والخليل بن مرة قال في التقريب (ص 196): ضعيف فالإسناد تالف. وأما حديث أنس رضي الله عنه، فله أربع طرق: الأولى: عن ميمون بن سياه، عن أنس مرفوعًا قال: من أحب أن يَمُدَّ الله في =
= عمره، ويزيد في رزقه، فليُبرّ والديه، وليصل رحمه. أخرجه أحمد (3/ 229، 266)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 189)، وابن عدي في الكامل (6/ 414) وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 244)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 107)، والبيهقي في الشعب (6/ 185)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 203) كلهم من طريق حزم بن أبي حزم القطيعي، عن ميمون بن سياه به. وميمون حسن الحديث، لكن فيه حزم بن أبي حزم، قال في التقريب (ص 157): صدوق يهم، فالإسناد ضعيف. الثانية: عن ابن شهاب، عن أنس مرفوعًا: من أحب أن يوسّع له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه. أخرجه البخاري (10/ 415 الفتح)، ومسلم (ح 2557)، والنسائي في الكبرى كما في التحفة (1/ 337)، وأبو داود (5/ 111 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح56)، والطحاوي في المشكل (4/ 169)، وبحشل في تاريخ واسط (ص 22)، والبيهقي في الكبرى (7/ 27)، وفي الشعب (6/ 218)، والبغوي في شرح السنة (13/ 18)، وابن عدي في الكامل (3/ 150)، والبيهقي في "الأربعون الصغرى" (ح96)، والشجري في الأمالي (2/ 125). الثالثة: عن يزيد الرقاشي، عن أنس مرفوعًا: من سره أن ينسى له في عمره، وأن يثرى له في ماله فليبر والديه، وليصل رحمه. لفظ هنّاد. أخرجه وكيع في الزهد (ح 405)، وهنّاد في الزهد (ح 1006، 1007)، وأبو يعلى (7/ 139)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 365)، والشجري في الأمالي (2/ 124). ويزيد الرقاشي ضعيف. الرابعة: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي حسين المكي، عن أنس مرفوعًا: =
= من سره أن يُعَظّم الله رزقه، وأن يمد في أجله، فليصل رحمه. أخرجه أحمد (3/ 156)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 244) كلاهما من طريق مسلم بن خالد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي حسين به. ومسلم بن خالد هو الزنجي، قال في التقريب (ص 529): صدوق كثير الأوهام، فالإسناد ضعيف. وأما حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يبسط له في رزقه وينسأله في أهله، فليصل رحمه. فأخرجه البخاري (10/ 415 الفتح)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 57)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 257)، والبيهقي في الشعب (6/ 218). وأما حديث ابن عمر موقوفًا قال: من اتقى ربه، ووصل رحمه نسىء في أجله، وثري ماله، وأحبه أهله. فأخرجه وكيع في الزهد (ح 408)، وهنّاد في الزهد (ح 1008)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 58) كلهم من طريق مغراء أبي المخارق قال: سمعت عبد الله بن عمر به. وفي أسانيدهم مغراء قال في التقريب (ص 452): مقبول ولم يتابع. وأما حديث علي رضي الله عنه، فله عنه طريقان: الأولى: عن الحارث، عن علي قال: من أحب أن يمُد الله في عمره فليتق الله وليصل رحمه. أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 391) من طريق جعفر بن عمر الكندي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الحارث به. وحفص بن عمر الكندي قال ابن حبّان في المجروحين (1/ 259): يروي عن الثقات الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به. الثانية: عن عاصم بن ضمرة، عن علي مرفوعًا: من أحب أن يمد في عمره، =
= ويبسط في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، ويستجاب دعاؤه فليصل رحمه. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 374)، والبيهقي في الشعب (9/ 216) كلاهما من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة به. وإسناده ضعيف لعنعنة حبيب فهو مدلس من الثالثة. وأما حديث سلمان رضي الله عنه، مرفوعًا قال: لا يرد القضاء إلَّا الدعاء ولا يزيد في العمر إلَّا البر. فأخرجه الترمذي (6/ 347 التحفة)، والطحاوي في المشكل (4/ 169)، والطبراني في الكبير (6/ 251)، والقضاعي في مسند الشهاب (833) كلهم من طريق أبي مودود، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان مرفوعًا. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث يحيى بن ضريس، وأبو مودود، إثنان: أحدهما يقال له فضة، والآخر: عبد العزيز بن أبي سليمان، أحدهما بصري والآخر مديني وكانا في عصر واحد، وأبو مودود الذي روى هذا الحديث اسمه فضة. وأبو مودود قال في التقريب (ص 447) فيه لين، فالإسناد ضعيف. وعليه يتبيّن أن متن حديث الباب له أصل إلَّا أن إسناده باقٍ على حاله فهو تالف.
2540 - وَقَالَ ابْنُ مَنِيعٍ أَيْضًا: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَعِدَ الْمِنْبَرَ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى الدَّرَجَةِ الدُّنْيَا، قَالَ: آمِينَ، ثُمَّ وضع رجله عَلَى الثَّانِيَةِ، فَقَالَ: آمِينَ، ثُمَّ وَضَعَ رِجْلَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الدَّرَجَةِ الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: آمِينَ، فَلَمَّا فَرَغَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ خُطْبَتِهِ وَنَزَلَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَانِي حِينَ وَضَعْتُ رِجْلَيَّ عَلَى الدَّرَجَةِ الدُّنْيَا فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُغفر لَهُ، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ (¬1)، قُلْ: آمِينَ، قلت: آمين [الحديث] (¬2). ¬
2540 - الحكم عليه: هذا إسناد مرسل ضعيف علته علي بن زيد. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 126 أ) وقال: رواه أحمد بن منيع مرسلًا بسند ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
تخريجه: ويأتي تخريجه في الحديث الآتي.
2541 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَمِثْلِهُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [أَبُو مَعْمَرٍ الْهِلَالِيًّ] (¬2)، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة رضي لله عنه، نحوه. ¬
2541 - الحكم عليه: إسناد ابن منيع ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف يحيى بن عبيد الله. الثانية: والده عبيد الله بن عبد الله مستور. وإسناد أبي يعلى حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة فهو صدوق. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 126 أمختصر) وقال: رواه ابن خزيمة، وأبو يعلى، وعنه ابن حبّان، وله شواهد في كتاب الزهد في الدنيا.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (10/ 328) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (2/ 131) عن أبي يعلى به. وتابع أبا سلمة أربعة وهم: الأول: الوليد بن رباح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- رقي المنبر فقال: آمين، آمين، آمين. فقيل له: يا رسول الله، ما كنت تصنع هذا؟ فقال: قال لي جبريل: أرغم الله أنف عبد أو بَعُدَ، دخل رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف عبد أو بعد أدرك والديه أو أحدهما ولم يدخله الجنة، فقلت: آمين. ثم =
= قال: رغم أنف عبد أو بعد، ذكرت عنده فلم يصل عليّ. فقلت: آمين. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 646)، وابن خزيمة في صحيحه (3/ 192)، والبيهقي في الكبرى (4/ 304)، والبزار كما في الكشف (4/ 49) كلهم من طريق كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح به. وكثير بن زيد هو الأسلمي، قال في التقريب (ص 459): صدوق يُخطىء. فالإِسناد ضعيف. الثاني: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، مرفوعًا قال: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان فانسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر، فلم يدخلاه الجنة. وقال ربعي: ولا أعلمه إلَّا قد قال: أو أحدهما. أخرجه أحمد (2/ 254)، والترمذي (6/ 530 التحفة)، وعنه القاضي عياض في الشفا (2/ 653)، وأخرجه الجهضمي في فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- (ح 16)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 132)، والبغوي في شرح السنة (3/ 198)، والبيهقي في الدعوات الكبير (ح 152)، والحاكم (1/ 549). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وسكت عليه الحاكم. قلت: إسناد أحمد صحيح. الثالث: سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف قيل: من يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة. أخرجه مسلم (ح 2551)، وأحمد (2/ 346)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 21)، والقاضي عياض في الشفا (2/ 152) والبيهقي في الشعب (6/ 196). الرابع: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ بنحو حديث الباب. =
= أخرجه أحمد بن منيع كلما في المطالب هنا (ح 2541/ 1) وتقدم أنه حديث ضعيف. تبيّن من خلال سوق المتابعات أن الحديث أخرجه مسلم، والترمذي، وأحمد، لكن لم يذكر في هذه الكتب قول جبريل ولا تأمين الرسول -صلى الله عليه وسلم- على ذلك ولهذا والله أعلم وضعه الحافظ في المطالب، ومع ذلك فقول جبريل وتأمين الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثبت من طريقين كليهما حسن فيكون بهما صحيح لغيره. ولحديث الباب مع قصة جبريل والتأمين شواهد عن كعب بن عجرة، وجابر بن عبد الله، وجابر بن سمرة، وابن عباس، ومالك بن الحويرث، وعمار بن ياسر، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي. وسعيد بن المسيب مرسلًا، وأنس بن مالك رضي الله عنهم. أما حديث كعب بن عجرة قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- خرج يومًا إلى المنبر فقال حين ارتقى درجة: آمين، ثم رقى أخرى فقال: آمين، ثم رقى الثالثة فقال: آمين، فلما نزل عن المنبر، وفرغ قلنا يا رسول الله! لقد سمعنا منك كلامًا اليوم؟ قال: أوسمعتموه؟ قالوا: نعم. قال: إن جبريل عليه السلام عرض بي حين ارتقيت درجة فقال: بَعُدَ من أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما فلم يدخل الجنة، قال: قلت: آمين، وقال: بعد من ذُكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين، ثم قال: بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين. فأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 144)، والحاكم في المستدرك (4/ 153)، والبيهقي في الشعب (2/ 215)، والجهضمي في فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- (ح 19). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: مدار أسانيدهم على إسحاق بن كعب بن عجرة قال في التقريب (ص 102): مجهول الحال. وأما حديث جابر بن عبد الله بنحو حديث كعب بن عجرة. =
= فأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 644) من طريق عصام بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جابر. والبيهقي في الشعب (3/ 309) من طريق محمد بن عيسى العبدي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر. وفي إسناد البخاري عصام بن زيد قال في التقريب (ص 390): مقبول، أي يصلح في المتابعات. وتابعه محمد بن عيسى العبدي عند البيهقي في الشعب. قال عنه الذهبي في المغني (2/ 632): ضعفوه بمرة، أي لا يصلح للمتابعات فيبقى الحديث على ضعفه. وأما حديث جابر بن سمرة بنحو حديث كعب. فأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 243، 247)، والبزار كما في الكشف (7/ 48). وقال الهيثمي في المجمع (10/ 65): رواه البزّار عن شيخه محمد بن جوان ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا. قلت: تابعه عند الطبراني محمد بن عبد الله بن عبيد، ولم أجد له ترجمة. وأما حديث ابن عباس بنحو حديث كعب. فأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 82) بإسنادين في أحدهما يزيد بن أبي زياد، قال في التقريب (ص 601): ضعيف. وفي الآخر إسحاق بن عبد الله بن كيسان قال الذهبي في المغني (1/ 72) قال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث. وأما حديث مالك بن الحويرث بنحو حديث كعب. فأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 291). وفي سنده عمران بن أبان قال في التقريب (ص 428): ضعيف. وأما حديث عمار بن ياسر بنحو حديث كعب. فأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 47) من طريق عثمان بن أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ =
= محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه، عن جده، عن عمار به. وقال البزّار: لا نعلمه يُروي عن عمار إلَّا بهذا الإسناد. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 64) رواه البزّار وفيه من لم أعرفهم. قلت: عثمان بن عبيدة لم أجد له ترجمة. وأما حديث عبد الله بن مسعود بنحو حديث كعب. فأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 48) من طريق جارية بن هرم، حدّثنا حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عن عبد الله بن مسعود به. وجارية بن هرم الفقيمي، قال الذهبي في المغني (2/ 126): متروك، واهٍ. فالإِسناد تالف. وأما حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي بنحو حديث كعب. فأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 48)، والطبراني كما في المجمع (10/ 165) قلت: في إسناد البزّار ابن لهيعة وهو ضعيف، وقال الهيثمي عن سند الطبراني فيه من لم أعرفهم. وأما حديث سعيد بن المسيب مرسلًا فلفظه بنحو حديث كعب. فأخرجه أحمد بن منيع كما في المطالب هنا (ح 2540). وإسناده ضعيف من أجل علي بن زيد بن جدعان. وأما حديث أنس بن مالك بنحو حديث كعب. فأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 49) من طريق سلمة بن وردان، عن أنس به. قال البزّار: وسلمة -أي ابن وردان- صالح، وله أحاديث يستوحش منها, ولا نعلم روى أحاديث بهذه الألفاظ غيره. قلت: سلمة بن وردان، قال في التقريب (ص 248): ضعيف.
2542 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ ضِرْغَامَةَ بْنِ عُلَيْبَةَ بْنِ [حَرْمَلَةَ] (¬1)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ مَا كَادَ (¬2) يَسْتَبِينُ (¬3) وُجُوهَهُمْ بَعْدَ مَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا قَرُبْتُ ارْتَحَلَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَوْصِنِي .. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَكَانَ [أَبِي] (¬4) عُلَيْبَةَ بَرًّا بِأَبِيهِ حَرْمَلَةَ، كَانَ (¬5) إِذَا كَانَ فِي الْمَنْزِلِ نَظَرَ أَوْطَأَ مَوْضِعٍ فَأَجْلَسَهُ فِيهِ، وَنَظَرَ أَوْفَرَ عَظْمٍ وَأَطْيَبَهُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَإِذَا كَانَ فِي الْمَسِيرِ نَظَرَ أَوْطَأَ بَعِيرٍ مِنْ رَوَاحِلِهِ فيحمله عليه، فكان هذا بِرُّهُ به. ¬
2542 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: 1 - جهالة عُليبة بن حرملة بن عبد الله التميمي. 2 - جهالة ابنه ضرغامة بن عليبة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 1126 مختصر) وقال: رواه عبد بإسناد صحيح. قلت: لعل البوصيري رحمه الله استند في تصحيح الإِسناد على ذكر ابن حبّان لضرغامة وأبيه في الثقات، وهذا لا يكفي لتوثيقهما. =
= تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (ص 161) بنفس الإسناد ولفظ متنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فصليت معه الغداة، قال: فلما قضى الصلاة نظرت فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ مَا كَادَ يَسْتَبِينُ وُجُوهَهُمْ بَعْدَ مَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا قَرُبْتُ ارْتَحَلَ قلت: يا رسول الله! أوصي. قال: عليك باتقاء الله عزَّ وجلَّ، وإذا قمت من عند القوم فسمعتهم يقولون لك مما يعجبك فأته، و [إذا] سمعتهم يقولون لك بما تكره فاتركه. قال: وكان أبي عليبة برًا بأبيه حرملة، قلت: وما كان بره به؟ قال: كان إذا قرب الطعام نظر أَوْفَرَ عَظْمٍ وَأَطْيَبَهُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَإِذَا كَانَ في المسير نظر أوطأ بعير وأجله فحمله عليه، فكان هذا بره به. وأخرجه الطيالسي في مسنده (ص 167)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 399)، وأبو نعيم في المعرفة (ج 1/ ق 188 أ)، وفي الحلية (1/ 358). قال الطيالسي: حدّثنا قرة بن خالد به ولفظه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ركب من الحي فلما أردت الرجوع، قلت يا رسول الله أوصني؟ قال: اتق الله، وإذا كنت في مجلس وقمت منه وسمعتهم يقولون ما يعجبك فأته، فإذا يسمعتهم يقولون ما تكره فلا تأته. أخرجه الأمام أحمد (4/ 305)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 398)، وابن سعد في الطبقات (7/ 50)، والطبراني في الكبير (4/ 6)، وابن قانع في معجمه (ق42 أ) كلهم من طريق قرة بن خالد به بنحو حديث الطيالسي. ومدار هذه الأسانيد على ضرغامة بن عليبة، وقد علمت حاله وحال أبيه، وتابعه ثلاثة وهم: الأول: حبّان بن عاصم، حدثني حرملة به. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 222)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 309)، =
= وحبان قال في التقريب (ص 149): مقبول أي يصلح في المتابعات وقد تُوبع. الثاني: صفية ابنة عُليبة، عن حرملة به. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 222). وصفية، قال في التقريب (ص 749): مقبولة أي تصلح في المتابعات وقد توبعت. الثالث: خولة بنت عُليبة، عن حرملة به. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 222). وخولة قال في التقريب (ص 749): مقبولة أي تصلح في المتابعات وقد توبعت. إلَّا أن الواوي عن الثلاثة هو عبد الله بن حسان التميمي قال في التقريب (ص 300): مقبول أي يصلح في المتابعات لكن لم يتابعه أحد في الرواية عند أحد هؤلاء الثلاثة، فيبقى الحديث على ضعفه والله أعلم. على أن الزيادة المذكورة في حديث عبد بن حميد لم ترد عند غيره وإسناده كما تقدم.
2543 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ عَنْ [مُنِيرِ بْنِ الزُّبَيْرِ] (¬1)، أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يَقُولُ: بِرُّ الْوَالِدَيْنِ كَفَّارَةُ الْكَبَائِرِ، وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ قَادِرًا عَلَى الْبِرِّ مَا دَامَ فِي فَصِيلَتِهِ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ. * هَذَا موقوف، وراويه عن مكحول ضعيف. ¬
2543 - الحكم عليه: هذا الأثر إسناده ضعيف فيه علتان: الأولى: عنعنة الوليد بن مسلم وهو كثير التدليس عده الحافظ ابن حجر ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع. الثانية: ضعف منير بن الزبير. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 126 أمختصر) وقال: رواه الحارث بسند ضعيف، منير -بضم الميم وكسر النون- هو أبو ذر الشامي ضعّفه دُحيم، وابن حبّان، والذهبي.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 880) بنفس الإِسناد والمتن.
2544 - وَقَالَ الْحَارِثُ أَيْضًا: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمَّكَ، قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمَّكَ، قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبَاكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أَدْنَاكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: الأقرب فالأقرب.
2544 - الحكم عليه: هذا إسناد مرسل ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف عون بن عمارة. الثانية: هو من رواية هشام بن حسان، عن الحسن وفيها مقال كما تقدم في ترجمة هشام. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 126 أمختصر) وقال: رواه الحارث مرسلًا بسند ضعيف، لضعف عون بن عمارة.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 879) بنفس الإسناد والمتن. ويشهد له أحاديث كثيرة عن أبي هريرة، ومعاوية القشيري، والمقدم بن معد يكرب، وابن سلامة السلمي رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأولى: عن أبي زرعة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمَّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمَّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قال: أمك -ثلاث مرات- قال: ثم من؟ قال: أبوك. أخرجه البخاري (10/ 401 الفتح)، ومسلم (ح 2548). الثاني: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، بنحو الطريق الأولى. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 150 أ) من طريق سليمان بن داود اليمامي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة به. =
= وسليمان بن داود اليمامي قال الذهبي في المغني (1/ 279): ضعّفه غير واحد. وأما حديث معاوية القشيري قال: قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمَّكَ. قلت: ثم من؟ قال: أمك. قلت ثم من؟ قال: أمك. قلت: ثم من؟ قال: ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب. فأخرجه أبو داود (13/ 47 العون)، والترمذي (6/ 21 التحفة)، وأحمد (5/ 513)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 11)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 20121)، وهنّاد بن السري في الزهد (ح 965)، والطحاوي في المشكل (2/ 270)، والطبراني في الكبير (19/ 404)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 68)، والحاكم (3/ 642، 4/ 150)، والبغوي في شرح السنة (13/ 5)، والبيهقي في الكبرى (4/ 179)، وفي الشعب (6/ 180)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 265)، (10/ 376). وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي .. وهو كما قالا. وأما حديث المقدام بن معد يكرب: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله يوصيكم بأمهاتكم (ثلاثًا)، إن الله يوصيكم بآبائكم، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب. فأخرجه ابن ماجه (ح 3661)، وأحمد (4/ 132,131)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 60)، والبيهقي في الكبرى (4/ 179)، وفي الشعب (6/ 182)، والشجري في أماليه (2/ 120) كلهم من طريق بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معد يكرب مرفوعًا. وإسناد أحمد والبخاري رجاله ثقات إلَّا بقية فهو ثقة في حديثه عن الشاميين ولا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع وروايته عندهما عن بحير بن سعد وهو شامي كما في =
= ترجمته في التقريب (ص 120)، وصرح بقية بالتحديث في رواية أحمد فصار الإسناد صحيحًا. وأما حديث ابن سلامة السلمي قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أوصى أمرءًا بأمه، أوصى أمرءًا بأمه، أوصى أمرءًا بأمه، أوصى أمرءًا بأبيه، أوصى أمرءًا بمولاه الذي يليه، وإن كان عليه منه أذى يؤذيه. فأخرجه أحمد (4/ 311)، وابن ماجه (ح 3657)، والبيهقي في الشعب (6/ 181) ومدار أسانيدهم على عبيد الله بن عُرْفُطة قال في التقريب (ص 373): مجهول. كما يشهد له حديث رقم (2546) وشواهده. وعليه يرتقي مرسل الحسن إلى الحسن لغيره بمجموع هذه الشواهد على أنه لم يتكرر في حديث الباب ذكر الأم إلَّا مرتين وفي بقية الشواهد ثلاث مرات.
2545 - حَدَّثَنَا (¬1) سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: كَانَ الْهُذَيْلُ بْنُ حَفْصَةَ يَجْمَعُ الْحَطَبَ فِي الصَّيْفِ، فَيُقَشِّرُهُ، وَيَأْخُذُ الْقَصَبَ فَيَفْلِقُهُ (¬2)، قَالَتْ حَفْصَةُ: فَكُنْتُ (¬3) أَجِدُ قِرّة (¬4)، فَكَانَ يَجِيءُ بِالْكَانُونِ حَتَّى يَضَعَهُ خَلْفِي وَأَنَا أُصَلِّي، وَعِنْدَهُ مَنْ يَكْفِيهِ لَوْ أَرَادَ ذَلِكَ، (فَيُوقِدُ لِي ذَلِكَ) (¬5) الْحَطَبَ الْمُقَشَّرَ، وَالْقَصَبَ الْمُفْلَقَ وَقُودًا يُدفئني وَلَا يُؤْذِينِي (¬6) الْحَرُّ، قَالَتْ: فَرُبَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ إِلَيْهِ وَأَقُولُ: يَا بُنَيَّ! ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ، ثُمَّ أَذْكُرُ مَا يُرِيدُ فَأُخَلِّيَ عَنْهُ، وَكَانَ يَغْزُو وَيَحُجُّ، فَأَصَابَتْهُ حُمى وَقَدْ حَضَرَ الْحَجُّ، فَنَقِه فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى أَهَلَّ بِالْحَجِّ، قُلْتُ: يَا بُنَيَّ كَأَنَّكَ خِفْتَ أَنْ أَمْنَعَكَ، مَا كُنْتُ (¬7) لِأَفْعَلَ، قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ لِقْحة فَكَانَ يَبْعَثُ إِلَيَّ حَلْبَةً (¬8) بِالْغَدَاةِ (¬9)، فَأَقُولُ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ، لَتَعْلَمُ أَنَّنِي لَا أَشْرَبُهُ وَأَنَا صَائِمَةٌ، فَيَقُولُ: يَا أُمَّ الْهُذَيْلِ! إِنَّ أَطْيَبَ اللَّبَنِ مَا بَاتَ فِي ضَرْعِ الإِبل، اسْقِيهِ مَنْ شِئتِ، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ رَزَقَ (¬10) اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ (¬11) مِنَ الصَّبْرِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَ (¬12) غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أَجِدُ غُصة لَا تَذْهَبُ، فَبَيْنَمَا (¬13) أَنَا أُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَنَا أَقْرَأُ سُورَةَ النَّحْلِ حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ (¬14) إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} قَالَتْ: فَأَعَدْتُهَا فَأَذْهَبَ اللَّهُ مَا كُنْتُ أَجِدُ. ¬
2545 - الحكم عليه: هذا الأثر إسناده صحيح. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 126أمختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة ورواته ثقات.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 881) بنفس الإِسناد والمتن.
2546 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَرْبٍ الْهِلَالِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ دَاجَةَ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي عِقَالُ بْنُ [شَبَهٍ] (¬1) بْنِ عِقَالِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْمُجَاشِعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِيهِ صَعْصَعَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمَّكَ، أَبَاكَ، أُخْتَكَ، أَخَاكَ، أَدْنَاكَ، أدناك. ¬
2546 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه خمس علل: الأولى: عبد الله بن حرب الهلالي، لم أجد له ترجمة. الثانية: إبراهيم بن إسحاق لم أجد له ترجمة. الثالثة: عقال بن شبة، مجهول. الرابعة: شبّة بن عقال، مجهول. الخامسة: عقال بن صعصعة، مجهول. وذكره الهيثمي في الصجمع (3/ 120) وقال: فيه من لم أعرفه.
تخريجه: أخرجه ابن الأعرابي في معجمه (ح 226)، والطبراني في الكبير (8/ 92)، والحاكم في المستدرك (3/ 611) كلهم من طريق محمد بن مرزوق، به. وسكت عليه الحكم. وأخرجه أبو نعيم في المعرفة، (ح1/ ق 328 ب)، وابن قانع في معجمه (ق 73 أ) كلاهما من طريق عبد الله بن حرب، به. وذكر الحديث ابن حبّان في الثقات (5/ 284). وللحديث شواهد كثيرة عن كليب بن منفعة عن جده، وثعلبة بن زهدم، =
= وأبي رمثة، وعبد الله بن مسعود، وطارق بن عبد الله المحاربي، ورجل من بني يربوع رضي الله عنهم. أما حديث كليب بن منفعة، عن جده أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمَّكَ، وأباك، وأختك، وأخاك، ومولاك الذي يلي ذلك حقًا واجبًا ورحمًا موصوله. فأخرجه أبو داود (13/ 48 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 47)، وفي التاريخ الكبير (7/ 230)، والبيهقي في الكبرى (4/ 179). ورجاله ثقات إلَّا كليب بن منفعة قال في التقريب (ص 462): مقبول، ولم أجد له متابعة. وأما حديث ثعلبة بن زهدم قال: انتهى قوم ثعلبة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب ويقول: يد المعطي العليا، ويد السائل السفلى، وابدأ بمن تعول: أمك، أباك، وأ ختك، وأخاك، وأدناك، فأدناك. فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 212)، وهناد في الزهد (ح 963)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 86)، ومن طربقه البيهقي في الكبرى (8/ 345). وإسناد ابن أبي شيبة رجاله ثقات إلَّا معاوية بن هشام قال في التقريب (ص 538): صدوق له أوهام. وتابعه قبيصة وهو ابن عقبة عند هنّاد. وقبيصة، قال في التقريب (ص 453): صدوق، ربما خالف. فيرتقي الإِسناد بمجموع طريقيه إلى الحسن لغيره. وأما حديث أبي رمثة عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يد المعطي العليا: أمك، وأباك، وأختك، وأخاك، ثم أدناك .. الحديث. فأخرجه أحمد (2/ 226)، والنسائي في المجتبى (5/ 66)، والبيهقي في الشعب (6/ 181). وإسناد أحمد صحيح. وأما حديث عبد الله بن مسعود قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أعرابي فقال: يا رسول الله! =
= إني رجل من أهل البادية، وإني موسر، وإن لي أمًا، وأبًا، وأختًا، وأخًا، وعمًا، وعمة، وخالًا، وخالة فايهم أولى بصلتي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أمك، وأباك، وأختك، وأخاك، وأدناك، أدناك. فأخرجه البزّار: كما في الكشف (2/ 376)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 150 أ) والبيهقي في الشعب (6/ 181). ومدار أسانيدهم على السري بن إسماعيل قال في التقريب (ص 230): متروك الحديث. فالإسناد ضعيف جدًا. وأما حديث طارق بن عبد الله المحاربي قال: قال -صلى الله عليه وسلم- يد المعطي العليا، وأبدأ بمن تعول: أمك، وأباك، وأختك، وأخاك، وأدناك، أدناك .. الحديث. فأخرجه النسائي في المجتبى (5/ 6)، والمروزي في زيادات زهد ابن المبارك (ح410)، والحاكم (2/ 611)، والبيهقي في الكبرى (2/ 6). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي وهو كما قالا. وأما حديث الرجل من بني يربوع قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو يكلم الناس، فسمعته يقول: يد المعطي العليا: أمك، وأباك، وأختك، وأخاك، ثم أدناك .. الحديث. فأخرجه هنّاد في الزهد (ح 962)، والبيهقي في الكبرى (8/ 27). وإسناد هنّاد صحيح. يتبين من خلال هذه الشواهد، أن متن الحديث صحيح ولكن سنده يبقى على ضعفه وذلك لأن خمسة من رجال إسناده مجاهيل أو لم يعرفوا.
2547 - حَدَّثَنَا (¬1) هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ -هُوَ ابْنُ أَبِي مُوسَى- قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَانِي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فَقَالَ لِي: تَدْرِي لِمَ جِئْتُكَ؟ قُلْتُ: لَا، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصل أَبَاهُ فِي قَبْرِهِ فَلْيَصِلْ إِخْوَانَ أَبِيهِ بَعْدَهُ، وَإِنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَبِي عُمَرَ (¬2) وَبَيْنَ أَبِيكَ (¬3) إخاءٌ وَوُدٌّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصِلَ ذَلِكَ. أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ (¬4) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ (¬5) عَنْ هُدْبَةَ، به. ¬
2547 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 126 ب مختصر) وقال: رواه أبر يعلى، وابن حبّان وصححه، ولابن عمر في صحيح مسلم وغيره إن البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه. وذكره الألباني في السلسة الصحيحة (3/ 517)، وقال: هذا إسناد صحيح على شرط البخاري وقد تكُلّم في حزم وهدبة بغير حجة. =
= تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (10/ 37) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 329) من طريق هدبة بن خالد، به بلفظه. والحديث أصله في الصحيح وغيره عن ابن عمر بلفظ مختلف قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه. لفظ مسلم. أخرجه مسلم (ح 2552)، وأبو داود (13/ 52 العون)، والترمذي (6/ 29 التحفة)، وأحمد (2/ 88، 91) وعبد بن حميد في المنتخب (ح 294)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 41)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 112)، والبيهقي في الكبرى (4/ 180)، وفي الشعب (6/ 199)، والخطيب في الموضح (2/ 507)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 210). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 151 أ) ولفظه: احفظ ود أبيك لا تقطعه فيطفىء الله نورك. وقال الطبراني: لم يروه عن ابن دينار إلَّا خالد. وللحديث شواهد عن أبي أسيد، وأنس. أما حديث أبي أسيد قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- جالسًا فجاء رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هل بقي من بر والدَيّ في موتهما شيء أبرهما، به؟ فقال: نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وانفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلَّا من قبلهما .. الحديث. فأخرجه أبو داود (14/ 51 العون)، وابن ماجه (ح 3664)، وأحمد (3/ 498)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 324)، والبيهقي في الشعب (6/ 199)، والحاكم (4/ 154) كلهم من طريق أسيد بن علي بن عبيد الأنصاري، عن =
= أبيه، عن أبي أسيد، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. قلت: إسناده ضعيف من أجل علي بن عبيد الأنصاري قال في التقريب (ص 403): مقبول، أي يصلح للمتابعات، ولم أجد له متابعة. وأما حديث أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: من البر أن تصل صديق أبيك. فأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 151 أ). وقال الطبراني: لا يروى عن أنس إلَّا بهذا الإسناد، لم يرو ابن سابط، عن أنس غيره. قلت: في إسناده عنبسة بن عبد الرحمن قال في التقريب (ص 433): متروك رماه أبو حاتم بالوضع. فالإِسناد تالف.
2548 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ نَجِيحٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنِّي أَشْتَهِي الْجِهَادَ وَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هَلْ بَقِيَ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ؟ قَالَ (¬1): أُمِّي، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَأَبْلِ اللَّهَ فِي بِرِّهَا، (فَإِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ) (¬2) فَأَنْتَ حَاجٌّ، وَمُعْتَمِرٌ، وَمُجَاهِدٌ إِذَا رَضِيَتْ عَنْكَ أُمُّكَ، فاتق الله وبرها. ¬
2548 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل ميمون بن نجيح فهو صدوق. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 126 ب مختصر) وقال: رواه أبر يعلى، والطبراني في الأوسط، والصغير بإسناد جيد. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 138)، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الصغير, والأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير ميمون بن نجيح ووثّقه ابن حبّان. وحسن إسناده العراقي: كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 314).
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (5/ 150) بنفس الإسناد والمتن. ومن طريقه أخرجه الشجرى في الأمالي (2/ 117). وأخرجه الطبراني في الصغير (ح 218)، والبيهقي في الشعب (6/ 179) كلاهما من طريق إبراهيم بن الحجاج، به بنحوه. وأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في المجمع (8/ 138)، وابن النجار كما في الكنز (ح 45945)، وابن مردويه كما في الدر المنثور (4/ 173). =
= ويشهد له أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما عن عبد الله بن عمرو، وجاهمة السلمي، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم. أما حديث عبد الله بن عمرو فله عنه أربع طرق: الأولى: عن أبي العباس، عن عبد الله بن عمرو قال: أتى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: يا رسول الله! أجاهد؟ قال: لك أبوان؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد. أخرجه البخاري (10/ 403 الفتح)، ومسلم (ح 2549)، والنسائي في المجتبى (6/ 10)، وأبو داود (7/ 203 العون)، وأحمد (2/ 165، 188، 193، 197، 221)، والطيالسي (ح 2254)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 20)، وابن أبي شيبة (12/ 473)، والحميدي (2/ 268)، وعبد الرزاق (5/ 175)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 520)، والبغوي في شرح السنة (10/ 377)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 66، 7/ 234)، والبيهقي في الكبرى (9/ 25)، وفي الشعب (6/ 176). الثانية: عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو: إن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! جئت أبايعك، وتركت أبويّ يبكيان، قال: ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما. أخرجه النسائي في المجتبى (7/ 143)، وابن ماجه (ح 2782)، وأبو داود (7/ 203 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 13)، والحميدي (2/ 267)، وابن أبي شيبة (2/ 473)، والخطابي في غريب الحديث (1/ 606)، وهنّاد في الزهد (ح989)، وعبد الرزاق (5/ 175)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 325)، والحاكم (4/ 152)، والطحاوي في المشكل (3/ 30)، والبغوي في شرح السنة (10/ 378)، والبيهقي في الكبرى (9/ 26)، وفي الشعب (6/ 178). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما قال. الثالثة: عن ناعم مولى أم سلمة، عن عبد الله بن عمرو بنحو الطريق الأولى. =
= أخرجه مسلم (ح 2549)، وهنّاد في الزهد (ح 991)، والبيهقي في الكبرى (9/ 26)، وفي الشعب (6/ 177)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 208) من طريق مسلم. الرابعة: عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله بن عمرو بنحو الطريق الأولى، أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 68)، والبيهقي في الشعب (6/ 176) كلاهما من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عد الله بن باباه، به. وحبيب بن أبي ثابت عده الحافظ ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين كما في طبقات المدلسين (ع 59)، وقد عنعن في الحديث فالإسناد ضعيف. وأما حديث جاهمة السلمي قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- استشيره في الجهاد، قال: لك والدة؟ قلت: نعم، قال: اذهب فأكرمها، فإن الجنة عند رجليها. فأخرجه النسائي في المجتبى (6/ 11)، وابن ماجه (ح 2781)، وأحمد (3/ 425)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 122) معلقًا، والطحاوي في المشكل (4/ 151)، وهنّاد بن السري في الزهد (ح 990) وأبهم اسم الصحابي، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 58). وذكره الألباني في صحيح سنن النسائي (2/ 651) وقال: حسن صحيح. وأما حديث طلحة بن معاوية السلمي قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت: يا رسول الله! إني أريد الجهاد في سبيل الله، قال: أمك حية؟ قلت: نعم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-الزم رجلها فثم الجنة. رواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 474)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (8/ 372)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 98) من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن معاوية السلمي، عن أبيه. الحديث. قال الحافظ في الإصابة (1/ 229) معلقًا على هذا الحديث: "وهو غلط نشأ عن =
= تصحيف وقلب، والصواب عن محمد بن طلحة، عن معاوية بن جاهمة، عن أبيه، فصحف (عن) فصارت (ابن) وقدم على قوله عن أبيه فخرج منه أن لطلحة صحبة، وليس كذلك، بل ليس بينه وبين معاوية بن جاهمة نسب. اهـ. وأما حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إن رجلًا هاجر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! إني هاجرت، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قد هجرت الشرك ولكنه الجهاد، هل لك أحد باليمن؟ قال: أبواي، قال: أذنا لك؟ قال: لا، قال: فارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد، وإلاَّ فبرهما. فأخرجه أبو داود (7/ 204 العون)، وأحمد (3/ 75)، وابن الجارود في المنتقى (1035)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 325)، والحاكم في المستدرك (2/ 102)، والبيهقي في الكبرى (9/ 26) كلهم من طريق دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما اتفقا على حديث عبد الله بن عمرو ففيهما فجاهد وتعقبه الذهبي فقال: دراج واه. ودراج بن سمعان أبو السمح قال في التقريب (ص 201): صدوق، وفي حديثه عن أبي الهيثم ضعف. قلت: رواه هنا عن أبي الهيثم، فالإسناد ضعيف. وأما حديث عبد الله بن عمر فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2550). وعليه يرتقي هذا الحديث إلى الصحيح لغيره بمجموع هذه الشواهد.
2549 - حَدَّثَنَا (¬1) إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ زَبَّانَ (¬2) بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رسول الله -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ بَرّ وَالِدَيْهِ طوبى له و (¬3) زاده الله في عمره. * زبّان ضعيف. ¬
2549 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته زبان بن فائد. وضعّفه الحافظ هنا. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 126 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى، والأصبهاني، والحاكم وصححه وليس كما زعم زبان بن فائد. ضعيف. اهـ. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 137) وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني وفيه زبان بن فائد، وثّقه أبو حاتم، وضعّفه غيره وبقية رجال أبي يعلى ثقات. اهـ. قلت: لم يوثقه أبو حاتم وإنما قال: شيخ صالح. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 317) وضعّفه. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 95 الفيض) وصححه. وتعقبه الألباني فضغفه في ضعيف الجامع (ح 5502).
تخريجه: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 22)، والحاكم في المستدرك (4/ 154)، والبيهقي في الشعب (6/ 185)، كلهم من طريق ابن وهب، به بلفظه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. =
= وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 198)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 163)، والشجري في الآمالي (2/ 118)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 208) كلهم من طريق رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد، به بلفطه. ومدار أسانيدهم على زبان بن فائد وقد علمت حاله. ولكن يشهد للحديث أحاديث كثيرة خرجتها في الحديث رقم (2530) يرتقي بها إلى الحسن لغيره.
2550 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ [نَاعِمٍ] (¬2) مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَ: خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَاجًّا حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ مَكَّةَ، وَالْمَدِينَةِ أَتَى شَجَرَةً يَعْرِفُهَا، فَجَلَسَ تَحْتَهَا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَحْتَ شَّجَرَةِ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ شَابٌّ مِنْ هَذِهِ الشِّعَابِ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي جِئْتُ لِأُجَاهِدَ مَعَكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَبَوَاكَ حَيَّانِ كِلَاهُمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاخْرُجْ فَبِرَّهُمَا، قَالَ: فَانْفَتَلَ رَاجِعًا مِنْ حَيْثُ جَاءَ. ¬
2550 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته عنعنة محمد بن إسحاق وقد عده الحافظ ابن حجر ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل الأئمة حديثهم إلاَّ إذا صرحوا بالسماع. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 126 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى، بسند ضعيف لتدليس ابن إسحاق. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 138) وقال: رواه أبر يعلى، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح إن كان مولى أم سلمة ناعماً، وهو الصحيح وان كان نعيماً فلا أعرفه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (10/ 88) بنفس الإسناد والمتن. وتقدم أن علته محمد بن إسحاق فلم يصرح بالتحديث، وخالفه عمرو بن =
= الحارث فرواه عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ نَاعِمٍ مولى أم سلمة، عن عبد الله بن عمرو. أخرجه مسلم (ح 2549)، ومن طريقه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 208) من طريق سعيد بن منصور. وأخرجه البيهقي في الكبرى (9/ 26) من طريق أصبغ. وأخرجه في الشعب (6/ 177) من طريق أحمد بن صالح ثلاثتهم عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، به. وعمرو بن الحارث قال عنه في التقريب (ص 419): ثقة، فقيه، حافظ. فتكون روايته محفوظة، ورواية ابن إسحاق شاذة. ثم إن ابن إسحاق وافق عمرو بن الحارث مرة فرواه عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ نَاعِمٍ، عن عبد الله بن عمرو، به. أخرجه هنّاد بن السري في الزهد (ح 991) من طريق ابن إسحاق، به. فدل هذا على وهم ابن إسحاق في حديث الباب، حيث جعله من مسند عبد الله بن عمر والصحيح أنه من مسند عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم.
2551 - وقال أبر بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسًا فَقَالَ: حَلِيفُ القوم منهم، وابنُ اخت القوم منهم.
2551 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف فيه علتان: الأولى: كثير بن عبد الله فهو متهم بالكذب. الثانية: عبد الله والد كثير مجهول العين والحال. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 132 أمختصر) وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند فيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده: كما في نصب الراية (4/ 148)، وأخرجه الحربي في غريب الحديث: كما في نصب الراية (4/ 149) من طريق ابن أبي شيبة، وأخرجه الدارمي في سننه (2/ 160)، والطبراني في الكبير (17/ 12)، وإسحاق بن راهوية في مسنده كما في نصب الراية (4/ 148) كلهم من طريق كثير بن عبد الله، به. وللحديث شواهد كثيرة عن أنس بن مالك، وابن عباس، وجبير بن مطعم، وأبي موسى الأشعري، وأبي سعيد، وأبي هريرة، ورفاعة بن رافع، وعتبة بن غزوان رضي الله عنهم. أما حديث أنس بن مالك رضي الله عنه فله عنه أربع طرق: الطريق الأولى: عن قتادة، عن أنس قال: دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- الأنصار فقال: هل فيكم أحد من غيركم؟ قالوا: لا، إلَّا ابن أخت لنا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابن أخت القوم منهم. لفظ البخاري. أخرجه البخاري (6/ 552 الفتح)، ومسلم (ح 1059)، وأحمد (3/ 275، =
= 277)، والترمذي (10/ 402 التحفة). وأبو يعلى (5/ 356، 6/ 12)، والبغوي في الجعديات (ح 936)، والبغوي في شرح السنة (8/ 356)، والبيهقي في الكبرى (2/ 151). وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. الطريق الثانية: عن شعبة قال: قلت لمعاوية بن قرة، أكان أنس يذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للنعمان بن مقرن: ابن أخت القوم منهم؟ قال: نعم. أخرجه النسائي في المجتبى (5/ 106)، وأحمد (3/ 172، 222، 231)، وابن أبي شيبة (9/ 61)، والدارمي (2/ 160)، وأبو يعلى (7/ 172)، والبغوي في الجعديات (خ 1115). وإسناده صحيح. الطريق الثالثة: عن حميد، عن أنس مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه أحمد (3/ 201) وإسناده صحيح. الطريق الرابعة: عن ثابت، عن أنس مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه أحمد (3/ 246). وإسناده صحيح. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأولى: عن أبي الجوزاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أخذ بعضادتي الباب ونحن في البيت فقال: يا بني عبد المطلب! هل فيكم أحد من غيركم؟ قالوا: ابن أخت لنا. قال: ابن أخت القوم منهم. الحديث. أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 202)، والطبراني في الكبير (12/ 170) كلاهما من طريق صالح بن عبد الله، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، به. =
= وصالح بن عبد الله أبو يحيى، قال في الميزان (2/ 296): قال البخاري: فيه نظر. فالإسناد ضعيف. الثانية: عن سماك أبي زميل، عن ابن عباس بنحو الطريق الأولى. أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 197) من طريق محمد بن جابر، عن سماك، به. ومحمد بن جابر السحيمي قال في الميزان (3/ 496) ضعّفه ابن معين، والنسائي، فالحديث ضعيف. وأما حديث عائشة، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: ابن أخت القوم منهم. فأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 331)، والبزار: كما في الكشف (1/ 119) كلاهما من طريق عتاب بن حرب، عن جده، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، به. وعتاب بن حرب، أبر بشر، قال عنه في المغني (2/ 422): قال أبو حفص الفلاس ضعيف جدًا. وأما حديث جبير بن مطعم بنحو حديث عائشة. فأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 136)، والضياء في المختارة كما في الجامع الصغير (1/ 87 الفيض) وإسناد الطبراني حسن من أجل حاتم بن إسماعيل قال في التقريب (ص 144): صحيح الكتاب صدوق يهم، وبقية رجاله ثقات. وأما حديث أبي موسى الأشعري بنحو حديث ابن عباس. فأخرجه أبر داود (14/ 27 العون)، وأحمد (4/ 398)، وابن أبي شيبة (9/ 61). ومدار أسانيدهم على أبي كنانة قال في التقريب (ص 669): مجهول ويُقال: هو معاوية بن قرة ولم يثبت. وأما حديث أبي سعيد الخدري بنحو حديث ابن عباس. فأخرجه الطبراني في الصغير (ح 216). =
= وفي إسناده معاذ بن عوذ الله القرشي، لم أجد له ترجمة. وأما حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: حليف القوم منهم، وابن اختهم عنهم. فأخرجه البزّار: كما في الكشف (1/ 119) من طريق محمد بن عمر بن واقد، عك كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة مرفوعًا. وفي إسناده الواقدي، تقدم في الحديث رقم (70) أنه متروك. وأما حديث رفاعة بن رافع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: مولى القوم منهم، وابن أختهم منهم، وحليفهم منهم. فأخرجه أحمد (4/ 340)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 75)، وابن أبلي شيبة (9/ 61)، والطبراني في الكبير (5/ 45)، والحاكم (2/ 328)، والبيهقي في الكبرى (2/ 151). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: مدار أسانيدهم على إسماعيل بن عبيد قال في التقريب (ص 109) مقبول ولمم أجد له متابعًا فالحديث ضعيف. وأما حديث عتبة بن غزوان: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يومًا لقريش: هل فيكم من ليس منكم، قالوا: ابن أختنا عتبة بن غزوان قال: ابن أخت القوم منهم، وحليف القوم منهم. فأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 118)، والحاكم (3/ 262)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 232)، ومن طريقه أبو نعيم في المعرفة (ج 2/ ق 114 أ) كلهم من طريق عتبة بن إبراهيم بن عتبة بن غزوان، عن أبيه، عن جده عتبة، به. وقال الحاكم: ذكر عتبة بن غزوان في الحديث غريب جدًا. وقال الذهبي: إسناده مظلم. =
= قلت: عتبة بن إبراهيم ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 369) وسكت عليه، ولم يوثّقه أحد. ولم يرو عنه غير عمر بن يحيى فهو مجهول. وأبو إبراهيم لم أجد له ترجمة. ومن خلال هذه الشواهد يتبين أن قول الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ابن أخت القوم منهم" ثابت في الصحيحين وغيرهما. أما قوله -صلى الله عليه وسلم-: "حليف القوم منهم" فأفضل طرقه حديث رفاعة بن رافع فهو ضعيف ولا شاهد له مثله أو أحسن منه. وسند حديث الباب باقٍ على حاله فإسناده تالف كما تقدم.
5 - باب الزجر عن الانتماء إلى غير الموالي والإدعاء إلى غير الآباء وعن سب الوالدين
5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِانْتِمَاءِ إِلَى غَيْرِ الْمَوَالِي والإِدعاء إِلَى غَيْرِ الْآبَاءِ وَعَنْ سَبِّ الْوَالِدَيْنِ 2552 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ (¬1)، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ (رَغْبَةً عنهم [فعليه لعنة الله] (¬2)) ومن يسبَّ والده أو والديه فكذلك. ¬
2512 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه مطرف أو مطر لم أعرفه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 56)، وفي المقصد العلي (ق 88 أ). ولم أجد من أخرجه غيره. ولكن لفظ الحديث عدا شطره الأخير ثابت عن عدد من الصحابة منهم: علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولحديثه طريقان: =
= الأولى: عن زيد التيمي، عن علي يرفعه، وذكر حديثًا وفيه: ومن ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غير مواليه فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا، لفظ مسلم. أخرجه البخاري (12/ 35 الفتح)، ومسلم (ح 1370)، والترمذي (6/ 322 التحفة)، وأبو يعلى (1/ 401)، وأحمد (1/ 81، 126)، وعبد الرزاق (9/ 263)، والبيهقي في الكبرى (5/ 196)، والدارقطني في العلل (4/ 154)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 119)، وابن جرير في تهذيب الآثار مسند علي (ص 196). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الثانية: عن الحارث بن سويد عن علي يرفعه بنحو السابق. أخرجه أحمد (1/ 151)، والطيالسي (ص 26)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (7/ 458)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند علي ص 157). سعد بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام. أخرجه البخاري (8/ 45 الفتح)، ومسلم (ح 1370)، وأبو داود (14/ 16 العون)، وابن ماجه (ح 2610)، وأحمد (1/ 174)، وابن أبي شيبة (8/ 537، 14/ 46 أ)، والطيالسي (ص 28). وعبد بن حميد في المنتخب (ص 76)، والدارمي (2/ 160)، وأبو يعلى (2/ 106)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 323)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 89)، والدورقي في مسند سعد (7/ 403). والبغوي في شرح السنة (9/ 272)، والبيهقي في الكبرى (7/ 403)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند علي ص 200). عمرو بن خارجة ولحديثه ثلاث طرق: الأولى: عن عبد الرحمن بن غنم، عن عمرو بن خارجة قال: قال =
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذكر حديثًا وفيه ... ومن ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. أخرجه النسائي في المجتبى (6/ 264)، والترمذي (6/ 313 التحفة)، وابن ماجه (ح 1712)، وأحمد (4/ 187)، والطيالسي (ص 169)، وبحشل في تاريخ واسط (ص 128)، والطبراني في الكبير (17/ 33)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح82)، وسعيد بن منصور في سننه (1/ 126)، والدارقطني في السنن (4/ 152)، والبيهقي في الكبرى (6/ 264)، وأبو يعلى (3/ 78)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند علي ص 203)، والدارمي (2/ 160). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: مدار أسانيدهم على شهر بن حوشب وهو مختلف فيه فالإسناد حسن إن شاء الله. الثانية: عن سعيد بن أبي عروبة، عن عمرو بن خارجة يرفعه بنحو السابق. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 538). وإسناده صحيح. الثالثة: عن الشعبي، عن عمرو بن خارجة يرفعه بنحو الطريق الأولى. أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 35). وفي إسناده عامر بن مدرك، قال في التقريب (ص 288) لين الحديث، والسري بن إسماعيل قال في التقريب (ص 230): متروك الحديث. أبو أمامة الباهلي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وذكر حديثًا وفيه ومن ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوِ انْتَمَى إِلَى غير مواليه فعليه لعنة الله إلى يوم القيامة. أخرجه الترمذي (6/ 309 التحفة)، وأحمد (5/ 267)، والطيا لسي (2/ 58)، وابن أبي شيبة (8/ 539)، وأبو حنيفة في جامع المسانيد (2/ 58)، والدارقطني في السنن (3/ 41)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند علي ص 198). =
= وقال الترمذي: هذا حديث حسن. قلت: مدار أسانيدهم على شرحبيل بن مسلم قال في التقريب (ص 265): صدوق فيه لين. أبو هريرة رضي الله عنه ولحديثه طريقان: الأولى: عن أبي صالح، عن أبي هريرة يرفعه قال: من تولى قومًا بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين. أخرجه مسلم (ح 1508)، وأبو داود (14/ 20 العون)، وأحمد (2/ 398). الثانية: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحو الطريق السابقة. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 538). وفي إسناده محمد بن عمرو بن علقمة تقدم في الحديث رقم (101) أنه صدوق، وبقية رجاله ثقات فالإسناد حسن إن شاء الله. عبد الله بن عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. أخرجه أحمد (1/ 328)، وابن ماجه (ح 2609)، وابن أبي شيبة (8/ 539)، وأبو يعلى (4/ 415)، والطبراني في الكبير (12/ 62)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 324)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند علي ص 198). وإسناد أحمد صحيح. عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنِ ادَّعَى إلى غير أبيه فلن يرح رائحة الجنة، وريحها يوجد من مسيرة شهر. أخرجه ابن ماجه (ح 2611)، وأحمد (2/ 171، 194)، وابن أبي شيبة (8/ 537)، وعبد الرزاق (9/ 51)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 83)، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 347). وفي إسناد ابن ماجه محمد بن الصباح أبو جعفر التاجر قال في التقريب =
= (ص 484): صدوق، وبقية رجاله ثقات فالإسناد حسن. أبو ذر رضي الله عنه يرفعه قال: من ادعى لغير أبيه وهو يعلم فقد كفر، ومن ادعى قومًا ليس هو منهم، فليتبوأ مقعده من النار. أخرجه البخاري (6/ 539 الفتح)، وفي الأدب المفرد (ح 433)، وأبو عوانة (1/ 23) , وأحمد (5/ 166)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 81)، والبيهقي في الكبرى (7/ 403). واثلة بن الأسقع يرفعه قال: إن من أعظم الفِرى أن يدعي إلى غير أبيه، ومن ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه لم يرح رائحة الجنة، وإان رائحتها لتوجد من يسيرة سبعين عامًا، أو خمسمائة عامًا. أخرجه البخاري (6/ 540 الفتح)، وأحمد (4/ 106)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 91)، والطبراني في الكبير (17/ 70). أبو بكرة رضي الله عنه يرفعه من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام. أخرجه البخاري (8/ 45 الفتح)، وأبو داود (14/ 16 العون)، وابن ماجه (2610)، وابن أبي شيبة (8/ 537، 14/ 146)، وعبد بن حميد في المنتخب (ص 76)، وأبو يعلى (2/ 106)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 89)، والبغوي في شرح السنة (9/ 272)، والبيهقي في الكبرى (7/ 403). وعليه فيتبين من هذه الشواهد أن لفظ حديث الباب عدا قوله ومن سب والده ... الحديث ثابت في الصحيحين وغيرهما ولكن سند حديث جابر باقٍ على ضعفه لجهالة مطرف.
2553 - حَدَّثَنَا (¬1) مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ (¬2)، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ (¬3) لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- موليان: حبشي، ونبطي، فاستبا، والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْمَعُ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَا حَبَشِيُّ! وَقَالَ الْآخَرُ: يَا نَبَطِيُّ! فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تَقُولُوا هَذَا، إِنَّمَا أَنْتُمَا (¬4) رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ¬
2553 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف من أجل يزيد بن أبي زياد. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق144 أمختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 171) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه الطبراني في الصغير (ح 573) وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 17/ ب) عن علي بن أحمد المروزي، عن منصور بن أبي مزاحم به بنحوه. وقال الطبراني: لم يروه عن معاوية إلَّا يزيد بن أبي زياد ولا عنه إلَّا الأبار، تفرد به منصور وهو حديثه ويشهد لقوله: "إِنَّمَا أَنْتُمَا رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- " الحديث رقم (2551).
6 - باب فضل من رزق البنات فصبر عليهن
6 - بَابُ فَضْلِ (¬1) مَنْ رُزِقَ الْبَنَاتَ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ 2554 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنِ [ابْنِ حُدَيْر] (¬2)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ وُلِدت لَهُ أُنْثَى فَلَمْ يَئِدْهَا (¬3) وَلَمْ يُهنها, وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ تعالى بها الجنة. ¬
2554 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لجهالة ابن حُدير. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 128/ ب مختصر) وقال: رواه أحمد بن منيع، ورواه أيضًا أبو يعلى وعنه ابن حبّان في صحيحه. قلت: لم يرو هذا الحديث أبو يعلى، ولا ابن حبّان، والظاهر أن البوصيري ظن حديث الباب وما يليه حديثًا واحدًا وليس كذلك. وذكره التبريزي في مشكاة المصابيح (3/ 1389) وضعّفه الألباني في تعليقه عليه. =
= تخريجه: أخرجه أحمد (1/ 223)، وابن أبي شيبة في المصنّف (8/ 363)، وعنه أبو داود في السنن (14/ 55 العون)، كلاهما عن أبي معاوية به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (1/ 234)، والبيهقي في شعب الإيمان (6/ 410)، وفي الآداب (ح 29)، من طريق أبي معاوية به بلفظه. وأخرجه. الحاكم في المستدرك (4/ 177)، من طريق أبي مالك الأشجعي به بلفظه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. ومدار هذه الطرق على ابن حُدير وهو مجهول. وبإخراج أحمد، وأبو داود للحديث لا يكون من الزوائد. وللحديث شواهد كثيرة عن عبد الله بن مسعود، وعائشة، وأبي هريرة رضي الله عنهم. أما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من كانت له ابنة فأدبها فأحسن أدبها، وغذاها فأحسن غذاءها وأسبغ عليها من النعمة التي أسبغ الله عليه، كانت له ميمنة وميسرة من النار إلى الجنة. أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 111)، والطبراني في الكبير (10/ 243)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 639)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 57)، كلهم من طريق طلحة بن زيد، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ الله مرفوعًا. وطلحة بن زيد هو القرشي، قال عنه في التقريب (ص 282): متروك، قال أحمد، وعلي، وأبو داود: كان يضع. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأولى: عن عمرو بن نبهان، عن أبي هريرة يرفعه قال: من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن، وسرائهن، وضرائهن أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهن، قال =
= رجل: وابنتان؟ قال: وابنتان، قال رجل: وواحدة؟ قال: وواحدة. أخرجه أحمد (2/ 335)، وابن أبي شيبة (8/ 365)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 652)، والحاكم (4/ 176)، والبيهقي في السبب (6/ 405). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. الثانية: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يرفعه قال: من كان له ثلاث بنات فعالهن وأدبهن وجبت له الجنة، قلت: واثنتين؟ قال: واثنتين، قلت: وواحدة؟ قال: وواحدة. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 152 أ). وأما حديث عائشة فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2556) وهو صحيح. وتدل هذه الشواهد على فضل من رزق البنات حتى وإن كانت واحدة ولكن لأ تُرَقِّي حديث الباب ففيه مجهول.
2555 - [1] وَحَدَّثَنَا (¬1) أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ وُلدت لَهُ ابْنَتَانِ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَهُمَا (¬2) أَوْ صَحِبَهَا (¬3) أَدْخَلَهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ بِهِمَا الْجَنَّةَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ فِطْرٍ به (¬4) ¬
2555 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته شرحبيل بن سعد. ولم يذكر البوصيري حديث الباب في الإتحاف وإنما ذكر الحديث السابق وعزاه لأحمد بن منيع، وأبي يعلى، وابن حبّان وبينت أن الذي رواه أبو يعلى، وابن حبّان في صحيحه هو هذا الحديث فلعلهما اختلطا عليه.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (8/ 363)، عن أبي معاوية به ولفظه من أدركت له ابنتان فأحسن إليهما ما صحبتاه وصحبهما أدخله الله بهما الجنة. وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (1/ 255) عن علي بن الجعد، أخبرنا أبو معاوية به بلفظه. وأخرجه ابن ماجه (ح 3670)، من طريق فطر به ولفظه: ما من رجل تدرك له ابنتان فيُحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلَّا أدخلتاه الجنة. وأخرجه أحمد (1/ 235)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 77)، وأبو يعلى =
= (4/ 445)، وعنه ابن حبّان كما في الإحسان (4/ 261)، والطبراني في الكبير (10/ 410)، والحاكم في المستدرك (4/ 178)، والبيهقي في الشعب (6/ 406، 7/ 469)، والخطيب في الموضح لأوهام الجمع والتفريق (2/ 170)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 267)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 641)، كلهم من طريق فطر به بنحوه. وطريق أبي يعلى موجود في مسنده (4/ 445) بنفس الإسناد والمتن. وذكر أحمد في روايته الأختان بدلًا من البنات. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، وتعقبه الذهبي فقال: فيه شرحبيل بن سعد وهو واهٍ. وأخرجه أحمد (1/ 363) من طريق عكرمة قال: كنت جالسًا عند زيد بن علي بالمدينة فمر شيخ يقال له شرحبيل بن سعد، فقال: يا أبا سعد من أين جئت، قال من عندي أمير المؤمنين حدثته بحديث فقال: لأن يكون هذا الحديث حقًا أحب إليّ من أن يكون لي حمر النعم، قال حدث به القوم، قال سمعت ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- ما من مسلم تدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلَّا أدخلتاه الجنة. ومدار هذه الأسانيد على شرحبيل بن سعد وقد علمت حاله. إلَّا أن عطاء بن أبي رباح تابعه فرواه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- من أدرك له ابنتان فأحسن إليهما ما صحبتاه أدخلتاه الجنة. أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 20) وفي إسناده بشير بن ميمون الخراساني قال في التقريب (ص 125): متروك متهم، فهي متابعة لا يُفرح بها. وللحديث شواهد كثيرة عن أنس، وأبي هريرة، وعوف بن مالك. أما حديث أنس رضي الله عنه فله عنه خمس طرق: الأولى: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أنس، عن أنس يرفعه قال: من عال =
= جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا وضم أصبعيه. أخرجه الترمذي (6/ 43 التحفة) وابن أبي شيبة (8/ 364)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 1894، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 1257، والحاكم في المستدرك (4/ 177)، والبغوي في شرح السنة (6/ 188)، والبيهقي في الشعب (6/ 404)، وفي الآداب (خ 25). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: أبو بكر بن عبيد الله بن أنس قال في التقريب (ص 623): مجهول الحال، فالإسناد ضعيف. الثانية: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أنس، عن أنس يرفعه قال: من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه. أخرجه مسلم (ح 2631). الثالثة: عن ثابت، عن أنس يرفعه قال: من عال ابنتين أو ثلاثًا، أو أختين أو ثلاثًا كنت أنا وهو يوم القيامة هكذا، وأشار بالسبابة والتي تليها. أخرجه أحمد (3/ 148)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 256)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 152 أ)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 336)، والبيهقي في الشعب (6/ 407)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 316، 11/ 81)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 268). وإسناد أحمد صحيح. الرابعة: عن الرقاشي، عن أنس يرفعه قال: من كان له ابنتان أو أختان فأحسن إليهما ما صحبتاه كنت أنا وهو في الجنة كهاتين -يعني السبابة والوسطى-. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 363)، وهناد في الزهد (ح 1021)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 643). =
= والرقاشي هو يزيد بن أبان وهو ضعيف. الخامسة: عن الأعمش، عن أنس يرفعه: من كان له أختان وابنتان فأحسن إليهما ما صحبتاه كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وقرن بين أصبعيه .. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 285). وفي إسناده حيان بن بشر، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 248) وسكت عليه ولم أجد من وثّقه فهو مستور، والإسناد ضعيف. وأما حديث عوف بن مالك يرفعه قال: ما من عبد مسلم عال ثلاث بنات حتى يَبِنَّ، أو يموت عنهن إلَّا كن له حجابًا من النار، قال: فقالت امرأة: يا رسول الله! واثنتين؟ قال: واثنتين. فأخرجه أحمد (6/ 29)، والحارث كما في بغية الباحث (ح 884)، وابن أبيم الدنيا في العيال (1/ 231)، والبيهقي في الشعب (6/ 405)، والخرائطي كما في الكننر (ح 4538). ومدار أسانيدهم على النهاس بن قهم قال في التقريب (ص 566): ضعيف. وأما حديث عائشة، فسيأتي تخريجه في الحديث رقم (2556) وهو صحيح. وعلى ذلك يرتقي الحديث بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2556 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ آوَى يَتِيمًا مِنْ بَيْنِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يُشْبِعَهُ (¬1)، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، إلَّا أَنْ يَعْمَلَ ذَنْبًا لَا يُغْفَرُ لَهُ. وَمَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ، فَأَدَّبَهُنَّ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. قَالُوا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! أَوِ ابْنَتَانِ (¬2)؟ قَالَ: أَوِ ابْنَتَانِ، حَتَّى لَوْ قالوا واحدة، لقال: واحدة، ومن أذهب كريمتيه كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى اللَّهِ الْجَنَّةَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا كَرِيمَتَاهُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَيْنَاهُ، فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: هَذَا مِنْ كَرَائِمِ الْحَدِيثِ وَغُرَرِهِ. [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٍ بِهِ. [3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ وَهُوَ (¬3) حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ بِهِ. [4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا معتمر به (¬4). ¬
2556 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته حسين بن قيس فهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 128 ب مختصر) وقال: رواه مسدّد، =
= وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، بسند ضعيف لضعف حنش، ولكن لم ينفرد به فقد رواه أبو يعلى من طريق حصين.
تخريجه: أخرجه عبدبن حميد في المنتخب (ص 209)، والبغوي في شرح السنة (13/ 44)، وابن عدي في الكامل (2/ 353)، كلهم من طريق خالد بن عبد الله به بنحوه. وأخرجه الحارث كما في بغية الباحث (ح 885)، والترمذي (6/ 44 التحفة)، وأبو يعلى (4/ 342)، بهذا الإسناد وعنه ابن عدي في الكامل (2/ 353)، وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 216)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 233)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 643)، كلهم من طريق حنش به بنحوه. وذكر الترمذي شطره الأول، وذكر ابن أبي الدنيا شطره الثاني. وقال الترمذي: وحنش هو حسين بن قيس وهو أبو علي الرحبي وهو ضعيف عند أهل الحديث. قلت: مدار هذه الطرق على حنش وقد علمت حاله. ولشطره الأول شواهد كثيرة سأذكرها في الحديث رقم (2558) وتقدم تخريج شطره الثالث وشواهده وهو ما يتعلق بفقد العينين في الحديث رقم (2463)، أما شطره الثاني فله شواهد كثيرة عن أبي سعيد الخدري، وعقبة بن عامر الجهني، وجابر بن عبد الله، وأنس، وأبي هريرة، وعوف بن مالك، وعائشة رضي الله عنهم أجمعين. أما حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا قال: لا يكون لأحدكم ثلاث بنات، أوثلاث أخوات فيحسن إليهم، إلَّا دخل الجنة. فأخرجه أبو داود (14/ 56 العون)، والترمذي (6/ 39 التحفة)، وأحمد (3/ 97)، وابن أبي شيبة (8/ 364)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 79)، =
= والحميدي (2/ 323)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 252) مرسلًا، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 336)، والبيهقي في الشعب (6/ 404)، وفي الآداب (ح 28)، والضياء في المختارة كما في إتحاف السادة المتقين (5/ 386)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 644)، كلهم من طريق أيوب بن بشير، عن أبي سعيد به. وأيوب بن بشير مستور. وأما حديث عقبة بن عامر الجهني يرفعه قال: من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن، فأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جِدَته كن له حجابًا من النار. فأخرجه أحمد (4/ 154)، وابن ماجه (ح 3669)، والبخاري في الأدب المفرد (ح76)، وأبو يعلى (3/ 299)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 235)، والبيهقي في الشعب (6/ 407)، وفي الآداب (ح 26). وإسناد أحمد صحيح. وأما حديث جابر بن عبد الله يرفعه قال: من عال ثلاث بنات يكفيهن، ويرحمهن، ويرفق بهن، فهو في الجنة، أو قال: معي في الجنة، لفظ ابن أبي شيبة. فأخرجه أحمد (3/ 303)، وابن أبي شيبة (8/ 362)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 78)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 229)، والبزار كما في الكشف (2/ 384)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 152 أ)، وابن عدي في الكامل (5/ 233)، والبيهقي في الشعب (6/ 407)، وابن منيع والضياء في المختارة كما في الكنز (ح 45397)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 268)، من طرق عن محمد بن المنكدر عن جابر به. وفي لفظ ابن أبي الدنيا زيادة أو بنتان. وإسناد ابن أبي شيبة صحيح. وأما حديث أنس فتقدم تخريجه في الحديث رقم (2555). وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن عمرو بن نبهان، عنه تقدم تخريجه في الحديث رقم (2555). =
= الثانية: عن محمد بن سيرين، عنه تقدم تخريجه في الحديث رقم (2555). الثالثة: عن أبي رزين، عن أبي هريرة يرفعه قال: من كفل يتيمًا له ذا قرابة، أو لا قرابة له فأنا وهو في الجنة كهاتين وضم أصبعيه، ومن سعى على ثلاث بنات فهو في الجنة وكان له كاجر مجاهد في سبيل الله صائمًا قائمًا. أخرجه البزّار في مسنده كما في الكشف (2/ 385). وفيه ليث بن أبي سليم ضعيف. وأما حديث عوف بن مالك فقد تقدم تخريجه في الحديث رقم (2555). وأما حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من أبتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترًا من النار. فأخرجه البخاري (3/ 283 الفتح)، ومسلم (2629). وهذا الحديث مع أنه لم يذكر عددًا معينًا من البنات إلَّا أنه يصلح كشاهد للأحاديث السابقة ولذلك أخرت مكانه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وعليه يكون متن حديث ابن عباس ثابت وخاصة ما يتعلق بإعالة البنات، ولكن إسناده يبقى على حاله، وذلك لضعفه الشديد.
7 - باب فضل الإحسان إلى اليتيم
7 - بَابُ فَضْلِ الإِحسان إِلَى الْيَتِيمِ 2557 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ [الْجُمَحِيِّ] (¬1) قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ كَفَلَ يَتِيمًا لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ، كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ الْإِصْبُعَينِ (¬2): الْوُسْطَى وَالْمُسَبِّحَةِ الَّتِي تَلِيهَا. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِهِ. هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، وَخَالَفَهُ (¬3) سُفْيَانُ، عَنْ صفوان. ¬
2557 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف مرسل فيه علتان: الأولى: جهالة أم سعيد بن مرة الفهرية. =
= الثانية: الانقطاع بين صفوان وأم سعيد، كما سيأتي بيانه من الحديث القادم (2558). وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 128 ب مختصر) وقال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى الموصلي. بسند فيه انقطاع.
تخريجه: ذكره الحافظ ابن حجر في الإِصابة (6/ 82).
2558 - [1] وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقال لَهَا أُنَيْسَةُ، عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بِنْتِ مُرَّةَ الْفِهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، [قَالَ] (¬1): إِنَّ (¬2) رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قَالَ: أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَأَشَارَ سُفْيَانُ بِإِصْبَعَيْهِ. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِهَذَا. [3] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا وَزَادَ (¬3) إِنِ اتَّقَى اللَّهَ عزَّ وجلَّ. ¬
2558 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، فيه علتان: 1 - جهالة أنيسة. 2 - جهالة أم سعيد. وذكر البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 128 ب مختصر) وسكت عليه.
تخريجه: هو في مسند الحميدي (2/ 370) بنفس الإسناد والمتن. وهذا الحديث مداره على صفوان بن سليم واختلف عليه فيه: 1 - فرُوي عنه، عَنِ امْرَأَةٍ يُقال لَهَا أُنَيْسَةُ، عَنْ أُمِّ سعيد بنت مرة الفهري، عن أبيها مرفوعًا. أخرجه الحميدي (2/ 370) عن سفيان بن عيينة، عن صفوان به. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (ح 886) عن الحميدي به. وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 201 أ) من طريق الحارث به.=
= وأخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ج 102)، وفي المعجم الكبير (20/ 320)، والبيهقي في الكبرى (6/ 283)، وفي الآداب (ح 14)، وفي الشعب (7/ 470) كلهم من طريق الحميدي به. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 133)، ومسدد في مسنده كما في المطالب هنا، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 126)، والخرائطي في مكارم الأخل ق (2/ 653)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (خ 3/ 1316)، وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 320) كلهم من طريق سفيان بن عيينة به بلفظه. ومدار هذه الأسانيد على أنيسة وقد علمت حالها، وتابعها محمد بن عجلان فرواه عن بنت لمرة، عن أبيها به بنحوه. أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 320)، ومحمد بن عجلان قال في التقريب (ص 496): صدوق. اهـ. لكن الحديث باقٍ على ضعفه لجهالة أم سعيد بنت مرة. 2 - ورُوي عنه، عن أم سعيد بن عمرو بن مرة الجحمي مرفوعًا. أخرجه ابن أبي شيبة، وأبو يعلى كلاهما كما في المطالب هنا (ح 2557)، والطبراني في الكبير (25/ 98)، ومطين كما في الإِصابة (6/ 82) كلهم من طريق محمد بن عمرو، عن صفوان به. وتقدم الحكم عليه في الحديث رقم (2557) وهو ضعيف مرسل. 3 - وروي عن صفوان أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: ذكر الحديث. أخرجه الإِمام مالك في الموطأ (2/ 948)، ومن طريقه ابن المبارك في الزهد (ح 653)، والبيهقي في الكبرى (6/ 281)، وفي الشعب (7/ 47) عن صفوان به، وإسناده منقطع. قال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 177): سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه مالك، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسار أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذكر الحديث. =
= فقالا: روى ابن عيينة هذا الحديث عن صفوان بن سليم، عن أنيسة، عن أم سعيد بنت مرة، عن أبيها، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالا: هذا أشبه بالصواب. وقال الدارقطني في العلل (ج 5/ ق 7 ب): يروي هذا الحديث صفوان بن سليم واختلف عنه، فرواه ابن عيينة، عن صفوان، وأقام إسناده، فقال عن أنيسة، عن أم سعيد بنت مرة، عن أبيها. ورواه مالك، عن صفوان بن سليم أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ورواه ابن عجلان واختلف عنه، فرواه محمد بن جحادة، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ ابنة مرة، عن أبيها، والحديث لابن عيينة لأنه ضبط إسناده. ورواه محمد بن عمرو، عن صفوان، عن ابنة مرة، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يذكر أباها ولا ذكر بينها وبين صفوان أحدًا، قول ابن عيينة أصح. اهـ. وعليه تكون رواية سفيان بن عيينة هي الصواب. وللحديث شواهد كثيرة في الصحيحين وغيرهما عن سهل بن سعد، وأبي هريرة، وأبي أمامة، وابن عباس، وأنس، وعدي بن حاتم رضي الله عنهم. أما حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئًا. لفظ البخاري. فأخرجه البخاري (9/ 429 الفتح)، وأبو داود (14/ 60 العون)، والترمذي (6/ 45 التحفة)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 135)، وأحمد (5/ 333)، وأبو يعلى (13/ 546)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 469)، وأخرجه الطبراني في الكبير (6/ 173)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 342)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 217)، والبغوي في شرح السنة (17/ 43)، والبيهقي في الكبرى (6/ 283). وأما حديث أبي هريرة فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن أبي الغيث، عن أبي هريرة يرفعه قال: كافل اليتيم له أو لغيره أنا =
= وهو كهاتين في الجنة. وأشار مالك -أحد رواة الحديث- بالسبابة والوسطى. أخرجه مسلم (ح 2983)، وأحمد (2/ 375)، والبيهقي في الشعب (7/ 471). الثانية: عن زيد بن أبي العتاب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين، بيت فيه يتيم يُساء إليه. ثم قال بأصبعيه: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وهو يشير بأصبعيه. أخرجه ابن ماجه (ح 3676)، وابن المبارك في الزهد (654)، ومن طريقه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 808)، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح137)، والبغوي في شرح السنة (13/ 43) كلهم من طريق يحيى بن أبو سليمان، عن زيد بن أبي عتاب به. ويحيى بن أبي سليمان، قال عنه في التقريب (ص 591): لين الحديث. الثالثة: عن أبي رزين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: من كفل يتيمًا له ذو قرابة أو لا قرابة له فأنا وهو في الجنة كهاتين وضم أصبعيه. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 386) من طريق ليث، عن أبي رزين به. وليث هو ابن أبي سليم وهو ضعيف. وأما حديث أبي أمامة رضي الله عنه، فله عنه طريقان: الأولى: الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلَّا لله، كان له بكل شعرة تمشي عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيم أو يتيم عنده، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وقرن بين أصبعيه. أخرجه أحمد (5/ 250)، والطبراني في الكبير (8/ 751)، وفي مكارم الأخلاق (ح 106)، والبيهقي في الشعب (7/ 472)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 350)، والبغوي في التفسير (1/ 523)، وفي شرح السنة (13/ 44). =
= وفي إسناد الطبراني في الكبير، وأبو نعيم: إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال في التقريب (ص 99): ضعيف. وفي إسناد أحمد والبيهقي والبغوي علي بن زيد الألهاني، قال في التقريب (ص 406): ضعيف. وفي إسناد الطبراني في مكارم الأخلاق ابن لهيعة وهو ضعيف. الثانية: علي بن يزيد، عن أبي أمامة به بنحوه. أخرجه ابن المبارك في الزهد (ح 655)، ومن طريقه ابن أبي الدنيا في العيال (ح 609)، وأخرجه أحمد (5/ 565)، والطبراني في الكبير (8/ 239). وعلي بن يزيد هو الإلهاني قال في التقريب (ص 406): ضعيف. وأما حديث ابن عباس يرفعه قال: من كفل يتيمًا أو يتيمين ثم صبر واحتسب كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وحرك أصبعه السبابة والوسطى. فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 152 ب)، وفي الكبير (11/ 305)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 655). وفي إسناد الخرائطي حسين بن قيس حنش وهو متروك. وفي إسناد الطبراني داود بن الزبرقان، قال في التقريب (ص 198): متروك وكذبه الأزدي. وأما حديث أنس رضي الله عنه، يرفعه قال: من أحسن إلى يتيم أو يتيمة كنت أنا وهو في الجنة كهاتين. ذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ص 145). وأما حديث عدي بن حاتم عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: من ضم يتيمًا له أو لغيره حتى يغنيه الله وجبت له الجنة. فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 152 ب)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 1015). =
= وفيه المسيب بن شريك قال النسائي في الضعفاء (ت 571): متروك الحديث. وأما حديث إسماعيل بن أمية فسيأتي تخريجه في الحديث رقم (2559). وأما حديث زيد بن أسلم مرسلًا فسيأتي تخريجه في الحديث رقم (2561). وأما حديث عائشة رضي الله عنها، فسيأتي تخريجه في الحديث (2565). وعليه فمتن حديث الباب ثابت في الصحيحين وغيرهما أما سنده فهو باقٍ على ضعفه لجهالة بعض رواته.
2559 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، َحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ قَالَ: نُبئت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ له أو لغيره في الجنة (¬1) إذا اتقى الله تعالى، وأشار الحميدي بأصبعيه. ¬
2559 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع فإسماعيل أسقط من الإسناد اثنان على الأقل؛ الصحابي والواسطة بينه وبين الصحابي.
تخريجه: هو في مسند الحميدي (2/ 370) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20592) عن إسماعيل بن أمية، عن رجل، عن أبي هريرة مرفوعًا. وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 812) من طريق سفيان، عن إسماعيل بن أمية قال: سمعت أبي يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمثله. وهذا إسناد منقطع فأمية لا تعرف له رواية عن الصحابة فكيف بروايته عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-. وللحديث شواهد كثيرة خرجتها في الحديث رقم (2558) يرتقي بها إلى الحسن لغيره.
2560 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ فَائِدٍ الْعَبْدِيِّ أَبِي الْوَرْقَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوَفِي رضي الله عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَتَاهُ غُلَامٌ مَعَهُ أُخْتٌ لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! غُلَامٌ يتيم وأخت له يتيمة، أطعمنا بما أَطْعَمَكَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ، أَعْطَاكَ اللَّهُ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى تَرْضَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا أَحْسَنَ مَا قُلْتَ يَا غُلَامُ! يَا بِلَالُ اذْهَبْ إِلَى أَهْلِنَا، فَأْتِنَا بِمَا وَجَدْتَ عِنْدَهُمْ مِنْ طَعَامٍ، فَأَتَاهُ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِإِحْدَى وَعِشْرِينَ تَمْرَةً، قَالَ: فَوَضَعَهَا فِي كَفِّهِ فَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ، فَرَأَيْنَا أَنَّهُ يَدْعُو، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: سَبْعًا لَكَ وَسَبْعًا لِأُمِّكَ. وَسَبْعًا لِأُخْتِكَ، تَغَدَّ بِتَمْرَةٍ (¬1) وَتَعَشَّ بِتَمْرَةٍ (¬2)، وَكَانَ الْغُلَامُ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، فَلَمَّا قَامَ تَبِعَهُ مُعَاذٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ فَمَسَحَهُ (¬3)، وَقَالَ: جَبَرَ (¬4) اللَّهُ يُتْمَكَ يَا غُلَامُ! وَجَعَلَكَ خَلَفًا مِنْ أَبِيكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قَدْ رَأَيْتُكَ وَمَا صَنَعْتَ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! رَحْمَةً لَهُ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَضُمُّ رجلٌ يَتِيمًا فَيُحْسِنُ وِلَايَتَهُ ثُمَّ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ إلَّا كَتَبَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ (¬5) بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةً وَكَفَّرَ عَنْهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَيِّئَةً، وَرَفَعَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ دَرَجَةً. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَذَكَرَهُ. ¬
[3] وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي الْمُسْنَدِ (¬6) وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ فَذَكَرَ بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ أَبِي لِأَنَّهُ لَمْ يَرْضَ حَدِيثَ فائد، وكان (¬7) عنده متروك (¬8). ¬
2560 - الحكم عليه: هذا إسناد واهٍ علته فائد العبدي. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 129 أمختصر) وقال: رواه أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ومدار إسناديهما على فايد بن عبد الرحمن وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 829) من طريق مروان بن معاوية به بنحوه. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في عواليه (ح 41)، والبزار في مسنده كما في الكشف (2/ 385)، وابن حبّان في المجروحين (3/ 202)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 656)، والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 473)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 1016) كلهم من طريق فائد العبدي به بنحوه. ومدار أسانيدهم على فائد وقد علمت حاله. وتابعه إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى به. أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 474) من طريق عبد السلام بن نهشل، عن أبيه، عن إسماعيل بن أبي خالد به. =
= وإسماعيل قال في التقريب (ص 107): ثقة، ثبت. إلَّا أن الراوي عنه نهشل لم أميزه، ولم أجد ترجمة لعبد السلام بن نهشل. ويشهد له ما رواه جبر الأنصاري رضي الله عنه، بلفظ مقارب. أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ح 109)، والبيهقي في الشعب (7/ 474) من طريق عبد المجيد بن أبي عيسى بن جبر الأنصاري، عن أبيه، عن جده به. وعبد المجيد قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (6/ 64): ليّن، فعلى ذلك الإسناد ضعيف. وورد في فضل المسح على رأس اليتيم، حديثان عن أبي أمامة، وبريدة الأسلمي رضي الله عنهما. أما حديث بريدة الأسلمي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من مسح رأس يتيم رحمة له كتب الله له بكل شعرة وقعت عليها يده حسنة. فأخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 208، 2960) من طريق مندل بن علي، عن مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، عن أبيه، عن أبي داود، عن بريده. ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع قال في التقريب (ص 494): ضعيف. ومندل بن علي قال في التقريب (ص 545): ضعيف. وأما حديث أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلَّا لله، كان له بكل شعرة تمشي عليها يده حسنات .. الحديث. وتقدم تخريجه في شواهد الحديث رقم (2558). وعليه فالمسح على رأس اليتيم يرتقي بهذه الشواهد إلى الحسن لغيره، أما بقية متن حديث فائد فلا شاهد له وإسناده باقٍ على ضعفه الشديد.
2561 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ (¬1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إنا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ والوسطى. هذا مرسل. ¬
2561 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح ولكنه مرسل. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 129 أمختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا بسند صحيح.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 888)، وله شواهد كثيرة خرجتها في الحديث رقم (2558).
2562 - حَدَّثَنَا (¬1) يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا [الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ] (¬2)، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَدَوِيُّ، عَنْ [هِصان بْنِ كَاهِنٍ] (¬3)، عَنِ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا قَعَدَ يَتِيمٌ مَعَ قوم على قصعتهم فَيقْرب قصعتهم شيطان. ¬
2562 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه ثلاث علل: الأولى: الحسن بن واصل فهو ضعيف جدًا. الثانية: جهالة الأسود بن عبد الرحمن العدوي. الثالثة: جهالة حال هصان بن كاهن. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 129 أمختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة، وسكت عليه.
تخريجه: وهو في بغية الباحث (ح 889) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 826)، وابن عدي في الكامل (2/ 300)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 153 أ)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 1018) كلهم من طريق يزيد بن هارون، به بلفظه. وأخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ح 104)، وابن عدي في الكامل =
= (2/ 300)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 1018) كلهم من طريق الحسن بن واصل، به بنحوه. وأخرجه ابن النجار كما في الكنز (ح 6038). وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 169) معلقًا وقال هذا حديث باطل والحسن يروي الموضوعات عن الأَثبات، كان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يكذبانه. وذكره ابن حبّان في المجروحين (1/ 232) معلقًا.
2563 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَحْمُوية، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ قَالَ (¬1): أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: مَا مِنْ بَيْتِ مَلَكٍ وَلَا نَبِيٍّ أكْرم من بيت فيه يتيم. ¬
2563 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: يحيى بن سعيد بن دينار لم أعرفه. الثانية: جهالة شيخ يحيى بن سعيد. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 129 ب مختصر) وسكت عليه.
تخريجه: لم أجد من أخرجه. إلَّا أن لمعناه شواهد عن عمر بن الخطاب، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم. أما حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أحب البيوت إلى الله عزَّ وجل بيت فيه يتيم يُكرم. أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 97)، وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (9/ 802)، وابن عدي في الكامل (1/ 341)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 337)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 662)، وابن النجار: كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 291)، والبيهقي في الشعب (7/ 472)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 1019). ومدار أسانيدهم على إسحاق الحنيني وهو ضعيف كما في التقريب (ص 99). وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ أَحَبَّ البيوت إلى الله بيت فيه يتيم يكرم. =
= أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 388). وفي سنده إسحاق بن إبراهيم الحنيني كذلك. قال محقق كتاب العيال في تعليقه على حديث عمر السابق: في المطبوعة من مجمع الزوائد "ابن عمر" وهو خطأ والصواب عمر بن الخطاب. قلت: ورد الحديث عن عمر بن الخطاب كما خرجته في الحديث السابق وورد من رواية ابنه عبد الله كما خرجته هنا، فليس هناك خطأ في المطبوعة من مجمع الزوائد كما توهم حفظه الله فالهيثمي ذكر رواية ابن عمر التي أخرجها الطبراني. وأما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُحْسَنُ إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُساء إليه .. الحديث. أخرجه ابن ماجه (ح 3679)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 137)، وابن المبارك في الزهد (ح 654)، وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 808)، والبغوي في شرح السنة (43/ 13). ومدار أسانيدهم على يحيى بن أبي سليمان، قال في التقريب (ص 591): ليّن الحديث، فالإسناد ضعيف. وبالجملة فهذه الشواهد ترتقي بمجموعها إلى الحسن لغيره، إلَّا أنها لا تُرقي حديث الباب لأمرين: 1 - جهالة بعض رواته. 2 - في متن حديث الباب تفضيل البيت الذي يُكرم فيه اليتيم على بيت النبي والملك، ولم يرد هذا في الشواهد إنما جاء تفضيله على العموم، والفرق بينهما بيّن.
2564 - حَدَّثَنَا (¬1) سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَبُو أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عَجْلَانَ [الْهُجَيمِيِّ] (¬2)، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: أَنَا أَوَّلُ مَنْ يُفْتَحُ لَهُ بَابُ الْجَنَّةِ إلَّا أَنَّهُ لتَأْتِي (¬3) امْرَأَةٌ [تُبادرني] (¬4) فَأَقُولُ لَهَا: مَالَكِ، فَمَنْ (¬5) أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا امرأةٌ قعدت على أيتام لي. ¬
2564 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل سليمان بن عبد الجبار، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي فهما صدوقان، وعبد السلام بن عجلان فهو لا بأس به. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 129 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف عبد السلام ابن عجلان. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 349) وقال: إسناده حسن إن شاء الله. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 162) وقال رواه أبو يعلى وفيه عبد السلام بن عجلان، وثقه أبو حاتم، وابن حبّان وقال: يخطئ ويخالف، وبقية رجاله ثقات. قلت: لم يوثّقه أبو حاتم وإنما قال: شيخ بصري يكتب حديثه وليس في كلامه ما يدل على التوثيق. وذكره الحافظ في الفتح (10/ 436) وقال: رواته لا بأس بهم. =
= تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 12) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 1017) من طريق يعقوب بن إسحاق، به بلفظه. وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 646) من طريق عبد السلام أبو الخليل، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به بنحوه مع زيادة في أوله. وأبو يزيد المدني، قال في الكاشف (3/ 391): ثقة. وعبد السلام أبو خليل، هو عبد السلام بن عجلان فلا أدري أسمعه من أبي عثمان النهدي، وأبي يزيد أو أخطأ في أحدهما؟ ولقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَا أَوَّلُ مَنْ يفتح له باب الجنة" شواهد عن أنس، وابن عباس رضي الله عنهم. أما حديث أنس رضي الله عنه فله عنه خمس طرق: الأولى: عن المختار بن فلفل، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنا أول من يقرع باب الجنة. أخرجه مسلم (ح 196)، وابن أبي شيبة (14/ 95)، وأبو عوانة في مسنده (1/ 109)، وأبو يعلى (7/ 49)، والدارمي في سننه (1/ 27)، والطبراني في كتاب الأوائل (ح 5). الثانية: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: آتي يوم القيامة باب الجنة فاستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: مُحمد، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك. أخرجه مسلم (ح 197)، وابن أبي عاصم في الأوائل (ح 10)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 480). الثالثة: عن علي بن زيد، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إنا =
= أول من يأخذ بحلقه باب الجنة فأقعقعها، قال أنس: فكأني انظر إليه يقلب بيده. أخرجه أبو يعلى (7/ 68)، والدارمي (1/ 27)، والحميدي (ح 1204)، وعلي بن زيد هو ابن جدعان، وهو ضعيف. الرابعة: عن عمرو بن أبي عمرو، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يقول: أنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة ولا فخر، وإني آتي باب الجنة فآخذ بحلقتها، فيقولون: من هذا؟ فأقول: أنا مُحمد، فيفتحون لي فأدخل .. الحديث. أخرجه أحمد (3/ 144)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 479)، وإسناد أحمد صحيح. الخامسة: عن زياد النميري، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وذكر حديثًا طويلًا وفيه وأنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة ولا فخر. أخرجه أبو يعلى (7/ 281). وزياد النميري ضعيف. 2 - وأما حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- وذكر حديثًا طويلًا وفيه: أنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من يحرك بحلق الجنة ولا فخر، فيفتح لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر. أخرجه الترمذي (10/ 85 التحفة)، والدارمي (1/ 30) كلاهما من طريق زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. وزمعة بن صالح ضعيف. وعلى ذلك فشطر حديث الباب الأول وهو قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أَنَا أَوَّلُ مَنْ يفتح له باب الجنة ثابت في الصحيح. وأما شطره الثاني فلم أجد له شاهدًا.
2565 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأزَْدِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ [أُمِّ ذَرَّةَ] (¬2)، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَجَمَعَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَالسَّاعِي عَلَى الْيَتِيمِ، وَالْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالصَّائِمِ الْقَائِمِ لا يفتر. ¬
2565 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 129 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى ومدار الإسناد على ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 160) وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات. وذكره العراقي: كما في إتحاف السادة المتقين (9/ 14) وقال: فيه ليث بن أبي سليم وهو مختلف فيه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 280)، وفي المقصد العلي (ق 89 أ) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 807) عن عبد الرحمن بن صالح، به بلفظه. وأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 152 ب) من طريق حفص بن غياث، به بلفظه. =
= وقال: لم يروه عن أم ذرة إلَّا ابن المنكدر ولا عنه إلَّا ليث ولا عنه إلَّا حفص تفرد به سهل. ومدار أسانيدهم على ليث بن أبي سليم وقد علمت حاله. ولشطره الأول شواهد كثيرة خرجتها في الحديث رقم (2558/ 1). ولشطره الثاني شاهدان عن أبي هريرة، وصفوان بن سليم مرسلًا. أما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأولى: عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار. أخرجه البخاري (9/ 497 الفتح)، ومسلم (ح 2982)، والنسائي في المجتبى (5/ 87)، والترمذي (6/ 105 التحفة)، وابن ماجه (ح 2139)، وأحمد (2/ 361)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 131)، وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 811)، وابن حبّان: كما في الموارد (ح 2047)، والبغوي في شرح السنة (13/ 45)، والبيهقي في الكبرى (6/ 283)، والأصبهاني في التركيب والترهيب (1/ 475). الثانية: عن إسماعيل بن أمية، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه مرفوعًا بنحو الطريق السابقة. أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20592)، وصرح الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 1015) عن اسم المبهم إلَّا أنه زاد آخر بين المبهم وأبي هريرة. فرواه من طريق إسماعيل بن أمية، عن محمد بن قيس، عن أبيه، عن أبي هريرة، به. وأما حديث صفوان بن سليم، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل. أخرجه البخاري (10/ 437 الفتح)، والترمذي (6/ 104 التحفة) وسكت عليه. وعلى ذلك يرتقي حديث الباب بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره إلَّا أن قوله: الساعي على اليتيم لم أجد له شاهدًا فيبقى على ضعفه.
2566 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ بِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ فِي حِجْرِي يَتِيمًا أَفَأَضْرِبُهُ (¬2)؟ قَالَ: نَعَمْ، مِمَا تَضْرِبُ مِنْهُ وَلَدَكَ. ¬
2566 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: عنعنة الحجاج بن أرطاة. الثانية: جهالة عبد الملك بن رزين.
تخريجه: لم أجد من أخرجه (*). لكن له شواهد عن جابر بن عبد الله، والحسن العرني مرسلًا، وابن سيرين مقطوعًا. أما حديث جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله! مم أضرب يتيمي؟ قال: بما كنت ضاربًا منه ولدك غير واق مالك بماله، ولا متأثل من ماله مالًا. فأخرجه الطبراني في الصغير (ح 244)، وابن حبّان: كما في الإِحسان (1/ 54 شعيب)، والبيهقي في الكبرى (6/ 4) كلهم من طريق أبي عامر الخزار، عن عمرو بن دينار، عن جابر، به. وقال الطبراني: لم يروه عن عمرو بن دينار، عن جابر إلَّا أبو عامر الخزار ولا عنه إلَّا حفص بن سليمان تفرد به معلى بن مهدي. وأبو عامر الخزار، قال عنه في التقريب (ص 272): صدوق كثير الخطأ ويظهر أنه أخطأ فيه إذ قال البيهقي بعده. كذا رواه. والمحفوظ ما أخبرنا وذكر سنده إلى = ¬
= سعيد بن منصور، حدّثنا حماد بن زيد، وسفيان، عن عمرو بن دينار، عن الحسن العرني، به مرفوعًا. ورجاله ثقات إلَّا أنه مرسل. وأما حديث ابن سيرين مقطوعًا. فعن إسماعيل بن عبيد قال: قلت: لابن سيرين عندي يتيم، قال: أصنع به ما تصنع بولدك، واضربه بما تضرب ولدك. فأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 140) وإسناده صحيح. وعلى ذلك يرتقي حديث بلال بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
8 - باب حسن الخلق
8 - باب حُسن الخلق 2567 - [1] قال أبو بكربن أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، فَلْيَسَعْهُمْ (¬1) مِنْكُمْ بَسْط الوجه وحسنُ الخُلق. ¬
2567 - [1] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا من أجل عبد الله بن سعيد، فهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 132 أمختصر) وقال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى الموصلي ومدار إسناديهما على عبد الله بن سعيد، وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (2/ 557 الفيض) وحسّنه، أما الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 2043) وضعّفه.
تخريجه: هو في المصنف لابن أبي شيبة (8/ 331) بنفس الإسناد والمتن. وهذا الحديث مداره على عبد الله بن سعيد واختلف عليه فيه: =
= 1 - فروي عنه، عن جده، عن أبي هريرة مرفوعًا. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 331) عن عبد الله بن إدريس عن عبد الله بن سعيد به بلفظه. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 25) من طريق عبد الله بن إدريس به بلفظه. وأخرجه أبو يعلى (12/ 428)، وعلي بن حرب الطائي في حديثه (ق 81 أ) كما في الضعيفة (2/ 95) من طريق عبد الله بن سعيد به. 2 - وروي عنه، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا. أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 163)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 253). 3 - وروي عنه، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا. أخرجه إسحاق بن راهوية في مسنده (1/ 461)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 18)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 254)، وأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 408)، والحاكم في المستدرك (1/ 124). وقال البزّار: لم يتابع عبد الله بن سعيد على هذا وتفرّد به، وتعقبه الهيثمي فقال: قد توبع عليه، وذكر روايات البزّار الأخرى، وستأتي. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، وتعقبه الذهبي فقال: عبد الله واهٍ. وعبد الله بن سعيد تقدم أنه متروك، فالحمل عليه في هذا الاختلاف. وتابع عبد الله بن سعيد إثنان: الأول: هو عبد الله بن إدريس الأودي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 409)، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 190)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 72)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 491). =
= وقال البزّار: لا نعلم رواه عن ابن إدريس إلَّا أسود وكان ثقة بغداديًا. ورجال البزّار وابن أبي الدنيا ثقات ويزيد بن عبد الرحمن جد عبد الله بن إدريس، قال عنه الذهبي في الكاشف (3/ 283): وثق. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 411) وقال: رواه أبي يعلى والبزار من طرق أحدها حسن جيد. وذكره الحافظ في الفتح (10/ 459) وقال سنده حسن. وتعقب الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 95) المنذري على قوله: رواه البزّار من طرق أحدها حسن جيد فقال: أخشى أن يكون وهمًا لأمرين. الأول: أنه لوكان للبزار طرق أحدها حسن، لما اقتصر الهيثمي على ذكر الضعيف. الثاني: أن البيهقي قد صرح بتفرّد المقبري به والله أعلم. قلت: يُستغرب هذا الكلام من الشيخ الألباني لأمرين: 1 - أنه لو بحث في زوائد البزّار للهيثمي لوجد تعقّب الهيثمي على البزّار بان للحديث متابعات كما تقدم. بل إن طريق البزّار الحسن خرّجه أبو نعيم وابن أبي الدنيا كما تقدم. 2 - أن المثبت مقدم على النافي فعند الأول زيادة علم فكيف يُغفلُ عن هذا. الثاني: طلحة، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، مرفوعًا. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 408). وقال البزّار طلحة لين الحديث. قلت: طلحة هو ابن عمرو الحضرمي متروك. وبالجملة فللحديث ثلاث طرق إثنان منها ضعيفان جدًا، والثالث حسن. ويشهد لقوله -صلى الله عليه وسلم- "فليسعهم منكم بسط الوجه" أحاديث كثيرة عن ابن عمر، وسليم بن جابر، أو جابر بن سليم، وأبى ذر رضي الله عنهم، وهذه خرجتها في =
= الحديث (رقم 2530)، وحديث مطرف بن عبد الله بن الشخير ويأتي تخريجه في الحديث (رقم 2583). ويشهد لقوله -صلى الله عليه وسلم- "فليسعهم منكم .. وحسن الخلق" أحاديث كثيرة في الحث على حسن الخُلق يأتي تخريجها في الأحاديث (رقم 2568 - 2578).
2567 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ (¬1)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن سعيد به. ¬
2567 - [2] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: ضعف أحمد بن عمران الأخنسي. الثانية: عبد الله بن سعيد فهو متروك.
تخريجه: هو في مسند أبو يعلى (11/ 428) بنفس الإسناد والمتن.
2568 - حَدَّثَنَا (¬1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا [بشَّارُ بْنُ الْحَكَمِ] (¬2)، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ (¬3)، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَا ذَرٍّ وَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ! أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَصْلَتَيْنِ (¬4)، هُمَا أَخَفُّ عَلَى الظَّهْرِ، وَأَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ!، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عَلَيْكَ بحُسن الْخُلُقِ وَطُولِ الصَّمْتِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا عَمِلَ الْخَلَائِقُ مِثْلَهُمَا (¬5). ¬
2568 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف من أجل بشار بن الحكم. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 135 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى، وابن أبي الدنيا، والطبراني، والبزار، ورواته ثقات، وأبو الشيخ بن حيان في كتاب الثواب بإسناد واهٍ. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 407) وقال: رواه ابن أبي الدنيا، والطبراني، والبزار، وأبو يعلى، بإسناد جيد رواته ثقات، ورواه أبو الشيخ بن حيان في كتاب الثواب بإسناد واهٍ عن أبي ذر. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 220) وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط ورجال أبي يعلى ثقات. قلت: هذا تساهل منهم رحمهم الله فبشار بن الحكم ضعيف، ولعلهما استندا =
= إلى قول ابن عدي: لا بأس به، وقد فصلت في ترجمته بيان ذلك. علمًا بأن الهيثمي قال في المجمع (10/ 301)، بشار بن الحكم ضعيف. وذكره السيوطي في حسن السمت (ح 22) وسكت عليه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 53) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي عاصم في كتاب الزهد (ح 2)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 157 ب)، وابن حبّان في المجروحين (1/ 191)، والبيهقي في الشعب (4/ 242)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 963) كلهم من طريق إبراهيم بن الحجاج به بنحوه. وقال الطبراني: لم يروه، عن ثابت إلَّا بشّار. وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 220)، وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت (ح 554)، والبيهقي في الشعب (6/ 239) من طريق بشار بن الحكم به بنحوه. وقال البزّار لا نعلم روى بشار عن ثابت غيره. قلت: بل روى غير هذا، انظر ترجمة بشار في الكامل (2/ 23)، وفي المجروحين (1/ 191). قلت: ومدار هذه الأسانيد على بشار بن الحكم وقد علمت حاله. ويشهد له أحاديث عن الشعبي مرسلًا، ووهيب بن الورد، وصفوان بن سليم. أما حديث الشعبي مرسلًا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال لأبي ذر: ألا أدلك على أيسر العبادة وأهونها على اليد، وأحقها على اللسان، وأثقلها في الميزان طول الصمت وحسن الخلق. فأخرجه هناد في الزهد (ح 1129) من طريق إسحاق بن أبي جعفر، عمن أخبره، عن الشعبي به. وهو ضعيف لأن فيه راويًا لم يُسم. =
= وأما حديث وهيب بن الورد قال: بلغه، أن أبا ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ألا أعلمك بعمل خفيف على البدن، ثقيل في الميزان؟ قلت: بلى يا رسول الله! قال: هو الصمت وحسن الخلق وترك ما لا يعنيك. فأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 112) وهو منقطع. وأما حديث صفوان بن سليم مرسلًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن؟ الصمت وحسن الخلق. فأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت (ح 27) وهو مرسل صحيح الإسناد. قلت: يرتقي الحديث بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2569 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْكِلَابِيٌّ (¬2)، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ (¬3)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحَاسِنُهُمْ خُلُقًا. [وَإِنَّ حُسن الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ دَرَجَةَ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ] (¬4). [2] (وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدّثنا محمد بن المثنى به) (¬5). ¬
2569 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا زكريا بن يحيى الكلابي، فهو صدوق، لكن أخشى أن يكون هناك انقطاع فبين وفاة زكريا بن يحيى الكلابي، وشعيب بن الحبحاب مائة وعشرون سنة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 135 ب مختصر) وقال: رواه أبي يعلى، ورواته ثقات.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 184) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 27) عن محمد بن المثنى به. وأخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 27) عن وهب بن يحيى بن ضرغام العيشي، عن زكريا به. =
= وقال البزّار: وهذا الحديث لا نعلمه رواه عن شعيب، عن أنس إلَّا زكريا بن يحيى بن صبيح الطائي. وأخرجه أبو يعلى (7/ 237) عن أبي عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِياضٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد مولى بني هاشم، حدّثنا زربي بن يحيى قال: سمعت أنس بن مالك يرفعه. وإسناده ضعيف كما سيأتي في الحديث رقم (2569/ 4). وأخرجه الحاكم في "الكنى" وسعيد بن منصور في السنن كلاهما كما في الكنز (ح 5202)، ولشطره الأول شواهد كثيرة عن أبي هريرة، وعائشة، وأبي سعيد، وجابر، وأبي ذر، وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا قال: أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا. أخرجه أبو داود (12/ 439 العون)، والترمذي (4/ 325 التحفة)، وأحمد (2/ 250، 472)، وابن أبي شيبة في الإيمان (ح 17، 18)، وفي المصنف (8/ 327)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في الإيمان (ح 64)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 30)، وأبو يعلى (10/ 333)، وابن حبّان كما في الإِحسان (6/ 188)، والحاكم (1/ 13)، والآجري في الشريعة (ص 115)، والبيهقي في الكبرى (10/ 192)، وفي الشعب (6/ 232)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 441)، والقضاعي في مسند الشهاب (ح 1291) وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 658)، والبغوي في شرح السنة (1/ 33)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 248)، والخطيب في الفقيه والمتفقّه (2/ 110)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 492). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. الثانية: عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ الطريق الأولى. =
= أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان (ح 20)، وفي المصنف (8/ 328)، وأحمد (2/ 527)، والدارمي (2/ 231)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 9)، والحاكم (1/ 3)، والبيهقي في الشعب (6/ 230)، وفي الآداب (ح 190)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 27) وسكت عليه الحاكم وقال الذهبي: لم يتكلم عليه المؤلف وهو صحيح. قلت: مدار أسانيدهم على محمد بن عجلان قال في التقريب (ص 496): صدوق إلَّا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. الثالثة: عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ أبي هريرة يرفعه بلفظ الطريق الأولى. أخرجه ابن حبّان كما في موارد الظمآن (ح 1311). والمطلب بن عبد الله قال في التقريب (ص 534): صدوق، كثير التدليس والإرسال. اهـ. ولم يسمع من الصحابة إلَّا سهل بن سعد، وأنس، وسلمة بن الأكوع كما في جامع التحصيل (ص 281) فالإسناد منقطع. وأما حديث عائشة رضي الله عنها، فله عنها طريقان: الأولى: عن أبي قلابة، عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم لأهله. أخرجه النسائي في عشرة النساء (ح 272)، وابن أبي شيبة في كتاب الإِيمان (ح 19)، وفي المصنف (8/ 327)، وأحمد (6/ 47، 49)، والمروزي في تعظيم الصلاة (1/ 442)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 610)، والحاكم (1/ 53)، والبيهقي في الشعب (6/ 232). وقال الحاكم: رواته عن آخرهم ثقات على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله فيه انقطاع. =
= قلت: الانقطاع بين أبي قلابة وعائشة فلا يعرف له سماعًا من عائشة رضي الله عنها، كما في جامع التحصيل (ص 211). الثانية: عن أبي سلمة، عن عائشة به بنحو الطريق السابقة. أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 232)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 442) كلاهما من طريق محمد بن إسحاق، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سلمة به. وفيه عنعنة ابن إسحاق وهو مدلس، عده الحافظ ابن حجر ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين (ص 79) الذين لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع، فالإسناد ضعيف. وأما حديث أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: أكمل المؤمنين إيمانًا أحاسنهم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا الذين يألفون ويُؤلفون، ولا خير فيمن لا يألف ولا يُؤلف. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 157 ب)، وفي الصغير (ح 65)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 67)، والبيهقي في الشعب (6/ 232). وقال الطبراني: لم يروه عن محمد بن عيينة أخي سفيان إلَّا يعقوب. وإسناد الطبراني صحيح. وأما حديث جابر بن سمرة يرفعه قال: إن الفحش والتفحّش ليسا من الإِسلام، وإن أحسن الناس إسلامًا أحسنهم خلقًا. أخرجه أحمد (5/ 89، 99)، وابن أبي شيبة في المصنف (8/ 326)، وعنه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت (ح 339)، ومن طريق ابن أبي شيبة الطبراني في مكارم الأخلاق (ح 8) كلاهما من طريق عمران بن رباح، عن علي بن عمارة الوالبي، عن جابر بن سمرة مرفوعًا. وعلي بن عمارة قال في التقريب (ص 404): مقبول. وعمران بن رباح قال في =
= التقريب (ص 430) مقبول، أي يصلحان للمتابعات ولا متابعة، فالحديث ضعيف. وأما حديث عبد الله بن عمر فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2570). وحديث "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا" أورده الكتاني في نظم المتناثر من أحاديث المتواتر (31). وعليه يرتقي الحديث بمتابعة زربي وبالشواهد وبالحديث رقم (2577) وشواهده إلى الحسن لغيره.
2569 - [3] وَحَدَّثَنَا (¬1) وَهْبُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فِرْغَامٍ (¬2) الْقَيْسِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ هكذا إلَّا زكريا. ¬
2569 - [3] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، شيخ البزّار لم أجد له ترجمة.
تخريجه: هو في كشف الأستار (1/ 27) بنفس الإسناد. وتقدم تخريجه مفصلًا في الحديث رقم (2569 [1]).
2569 - [4] [حدثنا (¬1) أبو عبيدة بن فضيل بن عياض، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا زَرْبِيٌّ أَبُو يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا] (¬2). ¬
2569 - [4] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف زربي أبي يحيى.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 237) بنفس الإِسناد والمتن.
2570 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشيم، حَدَّثَنَا الْكَوْثَرُ هُوَ ابْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَا أُمَّ عَبْدٍ! هَلْ تَدْرِي مَنْ أَفْضَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا [قَالَتْ] (¬2): اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَحَاسِنُهُمْ أَخْلَاقًا الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا (¬3)، لَا يَبْلُغُ عبدٌ حَقِيقَةَ الإِيمان حَتَّى يُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ وَحَتَّى يَأْمَنَ جاره بوائقه. ¬
2570 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته الكوثر بن حكيم فهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 135 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف كوثر بن حكيم. وذكره الهندي في الكنز (ح 8403) وقال: فيه الكوثر بن حكيم وهو متروك.
تخريجه: لم أجد من أخرجه بهذه السياقة. لكن رواه عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فجاءه رجل من الأنصار، فسلم عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قَالَ: يا رسول الله! أي المؤمنين أفضل؟ قال: أحسنهم خلقًا، قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم لما بعده استعدادًا أولئك الأكياس ورواه عن عطاء أربعة: الأول: فروة بن قيس، عن عطاء، به. أخرجه ابن ماجه (ح 4259). =
= وفروة بن قيس، قال عنه في التقريب (ص 445): مجهول. الثاني: حفص بن غيلان، عن عطاء، به. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 392)، والبزار: كما في الكشف (2/ 268) كلاهما من طريق الهيثم بن حميد، حدثني حفص، به. وحفص، قال عنه في التقريب (ص 174): صدوق، وبقية رجاله ثقات فالإسناد حسن إن شاء الله. الثالث: أبو سهيل بن مالك، عن عطاء، به. أخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 67) معلقًا، وابن عدي في الكامل (3/ 411)، والبيهقي في الشعب (6/ 35)، وفي الزهد الكبير (ح 456) كلهم من طريق عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير، حدثني أبي، حدثني مالك بن أنس، عن عمه أبي سهيل، به. وعبيد الله بن سعيد قال عنه في المغني (2/ 415): فيه ضعف. أما ابن حبّان فقال: يروي عن الثقات الأشياء المقلوبات لا يُشبه حديثه حديث الثقات. الرابع: يزيد بن عبد الرحمن عن عطاء، به. أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 333) من طريق خالد بن يزيد، عن أبيه، به. وخالد بن يزيد هو ابن عبد الرحمن بن أبي مالك، قال عنه في التقريب (ص 191): ضعيف، مع كونه فقيهًا، وقد أتهمه ابن معين. ويشهد لشطره الأول شواهد كثيرة خرجتها في الحديث رقم (2569). ويشهد لقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا يَبْلُغُ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لنفسه، حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. أخرجه البخاري (1/ 57 الفتح)، ومسلم (ح 45)، والنسائي في المجتبى (8/ 115)، وابن ماجه (ح 66)، وأحمد (3/ 176)، والطيالسي (ص 268)، وأبو عوانه (1/ 33)، والبغوي في شرح السنة (13/ 60). =
=ر ويشهد لقوله -صلى الله عليه وسلم-: لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتى يأمن جاره بوائقه، أحاديث كثيرة منها حديث أبي هريرة وأبي شريح رضي الله عنهما. أما حديث أبي هريرة مرفوعًا: لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه. فأخرجه مسلم (ح 73)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 121)، والبيهقي في الشعب (7/ 76)، والبغوي في شرح السنة (13/ 72). وأما حديث أبي شريح مرفوعًا: والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه. فأخرجه البخاري (10/ 433 الفتح)، وأحمد (4/ 31، 6/ 385). وبالجملة فحديث الباب أصله ثابت، لكن سنده لا يتقوى لضعفه الشديد.
2571 - حَدَّثَنَا (¬1) الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَرَادَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ (¬2)، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَشْتِمُ رَجُلًا رَافِعًا صَوْتَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: الْبَذَاءُ (¬3) لُؤْمٌ، وَسُوءُ الْمَلَكَةِ لُؤْمٌ. ¬
2571 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه ثلاث علل: الأولى: سليمان بن أبي داود فهو ضعيف جدًا. الثانية: ضعف عبد الله بن عرادة. الثالثة: عنعنة مكحول وهو مدلس. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 135 ب مختصر) وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير: كما في المجمع (8/ 72). وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن عرادة وثّقه أبو داود وضعّفه ابن معين.
2572 - [1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي مَوْلَايَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنه أن (¬1) رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مِائَةَ خُلْق وَسَبْعَةَ عَشَرَ خُلُقًا، فَمَنْ أَتَى اللَّهَ عزَّ وجلَّّ (¬2) بِخُلُقٍ وَاحِدٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ (¬3)، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، به (¬4). [3] وقال أبو يعلي: حدثنا إسحاق هو ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ (¬5)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، بِهِ. وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ مَجْهُولٌ (¬6). ¬
2572 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: عبد الواحد بن زيد، فهو متروك. الثانية: عبد الله بن راشد، فهو مستور. =
= وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 134 ب مختصر) وقال: رواه أبو داود الطيالسي، وأبو يعلى، والبزار ومدار أسانيدهم على عبد الواحد بن زيد قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 36) وقال: رواه أبو يعلى في المسند الكبير .. وفي إسناده عبد الله بن راشد، وهو ضعيف.
تخريجه: هو مسند الطيالسي (ص 14) بنفس الإسناد ولفظه مرفوعًا "إن الله عَزَّ وَجَلَّ خلق مِائَةَ خُلُق وَسَبْعَةَ عَشَرَ خُلُقًا فَمَنْ أَتَى بخلق واحد دخل الجنة" وهناك فرق بين هذا اللفظ وبين لفظ المطالب فنسبت في المطالب إلى الله تعالى وأما في لفظ المسند فهي مخلوقة. وأخرجه الحكيم الترمذي: كما في إتحاف السادة المتقين (5/ 177)، والبزار في مسنده (2/ 91) من طريق الطيالسي إلَّا أن البزّار قال: شريعة بدلًا من خُلُق. وأخرجه ضياء الدين المقدسي في الأحاديث والحكايات (ق 31 ب): كما في هامش البحر الزخار (2/ 92). وأخرجه أبو يعلى في المسند الكبير: كما في المجمع (1/ 36)، والمطالب هنا، والبيهقي في الشعب (6/ 366) وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 27) كلهم من طريق عبد الواحد بن زيد، به بلفظه. وأخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ح 121) من طريق عبد الله بن أحمد، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عبد الله بن راشد، به بنحوه. قلت: مدار هذه الطرق على عبد الله بن راشد وقد علمت حاله. وذكره الدارقطني في العلل (3/ 38) وقال: يرويه عبد الواحد بن زيد، عن عبد الله بن راشد، عن عثمان، وخالفه الحسن بن ذكوان، رواه عن عبد الله بن راشد =
= عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- وهما بصريان ضعيفان والحديث غير ثابت. اهـ. وأخرج ابن الجوزي الحديث في العلل المتناهية (2/ 933) بإسناده إلى الدارقطني، به وهو منقطع لأن الدارقطني ذكره معلقًا عن عبد الواحد بن زيد. أما المخالفة التي ذكرها الدارقطني فأخرجها البيهقي في الشعب (6/ 367) من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن راشد مولى عثمان بن عفان قال: سمعت أبا سعيد الخدري يَقُولُ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إن بين يدي الله عَزَّ وَجَلَّ لوحًا فِيهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ شَرِيعَةً يَقُولُ الرَّحْمَنُ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا يَأْتِينِي عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي -ما لم يشرك- فيه واحدة منهن إلَّا أدخلته الجنة. إلَّا أن المخالف هو عبد الرحمن بن زياد وليس الحسن بن ذكوان، وعبد الرحمن بن زياد هو ابن أنعم قال في التقريب (ص 340): ضعيف. وللحديث شواهد كثيرة عن أنس، وابن عباس، والمغيرة بن عبد الرحمن بن عبيد عن أبيه عن جده. أما حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ لله عَزَّ وَجَلَّ لوحًا من زمردة خضراء جعله تحت العرش، وكتب فيه: إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا أَنَا أرحم وأتَرَحّم، خلقت بضعة عشر وثلاثمائة خُلُق، من جاء بخلق منها مع شهادة أن لا إله إلَّا الله دخل الجنة. فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 4 أ)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 28)، وأبو الشيخ في العظمة (2/ 497)، وابن عدي في الكامل (7/ 119) كلهم من طريق أبي ظلال القسملي، عن أنس. ومدار أسانيدهم على أبي ظلال القسملي قال في التقريب (ص 576): ضعيف. وأما حديث ابن عباس يرفعه قال: الإِسلام ثلاثمائة شريعة وثلاث عشرة شريعة =
= ليس منها شريعة يأتي بها صاحبها إلَّا هو يدخل بها الجنة. فأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 4 ب) من طريق عبيد الله، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس مرفوعًا. وقال الطبراني: لم يروه عن حنش الصنعاني، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا خالد ولا عنه إلَّا عبيد الله، تفرد، به يحيى. وعبيد الله هو ابن زحر، قال في التقريب (ص 370) صدوق يخطئ، فالأسناد ضعيف. وأما حديث المغيرة بن عبد الرحمن بن عبيد، عن أبيه، عن جده مرفوعًا: الإيمان ثلاثمائة وثلاث وثلاثون شريعة من أتى بواحدة منهن دخل الجنة. فأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 4 ب)، والبيهقي في الشعب (6/ 366)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 65 ب)، واللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة (5/ 909) كلهم من طريق أبي سنان، عن المغيرة، به. وأبو سنان هو القسملي قال في التقريب (ص 438): لين الحديث، وعليه يتبين أن متن حديث الباب له أصل، إلَّا أن إسناده باقٍ على ضعفه الشديد.
2573 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي مَكِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ (¬1) يَقُولُ (¬2): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: خُيّرت أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَيُّ أَزْوَاجِكِ تَخْتَارِينَ؟ قَالَتْ: أَخْتَارُ فُلَانًا، المتوفَّى عَنْهَا (¬3) وَكَانَ (¬4) أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَقَدْ كَانَ قُتل (¬5) عَنْهَا اثْنَانِ. ¬
2573 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن مرسل. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 134 ب مختصر) وقال: رواه مسدّد مرسلًا. وذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة (8/ 7) وقال: هذا مرسل حسن الإسناد.
تخريجه: أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 303) من طريق أبي بكر بن عياش، عن ليث، عن نوح، عن حميد بن لاحق، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: خُيّرت أسماء بين أزواجها الثلاثة في الجنة، فاختارت الذي مات موتًا، وكان أحسنهم خلقًا. قال العقيلي: هكذا قال حميد بن لاحق، وأبو مجلز اسمه لاحق بن حميد، فإذا =
= كان أخطأ في اسمه فالحديث مرسل, لأن أبا مجلز لم يسمع من أبي ذر وإن كان غيره مجهول. قلت: قوله مرسل يعني منقطع وإلاَّ فصحابي الحديث مذكور. وله شاهد من حديث أنس رضي الله عنه قال: قالت أم حبيبة: يا رسول الله! المرأة يكون لها الزوجان في الدنيا؟ يعني يكون الزوج بعد زوج فيدخلون الجنة فلأيهما تكون؟ قال: لأحسنهما خلقًا. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 49)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 171)، كلاهما من طريق سنان، عن حميد، عن أنس وتصحفت (حميد عن أنس) إلى (حميد بن أنس) عند العقيلي. وقال العقيلي: لا يحفظ إلَّا من حديث سنان. قلت: فيه عبيد بن إسحاق، قال في المغني (2/ 418): ضَعّفوه، ورضيه أبو حاتم، فالإسناد ضعيف.
2574 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الرَّجُلُ الْمُؤْمِنُ خُلُقٌ حَسَن، وَشَرُّ مَا أُعْطِيَ الرَّجُلُ قلبُ سوءٍ فِي صُورَةٍ حسنةٍ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ مِثْلَهُ وَزَادَ: وَانْظُرْ مَا يَكْرَهُ (¬1) أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ في بيتك إذا عملته فلا تعمله (¬2). ¬
2574 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، علته عنعنة أبي إسحاق السبيعي.
تخريجه: هو في المصنف لابن أبي شيبة (8/ 330، 13/ 236). وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 350) عن ابن أبي شيبة به وذكر شطره الأول. وأخرجه أبو يعلى كما في المطالب هنا (ح 134/ ب)، وأبو نعيم في المعرفة (ج 2/ ق 304/ ب)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 495)، كلهم من طريق أبي الأحوص به، وزاد أبو يعلى والأصبهاني في روايتهما: وَانْظُرْ مَا يَكْرَهُ أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ فِي بيتك إذا عملته فلا تعمله. وأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 235)، من طريق أبي إسحاق، عن المزني، أو الجهني، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- فقال: ما خير ما أعطي المسلم؟ قال: خلق حسن، قال: فما شر ما أعطي؟ قال: قلب أسود وصورة حسنة، وكلما نظر إلى نفسه أعجبته، فانظر ما تحب أن يذكر منك في نادي القوم فافعله إذا خلوت. =
= وأخرجه في نفس الموضع من طريق أبي إسحاق، عن رجل من مزينة أو جهينة قال: فما شر ما أعطي الناس؟ قال: خلق سيء فانظر الذي تكره أن يحدث عنك إذا عملته في بيتك فلا تعمله. هكذا دون ذكر شطره الأول ودون تبين أنه من قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-. ومدار هذه الأسانيد على أبي إسحاق ولم يصرح بالتحديث فيها. ولشطره الأول شواهد عن أسامة بن شريك، وعمرو بن عنبسة، وصفوان بن عسال، وأبي الدرداء رضي الله عنهم. أما حديث أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قالوا: يا رسول الله! ما خير ما أعطي المرء المسلم؟ قال: خلق حسن. فأخرجه ابن ماجه (ح 3436)، وأحمد (4/ 278)، ووكيع في الزهد (ح 423)، وعنه هنّاد في الزهد (ح 1259)، وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 326)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 109)، والطبراني في الكبير (1/ 180)، وفي مكارم الأخلاق (ح 12)، والطيالسي (ص 171)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ح 171)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 21)، والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 197)، وفي الموضح (2/ 101)، وفي الفقيه والمتفقه (2/ 111)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 349)، والحميدي (2/ 363)، والحاكم (1/ 121، 4/ 400)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 266، 2/ 14)، والبيهقي في الكبرى (9/ 343)، وفي الشعب (6/ 234)، والأصبهاني في الترغيب والرهيب (1/ 493)، كلهم من طريق زياد بن علاقة، عن أسامة به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وهو كما قالا. وأما حديث عمرو بن عنبسة قال: قلت يا رسول الله أي الإيمان أفضل؟ قال: خلق حسن. =
= فأخرجه أحمد (4/ 385)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 25)، كلاهما من طريق محمد بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عمرو بن عنسة مرفوعًا. ومحمد بن ذكوان هو الأزدي، قال عنه في التقريب (ص 477): ضعيف. وأما حديث صفوان بن عسال قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: ما غدا رجل يلتمس علمًا ألا فرشت له الملائكة أجنحتها رضاء بما يصنع، فقالت له العرب عند ذلك يا رسول الله! يُعطي الله خلّه واحدة خير، فقال: حسن الخلق. فأخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 284). وفي إسناده إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال في التقريب (ص 102): متروك، فالإسناد ضعيف جدًا. ويشهد لمعناه حديث أبي الدرداء وسيأتي تخريجه في الحديث رقم (2576).
2575 - وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬1): أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا أَفْضَلُ مَا أُوتِيَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ: الخُلُق الحسنُ، قَالَ: فَمَا شَرُّ مَا أُوتِيَ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ: إِذَا كَرِهْتَ أَنْ يُرى عَلَيْكَ شيءِ فِي (¬2) نَادِي الْقَوْمِ فَلَا تفعله إذا خلوت. ¬
2575 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته عنعنة أبي إسحاق السبيعي فهو مدلس ولم يصرح بالتحديث.
تخريجه: أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20151) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (6/ 235)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 495) كلاهما من طريق أبي إسحاق، عن المزني أو الجهني قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- فقال: ما خير ما أعطي المسلم؟ قال: خُلق حسن. قال: فما شر ما أعطي؟ قال: قلب أسود وصورة حسنة وكلما نظر إلى نفسه أعجبته، فانظر ما تحب أن يذكر منك في نادي القوم فافعله إذا خلوت. لفظ البيهقي. وأخرجه البيهقي في نفس الموضع من طريق أبي إسحاق، عن رجل من مزينة أو جهينة قال: فما شر ما أعطي الناس؟ قال: خُلق سيء فانظر الذي تكره أن يحدث عنك إذا عملته في بيتك فلا تعمله. هكذا دون ذكر شطره الأول، ودون تبين أن ذلك من قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-. قلت: مدار هذه الأسانيد على أبي إسحاق، ولم يصرح بالتحديث. ولشطره الأول شواهد خرجتها في الحديث السابق.
2576 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ [مَيْمُونٍ] (¬1) قَالَ: سَأَلْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا هَلْ سَمِعْتِ مِنْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يَقُولُ: أَوَّلُ مَا يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ الْخُلُقُ الْحَسَنُ. [2] وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا. [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، قَالَ: قُلْنَا لِأُمِّ الدَّرْدَاءِ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، حَدِّثِينَا (¬3) بِشَيْءٍ سَمِعْتِيهِ (¬4) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَا تُحَدِّثِينَا (¬5) بِشَيْءٍ سَمِعْتِيهِ (¬6) مِنْ غَيْرِهِ، فَقَالَتْ (¬7) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، سَمِعْتُهُ يَقُولُ ... فَذَكَرَهُ، هَكَذَا اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَالْمَحْفُوظُ مَا رَوَاهُ عَطَاءٌ الْكَيْخَارَانِيُّ (¬8) عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، [عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ] (¬9)، كَذَلِكَ أَخْرَجَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ وَابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُمْ (¬10). ¬
2576 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لانقطاعه فأم الدرداء ماتت قبل أبي الدرداء والأخير توفي في خلافه عثمان أي قبل سنة خمس وثلاثين فيستحيل أن يكون ميمون بن مهران أدرك أم الدرداء كما بين الخطيب في الموضح (1/ 358). وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 135 أمختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: هو في المصنف لابن أبي شيبة (8/ 333) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ح 1565)، عن ابن أبي شيبة، به. وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 253)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 75)، والخطيب في الموضح (1/ 356) كلهم من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، بنحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (25/ 73)، والآجري في الشريعة (ص 383)، وأبو نعيم في المعرفة (ج 3/ ق 377 ب)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 154) كلهم من طريق شريك، به بنحوه. ومدار هذه الأسانيد على ميمون بن مهران، عن أم الدرداء وتقدم أنه لم يدركها، لكنه لم ينفرد إذ تابعه ثلاثة وهم: الأول: يعلي بن مملك، عن أم الدرداء، به بنحوه. أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20157)، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 172) كلاهما من طريق عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن يعلي بن مملك به. ويعلي بن مملك ذكره ابن حبّان في الثقات (5/ 556)، ولم أر من وثقه، ولم يرو عنه غير ابن أبي مليكة، فهو مجهول. الثاني: رجل من أهل الشام، عن الدرداء، به بنحوه. أخرجه أحمد بن منيع: كما في المطالب هنا (ح 136 ج). =
= وإسناده ضعيف لجالهة الراوي عن أم الدرداء. الثالث: عطاء، عن أم الدرداء قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ما من عمل أثقل في الميزان يوم القيامة من حُسن الخلق، والذي نفسي بيده إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة. أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (ع 321) من طريق عمران بن عبيد الضبي، عن عطاء، به. وعمران الضبي لم أجد من وثّقه، ولم يرو عنه غير واحد، فهو مجهول. قال الحافظ ابن حجر في المطالب هنا: هَكَذَا اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَالْمَحْفُوظُ مَا رَوَاهُ عَطَاءٌ الْكَيْخَارَانِيُّ عَنْ أُمِّ الدرداء رضي الله عنه، عن أبي الدرداء، وكذلك أخرجه أصحاب السنن وابن حبّان وغيرهم. قلت: أخرجه أبو داود (13/ 155 العون)، والترمذي (6/ 141 التحفة)، وأحمد (6/ 442، 446، 448)، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 173)، وابن أبي عاصم في السنة (ح 783)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ص 9)، والغطريف في حديثه رقم (89): كما في الصحيحة (2/ 562)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 107)، والخطيب في الموضح (1/ 150)، والآجري في الشريعة (ص 383)، والبيهقي في الشعب (6/ 238)، وابن حبّان: كما في الإِحسان (1/ 350) كلهم من طريق عطاء الكيخاراني، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، به. وتابعه أربعة: الأول: يعلي بن مملك، عن أم الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: إن أثقل شيء في الميزان يوم القيامة الخلق الحسن. أخرجه أبو داود (13/ 155 العون)، والترمذي (6/ 140 التحفة)، وأحمد (6/ 451)، والبزار: كما في الكشف (2/ 407)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 464)، والحميدي (1/ 194)، وابن أبي شيبة (8/ 323)، والآجري في الشريعة =
= (ص 383)، وابن أبي عاصم في السنة (ح 782)، وهنّاد في الزهد (1258)، موقوفًا، وابن حبّان: كما في الإحسان (7/ 480)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 5)، والبغوي في شرح السنة (13/ 118)، والبيهقي في الكبرى (10/ 193)، وفي الشعب (6/ 238)، وفي الآداب (ح 194) وفي الأسماء والصفات (2/ 263)، وفي "الأربعون الصغرى" (ح 141). ويعلي بن مملك تقدم آنفًا أنه مجهول. الثاني: زيد بن أسلم، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا يوضع في الميزان يوم القيامة أفضل من حُسن الخلق. أخرجه الخطيب في الموضح لأوهام الجمع والتفريق (1/ 359)، وزيد بن أسلم، لم يسمع من أبي هريرة ولا جابر، فمن باب أولى سماعه من أم الدرداء غير ثابت، وإذا كان الخطيب يجعل إدراك ميمون بن مهران لأم الدرداء مستحيلًا، وميمون وفاته سنة سبع عشرة ومائة، فمن باب أولى استحالة إدراك زيد لها وقد توفي سنة ست وثلاثين ومائة. الثالث: يزيد بن ميسرة، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا مِنْ شَيْءٍ أثقل في الميزان من خلق حسن. أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 243). ويزيد بن ميسرة ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 288) وسكت عليه، ولم أر من وثّقه، ولم يرو عنه غير واحد، فهو مجهول. الرابع: الحارث بن جميلة، عن أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: من أفضل ما يوضع في الميزان يوم القيامة حُسن الخلق. أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 489). والحارث بن جميلة ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 71) وسكت عليه، ولم أر من وثّقه، ولم يرو عنه غير واحد، فهو مجهول، وقال الحافظ في تعجيل المنفعة (ص 76): مجهول.
2577 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [هُوَ ابْنُ عَيَّاشٍ] (¬1)، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ [عُبَيْدِ اللَّهِ] (¬2)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بالخُلق الْحَسَنِ، وَإِنَّهُ لَيُكْتَبُ جَبَّارًا وَمَا يَمْلِكُ إلَّا أَهْلَ بَيْتِهِ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ بِهِ. ¬
2577 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: 1 - ضعف عبد العزيز بن عبد الله. 2 - عنعنة إسماعيل بن عياش، وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 130 أمختصر) وقال: رواه أحمد بن منيع، وأبو الشيخ بن حيان في كتاب الثواب. ومدار الإسناد على عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف، وكذا رواه الحارث بن أبي أسامة. وذكره المنذري في الترغيب والتر هيب (3/ 418) وضعّفه.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 832) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 157 ب)، وفي =
= مكارم الأخلاق (ح 2) من طريق سعيد بن منصور، عن إسماعيل بن عياش به بلفظه. وقال الطبراني: لا يُروى عن علي إلَّا بهذا الإِسناد، تفرد به إسماعيل. وأخرجه أحمد بن منيع كما في المطالب هنا (ح 2577/ 2)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 289) من طريق إسماعيل بن عياش به، ولفظ أبي نعيم: إن الرجل ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم، وإنه ليكتب جبارًا وإنه ما يملك إلَّا أهل بيته. وأخرجه أبو الشيخ في كتاب الثواب كما في الترغيب والترهيب (3/ 418). ومدار هذه الأسانيد على عبد العزيز بن عبيد الله وقد علمت حاله. وله شواهد كثيرة عن عائشة، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأنس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وأبي أمامة، وأم الدرداء رضي الله عنهم. أما حديث عائشة فله عنها طريقان: الأولى: عن المطلب بن عبد الله، عن عائشة، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم. أخرجه أبو داود (13/ 154 العون)، وأحمد (6/ 90، 133، 187)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 350)، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 166)، والحاكم في المستدرك (1/ 60)، والبغوي في شرح السنة (13/ 81)، والبيهقي في الشعب (6/ 236)، وفي الآداب (ح 193)، والخطيب في الموضح (2/ 318)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 489)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 294). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 438) عزاه السيوطي في زوائد الجامع الصغير وفي الجامع الكبير لأحمد، والحاكم، ولم أره في المسند فأخشى أن يكون تحرف "حم" من "د" فإنه لم يعزه إليه. =
= قلت: هو في المسند في عدة مواضع كما بينت. الثانية: عن القاسم بن محمد، عن عائشة، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الساهر بالليل، الظمآن بالنهار. أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 464)، وابن عدي في الكامل (3/ 220)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 3)، وابن حبّان في المجروحين (3/ 144) كلهم من طريق اليمان بن عدي، عن زهير بن محمد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد به. واليمان بن عدي قال في التقريب (ص 610): ليّن الحديث. وأما حديث أبي هريرة فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، مرفوعًا: إن الله ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 157 ب)، والحاكم في المستدرك (1/ 60). وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. الثانية: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خلقه درجة القائم بالليل. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 284)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 65) كلاهما من طريق فضيل بن سليمان، عن صالح بن خوات، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أبي صالح به. وصالح بن خوات هو ابن صالح حفيد صالح بن خوات بن جبير. ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 399) وسكت عليه ولم أو من وثّقه، وروى عنه غير واحد، فهو مستور. الثالثة: عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إن =
= الله ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة. أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 13) من طريق الحسن بن قتيبة، حدّثنا شريك، عن منصور، عن أبي حازم به. والحسن بن قتيبة، قال الذهبي في الميزان (1/ 519): هالك. وأما حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إن العبد ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القانت، الذي يصوم النهار، ويقوم الليل. فأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 122)، والبيهقي في الشعب (6/ 237) كلاهما من طريق عبد الحميد بن سليمان، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء، عن أبي سعيد مرفوعًا. قال البيهقي: تفرّد بإسناده عبد الحميد بن سليمان. قلت: عبد الحميد بن سليمان، قال في التقريب (ص 333): ضعيف. وأما حديث أنس رضي الله عنه، مرفوعًا: إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة، وشرف المنازل، وإنه لصعب العبادة، وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم. فأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 260)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ص 10)، وذكر شطره الأول، وفي مساوئ الأخلاق (ح 12) وذكر شطره الثاني، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 168)، وسمويه، والضياء في المختارة كما في الكنز (ح 5149). وإسناد الطبراني صحيح. وأما حديث أبي أمامة قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الساهر بالليل، الظآمي بالهواجر. فأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 198)، والبغوي في شرح السنة (13/ 81)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 297) كلهم من طريق عُفير بْنُ مَعْدَانَ، =
= عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مرفوعًا. وعُفير بن معدان قال في التقريب (ص 393): ضعيف. وأما حديث عبد الله بن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يضمر الخيل وقال: إن العبد لينال بحسن الخلق منزلة الصائم نهاره القائم ليله. فأخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 167)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 412). ومدار إسناديهما على عبد الله بن عمر العمري قال في التقريب (ص 314): ضعيف. وأما حديث عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصائم القائم بحسن خلقه وكرم ضريبته. فأخرجه أحمد (2/ 177)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 157 ب)، وفي الكبير كما في المجمع (8/ 22)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 64 ومدار أسانيدهم على ابن لهيعة وهو ضعيف. وأما حديث أم الدرداء فقد تقدم تخريجه في الحديث رقم (4576/ 1). وعلى ذلك يرتقي قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بحسن خلقه درجة الصائم القائم. بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره. ولم أجد شاهدًا لشطره الثاني فهو باقٍ على ضعفه.
2578 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَالْحَارِثُ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُهُ إلَّا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي رَجُلٌ أُحِبُّ أَنْ أُحْمَدَ (¬1) وَكَأَنَّهُ يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَمَا يَسَعُكَ أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا، وَتَمُوتَ فَقِيدًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ عَلَى تَمَامِ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ. ورواه البزّار من طريق يزيد. ¬
2578 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: عبد الرحمن بن أبي بكر فهو ضعيف. الثانية: عنعنة مكحول وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 135 أمختصر) وسكت عليه.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 872) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 407)، والطبراني في الكبير (20/ 65)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 14)، والبيهقي في الشعب (6/ 231) كلهم من طريق يزيد بن هارون به بنحوه. وسقط مكحول من رواية البزّار. ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: "وإنما بعثت على تمام محاسن الأخلاق" شواهد عن أبي هريرة، وجابر بن عبد الله، ومالك بلاغًا. =
= أما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: إنما بُعثت لأتمم صالح الأخلاق. فأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 273)، وأحمد (2/ 398)، وابن سعد في الطبقات (1/ 192)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 1)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 192)، والحاكم (2/ 613). والبيهقي في الكبرى (10/ 192)، وفي الشعب (6/ 230)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (2/ 110). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. ومدار أسانيدهم على محمد بن عجلان، قال في التقريب (ص 496): صدوق إلَّا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. وأما حديث جابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إن الله بعثني بمحاسن الأخلاق وكمال محاسن الأفعال. فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في كشف الخفاء (1/ 245)، والبغوي في شرح السنة (13/ 202)، والبيهقي في الشعب (6/ 231) كلهم من طريق يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عن جابر بن عبد الله مرفوعًا. وقال البيهقي: إسناده ضعيف. ويوسف بن محمد بن المنكدر قال في التقريب (ص 612) ضعيف. وأما حديث مالك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: إنما بعثت لأتمم حسن الأخلاق. فأخرجه مالك في الموطأ (2/ 904)، وعنه ابن سعد في الطبقات (1/ 199) وإسناده منقطع. وعليه يرتقي قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما بُعثت على تمام محاسن الأخلاق" إلى الحسن لغيره، أما الشطر الأول من حديث الباب فباقٍ على ضعفه إذ لا شاهد له.
2579 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: سُئل النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ إِمَامِ الْمُتَّقِينِ، قَالَ: هو التقيُّ الحسنُ الخُلق.
2579 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: ضعف سعيد بن عبد الجبار. الثانية: عبد الحميد بن مهاجر لم أجد له ترجمة. الثالثة: حبيب والد سليمان لم أجد له ترجمة. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 135 أمختصر) وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده عند غيره.
2580 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا سِكِّينُ بْنُ أَبِي سِرَاجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: سُوءُ الخُلُق يُفسد العمل كما يُفسد النحل العسل.
2580 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف فيه علتان: 1 - داود بن المحبر فهو متروك. 2 - سكين بن أبي سراج فهو متهم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 135 أمختصر) وقال: رواه عبد بن حميد، عن داود بن المحبر وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (4/ 112 الفيض) ورمز له بالضعف، وتبعه الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 3289) إلَّا أنه قال: ضعيف جدًا.
تخريجه: أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ص 255) عن داود بن المحبر به بلفظه. أخرجه الحاكم في الكنى والألقاب، وأبو نعيم، والديلمي كلهم كما في إتحاف السادة المتقين (7/ 321). ويشهد لمتنه أحاديث كثيرة عن ابن عباس، وأبي هريرة، وأنس، ورجل من قريش رضي الله عنهم. أما حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الْخَلْقُ الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد، والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل. فأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 388)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 157 ب)، وأبو محمد القاري في حديثه (ج 2/ ق 203 أ) كما في الضعيفة (1/ 442) كلاهما من طريق عيسى بن ميمون، عن محمد بن كعب القرطبي، عن ابن عباس مرفوعًا. وقال الطبراني: لا يُروى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تفرّد به عيسى. قلت: عيسى هو ابن ميمون المدني، قال في التقريب (ص 441): ضعيف. =
= وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا بنحو حديث ابن عباس. فأخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 291)، وابن حبّان في المجروحين (3/ 51)، والبيهقي في الشعب (6/ 248) وأبو الشيخ في الأمثال (ح 284) كلهم من طريق النضر بن معبد، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا. والنضر بن معبد، قال عنه في لسان الميزان (6/ 198) قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال النسائي ليس بثقة، وقال العقيلي، وابن عدي: لا يتابع عليه. وعلى ذلك فهو ضعيف. وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأولى: عن هلال بن أبي هلال القسملي، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الخلق السوء يفسد الإيمان كما يفسد الصبر الطعام. أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 120)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 247). وهلال بن أبي هلال القسملي قال في التقريب (ص 576): ضعيف. الثانية: عن الحسن، عن أنس يرفعه بنحو حديث ابن عباس. أخرجه تمام في فوائده (1/ 136) من طريق خليد بن دعلج، عن الحسن به. وخليد قال في التقريب (ص 195) ضعيف. وأما حديث الرجل من قريش بنحو حديث ابن عباس. أخرجه تمام في فوائده (1/ 136) من طريق خليد بن دعلج، عن الحسن به. وخليد قال في التقريب (ص 195) ضعيف. وأما حديث الرجل من قريش بنحو حديث ابن عباس. فأخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 184) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن رجل من قريش مرفوعًا. وعبد الرحمن بن إسحاق، أبو شيبة الواسطي قال في التقريب (ص 336): ضعيف. وعليه يتبيّن ان متن حديث الباب له أصل إلَّا أن إسناده باقٍ على حاله.
2581 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، عن ابن عباس رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إن خياركم أحاسنكم أخلاقًا. ¬
2581 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، علته طلحة بن عمرو الحضرمي، فهو متروك.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 831) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 19 ب) من طريق الحارث بن أبي أسامة. وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 35)، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 316) وإسحاق كما سيأتي برقم (3133) كلهم من طريق طلحة بن عمرو به بنحوه. ومدار هذه الأسانيد على طلحة بن عمر وقد علمت حاله. لكن تابعه زمعة بن صالح فرواه عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: خياركم أحاسنكم أخلاقًا الموطأون أكنافًا، وإن شراركم الثرثارون المتفيهقون المتشدقون. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 339)، والبيهقي في الشعب (6/ 234). وزمعة بن صالح ضعيف. وللحديث شواهد كثيرة عن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وجابر، وأنس رضي الله عنهم. أما حديث عبد الله بن عمرو قال: لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاحشًا ولا متفحشًا، وإنه كان يقول: إن خياركم أحسنكم أخلاقًا. فأخرجه البخاري (10/ 456 الفتح)، ومسلم (ح 2321)، والترمذي (6/ 110 التحفة)، وأحمد (2/ 193). وهنّاد في الزهد (ح 1253)، والطيالسي (ص 297)، =
= وابن أبي شيبة (8/ 326)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 271)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 60) وذكر شطره الأول، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 174)، وابن حبّان كما في الإِحسان (1/ 349)، ووكيع في الزهد (ح 424)، والبغوي في شرح السنة (3/ 236)، والبيهقي في دلائل النبوة (1/ 315)، وفي الكبرى (10/ 192)، وفي الآداب (ح 189) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. "أما حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بخياركم؟ قالوا: بلى، قال: أحسنكم أخلاقًا. فأخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ح 5)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 493) كلاهما من طريق أبي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ مرفوعًا. وأبو معشر: هو نجيح بن عبد الرحمن السندي قال في التقريب (ص 559): ضعيف. وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فله عنه أربع طرق: الأولى: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، يرفعه قال: خياركم أطولكم أعمارًا وأحسنكم أخلاقًا. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 406)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 352) كلاهما من طريق مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أبي سلمة به. وقال البزّار لا نعلمه بهذا اللفظ بإسناد أحسن من هذا. قلت: فيه ابن إسحاق وقد عنعن، فالإِسناد ضعيف. الثانية: عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة يرفعه قال: ألا أنبئكم بخياركم؟ أحاسنكم أخلاقًا، ألا أنبئكم بشرار هذه الأمة؟ الثرثارون المتفيهقون. =
= أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 49)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 234)، وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 31) كلاهما من طريق البراء بن عبد الله الغنوي، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن شقيق به. والبراء بن عبد الله بن يزيد الغنوي، قال في التقريب (ص 121): ضعيف. الثالثة: عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة يرفعه قال: أحبكم إلى الله أحاسنكم أخلاقًا الموطأون أكنافًا. أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 63). وفي إسناده صالح بن بشير قال في التقريب (ص 271): ضعيف. الرابعة: عن محمد بن زياد قال: سمعت أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: خياركم إسلامًا أحاسنكم أخلاقًا إذا فقهوا. أخرجه أحمد (2/ 467، 469، 481)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 285) وإسنادهما صحيحان: وأما حديث عبد الله بن عمر قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أي الناس خير؟ قال: أحسنهم أخلاقًا. فأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 354) من طريق نافع بن عبد الله، عم فروة بن قيس، عن ابن عمر مرفوعًا. وفروة بن قيس، قال في التقريب (ص 445) مجهول، ونافع بن عبد الله، قال في التقريب (ص 558) مجهول. وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بخياركم؟ قالوا: بلى. قال: خياركم أحاسنكم أخلاقًا، أحسبه قال: الموطأون أكنافًا. فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 46) من طريق صدفة بن موسى، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود مرفوعًا. وقال البزّار لا نعلمه يروى عن عبد الله إلَّا بهذا الإِسناد. وصدفه بن موسى قال في التقريب (ص 275): صدوق له أوهام، وبقية رجاله =
= ثقات فالإِسناد حسن إن شاء الله. وأما حديث أنس يرفعه بنحو حديث ابن مسعود. فأخرجه البزّار كما في الكاشف (2/ 406) من طريق سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس مرفوعًا. وَقَالَ الْبَزَّارُ لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس إلَّا سهيل. وسُهيل بن أبي حزم قال في التقريب (ص 259) ضعيف. وعليه فمتن حديث الباب ثابت في الصحيحين وغيرهما, ولكن سنده شديد الضعف، فلا يرتقي بهذه الشواهد.
2582 - حَدَّثَنَا (¬1) الْحُلَبْسُ الْحَنْظَلِيُّ التَّمِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَلَّامٍ أَوْ ابِنِ سَلَّامٍ (¬2) الْخُرَسَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: مَنْ سَاءَ خُلُقُهُ عَذَّبَ نَفْسَهُ، وَأَكْثَرَ هَمَّهُ، وَأَسْقَمَ بَدَنَهُ، وَمَنْ لَاحَى الرِّجَالَ (ذَهَبَتْ كرامته وسقطت مروءته) (¬3). ¬
2582 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه ثلاث علل: الأول: الحلبس الحنظلي لم أعرفه. الثانية: سلام الخراساني فهو متروك. الثالثة: الانقطاع بين سلام وأبي هريرة، فبين وفاتيهما مائة وعشرون سنة، فيستحيل أن يكون قد أدركه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 135 ب مختصر) وسكت عليه. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 144 الفيض) وسكت عليه، أما الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 5613) وقال: ضعيف جدًا.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 835) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن خلاد في فوائده (ق 26 أ) كما في هامش بغية الباحث، عن الحارث به. إلَّا أنه سمى شيخ الحارث حنش التميمي، ولم أجد له ترجمة كذلك. وأخرجه أبو نعيم في الطب (ق 26 أ) عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث به. وأخرجه ابن السني كما في الجامع الصغير (6/ 144 الفيض). =
= ويشهد له حديث عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: من كثر همه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذب نفسه، ومن لاحى الرجال سقطت مروءته، وذهبت كرامته. أخرجه أبو نعيم في الطب (ق 26 أ) من طريق أبي إسماعيل الأيلي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، حدّثنا أبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي مرفوعًا. وأبو إسماعيل الأيلي قال في الميزان (1/ 561): قال أبو حاتم: كان شيخًا كذابًا، وقال العقيلي: يحدث عن الأئمة بالبواطيل. فالإسناد تالف. وأخرجه أبو الحسن بن معروف في "فضائل بني هاشم، وابن عمليق في جزئه، والخطيب في المتفق والمفترق الثلاثة كما في الكنز (ح 44242)، وابن السني في الطب كما في المنهج السوي (ص 208).
2583 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ مُطَرِّف بْنِ عَبِدْ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجلٌ فَقَالَ: أَيُّ الإِيمان أَفْضَلُ؟ قَالَ: الخُلق الحسنُ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: الخُلق الحسنُ (¬2)، فَأَعَادَ عَلَيْهِ الثَّالِثَةَ أَوِ الرَّابِعَةَ فَإِمَّا (¬3) أَقَامَهُ وَإِمَّا أَقْعَدَهُ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ طَلِيقٌ، قَالَ (¬4): [ثُمَّ مَا زَالَ] (¬5) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يُحَسّنُ (¬6) الْخُلُقَ الْحَسَنَ وَيَقُولُ: هُوَ مِنَ اللَّهِ، ويُقبح (¬7) الْخُلُقَ السُّوءَ (¬8) وَيَقُولُ: هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ. ¬
2583 - الحكم عليه: هذا حديث مرسل، إسناده ضعيف جدًا، فيه علتان: الأولى: عبد العزيز بن أبان، فهو متروك. الثانية: عنعنة حبيب بن أبي ثابت، وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 135 أمختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا ومحمد بن نصر المروزي. =
= تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 833) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه محمد بن نصر المروزي كما في إتحاف الخيرة (ج 2/ ق 135 أمختصر). ويشهد لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "الخلق الحسن" لمن سأله عن أي الإِيمان أفضل، الحديث رقم (2570) وشواهده. ويشهد لقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وأنت طليق الوجه" أحاديث كثيرة خرجتها في الحديث رقم (2530).
30 - كتاب الأدب
30 - كِتَابُ الْأَدَبِ 1 - بَابُ جُمَلٍ مِنَ الْأَدَبِ 2584 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكر حديثا طويلا [وفيه] (¬1): ومن اطَّلَعَ إِلَى بَيْتِ جَارِهِ فَرَأَى عَوْرَةَ رَجُلٍ، أَوْ شَعْرَ امْرَأَةٍ، أَوْ شَيْئًا مِنْ جَسَدِهَا (¬2) كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يُدْخِلَهُ النَّارَ مَعَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَتَحَيَّنُونَ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ، وَلَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَفْضَحَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَيُبْدِي لِلنَّاظِرِينَ (¬3) عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ آذَى جَارَهُ مِنْ غَيْرِ حَقٍّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَمَأْوَاهُ النَّارُ، أَلَا وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَسْأَلُ الرَّجُلَ عَنْ جَارِهِ كَمَا يَسْأَلُهُ عَنْ حَقِّ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَمَنْ يُضَيِّعْ حَقَّ جَارِهِ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ بَاتَ (¬4) وَفِي قَلْبِهِ غِشٌّ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ بَاتَ وَأَصْبَحَ فِي سَخَطِ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى يَتُوبَ وَيُرَاجَعَ، فَإِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ مَاتَ عَلَى غَيْرِ الإِسلام، ثم قال إليك ألاَّ مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا -حَتَّى قَالَ ذلك ثلاثًا- (¬5)، ¬
وَمَنِ اغْتَابَ مُسْلِمًا بَطَلَ صَوْمُهُ، وَنُقِضَ وُضُوءَهُ، فَإِنْ مَاتَ وَهُوَ كَذَلِكَ مَاتَ كَالْمُسْتَحِلِّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَمَنْ مَشَى بِنَمِيمَةٍ بَيْنَ اثنين سقط اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ فِي قَبْرَهُ نَارًا تُحْرِقُهُ (¬6) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يُدْخِلُهُ (¬7) النَّارَ، وَمَنْ عفى عَنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ وَكَظَمَ (¬8) غَيْظَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى أَجْرَ شَهِيدٍ. وَمَنْ بَغَى عَلَى أَخِيهِ وَتَطَاوَلَ عَلَيْهِ وَاسْتَحْقَرَهُ حَشَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ القيامة في صورة الذر يطاه (¬9) الْعِبَادُ بِأَقْدَامِهِمْ، ثُمَّ يَدْخُلُ النَّارَ، وَلَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَمُوتَ. وَمَنْ رُدَّ عَنْ (¬10) أَخِيهِ الْمُسْلِمِ غِيبَةً (¬11) سَمِعَهَا تُذْكَرُ عَنْهُ فِي مَجْلِسٍ رَدَّ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَلْفَ بَابٍ مِنَ الشَّرِّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِنْ هُوَ (¬12) لَمْ يَرُدَّ عَنْهُ وَأَعْجَبَهُ مَا قَالُوا، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الشَّرِّ مِثْلُ (¬13) وِزْرِهِمْ، وَمَنْ قَالَ لِمَمْلُوكِهِ أَوْ مَمْلُوكِ غَيْرهِ أَوْ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَا لَبَّيْكَ وَلَا سَعْدَيْكَ، انغمِسَ (¬14) فِي النَّارِ، وَمَنْ ضارَّ مُسْلِمًا فَلَيْسَ مِنَّا, وَلَسْنَا مِنْهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَمَنْ سَمِعَ بِفَاحِشَةٍ فَأَفْشَاهَا كَانَ كَمَنْ أَتَاهَا، وَمَنْ سَمِعَ بِخَيْرٍ فَأَفْشَاهُ (¬15) كَانَ كَمَنْ عَمِلَهُ. وَمَنْ أَكْرَمَ (¬16) أخاه المسلم فإنما يكرم ربه، ¬
فَمَا ظَنُّكُمْ؟ وَمَنْ كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ وَلِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ وَجْهَيْنِ وَلِسَانَيْنِ فِي النَّارِ، وَمَنْ مَشَى فِي قَطِيعَةٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الوِزر بِقَدْرِ مَا أُعْطِيَ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ اثْنَيْنِ مِنَ الْأَجْرِ، وَوَجَبَتْ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ حَتَّى يَدْخُلَ جَهَنَّمَ فَيُضَاعَفُ عَلَيْهِ الْعَذَابُ، وَمَنْ مَشَى فِي عَوْنِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ وَمَنْفَعَتِهِ كَانَ لَهُ ثَوَابُ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَنْ مَشَى فِي غَيْبَتِهِ وبَثَّ عَوْرَتِهِ كَانَتْ أَوَّلُ قَدَمٍ يَخْطُوهَا كَأَنَّمَا (¬17) يَضَعَهَا فِي جَهَنَّمَ وَيُكْشَفُ عَوْرَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ. وَمَنْ مَشَى إِلَى ذِي قَرَابَةٍ أَوْ (¬18) ذِي رَحِمٍ لِبَلَالٍ أَوْ لِسُقْمٍ (¬19)، بِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى أَجْرَ مِائَةِ شَهِيدٍ، صمان وَصَلَهُ مَعَ ذَلِكَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وحُطّ عَنْهُ بِهَا أَرْبَعُونَ ألف ألف سيئة ورفع له أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفَ دَرَجَةٍ (¬20)، وَكَأَنَّمَا عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَى مِائَةَ (¬21) أَلْفِ سَنَةٍ، وَمَنْ مَشَى فِي فَسَادٍ بَيْنَ الْقَرَابَاتِ وَالْقَطِيعَةِ بَيْنَهُمْ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ، وَكَانَ عَلَيْهِ كَوِزْرِ مَنْ قَطَعَ الرَّحِمَ. وَمَنْ عَمِلَ فِي فُرْقَةٍ بَيْنَ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا كَانَ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، وَمَنْ قَادَ ضَرِيرًا إِلَى الْمَسْجِدِ، أَوْ إِلَى مَنْزِلِهِ، أَوْ إِلَى حَاجَةٍ (¬22) مِنْ حَوَائِجِهِ، كُتِب (¬23) لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ (¬24) رَفَعَهَا أَوْ وَضَعَهَا عِتْقُ ¬
رَقَبَةٍ، وصَلّت عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُفَارِقَهُ. وَمَنْ مَشَى بِضَرِيرٍ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَقْضِيَهَا أَعْطَاهُ اللَّهُ (¬25) بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ وَبَرَاءَةً مِنَ النِّفَاقِ وَقَضَى اللَّهُ تَعَالَى لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ حَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا, وَلَمْ يَزَلْ يَخُوضُ فِي (¬26) الرَّحْمَةِ حَتَّى يَرْجِعَ. وَمَنْ مَشَى لَضَعِيفٍ فِي حَاجَةٍ أَوْ مَنْفَعَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى كِتَابَهُ بالْيَمِينِ (¬27)، وَمَنْ ضَيَّعَ (¬28) أَهْلَهُ، وَقَطَعَ (¬29) رَحِمَهُ، حَرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى حُسْنَ الْجَزَاءِ يَوْمَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُحْسِنِينَ (¬30)، وحُشر مَعَ الْهَالِكِينَ، حَتَّى يَأْتِيَ بِالْمَخْرَجِ وَأَنَّى (¬31) الْمَخْرَجُ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبة مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرب الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَنَظَرَ إِلَيْهِ نَظْرَةَ رَحْمَةٍ يَنَالُ بِهَا الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَشَى فِي صُلْحِ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا كَانَ لَهُ أَجْرُ أَلْفِ شَهِيدٍ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَقًّا، وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةً عِبَادَةُ سَبْعِينَ سَنَةٍ (¬32) صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا، وَمَنْ صَنَعَ إِلَى أَخِيهِ مَعْرُوفًا ومَنَّ عَلَيْهِ بِهِ (¬33) أُحْبِطَ أَجْرُهُ وَخُيِّبَ سَعْيُهُ ألاَّ وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى الْمَنَّانِ، وَالْبَخِيلِ، وَالْمُخْتَالِ، والقتات (¬34)، والجوّاظ، والجعظري، والعتل (¬35)، والزنيم، ومدمن ¬
الْخَمْرِ، وَمَنْ بَنَى بِنَاءً عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ [يُأْوِي] (¬36) عَابِرَ (¬37) السَّبِيلِ بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى جَبِينِهِ دُرَّةٌ، وَوَجْهُهُ يُضِيءُ لِأَهْلِ الْجَمْعِ، حَتَّى يَقُولُوا هَذَا مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَلَمْ يُرَ مِثْلُهُ حَتَّى يُزَاحِمَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْجَنَّةِ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَرْبَعُونَ أَلْفَ رَجُلٍ، وَمَنِ احْتَفَرَ بِئْرًا حَتَّى يَنْبَسِطَ (¬38) مَاؤُهَا فَبَذَلَهَا (¬39) لِلْمُسْلِمِينَ، كَانَ لَهُ أَجْرُ مَنْ تَوَضَّأَ مِنْهَا وَصَلَّى، وَلَهُ بِعَدَدِ شَعْرِ كُلِّ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا حَسَنَاتٌ. إِنْسٍ، أَوْ جِنٍّ، أَوْ بَهِيمَةٍ، أَوْ سَبْعٍ (¬40)، أَوْ طَائِرٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، وَلَهُ بِكُلِّ شَعَرَةٍ فِي ذَلِكَ عِتْقُ رَقَبَةٍ، ويَرِدُ فِي شَفَاعَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ الْحَوْضِ [حَوْضُ] (¬41) الْقُدُسِ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ (¬42)، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا حَوْضُ الْقُدُسِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: حَوْضِي، حَوْضِي، حَوْضِي (¬43). وَمَنْ شَفَعَ لِأَخِيهِ فِي حَاجَةٍ لَهُ، نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ لا يعذب عبدًا نظر إليه، وإذا كَانَ ذَلِكَ بِطَلَبٍ مِنْهُ أَنْ يَشْفَعُ لَهُ، فَإِذَا شَفَعَ لَهُ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ لَهُ مَعَ ذَلِكَ أَجْرُ سَبْعِينَ شَهِيدًا، وَمَنْ زَارَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ عِتْقُ مِائَةِ أَلْفِ رَقَبَةٍ، وَمَحْوِ مِائَةِ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَيُكْتَبُ لَهُ بِهَا مِائَةُ أَلْفِ دَرَجَةٍ. فقلنا لأبي هريرة: أو ليس قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً فَهِيَ فِكَاكُهُ مِنَ النار؟ قال: ¬
نَعَمْ، وَيُرْفَعُ (¬44) لَهُ سَائِرُهَا فِي كُنُوزِ الْعَرْشِ عِنْدَ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. * هَذَا الْحَدِيثُ بِطُولِهِ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالْمُتَّهَمُ بِهِ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ لا بورك (¬45) فيه. ¬
2584 - الحكم عليه: هذا إسناد موضوع في أربع علل: الأولى: ميسرة بن عبد ربه، فهو كذاب وضاع. الثانية: داود بن المحبر، فهو متروك. الثالثة: أبو عائشة السعدي، لم أعرفه. الرابعة: يزيد بن عمر، لم أعرفه. وحكم عليه الحافظ ابن حجر بالوضع. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 1/ ق 90 ب مختصر) وقال: خطبة كذبها داود بن المحبر ثم ساق الحديث بتمامة.
تخريجه: تقدم تخريجه في الحديث رقم (2473)، إذ ذكر الحافظ جزءًا من الخطبة المكذوبة، وذكر الجزء الكبير منها هنا في هذا الباب.
2 - باب النهي عن دخول النساء الحمامات
2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ دُخُولِ النِّسَاءِ الْحَمَّامَاتِ 2585 - قَالَ ابْنُ شِيرَوَيْهٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزبير، عن جابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَدْخُلَنَّ مَعَ حَلِيلَتِهِ الْحَمَّامَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: عَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ (¬1) بَصْرِيٌّ نَسَبَهُ عَبْدُ الْوَارِثِ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: أَخْرَجْتُهُ لِغَرَابَةِ لَفْظِهِ، وإلاَّ فَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ بِلَفْظِ "فَلَا يَدْخُلُ (¬2) بِحَلِيلَتِهِ الْحَمَّامَ " وَمَعْنَى الْمَتْنِ الَّذِي أَوْرَدْنَاهُ يُعطي غير معنى هذا. ¬
2585 - تخريجه: لم أجده بهذا اللفظ. لكن أخرجه أحمد (3/ 339)، والبزار كما في الكشف (1/ 162)، وابن عدي في الكامل (3/ 98)، والمسهمي في تاريخ جرجان (ص 191)، والحاكم في =
= المستدرك (4/ 288)، والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 244)، والبيهقي في الكبرى (5/ 12)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 340) من طرق مختلفة عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: من كان يؤمن باللهِ واليوم الآخر فلا يدخل الحَمَّامَ إلَّا بِمِئْزَرٍ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليوم الآخر فلا يدخلن امرأته الحمام. لفظ البزّار وزاد بعضهم: ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر. ورواه الشريف أبو المحاسن في كتابه في الحمام كما في نيل الأوطار (1/ 255). قال البزّار: عزى الشيخ جمال الدين بعض هذه إلى الترمذي في الاستئذان، ومع ذلك لم أجده. قلت: بل هو في الترمذي كاملًا كما في التحفة (8/ 84). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. قلت: ومدار هذه الطرق على أبي الزبير وقد عنعن فيها لكن تابعه طاووس فروى الحديث عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر فلا يُدْخِلن حليلته الحمام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر. أخرجه الترمذي (8/ 85 التحفة)، وأبو يعلى (3/ 435)، وعنه ابن عدي في الكامل (3/ 315)، كلاهما من طريق ليث بن أبي سليم، عن طاووس به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث طاووس، عن جابر إلَّا من هذا الوجه. قال محمد بن إسماعيل: ليث بن أبي سليم: صدوق، وربما يهم، وقال محمد: قال أحمد بن حنبل: ليث لا يُفرح بحديثه. اهـ. وليث ضعيف. وللحديث شواهد كثيرة عن أبي الأنصاري، وأبي سعيد الخدري، وابن عمر، وأبي هريرة، وعمر بن الخطاب، وأم الدرداء، وعائشة رضي الله عنهم. =
= أما حديث أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: وذكر حديثًا طويلًا وفيه: وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ نسائكم فلا تدخل الحمامات. فأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 125)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 24/ ب)، وابن حبّان كما في الإِحسان (1/ 445)، والحاكم (3/ 289)، والبيهقي في الشعب (6/ 156). وقال الطبراني في الأوسط: لا يروى عن أبي أيوب إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به الليث. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال في التقريب (ص 308): صدوق، كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. اهـ. وبقية رجال الطبراني ثقات، فالإسناد حسن إن شاء الله. وأما حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا قال: وذكر حديث وفيه: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يدخل حليلته الحمام. فأخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 161)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 24/ ب)، كلاهما من طريق علي بن زيد، عن فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سعيد مرفوعًا. وعلي بن يزيد هو الألهاني قال في التقريب (ص 406): ضعيف. وأما حديث أبي هريرة مرفوعًا قال وذكر حديثًا وفيه: ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام. فأخرجه أحمد (2/ 321)، من طريق أبي خيرة، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا. وأبو خيرة قال في الميزان (4/ 521) لا يعرف. وأما حديث عمر بن الخطاب قال: يا أيها الناس إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: وذكر بنحو حديث أبي هريرة. =
= فأخرجه أحمد (1/ 20)، وأبو يعلى (1/ 216)، والبيهقي في الشعب (6/ 157) ومدار أسانيدهم على قاص الأجناد ولم أعرفه. وأما حديث ابن عمر مرفوعًا وذكر حديثًا وفيه: لا يحل لامرأة أن تدخل الحمام. فأخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 339)، والخطيب في الموضح لأوهام الجمع والتفريق (1/ 363)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 343). وفي أسانيدهم سالم بن عبد الأعلى قال في الميزان (2/ 112) قال البخاري: تركوه، وقال النسائي: متروك. وأما حديث عائشة رضي الله عنها فله عنها ست طرق: الأولى: عن أبي المليح، عن عائشة أن نسوة من أهل حمص دخلن عليها، فقالت: لعلكن من اللواتي تدخلن الحمامات؟ فقلن لها: إنا لنفعل ذلك، فقالت عائشة: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها وبين الله عزّ وجل. أخرجه أبو داود (11/ 46 العون)، والترمذي (8/ 87 التحفة)، وابن ماجه (ح 3570)، وأحمد (6/ 199)، وعبد الرزاق (1/ 294)، والطيالسي (ص 212)، والحاكم (2/ 288)، وأبو نعيم في الحيلة (3/ 325)، والخطيب في تاريخه (3/ 58)، وابن الأعرابي في معجمه (ح 728)، والدارمي (2/ 281). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وهو كما قالا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الثانية: عن عطاء، عن عائشة مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 158)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 342). =
= وفيه يزيد بن أبي زياد قال في التقريب (ص 601): ضعيف. الثالثة: عن عروة، عن عائشة مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 24/ ب)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 825). ومدار أسناديهما على إبراهيم بن هدبة قال الذهبي في المغني (1/ 29): ساقط، متهم. الرابعة: عن سالم بن أبي الجعد، عن عائشة بنحو الطريق الأولى. أخرجه الخرائطي في المساوئ (ح 822)، والبيهقي في الشعب (6/ 158)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (ح 1063). ورجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع, لأن سالمًا لم يلق عائشة كما في جامع التحصيل (ص 179). الخامسة: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنحو الطريق الأولى. أخرجه الخرائطي في المساوئ (ح 821)، والبيهقي في الشعب (6/ 159)، وفي إسناديهما مُطَّرِح بن يزيد قال في التقريب (ص 534): ضعيف، وعلي بن يزيد الألهاني قال في التقريب (ص 406): ضعيف. السادسة: عن سبيعة الأسلمية قالت: دخل على عائشة نسوة من أهل الشام فقالت عائشة الحديث بنحو الطريق الأولى. أخرجه الحاكم (قال 290). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: فيه يحيى بن أبي أسيد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 129) وسكت عليه. ولم أجد من وثّقه، فعلى ذلك يكون مستورًا، والأسناد ضعيف. أما حديث أم الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لقيها يومًا فقال: من أين جئت يا أم =
= الدرداء؟ فقالت: من الحمام. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ما من امرأة تنزع ثيابها إلَّا هتكت ما بينها وبين الله من ستر. أخرجه أحمد (6/ 361، 362)، والخطيب في الموضح (1/ 359)، وفي إسناديهما علتان: الأولى: زبَّان بن فائد فهو ضعيف. الثانية: ابن لهيعة فهو ضعيف. قلت: يرتقي لفظ أحمد والترمذي بمجموع هذه الشواهد إلى الصحيح لغيره إلَّا أن لفظ حديث الباب باق على غرابته، إذ لم يوافق أحدٌ ابن شيرويه بهذا اللفظ. وإسناده تالف كما تقدم.
3 - باب الترغيب في العفو
3 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي الْعَفْوِ 2586 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا كَوْثَرٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ أَهْلُ الْعَفْوِ؟ قَالَ فَيُكَافِئُهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا كَانَ مِنْ عَفْوِهِمِ عَنِ الناس.
2586 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته كوثر بن حكيم: فهو متروك.
تخريجه: لم أجده عند غيره لكن يشهد له أحاديث عن أنس، وأبي هريرة، وابن عباس، والحسن مرسلًا. أما حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ينادى مناد من كان أجره على الله فليدخل الجنة مرتين من عفا عن أخيه. قال الله تعالى: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله". فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 315)، وابن مردويه، وابن أبي حاتم في التفسير: كمافي الدر المنثور (7/ 359). وفي إسناد البيهقي الفضل بن سنان لم أجد له ترجمة. وأما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- ينادى مناد يوم القيامة: لا يقوم =
= اليوم أحد، إلَّا من له عند الله يد، فتقول الخلائق: سبحانك بل لك اليد، فيقول: بلى، من عفا في الدنيا بعد قدرة. فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 320)، وابن مردويه: كما في الدر المنثور (7/ 360). وقال البيهقي: تفرد به عمر بن راشد. قلت: عمر بن راشد، هو المدني البخاري قال في اللسان (4/ 348): قال أبوحاتم: وجدت حديثه كذبًا وزورًا، وقال العقيلي: منكر الحديث، وقال الحاكم: يروي عن مالك أحاديث موضوعة. اهـ. وعلى ذلك فهو متهم والإسناد تالف. وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديًا ينادي، إلَّا ليقم من كان له على الله أجر، فلا يقوم إلَّا من عفا في الدنيا، وذلك قوله: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}. فأخرجه ابن مردويه: كما في الدر المنثور (7/ 359) ولم أعرف إسناده. وأما حديث الحسن مرسلًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أن أول مناد من عند الله يقول: أين الذين أجرهم على الله؟ فيقوم من عفا في الدنيا، فيقول الله: أنتم الذين عفوتم لي ثوابكم الجنة. فأخرجه ابن مردويه: كما في الدر المنثور (7/ 359)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 392) بنحوه. إلَّا أنه جعله مقطوعًا من قول الحسن. ولم أعرف إسناد ابن مردويه وفي إسناد الخرائطي من لم يُسَم. قلت: من خلال هذه الشواهد يتبين أنه لا يثبت في هذا شيء، فكلها لا تخلوا من علة، وحديث الباب باقٍ على ضعفه الشديد.
4 - باب الاعتذار
4 - بَابُ الِاعْتِذَارِ 2587 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حمزة، حدّثنا [سيف مُحَمَّدٍ] (¬1)، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَلَمْ يَقْبَلْ عُذره جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (وَعَلَيْهِ مِثْلُ مَا على) (¬2) صاحب مَكْسِ. يعني العَشَّار. ¬
2587 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف فيه أربع علل: الأولى: حفص بن حمزة فهو مجهول. الثانية: سيف بن محمد الثوري فهو متهم بالكذب. الثالثة: الحسن بن عمارة فهو متروك الحديث. الرابعة: عنعنة أبي الزبير وهو مُدلس عده الحافظ ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 137 أمختصر) وسكت عليه.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 864) بنفس الإسناد والمتن. =
= وأخرجه ابن حبّان في الثقات (8/ 388) من طريق الحسن بن عمارة به بلفظه. وتابع الحسن بن عمارة اثنان. الأول: أبو عمر العبدي، عن أبي الزبير، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: من اعتذر إليه أخوه فلم يعذره، أو لم يقبل عذره كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس. قال أبو الزبير: والمكاس هو والعشار. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 162 أ)، والبيهقي في الشعب (6/ 322) كلاهما من طريق إبراهيم بن أعين، عن أبي عمر العبدي به. وإبراهيم بن أعين، قال في التقريب (ص 88): ضعيف. الثاني: مالك بن أنس، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا: بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساءكم، ومن تُنصّل إليه فلم يقبل فلن يرد عليّ الحوض. أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 249)، وابن عدي في الكامل (5/ 207)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 162 أ)، وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 85)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 311)، والدارقطني في غرائب مالك كما في اللسان (4/ 287) كلهم من طريق علي بن قتيبة الرفاعي، حدّثنا مالك بن أنس به. وعلي بن قتيبة، قال العقيلي عنه (3/ 249): يحدث عن الثقات بالبواطيل، وما لا أصل له. فهي متابعة لا يُفرح بها. ومدار الطرق الثلاثة على أبي الزبير ولم يصرح بالتحديث. وللحديث شواهد كثيرة عن جوذان، وأبي هريرة، وعائشة، وأنس، وعلي رضي الله عنهم. أما حديث جوذان قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل منه كان عليه ما على صاحب مكس. فأخرجه ابن ماجه (ح 3718)، وأبو داود في المراسيل (ح 521)، والطبراني =
= في الكبير (2/ 276)، وابن حبّان في روضة العقلاء (ص 182)، والبيهقي في الشعب (6/ 321)، والضياء في المختارة كما في إتحاف السادة (6/ 232)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 175)، والخرائطي في اعتلال القلوب (ق 103 ب)، والمزي في تهذيب الكمال (14/ 221) كلهم من طريق ابن جريج، عن العباس بن عبد الرحمن بن مينا، عن جوذان مرفوعًا. وهذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: عنعنة ابن جريج، وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين. الثانية: العباس بن عبد الرحمن بن مينا، ذكره ابن أبي حاتم وسكت عليه الجرح والتعديل (6/ 211) ولم أجد من وثّقه، وروى عنه غير واحد، فعلى ذلك يكون مستورًا. وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، يرفعه قال: عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، ومن أتاه أخوه متنصلًا فليقبل ذلك منه محقًا كان أو مبطلًا، فإن لم يفعل لم يرد على الحوض. فأخرجه الحاكم (4/ 154)، والشجري في أماليه (2/ 228) كلاهما من طريق سويد أبي حاتم، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: بل سويد ضعيف. قلت: سويد هو ابن إبراهيم الجحدري وهو ضعيف. وأما حديث عائشة رضي الله عنها، ترفعه بنحو حديث أبي هريرة رضي الله عنه. فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 162 أ). وفيه خالد بن يزيد العمري قال في الميزان (1/ 646) كذبه أبو حاتم، ويحيى، =
= وقال ابن حبّان: يروي الموضوعات. وأما حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم، ومن لم يقبل من متنصل صادقًا كان أو كاذبًا فلا يردن على الحوض. فأخرجه الشجري في أماليه (2/ 118)، وابن عساكر في سباعياته كما في الآلى (2/ 190) ومدار إسناديهما على إبراهيم بن هدية، قال في الميزان (1/ 71) حدث ببغداد وغيرها بالأباطيل، فعليه يكون الإسناد تالفًا. وأما حديث علي رضي الله عنه، مرفوعًا قال: وذكر حديثًا وفيه واقبلوا من المتنصل محقًا كان أم مبطلًا، فمن لم يقبل من متنصل عذره فلا نالته شفاعتي، أو قال ورد على حوضي. فأخرجه الشجري في أماليه (2/ 118). وفي إسناده عبد الصمد بن موسى قال في الميزان (2/ 621): يروي مناكير عن جده محمد بن إبراهيم الإِمام. وقال الخطيب: ضعّفوه، فالإسناد ضعيف. وعليه يتبين أن متن حديث الباب له أصل، إلَّا أن إسناده تالف فيبقى على حاله.
2588 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ طَارِقٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الرُّوَاسِيِّ (¬1) قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت: يا رسول الله! ارضى عني، فأعرض ثَلَاثًا (¬2)، قُلْتُ (¬3): يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَاللَّهِ إِنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيَتَرَضَّى فَيَرْضَى فَارْضَ عَنِّي، قال: فرضي [عني] (¬4). ¬
2588 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لجهالة طارق. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 137 أ) وقال رواه أبو يعلى بسند فيه راوٍ لم يسم. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 202) وقال: رواه البزّار من رواية طارق، عن عمرو بن مالك، وطارق ذكره ابن أبي حاتم ولم يوثّقه ولم يجرحه، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (12/ 235) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 317) عن أبي يعلى به بلفظه. وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 178)، والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 309) معلقًا كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة به. وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 93 ب)، والبيهقي في الشعب (6/ 312) وابن قانع في معجمه (ق 117 أ) كلهم من طريق عثمان بن أبي شيبة به. =
= وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 77)، وابن سعد في الطبقات (1/ 300) كلاهما من طريق وكيع به بنحوه. وقال البزّار: لا نعلم روى عمرو بن مالك إلَّا هذا، ولا له إلَّا هذا الطريق. قلت: مدار هذه الطرق على طارق وهو مجهول. إلَّا أن له طريقًا آخر عن عبد الرحيم بن مطرف، عن ابن عمي وكيع بن الجراح، عن حميد بن عبد الرحمن الرواسي، عن نافع جد علقمة قال: كنت في الوفد فقال: أتى عمرو بن مالك الرؤاسي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلم، ثم دعا قومه فأبوا أن يجيبوه حتى يدركوا بثأرهم فاتوا طائفة من بني عقيل فأصابوا منهم رجلًا فاتبعتهم بنو عقيل يقاتلونهم وفيهم رجل يقال له: ربيعة بن المشفق يقول في رجز له. أقسمت لا أطعن إلَّا فارسًا ... إذا القوم ألبسوا القلانسا فقال رجل من الحيّ آمنتم يا معشر الرجال سائر اليوم، قال: فحمل عليه المحرش بن عبد الله فطعنه طعنتين، قال: فطعنه العقيلي في عضده فاختلها قال: فاعتنق فرسه ثم قال: يا آل رؤاس قال: فقال ربيعة ما رؤاس جبل أم أناس، قال: فأتى عمرو النبي -صلى الله عليه وسلم- مغلولة يده إلى عنقه لما أحدث فأتى المدينة فسمع غلمة يقولون حين أتى المدينة، فإن أتاني مغلولة يده إلى عنقه لأضربن ما فوق الفل، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- من بين يديه قال: فقال: يا رسول الله أرضى عني قال: فأعرض عنه، قال: فأتاه من خلفه فقال مثل ذلك، ثم أتاه عن يمينه، وعن شماله، ثم أتاه من بين يديه فقال: يا رسول الله! ارضى عني، رضي الله تعالى عنك، فوالله إن الرب جل جلاله ليُرتضى فيرضى، قال: فلان له وقال: وقد رضيت عنك. أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 179)، وابن أبي خيثمة في التاريخ، وابن السكن كما في الإصابة (5/ 13). وقال الحافظ في الإصابة ورواية عبد الرحيم بن مطرف وهو من الثقات تشهد لرواية عثمان بن أبي شيبة وهو من الحفاظ. =
= قلت: في رواية عبد الرحيم بن مطرف حميد بن عبد الرحمن بن عوف الرؤاسي، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 225) وسكت عليه، وذكره ابن حبّان في الثقات (8/ 96 أ)، وذكره الحافظ في التقريب (ص 182) واكتفى بقوله: ذكره ابن حبّان في الثقات، وعلى ذلك فهو مجهول أيضًا ويكون الحديث بمجموع هذين الطريقين حسنًا لغيره. قال الحافظ في الإِصابة (5/ 14) وخالفهم سفيان بن وكيع فرواه عن أبيه، عن جده، عن طارق، عن عمرو بن مالك، عن أبيه. قلت: قال الحافظ في التقريب (ص 245): سفيان بن وكيع بن الجراح، كان صدوقًا، إلَّا أنه ابتلي بورّاقة، فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنُصِحَ فلم يقبل، فسقط حديثه.
5 - باب النهي عن تتبع العورات
5 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ 2589 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ (¬1)، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[حَتَّى أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ فِي بُيُوتِهَا أَوْ فِي خُدُورِهَا] (¬2) فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ (¬3) مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ (¬4) تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ (¬5) اللَّهُ عزَّ وجلّ عورته فضحه في جوف بيته. ¬
2589 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، من أجل عنعنة أبي إسحاق السبيعي. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 143 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى ورواته ثقات. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 93) وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 240) وقال: إسناده حسن.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 237) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه الشجري في أماليه (2/ 215) من طريق أبي يعلى. وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 167)، وفي الغيبة والنميمة (ح 28) من طريق إبراهيم بن دينار، به بنحوه. وأخرجه أبو الشيخ في التوبيخ (ح 85)، والشجري في الأمالي (2/ 215)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (ص 330)، والبيهقي في الدلائل (6/ 256)، وفي الشعب (8/ 107، 521)، وتمام في فوائده: كما في الروض البسام (3/ 365) كلهم من طريق مصعب بن سلام، به بنحوه. ومدار أسانيدهم على أبي إسحاق السبيعي، ولم يصرح بالتحديث. وأخرجه الضياء في المختارة: كمافي إتحاف السادة المتقين (6/ 270). وللحديث شواهد كثيرة عن أبي برزة، وابن عباس، وابن عمر، وجابر رضي الله عنهم. أما حديث أبي برزة فله عنه طريقان: الأولى: عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ من أتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته. أخرجه أبو داود (13/ 224 العون)، وأحمد (4/ 420، 421)، وابن حبّان: كما في الموارد (ح 359)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 87)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 168)، وفي الغيبة والنميمة (ح 29)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق =
= (ح 196)، وأبو يعلى (13/ 419)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 906)، والبيهقي في الكبرى (10/ 247)، وفي الشعب (5/ 296)، وفي الآداب (ح 141)، وفي "الأربعون الصغرى" (ح 137). وسعيد بن عبد الله بن جريج، قال في التقريب (ص 237): صدوق، ربما وهم، وبقية رجال أبي داود ثقات. فالإِسناد حسن. الثانية: عن رجل من أهل البصرة، عن أبي برزة مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه أحمد (4/ 424)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 169)، وفي الغيبة والنميمة (ح 30). وهذا إسناد ضعيف، لجهالة الرجل من أهل البصرة. أما حديث ابن عمر يرفعه بنحو حديث البراء وفي آخره ونظر ابن عمر يومًا إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم عند الله حرمة منك. فأخرجه الترمذي (6/ 180 التحفة)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 90)، والبغوي في شرح السنة (13/ 104) كلهم من طريق أوفى بن دلهم، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث الحسين بن واقد. قلت: إسناده حسن من أجل أوفى بن دلهم قال في التقريب (ص 116): صدوق، وبقية رجال الترمذي ثقات. وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا بنحو حديث البراء. فأخرجه أبو الشيخ في التوبيخ (ح 91)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 83)، والطبراني في الكبير (11/ 186)، وفي الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 103 ب)، وابن عدي في الكامل (6/ 51)، وابن المستوفي في تاريخ أربل (1/ 92) كلهم من طريق إسماعيل بن شيبة، عن أبي جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا. =
= قال الهيثمي في المجمع (8/ 94): رواه الطبراني ورجاله ثقات. قلت: فيه إسماعيل بن شيبة قال في الميزان (1/ 233): واه، وفيه عنعنة ابن جريج، وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين، فالإسناد ضعيف جدًا. وأما حديث بريدة رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الظهر يومًا ثم أقبل على الناس فقال: يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإِيمان قلبه، لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من طلب عورته يهتك ستره، وأبدى عورته ولو كان في جوف بيته. فأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 20)، في الأوسط: كما في المجمع (8/ 94)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 92)، وأبو نعيم في الدلائل (ص 331)، والشجري في أماليه (2/ 215) كلهم من طريق رميح بن هلال، عن أبي بريدة، عن أبيه، به. ورميح بن هلال قال عنه في الميزان (2/ 54): مجهول. وأما حديث جابر مرفوعًا: بنحو حديث بريدة. فأخرجه ابن المستوفي في تاريخ أربل (1/ 92) من طريق أبي الزبير، عن جابر وإسناده ضعيف لعنعنة أبي الزبير. وأما حديث عبد الله بن مسعود مرفوعًا: يا معشر المسلمين لا تغتابوا المسلمين. فأخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 195). وفي سنده يزيد بن مروان قال في الميزان (4/ 359): قال يحيى بن معين: كذاب، وقال الدارقطني: ضعيف جدًا، وقال أبو داود: ضعيف. اهـ. فأحسن أحواله الضعف الشديد. وبحديث أبي برزة -الطريق الأولى منه- وحديث ابن عمر يرتقي حديث البراء إلى الحسن لغيره.
6 - باب أدب النوم
6 - بَابُ أَدَبِ النَّوْمِ 2590 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِي، عَنِ الْأَفْرِيقِيِّ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غراب (¬1) قال: إن عمة له حدَّثته (¬2) أنها سَأَلَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَذَكَرَتِ الْحَدِيثَ قَالَتْ: سَوْفَ أُخْبِرُكِ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إِنَّهَا كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْهُ، فطحنتُ (¬3) شَيْئًا مِنْ شَعِيرٍ، وَجَعَلْتُ لَهُ قُرْصًا، فَرَجَعَ فَرَدَّ الْبَابَ وَكَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ أَغْلَقَ الْبَابَ، وَأَوْكَأَ الْقِرْبَةَ، وَأَكْفَأَ الْقَدَحَ والصَحفة، وَأَطْفَأَ السِّرَاجَ، فَانْتَظَرْتُهُ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ مَسْجِدِهِ فَأُطْعِمُهُ الْقُرْصَ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى غَلَبَنِي النَّوْمُ، فَأَقْبَلَتْ شَاةٌ لِجَارَتِنَا (¬4) دَاجِنَةٌ فَأَخَذَتْهَا ثُمَّ (¬5) اجترَّتها (¬6) قَالَ فَقَلِقْتُ (¬7) فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَادَرْتُهَا إِلَى الْبَابِ فَقَالَ: خُذِي مَا أَدْرَكْتِ مِنْ قُرْصِكِ وَلَا تُؤْذِي جَارَكِ فِي شاته (¬8). ¬
2590 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: ضعف الأفريقي. الثانية: جهالة عمارة بن غراب. الثالثة: عمة عمارة لم أعرفها.
تخريجه: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 120) عن المقري قال: حدّثنا عبد الرحمن بن زياد قال: حَدَّثَنِي عُمارة بْنُ غُرَابٍ أَنَّ عَمَّةً لَهُ حدثته، أنها سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقالت: إِنَّ زَوْجَ إِحْدَانَا يُرِيدُهَا فَتَمْنَعُهُ نَفْسَهَا، إِمَّا أن تكون غضبى، أو لم تكن نشيطة، فهل علينا فِي ذَلِكَ مِنْ حَرَجٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، إِنَّ من حَقَّهُ عَلَيْكِ، أَنْ لَوْ أَرَادَكِ، وَأَنْتِ عَلَى قتب، لم تمنعيه، قالت: قلت لها: إِحْدَانَا تَحِيضُ، وَلَيْسَ لَهَا وَلِزَوْجِهَا إلَّا فِرَاشٌ واحد، أو لحاف واحد، فكيف تصنع؟ قالت: لتشد عليها إزارها، ثم تنام معه، فله ما فوق ذلك. مع أني سوف أخبرك ما صنع النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنه كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْهُ، فَطَحَنْتُ شَيْئًا مِنْ شَعِيرٍ فجعلت له قرصًا، فدخل فرد الباب ودخل إلى المسجد وكان إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ أَغْلَقَ الْبَابَ وَأَوْكَأَ القربة وكفأ القدح وأطفأ المصباح. فانتظرته أن ينصرف فَأُطْعِمُهُ الْقُرْصَ فَلَمْ يَنْصَرِفْ، حَتَّى غَلَبَنِي النَّوْمُ وأوجعه البرد. فأتاني فأقامني، ثم قال: أدفئيني، أدفئيني، فقلت له: إني حائض، فقال: وإن، اكشفي عن فخذيك، فكشفت له عن فخذي، فوضع خده ورأسه على فخذي حتى دفىء، فأقبلت شاة داجنة .. الحديث. وأخرجه أبو داود (1/ 54 العون)، ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد (3/ 174)، والبيهقي في الكبرى (1/ 314) من طريق عبد الرحمن بن زياد، عن عمارة بن غراب قال: إن عمة له حدثته أنها سألت عائشة قالت: إِحْدَانَا تَحِيضُ وَلَيْسَ =
= لها ولزوجها إلَّا فراش واحد. قال: أخبرك بما صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: دخل فمضى إلى مسجده، قال أبو داود: تعني مسجد بيته، فلم ينصرف حتى غلبتني عيني، وأوجعه البرد، فقال: ادني مني، فقلت إني حائض، فقال: وإن، اكشفي عن فخذيك، فكشفت فخذي، فوضع خده وصدره على فخذي وحنيت عليه حتى دفىء ونام. وهكذا ولم يذكر أبو داود رحمه الله ما يفعله رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَ نومه فلذلك، والله أعلم. جعله الحافظ من الزوائد.
2591 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ بَعْضِ آلِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ (¬1) فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَ مَا يُوضَعُ الإِنسان فِي قَبْرِهِ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ عِنْدَ رَأْسِهِ. * مُرْسَلٌ حسن. ¬
2591 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته جهالة شيخ أبي قلابة. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (5/ 172 الفيض) وحسنه، وتعقبه الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 4472) وضعّفه.
تخريجه: أخرجه أبو داود (13/ 387 العون) عن مسدّد، به بلفظه. وعلى ذلك لا يكون الحديث من الزوائد. وأخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 137) من طريق مسدّد، به بلفظه. وعزى الحديث المناوي في فيض القدير (5/ 172) إلى ابن ماجه ووهم رحمه الله في ذلك فالذي أخرجه ابن ماجه (ح 957) من طريق يزيد بن زريع، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زينب بنت أم سلمة، عن أمها قالت: كان فراشها بحيال مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فهذا موصول وحديث الباب مرسل. وهذا موقوف وحديث الباب مرفوع، ولم يذكر في هذا الحديث حجم الفراش. وأخرج هذا الحديث أبو داود (11/ 204 العون) عن مسدّد عن يزيد بن زريع، به بلفظه.
7 - باب كراهة النوم بعد العصر
7 - بَابُ كَرَاهَةِ النَّوْمِ بَعْدَ الْعَصْرِ 2592 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلاثة (¬1)، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: من نَامَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَاخْتُلِسَ عَقْلُهُ فَلَا يَلُومَنَّ إلَّا نفسه. ¬
2592 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته عمرو بن الحصين. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 116) وقال: رواه أبو يعلى عن شيخه عمرو بن الحصين وهو متروك. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 230 الفيض) ورمز له بالضعف، وتبعه الألباني في ضعيف الجامع (ح 5861). وضعّفه الألباني في السلسلة الضعيفة (1/ 56).
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 316) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه أبو نعيم في الطب (ق 131) من طريق أبي يعلى، به بلفظه. =
= وأخرجه ابن السني في الطب: كما في اللآلى (2/ 279) من طريق عمرو بن الحصين، به بلفظه. وتابع عمرو بن الحصين خالد بن القاسم. أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 279)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 68) من طريق خالد بن القاسم، عن الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري، به بلفظه. وخالد بن القاسم قال في اللسان (2/ 469) قال أبو حاتم، والنسائي: متروك الحديث. وقال ابن راهويه: كان كذابًا. فهي متابعة لا يُفرح بها. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، إنما هذا حديث ابن لهيعة فأخذه خالد فنسبه إلى الليث .. وابن لهيعة ذاهب الحديث، ويدل على أنه ليس من حديث الليث أن الليث قيل له: تنام بعد العصر! وقد روى ابن لهيعة كذا؟ فقال: لا أدع ما ينفعني لحديث ابن لهيعة. اهـ. وروى ابن عدي في الكامل (4/ 145) كلام الليث. وأخرجه الديلمي في الفردوس (ح 5534). وللحديث شواهد عن أنس، وعبد الله بن عمرو، ومكحول، والزهري مرسلًا. أما حديث عبد الله بن عمرو يرفعه بلفظ حديث عائشة. فأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 146، 6/ 395)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 69)، وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف. أما حديث أنس رضي الله عنه يرفعه بلفظ حديث عائشة. فأخرجه الإسماعيلي: كما في اللآلى (2/ 279)، وعنه السهمي في تاريخ جرجان (ص 93) ومدار إسناديهما على ابن لهيعة وهو ضعيف. وأما حديث مكحول مرسلًا بلفظ حديث عائشة. فأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 145) وفيه ابن لهيعة كذلك. =
= وقال الألباني في الضعيفة (1/ 57) أخرج حديث مكحول السهمي في تاريخ جرجان عن ابن لهيعة، عن عقيل، عن مكحول مرفوعًا مرسلًا. قلت: وهم الشيخ الألباني حفظه الله في ذلك فلم يخرجه السهمي من هذا الطريق إنما أخرجه من طريق ابن لهيعة، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ. وأما حديث الزهري مرسلًا بلفظ حديث عائشة. فأخرجه الطحاوي في المشكل (2/ 12) وفيه عقيل بن خالد لم أجد له ترجمة. يتبين من خلال هذه الشواهد الثلاثة الأولى أن مدارها على ابن لهيعة حيث رواه على ثلاثة أوجه مختلفة وفي هذه دلالة على سوء حفظه، والشاهد الرابع فيه لم أعرف فالحديث باقٍ على ضعفه الشديد.
8 - باب النظر في المرآة وأدب الكحل والتنعل والتيمن في ذلك
8 - بَابُ النَّظَرِ فِي الْمَرْآةِ وَأدَبِ الْكُحْلِ وَالتَّنَعُّلِ وَالتَّيَمُّنِ فِي ذَلِكَ 2593 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ (¬1)، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسار، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬2) إِذَا نَظَرَ فِي الْمَرْآةِ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حسَّن خَلْقي وخُلُقي، وَزَانَ مِنِّي مَا شَانَ مِنْ غَيْرِي. وَإِذَا اكْتَحَلَ جَعَلَ فِي كُلِّ عَيْنٍ اثْنَتَيْنِ (¬3) (وَوَاحِدًا بَيْنَهُمَا، وَإِذَا لبس نعليه بدأ باليمنى) وإذا خَلَعَ خَلَعَ الْيُسْرَى، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ أَدْخَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى) (¬4)، وَكَانَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَخْذًا وَعَطَاءً. * يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ ضعيف جدًا. ¬
2593 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف فيه علتان. =
= الأولى: عمرو بن الحصين وهو متروك. الثانية: يحيى بن العلاء متهم بالكذب. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 170، 10/ 139)، وقال: رواه أبو يعلى وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك، وقال الألباني في إرواء الغليل (1/ 114): هذا إسناد واهٍ جدًا.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 478) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 164) عن أبي يعلى به وذكر شطره الأول. وأخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أبي يعلى به، وفرّق متنه، فذكر شطره الأول (ص 149)، وذكر شطره الثاني المتعلق بالاكتحال (ص 147)، وذكر شطره الثالث المتعلق بالتنعل (ص 119)، ولم يذكر شطره الأخير المتعلق بدخول المسجد. وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 382)، وفي الدعاء (2/ 982)، من طريق عمرو بن الحصين به بلفظه. ومدار هذه الأسانيد على عمرو بن الحصين، ويحيى بن العلاء وقد علمت حالهما. ولشطره الأول شواهد كثيرة عن أنس، وعلي، وعائشة، وأبي هريرة، ومحمد بن علي مرسلًا، ويزيد بن مرثد. أما حديث أنس رضي الله عنه فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن الزهري، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- إذا نظر وجهه في المرآة قال: الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله وكرم صورة وجهي فحسنها. =
= أخرجه ابن أبي الدنيا في الشكر (ح 117)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (ص 149)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 247/ ب)، ومن طريقه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 389)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 165)، والبيهقي في الشعب (4/ 111)، كلهم من طريق سلم، عن هاشم، عن الحارث، عن الزهري به. وقال الطبراني لم يروه عن الزهري إلَّا الحارث ولا عنه إلَّا هاشم، تفرد به سلم. قلت: الحارث هو ابن مسلم لم أجد له ترجمة. وهاشم بن عيسى اليزني قال العقيلي في الضعفاء (4/ 343): منكر الحديث وقال في الميزان (4/ 289) لا يعرف، والراوي عن هاشم اختلف في اسمه بين رواة هذا الحديث، فسماه ابن السني: سلمة بن قادم، وسماه أبو الشيخ: سلام بن قادم، وسماه الطبراني والبيهقي: سلم بن قادم، وسماه الخطيب: سالم، وسماه ابن أبي الدنيا: مسلم. وسلم بن قادم: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 268) وسكت عليه، وقال ابن حبّان في الثقات (8/ 297): يخطئ. فالإسناد مسلسل بالضعفاء والمجهولين. الثانية: عن ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أنس، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إِذَا نَظَرَ فِي الْمَرْآةِ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي خلقني، وأحسن خلقي، وزان مني ما شأن من غيري. أخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 32) وقال: لا نعلمه يُروى مرفوعًا إلَّا بهذا الإسناد، وداود بن المحبر ليس بالحافظ. قلت: بل روي بغير هذا الإِسناد عن أنس، كما تقدم في الطريق الأولى، وكما سيأتي في الطريق الثالثة، كما روي عن غير أنس. وقلت: داود بن المحبر متروك، إلَّا أنه توبع من قبل العباس بن بكار، والعباس =
= قال في الميزان (2/ 382) قال الدارقطني: كذاب. اهـ. ورواه عن خاله أبي بكر الهذلي قال في التقريب (ص 625): أخباري متروك الحديث فهي متابعة لا يُفرح بها. الثالثة: عن رجل من آل أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مالك يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتناول المرآة فينظر فيها ويقول: الحمد لله أكمل خلقي، وحسن صورتي، وزان ما شأن من غيري. أخرجه المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ح 1174). وفيه من لم يُسَم. وأما حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا نَظَرَ في المرآة قال: اللهم كما حسنت خَلْقِي فحسن خُلُقي. فأخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 148)، من طريق أبان بن سفيان، عن أبي هلال، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة به. وأبان بن سفيان، قال في الميزان (1/ 7) قال الدارقطني: جزري متروك. وأخرجه البيهقي في الدعوات الكبير، وابن مردويه في كتاب الأدعية كلاهما: كما في إتحاف السادة المتقين (5/ 143). وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحو حديث عائشة. فأخرجه ابن مردويه في كتاب الأدعية: كما في إتحاف السادة (5/ 113). وأما حديث محمد بن علي مرسلًا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا نَظَرَ فِي الْمَرْآةِ قَالَ: الْحَمْدُ لله الذي خلقني فأحسن خَلْقِي وخُلُقي وَزَانَ مِنِّي مَا شَانَ مِنْ غيري. فأخرجه ابن أبي الدنيا في الشكر (ح 174)، والبيهقي في الشعب (4/ 111)، كلاهما من طريق ابن أبي فديك قال: بلغني عن جعفر بن محمد، عن أبيه به. وإسناده منقطع فلم يذكر ابن أبي فديك الواسطة بينه وبين جعفر بن محمد. وأما حديث يزيد بن مرثد قال: إن الله عزّ وجل أدخل رجلًا الجنة بكثرة نظره =
= في المرآة، وحمد الله على حسن خلقه، فشكر الله تعالى له فأدخله الجنة. فأخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 983). وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد، قال في الميزان (2/ 543) لين. قلت: يتبين من حديث الباب وشواهده أنه لم يثبت في الدعاء بعد النظر إلى المرًاة حديث صحيح ولا حسن ولا ضعيف بل كلها شديدة الضعف أو بها مجاهيل، ولكن ثبت هذا الدعاء عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دون قرنه بالنظر إلى المرآة. فعن ابن مسعود قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: اللهم كما حسنت خلقي فحسن خُلقي. أخرجه أحمد (1/ 403)، والطيالسي (1/ 56 المنحة)، وابن سعد في الطبقات (1/ 377)، وأبو يعلى (9/ 112)، والطبراني في الدعاء (2/ 983). ومدار أسانيدهم على عوسجة بن الرماح قال في التقريب (ص 433) مقبول، مع أنه نقل في التهذيب (8/ 147) توثيق ابن معين له فعليه يكون ثقة ولا يؤثر قول الدارقطني فيه: شبه المجهول، لا يروي عنه غير عاصم، لا يحتج به، لكن يعتبر به، إذ أن الدارقطني لم يذكر علة في جرحه غير عدم رواية أكثر من واحد عنه وهذه مؤثرة في الراوي إذا لم يوثق أما وأنه قد وثق فلا حجة لمن جرحه. وبقية رجال أحمد ثقات فالحديث صحيح. وعن عائشة رضي الله عنها كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول اللهم: أحسنت خَلقي فأحسن خُلُقي. أخرجه أحمد (6/ 68، 155) وإسناده صحيح. ولشطره الثاني المتعلق بالإكتحال شواهد عن ابن عباس، وأنس، وعائشة رضي الله عنهم. أما حديث ابن عباس قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مكحلة يكتحل بها عند النوم، ثلاثًا في كل عين. =
= فأخرجه الترمذي في السنن (6/ 204 التحفة)، وفي الشمائل (ح 48)، وابن سعد في، الطبقات (1/ 474)، وابن أبي شيبة (7/ 380 , 8/ 411)، وأبو الشيخ في أخلاق، النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 147)، والعُقيلي في الضعفاء (3/ 136)، وابن ماجه (ح 3499)، والحاكم (4/ 408)، كلهم من طريق عبّاد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وعباد لم يُتكلم فيه بحجة، وتعقبه الذهبي فقال: ولا هو بحجة. قلت: قال الحافظ في التقريب (ص 291) عبّاد بن منصور: صدوق، رمي بالقدر، وكان يُدلس. وقال الألباني في الإرواء (1/ 119): وهذا الحديث مما دلس فيه ففي الميزان (2/ 377). قال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد قال: قلت لعباد بن منصور سمعت ما مررت بملأ من الملائكة وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكتحل ثلاثًا؟ فقال: حدثني ابن أبي يحيى، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس. اهـ. قلت: ابن أبي يحيى هو إبراهيم بن محمد الأسلمي قال في التقريب (ص 93) متروك، وداود بن الحصين قال في التقريب (ص 198): ثقة إلَّا في عكرمة، فالإِسناد ضعيف جدًا. وأما حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أثمد يكتحل به عند منامه في كل عين ثلاثًا. فأخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 146) من طريق محمد بن عبيد الله، عن أم كلثوم، عن عائشة به. وضعّفه الحافظ في الفتح (10/ 157). قلت: بل هو ضعيف جدًا في إسناده محمد بن عبيد الله، وهو ابن أبي سليمان العَرزمي، قال في التقريب (ص 494): متروك. وأما حديث أنس رضي الله عنه فله عنه طريقان: =
= الأولى: عن عمران بن أبي أنس، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان يكتحل في عينه اليمنى ثلاثًا، وفي اليسرى ثلاثًا. أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 147)، عن شيخه محمد بن أحمد بن الوليد الثقفي ولم أجد له ترجمة. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 411)، من طريق عمران بن أبي أنس مرفوعًا مرسلًا وإسناده حسن من أجل عبد الحميد بن جعفر إلَّا أنه مرسل. الثانية: عن صفوان، عن أنس قَالَ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كحل أسود إذا أوى إلى فراشه كحل في هذه العين ثلاثًا وفي هذه العين ثلاثًا. أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 147)، من طريق محمد بن عبيد الله، عن صفوان به. ومحمد بن عبيد الله هو العرزمي تقدم في شاهد عائشة أنه متروك. قلت: يتبين من خلال هذه الشواهد أنها كلها ضعيفة جدًا أو بها مجهول إلَّا مرسل عمران بن أبي أنس وليس له ما يعضده، فلا يثبت في الاكتحال ثلاثًا شيء، والله أعلم. ولشطره الثالث المتعلق بالتنعل والتيمن فيه، شاهدان عن أبي هريرة وعائشة رضي الله عنهما. أما حديث أبي هريرة فله عن طريقان: الأولى: عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين، وإذا انتزع فليبدأ بالشمال، لتكن اليمنى أولهما تُنعل وآخرهما تُنزع. أخرجه البخاري (10/ 311 الفتح)، ومسمم (ح 2097)، وأبو داود (11/ 198) العون)، والترمذي في السنن (5/ 474 التحفة)، وفي الشمائل (ح 79)، وابن ماجه (ح 3616). =
= الثانية: عن أبي صالح، عن أبي هريرة يرفعه: إذا لبستم، وإذا توضأتم فابدؤا بأيمانكم. أخرجه البيهقي في الكبرى (1/ 86) وإسناده صحيح. وأما حديث عائشة رضي الله عنها فله عنها طريقان: الأولى: عن مسروق، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يحب التيمن في أمره كله في تنعله وترجله وطهوره. أخرجه البخاري (1/ 269 الفتح)، ومسلم (ح 268). الثانية: عن أشعت بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن عائشة بلفظ الطريق الأولى. أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (3/ 820) وإسناده صحيح. وعليه لا يثبت من متن حديث الباب إلَّا التيمن في لبس النعال.
9 - باب ما يقول إذا قيل له كيف أصبحت
9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ 2594 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا [مُعَاوِيَةُ بْنُ هشام] (¬1)، حدّثنا سفيان، عن حبيما، عن عطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ مِنْ قَوْمٍ لَمْ يَعُودُوا مَرِيضًا وَلَمْ يشهدوا جنازة. ¬
2594 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن عمر بن أبان، ومعاوية بن هشام فهما صدوقان. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 299) وقال: رواه أبو يعلى، وإسناده حسن.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (5/ 79) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 537، 7/ 6) من طريق عبد الله بن عمر بن أبان به. وتصحفت معاوية بن هشام إلى معاوية، عن هشام. وتابع معاوية بن هشام وكيع فرواه عن سفيان، عن عثمان الثقفي، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ ابْنِ عباس بنحو حديث أبي ليلى. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 451) عن وكيع به. وإسناده صحيح. =
= وللحديث شواهد عن جابر، وأبي هريرة، ومكحول، وعبد الرحمن بن أبي عمرة رضي الله عنهم. أما حديث جابر قال: قلت يا رسول الله! كيف أصبحت؟ قال بخير من رجل لم يصبح صائمًا ولم يعد سقيمًا. فأخرجه ابن ماجه (ح 3710)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 1133)، وابن أبي شيبة (3/ 235، 8/ 451) وعبد بن حميد في المنتخب (ص 344)، وأبو يعلى (3/ 443)، والبيهقي في الشعب (6/ 537)، وفي الزهد الكبير (ح 586). ولفظ البخاري: بخير من قوم لم يشهدوا جنازة ولم يعودوا مريضًا. ومدار أسانيدهم على عبد الله بن مسلم بن هرمز قال في التقريب (ص 323) ضعيف. أما حديث أبي هريرة قال: دخل رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال: كيف أصبحت يا رسول الله؟ قال: صالحًا بخير من رجل لم يصبح صائمًا، ولم يعد مريضًا، ولم يتبع جنازة. فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (3/ 183)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 47). وفي إسناد أبي نعيم عمر بن أبي سلمة قال في التقريب (ص 413): صدوق يخطئ فالإسناد ضعيف. أما حديث، مكحول مرسلًا أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَيْفَ أَنْتَ يَا رسول الله؟ قال: بخير من رجل لم يصم اليوم ولم يعد مريضًا، فقال الرجل وما عيادة المريض يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: كالصيام. فأخرجه عبد الرزاق (3/ 593) عن محمد بن راشد قال: أخبرني مكحول به. ومحمد بن راشد: هو الخُزاعي قال عنه في التقريب (ص 478): صدوق، يهم. فالإِسناد ضعيف.
10 - باب العطاس والأدب فيه
10 - بَابُ الْعُطَاسِ وَالْأَدَبِ فِيهِ 2595 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ هُوَ ابْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ حَدَّثَ حَدِيثًا) (¬1) فَعَطَسَ (¬2) عِنْدَهُ فهو حق. ¬
2595 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، من أجل عنعنة بقية بن الوليد، فهو مدلس، عده الحافظ ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين، وهم الذين اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلَّا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 150 أ) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لتدليس بقية بن الوليد. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 59) وقال: رواه الطبراني في الأوسط. وأبو يعلى وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف. وذكره النووي في فتاويه (ص 73) وقال: إسناده جيد حسن. =
= وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 117 الفيض) وحسنه. أما الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 5556) وقال: موضوع، وقال في السلسلة الضعيفة (1/ 167) باطل. أما سبب حكمه فقد ذكره في الضعيفة فقال: علة الحديث هو معاوية هذا فإنه ضعيف جدًا قال ابن معين: هالك ليس بشيء .. وقال الحاكم أبو أحمد يروي عن الهقل بن زياد الزهري أحاديث منكرة شبيهة بالموضوعة. قلت: وهذا وهم من الشيخ الألباني حفظه الله فمعاوية بن يحيى الذي وصفه بالضعف الشديد هو معاوية بن يحيى الصدفي وهو كذلك، أما راوي الحديث فهو معاوية بن يحيى الأطرابلسي وأدله ذلك: 1 - ذكر ابن عدي هذا الحديث في ترجمة معاوية بن يحيى الأطرابلسي. الكامل (6/ 42). وافقه الحافظ في التهذيب (10/ 198) في ذلك، وأشار إلى من أخطأ في الخلط بين الأطرابلسي، والصدفي. 3 - ليس لمعاوية بن يحيى الصدفي رواية عن الأعرج: كما في تهذيب الكمال (خ 3/ 1348). 4 - ولمعاوية بن يحيى الأطرابلسي رواية عن الأعرج: كما في تهذيب الكمال (خ 3/ 1348) علمًا بأن بقية روى عنهما جميعًا كما في تهذيب الكمال (4/ 194) 5 - وأن لمعاوية بن يحيى الصدفي رواية عن الهقل بن زياد فعليه يكون هو الذي ضعّفه الحاكم أبو أحمد وليس الأطرابلسي. وترتّب على هذا الوهم من الشيخ الألباني أن يُوَهّم النووي على جعله علة الحديث بقية فقال في الضعيفة (1/ 168) بعد ذكر أقوال الجرح في معاوية: وهكذا باقي أقوال الأئمة كلها متفقة على تضعيفه، ليس فيهم من وثّقه. فانظر كيف أنصرف النووي عن علة الحديث الحقيقية وأخذ يدافع عن بقية، مع أنه لم يحمل عليه في هذا =
= الحديث أحد، فلولا أن النووي رحمه الله وَهِمَ لما جاز أن يصف يحيى هذا بالثقة والإتقان، وقد علم أنه متفق على تضعيفه. اهـ. قلت: تقدم أن معاوية بن يحيى الأطرابلسي وثّقه أبو زرعة، وأبو علي النيسابوري، وهشام بن عمار. وقال أبو حاتم: صدوق، مستقيم الحديث، وقال ابن معين وغيره: لا بأس. فهذا كله هو الذي جعل النووي يجعل علة الحديث بقية. على أن في القلب شيء من تحسينه للحديث.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (11/ 234) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 402)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 34) من طريق داود بن رشيد به بلفظه. وقال البيهقي: معاوية بن يحيى هو أبو مطيع الأطرابلسي فيما زعم ابن عدي وهو منكر عن أبي الزناد. وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 160 ب)، وتمام في فوائده (2/ 16)، والدارقطني في الأفراد كما في المقاصد الحسنة (ص 407)، وابن شاهين كما في اللآلىء (2/ 286)، وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 77)، والحكيم الترمذي في النوادر (ص 243) وكما في اللآلىء (2/ 286) كلهم من طريق بقية بن الوليد به بلفظه. وقال الطبراني: لا يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا بِهَذَا الِاسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ بَقِيَّةُ. وَقَالَ ابن الجوزي: هذا حديث باطل، تفرّد به معاوية بن يحيى، قال يحيى بن معين: هو هالك ليس بشيء. وقال البغوي: ذاهب الحديث. قلت: لم يتفرّد معاوية بن يحيى ولا بقية إذ تابع معاوية. عبد الله بنُ جعفر المديني، عن أبي الزناد به ولفظه: إذا عطس أحدكم عند حديث كان حقًا. أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 180) من طريق عبد الرحمن بن يحيى، عن =
= محمد بن سليمان، عن عبد الله بن جعفر به. وقال ابن عدي: وهذا ما أعلم يرويه عن أبي الزناد غير عبد الله بن جعفر، ومعاوية بن يحيى الأطرابلسي. قلت: عبد الله بن جعفر قال في التقريب (ص 298): ضعيف، وعبد الرحمن بن يحيى بن زكريا لم أعرفه. وللحديث شاهدان عن أنس، وعمر: أما حديث أنس رضي الله عنه، يرفعه قال: أصدق الحديث ما عُطس عنده. فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 160 ب) من طريق عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا. وقال الطبراني: لم يروه عن ثابت إلَّا عمارة تفرّد به الخضر. وعمارة بن زاذان قال في التهذيب (7/ 365): قال الأثرم عن أحمد: يروي عن ثابت، عن أنس أحاديث مناكير. اهـ. وهذا الحديث من روايته عن ثابت، عن أنس. وشيخ الطبراني جعفر بن محمد بن ماجد، قال الهيثمي في المجمع (8/ 59) لم أعرفه. وأما حديث عمر مرفوعًا: لعطسة واحدة عند حديث أحب إليّ من شاهد عدل. فأخرجه الحكيم الترمذي في النوادر (ص 243) وكما في اللآلئ (2/ 286) ولم أعرف بعض رجال إسناده. وعليه يتبيّن من خلال هذه الشواهد أنها ضعيفة، لوجود المجاهيل فيها فعليه لا تفيد الحديث شيئًا فهو باقٍ على ضعفه.
2596 - حَدَّثَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن (¬2)، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: عَطَسَ رَجُلٌ (¬3) عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَا أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قل: الحمد الله، فَقَالَ (¬4) الْقَوْمُ: مَا نَقُولُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قُولُوا يرحمك الله، قال الرجل: ما أَرُدُّ عَلَيْهِمْ (¬5)؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يهديكم الله ويصلح بالكم. ¬
2596 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف أبي معشر. الثانية: جهالة عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 155 أمختصر) وسكت عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 57) وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى وفيه أبو معشر نجيح وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 359) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه الإِمام أحمد (6/ 79) من طريق خلف بن الوليد، حدّثنا أبو معشر به بلفظه. وتصحف عبد الله بن يحيى إلى عبد الله بن نُجي ولعل هذا الذي جعل الحافظ =
= ابن حجر يورد الحديث في المطالب. وعبد الله بن نُجي ترجمته في تهذيب الكمال (2/ 748) ولم تذكر عمرة في شيوخه ولا أبو معشر في تلاميذه. وأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 301)، والبيهقي في الشعب (7/ 28) من طريق أبي معشر به بلفظه. وسمى الطحاوي شيخ أبي معشر عبد الله بن أبي يحيى. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 258) من طريق أبي معمر، عن عبد الله بن يحيى به بلفظه. ومدار هذه الأسانيد على عبد الله بن يحيى ولم أعرفه. وللحديث شواهد كثيرة عن أبي هريرة، وعلي، وأبي أيوب، وأبي مالك الأشعري، وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم. أما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم. فأخرجه البخاري (10/ 608 الفتح)، وأبو داود (13/ 374 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 921، 927) وفي التاريخ الصغير (2/ 212)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 232)، وابن أبي شيبة (8/ 502)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 254)، وأحمد (2/ 353)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 303)، والخطيب في تاريخه (8/ 34)، والبغوي في شرح السنة (12/ 308)، والبيهقي في الشعب (7/ 27)، وفي الآداب (ح 348). وأما حديث أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين على كل حال، وليقل يرحمك الله، وليقل يهديكم الله ويصلح بالكم. فأخرجه الترمذي (8/ 14 التحفة)، وابن ماجه (ح 3715)، والنسائي في عمل =
= اليوم والليلة (ح 213)، وأحمد (5/ 419، 422)، والبغوي في الجعديات (ح 678)، والطيالسي (ص 81)، والدارمي (2/ 283)، والطبراني في الكبير (4/ 161)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 255)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 302)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 163)، والبغوي في شرح السنة (12/ 308)، والبيهقي في الشعب (7/ 27)، والحاكم (4/ 266) كلهم من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى، عن أخيه عيسى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أبي أيوب مرفوعًا. وقال الترمذي: وكان ابن أبي ليلى يضطرب في هذا الحديث، يقول أحيانًا عن أبي أيوب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقول أحيانًا عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. وقال الحاكم: هذا من أوهام مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى الفقيه الأنصاري رحمه الله فلولا ما ظهر من هذه الأوهام لما نسبه أئمة الحديث إلى سوء الحفظ، ثم ذكر إسناده إلى علي. قلت: مدار أسانيدهم على مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى قال في التقريب (ص 493): صدوق سيء الحفظ جدًا. وعلى ذلك فالإسناد ضعيف. وأما حديث علي مرفوعًا بلفظ حديث أبي أيوب. فأخرجه الترمذي (8/ 15 التحفة)، وابن ماجه (ح 3715)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 212)، وأحمد (1/ 122)، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 120)، وأبو يعلى (1/ 260)، وابن أبي شيبة (8/ 501) وأبو نعيم في الحلية (8/ 390)، والحاكم (4/ 266). ذكره الترمذي بعد قوله السابق عن حديث أبي أيوب، وكذا الحاكم في المستدرك. قلت: مدار أسانيدهم على مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى وقد علمت حاله. =
= والحديث ذكره البوصيري في زوائد ابن ماجه مع أن الترمذي أخرجه. أما حديث أبي مالك الأشعري مرفوعًا: إذا عطس الرجل فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل من حوله: يرحمك الله، وليقل هو لمن حوله: يهديكم الله ويصلح بالكم. فأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 292)، وفي مسند الشاميين (2/ 442) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك مرفوعًا. ومحمد بن إسماعيل بن عياش، قال في التقريب (ص 468): عابوا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع. وشريح لم يسمع من أبي مالك كما نقله العلائي عن أبي حاتم في جامع التحصيل (ص 195). وأما حديث عبد الله بن جعفر مرسلًا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذا عطس حمد الله جل ذكره، فيُال له: يرحمك الله، فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم. فأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 301)، والبيهقي في الشعب (7/ 28) كلاهما من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عبيد بن أم كلاب، عن عبد الله بن جعفر به. وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعليه يرتقي حديث عائشة بحديث أبي هريرة الصحيح وبمجموع بقية الشواهد إلى الحسن لغيره.
11 - باب الشعر
11 - بَابُ الشِّعْرِ 2597 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ (¬1) النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتمَثل من الأشعار "وَيَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوَّدِ". * أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ (¬2) مِنْ طَرِيقِ أَبِي أُسَامَةَ، وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ زَائِدَةُ، وَرِوَايَةُ غَيْرِهِ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن عائشة رضي الله عنها. ¬
2597 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، فهو من رواية سماك، عن عكرمة وهي ضعيفة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 150 أمختصر) وسكت عليه.
تخريجه: هو في المصنف لابن أبي شيبة (8/ 506) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه البزّار: كما في الكشف (3/ 5)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ص 27)، والطبراني في الكبير (11/ 288)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 11)، كلهم من طريق أبي أسامة به بنحوه. وعند الطبراني زيادة في أوله وآخره. =
= وأخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ح 13) من طريق سماك به بنحوه. ومدار هذه الطرق على سماك، عن عكرمة وروايته عنه ضعيفة. وللحديث شاهد عن عائشة رضي الله عنها وله عنها أربع طرق: الأولى: عن مقدام بن شريح، عن أبيه قال: قلت لعائشة: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتمثل شيئًا من الشعر؟ قالت: كان يتمثل من شعر عبد الله بن رواحة، قالت وربما قال: ويأتيك بالأخبار من لم تزود. أخرجه الترمذي في السنن (8/ 140 التحفة)، وفي الشمائل (ح 231)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 997)، وأحمد (6/ 138، 156، 222)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 867)، والبغوي في الجعديات (ح 2285)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (ح 104)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 867)، والبغوي في شرح السنة (12/ 373). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: رجاله ثقات إلَّا شريكًا قال في التقريب (ص 266): صدوق، يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء. الثانية: عن الشعبي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا استراث الخبر تمثل بقافية طرفة: ويأتيك بالأخبار من لم تزود. أخرجه أحمد (6/ 31، 146)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 995). ورجاله ثقات إلَّا أن الشعبي لم يسمع من عائشة كما في جامع التحصيل (ص 24). الثالثة: عن عكرمة، قال: سُئلت عائشة رضي الله عنها هل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتمثل شعرًا قط؟ قالت: كان أحيانًا إذا دخل بيته يقول: ويأتيك بالأخبار من لم تزود. =
= أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 383)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 155)، والضياء في المختارة (25/ 51/ ب) كما في الصحيحة (5/ 90)، والبيهقي في الكبرى (10/ 239)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 12). ومدار أسانيدهم على الوليد أبي ثور قال في التقريب (582): ضعيف. الرابعة: عن قتادة، قال: قيل لعائشة رضي الله عنها هل كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: كان أبغض الحديث إليه، غير أنه كان يتمثل ببيت أخي بني قيس، فيجعل آخره أوله، وأوله آخره فقال له أبو بكر: إنه ليس هكذا، فقال نبي الله: إني والله ما أنا بشاعر ولا ينبغي لي. أخرجه الطبري في التفسير (23/ 27)، وعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم: كلهم كما في الدر المنثور (7/ 71). وإسناده منقطع قتادة لم يذكر الواسطة بينه وبين عائشة، وهو لم يسمع منها كما في جامع التحصيل (ص 256). وعليه يرتقي حديث ابن عباس بمجموع طرق حديث عائشة رضي الله عنها إلى الحسن لغيره.
2598 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (¬1)، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَدَّقَ أُمَيَّةَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ فِي بَيْتٍ مِنْ شعره، قال: رَجُلٌ (¬2) وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمِينِهِ ... (¬3) والنَّسْر لِلْأُخْرَى، وَلَيْثٌ مُرْصَدُ (¬4) قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: صَدَقَ قَالَ: وَالشَّمْسُ تَطْلُعُ كلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ ... (¬5) حَمْرَاءَ يُصْبِحُ لَوْنُهَا يَتَوَرَّدُ (¬6) [تَأْبَى] (¬7) فَمَا تَطْلُعْ (لَنَا فِي رِسْلِهَا إلَّا مُعَذَّبَةً) (¬8) وإلاَّ تُجْلَدُ (فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: صدق) (¬9). ¬
2598 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف من أجل عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس، لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالسماع. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 150 أمختصر) وسكت عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 127) وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني، ورجاله ثقات إلَّا أن ابن إسحاق مُدلس.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 365) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 2/ ق 116)، من طريق أبي يعلى به. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 505)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 255)، وابن عبد البر في التمهيد (4/ 8) به بلفظه. وأخرجه أحمد في المسند (1/ 256)، من طريق عبدة بن سليمان به بلفظه. وتصحف عنده اسم أبي يعقوب بن عتبة إلى عتيبة. وبإخراج أحمد للحديث لا يكون الحديث من الزوائد. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 256)، والطحاوي في شرح المعاني (2/ 207)، والدارمي (2/ 207)، والطبراني في الكبير (11/ 233)، وابن عساكر في تاريخه (ج 3/ ق 116)، كلهم من طريق عبدة بن سليمان به بلفظه. ومدار هذه الأسانيد على محمد بن إسحاق ولم يصرح فيها بالتحديث، إلَّا أنه صرح بالتحديث في رواية البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 95)، من طريق أحمد بن =
= عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني يعقوب بن عتبة به بلفظه. وأحمد بن عبد الجبار قال في التقريب (ص 81): ضعيف. فعليه يكون الحديث باقٍ على ضعفه. وأخرج ابن عساكر في تاريخه (ج 3/ ق 117) من طريق عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قال ابن عباس: إن الشمس تطلع كل سنة في ثلثمائة وستين كوة تطلع كل يوم في كوة لا ترجع إلى تلك الكوة إلى ذلك اليوم من العام القابل، ولا تطلع إلَّا وهي كارهة فتقول: رب لا تطلعني على عبادك فإني أراهم يعصونك يعلمون بمعاصيك، فقال: أو لم تسمعوا إلى ما قاله أمية بن أبي الصلت: [إلَّا معذبة]، وإلاَّ تجلد، قلت: يا مولاي أو تجلد الشمس؟ فقال عضضت على هن أبيك إنما اضطر الراوي إلى الجلد. وعمارة بن أبي حفصة قال في التقريب (ص 408) ثقة. وبقية رجاله ثقات، فيرتقي الشطر الثاني بهذه المتابعة إلى الحسن لغيره. ويشهد لشطره الأول أحاديث عن وهب، ومكحول، وعروة رحمهم الله. أما حديث وهب قال: حملة العرش الذين يحملون، لكل ملك منهم أربعة وجوه، وأربعة أجنحة، جناحان على وجهه من أن ينظر إلى العرش فيصعق، وجناحان يطير بهما ... لكل واحد منهم وجه ثور، ووجه أسد، ووجه إنسان، ووجه نسر ... الحديث. فأخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 600)، وعبد الرزاق في تفسيره كما في هامش العظمة، وإسناد أبي الشيخ رجاله ثقات إلَّا أنه من الإسرائيليات إذ رواه وهب من قوله وهو مشهور برواية الأخبار الإسرائيلية. وأخرجه عبد بن حميد، وابن المنذر كما في الحبائك في أخبار الملائك (ح 195). =
= وأما حديث مكحول قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إن في حملة العرش أربعة أملاك ملك على صورة سيد الصور وهو ابن آدم، وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد، وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور، قال: فما زال غضبان منذ يوم العجل إلى ساعتي هذه، وملك على صورة سيد الطير وهو النسر. فأخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 756)، من طريق ركن الشامي، عن مكحول به. وركن الشامي قال في الميزان (2/ 54): قال النسائي، والدارقطني: متروك. وأما حديث عروة قال: حملة العرش أحدكم على صورة إنسان، والثاني على صورة ثور، والثالث على صورة نسر، والرابع على صورة أسد. فأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (4/ 9) معلقًا، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 143) معلقًا. وهذه الشواهد لا تصلح لترقية شطر الحديث الأول.
2599 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ (عَبْدِ اللَّهِ) (¬1) بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا رحم الله لبيدًا، قال: ذَهَبَ الَّذِينَ يُعاش فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَبَقِيتُ فِي خَلْف كَجِلْدِ الْأَجْرَبِ فَكَانَ (¬2) أَبِي يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَكَيْفَ لَوْ رأت زماننا هذا. ¬
2599 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ 150 أمختصر) وقال: رواه الحارث ورواته ثقات.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 877) بنفس الإِشاد والمتن. وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 169/ ب) من طريق الحارث به. وأخرجه ابن منده، وسعدان بن نصر في الثاني من فوائده كما في الإصابة (6/ 5)، والبيهقي في الزهد الكبير (ح 215)، وابن ناصر الدمشقي في نفحات الأخيار من مسلسلات الأضبار، والإبراهيمي في مسلسلاته، والحافظ أبو مسعود الأصبهاني في مسلسلاته، والثلاثة الأخيرة كما في إتحاف السادة (6/ 478)، كلهم من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: رحم الله لبيدًا إذ يقول: ذَهَبَ الَّذِينَ يُعاش فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَبَقِيتُ فِي خلف كجلد الأجرب. فقالت عائشة: كيف لو أدرك زماننا هذا؟ =
= قال عروة: رحم الله عائشة، كيف لو أدركت زماننا هذا؟ وهكذا تسلسل عند أصحاب المسلسلات. وأخرجه ابن المبارك في الزهد (ح 183)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 20448)، ومن طريقه الخطابي في العزلة (ح 270)، وخيثمة بن سليمان في حديثه (ص 209)، والبيهقي في الزهد الكبير (ح 216)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 74 مختصر)، وابن جرير في تهذيب الآثار كما في الكنز (ح 39648)، والدينوري في مسلسلاته، والحافظ أبو مسعود الأصبهاني في مسلسلاته، والأخيران كما في إتحاف السادة (6/ 478)، كلهم من طريق الزهري، عن عروة به بنحوه. ويشهد لمعناه ما رواه الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج فقال: اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلَّا والذي بعده أشر منه، حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم. أخرجه البخاري (13/ 20 الفتح)، وأحمد (3/ 132، 177)، والطبراني في الصغير (ح 528)، والإِسماعيلي، وابن مسنده كما في الفتح (13/ 20).
2600 - حَدَّثَنَا (¬1) الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا هُذَيْلُ بْنُ مَسْعُودٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ دُخَانٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قَالَ: إِنَّ هَذَا الشِّعْرَ جَزْلٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ يُعطى بِهِ السَّائِلُ، ويُكْظم بِهِ (¬2) الْغَيْظُ، وبه يبلغ القوم في ناديهم. ¬
2600 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه أربع علل: 1 - العباس بن الفضل فهو متروك. 2 - هذيل بن مسعود لم أجد له ترجمة. 3 - محمد بن سعيد بن دخان لم أجد له ترجمة. 4 - الرجل من هذيل لم أعرفه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 150 أمختصر) وقال: رواه الحارث بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 875). وأخرجه أبو نعيم في جزء منتخب من كتاب الشعر (ق 30/ ب) عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث به. إلَّا أنه قال عن عمر بن سعيد بن دُخان بدلًا من محمد بن سعيد، عن رجل من أهل اليمن، عن رجل من هذيل، عن أبيه. وذكره أبو نعيم معلقًا في معرفة الصحابة (3/ 218) فقال حديثه أي التوأم أبو دخان عند أبي أمية الطرسوسي، حدّثنا العباس بن الفضل الأزرق، حدّثنا =
= هذيل بن مسعود الباهلي، عن شعبة بن الدخان بني التوأم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ هَذَا الشِّعْرَ سجع من كلام العرب. وقال ابن مسنده: إسناده مجهول، وهو وهم. وأخرجه ابن عساكر، وابن النجار كما في الكنز (ح 7999) من طريق شعبة بن وجاد الذهلي عن أبيه، عن رجل من هذيل. هكذا وقع الاختلاف في أسماء رواته، وفي إسناده ولم يتبين لي الصواب.
2601 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي شِعْرِ الْجَاهِلِيَّةِ إلَّا قَصِيدَةَ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ فِي أَهْلِ بَدْرٍ (¬1)، وَقَصِيدَةِ الْأَعْشَى فِي ذِكْرِ عَامِرٍ وَعَلْقَمَةَ (¬2). ¬
2601 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته أبو بكر الهذلي فهو متروك. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق150/ ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى، والبزار بسند واحد مداره على أبي بكر الهذلي وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 122) وقال: رواه كله البزّار، وأبو يعلى باختصار وفي إسنادهما من لا تقوم به حُجة. =
= تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (10/ 447) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 323) عن أبي يعلى به بلفظه. وأخرجه أبو نعيم في جزء منتخب من كتاب الشعراء (ق 31/ أ) من طريق أبي يعلى به. وأخرجه ابن عدي في نفس الموضع السابق من طريق إبراهيم بن سعيد به بلفظه. وأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 454)، عن إبراهيم بن سعيد به ولفظه: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في شعر الجاهلية إلَّا قصيدتين للأعشى: إحداهما في أهل بدر، والأخرى في عامر وعلقمة. قلت: وهنا اختلاف بين متني الحديثين فجعل الأول قصيدة أهل بدر لأمية وهو الصحيح بينما جعل الثاني القصيدتين للأعشى. ومدا هذه الطرق على أبي بكر الهذلي وهو متروك، فالحمل عليه في اختلاف المتن، فبقية الرواة ثقات. لكنه لم ينفرد في رواية الحديث إذ تابعه سليمان بن أرقم، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: رخص لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في كل شعر جاهلي إلَّا قصيدتين للأعشى زعم أنه أشرك فيهما. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 454). وسليمان بن أرقم قال في التقريب (ص250): ضعيف.
2602 - وَحَدَّثَنَا (¬1) الْجَرَّاحُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: لِأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا (¬2) أَوْ دمًا خيرٌ له (¬3) من أن يمتلىء شعرًا هجيت به. ¬
2602 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته النضر بن محرز فهو ضعيف جدًا.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 47) بنفس الإِسناد والمتن. وعلته أحمد بن محرز كما تقدم، وقال الحافظ في اللسان (6/ 197): وقال العقيلي: أحمد لم أقف على ترجمة له، فلعله من تغيير بعض الرواه، أو (النضر) لقبه. اهـ. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 288)، وابن عدي في الكامل (7/ 29)، ومن طريق العقيلي ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 260)، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 17/ ق 569) كلهم من طريق النضر بن محرز، عن محمد بن المنكدر به بلفظه. وقال العقيلي: النضر بن محرز لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلَّا به، وإنما يعرف هذا الحديث بالكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس. وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، والنضر لا يتابع عليه على هذا، ولا يعرف إلَّا به. =
= قلت: والنضر تقدم أنه ضعيف جدًا. وحديث ابن عباس الذي ذكره العقيلي متنه بنحو حديث جابر. أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 289)، وابن عدي في الكامل (6/ 119) كلاهما من طريق حبّان بن علي، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عباس به. وحبان بن علي قال في التقريب (ص 149): ضعيف. والكلبي هو محمد بن السائب قال في التقريب (ص 479): متهم بالكذب. فهذا إسناد تالف لا يصلح كشاهد. وقد خولف حبّان في إسناده فرواه إسماعيل بن عياش، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قال: قيل لعائشة: إن أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: لَأَنْ يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا، فقالت عائشة: يرحم الله أبا هريرة، حفظ أول الحديث ولم يحفظ آخره، إن المشركين كانوا يهاجون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا من مهاجاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم. أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (2/ 371)، وابن عدي في الكامل (6/ 120). وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها فالكلبي كوفي. ثم إن محمد بن السائب تقدم قول الحافظ في التقريب (ص 479): متهم بالكذب. وعلى ذلك فإن هذا الحديث بهذه الأسانيد وبهذا المتن لا يثبت بل هو باطل بهذه الزيادة "هجيت به" كما قال الحافظ في الفتح (10/ 454)، والألباني في الضعيفة (3/ 238). علمًا أن الحديث دون الزيادة ثابت في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وأبي سعيد الخدري، وعوف بن مالك، وعمر بن الخطاب، ومالك بن عمير، وأبي الدرداء رضي الله عنهم، وطاووس مرسلًا. =
= أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن أبي صالح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا. أخرجه البخاري (10/ 548 الفتح)، ومسلم (ح 2257)، والترمذي (8/ 144 التحفة)، وأبو داود (13/ 351 العون)، وأحمد (2/ 288، 391، 478)، وابن ماجه (ح 3759)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 295)، والحربي في غريب الحديث (2/ 754)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 860)، وابن أبي شيبة (8/ 532)، والبغوي في الجعديات (ح 2996)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 3)، وابن عدي في الكامل (5/ 255)، والبيهقي في الكبرى (10/ 244)، وفي الشعب (4/ 276). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الثانية: عن ذكوان، عن أبي هريرة يرفعه بنحو الطريق الأولى. أخرجه البغوي في الجعديات (ح 737)، وابن حبّان: كما في الإحسان (7/ 514)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 6)، والبغوي في شرح السنة (12/ 380). وإسناد البغوي في الجعديات صحيح. الثالثة: عن الحسن، عن أبي هريرة يرفعه بنحو الطريق الأولى. أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 71). وفي إسناده الحارث بن نبهان قال في التقريب (ص 148): متروك. أما حديث عبد الله بن عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: لأن يكون جوف المؤمن مملوءآ قيحا خيرٌ له من أن يكون مملوءًا شعرًا. فأخرجه البخاري (10/ 548 الفتح)، وأحمد (2/ 39، 96)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 295)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند عمر 2/ 3)، وابن أبي شيبة (8/ 532)، والدارمي (2/ 297) والطبراني في الكبير (12/ 318)، =
= والبخاري في الأدب المفرد (ح 870)، وأبو يعلى (9/ 389)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 88)، والبيهقي في الكبرى (10/ 244). أما حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، فله عنه طريقان: الأولى: عن محمد بن سعد، عن أبيه مرفوعًا بنحو حديث أبي هريرة. أخرجه مسلم (ح 2258)، والترمذي (8/ 43 التحفة)، وابن ماجه (ح 3765)، وأبو يعلى (2/ 138)، وأحمد (1/ 174، 177، 181)، والطيالسي (ص 28)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 295)، والطبري في تهذيب الآثار مسند عمر (2/ 2)، ورواه ابن أبي شيبة (8/ 534) مرسلًا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الثانية: عن عمر بن سعد، عن سعد مرفوعًا بنحو حديث أبي هريرة. أخرجه أحمد (1/ 175). وفي إسناده قتادة، وقد عنعن، وهو ممن لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع، فالإسناد ضعيف. أما حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فعرض له شاعر ينشد فقال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا. فأخرجه مسلم (ح 2259)، وأحمد (3/ 8، 41)، وابن أبي شيبة (8/ 532)، والحربي في غريب الحديث (2/ 506)، والطبري في تهذيب الآثار مسند عمر (2/ 4)، والبيهقي في الكبرى (10/ 244). وأما حديث عمر بن الخطاب يرفعه بنحو حديث أبي هريرة. فأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 295)، والبزار كما في الكشف (2/ 452)، وابن جرير في تهذيب الآثار مسند عمر (2/ 1). وإسناد ابن جرير صحيح. وأما حديث عوف بن مالك يرفعه بنحو حديث أبي هريرة. =
= فأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 295)، والطبراني في الكبير (18/ 78). وفي إسناده ابن لهيعة، ضعيف. وأما حديث مالك بن عمير قال: يا رسول الله! أفتني في الشعر؟ فقال: لأن يمتلئ ما بين لبتك إلى عاتقك قيحًا خيرٌ لك من أن يمتلئ شعرًا. قلت: يا رسول الله! امسح على رأسي، فوضع يده على رأسي، فما قلت بعد ذلك بيت شعر. فأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 295)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ف 165 ب). وفي إسناده واصل بن يزيد السلمي، لم أعرفه. وأما حديث أبي الدرداء بنحو حديث أبي هريرة. فأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 415). وفي إسناده الأحوص بن حكيم قال في التقريب (ص 96) ضعيف الحفظ. وأما مرسل طاووس مرفوعًا بنحو حديث أبي هريرة. فأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20503). وإسناده صحيح، إلَّا أنه مرسل. قلت: من خلال هذه الشواهد يتبيّن أن الحديث في الصحيحين وغيرهما عن عدد من الصحابة دون هذه الزيادة. قال الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 595): في سياق هذا الحديث -حديث الباب- ما يدل على بطلان تلك الزيادة من حيث المعنى، فإنه لم يذم الشعر مطلقًا، وإنما الإكثار فيه، وإذا كان كذلك فقوله "هجيت به" يعطي أن القليل من الشعر الذي فيه هجاؤه -صلى الله عليه وسلم- جائزًا، وهذا باطل وما لزم منه باطل فهو باطل. اهـ. قلت: قول "هجيت به" هي زيادة مدرجة من بعض الرواة ألحقت في متن الحديث، حيث روى الشعبي حديث "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا، خيرٌ له من أن =
= يمتلئ شعرًا" ثم فسره رحمه الله، بقوله: يعني من الشعر الذي هُجي به النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 296)، من طريقه البيهقي في الكبرى (10/ 244). وهذا اجتهاد من الشعبي في تفسير معناه، لذلك قال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث (1/ 36): والذي عندي في هذا الحديث غير هذا القول، لأن الذي هجي به النبي -صلى الله عليه وسلم- لو كان شطرين لكان كفرًا، فكأنه إذا حمل وجه الحديث على امتلاء القلب منه أنه قد رخص في القليل منه، ولكن وجهه عنده أن يمتلئ قلبه من الشعر حتى يغلب عليه فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله، فيكون الغالب عليه، فأما إذا كان القرآن والعلم الغالبين عليه، فليس جوف هذا عندنا ممتلئًا من الشعر. اهـ. =
2603 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن ثابت، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة رضي الله عنها، قالت: سُئل رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الشِّعْرِ فَقَالَ: هُوَ كَلَامٌ فَحَسَنُهُ حَسَنٌ، وقبيحه قبيح. ¬
2603 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن ثابت. وهو صدوق له أوهام. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 150 ب مختصر) وسكت عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 122) وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. وثّقه دحيم وجماعة، وضعّفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (4/ 175) وحسنه، أما الألباني فذكره في صحيح الجامع (ح 3733)، وفي السلسلة الصحيحة (1/ 730) وصححه. قلت: لعله بالنظر إلى شواهده.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 200) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه أبو نعيم في جزء منتخب من كتاب الشعراء (ق 31 أ)، والبيهقي في الكبرى (10/ 239) كلاهما من طريق أبي يعلى به. وقال البيهقي: وصله جماعة والصحيح عنه -أي عروة- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا. وتابع عبد الرحمن بن ثابت ثلاثة وهم: الأول: عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، عن هشام بن عروة به بلفظه. أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 156). وعبد الرحمن قال في التقريب (ص 344): متروك فهي متابعة لا يُفرح بها. =
= الثاني: عبد العظيم بن حبيب بن رغبان، عن هشام بن عروة به بلفظه. أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 155). وعبد العظيم قال الذهبي في المشتبه (ص 320): متروك فهي متابعة لا يُفرح بها كذلك. الثالث: يونس بن عبيد، عن ابن شهاب، عن عروة به بلفظه. أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 137). وفي إسناده ابن لهيعة ضعيف. وروي الحديث موقوفًا. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 866) من طريق جابر بن إسماعيل وغيره، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، أنها كانت تقول: الشّعر منه حسن ومنه قبيح، خذ بالحسن ودع القبيح. ولقد رُويت من شعر كعب بن مالك أشعار، منها القصيدة فيها أربعون بيتًا ودون ذلك. وجابر بن إسماعيل ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 501) وسكت عليه، ولم أر من وثّقه، ولا يروي عنه غير عبد الله بن وهب. فهو مجهول. ورواه عروة مرسلًا، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: الشعر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح. أخرجه البيهقي في السنن الصغير (4/ 182) معلقًا. وقال البيهقي: وهذا مرسل وروي موصولًا بذكر عائشة. ووصله ضعيف. قلت: تقدم أن إسناد الموصول حسن. وللحديث شاهدان عن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة رضي الله عنهما: أما حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فله عنه طريقان: الأولى: عن عبد الرحمن بن نافع، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الشعر بمنزلة الكلام حسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 865)، والطبراني في الأوسط كما في =
= مجمع البحرين (ق 141 أ)، والدارقطني في السنن (4/ 156)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 138)، وأبو نعيم في جزء منتخب من كتاب الشعراء (ق 31 أ). ومدار أسانيدهم على عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو ضعيف. وأخرجه الديلمي في الفردوس (ح 1368). الثانية: عن حبّان بن أبي جبلة، عن عبد الله بن عمرو بنحو الطريق الأولى. أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 138). وكذلك فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم. وأما حديث أبي هريرة مرفوعًا: حسن الشعر كحسن الكلام وقبيح الشعر كقبيح الكلام. أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 156) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا. وإسماعيل بن عياش مُدلس لا يقبل من حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع. ولم يصرح هنا.
2604 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ (¬1) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: امْرُؤُ الْقَيْسِ صَاحِبُ لواء الشّعر (¬2) إلى النار. ¬
2604 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: أبو الجهم الواسطي فهو ضعيف جدًا. الثانية: عنعنة الزهري، وقد عده الحافظ ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 119) وقال: رواه أحمد، والبزار، وفي إسناده أبو الجهيم شيخ هشيم بن بشير ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 2/ ق 98) من طريق أبي يعلى، به. وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 150)، وابن عدي في الكامل (4/ 85، 7/ 137) من طريق يحيى بن معين، به بنحوه. وأخرجه أحمد (2/ 228)، والبزار: كما في الكشف (2/ 452)، وبحشل في تاريخ واسط (ص 122)، وابن عدي في الكامل (7/ 300)، والخطيب في كتاب شرف أصحاب الحديث (ح 224)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 138)، وأبو عروبة في الأوائل: كما في فيض القدير (2/ 187) كلهم من طريق هشيم، به بنحوه. وقال البزّار: لا نعلمه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا بهذا الإسناد. =
= قلت بل جاء عنه -صلى الله عليه وسلم- بغير هذا الإسنادكما سيأتي. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال أحمد: أبو الجهم: مجهول. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال ابن حبّان: روى عن الزهري ما ليس من حديثه. اهـ. قلت: وبإخراج الإِمام للحديث لا يكون من الزوائد على أنه تحرف عنده أبو الجهم إلى أبي الجهيم. ومدار هذه الأسانيد على أبي الجهم الواسطي وقد علمت حاله، لكنه لم ينفرد بروايته عن الزهري إذ تابعه: يحيى بن أبي رواد، عن أبيه، عن الزهري. أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 157) عن شيخه أحمد بن محمد بن مصعب، عن أبيه وعمه قالا: حدّثنا أبي، حدّثنا يحيى أبي رواد، به. وقال ابن حبّان عن شيخه: كان ممن يضع المتون للآثار ويقلب الأسانيد للأخبار .. فاستحق الترك. فالإسناد تالف، وهي متابعة لا يُفرح بها. وله متابعة أخرى عن ابن عون، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به بلفظه. أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 201)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 3/ ق 99)، وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (9/ 370)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 139) وفي إسناد ابن عدي أحمد بن محمد بن حرب. قال ابن عدي: يتعمد الكذب ويلقن فيتلقن فهو موضوع، وفي إسناد الخطيب أبو هفان الشاعر. قال ابن الجوزي: لا يعول عليه. وللحديث شاهدان عن عفيف بن معد يكرب، والصلصال رضي الله عنهما. أما حديث عفيف بن معد يكرب مرفوعًا قال: امرؤ القيس بن حجر قائد الشعراء إلى النار يوم القيامة، وهو رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة. =
= فأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 99)، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 372)، وابن عساكر في تاريخه (ج 3/ ق 92)، وأبو نعيم في جزء منتخب من كتاب الشعراء (ق 31 أ). ومدار أسانيدهم على هشام بن محمد الكلبي قال في المغني في الضعفاء (2/ 711): تركوه وهو أخباري. وأخرجه البغوي في معرفة الصحابة، وأبو زرعة الرازي في كتاب الشعراء كلاهما: كما في الإصابة (4/ 249). وأما حديث الصلصال قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: امرؤ القيس صاحب لواء الشّعر إلى النار يوم القيامة. فأخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 310). وفي إسناده محمد بن الضوء قال في الميزان (3/ 586): حديثه باطل، وقال الخطيب: ليس محمد بمَحلّ أن يؤخذ عنه العلم لأنه كذاب، كان أحد المتهتكين بالخمور والفجور. اهـ. وعليه وبالنظر إلى المتابعات والشواهد نجد أنها إما شديدة الضعف، أو موضوعة فلا تزيد الحديث إلَّا وهنًا فهو باقٍ على ضعفه الشديد.
2605 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ [سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ] (¬2)، حَدَّثَنِي أَبُو هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ فَسَمِعَ رَجُلَيْنِ يَتَغَنَّيَانِ وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ فَذَكَرَ شِعْرًا. فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- (¬3): من هَذَانِ؟ فَقِيلَ لَهُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْكَسَهُمَا (¬4) اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفِتْنَةِ رَكْسًا، ودَعَّهُما إِلَى النَّارِ دَعًّا. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ فَذَكَرَهُ، وَفِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيَّ (¬5) يُحَدّث أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمِعُوا (¬6) غِنَاءً [فَاسْتَشْرَفُوا] (¬7) لَهُ، فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَمَعَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُحَرّم الْخَمْرُ فَأَتَاهُمْ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: هَذَا فُلَانٌ، وَفُلَانٌ وَهُمَا يَتَغَنَّيَانِ يُجِيبُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ وَهُوَ يَقُولُ: لَا يَزَالُ جَوَارِيَّ لَا يَلُوحُ عِظَامُهُ ... [زَوَى] (¬8) الْحَرْبُ عَنْهُ أَنْ [يُجَنَّ] (¬9) فَيَقبُرَا فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَيْهِ فَقَالَ: أَرْكَسَهُمَا اللَّهُ فِي الْفِتْنَةِ، اللَّهُمَّ دَعِّهِمَا إِلَى النار. ¬
2655 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: ضعف يزيد بن أبي زياد. الثانية: جهالة حال أبي هلال العكي. الثالثة: جهالة حال سليمان بن عمرو بن الأحوص. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 121) وقال: رواه أحمد، والبزار، وأبو يعلى وفيه يزيد بن أبي زياد وأكثر على تضعيفه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (13/ 430) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 233) عن محمد بن فضيل، به بنحوه. وأخرجه الإِمام أحمد (4/ 421)، وابنه عبد الله في الزوائد (4/ 421)، وأبو يعلى (13/ 431) كلهم عن ابن أبي شيبة، به بنحوه. وبرواية الإِمام أحمد له لا يكون من الزوائد. وأخرجه البزّار: كما في الكشف (2/ 453) من طريق محمد بن فضيل، به بنحوه. وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 101)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 21) من طريق محمد بن فضيل، عن سليمان بن عمرو بن الأصل، عن أبي برزة -وأسقط أبا هلال- قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فسمع صوت =
= غناء فقال: انظروا ما هذا؟ فصعدت فنظرت فإذا معاوية، وعمرو يغنيان فجئت فأخبرت النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: اللَّهُمَّ أركسهما في الفتنة ركسًا، اللهم دعهما إلى النار دعًا. وقال البزّار: أبو هلال العكي غير معروف، وسليمان بن عمرو روى عنه يزيد وغيره. وتعقب السيوطي ابن الجوزي في اللآلى (1/ 427)، ووافقه ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 16) في تعقبه على ابن الجوزي. فقال السيوطي: هذا لا يقضي بالوضع، والحديث أخرجه أحمد في مسنده وذكر سنده، وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني، ثم ساق رواية ابن قانع -سيأتي تخريجها- وقال بعدها. وهذه الرواية أزالت الاشكال وبينت أن الوهم وقع في الحديث الأول -حديث أبي برزة- في لفظة واحدة وهي قول "ابن العاص" وإنما هو رفاعة أحد المنافقين، وكذلك معاوية بن رافع أحد المنافقين، والله أعلم. اهـ. وشاهد ابن عباس الذي ذكره السيوطي أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 38) من طريق طاووس، عن ابن عباس قَالَ: سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صوت رجلين وأحدهما يقول: لا يزال جواري تَلُوحُ عِظَامُهُ ... زَوَى الْحَرْبُ عَنْهُ أَنْ يُجَنَّ فَيَقبُرَا فسأل عنهما، فقيل: معاوية، وعمرو بن العاص، فقال: اللهم أركسهما فِي الْفِتْنَةِ رَكْسًا وَدَعَّهُمَا إِلَى النَّارِ دَعًّا. وفي إسناده عيسى بن سوادة النخعى قال في اللسان (4/ 459): قال ابن معين: كذاب، وقال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف. اهـ. وعليه فهو متهم. فلا يصلح حديثه كشاهد. وأما رواية ابن قانع التي ذكرها السيوطي. فعن شقران قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فسمع قائلًا. يقول: لا يزال جواري تَلُوحُ عِظَامُهُ ... زَوَى الْحَرْبُ عَنْهُ أَنْ يُجَنَّ فَيَقبُرَا =
= فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ هذا؟ فقلت: هذا معاوية بن رافع التابوت، وعمرو بن رفاعة ابن التابوت، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- اللهم أركسهما في الفتنة ركسا، ودعهما إلى نار جهنم دعًا. أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 4)، وابن قانع في معجمه: كما في اللآلى (1/ 427). وزاد ابن قانع فمات عمرو بن رفاعة قبل أن يقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- من السفر. وقال ابن عدي: وشعيب بن إبراهيم -وهو أحد رجال الحديث عنده- له أحاديث وأخبار وهو ليس بذلك المعروف ومقدار ما يرويه من الحديث والأخبار ليست كثيرة وفيه بعض النكارة؛ لأن في أخباره وأحاديثه ما فيه تحامل على السلف. وقال في الميزان (2/ 275): فيه جهالة فالإِسناد ضعيف. وله شاهد ثالث، ولم يشر إليه السيوطي وهو حديث المطلب بن ربيعة قَالَ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسير في بعض أسفاره بالليل إذ سمع غناء فقال: ما هذا؟ فنظروا فإذا رجل يطارح رجلًا الغنى، لا يزال جواري يَلُوحُ عِظَامُهُ زَوَى الْحَرْبُ عَنْهُ أَنْ يُجَنَّ فَيُقْبَرَا، فقال: اللهم أركسهما في الفتنة ركسا ودعهما إلى نار جهنم دعًا. أخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 165 ب) من طريق عمر بن عبد الغفار، عن نصر بن أبي الأشعث، وشريك، وأبو بكر بن عباس، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن الحارث، عن المطلب، به. وقال: لم يروه عن نصر إلَّا عمرو. قلت: في إسناده يزيد بن أبي زياد الهاشمي مولاهم قال في التقريب (ص 601): ضعيف، كبر فتغير وصار يتلقن وكان شيعيًا. وعمر بن عبد الغفار: لم أجد له ترجمة. وعليه وبالنظر إلى هذه الشواهد نجد أنها إما شديدة الضعف، أو بها مجاهيل، فالحديث باقٍ على ضعفه.
12 - باب إعطاء الشاعر
12 - بَابُ إِعْطَاءِ الشَّاعِرِ 2606 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الطَّائِفِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ نُجَيْدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ (¬1): إِنَّهُ أَعْطَى شَاعِرًا (¬2) فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا نَجِيدٍ أَتُعْطِي شَاعِرًا؟ قَالَ (¬3): إِنِّي أَفْتَدِي عِرْضِي مِنْهُ. ¬
2606 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: جهالة حال يعقوب الطائفي. الثانية: جهالة عين وحال أبي يعقوب الطائفي. الثالثة: جهالة حال نجيد بن عمران. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 141 أمختصر) وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 343) من طريق نجيد بن عمران بن حصين به بنحوه. وللحديث شاهدان عن عوف بن مالك الأشجعي، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما: =
= أما حديث عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: من أراد بر والديه فليعط الشعراء. فأخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 119)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 216) وقال ابن حبّان: هذا حديث باطل. قلت: في سنده إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عيسى قال في الميزان (1/ 18): كان يسرق الحديث. وأما حديث جابر بن عبد الله مرفوعًا: كل معروف صدقة، وكل ما أنفق الرجل على نفسه وأهله كُتِبَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ، وَمَا وَقَى بِهِ الرجل عرضه، كتب له بها صدقة. قلت: ما يعني ما وقي به؟ قال: ما أعطي الشاعر، وذا اللسان المُتَّقى!. أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 322)، والدارقطني في السنن (3/ 28)، والحاكم (2/ 50)، والبغوي في شرح السنة (6/ 146) كلهم من طريق عبد الحميد بن الحسن الهلالي، حدّثنا محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعًا. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي فقال: عبد الحميد ضعفوه. قلت: عبد الحميد بن الحسن، قال الحافظ في التقريب (ص 333): صدوق، يخطئ فالإِسناد ضعيف.
2607 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مَدَحَ اللَّهَ تَعَالَى، وَمَدَحَ رَسُولَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِمَدْحِهِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي خَلَقَهُ، وَلَمْ يُعْطِهِ لِمَدْحِهِ نَفْسَهُ.
2607 - الحكم عليه: هذا حديث مرسل إسناده صحيح.
تخريجه: لم أجده، لكن يشهد له حديث الأسود بن سريع يأتي تخريجه في الحديث القادم.
2608 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ (¬1) زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي مَدَحْتُ اللَّهَ مِدْحَةً، وَمَدَحْتُكَ أُخْرَى، قَالَ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: هات وابدأ بمدحة الله تعالى. ¬
2608 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 144 ب مختصر) وقال: رواه مسدّد، وأبو بكر بن أبي شيبة، والنسائي في الكبرى، ومدار أسانيدهم على علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (2/ 162 الفيض) وصححه. أما الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 1228) وضعّفه.
تخريجه: هو في المصنف لابن أبي شيبة (8/ 525) بنفس الإسناد والمتن. إلَّا أن علي بن زيد بن جدعان سقط منه. وأخرجه أحمد (4/ 24)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 342)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 374)، وابن عدي في الكامل (5/ 201)، والطبراني في الكبير (1/ 287)، والبيهقي في الشعب (4/ 89) كلهم من طريق حماد بن زيد به بلفظه. وفي رواية ابن أبي عاصم جُعل المادح رجلًا. وبإخراج الإِمام أحمد له لا يكون من الزوائد. وأخرجه أحمد (3/ 435)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 342)، والطحاوي =
= في شرح المعاني (4/ 299)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 279)، وفي الحلية (1/ 49) كلهم من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بكرة، عن الأسود بن سريع قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت يا رسول الله! إني قد حمدت ربي تبارك وتعالى بمحامد ومدحتك إياك، قال: هات ما حمدت به ربك عزَّ وجلَّ، قال: فجعلت أنشده فجاء رجل أدلم فاستأذن قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بين بين، قال: فتكلم ساعة ثم خرج، فجعلت أنشده، قال: ثم جاء فاستأذن قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بين بين ففعل ذاك مرتين أو ثلاثًا، قال: قلت يا رسول الله! من هذا الذي استنصتني له قال: عمر بن الخطاب هذا رجل لا يحب الباطل. ومدار هذه الأسانيد على علي بن زيد بن جدعان وقد علمت حاله. لكنه لم ينفرد في رواية الحديث عن عبد الرحمن بن أبي بكرة إذ تابعه الزهري، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ الأسود بن سريع به بنحوه. أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 288)، والحاكم في المستدرك (3/ 615)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 46)، وفي معرفة الصحابة (1/ 280)، وابن قانع في معجمه (ف 4 أ). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بقوله: معمر له مناكير. قلت: معمر هو ابن بكار قال في الميزان (1/ 153): صويلح، قال العقيلي: في حديثه وهم. اهـ. فالإسناد ضعيف. ويكون الحديث من طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة حسن لغيره بالنظر إلى طريقيه. وللحديث طريق آخر عن الحسن، عن الأسود بن سريع به ورواه عن الحسن سنة وهم: الأول: يونس بن عبيد، عن الحسن، عن الأسود بن سريع قال: قلت: يا =
= رسول الله! ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي عَزَّ وَجَلَّ قال: إن ربك يحب الحمد، وما استزادني. أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 298)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 375)، ومحمد بن أحمد بن نصر في الجزء الثالث والعشرين من حديثه (ح 50)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 859)، والنسائي في الكبرى كتاب النعوت (4/ 416)، والطبراني في الكبير (1/ 283)، والبيهقي في الشعب (4/ 89). وهذا الطريق والخمسة الأخرى ضعيفة, لأن الحسن لم يسمع من الأسود بن سريع كما في جامع التحصيل (ص 163). الثاني: مبارك بن فضالة، عن الحسن به بنحو حديث يونس. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 861)، والطبراني في الكبير (1/ 282)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 153)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 47)، وابن قانع في معجمه (ق 4 أ). الثالث: عمرو بن عبيد، عن الحسن به بنحو حديث يونس. أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (ص 413)، والطبراني في الكبير (1/ 283)، وابن عدي في الكامل (5/ 111). الرابع: عبد الله بن أبي بكر المزني، عن الحسن قال: قال الأسود بن سريع: يا رسول الله! ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي عزَّ وجلَّ؟ فقال: إن ربك يحب الحمد. ولم يستزده على ذلك. أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 282)، والحاكم في المستدرك (3/ 614)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 279)، وابن قانع في معجمه (ق 4 أ). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. الخامس: عن أبي الأشهب، عن الحسن قال: كان الأسود بن سريع شاعرًا فقال: يا نبي الله! ألا أسمعك محامد حمدت بها ربي؟ قال: أما إن ربك يحب =
= الحمد، أو ما شيء أحب إليه الحمد من الله عزَّ وجلَّ. أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 42)، والطبراني في الكبير (1/ 282). السادس: عوف، عن الحسن به بنحو حديث يونس. أخرجه أحمد (3/ 435)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص 413)، والمحاملي في أماليه (ح 62). وفي متن طريق الحسن مخالفة لمتن حديث الباب، إذ لم يقل له هنا: هات وابدأ بمدحة الله، لكن تقدم أن إسناده ضعيف فالحسن لم يدرك الأسود فيترجح متن حديث الباب. وروى الحديث الباوردي، وسعيد بن منصور كلاهما: كما في الكنز (ح 8343، 8346).
13 - باب الأمر بالتستر من المعصية ولو صغرت
13 - باب الأمر بالتستر من الْمَعْصِيَةِ وَلَوْ صَغُرَتْ 2609 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ (¬1)، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مَرْيَمَ بِنْتِ طَارِقٍ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ... فَذَكَرَتِ الْحَدِيثَ، قَالَتْ: وَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّ كَريّي (¬2) يَتَنَاوَلُ سَاقِي، فَأَعْرَضَتْ عَنْهَا بِوَجْهِهَا، وَقَالَتْ: أَخْرِجِيهَا (¬3) فَأُخْرِجَتِ المرأةُ عَنْهَا، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَتْ: يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا يَمْنَعُ الْمَرْأَةَ إِذَا أَصَابَتِ الذَّنْبَ فسُتر عَلَيْهَا أَنْ تَسْتُرَ مَا سَتَرَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ، وَلَا تُبدي لِلنَّاسِ، فَإِنَّ النَّاسَ [يُعَيِّرُونَ وَلَا يُغَيِّرُونَ] (¬4) وَإِنَّ الله [يُغيّر ولا يُعَيّر]، (¬5). ¬
2659 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف مريم بنت طارق لم أجد لها ترجمة. =
= تخريجه: أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (3/ 953) عن عيسى بن يونس، عن أبي حيان التيمي، عن أبيه، عَنْ مَرْيَمَ بِنْتِ طَارِقٍ قَالَتْ: دخلتُ عَلَى عائشة في نسوة فسألتها عن الظروف فقالت: إنكن لتسئلن عن ظروف ما كان كثيرًا مِنْهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فاتقين الله واجتنبن كل مسكر، وإن أسكر إحداكن ماء حُبّها فلتجتنبه، فإن كل مسكر حرام، قال: فقالت يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّ كَرِيِّي يَتَنَاوَلُ سَاقِي فابقها بيدها وقالت: أخرجيها عني، فأخرجت المرأة ثم أقبلت عليهن فقالت: يا نساء المؤمنين! أتعجز إحداكن إذا أذنبت فستر الله عليها أن تستره على نفسها، فَإِنَّ النَّاسَ يُعَيِّرُونَ وَلَا يُغَيِّرُونَ، وَإِنَّ اللَّهَ يغير ولا يعير. وأخرجه أحمد في الأشربة (ح 226)، والبيهقي في الكبرى (8/ 311) من طريق يحيى بن سعيد، به وذكرا شطره الأول. المتعلق بالمسكر. ومدار هذه الأسانيد على مريم بنت طارق ولم أعرفها.
14 - باب الترغيب في حفظ اللسان والفرج
14 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي حِفْظِ اللِّسَانِ وَالْفَرْجِ 2610 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَقِيلٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فُقْمَيْهِ (¬1) وَرِجْلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ (¬2). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مَنْصُورٍ (¬3) بِهِ، وَقَالَ (¬4): لَمْ يَقُلْ لِي عَبْدُ الْغَفَّارِ يَعْنِي ابْنَ دَاوُدَ الْحَرَّانِيَّ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ بِهَذَا الإِسناد، يُرِيدُ أَنَّهُ جَعَلَهُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَسْقَطَ عَقِيلًا، لَكِنْ قَدْ (¬5) رُوِّينَاهُ فِي فَوَائِدِ تَمَّامٍ (¬6) مِنْ طَرِيقِ أَبِي صَالِحٍ الْحَرَّانِيِّ وَهُوَ عَبْدُ الْغَفَّارِ جَعَلَهُ (¬7) بِإِثْبَاتِ عَقِيلٍ وَكَذَلِكَ أَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ (¬8) مِنْ طَرِيقِ مَعَافَى بن سليمان، عن موسى بن أعين. ¬
2610 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف عبد الله بن محمد بن عقيل. الثانية: جهالة عقيل مولى ابن عباس.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى (13/ 258)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على الزهد (2/ 152) كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة به بلفظه. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 54)، والمحاملي في أماليه (ح 365)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 449)، ومن طريقه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 323)، والبيهقي في الشعب (5/ 55) كلهم من طريق معلى بن منصور به بلفظه. وأخرجه تمام في فوائده (1/ 490)، والحاكم في المستدرك (4/ 358) من طريق موسى بن أعين به. وأخرجه أحمد (4/ 398) من طريق موسى بن أعين به. إلَّا أن أحمد أبهم اسم الراوي عن أبي موسى، وأسقط سليمان بن يسار وقال في متنه: من حفظ ما بين فقميه وفرجه. وسكت عليه الحاكم. قلت: وبإخراج أحمد له لا يكون من الزوائد. وأخرجه الطبراني كما في الترغيب والترهيب (3/ 283) ولم أعرف إسناده فمسند أبي موسى يقع ضمن الجزء المفقود من المعجم الكبير. ومدار هذه الطرق على عبد الله بن محمد بن عقيل وقد تقدم أنه ضعيف. =
= وللحديث شواهد كثيرة عن سهل بن سعد، وأبي هريرة، وجابر، وأبي رافع، وأبي بكر، وأنس، وعائشة رضي الله عنهم، وعطاء بن يسار مرسلًا، وأبي حيان مرسلًا. أما حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة. فأخرجه البخاري (11/ 308 الفتح)، والترمذي (7/ 89 التحفة)، وأحمد (5/ 333)، وأبو يعلى (13/ 548) وابن أبي الدنيا في الورع (ح 134)، وفي الصمت (ح 3)، وابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 483)، وابن عدي في الكامل (5/ 45) , وابن عبد البر في التمهيد (5/ 63)، والطبراني في الكبير (6/ 190)، والحاكم في المستدرك (4/ 398)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 252)، وحبيب بن الربيع في مسنده (2/ 69)، والبيهقي في الكبرى (8/ 166)، وفي الشعب (4/ 360)، وفي الآداب (ح 398). وأما حديث أبي هريرة فله عنه أربع طرق: الأولى: عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من وقي شر ما بين لحييه وبين رجليه دخل الجنة. أخرجه الترمذي (7/ 90 التحفة)، وأبو يعلى (11/ 64)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 484)، وابن أبي عاصم في الزهد (ح 14)، والحاكم (4/ 357)، وابن عبد البر في التمهيد (5/ 63). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: مدار أسانيدهم على محمد بن عجلان، قال في التقريب (ص 496): صدوق، إلَّا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. اهـ. الثانية: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عن أبي هريرة به بنحوه. أخرجه الحاكم (4/ 357)، والبيهقي في الشعب (4/ 360). =
= وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وأبو واقد هو صالح بن محمد، ووافقه الذهبي. قلت: فيه صالح بن محمد أبو واقد الليثي قال في التقريب (ص 273): ضعيف. الثالثة: عن إسحاق مولى زائدة، عن أبي هريرة به بنحوه. أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 688)، والبيهقي في الشعب (4/ 360) وفيه أبو واقد فالإسناد ضعيف. الرابعة: عن أبي صالح، عن أبي هريرة به بنحوه. أخرجه تمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 353). وفي سنده القاسم بن عبد الله العمري قال في التقريب (ص 450): متروك، ورماه أحمد بالكذب. فالإسناد واهٍ. وأما حديث جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه ضمنت له الجنة. فأخرجه أبو يعلى (3/ 381، 4/ 84)، وابن عبد البر في التمهيد (5/ 62)، والطبراني في الصغير (ح 756) وفي الأوسط كما في المجمع (15/ 305)، ومن طريقه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 324) كلهم من طريق المغيرة بن سقلاب، عن معقل بن عبيد الله، عن عمرو بن دينار، عن جابر. وقال الطبراني: لم يروه عن عمرو إلَّا معقل تفرّد به المغيرة بن سقلاب. قلت: المغيرة بن سقلاب قال في الميزان (4/ 163) قال النفيلي: لم يكن مؤتمنًا، وقال ابن عدي: منكر الحديث وعلى ذلك فالإسناد ضعيف. وأما حديث أبي رافع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من حفظ ما بين فقميه وفخذيه دخل الجنة. فأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 311). وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل تقدم =
= في حديث الباب أنه ضعيف. وأما حديث أبي بكر مرفوعًا: من وقاه الله عَزَّ وَجَلَّ شرَّ ما بين لحييه، وما بين رجليه دخل الجنة. فأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 20) وإسناده صحيح. وأما حديث أنس يرفعه بنحو حديث سهل. فأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 76)، وابن بعد البر في التمهيد (5/ 64). ومدار إسناديهما على خراش بن عبد الله، قال في الميزان (1/ 651): ساقط، عدم. فالإسناد ضعيف جدًا. وأما حديث عطاء بن يسار مرسلًا يرفعه: من وقاه الله شر اثنين ولج الجنة .. الحديث. فأخرجه مالك في الموطأ (2/ 987). وإسناده صحيح، إلَّا أنه مرسل. وأما حديث أبي حيان مولى التيميين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من توكل لي ما بين لحييه وما بين رجليه توكلت له بالجنة. فأخرجه هنّاد في الزهد (ح 1098) وهو مرسل. وعليه يرتقي حديث الباب بهذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
15 - باب الزجر عن الغضب
15 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْغَضَبِ 2611 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! عَلِّمْنِي عَمَلًا أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ وَأَقْلِلْ (¬1) قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تَغْضَبْ. * قُلْتُ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ لَكِنَّهُ شَاذٌّ، فَإِنَّ الْمَحْفُوظَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَذَا هُوَ فِي الصَّحِيحِ (¬2). ¬
2611 - الحكم عليه: وحديث الباب إسناده صحيح إلَّا أنه شاذ كما بين الحافظ ابن حجر. فعبد الواحد بن زياد ثقة، إلَّا في حديثه عن الأعمش ففيه مقال، وهذا منه، وخالفه يحيى بن يوسف هو الزَّمي، وأبو كريب، وعاصم بن علي، وأسود بن عامر، فرووه عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
تخريجه: أخرجه البيهقي في الكبرى (10/ 105) من طريق مسدّد به. =
= أخرجه المحاملي، والضياء في المختارة كما في إتحاف السادة المتقين (8/ 5) ولم أعرف إسنادهما. أخرجه البيهقي في الكبرى (10/ 105) من طريق الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أو عن أبي هريرة -بالشك- به بنحوه. وذكره في الشعب (6/ 307) معلقًا من طريق عبد الواحد بن زياد به. وأخرجه هنّاد في الزهد (ح 1300)، وابن حبّان في روضة العقلاء (ص 138)، وأبو يعلى (3/ 166)، كلهم من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- به. وأما حديث أبي هريرة الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر وجعله هو المحفوظ فله عنه طريقان: الأولى: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فقال: وذكر نحوًا من حديث الباب. أخرجه البخاري (10/ 519 الفتح)، والترمذي (6/ 164 التحفة)، وأحمد (2/ 362، 466)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 324)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 340)، والبغوي في شرح السنة (13/ 159)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 364)، والبيهقي في الكبرى (10/ 105)، وفي الشعب 6/ 307)، وفي الآداب (ح 160). الثانية: عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هريرة بنحو الطريق السابقة. أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 334). وقال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، عن الزهري تفرد به أبو سبرة، عن مطرف. وأبو سبرة المدني لم أجد له ترجمة. وورد الحديث عن عدد من الصحابة منهم: جارية بن تدامة، وعبد الله بن =
= عمرو، وعثمان بن أبي العاص، وعبد الرحمن بن دلهم رضي الله عنهم. أما حديث جارية بن قدامة: أن رجلًا قال له: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قُلْ لِي قَوْلًا وَأَقْلِلْ عليّ لعلي أعقله، قال: لا تغضبت فأعاد عليه مرارًا، كل ذلك يقول: لا تغضب. فأخرجه أحمد (3/ 484، 5/ 34)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 479)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 323)، وابن أبي شيبة (8/ 345)، والطبراني في الكبير (2/ 262)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 380)، والحاكم في المستدرك (3/ 315)، وابن سعد في الطبقات (7/ 56)، والبيهقي في الشعب (6/ 307)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 108). وسكت عليه الحاكم، وإسناده صحيح. وأما حديث عبد الله بن عمرو إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا ينجيني من غضب الله؟ قال: لا تغضب. فأخرجه أحمد (2/ 175)، والبيهقي في الشعب (6/ 308)، من طريق ابن لهيعة، عن دراج، عن عبد الرحمن ابن جبر، عن عبد الله بن عمرو به. وابن لهيعة ضعيف، لكن تابعه عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح به. أخرجه ابن حبّان كما في الموارد (ح 1971)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 38)، كلاهما من طريق عمرو ابن الحارث به. وعمرو بن الحارث هو الأنصاري قال في التقريب (ص 419): ثقة، فقيه، حافظ وبقية رجال ابن حبّان ثقات إلَّا أحمد بن عيسى المصري قال في التقريب (ص 83): صدوق، ودراج أبي السمح قال في التقريب (ص 201): صدوق فالأسناد حسن. وأما حديث عثمان بن أبي العاص بنحو حديث الباب. فأخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 913). وفي سنده عبد الله بن عمر العمري قال في التقريب (ص 314): ضعيف. =
= وأما حديث عبد الرحمن بن دلهم: أن رجلًا قال: يا رسول الله! دُلني على عمل أدخل به الجنّة، قال: لا تسأل الناس شيئًا ولك الجنة، قال: زدني، وقال: لا تغضب ولك الجنة ... الحديث. فأخرجه أبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 118)، والطبراني كما في المجمع (10/ 209). قال الهيثمي في المجمع: وفيه من لم أعرفهم. وعليه فإن المتن ثابت في الصحيح إلَّا أن سنده شاذ كما بين الحافظ.
2612 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قُلْ لِي قَوْلًا وَأَقْلِلْ لَعَلِّي أَعْقِلُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تَغْضَبْ، فَأَعَدْتُ مَرَّتَيْنِ كُلُّ ذَلِكَ يَرْجِعُ إِلَيَّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا تَغْضَبْ. * هَذَا إِسْنَادٌ حسن.
2612 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف حيث إنه من رواية العراقيين، عن ابن أبي الزناد وهي ضعيفة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 141/ ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى ورواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 69) وقال: رواه أبو يعلى وفيه ابن أبي الزناد وقد ضعّفه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (10/ 51) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة كما في إتحاف السادة المتقين (8/ 5). قلت: ويشهد لمعناه الحديث السابق رقم (2611) إلَّا أن تحديد السائل بابن عمر لا يثبت لأن الإسناد ضعيف.
16 - باب الحث على شكر النعم
16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى شُكْرِ النِّعَمِ 2613 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ السَّائِبِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قَالَ: مَنْ [أُزِلَتْ] (¬1) إِلَيْهِ نِعْمَةٌ مِنَ الْحَقِّ فَعَلَيْهِ أَنْ يُجْزَى بِهَا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ جَزَاؤُهَا فَلْيُظْهِرِ الثَّنَاءَ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فقد كفر. ¬
2613 - الحكم عليه: وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 142 أمختصر) وقال: رواه مسدّد معضلًا.
تخريجه: أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث (1/ 15) عن يحيى بن سعيد به بنحوه. وأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 516) من طريق يحيى بن سعيد به بنحوه. وأخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ح 75) من طريق السائب بن عمر به بنحوه.
2614 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) بِشْرٌ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي (¬2)، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ أُعْطِيَ عَطاء فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ بِهِ، فَمَنْ أَثْنَى (¬3) بِهِ فَقَدْ شَكَرَهُ، وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ، وَمَنْ تَحَلَّ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَانَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُور. وَحَرَّكَ بِشْر (¬4) السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ (¬5) مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله به بنحوه. ¬
2614 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته شرحبيل بن سعد. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 142 أمختصر)، وقال: رواه مسدّد والحارث بسند ضعيف، لجهالة بعض رواته. وإسناد الحارث ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: عبد العزيز بن أبان: فهو متروك. الثانية: سعيد مولى الأنصار: لم أعرفه وإن كان هو شرحبيل فهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه أبو داود (13/ 166 العون) عن مسدّد به بلفظه. وقال أبو داود: رواه يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عن شرحبيل بن سعد. =
= قال أبو داود: وهو شرحبيل يعني رجلًا من قومي كأنهم كرهوه. قلت: بإخراج أبي داود له لا يكون من الزوائد. وأخرجه البيهقي في الكبرى (6/ 182) من طريق مسدّد به بلفظه. وأخرجه في الشعب (6/ 514) من طريق بشر به بلفظه. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 215)، والبيهقي في الكبرى (6/ 182) كلاهما من طريق يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عن شرحبيل الأنصاري، عن جابر مرفوعًا، وقال البخاري في روايته شرحبيل مولى الأنصار. وأخرجه الحارث كما في المطالب هنا من طريق عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عن جابر به. وأظن أن "سعيد" تحرف من "شرحبيل". وأخرجه الترمذي (6/ 183 التحفة) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وإسماعيل ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها، فعمارة حجازي كما تقدم في ترجمته. وخالف في هذا الحديث إثنان من الثقات هما: بشر بن المفضل، ويحيى بن أيوب كما تقدم آنفًا. وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (5/ 175)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 294) كلاهما من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن شرحبيل الأنصاري به. ومدار هذه الأسانيد على شرحبيل، وهو ضعيف، إلَّا أنه لم ينفرد إذ تابعه إثنان: الأول: محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعًا قال: من أبلى خيرًا فلم يجد إلَّا الثناء فَقَدْ شَكَرَهُ، وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ وَمَنْ تحل باطلًا فهو كلابس ثوبي زور. أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 364) من طريق أيوب بن سويد، عن الأوزاعي، عن محمد بن المنكدر به. =
= وأيوب بن سويد قال في التقريب (ص 118): صدوق، يخطئ، فالإسناد ضعيف. الثاني: أبو سفيان، عن جابر مرفوعًا: من أبلى بلاءً فذكره، فقد شكره وإن كتمه فقد كفره. أخرجه أبو داود (13/ 167 العون) عن عبد الله بن الجراح، عن جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان به. وعبد الله بن الجراح، قال في التقريب (ص 298): صدوق، يخطئ، فالإسناد ضعيف. وعليه يرتقي الحديث بهاتين المتابعتين إلى الحسن لغيره. وله شواهد عن أبي هريرة، وعائشة، وطلحة رضي الله عنهم: أما حديث أبي هريرة مرفوعًا: من أولى معروفًا فليكافئه، فإن لم يقدر فليذكره، فمن ذكره فقد شكره، ومن تشبّع بما لم ينل فهو كلابس ثوبي زور. فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 515) مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا. وصالح بن أبي الأخضر , قال في التقريب (ص 271): ضعيف، يعتبر به. وأما حديث عائشة مرفوعًا بنحو حديث أبي هريرة. فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 515)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 380) كلاهما مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة مرفوعًا. وصالح تقدم حاله. وأما حديث طلحة بن عبيد الله مرفوعًا: من أولى معروفًا فليذكره، فمن ذكره فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره. فأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 115) من طريق سليمان بن أيوب، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ مُوسَى بْنِ طلحة، عن طلحة مرفوعًا. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 181) وقال: فيه من لم أعرفهم.
2615 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ (¬1)، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: خَصْلَتَانِ مَنْ كَانَتَا فِيهِ كَتَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى شَاكِرًا صَابِرًا (¬2): مَنْ نَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي دِينِهِ فَاقْتَدَى بِهِ، وَمَنْ نَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي دُنْيَاهُ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَا فَضَّلَهُ بِهِ عَلَيْهِ، وَخَصْلَتَانِ مَنْ كَانَتَا فِيهِ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ صَابِرًا، وَلَمْ يَكْتُبْهُ شَاكِرًا: مَنْ نَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي دِينِهِ فَلَمْ يَقْتَدِ بِهِ، وَنَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ في دنياه فأسف عليه. ¬
2615 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف رشدين بن سعد. الثانية: ضعف المثنى بن الصباح.
تخريجه: أخرجه الترمذي (7/ 215 التحفة)، وابن أبي الدنيا في الشكر (ح 200)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 309) كلهم من طريق المثنى بن الصباح به بنحوه. وبإخراج الترمذي للحديث لا يكون من الزوائد. وأخرجه الترمذي (7/ 214 التحفة)، والبغوي في شرح السنة (14/ 293) من طريق الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عن جده عبد الله بن عمرو بنحوه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ولم يذكر سويد عن أبيه في حديثه. قلت: مدار هذه الطرق على المثنى، وهو ضعيف. وللحديث شواهد عن أبي سعيد، وأبي هريرة، وعبد الله بن مسعود، وأنس رضي الله عنهم. =
= أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم. أخرجه مسلم (ح 2963)، والترمذي (7/ 216 التحفة)، وابن ماجه (ح 2142)، وأحمد (2/ 254، 482)، وابن أبي الدنيا في الشكر (ح 159)، والخطابي في العزلة (ح 88)، والبغوي في شرح السنة (14/ 293)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 60، 8/ 178)، وفي تاريخ أصبهان (2/ 260)، والبيهقي في الشعب (4/ 137)، وابن حبّان: كما في الإحسان (2/ 48)، والبيهقي في الآداب (ح 1141)، ووكيع في الزهد (ح 145)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 429). الثانية: عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إذ نظر أحدكم إلى من فُضّل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه. أخرجه البخاري (11/ 322 الفتح)، والبغوي في شرح السنة (14/ 392)، والبيهقي في الشعب (4/ 137)، وأبو يعلى (11/ 135)، وأحمد (2/ 243)، ومسلم (ح 2963)، وابن حبّان: كما في الإحسان (2/ 47)، والبيهقي في الآداب (ح 1142)، وهناد في الزهد (ح 818)، والحميدي (2/ 459). الثالثة: عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يرفعه بنحو الطريق الثاني. أخرجه مسلم (ح 2963)، وأحمد (2/ 314)، والبغوي في شرح السنة (14/ 292)، وابن حبّان: كما في الإحسان (2/ 47)، وهمام في صحيفته (ح 35). وأما حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: من نظر في الدين إلى من فوقه، وفي الدنيا إلى من تحته، كتبه الله صابرًا وشاكرًا. =
= فأخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 286)، والبيهقي في الشعب (4/ 137)، وفي الآداب (ح 1143) ومدار أسانيدهم على جابر بن مرزوق وهو الجُدّي قال في المغني (1/ 126): مجهول، واتهم. فالإسناد ضعيف جدًا. وأما حديث عبد الله مسعود يرفعه: انظروا إلى من هو دونكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عزَّ وجلَّ. فأخرجه الطبراني في الصغير (ح 1107). وقال: لم يروه عن الأعمش، عن أبي وائل إلَّا يحيى بن عيسى، تفرّد به عبد الواحد بن إسحاق. ورواه أصحاب الأعمش، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة. قلت: فيه يحيى بن عيسى الرملي قال في التقريب (ص 595) صدوق، يخطئ، فالإسناد ضعيف. وأما حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لا تنظروا إلى من هو فوقكم، وانظروا إلى من هو أسفل منكم. فأخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 257). وفي سنده الوصافي وهو عبيد الله بن الوليد، قال في التقريب (ص 375): ضعيف. وعليه فشطر الحديث المتعلق بالنظر إلى من هو دون الشخص في الدنيا ثابت في الصحيحين وغيرهما. أما الشطر المتعلق بالنظر إلى من هو فوق الشخص في الدين للاقتداء به وأن ثواب من تمسك بالأمرين أن يُكتب عند الله صابرًا شاكرًا، فلا معضد له، حيث إن حديث أنس ضعيف جدًا، فلا يزيد حديث الباب إلَّا وهنًا.
17 - باب فضل من قاد أعمى
17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَادَ أَعْمَى 2616 - قَالَ أَحْمَدُ بن منيع: حدثنا يوسف بن عطية، عن سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، أَوْ خمسين ذراعًا، كُتِبَ له عِتْق رقبة.
2616 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا من أجل يوسف بن عطية فهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 133 أمختصر) وقال: رواه أحمد بن منيع، عن يوسف بن عطية وهو مجمع على ضعفه. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 188 الفيض) وحسنه. أما الألباني فتعقبه وذكره في ضعيف الجامع (ح 5726) وضعّفه.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 65 ب)، والبيهقي في الشعب (6/ 109) كلاهما من طريق أحمد بن بن منيع، به بنحوه. ومدار هذه الطرق على يوسف بن عطية وهو متروك ولكنه لم ينفرد، إذ تابعه ثلاثة وهم: الأول: المعلي بن هلال، عن سليمان، به بنحوه. أخرجه البغوي: كما في اللآلىء (2/ 88)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 175). =
= والمعلي بن هلال قال في المغني (2/ 671) كذّاب وضّاع باتفاق. الثاني: أبو الوليد، عن سليمان التيمي، به بنحوه. أخرجه الخطيب: كما في اللآلئ (1/ 89)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 175). وفي سنده سليمان بن عمرو، أبو داود النخعي قال في المغني (1/ 282): كان يكذب. الثالث: عيسى بن مساور، عن نعيم بن سالم قال: قال لي أنس بن مالك: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من قاد أعمى أربعين خطوة لم تمس وجهه النار. أخرجه المخلص: كما في اللآلئ (88/ 2)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 175). وفي سنده نعيم بن سالم قال في اللسان (6/ 202): متروك الحديث. وعليه فالحديث باقٍ على ضعفه الشديد إذ لم تزده هذه المتابعات إلَّا وهنًا. وللحديث شواهد عن جابر، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وأبي نضرة رضي الله عنهم. أما حديث جابر فله عنه طريقان: الأولى: عن مجمد بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عن جابر يرفعه: من قاد مكفوفًا أربعين خطوة غفر له ما مضى من ذنوبه. أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 65)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 176). ومحمد بن أبي حميد ضعيف. الثانية: عن محمد بن عبد الملك، عن محمد بن المنكدر، به بنحو الطريق الأولى. أخرجه العقيلي: كما في اللآلئ (2/ 90)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 176). =
= ومحمد بن عبد الملك هو الأنصاري، قال في المغني (2/ 610) قال أحمد: رأيته وكان يضع الحديث. وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأولى: عن سفيان الثوري، حدثني عمرو بن دينار، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: من قاد مكفوفًا أربعين ذراعًا أدخله الله الجنة. أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 226)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 175). وقال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد باطل، وكان عند هذا الشيخ عن عبد الله بن محمد بن يوسف أحاديث للثوري غير هذا مشاهير، وهذا الحديث منكر عن الثوري بهذا الإسناد والشيخ مجهول. قلت: في سنده عبد الله بن أبان قال في المغني (1/ 330): مجهول، منكر الحديث، قاله ابن عدي. الثانية: عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يرفعه: من قاد أعمى حتى يبلغه مأمنه غفر الله تعالى له أربعين كبيرة وأربع كبائر توجب النار. أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 220). وفي سنده عمر بن يحيى الأيلي، ذكره ابن عدي في الكامل (2/ 175) في ترجمة جارية بن هرم. فأخرج حديثًا ثم أشار إلى أن عمر بن يحيى سرقه من يحيى بن بسطام، وانظر لسان الميزان (4/ 388). وفي سنده كذلك علي بن زيد بن جدعان قال في التقريب (ص 401): ضعيف. وأما حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا بنحو الطريق الأولى من حديث جابر. فأخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 105)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 175). وفي إسناده علي بن عروة قال في التقريب (ص 403): متروك. =
= وأما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: يا أبا هريرة! من مشى مع أعمى ميلًا يرشده كان له بكل ذراع من الميل عتق رقبة. يا أبا هريرة! إذا أرشدت الأعمى فخذ بيده اليسرى بيدك اليمنى فإنها صدقة. فأخرجه ابن شاهين: كما في اللآلئ (2/ 90)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 176). وفي سنده إبراهيم بن عمير البصري: لم أجد له ترجمة، ولكن ابن الجوزي نقل عن أبي حاتم تضعيفه. وأما حديث أبي نضرة قال: من قاد أعمى أربعين خطوة غفر له. فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 109). وقال: هكذا وجدته عن أبي نضرة. قلت: فيه عمر بن عمران ولم أميزه، فإن كان السدوسي، فهو مجهول: كما في المغني (2/ 471). وإن كان الحنفي فهو ضعيف: كما في اللسان (4/ 368) وفيه الحجاج لم أميزه. وأما حديث ابن عمر، فيأتي تخريجه في الحديث القادم. وعليه وبالنظر إلى متابعات الحديث وشواهده نجدها أنها إما شديدة الضعف، أو موضوعة أو بها مجاهيل، إلَّا طريق جابر الأول فهو ضعيف وليس له ما يعضده.
2617 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا [سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ] (¬1)، عَنْ [عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ] (¬2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مَرْفُوعًا: مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ (¬3) خُطْوَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. * قُلْتُ: هَذَانِ الْحَدِيثَانِ ضَعِيفَانِ جِدًّا وَلَا يَثْبُتُ مِنْ هذا شيء. ¬
2617 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: علي بن عروة فهو متروك. الثانية: سلم بن سالم فهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 133 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف علي بن عروة. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 138) وقال: رواه الطبراني في الكبير. وأبو يعلى وفيه علي بن عروة وهو كذاب. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 188 الفيض) وضعّفه. وتبعه الألباني في ضعيف الجامع (ح 5727).
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (9/ 466) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 158)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 173) من طريق يحيى ابن أيوب، به بنحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 353)، والبيهقي في الشعب (6/ 109) =
= كلاهما من طريق سلم بن سالم، به بنحوه. وأخرجه ابن شاهين: كما في اللآلئ (2/ 89)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 173)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 105) كلهم من طريق علي بن عروة، به بلفظه. ومدار هذه الطرق على علي بن عروة: وهو متروك، لكنه لم ينفرد في رواية الحديث إذ تابعه خمسة، وهم: الأول: محمد بن عبد الملك الأنصاري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: من قاد أعمى أربعين خطوة غفرله ما تقدم من ذنبه. أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 103)، وابن عدي في الكامل (6/ 157) ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 174)، والبيهقي في الشعب (6/ 108). ومحمد بن عبد الملك الأنصاري قال في المغني (2/ 610) قال أحمد: رأيته كان يضع الحديث. الثاني: ثور بن يزيد، عن محمد بن المنكدر، به بلفظه. أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 104)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 108)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 174). وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا يرويه عن محمد بن المنكدر، إلَّا ثور، ولا أعلم يرويه عن ثور غير محمد وعنه سليمان. قلت: بل يرويه عن محمد بن المنكدر غير ثور كما تقدم وكما يأتي. قلت: في سنده هذا محمد بن عبد الرحمن القشيري، قال في المغني (2/ 606):كذاب مشهور. الثالث: أبو المغيرة، عن محمد بن المنكدر، به بنحو الطريق الأولى. أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 481)، والبيهقي في الشعب (6/ 108). =
= وقال البيهقي: كذا وجدته في أصل سماعه. قلت: أبو المغيرة: لم أجد له ترجمة. الرابع: عبيد الله بن أبي حميد، عن نافع، عن ابن عمر، به بنحو الطريق الأولى. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (9/ 214)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 174). وعبيد الله هو محمد بن أبي حميد وهو ضعيف. الخامس: عمرو، عن أبي وائل، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ قَادَ أَعْمَى أربعين خطوة غفر له ما تقدم من ذنبه. أخرجه ابن شاهين: كما في اللآلىء (2/ 88)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 174). وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن بن بحير قال في المغني (2/ 605): اتهمه ابن عدي، وفي الميزان (3/ 621) قال الخطيب: كذب. اهـ. قلت: وبالنظر إلى طرق هذا الحديث، نجد أنها إما موضوعة، أو شديدة الضعف وأحسنها حالًا طريق عبيد الله بن أبي حميد، فهي ضعيفة ولا معضد لها، وطريق جابر الأول الذي ذكر شاهدًا للحديث السابق ضعيف، إلَّا أنه من طريق محمد بن أبي حميد وهو عبيد الله نفسه.
18 - باب فضل زيارة الإخوان
18 - بَابُ فَضْلِ زِيَارَةِ الإِخوان 2618 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الطَّحَّانُ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثيم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِرِجَالِكُمْ مَنْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ، وَالشَّهِيدُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَالصِّدِّيقُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ (وَالْمَوْلُودُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) (¬1)، وَالرَّجُلُ يَزُورُ أَخَاهُ فِي اللَّهِ تَعَالَى فِي جانب المِصْر في الجنة. ¬
2618 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: السري بن إسماعيل فهو متروك الحديث. الثانية: حسين بن يزيد الطحان فهو لين الحديث. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 312) وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه السري بن إسماعيل، وهو متروك.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 140)، وفي الأوسط كما في المجمع =
= (4/ 312)، من طريق حسين بن يزيد الطحان، وإسماعيل بن علي السري به بنحوه. وزاد: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: الودود الولود إن ظلمت أو ظُلمت، قالت: هذه ناصيتي بيدك لا أذوق غمضًا حتى ترضى. ومدار الإسناد على السري بن إسماعيل، وقد علمت حاله. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 408)، من طريق سعيد بن خُثيم به وأسقط السري بن إسماعيل في روايته. وقال ابن عدي: وقد روى سعيد أي ابن خُثيم هذا الحديث الذي ذكرته وغير ما ذكرت أحاديث ليست بمحفوظة من رواية أحمد بن راشد عنه. وأحمد بن راشد قال في الميزان (1/ 97)، عن سعيد بن خُثيم بخبر باطل في ذكر بني العباس ثم قال بعد سرد الحديث فهو الذي اختلقه بجهل. فعليه الإسناد ضعيف جدًا. وأخرجه أبو بكر الشافعي في فوائده (ق 115) كما في الصحيحة (1/ 517)، من طريق السري بن إسماعيل، وأخرجه الدارقطني في الأفراد كما في الكنز (ح 43505). ويشهد له أحاديث كثيرة عن ابن عباس، وأنس، وأسلم بن سليم، والأسود بن سريع، وعلي رضي الله عنهم. أما حديث ابن عباس رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِرِجَالِكُمْ مَنْ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ النَّبِيُّ في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المِصْرَ لا يزوره إلَّا لله، ونساؤكم من أهل الجنة: الودود الولود، العؤود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها، ثم تقول: لا أذوق غَمْضًا حتى ترضى. فأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (ح 103)، وتمام في فوائده كما في =
= الروض البسام (2/ 382)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 301)، والنسائي في عشرة النساء (ح 257) وذكر شطره الأخير، وأبو بكر الشافعي في الفوائد (ق 115) كما في الصحيحة (ح 287)، والشجري في أماليه (2/ 151)، والبيهقي في الشعب (6/ 418، 494)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 630)، وابن عساكر في تاريخه (ج 2/ ق 173)، والطبراني في الكبير (12/ 59). ومدار هذه الأسانيد على خلف بن خليفة، قال في التقريب (ص 194): صدوق اختلط في آخره، وبقية رجاله ثقات. إلَّا أنه لم ينفرد في روايته عن أبي هاشم إذ تابعه عمرو بن خالد الواسطي فرواه عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن العباس به بنحوه. أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 59)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 303). وعمرو بن خالد قال في التقريب (ص 421): متروك، ورماه وكيع بالكذب، فهي متابعة لا يُفرح بها. وأما حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا بنحو حديث ابن عباس. فأخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 442)، وفي الصغير (ح 118)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 627). وقال الطبراني: لم يروه عن أبي حازم إلَّا إبراهيم هذا، ولا يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فيه إبراهيم بن زياد القرشي. قلت: إبراهيم بن زياد القرشي قال في الميزان (1/ 32): لا يُعرف من ذا. وأما حديث أسلم بن سليم قال: قلت يا رسول الله من في الجنة؟ قال: النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمؤودة في الجنة ولم يذكر بقية الحديث. فأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 339) وأحمد (5/ 58، 409)، وأبو داود (7/ 196 العون)، وابن سعد في الطبقات (7/ 84)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 199)، والبيهقي في الكبرى (9/ 163) وفي أسانيدهم حسناء بنت معاوية الصريمية، لم =
= يوثّقها أحد فهي مستورة. وأما حديث الأسود بن سريع بنحو حديث أسلم. فأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 286)، من طريق سلام بن سليمان، عن عمران القطان، عن قتادة، عن الحسن، عن الأسود مرفوعًا. وسلام بن سليمان هو ابن سوار المدائني قال في التقريب (ص 261) ضعيف، وفيه عنعنة قتادة. وأما حديث علي قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ألا أخبركم بمن يدخل من نسائكم الجنة؟ الودود الولود العؤود التي تعود على زوجها. فأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 124) وفيه عمرو بن خالد الواسطي وقد تقدم في الشاهد الأول: أنه متروك. وأما حديث الحسن مرسلًا قال: قيل يا رسول الله! من في الجنة؟ قال: النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والمؤودة في الجنة. فأخرجه البغوي في الجعديات (ح 3063) وإسناده صحيح لولا الإرسال. وعليه يكون متن الحديث ثابت إلَّا أن سنده باقٍ على ضعفه الشديد.
2619 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ حُمْرَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ما مِنْ عَبْدٍ يَزُورُ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ تَعَالَى، إلَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ (¬1) فِي مَلَكُوتِ عَرْشِهِ: عَبْدِي (¬2) زَارَنِي، عَلَيَّ قِراه، وَلَنْ أرضى لعبدي بقراه إلَّا في الجنة. ¬
2619 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف الضحاك بن حمزة.
تخريجه: أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الإِخوان (ح 102)، والشجري في أماليه (2/ 149)، وابن عدي في الكامل (2/ 239)، كلهم من طريق سعيد بن يحيى أبي سفيان الحميري به ولفظه: أي عبد زار أخاه في الله عزَّ وجلَّ: نودي أن طبت وطابت لك الجنة، ويقول الله عَزَّ وَجَلَّ زار فيَّ عليَّ قراه، ولن أرضي لعبدي قِرى دون الجنة. لفظ ابن أبي الدنيا. وأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 389)، وأبو يعلى (7/ 166)، وابن عدي في الكامل (6/ 414)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 107) كلهم من طريق ميمون بن عجلان، عن ميمون بن سياة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: ما من عبد مسلم أتى أخاه يزوره في الله إلَّا ناداه مناد من السماء أن طبت وطابت لك الجنة، وإلاَّ قال الله في ملكوت عرشه: عبدي زار فيَّ وعليَّ قِراه، فلم يرضى له بثواب دون الجنة. لفظ البزّار. وميمون بن عجلان، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (8/ 239) شيخ، وبقية رجال أبي يعلى ثقات. =
= وقال المنذري في الترغيب (3/ 364)، عن إسناد البزّار، وأبي يعلى: جيد، وكذا قال الحافظ في الفتح (10/ 500)، عن سند البزّار. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 173): رجال أبي يعلى رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان، وهو ثقة. قلت: يرتقي حديث الباب بهذه المتابعة إلى الحسن لغيره. وروى الحديث ابن النجار، وسعيد بن منصور بأسانيدهم عن أنس كما في الكنز (ح 2472). وللحديث شواهد عن أبي هريرة، ومعاذ بن جبل، وصفوان بن عسال، وأبي رزين العقيلي، وعلي رضي الله عنهم. أما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: من عاد مريضًا، أو زار أخًا له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت في الجنة منزلًا. فأخرجه الترمذي (6/ 147 التحفة)، وابن ماجه (ح 1443)، وابن المبارك في الزهد (ح 708)، وفي مسنده (ح 3)، وابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 67)، وأحمد (2/ 344)، وابن حبّان كما في الموارد (ح 712)، والبيهقي في الشعب (6/ 491)، وفي الآداب (ح 234)، والبغوي في شرح السنة (13/ 58)، والشجري في أماليه (2/ 289). وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وأبو سنان اسمه: عيسى بن سنان. قلت: مدار أسانيدهم على عيسى بن سنان، أبو سنان القسملي قال في التقريب (ص 438): ضعيف. وأما حديث معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتبادلين فيَّ. فأخرجه أحمد (5/ 236)، ومالك في الموطأ (2/ 953)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 391)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 127)، والبيهقي في الشعب =
= (6/ 483)، والبغوي في شرح السنة (13/ 49). وفيه جعفر بن برقان قال في التقريب (ص 140): صدوق، وبقية رجاله ثقات، فالإسناد حسن. وأما حديث صفوان بن عسال يرفعه: من زار أخاه المؤمن خاض في الرحمة حتى يرجع. فأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 80). وفي إسناده عبد الأعلي بن أبي المساور قال في التقريب (ص 332): متروك، كذبه ابن معين. فالإِسناد ضعيف جدًا. وأما حديث أبي رزين العقيلي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: يا أبا رزين! إن المسلم إذا زار أخاه المسلم شيعه سبعون ألف ملك يصلون عليه يقولون: اللهم كما وصله فيك فَصِلْه. فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 493). وفي سنده عثمان بن عطاء هو ابن أبي مسلم الخراساني قال في التقريب (ص 385): ضعيف. وأما حديث علي مرفوعًا: من زار أخاه في الله تبارك الله وتعالى لا لغيره، التماس موعود الله وتنجزًا ما عند الله وَكَلَ إليه به سبعين ألف ملك ينادونه من خلفه حتى يرجع إلى بيته ألا طبت وطابت لك الجنة. فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 493). وفي سنده الحارث الأعور قال في التقريب (ص 146) كذبه الشعبي في رأيه ورُمي بالرفض، وفي حديثه ضعف، وفيه أبو إسحاق السبيعي وقد عنعن، وهو مدلس. ويشهد لفضل الزيارة في الله ما رواه أبو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قال أن رجلًا زار =
= أخًا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكًا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة بها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عزَّ وجلَّ، قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه. أخرجه مسلم (ح 2567)، وأحمد (2/ 292، 408، 462، 482)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 350)، وابن المبارك في الزهد (ح 710)، وفي مسنده (ح 4)، ووكيع في الزهد (ح 336)، وهنّاد في الزهد (ح 490)، وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 190)، وابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 96)، وابن حبّان: كما في الإِحسان (1/ 391)، وفي روضة العقلاء (ص 114)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 400، 11/ 76، 12/ 376، 14/ 31)، والبيهقي في الشعب (6/ 488)، وفي الآداب (ح 233)، والشجري في أماليه (2/ 135)، والبغوي في شرح السنة (13/ 51).
2620 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم-: مَنْ كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ فِي عَوْنِهِ مَا كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ (¬1)، وَمَنْ فَكَّ حَلَقَةً (¬2) فَكَّ اللَّهُ عنه يوم القيامة. ¬
2620 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته يزيد الرقاشي.
تخريجه: أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ح 45)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 130)، من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، وهو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ به مرفوعًا ولفظه: من أعان مسلمًا كان الله في عون المُعين مَا كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ فَكَّ عن أخيه حلقة، فك الله عنه حلقة يوم القيامة. وأخرجه أبو يعلى (7/ 132)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 94)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 54) من طريق يزيد به مرفوعًا ولفظه مَنْ أَعَانَ أَخَاهُ فِي حَاجَتِهِ وَأَلْطَفَهُ، كَانَ حُقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُخْدِمَهُ مِنْ خَدَمِ الجنة. ومدار هذه الأسانيد على يزيد الرقاشي وقد علمت حاله إلَّا أنه تابعه اثنان: الأول: موسى بن عقبة، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: من أعان مسلمًا كان الله فِي عَوْنِهِ مَا كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ومن فك حلقة فك الله عنه حلقة يوم القيامة. أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 191). وفي سنده أبو الربيع السمتي هو خالد بن يوسف بن خالد قال في الميزان (1/ 648): أما أبوه، فهالك، وأما هو فضعيف. قلت: روى هذا الحديث عنه أبيه فالإسناد تالف وهي متابعة لا يُفرح بها. =
= الثاني: حميد بن العلاء، عن أنس يرفعه: من قضى لأخيه حاجته كان كمن خدم الله عمره. أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ح 88)، من طريق بقية بن الوليد، عن أبي المتوكل القنسريني، عن حميد بن العلاء به. وفيه علتان: الأولى: حميد بن العلاء، قال في اللسان (2/ 445): لا يصح حديثه. الثانية: عنعنة بقية بن الوليد. فهي متابعة لا يُفرح بها كذلك. ويشهد له حديثان عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: 1 - أما حديث أبي هريرة مرفوعًا: من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كرب يوم القيامة، ومن يَسَّر على معسر، يَسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. لفظ مسلم. والحديث صحيح رواه مسلم وغيره وخرجته مفصلًا في الحديث رقم (2526). 2 - وأما حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ... الحديث لفظ البخاري. وهذا حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم وخرجته مفصلًا في الحديث رقم (2526). وعليه يرتقي حديث الباب بهذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2621 - وقال الحارث: حدّثنا يعلى، حدّثنا عبد الحكم، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كبيرنا فليس منا.
2621 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف يعلي بن عبّاد الكلابي. الثانية: ضعف عبد الحكم القسملي.
تخريجه: هو في عوالي الحارث (ح 29) بنفس الإسناد والمتن. وتابع عبد الحكم خمسة: الأول: زربي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: جاء شيخ يريد النبي -صلى الله عليه وسلم- فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له، فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا. أخرجه الترمذي (6/ 47 التحفة)، وأبو يعلى (7/ 238)، والعقيلي (2/ 84)، وابن عدي في الكامل (3/ 240). وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وزربي له أحاديث مناكير عن أنس بن مالك وغيره. قلت: زربي ضعيف. وبإخراج الترمذي الحديث عن أنس لا يكون من الزوائد. الثاني: ثابت، عن أنس بنحو الطريق السابقة. أخرجه ابن أبي الدنيا في العيال (1/ 346)، وأبو يعلى (6/ 191)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 352)، والبيهقي في الشعب (7/ 459). قلت: في إسناد أبي يعلى يوسف بن عطية قال في التقريب (ص 611): متروك. =
= وفي إسناد الباقين زائدة: هو ابن أبي الرقاد قال في التقريب (ص 213): منكر الحديث. الثالث: قتادة، عن أنس بنحو الطريق السابقة. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 48). وفي إسناده خليد بن دعلج قال في التقريب (ص 195): ضعيف. الرابع: عبد القدوس، عن أنس بنحو الطريق السابقة. أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 254). وفي سنده عبيد بن واقد قال في التقريب (ص 378): ضعيف. الخامس: الحارث بن النعمان بنحو الطريق الأولى. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 156 ب). والحارث قال في التقريب (ص 148) ضعيف. وعليه يكون الحديث بمجموع هذه الطرق حسنًا لغيره. وللحديث شواهد كثيرة عن ابن عباس، وعبادة بن الصامت، وعبد الله بن عمرو، وابن مسعود، وعلي، وجابر، وأبي أمامة، وأبي زيد عمرو بن أخطب، وواثلة بن الأسقع، والأضبط بن حيي، وابن عمر، وأبي هريرة، وضميرة بن أبي ضميرة. أما حديث ابن عباس فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا: ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويعرف حق صغيرنا. أخرجه الترمذي (6/ 48 التحفة)، وأحمد (1/ 257)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 257)، وعبد بن حميد في المنتخب (ح 586)، والبزار كما في الكشف (2/ 401)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 341)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 209)، وابن عدي في الكامل (6/ 355)، والبيهقي في الشعب =
= (7/ 458)، والبغوي في شرح السنة (13/ 40). وقال الترمذي: هذا حديث غريب. قلت: مدار أسانيدهم على ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف. وتابعه عند ابن عدي أسباط: وهو ابن محمد القرشي، قال في التقريب (ص 98): ثقة، إلَّا أن محمد بن أحمد بن بخيت شيخ ابن عدي لم أجد له ترجمة. الثانية: عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 72) من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد به، وليث قد علمت حاله. الثالثة: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 449) من طريق محمد بن عبيد الله، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير به. ومحمد بن عبيد الله: هو ابن أبي سليمان العزرمي، قال في التقريب (ص 494): متروك. وأما حديث عبد الله بن عمرو فله عنه طريقان: الأولى: عن عبد الله بن عامر، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا. أخرجه أبو داود (13/ 287 العون)، وأحمد (2/ 222)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 354)، والحميدي (2/ 268)، وابن أبي شيبة (8/ 527)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 173)، والحاكم في المستدرك (1/ 62) والبيهقي في المدخل للسنن الكبرى (ح 665)، وفي الآداب (ح 40)، وفي الشعب (7/ 457). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بعبد الله بن عامر اليحصبي ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وهو كما قالا. الثانية: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. =
= أخرجه الترمذي (6/ 48 التحفة)، وأحمد (2/ 185، 207)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 358)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 350)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 348). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: إسناد الترمذي، والبخاري، وابن أبي الدنيا ضعيف من أجل عنعنة محمد بن إسحاق وهو مدلس، من الرابعة. إلَّا أنه تابعه عبد الرحمن بن الحارث كما عند أحمد، والخرائطي، وعبد الرحمن قال في التقريب (ص 338): صدوق، له أوهام. وتقدم الكلام عن إسناد عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ في الحديث (رقم 2615) أنه حسن فالإسناد حسن إن شاء الله. - أما حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا: ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا. فأخرجه أحمد (5/ 323)، والطحاوي في المشكل (2/ 133)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 347)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 147)، وفي الكبير (8/ 281)، والحاكم (1/ 122)، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (ح 666)، وذكره البخاري في التاريخ الكبير (7/ 312) كلهم من طريق أبي قبيل، عن عبادة بن الصامت مرفوعًا. وقال الحاكم: ومالك بن الخير الزيادي مصري، ثقة، وأبو قبيل تابعي كبير، ووافقه الذهبي. قلت: أبو قبيل قال في التقريب (ص 185): صدوق، يهم. فالإسناد ضعيف. وأما حديث أبي أمامة فله عنه طريقان: الأولى: عن القاسم، عن أبي أمامة مرفوعًا: من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، فليس منا. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 356)، وابن أبي الدنيا في العيال =
= (1/ 349)، وابن عدي في الكامل (7/ 81)، والطبراني في الكبير (8/ 281). بإسناد البخاري، وابن أبي الدنيا حسن من أجل الوليد بن جميل، قال في التقريب (ص 581): صدوق، يخطئ. والقاسم بن عبد الرحمن الدمشقي قال في التقريب (ص 450): صدوق، يُغرب كثيرًا. الثانية: عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، بنحو الطريق الأول. أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 196). وفي سنده عفير بن معدان قال في التقريب (ص 393): ضعيف. وأما حديث أبي هريرة مرفوعًا: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا. فأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 353)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 348)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 351)، والحاكم (4/ 178)، والبيهقي في الشعب (7/ 458). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. قلت: ومدار أسانيدهم على ابن صخر وهو حميد بن زياد قال في التقريب (ص 180): صدوق، يهم. فالإسناد ضعيف. وأما حديث ابن مسعود مرفوعًا: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا. فأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 353)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 182). وفي إسناديهما وضاح بن يحيى: هو النهشلي قال في الميزان (4/ 335): قال أبو حاتم: ليس بالمرضي، وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به لسوء حفظه فالإسناد ضعيف. وأما حديث علي مرفوعًا: ليس منا مَن لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا. =
= فأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 350)، والبيهقي في الشعب (7/ 459). وفي إسناد الخرائطي عثمان بن ساج قال في التقريب (ص 386): ضعيف. وفي سند البيهقي حسين بن عبد الله بن ضميرة قال في المغني (3/ 172): تركه غير واحد. وأما حديث الأضبط بن حيي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا. فأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 21)، وابن مسنده في المعرفة كما في أسْدُ الغابة (1/ 122) وإسناده مسلسل بالمجاهيل. وأما حديث جابر مرفوعًا: ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعرف حق صغيرنا. فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 156 ب)، والبيهقي في الشعب (7/ 459). وذكره الديلمي في الفردوس (ح 5265). وفي إسناديهما مبارك بن فضالة، وأبو الزبير وهما مُدلسان، من الثالثة وقد عنعنا. وأما حديث ابن عمر مرفوعًا بنحو الحديث السابق. فأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 78). وفي سنده كوثر بن حكيم: متروك الحديث. وأما حديث واثلة بن الأسقع مرفوعًا بنحو الحديث السابق. فأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 95) من طريق الزهري، عن واثلة مرفوعًا. وإسناده منقطع رواه الزهري عن واثلة وهو لم يسمع منه كما في المجمع (8/ 140) ولم يصرح الزهري بالتحديث وهو مُدلس. وأما حديث أبي زيد عمرو بن أخطب مرفوعًا: من لم يرحم صغيرنا فليس منا. =
= فأخرجه البخاري في التاريخ الصغير (2/ 64)، وابن عدي في الكامل (3/ 279)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 135). ومدار أسانيدهم على سعيد بن قطن قال في الميزان (2/ 155) مجهول. وأما حديث ضميرة بن أبي ضميرة مرفوعًا: ليس منا من لم يرحم صغيرنا, ولم يعرف حق كبيرنا .. الحديث. فأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 368). وفي إسناده حسين بن عبد الله بن ضميرة قال في المغني (1/ 172): تركه غير واحد.
2622 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: زُر غبّا تزدد حبًا (¬2). ¬
2622 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته طلحة بن عمرو الحضرمي فهو متروك.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 902) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه البيهقي في الشعب (6: 328) من طريق أبي عاصم به بلفظه. وقال: وقد روي هذا الحديث بأسانيد هذا أمثلها. وأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 390)، والحربي في غريب الحديث (2/ 609)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 15)، والعسكري في الأمثال (1/ 411)، وابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 104)، وابن حبّان في الثقات (9/ 172)، والخطابي في العزلة (ح 110)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 255، 4/ 192)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 740)، وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 108) , والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 367)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 153 ب)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 322)، وفي أخبار أصفهان (2/ 185)، والبيهقي في الشعب (6/ 327) كلهم من طريق طلحة ابن عمرو به بلفظه. وطلحة بن عمرو تقدم في ترجمته أنه متروك، إلَّا أنه لم ينفرد في رواية الحديث عن عطاء، عن أبي هريرة إذ تابعه عشرة وهم: =
= الأول: يحيى بن أبي سليمان، عن عطاء به بلفظه. أخرجه محمد بن أحمد بن نصر في الجزء الثالث والعشرين من حديثه (ح 113)، والخطيب في تاريخ بغداد (14/ 108)، وفي الموضح لأوهام الجمع والتفريق (1/ 520)، والبيهقي في الشعب (6/ 328). ويحيى ابن أبي سليمان قال في التقريب (ص 591) لين الحديث. الثاني: ابن جريج، عن عطاء به بلفظه. أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 192)، وابن حبّان في الثقات (9/ 172)، ومحمد بن أحمد بن نصر في الجزء الثالث والعشرين من حديثه (ح 114). ومدار أسانيدهم على ابن جريج، وقد عنعن، وهو مُدلس، من الثالثة. الثالث: عثمان بن عبد الرحمن، حدّثنا عطاء به بلفظه. أخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ح 16)، وابن عدي في الكامل (5/ 161). وعثمان بن عبد الرحمن، قال في التقريب (ص 385): ليس بالقوي، فالإسناد ضعيف. الرابع: الأوزاعي، عن عطاء به بلفظه. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 57)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 740) وذكره ابن حبّان في المجروحين. وفيه محمد بن خليد: قال في الميزان (3/ 538): فيه ضعف. الخامس: إسماعيل بن وردان، عن عطاء به بلفظه. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 222)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 740). وإسماعيل لم أجد له ترجمة، وفيه زهير بن محمد التميمي، قال في التقريب (ص 217): رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضعف بها، وهذه منها فالراوي عنه عبد الملك الزماري وهو شامي كما في الميزان (2/ 657). =
= السادس: يزيد بن عبد الله القرشي، عن عطاء به بلفظه. أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 15). وفي سنده بشر بن عبيد الدارسي قال في الميزان (1/ 320) كذبه الأزدي، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الأئمة، بيّن الضعف جدًا. السابع: الأعرج، عن عطاء به بلفظه. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 146). وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف. الثامن: أبو يونس، عن عطاء به بلفظه. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 146). وفي سنده ابن لهيعة أيضًا. التاسع: أبو حنيفة، عن عطاء به بلفظه. أخرجه ابن المظفر في مسنده كما في جامع المسانيد (1/ 97). وفي سنده محمد بن عبد العزيز الدينوري، قال في الميزان (3/ 629): منكر الحديث، ضعيف. العاشر: محمد بن عبد الملك، عن عطاء به بلفظه. أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 159). ومحمد بن عبد الملك، قال أحمد: كان أعمى يضع الحديث ويكذب كما في الميزان (3/ 691). ورُوي الحديث من ثلاث طرق أخرى: الأولى: عن الحسن، عن أبي هريرة به بلفظه. أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 138)، وابن عدي في الكامل (3/ 291)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 217). ومدار أسانيدهم على سليمان بن كزاز قال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم. =
= الثانية: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به بلفظه. أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 115). وفيه عبد الرحمن بن محمد بن الجارود، لم أجد له ترجمة. الثالثة: محمد بن سيرين، عن أبي هريرة به بنحوه. أخرجه الخلعي في فوائده كما في المقاصد الحسنة (ح 537). وفي سنده عون به سنان بن الحكم، لم أجد له ترجمة. وللحديث شواهد كثيرة عن أبي ذر، وحبيب بن مسلمة الفهري، وعائشة، وجابر، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، وعلي رضي الله عنهم: أما حديث أبي ذر قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: يا أبا ذر زر غبًا تزدد حبًا. فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 390)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 424)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 19)، وابن عدي في الكامل (3/ 296، 297، 5/ 383)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 739)، وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 367)، والبيهقي في الشعب (6/ 326)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 432). وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلَّا من هذا الوجه، ولا رواه عن أبي عمران إلَّا ابنه عويد، ولم يكن بالقوي، وقد حدث عنه أهل العلم. قلت: مدار أسانيدهم على عويد بن أبي عمران الجوني قال النسائي: متروك كما في الميزان (3/ 304)، وقال ابن عدي في الكامل (3/ 296): الضعف على حديثه بيّن. وأما حديث حبيب بن مسلمة الفهري بنحو الحديث السابق. فأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 21)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 153 ب)، وفي الصغير (ح 296)، وابن عدي في الكامل (3/ 263)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 741)، والحاكم (3/ 347)، وتمام في =
= فوائده كما في الروض البسام (3/ 431)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 7/ ق 631) كلهم من طريق محمد بن مخلد الرعيني، حدّثنا سليمان بن أبي كريمة، عن مكحول، عن قناعة، عن حبيب بن مسلمة مرفوعًا. وسكت عليه الحاكم. وسليمان بن أبي كريمة قال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (4/ 138): ضعيف الحديث. ومحمد بن مخلد الرعيني قال في اللسان (5/ 375) قال الدارقطني: متروك الحديث. وأما حديث عبد الله بن عمرو قال: ما زلت أسمع زر غبًا تزدد حبًا حتى سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فأخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 104)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 18)، والطبراني في الكبير والأوسط كما في المجمع (8/ 175)، وابن عدي في الكامل (4/ 103)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 739)، والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 300)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 433). ومدار أسانيدهم على أبي قبيل وهو حُيي بن هانئ قال في التقريب (ص 185): صدوق، يهم. فالإسناد ضعيف. وأما حديث عائشة بنحو حديث أبي هريرة. فأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 182)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 741). قلت: جعل ابن الجوزي علة الحديث أبا عقيل الجمال فقال: مجهول، وتعقبه الحافظ في اللسان (7/ 83): فقال: وأخطأ في ذلك، فإنه معروف واسمه يحيى بن حبيب بن إسماعيل. اهـ. قلت: ولا أدري كيف خفى هذا على ابن الجوزي حيث روى الحديث من طريق =
= الخطيب البغدادي، وقد صرح الخطيب باسم أبي عقيل. وأبو عقيل قال ابن أبي حاتم في الجرح (9/ 137): صدوق. لكن فيه أبو عبد الله محمد بن الحسين بن حفص لم أجد لم ترجمة، وقال الحافظ في الفتح (10/ 498): هذا أقوى طرقه. وأما حديث جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: يا جابر زر غبًا تزدد حبًا. فأخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ح 17)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 143). ومدار إسناديهما على محمد بن عمر الرومي قال في الميزان (3/ 668) قال أبو زرعة: فيه لين، وقال أبو داود: ضعيف. اهـ. وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان: الأولى: عن عطاء، عن ابن عمر مرفوعًا بنحو حديث أبي هريرة. أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 15)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 153 ب). ومدار إسناديهما على بشر بن عبيد الدارسي قال في الميزان (1/ 320): كذبه الأزدي، وقال ابن عدي: بيّن الضعف جدًا. الثانية: عن نافع، عن ابن عمر بنحو الطريق السابقة. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 146). وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف. وأما حديث علي رضي الله عنه، مرفوعًا: زر غبًا تزدد حبًا. فأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (104). وفيه ثلاث علل: الأولى: القاسم بن غصن قال في الميزان (3/ 377): قال أبو حاتم: ضعيف. وقال ابن حبّان: يروي المناكير عن المشاهير. =
= الثانية: عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث الواسطي قال في التقريب (ص 336): ضعيف. الثالثة: النعمان بن سعد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 446) وسكت عليه ولم أر من وثّقه، ولم يرو عنه غير واحد فهو مجهول. خلاصة الحكم: قال ابن حبّان في روضة العقلاء (ص 116): (وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبار كثيرة تصرح بنفي الإكثار من الزيارة حيث يقول "زر غبًا تزدد حبًا" إلَّا أنه لا يصح منها خبر من جهة النقل، فتنكبنا عن ذكرها وإخراجها في الكتاب". وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 739): هذه الأحاديث ليس فيها ما يثبت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قلت: من خلال سرد المتابعات والشواهد يتبيّن أن حديث أبي هريرة روي من أربعة عشر طريقًا منها ثمانية ضعيفة. وله ثلاثة شواهد ضعيفة عن عبد الله بن عمرو، وجابر، وابن عمر رضي الله عنهم. فعليه يرتقي المتن بمجموع هذه المتابعات والشواهد إلى الحسن لغيره إلَّا أن سند حديث الباب باقِ على ضعفه الشديد. لذا قال السخاوي في المقاصد الحسنة (ص 243): "أفرد أبو نعيم طرقه ثم شيخنا -ابن حجر- في الإِنارة بطرق غب الزيارة، وبمجموعها يتقوى الحديث. وإن قال البزّار: إنه ليس فيه حديث صحيح، فهو لا ينافي ما قلناه".
19 - باب فضل الحياء
19 - بَابُ فَضْلِ الْحَيَاءِ 2623 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ قَالَ: كَانَ عُيينَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ رَجُلٌ آخَرُ وَعِنْدَهُ (¬1) بَعْضُ نِسَائِهِ، فَاسْتَسْقَى ذَلِكَ الرَّجُلُ فَأُتِيَ بِشَرَابٍ، فَلَمَّا أَخَذَ يَشْرَبُ (¬2) سَتَرُوهُ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا هَذَا؟ فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَذِهِ خِلَّة (¬3) آتَاهَا اللَّهُ تَعَالَى قَوْمًا وَمَنَعَكُمُوهَا هَذَا الْحَيَاءُ. * هَذَا مُرْسَلٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الصحيح. ¬
2623 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح إلَّا أنه مرسل.
تخريجه: لم أجده عند غيره.
2624 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهَا: يَا عَائِشَةُ! إِنَّ الْفُحْشَ لَوْ كَانَ رَجُلًا لَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ. *رَوَاهُ أَبُو الشَّيْخِ وَزَادَ: وَلَوْ كَانَ الْحَيَاءُ رَجُلًا لَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا.
2624 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا من أجل طلحة بن عمرو. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 134 أمختصر) وسكت عليه. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (5/ 326 الفيض) وضعّفه، وتبعه الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 4841) وضعّفه.
تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 209) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت (ح 328) من طريق طلحة بن عمرو، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال لعائشة رضي الله عنها: يا عائشة! لو كان الفُحش رجلًا لكان رجل سوء. وهذا إسناد مرسل. ومدار إسناديهما على طلحة بن عمرو، وهو متروك، لكن تابعه ثلاثة: الأول: القاسم، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: لو كان سوء الخلق رجلًا يمشي في الناس لكان رجل سوء وإن الله لم يخلقني فحاشًا، ولو كان حسن الخلق رجلًا يمشي في الناس لكان رجلًا صالحًا. أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 1)، وذكر شطره الأول، وفي مكارم الأخلاق (1/ 47) وذكر شطره الثاني وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 141)، =
= وابن عدي في الكامل (6/ 188)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 488)، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 256)، وفي الشعب (6/ 139)، والخطيب في الموضح (1/ 312)، والشجري في أماليه (2/ 197) كلهم من طريق محمد بن عبد الرحمن، حدّثنا أبي، حدّثنا القاسم بن محمد به، ولم يذكر أبو الشيخ الشطر الثاني. ومحمد بن عبد الرحمن هو المليكي، قال في التقريب (ص 491): متروك. وأبوه قال في التقريب (ص 337): ضعيف. الثاني: أبو سلمة، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- لو كان الفحش رجلًا لكان رجل سوء، وَلَوْ كَانَ الْحَيَاءُ رَجُلًا لَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا. أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 331) وذكر شطره الأول، وفي مكارم الأخلاق (ح 89)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 157 ب) وذكر شطره الثاني، وفي الصغير (ح 674) وذكر شطري الحديث إلَّا أنه قال: "لو كان البذاء" بدلًا من "الفحش"، وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 355) وذكر شطره الثاني. ومدار أسانيدهم على ابن لهيعة وهو ضعيف. الثالث: ابن أبي مليكة، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لها: يا عائشة! لو كان الفحش رجلًا لكان رجل سوء، ولو كان الحياء رجلًا لكان رجل صدق. أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 222)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 85). وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أيوب بن موسى إلَّا عمرو بن الحارث، تفرّد به ابن وهب. =
= وفي سند العقيلي عبد الجبار بن الورد المكي قال في التقريب (ص 332): صدوق، يهم، فالإسناد ضعيف. وفي سنده الطبراني شيخه أحمد بن رشدين قال ابن عدي في الكامل (1/ 198): كذبوه، وأنكرت عليه أشياء. وأخرج الحديث الحاكم في الكنى كما في الكنز (ح 5424)، والعسكري كما في كشف الخفا (2/ 209). وعليه فحديث ابن أبي مليكة -رواية العقيلي- ضعيف ضعفًا منجبرًاَ يجبره حديث أبي سلمة، إلَّا أن حديث الباب باقٍ على ضعفه الشديد.
2625 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ [سَلَمَةَ بْنَ صَفْوَانَ] (¬1) يُحَدِّثُ عَنْ [يَزِيدَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ رُكَانَةَ] (¬2) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لِكُلِّ دِينٍ خُلُق، وخُلُق الإِسلام الحياء. * هذا مُرسل. ¬
2625 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لجهالة يزيد بن طلحة بن ركانة وهو مرسل. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 134 مختصر) وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه مالك في الموطأ (2/ 905) عن سلمة بن صفوان، عن يزيد بن طلحة بن ركانة مرفوعًا بنحوه. وأخرجه وكيع في الزهد (2/ 672) ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد (9/ 257) عن مالك به بنحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 338)، وهناد في الزهد (2/ 625)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 123)، والبيهقي في الشعب (6/ 135) كلهم من طريق مالك به وقال القضاعي: زيد بن طلحة وقال الباقون: يزيد. ومدار أسانيدهم على يزيد بن طلحة وقد علمت حاله. وأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 135) من طريق مالك به وقال: زيد بن طلحة، عن أبيه. =
= وللحديث شواهد عن أنس، وابن عباس، وأبي هريرة رضي الله عنهم: أما حديث أنس فله عنه طريقان: الأولى: عن الزهري عن أنس مرفوعًا: إن لكل دين خُلقًا وخلق الإِسلام الحياء. أخرجه ابن ماجه (ح 4181)، والبغوي في الجعديات (ح 2877)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 286)، والطبراني في الأوسط (2/ 451)، وفي الصغير (ح 13)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 122)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 98)، والبيهقي في الشعب (6/ 136)، ومحمد بن طاهر المقدسي في صفوة التصوّف (ق 222)، وابن المظفر في الفوائد المنتقاه (ج 2/ ق 216 ب)، وأبو الحسن بن لؤلؤ في حديث حمزة الكاتب، الثلاثة كما في الصحيحة (2/ 655)، وأخرجه الشجري في أماليه (2/ 196)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 849)، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 239)، وابن عساكر في تاريخه (ج 8/ ق 891) ومدار أسانيدهم على معاوية بن يحيى الصدفي، وهو ضعيف، إلَّا أنه تابعه اثنان: الأول: عبّاد بن كثير، عن عمر بن عبد العزيز، عن الزهري به. أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 363)، والخطيب في الموضح (2/ 311)، والبيهقي في الشعب (6/ 136)، والباغندي في مسند عمر (عى 13). وعباد بن كثير هو الفلسطيني قال في التقريب (ص 290): ضعيف. الثاني: عيسى بن يونس، عن مالك، عن الزهري به. أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 451)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 4)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 4/ ق 650). وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مالك إلَّا عيسى، تفرّد به محمد بن عبد الرحمن. ورجال البغدادي ثقات، إلَّا شيخه الحسين بن أحمد الأسدي، قال: ما علمت =
= منه إلَّا خيرًا، كما في تاريخ دمشق. فالإسناد حسن إن شاء الله وحسنه الألباني في الصحيحة (2/ 655). الثانية: عن قتادة، عن أنس مرفوعًا بنحو الطريق السابقة. أخرجه ابن بشران في الأمالي (ق 155أ) كما في الصحيحة (2/ 656). وفي سنده صالح بن موسى الطلحي، قال في التقريب (ص 274): متروك. وأما حديث ابن عباس مرفوعًا بنحو حديث أنس. فأخرجه ابن ماجه (ح 4182)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 287)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 201)، وابن عدي في الكامل (4/ 52)، والطبراني في الكبير (10/ 389)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 220). ومدار أسانيدهم على صالح بن حسان قال في التقريب (ص 271): متروك. وأما حديث أبي هريرة مرفوعًا: لكل دين خلقًا، وخلق الإِسلام الحياء. فأخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 346) من طريق مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا. وفي سنده إسحاق بن بشر الكاهلي قال في الميزان (1/ 186): كذبه ابن أبي شيبة، وموسى بن هارون، وأبو زرعة. قال: الدارقطني في عداد من يضع الحديث. اهـ. فالإسناد موضوع. وعليه يتبيّن أن المتن له أصل، أما إسناد حديث الباب فباقٍ على ضعفه إذ به مجهول.
2626 - حَدَّثَنَا (¬1) قَزَعَةُ (¬2) بْنُ (¬3) سُوَيْدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى أَعْرَابِيٍّ فَقَالَ (¬4): سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-[يَقُولُ] (¬5): أَوَّلُ مَا يُرْفَعُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الحياء والإيمان, فسلوهما الله تعالى. ¬
2626 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف فزعة بن سويد. الثانية: الأعرابي لم أعرفه. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 134 أمختصر) وقال: رواه مسدّد بسند فيه راوٍ لم يُسَمّ. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (3/ 89) وضعفه، وتبعه الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 2136) وضعّفه.
تخريجه: أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 295)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 155) كلاهما من طريق مسدّد به بنحوه. إلَّا أن داود بن أبي هند قال عندهما: مررت على غارٍ بالجديلة بدلًا من أعرابي. وأخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 265)، والبيهقي في الشعب (4/ 326) كلاهما من طريق قزعة به. =
= وقال ابن أبي الدنيا: أعرابي بالجديلة، وقال البيهقي: شيخًا بأيلة. وذكر الأمانة بدلًا من الإِيمان. قلت: مدار هذه الأسانيد على قزعة وقد علمت حاله. وتابعه قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة به بنحوه مع زيادة في آخره. أخرجه أبو يعلى (11/ 511) من طريق أشعث بن بزار، حدّثنا قتادة به. وأشعث بن بزار قال في الميزان (1/ 262): ضعّفه ابن معين وغيره، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث. اهـ. فهي متابعة لا يُفرح بها. وعليه فالحديث باقٍ على ضعفه.
2627 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سمينة، حدّثنا يحيى بن حماد، حدّثنا أبو عوانة، حَدَّثَنَا دَاوُدُ هُوَ (¬1) [ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ] (¬2)، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقال لَهُ أُسَيْرٌ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إلَّا بِخَيْرٍ. ¬
2627 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل محمد بن يحيى بن أبي سمينة فهو صدوق. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 134 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى الموصلي، وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث عمران بن حصين.
تخريجه: أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 432) من طريق ابن أبي سمينة به بنحوه. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 67) عن يحيى بن حماد به بنحوه مع زيادة في أوله. وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 18)، وابن قانع في معجمه (ق 9 ب) كلاهما من طريق يحيى بن حماد به بنحوه. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 442) معلقًا، والبغوي، وابن السكن، وابن شاهين الثلاثة كما في الإصابة (1/ 49) كلهم من طريق أبي عوانة به بنحوه. =
= وأخرجه ابن مسنده: كما في أسد الغابة (1/ 115) من طريق حميد بن عبد الرحمن به بنحوه. وذكره الهندي في الكنز (ح 5786) وعزاه إلى الحسن بن سفيان، وأبي يعلى، والبغوي، وابن أبي شيبة. وللحديث شاهدان عن عمران بن حصين، وأنس بن مالك رضي الله عنهم: أما حديث عمران بن حصين فله عنه سبع طرق: الأولى: عن أبي السوار، عن عمران مرفوعًا: الحياء لا يأتي إلَّا بخير. أخرجه البخاري (10/ 521 الفتح)، ومسلم (ح 37)، وأحمد (4/ 426، 427، 436، 442)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 1312)، ووكيع في الزهد (2/ 670)، وهنّاد في الزهد (ح 1346)، والطيالسي (ص 134)، وابن أبي شيبة (8/ 335)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 76)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 289)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 76)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 194)، والطبراني في الكبير (18/ 205)، وفي الصغير (ح 231)، وابن عدى في الكامل (3/ 20)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 251)، والبيهقي في الشعب (6/ 131)، وفي الآداب (ح 183)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 295)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 461)، والشجري في أماليه (2/ 196)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 848). الثانية: عن أبي قتادة، عن عمران مرفوعًا: الحياء خير كله. أخرجه مسلم (ح 37)، والطبراني في الكبير (18/ 222)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 262)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 847)، وأحمد (4/ 446)، وأبو داود (13/ 151 العون). الثالثة: عن حجير بن الربيع، عن عمران مرفوعًا: الحياء كله خير. أخرجه وكيع في الزهد (2/ 677)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 9277، =
= والطبراني في الكبير (18/ 202)، والبيهقي في الشعب (6/ 132)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 846)، وأحمد (4/ 442)، وابن أبي شيبة (8/ 523)، ومسلم (ح 37). الرابعة: عن بشير، عن عمران مرفوعًا: الحياء خير كله. أخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 88)، والبيهقي في الشعب (6/ 132)، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 399)، وفي الفقيه والمتفقّه (1/ 148)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 652). ورجال ابن أبي الدنيا ثقات إلَّا عمرو بن عيسى العدوي، قال في التقريب (ص425): صدوق، اختلط فالإسناد حسن، إن كان يزيد بن هارون سمع منه قبل الاختلاط، وإلاَّ فضعيف. الخامسة: عن الحسن، عن عمران مرفوعًا: الحياء خير كله. أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 171). وفي سنده محمد بن محمد الحراني، لم أجد له ترجمة. السادسة: عن ثابت، عن عمران مرفوعًا: الحياء خير كله. أخرجه أحمد (4/ 440). وإسناده صحيح. السادسة: عن حميد بن هلال، عن عمران مرفوعًا: إن الحياء خير كله. أخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 85). ورجاله ثقات، إلَّا أن إسناده منقطع فحميد لم يسمع عن عمران. وأما حديث أنس مرفوعًا: الحياء خير كله. فأخرجه البزاركما في الكشف (2/ 405, 3/ 153)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 76). =
= وفي إسناد البزّار قتادة، وقد عنعن، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات، إلَّا معاذ بن هشام، قال في التقريب (ص 536): صدوق، ربما وهم. وأما سند القضاعي، ففيه الحسن بن علي بن زكريا العدوي، قال في الميزان (1/ 506): قال الدارقطني: متروك. وقال ابن عدي: يضع الحديث. اهـ. وعليه يرتقي حديث الباب بشاهد عمران بن حصين إلى الصحيح لغيره.
20 - باب الزجر عن الكذب والظلم
20 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْكَذِبِ وَالظُّلْمِ 2628 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لا يصلح الكذب إلَّا في ثلاثة: يُكْذَب فِي الْحَرْبِ، وَالْحَرْبُ خَدْعَةٌ وَالرَّجُلُ يَكْذِبُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا، وَالرَّجُلُ يَكْذِبُ عَلَى امْرَأَتِهِ لِيُرْضِيَهَا. خَالَفَهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ رَوَاهُ عَنْ دَاوُدَ، عَنْ شَهْرٍ مُرْسَلًا (¬1). وَخَالَفَ دواد عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ رَوَاهُ عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ. رَوَاهُ إسماعيل بن عياش، عن ابن خثيم، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ (¬2)، ورواه إسماعيل بن عياش، عن ابن خثيم مُطَوَّلًا (¬3). [2] قَالَ إِسْحَاقُ: أَنْبَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبِدِ الْأَعْلَى أَبُو هَمَّامٍ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: بعث (ح) (¬4). ¬
2628 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف محمد بن جامع العطار. الثانية: جهالة الزبرقان. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 81) وقال: فيه محمد بن جامع العطار، وهو ضعيف.
تخريجه: هذا الحديث مداره على شهر بن حوشب واختلف عليه فيه: 1 - فروي عنه، عن الزبرقان، عن النواس بن سمعان مرفوعًا. أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (ح 612) عن أبي يعلى، به. وأخرجه الطبراني في الكبير: كما في المجمع (8/ 81) من طريق محمد بن جامع، به. وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار مسند علي (ص 125)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 405)، وفي مساوئ الأخلاق (ح 160، 185)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 436) معلقًا، والبيهقي في الشعب (7/ 491) كلهم من طريق مسلمة بن علقمة، به بنحوه. والزبرقان: تقدم أنه مجهول. 2 - وروي عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا، وله عن شهر ثلاث طرق: الأولى: عن ابن أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عن شهر، به. أخرجه الترمذي (6/ 70 التحفة). عن أبي كريب، حدّثنا ابن أبي زائدة، به. ورجاله ثقات إلَّا شهر فهو حسن الحديث. الثانية: عن أبي مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شَهْرِ به. أخرجه هنّاد في الزهد (ح 1374) عن أبي معاوية، ورجاله ثقات إلَّا شهر. =
= الثالثة: عن عبّاد بن العوام، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شَهْرِ، به. أخرجه ابن الدنيا في الصمت (ح 502) عن أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، به ورجاله ثقات إلَّا شهر. 3 - وروي عنه، عن أبي هريرة مرفوعًا. أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار مسند علي (ص 128) من طريق عبيد الله بن عن داود، عن شهر، به. وعبيد الله بن عامر، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 330) وسكت ولم أجد من وثقه فهو مستور. 4 - وروي عنه، عن أسماء بنت يزيد مرفوعًا. ويأتي تخريجه في الحديث القادم رقم (2629) وإسناده ضعيف. وعليه يتبين أن روايات الوصل ضعيفة، أما روايات الإرسال فحسنة، فتكون روايه الإرسال هي الراجحة.
[3] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ بِهَذَا السِّنْدِ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سريةٌ فَمَرُّوا بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقَالُوا: يَا أَعْرَابِيُّ! اجْزُرْ لَنَا شَاةً، قَالَ فَأَتَاهُمْ بِعَتُودٍ مِنْ غَنَمِهِ فَذَبَحُوهَا، قَالَ: فَظَلُّوا يَطْبُخُونَ وَيَشْوُونَ حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ، وَأَظَلَّ بِظُلَّةٍ (¬1) عَلَى غَنَمِهِ فَقَالُوا: يَا أَعْرَابِيُّ! أَخْرِجْ لَنَا غَنَمَكَ حَتَّى نَقِيلَ (¬2) فِي الْمِظَلَّةِ، قَالَ (¬3): أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ فَإِنَّهَا وُلد، فَإِنْ أَنَا أَخْرَجْتُهَا فَضَرَبْتُهَا (¬4) السَّمُومُ طَرَحَتْ، فَقَالُوا: أَنْفُسُنَا أَعَزُّ عَلَيْنَا مِنْ غَنَمِكَ، قَالَ: فَأَخْرَجُوهَا فَضَرَبَتْهَا السَّمُومُ فَطَرَحَتْ، قَالَ: ثم راحو مِنْ عِنْدِهِ وَتَرَكُوهُ حَتَّى أَتَوُا الْمَدِينَةَ، فَإِذَا بِهِ قَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَلَمَّا جَاءُوا سَأَلَهُمْ -صلى الله عليه وسلم- عَمَّا ذَكَرَ، فَأَنْكَرُوا فَاعْتَمَدَ رَجُلًا مِنْهُمْ (¬5) فَقَالَ: يا فُلَانُ! إِنْ كَانَ مَا فِي (¬6) أَصْحَابِكَ خَيْرٌ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ، اصْدُقْنِي، فَقَالَ: صَدَقَ الْأَعْرَابِيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ! الْخَبَرُ مِثْلُ مَا قَالَ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَتَهَافَتُونَ (¬7) فِي الْكَذِبِ تَهَافُتَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ؟ كُلُّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ لَا مَحَالَةَ، إلَّا أَنْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ فِي الْحَرْبِ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ، أَوْ يَكْذِبَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا، أَوْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ امرأته ليرضيها. ¬
2628 - [3] الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: جهالة حال أحمد بن أيوب الضبي. الثانية: جهالة عين وحال الزبرقان.
تخريجه: تقدم في الطريق السابقة.
2629 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يزيد رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْسَلَ سَرِيَّةً ضَاحِيَةَ مُضَرٍ، فَنَزَلُوا بِأَرْضٍ صَحْرَاءَ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا إِذَا هُمْ بُقبّة، فَإِذَا بِفِنَائِهَا غَنَمٌ مُرَاحةٌ، فَأَتَوْا صَاحِبَ الْغَنَمِ فَوَقَفُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا: أَجْزِرْنَا، فَأَخْرَجَ لَهُمْ شَاةً فَسَخَطُوهَا، ثُمَّ أَخْرَجَ لَهُمْ شَاةً أُخْرَى فَسَخَطُوهَا، فَقَالَ: مَا فِي غَنَمِي إلَّا فَحْلُهَا أَوْ شَاةٌ رُبَّى، فَأَخَذُوا شَاةً مِنَ الْغَنَمِ، فَلَمَّا أَظْهَرُوا وَلَيْسَ مَعَهُمْ ظِلَالٌ يَسْتَظِلُّونَ بِهَا مِنَ الْحَرِّ، وَهُمْ بِأَرْضٍ لَا ظِلَالَ فِيهَا، وَقَدْ قَالَ الْأَعْرَابِيُّ غَنَمَهُ فِي ظُلَّتِهِ، فَقَالُوا: نَحْنُ أَحَقُّ بِالظِّلِّ مِنْ هَذِهِ الْغَنَمِ، فَأَتَوْهُ فَقَالُوا: أَخْرِجْ غَنَمَكَ الْمُسْتَظِلُّ فِي هَذَا الظِّلِّ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ مَتَى تُخْرِجُونَ غَنَمِي تَمْرَضُ وَتَطْرَحُ أَوْلَادَهَا، وَأَنَا امْرُؤٌ قَدْ تَزَكَّيْتُ وَأَسْلَمْتُ، فَأَخْرَجُوا غَنَمَهُ، فَلَمْ يَكُنْ إلَّا سَاعَةٌ حَتَّى تَنَاغَرَتْ وَطَرَحَتْ أَوْلَادَهَا، فَأَقْبَلَ الْأَعْرَابِيُّ سَرِيعًا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي صُنع بِهِ، فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ أَجْلَسَهُ حَتَّى قَدِمَ الْقَوْمُ، فَسَأَلَهُمْ، فَقَالُوا كَذَبَ، فسُرّي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْضُ الْغَضَبِ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: وَالَّذِي أُقْسِمُ بِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُخْبِرَكَ اللَّهُ بِخَبَرِي وَخَبَرِهِمْ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ صَادِقٌ، فَانْتَجَاهُمْ رَجُلًا رَجُلًا فَلَمَا انْتَجَى مِنْهُمْ رَجُلًا فَنَاشَدَهُ اللَّهَ تَعَالَى إِلَّا حَدَّثَهُ كَمَا حَدَّثَهُ الْأَعْرَابِيُّ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَيُّهَا النَّاسُ! فَلَا يَحْمِلَنَّكُمْ أَنْ تَتَابَعُوا فِي الْكَذِبِ كَمَا يَتَتَابَعُ الْفَرَاشُ فِي النَّارِ، كُلُّ الْكَذِبِ يُكتب عَلَى ابْنِ آدَمَ إلَّا ثَلَاثَ خِصَالٍ: امْرُؤٌ كَذَبَ امْرَأَتَهُ لِتَرْضَى عَنْهُ ... الْحَدِيثِ.
وَرَوَاهُ مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاودَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنِ النَّوَّاسِ أَيْضًا مُطَوَّلًا.
2629 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فرواية إسماعيل عن الحجازيين ضعيفة وهذه منها.
تخريجه: تقدم تخريجه في الحديث السابق.
2630 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَرْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إلَّا إِنَّ الْكَذِبَ يُسَوِّدُ الْوَجْهَ، وَالنَّمِيمَةُ عَذَابُ الْقَبْرِ.
2630 - الحكم عليه: هذا إسناد موضوع فيه علتان: الأولى: زياد بن المنذر: فهو كذاب. الثانية: نفيع بن الحارث: فهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 137 أمختصر) وسكت عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 91) وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني وفيه زياد بن المنذر وهو كذاب. وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة (ح 1496) وقال: موضوع.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (13/ 435) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن حبّان: كما في الإحسان (7/ 494)، وابن عدي في الكامل (3/ 190) كلاهما عن أبي يعلى، به بلفظه. وأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 208) من طريق زياد بن المنذر، عن أبي داود، عن أبي برزة، به بنحوه. وقال: هذا الإسناد ضعيف. وأبو داود هو نفيع بن الحارث. وأخرجه الطبراني في الكبير: كما في المجمع (8/ 91). ومدار أسانيدهم على زياد بن المنذر وهو كذاب.
21 - باب ذم الكذب ومدح الصدق
21 - بَابُ ذَمِّ الْكَذِبِ وَمَدْحُ الصِّدْقِ 2631 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دلاَّف، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ [بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ] (¬1)، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: [أَنَّهُ قال] (¬2): لا يغرَّنك (¬3) صلاة امرىءٍ وَلَا صيامُه، وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا اؤتمن أدى (¬4)، وإذا أشفى ورع (¬5). * هذا موفوف صحيح. ¬
2631 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: عمرو بن عطية لم أجد له ترجمة. الثانية: عمه لم أعرفه. =
= وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 144/ ب) وقال: رواه مسدّد بسند فيه راوِ لم يُسم.
تخريجه: أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 579)، والدارقطني في العلل (2/ 148)، من طريق يحيى بن سعيد به بنحوه دون قوله وإذا أشفى ورع. وأخرجه البيهقي في الكبرى (6/ 288)، من طريق مالك، عن عمر بن عبد الرحمن بن دلاف، عن أبيه، إن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لا تنظروا إلى صلاة أحد ولا إلى صيامه، ولكن انظروا إلى من إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ أَدَّى وَإِذَا أشفى ورع. ومدار هذه الطرق على عمر بن عطية وهو مجهول إلَّا أنه لم ينفرد في رواية هذا الحديث وتابعه خمسة وهم: الأول: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عمر رضي الله عنه لا يَغُرَّنك صلاة رجل ولا صيامه، من شاء صام ومن شاء صلَّى، ولكن لا دين لمن لا أمانة له. أخرجه البيهقي في الكبرى (6/ 288). ورجاله ثقات، إلَّا أن شيخ البيهقي لم أعرفه. الثاني: عبيد بن أبي كلاب قال: أنه سمع عمر رضي الله عنه وهو يخطب الناس يقول: لا يعجبنكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدى الأمانة وكف عن أذى الناس فهو الرجل. أخرجه ابن المبارك في الزهد (ح 695)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (6/ 288)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (خ 270). وعبيد بن كلاب لم أعرفه. الثالث: يحيى بن سعيد الأنصاري، عمن حدثه، عن عمر: أن الدين ليس بالطنطنة من آخر الليل ولكن الدين: الورع. أخرجه أحمد في الزهد (ص 184) وفيه راو لم يُسم. =
= الرابع: أيوب، عن هشام، عن عمر قال: لا تغُرَّني صلاة إمرىءٍ، ولا صومه، من شاء صام، ومن شاء صلَّى، لا دين لمن لا أمانة له. أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 169). وإسناده منقطع، هشام لم يدرك عمر إذ أن مولده سنة ثمان وخمسين كما في التقريب (ص 573). الخامس: يزيد بن حيان قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه يقول: لا تغرنكم طنطنة الرجل بالليل -يعني صلاته- فإن الرجل كل الرجل من أدى الأمانة إلى من ائتمنه، ومن سلم المسلمون من لسانه ويده. أخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 269)، عن علي بن شعيب، عن عبد المجيد، عن يزيد بن حيان به. وعبد المجيد هو ابن عبد العزيز بن أبي رواد قال في التقريب (ص 361) صدوق، يخطئ، فالإسناد ضعيف. وعزاه صاحب الكنز (ح 8435) إلى مالك، وعبد الرزاق، ورسته، والعسكري في المواعظ. وذكره البغوي في شرح السنة (1/ 75) معلقًا. السادس: أبو قلابة عن عمر أنه قال: لا تنظروا إلى صيام أحد ولا صلاته، ولكن انظروا إلى صدق حديثه إذا حدث، وأمانته إذا اؤتمن، وورعه إذا أشفي. أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 27). ويشهد لمعنى هذا الأثر أحاديث عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس، وابن مسعود رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة، فله عنه أربع طرق: الأولى: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام، وإن صلَّى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا =
= وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان. أخرجه مسلم (ح 59)، وأحمد (2/ 297)، وأبو عوانة (1/ 21)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 279)، والفريابي في صفة النفاق (ح 5)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 193)، والبغوي في شرح السنة (1/ 73)، وابن مسنده في الإيمان (2/ 606)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 255)، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 437)، والبيهقي في الكبرى (6/ 288). الثانية: عن مالك بن ربيعة، عن أبي هريرة مرفوعًا: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان. أخرجه البخاري (1/ 89 الفتح)، ومسلم (ح 59)، والنسائي (8/ 116)، وأبو عوانة (1/ 20)، والترمذي (7/ 385 التحفة)، وأحمد (3/ 357)، وابن منده في الإيمان (2/ 605)، والدولابي في الكنى (1/ 202)، والفريابي في صفة النفاق (ح1)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 325)، والبيهقي في الكبرى (6/ 85، 288)، والبغوي في شرح السنة (1/ 72). وسكت عليه الترمذي. الثالثة: عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة مرفوعًا: من علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان. أخرجه مسلم (ح 59)، والترمذي (7/ 383 التحفة)، وابن مسنده في الإيمان (2/ 605)، والفريابي في صفة النفاق (ح 2). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث العلاء. الرابعة: عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي هريرة مرفوعًا، ثلاث من أمر المنافق وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان. أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (1/ 371). =
= وإسناده منقطع، فعطاء لم يسمع من أبي هريرة كما في جامع التحصيل (ص 238). وأما حديث عبد الله بن مسعود موقوفًا قال: ثلاث من كن فيه فهو منافق: إذا حدث كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا وعد أخلف فمن كانت فيه واحدة منهن لم تزل فيه خصلة من النفاق حتى يتركها. فأخرجه النسائي (8/ 116)، والبزار كما في الكشف (1/ 62) مرفوعًا، وابن مسنده في الإيمان (2/ 606)، والفريابي في صفة النفاق (ح 7) مرفوعًا، وأبو نعيم في الحلية (5/ 43، 6/ 255). وإسناده صحيح موقوفًا ومرفوعًا، فقد رفعه الطيالسي، وهو ثقة، وزيادة الثقة مقبولة. وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، وإذا كان فيه خصلة منها ففيه خصلة من النفاق حتى يتوب. أخرجه البخاري (1/ 89 الفتح)، ومسلم (ح 58)، والنسائي (8/ 116)، وأبو داود (12/ 443 العون)، والترمذي (7/ 385 التحفة)، وابن أبي شيبة (8/ 405)، وأحمد (2/ 289)، والفريابي في صفة النفاق (ح 13)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 277)، وابن مسنده في الإيمان (5/ 602)، والحاكم في علوم الحديث (ص 11)، وأبو عوانة (1/ 20). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الثانية: صبيح بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو موقوفًا. أخرجه الفريابي في صفة النفاق (ح 14). وصبيح ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 449) وسكت عليه ولم =
= يرو عنه غير سماك بن حرب. ولم أجد من وثّقه فهو مجهول. الثالثة: عن أبي عبد الرحمن الجبلي، عن عبد الله بن عمرو موقوفًا. أخرجه الفريابي في صفة النفاق (ح 15). وفي إسناده ابن لهيعة ضعيف. وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأولى: عن يزيد الرقاشي، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلَّى وقال إني مؤمن: من إذا حدث كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا وعد أخلف. أخرجه أبو يعلى (7/ 136)، والفريابي في صفة النفاق (ح 12). ويزيد الرقاشي قال في التقريب (ص 599): ضعيف. الثانية: عن سعد بن سنان، عن أنس مرفوعًا قال: في المنافق ثلاث، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان. أخرجه الفريابي، في صفة النفاق (ح 11). وإسناده حسن إن شاء الله من أجل سعد بن سنان قال في التقريب (ص 231) صدوق، له أفراد وبقية رجاله ثقات. وعليه يرتقي أثر الباب بالشواهد الصحيحة إلى الحسن لغيره.
2632 - وَحَدَّثَنَا (¬1) أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَا يَصْلُحُ شَيْءٌ مِنَ الْكَذِبِ في جد ولا هزل. * موقوف صحيح. ¬
2632 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته عنعنة أبي إسحاق: وهو مدلس، من الثالثة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 144/ ب مختصر) وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه سعيد بن منصور في سننه: كما في الدر المنثور (4/ 316)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 102)، عن أبي عوانة به بنحوه. وأخرجه وكيع في الزهد (ح 396)، وأحمد (1/ 410)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار مسند علي (ع 135)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 541 , 542)، والطيالسي كما في منحة المعبود (2/ 65)، والطبراني في الكبير (9/ 89)، والبيهقي في الشعب (4/ 201)، والبغوي في شرح السنة (13/ 154) كلهم من طريق أبي إسحاق به بنحوه، كجزء من خطبة طويلة إلَّا وكيعًا فقد ذكره مختصرًا وكذا الطيالسي. قلت: ومدار هذه الطرق على أبي إسحاق، وهو مُدلس، وقد عنعن، لكنه صرح بالسماع في رواية الطيالسي، كما أنها عند الطيالسي من رواية شعبة، عن أبي إسحاق وشعبة لا يروي عن المدلسين إلَّا من مسموعاتهم، ثم هو من أصحابه القدماء فأمن من الاختلاط، فعليه يكون الإسناد صحيحًا. وأخرجه ابن ماجه (ح 46)، والدارمي (2/ 210)، والحاكم (1/ 127)، وعنه البيهقي في الشعب (4/ 201)، من طريق أبي إسحاق به مرفوعًا بنحوه كجزء من خطبة طويلة كذلك. =
= وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، وإنما توافرت الروايات بتوقيف أكثر هذه الكلمات فإن صح سنده فإنه صحيح على شرطهما ووافقه الذهبي. قلت: في إسناد الحاكم، والدارمي، إدريس بن صبيح الأودي، قال في التقريب (ص 97): مجهول. وفي سند ابن ماجه عبيد بن ميمون التيمي، قال في التقريب (ص 378): مستور وعند الجميع عنعنة أبي إسحاق فالإسناد ضعيف فلا تصح رواية الرفع. وتابع أبا الأحوص ستة فرووه عن عبد الله موقوفًا: الأول: أبو معمر قال: قال عبد الله: لا يصلح الكذب في هزل ولا جد، ولا أن يعد أحدكم صبيه شيئًا ثم لا ينجزه له. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 387)، وابن أبي شيبة (8/ 403)، وابن جرير في تهذيب الآثار مسند علي (ص 146)، والطبري في التفسير (11/ 46)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 543)، ووكيع في الزهد (ح 395)، وهنّاد في الزهد (ح 1372)، وسعيد بن منصور في سننه: كما في الدر المنثور (6/ 314)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 102). وإسناده صحيح. الثاني: إبراهيم النخعي، عن عبد الله بنحو السابق. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 403)، ووكيع في الزهد (ح 395)، وابن جرير في تهذيب الآثار مسند علي (ص 146). والنخعي لم يدرك أحدًا من الصحابة لكن البيهقي صحح مراسيله عن ابن مسعود كما في جامع التحصيل (ص 142). الثالث: أبو البختري، عن عبد الله قال: لا يصلح الكذب في جد ولا هزل، ثم تلا عبد الله (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين). =
= أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 403). وإسناده صحيح. الرابع: جعفر بن برقان قال: قال عبد الله بن مسعود: كل ما هو آتٍ قريب. ألا أن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل، ولا أن يعد الرجل منكم صبيه ثم لا ينجز له. أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20198)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 100)، والبيهقي في الشعب (2/ 200). وإسناده منقطع فجعفر مات سنة خمسين ومائة كما في التقريب (ص 140)، وابن مسعود رضي الله عنه مات سنة اثنتين وثلاثين. الخامس: أبو عبيدة، عن عبد الله قال: لا يصلح الكذب في هزل ولا جد، ولا أن يعد أحدكم صبيّه شيئًا ثم لا ينجزه له ثم قرأ عبد الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}. أخرجه ابن المبارك في الزهد (ح 140)، ووكيع في الزهد (ح 401)، وعنه هنّاد في الزهد (ح 1369)، والطبري في التفسير (11/ 46)، والطبراني في الكبير (9/ 100)، والبيهقي في الشعب (4/ 202)، وابن جرير في تهذيب الآثار مسند علي (ص 146). وإسناده منقطع، فأبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله كما في جامع التحصيل (ص 204). السادس: عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لا يصلح الكذب في هزل ولا جد، ولا أن يعد أحدكم صبيّه شيئًا ثم لا ينجزه له ثم قرأ عبد الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} وإسناده منقطع أيضًا، فعمرو بن مرة مات سنة ثماني عشرة ومائة كما في التقريب (ص 426). وأخرج الحديث أبو الشيخ، وابن المنذر، وابن مردويه كما في الدر المنثور (4/ 316).
2633 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ (¬1)، عَنْ [سَعْدٍ] (¬2) هُوَ ابْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تَقَبَّلُوا لِي سِتًّا (¬3) أَتَقَبَّلْ لَكُمُ الْجَنَّةَ، قِيلَ: مَا هي يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: إِذَا حَدَّثْتُمْ فَلَا تَكْذِبُوا، وَإِذَا وَعَدْتُمْ فلا تخلفوا، وإذا ائتمنتم فَلَا تَخُونُوا، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَكُفُّوا أيديكم. ¬
2633 - الحكم عليه: إسناد ابن أبي شيبة حسن من أجل سعد بن سنان. وإسناد ابن منيع حسن كذلك من أجل يحيى بن إسحاق، وسعد بن سنان فهما صدوقان. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 351) وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح إلَّا أن [سعد] تحرفت إلى يزيد ابن سنان لم يسمع من أنس، والله أعلم.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى (7/ 248) عن ابن أبي شيبة به بلفظه. وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 188)، وفي مساوئ الأخلاق (ح 156)، من طريق يونس بن محمد به بنحوه. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 355)، والحاكم في المستدرك (4/ 359)، والبيهقي في الشعب (4/ 78)، كلهم من طريق الليث به بنحوه. =
= وتصحف اسم يزيد عند البيهقي إلى مرثد، وجعله الحاكم شاهدًا لحديث عبادة الآتي وسكت عليه. ومدار هذه الطرق على سعد بن سنان وهو صدوق كما تقدم. ويشهد له أحاديث عن عبادة بن الصامت، وأبي أمامة، والزبير، ومعاوية رضي الله عنهم: أما حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا: اضمنوا لي ستًا من أنفسكم أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم، واوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم. فأخرجه أحمد (5/ 323)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 116)، وفي الصمت (ح 444)، وابن حبّان كلما في الإحسان (1/ 245)، والطبراني في الكبير (المنتقى منه)، كما في الصحيحة (3/ 454)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 192)، والحاكم (4/ 358)، والبيهقي في الكبرى (6/ 288)، والبيهقي في الشعب (4/ 205)، كلهم من طريق المطلب بن حنطب، عن عبادة بن الصامت مرفوعًا. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بقوله: فيه إرسال. قلت: المطلب لم يسمع من عبادة بن الصامت فقد نقل العلائي في جامع التحصيل (ص 280) قول البخاري: لا أعرف للمطلب بن حنطب عن أحد من الصحابة سماعًا إلَّا قوله حدثني من شهد خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكذا نقل الترمذي، عن الدارمي، وقال أبو حاتم: المطلب بن حنطب عامة أحاديثه مراسيل، لم يدرك أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا سهل بن سعد، وأنسًا، وسلمة بن الأكوع أو من كان قريبًا منهم. وأما حديث أبي أمامة رضي الله عنه يرفعه قال: اكفلوا بست اكفل لكم الجنة: إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا اؤتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف، غضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم. =
= فأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 21)، والطبراني في الكبير (8/ 314)، وابن حبّان في المجروحين (2/ 204) والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 910)، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 392)، كلهم من طريق فضالة بن الزبير، عن أبي أمامة الباهلي مرفوعًا. ومدار أسانيدهم على فضالة بن الزبير ويقال بن جبير. قال في المغني (2/ 510) قال الكتاني عن أبي حاتم: ضعيف الحديث فالإسناد ضعيف. وأما حديث الزبير أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ ضَمِنَ لِي سِتًّا ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ، قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: من إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ، وَإِذَا اؤتمن أدى، وَمَنْ غَضَّ بَصَرَهُ، وَحَفِظَ فَرْجَهُ، وَكُفَّ يَدَهُ. فأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20200)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (4/ 365)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 909) من طريق أبي إسحاق، عن الزبير مرفوعًا. وقال الشيخ الألباني في الصحيحة (3/ 454): والزبير هذا إن كان ابن العوام فهو منقطع؛ لأن أبا إسحاق وهو عمرو بن عبد الله السبيعي، فإنه روى عن علي وقيل أنه لم يسمع منه، وهو -أي الزبير- أقدم وفاة من علي، فلأن لم يسمع منه أولى، ثم هو إلى ذلك مدلس، ولم يصرح بالتحديث. اهـ. وأما حديث معاوية يرفعه قال: تكلفوا لي بست أتكفل لكم بالجنة إِذَا حَدَّثْتُمْ فَلَا تَكْذِبُوا، وَإِذَا وَعَدْتُمْ فَلَا تخلفوا، وإذا ائتمنتم فلا تخونوا، وغضوا أبصاركم، واحفظوا فر وجكم، وكفّوا أيديكم. أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 272) من طريق عمرو بن بكر السكسكي، عن موسى بن عبيدة الربذي، عن القُرظي، عن معاوية مرفوعًا. وموسى بن عبيدة الزبدي ضعيف. وعمرو بن بكر السكسكي قال في التقريب (ص 419): متروك.
22 - باب التخصر
22 - بَابُ التَّخَصُّرِ (¬1) 2634 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ نُعَيْمٍ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَتَخَصَّرُ بعُرجون (¬2) ابْنِ طَابٍ، وَكَانَ زَيْدٌ يتخصَّر بِهِ فِي دَارِهِ وَفِي ذهابه إلى أمواله. ¬
2634 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه ثلاث علل: الأولى: محمد بن عمر الواقدي: فهو متروك. الثانية: موسى بن نعيم: لم أجد له ترجمة. الثالثة: نعيم أبو موسى: لم أعرفه.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 866) بنفس الإسناد والمتن. وله شاهد أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 184) عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-كان يتحضر بعرجون من بنات طاب. وإسناده حسن إلَّا أنه مرسل.
23 - باب أدب الركوب
23 - بَابُ أَدَبِ الرُّكُوبِ 2635 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا (¬1) إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ تَمِيمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَضَى أَنَّ صَاحِبَ الدَّابَّةِ أَحَقُّ بِصَدْرِهَا. * هَذَا مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ لَكِنْ لَهُ شواهد. ¬
2635 - الحكم عليه: هذا حديث مرسل ضعيف الإسناد فيه ثلاث علل: الأولى: عنعنة إسماعيل بن عياش. الثانية: عتبة بن تميم فهو مستور. الثالثة: الوليد بن عامر فهو مستور. وذكره البوصيري (ج 2/ ق 148 ب مختصر) وسكت عليه.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 869) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 126 أ) من طريق الحارث بن أبي أسامة به. وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 147)، وابن قانع في معجمه (ق 129 ب) =
= من طريق إسماعيل بن عياش به بلفظه. وأخرجه الحسن بن أبي سفيان، وابن أبي خيثمة، والإسماعيلي الثلاثة كما في الإصابة (4/ 239) من طريق إسماعيل بن عياش به بلفظه. وأخرجه أحمد (1/ 19)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 245)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 310، 447)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (4/ 2074)، وأبو زرعة في مسند الشاميين، ويعقوب بن سفيان في تاريخه، والأخيران كما في الإصابة (4/ 239) كلهم من طريق إسماعيل بن عياش، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ تَمِيمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عامر، عن عروة بن معتب، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: إن صاحب الدابة أحق بصدرها. وقال الحافظ في الإصابة (4/ 239): والاختلاف فيه على إسماعيل بن عياش فرواه عنه هشام بن عمار كالأول -أي المرسل- ورواه أبو اليمان عنه كالثاني -أي الموصول-. قلت: ومدار هذه الأسانيد على إسماعيل بن عياش وقد عنعن، وعتبة، والوليد مستوران، فالحمل عليهم في الاختلاف بين الوصل والإرسال إن كان عروة تابعيًا. ويشهد له أحاديث كثيرة عن قيس بن عبادة، وبريدة، وبشير بن سعد، وعبد الله بن حنظلة الغسيل، وفاطمة، وأبي هريرة، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس، وعلي، وأبي تميمة الهجيمي، وعصمة بن مالك الخطمي رضي الله عنهم. أما حديث في قيس بن سعد بن عبادة فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن محمد بن شرحبيل، عن في قيس قال: أتانا النبي -صلى الله عليه وسلم- فوضعنا له غسلًا فاغتسل، ثم أتيناه بملحفة ورسية فاشتمل بها، فكأني انظر إلى أثر الورس على عكنه، ثم أتيناه بحمار ليركب فقال: صاحب الحمار أحق بصدر الحمار فقلنا: يا رسول الله فالحمار لك. =
= أخرجه أحمد (6/ 6). وفي سنده ابن أبي ليلى، وهو محمد بن عبد الرحمن قال في التقريب (ص 493) صدوق، سيء الحفظ جدًا فالإسناد ضعيف. الثانية: عن عبد الرحمن بن أبي أمية، أن حبيب بن مسلمة أتى قيس بن سعد بن عبادة وهو على فرس له، فتأخر له حبيب فقال له: اركب، فأبى قيس، وقال قيس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: صاحب الدابة أولى بصدرها، فقال حبيب: إني لست أجهل مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ولكن أخاف عليك. أخرجه أحمد (3/ 422، 6/ 7)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 133)، والطبراني في الكبير (4/ 21، 18/ 350)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 164 ب) كلهم من طريق عبد العزيز بن عبد الملك، عن عبد الرحمن بن أبي أمية به. وقال الطبراني: لا يروى عن حبيب إلَّا بهذا الإسناد تفرّد به ابن وهب. وعبد العزيز بن عبد الملك هو ابن مليل ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 388) وسكت عليه ولم أر من وثّقه، فهو مستور، وعبد الرحمن بن أبي أمية، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (5/ 214): شيخ لا يعرف. فالإسناد ضعيف. الثالثة: عن حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده، عن قيس بن سعد بن عبادة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- صاحب الدابة أحق بصدرها. أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 350)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ف 164 ب). وحسين بن عبد الله قال في الميزان (1/ 538): كذبه مالك، وقال أبو حاتم: متروك الحديث كذاب، فالإسناد تالف. وأما حديث بريدة قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يمشي جاء رجل معه حمار، فقال: يا رسول الله! أركب وتأخّر الرجل، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا أنت أحق بصدر دابتك =
= مني، إلَّا أن تجعله لي، قال فإني قد جعلته لك. فأخرجه أبو داود (7/ 239 العون)، والترمذي (8/ 56 التحفة)، وأحمد (5/ 353)، والطبراني كما في الكنز (ح 24963)، والحاكم (2/ 64). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: في إسناد أبي داود، والترمذي، علي بن الحسين بن واقد قال في التقريب (ص 400) صدوق، يهم، إلَّا أنه لم ينفرد فتابعه زيد بن الحباب عند أحمد، وزيد قال في التقريب (ص 222): صدوق، فالحديث حسن إن شاء الله. وأما حديث عبد الله بن حنظلة الغسيل مرفوعًا: الرجل أحق بصدر دابته، وصدر فراشه، وأن يؤم في رحله. فأخرجه الدارمي (2/ 197)، والبيهقي في الكبرى (3/ 125)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 243) ومدار أسانيدهم علي إسحاق بن يحيى بن طلحة، قال في التقريب (ص 103): ضعيف. وعزاه الهندي في الكنز (ح 24960) إلى الطبراني في الكبير. وأما حديث النعمان بن بشير، عن أبيه مرفوعًا بنحو الحديث السابق. فأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 414). وفي إسناده الحكم بن عبد الله الأيلي قال في الميزان (1/ 572) قال أحمد: أحاديثه كلها موضوعة، وقال أبو حاتم: كذّاب، وقال النسائي، والدارقطني، وجماعة: متروك الحديث. اهـ. قلت: أحسن أحواله أنه متروك. وأما حديث علي مرفوعًا: صاحب الدابة أحق بصدر الدابة، وصاحب الفرس أحق بصدر الفرس. =
= فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 164 ب). وقال لم يروه عن علي بن زيد إلَّا يحيى، ولا روى عن المهاجر عن علي إلَّا هذا. وفي سنده علي بن زيد بن جدعان قال في التقريب (ص 401) ضعيف. وأما حديث أبي هريرة مرفوعًا: صاحب الدابة أحق بصدرها. فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 275) من طريق الحسن بن علي، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا. والحسن بن علي هو النوفلي الهاشمي قال في التقريب (ص 162) ضعيف. وأما حديث فاطمة مرفوعًا: الرجل أحق بصدر دابته، وصدر فراشه، والصلاة في منزله، إلَّا مع إمامٍ يجمع الناس عليه. فأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 414). وفي إسناده الحكم بن عبد الله الأيلي وتقدم في شاهد عبد الله بن حنظلة أنه متروك. وأما حديث ابن عمر مرفوعًا: الرجل أحق بصدر دابته، وصدر فراشه، وأن يؤم في بيته. فأخرجه أبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 134) من طريق أبي عاصم، عن عبّاد بن موسى، عن أبيه، عن مجاهد، عن ابن عمر. وعباد بن موسى قال في تهذيب الكمال (14/ 165) روى أبو عاصم النبيل، عن عبّاد بن موسى، عن أبيه، عن مجاهد، فلا أدري هو هذا أو الذي قبله -يعني عبّاد بن موسى السعدي- فإن كل واحد منهما يروي عن أبيه، عن مجاهد. اهـ. قلت: قال في التقريب (ص 291) عن كل واحد منهما مقبول، ولا متابعة، فالإسناد ضعيف. وأما حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: الرجل أحق بصدر دابته، وأحق بمجلسه إذا رجع. =
= فأخرجه أحمد (3/ 32). وفي إسناده إسماعيل بن رافع قال في التقريب (ص 107): ضعيف الحفظ. وأما حديث أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: الرجل أحق بصدر دابته، والرجل أحق بصدر فراشه. فأخرجه البيهقي في الكبرى (3/ 69). وفي إسناده سعيد بن زربي قال في التقريب (ص 235): منكر الحديث. وأما حديث أبي تميمة الهجيمي قال: بينما أنا على حمار لي، فلقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتأخرت على الحمار فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ! اركب. قال: أنت أحق بصدر حمارك. قلت: يا رسول الله! الحمار لك، فركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مقدمه وركبت على عجزه. فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 164 ب). وقال: لم يروه عن عاصم إلَّا هشام. قلت: هشام هو ابن لاحق قال في الميزان (4/ 306): قال أحمد: تركت حديثه، وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به وقواه النسائي، فالراجح أنه ضعيف. وأما حديث عصمة بن مالك الخطمي قال: زَارَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى قباء، فلما أراد أن يرجع جئناه بحمار قحاطي قطوف فركبه، قلنا يا رسول الله! هذا الغلام يأتي معك يرد الدابة، قال: صاحب الدابة أحق بصدرها، قلنا: يا رسول الله! اركب وردّها لنا، فذهب فرده علينا .. الحديث. فأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 178). وفي إسناده الفضل بن المختار، قال في اللسان (4/ 524): قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة يحدث بالأباطيل. وقال الأزدي: منكر الحديث جدًا. فالإسناد ضعيف جدًا. وعليه يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره بشاهد بريدة بن الحصيب، وبمجموع الشواهد الضعيفة.
2636 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ مَوْلًى لَهُمْ قَالَ: إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (اسْتَقْبَلَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) (¬1) وَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْآخَرَ خَلْفَهُ. [2] وَحَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ موزق، عَنْ مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ سَفَرٍ فَاسْتَقْبَلَهُ (¬2) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، (فَجَعَلَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَكْبَرَهُمَا) (¬3) خَلْفَهُ، وَحَمَلَ أَصْغَرَهُمَا (¬4) بَيْنَ يَدَيْهِ. هَكَذَا رَوَاهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَخَالَفَهُ عَاصِمٌ فَرَوَاهُ عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْرَجَهُ ابن أبي شيبة (¬5) وغيره. ¬
2636 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه راوٍ لم يُسَم، وهو شاذ.
تخريجه: قال الحافظ هنا: هَكَذَا رَوَاهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَخَالَفَهُ عَاصِمٌ فَرَوَاهُ عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جعفر رضي الله عنه. قلت: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 35) عن عبد الرحيم بن سليمان، عن عاصم قال: حدّثنا مورق العجلي، قال: حدثني عبد الله بن جعفر قال: كان =
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قدم من سفر تلقى بنا، وقال: فتلقى بي، والحسن، أو الحسين قال: فحمل أحدنا بين يديه والآخر خلفه حتى دخلنا المدينة. وأخرجه مسلم (ح 2428)، وابن ماجه (ح 3773) كلاهما عن ابن أبي شيبة به بلفظه. وأخرجه مسلم (ح 2428)، والنسائي في الكبرى (2/ 477)، وأبو داود (7/ 234 العون)، وأحمد (1/ 203) والبيهقي في الكبرى (5/ 260)، والبغوي في شرح السنة (11/ 184) كلهم من طريق عاصم به بنحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 34)، وعنه مسلم (ح 2427)، والنسائي في الكبرى (2/ 478) من طريق ابن أبي مليكة قال: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير أتذكر إذ تلقينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنا وأنت وابن العباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك. ويشهد له ما رواه ابن عباس رَضِي اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم مكة استقبله أغَيلِمة بني عبد المطلب، فحمل واحدًا بين يديه وآخر خلفه. أخرجه البخاري (10/ 395 الفتح)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (11/ 185)، والبيهقي في الكبرى (5/ 260).
2637 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [أَبُو هِشَامٍ] (¬1): مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ كَعْبٍ هُوَ الْقُرَظِيُّ (¬2)، عَنْ رَجُلٍ "يُقَالُ لَهُ رُفَيْعٌ (¬3)، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى عَجُزِ نَاقَتِهِ لَيْلًا، فَجَعَلْتُ أَنْعَسُ فَيَمَسُّنِي وَيَقُولُ: يَا هَذِهِ! يَا بِنْتَ حُيَيٍّ، يَا صَفِيَّةُ. [2] حَدَّثَنَا (¬4) ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ نَحْوَهُ (¬5). ¬
2637 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه أربع علل: الأولى: ضعف محمد بن يزيد الرفاعي. الثانية: ضعف إبراهيم بن إسماعيل. الثالثة: جهالة حال عثمان بن كعب القرظي. الرابعة: رفيع لم أعرفه. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 252) وقال: رواه أبو يعلى بأسانيد وفي رجال هذه ربيع ابن أخي صفية لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قلت: هذا وهم من الهيثمي رحمه الله فإبراهيم، كما تقدم في ترجمته لم يوثّقه أحد، وكذا عثمان القرظي سوى ذكر ابن حبّان له في الثقات.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (13/ 36) بنفس الإِسناد والمتن وفي آخره: وَجَعَلَ يَقُولُ: يَا صَفِيَّةُ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكِ بما صَنَعْتُ بِقَوْمِكِ، إِنَّهُمْ قَالُوا لِي كَذَا، إِنَّهُمْ قالوا لي كذا. وأخرجه أبو يعلى (13/ 38) عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يونس بن بكير به بنحوه. وأخرجه ابن عساكر كما في الكنز (ح 37609).
2638 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، حَدَّثَنَا فَائِدٌ (¬1)، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا مِنْ خَيْبَرَ قَدْ أَرْدَفَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَلَى حَقِيبَتِهِ وَأَبُو رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَلَى جَمَلٍ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ: يَا أَبَا رَافِعٍ! انْزِلْ عَنِ الْجَمَلِ وَاحْمِلْ عَلَيْهِ صَفِيَّةَ، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ قَبْلَ أَنْ نَدْخُلَ الْمَدِينَةَ، قَالَ: فَسَارَ أَبُو رافع حتى أدخلها المدينة. ¬
2638 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علّته فضيل بن سليمان فهو صدوق له أخطاء كثيرة.
تخريجه: لم أجده عند غيره.
2639 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬1)، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَأَى رَجُلًا رَاكِبًا يَسْعَى خَلْفَهُ إِنْسَانٌ، فَقَالَ: يَا فُلَانُ! لَوْ حَمَلْتَ هَذَا خَلْفَكَ، قَالَ: وَأَنَا كُنْتُ أَحْمِلُ هَذَا العِلْج خَلْفِي! قَالَ: فَلَوْ بَعَثْتَهُ إِلَى حَيْثُ تُرِيدُ، قَالَ: مَا فَعَلْتُ، قَالَ: فَلَوِ اسْتَبْدَلْتَ أَخَفَّ مِنْهُ، قَالَ: مَا فَعَلْتُ، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-يَقُولُ: مَنْ سَعَى خَلْفَهُ إِنْسَانٌ وَهُوَ رَاكِبٌ لم يزده الله تعالى إلَّا بُعدًا. ¬
2639 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته ليث بن أبي سليم فهو ضعيف.
تخريجه: الحديث لم أجده عند غيره.
2640 - وَعَنِ (¬1) لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَبْصَرَ رَجُلًا يَسْعَى خَلْفَهُ إِنْسَانٌ وَهُوَ رَاكِبٌ، أَوْ بَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: قَطَعَ الله فؤاده، قطع الله فؤاده. ¬
2640 - الحكم عليه: هذا إسناد فيه ثلاث علل: الأولى: ضعف ليث بن أبي سليم. الثانية: جهالة الراوي عن عمر. الثالثة: لم يذكر مسدّد الواسطة بينه وبين ليث، إلَّا إذا كان الحافظ يعني بالإسناد السابق، فيكون لهذا الإسناد علتان فقط.
تخريجه: وذكره الهندي في الكنز (ح8880) وعزاه إلى مسدّد.
24 - باب الإصلاح بين الناس
24 - بَابُ الِاصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ 2641 - [1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو الصَّبَّاحِ الشَّامِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الشَّامِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ: يَا أَبَا أَيُّوبَ! أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ تُرضي (¬1) اللَّهَ وَرَسُولُهُ بَوَضْعِهَا (¬2)؟ فَقَالَ: بَلَى! قَالَ (¬3): تُصلح بَيْنَ النَّاسِ إذا تفاسدوا وتقرب بينهم إذا تباعدوا. ¬
2641 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: أبو الصباح فهو ضعيف جدًا. الثانية: عبد العزيز الشامي فهو مجهول. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 142 ب مختصر) وسكت عليه.
تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 81) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 490) من طريق الطيالسي، به. =
= وتابع سعيد بن سعد أربعة وهم: الأول: عُبَادَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ عَوْفٍ قال: قال أبو أيوب، به بنحوه. أخرجه ابن أبي شيبة: كما في المطالب هنا (264/ 2)، وعنه عبد بن حميد في المنتخب (ص105)، ومن طريق ابن أبي شيبة الطبراني في الكبير (4/ 138)، وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 405) كلاهما من طريق موسى بن عبيدة الربذي، عن عبادة بن عمر، به. وعند الطبراني والد عبادة: عمير، وعند الخرائطي: عمرو. وموسى بن عبيدة الربذي: ضعيف، وعبادة لم أجد له ترجمة. الثاني: أبو سلمة، عن أبي أيوب، به بنحوه. أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 490) من طريق علي بن ثابت، عن الوازع، عن أبي سلمة. وقال البيهقي تفرد به الوازع. قلت: الوازع هو ابن نافع العقيلي قال في المغني (2/ 718) قال أحمد، ويحيى: ليس بثقة. الثالث: أبو جناب، عن رجل، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إلَّا أَدُلُّكَ عَلَى صدقة يحب الله موضعها؟ قال: قلت بلى! بأبي أنت وأمي، قال: تصلح بين الناس فإنها صدقة يحب الله تعالى موضعها. أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 104). وإسناده ضعيف لجهالة الراوي عن أبي أيوب. الرابع: عبد الله بن عمر مولى غفرة، عن أبي أيوب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَا أَبَا أَيُّوبَ! أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى صدقة يرضي الله تعالى موضعها؟ قال: بلى يا رسول الله؟ قال: تسعى في إصلاح ذات بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا. أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 105). وعبد الله بن عمر مولى غفرة لم أعرفه، فالإسناد ضعيف. =
= وللحديث شواهد عن أنس، وأبي أمامة تخص القول لأبي أيوب أما حديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأبي أيوب: ألا أدلك على تجارة؟ قال بلى. قال: صِل بين الناس إذا تفاسدوا، وقرب بينهم إذا تباعدوا. فأخرجه البزّار: كما في الكشف (2/ 441)، والطبراني: كما في الترغيب للمنذري (3/ 489). وقال البزّار: لَا نَعْلَمُهُ يُروى عَنْ أَنَسٍ إلَّا مِنْ هذا الوجه، ولا نعلم حدث به عن حميد إلَّا عبد الله بن عمر، ولا عنه إلَّا ابنه عبد الرحمن، وعبد الرحمن ليّن الحديث، حدّث بأحاديث لم يتابع عليها. قلت: عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن عمر بن حفص العمري قال في التقريب (ص 344): متروك. فالإسناد ضعيف جدًا. وأما حديث أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- لأبي أيوب بن زيد: يا أبا أيوب! ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله؟ قال بَلَى، قَالَ: تُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا وتقارب بينهم إذا تباعدوا. فأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 307) من طريق خالد بن خداش، عن حماد بن زيد، عن عبد الله بن حفص، عن أبي أمامة مرفوعًا. وعبد الله بن حفص: لم أميزه. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 80): وعبد الله بن حفص صاحب أبي أمامة: لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قلت: فيه كذلك خالد بن خداش قال في التقريب (ص 187): صدوق، يخطئ، فالإسناد ضعيف. ولمعنى الحديث شواهد دون بيان أن القول موجه لأبي أيوب، عن أبي الدرداء، وأبي هريرة، وعلي مرفوعًا، وابن عباس، وأنس، وعبد الله بن عمرو وأم كلثوم. أما حديث أبي الدرداء رضي الله عنه فله عنه طريقان: =
= الأولى: عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء مرفوعًا قال: ألا أخبركم بافضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى، قال: صلاح ذات البين وفساد ذات البين هي الحالقة. أخرجه أبو داود (13/ 261 العون)، والترمذي (7/ 211 التحفة)، وأحمد (6/ 444)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 75)، وابن حبّان: كما في الإِحسان (7/ 275)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 399)، والبغوي في شرح السنة (13/ 116)، والبيهقي في الشعب (7/ 489)، وفي "الأربعون الصغرى" (ح 129). وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وهو كما قال. الثانية: عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 105) من طريق الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، به. ورجاله ثقات، إلَّا أن الزهري لم يصرح بالتحديث وهو مدلس، من الثالثة. فالإسناد ضعيف. وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا قال: ما عمل ابن آدم شيئًا أفضل من الصلاة، وصلاح ذات البين، وخلق حسن. فأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 63)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 104)، والبيهقي في الشعب (7/ 489). ومدار أسانيدهم على محمد بن حجاج الدمشقي، قال أبو حاتم: كما في الجرح والتعديل (7/ 235): شيخ، فالإِسناد ضعيف. وأما حديث علي مرفوعًا: إن صلاح ذات البين أعظم من عامة الصلاة والصيام. فأخرجه الطبراني: كما في نصب الراية (4/ 355) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائقي، حدّثنا إسماعيل بن راشد، عن علي، به. وفي سنده عثمان بن عبد الرحمن الطرائقي قال في التقريب (ص 385): صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضُعف بسبب ذلك، حتى نسبه ابن =
= نمير إلى الكذب، وقد وثّقه ابن معين. وشيخه: هو إسماعيل بن راشد، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 169)، وسكت عليه وليس له إلَّا راو واحد، ولم أر من وثّقه فهو مجهول، والإسناد ضعيف. وأما حديث ابن عباس مرفوعًا قال: دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة، حالقة الدّين، لا حالقة الشعر، ألا أخبركم بما هو خير لكم من الصوم والصلاة؟ صلاح ذات البين، وصلاح ذات البين. فأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 199). وفي إسناده عبد الله بن عرادة قال في التقريب (ص 314): ضعيف. وأما حديث أنس الثاني مرفوعًا قال: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، فَإِنَّ اللَّهَ يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 401)، والحاكم في المستدرك (4/ 576). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي فقال: عبّاد ضعيف، وشيخه لا يعرف. قلت: عبّاد هو ابن أبي شيبة قال في الميزان (1/ 366): ضعيف. وشيخه هو سعيد بن أنس قال في الميزان (1/ 126): قال البخاري: لا يتابع عليه. وأما حديث عبد الله بن عمرو فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2642). ويشهد له حديث أم كلثوم مرفوعًا: ليس بكذاب من أصلح بين اثنين فقال خيرًا أو نمى خيرًا. وقد تقدم تخريجه في الحديث رقم (2629). وبمجموع هذه المتابعات والشواهد يكون متن حديث الباب حسنًا، إلَّا أن إسناده باقٍ على ضعفه الشديد.
2641 - [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ أَبُو أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إلَّا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ يُحِبُّهَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَرَسُولُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ تُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَبَاغَضُوا وَتَفَاسَدُوا. [3] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.
2641 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف موسى بن عبيدة الربذي. الثانية: عُبَادَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ عَوْفٍ لم أعرفه.
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (ص 105) بنفس الإسناد والمتن.
2642 - وَقَالَ عَبْدٌ أَيْضًا: حَدَّثَنَا يَعْلَى هُوَ ابْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَفْرِيقِيُّ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زياد بن أنعم، أعن رَجُلٍ، (¬1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: إنَّ (¬2) أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ. ¬
2642 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف من أجل عبد الرحمن بن زياد بن أنعم. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 489) وقال: "في إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وحديثه هذا حسن لحديث أبي الدرداء المتقدم" قلت: تقدم في شواهد الحديث السابق رقم (2641/ 1). وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 80) وقال: فيه عبد الرحمن بن زياد، وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (2/ 349 الفيض) وضعّفه، وتبعه الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 1012) وضعّفه.
تخريجه: هوفي المنتخب من مسند عبد بن حميد (ص 135). وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده: كما في نصب الراية (4/ 355)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 295)، والبزار: كما في الكشف (2/ 440)، والطبراني في الكبير: كما في نصب الراية (4/ 355)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 400)، ومن طريقه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 244)، والبيهقي في الشعب (7/ 490) كلهم من طريق عبد الرحمن بن زياد، عن راشد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يزيد، به. ومدار أسانيدهم على عبد الرحمن بن زياد، وتقدم أنه ضعيف. ويشهد له الحديث رقم (2641) وشواهده فيرتقي إلى الحسن لغيره.
25 - باب التسمية على كل شيء
25 - باب التسمية على كل شيء 2643 - قَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ (¬1)، عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِمَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ بَابَ حُجْرَتِهِ فَلْيُسَمّ (¬2) فَإِنَّهُ يَرْجِعُ قَرِينُهُ الَّذِي مَعَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا دَخَلْتُمْ حُجْرَتَكُمْ فَسَمُّوا يَخْرُجْ سَاكِنُهَا مِنَ الشَّيَاطِينِ، فَإِذَا رَحَلْتُمْ فَسَمُّوا عَلَى أَوَّلِ حِلْس (¬3) تَضَعُونَهُ عَلَى دَوَابِّكُمْ، لَا يُشْرِكُكُمُ (¬4) الشَّيْطَانُ فِي مَرْكَبِهَا، فَإِذَا أَنْتُمْ لَمْ تَفْعَلُوا شَرَكَكُمْ، وَإِذَا أَكَلْتُمْ فَسَمُّوا حَتَّى (¬5) لَا يُشْرِكَكُمْ فِي طَعَامِكُمْ، فَإِنَّكُمْ [إِنْ لَمْ] (¬6) تَفْعَلُوا شِرْكِكُمْ فِي طَعَامِكُمْ، وَلَا تُبَيِّتُوا الْقُمَامَةَ مَعَكُمْ (¬7) فِي حُجركم فَإِنَّهَا مَقْعَدُه، وَلَا تُبَيِّتُوا الْمِنْدِيلَ (¬8) فِي بُيُوتِكُمْ فَإِنَّهَا مَضْجَعُهُ، وَلَا تَفْتَرِشُوا الْوَلَايَا الَّتِي عَلى (¬9) ظُهُورَ الدَّوَابِّ، وَلَا تَسْكُنُوا بُيُوتًا غَيْرَ مُغْلَقَةٍ، وَلَا تَبِيتُوا عَلَى سُطُوحٍ غَيْرَ مُحَوَّطٍ (¬10)، فَإِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكَلْبِ وَنَهِيقَ الْحِمَارِ فَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ، فَإِنَّهُ لَا يَنْهَقُ حِمَارٌ وَلَا يَنْبَحُ (¬11) كَلْبٌ إلَّا حين يراه. ¬
2643 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، علته حرام بن عثمان فإنه متروك. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 145 مختصر)، وسكت عليه. وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة (ح 1841) وقال: ضعيف جدًا.
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (ص 333) بنفس الإسناد، وفي متنه اختلاف يسير. وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 447)، من طريق حرام بن عثمان به بنحوه. وذكره الذهبي في الميزان (1/ 469)، والسيوطي في الدر المنثور (6/ 227). ومدار هذه الأسانيد على حرام بن عثمان، وهو متروك. ورويت أجزاءٌ من هذا الحديث على جابر بن عبد الله وهي: أولًا: التعوذ عند سماع نباح الكلب ونهيق الحمار. فعن عطاء بن يسار، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إذا سمعتم نباح الكلب، ونهيق الحمار من الليل فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنهن يرين ما لا ترون. أخرجه أبو داود (7/ 14 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 1233، 1234)، وابن أبي شيبة (10/ 421)، وأحمد (3/ 306)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 307)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 420)، والحاكم في المستدرك (4/ 284)، والبغوي في شرح السنة (11/ 392). =
= وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة، وسكت عليه الذهبي. قلت: هو حديث صحيح لغيره بمجموع طرقه. ثانيًا: إغلاق الأبواب وله عن جابر ثلاث طرق: الأولى: عن عطاء، عن جابر مرفوعًا: أطفئوا المصابيح بالليل إذا رقدتم، وأغلقوا الأبواب، وأوكئوا الأسقية، وخمروا الطعام والشراب. أخرجه البخاري (11/ 87 الفتح)، ومسلم (ح 2512)، وأبو داود (10/ 198 العون)، وأحمد (3/ 319)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 20)، وابن خزيمة في صحيحه (1/ 68)، والبغوي في شرح السنة (11/ 390). الثانية: عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه مسلم (ح 2/ 20)، وأبو داود (10/ 199 العون)، وابن ماجه (ح 3410)، ومالك في الموطأ (2/ 928)، وأحمد (3/ 301، 362، 374، 386، 395)، وابن خزيمة في صحيحة (1/ 68)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 20)، والبيهقي في الكبرى (1/ 257)، والبغوي في شرح السنة (11/ 389)، والترمذي (5/ 531 التحفة)، والبغوي في الجعديات (ح 2600). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن جابر. الثالثة: عن وهب بن منبه، عن جابر مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 69)، وإسناده صحيح. ثالثًا: التسمية عند دخول البيت وعند أكل الطعام وله عن جابر طريقان: الأولى: عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم، ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإن لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء. =
= أخرجه مسلم (ح 2018)، وأبو داود (10، 239 العون)، وابن ماجه (ح 3887)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 178)، وأحمد (3/ 346)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 1096)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 94)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 157)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 816)، والبيهقي في الكبر (7/ 276)، وفي الآداب (ح 545)، وفي الشعب (5/ 73). الثانية: عن عبد الله بن الحارث بن فضيل الخطمي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- وقال: إذا دخلتم بيوتكم فسلموا على أهلها، وإذا طعمتم فاذكروا اسم الله، وإذا سلم أحدكم حين يدخل بيته وذكر اسم الله على طعامه يقول الشيطان لأصحابه: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا لم يسلم أحدكم ولم بسم يقول الشيطان لأصحابه: أدركتم المبيت والعشاء. أخرجه الحاكم (2/ 402). وقال: هذا حديث غريب الإسناد والمتن في هذا الباب، ومحمد بن الحسن المخزوبي أخشى أنه ابن زبالة ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: محمد بن الحسن المخزومي قال في التقريب (ص 474): كذبوه. على أن التعوذ عند سماع نهيق الحمار ثابت في الصحيحين مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطانًا. أخرجه البخاري (6/ 350 الفتح)، ومسلم (ح 2729)، وأبو داود (14/ 6 العون)، والترمذي (9/ 426 التحفة)، وأحمد (2/ 321)، وأبو يعلى (11/ 128)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 311)، والبغوي في شرح السنة (5/ 126). وعليه يتبين أن حديث حرام بن عثمان، عن ابني جابر حديث ملفق من عدة أحاديث رويت عن جابر مع زيادات لم ترد عنه رضي الله عنه فالحديث بهذه السياقة باقٍ على ضعفه الشديد.
26 - باب الزجر عن التبذير
26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّبْذِيرِ 2644 - وَقَالَ [أَبُو يَعْلَى] (¬1): حدّثنا معاذ بن شعبة بصري (¬2)، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحْسِنُوا جِوَار نِعَم اللَّهِ لَا تُنَفّروها، فَقَلَّمَا زَالَتْ عَنْ قوم فعادت إليهم. ¬
2644 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: معاذ بن شعبة: فهو مستور. الثانية: عثمان بن مطر فهو متروك. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 195) وقال: رواه أبو يعلى وفيه عثمان بن مطر، وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (1/ 191 الفيض) وضعّفه، وتبعه الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 204) وضعّفه. =
= تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 131) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن عدي في الكامل (163/ 5)، عن أبي يعلى به بلفظه. وأخرجه أبو الفتح الأزدي في الثالث من كتاب فيه مواعظ (ق 2/ ب)، وأبو بكر الكلاباذي في مفتاح المعاني. وذكره الديلمي في الفردوس (ح 316). وذكره البيهقي في الشعب (4/ 132) وضعفه. وللحديث شاهدان عن عائشة، وأبي الدرداء رضي الله عنهما: أما حديث عائشة فله عنها أربع طرق: الأولى: عن الوليد بن محمد الموقري، حدّثنا الزهري، عن عروة، عن عائشة قال: دَخَلَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَأَى كسرة ملقاة فمسحها وقال: يا عائشة أحسني جوار نعم الله عزّ وجل فإنها قَلَّما نفرت عن أهل بيت فكادت أن ترجع إليهم. لفظ ابن أبي الدنيا. أخرجه ابن ماجه (ح 3353)، وابن أبي الدنيا في الشكر (ح 2)، وأبو سعيد النقاش الأصبهاني في الجزء الثاني من الأمالي (ق 2 أ)، وأبو حامد الشجاعي في الأمالي (ق 2/ ب) كلاهما كما في إرواء الغليل (7/ 20)، والبيهقي في الشعب (4/ 132). والوليد بن محمد الموقري قال في التقريب (ص 583): متروك. الثانية: عن خالد بن إسماعيل، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه به بنحو الطريق الأولى. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 229). وخالد بن إسماعيل هو المخزومي قال في الميزان (1/ 627) قال الدارقطني: متروك، وقال ابن عدي: كان يضع الحديث على الثقات. =
= وعلى ذلك فأحسن أحواله أنه متروك. الثالثة: عن القاسم بن غصن، عن هشام بن عروة، عن أبيه به بنحو. أخرجه الخرائطي في فضيلة الشكر (ق 135 أ)، والضياء المقدسي في جزء من تعاليقه (ق 200/ ب) كلاهما كما في إرواء الغليل (7/ 21). والقاسم بن غصن قال في المغني (2/ 520): ضعّفه أبو حاتم وغيره. فالإسناد ضعيف. الرابعة: عن العباس بن منصور الفرنداباذي، حدّثنا مالك بن أنس، عن هشام بن عروة به بنحو الطريق الأولى. أخرجه الضياء في جزء منتقى من الأربعين في شعب الإيمان (ق 47 ب) كما في الإرواء (7/ 21)، وقال الألباني: وهذا إسناد رجاله ثقات غير العباس بن منصور ترجمه السمعاني في نسبته ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا فهو مجهول الحال. وذكره الحكيم في نوادر الأصول (ص 215). وأما حديث أبي الدرداء موقوفًا قال: أحسنوا جوار نعم الله لا تملوها ولا تنفروها، فإنها لقلّما ما نفرت عن قوم فعادت إليهم. فأخرجه نعيم بن حماد في زوائده على زهد ابن المبارك (ح 184)، من طريق أبي سلمة الحمصي قال: قال أبو الدرداء به. وأبو سلمة الحمصي قال في المغني (4/ 533): لا يعرف. يتبين من خلال هذه المتابعات والشواهد أنها إما شديدة الضعف، أو بها مجاهيل، إلَّا طريق القاسم بن غصن من حديث عائشة، فهو ضعيف، ولكن لا مُعضد له.
27 - باب الاستئذان
27 - بَابُ الِاسْتِئْذَانِ 2645 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: إنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عِنِ الِاسْتِئْذَانِ عَلَى أَبَوَيْهِ، قَالَ: نَعَمِ اسْتَأْذِنْ أيَسُرُّكَ أن ترى منهما عورة؟.
2645 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه هشيم وقد عنعن وهو مدلس، كما تقدم. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 140 ب مختصر) ولم يتضح لي حكمه عليه، فمكانه بياض في المخطوطة.
تخريجه: لم أجد من أخرجه. لكن يشهد له أحاديث، وآثار كثيرة عن عطاء بن يسار مرصلًا، وزيد بن أسلم، وابن مسعود، وعمر، وجابر، وحذيفة، والحسن، وعكرمة. أما حديث عطاء بن يسار أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سأله رجل فقال: يا رسول الله! استأذن على أمي؟ فقال: نعم قال الرجل: إني معها في البيت، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: استأذن عليها، فقال الرجل: إني خادمها، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: استأذن عليها، أتحب أن تراها عريانة؟ قال: لا، قال فاستأذن عليها. فأخرجه مالك في الموطأ (2/ 963)، ومن طريقه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 773)، والبيهقي في الكبرى (7/ 97). =
= وإسناده صحيح، إلَّا أنه مرسل. وأما حديث زيد بن أسلم قال: إن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- استأذن على أمي؟ قال: نعم، أتحب أن تراها عريانة. فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 398)، وابن جرير كما في الدر المنثور (6/ 220) وإسناده صحيح، إلَّا أنه مرسل. أما أثر عبد الله بن مسعود فله عنه أربع طرق: الأولى: عن علقمة، عنه قال: جاء إليه رجل فقال: أأستاذن على أمي؟ فقال: ما على كل أحْيانها تُحبّ أن تراها. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 1059)، وابن أبي شيبة (4/ 399)، والطبري كما في الدر المنثور (6/ 220) وإسناده صحيح. الثانية: عن كردوس، عنه قال: يستأذن الرجل على أبيه، وأمه، وأخيه، وأخته. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 1064)، وابن أبي شيبة (4/ 399). وفي إسناده أشعث وهو ابن سوار الكندي قال في التقريب (ص 113): ضعيف. الثالثة: عن هذيل الأعمى قال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يقول: ان عليكم أن تستأذنوا على أمهاتكم. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 399)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 774)، والبيهقي في الكبرى (7/ 97). وعند ابن أبي شيبة أشعث بن سوار، وتقدم في الطريق السابقة أنه ضعيف، إلَّا أن صالح بن أبي الأخضر تابعه عند الخرائطي وصالح قال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (4/ 394): لين الحديث. فيرتقي الحديث بهذه المتابعة إلى الحسن لغيره. الرابعة: عن طارق قال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يقول: إذا =
= دخل أحدكم على أهله فليستأذن على أهله، فقال رجل: أستأذن على أمي؟ فقال: نعم. أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 772). وفي إسناده أبو قلابة، وهو عبد الملك بن محمد قال في التقريب (ص 365): صدوق، يخطئ، تغيّر حفظه لما سكن بغداد، فالإسناد ضعيف. وأما أثر عمر: فعن أبي عبد الرحمن قال: قال لعمر أستاذن على أمي؟ قال: نعم: استأذن عليها. فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 399) وإسناده صحيح. وأما أثر جابر قال: استأذن على أمك، وإن كانت عجوزًا. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 1062)، وابن أبي شيبة (4/ 399). وفي إسناده أشعث بن سوار قال في التقريب (ص 113): ضعيف. وأما أثر الحسن فقد قيل له: يستأذن الرجل على أمه وعلى أخته؟ قال: نعم، استأذن عليهما. فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 399). وفي إسناده الزهري وقد عنعن، فالإسناد ضعيف. وأما أثر عكرمة فقد سأله رجل: استأذن على أمي؟ قال: نعم استأذن على أمك. فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 399) وإسناده صحيح. وأما أثر حذيفة فيأتي تخريجه في الحديث الآتي. وعليه يرتقي حديث الباب بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2646 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نُذَيْرٍ (¬2) قَالَ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي؟ فَقَالَ: إِنَّكَ (¬3) إِنْ لَمْ تَسْتَأْذِنْ عليها رأيت منها ما يسؤوك. ¬
2646 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن إن شاء الله من أجل مسلم بن نُذَير فهو صدوق، وفي الإسناد عنعنة أبي إسحاق، وهو مُدلس من الطبقة الثالثة، إلَّا أن الراوي عنه شعبة بن الحجاج، وقد تقدم في ترجمة أبي إسحاق في الحديث (رقم 2478) أن عنعنة أبي إسحاق مقبولة إذا كان الحديث من رواية شعبة عنه، إذ أن شعبة انتقى من حديثه وقال: كفيتكم تدليس ثلاثة وذكر منهم أبا إسحاق. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 140 ب مختصر) وقال: رواه مسدّد موقوفًا، ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 1060) من طريق شعبة به بنحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 398)، ومعمر بن راشد في كتاب الجامع (ح 19421)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (7/ 97) كلهم من طريق أبي إسحاق به بنحوه. وللحديث شواهد كثيرة تقدمت في الحديث السابق يرتقي بها إلى الصحيح لغيره.
2647 - حَدَّثَنَا (¬1) سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَسْتَأْذِنَ مُسْتَقْبِلُ الباب. ¬
2647 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح إلَّا أنه مرسل. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 140 ب مختصر) وحكمه عليه غير واضح في المخطوطة.
تخريجه: أخرجه البيهقي في الكبرى (8/ 339) من طريق سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ: أن سعدًا اسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو مستقبل الباب، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:لا تستأذن وأنت مستقبل الباب. وأخرجه الطبراني في الكبير (6/ 23) من طريق سفيان به إلَّا أنه جعله عن هلال، عن سعد: أنه استأذن مستقبل القبلة فصار الحديث موصولًا لا مرسلًا. ورجاله ثقات، إلَّا شيخ الطبراني وهو مقدام بن داود قال في الميزان (4/ 175): قال النسائي في الكنى: ليس بثقة، وقال ابن يونس وغيره: تكلموا فيه. اهـ. قلت: فالإسناد ضعيف. وتابع هلال بن يساف هُزيلُ بن شرحبيل فقال عن سعد بن عبادة قال: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ فِي بيت فقمت مقابل الباب فاستأذنت، فأشار إليّ أن تباعد، ثم جئت فاستأذنت فقال: وهل الاستئذان إلَّا من أجل النظر. أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 22). ورجاله ثقات إلَّا أن شيخ الطبراني الحسين بن إسحاق التستري لم أجد له ترجمة.
= وأخرجه البيهقي في الكبرى (8/ 339)، وفي الشعب (6/ 443) من طريق هزيل بن شرحبيل قال: أتى سعد بن معاذ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- .. الحديث. هكذا مرسلًا، إسناده صحيح. وعليه يتبين أن الوصل ضعيف والإرسال صحيح في كلتا الروايتين. ويشهد لحديث الباب حديث عبد الله بن يسر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا أتى باب قوم مشى مع الجدار ولم يستقبل الباب، ولكن يقوم يمينًا وشمالًا، فيستأذن، فإن إذن له، إلَّا رجع، وذلك أن القوم لم يكن لأبوابهم ستور. أخرجه أبو داود (14/ 90 العون)، والطبراني كما في المجمع (8/ 44)، والبيهقي في الكبرى (8/ 339)، وفي الشعب (6/ 443). وإسناد أبي داود حسن من أجل محمد بن عبد الرحمن هو اليحصبي قال في التقريب (ص 492) صدوق. ومؤمل بن الفضل قال في التقريب (ص 555): صدوق، وبقية رجاله ثقات.
2648 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ (¬1)، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ [أُمِّ عُمَارَةَ] (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- وَهُوَ بالجُرْف مقْدَمنا مِنْ خَيْبَرَ وَهُوَ يَقُولُ: لَا تَطْرُقُوا النِّسَاءَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ. ¬
2648 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه ثلاث علل: الأولى: محمد عمر الواقدي فهو متروك. الثانية: يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة: لم أجد له ترجمة. الثالثة: الحارث بن عبد الله بن كعب: لم أجد له ترجمة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 14 ب مختصر) وقال: في سنده الواقدي وهو ضعيف.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 847) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 384 أ) من طريق الحارث به. وأخرجه الواقدي في المغازي (2/ 712) عن يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة به بلفظه. وذكره البيهقي في دلائل النبوة (4/ 271) معلقًا عن الواقدي به بلفظه. ويشهد لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تطرقوا النساء بعد صلاة العشاء) أحاديث كثيرة عن جابر، وابن عمر، وابن عباس، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم. =
= أما حديث جابر فله عنه أربع طرق: الأولى: عن الشعبي، عن جابر مرفوعًا: إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلًا. أخرجه البخاري (9/ 339 الفتح)، ومسلم (ح 715)، والخرائطي في المساوئ (ح 842)، وأحمد (3/ 396) وأبو نعيم في الحلية (8/ 262). الثانية: عن محارب، عن جابر رضي الله عنه، قال: نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يطرق الرجل أهله ليلًا. أخرجه البخاري (3/ 620 الفتح)، ومسلم (ح 1928)، وأحمد (3/ 302). وفي زيادة لمسلم يتخونهم أو يلتمس عثراتهم. الثالثة: عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إن نطرق أهلنا ليلًا إذا قدمنا من سفر. أخرجه أحمد (3/ 310)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 840). ورجال أحمد ثقات، لولا عنعنة أبي الزبير وهو مدلس من الثالثة. الرابعة: عن نبيح العنزي، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نهاهم أن يطرقوا النساء ليلًا. أخرجه الترمذي (7/ 493 التحفة)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 841). وقال هذا حديث حسن صحيح. قلت: إسناده صحيح. وأما حديث ابن عمر رضي الله عنه، فله عن طريقان: الأولى: عن نافع، عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقبل من غزوة فقال: يا أيها الناس! لا تطرقوا النساء ليلًا، ولا تعنتوهم. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 186)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 847)، والبيهقي في الكبرى (9/ 174)، وأخرجه عبد الرزاق (7/ 495) إلَّا أنه =
= جعله موقوفًا على ابن عمر وإسناد الخرائطي صحيح. الثانية: عن سالم، عنه مرفوعًا: لا تطرقوا النساء بعد صلاة العتمة. أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 333) وفيه عنعنة الزهري وهو مُدلس من الثالثة. وأما حديث عبد الله بن رواحة فله عنه طريقان: الأولى: عن أبي سلمة، عن عبد الله بن رواحة أنه قدم من سفر ليلًا فتعجل إلى امرأته فإذا في بيته مصباح، وإذا مع امرأته شيء فأخذ السيف فقالت امرأته: إليك عني، فلانة تمشطني، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فنهى أن يطرق الرجل أهله ليلًا. أخرجه أحمد (3/ 451)، والطبراني كما في المجمع (4/ 330)، والحاكم (4/ 293)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 9/ ق 197). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: ذا مرسل. وبتّن الشيخ سعد الحميد في تحقيق مختصر استدراك الحافظ (6/ 2925) مراد الذهبي بالإرسال وهو أن أبا سلمة لم يلق ابن رواحة رضي الله عنه، حيث توفي الأخير في غزوة مؤتة سنة ثمان كما هو في الصحيح. وأما أبو سلمة فتوفي سنة أربع وتسعين وقيل بعدها وله من العمر اثنتان وسبعون سنة، فيكون مولده سنة اثنين وعشرين أو بعدها. فالإسناد ضعيف. الثانية: عن إبراهيم التيمي، عن عبد الله بن رواحة بنحو الطريق الأولى أخرجه عبد الرزاق (7/ 496). وما قاله الشيخ سعد الحميد في الطريق السابق أقوله هنا، فإبراهيم التيمي مات سنة اثنتين وتسعين وله أربعون سنة كما في التقريب (ص 95) فيكون مولده سنة اثنتين وخمسين، وبين وفاة ابن رواحة ومولد التيمي أربع وأربعون سنة. فالإسناد ضعيف للانقطاع. =
= وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه، مرفوعًا: لا تطرقوا النساء ليلًا. فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 187)، والطبراني في الكبير (11/ 245). وقال البزّار: لا نعلمه عن ابن عباس إلَّا بهذا الإسناد. وفي سنده زمعة بن صالح قال في التقريب (ص 217): ضعيف. وأما حديث سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يطرق الرجل أهله بعد صلاة العشاء. فأخرجه أحمد (1/ 175) من طريق ابن شهاب، عن سعد بن أبي وقاص. وإسناده ضعيف لعنعنة الزهري. وأما حديث عبد الرحمن بن حرملة قال: لما نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالمعرس أمر مناديًا فنادى: لا تطرقوا النساء، قال: فتعجل رجلان فكلاهما وجد مع امرأته رجلًا فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: قد نهيتكم أن تطرقوا النساء. أخرجه عبد الرزاق (7/ 495)، عن ابن عيينة، عن عبد الرحمن بن حرملة به. وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن حرملة قال في التقريب (ص 336): صدوق، ربما أخطأ، إلَّا أنه مرسل. وعليه يكون أصل الحديث ثابت في الصحيحين وغيرهما، إلَّا أنه سنده باقٍ على ضعفه الشديد.
2649 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيج، حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهٌ، قَالَ: كَانَتْ أَبْوَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- تقرع بالأظافير.
2649 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: ضعف الحارث بن سُريج. الثانية: جهالة أبي بكر الأصبهاني. الثالثة: جهالة محمد بن مالك بن المنتصر. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 141 أمختصر) وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه المزي في تهذيب الكمال (ح 3/ 1263) من طريق أبي يعلى به بلفظه. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 1080)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 110، 344)، والبيهقي في الشعب (6/ 442) كلهم من طريق المطلب بن زياد به بنحوه. ومدار أسانيدهم على أبي بكر بن عبد الله الأصبهاني، وهو مجهول، فالإسناد ضعيف. إلَّا أنه لم ينفرد إذ تابعه عمر بن سُويد. أخرجه البزاركما في الكشف (2/ 421) من طريق ضرار بن ورد، عن المطلب بن زياد، عن عمر بن سويد، عن أنس به. وعمر بن سويد قال في التقريب (ص 413) ثقة. وأعله الهيثمي في المجمع (8/ 43) بضرار بن ورد وقال: هو ضعيف. قلت: ضرار بن صُرد قال في التقريب (ص 280): صدوق، له أوهام، وخطأ. فلعله من خطأه إذ أن البقية رووه عن المطلب، عن أبي بكر الأصبهاني وخالفهم فرواه عن المطلب، عن عمر بن سويد، فإسناده شاذ. =
= وللحديث شواهد عن المغيرة بن شعبة، وسفينة رضي الله عنهما. أما حديث المغيرة بن شعبة قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقرعون بابه بالأظافير. فأخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 19). وفي إسناده كيسان مولى هشام ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 166) وسكت عليه، ولم أجد من وثّقه، وروى عنه غير واحد فهو مستور فالإسناد ضعيف. وأما حديث سفينة قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وجاء علي رضي الله عنه يستأذن فدق الباب دقًا خفيفًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يا سفينة افتح له. فأخرجه الطبراني في الكبير (7/ 82). وفي إسناده ضرار بن صرد قال في التقريب (ص 280): صدوق، له أوهام وخطأ. وفي سنده ثابت البجلي، لم أعرفه. قلت: يتين من خلال هذه الشواهد أنها ضعيفة وفيها من لم أجد لهم ترجمة، فهي لا تصلح للاستشهاد فالحديث باقٍ على ضعفه.
28 - باب التسليم
28 - بَابُ التَّسْلِيمِ (¬1) 2650 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا (¬2) سُفْيَانُ عَنْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ جَارِيَةً لِأُمِّ إِبْرَاهِيمَ وَلَدِ (¬3) النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ قَالَتْ: سَلَامٌ لَا عَلَيْكُمْ (¬4)، فَرَخَّصَ لَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أن تقول: السلام عليكم (¬5). ¬
2650 - الحكم عليه: إسناده مرسل، ورجاله بين صدوق وثقة.
تخريجه: هذا الحديث أخرجه إسحاق بن راهوية كما في مسنده (5/ 156 ح 2276) بهذا الإسناد وفيه زيادة. وذكره المصنف في الإصابة (4/ 417: 1147) فقال: ذكرها إسحاق بن راهوية في مسنده بسند مرسل. وأورد السند والمتن مثله. (سعد).
29 - باب السلام على الكفار بإكرام الأكابر منهم
29 - بَابُ السَّلَامِ عَلَى الْكُفَّارِ بِإِكْرَامِ (¬1) الْأَكَابِرِ مِنْهُمْ 2651 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ (¬2)، عَنْ كُرَيْبٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- كَتَبَ إِلَى ذِمِّيٍّ فَبَدَأَهُ (¬3) بِالسَّلَامِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَبْدَأُ (¬4) بِالسَّلَامِ؟ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ هو السلام. ¬
2651 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أن شريكًا اختلط في آخره، فإن كانت رواية مسدّد عنه قبل الاختلاط فحديثه صحيح وإلاَّ فلا. ومسدد وُلد سنة خمسين ومائة كما في السير (10/ 591) فيظهر أنه روى عنه قبل الاختلاط. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 140 أمختصر) وقال: رواه مسدّد، ورواته ثقات. =
= تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 13)، وابن أبي شيبة (8/ 438) كلاهما من طريق عمار الدهني، عن رجل، عن كريب، به. ولفظ ابن أبي شيبة: أن ابن عباس كتب إلى رجل من أهل الكتاب: السلام عليكم. ولم يذكر بقية المتن. ولفظ عبد الرزاق: أن ابن عباس كتب إلى رجل من الدهاقين يسلم عليه، فقال له: كذبت في ذلك، إن الله هو السلام. ويشهد لقول ابن عباس "إن الله هو السلام" أحاديث عن عبد الله بن مسعود، وأبي هريرة رضي الله عنهما. أما حديث عبد الله بن مسعود فله عنه أربع طرق: الأولى: عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: قال عبد الله: كنا إذا صلينا خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- قلنا: السلام على جبريل، وميكائيل، السلام على فلان وفلان، فألتفت إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: إن الله هو السلام .. الحديث. أخرجه البخاري (2/ 311 , 11/ 131 الفتح)، ومسلم (ح 402)، والنسائي في المجتبى (2/ 240)، وابن ماجه (ح 899)، والدارمي (1/ 250)، وعبد الرزاق (2/ 199)، وابن أبي شيبة (1/ 291)، وأبو عوانة (2/ 229)، وأحمد (1/ 413، 427، 428، 431, 439، 440، 464)، وابن الجارود في المنتقى (ح 205)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 990)، والطحاوي في المشكل (3/ 76)، وفي شرح المعاني (1/ 237، 262) وابن حبّان: كما في الإحسان (3/ 310)، وابن خزيمة (1/ 348)، والطبراني في الكبير (10/ 51)، والدارقطني في السنن (1/ 350)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 114)، والبيهقي في الكبرى (2/ 138)، وفي السنن الصغير (1/ 172)، والبغوي في شرح السنة (3/ 180). الثانية: عن أبي الأحوص، عن عبد الله بنحو الطريق الأولى. =
= أخرجه عبد الرزاق (2/ 199)، والطبراني في الكبير (10/ 49)، وإسناده صحيح. الثالثة: عن الأسود، عن عبد الله بنحو الطريق الأولى. أخرجه عبد الرزاق (2/ 199)، وابن أبي شيبة (1/ 291)، والطبراني في الكبير (10/ 49)، وإسناده صحيح. الرابعة: عن سفيان بن سلمة، عن عبد الله بنحو الطريق الأولى. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 414)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 322). وسفيان بن سلمة ذكره ابن حبّان في الثقات (4/ 319) ولم يوثقه أحد، وروى عنه اثنان فهو مستور. وأما حديث أبي هريرة فيأتي تخريجه مفصلًا في الحديث رقم (2692). ويشهد لبداءة الذمي بالسلام آثار عن أبي أمامة، وأبي الدرداء، وعبد الله، وفضالة بن عبيد رضي الله عنهم: أما أثر أبي أمامة رضي الله عنه أنه كان لا يمر بمسلم ولا يهودي ولا نصراني إلَّا بدأه بالسلام. فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 440)، والطبراني في الكبير (8/ 129) كلاهما مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن زياد الألهاني وشرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة، به. وفي سنده إسماعيل بن عياش وقد عنعن. وأما أثر الثلاثة الباقين فعن ابن عجلان أن عبد الله، وأبا الدرداء، وفضالة بن عبيد كانوا يبدأون أهل الشرك بالسلام. فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 440). وفي سنده إسماعيل بن عياش وقد عنعن كذلك.
2652 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) [عَبْدُ اللَّهِ] (¬2)، عَنْ عَمْرِو (¬3) بْنِ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه (¬4) قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَتَبَ إِلَى رَجُلٍ عَلَى غَيْرِ دِينِ الإِسلام: سَلْمٌ أَنْتُمْ، فَكَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالسَّلَامِ (¬5)، فَكَتَبَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي آخِرِ الْكِتَابِ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ (¬6). [2] وَحَدَّثَنَا (¬7) يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بالسلام، فكتب رسول الله يرد عليه السلام. ¬
2652 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح إلَّا أنه مرسل. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 140 أمختصر) وقال: رواه مسدّد، ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه مسدّد: كما في المطالب (ح 2/ 2652) من طريق سفيان، عن عمرو بن عثمان، عن أبي بردة، به. وخالفهم عبد الرزاق فأخرجه في المصنف (6/ 13) عن =
= سفيان، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، عن أبي بردة. قال: كتب رجل من المشركين إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وكتب في أسفل الكتاب يسلم عليه، فَأَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُرَدّ عليه السلام. قلت: إما أن يكون هناك تحريف في رواية عبد الرزاق، أو أنه خالف مسددًا فروايته مرجوحة.
2653 - وَحَدَّثَنَا (¬1) عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْديُّ قَالَ: إِنَّ أَبَا مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَى دِهْقَانٍ فَسَلَّمَ (¬2) عَلَيْهِ فِي كِتَابِهِ، فَقِيلَ لَهُ: تُسَلِّمُ (¬3) عَلَيْهِ وَهُوَ كَافِرٌ، قَالَ إِنَّهُ كَتَبَ إِلَيَّ يسلم عليّ فرددت عليه. ¬
2653 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 140 أمختصر) وقال: رواه مسدّد، ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 1101) من طريق عباد بن عباد، به بنحوه. ويشهد له الحديث رقم (2656) وشواهده.
2654 - وَحَدَّثَنَا (¬1) شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَيْهِ حَاجَةً فَابْدَأْهُ بِالسَّلَامِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: إِذَا كَتَبْتَ (¬2) فَاكْتُبِ بِالسَّلَامُ عَلَى من اتبع الهدى. ¬
2654 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات، ويظهر أن مسددًا روى عن شريك قبل الاختلاط. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 140 أمختصر) وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 13) فقال: أخبرنا الثوري، عن منصور قال: سألت إبراهيم ومجاهدًا، قال: كيف كتب إلى الدهقان؟ قال إبراهيم: اكتب: السلام عليكم، وقال مجاهد: اكتب السلام على من اتبع الهدى. وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 439) عن جرير، عن منصور، عن إبراهيم قال: إذا كتبت إلى اليهودي والنصراني في الحاجة فابدأ بالسلام، وقال مجاهد: اكتب: السلام عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى.
2655 - وَقَالَ ابْنِ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْكِنْدِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ كِنْدَه قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَتَاهُ أَسْقُفُّ نَجْرَانَ فَأَوْسَعَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَتُوسِعُ لِهَذَا النَّصْرَانِيِّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أوسع لهم.
2655 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: جهالة حال حسان بن أبي يحيى الكندي. الثانية: الشيخ الكندي لم أعرفه. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 140 أمختصر) وقال: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بسند فيه راو لم يُسم.
تخريجه: لم أجده عند غيره.
2656 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ هُوَ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فَارْدُدْ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ مَجُوسِيًّا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} (¬1) لأهل الإِسلام (¬2) {أَوْ رُدُّوهَا} على المشرك (¬3). ¬
2656 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف رواه سماك، عن عكرمة وروايته عنه خاصة ضعيفة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 140 ب مختصر) وسكت عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 41) وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 100) بنفس الإسناد ولفظه: مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ، فَارْدُدْ وإن كان مجوسيًا، فإن الله يَقُولُ: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} وأخرجه الطبري في التفسير (5/ 189) من طريق حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، به بنحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 433) عن حميد بن عبد الرحمن، به بنحوه. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 1107) من طريق سماك، به بنحوه. =
= وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير، وابن المنذر: كما في فتح القدير (1/ 494). ويتبين من لفظ مسند أبي يعلى، والمصادر التي أخرجت الحديث أن في لفظ الحافظ في المطالب زيادة لم ترد عن ابن عباس وهي تفسيره لقوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} فسرها لأهل الإِسلام ولقوله تعالى "أو ردوها" فسرها على أهل الشرك. ويظهر، والله أعلم، أن سبب وهم الحافظ ابن حجر هو إخراج أبي يعلى في مسنده أثر الحسن الذي فيه تفسير الآية المذكورة بعد حديث ابن عباس رضي الله عنه فلعله اختلط عليه الحديئان فصارا حديثًا واحدًا. وأثر الحسن قال: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} لأهل الإِسلام "أو ردوها) على أهل الشرك. أخرجه أبو يعلى (3/ 100)، وابن المنذر كما في الدر المنثور (2/ 188). وإسناده صحيح. ويشهد لأثر الحسن أثران عن عطاء وقتادة، رحمهما الله. أما أثر عطاء قال: قوله: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} قال: في أهل الإِسلام. فأخرجه الطبري في التفسير (5/ 189) من طريق ابن جريج، عن عطاء، به. وإسناده ضعيف ابن جريج مدلس ولم يُصرح بالتحديث. وأما أثر قتادة بنحو أثر الحسن. فأخرجه الطبراني في التفسير (5/ 189) عن بشر بن معاذ، حدّثنا يزيد، حدّثنا سعيد، عن قتادة. وهذا إسناد صحيح.
30 - باب الترغيب في كتمان السر
30 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ 2657 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ صُبَيْحٍ النَّسَائِيُّ وَكَانَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ (ثُمَّ الْتَفَتَ) (¬1) فَهُوَ أَمَانَةٌ. لَهُ شَاهِدٌ من حديث جابر رضي الله عنه. ¬
2657 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف جبارة بن المغلس. الثانية: جهالة حال حفص بن صبيح. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 98) وقال: رواه أبو يعلى عن شيخه جبارة بن المغلس وهو ضعيف جدًا. وقال ابن نمير: صدوق وبقية رجاله ثقات.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 179) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 16/ ق 182)، من طريق أبي يعلى به. =
= ويشهد له حديث جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا حَدَّثَ الرجل حديثًا فالتفت فهي أمانة. أخرجه الترمذي (6/ 92 التحفة)، وأبو داود (13/ 216 العون)، وأحمد (3/ 324، 352، 380)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 336)، وابن أبي شيبة (8/ 402)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 700)، والبيهقي في الكبرى (10/ 247)، وفي الآداب (ح 123)، وفي الشعب (7/ 520)، وأبو يعلى (4/ 148)، والضياء في المختارة كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 216)، والخرائطي في اعتلال القلوب (ق 140/ ب). وقال الترمذي: هو حديث حسن وإنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب. قلت: مدار أسانيدهم على عبد الرحمن بن عطاء قال في التقريب (ص 346) صدوق فيه لين وبقية رجاله ثقات. وعليه يرتقي حديث الباب بشاهد جابر إلى الحسن لغيره.
31 - باب حسن الوجه
31 - بَابُ حُسْنِ الْوَجْهِ 2658 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ لَاحِقٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِذَا أَبْرَدْتُمْ بَرِيدًا فَأَبْرِدُوهُ (¬1) حَسَنَ الْوَجْهِ حسن الاسم (¬2). ¬
2658 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل الحضرمي بن لاحق فهو لا بأس به، إلَّا أن الحديث مرسل. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 149/ ب مختصر) وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن قتيبة في غريب الحديث (1/ 287)، من طريق ابن أبي عمر. وذكره السيوطي في اللآلى (1/ 112) معلقًا عن ابن أبي عمر بنفس الإسناد والمتن. وللحديث شواهد عن أبي هريرة، وبريدة، وابن عباس، وأبي أمامة رضي الله عنهم. =
= أما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- إذا بعثتم إليَّ رجلًا، فابعثوه حسن الوجه، حسن الاسم. فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 412)، والطبراني في الأوسط كما في المجمع (8/ 47)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ح 796)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 158)، والبغوي في شرح السنة (12/ 327)، وأبو القاسم بن أبي قعنب في حديث القاسم بن الأشيب (ق 8 أ) كما في الصحيحة (3/ 183)، كلهم من طريق عمر بن أبي خثعم، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا. وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلَّا بهذا الإسناد، وقد تقدم ذكرنا لعمر أنه لين. قلت: عمر هو ابن عبد الله بن أبي خثعم قال في التقريب (ص 414): ضعيف. وأما حديث بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إذا أبردتم إليّ بريدًا فابعثوه حسن الوجه، حسن الاسم. فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 412) من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ مرفوعًا. وقال البزّار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلَّا قتادة. ورجاله ثقات إلأَ معاذ بن هشام هو ابن أبي الدستوائي قال في التقريب (ص 536) صدوق، ربما وهم، وقتادة لم يصرح بالتحديث. وأما حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: إذا بعثتم إليّ بريدًا فابعثوه حسن الوجه، حسن الاسم. فأخرجه ابن عدي (4/ 107)، وابن النجار في تاريخه، والديلمي كلاهما كما في اللآلئ (1/ 112)، كلهم من طريق طلحة، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا. =
= وطلحة هو: ابن عمرو الحضرمي متروك. وأما حديث أبي أمامة رضي الله عنه كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا بعث جيشًا قال لأميرهم: إذا بعثت إليّ بريدًا فاجعله جسيمًا وسيمًا حسن الوجه. فأخرجه الخرائطي في اعتلال القلوب (ق 66 أ). وفي سنده الحسن بن دينار، قال الذهبي في المغني (1/ 159): تركوه. وأما حديث عَلِيٍّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: اطلبوا حوائجكم عند صباح الوجوه، وإذا بعثتم إليّ بريدًا فابعثوه حسن الاسم. فأخرجه ابن النجار في تاريخه كما في اللآلئ (1/ 112). وفي سنده عبد الله بن محرَّر قال في التقريب (ص 320): متروك. وعليه يرتقي مرسل الحضرمي بشاهد بريدة، وأبي هريرة إلى الحسن لغيره.
2659 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [الْمُجَبِّرِ] (¬1)، عَنْ نافع، عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه. ¬
2659 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته محمد بن عبد الرحمن بن المجبر. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 149/ ب مختصر) وقال: رواه عبد بن حميد بسند ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن المجبر.
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (ص 243) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 160) من طريق عبد بن حميد. وأخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ح 71) والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 295)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 160)، كلاهما من طريق يزيد بن هارون بلفظه. وأخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ح 52)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص 385)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 384)، من طريق محمد بن عبد الرحمن به بلفظه. ومدار هذه الأسانيد على محمد بن عبد الرحمن بن المجبر وقد علمت حاله، إلَّا أنه لم ينفرد برواية الحديث إذ تابعه عليه ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر. أخرجه السلفي في الطيوريات: كما في اللآلىء (2/ 79). ولم أميز بعض رجال الإسناد على أن السيوطي لم يذكر الإسناد كاملًا. وللحديث طريق ثالث عن قتادة، عن ابن المسيب، عن ابن عمر مرفوعًا: =
= اطلبوا الخير عند حسان الوجوه. أخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 313)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 160). وفي مسنده محمد بن يونس الكديمي، قال الذهبي في المغني (2/ 646) قال ابن حبّان: هالك، وقال غيره: كان يضع الحديث على الثقات. فالإسناد تالف والمتابعة لا يُفرح بها. وللحديث شواهد كثيرة عن ابن عباس، وأبي هريرة، وجابر، وعبد الله بن عمرو، وأبي بكرة، وأنس، وعبد الله بن جراد، وأبي مصعب الأنصاري، وأبي خصيفة، وعطاء، والزهري مرسلًا، وعائشة، وزيد. أما حديث ابن عباس فله عنه خمس طرق: الأولى: عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا: اطلبوا الخير عند صباح الوجوه. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 81)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 185)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 159). وفي إسناد الخطيب وابن الجوزي أحمد بن سلمة، قال الذهبي في المغني (2/ 40): متهم. وفي إسناد الطبراني عبد الله بن خراش قال في التقريب (ص 301): ضعيف وأطلق عليه ابن عمار الكذب. الثانية: عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 43، 13/ 158)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 159). وأخرجه تمام في فوائده (1/ 340)، كلاهما من طريق طلحة بن عمرو الحضرمي، عن عطاء به. وطلحة بن عمرو متروك. =
= الثالثة: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعًا: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه قال: فقيل لابن عباس: كم من رجل قبيح الوجه قضى الحاجة؟ إنما يعني حسن الوجه عند طلب الحاجة. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 11)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 159). وفي إسناده محمد بن أحمد الحكيمي ذكره الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 267) وسكت عليه، وفيه يحيى بن يزيد الخواص لم أجد له ترجمة. الرابعة: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عباس مرفوعًا بنحوه. أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 340)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 160). وفي سنده عصمة بن محمد قال الذهبي في المغني (2/ 433): قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال غيره: متروك. وزاد الذهبي في المغني (3/ 68) وقال يحيى: كذاب، يضع الحديث. الخامسة: عن أبي مليكة، عن ابن عباس مرفوعًا بنحوه. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 155/ ب)، وابن عدي في الكامل (3/ 320)، والخرائطي في اعتلال القلوب (ق 64 أ). ومدار أسانيدهم على سليم بن مسلم قال في المغني (1/ 285) قال النسائي: متروك، وقال ابن معين: جهمي خبيث. وأما حديث أبي هريرة فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن عمران بن أبي أنس، عن أبي هريرة مرفوعًا: ابتغوا الخير عند حسان الوجوه. أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ح 53)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 69)، والدارقطني في الأفراد كما في الكنز (ح 16792)، ومن طريقه ابن الجوزي =
= في الموضوعات (2/ 161). وفي سند الدارقطني عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري قال في التقريب (ص 295): متروك ونسبه ابن حبّان إلى الوضع. وفي سند ابن أبي الدنيا، وأبي الشيخ يزيد بن عبد الملك النوفلي قال في التقريب (ص 603): ضعيف. الثانية: عن طلحة بن عمرو الحضرمي، عن عطاء، عن أبي هريرة بنحو الأولي. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 155/ ب)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 70)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 246). وطلحة بن عمرو الحضرمي متروك. الثالثة: عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبيه مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 321)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 161). قلت: جعل ابن الجوزي علته محمد بن الأزهر وفاته أن الحاكم قال: هو ثقة مأمون، صاحب حديث كما في لسان الميزان (5/ 74) ونهى أحمد عن الرواية عنه لأنه تكلم في القرآن. لكن في سنده عبد الرحمن بن إبراهيم القاص قال في المغني (1/ 375): ضعّفه الدراقطني. وقال ابن حبّان في المجروحين (2/ 60): منكر الحديث يروي ما لا يتابع عليه. وأما حديث جابر فله عنه طريقان: الأولى: عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعًا: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه. =
= أخرجه العقيلي (2/ 138)، وابن عدي في الكامل (3/ 290)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 155/ ب)، والخرائطي في اعتلال القلوب (ق 65/ ب)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 156)، وفي أخبار أصبهان (2/ 214)، وتمام في فوائده (2/ 187). وقال أبو نعيم: غريب من حديث جابر لم نكتبه إلَّا من حديث سليمان، عن عمر. ومدار أسانيدهم على عمر بن صبهان قال في المغني (2/ 468): تركوه. الثانية: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اطلبوا حوائجكم عند حسان الوجوه، فإن قضاها قضاها بوجه طلق. أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 309)، وعبد الصمد البزّار في جزئه كما في اللآلىء (2/ 79). وفي إسناد أبي نعيم خلف بن يحيى الخراساني قال الذهبي في المغني (1/ 213) قال أبو حاتم: كذاب. ولم أعرف إسناد عبد الصمد البزّار. وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأولى: عن خراش، عن أنس مرفوعًا: التمسوا الخير عند حسان الوجوه. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 226)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 161). وفي إسناده أبو سعيد العدوي، قال الذهبي في المغني (1/ 164): كان يضع الحديث. الثانية: عن الزهري، عن أنس مرفوعًا: اطلبوا الحوائج عند حسان الوجوه. أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 161)، وابن عساكر في تاريخه كما في اللآلئ (2/ 80). =
= ومدار إسناديهما على سليمان بن سلمة قال في الميزان (2/ 210): اتهم بالوضع. وأما حديث عبد الله بن جراد مرفوعًا: إذا ابتغيتم المعروف ففي حسان الوجوه من الرجال فابتغوا. فأخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 287)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 435)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 73). ومدار إسناديهما على يعلي بن الأشدق، قال الذهبي في المغني (2/ 760): قال البخاري: لا يكتب حديثه، وقال أبو زرعة: ليس بشيء، وقال ابن حبّان وضعوا له أحاديث يحدث بها ولم يَدْرِ. فالإسناد ضعيف جدًا. وأما حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: اطلبوا الحاجات إلى حسان الوجوه. فأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 221). وفي إسناده محمد بن عبد الله بن عبيد الليثي قال في المغني (2/ 596): ضعّفوه، وبعضهم تركه. وأما حديث أبي بكرة مرفوعًا: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه. فأخرجه تمام في فوائده (1/ 340). وفيه شيخ تمام محمد بن هارون بن شعيب، قال في اللسان (5/ 466): قال الكتاني: كان يهم. وأما حديث أبي مصعب الأنصاري مرفوعًا مرسلًا: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه. فأخرجه إسحاق في مسنده (3/ 947)، وابن أبي شيبة في المصنّف (9/ 10)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 270/ ب)، ومسدد في مسنده كما في لسان الميزان (7/ 107). =
= وأبو مصعب الأنصاري قال عنه الحافظ في اللسان (7/ 107): مجهول لا يعرف اسمه، أرسل هذا الخبر المنكر، وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة: وأبو مصعب مختلف في صحبته، قال الحافظ معقبًا: ولوكان صحابيًا لكان هذا الخبر صحيحًا لصحة إسناده إليه، وقد حكم أئمة الحديث بان هذا المتن باطل، فوجب الحكم بأنه غير صحابي، وهو غير معروف في التابعين أيضًا. اهـ. وأما حديث أبي خصيفة مرفوعًا: التمسوا الخير عند حسان الوجوه. فأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 396). وفي سنده يزيد بن عبد الملك النوفلي قال في التقريب (ص 603): ضعيف، وابنه يحيى قال في المغني (2/ 745): ضعّفه ابن الجوزي. وأما حديث عطاء مرسلًا ابتغوا الخير عند حسان الوجوه. فأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 10). وفي سنده طلحة بن عمرو الحضرمي وهو متروك. أما حديث الزهري مرسلًا: التمسوا المعروف عند حسان الوجوه. فأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 10)، وإسناده صحيح. وأما حديث عائشة، فيأتي تخريجه في الحديث القادم وإسناده ضعيف. وأما حديث يزيد فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2661) وإسناده ضعيف جدًا. خلاصة الحكم على هذا الحديث: من خلال الحكم على المتابعات الكثيرة لهذا الحديث تبين لي أن أغلبها ضعيف جدًا أو موضوع، لكن له شاهدًا مرسلًا صحيح الإسناد عن الزهري وستة طرق عن أربعة من الصحابة ضعيفة وهي: 1 - الطريق الأول عن ابن عباس. 2 - الطريق الثالث عن ابن عباس لكن فيه من لم يعرف فلا يصلح للاعتبار. =
= 3 - الطريق الأول عن أبي هريرة. 4 - الطريق الثالث عن أبي هريرة. 5 - حديث عائشة. 6 - حديث حصيفة. إذا أردنا أن نُحَكّمَ قواعد المصطلح فإن متن هذا الحديث على أسوأ الأحوال يكون حسنًا لغيره، لذلك قال السيوطي في اللآلىء (2/ 81) وهذا الحديث في معتقدي حسن صحيح. اهـ. لكن تكلم العلماء على متنه: قال العقيلي في الضعفاء (2/ 321) ليس له طريق يثبت. اهـ. وقال ابن القيم في المنار المنيف (ص 63) كلُّ حديثِ فيه ذكر حسان الوجوه أو الثناء عليهم أو الأمر بالنظر إليهم والتماسُ الجوائج منهم، أو أن النار لا تمسهم فكذب مختلق وأفك مفتري. اهـ. وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (7/ 107): حكم أئمة الحديث بأن هذا المتن باطل. اهـ.
2660 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ [جَبْرَةَ] (¬1) بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ سِبَاعٍ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حسان الوجوه. ¬
2660 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: عنعنة إسماعيل بن عياش، وهو مدلس من الثالثة. الثانية: جهالة جبرة بنت محمد بن سباع. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 149/ ب مختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 199) بنفس الإسناد والمتن إلَّا أن "جبرة" تصحفت إلى "خيرة". وأخرجه الدارقطني في المؤتلف والمختلف (1/ 383)، من طريق داود بن رشيد به بلفظه. وأخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ح 51)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 67)، وأحمد في فضائل الصحابة (2/ 726)، والخرائطي في اعتلال القلوب (ق 65/ ب)، والبيهقي في الشعب (3/ 278)، والشجري في الأمالي (2/ 154)، كلهم من طريق إسماعيل بن عياش به بلفظه. وبعضهم قال: جبرة وبعضهم قال خيرة. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 157)، وفي التاريخ الصغير (2/ 162)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 162)، وأخرجه البيهقي في الشعب (3/ 278)، من طريق جبرة بنت محمد به بلفظه. =
= ومدار هذه الأسانيد على جبرة وقد علمت حالها إلَّا أنها لم تنفرد في رواية الحديث إذ تابعها عليه عبد الرحمن ابن أبي بكر المليكي، عن محمد بن ثابت به بلفظه: سلوا المعروف عند حسان الوجوه. أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (3/ 946). وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي قال في التقريب (ص 337). ضعيف. وللحديث طريقان آخران: الأولى: عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعًا بنحو السابق. أخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ح 68)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 121)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 162). وفي إسناد أبي الشيخ عثمان بن عبد الرحمن الزهري قال في التقريب (ص 385): متروك، وكذبه ابن معين. وأُبهم عند العقيلي فقال عن شيخ من قريش، عن الزهري ثم نقل عن الصائغ أنه سليمان بن أرقم. قلت: إن كان كما قال الصائغ فهو -أي سليمان- ضعيف كما في التقريب (ص 250). الثانية: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عائشة مرفوعًا: اطلبوا الحاجات عند حسان الوجوه. أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 204)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 162). وفي إسناده الحكم بن عبد الله الأيلي قال الذهبي في المغني (1/ 183): متروك، متهم، فهي متابعة لا يُفرح بها. وتقدمت شواهده وخلاصة الحكم عليه.
2661 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ (¬1)، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ [يَزِيدَ] (¬2)، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: إِذَا طَلَبْتُمُ الْحَاجَاتِ فَاطْلُبُوهَا (¬3) إِلَى حِسَانِ الوجوه. ¬
2661 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه ثلاث علل: الأولى: هشام بن زياد فهو متروك. الثانية: ضعف الحجاج بن يزيد. الثالثة: جهالة يزيد والد الحجاج إن كان غير صحابي. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 149/ ب مختصر) وقال: رواه أحمد بن منيع، والحجاج ضعيف.
تخريجه: أخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ح 72)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 161)، وابن قانع في معجمه (ق 193 أ)، كلهم من طريق أحمد بن منيع به بلفظه. وأخرجه أبو نعيم في المعرفة (ج 2/ ق 246 أ)، من طريق هشام بن زياد به بنحوه. وشهد له الحديثان السابقان وشواهدهما. وتقدم خلاصة الحكم عليه في الحديث رقم (2658).
32 - باب فضل الخشونة
32 - بَابُ فَضْلِ الْخُشُونَةِ 2662 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن سعيد، عن أبيه، عن رجل من أَسْلَمَ يُقَالُ لَهُ: [ابْنُ الْأَدْرَعِ] (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تَمَعْدَدُوا وَاخْشَوْشِنُوا (¬2) وَامْشُوا حُفَاةً وَانْتَضِلُوا. ¬
2662 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته عبد الله بن سعيد المقبري فهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 151 ب مختصر) وسكت عليه.
تخريجه: هو في مصنف ابن أبي شيبة (9/ 22) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 351) عن ابن أبي شيبة، به بلفظه. =
= وأخرجه الرامهرمزي في الأمثال (ح 136) من طريق ابن أبي شيبة، به وأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 353) من طريق عبد الله بن سعيد، به إلَّا أنه جعل صحابيه أبا حدرد الأسلمي. وأخرجه الطبراني في الكبير أيضًا (19/ 40)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 1157)، وأبو الشيخ في السبق، وابن شاهين في الصحابة كلاهما: كما في إتحاف السادة المتقين (9/ 358) كلهم من طريق عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن القعقاع بن أبي حدرد مرفوعًا. وأخرجه أبو الشيخ في السبق: كما في إتحاف السادة المتقين (9/ 359) من طريق عبد الله بن سعيد، عن جده، عن أبي هريرة. قلت: مدار هذه الطرق على عبد الله بن سعيد، وتقدم أنه متروك فالحمل عليه في هذا الاختلاف. ويشهد له أحاديث عن عمر، ومعاذ رضي الله عنهما. أما حديث عمر رضي الله عنه كتب. أما بعد. فاتزروا، وارتدوا، وانتعلوا وارموا بالجفاف، واقطعوا السراويلات، وعليكم بلباس أبيكم إسماعيل، وإياكم والتنعم وزي العجم، وعليكم بالشمس، فإنها حمام العرب واخشوشنوا وأحلولقوا وارموا الأغراض .. الحديث. أخرجه ابن حبّان في صحيحه: كما في الإحسان (7/ 401)، وأبو نعيم في الغريب: كما في المقاصد الحسنة (ص 177)، والبغوي في الجعديات (ج 1030)، والبيهقي في الكبرى (10/ 14) وإسناد ابن حبّان صحيح. وقول عمر: فرّقوا عن المنية واجعلوا الرأس رأسين، ولا تُلثّوا بدار معجزة وأصلحوا مثاويكم وأخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم، وقال: اخشوشنوا وأخشوشبوا وتمعددوا. أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث (3/ 325). =
= وفي إسناده أبو العَدَبَّس الأسدي قال في التقريب (ص 658): مقبول. فالإسناد ضعيف. وأما حديث معاذ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال له حين بعثه إلى اليمن: إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين. فأخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 155)، والشجري في آماليه (2/ 160). ومدار أسانيدهم على مريح بن مسروق ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 440) وسكت عليه ولم يوثّقه أحد وروى عنه عدة فهو مستور والإسناد ضعيف.
33 - باب ذم النميمة
33 - بَابُ ذَمِّ النَّمِيمَةِ 2663 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ [مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ] (¬1)، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ (¬2): قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: شَرُّ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ مُتَكَبِّرٌ عَلَى وَالِدَيْهِ يُحَقِّرُهُمَا، وَرَجُلٌ سَعَى فِي فَسَادٍ بَيْنَ رَجُلٍ (¬3) وَامْرَأَةٍ يَنْصُرُهُ عَلَيْهَا غَيْرَ الْحَقِّ حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا مِنْ بَعْدِهِ، وَرَجُلٌ سَعَى فِي فَسَادٍ بَيْنَ ناس (¬4) بالكذب حتى تعادوا وتباغضوا. ¬
2663 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف موسى بن عبيدة الربذي. =
= الثانية: ضعف أيوب بن خالد. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 137 أ) وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي.
تخريجه: لم أجد له عند غيره.
2664 - أَخْبَرَنَا (¬1) بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي (¬2)، عَنْ حَبِيبِ بْنِ نَجِيحٍ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يَقُولُ: ثَلَاثَةٌ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ رَغِبَ عَنْ وَالِدَيْهِ، وَآخَرُ سَعَى فِي تَفْرِيقٍ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ لِيَخَلُفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ، وَآخَرُ سَعَى بِالْأَحَادِيثِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ (¬3) لِيَتَعَادَوْا وَيَتَبَاغَضُوا. ¬
2664 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: بقية: لم يصرح بالتحديث وهو مُدلس. الثانية: جهالة حبيب بن نجيح. الثالثة: جهالة الراوي عن ابن عباس. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 137 أمختصر) وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه راو لم يُسم.
تخريجه: ذكره الهندي في الكنز (ح 43930) وعزاه للديلمي.
2665 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ (¬1)، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رَضِيَ الله عنها، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ قَالُوا بلى يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خِيَارُكُمْ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللَّهُ وارْتَاحَتْ (¬2) قُلُوبُهُمْ. أوَ لا (¬3) أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ قَالُوا بَلَى، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَإِنَّ شِرَارَكُمُ الْمَاشُونَ (¬4) بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بين الأحبة، الباغون للبُرآء العَنَت (¬5). ¬
2665 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل ابن خثيم، وشهر بن حوشب. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 137 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى ورواته، وبقية الكلام غير واضح في مصورة المخطوطة. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 93) وقال: رواه أحمد، وفيه شهر بن حوشب وقد وثّقه غير واحد وبقية رجال أحد أسانيده رجال الصحيح. وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة (ح 1861) وضعّفه.
تخريجه: أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (ح 118)، والطبراني في الكبير (24/ 167) كلاهما من طريق داود بن عبد الرحمن، به بنحوه. ولم يذكر ابن أبي الدنيا شطره الأول مع أنه ذكره في كتابه الأولياء كما سيأتي. =
= وأخرجه أحمد (6/ 459) والبخاري في الأدب المفرد (ح 323)، وابن ماجه (ح 4119)، وابن أبي الدنيا في الأولياء (ح 16)، وفي الصمت (ح 255)، والخرائطي في المساوئ (ح 32)، وفي اعتلال القلوب (ق 104 ب) وعبد بن حميد في المنتخب (ص 457)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 217)، والطبراني في الكبير (24/ 167)، وأبو نعيم في الحلية (6/ أ)، والبيهقي في الشعب (7/ 494) كلهم من طريق ابن خثيم، به بنحوه. وذكره ابن أبي الدنيا في الأولياء شطره الأول، وفي الصمت شطره الثاني فقط. وذكر الخرائطي في المساوئ شطره الثاني فقط. وبإخراج الإِمام أحمد، وابن ماجه للحديث لا يكون من الزوائد. وأخرجه أحمد (4/ 227)، والخراثطي في اعتلال القلوب (ق 104 ب) كلهم من طريق شهر، عن عبد الرحمن ابن غنم يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وللحديث شواهد كثيرة عن ابن عمر، وأبي مالك الأشعري، وابن عباس، وأبي هريرة رضي الله عنهم: أما حديث ابن عمر مرفوعًا: خياركم الذين إذا رُؤُوا ذكر الله بهم، وإن شراركم المشاءون بالنميمة بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت. فأخرجه البيهقي في الشعب (5/ 297). وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف. وأما حديث أبي مالك الأشعري مرفوعًا بنحو حديث أسماء. فأخرجه الخرائطي في المساوئ (ح 233). وفيه هبيرة بن عبد الرحمن، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 110) وسكت عليه، ولم أجد من وثّقه وروى عنه غير واحد فهو مستور، والإسناد ضعيف. ويشهد لشطره الأول حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في قوله: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)} قال: هم الذين يذكر الله لرؤيتهم. =
= أخرجه ابن المبارك في الزهد (ح 217)، والبزار: كما في الكشف (4/ 241)، والطبراني في الكبير (12/ 13)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 231)، والواحدي في التفسير (ق 58 أ)، والضياء في المختارة (ق 212 ب) والأخيران: كما في الصحيحة (4/ 201). ومدار أسانيدهم على جعفر بن أبي المغيرة قال في التقريب (ص 141): صدوق، يهم، فالإِسناد ضعيف. ويشهد لشطره الثاني حديث أبي هريرة مرفوعًا: إن أحبكم إلى الله أحسنكم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا الذين بألفون ويُؤلفون، وإن أبغضكم إلى الله، المشاءون بالنميمة، المفرقون بين الإخوان، الملتمسون للبرآء العنت. أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 253)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 157 ب)، وفي الصغير (ح 835)، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 263). وقال الطبراني: لم يروه عن الجريري إلَّا صالح. قلت: صالح هو ابن بشير المري قال في التقريب (ص 271): ضعيف، ومدار أسانيدهم عليه. وعليه فمجموع هذه الشواهد تعزز الحكم على الحديث بالحسن.
2666 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ كَانَ ذَا لِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ لِسَانَيْنِ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ عَرْعَرَةَ بْنِ [البِرِنْد] (¬1)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن مسلم، عن الحسن [و] (¬2) قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرَهُ. [3] وحَدَّثَنَا (¬3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ فَذَكَرَهُ. ¬
2666 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف من أجل إسماعيل بن مسلم فهو ضعيف. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 604) وضعّفه. وطريق أبي يعلى الأول فيه إسماعيل هذا، وعرعرة بن البرند ضعيف أيضًا. والطريق الثالث فيه إسماعيل هذا، والمحاربي وقد عنعن وهو مدلس من الثالثة لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع.
تخريجه: أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ح 217) من طريق مروان بن معاوية، به بنحوه. =
= وأخرجه أبو يعلى (5/ 159) بنفس الإسناد والمتن في الطريق الثاني والثالث. وأخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (ح 142)، وفي الصمت (ح 280)، وهنّاد في الزهد (ح 1137) وابن أبي عاصم في الزهد (ح 216)، وأبو يعلى (5/ 159)، والبزار: كما في في الكشف (2/ 428)، والخرائطي في اعتلال القلوب (ق 72)، وفي المساوئ (ح 295)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 284)، أو نعيم في الحلية (2/ 160)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 85) كلهم من طريق إسماعيل بن مسلم، به بنحوه، وسقط الحسن عند الخرائطي في المساوئ وهو مثبت في اعتلال القلوب. وقال البزّار: لا نعلم رواه عن الحسن، عن أنس إلَّا إسماعيل، تفرد به أنس. قلت: مدار هذه الأسانيد على إسماعيل بن مسلم وقد علمت حاله. وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 280)، وفي الغيبة (ح 142)، وهناد في الزهد (ح 1137)، وابن أبي عاصم في الزهد (216) من طريق إسماعيل، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا بنحوه. وعلة هذا الطريق علة سابقة إلَّا أن إسماعيل بن مسلم لم ينفرد في رواية الحديث عن قتادة إذ تابعه عليه أيوب بن خُوط فرواه عن قتادة، عن أنس مرفوعًا بنحوه. أخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 269 أ). وأيوب بن خُوط قال في التقريب (ص 118): متروك، فهي متابعة لا يُفرح بها. وللحديث طريق ثالث: عن ثابت، عن أنس مرفوعًا بنحوه. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 103). وفي إسناده أبو حفص العبدي وهو عمر بن حفص قال الذهبي في المغني (2/ 463) قال النسائي: متروك. وعليه فهي متابعة لا يُفرح بها أيضًا. =
= وللحديث شواهد كثيرة عن عمار بن ياسر، وأبي هريرة، وابن مسعود، وجندب، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم: أما حديث عمار بن ياسر مرفوعًا قال: من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار. فأخرجه أبو داود (13/ 220 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 1310)، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص 216)، والدارمي (2/ 222)، والطيالسي (ص 89)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 274)، وفي ذم الغيبة (ح 136)، وابن أبي عاصم في الزهد (ح 214)، وابن أبي شيبة (8/ 370)، والبغوي في الجعديات (ح 2322)، وأبو يعلى (3/ 193)، وعنه ابن حبّان: كما في الإحسان (7/ 503)، والخرائطي في المساوئ (ح 290)، والبغوي في شرح السنة (13/ 146)، والبيهقي في الكبرى (10/ 246)، وفي الشعب (4/ 229)، وفي الآداب (ح 411)، وابن عساكر في تاريخه (ج 12/ ق 600) كلهم من طريق نعيم بن حنظلة، عن عمار، به. ونعيم بن حنظلة قال في التقريب (ص 565) مقبول. ولم يتابع. وأما حديث أبي هريرة مرفوعًا: مَنْ كَانَ ذَا لِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ الله له لسانين في النار. فأخرجه: هناد في الزهد (ح 1138)، وتمام في فوائده: كما في الروض البسام (3/ 355) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ج 15/ ق 548)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 282). ومدار أسانيدهم على يحيى بن عبيد الله قال في التقريب (ص 594): متروك، وأفحش الحاكم فرماه بالوضع. فالإسناد ضعيف جدًا. وأما حديث ابن مسعود موقوفًا قال: إن ذا اللسانين في الدنيا، له يوم القيامة لسانان من نار. فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 371)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 277)، =
= وفي ذم الغيبة (ح 139)، والطبراني في الكبير (9/ 272). ومدار أسانيدهم على مالك بن أسماء ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 204) وسكت عليه، ولم يوثقه أحد ولم يرو عنه غير المسعودي، فهو مجهول، والإسناد ضعيف. وأما حديث جندب مرفوعًا: من كان له وجهان فِي الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ لِسَانَيْنِ مِنْ نار يوم القيامة. فأخرجه الخرائطي في المساوئ (ح 296)، والطبراني في الكبير (2/ 170) كلاهما من طريق عبد الحكيم بن منصور، عن محمد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن جندب بن عبد الله، به. وعبد الحكيم بن منصور قال في التقريب (ص 332) متروك كذبه ابن معين. وأما حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعًا: ذو الوجهين في الدنيا يأتي يوم القيامة وله وجهان من نار. فأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 269 أ)، وقال الطبراني: لا يروى عن سعد إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به خالد. قلت: خالد هو ابن يزيد العمري، كذبه أبو حاتم ويحيى، وقال ابن حبّان: يروي الموضوعات عن الأثبات: كما في ميزان الاعتدال (1/ 646). وعليه يرتقي حديث الباب بشاهد عمار بن ياسر إلى الحسن لغيره، أما بقية الشواهد فلا تصلح للاعتبار إذ أنها ضعيفة جدًا أو بها مجاهيل.
34 - باب الغيبة
34 - بَابُ الْغِيبَةِ 2667 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذُكر عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجلٌ فَقِيلَ: مَا أَعْجَزَهُ، فَقَالَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اغْتَبْتُمْ أَخَاكُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قُلْنَا مَا فِيهِ (¬1)، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:إِنْ قُلْتُمْ ما ليس فيه فقد بهتموه (¬2). ¬
2667 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف المثنى بن الصباح. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 137 ب مختصر) وقال: رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف لضعف المثنى بن الصباح.
تخريجه: هذا الحديث مداره على المثنى بن الصباح واختلف عليه فيه: =
= 1 - فروي عنه، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، عن معاذ بن جبل مرفوعًا. أخرجه أحمد بن منيع كما في المطالب هنا، وعنه ابن أبي الدنيا في الغيبة (ح 72). وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 39)، والبيهقي في الشعب (5/ 304) كلهم من طريق عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ به. 2 - وروي عنه، عن عمرو بن شعيب، عن معاذ بن جبل قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فذكر القوم رجلًا، فقالوا: ما يأكل إلَّا ما أطعم، وما يرحل إلَّا ما رحل له، وما أضعفه، فقال اغتبتم أخاكم، فقالوا: يا رسول الله! وغيبته أن نحدث بما فيه؟ قال: بحسبكم. أخرجه الطبري في التفسير (26/ 137) من طريق حبّان بن علي العنزي، عن المثنى بن الصباح به. 3 - وروي عنه، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده أنهم ذَكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجلًا فقالوا: لا يأكل حتى يطعم، ولا يرحل حتى يُرحل معه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: اغتبتموه، فقالوا: إنما حدّثنا بما فيه، قال: حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه. وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 205) عن أحمد بن منيع، عن عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ به. وأخرجه ابن المبارك في الزهد (ح 705)، وفي مسنده (ح 2)، ومن طريقه أبو الشيخ في التوبيخ (ح 188)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 189)، والبغوي في شرح السنة (13/ 140)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 903) من طريق المثنى به الصباح به بنحوه. والمثنى ضعيف كما تقدم فالحمل عليه في هذا الاختلاف. =
= وتابع ابن لهيعة المثنى بن الصباح فرواه عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده مرفوعًا بنحو حديث معاذ. أخرجه أبو الشيخ في التوبيخ (ح 189). وابن لهيعة ضعيف. وعليه تكون رواية عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ هي الراجحة، إذ أن أبا لهيعة تابع المثنى فيها. ويشهد له أحاديث كثيرة عن أبي هريرة، والمطلب بن حنطب مرسلًا، وعبد الله بن مسعود موقوفًا، وعبد الله ابن عمر موقوفًا. أما حديث أبي هريرة فله عن طريقان: الأولى: عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته. أخرجه مسلم (ح 2589)، وأبو داود (13/ 220 العون)، والترمذي (6، 63 التحفة)، والدارمي (2/ 209)، وأحمد (2/ 230، 384، 386، 458)، والنسائي في الكبرى (6/ 467)، والطبري في التفسير (26/ 136)، وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (ح 71)، وفي الصمت (ح 204)، وابن أبي شيبة (8/ 387)، والخرائطي في المساوئ (ح 206)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 185)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 368)، والخطيب في الموضح (2/ 160)، وفي الكفاية (ص 37)، والبيهقي في الكبرى (10/ 247)، وفي الشعب (5/ 301)، والبغوي في شرح السنة (13/ 138). الثاني: عن أبي صالح، عن أبي هريرة: مرفوعًا من ذكر إمرءًا بما فيه فقد اغتابه، ومن ذكر امرءًا بما ليس فيه فقد بهته. =
= أخرجه أبو الشيخ في التوبيخ (ح 186)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 45). وفي إسناد أبي الشيخ أبو بكر بن أبي سبرة قال في التقريب (ص 623): رموه بالوضع. وفي إسناد أبي نعيم عبد الله بن أبي مريم قال في التقريب (ص 322): مقبول. فالإسناد ضعيف. وأما حديث المطلب بن حنطب قال: ذكرت الغيبة عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: الغيبة أن يذكر الرجل بما فيه من خلقه، قالوا: ما كنا نظن أن الغيبة إلَّا أن يذكره بما ليس فيه، قال: ذلك من البهتان. فأخرجه مالك في الموطأ (2/ 956)، وابن المبارك في الزهد (ح 704)، ووكيع في الزهد (ح 437)، وهناد في الزهد (ح 1172)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 190)، والخرائطي في المساوئ (ح 207). وإسناده صحيح إلَّا أنه مرسل. وأما حديث ابن عمر موقوفًا قال: الغيبة أن تقول ما فيه، والبهتان أن تقول ما ليس فيه. فأخرجه الطبري في التفسير (26/ 136)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 209)، وفي الغيبة (ح 75)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 210). وإسناده صحيح. وأما حديث ابن مسعود موقوفًا فيأتي تخريجه في الحديث (رقم 2671). وعليه يرتقي هذا الحديث بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2668 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَضَاضٍ، عَنْ أبي هريرة وضي اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي رَجْمِهِ (¬1) قَالَ: فَأَتَى عَلَيْهِ رَجُلَانِ فَقَالَا: يَا خُيْبَ (¬2) هَذَا، سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ (فَلَمْ يَسْتُرْ عَلَى نَفْسِهِ) (¬3) فَأُهِيجَ كَمَا أُهِيجَ الْكَلْبُ فَأَتَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى جِيفَةٍ فَقَالَ: انْهَسَا (¬4) [مِنْ] (¬5) هَذِهِ الْجِيفَةِ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذِهِ الْجِيفَةُ لَا نَسْتَطِيعُهَا، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا أَصَبْتُمَا مِنْ أَخِيكُمَا أَنْتَنُ مِنْ هَذِهِ الْجِيفَةِ. تَابَعَهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ (¬6)، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ (¬7) مِنْ طَرِيقِهِ. ¬
2668 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: جهالة عبد الرحمن بن الهضاض. الثانية: عنعنة أبي الزبير وهو مُدلس من الثالثة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 137 ب مختصر) وسكت عليه.
تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 324) إلَّا أنه عن حماد، عن أبي الزبير به بلفظه. =
= مع زيادة في آخره قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لقد رأيته يتقمص في نهر الجنة، وقال إلَّا رجمته يا هزال. وأخرجه ابن المبارك في مسنده (ح 153)، ومن طريقه النسائي في الكبرى (4/ 277)، والطحاوي في المشكل (1/ 182)، وابن حبّان كما في الإحسان (6/ 291) كلهم من طريق حماد بن سلمة به بنحوه. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 322)، ومن طريقه أبو داود (12/ 110 العون)، وابن الجارود في المنتقى (ح 814)، وابن حبّان كما في الإحسان (6/ 290)، والدارقطني في السنن (3/ 196)، والبيهقي في السنن الصغير (3/ 289)، وفي الشعب (5/ 298) كلهم من طريق أبي الزبير به إلَّا أن في روايتهم عبد الرحمن بن الصامت بدلًا من عبد الرحمن بن الهضاض. وأخرجه النسائي في الكبرى (4/ 278) من طريق أبي الزبير به إلَّا أن في روايته عبد الرحمن بن الهضاب بدلًا من عبد الرحمن بن الهضاض. وأخرجه في الكبرى (4/ 277) من طريق أبي الزبير به إلَّا أن في روايته عبد الرحمن بن يمامة بدلًا من عبد الرحمن بن الهضاض. وأخرجه النسائي في الكبرى (4/ 276)، وأبو داود (12/ 112 العون)، وأبو يعلى (10/ 524)، والبيهقي في الكبرى (8/ 227) كلهم من طريق أبي الزبير به إلَّا أن في روايتهم ابن عم أبي هريرة بدلًا من عبد الرحمن بن الهضاض وعبد الرحمن كما تقدم في ترجمته هو ابن عم أبي هريرة. ومدار هذه الأسانيد على عبد الرحمن بن الهضاض أو ابن الصامت، وهو مجهول. على أن الحديث في قصة رجم ماعز ورد من طريقين آخرين عن أبي هريرة دون ذكر الزيادة التي وردت في حديث عبد الرحمن بن الهضاض وهما: =
= الأولى: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جاء ماعز بن مالك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله إني قد زنيت فأعرض عنه، ثم جاءه من شقه الأيسر فقال: يا رسول الله! إني قد زنيت، فقال ذلك أربع مرات قال: انطلقوا به فارجموه، فانطلقوا به فلما مسته الحجارة أدبر يشتد فلقيه رجل في يده لحي بعير فضربه فصرعه فذكر ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فراره حين مسته الحجارة، قال: فهلا تركتموه. لفظ النسائي. أخرجه البخاري (12/ 120 الفتح)، ومسلم (ح 1691)، والنسائي في الكبرى (4/ 290)، والترمذي (4/ 693 التحفة)، وابن ماجه (ح 2554)، وأحمد (2/ 286)، والطحاوي في المشكل (1/ 179)، وفي شرح المعاني (3/ 143)، وابن الجارود في المنتقى (ح 819)، والبغوي في شرح السنة (10/ 288)، والبيهقي في الكبرى (8/ 213). وقال الترمذي: هذا حديث حسن. الثانية: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بنحو الطريق الأولى. أخرجه البخاري (12/ 120 الفتح)، ومسلم (ح 1691)، والبغوي في شرح السنة (10/ 289)، والبيهقي في الكبرى (8/ 213). وحديث رجم ماعز روي عن عدد من الصحابة منهم: جابر بن عبد الله، وجابر بن سمرة، وابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وبريدة بن الحصيب، ونعيم بن هزال الأسلمي، وأبي بكر الصديق رضي الله عنهم: أما حديث جابر بن عبد الله فله عنه طريقان: الأولى: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جابر أن رجلًا من أسلم جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فاعترف بالزنا، فأعرض عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى شهد على نفسه أربع شهادات، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبك جنون؟ قال: لا، قال: آحصنت؟ قال: نعم، فأمر به فرجم =
= بالمصلى، فلما أذلقته الحجارة فرّ، فأدرك، فرجم حتى مات، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خيرًا وصلى عليه. لفظ البخاري. أخرجه البخاري (2/ 129)، ومسلم (ح 1691)، وأبو داود (12/ 112 العون)، والنسائي في الكبرى (4/ 280)، والترمذي (4/ 695 التحفة)، وأحمد (3/ 323)، وابن المبارك في مسنده (ح 152)، والطحاوي في المشكل (1/ 178)، وابن الجارود في المنتقى (ح 813)، والدارقطني في السنن (3/ 127)، وابن حبّان كما في الإحسان (5/ 38)، والبيهقي في الكبرى (8/ 218)، وفي الصغير (3/ 89)، وعبد الرزاق (7/ 320). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الثانية: عن أبي الزبير، عن جابر بنحو الطريق الأولى. أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (6/ 292). وإسناده ضعيف لعنعنة أبي الزبير. وأما حديث جابر بن سمرة بنحو حديث جابر. فأخرجه مسلم (ح 1692)، وأبو داود (12/ 105 العون) والنسائي في الكبرى (4/ 282)، وعبد الرزاق (7/ 324)، وأحمد (5/ 99)، والطيالسي (1/ 299 المنحة)، والطحاوي في شرح المعاني (3/ 42 أ)، والدارمي (2/ 176)، وابن المبارك في مسنده (ح 155)، وأبو يعلى (13/ 443)، والبيهقي في الكبرى (8/ 212). وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأولى: عن عكرمة، عن ابن عباس بنحو حديث جابر. أخرجه البخاري (12/ 135 الفتح)، والنسائي في الكبرى (4/ 279)، وأبو داود (12/ 104 العون)، وأحمد (1/ 238، 245، 255، 270، 289، 134، 325)، وابن المبارك في مسنده (ح 156)، وعبد بن حميد في المنتخب (ح 571)، =
= والدارقطني في السنن (3/ 122)، والبغوي في شرح السنة (10/ 292)، والبيهقي في الكبرى (8/ 226). الثانية: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بنحو حديث جابر. أخرجه مسلم (ح 1693)، وأبو داود (12/ 108 العون)، والنسائي في الكبرى (4/ 279)، وأحمد (1/ 245، 328)، والطحاوي في شرح المعاني (3/ 142)، والطيالسي (1/ 299 المنحة)، وأبو يعلى (4/ 453)، وعبد الرزاق (7/ 324). وأما حديث أبي سعيد رضي الله عنه، بنحو حديث جابر. فأخرجه مسلم (ح 1694)، والنسائي في الكبرى (4/ 288)، وأبو داود (12/ 114 العون)، والبيهقي في الكبرى (8/ 218). وأما حديث بريدة فله عنه طريقان: الأولى: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بنحو حديث جابر. أخرجه مسلم (ح 1695)، وأبو داود (12/ 118 العون)، والنسائي في الكبرى (4/ 278)، والبيهقي في الكبرى (8/ 221). الثانية: عن سليمان بن بريدة، عن أبيه بنحو حديث جابر. أخرجه مسلم (ح 1695)، والنسائي في الكبرى (4/ 276)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 167)، والبغوي في شرح السنة (10/ 293، والبيهقي في الكبرى (8/ 214)، وفي السنن الصغير (3/ 288)، وابن الأثير في أسْدُ الغابة (4/ 232). وأما حديث نعيم بن هزال الأسلمي بنحو حديث جابر. فأخرجه أبو داود (12/ 99 العون)، والنسائي في الكبرى (4/ 279)، والطحاوي في المشكل (1/ 180)، والبيهقي في الكبرى (8/ 219)، وفي السنن الصغير (3/ 291). =
= وفي سنده يزيد بن نعيم قال في التقريب (ص 605): مقبول: ولا متابع له فالإسناد ضعيف. وأما حديث أبي بكر بنحو حديث جابر. فأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده كما في نصب الراية (3/ 314)، وأحمد (1/ 8). بإسناد أحمد صحيح.
2669 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ وَلَيْسَ بِالْأَحْمَرِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- فقام رَجُلٌ فَوَقَعَ فِيهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تَخَلَّلَ (¬1)، فَقَالَ: مِمَّ أَتَخَلَّلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ مَا أَكَلْتُ لَحْمًا فَأَتَخَلَّلُ؟ فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بَلَى، مِنْ لَحْمِ أَخِيكَ أَكَلْتَ آنِفًا. ¬
2669 - الحكم عليه: إن كان أبو خالد هو الأحمر فالإسناد حسن من أجله، فهو صدوق، وإن كان غيره فلم أعرفه والإسناد ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 137 ب مختصر) وقال: رواه ابن أبي شيبة، والطبراني بسند صحيح. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 506) وقال: حديث غريب ورواته رواة الصحيح. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 24) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وذكره الألباني في غاية المرام (ح 428) وصححه.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 126) من طريق ابن أبي شيبة به بلفظه. ويشهد له الحديث (رقم 2670) فيرتقي به إلى الحسن لغيره.
2670 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا قُرّان بْنُ تَمَّام، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا أَعْجَزَ فَلَانًا، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَكَلْتُمْ لَحْمَ أَخِيكُمْ وَاغْتَبْتُمُوهُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حدّثنا قران به.
2670 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته محمد بن أبي حميد. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 137 ب مختصر) وقال: رواه أحمد بن منيع، وأبو يعلى بسند فيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 506) وصدره برُوي إشارة إلى تضعيفه. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 94) وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط وفي إسنادهما محمد بن أبي حميد ويُقال له حماد وهو ضعيف جدًا.
تخريجه: أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (ح 74)، وفي الصمت (ح 208) عن أحمد بن منيع به بلفظه. وأخرجه أبو يعلى (11/ 11) من طريق فران بن تمام به بنحوه. وأخرجه الطبري في التفسير (26/ 137)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 309)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 269 أ)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 182)، وابن عدي في الكامل (6/ 196)، والبيهقي في الشعب (5/ 304) كلهم من طريق محمد بن أبي حميد به بنحوه. ومدار هذه الأسانيد على محمد بن أبي حميد وقد علمت حاله. ويشهد له الحديث السابق فيرتقي به إلى الحسن لغيره.
2671 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: الْغِيبَةُ أَنْ تَذْكُرَ مِنْ أَخِيكَ أَسْوَأَ مَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِذَا ذَكَرْتَ مَا لَيْسَ فِيهِ فَذَلِكَ الْبُهْتَانُ. (105) حَدِيثُ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، تَقَدَّمَ فِي النَّهْيِ عن تتبّع العورات (¬1). ¬
2671 - الحكم عليه: هذا إسناد منقطع، إبراهيم النخعي لم يلق أحدًا من الصحابة كما في جامع التحصيل (ص 142) إلَّا أن الأئمة صححوا مراسيله وخص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 137 ب مختصر) وقال: رواه مسدّد ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (ح 77)، وفي الصمت (ح 211) من طريق إسماعيل بن علية به بنحوه. وأخرجه ابن المبارك في الزهد (ح 706)، ومن طريقه أبو الشيخ في التوبيخ (ح 191) عن هشام به بنحوه. وتابع الشعبي النخعي فرواه عن ابن مسعود. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 389) من طريق الشعبي به بنحوه. والشعبي لم يسمع من ابن مسعود أيضًا كما في جامع التحصيل (ص 204) لكن يرتقي الحديث بهذه المتابعة إلى الحسن لغيره. ويشهد له حديث (2667) وشواهده.
35 - باب ما يجوز من الغيبة وكفاراتها
35 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْغِيبَةِ وَكَفَّارَاتُهَا (106) حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ فُلَانٌ فِي مَنَاقِبِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ (¬1) رضي الله عنه. ¬
2672 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ (¬1)، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رسول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَفَّارَةُ (¬2) الِاغْتِيَابِ أن تستغفر (¬3) لمن اغتبته. ¬
2672 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف فيه ثلاث علل: الأولى: داود بن المحبر فهو متهم بالوضع. الثانية: عنبسة بن عبد الرحمن فهو متروك. الثالثة: خالد بن يزيد لم أجد له ترجمة.
تخريجه: أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 211)، والبيهقي في الشعب (5/ 317)، وفي الدعوات الكبير كما في تنزيه الشريعة (2/ 299) من طريق داود بن المحبر، عن عنبسة به بنحوه. وأخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (ح 253)، وفي الصمت (ح 291)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 118)، وأخرجه أبو الشيخ في التوبيخ (ح 207)، وأبو بكر الدينوري في المجالسة (ج 26/ ق 9 أ)، وأبو بكر الذكواني في إثني عشر مجلسًا (ق 19 ب)، والضياء في المنتقى من مسموعاته (ق 141 ب)، وأبو جعفر الطوسي الشيعي في الآمالي (ص 120) والأربعة الأخيرة كما في الضعيفة (4/ 27) كلهم من طريق عنبسة به، وللحديث ثلاث طرق أخرى: الأولى: عن دينار بن عبد الله، عن أنس مرفوعًا بنحوه. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 303). =
= ودينار بن عبد الله هو أبو مِكْيس، قال الذهبي في الميزان (2/ 30): ذاك التالف المتهم. وعلى ذلك فالإسناد تالف. الثانية: عن ثابت البناني، عن أنس مرفوعًا: إن من كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته تقول: اللهم اغفر لنا وله. أخرجه الحاكم في الكُنى كما في اللآلىء (2/ 303). وفي سنده أبو سليمان الكوفي، وأشعث بن شبيب لم أعرفهما. الثالثة: عن ميمون بن سياة، عن أنس يرفعه: من ظلم عبدًا مظلمة وفاته أن يتحلله منها فليستغفر الله له، فإن ذلك كفارة لها. أخرجه الديلمي كما في اللآلىء (2/ 304). وفي سنده أصرم بن حوشب، قال الذهبي في المغني (1/ 93) تركوه، واتهم. فالإسناد تالف. وللحديث شواهد كثيرة عن جابر، وسهل بن سعد، وأبي حازم رضي الله عنهم. ومجاهد، وابن المبارك رحمهم الله. أما حديث جابر مرفوعًا من اغتاب رجلًا ثم استغفر له بعد ذلك غُفر له. فأخرجه أبو الشيخ في التوبيخ (ح 206)، وابن أبي الدنيا كما في اللآلىء (2/ 303) وابن الجوزي في (ق) الموضوعات (3/ 119). ومدار أسانيدهم على حفص بن عمر الأيلي، قال أبو حاتم: كان شيخًا كذبًا، ميزان الاعتدال (1/ 561). وأما حديث سهل بن سعد مرفوعًا: إذا اغتاب أحدكم أخاه فليستغفر له، فإنها كفارة له. فأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 247)، ومن طريقه ابن الجوزي في =
= الموضوعات (3/ 118)، وأخرجه الخطيب في المتفق والمفترق كما في الكنز (ح 8065). ومدار أسانيدهم على سليمان بن عمرو، أبو داود، قال في الميزان (2/ 216): كذاب. فالإسناد موضوع. وأما حديث أبي حازم موقوفًا قال: من اغتاب أخاه فليستغفر له، فإن ذلك كفارة لذلك. فأخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (ح 156)، وفي الصمت (ح 294) من طريق داود بن معاذ، عن شيخ له، عن أبي حازم رضي الله عنه، به. وشيخ داود بن معاذ لم أعرفه. وأما حديث مجاهد مقطوعًا قال: كفارة أكلك لحم أخيك أن تثني عليه، وتدعو له بخير. فأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 292)، وفي ذم الغيبة (ح 154). وفي إسناده محمد بن عبد الله الليثي، قال الذهبي في المغني (2/ 596): ضعّفوه، وبعضهم تركه. وعليه يتبيّن أن ما ورد في كفارة الاغتياب من أحاديث لا تصلح للاعتبار: فهي أما ضعيفة جدًا، أو موضوعة، أو بها مبهم لا نستطيع الحكم على حديثه. وقال ابن عرّاق في تنزيه الشريعة (2/ 299): وقد ناقض ابن الجوزي فذكر حديث أنس في كتابه الحقاثق، وقد قال إنه لا يذكر فيه إلَّا الحديث الصحيح هكذا قاله العلامة ابن مفلح في الآداب الشرعية، ثم نقل عن ابن عبد البر أنه حكى في بهجة المجالس عن حذيفة رضي الله عنه، أنه قال: كفارة من اغتبته أن تستغفر له، ثم قال: ويمثل قول ابن المبارك أفتى الشيخ تقي الدين ابن الصلاح والله تعالى أعلم. اهـ. قلت: لم أجد حديثًا لحذيفة باللفظ الذي ذكره ابن عبد البر والذي وجدته قول =
= حذيفة كان في لساني ذرب على أهلي لم يَعدُهم إلى غيرهم فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَيْنَ أنت من الاستغفار يا حذيفة! إني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة. أخرجه البيهقي في الشعب (5/ 317). وفيه أبو إسحاق السبيعي وقد عنعن، وهو من الطبقة الثالثة من طبقات المدلسين، وشيخه عبيد بن عمرو هو الخارفي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 410) وسكت عليه، ولم أو من وثّقه فهو مجهول. فإسناده ضعيف، ومتنه يختلف عن متن الحديث الذي نُقل عن ابن عبد البر. أما قول ابن المبارك الذي نقله ابن عراق عن ابن مفلح فهو، إذا اغتاب رجلٌ رجلًا فلا يخبره به ولكن يستغفر الله. أخرجه البيهقي في الشعب (5/ 317). وفي سنده أحمد بن شجاع المروزي لم أجد له ترجمة.
36 - باب ذم الكبر ومدح التواضع
36 - بَابُ ذَمِّ الكِبر وَمَدْحِ التَّوَاضُعِ 2673 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: أَلَا أُعَلِّمُكُمْ مَا عَلَّمَ (¬1) نُوحٌ ابْنَهُ؟ قالوا: بلى (¬2)! قال: يَا بُنَيَّ، إِنِّي آمُرُكَ بِأَمْرَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنْ أَمْرَيْنِ: أَنْهَاكَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا فَإِنَّهُ مَنْ (¬3) يُشْرِكْ بِاللَّهِ شيئاً (¬4) فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ. وَأَنْهَاكَ عَنِ الْكِبْرِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حبَّةُ (¬5) خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ. وَآمُرُكَ بِقَوْلِ: لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ لَوْ كَانَتْ حَلْقَةٌ قَصَمَتْهَا. وَآمُرُكَ بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا (¬6) صَلَاةُ الْخَلْقِ وَتَسْبِيحُ الْخَلْقِ وَبِهَا يُرزق الْخَلْقُ، فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أمِنَ الكِبْر أَنْ يكون للرجل الدابة يركبها، ¬
أو الثوب يَلْبَسْهُ، أَوْ الطَعَامُ يَدْعُو عَلَيْهِ أَصْحَابَهُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ أَنْ يَسْفَه (¬7) الحقَّ ويَغْمِص (¬8) النَّاسَ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ بخمسٍ مَنْ كنَّ فِيهِ فَلَيْسَ مُتَكَبِّرًا (¬9): اعْتِقَالُ الشَّاةِ، وَلُبْسُ الصُّوفِ، وَرُكُوبُ الْحِمَارِ، وَمُجَالَسَةُ فُقَرَاءِ الْمُؤُمِنِينَ، وَأَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ مَعَ عِيَالِهِ. [2] وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا [عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى] (¬10)، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، بِهِ. * مُوسَى: ضَعِيفٌ، خَالَفَهُ الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ فَرَوَاهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن ابن عمر رضي الله عنهما. ¬
2673 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف موسى بن عبيدة. الثانية: الانقطاع بين زيد بن أسلم وجابر، فزيد لم يسمع من جابر: كما في جامع التحصيل (ص 178).
تخريجه: هو في المصنف لابن أبي شيبة (292/ 10) بنفس الإسناد إلَّا أن في متنه اختصارًا. والرواية الثانية في مسند عبد بن حميد (ص 348). =
= وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 235)، وعبد بن حميد في المنتخب (ص 348)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 17/ ق 672) كلهم من طريق موسى بن عبيدة، به بنحوه. وأخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 219) من طريق موسى بن عبيدة، به ولم يذكر أوله إلى: وبها يرزق الخلق. ومدار هذه الطرق على موسى بن عبيدة وقد علمت حاله.
2674 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ [الصَّقْعَبُ بْنِ زُهَيْرٍ] (¬1)، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يَرُدَّهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ سِيْجان مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: إِنَّ نُوحًا قَالَ لِابْنِهِ .. فَذَكَرَهُ. (107) وَبَقِيَّتُهُ تَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي فَضَائِلِ الْمُصْطَفَى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬2). وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. [2] قَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن عمر بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَفَعَهُ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِوَصِيَّةِ نُوحٍ عَلَيْهِ السلام فذكره. ¬
2674 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا الموصلي فهو صدوق، ولكن في سماع زيد بن أسلم من ابن عمر مقال حيث قال ابن عيينة لم يسمع من ابن عمر إلَّا حديثين: كما في جامع التحصيل (ص 178). وطريق البزّار هذا إسناده ضعيف علته عنعنة محمد بن إسحاق وهو مُدلس، عده الحافظ ابن حجر ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع. وهو في كشف الأستار (4/ 8) بنفس الإسناد والمتن. وقال البزّار: لا نعلم أحدًا رواه عن عمرو، عن ابن عمر إلَّا ابن إسحاق، ولا نعلم حدث به عن أبي معاوية إلَّا إبراهيم بن سعيد. =
= وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 17/ ق 675) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، به بلفظه، إلَّا أنه جعل صحابيه عبد الله بن عمرو.
تخريجه: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 17/ ق 674) من طريق أبي يعلى، به بلفظه. إلَّا أن صحابيه هو عبد الله بن عمرو. وخالف أحمد بن إبراهيم الموصلي سليمانُ بن حرب فرواه عن حماد بن زيد، عَنِ الصَّقْعَبُ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم قال: لا أعلمه إلَّا عن عطاء بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، به. أخرجه أحمد (2/ 169)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 548) كلاهما عن سليمان بن حرب، به. وسليمان بن حرب، قال عنه في التقريب (ص 250) ثقة، إمام، حافظ، وبقية رجال الإسناد ثقات وصار الحديث موصولًا. وتابع حمادَ بن زيد وهبُ بن جرير فرواه عن صقعب بن زهير، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسار، عن عبد الله بن عمرو. أخرجه أحمد (2/ 225)، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 206)، والحاكم في المستدرك (1/ 48)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 17/ ق 674) كلهم من طريق وهب بن جرير، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه للصقعب بن زهير فإنه ثقة قليل الحديث، ووافقه الذهبي ووهب بن جرير، قال عنه في التقريب (5/ 585): ثقة. وتابع الصقعب بن زهير هشام بن سعد فرواه عن عطاء بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. أخرجه ابن عساكر في تاريخه (ج 17/ ق 673). =
= ولم أعرف بعض رجال الإسناد. وعليه فتترجح رواية الصقعب، عن زيد، عن عطاء بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وأخرجه أحمد في الزهد (1/ 92)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 595)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ج 17/ ق 674) كلهم من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء مرفوعًا مرسلًا. وفي سند الخرائطي محمد بن عبد الرحمن بن المجبر وهو ضعيف جدًا. وفي سند أحمد، علي بن ثابت هو الجزري قال في التقريب (ص 398): صدوق، ربما أخطأ، وقد ضعّفه الأزدي بلا حُجة. وفي سنده أيضًا هشام بن سعد، قال في التقريب (ص 572): صدوق، له أوهام. وعليه فرواية الوصل أرجح من رواية الإرسال.
2675 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِنِّي جَعَلْتُ نَسَبًا (وَجَعَلْتُمْ نَسَبًا) (¬1)، فَجَعَلْتُ أَكْرَمَكُمْ أَتْقَاكُمْ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ وَأَنَا أَكْرَمُ مِنْكَ. وَأَنَا الْيَوْمَ أَرْفَعُ نَسَبِي وأضعُ نَسَبَكُمْ، أَيْنَ المتقون؟ ¬
2675 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، علته طلحة بن عمرو: فهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 144 أمختصر) وسكت عليه.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 838) بنفس الإسناد مرفوعًا، وفي المطالب هنا موقوفًا. وأخرجه الطبراني في الصغير (ح 642)، وفي الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 163 أ)، والبيهقي في الشعب (4/ 290) كلهم من طريق طلحة بن عمرو، به مرفوعًا بنحوه. وقال الطبراني: لا يروى عن أبي هريرة إلَّا بهذا الإسناد، تفرد، به صالح. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 464)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (289/ 4) من طريق طلحة بن عمرو، به موقوفًا بنحوه. وسكت عليه الحاكم. وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد، موقوف. وأخرجه ابن مردويه، والثعلبي في التفسير: كما في إتحاف السادة المتقين (9/ 210) ولم أعرف إسناديهما. والحمل على طلحة بن عمرو في الاختلاف بين الرفع والوقف. =
= وروي من طريق آخر عن أم سلمة بنت العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيها، عن جدها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يقول يوم القيامة أمرتكم فضيعتم ما عهدت إليكم فيه، ورفعتم أنسابكم، فاليوم أرفع نسبي وأضيع أنسابكم أين المتقون؟ أين المتقون؟ إن أكرمكم عند الله أتقاكم. أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 464)، وعنه البيهقي في الشعب (4/ 289). وقال الحاكم: هذا حديث عال غريب الإسناد والمتن ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي فقال: المخزومي ابن زبالة ساقط. قلت: محمد بن الحسن بن زبالة قال في التقريب (ص 474): كذبوه، فهي متابعة لا يُفرح بها. ويشهد له حديث عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا كَانَ يَوْمُ القيامة أوقف العباد بين يدي الله تعالى غرلًا بُهْمًا فيقول الله: عبادي، أمرتكم فضيعتم أمري، ورفعتم أنسابكم فتفاخرتم بها، واليوم أضع أنسابكم، أنا الملك الديان، أين المتقون؟ أين المتقون؟ إن أكرمكم عند الله أتقاكم. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 338). وقال: هذا حديث منكر، لم كتبه إلَّا بهذا الإسناد. قلت: في سنده الحارث بن عمرو لم أعرفه. وعليه يبقى الحديث على ضعفه الشديد إذ لا تزيده هذه المتابعات والشواهد إلَّا وهنًا.
2676 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بِالْحِلْمِ وَإِنَّهُ لَيُكْتَبُ جَبَّارًا وَمَا يَمْلِكُ إلَّا أَهْلَ بيته.
2676 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: عنعنة إسماعيل بن عياش، وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين. الثانية: ضعيف عبد العزيز بن عبيد الله. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 418) وضعفه. وذكره الألباني في ضعيف الجامع (ح 1453) وضعفه.
تخريجه: وأخرجه ابن أبي الدنيا في الحلم (ح 8)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 289)، وأبو الشيخ في الثواب: كما في الترغيب والترهيب (3/ 665)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 157 ب) كلهم من طريق إسماعيل بن عياش، به مرفوعًا: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بِالْحِلْمِ، وَإِنَّهُ لَيُكْتَبُ جَبَّارًا وَمَا يَمْلِكُ إلَّا أَهْلَ بيته. وتقدم تخريجه في الحديث رقم (2576) ولكن بلفظ (بالخلق الحسن) بدلًا من (الحلم).
2677 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ يَمُوتُ وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الكِبْر مثقالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ إلَّا جَعَلَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي أُحِبُّ الْجَمَالَ بحِمِالة سَيْفِي، وَبِغْسَلُ ثِيَابِي مِنَ الدَّرَنِ، وَبِحُسْنِ الشَّرَاكِ وَالنِّعَالُ، فَقَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ أَعِنِّي، إِنَّمَا الكِبْر مَنْ سَفه الْحَقَّ، وَغَمِصَ النَّاسَ. فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! وَمَا السَّفَهُ عَنِ (¬1) الْحَقِّ، وَغَمْصُ النَّاسِ؟ فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: السَّفه عَنِ الْحَقِّ أَنْ يَكُونَ لَكَ على رجل مال فيُنكر ذلك، وكزعم (¬2) أَنْ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فَيَأْمُرُهُ رَجُلٌ بِتَقْوَى اللَّهِ فَيَأْبَى (¬3)، وَأَمَّا الْغَمْصُ فَهُوَ الَّذِي يَجِيءُ (النَّاسَ) (¬4) شَامِخًا بِأَنْفِهِ، وَإِذَا رَأَى ضُعَفَاءَ النَّاسِ وَفُقَرَاءَهُمْ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَجْلِسْ إِلَيْهِمْ محقْرة (¬5) لَهُمْ، فَذَلِكَ الَّذِي يَغْمِصُ النَّاسَ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ رَقَعَ ثَوْبَهُ، وَخَصَفَ نَعْلَهُ، وَرَكِبَ الْحِمَارَ، وَعَادَ الْمَمْلُوكَ إِذَا مَرِضَ، وَحَلَبَ الشَّاةَ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْعَظَمَةِ. وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بَقِيَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ فِي الْفَضَائِلِ (¬6) فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ¬
2677 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: ضعف عبد الرحمن بن أبي ليلى. الثانية: سالم بن عبيد لم أجد له ترجمة. الثالثة: أبو عبد الله لم أميزه. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 144 أمختصر) وقال: رواه عبد بن حميد، والحاكم وقال: احتجا برواته. قلت: الذي أخرجه الحاكم (1/ 26) حديث ابن مسعود، وعنه قال: وقد احتجا جميعًا برواته.
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبيد بن حميد (ح 673) بنفس الإسناد وفي متنه زيادة يسيرة. وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 131) من طريق الحسن بن علي الحلواني، عن يزيد بن هارون، به وذكر شطره الأول. وأخرجه ابن مسنده: كما في أسْدُ الغابة (3/ 262). وأخرجه الحسن الحلواني: كما في الإصابة (4/ 121). ولشطره الأول شواهد كثيرة عن عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمرو، وابن عباس، والسائب بن يزيد، وأبي ريحانة، وعبد الله بن سلام، ومالك بن مرارة الرهاوي رضي الله عنهم: أما حديث عبد الله بن مسعود فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن علقمة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنًا، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس. لفظ مسلم. =
= أخرجه مسلم (ح 91)، والترمذي (4/ 137 التحفة)، وابن ماجه (ح 59)، وأبو داود (11/ 150 العون)، وأحمد (1/ 451)، وأبو عرانة (1/ 31)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ح 218)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 589)، والبغوي في شرح السنة (3/ 165)، والبيهقي في الشعب (6/ 279)، والطبراني في الكبير (10/ 92)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 155)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 184)، والقشيري في الرسالة: كما في إتحاف السادة المتقين (8/ 361). الثانية: عن أبي وائل، عن ابن مسعود مرفوعًا قال: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال حبة من خردل من كبر. أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 116)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 593) كلاهما من طريق الهيثم بن جميل، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، به. ورجال الخرائطي ثقات إلَّا قيس بن الربيع قال في التقريب (ص 457): صدوق، تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به. ولم أعرف إن كان الهيثم بن جميل روى عنه قبل الاختلاط أم بعده. الثالثة: عن يحيى بن جعدة، عن ابن مسعود مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه أحمد (1/ 399)، والطبراني في الكبير (10/ 273)، وهنّاد في الزهد مرسلًا (ح 826) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 590)، والحاكم في المستدرك (1/ 26) كلهم من طريق حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جعدة، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتجا جميعًا برواته، ووافقه الذهبي. قلت: فيه علتان: الأولى: عنعنة حبيب بن أبي ثابت وهو مدلس من الثالثة: كما في طبقات المدلسين (ص 59). =
= الثانية: يحيى بن جعدة لم يلق ابن مسعود قاله ابن معين وأبو حاتم: كما في جامع التحصيل (ص 297). وأما حديث عبدَ الله بن عمرو رفعه قال: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خردل من كبر أكبه الله على وجهه في النار. فأخرجه أحمد (2/ 215)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 280)، وابن أبو الدنيا في التواضع (ح 196)، وهنّاد في الزهد (ح 831)، وابن أبي شيبة (9/ 89)، والخرائطي في المساوئ (ح 612). وفي سند أحمد مروان بن شجاع الجزري قال في التقريب (ص 526): صدوق، له أوهام، وبقية رجاله ثقات فالإِسناد حسن إن شاء الله. وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا قال: لا يدخل الجنة مثقال حبة من خردل من كبر. فأخرجه البزّار: كما في كشف الأستار (1/ 70)، والطبراني في الكبير (11/ 435)، وابن عدي في الكامل (3/ 72)، والقشيري في الرسالة: كما في إتحاف السادة المتقين (8/ 374) كلهم من طريق محمد بن كثير، عن هارون بن حيان، عن خصيف، عن سعيد بن حبير، عن ابن عباس مرفوعًا. ومحمد بن كثير هو المصيصي، قال في التقريب (ص 504): صدوق، كثير الغلط. وأما حديث عبد الله بن سلام قال: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال حبة من خردل من كبر. أخرجه الحاكم (3/ 416)، وعنه البيهقي في الشعب (6/ 292) وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه في ذكر عبد الله بن سلام وتعقبه الذهبي وقال: سلم واهٍ. قلت: سلم هو ابن إبراهيم الوراق، قال في التقريب (245) ضعيف. وأما حديث السائب بن يزيد مرفوعًا: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال حبة =
= من كبر، قالوا: يا رسول الله! هلكنا وكيف لنا أن نعلم ما في قلوبنا من ذلك الكبر؟ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ لبس الصوف، أو حلب الشاة، أو أكل مع ما ملكت يمينه فليس في قلبه إن شاء الله الكبر. فأخرجه الطبراني في الكبير (7/ 153). وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي قال في التقريب (ص 603): ضعيف. وأما حديث مالك بن مرارة الرهاوي مرفوعًا: لا يدخل الجنة مثقال حبة خردل من كبر. فأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 293). وفي سنده بقية بن الوليد وقد عنعن فالإسناد ضعيف. وعليه يرتقي شطره الأول بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره. ويشهد لقوله: "من رقع ثوبه .. إلى آخر الحديث " الحديث رقم (1/ 2673) وشواهده. أما بيانه -صلى الله عليه وسلم- لمعنى السفه عن الحق وغمص الناس فلا شاهد له. =
2678 - وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: مَا مِنْ آدَمَيٍّ إلَّا وَفِي رَأْسِهِ حِكْمَةٌ وَهِيَ بِيَدِ مَلَكٍ، فَإِنْ تواضع رفعه، وإن تكبّر وضعه.
2678 - الحكم عليه: هذا الأثر إسناده صحيح.
تخريجه: لم أجده. ويشهد له أحاديث كثيرة عن ابن عباس، وأبي هريرة، وأبي أمامة، وأنس رضي الله عنهم: أما حديث ابن عباس الأول مرفوعًا: مَا مِنْ آدَمَيٍّ إلَّا وَفِي رَأْسِهِ حِكْمَةٌ بيد ملك، فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته، وإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته. فأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 218). وفي سنده علي بن زيد، وهو ضعيف. أما حديث أبي هريرة مرفوعًا ما من امرئ إلَّا وفي رأسه حكمة، والحكمة بيد ملك فإن تواضع قيل للملك: ارفع الحكمة، وإذا أراد أن يرتفع، قيل للملك: ضع الحكمة أو حكمته. فأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 223)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 237)، وابن عدي في الكامل (6/ 330)، والبيهقي في الشعب (6/ 277)، والضياء في المنتقى من مسموعاته بمرو (ق 142 أ) كما في الصحيحة (2/ 65) كلهم من طريق المنهال بن خليفة، عن علي بن زيد، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعًا. وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف. =
= وعثمان بن سعيد قال عنه في التقريب (ص 383): مقبول. والمنهال بن خليفة قال في التقريب (ص 547): ضعيف. وأما حديث ابن عباس الثاني مرفوعًا: ما من آدمي وإلاَّ في رأسه سلسلتان سلسلة إلى السماء، وسلسلة إلى الأرض فإذا تواضع رفعه الله عَزَّ وَجَلَّ بالسلسلة التي في السماء، وإذا تجبّر وضعه الله بالسلسلة التي في الأرض. أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 223)، والبيهقي في الشعب (6/ 277)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 588). ومدار أسانيدهم على زمعة بن صالح وهو ضعيف. وأخرجه ابن لال، والحسن بن سفيان، والديلمي كلهم كما في الكنز (ح 5745). وأما حديث أبي أمامة مرفوعًا: ما من أحد إلَّا ومعه ملكان وعليه حكمة يمسكانها فإن هو رفع نفسه جبذاها ثم قالا: اللهم ضعه، وإن وضع نفسه قالا: اللهم ارفعه بها. فأخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع (ح 75). وفي سنده علي بن زيد تقدم أنه ضعيف. وأما حديث أنس فله عنه طريقان: الأولى: عن قتادة، عن أنس مرفوعًا بنحو حديث ابن عباس الأول. أخرجه ابن عساكر في مدح التواضع (ق 89 ب) كما في الصحيحة (2/ 65). وفي سنده علي بن الحسن الشامي قال الذهبي في المغني (2/ 444) قال ابن عدي: أحاديثه بواطيل. الثانية: عن يزيد الرقاشي، عن أنس مرفوعًا بنحوه. أخرجه ابن عساكر في مدح التواضع (ق 89 ب)، والدامغاني في الأحاديث والأخبار (ج 1/ ق 111 ب) كلاهما كما في الصحيحة (2/ 66). =
= ويزيد الرقاشي قال في التقريب (ص 599) ضعيف. وأخرجه أبو نعيم، والديلمي، وابن صصري في أماليه كما في الكنز (ح 5742، 5743). الخلاصة: تقدم أن أثر كعب صحيح الإسناد ولكنه ليس له حكم المرفوع، فقد يكون من الإسرائيليات ولكن ترتقي الشواهد بمجموعها وبأثر كعب إلى الحسن لغيره فيصير المعنى له حكم المرفوع.
2679 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬1) قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إلَّا رَفَعَهُ. يَقُولُ: مَنْ تَوَاضَعَ لِي هَكَذَا رَفَعْتُهُ هَكَذَا، وَجَعَلَ باطن كله إلى الأرض، ثم جعل باطن كله إلى السماء ورفعها نحو السماء. ¬
2679 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 144 أمختصر) وقال: رواه الحارث بسند صحيح.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 836) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه أحمد في المسند (1/ 44)، والبزار كما في الكشف (4/ 222)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ح 123)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 163 أ)، وفي الصغير (ح 645)، ومن طريقه الضياء في المختارة (1/ 317)، وأحمد بن منيع كما في الضياء، وأبو يعلى (1/ 167)، والبيهقي في الشعب (6/ 275) كلهم من طريق يزيد بن هارون به بنحوه. وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 163 أ)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 220)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 129)، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 110)، والبيهقي في الشعب (6/ 276)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 810) كلهم من طريق سعيد بن سلام العطار، عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عابس بن ربيعة قال: قال عمر رضي الله عنه، وهو على المنبر: يا أيها الناس! تواضعوا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: من تواضع لله رفعه الله، فهو في =
= نفسه صغير، وفي أعين الناس عظيم، ومن تكبّر وضعه الله عزَّ وجلَّ، فهو في أعين الناس صغير، وفي نفسه كبير وحتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير. وسعيد بن سلام العطار قال الذهبي في المغني (1/ 260): قال أحمد: كذاب، وقال غيره: متروك. وأخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع (ح 78)، وابن حبّان في روضة العقلاء (ص 59)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 716)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 141)، والبيهقي في الشعب (6/ 275) من طريق عبيد الله بن عدي في الخيار، عن عمر بن الخطاب موقوفًا من قوله بمعناه. ورجال الخرائطي ثقات، إلَّا نصر بن داود، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 472) محله الصدق. ومحمد بن عجلان، قال في التقريب (ص 496) صدوق. ويشهد لمعناه أحاديث عن أبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عباس رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأولى: عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًا، وما تواضع أحدٌ لله إلَّا رفعه الله. أخرجه مسلم (ح 2588)، وأحمد (2/ 235، 386)، وابن خزيمة (4/ 97)، والبغوي في شرح السنة (6/ 132)، والبيهقي في الكبرى (4/ 187، 10/ 235)، وفي الشعب (6/ 258)، وفي الآداب (ح 157)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ح 74)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ص 58)، وابن حبّان في روضة العقلاء (ص 59). الثانية: عن محمد بن عجلان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ =
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من تواضع لله رفعه الله. أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 46). وقال أبو نعيم: غريب من حديث إبراهم، لا أعرف له طريقًا غيره، وأبو سليمان هو الداراني. وأبو سليمان الداراني هو عبد الرحمن بن أحمد بن عطية ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 214) وسكت عليه ولم أجد من وثّقه. وروى عنه غير واحد فهو مستور. وأما حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: من تواضع لله درجة رفعه الله درجة حتى يجعله في عليين، ومن تكبّر على الله درجة وضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل السافلين. فأخرجه أحمد (3/ 76)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 475). ومدار إسناديهما على ابن لهيعة وهو ضعيف. وأما حديث ابن عباس مرفوعًا: إذا تواضع العبد رفعه الله عَزَّ وَجَلَّ إلى السماء السابعة. فأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 717). وفي سنده زمعة بن صالح وهو ضعيف، ومحمد بن يونس الكديمي قال في التقريب (ص 515) ضعيف.
2680 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فَقَالَ: ائْذَنْ لَرَدِيفِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لعُظماؤكم أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ الخُرْءَ بِآنَافِهَا. قَالَ: فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ وَذَمِّي شَيْنٌ. فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَذَبْتَ، ذَاكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. ¬
2680 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته عبد العزيز بن أبان. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 144 أمختصر) وسكت عليه.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 839) بنفس الإسناد إلَّا أن متنه في حديثين منفصلين.
2681 - قَالَ (¬1) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ (¬2) أَنَّ أَصْحَابَ ابْنَ مَسْعُودٍ قَرَصَهُمُ الْبَرْدُ فَجَعَلُوا يَسْتَحْيُونَ (¬3) أَنْ يَجِيئُوا (¬4) فِي الْعَشَاشِ وَالْعَبَاءِ، فَفَقَدَهُمْ فَقِيلَ لَهُ: أَمْرُهُمْ كَذَا وَكَذَا، فَأَصْبَحَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي عَبَاءَةٍ، فَقَالُوا: أَصْبَحَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي عَبَاءَةٍ ثُمَّ جَاءَ الْيَوْمُ الثَّانِي ثُمَّ جَاءَ الْيَوْمُ الثالث، فلما رأوه في العباءة جاؤوا فِي أَكْسِيَتِهِمْ مَعًا، فَعَرَفَ وُجُوهًا قَدْ كَانَ فَقَدَهَا، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ خَرْدَلَةٍ مِنْ كِبْرٍ أو قال: ذرة من كبر". ¬
2681 - الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف لانقطاعه فأبو مجلز لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لكن المرفوع منه ثابت بطرق صحيحة.
تخريجه: أخرجه بتمامه أبو يعلى في المسند (8/ 430: 5013). وأخرج المرفوع منه فقط مسلم (91)، وأبو داود (4091)، والترمذي (1999)، وأحمد (1/ 451)، وابن ماجه (4173)، وأبو يعلى (5066)، وابن حبّان (224)، وأبو عوانة (1/ 31)، والبغوي في شرح السنة (3587). (سعد).
37 - باب فضل إماطة الأذى عن الطريق
37 - بَابُ فَضْلِ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ 2682 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بن هشام، حدّثنا المنهال بن خليفة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: حَدَّث نبي الله بِحَدِيثٍ فَمَا فَرِحْنا بِشَيْءٍ بَعْدَ الإِسلام أَشَدَّ من فرحنا به. قال إليك: إِنَّ الْمُؤْمِنَ ليُؤجر فِي إِمَاطَتِهِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَفِي هِدَايَتِهِ السَّبِيلِ، وَفِي تَعْبِيرِهِ (¬1) عَنِ الْأَرْثَمِ، وَفِي مِنِيحَةِ اللَّبَنِ، [حَتَّى] (¬2) إِنَّهُ لَيُؤْجَرُ في السلعة تكون مصرورة في ثوبه فيلمسها فتخطئها (¬3) يده. ¬
2682 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف المنهال بن خليفة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 139 أمختصر) وسكت عليه. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 618) وقال: في إسناده المنهال بن خليفة وقد وثّقه غير واحد. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 134) وقال: في إسناده المنهال بن خليفة وثّقه أبو حاتم، وأبو داود، والبزار وفيه كلام. =
= وذكره الألباني في ضعيف الجامع (1770) وضعّفه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 189) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 454)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 822)، والبيهقي في الشعب (7/ 189، 514) كلهم من طريق المنهال بن خليفة به. وزاد البزّار وإنه ليؤجر في إتيانه أهله، حتى أنه ليؤجر في السلعة تكون في طرف ثوبه فيلمسها فيفقد مكانها أو كلمة نحوها فيخفق بذلك فؤاده، فيردها الله عليه، ويكتب له أجرها. وَقَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إلَّا المنهال، وهو ثقة. وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 65 أ) من طريق المنهال بن خليفة إلَّا أنه قال عن سلمة بن همام، عن ثابت به مع زيادة البزّار. وقال الطبراني: لم يروه عن ثابت إلَّا سلمة، تفرّد به المنهال. قلت: اختلفت الرواية على المنهال فمرة رواه عن ثابت دون واسطة ومرة بواسطة. ويشهد لفضل إماطة الأذى عن الطريق أحاديث كثيرة منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا: الإيمان بضع وسبعون شعبة: أفضلها لا إله إلَّا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. أخرجه مسلم (ح 58)، أبو داود (12/ 432 العون)، والترمذي (3/ 357 التحفة)، والنسائي (8/ 110)، وابن ماجه (ح 57)، وأحمد (2/ 414)، وأبو عبيد بن سلام في الإيمان (ح 4)، وابن أبي شيبة في الإيمان (ح 66)، والبخاري في الأدب المفرد (598)، والآجري في الشريعة (ص 110)، وابن مسنده في الإيمان (1/ 334)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 235)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 115)، والشجري في أماليه (1/ 15)، والبيهقي في الشعب (1/ 33)، وأبو نعيم =
= في الحلية (6/ 147). وحديث أبي هريرة مرفوعًا كل سلامًا من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، قال: تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، قال: والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة. أخرجه مسلم (ح 1009) واللفظ له، والبخاري (5/ 309 الفتح)، وأحمد (6/ 312)، والبغوي في شرح السنة (6/ 145)، والبيهقي في الكبرى (4/ 187)، وفي الآداب (ح 119)، وفي الشعب (7/ 515) وفي الأربعون الصغرى (ح 127، 128)، وابن حبّان كما في الإِحسان (5/ 161). وحديث عائشة بنحو حديث أبي هريرة السابق. أخرجه مسلم (ح 1007)، وأبو يعلى (8/ 64)، وابن حبّان كما في الإحسان (5/ 161) والبيهقي في الكبرى (4/ 188). وحديث أبي ذر بنحو حديث عائشة السابق. أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (5/ 160)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 515) وإسناده صحيح. وحديث أبي ذر يرفعه قال: عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق .. الحديث. أخرجه مسلم (ح 553)، وأحمد (5/ 178، 180)، وأبو عوانة (1/ 406)، وابن خزيمة (2/ 276)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 230)، والبغوي في شرح السنة (2/ 381)، والبيهقي في الكبرى (2/ 91 ح)، وفي الشعب (7/ 515). وحديث أبي الدرداء مرفوعًا قال: من أخرج من طريق المسلمين شيئًا يؤذيهم كتب الله له به حسنة ومن كتب له عنده حسنة، أدخله الله بها الجنة. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (3/ 135)، والخرائطي في مكارم =
= الأخلاق (1/ 515) وفي إسناديهما أبو بكر بن أبي مريم، قال في التقريب (ص 623) ضعيف. وحديث أبي برزة قال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- علمني شيئًا أنتفع به، قال: اعزل الأذى عن الطريق. أخرجه مسلم (ح 2618)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 512)، وابن ماجه (ح 3681)، وأحمد (4/ 420). وحديث معقل المزني مرفوعًا: من أماط أذى عن طريق المسلمين كتب له حسنة، ومن تُقبّلت له حسنة دخل الجنة. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 593)، والطبراني في الكبير (20/ 216). وفي إسناده المستنير بن الأخضر، قال في التقريب (ص 527): مقبول، ولا متابع له، فالأسناد ضعيف. ويشهد لفضل منيحة اللبن حديث أبي هريرة وله عنه طريقان: الأولى: عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا: ألا رجل يمنح أهل بيت ناقة، تغدو بعس، وتروح بعس إن أجرها لعظيم. أخرجه مسلم (ح 1019)، وأحمد (2/ 243)، وابن المبارك في الزهد (ح 780)، والبيهقي في الكبرى (4/ 184). الثاني: عن أبي حازم، عن أبي هريرة مرفوعًا: أنه نهى، فذكر خصالًا فقال: من منح منيحة غدت بصدقة وراحت بصدقة صبوحها وغبوقها. أخرجه مسلم (ح 1020)، والبيهقي في الكبرى (4/ 184). وحديث البراء مرفوعًا: من منح منيحة أو سقى لبنًا أو أهدى زقاقًا كان له عتق رقبة أو نسمة. أخرجه الترمذي (6/ 90 التحفة) وأحمد (4/ 285)، وابن أبي شيبة (7/ 31)، =
= والبخاري في الأدب المفرد (ح 890)، والعُقيلي في الضعفاء (4/ 86)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 287)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 27)، والبغوي في شرح السنة (6/ 163). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أبي إسحاق، عن طلحة بن مصرف، ولا نعرفه إلَّا من هذا الوجه. قلت: إسناد أحمد صحيح. وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا: أربعون خصلة -أعلاهن منيحة العنز- ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلَّا أدخله الله بها الجنة. لفظ البخاري. أخرجه البخاري (5/ 243 الفتح)، وأبو داود (5/ 97 العون)، وأحمد (2/ 160، 194، 196)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 227)، والبيهقي في الكبرى (4/ 184)، والبغوي في شرح السنة (6/ 163). ويشهد لفضل التعبير عن الأرثم، وهداية السبيل حديث أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: ذهب الأغنياء بالأجر يصلون ويصومون ويحجون، قال: وأنتم تصلون وتصومون وتحجون، قلت: يتصدقون ولا نتصدق قال: وأنت فيك صدقة: رفْعُك العظم عن الطريق صدقة، وهدايتك الطريق صدقة، وعونك الضعيف بفضل قوتك صدقك، وَبَيَانُكَ عَنِ الْأَرْثَمِ صَدَقَةٌ .. الحديث. أخرجه أحمد (5/ 154) من طريق أبي البختري، عن أبي ذر مرفوعًا. ورجاله ثقات إلَّا أن أبا البختري لم يدرك أبا ذر كما في جامع التحصيل (ص 184). وعليه يرتقي حديث الباب بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
38 - باب جواز البزاق
38 - بَابُ جَوَازِ الْبُزَاقِ 2683 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ- يَعْنِي ابْنَ هلال (¬1) عن [عبد الله بن الصامت] (¬2)، عن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَا بَزَقْتُ عَنْ يَمِينِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ، قِيلَ لسفيان: لا في صلاة ولا في غيرها؟ قال: نعم. ¬
2683 - الحكم عليه: هذا الأثر إسناده صحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 151 أمختصر) وقال رواه أحمد بن منيع موقوفًا ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 435)، من طريق سفيان به نحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 112)، من طريق حميد بن هلال، أن معاذًا تفل =
= يومًا عن يمينه ثم قال: هاه! ما صنعت هذا منذ صحبت النبي -صلى الله عليه وسلم-[وقال: منذ أسلمت. هكذا روي عند ابن أبي شيبة دون ذكر عبد الله بن الصامت. وللنهي عن البزاق على اليمين في الصلاة شواهد كثيرة عن أبي هريرة، وأبي سعيد، وأنس، وطارق بن عبد الله المحاربي رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن حميد بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- رأى نخامة في حائط المسجد، فتناول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحتها ثم قال: إذا تنخم أحدكم فلا يتنخم قبل وجهه، ولا عن يمينه وليبصق عن يساره، أو تحت قدمه اليسرى. لفظ البخاري. أخرجه البخاري (1/ 510 الفتح)، ومسلم (ح 548)، وأحمد (2/ 250)، وعبد الرزاق (1/ 430)، وأبو عوانة (1/ 402)، وابن أبي شيبة (2/ 363)، وابن خزيمة (2/ 44). الثانية: عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه بنحو الطريق الأولى. أخرجه مسلم (ح 550)، والنسائي (1/ 163)، وابن ماجه (ح 1022)، وأبو عوانة (1/ 403)، وابن أبي شيبة (2/ 364)، والبيهقي في الكبرى (2/ 291)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 174). الثالثة: عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، بنحو الطريق الأولى. أخرجه البخاري (10/ 512 الفتح)، وعبد الرزاق (1/ 430)، والبيهقي في الكبرى (2/ 293)، وفي الصغرى (1/ 325). أما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فله عنه طريقان: الأولى: عن حميد بن عبد الرحمن، عنه بلفظ الطريق الأولى لأبي هريرة. أخرجها الذين أخرجوا الطريق الأولى لأبي هريرة. =
= الثانية: عن ابن عجلان، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: أيحب أحدكم أن يستقبله رجل فيبزق في وجهه، إن أحدكم إذا قام للصلاة، فإنما يستقبل ربه، والملك عن يمينه، فلا يبزق بين يديه ولا عن يمينه. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 363)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 175)، وأحمد (3/ 24). وإسناده صحيح. أما حديث أنس فله عنه طريقان: الأولى: عن قتادة، عن أنس مرفوعًا: إن المؤمن إذا كان في صلاة فإنما يناجي ربه فلا يبزق بين يديه ولا عن يمينه ولكن عن يساره، أو تحت قدمه. أخرجه البخاري (1/ 511 الفتح)، ومسلم (ح 551)، وأحمد (ح 3/ 176)، وأبو عوانة (1/ 404)، والبيهقي في الكبرى (2/ 292). الثانية: عن حميد، عن أنس بنحو الطريق الأولى. أخرجه البخاري (1/ 513 الفتح)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 174)، وأحمد (3/ 176)، وأبو عوانة (1/ 404)، والبيهقي في الكبرى (2/ 292). وأما حديث طارق بن عبد الله المحاربي مرفوعًا قال: إذا كنت في الصلاة فلا تبزق عن يمينك ولكن خلفك أو تلقاء شمالك، أو تحت قدمك اليسرى. أخرجه الترمذي (3/ 162 التحفة)، وابن ماجه (ح 1021)، وعبد الرزاق (1/ 432)، وابن أبي شيبة (2/ 364)، وابن خزيمة (2/ 44)، والبيهقي في الكبرى (2/ 292). وقال الترمذي: حديث طارق حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم. قلت: إسناده صحيح. =
= ويشهد لعدم البزاق عن اليمين في غير الصلاة آثار عدة: عن حميد بن هلال قال: بزق أبو بكر رضي الله عنه وتفل عن يمينه في مرضة مرضها فقال: ما فعلته إلَّا مرة أو قال: غير هذه المرة. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 112). ورجاله ثقات إلَّا أبا هلال قال في التقريب (ص 480): صدوق، فيه لين، فالإسناد حسن إن شاء الله. عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان عبد الله جالسًا مستقبل القبلة، قال: أراد أن يبزق عن شماله. كان مشغولًا فكره أن يبزق عن يمينه. أخرجه عبد الرزاق (1/ 435)، وابن أبي شيبة (9/ 112)، كلاهما من طريق أبي إسحاق، عن عبد الرحمن ابن يزيد به. ورجاله ثقات إلَّا أن فيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي، وهو مُدلس، فالإسناد ضعيف. عن ابن نعيم أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول لابنه عبد الملك وقد بصق عن يمينه وهو في مسير، فنهاه عن ذلك وقال: إنك تؤذي صاحبك، ابصق عن شمالك. أخرجه عبد الرزاق (1/ 435)، من طريق ابن جريج قال: أخبرني ابن نعيم به، وابن جريج مدلس، ولم يصرح بالتحديث. فالإسناد ضعيف. وعن ابن عون قال: كان ابن سيرين له باب عن يساره مسدود، وكان يلتفت إليه فيبزق فيه. أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 111). وإسناده صحيح.
2684 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْحَاطِبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ سَوْدَةَ بِنْتِ [حَارِثَةَ] (¬1) امْرَأَةِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، (عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) (¬2) قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَبْصُقُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ (¬3) وَبَيْنَ يَدَيْهِ. ¬
2684 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: محمد بن عمر الواقدي وهو متروك. الثانية: عبد الله بن يحيى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ لم أجد له ترجمة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 151 أمختصر) وقال رواه الحارث بن أبي أسامة عن الواقدي، وهو ضعيف.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 865) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه الطبراني في الكبير كما في المجمع (2/ 20). وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير وفيه الواقدي وهو ضعيف.
39 - باب قطع الجرس من الدواب
39 - بَابُ قَطْعِ الْجَرَسِ مِنَ الدَّوَابِّ 2685 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ] (¬1) قَالَ: حَدَّثَنِي [حَوطُ بْنُ عَبْدِ الْعَزَّى] (¬2) قَالَ: أَنَّ رُفْقة أَقْبَلَتْ مِنْ مُضر فِيهَا (¬3) جَرَسٌ فَأَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَقْطَعُوهُ، فَمِنْ ثَمّة كُرِهَ الْجَرَسُ وَقَالَ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَصْحَبُ رفقة فيها جرس. ¬
2685 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أن حوطًا مختلف في صحبته فإن كان صحابيًا فالحديث صحيح. والأ فهو مرسل إسناده صحيح.
تخريجه: ذكره الحافظ في الإصابة (2/ 47) وعزاه لمسدد. وذكره السيوطي في الحبائك في أخبار الملائك (ح 591) وعزاه لمسدد. وأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 444)، ويحيى الحماني كما في الإصابة =
= (2/ 47)، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 1/ ق 222 أ)، وابن السكن، والبغوي كما في الإصابة (2/ 47)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 90) معلقًا كلهم من طريق عبد الوارث بن سعيد به بنحوه. وذكره الهندي في الكنز (ح 17575) وعزاه لابن قانع، والباوردي. وذكره السيوطي في الحبائك (ح 591) وعزاه للطبراني، وابن قانع. واختلف في اسم الصحابي واسم أبيه. ففي رواية البخاري: حوط بن عبد العزى. وفي رواية البزّار: حويطب بن عبد العزى وقال: هو الصحيح. وفي رواية البغوي: حوط، أو حويطب. وقال ابن السكن: أن عبد الوارث أخطأ فيه وإنما هو حوط بن عبد العزيز، ليست له صحبة ومن قال له صحبة فقد جازف سمعت أبي يقول ذلك. وقال ابن عبد البر: الصحيح أنه حوط. وفي رواية أبي نعيم: خوط بن عبد العزى. ويشهد لقوله -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَصْحَبُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ" أحاديث كثيرة عن أبي هريرة، وأم سلمة، وأم حبيبة، وأنس، وابن عمر، وعائشة رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إن الملائكة لا تصحب رفقه فيها جرس أو فيها كلب. فأخرجه مسلم (ح 2113)، وأبو داود (7/ 226 العون)، والترمذي (5/ 358 التحفة)، والدارمي (2/ 199) وأحمد (2/ 263، 311, 327، 343، 392، 444، 476، 537)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 101)، وابن خزيمة (4/ 146) واللفظ له، والبغوي في شرح السنة (11/ 25)، والحربي في غريب الحديث (1/ 8). وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح. =
= وأما حديث أم سلمة مرفوعًا قال: لا تصحب الملائكة رفقه فيها جرس. فأخرجه النسائي في المجتبى (8/ 180)، وأحمد (6/ 326)، وابن أبي شيبة (2/ 226) موقوفًا، وأبو يعلى (12/ 373)، والطبراني في الكبير (23/ 307)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 838)، والخطيب في تاريخ بغداد (10/ 111)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 235). وإسناد الطبراني صحيح. وأما حديث أم حبيبة رضي الله عنها مرفوعًا بنحو حديث أم سلمة. فأخرجه أبو داود (7/ 225 العون)، وأحمد (6/ 326، 327، 426، 427)، والدارمي (2/ 199)، والطبراني في الكبير (23/ 240)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 102)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 833) كلهم من طريق أبي الجراح مولى أم حبيبة، عن أم حبيبة مرفوعًا. وأبو الجراح ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 352)، وسكت عليه، ولم أرَ من وثقه، وروى عنه غير واحد فهو مستور. وأما حديث ابن عمر فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن سالم، عنه مرفوعًا: لا تصحب الملائكة ركبًا فيه جلجل. أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 291، 8/ 180)، وأحمد (2/ 27)، وأبو يعلى (9/ 335)، والحربي في غريب الحديث (1/ 112). ومدار أسانيدهم على أبي بكر بن موسى ذكره ابن أبي حاتم (9/ 342) وسكت عليه ولم أر من وثّقه. ولا يروي عنه إلَّا واحد، فهو مجهول. الثانية: عن عبد الله بن دينار، عنه مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 230). وفي إسناده عاصم بن عمر العمري، قال في التقريب (ص 286): ضعيف. الثالثة: عن نافع، عنه مرفوعًا بنحو الأولى. =
= أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 836). وفي إسناده عبد الرحمن بن عبد الله العمري، قال في التقريب (ص 344): متروك. وأما حديث أنس مرفوعًا بنحو حديث أم سلمة. فأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 375). وفي إسناده سعيد بن بشير الأزدي، قال في التقريب (ص 234): ضعيف. وأما حديث عائشة رضي الله عنها بنحو حديث أم سلمة. فأخرجه أحمد (6/ 246)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 835). ومدار إسناديهما على سعيد بن بشير الأزدي وهو ضعيف.
40 - باب بمن يبدأ بالكتاب
40 - بَابُ بِمَنْ يَبْدَأُ بِالْكِتَابِ 2686 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ [هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ] (¬1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَتَبَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: [مِنْ] (¬2) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ إِلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ ابْنُ عَبْدِ قَيْسٍ أَمَّا بَعْدُ، إِنْ كُنْتَ تَغَيَّرْتَ فَعُد (¬3)، وَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَتَغَيَّرْ فَدُمْ وَالسَّلَامُ عليك. ¬
2686 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. =
= وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 139 مختصر) وقال رواه مسدّد ورواته ثقات.
تخريجه: لم أجده. ويشهد لبداءة الكاتب اسمه ثم اسم المرسل إليه الكتاب أحاديث وأثار، ومنها: حديث أنس رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَتَبَ إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ أسلموا تسلموا. فَمَا وَجَدْنَا مَنْ يَقْرَؤُهُ، إلَّا رَجُلًا مِنْ بني ضبيعة، فهم يُسَمّون بني الكاتب. أخرجه أبو يعلى (5/ 325)، والبزار كما في الكشف (2/ 266)، والطبراني في الصغير (ح 307) وابن حبّان كما في الإِحسان (14/ 500 شعيب). وإسناده صحيح. وحديث أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير قال: كنا بالمربد، فإذا أنا برجل أشعث الرأس بيده قطعة أديم، فقلنا له، كأنك رجل من أهل البادية؟ قال أجل، فقلنا له: ناولنا هذه القطعة الأديم التي في يدك، فأخذناها فقرأنا ما فيها، فإذا فيها: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلى بني زهير .. الحديث. أخرجه أحمد (5/ 78)، وابن حبّان كما في الإحسان (14/ 498 شعيب)، والبيهقي في الكبرى (7/ 58)، والنسائي في المجتبى (7/ 174). وإسناد أحمد صحيح.
41 - باب ما للنساء في الطريق
41 - بَابُ مَا لِلنِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ 2687 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَيْسَ لِلنِّسَاءِ نَاحِيَةٌ الطريق يعني: وسطه.
2687 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: عبد الله بن سعيد متروك. الثانية: عنعنة عمر المقدمي وهو مُدَلس من الرابعة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 151 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى، وابن حبّان في صحيحه. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (5/ 378 الفيض) وضعّفه، وخالفه الألباني فذكره في صحيح الجامع (ح 5425) وحسّنه.
تخريجه: أخرجه ابن حبّان: كما في الإحسان (7/ 447)، وابن عدي في الكامل (4/ 6)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 174)، وأخرجه المخلص في "الفوائد المنتقاة" (ج 9/ ق 5 ب) كما في الصحيحة (2/ 536) كلهم من طريق شريك بن أبي نمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي هريرة به بنحوه. وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن شريك غير مسلم بن خالد. وفي أسانيدهم شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ قال في التقريب (ص 266): صدوق يخطي. =
= فالإِسناد ضعيف. لكن له شواهد عن أبي أسيد الأنصاري وأبي عمرو بن حماس مرسلًا، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أما حديث أبي أسيد الأنصاري قَالَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول وهو خارج من المسجد، فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للنساء: استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق، فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. فأخرجه أبو داود (14/ 190 العون)، والطبراني في الكبير (19/ 261)، والبيهقي في الشعب (6/ 174)، وفي الآداب (ح 957). وذكره البخاري في التاريخ الكبير (9/ 55) كلهم من طريق شداد بن أبي عمرو بن حماس، عن أبيه، عن أبي أسيد الأنصاري مرفوعًا. وشداد بن أبي عمرو قال في التقريب (ص 264): مجهول. وخالفه الحارث بن الحكم فرواه عن أبي عمرو بن حماس مرفوعًا مرسلًا. أخرجه الدولابي في الكنى (1/ 45)، والبيهقي في الشعب (6/ 173). والحارث بن الحكم ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 73) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا ولم يرو عنه غير ابن أبي ذئب، فهو مجهول. أما حديث علي بن أبي طالب: ليس للنساء نصيب في سراة الطريق فليلتمسن حافتها ولا يتجنبنها. فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (8/ 115). وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني، قال في التقريب (ص 359): متروك، كذّبه إبراهيم بن المنذر. وعليه يكون حديث أبي هريرة ضعيف بسند المتابعة، والشواهد لا تصلح لرفعه إلى الحسن لغيره إذ إن فيها مجاهيلًا أو ضعيفة جدًا.
42 - باب المحافظة على كتمان السر
42 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى كِتْمَانِ السِّرِّ 2688 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حُبَيِّبُ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُتَوَجِّهًا إِلَى أَهْلِي فَمَرَرْتُ بِغِلْمَانٍ يَلْعَبُونَ، فَأَعْجَبَنِي لَعِبُهُمْ، فَقُمْتُ عَلَى الْغِلْمَانِ، فَانْتَهَى إِلَيَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَقَامَ عَلَيْهِمْ (¬1) وَسَلَّمَ عَلَى الْغِلْمَانِ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ فَرَجَعْتُ إِلَى أُمِّي بَعْدَ الْوَقْتِ الَّذِي كُنْتُ أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ فِيهِ، فَقَالَتْ أُمِّي: مَا حَبَسَكَ الْيَوْمَ يَا بُنَيَّ؟ قُلْتُ: أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَاجَةٍ، قَالَتْ: أَيَّ حَاجَةٍ؟ قَالَ (¬2) قُلْتُ: يَا أمَّة إِنَّهَا سِرُّ. قَالَتْ: يَا بُنَيَّ فأحفظ على نبي الله -صلى الله عليه وسلم- سِرَّه قَالَ ثَابِتٌ: فَقُلْتُ لِأَنَسٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ! أَتَحْفَظُ تِلْكَ الْحَاجَةَ الْيَوْمَ، أَوْ تَذْكُرُهَا؟ قَالَ: إِنِّي لَهَا حَافِظٌ، وَلَوْ حَدَّثْتُ بِهَا أَحَدًا لَحَدَّثْتُكَهَا يَا ثَابِتُ! [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: ذَهَبْتُ مَعَ ثَابِتٍ إِلَى أَنَسٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَهُ: عِنْدِي سِرُّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَوْ أَخْبَرْتُ بِهِ (¬3) أَحَدًا مِنَ النَّاسِ لَأَخْبَرْتُكَ (¬4). (108) وَفِي بَابِ السَّلَامِ حَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِيهِ (¬5). ¬
2688 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علّته حبيب بن حجر فهو مستور.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 53) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه أحمد في المسند (3/ 227)، من طريق حبيب بن حجر به بلفظه. وبإخراج الإِمام أحمد له لا يكون من الزوائد. ومدار الإسنادين على حبيب بن حجر وقد علمت حاله إلَّا أنه لم ينفرد إذ تابعه ثلاثة: الأول: سليمان بن المغيرة، عن ثابت به بنحوه. أخرجه أحمد (3/ 165)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 1154)، وعبد بن حميد في المنتخب (ح 1270)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 334)، والطيالسي (2/ 141 المنحة)، والخرائطي في اعتلال القلوب (ق 139/ ب). وسليمان بن المغيرة قال في التقريب (ص 254): ثقة، وبقية رجال البخاري ثقات فالإِسناد صحيح. الثاني: حماد، عن ثابت به مختصرًا. أخرجه مسلم (ح 2482)، وأحمد (3/ 174، 253)، والطيالسي (2/ 141 المنحة). الثالث: الحارث بن عبيد، عن ثابت به. أخرجه أبو يعلى (6/ 103)، وعنه ابن عدي في الكامل (2/ 189)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ح 132). وأخرجه تمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 404)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ج 15/ ق 514)، كلهم من طريق الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، =
= عن أنس قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-في حاجة فمررت بصبيان فجلست إليهم، فلما استبطاني خرج فمر بالصبيان فسلم عليهم. والحارث بن عبيد هو الإِيادي قال في التقريب (ص 147): صدوق يخطئ، فالإسناد ضعيف. وتابع ثابتًا اثنان: الأول: حميد الطويل، عن أنس قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا مع غلمان فسلم علينا، وأخذ بيدي وأرسلني برسالة فقالت أمي: لا تخبر بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحدًا. أخرجه أبو داود (14/ 110 العون)، وابن ماجه (3700)، وأحمد (3/ 109، 235)، وابن أبي شيبة (8/ 135)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 314)، والخرائطي في اعتلال القلوب (ق 139/ ب)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 405)، وإسناده صحيح. الثاني: أبو التياح الضبعي، عن أنس: أتى علينا رسول وأنا في غلمة نلعب فسلّم علينا ثم أرسلني في حاجة. أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ح 134)، من طريق سلام بن أبي خُبزة، أخبرنا أبو التياح الضبعي به. وسلام بن أبي خُبزة قال في الميزان (2/ 174) قال ابن المديني: يضع الحديث، وقال النسائي: متروك. وعلى ذلك فالإِسناد ضعيف جدًا. وقول أنس إن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر على غلمان وسلّم عليهم. أخرجه البخاري (11/ 32 الفتح)، ومسلم (ح 2168)، والبغوي في الجعديات (1799)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ح 130)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 404)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 226)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 378)، والبيهقي في الآداب (ح 276)، وفي الشعب (6/ 459)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 330)، كلهم من طريق ثابت، عن أنس به.
2689 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ الْمِنْقَرِيُّ (¬1) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬2) قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان أول ما أوصاني به أن قال: "يا بني اكتم سري تَكُنْ مُؤْمِنًا. وَكَانَتْ أُمِّي وَأَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يسألنني عن سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا أُخْبِرُهُمْ بِهِ، وَمَا أَنَا بِمُخْبِرٍ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَدًا أَبَدًا. الْحَدِيثَ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ أَبُو محمدٌ، ثنا أنس به. ¬
2689 - الحكم عليه: كما تقدم الحكم على هذا الإِسناد عند الحديث رقم (85) من الجزء الثاني من هذا الكتاب (سعد).
تخريجه: أخرجه أبو يعلى بهذا الإسناد في المسند (6/ 306 ح 3624). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (ص 242 برقم 164). وأخرجه الطبراني في الصغير (2/ 100 برقم 856)، حدّثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي البصري، حدّثنا مسلم بن حاتم الأنصاري، حدّثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عبد الله بن المثنى، عن علي بن زيد بن جدعان به. وتقدم قريبًا بيان شواهده.
43 - باب لا يتناجى اثنان دون الثالث
43 - بَابُ لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ 2690 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْوَرْدِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: لا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُؤْذِي المؤمن، والله (¬1) يكره أذى المؤمن. ¬
2690 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، علته الحسن بن كثير فهو مستور. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 151 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى ورواته ثقات، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن العاص رواه أحمد بن حنبل. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 64) وقال: رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه، والطبراني في الأوسط، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير الحسن بن كثير، ووثقه ابن حبّان، وعبد الوهاب بن الورد اسمه وهيب بن الورد كما ذكر شيخ الحفاظ المزي. قلت: في كلام الهيثمي تناقض، فقال في بادئ الأمر رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه ثم رجع فقال رجال أبي يعلى رجال الصحيح غير الحسن بن كثير ... فلا أدري ما سببه على أن ابن حبّان لم يوثق الحسن بن كثير وإنما قال شيخ. =
= تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 332) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 62 أ)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 120)، كلاهما من طريق أبي الربيع الزهراني به بلفظه. وقال الطبراني: لا يروى إلَّا بهذا الإِسناد، تفرد به ابن المبارك. وأخرجه ابن المبارك في الزهد (ح 692)، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْوَرْدِ، عَنِ الْحَسَنِ بن كثير، عن عكرمة بن خالد مرفوعًا مرسلًا. وذكره البخاري في التاريخ الكبير (2/ 304) وقال: قاله لي محمد قال: حدّثنا ابن المبارك به مرفوعًا ثم قال: قال أبو عبد الله: قال ابن المبارك بالري: عن ابن عباس، وكان في كتابه مرسلًا والآخرون لا يسندونه غير ابن المبارك. وعليه تكون رواية الإرسال أرجح من رواية الوصل. ويشهد له دون قوله -صلى الله عليه وسلم- والله يكره أذى المؤمن أحاديث كثيرة عن ابن عمر، وابن مسعود، وأبي هريرة، وسمرة بن جندب رضي الله عنهم. أما حديث ابن عمر فله ست طرق: الأولى: عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما. أخرجه البخاري (11/ 81 الفتح)، ومسلم (ح 2183)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 1168)، وأحمد (2/ 17، 32، 121، 123، 126، 141، 146)، والحميدي (2/ 287)، ومالك في الموطأ (2/ 989)، والبغوي في الجعديات (ح 1186)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 19806)، والبزار كما في الكشف (2/ 267)، وابن عدي في الكامل (2/ 399)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 533)، وأبو يعلى (9/ 475)، والطبراني في مسند الشاميين (1/ 412)، والبيهقي في الكبرى (3/ 232)، والبغوي في شرح السنة (13/ 90). =
= الثانية: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه ابن ماجه (ح 3776)، وأحمد (2/ 9، 60، 62، 73، 79)، ومالك في الموطأ (2/ 988)، والحميدي (2/ 287)، وابن عدي في الكامل (4/ 286)، وابن حبّان كما في الإِحسان (1/ 394)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 534)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 265)، والبغوي في: شرح السنة (13/ 89). وإسناد مالك صحيح. الثالثة: عن أبي صالح، عن ابن عمر مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه أبو داود (13/ 199 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 1172)، وأحمد (2/ 18، 42، 141)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 314)، وأبو يعلى (9/ 474)، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 224)، والبيهقي في الشعب (7/ 511). وإسناد أبي داود صحيح. الرابعة: عن يحيى بن حبّان، عن ابن عمر مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه أحمد (2/ 32)، وابن المبارك في مسنده (ح 263)، والحميدي (2/ 287)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 535). ويحيى بن حبّان ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 134) وسكت عليه، ولم أجد من وثّقه، وليس له إلَّا راو واحد فهو مجهول. قلت: لم أجد ترجمته في تعجيل المنفعة ولا في التقريب، مع إنه من رجال مسند أحمد. فانتبه. الخامسة: عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن ابن عمر مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه أحمد (2/ 138)، وابن عدي في الكامل (4/ 143). ومدار إسناديهما على عبد الله بن عمر العمري قال في التقريب (ص 314): ضعيف. =
= السادسة: عن القاسم بن محمد، عن ابن عمر مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 277)، وفي الصغير (ح 785). وقال في الصغير: لم يروه عن يحيى بن سعيد إلَّا أنس بن عياض، تفرد به الزبير بن بكار. أخرجه الطبراني عن شيخه محمد بن خلف القاضي، قال عنه في الميزان (3/ 538): صدوق إن شاء الله وبقية رجاله ثقات فالإسناد حسن. وأما حديث عبد الله بن مسعود فله عنه طريقان: الأولى: عن أبي وائل، عن ابن مسعود مرفوعًا: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس أجل إن ذلك يحزنه. لفظ البخاري. أخرجه البخاري (11/ 83 الفتح)، ومسلم (ح 2184)، وأبو داود (13/ 199 العون)، والترمذي (8/ 115 التحفة)، وابن ماجه (ح 3775)، والبخاري في الأدب المفر د (ح 1769)، وأحمد (1/ 431, 440، 460، 462، 464)، والطيالسي (ص 30)، والدارمي (2/ 894)، والحميدي (1/ 61)، وأبو يعلى (9/ 65)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 394)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 527)، والطبراني في الكبير (10/ 234)، والبيهقي في الآداب (ح 313)، وفي الشعب (7/ 510)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 107، 7/ 128، 364)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 158). الثانية: عن زر بن حبش، عن ابن مسعود مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه الطبراني في الكبيبر (10/ 173). وفي إسناده عرعره بن البرند وهو ضعيف. وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا كان ثلاثة جميعًا فلا يتناجى اثنان دون الثالث. فأخرجه أحمد (2/ 351)، من طريق ابن لهيعة، حدّثنا أبو يونس عن =
= أبي هريرة مرفوعًا. وابن لهيعة ضعيف. وأما حديث سمرة بن جندب قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان ينهى إذا كانوا ثلاثة أن ينتجي اثنان منهم دون الثالث. فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 440)، عن خالد بن يوسف بن خالد، حدثني أبي يوسف بن خالد، حدّثنا جعفر بن سعيد بن سمرة، حدّثنا خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة بن جندب، عن أبيه مرفوعًا. وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن سمرة إلَّا بهذا الإسناد. وفي سنده يوسف بن خالد السمتي، قال في التقريب (ص 610): تركوه، وكذبه ابن معين، فالإِسناد تالف. وعليه يرتقي حديث الباب بحديثي ابن عمر، وابن مسعود إلى الحسن لغيره.
44 - باب السلام
44 - بَابُ السَّلَامِ 2691 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ (¬1): أحدَّثَكُم مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (من قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ) (¬2) كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، [وَمَنْ قَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ كُتِبَ لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَةً] (¬3)، وَمَنْ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ كُتِبَ لَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً؟ فأقر به وقال: نعم (¬4). [2] وقال أبو بكر: حدّثنا أبو أسامة، عن موسى به. ¬
2691 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علّته موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق ب مختصر) وقال رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه عبد بن حميد ورواه إسحاق بن راهويه، ومدار الإِسناد على موسى بن عبيدة وهو ضعيف. =
= تخريجه: هذا الحديث مداره على موسى بن عبيدة الربذي واختلف عليه فيه: 1 - فروي عنه، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مرفوعًا. أخرجه إسحاق كما في المطالب هنا، وابن أبي شيبة كما في المطالب هنا، ومن طريقه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 231). 2 - وروي عنه، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عن أبيه مرفوعًا بلفظه. أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ح 470)، والطبراني في الكبير (6/ 75)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 719)، والبيهقي في الشعب (6/ 454). وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يثبت قال أحمد: لا يحل عندي الرواية عن موسى بن عبيدة، قال يحيى: ليس بشيء. 3 - وروي عنه، عن أيوب بن خالد، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عن مالك بن التيهان مرفوعًا بنحوه. أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 35)، والطبراني في الكبير (19/ 259). 4 - وروي عنه، عن يُوسُفُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي إِمَامَةَ بْنِ سهل، عن أبيه مرفوعًا بنحوه. أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 454). وموسى بن عبيدة تقدم أنه ضعيف، فالحمل عليه في هذا الاختلاف وهو شاهد لسوء حفظه. ويشهد له أحاديث كثيرة عن عمران بن حصين، وأبي هريرة، وعمرو بن الوليد، وعلي بن أبي طالب، وابن عمر رضي الله عنهم: أما حديث عمران بن حصين قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فقال: السلام =
= عليكم، فردّ عليه السلام ثم جلس فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عَشْرٌ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله، فرد عليه فجلس، فقال: عِشْرُونَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال: ثلاثون. فأخرجه أبو داود (14/ 102 العون)، والترمذي (7/ 462 التحفة)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 337)، والدارمي (2/ 190)، وأحمد (4/ 439)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 188)، والطبراني في الكبير (18/ 134)، والبيهقي في الشعب (6/ 453)، وفي الآداب (ح 274). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث عمران بن الحصين. ورجال أبي داود ثقات إلَّا جعفر بن سليمان الضبعي قال في التقريب (ص 140): صدوق. فالإِسناد حسن. وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، بنحو حديث عمران بن حصين. فأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 986)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 357)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 368) وإسناده صحيح. وأما حديث عمرو بن الوليد مرفوعًا بمعنى حديث عمران بن الحصين. أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 454) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن عمرو بن الوليد مرفوعًا. وابن لهيعة ضعيف. وأما حديث علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أنا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في عصبة من أصحابه فقلت: السلام عليكم، فقال: وعليك السلام ورحمة الله عشرون لي وعشر لك، قال: فدخلت الثانية فقلت: السلام عليكم ورحمة الله، فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثلاثون لي وعشرون لك، فدخلت الثالثة فقلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثلاثون لي =
= وثلاثون لك، وأنا وأنت يا علي في السلام سواء، إنه يا علي! من مرّ على مجلس فسلم عليهم، كتب الله له عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 418)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 232). ومدار إسناديهما على مختار بن نافع التيمي، قال في التقريب (ص 523): ضعيف. وأما حديث ابن عمر فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2693) إسناده تالف. وعليه يرتقي حديث الباب بحديثي عمران بن حصين، وأبي هريرة إلى الحسن لغيره.
2692 - وقال إسحاق: أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مَالِكٍ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: اجْتَمَعَتْ مِنَّا جَمَاعَةٌ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا أَهْلُ عَالِيَةٍ وَسَافِلَةٍ وَلَنَا مَجَالِسُ نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَعْطُوا الْمَجَالِسَ حَقَّهَا، فَقُلْنَا: وَمَا حَقُّهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: غَضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَرُدُّوا السَّلَامَ، وَأرْشُدُوا الْأَعْمَى، ومُروا بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ. * هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ من أجل موسى.
2692 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علّتان: الأولى: ضعف موسى بن عبيدة الربذي. الثانية: ضعف أيوب بن خالد.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 80) من طريق مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عن مالك بن التيهان مرفوعًا بنحوه. وللحديث شواهد كثيرة عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وعمر، وابن عباس، وأبي طلحة، وأبي شريح الخزاعي رضي الله عنهم: أما حديث أبي سعيد فله عنه طريقان: الأولى: عن عطاء بن يسار، عنه مرفوعًا: إياكم والجلوس في الطرقات. فقالوا: يا رسول الله! مالنا من مجالسنا بُدّ، نتحدث فيها. فقال: فإذا أبيتم إلَّا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غضُّ البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. لفظ البخاري. أخرجه البخاري (11/ 8 الفتح)، ومسلم (ح 2121)، وأبو داود (13/ 167 =
= العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 1150)، وأحمد (3/ 36)، والطحاوي في المشكل (1/ 59)، وأبو يعلى (2/ 442)، وعبد بن حميد في المنتخب (ح 958)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 738) والبيهقي في الشعب (8/ 506)، وفي الكبرى (10/ 94)، وفي الآداب (ح 240)، وفي "الأربعون الصغرى" (ح 15)، والبغوي في شرح السنة (12/ 304). الثانية: عن رجل، عن أبي سعيد به بنحوه. أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 19786)، وأحمد (3/ 61). وإسناده ضعيف لأن فيه راويًا لم يُسَمَّ. أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن العلاء، عن أبيه، عنه بنحو حديث أبي سعيد. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 1149). وإسناده صحيح. الثانية: عن يحيى بن عبد الله، عن أبيه، عنه مرفوعًا: لا خير في الجلوس في الطرقات، إلَّا من غض البصر، ورد السلام، وأهدى السبيل، وأعان على الحمولة. أخرجه هنّاد في الزهد (2/ 581)، والبغوي في شرح السنة (12/ 305). ويحيى بن عبيد الله هو ابن موهب، فقال في التقريب (ص 594): متروك، وأفحش الحاكم فرماه بالوضع. الثالثة: عن سعيد المقبري، عنه مرفوعًا بنحو حديث أبي سعيد الخدري. أخرجه أبو داود (13/ 168 العون)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 400) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد المقبري به. وعبد الرحمن بن إسحاق، قال في التقريب (ص 336): صدوق، وبقية رجاله ثقات فالإسناد حسن. وأما حديث عمر مرفوعًا في هذه القصة -أي حديث أبي سعيد- قال: وتغيثوا الملهوف وتهدوا الضال. أخرجه أبو داود (13/ 168 العون). =
= وفي إسناده ابن حجير العدوي قال في التقريب (ص 688): مستور. فالإسناد ضعيف. وأما حديث أبي طلحة قال: كنا قعودًا بالأفنية نتحدث، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقام علينا فقال ثم ذكر بنحو قصة أبي سعيد وقال إما لا فأدوا حقها. غض البصر، ورد السلام، وحسن الكلام. لفظ مسلم. أخرجه مسلم (ح 2161)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (3/ 249)، وأحمد (4/ 30)، وابن أبي شيبة (9/ 81)، والطحاوي في المشكل (1/ 59)، وأبو يعلى (3/ 13)، والطبراني في الكبير (5/ 102)، والبيهقي في الشعب (6/ 509). وأما حديث أبي شريح الخزاعي مرفوعًا بنحو حديث أبي سعيد الخدري. أخرجه أحمد (6/ 385)، والطحاوي في المشكل (1/ 59)، والمحاملي في أماليه (ح 248)، والطبراني في الكبير (22/ 187). ومدار أسانيدهم على عبد الله بن سعيد المقبري وهو متروك. وأما حديث ابن عباس مرفوعًا: لا تجلسوا في المجالس. فإن كنتم لا بد فاعلين، فردوا السلام وغضوا البصر، وأهدوا السبيل، وأعينوا على الحمولة. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 425) من طريق ابن أبي ليلى، عن داود بن علي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس مرفوعًا. وابن أبي ليلى ضعيف. وعليه يرتقي حديث الباب بمجموع أحاديث أبي سعيد، وأبي هريرة الطريق الأولى منه، وأبي طلحة إلى الحسن لغيره.
2693 - وقال مسدد: حدثنا حماد بن زيد، عن أَبِي هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عَشْرٌ، (ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عِشْرُونَ) (¬1)، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ثَلَاثُونَ. * أَبُو هَارُونَ: ضَعِيفٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عِنْدَ أبي داود، والدارمي، والترمذي. ¬
تخريجه والحكم عليه في الحديث رقم (2690).
2693 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف، علته أبو هارون العبدي. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2 ق 139 أمختصر) وقال: رواه مسدّد بسند ضعيف لضعف أبي هارون العبدي واسمه عمارة بن جون، لكن له شاهدًا من حديث عمران بن حصين رواه الترمذي وحسّنه، وابن حبّان في صحيحه من حديث أبي هريرة.
تخريجه: أخرجه معمر بن راشد في كتاب الجامع (ح 19452)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 454)، وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 159 أ) كلهم من طريق أبي هارون العبدي به بلفظه. وأبو هارون قد علمت حاله. لكن متنه ثابت من حديث عمران بن حصين، وأبي هريرة كما تقدم في الحديث رقم (2690).
2694 - وقال أبو يعلى: حدثنا أبو هشام الرفاعي، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، وَحَدَّثَنَا مَسْرُوقُ (¬1) بْنُ الْمَرْزُبَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، (عَنْ جَدِّهِ هُوَ أَبُو سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ) (¬2)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ السَّلَامُ، فلا تبدأوا بِشَيْءٍ قَبْلَهُ، فَإِذَا قِيلَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ السَّلَامِ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ السَّلَامَ فَلْيَقُلِ: السَّلَامُ فَإِنَّ اللَّهَ تعالى هو السلام فلا تبدأوا بشيء قبل الله (¬3). ¬
2694 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا علته عبد الله بن سعيد فهو متروك. وفي الطريق الأولى علّة أخرى وهي ضعف أبي هشام الرفاعي. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 139 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى ومدار الإِسناد على عبد الله بن سعيد وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 35) وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف جدًا. وذكره الألباني في ضعيف الجامع (ح 317) وضعّفه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (11/ 439) عن مسروق بن المرزبان به بلفظه. وفي (11/ 446) عن أبي هشام الرفاعي به بلفظه. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 233) عن أبي يعلى، عن مسروق بن المرزبان به بلفظه. =
= وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 354) من طريق عبد الله بن سعيد، عن أبيه به بنحوه. ومدار هذه الأسانيد على عبد الله بن سعيد وقد علمت حاله. ويشهد لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى هو السلام" الحديث رقم (2651) وشواهده. ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: "فلا تبدأوا بشيء قبله" شاهد من حديث جابر بن سليم الهجمي خرجته في الحديث رقم (2531) وهو صحيح.
2695 - حَدَّثَنَا (¬1) الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سَعَيدُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: السَّلَامُ قَبْلَ الْكَلَامِ، وَلَا تَدْعُوا أَحَدًا إِلَى طَعَامٍ حتى يُسَلّم (¬2). ¬
2695 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه علتان: الأولى: عنبسة بن عبد الرحمن فهو متروك. الثانمة: محمد بن زاذان فهو متروك. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (4/ 150 الفيض) وضعّفه، أما الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 3374)، وفي السلسلة الضعيفة (ح 1736) وحكم بوضعه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 48) بنفس الإسناد إلَّا أن متنه في حديثين منفصلين متتابعين. وأخرجه الترمذي (7/ 487 التحفة)، وابن عدي في الكامل (6/ 204)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 720)، كلهم من طريق الفضل بن الصباح به بلفظه. وقال الترمذي: هذا حديث منكر لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه، سمعت محمدًا يقول: عنبسة بن عبد الرحمن ضعيف في الحديث، ذاهب، ومحمد بن زاذان منكر الحديث. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، أما عنبسة فقال يحيى: ليس بشيء، =
= وقال النسائي: متروك، وقال أبو حاتم الرازي: كان يضع الحديث، وأما محمد بن زاذان فقال البخاري: لا يكتب حديثه. وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 56)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 78) كلاهما من طريق عنبسة بن عبد الرحمن به بلفظه. ومدار هذه الأسانيد على عنبسة وقد علمت حاله. وله شاهد من حديث ابن عمر مرفوعًا: من بدأ الكلام قبل السلام فلا تجيبوه. أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 291)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 214)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 159 أ)، والسلفي في الطيوريات كما في الصحيحة (2/ 479)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 159)، والحكيم الترمذي كما في الكنز (ح 25320). وفي إسناد ابن عدي حفص بن عمر الأيلي قال في الميزان (1/ 561) قال أبو حاتم: كان شيخًا كذابًا، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها منكرة المتن أو السند، وهو إلى الضعف أقرب. وكذا في إسناد ابن عدي السري بن عاصم قال في الميزان (2/ 117): وَهّاهُ ابن عدي، وقال: يسرق الحديث وكذّبه ابن خراش، فالإسناد تالف. وفي إسناد الطبراني هارون بن محمد أبي الطيب قال في الميزان (4/ 276) قال ابن معين: كذاب. وفي إسناد السلفي الواقدي وهو متروك. وفي إسناد أبي نعيم بقية بن الوليد ولم يصرح بالتحديث، وهو مدلس من الرابعة. أما إسناد ابن السني ففيه: العباس بن أحمد الحمصي شيخ ابن السني، ترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 8/ ق 887) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا ولم أجد من وثقه وروى عنه غير واحد فهو مستور. وعلى ذلك فيسناد ابن السني أحسنها حالًا ولكنه ضعيف.
2696 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ: يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْمَاشِيَانِ جَمِيعًا أَيُّهُمَا بَدَأَ بالسلام فهو أفضل.
2696 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات وابن جريج، وأبو الزبير صرحا بالتحديث.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 787) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 983)، والبزار: كما في الكشف (2/ 420)، وأبو عوانة في صحيحه: كما في الفتح (11/ 16)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 220)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 359) كلهم من طريق ابن جريج، به بنحوه. إلَّا أن البخاري جعله موقوفًا على جابر. ووهم الألباني في الصحيحة (3/ 139، 140) فجعل رواية ابن حبّان كذلك موقوفة على جابر وليس بصحيح: كما في الإِحسان (1/ 359)، وفي الموارد (ح 1935) إذ أنها مرفوعة في الموضعين. وأخرجه سعيد بن منصور في سننه، والشاشي كلاهما: كما في الكنز (ح 25322). ورُوي من طريق آخر عن ابن عتيق، عن جابر مرفوعًا: يُسلم الصغير على الكبير، ويُسلم الواحد على الاثنين، ويسلم القليل على الكثير، ويُسلم الراكب على الماشي، ويُسلم المار على القائم، ويُسلم القائم على القاعد. أخرجه البغوي في الجعديات (ح 2966)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 219)، وابن عدي في الكامل (2/ 446) كلهم من طريق حرام بن عثمان، عن ابن عتيق، به. وحرام بن عثمان، متروك. =
= وللحديث شوإهد عن أبي هريرة، وفضالة بن عبيد، وعبد الرحمن بن شبل رضي الله عنهم: أما حديث أبي هريرة فله عنه أربع طرق: الأولى: عن ثابت مولى عبد الرحمن بن زيد، عنه مرفوعًا: يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، والقليل على الكثير. أخرجه البخاري (11/ 15 الفتح)، ومسلم (ح 2160)، وأبو داود (14/ 104 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 993)، وأحمد (2/ 325، 510)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 218)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (1/ 418)، والبيهقي في الكبرى (9/ 203) وفي الشعب (6/ 451)، وفي الآداب (ح 262)، والبغوي في شرح السنة (12/ 62)، وأبو نعيم في اخبار أصبهان (2/ 83). الثانية: عن همام بن منبه، عنه، مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه البخاري (11/ 14 الفتح)، وأبو داود (14/ 104 العون)، والترمذي (7/ 485 التحفة)، وأحمد (2/ 314)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 995)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 19446) وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 223)، والبغوي في شرح السنة (12/ 262)، والبيهقي في الشعب (6/ 452). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الثالثة: عن عطاء بن يسار، عنه مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه البخاري (11/ 16 الفتح)، وفي الأدب المفرد (ح 1001)، وأحمد (2/ 314)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 221)، والبيهقي في الكبرى (9/ 203)، وفي الشعب (6/ 452)، وفي الآداب (ح 261). الرابعة: عن الحسن، عنه مرفوعًا: يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، والقليل على الكثير. أخرجه الترمذي (7/ 483 التحفة)، وأحمد (2/ 510)، وابن السني في عمل =
= اليوم والليلة (ح 222). وقال الترمذي: هذا حديث قد روي من غير وجه عن أبي هريرة، وقال أيوب السختياني، ويونس بن عبيد، وعلي بن زيد إن الحسن لم يسمعه من أبي هريرة. اهـ. قلت: وكذا في المراسيل لابن أبي حاتم (ص 38) فالإسناد منقطع. وأما حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: يسلم الفارس على الماشي، والماشي على القائم، ويسلم القليل على الكثير. فأخرجه الترمذي (7/ 484 التحفة)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 338)، وأحمد (6/ 20) والبخاري في الأدب المفرد (ح 996)، والدارمي (2/ 188)، والطبراني في الكبير (18/ 312)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 217)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 359). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأبو علي الجنبي: اسمه عمرو بن مالك. قلت: مدار أسانيدهم على أبي هاني: هو حميد بن هاني، قال في التقريب (ص 182): لا بأس به، وبقية رجال أحمد ثقات. فالإسناد حسن، وعليه فقول الألباني حفظه الله في الصحيحة (3/ 139) عن إسناد أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، وابن حبّان: هذا سند صحيح، غير صحيح. وأما حديث عبد الرحمن بن شبل مرفوعًا: يسلم الراكب على الراجل، ويسلم الراجل على القاعد، والأقل على أكثر، فمن أجاب السلام له، ومن لا يجبه فلا شيء له. فأخرجه أحمد (3/ 444)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 992)، والبيهقي في الشعب (6/ 452). =
= وإسناد البخاري صحيح. وأما قوله: "وَالْمَاشِيَانِ جَمِيعًا أَيُّهُمَا بَدَأَ بِالسَّلَامِ فَهُوَ أَفْضَلُ" فيشهد له. حديث أبي أمامة رفعه: إن أولى الناس باللهِ من بدأ بالسلام. أخرجه أحمد (5/ 254، 261، 264، 269)، وأبو داود (14/ 103 العون). وإسناده صحيح.
2697 - الْحُمَيْدِيُّ وَمُسَدَّدٌ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِذَنٍ قَالَ: فعلَّمني، قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ فَاسْتَأْذِنْ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ فَسَلِّمْ وَادْخُلْ، [فَمَا حَاجَتُكَ] (¬1)؟ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي يَطْلُبُ مِنْكَ أَنْ تَكْتُبَ لِي (¬2) قِيمَتَكَ بِخَيْبَرَ (¬3) لَهُ بِإِقِطٍ، فَكَتَبَ لَهُ وَقَالَ: أَوقَفْتَ؟ فَقُلْتُ نَعَمْ. ¬
2697 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح.
تخريجه: هو في مسند الحميدي (2/ 284) قال: حدّثنا سفيان قال: حدثني زيد بن أسلم قال: بعثني أبي إلى عبد الله بن عمر، فدخلت عليه بغير إذن فعلمني فقال: إذا جئت فاستأذن فإذا أذن لك فسلم إذا دخلت، ومرّ ابن ابنه عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر وعليه ثوب جديد يجره فقال له: أي بني! ارفع إزارك، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: لا ينظر الله إلى من جرّ ثوبه خيلاء. قلت: هكذا ولم يذكر شطره الثاني وأضاف إليه المرفوع. وأخرجه ابن أبي شيبة في (8/ 420)، عن زيد بن أسلم يقول: بعثني أبي إلى ابن عمر. فقلت: أألج؟ فقال: لا تقل هكذا، ولكن قل: السلام عليكم، فإذا قيل: وعليكلم فادخل. وأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 19428) عن رجل قال: كنت عند ابن عمر، فاستأذن عليه رجل فقال له: أأدخل؟ فقال ابن عمر: لا، فأمر بعضهم الرجل أن يسلم، فسلّم، فأذن له. =
= وذكره الحافظ في الفتح (10/ 254) وعزاه لأحمد، والحميدي جميعًا عن سفيان، عن زيد بنحوه وقال: ساقه الحميدي واختصره أحمد. قلت: أخرجه أحمد (2/ 9)، عن سفيان، عن زيد بن أسلم سمع ابن عمر يقول لابن ابنه عبد الله بن واقد: يا بني! سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا ينظر الله عزَّ وجل إلى من جر إزاره خيلاء. هكذا ولم يذكر الجزء المتعلق بالاستئذان والسلام. وللحديث شاهد عن رجل من بني عامر قال: أنه اسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو في بيت فقال: أألج؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لخادمه: اخرج إلى هذا فعلّمه الاستئذان فقل له: قل السلام عليكم أأدخل، فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم أدخلُ؟ فأذن له النبي -صلى الله عليه وسلم- فدخل. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 418)، ومن طريقه أبو داود (1/ 834 العون)، والبيهقي في الكبرى (8/ 340). وإسناده صحيح.
2698 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ [قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] (¬1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ [قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيِّ] (¬2) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، بِهِ وَزَادَ: وَالْأَشَرَةُ أَشَرٌّ. [3] وَقَالَ إِسْحَاقُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا [قنان] (¬3)، به وزادا: يَعْنِي كَثْرَةَ الْعَنَتِ. [4] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: وَحَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا [قَنَانٌ] (¬4). [5] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا أبو معاوية، به. ¬
2698 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل قنان بن عبد الله النهمي. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 139 أمختصر) وسكت عليه. =
= تخريجه: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 979) عن مسدّد، به ولفظه: افشوا السلام تسلموا. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 489) من طريق عبد الواحد بن زياد، به بنحوه. وأخرجه أحمد (4/ 286)، وأبو يعلى (3/ 246)، وابن حبّان كما في الإِحسان (1/ 357)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 417)، والبيهقي في الشعب (6/ 426)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 277)، وأبو حامد النيسابوري في أحاديثه (ق 15 أ)، وعبد الرحيم الشرابي في "أحاديث أبي اليمان" (ق 83 أ)، والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (ق 71 أ) والثلاثة الأخيرة: كما في الصحيحة (3/ 480)، إسحاق، وابن منيع: كما في المطالب هنا كلهم من طريق قنان به، ولفظهم مثل لفظ البخاري، وزاد أحمد، وأبو يعلى، وأبو نعيم: والأشره أشر. وبإخراج الإِمام أحمد له لا يكون من الزوائد. وتابع قنان أشعثُ بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويد، عن البراء بن عازب قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بإفشاء السلام. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 436)، وأحمد (4/ 299) مع زيادة. وإسناده صحيح. فيرتقي حديث الباب بهذه المتابعة إلى الصحيح لغيره. وللحديث شواهد كثيرة عن أبي هريرة، وعبد الله بن سلام، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود، والزبير بن العوام، وابنه عبد الله بن الزبير، وأبي أمامة رضي الله عنهم: أما حديث أبي هريرة فله عنه أربع طرق: الأولى: عن أبي صالح، عنه مرفوعًا: لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولًا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم. =
= أخرجه مسلم (ح 54)، وأبو داود (14/ 100 العون)، والترمذي (7/ 460 التحفة)، وابن ماجه (ح 3692) وأحمد (2/ 391، 442، 447، 495، 512)، وأبو عوانة (1/ 30)، وابن أبي شيبة (8/ 436)، والبغوي في شرح السنة (12/ 258)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (4/ 58)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 58)، والبيهقي في الكبرى (10/ 232)، وفي الشعب (6/ 423)، وفي الآداب (ح 238). الثانية: عن أبي ميمونة. عنه قال: قلت يا رسول الله! أخبرني بشيء إذا عملت أو عملت به دخلت الجنة، قال: افش السلام، وأطعم الطعام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس نيام، تدخل الجنة بسلام. أخرجه أحمد (2/ 295، 323، 324، 494)، والحاكم (4/ 129)، والبيهقي في الشعب (6/ 424)، وابن حبّان: كما في الإِحسان (1/ 363). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي وهو كما قالا. الثالثة: عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عنه مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 980). الرابعة: عن أبي سلمة، عنه مرفوعًا: إن السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في الأرض فأفشوه بينكم. أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 433)، وابن عدي في الكامل (2/ 12). ومدار إسناديهما على بشر بن رافع قال في التقريب (ص 123): ضعيف. وأما حديث عبد الله بن عمرو فله عنه طريقان: =
= الأولى: عن أبي الخير، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العاص يقول: إن رجلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أي الإِسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت، ومن لم تعرف. أخرجه البخاري (1/ 55 الفتح)، ومسلم (ح 39)، وأبو داود (14/ 101 العون)، وابن ماجه (ح 3253) والبغوي في شرح السنة (12/ 260)، والبيهقي في الآداب (ح 260)، وفي الشعب (6/ 425)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 362)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 1013). الثانية: عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عنه مرفوعًا: اعبدوا الرحمن، وأفشوا السلام. أخرجه الترمذي (5/ 588)، وابن ماجه (ح 3694)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 981)، وابن أبي شيبة (8/ 436)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 362) لهم من طريق أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: عطاء بن السائب قال في التقريب (ص 391): صدوق، اختلط. وفي الكواكب النيرات (ص 330) إن حديث البصريين عنه بعد الاختلاط، وأبو الأحوص كوفي. وبقية رجال الترمذي ثقات، فالإسناد حسن إن شاء الله. وأما حديث عبد الله بن سلام مرفوعًا: يا أيها الناس افشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام. فأخرجه الترمذي (2485)، وأحمد (5/ 451)، وابن أبي شيبة (8/ 436، 14/ 95)، وابن ماجه (ح 1334، 3251)، والدارمي (1/ 340)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 215)، والحاكم (3/ 131, 4/ 160)، والبغوي في شرح السنة (4/ 40)، والبيهقي في الشعب (6/ 424)، وفي الآداب (ح 85)، والشجري في أماليه (1/ 210,2/ 124)، وتمام في فوائده: كما في الروض البسام (3/ 399)، =
= والطبراني في الأوائل (ح 34)، وفي مكارم الأخلاق (ح 153)، وابن أبي عاصم في الأوائل (ح 79)، وابن سعد في الطبقات (1/ 235)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 264)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 418)، والبيهقي في الكبرى (2/ 502)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 838). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وسكت عليه الذهبي وهو صحيح: كما قال الحاكم. وأما حديث ابن عمر مرفوعًا: افشوا السلام. فأخرجه ابن ماجه (ح 3252)، وابن عدي في الكامل (3/ 267، 343) والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 212)، والبيهقي في الشعب (6/ 424)، وأبو الحسن الحربي في "الحربيات" (ج 1/ ق 18 أ): كما في الإرواء (3/ 240)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 838) كلهم من طريق ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نافع، عن ابن عمر مرفوعًا. وابن جريج مدلس ولم يصرح بالتحديث فالإسناد ضعيف. وأما حديث ابن مسعود فله عن طريقان: الأولى: عن زيد بن وهب، عنه قال: إن السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الأرض، فأفشوه بينكم .. الحديث. أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 226)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 297)، والبيهقي في الشعب (6/ 432)، والشجر في أماليه (2/ 145)، والبزار: كما في الكشف (2/ 417)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 1039). وإسناد البخاري صحيح. الثانية: عن أبي وائل، عنه مرفوعًا بنحو الطريق الأولى من حديث أبي هريرة. أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 375). وفي سنده سلمان بن خالد الثعلبي، وأحمد بن جعفر الثعلبي لم أعرفهما. =
= وأما حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: أمرنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- أن نفشي السلام. فأخرجه ابن ماجه (ح 3693)، وأحمد بن منيع: كما في مصباح الزجاجة (2/ 246)، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 246) هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. قلت: في سند ابن ماجه إسماعيل بن عياش وقد عنعن، وهو مُدلس من الثالثة: وفي سند أحمد بن منيع بقية وقد عنعن، وهو مُدلس من الرابعة. وأما حديث الزبير بن العوام فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2699).
2699 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ: شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بينكم.
2699 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 136/ ب مختصر) وقال: رواه أحمد بن منيع بإسناد صحيح وله شاهد من حديث أبي هريرة، ورواه مسلم وغيره.
تخريجه: هذا الحديث مداره على يحيى بن أبي كثير واختلف عليه فيه: 1 - فروي عنه، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العوام مرفوعًا. أخرجه أحمد بن منيع كما في المطالب هنا، عن يزيد بن هارون، عن شيبان، عنه به. وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (6/ 120)، من طريق يزيد بن هارون به. وأخرجه أحمد (1/ 165)، وابن عبد البر في التمهيد (6/ 120)، والبيهقي في الكبرى (10/ 232)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 467)، لهم من طريق يزيد بن هارون، عن هشام الدستوائي، عنه به. 2 - ورُوي عنه، عن يعيش، عن مولى الزبير، عن الزبير بن العوام مرفوعًا. أخرجه الترمذي (7/ 212 التحفة)، وأحمد (1/ 176)، وابن عبد البر في التمهيد (6/ 121)، وفي جامع بيان العلم (2/ 150)، والطيالسي في مسنده (ص 27)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 424)، وأخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 449)، وابن قانع في معجمه (ق 44 أ)، لهم من طريق حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير به. =
= وسقط الزبير في مسند الطيالسي فصار عن مولى للزبير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا أني أثبته لأمرين: الأول: لأن الطيالسي وضع الحديث في مسند الزبير بن العوام. الثاني: لأن البيهقي رواه من طريق الطيالسي فأثبت الزبير. وأخرجه أحمد (1/ 167) , من طريق علي بن المبارك، ومعمر كلاهما عن يحيى بن أبي كثير به. وأخرجه البيهقي في الكبرى (10/ 232)، من طريق سليمان التيمي، عن يحيى به وإسناده ضعيف لجهالة مولى الزبير. 3 - وروي عنه، عن يعيش مولى لابن الزبير، عن الزبير به. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 419) وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 327). وإسناده ضعيف فيه خلف بن موسى بن خلف قال في التقريب (ص 194) يخطئ، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل قال أبو زرعة: هذا حديث وهم. 4 - وروي عنه، عن يعيش قال حُدثت عن الزبير به. أخرجه عبد بن حميد في المنتخب من مسنده (ح 97)، من طريق شيبان، عنه به. وإسناده ضعيف لأن فيه راويًا لم يُسم. 5 - وروي عنه، عن يعيش بن الوليد مرفوعًا. أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 19438)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (12/ 259)، وإسناده ضعيف لانقطاعه. والراجح هي رواية يحيى بن أبي كثير، عن يعيش، عن مولى للزبير، عن الزبير وذلك لأمرين: 1 - رواها كل من حرب بن شداد، وعلي بن المبارك، ومعمر، وسليمان =
= التيمي كلهم عن يحيى وهؤلاء كلهم أئمة ثقات. 2 - رواية عبد بن حميد من طريق شيبان، عن يحيى ابن أبي كثير مع ذلك فلم يروها يعيش، عن الزبير مباشرة إنما قال حُدثت عن الزبير فدلّ والله أعلم، أن من رواها من طريق شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يعيش، عن الزبير أسقط الواسطة المبهمة بين يعيش والزبير خاصة هان خالف الثقات بذكر هذه الواسطة. ورجح الدارقطني في العلل (4/ 248) رواية مولى الزبير، عن الزبير. ويرتقي حديث الزبير بالحديث السابق وشواهده إلى الحسن لغيره.
2700 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَبَّادٍ الْمَنْقَرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان أول ما أوصاني به أن قال: يا بني اكتم سِرِّي تَكُنْ مُؤْمِنًا، فَكَانَتْ أُمِّي وَأَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْأَلْنَنِي عَنْ سرأ (¬1) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا أُخْبِرُهُمْ بِهِ، وَلَا أُخْبِرُ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-أَحَدًا أَبَدًا (¬2)، يَا بُنَيَّ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ فَلَا تَقَعَنَّ عَيْنُكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ إلَّا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ، فَإِنَّكَ تَرْجِعُ (¬3) مَغْفُورًا لَكَ، وَيَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ مَنْزِلَكَ فَسَلِّمْ عَلَى نَفْسِكَ، وَعَلَى أَهْلِكَ، وَيَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ وَلَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكَ فِي الْحِسَابِ، وَيَا بُني إِنِ اتَّبَعْتَ وَصِيَّتِي فَلَا يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ بِهِ. وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ بَعْضَهُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ (وَذَكَرَ أَنَّ عَبَّادً الْمَنْقَرِيَّ رَوَاهُ مُطَوَّلًا عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن أنس ولم يذكر سعيدًا) (¬4) (¬5). ¬
2700 - الحكم عليه: هذا إسناد مسلسل بالضعفاء فيه ثلاث علل. =
= الأولى: ضعف مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ. الثانية: ضعف عباد المنقري. الثالثة: ضعف علي بن زيد بن جدعان.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 306) بنفس الإسناد مع زيادة: "يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ يُحِبَّكَ حَافِظَاكَ ويُزاد في عمرك. ويا أنس بالغ في الاغتسال من الْجَنَابَةِ فَإِنَّكَ تَخْرُجُ مِنْ مُغْتَسَلِكَ وَلَيْسَ عَلَيْكَ ذَنْبٌ وَلَا خَطِيئَةٌ. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ الْمُبَالَغَةُ يا رسول الله؟ قال: تبُلُّ أصول الشعر، وتنقي البشرة ويا بني إن استطعت أن لا تزال أبدًا على وضوء، فإنه من يأته الموت وهو على وضوء يُعط الشهادة ويا بني إن استطعت أن لاتزال تُصَلِّي فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي عَلَيْكَ مَا دُمْتَ تصلي. ويا أنس إذا ركعت فأمكن كفيّك من ركبتك، وفرج بين أصابعك، وارفع مرفقيك عن جنبك ويا بني إذا رفعت رأسك من الركوع فأمكن كل عضو منك موضعه فإن الله لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده. وبا بني فإذا سجدت فأمكن جبهتك وكفيك من الأرض ولا تنقر نقر الديك، ولا تقع إقعاء الكلب، أو قال: الثعلب وإياك والإلتفات في الصلاة، فإن الإلتفات في الصلاة هلكة، فإن كان لا بد ففي النافلة لا في الفريضة. ويا بني إذا خرجت من بيتك فلا تعن ... الحديث. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 3/ ق 155)، من طريق أبي يعلى به. وأخرجه الخرائطي في اعتلال القلوب (ق 139/ ب)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 202)، وفي دلائل النبوة (ص 121)، كلاهما من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد به. وفي رواية الخرائطي الحث على كتمان السر. وفي رواية أبي نعيم في المعرفة: قول أنس: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المدينة وأنا ابن تسع سنين. =
= وفي رواية أبي نعيم في الدلائل: قول أنس: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عشر سنين فما سبني ... الحديث. وأخرجه الترمذي (3/ 197، 7/ 445، 7/ 478 التحفة)، والطبراني في الصغير (ح 856)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول كما في اللآلئ (2/ 380)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 3/ ق 155)، ومن طريق الترمذي البغوي في شرح السنة (3/ 253)، كلهم من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أييه، عن علي بن زيد بن جدعان به. وذكر الترمذي في الموضع الأول: النهي عن الالتفات في الصلاة، وقال: هذا حديث حسن. وفي الموضع الثاني: الوصية بجعل القلب خاليًا من الغش. ثم قال وفي الحديث قصة طويلة، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ثقة، وأبوه ثقة، وعلي بن زيد صدوق إلَّا أنه ربما يرفع الشيء الذي يوقفه غيره، وسمعت محمد بن بشار يقول: قال أبو الوليد، قال شعبة: أخبرنا علي بن زيد وكان رفاعًا ولا نعرف لسعيد بن المسيب، عن أنس رواية إلَّا هذا الحديث بطوله، وقد روى عبّاد المنقري هذ االحديث عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ وَلَمْ يذكر فيه، عن سعيد بن المسيب، وذكرت به محمد بن إسماعيل، ولم يعوفه ولم يعرف لسعيد بن المسيب، عن أنس هذا الحديث ولا غيره، ومات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين، ومات سعيد بن المسيب بعده بسنتين، مات سنة خمس وتسعين. اهـ. وذكر في الموضع الثالث: الوصية لأنس بالسلام على أهله إذا دخل بيته، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وذكر الطبراني الحديث بطوله وقال: بعده لا يروى عن أنس بهذا التمام إلَّا بهذا الإسناد تفرد به مسلم الأنصاري وكان ثقة. قلت: بل روي بهذا التمام بغير هذا الإسناد وهو إسناد أبي يعلى. =
= وذكر الحكيم الترمذي الجزء المتعلق بالوضوء. وذكر البغوي متن الترمذي في الموضع الأول. وذكر ابن عساكر نحوًا من حديث أبي يعلى. قلت: ومدار هذه الأسانيد على علي بن زيد وقد تقدم أنه ضعيف. ولكنه لم ينفرد في رواية الحديث عن سعيد بن المسيب إذ تابعه عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد به. أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 187) (1/ 2474). وفي سنده عبّاد بن كثير وهو متروك، فهي متابعة لا يُفرح بها. وفي السند بشر بن إبراهيم قال ابن عدي: هو عندي ممن يضع الحديث كما في المغني (1/ 104). وأخرج الحديث أبو الحسن القطان في المطولات، وسعيد بن منصور في السنن كلاهما كما في الكنز (ح 43575)، من طريق سعيد بن المسيب، عن أنس. ولم أعرف إسناديهما. ولم ينفرد سعيد في رواية الحديث عن أنس إذ تابعه إثنا عشر وهم: الأول: كثير أبو هاشم الأبلي، عن أنس بطوله. أخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 223)، وابن عدي في الكامل (6/ 65)، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 32)، والبيهقي كما في اللآلىء (2/ 380)، ومن طريق ابن حبّان ابنُ الجوزي في الموضوعات (3/ 187). وذكر الخطيب جزءًا يسيرًا منه. وكثير، قال في المغني (2/ 530) قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك. اهـ. فهو متروك، والإسناد ضعيف جدًا. الثاني: أبو عمران، عن أنس مرفوعًا. =
= أخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 192)، وابن عدي في الكامل (5/ 382)، وأبو يعلى (7/ 197)، والطبراني في الأوسط (3/ 385)، والشيرازي في الألقاب كما في اللآلىء (2/ 383)، والبزار كما في تفسير ابن كثير (3/ 317)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 3/ ق 156)، كلهم من طريق عوبذ بن أبي عمران، عن أبيه. وعوبذ بن أبي عمران الجوني، قال في المغني (2/ 495) قال النسائي وغيره: متروك. اهـ. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي عمران إلَّا ابنه عوبذ. قلت: بل رواه بشر بن حازم عن أبي عمران به. أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 429)، وبشر بن حازم لم أجد له ترجمة. الثالث: عمرو بن دينار، عن أنس مرفوعًا. أخرجه الدارقطني في المؤتلف والمختلف (2/ 593)، والطبراني في الصغير (ح 819)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 163)، والبيهقي في الشعب (6/ 427)، وذكره البخاري في التاريخ الكبير (6/ 266)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 178). وقال الطبراني: لم يروه عن عمرو بن دينار إلَّا علي بن الجند، ولا عن علي إلَّا مسدّد، ومحمد بن عبد الله الرقاشي. قلت: مدار أسانيدهم على علي بن جند الطائفي، قال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (6/ 178): شيخ مجهول، وحديث موضوع. الرابع: سليمان التيمي، عن أنس مرفوعًا. أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 119)، وابن عدي في الكامل (1/ 418)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 428)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 376).=
= وقال العقيلي: لم يأت به عن سليمان التيمي غير الأزور، ولهذا الحديث عن أنس طرق ليس منها وجه يثبت. قلت: مدار أسانيدهم على أزور بن غالب قال في الميزان (1/ 173) منكر الحديث، أتى بما لا يحتمل فكُذّب. الخامس: سعيد بن زون التغلبي، مرفوعًا مختصرًا. أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 106)، وابن عدي في الكامل (3/ 364)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 351، 2/ 817)، والبيهقي في الشعب (6/ 428)، وأبو الحسن الكنجرودي كما في اللآلىء (2/ 328). وقال العقيلي: وهذا المتن لا يعرف له طريق عن أنس يثبت. وسعيد بن زون قال في المغني (1/ 259): ضعّفوه. السادس: ثابت، عن أنس مرفوعًا وذكر الوضوء. أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 375)، والبيهقي في الشعب (6/ 428)، ومن طريق ابن عدي ابنُ الجوزي في العلل المتناهية (1/ 349)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 377)، وأخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 148)، (3/ 445)، وابن الأعرابي في معجمه (2/ 51). وفي سند ابن عدي، والبيهقي، وابن الجوزي: أشعث بن بزار قال في الميزان (1/ 262): ضعّفه ابن معين وغيره. وقال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث. وعلى ذلك فهو متروك الحديث. وفي سند العقيلي الموضع الثاني، وابن الأعرابي: بكار بن عدي، ولم أجد له ترجمة. وفي سند العقيلي الموضع الأول بكر الأعنق قال في المغني (1/ 114): لا يصح حديثه. =
= وفي سند القضاعي الأزور بن غالب وتقدم أنه منكر الحديث، حدث بما لا يحتمل فكُذب. السابع: عن أبي العاتكة، عنه قال: قال لي رسول -صلى الله عليه وسلم-: يا أنس أمط الأذى عن طريق المسلمين تكثر حسناتك. أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 516، 2/ 818). وفي سنده ثلاث علل: الأولى: حسان بن عبيد العسقلاني، قال في الميزان (3/ 335): قال ابن عدي الضعف على حديثه بيّن. الثانية: أبو العاتكة، قال في التقريب (ص 653): ضعيف. الثالثة: علي بن شجاع لم أجد له ترجمة. الثامن: الحسن، عنه. أخرجه الخطيب في أماليه: كما في اللآلئ (2/ 381). وفي سنده هشيم وقد عنعن، وهو مدلس، وفي سنده أحمد بن بكر البأسي، لم أجد له ترجمة. التاسع: حميد الطويل، عنه. أخرجه أبو سعيد القشيري في الأربعين كما في اللآلئ (2/ 383)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص 453)، والبيهقي في الشعب (6/ 427)، والثعلبي كما في تخريج أحاديث الكشاف (ص 120). ومدار أسانيدهم على اليسع بن سهل الزيني قال في الميزان (4/ 44) عن ابن عيينة بخبر باطل. اهـ. قلت: رواه هنا عن ابن عيينة فيظهر أنه هذا الحديث. العاشر: العلاء أبو محمد الثقفي، عنه به. أخرجه أحمد بن منيع كما في المطالب هنا حديث رقم (2/ 2698)، والطبراني =
= في الكبير (1/ 249)، وأبو نعيم في المعرفة (2/ 203). والعلاء متروك. الحادي عشر: ضرار بن مسلم، عنه به. أخرجه أبو يعلى (7/ 272)، ومن طريقه ابن عساكر (ج 3/ ق 157). وضرار بن مسلم، لم أجد له ترجمة. الثاني عشر: حفص بن عبيد الله، عنه به. أخرجه أبو يعلى كما في المطالب (ج 2/ ق 14 أ)، من الأصل. قلت: يتبين بما تقدم أن جميع طرق هذا الحديث معلوله، فإما بالمجاهيل أو بالمتروكين أو بالضعفاء، فهي لا تفيد في ترقية الحديث فهو باقٍ على ضعفه.
45 - باب إكرام الغريب والحياء من الكبير
45 - بَابُ إِكْرَامِ الْغَرِيبِ وَالْحَيَاءِ مِنَ الْكَبِيرِ 2701 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ [عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ] (¬1) بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: بَعَثَنِي أَبِي، وَبَعَثَ الْعَبَّاسُ الْفَضْلَ ابْنَهُ (¬2) إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَأَجْلَسَنَا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، فَحَصَرَنَا كَأَشَدِّ حصر تراه. ¬
2701 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، علته يزيد بن أبي زياد.
تخريجه: لم أجده بهذه السياقة، لكن بعث ربيعة، والعباس ابنيهما: المطلب أو عبد المطلب، والفضل ثابت في الصحيح وغيره. فعن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن المطلب بن ربيعة بن الحارث، والفضل بن عباس رضي الله عنهما، قالا: يا رسول الله! إن العباس وربيعة أرسلانا إليك لتستعملنا على الصدقة .. الحديث. =
= أخرجه مسلم (ح 1072)، والنسائي في المجتبى (5/ 105)، وابن شبّة في تاريخ المدينة (2/ 641)، وأحمد (4/ 166) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 320)، وابن قانع في معجم الصحابة (ق 174 ب،)، والبيهقي في الكبرى (7/ 31)، والطبراني في الكبير (5/ 49)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 299)، وأبو نعيم في المعرفة (ج 2/ ق 61 ب) وابن حجر في موافقة الخُبر الخبر (2/ 50).
46 - باب ترك السلام على من يصلي
46 - بَابُ تَرْكِ السَّلَامِ عَلَى مَنْ يُصَلِّي 2702 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، [عَنْ سُفْيَانَ] (¬1)، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَوْ دخلت وقوم يصلّون ما سلمت عليهم. ¬
2702 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل أبي سفيان فهو صدوق، والراجح أنه سمع من جابر. وذكره البوصيري في الإتحاف (ح 2/ ق 140 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى موقوفًا، ورواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 38) وقال: رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 205) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 337) من طريق سفيان الثوري به بنحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 74)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 457) كلاهما من طريق الأعمش به بنحوه. ويشهد له أحاديث كثيرة عن عبد الله بن مسعود، وجابر، وابن عباس رضي الله عنهم. =
= أما حديث عبد الله بن مسعود فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن علقمة، عنه قال: كنا نصلي عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يصلي فيرُدُّ علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا، فقلنا: يا رسول الله! إنا كنا نسلم عليك فترد علينا، قال: إن في الصلاة شغلًا .. الحديث. أخرجه البخاري (7/ 188 الفتح)، ومسلم (ح 538)، وأبو داود (3/ 191 العون)، وأحمد (1/ 376)، وابن أبي شيبة (2/ 74)، وأبو يعلى (9/ 118)، وأبو عوانة (1/ 139)، والطبراني في الكبير (10/ 136)، وابن خزيمة (2/ 34)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 188)، والبيهقي في الكبرى (2/ 248)، وفي السنن الصغير (1/ 316)، والبغوي في شرح السنة (3/ 235). الثانية: عن أبي وائل، عنه، بمعنى الطريق الأولى. أخرجه أبو داود (3/ 193 العون)، وأحمد (1/ 463)، وعبد الرزاق (1/ 335)، والنسائي (3/ 19)، وابن أبي شيبة (2/ 73)، والحميدي (1/ 52)، والطيالسي (1/ 106 المنحة)، وأبو يعلى (8/ 384)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 455)، والطبراني في الكبير (10/ 134)، والشافعي في الأم (1/ 123)، وابن حزم في المحلى (4/ 2)، وابن عبد البر في التمهيد (1/ 354)، والبغوي في شرح السنة (3/ 234)، والبيهقي في الكبرى (2/ 248)، وابن حبّان كما في الإحسان (6/ 15 شعيب). كلهم من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل به، وعاصم قال في التقريب (ص 285) صدوق له أوهام. الثالثة: عن أبي الرضراض، عنه بنحوه. أخرجه أحمد (1/ 49)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 455)، وأبو يعلى (9/ 119). وأبو الرضراض ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 521) وسكت عليه، ولم أر من وثّقه، ولم يرو عنه غير أبي الجهم، فهو مجهول. =
= وأما حديث جابر رضي الله عنه، فله عنه طريقان: الأولى: عن أبي الزبير، عنه بنحو حديث عبد الله بن مسعود. أخرجه مسلم (ح 540)، وأبو داود (3/ 195 العون)، وابن أبي شيبة (2/ 73) وأبو عوانة (2/ 139)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 456). الثانية: عن عطاء، عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فبعثني في حاجة، فرجعت وهو يصلي على راحلته ووجهه على غير القبلة، فسلمت عليه فلم يرد علي فلما انصرف قال: إنه لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إلَّا أَنِّي كنت أصلي. أخرجه مسلم (ح 540)، وأبو عوانة (2/ 140)، والبيهقي في الكبرى (2/ 248). وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه، فعن عطاء قال: سلّم على ابن عباس رجلٌ وهو يصلي فلم يرد عليه شيئًا وغمزه بيديه. أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (1/ 457). ورجاله ثقات إلَّا شيخ الطحاوي عبد الله بن محمد بن حشيش لم أجد له ترجمة.
47 - باب الالتزام والمعانقة والمصافحة
47 - بَابُ الِالْتِزَامِ وَالْمُعَانَقَةِ وَالْمُصَافَحَةِ 2703 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثَنِي فُلَانٌ الْعَنَزِيُّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ نَائِمًا فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ فَرَفَعَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَيْهِ فَالْتَزَمَنِي.
2703 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: أيوب بن بشير فهو مستور. الثانية: جهالة فلان العنزي.
تخريجه: أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأخوان" (ح 124) عن إسحاق بن إبراهيم به بلفظه. وأخرجه أبو داود (14/ 123 العون)، وأحمد (5/ 162)، والبيهقي في الكبرى (7/ 100) وفي الشعب (6/ 475)، وفي الآداب (ح 291) كلهم من طريق أيوب بن بشير عن رجل من عنزه أنه قال لأبي ذر: إني أريد أن أسألك .. وذكر سؤاله قال: هل كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصافحكم إذا لقيتموه؟ قال: ما لقيته قط إلَّا صافحني وبعث إليّ ذات يوم ولم أكن في أهلي، فلما جئت أخبرت أنه أرسل إليّ، فأتيته وهو على سريره فالتزمني، فكانت تلك أجود وأجود. =
= قلت: وعليه لا يكون الحديث من الزوائد، ومدار هذه الأسانيد على أيوب بن بشير وقد علمت حاله. وأخرجه الطيالسي (1/ 363 المنحة) من طريق أيوب بن بشير أو رجل آخر، عن قاضي أهل مصر أو قاص- شك أيوب، أنه قال لأبي ذر به بنحوه. وعلته علة الطريق السابقة فأيوب: مستور، والرجل الآخر: لا يُعرف. والقاضي أو القاص مبهم لا يعرف. ويشهد لمعناه حديثان عن أنس، وجابر رضي الله عنهما. أما حديث أنس رضي الله عنه، قال كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا. أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 101) وقال: لم يروه عن شعبة إلَّا عبد السلام تفرّد به الجعفي. قلت: الجعفي هو يحيى بن سليمان قال في التقريب (ص 591) صدوق، يخطئ. أما حديث جابر فيأتي تخريجه في الحديث القادم.
2704 - حَدَّثَنَا (¬1) عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرٍ هُوَ الشَّعْبِيِّ (¬2)، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِنَ الْحَبَشَةِ عَانَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ¬
2704 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علّته مجالد بن سعيد. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 139 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 272) وقال: رواه أبو يعلى وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد وثّق.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 398) بنفس الإسناد والمتن. وهذا الحديث مداره الشعبي واختلف عليه فيه: 1 - فروي عنه، عن جابر، وله عن الشعبي طريقان: الأولى: عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن الشعبي، عن جابر. أخرجه الحاكم (2/ 624)، (3/ 211)، وعنه البيهقي في الدلائل (4/ 246). وفي إسناده الحسن بن الحسين العرني. قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم، كان من رؤساء الشيعة، وقال ابن عدي: لا يشبه حديثه حديث الثقات. وقال ابن حبّان: يأتي عن الأَثبات بالملزقات، ويروي المقلوبات. ميزان الاعتدال (1/ 483). فالإسناد ضعيف جدًا. الثانية: عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن جابر. أخرجه أبو يعلى (3/ 398). =
= وتقدم أنه ضعيف لضعف مجالد. 2 - وروي عنه، عن عبد الله بن جعفر، عن أبيه. أخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 285)، والطبراني في الكبير (9/ 102)، وأبو نعيم في المعرفة (ج 1/ ق 119 ب) كلهم من طريق مجالد بن سعيد، عن الشعبي به. ومجالد ضعيف. 3 - وروي عنه، عن جعفر به. أخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 285) من طريق يحيى بن هانئ، حدّثنا أجلح، عن الشعبي به. ويحيى ابن هانئ هو يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ، قال في التقريب (ص 596): ضعيف، وكان ضريرًا يتلقن. 4 - وروي عنه، عن عبد الله بن جعفر به. أخرجه البيهقي في الكبرى (7/ 101)، وفي الشعب (6/ 477)، وفي سنده مجالد بن سعيد تقدم أنه ضعيف. 5 - وروي عنه مرسلًا وله عن الشعبي طريقان: الأولى: عن أجلح بن عبد الله الكندي، عن الشعبي مرسلًا. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 621)، وعنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 276)، وأبو داود (14/ 131 العون)، ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن الأعرابي في كتاب القبل والمعانقة (ح 37)، والطبراني في الكبير (2/ 108) عن علي بن مسهر، عن أجلح به. وأخرجه ابن سعد في الطبقات، وابن الأعرابي في كتاب القبل والمعانقة (ح 38)، والبيهقي في الكبرى (7/ 101)، وفي الآداب (ح 296) كلهم من طريق سفيان الثوري، عن أجلح به. وأخرجه سفيان بن عيينة في جامعه كما في الفتح (11/ 59) عن أجلح به. =
= وأخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 285) من طريق خالد بن عبد الملك، عن أجلح به. ومدار هذه الأسانيد على أجلح بن عبد الله الكندي، قال في التقريب (ص 96): صدوق، شيعي. الثانية والثالثة: عن إسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي مرسلًا. أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 211). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، إنما ظهر بمثل هذا الإسناد الصحيح مرسلًا، وقد وصله أجلح بن عبد الله. وقال الذهبي: وهو الصواب أي المرسل. قلت: الصواب كما قال الذهبي المرسل إذ رواه جمع من الثقات عن أجلح، عن الشعبي مرسلًا وتابع أجلح إثنان كما تقدم. وللحديث شواهد عن عائشة، وأبي جحيفة، وعلي رضي الله عنهم: أما حديث عائشة رضي الله عنها قالت: لما قدم جعفر وأصحابه استقبله النبي -صلى الله عليه وسلم- فقبّله بين عينيه. فأخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 123)، وابن عدي في الكامل (6/ 220)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 477)، والبغوي في معجم الصحابة كما في الفتح (7/ 60). ومدار أسانيدهم على مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عمير المكي، ضعّفه ابن معين، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك، ميزان الاعتدال (3/ 591)، فالإسناد ضعيف جدًا. وأما حديث أبي جحيفة بنحو حديث عائشة. فأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 277)، والطبراني في الكبير (7/ 102، 25/ 100)، وفي الأوسط كما في المجمع (9/ 271)، وفي الصغير =
= (ح 30). وقال الطبراني في الأوسط والصغير: لم يروه عن معمر إلَّا مخلد بن يزيد، تفرّد به الوليد بن عبد الملك. وفي سند الطبراني في الصغير أحمد بن خالد بن مسرّح الحرّاني قال الدارقطني: ليس بشيء، ميزان الاعتدال (1/ 95)، وبقية رجاله بين ثقه وصدوق. وفي سند الطبراني في الكبير في الموضع الثاني أنس بن مسلم الخولاني له ترجمة في تهذيب تاريخ دمشق (3/ 138). ولم يُورد فيه ابن عساكر جرحًا ولا تعديلًا. وروى عنه جماعة فهو مستور. وأما حديث علي رضي الله عنه، قال: قدم جعفر من أرض الحبشة في يوم فتح خيبر فقبله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 243). وفي إسناده عيسى بن عبد الله بن محمد، قال الدارقطني: متروك الحديث، وقال ابن حبّان: يروي عن آبائه أشياء موضوعة، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. الكامل (5/ 243)، وميزان الاعتدال (3/ 315).
2705 - حَدَّثَنَا (¬1) شَبَابٌ هُوَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ (¬2) حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ حَمْزَةَ (¬3)، حَدَّثَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ عَبْدَيْنِ مُتَحَابَّيْنِ فِي اللَّهِ تَعَالَى يَسْتَقْبِلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَيُصَافِحُهُ وَيُصَلِّيَانِ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا لَمْ يَتَفَرَّقَا (¬4) حَتَّى يُغفر ذُنُوبًا (¬5) لَهُمَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وما تأخر. ¬
2705 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته دُرُست بن حمزة. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 139 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى بإسناد ضعيف لضعف دُرُست بن حمزة. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 504) وصدّره برُوي إشارة إلى تضعيفه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (5/ 334) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 103) وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 194)، عن أبي يعلى به. وأخرجه من طريق أبي يعلى البيهقي في الشعب (6/ 471)، والشجري في أماليه (2/ 143). وأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 45)، وابن حبّان في المجروحين (1/ 289)، =
= ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 725)، وعلقه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 252) كلهم من طريق خليفة بن خيّاط به بنحوه. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 103)، والباطرقاني في جزء من حديثه (ق 165 أ): كما في الضعيفة (2/ 106) كلاهما من طريق درست بن حمزة به بنحوه. ومدار هذه الأسانيد على دُرُست بن حمزة وهو ضعيف. وروي الحديث من طريق آخر بلفظ آخر، فعن مَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: ما من مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه إلَّا كان حقًا على الله أن يجيب دعاءهما ولا يرد أيديهما حتى يغفر لهما. أخرجه أحمد (3/ 142)، والبزار كما في الكشف (2/ 420)، وأبو يعلى (7/ 166)، وابن عدي في الكامل (6/ 414)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 472)، كلهم من طريق ميمون بن سياه به بنحوه. وميمون بن سياه، قال عنه في التقريب (ص 556) صدوق، عابد، يخطئ فالإِسناد ضعيف. ولمعناه شاهد من حديث البراء بن عازب وله عنه أربعة طرق: الأولى: عن أبي إسحاق السبيعي، عنه مرفوعًا: ما من مسلمين يلتقيان ويتصافحان إلَّا غفر لهما قبل أن يتفرقا. أخرجه أبو داود (14/ 121 العون)، والترمذي (7/ 517 التحفة)، وابن ماجه (ح 3703) وأحمد (4/ 289، 303) وابن عدي في الكامل (1/ 427)، والبغوي في شرح السنة (12/ 289)، والبيهقي في الكبرى (9/ 37)، وابن أبي شيبة (8/ 431)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (1/ 176). وقال الترمذي: حديث حسن غريب من حديث أبي إسحاق، عن البراء وروي من غير وجه عن البراء. قلت: الوجوه الأخرى يأتي ذكرها. =
= وقلت: مدار هذه الأسانيد على أبي إسحاق السبيعي وهو مدلس من الثالثة وقد عنعن هنا فالإسناد ضعيف. الثانية: زيد بن أبي الشعثاء، عنه مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه أبو داود (14/ 119 العون) وابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 112)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 193) وعنده جابر بن زيد أبي الشعثاء، وهو تحريف، والبيهقي في الكبرى (7/ 99) والطيالسي (1/ 363 المنحة) ومدار أسانيدهم على زيد بن أبي الشعثاء، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 565) وسكت عليه ولم أر من وثّقه، ولم يرو عنه غير أبي أبلج فهو مجهول، وقال الذهبي في الميزان (2/ 1054): لا يعرف. الثالثة: عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عنه، مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 110)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 195) ومدار إسناديهما على عمرو بن حمزة العيشي، قال البخاري: لا يتابع على حديثه، وقال الدارقطني وغيره: ضعيف، ميزان الاعتدال (3/ 255). الرابعة: عن نفيع الأعمى، عنه مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. أخرجه أحمد (4/ 289)، وابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 111). ومدار إسناديهما على نفيع وهو ابن الحارث، أبو داود، قال في التقريب (ص 565): متروك وقد كذبه ابن معين. وحديث البراء بمجموع طريقي أبي إسحاق السبيعي، ويزيد بن عبد الله بن الشخير حسن لغيره. وعليه يكون حديث الباب باقٍ على ضعفه إذ أن في متنه نكارة فليس في حديث ميمون بن سياه ولا في حديث البراء ذكر الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا المغفرة لما تقدم وتأخّر من الذنوب فهذه مزية لم تعط إلَّا لمحمد -صلى الله عليه وسلم-.
48 - باب تقبيل اليد
48 - بَابُ تَقْبِيلِ الْيَدِ 2706 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ قَالَ: قَالَ ثَابِتٌ لِأَنَسٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ! هَلْ مَسَسْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَنَاوِلْنِيهَا، فَأَعْطَاهُ يَدَهُ فَقَبَّلَهَا. وَقَالَ سُفْيَانُ: حَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ جُدْعَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ لِأَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فذكره.
2706 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علّته علي بن زيد بن جدعان فهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 2/ ق 164) من طريق ابن أبي عمر، به بلفظه. وأخرجه ابن عساكر في نفس الموضع من طريق محمد بن زياد بن الربيع، وعبد الله بن محمد بن المسور الزهري فرّقهما كلاهما عن سفيان بن عيينة، به بنحوه. ومدار هذه الأسانيد على علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. ولتقبيل اليد شواهد عن ابن عمر، وزارع، وسلمة بن الأكوع، وكعب بن مالك، وواثلة بن الأسقع. =
= أما حديث ابن عمر رضي الله عنه قال وذكر قصة ثم قال: فدنونا، يعني من النبي -صلى الله عليه وسلم- فقبلنا يده. فأخرجه أبو داود (14/ 132 العون)، وابن ماجه (ح 3704)، وأبو يعلى (9/ 447)، ومن طريق أبي داود ابن الأعرابي في كتاب القبل والمعانقة (ح 1). ومدار أسانيدهم على يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف. وأما حديث زارع رضي الله عنه وكان في وقد عبد القيس قال: لما قدمنا المدينة فجعلنا نتبادر من رواحلنا فقبّل يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجله .. الحديث. أخرجه أبو داود (14/ 135 العون)، ومن طريقه ابن الأعرابي في كتاب القبل والمعانقة (ح 41)، والبيهقي في الشعب (6/ 476)، وأخرجه ابن قانع في معجمه (ق 47 ب) ولم يذكر تقبيل اليد. ومدار أسانيدهم على أم أبان بنت الوازع، قال في التقريب (ص 755) مقبولة ولا متابع فالإسناد ضعيف. وأما حديث سلمة بن الأكوع قال: بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيدي هذه فقبلناها فلم ينكر ذلك. أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 381)، وابن الأعرابي في كتاب القبل والمعانقة (ح 35). وقال الطبراني لا يروى هذا الحديث عن سلمة إلَّا بهذا الإسناد تفرد به عطّاف. قلت: عطّاف هو ابن خالد المخزومي، قال في التقريب (ص 393) صدوق يَهِم فالإسناد ضعيف وبقية رجال الإسناد بين ثقة، وصدوق. وأما حديث كعب بن مالك قال: أنه لما نزل عذرة أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخذه بيده فقبلها. أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 95). وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 42) وقال: رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. =
= قلت: وفاته أن في إسناده إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة متروك. وأما حديث واثلة بن الأسقع. فعن يحيى بن الحارث الذماري قال: لقيت واثلة بن الأسقع فقلت: بايعت بيدك هذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: نعم، قلت: اعطني يدك أقبلها فأعطانيها فقبلتها. أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 94)، وابن الأعرابي في كتاب القبل والمعانقة والمصافحة (ح 36). وإسناد ابن الأعرابي رجاله ثقات. وعليه يرتقي حديث الباب بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
49 - باب الطيب
49 - بَابُ الطِّيبِ 2707 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ، [حَدَّثَنَا] (¬1) حَنَّانُ الْأَسَدِيُّ (¬2)، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: إِذَا أُهْدِيَ لِأَحَدِكُمْ رَيْحَانٌ فَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْجَنَّةِ. *هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ حسن. ¬
2707 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف من أجل حنان الأسدي فهو مجهول وحسّنه الحافظ هنا في المطالب. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 73 أمختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (1/ 289 الفيض) وبيّن أنه مرسل. وذكره الألباني في ضعيف الجامع (ح 385) وضعّفه.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 555) بنفس الإسناد والمتن. =
= وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 17) من طريق روح، به بلفظه. وأخرجه أبو داود في المراسيل (ح 501)، والترمذي في السنن (8/ 75 التحفة)، وفي الشمائل (ح 211)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (1/ 429)، ومن طريق الترمذي البغوي في شرح السنة (12/ 87) كلهم من طريق حجاج الصواف، به بنحوه. وقال الترمذي: هذا حديث غريب حسن، ولا نعرف لحنان غير هذا الحديث، وأبو عثمان النهدي اسمه عبد الرحمن ابن مل، وقد أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يره، ولم يسمع منه. ونقل المناوي في فيض القدير (1/ 289) عن الترمذي أنه قال: غريب ولم يحسّنه، وقال الألباني في الضعيفة (2/ 185): وكذلك هو في نسخة بولاق من الترمذي (2/ 130) فلعله الصواب. قلت: وبإخراج الترمذي له في السنن لا يكون من الزوائد. ومدار هذه الأسانيد على حنان الأسدي وقد علمت حاله. وللنهي عن رد الطيب شواهد تأتي في الحديث القادم.
2708 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى وَيَحْيَى فَرَّقَهُمَا، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمِّ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَا تَرُدُّوا الطيب، فإنه خفيف المَحْمَل طيب الريح.
2708 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل عبد الحميد بن جعفر إلَّا أنه مرسل. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 73 أمختصر) وقال: رواه مسدّد مرسلًا.
تخريجه: لم أجده. لكن ورد معناه في أحاديث عن أبي هريرة، وأنس، وابن عمر، وزينب بنت جحش، وجابر، ومحمود بن شرحبيل رضي الله عنهم أما حديث أبي هريرة فله عن طريقان: الأولى: عن الأعرج، عنه مرفوعًا: من عُرض عليه طيب فلا يرده، فإنه خفيف المحمل، طيب الريح. رواه مسلم (ح 2253)، والنسائي (8/ 189)، وأبو داود (11/ 229 العون)، وأحمد (2/ 320)، وأبو يعلى (11/ 28 أ)، وابن حبّان: كما في الإحسان (7/ 284)، والبيهقي في الكبرى (3/ 245)، وفي الشعب (5/ 130)، وفي الآداب (ح 861). الثانية: عن أبي سلمة، عنه مرفوعًا: إذا أتي أحدكم بالطيب فليمس منه، إذا أتي بالحلوى فليصب منه. أخرجه البزّار: كما في الكشف (3/ 374)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 229 ب) والبيهقي في الشعب (5/ 99)، وابن حبّان في المجروحين (2/ 206) وذكر الحلوى فقط. وابن عدي في الكامل (6/ 21). وقال البيهقي: تفود به فضالة بن حصين العطار وكان متهمًا بهذا الحديث، والله =
= أعلم. وقال ابن عدي: وهذا لا يرويه عن محمد بن عمرو في العطر غير فضاله وكان عطارًا فاتهم بهذا الحديث بهذا الإِسناد خاصة لينفق العطر. وانظر لسان الميزان (4/ 508). وأما حديث أنس رضي الله عنه فله عن طريقان: الأولى: عن ثمامة بن عبد الله، عنه، أنه كان لا يرد الطيب. وزعم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يرد الطيب. أخرجه البخاري (10/ 370 الفتح)، والنسائي (8/ 189)، والترمذي في السنن (8/ 73 التحفة)، وفي الشمائل (ح 208)، والبيهقي في الشعب (5/ 130)، وفي الآداب (ح 860)، والبغوي في شرح السنة (12/ 87). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الثانية: عن إسماعيل بن عبد الله، عنه قال: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عرض عليه طيب فرده. أخرجه البزّار: كما في الكشف (3/ 374)، والبغوي في شرح السنة (12/ 87). وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن إسماعيل إلَّا من حديث مبارك. قلت: مبارك هو ابن فضالة صدوق لكنه مُدَلس عده الحافظ ضمن أصحاب المرتبة الثالثة، الذين لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع، ولم يصرح هنا بالسماع فالإِسناد ضعيف. وأما حديث ابن عمر مرفوعًا: ثلاث لا ترد: الوسائد، والدهن، واللبن. فأخرجه الترمذي في السنن (8/ 84 التحفة)، وفي الشمائل (ح 209)، والطبراني في الكبير (12/ 336) وابن حبّان في الثقات (4/ 110)، والبيهقي في الشعب (5/ 132)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 99)، والبغوي في شرح السنة (12/ 88). =
= وقال الترمذي: هذا حديث غريب. وعبد الله بن مسلم هو ابن جندب وهو مديني. قال الألباني في الصحيحة (2/ 183): وكأنه خفي حاله على الترمذي، ولذلك استغرب حديثه وقد عرفه غيره فقال ابن أبي حاتم في كتابه (2/ 165): سُئل أبو زرعة عنه؟ فقال: مديني لا بأس، به. اهـ. قلت: قال الحافظ في التقريب (ص 323): لا بأس به. وبقية رجال الإِسناد بين ثقة وصدوق فإسناد الترمذي حسن. وأما حديث زينب بنت جحش قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اقبلوا الكرامة، وأفضل الكرامة الطيب خفيف أخفه محملًا وأطيبه ريحًا. فأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 230 أ)، والدارقطني في الأفراد: كما في الكنز (ح 17342). وقال الطبراني: لم يرو عن زينب إلَّا بهذا الإِسناد تفرد به بشر. قلت: بشر هو ابن عبيس. ذكره ابن أبي حاتم (2/ 362) وسكت عليه ولم أر من وثقه، وروى عنه غير واحد فهو مستور. وفيه نافع بن خارجة لم أجد له ترجمة. وأما حديث محمود بن شرحبيل مرفوعًا: لا تردوا الطيب، ولا شربة عسل. أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 312)، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 125). قلت: في إسناده بقية بن الوليد وقد عنعن فالإِسناد ضعيف. وأما حديث جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: إذا أتي أحدكم بريح طيب فليصب منها. أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 186) وفيه علتان: الأولى: فيه ابن أبي ليلى ضعيف. الثانية: عنعنة أبي الزبير وهو مدلس.
50 - باب من دعا صاحبه فأجاب بلبيك
50 - بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَأَجَابَ بِلَبَّيْكَ 2709 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جُبَارَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا [إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ] (¬1)، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ (¬2)، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، [عن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] (¬3) قَالَ: إِنَّ رَجُلًا نَادَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلَاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِ: لبيك، لبيك. ¬
2709 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علّته جبارة بن المغلس. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 20) وقال: رواه أبو يعلى في الكبير عن شيخه جبارة بن المغلس وثّقه ابن نمير وضعّفه الجمهور وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
تخريجه: هو في المقصد العلي (ق 114 ب) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه تمام في فوائده: كما في الروض البسام (3/ 441) من طريق أبي يعلى، به بلفظه. =
= ويشهد لمعناه أحاديث عن معاذ: وأبي ذر، ومحمد بن حاطب -رضي الله عنهم-: أما حديث معاذ قال: أنا رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا معاذ! قلت: لبيك وسعديك -ثم قال مثله ثلاثًا- هل تدري ما حق الله على العباد؟ قلت: لا، قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا. ثم سار ساعة فقال: يا معاذ، قلت: لبيك وسعديك قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ أن لا يعذبهم. لفظه البخاري. فأخرجه البخاري (11/ 60 الفتح)، ومسلم (ح 30)، وأحمد (3/ 260)، (5/ 228)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 943)، وابن منده في الإيمان (1/ 233)، وأبو عوانة (1/ 17). وأما حديث أبي ذر قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في حرة المدينة عشاء أستقبلنا أحدٌ فقال: يا أبا ذر! ما أحب أن أحدًا لي ذهبًا تأتي عليه أو ثلاث عندي منه دينار إلَّا أرصده لدين، إلَّا أن أقول به في عبّاد الله هكذا وهكذا -وأرانا بيده- ثم قال: يا أبا ذر!، قلت: لبيك وسعديك. فأخرجه البخاري (11/ 61 الفتح)، ومسلم (ح 94)، والبيهقي في الكبرى (10/ 189). وأما حديث محمد بن حاطب قال: تناولت قدرًا كانت لي فاحترقت يدي، فانطلقت بي أمي إلى رجل جالس فقالت له يا رسول الله! فقال: لبيك وسعديك .. الحديث. فأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ح 1025). وفي إسناده سماك بن حرب صدوق، وروايته عن عكرمة ضعيفة، وروايته هنا عن محمد بن حاطب، وبقية رجاله ثقات فالإسناد حسن إن شاء الله. وعليه يتبين أن الذي ورد عن الصحابة وأقره الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو فعله رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هُوَ قوله لبيك وسعديك والمعنى واحد فيرتقى حديث الباب بهذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
51 - باب النهي عن الفحش
51 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْفُحْشِ 2710 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عن أابن سِنَانٍ، (¬1) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: المستبان ما قالا فعلى البادىء حَتَّى يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أبو علي، حدّثنا يونس بهذا (¬2). ¬
2710 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن من أجل سعد بن سنان.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى (7/ 250)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 35) كلاهما من طريق يونس بن محمد به بلفظه. وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 216) من طريق الليث بن سعد به بلفظه. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 424)، والطبراني في مسند الشاميين =
= (1/ 154) كلاهما من طريق يزيد بن أبي حبيب به بلفظه. وعند الطبراني يزيد، عن أنس وسقطت الواسطة بينهما. إلَّا أن البخاري، والقضاعي، والخرائطي ذكروا سعد بن سنان بدلًا من أبي سنان، وعند أبي يعلى ابن سنان وهو الصحيح، إذ لا تعرف ليزيد بن أبي حبيب رواية عن أبي سنان ولا لأبي سنان رواية عن أنس كما في تهذيب الكمال (خ 2/ 1079، 3/ 1531)، والعكس صحيح عند سعد بن سنان. وللحديث شاهدان عن أبي هريرة، وعياض بن حمار رضي الله عنهما. أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا بلفظ حديث أنس. فأخرجه مسلم (ح 2587)، وأبو داود (13/ 237 العون)، والترمذي (6/ 115 التحفة)، وأحمد (2/ 235، 517، 488)، والبخاري في الأدب المفرد (423)، وأبو يعلى (11/ 365)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 34)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 216)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 492)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 222)، والبيهقي في الكبرى (10/ 235)، وفي الشعب (5/ 283)، والبغوي في شرح السنة (13/ 133). وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأما حديث عياض بن حمار قال: قلت يا رسول الله! الرجل من قومي يشتمني وهو دوني فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان فما قالاه فهو على البادىء حتى يعتدي المظلوم. فأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 366)، والطيالسي (ص 146)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (10/ 235) من طريق قتادة، عن يزيد بن عبد الله الشخير، عن عياض به. وإسناده صحيح. وعليه يرتقى حديث الباب بهذين الشاهدين إلى الصحيح لغيره.
2711 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، ح وأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[قَالَ] (¬1): لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: خَبثت نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَت نَفْسِي (¬2). قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وغيرهما من حديث يونس بن يزبد، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل (¬3)، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكِلَا الْحَدِيثَيْنِ صَحِيحٌ، وَأَبُو أُمَامَةَ (¬4) لَهُ رِؤيَةٌ ورِوَايَةٌ, وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ، وَتَقَدَّمَ فِي فَضْلِ الْحَيَاءِ شَيْءٌ مِنْ هذا الباب. ¬
2711 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أن الزهري لم يصرح فيه بالحديث وهو مُدلس من الثالثة فالإِسناد ضعيف.
تخريجه: أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 146)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 1052) كلاهما من طريق سفيان به بلفظه. وأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20991) عن الزهري به بلفظ: لا يقل أحدكم أني خبيث النفس، ولكن ليقل: إني لقس النفس. ولم يصرح الزهري بالحديث في هذه الأسانيد. =
= وأما حديث أبي أمامة بن سهل، عن أبيه الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر. فأخرجه البخاري (10/ 563 الفتح)، ومسلم (ح 2250)، وأبو داود (13/ 325 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 810)، والطحاوي في المشكل (1/ 146)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 1051)، وعنه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 307)، والطبراني في الكبير (6/ 78)، والبيهقي في الشعب (4/ 310)، وفي الآداب (ح 431). وللحديث شاهدان عن عائشة، وأبي هريرة رضي الله عنهم: أما حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خبثت نفسي، ولكن ليقل لقست نفسي. فأخرجه البخاري (10/ 563 الفتح)، ومسلم (ح 2251)، وأبو داود (13/ 325)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 809)، وأحمد (6/ 51، 66، 209، 231, 281)، والحميدي (1/ 128)، وإسحاق ابن راهويه (1/ 285)، وابن أبي شيبة (9/ 67)، وأبو عبيد في غريب الحديث (3/ 334)، وأبو بكر بن أبي داود في "جزء مما أسندت عائشة" (ح 6)، والطحاوي في المشكل (1/ 145)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 491)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 1049)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 361)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 58، 217) والبيهقي في الشعب (4/ 310)، والبغوي في شرح السنة (12/ 359). وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، بلفظ حديث عائشة. فأخرجه أبو يعلى في المسند (10/ 237)، وفي معجم شيوخه (ح 33)، وعنه ابن عدي في الكامل (3/ 232) من طريق زمعة، عن بديل، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. وزمعة هو ابن صالح، ضعيف. وعليه يرتقى حديث الباب بالشواهد الصحيحة إلى الحسن لغيره.
2712 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لا تَسُبُّوا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَلَا الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ (¬1)، وَلَا الرِّيَاحَ، فَإِنَّهَا تُرْسل رَحْمَةً لِقَوْمٍ وَعَذَابًا لِقَوْمٍ. ¬
2712 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: ضعف سفيان بن وكيع. الثانية: ضعف ابن أبي ليلى. الثالثة: عنعنة أبي الزبير وهو مدلس. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 142 ب مختصر) وقال رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف محمد بن أبي ليلى. قلت: هكذا ولم يذكر بقية العلل. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 71) وقال: رواه أبو يعلى لإسناد ضعيف.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 178) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 18)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 615) كلاهما من طريق ابن أبي ليلى، عن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرفوعًا مرسلًا. وتابع ابن أبي ليلى سعيد بن بشير، عن أبي الزبير به بنحوه. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 164 أ)، وفي الدعاء (3/ 1718)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 371). =
= وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلَّا سعيد بن بشير تفرّد به محمد بن بكّار. قلت: بل رواه غيره عن أبي الزبير كما تقدم. لذا قال أبو حاتم كما في العلل (2/ 286): لا أعلم رواه إلَّا ابن أبي ليلى وسعيد بن بُشير. وسعيد بن بشير ضعيف، ثم أنه رواه عن أبي لزبير ولم يصرح الثاني بالتحديث فالحديث باقٍ على ضعفه. ولشطره الأخير المتعلق بالنهي عن سب الريح شواهد عن أبي هريرة، وأبي بن كعب، وابن عباس رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة مرفوعًا: الريح من روح الله تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلو الله من خيرها، واستعيذوا به من شرها. فأخرجه أبو داود (14/ 3 العون)، وابن ماجه (ح 3727)، وأحمد (2/ 250، 267، 437)، والشافعي في الأم (1/ 253)، وابن أبي شيبة (9/ 19)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 932) والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 382)، وأبو يعلى (10/ 527)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 20004)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 924)، والطبراني في الدعاء (2/ 1256)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 702)، وابن حبّان كما في الإِحسان (3/ 287 شعيب). وإسناد معمر صحيح. أما حديث أبي بن كعب رضي الله عنه، مرفوعًا قال: لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقدلوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح .. الحديث. فأخرجه الترمذي (6/ 527 التحفة)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 933)، وأحمد (5/ 123)، والطحاوي في المشكل (1/ 398)، وعبد الله بن أحمد في الزوائد (5/ 123)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 719)، والحاكم (2/ 272)، والبيهقي في الشعب (4/ 315)، وابن السني في عمل اليوم والليلة =
= (ح 298)، وأبو الشيخ في العظمة (4/ 1312). وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: مدار أسانيدهم على حبيب بن أبي ثابت وهو مدلس من الثالثة، ولم يصرح بالتحديث. إلَّا أنه لم ينفرد إذ تابعه شعبة عند النسائي في عمل اليوم والليلة (ح 938) وبقية رجاله ثقات فالإسناد صحيح. وأما حديث ابن عباس مرفوعًا: لا تلعن الريح فإنها مأمورة. فأخرجه أبو داود (13/ 253 العون)، والترمذي (6/ 112 التحفة)، وابن أبي شيبة (10/ 217) موقوفًا، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 499)، والطبراني في الكبير (12/ 160)، والبيهقي في الشعب (4/ 316)، وأبو الشيخ في العظمة (4/ 1315). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعلم أحدًا أسنده غير بشر بن عمر. قلت: بشر بن عمر قال في التقريب (ص 123) ثقة وبقية رجال الإسناد كلهم ثقات، لذلك صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/ 189)، وفي صحيح سنن أبي داود (3/ 927).
2713 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ (¬1): سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ، يُحَدِّثُ عَنْ [يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ] (¬2)، عَنْ مَرْثَدٍ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: الْقَائِلُ بِالْفَاحِشَةِ وَالَّذِي يَسْمَعُ في الإثم سواء (¬3). ¬
2713 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علّته حسّان بن كريب فهو مجهول الحال. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 91) وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير حسان بن كريب وهو ثقة. وتبعه حسين أسد. محقق مسند أبي يعلى فقال: رجاله ثقات. قلت: حسان بن كريب، لم أجد من وثّقه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 420) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 324) هن طريق أبي. موسى به بلفظ القائل الفاحشة والذي يشيع بها في الإثم سواء. ومعنى لفظ البخاري يختلف عن معنى لفظ أبي يعلى، مع أنهما رووه من طريق واحد والحديث ذكره الهندي في الكنز (ح 8984) بلفظ أبي يعلى وعزاه له، وللبخاري في الأدب المفرد. كما روى الحديث البيهقي في الشعب (7/ 44) من طريق وهب بن جرير به بلفظ أبي يعلى فتبيّن من ذلك أن لفظ أبي يعلى هو الأرجح. ومدار هذه الأسانيد على حسان بن كريب وقد علمت حاله. فالأثر ضعيف.
2714 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ أُسَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُصَلِّي عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَخَرَجَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَقَالَ: تُصَلِّي (¬2) عِنْدَ قَبْرِهِ؟ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّهُ، فَقَالَ لَهُ قَوْلًا قَبِيحًا ثُمَّ أَدْبَرَ، فَانْصَرَفَ أُسَامَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لِمَرْوَانَ: إِنَّكَ آذَيْتَنِي، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ (¬3): إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبْغِضُ الْفَاحِشَ المتفحش، وإنك فاحش متفحش. ¬
2714 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علّته عنعنة محمد بن إسحاق وهو مُدَلس.
تخريجه: أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 481)، عن أبي يعلى به بلفظه. وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 166)، من طريق وهيب بن جرير به بنحوه. وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 683)، من طريق محمد بن إسحاق به بنحوه دون ذكر القصة. ومدار هذه الأسانيد على محمد بن إسحاق ولم يصرح بالتحديث، إلَّا أنه لم ينفرد إذ تابعه اثنان: الأول: عثمان بن حكيم، عن محمد بن أفلح. أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 334)، وابن أبي حاتم في العلل (2/ 334)، والطبراني في الكبير (1/ 165)، وفي الأوسط (1/ 220)، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 188)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 27) معلقًا، كلهم من =
= طريق محمد بن أفلح مولى أبي أيوب، عن أسامة بن زيد قال: أشهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إني سمعته يقول: لا يحب الله الفاحش المتفحش. قلت: ومحمد بن أفلح مولى أبي أيوب ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 26)، ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم أر من وثّقه، ولم يرو عنه غير واحد، فهو مجهول والإسناد ضعيف. الثاني: أبو معشر، عن سليم مولى ليث، عن أسامة به بنحوه. أخرجه أحمد (5/ 202). وأبو معشر قال في التقريب (ص 559) ضعيف وسليم مولى ليث قال الحافظ في تعجيل المنفعة (ص 164): لا يعرف فالإسناد ضعيف. وللمرفوع منه شواهد كثيرة عن عبد الله بن عمرو، وعائشة، وأبي هريرة، وسهل بن الحنظلية، وجابر، وأبي سعيد الخدري، وأبي الدرداء رضي الله عنهم. أما حديث عبد الله بن عمرو فله عنه أربع طرق: الأولى: عن أبي سبرة، عنه مرفوعًا: إن الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش ... لحديث. أخرجه أحمد (2/ 162)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 285)، والآجري في الشريعة (ص 353)، وابن المبارك في الزهد (ح 1610)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 367). وأبو سبرة، قال في الميزان (2/ 111): مجهول. الثانية: عن أبي كثير الزبيدي، عنه مرفوعًا: ألا فاتقوا الله، وإياكم والفحش، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش. أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 319)، والطيالسي (ص 300)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 138)، والبيهقي في الشعب (7/ 425)، والحاكم (1/ 11)، وأحمد (2/ 159، 191، 195)، والببهقي في الكبرى (10/ 243). =
= وأبو كثير الزبيدي، الراجح أنه زهير بن الأقمر قال في التقريب (ص 668) مقبول. قلت: نقل الحافظ في التهذيب (12/ 231)، توثيق العجلي، والنسائي له فهو ثقة، وبقية رجال الطيالسي ثقات فإسناده صحيح. الثالثة: عن بكر بن عبد الله المزني مرفوعًا بنحو الطريق السابقة. أخرجه الحسن بن عرفة في جزئه (ح 90)، ومن طريقه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 843)، والبيهقي في الشعب (6/ 46)، وإسناد الحسن بن عرفة رجاله ثقات، وهو ثقة فالأسناد صحيح. الرابعة: عن يحيى بن يعمر: عنه مرفوعًا: إن الله يبغض الفاحش المتفحش. أخرجه الشجري في أماليه (2/ 261)، وفي سنده عبّاد بن صهيب، قال في الميزان (2/ 367): أحد المتروكين، فالإسناد ضعيف جدًا. وأما حديث عائشة رضي الله عنها فله عنها طريقان: الأولى: عن أبي سلمة، عنها قالت: جاء رجل يستأذن عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: بئس أخو العشيرة، فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فبشّ به، فقالت عائشة: فقلت له في ذلك! فقال: يا عائشة! إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش. أخرجه أبو داود (ح 4792)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 755)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 340)، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 214). ورجاله ثقات إلَّا محمد بن عمرو، فهو صدوق والإسناد حسن. الثانية: عن سهيل، عن أبيه، عنها مرفوعًا: إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ... لحديث. أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 288، 3/ 38)، وإسناده صحيح. وأما حديث سهل بن الحنظلية قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إنكم قادمون على إخوانكم فأحسنوا لباسكم وأصلحوا رحالكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، إن =
= الله لا يحب الفحش والتفحش. فأخرجه أبو داود (11/ 146 العون)، وأحمد (4/ 180)، وابن المبارك في الزهد (ح 853)، وابن أبي شيبة (5/ 345)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 65)، والطبراني في الكبير (6/ 94)، والحاكم (4/ 183)، والبيهقي في الشعب (5/ 164)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 98) معلقًا، كلهم من طريق قيس بن بشر التغلبي، قال: أخبرني أبي، عن سهل بن الحنظلية به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: كيف وقد قال الذهبي في الميزان (3/ 392)، عن قيس، وأبيه: لا يعرفان. وقال الحافظ في التقريب (ص 456)، عن قيس: مقبول قلت: نقل الحافظ في التهذيب (8/ 344) قول أبي حاتم فيه: ما أرى بحديثه بأسًا. اهـ. وقال أبو زرعة كما في الجرح والتعديل (7/ 94): رجل صدق: فهو صدوق. وقال الحافظ في التقريب (ص 124)، عن بشر بن قيس والدقيس (ص 124): صدوق، مع أنه لم ينقل في التهذيب (1/ 399) توثيق أحد له إنما نقل ذكر ابن حبّان له في الثقات وذكر بشر بنُ أبي حاتم في الجرح (2/ 364)، وسكت عليه وروى عنه غير واحد، فهو مستور، والإسناد ضعيف. وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأولى: عن أبي سلمة، عنه مرفوعًا: إن الله يبغض الفاحش المتفحش. أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 737)، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 92). وفي إسناده أيوب بن عتبة القاضي قال في التقريب (ص 118): ضعيف. الثانية: عن المقبري، عنه مرفوعًا: إياكم والفحش، فإن الله عَزَّ وَجَلَّ لا يحب الفاحش المتفحش ... الحديث. أخرجه أحمد (2/ 431)، والحميدي (2/ 490)، والخرائطي في مساوئ =
= الأخلاق (ح 354)، والحاكم (1/ 12)، والبيهقي في الشعب (7/ 424)، وفي الأدب (ح 108)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 373)، وابن حبّان كما في الإحسان (11/ 580 شعيب)، وصححه الحاكم وقال: على شرط مسلم. وهو صحيح كما قال ولكن بمجموع الطرق. وأما حديث جابر رضي الله عنه مرفوعًا: لا يحب الله الفاحش المتفحش، الصبّاح في الأسواق. فأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 310)، وابن عدي في الكامل (6/ 17)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 337)، وفي سنده الفضل بن مبشر قال في التقريب (ص 447) فيه لين فالإِسناد ضعيف. وأما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا: إن الله لا يحب الفاحش المتفحش. فأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 327). وفي سنده فضيل بن سليمان، قال في التقريب (ص 447): صدوق، له خطأ كثير فالإِسناد ضعيف. وعليه يرتقي حديث الباب بمجموع المتابعات والشواهد إلى الحسن لغيره.
2715 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَإِذَا قَالَ لَهُ: [يَا كَافِرُ] (¬1) فهو كقتله. ¬
2715 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه: 1 - منقطع فأبو قلابة لم يسمع من عمران بن حصين وفاتُه كانت سنة أربع ومائة وقيل بعد ذلك، ووفاة عمران سنة اثنتين وخمسين. ولم يسمع أبو قلابة ممن عاش بعد عمران من الصحابة كما في جامع التحصيل (ص 211). 2 - شاذ الإِسناد كما سيأتي. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 142 أمختصر) وقال: رواه أحمد بن منيع بسند منقطع.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 194)، والبزار كما في الكشف (2/ 431)، كلاهما من طريق حماد بن سلمة به إلَّا أن أبا قلابة رواه عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، وجعل البزّار شطره الأول متنًا لحديث منفصل عن شطره الثاني بسند سواء، وقال بعد الأول: لا نعلمه بهذا اللفظ إلَّا عن عمران، وإسحاق حدث بأحاديث لم يتابع عليها. وقال بعد الثاني: لا نعلمه يروي إلَّا عن عمران، وثابت بن الضحاك وحديث عمران أحسن إسنادًا وعمران أجل، ولا تعلم روى هذا إلَّا حماد. قلت: حديث ثابت بن الضحاك الذي أشار إليه البزّار، قال عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ =
= حلف بملة غير الإِسلام كاذبًا فهو كما قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم ولعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمنًا بكفر فهو كقتله. لفظ البخاري. أخرجه البخاري (10/ 514 الفتح)، ومسلم (ح 110)، وأبو داود (9/ 83 العون)، والنسائي (7/ 5)، والترمذي (5/ 147 التحفة)، وابن ماجه (ح 2098)، وأحمد (4/ 33، 34)، وأبو عوانة (1/ 44)، والطحاوي في المشكل (1/ 361)، وأبو يعلى (3/ 104)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 21)، والطبراني في الكبير (2/ 72، 73)، والبيهقي في الكبرى (23/ 8، 10/ 30)، والبغوي في شرح السنة (10/ 8)، وابن الأثير أسْدُ الغابة (1/ 272)، كلهم من طرق مختلفة عن أبي قلابة، عن ثابت بن الضحاك. فكيف يكون حديث عمران أحسن إسنادًا، وجلالة عمران رضي الله عنه لا علاقة له بالسند. ثم إنه قال: لا نعلم روى هذا إلَّا حماد. قلت: إن كان يعني حديث عمران فنعم، وإن كان يعني المتن فلا، إذ رواه ثمانية غير حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ ثابت بن الضحاك وهم: 1 - وهيب بن خالد ـــــــــ عند البخاري، والطبراني. 2 - حماد بن زيد ـــــــــــ عند الطبراني. 3 - سفيان بن عيينة ـــــــــ عند أبي عوانة، والطبراني. 4 - شعبة بن الحجاج ـــــــــ عند مسلم، والطبراني. 5 - أشعث بن سوار ـــــــــ عند الطبراني. 6 - معمر ــــــــــــــ عند أحمد، والطبراني. 7 - روح بن القاسم ـــــــــ عند الطبراني. 8 - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ــ عند الخرائطي.
= بل في اجتماع هؤلاء في رواية الحديث عن أيوب، عن أبي قلابة، عن الضحاك، وفيهم شعبة بن الحجاج دلالة على وَهم حماد بن سلمة في جعل الحديث من رواية عمران بن حصين. وحمّاد تقدم في ترجمته أنه لا يحتج بحديثه إن خالف الثقات فيكون إسناده شاذًا.
2716 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [عَنْ] (¬1) صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عون بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: صَرَخَ دِيكٌ (¬2) عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ رَجُلٌ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تَسُبَّهُ ولا تلعنه (¬3) فإنه يدعو للصلاة. ¬
2716 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: 1 - إسماعيل بن عياش روى عن مدني وروايته عن غير الشاميين ضعيفة، ثم أنه لم يصرح بالتحديث. 2 - رواية عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابن مسعود مرسلة كما تقدم في ترجمته. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 142 أمختصر)، وسكت عليه.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 7857) بنفس الإسناد والمتن. وهذا الحديث مداره على صالح بن كيسان واختلف عليه فيه: 1 - فروي عنه، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود به. أخرجه الحارث كما في المطالب هنا، وتقدم الحكم عليه. 2 - ورُوي عنه، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن ابن مسعود به. ورواه عنه اثنان بهذا الإسناد: الأول: إسماعيل بن عياش. =
= أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 18)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (4/ 268)، وعلّته إسماعيل بن عياش. الثاني: مسلم بن خالد الزنجي. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 433)، والبيهقي في الشعب (4/ 298). ومسلم بن خالد، قال في التقريب (ص 529)، صدوق كثير الأوهام فالإِسناد ضعيف. 3 - وروي عنه، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عن ابن عباس مرفوعًا به. أخرجه أبو سعيد النقّاش في فوائد العراقيين (ح 19)، مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ صالح به، والحسن بن أبي جعفر قال في التقريب (ص 159) ضعيف فالإِسناد ضعيف. 4 - ورُوي عنه، عن عبيد الله بن عتبة، عن أبي هريرة مرفوعًا به. أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ح 1448)، من طريق خالد بن مخلد، عن سليمان التيمي، عن صالح به. وخالد بن مخلد صدوق له بعض المناكير فيظهر أن هذا من مناكيره. 5 - ورُوي عنه، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عن زيد بن خالد يرفعه به. أخرجه أبو داود (14/ 6 العون)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 945)، وأحمد (4/ 115، 5/ 193)، والحميدي (6/ 352)، وعبد بن حميد في المنتخب (ح 278)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 20498)، والطيالسي (ص 129)، وابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 493)، والطبراني في الكبير (5/ 240)، وفي الدعاء (3/ 1719)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 346)، والبغوي في شرح السنة (12/ 199)، والبيهقي في الشعب (4/ 299)، والبغوي في الجعديات (2999)، من طرق عن صالح به. وإسناد معمر صحيح. =
= قلت: وهذا هو الصواب إذ رواه جمع، عن صالح بهذا الإسناد وصرح الأئمة بذلك. فقال البزّار: والصواب، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ [عن] تصحفت إلى ابن زيد بن خالد. وقال أبو نعيم: والصحيح رواية صالح، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عن زيد بن خالد، وقال الحافظ ابن حجر في المطالب (ح 2717): وَالصَّوَابُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خالد.
2717 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْوَهُ. * وَالصَّوَابُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ.
2717 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه شاذ كما تقدم في الحديث السابق رقم (2716). وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 142 أمختصر) وقال: رواته ثقات.
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (ح 1448) بنفس الإسناد والمتن وتقدم تخريجه.
2718 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ الْمُسْتَمْلِيُّ، حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَدَغَتْ رَجُلًا بُرْغُوثٌ، فَلَعَنَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تَلْعَنْهَا، فَإِنَّهَا نَبَّهَتْ نَبِيًّا من الأنبياء للصلاة.
2718 - [1] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: عمار بن هارون فهو متروك. الثانية: ضعف سويد أبي حاتم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 142 ب مختصر) وسكت عليه. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 475) وقال: رواته رواة الصحيح إلَّا سويد بن إبراهيم.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (5/ 33، 429) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1720) من طريق أبي ياسر به بلفظه. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 1237)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 158)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 714)، والبزار كما الكشف (2/ 434)، وابن حبّان في المجروحين (1/ 346)، وابن عدي في الكامل (3/ 422)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 714)، والدولابي في الكنى (1/ 142)، والبيهقي في الشعب (4/ 300)، كلهم من طريق سويد به بنحوه. وقال العقيلي: لا يصح في البراغيث شيء. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. وتابع سويدًا سعيدُ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذُكِرَتِ الْبَرَاغِيثُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّهَا توقظ للصلاة. =
= أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 164 ب)، والبيهقي في الشعب (4/ 300)، وقال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلَّا سعيد تفرّد به الوليد. قلت: سعيد بن بشير ضعيف، ويروي عن قتادة المنكرات فلا يصلح للاعتبار. ويشهد له حديثان عن علي، وأبي سعيد رضي الله عنهما. أما حديث علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: نَزَلْنَا مَنْزِلًا فَآذَتْنَا الْبَرَاغِيثُ فَسَبَبْنَاهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا تسبوها، فنعمت الدابة إنها أيقظتكم لذكر الله تعالى. فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2720) وهو ضعيف جدًا. وأما حديث أبي سعيد بنحو حديث أنس. فأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 159)، وفي إسناده سَلّام الطويل، قال في التقريب (ص 261): متروك. وزيد بن الحواري العمي، قال في التقريب (ص 223): ضعيف فالإِسناد ضعيف جدًا. وذكر حديث البرغوث السخاوي في المقاصد الحسنة وقال: أفرد له شيخنا جزءًا. وللسيوطي فيه جزءًا سماه: الطرثوث في خبر البرغوث ذكره الغماري في حاشية المقاصد. وذكر حديث البرغوث ملا على القارئ في الأسرار المرفوعة (ص 468) ونقل قول العقيلي الذي ذكرته آنفًا وتعقبه فقال: هذا غريب منه، فقد روى أحمد، والبزار، والبخاري في الأدب، والطبراني في الدعوات عِن أنس .. الحديث. قلت: قد علمت حال الحديث وحال شواهده ولم أجده في المسند.
2718 - [2] وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا (¬1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ (¬2)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذُكِرَت البراغيثُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّهَا تُوقِظُ لِلصَّلَاةِ. ¬
2718 - [2] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: عنعنة الوليد بن مسلم وهو مدلس. الثانية: ضعف سعيد بن بشير. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 475) وقال: رواته ثقات إلَّا سعيد بن بشير.
تخريجه: هو في مجمع البحرين (ق 164 أ) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 300) من طريق الوليد بن مسلم قال: حدّثنا سعيد بن بشير فعليه زالت علة التدليس وبقيت العلة الثانية. وتقدم تخريجه في الطريق السابقة.
2719 - حَدَّثَنَا (¬1) هَاشِمُ بْنُ مَرْثَد، حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقاضِي، عَنْ [سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ] (¬2) عَنْ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: نَزَلْنَا مَنْزِلًا فَآذَتْنَا الْبَرَاغِيثُ فَسَبَبْنَاهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تَسُبُّوهَا، فَنِعْمَتِ الدابة فإنها أيقظتكم لذكر الله تعالى. لا يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ إلَّا بِهِ تَفَرَّدَ بِهِ [آدم] (¬3). ¬
2719 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: الأولى: سعد بن طريف فهو متروك. الثانية: الأصبغ بن نباته فهو متروك. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 475) وضعّفه. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 77) وقال: فيه سعد بن طريف وهو متروك.
تخريجه: هو في مجمع البحرين (ق 164 أ) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 120)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 713) من طريق سعد بن طريف به بنحوه.
2720 [1]،- حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو خَيْثَمَةَ، [حَدَّثَنَا] (¬2) ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَارَ رَجُلٌ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَعَنَ بَعِيرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا عَبْدَ اللَّهِ! لَا تَسِر مَعَنَا على بعير ملعون. ¬
2720 [1]- الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته إسماعيل بن أبي أويس. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 142 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى وابن أبي الدنيا بإسناد جيد. اهـ. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 474) وقال مثل قول البوصيري. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 77) وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط بنحوه. ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. قلت: نعم رجال الصحيح ولكن قد علمت حالهم.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 306) بنفس الإِسناد والمتن. وفي المقصد العلي (ق 96 أ) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 387)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 164 أ) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي أويس به بلفظه. ومدار هذه الأسانيد على إسماعيل وتقدم أنه ضعيف. لكن يشهد لمعناه ما جاء عن عمران بن حصين، وأبي برزة، وعائشة، =
= وأبي هريرة، وابن عمر، وجابر رضي الله عنهم. أما حديث عمران بن حصين قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت فلعنتها. فسمع ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة. قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس، ما يعرض لها أحد. فأخرجه مسلم (ح 2595)، وأبو داود (7/ 230 العون)، وأحمد (4/ 429، 431)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 19532)، وابن أبي شيبة (8/ 485)، والدارمي (2/ 199)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 71)، والطبراني في الكبير (18/ 190)، وابن حبّان كمافي الإِحسان (7/ 497)، والبيهقي في الشعب (4/ 296)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 965)، والبغوي في شرح السنة (13/ 136)، والبيهقي في الكبرى (5/ 254)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (8/ 252). وأما حديث أبي برزة قال: بينما جارية على ناقة، عليها بعض متاع القوم، إذ بصرت بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وتضايق بهم الجبل. فقالت: حل. اللهم العنها. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة. فأخرجه مسلم (ح 2596)، وأحمد (4/ 420، 423)، وابن أبي شيبة (8/ 485)، وابن حبّان كما في الإِحسان (497/ 7)، والبيهقي في الكبرى (5/ 254)، وفي الشعب (4/ 297)، وفي الآداب (456). أما حديث عائشة رضي الله عنها، فله عنها طريقان: الأولى: عن يحيى بن وثاب قال: قرب إلى عائشة بعيرًا لتركبه فالتوى عليها فلعنته، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا تركبيه. أخرجه أحمد (6/ 138)، وإسحاق بن راهوية (3/ 931)، وهنّاد في الزهد (2/ 612)، وأبو يعلى (8/ 180)، وابن أبي شيبة (8/ 486). =
= وهو منقطع فيحيى بن وثاب لم يسمع من عائشة كما في جامع التحصيل (ص 299) فكيف برفعه للحديث. الثانية: عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة قالت: ابتعت بعيرًا، فلعنته، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا تركبيه. أخرجه هنّاد في الزهد (2/ 613). وإسناده صحيح إلَّا أنه منقطع. فالمسيب بن رافع لم يسمع من عائشة رضي الله عنها: كما في في ترجمته في التهذيب (10/ 139). وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسير مع أصحابه فلعن رجل ناقته، فقال: أخرها عنّا فقد استجيب لك. فأخرجه أحمد (2/ 428)، وابن أبي شيبة (8/ 485)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 73). ورجال ابن أبي شيبة ثقات إلَّا محمد بن عجلان صدوق، وأبوه لا بأس به فالإسناد حسن. وأما حديث ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في سفر فلعن رجل بعيره، فَأَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُنحى. فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 433). وقال البزّار لا نعلمه يروى عن ابن عمر إلَّا بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 77) وقال: رواه البزّار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف. قلت: بل هو واهٍ كما في الميزان (2/ 438) والإسناد ضعيف جدًا. وأما حديث جابر رضي الله عنه، بنحو حديث أبي هريرة. فأخرجه مسلم (3009)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 498). وعليه يرتقى حديث أنس بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2021 [2]- وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ به وقال: تفرّد به إسماعيل.
2021 [2]- الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف إسماعيل بن أبي أويس. الثانية: العباس بن الفضل لم أجد من ترجم له.
تخريجه: هو في مجمع البحرين (ق 164 أ) بنفس الإِسناد والمتن. وتقدم تخريجه.
52 - باب الحذر والاحتراس
52 - بَابُ الْحَذَرِ وَالِاحْتِرَاسِ 2721 - قَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا سرَيْجٌ (¬1) وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ، عَنْ غَيْلَانَ، عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: احْتَرِسُوا مِنَ النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِّ. * قُلْتُ رُوِيَ هَذَا مرفوعًا. ¬
2721 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. وذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (10/ 531) وصححه.
تخريجه: هو في الزهد للإمام أحمد (2/ 197) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه البيهقي في الكبرى (10/ 129) من طريق عفّان، به بلفظه. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 210) من طريق مهدي، به بلفظه. وأخرجه ابن عساكر (ج 16/ ق 581) من طريق البيهقي. وذكره الحافظ في الفتح (10/ 531) وعزاه لمسدد. ورُوي هذا الحديث مرفوعًا ويأتي تخريجه في الحديث الآتي.
2722 - قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ: حَدَّثَنَا [أَحْمَدُ] (¬1) يَعْنِي ابن القاسم بن أمساور، (¬2)، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: احْتَرِسُوا مِنَ النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِّ. وَقَالَ: لَا يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلَّا بهذا الإسناد تفرد به بقية. ¬
2722 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: عنعنة بقية بن الوليد. الثانية: ضعف معاوية بن يحيى. الثالثة: سليمان بن مسلم لم أعرفه، ولا يُتصور أن اسم أبيه تصحف من سليم لأنه جاء هكذا -سليمان بن مسلم- في جميع نسخ المطالب، وفي مجمع البحرين المخطوط، وفي معجم الطبراني الأوسط المطبوع، وفي الكامل لابن عدي. إلَّا أن الشيخ الألباني حفظه الله قال في الضعيفة (1/ 186): أخرجه الطبراني في الأوسط, وابن عدي من طريق بَقِيَّةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سليم، عن أنس، ولا أدري من أين أتى به إذ لم يذكر عند الطبراني ولا عند ابن عدي. وإن كان كما قال فعلته الثالثة الانقطاع بين سليمان بن سليم، وأنس. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 89) وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه بقية بن الوليد، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. قلت: هذا تساهل منه رحمه الله ففي إسناده معاوية بن يحيى وهو الصدفي. =
= وقال الحافظ في الفتح (10/ 531): أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق أنس وهو من رواية بقية بالعنعنة عن معاوية بن يحيى وهو ضعيف. وصح من قول من مطرف أخرجه مسدّد. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (1/ 181 الفيض) وضعّفه، وتبعه الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 182) إلَّا أنه قال: ضعيف جدًا. قلت: ولم يتكلم أحد عن علته الثالثة.
تخريجه: هو في المعجم الأوسط للطبراني (1/ 355) بنفس الإسناد والمتن. وفي مجمع البحرين (ق 162 ب) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 402) من طريق بقية، به بلفظه. ومدار هذه الأسانيد على معاوية بن يحيى وقد علمت حاله، إلَّا أنه لم ينفرد إذ تابعه إبرهيم بن طهمان، عن أبان، عن أنس، به بلفظه. أخرجه تمام في فوائده: كما في الروض البسام (3/ 392). وأبان هو ابن أبي عيّاش متروك. فهي متابعة لا يُفرح بها. ويشهد له أحاديث عن عمر، وابن عباس. وعلي رضي الله عنهم. أما حديث عمر موقوفًا قال: احترسوا من الناس بسوء الظن. فأخرجه الخطابي في العزلة (ح 225) من طريق الضحاك بن [يسار] تصحفت إلى سيار، عن أبي عثمان النهدي قال: قال عمر. والضحاك بن يسار قال النسائي في الضعفاء (ت 313): ضعيف، وقال ابن معين: ضعّفه البصريون، وقال أبو حاتم: لا بأس به، الميزان (2/ 327) قلت: هو بصري والبصريون أعرف به فهو ضعيف. وأما حديث ابن عباس مرفوعًا من حَسُنَ ظنه بالناس كثرت ندامته. فأخرجه تمام في فوائده: كما في الروض البسام (3/ 393)، ومن طريقه ابن =
= عساكر في تاريخ دمشق (ج 16/ ق 299) وإسناده ضعيف فيه علتان: الأولى: في سنده محمود بن محمد الرافقي، ذكره ابن عساكر ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا. الثانية: أحمد بن أبي غانم الرافقي، لم أجد له ترجمة. ذكر العلتين الشيخ جاسم بن سليمان الفهيد، وتتبعت كلامه فوجدته صحيحًا. وعليه فالحديث باقٍ على ضعفه.
2723 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (اخْبُر تَقْلِه) (¬1). ¬
2723 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه أربع علل: الأولى: جهالة إبراهيم بن الحسين الأنطاكي. الثانية: عنعنة بقية بن الوليد. الثالثة: ضعف أبي بكر بن أبي مريم. الرابعة: عطية بن قيس أرسل عن أبي الدرداء: كما في جامع التحصيل (ص 239). وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 149 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لعنعنة بقية بن الوليد. قلت: ولم يُشِرْ إلى بقية العلل. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (1/ 206 الفيض) وسكت عليه، أما الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 252) وضعّفه.
تخريجه: هذا الحديث مداره على أبي بكر بن أبي مريم واختلف عليه فيه: فروي عنه، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مرفوعًا. أخرجه أبو يعلى: كما في المطالب هنا، ومن طريقه ابن عدي في الكامل (2/ 38)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 723). وأخرجه البزّار: كما في الكشف (1/ 106)، والطبراني في الكبير: كما في إتحاف السادة المتقين (2/ 357)، وفي مسند الشاميين (2/ 2/ 358)، والحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 162)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 117) كلهم من طريق بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ =
= أبي مريم، به بلفظه. وروي عنه، عن أبي عطية المذبوح، عن أبي الدرداء مرفوعًا. أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 369)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 154) كلاهما من طريق بقية، حدّثنا أبو بكر بن أبي مريم، به. وروي عنه، عن سعيد بن عبيد الله، عن أبي الدرداء مرفوعًا. أخرجه الخطابي في العزلة (ح 203)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 369) كلاهما من طريق عبد الله بن واقد. وأخرجه الطبراني في الكبير: كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 357) من طريق شريح بن يزيد، كلاهما عن أبي بكر بن أبي مريم، به. وأبو بكر بن أبي مريم تقدم أنه ضعيف فالحمل عليه في هذا الاختلاف. وأخرجه ابن المبارك في الزهد (ح185) عن سفيان قال: قال أبو الدرداء: وجدت الناس أخبر تقله. وسفيان لم أميزه، فابن المبارك يروي عن الثوري وعن ابن عيينة: كما في تهذيب الكمال (11/ 163)، و (11/ 185). وكلاهما ثقة. والثوري مات سنة إحدى وستين ومائة وله أربع وستون، أي ولادته سنة سبع وتسعين. وابن عيينة مات سنة ثمان وتسعين ومائة وله إحدى وتسعون سنة، أي ولادته سنة سبع ومائة: كما في التقريب (ص 244، 245). أما أبو الدرداء فمات في أواخر خلافة عثمان، وقيل بعد ذلك: كما في التقريب (ص 434) فبين مولدهما وبين موت أبي الدرداء ستون سنة تقريبًا. ولكن يشهد لمعناه أحاديث عن ابن عمر، وأبي هريرة، وأنس رضي الله عنهم. أما حديث ابن عمر فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن سالم، عنه مرفوعًا: إنما الناس كأبل مائة لا يوجد فيها راحلة. =
= أخرجه البخاري (11/ 333)، ومسلم (ح 2547). الثانية: عن زيد بن أسلم، عنه مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه ابن ماجه (ح 3990)، وأحمد (2/ 70، 123)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 23)، والشجري في أماليه (2/ 145). وفي سماع زيد بن أسلم عن ابن عمر مقال، قيل لم يسمع عنه إلَّا حديثين: كما في جامع التحصيل (ص 178). الثالثة: عن عبد الله بن دينار، عنه مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه أحمد (2/ 109)، والطحاوي في المشكل (2/ 201). ومدار أسناديهما على أسامة بن زيد هو الليثي، قال في التقريب (ص 98): صدوق، يهم، فالإسناد ضعيف. وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فله عنه طريقان: الأولى: عن سعيد بن المسيب، عنه مرفوعًا بنحو حديث ابن عمر. أخرجه الشجري في أماليه (2/ 145)، ولم أعرف بعض رجال إسناده. الثانية: عن أبي صالح، عنه بنحو الأولى. أخرجه العقيلي في الضعفاء 1/ 149)، وفي سنده بكر بن عبد الله بن الشرود، قال ابن معين: كذاب، ليس بشيء، وضعّفه النسائي والدارقطني، الميزان (1/ 346)، وذكر هذا الحديث من مناكيره. وأما حديث أنس رضي الله عنه بنحو حديث ابن عمر. أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 334). وقال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، عن الزهري متصلًا لم نكتبه إلَّا من حديث سلمة، عن المغيرة. قلت: فيه عنعنة الزهري وهو مدلس من الثالثة كما تقدم في ترجمته فالأسناد ضعيف.
53 - باب كراهية السجع
53 - بَابُ كَرَاهِيَةِ السَّجْعِ 2724 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُلَائِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَكَلَّمَ بَعْضُ الْقَوْمِ بِكَلَامٍ فِيهِ شِبْهُ الرَّجَزِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قُمْ يَا سَلَمَةُ. * هَذَا إسناد حسن.
2724 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف علته عمر بن راشد. وحسّنه الحافظ هنا مع أنه قال في التقريب (ص 412) عن عمر بن راشد اليمامي: ضعيف.
تخريجه: لم أجده عند غيره. ولكن لكراهية السجع في الكلام شواهد عن أبي هريرة، والمغيرة بن شعبة، وابن عباس رضي الله عنهم: أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: اقتتلت امرأتان من هذيل. فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها. فاختصموا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن دية جنينها غُرَّة عبد أو وليده. وقضى بدية المرأة على عاقلتها وورثّها =
= ولدها ومن معهم. فقال حمل بن النابغة الهذلي: يا رسول الله! كيف أغرم من لا شَرَب ولا كَلَ ولا نَطق ولا استهل؟ فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنما هذا من إخوان الكُهّان. من أجل سجعه الذي سَجَعْ. فأخرجه البخاري (10/ 216 الفتح)، ومسلم (ح 1681)، وأبو داود (12/ 317 العون)، والنسائي في المجتبى (8/ 49)، والدارمي (2/ 197)، والشافعي في مسنده (2/ 103 مرسلًا)، والطحاوي في شرح المعاني (3/ 205)، وابن ماجه (ح 2639)، والترمذي (4/ 666 التحفة)، وأحمد (2/ 236، 274، 438، 498، 535، 536)، والطيالسي (1/ 295 المنحة)، ومالك في الموطأ (2/ 854)، وابن أبي عاصم في الديات (ص 118)، وابن حبّان: كما في الإحسان (7/ 604)، وابن الجارود في المنتقى (ح 776)، والبيهقي في الكبرى (8/ 114)، والبغوي في شرح السنة (10/ 206). وأما حديث المغيرة بن شعبة بنحو حديث أبي هريرة، وفي آخره فقال بعض عصبتها: أنِدى من لا طعم لا شرب ولا صاح فاستهل؟ ومثل ذلك يُطل؟ فقال: سجع كسجع الأعراب. فأخرجه مسلم (ح 1683)، وأبو داود (12/ 311 العون)، والترمذي (4/ 666 التحفة)، والنسائي في المجتبى (8/ 49)، وأحمد (4/ 425، 426، 429)، وعبد الرزاق (10/ 60)، والطيالسي (1/ 292 المنحة)، وابن عبد البر في التمهيد (6/ 485)، والدارقطني في السنن (3/ 197)، والبيهقي في الكبرى (8/ 114). وأما حديث ابن عباس بنحو حديث أبي هريرة إلى أن قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أسجع الجاهلية وكهانتها؟ فأخرجه أبو داود (12/ 315 العون)، والنسائي في المجتبى (8/ 51)، والطبراني في الكبير (11/ 289)، والبيهقي في الكبرى (8/ 115). ومدار أسانيدهم على سماك بن حرب، عن عكرمة، ورواية سماك عن عكرمة خاصة مضطربة.
54 - باب النهي عن سب الأموات إذا أذى الأحياء
54 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ إِذَا آذَى الْأَحْيَاءَ 2725 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسِيرُ إِذْ أَشْرَفَ عَلَى قَبْرِ (رَجُلٍ) (¬1) قَدْ سَمَّاهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَعَنَ اللَّهُ صَاحِبَ (هَذَا) (¬2) الْقَبْرِ فَإِنَّهُ كَانَ عَدُوَ الِلَّهِ، قَالَ: وَابْنُهُ (¬3) يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: بَلْ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا قُحَافَةَ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ يُقْرِي الضَّيْفَ، وَلَا يُقَاتِلُ الْعَدُوَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء. ¬
2725 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف من أجل عنعنة أبي إسحاق السبيعي. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 142 أمختصر) وقال: رواه الحارث، وله شاهد من حديث المغيرة بن شعبة، رواه ابن حبّان في صحيحه.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 856) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه هنّاد في الزهد (2/ 560) من طريق علي بن ربيعة قال: لما افتتح =
= النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة توجه من فوره ذلك إلى الطائف، ومعه أبو بكر، ومعه ابنا سعيد بن العاص: خالد، وأبان، فإذا هو بقبر قد بني ورفع، فقال أبو بكر: لمن هذا القبر؟ فقال: قبر سعيد بن العاص، فقال أبو بكر: لَعَنَ اللَّهُ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ، فَإِنَّهُ كَانَ مُحَادًا لله ولرسوله، فقال ابنا سعيد: لعن الله أبا قحافة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إن سب الأموات يغضب الأحياء، وإذا سببتم المشركين فسبوهم جميعًا. ورجاله ثقات إلَّا أنه مرسل. ولقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فتؤذوا الأحياء شواهد كثيرة عن المغيرة بن شعبة، وصخر الغامدي، وعائشة، وابن عباس، وابن عمر، وحبيب بن أبي ثابت مرسلًا. أما حديث المغيرة بن شعبة مرفوعًا: لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء. فأخرجه الترمذي (6/ 116 التحفة)، وأحمد (4/ 252)، وابن أبي شيبة (13/ 350)، وهئاد في الزهد (2/ 559)، والطبراني في الكبير (25/ 420)، وابن حبّان: كما في الإحسان (5/ 11)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 95)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 81)، والحاكم (1/ 385) كلهم من طريق سفيان، عن زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة، به. وقال الترمذي: وقد اختلف أصحاب سفيان في هذا الحديث فروى بعضهم مثل رواية الحفري، وروى بعضهم عن سفيان، عن زياد بن علاقة قال: سمعت رجلًا يحدث عن المغيرة بن شعبة، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَهُ. قال المباركفوري في التحفة: الظاهر أن زياد بن علاقة سمع هذا الحديث أولًا من رجل يحدثه، عن المغيرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم سمع هذا الحديث من المغيرة. اهـ. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وأما حديث صخر الغامدي مرفوعًا؟ لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء. =
= فأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 256)، والطبراني في الكبير (8/ 29)، وفي الصغير (ح 590)، وفي الدعاء (3/ 1724). ومدار إسناديهما على عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم. قال ابن عدي: يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل. وأما حديث عائشة رضي الله عنها فله عنها طريقان: الأولى: عن مجاهد، عنها مرفوعًا: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا. أخرجه البخاري (11/ 362 الفتح)، وأحمد (6/ 180)، والنسائي (4/ 53)، والبغوي في الجعديات (ح 749)، وإسحاق بن راهويه (3/ 623)، والدارمي (2/ 239)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 92)، والطبراني في الدعاء (3/ 1724)، والبيهقي في الكبرى (4/ 75)، وفي الآداب (ح 387)، وفي الشعب (5/ 287)، والبغوي في شرح السنة (5/ 386). الثانية: عن عطاء، عنها مرفوعًا: لا تذكروا موتاكم إلَّا بخير. أخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1725). وفي سنده إياس بن أبي تميمة، قال في التقريب (ص 116): صدوق، وبقية رجاله ثقات، فالإسناد حسن. وأما حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا. فأخرجه أحمد (1/ 300)، والنسائي (8/ 33)، والطبراني في الكبير (12/ 36)، وفي الدعاء (3/ 1724)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 101)، والحاكم (3/ 329)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 101). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. قلت: مدار أسانيدهم على عبد الأعلى وهو ابن عامر الثعلبي، قال في التقريب (ص 331): صدوق، يهم، فالإسناد ضعيف. وأما حديث حبيب بن أبي ثابت قال: أتى عكرمة بن أبي جهل النبي -صلى الله عليه وسلم- =
= فقال: يا رسول الله! إن أناسًا من المهاجرين والأنصار قد آذونا في قتلانا يوم بدر، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا تؤذوا الأحياء بسبب الأموات. فأخرجه هنّاد في الزهد (2/ 561). وفي إسناده برد بياع الحرير ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 422) وسكت عليه، ولم أر من وثّقه، وروى عنه غير واحد، فهو مستور، وحبيب بن أبي ثابت تقدم أنه كثير التدليس ولم يصرح بالسماع هنا. وأما حديث ابن عمر مرفوعًا: لا تسبوا أمواتكم فإنه لا يحل سبهم. فأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 440). وفي سنده أيوب بن نهيك، قال في المغني (1/ 98): تركوه، وفيه أيضًا يحيى بن عبد الله البابلتي، قال في المغني (2/ 739): واهٍ، فالإسناد تالف. وعليه يرتقي حديث الباب بالمرسل الصحيح وبشواهد المرفوع منه إلى الحسن لغيره.
55 - باب الزجر عن الاستطالة في عرض المسلم
55 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِطَالَةِ فِي عِرض الْمُسْلِمِ 2726 - قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ (¬1)، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ (¬2)، عَنْ يَحْيَى، [عَنْ] (¬3) إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الرِّبَا اثْنَانِ وَسَبْعُونَ بَابًا، أَدْنَاهَا مِثْلُ إِتْيَانِ الرَّجُلِ أُمَّهُ، وَأَرْبَى الرِّبَا اسْتِطَالَةُ الرجل في عِرض صاحبه (¬4). ¬
2726 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: ضعف عمر بن راشد. الثانية: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لم يدرك البراء كما في العلل لابن أبي حاتم (1/ 381). =
= وذكره البوصيري ني الإتحاف (ج 2/ ق 137/ ب مختصر) وقال إسناده ضعيف لضعف عمر بن راشد.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 87 أ)، من طريق معاوية بن هشام به بلفظه. وقال الطبراني: لا يروى عن البراء إلَّا بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (8/ 314)، من طريق عمر بن راشد، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ رَجُلٍ من الأنصار مرفوعًا بنحوه. وفيه انقطاع أو إرسال فيحيى بن أبي كثير لم يدرك أحدًا من الصحابة إلَّا أنس بن مالك فإنه رآه ولم يسمع منه كما في جامع التحصيل (ص 299)، فإن كان الرجل صحابيًا فهو منقطع وإلَّا فهو مرسل، وعلته الثانية عمر بن راشد. لكن متنه ورد من حديث أبي هريرة، وابن مسعود، وابن عباس، وأنس، وعائشة، وعبد الله بن حنظلة، وابن عمر، والأسود بن وهب، وعبد الله بن سلام رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان: الأولى: عن سعيد المقبري، عنه مرفوعًا: ان الربا سبعون حوبًا أدناها مثل ما يقع الرجل على أمه، وأربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه. أخرجه ابن ماجه (ح 2274)، والبيهقي في الشعب (4/ 395)، كلاهما من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري به. وأبو معشر، قال في التقريب (ص 559): ضعيف، إلَّا أنه لم ينفرد إذ تابعه عبد الله بن سعيد. أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 561)، وهنّاد في الزهد (2/ 564)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 579)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 173)، وفي الغيبة =
= (ح 34)، كلهم من طريق عبد الله بن سعيد، عن أبيه أو جده، عن أبي هريرة، وعبد الله بن سعيد، قال في التقريب (ص 306): متروك، فهي متابعة لا يُفرح بها. الثانية: عن أبي سلمة، عنه مرفوعًا بنحو الأولى. أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 257)، وابن الجارود في المنتقى (ح 647)، وابن عدي في الكامل (5/ 275)، والبيهقي في الشعب (4/ 394)، ومن طريق العقيلي ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 245)، كلهم من طريق عكرمة بن عمار، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة به، وقال البيهقي: غريب الإسناد، وإنما يعرف بعبد الله بن زياد، عن عكرمة، وعبد الله بن زياد هذا منكر الحديث. قلت: مدار أسانيدهم على عكرمة بن عمّار، عن يحيى بن أبي كثير، وقد قال الحافظ في التقريب (ص 396): صدوق، يغلط، في روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب فالإِسناد ضعيف. وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان: الأولى: عن مسروق، عنه مرفوعًا: الربا ثلاثة وسبعون بابًا، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم. أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 37)، وعنه البيهقي في الشعب (4/ 394)، من طريق محمد بن غالب حدّثنا عمرو بن علي، حدّثنا ابن عدي، حدّثنا شعبة، عن زبيد، عن إبراهيم، عن مسروق به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح والمتن منكر بهذا الإسناد ولا أعلمه إلَّا وهما وكأنه دخل لبعض رواة الإسناد في إسناده. قلت: محمد بن غالب قال في الميزان (3/ 681): وثقه الدارقطني وقال: وَهِمَ في أحاديث. اهـ. فالحمل عليه إذ خالفه ابن ماجه (ح 2275)، فرواه على عمرو بن علي، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 61)، من طريق عبد الله بن بندار بن إبراهيم =
= الباطرقاني، حدّثنا عمرو بن علي بهذا الإسناد "الربا ثلاثة وسبعون حوبًا"، دون الزيادة. الثانية: عن رجل، عنه مرفوعًا بنحوه. أخرجه عبد الرزاق (8/ 314) من طريق عطاء الخراساني، عن رجل به. وفيه علتان: الأولى: جهالة الرجل. الثانية: عطاء الخراساني قال في التقريب (ص 392): صدوق، يهم كثيرًا ويرسل ويُدلس، فالإسناد ضعيف. أما حديث ابن عباس فله عنه طريقان: الأولى: عن عكرمة، عنه مرفوعًا وذكر حديثًا وفيه: ومن كل درهمًا من ربا فهو مثل ثلاث وثلاثين زنية، ومن نبت لحمه من سحت، فالنار أولى به. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 87 أ)، وفي الصغير (ح 224)، وابن حبّان في المجروحين (1/ 324)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 248)، من طريق سعيد بن رحمة، حدّثنا محمد بن حمير، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن عكرمة به. وقال الطبراني لم يروه عن إبراهيم بن أبي عبلة إلَّا محمد، واسم أبي عبلة: شمر، وقد قيل: طرخان، والصواب: شمر، تفرد به سعيد بن رحمة. وقال ابن حبّان: سعيد بن رحمة يروي، عن محمد بن حمير ما لم يتابع عليه، روى عنه أهل الشام، لا يجوز الاحتجاج به لمخالفته الأَثبات في الروايات. قلت: قال الذهبي في الميزان (2/ 135): سعيد بن رحمة بن نعيم المصيصي عن ابن المبارك وهو راوي كتاب الجهاد عنه، ثم ذكر قول ابن حبّان، وعليه يحمل قول ابن حبّان في رواية سعيد عن محمد بن حمير خاصة. وأخرج الحديث ابن حبّان في المجروحين (1/ 242)، ومن طريقه ابن الجوزي =
= في الموضوعات (2/ 245)، والبيهقي في الشعب (4/ 394)، من طريق حنش أو حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ الرَّحَبِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: من أكل درهما من ربا فهو مثل ستة وثلاثين زنية ... الحديث. وحنش متروك. وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 76)، من طريق إبراهيم بن عبد الله بن أيوب، حدّثنا محمد بن بكار الريان، حدّثنا إبراهيم بن زياد القرشي، عن خصيف، عن عكرمة به بنحوه مع زيادة. وإبراهيم بن زياد القرشي، قال البخاري: لا يصح إسناده، وقال الذهبي: ولا يُعرف من ذا ميزان الاعتدال (1/ 32). الثانية: عن عمرو بن دينار، عنه مرفوعًا وذكر حديثًا وفي آخره: ومن أكل درهم ربا فهو ثلاث وثلاثون زنية، ومن نبت لحمه من سحت، فالنار أولى به. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 114)، ومن طريقه الشجري في أماليه قال الهيثمي في المجمع (5/ 212): فيه أبو محمد الجزري حمزة ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: يُستغرب هذا من الهيثمي فهو حمزة النصيبي وهو من رجال الترمذي، قال في التقريب (ص 179): متروك، متهم بالوضع، فالإِسناد تالف. وأما حديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكر الربا، وعظّم شأنه فقال: إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية، يزنيها الرجل، وأربى الربا، عِرض الرجل المسلم. فأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 175)، وفي الغيبة (ح 36)، وابن عدي في الكامل (4/ 233)، والبيهقي في الشعب (4/ 395)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 579)، ومن طريق ابن عدي ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 245)، =
= من طريق أبي مجاهد، عن ثابت، عن أنس به. وأبو مجاهد هو عبد الله بن كيسان كما في الكامل، قال عنه في التقريب (ص 319): صدوق، يخطئ كثيرًا، وقال العراقي: سنده ضعيف كما في إتحاف السادة المتقين (7/ 535) وتعقبه الزبيدي فقال: ليس فيه من وصف بالضعف وأبو مجاهد [سعيد]-تصحفت إلى سعد- الطائي. قلت: سعيد بن عبيد الطائي كنيته أبو الهذيل، ولا يُعرف له غيرها. وأما حديث عائشة فله عنها طريقان. الأولى: عن ابن أبي مليكة، عنها. أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 296)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 247)، وأخرجه الدولابي في الكنى (1/ 114) معلقًا من طريق عمران بن أنس، عن ابن أبي مليكة به. وعمران بن أنس، قال في التقريب (ع 429): ضعيف. الثانية: عن مجاهد عنها. أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 74)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 247)، من طريق سوار بن مصعب، عن ليث، وخلف بن حوشب، عن مجاهد به. وسوَّار بن مصعب، قال النسائي وغيره: متروك، وقال البخاري: منكر الحديث. الميزان (2/ 246) فالإسناد ضعيف جدًا. وأما حديث ابن عمر مرفوعًا: الربا اثنان وسبعون بابًا، أيسرها بابًا فيها أخفى من دبيب الذر على الصفا. فأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 391). وفي سنده مسعدة الفزاري. قال الذهبي في الميزان (4/ 99): لا يكاد يعرف. وأما حديث الأسود بن وهب مرفوعًا: إن أدنى الربا عِدْل سبعين حوبًا أدناها =
= فجرة اضطجاع الرجل مع أمه، وإن أربى اعتباط المرء عرض أخيه المسلم بغير حق. فأخرجه أبو نعيم في المعرفة (2/ 284)، وابن قانع في معجمه (ق 4/ ب) من طريق وهب بن الأسود، عن أبيه به. ووهب بن الأسود قال في اللسان (6/ / 579): وقال ابن حزم: لا يُدرى من هو. وذكره ابن حبّان في الثقات. اهـ. قلت: هو مستور، إذْ روى عنه غير واحد ولم أر من وثّقه. وأما حديث عبد الله بن سلام فله عنه طريقان: الأولى: عن عطاء، عنه موقوفًا: الربا اثنا وسبعون حوبًا وأدنى فرحته مثل أن يقع الرجل على أمه أو مثل أن يضطجع الرجل على أمه، وكثر من ذلك أظن عرض الرجل المسلم بغير حق. أخرجه البيهقي في الشعب (4/ 393). وفي سنده الجراح بن مليح، قال في التقريب (ص 139): صدوق يَهِمْ، فالإسناد ضعيف. الثانية: عن زيد بن أسلم، عنه موقوفًا. أخرجه البيهقي في الشعب (4/ 393). وإسناده منقطع، فزيد بن أسلم مات سنة ست وثلاثين ومائة كما في التقريب (ص 222)، وعبد الله بن سلام مات سنة ثلاث وأربعين كما في التقريب (ص 307) فبين وفاتيهما ثلاث وتسعون سنة. خلاصة القول في الحديث: أقول ما قلته في حديث حسان الوجوه: إننا لو حكّمنا قواعد مصطلح الحديث لارتقى هذا الحديث بمجموع الطرق الضعيفة إلى الحسن لغيره، وهذا ما دعى الشيخ الألباني حفظه الله إلى تصحيحه في السلسلة الصحيحة (3/ 29)، ولكن يرد عليه ما =
= قاله ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 248): واعلم أن بما يَردّ صحة الحديث أن المعاصي إنما يعلم مقاديرها بتأثيراتها والزنا يفسد الأنساب، ويصرف الميراث إلى غير مستحقيه، ويؤثر من القبائح ما لا يؤثر أكل لقمة لا تتعدى ارتكاب نهي، فلا وجه لصحة هذا. أما قوله -صلى الله عليه وسلم-: أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه فله شاهدان عن أبي هريرة، ونوفل بن مساحق. أما حديث أبي هريرة فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن العلاء بن عبد الرحمن، عنه مرفوعًا: إن من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق ... الحديث. أخرجه أبو داود (13/ 223 العون)، وابن أبي الدنيا في ذم الغضب كما في إتحاف السادة المتقين (8/ 537)، وإسناد أبي داود حسن من أجل شيخه جعفر بن مسافر قال في التقريب (ص 141): صدوق، ربما أخطأ، وفي السند عمرو بن أبي سلمة قال في التقريب (ص 422): صدوق، له أوهام. الثانية: عن سعيد بن المسيب، عنه مرفوعًا إن من أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه. أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 218). وفي سنده النعمان بن راشد قال في التقريب (ص 564): صدوق سيِّئ الحفظ، فالإسناد ضعيف. الثالثة: عن يحيى بن النضر، عنه مرفوعًا بنحو الثانية. أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 257). وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف. وأما حديث سعيد بن زيد مرفوعًا: إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق. =
= فأخرجه أبو داود (13/ 222 العون)، وأحمد (1/ 190)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 292)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 363)، والهيثم بن كليب في مسنده (ق 30/ ب)، وابن قانع في معجمه (ق 51 أ)، والبيهقي في الآداب (ح 149). وسند أبي داود صحيح، فيكون هذا الجزء من المتن حسنًا لغيره بهذه الشواهد.
2727 - [1] قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ محمد بن سعيد، عن أبان، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنِ اغتِيبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَنَصَرَهُ، نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ تَرَكَ نُصْرَتَهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهَا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَهُ. قُلْتُ: أَبُو إسماعيل هو أبان المذكور قبله.
2727 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه ثلاث علل: الأولى: داود بن المحبر فهو متروك. الثانية: محمد بن سعيد لم أعرفه. الثالثة: أبان بن أبي عياش فهو متروك. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 518) وضعّفه. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 77 الفيض)، وضعّفه، أما الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 5458) وقال: ضعيف جدًا، وكذا قال في السلسلة الضعيفة (4/ 363). وإسناد أبي يعلى ضعيف جدًا، فيه علتان: الأولى: جهالة حال عبد الغفار بن عبد الله. الثانية: أبان بن أبي عياش، فهو متروك.
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 178)، ومن طريقه ابن عدي في الكامل (1/ 385)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 903)، وأخرجه هنّاد في الزهد =
= (2/ 566)، وابن وهب في الجامع (ص 68) كما في الضعيفة (4/ 363)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 840)، والبغوي في شرح السنة (13/ 107)، وأبو يعلى كما في المطالب هنا، كلهم من طريق أبان به. وعزاه المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 518) لأبي الشيخ في التوبيخ ولم أجده فيه. ومدار هذه الطرق على أبان بن أبي عياش وقد علمت حاله، إلَّا أنه لم ينفرد إذ تابعه العلاء بن أنس، عن أنس مرفوعًا: من اغتيب عنده أخوه المسلم فلم ينصره وهو يستطيع نصره أدركه الله عزَّ وجل في الدنيا والآخرة. أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 243)، وفي الغيبة (ح 106)، من طريق فهد بن عوف، عن حماد بن سلمة، عن شيخ من أهل البصرة، عن العلاء بن أنس به. وهذا إسناد فيه ثلاث علل: الأولى: فهد بن عوف، قال في المغني (2/ 516): قال ابن المديني: كذاب. الثانية: جهالة شيخه. الثالثة: العلاء بن أنس: لم أجد له ترجمة. فالأسناد تالف والمتابعة لا يُفرح بها، ويشهد لمعناه حديثان عن جابر، وأبي طلحة رضي الله عنهما: أما حديث جابر فله عنه طريقان: الأولى: عن إسماعيل بن بشير، عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: ما من امرئ يخذل امرءًا مسلمًا في موطن تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلَّا خذله الله في موطن يُحِب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر امرءًا مسلمًا، في موطن ينقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلَّا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته. أخرجه أبو داود (13/ 228 العون)، وأحمد (4/ 30)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 241)، وفي الغيبة (ح 104)، والدارمي (1/ 243)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 843)، والطبراني في الكبير (5/ 105)، وأبو نعيم في الحلية =
= (8/ / 189)، والبيهقي في الكبر (8/ 167)، والبغو في شرح السنة (8/ 1013)، وإسماعيل بن بشير. قال في التقريب (ص 106): مجهول، فالإسناد ضعيف. الثانية: عن محمد بن المنكدر، عن جابر موقوفًا: من نصر أخاه المسلم بالغيب نصره الله في الدنيا والآخرة. رواه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 244)، وفي ذم الغيبة (ح 107). وفي سنده إسماعيل بن مسلم هو المكي، وهو ضعيف. وأما حديث أبي طلحة بلفظ حديث جابر. فأخرجه أبو داود (13/ 228 العون)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 241)، وفي الغيبة (ح 104)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 843)، والطبراني في الكبير (5/ 105)، والبغو في شرح السنة (13/ 108). ومدار الإسناد على إسماعيل بن بشير، وهو مجهول كما تقدم في الشاهد الأول ولشطره الأول شواهد خرجتها في الحديث رقم (2526). وبالجملة فشطره الأول بمجموع هذه الطرق حسن لغيره إلَّا أن شطره الثاني لا شاهد له صحيح، أما حديث الباب فلا يتقوى لضعفه الشديد.
56 - باب النهي عن السعاية بالمسلم والترهيب من ترك نصرته
56 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ السِّعَايَةِ بِالْمُسْلِمِ وَالتَّرْهِيبِ مِنْ تَرْكِ نُصْرَتِهِ 2728 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، [عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ] (¬1)، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا وَقَّاصُ بْنُ رَبِيعَةَ أَنَّ [الْمِسْتَورِدَ] (¬2) حَدَّثَهُمْ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً فَإِنَّ اللَّهَ يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ، وَمَنِ اكْتَسَى بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثَوْبًا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَكْسُوهُ (¬3) مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُومُ به مقام سُمعة يوم القيامة. ¬
2728 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: الأولى: عنعنة ابن جريح وهو مدلس. الثانية: جهالة حال وقاص بن ربيعة. =
= وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 144 ب مختصر) وجعله من حديث المسوّر وسكت عليه.
تخريجه: هو في بغية الباحث (ح 861) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه أبو نعيم في المعرفة (ج 2/ ق 205) من طريق الحارث به. وأخرجه أحمد (4/ 229)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ج 17/ ق 181)، وأخرجه البيهقي في الشعب (5/ 300) كلاهما من طريق روح به بلفظه. وأخرجه أبو يعلى (12/ 264)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 281)، والطبراني في الكبير (20/ 308)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 231)، والحاكم (4/ 127)، والدينوري في المنتقى من المجالسة (ق 162 أ) كما في الصحيحة (2/ 643)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 17/ ق 781)، وابن قانع في معجمه (ق 176 ب) كلهم من طريق ابن جريج به بلفظه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: فيه ابن جريج ولم يصرح بالتحديث، وفيه وقاص بن ربيعة وهو مستور. وقال محقق مساوئ الأخلاق رواه أحمد وصرح ابن جريج بالتحديث. قلت: هذا وهم منه فقوله قال سليمان ليس فيه تصريح بالتحديث!. إلَّا أنه لم ينفرد، إذ تابعه بقية بن الوليد، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن وقاص بن ربيعة به. أخرجه أبو داود (13/ 225 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 240)، والطبراني في الكبير (20/ 309)، وفي مسند الشاميين (1/ 130)، والبيهقي في الشعب (5/ 300) والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 906) كلهم من طريق بقية به، وصرح بقية بالتحديث عند البيهقي. ولكن تبقى العلة الثانية وهي جهالة حال =
= وقاص بن ربيعة ومدار الأسانيد عليه. وله شواهد عن أنس، وأبي أمامة، والحسن مرسلًا. أما حديث أنس موقوفًا: من أكل بأخيه المسلم أكلة، أطعمه الله بها أكلة من النار، ومن لبس باخيه المسلم ثوبًا ألبسه الله به ثوبًا من النار، ومن قام بأخيه المسلم مقام سمعة ورياء، أقامه الله مقام رياء وسمعة. فأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 259)، وفي الغيبة (ح 122)، وابن أبي شيبة (13/ 365) كلاهما من طريق ليث بن أبي سليم، عن عبد الملك، عن أنس به. وليث بن أبي سليم ضعيف. وأما حديث أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: من أُذِلّ عنده مؤمن وهو يقدر على أن ينصره فلم ينصره أذله الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، ومن أكل بمؤمن أكلة أطعمه الله مثلها من طعام أهل النار، ومن لبس بمؤمن لبسة ألبسه الله مثلها من لباس أهل النار. فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 110) من طريق موسى بن جبر، عن أبي أمامة به. وموسى بن جبر، قال في التقريب (ص 550): مستور. وأما حديث الحسن مرسلًا بنحو حديث المستورد. فأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 272)، وفي الغيبة (ح 134)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 21000)، وابن المبارك في الزهد (ح 707)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 230). وإسناده صحيح. وعليه يرتقى حديث الباب بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
57 - باب الزجر عن التشبه بالغير
57 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالْغَيْرِ (¬1) 2729 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ [السَّمَّانُ] (¬2)، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ مَوْلَى أُمَيَّةَ، عَنْ جُنَاحٍ مَوْلَى الْوَلِيدِ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأسْقَعْ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: خَيْرُ (¬3) الشَّبَابِ (¬4) مَنْ تَشَبَّهَ بِكُهُولِكُمْ، وشر كهولكم من تشبّه بشبابكم. ¬
2729 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه ثلاث علل: الأولى: ضعف عنبسة. الثانية: حماد مولى أمية، فهو متروك. الثالثة: جهالة حال جناح مولى الوليد. وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 102 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى =
= بسند فيه جناح مولى الوليد وهو ضعيف، وله شاهد من حديث أنس بن مالك، رواه البزّار، والطبراني في معجمه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 270) وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني، وفيه من لم أعرفهم. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (3/ 487 الفيض) وحسّنه. وذكره الألباني في ضعيف الجامع (ح 2911) وضعّفه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (13/ 467) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 83) من طريق سعيد بن أبي الربيع السمان به بلفظ مقارب. وأخرجه في الموضع السابق من طريق عنبسة بن سعيد به بنحوه. وللحديث شواهد عن أنس، وعمر، وابن عباس رضي الله عنهم: أما حديث أنس مرفوعًا: خير شبابكم مَنْ تَشَبَّهَ بِكُهُولِكُمْ، وَشَرُّ كُهُولِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بشبابكم. فأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 69)، وابن عدي في "الكامل" (2/ 307)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 233)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 37)، والبيهقي في الشعب (6/ 168)، والطبراني كما في المجمع (10/ 271) كلهم مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ ثابت، عن أنس به. والحسن بن أبي جعفر، قال في التقريب (ص 159): ضعيف. وأما حديث عمر مرفوعًا قال: خير شبابكم من تشته بكهولكم الصالحين، وشر كهولكم من تشبّه بشبابكم الفاسقين. فأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 254)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 710). =
= وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. اهـ. قلت: في إسناده إبراهيم بن حبّان، قال ابن عدي عنه: مدني ضعيف الحديث .. وأحاديثه عامتها موضوعة مناكير. وأما حديث ابن عباس بنحو حديث أنس مع زيادة في آخره. فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 168). وقال البيهقي: تفرّد به بحر بن كنيز السقا, عن يحيى بهذه الزيادات. قلت: بحر بن كنيز السقا، قال في القريب (ص 120): ضعيف. وفيه: إبراهيم بن سليمان الزيات قال في اللسان (1/ 56): قال ابن عدي: ليس بالقوي، وقال الحاكم: شيخ محله الصدق. اهـ. وعليه فالإسناد ضعيف. وفيه: العباس بن محمد بن قوهيار ترجم له الخطيب في تاريخه (12/ 157) وسكت عليه. وبالجملة فهذه الأحاديث لا تخلو من مقال وحديث الباب ضعيف جدًا. وقد ذكرت آنفًا قول ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبالمقابل فقد حسّنه السيوطي ولعله بالنظر إلى حديثي أنس، وابن عباس، فارتقى عنده المتن إلى الحسن لغيره.
58 - باب النهي عن مدح الفاسق
58 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ مَدْحِ الْفَاسِقِ 2730 - [1] قَالَ أَبُو يعلى: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي سَمِينَةَ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا سَابِقٌ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عزّ وجل يغضب إذا مُدحَ الفاسق.
2730 - [1] الحكم عليه: هذا إسناد تالف، فيه علتان: الأولى: سابق بن عبد الله، فهو واهٍ. الثانية: أبو خلف، فهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 144/ ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى وله شاهد من حديث بريدة بن الحصيب. رواه أبو داود، والنسائي، والحاكم وصححه. وذكره الألباني في ضعيف الجامع (ح 694) وضعّفه.
تخريجه: هو في معجم شيوخ أبي يعلى (ح 172) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 229)، وفي الغيبة (92)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 277) كلاهما من طريق ابن أبي سمينة به. وأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 230)، من طريق سابق به.
= وقال البيهقي: سابق هو ابن عبد الله الرقي. وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 267) معلقًا. وللحديث طريق أخرى مع زيادة في آخرها يأتي تخريجه في الحديث رقم (2730/ 2) القادم. وأما حديث بريدة رضي الله عنه الذي ذكره البوصيري كشاهد قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إذا قال الرجل للمنافق: يا سيد، فقد أغضب ربه. فأخرجه الحاكم (4/ 311)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 454)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 198)، كلهم من طريق عقبة بن عبد الله الأصم، حدّثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: عقبة ضعيف. وعقبة هو ابن عبد الله بن الأصم، قال في التقريب (ص 395): ضعيف وربما دلس لكنه لم ينفرد إذ تابعه قتادة، عن عبد الله بن بريدة به. أخرجه أحمد (5/ 346)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 760)، وأبو داود (13/ 323 العون)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 244)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 391)، ونعيم بن حماد في زوائد الزهد (ح 186)، كلهم من طريق قتادة به. ولفظ رواية نعيم بن حماد إذا قال الرجل للمنافق سيدًا فقد أهان الله. إلَّا أنه مُدلس من الثالثة ولم يصرح بالتحديث فالإِسناد ضعيف. وعليه يرتقى حديث بريدة بمجموع هذين الطريقين إلى الحسن لغيره. لكن لفظه مغاير للفظ حديث الباب ثم أن سند حديث الباب تالف، فهو لا يتقوى لضعفه الشديد.
[2] قَالَ: وَحَدَّثَنِي (رَبَاحُ بْنُ الْجَرَّاحِ) (¬1)، عَنْ سَابِقٍ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ: وَاهْتَزَّ الْعَرْشُ. قَالَ أَبُو يَعْلَى: هَذَا مِنْ حِفْظِي. ¬
2730 - [2] الحكم عليه: إسناده تالف، فيه علتان ذكرتهما في الطريق السابقة.
تخريجه: هو في معجم شيوخ أبي يعلى (ح 171) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 466)، عن أبي يعلى، حدثني رباح بن الجراح به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 228)، وفي الغيبة (ح 91)، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 428)، وابن عساكر في تاريخه (ج 7/ ق 2)، وأخرجه العسكري في تصحيفات المحدثين (3/ 538)، والبيهقي في الشعب (4/ 230)، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 298)، كلهم من طريق رباح ابن الجراح به بلفظ: إذا مُدح الفاسق غضب الله، واهتز العرش لذلك. وعند العسكري من طريق رباح، عن المعافى بن عمران، عن سابق، وفي رواية البيهقي سابق هو البربري ومدار هذه الأسانيد على أبي خلف، وتقدم آنفًا أنه متروك. وله شاهد من حديث بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا مُدح الفاسق غضب الرب. أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 279). وفي إسناده عقبة بن عبد الله الأصم، قال في التقريب (ص 395): ضعيف وربما دلس.
59 - باب النهي عن عيب الناس
59 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ عَيْبِ النَّاسِ 2731 - قَالَ الْحَارِثُ: الخليل بن زكريا، مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: إنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ (¬1) شَمَّاسٍ سُبق بِرَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَقَامَ يَقْضِي، فَقَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَعَدَ (¬2) النَّاسُ حَوَالَيْهِ، فَلَمَّا قَضَى ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ الصَّلَاةَ جَاءَ إِلَى رَجُلٌ فَقَالَ: أَوْسِعْ لِي (¬3) فَأَوْسَعَ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى ثانٍ فَقَالَ: أَوْسِعْ لِي، فَأَوْسَعَ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى ثالث فقال: أَوْسِعْ لِي، فَقَالَ: مِنْ وَرَائِكَ سَعَةٌ، أَيَّ شيء تخطّا النَّاسَ؟ فَنَظَرَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: يَا ابْنَ فُلَانَةَ! فَسَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَنْ ذَا (¬4) الَّذِي عَيَّرَ الرَّجُلَ قُبَيل (¬5) بِأُمِّهِ؟ فَسَكَتُوا، ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ: مَنْ ذا الذي عيّر الرجل قبيل بِأُمِّهِ؟ فَقَامَ ثَابِتٌ: فَقَالَ: إِنِّي سُبقت بِرَكْعَةٍ وَأَنَا فِي أُذُنِيَّ صَمَمٌ، فَاشْتَهَيْتُ أَنْ أَدْنُوَ مِنْكَ، وَقَعَدَ النَّاسُ حَوَالَيْكَ -فَذَكَرَ الْقِصَّةَ- قَالَ: فَعَيَّرْتُهُ بِأُمٍّ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كَانَ غَيْرُهَا مِنَ النِّسَاءِ خَيْرًا مِنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا ثَابِتُ بْنَ قَيْسٍ! ارْفَعْ رَأْسَكَ فَوْقَ هَذَا الْمَلَإِ فِيهِمُ الْأَسْوَدُ وَالْأَبْيَضُ وَالْأَحْمَرُ، مَا أَنْتَ بِخَيْرٍ مِنْ هَؤُلَاءِ إلَّا بِالتَّقْوَى. قَالَ: فَمَا عَيَّرْتُ بَعْدَ ذلك اليوم أحدًا. ¬
2731 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه علتان: الأولى: الخليل بن زكريا، فهو متروك. الثانية: مجالد بن سعيد، فهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 143/ ب مختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة، عن الخليل ابن زكريا وهو ضعيف.
تخريجه: لم أجده عند غيره لكن يشهد للمرفوع منه أحاديث عن أبي ذر، وأبي سعيد، وعقبة بن عامر رضي الله عنهم: أما حديث أبي ذر قال: إني ساببت رجلًا فعيرته بأمه، فقال لِيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا أَبَا ذَرٍّ! أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خَوَلُكم، جعلهم الله تحت أيديكم ... الحديث. فأخرجه البخاري (1/ 84 الفتح)، وأحمد (5/ 161). وأخرجه الإِمام أحمد (5/ 158)، من طريق بكر، عن أبي ذر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له: انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلَّا أن تفضله بتقوى. قال المنذري في الترغيب (4/ 33): رواه أحمد ورواته ثقات مشهورون إلَّا أن بكر بن عبد الله المزني لم يسمع من أبي ذر. اهـ. فالإسناد منقطع. وأما حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا أحمر على أسود إلَّا بالتقوى. فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 162/ ب)، والبزار كما في الكشف (2/ 435). =
= ولفظ رواية البزّار: إن أباكم واحد، وإن دينكم واحد، وأبوكم آدم، وآدم خلق من تراب. وقال البزّار: لا نعلمه يُروى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 84): ورجال البزّار رجال الصحيح. قلت: في سنده جعفر بن سليمان قال في التقريب (ص 140): صدوق. وفيه يحيى بن محمد بن السكن شيخ البزّار قال في التقريب (ص 596): صدوق وبقية رجاله ثقات فإسناده البزّار حسن إن شاء الله. وأما حديث عقبة بن عامر الجهني مرفوعًا: إن مسابكم هذه ليست بمساب على أحد، وإنما أنتم ولد آدم، طَفّ الصاع لم تملؤوه، ليس لأحد فضل إلَّا بدين، أو عمل صالح، حسب الرجل أن يكون فاحشًا بذيئًا، بخيلًا، جبانًا لفظه الطحاوي. فأخرجه أحمد (4/ 158)، والطحاوي في المشكل (4/ 365)، وابن جرير في التفسير (26/ 140)، والروياني في مسنده (ق 49/ ب)، وأبو الحسين بن النقور في "القراءة على الوزير"، (ق 5 أ) والأخيران كما في الصحيحة (3/ 32)، كلهم من طريق ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ علي بن رباح، عن عقبة به. وابن لهيعة ضعيف.
الخاتمة الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أحمده سبحانه وتعالى الذي وفقني لإتمام العمل بتحقيق هذا القسم من كتاب"المطالب العالية" وأرجو من العلي القدير أن أكون قد وفقت في الخدمة اللائقة به. وقد خلصت من خلال العمل بهذا البحث إلى نتائج أهمها: 1 - مكانة الحافظ ابن حجر رحمه الله العلمية إذ يظهر ذلك في تبويب الكتاب والذي يدل على دقة فقهه، وفي التزامه بشرطه في إخراج الزوائد والذي يدل على تضلعه في علوم الحديث الشريف ومعرفته بالمصنفات الحديثية وما حوت. 2 - قيمة الكتاب العلمية؛ إذ حفظ لنا أحاديث أصول من كتب أصبح أكثرها في عداد المفقود. 3 - تميز مسند مسدّد بكثرة الآثار، والغالب في أحاديثه وآثاره الصحيح. 3 - تميز مسند الحارث بكثرة الضعيف والضعيف جدًا والموضوع. 4 - كثرة الأحاديث من مسند أبي يعلى إذ بلغت في القسم الذي حققته أكثر من الثلث.
6 - قلة الزوائد من مسند الحميدي، وابن أبي عمر. وهذا بيان بدرجات الأحاديث في القسم الذي قمت بتحقيقه: الصحيح لذاته (26) حديثًا. الصحيح لغيره (11) حديثًا. الحسن لذاته (17) حديثًا. الحسن لغيره (73) حديثًا. الضعيف (97) حديثًا. الضعيف جدًا (55) حديثًا. التالف والموضوع (19) حديثًا. هذه أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال عملي في هذا القسم من الكتاب. وفي الختام أسال الله أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع بهذا الجهد، وأن يجعله حجة لي لا عليّ. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. • • •
فهرس المصادر والمراجع (أ) المصادر والمراجع المخطوطة: 1 - إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، للبوصيري، منه نسخة مصورة في الجامعة الإِسلامية برقم (232 - 243)، مصورة عن نسخة الأزهر. 2 - اعتلال القلوب، لمحمد بن جعفر الخرائطي، من محفوظات الخزانة العامة بالرباط، ومنه صورة في مكتبة الجامعة الإِسلامية برقم (1870 هـ)، وفي مكتبتي صورة منها. 3 - إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال، لعلاء الدين مغلطاي، محفوظ في المكتبة الأزهرية برقم (15/ 1225)، ومصورته في مكتبة شيخنا الشيخ محمد ميرة. 4 - تاريخ مدينة دمشق، لأبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر، تصوير مكتبة الدار بالمدينة المنورة، 1407 هـ. 5 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال، لأبي الحجاج جمال الدين يوسف المزي، تصوير دار المأمون للتراث، عن النسخة الخطية المحفوظة بدار الكتب المصرية، قدم له: عبد العزيز رباح، وأحمد يوسف الدقاق.
6 - جزء منتخب من كتاب الشعر، لأبي نعيم الأصبهاني، منه نسخة مصورة في الجامعة الإِسلامية برقم (1488 م)، وفي مكتبتي صورة منها. 7 - جُمان الدرر في اختصار الجواهر والدرر، لعبد الله بن أحمد بن خليل الدمشقي، مصورته من محفوظات خزانة شيخنا الشيخ محمود ميرة. 8 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر، لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي، مصورته من محفوظات خزانة شيخنا الشيخ محمود ميرة. 9 - الطب النبوي، لأبي نعيم الأصبهاني، منه نسخة مصورة في الجامعة الإِسلامية برقم (1298)، مصورة عن نسخة الأسكوريال، وفي مكتبتي صورة منها. 10 - العلل، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، من محفوظات دار الكتب المصرية برقم (934)، وفي مكتبة الأخ باسم عناية صورة منها. 11 - عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران، لبرهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي، مصورته من محفوظات مكتبة شيخنا الشيخ محمود ميره. 12 - الفوائد، لأبي القاسم الحسين بن محمد الحنائي، تخريج عبد العزيز بن محمد النخشبي، تصوير دار تيسير السنة، عن نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق. 13 - الكنى والأسماء، لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، تصوير دار الفكر عن نسخة المحفوظة بالمكتبة الظاهرية بدمشق، تقديم: مطاع الطرابيشي، 1404 هـ. 14 - مجمع البحرين بزوائد المعجمين، لنور الدين الهيثمي، منه نسخة مصورة في الجامعة الإِسلامية برقم (76 - 79)، وفي مكتبتي صورة منها.
15 - المجمع المؤسس للمعجم المفهرس، لابن حجر العسقلاني، منه نسخة مصورة بالجامعة الإِسلامية برقم (1274 - 1275)، عن الأصل المحفوظ بالمكتبة الأحمدية بحلب. 16 - مختصر إتحاف الخيرة للبوصيري، منه نسخة مصورة بالمكتبة المركزية بجامعة الإِمام محمد بن سعود برقم (8141 - 8143 ف). 17 - المرض والكفارات، لابن أبي الدنيا، من محفوظات المكتبة الظاهرية بدمشق، تحت رقم (76)، ومنه نسخة مصورة في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وفي مكتبتي صورة منها. 18 - معجم الصحابة، لعبد الباقي بن قانع، منه نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، وفي مكتبتي صورة منها. 19 - معرفة الصحابة، لأبي نعيم الأصبهاني، من محفوظات مكتبة طوبقبو أحمد الثالث بتركيا، تحت رقم (1/ 497)، ومنه نسخة مصورة في الجامعة الإِسلامية برقم (2758 - 2759)، وفي مكتبتي صورة منها. 20 - المقصد العلي بزوائد أبي يعلى الموصلي، من محفوظات مكتبة إسطنبول، ومنه نسخة مصورة في الجامعة الإِسلامية، برقم (42 - 43)، وفي مكتبتي صورة منها. 21 - المنهل الصافي، لابن تغري بردي، منه نسخة مصورة في المكتبة المركزية بجامعة الإِمام محمد بن سعود تحت رقم (712 ف). (ب) المصادر والمراجع المطبوعة: 1 - القرآن الكريم. 2 - الآحاد والمثاني، لابن أبي عاصم، تحقيق: د. باسم فيصل أحمد الجوابرة، دار الراية، الرياض، الطبعة الأولى 1411 هـ.
3 - الآداب، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: د. عبد القدوس محمد نذير، مكتبة الرياض الحديثة، الرياض، الطبعة الأولى 1407 هـ. 4 - الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير، لأبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الجوزقاني، تحقيق: عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، نشر إدارة البحوث الإِسلامية والدعوة والإفتاء بالجامعة السلفية بنارس الهند، الطبعة الأولى 1403هـ. 5 - إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين، لمحمد بن محمد الحسيني الشهير بمرتضى الزبيدي، دار الفكر. 6 - إلإتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي، دار الفكر، بيروت 1399 هـ. 7 - الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان، ترتيب: الأمير علاء الدين علي بلبان الفارسى. (أ) قدم له وضبط نصه: كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. (ب) تحقيق: شعيب الأرناؤوط مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 8 - أحوال الرجال، لإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، تحقيق: صبحي البدري السامرائي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1405 هـ. 9 - إحياء علوم الدين، لأبي حامد محمد بن محمد الغزالي، دار القلم، بيروت، الطبعة الأولى. 10 - أخبار القضاة، لوكيع محمد بن خلف بن حيان، مطبعة عالم الكتب، بيروت.
11 - الإِخوان، لأبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا، تحقيق: محمد عبد الرحمن طوالبه، دار اعتصام. 12 - أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي الشيخ محمد بن جعفر الأصبهاني، تحقيق: السيد الجميلي، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ. 13 - الأدب المفرد، للإمام عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، المطبوع مع شرحه فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد، تحقيق: محب الدين الخطيب، دار السلفية بالقاهرة، الطبعة الثالثة 1407 هـ. 14 - الأربعون الصغرى المخرجة في أحوال عباد الله تعالى وأخلاقهم، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 15 - إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق، ليحيى بن شرف النووي، تحقيق: د. عبد الباري فتح الله السلفي، مكتبة الإِيمان بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1408 هـ. 16 - الإرشاد في معرفة علماء الحديث، لأبي يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي، تحقيق: د. محمد سعيد بن عمر إدريس، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 17 - إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ. 18 - الأسامي والكنى, للإمام أحمد بن محمد بن حنبل، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، دار الأقصى، الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 19 - الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار، لابن قدامة المقدسي، تحقيق: عادل نويهض، دار الفكر 1392 هـ.
20 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لأبي عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر، تحقيق: علي محمد البجاوي، مكتبة نهضة مصر، مصر. 21 - أسْدُ الغابة في معرفة الصحابة، لابن الأثير علي محمد الجزري، دار الفكر، بيروت، 1409 هـ. 22 - الأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة، للملا علي القاري، تحقيق: محمد الصباغ، المكتب الإِسلامي، الطبعة الثانية 1406 هـ. 23 - أسماء المدلسين، لجلال الدين السيوطي، تحقيق: محمد زينهم غراب، دار الصحوة، مصر، الطبعة الأولى 1407 هـ. 24 - الأسماء والصفات، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: عماد الدين أحمد حيدر، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ 25 - أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب، لمحمد درويش الحوت، تحقيق: خليل الميس، دار الكتاب العربي، بيروت 1403 هـ. 26 - الاشتقاق، لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد، تحقيق: عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي بمصر. 27 - الأشربة، للإِمام أحمد بن حنبل، تحقيق: صبحي السامرائي، عالم الكتب، بيروت الطبعة الثانية 1405 هـ. 28 - الإِصابة في تمييز الصحابة، لشهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، مصورة دار الكتب العلمية، بيروت. 29 - أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لأبي القاسم هبة الله بن الحسن اللالكائي، تحقيق: د. أحمد سعد حمدان، دار طيبة، الرياض، الطبعة الثانية 1411هـ.
30 - الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار، لأبي بكر محمد بن موسى الحازمي، تحقيق: محمد أحمد عبد العزيز، مكتبة عاطف، القاهرة. 31 - الأعلام، لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت. 32 - إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان، لابن قيم الجوزية، تحقيق: محمد حامد الفقي. 33 - الأغاني، لأبي الفرج الأصبهاني، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الشعب. 34 - الإِكليل من أخبار اليمن وأنساب حُمْيَر، للحسن بن أحمد الهمداني، تحقيق: محب الدين الخطيب، المطبعة السلفية، القاهرة 1368 هـ. 35 - الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والإنساب، للأمير ابن ماكولا، تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، نشر: محمد أمين دمج، بيروت. 36 - ألفية الحديث، لأبي الفضل زين الدين العراقي، تحقيق: أحمد محمد شاكر، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثانية 1408 هـ. 37 - ألفية السيوطي في علم الحديث، تحقيق: أحمد شاكر، دار المعرفة، بيروت. 38 - الإِلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع، للقاضي عياض، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار التراث بالقاهرة والمكتبة العتيقة تونس، الطبعة الثانية 1398 هـ. 39 - الأم، للإمام محمد بن إدريس الشافعي، أشرف على طبعة وباشر تصحيحه: محمد زهوي النجار، دار المعرفة، بيروت.
40 - الأمالي، ليحيى بن الحسين الشجري، ترتيب محمد بن أحمد القرشي ثم العبشمي، عالم الكتب ببيروت ومكتبة المتنبي بالقاهرة. 41 - الأمالي، لابن ناصر الدين، تحقيق: محمود بن محمد الحداد، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى 1407 هـ. 42 - الأمالي، لابن عبد الله المحاملي، تحقيق: د. إبراهيم إبراهيم القيسي، دار ابن القيم بالدمام والمكتبة الإِسلامية بعمّان، الطبعة الأولى 1412 هـ. 43 - أمثال الحديث، لأبي محمد الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي، علّق عليه: أحمد عبد الفتاح تمام، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ. 44 - الأمثال في الحديث النبوي، لأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: د. عبد العليّ عبد الحميد، الدار السلفية، الهند، الطبعة الأولى 1402 هـ 45 - الأموال، لأبي عبيد القاسم بن سلام، شرح عبد الأمير علي مهنا، دار الحداثة، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 46 - إنباء الغُمْر بأنباء العمر، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: د. حسن حبشي، طبعة المجلس الأعلى للشؤون الإِسلامية، القاهرة 1971 هـ. 47 - إنباه الرواة على أنباء النحاة، لعلي بن يوسف، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي- القاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية- بيروت، 1406 هـ 48 - الانتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء، لأبي عمر يوسف ابن عبد البر، دار الكتب العلمية، بيروت.
49 - الإنساب، لأبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، تقديم وتعليق: عبد الله عمر البارودي، دار الكتب العلمية ودار الجنان، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 50 - أنساب الأشراف، لأحمد بن يحيى المعروف بالبلاذري، تحقيق: محمد حميد الله، معهد المخطوطات ودار المعارف، بمصر. 51 - الأنوار في شمائل النبي المختار، للإمام الحسين بن مسعود البغوي، تحقيق: إبراهيم اليعقوبي، دار الضياء، الرياض. 52 - الأوائل، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق: محمد شكور بن محمود، مؤسسة الرسالة ودار الفرقان، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 53 - الأوائل، لأبي بكر أحمد بن عاصم النبيل، تحقيق: محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 54 - الأولياء، لأبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم. مكتبة القرآن، القاهرة. 55 - الإيمان, لأبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 56 - الأيمان، لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 57 - الإِيمان، لمحمد بن إسحاق بن مندة، تحقيق: د. علي بن محمد الفقيهي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1406 هـ.
58 - الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث، لأحمد محمد شاكر، مكتبة دار التراث، الطبعة الثالثة 1399 هـ. 59 - البحر الزخّار المعروف بمسند البزّار، لأبي بكر أحمد بن عمرو البزّار، تحقيق: د. محفوظ الرحمن زين الله، مؤسسة علوم القرآن ببيروت ومكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1409 هـ. 60 - البداية والنهاية، لأبي الفداء إسماعيل بن كثير، دار الفكر، بيروت. 61 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن التاسع، لمحمد بن علي الشوكاني، دار المعرفة، بيروت. 62 - بذل الماعون في فضل الطاعون، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: أحمد عصام الكاتب، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى 1411 هـ. 63 - بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، لعلي بن أبي بكر الهيثمي، تحقيق: حسين أحمد الباكري، وهي رسالة مطبوعة على الآلة الكاتبة نال بها صاحبها الدكتوراه من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، سنة 1404/ 1405هـ 64 - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، لجلال الدين السيوطي، تحقيق: محمد أبي الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، بيروت. 65 - البيان والتبيين، لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، تحقيق: فوزي عطوي، دار صعب، بيروت. 66 - تاج العروس من جواهر القاموس، لمحمد مرتضى الزبيدي، دار مكتبة الحياة، بيروت 67 - التاريخ, لخليفة بن خياط، تحقيق: أكرم ضياء العمري، دار طيبة، الرياض، الطبعة الثانية 1405 هـ.
68 - تاريخ إربل، لمبارك بن أحمد اللخمي المعروف بابن المستوفي، تحقيق: سامي بن السيد خمّاس الصقار، نشر وزارة الثقافة العراقية 1980 م. 69 - تاريخ الإِسلام ووفيات المشاهير والأعلام، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق: حسام الدين القدسي، القاهرة 1367 هـ. 70 - تاريخ أسماء الثقات، لأبي حفص عمر بن شاهين، تحقيق: السامرائي، الدار السلفية، الكويت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 71 - تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين، لأبي حفص عمر بن شاهين، تحقيق: د. عبد الرحيم محمد القشقري، الطبعة الأولى 1409 هـ. 72 - تاريخ الأمم والملوك، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 73 - تاريخ بغداد أو مدينة السلام، لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، دار الكتاب العربي، بيروت. 74 - تاريخ الثقات، لأبي الحسن أحمد بن عبد الله العجلي، بترتيب: الهيثمي، تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 75 - تاريخ جرجان، لحمزة بن يوسف السهمي، تحت مراقبة: د. محمد عبد المعيد خان، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الرابعة 1407 هـ. 76 - تاريخ الخلفاء، لجلال الدين السيوطي، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت، 1409 هـ. 77 - تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس، لحسين بن محمد الديار بكري، مؤسسة شعبان، بيروت.
78 - تاريخ داريا ومن نزل بها من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، للقاضي عبد الجبار الخولاني، تحقيق: سعيد الأفغاني، نشر: جامعة بنغازي. 79 - تاريخ أبي زرعة الدمشقي، لعبد الرحمن بن عمرو النصري، تحقيق: شكر الله بن نعمة الله القوجاني، مجمع اللغة العربية، دمشق. 80 - التاريخ الصغير, لمحمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 81 - التاريخ الكبير، لمحمد بن إسماعيل البخاري، دار الفكر، بيروت. 82 - تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي عن أبي زكريا يحيى بن معين، تحقيق: د. أحمد محمد نور سيف، دار المأمون للتراث، دمشق وبيروت، 1400 هـ. 83 - تاريخ المدينة المنورة، لأبي زيد عمر بن شبّة، تحقيق: فهيم محمد شلتوت. 84 - تاريخ واسط، لأسلم بن سهل الرزّاز المعروف ببحشل، تحقيق: كوركيس عوّاد، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 85 - التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين، لأبي المظفر الأسفراييني، تحقيق: كمال يوسف الحوت، عالم الكتب، بيروت، 1403 هـ. 86 - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: علي محمد البجاوي، المكتبة العلمية، بيروت، 1383 هـ. 87 - التبيين في أنساب القرشيين، لابن قدامة المقدسي، تحقيق: محمد نايف الدليمي، نشر المجمع العلمي العراقي، بغداد، الطبعة الأولى 1402 هـ.
88 - تجريد أسماء الصحابة، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، دار المعرفة، بيروت. 89 - تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، لأبي العلى محمد بن عبد الرحيم المباركفوري، راجعه وصححه: عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة 1399 هـ. 90 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، لأبي الحجاج يوسف المزي، تحقيق: عبد الصمد شرف الدين، المكتب الإِسلامي ببيروت والدار القيمة ببومبي، الهند، الطبعة الثانية 1403 هـ. 91 - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، لجلال الدين السيوطي، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الفكر، بيروت. 92 - تذكرة الحفاظ، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، بيروت. 93 - التذكرة في الأحاديث المشتهرة، لبدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 94 - ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، القاضي عياض، تحقيق: د. أحمد بكير محمود، دار مكتبة الحياة- بيروت، ودار مكتبة الفكر- طرابلس، ليبيا. 95 - ترتيب مسند الإِمام الشافعي، رتبه: محمد عابد السندي على الأبواب الفقهية، نشر: عزت العطار وغيره، دار الكتب العلمية، بيروت. 96 - الترغيب في الدعاء والحث عليه، لأبي محمد عبد الغني المقدسي، تخريج: أبي يوسف محمد بن حسن، الطبعة الأولى 1411هـ.
97 - الترغيب والترهيب، لأبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني، خرّج أحاديثه: محمد السعيد بن بسيوني زغلول، وراجعه: محمود إبراهيم زايد، مكتبة النهضة الحديثة، بيروت. 98 - الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، لعبد العظيم بن عبد القوي المنذري، تحقيق: مصطفى محمد عمارة، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 99 - تصحيفات المحدثين، لأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري، تحقيق: د. محمود أحمد ميره، بيروت، الطبعة الأولى 1402 هـ. 100 - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة، لابن حجر العسقلاني، دار الكتاب العربي، بيروت. 101 - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد زينهم غراب، دار الصحوة، مصر، الطبعة الأولى 1407هـ. 102 - تعظيم قدر الصلاة، لمحمد بن نصر المرزوي، تحقيق: د. عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1406 هـ. 103 - تفسير البغوي أو معالم التنزيل، للحسين بن مسعود البغوي، تحقيق: خالد العك وعبد الرحمن سوار، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ. 104 - تقريب التهذيب، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد عوامة، دار الرشيد، سوريا، الطبعة الأولى 1406 هـ.
105 - التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد، لأبي بكر محمد بن عبد الغني الشهير بابن نقطة، دار الحديث، بيروت 1407 هـ. 106 - التقييد والإِيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح، لزين الدين عبد الرحيم العراقي، تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة الثانية 1407 هـ. 107 - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: عبد الله هاشم اليماني، دار المعرفة ببيروت، 1384 هـ. 108 - تلخيص المستدرك، لأبي عبد الله شمس الدين الذهبي، مطبوع في ذيل المستدرك للحاكم النيسابوري، دار الكتاب العربي، بيروت. 109 - تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير، لعبد الرحمن بن الجوزي، تحقيق ونشر: مكتبة الآداب، القاهرة. 110 - التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، لأبي عمر يوسف بن عبد البر النمري، تحقيق: مجموعة من المحققين، نشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإِسلامية بالمملكة المغربية. 111 - تنبيه المسلم إلى تعدي الألباني على صحيح مسلم، محمود سعيد ممدوح، مكتبة الإِمام الشافعي، الرياض، الطبعة الثانية 1408 هـ. 112 - تنزيه الشريعة المرفوعة من الأحاديث الشنيعة الموضوعة، لأبي الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1399 هـ. 113 - التنكيل لما ورد في تأنيب الكوثري من الأباطيل، عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، تحقيق: الألباني، دار الكتب السلفية، القاهرة.
114 - تهذيب الآثار, لأبي جعفر الطبري، تحقيق: محمود محمد شاكر ود. ناصر بن سعد الرشيد، من منشورات جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية. 115 - تهذيب الأسماء واللغات للإمام النووي، عنيت بنشره وتصحيحه إدارة الطباعة المنيرية، دار المكتب العلمية، بيروت. 116 - تهذيب تاريخ مدينة دمشق، لعبد القادر بن بدران، دار السيرة. 117 - تهذيب التهذيب، لابن حجر العسقلاني، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 118 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال، لأبي الحجاج يوسف المزي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1403 - 1408 هـ. 119 - التواضع والخمول، لأبي بكر عبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا، تحقيق: لطفي بن محمد الصغير, دار الاعتصام، مصر. 120 - التوبيخ والتنبيه، لأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: حسن بن أمين بن المندوه، مكتبة التوعية الإِسلامية، مصر، الطبعة الأولى 1408 هـ. 121 - توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار، لمحمد بن إسماعيل الصنعاني، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1366 هـ. 122 - الثقات، لمحمد بن حبّان البستي، طبع دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، الهند، الطبعة الأولى 1393 هـ. 123 - الجامع، لمعمر بن راشد الأزدي، المطبوع مع مصنف عبد الرزاق، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1403هـ.
124 - الجامع، لعبد الله بن وهب بن مسلم القرشي، حققه: ج. داود ويل، نشر معهد الاستشراق بمصر. 125 - جامع الأصول في أحاديث الرسول، لمجد الدين ابن الأثير الجزري، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، مكتبة دار البيان، الطبعة الأولى 1390 هـ. 126 - جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر، وقف على طبعه وتصحيحه: إدارة الطباعة المنيرية، دار الكتب العلمية، بيروت، 1398 هـ. 127 - جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، دار الفكر، بيروت، 1408 هـ. 128 - جامع التحصيل في أحكام المراسيل، لصلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية، بيروت، الطبعة الثانية 1407 هـ. 129 - الجامع الصحيح، لمحمد بن إسماعيل البخاري، المطبوع مع شرحه فتح الباري، تحقيق: فؤاد عبد الباقي، تصحيح: الشيخ عبد العزيز بن باز، دار الفكر. 130 - الجامع الصحيح، لمسلم بن الحجاج القشيري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، 1403 هـ. 131 - الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير، لجلال الدين السيوطي، المطبوع مع شرحه فيض القدير، دار الفكر. 132 - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي، تحقيق: د. محمود الطحان، مكتبة المعارف، الرياض، 1403 هـ.
133 - الجامع لشعب الإيمان, لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ. 134 - جامع المسانيد، لأبي المؤيد محمد الخوارزمي، دار الكتب العلمية، بيروت. 135 - الجرح والتعديل لعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، دار الكتب العلمية عن الطبعة الأولى بمجلس دائرة المعارف العثمانية بالهند، 1371 هـ. 136 - جزء الحسن بن عرفة العبدي، تحقيق: عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، دار الأقصى، الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 137 - جماع العلم، للإمام الشافعي، تحقيق: محمد أحمد عبد العزيز، دار الكتب العلمية، بيروت. 138 - الجمع بين رجال الصحيحين، لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي المعروف بابن القيسراني، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ 139 - جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإِسلام، لأبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي، تحقيق: د. محمد علي الهاشمي، نشر لجنة البحوث والتأليف والترجمة والنشر بجامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية، الطبعة الأولى 1399 هـ. 140 - جمهرة الأمثال، لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري، تحقيق: د. أحمد عبد السلام ومحمد بسيوني زغلول، الطبعة الأولى 1408 هـ.
141 - جمهرة أنساب العرب، لأحمد بن علي ابن حزم الأندلسي، تحقيق: لجنة من العلماء، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 142 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر، لشمس الدين السخاوي، تحقيق: د. حامد عبد المجيدو د. طه الزيني، نشر وزارة الأوقاف المصرية، 1406 هـ. 143 - الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية، تحقيق: د. عبد الفتاح الحلو، دار العلوم، الرياض، 1398 هـ. 144 - الجوهر النقي في التعليق على السنن الكبرى للبيهقي، لعلاء الدين ابن التركماني، دار صادر بيروت عن الطبعة الأولى لمطبعة مجلس دائرة المعارف الهندية. 145 - الحبائك في أخبار الملائك، لجلال الدين السيوطي، تحقيق: مصطفى عاشور، مكتبة القرآن، القاهرة. 146 - ابن حجر ودراسة مصنفاته وموارده في الإِصابة، للدكتور شاكر محمود عبد المنعم، دار الرسالة، بغداد، الطبعة الأولى 1978 م. 147 - حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، تحقيق: محمد أبي الفضل إبراهيم، طبع البابي الحلبي وشركاه، مصر، الطبعة الأولى 1387 هـ. 148 - الحُلّة السيراء، لأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي المعروف بابن الأبّار، تحقيق: د. حسين مؤنس، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الثانية 1985 م.
149 - الحلم، للحافظ ابن أبي الدنيا، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن بالقاهرة ومكتبة الساعي بالرياض. 150 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الخامسة 1407 هـ. 151 - حياة الحيوان الكبرى, لكمال الدين الدميري، المكتبة الإِسلامية. 152 - الحيوان، لأبي عثمان بن بحر الجاحظ، تحقيق: عبد السلام هارون، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثالثة 1388 هـ. 153 - خزانة الأدب ولب لباب العرب، لعبد القادر عمر البغدادي، تحقيق: عبد السلام هارون، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1979 م. 154 - خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال، لصفي الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي، تحقيق: د. عبد الفتاح أبي غدة، مكتب المطبوعات الإِسلامية، حلب، الطبعة الرابعة 1411 هـ. 155 - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد سيد جاد الحق، دار الكتب الحديثة، مصر. 156 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور، لجلال الدين السيوطي، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 157 - درة الحجال في أسماء الرجال, لأبي العباس أحمد بن محمد المكناسي، تحقيق: د. محمد الأحمدي أبي النور، دار التراث بالقاهرة والمكتبة العتيقة بتونس. 158 - الدعاء، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق: د. محمد سعيد البخاري، دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ.
159 - الدعوات الكبير، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: بدر بن عبد الله البدر، جمعية إحياء التراث الإِسلامي بالكويت، الطبعة الأولى 1409 هـ. 160 - الدليل الشافي على المنهل الصافي، جمال الدين ابن تغري بردي، تحقيق: فهيم محمد شلتوت، مركز البحث العلمي، جامعة أم القرى. 161 - دول الإِسلام، لمحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: فهيم محمد شلتوت ومحمد مصطفى إبراهيم، الهيئة المصرية العامة للكتاب. 162 - دلائل النبوة، لأبي نعيم الأصبهاني، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ. 163 - دلائل النبوة ومعرفة أحوال أصحاب الشريعة، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: د. عبد المعطي قلعجى، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 164 - الديّات، لابن أبي عاصم، تحقيق: محمد السعيد بسيوني، مؤسسة الكتب الثقافية، لبنان، 1409 هـ. 165 - الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، لابن فرحون المالكي، تحقيق: د. محمد الأحمدي أبي النور، دار التراث، القاهرة. 166 - ديوان الأعشى، تحقيق: فوزي عطوي، الشركة اللبنانية للكتاب، بيروت، 1968 م. 167 - ديوان أمية بن أبي الصلت، تحقيق: عبد الحفيظ السليطي، مكتبة أطلس، دمشق، 1974 م.
168 - ديوان الضعفاء والمتروكين، لشمس الدين الذهبي، تحقيق: لجنة من العلماء، دار القلم، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 169 - ديوان لبيد بن ربيعة، تحقيق: د. إحسان عباس، نشر: وزارة الإِرشاد والأنباء في الكويت، 1962 م. 170 - ذكر أخبار أصفهان، لأبي نعيم الأصبهاني، دار الكتاب الإسلامي. 171 - ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم ممن صحت روايته عن الثقات عند البخاري ومسلم، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني تحقيق: بوران الضناوى وكمال يوسف الحوت، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 172 - ذكر أسماء من تكلّم فيه وهو موثّق، لشمس الدين الذهبي، تحقيق: محمود شكور بن محمد المياديني، مكتبة المنار، الأردن، الطبعة الأولى 1406 هـ. 173 - ذم المسكر، لأبي بكر ابن أبي الدنيا، تحقيق: د. نجم خلف، دار الراية، الطبعة الأولى 1409 هـ. 174 - ذيل طبقات الحفاظ، لجلال الدين السيوطي، دار إحياء التراث العربي، بيروت. 175 - الذيل على رفع الإصر، لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق: د. جودة هلال ومحمد صبح، الدار المصرية للتأليف والترجمة. 176 - ذيل ميزان الاعتدال، لأبي الفضل الراقي، تحقيق: د. عبد القيوم عبد رب النبي، طبع: مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1406 هـ.
177 - رجال صحيح البخاري، لأحمد بن محمد الكلاباذي، تحقيق: عبد الله الليثي، مكتبة المعارف، الرياض، 1407 هـ. 178 - رجال صحيح مسلم، أحمد بن علي بن منجويه، تحقيق: عبد الله الليثي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 179 - الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة، لمحمد بن جعفر الكتاني، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية 1400 هـ. 180 - رغبة الآمل من كتاب الكامل، سيد بن علي المرصفي، دار البيان، بغداد. 181 - رفع الإِصر عن قضاة مصر، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: عدد من الأساتذة، المطبعة الأميرية، القاهرة، 1957 هـ. 182 - الرفع والتكميل في "الجرح والتعديل" لأبي الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي، تحقيق: د. عبد الفتاح أبي غدة، مكتب المطبوعات الإِسلامية، حلب، الطبعة الثالثة 1407 هـ. 183 - الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام، لعبد الرحمن بن عبد الله السهيلي، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، مطبوعات الحاج عبد السلام شقرون. 184 - الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمّام، تصنيف أبي سليمان جاسم الفهيد الدوسري، دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 185 - روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، لمحمد بن حبّان البستي، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الكتب العلمية، بيروت، 1397هـ
186 - الروضة الفيحاء في تواريخ النساء، لياسين العمر، تحقيق: عماد علي حمزة: الدار العالمية، الطبعة الأولى 1407 هـ. 187 - الرياض النضرة في مناقب العشرة، للطبري، دار الكتب العلمية، بيروت، 1405 هـ. 188 - زاد المعاد في هدي خير العباد، لشمس الدين ابن قيم الجوزية، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة السابعة 1405 هـ. 189 - الزهد، لأحمد بن حنبل، تحقيق: د. محمد جلال شرف، دار النهضة العربية، بيروت. 190 - الزهد، لأبي بكر ابن أبي عاصم، تحقيق: د. عبد المعطي عبد الحميد الأعظمي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 191 - الزهد، لهنّاد بن السري، تحقيق: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، دار الخلفاء، الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 192 - الزهد، لوكيع بن الجراح، تحقيق: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1404 هـ. 193 - الزهد الكبير، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: عامر أحمد حيدر، مؤسسة الكتب الثقافية ودار الجنان، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 194 - الزهد والرقائق، لعبد الله بن المبارك، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية، بيروت.
195 - السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة راويين عن شيخ واحد، الخطيب البغدادي، تحقيق: محمد مطر الزهراني، دار طيبة، الرياض، 1402 هـ. 196 - سبل السلام شرح بلوغ المرام، لمحمد بن إسماعيل الصنعاني، تحقيق: فواز أحمد زمر لي وإبراهيم محمد الجمل، دار الريان للتراث بالقاهرة ودار الكتاب العربي ببيروت، الطبعة الرابعة 1407 هـ. 197 - سلسلة الأحاديث الصحيحة، لمحمد ناصر الدين الألباني، (الأول والثاني) المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الرابعة 1405 هـ، (الثالث) مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الثانية 1407 هـ، (الرابع) الطبعة الرابعة 1408 هـ، (الخامس) الطبعة الأولى 1412 هـ. 198 - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، لمحمد ناصر الدين الألباني، (الأول والثاني) المكتب الإِسلامي، بيروت، (الثالث والرابع) مكتبة المعارف، الرياض. 199 - سمط الآلي في شرح أمالي القالي، لأبي عبيد البكري، تحقيق: عبد العزيز الميمني، دار الحديث، لبنان، 1404 هـ. 200 - السنة، لابن أبي عاصم، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت. 201 - سنن الترمذي، لمحمد بن عيسى الترمذي، المطبوع مع تحفة الأحوذي، راجعه وصححه: عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة 1399هـ.
202 - سنن الدارقطني، لعلي بن عمر الدارقطني، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الرابعة 1406 هـ. 203 - سنن الدارمي، لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، تحقيق: عبد الله هاشم اليماني، نشر: حديث أكادمي، نشاط آباد- الهند، 1404هـ. 204 - سنن أبي داود، لسليمان بن الأشعث السجستاني، المطبوع مع شرحه عون المعبود، تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة 1399 هـ. 205 - سنن سعيد بن منصور، لأبي عثمان سعيد بن منصور، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 206 - سنن ابن ماجه، لمحمد بن يزيد بن ماجه، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت. 207 - سنن النسائي، لأحمد بن شعيب النسائي، بشرح الحافظ السيوطي وحاشية السندي، دار الكتب العلمية، بيروت. 208 - السنن الصغير, لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي، نشر جامعة الدراسات الإِسلامية، كراتشي، الطبعة الأولى 1410 هـ. 209 - السنن الكبرى، لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق: د. عبد الغفار سليمان البنداري وسيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1411 هـ.
210 - السنن الكبرى, لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، دار الفكر، بيروت. 211 - سؤالات ابن الجنيد لابن معين، د. أحمد محمد نور سيف، مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1408 هـ. 212 - سؤالات السلمي للدارقطني، تحقيق: د. سليمان آتشي، دار العلوم، الرياض، 1408 هـ. 213 - سؤالات حمزة بن يوسف السهمي للدارقطني وغيره من المشايخ، تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى 1404 هـ. 214 - سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لابن المديني، تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى 1404 هـ. 215 - سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، تحقيق: لجنة من المحققين بإشراف شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1402 هـ للأجزاء الثمانية الأولى، والطبعة الأولى 1402 هـ للأجزاء الخمسة عشر الأخيرة. 216 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لعبد الحي ابن العماد الحنبلي، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى 1399 هـ. 217 - شرح السنة، للحسين بن مسعود البغوي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وزهير الشاويش، المكتب الإِسلامي، الطبعة الثانية 1403 هـ. 218 - شرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز الحنفي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مكتبة دار البيان، الطبعة الأولى 1401 هـ.
219 - شرح علل الترمذي، لعبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي، تحقيق: د. همّام سعيد، مكتبة المنار، الأردن، الطبعة الأولى 1407هـ. 220 - شرح معاني الآثار, لأبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي، تحقيق: محمد زهري النجار، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية 1407هـ. 221 - شرح النووي على صحيح مسلم، لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي، دار إحياء التراث العربي، بيروت. 222 - شرف أصحاب الحديث، لأبي بكر الخطيب البغدادي، تحقيق: د. محمد سعيد خطيب أوغلي، دار إحياء السنة النبوية، أنقرة - تركيا، 1971 م. 223 - الشريعة، لأبي بكر محمد بن الحسين الآجريّ، تحقيق: محمد حامد الفقي، أنصار السنة المحمدية، لاهور. 224 - شعراء النصرانية، لويس شيخو، دار المشرق، بيروت. 225 - الشعر والشعراء أو طبقات الشعراء، لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدَّيْنوري، تحقيق: د. مفيد قميحة، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1401 هـ. 226 - الشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي عياض، دار الفكر، بيروت، 1409 هـ. 227 - الشفا في الطب المسند عن السيد المصطفى، لأحمد بن يوسف التيفاشي، تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ.
228 - الشكر لله عزَّ وجلَّ، لأبي بكر ابن أبي الدنيا، تحقيق: ياسين محمد السوّاس، وتخريج: عبد القادر الأرناؤوط، دار ابن كثير، دمشق وبيروت، الطبعة الثانية 1407 هـ. 229 - الشمائل المحمدية، لأبي عيسى الترمذي، تحقيق: محمد عفيف الزعبي، الطبعة الأولى 1403 هـ. 230 - الصحاح، لإسماعيل بن حماد الجوهري، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطا، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الثانية 1399 هـ. 231 - صحيح الترغيب والترهيب، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ. 232 - صحيح الجامع الصغير وزيادته (الفتح الكبير)، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت ودمشق، الطبعة الثانية 233 - صحيح ابن خزيمة، لأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، تحقيق: د. محمد مصطفى الأعظمي، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1395 هـ. 234 - صحيح سنن الترمذي، لمحمد ناصر الدين الألباني، مكتب التربية العربي لدول الخليج بالرياض، الطبعة الأولى 1408 هـ. 235 - صحيح سنن أبي داود، للمؤلف والناشر السابقين، الطبعة الأولى 1409هـ. 236 - صحيح سنن ابن ماجه، للمؤلف والناشر السابقين، الطبعة الثالثة 1408هـ.
237 - صحيفة همام بن منبه عن أبي هريرة، تحقيق: د. رفعت فوزي عبد المطلب، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الأولى 1406 هـ. 238 - صفة جزيرة العرب، للحسن بن أحمد الهمداني، تحقيق: محمد بن علي الحوالي، دار اليمامة، الرياض، 1394 هـ. 239 - صفة النفاق وذم المنافقين، لجعفر بن محمد الفريابي، تحقيق: أبي عبد الرحمن المصري الأثري، دار الصحابة للتراث، الطبعة الأولى 1408 هـ. 240 - صفة الصفوة، لأبي الفرج ابن الجوزي، تحقيق: محمود فاخوري، تخريج: د. محمد رواس قلعجي، دار الوعي، حلب. 241 - الصمت وآداب اللسان، لأبي بكر بن أبي الدنيا، تحقيق: أبي إسحاق الحويني الأثري، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى 1410هـ. 242 - الضعفاء الصغير, لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، المطبوع مع كتاب المجموع في الضعفاء والمتروكين، تحقيق: عبد العزيز السيروان، دار القلم، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 243 - ضعفاء العقيلي، لأبي جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي، تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 244 - الضعفاء والمتروكون، لابن الجوزي، تحقيق: عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 245 - الضعفاء والمتروكون، للدارقطني، المطبوع مع المجموع في الضعفاء والمتروكين، تحقيق: عبد العزيز السيروان، دار القلم، الطبعة الأولى 1405هـ.
246 - الضعفاء والمتروكون، للنسائي، المطبوع مع المجموع من الضعفاء والمتروكين، تحقيق: عبد العزيز السيروان، دار القلم، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 247 - ضعيف الجامع الصغير وزيادته (الفتح الكبير)، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة 1410 هـ. 248 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي، دار مكتبة الحياة، بيروت. 249 - الطبقات، لأبي عمرو خليفة بن خياط شباب العصفري، تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، دار طيبة، الرياض، الطبعة الثانية 1402 هـ. 250 - طبقات الأسماء المفردة من الصحابة والتابعين وأصحاب الحديث، لأبي بكر أحمد بن هارون البرديجي، تحقيق: سكينة الشهابي، دار طلاس، دمشق، الطبعة الأولى 1987 م. 251 - طبقات الحفاظ، لجلال الدين السيوطي، تحقيق: لجنة من العلماء، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 252 - طبقات الحنابلة، للقاضي محمد بن محمد بن الحسين أبي يعلى الحنبلي، دار المعرفة، بيروت. 253 - طبقات الشافعية الكبرى, تاج الدين السبكي، دار المعرفة، بيروت. 254 - طبقات الصوفية، لأبي عبد الرحمن السلمي، تحقيق: نور الدين شريبة، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الثالثة 1406 هـ. 255 - طبقات علماء الحديث، لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي، تحقيق: أكرم البوشي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1409هـ.
256 - طبقات فحول الشعراء، لمحمد بن سلام الجمحي، تحقيق: محمود شاكر، مطبعة المدني، القاهرة. 257 - طبقات الفقهاء، لأبي إسحاق الشيرازي، تحقيق: إحسان عباس، دار الرائد العربي، بيروت، الطبعة الثانية 1401 هـ. 258 - طبقات فقهاء اليمن، لعمر بن علي الجعدي، تحقيق: فؤاد سيد، دار القلم، بيروت. 259 - الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد، دار صادر، بيروت. 260 - الطبقات الكبرى لابن سعد (القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم)، تحقيق: د. زياد محمد منصور، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1408 هـ. 261 - الطبقات الكبرى, لعبد الوهاب الشعراني، دار الفكر العربي، القاهرة. 262 - طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها, لأبي محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان المعروف بأبي الشيخ، تحقيق: عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1407 هـ. 263 - طبقات المعتزلة لأحمد بن يحيى بن المرتضى، تحقيق: سوسنة ديفلد، دار المنتظر، بيروت، 1409 هـ. 264 - طبقات المفسرين، لشمس الدين محمد بن علي الداودي، تحقيق: لجنة من العلماء، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1404هـ. 265 - طبقات النحويين واللغويين، لمحمد بن الحسن الزبيدي، تحقيق: محمد أبي الفضل إبراهيم، دار المعارف، مصر.
266 - الطب النبوي، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق: أحمد رفعت البدراوي، دار إحياء العلوم، بيروت، الطبعة الثالثة 1410 هـ. 267 - طرح التثريب في شرح التقريب، لزين الدين العراقي وأبي زرعة العراقي، نشر جمعية النشر والتأليف الأزهرية. 268 - ظلال الجنة في تخريج السنة، لمحمد ناصر الدين الألباني، طبع مع كتاب السنة لابن أبي عاصم، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ. 269 - العبر في خبر من غبر، لشمس الدين الذهبي، تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ. 270 - العزلة، لأبي سليمان الخطّابي، مكتبة التراث الإِسلامي، القاهرة. 271 - عشرة النساء، لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، مؤسسة الكتب الثقافية، الطبعة الأولى 1409 هـ. 272 - العظمة، لأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: رضاء الله بن محمد بن إدريس المباركفوري، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى 1408هـ. 273 - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، لمحمد بن أحمد الحسيني، تحقيق: محمد حامد الفقي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1406هـ. 274 - العلل، لأبي الحسن علي بن عبد الله ابن المديني، تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت ودمشق،، الطبعة الثانية 1980م.
275 - علل الحديث، لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، تحقيق: محب الدين الخطيب، دار المعرفة، بيروت 1405 هـ. 276 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، ضبطه: خليل الميس، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 277 - العلل الواردة في الأحاديث النبوية، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني تحقيق: د. محفوظ الرحمن زين الله السلفي، دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى بين 1405 - 1412 هـ. 278 - العلل ومعرفة الرجال، لأبي عبد الله أحمد بن حنبل، تحقيق: د. طلعت قوج بيكيت ود. إسماعيل أوغلي، المكتبة الإِسلامية، إستانبول، 1987 م. 279 - العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، وللحسن بن رشيق، لمحمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجبل، بيروت، 1401 هـ. 280 - عمل اليوم والليلة، لأبي بكر أحمد بن محمد الدينوري المعروف بابن السني، تحقيق: بشير محمد عيون، مكتبة دار البيان، دمشق، الطبعة الأولى 1407 هـ. 281 - عمل اليوم والليلة، لأبي عبد الرحمن النسائي، تحقيق: د. فاروق حمادة، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ. 282 - عوالي الحارث بن أبي أسامة، رواية الحافظ أبي نعيم، تحقيق: أبي عبد الله عبد العزيز بن عبد الله الهليل، الطبعة الأولى 1411هـ. 283 - عون المعبود شرح سنن أبي داود، لأبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي، تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة 1399 هـ.
284 - العيال، لأبي بكر ابن أبي الدنيا، تحقيق: د. نجم خلف، دار ابن القيم، الدمام، الطبعة الأولى 1410 هـ. 285 - عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، ابن سيد الناس، تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي، دار الأوقاف، 1400 هـ. 286 - عيون التواريخ، لمحمد بن شاكر الكتبي، تحقيق: حسام الدين القدسي، مكتبة النهضة، مصر. 287 - عيون الأخبار، لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق: د. يوسف طويل، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 288 - غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت ودمشق، الطبعة الثالثة 1405هـ. 289 - غاية النهاية في طبقات القراء، لأبي الخير محمد ابن الجزري، تحقيق: ج. برجستراسر، دار الكتب العلمية، الطبعة الثالثة 1402هـ. 290 - غريب الحديث، لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي، تحقيق: د. سليمان بن إبراهيم العايد، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1405هـ. 291 - غريب الحديث، لمحمد بن محمد الخطابي، تحقيق: عبد الكريم إبراهيم الفرباوي، مركز البحث العلمي، جامعة أم القرى، مكة، 1402هـ.
292 - غريب الحديث، لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي، طبع بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد- الدكن- الهند، تحت مراقبة د. محمد عبد المعيد خان، طبعة مصورة عام 1396 هـ عن الطبعة الأولى 1384 هـ. 293 - الغيبة والنميمة، لأبي بكر ابن أبي الدنيا، مكتبة التراث الإِسلامي، القاهرة. 294 - الفائق في غريب الحديث، لجار الله محمود الزمخشري، تحقيق: علي البجاوي ومحمد أبي الفضل إبراهيم، عيسى البابي الحلبي. 295 - فتاوى الإِمام النووي، ترتيب علاء الدين العطار، تحقيق: محمد الحجّار، دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الخامسة 1411 هـ. 296 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، تصحيح: الشيخ عبد العزيز بن باز، دار الفكر. 297 - فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، لمحمد بن علي بن محمد الشوكاني، دار إحياء التراث العربي، بيروت. 298 - فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، لعبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، مكتبة الرياض الحديثة، الرياض. 299 - فتح المغيث شرح ألفية الحديث، لشمس الدين السخاوي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 300 - الفرج بعد الشدة، لأبي بكر ابن أبي الدنيا، تحقيق: ياسين محمد السواس، تخريج: عبد القادر الأرناؤوط، دار البشائر، دمشق، الطبعة الأولى 1412 هـ.
301 - الفردوس بمأثور الخطاب، لأبي شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي، تحقيق: السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 302 - الفَرق بين الفِرق، لعبد القاهر بن طاهر الأسفراييني، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار المعرفة، بيروت. 303 - الفصل في الملل والأهواء والنحل، لأبي محمد علي بن حزم الأندلسي، دار المعرفة، بيروت، 1403 هـ. 304 - فضائل الأوقات، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: عدنان عبد الرحمن القيسي، مكتبة المنارة، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1410هـ. 305 - فضائل الصحابة لأبي عبد الله أحمد بن حنبل، تحقيق: وصي الله بن محمد عباس، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1403 هـ. 306 - فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد، لفضل الله الجيلاني، الصدف، كراتشي- باكستان. 307 - فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، لإسماعيل بن إسحاق القاضي الجهضمي، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1389 هـ. 308 - الفقيه والمتفقّه، لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، صححه: إسماعيل الأنصاري، طبع على نفقة دار الإفتاء السعودية، 1989هـ.
309 - فهرس الفهارس والأثبات، لعبد الحي الكتاني، تحقيق: د. إحسان عباس، دار الغرب الإِسلامي، بيروت، 1402 هـ. 310 - الفهرست، لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، تحقيق: محمد صادق آل بحر العلوم، المطبعة الحيدرية، النجف، الطبعة الثانية 1960م. 311 - الفهرست، لأبي الفرج محمد بن إسحاق بن أبي يعقوب المعروف "بابن النديم"، تحقيق: أحد أساتذة الجامعة المصرية، دار المعرفة، بيروت. 312 - الفوائد، لأبي القاسم تمام بن محمد الرازي، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1412هـ. 313 - فوائد العراقيين، لأبي سعيد النقّاش، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن، القاهرة. 314 - فيض القدير بشرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير، لمحمد عبد الرؤوف المناوي، دار الفكر، بيروت. 315 - فيما ورد عن شفيع الخلق يوم القيامة أنه احتجم وأمر بالحجامة، لشهاب الدين أحمد بن أبي بكر البوصيري، تحقيق: محمد بن حمد الحمود، الدار السلفية، الكويت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 316 - القاموس المحيط، لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، واعتمدت على نسختين: الأولى: طبعة دار الجيل، بيروت، والعزو إليها برقم الجزء والصفحة.
الثانية: طبعة مؤسسة الرسالة، تحقيق: مكتب التراث بمؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1407 هـ. والعزو إليها برقم الصفحة. 317 - القبل والمعانقة والمصافحة، لأحمد بن محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن، القاهرة. 318 - قضاء الحوائج، لابن أبي الدنيا، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن، القاهرة. 319 - قواعد في علوم الحديث، لظفر أحمد التهانوي، تحقيق: د. عبد الفتاح أبي غدة، مكتب المطبوعات الإِسلامية، حلب، الطبعة الخامسة 1404 هـ. 320 - القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية، لمحمد بن طولون، تحقيق: محمد أحمد دهمان، مجمع اللغة العربية، دمشق، الطبعة الثانية 1401هـ. 321 - القول المسدد في الذب عن مسند الإِمام أحمد، لابن حجر العسقلاني، إدارة ترجمان السنة، لاهور- باكستان، الطبعة الرابعة 1402هـ. 322 - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، للذهبي، تحقيق: عزت علي عيد عطية وموسى محمد علي الموشى، دار الكتب الحديثة، القاهرة، الطبعة الأولى 1392 هـ. 323 - الكامل في التاريخ, لعز الدين أبي الحسن علي بن محمد ابن الأثير الجزري، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثانية 1405. 324 - الكامل في ضعفاء الرجال، لأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، تحقيق: د. سهيل زكّار ويحيى مختار غزاوي، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة 1409هـ.
325 - كشف الأستار عن زوائد البزّار على الكتب الستة، لنور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1404 هـ. 326 - كشف الخفاء ومزيل الألباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، لإسماعيل بن محمد العجلوني، تحقيق: أحمد القلاش، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الرابعة 1405 هـ. 327 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، لحاجي خليفة، المكتبة الفيصلية، مكة المكرمة. 328 - الكفاية في علم الرواية, لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي. 329 - الكنى والأسماء، لأبي بشر محمد بن أحمد الدولابي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 330 - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، لعلاء الدين المتقي بن حسام الدين الهندي، تحقيق: بكري حيّاني وصفوت السقا، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1409 هـ. 331 - الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات لأبي البركات محمد بن أحمد المعروف بابن الكيال، تحقيق: عبد القيوم عبد رب النبي، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، ودار المأمون للتراث بدمشق، الطبعة الأولى 1401 هـ. 332 - اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، لجلال الدين السيوطي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثالثة 1401 هـ. 333 - اللباب في تهذيب الإنساب، ابن الأثير الجزري، دار صادر، بيروت،1400هـ.
334 - لسان العرب، لمحمد بن مكرم ابن منظور، تنسيق: علي شيري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 335 - لسان الميزان، لابن حجر العسقلاني، دار الفكر، بيروت، 1407 هـ. 336 - مباحث في علوم القرآن، لمناع القطان، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الثامنة 1401هـ. 337 - المجرد في أسماء رجال سنن ابن ماجه، للذهبي، تحقيق: د. باسم فيصل الجوابرة، دار الراية، الطبعة الأولى 1409 هـ. 338 - المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، لمحمد بن حبّان البستي، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار الوعي، حلب، الطبعة الثانية 1402 هـ. 339 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، لنور الدين بن أبي بكر الهيثمي، بتحرير الحافظين: العراقي وابن حجر، دار الكتب العلمية، لبنان، 1408 هـ. 340 - المجموع شرح المهذب، لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي، تحقيق: محمد نجيب المطيعي، توزيع المكتبة العالمية بالفجالة، مصر. 341 - مجموع فتاوى شيخ الإِسلام أحمد بن تيمية، جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم وابنه محمد، توزيع الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين. 342 - المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، للحسن بن عبد الرحمن الرامهزي، تحقيق: د. محمد عجاج الخطيب، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة 1404 هـ.
343 - المحلى بالآثار، لأبي محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي، تحقيق: د. عبد الغفار سليمان البنداري، دار الكتب العلمية، بيروت، 1408 هـ. 344 - مختار الصحاح، لمحمد بن أبي بكر الرازي، إخراج: دائرة المعاجم في مكتبة لبنان، مكتبة لبنان، بيروت، 1986م. 345 - المختارة أو المستخرج من الأحاديث المختارة بما لم يخرّجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، لضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي، تحقيق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، مكتبة النهضة الحديثة، مكة، الطبعة الأولى 1410 هـ. 346 - مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد الله الحاكم، لسراج الدين عمر بن علي المعروف بابن الملقن، تحقيق: عبد الله اللحيدان وسعد الحميّد، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى 1411هـ. 347 - مختصر سنن أبي داود، لعبد العظيم بن عبد القوي المنذري، تحقيق: أحمد شاكر ومحمد حامد الفقي، دار المعرفة، بيروت،1400هـ. 348 - مختصر الشمائل المحمدية، للترمذي، اختصار وتحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتبة الإِسلامية، الأردن، الطبعة الأولى 1405 هـ. 349 - المخصص، لعلي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، مصورة دار الفكر، بيروت. 350 - المدخل إلى السنن الكبرى, لأبي بكر البيهقي تحقيق: د. محمد ضياء الرحمن الأعظمي، دار الخلفاء، الكويت.
351 - مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان، لعفيف الدين عبد الله بن سعد اليافعي، تحقيق: عبد الله الجبوري، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 352 - المراسيل، لأبي داود سليمان بن داود السجستاني تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرساله، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 353 - المراسيل، لابن أبي حاتم، تعليق: أحمد عصام الكاتب، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1403 هـ. 354 - مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، لعبد المؤمن عبد الحق البغدادي، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار المعرفة، لبنان، 1373 هـ. 355 - مروج الذهب ومعادن الجوهر، لأبي الحسن علي بن الحسين المسعودي، عناية: يوسف أسعد داغر، دار الأندلس، بيروت، الطبعة الثالثة 1978 م. 356 - مساوئ الأخلاق ومذمومها ,لأبي بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن، القاهرة. 357 - المستدرك على الصحيحين، لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري، دار الكتاب العربي، بيروت. 358 - المستقصي في أمثال العرب، لجار الله الزمخشري، دار الكتب العلمية، بيروت، 1408 هـ. 359 - المسند، لأحمد بن حنبل الشيباني: (أ) تصوير المكتب الإِسلامي عن طبعة بولاق، بيروت. (ب) تحقيق: أحمد محمد شاكر، دار المعارف، القاهرة، 1377 هـ.
360 - مسند إسحاق بن راهويه، مسند أبي هريرة رضي الله عنه، تحقيق: د. عبد الغفور عبد الحق البلوشي، مكتبة الإِيمان، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1412هـ، ومسند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، الطبعة الأولى 1410هـ. 361 - مسند ابن الجعد، لعلي بن الجعد رواية أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، تحقيق: عامر أحمد حيدر، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ. 362 - مسند حبيب بن الربيع أو الجامع الصحيح، ترتيب: يوسف بن إبراهيم الوارجلاني، تحقيق: محمود عيران، المطبعة العمومية، دمشق 1388 هـ. 363 - مسند الحميدي، لعبد الله بن الزبير الحميدي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، عالم الكتب، بيروت. 364 - مسند سعد بن أبي وقاص، لأبي عبد الله أحمد بن إبراهيم الدورقي، تحقيق: عامر حسن صبري، دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الأولى 1407. 365 - مسند الشاشي، لأبي سعيد الهيثم بن كليب تحقيق: د. محفوظ الرحمن زين الله، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1410هـ. 366 - مسند الشاميين، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1409هـ.
367 - مسند الشهاب، لأبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ. 368 - مسند الطيالسي، لأبي داود سليمان بن داود الطيالسي، دار المعرفة، بيروت. 369 - مسند عبد الله بن المبارك، تحقيق: صبحي السامرائي، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى 1407 هـ. 370 - مسند عمر بن عبد العزيز، لمحمد بن محمد الباغندي، تحقيق: محمد عوّامة، مؤسسة علوم القرآن، دمشق، 1404 هـ. 371 - مسند أبي عوانة، لأبي عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني، دار المعرفة، بيروت. 372 - مسند أبي يعلى، لأحمد بن علي بن المثنى الموصلي، تحقيق: حسين أسد، دار المأمون للتراث، دمشق وبيروت، الطبعة الأولى 1404هـ. 373 - مشاهير علماء الأنصار، لأبي حاتم محمد بن حبّان البستي، عني بتصحيحه: م. فلا يشهمر، مكتبة ابن الجوزي، الدمام. 374 - مشكاة المصابيح، لمحمد بن عبد الله الخطيب التبريزي، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة 1405 هـ. 375 - المشتبه في الرجال. أسماؤهم وأنسابهم، لأبي عبد الله الذهبي تحقيق: علي محمد البجاوي، الدار العلمية- دلهي- الهند، الطبعة الثانية 1987 م.
376 - مشكل الآثار, لأبي جعفر الطحاوي مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية بالهند، الطبعة الأولى 1393 هـ. 377 - مشيخة ابن طهمان، لإبراهيم بن طهمان، تحقيق: د. محمد بن طاهر مالك، من مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق 1403هـ. 378 - مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه، لشهاب الدين أحمد بن أبي بكر البوصيري، تحقيق: كمال يوسف الحوت، دار الجنان، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 379 - المصنف في الأحاديث والآثار، لأبي بكر بن أبي شيبة، الدار السلفية، الهند. 385 - المصنف، لعبد الرزاق بن همام الصنعاني تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 381 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، لابن حجر العسقلاني. (أ) تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، توزيع: عباس أحمد الباز، مكة المكرمة. (ب) تحقيق: عبد الله عبد المحسن التويجري وهي رسالة ماجستير من أول الكتاب إلى بداية الصلاة. (ج) تحقيق: ناصر بن محمد العبد الله من أول كتاب الصلاة إلى نهاية باب متى يقام إلى الصلاة. (د) تحقيق: باسم عناية، من باب الإنصاف لخطبة الجمعة إلى نهاية كتاب الزكاة. 382 - المعارف لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ.
383 - معالم السنن, لحمد بن محمد الخطابي، المكتبة العلمية بيروت 1401هـ. 384 - معالم مكة التاريخية والأثرية، لعاتق بن غيث البلادي، دار مكة، الطبعة الثانية 1403 هـ. 385 - معاهد التنصيص على شواهد التلخيص لعبد الرحيم أحمد العباسي تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، مصورة عالم الكتب بيروت 1367هـ. 386 - المعتمد في الأدوية، ليوسف بن عمر التركماني، تحقيق: مصطفى السقا، دار المعرفة بيروت 1395 هـ. 387 - المعجم لأبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي تحقيق: د. أحمد بن مير البلوشي، مكتبة الكوثر، الرياض، الطبعة الأولى 1412هـ. 388 - معجم الأدباء ياقوت الحموي، دار إحياء التراث العربي بيروت. 389 - المعجم الأوسط لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني تحقيق: د. محمود الطحان، مكتبة المعارف الرياض، الطبعة الأولى 1405هـ. 390 - معجم البلدان لأبي عبد الله ياقوت الحموي، دار صادر، بيروت 1397هـ. 391 - معجم الشيوخ لعمر بن فهد الهاشمي تحقيق: محمد الزاهي، دار اليمامة السعودية. 392 - معجم شيوخ أبي يعلى تحقيق: حسين سليم أسد وعبده علي كوشك، دار المأمون للتراث بيروت، المطبعة الأولى 1410 هـ.
393 - المعجم الصغير, لأبي القاسم الطبراني تحقيق: محمد شكور محمود المكتب الإِسلامي ببيروت ودار عمّان بعمّان، الطبعة الأولى 1405هـ. 394 - المعجم الكبير، لأبي القاسم الطبراني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، وزارة الأوقاف العراقية، الطبعة الثانية 1404 هـ. 395 - معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، لعبد الله بن عبد العزيز البكري، تحقيق: مصطفى السقا، عالم الكتب بيروت، الطبعة الثالثة 1403هـ. 396 - المعجم المشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النبل، لابن عساكر تحقيق: سكينة الشهابي، دار الفكر، بيروت. 397 - معجم المصطلحات العلمية والفنية، ليوسف خياط، دار لسان العرب بيروت 1974 م. 398 - معجم معالم الحجاز، لعاتق بن غيث البلادي، دار مكة، الطبعة الأولى 1400 هـ. 399 - معجم مقاييس اللغة، لأبي الحسين أحمد بن فارس، تحقيق: عبد السلام هارون، دار الجيل بيروت، الطبعة الأولى 1411 هـ. 400 - معجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة، مكتبة المثنى. 401 - معجم النبات والزراعة، لمحمد حسن آل ياسين، نشر المجمع العلمي العراقي، بغداد 1986 م. 402 - المعجم الوسيط لإبراهيم مصطفى وأحمد حسن الزيات وحامد عبد القادر ومحمد علي النجار، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
403 - المعرفة والتاريخ لأبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، تحقيق: د. أكرم ضياء العمري مؤسسة الرسالة بيروت، الطبعة الثانية 1401هـ. 404 - معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني تحقيق: د. محمد راضي عثمان مكتبة الدار بالمدينة المنورة ومكتبة الحرمين بالرياض، الطبعة الأولى 1408هـ. 405 - معرفة علوم الحديث، للحاكم النيسابوري، اعتنى بنشره: د. معظم حسين، المكتبة العلمية، المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1397 هـ. 406 - معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، لشمس الدين الذهبي، تحقيق: بشار عوّاد معروف، وشعيب الأرناؤوط وصالح مهدي عباس، مؤسسة الرسالة بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 407 - المغازي، لمحمد بن عمر الواقدي، تحقيق: د. فارسدن جونس، عالم الكتب بيروت، الطبعة الثالثة 1404 هـ. 408 - المغني، لأبي محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي، بعناية جماعة من العلماء، دار الكتاب العربي بيروت 1403 هـ. 409 - المغني في ضبط أسماء الرجال ومعرفة كنى الرواة وألقابهم وأنسابهم، لمحمد طاهر الهندي، دار الكتاب العربي بيروت 1402 هـ. 410 - المغني في الضعفاء لشمس الدين الذهبي، تحقيق: نور الدين عتر. 411 - المفاريد عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، مكتبة دار الأقصى، الكويت، الطبعة الأولى 1405 هـ.
412 - مقاتل الطالبيين، لأبي الفرج الأصفهاني، تحقيق: أحمد صقر، دار المعرفة بيروت. 413 - المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، لشمس الدين السخاوي، تحقيق: عبد الله محمد الصديق، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 414 - مقدمة علوم الحديث لابن الصلاح أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري، دار الكتب العلمية بيروت 1398 هـ. 415 - مكارم الأخلاق، لأبي بكر ابن أبي الدنيا، تحقيق: محمد عبد القادر أحمد عطار، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ. 416 - مكارم الأخلاق لأبي القاسم الطبراني تحقيق: محمد عبد القادر أحمد عطا، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ. 417 - مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها ومرضيها, لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي تحقيق: د. سعاد سليمان إدريس الخندقاوي، الطبعة الأولى 1411 هـ. 418 - الملل والنحل، لأبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهر ستاني تحقيق: محمد سيد كيلاني، مصطفى البابي الحلبي وشركاه مصر 1396هـ. 419 - المنار المنيف في الصحيح والضعيف، لابن قيم الجوزية، تحقيق: د. عبد الفتاح أبي غدة، مكتب المطبوعات الإِسلامية حلب 1403هـ. 420 - المناسك للحربي، تحقيق: حمد الجاسر، دار اليمامة الرياض 1389هـ.
421 - مناقب الإِمام أحمد لأبي الفرج ابن الجوزي تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي، دار الآفاق الجديدة بيروت، الطبعة الثالثة 1402 هـ. 422 - المنتخب من مسند عبد بن حميد، لعبد بن حميد، تحقيق: صبحي السامرائي ومحمود الصعيدي، عالم الكتب بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 423 - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، لعبد الرحمن بن علي ابن الجوزي مصورة دار صادر، بيروت 1357 هـ. 424 - المنتقى من السنن المسندة عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأبي محمد عبد الله بن الجارود، دار الجنان ومؤسسة الكتب الثقافية بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 425 - المنتقى من مكارم الأخلاق، للخرائطي انتقاء أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني، تحقيق: محمد مطيع الحافظ وغزوة بدير، دار الفكر دمشق، الطبعة الأولى 1406 هـ. 426 - منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود، لأحمد عبد الرحمن البنا، المطبعة المنيرية بالأزهر. 427 - من حديث أبي الطاهر محمد بن أحمد الذهلي انتقاء أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، تحقيق: حمدي، عبد المجيد السلفي، دار الخلفاء، الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 428 - من كلام ابن معين في الرجال، رواية أبي خالد الدقّاق تحقيق: د. أحمد نور سيف، دار المأمون للتراث، دمشق بيروت. 429 - منهاج السنة النبوية، لابن تيمية تحقيق: د. محمد رشاد سالم، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة الثانية 1409 هـ.
430 - المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي، لجلال الدين السيوطي تحقيق: حسن محمد مقبولي الأهدل مكتبة الكتب الثقافية ببيروت ومكتبة الجيل الجديد بصنعاء، الطبعة الأولى 1406 هـ. 431 - موافقة الخبر في تخريج أحاديث المختصر لابن حجر العسقلاني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي وصبحي السامرائي، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1412 هـ. 432 - المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية، لتقي الدين أحمد بن علي المقريزي، مكتبة الثقافة الدينية. 433 - الموشح، لمحمد بن عمران المرزباني تحقيق: علي محمد البجاوي، دار نهضة مصر. 434 - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبّان، لنور الدين الهيثمي، تحقيق: محمد عبد الرزاق حمزة، دار الكتب العلمية بيروت. 435 - المؤتلف والمختلف، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، تحقيق: د. موفق عبد الله عبد القادر، دار الغرب الإِسلامي بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 436 - الموضح لأوهام الجمع والتفريق، لأحمد بن علي الخطيب البغدادي، تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 437 - الموضوعات، لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة الثانية 1407 هـ.
438 - الموطأ، لمالك بن أنس، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، مطبعة دار أحياء الكتب العربية. 439 - الموقظة في علم مصطلح الحديث، لشمس الدين الذهبي، تحقيق: عبد الفتاح أبي غدة، مكتب المطبوعات الإِسلامية، حلب، الطبعة الأولى 1405 هـ. 440 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال، لشمس الدين الذهبي، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار المعرفة، بيروت. 441 - النبوة والأنبياء، لمحمد علي الصابوني، الطبعة الثانية 1400 هـ. 442 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ليوسف بن تغري بردي، تحقيق: أحمد زكي البدوي وجماعة، وزارة الثقافة المصرية. 443 - نزهة الألباء في طبقات الأدباء، لعبد الرحمن بن محمد ابن الأنباري، د. إبراهيم السامرائي، مكتبة المنار، بيروت، 1405 هـ. 444 - نزهة الألباب في الألقاب، لابن حجر العسقلاني، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 445 - نزهة النظر شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر، لابن حجر العسقلاني، بتعليق: إسحاق عزوز، مكتبة منارة العلماء، مصر،1409هـ. 446 - نسب قريش، لمصعب بن عبد الله الزبيري، تحقيق: أ. ليفيبروفنسال، دار المعارف، مصر. 447 - نصب الراية لأحاديث الهداية، لجمال الدين أبي محمد عبد الله بن يوسف الزيلعي، دار الحديث.
448 - نظم العقيان في أعيان الأعيان للسيوطي، حرره، الدكتور: فيليب حتي، مصورة المكتبة العلمية، بيروت. 449 - النفح الشذي في شرح جامع الترمذي، لابن سيّد الناس، تحقيق: د. أحمد معبد عبد الكريم، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى 1409هـ. 450 - النكت على كتاب ابن الصلاح، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: د. ربيع بن هادي عمير، دار الراية، الرياض، الطبعة الثانية 1408 هـ. 451 - نَكْت الهميان في نُكَت العميان، الخليل بن إيبك الصفدي، تصوير دار المدينة، مصر 1329 هـ. 452 - نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، لأحمد بن علي القلقشندي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 453 - النهاية في غريب الحديث والأثر، لأبي السعادات ابن الأثير الجزري تحقيق: طاهر الزاوي ومحمود الطناحي، دار الباز مكة المكرمة. 454 - نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول لأبي عبد الله محمد الحكيم الترمذي، دار صادر، بيروت. 455 - نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار، لمحمد بن علي الشوكاني، دار الكتب العلمية، بيروت. 456 - هدي الساري مقدمة فتح الباري، لابن حجر العسقلاني تحقيق: الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، دار الفكر، بيروت. 457 - هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين لإِسماعيل باشا، المكتبة الفيصلية، مكة المكرمة.
458 - الوافي بالوفيات لصلاح الدين خليل إيبك الصفدي، تحقيق: س. ديد رينغ وطائفة من المستشرقين، دار فرانز شتاينر، فيسبادن 1394 هـ. 459 - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لأحمدبن محمد بن خلكان، تحقيق: د. إحسان عباس، دار صادر، بيروت. 460 - الوقوف على الموقوف، لأبي حفص عمر بن بدر بن سعيد الموصلي، تحقيق: أم عبد الله العسلي، دار العاصمة الرياض، الطبعة الأولى 1407 هـ. 461 - يحيى بن معين وكتابه التاريخ, دراسة وترتيب وتحقيق: د. أحمد نور سيف، مركز البحث العلمي بجامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة، الطبعة الأولى 1399 هـ. • • •
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق د. عُمر إيمَان أبُو بَكر تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد الثانى عشر 23 - 24 آخِر كتَاب الأدب - أوَّل كتَاب العِلم (2732 - 3101) دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ 23 - 24
(ح) دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية/ تحقيق عمر ايمان أبو بكر- الرياض. 784 ص؛ 17 × 24 سم. رد مك 1 - 68 - 749 - 9960) (مجموعة) 4 - 75 - 749 - 9960 (ج 12) 1 - الحديث- مسانيد 2 - الحديث- تخريج 3 - الحديث- شرح 4 - الحديث- زوائد أ- أبو بكر، عمر ايمان (محقق) ب- العنوان 2370/ 18 ديوي237.4 رقم الإيداع: 2370/ 18 ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجمو عة) 4 - 75 - 749 - 9960 (ج 12) حقوق الطبع محفوظة للمنسّق الطّبْعَة الأولى 1420 هـ - 2000 م دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض - ص ب 42507 - الرمز البريدي 11551 هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب: 32594 - الرياض: 11438 - تلفاكس: 2660 - 421
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المقدمة إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضلِل فلا هادي له وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قائد الغرّ المحجلين وخليل ربّ العالمين وحامل لواء الحمد يوم القيامة، ترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلَّا هالك. فصلوات الله وسلامه عليه ما اختلف الليل والنهار، وعلى صحابته مصابيح الهدى وحفاظ السنة النبوية المقتدى بهم في تطبيقها فبلغوا عنه -صلى الله عليه وسلم- كل ما شرعه لأمته ناصحين ومحتسبين، وعلى التابعين أولي العزم والتشمير الذين اعتنوا بالسنة حفظًا وتطبيقًا وتدوينًا فأدوها لمن بعدهم كما تلقوها. وهكذا تناقلت الأمة سنة نبيها -صلى الله عليه وسلم- جيلًا بعد جيل حتى وصلت إلينا بحمد الله صافية نقية، فجزاهم الله خيرًا. أما بعد: فإن السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع وهي أيضًا
مبينة لكتاب الله ومقيدة لمطلقه ومخصصة لعمومه، قال تعالى مخاطباً نبيه عليه الصلاة والسلام {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (¬1). فالسنة محفوظة بحفظ الله إذ يلزم الذكر حفظ ما يتم به بيانه. أهمية الموضوع: ومعلوم أن الكتب الستة قد حظيت بعناية فائقة من قبل علماء الأمة فتنوعت خدمتهم لهذه الكتب ما بين شارح لها ومؤلف في أطرافها ومترجم لرجالها ومستخرج عليها فكانت الحاجة تدعو إلى جمع الأحاديث الأخرى الزائدة عليها من مصادر السنة المتفرقة وجعلها في مؤلف واحد حتى تكون معلومة للجميع دون مشقة وهذا ما قام به الحافظ ابن حجر رحمه الله وقبله شيخه الهيثمي فكانا رائدين في هذا الباب. أهمية هذا الكتاب تتجلى فيما يلي: 1 - الكتاب موسوعة حديثية إذ قد حوى زوائد ثمانية كتب من أصول الحديث. 2 - أن الحافظ أورد هذه الأحاديث بأسانيدها، ومعلوم أن الأسانيد لا تقل أهمية عن المتون إذ هي السُلَّم لمعرفة درجة الحديث، وقد غفل عن هذه النقطة بعض المعاصرين الذين يحققون كتب الحديث مجرِّدين عن أسانيدها بحجة التيسير للناس فلو دققوا النظر لعلموا أن لا فائدة من متون دون أسانيدها إذ كيف يمكن العمل بحديث لا يعلم درجته. ¬
3 - ضياع بعض الأصول للكتاب بما أكسب أهمية أخرى. 4 - رتب المؤلف أحاديث الكتاب على الأبواب الفقهية فهذه ميزة أخرى تجعل أحاديث الكتاب قريبة سهلة الوصول. وعَلَى كل حال فكتابٌ بهذه المنزلة جدير أن يصرف فيه الجهودُ وينُفق فيه الأوقاتُ بغيةَ إخراجه للناس مخدومًا. سبب اختياري المشاركة في تحقيق الكتاب: 1 - حُبِّي للعلم وخدمتُه، وخاصة فيما يتعلق بالحديث وما يتصل به من علوم. 2 - الكتاب ومكانته العلمية إذ جُمع فيه زوائدُ مسانيدَ وقد ضاع بعضها وبسبب ضياعها يكون هذا الكتاب مصدرًا أصليًا عوضًا عن المفقود وهذه أهمية أخرى للكتاب، فيجب على طلاب العلم وأنا منهم إن شاء الله حفظه وتحقيقه حتى لايضيع كما ضاعت بعض أصوله. 3 - الرغبة في المشاركة في إتمام هذا الكتاب الذي بدأ عمله، الجامع بين دفتيه كما سبق ثروة علمية، فإخراجه بأسانيده محققًا مطلب أساسيّ، وخدمة جليلة للسنة النبوية. 4 - مكانة ابن حجر رحمه الله ودوره في خدمة السنة فهو بحق شيخ الإِسلام في الحديث وعلومه، وكان يتردد اسمه كثيرًا على مسامعي وأنا في بداية الطلب وكلما تقدم بي الزمن ازداد إعجابي به، فأحببت أن أقف على شيء من عمله لكي أستنير بمنهجه الفذ في طريقي لطلب العلم.
5 - رغبة الدخول في تحقيق المخطوطات واكتساب الخبرة اللازمة لتحقيقها عسى أن يدفعني ذلك في المستقبل إلى تحقيق مزيد من تراثنا الإِسلامي الذي ما زال كثير منه مخطوطًا. 6 - إضافة إلى ما سبق فهناك فوائد أخرى تعود على الباحث ومنها على سبيل المثال: (أ) التدرب على دراسة الأسانيد والوقوف على أحوال الرجال ومناهج أهل الجرح والتعديل في ذلك. (ب) التدرّب على تخريج الأحاديث والوقوف على معظم مصادر السنة لأن هذه الأحاديث معظمُها غرائبُ غيرُ موجودة في الكتب المشهورة المتداولة فتحتاج إلى مزيد جهد وعناء. (ج) محاولة استنباط الأحكام والآداب النبوية من الأحاديث وهذه بلا شك تنمية للقدرات العقلية لدى الطلاب التي توصلهم إلى فهم الأحاديث لأن الرواية دون دراية تخالف المقصود من الأحاديث. الصعوبات التي واجهتني أثناء البحث: ومعلوم أن كل باحث يلقى صعوبات في بحثه وخاصة إذا كان مبتدئًا مثلي، وليس المقصودُ هنا الحديثَ عن كل الصعوبات وإنما المقصود أبرزها. وهذه الصعوبات منها ما يرجع إلى الكتاب المحقق وتتمثل فيما يلي: 1 - صعوبة تخريج أحاديث الكتاب عمومًا لغرابتها لأنها أحاديث زائدة على أحاديث الكتب المشهورة فليس الوصول إليها بالأمر السهل.
2 - يَحذف المصنف أحيانًا متون الأحاديث، ويُبقي الأسانيد وحدها ويكتفي بقوله: فذكر الحديث، ويكون الحافظ قد ذكره في موضع آخر. 3 - يورد أحيانًا القدر الزائد من الحديث وقد يكون القدر الزائد الشطر الأخير من الحديث دون الإشارة إلى القدر المحذوف من الحديث فلا يهتدي إليه حين التخريج إلَّا بصعوبة بالغة وخاصة إذا كان كل شطر يحمل معنى مستقلًا فقد يخرجه أصحاب الحديث في باب نظرًا لشطره الأول. 4 - وقوع بعض التحريفات في الأسانيد وهذا يوقع الباحث في ارتباك وإن كان يمكن التلافي عن هذا بالاستعانة بالموجود من الأصول ولكن هناك حالات لا توجد لها حل إلَّا بالتخمين. 5 - كثرة الآثار والمقاطيع في الكتاب وخاصة في كتاب العلم، ومعلوم أن تخريج الآثار أصعب من تخريج الأحاديث لفقدان بعض مصادرها ولأنها لم تخدم مثل الأحاديث، فإن ذكرت في المصادر فتذكر محذوفة الأسانيد. 6 - وجود بعض رجال ليس لهم ذكر في تهذيب الكمال فيصعب على الباحث تحديد المقصود وتمييزه عن غيره لا سيما إذ ورد بأسمه فقط أو كنيته. ومنها ما يرجع إلى الباحث وتتمثل فيما يلي: 1 - قلة معرفتي وقصر باعي في مجال التحقيق والبحث لكوني مبتدئًا، وشأن المبتدىء أن يتعثر حتى في الأمور السّهلة.
2 - قلة ذات اليد نشأ منها عدم استطاعي توفير الكتب اللازمة للبحث وكان يضيع مني وقت غير قليل بين المكتبات وخاصة قبل انتقال المكتبة المركزية إلى المدينة الجامعية ولم تنتقل إلَّا بعد أن قاربت الانتهاء 3 - الأحداث الأليمة التي وقعت في الصومال "بلدي" من الحروب الأهلية واستمرت الأحداث طوال مدة البحث ولا زالت، ويعلم الله كم أصابتني بالهموم والقلق وأثرت في نفسي بما منعني أحيانًا من متابعة البحث ومما زاد المصيبة هولًا أن هناك الأهل والعيال، وكانت تمر عليّ الشهور، ولا أعلم من أمرهم شيئًا. خطة العمل: خطتي في تحقيق ودراسة جزء من كتاب المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى. يبدأ التحقيق من باب النهي عن الغيبة وتتبع العورات من كتاب الأدب حيث انتهى إليه الأخ سمير العمران، إلى باب تبيين الحديث مجملات القرآن من كتاب العلم، دراسة وتحقيقًا، وبلغت عددُ الأحاديث (334). أولًا- المقدمة وتشمل أهمية الموضوع وسبب اختياره وخطة العمل فيه. ثانيًا- تحقيق النص والتعليق عليه ويشمل: 1 - كتابة النص حسب قواعد الإملاء ومراعاة وضع علامات الترقيم.
2 - ضبط ما يحتاج إلى ضبط بالشكل في الأصل وبالحروف في الهامش. 3 - مقابلة النسخ المعتمدة في التحقيق وإثبات الفروق المهمة في الهامش. 4 - مقابلة النص بالنص الموجود في المسانيد التي أخذت منها تلك الزوائد وإثبات الفروق المهمة في الهامش. 5 - تصويب الأخطاء التي لا تحتمل وجهًا من الصواب وذلك بإثبات الصواب في الأصل بين معقوفتين والتنبيه على ذلك في الهامش ويعتمد في التصويب على المصادر الأصلية للزوائد أو على المصادر الأخرى التي خرّجت الحديث. 6 - عزو الآيات إلى سورها ويكون عزوها في النص بعد الآية مباشرة بين قوسين. 7 - توثيق النص بتخريج الأحاديث على النحو التالي: (أ) بيان موضع الحديث من كتابي المجمع للهيثمي والإِتحاف للبوصيري. (ب) عزو الحديث إلى الموجود من المسانيد التي أُخذت منها الزوائد. (ج) تخريج الحديث من بقية المصادر التي تلتقي أسانيدُها مع أسانيد الحديث في الكتاب التقاء كليًا أوجزئيًا ولو في الصحابي. (د) تخريج الروايات التي أشار إليها المؤلف ولم يوردها.
(هـ) إذا كان الحديث ضعيفًا أو حسنًا أخرّج من شواهده ما يرتقي به إلى الحسن لغيره أو إلى الصحيح لغيره أو بيان ضعفه وأنه غيره منجبر. ثالثًا- الخاتمة وتشمل نتائج البحث. النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق: لم أبذل جهدًا في البحث عن مخطوطات الكتاب وقد كفاني عن ذلك الإخوة الذين سبقونى حيث أحضروها من بلاد شتى قد لا يستطيع أمثالي الوصول إليها فجزاهم الله خيرًا. واعتمدت في تحقيق هذا القسم من الكتاب على أربع نسخ وهي: 1 - المحمودية ورمزها (مح). 2 - السعيدية ورمزها (حس). 3 - العمرية ورمزها (عم). 4 - السعودية ورمزها (سد). وقد أضاف الشيخ الدكتور سعد الشثري زوائد النسخة التركية ورمز لها بـ (ك). منهج التحقيق: 1 - اعتمدت في تحقيق هذا القسم على أربع نسخ خطية، ثلاث منها كاملة والرابعة ناقصة تنتهي بانتهاء الجزء الأول، وجعلت لكل نسخة رمزًا خاصًا بها وجعلت النسخة المحمودية أصلًا لما تتميز به على غيرها من مميزات وإذا وقع خطأ في النسخة الأصلية صوّبته من النسخ الأخرى وجعلته في الأصل، وإن وقع الخطأ في النسخ كلها
بحيث لايحتمل وجهًا صوبته في الأصل مستعينًا بالموجود من أصول هذه المسانيد وكتب الرجال ومصادر الحديث ونبهت ذلك فى الحاشية. 2 - أشرت إلى بداية كل ورقة من المخطوط بالنسبة للمحمودية (مح)، والسعيدية (حس)، وأشير إلى بداية الصفحة بالنسبة للنسخة العمرية (عم)، والسعودية (سد).
تخريج الحديث: أولًا: أذكر موضعه في كتابي المجمع للهيثمي والإتحاف للبوصيري وأنقل قوليهما على الحديث إن وجد ذلك. ثم أثني بذكر موضع الحديث في أصله المأخوذ منه كمسند أبي يعلى والمنتخب لعبد بن حميد ومصنف بن أبي شيبة وبغية الباحث للهيثمي. ثم أثلث بالمصادر التي أخرجت الحديث عن صاحب المسند أو عن طريقه كقولي مثلًا: وعن أبي يعلى أخرجه ابن حبّان وعن طريقه رواه البيهقي. ثم أرتب المصادر على حسب تمام المتابعة ونقصانها فأقدم من روى الحديث عن شيخ المصنف أيًّا كان ثم عن شيخ شيخه وهكذا. فإن استتوا جميعًا فاقدم الصحاح على غيرها وأعني بالصحاح الصحيحين وصحيح ابن حبّان والمستدرك للحاكم. ثم السنن الأربعة وأعني بها سنن أبي داود والنسائي والترمذي وابن ماجه ثم أرتّب بقية المصادر على حسب وفيات أصحابها.
وقد أخالف ذلك لأسباب منها موافقة اللفظ أو تمامه ونقصانه أو الاختلاف في السند إلى غير ذلك، فمن وافق صاحب المسند في ذلك قدمته على غيره.
الحكم على الحديث: فإن كان في إسناد المصنف ضعيف فأخرج جميع الطرق التي تلتقي مع المصنف قبل الضعيف ثم أحكم على الحديث فأقول مثلًا مدار طرقه على فلان وهو كذا أو في هذه الطرق فلان وهو ضعيف .. ثم أذكر من تابع ذلك الضعيف من الرواة فأخرج طرقهم ثم أحكم على الحديث بمتابعاته مرة ثانية. ثم إن كان الحديث صحيحًا أو حسنًا بمتابعاته، وكان له شواهد أذكر بعضًا منها لدفع الغرابة عن الحديث. وإن كان الحديث ضعيفًا بجميع طرقه وكان ضعفه غير شديد، فإن كان للحديث شواهد فإنني أذكر منها ما يرتقي به الحديث ثم أقول حسن لغيره. وإن كان ضعفه شديدًا وله شواهد أخرج فأقول: متن الحديث صحيح من حديث فلان. وأنقل ما وقفت عليه من كلام أهل العلم على الحديث توثيقًا للحكم وإتمامًا للفائدة. • • •
بيان الأسماء المختصرة للكتب التاريخ: التاريخ الكبير للبخاري. الجرح: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازي. الكامل: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي، المعرفة: معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني، الحلية: حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني. الكنى: الكنى والأسماء للدولابي. جامع البيان: جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر. تصحيفات: تصحيفات المحدثين للعكسري. ضعفاء النسائى: كتاب الضعفاء والمتروكين للنسائي. المجروحين: كتاب المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين لابن حبّان. البيهقى فى السنن: السنن الكبرى للبيهقي. الثقات: الثقات لابن حبّان. ثقات العجلى: أعني المنشور باسم معرفة الثقات للعجلي (مجلدين). الكمال: تهذيب الكمال للمزي.
التذكرة: تذكرة الحفاظ للذهبي. السير: سير أعلام النبلاء للذهبي. الميزان: ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي. المغنى: المغني في الضعفاء للذهبي. تهذيب: تهذيب التهذيب لابن حجر. تقريب: تقريب التهذيب لابن حجر. التعجيل: تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأربعة لابن حجر. تعريف أهل التقديس: تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس لابن حجر. النهاية: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير. الطبقات: طبقات ابن سعد. الكفاية: كتاب الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي. الإتحاف: إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة. المجمع: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي. مجمع البحرين: مجمع البحرين في زوائد المعجمين الصغير والأوسط. الطبراني في الكبير: الطبراني في المعجم الكبير. الفتح: فتح الباري بشرح صحيح البخاري. ابن النجار في الذيل: في ذيل تاريخ بغداد. اللآلىء: اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة. الصحيحة: سلسلة الأحاديث الصحيحة. الضعيفة: سلسلة الأحاديث الضعيفة.
الإِرواء: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل. المشكل: مشكل الآثار للطحاوي. الشعب: شعب الإيمان للبيهقي. الموضح: موضح أوهام الجمع والتفريق للبغدادي. الفقيه: الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي. الأدب: الأدب المفرد للبخاري. تغليق: تعليق التعليق لابن حجر العسقلاني. التمهيد: التمهيد لابن عبد البر. • • •
كلمة شكر الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصّلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. هذا وإنني لأحمد الله سبحانه وتعالى وأشكره على ما من به عليّ من إتمام هذه الرسالة بتوفيقه، فله الحمد أولًا وآخرًا. وهذا العمل الذي قمت به هو جهد المقل لا أدعى فيه الكمال، فالكمال لله وحده، وحسبي أنني بذلت قصارى جهدي، وصرفت في هذا البحث من الوقت والجهد ما الله به عليم، فما كان فيه من صواب فمن الله وتوفيقه، وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان، وأستغفر الله من ذلك وأتوب إليه. ثم إنني لأقدم خالص شكري وتقديري لأستاذي الفاضل المشرف على الرسالة الدكتور عبد العزيز بن حمد المشعل على ما قدّمه لي من توجيهات علمية ورعاية أخوية مع كثرة أشغاله وأسفاره وقد وجدت منه تواضعًا منقطع النظير مع علمه الجم، وقبل هذا كله أشكره بتفضله بالقبول على إشراف هذه الرسالة، فأسال الله سبحانه وتعالى أن يجزيه عني وعن طلابه الآخرين خير الجزاء وأن يجعل ذلك كله في ميزان حسناته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كما أنني أقدم جزيل شكري لكل من مدّ لي يد العون في سبيل إنجاز هذا العمل، وأخص بالذكر الأخ عبد الله بن محمد دمفو والأخ سالم بن محمد باطرفي فجزى الله الجميع عني كل خير. كما أشكر الشيخين الجليلين مصطفى السيد أبو عمارة، ود. صلاح الدين الإِدلببي لتفضلهما بمناقشة الرسالة. كما لا يفوتني أن أقدم خالص الشكر، لجامعة الأمام محمد بن سعود الإِسلامية ممثلة في كلية أصول الدين وأساتذتها الكرام، وأخص بالثناء قسم السنة وعلومها ومشايخ الحديث. وصلَّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين. • • •
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق د. عمر إيمان أبو بكر تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد الثانى عشر 23 - 24 آخر كتاب الأدب -أول كتاب العلم (2732 - 3101)
60 - باب النهي عن تتبع العورات
60 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ 2732 - قَالَ أَبُو يعلى: إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سلاَّم، عَنْ حَمْزَةَ الزيَّات، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى أَسْمَعَ العواتق (¬1) (¬2) في بيوتها، أو قال فِي خُدُورِهَا (¬3)، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بلسانه، ولم يدخل الإِيمان قلبَه (¬4)، لَا تَغْتَابُوا (¬5) الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَبَّعُوا عوراتِهم فَإِنَّهُ من يتبع (¬6) عورة أخيه يتبع (¬7) الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته. ¬
2732 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 96) وعزاه لأبي يعلى، وقال: رجاله ثقات. =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (4/ ق 32 أ). والحديث في مسند أبي يعلى (3/ 237) في (1675) بسنده ومتنه عدا قوله "ولم يدخل الإيمان قلبه" مع أن هذه الجملة موجودة في جميع النسخ. والشيخ الأعظمي جعل هذه الجملة بين قوسين وقال: أخذتها من الإتحاف. وكان الأولى له أن يرجع إلى نسخ المطالب المروية بالأسانيد. ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت الغيبة وذمها (ص 302: 167)، عن إبراهيم بن دينار، به بنحوه. ورواه أبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ والتنبيه باب ما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلم من ترك غيبة أخيه (ص 114: 85). ورواه تمام في فوائده (1/ 104: 242). ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة (ص 157: 356) ورواه البيهقي في دلائل النبوة باب ما جاء في إسماعه خطبته العواتق (6/ 256). ورواه البيهقي أيضًا في الشعب في فضل ترك تتبع عورات المسلمين (7/ 521: 11196). كلهم من طرق من مصعب بن سلام، به بألفاظ متقاربة بنحو رواية أبي يعلى.
الحكم عليه: مدار الحديث على مصعب بن سلام، وهو وإن كان له أوهام لكنه حسن الحديث، وهذا الحديث ليس من أوهامه لأسباب منها: أولًا: أن ابن عدي وغيره لم يذكروا هذا الحديث من أوهامه. ثانيًا: الذين ضعفوه إنما ضعفوه لانقلاب بعض أحاديث شيوخه وليس حمزة الزيات منهم. ثالثًا: إن العراقي في تخريج الإحياء (3/ 1173: 1735) قال: إسناده جيد، وحسّنه المنذري في الترغيب (3/ 177)، واختاره الضياء في المختارة. =
= رابعًا: للحديث شواهد بمعناه مما يدل على أن مصعبًا حفظه. وفيه أيضًا أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس وقد عنعن في هذا الحديث وهو عند ابن حجر في المرتبة الثالثة، وهذا اجتهاد منه رحمه الله، وفي بعض تقاسيمه نظر قد يخالفه فيه غيره، فعلى سبيل المثال جعل ابن حجر الحسن البصري في الثانية أي أن تدليسه محتمل بينما يقول الذهبي في التذكرة وهو مدلّس لا يحتج بقوله عن فلان. ولم يدلس أبو إسحاق في هذا الحديث لموافقة غيره له في الشواهد وعلى كل حال الحديث بهذا الإسناد حسن. ملحوظة: قال: محقق مسند أبي يعلى حسن سليم: إن حمزة الزيات متأخر السماع عن أبي إسحاق، ولم أقف على ذلك بل الذي وقفت عليه أن الذي سمع عنه بآخرة الحكم بن عيينة، ومن سواه ففيه خلاف. وللحديث شواهد حسنة يرتفع بها إلى الصحيح لغيره. فرواه ابن حبّان في صحيح باب الزجر عن طلب عثرات المسلمين (7/ 506: 5733). ورواه الترمذي في البر والصلة باب ما جاء في تعظيم المؤمن (4/ 378: 2032)، والبغوي في شرح السنة باب النهي عن تتبع عورات المسلمين (13/ 401:3526) ثلاثتهم من طريق الحسين بن واقد، عن أوفى بن دلهم، عن نافع، عن ابن عمر بنحوه، وقال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث الحسين بن واقد. قلت: الحسين بن واقد، ثقة، ولكن فيه أوفى بن دلهم وهو صدوق. ومنها حديث أبي برزة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بنحوه. رواه أبو داود في الأدب باب في الغيبة (5/ 194: 4880) عن عثمان بن أبي شيبة بن الأسود بن عامر أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة الأسلمي، به. ورواه أحمد في المسند (4/ 420) عن الأسود بن عامر، به. =
= ورواه ابن أبي الدنيا في الصمت باب الغيبة (ص 303)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق باب ما جاء في الغيبة (ص 99: 198)، والبيهقي في الآداب باب ترك الغيبة (ص 109: 152) ثلاثتهم، من طريق أبي بكر بن عياش، به. وفيه سعيد بن عبد الله بن جريج وهو صدوق ربما وهم. وعلى كل حال فالحديث صحيح بشواهده، والله أعلم.
2733 - وقال عبد: عبد الله بن مسلمة، ثنا خالد بن إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لا يَرَى امْرُؤٌ مِنْ أَخِيهِ عَوْرَةً فَيَسْتُرُهَا عَلَيْهِ إلَّا أدخله الله الجنة.
2733 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (6/ 249). ذكره البوصيري في الإِتحاف (4/ 105). وهو في المنتخب لعبد بن حميد (ص 279: 885). ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق باب ما يستحب للمرء من ستر عورة أخيه المسلم (1/ 474: 483)، ورواه الطبراني في الصغير (2/ 125). ورواه أبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ باب أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالستر على المؤمنين (ص 145: 115) ورواه البغوي في شرح السنة باب السرّ (13/ 99: 3519) أربعتهم من طريق خالد بن إلياس، به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، وعلته خالد بن إلياس وهو متروك، وقد روي عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "لا يرى امرؤ من أخيه .. " فذكره بلفظه. رواه ابن النجار في الذيل في ترجمة عبد الملك بن حسين (16/ 37) من طريق المعلى بن عبد الرحمن، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بن عبد الله اليزني، عن عقبة بن عامر. قلت: هذا الشاهد لا يفيد للحديث شيئًا لأن فيه معلي بن عبد الرحمن الواسطي قال الحافظ ابن حجر متهم بالوضع. ولكن صح عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حديث طويل قوله: (ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة!. =
= رواه البخاري في صحيحه في المظالم باب لا يظلم المسلم المسلم الفتح (5/ 97: 2442) ورواه مسلم في البر والصلة باب تحريم الظلم (4/ 1996: 2580) كلاهما من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
2734 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬1)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: الْمُسْلِمُ مِرْآةُ الْمُسْلِمِ، فَإِذَا رَأَى بِهِ شَيْئًا فليأخذه (¬2) (¬3). ¬
2734 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 605)، وقال: ضعيف لضعف عبيد الله. ورواه ابن المبارك في الزهد باب النية مع قلة العمل (ص 253: 730) عن يحيى بن عبيد الله، به بلفظ "إن أحدكم مرآة أخيه فإذا رأى به شيئًا فليمطه عنه". ومن طريق ابن المبارك رواه الترمذي في البر والصلة باب ما جاء في شفقة المسلم عن المسلم (4/ 325: 1929) قال أبو عيسى: ويحيى بن عبيد الله ضعفه شعبة، وفي الباب عن أنس. ومن طريق ابن المبارك أيضًا أخرجه البغوي في شرح السنة في الاستئذان باب النصيحة (13/ 92: 3513).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا من أجل يحيى بن عبيد الله وأبيه وضعفُ يحيى أشد من ضعف أبيه، وضعف البوصيري إسناده في الإتحاف. وللحديث طريق أخرى بمعناه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه". رواه أبو داود في السنن في الأدب باب في النصيحة (5/ 217: 4918) عن =
= الربيع بن سليمان المؤذن حدّثنا ابن وهب عن سليمان يعني ابن بلال، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة. ورواه البخاري في الأدب المفرد باب المسلم مرآة أخيه (1/ 332: 239)، عن إبراهيم بن حمزة قال ابن أبي حازم عن كثير بن زيد، به بلفظه. قلت: هذا إسناد حسن، فيه كثير بن زيد الأسلمي وهو مختلف فيه فقال أحمد وابن معين وابن عدي: ليس به بأس وقد ضعفه النسائي وغيره فحديثه من هذا الباب حسن، وقد حسن الحديث العراقي في تخريج الإحياء (2/ 160)، وأقره المناوي وقال الألباني في الصحيحة: إسناده حسن برقم (926). ورواه البخاري في الأدب المفرد باب المسلم مرآة أخيه (1/ 332: 238) عن أصبغ قال أخبرني ابن وهب قال أخبرني خالد بن حميد، عن خالد بن يزيد، عن سليمان بن راشد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هريرة، بنحوه موقوفًا. وهذا إسناد حسن فيه صدوقان وهما خالد بن حميد، وخالد بن يزيد وبقية رجاله ثقات، وهذا يدل على أن الصحابي قد ينشط أحيانًا فيرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأحيانًا يقوله فتوى من عنده. ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق باب ما جاء في الشح على الإخوان (25/ 747: 570)، عن طريق أبي سفيان عن كثير بن زيد ولكن جعله من مسند الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ عَنْ النبي -صلى الله عليه وسلم- بلفظ قريب. وللشطر الأول من الحديث شاهد بمعناه من حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "المؤمن مرآة المؤمن". أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 105: 124)، وابن عدي في الكامل في ترجمة محمد بن عمار كلاهما عن محمد بن عمار، عن شريك بن أبي نمير، عن أنس، به. وقال الألباني في الصحيحة برقم (926) فالإسناد حسن.
61 - باب النهي عن دعوى الجاهلية والمفاخرة والتعيير بالآباء
61 - بَابُ النَّهْيِّ عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَالْمُفَاخَرَةِ وَالتَّعْيِيرِ بِالْآبَاءِ 2735 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ الأبَّار، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَوْلَيَانِ: حبشي، ونبطي (¬1)، فاستبا والنبي -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَسْمَعُ. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَا نِبْطِيُّ، وَقَالَ الْآخَرُ: يَا حَبَشِيُّ، فَقَالَ النًّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:لَا تَقُولَا (¬2) هَذَا، إِنَّمَا أَنْتُمَا رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ¬
2735 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (898) وعزاه إلى أبي يعلى والطبراني. وهو في المقصد العلي (ص 93). وذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 35 أ). وهو في مسند أبي يعلى (7/ 171: 4146). =
= ورواه الطبراني في الصغير (1/ 207) عن علي بن الحسين المروزي البغدادي حدّثنا منصور بن أبي مزاحم، به بنحوه ومن طريقه الخطيب في التاريخ (11/ 318). ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 658) موسى بن هارون منصور، به بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه يزيد بن أبي زياد وهو سيء الحفظ، وتغير فكان يتلقن، وله شاهد بمعناه من حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مولى القوم من أنفسهم" رواه البخاري في صحيحه في الفرائض، الفتح (12/ 48: 6761).
62 - باب ذم الحسد
62 - بَابُ ذَمِّ الْحَسَدِ (108) حَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تقدَّم فِي الْحُدُودِ (1). 2736 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ أَوْ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: كَادَ الْحَسَدُ أَنْ يَسْبِقَ الْقَدَرَ وَكَادَ (2) الْفَقْرُ أن يكون كفرًا. = = = (1) انظر كتاب الحدود، باب من أتى ما دون الحد حديث رقم (1863). (2) في (حس): "وكان" وهو تحريف.
2736 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 42 ب) وقال: ضعيف لضعف يزيد الرقاشي وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 81) وعزاه إلى الطبراني في الأوسط. وهكذا روي أحمد بن منيع على الشك، ورواه بعضهم، عن يزيد، عن أنس، وبعضهم عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. أولًا: من روى الحديث عن يزيد، عن أنس رضي الله عنه دون ذكر الحسن. فرواه ابن عدي في الكامل في ترجمة يحيى بن اليمان (7/ 237)، ورواه أبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ (ص 99: 66) كلاهما من طريق سفيان عن الأعمش، به. =
= ورواه العقيلي في الضعفاء في ترجمة معمر بن زائدة (4/ 206) ومن طريق العقيلي أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 342: 586) وأخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 53) ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 805: 1346). ورواه البيهقي في الشعب باب الحث على ترك الغل والحسد (5/ 267: 6612) كلهم من طرق عن الحجاج، عن يزيد الرقاشي، به. ثانيًا: من رواه عن يزيد، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. فرواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف في الأدب باب ما جاء في الحسد (9/ 94: 6646) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن يزيد، به.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف؛ لأن مداره على يزيد الرقاشي وهو ضعيف ومع ذلك اختلف عنه فرواه عن الحسن عن النبي, وعن أنس، عن النبي, والحمل عليه لأن الرواة عنه بعضهم ثقات، وهذا يدل على ضعفه حفظه. وقد ضعف الحديث غير واحد من العلماء منهم العقيلي وابن الجوزي والألباني وله طريق أخرى عن أنس رضي الله عنه رواها الطبراني في الأوسط في مجمع البحرين (5/ 300: 3104) عن طريق عمرو بن عثمان الكلابي ثنا عيسى بن يونس، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- للفظ "كاد الحسد أن يسبق القدر، وكانت الحاجة أن تكون كفرًا". قلت: عمرو بن عثمان الكلابي الرقي ضعيف.
63 - باب أدب الجلوس على باب البيت
63 - بَابُ أَدَبِ (¬1) الْجُلُوسِ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ 2737 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إن يُفْرَشَ عَلَى بَابِ الْبُيُوتِ وَقَالَ: نَكِّبُوهُ عَنِ الباب شيئًا. ¬
2737 - تخريجه: رواه العقيلي في الضعفاء في ترجمة موسى بن محمد التيمي (4/ 169) قال محمد بن إسماعيل حدّثنا محمد بن سعيد الأصبهاني قال عقبة بن خالد، به بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وعلته موسى بن محمد وهو منكر الحديث.
64 - باب إكرام الجار
64 - بَابُ إِكْرَامِ الْجَارِ (109) حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَا تُؤْذِي جَارَكِ. تَقَدَّمَ فِي بَابِ آداب النوم (¬1). 2738 - وقال مسدّد: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ (¬2) يَقُولُ: إِذَا اشْتَرَيْتَ شَيْئًا لَا تُرِيدُ أَنْ تفيد جارك منه فواره (¬3). ¬
2738 - تخريجه: رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة سفيان الثوري (7/ 66) من طريق مسدّد.
الحكم عليه: الأثر صحيح، ورجاله رجال البخاري، وهو موقوف على سفيان.
2739 - (¬1) يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَهْلٍ (¬2) (¬3) قَالَ: عَنْ عَجُوزٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، "قَالَتْ" (¬4)، قَالَ: (¬5) "إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ صَبِيُّ جَارِكَ. فَضَعِي (¬6) فِي يَدِهِ شَيْئًا فَإِنَّهُ يَجُرُّ الْمَوَدَّةَ. ¬
2739 - تخريجه: رواه الدولابي في الكنى (2/ 135) عن محمد بن بشّار قال: يحيى ابن سعيد به بمثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل إبهام التابعية الراوية عن عائشة. وله طريق أخرى، فرواه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق، باب خير الجيران عند الله (ص 155: 337) عن داود بن رشيد، بقية بن الوليد عن إبراهيم بن أدهم عمن حدثه عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بلفظه. وهذا الطريق كالأول ضعيف، وفيه علتان. الأولى: تدليس بقية وقد عنعن وتدليسه من أسوأ التدليس. الثانية: جهالة من روى عن عائشة وقد تكون هي العجوز التي في الطريق الأولى.
2740 - وقال أبو بكر: الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ (¬1) بْنُ سَلْمَانَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يُوصِي بِالْجَارِ حَتَّى حَسْبُنَا (¬3) أَوْ رَأَيْنَا (¬4) أنه سيورثه. ¬
2740 - تخريجه: هو في مصنف ابن أبي شيبة في كتاب الأدب، باب ما جاء في حق الجوار (ص 85/ 357: 5469) بسنده ومتنه إلَّا أنه قال: خشينا. ورواه البخاري في الأدب المفرد، باب جار اليهود (ص 15/ 221: 128) عن أبي نعيم (الفضل بن دكين) به بلفظه مع ذكر القصة. ورواه الطبراني في مكارم الأخلاق، باب جامع حق الجار (ص 115: 119) عن فضيل بن محمد الملطي، ثنا أبو نعيم به بنحوه. ورواه الحميدي في مسنده (2/ 270: 593) عن سفيان قال بشير بن سليمان وفي المطبوع زيادة "محرر بن قيس" بين مجاهد وعبد الله بن عمرو. والصواب مجاهد بن جبر محرر ابن قيس أي مولى بن قيس. وعن طريق الحميدي أخرجه البيهقي في الشعب، باب إكرام الجار (7/ 84: 9562) فرواه على الصواب، ولم يذكر محرر بن قيس. ورواه أبو داود في الأدب، باب في حق الجوار (5/ 357: 5152) عن =
= محمد بن عيسى، حدّثنا سفيان عن بشير بن سليمان بلفظ (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. ورواه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق، باب التذمّم للجار (ص 101: 321) عن ابن جميل حدّثنا عبد الله، حدّثنا بشير بن سليمان به بلفظه مع ذكر قصة اليهودي.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات وهو على شرط مسلم، ولكن بشير بن سليمان أبو إسماعيل وهو ثقة له غرائب انفرد بها ولذا قال أبو حاتم: صالح الحديث. قلت: ولكنَّه لم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه عن مجاهد داود بن شابور وهو ثقة، فقد رووه عنه مقرونًا ببشير بن سليمان، وغير مقرون أيضًا. ورواه الترمذي في البر والصلة، باب ما جاء في حق الجوار (4/ 333:1943) والبخاري في الأدب المفرد (1/ 196) باب يبدأ بالجار (ح 105)، والخرائطي في مكارم الأخلاق، باب ما جاء في حفظ الجار (1/ 215: 200) ثلاثتهم من طريق سفيان، عن داود وبشير بن سليمان به بألفاظ متقاربة وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه. فرواه الإِمام أحمد في مسنده (2/ 160) عن سفيان (وهو ابن عيينة)، عن داود ابن شابور وبشير بن سليمان، عن مجاهد به. وفي المطبوع تحريف وهو عن داود عن مجاهد وبشير بن سليمان وهذا تحريف واضح، ومن طريق أحمد رواه أبو نعيم في الحلية (3/ 306) فرواه على الصواب. ورواه الطبراني في مكارم الأخلاق، باب جامع حق الجوار (ص 116: 200) من طريق سفيان، عن داود بن شابور به غير معطوف ببشير بن سليمان. =
= ورواه أيضًا الطبراني في المكارم (ص 116: 201) من طريق عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. الحديث بالمتابع يزول عنه ما كنا نخشاه من تفرّد بشير بن سليمان، وعلى هذا فالحديث صحيح. وقال الألباني في الإرواء (3/ 400) إسناد هذا على شرط مسلم. ولكن يبقى إشكال وهو أن الترمذي بعد أن أخرج الحديث عن طريق مجاهد قال: وروى هذا الحديث عن مجاهد، عن عائشة وأبي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أيضًا، انتهى. وقد أخرج أبو نعيم في الحلية الطريقين الذين أشار إليهما الترمذي، انظر (3/ 306). ومعنى هذا فإن الحديث قد اختلف فيه على مجاهد. فالحديث ثابت عن عائشة وأبي هريرة من غير طريق مجاهد، وعلى هذا فيحتمل أن مجاهدًا سمع الحديث من ثلاثة من الصحابة فيروى عن هذا تارة، وعن هذا تارة. وان أخذنا بالترجيح، فرواية مجاهد عن عبد الله بن عمرو أرجح من غيرها لأسباب منها أن رواية مجاهد عن عبد الله بن عمرو هي المشهورة، ولذلك أخرجها الجمهور. ومنها أن الرواة الذين رووه عن مجاهد عن عبد الله أكثر من غيرهم ومنها أن رواتها أوثق من غيرهم فرجالها ثقات كما سبق. أما حديث مجاهد عن أبي هريرة ففيه قبيصة بن عقبة وهو صدوق ربما خالف، قاله الحافظ، وهذا بما خالف فيه الثقات. وفي طريق مجاهد عن عائشة من لم أعرفه والله أعلم. وللحديث شواهد كثيرة صحيحة عن عدة من الصحابة، منها حديث عائشة =
= رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". أخرجه البخاري في صحيحه في الأدب، باب الوصاية بالجار والفتح (10/ 441: 6014)، ومسلم في صحيحه في البر والصلة، باب الوصية بالجار (4/ 2025: 2624) كلاهما من طريق أبي بكر بن محمد بن حزم أن عمرة حدثته أنها سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكرته. ومنها أيضًا حديث ابن عمر في الصحيحين وغيرهما وعدد آخر من الصحابة تركت تخريج أحاديثهم خشية الإطالة، وما ذكرته يحصل به المقصود.
2741 - وقال عبد: حديثنا يَعْلَى -هُوَ ابْنُ عُبَيْدٍ-، عَنْ أَبِي بَكْرٍ -هُوَ ابْنُ مُبَشِّرٍ-، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْعَوَالِي (¬1) إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-] (¬2) وَجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُصَلِّيَانِ حَيْثُ يصلَّى عَلَى الْجَنَائِزِ. فَلَمَّا انْصَرَفَ: قَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هذا الذي رأيت معك؟ قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَقَدْ رَأَيْتَ خَيْرًا كَثِيرًا (¬3)، هَذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. ¬
2741 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 168) وعزاه إلى البزّار، ويقال: فيه الفضل بن مبشر وثقه ابن حبّان، وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات. والحديث في المنتخب لعبد بن حميد (ص 339: 1129). ورواه البخاري في الأدب المفرد، باب شكاية الجار (1/ 219: 126) عن مخلد بن مالك قال أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء قال، حدّثنا الفضل يعني ابن مبشر به بمعناه. ورواه البزّار كما في الكشف، باب حق الجار (2/ 380:1897) عن محمد بن موسى، حدّثنا زياد بن عبد الله، ثنا الفضل بن مبشر به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، فيه الفضل بن مبشر وهو ضعيف لكن ضعفه ينجبر. =
= وللحديث شاهدان بمعناه أولهما حديث رجل من الأنصار عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بطوله، وليس فيه ذكر الجنازة، وفي آخره زيادة "أما إنك لو سلمت عليه -أي جبريل- رد عليك". رواه أحمد في المسند (5/ 32) عن محمد بن جعفر، ثنا هشام ويزيد قال أخبرنا هشام عن حفصة، عن أبي العالية، عن رجل من الأنصار. وقال الألباني في الإرواء: إسناده صحيح، قلت: ولا تضر جهالة الصحابي لأنهم عدول، ورواه الطحاوي في المشكل (4/ 27) عن طريق روح، عن هشام به بنحوه. أما الشاهد الثاني فهو حديث مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ: مَرَرْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على الصفا فذكره بطوله. وليس فيه ذكر الجنازة وسيأتي (برقم 15) وهو حديث ضعيف فيه عبّاد بن موسى السعدي هو متسور. والحديث بهذين الشاهدين يتقوى فيكون حسنًا لغيره إلَّا ما يتعلق بالجنازة. أما الفقرة الأخيرة من الحديث وهي قوله -صلى الله عليه وسلم- "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" فهي في الصحيحين وغيرهما، وقد سبق تخريجها في الحديث الذي قبله.
2742 - قال أحمد بن منيع: أَبُو نَصْرٍ (¬1)،حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: مَنْ سَأَلَهُ (¬2) جَارُهُ أَنْ يَدَّعِمَ عَلَى حائطه فليفعل (¬3). ¬
2742 - تخريجه: وقد روي بالإسناد ذاته مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. فرواه الطحاوي في مشكل الآثار، باب مشكل ما روي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من قوله: "لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره (3/ 150) من طريق زائدة بن قدامة عن سماك به بمعناه مرفوعًا. ورواه الطحاوي في المشكل أيضًا (3/ 150)، وابن عبد البر في التمهيد (10/ 228) كلاهما من طريق قيس بن الربيع، عن سماك به بمعناه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأن رواية سماك عن عكرمة مضطربة، ولذلك رفعه تارة ووقفه تارة أخرى. ولكن تابعه أبو الأسود عن عكرمة فأخرجه ابن ماجه في السنن في الأحكام، باب الرجل يضع خشبة على جدار جاره (2/ 783: 2337) قال حدّثنا حرملة بن يحيى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ لهيعة عن أبي الأسود، عن عكرمة به بلفظ "لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة على جداره". قلت: فيه ابن لهيعة وهو ضعيف، ولكن رواية ابن وهب عنه خاصة أعدل من غيرها. وقد تابعه أيضًا جابر بن زيد الأزدي فرواه الخرائطي في مكارم الأخلاق، باب =
= ما جاء في حفظ الجار (1/ 249: 233) قال حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن جابر، عن عكرمة به مرفوعًا بلفظ "لا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبة في حائطه". رجال هذا الإسناد كلهم ثقات رجال الشيخين عدا أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة حافظ. وعلى هذا فالحديث صحيح عن ابن عباس مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. وله شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يمنع أحدكم جاره خشبة يغرزها في جداره". رواه البخاري في المظالم (5/ 110: 2463) ومسلم في المساقاة، باب غرز الخشب في جدار الجار (3/ 1230: 136) وأبو داود في الأقضية (4/ 49: 3634) والترمذي في الأحكام، باب ما جاء في الرجل يضع على حائط جاره خشبًا (3/ 626: 1353) أربعتهم من طريق الزهري، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، واللفظ لمسلم.
2743 - وقال الحارث: يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ (حُنَيْنِ (¬1) بْنِ أَبِي حَكِيمٍ)، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إِنَّ فُلَانًا جَارِي يُؤْذِينِي (فَقَالَ كُفَّ (¬2) أَذَاكَ عنه و) اصبر عَلَى أَذَاهُ، فَلَمْ يَلْبَثْ إلَّا يَسِيرًا حَتَّى جاء (¬3) فَقَالَ (يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إِنَّ فُلَانًا جَارِي الَّذِي كَانَ يُؤْذِينِي) (¬4) قَدْ مات قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَفَى بِالدَّهْرِ وَاعِظًا وكفى بالموت مفرِّقًا. ¬
2743 - تخريجه: وهو في بغية الباحث (ص 1100: 890). ورواه ابن السني في عمل اليوم، باب ما يقول إذا بلغه وفاة رجل (ص 197: 560) عن طريق يحيى بن إسحاق به بلفظه. وقال: عن حنين بن أبي حكيم، عن أنس بن مالك وهو الصواب لأسباب منها: 1 - جبير بن حكيم الموجود في المطالب غير معروف، وهذا يؤكد أن فيه تحريفًا. 2 - أن ابن لهيعة رو عن حنين بن أبي حكيم كما في تهذيب الكمال. 3 - إن الذين خرّجوا الحديث بطرقه وشواهده كالعجلوني لم يذكروا حديث عراك بن مالك بل ذكروا حديث أنس بن مالك وغيره.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف وعلته ابن لهيعة وهو سيء الحفظ هذا بالنسبة لسند ابن السني. =
= أما سند الحارث ففيه تحريفات كثيرة، فإن كان من مسند عراك بن مالك فهو مرسل. وقد ورد عن عمار رضي الله عنه، مرفوعًا فرواه ابن الأعرابي في معجمه (1/ 97)، والطبراني كما في المجمع (10/ 311)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 302: 1410) ثلاثتهم من طريق الربيع بن بدر، عن يونس، عن الحسن، عن عمار مرفوعًا بلفظ كفى بالموت واعظًا وكفى باليقين غنى وكفى بالعبادة شغلًا". وفيه الربيع بن بدر قال ابن حجر في التقريب: متروك. وقد روي موقوفًا على عمار بن ياسر. فقد رواه أحمد في الزهد (ص 257: 928) من طريق يونس بن عبيد، عن رجل، عن عمار بن ياسر أنه قال: كفى بالموت فذكره. ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب اليقين (برقم 31) من طريق يونس بن عبيد، حدثني من سمع عمار بن ياسر وهذا ضعيف لإبهام الراوي، عن عمار به. ورواه نعيم بن حماد في الزوائد على الزهد لابن المبارك (ص 37: 147) عن مالك بن مغول قال: قال ابن مسعود: "كفى بالموت واعظًا" بلفظ عمار. وهذا أيضًا منقطع لأن مالك بن مغول من السابعة لم يدرك ابن مسعود، والصواب أنه من قول الفضيل بن عياض فرواه الخطابي في العزلة (ص 30: 45) والبيهقي في الزهد (ص 215: 548) كلاهما عن طريق سلم بن عبد الله الخراساني قال سمعت الفضيل بن عياض .. كفى بالموت واعظًا. الخلاصة: الحديث ضعيف مرفوعًا وموقوفًا، وبهذا يعرف قول الألباني في الضعيفة (برقم 502) رواه أحمد في الزهد وابن أبي الدنيا في اليقين بسند صحيح وهذا عجيب فكيف يسكت عن المبهم الموجود فيه. وأمثل طرق الحديث إسناد ابن السني الذي فيه ابن لهيعة والله أعلم، وقد ضعف الحديث العجلوني في الخفاء (2/ 146)، والألباني مرفوعًا (برقم 502).
2744 - وقال أبو يعلى: جدثنا المغيرة بن معمر أبو الفضل (¬1) البصري، مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعِ عَنْ بَهْزٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أقربهما. ¬
2744 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (85/ 169) وعزاه إلى الطبراني، وقال: فيه مسعد بن اليسع وهو كذاب. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في الثقات (9/ 169) في ترجمة مغيرة بن معمر، ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في الكامل في ترجمة مسعدة بن اليسع (6/ 390) ورواه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 421، 1019) عن طريق المغيرة بن معمر به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند موضوع لأن مداره مسعدة بن اليسع كذبه غير واحد. ولكن روى الطبراني في الموضع السابق من طريق أحمد بن عقاب السكري، ثنا المغيرة بن معمر أبو الفضل، ثنا علي بن مسعدة الباهلي عن بهز به. وعلي بن مسعدة صدوق له أوهام، ولكن الراوي عنه وهو المغيرة بن معمر شبه مجهول لأنه لم يذكر فيه جرح ولا تعديل سوى أن ابن حبّان ذكره في الثقات، وهذا لا يكفي لتوثيقه لأنه معروف بالتساهل. ولكنه ينجبر بحديث عائشة. ومتن الحديث صحيح من حديث عائشة رضي الله عنها. قالت قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ "إِنَّ لِي جَارَيْنِ فإلى أيهما أهدي قال: إلى أقربهما منك بابًا". أخرجه البخاري في صحيحه في الأدب (الفتح 10/ 447: 6020) باب حق الجوار في قرب الأبواب. ورواه أبو داود في الأدب، باب في حق الجوار (5/ 358: 5155) وأحمد في المسند (6/ 187) ثلاثتهم من طريق أبي عمران الجوني، عن طلحة، عن عائشة به.
2745 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى (¬1) وَالْقَوَارِيرِيُّ (¬2) فَرَّقَهُمَا قَالَا، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (¬3) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ (¬4) بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سمعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: لَا يَشْبَعُ الرجل دون جاره. ¬
2745 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 161 أ). وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 170)، وعزاه لأحمد وأبي يعلى ببعضه، ورجاله رجال الصحيح، وعباية لم يسمع من عمر. ورواه أحمد في الزهد في زهد عمر بن الخطاب (ص 175: 618) عن القواريري به بلفظه. ورواه ابن المبارك في الزهد، باب هوان الدنيا على الله عَزَّ وَجَلَّ (ص 181) من طريق عبد الرحمن بن مهدي به وأحال على متن حديث قبله بقوله بنحوه، ورواه أحمد في المسند (1/ 54) عن عبد الرحمن به بلفظه وذكر قصة في أوله. ومن طريق أحمد أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 167) وقال الذهبي في التلخيص إسناده جيد.
الحكم عليه: الحديث رجاله ثقات رجال الشيخين ولكنه معلول وعلته الانقطاع لأن عباية لم يسمع من عمر كما قاله غير واحد. وللحديث شواهد بمعناه منها حديث ابن عباس رضي الله عنه، قال سمعت =
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ليس المؤمن الذي يبيت وجاره إلى جنبه جائع". رواه الحاكم في المستدرك في كتاب البر والصلة (4/ 167) والبخاري في الأدب المفرد، "باب لا يشبع دون جاره" (1/ 201: 112) ورواه أبو يعلى في مسنده (5/ 92: 2699) كلهم عن سفيان، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عبد الله بن المساور قال سمعت ابن عباس فذكره. وقال الحاكم في المستدرك. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي قلت: فيه عبد الله بن المساور، قال ابن المديني: مجهول، وقال ابن حجر: مقبول. ومنها حديث أنس رضي الله عنه، فرواه البزّار كما في الكشف في الإِيمان (1/ 76) عن محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا حسين بن علي الجعفي، ثنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد، عن أنس فيما أعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ليس المؤمن يبيت شبعان وجاره طاوٍ". قال الهيثمي في المجمع: إسناده حسن. ومنها حديث ابن عباس أيضًا "ما آمن بي من بات شبعان وجاره طاوٍ إلى جنبه". رواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة حكيم بن جبير (2/ 219) من طريق علي بن مسهر، عن الأعمش، عن حكيم بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. قال ابن حجر: حكيم بن جبير: ضعيف رمي بالتشيّع. الحديث بشواهده حسن إن لم يكن صحيحًا والله أعلم.
2746 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو مُوسَى (¬2)،حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى أبو أيوب، يُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَرَرْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-عَلَى الصَّفَا، وَاضِعٌ (¬3) خَدَّهُ عَلَى خَدِّ رَجُلٍ فَذَهَبَ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ نَادَانِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَصَدْتُ لَهُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُسَلِّمَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُكَ فَعَلْتَ بِهَذَا الرَّجُلِ شَيْئًا مَا فَعَلْتَهُ بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْطَعَ عَلَيْكَ حَدِيثَكَ، فَمَنْ ذَلِكَ (¬4) يَا رَسُولَ اللَّهِ -قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: جِبْرِيلُ، أَمَا إِنَّهُ لَوْ سَلَّمْتَ لَرَدَدْنَا عَلَيْكَ (¬5)، قَالَ: وَمَا قَالَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ -قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ يَزَلْ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى كُنْتُ أَنْتَظِرُ أَنَّهُ يَأْمُرُنِي أن يورّثه. ¬
2746 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 167)، وعزاه إلى الطبراني. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 234: 522) من طريق أبي موسى محمد بن المثنى به.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل عباد بن موسى وهو مستور. وله شاهد صحيح من حديث الأنصاري قال: خرجت من أهلي أريد النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا أنا به قائم، ورجل معه مقبل عليه، فظننت أن لهما حاجة، قال فقال الأنصاري، والله لقد قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-حتى جعلت أرثي لرسول الله من طول القيام فلما انصرف =
= قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَقَدْ قام بك الرجل، حتى جعلت أرثي لك من طول القيام قال: ولقد رأيته؟ قلت: نعم، قال: أتدري من هو؟ قلت: لا: قال: ذاك جبريل عليه السلام ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ثم قال: أما إنك لو سلمت عليه لردّ عليك السلام. أخرجه أحمد في المسند (5/ 32) عن محمد بن جعفر، ثنا هشام ويزيد قال أخبرنا هشام عن حفصة، عن أبي العالية، عن رجل من الأنصار. وإسناده صحيح قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال الألباني إسناد صحيح. ورواه الطحاوي في المشكل (4/ 27) عن طريق هشام به. وله شاهد آخر من حديث جابر بمعناه أخرجه البخاري في الأدب المفرد وعبد بن حميد والبزار، وقد سبق تخريجه في حديث (برقم 2741) وفيه الفضل بن مبشر وهو ضعيف يعتبر به. وله شاهد ثالث من حديث أنس رضي الله عنه، قال: مر رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يناجي رجلًا، فذكر الحديث بطوله بلفظ قريب منه. رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق، باب ما جاء في حفظ الجار (1/ 208: 194) عن طريق يزيد الرقاشي، عن أنس به. ويزيد الرقاشي ضعيف.
الحكم عليه: حديث محمد بن مسلمة وهو حديث الباب فيه عباد بن موسى ضعيف قابل للجبر كما سبق وله شاهد من حديث الأنصاري وهو شاهد صحيح، فيكون به الحديث حسنًا لغيره. وله شاهدان آخران كل واحدٍ ضعيف على انفراد، وبمجموع الطرق والشواهد يرتقي الحديث إلى الصحيح لغيره. والله أعلم.
2747 - حدّثنا (¬1) محمد بن جامع العطار، مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ أَبِي الْجَنُوبِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (¬2) عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْجَارِ أَرْبَعُونَ (¬3) ذِرَاعًا، هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا (¬4)، يمينًا وشمالًا وقدامًا وخلفًا. ¬
2747 - تخريجه: والحديث في مسند أبي يعلى (10/ 385: 5982). وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 171) وعزاه إلى أبي يعلى، وقال: فيه محمد بن جامع وهو ضعيف. وعن أبي يعلى رواه ابن حبّان في المجروحين في ترجمة عبد السلام (2/ 150).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وفيه علتان: الأولى: محمد بن جامع وهو ضعيف. الثانية: فيه عبد السلام بن أبي الجنوب وهو متروك. وقد ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله ما حق أو قالت: ما حد الجوار، قال: أربعون. =
= رواه البيهقي في السنن الكبرى, باب الرجل يقول ثلث مالي لفلان ... (6/ 276) من طريقين عن عائشة بسند مصتل، ولكن فيه مجاهيل ولذا قال البيهقي: في هذين الإسنادين ضعف، وإنما يعرف من حديث الزهري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا. وروى الطبراني في الكبير (19/ 73: 143) من طريق يوسف بن السفر، عن الأوزاعي، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عبد الرحمن بن كعب، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكر حديثًا ومنه "ألا إن أربعين دارًا جار". وفيه أيضًا يوسف بن السفر وهو متروك. فالشواهد لا تفيد للحديث شيئًا لأن ضعفها شديد. وقد روي عن الزهري مرسلًا فرواه أبو داود في المراسيل، باب ما جاء في الوصايا (ص 257: 350) حدّثنا إبراهيم بن مروان الدمشقي، أبي، هقل بن زياد، حدّثنا الأوزاعي عن يونس، عن ابن شهاب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: الساكن من أربعين دارًا جار قال: فقلت لابن شهاب وكيف أربعون دارًا؟ قال: أربعون عن يمينه وعن يساره، وخلفه، وبين يديه. قال الحافظ في التلخيص (3/ 93) سند رجاله ثقات إلى الزهري، قلت: ولكنه مرسل، والمرسل عند المحدثين ضعيف، ولا سيما مرسلات الزهري. وقد روي عن الحسن موقوفًا عليه من قوله رواه البخاري في الأدب المفرد، باب الأدنى فالأدنى من الجيران (1/ 199: 109) من طريق الوليد بن دينار، عن الحسن أنه سئل عن الجار فقال: أربعين دارًا أمامه، وأربعين خلفه، وأربعين عن يمينه وأربعين عن يساره. الوليد بن دينار، قال ابن حجر: مقبول وقال ابن معين: ضعيف. =
= وكل هذه لا تقوى لرفع الحديث إلى الحسن لغيره، ولذا قال الألباني في الضعيفة (برقم 277) وكل ما جاء تحديده عنه بأربعين ضعيف لا يصح، انتهى. ولذا اختلف العلماء في تحديد الجار فمنهم من قال: بأربعين ومنهم من قال بأقل من ذلك إلى غير ذلك من الأقوال. والله أعلم.
65 - باب الأمر بالتودد إلى الإخوان
65 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّوَدُّدِ إِلَى الإِخوان 2748 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا عُمَرُ (¬1) أبوُ (¬2) حَفْصٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ (¬3) الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: أَدِّ الْمَوَدَّةَ إِلَى وَادِّكَ فَإِنَّهَا أثبت. ¬
2748 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (2/ 140). وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 285) وعزاه إلى الطبراني، وقال: وفيه من لم أعرفهم وهو في بغية الباحث (ص 1107: 897). ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (ص 136: 66) عن داود بن رشيد، به وزاد في الإسناد "محمد بن جعفر عن أبي محمد الأنصاري"، بلفظه. ورواه الطبراني كما في المجمع (10/ 285).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لجهالة يزيد بن أبي زياد وللاختلاف في إسناده. وقال الهيثمي في المجمع: وفيه من لم أعرفهم، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (34).
2749 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ (¬1) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يُؤَاخِي بَيْنَ الِاثْنَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ فَتَطُولُ عَلَى أَحَدِهِمَا اللَّيْلَةُ حَتَّى يَلْقَى (¬2) أَخَاهُ، فَيَلْقَاهُ بِوُدٍّ وَلُطْفٍ فَيَقُولُ: كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي؟ فَأَمَّا الْعَامَّةُ فَلَمْ يَكُنْ يَأْتِي عَلَى أَحَدِهِمَا ثَلَاثٌ (¬3)، لَا يعلم علم أخيه. ¬
2749 - تخريجه: رواه البيهقي في الشعب في المصاحفه والمعانقة (6/ 501: 9056) من طريقين عن عمران الخزاعي، به بنحوه.
الحكم عليه: الأثر ضعيف جدًا فيه عمران الخزاعي وهو متروك. وروي معناه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فروى ابن أبي الدنيا في كتاب الإِخوان باب شدة الشوق إلى لقاء الإِخوان عن محمد بن عبد الله الأرزي حدثنا المعتمر بن سليمان، عن عمار بن المعول، عن الحسن قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه يذكر الرجل من إخوانه في بعض الليل فيقول يا طولها من ليلة فإن صلى المكتوبة غدا إليه فإذا التقيا عانقه. وإسناد هذا الأثر صحيح ولكنه منقطع لأن الحسن البصري لم يدرك عمر بن الخطاب لأنه ولد لسنتين بقيتا من خلافته.
2750 - وقال أبو بكر: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ (¬1)، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نُعامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا آخَى (¬2) الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلْيَسْأَلْهُ عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَمَنْ هو فإنه أقبل (¬3) للمودة (¬4). ¬
2750 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 605 أ) وقال: إسناده صحيح. ويزيد مختلف في صحته، وهو في مصنف ابن أبي شيبة في باب الرجل يؤاخي الرجل (95/ 156: 6693). وعن أبي بكر ابن أبي شيبة رواه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 314). ومن طريق أبي بكر رواه أيضًا الخرائطي في مكارم الأخلاق باب ما يستحب للمرء إذا آخى رجلًا (2/ 758: 837) وفي المطبوع تحريف حيث جاء عن أبي بكر، عن خالد بن إسماعيل، عن عمران وهو تحريف بلا شك. ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة يزيد بن نعامه (6/ 65) قال أخبرت عن حاتم بن إسماعيل، به. ورواه الترمذي في الزهد باب ما جاء في الحب في الله (4/ 599: 2392) قال حدّثنا هناد وقتيبة قالا: حدّثنا بن إسماعيل، به بلفظه إلَّا أنه قال: أوصل. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه، ولا نعرف ليزيد بن نعامة سماعًا من النبي -صلى الله عليه وسلم-. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لأنه مرسل لأن يزيد بن نعامة مع ضعفه تابعي وليس له صحبة، لذا قال البوصيري: رواه مرسلًا. وضعفه أيضًا الألباني في الضعيفة برقم (1726) وفيه سليمان الربعي وهو ضعيف. وله شاهد من حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "إذا أحببت رجلًا فسله عن اسمه واسم أبيه فذكره بنحوه وفيه زيادة، رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق باب ما يستحب للمرء إذا آخى (2/ 757: 835) والبيهقي في الشعب في باب المصافحة (6/ 492: 9023) كلاهما من طريق مسلمة بن علي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر، وفي مكارم الأخلاق المطبوع فيه بياض سقط منه مسلمة بن علي. قال البيهقي في الشعب: تفرد به مسلمة بن علي عن عبيد الله وليس وليس بالقوي انتهى. قلت بل قال الدارقطني وغيره: متروك. ولذا قال الترمذي: ويروى عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم نحو هذا ولا يصح إسناده انتهى وهو كما قال. وعلى هذا فالحديث ضعيف. لم أجد له ما يقويه، والله أعلم.
66 - باب مخالطة الناس
66 - بَابُ مُخَالَطَةِ النَّاسِ 2751 - [1] قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ (¬1) عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ (أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ) (¬2). [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا محمد بن عبيد الْأَعْمَشُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رضي الله عنه مرفوعًا نحوه (¬3). ¬
2751 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 545 أ). والحديث في مسند الحارث كما في بغية الباحث (1008: 791). وهو في مصنف بن أبي شيبة (8/ 564: 2671). =
= ورواه أحمد في المسند (5/ 365)، عن يزيد ثنا سفيان بن سعيد، عن الأعمش، به بلفظه. ورواه أحمد في المسند (2/ 43)، عن محمد بن جعفر وحجاج قالا: ثنا شعبة سمعت سليمان الأعمش وقال حجاج، عن الأعمش، به بلفظه قال سليمان هو ابن عمر، (أي الرجل المبهم في إسناده). ورواه الترمذي في القيامة (4/ 662) حدّثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدّثنا ابن أبي عدي عن شعبة، عن سليمان الأعمش، به بمعناه وقال: عن شيخ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
الحكم عليه: الحديث بإسناد الحارث. رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد وجد لبعضهم متابعات كما سبق، ولا تضر جهالة الصحابي، وقد سماه بعضهم بأنه ابن عمر رضي الله عنه كما سبق. فرواه ابن ماجه في الفتن باب الصبر على البلاء (2/ 1338) البخاري في الأدب المفرد باب الذي يصبر على أذى الناس (1/ 478: 388). ورواه أبو نعيم في الحلية (7/ 365) ورواه البيهقي في السنن (10/ 89) كلهم من طرق عن الأعمش، به بنحوه وقال: عن ابن عمر رضي الله عنهما.
67 - باب خير الأمور الوسط
67 - بَابٌ خَيْرُ الْأُمُورِ الْوَسَطُ 2752 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (¬1) إِبْرَاهِيمُ (¬2) عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبًا يَقُولُ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ طَرَفَيْنِ وَوَسَطًا فَإِذَا أُمْسِكَ (¬3) بِأَحَدِ الطَّرَفَيْنِ مَالَ الْآخَرُ، وَإِذَا أُمْسِكَ بِالْوَسَطِ اعْتَدَلَ الطرفان، وقال: عليكم (¬4) بالأوساط من (¬5) الأشياء. ¬
2752 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 545 أ). وهو في مسند أبي يعلى: (10/ 501: 6115). ورواه أبو نعيم في الحلية (4/ 45) من طريق إسماعيل بن عبد الكريم، به بلفظه إلَّا أنه جعله عن وهب بن منبه قال سمعت راهبًا فذكره وهذا يؤكد أن هذا الكلام بما سمعه أو قرأه وهب من كتب بني إسرائيل، وهو معروف بذلك. =
= الحكم عليه: هذا الأثر صحيح رواته ثقات وهو موافق لقواعد الشرع وتشهد له الآيات القرآنية. منها قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)} والأمر بالاعتدال والأخذ بالوسطية سمة هذه الأمة: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}
68 - باب الحب والإخاء
68 - باب الحب والإِخاء 2753 - قال مسدّد: يَحْيَى (¬1) عَنْ سَعِيدٍ (¬2)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (¬3)، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَحْبِبْ (¬4) حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا (¬5) وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عسى أن يكون حبيبك يومًا ما (¬6). ¬
2753 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 425 ب) موقوفًا وإسناده صحيح. ورواه الطبري في تهذيب الآثار في مسند عليّ رضي الله عنه، (ص 284: 438) والبيهقي في الشعب، باب الاقتصاد في النفقة (5/ 160: 6594) كلاهما من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق به بلفظه.
الحكم عليه: الأثر بهذا السند، فيه هبيرة بن يريم وهو صدوق وباقي رجاله رجال الشيخين =
= ولكن فيه علة وهي أن يحيى القطان روى عن سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط وعلى هذا فالأثر بهذا السند ضعيف. وفيه أيضًا أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس وقد عنعن، ولكن تابع كلًا من السبيعي وهبيرة جماعة عن علي رضي الله عنه. فرواه البخاري في الأدب المفرد، باب أحبب حبيبك (2/ 697: 1321) عن طريق مروان بن معاوية قال محمد بن عبيد الكندي، عن أبيه قال: سمعت عليًا يقول لابن الكواء: هل تدري ما قال الأول: أحبب ... بلفظه. ورواه الطبري في تهذيب الآثار في مسند عليّ بن أبي طالب (ص 284: 445) عن يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا ابن علية، أخبرنا عطاء بن السائب عن ابن أبي البختري قال علي فذكره بلفظه. ورواه البيهقي في الشعب (5/ 260: 6593) من طريق عطاء بن السائب به. ورواه عبد الله بن أحمد في السنة (2/ 588: 1394) والطبري في تهذيب الآثار في مسند علي (ص 285: 442) من طريق أبي معشر بن زياد، عن إبراهيم قال: قال عليّ: أحبب الحديث. ورواه أيضًا الطبري في تهذيب الآثار (ص 285: 441) قال حدثني عبّاد بن يعقوب الأسدي قال عبد الله بن بكير وبشر بن عمارة عن محمد بن سوقة، عن العلاء بن عبد الرحمن قال: حدثني شيخ أن عليًا قال لرجل: أحبب .. الحديث. ورواه أيضًا في تهذيب الآثار (ص 184: 439) من طريق شعبة، عن عقيل ابن طلحة قال سمعت مولى لقريظة بن كعب قال سمعت عليًا يخطب مثله. وبهذه الطرق الكثيرة عن عليّ يتبين أن الحديث صحيح عن علي رضي الله عنه، موقوفًا، وقال الترمذي: والصحيح عن علي رضي الله عنه، موقوف قوله. سنن الترمذي (4/ 360: 1997). وقد روي عنه مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فرواه الطبري في تهذيب الآثار في مسند =
= علي (ص 183: 43)، من طريق مسلم بن إبراهيم قال حدّثنا الحسن بن أبي جعفر عن أيوب، عن حميد بن عبد الرحمن، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-، قلت: الحسن بن أبي جعفر ضعيف، ومع ذلك خالفه حماد بن سلمة فرواه عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة كما سيأتي. وقد روي مرفوعًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فرواه الترمذي في البر والصلة، باب ما جاء في الاقتصاد في الحب والبغض (4/ 360: 1997) كلاهما عن أبي كريب حدّثنا سويد بن عمرو الكلبي، عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. وفي الترمذي: أراه رفعه. فذكره بلفظه. ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 711) والبيهقي في الشعب (5/ 260: 6596) كلاهما عن طريق أبي كريب به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلَّا من هذا الوجه وقد روي هذا الحديث عن أيوب بإسناد غير هذا، والصحيح عن عليّ موقوف قوله. وقال البغوي في شرح السنة: رفعه بعضهم عن علي، وعن أبي هريرة والصحيح أنه موقوف على عليّ رضي الله عنه. قلت: لا يصح الحديث مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لأسباب منها: 1 - أن الذين أوقفوه على عليّ أكثر عددًا وأوثق رجالًا فمعظم الطرق صحيحة عن علي رضي الله عنه، لذاتها. 2 - نصّ غير واحد من العلماء، منهم الترمذي والبغوي أن الصحيح الوقف. 3 - الطرق المرفوعة كلها ضعيفة فطريق عليّ المرفوع، فيه ثلاث علل: الأولى: لا يعرف لحميد بن عبد الرحمن الراوي عن علي سماع، عن علي. الثانية: اختلف في إسناده فروي عن أيوب، عن حميد، عن عليّ وروي أيضًا، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. =
= الثالثة: ففيه: الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف كما سبق. أما حديث أبي هريرة فهو ضعيف للاختلاف في إسناده كما سبق، ولذا قال البيهقي في الشعب: فرواه سويد بن عمرو عن حماد، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة وهو وهم. وقد روي عن ابن عمر مرفوعًا بطريق ضعيف أيضًا. وعلى كل حال لا يصح رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بل هومن قول علي بن أبي طالب. وهذا الأثر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، له شاهد من قول عمر بن الخطاب بمعناه. فرواه عبد الرزَّاق في مصنفه (11/ 181)، باب الحب والبغض (ح 20269) عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: قال لي عمر "يا أسلم لا يكن حبك كلفًا ولا يكن بغضك تلفًا، قلت: وكيف ذلك، قال: إذا أحببت فلا تكلف بما يكلف الصبي بالشيء يحبه، وإذا أبغضت فلا تبغض بغضًا تحب أن يتلف صاحبك ويهلك". ومن طريق أخرجه البغوي في شرح السنة، باب القصد في الحب والبغض (3/ 65: 3481) ورواه البخاري في الأدب المفرد، باب لا يكون بغضك تلفًا (2/ 699: 1322) من طريق محمد بن جعفر قال حدّثنا زيد بن أسلم به بنحوه. قلت: وإسناد أثر عمر بن الخطاب عند عبد الرزاق على شرط الشيخين.
2754 - مُعْتَمِرٌ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "مَا ازْدَادَ مُسْلِمٌ إِخَاءً (¬1) فِي اللَّهِ تَعَالَى إلَّا ازْدَادَ بِهِ دَرَجَةً" (¬2). ¬
2754 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 425 ب).
الحكم عليه: الأثر رواته كلهم ثقات رجال الشيخين إلَّا أن فيه عنعنة حميد الطويل وهو مدلس، ولكن تابعه زياد المصفر عن الحسن عند وكيع في الزهد. فأخرجه وكيع في الزهد، باب الحب في الله (2/ 603: 230) المسعودي عن زياد المصفر قال: أراه عن الحسن بلفظ (من أفاد أخًا في الله رفعه بها وزياد المصفر هو زياد ابن أبي عثمان الحنفي الكوفي ويقال زياد المهزول ويقال زياد المصفر أبو عثمان مولى مصعب روى عن الحسن: ثقة لا بأس به (الجرح 3/ 539). وقد ورد عن أنس مرفوعًا بلفظ "مَنْ أَحْدَثَ أَخًا فِي الإِسلام رَفَعَهُ اللَّهُ تعالى به درجة في الجنة". أخرجه أبو يعلى كما سيأتي برقم (2757) وابن أبي الدنيا في كتاب الإِخوان، باب الرغبة في الإخوان (ص 110: 26) كلاهما من طريق أبي إسماعيل العبدي، عن أنس به واللفظ لأبي يعلى. وأبو إسماعيل العبدي متروك. =
= وقد تابعه عبد الملك بن أبي بشير البصري عن أنس رضي الله عنه. رواه ابن أبي الدنيا في الإخوان (ص 111: 27) عن عبد الله بن الهيثم أبو معاوية عن ليث، عن عبد الملك به بلفظ من اتخذ أخًا في الله بني له برج في الجنة". وهذا إسناد ضعيف جدًا فيه عبد الله بن الهيثم وهو ضعيف جدًا وليث هو ابن أبي سليم ضعيف أيضًا.
2755 - حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ (¬1) عَنْ أَبِي بلَجٍ (¬2) (¬3)، عَنْ عَمْرِو (¬4) بْنِ مَيْمُونٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ عَبْدًا فَلْيُخْبِرْهُ فَإِنَّهُ يَجِدُ له مثل الذي يجد (¬5). مرسل (¬6). ¬
2755 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 43 أ).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأنه مرسل كما نصّ ابن حجر رحمه الله هنا. وقد روي الحديث متصلًا مرفوعًا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب. فرواه ابن أبي الدنيا في الإخوان، باب إعلام الرجل أخاه بشدة مودته إياه (ص 141: 74) عن العباس، عن جعفر حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجي، أبو عوانة عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عن عبد الله بن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بلفظه. وهذا حديث حسن، فيه العباس بن جعفر بن الزبرقان وهو صدوق وبقية رجاله رجال البخاري. وقد تابع العباس بن جعفر يحيى بن محمد بن يحيى عند البيهقي فرواه في =
= الشعب، باب المصافحة (6/ 489) من طريق يحيى بن محمد بن يحيى قال عبد الله بن عبد الوهاب به بلفظه. ومن هنا يعلم خطأ الألباني في تضعيفه للحديث حيث قال في الصحيحة (برقم 417) فيه عبد الله بن أبي مرة وأورده الذهبي في الضعفاء وقال: تابعي مجهول، قلت: كلا بل هو عبد الله بن مرة من رجال الشيخين وهو الراوي عن ابن عمر، وعنه منصور كما في التهذيب. أما الشطر الأول من الحديث وهو قوله: "إذا أحب أحدكم عبدًا فليخبره". فله شاهد من حديث المقدام بن معدي كرب عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه". أخرجه ابن حبّان في صحيحه (1/ 389: 569) والحاكم في المستدرك في البر والصلة (4/ 171) وأبو داود في الأدب (5/ 343: 5214) والترمذي في الزهد تحفة الأحوذي (7/ 71) وأحمد في المسند (4/ 130) كلهم عن طريق يحيى القطان، عن ثور قال حدثني حبيب بن عبيد، عن المقدام بن معدي كرب به واللفظ لأبي داود، وقال الترمذي حديث حسن صحيح، وصححه الألباني (برقم 417).
2756 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى (¬1)، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مرَّ رَجُلٌ بِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ يُحِبُّنِي، قَالُوا: وَمَا يُدْرِيكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قال رضي الله عنه: لأني لأحبه (¬2). ¬
2756 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 44 أ). وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 278) وعزاه إلى أبي يعلى. وقال: "فيه محمد بن قدامة، ضعفه الجمهور، وثقه ابن حبّان وغيره، وبقية رجاله ثقات". وهو في مسند أبي يعلى (13/ 166: 7208). ورواه ابن أبي الدنيا في الإخوان، باب اتفاق القلوب على المودة (ص 143: 75) عن محمد بن قدامة به بنحوه. وأخرجه ابن حبّان في روضة العقلاء (108) من طريق أبي بكر بن عياش بنحوه.
الحكم عليه: هذا الأثر عن ابن عباس ضعيف لضعف أبي يحيى القتات الكوفي، ومحمد بن قدامة. ورواه البيهقي في الشعب، باب المصافحة والمعانقة (6/ 498: 9042) عن طريق الحسن بن عمرو قال سمعت بشرًا يقول: قال ابن عباس: فلان يحبني: قالوا: وكيف ذلك قال: "إني أحبّه" قلت: هذا معضل؟ بشر بن الحارث هو الحافي من العاشرة. وقد يغني عن الحديث قوله -صلى الله عليه وسلم- "الأرواح جنود مجندة ما تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ". رواه مسلم في البر والصلة.
2757 - وَحَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْعَبْدِيِّ (¬2) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من أَحْدَثَ أَخًا (¬3) فِي الإِسلام رَفَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ وَمَا تَوَادَّ عَبْدَانِ فِي اللَّهِ تَعَالَى فَيُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا إلَّا (¬4) مِنْ ذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا، وَمَا تَوَادَّ عَبْدَانِ فِي اللَّهِ تَعَالَى إلَّا كَانَ أَفْضَلُهُمَا (¬5) عِنْدَ اللَّهِ عز وجل أشدهما حبا (¬6) لصاحبه. ¬
2757 - تخريجه: ذكره البوصير في الإتحاف (4/ و44 أ). ورواه ابن أبي الدنيا في الإخوان، باب الرغبة في الإخوان (ص 110/ 26) عن سويد بن سعيد حدّثنا بقية، عن الأحوص بن حكيم، عن أبي إسماعيل العبدي به إلَّا أنه اقتصر على الفقرة الأولى من الحديث.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا فيه أبو إسماعيل العبد وهو متروك. والحديث يتضمن ثلاث فقرات، الفقرة الأخيرة وهي قوله -صلى الله عليه وسلم- "ما تواد عبدان ... " إلخ فلها طريق أخرج عن أنس وهي صحيحة أخرجها ابن حبّان والحاكم وغيرهما وستأتي بعد حديثين من حديث أنس مستقلة. أما الفقرة الأولى من الحديث، فلم أجد لها طريقًا مرفوعًا غير طريق أنس =
= رضي الله عنه، ولكنه ورد عن أنس موقوفًا عليه قوله: (من اتخذ أخًا في الله بني له برج في الجنة". رواه ابن أبي الدنيا في الإخوان (ص 111: 27) عن عبد الله بن الهيثم، أبو معاوية عن ليث، عن عبد الملك، عن أنس بن مالك قال فذكره. فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. وقد رواه أبو نعيم في الحلية (5/ 7) بسنده عن محمد بن سوقة قال: ما استفاد رجل أخًا في الله إلَّا رفعه الله بذلك درجة". أما الفقرة الوسطى من الحديث فلها شواهد ثلاثة، منها: حديث ابن عمر رضي الله عنه، أخرجه أحمد في مسنده (2/ 68) عن موسى بن وردان، ثنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن نافع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فذكر الحديث بطوله ومنه "ما تواد اثنان ففرق بينهما إلَّا بذنب يحدثه أحدهما". فيه ابن لهيعة وهو ضعيف ولكنه صالح للجبر. ومنها حديث رجل من بني سليط قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فسمعته يقول: "المسلم أخو المسلم" فذكر الحديث. ومنه: "وما تواد رجلان في الله فتفرّق بينهما إلَّا بذنب يحدثه أحدهما، والمحدث شر، والمحدث شر، والمحدث شر". وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف أيضًا. ولكن يتقوى بابن لهيعة. ومنها: حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "ما تواد من اثنين في الإِسلام فَيُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا إلَّا مِنْ ذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا". أخرجه ابن المبارك في الزهد، باب النية مع قلة العمل (ص 251) قال أخبرنا يحيى بن عبد اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هريرة به. =
= قلت: يحيى بن عبد الله هو يحيى بن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ وهو ضعيف جدًا. فالخلاصة: إن الفقرة الأخيرة من الحديث صحيحة من حديث أنس كما سيأتي (برقم 2760). وأما الفقرة الوسطى فهي بشواهدها حسنة إن شاء الله. أما الفقرة الأولى فهي ضعيفة جدًا لعدم ما يقويها. والله أعلم.
2758 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى عَنْ حُمَيْدٍ هُوَ الْأَعْرَجُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (¬2) الْمُتَحَابُّونَ عَلَى عَمُودٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ (¬3) مُشْرِفِينَ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: اخْرُجُوا بِنَا نَنْظُرُ إِلَى الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ عزَّ وجلَّ قَالَ (¬4): فَيَخْرُجُونَ (¬5) فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، وُجُوهُهُمْ مِثْلُ لَيْلَةِ الْبَدْرِ، مَكْتُوبٌ فِي جِبَاهِهِمْ، هؤلاء المتحابون في الله عزَّ وجلَّ. [2] وقال أبو يعلى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ (¬6) عَنْ حُمَيْدٍ (¬7) بِهِ وَزَادَ "على رأس العمود سبعون ألف غرفة، يضيء حسنهم على أهل الجنة كما تضيء (¬8) الشمس على أهل الدنيا"، وفيه "عليهم ثيات خضر من سندس". ¬
2758 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 43 أ). ورواه عبد الرزاق في مصنفه في الجنة (13/ 145: 15948) قال حدّثنا عبد الله بن نمير عن حميد بن عطاء به بلفظ رواية أبي يعلى. ورواه ابن أبي الدنيا في الإخوان (ص 96)، باب ذكر المتحابين (ح 10) عن =
= داود بن سليمان بن خليفة بن خليفة عن حميد الأعرج به بنحو رواية أبي يعلى. ورواه ابن قدامة صاحب المغني في المتحابين (ص 64: 56) من طريق خلف ابن خليفة به.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، وعلته حميد الأعرج وهو متروك.
2759 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَمَّادُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَعُمُدًا مِنْ يَاقُوتٍ عَلَيْهَا غُرَفٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ (¬1) لها أبواب مفتوحة تضيء كما يضيء الكوكب الدري (¬2) قلنا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من يسكنها؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: المتحابون في الله عزَّ وجلَّ، والمتجالسون في الله تعالى والمتآلفون (¬3) في الله جل جلاله. ¬
2759 - تخريجه: وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 281). وأورده البوصيري في الإتحاف (43 ب). وهو في مسند عبد بن حميد كما في المنتخب (ص 418: 1432). ورواه ابن أبي الدنيا في الإخوان، باب ذكر المتحابين في الله (ص 97: 11) من طريق إسحاق بن عيسى. ورواه البزّار كما في كشف الأستار، باب المتحابين في الله (4/ 228: 3592) من طريق المعتمر بن سليمان. ورواه العقيلي في الضعفاء في ترجمة حماد بن أبي حميد (1/ 308) من طريق القعنبي وعبد العزيز بن محمد. ورواه ابن عدي في الكامل في ترجمة محمد بن أبي حميد (6/ 197) من طريق يحيى بن ميمون. =
= ورواه تمام في فوائده (1/ 182: 425، 426، 427) من ثلاث طرق ورواه البيهقي في الشعب فصل المصافحة (6/ 487: 9002) من طريق عبد الله بن مسلمة وحميد بن الأسود. ثمانيتهم عن محمد بن أبي حميد به بلفظه إلَّا أن تمام اختصره.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأن مدار طرقه كلها على محمد بن أبي حميد. وعد العقيلي وابن عدي هذا الحديث من منكرات محمد بن أبي حميد وضعفه الألباني في الصحيحة (4/ 370).
2765 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا تَحَابَّ رَجُلَانِ قَطُّ إلَّا كَانَ أفضلُهما أشدَّهما حُبًّا لِصَاحِبِهِ.
2760 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 43 ب) وقال: مبارك بن فضالة مختلف فيه وباقي رجاله رجال الصحيح وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 279) وقال: رجال ابن يعلى والبزار رجال الصحيح. وهو في مسند أبي يعلى (6/ 143: 3419). ومن طريقه أخرجه الخطيب في التاريخ (11/ 341). ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 273: 2053) عن المبارك بن فضالة به بلفظه. ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 321) وقال أبو يعلى، ثنا هدبه، ثنا مبارك بن فضالة به ولعله تحريف في الكامل ولا سيما وهو كثير التحريف بالنسبة للمطبوع. ورواه ابن حبّان في صحيحه, باب ذكر البيان بان من كان أحب لأخيه (1/ 388: 567)، والحاكم في المستدرك في البر والصلة (ح 4/ 171) ورواه البخاري في الأدب المفرد، باب إذا أحب الرجل أخاه فليعلمه (1/ 636: 544)، ورواه البزّار كما في الكشف (4/ 231: 3600) والبيهقي في الشعب فصل المصافحة (6/ 499: 9049) والبغوي في شرح السنة، باب ثواب المتحابين في الله (13/ 52: 3466) كلهم وهم ستة من طرق عن المبارك بن فضالة به بألفاظ متقاربة.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند صحيح رجاله ثقات، ومبارك بن فضالة شديد التدليس عن الضعفاء وقد عنعن هنا ولكنه صرّح بالتحديث عند ابن حبّان والبخاري في الأدب. ومع ذلك تابعه اثنان عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. =
= الأول: عبد الله بن الزبير الباهلي اليحمدي فرواه الطبراني في الأوسط المطبوع (3/ 426: 2920) عن إبراهيم قال حدّثنا نصر، قال حدّثنا عبد الله بن الزبير اليحمدي، قال ثابت البناني به وعبد الله بن الزبير ضعيف. الثاني: حماد بن سلمة فرواه الخطيب في التاريخ (9/ 440) عن طريق عبد الأعلي بن حماد النرسي، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت به.
69 - باب استخدام الأحرار ولا يعد ذلك من الكبر
69 - بَابُ اسْتِخْدَامِ الْأَحْرَارِ وَلَا يُعَدُّ ذَلِكَ مِنَ الكبر 2761 - قال ابن أبي عمر: المقرئ (¬1)، المسعودي (¬2) عن الْقَاسِمُ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَزَعَ نَعْلَيْهِ مِنْ رجليه ويدخلهما فِي ذِرَاعَيْهِ فَإِذَا قَامَ أَلْبَسَهُ إِيَّاهَا وَيَمْشِي بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة (¬3). ¬
2761 - تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 153) قال: الفضل بن دكين قال: أخبرنا المسعودي، به بلفظه: "كان عبد الله يلبس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نعليه ثم يمشي أمامه بالعصا حتى إذا أتى مجلسه، نزع نعليه فأدخلهما في ذراعيه وأعطاه العصا فإذا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إن يقوم ألبسه نعليه ثم مشى بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة".
الحكم عليه: الحديث صحيح، رواته كلهم ثقات إلَّا المسعودي فإنه قد اختلط، ولكن الراوي عنه وهو المقري مدني، والعلماء وضعوا ضابطًا وهو أن من سمع من المسعودي في =
= بغداد فسماعه ضعيف، ومن سمع منه في غيرها فصحيح. وروى ابن سعد في الطبقات (3/ 153) وأبو نعيم في الحلية (1/ 126)، كلاهما عن طريق المسعودي عن عياش العامري عن عبد الله بن شداد بن الهاد، أن عبد الله بن مسعود كان صاحب الوساد والسواد والسواك والنعلين.
70 - باب المنافسة في خدمة الكبير
70 - بَابُ الْمُنَافَسَةِ فِي خِدْمَةِ الْكَبِيرِ (¬1) 2762 - قَالَ أَبُو يعلى: حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ -هُوَ أَبُو يُوسُفَ (الْقَاضِي) (¬2) - أَبُو حَنِيفَةَ عَنِ الْهَيْثَمِ -يَعْنِي ابْنَ حَبِيبٍ- قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ما كذبت منذ أسلمت إلَّا كذبة واحدة (¬3) كُنْتُ أُرَحِّلُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فأتى رحّالٌ من الطائف، فقال: أيّ رحَّالِ (¬4) أَعْجَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فَقُلْتُ: الطَّائِفِيَّةُ الْمُنْكَبَّةُ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يكرهها (¬5) قال: فلما رحلها فأتى بها فقال -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ رَحَّلَ لَنَا هَذِهِ، قُلْتُ: رَحَّلَ لَكَ فلان الذي أتيت (¬6) به من الطائف، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ردّوا الراحلة إلى ابن مسعود. ¬
2762 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (9/ 292) وعزاه إلى الطبراني وأبي يعلى وقال: =
= إسناده ضعيف. وهو في مسند أبي يعلى (9/ 176: 5268). ورواه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 215: 10366) قال حدّثنا محمد بن المغيرة ثنا الحكم بن أيوب عن زفر بن الهذيل، عن أبي حنيفة، عن معن بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، بنحوه.
الحكم عليه: الحديث له طريقان الأولى طريق أبي يعلى، وهذا الطريق منقطع لأن الهيثم لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه. الطريق الثاني وهو طريق الطبراني فيه الحكم بن أيوب لم أقف له على ترجمة. وهناك علة ثالثة وهي الاختلاف على أبي حنيفة فروى زفر عنه عن معن بينما روى أبو يوسف عنه عن الهيثم.
71 - باب الترهيب في ترك الاختتان
71 - باب الترهيب في تَرْكِ الِاخْتِتَانِ 2763 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن يُونُسَ، عَنْ أُمِّ الْأَسْوَدِ (¬1)، عَنْ مُنْيَةَ، عَنْ جدها (¬2) أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، قال: سألوا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ رَجُلٍ أَقْلَفَ، يحج بيت الله تعالى. فقال: لا، نهاني (¬3) الله عَنْ ذَلِكَ حَتَّى يَخْتَتِنَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا. هَذَا (¬4) إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَاسْمُ (¬5) وَالِدِ مُنْيَةَ: عُبَيْدُ بْنُ أَبِي بَرْزَةَ، نَسَبَهَا الْعَبَّاسُ (¬6) الْأَسْفَاطِيُّ عَنِ ابن (¬7) يونس. ¬
2763 - تخريجه: وهو في مسند أبي يعلى (13/ 427: 7433). =
= وهو في المقصد العليّ المطبوع منه (ص 507: 553). وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 220) وعزاه إلى أبي يعلى وقال: وفيه منية بنت عبيد ولم يرو عنها غير أم الأسود. وروى الفاكهي في أخبار مكة (1/ 300: 621) قال حدّثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد قال ثنا أحمد بن يونس، به بلفظ "في الأقلف يحج البيت؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: حتى يختتن. ورواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الأشربة باب السلطان يكره على الاختتان (8/ 324). ورواه ابن عساكر في تبيين الامتنان بالأمر بالاختتان (ص 33: 8) كلاهما من طريق ابن العباس بن الفضل وتمتام -وهو محمد بن غالب بن حرب- قال أحمد بن يونس، به. ولفظ تمام "في الأقلف يحج بيت الله قال: لا: حتى يختتن".
الحكم عليه: الحديث بهذا السند، فيه منية بنت عبيد وهي مجهولة والعجيب قول ابن حجر هنا إسناده حسن مع أنه قال: في التقريب لا يعرف حالها.
72 - باب العقل وفضله
72 - باب العقل وفضله (¬1) 2764 - قال الحارث بن أبي أسامة: حدّثنا أبو الفضل (¬2)، ثنا بقية عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "يَعْمَلُونَ بِالْخَيْرِ، وَإِنَّمَا يُعْطَوْنَ أُجُورَهُمْ على قدر عقولهم". هذا مرسل، وإسناده مع ذلك (¬3) ضعيف (¬4). ¬
2764 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في العقل (ص 37: 12) قال حدثنا خلف بن هشام البزّار قال بقية بن الوليد به. كما أخرجه أيضًا في العقل (ص42:20)، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، قال حدّثنا الحارث بن النعمان عن خليد به. وأخرجه ابن قتيبة في عيون الأخبار (1/ 322) من طريق إسحاق بن إبراهيم، ثنا =
= الحارث بن النعمان به. وأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 160) من طريق خليد به وذكره في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين للعراقي (1/ 247) وقال خليد ضعيف. وذكره في كنز العمال (3/ 382 برقم 7052) بلفظ: الناس يَعْمَلُونَ بِالْخَيْرِ. وَإِنَّمَا يُعْطَوْنَ أُجُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ عقولهم ونسبه لأبي الشيخ عن معاوية بن قرة عن أبيه. ولم أجده في العظمة ولا الأمثال ولا طبقات الحديث بأصبهان. وورد في حديث ابن عمر مرفوعًا: "إن الرجل يكون من أهل الصلاة والزكاة والحج والعمرة والجهاد، حتى ذكر سهام الخير وما يجزى يوم القيامة إلا بعقله. أخرجه الطبراني في الأوسط (4/ 66 برقم 3081) وفي الصغير ص 128 برقم 291)، وأخرجه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص 14)، قال الهيثمي (8/ 34)، وفيه منصور بن صقر قال ابن معين ليس بالقوي وسقط من الإسناد إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك. وسيأتي هذا المعنى في أحاديث أخرى قريبًا. وأورد ابن الجوزي في ذم الهوى (ص 16) هذا القول موقوفًا على معاوية بن قرة بدون إسناد. وأخرجه أبو حاتم (ص21) بسنده عن خليد بن دعلج عنه.
الحكم عليه: الحديث ضعيف فيه علل: الأولى: أنه مرسل، معاوية بن قرة لم يدرك عهد النبوة. الثانية: خليد بن دعلج مجمع على ضعفه. الثالثة: بقية هو ابن الوليد مدلس عنعن. الرابعة: أبو الفضل أو النصر لم أعرفه. قال أبو حاتم في روضة العقلاء (ص 16): لست أحفظ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- خبرًا صحيحًا في العقل. [سعد]. وَمِنْ كِتَابِ الْعَقْلِ لِدَاوُدَ بْنَ الْمُحَبَّرِ أَوْدَعَهَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ فِي مُسْنَدِهِ, وَهِيَ مَوْضُوعَةٌ كُلُّهَا لَا يَثْبُتُ مِنْهَا شَيْءٌ.
2765 - قال (¬1) الحارث بن أبي أسامة: ثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَنَّ عُمَرَ وَأَبَا هُرَيْرَةَ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-فقالوا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من أعلم الناس؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: العاقل، قالوا: فمن أعبد الناس؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "الْعَاقِلُ" قَالُوا: فَمَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ قَالَ: الْعَاقِلُ، فقالوا: يا رسول الله أليس العاقل من تمت مرؤته، وظهرت فصاحته، وعظمت منزلته، فقال: فإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا (الآية) ولكن (¬2) الْعَاقِلُ الْمُتَّقِي وَإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا خَسِيسًا قصيًا، دنيا (¬3). ¬
2765 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 218).
الحكم عليه: الحديث موضوع؛ فيه داود متروك، وميسرة هو ابن عبد ربه وضاع. [سعد].
2766 - (¬1) حدّثنا داود، ثنا مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: إن الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَانِتِ ولا يتم لرجل حسن خلق حتى يتم عقله فعند ذلك تتم أَمَانَتُهُ وَإِيمَانُهُ أَطَاعَ رَبَّهُ وَعَصَى عَدُوَّهُ إِبْلِيسَ (¬2). ¬
2766 - تخريجه: ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 214 برقم 90) ونسبه للحارث وحكم عليه بالوضع. وبمعناه حديث جابر سيأتي برقم (3305) من الجزء الآتي فانظره وانظر شواهده.
الحكم عليه: الحديث موضوع، داود متروك، ومقاتل كذبوه [سعد].
2767 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ. قَالَ: إِنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يحاسب الناس على قدر عقولهم (¬2). ¬
2767 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 218 برقم 114) ونسبه للحارث وقال: أخرجه من حديث أبي قلابة مرسلًا.
الحكم عليه: الحديث مرسل، فأبو قلابة لم يدرك عهد النبوة، وداود هو ابن المحبر متروك، وعدي بن الفضل متروك أيضًا. [سعد].
2768 - حدّثنا (¬1) داود، حدّثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَيِّ شَيْءٍ يَتَفَاضَلُ النَّاسُ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: بالعقل، قلت: ففي الآخرة؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: بِالْعَقْلِ، قَالَتْ: قُلْتُ: إِنَّمَا يُجْزَوْنَ بِأَعْمَالِهِمْ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: وَهَلْ عَمِلُوا إلَّا بِقَدْرِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ تعالى من العقل، فبقدر مَا أُعْطُوا مِنَ الْعَقْلِ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ، وَبِقَدْرِ ما عملوا يجزون (¬2). ¬
2768 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 219 برقم 115) ونسبه للحارث، ونقل عن الحافظ القول بأنه موضوع. وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ص 241). وقد ورد من حديث عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ عن الرجل يقل قيامه ويكثر رقاده وآخر يكثر قيامه ويقل رقاده أيهما أحب عليك؟ فقال: "أحسنهما عقل" فقلت: يا رسول الله - أسألك عن عبادتهما؟ فقال: يا عائشة إنما يسألان عن عقولهما، فمن كان أعقل كان أفضل في الدنيا والآخرة. رواه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 122)، وقال: هذا حديث لا يصح، كما رواه في ذم الهوى (ص 14). ونسبه الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص477)، للحارث في مسنده. قلت في إسناده: داود بن المحبر وعباد بن كثير كلاهما متروك.
الحكم عليه: الحديث موضوع، ميسرة وضاع، وداود متروك. [سعد].
2769 - حدّثنا (¬1) داود عن مَيْسَرَةُ، عَنْ غَالِبٍ، عَنِ ابْنِ حُنَيْنٍ (¬2)، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما رفعه: "لِكُلِّ شَيْءٍ آلَةٌ وَعُدَّةٌ، وَآلَةُ الْمُؤْمِنِ وَعُدَّتُهُ الْعَقْلُ، وَدِعَامَةُ الْمُؤْمِنِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ غَايَةٌ، وَغَايَةُ الْعِبَادَةِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ قَوْمٍ راعٍ وَرَاعِي الْعَابِدِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ تَاجِرٍ بُضَاعَةٌ وَبِضَاعَةُ الْمُجْتَهِدِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ قَيِّمٌ، وَقَيِّمُ بُيُوتِ الصِّدِّيقِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ، وَعِمَارَةُ الْآخِرَةِ العقل، ولكل أمر عَقِبٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ وَيُذْكَرُ بِهِ، وَعَقِبُ الصِّدِّيقِينَ الذي ينسب إليهم ويذكرون به العقل، ولكل شعب فسطاط يلجؤون إليه وفسطاط المؤمنين العقل (¬3). ¬
2769 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 219 برقم 116) ونسبه للحارث.
الحكم عليه: الحديث موضوع: 1 - فيه ميسرة وضاع. 2 - وداود متروك. 3 - وغالب لم أميزه. [سعد].
2770 - حَدَّثَنَا (¬1) دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ، وَلَا دِينَ لمن لا عقل له (¬2). ¬
2770 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 215) ونسبه للحارث. وذكره الهندي في كنز العمال (3/ 379: 7035)، ونسبه للبيهقي في الشعب. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 967) بإسناده من طريق داود به وقال: هذان الحديثان منكران في العقل المتن والإسناد. وأخرج نحوه الدولابي في الكنى والأسماء (2/ 104)، عن ابن مالك بشر بن غالب بن بشر بن غالب، عن الزهري، عن مجمع بن جارية عن عمه مرفوعًا. وانظر سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 13).
الحكم عليه: داود متروك، وكذا نصر بن طريف فالحديث لا معول عليه، [سعد].
2771 - حدثنا (¬1) داود بن المحبر، ثنا عباد، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ اعْقِلُوا عَنْ رَبِّكُمْ وَتَوَاضَعُوا بالعقل بما أمرتم به و (ما) (¬2) نُهِيتُمْ عَنْهُ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ يُحَذِّرُكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ، واعلموا أن العاقل من أطاع الله تعالى وإن كان ذميم المنظر (حقير الخطر) (¬3) (دنيء) (¬4) الْمَنْزِلَةِ، رَثَّ الْهَيْئَةِ [وَإِنَّ الْجَاهِلَ مَنْ عَصَى اللَّهَ وَإِنْ كَانَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ شَرِيفَ الْمَنْزِلَةِ حَسَنَ الْهَيْئَةِ] (¬5) فَصِيحًا نَطُوقًا، وَالْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ أَعْقَلُ عن الله تعالى ممن عصاه، ولا تفتروا بِتَعْظِيمِ أَهْلِ الدُّنْيَا إِيَّاكُمْ، فَإِنَّكُمْ غَدًا مِنَ الخاسرين (¬6). ¬
2771 - تخريجه: ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 214 برقم 87) ونسبه للحارث. وبمعناه حديث أبي الدرداء: "إن الجاهل لا يكشف إلَّا عن سورة وَإِنْ كَانَ حَصِيفًا ظَرِيفًا عِنْدَ النَّاسِ، وَإِنَّ الْعَاقِلَ لَا يَكْشِفُ إلَّا عَنْ فَضْلٍ وَإِنْ عيبًا مهينًا عند الناس" أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 223)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 120)، والحارث كما في المطالب حديث رقم (3311)، بإسناد فيه داود وميسرة. =
= وبمعناه أيضًا حديث ابن عمر "كم من عاقل غفّل الله عن أمره وهو حقير عند الناس ذميم الْمَنْظَرِ يَنْجُو غَدًا وَكَمْ مِنْ ظَرِيفِ اللِّسَانِ جميل المنظر عظيم الشأن هالك غدًا في القيامة". أخرجه البيهقي (4/ 158) والنسفي في القند (ص141) وفيه عباد بن كثير ..
الحكم عليه: الحديث موضوع عباد متروك، وداود كذلك [سعد].
2772 - حَدَّثَنَا (¬1) دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قيل: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم، الرَّجُلُ يَكُونُ حَسَنَ الْعَقْلِ كَثِيرَ الذُّنُوبِ قَالَ: "ما مِنْ آدَمَيٍّ إلَّا وَلَهُ خَطَايَا وَذُنُوبٌ يَقْتَرِفُهَا فَمَنْ كَانَتْ سَجِيَّتُهُ الْعَقْلُ وَغَرِيزَتُهُ الْيَقِينُ لَمْ تضره (¬2) ذنوبه". قِيلَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لِأَنَّهُ كُلَّمَا أَخْطَأَ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ يَتَدَارَكَ ذَلِكَ بِتَوْبَةٍ وَنَدَامَةٍ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ فيمحو (¬3) ذَلِكَ ذُنُوبَهُ وَيَبْقَى لَهُ فَضْلٌ يَدْخُلُ بِهِ الجنة" (¬4). ¬
2772 - تخريجه: أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 264)، عن أحمد بن محمد الحجاج قال: حدّثنا أحمد بن الأشعت قال: حدّثنا داود بن محبر بنحوه. وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 122) قال: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ قال: أنبأنا ابن المظفر قال: أنبأنا العتيقي قال: أنبأنا ابن الدخيل قال: حدّثنا العقيلي به. وقال: هذا حديث موضوع وضعفه ميسرة. وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (242)، عن مهدي بن عامر حدّثنا الحسن بن حازم عن منصور، عن الربذي وهو موسى بن عبيدة، به. ومهدي والحسن لم أعرفهما. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 333) قال: حدّثنا عبد الله بن الحسن الصوفي =
= النيسابوري، ثنا أحمد بن أبي عمران الفرائضي، ثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق الرازي قال: ثنا محمد بن سليمان، ثنا سليمان بن عبس، ثنا مالك عن ابن شهاب بنحوه وقال: "غريب من حديث مالك تفرد به سليمان بن عبس وهو السجزي وفيه ضعف" قلت: بل وضاع. وانظر: تخريج أحاديث الأحياء (1/ 246)، والفوائد المجموعة (ص 477).
الحكم عليه: داود متروك، وميسرة وضاع، وموسى ضعيف، فالحديث موضوع. [سعد].
2773 - حَدَّثَنَا (¬1) دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ وداعة، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "جَدَّ الْمَلَائِكَةُ وَاجْتَهَدُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ بِالْعَقْلِ، وَجَدَّ الْمُؤْمِنُونَ وَاجْتَهَدُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ، فَأَعْلَمُهُمْ (¬2) بِطَاعَةِ اللَّهِ عزّ وجل أوفرهم عقلًا (¬3). ¬
2773 - تخريجه: ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 218 برقم 111) ونسبه للحارث.
الحكم عليه: الحديث موضوع، ميسرة وضاع، وداود متروك، وحنظلة لم أميزه. [سعد].
2774 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ (¬2) أبي سلمة عن أبي قتادة قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ عزّ وجل (أيكم أحسن عملًا) ما عُني به؟ قال -صلى الله عليه وسلم- "أيكم أحسن عقلًا" ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَتَمُّكُمْ عَقْلًا أَشَدُّكُمْ لِلَّهِ خَوْفًا، وَأَحْسَنُكُمْ فِيمَا أُمِرَ بِهِ وَنُهِيَ عَنْهُ نَظَرًا، وَإِنْ كَانَ أقلكم تطوعًا" (¬3). ¬
2774 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 218 برقم 112) ونسبه للحارث. وورد بمعناه من حديث ابن عمر رواه ابن جرير في التفسير (7/ 7) (18003) قال حُدّثنا عن داود بن المحبر قال حدثنا عبد الواحد بن زيد عن كليب بن وائل، عن عبد الله بن عمر بنحوه. ونسبه في الدر المنثور (4/ 404) لداود من المحبر في كتاب العقل. وابن أبي حاتم والحاكم في التاريخ.
الحكم عليه: الحديث موضوع، ميسرة وضاع، وداود متروك. [سعد].
2775 - حَدَّثَنَا (¬1) دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَتَوَجَّهَانِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّيَانِ فَيَنْصَرِفُ أَحَدُهُمَا وَصَلَاتُهُ أَوْزَنُ مِنْ أحد، وينصرف الآخر وما تعدل (¬2) صَلَاتَهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ رضي الله عنه: وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: "إِذَا كَانَ أَحْسَنَهُمَا عَقْلًا"، قَالَ: فَكَيْفَ يَكُونُ؟ قَالَ: "إِذَا كَانَ أورعهما عن محارم الله عزّ وجل وأحرصهما (¬3) عَلَى الْمُسَارَعَةِ إِلَى الْخَيْرِ وَإِنْ كَانَ دُونَهُ في التطوع" (¬4). ¬
2775 - تخريجه: ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 218) (113) منسوبًا للحارث. وأخرج أوله الطبراني في الكبير (4/ 149) (3970)، وفي مسند الشاميين (1793)، قال حدّثنا أبو عقيل أنس بن سلم الخولاني حدثنا محمد بن رجاء السختياني، ثنا منبه بن عثمان، ثنا الزبيدي، عن الزهري بنحوه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 31): رواه الطبراني وفيه محمد بن رجاء السختياني، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وقال ابن عراق (1/ 218): وفي الميزان: محمد بن رجاء روى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد خبرًا باطلًا في فضل معاوية، اتهم بوضعه فلعله هو هذا والله أعلم. =
= ونسبه في كنز العمال (3/ 381) (7049) للحكيم، وانظر نوادر الأصول للحكيم الترمذي (ص 241).
الحكم عليه: الحديث موضوع، ميسرة وضاع، وداود متروك، وموسى ضعيف. [سعد].
2776 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا عَبَّادٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبيه إن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لتميم الداري رضي الله عنه: مَا السُّؤْدُدُ فِيكُمْ؟ قَالَ: الْعَقْلُ، قَالَ: صَدَقْتَ، سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَمَا سَأَلْتُكَ، فَقَالَ كَمَا قُلْتَ، ثُمَّ قَالَ: "سألت جبريل عليه السلام: ما السؤدد في الناس؟ فقال: العقل" (¬2). ¬
2776 - تخريجه: ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 215 برقم 95) ونسبه للحارث.
الحكم عليه: الحديث موضوع، داود متروك، وكذلك عباد [سعد].
2777 - ثنا (¬1) داود، ثنا عَبَّادٌ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لِكُلِّ شَيْءٍ دِعَامَةٌ، وَدِعَامَةُ الْمُؤْمِنِ عَقْلُهُ فَبِقَدْرِ عَقْلِهِ تَكُونُ عِبَادَةُ رَبِّهِ أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الْفَاجِرِ عِنْدَ نَدَامَتِهِ: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)} (¬2) ¬
2777 - تخريجه ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 215 برقم 93) ونسبه للحارث.
الحكم عليه: الحديث موضوع، داود متروك وكذلك عباد. [سعد].
2778 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا عَبَّادٌ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: سمعت أَبَا الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "استشيروا العاقل ترشدوا , ولا تعصوه فتندموا" (¬2) (¬3). ¬
2778 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 215 برقم 94)، ونسبه للحارث. ورواه أبو جعفر الطوسي الشيعي في الأمالي (ص 94)، من طريق داود به. ورواه الدارقطني في غرائب مالك عن علي بن زياد المتوثي، حدثنا عبد العزيز بن أبي رجاء، حدثنا مالك عن سهيل بنحوه وقال حديث منكر. وفيه عبد العزيز بن أبي رجاء الدارقطني متروك، كما في ميزان الاعتدال (2/ 628). ورواه القضاعي في مسند الشهاب عن علي بن زياد به. وكذلك أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق. ورواه الخطيب قال أخبر أبو القاسم السراج محمد بن القاسم الضبعي، حدّثنا محمد بن أشرس السلمي، حدّثنا سليمان بن عيسى عن مالك به. وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 319)، وقال هذا غير صحيح. وذلك لأن في إسناده سليمان بن عيسى السجزي كذاب. =
= وانظر: كنز العمال (3/ 409 برقم 7180 و 7186)، وسلسلة الأحاديث الضعيفة (2/ 84) (617).
الحكم عليه: داود وعباد متروكان فالحديث موضوع. وطرقه الأخرى لا تخلو من كذاب أو متروك. [سعد].
2779 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ (¬2)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ (¬3) مُعَاوِيَةَ رضي الله عنهما، خَطَبَهُمْ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: أَفْضَلُ أَصْحَابِي وَخَيْرُهُمْ أَتْقَاهُمْ، فقال أَبُو سَعِيدٍ: أَتْقَاهُمْ أَعْقَلُهُمْ كَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬4). ¬
2779 - تخريجه: الحديث ذكره السيوطي في ذيل الموضوعات (ص 5/ 10) وذكر أن الحارث بن أبي أسامة أخرجه في مسنده عن داود بن المحبر. وذكر نحو ذلك علي القاري في المصنوع في معرفة الحديث الموضوع (ص256).
الحكم عليه: الحديث موضوع، فيه ميسرة بن عبد ربه، وداود بن المحبر، وقد علمت حالهما. [سعد].
2780 - حَدَّثَنَا (¬1) دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ الْجَاهِلَ لَا يَكْشِفُ إلَّا عَنْ سَوْأَةٍ وَإِنْ كَانَ حَصِيفًا ظَرِيفًا عِنْدَ النَّاسِ، وَإِنَّ الْعَاقِلَ لَا يَكْشِفُ إلَّا عن فضل وإن كان عبيًا مهينًا عند الناس (¬2). ¬
2780 - تخريجه: الحديث مذكور في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (1/ 246) منسوبًا للحارث. وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 175) (21) ونسبه للحارث. وذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 476) وقال: رواه الحارث في مسنده عن أبي الدرداء وهو موضوع آفته ميسرة بن عبد ربه. وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 223) بإسنادين: الأول: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق والحسن بن أبي بكر قالا: أخبرنا جعفر محمد بن نصير الخلدي. الثاني: أخبرنا محمد بن أحمد بن يوسف الصياد وعبد الغفار بن محمد بن المؤدب قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن مخلد بن المحرم. كلاهما عن الحارث به. وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 120) من طريق عبد بن محمد قال: =
= أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت (الخطيب البغدادي) بالإسناد الأول وقال: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وانظر حديث (رقم 3311) من المطالب العالية الجزء الآتي.
الحكم عليه: الحديث موضوع، ميسرة وضاع، وداود متروك، وموسى لم أعرفه، ورواية لعثمان عن أبي الدرداء مرسلة. [سعد].
2781 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ (¬2) عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ تلا: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} إِلَى قَوْلِهِ: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} قَالَ: أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَقْلًا وَأَوْرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَأَسْرَعُهُمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ (¬3). ¬
2781 - تخريجه: ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 217: 108) ونسبه للحارث. وأخرجه ابن جرير في التفسير (7/ 7 برقم 18003) قال حدّثنا داود به. ونسبه في الدر المنثور (4/ 404) لداود في كتاب العقل وابن أبي حاتم والحاكم في التاريخ.
الحكم عليه: الحديث ضعيف جدًا، داود هو ابن المحبر متروك. [سعد].
2782 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا عَبَّادٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: كَمْ مِنْ عَاقِلٍ عَنِ اللَّهِ أَمْرَهُ وهو حقير عند الناس ذميم الْمَنْظَرِ يَنْجُو غَدًا، وَكَمْ مِنْ ظَرِيفِ اللِّسَانِ جميل المنظر حميد اللباس (¬2) يهلك غدًا في القيامة (¬3). ¬
2782 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 215) (97) ونسبه للحارث. وأخرجه السمرقندي في كتاب القند في ذكر علماء سمرقند (ص 141) من طريق عبد الرحيم بن حبيب البغدادي قال: حدّثنا داود بن المحبر به. وأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 158) من طريق نهشل بن سعيد عن عباد بن كثير به. وذكره السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للبيهقي في الشعب ورمز لصحته كما في فيض القدير (5/ 49) وتعقبه الألباني في ضعيف الجامع (620) فقال موضوع.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد موضوع، داود متروك، وعباد متروك اتهم بالكذب. [سعد].
2783 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا عباد، ثنا ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: قسم الله تعالى الْعَقْلَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ فَمَنْ يَكُنَّ فِيهِ كَمُلَ عَقْلُهُ، وَمَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ فَلَا عَقْلَ له: حسن المعرفة بالله تعالى، وحسن الطاعة له، وحسن الصبر على أمره (¬2). ¬
2783 - تخريجه: الحديث أخرجه أبو نعيم في الأربعين الصوفية (كما في زوائد الأجزاء المنثورة ص 733) قال حدّثنا أبو بكر بن خلاد، عن الحارث به. كما أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 323) قال علي بن أحمد بن علي المصيصي، ثنا أبو بكر بن أيوب بن سليمان العطار، ثنا علي بن زياد، ثنا عبد العزيز بن أبي رجاء، ثنا ابن جريج به. وقال: غريب من حديث عطاء لا أعلم عنه راويًا إلَّا ابن جريج. وعبد العزيز بن أبي رجاء متروك. وأخرجه أبو نعيم أيضًا في الحلية (1/ 21) قال حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا محمد بن عمران بن الجنيد، ثنا محمد بن عبدك، ثنا سليمان بن عيسى عن ابن جريج به. ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 119) قال أنبأنا محمد بن عبد الباقي، قال أنبأنا أحمد بن أحمد، قال أنبأنا أبو نعيم به. وفي إسناده سليمان عيسى هو السجزي كذاب. وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (243) عن مهدي بن ميمون، حدّثنا الحسن بن منصور عن ابن جريج به. =
= والحسن بن منصور ليس بثقة كما في ميزان الاعتدال. وانظر: تنزيه الشريعة (1/ 175) وتخريج إحياء علوم الدين (1/ 246) والفوائد المجموعة (ص 476).
الحكم عليه: الحديث موضوع، داود متروك، وعباد متروك اتهم بالكذب. [سعد].
2784 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا عتاب بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬2) عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ لُوطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عازب رضي الله عنهما قَالَ: كَثُرَتِ الْمَسَائِلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: يَا أَيُّهَا النَّاسُ؟ إِنَّ لِكُلِّ سَبِيلٍ مَطِيَّةً وبيعة (¬3) وَحُجَّةً وَاضِحَةً، وَأَوْثَقُ (¬4) النَّاسِ مَطِيَّةً (¬5) وَأَحْسَنُهُمْ دَلَالَةً ومعرفة بالصحة أفضلهم عقلًا (¬6). ¬
2784 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 215) (96) ونسبه للحارث وأخرجه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص 14) قال أخبرنا عبد الحق. قال أنبأنا محمد بن مرزوق، قال أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت، قال أنبأنا ابن رزقويه، قال حدّثنا جعفر بن محمد الخلدي، قال حدّثنا الحارث، قال حدّثنا داود بن المحبر، قال حدّثنا غياث بن إبراهيم عن الربيع به.
الحكم عليه: الحديث موضوع، غياث بن إبراهيم وضاع، وداود متروك، ولوط لم أعرف حاله. [سعد].
2785 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا عباد عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ غَزْوَةِ أُحُدٍ سَمِعَ النَّاسَ يقولون: "كان فلان أشجع من فلان، وفلان أَجْرَأَ مِنْ فُلَانٍ، وَفُلَانٌ أَبْلَى مَا لَمْ يبلِ غَيْرُهُ وَنَحْوَ هَذَا يُطْرُونَهُمْ (¬2)، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَمَّا هَذَا فَلَا عِلْمَ لَكُمْ بِهِ" قَالُوا: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: كُلُّهُمْ قَاتَلَ عَلَى قَدْرِ مَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْعَقْلِ وَكَانَ نَصْرُهُمْ وَنِيَّتُهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ فَأُصِيبَ مِنْهُمْ مَنْ أُصِيبَ عَلَى مَنَازِلَ شَتَّى، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ اقْتَسَمُوا منازلهم على قدر نياتهم وعقولهم (¬3). ¬
2785 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 215) (99) ونسبه للحارث.
الحكم عليه: الحديث موضوع، داود متروك وعباد متروك اتهم بالكذب. [سعد].
2786 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ عَنْ مُوسَى بْنِ جابان، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَثْنَى قَوْمٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حتى بلغوا فِي الثَّنَاءِ فِي خِلَالِ الْخَيْرِ (¬2)، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَيْفَ عَقْلُ الرَّجُلِ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ - نُخْبِرُكَ عَنِ اجْتِهَادِهِ فِي الْعِبَادَةِ وَأَصْنَافِ الْخَيْرِ وَتَسْأَلُنَا عَنْ عقله؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ الْأَحْمَقَ يُصِيبُ بِحُمْقِهِ أَعْظَمَ مِنْ فُجُورِ الْفَاجِرِ وَإِنَّمَا يُرْفَعُ (¬3) الْعِبَادُ غَدًا فِي الدَّرَجَاتِ وَيَنَالُونَ الزُّلْفَى مِنْ رَبِّهِمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ (¬4). ¬
2786 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 213) (85) ونسبه للحارث. وذكره السيوطي في ذيل الموضوعات (ص 5) ونسبه له. وذكره علي القاري في المصنوع (ص 256) ونسبه له. والحديث أخرجه أيضًا الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ص 242). وأخرجه أيضًا ابن أبي الدنيا في كتاب العقل وفضله (ص 37 برقم 11) قال حدّثنا علي بن إبراهيم السهمي قال: حدّثنا داود بن المحبر، قال حدّثنا سلام أبو المنذر به. =
= الحكم عليه الحديث ضعيف جدًا، داود متروك، وسلام صدوق يهم، وموسى مجهول قال ابن ماكولا في الإكمال (2/ 11) موسى بن جابان حدث عن لقمان بن عامر، حدث عنه ميسرة بن عبد ربه، وميسرة غير ثقة، ولا يعرف موسى بن جابان إلَّا به. قلت: ذكر المزي في تهذيب الكمال (12/ 288) موسى هذا في شيوخ سلام. [سعد].
2787 - وبهذا الإِسناد (¬1) إلى أنس رضي الله عنه، قال: جَاءَ ابْنُ سَلَامٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إني سائلك عَنْ خِصَالٍ لَمْ يُطلع اللَّهُ عَلَيْهَا أَحَدًا غَيْرَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، [فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُهَا فَهُوَ ذَاكَ، والأَ فَهُوَ شَيْءٌ خَصَّ اللَّهُ به موسى بن عمران] (¬2) عليه السلام، فقال -صلى الله عليه وسلم-، يا ابن سلام إن شئت تسألني وإن شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي، فَقَالَ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ لَمْ يُحِيطُوا بِخَلْقِ الْعَرْشِ وَلَا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ، وَلَا حَمَلَتَهُ الَّذِينَ يَحْمِلُونَهُ، وَإِنَّ الله لما خلق السموات وَالْأَرْضَ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا أعظم من السموات وَالْأَرْضِ قَالَ: نَعَمْ، الْبِحَارَ، قَالَ: فَقَالُوا: هَلْ خلقت خلقًا هو أَعْظَمَ مِنَ الْبِحَارِ قَالَ: نَعَمْ الْعَرْشَ، قَالَ: هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْعَرْشِ؟ قال: نعم العقل، قالوا: ربنا وما بلغ من قدر العقل وخلقه؟ قال: هيهات لايحاط بِعِلْمِهِ، قَالَ هَلْ لَكُمْ عِلْمٌ بِعَدَدِ الرَّمْلِ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنِّي خَلَقْتُ الْعَقْلَ أَصْنَافًا شَتَّى كَعَدَدِ الرَّمْلِ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ أُعْطِيَ مِنْ ذَلِكَ حَبَّةً وَاحِدَةً، وَبَعْضُهُمُ الْحَبَّتَيْنِ وَالثَّلَاثَ والأربع وبعضهم من أُعْطِيَ فَرَقًا وَمِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ وَسْقًا وَمِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ وَسْقَيْنِ وَبَعْضُهُمْ أُعْطِيَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ التَّضْعِيفِ فقال ابن سلام رضي الله عنه: فمن أولئك يا رسول؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "العمال (¬3) بطاعة الله تعالى عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ وَجَدِّهِمْ وَيَقِينِهِمْ (¬4) فَالنُّورُ الَّذِي جعله الله تعالى فِي قُلُوبِهِمْ وَفَهْمِهِمْ فِي ذَلِكَ كُلُّهُ عَلَى قَدْرِ الَّذِي آتَاهُمْ؛ فَبِقَدْرِ ذَلِكَ يَعْمَلُ الْعَامِلُ منهم ويرتفع في الدرجات" قال ابن سلام رضي الله عنه: والذي بعثك بالهدى ودين الحق ما أخرم حرفًا واحدًا بما وجدت في التوراة، ¬
وإن (¬1) موسى عليه السلام أَوَّلُ مَنْ وَصَفَ هَذِهِ الصِّفَةَ وَأَنْتَ الثَّانِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: صدقت يا ابن سلام (¬2). ¬
2787 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 219) (117) ونسبه للحارث. وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (242) مختصرًا فقال: حدّثنا مهدي، الحسن بن منصور عن موسى بن خالد، عن أنس. وذكره العراقي في تخريج الإحياء (1/ 245) ونسبه لداود والحكيم والترمذي، وذكره ابن عراق (1/ 219) ونسبه للحارث، وتقدم الكلام عن حكم هذا الإسناد. [سعد].
2788 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا عَبَّادٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابن عمر رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: مَا اكتسب رجل شيئًا أفضل (¬2) من عَقْلٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ إِلَى هُدًى؛ وَيَرُدُّهُ عَنْ رَدًى، وَمَا تَمَّ إِيمَانُ عَبْدٍ وَلَا اسْتَقَامَ دينه حتى يكمل عقله (¬3). ¬
2788 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 213) (86) ونسبه للحارث.
الحكم عليه: الحديث موضوع، داود متروك، وعباد متروك اتهم بالكذب. [سعد].
2789 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا مَيْسَرَةُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ إلى ما يَنْتَهِي النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: إِلَى أَعْمَالِهِمْ؛ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: أيهم أفضل أعمالًا؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: أَحْسَنُهُمْ عَقْلًا. قُلْتُ: هَذَا فِي الدُّنْيَا؛ فأيُّهم أفضل في الآخرة؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: أَحْسَنُهُمْ عَقْلًا، إِنَّ الْعَقْلَ سَيِّدُ الْأَعْمَالِ فِي الدارين جميعًا (¬2). ¬
2789 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 217) (106) ونسبه للحارث.
الحكم عليه: الحديث موضوع، ميسرة وضاع، وداود متروك، والمغيرة تكلم فيه أبو حاتم. [سعد].
2790 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا حسن عن أبي صالح، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ وَيَحُجُّ وَيَعْتَمِرُ، ويغزو في سبيل الله تعالى ويعود المريض ويصل الرحم ويشيع الجنائز ويقري الضيف حتى عد هذه العشر خصال فما منزلته عند الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ثَوَابُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي كُلِّ مَا كَانَ منه [في ذلك] (¬2) على قدر عقله (¬3). ¬
2790 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 214) (88) ونسبه للحارث.
الحكم عليه: الحديث موضوع , داود هو ابن المحبر متروك، والحسن هو ابن دينار متروك واتهم بالكذب. [سعد].
2791 - حَدَّثَنَا (¬1) دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال له: عُوَيْمِرُ؛ ازْدَدْ عَقْلًا تَزْدَدْ مِنْ رَبِّكَ قُرْبًا قَالَ: قُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: اجتنب محارم الله عزَّ وجلَّ وأدَّ فرائض الله تعالى، تَكُنْ عَاقِلًا، وَتَنَفَّلْ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ تَزْدَدْ بها في عاجل الدنيا رفعة وكرامة، وتنال بها من ربك القرب والعزة (¬2). ¬
2791 - تخريجه: ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 217) (105) ونسبه للحارث. وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ص 242).
الحكم عليه: الحديث موضوع، داود متروك، وميسرة وضاع، وموسى مجهول. [سعد].
2792 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا عَبَّادٌ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عن أبيه قال: قلت لابن عمر رضي الله عنهما: أَيُّ حَاجِّ بَيْتِ اللَّهِ أَفْضَلُ وَأَعْظَمُ أَجْرًا؟ قال رضي الله عنه: مَنْ جَمَعَ ثَلَاثَ خِصَالٍ: نِيَّةً صَادِقَةً وَعَقْلًا وافرًا ونفقة من حلال فذكر ذلك لابن عباس رضي الله عنهما فقال: صدق، قلت: إذا صدقت نيته، وكانت نفقته من حلال فما (¬2) يَضُرُّهُ قِلَّةُ عَقْلِهِ، قَالَ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ، تسألني عَمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عنه، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَطَاعَ الْعَبْدُ ربه بشيء ولا جهاد ولا شيء بما يكون منه من أنواع الْبِرِّ إِذَا لَمْ يَكُنْ يَعْقِلُهُ، وَلَوْ أَنَّ جاهلًا بعقله فَاقَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِبَادَةِ كَانَ مَا (¬3) يُفْسِدُ أكثر مما يصلح (¬4). ¬
2792 - تخريجه: الحديث لم أجده عند غير الحارث.
الحكم عليه: الحديث موضوع، داود متروك، وعباد متروك اتهم بالكذب، وعبد الوهاب متروك كذبه الثوري. [سعد].
2793 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غفلة قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ فَاسْتَقْبَلَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُ: مَا جِئْتَ بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ - قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: العقل، قال: بم أُمِرْتَ؟ قَالَ: بِالْعَقْلِ، قَالَ: فَبِمَ يُجَازَى النَّاسُ (¬2) يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: بِالْعَقْلِ، قَالَ: فَكَيْفَ لَنَا بِالْعَقْلِ؟ قَالَ: إِنَّ الْعَقْلَ لَا غَايَةَ لَهُ وَلَكِنْ مَنْ (¬3) أَحَلَّ حَلَالَ اللَّهِ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ سُمي عاقلًا، فإن اجتهد في العبادة وسمح -أَوْ شَمَخَ- فِي مَرَاتِبِ الْمَعْرُوفِ وَلَا حَظَّ لَهُ مِنْ عَقْلٍ يَدُلُّهُ عَلَى اتِّبَاعِ أَمْرِ الله تعالى وَاجْتِنَابِ مَا نَهَى عَنْهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْأَخْسَرُونَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا. ¬
2793 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 217) (109) ونسبه للحارث. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 21) قال حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بن أبي أسامة به. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 967) قال: ثنا علي بن أحمد الجرجاني بحلب، ثنا عبيد بن الهيثم، ثنا داود بن محبر به.
الحكم عليه: الحديث موضوع، داود متروك، ونصر متروك اتهم بالكذب، ورواية سويد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلة. [سعد].
2794 - حدّثنا (¬1) داود، ثنا ميسرة عن غالب الجزري (¬2) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما رفعه قال: صفة العقل (¬3) يَحْلُمَ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْهِ وَيَتَجَاوَزَ عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَيَتَوَاضَعَ لِمَنْ هُوَ دُونَهُ، وَيُسَابِقَ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي طَلَبِ الْبِرِّ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَكَّرَ فَإِذَا كَانَ خَيْرًا تَكَلَّمَ فَغَنِمَ؛ وَإِنْ كَانَ شَرًّا سَكَتَ فَسَلِمَ، وَإِذَا عُرِضَتْ له فتنة استعصم بالله وأمسك يَدَهُ وَلِسَانَهُ، وَإِذَا رَأَى فَضِيلَةً انْتَهَزَهَا, لَا يفارقه الحياء، ولا يبدو مِنْهُ الْحِرْصَ، فَتِلْكَ عَشْرُ (¬4) خِصَالٍ يُعْرَفُ بِهَا العاقل [قال] (¬5): وصفة الجاهل أن يظلم من يخالطه، ويقتدي (¬6) عمن هُوَ دُونَهُ وَيَتَطَاوَلَ عَلَى (¬7) مَنْ هُوَ فَوْقَهُ، كَلَامُهُ بِغَيْرِ تَدَبُّرٍ، فَإِنْ تَكَلَّمَ أَثِمَ؛ وَإِنْ سَكَتَ سَهَا، وَإِنْ عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ سَارَعَ إِلَيْهَا فَأَرْدَتْهُ، وَإِنْ رَأَى فَضِيلَةً أَعْرَضَ عَنْهَا؛ وأبطأ عنها, لا يخاف ذُنُوبَهُ الْقَدِيمَةَ وَلَا يَرْتَدِعُ (¬8) فِيمَا يَبْقَى مِنْ عمره عن الذنوب، متوانيًا عن البر مبطئًا (¬9) عنه، غير مكترث لما فاته من ¬
ذلك أو ضيعه (¬10) شر (¬11) خِصَالٍ مِنْ صِفَةِ الْجَاهِلِ الَّذِي حُرِمَ الْعَقْلُ (¬12). ¬
2794 - تخريجه: الحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 216) (104) ونسبه للحارث.
الحكم عليه: الحديث موضوع، داود متروك، وميسرة وضاع، وغالب متروك. [سعد].
73 - باب كراهية الجلوس في البيت
73 - باب كراهية الجلوس في البيت 2795 - قال مسدّد: يحيى عن إسماعيل (¬1)، حدثني قيس (¬2) عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال سمعته يقول: أقل العيب على المرء أن يجلس في داره (¬3). *صحيح موقوف (¬4). ¬
2795 - تخريجه: رواه الخطابي في العزلة باب ما جاء في العزلة (ص 23: 20) عن طريق يحيى بن سعيد، به بلفظ "إن أقل شيء يعيب الرجل أن يجلس في داره". ووكيع في الزهد باب فضل عمل السرّ (2/ 519: 254). ونعيم في زياداته على الزهد لابن المبارك باب العزلة (ص 3 برقم 12) كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد به. ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 221) في ترجمة طلحة بن عبيد الله قال أخبرنا يزيد بن هارون. =
= ورواه هنّاد في الزهد (3/ 110: 1253) قال ثنا أبو معاوية. ورواه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 53: 99) قال أخبرنا وهب بن بقية ثلاثتهم، عن إسماعيل، به بنحوه. وزاد هناد: طلحة بن عبيد الله يعدّ من حكماء قريش وكان يقال إنه يكثر الجلوس في بيته فبلغه ذلك فقال: أقل شيء.
الحكم عليه: الأثر صحيح على شرط الشيخين وقال ابن حجر: صحيح.
74 - باب إباحة التسمي بأسماء الأنبياء وما جاء في كراهية ذلك
74 - بَابُ إِبَاحَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَمَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ ذَلِكَ 2796 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جَمَعَ كُلَّ غُلَامٍ، اسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ (¬1)، فَأَدْخَلَهُمْ (¬2) دَارًا، وَأَرَادَ أَنْ يُغَيِّرَ أَسْمَاءَهُمْ، فَشَهِدَ آبَاؤُهُمْ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سماهم (¬3) قال (¬4)، وكان أبي محمدٌ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِيهِمْ. * هَذَا إسناد حسن. ¬
2796 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ و 52 أ) وقال إسناده حسن.
الحكم عليه: حسن ابن حجر إسناد الحديث، وفيه نظر لأن فيه أسامة بن زيد الليثي وهو ضعيف من قبل حفظه. ولكن للحديث شاهد صحيح من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نظر =
= عمر إلى ابن الحميد يعني -ابن زيد بن الخطاب- وكان اسمه محمدًا، ورجلٍ يقول له: فعل الله بك يا محمد وفعل، فقال له عمر: لا أرى محمدًا يسب بك، والله لا يدعى محمدًا أبدًا ما دمت حيًا، فسماه عبد الرحمن، وأرسل إلى بني طلحة، وهم سبعة، وسيدهم وكبيرهم محمد ليغيَّرَ أسماءهم، فقال له محمد: أذكرك الله يا أمير المؤمنين، فوالله لمحمد -صلى الله عليه وسلم- سماني، فقال عمر: قوموا فلا سبيل إلى تغيير شيء سماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. رواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة محمد بن طلحة (5/ 53) قال أخبرنا أبو هشام المخزومي وسعيد بن منصور. ورواه أحمد في المسند (4/ 216) قال ثنا عفان وعن طريق أحمد رواه أبو نعيم في المعرفة (2/ 59: 634). ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد كما في المعرفة لأبي نعيم، قال ثنا خالد بن يوسف ومن طريقه أيضًا رواه أبو نعيم في المعرفة (2/ 59: 634). ورواه أيضًا أبو نعيم في المعرفة (2/ 59: 634) من طريقين آخرين. ورواه الطبراني في الكبير (19/ 242). كلهم من أبي عوانة عن هلال بن أبي حميد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. والحديث بإسناد ابن سعد وغيره صحيح، ولكن اختلف في سماع عبد الرحمن عن عمر. وله شاهد آخر رواه ابن سعد في الطبقات (5/ 51) قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني أبي عن أبي بكر بن عثمان من آل يربوع قال: دخل عبد الرحمن بن سعيد على عمر بن الخطاب فذكره مختصرًا. فيه عبد الله بن أبي أويس والد إسماعيل وقال ابن حجر: صدوق يهم. والخلاصة: الحديث بطرقه وشواهده على أقل تقدير حسن لغيره.
2797 - [1]، وقال الطيالسي: الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: تُسَمُّونَهُمْ مُحَمَّدًا ثُمَّ تلعنونهم (¬1). [2] وقال أبو يعلى: أبو موسى ثنا أبو داود بهذا. [3] وقال/ عبد: أبو الوليد حدّثنا الحكم (¬2) بن عطية، به. ¬
2797 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 116: 3386). وهو أيضًا في المنتخب لعبد بن حميد (ص 377: 1264). ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 51)، وقال: فيه الحكم بن عطية وثقه ابن معين وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وأورده البوصيري في الإتحاف (2/ ق 145). ورواه الحاكم في المستدرك في الأدب (4/ 293) ورواه البزّار كما في كشف الأستار باب كرامة اسم النبي -صلى الله عليه وسلم- (2/ 412: 1987). ورواه ابن عدي في الكامل في ترجمة الحكم بن عطية (2/ 623) ثلاثتهم من طريق أبي داود الطيالسي. ورواه العقيلي في ترجمة الحكم بن عطية (1/ 158). ورواه الحافظ الحسين بن أحمد بن عبد الله في فضائل التسمية بأحمد ومحمد (ص29: 20) كلاهما من طريق حكم بن عطية، به بنحوه.
الحكم عليه: الحديث مداره على الحكم بن عطية وهو مختلف فيه ولكن حديثه هذا بالذات ضعيف لأسباب. =
= 1 - قال أحمد بن حنبل: إن أبا داود روى عنه أحاديث منكرة. 2 - إن العقيلي وابن عدي والذهبي عدّو هذا الحديث من منكرات الحكم بن عطيه. 3 - وقال ابن حجر في الفتح (10/ 572) سنده ليّن، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3/ 31)، وبهذا يعلم أن رمز السيوطي له بالصحة غير سديد وقد روى ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 479: 5959) عن أبي العالية موقوفًا بمعناه.
2798 - وقال الحارث: إسماعيل بن أبي إسماعيل، إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ النَّضْرِ (¬1) بْنِ شُفَيٍّ قال: رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: من ولد له ثلاثة من الولد فلم يسم أحدهم محمدًا فقد جهل. ¬
2798 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (2/ 1464 أ). وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 52)، من حديث ابن عباس وواثلة. وهو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 998: 784).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، وفيه ثلاث علل: الأولى: إسماعيل ابن أبي إسماعيل وهو ضعيف. الثانية: النضر بن شفى وهو إما أن يكون مجهولًا أو يكون كذابًا على الاحتمالين. الثالثة: الإرسال. وللحديث شواهد، منها حديث ابن عباس رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولد له ثلاثة أولاد، فذكره بلفظه. فرواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 71: 11077) وابن عدي في الكامل في ترجمة ليث بن أبي سليم (6/ 89) وابن الجوزي في الموضوعات باب التسمية بمحمد (1/ 154) ثلاثتهم من طريق مصعب بن سعيد، ثنا موسى بن أيمن، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. فيه عباس بن أبي سليم وهو ضعيف جدًا، وفيه مصعب بن سعيد المصيصي قال ابن عدي يحدث عن الثقات بالمناكير. ومنها حديث واثلة بن الأسقع عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: من ولد ... فذكره بلفظه. رواه الطبراني في الكبير (22/ 94: 227) ورواه الحسين بن أحمد الحافظ في =
= فضائل التسمية بأحمد ومحمد (ص 28: 19) كلاهما عن عمر بن موسى، عن القاسم، عن واثلة قال: قال رسول الله. قلت: فيه عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي وهو ممن يضع الحديث. ومنها حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- "من ولد له ثلاثة فلم يسم أحدهم محمدًا فهو من الجفاة"، رواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة خالد بن يزيد (3/ 18) وابن الجوزي في الموضوعات في اختيار الأسماء (1/ 55) كلاهما من طريق خالد بن يزيد قال حدّثنا ابن أبي ذئب عن نافع، عن ابن عمر، به. قلت: خالد بن يزيد العمري كذاب كما وصفه أبو حاتم وغيره، وعلى هذا فالحديث ضعيف لعدم وجود ما يقويه.
2799 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ عِيسَى بن طلحة قال (¬1): حَدَّثَتْنِي ظِئْرُ (¬2) مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَتْ: لَمَّا ولد محمد بن طلحة رضي الله عنه أتينا بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فَقَالَ: ما سميتموه؟ قلنا: محمدًا، قال -صلى الله عليه وسلم-: هذا اسمي، وكنيته أبو القاسم (¬3). ¬
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وعلته أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو متروك. ولجهالة ظئر محمَّد بن طلحة. ورواه أيضًا أبو نعيم في المعرفة (2/ 60: 636) من طريق علي بن الجعد ثنا =
= إبراهيم بن عثمان أبو شيبة ثنا محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ عن إبراهيم بن محمَّد، عن ظئر أبيه محمَّد قالت: لما ولد بنحوه. وقال ابن حجر في الإصابة (3/ 377) أخرجه ابن قانع وابن السكن وابن شاهين من طريق محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ. قلت: هذا فيه أيضًا إبراهيم بن عثمان أبو شيبة وهو متروك كما سبق ومع هذا اختلف عليه. وعلى هذا فالحديث ضعيف جدًا.
75 - باب كراهية التسمي بأسماء الجبابرة وتغيير الاسم إلى ما هو أحسن منه
75 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْجَبَابِرَةِ وَتَغْيِيرِ الِاسْمِ إِلَى مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ 2800 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: وُلِدَ لِأَخِي (¬1) أُمِّ سَلَمَةَ غُلَامٌ فَسَمَّوْهُ الْوَلِيدَ، فَدَخَلُوا به عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أسميتموه؟ قالوا: نعم سموه الوليد، قال -صلى الله عليه وسلم-: مَهْ، مَهْ (¬2)، اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، سَمَّيْتُمُوهُ بِاسْمِ فَرَاعِنَتِكُمْ، لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيدُ: لَهُوَ (¬3) أَشَدُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ فِرْعَوْنَ على قومه، قال عبد الرحمن: فقلت له أيّ الوليد هو؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: إِنِ اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ (¬4) وإلاَّ فَهُوَ الوليد بن عبد الملك. ¬
2800 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (2/ ف 146 أ). =
= وهو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1000: 786). ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في الدلائل.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف فيه إسماعيل بن أبي إسماعيل، وهو ضعيف منكر الحديث، ومرسل ولكنه من مرسلات سعيد بن المسيّب وهي حسنة وفيه أيضًا ابن عياش ولكن حديثه عن الشاميين صحيح وهذا منه لأنّ شيخه وهو الأوزاعي شامي. ومع ذلك تابعه جماعة عن الأوزاعي. فرواه البيهقي في الدلائل (6/ 505) من طريق سعيد بن عثمان التنوخي عن بشر بن بكر. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة الوليد (17/ 922)، من طريق الحكم بن موسى، ثنا الهقل بن زياد. ورواه أيضًا ابن عساكر في التاريخ (17/ ق 922)، من طرق الوليد بن مسلم. ثلاثتهم عن الأوزاعي به ولم يذكر فيها عمر بن الخطّاب. وتابع الأوزاعي معمر عن الزهري أخرجه عبد الرزاق في أماليه كما في القول المسدد (ص 15) قال أخبرنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فذكره. وقد روى الحديث موصولًا عن عمر رضي الله عنه بهذا الطريق نفسه فرواه أحمد في المسند (1/ 18) ثنا أبو المغيرة، ثنا ابن عياش به قال: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطّاب رضي الله عنه قال: ولد لأختي أم سلمة ... به. ولم يذكر القدر الموقوف على الزهري. ومن طريق أحمد أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات باب النهي عن التسمية بالوليد 1/ 158). ورواه الجوزقاني في الأباطيل باب التسمية بالوليد (2/ 255: 655)، من طريق إسماعيل بن عياش به مرفوعًا، عن عمر. =
= وقد روي أيضًا موصولًا عن أبي هريرة من طريق الأوزاعي عن الزهري، عن سعد بن المسيّب، عن أبي هريرة فذكره بنحوه. فرواه الحاكم في المستدرك باب الفتن والملاحم (4/ 494) قال أخبرني محمَّد بالمؤمل ابن الحسن ثنا الفضل بن محمَّد بن المسيّب، ثنا نعيم بن حماد، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ الزهري، عن ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال ولد لأختي أم سلمة، فذكره وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وهذا الحديث تدافعت فيه الأقوال، وتفصيله كالآتي: أولًا: رفع الحديث عن طريق أبي هريرة قال الحافظ بن حجر في القول المسدد: وأما رواية نعيم بن حماد عن الوليد بن مسلم يذكر أبي هريرة فيه شاذة. قلت: وما قاله ابن حجر هو الصواب لأنّ الوليد بن مسلم يدلس تدليسًا فاحشًا وهو تدليس التسوية وقد عنعن هذا الحديث ومع ذلك خالف جماعة ممن رووه عن الأوزاعي وبهذا يعلم أن تصحيح الحاكم حديث أبي هريرة ليس بسديد. أما الطريق الذي فيه ذكر عمر بن الخطّاب فقد حكم عليه بالوضع ابن حبّان وتبعه ابن الجوزي والجوزقاني وغيرهم، وقد نفى ابن حجر في القول المسدد أن يكون الحديث موضوعًا ولكنه أقرّ بأن طريق ابن عياش التي فيها ذكر عمر بن الخطّاب بأنها معللة. حيث قال: وغاية ما ظهر في طريق ابن عياش من العلة أن ذكر عمر فيه لم يتابع عليه، والظاهر أنه من رواية أم سلمة لإطباق معمر والزبيدي عن الزهري، وبشر بن بكر والوليد بن مسلم، عن الأوزاعي على عدم ذكر عمر فيه. انتهى. قلت: لم يبق إلّا رواية سعيد بن المسيّب المرسلة وهذا المرسل. قال البيهقي: هذا مرسل حسن، وقال ابن حجر في القول المسدد: هو على شرط الصحيح. لو صرّح سعيد بن المسيّب بسماعه له من أم سلمة أدركها وسمع منها، قلت: =
= فيه أيضًا ابن عياش وقد تغير، وبه أعل الحديث. وله شاهد من حديث أم سلمة رضي الله عنها قال: دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد، فقال: من هذا؟ قلت: الوليد، قال: قد اتخذتم الوليد حنانًا، غيروا اسمه فإنه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له الوليد. أخرجه إبراهيم الحربي في غريب الحديث كما في القول المسدد. وقال ابن حجر: هذا إسناد حسن. وبعد أن أورد ابن حجر جميع طرق الحديث وشواهده قال: وبهذا يعلم بطلان شهادة ابن حبّان بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما قاله ولا سعيد حدث به. قلت: بعد هذا الكلام الطويل والدفاع الشديد للحافظ ابن حجر عن هذا الحديث أقول: إن الحديث وإن لم يكن موضوعًا فهو عندي ضعيف جدًا لأسباب: 1 - الاختلاف على إسناده وإن أمكن الإجابة عنها بتكلف. 2 - إن كثيرًا من العلماء حكموا عليه بالوضع، وان كان فيه نوع من التشدد. 3 - وهو الأقوى عندي: أن الحديث مخالف لما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه؛ ذلك أن بعضًا من الصحابة كان اسمهم الوليد، ولم يثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير أسماءهم أو طلب منهم ذلك بل ثبت في الصحيحين مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: اللهم أنج الوليد بن الوليد. وممن سمى بالوليد من الصحابة: الوليد بن عقبة بن أبي معيط، والوليد بن قيس الذى دعا له الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالبرء من مرضه، ولم يغيِّر اسمه. فكيف يقرّ عليه الصلاة والسلام هؤلاء على أسمائهم دون غيرهم.
2801 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السري، حدّثنا حماد (¬1) عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: إن أَمَة لعمر رضي الله عنه كَانَ لَهَا اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْعَجَمِ فَسَمَّاهَا عمر رضي الله عنه جميلة (¬2) فقال عمر: بيني وبينك (¬3) النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتينا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لها: أنت جميلة، فقال عمر رضي الله عنه خذيها على رغم أنفك (¬4) ¬
2801 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 52 أ). وعن طريق ابن أبي عمر رواه أبو نعيم في الحلية (8/ 301)، وقال: غريب بهذا اللفظ لم يرو عن حماد إلّا بشر.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند حسن، رجاله كلهم ثقات إلّا ابن أبي عمر فهو صدوق فيه غفلة واختلف في المرأة التي غيّر اسمها النبي -صلى الله عليه وسلم- هل هي أمة عمر كما عند ابن أبي عمر أو ابنة عمر رضي الله عنه كما عند ابن أبي شيبة أو امرأة عمر كما في كتب الصحابة. أما من قال: ابنة عمر فحجته ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه في الأدب باب تغيير الأسماء (8/ 475: 5945)، قال حدّثنا الحسن بن موسى قال حدّثنا حماد بن سلمة عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر أن ابنة لعمر كان يقال لها عاصية =
= فسماها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جميلة. وعن أبي بكر بن أبي شيبة أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1687: 2139) في كتاب الآداب. وعن أبي بكر بن أبي شيبة أيضًا رواه ابن ماجه في سننه في الأدب (2/ 1230: 3733). وهذا الطريق أرجح من طريق ابن أبي عمر لأنها في الصحيح ولأن ابن أبي عمر صدوق فيه غفلة بخلاف طريق ابن أبي شيبة فرجالها كلهم ثقات. وهكذا جاءت في هذه الرواية أنها ابنة لعمر وفي الأولى أمة لعمر. والظاهر عندي أن ذلك وهم من حماد بن سلمة في كلتا الروايتين، والصواب أنها امرأة عمر رضي الله عنه لأسباب: 1 - روي عن حماد بن سلمة أنها أم عاصم وهي امرأة عمر أم ابنه عاصم، فرواه الدارمي في سننه في الاستئذان (2/ 205: 2700)، قال حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سلمة، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر أن أم عاصم كان يقال لها عاصية، فسماها النبي -صلى الله عليه وسلم-جميلة. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة في ترجمة (2/ ق 340/ ب)، من طريق عبد الله بن أحمد الدورقي ثنا أبو سلمة مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، عن نافع، عن ابن عمر أن أم عاصم كان يقال لها عاصية فسماها رسول الله جميلة. 2 - إن الذين ترجموا للصحابة كابن عبد البر وابن الأثير وابن حجر وغيرهم أجمعوا على أن التي غير اسمها -صلى الله عليه وسلم- هي جميلة بنت ثابت بن أبي الأفلح زوج عمر تكنى أم عاصم كان اسمها عاصية فسماها رسول الله جميلة. 3 - إن جميلة بنت عمر بن الخطّاب ذكرها الحافظ بن حجر في الإصابة في القسم الثاني وهم الذين ولدوا في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-وتوفي وهم دون سن التمييز ثم أورده خلافًّا، هل هي التي كان اسمها عاصية فسماها الرسول -صلى الله عليه وسلم- جميلة ثم قال في =
= النهاية بعد أن ذكر طريق الحجاج بن منهال ولفظه كانت أم عاصم تسمى عاصية فسماها رسول الله جميلة قال: فهذا يدلّ على أن المراد امرأة عمر. 4 - يستبعد جدًا أن يكون اسم امرأة عمر عاصية فيأتي بها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فيغير اسمها إلى جميلة ثم بعد ذلك بزمن يولد لعمر بنت فيسميها عاصية ثم يغير اسمها النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى جميلة مرة ثانية. هذا ما لا يتصور وقوعه من عمر رضي الله عنه. فالحادثة واحدة وأنها كانت في امرأة عمر رضي الله عنها وهي جميلة بنت ثابت أم ابنه عاصم بن عمر. وقد روي دون تحديد المرأة هل هي بنت أو أمَة أو امرأة. وقد روى يحيي بن سعيد عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- غير اسم عاصية قال: أنت جميلة. فرواه أحمد بن حنبل في المسند (2/ 18) عن يحيي به. وعن أحمد بن حنبل وغيره رواه مسلم في صحيحه (3/ 1686: 2139). وعن أحمد بن حنبل ومسدد رواه أبو داود (5/ 238: 4952). ورواه الترمذي في سننه (5/ 134: 2838)، من طرق كثيرة عن يحيي بن سعيد به.
2802 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبَّادٍ، حدّثنا أبو سعيد (¬1)، حدّثنا عبد الله بن الحارث بن أبزي قال (¬2): حَدَّثَتْنِي أُمِّي عَنْ أَبِيهَا أَنَّهُ شَهِدَ مَغَانِمَ حُنَيْنٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واسمه غراب، فسماه رسول الله مسلمًا (¬3). ¬
2802 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 55) وعزاه إلى الطبراني وأبي يعلى، وقال: رائطة لم يوثقها أحد ولم يضعفها. وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ ق 52 أ). ورواه البخاريُّ في الأدب المفرد باب غراب (2/ 288: 834) قال: حدّثنا محمَّد بن سنان قال: حدّثنا عبد الله بن الحارث بن أبزي، به بنحوه. ورواه البخاريُّ أيضًا في التاريخ في ترجمة مسلم والد رائطة (7/ 252) عن محمَّد بن سنان، به. ورواه الطبراني في الكبير (19/ 433: 1050) من طريق محمَّد بن سنان العوقي ثنا عبد الله بن الحارث، به بنحو رواية البخاريُّ. ورواه البزّار كما في الكشف باب تغيير الأسماء (2/ 415: 1995) من طريق معاذ بن هانئ، ثنا عبد الله بن الحارث المكي، به. وقال البزّار: لا نعلم روى مسلم أبو رائطة إلّا هذا. ورواه أبو نعيم في المعرفة (2/ ق 182) من طريق الحارث بن أبزي، به بلفظ "ما اسمك؟ قلت: غراب، قال: أنت مسلم".
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأنّ مداره على عبد الله بن الحارث وهو ضعيف، وأمه رائطة مجهولة.
2803 - حدّثنا ابن نمير (¬1)، حدّثنا (¬2) عبدة (¬3) عَنْ هِشَامٍ (¬4)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عنها قالت: مرّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا غبرة (¬5)، فقال هي خضرة. ¬
2803 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 54) وعزاه إلى أبي يعلى والطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح. وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ ق 52 أ). وهو في مسند أبي يعلى (8/ 42: 4556). ورواه ابن حبّان في صحيحه باب ذكر خبر يصرح باستعمال هذا الفعل (7/ 529: 5791) قال أخبرنا الحسن بن سفيان قال حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، به بلفظ "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بأرض عذرة فسماها خضرة". ورواه الطحاوي في شرح المعاني باب ما روي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه كان يعجبه الفأل الحسن (2/ 344) من طريق عبدة بن سليمان، به بلفظ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بأرض تسمى عزرة فسماها خضرة". وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير (1/ 126) من طريق شريك عن هشام بن =
= عروة، به بلفظ "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا سمع اسمًا قبيحًا غَيَّره فمرّ على قرية يقال لها عفرة فسماها خضرة".
الحكم عليه: الحديث بهذا السند صحيح على شرط الشيخين، والأحاديث التي فيها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- غيَّر الاسم القبيح إلى الأحسن، تكاد بمجموعها تبلغ التواتر.
76 - باب أحب الأسماء إلى الله تعالى
76 - باب أحب الأسماء إلى الله تعالى 2804 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ (¬1)، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (¬2)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ. لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما في مسلم. ¬
2804 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 52 أ). وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 52) وقال: فيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عديّ في الكامل (1/ 282) وزاد "الحارث".
الحكم عليه: في هذا السند علتان: الأولى: إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف بالاتفاق. الثانية: عنعنة الحسن البصري وهو مدلس. ومتن الحديث صحيح كما أشار إليه الحافظ من حديث ابن عمر رضي الله عنه =
= "إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن". أخرجه مسلم في الأدب (3/ 1682: 2133) وأبو داود في الأدب في تغيير الأسماء (5/ 236: 4949) والترمذي في الأدب، باب ما جاء ما يستحب من الأسماء (5/ 132: 2833) وابن أبي شيبة في الأدب باب ما يستحب من الأسماء (8/ 479: 5962) رواه الدارمي في الاستئذان (2/ 204: 2698) وأحمد بن حنبل في مسنده (4/ 345) كلهم عن طريق نافع عن ابن عمر رضي الله عنه واللفظ لمسلم.
77 - باب الكناية عن السؤال عن الحاجة قضيت أم لا
77 - بَابُ الْكِنَايَةِ عَنِ السُّؤَالِ عَنِ الْحَاجَةِ قُضِيَتْ أم لا 2805 - قال ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ رَبِيعَةَ (¬1) بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: بعثني أبي، وبعث العباس ابنه الفضل رضي الله عنهم إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قال: فلما أتيناهم قالوا: وما وراءكم (¬2) أسعد أم سعيد؟. ¬
2805 - تخريجه: هذا الحديث تقدم في المطالب في كتاب الزكاة بَابُ تَحْرِيمِ الصَّدَقَةِ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَمَوَالِيهِمْ حديث رقم (911) وهذا تمامه: قال أبو بكر حدّثنا محمَّد بن فضل عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن الحارث، عن ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: "مشت بنو المطلب إلى العباس رضي الله عنه فَقَالُوا: كَلِّمْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَجْعَلَ فِينَا مَا يَجْعَلُ فِي الناس من هذه السعاية وغيرها فبينما هُمْ كَذَلِكَ يَأْتَمِرُونَ إِذْ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أبي طالب =
= رضي الله عنه فدعاه العباس رضي الله عنه فَقَالَ: قَوْمُكَ وَبَنُو عَمِّكَ اجْتَمَعُوا لَوْ كَلَّمْتَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فجعل لهم السعاية، فقال علي رضي الله عنه: إن الله تعالى أَبَى لَكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ يُطْعِمَكُمْ أَوْسَاخَ أَيْدِي النَّاسِ، فَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ: دَعُوا هَذَا فَلَيْسَ لَكُمْ عِنْدَهُ خَيْرٌ" ثم قال ابن حجر. فذكره الحديث. قلت: ولعل الباقي من الحديث المشار إليه بقوله فذكر الحديث هو هذا الجزء الذي ذكره هنا، وكثيرًا ما يفعل ابن حجر ذلك. وقال ابن حجر هناك: هو عند مسلم والنسائيُّ وغيرهما بمعناه. قلت: يشير بذلك حديث عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث قال: اجتمع ربيعة ابن الحارث والعباس بن عبد المطلب، فقال: والله لو بعثنا هذين الغلامين .. فذكره بمعناه وليس فيه قوله "ما وراءكم أسعد أم سعيد". رواه مسلم في صحيحة -الزكاة- باب ترك استعمال آل النبي -صلى الله عليه وسلم- على الصدقة (2/ 752: 1072) من طريق الزهري أن عبد الله بن عبد الله حدثه أن ابن عبد المطلب بن ربيعة به من طريق الزهري به. ورواه النسائيُّ في سننه باب استعمال آل النبي -صلى الله عليه وسلم- (5/ 105: 2609) من طريق الزهري، به. وله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ ابْنَيْهِ إِلَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره بمعناه مختصرًا. رواه الطبراني في الكبير (11/ 217: 11543) من طريق حَنَشٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما.
78 - باب المداراة
78 - بَابُ الْمُدَارَاةِ 2806 - قَالَ الْحَارِثُ؛ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا هِشَامٌ (¬1) عَنْ عَاصِمٍ (¬2)، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عن صفوان بن عسال رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ، فَلَمَّا نَظَرَ [إِلَيْهِ] (¬3) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ [أو بئس الرجل] (¬4) [فلما دنا منه أدنى مجلسه، فلما قام وذهب، قالوا: يا رسول الله حين أبصرته قلت: بئس أخو العشيرة أو بئس الرجل ثم أدنيت مجلسه] (¬5) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: [إنه منافق أداريه عن نفاقه، وأخشى أن يفسد عليَّ غيره". ¬
2806 - تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 996: 782). وعن طريق الحارث أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 285). =
= الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا من أجل الخليل بن زكريا وهو متروك. ومتن الحديث دون الفقرة الأخيرة وهي قوله "إنه منافق" إلخ، صحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: استأذن رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال: ائذنوا له، بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة. فلما دخل ألان له بالكلام، قلت: يا رسول الله قلت الذي قلت، ثم ألنت له الكلام قال: أي عائشة إن شرّ الناس من تركه الناس أو ودعه الناس اتقاء فحشه. رواه البخاريُّ في الأدب باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والريب (10/ 471: 6054)، ومسلم في البر والصلة (4/ 2003: 2591)، وأبو داود في الأدب باب في حسن العشرة (5/ 144: 4791)، والترمذي في البر والصلة باب ما جاء في المداراة (4/ 359: 1996)، وأحمد في المسند (6/ 38) كلهم عن طريق عروة بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.
79 - باب الأدب في الجلوس والنوم
79 - بَابُ الْأَدَبِ فِي الْجُلُوسِ وَالنَّوْمِ 2807 - قَالَ الْحَارِثُ: حدّثنا يزيد (¬1)، حدّثنا حَمَّادٌ (¬2) عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ أَبِي شيبة قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْقَوْمِ فَأُوسِعَ لَهُ فَلْيَجْلِسْ فَإِنَّمَا هِيَ كَرَامَةٌ مِنَ الله عَزَّ وَجَلَّ أَكْرَمَهُ بِهَا أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَإِنْ لَمْ يُوَسَّعْ له فلينظر أوسعها مكانا فليجلس فيه. ¬
2807 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 11 أ) وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. وهو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1110: 901). وروى البخاريُّ في التاريخ الكبير (7/ 352)، قال: قال موسى، حدّثنا حماد بن سلمة به بنحوه إلّا أنه قال: عن ابن شيبة، والصواب أبو شيبة.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند حسن، رواته كلهم ثقات إلّا عبد الملك بن عمير فهو وإن كان ثقة إلّا أنه تغير حفظه قبل موته. ونقل المناوي في الفيض (1/ 338) عن الذهبي أنه قال: هذا حديث جيد، وقد حسنّه الألباني في صحيح الجامع (برقم 517). =
= وللحديث شاهدان الأوّل حديث شيبة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "إذا انتهى أحدكم إلى المجالس، فإن وسع له فليجلس، وإلّا فلينظر إلى أوسع مكان فليجلس". رواه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 360: 7197) والبيهقيُّ في الشعب (6/ 300: 8243) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة عن عبد الله بن زرارة، عن مصعب بن شيبة، عن أبيه به. وهذا الإسناد منقطع لأنّ مصعبًا وهو ابن شيبة بن جبير، وشيبة بن جبير لا يعرف حاله، وليس له ترجمة في كتب الرجال وعلى هذا فتعّين أن شيبة هو ابن عثمان جد مصعب الأعلى، ولا يعرف لمصعب رواية عنه. وقبل ذلك مصعب بن شيبة ضعيف، وبهذا يعلم أن قول الهيثمي في المجمع (8/ 62) إسناده حسن أنه ليس بصواب. الشاهد الثاني حديث ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-بنحو رواية الحارث. رواه الخطيب في التاريخ (2/ 133)، من طريق محمَّد بن جعفر البغدادي قال: ثنا مجاهد بن موسى، قال: ثنا معن بن موسى، قال: ثنا مالك عن نافع، عن ابن عمر.
2808 - حدّثنا (¬1) مصعب الزبيري، حدّثنا الدراوردي (¬2) عن مصعب بن ثابت، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬3) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي طلحة، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. ¬
2808 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 46 ب). ورواه الحاكم في المستدرك في الأدب (4/ 269)، ورواه البزّار كما في الكشف في البر والصلة، باب أيّ المجالس خير (2/ 423: 2013) ورواه أيضًا ابن حبّان في المجروحين في ترجمة مصعب بن ثابت (3/ 29) والبيهقيُّ في الشعب، باب حسن الخلق (6/ 300: 8240) أربعتهم من طريق عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي به بلفظه، وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط البخاريُّ ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي قلت: هذا من أوهامهما فإن مصعب بن ثابت بن عبد الله ليس من رجال الشيخين وهو ضعيف، كما سبق، وعلى هذا فالحديث ليس بحسن فضلًا عن أن يكون صحيحًا. وله شاهد صحيح من حديث أبي سعيد الخدري فيتقوى به الحديث. رواه الحاكم في المستدرك في الأدب (4/ 269)، وأبو داود في الأدب، باب في سعة المجلس (5/ 35: 4820) وأحمد في المسند (3/ 18) وأيضًا (3/ 69)، والبخاري في الأدب المفرد، باب خير المجالس أوسعها (2/ 553: 1136) كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: خير المجالس أوسعها. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاريُّ، وقال الألباني في الصحيحة (832) وهو كما قال الحاكم وفي عبد الرحمن هذا كلام لا يضر.
2809 - قال (¬1): وحدثنا عبد العزيز بن أبان، حدّثنا هِشَامٌ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ عَلَى مَجْلِسٍ فِي طَرِيقٍ فَقَالَ: إياكم والسبيل (¬2) فإنها سبيل النار، والشيطان ثُمَّ مَضَى حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهَا عَزْمَةٌ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: إِلَّا أَنْ (¬3) تُؤَدُّوا حَقَّ الطَّرِيقِ، قالوا (¬4): وما حق الطريق؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: أَنْ تَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَتَهْدُوا الضَّالَّ وَتَرُدُّوا السَّلَامَ. ¬
2809 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 46 ب). وهو في بغية الباحث (ص 1406: 841).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند موضوع؛ فيه عبد العزيز بن أبان كذبه ابن معين. وأيضًا فيه مبهم ومع ذلك فهو مرسل. وله طريق أخرى أخرجها هناد في الزهد، باب (3/ 116: 1258) قال: حدّثنا قتيبة عن حماد بن سلمة، عن إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ بنحوه به. ورواه الطحاوي في المشكل (1/ 58) من طريق حجاج بن منهل، ثنا حماد بن سلمة وقال: منقطع الإسناد قلت: يعني أنه مرسل. الحديث بإسناد هنّاد رجاله كلهم ثقات غير إسحاق بن سويد وهو صدوق ولكنه مرسل. وللحديث شواهد كثيرة بمعناه في الصحيحين وغيرهما منها حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- "إياكم والجلوس على الطرقات، فقالوا: ما لنا =
= بدٌّ إنما هي مجالسنا نتحدث فيها قال: فإذا أبيتم إلّا المجالس، فأعطوا الطريق حقها قالوا: وما حق الطريق؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر. رواه البخاريُّ في المظالم، باب أفنية الدور، الفتح (5/ 112: 2465) ومسلم في السلام، باب من حق الجلوس على الطريق (4/ 1704) كلاهما من حديث أبي سعيد الخدري. ومنها حديث البراء بن عازب قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على مجالس الأنصار، فقال: إن أبيتم إلّا أن تجلسوا فأهدوا السبيل، وردوا السلام وأغيثوا الملهوف. رواه ابن حبّان في ذكر الأمر بالخصال (1/ 400: 596) ورواه الترمذي في الاستئذان، باب ما جاء في الجالس على الطريق (5/ 74: 2726) واللفظ لابن حبّان. ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن أن تجلسوا بأفنية الصعدات فذكره بنحوه وفيه "وإرشاد الضال". رواه ابن حبّان في صحيحة، باب الجلوس على الطريق (1/ 399: 594) والحاكم في المستدرك في الأدب (4/ 264) وأبو داود في الأدب، باب في الجلوس في الطرقات (5/ 159: 4815) ثلاثتهم عن طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وبما سبق يتبيّن أن حديث الباب يرتفع ويكون حسنًا لغيره، غير قوله: "فإنها سبيل النار والشيطان " فهذه لم ترد في طرق الحديث وشواهده.
2810 - وقال مسدد: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عن محمَّد (¬1) أنه كان (¬2) يَكْرَهُ أَنْ يَنَامَ الرَّجُلُ عَلَى بَطْنِهِ وَالْمَرْأَةُ مستلقية. * (موقوف صحيح). ¬
2810 - تخريجه: رواه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 25: 19803) عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين بنحوه. ومن طريق عبد الرزاق رواه البيهقي في الشعب (4/ 178: 4722).
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح عن ابن سيرين، رواته كلهم ثقات، وقد صححه الحافظ هنا، أما قول الحافظ هنا: موقوف صحيح مخالف للمصطلح المعروف في مثل هذا لأنّ محمَّد بن سيرين تابعي فيسمى قوله مقطوعًا إلا إذا قيّد فيقال: موقوف على ابن سيرين. والشطر الأوّل من الأثر ورد معناه مرفوعًا من حديث أبي هريرة قَالَ: "رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-رجلا مضجعًا على بطنه فقال: إن هذه ضجعة لا يحبها الله. رواه الحاكم في المستدرك في الأدب (4/ 271) والترمذي في الأدب (5/ 497: 2768) كلاهما من طريق محمد بن عمرو حدّثنا أبو سلمة عن أبي هريرة. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم قلت: بل هو حديث حسن، رواته كلهم ثقات إلّا محمَّد بن عمرو بن علقمة وهو صدوق بل مثل ابن الصلاح الحديث الحسن به.
2811 - [1] وقال أحمد بن منيع: حدّثنا أبو العلاء الحسن بن سَوّار، حدّثنا الليث (¬1). [2] قال الحارث: وحدثنا يونس بن محمَّد، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أبي النضر (¬2) قال: إنَّ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَ يَشْتَكِي رِجْلَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَخُوهُ، وَقَدْ جعل إحدى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، وَهُوَ مُضْطَجِعٌ، فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً بيده عَلَى رِجْلِهِ الْوَجِعَةِ، فَأَوْجَعَهُ، فَقَالَ: أَوْجَعْتَنِي، أوَ لم تعلم أن رجلي وجعة، [قال: بلى (¬3)]، قال: فما حملك على ذلك؟ قال: أو لم تَسْمَعْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَانَا (¬4) عَنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: أَخُوهُ اسْمُهُ قتادة بن النعمان (¬5). ¬
2811 - تخريجه: وهي في بغية الباحث (ص 1048: 843). وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 103) وعزاه إلى أحمد، وقال: رجاله رجال الصحيح إلّا أن أبا النضر لم يسمع من أبي سعيد. وذكره البوصيري في الإتحاف، وقال: رواه ابن منيع والحارث وأحمد بسند صحيح. =
= ورواه أحمد في المسند (3/ 42) قال: حدّثنا يونس هو ابن محمَّد به بلفظه، وقال: نهانا عن ذلك.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأنه منقطع، أبو النضر لم يسمع من أبي سعيد. وله شاهد من حديث عبيد بن حنين، قال: بينما أنا جالس إذ جاءني قتادة بن النعمان فقال: انطلق بنا يا ابن حنين إلى أبي سعيد فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد الخدري فوجدناه مستلقيًا رافعًا رجله اليمنى على اليسرى فذكره بنحوه وزاد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله لما قضى خلقه استلقى فوضع رجله على الأخرى، وقال: لا ينبغي لأحد من خلقي أن يفعل هذا، فقال أبو سعيد، والله لا أفعله أبدًا" رواه الطبراني (19/ 13: 18)، حدّثنا جعفر بن سليمان النوفلي وأحمد بن رشد بن المصري، وأحمد بن داود المكي قالوا، ثنا إبراهيم بن المنذر الخزامي، قال: ثنا محمَّد بن فليح بن سليمان عن أبيه، عن سعيد بن الحارث، عن عبيد بن حنين قال: بينا أنا جالس، وقال الهيثمي في المجمع (8/ 100) رواه الطبراني عن ثلاثة، أحمد بن رشدين ضعيف والإثنان لا أعرفهما. قلت: هذه الزيادة منكرة ليست من قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- بل هي من قول اليهود عليهم لعائن الله، كيف، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [ق: 38]. والعجب لقول الهيثمي بعد إيراده للحديث عن الطبراني، فيه فلان ضعيف، وفلان لا أعرفه لأنّ مثل هذا الحديث فيه إساءة إلى المولى ويمس جوهر العقيدة فيجب بيان حاله بأنه موضوع، وتراثنا مليء بمثل هذه. والله المستعان. أما النهي المشار إليه في الحديث فهو في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يستلقين أحدكم ثم يضع إحدى رجليه على الأخرى. رواه مسلم في اللباس (3/ 1662: 2099) (74) عن طريق ابن الزبير، عن =
= جابر بن عبيد الله به. ويعارض هذا الحديث ظاهرًا ما رواه مسلم (ص 3/ 1662: 2100) من طريق عباد بن تميم عن عمه أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مستلقيا في المسجد واضعًا إحدى رجليه على الأخرى. وهذان الحديثان في ظاهر الأمر متعارضان، وقد جمع الخطابي بين الحديثين بقوله "يشبه أن يكون إنما نهى عن ذلك من أجل انكشاف العورة إذ كان لباسهم الأزر دون السراويلات، والغالب أن أزرهم غير سابغة والمستلقي إذا رفع إحدى رجليه على الأخرى مع ضيق الإزار لم يسلم أن ينكشف شيء من فخذه، والفخذ عورة. فأما إذا كان الإِزار سابغًا أو كان لابسه عن التكشف متوقيًا فلا بأس به (سنن أبي داود مع المعالم 5/ 187). وقال ابن حجر في (الفتح 1/ 563): وقد ادعى بعضهم بأن حديث النهي منسوخ ثم قال: ما ذهب إليه الخطابي أولى من ادعاء النسخ لأنه لا يثبت بالاحتمال.
80 - باب النهي عن النوم على سطح ليس له تحظير
80 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ له تحظير (¬1) 2812 - قال أحمد بن منيع: وحدثنا (¬2) أبو أحمد الزبيري، حدّثنا مِسعر (¬3) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ رَبَاحٍ، عن علي بن عمارة قال: فُرش لأبي أيوب الأنصاري في سطح أفيح (¬4) فأمر به في بعض الليل فأنزل، وقال: قَدْ كِدْتُ (¬5) أَنْ أَبِيتَ اللَّيْلَةَ لَا ذِمَّةَ لي (¬6). ¬
2812 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 47 أ). ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه الأدب (9/ 32: 6411)، قال: حدّثنا ابن مهدي عن سفيان عن عمران بن مسلم به بنحوه. ورواه البخاريُّ في الأدب المفرد، باب من بات على سطح له سترة (ص 254: 1228)، قال: حدّثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان عن عمران بن مسلم به بنحوه. =
= الحكم عليه: هذا الأثر ضعيف لأنّ في إسناده علي بن عمارة، وهو ضعيف وقال الحافظ: مقبول. وإن وإن ابن حبّان ذكره في الثقات، وهو معروف بتساهله في توثيق المجهولين، وهذا الموقوف سيأتي معناه مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في وسط الحديث الذي بعده.
2813 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ بَاتَ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ بِمَحْجُورٍ (¬1) فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَمَنْ رَمَى بليلٍ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ فِي ارْتِجَاجِهِ فَقَدْ بَرِئَتْ منه الذمة". ¬
2813 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 47 أ): وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف الخليل. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 102)، وعزاه إلى أحمد والطبراني عن أبي عمران الجوني وغيره. والحديث في بغية الباحث (1051: 845). ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ ق 306)، من طريق الحارث واقتصر على الجزء الأوّل.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا؛ فيه الخليل بن زكريا وهو متروك وفيه عنعنة الحسن البصري لا سيما أن الجمهور قالوا: إن الحسن لم يسمع من سمرة إلّا حديث العقيقة. وللحديث شاهد بالنسبة لشطريه الأوّل والأخير من حديث زهير بن عبد الله عن رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أن نَبِيِّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ بات فوق إجار أو فوق بيت ليس حوله شيء يرد رجله فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ بعد ما يرجع فقد برئت منه الذمة". رواه أحمد في المسند (5/ 79)، قال: حدّثنا أزهر، ثنا هشام الدستوائي عن أبي عمران الجوني عن زهير بن عبد الله. =
= ورواه البيهقي في الشعب في تعديد نعم الله (4/ 179: 4725)، عن وهب بن جرير، ثنا هشام به. قلت: إسناد أحمد رجاله ثقات إلّا أزهر بن القاسم فهو صدوق وقد تابعه وهب بن جرير عند البيهقي. ورواه أيضًا أحمد في المسند (5/ 271)، ثنا عبد الصمد، ثنا أبان، ثنا زهير به ورواه أيضًا في المسند (5/ 79)، حدّثنا أزهر بن القاسم، ثنا محمَّد بن ثابت، عن أبي عمران الجوني به. ورواه البخاريُّ في الأدب المفرد باب من بات على سطح ليس له سترة (2/ 602: 1194)، من طريق الحارث بن عبيد قال: حدّثنا أبو عمران به بنحوه وقال: البخاريُّ في إسناده نظر. وللفقرة الأولى من الحديث لها شاهد من حديث عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه، قال: قال رسول الله: من بات على ظهر بيت ليس له حجار، فقد برئت منه الذمة. رواه أبو داود في الأدب باب في النوم على سطح غير حجار (5/ 295: 5041، والبخاري في الأدب باب من بات على سطح ليس له سترة (2/ 600: 1129). كلاهما عن محمد بن المثنى قال: حدّثنا سالم بن نوح، عن عمر بن جابر الحنفي، عن وعلة بن عبد الرحمن بن وثاب، عن عبد الرحمن بن علي، عن أبيه به، وفي الأدب للبخاري "ليس له حجاب". وقال البخاريُّ: في إسناده نظر. ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة سالم بن نوح العطار (3/ 347)، عن طريق سالم بن نوح به بنحوه. قلت: سالم بن نوح ضعيف. =
= وللفقرة الأولى لها شاهد أيضًا من حديث جابر قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أن ينام الرجل على سطح ليس بمحجور عليه. رواه الترمذي في الأدب باب ما جاء في الفصاحة (5/ 141: 2854) عن طريق عبد الجبار، عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث محمَّد بن المنكدر عن جابر إلّا من هذا الوجه، وعبد الجبار يضعف. الخلاصة: إن الحديث بفقرتيه الأولى والأخيرة حسن بإسناد أحمد بن حنبل في حديث زهير، وصحيح لشواهده. أما الفقرة الوسطى من الحديث وهي قوله "وَمَنْ رَمَى بِلَيْلٍ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ" لم أجد لها ما يقويها إلّا ما ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 102) أن الطبراني روى من حديث عبد الله بن جعفر أن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: ومن رمانا بليل فليس منا" وفيه يزيد بن عياض وهو متروك، وعلى هذا فهذه الفقرة تبقى ضعيفة جدًا.
81 - باب الأناة والرفق
81 - باب الأناة والرفق 2814 - [1] قال أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ محمَّد. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى. [3] وقال الحارث: حدّثنا أبو النضر (¬1) قالوا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سنان بن سعد، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: التأنِّي من الله تعالى، والعجلة من الشيطان، ما شيء أكثرَ معاذير من الله عَزَّ وَجَلَّ، وما من شيء أحبّ إلى الله تعالى من الحمد. [4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي شيبة بهذا (¬2). ¬
2814 - تخريجه: ذكره الهيثمي في "المجمع (8/ 22)، وعزاه إلى أبي يعلى، وقال: رجاله رجال الصحيح وأورده في البوصيري في الإتحاف (4/ ق 19/ ب). ورواه ابن عديّ في ترجمة سعد بن سنان (3/ 356) ورواه البيهقي في الشعب باب تعديد نعم الله (4/ 89: 4366)، كلاهما من طريق الليث به بنحوه. =
= ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق باب ما يستحب من الرفق (2/ 686: 733)، رواه البيهقي في السنن الكبرى في آداب القاضي باب التثبت في الحكم (10/ 104)، كلاهما من طريق الليث به ولكن اقتصرا على الشطر الأوّل من الحديث.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل سعد بن سنان، وهو ضعيف. وبهذا يعرف قول الهيثمي: (رجاله رجال الصحيح) أنه ليس بصواب، وسعد بن سنان ليس من رجال الشيخين، وقد حسن الحديث الألباني في الصحيحة برقم (1795). وللشطر الأوّل من الحديث شواهد منها: حديث سهل بن سعد: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الأناة من الله والعجلة من الشيطان". رواه الترمذي في البر والصلة (4/ 367: 2012) والبغويُّ في الشرح كتاب الاستئذان (13/ 175: 3598)، كلاهما من طريق عبد المهيمن بن العباس بن سهل عن أبيه (سهل). قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، وقد تكلم بعض أهل الحديث في عبد المهيمن بن عباس وضُعِّف من قبل حفظه، وقال ابن حجر: ضعيف. ومنها حديث عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "من تأنى أصاب أو كاد، ومن عجل أخطا أو كاد"، رواه الطبراني في الكبير (18/ 310: 858)، من طريق ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة، وابن لهيعة ضعيف. الحديث بالنسبة لشطره الأوّل لا ينزل بمجموع طرقه عن درجة الحسن. وقد ورد استثناء عمل الآخرة من الحديث في حديث سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "التؤدة في كل شيء خير إلّا في عمل الآخرة". أخرجه الحاكم في المستدرك في الإيمان (1/ 64)، وأبو داود في الأدب باب =
= الرفق (5/ 157: 4810)، كلاهما من طريق الأعمش، عن مالك بن الحارث وقد سمعتهم يذكرون عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ الأعمش: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي قلت: إنه على شرط مسلم لأنّ مالك بن الحارث ليس من رجال البخاريُّ.
2815 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (¬1)، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بلَّى قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَانْتَجَاهُ دُونِي فَقُلْتُ: يا أبه أيّ شيء قال لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: قال -صلى الله عليه وسلم-[لي] (¬2): إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَعَلَيْكَ بِالتُّؤَدَةِ (¬3) حَتَّى يَأْتِيَكَ الله بالمخرج (¬4) من أمرك. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدورقي، حدّثنا أبو معاوية وقال في آخره: حتى يأتيك الله بفرج (¬5) من أمرك. [3] وقال الحارث: حدّثنا عبد الله بن محمَّد، حدّثنا المبارك (¬6) عن سعد بن سعيد نحوه. ¬
2815 - تخريجه: الحديث في مصنف ابن أبي شيبة (8/ 324 ج 5364) سنده ومتنه. ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 19/ ب). وهو أيضًا في بغية الباحث (ص 1055: 849). ورواه البخاريُّ في الأدب المفرد باب التؤدة في الأمور (2/ 336: 888). ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق باب ما يستحب من الرفق (2/ 688: 735). ورواه البيهقي في الشعب باب التوكل والتسليم (2/ 68: 1187)، ثلاثتهم =
= من طريق عبد الله بن المبارك عن سعد بن سعيد به ولفظ البخاريُّ "إذا أردت أمرًا فعليك بالتؤدة حتى يريك الله منه المخرج أو حتى يجعل الله لك مخرجًا".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، مداره على سعد بن سعيد وهو مختلف فيه قال الذهبي في الكاشف: صدوق. ويشهد لمعنى الحديث الأحاديث التي فيها الحث على التأني والتؤدة كالحديث الذي قبله "التأني من الله والعجلة من الشيطان"، وهو حديث حسن بطرقه.
82 - باب مثل الجليس الصالح
82 - باب مثل الجليس الصالح 2816 - قال إسحاق: أخبرنا المخزومي (¬1) حدّثنا عبد الواحد بن زياد، حدّثنا الْأَعْمَشُ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: مثل الجليس الصالح كمثل صاحب الْمِسْكِ، إِنْ لَمْ يُعْطِكَ أَصَابَكَ مِنْ رِيحِهِ (ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكبير (¬2)، إن لم يحرق ثيابك أصابك من ريحه، أو أنتنك ريحه (¬3). هذا إسناد لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ (¬4) مِنْ حَدِيثِ أَبِي موسى رضي الله عنه. ¬
2816 - تخريجه: حديث الباب بهذا السند موقوف على ابن مسعود ورواته كلهم ثقات، ولكنه منقطع لأنّ خيثمة لم يسمع من ابن مسعود كما قال أحمد بن حنبل، وله شاهد مرفوع =
= في الصحيحين، من حديث أبي موسى رضي الله عنه كما أشار إليه الحافظ ابن حجر هنا. أخرجه البخاريُّ في الذبائح والصيد (9/ 72: 5534) بسنده عن أبي موسى رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكبير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكبير إما أن يحرق ثيابك واما أن تجد ريحا خبيثة". وأخرجه مسلم -البر والصلة- باب استحباب مجالسة الصالحين (4/ 2026: 2628)، من حديث أبي موسى بلفظ البخاريُّ. وأخرجه أبو داود -الأدب- باب من يؤمر أن يجالس (5/ 166: 4829) من حديث أنس وأبي موسى رضي الله عنهما بنحوه مختصرًا مع زيادة أخرى في أوله.
2817 - [1] وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حدّثنا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عَطَاءٍ (¬1)، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ جُلَسَائِنَا خير؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ ذَكَّرَكُمْ بِاللَّهِ رُؤْيَتُهُ، وَزَادَ فِي عَمَلِكُمْ مَنْطِقُهُ، وَذَكَّرَكُمْ بِالْآخِرَةِ عَمَلُهُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد (¬2) بْنِ أَبَانَ، حدّثنا علي بن هاشم، حدّثنا مبارك به (¬3). ¬
2817 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 136/ ب). وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 229) وعزاه إلى أبي يعلى وقال: فيه مبارك بن حسان وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح. وهو في مسند عبد بن حميد كما في المنتخب (ص 13: 631). وهو في مسند أبي يعلى (4/ 326: 2437). ورواه ابن النجار في الذيل في ترجمة علي بن أحمد الخرزي (18/ 68)، من طريق عبيد الله بن موسى به بلفظه، ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 719: 776)، قال: حدّثنا أبو حفص الفلاس، حدّثنا أبو عبد الرحمن الجعفي بن عبد الله بن عمر بن محمَّد بن أبان، به بتمامه. ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق باب ما يستحب للمرء أن يحسن الاختيار (2/ 719)، من طريق عبيد الله بن موسى به إلّا أنه في الطريق اقتصر على قوله: "من ذكركم بالآخرة عمله". =
= الحكم عليه: الحديث بهذا السند فيه مبارك بن حسان وهو ضعيف. وله شاهد بالنسبة للفقرة الأولى من حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله قال: الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى. رواه أحمد في المسند (6/ 459) قال: ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن خيثم، عن شهر بن حوشب عن أسماء. قلت: فيه شهر بن حوشب وهو ضعيف ولكنه ينجبر بما قبله.
83 - باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات
83 - باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات 2818 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ (¬1)، عَنْ عبد الله بن عمرو (¬2) رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ، وَأَخِيفُوا (¬3) الْهَوَامَّ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ. قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا: مَثَاوِيَكُمْ = بُيُوتَكُمْ، وَالرَّأْسُ رَأْسَيْنِ = إِذَا أَرَادَ شراء مملوك بعشرة آلاف فليشتر اثنين، والهوام = الحيّات. ¬
2818 - تخريجه: هو في بغية الباحث، برقم 422.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، وآفته الخليل بن زكريا وهو متروك. وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قوله موقوفًا عليه. ولفظه: "أخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم وانتضلوا، وتمعددوا واخشوشنوا واجعلوا الرأس رأسين، وفرقوا عن المنية، ولا تلثوا بدار معجزة، وأخيفوا الحيات من قبل أن =
= تخيفكم، وأصلحوا مثاويكم". أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف في الأدب (9/ 23: 6379) عن ابن عياش، عن عاصم، عن أبي العدبَس قال: سمعت عمر يقول فذكره. ورواه عبد الرزاق في مصنفه (10/ 435) عن معمر، عن عاصم به. ورواه أبو عبيد في غريب الحديث (3/ 325) من طريق أبي بكر بن عياش، به. في هذا الأثر أبو العدبَس الأكبر روى عن عمر، قال ابن حجر: مقبول، والموقوف أحسن حالًا من المرفوع.
2819 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِي عمار (¬1)، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْغَنَمُ بَرَكَةٌ، وَالْإِبِلُ عِزٌّ لِأَهْلِهَا، وَالْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ، وَالْعَبْدُ أَخُوكَ فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ، فَإِنْ رَأَيْتَهُ مَغْلُوبًا فَأَعِنْهُ". * مرسل. ¬
2819 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 28 أ). وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 262)، وعزاه إلى البزّار.
الحكم عليه: الحديث رجاله ثقات إلّا أنه مرسل لأنّ عمرو بن شرحبيل تابعي وليس بصحابي. وقد ورد متصلًا مرفوعًا من حديث حذيفة رضي الله عنه بالطريق نفسه. رواه أبو نعيم في تاريخ أصفهان (2/ 108) من طريق سفيان، عن الْأَعْمَشُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن حذيفة. قلت: إسناده صحيح. ورواه البزّار كما في كشف الأستار في الجهاد باب ما جاء في الخيل (2/ 272: 1685) من طريق الحسن بن أبي الحسن البجلي، عن طلحة بن مصرف، به بلفظه. وللحديث شاهد دون الفقرة الأخيرة وهي قوله "والعبد أخوك ... إلخ" من حديث عروة البارقي برفعه فذكره بلفظه. ورواه ابن ماجه في التجارات باب اتخاذ الماشية (2/ 773: 2305) وأبو يعلى في مسنده (12/ 208: 6828) كلاهما عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثنا عبد الله بن إدريس، عن حصين، عن عامر، عن عروة البارقي، بلفظه. =
= قال البوصيري في المصباح: إسناده صحيح على شرط الشيخين بل بعضه في الصحيحين بهذا الوجه، وإنما انفرد ابن ماجه بذكر الإبل والغنم، فلذلك ذكرته. أما قوله "الخير معقود في نواصي الخيل" فهو في الصحيحين من حديث ابن عمر وأبي هريرة. رواه البخاريُّ في المناقب (6/ 633: 3644) ومسلم في صحيحه (2/ 682: 26). أما الفقرة الأخيرة الحديث وهي قوله "والعبد أخوك" إلخ، فلها شاهد بمعناها من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ... "إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم ... ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم". رواه البخاريُّ في الإيمان باب المعاصي من أمر الجاهلية (1/ 84: 30).
2820 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْغَنَمُ بركة، والإِبل عزّ لأهلها".
2820 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 28 ب). لم أجد حديث ابن عمر إلّا من هذا الطريق وهو ضعيف جدًا من أجل الخليل بن زكريا، وهو متروك. ومتن الحديث صحيح من حديث عروة البارقي رضي الله عنه قال -رفعه-: "الإِبل عزّ لأهلها والغنم بركة"، وزادا والخير معقود في نواصي الخيل". رواه ابن ماجه في سننه في التجارات باب اتخاذ الماشية (2/ 773: 2305) وأبو يعلى في مسنده (12/ 208: 6828) كلاهما عن محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عبد الله بن إدريس عن حصين، عن عامر، عن عروة البارقي رفعه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 156: 404) من طريق عثمان بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إدريس، به. وقال البوصيري: إسناده صحيح على شرط الشيخين بل بعضه في الصحيحين وإنّما انفرد ابن ماجه بذكر الإبل والغنم. وقلت: وذكرت حديث عروة كشاهد لحديث عمرو بن شرحبيل برقم (2819).
2821 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ أَبِي (¬1) عَبْدِ اللَّهِ، عن عطاء (¬2)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ الْأَغْنِيَاءَ أَنْ يَتَّخِذُوا الْغَنَمَ وَأَمَرَ الفقراء أن يتخذوا الدجاج. ¬
2821 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 28 ب) وقال: إسناده ضعيف لضعف رشدين.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لضعف رشدين، وشيخه أبو عبد الله لم أعرفه وله طرق أخرى عن عطاء كلها ضعيفة جدًا أو موضوعة، فرواه العقيلي في الضعفاء في ترجمة غياث بن إبراهيم (3/ 441). وابن الجوزي في الموضوعات في الأطعمة باب الأمر باتخاذ الغنم (2/ 303) كلاهما من طريق غياث بن إبراهيم، عن أبيه، عن طلحة بن عمر، عن عطاء، به مثله. وغياث بن إبراهيم: يضع الحديث. ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة علي بن عروة (5/ 208)، وابن الجوزي. في الموضوعات في الأطعمة باب الأمر باتخاذ الغنم (2/ 304) كلاهما من طريق علي بن عروة، عن ابن جريج، عن عطاء، به مثله. قلت: علي بن عروة أيضًا متروك قال ابن حبّان: يضع الحديث. وقد ورد عن أبي هريرة أيضًا فرواه ابن ماجه في سننه باب اتخاذ الماشية (2/ 773: 2307) وابن عديّ في الكامل في ترجمة علي بن عروة كلاهما من طريق =
= علي بن عروة، عن المقبري عن أبي هريرة مثله وزادا عند اتخاذ الأغنياء الدجاج يأذن الله بهلاك القرى". وعلي بن عروة كما سبق متروك، قال ابن حبّان: يضع الحديث، وقد اختلف عليه، والزيادة التي في آخر حديث أبي هريرة تدل على بطلان الحديث لأنّ الله لا يهلك القرى بامتلاك ما أحل لهم.
2822 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شيبة، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (¬1)، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬2)، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن البراء رضي الله عنه. رفعه مرة ووقفه (¬3) مرة (¬4) أخرى، قال: الغنم بركة. ¬
2822 - تخريجه: وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 70) وعزاه إلى أبي يعلى وقال: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عبد الله الرازي وهو ثقة. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 28 ب). وهو في مسند أبي يعلى (3/ 26: 1709).
الحكم عليه: الحديث رجاله ثقات إلّا أنه وقفه مرة ورفعه مرة أخرى، والعجب من قول الألباني: عبد الله بن عبد الله الرازي في الصحيحة (4/ 363) هو من يستشهد به لسوء حفظه مع الصدق. قلت: لم أجد للألباني في ذلك سلفًا، ولم يوصف بسوء الحفظ. وللحديث شواهد كثيرة مرفوعة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- منها حديث عروة البارقي فقد ورد فيه "الغنم بركة"، وهو على شرط الشيخين، وقد سبق أن ذكرته كشاهد عند حديث ابن عمر برقم (58). ومنها حديث أم هانئ رضي الله عنها، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها "اتخذي غنمًا فإن فيها بركة". =
= رواه ابن ماجه في سننه (2/ 773: 2304) عن أبي بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أم هانئ، وقال البوصيري في الزوائد. إسناده صحيح. ورواه أحمد في المسند (6/ 343) من طريق موسى أو فلان بن عبد الرحمن، عن أم هانئ، به. وقد صحح الحديث الألباني في الصحيحة برقم (1763).
2823 - وقال الحميدي: حدّثنا مهدي (¬1) عن واصل (¬2)، عن هلال (¬3)، عن أبي سنان (¬4) مولى لبني هاشم قال: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إن مِنْ شَرِّ رَقِيقِكُمُ السُّودَانُ، إِنْ جَاعُوا سَرَقُوا وإن شبعوا زنوا". ¬
2823 - تخريجه: ليس الحديث في مسند الحميدي المطبوع وهذا يدلّ على أن المطبوع ناقص. ذكره البوصيري في الإتحاف (2/ 192). وأورده السيوطي في اللآلئ (1/ 444) عن الحميدي.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف فيه أبو سنان مولى لبني هاشم ولم أجده، وأيضًا مرسل لأنّ قوله "بلغنا" دليل على انقطاع. وقد ورد معناه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بطرق أخرى، منها: - حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا خير في الحبش، إذا جاعوا سرقوا وإن شبعوا زنوا". رواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 316: 2836) وابن عديّ في الكامل (5/ 384)، والطبراني في الكبير (11/ 428: 12213) كلهم من طريق عوسجة، عن ابن عباس رضي الله عنهما. واللفظ للطبراني وابن عديّ وعند البزّار مختصر. وقال البزّار: رواه غير واحد عن عمرو، عن عوسجة مرسلًا. ولا نعلم روى عن عوسجة إلّا عمرو بن دينار. ورواه ابن عديّ في الكامل (5/ 384) من طريق عبد الجبار بن العلاء ثنا =
= سفيان، عن عمرو، عن عوسجة، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَهُ مرسلًا. وحديث ابن عباس هذا ضعيف لأسباب: 1 - الاختلاف فيه وقفا وإرسالًا وكأن البزّار يميل إلى أن الوقف هو الراجح. 2 - نقل ابن عديّ عن البخاريُّ قوله عوسجة مولى ابن عباس روى عنه عمرو بن دينار لم يصح حديثه. 3 - عدَّ ابن عدي هذا الحديث من منكراته. - ومنها حديث عائشة مرفوعًا "الزنجي إذا شبع زنى وإذا جاع سرق ... ". رواه ابن عديّ في الكامل (5/ 265) من طريق عنبسه بن سعيد البصري، عن عمرو بن ميمون، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. وعنبسة قال السيوطي في الاليء: متروك. وله طريق أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما، رواها الطبراني في الكبير عن طريق عمر بن حفص المكي ثنا ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعًا بلفظ "إنهم إن جاعوا سرقوا وإن شبعوا فسقوا". قلت: وعمر بن حفص المكي، قال الذهبي في الميزان: لا يدرى من ذا؟ وقال السيوطي: ليس بشيء. والخلاصة: لا يصح في هذا الباب شيء عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وذلك لضعف الشديدة. وأيضًا: معناه مما ينزه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ ينطق به، فكيف وقد قال لأبي ذر رضي الله عنه وقد كان عيّر شخصًا بأمه قَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنك امرؤ فيك جاهلية.
84 - باب مسح رأس الصغير والصغيرة ورحمة اليتيم
84 - بَابُ مَسْحِ رَأْسِ الصَّغِيرِ وَالصَّغِيرَةِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ 2824 - قال أبو يعلى: حدّثنا أبو معمر (¬1)، حدّثنا عطوان عَنْ جَمْرَةَ (¬2) الْحَنْظَلِيَّةِ قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ (¬3). قَالَ أَبُو مَعْمَرٍ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَسْحُ رَأْسِ الْمَرْأَةِ، لِأَنَّهَا لَا تَأْتِي بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ إِلَّا وَهِيَ بَالِغَةٌ. قُلْتُ: وَالْحَصْرُ مَمْنُوعٌ "فَلَا مَانِعَ أَنْ" (¬4) تَأْتِيَ بِهَا وهي مميزة، والعهدة فِي حِفْظِهَا وَرَعْيِهَا عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الْخَدَمِ، وَلَعَلَّ أَبَاهَا أَرَادَ بِإِرْسَالِهَا حُصُولَ الْبَرَكَةِ لَهَا بِدُعَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَمْ يكن له ولد ذكر فحصل مقصوده (¬5). ¬
2824 - تخريجه: أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده كما في الإصابة في ترجمة جمرة الحنظلية =
= (4/ 260) عن طريق عطوان بن مشكان به. وأخرجه الدولابي في الكنى (2/ 119) من طريق أبي معمر القطيعي إلّا أنه قال: حمزة الحنظلي فجعله رجلًا. والصحيح أنها امرأة كما في الإصابة ولفظه "أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ما وردت عليه إبل الصدقة فمسح رأسي ودعا لي بخير".
الحكم عليه: الحديث حسن بهذا الإسناد لأنّ عطوان بن مشكان لا بأس به كما قال الحافظ نقلًا عن ابن معين وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 265) هامش الإصابة في ترجمة جمرة الحنظلية روى عنها عطوان بن مشكان يختلف في حديثها ولا يصح من جهة الإسناد. وقال الحافظ: ليس فيه إلّا عطوان، وقد قال فيه ابن معين: لا بأس به. كان الحافظ يميل إلى تحسين الحديث، والله أعلم.
85 - باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة
85 - باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة 2825 - قال عبد: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي أوفى الأسلمي رضي الله عنه، قال: خرجت (¬1) إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وعمر رضي الله عنهما قعود (¬2)، فإذا غلام صغير يبكي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمر رضي الله عنه: ضُمَّ الصَّبِيَّ إِلَيْكَ فَإِنَّهُ ضَالٌّ، فَضَمَّهُ عُمَرُ رضي الله عنه إِلَيْهِ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ، إِذَا (¬3) امْرَأَةٌ تُولول، أظنه وتقول (¬4): وا بنيّاه، وَتَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نادوا (¬5) الْمَرْأَةَ فَإِنَّهَا أُمُّ الصَّبِيِّ (¬6)، وَهِيَ كَاشِفَةٌ عَنْ رَأْسِهَا لَيْسَ عَلَى رَأْسِهَا خِمَارٌ جَزَعًا عَلَى ابْنِهَا، فَجَاءَتْ حَتَّى قَبَضَتِ الصَّبِيَّ مِنْ حِجْرِ عمر رضي الله عنه، وهي تبكي، والصبي في حجرها فالتفتت، فلما رأت ¬
رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: واخزياه (¬7)، أَلَا أَرَى (¬8) رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَ ذَلِكَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ رَحِيمَةً بِوَلَدِهَا؟ فقال أصحابه رضي الله عنهم: بلى (¬9) يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كفى بهذه رحمة (¬10) فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لله تعالى أرحم بالمؤمنين (¬11) من هذه بولدها. ¬
2825 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 44 أ) وقال: هذا الإسناد ضعيف؛ أبو الورقاء متروك. والحديث في مسند عبد بن حميد (187)، (530).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند موضوع لأنّ أبا الورقاء متهم. وقد ورد معناه مختصرًا من حديث أنس رضي الله عنه، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأناس من أصحابه، وصبي بين ظهراني الطريق، فلما رأت أمه الدواب خشيت على ابنها أن يوطأ فسعت والهةً فقالت: ابني ابني فاحتملت ابنها، فقال القوم: يا نبي الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا، والله لا يلقي الله حبيبه في النار. أخرجه الحاكم (4/ 177)، وأحمد في المسند (3/ 104) كلاهما من طريق حميد، عن أنس به. =
= وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وهو كما قالا. وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما "قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سبي فإذا امرأة من السبي تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته" فقال لنا النبي -صلى الله عليه وسلم-: أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا، وهي تقدر أن لا تطرحه. فقال: (الله أرحم بعباده من هذه بولدها). رواه البخاريُّ في صحيحه (الفتح 10/ 426: 5999) ومسلم في صحيحه في التوبة (4/ 2108: 2754).
2826 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (¬1) بْنُ وَاقِدٍ، حدّثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فِي سَفَرٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ فَرْخَ عُصْفُورٍ فَجَعَلَ الْعُصْفُورُ يَقَعُ عَلَى رِحَالِهِمْ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُرَدَّ عليه فرخه، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: لله أرحم بعبده من هذا العصفور بفرخه. ¬
2826 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (45/ 7 أ) وقال: ضعيف لضعف عبد الرحمن بن واقد. وفي مختصر الإتحاف 7/ 211: عبد الرحيم بن واقد وهو ضعيف.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لضعف عبد الرحمن بن واقد. لأنه سيّء الحفظ. وللحديث شواهد كثيرة بمعناه يتقوى بها الحديث. منها حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمّرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمّرة فجعلت تفرش، فجاء النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَنْ فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها ... ". رواه الحاكم في المستدرك في الذبائح (4/ 239) وأبو داود في الجهاد، باب في كراهية حرق العدو بالنار (3/ 125)، ورواه هناد في الزهد، باب الرحمة (2/ 620: 1337) ثلاثتهم من طريق الشيباني عن الحسن بن سعد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أبيه به واللفظ لأبي داود. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وصححه أيضًا الألباني في الصحيحة (برقم 25). ورواه أحمد في المسند (1/ 404) والبخاري في الأدب المفرد، باب أخذ =
= البيض من الحمرة (1/ 471: 382) كلاهما من طرق عن المسعودي، عن الحسن بن سعد به. ومنها حديث عمر بن الخطّاب قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان في بعض مغازيه فبينما هم يسيرون إذا أخذوا فرخ طير فأقبل أحد أبويه حتى سقط في أيدي الذي أخذ الفرخ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ألا تعجبون لهذا الطير أخذ فرخه فأقبل حتى سقط في أيديهم والله، الله أرحم بخلقه من هذا الطير بفرخه. قال الهيثمي في المجمع (10/ 386)، رواه البزّار من طريقين، ورجال أحدهما رجال الصحيح. ومنها حديث عامر الرامي رضي الله عنه، فذكر الحديث بمعناه في وسط قصة طويلة وفي آخره "فوالذي بعثني بالحق، لله أرحم بعباده من أم الأفراخ بفراخها، ارجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن وأمهن معهن فرجع بهذا". رواه أبو داود في أول كتاب الجنائز (3/ 469) وفي إسناده مجهول. قال ابن حجر في التقريب في ترجمة عامر الرامي: صحابي له حديث يروي بإسناد مجهول. ويعني بذلك هذا الحديث. ومنها حديث أبي الأزهر الذي سيأتي بعد حديث رواه الحارث عن طريق ابن لهيعة وهو ضعيف، ولكن حديثه صالح للجبر.
الحكم عليه: الحديث بشواهده صحيح بدون شك وذلك أن بعض طرقه صحيحة لذاتها وبعضها حسنة وبعضها ضعيفة لكنها تنجبر.
2827 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر (¬1) بن أبان، حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمَّد عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سنان (¬2) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَضَعُ اللَّهُ رحمته إِلَّا عَلَى رَحِيمٍ" قَالُوا. يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّنَا يَرْحَمُ، قَالَ: لَيْسَ بِرَحْمَةِ أَحَدِكُمْ خَاصَّةً حتى يرحم الناس كافة (¬3). ¬
2827 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 6 ب). وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 190)، وعزاه إلى أبي يعلى، وقال: رجاله وثقوا إلّا أن ابن إسحاق مدلس. ورواه هناد في الزهد (2/ 616)، باب الرحمة (1325)، قال: حدّثنا عبدة عن محمَّد بن إسحاق به بنحوه. ورواه الطبراني في مكارم الأخلاق فصل الرحمة (ص 55: 40) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، ثنا محمَّد بن إسحاق به بنحوه. ورواه البيهقي في الشعب، باب رحمة الصغير وتوقير الكبير (7/ 479: 11060) مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ محمَّد بن إسحاق به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، فيه عنعنة محمَّد بن إسحاق وهو كثير التدليس عن الضعفاء والمجاهيل. وله طريق آخر عن أنس رواه البيهقي في الشعب (7/ 479)، باب رحمة الصغير، (ح 11059)، ورواه أيضًا في الأدب (ص 52: 44) من طريق محمَّد بن =
= سليمان المصيصي "لوين"، حدّثنا عبد المؤمن السدوسي عن الخشن السدوسي، عن أنس بن مالك بلفظ "لا يدخل الجنة منكم إلّا رحيم"، قالوا: يا رسول الله كلنا رحيم، قال: "ليس رحمة أحدكم نفسه وأهل بيته، حتى يرحم الناس" فيه الخشن السدوس لم أجد له ترجمة. وللحديث شواهد، منها: - حديث أبي موسى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: فذكر حديثًا، ثم قال: "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تراحموا"، قالوا: كلنا رحيم، قال: "إنه ليس رحمة أحدكم أصحابه، ولكنها رحمة عامة العامة". رواه النسائيُّ في الكبرى كما في الإتحاف (4/ ق 6) من طريق الليث بن سعد، عن ابن الهادي، عن الوليد بن هشام، عن الحسن البصري، عن أبي موسى الأشعري. ورواه ابن أبي عمر كما في الإتحاف (4/ 6) عن الدراوردي، عن ابن الهادي. ورواه الطبراني كما في المجمع (8/ 189) وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. - ومنها حديث أبي صالح الحنفي، رواه أحمد في الزهد (ص 544: 2338) عن أبي معاوية، حدّثنا الأعمش عن أبي راشد، عن أبي صالح الحنفي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ... فذكره بمعناه. قلت: هذا حديث مرسل لأنّ أبا صالح الحنفي تابعي وليس بصحابي، ورجاله ثقات. ومنها حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "لن يلج الجنة إلّا رحيم" فقال بعض أصحابه: كلنا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والباقي نحوه رواه ابن الجوزي في الحدائق (3/ 104) من طريق يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة. قلت: يحيي بن عبيد الله متروك.
الحكم عليه: الحديث بهذه الشواهد حسن لغيره.
2828 - وقال الحارث: حدّثنا بشر بن عمر (¬1)، حدّثنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي الأزهر قال: إن رجلًا مرّ بفرخي طير على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُوهُمَا يَحُومُ عَلَيْهِمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أخذت هذين الفرخين وأبوهما يحوم عليهما أَلَا تَرَكْتَ لَهُ أَحَدَهُمَا فَتَقَرَّ بِهِ عَيْنُهُ. ¬
2828 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 7 أ). وهو في بغية الباحث (ص 1114: 905).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة. ولكن للحديث شواهد كثيرة من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وحديث عامر الرامي وحديث رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وغيرهم. وكل هذه الأحاديث سبق تخريجها قبل حديث عند تخريج حديث أبي عمر والشيباني عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. وذكرت هناك أن الحديث صحيح بشواهده، وعلى هذا فالحديث حسن لغيره. وبمجموع الأحاديث فالمتن صحيح لغيره.
2829 - حدّثنا عبد الرحيم بن واقد، حدّثنا عبد الغفور بن عبد العزيز، (ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ) (¬1) عَنْ أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ تعالى ليرحم عبده المؤمن يوم القيام برحمته العصفور". ¬
2829 - الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وفيه ثلاث علل. الأولى: عبد الرحيم وهو ضعيف. والثانية: عبد الغفور بن عبد العزيز وهو ضعيف جدًا حتى قال ابن حبّان: كان ممن يضع الحديث على الثقات. والثالثة: أبو عبد الغفور لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل. وقد ورد بسند صحيح موقوفًا على مطرف بن عبد الله بن الشخير. أخرجه وكيع في الزهد (3/ 808: 497)، قال: حدّثنا قرة بن خالد عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أبي العلاء، عن أخيه مطرف قال: إن الله يرحم برحمة العصفور وزاد: قال: وأصاب مطرف حمرة فأرسلها قال: أتصدق بك اليوم على فراخك. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (8/ 340: 5414) عن طريق وكيع به بلفظه بدون الزيادة. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 210) عن طريق بكر بن بكار، قال ثنا قرة بن خالد به بلفظ وكيع مع الزيادة. ملحوظة: وفي الحلية -المطبوع- "قرة عن خالد" وهذا تحريف، بل هو قرة بن خالد. وهذا المقطوع صحيح ورواته كلهم ثقات.
86 - باب الإحسان إلى الرقيق
86 - بَابُ الإِحسان إِلَى الرَّقِيقِ 2830 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أبي مريم الْغَسَّانِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُجَاشِعِ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنِ ابْتَاعَ شيئًا من الخدم (¬1)، فلم يوافق (¬2) شيمته شِيمَتَهُ (¬3)، فَلْيَبِعْ وَلْيَشْتَرِ حَتَّى يُوَافِقَ شِيمَتُهُمْ شِيمَتَهُ فإن الناس شيم ولا تعذبوا عبد الله. [2] أخبرنا عيسى بن يونس عن أبي بكر بهذا الإسناد مثله، ولم يرفعه. ¬
2830 - تخريجه: الحديث بهذا السند ضعيف وفيه ثلاث علل. الأولى: عنعنة بقية بن الوليد وهو معروف بالتدليس عن الضعفاء والمجاهيل، ولكن تابعه عيسى بن يونس. الثانية: ضعف أبي بكر الغسّاني. =
= والثالثة: جهالة أبي المجاشع الأزدي. الرابعة: الاختلاف على الحديث في الوقف والرفع وهذا يزيده ضعفًا على ضعف. وللحديث شاهد بمعناه من حديث أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من لاءمكم من مملوككم فأطعموه مما تأكلون، واكسوه مما تلبسون، ومن لا يلائمكم منهم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله". رواه أبو داود في سننه في الأدب باب في حق المملوك (5/ 361) قال: حدّثنا محمَّد بن عمرو الأزدي، حدّثنا جرير عن منصور، عن مجاهد، مورق، عن أبي ذر. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في السنن (85/ 7). قلت: رجاله كلهم ثقات إلّا جرير بن عبد الحميد فهو ثقة صحيح الكتاب إلّا أنه كان يهم في آخر عمره. وقد تابعه سفيان عن منصور رواه أحمد في المسند (5/ 173) قال: حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا سفيان، عن منصور، به بلفظه. ورواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص 252: 720) من طريق سفيان، به. فحديث أبي هريرة صحيح، وعلى هذا فحديث الباب يكون حسنًا لغيره.
2831 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بكر المقدّمي، حدّثنا موسى (¬1)، حدّثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ (¬3)، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: اللَّهَ اللَّهَ في ملك أَيْمَانُكُمْ أَشْبِعُوا بُطُونَهُمْ، وَاكْسُوا ظُهُورَهُمْ وَأَلِينُوا لَهُمُ القول. ¬
2831 - تخريجه: وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 340) عن كعب بن مالك وعزاه إلى الطبراني. وقال: فيه عبيد الله، وعلي بن يزيد وهما ضعيفان وقد وثقا. ومن طريق أبي يعلى أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (ص 87: 321). وأخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 254) باب ذكر ما أوصى به الرسول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَرَضِهِ من طريق عبيد الله، به بلفظه مع زيادة في أوله إلّا أنه قال: عن أبي أمامة، عن كعب بن مالك، فجعله من مسند كعب لا مسند أبي أمامة. وأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 41: 89) من طريق عبيد الله بن زحر، به بلفظه في آخر حديث طويل فجعله أيضًا من مسند كعب بن مالك.
الحكم عليه: الحديث ضعيف بهذا السند فيه ثلاث علل: الأولى: عبيد الله بن زحر، وهو وإن كان صدوقا في نفسه إلّا أنه يخطئ كثيرًا، وقد أنكر حديثه هذا غير واحد من العلماء. الثانية: علي بن يزيد، وهو ضعيف جدًا حتى قال عنه النسائيُّ: ليس بثقة. =
= الثالثة: القاسم بن عبد الرحمن، فمعظم مروياته مناكير حتى قال عنه ابن حبّان: يروي عن الصحابة المعضلات. وأيضًا أنه جعل مرة من مسند أبي أمامة ومرة من مسند كعب بن مالك وهذا يدلّ على عدم الضبط. الرابعة: الاختلاف على إسناده. وقد رمز له بالضعف السيوطي في الجامع الصغير (1/ 89) وقال الألباني: في ضعيف الجامع (2/ 353: 1260) ضعيف جدًا، وضعفه أيضًا العجلوني في الخفاء (1/ 220). وللحديث شاهد بمعناه بالنسبة للشطر الأوّل منه من حديث علي رضي الله عنه قال: كان آخر كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت إيمانكم" أخرجه أبو داود (4/ 359: 5156) وابن ماجه (2/ 901: 2698) بدون "اتقوا الله". وإنما اعتبرت هذا -أي حديث علي بن أبي طالب- شاهدا لأنّ حديث أبي أمامة من جملة ما أوصى به الرسول -صلى الله عليه وسلم- في آخر حياته كما بينته رواية الطبراني وابن سعد، ولهذا بوّب ابن سعد لهذا الحديث باب ذكر ما أوصى به الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مرضه. أما الشطر الأخير من الحديث، فله شاهد بمعناه دون قوله: "وألينوا لهم القول" من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:"فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس". الحديث. أخرجه البخاريُّ (5/ 175) الفتح (2545).
2832 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هارون أخبرنا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ فَرْقَدٍ، عَنْ مُرَّةَ الطيِّب، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ الْمَمْلُوكُ إِذَا أَطَاعَ الله تعالى، وأطاع سيده.
2832 - تخريجه: أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 3: 7) وقال حدّثنا صدقة بن موسى وهمام، عن فرقد، به بلفظ "أول من يقرع باب الجنة عبد أدى حق الله وحق مواليه". ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في الحلية (ص 3/ 48). وأخرجه أحمد في المسند (1/ 4) قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: ثنا صدقة بن موسى، به بنحو رواية أبي داود الطيالسي مع زيادة في أوله. وقال: المملوكون. ومن طريق أحمد أخرجه ابن الجوزى في العلل (2/ 264: 1254) وقال: هذا حديث لا يصح وعلله بفرقد السبخي وصدقة، قال: والغلط من فرقد. وأخرجه أحمد أيضًا (1/ 7) عن يزيد بن هارون أخبرنا صدقة بن موسى، به بلفظِ: أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ الْمَمْلُوكُ إِذَا أَطَاعَ الله وأطاع سيده. مع زيادة في أوله. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 80: 88) عن طريق صدقة بن موسى، به وقال: "المملوك والمملوكة إذا أحسنا .. " الحديث.
الحكم عليه: الحديث ضعيف بهذا الإسناد فيه فوقد السَّبحي وهو سيّء الحفظ والراوى عنه صدقة بن موسى وهو ضعيف أيضًا إلّا أنه تابعه همام بن يحيي وهو ثقة. وقال البزّار: مرة لم يدرك أبا بكر بل قال ابن أبي حاتم وأبو زرعة: لم يدرك عمر ومن باب أولى لم يدرك أبا بكر، وأيضًا قد صرّح غير واحد من أهل المصطلح بأن أوهى أسانيد أبي بكر رضي الله عنه: صدقة عن فوقد، عن مرة. وللحديث شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: =
= "عرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنة" فذكر منهم "وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح سيده". رواه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 8: 224) وابن حبّان في صحيحه (6/ 254: 4292) والحاكم في المستدرك (1/ 387)، وأحمد في المسند (2/ 425)، وعبد بن حميد كلما في المنتخب (ص 422: 1446) خمستهم من طريق يحيي بن أبي كثير، عن عامر العقيلي، عن أبي هريرة، به. قلت: حديث أبي هريرة ضعيف وإن أخرجه ابن خزيمة وابن حبّان في صحيحيهما وعلته، عامر بن عقبة العقيلي، قال الذهبي في الميزان: لا يعرف، وقال ابن حجر: مستور. ولكنه يصلح لتقوية حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه. قد تابع العقيلي مجاهد عن أبي هريرة، أخرجه ابن عديّ في الكامل (2/ 19) من طريق بشير بن ميمون عن مجاهد، عن أبي هريرة، بنحوه. وهذا الطريق أضعف من الأولى، بشير بن ميمون متهم. لكن بمجموع هذه الطرق تدل على أن للحديث أصلًا، والله أعلم.
2833 - حدّثنا عباد بن عباد: حدّثنا عبد الله بن هلال، حدّثنا صَاحِبٌ لَنَا ثِقَةٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: مازال جبريل عليه السلام يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه سيجعل له (¬1) حدًا إذا بلغوا عتقوا. ¬
2833 - الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لضعف عبد الله بن هلال وجهالة شيخه. وللحديث شاهدان: الأوّل حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ومنه: "ما زال جبريل يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه يضرب له أجلًا أو وقتًا إذا بلغه عتقه". رواه البيهقي في السنن كتاب النفقات باب ما جاء في تأديبهم (85/ 11) وفي الشعب باب الإحسان إلى المماليك (6/ 369: 8554) من طريق الليث بن سعد، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن محمَّد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة. فقال البيهقي في الشعب: صحيح على شرط البخاريُّ ومسلم. ورمز له السيوطي بالحسن. قلت: الحكم عليه بأنه على شرط البخاريُّ ومسلم فيه نظر لأنه وإن كان صحيح السند لكنه شاذ أو منكر، وقد قال الألباني في الإرواء برقم (891) هي زياد شاذة أو منكرة، فقد رواه محمَّد بن رمح، به دونها أخرجه ابن ماجه ورواه يحيي بن سعيد، به دونها وكذلك لم ترد في حديث مجاهد عن عائشة ولا في شيء من طرق الصحابة الآخرين. انتهى. قلت: ولعل ترك الشيخين وغيرهما في الصحاح مع أن السند واحد من أجل شذوذ هذه الزيادة، فإن لم تكن هذه الزيادة شاذة فليس في الدنيا حديث شاذ. والشاهد الثاني حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: =
= "مازال جبريل عليه السّلام يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه يضرب به أجلًا ثم يعتقه". رواه ابن حبّان في المجروحين (1/ 235) في ترجمة الحسن بن علي الهاشمي ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (2/ 265: 1255) من طريق الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة. الحسن بن علي النوفلي الهاشمي، قال أبو حاتم: ليس بقوي منكر الحديث ضعيف الحديث روى ثلاث أحاديث أو أربعة ونحوها مناكير، قال الحاكم: يحدث عن أبي الزناد أحاديث موضوعة.
2834 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن يزيد، حدّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هانئ قال: أخبرني عمرو بن حريث رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (¬1): إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا خَفَّفْتَ عن خادمك من عمله، كان لك أجرًا في موازينك". ¬
2834 - تخريجه: هو في المنتخب (ص 119: 284). وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 242) وعزاه إلى أبي يعلى، وقال: عمرو هذا قال: ابن معين لم ير النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِنْ كَانَ كذلك فالحديث مرسل، ورجاله رجال الصحيح. ورواه أبو يعلى في مسنده (3/ 50: 1472)، حدّثنا أبو خثيمة، حدّثنا عبد الله بن يزيد، به وقال أيضًا، حدّثنا أحمد بن الدورقي، حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدثني سعيد بن أبي أيوب، به. ورواه ابن حبّان في صحيحه (6/ 255: 4293) من طريق أبي يعلى، به بلفظه ورواه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 214)، عن طريق الدورقي، به. ورواه البيهقي في الشعب باب الإحسان إلى المماليك (6/ 378: 8589) من طريق سعيد بن أبي أيوب، به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند رجاله ثقات رجال الصحيح ولكن اختلف في صحبة عمرو بن حريث، فالظاهر أن له صحبة، وعلى هذا فالحديث صحيح، وقد صحح الحديث ابن حبّان حيث ذكره في صحيحه.
2835 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أبو (¬1) جميع الهجيمي، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أعطى عليًا وفاطمة رضي الله عنهما غُلَامًا وَقَالَ: أَحْسِنَا إِلَيْهِ فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا (¬2). ¬
2835 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (4/ 241) وعزاه إلى أبي يعلى، وقال: رجاله ثقات. وعن أبي بكر بن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 113: 3383). وعن أبي يعلى أخرجه ابن عديّ في الكامل (6/ 174) في ترجمة محمَّد بن الحسن الأسدي وقال: وهذا بهذا الإسناد يرويه محمَّد بن الحسن، وهو يلقب بالتل وله غير ما ذكرت فرادات، وحدث عنه الثقات من الناس ولم أر بحديثه بأسًا.
الحكم عليه: الحديث ضعيف من أجل محمَّد بن الحسن الأسدي، والجمهور على ضعفه وحتى ابن عديّ الذي قال عنه: لم أر بحديثه بأسًا عدّ هذا الحديث من أفراده. وللحديث شاهد بمعناه من حديث أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أقبل من خيبر ومعه غلامان فقال علي رضي الله عنه: يا رسول الله اخدمنا، فقال: خذ أيهما شئت فقال: خِر لي، قال خذ هذا ولا تضربه فإني قد رأيته يصلي ... ورواه أحمد في المسند (5/ 258) قال ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة أخبرنا أبو غالب، عن أبي أمامة. =
= والحديث بهذا الشاهد حسن لغيره لأنّ رجال حديث أبي أمامة كلهم ثقات إلّا أبا غالب صاحب أبي أمامة فهو صدوق يخطئ فهو يجبر محمَّد بن الحسن الأسدي الذي يحتمل جدًا أن يحسن حديثه لوحده، فإذا انجبر بأبي غالب يكون حديثه بلا شك حسنًا لغيره.
2836 - حدّثنا (¬1) زهير بن حرب: حدّثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ (¬2) أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الطيب، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في المملوكين: أكرموهم كرامة أولادكم، وأطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون. ¬
2836 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (4/ 239) بزيادة في أوله وعزاه إلى أحمد وأبي يعلى. وهو في مسند أبي يعلى (1/ 94: 94) بسنده مع زيادة في أوله، وهي قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سيء الملكة قال: فقال رجل: يا رسول الله أليس أخبرتنا أن هذه الأمة أكثر الأمم مملوكين وأيتامًا، قال: فأكرموهم كرامة أولادكم، وأطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون. ورواه ابن ماجه في سننه (2/ 1217: 3691) وابن أبي عاصم في الزهد (ص 136: 272) كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة قال: أنا إسحاق بن سليمان الرازي أخبرنا مغيرة بن مسلم، عن فرقد السبخي، به بتمامه. ورواه أحمد في المسند (1/ 12)، قال: ثنا إسحاق بن سليمان قال: سمعت المغيرة بن مسلم، به بتمامه. وعن طريق أحمد رواه أبو نعيم في الحلية (4/ 164). ورواه أحمد أيضًا في المسند (1/ 7)، ثنا يزيد بن هارون أخبرنا صدقة بن موسى، به بتمامه. ورواه الترمذي في سننه (4/ 334: 1946) وعبد الرزاق في مصنفه =
= (11/ 456: 20993) كلاهما من طريق فرقد السبخي، به واقتصر على الجزء الأولى "لا يدخل الجنة سىء الملكة".
الحكم عليه: الحديث ضعيف بهذا السند، فيه فرقد السبخي وهو ضعيف، وقال البزّار: رواية مرة عن أبي بكر مرسلة، وقال ابن أبي حاتم وأبو زرعة: لم يدرك عمر قلت: فمن باب أولى أنه لم يدرك أبا بكر. أما الفقرتان الأخيرتان من الحديث وهما قوله: "أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون"، فلهما شاهد من حديث أبي ذر رضي الله عنه مرفوعًا "فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس"، رواه البخاريُّ في كتاب العتق (5/ 173: 2545).
87 - باب آداب الرسل
87 - باب آداب الرسل 2837 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الثَّقَفِيُّ (¬1) عَنْ أَيُّوبَ (¬2)، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَ (¬3) ابن عباس رضي الله عنهما: كنت مع أمير المؤمنين عمر (¬4) رضي الله عنه قال (¬5): اذهب فأعلمني مَنْ ذلك. قال (¬6): وكان رضي الله عنه إِذَا بَعَثَ رَجُلًا فِي حَاجَةٍ يَقُولُ: إِذَا رَجَعْتَ فَأَعْلِمْنِي مَا بَعَثْتُكَ (¬7) فِيهِ؟ وَمَا يُرَدُّ عَلَيَّ. فَقُلْتُ: إِنَّكَ أَمَرْتَنِي أَنْ أَعْلَمَ مَنْ ذاك، وإنه صهيب رضي الله عنه وإن معه أمة قال رضي الله عنه: فليلحق (¬8) بنا، وإن كانت معه أمة ... فذكر الحديث. ¬
2837 - تخريجه: القصة صحيحة عن عمر وهي على شرط مسلم، ولعدم ذكر متن القصة صعب عليّ تخريجها.
88 - باب إكرام الكبير
88 - بَابُ إِكْرَامِ الْكَبِيرِ 2838 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ (¬1) الثَّقَفِيِّ، عن الشعبي قال: إن جرير (¬2) بن يزيد بن جرير أتاه فألقى له وسادة، وعنده (¬3) مشيخة، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. ¬
2838 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 18). وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ و 2/ ب). ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف في الأدب باب الوسادة تطرح للرجل (8/ 398: 5637)، قال: حدّثنا وكيع عن سفيان، عن طارق، عن الشعبي، به بلفظه، وسقط من المصنف المطبوع "طارق" والصواب إثباته لدليل أن أبا داود روى عنه فذكره. وعن أبي بكر بن أبي شيبة رواه أبو داود في المراسيل باب الأدب (ص 347: 511). =
= ورواه أبو بكر أيضًا في المصنف (8/ 398)، عن عيسى بن يونس، عن أبيه، عن طارق به بلفظه مع ذكر سبب الحديث. ورواه البيهقي في الأدب (ص 192: 321)، من طريق طارق بن عبد الرحمن به.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأنه مرسل، ورجاله ثقات. وللحديث شواهد كثيرة منها حديث ابن عمر رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بلفظه. رواه ابن ماجه في الأدب وابن عديّ في الكامل في ترجمة سعيد بن سلمة (3/ 279)، والبيهقيُّ في السنن قتال أهل البغي باب ما على السلطان من إكرام وجوه الناس (8/ 168)، ثلاثتهم من طريق سعيد بن سلمة عن ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر. قلت: فيه سعيد بن مسلمة، قال البوصيري في المصباح وابن جرير: ضعيف. ومنها حديث جابر رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بلفظ "فإذا أتاه كريم قوم فليكرمه". رواه الحاكم في المستدرك في الأدب (4/ 291)، من طريق معبد بن خالد الأنصاري عن أبيه، عن جابر، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة. قلت: معبد وأبوه لا يعرفان. ومنها حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ بلفظه. رواه ابن أبي عديّ في الكامل في ترجمة حنين بن أبي حكيم (2/ 456)، عن طريق ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ حُنَيْنِ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عن صفوان بن سليم، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَابْنِ لهيعة سيء الحفظ. =
= وله طريق أخرى عن أبي سلمة رواها البزّار كما في كشف الأستار (2/ 402)، من طريق مزاحم بن العوام بن مزاحم، ثنا محمَّد بن عمر، عن أبي سلمة به. قال الألباني: مزاحم بن العوام لم أجد له ترجمة. ومنها حديث جرير بن عبد الله البجلي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وله عنه طرق: الأولى: فرواها ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ص 15: 71)، وأبو نعيم في الحلية 6/ 205)، كلاهما من طريق عون بن عمرو القيسي عن سعيد بن إياس الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يحيي بن يعمر، عن جرير. فيه عون بن عمرو القيس قال: البخاريُّ: منكر الحديث. والطريق الثانية أخرجها ابن عديّ في الكامل (2/ 396)، من طريق حصين الأحمس، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ، عن جرير به (وحصين بن عمر قال ابن حجر: متروك). والطريق الثالثة أخرجها الطبراني في الكبير (2/ 370: 2358)، من طريق الحسن بن عمارة، عن فراس، عن عامر، عن جرير به (والحسن بن عمارة متروك). وللحديث شواهد أخرى هي في الدرجة مثل ما ذكرت، وما ذكرته فيه كفاية. والحديث بهذه الشواهد يرتقي إلى الحسن لغيرة. وقد قال السخاوي: بهذه الطرق يقوى الحديث، وإن كان مفرداتها ضعيفة. وقال الألباني في الصحيحة برقم (1205) وبالجملة فلم أجد في هذه الطرق كلها ما يمكن الحكم عليه بالحسن فضلا عن الصحة غير أن بعض طرقه ليس شديد الضعف، فيمكن تقوية الحديث بها، وقد صحح بعضها الحاكم والعراقي. انتهى.
89 - باب الزجر عن إكرام المشركين
89 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ إِكْرَامِ الْمُشْرِكِينَ 2839 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي محمَّد الْقُشَيْرِيُّ عن أبي الزبير (¬1)، عن جابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُصافَح الْمُشْرِكُونَ (¬2) أو يكنوا أو يرحب بهم. ¬
2839 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (2/ ق 97). وعن طريق إسحاق رواه أبو نعيم في الحلية (9/ 236) وقال: غريب من حديث أبي الزبير تفرد به بقية عن القشيري.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، فيه محمَّد بن عبد الرحمن القشيري وهو متهم، وقد حكم عليه بالوضع الألباني في ضعيف الجامع الصغير برقم (6011). ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد (8/ 45)، مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لا تصافحوا اليهود والنصارى. قال الهيثمي: فيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف. فهذا وإن كان في أهل الكتاب، فالمشركون من باب أولى. =
= وروى البيهقي في السنن الكبرى كتاب آداب القاضي (10/ 136)، من طريق عمرو بن شمر عن جابر، عن الشعبي، عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله يقول: "لا تصافحوهم ولا تبدأوهم بالسلام ولا تعودوا مرضاهم، ولا تصلوا عليهم ولجوهم إلى مضايق وصغروهم كما صغرهم الله". وعمر بن شمر منكر الحديث، وقال البيهقي: وروي من أوجه أخرى أيضًا ضعيف عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي. والثابت عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هذا الباب أنه قال: "إذا لقيتم اليهود" -وفي رواية: أهل الكتاب- فلا تبدأوهم وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقها". رواه مسلم في صحيحه في السلام (4/ 1707: 2167) وأبو داود في الأدب باب السلام على أهل الذمة (5/ 383: 5205)، مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
90 - باب الرخصة في إكرام أكابرهم
90 - باب الرخصة في إكرام أكابرهم (110) فيه حديث علي رضي الله عنه في الأسقف (¬1). ¬
91 - باب إكرام الزائر
91 - بَابُ إِكْرَامِ الزَّائِرِ 2840 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ (¬1)، حدّثنا حَمَّادٌ عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: كُنَّا عند أبي سعيد رضي الله عنه يومًا فما شعرنا إذ دخل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فَرَأَيْتُهُ مُتَغَيِّرًا، وَهُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ، وَعَلَيْهِ أَثَرُ الغبار، فدعى له أبو سعيد رضي الله عنه بماء فتوضأ (¬2). ¬
2837 - الحكم عليه: الأثر بهذا السند حسن فيه بشر بن حرب وهو صدوق وباقي رجاله ثقات. ولم أقف له على تخريج.
92 - باب المزاح
92 - باب المزاح (111) حديث عائشة رضي الله عنها، في تلطيخها (¬1) وجه سودة رضي الله عنها، بالخزيرة (¬2)، يأتي إن شاء الله في مناقب عمر رضي الله عنه (¬3). ¬
2841 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَتْنَا عُليلة بِنْتُ الكُميت، حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَمِينَةُ أَنَّهَا حَدَّثَتْهَا أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ رَزِينَةَ عَنْ أُمِّهَا رَزِينَةَ (¬1) مَوْلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالت: (¬2) إن سودة (اليمانية) (¬3) جَاءَتْ عَائِشَةَ تَزُورُهَا، وَعِنْدَهَا حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ رضي الله عنهما، فجاءت سودةُ رضي الله عنها، فِي هيئةِ وَفِي حالةٍ حسنةٍ، عَلَيْهَا درعٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ، وَخِمَارٌ كَذَلِكَ، وَعَلَيْهَا نُقْطَتَانِ مثل العدستين (¬4) من صَبِر (¬5) وزعفران في موقيها، قالت: (عليلة) (¬6)، وأدركتُ النِّسَاءَ يتزينَّ بِهِ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها، يا أم المؤمنين يجيء رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَرَانَا ونحن قشفتان (¬7)، وهذه بيننا تبرق. فقالت رضي الله عنها: اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ، اتَّقِي اللَّهَ يَا حفصة قالت: لأفسدنَّ عليها زينتها، قالت رضي الله عنها: فافعلي، (قالت: ما تقلن) (¬8)، وَكَانَ فِي أُذُنِ سَوْدَةَ ثِقَلٌ، فَقَالَتْ لَهَا حفصة: يا سودة خرج الأعور (قالت: نعم) (¬9) ففزعت فزعًا شديدًا ¬
فجعلت تنتفض، قالت: أين أختبىء (¬10)، قَالَتْ: عَلَيْكِ بِالْخَيْمَةِ خَيْمَةٌ لَهُمْ مِنْ سَعَفٍ يطبخون فيها، فذهبت فاختبأت، وفيها القدر (¬11) وَنَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهما تضحكان لَا تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَتَكَلَّمَا مِنَ الضَّحِكِ، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: ماذا الضحك؟ ثلاث مرات، فأومأتا (¬12) بأيديهما (¬13) إلى الخيمة فذهب -صلى الله عليه وسلم-، فَإِذَا سَوْدَةُ تُرْعَدُ، فَقَالَ لَهَا: يَا سَوْدَةُ مالك؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَرَجَ الْأَعْوَرُ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: ما خرج، وليخرجن. ما خرج، وليخرجن. (ما خرج، وليخرجَنَّ) (¬14). ثم دخل -صلى الله عليه وسلم-فأخرجها، فجعل ينفض عنها الغبار ونسج العنكبوت. ¬
2841 - تخريجه: ذكره البوصيري (4/ 50 ب). وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 319)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني، وفيه من لم أعرفهم. وهو في مسند أبي يعلى (13/ 89: 7160). وأورده ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 208: 3438) ولم يذكر إسناده على غير عادته. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 278: 706)، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري به بنحوه.
الحكم عليه: [الحديث بهذا السند ضعيف جدًا فيه ثلاثة مجاهيل، ومعناه يدلّ على ضعفه.
93 - باب صفة قلب ابن آدم
ْ93 - بَابُ صِفَةِ قَلْبِ ابْنِ آدَمَ 2842 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني بَحِير (¬1) بن سعيد عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قَلْبُ ابْنُ آدَمَ مِثْلُ الْعُصْفُورِ يَتَقَلَّبُ فِي الْيَوْمِ سَبْعَ مرات. * إسناده حسن (¬2) لكنه منقطع. ¬
2842 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 57 ب). ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 116) في ترجمة خالد بن معدان وقال: وخالد لم يلق أبا عبيدة. ومن طريقه أيضًا أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (1/ 474: 755)، باب في الخوف من الله. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 307) كتاب الرقاق، قال حدّثنا أبو عبد الله الصفار، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني سويد بن سعيد، حدثني بقية بن الوليد به بلفظه، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. =
= وتعقبه الذهبي وقال: فيه انقطاع. ورواه الحاكم (4/ 329) بسنده السابق إلّا أنه حذف الواسطة بين سويد بن سعيد وخالد بن معدان، وهما بقية بن الوليد، وبحير بن سعيد.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف وعلته الانقطاع لأنّ خالد بن معدان لم يلق أبا عبيدة. وقد صرّح بذلك الحافظ ابن حجر في المطالب، والذهبي وأبو نعيم، ورجاله ثقات، وضعفه الألباني في الجامع الصغير (برقم 1908) ورمز له السيوطي بالضعف. وله شواهد بمعناه لكن دون تحديد التقلّب، منها حديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَثَلُ القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الريح ظهرًا لبطن". رواه أحمد، ثنا يزيد، قال أنا الجريري عن غنيم بن قيس عن أبي موسى الأشعري. ورواه ابن أبي عاصم في السنة، باب إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن (1/ 102: 227)، قال ثنا أبو بكر، ثنا يزيد بن هارون عن الجريري به. وقال الألباني في ظلال الجنة (برقم 227) إسناده صحيح على شرط مسلم. ومنها حديث المقداد بن الأسود، قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لقلب ابن آدم أسرع تقلبًا من القدر إذا استجمعت غليانًا. ورواه الحاكم في المستدرك في التفسير، باب تفسير سورة آل عمران (2/ 289) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 102: 226) كلاهما عن طريق ابن جبير، عن أبيه، عن المقداد بن الأسود. وقال الحاكم: هذا حديث على شرط البخاريُّ ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقال الألباني في ظلال الجنة (1/ 102): إسناده صحيح.
94 - باب حب الولد
94 - بَابُ حُبِّ الْوَلَدِ 2843 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ (¬1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: الْوَلَدُ ثَمَرَةُ القلب مجبنة مبخلة [محزنة] (¬2). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬3): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ (¬4) "بْنُ أبي شيبة" بهذا. ¬
2883 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 158) وعزاه إلى أبي يعلى والبزار، وقال: وفيه عطية العوفي وهو ضعيف وفيه زيادة لفظة: "محزنة". ذكره البوصيري في الإتحاف (2/ 147 ب). وعن أبي بكر أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 305: 1032) وفيه أيضًا زيادة لفظة: "محزنة". ورواه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 378: 1892)، باب ما جاء في الأولاد من كتاب البر والصلة من طريق عيسى بن المختار به بلفظ أبي يعلى. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف وعلته عطية العوفي وهو ضعيف سيء الحفظ وكذلك محمَّد بن أبي ليلى فهو سيّئ الحفظ. وللحديث شواهد منها حديث الأشعث بن قيس فذكر قصة ثم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إنهم لمبخلة مجبنة محزنة وإنهم لثمرة القلوب وقرة العين". رواه الحاكم في المستدرك في الذبائح (4/ 239) عن الحسن بن محمَّد بن إسحاق، ثنا أبو عاصم، ثنا سفيان عن الأعمش، عن خيثمة، عن الأشعث به. وقال الحاكم على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. ورواه أحمد في المسند (5/ 211) عن السريج بن النعمان، ثنا هشيم، أنبأنا مجالد عن الشعبي، ثنا الأشعث بن قيس به بلفظ "إنهم لمجبنة محزنة" ومجالد ضعيف. ورواه الطبراني في الكبير (1/ 107) من طريق ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ علي بن رباح، عن الأشعث به بلفظ "أما إن الأولاد مبخلة مجبنة محزنة" وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. ومنها حديث يعلى العامري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن الولد مبخلة مجبنة". رواه ابن ماجه في السنن في الأدب، باب بر الوالد والإِحسان إلى البنات (2/ 1209) قال حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَفَّانُ، ثنا وهب، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَيَثْمٍ عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلى العامري. وقال البوصيري في المصباح: إسناده صحيح رجاله ثقات. ومنها حديث خولة بنت حكيم عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الحسن والحسين قال:"إنكم لتبخلون وتجبنون وتجهلون وإنكم لمن ريحان الله". رواه الترمذي في البر والصلة، باب ما جاء في حب الأولاد (4/ 317: 1910) =
= عن ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة، قال سمعت ابن أبي سويد يقول: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: زعمت المرأة الصالحة خولة فذكره. ورواه أحمد في المسند (6/ 409) عن سفيان به، وقال الترمذي: لا نعرف لعمر سماعًا من خولة. حديث أبي سعيد الخدري حسن لغيره، أما متن الحديث فهو صحيح من حديث الأشعث ويعلى العامري كما سبق.
95 - باب الرؤيا
95 - باب الرُّؤْيَا 2844 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ (¬1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول (¬2): الرؤيا على ثلاث منازل، فمنها ما يحدث المرؤ نَفْسَهُ، وَلَيْسَتْ بِشَيْءٍ، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ من الشيطان الرجيم، وليبصق عن يَسَارِهِ فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَمِنْهَا بشرى من الله. ورؤيا المسلم جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى ذِي رَأْي نَاصِحٍ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا وليأول خيرًا. فقال عوف بن مالك رضي الله عنه لَوْ كَانَتْ حَصَاةً وَاحِدَةً مِنْ عَدَدِ الْحَصَى لكان كثيرًا. [2] أخبرنا يحيي بن واضح الأنصاري، حدّثنا محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ محمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أبي سلمة، عن أبي قتادة رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رؤيا فليعرضها على ذي ناصح فليقل خيرًا وليتأول خيرًا. قلت: رَوَاهُ النسائيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمُجْتَبَى وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حديث يحيي بن سعيد الأنصاري ¬
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ وَالزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بِأَصْلِ الْحَدِيثِ وَفِي هَذَا السِّيَاقِ زِيَادَةٌ لَيْسَتْ (¬1) عِنْدَهُمْ وَلَا عِنْدَهُمْ حَدِيثُ عَوْفِ بن مالك رضي الله عنه. ¬
2844 - تخريجه: حديث الباب ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 129/ ب).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، لعنعنة ابن إسحاق، وهو كثير التدليس عن الضعفاء والمجهولين فلا يحتج به إلّا ما صرّح بالتحديث. أما عبدة بن سليمان فقد تابعه محمَّد بن سلمة الباهلي عن ابن إسحاق وهو ثقة. فرواه النسائيُّ في عمل اليوم باب ما يفعل إذا رأى في منامه الشيء يعجبه (ص 265: 915)، قال أخبرني أحمد بن بكار قال: حدّثنا محمَّد وهو ابن سلمة، عن ابن إسحاق به بنحو رواية الطريق الأولى. ورواه البيهقي في الشعب فصل في الرؤيا (4/ 187: 4760)، من طريقين، عن محمَّد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ به مثله. وللحديث شاهد من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه بمعناه مختصرًا وليس فيه ما يتعلق بعرض الرؤيا على ذي ناصح ولفظه "إن الرؤيا ثلاث، منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ". رواه ابن حبّان في صحيحه في الرؤيا (7/ 614: 6010)، ورواه ابن ماجه في تعبير الرؤيا باب الرؤيا ثلاث (2/ 1285: 3907) وأبو بكر في المصنف في الإيمان =
= والرؤيا (11/ 75: 10556)، والطبراني في الكبير (17/ 64: 118)، كلهم من طريق يزيد بن عبيدة حدثني أبو عبيد الله مسلم بن مشكم، عن عوف بن مالك. وله شاهد آخر مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بمعناه إلّا ما يتعلق بالرؤيا وعرضها على ذي ناصح رواه مسلم في صحيحه في الرؤيا (4/ 1773: 2263)، من طريق أيوب السختياني عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. ورواه الترمذي في الجامع في الرؤيا باب تأويل الرؤيا (4/ 537: 2280)، من طريق قتادة عن محمَّد بن سيرين به، وزاد: وكان يقول: لا تقص الرؤيا إلّا على عالم أو ناصح، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. ورواه الدارمي في كتاب الرؤيا باب كراهية أن يعبر الرؤيا إلّا على عالم أو ناصح (2/ 51: 2153)، من طريق قتادة به واقتصر على قوله إنه كان يقول "لا تقصوا الرؤيا إلّا على عالم أو ناصح". قلت: وعلى ما سبق يتبين أن الحديث بجميع فقراته صحيح من حديث عوف وأبي هريرة فيعلم من هذا أن حديث أبي قتادة ينجبر بالشاهدين فيكون حسنًا لغيره. أما أصل الحديث الذي أشار إليه الحافظ هنا بقوله: "وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سعيد الأنصاري ومحمد بن عمرو ... إلخ". رواه البخاريُّ في التعبير (12/ 430: 7044)، من طريق عبد ربه، ورواه وأيضًا (12/ 368)، عن طريق يحيي بن سعيد ومن طريق عبيد الله بن أبي جعفر ومن طريق ابن شهاب الزهري. ورواه مسلم في كتاب الرؤيا (4/ 1771)، من طريق الزهري ومحمد بن عمرو بن علقمة ويحيى بن سعيد وعبد ربه بن سعيد. ورواه أبو داود في الأدب (5/ 284: 5021). ورواه الترمذي في كتاب الرؤيا (4/ 535: 2277)، كلاهما من طريق يحيي بن سعيد كلهم عن أبي سلمة عن أبي قتادة بأصل الحديث.
2845 - وقال (¬1) إسحاق: أخبرنا أبو عامر الْعَقَدِيُّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سُلَيْمَانُ وَهُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قَالَتْ صَفِيَّةُ حَيْثُ كَانَتْ فِي أَهْلِهَا: رَأَيْتُ كَأَنِّي وَهَذَا الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ وَمَلَكٌ يُسَيِّرُنَا (¬2) بِجَنَاحِهِ فَرَدُّوا عَلَيْهَا رُؤْيَاهَا وَقَالُوا لَهَا قولًا شديدًا. ¬
2845 - تخريجه: أخرجه إسحاق في مسنده (4/ 260: 2086) بهذا الإسناد والمتن. وانظر الإصابة (4/ 338) فقد ذكر لها منامات أخرى.
الحكم عليه: رجاله ثقات إلّا أنه مرسل حميد بن هلال لم يسمع من صفية. [سعد].
2846 - قَالَ مُسَدَّدٌ (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬2) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيّب قال: إن عائشة رضي الله عنها (قَالَتْ: لِأَبِي بَكْرٍ) (¬3) إِنِّي رَأَيْتُ ثَلَاثَةَ أَقْمَارٍ سقطن في حجرتي أو قال في حجري، فقال أبو بكر رضي الله عنه: خير، قال يحيي بن سعيد الأنصاري: فسمعت النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّهُ لَمَّا دُفِنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَيْتِ عَائِشَةَ رضي الله عنهما قال أبو بكر رضي الله عنه: هذا أحد أقمارك وخيرها. ¬
2846 - تخريجه: هذا الحديث ظاهره منقطع لأنّ سعيد بن المسيّب لم يسند القصة عن عائشة ولم يحضر هو وقت قول عائشة لأبيها هذا الكلام، وعلى هذا فهو منقطع، ولعل هذا هو السّر في فصل ابن حجر بين طريقي مسدّد والحميدي بأثر أبي بكر مع أن متن الحديث واحد، والإسناد من يحيي واحد، فكان المفروض كعادته أن يقول: قال الحميدي، حدّثنا سفيان عن يحيي به. وإنما لم يفعل ذلك لينبه على أن الحديث عند الحميدي مسند متصل، وعند مسدّد مرسل، وهذا ما ظهر لي والله أعلم. ملحوظة: تخريج الحديث مفصلًا والحكم عليه سيأتي عند طريق الحميدي المسندة (برقم 2848).
2847 - حدّثنا حماد بن زيد عن هشام (¬1) قال: سمعت محمَّدًا (¬2) يقول: كان أبو بكر رضي الله عنه أعبر (¬3) هذه الأمة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم-. ¬
2847 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 132 أ). ورواه ابن عبد البر في التمهيد (24/ 48)، من طريق مخلد بن حسين، عن هشام بن حسان، به بلفظ: "كان أبو بكر رضي الله عنه أبصر الناس بتأويل الرؤيا".
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح، ورجاله ثقات من رجال الصحيحين، وهذه الشهادة من محمَّد بن سيرين وهو معروف بتعبير الرؤيا لأبي بكر رضي الله عنه عند دالة على أن أبا بكر كان على قدر كبير في تفسير الرؤيا.
2848 - وقال الحميدي: حدّثنا سفيان قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بن المسيّب قال: قالت عائشة رضي الله عنها: رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حُجرتي، فسألت أبا بكر رضي الله عنه فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ يُدْفَنُ فِي بَيْتِكِ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ ثَلَاثَةٌ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ودفن، قال لي أبو بكر رضي الله عنه: يَا عَائِشَةُ هَذَا خَيْرُ أَقْمَارِكِ (¬1) وَهُوَ أَحَدُهَا (¬2). * صححه الحاكم من هذا الوجه وأخرجه أيضًا من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا. ¬
2848 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (7/ 188) وعزاه إلى الطبراني في الأوسط والكبير وقال: رجال الكبير رجال الصحيح. ورواه الحاكم في المستدرك في المغازي (3/ 60)، من طريق سفيان به مثله وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. ورواه مالك في الموطأ في الجنائز (1/ 232: 30)، عن يحيي بن سعيد أن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالت: رأيت ثلاثة أقمار. الحديث. وهذا منقطع بين يحيى بن سعيد وعائشة، لكن قال ابن عبد البر في التمهيد (24/ 48): رواه قتيبة بن سعيد عن مالك، عن يحيي بن سعيد بن المسيّب به. وقال ابن عبد البر في التمهيد أيضًا (24/ 48): قال أبو داود، وحدثنا أحمد بن عمر بن السرج وحدثني أبي بن عياض، عن يحيي بن سعيد قال سمعت سعيد بن المسيّب به بنحوه. =
= ورواه الطبراني في الكبير (23/ 47: 126)، من طريق يحيي بن سعيد به.
الحكم عليه: الحديث بإسناد الحميدي صحيح على شرط الشيخين، وقد صححه الحاكم والذهبي، لكنه موقوف. وله طريق أخرج عن عائشة رضي الله عنها أخرجها الطبراني في الكبير (23/ 48: 127)، من طريق محمَّد بن سلمة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أو محمَّد بن سيرين، عن عائشة بنحوه، والصواب أنه محمَّد بن سيرين عن عائشة. رواه ابن عبد البر في التمهيد (24/ 48)، من طريق مخلد بن حسن، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين قال: رأت عائشة. قال ابن عبد البر: ومحمد لم يسمع عن عائشة إلّا أن مرسلاته صحيحة. وقد روي الحديث مرفوعًا بحيث يكون التعبير من النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد رواه الطبراني (23/ 48: 128)، من طريق عمرو بن سعيد الأبح، عن سعيد بن أبي عروبة، عن جنادة، عن الحسن، عن أبي بَكْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: هل أحد منكم رأى رؤيا فقالت عائشة يا رسول الله: رأيت ثلاثة أقمار ... فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إن صدقت رؤياك دفن ... الحديث. قلت: هذا حديث ضعيف فيه عمر بن سعيد الأبح قال الذهبي: منكر الحديث. أما حديث أنس الذي أشار إليه ابن حجر فقد أخرجه الحاكم في المستدرك (ح 3/ 60)، من طريق عمر بن حماد بن سعيد الأبح عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه بنحو رواية أبي بكر المرفوعة. فيه عمر بن حماد بن سعيد وهو منكر الحديث، قاله ابن عدي. وعلى هذا لا يصح الحديث مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-بل الصحيح الوقف وأن التعبير عن أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
2849 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا، وَفِيهِ: "وَمَنْ تَحَلَّمَ مَا لَمْ يَحْلُمْ كَانَ كَمَنْ شهد الزور، وَكُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (¬1) أَنْ (¬2) يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ يعذب حتى يعقدهما ولا يعقدهما". ¬
2849 - تخريجه: أورده السيوطي في اللآلئ (2/ 361)، عن الحارث ابن أبي أسامة بطوله وقال نقلًا عن ابن حجر: موضوع.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند موضوع فيه ميسرة بن عبد ربه، وهو وضاع بإقراره. والقدر المذكور من الحديث صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما دون ذكر الخطبة ودون ذكر شهادة الزور. وحديث ابن عباس ولفظها من تحلم كاذبًا كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين ولن يعقد بينهما". أخرجه البخاريُّ (12/ 427: 7042)، في كتاب التعبير وأخرجه الترمذي في كتاب الرؤيا (4/ 538: 2283)، وابن ماجه (2/ 1289: 3918)، ثلاثتهم من طريق أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس به، واللفظ للترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. =
= وله شاهد آخر من حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه بنحو حديث ابن عباس. أخرجه الترمذي كتاب الرؤيا (4/ 538: 2281)، وأحمد (1/ 76)، والدارميُّ (2/ 50)، باب النهي عن أن يتكلم الرجل رؤيا لم يرها (ح 2151)، ثلاثتهم عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
2850 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ محمَّد الناقد، حدّثنا الخضر بن محمَّد الحراني، حدّثنا محمَّد بْنُ سَلَمَةَ عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، عن أبي الزناد (¬1)، عن الأعرج (¬2)، حدّثنا "سليمان بن عريب" (¬3) قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقول لابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: رُؤْيَا الْمُسْلِمِ (¬4) جزءٌ مِنْ أَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: من ستين، فقال أبو هريرة رضي الله عنه: فسمعني أَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويقول: من ستين (¬5)؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما: وَأَنَا أَقُولُ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه. قال عمرو بن النَّاقِدُ: قُلْتُ أَنَا وَأَصْحَابُنَا: فَهُوَ عِنْدَنَا إِنْ شاء الله العباس رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (¬6). [2] وقال البزّار: حدّثنا إبراهيم بن زياد، حدّثنا علي بن حكيم، حدّثنا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ "رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ تعالى وَجُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ قال: فحدثت ¬
بها ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال لي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: جزءٌ من خمسين جزءًا من النبوة.
2850 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 128/ ب). وأورده الهيثمي (7/ 175) وعزاه إلى الطبراني والبزار عن سليمان بن عريب، عن أبي هريرة، وقال: حديث أبي هريرة في الصحيح خاليًا من حديث العباس. والحديث في مسند أبي يعلى (12/ 632: 6706). والحديث في مسند البزّار كما في كشف الأستار (3/ 12: 2124). ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (5/ 356: 3209)، من طريق أبي مالك الجنبي عن محمَّد بن إسحاق به بلفظه. ورواه البخاريُّ في التاريخ الكبير (7/ 2)، عن عبيد بن يعيش، ثنا يونس بن بكير، أنا إسحاق، عن عبد الرحمن الأعرج به.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف وفيه علتان: الأولى: عنعنة ابن إسحاق وهو كثير التدليس عن الضعفاء والمجاهيل. الثانية: جهالة سليمان بن عريب. ولكن حديث أبي هريرة رضي الله عنه دون حديث العباس رضي الله عنه في الصحيحين، ولفظ حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "رؤيا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النبوة". رواه البخاريُّ في صحيحه في التعبير (12/ 373: 6988)، ومسلم في صحيحه في الرؤيا (4/ 1774: 2263)، وابن ماجه في التعبير (2/ 1282: 3894)، ثلاثتهم من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وللحديث شواهد كثيرة من حديث عبادة بن الصامت وغيره مع اختلاف =
= الروايات في الأعداد، فأقلها ستة وعشرون جزءًا وأكثرها ستة وسبعون جزءًا وبين ذا وذاك أعداد أصحها رواية ستة وأربعين ويليها السبعون. قال الحافظ في الفتح (12/ 365) ويمكن الجواب عن اختلاف الأعداد أنه وقع بحب الوقت الذي حدّث فيه النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
2851 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ (¬1)، حدّثنا سُفْيَانُ (¬2)، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: رؤيا الأنبياء حق ¬
2851 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 179) بلفظ "رؤيا الأنبياء وحي" وعزاه إلى الطبراني وقال: فيه عبد الله بن محمَّد بن أبي مريم وهو ضعيف.
الحكم عليه: الأثر ضعيف لأنه من بي واية سماك عن عكرمة وهي مضطربة. وفيه أيضًا أبو أحمد الزبيري يخطئ في حديث سفيان، وشيخه في هذا الحديث سفيان. وقد ورد مثله عن معاذ بن جبل في آخر حديث قال: ورؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم- حق، أخرجه أحمد في مسنده (5/ 233)، عن وهب بن جرير، عن أبيه قال سمعت الأعمش يحدث عن عبد الملك بن ميسرة، عن مصعب بن سعد أن معاذا ... فذكره، وإسناده صحيح. وعن طريق أحمد أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 310). وقد علق البخاريُّ في صحيحه في كتاب الوضوء (2/ 238: 138)، باب التخفيف من الوضوء، عن عبيد بن عمير قال: "رؤيا الأنبياء وحي"، وقال الحافظ في الفتح عند شرحه لهذا المعلق، قال: رواه مسلم مرفوعًا، ولم أقف على ذلك في صحيح مسلم حسب اطلاعي.
2852 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حدّثنا حَمَّادٌ (¬1) عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطفيل (¬2)، عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَعَنْ حَبِيبٍ وَحُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: بَيْنَا أَنَا أَنْزِعُ اللَّيْلَةَ، إِذْ (¬3) وَرَدَتْ (¬4) عَلَيَّ غَنَمٌ سُودٌ، وَغَنَمٌ عُفْرٌ (¬5) فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، فِيهِمَا ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يغفر له، ثم جاء عمر رضي الله عنه، فاستحال غربًا فملأ الحياض وأروى الوارد فَلَمْ أَرَ (¬6) عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ أَحْسَنَ نَزْعًا مِنْهُ فَأَوَّلْتُ (¬7) أَنَّ الْغَنَمَ السُّودَ الْعَرَبُ وَالْعُفْرَ العجم. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا محمَّد بن الفضل، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد، عن أبي الطفيل رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ غنمًا سودًا يتبعها (¬8) غنم عفر، فأوّلت السّود العرب والعفر العجم. ¬
2852 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (7/ 186) وعزاه إلى البزّار وقال: فيه علي بن زيد، =
= ثقة سيِّء الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 130 أ)، وقال: ضعيف لضعف يزيد. وهو في مسند أبي يعلى (2/ 198: 904). وهو أيضًا في مسند البزّار كما في كشف الأستار (3/ 15: 2130). ورواه أحمد في المسند (5/ 455)، قال: حدّثنا عبد الصمد، ثنا حماد بن سلمة به بنحو رواية أبي يعلى.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، لضعف علي بن زيد. وفقرات الحديث لها شواهد صحيحة. فأما ما يتعلق بأبي بكر وعمر، ونزعهما للدلو، فهذه الفقرة في الصحيحين وغيرهما مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبًا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف، والله يغفر له ضعفه ثم استحالت غربًا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن". رواه البخاريُّ في فضائل الصحابة باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: لو كنت متخذًا خليلًا (7/ 19: 3664)، ورواه مسلم في فضائل الصحابة (4/ 1860: 2392)، وأحمد في المسند (2/ 368)، ثلاثتهم من حديث أبي هريرة به، وزاد أحمد: فما رأيت من نزع عبقري أحسن من نزع عمر". أما ما يتعلق بالغنم العفر وتأويلها بالعرب والعجم، فله شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "رأيت غنمًا كثيرة سوداء خلت فيها غنم كثيرة بيض"، قالوا يا رسول الله فما أولته قال: "العجم" فذكر زيادة أخرى. رواه الحاكم في المستدرك (4/ 395)، مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن دينار عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قال الحاكم: صحيح على شرط البخاريُّ ولم =
= يخرجاه ووافقه الذهبي، وقال الألباني: وهو كما قالا، لولا أن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار تكلم فيه من قبل حفظه، قال الحافظ: صدوق يخطئ، ثم قال: فمثله يحسن حديثه أما الصحة فلا. ومنها حديث أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بمعنى رواية ابن عمر. رواه الحاكم في المستدرك في تعبير الرؤيا (4/ 395)، من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن ابن أبي ليلى، عن أبي أيوب رضي الله عنه، لكن التأويل من أبي بكر فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهكذا عبرها الملك بسحر. وسكت الحاكم والذهبي عنه. وله شاهد آخر مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "رأيت كأني أسقي غنمًا إذا خالطتهم غنم عفر ... "، فذكره بمعناه. رواه البيهقي في الدلائل (6/ 345)، من طريق ابن سيرين، عن أبي هريرة. ورواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 10)، عن طريق أبي صالح عن أبي هريرة. ورواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 9، 10)، عن عدة من الصحابة منهم حذيفة والنعمان بن بشير وجبير بن مطعم وأبو بكر كلهم رووا أصل الحديث.
2853 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا السَّكَنُ (¬1) بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا عمران بن حدير (¬2) عن أبي مجلز (¬3) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فقال: إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ، وَأَنِّي جَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثم قال: "بأي عين (¬4) كنت تنظر إلى رأسك إذا قُطِعَ قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا قَلِيلًا حتى توفي، فأولوا قطع رأسه موت النبي -صلى الله عليه وسلم-ونظره (¬5) اتباعه (¬6) سننه". ¬
2853 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 4/ ق 130 أ). وهو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 928).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأنه مرسل، والسكن بن نافع شبه المجهول. ولكن صح عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ حديث جابر رضي الله عنه أنه قال لأعرابي جاءه فقال: إني حلمت أن رأسي قطع فأنا أتبعه، فزجره النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام. رواه مسلم في الرؤيا (4/ 1776)، وابن حبّان في صحيحه (7/ 619: 1024)، والنسائيُّ في الكبرى (4/ 391: 7656)، ثلاثتهم عن قتيبة بن سعيد عن الليث، عن أبي الزبير، عن جابر. =
= ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (11/ 57)، باب ما قالوا فيما يخبر به الرجل من الرؤيا عن طريق أبي سفيان عن جابر. وبنحو رواية جابر رضي الله عنه رواه أبو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 266: 919)، وأبو بكر في المصنف في الرؤيا (11/ 57)، كلاهما من طريق عمرو بن سعيد، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هريرة.
انتهى (¬1) الجزء الأوّل من كتاب المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية جمع شيخنا الإمام العلامة شيخ الإِسلام خاتمة الحفاظ قاضي القضاة شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمَّد بن محمَّد بن حجر الكناني العسقلاني المصري الشافعي تغمده الله برحمته آمين. في يوم السبت من شهر ربيع الثاني [أحد شهور] (¬2) سنة خمس وسبعين وثماني مائة بمكة المشرفة والحمد لله وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا محمَّد وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وسلم. وحسبنا الله ونعم الوكيل (¬3). ¬
31 - كتاب الإيمان والتوحيد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّد وآله وصحبه وسلِّم ربِّ يسِّر يا كريم] (¬1) 31 - كتاب الإيمان والتوحيد 1 - باب تحريم دم مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ 2854 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حدّثنا أبان بن عبد الله البجلي، حدّثنا إبراهيم بن جرير عن جرير رضي الله عنه، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الْيَمَنِ، أُقَاتِلُهُمْ، وَأَدْعُوهُمْ، فَإِذَا قَالُوا: لا إله إلّا الله حرّمت عليّ دماءهم وأموالهم. ¬
2854 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 21 ب) وقال: رجاله ثقات لكنه منقطع. والحديث في مصنف ابن أبي شيبة بسنده ومتنه في الحدود (10/ 128 ح 8995) وأعاده في الجهاد (1/ 3792 ح 14055). وأخرجه ابن عديّ في الكامل (1/ 259) في ترجمة إبراهيم بن جرير البجلي، قال حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، ثنا هارون بن عبد الله، ثنا أبو نعيم "الفضل بن دكين"، به بلفظه. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا السند حسن لكنه منقطع، وإن كان في النفس من إبراهيم بن جرير شيء، ويتقوى بغيره. ومعنى الحديث صحيح بل متواتر من حديث أبي هريرة وغيره رضي الله عنهم، ولفظه "أمرت أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إلّا الله، فمن قال لا إله إلّا الله عصم مني ماله ونفسه إلّا بحقه، وحسابه على الله". أخرجه البخاريُّ في عدة مواضع من صحيحه منها الاستتابة (الفتح 12/ 275 ح 6924) ومسلم في الإيمان (1/ 52 ح 20) والنسائيُّ في الزكاة، باب مانع الزكاة (5/ 14 ح 2443) وأبو داود في الزكاة (2/ 198) وأحمد (1/ 19) كلهم عن طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أبي هريرة. والحديث متواتر كما قال السيوطي في الجامع الصغير، وقد ورد عن عدة من الصحابة بألفاظ متقاربة، يقطع الناظر بأن الحديث متواتر وسيأتي مزيد تخريج بعد حديثين عند تخريج حديث أبي هريرة عند الحارث.
2855 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى هو ابن "المختار" (¬1) عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إله إلّا الله وأني محمَّد رسول الله حَرم عليّ دمه إلّا لثلاثة: التَّارِكُ دينَه وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا (¬2) ظلمًا (¬3). ¬
2855 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 255) وعزاه إلى البزّار وقال: فيه محمَّد بن أبي ليلى وهو سيّء الحفظ. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 211) في الحدود، باب لا يحل دم مسلم إلّا بإحدى ثلاث. من طريق بكر بن عبد الرحمن به وقال: لا نعلمه عن جابر إلّا من هذا الوجه.
الحكم عليه: الحديث ضعيف بهذا السند وفيه علتان: الأولى: محمَّد بن عبد الرحمن وهو سيّء الحفظ. والثانية: فيه أبو الزبير وهو مدلّس في المرتبة الثالثة عند الحافظ ابن حجر وقد عنعن. =
= وللحديث شاهد من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بلفظ "لا يحل دم أمرىء مسلم يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ الله إلّا بإحدى ثلاث، الثيّب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة". أخرجه مسلم في القسامة، باب ما يباح به دم المسلم (3/ 1302 ح 1676). ورواه أبو داود في الحدود، باب الحكم فيمن ارتد (4/ 522 ح 4352). ورواه النسائيُّ في تحريم الدم، باب ذكر ما يحل به لم المسلم (7/ 90 ح 4016). وأخرجه الدارمي في السير، باب لا يحل دم رجل يشهد أن لا إله إلّا الله (2/ 138) كلهم من طريق الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله. وللحديث شاهد آخر من حديث أبي أمامة بن سهل وعبد الله بن عامر بن ربيعة عن عثمان بن عفان بمعناه مع ذكر قصة حصار عثمان رضي الله عنه. أخرجه النسائيُّ في التحريم، باب ما يحل به دم المسلم (7/ 91) وأحمد في مسنده (15/ 61) كلاهما من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن أبي أمامة. وللحديث شاهد آخر من حديث عائشة رضي الله عنها، "لا يحل دم امرئ مسلم ... " الحديث بمعناه أخرجه أبو داود (4/ 522 ح 4353) من طريق عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد بن عمير، عن عائشة. وأخرجه النسائيُّ في التحريم، باب ذكر ما يحل به دم المسلم (7/ 91 ح 4016) من طريق عمرو بن غالب، عن عائشة.
2856 - وبه عن جابر رضي الله عنه، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ لِي جَارًا مُنَافِقًا يصنع كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬1) أَيَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قال: عن قتل أولئك نهُيت. ¬
2856 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 21 ب). وذكره الهيثمي (1/ 29) وعزاه إلى البزّار وقال: في إسناده مساتير، ومحمد ابن أبي ليلى سيّء الحفظ. وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (4/ 121) في الفتن، باب ما يحرم دم العبد. قال حدّثنا محمود بن بكر عن أبيه "وهو بكر بن عبد الرحمن" به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث ضعيف بهذا السند، وفيه علتان: الأولى: محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى وهو سيّء الحفظ. الثانية: عنعنة أبي الزبير وهو مدلس. وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن عديّ أو رجل من الأنصار أو نفر من الأنصار حسبما ورد في المصادر ولفظ الحديث "إن النبي -صلى الله عليه وسلم- بينما هو جالس بين ظهراني الناس إذ جاءه رجل يستأذنه أن يسارّه فأذن له فساره في قتل رجل من المنافقين، فجهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكلامه وقال أليس يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: بَلَى يا رسول الله، فذكر بقية الحديث ثم قال: أولئك نهيت عن قتلهم". أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 163 ح 8688) عن معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، عَنْ عبد الله بن عديّ الأنصاري. وعنه أحمد أيضًا في مسنده (5/ 432). =
= ومن طريقه أخرجه ابن حبّان في صحيحه (7/ 584 ح 5940) في كتاب الجنايات. ومن طريقه أيضًا أخرجه الفسوي في المعرفة (1/ 262). ورواه مالك في الموطا في قصر الصّلاة (1/ 170 ح 84) مرسلًا. ولكن وصله ابن عبد البر في التمهيد بطرق عديدة. منها في التمهيد (10/ 150) من طريق روح بن عبادة، عن مالك، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، عَنْ رجل من الأنصار. ومنها في التمهيد (10/ 165) من أبي الوليد الطيالسي، عن الليث بن سعد، عن ابن شهاب به. ومنها أيضًا في التمهيد (10/ 165) من طريق إسماعيل بن أويس، عن أبيه، عن ابن شهاب به. ومنها في التمهيد (10/ 167) عن طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ محمَّد، عَنْ محمَّد بن أخي الزهري، عن عمه، عن عطاء بن يزيد به.
الحكم عليه: هذا الشاهد صحيح وله طرق متعددة ورجالها ثقات ولذا أخرجه ابن حبّان في صحيحه وعلى هذا يكون حديث الباب حسنًا لغيره.
2857 - وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا وَفِيهِ "أَلَا" (¬1) وَإِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأموالهم إلّا بحقها وحسابهم على الله عَزَّ وَجَلَّ (¬2). ¬
2857 - تخريجه: أورده السيوطي في اللآلئ (2/ 361) عن الحارث بن أبي أسامة بطوله وقال نقلًا عن ابن حجر: موضوع. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات عن طريق آخر، عن أبي سلمة وأورد جزءًا منه وقال: هذا حديث موضوع.
الحكم عليه: الحديث موضوع بهذا السند؛ فيه ميسرة بن عبد ربه. وهو وضاع ولكن متن الحديث دون ذكر الخطبة الطويلة صحيح عن أبي هريرة وغيره وهو حديث متواتر كما قال السيوطي في الجامع الصغير وغيره، ومثل هذا الحديث ما أغناه عن هذا السند المظلم ولكن هكذا شأن بعض المحدثين طلبًا للتكثّر أداهم إلى رواية كل ما هبّ ودبّ بغض النظر عن الرواة. وكما قلت: إن الحديث متواتر من حديث أبي هريرة وغيره من غير هذا الطريق بألفاظ متقاربة فحديث أبي هريرة ولفظ: "أمرت أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ =
= إلّا الله، فمن قال لا إله إلّا الله عصم مني ماله ونفسه إلّا بحقه، وحسابه على الله". أخرجه البخاريُّ في الاستتابة- باب قتل من أبى قبول الفرائض (الفتح 12/ 275 ح 6924) وأخرجه أيضًا في الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (13/ 250 ح 7284) وأيضًا في الجهاد، باب دعاء الناس إلى الإِسلام (الفتح 6/ 111 ح 2946)، ومسلم في الإيمان، [ح 20]. وأخرجه أبو داود في الزكاة (2/ 198) والنسائيُّ في الزكاة- باب مانع الزكاة (5/ 14 ح 2443) وأخرجه أحمد (1/ 19) كلهم من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عقبة، عن أبي هريرة به باللفظ المتقدم. ورواه مسلم في الإيمان (1/ 52 ح 21). والترمذي في الإيمان، باب ما جاء أمرت أن أقاتل الناس (3/ 5 ح 2606) كلاهما عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة بنحوه. الثاني: ابن عمر رضي الله عنه، ولفظه: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلّا بحق الإِسلام، وحسابهم على الله". أخرجه البخاريُّ (1/ 75 ح 25) في الإيمان، باب "فإن تابوا وأقاموا الصلاة - الآية، وأخرجه مسلم في الإيمان، باب الأمر بقتال النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (1/ 53 ح 22) كلاهما من طريق واقد بن محمَّد، عن أبيه، عن ابن عمر. الثالث: جابر بن عبد الله رضي الله عنه، بنحو رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه مسلم في الإيمان (1/ 52 ح 21)، باب الأمر بقتال النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ورواه الترمذي في تفسير سورة الغاشية (5/ 439 ح 3341)، وأحمد في مسنده (3/ 300) ثلاثتهم من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ. الرابع: أنس بن مالك ولفظه أمرت أن أقاتل المشركين حتى يشهدوا أَنْ لَا إِلَهَ =
= إلّا الله وأن محمدا عبده ورسوله فإذا شهدوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبده ورسوله، وصلوا صلاتنا واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبائحنا فقد حرمت علينا دماءهم وأموالهم إلّا بحقها أخرجه أبو داود في الجهاد (3/ 103 ح 2641) والترمذي في الإيمان (5/ 4 ح 2608) ورواه أحمد (3/ 199) ثلاثتهم من طريق عبد الله بن المبارك، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك. أما حديث ابن عباس فقد رواه الطبراني كما في المجمع (1/ 30) ورجاله موثقون غير إسحاق بن يزيد لم أعرفه. ملحوظة: وقد ورد الحديث عن عدد آخر من الصحابة غير من ذكرتهم، منهم طارق بن أشيم وأوس بن أوس وغيرهم واكتفيت بما ذكرته خشية الإطالة وعلى كل حال الحديث متواتر.
2 - باب فضلها
2 - بَابُ فَضْلِهَا 2858 - [1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الحسن بن موسى، حدّثنا شيبان عن منصور (¬1) عن شقيق (¬2) قال: لقي أبو بكر (¬3) طَلْحَةَ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ أَصْبَحْتَ وَاجِمًا؟ قال: لَا، إِلَّا كَلِمَةً سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-! يَقُولُ: إِنَّهَا مُوجِبَةٌ فَلَمْ أسأله عنها قال: لكني أعلمها، قال: ما هي؟ قال: لا إله إلّا الله. * هذا إسناد حَسَنٌ إِنْ كَانَ شَقِيقٌ سَمِعَهُ مِنْ طَلْحَةَ وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ (¬4). [2] فَقَدْ: قال إسحاق، أخبرنا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ حُدِّثت (¬5) أَنَّ أبا بكر لقي طلحة فذكر نحوه. ¬
2858 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 20) وعزاه إلى أبي يعلى، وقال: رجاله رجال =
= الصحيح إلّا أن أبا وائل لم يسمعه من أبي بكر. وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ ق 6 أ). ورواه أبو يعلى في المسند (1/ 99: 102)، قال حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور به.
الحكم عليه: الحديث: رواته كلهم ثقات، وقد قال ابن حجر: إِسْنَادُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَ شَقِيقٌ سَمِعَهُ مِنْ طَلْحَةَ، وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلّا أن أبا وائل لم يسمع من أبي بكر. وقد رويت هذه القصة مع أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما. رواه أبو يعلى في مسنده (1/ 21: 10)، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حدّثنا أبي عن صالح، عن ابن شهاب، حدثني رجل من الأنصار من أهل الفقه غير متهم أنه سمع عثمان بن عفان يحدث أن رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- حين تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حزنوا عليه حتى كاد بعضهم أن يوسوس فقال عثمان: فكنت منهم .. فقال أبو بكر: صدق عثمان وقد شغلك عن ذلك أمر قال: قلت: أجل قال فما هو، قال عثمان: توفي الله نبيه قبل أن أسأله عن نجاة هذا الأمر، قال أبو بكر: أنا قد سألت عن ذلك ... قلت: يا رسول الله! ما نجاة هذا الأمر؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من قَبِل مني الكلمة التي عرضت على عمي فردها فهي له نجاه". ورواه البزّار كما في كشف الأستار في الإِيمان (1/ 8: 1) من طريقين عن يعقوب بن إبراهيم به. وفي المطبوع من الكشف زيادة سعيد بن المسيّب وهو خطا مطبعي يقينًا كما يعلم من تعليق البزّار على الحديث. قلت: رجاله ثقات إلّا المبهم وقد وثقه الزهري ولكن توثيق المبهم غير مقبول. ورواه أبو يعلى في المسند (1/ 20: 9) وابن عديّ في الكامل (4/ 245) =
= كلاهما عن طريق عبد الله بن بشر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عثمان بن عفان بنحوه. قلت: ذكر سعيد بن المسيّب في هذا السند خطأ، ولذا قال أبو زرعة بعد أن سئل عن سند الحديث، هذا خطأ فيمن سمى سعيد بن المسيّب، والحديث حديث عقيل ويونس عن الزهري، عن رجل من الأنصار. وقال البزّار: لا أحسب إلّا أن عبد الله بن بشر هو الذي أخطا فذكر نحو كلام أبي زرعة. وهذه القصة حدثت أيضًا مع طلحة وعمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فرواه ابن حبّان في صحيحه (1/ 213: 205) من طريق شعبة، عن إسماعيل بن خالد، عن الشعبي، عن يحيي بن طلحة، عن أمه سعدى المرية قالت: مرّ عمر بن الخطّاب بطلحة بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: مالك مكتئبًا .. فذكر القصة. فقال: (أي عمر) "ما أعلمه إلا التي أراد عليها عمه ولو علم أن شيئًا أنجى له منها لأمره". ورواه ابن خزيمة في التوحيد (2/ 794: 519) من طريق شعبة، عن إسماعيل قال: سمعت الشعبي يحدث عن رجل، عن سعدى امرأة طلحة بن عبيد الله أن عمر بن الخطّاب. ورواه أحمد في المسند (1/ 28) عن عبد الله بن نمير، عن مجاهد، عن عامر الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سألت عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، يقول لطلحة بن عبيد الله فذكر. ورواه أحمد أيضًا في المسند (1/ 161) عن أسباط، ثنا مطرف عن عامر، عن يحيي بن طلحة، عن أبيه: قال: رأى عمر بن الخطّاب ثقيلًا، فذكره. قلت: حديث عمر بن الخطّاب مع طلحة بن عبيد الله، مضطرب الإسناد ولأن الرواة عن عامر الشعبي وهم إسماعيل بن أبي خالد، ومجاهد، ومطرف ثقات. لا يمكن ترجيح بعضهم على بعض، وهم مختلفون في الحديث على عامر. =
= فإسماعيل تارة روى عن الشعبي، عن يحيي، عن أمه؛ وتارة عنه، عن رجل، عن سعدى ومطرف كما عند أحمد روى عن الشعبي، عن يحيي، عن أبيه. وروى مجاهد عن الشعبي، عن جابر، وهذا اختلاف متباين لا يمكن الجمع وأنا أرى أن الحديث هو حديث أبي بكر مع طلحة لأنّ إسناده أمثل من غيره لولا الانقطاع في إسناده.
2859 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ قال: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ قَيْسٍ (¬1) قَالَ: قَدِمَ عُقْبَةُ بن عامر رضي الله عنه، على معاوية وهو بإيليا (¬2)، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ، فَطُلِبَ فَلَمْ يُوجَدْ، قال فأتيناه، فإذا هو يُصَلِّي فِي بَرَازٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قُلْنَا: جِئْنَا لنُحْدِث بِكَ عَهْدًا أو نقضي من حقك، قال رضي الله عنه: فَعِنْدِي جَائِزَتُكُمْ، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ: فَإِذَا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، قال: يَا ابْنَ عَامِرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يُصدِّق قَلْبُهُ لسانَه دَخَلَ من أي أبواب الجنة شاء". ¬
2859 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (2/ 253) وعزاه إلى أبي يعلى. والحديث في مسند أبي يعلى (1/ 73: 72).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وفيه علتان: الأولى: عبد الرحمن بن زياد وهو ضعيف. والثانية: مالك بن قيس وعمر بن عليّ لا أعرفهما. قلت: أرى أن ذكر أبي بكر رضي الله عنه، في الحديث من أوهام الرواة لا سيما عبد الرحمن الأفريقي المعروف بكثرة الأوهام وكذلك المجاهيل لدليل أن إسحاق بن راهويه أورد الحديث في مسند عمر ووافقه أهل الصحاح والسنن، وسيأتي =
= بعد حديث. ولأن القصة واحدة أي القدر المحذوف من حديث أبي يعلى، والمذكور في قصة عقبة مع عمر. والقدر المرفوع من الحديث له شواهد بمعناه من حديث عمر بن الخطّاب ولفظه "من مات يؤمن باللهِ واليوم قِيلَ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجنة الثمانية شئت". أخرجه مسلم (برقم 234) وغيره كما سيأتي بعد حديث. وله شاهد آخر من حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: من مات يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول الله موقنًا من قلبه دخل الجنة". رواه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 322: 1142).
2860 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ "أَيُّهَا النَّاسُ إن (¬1) من لقي الله تعالى، وَهُوَ (¬2) يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالب رضي الله عنه، فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُخْلِص بها، ألا يخلط معها غيرها؟ بيّن لنا حتى نعرفه، فقال -صلى الله عليه وسلم- حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا وَجَمْعًا لَهَا مِنْ غَيْرِ حلِّها، ورضا بها، وأقوام يقولون أقاويل الأحبار، ويعملون عمل الفجار (¬3)، فمن لقي الله عَزَّ وَجَلَّ، وليس فيه شيء مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله دخل الجنة. ¬
2860 - تخريجه: أورده السيوطي في اللآلئ (2/ 361) عن الحارث بن أبي أسامة بطوله، وقال نقلًا عن ابن حجر: موضوع. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 181) من طريق آخر عن أبي سلمة وأورد جزءًا منه وقال: هذا حديث موضوع.
الحكم عليه: الحديث موضوع بهذا السند وهو حديث طويل يوزعه الحافظ على حسب أبوابه. أما قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من لقي الله تعالى، وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مخلصًا، دخل الجنة". =
= هذه الفقرة من الحديث معناها صحيح، وقد تقدم في الحديث الذي قبله ما يشهد لمعناها. ويشهد لها أيضًا حديث جابر عن معاذ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مخلصا دخل الجنة. أخرجه ابن حبّان في صحيحه كما في الموارد (ص 30) في الإيمان (برقم 4). ورواه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 322: 1142) عن أنس، عن معاذ بن جبل بنحوه، ورواه أبو نعيم في الحلية (7/ 174) عن أنس، عن معاذ بن جبل مختصرًا. ويشهد أيضًا لمعناها حديث أبي ذر رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أتاني جبريل فبشّرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة" الحديث. أخرجه البخاريُّ في التوحيد (13/ 461) ومسلم في الإيمان (1/ 94: برقم 94).
2861 - وقال إسحاق: أخبرنا المؤمل (¬1)، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، قال: حدثني عمر رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ مَاتَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قِيلَ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجنة (¬2) الثمانية شئت. حديث عقبة عن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هذا السياق. (112) وتقدم حديث جابر رضي الله عنه في باب ذم الكبر في كتاب الأدب (¬3) ¬
2861 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (1/ 16) وعزاه إلى أحمد، وقال: فيه شهر بن حوشب، وقد وثق. ورواه أحمد في مسنده (1/ 16)، قال ثنا مؤمل به بلفظه ..
الحكم عليه: الحديث ضعيف بهذا السند، وفيه مؤمل وشهر بن حوشب وهما ضعيفان سيئا الحفظ. أصل الحديث كما أشار إليه ابن حجر في الصحيح وغيره بغير هذا السياق. رواه مسلم في صحيحه (1/ 209) في الطهارة، باب الذكر المستحب عقب الوضوء (ح 234)، حدّثنا محمَّد بن حاتم بن ميمون، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا معاوية بن صالح. عن ربيعة يعني بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عقبة بن عامر. =
= وحدثني أبو عثمان عن جبير بن نفير، عن عقبة بعد ذكر قصة قال: قال عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يَقُولَ: (أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء". وأخرجه أبو داود في سننه (1/ 118) في الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا توضأ عن أحمد بن سعيد الهمداني، عن ابن وهب، عن معاوية بن صالح به بلفظه. وأخرجه الترمذي في الطهارة (1/ 78)، باب فيما يقال بعد الوضوء، من طريق زيد بن حباب، عن معاوية به بلفظه مع زيادة "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. ورواه النسائيُّ في الطهارة (1/ 92)، باب القول بعد الفراغ من الوضوء (ح 148) من طريق زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح به بلفظه دون ذكر القصة. ورواه ابن ماجه في الطهارة (1/ 159)، باب ما يقال بعد الوضوء (470) عن عن طريق أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء البجلي، عن عقبة بن عامر بلفظه. وأخرجه الدارمي في سننه في الطهارة (1/ 147)، باب القول بعد الوضوء (ح 722) من طريق زهرة بن معبد، عن ابن عمه، عن عقبة.
2862 - وقال إسحاق: أخبرنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا إسرائيل (¬1) عن أبي إسحاق (¬2)، عن سعيد بْنِ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذُ بن جبل رضي الله عنه اليمن، فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إليكم أن تعبدوا الله تعالى، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تُطِيعُونِي لَا آلوكم خيرًا وإن المصير إلى الله تعالى، وإلى الجنة والنار إقامة بلا (¬3) ظَعْنٌ (¬4)، وَخُلُودٌ بِلَا مَوْتٍ. * (هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ). ¬
2862 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 14 ب) وقال: إسناده صحيح.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند صحيح وقد صححه ابن حجر هنا. وله طريق أخرى. فرواها البزّار كما في كشف الأستار (4/ 267: 3688)، قال حدّثنا العباس بن جعفر، ثنا إبراهيم بن شماس، ثنا مسلم بن خالد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي حسين، عن ابن سابط -يعني عبد الرحمن- قال: قام فينا معاذ بن جبل فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إليكم، اعلموا أن المعاد إلى الله ثم إلى الجنة أو إلى النار، =
= وإنه إقامة لا ظعن، وخلود لا موت، في أجساد لا تموت. وقال البزّار: لا يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلّا بهذا الإسناد، قلت وما قاله البزّار بأنه ليس له طريق إلّا هذا غير سديد بل له طريق أخرى كما عند إسحاق. ورواه الخطيب في الموضح (2/ 43) من طريق بقية بن الوليد، حدّثنا حبيب بن صالح عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي به بلفظ البزّار.
2863 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ، حدّثنا أبي ح. [2] وقال البزّار، وحدثنا بشر بن آدم وزيد بن أخزم (¬1) قالا: حدّثنا الضحاك بن مخلد، حدّثنا مستور (¬2) بن عباد أبو همام، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وقال: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مَا تَرَكْتُ حَاجَةً وَلَا دَاجَةً (¬3) إِلَّا أَتَيْتُ قال -صلى الله عليه وسلم-: أَلَيْسَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ -ثَلَاثَ مراتٍ- قَالَ: نعم. قال: "ذاك يأتي على ذاك" لفظ عمرو. قال البزّار: لا نعلم روى مستور عن ثابت إلّا هذا. ¬
2863 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 147 أ). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 86) وعزاه إلى أبي يعلى والبزار بنحوه والطبراني وقال: رجالهم رجال الصحيح. وهو في مسند أبي يعلى (6/ 155: 3433). وهو في مسند البزّار كما في كشف الأستار (4/ ح 3067). ورواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (2/ 803: 526) عن زيد بن أخزم وإبراهيم بن المستمر قالا: ثنا أبو عاصم، به بنحوه. ورواه الطبراني في الصغير (2/ 93) عن محمَّد بن حفص العسكري، عن إبراهيم ابن المستمر، به بلفظه وقال: لم يروه عن ثابت إلّا مستور، تفرد به أبو عاصم. =
= ورواه البيهقي في الشعب (5/ 405: 7086) من طريق الضحاك، به بمعناه.
الحكم عليه: الحديث صحيح، ورجاله ثقات إلّا بشر بن آدم وهو صدوق تكلم فيه وقد تابعه زيد بن أخزم عن الضحاك بن مخلد وهو ثقة. وللحديث شواهد، منها: حديث عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- شيخ يدعم على عصا له، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ لِي غَدْرَاتٌ وَفَجَرَاتٌ فَهَلْ يُغْفَرُ لِي؟ فَقَالَ: أَلَسْتَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: بَلَى، وأشهد أنك رسول الله. قال: قد غفر لك غدراتك وفجراتك. رواه أحمد في المسند (4/ 385) عن سريج بن النعمان ثنا نوح بن قيس، عن أشعث بن جابر الْحُدَّانِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ. قلت: هذا إسناد حسن، نوح بن قيس وأشعث بن جابر صدوقان وسماع مكحول عن عمرو بن عبسة فيه نظر. وله شاهد آخر من حديث أبي طويل شطب ممدود رضي الله عنه أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: أرأيت رجلًا عمل الذنوب فذكره وفيه بعض الزيادة. رواه البزّار كما في كشف الأستار (4/ 79: 3244) قال حدّثنا محمَّد بن هارون أبو نشيط حدّثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان بن عمرو، ثنا عبد الرحمن بن جبير، عن أبي طويل شطب. ورواه الطبراني في الكبير (7/ 375 ح) من طريق صفوان بن عمرو، به. وقال الهيثمي في المجمع: رجال البزّار رجال الصحيح غير محمَّد بن هارون وهو ثقة. وله شاهد آخر من حديث سلمة بن نفيل بمعناه. رواه الطبراني في الكبير (7/ 61: 1361) من طريق ياسين الزيات عن أبي سلمة الحمص، عن يحيي بن جابر، عن سلمة بن نفيل. قلت: فيه ياسين الزيات قال فيه البخاريُّ: منكر الحديث.
2864 - [1] وقال ابن أبي عمر: حدّثنا مروان الفزازي عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: قال مروان بن الحكم لأيمن بن خريم (¬1)، أَلَا تَخْرُجُ فَتُقَاتِلُ مَعَنَا؟ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي وَعَمِّي شَهِدَا بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَهِدَا إليَّ (¬2) أَنْ لَا أقاتل أحدًا يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ جِئْتَنِي (¬3) بِبَرَاءَةٍ مِنَ النَّارِ قَاتَلْتُ مَعَكَ، قَالَ: اذْهَبْ فلا حاجة لنا فيك. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ذِحمويه (¬4)، حدّثنا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيُّ قَالَ: لَمَّا قَاتَلَ مَرْوَانُ الضَّحَّاكَ بْنَ قيس، أرسل إلى أيمن بن خريم الْأَسَدِيِّ فَقَالَ: إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تُقَاتِلَ مَعَنَا، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي وَعَمِّي شَهِدَا بَدْرًا فَعَهِدَا إليَّ أن لا أقاتل أحدًا يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ جِئْتَنِي ببراءة قاتلت معك، قال: اذهب، ووقع في نفسه (¬5) وشتمه، فأنشأ أيمن (¬6) ابن خريم يقول: "لست بقاتلِ (¬7) رَجُلًا يصلِّي ... عَلَى سلطانِ آخَرَ مِنْ قُرَيْشِ لَهُ سلطانُه وعليَّ إِثْمِي ... مَعَاذَ اللَّهِ مِنْ جهلٍ (¬8) وَطَيْشِ أَأَقْتُلُ مُسْلِمًا فِي غَيْرِ شيء (¬9) ... فلستَ بنافعي ما عشتُ عيشي" ¬
2864 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 21 أ) وقال: أيمن بن خزيم مختلف في صحبته. وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 299) وعزاه إلى أبي يعلى والطبراني: ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن يحيي رحمويه وهو ثقة. وللحديث طريقان طريق ابن أبي عمر وهي منقطعة لأنّ إسماعيل لم يدرك مروان. والثانية طريق أبي يعلى وهي موصولة. وإنما جمعت بين الطريقين لأنهما في الحقيقة طريق واحدة لأنّ إسماعيل بن أبي خالد أرسل عن الشعبي إن لم يكن سقوط الشعبي من الناسخ لدليل أن ابن عبد البر روى الحديث من طريق ابن أبي عمر فرواه موصولًا في ترجمة أيمن بن خزيم (1/ 89). ورواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 267: 852) من طريق عبد الله بن أبان، عن أبي أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، به بنحوه وذكر البيتين الأولين دون الثالث. ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 89) من طريق أبي معاوية الضرير عن إسماعيل ابن أبي خالد، به بمعناه.
تخريج طريق مطرف عن الشعبي التي أخرجها أبو يعلى. هو في مسند أبي يعلى (2/ 245: 947). ومن طريق أبي يعلى رواه ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 189). ورواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 267: 851) من طريق شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن مطرف، به بمعناه واقتصر على البيتين الأولين.
الحكم عليه: هذا الأثر له طرق عن الشعبي أصحها طريق أبو يعلى، ورجالها رجال الصحيح غير زكريا بن يحيي وهو ثقة.
2865 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الحميد، حدّثنا عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: "لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ، وَكَأَنِّي بِأَهْلِ لَا إِلَهَ إلّا الله ينفضون التراب عن رؤوسهم وَيَقُولُونَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَن.
2865 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 147 ب). وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 85) وعزاه إلى الطبراني في الأوسط. وعن أبي يعلى: أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 202) وقال: عبد الرحمن ليس بشيء في الحديث. وأخرجه بن عدي في الكامل (4/ 271). وأخرجه البيهقي في الشعب (1/ 111: 100). وأخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 266) كلهم من طريق يحيي الحماني، به بألفاظ متقاربة. وأخرجه الخطيب في تاريخه أيضًا (10/ 265) من طريق عبد الرحمن بن واقد بن عبد الرحمن بن زيد، به بنحوه. ورواه ابن النجار في الذيل (16/ 10) من طريق عبد الرحمن بن زيد، به. ومدار هذه الطرق على عبد الرحمن بن زيد وهو ضعيف جدًا. وله طريق أخرى وهي طريق بهلول بن عبيد عن سلمة بن كهيل، عن نافع، عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحشة في القبور ولا في النشور وكأني بهم وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم وَيَقُولُونَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ. أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 202) عن طريق بهلول، به بلفظه. وعنه ابن الجوزي في العلل (2/ 431) وقال ابن حبّان: وهذا حديث ليس يعرف =
= إلّا من حديث عبد الرحمن بن زيد، وبهلول بن عبيد شيخ يسرق الحديث لا يجوز الاحتجاج، به. وأخرجه ابن عديّ الكامل (2/ 65) من طريق بهلول، به بنحوه وقال: إن أحاديث بهلول ليست مما يتابعه الثقات عليها.
الحكم عليه: الحديث له طريقان الأولى فيها عبد الرحمن بن زيد وهو ضعيف جدًا. والثانية فيها بهلول بن عبيد وهو متهم وقد ضعف الحديث العجلوني في الخفاء (2/ 222)، والألباني في ضعيف الجامع (5/ 6) وقد حكم بعضهم على الحديث بالوضع، وهذا بالنسبة للطريق الذي فيه بهلول بن عبيد، وقد تقدم أنه يسرق الحديث ورمز له السيوطي بالضعف. وقد ورد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحشة في قبورهم كأني أنظر إليهم إذا انغلقت الأرض عنهم يقولون: (لا إله إلّا الله والناس تبع لهم). رواه ابن حبّان في المجروحين في ترجمة محمَّد بن سعيد الطائفي (2/ 168) والخطيب في التاريخ (5/ 305) كلاهما من طريق محمَّد بن الطائفي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما. قلت: هذا الشاهد ضعيف جدًا ومحمد بن سعيد الطائفي قال ابن حبّان: لا يحل الاحتجاج به بحال. وقال أبو نعيم روى عن ابن جريج خبرًا موضوعًا. انظر تهذيب (9/ 169). وعلى كل حال لا يصح في هذا الباب شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أنه لا يمكن الحكم على الحديث بالوضع، والله أعلم.
2866 - حدّثنا حسين بن الأسود: حدّثنا أَبُو أُسَامَةَ (¬1) حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي نافع بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا إله إلّا الله تمنع (¬2) العبد من سخط الله عَزَّ وَجَلَّ ما لم يؤثروا شفقة (¬3) دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ثُمَّ قالوا: لا إله إلّا الله عَزَّ وَجَلَّ: قال الله عَزَّ وَجَلَّ: كَذَبْتم. ¬
2866 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 280) وعزاه إلى البزّار وقال: إسناده حسن. وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ ق 147 أ). والحديث في مسند أبي يعلى (7/ 95: 4034) بسنده ومتنه. ورواه ابن أبي الدنيا في فضل التهليل (ص 32: 3). ورواه ابن عديّ في الكامل ترجمة عمر بن حمزة (5/ 20). ورواه البيهقي في الشعب (6/ 337: 10497) من طريقين، كلهم من طريق الحسين بن علي بن الأسود، به.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف فيه الحسين بن الأسود وعمر بن حمزة وهما ضعيفان. وقد ورد من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "لا تزال لا إله إلّا الله تدفع عن قائليها ما بالَوا قائلوها ما أصابهم في دينهم إذا سلم لهم دنياهم فإذا لم يبال =
= قائلوها ما أصابهم بسلامة دنياهم، فقالوا: لا إله إلّا الله، قيل لهم: لستم". رواه البزّار كما في الكشف (2384: 3619) من طريق عبد الله بن محمَّد ابن عجلان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وقال الهيثمي، هكذا رأيته في الأصل. فيه عبد الله بن محمَّد: منكر الحديث، يروي عن أبيه ما ليس من حديثه، وأبوه محمَّد بن عجلان اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. وقد ورد معناه من حديث عائشة رواه الطبراني كما في المجمع (7/ 280). وقال الهيثمي: فيه عمرو بن عبد الغفار وهو متروك.
2867 - حدّثنا عمرو بن الحصين، حدّثنا عبد الله بن عبد الملك، حدّثنا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ يَتْبَعْهُ يومَه ذنبٌ وَلَمْ يَسْبِقْهُ عملٌ". ¬
2867 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 147 ب). ولم أجد حديث أم هانئ إلّا من هذا الطريق. والحديث بهذا السند ضعيف جدًا فيه عمرو بن الحصين وهو متروك. ولكن المتن صحيح مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كل شيء قدير" في يوم مائة، كانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء إلّا أحد عمل أكثر من ذلك". رواه البخاريُّ في صحيحه في الدعوات (11/ 200)، باب فضل التهليل (6403). ورواه مسلم في صحيحه في الذكر والدعاء (4/ 2071)، باب فضل التهليل (ح 2691) من طريق يحيي بن يحيي عن مالك، عن سميّ مولى أبي بكر، عن ابن صالح السمان، عن أبي هريرة. وله شاهد آخر من حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رسول -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كل شيء قدير" كل يوم مائة مرة جاء يوم القيامة فوق كل عامل إلّا من زاد". رواه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 55: 119).
2868 - حدّثنا أحمد بن محمد بن أبي سلمة، حدّثنا محمد بن عزيز (¬1)، حدّثنا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ عَنْ عَقِيلٍ (¬2)، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه، بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إِذْ هَبَطَ ثَنِيَّةً، وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسِيرُ (¬3) وَحْدَهُ، فَلَمَّا اسْتَهَلَّتْ بِهِ الطريق ضحك، وكبّر فكبرنا لتكبيره ثم سار رَتْوة (¬4)، ثم ضحك وكبر فكبرنا لتكبيره ثُمَّ سَارَ [رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-] (¬5) رتوة (¬6) ثم ضحك، وكبر فكبّرنا لتكبيره ثم أدركناه -صلى الله عليه وسلم- فقال القوم: كبّرنا لتكبيرك، فلا ندري مم ضحكت؟ فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السلام لما استهليتُ، التفت إليَّ جبريل عليه الصلاة والسلام فقال: أبشر، وبشِّر أن مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له دخل الجنة وحُرِّم على النّار. ¬
2868 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 148). وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 27). ورواه ابن خزيمة في التوحيد (2/ 797: 520) عن محمَّد بن عزيز به بنحوه وزاد في آخره "فضحكت وكبرت ربي وفخرت بذلك لأمتي". ورواه ابن عديّ في الكامل (3/ 314) في ترجمة سلامة بن روح قال: ثنا النعمان بن هارون، قال: ثنا محمَّد بن عزيز به بنحوه وليس فيه "وحرم على النار". =
= ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 157: 17)، قال ثنا محمَّد بن زريق. ورواه ابن عديّ في الكامل (3/ 314)، ثنا الفضل بن عبد الله بن مخلد كلاهما عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرج، حدّثنا سلامة بن روح به. وقال الطبراني: لم يرو عن الزهري إلّا عقيل ولا عنه إلّا سلامة تفرد به أبو الطاهر.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، فيه سلامة بن روح فهو وإن كان مختلفًا فيه لكن هذه النسخة التي يرويها عن عقيل، عن الزهري ضعيفة. ولكن له طريق أخرى عن الزهري فرواه تمام في فوائده (1/ 191: 445) من ثلاثة طرق عن أبي بكر محمَّد بن عمرو بن نصر الحجاج، حدّثنا أبي عمرو بن نصر، عن أبيه نصر بن الحجاج، حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري به. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ ق 329) في ترجمة محمَّد بن عمرو، من طريق محمَّد بن هارون به. قلت: محمَّد بن عمرو وأبوه ليس لهما ذكر في كتب التراجم على حسب اطلاعي ولم يذكر ابن عساكر في محمَّد بن عمرو جرحًا ولا تعديلًا. وعلى أيّ حال فللحديث شاهد من حديث سهيل بن البيضاء عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: بينما نحن في سفر مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا رديفه فذكر القصة وقال: إن مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حرمه الله على النار، وأوجب له الجنة. أخرجه أحمد في المسند (13/ 451) عن قتيبة بن سعيد قال أنا أبو بكر ابن مضر، عن ابن الهاد، عن محمَّد بن إبراهيم، عن سعيد بن الصلت، عن سهيل. قال ابن أبي حاتم: سعيد بن الصلت روى عن سهيل بن بيضاء مرسلًا. الجرح (4/ 43)، تعجيل (برقم 373). =
= وأصل الحديث في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي ذر رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أتاني جبريل فبشّرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة .. رواه البخاريُّ في صحيحه في التوحيد (13/ 461: 7487) ومسلم في الإيمان (1/ 94: 153)، باب من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة.
2869 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا فُلَانُ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: لَا، والذي لا إله إلّا الله (¬1) مَا فَعَلْتُ، وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان يعلم أنه فَعَلَهُ، وَكَرَّرَ عَلَيْهِ مِرَارًا كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ: لَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا فعلته، وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْلَمُ أنه فعله، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُفِّر عَنْكَ ذَنْبَكَ (¬2) بِتَصْدِيقِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. [2] وَقَالَ عَبْدُ: حدّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْحَارِثُ بِهِ (¬3). [3] وَقَالَ أبو يعلى: حدّثنا أبو الربيع، ثنا الْحَارِثُ بِهِ. [4] وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَأَشَارَ إِلَى تَفَرُّدِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ به. قلت: خالفه حماد بن مسلمة، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِهِ، فَقَالَ: عَنْ ثَابِتٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال حماد: لم يسمعه ثابت من ابن عمر رضي الله عنهما، بينهما رجل. ¬
2869 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 86) وعزاه إلى البزّار وأبي يعلى، وقال: رجالهما رجال الصحيح، قلت، وليس كذلك كما سيأتي. وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ ق 145 أ). =
= والحديث في مسندعبد بن حميدكما في المنتخب (ص 405: 1376). وهو أيضًا في مسند أبي يعلى (6/ 104: 3368). ورواه العقيلي في الضعفاء في ترجمة الحارث بن عبيد (1/ 213). والبزار كما في كشف الأستار (4/ 7) ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة الحارث بن عبيد (2/ 188) وعنه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 102). والبيهقيُّ في السنن الكبرى (10/ 37) كلهم من طريق الحارث بن عبيد به.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، مداره على الحارث بن عبيد، وهو ضعيف. وقد عدّ هذا الحديث غير واحد من العلماء من مناكيره كابن عديّ والعقيلي. وبهذا يعلم أن قول الهيثمي: رجاله رجال الصحيح ليس بصواب كما أن ذكر ابن الجوزي له في الموضوعات ليس بسديد بل الحق الوسط. وقد خالف الحارث بن عبيد في هذا الحديث حماد بن سلمة كما أشار إلى ذلك ابن حجر هنا فقد رواه أحمد بن حنبل في المسند (2/ 118) عن عبد الصمد. ورواه أبو يعلى في مسنده (10/ 55: 5690)، قال: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عفان. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 37) من طريق يحيي بن آدم، ثلاثتهم، عن حماد بن سلمة، ثنا ثابت، عن ابن عمر. وقال حماد: لم يسمع هذا من ابن عمر بينهما رجل. وهذا منقطع ولكن صحّ معناه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، ولفظه أن رجلين اختصما إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- الطالب البينة فلم يكن له بينة فاستحلف المطلوب فحلف بالله الذي لا إله إلّا هو، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بلى، قد فعلت، ولكن قد غُفِر لك بإخلاص قول لا إله إلّا الله. رواه أبو داود في سننه في كتاب الإيمان والنذور، باب فيمن يحلف كاذبًا =
= متعمدًا (3/ 583: 3275)، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل. ورواه أحمد في المسند (1/ 253)، قال: حدّثنا عفان كلاهما، قالا حدّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن أبي يحيي، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وحديث ابن عباس حديث صحيح وحماد بن سلمة سمع من عطاء قبل الاختلاط. وعلى هذا فطريق حماد بن سلمة عن عطاء أصح من طريق حماد، عن ثابت فيرجّح عليه. وله شاهد آخر من حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "إِنَّ رجلًا حلف بالله الذي لا إله إلّا هو كاذبًا فغفر له". رواه أبو الشيخ في الطبقات (4/ 390) والخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه (ص 537: 904) كلاهما من طريق شعبة عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن عبيدة، عن ابن الزبير.
2870 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ (¬1)، حدّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْوَرْقَاءِ (¬2)، عَنِ ابن أبي أوفى رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَالَ أَحَدَ عَشَرَ (¬3) (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له أحدًا صمدًا لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كفؤًا أحد) كتب الله تبارك وتعالى له ألفي ألف حسنةٍ. [2] وقال عبد: حدّثنا الحسن بن موسى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أبو النصر التمار، حدّثنا حماد به. (113) وحديث في فضلها يأتي إن شاء الله في باب طلب المغفرة (¬4). ¬
2870 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 146 ب). وهو في المنتخب لعبد بن حميد (ص 187 برقم 529). ورواه ابن البناء في فضل التهليل (ح 10 ص 49) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، قال: حدّثنا أبو الورقاء به وزاد "ومن زاد زاده الله". وقد روى أيضًا عن أبي الورقاء، عن ابن المنكدر، عن جابر. فرواه ابن عديّ في الكامل (6/ 26) في ترجمة فائد بن عبد الرحمن من طريق مسلم بن مسلم الصبي، ثنا فائد أبو الورقاء، عن ابن المنكدر، عن جابر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بلفظه: "إلّا أنه قال: أحد عشر مرات" وفي آخره: "ومن زاد زاده الله".
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا فيه أبو الورقاء وهو متهم. والله أعلم.
3 - باب الإسلام شرط في قبول العمل
3 - بَابُ الإِسلام شَرْطٌ فِي قَبُولِ الْعَمَلِ 2871 - [1] قَالَ أبو بكر: حدثنا عبيد الله بن موسى، عَنْ شَيْبَانَ (¬1)، عَنْ مَنْصُورٍ (¬2)، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: يَا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن هِشَامَ بْنَ الْمُغِيرَةِ كَانَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ ويُقري الضيف، ويصل الرَّحم، ويفك العُناة، -تعني (¬3) الأسرى- ولو أدرك لَأَسْلَمَ، فَهَلْ لَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ أَجْرٍ؟ قَالَتْ (¬4): فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إِنَّ عَمَّكِ كَانَ يُعْطِي لِلدُّنْيَا، وَذِكْرِهَا وَجَمَالِهَا، وَمَا قَالَ يوما: رَبِّ اغْفِرْ لِي خطيئتي يَوْمَ الدِّينِ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- فذكره. ¬
2871 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ف 24 أ) وقال: إسناده رجاله ثقات. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 123) وعزاه إلى الطبراني وأبي يعلى، وقال: رجاله رجال الصحيح. ومن طريق أبي بكر بن أبي شيبة أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (13/ 391: 932). والحديث في مسند أبي يعلى (6/ 270: 6929) بسنده وقال: لو أدرك أسلم، هل ذلك نافعه؟ قال: لا: والبقية بنحوه. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (23/ 279: 607) عن أبي خليفة ثنا أبو الوليد، ثنا جرير، به. وأخرجه أيضًا في المعجم الكبير (23/ 279: 606) عن طريق سفيان عن منصور، به بنحوه متصلًا.
الحكم عليه: الحديث بإسناد أبي بكر فيه عبيد الله بن موسى وفيه كلام من جهة اعتقاده ولكن تابعه أبو خيثمة عند أبي يعلى وبقية رجاله ثقات، وعلى هذا فالحديث صحيح، ولذا قال الهيثمي: رجال أبي يعلى رجال الصحيح. وقال البوصيري: رجاله ثقات. وللحديث شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه قال: لا ينفعه إنه لم يقل يوما: رَبِّ اغْفِرْ لِي خطيئتي يَوْمَ الدِّينِ. أخرجه مسلم في الإيمان باب الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل (1/ 196) حديث برقم (214). وأخرجه ابن حبّان في صحيحه الإحسان (1/ 274: 332) عن الشعبي عن مسروق، عن عائشة، به بلفظه. وله شاهد آخر من حديث عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قلت يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا، قال: إن أباك أراد أمرًا فأدركه .. يعني =
= الذكي فذكر الحديث. أخرجه أحمد بن حنبل في مسند (4/ 258)، عن محمد بن جعفر، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سمعت مري بن قطري قال سمعت عديّ بن حاتم. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 104) من طريق شعبة، به بلفظه، قلت: في هذا الطريق مريّ بن قطري وهو ضعيف قال عنه الحافظ في التقريب: مقبول. ورواه البيهقي في السنن (7/ 279) من طريق شعبة، عن سماك، به. وله شاهد آخر من حديث سهل بن سعد السّاعدي أن عديّ بن حاتم أتى رسول الله فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي كَانَ يصل القرابة ويحمل الكل ويطعم الطعام، قال: هل أدرك الإِسلام؟ قال: لا: إن أبان كان يحب أن يذكر فذكر. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 242: 5987) من طريق رشدين، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال أن أبا حازم أخبره أن سهل بن سعد، به وفيه رشدين وهو ضعيف.
2872 - وقال أبو داود: حدّثنا عباد بن راشد، حدّثنا الحسن، حدّثنا أبو هريرة رضي الله عنه وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ قَالَ: يَأْتِي الإِسلام يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْتَ الإِسلام وَأَنَا السّلام، اليوم بك أعطي وبك (¬1) آخذ. ¬
2872 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 348) وعزاه إلى أحمد والطبراني في وسط حديث. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 32 أ) وقال: إسناده صحيح. ورواه أحمد في المسند (2/ 362) وأبو يعلى في مسنده (11/ 104: 6231) كلاهما من طريق عباس بن راشد، ثنا الحسن، ثنا أبو هريرة فذكر حديثًا طويلًا منه "ثم يجيء الإِسلام فيقول: يا رب أنت السلام، وأنا الإِسلام، فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ: إنك على خير، بك اليوم آخذ وبك أعطي". وفي مسند أحمد بعد الحديث: عباد بن راشد ثقة، ولكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. ورواه الطبراني في المعجم الأوسط كما في المجمع (10/ 348) من طريق الحسن، ثنا أبو هريرة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لأنّ الحسن وإن صرّح بالتحديث لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه. وبهذا فهو منقطع. هنا إشكال وهو أن الحسن صرّح بالتحديث عن أبي هريرة مع أنه لم يسمع منه. الجواب هو ما أجاب به أبو زرعة قيل له، فمن قال: حدّثنا أبو هريرة قال: =
= يخطئ. وقال يونس بن عبيد: ما رآه قط. وقال ابن حجر: لم يسمع منه. وعلى هذا فالتحديث من الحسن عن أبي هريرة خطأ منه، وكان الحسن البصري يتأول فيقول حدّثنا وخطبنا يعني قومه الذين حُدثوا وخُطبوا بالبصرة (انظر: تهذيب التهذيب 2/ 235).
2873 - وقال مسدّد (¬1): حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ السَّكْسَكِيُّ عن سعيد بن أبي هلال، عن محمَّد بن أبي الجهم، عن الحارث بن مالك الأنصاري رضي الله عنه. قال: أَنَّهُ مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُ: يا حارث كيف أصبحت؟ قال: أصبحت مؤمنًا حقًا .. قال -صلى الله عليه وسلم-: انْظُرْ مَا تَقُولُ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ فما حقيقتك، قال رضي الله عنه: ألست قَدْ عَزَفَتِ (¬2) الدُّنْيَا عَنْ نَفْسِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وأسهرت ليلي، كأني أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي بَارِزًا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إلى أهل النار يتضاغون (¬3) فيها، يعني يصيحون، قال -صلى الله عليه وسلم-: يا حارث عرفت (¬4) فالزم. ثلاث مرات. ¬
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف، لكنه قابل للانجبار. وقد ورد أيضًا من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لقي رجلًا =
= يقال له حارثة في بعض سكك المدينة فقال: كيف أصبحت يا حارث؟ الحديث، بنحوه. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 26: 324) وقال البزّار: تفرد به يوسف وهو لين الحديث، قلت بل هو متروك كما قال عنه الحافظ في التقريب (7873) وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 362: 10591) عن طريق يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، به بنحوه ويوسف بن عطية متروك أيضًا. قلت: إن هذا الشاهد لا يفيد للحديث شيئًا لأنه ضعيف جدًا. ولذا قال العقيلي (2/ 291) روى قصة حارثة أيضًا عن ثابت يوسف بن عطية وليس له من حديث ثابت أصل. وقد روي الحديث مرسلًا عن صالح بن مسمار وجعفر بن برقان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للحارث ما أنت يا حارث؟ الحديث بلفظ قريب منه: أخرجه ابن المبارك في الزهد (ص 106) عن معمر، عن صالح بن مسمار، به. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 129) عن معمر، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 363: 1592). قلت: هذا ليس مرسلًا فحسب بل هو معضل كما نص الحافظ بن حجر في الإصابة في ترجمة الحارث بن مالك ولسان صالح بن مسمار وجعفر بن برقان كلاهما من الطبقة السابعة عند الحافظ ابن حجر وهي طبقة كبار أتباع التابعين. وعلى هذا فالحديث يبقى ضعيفًا لان الطرق لا تقوّي الحديث. وقد رويت هذه القصة أيضًا مع عوف بن مالك، أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (11/ 42) عن يونس بن هارون قال: أخبرنا أبو معشر، عن محمَّد بن صالح الأنصاري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقي عوف بن مالك فقال: كيف أصبحت يا عوف بن مالك؟ قال: أصبحت مؤمنًا حقًا. الحديث بطوله. قلت: وهذا ليس بشيء لأنه مع إرساله إن لم يكن معضلًا فهو أيضًا من رواية =
= يونس بن هارون وهو ضعيف جدًا. وأيضًا رويت هذه القصة مع معاذ بن جبل أنه مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو متكئ فقال له: كيف أصبحت يا معاذ؟ الحديث. أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 291) في ترجمة عبد الله بن كيسان عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وقال العقيلي، وليس لعبد الله بن كيسان عن ثابت عن أنس من حديث ثابت أصل. وبعد هذا كله لم أجد للحديث ما يرفعه إلى درجة الحسن، وهذه القصة رويت مع ثلاثة من الصحابة كما سبق فالقصة إن صحت فهي حدثت للحارث بن مالك لأنّ إسناده أحسن حالًا من غيره وأكثر الطرق على هذا.
4 - باب تعريف الإسلام والإيمان
4 - باب تعريف الإِسلام والإِيمان 2874 - [1] قال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (¬1)، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ (¬2) عَنْ أَبِي قِلَابَةَ (¬3)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أهل الشام، عن أبيه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أسلم تسلم قال: يا رسول الله وما الإِسلام؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: أن تُسلِّم قلبك لله تبارك وتعالى ويَسلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ قَالَ: فَأَيُّ الإِسلام أَفْضَلُ؟ قَالَ: الإِيمان، قَالَ: وَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، قَالَ: أَيُّ الإِيمان أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْهِجْرَةُ قَالَ: وَمَا الْهِجْرَةُ؟ قَالَ: أَنْ تَهْجُرَ الْمَآثِمَ (¬4) قَالَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْجِهَادُ، قَالَ: وَمَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: أَنْ تُجَاهِدَ الْكُفَّارَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ ثُمَّ لَا تَغُلُّ، وَلَا تَجْبُنُ، ثُمَّ عَمَلَانِ هما من أفضل الأعمال، إلّا كمثلهما حجة مبرورة أو عمرة. [2] وقال أحمد بن منيع: حدّثنا إِسْمَاعِيلُ فَذَكَرَهُ إِلَى قَوْلِهِ مِنْ "لِسَانِكَ وَيَدِكَ". [3] وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق حدّثنا سفيان الثوري عن أيوب به إلى قوله: "ثم لا تغل، ولا تجبن". ¬
[4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ السباك، حدّثنا عبد الوارث، عن أيوب بتمامه وزاد "البعث بعد الموت والجنة والنار".
2874 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 22/ ب). وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (1/ 114: 22)، عن طريق أبي صالح عن الفزاري، عن سفيان، عن أبي قلابة به بنحوه وقال: إلّا من عمل عملًا بمثلهما وقال بأصبعيه هكذا السبابة والوسطى. وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (9/ 246)، من طريق حجاج بن منهال حدّثنا حماد بن سلم عن أيوب به بنحوه. ورواه أيضًا في التمهيد (9/ / 247)، من طريق حماد بن زيد، عن أيوب به بلفظ حماد بن سلمة.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل الرجلين المبهمين وهما شيخ أبي قلابة وأبوه. وله طريق آخر عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة قال: قال رجل يا رسول الله ما الإِسلام قال أن يسلم قلبك لله عزّ وجل، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك الحديث بطوله بنحوه. رواه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 127: 20107)، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة. وعنه أحمد في المسند (4/ 114). =
= قلت: هذا الحديث على شرط الشيخين، إن كان أبو قلابة قد سمع من عمرو بن عبسة لأنه مدلس وهو ممن احتمل تدليسه، لكن في هذه الرواية بالذات، في النفس منها شيء لأنّ أبا قلابة جعل الواسطة بينه وبين النبي رجلين مبهمين عند مسدّد وعند عبد الرزاق جعل الواسطة رجلًا واحدًا. ويشهد أيضًا لمعظم فقراته الحديث الذي يأتي بعده. ومعظم فقرات الحديث قد صحت من أحاديث أخرى. الفقرة الأولى وهي قوله: "أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك" فهي في صحيح البخاريُّ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" أخرجه البخاريُّ في الإيمان (1/ 53)، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده برقم (10). ومسلم في الإيمان (1/ 65)، باب تفاضل الإِسلام برقم (40) عن ابن عمرو وأبو داود في الجهاد باب في الهجرة هل انقطعت (3/ 49: 2481)، من طريق عامر عن ابن عمرو بن بلفظه. والترمذي في صفة القيامة (4/ 661)، من حديث أبي موسى رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، أي المسلمين أَفْضَلُ؟ قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ ويده. الحديث. ورواه النسائيُّ في الإيمان (8/ 104)، من حديث أبي هريرة بلفظ المسلم من سلم الناس من لسانه ويده". أما قوله: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله" فهذه الفقرة وردت في وسط حديث عمر بن الخطّاب الطويل في قصة جبريل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- أخرجه مسلم في الإيمان (1/ 37)، وأبو داود في السنة (5/ 72)، والترمذي (5/ 7: 2610)، ابن ماجه في المقدمة (1/ 24). =
= وأما قوله: "وبالبعث من بعد الموت" أخرجه ابن حبّان كما في الموارد ص 16:35). أما قوله: "الهجرة أن تهجر المأثم، فيأتي تخريجه في الحديث الذي بعد هذا". أما الفقرة الأخيرة من الحديث لم أجد ما يشهد لها. وعلى كل حال فالحديث بتمامه في إسناد أحمد صحيح إن شاء الله لأنّ أبا قلابة محتمل تدليسه عمومًا وقد جعله الحافظ في المرتبة الثانية، وأيضًا غالب فقراته وردت في أحاديث صحاح كما سبق.
2875 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، حدّثنا زائدة (¬1)، عن هشام (¬2)، عن الحسن، عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَيُّ الإِسلام أَفْضَلُ؟ قَالَ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ سلم المسلمون من لسانه ويده. قيل: فأيّ الإِيمان أفضل؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: الصبر والسماحة. قيل: فأيّ المؤمنين أكثر إيمانًا؟ قال-صلى الله عليه وسلم-: أحسنهم خلقًا. قيل: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- من نَحَر جَواده وأهريق دمه. قيل: فأيّ الصلاة أفضل؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: طول القنوت. قيل: فأيّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: جَهْدُ الْمُقِلِّ. قِيلَ فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَنْ تَهْجُرَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ. أَخْرَجُوهُ مختصرًا. ¬
2875 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 22/ ب). وأخرجه أحمد في مسنده (3/ 391)، عن النصر بن إسماعيل أبو المغيرة، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر بنحوه وفيه تقديم بعض فقراته على بعضها وليس فيه "الصبر والسّماحة" ولا قوله: "أي الصدقة أفضل" مع زيادة في آخره.
الحكم عليه: الحديث له طريقان، الأولى طريق هشام بن حسان عن الحسن، عن جابر وهذه هي التي أخرجها مسدّد، ورجال هذا الطريق كلهم ثقات لولا عنعنة الحسن البصري وهو مدلس إلّا أن الحافظ جعله في المرتبة الثانية. والطريق الثانية وهي طريق أبي الزبير ضعيفة، فيه النصر بن إسماعيل وهو ضعيف، ويشهد لمعظم فقراته الحديث الذي قبله. وقد أخرجوه مختصرًا كما أشار إلى ذلك ابن حجر رحمه الله هنا. فرواه مسلم في صحيحه في صلاة المسافرين باب أفضل الصلاة طول القنوت =
= والترمذي في الصلاة باب ما جاء في طول القيام في الصلاة (2/ 229: 387). وابن ماجه في سننه في الإقامة (1/ 456: 1421)، وأحمد في المسند (302/ 3)، أربعتهم من طريق أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت. وعند أحمد زيادة "أي الجهاد أفضل" قال: من عقر جواده وأهريق دمه. وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن حبش الخثعمي إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ أي الأعمال أفضل، قال: إيمان لا شك، وجهاد لا غلول فيه، وحجة مبرورة، قيل فأي الصلاة أفضل، قال: طول القنوت، قيل: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ، قَالَ: جَهْدُ الْمُقِلِّ، قِيلَ فأي الهجرة أفضل، قال: من هجر ما حرم الله عزّ وجل، وقيل: فأي الجهاد أفضل قال: من جاهد المشركين بماله ونفسه، قيل: فأي القتل أشرف، قال: من أهريق دمه وعقر جواده. رواه أحمد في المسند (3/ 411)، وعنه أبو داود في سننه كتاب الصلاة (2/ 146: 1449)، قال ثنا ابن جريج، حدثني عثمان بن أبي سليمان، عن علي الأزدي، عن عبيد بن عمير، عن عبد الله بن حبش الجثعمي. ورواه النسائيُّ في الزكاة (6/ 58: 2526)، عن طريق ابن جريج بلفظه. ورواه الدارمي في سننه في كتاب الصلاة باب أي الصلاة أفضل (1/ 271)، عن طريق ابن جريج به بلفظه. قلت: وحديث عبد الله بن حبش حسن، ورجاله كلهم ثقات غير علي بن عبد الله الأزدي وهو صدوق ربما أخطأ. وعلى هذا فالحديث بجميع طرقه وشواهده حسن على أقل الأحوال إلّا قوله "الصبر والسماحة" لأنها لم ترد في الشاهد ولكن هذه الفقرة ستأتي في الحديث الذي بعده وهو حسن، وأيضًا قوله: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" فهي أيضًا لم ترد في الشاهد ولكنها في الصحيحين وغيرهما.
2876 - وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ، حدّثنا يُوسُفُ بْنُ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: سُئل رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن الإيمان قال: الصبر والسماحة.
2876 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 23 أ). وهو في مسند أبي يعلى (3/ 380: 1854) بسنده ومتنه. وعن أبي يعلى أخرجه ابن أبي الدنيا في الصبر (2/ 43). وعن أبي يعلى ابن حبّان في المجروحين (3/ 136)، وعلل به يوسف بن محمَّد بن المنكدر وقال: يروي عن أبيه ما ليس من حديثه من المناكير التي لا يشك عوام أصحاب الحديث أنها مقلوبة. وعن أبي يعلى أيضًا أخرجه ابن عديّ في الكامل في ترجمة يوسف بن محمَّد بن المنكدر (7/ 155).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف فيه يوسف بن محمَّد وهو ضعيف، ولكن تابعه زائدة عن الحسن، عن جابر عند ابن أبي شيبة في مصنفه (11/ 33: 10442)، قال: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ الحسن، عن جابر أنه قال: قيل: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: "الصبر والسماحة" الحديث. وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات إلّا أن فيه الحسن البصري، وهو مدلس وقد تقدم تخريجه في الحديث الذي قبله في وسط حديث مطول. وله شاهد آخر من حديث عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: أتيت رسول الله فذكر الحديث وفيه قلت: "وما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة". أخرجه أحمد في مسنده (4/ 385)، من طريق شهر بن حوشب، وهو ضعيف. وله شاهد آخر: أخرجه البخاريُّ في التاريخ الكبير (5/ 25)، عن العلاء العطار حدّثنا سويد أبو حاتم، عن عبد الله بن عمير، عن أبيه، عن جده قال: بينا أنا عند =
= النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل ما الإيمان قال: "الصبر والسماحة". والحديث بمجموع طرقه حسن لغيره، ومن ضعف الحديث فعلى طريق التي فيها يوسف بن محمَّد بن المنكدر، أما الطريق الثانية التي عند أبي بكر بن أبي شيبة فهي صحيحة. وأخرج أيضًا عن أبي بكر الحلبي عن عبد الله بن عبيد الله به.
2877 - حدّثنا أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُباب عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَسْعَدَةَ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الإِسلام عَلَانِيَةٌ، والإِيمان في القلب ثم يشير بيده إلى صدره، التقوى ها هنا، التقوى ها هنا.
2877 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 23 أ). وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 57) وعزاه إلى أحمد وأبي يعلى والبزار باختصار وقال: رجاله رجال الصحيح ما خلا علي بن مسعدة، وثقه بعضهم وضعفه آخرون. والحديث في مصنف أبي بكر بن أبي شيبة (11/ 11) في الإيمان والرؤيا باب ما قالوا في صفة الإِيمان برقم (10368). ومن أبي بكر بن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في المسند (5/ 301: 2923) بسنده ومتنه. وعن طريقه أيضًا أخرجه ابن جان في المجروحين (2/ 111)، في ترجمة علي بن مسعدة. وأخرجه ابن عديّ في الكامل (5/ 207) في ترجمة علي بن مسعدة، عن طريق زيد بن الحباب به بلفظه إلّا أنه لم يكرر قوله: "التقوى ها هنا". وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 250) في ترجمة علي بن مسعدة، عن طريق علي بن مسعدة بلفظه إلّا أن فيه تقديمًا وتأخيرًا. وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 19)، من طريقين عن علي بن مسعدة بلفظ "الإِيمان في القلب والإِسلام ما ظهر. قال علانية وقال البزّار: تفرد به علي بن مسعدة.
الحكم عليه: طرق الحديث مدارها على عليّ بن مسعدة، تفرد به وهو صدوق له أوهام. =
= وهذا الحديث من أوهامه كما ذكره ابن عديّ والعقيلي والذهبي في الميزان، وقال ابن حبّان: كان ممن يخطئ وينفرد بما لا يتابع عليه فاستحق الترك بما لا يوافق الثقات من الأخبار. الشطر الأخير من الحديث وهو قوله "ثم يشير بيده إلى صدره التقوى ها هنا التقوى ها هنا"، له شاهد صحيح من حديث أبي هريرة مرفوعًا: لا تحاسدوا فذكر الحديث ومنه "التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات". رواه مسلم في البر والصلة (4/ 1986: 2564)، والترمذي في البر والصلة (4/ 325: 1927)، وأحمد في المسند (2/ 277) ثلاثتهم من حديث أبي هريرة واللفظ لمسلم. وعلى هذا فالشطر الأخير من الحديث حسن لغيره، والله أعلم.
2878 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (¬1) عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بن عمر قال (¬2) سمعته (¬3) يقول: الإِيمان هبوب (¬4). ¬
2878 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 34 أ). ورواه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان (ص 6: 11) عن سفيان به بلفظه.
الحكم عليه: الأثر صحيح عن عبيد بن عمير، ورجاله رجال الشيخين.
5 - باب ما يعطاه المؤمن بعد موته
5 - باب ما يعطاه المؤمن بعد موته 2879 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ موسى، حدّثنا الهيثم (¬1) عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إن الله تعالى وَكَّلَ بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مَلَكَيْنِ، يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ فَإِذَا قبض الله عَزَّ وَجَلَّ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ، قَالَا: يَا رَبُّ وكَلتنا بِعَبْدِكَ المؤمن نكتب عمله وقد قبضته إليك، فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ جل وعلا: سمائي مملوءة من ملائكتي يسجدوني. وقالا: فأذن لنا أن نسكن الأرض قال عَزَّ وَجَلَّ: أرضي مملوءة من خلقي يسجدوني وَلَكِنْ قُوما عَلَى قَبْرِ عَبْدِي، فَسَبِّحَانِي، وهلِّلاني، وكبِّراني، وحمِّداني إلى يوم القيامة، واكتباه لعبدي. ¬
2879 - تخريجه: أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات كما في اللآلئ المصنوعة (2/ 433) من طريق الهيثم بن جماز به بنحوه. وأخرجه ابن عديّ في الكامل (7/ 102) في ترجمة الهيثم بن جماز من طريق موسى بن داود، عن الهيثم بن جماز به بنحوه. =
= الحكم علي هذا الطريق: الحديث ضعيف جدًا بهذا الطريق، وعلته الهيثم بن جماز وهو متروك كما سبق وقد تابعه عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أخرجه أبو الشيخ في العظمة (3/ 979: 503) عن الحسن بن هارون بن سليمان، حدّثنا محمَّد بن سليمان بن حبيب، قال حدّثنا عثمان بن مطر، عن ثابت به بنحوه. وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 183: 9931) من طريق يحيي بن يحيي، عن عثمان بن مطر الشيباني به. وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 229) من طريق عيسى بن خالد، عن عثمان بن مطر به. كل هذه الطرق مدارها على عثمان بن مطر الشيباني وهو ضعيف. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، وقد اتفقوا على تضعيف عثمان بن مطر وقال ابن حبّان يروي الموضوعات عن الأثبات. وقد تابعه أيضًا محمد بن كعب عن ثابت أخرجه الديلمي كما في اللآلئ المصنوعة (2/ 433) عن طريق أبي معشر "نجيح بن عبد الله السندي"، عن محمَّد بن كعب، عن ثابت به بمعناه. قلت: فيه أبو معشر، قال البخاريُّ: منكر الحديث، وقال ابن حجر: ضعيف اختلط. ورواه أبو بكر في الغيلانيات كما في اللآلئ المصنوعة (2/ 433) عن محمَّد بن يونس القرشي، حدّثنا محمَّد بن عمر بن أبي الزبير، حدّثنا هشيم عن حماد، وعن ثابت به. وفيه أيضًا: محمَّد بن يونس كذبه غير واحد، قال ابن حبّان: لعله وضع أكثر من ألف حديث. =
= الحكم على الحديث: فهذا الحديث ضعيف لأنّ طرقه كلها ضعيفة جدًا على انفراد، وبمجموعها ترتفع إلى الضعيف غير الشديد، ولا يمكن الحكم على الحديث بالوضع كما فعل ابن الجوزي. وقد ورد معناه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 228) من طريق إسماعيل بن يحيي بن عبيد الله، حدّثنا مسعر عن عطية، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. قلت: لم يزد ابن الجوزي أن أورده في الموضوعات، وسبب إيراده هو إسماعيل بن يحيي بن عبيد الله وهو كما قال الذهبي في الميزان: "مجمع على تركه" انتهى وقد كذبه غير واحد من العلماء منهم الدارقطني.
6 - باب الحب في الله من الإيمان
6 - بَابُ الْحَبِّ فِي اللَّهِ مِنَ الإِيمان 2880 - [1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ عَنْ عَقِيلٍ الْجَعْدِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غفلة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَتَدْرِي أَيُّ عُرَى الإِسلام أَوْثَقُ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قال -صلى الله عليه وسلم-: الولاية في الله عَزَّ وَجَلَّ، والحب فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ تبارك وتعالى. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حدّثنا الصعق بن حزن البكري به. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ هُوَ ابْنُ فروخ، حدّثنا الصعق به.
2880 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 94) وعزاه إلى الطبراني في الصغير وقال: فيه عقيل الجعدي، قال البخاريُّ: منكر الحديث. والحديث في مسند الطيالسي (ص50) حديث (برقم 378) بسنده ومتنه. ورواه الحاكم في المستدرك في التفسير (2/ 480)، والطبراني في الكبير (10/ 272: 10531)، والطبراني أيضًا في الصغير (1/ 223)، والبيهقيُّ في الشعب =
= (7/ 69) ثلاثتهم من طريق الصعق به، وعند الحاكم زيادة كثيرة وكذا البيهقي وأبو نعيم في الحلية (4/ 177)، من طريق الصعق به مع الزيادة. وقال الحاكم: صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي بقوله: ليس بصحيح فإن الصعق وإن كان موثقًا فإن شيخه منكر الحديث قاله البخاريُّ انتهى كلام الذهبي. وقال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه (2/ 162) نفس الحديث منكر لا يشبه حديث أبي إسحاق، ويشبه أن يكون عقيل هذا أعرابيًا. وله طريق أخرى عن ابن مسعود أخرجها الطبراني في الكبير (10/ 211: 10357)، عن إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، ثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، حدثني بكيربن معروف عن مقاتل بن حبّان، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله مثله إلّا أنه "قال أيّ عرى الإيمان". ورواه ابن عبد البر في جامع البيان عن طريق بكير بن معروف به. قلت: إسناد الطبراني حسن فيه بكير بن معروف وهو صدوق وبقية رجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي في المجمع. وله شواهد كثيرة بالنسبة للفقرة الثانية والثالثة، منها حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كنا عند الرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَتَدْرُونَ أَيُّ عرى الإيمان أوثق ... ثم قال -صلى الله عليه وسلم- أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله. رواه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 101: 747) وأبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (11/ 41: 10469)، وأحمد بن حنبل في مسنده (4/ 286). ورواه البيهقي في الشعب (1/ 46: 14) كلهم عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بن مرة، عن معاوية ابن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب واللفظ للطيالسي. قلت: مدار حديث البراء على ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. ومنها حديث أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله". رواه أبو داود في سننه (5/ 7: 4599). =
= وأحمد في المسند (5/ 146) كلاهما من طريق مجاهد، عن رجل، عن أبي ذر به وهذا ضعيف من أجل الرجل المبهم. ومنها حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ لأبي ذر: يا أبا ذر أي عرى الإِيمان أوثق؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: الموالاة فِي اللَّهِ، وَالْحُبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي الله.
الحكم عليه: الحديث بالمتابعات والشواهد حسن لغيره. ولهذا قال الألباني في الصحيحة (2/ 735) معلقًا على حديث ابن مسعود عند الطبراني السابق قال: حسن في الشواهد والمتابعات.
7 - باب الزجر عن كل من قال لا إله إلا الله
7 - باب الزجر عن كل مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ 2881 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدّثنا القواريري، حدّثنا ابن مهدي، حدثني عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حوشب حدثني جندب ابن سُفْيَانَ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ: إِنِّي عِنْدَ النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ جاء بشير من سرية فأخبره بنصرة الله تعالى الذي نصر سريته وبفتح الله عَزَّ وَجَلَّ الذي فتح لهم فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا نَحْنُ نَطْلُبُ الْعَدُوَّ، وقد هزمهم الله تعالى إِذْ لَحِقْتُ رَجُلًا بِالسَّيْفِ، فَلَمَّا أحسَّ أَنَّ السيف واقعه، التفت وهو يسعى، فقال: إِنِّي مُسْلِمٌ فَقَتَلْتُهُ، وَإِنَّمَا كَانَ يَا نَبِيَّ الله متعوذًا قال -صلى الله عليه وسلم-: ألا شققت عن قلبه فنظرت صادقًا (¬1) هو أو كاذبًا؟ قَالَ: لَوْ شَقَقْتُ عَنْ قَلْبِهِ مَا كَانَ يُعلمني، هَلْ (¬2) قَلْبُهُ إِلَّا مُضْغَةٌ مِنْ لَحْمٍ قَالَ: فَأَنْتَ قَتَلْتَهُ لَا مَا فِي قَلْبِهِ عَلِمْتَ، وَلَا لِسَانَهُ صَدَّقْتَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ الله استغفر لي، قال -صلى الله عليه وسلم-: لا أستغفر لك فَمَاتَ فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ثَلَاثَ مرات، فلما رأى (¬3) قومه ذلك، استحيوا وحذروا (¬4) (مما لقي حمله) (¬5) فألقوه في شعب من تلك الشعاب. [2] وقال: وحدثنا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بهرام، ¬
حدّثنا شهر بن حوشب، حدّثنا جندب بن سفيان رجل من بجيلة رضي الله عنه، قال: إني لعند النبي -صلى الله عليه وسلم-فذكر نحوه.
2881 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 32) وعزاه إلى الطبراني في الكبير وأبي يعلى، وقال: وفي إسناده عبد الحميد بن بهرام وشهر بن حوشب، وقد اختلف في الاحتجاج بهما. والحديث في مسند أبي يعلى (3/ 91: 1522) بسنده ومتنه. وأخرجه أبو يعلى أيضًا (3/ 92: 1523)، قال حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بن بهرام به بنحو روايته السابقة ثم ذكر زيادة طويلة. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير من طريقين (2/ 290: 1723) عن محمَّد بن الفضل السقطي، حدّثنا سعيد بن سليمان عن عبد الحميد بن بهرام به. وأخرجه أيضًا عن طريق أبي خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي عن عبد الحميد به بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف فيه شهر بن حوشب وهو ضعيف قابل للانجبار. والحديث موجود في صحيح مسلم من حديث جندب بن سفيان البجلي. أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 97: 97) عن طريق صفوان بن محرز، عن جندب به ولكن ليس فيه الفقرة الأخيرة وهي قوله "لا أستغفر لك" ... إلخ. قلت: ومن أجل هذه الفقرة أخرجه المصنف في الزوائد. =
= وهذه الفقرة شاذة بل منكرة لأنّ هذه الزيادة من رواية شهر بن حوشب وهو ضعيف ومع ذلك خالف الثقات في صحيح مسلم. ومما يدلّ على نكران هذه الزيادة أن الرجل الذي قتل الرجل هو أسامة بن زيد حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو معروف بأنه من الصحابة الذين نشهد لهم بالخير، وهو قد ارتكب هذه الجريمة على تأويل وقد ندم على ذلك حتى قال: تمنيت أن لا أكون أسلمت قبل ذلك اليوم. وكل هذا يؤكد تأكيدًا لا شك فيه أن هذه الزيادة الأخيرة منكرة. والرجل الذي قتل الرجل بعد أن قال: لا إله إلّا الله كما سبق هو أسامة بن زيد قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة، فأدركت رجلًا فقال: لا إله إلّا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أقال: لا إله إلّا الله وقتلته "الحديث بطوله". أخرجه البخاريُّ في المغازي، باب بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد إلى الحرقات (الفتح 7/ 517: 4269) من طريق حصين، عن أبي ظبيان، عن أسامة به. وأخرجه مسلم في الإِيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلّا الله (1/ 97: 96) من طريق حصين به. وأبو داود في الجهاد (3/ 103)، باب على ما يقاتل المشركون، حديث (برقم 2643) من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان به. وأخرجه أحمد في مسنده (5/ 207) من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان به بلفظه.
2882 - وقال (¬1) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ (¬2) عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ (¬3) قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بعثًا، ففتح له، فَبَعَثُوا بَشِيرَهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَبَيْنَمَا هُوَ يُخْبِرُهُ بِفَتْحِ اللَّهِ تعالى (لَهُمْ) (¬4) وَبِعَدَدِ مَنْ قَتَلَ اللَّهُ مِنْهُمْ، قَالَ: فَتَفَرَّدْتُ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ فَلَمَّا غَشِيتُهُ لِأَقْتُلَهُ، قَالَ: إني مسلم فقتلته (¬5)، قال -صلى الله عليه وسلم-: فقتلته وقد قال إني مُسْلِمٌ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قَالَ ذلك متعوذًا؛ قال -صلى الله عليه وسلم-، فَهَلَّا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ، قَالَ: وَكُنْتُ أَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: لا لِسَانَهُ صَدَّقْتَ، وَلَا قَلْبَهُ عَرَفْتَ، إِنَّكَ لَقَاتِلُهُ، اخْرُجْ عَنِّي فَلَا تُصَاحِبْنِي، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الرجل توفي، فلفظته الأرض مرتين فألقي فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَوْدِيَةِ، فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّ الْأَرْضَ لَتُوَارِي مَنْ هُوَ أَنْتُنُ منه، ولكنه موعظة. ¬
2882 - تخريجه: ذكره البوصيري (1/ ق 10 ب) وقال: رجاله ثقات لكنه معضل. وهو في بغية الباحث (ص 7: 4).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند رجاله ثقات إلّا أنه معضل لأنّ هارون بن رئاب من السادسة واختلف في سماعه من أبي فغيره من باب أولى. والحديث قد سبق تخريجه في الحديث الذي قبله، وأن متن الحديث صحيح من حديث جندب بن عبد الله كما سبق إلّا الفقرة الأخيرة فهي منكرة، والله أعلم.
2883 - حدّثنا مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (¬1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مجلز (¬2)، (عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ) (¬3)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إذا أشرع أَحَدُكُمُ الرُّمْحَ إِلَى الرَّجُلِ، فَإِنْ كَانَ عِنْدَ ثغرة نحوه فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلْيَرْفَعْ عَنْهُ الرمح، قال: فقال أبو عبيدة (¬4): فجعل الله تعالى هَذِهِ الْكَلِمَةَ أمنةَ المسلِم، وَعِصْمَةَ دَمِهِ، وَجَعَلَ الجزية أمنةَ الكافر وعصمة دمه. ¬
2883 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 21 ب). وهو في مسند الحارث (ص 5: 2). وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 30) وعزاه إلى الطبراني في الكبير والأوسط وقال: في إسناده الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي لا تقوم به حجة. وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 189: 10292) والأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 69: 23) من طريق الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي، ثنا سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن عبد الله به بلفظ "إذا شرع أحدكم بالرمح إلى الرجل فإن كان سنانه عند ثغرة نحوه، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلْيَرْفَعْ عَنْهُ الرمح". وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 209) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن عبد الله به، وقال: غريب من حديث الثوري لم نكتبه إلّا من حديث الصلت والأوسط. =
= وأخرجه الشجري في الأمالي (1/ 28) من طريق الطبراني به.
الحكم عليه: الحديث طرقه مدارها على عبد الرحمن بن عبد الله ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وقد ضعف الحديث الألباني في ضعيف الجامع الصغير (1/ 148) وفيه علة أخرج وهي الانقطاع لأنّ أبا عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود.
8 - باب الخصال التي تدخل الجنة وتحقن الدم
8 - بَابُ الْخِصَالِ الَّتِي تُدخل الْجَنَّةَ وَتَحْقُنُ الدَّمَ 2884 - قال إسحاق: وأخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (¬1)، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ ضَمِنَ لِي سِتًّا ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ: قِيلَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ، وَإِذَا اؤتمن وفَى، وَمَنْ غَضَ بَصَرَهُ وَحَفِظَ فَرْجَهُ، وكفَّ يَدَهُ". قلت: هَكَذَا أَخْرَجَهُ إِسْحَاقُ فِي مُسْنَدِ الزُّبَيْرِ بْنِ العوام رضي الله عنه، وَهَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ عَنْ عبد الرزاق، وَرَوَاهُ غَيْرُهُمْ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّبَيْرِ غَيْرَ مَنْسُوبٍ فَإِنْ كَانَ مَعْمَرٌ حَفِظَهُ فَهُوَ صحيح الإِسناد، ولكنه منقطع، وإن كان زهير حفظه فهو متصل. ¬
2884 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 33/ ب). ورواه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 160: 20200) بسنده ومتنه. ومن طريق عبد الرزاق رواه البيهقي في الشعب (4/ 365: 5424). =
= الحكم عليه: الحديث كما قال ابن حجر هنا فإن كان معمر حفظه فهو صحيح الإسناد، وإن كان زهير حفظه فهو متصل. قلت: وهو وإن كان متصلًا لكنه مرسل لأنّ الزبير بن عديّ تابعي أيضًا. وذهب البيهقي في الشعب إلى أنه مرسل حيث قال بعد أن أورد حديث عبادة بن الصامت قال: وله شاهد مرسل ثم أورد هذا الحديث. فالحديث على كلا الاحتمالين ضعيف لأنه إما مرسل أو منقطع. وللحديث شاهد صحيح الإسناد من حديث عبادة بن الصامت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "اضمنوا لي ستًا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم". رواه ابن حبّان في صحيحه (1/ 245: 271)، والحاكم في المستدرك في الحدود (4/ 358)، والخرائطي في مكارم الأخلاق باب حفظ الأمانة وذم الخيانة (1/ 192: 175)، وأحمد في المسند (5/ 323)، أربعتهم عن طريق عمرو بن أبي عمر عن المطلب بن عبد الله عن عبادة بن الصامت باللفظ المذكور. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بقوله، فيه إرسال. وكذلك قال المنذري في "الترغيب" وهو الصواب لأنّ المطلب لم يسمع من عبادة. وله شاهد آخر من حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: تقبلوا لي ستًا أتقبل لكم بالجنة فذكر بنحوه. رواه الحاكم في المستدرك في الحدود (4/ 359)، وأبو يعلى في المسند (7/ 248: 4257)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 432: 432)، ثلاثتهم من طريق اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عن سعد بن سنان، عن أنس. =
= قال الألباني: سنده عندي حسن رجاله كلهم ثقات غير سعد بن سنان وهو صدوق له أفراد. وله شاهد آخر مرسل رواه هناد في الزهد باب الصدق والكذب (2/ 635: 1376)، قال حدّثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمَّد بن عجلان، عن محمَّد بن كعب، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ تكفل لي بست"، فذكره. والحديث بمجموع طرقه حسن لغيره، والله أعلم.
2885 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حدّثنا عكرمة بن عمار، حدّثنا أبو زميل (¬1)، عن مالك بن مرثد الزَّماني، عن أبيه قال أبو ذر رضي الله عنه: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ماذا ينجي العبد من النار؟ قال: الإِيمان بِاللَّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ مَعَ الإِيمان عَمَلًا، قَالَ: تُرْضَخُ مِمَّا رَزَقَكَ اللَّهُ أَوْ يُرْضَخُ مِمَّا رَزَقَهُ اللَّهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَرَأَيْتَ (¬2) إِنْ كَانَ فَقِيرًا لَا يَجِدُ مَا يُرْضَخُ؟ قَالَ: يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَيِيًّا (¬3) لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يَنْهَى عَنِ المنكر؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: فليصنع لأخرق قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ كان أخرق [لا يحسن أن يصنع؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: يُعِينُ مَغْلُوبًا، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ ضَعِيفًا] (¬4) لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يعين مغلوبًا؟ قال-صلى الله عليه وسلم-: مَا تُرِيدُ أَنْ تَدَعَ لِصَاحِبِكَ مِنْ خَيْرٍ؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: فَلْيُمْسِكْ أَذَاهُ عَنِ النَّاسِ قَالَ: قُلْتُ: يَا نبي الله أرأيت إن فعل هذا ليدخل الْجَنَّةَ؟ قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ (¬5) يَصْنَعُ خَصْلَةً مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ إِلَّا أَخَذَتْ بِيَدِهِ حَتَّى يدخل الجنة. ¬
2885 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 23/ ب). وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 138) وعزاه إلى الطبراني وقال رجاله ثقات. =
= وهو في مصنف ابن أبي شيبة (11/ 17) بسنده ولكنه اقتصر على الجزء الأوّل إلى قوله: "أو يرضخ مما رزقه الله". وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 167: 1650)، عن حفص بن عمر الصباح، ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود، ثنا عكرمة بن عمار به بنحوه. وروى الحاكم في المستدرك في الإيمان (1/ 63)، من طريق الأوزاعي حدثني أبو كثير الزبيدي عن أبيه وكان يجالس أبا ذر فلقي أبا ذر قلت: يا أبا ذر دلني على عمل إذا عمل به العبد دخل الجنة فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: تؤمن بالله قلت يا رسول الله إن مع الإيمان عملًا فذكره بطوله مع اختلاف يسير. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بأبي كثير الزبيدي ولم يخرجاه ووافقه عليه الذهبي، وقال الحاكم واسم أبي كثير الزبيدي يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة وهو تابعي معروف يقال له أبو كثير الأعمى، قلت: وهذا خطا فاحش، فأبو كثير الزبيدي ليس ممن احتج به مسلم بل هو مقبول وأيضًا لا يقال له الأعمى ولا اسمه يزيد بن عبد الرحمن بل الصحيح هو أبو كثير السحيمي واسمه يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة وهو من رجال مسلم وهو الذي يقال له الأعمى، وأبو كثير السحيمي هو الذي روى عنه الأوزاعي وروى أبوه عن أبي ذر. فتبين من هذا أن أبا كثير هو السحيمي، والعجيب أن الذهبي وافقه على هذا الخلط.
الحكم عليه: الحديث بسند أبي بكر بن أبي شيبة فيه مرثد بن عبد الله وهو شبه المجهول ولكن تابعه عبد الرحمن بن أذينة، عن الحاكم وهو ثقة، وبهذا يرتفع الحديث إلى الحسن لغيره. =
= وأصل الحديث في صحيح مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه دون قوله: "إن فعل هذا ليدخل الجنة ... " إلخ. رواه مسلم في صحيحه (1/ 89: 84) وابن حبّان في صحيحه. الإِحسان (7/ 58: 577)، وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 191: 10298)، ثلاثتهم من طريق عروة، عن أبي مرواح الليثي، عن أبي ذر رضي الله عنه.
2886 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عن علي بن مسهر (¬1)، عن أشعت (¬2)، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ، عَنِ الْجَارُودِ الْعَبْدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُبَايِعُهُ فَقُلْتُ لَهُ: عَلَى أَنِّي إِنْ تَرَكْتُ دِينِي وَدَخَلْتُ فِي دِينِكَ لا يُعَذّبني الله تعالى في الآخرة؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: نعم. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي شيبة. ¬
2886 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 12/ ب). وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 37)، وعزاه إلى أبي يعلى، قال: رجاله ثقات، وعن أبي بكر بن أبي شيبة رواه أبو يعلى في مسنده (2/ 219: 918). ورواه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 300: 2127)، من طريق المصنف ورواه الطبراني أيضًا في المعجم الكبير (2/ 300: 2126)، من طريق بن مسهر به بلفظه (إن لي دينًا فلي إن تركت ديني ودخلت أن لا يعذبني في الآخرة قال: نعم).
الحكم عليه: مدار طرق الحديث على أشعت بن سوار وهو ضعيف وقول الهيثمي: رجاله ثقات ليس بصواب، والله أعلم.
2887 - وقال أبو بكر: حدّثنا عفان (¬1)، حدّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عُثْمَانَ البَتِّي، عَنْ نعيم بن أبي هند، عن حذيفة رضي الله عنه قال: كنت مُسنِد النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى صَدْرِي، فقال-صلى الله عليه وسلم-: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [خَتَمَ له] (¬2) بها دخل الجنة. ¬
الحكم عليه: الحديث بهذا السند صحيح رواته كلهم ثقات، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري: إسناده لا بأس به. وله طريق أخرى عن حذيفة فرواها بحشل في تاريخ واسط (ص 119)، عن طريق أبي خالد الواسطي عن أبي مسهر عن حذيفة بلفظه. =
= وللحديث شواهد كثيرة بمعناه منها ما في الصحيحين "من مات وهو يعلم أن لا إله إلّا الله دخل الجنة". ومنها حديث أبي هريرة "فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها فبشره بالجنة"، رواه مسلم (1/ 59: 31). ومنها حديث معاذ بن جبل "من كان آخر كلامه لا إله إلّا الله دخل الجنة" رواه أحمد (5/ 247).
2888 - وقال أبو يعلى: حدّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ (¬1) عَنْ بِشْرِ بْنِ صُحَارٍ (¬2)، حَدَّثَنَا أَشْيَاخُنَا أَنَّ عياذًا، حدثهم أن رسول الله بعثه في سرية، فجابوا من أجوبة الْأَعْرَابِ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ادَّعَى بَعْضُهُمْ أَنَّهُ كَانَ فِي الإِسلام فقال (¬3): من يعلم ذاك؟ قالوا (¬4): عياذ (¬5) سمعه منا قال -صلى الله عليه وسلم-يا عيّاذ هل سمعته أو شهدته؟ فقلت: سمعت أذانًا ولا إله إلّا الله فأعتقهم (¬6) رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ¬
2888 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 336)، وعزاه إلى البزّار وقال: وفيه من لم يسم. وأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 289: 1729)، عن عمرو بن علي قال ثنا أبو عاصم به بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف فيه من لم يسم.
2889 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ (¬1) عن سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عجلان، عن سليم بن عامر قال: سمعت أبا بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: اخرج فناد في الناس مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وجبت له الجنة، قال رضي الله عنه: فخرجت فلقيني عمر بن الخطّاب فقال: مالك يا أبا بكر؟ قلت: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَهُ قَالَ: فَقَالَ: ارْجِعْ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَيْهَا فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فَقَالَ: مَا رَدَّكَ؟ فأخبرته بقول عمر رضي الله عنه فقال: صدق. ¬
2889 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 20)، وقال: فيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك. ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 8 أ)، وقال هذا إسناد ضعيف لضعف سويد بن عبد العزيز. وهو في مسند أبي يعلى (1/ 100: 105).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا فيه سويد بن عبد العزيز، وهو ضعيف جدًا، والصحيح أن القصة حدثت بين أبي هريرة وعمر رضي الله عنه عنهما، أخرجه مسلم في صحيحه في الإيمان (1/ 59: 31)، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لأبي هريرة) اذهب بنعليّ هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلّا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة فكان أول من لقيت عمر ... إلخ. =
= قُلْتُ: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يزيد حديث أبي بكر ضعفًا فيكون ضعيفًا مخالفًا. وهذه القصة رويت أيضًا مع أبي موسى وعمر ومع أبي الدرداء وعمر لا يصح كل هذا إلّا حديث أبي هريرة وإن كان بعض الأحاديث أسانيدها صحيحة لأنّ من البعيد جدًا أن يرسل النبي -صلى الله عليه وسلم-: هذا العدد من الصحابة مرة بعد أخرى وكل مرة عمر يردّ كل واحد منهم فليس هذا بمستصاغ مع مقام النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحيح أن القصة حدثت مع أبي هريرة وعمر ولم تتكرر، والله أعلم.
2890 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِلَالٍ أَبِي عمرو، حدّثنا أبو بُرْدَةَ (¬1)، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَنْ جَاءَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شريك وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ حُرم عَلَى النَّارِ. ¬
2890 - تخريجه: وعن مسدّد رواه البخاريُّ في التاريخ (8/ 202). ومعنى الحديث صحيح من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه وأرضاه سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حرّم الله عليه النار". رواه مسلم في صحيحه (1/ 57: 29)، والترمذي في الإيمان (5/ 23: 2638)، من حديث عبادة بن الصامت. والأحاديث في معنى هذا الحديث كثيرة جدًا، وبعضها قد سبق تخريجها.
2891 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حدّثنا نوح بن قيس، حدّثنا الأشعت الحُدَّاني عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قال: أقبل شيخ كبير يَدْعم عَلَى عَصًا حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ لِي غَدْرَاتٌ وَفَجَرَاتٌ فَهَلْ تغفر (¬1) لي؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: أَلَسْتَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ قال: بلى، وأشهد أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فقد غفرت (¬2) لك غدراتك وفجراتك. ¬
2891 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (1/ 37)، وقال: رجاله موثقون إلّا أنه من رواية مكحول عن عمر بن عبسة فلا أدري أسمع منه أم لا. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 10 أ). رواه أحمد في المسند (4/ 385)، من طريق نوح بن قيس به بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأنه منقطع لأنّ مكحولًا لم يسمع من عمرو بن عبسة. وللحديث شواهد يتقوى بها منها حديث أبي طويل شطب ممدود أنه أتى النبي! فقال: أرأيت رجلًا عمل الذنوب كلها فلم يُبق شيئًا فذكره بمعناه. رواه البزّار كما في الكشف (4/ 79: 3244)، من طريق صفوان بن عمرو، ثنا عبد الرحمن بن جبير، عن أبي طويل شطب وقال الهيثمي: رجال البزّار رجال الصحيح غير محمَّد بن هارون وهو ثقة. ومنها حديث أنس رضي الله عنه قال: جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا =
= تَرَكْتُ حَاجَةً وَلَا دَاجَةً الاَّ أَتَيْتُ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: أَلَيْسَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وأن محمدًا رسول الله؟ قال: نعم، قال: ذلك يأتي على ذلك. رواه أبو يعلى والبزار، وقد سبق تخريجه في حديث برقم (2863)، وهو حديث صحيح.
9 - باب
9 - باب 2892 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ (¬1) بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حبيب بن الشهيد، عن الحسن رضي الله عنه قَالَ: ثَمَنُ الْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. * هذا موقوف صحيح. ¬
2892 - تخريجه: أخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 270) في ترجمة محمَّد بن أحمد بن إبراهيم بن بلال من طريق روح بن عبادة، عن حبيب بن الشهيد، به بلفظه.
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح الإسناد وهو كما قال ابن حجر: هذا موقوف صحيح، وإن كان تسميته موقوفًا غير اصطلاحي لأنّ قول التابعي يقال فيه مقطوع. وقد روي الحديث عن أنس مرفوعًا "ثمن الجنة لا إله إلّا الله". أخرجه الديلمي في الفردوس وابن مردويه كما في فيض القدير (3/ 338) وهو في الفردوس المحذوفة الأسانيد (2/ 164: 2370) وزاد (وثمن النعمة الحمد لله). =
= وأخرجه ابن عديّ في الكامل (6/ 348) من طريق موسى بن إبراهيم، عن حماد بن زيد وعلي بن عاصم، عن حميد، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قَالَ: "ثَمَنُ الْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ". قلت: وموسى بن إبراهيم هذا هو شيخ مجهول ولا يصح رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وقد رمزه السيوطي بالضعف وقد ضعف الحديث أيضًا الألباني في ضعيف الجامع برقم (2615).
2893 - أخبرنا عبد الملك بن محمَّد الذَّمَارِي: أخبرني أحمد بن سعيد بن رمانة أخبرني أبي قَالَ: قِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَلَيْسَ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لَيْسَ مِنْ مِفْتَاحٍ إِلَّا وَلَهُ أَسْنَانٌ فَمَنْ أَتَى الْبَابَ بَأَسْنَانِهِ فُتح لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ الْبَابَ بِأَسْنَانِهِ لَمْ يُفْتَحْ لَهُ. * هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ مَوْقُوفٌ وَقَدْ عَلَّقَهُ البخاريُّ لوهب.
2893 - تخريجه: عن إسحاق أخرجه البخاريُّ في التاريخ (1/ 95) بلفظ "لا إله إلّا الله مفتاح الجنة، وليس من مفتاح إلّا وله أسنان". وعن إسحاق أيضًا أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 66) بلفظه. وأورده البخاريُّ معلقا في صحيحه في الجنائز (3/ 109) وقد وصله المصنف أي البخاريُّ في التاريخ كما سبق. ووصله أيضًا الحافظ في التغليق (2/ 453) من طريق أبي نعيم. وقال الحافظ في الفتح (3/ 110) أخرج سعيد بن منصور بسند حسن، عن وهب بن منبه قريبًا من كلامه هذا في التهليل ولفظه، عن سماك بن الفضل، عن وهب بن منبه "مثل الداعي بلا عمل مثل الرامي بلا وتر".
الحكم عليه: في إسناد هذا الحديث سعيد بن رمانة لم أقف له على ترجمة إلّا أن الحافظ حسنه في المطالب. وأورده أيضًا البخاريُّ معلقا في صحيحه وهذا يدلّ على أن إسناده ليس بشديد الضعف كما قال الحافظ ابن حجر في الهدي. وقد روي الحديث مرفوعًا أخرجه أحمد في مسنده (5/ 242) من طريق شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلّا الله". =
= ورواه البزّار كما في الكشف (1/ 9) من طريق شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، وقال البزّار: شهر لم يسمع من معاذ حديثًا. وأخرجه ابن عديّ في الكامل في ترجمة شهر بن حوشب (4/ 38) من طريق شهر بن حوشب، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: مفتاح الجنة، لا إله إلا الله. وأخرجه البيهقي في الشعب كما في الفتح (3/ 109) عن معاذ بن جبل مرفوعًا. وزاد "ولكن مفتاح بلا أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك". قال الحافظ في الفتح (3/ 109) وهذه الزيادة نظير ما أجاب به وهب، فيحتمل أن تكون مدرجة في حديث معاذ. وحديث معاذ بن جبل هذا ضعيف لأنّ شهر بن حوشب لم يسمع من معاذ بن جبل. وأيضًا شهر بن حوشب ضعيف، وعلى هذا لا يثبت الحديث مرفوعًا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
2894 - وقال إسحاق أيضًا: أخبرنا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقان، عن وهب ابن مُنَبِّهٍ قَالَ: الْإِيمَانُ قَائِدٌ (وَالْعَمَلُ) (¬1) سَائِقٌ، وَالنَّفْسُ حرون بينهما، فإذا قاد (¬2) القائد، ولم يستن السَّائِقُ لَمْ يُغْنِ ذَلِكَ شَيْئًا، وَإِذَا سَاقَ السائق وتبعتها النفس طوعا أو كرهًا. ¬
2894 - تخريجه: ذكره البوصيري في الأتحاف (1/ ق 34 ب). وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 31) في ترجمة وهب بن منبه عن طريق كثير ابن هشام، ثنا جعفر بن برقان، به بمعناه وزاد "إنه كان كلما كره الإنسان شيئًا من دينه تركه أو شك أن لا يبقى معه من دينه شيء".
الحكم عليه: الأثر ضعيف بإسناد إسحاق بن راهويه لأنّ فيه عطاء بن مسلم وهو كثير الخطأ. ولكن تابعه كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عند أبي نعيم، وإسناد أبي نعيم ورجاله كلهم ثقات إلّا شيخه فلم أعرفه. وقد ورد مثل هذا عن عبد الله بن عبيد بن عمير أخرجه ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس (ص 70: 86)، قال ثنا إبراهيم بن سعد، ثنا عبد الصمد بن النعمان، ثنا هَارُونَ الْبَرْبَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بن عمير قَالَ: (الْإِيمَانُ قَائِدٌ، وَالْعَمَلُ سَائِقٌ، وَالنَّفْسُ حَرُونٌ فإذا وني قائدها لم تستقم لسائقها وإذا وفي سائقها لم تستقم لقائدها ... " إلخ. ومن طريق ابن أبي الدنيا رواه البيهقي في الشعب (1/ 82: 69) باب القول في زيادة الإيمان ونقصانه. وأخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/ 846: 1579) من طريق قبيصة قال ثنا هارون البربري، به بنحوه.
2895 - وقال مسدّد: حدّثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب (¬1)، عن محمَّد بن سيرين، عن ابن (¬2) الديلم قال: عَنْ (¬3) أَحَدِ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدُمُونَ مُعَاذًا (¬4) رضي الله عنه أنه لما حُضر، قلت له: ألاَّ أراك قد حُضرت؟ قال: نعم، وساء حين الكذب هذا، من مات وهو موقن بثلاثة، يعلم أن الله تعالى حَقٌّ، وَأَنَّ السَّاعَةَ قَائِمَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ من في القبور، قال (¬5): فقال قولًا (¬6) رغب لهم فيه، إن لم يكن إلّا غفر له فلا أدري. ¬
2895 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 20 أ). وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (ص 417: 888) قال حدّثنا محمَّد بن عبد الله بن بزيع، حدّثنا زياد بن الربيع اليحمدي، ثنا هشام عن محمَّد بن سيرين، عن ابن الديلمي قال: كنا ثلاثة نخدم معاذ بن جبل فلما حضر قلنا له: يرحمك الله إنما صحبناك وانقطعنا إليك واتبعناك لمثل هذا اليوم فحدثنا بحديث سمعته من رسول الله، قال: نعم، وما ساعة الكذب هذه، الحديث وقال ابن سيرين فأنا نسيت إما قال: دخل الجنة، وإما قال: نجا من النار". وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 169: 359) من طريق محمَّد بن سيرين، به بلفظ ابن أبي عاصم. =
= الحكم عليه: الحديث بإسناد مسدّد فيه أيوب بن خالد وهو ضعيف، ولكن تابعه هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ عند ابن أبي عاصم والطبراني وهشام بن حسان ثقة من رجال الصحيحين، ورجال ابن أبي عاصم كلهم من رجال الصحيحين غير ابن الديلمي وهو ثقة، وعلى هذا فالحديث صحيح وقد صححه الألباني كما في ظلال الجنة في تخريج السنة برقم (888). واختلف في سماع ابن الديلم عن معاذ رضي الله عنه. وللحديث شاهد بمعناه من حديث مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "بخ بخ لخمس، من لقي الله مستيقنًا بهن دخل الجنة، يؤمن بالله، واليوم الآخر، وبالجنة والنار، والبعث بعد الموت، والحساب". أخرجه أحمد في مسنده (3/ 443) حدّثنا عفان، ثنا أبان، ثنا يحيي بن أبي كثير، عن زيد، عن أبي سلام، عن مولى رسول الله، به. وأخرجه أيضًا (5/ 365) عن يزيد ثنا هشام الدستوائي، عن يحيي بن أبي كثير، به بنحوه وإسناده صحيح.
2896 - وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي (¬1) ذُو قُدْرَةٍ عَلَى مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ غَفَرْتُ لَهُ وَلَا أُبَالِي مَا لَمْ يُشْرِكْ بِي شيئًا. ¬
2896 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 20 ب). وهو في مسند عبد بن حميد كما في المنتخب (ص 206: 602) بسنده ومتنه. رواه الطبراني في الكبير (11 برقم 11615). والبيهقيُّ في الأسماء والصفات باب ما جاء في إثبات القدر (ص 158). والبغويُّ في شرح السنة كتاب الرقاق باب القصد في العمل والعلم (14/ 388: 4191) ثلاثتهم عن طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان، به بلفظه.
الحكم عليه: مدار طرق الحديث على إبراهيم بن الحكم وهو ضعيف جدًا. ولكن تابعه عن أبيه حفص بن عمر العدني. رواه الحاكم في المستدرك في كتاب التوبة (4/ 262)، قال أخبرني بكر بن محمَّد بن حمدان الصيرفي، ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي، ثنا حفص بن عمر العدني، ثنا الحكم بن أبان، به بلفظه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي حيث قال: حفص بن عمر العدني واه، قلت: وهو كما قال الذهبي. وقال النسائيُّ: ليس بثقة، وقال ابن عديّ: عامة ما يرويه غير محفوظ، وقال ابن حجر: ضعيف. وقد ورد من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا من أذنب ذنبًا فعلم أن له ربًا إن =
= شاء أن يغفر له وإن شاء عذبه كان حقًا على الله أن يغفر له". رواه الحاكم في المستدرك في التوبة (4/ 242) وابن حبّان في الثقات (7/ 20)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 286) ثلاثتهم من طريق قتيبة بن سعيد، ثنا جابر بن مرزوق الملكي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن الخطّاب، عن أبي طوالة، عن أنس بن مالك. قال الحاكم: صحيح الإسناد: وتعقبه الذهبي بقوله: ومن جابر؟ حتى يكون حجة، بل هو منكر، وحديثه منكر. وقد ورد أيضًا من حديث عائشة رضي الله عنهما، قالت: قال رسول الله "ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلّا غفر له قبل أن يستغفر منه". رواه الحاكم في المستدرك في التوبة (4/ 253) من طريق هشام بن زياد عن أبي الزناد، عن القاسم بن محمَّد، عن عائشة رضي الله عنها. فيه هشام بن زياد، وضعفه أحمد وقال النسائيُّ: متروك. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 199) رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين في أحدهما بزيع بن حسان وفي الآخر سليمان بن داود المنقري، وكلاهما ضعيف. قلت: بزيع متروك. وسليمان كذبه غير واحدٍ. والحديث بطرقه وشواهده كل على انفراد ضعيف جدًا كما سبق في التخريج ولكن عند بعضهم ضعفها غير شديد ومنهم من صحح بعضها كالحاكم. وقد حسن الحديث الألباني في صحيح الجامع برقم (4330). ولعل ما ذهب إليه الألباني هو الأنسب لا سيما وأن بعض المتأخرين يرون أن تعدد الطرق والشواهد لو كان. ضعفها شديدًا يقوّي بعضها بعضًا فترتفع إلى الضعيف.
2897 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ (¬1)، عَنْ لَيْثٍ (¬2)، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ لَهُ ما سوى ذلك لمن شاء، مَنْ مَاتَ وَلَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَمْ يَكُنْ سَاحِرًا يَتَّبِعُ السَّحَرَةَ، وَلَمْ يَحْقِدْ عَلَى أخيه. ¬
2897 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (1/ 109) وعزاه الطبراني في الكبير والأوسط. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 20 ب). ورواه الطبراني في الكبير (12/ 343: 13004). ورواه أيضًا في الأوسط كما في مجمع البحرين (ص 350: 121). ورواه أبو نعيم في الحلية (4/ 100). ورواه الخطيب في التاريخ (2/ 4). ورواه ابن النجار في الذيل (18/ 92) كلهم من طريق ليث بن أبي سليم، به.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا فيه ليث بن أبي سليم.
10 - باب إثبات الإيمان لمن شهد الشهادتين وعمل صالحا
10 - بَابُ إِثْبَاتِ الإِيمان لِمَنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَعَمِلَ صالحًا 2898 - قال إسحاق: أخبرنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو الْجَزَرِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ (¬1) يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ عَمِيرَةَ السَّكْسَكِيُّ، وَكَانَ تِلْمِيذًا (¬2) لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فقبض معاذ رضي الله عنه، وَلَحِقَ يَزِيدُ بِالْكُوفَةِ، فَأَتَى مَجْلِسَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وليس ثمة فَجَعَلُوا يَتَذَاكَرُونَ الإِيمان فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ شَهِدْتُ أَنِّي مُؤْمِنٌ لَشَهِدْتُ أَنِّي فِي الْجَنَّةِ، قَالَ يزيد: فأشهد (¬3) أَنِّي مُؤْمِنٌ، وَلَا أَشْهَدُ أَنِّي فِي الْجَنَّةِ، إذ جاء ابن مسعود رضي الله عنه، فأُخبِر بذلك فقال ابن مسعود رضي الله عنه: ليزيد أكذاك؟ قال نعم، قال: ومن أين ذاك؟ قَالَ يَزِيدُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّ الله تعالى يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [الحج، الآية 17] فَمِنْ أَيِّ هَؤُلَاءِ أَنْتَ (¬4) يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا، قَالَ: نَعَمْ حَقًّا ثُمَّ قَالَ لِيَزِيدَ: آللَّهُ (¬5) أَكُنْتَ تِلْمِيذًا لمعاذ بن جبل رضي الله عنه؟ قال: نعم، فقال ابن مسعود رضي الله عنه: إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا، ولم يك من المشركين. ¬
قال أصحابه: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ} [سورة النحل، الآية 120]، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إن معاذًا رضي الله عنه، كان أمّة قانتًا لله حنيفًا".
2898 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ و 25 أ). وأخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 352) في ترجمة عبد الله بن سلام قال أخبرنا حماد بن عمرو النصيبي به وليس فيه قوله "لَوْ شَهِدْتُ أَنِّي مُؤْمِنٌ لَشَهِدْتُ أَنِّي فِي الجنة". وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 15: 10384) قال حدّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شَهْرِ بن حوشب، عن يزيد بن عميرة به بمعناه مع زيادة في آخره. ملحوظة: وفي المصنف: الحارث بن عميرة الزبيدي، ولعله تحريف من النُّسَّاخ.
الحكم عليه: الحديث له طريقان كما سبق، الطريق الأولى فيه حماد بن عمرو وهو متروك وفي الثانية: شهر بن حوشب وهو ضعيف، فيبقى الحديث ضعيفًا وقد ضعف الطريق الثانية الألباني في تحقيقه لِإيمان ابن أبي شيبة، انظر (رقم 76). أما قوله: "إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا إلى آخره". فهذه الفقرة صحيحة من قول ابن مسعود رضي الله عنه. أخرجه الحاكم في =
= المستدرك (2/ 358) من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق قال: قرأت عند عبد الله بن مسعود "إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ، إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قانتًا، قال: فأعادوا عليه فعاد ثم قال: أتدرون ما الأمة؟ قال: الذي يعلم الناس الخير، والقانت الذي يطيع الله ورسوله". وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على ثم شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه الحاكم أيضًا في المستدرك (3/ 271) من طريق منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي، حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال: قال ابْنُ مَسْعُودٍ إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا ... إلخ. وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 34: 47) من طريق عبيد الله بن عمر، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الأحوص وغيره، عن ابن مسعود بنحوه. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 314) ورجاله رجال الصحيح غير حجاج بن إبراهيم وهو ثقة. وعلى هذا فهذه الفقرة الأخيرة من الحديث فقط صحيحة دون غيرها. قوله: "لَوْ شَهِدْتُ أَنِّي مُؤْمِنٌ لَشَهِدْتُ أَنِّي فِي الجنة فهي صحيحة عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفة عليه كما سيأتي في حديث (رقم ...).
2899 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّ عَلَى أُمِّي رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، وَعِنْدِي رَقَبَةٌ سوداء أعجمية قال -صلى الله عليه وسلم- أثبت بها، فجاء بها، فقال (¬1) -صلى الله عليه وسلم-: أَتَشْهَدِينَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَتْ: نعم، قال -صلى الله عليه وسلم-: أَتَشْهَدِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم- أعتقها. ¬
2899 - تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (11/ 20) عن علي بن هاشم به بلفظه إلّا أنه قال عن ابن عباس، وعن الحكم "وهو ابن معاوية". وأخرجه أبو بكر في الإيمان أيضًا (ص 28: 85) وقال الألباني عند تعليقه على الحديث: إسناده ضعيف من أجل محمَّد بن أبي ليلى. وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 14: 13)، قال حدّثنا محمَّد بن عثمان، ثنا عبيد الله، ثنا ابن أبي ليلى به بلفظه وقال البزّار وقد يروى نحوه بألفاظ مختلفة. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 27: 12369) عن طريق علي بن هاشم به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته محمَّد بن أبي ليلى وهو سيّء الحفظ. وقد ضعف الحديث العلامة الألباني في تحقيقه لكتاب الإيمان لابن أبي شيبة كما سبق. وللحديث شاهد من حديث الشريد رضي الله عنه، قال: إن أمه أوصته أن يعتق عنها رقبة مؤمنة، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يا رسول الله إن أمي أوصت أن أعتق عنها رقبة =
= مؤمنة، وعندي جارية سوداء نوبية أفيجزي عني أن أعتقها عنها؟ قال: ائتني بها، فأتيته بها فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: فأعتقها فإنها مؤمنة". أخرجه أبو داود في الإِيمان والنذور (3/ 588: 3284)، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا حماد عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن الشريد به. وأخرجه النسائيُّ في الوصايا (6/ 252: 3653) عن موسى بن سعيد، قال حدّثنا هشام بن عبد الملك، قال حدّثنا حماد بن سلمة به واللفظ للنسائي. قلت: فيه محمَّد بن عمرو بن علقمة وهو صدوق حسن الحديث وبقية رجاله ثقات. وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 222) عن عبد الصمد، ثنا حماد بن سلمة به بلفظه. وله شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بجارية سوداء فقال: يا رسول الله إن علي رقبة مؤمنة، فقال لها: أين الله؟ فأشارت إلى السماء بأصبعها، فقال لها فمن أنا؟ فأشارت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وإلى السماء يعني أنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أعتقها فإنها مؤمنة". أخرجه أبو داود في الإيمان والنذور، باب في الرقبة المؤمنة (3/ 588: 3284) عن طريق المسعودي، عن عون بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عن أبي هريرة. وأخرجه أحمد في مسنده (2/ 291) عن يزيد، عن المسعودي به بلفظه. وله شاهد آخر من حديث رجل من الأنصار أنه جاء بأمة سوداء وقال يا رسول الله: إن عليّ رقبةً مؤمنةً فإن كنت ترى هذه مؤمنة أعتقها فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أَتَشْهَدِينَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: أَتَشْهَدِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، قَالَتْ: نعم ... الحديث. =
= أخرجه مالك عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله أن رجلًا من الأنصار (2/ 77: 90). وأخرجه أحمد في مسنده (3/ 451) عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله، عن رجل من الأنصار. وله شاهد آخر في آخر حديث عمر بن الحكم أنه قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقلت يا رسول الله إن جارية لي كانت ترعى غنمًا لي ... الحديث ثم قال: "وعليّ رقبة أفأعتقها؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أين الله؟ فقالت: في السماء، فقال: من أنا؟ فقالت: أنت رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: أعتقها. أخرجه مالك في الموطأ في العتق، باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة (2/ 776: 8) وأبو بكر بن أبي شيبة في الإِيمان والرؤية (11/ 19: 10391). كلاهما من طريق عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي. وعن أبي بكر بن أبي شيبة أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 381: 537). وأخرجه أبو داود (3/ 587: 3282) من طريق عطاء بن يسار به بلفظه. وبهذه الشواهد الكثيرة يتبيّن أن متن الحديث صحيح بلا شك.
2900 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أبو الحرث سريج (¬1) بن يونس، حدّثنا (مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ) (¬2) الْفَزَارِيُّ عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ حدثني أبو رزين العقيلي رضي الله عنه، قَالَ لِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَأَشْرَبَنَّ أَنَا وَأَنْتَ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ لَوْنُهُ، قُلْتُ: كَيْفَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: أَمَا (¬3) مَرَرْتَ بِأَرْضٍ مُجْدِبَةٍ ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُخْصِبَةً، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُجْدِبَةً، ثُمَّ مَرَرْتَ بها مخصبة؟ قلت: بلى، قال -صلى الله عليه وسلم-: كَذَلِكَ النُّشُورُ. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ لِي بِأَنْ أعلم أني مؤمن؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: ليس أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوْ مِنْ أُمَّتِي عَمِلَ حَسَنَةً وَعَلِمَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جازيه بها خيرًا أو عمل سيئة وأن الله تعالى جَازِيهِ بِهَا سُوءًا أَوْ يَغْفِرُهَا إِلَّا وَهُوَ مؤمن (¬4). ¬
2900 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 25 أ). ورواه أبو يعلى في المفاريد (ص 110: 111) بسنده ومتنه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند موضوع وعلته محمد بن أبي قيس وهو المصلوب الكذاب. وله طريق أخرى عن أبي رزين العقيلي أخرجها ابن بطة في الإِبانة (2/ 660)، باب فضائل الإِيمان (ح 851) عن طريق ابن المبارك، قال حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ =
= يزيد بن جابر عن سليمان بن موسى، عن أبي رزين العقيلي فذكر حديثا طويلًا وفي آخره قلت يا رسول الله كيف لي أن أعلم أني مؤمن. قلت: وهذا ضعيف لأنه منقطع لأنّ سليمان لم يسمع من أبي رزين. والفقرة الوسطى من الحديث وهي قوله (قلت: كيف يحيي الله الموتى إلى قوله وكذلك النشور. أخرجها أبو داود الطيالسي في مسنده (147: 1089) وأحمد في مسنده (4/ 12) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 290: 639) ثلاثتهم عن شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ قَالَ سَمِعْتُ وكيع بن عدس يحدث عن أبي رزين. ورواه البيهقي في الأسماء والصفات، باب إعادة الخلق (ص 649) عن طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ به. والحديث بهذا الطريق ضعيف أيضًا وعلته وكيع بن عدس، ويقال: ابن حدس قال الذهبي: لا يعرف تفرد عنه يعلي بن عطاء.
11 - باب بقاء الإيمان إذا أكره صاحبه على الكفر
11 - بَابُ بَقَاءِ الإِيمان إِذَا أُكْرِهَ صَاحِبُهُ عَلَى الكفر 2901 - قال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ محمَّد بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: أَخَذَ المشركون عمار بن ياسر رضي الله عنه، فعذَّبوه، فَقَارَبُوهُ (¬1) فِي بَعْضِ مَا أَرَادُوا بِهِ فشكى ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟ قَالَ: مُطْمَئِنًّا (¬2) بالإِيمان قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فإن عادوا فعُد. (113) وسيأتي إن شاء الله تعالى من وجه آخر (بساق آخر (¬3)) في تفسير سورة النحل. ¬
2901 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 27 أ). ورواه الطبري في التفسير (14/ 182) في تفسير سورة النحل قال حدّثنا ابن =
= عبد الأعلى، قال ثنا محمَّد بن ثور عن معمر به بلفظه. وأخرجه الحاكم في المستدرك في التفسير (2/ 357) قال أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان، ثنا هلال بن العلاء الرقي، ثنا أبي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ عَنْ عبد الكريم به بلفظه. وعن الحاكم أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (8/ 208) في كتاب المرتد، باب المكره على الردة وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن سعد في الطبقات في ترجمة عمار (3/ 249)، قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي وقال: أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم به بمعناه. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 140 برقم 22)، قال حدّثنا محمَّد بن علي اليقطيني، ثنا الحسين ابن عبد الله الرقي، ثنا حكيم بن سيف، ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم به.
الحكم عليه: الحديث مداره على أبي عبيدة بن محمَّد بن عمار وهو ثقة إن شاء الله ولكنه مرسل لأنّ أبا عبيدة وهو تابعي حكى قصة لم يحضرها ولم يسندها عن أبيه. ولذا قال الحافظ في (الفتح 12/ 332) هذا مرسل، ورجاله ثقات. أما الوجه الذي أشار إليه المصنف أنه سيأتي في تفسير سورة النحل بسياق آخر هو في المطالب في كتاب التفسير (ق 136) قَالَ مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مسلم (العبدي)، عن أبي المتوكل (علي بن داود) النَّاجِيِّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بعث عمار بن ياسر رضي الله عنه، إلى بئر المشركين ... فذكر قصة ثم قال: فَلَمَّا أَرَادُوهُ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْكُفْرِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْخَيْلَ فاستنقذوه فأنزلت فيه هَذِهِ الْآيَةُ: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}. قلت: هذا أيضًا مرسل لأنّ أبا المتوكل الناجي تابعي، ورجاله ثقات. =
= وله شاهد من حديث ابن عباس. رواه الطبري في التفسير (14/ 181)، قال ثنا محمَّد بن سعد، قال ثنا أبي، قال ثنا عمي، قال حدثني أبي عن ابن عباس بمعناه. قال ابن حجر في (الفتح (12/ 312) فيه ضعف. وقال ابن حجر في الفتح أخرجه عبد بن حميد من طريق محمَّد بن سيرين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القى عمارًا فذكره، وقال: رجاله ثقات مع إرساله. ثم قال ابن حجر في (الفتح 12/ 312) وهذه المراسيل تقوي بعضها ببعض. قلت: وعلى هذا فالحديث حسن لغيره، والله أعلم.
12 - باب خصال الإيمان
12 - بَابُ خِصَالِ الإِيمان 2902 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ المكي، حدّثنا محمَّد بن سليمان المسمولي عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَوِّلٍ الْبَهْزِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قلت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَوْصِنِي، قَالَ: أَقِمِ الصَّلَاةَ، وَآتِ الزَّكَاةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ، وَاعْتَمِرْ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ المنكر ... (¬1) الحديث. ¬
2902 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (8/ 307) وعزاه إلى أبي يعلى والطبراني باختصار. والحديث في مسند أبي يعلى (3/ 138: 1568) بسنده ومتنه ولكن في أوله زيادة كثيرة، أظن أن الحافظ هو الذي حذفها. وعن أبي يعلى رواه ابن حبّان في صحيحه كما في الموارد (ص 292: 1202). ومن طريق أبي يعلى أيضًا رواه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 353). ورواه البخاريُّ في التاريخ الكبير (8/ 29)، والطبراني في الكبير (20/ 222: 763)، كلاهما من طريق محمَّد بن سليمان المسمولي به. ورواه الحاكم في المستدرك في البر والصلة (4/ 159)، من طريق محمَّد بن سليمان بن مسمول ولكنه جعله من مسند ابن عباس. =
= قلت: ذِكْرُ ابن عباس في الحديث سهو لا يدرى ممن هو، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته محمَّد بن سليمان بن مسمول وهو ضعيف بل هو مجمع على ضعفه، ولا عبرة بتصحيح ابن حبّان والحاكم الحديث، وذلك لما علم من تساهلهما في تصحيح الأحاديث. وقد تعقب الذهبي الحاكم بقوله قلت: "ابن مسمول ضعيف". وقد ضعف إسناده الهيثمي في المجمع ورمز له السيوطي في الجامع بالضعف وضعفه الألباني في الجامع (1/ 333).
2903 - [1] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ (¬1) رَضِيَ الله عنها قالت: إنها سمعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ، فقال -صلى الله عليه وسلم-: لا تشرك بالله شيئًا، وإن قطعت أو حرقت بالنار، وإياك والمعصية فإنها تسخط (¬2) الله عَزَّ وَجَلَّ ... الحديث. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬3): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زنجويه، حدثنا أبو مسهر (¬4) (¬5)، حدثنا سعيد بن عَبْدِ الْعَزِيزِ بِهِ (¬6). [3] وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بن سعيد، حدّثنا "غَيْرُ سَعِيدٍ" (¬7) عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ الْمُوصَى بِهَذِهِ الوصية ثوبان رضي الله عنه. ¬
2903 - تخريجه: والحديث بتمامه في مسند عبد بن حميد كما في المنتخب (ص 462: 1594). ورواه البيهقي في الشعب (6/ 188: 7865)، من طريق سعيد بن عبد العزيز بلفظه. وانظر أحاديث رقم (1758 و 1796 و 2022 و 2143 و 2476 و 2532)، من المطالب العالية.
الحكم عليه: الحديث بإسناد عبد بن حميد ضعيف جدًا من أجل عمر بن سعيد الدمشقي. =
= ولكن تابعه أبو مسهر كما في طريق أبي يعلى وهو ثقة وهناك علة أخرى وهي الانقطاع لأنّ مكحولًا لم يسمع من أم أيمن رضي الله عنها. وللحديث شواهد منها حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أوصاني رسول الله بعشر كلمات قال: لا تشرك باللهِ شيئًا وإن قتلت أو حرقت ... الحديث بتمامه نحوه. رواه أحمد في مسنده (5/ 238)، عن أبي اليمامة أخبرنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نقير، عن معاذ بن جبل. وقال الهيثمي (4/ 218)، رجاله ثقات إلّا أن عبد الرحمن بن جبير لم يسمع من معاذ. ورواه الطبراني في الكبير (20/ 82: 156)، من طريق عمرو بن واقد عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخولاني عن معاذ بن جبل بلفظ أحمد بن حنبل، وفيه عمرو بن واقد وهو كذاب. ورواه أبو نعيم في الحلية (9/ 306)، من طريق هارون بن واقد عن يونس بن ميسرة به. ومنها حديث أميمة مَوْلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رواه الحاكم في المستدرك في معرفة الصحابة (4/ 41)، والطبراني في الكبير (4/ 190: 479)، كلاهما من طريق يزيد بن سنان عن سليم ابن عامر عن جبير بن نفير عن أميمة مَوْلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بلفظ قريب من لفظ أحمد. قلت: وفيه يزيد بن سنان وهو كما قال الحافظ: ضعيف. ومنها حديث أُمُّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. أخرجه ابن ماجه في الفتن (2/ 1339)، من طريق شهر بن حوشب عن أم الدرداء به إلّا أنه اقتصر على الجزء الأوّل من الحديث. ورواه البيهقي في الشعب باب المطاعم والمشارب (5/ 11: 5589)، من =
= طريق شهر بن حوشب به إلّا أنه مختصر مثل ما في سنن ابن ماجه. وشهر بن حوشب وهو ضعيف. وأورده ابن عبد البر في التمهيد (4/ 228) معلقًا بقوله ما رواه شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء فذكر الحديث بطوله. وأخرجه الطبراني كما في المجمع (4/ 219)، عن عبادة بن الصامت قال: أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبع خلال قال: لا تشركوا بالله وإن قطعتم وحرقتم وصلبتم الحديث بمعناه. وفيه سلمة بن شريح وهو مجهول قاله الذهبي في الميزان.
الحكم عليه بطرقه وشواهده: والحديث له طرق وشواهد كثيرة كما سبقت الإِشارة إليه، وكل طريق بانفراده ضعيف، ومعظم الطرق ضعفها غير شديد وهي قابلة الإنجبار. وعلى هذا فالحديث حسن بشواهده وقال العلامة الألباني في المشكاة (1/ 183) في تعليقه على الحديث قال: وهو عندي حسن لشواهده إن شاء الله.
2904 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَمَّارٌ، حدّثنا أبو المقدام (¬1) هشام بن زياد [حَدَّثَنِي أَبِي] (¬2) عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: الحياء من الإِيمان. ¬
2904 - تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (13/ 488: 7501) بسنده ومتنه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 32 أ). وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 96)، وعزاه إلى أبي يعلى وقال: وفيه هشام بن زياد أبو المقدام لا يحل الاحتجاج به، ضعفه جماعة ولم يوثقه أحد. وأخرجه ابن عديّ في الكامل (7/ 107) في ترجمة هشام بن زياد عن طريق هشام بن زياد به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند، فيه هشام بن زياد وهو مجمع على ضعفه بل هو متروك. ومتن الحديث صحيح عن عدد من الصحابة، منهم ابن عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مرّ على رجل وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله: دعه، فإن الحياء من الإِيمان. أخرجه مالك في الموطا في حسن الخلق باب ما جاء في الحياء (2/ 905: 10)، عن ابن شهاب، عن سالم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر. وعن مالك أخرجه البخاريُّ في الإيمان باب الحياء من الإيمان (1/ 74 الفتح: 24). وأبو داود في الأدب (5/ 147: 4795)، عن القعنبي عن مالك به بلفظه. وأخرجه مسلم في الإِيمان (1/ 63: 59)، عن طريق سفيان بن عيينة، عن ابن =
= شهاب الزهري به بلفظه. وأخرجه النسائيُّ في الإيمان (8/ 121)، باب الحياء (ح 5033)، عن هارون بن عبد الله قال: حدّثنا معن قال: حدّثنا مالك به بلفظه. وأخرجه الترمذي في الإيمان (5/ 11) ما جاء أن الحياء من الإِيمان برقم (2615)، عن طريق الزهري به. وأخرجه ابن ماجه في المقدمة (1/ 22)، باب في الإيمان (58)، من طريق الزهري به بلفظ "إن الحياء شعبة من الإيمان". وأخرجه أحمد في مسنده (2/ 147)، من طريق الزهري به بلفظ مالك. قلت: وللحديث شواهد أخرى منها حديث أبي هريرة وأبي بكر وأبي أمامة، وإنما اكتفيت بحديث ابن عمر المتفق عليه خشية الإطالة ولأن المقصود يحصل بحديث ابن عمر، والله أعلم.
2905 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ (¬1) عَنْ مُغِيرَةَ (¬2)، عن عامر (¬3) رضي الله عنه قال: "الصبر نصف الإِيمان، والشكر ثلثا الإيمان، اليقين الإِيمان كله". ¬
2905 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 10/ ب). وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر (ص 93: 57)، حدّثنا محمَّد بن عبد الملك القرشي، حدّثنا أبو عوانة بلفظ "الشكر نصف الإيمان، والصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله". وعن طريق ابن أبي الدنيا أخرجه البيهقي في الشعب (4/ 109)، باب في تعديد نعم الله وشكرها برقم (4448)، والأثر صحيح عن الشعبي رحمه الله. وقد روي الحديث عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله". أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 34)، والبيهقي في الشعب (7/ 123)، باب الصبر على المصائب برقم (9716: 454)، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 226)، القضاعي في مسند شهاب (1/ 26: 158) وابن الجوزي في العلل (2/ 330: 1364)، خمستهم من طريق يعقوب بن حميد عن محمد بن خالد المخزومي عن سفيان الثوري عن زبيد اليمامي عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فذكره.
الحكم على هذا المرفوع: الحديث ضعيف ولا يصح رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال ابن الجوزي في العلل: تفرد به محمَّد بن خالد وهو مجروح، وقال يحيي والنسائي "يعقوب بن حميد ليس =
= بشيء" وقال البيهقي في الشعب، والمحفوظ عن ابن مسعود من قوله غير مرفوع، وقال الحافظ في الفتح (1/ 48): "ولا يثبت رفعه" وقال الألباني في الضعيفة برقم 499) منكر. والصحيح أنه من قول ابن مسعود لا من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-ذكره البخاريُّ في صحيحه تعليقًا عن ابن مسعود بلفظ "اليقين الإيمان كله"، ولم يقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ووصله الطبراني في الكبير (9/ 107: 7544) من طريق الأعمش. عن أبي ظبيان عن علقمة، عن عبد الله قال: "الصبر نصف الإيمان واليقين الإِيمان". وإسناده صحيح كما قال الحافظ في الفتح (1/ 48)، لكنه موقوف، وروي أيضًا بسياق آخر. أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 446)، من طريق جرير، عن الأعمش، عن أبي ظبيان قال كنا نعرض المصاحف عند علقمة فقرأ هذه الآية: "إن في ذلك لآيات للموقنين"، فقال عبد الله: اليقين الإيمان كله، وقرأ هذه الآية: "إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور" قال: فقال عبد الله: "الصبر نصف الإيمان". وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي قلت: لكنه موقوف. وأخرجه البيهقي الشعب (7/ 123: 9717)، باب الصبر على المصائب من طريق الأعمش به بلفظه. ووصله الحافظ ابن حجر في التغليق (2/ 22)، من طريق الأعمش به وقال: هذا موقوف صحيح، ثم قال: والخلاصة رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- خطأ.
2906 - وقال الحميدي: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ (¬1) معبد بن كعب عن عمه أو عن أمّه (¬2) مَرْفُوعًا (¬3): يَا هَؤُلَاءِ إِنَّ الْبَذَاذَةَ (¬4) مِنَ الإِيمان. ¬
2906 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 32/ ب). وهو في مسند الحميدي (1/ 173: 357) بسنده وقال: "تعلمن يا هؤلاء إن البذاذة من الإِيمان". ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد (6/ 167: 3396)، عن طريق سفيان بن عيينة به بلفظه ومن طريق ابن أبي عاصم رواه أبو نعيم في المعرفة ص (ق 393/ ب). ورواه ابن أبي عمر في كتاب الإيمان باب البذاذة من الإِيمان (ص 112: 46)، من طريق سفيان به إلّا أنه قال: محمد بن كعب عن أبيه وعن عمه بلفظ الحميدي.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته محمَّد بن إسحاق وهو كثير التدليس عن =
= الضعفاء والمجاهيل. وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن أبي أمامة عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "البذاذة من الإِيمان، البذاذة من الإيمان، البذاذة من الإِيمان". والرواة اختلفوا على عبد الله بن أبي أمامة فرواه صالح بن كيسان وأسامة بن صالح عنه عن أبيه. ورواه محمَّد بن إسحاق وعبد الله بن عبيد الله بن حكيم وعبد الحميد بن جعفر عنه عن ابن كعب، عن أبي أمامة. وتخريج هذه الطرق كالتالي: فأما طريق صالح بن كيسان فرواه أحمد في الزهد (ص 19: 29)، قال حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي حدّثنا زهير يعني ابن محمَّد عن صالح يعني ابن كيسان أن عبد الله بن أبي أمامة أخبره أن أبا أمامة أخبره أن رسول الله فذكره. وعن طريق أحمد أخرجه الحاكم في المستدرك في الإيمان (1/ 9)، والبيهقيُّ في الشعب في التواضع في اللباس (5/ 155: 6173)، من طريق أحمد. وفي المستدرك صالح بن أبي صالح وهو وهم من الحاكم بلا شك لأنّ أحمد والبيهقيُّ عنه صالح بن كيسان: وإنما قلت: إن الوهم من الحاكم لأنه قال: صالح بن أبي صالح احتج به مسلم. ورواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 125: 127)، عن طريق عبد الرحمن بن مهدي به. ورواه الطبراني في الكبير (1/ 272: 790)، من طريق سعيد بن أبي سلمة بن أبي الحسام حدثني صالح بن كيسان به. أما طريق أسامة بن زيد. فرواه ابن ماجه في سننه في الزهد (2/ 1379: 4118)، قال حدّثنا كثير بن عبيد الحمصي، ثنا أيوب بن سويد عن أسامة، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن أبيه. =
= أما طريق محمد بن إسحاق فقد أخرجها أبو داود في سننه في الترجل (4/ 393: 4161)، حدّثنا النفيلي، حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عن عبد الله بن أبي أمامة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عن أبيه ... الحديث. ومن طريقه رواه البيهقي في الشعب (5/ 227: 6470). أما طريق عبد الله بن عبيد الله، فقد أخرجها الطبراني في الكبير (1/ 272: 789)، من طريق عبد العزيز بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبيد الله بن حكيم بن حزام أن أبا المنيب (وهو عبد الله بن أبي أمامهّ) ابن أبي أمامة أخبره أنه لقي عبد الله بن كعب حدثني أبوك. أما طريق عبد الحميد بن جعفر فقد أخرجها الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 178)، حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا عبد الله بن حمدان، ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عبد الله بن ثعلبة (وهو عبد الله بن أبي أمامة) أنه أتى عبد الرحمن بن كعب فقال له عبد الرحمن سمعت أباك يحدّث أنه سمع رسول الله. ورواه الطبراني في الكبير (1/ 272: 791)، حدّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أحمد بن عاصم بن عنبسة، ثنا عبد الله بن حمران، ثنا عبد الحميد بن جعفر به. الترجيح بين الطرق: أمثل الطرق وأحسنها طريق عبد الحميد بن جعفر عند الطبراني فهذا الطريق حسن لذاته، فرجال هذا الطريق ثقات غير أحمد بن عاصم بن عنبسة فهو صدوق وعبد الله بن أبي أمامة فهو صدوق أيضًا. أما بقية الطرق فهي على الانفراد ضعيفة، ولذا قال الألباني في الصحيحة برقم (1/ 603) ويبدو أن رواية هؤلاء الثلاثة أرجح لأنهم أكثر ولأن معهم زيادة علم، ومن علم حجة على من لم يعلم. وعلى هذا فالراجح إثبات الواسطة في السند بين عبد الله بن أبي أمامة وأبيه. والراجح أن الواسطة هو عبد الرحمن بن كعب وليس كما في بعض الطرق عبد الله بن كعب.
2907 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الْقَاسِمِ (¬1)، عَنْ أَبِي أمامة (¬2) رضي الله عنه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: عُرى الإيمان أربع: والإِسلام تَوَابِعٌ، عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وحده وبمحمد، وما جَاءَ بِهِ، وَتُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَتَعْلَمَ أَنَّكَ مَبْعُوثٌ بعد الموت، وإقامة الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةَ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ والجهاد في سبيل الله تعالى. * بشر ضعيف جدًا. ¬
2907 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 14 أ).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند موضوع، فيه بشر بن نمير وهو متهم كذبه بعضهم. ومعظم فقراته مشهورة من أحاديث معروفة أما قوله عرى الإِيمان أربع، لا تصح سندًا ولا معنى.
2908 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أبو يوسف (¬1) الجِيزِي (¬2) حدّثنا مُؤمِّل (¬3)، حدّثنا حماد بن زيد، حدّثنا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِي (¬4) عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ (¬5)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ حَمَّادٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: عُرَى الإِسلام وقواعد الدين ثلاثة، عليهن أسس الإِسلام، من ترك منهن وَاحِدَةً فَهُوَ كَافِرٌ حَلَالُ الدَّمِ شَهَادَةُ أَنْ لا إله إلّا الله، وإقامة الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، ثُمَّ قَالَ ابْنُ عباس رضي الله عنهما: تجده كَثِيرَ الْمَالِ وَلَا يُزَكِّي (¬6)، وَلَا يَزَالُ بِذَلِكَ كافرًا، ولا يحل دمه، وتجده كثير المال لم يحج، فلا يزال بذنك كافرًا ولا يحل دمه. ¬
2908 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 52) وعزاه إلى أبي يعلى وقال: إسناده حسن. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 14 أ). والحديث في مسند أبي يعلى (4/ 236: 2349) بسنده ومتنه. ورواه الطبراني في الكبير (12/ 174 ح 12800). ورواه اللالكائي في شرح الأصول (3/ 845: 1576). =
= ورواه أبو القاسم الأصبهاني في الترغيب (2/ 778: 1905). ثلاثتهم من طريق مؤمل بن إسماعيل به.
الحكم عليه: قد حسن الحديث المنذري في الترغيب (1/ 196)، والهيثمي في المجمع كما سبق. قلت: إن في النفس من تحسينهما للحديث شيئًا، ذلك أن عمرو بن مالك النكري لم يوثقه أحد من القدماء إلّا أن ابن حبّان ذكره في الثقات وقال: يعتبر حديثه يخطئ ويغرب، والعجب أن الذهبي وثقه في الميزان وقال ابن حجر في التقريب: صدوق بينما أن ابن حجر في التهذيب لم ينقل فيه قولًا غير قول ابن حبّان، وهذا دليل على أن الحافظ لم يجد فيه قولًا آخر، ولو كان كذلك لذكره. الأمر الثاني: فيه مؤمل بن إسماعيل، وهو صدوق سيِّئ الحفظ، ومن كان حاله كذلك لا يحسن حديثه إلّا إذا توبع، ولا متابعة هنا. الأمر الثالث: حماد بن زيد لم يجزم برفع الحديث بل قال: ولا أعلمه إلّا رفعه ولذا قال الألباني في الضعيفة برقم (93) ويغلب على الظن أن الحديث إن كان له أصل عن ابن عباس فهو موقوف. الأمر الرابع: معنى الحديث فيه إشكال: فجعل أسس الإِسلام ثلاثة: بينما المتفق عليه أنها خمسة وفيه أيضًا أن من ترك الصوم يكون كافرًا ولا أحد يكفّر من ترك الصوم إلّا إذا جحد وجوبه يكون كافرًا ولا يكون حلال الدم.
2909 - وقال عبد والحارث جميعًا: حدّثنا عبد الله بن يزيد، حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن راشد (¬1) مولى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إن بين يدي الرحمن تبارك وتعالى لَلَوْحا فيه ثلاثمائة وخمسة عشر شَرِيعَةً، يَقُولُ الرَّحْمَنُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَا يَأْتِينِي عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْكُنَّ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حدّثنا أبو عبد (¬2) الرحمن المقرئ به. ¬
2909 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 14/ ب). وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 41)، وعزاه إلى أبي يعلى وقال: وفي إسناده عبد الله بن راشد وهو ضعيف. والحديث في بغية الباحث (ص 12: 8). والحديث في مسند عبد بن حميد كما في المنتخب (ص 300: 968)، وهو في مسند أبي يعلى (2/ 484: 1314). ورواه البيهقي في الشعب في مسألة حسن الخلق من الله عزَّ وجل (6/ 367)، عن طريق عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقري به بنحوه. ورواه ابن الجوزي في العلل (1/ 136: 208)، من طريق عبد الله بن يزيد به بنحوه، وقال: هذا حديث لا يصح ابن راشد وابن أنعم ضعيفان. =
= الحكم عليه: الحديث ضعيف بهذا السند من أجل عبد الرحمن بن زياد وعبد الله بن راشد وهما ضعيفان وقد سبق أن ابن الجوزي ضعف الحديث من أجلهما. وللحديث شواهد بمعناه منها حديث عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إن لله مائة وسبعة عشر خُلُقًا لا يوافي عبد بخلق منها إلّا أدخله الجنة. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 28)، في الإيمان باب الشرائع، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 366: 8850)، كلاهما من طريق عبد الواحد بن زيد، عن عبد الله بن راشد مولى عثمان، عن عثمان. قال البزّار: عبد الله بن راشد مجهول وقال البيهقي: عبد الواحد ليس بالقوي في الحديث، قلت بل هو متروك وعدّ الذهبي هذا الحديث من منكراته. ومنها حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "الإِسلام ثلثمائة شريعة وثلاث عشرة شريعة، ليس منها شريعة يلقى الله بها صاحبها إلّا وهو يدخل الجنة". رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 191: 34)، من طريق عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ أبي عمران، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس. قلت: وفيه عبيد الله بن زحر وهو ضعيف جدًا، وقال الهيثمي: وفي إسناده مجاهيل. ومنها حديث المغيرة بن عبد الرحمن بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ بلفظ "الإِيمان ثلثمائة وثلاثة وثلاثون شريعة، ومن وفي بشريعة منهن دخل الجنة". رواه الطبراني كما في مجمع البحرين (1/ 193: 35)، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 366: 8549)، كلاهما من طريق مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ المغيرة به. فيه أبو سنان، واسمه عيسى بن سنان وهو لين الحديث.
الحكم عليه بشواهده: الحديث ضعيف بهذا السند.
2910 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (¬1)، حدّثنا أبو جعفر أنبأنا الربيع بن أنس قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ وَعِبَادَتِهِ (¬2) لَا شَرِيكَ لَهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتاء الزكاة، فارقها والله عزّ وجل عنه راضٍ (¬3) وقال أنس (¬4) وذلك دين الله عزّ وجل الذي جاءت به الرسل وبلغوا عَنْ رَبِّهِمْ قَبْلَ هَرْجِ الْأَحَادِيثِ وَاخْتِلَافِ الْأَهْوَاءِ يقول الله عزّ وجل: {فَإِنْ تَابُوا} (قال: خلعوا الأنداد وعبادتها) {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: 5]. ¬
2910 - تخريجه: هو في مسند الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (ص 11: 7). وأخرجه الحاكم من طريقين: الأولى أخرجها في المستدرك في التفسير (2/ 331)، قال أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الزاهد، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد الله بن موسى أنبأنا أبو جعفر الرازي به. والثانية رواها في المستدرك في التفسير أيضًا (2/ 331)، قال أخبرني عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان، ثنا إسحاق بن أحمد الخزار، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، ثنا أبو جعفر به بنحوه وزاد آية أخرى وهي قوله تعالى: {فَإِنْ تَابُوا} -يقول خلعوا الأوثان وعبادتها- {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي: صدر الحديث =
= مرفوع، وسائره مدرج فيما أرى، انتهى يعني الذهبي أن المدرج من قوله "وهو دين الله الذي جاءت به الرسل ... " إلخ، قلت: ليس ظنًا إنما هو مدرج يقينًا كما سأذكره فيما يأتي: وأخرجه ابن ماجه في المقدمة (1/ 27: 70) قال حدّثنا نصر بن علي الجهضمي، ثنا أبو أحمد ثنا أبو جعفر به بنحوه إلّا أنه فصل المدرج من الحديث بقوله: قال أنس: وهو دين الله الذي جاءت به الرسل ... إلخ. وزاد وقال في آية أخرى {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}. وهذا نص في أن آخر الحديث مدرج وليس بمرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه ابن ماجه أيضًا في المقدمة (1/ 27: 70) عن أبي حاتم، ثنا عبيد الله بن موسى العبسي، ثنا أبو جعفر الرازي به، وأحال متنه على الحديث الذي قبله بقوله مثله. وأخرجه الطبري في التفسير في التوبة (6/ 78)، من طريق عبيد الله بن موسى به بنحو رواية ابن ماجه، وفصل أيضًا المدرج من الحديث وزاد الآية الثانية. ورواه البيهقي في الشعب باب إخلاص العمل وترك الرياء (5/ 341: 6856)، من طريق عبيد الله بن موسى وإسحاق بن سليمان الرازي كلاهما عن أبي جعفر الرازي به ولم يفصل بين المرفوع والموقوف.
الحكم عليه: إن صدر الحديث مرفوع وآخره موقوف كما بينته بعض الطرق. ومدار طرق الحديث على أبي جعفر الرّازي وقد وصفه غير واحد بأنه سيِّئ الحفظ فهذا جرح مفسّر يقدم على التوثيق المطلق عليه فالحديث بهذا السند ضعيف. والله أعلم. وعلى هذا فلا عبرة بتصحيح الحاكم للحديث وموافقة الذهبي له في ذلك. وقد ضعف الألباني الحديث برقم (5731) في ضعيف الجامع الصغير.
13 - باب الدين يسر
13 - باب الدين يسر 2911 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدي، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن ابن الأدرع قَالَ: كُنْتُ أَحْرُسُ لَيْلَةً رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُمْتُ فَأَخَذَ بِيَدِي فَاتَّكَأَ عليها، فأتينا على رجل يصلي في المسجد رَافِعًا صَوْتَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا، فَقُلْتُ: يا رسول الله يصلي ويدعو، فرفض -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ: إِنَّكُمْ لَنْ تُدْرِكُوا هَذَا الْأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ أو قال بالشدة قال: ثم خَرَجْنَا لَيْلَةً أُخْرَى فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ يُصَلِّي رَافِعًا صوتَه فقلست: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا فقال (¬1) -صلى الله عليه وسلم-: لا، وَلَكِنَّهُ أَوَّاهٌ قَالَ: فَإِذَا الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ ذو (¬2) البجادين (¬3) رضي الله عنه والآخر أعرابيّ. * هذا إسناد حسن. ¬
[2] وقال أبو يعلى: حدثنا محمَّد بن إسحاق المُسَيْبي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ دَاوُدَ بن قيس، عن زيد بن أسلم رضي الله عنه، بنحوه.
2911 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 19 أ). وأورده الهيثمي في المجمع (9/ 372) وعزاه إلى أحمد وقال: رجاله رجال الصحيح. ورواه أحمد في المسند (4/ 337) قال: ثنا وكيع قال أخبرنا هشام بن سعد، به بنحوه وليس فيه "والآخر أعرابي".
الحكم عليه: الحديث بهذا السند حسن رجاله رجال الصحيحين غير هشام بن سعد وهو صدوق له أوهام ولكنه من أثبت الناس في زيد بن أسلم وهو شيخه في هذا الحديث. وقد حسنّه ابن حجر هنا والألباني بل قال البوصيري: إسناده على شرط مسلم. وقد تابع هشامَ بن سعد دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عند أبي يعلى كما ذكره الحافظ هنا. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة سلمة بن الأكوع (7/ 501) (المخطوط) من طريق أبي يعلى إلّا أنه قال عن سلمة بن الأكوع وهو تصحيف وكذلك وقع الأعظمي في هذا التصحيف. وللحديث شاهد بمعناه من حديث بريدة الأسلمي قال: خرجت ذات يوم لحاجة فإذا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- يمشي بين يدي فأخذ بيدي فذكره بمعناه. وقال: عليكم هديًا قاصدًا ثلاث مرات فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه. أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 312) وأحمد في مسنده (5/ 350) وابن =
= أبي عاصم في السنة (1/ 46) مختصرًا والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 86)، والبيهقيُّ في السنة (3/ 18) خمستهم من طريق عن عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن، عن أبيه، عن بريدة الأسلمي. وقال الحاكم صحيح الإِسناد ووافقه الذهبي وهو كما قالا. ويشهد له أيضًا الحديث الذي بعده.
2912 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ (¬1) عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْراق، عَنْ رَجُلٍ من أسلم قال: كان منا ثلاثةُ نفرٍ صَحِبوا النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بريدةُ ومحجنٌ وسكبةُ. فَقَالَ مِحْجَنٌ لِبُرَيْدَةَ: ألاَّ تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي سُكْبَةُ فَقَالَ: لَا، لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من أحد نتماشى، يدُه في يدي فرأى -صلى الله عليه وسلم- رجلًا يصلي، فقال: أتراه جدًّا؟ أَتُرَاهُ صَادِقًا؟ فَذَهَبْتُ أُثْنِي عَلَيْهِ فَلَمَّا دَنَوْنَا نزع -صلى الله عليه وسلم-يَدَهُ مِنْ يَدِي. وَقَالَ: وَيْحَكَ، اسْكُتْ لَا تسمعه فتهلكه، إن خير دينكم أيسره. ¬
2912 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 18 أ).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل الرجل المبهم. ولكن الحديث ورد موصولًا من حديث محجن الأسلمي رضي الله عنه فذكر القصة بطولها بمعناه ثم قال: قلت يا رسول الله، هذا فلان قال: اسكت لا تسمعه فتهلكه قال: ثم انطلق يمشي حتى إذا كنا عند حجرة لكنه رفض يدي ثم قال: إن خير دينكم أيسره "ثلاث مرات". وعند الطيالسي: "ثم انطلق بي من بلغ باب حجرة ثم أرسل يده من يدي". أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 183: 1296) وأحمد في مسنده (5/ 32)، والبخاري في الأدب المفرد باب: يحثى في وجوه المداحين (ح 344). ثلاثتهم من طريق أبي عوانة عن أبي بشر، عن عبد الله بن شفيق، عن رجاء بن أبي رجاء، عن محجن الأسلمي بألفاظ متقاربة. وفيه رجاء بن أبي رجاء لا يعرف إلّا في هذا الإِسناد وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ =
= عبد الله بن شقيق، وقد وثقه العجلي وابن حبّان، وهذا من تساهلهما وإلّا فالرجل مستور. ولذا قال ابن حجر في التقريب مقبول. ومن طريق الطيالسي رواه ابن الأثير في الأسد (4/ 293). وله شاهد من حديث أنس رضي الله عنه مختصرًا بلفظ "خير دينكم أيسره وخير العبادة الفقه". أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ص 21)، قال حدّثنا أبو عبد الله العذري، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. وقال ابن عبد البر قال أبو سفيان: ويكره الحديث عن العذري. وقال الذهبي: حدث عن يونس بن يزيد بخبر منكر، قلت: ولعله هذا الحديث وعلى هذا: فالحديث ضعيف، والله أعلم.
2913 - [1] وقال مسدّد أيضًا: حدّثنا (¬1) خالد (¬2)، حدّثنا حسين بن قيس (ح). [2] وقال أبو يعلى: حدّثنا وهب هو ابن بقية، حدّثنا خَالِدٌ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما. قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطَبَ النَّاسَ فقال: إن الله عزَّ وجلّ قد أعطى كل ذي حق حقه، إن الله فرض فرائض، وسن سننًا وحدَّ حدودًا، وأحل حلالًا وحرم حرامًا، وشرع الإِسلام فجعله سهلًا فسيحًا واسعًا ولم يجعله ضيقًا، أيها الناس إنه لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، ومن نكث ذمة الله تعالى طلبه (¬3)، ومن نكث ذمتي خاصمته، ومن خاصمته فلجت (¬4) عليه بالحجة، ومن نكث ذمتي لم تنله شفاعتي، ولم يرد على الحوض، ألا وإن الله عزّ وجلّ لم يرخص في القتل إلّا في ثلاث: مرتد بعد إيمان، وزان بعد إحصان، أو قاتل نفس، فيقتل بها اللهم هل بلغت. ¬
2913 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 25 ب). وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 213: 11532) عن طريق مسدّد، به بنحوه إلّا أنه ليس فيه "ومن نكث ذمتي خاصمته، ومن خاصمته فلجت عليه بالحجة".
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف وعلته: حسين بن قيس الرحبي وهو متروك كما سبق =
= ومعظم فقرات الحديث وردت في أحاديث متفرقة. أولًا: الفقرة الأولى وهي قوله: "إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه". أخرجه أبو داود في البيوع (3/ 824)، باب في تضمين العارية (ح 3565) والترمذي في الوصايا باب ما جاء لا وصية لوارث (4/ 433: 2120) وابن ماجه (2/ 905) في كتاب الوصايا، باب لا وصية لوارث (ح 2173) والبيهقيُّ في السنن في الفرائض باب من لا يرث من ذوي الأرحام (6/ 212) أربعتهم عن طريق إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني، عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله عزّ وجل قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث ... " وقال الترمذي وهو حديث حسن صحيح وقال: إسماعيل بن عياش عن أهل الشام أصح. هكذا. وله شاهد آخر من حديث عمرو بن خارجة بلفظه. أخرجه النسائيُّ في الوصايا (6/ 347: 3641) وابن ماجه (2/ 905: 2712)، وأحمد (4/ 186) ثلاثتهم من طريق شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غنم، عن عمرو بن خارجة. أما قوله: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له) أخرجه أحمد في عدة مواضع من مسنده منها (3/ 135) عن بهر ثنا أبو هلال، ثنا قتادة، عن أنس بن مالك قَالَ خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له". وأخرجه البيهقي في السنن (6/ 288) في الوديعة باب ما جاء في الترغيب في أداء الأمانات من طريق أبي هلال، به بلفظه. وأخرجه البغوي في السنة في الإيمان (1/ 75: 38) من طريق أبي هلال، به بلفظه وقال: هذا حديث حسن. وله طريق أخرى رواها ابن حبّان في صحيحه (1/ 208: 194) من طريق =
= مؤمل بن إسماعيل، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه. أما قوله: "إن الله عزّ وجل لم يرخص في القتل إلّا في ثلاث مرتد بعد إيمان وزان بعد إحصان أو قاتل نفس فيقتل بها". أخرجه مسلم في القسامة (3/ 1302: 1676) من حديث عبد الله بن مسعود بلفظ "لا يحل لم امرئ مسلم يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ الله إلّا بإحدى ثلاث، الثيّب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه، المفارق للجماعة، سبق تخريجه مفصلًا في حديث برقم (2855).
14 - باب الحدود كفارات
14 - باب الحدود كفارات 2914 - [1] قال مسدّد: حدّثنا عبد الواحد (¬1) ح. [2] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ (¬2) (¬3)، حدّثنا حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ كِلَاهُمَا عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قال لنا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله بغير حق، فمن أصاب هذا منكم فعُجل لَهُ عُقُوبَتُهُ فَهُوَ كَفَّارَةٌ، وَمَنْ سُتر عَلَيْهِ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وإن شاء رحمه، ومن لم يصب مثله شَيْئًا ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ. لَفْظُ عَبْدِ الْوَاحِدِ وفي رواية حماد "هل تدرون على ما بايعتموني قالوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: على أَنْ لَا تُشركوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَالْبَاقِي نَحْوَهُ. وَقَالَ: فَهُوَ كَفَّارَةُ ذَنْبِهِ، وَقَالَ: فَحِسَابُهُ عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ. ¬
2914 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 12 ب). =
= وأخرجه هناد في الزهد (2/ 312: 905)، قال ثنا أبو الأحوص عن ليث، عن عمرو بن شعيب به بلفظ قريب منه. وأخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه كما في الفتح (1/ 67) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطفاوي، عن أيوب، عن عمرو بن شعيب به بنحوه وقال الحافظ: رجاله ثقات. ومن طريقه أخرجه ابن عديّ في الكامل (6/ 193) في ترجمة محمَّد بن عبد الرحمن الطفاوي بنحوه وقال: ومن لم يفعل من ذلك ضمنت له الجنة. وأخرجه ابن عديّ أيضًا في الكامل (6/ 193) عن حامد البلخي، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا محمَّد بن عبد الرحمن الطفاوي به بنحوه. وقال: وهذا حديث غريب جدًا من حديث أيوب لم يحدث به إلّا أبو خيثمة.
الحكم عليه: الحديث بطريق مسدّد وهناد، فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. وفي طريق ابن أبي خيثمة وابن عديّ، محمَّد بن عبد الرحمن الطفاوي وهو كما قال الحافظ صدوق يهم فالطريقان يقوِّي أحدهما الآخر فهو حسن لغيره إن شاء الله لا سيما وللحديث شاهد من حديث عبادة بن الصامت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "بايعوني على أن لا تشركوا باللهِ شيئًا، فذكر الحديث بمعناه دون قوله: "ضمنت له الجنة". أخرجه البخاريُّ في الإِيمان (الفتح 1/ 64: 18) وأخرجه أحمد والترمذي والنسائيُّ.
15 - باب مثل المؤمن
15 - باب مثل المؤمن 2915 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ابن أبي سمينة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ، إِنْ شَاوَرْتَهُ نَفَعَكَ، وإن ماشيته نفعك، وإن شاركته نفعك. [2] حدّثنا سويد هو ابن سعيد، حدّثنا فضيل ابن عياض عن ليث نحوه (¬1) ¬
2915 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (1/ 88) وعزاه إلى الطبراني وقال: فيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس. ورواه الطبراني في الكبير (12/ 418: 1541) من طريق فضيل بن عياض به وقال مثل المؤمن مثل العطار والباقي مثله. ورواه الشجري في أماليه (1/ 36) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمَّد الْمُحَارِبِيِّ به بلفظه وزاد "كذلك النخلة كل شيء منها منافع". =
= ورواه أبو الشيخ (عبد الله بن محمَّد بن حبّان) في كتاب الأمثال (ص 404: 353) من طريق جرير، عن ليث به وزاد "محمَّد بن طارق" قبل مجاهد.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل ليث بن أبي سليم، وقد تابعه أبو بشر عن مجاهد. رواه البزّار كما في الكشف (1/ 31: 43)، قال حدّثنا حميد بن مسعدة، ثنا حصين بن نمير، ثنا سفيان بن حسين عن أبي بشر، عن مجاهد به بلفظ "مثل المؤمن مثل النخلة ما أتاك منها نفعك". قال الحافظ في (الفتح 1/ 147) إسناده صحيح. ورواه أبو الشيخ في كتاب الأمثال (405: 354) من طريق حميد بن مسعدة. ورواه الطبراني في الكبير (12/ 411: 13514) من طريق سفيان بن حسين به. وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما، فرواها أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب الأمثال (ص 404: 353) من طريق بقية، عن حسان بن سليمان، عن أبي عبيدة، حدثني حميد، قال حدّثنا ابن عمر بلفظ "إن الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ إِنْ شَاوَرْتَهُ نَفَعَكَ وَإِنْ صاحبته نفعك، وإن شاركته نفعك، قلت: فيه بقية وقد عنعن وشيخه هنا غير معروف. وعلى كل حال فالقدر الذي رواه البزّار صحيح كما سبق. وأصل الحديث في صحيح البخاريُّ في كتاب الإِيمان في (الفتح 1/ 147: 62) عن ابن عمر رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "إِنَّ من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم ... ثم قالوا حدّثنا ما هي يا رسول الله قال: هي النخلة.
2916 - وقال أبو بكر: حدّثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ (¬1)، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَهْلِ الإِيمان بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ كَمَا يألم الجسد لما في الرأس". ¬
2916 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 26 ب). وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 90). ورواه ابن المبارك في الزهد (ص 241: 693) عن مصعب به وقال ابن صاعد: هذا حديث غريب. ومن طريق ابن المبارك أخرجه أحمد في المسند (5/ 340). ومن طريقه أيضًا رواه الطبراني في الكبير (6/ 131: 5743). ورواه ابن أبي الدنيا في الإشراف (ص 131: 258) عن أحمد بن جناب، قال حدّثنا عيسى بن يونس عن مصعب به. ورواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 113: 136) من طريق محمَّد بن سليمان "لوين"، ثنا عيسى بن يونس، عن مصعب بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل مصعب بن ثابت وعليه مدار الطرق. وله شاهد صحيح بمعناه من حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر". رواه مسلم في البر والصلة (4/ 2000: 67) (2586) وأحمد في المسند (4/ 271) كلاهما من حديث النعمان بن بشير.
16 - باب علامات الإيمان
16 - باب علامات الإِيمان 2917 - قال الحارث: حدّثنا يونس بن محمَّد، حدّثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي (¬1) الْخَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ أَبِي رَافِعٍ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: حِينَ سَأَلَهُ مَا الْإِيمَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: الإِيمان أن تؤمن بالله تعالى وَرَسُولِهِ، ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّانِيَةَ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: أَتُحِبُّ أَنْ أُخْبِرُكَ مَا صَرِيحُ الإِيمان؟ قَالَ: ذَلِكَ أردتُّ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: صَرِيحَ الْإِيمَانِ (¬2) إِذَا أَسَأْتَ أَوْ ظَلَمْتَ أَحَدًا عبْدك أَوْ أمتَك أَوْ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ تصدقت، وصمت، وإذا أحسنت استبشرتَ. ¬
2917 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 11 ب). وهو في مسند الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (ص 16: 10). ورواه القاسم الأصبهاني في الترغيب (1/ 38: 17) من طريق يونس بن =
= محمَّد، به بلفظه ولم يذكر في الإسناد "ابن أبي رافع".
الحكم عليه: الحديث بهذا السند صحيح إن كان ابن أبي رافع هو عبيد الله بن أبي رافع وإن كان غير ذلك فلم أعرفه، والله أعلم.
2918 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ (¬1)، حَدَّثَنَا علي بن هاشم بن البريد قال سمعت الأعمش يحدِّث عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬2) [كُلُّ خُلَّةٍ] (¬3) يُطبَع عَلَيْهَا أَوْ يُطْوَى (¬4) عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ شك علي بن هاشم. [2] وقال البزّار: حدّثنا إبراهيم بن زياد الصائغ، حدّثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ بِهَذَا، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ أسنده مرفوعًا إلّا عليّ بن هاشم. ¬
2918 - تخريجه: أورده الهيثمي (1/ 97) وعزاه إلى البزّار وأبي يعلى: وقال: رجاله رجال الصحيح وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 26 ب). والحديث في مسند أبي يعلى (2/ 67: 711). وهو أيضًا في كشف الأستار (1/ 69: 102) وقال البزّار: روى عن سعد من غير وجه موقوفًا، ولا نعلم أسنده إلّا علي بن هاشم بهذا الإِسناد. ورواه ابن عديّ في الكامل في المقدمة في باب العشرين (1/ 29) قال: حدّثنا عبد الله بن حفص الوكيل، حدّثنا داود بن رشيد، به. ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى في الشهادات (10/ 197). ورواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 344: 589) من طريق أحمد بن محمَّد بن البراء ثنا داود بن رشيد، به. =
= ورواه أيضًا (1/ 345: 591) من طريق أحمد بن محمَّد بن سلامة، ثنا داود بن رشيد، به.
الحكم عليه: إسناد الحديث حسن، قال الهيثمي، رجاله رجال الصحيح، وقال ابن حجر في الفتح (10/ 508) وسنده قويّ. والحديث وإن كان إسناده قويًا لكنه مُعلُّ فقد روي موقوفًا على سعد بن أبي وقاص، وإسناده أقوى من المرفوع. وعلى هذا يكون المرفوع معللًا بالموقوف. وقد أخرج الموقوف ابن أبي شيبة في الإيمان (ص 27: 81) عن يحيي بن سعيد، عن سفيان، عن سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عن سعد قال: المؤمن يطبع على الخلال كلها إلّا الخيانة والكذب". ورجاله رجال الشيخين. وأخرجه البيهقي في السنن في الشهادات (10/ 197) من طريق شعبة، عن سلمة بن كهيل، به موقوفًا، وقال البيهقي؛ وهذا موقوف وهو الصحيح وقد روي مرفوعًا. وقال الحافظ في الفتح: نقلًا عن الدارقطني في العلل: الموقوف أشبه بالصواب انتهى وعلى هذا فالصحيح أنه موقوف لقوة رجاله وتصويب العلماء له مثل الدارقطني والبيهقيُّ. وقد روي أيضًا موقوفًا على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بلفظ "المؤمن يطبع على الخلال كلها إلّا الخيانة والكذب". أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان (ص 26: 80) عن يحيي بن سعيد، عن سفيان، عن منصور، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الله. وقال الألباني في التعليق على الحديث "إسناده موقوف صحيح، ورجاله رجال =
= الشيخين غير مالك بن الحارث وهو السلمي وهو ثقة". وأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 8909) من طريق سفيان، به بنحوه موقوفًا. وهذا مما يرجح الموقوف على المرفوع. وقد روي الحديث عن أبي أمامة مرفوعًا بطرق ضعيفة، أخرجه أحمد في مسنده (5/ 252) وابن أبي عاصم باب ما يطبع المؤمن عليه (1/ 53: 114) وأبو بكر بن أبي شيبة في الإيمان (ص 27: 82) ثلاثتهم من طريق وكيع، عن الأعمش قال: حُدِّثتُ عن أبي أمامة بلفظ يطبع المؤمن على كل شيء إلّا الخيانة والكذب" وهو ضعيف لجهالة من حدث الأعمش، وقد تابع الأعمشَ القاسمُ، عن أبي أمامة عند ابن عديّ في الكامل (1/ 30) في المقدمة في باب العشرين بمعناه، وفي إسناده طلحة بن زيد القرشي أبو مسكين وهو متروك كما قال الحافظ. وقد روي أيضًا عن ابن عمر رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يطبع المؤمن على كل خُلقٍ ليس الخيانَة والكذبَ. رواه ابن أبي عاصم في السنة باب ما يطبع المؤمن (ص 53: 114). ورواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 344: 590) كلاهما عن طريق عبيد الله بن الوليد (الوصافي)، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قلت: محارب بن دثار ضعيف جدًا. وعلى هذا يصح الحديث مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
2919 - حدّثنا (¬1) محمَّد بن جامع: حدّثنا محمَّد بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن غَنْم، عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَبْلُغُ عَبْدٌ صَرِيحَ الإِيمان حَتَّى يَدَعَ المِزاح وَالْكَذِبَ، وَيَدَعَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ محقًا". ¬
2919 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 97) وقال: رواه أبو يعلى في الكبير، وفيه محمَّد بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ولم أر من ذكرهما. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 12 أ).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا فيه محمد بن جامع وهو ضعيف جدًا وفيه رجلان لم أقف لهما على ترجمة. إلّا أن الأوّل منهما تابعه المعافي بن عمران رواه تمام في فوائده (2/ 234: 1606) ورواه أبو نعيم في الحلية (5/ 176) كلاهما من طريق المعافي بن عمران، عن سليمان بن أبي داود، به بنحوه. وله شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لا يؤمن العبد الإِيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة ويترك المراء وإن كان صادقًا. رواه أحمد في مسنده (2/ 352) وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ص 30) كلاهما من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة، عن منصور بن أذين، عن أبي هريرة. ومكحول لم يسمع من أبي هريرة. وعلى هذا فالحديث ضعيف.
2920 - [1] وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (¬1)، عَنْ أَبِي إسحاق (¬2) قال: سَمِعْتُ صِلَةَ بْنَ زُفَرَ يحدِّث، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قال: الإِسلام ثمانية أسهم، والإِسلام سَهْمٌ، وَالصَّلَاةُ سَهْمٌ، وَالزَّكَاةُ سَهْمٌ، وَالْحَجُّ سَهْمٌ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ سَهْمٌ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ سَهْمٌ، وَالنَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ سَهْمٌ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى سهم، وقد خاب من لاسهم له. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا محمَّد بن جعفر، حدّثنا شعبة بهذا موقوفًا وقال البزّار: وحدثنا محمَّد بْنِ سَعِيدِ (¬3) بْنِ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدّثنا يزيد بن عطاء، حدّثنا أبو إسحاق، عن صلة، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مرفوعًا. وقال الْبَزَّارُ: لَمْ يُسْنِدْهُ إِلَّا يَزِيدُ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وغيره: الصحيح أنه موقوف. ¬
2920 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 15 أ) وقال: إسناده صحيح موقوف وذكره الهيثمي (1/ 43) وعزاه إلى البزّار وقال: فيه يزيد بن عطاء وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. والحديث في مسند الطيالسي (ص 55: 413) بسنده ومتنه وقال: وذكروا أنَّ غير شعبة يرفعه. =
= وأخرجه البزّار كما في المطالب قال: ثنا محمَّد بن المثنى قال: حدّثنا محمَّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، به موقوفًا أيضًا. وأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 94) باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ح 7585)، من طريق حفص بن عمر، عن شعبة، به بلفظه موقوفًا. وقد روي الحديث عن حذيفة مرفوعًا. أخرجه البزّار كما في المطالب العالية من طريق يزيد بن عطاء، عن أبي إسحاق، به مرفوعًا وقال الْبَزَّارُ: لَمْ يُسْنِدْهُ إِلَّا يَزِيدُ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وغيره الصحيح أنه موقوف.
الحكم عليه: الحديث اختلف فيه على أبي إسحاق فشبعة رواه عن حذيفة موقوفًا ورواه يزيد بن عطاء، عن حذيفة مرفوعًا. والصواب أنه موقوف للأسباب التالية: 1 - إن طريق شعبة أصح من طريق يزيد بن عطاء، فشعبة جبل إمام، وعطاء بن يزيد مختلف فيه. 2 - نصّ العلماء بأن الصحيح أنه موقوف منهم الدارقطني كما نقل الحافظ عنه في المطالب والبيهقيُّ في الشعب. وقد روي أيضًا مرفوعًا من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الإِسلام عشرة أسهم فذكر الثمانية وزاد الجماعة والطاعة، أخرجه الطبراني (11/ 344: 11958) من طريق حامد بن أدم المروزي وهو كذاب مشهور بوضع الحديث. وقد روى الخلال في السنة (3/ 605: 1078) قال أخبرني عبد الملك قال: ثنا روح قال: ثنا عوف، عن ثمامة بن أنس قال: قال فلان: الإِسلام سهم فذكره، بلفظه. وهذا الموقوف ضعيف أيضًا لجهالة فلان.
2921 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ (¬1)، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ حَبِيبٍ أَخُو حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: الإِسلام ثمانية أسهم فذكره. قلت: أخطأ فيه حبيب، والصواب عن أبي إسحاق، عن صلة، عن حذيفة رضي الله عنه قوله كما مضى. ¬
2921 - تخريجه: والحديث في مسند أبي يعلى في المسند (1/ 400: 523) بسنده ومتنه. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 15 ب). وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 42) وعزاه إلى أبي يعلى وقال: في إسناده الحارث وهو كذاب. وعن أبي يعلى أخرجه ابن عديّ في ترجمة حبيب بن حبيب (2/ 415). وقال: لا يروي عن أبي إسحاق غير حبيب وهو أنكر ما رأيت له من الرواية. ومن طريق أبي يعَلى أيضًا أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 95: 7586) باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال: رواية شعبة أصحّ. ورواه أبو القاسم الأصبهاني في الترغيب (1/ 156: 295) من طريق محمَّد بن بكير، ثنا حبيب بن حبيب، به.
الحكم عليه: الحديث عن عليّ رضي الله عنه خطأ كما نصّ الحافظ في المطالب وقال: أخطأ فيه حبيب بن حبيب، به. قلت: وفيه علة أخرى وهي الحارث الأعور فهو أسوأ حالًا من حبيب كذبه غير واحدًا. وعلى هذا يرجع هذا الحديث إلى الحديث الذي قبله وقد سبق تخريجه وقد بينت هناك أنه موقوف على حذيفة وليس بمرفوع، والله أعلم.
17 - باب فضل من يؤمن بالغيب
17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْغَيْبِ 2922 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أبو عامر العقدي (¬1) عبد الملك بن عمرو، حدّثنا محمَّد بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: أَتَدْرُونَ (¬2) أَيُّ أَهْلِ الإِيمان أَفْضَلُ إِيمَانًا؟ قَالُوا: يا رسول الله الملائكة، قال -صلى الله عليه وسلم-: هُمْ كَذَلِكَ، وَحُقَّ ذَلِكَ لَهُمْ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ وقد أنزلهم الله تعالى الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بَلْ غَيْرَهُمْ، فَقُلْنَا: يَا رسول الله الأنبياء، قال -صلى الله عليه وسلم-: هُمْ كَذَلِكَ، وَحُقَّ لَهُمْ ذَلِكَ بَلْ غَيْرَهُمْ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَمَنْ هُمْ؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: قوم يأتون من بعدي هم (¬3) فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ فَيُؤْمِنُونَ بِي (¬4)، وَلَمْ يَرَوْنِي وَيَجِدُونَ الْوَرَقَ الْمُعَلَّقَ فَيَعْمَلُونَ بِمَا فِيهِ، فَهَؤُلَاءِ أَفْضَلُ أَهْلِ الْإِيمَانِ إِيمَانًا. محمَّد ضَعِيفُ الْحَدِيثِ سيّئ الحفظ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الله الزبيري، حدّثنا عبد العزيز بن محمَّد عن محمَّد بن أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسًا، فَقَالَ: أَنْبِئُونِي بِأَفْضَلِ أَهْلِ الْإِيمَانِ إِيمَانًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ¬
الملائكة، قال -صلى الله عليه وسلم-: هُمْ كَذَلِكَ وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ، وقد أنزلهم الله تعالى الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بِهَا بَلْ غَيْرَهُمْ، قَالُوا: الأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى برسالته والنبوة قال -صلى الله عليه وسلم-: هُمْ (¬1) كَذَلِكَ وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ وقد أنزلهم الله تعالى الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بِهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الشُّهَدَاءُ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَ الْأَنْبِيَاءِ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: هُمْ كَذَلِكَ وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ وَمَا يَمْنَعُهُمْ وقد أكرمهم الله تعالى بِالشَّهَادَةِ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ بَلْ غَيْرَهُمْ. قَالُوا: فَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَقْوَامٌ فِي أَصْلَابِ الرجال. فذكر الحديث. [3] حدّثنا أبو موسى (¬2) محمَّد، حدّثنا ابن أبي عديّ، حدّثنا محمَّد بن أبي حميد به. ¬
2922 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 68) وعزاه إلى أبي يعلى والبزار وقال: أحد إسنادي البزّار المرفوع حسن. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 16 ب) وقال: محمَّد بن أبي حميد ضعيف. وهو في مسند أبي يعلى (1/ 147: 160) بالطريق الأوّل. ورواه الحاكم في المستدرك في معرفة الصحابة (4/ 86) من طريق أبي عامر =
= العقدي به وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي وقال: بل محمَّد ضعفوه. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 317: 283)، قال حدّثنا محمَّد بن المثنى، ثنا محمد بن أبي عديّ وأبو عامر العقدي عن محمد بن أبي حميد به بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل محمَّد بن أبي حميد وهو ضعيف سيّىء الحفظ. ولكن تابعه يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم فرواه العقيلي في الضعفاء (4/ 238) والبزار كما في كشف الأستار (8/ 313: 2839) كلاهما من طريق المنهال بن بحر، ثنا هشام الدستوائي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم به. وقال العقيلي: هذا الحديث إنما يعرف بمحمد بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وليس بمحفوظ من حديث يحيي بن أبي كثير ولا يتابع منهالًا عليه أحد وقال البزّار: وحديث المنهال بن بحر يرويه الحفاظ الثقات عن هشام، عن يحيي، عن زيد مرسلًا وإنما يعرف هذا من حديث محمَّد بن أبي حميد. قلت: مهما يكن الأمر فهذا المرسل والمرفوع من طريق محمَّد بن أبي حميد مع الشواهد التي سأذكرها يتقوى بها الحديث فلا ينزل عن درجة الحسن، والله أعلم. وللحديث شاهدان الأوّل حديث أنس رضي الله عنه، قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: "أي الخلق أعجب إيمانًا قالوا الملائكة، فذكر الحديث بمعناها أخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 318) من طريق سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وقال البزّار: غريب من حديث أنس، وفيه سعيد بن بشير الأزدي وهو ضعيف كما قال الحافظ في التقريب وقال الهيثمي في المجمع وقد اختلف في سعيد بن بشير فوثقه قوم وضعفه آخرون وبقية رجاله ثقات. =
= والشاهد الثاني هو حديث أبي جمعة رضي الله عنه، وهو شاهد للحديث بالنسبة لشطره الأخير مختصرًا فقط. ولفظه قال أبو محيريز. قلت لأبي جمعة رجل من الصحابة حدّثنا حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: نعم أحدثكم حديثًا جيدًا تغذينا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال: يا رسول الله أحد خير منا؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك، قال: نعم، قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني". أخرجه أحمد (4/ 106)، والطحاوي في مشكل الآثار (3/ 175) وأبو نعيم في الحلية (5/ 148) ثلاثتهم من طريق الأوزاعي، حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك، عن أبي محيريز به، ورواه أحمد (4/ 106)، والحاكم في المستدرك في معرفة الصحابة (4/ 85)، والطبراني (4/ 26: 3537) ثلاثتهم من طريق الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ صالح بن جبير، عن أبي جمعة بنحوه وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقال الحافظ في (الفتح 7/ 6): إسناده حسن، وعلى هذا فالحديث بجميع طرقه ثابت صحيح لغيره إن شاء الله.
2923 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ (¬1) (¬2)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عند عبد الله رضي الله عنه، فَذَكَرُوا أَصْحَابَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَا سَبَقَ لَهُمْ مِنَ الْفَضْلِ (¬3)، قَالَ: إِنَّ أمر محمَّد -صلى الله عليه وسلم- كَانَ بَيِّنًا لِمَنْ رَآهُ، وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا مِنْ أَحَدٍ أَفْضَلُ (¬4) مِنْ إِيمَانٍ بِغَيْبٍ ثُمَّ قَرَأَ {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)} إلي {الْمُفْلِحُونَ (5)} (¬5) ¬
2923 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 17 أ) وقال: رجاله رجال الصحيحين. ورواه الحاكم في المستدرك في التفسير (2/ 260) من طريق الأعمش به إلّا أنه قال: لا ريب فيه إلى قوله تعالى: "يؤمنون بالغيب". وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. ورواه سعيد بن منصور كما في تفسير ابن كثير (1/ 41) من طريق الأعمش به بنحوه. ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 34: 66) عن طريق الأعمش. وعلقه البغوي في تفسيره (1/ 37) عن عبد الرحمن بن يزيد.
الحكم عليه: الأثر صحيح، وله طرق بعضها على شرط الشيخين.
18 - باب كثرة أهل الإسلام
18 - بَابُ كَثْرَةِ أَهْلِ الإِسلام 2924 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدّثنا الفضل بن دكين، حدّثنا عبد الصمد بن جابر الضبي عن مُجَمِّع (¬1) ابن عتاب (¬2) ابن شمير عن أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا وَأَخُوهُ فَأَذْهَبُ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ أَنْ يُسْلِمُوا فَآتِيكَ بِهِمْ، قال -صلى الله عليه وسلم-: إِنْ هُمْ أَسْلَمُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُمْ، وَإِنْ أبو، فالإِسلام واسع عريض. ¬
2924 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 313) وعزاه إلى الطبراني وقال: وفيه عبد الصمد ابن جابر وهو ضعيف. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 32 أ). ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة عتاب بن شمير (6/ 46) عن الفضل بن دكين به بلفظه. ورواه الطبراني في الكبير (17/ 163)، والعسكري في التصحيفات في ترجمة عتاب بن شمير (3/ 870)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 132)، والخطيب في التاريخ (11/ 35) كلهم من طريق الفضل بن دكين به. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل عبد الصمد بن جابر، فهو ضعيف كما سبق في دراسة السند. وأيضًا مجمع بن عتاب لم أجد من تكلم فيه بجرح ولا تعديل. وقد قال الحافظ في الإِصابة (2/ 452) الحديث غريب.
19 - باب تفسير الكبائر
19 - باب تفسير الكبائر 2925 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حدّثنا جَعْفَرٌ عَنْ أَبِي هَارُونَ (¬1)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لا يزني الزاني حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف، يرفع إليه الناس رؤوسهم وهو مؤمن. ¬
2925 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 36 أ). وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 105) وعزاه إلى الطبراني في الأوسط والبزار. ورواه البزّار (كشف الأستار (1/ 74: 114) من طريق أبي بكر بن عياش، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بلفظه دون الفقرة الأخيرة أي قوله: "ولا ينتهب نهبة" ... إلخ. قال البزّار: لا نعلم رواه بهذا الإِسناد إلّا أبو بكر بن عياش، وأبو بكر ساء حفظه لما كبر. وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (1/ 105) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، ولم يذكر أيضًا الفقرة الأخيرة من الحديث. =
= الحكم عليه: الحديث له طرق ثلاثة عن أبي سعيد رضي الله عنه. الأولى وهي طريق أبي بكر ففيها أبو هارون العبدي متروك كذبه بعضهم. وفي الثانية فيها أبو بكر بن عياش وقد ساء حفظه. وفي الثالثة فيها مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى وهو سيّئ الحفظ، والطريقان الأخيران قد يقوي أحدهما الآخر وعلى أي حال فمتن الحديث صحيح من حديث عدة من الصحابة. منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن. أخرجه البخاريُّ في المظالم، باب النهب بغير إذن صاحبه (الفتح 5/ 119: 2475) ومسلم في الإِيمان، باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي (1/ 76: 57) وأبو داود في السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه (5/ 64: 4689) والنسائيُّ في قطع السارق، باب تعظيم السرقة (8/ 64: 4870)، وابن ماجه في الفتن، باب النهي عن النهبة (2/ 1298: 3936)، كلهم رووه من حديث أبي هريرة بطرق مختلفة عنه واللفظ للبخاري ومسلم والنسائيُّ وابن ماجه. وله شواهد أخرى من حديث ابن أوفى وابن عباس وعائشة وغيرهم.
2926 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن عقيل عن أبيه، عن وهب قال: سألت جابرًا رضي الله عنه، أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: لا يزني الزاني "حين يزني" (¬1) وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق، وَهُوَ مُؤْمِنٌ؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعَهُ، وأُخبِرتُ أَنَّ ابن عمر رضي الله عنهما كان يقوله. ¬
2926 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 36 أ).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند صحيح، ورجاله كلهم ثقات، وفي سماع وهب عن جابر خلاف، والراجح أنه سمعه كما نص المزي، وقد صرّح بالسماع هنا، وهذا دليل على أنه سمعه. وله طريق أخرى عن جابر رضي الله عنه، فرواها أحمد في المسند (3/ 346)، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير قال: سألت جابرًا، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن قال جابر: لم أسمعه وأخبرني ابن عمرو أنه سمعه. قلت: فيه ابن لهيعة وهو ضعيف، ولكنه صالح في المتابعات فهو يقوي طريق وهب. وأيضًا: متن الحديث صحيح من حديث أبي هريرة وغيره في الصحيحين. وقد سبق تخريجه في الحديث الذي قبله.
2927 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سعيد (¬1) (¬2) عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ (¬3): إِذَا رَأَيْتُمُ الزاني، وشاربَ الخمر، ما تقولون فيهم؟ قالوا (¬4): اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: هُنَّ فَوَاحِشٌ، وَفِيهِنَّ عقوبةٌ، أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الإِشراك بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)} (¬5) وعقوق الوالدين ثم قال عَزَّ وَجَلَّ: {اشْكُرْ لِي (¬6) وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)} (¬7)، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- متكئًا فاحتفز وَقَالَ: أَلَّا وَقَوْلُ الزُّورِ، أَلَّا وَقَوْلُ الزُّورِ. ¬
2927 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 36 أ). وهو في بغية الباحث (ص 48: 28) بسنده ومتنه. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (8/ 209) في الحدود، باب العقوبات في المعاصي عن طريق عمر بن سعيد به وحذف آخر الحديث واكتفى بقوله: "فذكر الحديث ثم قال: تفرد به عمر بن سعيد الدمشقي وهو منكر الحديث وإنما يعرف من حديث النعمان بن مرة مرسلًا. قلت: لم ينفرد به عمر بن سعيد الدمشقي كما قال البيهقي بل تابعه محمَّد بن =
= عثمان التنوخي عن سعيد بن بشر. أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 140: 293) عن أحمد بن محمَّد بن يحيى الدمشقي، ثنا أبو الجماهر محمَّد بن عثمان التنوخي، ثنا سعيد بن بشر عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين بلفظه وزاد وقال ابن عباس "كلما نهى عنه فهو كبيرة" وقال الهيثمي في المجمع (1/ 108): رجاله ثقات إلّا أن الحسن مدلس وعنعنه. وأخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 18: 30) عن الحسن بن بشر، قال حدّثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة به بنحوه ولم يذكر فيه الآيتان قلت: الحكم بن عبد الملك ضعيف جدًا، والحسن بن بشر صدوق ويخطىء.
الحكم عليه: أمثل طرق الحديث طريق الطبراني، ورجاله ثقات إلّا أن الحسن وهو مدلس قد عنعن ولكن الحافظ عده فيمن احتمل تدليسه فجعله في المرتبة الثانية. وللحديث شاهد بالنسبة لشطره الأخير أي من قوله "أفلا أنبئكم إلى آخره. من حديث أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثًا قالوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: الإِشراك بِاللَّهِ وعقوق الوالدين وجلس وكان متكئًا فقال: ألا وقول الزور قال: فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ". أخرجه البخاريُّ في الشهادات، باب ما قيل في شهادة الزور (5/ 261: 2654) ومسلم في الإِيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها (1/ 91: 87)، والترمذي في التفسير -سورة النساء- (5/ 235: 3019) ثلاثتهم من طريق الجريري، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ أبيه به.
2928 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا السَّرِي بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كُفرٌ باللهِ مَن نُسب إِلَى (¬1) نَسَبٍ لَا يُعْرَفُ، وكُفْرٌ بِاللَّهِ تَبرؤٌ (¬2) مِنْ نسب وإن دق. ¬
2928 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 102) وعزاه إلى الطبراني في الأوسط والبزار. ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 36 أ). ورواه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 70: 104) من طريق السري بن إسماعيل به ولكنه اقتصر على الجزء الأخير. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 354) من طريق السري بن إسماعيل به ولكن زاد في الإسناد رجلًا بين السري وقيس وأحال متنه على متن قبله وهو نحو المتن.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا من أجل السرى بن إسماعيل المتروك. وله طريق أخرى عن أبي بكر رضي الله عنه. ورواها الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 352: 122) وابن عديّ في الكامل (5/ 54) في ترجمة عمرو بن موسى بن سليمان، والخطيب البغدادي في التاريخ (3/ 114) كلاهما من طريق ابن أرطاة، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عن عبد الله بن سخبرة، عن أبي بكر رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: من ادعى نسبًا لا يعرف كفر بالله وانتفاء من نسب وإن دق كفر بالله واللفظ للطبراني. قلت: فيه حجاج بن أرطاة وهو صدوق كثير الخطأ. ومع ذلك خالفه شعبة والثوري فأوقفاه على أبي بكر رضي الله عنه. =
= فرواه الدارمي في سننه (2/ 248: 2864) عن محمَّد بن يوسف، ثنا سفيان. ورواه عبد الرزاق في مصنفه (9/ 51: 16315) عن الثوري ورواه أيضًا (9/ 51: 16316)، عن معمر، ورواه الخطيب في التاريخ (3/ 144)، من طريق شعبة ثلاثتهم، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عن عبد الله بن سخبرة، عن أبي بكر موقوفًا.
الحكم عليه موقوفًا ومرفوعًا: اختلف في الحديث وقفًا ورفعًا والراجح أنه موقوف لأنّ الطريق الموقوفة رجالها ثقات. بخلاف المرفوعة فهي ضعيفة جدًا، وقد رجح الدارقطني الوقف، انظر (العلل/ 262 برقم 263). وللحديث شاهد من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كفر بامرىء ادعاء نسب لا يعرف أو جحده وإن دق". رواه ابن ماجه في الفرائض (2/ 916: 2744) عن محمَّد بن يحيى، ثنا عبد العزيز بن عبد الله، ثنا سليمان بن بلال، عن يحيي بن سعيد، عن عمرو بن شعيب به. وقال البوصيري في الزوائد، إسناد صحيح وأظنه من زيادات ابن القطان. فرواه الطبراني في الصغير (2/ 108) وأبو نعيم في تاريخ أصفهان (2/ 316) كلاهما من طريق هارون بن موسى القروي، حدّثنا أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد به بنحوه. ورواه أحمد في المسند (2/ 215) عن عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عن عمرو بن شعيب به. والشاهد رجاله ثقات إلّا ما قيل في عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. واستقر الحال بأن حديثه لا ينزل عن درجة الحسن. وعلى هذا فالموقوف الصحيح مع هذه المرفوع يقوي بعضهم بعضًا.
2929 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ (¬1)، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عطية (¬2) عن أبي سعيد رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خمسٌ: مُدْمِنُ خمرٍ، وَقَاطِعُ رحمٍ، ومؤمنٌ بسحرٍ، ومنانٌ، وكاهنٌ. ¬
2929 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 77) وعزاه إلى أحمد والبزار. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 36 أ). وأخرجه أحمد في المسند (3/ 83) والبزار كما في الكشف (3/ 356: 2932) وأخرجه أيضًا (برقم 2933) والخطيب في الموضح (2/ 59) والسّهمي في تاريخ جرجان (255) أربعتهم من طريق عطية العوفي به بلفظ "لا يدخل الجنة صاحب خمس" مع تقديم بعض فقرات على بعض كما أن أحمد واحد طريقي البزّار أدخلوا بين الأعمش وعطية العوفي سعدًا الطائي.
الحكم عليه مدار الحديث على عطية العوفي وهو ضعيف سيّىء الحفظ، وقد ضعفه الألباني في السلسلة (برقم 1464). ولكن الحديث قد جاء مفرقًا في عدة أحاديث معظمها صحيحة إلّا ما يتعلق بالكاهن. قوله: "لا يدخل الجنة قاطع رحم" أخرجه البخاريُّ في صحيحه في الأدب، باب فضل صلة الرحم (10/ 415: 5984) ومسلم في الإيمان في البر والصلة، باب صلة الرحم (4/ 1980: 2554) كلاهما من طريق محمَّد بن جبير بن مطعم عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "لا يدخل الجنة قاطع" وفي مسلم أي قاطع رحم. =
أما قوله: "لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا مؤمن بسحر وقاطع رحم" أخرجه ابن حبّان في صحيحه (1/ 339: 455) والحاكم في المستدرك (4/ 146)، وأحمد (4/ 399) ثلاثتهم من طريق، عن أبي حريز أن أبا بردة حدثه عن أبي مُوسَى أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي قلت: وفيه أبو حريز عبد الله بن الحسين وثقه أبو زرعة وقال أبو داود ليس حديثه بشيء، وقال الحافظ في التقريب صدوق يخطئ، ومثل هذا لا يصحح حديثه بل هو على أحسن حاله "حسن" وعلى كل حال فهذا الحديث يتقوى بحديث أبي سعيد الخدري. أما قوله "لايدخل الجنة منان" فقد وردت هذه الجملة في وسط حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- "لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مدمن خمر ولا زاني". أخرجه النسائيُّ في الصغرى في الأشربة (7/ 318)، باب الرواية في المدمنين في الخمر (برقم 5672) وابن حبّان (5/ 163: 3375) والدارميُّ (2/ 38: 2100) وأحمد (2/ 203) أربعتهم عن سالم بن أبي الجعد، عن جابان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-. قال البخاريُّ في التاريخ الصغير (1/ 298) لا يعلم لجابان سماع من عبد الله ولا لسالم سماع من جابان انتهى. قلت: وجابان قال الحافظ عنه "مقبول". ولكن لهذا الحديث شاهد من حديث مولى لأبي قتادة بلفظه أخرجه الطحاوي في المشكل (1/ 395)، حدّثنا أبو أمية، حدّثنا محمَّد بن سابق، حدّثنا إسرائيل عن منصور، عن أبي الحجاج، عن مولى لأبي قتادة ورجال هذا الحديث كلهم ثقات إلّا مولى أبي قتادة فلم أعرفه ويحتمل أن يكون صحابيًا لأنّ الراوي عنه أبو الحجاج وهو مجاهد بن جبر تابعي كبير فهذا ما يرجح أن يكون صحابيًا، وعلى هذا فلا ينزل عن درجة الحسن.
2930 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ (¬1)، ثنا مُعَاوِيَةُ (¬2) عَنْ لَيْثٍ (¬3)، عَنْ عُثْمَانَ (¬4)، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ غَشَّ امْرَءًا (¬5) فِي أَهْلِهِ أَوْ خَادِمِهِ فَلَيْسَ مِنَّا. ¬
2930 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 36 أ). لم أجد هذا الحديث إلّا من هذا الطريق.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته ليث بن أبي سليم وهو ضعيف ولكن يدخل في عموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من غشنا فليس منا" رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان (1/ 99: 101) عن طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ورواه أبو داود في سننه في البيوع (3/ 731: 3452) عن طريق سفيان بن عيينة، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- "بلفظ "ليس منا من غش". ويدخل في هذا العموم غش المرء المسلم في أهله وخادمه.
2931 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ (¬1)، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (¬2) عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ الْكَبَائِرِ، قَالَ: كُلُّ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ فِي الْقُرْآنِ فهو كبيرة وقد ذكر النظرة. ¬
2931 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 36 أ). ورواه الطبري في التفسير في تفسير قوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ} (4/ 40) عن أبي كريب، قال ثنا هشيم عن منصور، عن ابن سيرين به. ورواه أيضًا في التفسير (4/ 40) عن يعقوب بن إبراهيم، قال ثنا ابن علية، قال أخبرنا أيوب عن محمَّد به بلفظ "كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة". وذكر الطبراني في المعجم الكبير (18/ 140: 93) بعد حديث عمران قال: وقال ابن عباس: "كل ما نهى عنه فهو كبيرة".
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح عن ابن عباس. وقد روي مرفوعًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. رواه العقيلي في الضعفاء (4/ 257)، وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 117) كلاهما من طريق معان أبي صالح، عن أبي حمزة، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"كل ما نهى الله عنه كبيرة حتى لعب الصبيان بالقمار". قال العقيلي: معان هذا يحدث عن الثقات بمناكير هذا يروى عن ابن عباس موقوفًا.
2932 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلْمَانَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ، وَيَجْتَنِبُ (¬1) الْكَبَائِرَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، قِيلَ وَمَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الإِشراك بِاللَّهِ تَعَالَى، وَقَتْلُ النَّفْسِ. *صَحِيحٌ. ¬
2932 - تخريجه: ذكره البوصري في الإتحاف (1/ ق 36 ب). وعن أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في صحيحه كما في الموارد (ص 36: 20) بلفظه وليس فيه قوله: "قيل وما الكبائر ... إلخ". ورواه الحاكم في المستدرك في الإيمان (1/ 23) عن أبي عبد الله محمَّد بن يعقوب الحافظ، ثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب، ثنا محمَّد بن المقدمي به بلفظه وزاد "والفرار من الزحف" وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في التلخيص: عبيد الله عن أبيه سلمان الأغر خرج له البخاريُّ فقط. ورواه ابن منده في الإيمان، باب ذكر الذنوب التي تخرج العبد من الإيمان (2/ 572: 478) من طريق محمَّد بن أبي بكر به وزاد أيضًا "الفرار من الزحف".
الحكم عليه: الحديث صححه ابن حبّان والحاكم في المستدرك والذهبي والحافظ بن حجر في المطالب قلت: الظاهر أن يقال: إنه حسن من أجل فضيل بن سليمان وهو على =
= أحسن أحواله صدوق له أوهام، وقد قال الحافظ في التقريب: صدوق له خطأ كثير، فمن كانت حالته هكذا لا يمكن تصحيح حديثه. ولكن تابعه ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة. أخرجه الطبري في التفسير في النساء في قوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ} (4/ 43)، قال حدثني عباس بن أبي طالب، قال ثنا سعد بن عبد الحميد عن جعفر، عن ابن أبي جعفر، عن ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة به بلفظه وزاد "والفرار من الزحف" وابن أبي الزناد، صدوق تغير حفظه حين دخل بغداد. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 537) من طريق حوراء بنت موسى ابن عقبة، عن أبيها "موسى بن عقبة" به بلفظه. والحديث بمجموع طرف صحيح لغيره. ولعل من صحح الحديث إنما صحح باعتبار طرقه، والله أعلم.
20 - باب
20 - بَابٌ 2933 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ حُسَيْنِ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ مَشَى إِلَى سُلْطَانِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْأَرْضِ لِيُذِلَّهُ أَذَلَّ اللَّهُ تَعَالَى رَقَبَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) مَعَ مَا ذخِر لَهُ مِنَ الْعَذَابِ، وَسُلْطَانُ اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى وَسُنَّةُ نَبِيِّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-.
2933 - تخريجه: رواه ابن أبي عاصم في السنة (ص 612: 1642) قال: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، ثنا خَالِدٌ، بِهِ بلفظه في آخر حديث ولكنه قال خالد بن حسين، والصواب خالد، عن حسين. وأخرجه ابن عديّ في الكامل (2/ 352) في ترجمة حسين بن قيس الرحبي، عن عبدان، ثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا من أجل الحسين بن قيس الرحبي وهو متروك. ولكن تابعه خصيف بن عبد الرحمن الجزري عن عكرمة أخرجه الخطيب في التاريخ (6/ 76) وابن الجوزي في العلل (2/ 277: 1272) كلاهما من طريق إبراهيم =
ابن زياد القرشي، عن خصيف، عن عكرمة، به فذكر الحديث بلفظه في وسط حديث طويل قال الخطيب: إبراهيم بن زياد في حديثه نكرة وقال يحيي بن معين: لا أعرفه وقال الذهبي: لا يعرف. قلت: وفيه خصيف بن عبد الرحمن، قال الحافظ عنه: صدوق سيء الحفظ. وله طريق أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما. أخرجها الطبراني في الكبيرة (11/ 114: 11216) وعنه الشجري في الأمالي (2/ 229)، عن طريق أبي شهاب، عن أبي محمَّد الجزري وهو حمزة النصيبي، به فذكر الحديث في وسط حديث بلفظه، وفيه حمزة بن أبي حمزة النصيبي وهو متروك متهم. قلت: لم أجد لحديث ابن عباس ما يقويه ويرفعه إلى درجة الحسن وذلك لضعف طرقه الشديد. وله شاهد بمعناه من حديث حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ما من قوم مشو إلى سلطان الله ليذلوه إلّا أذلهم الله قبل يوم القيامة. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 234: 1594) عن محمد بن معمّر، ثنا الضحاك بن مخلد ح، وحدثناه أحمد بن المقدام، ثنا محمَّد بن بكر، ثنا كثير بن أبي كثير، عن ربعي، عن حذيفة قال الهيثمي في المجمع (5/ 219) رجاله رجال الصحيح عدا كثير بن أبي كثير التميمي وهو ثقة، قلت: قال الحافظ في التقريب: مقبول، وبهذا يعرف أن ما ذكره الهيثمي ليس بصواب ولكن قال ابن أبي حاتم عن أبيه: مستقيم الحديث، وقد ضعفه ابن معين قلت: الظاهر أنه صدوق. والخلاصة: الحديث بهذا الشاهد يرتقي إلى الحسن لغيره لأنّ طريق الطبراني قابلة للانجبار، والله أعلم.
21 - باب البيان بأن أصل الأشياء على الإباحة
21 - باب البيان بأن أصل الأشياء على الإِباحة 2934 - [1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِياث. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا، وحدَّ حُدُودًا فَلَا تَعْتَدُوهَا، وحرَّم أَشْيَاءَ، فَلَا تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ رَحْمَةً لَكُمْ فَلَا تَبْحَثُوا عنها. *رجاله ثقات إلّا أنه منقطع.
2934 - تخريجه: رواه الطبراني في التفسير (5/ 85)، ورواه أبو نعيم في الحلية (9/ 17)، والبيهقيُّ في السنن (10/ 12) في الضحايا باب ما لم يذكر تحريمه أربعتهم من طريق داود بن أبي هند، به بنحوه مرفوعًا.
الحكم عليه الحديث بهذا السند ضيعف لأنه منقطع لأنّ مكحولًا لم يسمع من أبي ثعلبة. والحديث قد حسنه النوويّ في الأربعين، وتعقبه ابن رجب وقال: وله علتان إحداهما أن مكحولًا لم يصحّ سماعه عن أبي ثعلبة.
الثانية أن بعضهم روى عن أبي ثعلبة قوله وضعفه الألباني في المشكاة برقم (197). وقد روي الحديث موقوفًا على أبي ثعلبة أخرجه البيهقي في السنن (10/ 12)، عن طريق حفص بن غياث، به موقوفًا، ولكن نقل ابن رجب عن الدارقطني أنه قال: الأشبه بالصواب المرفوع. وللحديث شاهد بمعناه من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه رفع الحديث قال: ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عافية فاقبلوا من الله العافية فإن الله لم يكن نسيًا ثم تلا هذه الآية: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} (سورة مريم). أخرجه الحاكم في المستدرك في التفسير (2/ 375) والبزار كما في الكشف والبيهقيُّ في السنن (10/ 12)، والدارقطني في السنن في الزكاة باب الحث على إخراج الصدقة (2/ 137) ثلاثتهم عن طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، ثنا عاصم بن رجاء ابن حيوة، عن أبيه، عن أبي الدرداء وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. قلت: فيه عاصم بن رجاء وهو صدوق متكلم فيه، فحديثه حسن، والحديث بمجموع طرقه وشواهده لا ينزل عن درجة الحسن، والله أعلم. وقد ضعف الحديث الألباني في المشكاة برقم (197) اعتمادًا على قول الحافظ ابن حجر في عاصم بن رجاء: صدوق يهم، وما قاله الحافظ في عاصم فليس بصواب فلم يوصف بكثرة الأوهام. وله شاهد آخر من حديث سلمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجل أحلّ حلالًا، وحرم حرامًا، فما أحلّ فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو. أخرجه البيهقي في السنن في الضحايا (10/ 12) عن طريق سفيان، ثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي.
2935 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ ابن خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَخِيكَ الْمُسْلِمِ، فَكُلْ مِنْ طَعَامِهِ وَلَا تَسْأَلْ، وَاشْرَبْ مِنْ شرابه ولا تسأل".
2935 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 3 ب) وقال: ضعيف لضعف مسلم. وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 183) وقال: فيه مسلم بن خالد، ووثقه ابن معين وغيره وضعفه أحمد وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند قابل للتحسين من أجل مسلم بن خالد الزنجي فهو صدوق لكن له أوهام كثيرة. وقد اختلف فيه على زيد بن أسلم، فعبيد الله بن عمر رواه عن مسلم عنه، عن عطاء وخالفه الجمهور فرووه، عن مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن سمي، عن أبي صالح. وعبيد الله وإن وإن ثقة ثبتًا ولكن الجمهور وهم ثقات يرجحون عليه لكثرتهم وهم كالتالي. أخرجه الحاكم في المستدرك في الأطعمة (4/ 126) عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا أسد بن موسى. ورواه أحمد في المسند (2/ 399)، عن حسين بن محمَّد. والبيهقيُّ في الشعب باب في طيب المطعم والمشرب (5/ 67: 5801) من طريق أبي مسلم، ثنا عبد الله بن رجاء. وابن عديّ في الكامل (6/ 309) عن محمَّد بن يحيي المروزي، عن علي بن الجدل. أربعتهم، عن مسلم بن خالد الزنجي، عن زيد بن أسلم، عن سميّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ولفظه: "إذا دخل أحدكم على أخيه فأطعمه طعامًا فليأكل =
منه ولا يسأله عنه وإن سقاه شرابًا فليشرب منه ولا يسأله" قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي قلت: لا يمكن تصحيح حديث مسلم بن خالد الزنجي فهو كثير الغلط. وله طريق أخرى قوية عن أبي هريرة أخرجها الحاكم في المستدرك (4/ 126) عن أبي بكر بن إسحاق أنبأنا بشر بن موسى الحميدي ثنا سفيان عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه رواية. وقال الحاكم: هذا شاهد صحيح على شرط مسلم وحده ووافقه الذهبي، وقال الألباني: فيه تساهل لأنه إنما روى لابن عجلان متابعة ثم قال الألباني فالحديث بمجموع الطريقين صحيح. وعلى هذا فالمتن صحيح إن شاء الله.
22 - باب أصول الدين
22 - بَابُ أُصُولِ الدِّينِ 2936 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُلْوَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ثَلَاثٌ مِنْ أَصْلِ الدِّينِ: تُجمِّع وَرَاءَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ وَيُصَلَّى (¬1) عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، ويُجاهد (¬2) في خلافة من كان، لك (¬3) أجرك. ¬
2936 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 26 أ). ورواه الدارقطني في السنن (2/ 57: 7) في العيدين، باب صفة من تجوز الصلاة معه والصلاة عليه من طريق فرات بن سلمان به بمعناه إلّا أنه أدخل الحارث بين محمَّد بن علوان وبين علي بن أبي طالب.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل جهالة محمَّد بن علوان، وقال الدارقطني لا يثبت. =
= وللحديث شاهد بمعناه مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الجهاد واجبٌ عليكم مع كل أمير برًا كان أو فاجرًا، والصلاةُ واجبةٌ عليكم خلف كل مسلم برًّا أو فاجرًا، وإن عمل الكبائر، والصلاة واجبة على كل مسلم برًّا أو فاجرًا، وإن عمل الكبائر. أخرجه أبو داود في الجهاد، باب في الغزو مع أئمة الجور (3/ 40: 2533) عن أحمد بن صالح، حدّثنا ابن وهب، حدثني معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن أبي هريرة ورواه الدارقطني في السنن (2/ 56)، من طريق مكحول به. ورواه الدارقطني أيضًا (2/ 57) والبيهقيُّ في السنن (4/ 19) من طريق معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول به بسياق آخر بمعناه وقال الدارقطني والبيهقيُّ وغيرهما أن مكحولًا لم يسمع من أبي هريرة. وقال الدارقطني في السنن (2/ 57) بعد أن أورد روايات كثيرة في هذا المعنى وليس فيها شيء يثبت، وقال البيهقي في السنن (4/ 19) أحاديث كلها ضعيفة غاية الضعف، وأصح ما روي في هذا الباب حديث مكحول عن أبي هريرة إلّا أن فيه إرسالًا. ومنها حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ثلاث من السنة، الصف خلف كل إمام" فذكره بمعناه، أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 57)، وفيه عمر بن صبح وهو متروك، وهناك روايات وشواهد لم أتشاغل بتخريجها لأنها شديدة الضعف ولا تزيد للحديث قوة والله أعلم.
2937 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ (1)، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ". [2] رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ. خَالَفَ محمَّد بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ عَطَاءٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن صهيب ذكره ابن عديّ.
2937 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (4/ ق 126 ب). وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 182) وعزاه إلى الطبراني وقال: فيه محمَّد بن يزيد بن سنان ضعفه البخاريُّ وغيره، وأبوه يزيد ضعفه أبو داود وغيره وقال البخاريُّ مقارب الحديث. والحديث في مصنف أبي بكر بن أبي شيبة (10/ 537: 10249) بسنده ومتنه. والحديث أيضًا في المنتخب لعبد بن حميد (ص 308: 1003) عن ابن أبي شيبة به بسنده ومتنه. ورواه ابن عديّ في الكامل (7/ 270) في ترجمة يزيد بن سنان أبو فروة عن طريق أبي بكر بن ابن أبي شيبة به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، وفيه علتان: أولاهما يزيد بن سنان، وهو متروك، الثانية أبو المبارك وهو مجهول. الثالثة الاختلاف على يزيد بن سنان. فروي عن أبي المبارك، عن صهيب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- فذكر بلفظه أخرجه الترمذي في فضائل القرآن (5/ 180: 2918)، عن محمَّد بن إسماعيل =
= الواسطي. وابن أبي شيبة في المصنف في فضائل القرآن (10/ 537: 10250) كلاهما عن وكيع، عن يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ، عَنْ صهيب به وقال أبو عيسى: هذا حديث ليس إسناده بالقويّ. انتهى. وقد خولف وكيع في هذا الحديث. فرواه محمَّد بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ هذا الحديث فزاد في هذا الإسناد عن مجاهد، عن سعيد بن المسيّب، عن صهيب به. رواه ابن عديّ في الكامل (7/ 270) والبيهقيُّ في الشعب، باب في الإِيمان بالقرآن وسائر الكتب المنزلة (1/ 198) والخطيب في التلخيص (ص 357 برقم الترجمة 583) كلهم عن محمَّد بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عطاء، عن مجاهد بن جبر، عن سعيد بن المسيّب، عن صهيب قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره بلفظه، قلت: هذا الطريق أضعف من الأولى لأنه كما صرّح به البخاريُّ كما في سنن الترمذي أن رواية محمَّد بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ أضعف من رواية غيره عنه. وقد روى الحديث عن صدقة بن سابق، عن مفضل بن مهلهل، عن مجاهد به بلفظه. أخرجه الدولابي في الكنى (3/ 69) والبيهقيُّ في الشعب (1/ 198) كلاهما عن صدقة به، وصدقة بن سابق لم أجد من تكلم فيه بجرح أو تعديل. خلاصة القول الحديث يبقى ضعيفًا لأنّ معظم طرقه على يزيد بن سنان وهو ضعيف جدًا. والطريق الثانية فيها صدقة بن سابق وهو شبه مجهول وقد ضعف الحديث الترمذي في سننه (برقم 2918). وابن عديّ حيث قال: بعد أن ذكر الحديث بروايتيه: وهاتان الروايتان اللتان رواهما يزيد بن سنان غير محفوظتين ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بالضعف وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (برقم 4977).
2938 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ (¬1) عَنْ بُكَيْرِ (¬2) بْنِ الأشج، عَنْ بُسر (¬3) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه. عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ رَجُلًا، قَالَ لِأَخِيهِ: لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ فَقِيلَ لَهُ: بَلْ لَكَ لا يغفر الله". * صحيح. ¬
2938 - تخريجه: رواه ابن المبارك في الزهد (ص 315: 901)، قال أخبرنا الليث بن سعد عن بكير بن الأشج أنه سمع بسر بن سعيد يقول: من قال لأخيه لا يغفر الله لك قيل بل لك لا يغفر. قال بكير: ولم أقفه إلى من رفع الحديث، فسألت يعقوب بن عبد الله بن الأشج فقال إلى أبي هريرة.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند صحيح، ورجاله رجال الشيخين، وقد صححه ابن حجر في المطالب. وله طريق آخر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان رجلان في بني إسرائيل ... فقال "المجتهد" والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة، ... وقال "الله" للمذنب "اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار". رواه أبو داود في الأدب في النهي عن البغي (5/ 207: 4901) وابن المبارك في الزهد (ص 314: 900) كلاهما من طريق ضمضم بن جوس، عن أبي هريرة، وقال العراقي في تخريج الإِحياء (5/ 2208) إسناده جيد. وله شواهد أخرى تأتي في الحديث الذي بعده.
2939 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (¬1)، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ (¬2)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَطِئَ رَجُلٌ عَلَى عُنُقِِ رَجُلٍ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَقَالَ: أَوَطِئْتَ عَلَى عُنُقِي، وَأَنَا سَاجِدٌ؟ وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، فَقَالَ: تَأَلَّى عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فغفر له. ¬
2939 - تخريجه: رواه الطبراني في الكبير (10/ 123).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند صحيح، ورجاله كلهم ثقات وهو وإن كان موقوفًا لكنه مرفوع حكمًا وله شاهد من حديث جندب رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدث "أن رجلًا قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألّى علي أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك أو كما قال. أخرجه مسلم في البر والصلة، باب النهي عن تقنيط الإِنسان من رحمة الله (4/ 2023: 2620) عن سويد بن سعيد، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، حدّثنا أبو عمران الجوني، عن جندب. قلت: وسويد بن سعيد وإن كان من شيوخ مسلم فهو ضعيف عند الجمهور. ولكن تابعه صالح بن حاتم بن وردان وهُريم بن عبد الأعلى عند الطبراني أخرجه في الكبير (2/ 177: 1679) عنهما عن معتمر بن سليمان به بلفظه. وأخرجه البيهقي في الشعب، باب تحريم أعراض الناس (5/ 289) بطرق عن معتمر بن سليمان به. وله شاهد أيضًا من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: يقول الله عَزَّ وَجَلَّ: "ومن تَأَلَّى عَلَى عَبْدِي أَدْخَلْتُ عَبْدِيَ الْجَنَّةَ وَأَدْخَلْتُهُ النار". =
= رواه مسدّد عن الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس، وسيأتي (برقم 3001) وهو حديث حسن كما سيأتي. وحديث أبي هريرة الذي قبله يعتبر شاهدًا آخر للحديث.
23 - باب الملة ملة محمد -صلى الله عليه وسلم-
23 - بَابُ الْمِلَّةِ مِلَّةِ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 2940 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَعْلَى مِلَّةِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنْتَ؟ قَالَ: لَا، وَلَا مِلَّةِ ابْنِ عَفَّانَ قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَعَلَى أَيِّ مِلَّةٍ أَنْتَ؟ قَالَ: عَلَى مِلَّةِ محمَّد-صلى الله عليه وسلم-.
2940 - تخريجه: رواه ابن بطة في الإِبانة (1/ 354)، من طريق علي بن حرب وحدثنا سفيان بن عيينة به إلّا أنه قال: عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس. ورواه اللالكائي في شرح الأصول (1/ 94: 133)، من طريق أحمد بن عبيد الله الساباطي ثنا إسحاق بن يوسف، ثنا سفيان به بمثل رواية ابن بطة سندًا ومتنًا. ورواه ابن بطة في الإبانة (1/ 355: 238)، من طريق أبي إسحاق الفزاري عن ابن عيينة، عن معمر، عن ابن طاووس به بنحوه.
الحكم عليه: الأثر صحيح ورجاله رجال الصحيحين عدا ابن أبي عمر فهو من رجال مسلم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 61/ ب).
24 - باب البيان بأن العمل من الإيمان
24 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَمَلَ مِنَ الإِيمان 2941 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ وَالْمُلَائِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ (¬1) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَأَلَهُ عَنِ الإِيمان، فَقَرَأَ {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)} (¬2) فَقَالَ الرَّجُلُ: لَيْسَ عَنِ الْبِرِّ سَأَلْتُكَ (¬3) قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ عَنِ الَّذِي سَأَلْتَنِي عَنْهُ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَمَا قَرَأْتُ عَلَيْكَ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ لِي: فَلَمَّا أَبَى أَنْ يَرْضَى، قَالَ لَهُ: ادْنُ فَدَنَا قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ (¬4) إِذَا عَمِلَ الْحَسَنَةَ سَرَّتْهُ، وَرَجَا ثَوَابَهَا، وَإِذَا عَمِلَ سَيِّئَةً سَاءَتْهُ (¬5)، وَخَافَ عِقَابَهَا. هَذَا مُنْقَطِعٌ، وَلَهُ طَرِيقٌ أَصَحُّ مِنْهُ فِي التفسير (¬6). ¬
2941 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (15/ ق 26 أ). =
= ورواه ابن بطة في الإِبانة (2/ 773: 1068)، من طريق عبد الرحمن ابن عبد الله المسعودي به بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأنه منقطع لأنّ القاسم لم يسمع من أبي ذر وفيه عبد الرحمن المسعودي وقد اختلط إلّا أن رواية أبي نعيم عنه جيدة كما نص على ذلك أحمد بن حنبل. وله طريق آخر وهو الذي أشار إليه المصنف بقوله: "وله طريق أصح منه في التفسير". رواه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 128: 20110)، عن مَعْمَرٌ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ مجاهدِ أن أبا ذر سأل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الإِيمان فَقَرَأَ عليه هذه الآية: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ} الآية. ورواه إسحاق بن راهويه كما في المطالب (ق 130 ب) عن عبد الرزاق به وقال الحافظ هناك: هذا مرسل صحيح الإسناد. وله شاهد. وعلى هذا فالشطر الأوّل من الحديث إلى نهاية الآية له طريقان فالأول منقطع والثاني مرسل، ولعل الحديث بطريقيه يكون حسنًا لغيره بالنسبة للشطر الأوّل. أما الشطر الثاني من الحديث وهو قوله: "إن المؤمن إذا عمل الحسنة ... إلخ" له شاهد بمعناه من حديث أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رجل: يا رسول الله ما الإيمان قال: إذا سرتك حسنتك، وساءتك سيئتك فأنت مؤمن. رواه ابن حبّان في صحيحه (1/ 200: 176)، والحاكم في المستدرك (1/ 14)، وأحمد في المسند (5/ 252)، ثلاثتهم من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بن سلام عن جده ممطور، عن أبي أمامة وقال الحاكم: صحيح متصل على شرط الشيخين وصححه الألباني في الصحيحة، وقال: زيد بن سلام وحده لم يخرج له البخاريُّ في صحيحه.
25 - باب الاعتبار بالخاتمة
25 - بَابُ الِاعْتِبَارِ بِالْخَاتِمَةِ 2942 - قَالَ الْحَارِثُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ وَيُونُسَ وَحُمَيْدٍ فِي آخَرَيْنِ عَنِ الْحَسَنِ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَعْجَلُوا بِأَحَدٍ مِنْكُمْ حَتَّى تَنظروا مَاذَا يُختَم بِهِ عملُه؟ وَكَانَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ (¬1) اجْعَلْ أحسنَ أعمالِنا خواتمَها وَاجْعَلْ ثوابَها الجَنَّة، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ خيرَ أَعْمَالِنَا مَا يَلِي آجَالَنَا، وَاجْعَلْ خيرَ أيامنا يوم لقاك. ¬
2942 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 34 أ). والحديث في بغية الباحث (ص 943: 734).
الحكم عليه: الحديث ضعيف لأنه مرسل لا سيما وأنه مرسل الحسن البصري وهو من أضعف المراسيل حتى قال بعضهم إنها شبه الريح. أما دعاء الحسن في وسط الحديث فهي صحيحه عن الحسن البصري لأنها من قوله والسند إليه صحيح. =
= الفقرة الأولى من الحديث وردت مرفوعة من حديث أنس رضي الله عنه في أول حديث طويل ولفظه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا عليكم ألا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له ... الحديث. أخرجه أحمد في المسند (3/ 120)، عن يزيد بن هارون أخبرنا حميد عن أنس ورواه ابن أبي عاصم في السنة بطرق كثيرة عن حميد الطويل عن أنس. انظر السنة (ص 174) من حديث (393 - 396). ورواه الآجري في الشريعة (ص 185) عن طريق يزيد بن هارون به بلفظ أحمد. ورواه الشيخ في الطبقات (2/ 299) عن طريق هشيم عن حميد به بلفظه. قلت: ورجال أحمد رجال الصحيحين وقال الهيثمي في المجمع (7/ 214) رجاله رجال الصحيح وقد صححه الألباني في ظلال الجنة برقم (393). أما الفقرة الأخيرة من الحديث وهي قوله: "اللهم أجعل خير أعمالنا ... إلخ" فقد ورد معناها مرفوعًا أيضًا في حديث أنس رضي الله عنه قال: كان مقامي بين كتفي النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى قبض فكان يقول إذا انصرف من الصلاة: "اللهم اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه، واجعل خير أيامي يوم ألقاك". أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (ص 47: 121)، عن طريق عبد الملك النخعي عن ابن جدعان عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ورواه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (10/ 113)، عن طريق عبد الملك النخعي به. هذه الفقرة ضعيفة جدًا من أجل عبد الملك النخعي وهو متروك كما قال الحافظ في التقريب، وابن جدعان ضعيف جدًا. وعلى هذا فالفقرة الأولى من الحديث صحيحة من حديث أنس رضي الله عنه والثانية موقوفة صحيحة والثالثة ضعيفة موصولة ومرسلة، والله أعلم.
26 - باب القدر
26 - بَابُ الْقَدَرِ (114) تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُهُ فِي التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ (¬1). 2943 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ (¬2)، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ (¬3) يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُنَيْدَةَ (¬4)، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ نَسَمَةً، قَالَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ مُعْرِضًا: أَيْ رَبِّ، أذَكر أَمْ أُنْثَى؟ قَالَ: فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى أمرَه ثُمَّ يَقُولُ: أيْ رَبِّ أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيَقْضِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَهُ، ثُمَّ يَكْتُبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَا هُوَ لَاقٍ حَتَّى النَّكْبَةَ ينكبها. ¬
2943 - [1] تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 42 أ). وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 196)، وعزاه إلى أبي يعلى والبزار. وهو في مسند أبي يعلى (10/ 154: 5775).
[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَمَّا خُلِقت النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ قَالَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ: أَيْ رَبِّ مَا أَكْتُبُ؟ فَيَقْضِيَ اللَّهُ تَعَالَى أَمْرَهُ فَيَقُولُ: أذَكر أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَهُ. الْحَدِيثَ. قَالَ الْبَزَّارُ: تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحٌ عن الزهري يعني عن سالم. = = = ورواه عبد الله بن وهب القرشي في القدر (ص 137: 30)، باب كل ما يلقاه ابن آدم مكتوب بين عينيه قال أخبرني يونس به بلفظه. وعن طريق ابن وهب رواه الدارمي في الرد على الجهمية (ص 128: 268). وعن طريق بن وهب أيضًا رواه الفريابي في القدر (ص 137: 30). وعن طريقه أيضًا رواه ابن حبّان في صحيحه (8/ 19: 7145) بلفظه.
2943 - [2] تخريجه: رواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 82: 186) من طريق صالح بن أبي الأخضر به وقال الْبَزَّارُ: تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ يَعْنِي عن سالم. قلت: صالح بن أبي الأخضر ضعيف ومع ذلك خالف الثقات الذين رووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُنَيْدَةَ، عن ابن عمر، وقد سبق تخريج طرقهم في الطريق الذي قبله. وعلى هذا فالحديث بالسند الثاني شاذ.
الحكم عليه: الحديث بالسند الأوّل صحيح وهو على شرط الشيخين. ومع ذلك وجد لكل من جرير ويونس متابعات كثيرة. أولًا: من تابع جريرًا عن يونس مرفوعًا: =
عبد الله بن وهب وقد سبق ذكر طريقه. الليث بن سعد. فرواه الفريابي في القدر (ص 219: 141)، قال حدّثنا إسحاق ابن سيار، قال حدثني أبو صالح عبد الله بن صالح، قال حدثني الليث، حدثني يونس به. وعن الفريابي رواه الآجري في الشريعة (ص 84)، باب الإيمان أن السعيد والشقي من كتب في بطن أمه. ثانيًا: من تابع يونس عن الزهري مرفوعًا: عمر بن سعيد. فرواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 81: 182) من طريق عمر بن سعيد، عن الزهري به. معمر بن راشد. فرواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 81: 183)، من طريق عبيد الله بن معاذ، ثنا معمر، عن الزهري به مختصرًا. عمرو بن دينار. فرواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 82: 184)، قال ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بن دينار ومعمر، عن الزهري به. وقد روي الحديث موقوفًا على ابن عمر: فرواه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 112). ومن طريق عبد الرزاق رواه الفريابي في القدر (ص 216: 138) عن معمر، عن الزهري أنه قال: أخبرني ابن هنيدة، قال سمعت ابن عمر يقول: إذا خلق الله ... ورواه أيضًا الفريابي في القدر (ص 216: 139)، قال حدّثنا محمَّد بن عزيز الأيلي، قال حدّثنا سلامة عن عقيل أنه قال حدثني محمد بن سليم أخبره عبد الرحمن بن هنيدة به موقوفًا. ورواه الفريابي أيضًا في القدر (ص 200: 140) من طريق الأوزاعي، عن الزهري عمن سمع ابن عمر موقوفًا. الترجيح بين المرفوع والموقوف: =
الراجح عندي أن الحديث مرفوع لأسباب. 1 - إن عبد الرزاق روى عن معمر موقوفًا، وروى غيره وهم عبيد الله بن معاذ وسفيان روياه عن معمر مرفوعًا، بل رواه ابن أبي عاصم، عن عبد الرزاق به مرفوعًا. أما الطريق الثانية فيه محمَّد بن سليم أبو هلال فيه لين. الطريق الثالثة وهي طريق الأوزاعي عن الزهري عمن سمع ابن عمر ففيه رجل مبهم والظاهر أنه عبد الرحمن بن هنيدة. 2 - إن الذين رفعوه وهم يونس وعمرو بن دينار وعمر بن سعيد أكثر ممن وقفه. ويحتمل أن ابن عمر رضي الله عنه، حين وقف الحديث كان على سبيل الفتوى لا على سبيل الرواية. حتى لو قلنا: إنه موقوف فهو مرفوع حكمًا لأنّ مثل هذا لا يقال بالرأي. وللحديث شواهد كثيرة منها حديث أنس بن مالك إن الله عَزَّ وَجَلَّ قد وكل بالرحم ملكًا فيقول: أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقًا قال الملك أي رب ذكر أو أنثى؟ شقي أو سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه. رواه البخاريُّ في القدر (11/ 477: 6595) ومسلم في القدر (4/ 2038: 2646). وكذلك حديث ابن مسعود وهو أيضًا في الصحيحين.
2944 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: مَنْ تَكَلَّمِ فِي الْقَدَرِ بِشَيْءٍ سُئِلَ عَنْهُ يوم القيامة. ¬
2944 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 44 أ). والحديث في البغية (ص 933: 726) بسنده ومتنه. ورواه ابن ماجه في السنن المقدمة (1/ 33: 84) ورواه العقيلي في الضعفاء (4/ 419) والآجري في الشريعة، باب ترك البحث والتنفير عن النظر في أمر المقدر (ص 235) وابن عديّ في الكامل (7/ 222) أربعتهم من طريق يحيي بن عثمان مولى أبي بكر به وزاد، "ومن لم يتكلم فيه لم يسأل عنه".
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل يحيي بن عثمان ويحيى بن أبي مليكة وهما ضعيفان. وقد ضعف الحديث البوصيري في المصباح والألباني في المشكاة (برقم 114) وعد ابن عديّ هذا الحديث من منكرات يحيي بن عثمان. وللحديث شاهدان الأوّل: روى ابن الجوزي في العلل (1/ 141) من طريق عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ تَكَلَّمِ في القدر سأله الله يوم القيامة عن القدر فإن أصاب أعطاه ثواب الأنبياء وإن أخطا كُبَّ في النار، فإن لم يتكلم في القدر لم يسأله يوم القيامة عن القدر. وفيه: عيسى بن ميمون وهو متروك. =
= وله شاهد آخر من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ تَكَلَّمِ فِي الْقَدَرِ في الدنيا سئل عنه يوم القيامة" أخرجه ابن الجوزي في العلل (1/ 148: 233) وقال ابن الجوزي نقلًا عن الدارقطني تفرّد به ابن أبي العوام، عن أبيه قلت: فيه عنعنة قتادة. وعلى كل حال: حديث أبي هريرة أصح ما ورد في هذا الباب، والله أعلم.
2945 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: كَانَ بَدْءُ هَلَاكِ الْأُمَمِ مِنْ قِبَلِ، القدر وإنكم تُبْتَلُونَ أَوْ سَتُبْتَلَوْنَ أَيُّهَا الْأُمَّةُ بِهِمْ فَإِنْ لَقِيتُمُوهُمْ أَوْ أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَسَلُوهُمْ أَوْ تَكُونُوا (¬1) أَنْتُمُ السائلين ولا تمكنوهم من المسألة. ¬
2945 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 44 أ) وقال: ضعيف لجهالة التابعي.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل الرجل المبهم. وله شاهد من حديث أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَمْ يكن شرك منذ أهبط آدم من السماء إلى الأرض إلّا كان بدؤه التكذيب بالقدر، وما أشركت أمة إلّا بتكذيب القدر وإنكم ستبتلون فذكره بنحوه وزاد "فيدخلوا عليكم الشبهات". رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 402: 3286) من طريق سلم بن سالم، عن عبد الرحمن، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي أمامة. قال الهيثمي في المجمع (7/ 207) فيه سلم بن سالم وهو ضعيف عند الجمهور. قلت: عبد الرحمن شيخه لا يعرف من هو؟
2946 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ (¬1)، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ الْكُوفِيُّ عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ أَوْ خَاصَمَ فِيهِ فَقَدْ جَحَدَ بِمَا جِئْتُ بِهِ، وَكَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. ¬
2946 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 42 أ). ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 170) وابن حبّان في المجروحين (1/ 352) وابن عديّ في الكامل (3/ 455) ثلاثتهم في ترجمة سوار بن مصعب إلّا أن العقيلي قال: سوار بن عبد الله بن قدامة وقال الحافظ في اللسان: والصواب: سوار بن مصعب. ورواه ابن الجوزي في العلل (1/ 146: 229) كلهم عن سوار بن مصعب به وبعضهم بلفظ مختصر.
الحكم عليه: الحديث مداره على سوار بن مصعب وهو متروك. ولكن تابعه بشر بن جبلة عن كليب بن وائل. رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (4/ 623: 1111) من طريق محمد بن حمير، عن بشر بن جبلة، عن كليب به بنحوه. وبشر بن جبلة: مجهول، وعلى هذا، فالحديث لا يزال ضعيفًا، وقد ضعف الحديث ابن حبّان وابن الجوزي والعقيلي حيث ذكروا هذا الحديث من جملة ما أنكر على سوار.
2947 - حَدَّثَنَا عَمَّارٌ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ الدَّانَاجُ وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ كُلُّهُمْ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ بَابِ الْبَيْتِ، وَهُوَ يُرِيدُ الحُجرة فَسَمِعَ قَوْمًا يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ فِي الْقَدَرِ، وَهُمْ يَقُولُونَ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: فَفَتَحَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بَابَ الحجرة وكأنما (¬1) فقىء فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ، فَقَالَ: أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ أَمْ بِهَذَا بُعِثْتُمْ؟ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِأَشْبَاهِ هَذَا، ضَرَبُوا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بعضه ببعض، أمركم الله بأمره، فَاتَّبِعُوهُ، وَنَهَاكُمْ فَانْتَهُوا قَالَ: فَلَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ أَحَدًا يَتَكَلَّمُ يَعْنِي -فِيهِ- حَتَّى جاء معبد الجهني فأخذه الحجاج فقتله. ¬
2947 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 42). وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 205) وعزاه إلى أبي يعلى وقال: فيه يوسف ابن عطية وهو متروك. الحديث في مسند أبي يعلى في مسند أنس (5/ 429: 1321). ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (5/ 368: 3227). ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة يوسف بن عطية الصفار (7/ 154). كلاهما من طريق يوسف بن عطية به إلّا أن الحديث عند ابن عديّ مختصر.
الحكم عليه: الحديث مداره على يوسف بن عطية وهو متروك. وللحديث شاهدان الأوّل حديث ابن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يختصمون في القدر فكأنما يفقأ في وجهه حب =
= الرمان من الغضب فقال: أبهذا أمرتم؟ أو لهذا خلقتم؟ تضربون القرآن بعضه ببعض، بهذا هلكت الأمم قبلكم. أخرجه ابن ماجه في المقدمة (1/ 33: 85) عن علي بن محمَّد، ثنا معاوية، ثنا داود بن أبي هند. ورواه اللالكائي في شرح الأصول (3/ 115) من طريق ابن علية، عن داود بن أبي هند. ورواه الآجري في الشريعة (ص 68) من طريق معمر، عن الزهري. ثلاثتهم عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده "عبد الله بن عمرو بن العاص" واللفظ لابن ماجه. وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وقال الألباني في المشكاة (1/ 36) سنده حسن. والشاهد الثاني حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-ونحن نتنازع في القدر فذكر الحديث. أخرجه الترمذي في القدر (4/ 443: 2133) ورواه أبو يعلى في المسند (10/ 433: 6045) كلاهما من طريق هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ، عن أبي هريرة. وقال أبو عيسى: وهذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه. فالحديث بمجموع طرقه إن لم يكن صحيحًا فهو حسن، وقد مرّ تصحيح البوصيري وتحسين الألباني له.
2948 - وقال الحارث: حدثنا الحسن بن قتيبة، حدثنا حَمْزَةُ النَّصِيبِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ الْقَدَرَ فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ (¬1) قَدْ أَخَذْتُمْ فِي وَادِيَيْنِ لَنْ تَبْلُغُوا (¬2) آخِرَهُمَا وَبِهِمَا (¬3) هلكت القرون قبلكم إياكم وإياكم. ¬
2948 - تخريجه: الحديث في مسند الحارث كما في بغية الباحث (935: 728).
الحكم عليه الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وفيه ثلاث علل. الأولى: الحسن بن قتيبة وهو ضعيف. الثانية: حمزة بن أبي حمزة النصيبي وهو متروك. الثالثة: إنه مرسل لا سيما وأنه من مراسيل عطاء بن أبي رباح ومراسيله من أضعف المراسيل. لكن وصله ابن خلاد في فوائده (ق 14) كما قال محقق بغية الباحث عن الحارث، عن الحسن عن حمزة النصيبي عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره. وعلى كل حال فالحديث مرفوعًا ومرسلا ضعيف جدًا. ولكن للحديث شواهد بمعناه من حديث أبي هريرة وأنس بن مالك وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم. وقد سبق تخريج تلك الشواهد في الذي قبله، وذكرت هناك أن الحديث بشواهده حسن، وعلى هذا فالحديث بشواهده حسن إن شاء الله. وقد سبق ما يؤخذ من الحديث من الفوائد في الحديث الذي قبله.
2949 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَبَضَ (¬1) قَبْضَةً، فَقَالَ: لِلْجَنَّةِ بِرَحْمَتِي، وَقَبَضَ قَبْضَةً، فَقَالَ: لِلنَّارِ وَلَا أُبَالِي. [2] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ محمَّد (¬2) النَّاقِدُ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ العبدي به. ¬
2949 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 189)، وعزاه إلى أبي يعلى، وقال: فيه الحكم بن سنان. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 41/ ب). والحديث في مسند أبي يعلى (6/ 144: 3422) بسنده ومتنه. ورواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 111: 248)، والدولابي في الأسماء والكنى (2/ 48) والعقيلي في الضعفاء (1/ 257) في ترجمة الحكم بن سنان برقم (313)، وابن عديّ في الكامل (2/ 206) في ترجمة الحكم بن سنان والبيهقيُّ في القدر (1/ 42: 52). كلهم من طريق الحكم بن سنان به.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته الحكم بن سنان وهو ضعيف. ولكن للحديث شواهد تقويه منها حديث عبد الرحمن بن قتادة السلمى، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: سمعت رسول الله يقول: "خلق الله آدم ثم أخذ من ظهره فقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي الحديث". =
= أخرجه ابن حبّان في صحيحه (1/ 277: 339)، باب قوله "فكل ميسر ... " والحاكم في المستدرك في الإِيمان (1/ 31)، وأحمد في المسند (1/ 186)، ثلاثتهم عن طريق معاوية بن صالح عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن قتادة السلمي. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح قد اتفقا على الاحتجاج برواته عن آخرهم إلى الصحابة ووافقه الذهبي ووافقهما الألباني في الصحيحة برقم (48). ومنها حديث أبي نضرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الله تبارك وتعالى قبض قبضة بيمينه فقال: هذه لهذه ولا أبالي، وقبض قبضة أخرى يعني بيده الأخرى فقال: هذه لهذه ولا ابالي، فلا أدري في أيّ القبضتين أنا، رواه أحمد (5/ 68) وإسناده صحيح. ومنها حديث أبي الدرداء بمعناه أخرجه أحمد (6/ 441) وهو حديث صحيح.
2950 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ (¬1) بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي (بَعْدِي خَمْسًا) (¬2) تكذيبًا بالقدر وتصديقًا بالنجوم (¬3). ¬
2950 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 42/ ب). وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 206)، وعزاه إلى أبي يعلى. والحديث في مسند أبي يعلى المطبوع (5/ 162: 4135) إلّا أنه قال: أخاف على أمتي بعدي خمسًا فذكر منها اثنين فقط كما هنا. ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة شهاب بن خراش (4/ 34)، قال أخبرنا أحمد بن الحسين الصوفي ثنا الحكم بن موسى به بنحوه. ورواه البيهقي في القدر (1/ 247: 373)، عن طريق شهاب بن خراش به.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل يزيد بن أبان الرقاشي. وللحديث شواهد كثيرة يتقوى بها منها حديث أبي محجن قال: أشهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: أخاف على أمتي بعدي ثلاثًا: حيف الأئمة، وإيمان بالنجوم، وتكذيب بالقدر، رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 39)، عن طريق علي بن يزيد الصدائي قال حدّثنا أبو سعد البقال عن أبي محجن. فيه أبو سعد البقال واسمه سعيد بن المرزبان، وهو ضعيف. ومنها حديث طلحة بن مصرف رفعه "إن أخوف ما أتخوفه" فذكر بنحو حديث أبي محجن. رواه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن كما في السلسلة =
= الصحيحة (3/ 118)، عن طريق ليث بن أبي سليم عن طلحة. وليث بن أبي سليم ضعيف. ومنها جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ثَلَاثٌ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي، الِاسْتِسْقَاءُ بِالْأَنْوَاءِ، وحيف السلطان، وتكذيب بالقدر. رواه أحمد في المسند (5/ 189: 190)، وابن عاصم في السنة (1/ 142: 324) والبزار كما في الكشف (3/ 36: 2181) وأبو يعلى في المسند (13/ 455: 7462). أربعتهم عن طريق محمَّد بن القاسم الأسدي ثنا فِطْرٌ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ عَنْ جَابِرِ بن سمرة السوائي. وقال البزّار: لا نعلم يروى عن جابر بن سمرة إلّا من هذا الوجه، ومحمد بن القاسم لين الحديث وقال الحافظ في التقريب كذبوه. قلت: الحديث بمجموع طرقه لا ينزل عن درجة الحسن نظرًا في أن بعض طرقه ضعفها غير شديد وقد صحح الحديث بشواهده الألباني في ظلال الجنة برقم (324) والصحيحة برقم (1127).
2951 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ رَبِيعَةَ رَفَعَهُ "هَلَاكُ أُمَّتِي فِي ثَلَاثٍ: القدرية، والعصبية، والرواية من غير ثبت" (¬1). ¬
2951 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 146) وعزاه إلى البزّار مرفوعًا. وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ ق 44 أ).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وفيه علتان الأولى هارون بن هارون وهو منكر الحديث. الثانية: الإِرسال إن لم يكن معضلًا. وقد روي الحديث مرفوعًا. فرواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 143: 326)، والبزار كما في كشف الأستار (1/ 107: 191)، وابن عديّ في الكامل في المقدمة (1/ 142)، ثلاثتهم عن سعيد الحمصي، عن هارون بن هارون، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا. ورواه العقيلي في الضعفاء في ترجمة هارون (4/ 359) والفريابي في القدر (ص 375: 390)، وابن عديّ في الكامل (1/ 142)، كلهم من طريق محمد بن شعيب بن شابور، عن هارون به مرفوعًا. وفيه هارون بن هارون وهو منكر الحديث ومع ذلك اختلف عليه. فرواه العقيلي في الضعفاء (4/ 359)، وابن عديّ في مقدمة الكامل (1/ 142)، والدولابي في الكنى (2/ 49)، ثلاثتهم من طريق بقية بن الوليد، حدّثنا هارون بن هارون أبو العلاء الأزدي عن عبد الله بن زياد، عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعًا. =
= وقال ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 77) هذا حديث موضوع على رسول الله وقد أرسله هارون في هذه الرواية عن مجاهد وإنما هو عن ابن سمعان، عن مجاهد فترك ذكر ابن سمعان لأنه كذاب. وعلى أي حال فالحديث على كلا الاحتمالين إما ضعيف جدًا أو موضوع. وقد ورد من حديث أبي قتادة مرفوعًا، رواه الطبراني في الصغير (1/ 156)، وابن عديّ في الكامل (1/ 143)، كلاهما من طريق سويد بن عبد العزيز عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ. فيه سويد بن عبد العزيز قال أحمد: متروك وقال ابن معين والنسائيُّ: ليس بثقة. وقد ذكر ابن عديّ في مقدمة الكامل بعض الشواهد والطرق للحديث وكلها ضعيفة جدًا لا تفيد للحديث شيئًا، وإنما تركتها خشية الإطالة. والخلاصة: الحديث بجميع طرقه ضعيف جدًا والله أعلم. وإنما ذكرت ذلك حتى لا يغتر بكثرة طرقه.
2952 - وقال أبو يعلى: حدثنا أحمد بن جميل، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ كَانَ يحدِّث أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى الْقَلَمُ، وَأَمَرَ أَنْ يَكْتُبَ كلَّ شيء.
2952 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 42 ب). وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 193) وعزاه إلى البزّار، وقال: رجاله ثقات. والحديث في مسند أبي يعلى (4/ 217: 2329) وعنه ابن حبّان في الروضة (157). ورواه أبو نعيم في الحلية (8/ 181) عن طريق أحمد بن جميل به. ورواه البيهقي في الأسماء والصفات (ص 480) عن طريق أحمد بن جميل به بنحوه إلّا أنه قال: أحمد بن حنبل، وهو تحريف.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند حسن من أجل أحمد بن جميل وهو صدوق ولكن له متابعات تامة وقاصرة ترفع الحديث إلى الصحيح لغيره وله أيضًا شواهد كثيرة. أولًا: المتابعات: رواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 50: 108) عن محمَّد بن المثنى، ثنا يعمر بن بشر ورواه الطبري في التفسير (14/ 16) عن موسى بن سهل، ثنا نعيم بن حماد. ورواه أبو نعيم في الحلية (8/ 181) عن عبد الملك بن الحسن بن يوسف، عن =
أحمد بن يحيي الحلواني. ورواه أيضًا أبو نعيم في الحلية (8/ 181) عن أبي عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حبّان بن موسى المروزي. أربعتهم عن ابن المبارك به بلفظه. رواه الآجري في الشريعة (ص 179) عن منجاب بن الحارث، قال أخبرنا ابن مسهر. ورواه البيهقي في السنن في السير (3/ 9) من طريق محمَّد بن علي بن دحيم، ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي، أنبأنا وكيع بن الجراح كلاهما عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عباس قال: (إن أول ما خلق الله من شيء القلم، فقال: اكتب، قال يا رب، وما اكتب، قال: اكتب القدر، قال فجرى في تلك الساعة بما هو كائن من ذلك اليوم إلى قيام الساعة ...). قلت: الحديث ظاهره في هذا الطريق أنه موقوف على ابن عباس لأنه لم يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولكن له حكم المرفوع لأنّ مثل هذا لا يقال عنه بالرأي فهو مرفوع حكما ويؤكد ذلك أن ابن عباس أسنده كما في الطريق الأولى. وله شواهد منها حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: رب وماذا أكتب، قال: أكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة. أخرجه أبو داود في السنة (5/ 76: 4700) من طريق الوليد بن رباح، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي حفصة، عن عبادة بن الصامت. ورواه أبو داود الطيالسي (ص 79: 577) عن عبد الواحد بن سليم عن عطاء بن رباح، قال حدثني الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه. ومن طريق الطيالسي أخرجه الترمذي في القدر (4/ 457: 2155). وقال أبو عيسى: وهذا حديث غريب من هذا الوجه لكن نقل عنه العجلوني في =
= الكشف (1/ 309) أنه قال: صححه الترمذي عن عبادة بن الصامت ولعل هذا هو الصواب لأنّ المطبوع فيه أخطاء مطبعية كثيرة. وللحديث شواهد أخرى من حديث ابن عمر وأبي هريرة وغيرهما.
الحكم عليه بشواهده: الحديث بشواهده وقبله المتابعات صحيح، وقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (برقم 133).
2953 - حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: لَا يَزَالُ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ آمِنِينَ (¬1) حَتَّى تَرُدُّوهُمْ (¬2) عَنْ دِينِهِمْ كُفَّارًا (¬3) حِمًا فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ آخَرُ فَقَالَ: أَفِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّارِ، ثُمَّ قَالَ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْكُتُوا عَنِّي مَا سُكِتَ عَنْكُمْ، فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَأَخْبَرْتُكُمْ بِمَلَئِكُمْ (¬4) مِنْ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى تَعْرِفُوهُمْ (¬5) عِنْدَ الْمَوْتِ، وَلَوْ أُمِرْتُ أَنْ أَفْعَلَ لَفَعَلْتُ. * ليث ضعيف. ¬
2953 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (7/ 191) وعزاه إلى أبي يعلى وقال: وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس قلت: هذا تقصير بل هو ضعيف فوق ذلك. ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 42 ب). وهو في مسند أبي يعلى (10/ 66: 5702).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف فيه ليث بن أبي سليم. لم أجد هذا الحديث إلّا من هذا الطريق ولكن بعض فقراته لها ما يؤيدها فقوله -صلى الله عليه وسلم- "اسكتوا ما سكت عنكم" فهو معنى قوله: "ذروني ما تركتم" رواه مسلم في =
= صحيحه في الفضائل (4/ 1831: 1337) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وأما قوله -صلى الله عليه وسلم- "فلولا أن لا تدافنوا" .. الخ فله شاهد بمعناه. من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ زيد بن ثابت، عن النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ حَدِيثًا ومنه "فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه". رواه مسلم في صحيحه في كتاب الجنة (4/ 2199: 2867) وأحمد في المسند (5/ 190) كلاهما من حديث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
2954 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، ثنا بَحْرٌ (¬1) عَنْ أَبِي (¬2) حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا كَانَ أَصْلُ زَنْدَقَةٍ [قَطُّ] (¬3) إِلَّا كَانَ بدءَها تكذيبٌ -صلى الله عليه وسلم- بالقدر. ¬
2954 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 43 ب). والحديث في بغية الباحث (ص 938: 731). ورواه الفريابي في القدر (ص 402: 432) عن طريق بحر السقا، ورواه الآجري في الشريعة (ص 193)، باب ما ذكر في المكذبين بالقدر عن الفريابي. وخالفه إبراهيم بن أعين. فرواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة بحر بن كنيز (2/ 54) عن طريق هشام بن عمار، ثا إبراهيم بن أعين، حدثني بحر بن كنيز السقاء عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَهُ بلفظه.
الحكم عليه: مدار الحديث على بحر بن كنيز وهو متروك، وقال السيوطي في اللآلئ (1/ 257) موضوع من عمل بحر. وقد ورد في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-قال: "ما هلكت أمة قط إلّا بالشرك بالله، وما كان بدء شركها إلّا التكذيب بالقدر". أخرجه ابن أبي عاصم في السنة، باب ما ذكر عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المكذبين بقدر الله (ص 141: 322) والآجري في الشريعة، باب ما ذكر في المكذبين بالقدر (ص 190) كلاهما عن طريق يحيي بن القاسم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. =
= قال الألباني في ظلال الجنة (برقم 322) إسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير يحيي بن القاسم وأبيه فإنهما لا يعرفان وإن وثقهما ابن حبّان. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 144: 327) من طريق عمر بن محمَّد الطائي، عن سعيد بن أبي جميل، عن ثابت البناني قال: سمعت ابن عمر يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول ... وما هلكت أمة بعد نبيها إلّا بشركها ولا كان بدء شركها بعد إيمانها إلّا التكذيب بالقدر". وفيه عمر بن محمَّد الطائي وسعيد بن أبي جميل ليس لهما ترجمة في كتب الرجال حسب اطلاعي. وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (5/ 394: 3267) من طريق سلم بن سالم، عن عبد الرحمن، عن سليمان، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي أمامة الباهلي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لم يكن شرك منذ أهبط إلى الأرض إلّا كان بدؤه التكذيب بالقدر، وما أشركت أمة إلّا بتكذيب بالقدر". وفيه سلم بن سالم وهو ضعيف عند الجمهور وهذا الطريق أحسن حالًا من غيره من طرق الحديث. وعلى أيّ حال فالحديث بطرقه وشواهده ضعيف.
2955 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ (¬1)، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الطَّيْرُ (¬2) تَجْرِي (¬3) بِقَدَرٍ وَكَانَ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يعجبه الفأل (¬4) الحسن. ¬
2955 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 44 أ) وفيه زيادة "فقلت يا أمتاه حدثيني شيئًا سَمِعْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقالت .. ": وهذه الزيادة ليست في البغية. والحديث في بغية الباحث 937: 730 بسنده ومتنه. ورواه الحاكم في المستدرك في الإيمان (1/ 32) ورواه أحمد في المسند (1/ 129) والطحاوي في المشكل (2/ 343) ثلاثتهم من طريق عفان بن مسلم به بلفظه. وقال الحاكم: قد احتج الشيخان برواة هذا الحديث عن آخرهم غير يوسف بن أبي بردة، والذي عندي إنهما لم يهملاه بجرح ولا بضعف بل لقلة حديثه فإنه عزيز الحديث جدًا، ووافقه الذهبي. ورواه أيضًا ابن أبي عاصم في السنة (1/ 113: 254) والبزار، كما في الكشف (3/ 28) في القدر (2161) وابن عديّ في الكامل في ترجمة حسان بن إبراهيم (2/ 374) والبيهقيُّ في القدر (1/ 142: 192) أربعتهم من طريق حسان بن إبراهيم =
به بلفظه إلّا أن البزّار اقتصر على الجزء الأوّل منه. والحديث ليس من الزوائد لأنه في مسند أحمد بن حنبل كما سبق ولعل الحافظ قلّد الهيثمي لأنه أيضًا لم يذكره في المجمع حيث عزاه إلى البزّار فقط.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند صحيح، ورجاله رجال الشيخين غير يوسف بن أبي بردة فقد وثقه العجلي وابن حبّان، ولم يعرف مخالف لهما فهو ثقة. ويشهد لمعنى الحديث حديث عبد الله عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "كل شيء بقدر حتى العجز والكيس" أخرجه مسلم في صحيحه في القدر (4/ 2045: 2655). ولا شك أن الطيرة تدخل في عموم قول النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "كُلَّ شَيْءٍ بقدر".
2956 - حدّثنا داود بن المحبَّر، حدّثنا أبو قَحْدَم (¬1) عَنْ أَبِي قِلابة (¬2) (¬3) عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا ذُكر الْقَدَرُ فأمسِكوا، وإذا ذُكر أصحابي فأمسكوا. ¬
2956 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 43 ب). وهو في بغية الباحث (ص 932: 724). ورواه اللالكائي في شرح أصول أهل السنة (1/ 126: 210) وابن عديّ في الكامل (7/ 25) في ترجمة أبي قحذم كلاهما من طريق النضر أبي قَحْذَمٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بلفظه وزاد "وإذا ذكر النجوم فأمسكوا".
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا من أجل أبي قحذم الجرمي وهو متروك. والراوي عنه وهو داود بن المحبر أسوأ حالًا إلّا أنه تابعه يزيد بن هارون عند اللالكائي كما سبق، وله علة أخرى وهي أن أبا قلابة لم يسمع من ابن مسعود. وله طريق أخرى عن ابن مسعود رضي الله عنه. رواه الطبراني في الكبير (10/ 243: 10448) وأبو نعيم في الحلية (3/ 108) كلاهما عن طريق الحسن بن علي بن الوليد الفسوي، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ الله وزاد "وإذا ذكر النجوم فأمسكوا". ورواه البيهقي في القدر (1/ 161: 396) من طريق مسهر بن عبد الملك. وقال أبو نعيم: غريب من حديث الأعمش، تفرّد به عنه مسهر وقال الحافظ في =
= التقريب: لين الحديث. الحديث بهذا السند ضعيف، وفيه علتان: الانقطاع بين ابن مسعود وأبي قلابة. والثانية مسهر بن عبد الملك، وهو ضعيف أما طريق الأوّل فهو ضعيف جدًا من أجل أبي قحذم. ولكن للحديث شاهدان أولهما حديث عبد الله بن عمر بلفظه بتقديم الفقرة الأخيرة. أخرجه ابن عديّ في الكامل في محمَّد بن الفضل بن عطية (6/ 162) من طريق محمَّد بن الفضل عن كرز بن وبرة، عن عطاء، عن ابن عمر. ومحمد بن الفضل كذبه غير واحد، ذكره في الميزان (4/ 6). والشاهد الثاني هو حديث ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 93: 1427)، عن يزيد بن إبراهيم، ثنا أبو الأشعث عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بلفظه مع زيادة النجوم. وفيه أيضًا يزيد بن إبراهيم وهو متروك. وله شاهد مرسل أخرجه عبد الرزاق في الأمالي كما في السلسلة الصحيحة (1/ 45) قال عبد الرزاق، ثنا معمر عن ابن طاووس، عن أبيه مرفوعًا، وهذا إسناد صحيح إلّا أنه مرسل. الحديث بطرقه وشواهده هذه لا ينزل عن درجة الحسن، وحسن العراقي في تخريج الإحياء (برقم 340) أحد طرقه بقوله رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن، ورمز له السيوطي بالحسن، وقال الألباني في الصحيحة (برقم 34) كل طرقه ضعيفة الأسانيد، ولكن بعضها يشدّ بعضًا.
2957 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ المُرِّي عَنِ الْحَسَنِ رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِثْلَهُ وَزَادَ: وَإِذَا ذُكِرَ الْأَنْوَاءُ فأمسكوا.
2957 - تخريجه: ذكره البوصيري (1/ ق 43 ب). وهو في بغية الباحث (ص 932: 722).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وفيه علتان الأولى: داود بن المحبر وهو متهم. والثانية أنه مرسل ولا سيما أنه من مرسل الحسن. ولكن سبق في الحديث الذي قبله تخريج الحديث بطرقه وشواهده بما فيه هذه الزيادة وأنه حسن.
2958 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ أَيْضًا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (¬1) ابْنُ أُخْتِ عبد العزيز ابن أَبِي رَوّاد عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: إِنِّي لَقَاعِدٌ عِنْدَ (¬2) سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قال (¬3) بعض القوم: أَبَا محمَّد إِنَّ رِجَالًا يَقُولُونَ قَدَّرَ اللَّهُ تَعَالَى كُلَّ شَيْءٍ (¬4) مَا خَلَا الشَّرَّ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ سَعِيدًا غَضِبَ غَضَبًا قَطُّ مِثْلَ غَضَبِهِ يومئذٍ حَتَّى هَمَّ بِالْقِيَامِ، ثُمَّ قال: فعلوها؟ ويحهم لو تعلمون (¬5)، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ فِيهِمْ (¬6) حَدِيثًا كَفَاهُمْ بِهِ شَرًّا قَالَ: قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا أَبَا محمَّد؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ، وَقَدْ سَكَنَ غَضَبُهُ عَنْهُ فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يَكُونُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَبِالْقَدَرِ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ كَمَا كَفَرتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ: قُلْتُ: جُعلت فِدَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُونَ: كَيْفَ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَقُولُونَ: الْخَيْرُ مِنَ اللَّهِ وَالشَّرُّ مِنْ إِبْلِيسَ قال: وهم يقرأون عَلَى ذَلِكَ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى، وَيَكْفُرُونَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ. فَمَاذَا تَلْقَى (¬7) أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَالْجِدَالِ أُولَئِكَ زَنَادِقَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَفِي زَمَانِهِمْ يَكُونُ ظُلْمُ ¬
السُّلْطَانِ، فَيا لَهُ مِنْ ظُلمِ وحَيْفٍ وأثرةِ. فَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ طَاعُونًا. فَيَفْنَى عَامَّتُهُمْ ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ وَالْخَسْفُ، وقليلٌ مَنْ يَنْجُو مِنْهمُْ. الكلُ يومئذٍ قليلٌ فَرَحُهُ، شديدٌ غمُّه ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ يَمْسَخْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَامَّةَ أُولَئِكَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ، ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى بَكَيْنَا لِبُكَائِهِ، فَقِيلَ: مَا هَذَا الْبُكَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: رَحْمَةً لَهُمُ الْأَشْقِيَاءُ لِأَنَّ فِيهِمُ الْمُجْتَهِدُ، وَفِيهِمُ الْمُتَعَبِّدُ مَعَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَوَّلِ مَنْ سَبَقَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ، وَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، إِنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِهِ هَلَكَ، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا الإِيمان بِالْقَدَرِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَتَعْلَمَ (¬8) أَنَّهُ لَا يَمْلِكُ مَعَهُ أَحَدٌ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَتُؤْمِنَ (¬9) بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَهُمَا (¬10) قَبْلَ الْخَلْقِ ثُمَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلْجَنَّةِ، وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلنَّارِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عمرو بن شعيب فذكره بطوله. ¬
2958 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 43 أ). وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 200) وعزاه إلى الطبراني بأسانيد، أحسنها فيها ابن لهيعة. والحديث في بغية الباحث (ص 939: 732). واختلف فيه على إسناده. فرواه الحارث كما هنا والعقيلي في الضعفاء (3/ 358) عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إسماعيل، عن عمرو بن شعيب به. =
= ورواه الفريابي في القدر (ص 285: 226) وعنه الآجري في الشريعة (ص 193) والعقيلي في الضعفاء (3/ 357) والطبراني في الكبير (4/ 245: 427) واللالكائي في شرح أصول السنة (4/ 616: 1099) والبيهقيُّ في القدر (1/ 121: 152) خمستهم من طريق حسان بن إبراهيم الكرماني، عن عطية بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عن عمرو بن شعيب به.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند مضطرب، والحمل على عطية بن عطية وهو مجهول، وقال الذهبي في الميزان في ترجمة عطية بن عطية أتى بخبر موضوع، ويعني الذهبي بذلك هذا الحديث. وله طريق أخرى عن عمرو بن شعيب، فرواه الفريابي في القدر (ص 283: 224) وعنه الآجري في الشريعة (ص 192) والعقيلي في الضعفاء (3/ 358) والطبراني في الكبير (4/ 246: 4271) كلهم من طريق عبد الرحمن المقرئ، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب به. والحديث بهذا الطريق ضعيف أيضًا فيه ابن لهيعة ولا مجبر له لأنّ الطرق الأخرى ضعيفة جدًا وقال العقيلي في الضعفاء. فلم يأت به عن ابن لهيعة غير المقرئ ولعل ابن لهيعة أخذه عن بعض هؤلاء، عن عمرو بن شعيب. قلت: ما قاله العقيلي عن ابن لهيعة صحيح لأنه مدلس، عن الضعفاء. وسئل ابن أبي حاتم، عن حديث عمرو بن شعيب هذا فقال: هذا حديث عندي موضوع. وعلى أيّ حال فالحديث ضعيف جدًا وإن كثرت طرقه إن لم يكن موضوعًا.
2959 - (¬1) قَالَ إِسْحَاقُ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ عن ابن طاووس، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: الشَّرُّ لَيْسَ بِقَدَرٍ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَهْلِ الْقَدَرِ {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا ...} حتى بلغ {فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149)} (¬2)، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالْعَجْزُ وَالْكَيْسُ مِنَ الْقَدَرِ. قال طاووس: وَالْمُتَكَلِّمَانِ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ يَقُولَانِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَاجْتَنِبُوا الْكَلَامَ فِي الْقَدَرِ. قَالَ: وَلَقِيَ إِبْلِيسُ عِيسَى بن مَرْيَمَ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يُصِيبُكَ إِلَّا مَا قُدِّرَ عَلَيْكَ فَأَوْفِ بِذِرْوَةِ الْجَبَلِ فَتَرَدَّ مِنْهُ فَانْظُرْ أَتَعِيشُ أَمْ لَا؟ فَقَالَ عِيسَى: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ إِنَّ الْعَبْدَ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُجَرِّبَنِي وَمَا شِئْتُ فَعَلْتُ. قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَقِيَ إِبْلِيسُ عيسى بن مَرْيَمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَقَالَ قَالَ عِيسَى لَهُ: إِنَّ الْعَبْدَ لَا يَبْتَلِي رَبَّهُ وَلَكِنَّ اللَّهَ يبتلي عبده فخصمه. ¬
2959 - تخريجه: الجزء الأوّل من الأثر أخرجه الحاكم (2/ 317) قال أخبرنا أبو زكريا العنبري، ثنا محمَّد بن عبد السلام، ثنا إسحاق به من كلام ابن عباس وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (ص 227) من طريق الحاكم بالإسناد المذكور وبإسناد آخر من طريق إسحاق. كما أخرج اللالكائي (ص 550: 970) قال أخبرنا علي بن محمَّد بن عبد الله قال: أخبرنا دعلج بن أحمد، قال ثنا ابن شيرويه، قال ثنا إسحاق به. =
= وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 114) (20073) بهذا الإسناد. وأخرجه ابن بطة في الإبانة (2/ 41) من طريق عبد الرزاق. ونسبه في الدر المنثور (3/ 380) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. والجزء الثالث المتعلق بمناظرة عيسى عليه السلام لإبليس أخرجه عبد الرزاق (11/ 113 برقم 20070). والجزء الثاني وهو قول ابن عباس: العجز والكيس من القدر أخرجه عبد الرزاق بهذا الإسناد (11/ 117) (20080) وأخرجه اللالكائي (ص 669) (1221) من طريق محمَّد بن عبد الله الأنصاري، ثنا ابن جريج عن ابن طاووس به. كما رواه البخاريُّ في خلق أفعال العباد (94).
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح الإسناد، رجاله كلهم أئمة ثقات. [سعد].
2960 - وَقَالَ (¬1): أنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬2)، عَنْ محمَّد بْنِ عُبَيْدٍ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ مَكَّةَ يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ فَقَالَ: أَرُونِيهِ آخذ برأسه فو الله لَئِنْ وَقَعَتْ رَقَبَتُهُ فِي يَدِي لَأَدُقَّنَّهَا وَلَئِنْ وَقَعَ أَنْفُهُ فِي يَدِي لَأَعَضَّنَّهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "كَأَنِّي بنساء بني فهم (¬3) يَطُفْنَ بِالْخَزْرَجِ تَصْطَكُّ أَلْيَاتُهُنَّ مُشْرِكَاتٍ" وَهَذَا أَوَّلُ شِرْكٍ فِي الإِسلام وَاللَّهِ لَا يَنْتَهِي بِهِمْ سؤوهم حَتَّى يُخْرِجُوا اللَّهَ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الْخَيْرَ كَمَا أَخْرَجُوهُ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الشَّرَّ. قَالَ بَقِيَّةُ: فَلَقِيتُ الْعَلَاءَ بْنَ عُيَيْنَةَ فَحَدَّثَنِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ¬
2960 - تخريجه: أخرجه الآجري في الشريعة (1/ 453/ 581) من طريق الفريابي، قال حدثني أبو حفص الحمصي قال: نا بقية عن الأوزاعي، ثنا العلاء عن محمَّد به. وأخرجه اللالكائي (ص 625 برقم 116)، قال أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد. قال أخبر محمَّد بن إسماعيل الفارسي، قال ثنا أحمد بن عبد الوهاب، قال ثنا أبي، ثنا بقية عن الأوزاعي، قال ثنا العلاء بن الحجاج عن محمَّد بن عبيد به. وأخرجه أحمد (1/ 330) (3055)، قال حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا الأوزاعي به. كما أخرجه (برقم 3054)، قال حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا الأوزاعي عن بعض إخوانه، عن محمَّد بن عبيد به. =
= وروى بعضه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 39 برقم 79) وفي الأوائل (59). وانظر اللالكائي (ص 669) (1223) والشريعة للآجري (برقم 492) و (494) و (591). والأثر ذكره ابن أبي العز في شرح الطحاوية (ص 278) ط. المكتب الإِسلامي وحسنه أحمد شاكر وضعفه الألباني. وأخرج مسلم (2906) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة".
الحكم عليه: والأثر ضعيف الإسناد، محمَّد بن عبيد المكي ضعيف، وتكلم في إدراكه لابن عباس، وبقية مدلس لكن صرح بالتحديث، والعلاء إن كان ابن الحجاج فقد ضعفه الأزدي كما في تعجيل المنفعة (ص 212) ويحتمل أنه ابن عتبة وقد وثقه ابن معين والعجلي كما في تهذيب التهذيب (8/ 189). [سعد].
2961 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ نَافِعٍ (¬1)، عَنِ (¬2) الْقَاسِمِ (¬3)، عَنْ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ فِي بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْكُتُبِ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إلّا أنا قدرت الخير والشر. ¬
2961 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 40 ب). وروى ابن وهب في القدر (ص 173: 50) قال: سمعت طلحة بن عمرو قال سمعت عطاء بن أبي رباح يحدِّث أن في التوراة مكتوبا أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا قَدَّرْتُ الخير والشر، وطوبى لمن قدرت على يديه خيرًا، وويل لمن قدرت على يديه شرًا. وطلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي متروك. وروي الحديث عن وهب بن منبه. رواه الفريابي في القدر برقم: (340) حدّثنا جعفر قال: حدّثنا عبد الأعلي بن حماد قال: حدّثنا حماد بن سلمة قال: أنبأنا كلثوم بن جبر عن وهب بن منبه أنه قال: أجد في التوراة أو في الكتاب أنا الله لا إله إلّا الله خالق الخلق خلقت الخير فذكره بمعناه وفيه طول. وروي أيضًا عن الزهري. رواه عبد الرزاق في مصنفه (5/ 150: 9219) قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: بلغني أنهم وجدوا في مقام إبراهيم ثلاثة صفوح فذكر حديثًا ومنه "أنا الله ذو =
= بكة خَلَقْتُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ الْخَيْرُ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ كَانَ الشَّرُّ عَلَى يديه على يديه".
الحكم عليه: وبما سبق يتضح أن المعنى المذكور باختلاف الألفاظ مما وجد في التوراة ورفعه بعضهم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- خطأ.
2962 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ [مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ] (¬1)، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَتُبْتَدَأُ الْأَعْمَالُ أَمْ قَدْ قُضِيَ الْقَضَاءُ فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَخْرَجَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ ظَهْرِهِ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمْ مِنْ كَفَّيْهِ، قَالَ: هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ، وَهَؤُلَاءِ لِلنَّارِ، فَأَهْلُ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لعمل أهل النار. * هذا حديث غريب. ¬
2962 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 39 أ) وقال: هذا إسناد ضعيف غريب. وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 189) وعزاه إلى البزّار والطبراني. واختلف في إسناد الحديث على راشد بن سعد، فروي عن راشد، عن عبد الرحمن بن قتادة، عن أبيه، عن هشام، رواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 20: 2140) والطبراني في التفسير (117) كلاهما عن أحمد بن الفرج الحمصي قال: ثنا بقية بن الوليد، حدثني الزبيدي، عن راشد، به. ورواه الطبري (9/ 117) قال: حدثني محمَّد بن عوف الطائي قال: ثنا حيوة ويزيد قال: ثنا بقية، به. وروى أيضًا عن عبد الرحمن بن قتادة، عن هشام دون ذكر أبيه. فرواه الفريابي في القدر (ص 133: 22)، حدّثنا عمر بن عثمان قال: حدّثنا بقية بن الوليد، قال: حدّثنا الزبيدي قال: حدثني راشد بن سعد. =
= وعن الفريابي رواه الآجري في الشريعة باب ذكر السنن والآثار المبينة بأن الله خلق خلقه ... (ص 172). ورواه الطبري في التفسير (9/ 118) عن معمر بن عوف، حدثني أبو صالح قال: ثنا معاوية، عن راشد بن سعد، به. ورواه الفريابي في القدر (ص 134: 24) قال: حدثني إسحاق بن سيار قال: حدّثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن راشد، به. وروي أيضًا عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن قتادة السُّلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فرواه ابن حبّان في صحيحه (1/ 277: 339) قال أخبرنا علي بن الحسين المعدل، حدّثنا الحارث بن مسكين، حدّثنا ابن وهب. ورواه أحمد بن حنبل في المسند (4/ 186) وأحمد بن منيع كما في الإتحاف (1/ ق 40 ب) كلاهما عن الحسن بن سوار أبو العلاء، ثنا ليث بن سعد. ورواه الفريابي في القدر (ص 135: 25) قال: حدثني أحمد بن خالد قال: حدّثنا معن بن عيسى ثلاثتهم عن معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، به. وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 418) وقيل أيضًا عن أبيه وهشام بن حكيم.
الحكم عليه: الحديث مضطرب الإسناد وقد حكم على هذا الحديث بالاضطراب ابن عبد البر وابن حجر وقبلهما أبو علي بن السكن كما نقل عنه الحافظ في التعجيل (ص 256 والإصابة 2/ 418). وقول الهيثمي (7/ 190) وفيه بقية بن الوليد، وهو ضعيف ويحسن حديثه بكثرة الشاهد، وإسناد الطبراني حسن. فيه ملاحظتان: الأولى: قوله فيه بقية بن الوليد وهو ضعيف: ليس بصواب لأنه ثقة وإنما عابوا =
= عليه بكثرة التدليس عن الضعفاء إذا صرح بالتحديث فحديثه صحيح، وهنا صرّح بالتحديث كما في رواية الطبري. ثانيًا: قوله: إن إسناد الطبراني حسن، هذا إن سلمنا فهناك طرق أصحّ لا يمكن الترجيح فيما بينها كما سبق لأنّ الآخذين عن الزبيدي معظمهم ثقات. ثالثًا: أثبت الحافظ وهو أعلم بالحديث من الهيثمي بأن الحديث مضطرب. ومعنى الحديث صحيح من حديث علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة فذكر الحديث ومنه، فقال: يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا، وندع العمل فقال: من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة، فقال: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل الجنة وأما أهل الشقاوة، فييسرون لعمل أهل الشقاوة، أخرجه مسلم في القدر (4/ 2039: 2647) وله أيضًا شاهد من حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عنها أي الْآيَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن الله عزّ وجلّ خلق آدم ثم مسح ظهره. فذكره بمعناه". رواه مالك في الموطا في القدر (2/ 89: 2) عن زيد بن أبي أنيسة، عن الحميد بن عبد الرحمن أخبره مسلم بن اليسار أن عمر بن الخطّاب، وعن طريق مالك رواه أبو داود في سننه (5/ 79: 4703) وعن طريقه أيضًا الترمذي في التفسير برقم (3075).
2963 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. رَفَعَهُ "مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَإِنْ صَامُوا وَصَلُّوا يَعْنِي القدرية".
2963 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 41 ب). ورواه بحشل في تاريخ واسط (ص 69) من طريق داود بن رشيد، به بلفظ "مجوس العرب وإن صلوا وصاموا يعني القدرية". واختلف فيه على بقية. فرواه أبو نعيم في الحلية (3/ 59) من طريق محمَّد بن صالح قال: ثنا بقية بن الوليد، عن سلام بن عطية، عن يزيد بن سنان الأموي قال: حدثني منصور بن زاذان، به. ورواه الخطيب في تلخيص المتشابه (ص 458 رقم 586)، عن طريق نشيرة بن سليمان رجل من أهل التقوى، عن بقية بن الوليد قال: حدّثنا يزيد بن سيار قال: حدثني منصور بن زاذان، به. قلت: هكذا يزيد بن سيار ولعله تحريف من يزيد بن سنان كما في الحلية.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف وفيه ثلاث علل: الأولى: الاختلاف على إسناده. الثانية: شيوخ بقية في الحديث، إما مجهول أو ضعيف. الثالثة: قيل إن منصور بن زاذان لم يسمع من أنس رضي الله عنه، ولكن ورد في أحاديث أخرى تسمية القدرية بأنهم مجوس هذه الأمة منها حديث جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "إن مجوس هذه الأمة المكذبون بأقدار الله إن مرضوا فلا تعودُهم ... ". رواه ابن ماجه في المقدمة باب القدر (1/ 35: 92) وابن أبي عاصم في السنة =
= (1/ 44: 328) كلاهما عن محمد بن المصفي الحمصي، ثنا بقية بن الوليد، عن الأوزاعي، عن ابن جريج، عن ابن الزبير، عن جابر. ورواه الطبراني في الصغير (1/ 221) من طريق بقية بن الوليد، به. قلت: إسناده حسن ولكن فيه ثلاثة من المدلسين وإن كان تدليس بقية أشد من غيره. وله شاهد آخر وهو حديث حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن لكل أمة مجوسًا وإن مجوس هذه الأمة الذين يزعمون أن لا قدرًا ... الحديث. رواه أبو داود في السنن في كتاب السنة (5/ 67: 4692) عن محمَّد بن كثير، أخبرنا سفيان. ورواه أحمد في المسند (5/ 406) عن أبي نعيم كلاهما، عن عمر بن محمَّد، عن عمر مولى عفرة، عن رجل من الأنصار، عن حذيفة، به. وهذا الإسناد ضعيف لجهالة الذي لم يسم، وعمر مولى عفره ضعيف. وله شاهد آخر من حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يكون مكذبون بالقدر ألا إنهم مجوس هذه الأمة". أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 143: 327) عن ابن مصفى، ثنا بقية، ثنا عمر بن محمَّد الطائي، عن سعيد بن أبي جميل، عن ثابت البناني، عن ابن عمر. وفيه عمر بن محمَّد الطائي، وسعيد بن أبي جميل لم أجد لهما ترجمة في كتب الرجال. ويستفاد من مجموع هذه الأحاديث، وإن كان كل واحد ضعيفًا على انفراده لكن يقوي بعضها بعضًا، وقد حسّن الألباني الحديث بمجموع طرقه في ظلال الجنة برقم (328).
2964 - وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ (¬1)، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَدْعُو: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثبِّت قَلْبِي عَلَى دِينِكَ. * رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا ابْنَ أَبِي لَيْلَى لَمْ يَسْمَعْ مِنْ بِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه. ¬
2964 - تخريجه: والحديث في مسند عبد بن حميد كما في المنتخب من مسند (ص140: 359). ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في الإِيمان (ص 18: 58) عن غندر، عن شعبة، به بلفظه إلّا أنه قال: "كان يقول بهذا الدعاء".
الحكم عليه: الحديث كما قال الحافظ هنا في المطالب: رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا ابْنَ أَبِي لَيْلَى لَمْ يسمع من بلال. ولكن للحديث شواهد كثيرة منها حديث النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دينك". في آخر حديث. أخرجه الحاكم في المستدرك في الدعاء (1/ 525). وابن ماجه في المقدمة (1/ 72)، وأحمد في المسند (4/ 182)، وابن أبي عاصم (1/ 103) والآجري في الشريعة (ص 317) كلهم من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ بسر بن عبيد الله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول سمعت النواس بن سمعان الكلابي يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. الحديث. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، قلت: إن إسناد أحمد بن حنبل على شرط الشيخين. =
= ورواه ابن حبّان في صحيحه (2419)، والحاكم في المستدرك في الرقاق (4/ 321) من طريقين آخرين، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، به بلفظ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك" في وسط حديث. وله شواهد أخرى من حديث أم سلمة، وعائشة وأنس، وما ذكرته يحصل، به المقصود.
2965 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عَتّاب (¬1) بْنُ بَشِير، عَنْ أَبِي الْوَاصِلِ (¬2) عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ وَاصِلٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: يَا وَلِيَّ الإِسلام وَأَهْلِهِ سَكِّنِّى (¬3) بِهِ حَتَّى أَلْقَاكَ به (¬4). ¬
2965 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 179). ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 382: 665) ومن طريقه الضياء في المختار (6/ 270: 2290) قال: ثنا أحمد بن الأبار، ثنا معلل ابن فضيل، ثنا محمَّد بن سلمة وعتاب بن بشير وخطاب بن القاسم، عن أبي واصل، به. ورواه الدارقطني في المؤتلف والمختلف (1/ 238) من طريق عتاب بن بشير، به بلفظ "مسكني". ورواه البيهقي في كتاب الدعوات الكبير (ص 166: 223) والخطيب في التاريخ (11/ 160) كلاهما من طريق عتاب بن بشير، به بلفظه لكنه قال (مسكني). ورواه السلفي في الفوائد المنتقاة كما في السلسلة الصحيحة (3/ 462: 1476 برقم (1476)، عن طريق أبي الواصل.
الحكم عليه: الحديث مدار طرقه على عبد الحميد بن واصل، ولم يُذكر فيه بجرح أو تعديل إلّا أن ابن حبّان ذكره في الثقات، ومع ذلك حسّنه الألباني في الصحيحة (1823) وكذلك اختاره الضياء في المختارة.
2966 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ (¬1)، عَنْ أَبِي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْخَلْقَ وَقَضَى الْقَضِيَّةَ وَأَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، فَأَخَذَ أَهْلَ الْيَمِينِ بِيَمِينِهِ، وَأَهْلَ الشِّمَالِ بِيَدِهِ الْأُخْرَى، وَكِلْتَا يَدَيِ الرَّحْمَنِ يَمِينٌ ثُمَّ قَالَ: يَا أَصْحَابَ الْيَمِينِ، فَقَالُوا لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ، قَالُوا بَلَى، ثُمَّ قَالَ يَا أَصْحَابَ الشِّمَالِ فَقَالُوا: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وسعديك قال: ألست بركم قَالُوا بَلَى، قَالَ: فَخَلَطَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ قَالَ: فَقَالَ (¬2) قَائِلٌ مِنْهُمْ رَبَّنَا (¬3) لِمَ خَلَطْتَ بَيْنَنَا قال: {وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63)} إِلَى قَوْلِهِ: {كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)} ثُمَّ رَدَّهُمْ فِي صُلْبِ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَالَ (¬4): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْخَلْقَ وَقَضَى الْقَضِيَّةَ، وَأَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ أَهْلُهَا، وَأَهْلُ النَّارِ أَهْلُهَا، قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا الْأَعْمَالُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَعْمَلَ كُلُّ قَوْمٍ بِمَنْزِلَتِهِمْ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّا نَجْتَهِدُ، وَقَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْأَعْمَالِ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ الْأَعْمَالَ أَهُوَ شَيْءٌ يُؤْتَنَفُ أَمْ فُرِغَ (¬5) مِنْهُ؟ فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بل فرغ منه" (¬6). ¬
[2] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَنَفِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى قَوْلِهِ: "وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، فَأَهْلُ (¬7) الْجَنَّةِ أَهْلُهَا وَأَهْلُ النار أهلها". ¬
2966 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 38 أ) من الطريقين. وهو في مسند أبي داود الطيالسي (ص 154 برقم 1130). ورواه الدارمي في الرد على الجهمية (ص 29: 42) عن أبي بكر بن أبي شيبة، به. ورواه العقيلي في الضعفاء (1/ 139) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، به وساق بعض الحديث وقال بطوله. ورواه أبو الشيخ في العظمة باب ذكر عرش الرب (ص 115: 229) من طريق بشير بن نمير، به بلفظ رواية الطيالسي المختصرة. وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 288: 7943) من طريق جعفر بن الزبير، به من أول الحديث بطوله إلى قوله: "ثم ردهم في صلب آدم".
الحكم عليه: الحديث له طريقان عن أبي أمامة، ففي الأولى بشر بن نمير البصري وهو متروك كذبه بعضهم. وفي الثانية جعفر بن الزبير الحنفي وهو أيضًا متروك كذبه شعبة. ولكن لفقرات الحديث شواهد في أحاديث متفرقة منها حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعيمان يعني عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالبذر كلهم مثلًا وقال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} فذكر الآيتين إلى قوله: {بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)}. =
= أخرجه الحاكم في المستدرك في التاريخ (2/ 544) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 89: 202)، وأحمد في المسند (1/ 272) كلهم من طريق جرير بن حازم عن كلثوم بن جبر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. ومنها حديث أبي موسى الأشعري عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن الله تعالى يوم خلق آدم عليه السلام قبض بكفيه قبضتين، فوقع كل طيب بيمينه، وكل خبيث بشماله فقال: هؤلاء أصحاب اليمين، وهؤلاء أصحاب الجنة، وهؤلاء أصحاب الشمال، وهؤلاء أصحاب النار، ثم ردهم في صلب آدم، فهم يتناسلون على ذلك الآن. أخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 21: 2143) وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف، أما الفقرة الأخيرة في الحديث وهي قوله: "أَرَأَيْتَ الْأَعْمَالَ أَهُوَ شَيْءٌ يُؤْتَنَفُ أَمْ فُرِغَ" ... الخ. فلها شواهد كثيرة منها حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إن رجلين من مزينة أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالا: يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم .. فقال: لا، بل شيء قضي عليهم ومضى فيهم ... ". رواه مسلم في صحيحه (4/ 2041: 2650). ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه بمعناه رواه البزّار كما في الكشف (3/ 18: 2137) وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. قلت: الأحاديث في إخراج الذرية من ظهر آدم وإشهادهم على أنفسهم وتمييز أهل النار من أهل الجنة لها شواهد كثيرة كما قال الألباني في الصحيحين (4/ 159) عن جمع من الصحابة وهم عمر بن الخطّاب وابن عمر وأبو هريرة وأبو أمامة وهشام بن حكيم ومعاوية بن سفيان وأبو الدرداء وأبو موسى، وإن كان غالبها لا تخلو أسانيدها من مقال فإن بعضها يقوي بعضها. انتهى. وقد خرجت بعض تلك الأحاديث في مواضع من هذا الباب.
2967 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (¬1) عَنْ أَيُّوبَ (¬2)، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ (¬3)، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (¬4) رِوَايَةً: "إِنَّ الله تعالى خلق السموات وَالْأَرْضِ وَخَلَقَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَخَلَقَ آدَمَ ثُمَّ نَثَرَ ذُرِّيَّتَهُ فِي كَفَّيْهِ ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمَا فَقَالَ: هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِي، وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِي وَكَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَكَتَبَ أَهْلَ النَّارِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ ثم طوى الكتاب ورفع". * مرسل. ¬
2967 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 39 أ).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف وفيه علتان: الأولى: الإرسال كما قال الحافظ هنا لأنّ أبا صالح تابعي. والثانية: إن أبا صالح مولى أم هانئ ضعيف. والشطر الأوّل من الحديث له شاهد من حديث عبد الرحمن بن قتادة السلمي مرفوعًا "إن الله عَزَّ وَجَلَّ خلق آدم ثم أخذ الخلق من ظهره وقال: هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي وهؤلاء إلى النار، ولا أبالي، فقال قائل: يا رسول الله فعلى ماذا نعمل قال على مواقع القدر". رواه الحاكم في المستدرك في الإِيمان (1/ 31)، وأحمد في المسند (4/ 186) =
= كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن قتادة السُّلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ووافقه الذهبي وقال الألباني في الصحيحة (1/ 77) وهو كما قالا. وله شواهد كثيرة في هذا المعنى.
2968 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ (¬1) بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ "كَفَى بِالْمَرْءِ سَعَادَةً أَنْ يوفق في دينه". ¬
2968 - تخريجه: الحديث أخرجه ابن عديّ في الكامل في ترجمة عبد الرحيم بن زيد (5/ 282) والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 305: 1417) بالوجادة كلاهما عن طريق عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن أنس مرفوعًا ولفظ ابن عديّ (كفى بالمرء سعادة أن يوثق به في الله). ولفظ القضاعي "كفى بالمرء سعادة أن يوثق به في أمر دينه ودنياه".
الحكم عليه: عبد الرحيم بن زيد العمي متروك كذبه غير واحد. وعلى هذا فالحديث ضعيف جدًا. وإن كان ما في النسخ صوابًا فهو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف جدًا.
2969 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ (¬1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ فَيَكْمُلُ إِيمَانُهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وشرِّه ومرِّه وحلوِّه وَضُرِّهِ وَنَفْعِهِ. * هذا مرسل ومحمد بن أبي حميد ضعيف. ¬
2969 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 38 ب) وقال: هذا إسناد ضعيف ومرسل.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، وفيه علتان أشار إليهما الحافظ هنا: الأولى: الإِرسال لأنّ محمَّد بن المنكدر تابعي وليس بصحابي. الثانية: محمَّد بن أبي حميد ضعيف. وله شاهد من حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- "لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره. أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث، الباب العاشر (ص 31)، عن طريق يزيد الرقاشي، عن أنس. قلت: وهذا الحديث هو المعروف بتسلسل قبض اللحية، ولكنه ضعيف من أجل يزيد الرقاشي. وله شاهد آخر من حديث عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يا عديّ بن حاتم، فذكر الحديث ومنه "وتؤمن بالأقدار كلها خيرها وشرها حلوّها ومرها". أخرجه ابن ماجه في المقدمة (1/ 34: 87) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 61: 135) والخطيب في التاريخ (11/ 69) ثلاثتهم عن طريق عبد الأعلي بن أبي المساور، عن الشعبي، عن عديّ بن حاتم. =
= وفيه عبد الأعلي بن أبي المساور وهو متروك كذبه ابن معين. وله شاهد آخر دون قوله "حلوه ومره" من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عن عمرو بن العاص قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكر الحديث ومنه "ولن يؤمن أحد حتى يؤمن بالقدر كله خيره وشره"، أخرجه أبو يعلى كما في المقصد العلي (ق 99 أ) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 61: 133) كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا الفضل، عن هشام بن سعد، عن عمرو بن شعيب، به. ورواه ابن أبي عاصم أيضًا في السنة (1/ 61: 134) عن يعقوب بن حميد، ثنا ابن أبي حازم وأنس بن عياض، عن أبي حازم، عن عمرو بن شعيب، به بنحوه. هذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات إلّا عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ فحديثه حسن وقد حسن الألباني هذا الحديث في ظلال الجنة برقم (133). ورواه الآجري في الشريعة باب الإِيمان بأنه لا يصح لعبد الإِيمان حتى يؤمن بالقدر (ص 188) عن طريق بن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، به بنحوه، وابن لهيعة ضعيف. والخلاصة أن الحديث دون قوله "حلوه ومره" حسن من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وبهذا يرتفع حديث الباب إلى الحسن لغيره. وفي حديث جبريل الطويل "وتؤمن بالقدر خيره وشره" وهذا الحديث مشهور في الصحيحين وغيرهما عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
2970 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ (¬1) عَنْ أَبِي هَارُونَ (¬2)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ: أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ فَأَهْلَكْتَنَا، وَأَغْوَيْتَنَا وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ هَذَا، فَقَالَ لَهُ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلِمَاتِهِ وَرِسَالَاتِهِ، وَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ (¬3) قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السموات وَالْأَرْضَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى. [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ فَذَكَرَهُ مَرْفُوعًا، إلّا أنه قال: أفتلومني عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى. [3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ محمَّد، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: لَقِيَ آدَمُ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ فَذَكَرَهُ فَزَادَ فِيهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَلَمْ يَقُلْ فَأَهْلَكْتَنَا وَأَغْوَيْتَنَا، قَالَ: فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ، وَأَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ وَزَادَ، وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا، وَآتَاكَ التَّوْرَاةَ، فَبِكَمْ تَجِدُ الذَّنْبَ الَّذِي عَمِلْتُ مَكْتُوبًا عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أَعْمَلَهُ؟ قَالَ: بِأَرْبَعِينَ عَامًا، وَالْبَاقِي نَحْوَهُ. (115) وَحَدِيثُ جَرِيرٍ فِي الْعَزْلِ سَبَقَ في النكاح وفي أمهات الأولاد (¬4). ¬
2970 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 39 ب) وقال مدار حديث أبي سعيد على أبي هارون العبدي وهو ضعيف. وهو في مسند الحارث (ص 929: 722).
الحكم عليه: الحديث مداره على أبي هارون العبدي وهو متروك. ولكن له طريق آخر صحيح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ موقوفًا عليه، قال: احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك جنتك، فأغويت الناس وأخرجتهم من الجنة، فقال آدم: يا موسى اصطفاك الله برسالته وكلمته وأنزل عليك التوراة، وفعل بك، وفعل بك، تلومني عَلَى أَمْرٍ قَدْ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أن يخلقني، قال: فحج آدم موسى عليهما السلام. رواه أبو يعلى في مسنده (2/ 414: 1204) قال: حدّثنا زهير، ثنا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد موقوفًا. ورواه ابن أبي عاصم في السنة باب ذكر الرضا بالقدر والرضا به (1/ 65: 142) قال: ثنا أبو موسى ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا: حدّثنا وكيع، به موقوفًا ولم يذكر متنه. ورواه البزّار كما في الكشف (3/ 22: 2147) في القدر باب احتج آدم وموسى وقال: حدّثنا محمَّد بن المثنى، ثنا معاذ بن أسد، ثنا الفضل بن موسى، ثنا الأعمش، به مرفوعًا، وأحال متنه على حديث أبي معاوية. وهكذا روي الحديث عن أبي سعيد موقوفًا ومرفوعًا، ولعله حدث مرة موقوفًا ومرة مرفوعًا، حتى ولو كان موقوفًا فهو مرفوع حكمًا لأنه من الغيب الذي لا يقال عنه بالرأي. =
= وقال الهيثمي في المجمع (7/ 194) رجاله رجال الصحيحين وقال الألباني في ظلال الجنة برقم (142) إسناده على شرط الشيخين. وله شواهد كثيرة في الصحيحين وغيرهما بألفاظ مختلفة وأشهر ذلك حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-"احتج آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، قال له آدم: يا موسى اصطفاك بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة فحج آدم موسى، فحج آدم موسى، فحج آدم موسى، ثلاثًا. أخرجه البخاريُّ/ الفتح (11/ 505) باب تحاج آدم وموسى (ح 6614) ومسلم في صحيحه في القدر باب حجاج آدم وموسى (4/ 2042: 2652) وأبو داود في السنة باب في القدر (5/ 76: 4701). وابن ماجه في المقدمة باب في القدر (1/ 31: 80) أربعتهم من طريق طاووس، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ورواه الترمذي في القدر باب ما جاء في حجاج آدم وموسى عليهما السلام (4/ 444: 2134)، من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة بمعناه. وللحديث طرق كثيرة عن أبي هريرة وشواهد كثيرة أيضًا وإنما تركت خشية الإِطاله.
2971 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ (¬1) بْنِ شَقِيق، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَشْرَسَ يُحَدِّثُ عَنْ سَيْفٍ (¬2)، عَنْ يَزِيدَ الرقاشي، عن صالح (¬3) بن سَرْج، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ فَأَنَا منه بريء. * هذا إسناد ضعيف. ¬
2971 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 431 ب). وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 209) وعزاه إلى أبي يعلى، وقال: وفيه صالح بن سرج وكان خارجيًا. وهو في مسند أبي يعلى (11/ 288: 6404). والحديث في المقصد العلي في القدر باب من لم يؤمن بالقدر (ق 99 ب) بسنده ومتنه، وليس في إسناده سيف. ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة أشرس (1/ 432) عن إسحاق بن إبراهيم الغزي بغزة حدّثنا محمَّد بن أبي السري، حدثني معتمر، به بلفظه ولم يذكر في إسناده سيفًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف فيه يزيد بن أبان وهو ضعيف، وفيه أيضًا صالح ابن سرج ولا يعرف فيه جرح ولا تعديل مع كونه خارجيًا. وقد ضعف الحديث الألباني في ضعيف الجامع (8548) وابن حجر كما هنا وعده ابن عديّ من منكرات أشرش.
27 - باب الأطفال
27 - بَابُ الْأَطْفَالِ 2972 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي صَدَقَةَ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: هَذَا الْحَدِيثُ "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ مَنْ قَالَهُ؟ قَالَ: قَالَهُ مَنْ كان يعلمه".
2972 - تخريجه: الحديث رجاله ثقات، والظاهر أنه مرفوع لأنّ قوله، قاله من كان يعلمه يعني النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكنه منقطع لأنّ محمَّد بن سيرين تابعي، ويأتي في الحديث الذي بعده تخريجه مرفوعًا متصلًا صحيحًا.
2973 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حدثثا أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ (¬1) إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"كلُّ مولودٍ يُولد عَلَى الفِطرة حَتَّى يُعرب عَنْهُ لسانُه فَأَبَوَاهُ يُهوِّدانه ويُنصِّرانه". ¬
2973 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 44/ ب). والحديث (2/ 240: 942). وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 283: 828)، من طريق شيبان بن فروخ به بلفظه.
الحكم عليه: في إسناد الحديث أبو حمزة العطار وهو محتمل أن يحسن حديثه. وله متابعون عن الحسن: الأوّل: السري بن يحيي أبو الهيثم. أخرجه ابن حبّان في صحيحه (1/ 171: 132)، والطبراني في المعجم (1/ 283: 827)، كلاهما عن الفضل بن حباب الجمحي، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا السرى بن يحيي أبو الهيثم، حدّثنا الحسن به بلفظ "أليس خياركم أولاد المشركين ما من مولود يولد إلّا على فطرة الإِسلام حتى يعرب فأبواه يهودانه ويمجسانه". الثاني: يونس بن عبيد. وأخرجه أحمد في المسند (3/ 435)، والطبراني في الكبير (1/ 284: 829)، والبيهقيُّ في الكبرى في السير (9/ 77)، ثلاثتهم من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن به بنحوه رواية ابن حبّان. =
= الثالث: قتادة. وأخرجه الحاكم في المستدرك في الجهاد (2/ 123)، وأحمد في المسند (3/ 435)، والطبراني (1/ 285: 832)، والبيهقيُّ في الكبرى في السير (9/ 130) أربعتهم عن قتادة، عن الحسن به مختصرًا بلفظ "والذي نفس محمَّد بيده ما من نسمة تولد إلّا على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وله طرق أخرى عند الطبراني في الكبير غير ما ذكرت منها. ما أخرجه الطبراني (1/ 183: 826)، من طريق مبارك بن فضاله عن الحسن به. وأخرجه أيضًا (1/ 284: 830)، عن النضر بن شميل وسعيد بن عامر كلاهما عن أشعت بن عبد الملك، عن الحسن به بنحوه. ورواه أيضًا (1/ 285: 835)، من طريق عنبسة الغنوي عن الحسن به.
الحكم عليه: الحديث بمتابعاته الكثيرة بل بعض طرقه على شرط الشيخين كما نص الحاكم ووافقه الذهبي. ولكن قال ابن المديني: لم يسمع الحسن من الأسود بن سريع كما في التهذيب وقد صرّح الحسن بالتحديث عن الأسود كما في التاريخ الكبير والصغير للبخاري في ترجمة الأسود بن سريع. قلت: وفي النفس شيء من الحسن البصري وإن صرّح بالتحديث لأنه في بعض الأحيان يقول: حدّثنا فلان ويعني بذلك قومه الذين حدثوا. =
= وللحديث شواهد كثيرة في الصحيحين وغيرهما منها حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مولود إلّا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه". الحديث. أخرجه البخاريُّ في القدر (11/ 493: 6598)، ومسلم في القدر أيضًا (4/ 2048: 2658)، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر، عن همام به واللفظ للبخاري. وله طرق أخرج في صحيح مسلم وله أيضًا شواهد أخرى عن ابن عباس وغيره وما ذكرته يحصل به المقصود، والله أعلم.
28 - باب افتراق الأمة
28 - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَّةِ 2974 - [1] قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ (¬1) عَنْ أَبِي غَالِبٍ (¬2) قَالَ: كُنْتُ بِدِمَشْقَ فَجِيءَ بِسَبْعِينَ رَأْسًا من رؤوس الْحَرُورِيَّةِ فَنُصِبَتْ فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَجَعَلَ يُهْرِيقَ عَبْرَتَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: مَا يَصْنَعُ إِبْلِيسُ بِأَهْلِ الإِسلام؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا غَالِبٍ إِنَّكَ بِبَلَدٍ، أَهْوِيَتُهُ كَثِيرَةٌ، وَمَهُولَاتُهُ كَثِيرٌ، قُلْتُ أَجَلْ، قَالَ: أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْهُمْ ... قُلْتُ: وَلِمَ تُهْرِيقُ عَبْرَتَكَ؟ قَالَ: رَحْمَةً لَهُمْ، إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الإِسلام، ثمِ قَالَ: تَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: اقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} (¬3)، قَالَ: كَانَ هَؤُلَاءِ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ، فَزِيغَ بهم، ثم قرأ {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ} قُلْتُ: أَهُمْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تَفَرَّقَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ، إِلَّا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ فَقَالَ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي: يَا أَبَا أُمَامَةَ، أَمَا تَرَى السَّوَادَ الْأَعْظَمَ مَا يَصْنَعُونَ، قَالَ: "عَلَيْهِمْ" (¬4) مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ خَيْرٌ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَالْفُرْقَةِ، يَقْضُونَ (¬5) لَنَا ثُمَّ يَقْتُلُونَنَا، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا الْحَدِيثُ حَدَّثْتَ (¬6) بِهِ شَيْئًا أَوْ سَمِعْتَهُ (¬7) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ تَقُولُهُ عن رأيك قال: ¬
إنى إذًا لجرىء أَنْ أحدِّثكم وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى قَالُوا سَبْعًا. [2] وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ (¬1) عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ السُّلَيْكِ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْبَصْرَةِ زَمَنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فجيء برؤوس الْخَوَارِجِ فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وأحمد باختصار. ¬
2974 - تخريجه: حديث الباب أورده الهيثمي في المجمع (6/ 236)، وعزاه إلى الطبراني وقال: رجاله ثقات. وهو في مسند الحارث.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف فيه جعفر الرازي وهو سيِّىء الحفظ تابعه داود بن سليك كما في الطريق الثاني وهو أشبه بالمجهول. وأيضًا تابعه آخرون منهم خليد بن دعلج. أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 329: 8056)، عن أبي الدحداح أحمد بن محمَّد بن إسماعيل العدوي الدمشقي، ثنا موسى بن عامر أبو عامر، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا خليد بن دعلج، ثنا أبو غالب به الحديث بطوله بنحوه. =
= وخليد بن دعلج ضعيف. وأخرجه أيضًا الطبراني في الكبير (8/ 326: 8050)، والآجري في الشريعة باب ثواب من قاتل الخوارج (ص 36)، كلاهما من طريق عصمة بن المتوكل عن مبارك بن فضالة عن أبي غالب به بمعناه وليس فيه ذكر افتراق بني إسرائيل. وعصمة بن المتوكل قال العقيلي عنه قليل الضبط للحديث ويهم وهما وفي الشريعة عقبة بن المتوكل وهو تحريف بل هو عصمة بن المتوكل. ورواه الطبراني أيضًا في الكبير (8/ 362: 8049)، عن عبد الله بن الحسين المصيصي، ثنا محمَّد بن كثير، ثنا ابن شوذب وحدثنا محمَّد بن خالد الراسبي، ثنا علي بن زيد الفرائضي، ثنا محمَّد بن كثير عن عبد الله بن شوذب، عن أبي غالب به. ومحمد بن كثير هو صدوق كثير الغلط قاله الحافظ في التقريب. ورواه الطبراني في الكبير (8/ 327: 8051)، عن علي بن عبد العزيز، ثنا داود بن عمرو الْمُلَائِيِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ السُّلَيْكِ، عَنْ أَبِي غالب به بطوله. وأخرجه اللالكائي في شرح الأصول (1/ 102: 151)، من طريق داود بن أبي سليك به. وداود بن سليك قال فيه الحافظ في التقريب: مقبول. ورواه الخليلي في الإِرشاد (2/ 468: 128)، من طريق جرير بن عبد الحميد، عن داود بن سليك به، ورواه أيضًا الآجري في الشريعة (ص 36)، باب ثواب من قاتل الخوارج عن أبي بكر بن أبي داود، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال: حدّثنا بكر بن خلف قال: حدّثنا قطن بن عبد الله الحراني، قال: حدثني أبي قال: حدّثنا أبو غالب به بمعناه إلّا أنه ليس فيه ذكر فرق بني إسرائيل. ورواه أبو الشيخ الأصبهاني في الطبقات في ترجمة أبي غالب (3/ 104)، من طريق شريك عن داود الحماني قال: ثنا أبو غالب عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قصة الخوارج. =
= الحكم على الحديث بمتابعاته: الحديث بهذه المتابعات لا شك أنه صحيح إلى أبي غالب وأبو غالب حديثه حسن إن شاء الله، وتابعه سيار الأموي عند أحمد كما سأذكره ولكن ما يتعلق بافتراق بني إسرائيل لم ترد هذه الفقرة في معظم طرق الحديث، وعلى هذا فهي ضعيفة. وسيأتي تخريج حديث افتراق الأمم بعد هذا الحديث مباشرة. وقد رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد باختصار كما أشار إليه المصنف فرواه الترمذي في سننه في التفسير (5/ 226: 300)، من طريق حماد بن سلمة، عن أبي غالب به مختصرًا. ورواه ابن ماجه في المقدمة (1/ 62: 176)، عن سهل بن أبي سهل، ثنا سفيان ابن عيينة عن أبي غالب، عن أبي أمامة به مختصرًا. ورواه أحمد في المسند (5/ 205)، عن أبي سعيد، ثنا عبد الله بن بحير، ثنا سيار عن أبي أمامة بمعناه مختصرًا وليس فيه ذكر الآيات ولا ذكر فرق بني إسرائيل.
2975 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ (¬1) عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: ثُمَّ حَدَّثَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْأُمَمِ قَالَ: تَفَرَّقَتْ أُمَّةُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً (¬2) سَبْعُونَ مِنْهَا فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَتَفَرَّقَتْ أُمَّةُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، إِحْدَى (¬3) وَسَبْعُونَ مِنْهَا فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَتَعْلُو أُمَّتِي عَلَى الْفِرْقَتَيْنِ جَمِيعًا بِمِلَّةٍ، اثْنَتَيْنِ (¬4) وَسَبْعِينَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: الْجَمَاعَةُ. قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ زَيْدٍ: وَكَانَ عَلِيُّ بن أبي طالب رضي الله عنه إذا حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَلَا مَعَهُ قُرْآنًا {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159)} (¬5)، ثُمَّ ذَكَرَ أُمَّةَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} (¬6)، ثُمَّ ذَكَرَ أُمَّتَنَا فَقَالَ: {وَمِمَّنْ (¬7) خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181)} (¬8). ¬
2975 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (7/ 261)، وعزاه إلى أبي يعلى وقال فيه أبو معشر =
= نجيح وفيه ضعف. ورواه الآجري في الشريعة باب ذكر افتراق الأمم في دينهم (ص 16)، عن طريق محمَّد بن بكار به بلفظه. ورواه ابن بطة (1/ 372: 269)، عن طريق أبي معشر به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته أبو معشر وهو ضعيف ينجبر. وله طرق أخرى عن أنس رضي الله عنه منها ما أخرجه ابن ماجه في الفتن باب افتراق الأمم (2/ 1322: 3993)، وابن أبي عاصم في السنة باب فيما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أمته ستفترق (1/ 32: 64)، كلاهما عن هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، ثنا قتادة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة، كلها في النار إلّا واحدة وهي الجماعة هذا لفظ ابن ماجه، واقتصر ابن أبي عاصم على الجزء مما يتعلق بهذه الأمة وإسنادهما صحيح قال البوصيري في المصباح: إسناده صحيح، رجاله ثقات. ورواه الآجري في الشريعة (ص 17) ورواه ابن بطة (1/ 373: 270)، كلاهما من طريق شبابة بن سوار قال أخبرنا سليمان بن طريف عن أنس قال: قال رسول الله: يا ابن سلام على كم تفرقت بنو إسرائيل؟ فذكره بمعناه دون القدر الموقوف على عليّ. ورواه الآجري في الشريعة (ص 17)، وابن بطة في الإبانة (1/ 373: 271)، كلاهما من طريق سويد بن سعيد قال حدّثنا مبارك بن سُحَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أنس، عن النبي بلفظ "افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على ثلاث وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا السَّوَادَ الأعظم". ورواه اللالكائي (1/ 100: 148)، من طريق يزيد الرقاشي أنه سمع أنس بن مالك فاقتصر على ما يتعلق ببني إسرائيل. =
= وفي إسناده يزيد الرقاشي وهو ضعيف.
الحكم على الحديث بالمتابعات: أصل الحديث صحيح عن أنس رضي الله عنه في افتراق الأمم، وقد مرّ تصحيح البوصيري إسناد ابن ماجه، وكذلك صححه الألباني في ظلال الجنة برقم (64) وقال: والحديث صحيح قطعًا لأنّ له ست طرق أخرى عن أنس. وللحديث شواهد كثيرة منها حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قال: "إن اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة". أخرجه ابن حبّان في صحيحه كما في الموارد في الفتن (ص 454: 1834)، عن عبد الله بن محمَّد الأزدي حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة. ورواه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 128)، عن أحمد بن سلمة العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا عمر بن عون بن بقية الواسط قالا ثنا خالد بن عبد الله، عن محمَّد بن عمرو به. وأخرجه أبو داود في السنة (5/ 4: 496)، عن وهب بن بقية عن خالد عن محمَّد بن عمرو به. ورواه الترمذي في الإيمان (5/ 25: 2640)، عن الحسن بن حريث أبو عمار حدّثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرِو به. ورواه أحمد في المسند (2/ 332)، عن محمَّد بن بشر، ثنا محمَّد بن عمرو به. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. قلت: محمَّد بن عمرو وهو ابن علقمة لا يصحح حديثه بل هو حسن الحديث كما قال غير واحد كما قال الألباني في الصحيحة (1/ 357)، ولكن يرتفع حديثه إلى الصحيح لغيره بشواهده. =
= ومنها حديث عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعون في النار، واحدة في الجنة، والذي نفس محمَّد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعيق فرقة، واحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار، قيل يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من هم: قال: الجماعة. رواه ابن ماجه في الفتن (2/ 1322: 3992)، وابن أبي عاصم في السنة باب فيما أخبر به النبي أن أمته ستفترق (1/ 32: 63)، كلاهما عن عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي، ثنا عباد بن يوسف، ثنا صفوان ابن عمرو بن راشد بن سعد عن عوف بن مالك. ورواه اللالكائي في شرح الأصول (1/ 101: 149)، من طريق عمرو بن عثمان الحمصي به بلفظه. وفيه عباد بن يوسف وهو صدوق يغرب كما قال الذهبي في الكاشف وبقية رجاله ثقات. ومنها حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن بني إسرائيل تفرقوا على اثنتين وسبعين" الحديث. أخرجه الآجري في الشريعة باب ذكر افتراق الأمم في دينهم (ص 15، 16) بطريقين عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو. وفيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي وهو ضعيف. ومنها حديث سعد بن وقاص رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين ملة بمعناه من طريق أبي بكر بن عياش عن موسى بن عبيدة عن ابنة سعد عن أبيها. الحديث بشواهده الكثيرة ومتابعاته صحيح قطعًا، بل بعض طرقه صحيحة، لذاتها كما سبق.
2976 - حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: إِنَّ فِي أُمَّتِي لَنَيِّفًا وَسَبْعِينَ دَاعِيًا، كُلُّهُمْ يَدْعُو إِلَى النَّارِ، لَوْ أَشَاءُ لَأَنْبَأْتُكُمْ بآبائهم وقبائلهم.
2976 - تخريجه: وهو في مسند أبي يعلى (10/ 65: 5701)، وهو حديث طويل حذف آخره ابن حجر رحمه الله ولم أجده إلّا من هذا الطريق.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف فيه ليث بن أبي سليم ضعيف مختلط. وروي عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: والله لقد سمعت رسول الله يقول ... ليكونن قبل يوم القيامة المسيح الدجال وثلاثون كذابًا أو أكثر من ذلك. رواه أحمد في المسند (2/ 95: 103) من ثلاثة طرق عن عبيد الله بن إياد بن لقيط عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي نعيم الأعرج عن ابن عمر. ورواه أبو يعلى في المسند (10/ 68: 5706)، من طريق عبيد الله بن إياد به. قلت: إسناده حسن. وله شاهد من حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله: "يكون قبل خروج الدجال نيِّف على سبعين دجالًا". رواه أبو يعلى في المسند (7/ 108: 4055)، قال حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ بشر، عن أنس. قلت: فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف.
29 - باب التحذير من البدع
29 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ 2977 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْقَدَرِيَّةُ والمرجئة. * قلت: فيه انقطاع.
2977 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 139) وقال: فيه انقطاع. ورواه ابن عديّ في الكامل (6/ 257) في ترجمة محمَّد بن عبد الرحمن الكوفي وابن الجوزي في العلل، في باب ذكر القدر والقدرية (1/ 140)، كلاهما من طريق بقية به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وفيه علتان، الأولى: الانقطاع لأنّ عبد الرحمن بن سابط لم يدرك أبا بكر. والثانية: محمَّد بن عبد الرحمن فإن كان هو القشيري فهو متهم، فالحديث يكون متروكًا وإن كان غيره فهو مجهول كما قال ابن عديّ في الكامل. وأيضًا هناك علة ثالثة، وهي الاختلاف على محمَّد، فرواه الفريابي في القدر (ص 403: 435) وابن عديّ في الكامل (6/ 258) كلاهما من طريق ابن مصفى عن =
= بقية، حدثني محمَّد عن حميد الطويل، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صِنْفَانِ مِنْ أمتي لا يدخلون الجنة القدرية والحرورية". ومن طريق ابن عديّ أخرجه ابن الجوزي في العلل (1/ 156: 250). قال ابن عديّ وابن الجوزي: ومحمد هذا مجهول، وهو من مجهولي شيوخ بقية. قلت: محمَّد بن عبد الرحمن هو القشيري متروك اتهمه الأزدي، وقد سبق وعلى هذا فالحديث يكون ضعيفًا جدًا. وله شاهد بمعناه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صِنْفَانِ من أمتي ليس لهما في الإِسلام نصيب، المرجئة والقدرية". أخرجه الترمذي في القدر (4/ 454: 2149) وابن ماجه في المقدمة (1/ 24: 62) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 152: 344) ثلاثتهم عن نزار، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقال الترمذي: حديث حسن. وفيه نزار بن حيان قال الحافظ بن حجر: ضعيف، وقال ابن حبّان: يأتي عن عكرمة ما ليس من حديثه حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لذلك. وعلى هذا فحديثه عن عكرمة ضعيف جدًا. وتابعه سلام بن أبي عمرة عن عكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بنحوه. أخرجه الترمذي في القدر (4/ 454: 2149) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 153: 345) كلاهما عن سلام بن أبي عمرة به. وفيه أيضًا سلّام بن أبي عمرة وهو ضعيف.
2978 - أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَسَدِيُّ عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي لَيْلَى رَضِيَ الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا يردون على الحوض: القدرية والمرجية.
2978 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 39 أ) وقال: محمَّد بن أبي ليلى ضعيف. ورواه اللالكائي في شرح أصول السنة (4/ 642)، باب ما ذكر في أن القدرية مجوس هذه الأمة (ح 1157) ورواه البيهقي في القدر (1/ 251: 379) ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 123) في ترجمة سليمان بن جعفر الأسدي (برقم 602) كلهم عن طريق بقية بن الوليد به بلفظه. ورواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 448: 949) عن هارون بن موسى الفروي، ثنا أبو ضمرة، عن سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَسَدِيُّ، عَنْ محمَّد بْنِ عبد الرحمن ابن أبي ليلى به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف وفيه علتان: الأولى جهالة سليمان أبي جعفر الأسدي. الثانية: محمَّد بن عبد الرحمن وهو سيّء الحفظ. وله شاهد من حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صِنْفَانِ مِنْ أمتي لا يردون على الحوض ولا يدخلون الجنة: القدرية والمرجئة". أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (و 146) عن علي بن عبد الله الفرعاني، ثنا هارون بن موسى الفروي، ثنا أبو ضمرة أنس بن عياض عن حميد، عن أنس. قال الهيثمي في المجمع (7/ 210) ورجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى الفروي وهو ثقة. قلت: إن شيخ الطبراني عليّ بن عبد الله لم أجد له ترجمة. =
= وأيضًا: اختلف فيه على أبي ضمرة أنس بن عياض، رواه ابن أبي عاصم عنه، عن سليمان بن جعفر كما سبق. وروى علي بن عبد الله شيخ الطبراني عن أبي ضمرة، عن حميد، ورواية ابن أبي عاصم أصح وهي ضعيفة كما مرّ. وله شاهد آخر من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صِنْفَانِ من أمتي ليس لهما في الإِسلام نصيب: المرجئة والقدرية". رواه الترمذي في السنن في القدر (4/ 454: 2149) عن طريق القاسم بن حبيب وعلي بن نزار، عن نزار، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال أبو عيسى هذا غريب حسن صحيح. قلت: القاسم بن حبيب وعلي بن نزار وأبوه كلهم ضعفاء.
2979 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ (¬1): أَنْبَأَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنهما (¬2)، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يُنَادِي منادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِيَقُمْ خُصماءُ اللَّهِ تَعَالَى وَهُمُ الْقَدَرِيَّةُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى (¬3)، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ بهذا. ¬
2979 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 42 ب). وأورده في المجمع (7/ 209) وعزاه إلى أبي يعلى في الكبير والطبراني في الأوسط وقال: من رواية بقية بن الوليد وهو مدلس، وحبيب مجهول، قلت: إن بقية صرّح بالتحديث كما في السنة لابن أبي عاصم. ورواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 148: 336) عن عبدة بن عبد الرحيم، ثنا بقية به بنحوه. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 288) عن محمَّد بن زريق بن جامع، ثنا عبدة بن الرحيم المروزي، عن بقية بن الوليد به وقال: لا يروى عن عمرو إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به بقية. ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 142) عن طريق محمَّد بن إسماعيل الحساني، قال ثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا بقية بن الوليد به بنحوه. وقال الدارقطني في العلل (1/ 71) وروى أيضًا عن حبيب بن عمرو، عن رجل =
= من الأنصار، عن ابن عمر، عن عمر، ورواه المحاربي، عن أبي سليمان التيمي وهو مجهول، عن عمرو بن حبيب الأنصاري.
الحكم عليه الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، وفيه ثلاث علل: الأولى: حبيب بن عمرو وهو ضعيف بل هو مجهول. الثانية: عمرو الأنصاري والد حبيب لا يعرف له ترجمة. الثالثة: الاضطراب في إسناد الحديث، وقال الدارقطني في العلل (1/ 71) هذا حديث مضطرب الإسناد، والحديث غير ثابت. وقال أبو حاتم في العلل: هذا حديث منكر، وحبيب بن عمرو مجهول لم يرو عنه غير بقية. ذكره ابن حبّان في الثقات وقال: ربما خالف مات سنة بضع وثلاثين ومائتين. الجرح (8/ 161)، الثقات (9/ 161)، الميزان (4/ 221)، اللسان (6/ 152).
2980 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي سُوَيْدٍ (¬1)، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا قَدِم وَفْدُ أهلِ الْبَصْرَةِ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فِيهِمُ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ سَرَّحَهُمْ وَحَبَسَهُ عِنْدَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرِي (¬2) لِمَ حَبَسْتُكَ؟ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حَذَّرَنَا كلَّ مُنَافِقٍ عالِم اللسانِ، وَإِنِّي تَخَوَّفْتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ، وَأَرْجُو أَنْ لَا تَكُونَ مِنْهُمْ، فَافْرُغْ (¬3) مِنْ ضَيْعَتِكَ، وَالْحَقْ بِأَهْلِكَ. قَالَ حَمَّادٌ: وَقَالَ مَيْمُونٌ الْكُرْدِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، نَحْوَهُ. قلت: حديث أبي عثمان أخرجه أحمد. ¬
2980 - تخريجه: حديث الباب رواه البزّار كما في الكشف (1/ 97: 169) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 224 برقم 25) كلاهما عن حماد بن زيد به وأحال البزّار متنه على متن حديث عمر قبله. وأدخل البزّار بين الحسن وعمر الأحنف بن قيس والصواب أنه في المتن لأنه صاحب القصة.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف وفيه علتان: الأولى أبو سويد وهو غير معروف. الثانية: الانقطاع لأنّ الحسن لم يسمع من عمر. وقد روي الحديث بطرق أخرى عن عمر بن الخطّاب مرفوعًا وموقوفًا عليه. =
= أولًا: تخريج الحديث عن عمر مرفوعًا: رواه ديلم بن غزوان العبدي، ثنا ميمون الكردي، حدثني أبو عثمان "النهدي" عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان. رواه أحمد في المسند (1/ 22) عن أبي سعيد، ثنا ديلم به. ورواه أيضًا أحمد في المسند (1/ 44) عن يزيد أنبأنا ديلم بن عزوان به. ورواه عبد بن حميد كما في المنتخب (ص 32: 11) عن محمَّد بن الفضل، ثنا ديلم بن غزوان به بمعناه. ورواه الفريابي في صفة المنافق (ص 52: 24) عن عبيد الله بن عمر القواريري. وأبو عبد الله محمَّد بن أبي بكر المقدمي، قالا ثنا ديلم بن غزوان به بلفظ أحمد. ورواه البزّار كما في الكشف (1/ 97: 168) عن محمد بن عبد الملك القرشي، ثنا ديلم بن غزوان به بلفظ "حذرنا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُلُّ منافق عليم اللسان". ورواه ابن بطة في الإبانة (2/ 701: 941) عن معلي بن أسد، قال حدّثنا ديلم به. ورواه البيهقي في الشعب (2/ 284: 1777) من طريقين، عن ديلم بن غزوان ولفظ إحداها كلفظ أحمد والآخر بمعناه. ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة ديلم بن غزوان (3/ 104) عن أبي يعلى، عن إبراهيم، ثنا ديلم به بلفظ أحمد المذكور. مدار هذه الطرق كلها على ديلم بن غزوان، وهو وشيخه ميمون الكردي صدوقان، إلّا أن ديلم وصف بالإرسال. وقال الذهبي: هذا حديث مقارب الإسناد لم يخرجوه في الكتب الستة وميمون فيه لين. =
= وتابع ديلم بن غزوان الحسن بن أبي جعفر، أخرجه الفريابي في صفة المنافق (ص 53: 25) عن محمَّد بن المثنى، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا الحسن بن أبي جعفر، حدّثنا ميمون الكردي به بلفظ (حذرنا كل منافق عليم اللسان). والحسن بن أبي جعفر كما قال البخاريُّ وغيره منكر الحديث. ثانيًا: تخريج الحديث عن عمر موقوفًا: وخالف ديلم بن غزوان إثنان وهما حماد بن زيد والمعلي بن زياد فروياه عن عمر موقوفًا عليه. أخرجه الفريابي في صفة المنافق (ص 53: 26)، قال حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا جعفر بن سليمان عن المعلي بن زياد، عن أبي عثمان النهدي به موقوفًا مع ذكر القصة. قلت: وهذا إسناد حسن، وجعفر بن سليمان هو الضبعي صدوق رمي بالتشيّع. أما طريق حماد بن زيد فأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 284)، باب نشر العلم (1776) من طريق الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن عبيد بن حسان، ثنا حماد بن يزيد، ثنا ميمون الكردي به بمعناه موقوفًا، وهذا إسناد صحيح لولا شيخ البيهقي وشيخ شبيخه فإني لم أجدهما. الترجيح بين المرفوع والموقوف: ذهب الدارقطني في العلل (2/ 246: 246) بأن الموقوف أشبه بالصواب. قلت: ولكن يؤيد المرفوع ما رواه عبد الله بن بريدة عن عمر مرفوعًا في قصة طويلة قال: عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا فَقَالَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أخشى عليكم بعدي منافق عالم اللسان، وسيأتي عند حديث (برقم 2985). وإسناده صحيح، وسماع عبد الله بن بريدة عن عمر فيه نظر لأنهم قالوا: ولد بعد ثلاث سنوات خلون من خلافة عمر فيكون عمره حين وفاة عمر سبع سنوات تقريبًا. =
= ومما يشهد للمرفوع ويقويه أيضًا: ما رواه عبد الله بن بريدة عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إن أخوف ما أخاف عليكم جدال المنافق عليم "اللسان". أخرجه ابن حبّان في صحيحه، باب ذكر ما كان يتخوّف على أمته جدال المنافق (1/ 148)، عن أبي يعلى، حدّثنا خليفة بن خياط، حدّثنا خالد بن الحارث. وأخرجه الفريابي في صفة المنافق (ص 52: 23) عن عبيد الله بن معاذ، ورواه البزّار كما في الكشف (1/ 97)، عن محمَّد بن عبد الملك، ثنا خالد بن الحارث. ورواه الطبراني في الكبير (18/ 237: 593)، قال حدّثنا أحمد بن داود المكي وزكريا بن يحيي وإبراهيم نائلة قالوا ثنا عبيد الله بن معاذ، قال ثنا أبي. ورواه البيهقي في الشعب (2/ 184: 1775) من طريق عبيد الله بن معاذ العنبري، عن أبيه كلهم عن حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين به مرفوعًا. قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات، ولكن الدارقطني في العلل (2/ ص 170: 196) قال هو حديث رواه حسين المعلم واختلف عنه فرواه معاذ عن الحسين بن معلم، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فوهم، وقال: والصواب عن عبد الله بن بريدة، عن عمر في قصة طويلة وإسناده صحيح، ولكنه منقطع وسيأتي (برقم 2985). قلت: وإن كان الحديث مشهورًا عن عمر، وقد مرّ تخريج حديثه، ومعظم طرقه فيها مقال ثم اختلف الرواة عنه وقفًا ورفعًا. أما طريق عبد الله بن بريدة عن عمران بن حصين ليس فيها خلاف وإسناده صحيح ولذا أخرجه ابن حبّان في صحيحه. وقال البزّار كما في الكشف (1/ 98)، لا نحفظه إلّا عن عمر، وإسناد عمر صالح فأخرجناه عنه، وأعدناه عن عمران لحسن إسناد عمران. وأيضًا عبد الله بن بريدة مشهور بروايته عن عمران بن حصين. =
= وعلى كل حال فالحديث عندي صحيح من حديث عمران بن حصين وإن حكم عليه الدارقطني بالوهم لأنه يحتمل أن يكون الحديث عند صحابيين يأخذ عنهما تابعي، وهذا لا مانع، والله أعلم.
2981 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ (¬1) عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْقَصْدُ فِي (¬2) السُّنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الاجتهاد في البدعة. ¬
2981 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 48 ب).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته الإرسال لأنّ عبد الرحمن تابعي. والصواب أنه من قول عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، موقوفًا عليه لا من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فرواه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 103) من طريق محمَّد بن كثير. ورواه أيضًا من طريق عبد الله بن نمير. ورواه الدارمي في سننه (1/ 63) من طريق عيسى بن يونس. ورواه ابن بطة في الإبانة (1/ 357: 246) من طريق روح بن مسافر. ورواه ابن بطة في الإِبانة أيضًا (1/ 358: 247) من طريق سفيان خمستهم عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله بألفاظ متقاربة. ورواه المروزي في السنة (ص 30: 89) من طريق العلاء بن المسيّب، عن المسيّب، عن عبد الله به بلفظه. ورواه ابن بطة في الإِبانة (1/ 357: 245) من طريق عبد الوهاب، قال حدّثنا سعيد عن قتادة قال: قال ابن مسعود فذكره بنحوه. ورواه ابن بطة أيضًا في الإنابة (1/ 329: 178) من طريق معشر، عن سعيد المقبري قال: قال عبد الله (قَصْدٌ في سُنَّة خير من اجتهاد في بدعة). =
= وله طرق أخرى عن ابن مسعود كلها أوقَفَت الحديث عليه.
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح عن ابن مسعود وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرطهما ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقد روي الحديث مرفوعًا من وجوه لا تصح، منها ما رواه ابن بطة في الإِبانة (1/ 315: 151) من طريق إسماعيل بن علية، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عمل قليل في سنة خير من كثير في بدعة". قلت: وهذا مرسل ومن مرسل الحسن وهي من أضعف المراسيل. وأعاده ابن بطة (1/ 357) من طريق يحيي بن جعفر الواسطي، قال حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا عوف، عن الحسن به بلفظه الأوّل وزاده "وكل بدعة ضلالة". ورواه ابن بطة في الإِبانة أيضًا (1/ 357: 243) من طريق محمَّد بن عمرو الطيالسي قال حدّثنا بهز بن أسد عن فضالة، عن الحسين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة". ومحمد بن عمر الطيالسي غير معروف. وعلى أي حال فالحديث لا يصح مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بل هو صحيح من قول ابن مسعود رضي الله عنه، كما سبق بطرق كثيرة عنه.
2982 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ أَبُو عُبَيْدَةَ حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي مَهْدِيٍّ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "مَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِنْ عَامٍ (¬1) إِلَّا أَحْدَثُوا فِيهِ بدعة، وأماتوا فيه سنة حتى تحيى البدع وتموت السنن". ¬
2982 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 48 ب) وقال: هذا إسناد ضعيف لجهالة عبد المؤمن قلت: والصواب لجهالة مهدي بن ميمون، وإلا فعبد المؤمن ثقة. ورواه ابن وضاح في البدع، باب تغير البدع (ص 45)، قال: حدثني محمَّد ابن سعيد، قال حدّثنا أسد بن موسى، قال حدّثنا عبد المؤمن بن عبد الله، قال حدثني مهدي به بلفظه. ورواه أيضًا (ص 46) عن محمَّد بن سعيد، قال حدّثنا نعيم بن حماد، قال حدّثنا ابن مهدي وأبو داود وعبد الصمد، عن عبد المؤمن أبي عبيدة به بنحوه. ورواه المروزي في السنة (ص 32: 98)، ورواه ابن بطة في الإبانة (1/ 177: 11) كلاهما من طريق عبد المؤمن به بنحوه.
الحكم عليه: هذا الأثر عن ابن عباس مداره على مهدي بن أبي مهدي ولا يعرف فيه جرح وتعديل، وإن صحّح حديثه ابن خزيمة، والراجح أنه مستور. وقد روى معنى الحديث مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه ابن وضاح في البدع، باب تغير البدع (ص 45) عن ابن وهب وسلمة بن علي، عن سعيد بن المسيّب، عن قتادة، عن خلاس بن عمرو يرفعه قال: "لا يحدث رجل في الإِسلام بدعة إلّا ترك من السنة ما هو خير منها". وهذا الحديث مرفوعًا ضعيف فيه عنعة قتادة وأيضًا هو مرسل لأنّ خلاس بن =
= عمرو ليس بصحابي. وقد روي هذا المعنى عن عدة من التابعين. أخرجه ابن وضاح في البدع، باب تغير البدع (ص 44) عن أبي أيوب، عن سحنون، عن ابن وهب قال أخبرني من سمع الأوزاعي يحدث عن حسان بن عطية قال: "ما أحدث قوم بدعة في دينهم إلّا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لم يعدها إليهم يوم القيامة". هذا مع كونه مقطوعًا فيه جهالة من سمع الأوزاعي. وأخرجه بن بطة في الإبانة (1/ 176: 10) مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عن حبيب بن عبيد، عن غضيف بن الحارث قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ما ابتدعت بدعة، إلّا رفعت مثلها من السنة" وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو منكر الحديث. ومنها قول عبد الله بن الديلمي قال: "ما ابتدعت بدعة إلّا ازدادت مضيًا ولا تركت سنة إلّا ازدادت هربًا". أخرجه ابن وضاح (ص 44)، قال حدّثنا ابن وهب، قال وأخبرني من سمع الأوزاعي يحدّث عن يحيي بن أبي عمرو الشيباني، قال حدثني عبد الله بن الديلمي به. وهذا كسابقه ضعيف لكونه مقطوعًا ولجهالة من سمع الأوزاعي. والخلاصة أن أمثل الطرق هو طريق ابن عباس، وهو ضعيف من أجل مهدي بن أبي مهدي.
2983 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ جبير وقال (¬1): وَقَفَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى قَوْمٍ يَقُصُّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ فَضَلْتُمْ (¬2) أَصْحَابَ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-عَلَنًا (¬3)، وَلَقَدِ ابْتَدَعْتُمْ بِدْعَةً ظُلْمًا (¬4) اتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا، وَاللَّهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بيِّنًا، وَلَئِنِ ابْتَدَعْتُمْ لَقَدْ ظُلِمْتُمْ ظُلْمًا بَعِيدًا، أَوْ قَالَ: ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا. الشَّكُّ من ابن أبي عمر. ¬
2983 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 48 ب) وسكت عليه.
الحكم عليه: إسناد الأثر حسن إلّا أن فيه أبا رافع لم أعرف من هو. وله طرق كثيرة عن ابن مسعود رضي الله عنه، عند ابن وضاح وغيره. الطريق الأولى: أخرجها ابن وضاح في البدع، باب ما يكون بدعة (ص 15) قال حدّثنا أسد عن الربيع بن صبيح، عن عبد الواحد بن صبرة، قال بلغ ابن مسعود أن عمرو بن عتبة في أصحاب له بنوا مسجدًا بظهر الكوفة فذكر الحديث فمنه "فقال ابن مسعود والذي نفس ابن مسعود بيده لقد فضلتم أصحاب محمَّد علمًا أو جئتم ببدعة ظلمًا، والذي نفس ابن مسعود بيده، لئن أخذتم آثار القوم ليسبقنكم سبقا بعيدًا، ولئن خِرْتم يمينًا وشمالًا لتضلن ضلالا بعيدًا". الطريق الثانية: أخرجها ابن وضاح في البدع أيضًا، باب ما يكون بدعة (ص 18)، عن أسد بن موسى، عن عبد الله بن رجاء، عن عبد الله بن عمر، عن يسار =
= أبي الحكم أن عبد الله بن مسعود به بلفظ "لقد أحدثتم بدعة ظلمًا أو قد فَضَلْتُمْ أَصْحَابَ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- علمًا. والطريق الثالثة: أخرجها ابن وضاح في البدع، باب ما يكون بدعة (ص 18) عن إبراهيم بن محمَّد، عن حرملة، عن ابن وهب، قال حدّثنا ابن سمعان قال: بلغنا عن عبد الله بن مسعود بمعناه مختصرًا. الطريق الرابعة: أخرجها ابن وضاح في البدع، باب ما يكون بدعة (ص 19) عن أسد، عن جرير بن حازم، عن الصلت بن بهرام مرّ ابن مسعود بامرأة معها تسبيح فذكره مختصرًا. ورواه المروزي في السنة (ص 28: 79) عن طريق ابن عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله فذكره مختصرًا. وأخرجه ابن بطة في الإبانة (1/ 332: 187) عن طريق عطاء بن السائب، عن أبي البختري والشعبي قالا: قال عبد الله: عليكم بالطريق فلئن لزمتموه لقد سبقتم سبقا بعيدًا، ولئن خالفتموه يمينًا وشمالًا لقد ضللتم ضلالًا بعيدًا. الأثر بطرقه صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه. وله شاهد صحيح من قول حذيفة رضي الله عنه، قال: يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقًا بعيدًا، فإن أخذتم يمينًا وشمالا لقد ضللتم ضلالًا بعيدًا. أخرجه البخاريُّ في صحيحه في الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (الفتح 13/ 250 برقم 7282) عن أبي نعيم، حدّثنا سفيان عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن حذيفة. ورواه ابن وضاح في البدع، باب ما يكون بدعة (ص 17)، والمروزي في السنة (30: 87) وأبو نعيم في الحلية (1/ 280) ثلاثتهم عن طريق الأعمش به بلفظه. ورواه اللالكائي (1/ 90: 119) وابن عبد البر (2/ 97) كلاهما عن طريق ابن عون، عن إبراهيم به بلفظه.
2984 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ (¬1) الْحَدَّادُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَوْعِظَةً فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّمَا هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ. فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا (¬2) قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَعْهَدُ إِلَيْكُمْ أَنْ تَتَّقُوا الله تعالى، وتلزموا سننتي، وَسُنَّةَ الْخُلَفَاءِ الْهَادِيَةَ الْمَهْدِيَّةَ، عُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ (¬3) وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عبدٌ حبشيٌّ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَإِنَّ كلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أسامة عن عوف، به. ¬
2984 - تخريجه: رواه الحارث كما في بغية الباحث (ص 85: 52) قال: حدّثنا عفان، ثنا أبو الأشهب، حدثني سعيد بن خيثم، به. ورواه الحارث أيضًا كما في بغية الباحث (ص 83: 51) حدّثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ أَحْسَبُهُ قَالَ سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ الذين وقعوا إلى الشام.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل سعيد بن خثيم وهو شبه مجهول. ولكن متن الحديث صحيح ومشهور من حديث العرباض بن سارية. أخرجه ابن حبّان في صحيحه باب ذكر وصف الفرقة الناجية (1/ 104: 5) عن =
= أحمد بن مكرم بن خالد البرتي، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا ثور بن يزيد، حدّثنا خالد بن معدان، حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر الكلاعي قالا: أتينا العرباض بن سارية فذكر قصة فقال: صلّى بنا رسول الله الصبح ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون. الحديث بطوله. ورواه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 97) بطرق عن الوليد بن مسلم، به، ورواه أحمد في المسند (4/ 126) عن الوليد بن مسلم، به وعن أحمد بن حنبل ورواه أبو داود في سننه في كتاب السنة (5/ 13: 4606). والوليد بن مسلم وهو وان كان مدلسًا لكنه صرّح بالتحديث. وقد تابعه أبو عاصم عن ثور العباس بن محمَّد الدوري، ثنا أبو عاصم، ثنا نور بن يزيد، به. ورواه الترمذي في العلم (5/ 45: 2676) عن الحسن بن عليّ الخلال وغير واحد قال: حدّثنا أبو عاصم، به وأحال متنه على متن طريق قبله. وله طرق أخرى كثيرة عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وحديث العرباض بن سارية حديث صحيح مشهور، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة. ووافقه الذهبي، وقد سبق أن ابن حبّان أخرجه في صحيحه.
2985 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عَنْهُ جَمَعَ النَّاسَ لِقُدُومِ الْوَفْدِ، فَقَالَ لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ (¬1): انْظُرْ أَصْحَابَ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فائدن لَهُمْ أَوَّلَ النَّاسِ، ثُمَّ الْقَرْنَ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ فَدَخَلُوا فَصُفُّوا قُدَّامَهُ فَنَظَرُوا فَإِذَا رَجُلٌ ضَخْمٌ عَلَيْهِ مُقَطَّعَةُ بُرُودٍ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَتَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "إِيهٍ". ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: (قَالَ الرَّجُلُ: "إِيهٍ". ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) (¬2) فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أفٍ، قُمْ، فَقَامَ فَنَظَرَ (¬3) فَإِذَا الْأَشْعَرِيُّ رَجُلٌ خَفِيفُ الْجِسْمِ قَصِيرٌ ثَبْطٌ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِيهٍ، (فَقَالَ الْأَشْعَرِيُّ: إِيهٍ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِيهٍ) (¬4) فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: سَلْ وَافْتَحْ (¬5) حَدِيثًا (¬6) فَنُحَدِّثُكَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أفٍ، قُمْ، فَإِنَّهُ لَنْ يَنْفَعَكَ رَاعِيَ ضَأْنٍ، فَنَظَرَ، فَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ خَفِيفُ الْجِسْمِ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ فَأَتَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِيهٍ؟ فَوَثَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَهُ بِاللَّهِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ وُلّيتَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَاتَّقِ اللَّهَ تَعَالَى فِيمَا وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَهْلِ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ خَاصَّةً، فَإِنَّكَ مُحَاسَبٌ وَمَسْئُولٌ عَمَّا اسْتَرْعَيْتَ وَأَنْتَ أَمِينٌ، وَعَلَيْكَ أَنْ تُؤَدِّيَ مَا عَلَيْكَ مِنَ الْأَمَانَةِ، فتُعطى أَجْرُكَ عَلَى قَدْرِ عَمَلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا صَدَقَنِي رَجُلٌ مُنْذُ اسْتُخْلِفْتُ غَيْرُكَ مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ فَقَالَ: أَخُو الْمُهَاجِرِ بْنِ زِيَادٍ فَقَالَ: نَعَمْ فَجَهِّزَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَيْشًا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمُ الْأَشْعَرِيَّ ثُمَّ قَالَ: انْظُرْ رَبِيعَ بْنَ زِيَادٍ فَإِنْ يَكُ صَادِقًا فِيمَا قَالَ فَإِنَّ عِنْدَهُ عَوْنًا عَلَى هَذَا الْأَمْرِ فَاسْتَعْمِلُْه ثُمَّ لَا يأتينَّ عَلَيْكَ عَشْرٌ (¬7) إِلَّا تَعَاهَدْتَ مِنْهُ عَمَلَهُ، وَكَتَبْتَ إِلَيَّ بِسِيرَتِهِ فِي عَمَلِهِ، حَتَّى كَأَنِّي أَنَا الَّذِي استعملته، ثم قال عمر ¬
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا فَقَالَ: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ بَعْدِي مُنَافِقٌ عالم اللسان". (116) وفي باب كراهية التَّنَطُّعِ مِنْ كِتَابِ الزُّهْدِ أَحَادِيثُ مِنْ هَذَا، وَكَذَا بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الْفِتْنَةِ فِي كِتَابِ الفتن (¬1). ¬
2985 - تخريجه رواه ابن بطة في الإبانة في ذكر الأفعال والأقوال (2/ 701: 940) عن طريق روح بن عبادة، به. وذكر القدر المرفوع من الحديث دون ذكر القصة. ورواه ابن سعد في الطبقات (6/ 110)، قال: حدّثنا عبد الوارث بن سعيد، عن الحسين بن ذكوان المعلم، به ولم يورد القصة بل اكتفى بقوله من حديث رواه، وصف فيه الربيع بن زياد الحارثي قال: رجل أبيض خفيف اللحم خفيف الجسم. ورواه الدارقطني في العلل (2/ 170) وقال: رواه عبد الوهاب بن عطاء وروح بن عبادة وغيرهما، عن حسين، عن ابن بريدة، عن عمر بن الخطّاب وهو الصواب في قصة طويلة.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأنه منقطع لأنّ عبد الله بن بريدة لم يسمع من عمر بل ولد لثلاث سنوات مضت في خلافته. =
= ولكن تابعه أبو عثمان النهدي عن عمر موقوفًا ومرفوعا وذكر القدر المرفوع وقد سبق تخريجه في حديث (2980) رواه الفريابي وغيره بإسناده حسن لكن الراجح أنه موقوف كما ذكرت هناك. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ بنحوه رواه ابن حبّان في صحيحه وقد تقدم هناك وهو حديث صحيح.
2986 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ (عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ) (¬1)، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قال: قال عمر رضي اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّهُ سَيَكُونُ (نَاسٌ) (¬2) يُكَذِّبُونَ بِالدَّجَّالِ وَيُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَيُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ القبر ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا. ¬
2986 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 210) وقال: فيه علي بن زيد وهو سيّء الحفظ. والحديث في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 942: 733). ورواه الطيالسي في مسنده (ص 6) قال: حدّثنا حماد بن زيد، به. واقتصر على الرجم فقط. ورواه مسدّد كما سيأتي في المطالب في حديث (2992) قال: حدّثنا حماد بن زيد، به بلفظه وزاد "يكذبون بالرجم". ورواه أبو بكر بن أبي شيبة كما سيأتي في المطالب برقم (2992) وعنه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 151: 343)، من طريق علي بن زيد، به بنحوه وزاد "ويكذبون بالرجم والقدر وَيُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الدَّجَّالَ وَلَا طُلُوعَ الشمس ولا عذاب القبر". ورواه أحمد في المسند (1/ 23) من طريق علي بن زيد، به. وذكر الرجم بدل طلوع الشمس. ورواه أبو يعلى في المسند كما سيأتي في المطالب برقم (2992) من طريق علي بن زيد، به وليس فيه طلوع الشمس ولا عذاب القبر. =
= الحكم عليه: مدار هذا الأثر على علي بن زيد وهو ضعيف سيّء الحفظ. ومما يدلّ على سوء تباين ألفاظ الحديث في النقص والزيادة.
2987 - [1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬1)، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عليَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إِنِّي لَسْتُ أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مُؤْمِنًا مُوقِنًا، وَلَا كَافِرًا مُعْلِنًا، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ الْمُوقِنُ فَيَحْجِزُهُ إيمانُه، وَأَمَّا الْمُعْلِنُ فَبِكُفْرِهِ، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي عَالِمًا لِسَانُهُ جَاهِلًا قلبُه يَقُولُ مَا تَعْرِفُونَ وَيَعْمَلُ مَا تُنْكِرُونَ. [2] أَخْبَرَنَا غَسَّانُ الْكُوفِيُّ (¬2) أَبُو بِشْرٍ (¬3) الْأَسَدِيُّ: وَكَانَ جَلِيسَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ فِي حَلْقَةٍ أَيُّكُمْ يُحَدِّثُنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيثًا؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: لَسْتُ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مُؤْمِنًا وَلَا كَافِرًا أَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَمْنَعُهُ إِيمَانُهُ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَمْنَعُهُ كُفْرُهُ وَلَكِنَّ رَجُلًا بَيْنَهُمَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا ذَلِقَ بِهِ يَتَأَوَّلُهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ فَقَالَ مَا تَعْلَمُونَ وَعَمِلَ مَا تُنْكِرُونَ فَضَلَّ وَأَضَلَّ. قُلْتُ: أَظُنُّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيَّ الْمَذْكُورُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُولَى هُوَ إِسْحَاقُ الْمَذْكُورُ فِي الثَّانِيَةِ وَإِنَّمَا دلسه بقية لضعفه. ¬
2987 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 192) وعزاه إلى الطبراني في الأوسط والصغير وقال وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف جدًا. =
= وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 69 ب) ونقل تعليق الحافظ على الحديث.
الحكم عليه: الحديث له عن عليّ طريقان فالطريق الأولى فيها علتان: الأولى: جهالة التابعي. الثانية: أبو عبد الرحمن المدني فإن كان إسحاق بن أبي فروة متروك وإلّا فهو غير معروف. الطريق الثانية: ففيه إسحاق بن أبي فروة وهو متروك. وعلى أيِّ حال فالحديث بطريقيه ضعيف جدًا. وله طريق أخرى عن علي رضي الله عنه. فرواه الطبراني في الصغير (2/ 93) والأوسط كما في البحرين (1/ 569: 255) من طريق الحارث، عن علي بن أبي طالب وقال: وأما الكافر فيقمعه كفره والباقي نحوه. قلت: الحارث هو الأعور وهو ضعيف جدًا كذبه غير واحد لرأيه.
2988 - أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ يَزِيدَ الشَّامِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ أَحْدَثَ فِي الإِسلام حَدَثًا. فَعَلَيْهِ لعنةُ اللَّهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَمَا الْحَدَثُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوِ أَمْثَلَ مَثُلَةً بِغَيْرِ قَوَدِ أَوِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً بِغَيْرِ سُنَّةٍ، قَالَ: وَالْعَدْلُ: الْفِدْيَةُ وَالصَّرْفُ التَّوْبَةُ. * إسناده حسن لكنه مرسل أو معضل.
2988 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 69 أ) وقال: إسناد حسن لكنه مرسل أو معضل.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وفيه ثلاث علل: الأولى: فيه قيس الملائي ولم أقف على ترجمته. الثانية: أمية بن يزيد وهو مستور. الثالثة: إن الحديث مرسل أو معضل كما قال الحافظ. وللشطر الأوّل من الحديث له شاهد من حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر حديثا ومنه "ومن أحدث حادثًا أو آوى فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجميعن". رواه أبو داود في سننه في الديات (4/ 669: 4528) والنسائيُّ في سننه في كتاب القسامة (8/ 20: 4734) كلاهما من طريق قتادة عن الحسن، عن قيس بن عباد قال: انطلقت أنا والأشتر إلى علي رضي الله عنه. ورواه أحمد في مسنده (1/ 119) من طريق قتادة عن أبي حسان، عن عليّ رضي الله عنه وزاد "لا يقبل منه صرف ولا عدل".
2989 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (¬1)، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: إِنَّ قَتَادَةَ جَاءَ إِلَيْهِ لِيَجْلِسَ فَقَالَ لَهُ إِنْ جَلَسْتَ قُمْتُ، فَقَالُوا: يَا أَبَا محمَّد إِنَّهُ فَقِيهٌ قَالَ: إِبْلِيسُ أَفْقَهُ مِنْهُ: إِذْ (¬2) قَالَ: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} (سورة الحجر: الْآيَةَ 39). قُلْتُ: يُشِيرُ بِذَلِكَ إِلَى مَا رمي به قتادة من القدر. ¬
2988 - تخريجه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل جهالة الراوي عن طاووس. ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 60 ب). وله طريق آخر بمعناه أخرجه ابن بطة في الإبانة (2/ 447: 403) قال: حدّثنا جعفر القافلائي قال: حدّثنا محمَّد بن إسحاق الصاغاني قال: أخبرنا أحمد بن محمَّد الزرقي قال: حدّثنا مسلم بن خالد، عن ابن خيثم أن طاووسًا كان جالسًا هو وطلق بن حبيب فجاءهما رجل من أهل الأهواء فقال: أتأذن لي أن أجلس فقال له طاووس: إن جلست قمنا فقال: يغفر الله لك أبا عبد الرحمن فقال: هو ذاك وإن جلست والله قمنا فانصرف الرجل. فيه مسلم بن خالد الزنجي وهو كثير الأوهام ولم يذكر الشطر الأخير. وأخرجه أيضًا اللالكائي (4/ 637: 1143) أخبرنا أحمد بن عبيد قال: أخبرنا محمَّد بن الحسين قال، ثنا أحمد بن زهير قال: ثنا محمَّد بن بكار قال: ثنا عنبسة بن عبد الواحد، عن حنظلة بن أبي سفيان قال: كنت أرى طاووسًا إذا أتاه قتادة يفر منه وكان قتادة يرى القدر قلت: هذا إسناد قوي. ورواه الفريابي في القدر (ص 375 ج 390) قال: حدّثنا جعفر قال: حدّثنا سويد قال: حدّثنا يحيي بن سليمان، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم أنه قال: =
= كنا جلوسًا عند طاووس فجاء قتادة يريد الجلوس إليه فقال: (إن هذا أعمى القلب، والله لئن جلس لأقومن ...). وأورده الذهبي في السير (5/ 275) في ترجمة قتادة عن حنظلة بن أبي سفيان: كنت أرى طاوس إذا أتاه قتادة يفرّ، وكان قتادة يتهم بالقدر. وبهذه الطرق يعلم أن المعنى صحيح عن طاوس إلّا قوله: "إبليس أفقه منه" فإن هذه الفقرة لم ترد إلّا في طريق أحمد بن منيع وإسناده ضعيف. ومما لا شك فيه أن قتادة وإن رمي بالقدر أنه إمام فقيه مفسِّر محدث قال الثوري حين سئل عنه، قال: وكان في الدنيا مثل قتادة؟ وقد ذكره غير واحد من السلف مجالسة من رمي بشيء من القدر وقد أورد ابن بطة في الإبانة مجموعة من أقوال بعض السلف، انظر الإبانة (2/ 447). وقد قال غير واحدٍ من الأئمة: أنه لو ترك الرجل الذي نسب إليه بدعة لم يبق إلّا القليل.
2990 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ هُوَ ابْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْخُصَيْبِ بْنِ جَحْدَرٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ شَيْءٍ يُعبد تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ أَبْغَضُ إِلَى اللَّهِ (¬1) عَزَّ وَجَلَّ من هوى مُتَّبع (¬2) ". ¬
2990 - تخريجه: وهو في المجمع (1/ 193). ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 48 ب). وعن أبي يعلى رواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة خصيب (3/ 69). ورواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 8: 3). ورواه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (1/ 193). ورواه ابن بطة في الإبانة (1/ 388: 280) ثلاثتهم من طريق الحسن بن دينار، به.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند موضوع، وآفته الخصيب بن جحدر وقد كذبه غير واحد، وقال الألباني في ظلال الجنة برقم (3) مسلسل بالمتروكين.
30 - باب الزجر عن مقعد الخوارج والمارقين
30 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ مَقْعَدِ الْخَوَارِجِ وَالْمَارِقِينِ 2991 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يَزِيدَ السَّعْدِيُّ عَنْ نَهْشَلِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ (بْنِ مُزَاحِمٍ) (¬1) قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَا نَافِعُ "أَدْنِنِي مِنْ سَبِيلِ الْحَاجِّ، قَالَ: وَذَلِكَ بَعْدَمَا ضَعُفَ بَصَرُهُ، فَفَعَلَ فَنَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ الْمَحَامِلِ، فَقَالَ: رَحِمَكُمُ اللَّهُ مَا أَنْعَمَكُمْ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ الْجَوَالِيقِ (¬3) السُّودِ عَلَيْهَا الرِّجَالُ، فَقَالَ: (أَنْتُمُ الْحُجَّاجُ) (¬4) لَعَلِّي لَا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا، فَاسْمَعُوا مِنِّي حَدِيثًا أُحَدِّثُكُمُوهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَهْلُ قِبْلَتِنَا مُؤْمِنُونَ لَا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الْإِيَمَانِ إَلَّا الْبَابُ الَّذِي دخلوا فيه (¬5) منه". ¬
2991 - تخريجه: والحديث في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 56: 33). =
= الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا. وقد ورد من حديث أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "لا يخرج أحد من الإيمان إلّا بجحود ما دخل فيه". رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ص 400: 151)، من طريق إسماعيل بن التيمي عن مسعر بن كدام، عن عطية، عن أبي سعيد. قلت: إسماعيل التيمي هو إسماعيل بن يحيي التيمي وهو وضاع.
2992 - [1] وقال مسدد: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَامَ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ سَيَكُونُ قومٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يُكذبون بِالرَّجْمِ ويُكذِّبون بِالدَّجَّالِ، وَيُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَيُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ، وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بعد ما امْتُحِشُوا. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن إدريس، حدّثنا أشعث من عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ نَحْوَهُ وَزَادَ. وَيُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الدَّجَّالَ وَلَا طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا عذَاَبَ الْقَبْرِ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَدْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ مِثْلَ الْأَوَّلِ إِلَّا طُلُوعَ الشَّمْسِ وَعَذَابَ الْقَبْرِ. (117) وَحَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ مَرَّ فِي افْتِرَاقِ الأمم (¬1). ¬
2992 - تخريجه: تقدم تخريج الحديث عند تخريج الحديث برقم (2986) وسبق هناك أنه حديث ضعيف مدار طرقه علي بن زيد بن جدعان وهو سيِّىء الحفظ.
2993 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَرَّ رجلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا فِيهِ وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ يَقْتُلُهُ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا فَانْطَلَقَ فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي قَدْ خَطَّ عَلَى نَفْسِهِ خُطَّةً، فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمْ يَقْتُلْهُ لَمَّا رَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ يَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا فَذَهَبَ فَرَآهُ فِي خُطَّتِهِ قَائِمًا يُصَلِّي فَرَجَعَ وَلَمْ يَقْتُلْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ يَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنْتَ وَلَا أَرَاكَ تُدْرِكُهُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ فَوَجَدَهُ قَدْ ذَهَبَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هارون بهذا.
2993 - تخريجه: والحديث في مسند أبي يعلى (4/ 150: 2215). الحديث بهذا السند فيه طلحة بن نافع، وهو في نفسه صدوق، وروايته عن جابر قال بعضهم إنما هي صحيفة ولكن ثبت أنه كان جاره بمكة بستة أشهر وعلى هذا فالحديث حسن والله أعلم. وله شواهد كثيرة منها حديث أنس رضي الله عنه الذي يأتي بعده وهو حديث حسن بمجموع طرقه. وله شاهد صحيح بمعناه من حديث أبي بكرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- مر برجل ساجد وهو ينطلق إلى الصلاة فقضى الصلاة ورجع عليه وهو ساجد، فقام النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَنْ يقتل هذا؟ والباقي بمعناه. أخرجه أحمد في مسنده (5/ 42)، ثنا روح، ثنا عثمان الشمام، ثنا مسلم بن =
= أبي بكرة، عن أبيه به. ورواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 443)، باب المارقة والخوارج برقم (938)، عن الحسين بن بزار حدّثنا روح بن عبادة به. وقال الهيثمي في المجمع (6/ 228)، ورجال أحمد رجال الصحيح، وقال أحمد شاكر: إسناّده صحيح، وقال الألباني: إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير شيخ المصنف وهو ثقة. وله شاهد آخر من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن أبا بكر جاء إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إني مررت بوادي كذا وكذا، فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اذهب إليه فاقتله. الحديث بمعناه وفي آخره زيادة. قلت: إسناده حسن وقال الهيثمي: رجاله ثقات، قلت ولكن فيه جامع بن مطر الحبطي وهو صدوق.
2994 - [1] حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذُكر رجلٌ لِرِسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لَهُ نِكاية فِي الْعَدُوِّ وَاجْتِهَادٌ، فَقَالَ: لَا أَعْرِفُ هَذَا قَالُوا: بَلَى، نَعْتُهُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: لَا أَعْرِفُهُ (¬1)، فَبَيْنَا (¬2) نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ الرَّجُلُ، فَقَالُوا: هُوَ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا كُنْتُ أَعْرِفُ هَذَا، هَذَا (هُوَ أَوَّلُ) (¬3) قَرْنٍ رَأَيْتُهُ فِي أُمَّتِي إِنَّ فِيهِ لَسَفْعَةً (¬4) (¬5) مِنَ الشَّيْطَانِ فَلَمَّا دَنَا الرَّجُلُ سَلَّمَ فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَامَ فَقَالَ لَهُ: أُنْشِدُكَ بِاللَّهِ هَلْ حدَّثَتْ نَفْسَكَ حِينَ طَلَعْتَ عَلَيْنَا أَنْ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أحدٌ أَفْضَلُ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَبِي بَكْرٍ قُمْ فَاقْتُلْهُ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي نَفْسِهِ، إِنَّ لِلصَّلَاةِ حُرْمَةً وَحَقًّا، وَلَوْ أَنِّي اسْتَأْمَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَاءَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَقَتَلْتَهُ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا رَأَيْتُهُ قَائِمًا يُصَلِّي، وَرَأَيْتُ لِلصَّلَاةِ حُرْمَةً وَحَقًّا، إِنْ شِئْتَ (¬6) أَنْ أَقْتُلَهُ قَتَلْتُهُ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَسْتَ بِصَاحِبِهِ، اذْهَبْ (¬7) يَا عُمَرُ فَاقْتُلْهُ فدخل عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَسْجِدَ، فإِذَا هُوَ سَاجِدٌ فَانْتَظَرَهُ طَوِيلًا، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي نَفْسِهِ: إِنَّ لِلسُّجُودِ حَقًّا، فَلَوْ أَنِّي اسْتَأْمَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَدِ اسْتَأْمَرَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَقَتَلْتَهُ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا رَأَيْتُهُ سَاجِدًا، وَرَأَيْتُ لِلسُّجُودِ حَقًّا، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أَقْتُلَهُ قَتْلَتُهُ؟ فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-لَسْتَ بِصَاحِبِهِ قُمْ يَا عَلِيُّ، أَنْتَ صَاحِبُهُ إِنْ وَجَدْتَهُ، فَوَصَلَ، فَوَجَدَهُ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ أَقَتَلْتَهُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَوْ قُتِلَ مَا اخْتلَفَ رَجُلَانِ مِنْ أُمَّتِي (¬8) حَتَّى الدَّجَّالِ. * هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَأَبُو مَعْشَرٍ فيه ضعف. ¬
وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى أَخْرَجَهَا الْبَزَّارُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَرِيكٍ. حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى أَقْبَلَ رجلٌ حَسَن السَّمت، ذَكَرُوا مِنْ أَمْرِهِ أَمْرًا حَسَنًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنِّي أَرَى (¬1) عَلَى وَجْهِهِ (¬2) سَفْعَةً مِنَ النَّارِ، فَلَمَّا انْتَهَى فَسَلَّمَ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِاللَّهِ -أَظُنُّهُ قَالَ-: هَلْ قُلْتَ فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَفْضَلُ الْقَوْمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا ذَهَبَ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّهُ قَدْ طَلَعَ قَرْنُ هَذَا وَأَصْحَابُهُ مِنْهُمْ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَفَلَا أَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-بَلَى: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ بِاخْتِصَارٍ. وَآخِرُهُ فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَجِدْهُ، وَذَكَرَ مَا بَعْدَهُ. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ تَفَرَّدَ بِهِ شَرِيكٌ، قُلْتُ: قَدْ خُولِفَ فِيهِ كَمَا تَقَدَّمَ، فَقِيلَ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ شَرِيكٍ كَمَا تَرَى بِإِسْنَادٍ آخَرَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ. ¬
2994 - تخريجه: والحديث بطوله في مسند أبي يعلى (6/ 340: 3668). ورواه الآجري (ص 28) من طريق محمَّد بن بكار به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف وعلته أبو معشر نجيح وهو ضعيف مختلط ولكن له طرق أخرى عن أنس. منها طريق البزّار أخرجها في كتاب أهل البغي كما في كشف الأستار (2/ 359: 1851)، عن إبراهيم بن عبد الله بن محمَّد، ثنا عبد الرحمن بن شريك، ثنا أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أنس بن مالك به مختصرًا. وعبد الرحمن بن شريك القاضي هو وأبوه ضعيفان. ومنها طريق يزيد الرقاشي عن أنس أخرجها أبو يعلى في مسنده (4/ 154: 113 ط)، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حدّثنا عكرمة، حدّثنا يزيد الرقاشي به بطوله مع أختلات يسير. وروإه البيهقي في الدلائل (6/ 287)، من طريق الربيع بن سليمان، حدّثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي قال حدثثا الرقاشي به بلفظ أبي يعلى. ويزيد الرقاشي ضعيف عند الجمهور. ومنها حديث هود بن عطاء الحنفي عن أنس بن مالك أخرجها أبو يعلى في مسنده (4/ 161: 4128) والآجري في الشريعة (ص 30)، كلاهما من طريق موسى بن عبيدة قال أخبرني هود بن عطاه، عن أنس بنحوه. وموسى بن عبيدة وهود بن عطاء ضعيفان. ولكن الحديث لا ينزل عن درجة الحسن بمجموع طرقه. وقد سبق في الحديث الذي قبله شواهد صحيحة بمعنى الحديث وعلى هذا فالحديث صحيح لغيره.
31 - باب الرفض
31 - بَابُ الرَّفْضِ 2995 - [1] قَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ القاسم، حدّثنا عمران بن زيد الثعلبي، حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ (¬1) الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الإِسلام، وَيَلْفِظُونَهُ قَاتِلُوهُمْ، فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ بِهَذَا. ¬
2995 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 137 ب). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 25) وعزاه إلى أبي يعلى والبزار والطبراني، وقال: رجاله وثقوا، وفي بعضهم خلاف، والحديث في مسند عبد بن حميد كما في المنتخب (ص 232: 698). وهو في مسند أبي يعلى (4/ 459: 2586). ورواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 461: 981). رواه أبو نعيم في الحلية (4/ 95)، والعقيلي في الضعفاء في ترجمة حجاج بن =
= تميم (1/ 285)، والبيهقيُّ في الدلائل (6/ 548)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 160: 256) كلهم عن طريق عمران بن زيد به بلفظه.
الحكم عليه الحديث بهذا السند ضعيف، وفيه عمران بن زيد وحجاج بن تميم وهما ضعيفان والأخير أضعف لأنّ ضعفه شديد. ولكن تابع عمران بن زيد يوسف بن عديّ عن حجاج أخرجه الطبراني في الكبير. وأبو نعيم في الحلية (4/ 95) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 160: 257) ثلاثتهم من طريق يوسف بن عديّ عن حجاج بن تميم به بنحوه. والحديث فيه حجاج بن تميم وهو ضعيف كما سبق، وبهذا يعرف قول الهيثمي في المجمع عقب هذا الحديث إسناده حسن أنه ليس بصواب، وقال ابن الجوزي، وهذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وحجاج لا يتابع على هذا الحديث. وله طريق آخر عن ابن عباس أخرجه ابن عديّ في الكامل (5/ 153) عن يزيد بن زريع، ثنا خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس بمعناه. وهذا الطريق أضعف من الطريق الأوّل، ولذا قال ابن عديّ: وهذا الحديث بهذا الإِسناد، وخاصة عن يزيد بن زريع، عن خالد باطل لا أعلم يرويه غير عمرو بن مخرم، وقال الذهبي: عمرو بن مخرم روى عن يزيد بن زريع بالبواطيل وعدّ هذا الحديث من هذه البواطيل. وعلى أيّ حال فالحديث بطرقه ضعيف ولا تصلح لأن يجبر بعضها بعضًا، والله أعلم. وللحديث شواهد منها حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سيأتي بعدي قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة إذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون. الحديث. =
= أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (ص 460: 979)، عن طريق محمَّد بن أسعد التغلبي، حدّثنا عثبر بن القاسم أبو زبيد، عن حصين بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عليّ رضي الله عنه. قلت: فيه محمَّد بن أسعد التغلبي، قال أبو زرعة والعقيلي: منكر الحديث. وله طريق آخر عن علي رضي الله عنه، أخرجه أحمد في مسنده (1/ 102) وعبد الله بن أحمد في السنة (2/ 546: 1269)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 460: 978)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 57: 252) ثلاثتهم عن طريق يحيي بن المتوكل عن كثير النواء، عن إبراهيم بن حسن بن حسن بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده قال: قال عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "يظهر فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الإِسلام". قلت: يحيي بن المتوكل قال أحمد بن حنبل: واهي الحديث، وشيخه كثير النواء ضعيف، وعلى هذا فلا يفيد للحديث شيئًا.
2996 - حدّثنا أبو سعيد الأشج، حدّثنا أبو (¬1) إِدْرِيسَ (¬2) عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَوْفٍ، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو الْهَاشِمِيِّ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيٍّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ محمَّد -صلى الله عليه وسلم- رضوان اللَّهِ عَلَيْهِمْ قَالَتْ: نَظَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: هَذَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ قَوْمًا يَعْلَمُونَ الإِسلام، ثُمَّ يَرْفُضُونَهُ لَهُمْ نَبَز يُسمَّون الرَّافِضَةَ مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَعْلَمْ (¬3) بِأَنَّهُمْ مُشْرِكُونَ. ¬
2996 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 137 ب). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 25) وعزاه إلى الطبراني، وقال: رجاله ثقات إلّا أن زينب بنت عليّ لم تسمع من فاطمة فيما أعلم. قلت: خفي عليه أن في السند أبا إدريس سليمان وهو كذاب، وسبب هذا الوهم أنه وقع في النسخ ابن إدريس وهو عبد الله ثقة. والحديث في مسند أبي يعلى (6/ 165). ورواه ابن حبّان في المجروحين في ترجمة "تليد" (1/ 205) وعنه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 159: 255) والخطيب في الموضح (1/ 43) كلاهما من طريق أبي سعيد الأشج به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث ضعيف جدًا من أجل تليد بن سليمان كذبه غير واحدٍ. وله شاهد من حديث أم سلمة رضي الله عنها، قال: كانت ليلتي وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عندي فجاءت فاطمة ومعها عليّ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: أبشر يا علي =
= أنت وأصحابك في الجنة فذكر الحديث بمعناه وفيه زيادات أخرى. ورواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 461: 980) من طريق سوار بن مصعب عن داود بن أبي عوف، عن فاطمة بنت علي، عن فاطمة الكبرى، عن أسماء بنت عيسى، عن أم سلمة. وهذا إسناد ضعيف جدًا فيه سوار بن مصعب وهو متروك وإسناده مختلف فيه فرواه اللالكائي في شرح الأصول (8/ 1453: 2802) من طريق سوار بن مصعب، عن أبي الجحاف، عن محمَّد بن عمرو، عن سويد بن علي، عن فاطمة بنت علي، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بلفظ ابن أبي عاصم السابق. ورواه الخطيب في التاريخ (12/ 358). ورواه ابن الجوزي في العلل (1/ 161: 258) كلاهما من طريق سوار بن مصعب، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن أم سلمة. وهذا الاختلاف يزيد الحديث ضعفًا على ضعف والحمل على سوار بن مصعب وهذا دليل على سوء حفظه. وله شاهد من حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، بنحوه. رواه عبد الله بن أحمد في السنة، باب هل وصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (2/ 548: 1272) وابن عديّ في الكامل في ترجمة يحيي بن أبي حية أبو جناب الكلبي (7/ 213) كلاهما عن أبي يحيي عبد الحميد الحماني عن أبي جناب، عن أبي سليمان الهمداني أو النخعي، عن عمه، عن علي. وحديث علي رضي الله عنه، ضعيف جدًا وفيه ثلاث علل: الأولى: أبو سليمان المهمداني لم أقف له على ترجمة. الثانية: عم أبي سليمان الهمداني لا يعرف من باب أولى. الثالثة: أبو جناب وهو يحيي بن أبي حية وهو مختلف فيه ضعفوه من كثرة التدليس وقد عنعن هنا، وأتى بكنية شيخه وهو غير معروف بها. الرابعة: أن ابن عديّ والذهبي ذكرا هذا الحديث من منكرات أبي جناب.
32 - باب ترك تكفير أهل القبلة
32 - بَابُ تَرْكِ تَكْفِيرِ أَهْلَ الْقِبْلَةِ (118) حَدِيثُ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي بَابِ الْخَوَارِجِ (إن شاء الله تعالى يأتي (¬1). ¬
الحكم عليه: وحديث ابن عمر رضي الله عنهما يأتي في باب قتال أهل البغي لا في باب الخوارج من كتاب الفتن، انظر حديث (رقم 4395).
2997 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ يَعْنِي ابْنَ مُنَبِّهٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، هَلْ فِي الْمُصَلِّينَ مِنْ طَوَاغِيتَ؟ قَالَ: لَا، وَسَأَلْتُهُ هَلْ فِيهِمْ مُشْرِكٌ؟ قال: لا.
2997 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 34 ب). والحديث في بغية الباحث (ص 57: 34).
الحكم عليه: الأثر بهذا السند حسن ويرتفع إلى الصحيح لغيره بالطرق الأخرى. فرواه عبد الرزاق في مصنفه (10/ 461: 19708) عن معمر، عن قتادة، عن جابر رضي الله عنه، بلفظ "هل في المصلين مشرك قال: لا". ورواه الطبراني في المعجم الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 401: 152) من طريق منصور بن دينار، عن الأعمش، عن أبي سفيان قال: قلت لجابر بن عبد الله "هل كنتم تقولون لأحد من أهل القبلة كافر قال: لا. قلت: فكنتم تقولون مشرك قال: معاذ الله". وعن طريق الأعمش رواه أبو يعلى كما سيأتي في الذي بعده.
2998 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ (¬1)، [ثنا أَبِي] (¬2) حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ (¬3)، قَالَ سَأَلْتُ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ مُجَاوِرٌ بِمَكَّةَ، وَكَانَ نَازِلًا فِي بَنِي فِهْرٍ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ هَلْ كُنْتُمْ تَدْعون أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ مُشْرِكًا؟ فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ وَفَزِعَ لِذَلِكَ قُلْتُ: هَلْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَحَدًا مِنْهُمْ كَافِرًا؟ قال: لا. * صحيح موقوف. ¬
2998 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 35 أ). وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 112) وعزاه إلى أبي يعلى والطبراني، وقال: رجاله رجال الصحيح. والحديث في مسند أبي يعلى (4/ 207: 2317). ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في الإيمان (ص 98: 29)، قال حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش به بنحوه. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 401: 152) وأبو إسحاق الأصبهاني في الترغيب (2/ 423) وابن عساكر في تبيين كذب المفتري (ص 405) كلهم عن طريق الأعمش.
الحكم عليه: الأثر بهذا السند صحيح، وإنما صححت حديث أبي سفيان طلحة لأنّ الراوي عنه هو الأعمش، وحديث الأعمش عنه صحيح. ولذا قد صحح الحافظ الأثر هنا وقال الألباني في تعليقه على الحديث في تحقيق الإيمان لأبي عبيد صحيح على شرط مسلم. =
= وله طريق أخرى أخرجها ابن أبي عاصم في السنة (2/ 459: 976) عن طريق يحيي بن عبادة، ثنا سعيد بن زيد، ثنا الجعد بن دينار أبو عثمان، حدّثنا سليمان بن قيس اليشكري الأعور، قال: سألت جابر بن عبد الله "هل كنتم ترون الذنوب شركًا؟ فقال: معاذ الله ما كنّا نزعم أن في المصلين مشركًا". قلت: يحيي بن عباد قال أبو حاتم: لا أعرفه.
2999 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ (¬1) بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ نَاسًا يَشْهَدُونَ علينا بالكفر والشرك، قال أنس رضي الله عنه: أولئك شر الخلق والخليقة. ¬
2999 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 35 أ).
الحكم عليه: هذا الأثر بهذا السند ضعيف وعلته يزيد الرقاشي وهو ضعيف.
3000 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (¬1)، حَدَّثَنَا لَيْثٌ (¬2) عَنْ زَيْدٍ (¬3)، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-وَيْلٌ لِلْمُتَأَلِّينَ مِنْ أُمَّتِي الَّذِينَ يَقُولُونَ، فُلَانٌ فِي الْجَنَّةِ فلان فِي النَّارِ. [2] حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ بِهِ. ¬
3000 - تخريجه: رواه ابن بطة في الإبانة (2/ 753: 1409) عن طريق يعقوب الدورقي قال: حدّثنا معتمر، عن ليث، به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف وفيه علتان: الأولى: الإِرسال لأنّ جعفر العبدي تابعي. الثانية: فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف أيضًا. ولكن يشهد لمعنى الحديث حديث جندب الذي رواه مسلم في صحيحه (4/ 2023: 2620) وفيه أن رجلًا قال: والله لا يغفر الله لفلان وأن الله تعالى قال: من الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك. ويشهد أيضًا لمعنى الحديث أيضًا لحديث حديث ابن عباس رضي الله عنه الذي يأتي بعده وهو حسن لذاته. كما يشهد له حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قال لأخيه لا يغفر الله له فَقِيلَ لَهُ بَلْ لَكَ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ. وقد تقدم في حديث (2938). وكما يشهد لمعناه حديث ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "وَطِئَ رَجُلٌ عَلَى عُنُقِِ رَجُلٍ وَهُوَ سَاجِدٌ فَقَالَ: أَوَطِئْتَ عَلَى عُنُقِي وَأَنَا سَاجِدٌ، وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ فَقَالَ: تَأَلَّى عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فَغَفَرَ له". وهو حديث صحيح سبق برقم ().
3001 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ جعفر ابن أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: يقول اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ تَأَلَّى عَلَى عَبْدِي، أدخلت عبدي الجنة وأدخلته النار.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند حسن. وقد سبق في الحديث الذي قبل تخريج شواهده.
33 - باب الوسوسة
33 - بَابُ الْوَسْوَسَةِ 3002 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ محمَّد الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (¬1): يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحق إنه ليعترض فِي صَدْرِي الشَّيْءُ، وَوَدِدْتُ أَنْ أَكُونَ حُمَمًا (¬2) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحمد لله الذي قد يئس الشَّيْطَانَ أَنْ يُعْبَدُ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ مَرَّةً أُخْرَى، وَلَكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ بِالْمُحَقَّرَاتِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ. قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ والنسائيُّ مِنْ حَدِيثِ ذَرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ بَعْضَهُ. وَزَادَ "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رد كيده إلى الوسوسة" (¬3). والأول منقطع. ¬
3002 - تخريجه: حديث الباب ذكره البوصري في الإتحاف (1/ ق 28 أ) ونقل تعليق الحافظ ابن حجر على الحديث، ولم أجد حديث أبي بن كعب إلّا من هذا الطريق وهو كما قال ابن حجر هنا منقطع. =
= وخالف محمَّد بن عمرو أبو نعيم فرواه عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن معاذ بن جبل أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 172: 367) قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا عمر بن ذر قال: سمعت أبي يذكر عن معاذ بن جبل قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنَّهُ ليعترض في صدري .. الحديث بلفظه. وهذا الحديث كالأول منقطع لأنه كما قال الهيثمي في المجمع (1/ 39) ذر بن عبد الله لم يدرك معاذًا. وقد رواه داود والنسائيُّ من حديث ذر بن عبد الله عن عبد الله ابن شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، كما أشار إليه الحافظ ابن حجر هنا. رواه أبو داود في الأدب باب في رد الوسوسة (5/ 236: 5112) ورواه النسائيُّ في عمل اليوم (ص 207: 673) كلاهما من طريق منصور، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأنّ يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ردَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ. واللفظ لأبي داود. ورواه أحمد في المسند (1/ 235) عن منصور، به بنحو روايتهما.
الحكم عليه: وحديث ابن عباس حديث صحيح وقال الألباني في ظلال الجنة برقم (658) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد رواه أيضًا ابن أبي عاصم في السنة (ص 296: 658) عن طريق حماد عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما. والخلاصة أن الحديث صحيح عن ابن عباس دون غيره من أبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل، والله أعلم.
3003 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ (¬1) قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا (¬2) يُحَدِّثُ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: إِنَّ أَحَدَنَا يحدِّث نَفْسَهُ بِشَيْءٍ (¬3) لَوْ تَكَلَّمَ بِهِ ذَهَبَتْ آخِرَتُهُ وَلَوْ ظَهَرَ عَلَيْهِ لقُتل، قَالَ: فكبَّرتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَتْ: سُئِلَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَبَّرَ ثَلَاثًا ثم قال: إنما يختبر المؤمن. ¬
3003 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 28 أ). وهو في مسند أبي يعلى (4/ 344: 4630) بسنده ومتنه. وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 38) وعزاه إلى أحمد وأبي يعلى. ولفظ أحمد يختلف عن لفظ أبي يعلى. ورواه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 263: 1321) عن جرير، عن ليث، به وقال: "فإنه لن يحسّ ذلك إلّا مؤمن". ورواه أحمد (6/ 106) قال: حدّثنا مؤمل ثنا حماد، عن ثابت، عن شهر بن حوشب، عن (خاله)، عن عائشة ولفظه، قالت: شكوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يجدون من الوسوسة، وقالوا: يا رسول الله إنا لنجد شيئًا لو أن أحدنا خرَّ من السَّماء كان أحب إليه من أن يتكلم به فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ذاك محض الإيمان.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف وشهر بن حوشب أيضًا ضعيف، ولكن تابع ليثًا ثابتُ البناني عند أحمد، ولكن في مسند أحمد: شهر بن حوشب، عن خاله. وأظن أن هذا خطا مطبعي وأن الأصل عن شهر وخاله =
= كما في الأدب المفرد للبخاري. وعلى أي حال فالحديث ضعيف من أجل شهر بن حوشب. وحديثه قابل للانجبار. وللحديث شواهد صحيحة، بمعناه منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه. قال: جاء أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله إنا نجد الشيء في أنفسنا ليتعاظم عند أحدنا أن نتكلم به قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم قال: ذلك صريح الإيمان. أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان الوسوسة (1/ 119: 132) وأبو داود في الأدب باب في رد الوسوسة (5/ 336: 5111) كلاهما من طريق زهير، حدّثنا سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة. ورواه ابن أبي عاصم في السنة باب في الوسوسة (ص 295: 654) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. ومنها حديث عبد الله بن مسعود وأنس بن مالك وغيرهما في معنى هذا الحديث.
3004 - وَقَالَ الْحَارِثُ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ هُوَ الْمُرِّيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: أَنَّ رَجُلًا قَامَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ (¬1) فِي صَدْرِي شَيْئًا لَوْ أَبْدَيْتُهُ لَهَلَكْتُ. أَفَهَالِكٌ أَنَا؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تكلم أو تعمل. ¬
3004 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 27 ب). وهو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 27: 19).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، وفيه علتان: الأولى: صالح المري، وهو ضعيف جدًا، والثانية: الإرسال. ولكن الحديث ورد موصولًا مرفوعًا عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنْ أَبِي هريرة دون الشطر الأوّل المتضمن للسؤال. رواه البخاريُّ في النكاح باب الطلاق في الإِغلاق (9/ 388: 5269) ومسلم في صحيحه في الإيمان باب تجاوز الله عن حديث النفس (1/ 116: 127) وأبو داود في الطلاق باب في الوسوسة بالطلاق (2/ 657: 2209) والترمذي في الطلاق باب ما جاء فيمن يحدث نفسه بطلاق امرأته (3/ 480: 1183). وابن ماجه في الطلاق باب من طلق في نفسه ولم يتكلم، به (1/ 658: 2040)، وأحمد في المسند (2/ 474) كلهم من طريق عن قتادة، عن زرارة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ إن الله تجاوز، عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. أما الشطر الأوّل من الحديث الموقوف المتضمن للسؤال معناه صحيح من حديث ابن عباس السابق قبل حديث، والله أعلم.
34 - باب كراهية التزكية
34 - بَابُ كَرَاهِيَةَ التَّزْكِيَةِ 3005 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَن (¬1)، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ: إِنِّي مُؤْمِنٌ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: فَقُلْ: إِنِّي فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ: آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ. ¬
3005 - تخريجه: رواه أبو بكر بن أبي شيبة في الإِيمان (ص 9: 22) قال: حدّثنا غندر عن شعبة، به بلفظه. ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الإيمان (ص 67: 11) عن يحيي بن سعيد ومحمد بن جعفركلاهما عن شعبة، به بلفظه. ورواه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 22: 655) عن أبيه، عن يحيي قال: حدّثنا شعبة، به بلفظه. وعن طريق عبد الله بن أحمد أخرجه اللالكائي (5/ 977: 1780).
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه. وقال الألباني في تعليقه على كتاب الإيمان لأبي بكر بن أبي شيبة برقم (22). موقوف صحيح الإسناد. قلت: وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه الاستثناء في الإيمان بطرق كثيرة.
3006 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عبيد الله (¬1) ابن كَرِيز قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ إِعْجَابُ الْمَرْءِ بِرَأْيِهِ، وَمَنْ قَالَ: أَنَا عَالِمٌ فهو جاهل، ومن قال: إني في الجنة فهو في النار. ¬
3006 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 25 ب)، وقال: ضعيف فيه موسى بن عبيدة.
الحكم عليه: الأثر بهذا السند ضعيف جدًا من أجل موسى بن عبيدة الربدي. ملحوظة: ويأتي في الحديث الذي بعده تخريجه مرفوعًا وموقوفًا.
3557 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ (¬1)، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ (¬2) عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فهو كافر، ومن زَعَمَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَالِمٌ فَهُوَ جَاهِلٌ، قَالَ: فنازعه رجل، قال (¬3): إِنْ تَذْهَبُوا (¬4) بِالسُّلْطَانِ (¬5) فَإِنَّ لَنَا الْجَنَّةَ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من زَعَمَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ. ¬
3007 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 25 ب). وهو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 24: 17). ورواه ابن بطة في الإبانة (2/ 868: 1180) من طريق علي بن سهل بن المغيرة قال: حدّثنا عفان، به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث رجاله كلهم ثقات إلّا أنه منقطع لأنّ قتادة لم يسمع من عمر بن الخطاب بل قالوا: إن قتادة لم يسمع من صحابي غير أنس وعلى هذا فالحديث ضعيف لجهالة الساقط. وله طريق أخرى عن عمر دون الفقرة المرفوعة أخرجها اللالكائي في شرح الأصول (5/ 975: 777) من طريق حنبل قال: حدثني أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل قال: نا معتمر، عن أبيه، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: قَالَ عمر (من قال: أنا =
= مؤمن فهو كافر ومن قال هو عالم فهو جاهل ومن قال: هو في الجنة فهو في النار). وهذا كالأول منقطع لأنّ نعيم بن أبي هند لم يسمع من عمر رضي الله عنه. وعلى هذا فلا يصح عن عمر شيء في هذا الباب. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 660: 307) من طريق ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر لا أعلمه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: من قال: إني عالم فهو جاهل. فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. وروى الطبراني في الصغير (1/ 65) عن عبد الله بن الحسين المصيصي، حدّثنا محمَّد بن كثير، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قال: (من قال إني عالم فهو جاهل ومن قال: إني جاهل فهو جاهل، ومن قال: إني في الجنة فهو في النار، ومن قال: إني في النار فهو في النار). وهذا مع كونه مقطوعا ضعيف السند ففيه عبد الله بن الحسين المصيصي قال ابن حبّان: يسرق الأحاديث. أما القدر المرفوع: فقد روى ابن عديّ في الكامل (4/ 101) عن طريق ضرار بن عمرو عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (مَنْ قَالَ: إنه في الجنة فهو في النار). وهذا ضعيف جدًا من أجل ضرار بن عمرو، قال ابن عديّ: منكر الحديث. وروى الخلال في السنة (3/ 587: 1029) باب تفسير الزيادة والنقصان في الإيمان قال: أخبرني عبد الملك قال: ثنا هوذة بن خليفة قال: ثنا عوف عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- (مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي النار). وروى السهمي في تاريخ جرجان (ص 28: 128) عن طريق زياد الديلم عن الحسن البصري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: من زعم أنه عالم فهو جاهل. وكلا الطريقين ضعيف لأنهما مرسلان، والمرسل ضعيف، ناهيك مرسلات =
= الحسن البصري لأنها كما قيل شبه الريح. التعليق على النص: الاستثناء في الإيمان. قال شيخ الإِسلام: نقل عن السلف، فيقول أحدهم: أنا مؤمن إن شاء الله ويستثنون في أعمال البر فيقول أحدهم: صليت إن شاء الله ومراد السلف من ذلك الاستثناء إما لكونه لا يقطع بأنه فعل الواجب كما أمر الله ورسوله، فيشك في قبول الله لذلك فاستثنى ذلك أو للشك في العاقبة أو يستثني لأنّ الأمور جميعها إنما تكون بمشيئة الله كقوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ} مع أن الله علم بأنهم يدخلون لا شك في ذلك أو لئلا يزكي نفسه، وكان أولئك يمتنعون عن القطع في مثل هذه الأمور. مجموع فتاوى ابن تيمية (3/ 289).
3008 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُعارك (¬1) بْنُ عَبَّادٍ الْقَيْسِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لَا يَتِمُّ إِيمَانُ الْمَرْءِ حَتَّى يَسْتَثْنِيَ فِي كل حديثه. أو قال: في كلامه. ¬
3008 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 33 ب). وأخرجه العقيلي في الضعفاء في ترجمة معارك (4/ 255). وأخرجه ابن عديّ في الكامل (6/ 452). ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 135) والجورقاني في الأباطيل (1/ 44) أربعتهم عن طريق معارك بن عباد به ولفظهم "إن من تمام إيمان العبد أن يستثني في كل حديث".
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا ومداره على معارك بن عباد وهو منكر الحديث قال أبو زرعة واهي الحديث. وأيضًا عبد الله بن سعيد متروك.
35 - باب تكذيب من يؤمن بالرجعة في الدنيا
35 - بَابُ تَكْذِيبِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ فِي الدُّنْيَا 3009 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ معاوية، حدثني أبو إسحاق (¬1) عن عمرو ابن الْأَصَمِّ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ (¬2) بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّ هَذِهِ الشِّيعَةَ تَزْعُمُ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَبْعُوثٌ، فَقَالَ: كَذَبُوا مَا أُولَئِكَ بِشِيعَةٍ، لَوْ كَانَ مَبْعُوثًا مَا زوَّجنا نساءه ولا قسمنا ميراثه. ¬
3009 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 25) وعزاه إلى عبد الله في زوائده على المسند بإسناد جيد. ورواه ابن الجعد في المسند (2/ 912: 2616)، عن زهير به. ومن طريق ابن الجعد رواه الحاكم في المستدرك في معرفة الصحابة (3/ 145). ورواه القطيعي في زوائده فضائل الصحابة (2/ 662: 1128)، من طريق زهير به. ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة (3/ 39)، قال أخبرنا أبو معاوية الضرير =
= عن حجاج عن أبي إسحاق به. ورواه ابن سعد أيضًا في الطبقات (3/ 26) عن أسباط بن محمَّد عن مطرف، عن أبي إسحاق.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف فيه عمرو بن الأصم ولم أجد من تكلم فيه جرحًا أو تعديلًا غير أن ابن حبّان ذكره في الثقات. وخالفهم شريك بن عبد الله القاضي فرواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 148)، حدثني عثمان بن أبي شيبة ثنا شريك عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ قال قلت: للحسن بن علي. وفي المجمع للهيثمي (10/ 25) عاصم بن بهدلة، وأظن: كلاهما تحريف وعلى أيّ حال، فالحديث ضعيف.
36 - باب العفو عما دون الشرك
36 - بَابُ الْعَفْوِ عَمَّا دُونَ الشِّرْكِ 3010 - قَالَ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ وَعَدَهُ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ عَلَى عَمَلٍ ثَوَابًا فَهُوَ مُنْجِزُهُ لَهُ، وَمَنْ وَعَدَهُ عَلَى عَمَلٍ عِقَابًا، فَهُوَ فِيهِ بِالْخِيَارِ. قَالَ البزّار: سهيل لا يتابع على حديثه.
3010 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (10/ 314) وعزاه إلى الطبراني وأبي يعلى وقال: وفيه سهيل بن أبي حزم وقد وثق على ضعفه. وهو في مسند أبي يعلى (6/ 66: 3316). وعن طريق أبي يعلى أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في الحجة (2/ 71) باب ذكر الوعد والوعيد برقم (40). ورواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 452: 960) وعبد الله البغوي في حديث هدبة بن خالد (1/ رقم 55) قالا: ثنا هدبة، به بلفظه. ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 204: 189) حدّثنا أبو بدر لغبري ثنا هدبة، به. ورواه القاسم السرقسطي في غريب الحديث (2/ 109/2) وأبو الحسين =
= الأبنوسي في الفوائد كما في السلسلة الصحيحة (6/ 2) وابن عديّ في الكامل في ترجمة سهيل بن أبي حزم (3/ 450) كلهم من طريق هدبة، به.
الحكم عليه: مدار الحديث على سهيل بن أبي حزم وهو ضعيف كما سبق في دراسة الإسناد. الشطر الأوّل من الحديث تشهد له الآيات القرآنية منها قوله تعالى: {لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ} (سورة الروم: الآية 6). أما الشطر الأخير من الحديث فيشهد له حديث عبادة بن الصامت (ومن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه). أخرجه البخاريُّ في الإيمان فتح الباري (1/ 64: 11). وقد أخرجه أحمد (5/ 325) وابن أبي عاصم في السنة (2/ 454) من طريق أبي راشد الجراني، عن عبادة بن الصامت فذكر الحديث ومنه "ومَن عَبَدَ الله لا يشرك به شيئًا وآتى الزكاة وسمع وعصى فإن الله من أمره على الخيار إن شاء الله رحمه وإن شاء عذبه". قال الألباني في ظلال الجنة: إسناده حسن. وعلى هذا فالحديث بشواهده صحيح إن شاء الله.
37 - باب عظمة الله وصفاته
37 - بَابُ عَظَمَةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ 3011 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَآتِيَنَّهُمْ (¬1) مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} (¬2). قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَقُولَ مِنْ (¬3) فَوْقِهِمْ عَلِمَ أن الله عزَّ وجلّ فوقهم (¬4). ¬
3011 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 45 ب). وأخرجه اللالكائي في شرح الأصول (3/ 397: 661) من طريق إسحاق، به بلفظه.
الحكم عليه: الأثر بهذا السند ضعيف جدًا من أجل إبراهيم بن الحكم. ولكن تابعه حفص بن عمر عند ابن جرير في التفسير أخرجه في تفسير سورة الأعراف الآية 17 عن سعد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال: ثنا حفص بن =
= عمر، ثنا الحكم بن أبان، به إلَّا أنه قال: "ولم يقل من فوقهم لأنّ الرحمة تنزل من فوقهم". وهذا الطريق ضعيف أيضًا من أجل حفص بن عمر بن ميمون وهو كما قال ابن حجر: ضعيف. أما معنى الأثر وهو أن الله سبحانه وتعالى فوق خلفه، فهو معنى صحيح بإجماع السلف الصالح على ذلك. انظر مجموع فتاوى شيخ الإِسلام (5/ 518).
3012 - أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ يَقُولُ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} (¬1) ارتفع. ¬
3012 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 45 ب). وأخرجه اللالكائي في شرح الأصول (3/ 397: 662) من طريق إسحاق بن راهويه.
الحكم عليه: الأثر صحيح وهو موافق كما قال بشر بن عمر لأقوال أئمة التفسير في الاستواء. وأورده البخاريُّ في صحيحه في التوحيد (13/ 403) باب: وكان عرشه على الماء. قال أبو العالية: استوى: ارتفع فسواهن: خلقهن. وقال مجاهد: استوى: علا على العرش. انتهى. وروى ابن أبي حاتم كما في مجموع الفتاوى (5/ 518) قال: ثنا عصام بن الرواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر عن الربيع، عن أبي العالية باللفظ السابق. ثم قال ابن أبي حاتم: وروي عن الحسن يعني البصري والربيع بن أنس مثله كذلك انظر أقوال العلماء في هذه المسألة في مجموع الفتاوى (5/ 518) وما بعدها.
3013 - أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ محمَّد بْنِ يَزِيدَ بْنِ (¬1) أَبِي زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، لَمَّا خَلَقَ الصُور أَعْطَاهُ إِسْرَافِيلَ فَهُوَ واضِعُه عَلَى فِيهِ شَاخِصٌ إِلَى الْعَرْشِ يَنْتَظِرُ (¬2) حتى يؤمر فذكر الحديث فقال فِيهِ: ثُمَّ يَضَعُ اللَّهُ تَعَالَى عَرْشَهُ حَيْثُ شَاءَ مِنَ الْأَرْضِ، وَيَحْمِلُ عَرْشَهُ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ، وَهُمُ الْيَوْمَ (¬3) أَرْبَعَةٌ، أَقْدَامُهُمْ عَلَى تُخُومِ الْأَرْضِ السفلى، والأرضون والسموات عَلَى عَجُزِهِمْ وَالْعَرْشُ عَلَى مَنَاكِبِهِمْ، لَهُمْ زَجَلٌ بِالتَّسْبِيحِ، وَتَسْبِيحُهُمْ أَنْ يَقُولُوا سُبْحَانَ الْمَلِكِ ذِي الْمَلَكُوتِ، سُبْحَانَ ذِي الْعَرْشِ (¬4) ذِي الْجَبَرُوتِ سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ سُبْحَانَ الَّذِي يُميت الْخَلَائِقَ وَلَا يَمُوتُ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، سُبْحَانَ ذِي المُلك وَالْجَبَرُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ، سُبْحَانَهُ (¬5) أَبَدَ الأبد. * هذا إسناده ضعيف. ¬
3013 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 45 ب) وقال: إسناده ضعيف، وهذا الحديث معروف بحديث الصور عند المحدثين وهو حديث طويل جدًا. =
= واختلف في إسناده ومتنه اختلافا شديدًا فإسماعيل بن رافع مع كونه منكر الحديث اضطرب في إسناده فتارة رواه عن محمَّد بن يزيد، عن رجل، عن أبي هريرة كما في رواية إسحاق هنا. وتارة رواه عن يزيد بن أبي زياد، عن محمَّد بن كعب، عن رجل، عن أبي هريرة. رواه ابن جرير في تفسيره (15/ 186) قال: حدّثنا أبو كريب قال: ثنا عبد الرحمن بن محمَّد المحاربي، عن إسماعيل بن رافع المدني، به الحديث بطوله وفيه هذا المقطع. وتارة عن يزيد بن أبي زياد، عن رجل، عن محمَّد بن كعب، عن رجل، عن أبي هريرة. رواه الطبري في التفسير أيضًا (10/ 110) عن أبي كريب ثنا عبد الرحمن بن محمَّد المحاربي، عن إسماعيل بن رافع، عن يزيد، به فذكر بعض الحديث الطويل. وتارة عن محمَّد بن يزيد، عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بلا واسطة رواه أبو الشيخ في العظمة (ص 177: 388) من طريق عبدة بن سليمان، عن إسماعيل، عن محمَّد بن يزيد، عن محمَّد بن كعب، به. ورواه البيهقي في البعث والنشور (ص 336: 609) من طريقين عن مكي بن إبراهيم ثنا إسماعيل بن رافع، به. ورواه الطبراني في المطولات (25/ 267: 36) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن إسماعيل بن رافع، به. وتارة عن محمَّد بن كعب، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. رواه أبو الشيخ في العظمة (ص 185: 389) من طريق إسماعيل، عن محمَّد بن زياد، عن محمَّد بن كعب القرظي، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. رواه ابن عديّ في الكامل (6/ 267) في ترجمة محمَّد بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ =
= إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عن رجل، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ولم يذكر في كثير من الطرق متن الحديث واكتفى بما يدلّ عليه مثل حديث الصور.
الحكم عليه: الحديث ضعيف جدًا، وفيه علل. 1 - مداره على إسماعيل بن رافع، وهو ضعيف منكر الحديث، وقال النسائيُّ والدارقطني: متروك. 2 - محمَّد بن يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف بالإجماع حتى قال أبو حاتم مجهول. 3 - فيه رجل مبهم ومع إبهامه لم يتحدد موضعه في الإسناد فتارة يذكر قبل أبي هريرة وتارة قبل محمَّد بن كعب. 4 - الاضطراب في إسناده ومتنه وهو من إسماعيل كما نص الحافظ بن حجر في الفتح (11/ 368) حيث قال: إسماعيل اضطرب في سنده مع ضعفه.
3014 - أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَائِشَةَ (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: إِنَّ نَفَرًا مِنَ الْيَهُودِ أَتَوْا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: نَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ، لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا نَبِيٌّ، أَخْبِرْنَا عَنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ مَنْ هُمْ؟ وَعَنْ مَنِيِّ الرَّجُلِ وَمَنِيِّ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَّا حَمَلَةُ الْعَرْشِ فَإِنَّ الْهَوَامَّ تَحْمِلُهُ بِقُرُونِهَا وَالْبَحْرَةُ (¬2) الَّتِي في الشمس من عَرَقَهم، وَمَنِيُّ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَمَنِيُّ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ وَذَكَرَ الثَّالِثَةَ، فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ، هكذا نجده في التوراة. ¬
3014 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 46 ب). وروا ابن أبي عاصم في الآحاد (5/ 258: 2784) ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 281 أ) قال: حدّثنا عمرو بن عثمان ثنا بقية، به إلّا أنه قال عن أبي عائشة إِنَّ نَفَرًا مِنَ الْيَهُودِ أَتَوْا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: حدّثنا عن تفسير أبواب من التوراة لا يعلمهن إلّا نبي قال: وما هو؟ فذكروا ذلك فأخبرهم.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته الانقطاع لأنه إن كان الصحابي عائشة أم المؤمنين فهو منقطع لأنّ خالدًا لم يلق عائشة كما ذكر أبو زرعة. وإن كان الصحابي أبا عائشة والد محمَّد فإني لم أجد رواية لخالد بن معدان عنه ولعله أرسل عنه لا سيما وهو مشهور بالإرسال.
3015 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَوِ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: الشَّكُّ (¬1) مِنْ عُبَيْدٍ قَالَ (¬2): إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى احْتَجَبَ مِنْ خَلْقِهِ بِأَرْبَعٍ: بِنُورٍ ثُمَّ ظُلْمَةٍ، ثُمَّ بِنَارٍ، ثُمَّ ظُلْمَةٍ، أَوْ بِنَارٍ ثم ظلمة ثم نور ثم ظلمة. ¬
3015 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 37 ب). ورواه أبو الشيخ في العظمة (ص 135: 270) قال: حدّثنا محمَّد بن يحيي، حدّثنا بندار، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان عن عبيد يعني، المكتب، به وقال عن ابن عمر بدون شك. رواه البيهقي في الأسماء (ص 403) عن طريق يزيد بن هارون أخبرنا سفيان بن سعيد، عن عبيد المكتب، به عن ابن عمر بدون شك، مختصرًا مع ذكر زيادة في آخره. وأورده السيوطي في اللآلئ (1/ 16) عن طريق أبي الشيخ ثم قال: وهذا الإسناد صحيح رجاله أخرج لهم الشيخان سوى عبيد فأخرج له مسلم والنسائيُّ.
الحكم عليه: هذا الأثر الموقوف على ابن عمر، صحيح الإسناد. وقد روي أيضًا عن ابن عمرو بن العاص، مثله. وقد روي مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكن لا يصح شيء من ذلك رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وسيأتي الكلام على المرفوع في الحديث الذي بعده، والله أعلم.
3016 - [1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ (¬1) عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: دُونَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ لَا يَسْمَعُ أَحَدٌ حِسَّ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْحُجُبِ إلَّا زَهَقَتْ نَفْسُهُ. * هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ يَحْيَى الزِّمَّاني حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ (¬2) اللَّهِ (¬3) بْنِ عَمْرٍو (¬4)، وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِهِ. ¬
3016 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (1/ 84)، وقال: فيه موسى بن عبيدة لا يحتج، به. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 49 ب) وقال: مداره على أبي عبيدة. وهو ضعيف. وهو في مسند أبي يعلى (13/ 520: 7525). ورواه ابن أبي عاصم في السنة باب ذكر شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 352: 788)، والعقيلي في الضعفاء في ترجمة عمر بن الحكم بن ثوبان (3/ 152) والطبراني في الكبير (6/ 148: 5802)، وأبو الشيخ في العظمة (ص 133: 265) والبيهقيُّ في الأسماء (ص 508)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 116)، ستتهم من طريق =
= مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الربذي، به أي بإسناد أبي يعلى.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا علته موسى بن عبيدة وهو منكر الحديث وضعفه الألباني في ظلال الجنة برقم (788). ولكن لا يمكن الحكم على الحديث بالوضع كما فعل ابن الجوزي، ولذا قال السيوطي في الكلالي: لم يصل حال موسى بن عبيدة إلى أن يحكم حديثه بالوضع. وقد روي موقوفًا على ابن عمرو بن العاص. رواه أبو الشيخ في العظمة (ص 136: 275) من طريق ابن أبي حاتم عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فذكره بنحوه موقوفًا وهذا الموقوف إسناده حسن، وهو أشبه بالإسرائيليات، وابن عمرو معروف بذلك. وقد روى ابن خزيمة في التوحيد (1/ 50: 33) بسنده عَنْ محمَّد بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عن عبيد الله بن مقسم قوله. وروي أيضًا موقوفًا على مجاهد ووهب بن منبه. وقد صح عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هذا الباب حديث أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر حديثًا منه "حجابه النور -وفي رواية- النار، لو كشف لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره". رواه مسلم في الإيمان (1/ 162: 179) وأحمد في المسند (4/ 405) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
3017 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثنا عَبْدَةُ (¬1) عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ (¬2)، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: أَنْشَدَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه أبياتًا فقال رضي الله عنه: شهدت بإذن الله أن محمدًا ... رسول الله فوق السموات مِنْ علُ وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى وَيَحْيَى كِلَاهُمَا ... لَهُ عَمَلٌ فِي دِينِهِ مُتَقَبَّلُ وَأَنَّ أَخَا الْأَحْقَافِ إِذْ قَامَ فِيهِمُ ... يَقُومُ بِذَاتِ اللَّهِ فِيهِمْ وَيَعْدِلُ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: وأنا. ¬
3017 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 29) وعزاه إلى أبي يعلى وقال: وهو مرسل. ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 10 أ). والأبيات في ديوان حسان (319) ضمن أبيات مدح بها النبي -صلى الله عليه وسلم-. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (8/ 507: 6068)، قال: حدّثنا الفضل عن عبدة بن سليمان به بلفظه. وعن طريق أبي بكر بن أبي شيبة في إثبات صفة العلو (ص 67: 37). ورواه الذهبي في العلو للعلي الغفار (ص 40) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة وقال: مرسل.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأنه مرسل لأنّ حبيب بن أبي ثابت تابعي لم يشهد وقت إنشاد حسان للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولذا قال الهيثمي والذهبي: مرسل. وله طريق آخر رواه ابن سعد في الطبقات كما في العلو للذهبي (ص 41). =
= قال ابن سعد أنبأنا مالك بن إسماعيل النهدي أنبأنا عمر بن زياد عن عبد الملك ابن عمير قال: جاء حسان بن ثابت إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أسمعك يا رسول الله قال: قل حقًا فذكر الأبيات الثلاثة إلّا أنه قال. وإن الذي عادى اليهود ابن مريم .... له عمل من ربه متقبل وإن أخا الأحقاق إذ يعدلونه .... يجاهد في ذات الله ويعدل وإسناد ابن سعد حسن لكنه أيضًا مرسل مثل الأوّل.
3018 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَحْكِي، عَنْ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ: وَقَعَ فِي نَفْسِ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هَلْ يَنَامُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؟ فَأَرْسَلَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ مَلَكًا، فَأَرَّقَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَعْطَاهُ قَارُورَتَيْنِ فِي كُلِّ يَدٍ قَارُورَةٌ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَحْتَفِظَ بِهِمَا، قَالَ: فَجَعَلَ يَنَامُ، وتكاد يداه يلتقيان، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ فَيَحْبِسُ إِحْدَاهُمَا عَنِ الْأُخْرَى، حَتَّى نَامَ نَوْمَةً، فَاصْطَفَقَتْ يَدَاهُ، فَانْكَسَرَتِ الْقَارُورَتَانِ، قَالَ: فَضَرَبَ (اللَّهُ تَعَالَى) (¬1) لَهُ مَثَلًا: إِنَّ اللَّهَ عزَّ وَجَلَّ لَوْ كَانَ يَنَامُ لَمْ تَسْتَمْسِكِ السموات والأرض. ¬
3018 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 32 ب). وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 88) وعزاه إلى أبي يعلى. وهو في مسند أبي يعلى (6/ 131: 6639) بسنده ومتنه. ورواه ابن جرير في تفسيره، في تفسير قوله تعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (ح 3/ 8)، حدّثنا إسحاق بن إسرائيل، به بنحوه. ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 26: 22) عن طريق بن إسحاق أبي إسرائيل، به بلفظه. ورواه الخطيب في التاريخ (1/ 268)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 26: 23) كلاهما من طريق يحيي بن معين قال: ثنا هشام بن يوسف، به بلفظه. هكذا رواه أمية بن شبل مرفوعًا عن أبي هريرة وخالفه معمر فرواه عن الحكم، =
= عن عكرمة قوله دون ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي هريرة. أخرجه ابن جرير في التفسير (3/ 7) عن الحسن بن يحيي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر وأخبرني الحكم بن أبان، عن عكرمة مولى ابن عباس في قوله تعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} أن موسى سأل الملائكة هل ينام الله فذكر بنحوه. ورواه الخطيب في التاريخ (1/ 268) من طريق الحسن بن أبي الربيع قال: أنبأنا عبد الرزاق، به. الترجيح بين الروايتين: الطريق الأولى المرفوعة فيها أمية بن شبل وهو صدوق وقد خالفه معمر فوقفه على عكرمة، ومعمر جَبَل ولذا قال ابن الجوزي: لا يثبت هذا الحديث عن رسول الله وغلط من رفعه، والظاهر أن عكرمة رأى هذا في كتب اليهود، فرواه فما يزال عكرمة يذكر عنهم أشياء لا يجوز أن يخفى هذا على نبي الله عزّ وجلّ. وقال الذهبي في الميزان (1/ 276)، ولا يسوغ أن يكون هذا وقع في نفس موسى وإنما روي أن بني إسرائيل سألوا موسى عن ذلك. قلت: والذي يؤيِّد ما ذهب إليه الذهبي ما رواه عبد الله بن أحمد في السنة (2/ 455: 1028) عن أبيه، نا يحيي بن يمان، نا أشعث، عن جعفر يعني ابن المغيرة، عن سعيد يعني ابن جبير قال: قالت ينو إسرائيل لموسى عليه السّلام أينام ربنا، فقال: يا موسى خذ قدحين زجاجيتين فذكر الحديث بمعناه. وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (1/ 308) من طريق أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، به. قلت: جعفر بن أبي المغيرة صاحب سعيد بن جبير، صدوق ولكن قال ابن منده: ليس هو بالقويّ في سعيد بن جبير، ولم أجد له في ذلك سلفًا. قلت: وكون موسى مسؤولًا عنه من قبل بني إسرائيل أليق به، ولذا قال ابن كثير =
= (1/ 308) وهو من أخبار بني إسرائيل وهو مما يعلم أن موسى عليه السلام لا يخفى عليه مثل هذا من أمر الله وأنه منزه عنه. وقال ابن الجوزي بعد أن ذكر أثر سعيد بن جبير قال: وهذا هو الصحيح فإن القوم كانوا جهالًا بالله عزَّ وجلّ.
38 - باب الترغيب في عصيان الوسواس في أمور الطاعة
38 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي عِصْيَانِ الْوَسْوَاسِ فِي أُمُورِ الطَّاعَةِ 3019 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ (¬1) عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إن إِبْلِيسَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإِسلام، فَقَالَ: أَتُسْلِمُ وَتَتْرُكُ دِينَكَ، وَأَهْلَكَ، وَوَلَدَكَ، وَمَوْلِدَكَ؟ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ لَهُ: أَتُهَاجِرُ؟ وَإِنَّمَا الْهِجْرَةُ كَالْفَرَسِ فِي طُولِهِ، لَا يَرِيمُ (¬2) فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ، فَقَالَ لَهُ أَتُجَاهِدُ؟ إِنَّمَا الْجِهَادُ كَاسْمِهِ يَجْهَدُ (¬3) الْمَالَ وَالنَّفْسَ، فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلَ، فَتُنْكَحَ الْمَرْأَةُ، وَيُقْسَمَ الْمَالُ فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ هَذِهِ الْخِصَالُ فَهُوَ مَضْمُونٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ مَاتَ، أَوْ قُتِلَ، أَوْ غَرِقَ أَوِ احْتَرَقَ أَنْ يُدْخِلَهُ اللَّهُ تعالى الجنة. * هذا مرسل أو معضل. ¬
3019 - تخريجه: ذكره البوصيري- في الإتحاف (1/ 24) وقال: هذا إسناد معضل. والحديث في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 9: 5).
الحكم عليه: الحديث ضعيف لأنه كما قال ابن حجر هنا، مرسل أو معضل وجزم البوصيري في الإتحاف بأنه معضل، وقال: لم أجده فيما وقفت عليه من كتب الحديث. ومتن الحديث روي مرفوعًا موصولًا بطريق أخرى. فقد رواه ابن حبّان في صحيحه باب فضل الجهاد (7/ 57: 4574) عن أحمد بن علي بن المثنى، حدّثنا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ الثقفي، حدّثنا موسى بن المسيّب أخبرني سالم بن أبي الجعد عن سبرة بن أبي فاكه قال: سمعت رسول لله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الشيطان قعد لابن آدم بطريق الإِسلام فذكر الحديث بنحوه مع زيادة يسيرة في آخره. ورواه النسائيُّ في سننه (6/ 21: 3134) عن إبراهيم بن يعقوب قال: حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، به. ورواه أحمد في المسند (3/ 483) عن هاشم بن القاسم به. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 293) ومن طريقه الطبراني في الكبير (7/ 117: 6558)، عن محمَّد بن فضيل، عن موسى الثقفي، به. والحديث فيه عبد الله بن عقيل أبو عقيل وموسى بن المسيّب وهما صدوقان، وعلى هذا فالحديث حسن، وقال ابن حجر في الإصابة (2/ 14) إسناده حسن إلّا أن فيه اختلافًا، قلت: ولم أقف على ذلك.
32 - كتاب العلم
32 - كِتَابُ الْعِلْمِ 3020 - قَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ (¬1)، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن عبد الرحمن ابن أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ: بَلَغَنِي: أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ كَانَ يَقُولُ: يَا بُنَيَّ لَا تَتَعَلَّمِ (¬2) الْعِلْمَ لِتُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ وَتُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ وَتُرَائِيَ بِهِ فِي الْمَجَالِسِ، وَلَا تَتْرُكِ الْعِلْمَ زُهْدًا فِيهِ وَرَغْبَةً فِي الْجَهْلِ، يَا بُنَيَّ إِذَا رَأَيْتَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى فَاجْلِسْ مَعَهُمْ، فَإِنَّكَ إِنْ تَكُ عَالِمًا يَنْفَعُكَ عِلْمُكَ، وَإِنْ تَكُ جَاهِلًا يُعَلِّمُوكَ وَلَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يطلع عليهم برحمته فتصيبك معهم. ¬
3020 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (1/ 189)، الشطر الأوّل، وقال: رواه أحمد وهو منقطع كما تراه. ورواه أحمد في المسند (1/ 190)، عن أبي اليمان به وذكر جزءًا منه وقال: فذكره. ورواه ابن عبد البر في الجامع (1/ 107)، من طريق أبي اليمان به. ورواه الدارمي في السنن (1/ 88: 3832)، عن الحكم بن نافع به بلفظه إلّا أنه قال: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي حسين، عن شهر بن حوشب. =
= ورواه الدارمي في السنن (1/ 89: 387)، عن محمَّد بن أحمد ثنا سفيان عن داود بن شابور سمع شهر بن حوشب يقول: قال لقمان لابنه: يا بني لا تعلم العلم لتباهي به العلماء فذكر الحديث وفي آخره زيادة. ورواه ابن عبد البر في الجامع (1/ 107)، من طريق ابن عيينة عن داود بن شابور به.
الحكم عليه: الحديث بإسناد أحمد بن حنبل معضل لأنّ عبد الله بن عبد الرحمن لم يسمع من الصحابة إلّا من أبي الطفيل والظاهر أنه سمعه من شهر بن حوشب كما بينته طريق الدارمي، أما الطريق الذي فيه شهر بن حوشب، ففيها علتان: الأولى: الإرسال، والثانية شهر بن حوشب وهو ضعيف، والظاهر أنه من الإسرائيليات. أما الشطر الأوّل من الحديث إلى قوله "وتماري به السفهاء" مرفوع من حديث ابن مسعود وسيأتي برقم (282).
3021 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْنَا (¬1) عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: مَا سَلَكَ رَجُلٌ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ الْعِلْمَ إِلَّا سَهَّلَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ سَبِيلًا إِلَى الجنة، ومن يبطىء (¬2) به عمله، لا يسرع به نسبه. ¬
3021 - تخريجه: رواه الدارمي في السنن في العلم باب فضل العلم والعالم (1/ 89: 352)، عن إسماعيل بن أبان عن يعقوب هو القمي، عن هارون به بلفظه. ورواه الدارمي أيضًا (1/ 85: 362)، عن بشر بن ثابت، أخبرنا شعبة، عن يزيد بن أبي خالد، عن هارون به بلفظه مع زيادة في آخره. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (8/ 540: 6165)، وعنه ابن عبد البر في جامع البيان (1/ 14)، عن أبي الأحوص، عن هارون بن عنترة به إلّا أنه اقتصر على الجزء الأوّل من الحديث فقط.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند حسن ولكنه موقوف لكن يقال: إن مثل هذا وان كان موقوفًا لفظا لكنه مرفوع حكمًا لأنه يشمل ما يترتب عليه ثواب فمثل هذا لا يقال عنه بالرأي. ومما يؤكد أنه مرفوع وروده مرفوعًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"ما من رجل يسلك طريقًا يطلب فيه علمًا إلَّا سهل الله له به طريق الجنة، ومن أبطا به عمله لم يسرع به نسبه". أخرجه مسلم في الذكر والدعاء باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن (4/ 2074: 2699)، =
= وابن حبّان في صحيحه باب ذكر تسهيل الله طريق الجنة (1/ 150: 84)، وأبو داود في العلم باب الحث على طلب العلم (4/ 59: 3643)، والترمذي في القراءات (5/ 195)، والدارميُّ (1/ 83: 351)، كلهم وهم خمسة من طريق الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. واللفظ لابن حبّان وأبي داود والدارميُّ أما مسلم والترمذي فقد روياه في وسط الحديث الطويل المشهور (ما اجتمع قوم في بيت ... إلخ). والحديث صحيح بشواهده والله أعلم.
1 - باب فضل العالم
1 - بَابُ فَضْلِ الْعَالِمِ (¬1) 3022 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ الْبَكْرِيُّ، حَدَّثَنِي عَقِيلٌ الْجَعْدِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فقال: "يَا ابْنَ مَسْعُودٍ أَتَدْرِي أَيُّ عُرْي الْإِيمَانِ أَوْثَقُ؟ فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، حَتَّى قَالَ لِي ثَلَاثًا: قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فَإِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ الْحَبُّ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ تَعَالَى"، ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِي: يَا ابْنَ مَسْعُودٍ قُلْتُ: لبيك يا رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-: "أَتَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ حَتَّى قَالَهَا، ثَلَاثًا، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فَإِنَّ (¬2) أَفْضَلَهُمْ عِلْمًا إِذَا فَقُهُوا فِي دِينِهِمْ، ثُمَّ قَالَ (¬3) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا ابْنَ مَسْعُودٍ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى الله عليه وسلم-: أَتَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَعْلَمُهُمْ أَبْصَرُهُمْ (¬4) بِالْحَقِّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ، وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا فِي الْعَمَلِ وَإِنْ كَانَ يَزْحَفُ عَلَى اسْتِهِ. [2] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا الصَّعْقُ فَذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا الصعق كذلك. ¬
3022 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 52 أ) وسكت عليه. وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 263)، وعزاه إلى الطبراني، وقال: رواه بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح غير بكير بن معروف، وثقه أحمد وغيره وفيه ضعف. ومن طريق أبي بكر أخرجه ابن عبد البر في جامع البيان (2/ 44). والحديث في مسند الطيالسي منحة المعبود (1/ 23: 25)، باب ما جاء في شعب الإيمان. ورواه الحاكم في المستدرك في التفسير (2/ 480). والطبراني في الكبير (10/ 272: 10531) والصغير (1/ 123). وأبو نعيم في الحلية في ترجمة سويد بن غفلة (4/ 77). والبيهقيُّ في المدخل (ص 446: 838)، وفي الشعب باب مجانبة الفسقة (7/ 69: 9510)، وابن عبد البر في جامع البيان (2/ 43). كلهم عن الصعق بن حزن به، وعند بعضهم زيادة في آخره. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بقوله ليس بصحيح، فإن الصعق وإن كان موثوقًا فإن شيخه منكر الحديث قاله البخاريُّ انتهى.
الحكم عليه: مدار الحديث على الصعق بن حزن، وهو ثقة ولكن شيخه كما قال غير واحدٍ منكر الحديث. وله طريق أخرى عن ابن مسعود رضي الله عنه أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 211: 10357)، من طريق بكير بن معروف، عن مقاتل ابن حيان، عن =
= القاسم بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود به بنحوه. ورواه ابن عبد البر في جامع البيان (2/ 43)، من طريق بكير بن معروف به.
الحكم على الشاهد: رجاله كلهم ثقات إلّا بكير بن معروف وهو صدوق عند الجمهور، وعلى هذا فحديثه حسن واختلف في سماع عبد الرحمن بن عبد الله من أبيه، فمنهم من نفاه مطلقًا، ومنهم من قال: إنه سمعه في صغره، ومنهم من قال: إنه سمع لكنه سمع منه حرفا أي حديثًا واحدًا وهو حديث "محرم الحلال كمستحل الحرام". والظاهر أن الحديث بهذا السند منقطع لأنه حتى الذين أثبتوا لعبد الرحمن سماعًا من أبيه لم يثبتوا إلّا في حديث واحد. وعلى هذا فالحديث يبقى ضعيفًا لأنه في هذا الطريق فيه عقيل وهو منكر الحديث، والطريق الثاني منقطع، وحديث المنكر لا ينجبر، والله أعلم.
2 - باب عصمة الإجماع من الضلالة
2 - بَابُ عِصْمَةِ الإِجماع مِنَ الضَّلَالَةِ 3023 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ (¬1)، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ (¬2)، عَنِ ابْنِ يَسِيرَ (¬3) بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يحدِّث أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: "فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَكُنْ لَيَجْمَعَ أُمَّةَ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى ضَلَالَةٍ". [2] أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ قَيْسِ بْنِ يَسِيرَ (¬4) بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَحِقْتُ (¬5) أَبَا مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَالَ: وَإِنَّ (¬6) اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، لَمْ يَكُنْ لِيَجْمَعَ أُمَّةَ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى ضَلَالَةٍ. يَأْتِي إِنْ شاء الله بتمامه في الفتن (¬7). ¬
3023 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 49 أ). =
= وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 221) وعزاه إلى الطبراني بطريقيه، وقال رجال الطريقة الثانية ثقات.
الحكم عليه: أولًا: الحديث موقوف. ثانيًا: إن للحديث طريقين عند إسحاق بن راهويه وفيهما قيس بن يسير، ولا يعرف فيه جرح وأنا أشك في وجوده في هذا السند لأنّ غيره رواه عن الشيباني عن يسير بن عمرو مباشرة، ومما يؤكد هذا أن المزي ذكر أن الشيباني روى عن يسير ولم يذكر من شيوخ الشيباني قيس بن عمرو. ورواه الحاكم في المستدرك في الفتن (4/ 555)، والخطيب في الفقه باب الكلام في الأصل الثالث الإجماع (1/ 167)، كلاهما عن طريق الشيباني أنبأنا بشير بن عمرو الحديث بطوله، وهكذا ضبطوه "بشير" والصواب "يسير" وقال الحاكم: هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وله طرق أخرى صحيحة عن أبي مسعود رضي الله عنه. فرواه الحاكم في المستدرك في الفتن (4/ 406)، عن طريق واصل بن عبد الأعلى، ثنا محمَّد بن فضيل، ثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبي الشعثاء قال: خرجنا مع أبي مسعود الأنصاري فقلنا له: اعهد إلينا فقال: "عليكم بتقوى الله ولزوم جماعة محمد -صلى الله عليه وسلم- فإن الله لن يجمع جماعة محمَّد على ضلالة" الحديث. ورواه ابن أبي عاصم في السنة باب ما ذكر من النبي من أمره بلزوم الجماعة (ص 41: 85)، عن أبي بكر، ثنا أبو خالد الأحمر، عن الأعمش، عن ابن المسيّب ابن رافع، عن يسير بن عمرو به بلفظ "عليكم بالجماعة فإن الله لا يجمع أمة محمَّد على ضلالة". وقال الألباني في ظلال الجنة برقم (85)، إسناده جيِّد موقوف، رجاله رجال الشيخين. =
= ورواه الخطيب في الفقه (1/ 167)، من طريق محمَّد بن يعقوب الأصم، حدّثنا أبو عتبة، حدّثنا بقية، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ابن خليس قال: قال يسير بن أبي عمرو، عن أبي مسعود. وفي المطبوع بشير بن أبي عمرو، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قلت: الظاهر أن هذا تحريف من الطابع. وهذا الطريق رجاله ثقات غير أبي عتبة، وهو أحمد بن الفرج قال أبو حاتم: محله الصدق، وقال ابن عديّ: لا يحتج بحديثه. والحديث بطرقه صحيح قطعًا عن أبي مسعود رضي الله عنه ولكنه موقوف عليه. وقد ورد الحديث مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن عدة من الصحابة منها حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما كان الله ليجمع هذه الأمة على الضلالة". الحديث. رواه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 116)، والترمذي في الفتن باب ما جاء في لزوم الجماعة (4/ 466: 2167)، وابن أبي عاصم في السنة باب ما ذكر عن النبي من أمره بلزوم الجماعة (ص 39: 80)، كلهم عن المعتمر بن سليمان، عن سليمان بن سفيان "وهو أبو سفيان المدني مولى طلحة بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ"، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينار، عن ابن عمر. قلت: ومدار حديث عبد الله بن عمر على سليمان بن سفيان وهو ضعيف. وله شاهد آخر من حديث أنس رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يقول: "إن الله قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة". رواه ابن أبي عاصم في السنة (ص 41: 83)، من طرق عن أنس، وكلها ضعيفة، ولكن بمجموعها حسن إن شاء الله. وله شاهد آخر من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: =
= "لا يجمع الله أمتي على ضلالة، ويد الله مع الجماعة". أخرجه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 116)، عن طريق عبد الرزاق، ثنا إبراهيم بن ميمون العدني لقد حدثني ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس وقال الحاكم: إبراهيم ابن ميمون، قد عدّلَه عبد الرزاق، وزاد الذهبي ووثقه ابن معين. وله شاهد آخر من حديث كعب بن عاصم الأشعري أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "إن الله تعالى قد أجار أمتي من أن تجتمع على ضلالة". رواه ابن أبي عاصم في السنة (ص 41: 82)، عن طريق سعيد بن زربي عن الحسن، عن كعب به، وسعيد بن زربي: منكر الحديث. الحديث بمجموع طرقه لا ينزل عن درجة الحسن لغيره، والله أعلم. وقد حسن الألباني الحديث بمجموع طرقه في الصحيحة برقم (1331).
3024 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَجَارَكُمْ مِنْ ثَلَاثٍ أَنْ تَسْتَجْمِعُوا عَلَى ضَلَالَةٍ كُلُّكُمْ وَأَنْ يَظْهَرَ أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَى أَهْلِ الْحَقِّ، وَأَنْ أَدْعُوَ عَلَيْكُمْ بِدَعْوَةٍ فَتَهْلِكُوا، وأبدلكم (¬2) بهذا (¬3): بالدابة، والدجال، والدخان. ¬
3024 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 49 أ). وهو في بغية الباحث (ص 86: 55) بسنده ومتنه. ورواه أبو عمرو الداني في الفتن (1/ 45)، من طريق علي بن معبد قال: حدّثنا إسماعيل بن عياش به، وليس فيه الفقرة الأخيرة وأبدله ... إلخ. ورواه الخطيب في الفقيه باب الكلام في الأصل الثالث وهو إجماع المجتهدين (1/ 162)، عن طريق إسماعيل بن عياش به إلّا أنه اقتصر على الفقرة الأولى من الحديث. ورواه الخطيب أيضًا في الفقيه (1/ 162)، عن طريق نوح بن أبي مريم عن داود بن أبي هند عن يحيي بن عبيد الله به واقتصر على الفقرتين الأوليين.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، ففيه يحيي بن عبيد الله وأبوه وهما ضعيفان، وضعف يحيي أشدّ من ضعف أبيه. وقد ورد متن الحديث من حديث أبي مالك الأشعري عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إن =
= الله أجاركم من ثلاث خلال أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعًا، وأن لا يَظْهَرَ أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَى أَهْلِ الْحَقِّ، وَأَنْ لا تجتمعوا على ضلالة". رواه أبو داود في الفتن باب الفتن ودلائلها (4/ 452: 4253)، عن محمَّد بن عوف الطائي، حدّثنا محمَّد بن إسماعيل، حدثني أبي قال ابن عوف وقرأت في أصل إسماعيل قال حدثني ضمضم، عن شريح، عن أبي مالك. وعن طريق أبي داود أخرجه الخطيب في الفقه (1/ 160). ورواه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 292: 3440)، عن طريق محمَّد بن إسماعيل به.
الحكم عليه: الحديث بسند أبي داود فيه أمور منها أن فيه محمَّد بن إسماعيل بن عياش، قال الحافظ ابن حجر عابوا عليه روايته عن أبيه بلا سماع انتهى، ولكن الراوي عنه قال قرأت في أصل إسماعيل فهو من هذا الباب جيِّد. ثانيًا: فيه إسماعيل بن عياش وهو ثقة في رواية أهل بلده وهو حمصي وشيخه وهو ضمضم بن رزعة حمصي، وقد أخطا فيه الحافظ في التقريب حيث قال صدوق يهم ولم أر من وصفه بالوهم بل وثقه ابن معين وغيره وانفرد أبو حاتم بتضعيفه وهو متشدد، وتضعيفه غير مفسر ومع ذلك يقابله توثيق الأئمة. ثالثًا: شريح بن عبيد الحمصي لم يسمع من أبي مالك الأشعري كما حققه الحافظ ابن حجر في التهذيب. قلت: لولا الانقطاع بين شريح وأبي مالك لكان الحديث حسنًا والعجب ما فعله الحافظ حيث قال في بذل الماعون (ص 129) بعد ذكر الحديث: إسناده حسن مخالفًا في ذلك ما حققه هو بنفسه في التهذيب. تنبيه: الفقرة الأولى من الحديث وهي قوله: "أن تستجمعوا على ضلالة" صحيحة كما مر ذلك في الحديث الذي قبله، والله أعلم.
3 - باب طلب الإسناد
3 - بَابُ طَلَبِ الإِسناد 3025 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قُلْتُ لِإبراهيم: إِنَّكَ تُحَدِّثُنِي فَأَسْنِدْهُ لِي، قَالَ: مَا قُلْتُ (¬1) لَكَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَدْ حَدَّثَنِي بِهِ غَيْرُ واحدٍ عَنْ عَبْدِ الله، وإذا سميت فهو من سميت. ¬
3025 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 66 أ) وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. ورواه ابن سعد في الطبقات (6/ 272) في ترجمة إبراهيم بن يزيد قال: أخبرنا عمر بن الهيثم أبو قطن قال: حدّثنا شعبة، به بنحوه.
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين. وقد روي معنى هذا الأثر عن الحسن البصري رحمه الله تعالى. رواه البزّار كما في الكشف (1/ 105) باب طلب الإسناد برقم (186) عن طريق مبارك بن فضالة قال: قام إسماعيل بن إبراهيم أو إبراهيم بن إسماعيل إلى الحسن، فقال: أبا سعيد إنا نسمع منك أحاديث تحدث بها عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأسندها لنا، فقال: سل عما بدا لك، فقال: حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في قيام السّاعة، فقال: حدثني =
= أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ... إلخ. ورواه ابن عديّ في الكامل (1/ 159) عن طريق الهيثم بن عبد الصمد، حدّثنا أبي عن الحسن، قال: قال رجال: إنك تحدثنا فتقول، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولو كنت تسند لنا إلى من حدثك، فقال له الحسن: أيّها الرجل ما كذبنا ولا كذبنا، ولقد غزوت غزوة إلى خراسان ومعنا فيها ثلاثمائة مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
4 - باب الأخذ باختلاف الصحابة
4 - بَابُ الْأَخْذِ بِاخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ 3026 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الملك، عن عون بن عبد الله ابن عُتْبَةَ (¬1) قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا يَسُرُّنِي بِاخْتِلَافِ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النَّعَمِ لِأَنَّا إِنْ أَخَذْنَا بِقَوْلِ هَؤُلَاءِ أَصَبْنَا وَإِنْ أَخَذْنَا بِقَوْلِ هَؤُلَاءِ أَصَبْنَا. * صَحِيحٌ مَقْطُوعٌ. ¬
3026 - تخريجه: رواه الخطيب في الفقيه (2/ 59) من طريق مسدّد.
الحكم عليه: هذا الأثر عن عمر بن عبد العزيز: ضعيف بهذا السند من أجل إسماعيل بن عبد الملك، وبهذا يعلم قول الحافظ بن حجر: صحيح مقطوع أنه ليس بصواب ولعله كان يقصد بطرقه. وله طرق أخرى بمعناه أخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه (2/ 59) عن محمَّد بن أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، ثنا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد الله، ثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة أن عمر بن عبد العزيز كان =
= يقول: ما سرَّني لو أن أصحاب محمَّد لم يختلفوا لأنهم لو لم يختلفوا لم يكن رخصة. وهذا إسناد حسن، فيه معاذ بن هشام وعثمان الدقاق وهما صدوقان وبقية رجاله ثقات. وأخرجه الخطيب أيضًا في الفقيه (2/ 59) من طريق عمران القطان، عن مطر الوراق، عن عمر بن عبد العزيز مختصرًا. وهذه الطريق يؤيد بعضها بعضًا وتدل على أن المعنى ثابت عن عمر بن عبد العزيز. ومما يؤيد ذلك أن عمر بن عبد العزيز كان يفتي به. رواه الدارمي في سننه (1/ 122: 634) باب اختلاف الفقهاء قال: أخبرنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة، عن حميد، قال: قلت: لعمر بن عبد العزيز: لو جمعت الناس على شيء فقال: ما يسرني أنهم لم يختلفوا، قال: ثم كتب إلى الآفاق أو إلى الأمصار ليقضي كل قوم بما اجتمع عليه فقهاؤهم.
3027 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا داود بن أبي هند عن أبي نضرة (¬1)، عن جابر بن عبد الله رضي الله عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، اخْتَلَفَا فِي الرَّجُلِ يُصَلِّي، فَقَالَ أُبَيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ، وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فِي ثَوْبَيْنِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ: رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- اخْتَلَفَا فِي فُتْيَا وَاحِدَةٍ، فَبِأَيِّ الْقَوْلَيْنِ يَصْدُرُ النَّاسُ؟ ثُمَّ قَالَ: أَلَا إِنَّ الْقَوْلَ مَا قَالَ أُبَيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَمْ يَأْلُ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. * صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ. ¬
3027 - تخريجه: ذكره البوصيري في الاتحاف (1/ 63 أ) وقال هذا إسناد رجاله ثقات.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند صحيح موقوف، وقد صححه الحافظ ابن حجر كما هنا. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (1/ 313) باب في الصلاة في الثواب الواحد عن يزيد بن هارون قال: أخبرنا داود بن أبي هند، به إلّا أنه قال: عن أبي سعيد الخدري بدل جابر ولعل هذا من تحريف النساخ. ورواه عبد الرزاق في المصنف الصلاة باب ما يكفي الرجل من الثياب (1/ 356: 1384) عن معمر، عن قتادة، عن الحسن قال: اختلف أبي بن كعب وابن مسعود في الرجل يصلي في الثوب الواحد فذكره بنحوه. وهذا منقطع لأنّ الحسن لم يدرك عمر بن الخطّاب وعلي هذا فهو لم يحضر مقالة عمر في هذه القضية، بل لم يرو عن أبي بن كعب.
5 - باب الزجر عن السؤال عما لم يقع
5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السُّؤَالِ عَمَّا لَمْ يَقَعْ 3028 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِشَامٍ (¬1) الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ (¬2)، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ (¬3) عَنْ عَامِرٍ هُوَ الشَّعْبِيُّ قَالَ: سُئِلَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: كَانَ هَذَا بَعْدُ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: دَعُونَا حَتَّى يَكُونَ، فَإِذَا كَانَ بَحَثْنَاهَا (¬4) لَكُمْ. * هَذَا مَوْقُوفٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، وَهُوَ صَحِيحٌ، إِنْ كَانَ الشَّعْبِيُّ سَمِعَ مِنَ عَمَّارٍ رَضِيَ الله عنه. ¬
3028 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 62 ب) ونقل قول ابن حجر على الحديث دون عزو إليه. وعن إسحاق بن إبراهيم أخرجه الدارمي (1/ 48: 125).
الحكم عليه: هو كما قال الحافظ ابن حجر هنا: مَوْقُوفٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَهُوَ صَحِيحٌ إِنْ كَانَ الشَّعْبِيُّ سَمِعَ مِنَ عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قلت: إن المزي لم يذكر أن الشعبي سمع من =
= عمار، وهذا يؤكد أنه لم يسمع منه ولا سيما أن الشعبي مدلس ولم يصرح بالتحديث. ولكن معنى الأثر قد صح عن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم منهم أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ مسروق: سألت أبي بن كعب عن شيء، فقال أكان هذا، قلت: لا: قال: فأجّمنا حتى يكون، فإذا كان اجتهدنا لك رأينا. أخرجه ابن عبد البرّ في جامع البيان (2/ 58) عن طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الملك بن أبحر، عن الشعبي، عن مسروق، به. وقال الألباني في الضعيفة (2/ 286) إسناده صحيح. ومنهم عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أخرجه الدارمي في سننه (1/ 47: 123) عن مسلم بن إبراهيم، ثنا حماد بن زيد المنقري، حدّثنا أبي قال: جاء رجل يومًا إلى ابن عمر فسأله عن شيء لا أدري ما هو فقال له ابن عمر: لا تسأله عما لم يكن فإني سمعت عمر بن الخطّاب يلعن من سأله عما لم يكن". قال الألباني في الضعيفة (2/ 287) سنده صحيح. ومنهم زيد بن ثابت الأنصاري كان يقول: إذا سئل عن الأمر أكان هذا؟ فإن قالوا نعم قد كان، حدث بالذي فيه بالذي يعلم والذي يرى، وإن قالوا لم يكن، قال: فذروه حتى يكون. رواه الدارمي في سننه (1/ 47: 124) قال: أخبرنا الحكم بن نافع أنا شعيب، عن الزهري قال: بلغنا أن زيد بن ثابت الأنصاري قلت: هذا ضعيف لأنه منقطع. ويشهد لمعنى الأثر الحديث الذي بعده.
3029 - أَخْبَرَنَا أَبُو خَالِدٍ (¬1) سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَا تَعْجَلُوا بِالْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا. فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا لَمْ يَنْفَكُّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ مَنْ (¬2) إِذَا قَالَ وُفق أَوْ قَالَ سُدد، وَإِنَّكُمْ إِنِ اسْتَعْجَلْتُمْ بِالْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا ذَهَبَ بِكُمُ السبيل ها هنا وها هنا. ¬
3029 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 62 ب). ورواه أبو داود في المراسيل (ص 322: 457) باب ما جاء في العلم. ومن طريقه ابن بطة في الإبانة (1/ 395: 292) عن عبد الله بن سعيد الكندي، عن أبي خالد، عن ابن عجلان، به بنحوه. وعنه ابن عبد البر في الجامع (2/ 142) من طريق أبي خالد الأحمر عن محمَّد بن عجلان، به بنحوه.
الحكم عليه: قال البوصيري في الإتحاف: رواه إسحاق بإسناد حسن، قلت: ولكنه منقطع لأنّ طاووسًا لم يسمع من معاذ، قال ابن حجر في التهذيب (5/ 9) وأرسل عن معاذ بن جبل. ويدل على أنه أرسل هذا الحديث عن معاذ بالمتابعة التي تليه حيث قال طاووس فإن أصحابنا أخبرونا عن معاذ، وهذا دليل أنه أرسل والحديث موقوف في ذلك الإسناد على معاذ بن جبل كما سيأتي إن شاء الله. وقد روي أيضًا مرسلًا عن أبي بن عبد الرحمن. أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 323: 458) قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى، =
= حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا أسامة بن زيد يعني الليثي، عن يحيي بن كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بمعناه. ورواه البيهقي في المدخل (ص 227: 298) عن طريق عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، ثنا روح بن عبادة، به. وهذا مع كونه مرسلًا ففيه أسامة بن زيد الليثي، وحديثه التحسين. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 167) وهما مرسلان أي يعني طريق طاوس عن معاذ ومرسل أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: يقوي بعضه بعضًا. ورواه الدارمي في السنن (1/ 46: 118) عن يحيي بن حسان ومحمد بن المبارك قال: ثنا يحيى بن حمزة، حدّثنا أبو سلمة بن الحمصي أن وهب بن عمرو الجمحي حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قال: لا تعجلوا بالبلية فذكره بنحوه. وهذا ضعيف أيضًا لأنه مرسل ووهب بن عمرو الجمحي لم أعرفه وقال الألباني في الضعيفة، ويحتمل أنه وهب بن عمير، ولم يذكر فيه غير ذلك فهو مجهول. وهذه الطرق يتقوى بها الحديث.
3030 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الصَّلْتِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ طَاوُسًا، عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: أَكَانَ هَذَا؟ فَقُلْتُ نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ أَصْحَابَنَا أَخْبَرُونَا، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أَنَّهُ قَالَ: لَا تَسْتَعْجِلُوا بِالْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا. وَذَكَرَ مِثْلَهُ ولم يرفعه. * هذا إسناد حسن.
3030 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 762). ورواه الدارمي في السنن (1/ 52: 155) عن مسلم بن إبراهيم. ورواه البيهقي في المدخل ص 226: 296) من طريق عبد الرحمن بن مهدي. ورواه الخطيب في الفقيه (2/ 12) باب القول في السؤال عن الحادثة، من طريق منصور بن سعيد ثلاثتهم، عن حماد بن زيد، به بألفاظ متقاربة.
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح، ورجاله ثقات، وحسّن إسناده الحافظ ابن حجر هنا وهو أقوى من المرفوع.
6 - باب الإيجاز في الفتوى
6 - بَابُ الإِيجاز فِي الْفَتْوَى 3031 - قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ (¬1)، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْن قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أُبَيٍّ. فَجَاءَ رَجُلٌ. فَقَالَ: إِنِّي مَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَمْسِ فَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ يَفُوتُنِي (¬2) فَأُحِبُّ أَنْ تَسْأَلَهُ لِي عَنْ شَيْءٍ قَالَ: اذْهَبْ فَاسْتَفْتِهِ أَنْتَ قَالَ: وَعَبْدُ اللَّهِ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْ فُسْطَاطِهِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْفَضَاءِ فَأَتَاهُ ثُمَّ رَجَعَ: قَالَ أَخْبَرَنَا حِينَ جَاءَ قَالَ: قُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَفْتِنِي يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَفْتِنِي يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: لَا تَقُلْ بِهَذَا إِلَّا حَقًّا، وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ، وَلَا تَعْمَلْ بِهَذَا إِلَّا صَالِحًا -يَعْنِي يَدَهُ- تَدْخُلِ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ (وَلَا عَذَابٍ) (¬3) قَالَ: قُلْتُ: جَوَّزْتَ فِي الْفُتْيَا، قَالَ: إِنَّكَ جِئْتَ، وَأَنَا أُرِيدُ الْكَعْبَةَ، وَقَدْ نُشر بِرِدَائِي أَوْ حُلّتي، وَإِنْ قُلْتُ ذَلِكَ لَقَدْ أُوتِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسْطُ أَمْرِهِ فَقِيلَ لَهُ: قُمْ فَجَوِّزْ، فَقَامَ فَجَوَّزَ، فَكَانَ أَجْوَزَ مَنْ قَبْلَهُ وَمَنْ بَعْدَهُ، قَالَ: قُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ يَقْبَلُ اللَّهُ التَّوْبَةَ؟ قَالَ: نعم. * صحيح موقوف. ¬
= 3031 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 63 أ).
الحكم عليه: الأثر بهذا السند صحيح، رجاله كلهم ثقات، وقال البوصيري في الإتحاف (1/ ق 63 أ) وسعيد بن إياس الجريري وإن اختلط بأخَرة فإن إسماعيل بن علية روى عنه قبل الاختلاط ومن طريقه روى مسلم في صحيحه.
7 - باب النهي عن كتابة غير القرآن
7 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ كِتَابَةِ غَيْرِ (¬1) الْقُرْآنِ 3032 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ: اكْتُبْ لِي هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: لَا، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ قَالَ: لَا تَكْتُبُوا فَتَتَّكِلُوا، ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ نَكْتُبُ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُعَاذُ؟ قُلْنَا سَمِعْنَاهُ مِنْكَ يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَكْفِيَكُمْ هَذَا الْقُرْآنُ مِمَّا سِوَاهُ، فَمَا كَتَبْنَا شَيْئًا بعدُ. * هذا منقطع. ¬
3032 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 65 ب) وقال: هذا منقطع.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته عطاء بن مسلم الخفاف، وهو ضعيف من جهة الحفظ. ولكن الحديث يتقوى بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، المشهور أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه. =
= رواه مسلم في صحيحه (4/ 2298: 2004) والحاكم في المستدرك (1/ 127) والدارمي (1/ 98: 456). وأحمد في المسند (3/ 12) أربعتهم عن طريق زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي سعيد الخدري. التوفيق بين أحاديث النهي عن كتابة الحديث وأحاديث الإذن فيها. 1 - إن النهي عن كتابة غير القرآن كان لخوف والتباس القرآن بالحديث، أو خوف انشغال الناس بالحديث عن القرآن فلما أمن عن ذلك أجيز. 2 - أو كان النهي عن كتابة غير القرآن خوف الاتكال على الكتابة وإهمال الحفظ. 3 - وهو الراجح إن النهي كان متقدمًا وأن أحاديث الإذن نسخت أحاديث النهي لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كما رواه البخاريُّ قال في حجة الوداع "اكتبوا لأبي شاه. وقال في مرض موته -صلى الله عليه وسلم- ائتوني بكتاب أكتب لكم ... ". انظر الحديث والمحدثون لمحمد أبو زهرة (ص 123). وانظر أيضًا: السنة ومكانتها في التشريع للدكتور مصطفى السباعي (ص 61).
3033 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ (¬1) قَالَ: كَتَبْتُ عَنْ أَبِي كِتَابًا فَقَالَ أَبِي: لَوْلَا أَنَّ فِيهِ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى لَأَحْرَقْتُهُ، ثم دعا بمركن، أو إجانة نفسه ثُمَّ قَالَ: عَنِّي (¬2) عَنِّي، مَا سَمِعْتَ مِنِّي فَإِنِّي لَمِ اكْتُبْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كِتَابًا فَقَالَ: كِدْتَ أَنْ تهلك أباك. ¬
3033 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 65 ب). ورواه أبو خيثمة في العلم (ص 145: 153) عن وكيع به مختصرًا. وعنه رواه الخطيب في التقييد، باب ذكر الرواية عن أبي موسى الأشعري (ح 40). ورواه الدارمي في المقدمة (1/ 101: 479)، ورواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 379: 369) ورواه ابن عبد البر في جامع البيان (1/ 66)، ورواه الخطيب في التقييد (ص 40) بطوق كلهم عن طريق حميد بن هلال، عن أبي بردة به بمعناه وبعضهم رواه باختصار. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 109: 195) من طريقين عن أبي بردة بنحوه.
الحكم عليه: الأثر صحيح عن أبي موسى الأشعري وهو على شرط مسلم، وطلحة بن يحيي، ثقة، وفيه كلام يسير، وقد تابعه حميد بن هلال عن أبي بردة، وقال الهيثمي في المجمع رجاله رجال الصحيح. وللأثر شواهد كثيرة عن عدَّة من الصحابة منهم أبو سعيد الخدري، عن =
= أبي نضرة قال: قلت لأبي سعيد إنك تحدثنا أحاديث معجبة، وإنا نخاف أن نزيد أو ننقص فلو اكتتبناه، قال: لن نكتبكم ولن نجعله قرآنا ولكن احفظوا عنا كما حفظنا. أخرجه أبو هيثمة زهير بن حرب في العلم (ص 131: 195) عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نضرة به. ورواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 379) والخطيب في التقييد (ص 36) كلاهما من طرق، عن أبي نضرة به بألفاظ متقاربة. وله شواهد كثيرة أخرى في هذا المعنى. وإنما اكتفيت بهذا القدر خشية الإطاله.
3034 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذْ أُتي بِرَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، مَسْكَنُهُ بِالسُّوسِ (¬1)، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنْتَ فُلَانُ ابْنُ فُلَانٍ الْعَبْدِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ: فَضَرَبَهُ بِعَصًا مَعَهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اجْلِسْ فَجَلَسَ (¬2)، فَقَرَأَ عَلَيْهِ: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) (¬3) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} (¬4) الْآيَةِ. فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا (¬5) وَضَرَبَهُ ثَلَاثًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي نَسَخْتَ كِتَابَ دَانْيَالَ، قَالَ: مُرْنِي بِأَمْرِكَ أَتَّبِعْهُ، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، انْطَلِقْ: فَامْحُهُ بِالْحَمِيمِ (¬6) وَالصُّوفِ الْأَبْيَضِ ثُمَّ لَا تَقْرَأْهُ أنت ولا تقرئه أحدًا من المسلمين، فلأن بَلَغَنِي أَنَّكَ قَرَأْتَهُ أَوْ أَقْرَأْتَهُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَأَهْلَكْتُكَ عُقُوبَةً ثُمَّ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَهُ: اجْلِسْ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا (¬7) فَانْتَسَخْتُ كِتَابًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ فِي أَدِيمٍ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ما هَذَا الَّذِي فِي يَدِكَ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كِتَابٌ (¬8) نَسَخْتُهُ لِنَزْدَادَ (¬9) بِهِ عِلْمًا [إِلَى عِلْمِنَا] (¬10) قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ جَامِعَةً، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: أُغْضِبَ نَبِيُّكُمُ، السِّلَاحَ السِّلَاحَ فجاؤوا حَتَّى أَحْدَقُوا بِمِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: لَقَدْ أَتَيْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، فَلَا تَتَهَوَّكُوا، وَلَا يَغُرَّنَّكُمُ الْمُتَهَوِّكُونَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وبالإِسلام دِينًا، وَبِكَ رَسُولًا ثُمَّ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬11). ¬
3034 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 67 ب) وقال: إسناده ضعيف لضعف خليفة بن قيس. وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 187)، باب الاقتداء بالسلف وعزاه إلى أبي يعلى. ورواه الخطيب في التقييد، باب عمر يعدل عن كتب السنن ويحرق الكتب لذلك (ص 51)، عن طريق أبي يعلى. ورواه العقيلي في الضعفاء في ترجمة خليفة بن قيس (2/ 21) عن طريق علي بن مسهر به واقتصر على الشطر الأخير مما يتعلق بعمر فقط دون ذكره قصة الرجل أي من قوله "انتسخت كتابا من أهل الكتاب ... " إلخ.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف وفيه علتان: الأولى: ضعف عبد الرحمن بن إسحاق. والثانية: جهالة خليفة بن قيس. =
= والشطر الأخير الذي يتعلق بعمر بن الخطّاب له شاهد بمعناه من حيث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن عمر بن الخطّاب أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه النبي -صلى الله عليه وسلم- فغضب، فقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدّقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى حيًا ما وسعه إلّا أن يتبعني". رواه أحمد في المسند (3/ 387)، والدارميُّ في السنن، باب الحديث عن الثقات (1/ 95: 441) وابن أبي عاصم في السنة، باب ذكر. قول النبي -صلى الله عليه وسلم- تركتكم على مثل البيضاء (ص 27: 50) والبزار كما في الكشف، باب اتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (1/ 79: 124) وابن عبد البر في جامع البيان (2/ 42) كلهم عن طريق مجالد، عن عامر الشعبي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه. بألفاظ مختلفة واللفظ المذكور لأحمد والبزار. وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وتغيّر بأَخَرة. وله شاهد آخر بما يتعلق بعمر أيضًا من حديث عبد الله بن ثابت رضي الله عنه، قال: جاء عمر بن الخطّاب إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "يا رسول الله إني مررت بأخ لي من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك فتغّير وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكره بمعناه وفيه رضيت بالله ربًا وبالإِسلام دينًا ... " إلخ. رواه عبد الرزاق في المصنف في كتاب أهل الكتاب (6/ 113: 10164) وعنه أحمد في المسند (3/ 470) عن الثوري، عن جابر، عن الشعبي، عن عبد الله بن ثابت. وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف كذبه بعضهم في رأيه لأنه رافضي. وسقط جابر من مصنف عبد الرزاق. والشطر الأخير مما يتعلق بعمر أيضًا له شاهد من حديث أبي الدرداء قال: جاء عمر بجوامع من التوراة، فذكر بنحو رواية عبد الله بن ثابت السابقة. =
= رواه الطبراني في الكبير كما في المجمع من حديث أبي الدرداء. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 179) فيه أبو عامر القاسم بن محمَّد الأسدي، ولم أر من ترجمه، وبقية رجاله موثقون، قلت: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح ولم يذكر فيه شيئًا. فالحديث بما يتعلق بعمر بن الخطّاب حسن بمجموع طرقه وشواهده، وقد حسنه الألباني في ظلال الجنة (برقم 50). أما ما يتعلق بقصة الرجل الذي ضربه عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، رواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي ما ينبغي أن يصدف عن الاشتغال به في الانتقاء (2/ 161: 1490)، عن الحسن بن أبي بكر أن أحمد بن إسحاق بن نيجاب، نا محمَّد بن أيوب، أنا عبد الأعلي بن حماد، نا وهيب، أنا ابن عون، عن إبراهيم أن عمر بلغه أن رجلًا كتب كتاب دانيال فذكر بنحوه مقتصرا على الشطر الأوّل. والحديث بشطريه حسن إن شاء الله.
8 - باب الإذن في الكتابة
8 - بَابُ الْإِذْنِ فِي الْكِتَابَةِ 3035 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَعِيَ حَدِيثَكَ، وَلَا يَعِيهِ قَلْبِي. فَأَسْتَعِينَ بِيَمِينِي قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنْ شِئْتَ.
3035 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 66 أ) وقال: هذا إسناد حسن، وعبد الواحد بن قيس مختلف فيه وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح. ورواه الدارمي في سننه (1/ 104) باب من رخص في كتابة العلم (ح 491) عن عبد الله بن صالح حدّثنا الليث، حدثني خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال، عن عبد الواحد قال: أخبرني مخبر، عن عبد الله بن عمرو بمعناه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأسباب. الأولى: لأنّ عبد الواحد بن قيس لم يسمع من عبد الله بن عمرو، ولذا قال: في رواية الدارمي أخبرني مخبر، عن عبد الله. الثانية: عبد الواحد بن قيس كثير الوهم فحديثه ضعيف. ومعنى الحديث صحيح بمعناه بطرق كثيرة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. فرواه أحمد في المسند (2/ 207) عن يزيد بن هارون ومحمد بن يزيد قالا: أنا =
= محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده قال: قلت: يا رسول الله: أكتب ما أسمع منك؟ قال: نعم، قلت: في الرضاء والسخط؟ قال نعم ... إلخ. ورواه ابن عبد البر في الجامع (1/ 70) من طريق محمَّد بن إسحاق، به. ورواه البيهقي في المدخل باب من رخص في كتابة العلم (ص 413) من طريق ابن جريج عن عمرو بن شعيب، به. ورواه الخطيب في التقييد (ص 74) بطرق عن عمرو بن شعيب، به بألفاظ متقاربة. ورواه ابن عبد البر في الجامع (1/ 71) والخطيب في التقييد (ص 80) كلاهما من طريق الوليد بن عبد الله، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله. وله شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "ما من أصحاب رسول الله أحد أكثر حديثًا عنه مني إلّا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب" رواه البخاريُّ في العلم باب كتابة العلم الفتح (1/ 204: 113) وفي المحدث الفاصل (ص 368: 328) كلاهما عن طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن وهب بن منبه، عن أخيه قال: سمعت أبا هريرة فذكره.
3036 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ (¬1) بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أقيِّد الْعِلْمَ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: نعم. ¬
3036 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 66 أ) وقال: عبد الله بن المؤمل ضعفوه. وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 157) وعزاه إلى الطبراني. والخطيب في الجامع للأخلاق (1/ 228: 439) وفي التقييد (ص 68). ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 78) باب الأمر بتقييد العلم بالكتابة (ح 95) عن سريج بن النعمان، به بلفظه. ورواه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 106) ورواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 364) باب الكتاب (ح 315)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 584: 264). ورواه الخطيب في التقييد (ص 68) وابن عبد البر في جامع البيان باب ذكر الرخصة في كتاب العلم (ص 73) وابن الجوزي في العلل المتناهية باب الأمر بتقييد العلم بالكتابة (ص 78: 96) كلهم من طريق سعيد بن سليمان، عن عبد الله المؤمل، به وزاد وما تقييده، قال "الكتابة" لكنهم قالوا: عطاء بن أبي رباح بدل ابن أبي مليكة.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند مداره على عبد الله بن المؤمل وهو ضعيف ولذا سكت عنه الحاكم في المستدرك وقال الذهبي: فيه عبد الله بن المؤمل وهو ضعيف وقال ابن الجوزي في العلل: لا يصح هذا الطريق. =
= وله شاهد عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قيدوا العلم بالكتاب". رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 368: 327) وابن عبد البر في جامع البيان (1/ 82) والخطيب في التقييد (ص 70) وفي التاريخ (10/ 46) كلهم من طريق عبد الحميد بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عن عمه ثمامة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره. والحديث بهذا السند ضعيف لأسباب: الأولى: عبد المجيد قال يحيي بن معين: ليس بثقة. الثانية: خالفه غيره من الثقات فأوقفوه على أنس. الثالثة: نقل ابن الجوزي عن الدارقطني قوله: وهم ابن المثنى في رفعه. والصواب أنه موقوف عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. رواه أبو خيثمة في العلم (ص 137 ج 120) عن محمَّد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبي، عن ثمامة، قال: كان أنس يقول لبنيه: "يا بَنِي قيدوا العلم بالكتاب". رواه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 106) باب قيدوا العلم بالكتاب عن طريق محمَّد بن عبد الله الأنصاري، به وقال الحاكم: صحيح، ووافقه الذهبي. ورواه الرامهرمزي في المحدث (ص 368: 326) من طريق عبد الحميد بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، به. ورواه ابن عبد البر في الجامع (1/ 72) عن طريق عبد الله المثنى، به. ومدار الحديث على عبد الله بن المثنى وهو صدوق له مناكير وهو أصح من المرفوع، ولذا قال الحاكم في المستدرك (1/ 106) صحيح من قوله، وقد أُسند من وجه غير معتمد. وقد روي مرفوعًا من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "قيدوا العلم بالكتاب" رواه الرامهرمزي في المحدث (ص 365) باب =
= الكتاب (ح 318) والخطيب في التقييد (ص 69) كلاهما من طريق إسماعيل بن يحيي ابن أبي ذئب، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، قلت: هذا موضوع فيه إسماعيل بن يحيي كذبه غير واحدٍ منهم الدارقطني. وله شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ما كان أحد أعلم بحديث رسول الله مني إلّا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب بيده ويعيه بقلبه، وكنت أعيه بقلبي، ولا أكتب بيدي، واستأذن رسول الله في الكتابة فأذن له. رواه أحمد في المسند (2/ 403) من طريق محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عن مجاهد والمغيرة بن حكيم، عن أبي هريرة وقال ابن حجر، إسناده حسن (انظر الفتح 1/ 207). قلت: فيه محمَّد بن إسحاق وهو كثير التدليس عن الضعفاء. لكنه ينجبر بما قبله. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله أريد حفظه فنهتني قريش .. فذكر وفي آخره قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:"اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلَّا حق". رواه أبو داود في سننه العلم (4/ 60: 3646) والدارميُّ في سننه (1/ 103: 490) كلاهما من طريق عبيد الله بن الأخنس قال: حدثني الوليد بن عبد الله، عن يوسف بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وفيه عبيد الله الأخنس وهو صدوق يخطئ. وله شاهد قوي من قول عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "قيدوا العلم بالكتاب". رواه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 106)، والدارميُّ في السنة (1/ 105: 503)، الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 377: 358) والخطيب في التقييد (ص 88) كلهم عن طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان أنه سمع عمر بن الخطّاب. وقال الحاكم في المستدرك: صحت الرواية عن عمر بن الخطّاب.
3037 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ: حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ (¬1)، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَا كُنَّا نَكْتُبُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَيْئًا مِنَ الْأَحَادِيثِ إِلَّا التَّشَهُّدَ وَالِاسْتِخَارَةَ. * جُوَيْبِرٌ مَتْرُوكٌ. وَالضَّحَّاكُ لَمْ يَسْمَعْ من ابن مسعود رضي الله عنه. ¬
3037 - تخريجه: ولم أجد حديث ابن مسعود إلّا من هذا الطريق وهو ضعيف جدًا ففيه جويبر وهو متروك كما قال الحافظ هنا، وهو أيضًا منقطع لأنّ الضحاك لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه. وقد ورد معناه من حديث أبي سعيد الخدري. رواه الخطيب في التقييد (ص 93) باب ذكر الرواية عن أبي سعيد. قال أخبرنا: أبو محمَّد الحسن بن علي بن محمَّد الجوهري، أخبرنا أبو العباس عبد الله بن موسى بن إسحاق بن حمزة الهاشمي، حدّثنا إسحاق بن محمد بن الفضل بن جابر، حدّثنا يوسف بن موسى، حدّثنا عاصم بن يوسف، حدّثنا أبو شهاب، عن خالد الحذاء، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ما كنا نكتب شيئًا غير القرآن والتشهد. قلت: فيه أبو شهاب الأصغر واسمه عبد ربه بن نافع وهو كثير الأوهام. ورواه الخطيب أيضًا (ص 93) باب ذكر الرواية عن طريق بشر بن الفضل، حدّثنا خالد الحذاء به، وفيه أبو بكر محمَّد بن أحمد المفيد، قال الذهبي: متهم.
3038 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ قَالَ: كُنَّا إِذَا أَكْثَرْنَا عَلَى أَنَسٍ رضي الله عنه في الحديث أتانا بمخالي لَهُ فَأَلْقَاهَا إِلَيْنَا فَقَالَ: هَذِهِ أَحَادِيثُ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وكتبتها وعرفتها (¬1). ¬
3038 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ أ66) قلت: يزيد بن أبان الرقاشي ضعيف. هكذا رواه محمَّد بْنُ شُعَيْبٍ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عتبة، عن يزيد الرقاشي وروياه أيضًا وغيرهما، عن عتبة، عن هبيرة بن عبد الرحمن. فرواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل باب الكتاب (ص 367). ورواه ابن عديّ في الكامل (5/ 357) في ترجمته عتبة بن أبي حكيم، عن هبيرة بن عبد الرحمن، قال: كنا إذا أكثرنا على أنس بن مالك فذكره، بنحوه. ورواه البيهقي في المدخل باب من رخص في كتابة العلم (ص 415: 757) عن هشام بن عمار، ثنا صدقة بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، ثنا هبيرة، عن أنس، به. ورواه الخطيب في التقييد باب ذكر الرواية عن أنس (ص 95) من طريق بقية بن الوليد ومحمد بن شعيب، عن عتبة، به بنحو رواية البيهقي.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأسباب منها: أن الحديث مداره على عتبة وهو ضعيف فما انفرد به فمنكر. ومنها: أن الرواة عن عتبة اختلفوا عليه فمنهم من رواه عنه، عن يزيد ومنهم من رواه عنه، عن هبيرة، وكلهم ثقات، وهذا يدلّ على سوء حفظ عتبة. ومنها: أن ابن عدي، عدَّ هذا الحديث من منكراته، وقال الذهبي في الميزان، بعد أن ذكر الحديث: هذا بعيد عن الصحة.
3039 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ (¬1)، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ (¬2)، حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ نَهِيكٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: فَكُنْتُ أَكْتُبُ بَعْضَ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُفَارِقَهُ جِئْتُ بِالْكُتُبِ، فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: هَذَا سمعته منك؟ قال: نعم. ¬
3039 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 66 أ) وقال: هذا إسناد فيه مقال، السكن بن نافع قال فيه أبو حاتم شيخ وباقي رجال الإسناد ثقات. وهو في بغية الباحث (ص 76: 46).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل السكن بن نافع، ولكن تابعه وكيع عن عمران. رواه أبو خيثمة في العلم (ص 145) قال: ثنا وكيع، عن عمران بن حدير، به بنحوه. ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 50) باب من رخص في كتاب العلم (ح 6483)، عن وكيع، به. ورواه عبد البر (1/ 72) من طريق وكيع، عن عمران، به، وتابعه أيضًا عثمان بن الهيثم عن عمران. رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 538: 702) عن أبي خليفة، ثنا عثمان بن الهيثم، ثنا عمران بن حدير، به بنحوه. وتابعه أيضًا ابن أبي عدي. =
= رواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (2/ 134) باب المعارضة بالمجلس من طريق ابن عمار نا ابن أبي عديّ، عن عمران، به. وتابعه يحيي بن سعيد القطان. رواه الخطيب في الجامع (2/ 134: 1407) عن طريق مسدّد نا يحيي بن سعيد، عن عمران بن حدير، به. وهذه المتابعات صحيحة وبعضها على شرط الشيخين، وعلى هذا فالأثر صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه.
3040 - قَالَ (¬1) إِسْحَاقُ أنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى (¬2) ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ كَتَبْتُ مِنْ فِيهَا يَعْنِي فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ كتابًا. ¬
3040 - تخريجه: الأثر أخرجه بهذا الإسناد والمتن إسحاق في مسنده (5/ 228) (2372). وأخرجه أحمد في المسند (6/ 413) قال: ثنا محمد بن جعفر قال: ثنا محمَّد بن عمرو به، وفيه قصة طلاق فاطمة. وأخرجه مسلم (2/ 1116) برقم (1480) و (3) قال: حدّثنا يحيي بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر قالوا: حدّثنا إسماعيل يعنون ابن جعفر عن محمَّد بن عمرو، به. وأخرجه أيضًا قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَمْرٍو، به. وأخرجه الطبراني (24/ 370) (919) قال: حدّثنا غنام، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ.
الحكم عليه: الأثر صحيح الإسناد ورجاله ثقات وسنده متصل. [سعد].
9 - باب الترغيب في التصديق بما جاء عن الله تبارك وتعالى
9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّصْدِيقِ بِمَا جَاءَ عَنِ الله تبارك وتعالى 3041 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حدثنا بزيع (¬1) أبو الخليل عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَضِيلَةٌ فَلَمْ يُصَدِّقْ بِهَا لَمْ ينلها". * بزيع (1) ضعيف جدًا. ¬
3041 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 163: 3443). وعن أبي يعلى أخرجه ابن عديّ في الكامل في ترجمة بزيع (2/ 59). ورواه الطبراني في المعجم الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 527: 224) عن طريق محمَّد بن بكار به. ورواه ابن عديّ في الكامل (2/ 59) من طريق يحيي بن سعيد العطار هو الحمصي، ثنا بزيع به. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا السند موضوع من أجل بزيع أبي الخليل وهو متهم. وقد روي الحديث بلفظ آخر عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من بلغه عن الله عَزَّ وَجَلَّ أو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فضيلة كان مني أو لم يكن فعمل بها رجاء ثوابها أعطاه الله عَزَّ وَجَلَّ ثوابها". رواه ابن حبّان في المجروحين (1/ 199) من طريق بزيع أبي الخليل، عن محمَّد بن واسع وثابت وأبان، عن أنس رضي الله عنه. ورواه ابن عبد البر في جامع البيان (1/ 22) من طريق أبي معمر عباد بن عبد الصمد، عن أبي بنحوه. وأبو معمر عباد بن عبد الصمد، قال أبو حاتم: ضعيف جدًا، وقال ابن حبّان في المجروحين: روى عن أنس بنسخة أكثرها موضوعة. وعلى هذا فهو ضعيف جدًا لا يصلح للجبر.
10 - باب الزجر عن النظر في كتب أهل الكتاب
10 - بَابُ (¬1) الزَّجْرِ عَنِ النَّظَرِ فِي كُتُبِ أَهْلِ الْكِتَابِ 3042 - أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ حَفْصَةَ جَاءَتْ بِكِتَابٍ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قصص يوسف فجعلت تقرأه، وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَلَوَّنُ وَجْهُهُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْ أَتَاكُمْ يُوسُفُ فاتبعتموه وتركتموني لضللتم. ¬
3042 - تخريجه: أخرجه إسحاق في المسند (4/ 199: 2001) بهذا الإسناد والمتن. وعبد الرزاق في المصنف (11/ 110: 20061) بهذا الإسناد والمتن. وذكره في كنز العمال (1/ 201: 1013) ونسبه لعبد الرزاق والبيهقيُّ في شعب الإيمان.
الحكم عليه: هذا حديث مرسل، الزهري لم يدرك العهد النبوي. ومراسيل الزهري ضعيفة جدًا، (سعد).
11 - باب السمت الحسن من الله تعالى
11 - بَابُ السَّمْتِ الْحَسَنِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى 3043 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ أَيُّوبَ (¬1)، عَنْ أَبِي قِلابة (¬2)، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ (¬3) رضي الله عنه (¬4) لا أدري رفعه أم لَا قَالَ: مِنْ فِقْهِ الْمَرْءِ مَمْشَاهُ وَمَدْخَلُهُ ومخرجه. ¬
3043 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 51 أ). ورواه الحسين المروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك (ص 351: 988) عن إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا أيوب به موقوفًا بدون شك وقال "ومجلسه بدل مخرجه". ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (ص 12: 39) عن أبيه وغيره، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب به بلفظ الحسين المروزي. ورواه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 45: 77) أخبرنا يحيي بن صالح عن عبد الملك بن مدرك الكلاعي، عن أبيه، عن أبي الدرداء أنه يقول: "من فقه الرجل =
= ممشاه ومدخله ومخرجه مع أهل العلم". وعنه الخطابي في العزلة، باب في تحذير قرناء السوء (ص 74: 180) عن ابن الأعرابي، قال حدّثنا جعفر بن شاكر، حدّثنا عفان، قال حدّثنا أبو وهب عن أبي قلابة به.
الحكم عليه: الأثر بهذا السند موقوف على أبي الدرداء على الراجح لأنه من غير طريق ابن أبي عمر "قال أبو الدرداء بدون شك". ولم أجد رواية أبي قلابة عن أبي الدرداء ولكن تابعه شريك بن نهيك، عن أبي الدرداء موقوفًا أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 211)، عن طريق داود بن عمرو، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني شرحبيل بن مسلم، عن شريك، عن أبي الدرداء. ومجموع طريقيه فالأثر صحيح عن أبي الدرداء ولا يصح رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
12 - باب الاستذكار بالشيء
12 - بَابُ الِاسْتِذْكَارِ بِالشَّيْءِ 3044 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا الْهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ (¬1) سَالِمِ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا خَافَ أَنْ يَنْسَى شَيْئًا رَبَطَ فِي يَدِهِ خَيْطًا يَسْتَذْكِرُ به. ¬
3044 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 68 ب). والحديث في مسند الحارث (بغية الباحث ص 72: 43). ومن طريقه أخرجه الخطيب في التاريخ (11/ 85).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند موضوع لأنه مسلسل بالمتهالكين والوضاعين. وله طرق أخرى عن سالم ابن أبي العلاء. منها ما رواه العقيلي في الضعفاء في ترجمة سالم بن عبد الأعلى (2/ 152) من طريق الوليد بن القاسم الهمداني، عن سالم به بلفظ، كان إذا أشفق من الحاجة أن ينساها ربط في إصبعه خيطًا ليذكرها. ورواه ابن حبّان في المجروحين (1/ 339) في ترجمة سالم من طريق سعيد بن =
= محمَّد بن الوراق، عن سالم بن عبد الأعلى به بنحوه. ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة سالم بن عبد الأعلى (3/ 342) من طريق سعيد بن زكريا، عن سالم بن عبد الأعلى به بمعناه. ورواه أيضًا (3/ 342) من طريق هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، عن أبيه، قال ثنا أبو الفيض سالم بن عبد الأعلى به بمعناه. ومن طريقه رواه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 73)، باب ربط الخيط في اليد. ورواه أيضًا (3/ 342) من طريق عمر بن صبح، عن سالم به. مدار هذا الحديث على سالم بن عبد الأعلى، وهو منزوك فلا يرتقي الحديث لأنّ ضعفه شديد. وقد ورد أيضًا من حديث رافع بن خديج قال: رأيت في يد النبي -صلى الله عليه وسلم- خيطًا، فقلت: ما هذا؟ قال: أستذكر به. رواه الطبراني في الكبير (4/ 282: 4430) وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 73)، باب ربط الخيط في اليد كلاهما من طريق غياث إبراهيم، حدّثنا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن رافع بن خديج. قلت: هذا الحديث موضوع، علته غياث، قال البخاريُّ والدارقطني: متروك وقال ابن حبّان: يصنع الحديث. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 73) من طريق أبي عمرو بشر بن إبراهيم الأنصاري، حدّثنا الأوزاعي عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد الحاجة أوثق في خاتمه خيطًا. وهذا الحديث أيضًا موضوع، وعلته بشر بن إبراهيم، قال العقيلي: يروي عن الأوزاعي أحاديث موضوعة لا يتابع عليها.
3045 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَنْسَى فليقل: الحمد لله مذكر الناسي.
3045 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 68 ب).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف وفيه ثلاث علل: الأولى: عنعنة بقية بن الوليد وهو كثير التدليس. الثانية: معاوية بن يحيي لم يتبين الضعيف من الصدوق. الثالثة: الرجل المبهم فلا يعرف هل هو صحابي أو تابعي.
13 - باب تتريب الكتاب
13 - بَابُ تَتْرِيبِ الْكِتَابِ 3046 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَرِّبُوا الْكِتَابَ أَنْجَحُ له" (¬1). ¬
3046 - تخريجه: ومن طريقه رواه ابن الجوزي في العلل، باب تتريب الكتاب (1/ 94: 109). ورواه أبو نعيم في المعرفة (2/ ق 246) من طريق هشام بن زياد به. وقال في كشف الخفاء (1/ 100: 257)، روى ابن معين وابن قانع بسند ضعيف عن الحجاج بن يزيد. وقد ورد هذا الحديث عن جابر رضي الله عنه، قال: وإذا كتب أحدكم كتابًا فليتربّه فإنه أنجح للحاجة". رواه الترمذي في الاستئذان، باب ما جاء في تتريب الكتاب (5/ 66: 2713)، والعقيلي في ترجمة حمزة بن أبي حمزة (1/ 291) وابن الجوزي في العلل، باب تتريب الكتاب (1/ 82) ثلاثتهم من طريق حمزة ابن أبي حمزة، عن أبي الزبير، عن جابر. وفيه حمزة بن أبي حمزة متروك متهم. =
= وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (9/ 33: 6418). وعن أبي بكر ابن ماجه في السنن (2/ 240)، كتاب الأدب، باب تتريب الكتاب (ح 3774) وابن عديّ في الكامل (2/ 73) كلاهما من طريق بقية، أنبأنا أبو أحمد الدمشقي، عن أبي الزبير به وأبو أحمد الدمشقي هذا من شيوخ بقية المجهولين. ورواه ابن الجوزي في العلل (1/ 82: 102) من طريقين عن عمر بن أبي عمر، عن أبي الزبير به بنحوه. وعمر بن أبي عمر من مشائخ بقية المجهولين أيضًا. وقد ورد عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذا كتب أحدكم فليتربّه فإنه أنجح للحاجة". رواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة ابن عياش (1/ 298) وابن الجوزي في العلل (1/ 83: 107) كلاهما من طريق ابن عياش، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، وابن عياش مخلط في غير الشاميين وشيخه هنا محمَّد بن عمرو مدني. وهناك طرق أخرى أضعف مما ذكرت أو مثلها، وعلى هذا فالحديث يبقى ضعيفًا جدًا.
14 - باب الزجر عن كتمان العلم
14 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْمِ 3047 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا الْهَجَرِيُّ (¬1)، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ (¬2)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَثَلُ عِلْمٍ لَا يُقَالُ بِهِ كَمَثَلِ كَنْزٍ لَا يُنْفَقُ مِنْهُ في سبيل الله عزّ وجل. ¬
3047 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 70 أ) وقال: إسناده حسن والهجري مختلف فيه. وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 189)، وعزاه إلى أحمد والبزار. وعن طريق مسدّد أخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 100: 176)، باب مثل علم لا ينفع. ورواه أحمد في المسند (2/ 499)، ورواه الدارمي باب البلاغ عن رسول الله وتعليم السنن (1/ 113: 562)، ورواه السهمي في تاريخ جرجان (ص 78: 27)، كلهم من طريق إبراهيم الهجري به. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل إبراهيم الهجري وهو ضعيف. ولكن له طريق أخرى، عن أبي هريرة رضي الله عنه، رواها أبو خيثمة زهير بن حرب في العلم (ص 147: 162)، عن الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا دراج عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة مرفوعًا بمعناه. والطبراني في مجمع البحرين (1/ 514: 217). ورواه ابن عبد البر في جامع البيان باب جامع لنشر العلم (1/ 122)، كلاهما من طرق عن ابن لهيعة به. وهذا الطريق فيه ابن لهيعة وهو ضعيف وحديثه يصلح للجبر، وأيضًا فيه درّاج وفيه ضعف، والطريقان يقوي أحدهما الآخر فيكون الحديث حسنًا لغيره، وقال الألباني في صحيح الترغيب (1/ 52)، بعد أن ذكر طرقه قال: الحديث بذلك حسن. وله شاهد من حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: علم لا يقال به ككنز لا ينفق منه. رواه ابن عبد البر في جامع البيان باب جامع لنشر العلم (ص 122) والشجري في الأمالي (1/ 65)، كلاهما من طريق عيسى بن شعيب قال حدّثنا روح بن القاسم، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
3048 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ (¬1)، حَدَّثَنَا يُونُسُ (¬2)، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ (¬3) عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى (¬4)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ ... وَمَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ". * صحيح. ¬
3048 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 70 أ) وقال: رواته ثقات محتج بهم في الصحيح. وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 168) وعزاه إلى أبي يعلى والطبراني. ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية باب إثم من سئل عن علم فكتمه (1/ 9: 119)، من طريقين عن أبي عوانة به واقتصر على الشطر الأوّل من الحديث. ورواه الترمذي في التفسير باب ما جاء في الذي يفسِّر القرآن برأيه (5/ 199: 2950)، وأحمد في المسند (1/ 169). ورواه ابن جرير في التفسير خطبة الكتاب (1/ 24)، والبغويُّ في شرح السنة باب من قال في القرآن بغير علم (1/ 58: 119). كلهم من طريق سفيان الثوري عن عبد الأعلى به بالجملة الأخيرة من الحديث فقط ولفظه "ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار". =
= الحكم عليه: الحديث بشطريه مداره على عبد الأعلي بن عامر الثعلبي، وهو ضعيف كما مرّ في دراسة الإسناد. والعجب أن الحافظ صحّح الحديث هنا، وقال الهيثمي في المجمع رجال أبي يعلى رجال الصحيح، وقال المنذري في الترغيب بعد أن عزاه إلى أبي يعلى: رواته ثقات محتج بهم في الصحيح، وكنت في حيرة من أمري كيف أخالف هؤلاء الذين صححوا الحديث حتى وقفت على كلام للألباني على الحديث في الضعيفة برقم (1783) وتوصل إلى أن الحديث ضعيف علته عبد الأعلى الثعلبي، أما قول المنذري: رواته ثقات محتج بهم في الصحيح، وقول الهيثمي رجاله رجال الصحيح وهم منهما لأنّ عبد الأعلى الثعلبي ليس من رجال الصحيحين، وقال الحافظ في التقريب: صدوق يهم، ومثل هذا حديثه ضعيف. ولكن الألباني كغيره وقع في الوهم حيث قال في الموضع السابق وفي سند الترمذي سفيان بن وكيع والصواب أنه سفيان الثوري لأنه هو الذي روى عن عبد الأعلى دون سفيان بن وكيع. ثانيًا: أن البغوي في الشرح صرح بأنه الثوري حين تخريجه للحديث. شواهد الحديث: الحديث عبارة عن شطرين: أما الشطر الأوّل من الحديث فله شاهدان من حديث أبي هريرة وابن عمر، أما حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة". رواه أبو داود في العلم باب كراهية منع العلم (4/ 67: 3657)، عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا حماد أخبرنا علي بن الحكم، عن عطا، عن أبي هريرة. وهذا على شرط البخاريُّ. =
= ورواه أحمد في المسند (2/ 263)، عن أبي كامل عن حماد به. ورواه أحمد في المسند (2/ 495)، والترمذي في العلم (5/ 29: 2649)، وابن ماجه في المقدمة (1/ 96: 261)، ثلاثتهم عن طريق عمارة بن زادان، ثنا علي بن الحكم، ثنا عطاء، عن أبي هريرة. وعمارة بن زاذان، صدوق كثير الخطأ. ورواه البغوي في السنة (1/ 301)، باب وعيد من كتم علمًا يعلمه (ح 140)، من طريق سماك بن حرب، عن عطاء بن أبي رباح به. ورواه ابن ماجه في المقدمة (1/ 98: 266)، عن طريق ابن عون، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وله شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمرو قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من كتم علمًا". الحديث. أخرجه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 102)، وقال: إسناده صحيح على شرط الشيخين وليس له علة، ووافقه الذهبي. أما الشطر الأخير من الحديث لم أجد له إلّا طريقًا واحدًا. أخرجه الطبري في التفسير في مقدمة التفسير (1/ 35)، عن ابن عباس قال: "من تكلم في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار". هذا الحديث كما ترى موقوف، وإضافة إلى ذلك أنه ضعيف من أجل ابن حميد شيخ الطبري، وهو محمَّد بن حميد الرازي قال عنه ابن حجر: ضعيف وقد ظن محقق مسند أبي يعلى أنه عبد بن حميد، وهناك أخطاء أخرى وقعت للمحقق انظر السلسلة الضعيفة (4/ 167). وعلى هذا فالفقرة الأخيرة من الحديث ضعيفة لأسباب منها أن الحديث بشطره =
= الأخير قد روي مرفوعًا وموقوفًا، فالطريق المرفوع فيها عبد الأعلي بن عامر وهو ضعيف كما مرّ وقد روي عن طريق عبد الأعلى موقوفًا، وهذا يدلّ على ضعف حفظ عبد الأعلى. أما الطريق الأخرى من غير طريق عبد الأعلى فهي موقوفة، وهي ضعيفة أيضًا من أجل محمَّد بن حميد الرازي. فالخلاصة إن الشطر الأخير من الحديث ضعيف، والله أعلم.
15 - باب الحث على الإخلاص في العلم
15 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الإِخلاص فِي الْعِلْمِ 3049 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا محمَّد بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلَا لِتُحَيِّرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ، فَمَنْ فعل ذلك فهو في النار (¬1). ¬
3049 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 69/ ب) وقال: فيه انقطاع. لم أجد حديث ابن مسعود إلّا من هذا الطريق.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأنه منقطع لأنّ الشعبي لم يسمع من ابن مسعود كما قاله الحاكم والدارقطني، ورجاله ثقات. ولكن له شاهد صحيح من حديث جابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تعلموا لتباهوا به العلماء فذكره بنحوه وقال: "ولا تخيروا به المجالس" بدل قوله: "ولا لتحيروا أعين الناس". رواه ابن حبّان في صحيحه باب ذكر وصف العلم الذي يتوقع دخول النار (1/ 147: 77)، والحاكم في المستدرك في العلم (1/ 86)، وابن ماجه في السنة في =
= المقدمة باب الانتفاع بالعلم والعمل به (1/ 93: 255)، وابن عبد البر في جامع البيان (1/ 187)، كلهم من طريق يحيى بن أيوب عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه. وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي وقد صححه أيضًا الألباني في صحيح الترغيب برقم (102). قلت: فيه ابن جريج وأبو الزبير وهما مدلسان وقد عنعنا فيخاف أن يكون فيه انقطاع، ولكن للحديث شواهد كثيرة منها حديث الباب ومنها حديث كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من طلب العلم ليجاري به العلماء فذكره بنحوه". رواه الحاكم في المستدرك كشاهد لحديث قبله في العلم (1/ 86)، والترمذي في العلم (5/ 32: 2654)، كلاهما من طريق إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن ابن كعب، عن أبيه. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وإسحاق بن يحيى ليس بذاك القوي في الحديث.
16 - باب الحث على تبليغ العلم
16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى تَبْلِيغِ الْعِلْمِ 3050 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ سَالِمٍ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيُسْأَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ فَضْلِ عمله كما يسأل عن فضل ماله".
3050 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 63/ ب). وهو في بغية الباحث (ص 65: 40). لم أجد هذا الحديث إلّا من هذا الطريق.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند موضوع من أجل ابن أبي سبرة ومحمد بن عمرو بن واقد. وقد ورد معناه من حديث أبي برزة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمله فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه". رواه الترمذي في سننه في كتاب صفة القيامة (4/ 612: 3417). رواه الترمذي في سننه (1/ 110: 543)، وأبو يعلى في مسنده (13/ 428: 7434)، ثلاثتهم من طريق الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج عن أبي برزة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد صححه الألباني في الصحيحة برقم (946).
17 - باب كراهية الدعوى في العلم
17 - باب كراهية الدعوى في العلم 3051 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ (¬1) عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَظْهَرُ الدِّينُ حَتَّى يَتَجَاوَزَ الْبِحَارَ، وَتُخَاضُ الْبِحَارُ بِالْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى ثم يأتي من بعدهم أقوام يقرأون الْقُرْآنَ، وَيَقُولُونَ قَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ، مَنْ أَقْرَأُ مِنَّا؟ وَمَنْ أَفْقَهُ مِنَّا؟ (¬2)، وَمَنْ أَعْلَمُ مِنَّا؟ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: هَلْ فِي أُولَئِكَ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: أُولَئِكَ مِنْكُمْ (¬3) مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ. [2] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حدّثنا موسى بن عبيدة فذكر نحوه. ¬
3051 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 68 أ). =
= وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 190) وقال: فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. وعن أبي بكر بن أبي شيبة رواه أبو يعلى في مسنده (12/ 56: 6698). ورواه ابن المبارك في الزهد (ص 152: 450) عن موسى بن عبيدة الربذي، به. ورواه ابن أبي عمر كما في الإتحاف (1/ ق 68 أ) قال: ثنا مروان عن موسى بن عبيدة، به بنحوه. ورواه البزّار كما في الكشف (1/ 99) في العلم باب ما يخاف على العالم (ح 174). ورواه أبو القاسم الأصبهاني في الترغيب باب الترهيب من إعجاب المرء برأيه (2/ 876: 2143) كلاهما عن طريق موسى بن عبيدة الربذي، به.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأنّ مداره على موسى بن عبيدة وهو ضعيف. وقد ضعف الحديث البوصيري في الإتحاف في المكان السابق. وللحديث شاهدان الأوّل حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" يظهر الإِسلام حتى تخوض الخيل البحار، به بنحوه". رواه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 99) في العلم باب ما يخاف على العالم (ح 173) عن عبد الله بن شبيب، ثنا إسحاق بن محمَّد الفروي، ثنا عبد الله بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، عن عمر بن الخطّاب. قال الهيثمي في المجمع (1/ 99) رجاله موثقون، قلت: بل فيه عبد الله بن شبيب الربعي وهو واهٍ، فإن كان غيره فلم أعرفه. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 663: 309) عن طريق عبد الله بن زيد، به. =
= الشاهد الثاني: رواه الطبراني في الكبير (12/ 250: 13019) عن محمَّد بن نصر الصائغ البغدادي، ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد بن الهاد حدثتني هند بنت الحارث الخثعمية امرأة عبد الله بن شداد، عن أم الفضل أم عبد الله بن عباس، عن رسول الله قال: ليظهر الإيمان حتى يرد الكفر إلى موطنه، ولتخاضن البحار بالإِسلام. الحديث، بنحوه. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 181) رجاله ثقات إلّا ان هند بنت الحارث لم أر من وثقها ولا جرحها، وقال ابن حجر: مقبولة، قلت: فيه صدوقان، وشيخ الطبراني ما وجدت ترجمته. والحديث بشواهده وتوابعه لا ينزل عن درجة الحسن.
18 - باب كراهية الكذب والخلف
18 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْكَذِبِ وَالْخُلْفِ (¬1) 3052 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا (¬2) أَبُو هِلَالٍ (¬3) عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قال: قَالَ لِي أَبُو مُوسَى (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: جَهِّزْنِي فَإِنِّي خَارِجٌ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا قَالَ: فَجَاءَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَقَدْ بَقِيَ بَعْضُ (¬5) جِهَازِهِ، فَقَالَ: أَفْرَغْتَ؟ قُلْتُ: بَقِيَ شَيْءٌ يَسِيرٌ، قَالَ: فَإِنِّي خَارِجٌ قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، لَوْ أَقَمْتَ حَتَّى يُفْرَغَ (¬6) مِنْ بَقِيَّةِ جِهَازِكَ فَقَالَ (¬7): لَا، إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَكْذِبَ أَهْلِي فَيَكْذِبُونِي وأن أُخلفهم فيخلفوني وأن أخونهم فيخونوني. ¬
3052 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (ح 1/ ق 58 ب). =
= ورواه أحمد في الزهد (ص 292: 1099) قال: حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا أبو هلال، به بنحوه.
الحكم عليه: الأثر بهذا السند حسن فيه أبو هلال وهو صدوق. وقال البوصيري: رجاله ثقات.
19 - باب الترهيب من الكذب والتلقين
19 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَذِبِ وَالتَّلْقِينِ 3053 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنِ اسْتَنْبَطَ حَدِيثًا بَاطِلًا فَهُوَ كَمَنْ حَدَّثَ بِهِ، قِيلَ وَكَيْفَ يَسْتَنْبِطُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هُوَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ: كَانَ ذَيْتَ وَذَيْتَ فَيَفْتَتِحُهُ فَلَا يَكُونَنَّ أَحَدُكُمْ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ وَالْبَاطِلِ. (119) حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "مَنْ قَالَ عَلَيَّ شَيْئًا لم أقل". تقدم في الذبائح (¬1). ¬
3053 - تخريجه: الحديث بهذا السند موضوع. وهو حديث طويل جدًا يقطِّعه الحافظ في الكتاب على حسب الأبواب. وهذا غريب. فما الفائدة في تقطيع مثل هذا الحديث الموضوع. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 181) واكتفى بإيراد جزء من الحديث. وقال: وذكر حديثًا طويلًا أنا اختصرته. وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع. =
= وأورده السيوطي في اللآلئ (2/ 361) بطوله عن الحارث بن أبي أسامة. وقال نقلًا عن الحافظ بن حجر هَذَا الْحَدِيثُ بِطُولِهِ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَالْمُتَّهَمُ، بِهِ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ لَا بورك فيه. وحديث جابر رضي الله عنه رواه أبو يعلى قال: حدثنا عمرو بن الضحاك، ثنا أبي ثنا عمران القطان، ثنا مُطَرِّفٌ عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "مَنْ أَهَلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أقل فكذلك" الحديث. انظر النسخة المحمودية. قلت: حديث جابر ضعيف فيه عمران القطان قال ابن حجر: صدوق يهم.
3054 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: لقَّنت سَلَمَةَ بْنَ عَلْقَمَةَ حَدِيثًا فَحَدَّثَنِي بِهِ ثُمَّ رَجَعَ ثُمَّ قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَكْذِبَ صَاحِبُكَ فلقّنه.
3054 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 58 ب). وعن أبي يعلى رواه ابن عديّ في مقدمة الكامل (1/ 31). ورواه ابن عديّ أيضًا في مقدمة الكامل (1/ 31) عن محمَّد بن جعفر بن حفص الإِمام قال: أخبرنا وهب بن بقية، به. ورواه ابن عديّ أيضًا في مقدمة الكامل (1/ 31) عن محمود بن محمَّد الواسطي قال: أخبرنا وهب بن بقية، به. ورواه الخطيب في الكفاية باب رد حديث من عرف بقبول التلقين (ص 234) عن طريق أحمد بن علي الأبار قال: ثنا وهب بن بقية، به بنحوه.
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح عن سلمة بن علقمة. وله شواهد عن عدة من التابعين انظر مقدمة الكامل (1/ 31).
20 - باب أدب المحدث
20 - بَابُ أَدَبِ الْمُحَدِّثِ 3055 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمِ قَالَ: كَانَ محمَّد بْنُ سِيرِينَ يَتَحَدَّثُ فَيَضْحَكُ فَإِذَا جَاءَ الحديث خشع. * صحيح موقوف.
3055 - تخريجه: وعن طريق مسدّد أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 412) باب خشوعه في حال الرواية (985)
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح عن محمد بن سيرين وهو مقطوع لأنه قول تابعي، وقد صححه الحافظ هنا أما تسميته موقوفًا فمن باب التسامح في الإصطلاح.
21 - باب أدب الطالب
21 - بَابُ أَدَبِ الطَّالِبِ (120) حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَوَّلِ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (¬1). 3056 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ (¬2) حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ (¬3)، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: كُنْتُ إِذَا جِئْتُ (¬4) أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَا بِطِيبٍ فيمسح (¬5) يديه وعارضيه. ¬
3056 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 174) وعزاه إلى أبي يعلى وقال: رجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف (ح 1/ ق 51 ب). وفي مسند أبي يعلى (ح 6/ 211: 3492).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف فيه عبد الله بن أبي بكر. وقول الهيثمي رجاله رجال الصحيح وهم منه رحمه الله.
22 - باب الورع في الفتوى
22 - بَابُ الْوَرَعِ فِي الْفَتْوَى 3057 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي (¬1) مِجْلَزٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِلَيْكُمْ عَنِّي إِنِّي كُنْتُ مَعَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنِّي وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنِّي أَبْقَى حَتَّى يُفْتَقَرَ إِلَيَّ لَتَعَلَّمْتُ لَكُمْ، إليكم عني. ¬
3057 - تخريجه: ذكره البوصيري في الاتحاف (1/ ق 63 ب) وقال: هذا الإسناد فيه مقال لسكن بن نافع.
الحكم عليه: الأثر بهذا السند ضعيف لضعف السكن بن نافع.
3058 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "الْخَبَرُ الصَّالِحُ يَجِيءُ بِهِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، وَالْخَبَرُ السُّوءُ يَجِيءُ بِهِ الرَّجُلُ السُّوءُ. وَبِهِ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا يخطل الرجل" (¬1). ¬
3058 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 66 ب). الحديث لم أجده إلّا من هذا الطريق، وهو بهذا السند ضعيف جدًا من أجل يوسف بن عطية وهو متروك. والحديث عبارة عن حديثين، إلّا أن المصنف جمعهما بإسناد واحدٍ. أما الحديث الأوّل فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الرجل الصالح يأتي. بالخبر الصالح، والرجل السوء يأتي بالخبر السوء". رواه أبو نعيم في الحلية (3/ 95) وابن عساكر في التاريخ (13/ 185/ 1) كلاهما عن طريق محمَّد بن القاسم الطالكاني، قال ثنا عمر بن هارون، عن دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد وداود لم نكتبه إلّا من حديث محمَّد بن القاسم عن عمر بن هارون وهو البلخي. قلت: ومحمد بن القاسم وعمر بن هارون كذابان. وله طريق أخرى رواها أبو بكر الأزدي في حديثه كلما في السلسلة الضعيفة (1/ 460) عن يحيى بن عبدويه، حدثني أبو محمَّد بن سعيد بن المسيّب -وأحسب اسمه عبد الملك- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. فيه يحيى بن عدوية قال ابن معين: كذاب رجل سوء وقال مرة ليس بشىء وقال ابن عديّ: أرجو أنه لا بأس به، انظر الميزان (4/ 394). أما الحديث الثاني وهو قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَخْطَلُ الرَّجُلُ" فلم أجده.
23 - باب العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال
23 - بَابُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ 3059 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، حدثنا بزيع (¬1) أبو الخليل عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى فَضِيلَةٌ فَلَمْ يُصَدِّقْ بِهَا لم ينلها (¬2). ¬
3059 - تخريجه: الحديث تقدم (برقم 3042) بسنده ومتنه.
24 - باب التثبت في الحديث
24 - بَابُ التَّثَبُّتِ فِي الْحَدِيثِ 3060 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ (¬1)، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ (¬2) عَنْ حُمَيْدٍ (¬3)، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَادِيثَ سَمِعْتُهَا وَحَفِظْتُهَا فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ يُحَدَّثَ بِهَا إِلَّا أَنِّي أَرَى أَصْحَابِي يخالفوني فيها. ¬
3060 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 66 ب). وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 146) وعزاه إلى الطبراني وقال: رجاله ثقات. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 195: 105) عن عبد الله بن أحمد، ثنا شيبان بن فروخ به مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند حسن ولكن الظاهر أنه منقطع لأنّ حميدًا لم يذكر له رواية عن عمران ففيه صدوقان وقد تابع شيبان بن فروخ عن محمَّد بن سليم أبي هلال عبد الله بن المبارك، رواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (2/ 44: 1131)، عن =
= طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن ابن المبارك، عن محمَّد بن سليم به بمثله. وقد تابع حميدًا بن هلال مطرف عند أحمد في المسند (4/ 433)، عن إسماعيل، ثنا أبو هارون الغنوي، عن مطرق قال: قال لي عمران بن حصين، والله إن كنت لأرى أني لو شئت حدثت عن نبي الله يومين متتابعين لا أعيد حديثًا ثم لقد زادني بطأً عن ذلك وكراهية له أن رجالًا مِنْ أَصْحَابِ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أو من بعض أصحاب محمَّد -صلى الله عليه وسلم- شهدت كما شهدوا وسمعت كما سمعوا يحدثون أحاديث ما هي كما يقولون ولقد علمت أنهم لا يألون عن الخير فأخاف أن يشبه لي كما شبّه لهم فذكره بطوله. قال الهيثمي في المجمع (1/ 146) وفيه أبو هارون الغنوي لم أر من ترجمه انتهى. قلت: بل له ترجمة وهو ثقة فهو في تعجيل المنفعة واللسان، ومن شيوخه مطرف. وهذا إسناد صحيح وهو من ثلاثيات أحمد بن حنبل، ولكن يشكل ما في مسند أحمد بعد الحديث، قال أبو عبد الرحمن، حدثني نصر بن علي، ثنا بشر بن المفضل عن أبي هارون الغنوي، قال حدثني هانئ الأعور عن مطرف، عن عمران، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو هذا الحديث فحدثت به أبي فاستحسنه وقال: زاد فيه رجلًا، والله أعلم. والحديث بطرقه حسن إن شاء الله.
25 - باب المذاكرة
25 - باب المذاكرة 3061 - [1] قال مسدّد: حدّثنا إسماعيل، أخبرنا الجريري (¬1) وأبو سلمة (¬2) عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: كَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: تَحَدَّثُوا فَالْحَدِيثُ يُذَكِّرُ الْحَدِيثَ. * صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ. [2] حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: كنا نأتي أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، فيقول: تحدثوا فإن الحديث يهيّج الحديث. [3] وقال الحارث: حدّثنا رَوْحٌ عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي نضرة قال: قلت لأبي سعيد رضي الله عنه: (أكتبنا قال: لَنْ أُكْتِبَكُمْ) (¬3) خُذُوا عَنَّا كَمَا كُنَّا نَأْخُذُ عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ رضي الله عنه يَقُولُ: تَحَدَّثُوا فَإِنَّ الْحَدِيثَ يذكِّر بَعْضُهُ بَعْضًا. ¬
3061 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 64 أ). =
= وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 166) وعزاه إلى الطبراني في الأوسط، وقال: رجاله رجال الصحيح.
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح عن أبي سعيد الخدري وهو على شرط الشيخين، وله طرق كثيرة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قد ذكر بعضها الحافظ هنا. ورواه الدارمي في السنن في العلم، باب مذاكرة العلم (1/ 116: 601) عن أسد بن موسى، ثنا شعبة، عن الجريري به. ورواه أيضًا (1/ 116) عن أبي نعيم، حدّثنا أبو عوانة عن أبي بشر الجريري به. ورواه أيضًا (1/ 116) عن أبي معمر، عن هشيم، عن أبي بشر الجريري به. ورواه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 94) والخطيب في الجامع (2/ 267: 1819) كلهم من طريق الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن أبي نضرة به. ورواه الطبراني كما في مجمع البحرين (1/ 487)، والبيهقيُّ في المدخل، باب مذاكرة العلم (ص 289: 422: 201). ورواه ابن عبد البر في الجامع (1/ 111) كلهم من طريق الأعمش، عن جعفر بن إياس به. والرامهرمزي في المحدث، باب المذاكرة (ص 545: 722) من طريق غسان ابن مضر، عن سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة به بنحوه. وله شواهد من أقوال عدة من الصحابة منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: "تذاكروا الحديث فإن ذكر الحديث حياته". رواه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 95) والرامهرمزي في المحدث (ص 545: 721)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي، باب مذاكرة الطلبة بالحديث (1/ 236: 466)، وابن عبد البر في الجامع، باب آفة العلم (1/ 108) كلهم عن طريق كهمس، عن ابن بريدة قال: قال علي بألفاظ متقاربة. وله شاهد عن ابن مسعود أخرجه الحاكم في المستدرك، انظر الموضع السابق.
3062 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ (¬1) عَنْ مُغِيرَةَ (¬2) إِبْرَاهِيمَ (¬3)، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: أَطِيلُوا ذِكْرَ الْحَدِيثِ حتى لا يدرس. * صحيح مقطوع. ¬
3062 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 64) وقال: هذا إسناد رجاله ثقات. وعن طريق مسدّد أخرجه الخطيب في شرف أصحاب الحديث (ص 97: 213). ورواه أبو خيثمة في العلم (ص 147: 163) وعنه الخطيب في الجامع (2/ 266: 1812)، عن جرير، عن مغيرة به. ورواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 546)، باب المذاكرة (ح 725). والخطيب في الجامع، باب مذاكرة الحديث مع عامة الناس (2/ 268). ورواه أيضًا في شرف أصحاب الحديث (ص 97: 212) كلاهما من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم به بلفظ "تذاكروا الحديث فإن ذكره حياته".
الحكم عليه: الأثر بهذا السند صحيح بل هو على شرط الشيخين لكنه مقطوع.
26 - باب ذم الفتوى بالرأي
26 - بَابُ ذَمِّ الْفَتْوَى بِالرَّأْيِ 3063 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدّثنا الهذيل بن إبراهيم الحماني، حدّثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تَعْمَلُ هَذِهِ الْأُمَّةُ برهة بكتاب الله عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ تَعْمَلُ بُرْهَةً بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ تَعْمَلُ بِالرَّأْيِ، فَإِذَا عملوا بالرأي فقد ضلوا وأضلوا (¬1). ¬
3063 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 44 ب). وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 184) وعزاه إلى أبي يعلى وفيه عثمان بن عبد الرحمن الزهري وهو متفق على ضعفه. وهو في مسند أبي يعلى (10/ 240: 5856). ومن أبي يعلى أخرجه ابن عديّ في الكامل في ترجمة عثمان بن عبد الرحمن (5/ 160). وعن طريق أبي يعلى أيضًا رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 179)، باب ذكر الأحاديث في ذم القياس. ورواه ابن عبد البر في جامع البيان، باب ما جاء في ذم القول في دين الله بالرأي =
= (2/ 134) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي به بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته عثمان بن عبد الرحمن الزهري وهو متروك. ولكن تابعه حماد بن يحيى الأبح عن الزهري رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه، باب ذكر الأحاديث في ذم القياس (1/ 179). وابن عبد البر في جامع البيان، باب ما جاء في ذم القول في دين الله بالرأي (2/ 134) كلاهما عن طريق جبارة بن المغلس، حدّثنا حماد بن يحيى الأبح، عن الزهري به بمثله. قلت: هذه المتابعة لا تفيد للحديث شيئًا لأنّ حماد بن يحيى الأبح قال ابن حجر: صدوق يخطئ، والراوي عنه جبارة بن المغلس ضعيف أيضًا. والخلاصة إن المتابعة الثانية أحسن حالًا من الطريق الذي فيه عثمان الزهري وقد ضعف الحديث الألباني في ضعيف الجامع (برقم 2456).
27 - باب الرواية بالمعنى
27 - باب الرواية بالمعنى 3064 - قال أبو داود: حدّثنا الْمَسْعُودِيُّ (¬1) عَنْ محمَّد بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قال: بَيْنَمَا عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ يُحَدِّثُ، وَابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما عِنْدَهُ إِذْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: (مثل المنافق كمثل شاة بين ربضين إذا أتت هؤلاء نطحتها وإذا أتت هؤلاء نطحتها) (¬2) فقال ابن عمر رضي الله عنهما: لَيْسَ كَذَلِكَ إِنَّمَا قَالَ: بَيْنَ غَنَمَيْنِ، فَقَالَ: عبيد بن عمير بين (¬3) ربضين (¬4) وغنمين واحد، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقوله لم أقله (¬5). ¬
3064 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 47). وهو في مسند الطيالسي (ص 248: 1802). ورواه أحمد في المسند (2/ 32)، عن يزيد قال أخبرنا المسعودي به بمعناه. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف لأنّ المسعودي قد اختلط وقد سمع منه أبو داود الطيالسي ويزيد بن هارون بعد الاختلاط كما نص العراقي في التقييد (ص 400). وله طريق صحيحة أخرى عن محمَّد بن علي بن الحسين رواها الدارمي في سننه (1/ 79: 324)، عن محمد بن أحمد، ثنا سفيان عن محمَّد بن سوقة، عن محمَّد بن علي بن الحسين به بمعناه وزادا وكان ابن عمر إذا سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يزد فيه ولم ينقص منه ولم يجاوزه ولم يقصر عنه". قلت: هذا إسناد صحيح محمد بن أحمد هو ابن أبي خلف القطيعي وهو ثقة وسفيان هو ابن عيينة، ومحمد بن سوقة، ثقة. ورواه الخطيب في الكفاية باب ذكر الرواية عمن لم يجز إبدال كلمة بكلمة (ص 268)، عن طريق إسحاق بن إبراهيم الأبري قال أنا عبد الرزاق، عن معمر، عن عثمان بن بوذويه عن يغفر بن زوذي قال: سمعت عبيد بن عمير وهو يقص يقول: قال رسول الله مثل المنافق فذكره بلفظ قريب. ورواه أيضًا في الكفاية في الباب نفسه (ص 268)، عن طريق قبيصة قال ثنا هَارُونَ الْبَرْبَرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بن عمير قال: بينما عبد الله بن عمر جالس. مع أبي، إذ قال: قال رسول الله إنما مثل المنافق مثل الشاة فذكر بمعناه، وفي آخره زيادة. والحديث بمجموع طرقه صحيح. والحديث ثابت عن ابن عمر دون ذكر القصة رواه مسلم في صحيحه صفات المنافقين (4/ 2146: 2784)، والنسائيُّ في المجتبى في الإيمان (8/ 124: 5037)، كلاهما من طريق موسى بن عقبة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير في هذه مرة، وفي هذه مرة لا تدري أيهما تتبع"، واللفظ للنسائي.
3065 - [1] وقال أبو يعلى: حدّثنا أحمد بن إسحاق الباهلي، حدّثنا ابن داود، حدّثنا عاصم بن رجاء ابن حَيْوَه عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ وَرَبِيعَةَ بن يزيد، ومكحول قالوا: إن أبا الدرداء رضي الله عنه كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيثًا قَالَ: هَكَذَا أَوْ شكله. [2] حدّثنا أبو عبد الله المقدمي، حدّثنا عبد الله (¬1) بن داود به. [3] حدّثنا محمد بن قدامة، حدّثنا معن بن عيسى، حدّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ به. ¬
3065 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 59/ ب). وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 146)، وعزاه إلى الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات. ورواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل باب من كان يتهيب الرواية (ص 550: 735)، عن همام، ثنا ابن أبي رجاء، ثنا محمد بن يزيد بن عاصم بن رجاء به بنحوه.
الحكم عليه: هذا الأثر بهذا السند حسن ففي الطريق الأوّل والثاني لأبي يعلى عاصم بن رجاء وهو صدوق، ولكن تابعه معاوية بن صالح عن ربيعة عند أبي يعلى كما في المتابعة الثالثة. ولكن في طريق معاوية بن صالح شيخ أبي يعلى محمَّد بن قدامة وهو ضعيف. وله طرق صحيحة عن معاوية بن صالح. رواه الدارمي في السنن في العلم باب من هاب الفتيا مخافة السقط (1/ 72: =
= 275)، عن أسد بن موسى، ثنا معاوية عن ربيعة به بلفظه. ورواه الخطيب في الكفاية باب ذكر من كان يذهب إلى إجازة الرواية على المعنى من السلف (ص 310)، من طريق معن قال ثنا معاوية بن صالح به. وهذه الطرق صحيحة عن ربيعة بن يزيد، ولكن يبقى إشكال وهو أن الذين رووه وهم ربيعة بن يزيد ويزيد بن مالك ومكحول لم أجد واحدًا من هؤلاء روى عن أبي الدرداء، ولم يذكر المزي روايتهم عن أبي الدرداء. وعلى أي حال فهناك طرق أخرى أبي الدرداء رضي الله عنه. رواه الدارمي في العلم باب من هاب الفتيا مخافة السقط (1/ 71: 274)، عن محمَّد بن كثير عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله قال: كان أبو الدرداء إذا حدث بحديث عن رسول الله قال: هذا ونحوه أو شبهه أو شكله. ورواه الخطيب في الكفاية باب من كان يذهب إلى إجازة الرواية على المعنى (ص310) ورواه أيضًا في الجامع لأخلاق الراوي (2/ 35: 1105)، عن طريق عبد الله بن العلاء بن الوزير عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إدريس الخولاني، قال: رأيت أبا الدرداء إذا فرغ من الحديث عن رسول الله قال: هذا أو نحو هذا أو شكله. وله شاهد من قول أنس رضي الله عنه: كان أنس إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وفرغ منه قال أو كما قال. رواه ابن ماجه في المقدمة باب التوقي في الحديث عن رسول الله (1/ 11: 24)، والدارميُّ في السنن في العلم باب من هاب الفتيا (1/ 73) والرامهرمزى في المحدث الفاصل باب من كان يتهيب الرواية (ص 550)، ثلاثتهم عن طريق معاذ عن ابْنُ عَوْنٍ عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ قَالَ كان أنس الحديث. وله شاهد آخر من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. رواه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 111)، وابن ماجه في السنن في المقدمة (1/ 10: 23) والدارميُّ في السنن في العلم باب من هاب الفتيا (1/ 71) =
= والرامهرمزي في المحدث الفاصل باب من كان يتهيب الرواية (ص 549)، أربعتهم من طريق عمرو بن ميمون قال: ما أخطأني ابن مسعود رضي الله عنه عشية خميس إلّا أتيته قال: فما سمعته يقول بشيء قط قال رسول الله فلما كان ذات عشية قال: قال رسول الله: فنكس قال: قال فنظرت إليه وهو قائم محلة أزرار قميصة قد اغرورقت عيناه وانتفخت أوداجه قال: أو دون ذلك أو فوق ذلك أو قريبًا أو شبيهًا بذلك. قال البوصيري في المصباح كما في تحقيق محمَّد فؤاد: إسناده صحيح احتج الشيخان بجميع رواته.
3066 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابن هارون، حدّثنا أَصْبَغُ (¬1) بْنُ زَيْدٍ الْوَرَّاقُ عَنْ خَالِدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ (¬2) عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "من يقل عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ أَوِ ادَّعَى إِلَى أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ مَقْعَدًا" قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وهل لها عينان؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: نَعَمْ: أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذَا (¬3) رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12)} (¬4). فَكَفَفْنَا عَنِ الْحَدِيثِ حَتَّى أُنْكِرَ ذَلِكَ مِنْ شَأْنِنَا، فَقَالَ لَنَا: مَا لِي لَا أَسْمَعُكُمْ تتحدثون؟ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَكَيْفَ نَتَحَدَّثُ، وَقَدْ قُلْتَ مَا قُلْتَ؟ وَنَحْنُ لَا نُقِيمُ الْحَدِيثَ تقدم ونؤخر ونزيد وننقص، فقال -صلى الله عليه وسلم- ليس ذلك عنيت وإنما عنيت من أراد عيبي وشين الإِسلام. ¬
3066 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 57/ ب) وقال: هذا إسناد، رجاله ثقات، خالد بن كثير قال فيه أبو حاتم: شيخ. ورواه الخطيب في الكفاية باب ذكر الحجة في إجازة رواية الحديث على المعنى (ص 303)، من طريق علي بن مسلم الطوسي قال ثنا محمَّد بن يزيد الواسطي عن أصبع بن زيد به بنحوه. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، علته خالد بن كثير الهمداني وهو ضعيف كما سبق. وله شاهد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه رواه الطبراني في الكبير (8/ 155: 7599)، عن القاسم الدلال، ثنا أسيد بن زيد، ثنا محمَّد بن الفضل، عن الأحوص بن حكيم، عن مكحول، عن أبي أمامة به بلفظ قريب منه. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 153)، وقال: فيه الأحوص بن حكيم ضعفه حكيم ضعفه النسائيُّ وغيره، ووثقه العجلي ويحيى بن سعيد، وفيه محمَّد بن الفضل بن عطية، ضعيف انتهى. قلت: وما قاله الهيثمي: عليه ملاحظات: أولًا: لو كان الأمر كما ذكره لكان هذا الشاهد صالحًا لتقوية حديث الباب وليس الأمر كذلك. ثانيًا: محمَّد بن الفضل بن عطية الكوفي نزيل بخارى قال ابن حجر كذبوه ومثل هذا لا يقال ضعيف ويسكت عنه. ثالثًا: فيه أسيد بن زيد الراوي عن محمَّد بن الفضل كذبه يحيى وقال النسائيُّ: متروك. وقال ابن حيان: يسرق الحديث، والعجب من الهيثمي سكوته عن أسيد بن زيد الذي هو أسوأ حالًا من الأحوص بن حكيم، فكان ينبغي أن يذكرهم جميعًا بذكر أسوأهم حالًا. والخلاصة: الحديث يبقى ضعيفًا لأنّ حديث أبي أمامة موضوع.
28 - باب سعة العلم
28 - باب سعة العلم 3067 - قال أبو يعلى: حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَري، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ قال: كنت مع سلمان رضي الله عنه، فَمَرَرْنَا بِدِجْلَةَ، فَقَالَ: يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ انْزِلْ فَاشْرَبْ فَنَزَلْتُ فَشَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ: انْزِلْ فَاشْرَبْ، فَنَزَلْتُ فَشَرِبْتُ فَقَالَ: يَا أَخَا بَنِي عبس، ما نقص شرابك مِنْ دِجْلَةَ؟ قُلْتُ: مَا عَسَى أَنْ يَنْقُصَ شرابي مِنْ دِجْلَةَ، قَالَ: كَذَلِكَ الْعِلْمُ لَا يَفْنَى، فعليك منه بما ينفعك.
3067 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 62). وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 327)، وقال: رجاله ثقات وَفِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ. ورواه أبو خيثمة في العلم (ص 122: 58)، قال حدّثنا جرير عن الأعمش، عن عمرو بن مرة به فذكر القصة أطول مما هنا. ورواه أحمد في الزهد (ص 53)، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش عن عمرو بن مرة به بنحوه مع زيادة كثيرة. =
= ورواه الطبراني في الكبير (6/ 265: 6173)، قال حدّثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السائب، عن أبي البختري به بنحوه وذكر في آخره زيادة.
الحكم عليه: الأثر ضعيف بهذا السند من أجل الرجل المبهم وبقية رجاله ثقات.
3068 - قَالَ (¬1) إِسْحَاقُ أنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَحْسَبُهُ قَدْ رَفَعَهُ قَالَ: مَنْهُومَانِ لَا يَقْضِي أَحَدُهُمَا نَهْمَتَهُ مَنْهُومٌ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ لَا يَقْضِي نَهْمَتَهُ وَمَنْهُومٌ فِي طَلَبِ الْمَالِ لَا يَقْضِي نَهْمَتَهُ. قُلْتُ: لَيْثٌ ضَعِيفٌ وَلَهُ شَاهِدٌ عن ابن مسعود عند الطبراني (¬2) قال وَعَنْ أَنَسٍ عِنْدَ ابْنِ عَدِيٍّ (¬3) وَرَفَعَاهُ وَعَنِ الحسن مرسل وسنده صحيح إلى الحسن (¬4). ¬
3068 - تخريجه: ذكره في الإحياء (4/ 1895)، وكنز العمال (10/ 180: 28934). وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 86) (112)، من طريق عبد السميع بن أحمد اليشكري، قال نا قتيبة عن ليث، به. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 95) (163) قال: حدّثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير به، وقال فيه: عن طاووس أو مجاهد، ثم قال: ليث أصابه شبه الاختلاط فيبقى في حديثه لين، ولا نعلمه يروى من وجه أحسن من هذا. ورواه أبو خيثمة زهير بن حرب في كتاب العلم (ص 33 برقم 141)، قال: ثنا جرير به، وقال: أحسبه رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ورواه كذلك الطبراني في الأوسط (6/ 313) (5666) قال حدّثنا محمَّد بن عبد الله وقال: لم يرو هذا الحديث عن ليث إلّا جرير، تفرد به أبو بهز الرازي. =
= ورواه بهذا الإسناد في الكبير (11/ 76) (11095). ورواه ابن أَبِي شَيْبَةَ (8/ 541) (6169)، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ لَيْثٍ به موفوفًا على ابن عباس. ورواه كذلك الدارمي (1/ 96) قال: أخبرنا إسماعيل بن أبان، حدّثنا عبد الله بن إدريس به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 135) وقال: روراه، الطبراني في الأوسط والكبير والبزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. - وقد ورد هذا اللفظ من حديث أنس مرفوعًا روي من طريق أبي عوانة عن قتادة، عن أنس رواه الحاكم (1/ 92) وقال: هذا صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه ولم أجد له علة وسكت عنه الذهبي، لكن فيه عنعنة قتادة. وروي من طريق محمد بن أحمد بن يزيد قال نا عبد الأعلي بن حماد قال نا حماد بن سلمة عن حميد، عن أنس به مرفوعًا أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2298) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 87) (113). قال ابن عدي: محمد بن أحمد بن أحمد بن يزيد ضعيف كان يسرق الحديث، ويحدث بأشياء منكرة. وحديث أنس هذا رواه البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر كما في مشكاة المصابيح (1/ 86) (260) وحاشيته. - كما ورد هذا المعنى من حديث ابن مسعود مرفوعًا أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1457)، والطبراني في الكبير (10/ 223) (10388)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 86) (111) وفيه أبو بكر الداهري قال ابن حبّان عنه: يضع الحديث علي الثقات وقال أحمد: ليس بشيء. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 135):فيه أبو بكر الداهري وهو ضعيف. =
= ونسبه العجلوني في كشف الخفاء (2/ 380) للقضاعي والبيهقيُّ في المدخل. كما ورد من طريق الحسن مرسلًا أخرجه ابن عديّ كما في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (4/ 1895)، وكنز العمال (10/ 180) (28934).
الحكم عليه: حديث الباب فيه ليث بن أبي سليم ضعيف، لكن يشهد له حديث أنس وابن مسعود فيرتفع إلى درجة الحسن لغيره. [سعد].
29 - باب الحث على نشر العلم
29 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى نَشْرِ الْعِلْمِ 3069 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عمر بن عبد الواحد الدمشقي عن الأوزاعي، حدثني أبو كثير (¬1) أنه سمع أباه (¬2) يقول: أتيت أبا ذر رضي الله عنه، وَهُوَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ يَسْتَفْتُونَهُ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَلَمْ يَنْهَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْفُتْيَا، قَالَ (¬3) فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَرَقِيبٌ أَنْتَ عَلَيَّ؟ لَوْ وَضَعْتُمُ الصَّمْصَامَةَ (¬4) عَلَى هَذِهِ وَأَشَارَ إِلَى قَفَاهُ ثم ظننت أنني أُنْفِذُ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْلَ أَنْ تُجِيزُوا عَلَيَّ لأنفذتها. * هذا حديث صحيح، علق البخاريُّ طرفًا منه في كتاب العلم. ¬
3069 - تخريجه: حديث الباب، رواه الدارمي في سننه، باب البلاغ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (1/ 112: 551)، قال أخبرنا عبد الوهاب بن سعيد، ثنا شعيب هو ابن إسحاق، ثنا الأوزاعي به بلفظه. =
= ورراه أبو نعيم في الحلية (1/ 160)، قال حدّثنا محمَّد بن معمر، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا يحيى بن عبد الله، ثنا الأوزاعي به إلّا أنه قال حدثني مرثد أبو كبير وهو تحريف الطابع. وفيه أن الذي خاطبه فتى من قريش، وأن الذي نهاه أمير المؤمنين عثمان بن عفان. وأورده البخاريُّ في صحيحه معلقا عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ: لو وضعتم الصمصامة ... (الفتح 1/ 160: 10). وقال الحافظ: وكان سبب ذلك أن أبا ذر كان بالشام فاختلف مع معاوية في تأويل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا} فقال معارية نزلت: في أهل الكتاب خاصة، وقال أبو ذر: نزلت فيهم وفينا. فكتب معاوية إلى عثمان فأرسل إلى أبي ذر فحصلت منازعة أدّت إلى انتقال أبي ذر عن المدينة فسكن الربذة إلى أن مات.
الحكم عليه: الأثر بهذا السند صحيح. ولذا قال الحافظ هنا: هذا حديث صحيح. قلت: ولذا علق البخاريُّ هذا الأثر عن أبي ذر بصيغة الجزم.
3070 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ حَدِيثًا، وَفِيهِ وَمَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَتَوَاضَعَ فِي الْعِلْمِ، وَعَلَّمَهُ عباد الله تعالى يريد بذلك ما عند الله عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ أَفْضَلُ ثَوَابًا وَلَا أَعْظَمُ مَنْزِلَةً مِنْهُ وَلَمْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلَةٌ وَلَا دَرَجَةٌ رَفِيعَةٌ نَفِيسَةٌ إِلَّا وَلَهُ فيها أَوْفَرُ نَصِيبٌ، وَأَوْفَرُ الْمَنَازِلِ أَلَا وَإِنَّ الْعِلْمَ أفضل العبادة، وملاك الدين الورع (¬1)، وإنما الْعَالِمُ مَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ، وَإِنْ كَانَ قَلِيلَ العلم. ¬
3070 - تخريجه: أورده السيوطي في اللآلئ (2/ 361) عن الحارث بن أبي أسامة. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 181) وقال: موضوع.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند موضوع فيه ميسرة بن عبد ربه، وهو حديث طويل جدًا وزعه ابن حجر على حسب الأبواب. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن العلم أفضل العبادة وملاك الدين الورع". فهذه الفقرة لها طرق أخرى عن ابن عباس وأبي هريرة. أما طريق ابن عباس رضي الله عنهما، فقد رواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة سوار بن مصعب (3/ 455) عن طريق سويد بن مصعب، ثنا ليث بن أبي سليم، عن طاوس، عن ابن عباس مرفوعًا. وعن طريق ابن عديّ رواه الخطيب في التاريخ (4/ 436). وعن طريق الخطيب رواه ابن الجوزي في العلل (1/ 67: 77). =
= ورواه ابن عبد البر في جامع البيان (1/ 23)، باب تفضيل العلم على العبادة (1/ 23) من طريق سوار بن مصعب به. مدار طريق ابن عباس سوار بن مصعب وهو متروك. أما طريق أبي هريرة فرواه ابن عبد البر في الجامع (1/ 23) من طريق بشر بن إبراهيم، ثنا خليفة بن سليمان، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي هريرة. قلت: فيه بشر بن إبراهيم أحاديثه موضوعة. ورواه ابن الجوزي في العلل (1/ 67: 78) من طريق أبي مطيع، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة. وأبو مطيع، قال يحيى: ليس بشيء وقال أحمد: لا ينبغي أن يروى عن أبي مطيع نقل عنهما ابن الجوزي في العلل (1/ 68). وقد ورد من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فضل العلم أحب إليّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع. رواه الحاكم في المستدرك (1/ 92) من ثلاثة طرق عن حمزة الزيات، عن الأعمش، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. قلت: فيه نظر ففيه الأعمش وهو مدلس وقد عنعن ومع ذلك اختلف عليه فرواه بعضهم عنه عن الحكم، ورواه بعضهم عنه، عن مصعب، ورواه بعضهم عنه، عن رجل، عن مصعب. ورواه أيضًا الحاكم في المستدرك (1/ 92) وابن الجوزي في العلل (1/ 67: 76) كلاهما عن عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن مطرف بن الشخير، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. قلت: عبد الله بن عبد القدوس مختلف ومع ذلك خالفه من هو أوثق منه فوقف الحديث. =
= فرواه أبو خيثمة في العلم (ص 112: 13)، قال ثنا جرير عن الأعمش قال بلغني عن المطرف بن عبد الله بن الشخير أنه قال: فضل العلم أحبُّ ... إلخ. وله عن مطرف طريق أخرى أصح من هذا رواه ابن عبد البر في العلم (1/ 23) من ثلاثة طرق عن الحجاج وجرير بن حازم قالا: سمعنا مطرفًا يقول فذكره ثم قال ابن عبد البر: رواه قتادة وغيلان بن جرير عن مطرف مثله بمعناه ثم أورده من طريقين عن قتادة، عن مطرف موقوفًا. وبما ذكرت يظهر أنه لا يصح رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-لضعف طرقها وهناك طرق أخرى أكثر ضعفًا مما ذكرت، ولذا قال الدارقطني فيما نقله ابن الجوزي في العلل (1/ 68): لا يصح منها شيء والصحيح أنه من قول مطرف بن الشخير، انتهى.
3071 - وقال مسدّد: حدّثنا خالد، ثنا أَبُو سِنَانٍ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ النخع (¬1) قال: دخلت مسجد إيليا (¬2) فَصَلَّيْتُ إِلى سَارِيَةٍ رَكْعَتَيْنِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَصَلَّى قريبًا فمال إليه الناس فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، فَجَاءَ رَسُولُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَنْ أَجِبْ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يُرِيدُ أَنْ يَنْهَانِي أَنْ أحدثَ كما كان أبوه ينهاني وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول فذكر حديثًا. ¬
3071 - تخريجه: هذا الحديث من الأحاديث التي صعب عليّ تخريجها من أجل حذف الحافظ متونها والحديث بهذا السند ضعيف من أجل الرجل المبهم.
30 - باب معاني الحروف
30 - باب معاني الحروف 3072 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَفْرِيقِيُّ، ثنا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه، فذكر حديثًا مرفوعًا فيه قال: وَأَمَا أَبُو جَادٍ فَالْبَاءُ بَهَاءُ اللَّهِ، وَالْجِيمُ جمال الله، والدال دين الله ارتضاه لِنَفْسِهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَصَالِحِ خَلْقِهِ، وَأَمَا هواز فالهاء هَوان أَهْلَ النَّارِ وَالزَّايُ زَفِيرُ جَهَنَّمَ عَلَى أَهْلِ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَأَهْلِ الْمَعَاصِي. وَأَمَّا حَطِّي فحطَّت عَنِ الْمُذْنِبِينَ خَطَايَاهُمْ بِالِاسْتِغْفَارِ، وَأَمَّا كَلَمُنْ، فَالْكَافُ كمال أهل الجنة، {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ} (¬1)، وَأَمَّا النُّونُ فَالسَّمَكَةُ الَّتِي يَأْكُلُونَ (¬2) مِنْ كَبِدِهَا قَبْلَ دُخُولِهِمُ (¬3) الْجَنَّةَ، وَأَمَّا سَعْفَصْ، فَصَاعٌ بِصَاعٍ وَفَصٌّ بِفَصٍّ، وَكَمَا تَدِينُ تُدَانُ، وَأَمَّا قَرَشَتْ فعرضوا على الحساب. ¬
3072 - تخريجه: الحديث بهذا السند فيه ضعيفان وهما عبد الرحيم وحكيم بن نافع والثالث غير معروف. =
= ولا شك أن الحديث موضوع دون تردّد ولكن لا أدري الآفة من أين. وقد ورد مثله من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، مرفوعًا أن عيسى بن مريم لما أسلمته أمه إلى الكتاب فذكر حديثًا ومنه "أبجد الألف ألاء الله الباء بهاء الله الجيم جلال الله" فذكره إلى آخر حروف أبجد. رواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة إسماعيل بن يحيى المدني (1/ 304) من طريق إسماعيل بن يحيى، عن ابن أبي مليكة عمن حدثه، عن ابن مسعود مرفوعًا. وقال ابن عديّ: هذا حديث باطل بهذا الإسناد لا يرويه غير إسماعيل. وأورده السيوطي في الآلئ (1/ 172) وقال: موضوع.
31 - باب تصديق القرآن للسنة
31 - باب تصديق القرآن للسنة 3073 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السري، ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن الأرقم بن شرحبيل، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إذا ما حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيثًا، فَلَمْ تَجِدُوا تَصْدِيقَهُ فِي كِتَابِ الله تعالى ولم تجدوا في أخلاق الناس حسنًا فإنه كاذب.
3073 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 59 ب) وقال: هذا إسناد، رجاله ثقات إلّا أن أبا إسحاق لم يذكر سماعًا من أرقم بن شرحبيل.
الحكم عليه: إسناد هذا الأثر رجاله ثقات لكن فيه السبيعي وقد عنعن وهو مدلس، ولكن له طريق أخرى رواها الدارمي في سننه، باب تأويل الحديث (1/ 118: 599)، قال أخبرنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم عن صالح بن عمر، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عباس. قال إذا سمعتموني أحدث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فلم تجدوه في كتاب الله أو حسنًا عند الناس فاعلموا أني قد كذبت عليه. وهذا الإسناد حسن، فيه عاصم بن كليب وأبوه وهما صدوقان.
32 - باب الحث على الأخذ بالسنة
32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ 3074 - [1] قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ عَوْفٍ (¬1)، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ أَحْسَبُهُ قَالَ: سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ رضي الله عنه الَّذِينَ وَقَعُوا إِلَى الشَّامِ، قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- موعظة مرضت مِنْهَا الْجُلُودُ وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا القلوب، فقلنا: كأن هذه موعظة وداع يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: أن تتقوا الله تعالى وَأَنْ تَتَّبِعُوا سُنَّتِي وَسَنَةَ الْخُلَفَاءِ الْهَادِيَةِ الْمَهْدِيَّةِ مِنْ بَعْدِي وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، فَإِنَّ كُلَّ بدعة ضلالة. [2] حدّثنا عفان، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ عَنْ رجل من أهل الشام قال: إن رجلًا من الصحابة رضي الله عنهم حَدَّثَهُ (¬2) قَالَ: خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- خطبة فذكر نحوه. ¬
3074 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 47 ب). قلت: قد سبق أن ذكره الحافظ في باب القدر برقم (2984) وعزاه هناك إلى =
= أحمد بن منيع وأبي يعلى، وهذا مما يؤخذ على الحافظ حيث لم يعزه إلى الحارث هناك، ولا إلى أحمد بن منيع وأبي يعلى هنا. وعلى أي حال فالحديث بجميع طرقه ضعيف لأنّ فيه مبهمًا، ولكن له شاهد صحيح من حديث العرباض بن سارية، به. وقد ذكرت حديث العرباض بن سارية بطرقه هناك وهو حديث صحيح مشهور.
3075 - وقال أبو يعلى: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَخْبَرَنِي زُهَيْرُ بْنُ محمَّد، عَنْ زَيْدِ (¬1) بن أسلم قال (¬2): إنه كان يرى ابن عمر رضي الله عنهما مَحْلُولَ (¬3) زرِّ قَمِيصِهِ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يفعله. ¬
3075 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 180) وعزاه إلى أبي يعلى والبزار. وأورده البوصيري في الإتحاف (ح 1/ 48 أ). وهو في مسند أبي يعلى (10/ 14: 5641).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند حسن وفيه أبو الوليد وزهير بن محمَّد وهما صدوقان. وقد تابع الأوّل سليمان بن عبد الرحمن فرواه ابن سعد في الطبقات (4/ 1/129)، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، به. وتابعه أيضًا عمرو بن مالك عند البزّار رواه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 80: 127) قال: حدّثنا عمرو بن مالك، ثنا الوليد بن مسلم، به. وتابعه أيضًا صفوان بن صالح رواه ابن حبّان في صحيحه (7/ 401: 5429) من طريق صفوان بن صالح، حدّثنا الوليد بن مسلم، به ولفظه قال: رأيت ابن عمر يصلي محلول إزره فسألته عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي كذلك. وله شاهد من حديث قرّة قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-في رهط من مزينة فبايعناه وإن قميصه لمطلق الأزرار قال: فبايعته ثم أدخلت يدي في حبيب قميصه فمست الخاتم =
= قال عروة فما رأيت معاوية ولا ابنه إلّا مطلقي أزرارهما في شتاء ولا حر يزرران أزرارهما أبدًا. ورواه أبو داود في سننه في اللباس (4/ 342: 4082) وابن ماجه في سننه في اللباس (2/ 1184: 3578)، وأحمد في المسند (3/ 434) ثلاثتهم من طريق زهير بن عروة بن عبد الله بن قشير حدثني معاوية بن قرة، عن أبيه، واللفظ لأبي داود وهو على شرط الشيخين.
3076 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي أَوْ قال عن أبيه، عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ أَحْيَا (¬1) سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي فعمل بِهَا النَّاسُ، كَانَ لَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بها لا ينقص من أجورهم شيئًا، ومن ابتدع بدعة فَعَمِلَ بِهَا كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بها شيئًا. [2] وقال عبد: حدّثنا زيد بن الحباب، به. ¬
3076 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 48 ب) وقال: مداره على كثير وهو ضعيف. والحديث في المنتخب لعبد بن حميد (ص 120: 289). وعن أبي بكر بن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في المقدمة (1/ 76: 209). ورواه ابن الجوزي في العلل في كتاب السنة (1/ 135: 206) من طريق زيد بن الحباب، به. ورواه الترمذي في سننه في العلم باب ما جاء في الأخذ في السنة (5/ 44: 2667) من طريق مروان بن معاوية الفزاري عن كثير بن عبد الله، به بنحوه. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن. ورواه ابن ماجه أيضًا في المقدمة (1/ 76: 210) حدّثنا محمَّد بن يحيى، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني كثير بن عبد الله، به بنحوه. ورواه البيهقي في الاعتقاد باب الاعتصام بالسنة (ص 153) من طريقين عن =
= إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني كثير بن عبد الله، به بنحوه.
الحكم عليه: مدار طرق الحديث على كثير بن عبد الله بن عمرو وهو متروك كذبه بعضهم وقال ابن حبّان يروي عن أبيه، عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب، وقول الترمذي حسن غير صواب. لأنّ حديث كثير غير قابل للانجبار. ولكن معنى الحديث صحيح مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "من سن في الإِسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء". رواه مسلم في الزكاة (2/ 705: 1017) والترمذي في العلم (5/ 43: 2675) والدارميُّ في سننه (1/ 107: 518)، وأحمد في المسند (4/ 357) كلهم من طريق المنذر بن جرير، عن أبيه، النبي -صلى الله عليه وسلم- واللفظ لمسلم. وقال الترمذي: حديث صحيح.
33 - باب الرحلة في طلب العلم
33 - باب الرحلة في طلب العلم 3077 - قال (¬1) الحميدي: حدّثنا سفيان، ثنا ابن جريج قال: سمعت أبا سعد (¬2) الأعمى يحدث عن عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يَقُولُ: خَرَجَ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَهُوَ بِمِصْرَ يسأله، عن حديث سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكر القصة (¬3). ¬
3077 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 54 أ). والحديث في مسند الحميدي (1/ 189: 384). ورواه الحاكم في علوم الحديث باب معرفة عالي الإسناد (ص 7) عن طريق الحميدي. ورواه الخطيب في الرحلة باب ذكر من رحل في حديث واحد (ص 118: 34) من طريق الحميدي. ورواه أحمد في المسند (4/ 153) قال: ثنا سفيان، به قال: رجل أبو أيوب إلى عقبة بن عامر فأتى مسلمة بن مخلد إليه قال: دلوني فأتى عقبة فذكر الحديث مع متنه. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، وعلته أبو سعد الأعمى وهو مجهول. وللحديث طرق كثيرة منها ما رواه أحمد في المسند (4/ 62) قال: حدّثنا مؤمل ابن إسماعيل أبو عبد الرحمن قال: ثنا حماد قال: ثنا عبد الملك بن عمير، عن منيب، عن عمه قال: بلغ رجلًا، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أَنَّهُ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: "من ستر أخاه المسلم فرحل إليه وهو بمصر فسأله عن ... " الحديث. قال الهيثمي في المجمع (1/ 139)، ومنيب هذا إن كان ابن عبد الله فقد وثقه ابن حبّان وإن كان غيره فإني لم أر من ذكره. ومنها ما رواه أبو خيثمة في العلم (ص 117: 33) وعنه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (2/ 226: 1687) قال: ثنا هشيم ثنا سيار عن جرير بن حيان قال: إن رجلًا رحل إلى مصر في هذا الحديث فلم يحلَّ حتى رجع إلى بيته "من ستر على أخيه في الدنيا ستر الله عليه في الآخرة". قلت: جرير بن حيان قال ابن حجر: مقبول. ومنها ما رواه الخطيب في الرحلة (ص 120: 35) من طريق عبد الرحمن بن زياد قال: حدثني مسلم بن يسار أن رجلًا من الأنصار ركب من المدينة إلى عقبة بن عامر. قلت: وعبد الرحمن بن زياد هو الإفريقي ضعيف. ومنها ما رواه أحمد في المسند (4/ 159) قال: ثنا محمَّد بن بكر قال ابن جريج وركب أبو أيوب إلى عقبة بن عامر إلى مصر فقال: إني سائلك عن أمر لم يبق ممن حضره مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلّا أنا وأنت .... " قلت: وهذا معضل لأنّ ابن جريج لم يذكر شيخه ولا شيخ شيخه كما في الرواية الأولي. =
= ومنها ما رواه أحمد بن منيع كما في الإتحاف (1/ ق 54 ب) قال: ثنا ابن علية عن ابن عون، عن مكحول قال: ركب عقبة بن عامر إلى مسلمة بن مخلد وهو أمير يومئذ ... قلت: هكذا جعل الرحلة لعقبة بن عامر ولعله أتى إلى مسلمة بعد أن سأله أبو أيوب عن هذا الحديث من باب التوثيق والتأكد. ورواه أبو يعلى في المسند من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ. وسيأتي بعد هذا الحديث وفيه عبد الله بن الوليد وهو ضعيف. ورواه الحارث من طريق يحيى أبي هشام كما سيأتي أيضًا بعد حديث. والحديث بهذه الطرق الكثيرة لا ينزل عن درجة الحسن. وإن كان كل طريق على انفراده ضعيف. وله شاهد فيما يتعلق بالرحلة من حديث عبد الله بن أنيس رضي الله عنه. رواه أحمد في المسند (3/ 495) قال: ثنا يزيد بن هارون قال: أنا همام بن يحيى عن القاسم بن عبد الواحد المكي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: بلغني حديث، عن رجل سمعه من رسول الله فاشتريت بعيرًا ثم شددت عليه رحلي فسرت إليه شهرًا حتى قدمت عليه الشام فإذا عبد الله بن أنيس فذكر القصة ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: يحشر الناس يوم القيام عراة ... ". قلت: القاسم بن عبد الواحد المكي مقبول كما قال ابن حجر. والحديث الذي من أجله وقعت الرحلة في حديث عقبة بن عامر "هو ستر المؤمن". رواه أبو داود في سننه دون ذكر الرحلة (5/ 200: 4891) من طريق كعب بن علقمة، عن أبي الهيثم، عن عقبة بن عامر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. قلت: أبو الهيثم هو كثير المصري مستور. وعلى أي حال قد صح عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"مَنْ ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة". رواه مسلم في صحيحه في الذكر والدعاء (4/ 174: 2699) من حديث أبي هريرة.
3078 - وقال أبو يعلى: حدّثنا هَارُونُ هُوَ ابْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرحمن (¬1) الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ هُوَ ابْنُ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ (¬2) بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عَبْدِ الملك بن فارغ (¬3) قال: أَن أَبَا صَيَّادٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ مسلمة يومًا نصف النهار إذ دخل عليه رجل على راحلة له فَاسْتَأْذَنَ عَلَى مَسْلَمَةَ فَقَالَ: يَا مَسْلَمَةُ، فَأَمَرَ مَسْلَمَةُ جَارِيَةً لَهُ، فَقَالَ: انْظُرِي مَنْ هَذَا؟ قالت: شَيْخٌ قَدِمَ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ. فَقَالَ: ادْعُو لي مسلمة، فقلت: أدعو لك الأمير، فَقَالَ: ارْجِعِي إِلَيْهِ فَسَلِيهِ مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا فُلَانٌ فَقَامَ مَسْلَمَةُ سَرِيعًا، وَكَانَ الرَّجُلُ من الصحابة رضي الله عنهم، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- حديثًا، وكان أقرب القوم إليه يومئذ عقبة بن عامر رضي الله عنه فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ لِأَتَثَبَّتْ فَقُمْ مَعِي يا مسلمة إليه قال: بَلْ أُرْسِلُ إِلَيْهِ: فَيَأْتِينِي، فَقَالَ قَدْ أَعْجَبَكَ سُلْطَانُكَ فَمُرْ أَبَا صَيَّادٍ فَلْيَنْطَلِقْ مَعِي إِلَى عقبة، فلما رآه عقبة رضي الله عنه رَحَّبَ بِهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول. فذكر الحديث. ¬
3078 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 54 ب). والرجل الذي دخل على مسلمة هو أبو أيوب الأنصاري دون شك. ملحوظة: قد سبق تخريجه في الحديث الذي قبل، وذكرت هذا الحديث ضمن تلك الأحاديث لأنها بمعنى وإن اختلفت الألفاظ.
3079 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا جَعْفَرٌ هُوَ ابْنُ برقان، ثنا يحيى أبو هِشَامٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى مِصْرَ فَقَالَ لِحَاجِبِ أَمِيرِهَا: قُلْ لِلْأَمِيرِ يَخْرُجْ إِلَيَّ فَقَالَ الْحَاجِبُ: مَا قَالَ لنا أحد هذا (¬1) منذ نزلنا هذ المنزل غيرك إنما كان يقال (¬2) استأذن لنا على الأمير فقال: إيته، فَقُلْ لَهُ هَذَا فُلَانٌ بِالْبَابِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْأَمِيرُ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ عَنْ حَدِيثٍ (في سترة عورة مسلم) (¬3). ¬
3079 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 55 أ). والحديث في مسند الحارث كما في البغية (ص 70: 42. ومن طريق الحارث رواه الخطيب في الرحلة (ص 121: 36).
الحكم عليه: الحديث رجاله كلهم ثقات. أما الرجل المبهم في المتن الذي جاء من المدينة إلى مصر هو أبو أيوب الأنصاري كما سبق في الطرق الأخرى. وقد سبق تخريج الطرق الأخرى للحديث.
3080 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ أبي عمران الجوني، ثنا جُنْدُبٍ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ: ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ (¬1)، وَإِذَا الناس في مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِلَق حِلَقٌ يَتَحَدَّثُونَ قَالَ: فَجَعَلْتُ أَمْضِيَ إِلَى الْحِلَقِ حَتَّى أَتَيْتُ حَلْقَةً فِيهَا رَجُلٌ شَاحِبٌ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ كَأَنَّمَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: هَلَكَ أَصْحَابُ العُقد وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، لَا آسَى عَلَيْهِمْ، قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قال: فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَتَحَدَّثَ بِمَا قُضِيَ لَهُ ثُمَّ قام، فلما قام سألت عنه من هذا؟ قالوا (¬2): أبىّ بن كعب رضي الله عنه سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، فَتَبِعْتُهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ فَإِذَا هُوَ رَثُّ الْهَيْئَةِ، وَرَثُّ الْكِسْوَةِ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ ثُمَّ سَأَلَنِي مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، قال رضي الله عنه أَكْثَرُ شَيْءٍ سُؤَالًا، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ: غَضِبْتُ فجثوث عَلَى رُكْبَتَيَّ وَاسْتَقْبَلْتُ الْقِبْلَةَ وَرَفَعْتُ يَدَيَّ، فَقُلْتُ: اللهم إنا نشكوهم إِلَيْكَ، أَنَّا نُنْفِقُ نَفَقَاتِنَا، وَنُنْصِبُ أَبْدَانَنَا، وَنُرْحِلُ مَطَايَانَا ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ، فَإِذَا لَقِينَاهُمْ تَجَهَّمُونَا وَقَالُوا لنا فبكى أبيّ رضي الله عنه، وجعل يترضاني، وقال: ويحك اذهب (¬3) هناك ثم قال اللهم إني أعاهدك، لأنّ أَبْقَيْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لَأَتَكَلَّمَنَّ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ولا أخاف فيك لَوْمَةَ لَائِمٍ ثُمَّ أُرَاهُ قَامَ فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ: انْصَرَفْتُ عَنْهُ، وَجَعَلْتُ أَنْتَظِرُ الْجُمُعَةَ لِأَسْمَعَ كلامه قال: فلما كان يوم الخميس خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَاتِي [فَإِذَا السِّكَكُ غَاصَّةٌ مِنَ الناس لا آخذ ¬
في سكة إلّا يلقاني النَّاسُ قُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ] (¬4) قَالُوا: نَحْسَبُكَ غَرِيبًا؟ قُلْتُ: أَجَلْ، قَالُوا: مَاتَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: فلقيت أبا موسى رضي الله عنه بالعراق فحدثته بالحديث، فقال: وا لهفاه ألا كان حَتَّى (¬5) يُبَلِّغَنَا مَقَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. ¬
3080 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 55 أ). ورواه الحاكم في المستدرك في معرفة الصحابة (3/ 304) قال: أخبرنى أبو سهل أحممد بن محمَّد بن زياد، ثنا أبو قلابة قال: حدثني أبي قال: حدثنى جعفر بن سليمان، به بنحوه وفيه بعض الاختصار وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند حسن، فيه الحسن بن شقيق الجرمي وهو صدوق. وقال البوصيري: رجاله ثقات. أما قوله: "هلك أصحاب العقد لا آسى عليهم ثلاث مرات". فهذه الفقرة لها شاهد من حديث قيس بن عباد. رواه أبو داود الطيالسي في المسند (ص 75: 555) قال: حدّثنا شعبة قال: أخبرني أبو حمزة قال: سمعت أياس بن قتادة عن قيس بن عباد قال: قدمت المدينة للقاء أصحاب محمَّد -صلى الله عليه وسلم- فلم يكن فيهم أحب إلي لقاء من أبي بن كعب فذكر قصة ثم قال: فسمعته يقول: هلك أهل العقدة ورب الكعبة قالها ثلاثًا هلكوا وأهلكوا أما إني لا آسي عليهم ولكني آسي عليهم علي من يهلكون من المسلمين فإذا الرجل أبيّ بن كعب. =
= قال أبو داود: العقدة ما أهراق عليه الدماء واعتصبه ثم اعتقده. ومن طريق أبي داود الطيالسي رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 252). ورواه أبو نعيم في الحلية أيضًا (1/ 252) من طريق سليمان التيمي عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، بنحو رواية الطيالسي.
34 - باب الترغيب في طلب العلم والحث عليه
34 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ 3081 - قال مسدّد: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير، قال سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ، وَالنَّفْسُ الصَّالِحَةُ خَيْرٌ مِنَ اللُّؤْلُؤِ (¬1). * مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ. ¬
3081 - تخريجه ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 50 ب).
الحكم عليه الأثر بهذا السند صحيح لكنه مقطوع.
3082 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ سَعِيدِ بن عبد الكريم، عن أبي عمار (¬1)، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬2): طَالِبُ الْعِلْمِ أَوْ صَاحِبُ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شيء حتى الحوت في البحر. ¬
3082 - تخريجه: ذكره البوصيري في الاتحاف (1/ 49 ب).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، فيه سعيد بن عبد الكريم وهو ضعيف. ولكنه يتقوى بما له من شواهد. منها حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا الحديث، فذكره بطوله ومنه "وإن العالم يستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في الماء". رواه ابن حبّان في صحيحه (1/ 151: 88) وأبو داود في سننه في العلم (4/ 57: 3641) وابن ماجه في المقدمة (1/ 81: 223) ثلاثتهم من طريق عبد الله بن داود الخريبي قال: سمعت عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس أبي الدرداء. قلت: فيه داود بن جميل وهو ضعيف، وكذلك كثير بن قيس. وله شاهد آخر من حديث أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير". رواه الترمذي في سننه في العلم (5/ 48: 2682) من طريق عاصم بن رجاء بن حيوة، عن قيس بن كثير، عن أبي الدرداء. =
= قال أبو عيسى: ولا نعرف هذا الحديث إلّا من حديث عاصم بن رجاء وليس هو عندي بمتصل وإنما يروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء، عن الوليد بن جميل، عن كثير بن قيس، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- وهذا أصح من الأوّل ورأي محمَّد بن إسماعيل هذا أصح. قلت: ومن الطريق الذي أشار إليه الترمذي رواه ابن حبّان وأبو داود كما سبق. قلت: إن قول الترمذي والبخاري هذا أصح لا يعني أنه صحيح بل إنه أحسن حالًا من الأوّل وإلاَّ فالحديث ضعيف فداود بن جميل ويقال: الوليد ضعيف وكذلك كثير بن قيس.
3083 - حدّثنا هذيل الْحِمَّانِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَمَّادٍ (¬1)، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (¬2)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ على كل مسلم. ¬
3083 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 124) وعزاه إلى الطبراني. أورده البوصيري في الإتحاف (1/ 49 ب) وسكت عليه. وعن طريق أبي يعلى رواه ابن الجوزي في العلل (1/ 56: 57). ورواه الطبراني في الكبير (10/ 240) والأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 417: 159) من طريق هذيل بن إبراهيم الحماني به مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا فيه عثمان بن عبد الرحمن الزهري وهو على أقل تقدير متروك. وللحديث شواهد كثيرة منها حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- بلفظه فله عن أنس طرق كثيرة رواه ابن ماجه في سننه في المقدمة (1/ 81: 224) وأبو يعلى في مسنده (5/ 223: 2837) وابن عديّ في الكامل (6/ 71) وابن الجوزي في العلل (1/ 59: 64) أربعتهم من طريق حفص بن سليمان عن كثير بن شنظير، عن ابن سيرين، عن أنس بلفظه. وعند بعضهم زيادة في آخره. قلت: فيه حفص بن سليمان الأسدي وهو متروك. ورواه البيهقي في الشعب (2/ 254: 1665) وابن عديّ في الكامل (2/ 371) وابن عبد البر في جامع البيان (1/ 7) وابن الجوزي في العلل (1/ 59: 65) ثلاثتهم =
= من طريق حسان بن سيارة عن سليمان بن قرم، عن ثابت، عن أنس بلفظه. قلت: حسان بن سيارة ضعفه غير واحدٍ وقال ابن حبّان: يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديثهم وسليمان بن قرم أيضًا ضعيف. ورواه ابن أبي عمر كما في الإتحاف (1/ ق 49 ب) وأبو يعلى في مسنده (7/ 96: 4035) كلاهما من طريق زياد بن أنس عن أنس. وزياد هو النميري ونسبه البوصيري بأنه ابن أنس وليس بصحيح بل إنه ابن عبد الله وهو ضعيف. ورواه الخطيب في التاريخ (4/ 207) وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 60: 68) من طريق بشر بن الوليد، حدّثنا أبو يوسف، حدّثنا أبو حنيفة قال: سمعت أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بلفظه. قلت: قال غير واحد لم يسمع أبو حنيفة من أنس. ورواه الطبراني في الصغير (1/ 16) عن طريق العباس بن إسماعيل الهاشمي، حدّثنا الحكم بن عطية عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك. قال الطبراني: لم يرو عن عاصم إلّا الحكم بن عطية ولا عن الحكم إلّا العباس بن إسماعيل البصري تفرّد به ابن المصفى. ورواه ابن عديّ في الكامل (2/ 435) وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 61: 72)، من طريق مسلم الملائي، عن أنس رضي الله عنه. قلت: فيه مسلم الملائي وهو ضعيف جدًا. ورواه أبو يعلى في المسند (5/ 283: 2903) من طريق أبي حفص الأبار، عن رجل من أهل الشام، عن قتادة، عن أنس. ورواه الخطيب في الرحلة (ص 71) وابن عبد البر في جامع البيان (1/ 8) كلاهما من طريق الحسن بن عطية، حدثني أبو عاتكة عن أنس رضي الله عنه. وأبو عاتكة منكر الحديث. =
= وله طرق أخرى عن أبي رضي الله عنه، استقصاها ابن الجوزي في العلل (1/ 57 - 62). ومن شواهده حديث ابن عباس رضي الله عنهما فرواه العقيلي (3/ 401) وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 56: 58) والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 415) كلاهما من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رواد، وقال حدّثنا عائذ بن أيوب، قال إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ ابن عباس رضي الله عنهما. قلت: قال ابن الجوزي: عائذ بن أيوب مجهول، وعبد الله بن عبد العزيز قال ابن الجنيد: لا يساوي فلسًا. ومن شواهده حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 413: 517) والخطيب في التاريخ (1/ 407) وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 54: 50) كلاهما من طريق سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت، قال حدّثنا أبي، ثنا محمَّد بن عبد الله بن حسين عن علي بن الحسين، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. قلت: عبد العزيز بن أبي ثابت متروك. ومن شواهده حديث ابن عمر رضي الله عنهما، فرواه ابن حبّان في المجروحين (1/ 141) وابن الجوزي في العلل (1/ 55) كلاهما من طريق أحمد بن إبراهيم بن موسى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما. قلت: فيه أحمد بن إبراهيم قال ابن عديّ، منكر الحديث. ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 58) عن طريق لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عمر وليث ضعيف مختلط. وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 56: 56). ومن شواهده حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 418: 160) وابن الجوزي في العلل (1/ 62: 74) كلاهما من طريق مسعر، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري. =
= قلت: عطية هو العوفي كذبه غير واحدٍ. ومن شواهده حديث جابر رضي الله عنه، رواه ابن عديّ في الكامل (6/ 157) وعنه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 57: 59)، من طريق محمَّد بن عبد الملك، قال حدّثنا محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه. وفيه محمَّد بن عبد الملك الأنصاري، قال ابن عديّ هو ضعيف جدًا. وللحديث شواهد أخرى وطرق كثيرة، وهي مثلها في الدرجة أو أسوأ. وهذه بعض أقوال أهل العلم على الحديث. ونقل ابن الجوزي في العلل (66) عن الإمام أحمد أنه قال: لا يثبت عندنا في هذا الباب شيء وقد مثل به كل من الحاكم وابن الصلاح في علوم الحديث (ص 223) بالحديث المشهور غير الصحيح. وقال البيهقي في الشعب (2/ 254) هذا الحديث متنه مشهور، وإسناده ضعيف وقد روي من أوجه كلها ضعيفة ونقل السخاوي في المقاصد (ص 442) عن المزي أنه قال: إن طرقه تبلغ به رتبة الحسن. وقال العراقي. وقال السيوطي في الدرر المنثورة جمعت له خمسين طريقًا وحكمت بصحته لغيره ولم أصحح حديثا لم أسبق لتصحيحه سواه. قلت: والظاهر عندي أنه حديث حسن لكثرة طرقه وشواهده، والله أعلم.
3084 - حدّثنا الهذيل بن إبراهيم، ثنا مجاشمع بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ واثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَأَدْرَكَهُ أَعْطَاهُ الله تعالى كِفْلَيْنِ (1) مِنَ الْأَجْرِ، وَمَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَلَمْ يدركه أعطاه الله عَزَّ وَجَلَّ كِفْلًا مِنَ الْأَجْرِ. فَفَسَّرَهُ فَقَالَ: مَنْ طَلَبَ علمًا فأدركه أعطاه الله تبارك وتعالى أَجْرَ مَا عَلِمَ (2) وَأَجْرَ مَا عَمِلَ، وَمَنْ طلب علمًا فلم يدركه أعطاه الله تعالى أجر ما علم (3) وسقط عنه (4) أجر ما لم يعلم". = = = (1) الكفل بالكسر هو الحظ والنصيب (النهاية 4/ 192). (2) وفي (عم) و (سد): "ما عمل" في الموضعين. (3) وفي (مح): "أجر ما عمل" وما ذكرته هو الأظهر. (4) سقطت من (سد) لفظة: "عنه".
3084 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 128) وقال: رجاله موثقون. وذكره الهيثمي في الإتحاف (1/ 50 ب). وعن أبي يعلى رواه ابن حبّان في المجروحين (3/ 38) ومن طريق أبي يعلى أيضًا رواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 91: 37).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف وفيه علتان: الأولى ضعف مجاشع بن يوسف وشيخه. والثانية: الاختلاف على مسنده. رواه الدارمي في المقدمة (1/ 81: 342) قال أخبرنا مروان بن محمَّد، ثنا يزيد بن ربيعة الصنعاني، حدّثنا ربيعة بن يزيد، قال سمعت واثلة. ورواه تمام في فوائده (2/ 195: 1513) وعنه ابن عساكر في التاريخ =
= (18/ ق 137) والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 292 برقم 481) كلاهما من طريق يزيد بن ربيعة عن ربيعة بن يزيد به وليس فيه "ففسره" إلخ. ورواه الخطيب في الفقيه (2/ 85) من طريق يحيى بن صالح، حدّثنا ابن بدر ربيعة عن ربيعة بن يزيد، عن واثلة. وروي أيضًا عن يزيد بن ربيعة، عن ربيعة بن هرمز. فرواه ابن عبد البر في الجامع (1/ 44) من طريق إسحاق بن سويد حدّثنا أبو النضر إسحاق بن سويد ويزيد بن ربيعة، نا ربيعة بن هرمز، عن واثلة. ومما يدلّ على ضعف الحديث أن ابن عبد البر قال بعد أن أورد الحديث أحاديث الفضائل تسامح العلماء قديمًا في روايتها عن كل، ولم ينتقدوا فيها كانتقادهم في أحاديث الأحكام. وقال الذهبي في الميزان (3/ 437) والصحيح وقفه.
3085 - حدّثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عن جعفر بن ميمون، حدّثنا الرقاشي قال: كان أنس رضي الله عنه، يقول: إنما كانوا إذا صلوا الغداة قعدوا حِلقًا حلقًا يقرأون القرآن ويتعلمون الفرائض والسنن.
3085 - تخريجه: وهو في مسند أبي يعلى (7/ 129: 4088) به. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (ص 172 ح 82)، وفي مجمع الزوائد (1/ 132)، وعزاه لأبي يعلى. والبوصيري في مختصر الإتحاف (1/ 145) ونسبه له.
الحكم عليه: الحديث ضعيف لضعف جعفر بن ميمون والرقاشي. قال في مجمع الزوائد: "ويزيد الرقاشي ضعيف". ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 51 ب) وقال: هذا إسناد ضعيف فيه يزيد الرقاشي.
3086 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: ما عُبد الله تعالى بشيء أفضل من فقه في دين.
3086 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 50 ب). ورواه الخطيب في الفقيه، باب ذكر الرواية عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فقه في دين" (1/ 20) من طريقين عن يوسف بن خالد به.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند موضوع فيه يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب. وقد تابعه عيسى بن زياد الدورقي، رواه في الشعب، باب في طلب العلم (2/ 266: 1171) والخطيب في الفقيه (1/ 21) كلاهما من طريق محمَّد بن صالح الأشج، حدّثنا عيسى بن زياد الدورقي، قال أخبرنا مسلمة بن قعنب به. قال البيهقي في الشعب: تفرّد به عيسى بن زياد بهذا الإسناد، والمحفوظ هذا اللفظ من قول الزهري. وقول الزهري الذي أشار إليه البيهقي رواه أبو نعيم في الحلية (3/ 365) والخطيب في الفقيه (1/ 23) كلاهما من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن الزهري قَالَ: مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ العلم، ولفظ الخطيب "ما عبد الله بمثل الفقه". وعلى هذا فلا يصح رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأن الصواب أنه محفوظ من قول الزهري كما قال البيهقي. وقد رويت هذه الفقرة أيضًا من ضمن حديث أبي هريرة الذي بعد هذا الحديث ولكن حديث أبي هريرة موضوع كما سأبيّنه فلا يفيد للحديث شيئًا.
3087 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ما عُبد الله عَزَّ وَجَلَّ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي دِينٍ، وَلَفَقِيهٌ واحدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ.
3087 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 50 ب). ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 469: 190). ورواه الدارقطني في سننه في البيوع (3/ 79: 294). ورواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 150: 206). ورواه البيهقي في الشعب (2/ 266: 1712) ثلاثتهم عن طريق يزيد بن عياض به (بزيادة لِكُلِّ شَيْءٍ عِمَادٌ، وَعِمَادُ هَذَا الدِّينِ الْفِقْهُ).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند موضوع من أجل يزيد بن عياض وهو كذاب. والحديث عبارة عن حديثين أو شطرين، الشطر الأوّل قد سبق تخريجه في الحديث الذي قبله، وأنه محفوظ من قول الزهري. أما الشطر الأخير وهو قوله: "وَلَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عباد" فله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. رواه الترمذي في سننه في العلم (5/ 48: 2681) وابن ماجه في المقدمة (1/ 81: 222) وابن حبّان في المجروحين (1/ 296)، وابن الجوزي في العلل (1/ 126) أربعتهم من طريق روح بن جناح، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا بلفظ "فقيه واحدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عابِد". فيه روح بن جناح قال ابن حبّان: يروي عن الثقات ما إذا سمعها الإنسان الذي ليس بالمتبحّر في صناعة الحديث شهد لها بالوضع. ثانيًا عدّ الحديث غير واحدٍ من العلماء من منكراته. =
= وقد روي الحديث موقوفًا على ابن عباس رواه ابن الجوزي في العلل (1/ 127: 193) من طريق خارجة بن مصعب، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن ابن عباس قال: والله لعالم أشد على الشيطان من ألف عابد". وقال ابن الجوزي: هذا الحديث من كلام ابن عباس إنما رفعه روح إما قصدًا أو غلطًا. قلت: وعلى هذا فلا يصح رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
3088 - وَبِهِ قَالَ: لِكُلِّ شَيْءٍ عِمَادٌ، وَعِمَادُ هَذَا الدين الفقه.
3088 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 50) مداره على يزيد بن عياض وهو ضعيف كذبه مالك ويحيى. وهذه الفقرة من الحديث قد سبق تخريجها في الحديث الذي قبله من حديث أبي هريرة، ولا أدري لماذا فصل الحافظ هذه الفقرة عن الحديث. وعلى كل حال فحديث أبي هريرة سبق أنه موضوع وعلته يزيد بن عياض وله طريق آخر عن أبي هريرة رواها ابن عديّ في الكامل في ترجمة أشعث بن سعيد أبي الربيع السمان (1/ 377) من طريق أبي الربيع السمان، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا بلفظ "لكل شيء دعامة ودعامة الإِسلام الفقه في الدين". ومن طريق ابن عديّ أخرجه البيهقي في الشعب، باب في طلب العلم (2/ 267: 1716). وعن طريقه أيضًا أخرجه ابن الجوزي في العلل في العلم (1/ 127: 195). وفيه أبو الربيع السمان قال يحيى: ليس بثقة وقال الدارقطني: متروك وقال ابن حبّان: يروي الموضوعات. وله طريق ثالث عن أبي هريرة رضي الله عنه. رواه الخطيب في التاريخ (2/ 402) وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 127: 194)، من طريق خلف بن يحيى قال حدّثنا إبراهيم بن محمَّد، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يسار، عن أبي هريرة بلفظ ابن عديّ السابق. قال ابن الجوزي: لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فيه خلف بن يحيى، قال أبو حاتم: لا يشتغل بحديثه، وأما إبراهيم بن محمَّد فمتروك، انتهى. والخلاصة لا يصح في هذا الباب حديث مرفوع، وكل الطرق إما موضوعة أو ضعيفة جدًا. وهناك طرق أخرى تركتها لضعفها الشديد ولخشية الإطالة.
3089 - قال الحارث: [حدّثنا إسماعيل] (¬1) حدّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشِ الْحِمْصِيُّ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ أبي سويد عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "عَلِّمُوا وَلَا تُعَنِّفُوا" (¬2) فَإِنَّ الْمُعَلِّمَ خَيْرٌ مِنَ المعنف (¬3). ¬
3089 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 52 أ).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف من أجل حميد بن أبي سويد، وقد اختلف عليه. فرواه غير الحارث عن إسماعيل فجعل بين حميد وأبي هريرة عطاء بن أبي رباح. ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة حميد بن أبي سويد (2/ 274) من أربع طرق عن إسماعيل بن عياش به بلفظه. ورواه البيهقي في الشعب، باب نشر العلم (2/ 276: 1749) من طريق منصور ابن أبي مزاحم، ثنا إسماعيل بن عياش به بلفظه. وقال البيهقي: تفرّد به حميد هذا وهو منكر الحديث. ورواه ابن عبد البر في الجامع (1/ 128) من طريق عاصم بن علي، قال حدّثنا إسماعيل به. ورواه الخطيب في الفقيه (2/ 137) من طريقين عن إسماعيل بن عياش به. =
= ورواه غير إسماعيل بن عياش عن حميد بن أبي سويد، عن عطاء، عن أبي هريرة. رواه الطيالسي (ص 331: 2536)، قال حدّثنا أبو عتبة عن حميد بن أبي سويد به. وبما سبق يتبّين أن ذكر عطاء في السند هو الصواب وأن حذفه انفرد به الحارث. وعلى أيّ حال فالحديث مداره على حميد بن أبي سويد وهو منكر الحديث كما قاله البيهقي وقد ضعف الحديث البوصيري من أجل حميد بن أبي سويد، كما ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (برقم 3733).
3090 - [1] وقال الطيالسي: حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-المسجد، وقوم يذكرون الله تبارك وتعالى، وقوم يتذاكرون الفقه، فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كِلَا الْمَجْلِسَيْنِ عَلَى خير، أما الذين يذكرون الله تعالى، ويسألون رَبَّهُمْ فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ، وَهَؤُلَاءِ يعلِّمون النَّاسَ وَيَتَعَلَّمُونَ وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا، وهذا أفضل فقعد -صلى الله عليه وسلم- معهم. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، ثنا عبد الله بن المبارك به.
3090 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 52 أ) وقال: الإفريقي: ضعيف. ورواه ابن المبارك في الزهد (ص 488: 1388) عن عبد الرحمن بن زياد به بنحوه. وعنه أبو داود الطيالسي (ص 298: 2251). ومن طريق أبي داود والطيالسي رواه الخطيب في الفقيه (1/ 10). ورواه أيضًا الخطيب في الفقيه (1/ 11) من طريقين عن ابن المبارك به. ورواه الدارمي في السنن في المقدمة (1/ 84: 355) قال: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن زياد به بنحوه. ورواه البيهقي في المدخل، باب فضل العلم (ص 306: 462). ورواه البغوي في شرح السنة في العلم (1/ 274: 128) كلاهما من طريق جعفر بن عون أخبرنا عبد الرحمن بن زياد به بنحوه.
الحكم عليه: الحديث مداره على عبد الرحمن بن زياد الأفريقي وهو ضعيف، وشيخه منكر الحديث. =
= واختلف فيه على عبد الرحمن بن زياد الأفريقي. فرواه ابن ماجه في المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم (1/ 83: 229). حدّثنا بشر بن هلال الصواف، ثنا داود بن الزبرقان عن بكر بن خنيس، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو. ورواه الخطيب في الفقيه (1/ 11) من طريق عمرو بن أبي عمر، نا أبو يوسف القاضي، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو بنحوه. وقال العراقي في تخريج الإحياء (1/ 77): ومن رواه عن عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، عن عبد الرحمن بن رافع قولهم أولى بالصواب. والخلاصة الحديث ضعيف على أي حال لأنّ مداره على الأفريقي.
3091 - وقال أبو يعلى: حدّثنا عقبة، ثنا مسعدة بن اليسع عن شِبل بن عبّاد، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رضي الله عنه: إن رجلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أيّ الناس أعلم؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: من يجمع علم الناس إلى علمه وكل صاحب علم غرثان (¬1). ¬
3091 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 167). وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ 52 ب). وهو في مسند أبي يعلى (4/ 132: 2183).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وفيه مسعدة بن اليسع وهو ضعيف جدًا. ورواه الدارمي في سننه، باب من هاب الفتيا مخافة السقط (1/ 74: 291). قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا شبل عن عمرو بن دينار، عن طاووس قال: قيل يا رسول الله أيّ الناس أعلم؟ قال: من جمع علم الناس إلى علمه، وكل طالب علم غرثان إلى علم. قلت: الحديث بإسناد الدارمي: رجاله رجال الصحيح إلَّا أنه مرسل. والحديث ضعيف لأنّ المرسل لم يوجد ما يقوّيه لأنّ طريق أبي يعلى شديدة الضعف.
3092 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ (¬2) بْنُ عَوْنٍ، ثنا محمَّد بْنُ الْفَضْلِ (¬3) عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى العابد كفضلي على أمتي (¬4). ¬
3092 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 53 أ) وقال: فيه زيد العمي وهو ضعيف. وهو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 61: 37). ورواه ابن عبد البر في جامع البيان (1/ 21)، باب تفضيل العلم على العبادة من طريق محمَّد بن الفضل بن عطية به بلفظه. ورواه ابن حبّان في المجروحين في ترجمة سلام بن سلم الطويل (1/ 336) من طريق سلام بن سلم، عن زيد العمي به بلفظه. وعن طريق ابن حبّان رواه ابن الجوزي في العلل، باب فضل العالم على العابد (1/ 68: 79).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا فيه زيد العمي وهو ضعيف وتلميذه أضعف منه ولكن تابعه سلام الطويل وهو ضعيف جدًا أيضًا. وله شواهد منها حديث أبي أمامة الباهلي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أدناكم". رواه الترمذي في سننه في العلم (5/ 50: 2685) من طريق الوليد بن جميل، =
= حدّثنا القاسم أبو عبد الرحمن عن أبي أمامة. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، قلت: هذا حديث منكر من الوليد بن جميل فهو صدوق يخطئ، وخاصة روى عن القاسم أحاديث منكرة. ومنها حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "فضل العالم على غيره كفضل النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته". رواه الخطيب في التاريخ (8/ 107) وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 69: 80)، من طريق سليمان بن أبي سلمة، عن أنس بن مالك. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح؛ سليمان بن أبي سلمة قال يحيى: ليس بشيء، وقال النسائيُّ: متروك. لا يصح في هذا الباب شيء عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
3093 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ محمَّد بْنِ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ (¬1) بْنِ عبد الله الرومي قال: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ مُرَّةَ يُحَدِّثُ (¬2) عَنْ مُبَشِّرٍ (¬3)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن ابن عوف، عن أبيه رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: فُضِّل الْعَالِمُ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعِينَ دَرَجَةً، مَا بَيْنَ كُلِّ درجتين كما بين السماء والأرض. ¬
3093 - تخريجه: أورده الهيثمي في المجمع (1/ 127) وعزاه إلى أبي يعلى. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 53 أ). والحديث في مسند أبي يعلى (2/ 163: 856). وعن أبي يعلى أخرجه ابن عديّ في الكامل في ترجمة الخليل بن مرة (3/ 60).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند موضوع فيه مبشر بن عبيد وهو وضاع. وقد ورد عن عدد من الصحابة منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا "فضل الْعَالِمُ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعِينَ دَرَجَةً، اللَّهُ أَعْلَمُ ما بين كل درجتين". وهو حديث ضعيف وسيأتي تخريجه بعد حديث. ومنها حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فَضْلُ الْعَالِمِ على العابد سبعون درجة بين كل درجتين حضر الفرس سبعين عامًا" الحديث. رواه أبو القاسم الأصبهاني (2/ 867: 2116) من طريق سلام (الطويل)، عن خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمر. =
= قلت: سلام الطويل متروك. ومنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون درجة. رواه ابن عبد البر في جامع البيان (1/ 22) من طريق يحيى بن بكر، عن يحيى بن صالح الأيلي، عن إسماعيل بن أمية، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس رضي الله عنهما. ويحيى بن صالح الأيلي ضعيف، قال الذهبي في الميزان (4/ 386) روى عنه يحيى بن بكر مناكير فعدّ هذا الحديث منها. والحديث بجميع طرقه وشواهده ضعيف وليس فيها ما يصلح للجبر.
3094 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ ليث عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عَلِّمُوا ويسِّروا وَلَا تعسِّروا قَالَهَا ثالثًا، فإذا غضبت فأسكت".
3094 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 136) وقال: فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ ق 52 أ).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، ومع ذلك اختلف عليه. فرواه أحمد في المسند (1/ 365)، عن عبد الرزاق أخبرنا سفيان. ورواه أحمد أيضًا في المسند (1/ 239)، قال حدّثنا محمَّد بن جعفر، ثنا شعبة. ورواه البخاريُّ في الأدب المفرد باب يسكت إذا غضب (2/ 697: 1320)، حدّثنا مسدّد، قال حدّثنا عبد الواحد بن زياد، قال حدّثنا ليث. ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة عبد الله بن هارون البجلي (4/ 259)، عن طريق عبد الله بن هارون البجلي. ورواه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (4/ 225: برقم 484). خمستهم عن ليث بن سليم، عن طاووس، عن ابن عباس بألفاظ متقاربة، وعند بعضهم زيادة "وبشروا ولا تنفروا". وعلى هذا فالمحفوظ هو طريق ليث عن طاووس، عن ابن عباس بخلاف طريق عبد الله بن إدريس فهو وإن كان ثقة إلّا أن الجمهور أولى بالحفظ لا سيما وأن فيهم شعبة بن الحجاج. وعلى كل حال فمدار الحديث على ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. =
= وللحديث دون قوله: "فإذا غضبت فأسكت" له شاهد في الصحيحين وغيرهما. رواه البخاريُّ في صحيحه في المغازي (8/ 62: 4344)، ومسلم في صحيحه في الأشربة (3/ 1586: 1733)، كلاهما من حديث سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعثه ومعاذًا إلى اليمن فقال لهما "بشرا ويسرا وعلما ولا تنفرا" هذا اللفظ لمسلم. أما قوله: "فإذا غضبت فاسكت" فهذه الفقرة لها شاهد من حديث أبي هريرة رواه ابن شاهين في الفوائد (ق 112/ 1)، كما في السلسلة الصحيحة (3/ 363)، من طريق إسماعيل بن حفص الإبلي، ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ "إذا غضبت فاسكت". قال الألباني: وهذا إسناد حسن، الأبلي هذا قال الحافظ: صدوق، ومن فوقه من رجال البخاريُّ. انتهى. فالحديث بشطريه حسن لغيره، والله أعلم.
3095 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا ابْنُ عُلَاثَةَ، ثنا خُصَيْفٌ عَنْ مُجَاهِدٍ، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِمَّا يَنْفَعُهُمْ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْعُلَمَاءِ وفُضِّل الْعَالِمُ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعِينَ (¬1) دَرَجَةً"، اللَّهُ أَعْلَمُ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ. ¬
3095 - تخريجه: ذكره البوصيري في الاتحاف (1/ 53 أ). وعن أبي يعلى رواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة ابن علاثة (6/ 222). ومن طريق ابن عديّ رواه البيهقي في الشعب (2/ 270: 1725). ومن طريق ابن عديّ أيضًا رواه ابن الجوزي في العلل (1/ 114: 169). ورواه الرامهرمزي في المحدث (ص 173: 19)، من طريق عمر بن الحصين، به بلفظه.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا فيه ثلاثة من الضعفاء، وأضعفهم عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك. والحديث عبارة عن شطرين فأما الشطر الأخير فقد سبق تخريجه في حديث عبد الرحمن بن عوف برقم (326) وقد سبق هناك أنه حديث ضعيف بجميع طرقه وشواهده. أما الشطر الأوّل من الحديث وهو قوله: "مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِمَّا يَنْفَعُهُمْ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ من العلماء. فلهذا الشطر طرق أخرى أيضًا عن أبي هريرة رواه ابن عبد البر في جامع البيان (1/ 43)، من طريق عمرو بن الحصين به واقتصر على الجزء الأوّل. =
= ورواه ابن عديّ في الكامل (7/ 66)، من طريق أبي البختري عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هريرة وقال: بعثه يوم القيامة فقيها عالمًا. وقال ابن عديّ: أبو البختري ممن يضع الحديث. ولكن تابعه أبو الوليد، عن ابن جريج رواه ابن عديّ في الكامل (3/ 42) وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 114: 170) من طريق خالد بن إسماعيل أبو الوليد ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة. وخالد بن إسماعيل يضع الحديث. وللحديث شواهد كثيرة: منها حديث ابن مسعود رضي الله عنه فرواه أبو نعيم في الحلية (4/ 189)، وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 112). ورواه الخطيب في شرف أصحاب الحديث (ص 20: 32)، كلاهما من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدّثنا محمد بن حفص الكرخي، ثنا دحيم بن محمَّد النحاس، ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود مرفوعًا ولفظه "من حفظ على أمتي أربعين حديثًا ينفعهم الله قيل له ادخل من أيّ أبواب الجنة". فيه محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة كذّبه غير واحد. ومنها حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه رواه الرامهزي (ص 173: 18) وابن الجوزي في العلل (1/ 112: 163)، كلاهما من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عباس، عن معاذ رضي الله عنه. وفيه عبد المجيد بن عبد العزيز وهو صدوق يخطئ. وله طريق أخرى عن معاذ بن جبل رواها الرامهرمزي في الحديث (1/ 72: 17)، من طريق شعيب بن سليمان السَّلمي، عن إسماعيل بن زياد، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وإسماعيل بن زياد وقال الذهبي، روي عن معاذ بن جبل: لا يدري من هو؟ =
= ولا لقي معاذًا. ومنها حديث أبي الدرداء رضي الله عنه: روأه ابن حبّان في المجروحين (2/ 133)، وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 113: 165) والبيهقيُّ في الشعب (2/ 270: 1726)، كلاهما عن طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن أبي الدرداء. قال ابن حبّان: عبد الملك بن هارون يصنع الحديث. ومنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما رواه ابن حبّان في المجروحين ((1/ 134) وعن طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 116: 175)، وابن عديّ في الكامل (1/ 330)، كلاهما عن إسحاق بن نجيح الملطي قال حدّثنا ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قال الدارقطني: إسحاق بن نجيح متروك. ومنها حديث أنس رضي الله عنه فرواه الخطيب في شرف الحديث (ص 20: 30)، وابن الجوزي في العلل (1/ 118: 180)، كلاهما عن طريق حفص بن جميع، عن أبان، عن أنس رضي الله عنه وفيه أبان بن أبي عياش متروك. ومنها حديث أبي أمامة رضي الله عنه رواه ابن الجوزي في العلل (1/ 115: 171)، عن طريق ابن الحسن قال حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي غالب، عن أبي أمامة بنحوه. قال الذهبي في الميزان (3/ 121)، هو المتهم في حديث من حفظ على أمتي أربعين حديثًا. وللحديث طرق أخرى وشواهد كلها في الدرجة مثل الأحاديث التي ذكرتها أو أسوأ منها. أقوال العلماء على الحديث: قال الدارقطني فيما حكاه عنه ابن الجوزي في العلل ((1/ 122)، لايثبت منها شيء وقال البيهقي في الشعب (2/ 271) هذا متنه =
= مشهور فيما بين الناس وليس له إسناد صحيح. وقال النوويّ في خطبة أربعينه، واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه. وقال البوصيري في الإتحاف (1/ 53 أ) روى الحديث جماعة بطرق كثيرات بزيادات متنوعات واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه. وقال ابن حجر فيما نقله تلميذه السخاوي في المقاصد (ص 644: 1115) جمعت طرقه في جزء ليس فيها طريق تسلم من علة قادحة.
3096 - حدّثنا محمَّد بن إبراهيم الشامي الْعَبَّادَانِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ، عَنِ الحسن، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إلا أخبركم عن الأجود، الأجود الله تعالى، وَأَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ، وَأَجْوَدُهُمْ مِنْ بَعْدِي رَجُلٌ عَلِم عِلْمًا فَنَشَرَ عِلْمَهُ يُبعث يَوْمَ القيامة أمة وحده ورجل جاهد (¬1) بنفسه في سبيل الله حتى يقتل. ¬
3096 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 171)، وعزاه إلى أبي يعلى وقال: فيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك. وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ 53 أ) وقال: هذا إسناد ضعيف. والحديث في مسند أبي يعلى (5/ 176: 2790). وعن أبي يعلى رواه ابن عديّ في الكامل (1/ 358). وزواه ابن حبّان في المجروحين في ترجمة أيوب بن ذكوان (1/ 168)، من طريق سويد بن عبد العزيز به وليس فيه الفقرة الأخيرة (ورجل جاد). ومن طريق ابن حبّان رواه ابن الجوزي في الموضوعات في العلم (1/ 230). وأورده ابن عراق في التنزيه وقال: سويد بن عبد العزيز متروك.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا وهو مسلسل بالضعفاء، وقال ابن حبّان هذا حديث منكر باطل لا أصل له وذكره الشوكاني في الفوائد ((ص 273). قلت: ولكن لا يمكن الحكم عليه بالوضع كما فعل ابن الجوزي، وليس في إسناده من يتهم بالكذب.
3097 - حدّثنا هَمَّامٍ، ثنا (¬1) الْوَلِيدُ عَنْ رَجُلٍ (¬2) عَنْ عُثْمَانَ (¬3) بن أبي سودة، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ فِيهِ: مَوْتُ الْعَالِمِ مُصِيبَةٌ لَا تُجْبَرُ وَثُلْمَةٌ (¬4) لَا تُسَدُّ وَهُوَ (¬5) نَجْمٌ طُمِسَ، مَوْتُ قَبِيلَةٍ أَيْسَرُ مِنْ مَوْتِ عَالِمٍ. ¬
3097 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 53/ ب). ورواه البيهقي في الشعب (2/ 263: 1699)، عن طريق صفوان بن صالح، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن عثمان، عن أيمن، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من غدا يريد العلم يتعلمه لله ... وموت العالم مصيبة"، فذكره بلفظه. وأورده ابن عبد البر في جامع البيان (1/ 37)، عن طريق الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد، عن عثمان بن أيمن عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فذكر بطوله.
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا، وفيه ثلاث علل: 1 - فيه الوليد بن مسلم، وقد عنعن وهو كثير التدليس والتسوية وعن الضعفاء والمجاهيل. 2 - وفيه خالد بن يزيد الذي أبهمه الوليد في بعض الطرق. 3 - هذا القدر الذي ذكره المصنف هو شاذ لأنه كما قال المنذري في الترغيب =
= (1/ 63)، باب الترغيب في الرحلة في طلب العلم قال: رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبّان في صحيحه ... وليس عندهم موت العالم إلى آخره. وقال البوصيري في الإتحاف (1/ ق 53/ ب) قال: روى أبو داود والترمذي وابن ماجه. وكذا رواه ابن حبّان من طريق كثير بن قيس عن أبي الدرداء. وبهذا يتبين أن هذا القدر من الحديث شاذ لاتفاق الطرق الأخرى على عدم ذكر هذا القدر. أما أصل الحديث دون الزيادة رواه أبو داود في العلم برقم (3642)، من طريق عثمان بن أبي سودة، عن أبي الدرداء ورواه الترمذي في العلم برقم (2682)، ورواه ابن ماجه برقم (223)، وابن حبّان في صحيحه برقم (88)، ثلاثتهم من طريق كثير بن قيس، عن أبي الدرداء.
35 - باب تبيين الحديث مجملات القرآن
35 - بَابُ تَبْيِينِ الْحَدِيثِ مُجْمَلَاتِ الْقُرْآنِ 3098 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَيْنَمَا عِمْرَانُ بْنُ حصين رضي الله عنهما جالس (¬1) وَعِنْدَهُ أَصْحَابٌ (¬2) لَهُ يُحَدِّثُهُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَا تُحَدِّثْنَا (¬3) إِلَّا بِالْقُرْآنِ أَوْ لَا نُرِيدُ إِلَّا الْقُرْآنَ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ وُكِلْتَ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ إِلَى الْقُرْآنِ أَكُنْتَ تَجِدُ صَلَاةَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا وصلاة العصر أربعًا؟ وصلاة المغرب ثلاثًا يقرأ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ، أَرَأَيْتُ لَوْ وُكِلْتَ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ إِلَى الْقُرْآنِ أَكُنْتَ تَجِدُ فِي كُلِّ مِائَتَيْنِ (¬4) خَمْسَةٌ؟ وَفَى الإِبل كَذَا وَكَذَا وَفِي الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا؟ أَرَأَيْتَ لَوْ وُكِلْتَ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ إِلَى الْقُرْآنِ أَكُنْتَ تَجِدُ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ سبعًا (¬5)؟ وبين الصفا والمروة كذا وكذا. ¬
3098 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 47) فيه علي بن زيد، وهو ضعيف. =
= ورواه الخطيب في الكفاية، باب تخصيص السنن لعموم محكم القرآن (ص 48) من طريق مسدّد. ورواه أيضًا (ص 48) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عبد العزيز قال: ثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال: ثنا حماد بن زيد، به بمعناه.
الحكم عليه: الأثر بهذا السند ضعيف من أجل علي بن زيد وهو سيِّء الحفظ. ومع ذلك اختُلف عليه، فرواه ابن عبد البر في جامع البيان، باب موضع السنّة من الكتاب (2/ 191) من طريق ابن المبارك عن معمر، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن عمران بن حصين .. فذكره باختصار. ولكن له طرق أخرى صحيحة عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. رواه الحاكم في المستدرك في العلم (1/ 109) عن طريق مسلم بن إبراهيم، ثنا عقبة بن خالد الشني، ثنا الحسن قال: بينما عمران بن حصين يحدِّث عن سنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- إذ قال له رجل: يا أبا نجيد حدّثنا بالقرآن .. فذكره بمعناه، وزاد: ولكن شهدت وغبت أنت، ثم قال: فرض عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الزكاة كذا وكذا، وقال الرجل: أحييتني أحياك الله. وقال الحاكم معلِّقا على حديث قبله: له شاهد بإسناد صحيح .. وذكر هذا. ورواه الخطيب في الكفاية، باب تخصيص السنن لعموم محكم القرآن (ص 48) من طريق إبراهيم بن الهيثم قال: ثنا عفان قال: ثنا سعيد بن زيد، قال: حدّثنا الحسن أن رجلًا قال لعمران بن الحصين بمعناه. وزاد: "اتبعوا حديثنا ما حدثناكم وإلا والله ضللتم". الخلاصة: الأثر بمجموع طرقه صحيح.
3099 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ (¬1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ يَزِيدَ الرقاشي، عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: عَسَى أَنْ يكذِّبني رَجُلٌ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أريكته يبلغه الحديث عني فيقول: مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَعْ هَذَا وَهَاتِ (¬2) مَا فِي الْقُرْآنِ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ، فقال: حدّثنا الحسن عن جابر رضي الله عنه قُلْتُ: فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْحَسَنِ، فَأَتَيْنَا الْحَسَنَ، فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عنه. ¬
3099 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 160) وعزاه إلى أبي يعلى، وقال: فيه يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف. وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ 58). وهو في مسند أبي يعلى (3/ 346: 1813).
الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، وعلَّته يزيد الرقاشي، وهو ضعيف وتابعه عبد بن كثير، فرواه الخطيب في الكفاية باب ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله وحكم سنّة رسول الله (ص 42) عن طريق عباد بن صهيب، قال: ثنا عباد بن كثير، قال: ثنا محمَّد بن المنكدر، قال: سمعت جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا عسى =
= رجل أن يبلغه عني حديث، وهو متكئ على أريكته فيقول: لا أدري ما هذا، عليكم بالقرآن، فمن بلغه عني حديث فكذَّب به أو كذب عليَّ متعمدًا فليبوَّأ مقعده من النار". فيه عباد بن صهيب. قال الذهبي في الميزان: أحد المتروكين، وشيخه عباد بن كثير، فإن كان الثقفي فهو متروك، وإن كان الرملي فضعيف وعلى كل حال فهذه المتابعة لا تفيد للحديث شيئًا. وللحديث شاهدان قويان: الأوّل حديث عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "لا ألفين أحدكم متكئًا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت أو نهيت عنه، فيقول: لا أدري ما وجدناه في كتاب الله أتبعناه". رواه الشافعي في الرسالة (ص 89: 295) عن سفيان بن عيينة، أخبرنا سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله سمع عبيد الله بن أبي رافع يحدِّث عن أبيه. ومن طريق الشافعي رواه البغوي في شرح السنّة في الاعتصام يالكتاب والسنّة (1/ 200: 101). ورواه أبو داود في السنن، كتاب السنّة (5/ 12: 4605). ورواه الترمذي في السنن في العلم (5/ 37: 2663). ورواه ابن ماجه في المقدمة (1/ 6: 13) ثلانتهم من طريق سفيان، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. والشاهد الثاني حديث المقدام بن معد يكرب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلُّوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرِّموه .. الحديث. رواه أبو داود في سننه في كتاب السنّة (5/ 10: 2604) عن عبد الوهاب بن نجدة، حدّثنا أبو عمرو بن كثير بن دينار عن جرير بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عوف، عن المقدام بن معد يكرب. =
= ورواه الترمذي في سننه، في كتاب العلم (5/ 38: 2664) حدّثنا محمَّد بن بشار. ورواه أحمد في المسند (4/ 133) كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح قال: سمعت راشد بن سعد يحدث عن الحسن بن جابر قال: سمعت المقدام بن معد يكرب. ومن طريق أحمد بن حنبل رواه الحاكم في المستدرك، في العلم (1/ 109) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، وقال الحاكم: إسناده صحيح.
36 - باب اشتمال القرآن على جميع الأحكام إجمالا وتفصيلا
36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا 3100 - قال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (¬1) عَنْ شُعْبَةَ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ (¬2) عَنْ مُرَّةَ (¬3)، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: من أراد العلم فليؤثر القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين (¬4). ¬
3100 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 47 أ)، وقال: رواه مسدّد موقوفًا. وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 168) وقال: رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح. رواه الطبراني في الكبير (9/ 146: 8666) حدّثنا أبو خليفة، ثنا محمَّد بن كثير، ثنا شعبة، به بلفظه. ورواه الطبراني في الكبير (9/ 145: 8664) حدّثنا بشر بن موسى، ثنا خلف بن الوليد، أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق، به. =
= ورواه الطبراني أيضًا في الكبير (9/ 146: 8665) حدّثنا محمد بن النضر الأزدي، ثنا معارية بن عمر، ثنا زهير عن أبي إسحاق.
الحكم عليه: الأثر إسناده صحيح على شرط الشيخين، إلا أن فيه السبيعي، وقد عنعن.
37 - باب الترهيب من الكذب
37 - باب الترهيب من الكذب 3101 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ قالا: حدّثنا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ (¬1) عَنْ عِصْمَةَ بْنِ بشير قال: حدثني الفزع قال: حَدَّثَنِي الْمُنَقَّعُ (¬2) قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بصدقة إبلنا، فقلت: يا رسول الله هذه صدقة إبلنا قال: فأمر بها -صلى الله عليه وسلم- فقُسمت، قال: قلت: يا رسول الله إن فِيهَا مَا بَيْنَ هَدِيَّةٍ لَكَ وَصَدَقَةٍ، قَالَ: فَعَزَلْتُ الْهَدِيَّةَ عَنِ الصَّدَقَةِ فَمَكَثْتُ أَيَّامًا، وَخَاضَ النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- باعث خالدًا بن الوليد رضي الله عنه إلى رقيق مصر فَمُصَدِّقُهُمْ (¬3) قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ لَنَا لَغِنًى، وَمَا عِنْدَ أَهْلِي مِنْ مالٍ أَفَلَا أصدِّقهم قَبْلَ أن يقدم عليّ. فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإذ هُوَ عَلَى نَاقَةٍ، وَمَعَهُ أَسْوَدُ قَدْ حَاذَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَطْوَلَ مِنْهُ، فلما دنوت منه هَوَى إِلَيَّ قَالَ (¬4): فَكَفَّهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الناس خاضوا أنك باعث خالدًا بن الوليد وضي الله عنه إلى رقيق مصر فَمُصَدِّقُهُمْ. قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ. قَالَ الْمُنَقَّعُ: فَمَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلا حديثًا نطق به ¬
كتاب أو أخبرت (¬1) به سنة، يكذب عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ، فَكَيْفَ بَعْدَ مَوْتِهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-. ¬
3101 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 145) وعزاه إلى الطبراني وقال: وفيه سيف بن هارون البرجمي، وهو متروك. وذكرله البوصيري في الإتحاف (1/ 57 ب). ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 105) قال: حدّثنا زحمويه زكريا ابن يحيى، به. لكنه أورده من قوله: "إن الناس خاضوا أنك باعث ... إلخ". ورواه الطبراني في الكبير (2/ 300: 712) قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثنا زكريا بن يحيى، به. ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة المقنع بن الحصين (7/ 43) قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي، حدّثنا سيف بن هارون البرجمي، به بنحوه. ورواه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ (20/ 300: 312)، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العزيز، ثنا أبو غسان مالك، حدّثنا سيف بن هارون، به. ورواه البخاريُّ في التاريخ الكبير (8/ 53) قال: قال لنا مالك بن إسماعيل وسعيد بن سليمان: حدّثنا سيف به، فاقتصر على القدر المرفوع فقط. ورواه ابن عديّ في الكامل في المقدمة (1/ 14) قال: أخبرنا محمَّد بن يحيى بن سليمان، حدّثنا سعيد بن سليمان، أخبرنا سيف بن هارون به، وأورد من الحديث القدر المرفوع، وأشار إلى الباقي بقوله، فذكر حديثًا فيه طول. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف جدًا مسلسل بالضعفاء سيف بن هارون ضعيف جدًا، وشيخه وشيخ شيخه مجهولان. وقال الدارقطني فيما نقله ابن حجر في اللسان والبوصيري في الإتحاف: الخبر منكر.
الخاتمة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد: وإني لأحمد الله سبحانه وتعالى أن منَّ علىّ بإتمام تحقيق هذا القسم من المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني. ولم آلُ جهدًا في إخراج هذا القسم من الكتاب محققًا ومدروسًا حسب أستطاعتي مع علمي بأن ما قدّمته جهد المقل القليل البضاعة. وسأذكر في هذه العجالة أهم النتائج التي توصَّلتُ إليها أثناء عملي في هذا الكتاب: 1 - أهمّية كتب الزوائد، وذلك لما تضمنّته من السنة النبوية التي جمعت فيها من مصادر متفرقة يتعسر على الباحث فضلًا عن غيره الوصول إليها لعدم شهرتها وطريقة ترتيب الأحاديث فيها أو ضيِاع بعضها. 2 - عظم الجهود التي قدّمت لحفظ السنّة النبوية الشريفة من قِبل سلفنا الصالح وعلماء الأمة، فقد قطعوا المفاوز وتحملوا المشاق في سبيلها وصنَّفوا في علومها، فهم بحق ممن حفظ الله بهم الدين.
3 - إن كثيرًا من تراثنا وخاصة فيما يتعلّق بالسنة النبوية يحتاج إلى خدمة، فالكتب المطبوعة التي لم تحقق تحقيقًا علميا يصعب الاعتماد عليها، وذلك لكثرة التحريفات في أسانيدها والأغلاط في متونها يعرف ذلك من درس أسانيدها. 4 - إن المسانيد، لا تختلف كثيرًا عن المصنفات والموطآت في إيراد الآثار الموقوفة أو المقطوعة خلاف ما يظن بعضهم من أن أحاديث المسانيد مرفوعة ومسندة، وخير دليل على ما قلت إن هذا القسم الذي قمت بتحقيقه فيه تسعة وسبعون ما بين موقوف ومقطوع، وهذا نحو ثلث هذا القسم. 5 - أن هناك أحاديث من الزوائد وهي المسانيد الثمانية لم يذكرها الحافظ في المطالب بل فاتته، والدليل على ذلك أن الحافظ قد أحال بعض الأحاديث على أبواب تأتي، ومع ذلك لم يذكر تلك الأحاديث، وقد ذكرت ذلك في الدراسة. ولذا ينبغي إضافة الأحاديث من المصادر التي أُخذت منها الزوائد، ومن كتب الزوائد الأخرى مثل: الإتحاف للبوصيري. 6 - التعرُّف على مكانة ابن حجر من خلال الدراسة التي قدّمتها بين يدي البحث ومن خلال ما قدّمته للمكتبة الإِسلامية من مؤلفات جليلة متنوّعة. وأحبّ أن أختم بذكر عدد زوائد كل مسند في هذا القسم. 1 - مسند أبي يعلى 94 2 - مسند الحارث 61
3 - مسند مسدّد 42 4 - مسند أبي بكر 39 5 - مسند إسحاق 39 6 - مسند أحمد بن منيع 27 7 - مسند عبد بن حميد 15 8 - مسند ابن أبي عمر 10 9 - مسند الطيالسي 6 10 - مسند الحميدي 4 وبلغ عدد الأحاديث المرفوعة 255 وبلغ عدد الأحاديث الصحيحة 11 وبلغ عدد الأحاديث الحسنة لذاتها 16 وبلغ عدد الأحاديث الحسنة لغيرها 77 وبلغ عدد الأحاديث الضعيفة 143 وبلغ عدد الأحاديث الموضوعة 8 وبلغ عدد الآثار الموقوفة والمقطوعة 79 والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
فهرس المصادر والمراجع (أ) المخطوطات: 1 - إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: للحافظ أحمد بن أبو بكر محمَّد البوصيري، المتوفَّى سنة 840 هـ، ومنه نسخة مصورة في مكتبة شيخنا محمود ميرة. 2 - تاريخ دمشق: للحافظ أبي القاسم علي بن الحسن، المعروف بابن عساكر، المتوفَّى سنة 571 هـ، مخطوط المكتبه الظاهرية بدمشق، الناشر: مكتبهّ الدار بالمدينة المنورة. 3 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال: للحافظ أبي الحجاج يوسف المزي، المتوفَّى سنة 742 هـ، نسخة مصورة عن النسخة الخطية بدار الكتب المصرية. 4 - جمان الدرر بترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر: لابن خليل الدمشقي، نسخة أصلية بالمكتبة المركزية التابعه لجامعة الإمام تحت رقم 1379. 5 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام: للحافظ عبد الرحمن السخاوي، المتوقى سنة 902 هـ، وله نسخة مصوَّرة في المكتبة المركزية تحت رقم 505.
6 - المعجم المفهرس: للحافظ ابن حجر العسقلاني، وهو تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة، نسخة دار الكتب المصرية، ومنه صورة مكتبة شيخنا محمود ميرة. 7 - المجمع المؤسس للمعجم المفهرس: للحافظ ابن حجر العسقلاني، ومنه صورة بالمكتبة المركزية، وهو جزءان، الأوّل منهما مطبوع. 8 - المقصد العلى من زوائد مسند أبي يعلى الموصلي: للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر، المتوفَّى سنة 807 هـ، ومنه نسخة مصوّرة في مكتبة الجامعة الإِسلامية. 9 - معرفة الصحابة: لأبي نعيم أحمد بن عبد الله، المتوفَّى سنة 430 هـ، يوجد نسخة مصورة بمكتبة الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة تحت رقم 2758. (ب) الرسائل الجامعية: 1 - بغية الباحث في زوائد مسند الحارث: للحافظ نور الدين الهيثمي، المتوفَّى سنة 807 هـ، تحقيق حسين أحمد الباكر، ونال به درجة الدكتوراة من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة. 2 - كتاب القدر: للإمام أبي بكر جعفر بن محمَّد الفريابي، المتوفَّى سنة 301 هـ، حققه جمال حمدي الذهبي، نال به درجة الماجستير من جامعة الامام محمَّد بن سعود الإِسلامية. 3 - كتاب القدر: للحافظ أبي بكر أحمد بن علي البيهقي، المتوفَّى سنة 458 هـ، حققه أحمد بن صالح بن علي الصمعاني، نال به درجة الماجستير من جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإِسلامية، كلية أصول الدين- قسم العقيدة.
(ج) فهرس الكتب المطبوعة: 1 - الآحاد والمثاني: لأبي بكر أحمد بن عمر بن أبي عاصم، المتوفَّى سنة 287 هـ، تحقيق الدكتور باسم فيصل الجوابرة، دار الراية. 2 - الآداب: لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، المتوفَّى سنة 458 هـ، تحقيق محمَّد عبد القادر عطا، طبعة دار الراية. 3 - الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير: للحافظ الحسين بن إبراهيم الجورقاني، المتوفَّى سنة 543 هـ، تحقيق الدكتور عبد الرحمن الفريوائي، طبعة المطبعة السلفية- الهند. 4 - الإبانة عن شريعة الفرق الناجية: لأبي عبد الله عبد الله بن محمَّد العكبري، المتوفَّى سنة 387 هـ، تحقيق رضا بن نعسان، دار الراية. 5 - الأدب المفرد فضل الله الصّمد: للإمام أبي عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاريُّ، المتوفَّى سنة 256، طبعة المكتبة السلفية- القاهرة. 6 - ابن حجر ودراسة مصنفاته: تأليف الدكتور شاكر محمود عبد المنعم، طبعة دار الرسالة بغداد. 7 - أحوال الرجال: لأبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، المتوفَّى سنة 259 هـ، تحقيق السيد صبحي البدري السامرائي- مؤسسة الرسالة. 8 - أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه: لأبي عبد الله محمَّد بن إسحاق الفاكهي، المتوفَّى سنة 275 هـ تقريبًا، تحقيق عبد الملك بن دهيش، مكتبة النهضة- مكة. 9 - الإخوان: للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا، المتوفَّى سنة 281 هـ، تحقيق محمَّد عبد الرحمن طوالية، دار الاعتصام.
10 - الإرشاد: للخليلي أبي يعلى الخليل بن عبد الله، المتوفَّى سنة 446 هـ، تحقيق الدكتور محمَّد بن سعيد عمر، الناشر: مكتبة الرشد- الرياض. 11 - الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى: لأبي عمر يوسف بن عبد البر، المتوفَّى سنة 463 هـ، تحقيق الدكتور عبد الله مرحول السوالمة، الناشر: دار ابن تيمية. 12 - الاستيعاب في معرفة الصحابة: لأبي عمر بن عبد البر، المتوفَّى سنة 463 هـ، هامش الإصابة في تمييز الصحابة. 13 - أُسد الغابة: لأبي الحسن علي بن محمَّد، المعروف بابن الأثير الجزري، المتوفَّى ستة 630 هـ، الناشر: الشعب. 14 - الأسماء والصفات: للإمام أحمد بن الحسين البيهقي، المتوفَّى سنة 458 هـ، طبعة دار الكتب العلمية - بيروت. 15 - الإشراف في منازل الأشراف؛ للحافظ أبي عبد الله عبد الله بن محمَّد، المعروف يابن أبي الدنيا، المتوفَّى سنة 281 هـ، تحقيق مجدي السيد إبراهيم. 16 - الإصابة في تمييز الصحابة: لشيخ الإسلام أحمد بن علي، المتوفَّى سنة 852 هـ. 17 - أعلام النساء: تأليف عمر رضا كحّالة، طبعة مؤسسة الرسالة. 18 - الأعلام: تأليف خير الدين الزركلي، طبعة دار العلم للملايين. 19 - الاغتباط بمن رُمي بالاختلاط: لبرهان الدين أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن محمَّد سبط بن العجمي، المتوفَّى سنة 841 هـ، دار الحديث- القاهرة.
20 - الأمثال للحديث النبوي: للحافظ أبي الشيخ الأصبهاني عبد الله بن محمد بن حبّان، المتوفَّى سنة 369 هـ، تحقيق الدكتور عبد العلي حامد، الدار السلفية- الهند. 21 - أنباء الغمر بأنباء العمر: للحافظ أحمد بن حجر، المتوفَّى سنة 852 هـ، تحقيق الدكتور حسن حبش، طبعة دائرة المعارف بالهند. 22 - الأنساب: لأبي مسعد عبد الكريم بن محمَّد السمعاني، المتوفَّى سنة 562 هـ، تحقيق عبد الرحمن المعلي، الناشر: محمَّد أمين- بيروت. 23 - الإيمان: للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمَّد، المعروف بابن أبي شيبة، المتوفَّى سنة 235 هـ، تحقيق محمَّد ناصر الدين الألباني، طبعة دار الأرقم- الكويت. 24 - الإيمان: لأبي عبيد القاسم بن سلام، المتوفَّى سنة 244 هـ، تحقيق محمَّد ناصر الدين الألباني، طبعة دار الأرقم- الكويت. 25 - البداية والنهاية: للحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير، المتوفَّى سنة 774 هـ، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت. 26 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع: للعلامه محمَّد بن علي الشوكاني، مطبعة السعادة- القاهرة. 27 - البدع والنهي عنها: للحافظ محمَّد بن وضّاح القرطبي، المكتوفى 287 هـ، تحقيق محمَّد بن أحمد دهمان، طبعة دار الصفا. 28 - بذل الطاعون في فضل الطاعون: لأحمد بن حجر، المتوفَّى سنة 852 هـ، تحقيق أحمد بن عصام، دار العاصمة- الرياض. 29 - البعث والنشور: للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين، المتوفَّى سنة 458 هـ، تحقيق عامر أحمد حيدر، موكز الخدمات والأبحاث الثقافية.
30 - تاريخ بغداد: لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، المتوفَّى سنة 463 هـ، الناشر: دار الكتاب العربي. 31 - تاريخ الثقات المنشور باسم معرفة الثقات بترتيب بالهيثمي والسبكي: تأليف أحمد بن عبد الله العجلي، المتوفَّى سنة 261هـ، تحقيق عبد العليم عبد العظيم، الناشر: مكتبة الدار بالمدينة المنورة. 32 - تاريخ أبي سعيد هاشم بن مرشد الطبراني عن يحيى بن معين: المتوفَّى سنة 278 هـ، تحقيق نظر محمَّد الفاريابي. 33 - التاريخ الصغير: لأبي عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاريُّ، المتوفَّى سنة 256 هـ، دار المعرفة- بيروت. 34 - تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي: المتوفَّى سنة 280 هـ، تحقيق الدكتور أحمد بن محمَّد نور سيف، طبعة دار المأمون للتراث. 35 - تاج العروس من جواهر القاموس: لمحمد مرتضى الزبيدي، المتوفَّى سنة 1205 هـ، الناشر: دار مكتبة الحياة- بيروت. 36 - التاريخ الكبير: لمحمد بن إسماعيل البخاريُّ، المتوفَّى سنة 256 هـ، طبعة دار الكتب العلمية. 37 - تاريخ واسط: تأليف أسلم بن سهل، المعروف بحشل، المتوفَّى سنة 292 هـ، تحقيق كوركيس عوّاد- عالم الكتب. 38 - تبيين الامتنان بالأمر بالاختتان: لأبي القاسم علي بن الحسن، المعروف بابن عساكر، المتوفَّى سنة 571 هـ، تحقيق مجدي فتحي السيد، دار الصحابة للتراث. 39 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف: لأبي الحجاج يوسف بن ذكي المزي، المتوفَّى سنة 742 هـ.
40 - تخريج أحاديث إحياء علوم الدين: للحافظ عبد الرحيم بن الحسين العراقي، المتوفَّى سنة 806 هـ، استخراج محمود الحداد، دار العاصمة. 41 - تذكرة الحفاظ: تأليف أبي عبد الله محمَّد بن أحمد الذهبي، المتوفَّى سنة 842 هـ، طبعة دار التراث العربي. 42 - الترغيب والترهيب: للحافظ أبي القاسم إسماعيل بن محمَّد الأصبهاني، المتوفَّى سنة 535 هـ، مكتبة النهضة الحديثة. 43 - الترغيب والترهيب: للحافظ زكي الدين عبد العظيم عبد القوي المنذري، المتوفَّى سنة 656 هـ، مكتبة التوفيقية- القاهرة. 44 - تصحيفات المحدثين لحسن بن عبد الله العسكري، المتوفَّى سنة 382 هـ، تحقيق الدكتور محمود ميرة، طبعة المطبعة العربية الحديثة- القاهرة. 45 - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة: لابن حجر، طبعة دار الكتاب العربي- بيروت. 46 - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس: لابن حجر العسقلاني، تحقيق الدكتور عبد الغفار سليمان، والأستاذ محمَّد أحمد، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت. 47 - تغليق التعليق على صحيح البخاريُّ: لابن حجر، تحقيق سعيد بن عبد الرحمن القزفي، طبعة المكتب الإِسلامي. 48 - تفسير القرآن العظيم: للحافظ أبي محمَّد بن أبي حاتم الرازي، المتوفَّى سنة 327 هـ، تحقيق الدكتور حكمت بشير ياسين، مكتبة الدار بالمدينة المنورة.
49 - تفسير القرآن العظيم: لإسماعيل بن كثير الدمشقي، المتوفَّى سنة 774 هـ، طبعة درا المعرفة- بيروت. 50 - تقريب التهذيب: للحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، المتوفَّى سنة 852 هـ، تحقيق محمَّد عوامة، طبعة دار البشائر الإسلامية. 51 - تقييد العلم: لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، المتوفَّى سنة 463 هـ، تحقيق يوسف العش، دار إحياء السنّة النبوية. 52 - التقييد والإيضاح: للحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي، المتوفَّى سنة 806 هـ، مطبوع مع مقدمة ابن الصلاح، طبعة مؤسسة الكتب الثقافية. 53 - تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير: لابن حجر العسقلاني، تحقيق الدكتور شعبان أسماعيل، مكتبة ابن تيمية. 54 - تلخيص المتشابه: لأحمد بن علي الخطيب البغدادي؛ المتوفَّى سنة 463 هـ، تحقيق سكينة الشهابي، مؤسسة الكميل- بيروت. 55 - التمهيد لما في الموطأ متن المعاني والأسانيد: تأليف أبي عمر يوسف بن عبد البر، المتوفَّى سنة 463 هـ، حققه جماعة من العلماء، مكتبة ابن تيمية. 56 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة: لعلي بن محمد الكناني، المتوقى سنة 963 هـ، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الكتب العلمية. 57 - تهذيب الأثار: لمحمد بن جرير الطبري، المتوفَّى سنة 310هـ، تحقيق الدكتور ناصر بن سعد الرشيد، مطايع الصفار- مكة المكرمة. 58 - تهذيب التهذيب: لشيخ الإسلام أحمد بن حجر، دار الفكر.
59 - التوبيخ والتنبيه: لأبي الشيخ الأصبهاني عبد الله بن محمَّد، المتوفَّى سنة 369هـ، تحقيق حسن أمين، مكتبة التوعية الإِسلامية. 60 - التوحيد، للإمام محمَّد بن إسحاق بن خزيمة، المتوفَّى سنة 311 هـ، تحقيق عبد العزيز الشهوان، الناشر: دار الرشيد. 61 - التوحيد: لأبي عبد الله محمَّد بن إسحاق بن منده، المتوفَّى سنة 395 هـ، تحقيق الدكتور علي بن محمد الفقيهي، مطابع الجامعة الإسلامية. 62 - الثقات: للحافظ محمَّد بن حبّان البستي، المتوفَّى سنة 354 هـ، دائرة المعارف العثمانية. 63 - جامع البيان عن تأويل القرآن: لأبي جعفر محمَّد بن جرير الطبري، المتوفَّى سنة 310 هـ، دار الفكر. 64 - جامع بيان العلم وفضله: لأبي عمر يوسف بن عبد البر، المتوفَّى سنة 463 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 65 - الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير: لجلال الدين أبي بكر عبد الرحمن السيوطي، المتوفَّى سنة 911 هـ، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت. 16 - جامع العلوم والحكم: لابن رجب الحنبلي، المتوفَّى سنة 795 هـ، دار الفكر. 67 - الجامع لأخلاق الراوي: لأحمد بن علي الخطيب البغدادي، المتوفَّى سنة 463 هـ، تحقيق الدكتور محمود الطحان، مكتبة المعارف. 68 - الجرح والتعديل: لأبي محمَّد عبد الرحمن بن أبي حاتم، المتوفَّى سنة 337 هـ، دار إحياء التراث العربي- بيروت.
69 - الجرح والتعديل: لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي، المتوفَّى سنة 474 هـ، تحقيق الدكتور أبو لبابة حسين، دار اللواء. 70 - الجهاد: لأبي بكر عمرو بن أبي عاصم الشيباني، المتوفَّى سنة 287 هـ، تحقيق مساعد ابن سليمان الحميد، دار القلم- دمشق. 71 - الحجة في بيان المحجة: لأبي القاسم إسماعيل بن محمَّد التيمي الأصبهاني، المتوفَّى سنة 535 هـ، تحقيق محمَّد بن ربيع المدخلي، دار الراية. 72 - الحدائق في الحديث والزهريات؛ لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، المتوفَّى سنة 597 هـ، تحقيق مصطفى السبلي، دار الكتب العلمية- بيروت. 73 - الحديث والمحدثون: تأليف محمَّد محمَّد أبو زهو، الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية- الرياض. 74 - حسن المحاضرة: لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي، المتوفَّى سنة 911هـ، تحقيق محمَّد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العلمية. 75 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، المتوفَّى سنة 430 هـ، دار الكتاب العربي- بيروت. 76 - خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال: لأحمد بن عبد الله الخزرجي، تحقيق محمود عبد الوهاب، الناشر: مكتبة القاهرة. 77 - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: تحقيق محمَّد سيِّد جاد الحق، دار الكتب الحديثية. 78 - الدليل الشافي على المنهل الشافي: ليوسف بن تغري بردي، تحقيق فهيم محمَّد شلتوت، مكتبة الخانجي- القاهرة.
79 - دلائل النبوة: لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، المتوفَّى سنة 458 هـ، تحقيق- الدكتور عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية- بيروت 80 - دلائل النبوة: لأبي نعيم الأصبهاني أحمد بن عبد الله، المتوفَّى سنة 430 هـ، تحقيق الدكتور محمَّد قلعجي، وعبد البر عباس، دار النفائس- بيروت. 81 - ديوان الضعفاء والمتروكين: لمحمد بن أحمد الذهبي. 82 - ذكر أخبار أصبهان: تأليف أبي نعيم الأصبهاني، المتوفَّى سنة 430 هـ، الناشر: دار الكتاب الإِسلامي. 83 - ذيل تاريخ بغداد: لمحب الدين محمَّد بن محمود، المعروف بابن النجار، المتوفَّى سنة 643 هـ، تصحيح قيصر فروخ، دار الكتب العلمية- بيروت. 84 - الذيل على رفع الإصر: للحافظ عبد الرحمن السخاوي، المتوفَّى سنة 902 هـ، تحقيق الدكتور جودة هلال، الدار المصرية للتأليف والترجمة. 85 - ذيل الكاشف: للحافظ أبي زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي، المتوفَّى سنة 826 هـ، تحقيق بوران الصناوي، دار الكتب العلمية- بيروت. 86 - الرحلة في طلب الحديث: لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، المتوفَّى سنة 463 هـ، تحقيق نور الدين عتر، دار الكتب العلمية- بيروت.
87 - رد الإمام الدارمي سعيد بن عثمان المتوفَّى سنة 255 هـ على بشر المريسي: تحقيق محمَّد حامد الفقي. الناشر: حديث أكادمي- باكستان. 88 - الرسالة: للإمام محمَّد بن إدريس الشافعي، 204 هـ تحقيق أحمد محمَّد شاكر. 89 - روضة العقلاء: لأبي حاتم محمَّد بن حبّان البستي، المتوفَّى سنة 354 هـ، تحقيق محمَّد حامد الفقي، مكتبة السنّة. 90 - الزهد الكبير: للإمام أحمد بن الحسين البيهقي، المتوفَّى سنة 458 هـ، تحقيق عامر أحمد. 91 - الزهد: لأبي عبد الله أحمد بن حنبل المتوفَّى سنة 241هـ، تحقيق محمَّد زغلول، دار الكتب العلمية. 92 - الزهد: لهناد بن السري الكوفي، المتوفَّى سنة 243 هـ، تحقيق الدكتور عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي- الكويت. 93 - الزهد: لوكيع بن الجراح، المتوفَّى سنة 197 هـ، تحقيق الدكتور عبد الرحمن الفريوائي، مكتبة الدار. 94 - سؤالات حمزة بن يوسف السهمي: للدارقطني، تحقيق موفق بن عبد الله، مكتبة المعارف- الرياض. 95 - سؤالات أبي عبد الرحمن محمَّد بن الحسين السلمي: المتوفَّى سنة 412 هـ، تحقيق سليمان أتش، دار العلوم. 96 - سؤالات محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة: المتوفَّى سنة 297 هـ، تحقيق موفق بن عبد الله، مكتبة المعارف- الرياض.
97 - سؤالات أبي عبيد محمَّد بن علي الآجري: المتوفَّى سنة 360 هـ، تحقيق محمَّد علي قاسم العمري، المجلس العلمي لإحياء التراث بالجامعة الإِسلامية. 98 - سلسلة الأحاديث الصحيحة: تأليف محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي. 99 - سلسلة الأحاديث الضعيفة: لمحمد ناصبر الدين الألباني، المكتب الإسلامي- بيروت. 100 - السنّة: لأبي يكر أحمد بن محمَّد الخلال، المتوفَّى سنة 311 هـ، تحقيق الدكتور عطية الزهراني، دار النشر. 101 - السنّة: لأبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، المتوفَّى سنة 290 هـ، تحقيق الدكتور محمَّد بن سعيد القحطاني، الناشر: دار القيم. 102 - السنّة: للحافظ أبي بكر عمر بن أبي عاصم، المتوفَّى سنة 287 هـ، تحقيق محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي. 103 - السنّة: لمحمد بن نصر المروزي، المتوفَّى سنة 294 هـ، تحقيق سالم أحمد السلفي، مؤسسة الكتب الثقافية. 104 - السنّة ومكانتها في التشريع الإِسلامي: للدكتور مصطفى السباعي، المكتب الإِسلامي. 105 - السنن الكبرى: لأبي يكر أحمد بن الحسين البيهقي، المتوفَّى سنة 458 هـ، أعدّه يوسف عبد الرحمن، دار المعرفة- بيروت. 106 - سنن النسائيُّ: للِإمام أحمد شعيب النسائيُّ، المتوفَّى سنة 303 هـ، اعتنى به الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة.
107 - سنن أبي داود: للإمام سليمان بن الأشعث السجستاني، المتوفَّى سنة 275 هـ، طبعة دار الحديث. 108 - سنن الدارمي: للحافظ أبي محمَّد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، المتوفَّى سنة 255 هـ. 109 - سنن الدارقطني: للحافظ علي بن عمر، المتوفَّى سنة 385 هـ، تحقيق عبد الله بن هاشم يماني، طبعة دار المعرفة- بيروت. 110 - سنن الترمذي: للحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة، المتوفَّى سنة 279 هـ، تحقيق أحمد بن محمَّد شاكر وإبراهيم عطوة، طبعة مصطفى البابي الحلبي. 111 - سنن ابن ماجه: للحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيذ القزويني، المتوفَّى سنة 275 هـ. 112 - سير أعلام النبلاء: لأبي عبد الله محمَّد بن أحمد الذهبي، المتوفَّى سنة 748 هـ، تحقيق مجموعة من العلماء، طبعة مؤسسة الرسالة. 113 - شذرات الذهب في أخبار مَن ذهب: لعبد الحيّ بن العماد، المتوفَّى سنة 189 هـ. 114 - شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة والجماعة: تأليف أبي القاسم هبة بن الحسين اللالكائي، المتوفَّى سنة 418 هـ، تحقيق الدكتور أحمد سعد حمدان، الناشر: دار طيبة- الرياض. 115 - شرح السنّة: للإمام الحسين بن مسعود البغوي، المتوفَّى سنة 516 هـ، تحقيق شعيب الأرناؤوط ومحمد زهير الشاويش، المكتب الإِسلامي. 116 - شرح علل الترمذي: لأبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد، المعروف بابن رجب المتوفَّى سنة 795 هـ، تحقيق الدكتور همام عبد الرحمن سعيد، الناشر: مكتبة المنار.
117 - شرح مسلم: لأبي زكريا يحيى بن شرف الدين النوويّ، المتوفَّى سنة 676 هـ، الطبعة المصرية. 118 - شرح معاني الآثار: لأبي جعفر بن محمَّد الطحاوي، المتوفَّى سنة 321 - هـ، تحقيق محمَّد سياد جاد الحق، الناشر: مطبعة الأنوار المحمدية. 119 - الشريعة: لمحمد بن حسين الآجري، المتوفَّى سنة 360 هـ، تحقيق محمَّد حامد الفقي، الناشر: أنصار السنّة المحمدية. 120 - شعب الإيمان: لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، المتوفَّى سنة 458 هـ، تحقيق محمَّد السعيد زغلول، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت. 121 - الشكر: لأبي عبد الله عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا، المتوفَّى سنة 281 هـ، تحقيق ياسين محمَّد السواس، طبعة دار ابن كثير. 122 - صحيح البخاريُّ: لمحمد بن إسماعيل البخاريُّ، المتوفَّى سنة 254 هـ، فتح الباري، دار الفكر. 123 - صحيح ابن حبّان ترتيب ابن بلبان (الإحسان): لمحمد بن حيان البستي، المتوفَّى سنة 358 هـ. 124 - صحيح ابن خزيمة لمحمد بن إسحاق بن خزيمة، المتوفَّى سنة 311 هـ، الموجود منه أربعة أجزاء، تحقيق الدكتور محمَّد مصطفى الأعظمي، المكتب الإِسلامي. 125 - صحيح مسلم: لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، المتوفَّى سنة 261 هـ، تحقيق محمَّد فؤاد عبد الباقي، طبعة دار إحياء الكتب العربية.
126 - صحيح الجامع الصغير وزيادته: لمحمد ناصر الدين الألباني، طبعة المكتب الإسلامي. 127 - صحيح الترغيب والترهيب للمنذري: لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي. 128 - الصمت وآداب اللسان: لعبد الله بن محمَّد، المعروف بابن أبي الدنيا، المتوفَّى سنة 281 هـ، تحقيق نجم عيد الرحمن خلف، دار الغرب الإسلامي. 129 - صفة الصفوة: لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، المتوقى سنة 597 هـ، دار الفكر. 130 - صفهَ المنافق: لجعفر بن محمَّد الفريابي، المتوفَّى سنة 301 هـ، تحقيق بدر البدوي. 131 - الضعفاء: للحافظ أبي جعفر محمد بن عمر العقيلي، المتوفَّى سنة 322 هـ، تحقيق الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي، طبعة دار الكتب العلمية. 132 - الضعفاء والمتروكون لأحمد بن شعيب النسائيُّ، المتوقى سنة 303 هـ، تحقيق بوران الصناوي، وكمال يوسف الحوت، الناشر: مؤسسة الكتب الثقاقية- بيروت. 133 - الضعفاء والمتروكون: تأليفه الحافظ علي بن عمر الدارقطني، المتوفَّى سنة 385 هـ، تحقيق محمد بن لطفي الصباغ، طبعة المكتب الإسلامي. 134 - ضعيف الجامع الصغير وزيادته: للشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي.
135 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع: تأليف شمس الدين عبد الرحمن السخاوي المتوفَّى سنة 902 هـ. 136 - طبقات الحفاظ: لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي، المتوفَّى سنة 911 هـ، تحقيق علي محمَّد عمر، مطبعة الاستقلال الكبرى. 137 - الطبقات الكبرى: لمحمد بن سعد كاتب الواقدي، المتوفَّى سنة 230 هـ. 138 - ظلال الجنة في تخريج السنّة: لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي. 139 - العزلة: لأبي سليمان حمد بن محمَّد الخطابي، المتوفى سنة 388، مكتبة التراث الإِسلامي- القاهرة. 140 - العظمة: لأبي الشيخ الأصبهاني عبد الله بن محمَّد، المتوفَّى سنة 369 هـ، تحقيق مصطفى عاشور، ومجدي السيِّد إيراهيم، مكتبة القرآن- القاهرة. 141 - علل الحديث: لأبي عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، المتوفَّى سنة 327 هـ، طبعة دار المعرفة- بيروت. 142 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية: لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، المتوفَّى سنة 597 هـ، تحقيق الأستاذ أرشاد الحق الأثري، إدارة العلوم الأثرية- باكستان. 143 - العلل الواردة في الأحاديث النبوية: تأليف أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، المتوفَّى سنة 385 هـ، تحقيق الدكتور محفوظ الرحمن السلفي، الئاشر: دار طيبة.
144 - العلم: لأبي خيثمة زهير بن حرب النسائيُّ، المتوفَّى سنة 134 هـ، تحقيق محمَّد ناصر الدين، أربع رسائل مطبوعة مع بعض، دار النور. 145 - العلو للعليّ الغفار في صحيح الأخبار وسقيمها: للحافظ محمَّد بن أحمد الذهبي، المتوفَّى سنة 748 هـ. 146 - علوم الحديث (مقدمة ابن الصلاح): لأبي عمر وعثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح، المتوفَّى سنة 143 هـ، مؤسسة الكتب الثقافية. 147 - عمل اليوم والليلة: لأحمد بن شعيب النسائيُّ، المتوفَّى سنة 303 هـ، مؤسسة الكتب الثقافية. 148 - عمل اليوم والليلة: لأبي بكر أحمد بن محمَّد، المعروف بابن السني، المتوفَّى سنة 364 هـ، تحقيق سالم السلفي، مؤسسة الكتب الثقافية- بيروت. 149 - غريب الحديث: لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي، المتوفَّى سنة 285 هـ، تحقيق الدكتور سلمان العايد، طبعة دار المدني- جدة. 150 - غريب الحديث: لأبي سليمان حمد بن محمَّد الخطابي البستي، المتوفَّى سنة 388 هـ، تحقيق عبد الكريم العزباوي، دار الفكر. 151 - غريب الحديث: لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي، المتوفَّى سنة 224 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 152 - الفائق في غريب الحديث: لجار الله محمود عمر الزمخشري، المتوفَّى سنة 538 هـ، تحقيق علي بن محمَّد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم.
153 - فتح الباري بشرح صحيح البخاريُّ: للحافظ أحمد بن علي، المتوفَّى سنة 852 هـ، طبعة دار الفكر. 154 - الفَرق بين الفِرق: للعالم عبد القاهر بن طاهر الإسفراييني، المتوفَّى سنة 429 هـ، تحقيق محمَّد محيي الدين عبد الحميد، دار المعرفة- بيروت. 155 - فضل التهليل وثواب الجزيل: لأبي علي الحسن بن أحمد، المعروف بابن البناء، المتوفَّى سنة 741 هـ، تحقيق عبد الله بن يوسف الجديع، دار العاصمة- الرياض. 156 - الفقيه والمتفقِّه: لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، المتوفَّى سنة 463 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 157 - فهرس الفهارس والأثبات: لعبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، اعتنى به الدكتور إحسان عباس، دار الغرب الإِسلامي- بيروت. 158 - الفوائد: للحافظ أبي القاسم تمام بن محمَّد الرازي، المتوفَّى سنة 414 هـ، تحقيق حمدي بن عبد الحميد السلفي، الناشر: مكتبة الرشد- الرياض. 159 - فيض القدير في شرح الجامع الصغير: لمحمد عبد الرؤوف المناوي 1031 هـ، تحقيق مجموعة من العلماء، دار المعرفة- بيروت. 160 - القاموس المحيط: لمجد الدين محمَّد بن يعقوب الفيروزآبادي، المتوفَّى سنة 817 هـ، طبعة المؤسسة العربية- بيروت. 161 - القدر: لعبد الله بن وهب بن مسلم، المتوفَّى سنة 197 هـ، تحقيق عبد العزيز العثيم، دار السلطان.
162 - القول المسدد في الذبّ عن مسند الإمام أحمد، تأليف الحافظ أحمد بن علي بن حجر، المتوفَّى سنة 852 هـ. 163 - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة: لأبي عبد الله محمَّد بن أحمد الذهبي، المتوفَّى سنة 742 هـ، دار الكتب العلمية. 164 - الكامل في التاريخ: لأبي الحسن علي بن محمَّد، المعروف بابن الأثير الجزري، المتوفَّى سنة 630 هـ، دار الكتاب العربي، بيروت. 165 - الكامل في ضعفاء الرجال: لأبي أحمد عبد الله بن عديّ الجرجاني، المتوفَّى سنة 365 هـ، تحقيق الدكتور سهيل زكّار، طبعة دار الفكر. 166 - كتاب الأمالي: ليحيى بن الحسين الشجري، المتوفَّى سنة 479 هـ، عالم الكتب- بيروت. 167 - كتاب الدعوات الكبير: لأحمد بن الحسين البيهقي، المتوفَّى سنة 458 هـ، تحقيق بدر البدر. 168 - كشف الأستار عن زوائد البزّار: تأليف نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، المتوفَّى سنة 807 هـ. 169 - كشف الخفاء ومزيل الإلباس: لإسماعيل بن محمَّد العجلوني، المتوفَّى سنة 1162 هـ، تحقيق أحمد القلاش، مؤسسة الرسالة. 170 - الكفاية في علم الرواية: لأحمد بن علي الخطيب، المتوفَّى سنة 463 هـ، طبعة دار التراث العربي. 171 - الكنى والأسماء: تأليف محمَّد بن حمد الدولابي، الناشر: المكتبة الأثرية. 172 - الكواكب النيِّرات في معرفة مَن اختلط مِن الرواة الثقات: لأبي البركات محمَّد بن أحمد، المعروف بابن الكيال، المتوفَّى سنة 939 هـ، تحقيق عبد القيوم عبد رب النبي.
173 - لحظ الألحاظ: تأليف عمر بن محمَّد، المعروف بابن فهد، المتوفَّى سنة 885 هـ. 174 - لسان الميزان: لأحمد بن علي بن حجر، المتوفَّى سنة 852 هـ- دار الفكر. 175 - اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة: لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي، المتوفَّى سنة 911 هـ. 176 - اللباب في تهذيب الآثار، تأليف عز الدين بن الأثير الجزري، المتوفَّى سنة 603 هـ. 177 - المجروحون والضعفاء والمتروكون: لمحمد بن حبّان البستي، المتوفَّى سنة 354 هـ، تحقيق محمود إبراهيم زايد، الناشر: دار الوعي- حلب. 178 - مجمع بحار الأنوار: للشيخ محمَّد طاهر الصديقي، المتوفَّى سنة 986 هـ، دائرة المعارف. 179 - مجمع البحرين في زوائد المعجمين: للحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي، المتوفَّى سنة 807 هـ، تحقيق عبد القدوس بن محمَّد نذير، الناشر: مكتبة الرشد. 180 - مجمع البحرين في زوائد المعجمين (المجلد الأوّل): تحقيق الدكتور حافظ بن محمَّد الحكمي، الناشر: مكتبة الصديق. 181 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: لنور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، مؤسسة المعارف- بيروت. 182 - مجموع الفتاوى.
183 - المحدث الفاصل بين الراوي والواعي: للقاضي الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي، المتوفَّى سنة 360 هـ، تحقيق محمَّد عجاج الخطيب، دار الفكر. 184 - المدخل إلى السنن الكبرى: للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، المتوفَّى سنة 458 هـ، تحقيق الدكتور محمَّد ضياء الرحمن الأعظمي، الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي. 185 - مراصد الاطِّلاع على أسماء الأمكنة والبقاع: تحقيق علي محمَّد البجاوي، طبعة إحياء التراث العربي. 186 - المراسيل: تأليف أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، المتوفَّى سنة 275 هـ، تحقيق شعيب الأرناؤوط، طبعة مؤسسة الرسالة. 187 - المراسيل: للحافظ أبي محمَّد بن أبي حاتم الرازي، المتوفَّى سنة 327 هـ، تحقيق أحمد عصام الدين، دار الكتب العلمية- بيروت. 188 - مساوئ الأخلاق: لأبي بكر محمَّد بن جعفر الخرائطي، المتوفَّى سنة 327 هـ، تحقيق مصطفى الشلبي، مكتبة السوادري. 189 - المستدرك على الصحيحين: للحافظ أبي عبد الله محمَّد بن عبد الله الحاكم، المتوفَّى سنة 405 هـ، دار المأمون للتراث. 190 - مسند الإمام أحمد بن محمَّد بن حنبل: المتوفَّى سنة 241 هـ، المكتب الإسلامي. 191 - مسند أبي داود الطيالسي: للحافظ سليمان بن داود، المتوفَّى سنة 204 هـ. 192 - مسند الحميدي: لأبي بكر عبد الله بن الزبير، المتوفَّى سنة 219 هـ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، عالم الكتب- بيروت.
193 - مسند الإِمام عبد الله بن المبارك، المتوفَّى سنة 181هـ، تحقيق صبحي السامرائي، الناشر: مكتبة المعارف- الرياض. 194 - مسند بن الجعد: لأبي الحسن علي بن الجعد الجوهري، المتوفَّى سنة 230 هـ، تحقيق الدكتور عبد المهدي بن عبد القادر، مكتبة الفلاح- الكويت. 195 - مسند الشهاب: للقاضي أبي عبد الله محمَّد بن سلامة القضاعى، المتوفَّى سنة 454 هـ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، مؤسسة الرساله. 196 - مشكاة المصابيح لمحمد بن عبد الله التبريزي، المتوفَّى سنة 737 هـ، تحقيق محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي. 197 - مشكل الآثار: لأبي جعفر أحمد بن محمَّد بن سلامة الطحاوي، المتوفَّى سنة 321 هـ. 198 - المصنف: للحافظ عبد الله بن محمَّد، المعروف بابن أبي شيبة، المتوفَّى سنة 235 هـ، تحقيق مختار أحمد الندوي، الدار السلفية. 199 - المصنف: لعبد الرزاق بن الهمام الصنعاني، المتوفَّى سنة 211 هـ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإِسلامي. 200 - معالم التنزيل: لأبي محمَّد الحسين بن مسعود البغوي المتوفَّى سنة 510 هـ، دار الفكر. 201 - معجم البلدان: لأبي عبد الله ياقوت الحموي، المتوفَّى سنة 626 هـ، طبعة دار صادر. 202 - معجم الشيوخ: لعمر بن محمَّد، المعروف بابن فهد، المتوفَّى سنة 855 هـ، تحقيق محمَّد الزهراني، دار اليمامية- الرياض.
203 - معجم قبائل العرب: تأليف عمر رضا كحالة، الناشر: المكتبة الهاشمية- دمشق. 204 - معجم شيوخ أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى: المتوفَّى سنة 307 هـ، تحقيق حسين سليم أسد. 205 - معجم ما استُعجم من أسماء البلاد: للوزير عبد الله بن عبد العزيز البكري، المتوفَّى سنة 487 هـ. 206 - المعجم الصغير: لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، المتوفَّى سنة 360 هـ، طبعة دار الكتب العلمية. 207 - المعجم الكبير: لأبي القاسم الطبراني، تحقيق حمدي عبد الحميد السلفي، مكتبة ابن تيمية. 208 - المعجم الوسيط: تأليف مجموعة من العلماء، مجمع اللغة العربية، دار الدعوة. 209 - المغني في ضبط أسماء الرجال: للشيخ محمَّد طاهر الهندي، المتوفَّى سنة 986 هـ، دار الكتاب العربي- بيروت. 210 - المغني في الضعفاء: للإمام الذهبي، دار الكتاب العربي- بيروت. 211 - معرفة الصحابة: لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، المتوفَّى سنة 430 هـ، تحقيق الدكتور محمَّد راضي عثمان، مكتبة الدار بالمدينة المنورة. 212 - معرفة علوم الحديث: لأبي عبد الله محمَّد بن عبد الله، تحقيق السيد معظم حسين، مكتبة المتنبي- القاهرة.
213 - المعرفة والتاريخ: لأبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، المتوفَّى سنة 277 هـ، رواية عبد الله بن درستويه النحوي، تحقيق أكرم ضياء العمري، طبعة الإرشاد- بغداد. 214 - المفاريد عن رسول الله: لأحمد بن علي المثنى، المتوفَّى سنة 307 هـ، تحقيق عبد الله بن يوسف الجديع، مكتبة دار الأقصى. 215 - المفردات في غريب القرآن: لأبي القاسم الحسن بن محمَّد الأصبهاني، المتوفَّى سنة 502 هـ، تحقيق محمَّد سيِّد كيلاني، دار المعرفة- بيروت. 216 - المقاصد الحسنة: لمحمد عبد الرحمن السخاوي، المتوفَّى سنة 902 هـ، تحقيق عبد الله محمَّد الصديق، دار الكتب العلمية- بيروت. 217 - مكارم الأخلاق: لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، المتوفَّى سنة 360 هـ، تحقيق الدكتور فاروق حمادة، دار الثقافة- الدار البيضاء. 218 - مكارم الأخلاق: لأبي عبيد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا، المتوفَّى سنة 281 هـ، تحقيق مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن. 219 - مكارم الأخلاق ومعاليها للخرائطي محمَّد بن جعفر الخرائطي: تحقيق الدكتورة سعاد سليمان الخندقاوي، مطبعة المدني- مصر. 220 - المنتخب من مسند عبد بن حميد: المتوفَّى سنة 249 هـ، تحقيق السيد صبحي السامرائي ومحمود محمَّد، مكتبة السنّة. 221 - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: تأليف أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، المتوفَّى سنة 597 هـ، دائرة المعارف العثمانية.
222 - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبّان: لنور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، المتوفَّى سنة 807 هـ. 223 - المؤتلف والمختلف: لعلي بن عمر الدارقطني، المتوفَّى سنة 385 هـ، تحقيق موفق بن عبد الله، دار الغرب الإِسلامي. 224 - موضح أوهام الجمع والتفريق: لأبي بكر أحمد بن علي، المتوفَّى سنة 463 هـ، دائرة المعارف. 225 - الموطأ: للِإمام مالك بن أنس برواية يحيى الليثي، دار إحياء الكتب، اعتنى به محمَّد فؤاد عبد الباقي. 226 - الموضوعات: لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، المتوفَّى سنة 597 هـ، تحقيق عبد الرحمن بن محمَّد عثمان، دار الفكر. 227 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال: لأبي عبد الله محمَّد بن عثمان الذهبي، المتوفَّى سنة 748 هـ، تحقيق علي محمَّد البجاوي، دار المعرفة- بيروت. 228 - النجوم الزاهرة: تأليف محمَّد جمال الدين يوسف بن تغري بردى، المتوفَّى سنة 874 هـ. 229 - نظم العقبان في أعيان الأعيان، لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، المتوفَّى سنة 911 هـ. 230 - نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، تأليف أبي العباس أحمد القلقشندي، تحقيق إبراهيم الأبياري، الناشر: الشركة العربية- القاهرة. 231 - النهاية في غريب الحديث والأثر: لأبي السعادات المبارك بن محمَّد الجزري، تحقيق طاهر أحمد، ومحمود الطناحي، المكتبة العلمية- بيروت. • • •
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق قاسِم بن صَالح القَاسِم تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد الثالث عشر 25 - 26 آخر كتاب العلم - أول كتاب الأذكار (3100 - 3373) دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ 25 - 26
(ح) دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية/ تحقيق قاسم صالح القاسم- الرياض. 984 ص 17×24سم. ردمك 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 6 - 74 - 749 - 9960 (ج 13) 1 - الحديث- مسانيد 2 - الحديث- تخريج 3 - الحديث- شرح 4 - الحديث- زوائد أ-القاسم، القاسم صالح (محقق) ب- العنوان 2370/ 18 ديوي237.4 رقم الإيداع: 2370/ 18 ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعه) 6 - 74 - 749 - 9960 (ج 13) حقوق الطبع محفوظة للمنسّق الطبعة الأولي 1420هـ - 2000 م دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض - ص ب 42507 - الرمز البريدي 11551 هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب: 32594 - الرياض: 11438 - تلفاكس: 2660 - 421
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المقدمة الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، حمدًا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، حمدًا يوافي نِعَمَهُ ويكافىء مَزيده، والصلاة والسلام الأتمَّان على المصطفى الأمين، خيرِ خلق الله وخاتَمِ رُسُلِهِ أجمعين، وعلى آله وصحبه الذين ساروا على هديه واقتفوا مَنهَجَهُ القويم، ومن تبعهم بإحسان وتأسَّى بهم في حفظ الهدي النبوي الكريم. أما بعد: فقد مَنَّ الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين بأن نزَّل عليهم كتابه الحكيم، ليبيِّن للناس سُبلَ السعادة في دينهم ودنياهم، وقد تولّى الله جل وعلا حِفْظَ هذا الكتاب الكريم بقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (¬1) وقد شرَّف الله عَزَّ وَجَلَّ بهذا القرآنِ الكريمِ نبيَّه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وأعطاه السُنه مبينةً للقرآن، مفصِّلة لمجمل أحكامه، شارحةً ما يحتاج إلى الشرح منه. ولما كانت للسُنَّةِ النبويةِ هذه المكانةُ العاليةُ عُنِيَت الأمَّةُ الإِسلامية بها العناية التامة حتى صارت تلك العناية من مميزات السُنَّةِ النبويةِ الشريفةِ، وخاصية من خصائصها، فقامت طائفةٌ من العلماء المخلصين ¬
بتدوينها، وتهذيبها، والدفاع عنها، وحفظِها من عبثِ العابثين، وجهالاتِ المنحرفين، وأباطيلِ الكاذبين، فجزاهم الله عنا خير الجزاء، وأحسن مثوبتَهم في دار كرامته. ومن هؤلاء العلماء: الإِمام الحافظ ابن حجرِ العَسقلاني رحمه الله تعالى الذي كان من كبار الأئمة في التصنيف، وكان له دورٌ بارزٌ في دفع عجلةِ التقدمِ العلمي للسُنَّةِ المطهرة قُدُما إلى الأمام، ومن تلك المصنَّفات التي صَنَّفَها: "المطالبُ العاليةُ بزوائد المسانيدِ الثمانيةِ". هذا وقد أكرمني الله جلّ وعلا بأن شاركت في تحقيق جزء من هذا المصنَّف. الأسباب التي دعتني إلى تحقيق جزء من هذا الكتاب: 1 - أهمية مادته، فهو من أجمع المصنَّفات في الزوائد، وقد حَفِظَ لنا أحاديثَ بأسانيدها من كتب أصولٍ، صار بعضها في عالم المفقود. 2 - مكانةُ مصنِّفه، ورسوخُ قدمه في علوم السُّنَّةِ النبويةِ، وإمامتهُ للمتأخرين فيها. 3 - الرغبة في المشاركة في إحياء تراث علماء السلف رحمهم الله تعالى. 4 - الحرصُ على اكتساب الخبرةِ في تحقيقِ مخطوطِ يتضمنُ مجموعة من الأحاديث، تتنوع في موضوعها، للاستفادة أكثر. وقد واجهني أثناءَ العملِ بعضُ العقباتِ، منها: 1 - ما لقيته وتحملته في تخريج الأحاديث والآثار، وتتبع طرقها، والبحث عن مظانها.
2 - وقوعُ بعض التحريفاتِ في النصوصِ، فقد كان أكثرُ أصولِ مادةِ هذا الكتابِ مفقودةً؛ فمن الصعب -أحيانًا- تمييز الصواب من المحرف. منهجي في التحقيق والتعليق: اعتمدت النسخة المحمودية أصلًا ورمزت لها بـ (الأصل)؛ لما لها من المميزات على النسخ الأخرى. وأشرت إلى فروقات نسخة جامعة دار السلام بالهند ورمزها (و)، ونسخة مكتبة الرياض السعودية ورمزت لها بالرمز (س). نقلت النص من النسخة المحمودية (الأصل) متبعًا في ذلك الخطوات التالية: 1 - اتبعت الرسم الإملائي الحديث، مع وضع علامات الترقيم، وضبط الكلمات التي قد يشكل على القارئ ضبطها. 2 - مقابلة النسخة (الأصل) ببقية النسخ، وإثبات الفروق في الحاشية، إلّا ما لا تدعو الحاجة إليه، مثل صيغ الثناء على الله تعالى ففي بعضها: عَزَّ وَجَلَّ، وفي بعضها: تعالى .. وكالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ففي بعضها: -صلى الله عليه وسلم- وفي بعضها: صلَّى الله تعالى عليه وسلم .. وقد تحذف -أحيانًا- وكالترضي على الصحابة رضي الله عنهم، وكذا أقابل الأصل بالموجود من أصول المسانيد، وإثبات الفروق المهمة في الحاشية. 3 - إذا وجدت الصواب في نسخة أخرى -غير النسخة (الأصل) -، فإني أثبته بين معقوفتين، ثم أشير إلى ما في النسخة (الأصل) في الحاشية.
4 - إذا وقع خطا في كل النسخ التي بين يديّ، صوبته في (الأصل) وجعلته بين معقوفتين، ثم أشير إلى ذلك في الحاشية ذاكرًا مصدر -أو مصادر- التصويب. 5 - بَيَّنْتُ بداية كل ورقة من النسخة (الأصل) في الهامش، مع كون ذلك الوجه الأوّل منها -ورمزه (أ) - أو الثاني -ورمزه (ب) - فأضع قبل أول كلمة من الورقة خطًا مائلًا (/). وقمت بالتعليق على النص بما يخدمه، ويساعد على فهمه، وذلك بما يلي: 1 - بيان مواضع الآيات من سورها في القرآن الكريم. 2 - شرح المفردات والعبارات الغامضة جدًا. ثم أبدأ بـ "الحكم عليه"، فأُبَيِّنُ درجته؛ بناءً على ما توصلت إليه من مراتب رواته، تحت عنوان جانبي هو: "الحكم عليه"، ولا أكتفي -غالبا- بذكر رأيي في ذلك، بل أنقل كلام العلماء على إسناد حديث الباب، وخاصة البوصيري في كتاب "إتحاف الخيرة". ثم أخرج الحديث متبعًا الخطوات الاتية: 1 - توثيق النص بعزوه إلى مصدره الأصلي الذي أُخِذِ منه -إن وجد- فأقول -مثلًا-: هو في مسند إسحاق .. أو: هو في مسند أبي يعلى، أو إلى كتاب عزا النص إلى مصدره الأصلي وذكر سنده ومتنه، مثل كتاب: "جامع المسانيد والسنن" لابن كثير رحمه الله. 2 - تخريج النص من المصادر التي أخرجته، مبتدئًا بمن رواه عن صاحب المسند، ثم بمن رواه من طريقه، ثم بمن رواه من طريق
شيخه، ثم بمن رواه من طريق شيخ شيخه، وهكذا، إلى من رواه من طريق صحابي الحديث، وعند تساوي بعض المصادر في تخريج النص، فإني أرتبها حسب وفاة مؤلفيها. 3 - أحيل إلى مصادر التخريج بذكر رقم الجزء -إن كان متعدد الأجزاء- والصفحة، وإن كان المصدر المخرج منه مخطوطًا، ذكرت رقم الجزء -إن كان متعدد الأجزاء- والورقة ووجهها، وأُصدر ذلك بحرف (خ)؛ إشارة إلى أن هذا المصدر مخطوط. 4 - أذكر شواهد النص، وأتوسع في ذلك- خاصة إذا كان إسناد الباب ضعيفًا أو حسنًا، وأكتفي في دراسة الإِسناد بذكر خلاصة القول في أحوال الرواة، وغالبا ما أقتصر على كتابَي الذهبي "الكاشف" و "المغني" وكتاب الحافظ: "التقريب"، وقد أشرح الألفاظ التي أرى أنها بحاجة إلى ذلك. 5 - أختم التخريج -في الغالب- بذكر خلاصة الحكم على النص، إلّا أن يكون سنده صحيحًا، أو شديد الضعف. اعتمدت في ثنايا هذا البحث على بعض المصطلحات والرموز، واختصرت أسماء بعض المصادر لكثرة ورودها، أو لشهرتها، فإذا قلت: أخرجه: أحمد: في "المسند:. إسحاق: في "المسند". البخاريُّ: في "الصحيح". الترمذي: في "السنن".
الحاكم: في "المستدرك على الصحيحين". ابن حِبَّان: في "الصحيح". الحُمَيدي: في "المسند". ابن خُزيمة: في "الصحيح". الدارقطني: في "السنن". الدارمي: في "السنن". أبو داود: في "السنن". الشاشي: في "المسند" ابن أبي شيبة: في "المصنف" الطيالسي: في "المسند" عبد الرزاق: في "المصنف" ابن عَدي: في "الكامل في ضعفاء الرجال". العُقيلي: في "الضعفاء الكبير". أبو عَوانة: في "المسند" ابن ماجه: في "السنن" مالك: في "الموطأ" ابن المبارك: في "الزهد". مسلم: في "الصحيح". النسائيُّ: في "السنن". هناد: في "الزهد" وكيع: في "الزهد" أبو يعلى: في "المسند"
وإذا أطلقت: الإِتحاف مختصر: "إتحاف الخيرة المهرة" المجرد من الأسانيد، للبوصيري. الإِحسان: "الإِحسان بترتيب صحيح ابن حبّان" لابن بَلبان. تفسير الطبري: "جامع البيان عن تأويل آي القرآن". تفسير القرطبي: "الجامع لأحكام القرآن". التقريب: "تقريب التهذيب". التهذيب: "تهذيب تهذيب الكمال"، كلاهما للحافظ. الثقات: "الثقات" لابن حِبّان. الجرح: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم. السير: "سير أعلام النبلاء" للذهبي. طبقات المدلسين: "تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" للحافظ. العبر: "العبر في خبر من غير" للذهبي. الفائق: "الفائق في غريب الحديث" للزَمَخْشَري. الفتح: "فتح الباري بشرح صحيح البخاريُّ" للحافظ. الكاشف: "الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة" للذهبي. الكامل: "الكامل في ضعفاء الرجال" لابن عَدي. الكشف: "كشف الأستار عن زوائد البزّار" للهيثمي. الكنز: "كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال" للمتقي الهندي.
اللسان: "لسان الميزان" للحافظ. المجروحين: "المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين" لابن حِبان. المجمع: "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" للهيثمي. المدخل: "المدخل إلى الصحيح" للحاكم. المراسيل: مراسيل ابن أبي حاتم. مراسيل العلائي: "جامع التحصيل في أحكام المراسيل". المغني: "المغني في الضعفاء" للذهبي. المغني مع الإحياء: "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للعراقي. من تكلم فيه: "معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد" للذهبي. الميزان: "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" للذهبي. النهاية: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير. الهدي: "هدي الساري مقدمة فتح الباري" للحافظ. وإذا قلت: أ: الوجه الأوّل من الورقة. ب: الوجه الثاني من الورقة. الحافظ: ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى. خ: مخطوط. ق: ورقة. • • •
هذا، وإن ما بين الدفَّتين من هذه الرسالة هو جهد المقِل، وعمل طالبِ يخضع للنقاش والأخذ والرد، إلّا أني تَوخَّيت الصوابَ، وما ألَوْتُ جُهدًا، ولا ادّخرت وُسعًا، فإن كنت قد وُفِّقْتُ؛ فذلك ما أرجو، ولله جزيلُ الحمد والشكر، وإن كنت قد أخفقت؛ فذلك شأن البشر، الذين ئؤخذ من كلامهم ويرد. وفي الختام أتوجه بالشكر والعرفان إلى فضيلة الشيخ، الدكتور/ عبد العزيز بن حمد المشعل سلَّمه الله الذي كان مشرفًا على هذا البحث، مما ساعد على إنهاء العمل بالصورة المرضية، فأثابه الله تعالى على ذلك خير الثواب. كما أشكر كلا من فضيلة الشيخ الدكتور/ صالح المحطب، وفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله الشقاري لقيامهما بمناقشة هذا القسم من كتاب "المطالب" في مساء يوم الأربعاء الموافق 2/ 7/ 1414. هذا وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يكتب لنا دوام التوفيقِ والهدايةِ والسدادِ، إنه ولي التوفيق والهادي إلى سبيل الرشاد، وصلى الله وسلَم وبارك على نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين. وكتبه قاسم بن صالح القاسم
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق قاسم بن صالح القاسم تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد الثالث عشر 25 - 26 آخر كتاب العلم - أول كتاب الأذكار (3100 - 3373)
36 - باب اشتمال القرآن على جميع الأحكام إجمالا وتفصيلا
32 - كتاب العلم [تابع] 36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا (¬1) (*) 3100 - قال مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ مُرَّة قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "مَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ [فَليُثَوِّر] (¬2) (¬3) الْقُرْآنَ، فَإِنَّ فِيهِ علم الأوَّلين والآخرين". ¬
3100 - الحكم عليه: إسناده، وأبو إسحاق السَبيعي وإن كان مدلسًا، وقد أختلط، لكن شُعبة أنتقى من حديثه، فأُمِن تدليسه، ثم إنه قد روى عنه قبل الاختلاط. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 165)، ثم قال: رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 19 ب) مختصر، ثم قال: رواه مُسدّد موقوفًا. =
= تخريجه: أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد لأحمد (ص 229) قال: حدّثنا عبد الله بن عمر، قال يحيى بن سعيد به، بلفظه. وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 146)، من طريق محمَّد بن كثير، والخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 56)، من طريق عبد الوهاب، كلاهما عن شعبة به، بلفظه. وأخرجه ابن المبارك (ص 280)، ومن طريقه الفريابي في فضائل القرآن (ص 181)، وأخرجه القاسم بن سَلَّام في فضائل القرآن (ص 41)، عن عبد الرحمن، وابن أبي شيبة (10/ 485)، عن وكيع، ثلاثتهم عن سفيان، وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 145، 146)، من طريق زُهير، وإسرائيل -فرقهما- والبيهقيُّ في الشعب (2/ 332)، من طريق حُديج بن معاوية، أربعتهم عن أبي إسحاق به، بلفظ قريب. ولفظ ابن المبارك: "إذا أردتم العلم فأثيروا القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين". وذكره محمَّد بن نصر، في مختصر قيام الليل (ص 158)، عن ابن مسعود، بلفظه.
37 - باب الترهيب من الكذب
37 - باب الترهيب من الكذب (*) 3101 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَا: ثنا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ البُرْجُمي (¬1)، عَنْ عِصْمَةَ بْنِ بَشِيرٍ، ثنا الفَزَع (¬2)، حدّثنا المُنَقَّع قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بصدقة إبلنا، فقلت: يا رسول الله، هذه صدقة إبلنا. قال: فأمر بها -صلى الله عليه وسلم- فقُسمت. قال: قلت يا رسول الله، إن فِيهَا مَا بَيْنَ هَدِيَّةٍ لَكَ وَصَدَقَةٍ. قَالَ-صلى الله عليه وسلم-: "اعزلها" (¬3). فَعَزَلْتُ الْهَدِيَّةَ عَنِ الصَّدَقَةِ، فَمَكَثْتُ أَيَّامًا، وَخَاضَ النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- باعثٌ خالدَ بن الوليد رضي الله عنه إِلَى رَقِيقِ مُضَر فَمُصَدِّقُهُمْ (¬4)، قَالَ: قُلْتُ إِنَّ لَنَا لَغِنًى وَمَا عِنْدَ أَهْلِي مِنْ مَالٍ، أفلا أصدقهم قبل أن يقدم عَلَى أَهْلِي؟، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِذَا هُوَ عَلَى نَاقَةٍ، وَمَعَهُ أَسْوَدُ قَدْ حَاذَى رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ الناس أطول منه، فلما دنوت منه هَوَى إِلَيَّ، قَالَ (¬5): فكفَّه النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، فقلت: ¬
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النَّاسَ خَاضُوا أَنَّكَ باعث (¬6) خالد بن الوليد رضي الله عنه إِلَى رَقِيقِ مُضَر فَمُصَدِّقُهُمْ، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا بَيَاضَ إبْطيه، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ" قَالَ المنَقّع (¬7): فَمَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَّا حَدِيثًا نَطَقَ به كتاب، أو أخبرت (¬8) به سُنَّه، يكذب عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ فَكَيْفَ بَعْدَ مَوْتِهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-؟!. ¬
3101 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود سيف بن هارون، وعصمة بن بشير، والفَزَع. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 140)، ونسبه للطبراني في الكبير، وأعلَّه بسيف بن هارون. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 24 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، بسند ضعيف؛ لضعف الفَزَع، وعصمة بن بشير.
تخريجه: أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 105)، والطبراني في الكبير (20/ 300) قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، كلاهما عن زكريا بن يحيى به، بلفظ قريب عند الطبراني، وذكر ابن أبي عاصم شطره الثاني فقط، ولفظه: يا رسول الله، إن الناس قد خَاضُوا أَنَّكَ بَاعِثٌ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رقيق مُضر -أو مُضر- فمصدقهم، قال: فرفع يديه حتى نظرت إلى بياض إبْطَيه، ثم قال: "اللهم لا أحل لهم أن يكذبوا عليّ، اللهم لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ". قَالَ المُنقَّع: فهذا يَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو حي، فكيف بعد موته؟، لا أحدث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَّا حَدِيثًا نَطَقَ بِهِ كِتَابٌ، أَوْ جَرَتْ به سُنَّة. =
= وأخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 44)، والطبراني في الكبير (20/ 300)، وفي طرق حديث من كذب علىّ (ص 152) قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، كلاهما عن مالك بن إسماعيل أبي غسّان النَهْدي قال: حدّثنا سيف بن هارون به، بلفظ قريب. وأخرجه البخاريُّ تعليقًا في التاريخ الكبير (8/ 53)، عن مالك بن إسماعيل، وسعيد بن سليمان، وابن عَدي (1/ 14) من طريق سعيد بن سليمان، كلاهما: عن سيف بن هارون به، مختصرًا.
38 - باب ترويح القلوب لتعي
38 - باب ترويح القلوب لتعي 3102 - قال مُسَدَّد: حدّثنا حَمَّادٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَير، عَنْ قَسامَة بن زهير قال: "روحوا القلوب، تعي الذكر".
3102 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح.
تخريجه: أخرجه ابن أبي الدنيا في العقل وفضله (ص 72)، ومن طريقه الخطيب في الفقيه والمتفقه (2/ 109)، قال: حدّثنا عُبيد الله بن عمر، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (2/ 128)، من طريق الأصمعي، كلاهما عن حماد بن زيد، به بلفظه. وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (3/ 104) من طريق روح، عن عمران بن حُدَير، به بلفظه. ووقع في سنده: عمران بن جابر، وهو تحريف، والصواب: عمران بن حُدَير.
3103 - وَعَنْ (¬1) حَمَّادٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبيد، عَنِ الحسن رضي الله عنه قال (¬2): "حادثوا [هذه] (¬3) القلوب، فإنها سريعة الدثور". ¬
3103 - الحكم عليه: هذا الإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.
تخريجه: أخرجه ابن المبارك (ص 91) قال: أخبرنا مبارك بن فَضالة، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس (ص 62) من طريق أبي عُبيدة الناجي، وأبو نُعيم في الحلية (2/ 144) من طريق عيسى بن عمر، ثلاثتهم: عن الحسن، بمثله، مع زيادة في آخره، وزاد ابن المبارك: بذكر الله، بعد قوله: هذه القلوب. ولفظ ابن المبارك: "حادثوا هذه القلوب بذكر الله فإنها سريعة الدثور، واقدعوا هذه الأنفس فإنها طُلَعَة، وإنما تنزع إلى شر غاية، وإنكم إن تطيعوها في كل ما تنزع إليه لا يبقى لكم شيء". وقوله: "اقدعوا"، أي كفوا، وقوله: "طُلَعَة": أي النفس تكثر التطلع إلى الشيء. انظر: ترتيب القاموس (3/ 572، 88).
3104 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ [عَمْرَ] (¬1) [بن] (¬2) خالد [أبو] (¬3) أيوب الرَقِّي، حدّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما قال: قُرىء عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُرْآنٌ وأُنشد شِعْرٌ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أقُرآن (¬4) وشعر في مجلس؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَعَمْ". ¬
3104 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًّا، آفته محمَّد بن السائب، وهو متروك، وفيه أبو صالح باذام، وهو ضعيف، وروايته عن ابن عباس مرسلة، وفيه سليمان بن عمر، وهو مستور.
تخريجه: أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (2/ 130)، من طريق المصنِّف بلفظ قريب، ولفظه: قُرىء عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُرْآنٌ وأُنشد شِعْرٌ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقُرْآنٌ وشعر في مجلسك؟ قال: "نعم". وفي الباب ما أخرجه الخطيب أيضًا بسنده عن أبي بكرة قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعنده أعرابي يُنشده الشعر، فقلت: يا رسول الله، القرآن أم الشعر؟ فقال: يا أبا بكرة، هذا مرة وهذا مرة. وإسناده ضعيف، فيه المسيّب بن شَريك، ذكره الذهبي في الميزان (4/ 14)، ونقل فيه أقوالًا كثيرة مضعفة له، ومنها قول البخاريُّ: سكتوا عنه.
39 - باب التحذير من الكذب على رسول الله [-صلى الله عليه وسلم-]
39 - باب التحذير من الكذب على رسول الله [-صلى الله عليه وسلم-] (¬1) 3105 - قال مُسَدَّد: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من كذب عليّ متعمدًا، فليتبوَّا مقعده من النار". ¬
3105 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًّا، آفته أبو هارون، وهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 24 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد، وفي إسناده أبو هارون العَبْدي، وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه معمر في الجامع (11/ 261)، ومن طريقه الطبراني في طرق حديث من كذب على (ص 91)، وأخرجه ابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 134 ب) من طريق أبي الأرقم البصري، والطبراني أيضًا (ص 92) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 184)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 81)، من طريق سَلْم بن سليمان الضبِّي، وأخرجه ابن الجوزي أيضًا من طريق هشيم، خمستهم عن أبي هارون، به بألفاظ متقاربة. ولفظ معمر: "من كذب علىَّ، فليتبوا بيتًا في النار". =
= ومدار أسانيدهم على أبي هارون، وهو ضعيف جدًا، لكن جاء متن هذا الحديث من طرق أخرى كما يلي: أولًا: أبو سلمة عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مرفوعًا: وله عن أبي سلمة طريقان: (أ) شعبة عن أبي سلمة، به: أخرجه أحمد (3/ 44) عن محمَّد بن جعفر، وأبو يعلى (2/ 428)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 169)، من طريق عثمان بن عمر بن فارس، كلاهما عن شعبة، به بلفظه. وإسناد أحمد صحيح. (ب) سعيد عن أبي سلمة، به: أخرجه الطبراني في طرق حديث من كذب عليّ (ص 89)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 81)، من طريق أبي عمر الحَوْضي عن سعيد، به بلفظه. قلت: رجعت إلى ترجمة أبي عمر الحوّضي في تهذيب الكمال (7/ 26)، ولم أجد في شيوخه من اسمه: سعيد، ووجدت: شعبة، فلعل الاسم تحرف من شعبة إلى سعيد، والله وحده أعلم. ثانيًا: عطية عن أبي سعيد مرفوعًا: وله عن عطية عدة طرق: (أ) أبو حنيفة عن عطية، به: أخرجه الإمام أبو حنيفة في المسند (ص 293)، ومن طريقه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 169)، والطبراني في طرق حديث من كذب على (ص 90)، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 192)، بلفظه. (ب) مُطَرِّف عن عطية، به: أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 574)، ومن طريقه الطبراني في طرق حديث من كذب عليّ (ص 90)، وأخرجه ابن ماجه (1/ 14)، وابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 205 أ)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 330) بلفظه. (ج) فُضيل بن مرزوق عن عطية، به: أخرجه الطبراني في طرق حديث من كذب عليّ (ص 91) بلفظه. =
= (د) فراس عن عطية، به: أخرجه ابن الأعرابي في المعجم -خ- (156 أ) بلفظ قريب. وهذه الأسانيد كلها ضعيفة؛ لأنّ مدارها على عطية، وهو العوفى. قال الحافظ: صدوق يخطئ كثيرًا، وكان شيعيًا مدلسًا (التقريب ص 393). ثالثًا: عُبيد بن سعيد القرشي، عن منصور بن دينار، عن يزيد الفقير، عن أبي سعيد مرفوعًا: أخرجه الطبراني في طرق حديث من كذب عليّ (ص 92) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 220) من طريق عثمان بن أبي شيبة، كلاهما: عن عُبيد بن سعيد به، بلفظه. وإسناده ضعيف، منصور بن دينار هو التميمي، ذكره الذهبي في المغني (2/ 677)، ونقل قول النسائيُّ فيه: ليس بالقوي. رابعًا: هَمَّام بن يحيى عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسار، عن أبي سعيد مرفوعًا: أخرجه أحمد (3/ 39)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 80) عن أبي عُبيدة، وأخرجه أحمد أيضًا (3/ 46)، وأبو يعلى (2/ 416) عن عبد الصمد، وأخرجه أحمد أيضًا (3/ 56) عن عفان، والإِمام مسلم (4/ 2298)، والطبراني في طرق حديث من كذب عليّ (ص 89) عن هدَّاب بن خالد، أربعتهم: عن همام بن يحيى به بألفاظ متقاربة مع زيادة. ولفظ مسلم: "لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن، فليمحه، وحدّثوا عني ولا حرج، ومن كذب علىَّ -قال همَّام: أحسبه قال- متعمدًا، فليتبوَّا مقعده من النار". ولفظ أبي يعلى: "حدِّثوا عني ولا حرج، حدِّثوا عني ولا تكذبوا عليّ، ومن كذب عليّ متعمدًا، فقد تبوَّأ مقعده من النار، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج". =
= ولمتن الباب شواهد كثيرة جدًا تبلغ به حد التواتر. قال الحافظ في الفتح (1/ 203): وورد بأسانيد حِسان من حديث طلحة بن عُبيد الله، وسعيد بن زيد ... فهؤلاء ثلاثة وثلاثون نفسًا من الصحابة، وورد أيضًا عن نحو من خمسين غيرهم بأسانيد ضعيفة، وعن نحو من عشرين آخرين بأسانيد ساقطة ... أهـ. وقال العجلوني في كشف الخفاء (2/ 361): متفق عليه عن علي، والبخاري عن سلمة مرفوعًا، وهو من المتواتر، وأفرد جمع من الحفاظ طرقه، بل قال ابن الجوزي: رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمانية وتسعون صحابيًا، منهم العشرة، ولا يُعرف ذلك في غيره، وذكر ابن دِحْية أنه خرج من نحو أربعمائة طريق ... أهـ. قلت: ومن هذه الشواهد ما رُوي عن أبي هريرة وأنس: أما حديث أبي هريرة مرفوعًا، فأخرجه البخاريُّ (فتح 1/ 202)، ومسلم (1/ 10) ولفظ البخاريُّ: "تسموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي. ومن رآني في المنام، فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثَّل في صورتي، ومن كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا، فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". وأما حديث أنس، فأخرجه البخاريُّ (فتح 1/ 201)، ومسلم (1/ 10)، ولفظه: قال أنس: إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثًا كثيرًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من تعمد عليَّ كذبًا، فليتبوَّأ مقعده من النار". وكذلك من الشواهد: الأحاديث الآتية في هذا البحث (3106، 3107، 3108، 3109، 3110، 3111، 3112، 3113).
3106 - حَدَّثَنَا (¬1) فُضيل عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أبي عمّار، عن عَمرو بن شُرَحْبيل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا لِيُضِلَّ بِهِ النَّاسَ (¬2)، فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النار". ¬
3106 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه مرسل، عَمرو بن شُرَحْبيل روايته عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلة، وفيه زيادة، وهي قوله: "ليضل به الناس" ولا تثبت. قال الحافظ في الفتح (1/ 200) -بعد أن ذكر مذهب الكَرَّامية الذين جوّزوا وضع الكذب في أحاديث الترغيب والترهيب-: وتمسَّك بعضهم بما ورد في بعض طرق الحديث من زيادة لم تثبت، وهي ما أخرجه البزّار من حديث ابن مسعود بلفظ: "من كذب علىّ ليضل به الناس" الحديث ... أهـ. وقال في الإمتاع (ص 78): وهي زيادة مستغربة ... ورويت هذه الزيادة أيضًا من حديث أبن مسعود، وحُذيفة بن اليمان، والبراء بن عازب، وفي أسانيدها مقال. أهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 24 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد.
تخريجه: هذا الحديث بهذا الإسناد مداره على طلحة بن مُصَرِّف، يرويه عنه الأعمش، والحسن بن عمارة: أما حديث الأعمش، فقد رواه عنه جماعة، واختلفوا عليه في سنده ومتنه على وجوه كما يلي: الأوّل: الْأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَمرو بن شُرَحْبيل مرسلًا: أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 174) من طريق أبي معاوية، والحاكم في =
= المدخل (ص 101) من طريق زهير، كلاهما: عن الأعمش به، بلفظه، إلا قوله: "الناس". الثاني: الْأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَمرو بن شُرَحبيل، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- مرفوعًا: أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 174) من طريق سفيان الثوري عن الأعمش به، وأحال على لفظ قبله بقوله: مثله سواء. ولفظه المذكور بمثل حديث الباب، إلا قوله: "الناس". الثالث: الْأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَمرو، عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 118)، وأبو نُعيم في الحلية (4/ 146) من طريق يونس بن بكير عن الأعمش به، بلفظه، إلا قوله: "ليضل به الناس" عند الطبراني، وقوله: "الناس" عند أبي نُعيم. قال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث طلحة والأعمش، لم يروه مجوّدًا مرفوعًا، إلا يونس بن بُكير. الرابع: الأعمش عن طلحة، عن عَمرو، عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: أخرجه البزّار: كما في الكشف (1/ 114)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 174)، والطبراني في طرق حديث من كذب عليّ (ص 64)، وابن عَدي (1/ 7)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 97)، وأخرجه الحاكم في المدخل (ص 98، 99) من طريقين، وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (1/ 345)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 329)، والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 265)، وابن الجوزي أيضًا (1/ 65)، كلهم من طريق يونس بن بُكير، عن الأعمش به، بلفظه، إلا قوله: "ليضل به الناس" عند الطبراني، والحاكم، وأبي نُعيم، والخطيب، وابن الجوزي، في الموضع الثاني، وقوله: "الناس" عند الطحاوي، والقُضاعي. قال الطحاوي: وهذا حديث منكر، وليس أحد يرفعه بهذا اللفظ غير يونس بن بُكير، وطلحة بن مُصَرِّف ليس في سِنِّه ما يدرك عَمرو بن شُرَحْبيل؛ لقدم وفاته. =
= وقال ابن عَدي: وهذا الحديث اختلفوا فيه على طلحة بن مُصَرِّف، فمنهم من أرسله، ومنهم من قال: عن علي بدل عبد الله، ويونس بن بكير جوَّد إسناده. وقال الحاكم: ويونس بن بُكير واهم في إسناد هذا الحديث في موضعين: أحدهما: أنه أسقط بين طلحة بن مُصَرِّف وعَمرو بن شُرَحْبيل: أبا عمار. والآخر: أنه وصل بذكر عبد الله بن مسعود، وغير مستبدع من يونس بن بُكير الوهم. أهـ. وقال ابن الجوزي في الموضع الثاني- بعد أن ساق هذا الحديث مع أحاديث أخرى-: وهذه الأحاديث لا تصح. أهـ. ثم نقل قول الحاكم المذكور آنفا بتصرف يسير. الخامس: الأعمش عن طلحة، عن عَمرو بن شُرَحبيل مرسلًا: أخرجه هنَّاد (2/ 639)، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش به، بلفظه، إلا قوله: "ليضل به الناس". السادس: الْأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَمرو، عن علي رضي الله عنه مرفوعًا: أخرجه الحاكم في المدخل (ص 100) من طريق يحيى بن طلحة اليربوعي عن أبي معاوية، عن الأعمش به، بلفظه، إلا قوله: "متعمدًا ليضل به الناس". قال الحاكم: قال أبو علي رحمه الله: وهذا وهم، والوهم فيه من يحيى بن طلحة. السابع: الْأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَمرو، عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعًا: أخرجه الحاكم في المدخل (ص 100) من طريق عبد الحميد الحِمّاني، ثنا الأعمش به، بلفظه، إلا قوله "ليضل به الناس". قلت: الوجه الأوّل هو الوجه الراجح، وهو طريق الباب، قال الدارقطني في العلل (4/ 88) -حين سُئل عن هذا الحديث-: يرويه الأعمش عن طلحة بن مُصَرِّف، واختُلف عنه: =
= فرواه يحيى بن طلحة اليربوعي عن أبي معاوية، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عن عَمرو بن شُرَحْبيل، عن علي، ولم يتابع عليه. وخالفه يونس بن بُكير فرواه عن الأعمش عن طلحة، عن عَمرو بن شُرَحْبيل، عن ابن مسعود، وكلاهما وهم، والصواب: عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عن عَمرو بن شُرَحْبيل مرسلًا. أهـ. وقال الحاكم في المدخل (ص 101): وهذه الأسانيد وهم، والوهم فيه من العَززَمي، والحِمَّاني، ويونس بن بُكير، والمحفوظ عن الْأَعْمَشُ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّف، عَنْ أَبِي عمار، عن عَمرو بن شُرَحْبيل، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرسلًا. وقال الحافظ في الفتح (1/ 200): وقد اختُلف في وصله وإرساله، ورجَّح الدارقطني والحاكم إرساله. أهـ. قلت: أما حديث الحسن بن عمارة، فأخرجه الطبراني في طرق حديث من كذب على (ص 64) من طريق الحسن بن عمارة، عن طلحة بن مُصَرِّف، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَمرو بْنِ شُرَحْبيل، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه مرفوعًا، فذكره بلفظه، إلا قوله: "الناس". وسنده ضعيف جدًا؛ لحال الحسن هذا، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 162). وللحديث شواهد بزيادة: "ليضل به" كما يلي: 1 - حديث يعلي بن مُرَّة: أخرجه ابن عَدي (1/ 7)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 97) من طريق عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرّة عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مرفوعًا، فذكره بلفظه، إلا قوله: "الناس". وإسناده ضعيف؛ لضعف عمر بن عبد الله، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 414). وكذلك والده عبد الله بن يعلى، قال الذهبي: ضعَّفه غير واحد (المغني 1/ 364). 2 - حديث جابر: أخرجه ابن عَدي (1/ 7)، ومن طريقه ابن الجوزي في =
= الموضوعات (1/ 96) من طريق محمَّد الكوفي عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ مرفوعًا، فذكره بلفظه. وسنده ضعيف جدًا، لوجود محمَّد الكوفي، قال الذهبي: كذّاب مشهور (المغني 2/ 606). وأخرجه ابن عَدي (1/ 8)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 96) من هذه الطريق، لكن بلفظ آخر. ولفظه: "من كذب عليَّ متعمدًا ليُحلَّ حرامًا أو يُحرِّم حلالًا أو يضلَّ الناس بغير علم، فليتبوَّأ مقعده من النار". 3 - حديث البراء بن عازب: أخرجه الطبراني وغيره بمثله، بسند ضعيف جدًا، وسيأتي -بمشيئة الله- ذكره في تخريج الحديث القادم برقم (3112). 4 - حديث ابن عمر: أخرجه ابن عَدي (1/ 6)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 96) من طريق محمَّد بن أبي الزُعَيْزِعَة قال: سمعت نافعًا يقول: قال ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "من قال عليَّ كذبًا ليضل الناس بغير علم، فإنه بين عيني جهنم يوم القيامة، وما قال من حسنة، فالله ورسوله يأمران بها، قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [سورة النحل: الآية 90]. وإسناده ضعيف جدًا، محمَّد بن أبي الزُعَيْزِعَة كذاب، قاله الذهبي في المغني (2/ 580). ولمزيد من الشواهد، يُنظر تخريج الحديث الماضي رقم (3105). وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى الصحيح لغيره سوى لفظة: "ليضل به الناس"، والله أعلم.
3107 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهيعة، ثنا [ابن هُبيرة] (¬1) قال: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ حِمْيَر يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ -وَهُوَ عَلَى مِصر- يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا، فليتبوَّأ مَضْجَعًا أو بيتًا في جهنم". ¬
3107 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإِسناد ضعيف؛ لضعف ابن لَهيعة، وإبهام شيخ ابن هُبيرة. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 144)، ثم قال: رواه أحمد، وفيه ابن لَهيعة ورجل لم يُسمّ. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 24 أ) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع بسند ضعيف؛ لجهالة التابعي، وضعف ابن لَهيعة.
تخريجه: أخرجه أحمد (3/ 422)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 85)، قال: ثنا حسن بن موسى، به، بلفظ قريب مع زيادة في آخره، وجاء في الإسناد: قال: سمعت شيخًا من حمير يحدِّث أبا تميم الجيشاني. وعند ابن الجوزي: أبو تمام. ولفظ أحمد: "من كذب عليَّ كذبة متعمّدًا، فليتبوَّأ مضجعًا من النار، أو بيتًا في جهنم". سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من شرب الخمر أتى عطشانًا يوم القيامة، ألا فكل مسكر خمر، وإياكم والغُبيراء". قلت: الغبُيراء: هي السُّكُرْكَة، وهي شراب من الذرة. (ترتيب القاموس 3/ 366). وأخرجه يعقوب في المعرفة والتاريخ (1/ 299)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 86) عن النضر بن عبد الجبار، وأخرجه أبو يعلى (3/ 26) من =
= طريق أبي عبد الرحمن واللفظ له، والطبراني في طرق حديث من كذب عليّ (ص 145) من طريق كامل بن طلحة، ثلاثتهم: عن ابن لَهيعة، حدثني ابن هُبيرة قال: سمعت شيخا يحدِّث أبا تميم -وعند الطبراني: أبو تميمة- أنه سمع قيس بن سعد بن عبادة، وهو على مِصر، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "من كذب علىّ كذبة متعمّدًا، فليتبوَّأ بيتًا من جهنم، أو مضجعًا من جهنم، ألا ومن شرب الخمر، أتى يوم القيامة عَطِشًا، وكل مسكر خمر، وإياكم والغُبيراء". ويشهد للحديث ما ذُكر في تخريج الحديث الماضي رقم (3105)، وبه يرتقي إلى الصحيح لغيره.
3108 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو النَّضْرِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي محمَّد بن معبد قال: سمعت [معبد] (¬2) بن كعب يحدِّث أن أبا قتادة رضي الله عنه خَرَجَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "من قال عليَّ شيئًا لم أقل، فليتبوَّأ مقعده من النار". ¬
3108 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود أبي محمَّد بن معبد وهو مجهول، وشيخه معبد بن كعب وهو مقبول. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 24 أ) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع.
تخريجه: أخرجه أحمد (5/ 310) بإسنادين: الأوّل: قال: ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة به، بلفظ قريب مع زيادة حروف في أوله ولفظه: خرج علينا أبو قتادة ونحن نقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كذا، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كذا، فقال: شاهت الوجوه، أتدرون ما تقولون؟ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَنْ قَالَ عليَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فليتبوَّا مقعده من النار". والآخر: قال: ثنا حسن، ثنا حماد بن سلمة به، وفيه: سمعت عبد الله بن كعب بن مالك، بدل: معبد بن كعب. وأحال على الموضع الأوّل بقوله: فذكر معناه. وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 573)، وعنه ابن ماجه (1/ 14)، وأخرجه أحمد (5/ 297)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 70)، وأخرجه هنَّاد (2/ 639)، والدارميُّ (1/ 89)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 172)، والطبراني =
= في طرق حديث من كذب عليَّ (ص 97)، والحاكم (1/ 111)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 124)، وابن الجوزي أيضًا من طريق محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ بن مالك به بنحوه مع زيادة في أوله. قال الحاكم: هذا حديث على شرط مسلم، وفيه ألفاظ صعبة شديدة ولم يخرجاه. وأقره الذهبي في التلخيص. قلت: فيه مع ضعف معبد بن كعب عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلِّس لا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالسماع. (انظر طبقات المدلسين ص 51). وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 171) من طريق عقيل بن خالد، عن معبد بن كعب بن مالك به، بنحوه مع زيادة في أوله. وتُوبِع معبد بن كعب على رواية هذا الحديث، كما يلي: أولًا: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أبي قتادة مرفوعًا: أخرجه الطبراني في طرق حديث من كذب عليّ (ص 98)، وابن عَدي (1/ 3) واللفظ له، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 71)، وأخرجه الحاكم (1/ 111) من طريق كعب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أبيه، قال: قلت لأبي قتادة: حدثني بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: إني أخشى أن يزل لساني بشيء لم يقله رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مقعده من النار". وإسناده ضعيف، كعب بن عبد الرحمن مجهول، ذكره البخاريُّ في التاريخ، وابن أبي حاتم في الجرح، ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا. (التاريخ الكبير 7/ 225، الجرح 7/ 162). ثانيًا: أُسيد بن أبي أُسيد البرَّاد عن أمه، عن أبي قتادة مرفوعًا: أخرجه الشافعي في الرسالة (ص 397)، ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن (1/ 137)، وأخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 193) واللفظ له، والطبراني في طرق حديث من كذب عليَّ (ص 98) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ محمَّد عَنْ أُسيد بن أبي أُسيد. =
= البرَّاد، عن أمه قالت: قلت لأبي قتادة: مالك لا تحدِّث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما يحدِّث عنه الناس؟ فقال أبو قتادة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من كذب علىّ، فليسهل لجنبه مضجعًا من النار". وجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك ويمسح الأرض بيده. قلت: عبد العزيز بن محمَّد، هو الدَّراوَرْدي، قال الذهبي: صدوق من علماء المدينة، غيره أقوى منه (الميزان 2/ 633). وأُسيد بن أبي أُسيد، قال الحافظ: صدوق (التقريب ص 111). لذا، فالحديث بهذا الإسناد حسن. ثالثًا: عبد الله بن أبي قتادة عن أبي قتادة مرفوعًا: أخرجه محمَّد بن جُمَيع الصيداوي في معجم الشيوخ (ص 111) من طريق محمَّد بن عمر الواقدي، حدّثنا يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي قتادة، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ، فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". وإسناده ضعيف جدًا؛ لحال الواقدي، قال الحافظ: متروك مع سعة علمه. (التقريب ص 498). وبهذه المتابعات وما ذكر من شواهد في تخريج الحديث رقم (3105) يرتقي طريق الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره، والله الموفق.
3109 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: [1] حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ يَحْيَى الزِمَّاني، نبا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا دُجين بْنُ ثَابِتٍ اليَرْبوعي قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا شَيْخٌ إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ جَالِسٌ يُقال لَهُ: سَالِمٌ أَوْ أَسْلَمُ، قال: كنت أسافر مع عمر رضي الله عنه وأرجز (¬1) له، فكان لَا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فقلنا له: لو حدثتنا، فقال رضي الله عنه: إني (¬2) سمعته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا، فليتبوَّا مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". [2] حَدَّثَنَا نصر بن علي، ثنا مسلم عن الدُجين، عن أسلم مولى عمر، عن عمر رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكره. [3] حدّثنا سفيان، يعني ابن وَكيع، ثنا أبي، عن الدُجين به. ¬
3109 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف الدُجين بن ثابت. والطريق الثالثة فيها سفيان بن وَكيع ضعيف أيضًا. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 142)، ثم قال: رواه أحمد، وأبو يعلى ... وفيه دُجين بن ثابت أبو الغصن، وهو ضعيف ليس بشيء. وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (1/ 24 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لجهالة التابعي وضعف دُجين.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (رسالة فالح 1/ 445). وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 165) من طريق يزيد بن سنان عن عبد الصمد بن عبد الوارث به، بلفظ قريب. =
= وتابع عبد الصمد بن عبد الوارث كل من: 1 - مسلم بن إبراهيم عن الدُجين به، بلفظه. أخرجه أبو يعلى (1/ 221) قال: حدّثنا نصر بن علي بن نصر، والعُقيلي (2/ 46) قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل، وابن عَدي (3/ 106)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 107) من طريق أبي بكر أحمد بن الحسين، كلاهما: عن الفضل بن الحباب، ثلاثتهم: عن مسلم بن إبراهيم به. وأخرجه الطبراني في طرق حديث من كذب عليّ (ص 35)، ومن طريقه أبو نُعيم في معرفة الصحابة (2/ 251) عن أبي مسلم الكَشِّي، عن مسلم به بنحوه. وقد ذكر الحافظ هذه الطريق هنا في المطالب. 2 - ووَكيع عن الدُجين به، بلفظه. أخرجه أبو يعلى (1/ 221) عن سفيان بن وَكيع عن أبيه، وابن عَدي (3/ 106) قال: أنا الحسن بن سفيان، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 330) من طريق أحمد بن علي المروزي، ثلاثتهم: عن سفيان بن وَكيع، عن أبيه به. وقد ذكر الحافظ هذه الطريق هنا في المطالب. 3 - وبشر بن محمَّد بن أبان السكري عن الدُجين به، بلفظه. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 54)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 58). 4 - وحفص بن عمر الحَوْضي عن الدُجين به، بلفظه دون: "متعمدًا". ذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 327). 5 - وأبي سعيد عن الدُجين به، بنحوه. أخرجه أحمد (1/ 46)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 57). وتابع أسلم مولى عمر رضي الله عنه: قَرَظة بن كعب، وأبو هريرة، كما يلي: حديث قَرَظة: أخرجه الطبراني في طرق حديث من كذب عليّ (ص 36)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 58) من طريق أشعث بن سوَّار عن الشعبي، عن =
= قرظة بن كعب، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعًا، بلفظه. وإسناده ضعيف، لوجود أشعث هذا، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص113). حديث أبي هريرة: أخرجه الطبراني في طرق حديث من كذب عليّ (ص 35) من طريق يَحْيَى بْنِ عُبيد اللَّهِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة قال: مرَّ بي عمر وأنا أحدث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: انظر ما تحدِّث يا أبا هريرة، أما كنت معنا في بيت فلان؟ قلت: بلى، قال: فسمعت ما قال النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: فَذَكَرَهُ بلفظه. وسنده ضعيف جدًا؛ لحال يحيى بن عُبيد الله، قال الحافظ: متروك. (التقريب ص 594). وبمتابعة قَرَظة بن كعب، يكون إسناد حديث الباب حسنًا لغيره، وأما المتن، فهو صحيح، كما تقدم في تخريج الحديث رقم (3105)، والله الموفِّق.
3110 - حدّثنا (¬1) الْفَضْلُ بْنُ سُكَيْن (¬2)، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بن سليمان بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، كُوفِيٌّ ثقة، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي، عَنْ مُوسَى بْنِ طلحة، عن طلحة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عليّ متعمدًا"، الحديث. ¬
3110 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه الفضل بن سُكَيْن، وقد كذَّبه ابن مَعين، وفيه أيوب بن سليمان، وشيخه سليمان بن عيسى، وهما مجهولان. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 143)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير، وإسناده حسن، وفيه الفضل بن سُكَيْن -تحرّف إلى دكين- كذَّبه يحيى بن معين. وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (1/ 24 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي. . . ولم أستطع قراءة باقي كلام البوصيري لرداءة الخط، وهو بمقدار سطر تقديرًا.
تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (2/ 7). ولفظه: مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا، فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النار". وأخرجه عنه ابن عَدي (3/ 284)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3/ 36). ولم ينفرد الفضل بن السُّكَيْن بهذا الحديث، حيث تابعه كل من: 1 - يحيى بن عثمان بن صالح عن سليمان بن أيوب به، بلفظه، أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 114)، وفي طرق حديث من كذب عليّ (ص 49)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3/ 35). =
= 2 - وأحمد بن منصور الرَّمادي عن سليمان بن أيوب به، بلفظه، أخرجه الحربي في غريب الحديث (2/ 724)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 61). وأشار إلى هذه الطريق الضياء في المختارة (3/ 37). 3 - وأبي إسماعيل الترمذي عن سليمان بن أيوب به، بنحوه، أخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة (1/ 341)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3/ 36). وتابع موسى بن طلحة: إسحاق، أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 24)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 61) من طريق أبي الحسن محمَّد بن عمر بن معاوية بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عُبيد الله، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: حدثني أبي: عمر بن معاوية، حدثني أبي: معاوية بن إسحاق، حدثني أبي: إسحاق بن طلحة قال: حدثني أبي: طَلْحَةَ بْنِ عُبيد اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره بلفظه. وإسناده ضعيف، محمَّد بن عمر، ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 24) ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، ووالده عمر بن معاوية لم أجد له ترجمة، وإسحاق بن طلحة، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 101). والخلاصة أن هذا المتن لا يثبت بسند الباب؛ لشدة ضعفه، وبغيره صحيح ثابت، كما تقدم في تخريج الحديث رقم (3105)، والله الموفق.
3111 - حَدَّثَنَا (¬1) عَمرو بْنُ مَالِكٍ، ثنا جَارِيَةُ (¬2) بْنُ [هَرِم] (¬3)، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَارِمٍ، ثنا عبد الله بن [بُسْر] (¬4) الحُبراني قال: سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيَّ، وَلَهُ صُحْبَةٌ، يحدِّث عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصدِّيق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا، أَوْ ردَّ شَيْئًا أَمَرْتُ بِهِ، فليتبوَّا بَيْتًا فِي جَهَنَّمَ". ¬
3111 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لوجود جارية بن هَرِم، وفيه عَمرو بن مالك، وعبد الله بن بُسْر، وهما ضعيفان، وفيه عبد الله بن دارم لم أقف عليه. وأخرجه الذهبي في الميزان (1/ 386)، ثم قال: هذا حديث منكر. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 142)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، وفيه جارية بن الهَرِم الفُقَيمي، وهو متروك الحديث. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 23 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، بسند ضعيف لضعف عبد الله بن بُسْر الحُبْراني.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 74). وأخرجه من طريقه الذهبي في الميزان (1/ 386). قلت: هذا الحديث يرويه جارية بن هَرِم، واختُلف عنه: 1 - فرواه عَمرو بن مالك عنه، عن عبد الله بن دارم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْر، عَنْ أَبِي كبشة، عن أبي بكر. =
= 2 - ورواه عَمرو بن مالك أيضًا ويحيى بن بِسطام، وعلي بن قَرين، وعمر بن يحيى الأيلي، والوضَّاح بن حسان، وموسى بن هارون عنه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْر، عَنْ أَبِي كبشة، عن أبي بكر. 3 - ورواه محمَّد بن إسحاق البلخي عنه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْر، عَنْ أَبِي راشد الحُبْراني، عن أبي كبشة، عن أبي بكر. أما الوجه الأوّل: فتقدَّم ذكر من أخرجه. وأما الوجه الثاني: فأخرجه الترمذي في العلل (2/ 857)، والبزار (1/ 166)، والطبراني في الأوسط (3/ 400)، وابن عَدي (1/ 8، 2/ 175)، كلاهما: عن إبراهيم بن يوسف، وابن عَدي أيضًا عن أحمد بن يوسف، والحسين بن سفيان، وإسحاق بن إبراهيم، وأحمد بن الحسين، وابن ناجية، والخطيب في الجامع لاخلاق الراوي (2/ 189)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 57) من طريق محمَّد بن سليمان، جميعهم: عن عَمرو بن مالك. وأخرجه العُقيلي (1/ 203)، وابن عَدي (2/ 175) من طريق يحيى بن بِسطام، وابن عَدي أيضًا وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (2/ 2)، والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 51)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 57) من طريق علي بن قَرين، وابن عَدي أيضًا من طريق عمر بن يحيى الأيلي، والوضاح بن حسان -فرقهما- والخطيب أيضًا من طريق مرسى بن هارون. قال البزّار: وهذا الحديث لم نسمعه إلا من عَمرو بن مالك، فأمسكنا عن ذكره. وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي كبشة، عن أبي بكر، إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عَمرو بن مالك. قلت: وهذا وهم من الطبراني -رحمه الله- لما تقدَّم. وقال العُقيلي: لا يتابع عليه -يعني جارية بن هَرِم- والرواية ... ثابتة من غير هذا الوجه. =
= وأما الوجه الثالث: فأخرجه المروزي في مسند أبي بكر (ص 110) من طريق محمَّد بن إسحاق البلخي. وذكر الإمام الدارقطني في العلل (1/ 243) الوجه الثاني والثالث، ثم قال: وجارية ضعيف، وعبد الله بن بُسْر كذلك، ورواه أبو إسماعيل الأُبُلي حفص بن عمر بن ميمون عن محمد بن سعيد الأزدي، عن أبي كبشة، عن أبي بكر، وأبو إسماعيل ومحمد متروكان. أهـ. قلت: ورُوي هذا الحديث من طرق أخرى عن أبي بكر: فأخرج الطبراني في طرق حديث من كذب عليّ (ص 34) من طريق عمَّار بن هارون قال: حدّثنا تُليد بن سليمان عن أبي الجحَّاف، أنه سمع عبد الله بن بُسْر الحُبْراني يحدِّث أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا، فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ من النار". وذكر الدارقطني هذه الطريق في العلل (1/ 245) وضعَّفها؛ لوجود عمار بن هارون. قلت: وفيها أيضًا عبد الله بن بُسْر وتُليد بن سليمان، وهما ضعيفان. (انظر التقريب ص 297، 130). وأخرج الطبراني أيضًا (ص 33)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 57) من طريق عمّار بن هارون قال: حدّثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ محمَّد بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا، فليتبوَّأ مقعده من النار". وذكر الدارقطني هذه الطريق في العلل (1/ 245)، ثم قال: القاسم ضعيف. قلت: هذه الطريق ضعيفة جدًا؛ لوجود القاسم بن عبد الله، قال الحافظ: متروك، ورماه أحمد بالكذب (التقريب 450) لكن تابعه مالك، أخرجه الرافعي في التدوين (4/ 195). =
= وقال الدارقطني في العلل (1/ 245): ولا يصح هذا عن مالك. وأخرج الدارقطني في العلل (1/ 246) من طريق أبي معمر الأكبر، عن أبي بكر الصديق، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ الدارقطني: وهذا إسناد غير ثابت. قلت: ورُوي من طريق أبي كبشة رضي الله عنه مرفوعًا أخرجه العُقيلي (2/ 329) من طريق عبد الرحمن بن حَجْوة عن عمر بن رؤية، عن أبي كبشة الأنماري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ، فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النار". قال العُقيلي: والرواية في هذا الباب ثابتة من غير هذا الوجه. قلت: والخلاصة أن هذا المتن لا يثبت بسند الباب؛ لشدة ضعفه، وبغيره صحيح ثابت، كما تقدَّم في تخريج الحديث الماضي رقم (3105)، والله الموفق.
3112 - حَدَّثَنَا (¬1) شَباب بْنُ خيَّاط، ثنا سَلْم بْنُ قُتيبة، ثنا محمَّد بن [عُبيد اللَّهِ] (¬2) الفَزاري عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّف، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فليتبوَّأ مقعده من النار". ¬
3112 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لحال محمَّد بن عُبيد الله العَرْزَمي. قال الحاكم في المدخل (ص 97)، وهذا الحديث واه، وقد روى الفَزاري عن طلحة بن مُصرِّف، والفَزاري الراوي عن طلحة بن مُصرِّف هو محمَّد بن عُبيد الله العَرْزَمي، متروك الحديث بلا خلاف أعرفه بين أئمة أهل النقل فيه. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 24 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لضعف محمَّد بن عُبيد الله الفَزاري.
تخريجه: أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 75) من طريق محمَّد بن سلمة عن الفَزاري به، بلفظه. وأخرجه الطبراني في طرق حديث من كذب عليّ (ص 100)، وابن عَدي (1/ 6)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 96)، وأخرجه الحاكم في المدخل (ص 97) من طريق محمَّد بن سلمة عن الفَزاري به، بلفظه مع زيادة في أثنائه. ولفظ الطبراني: "مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا لِيُضِلَّ بِهِ النَّاسَ، فليتبوّأ مقعده من النار". =
= قلت: هذه الزيادة "ليضل به الناس" تقدَّم الكلام عليها في الحكم على الحديث الماضي رقم (3106)، وهي غير ثابتة، وأما باقي المتن، فصحيح، كما تقدَّم في تخريج الحديث الماضي رقم (3105).
3113 - حَدَّثَنَا (¬1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحجَّاج، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بن [زياد] (¬2)، ثنا صدقة بن المثنى، حدثني [رياح] (¬3) بن الحارث، قال: كنا عند المغيرة بن شُعبة رضي الله عنه وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ، فَجَاءَ سعيد بن زيد رضي الله عنه فأوسع له المغيرة رضي الله عنه فَقَالَ: هُنَا فَاجْلِسْ، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فقال سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ كَذِبًا عليَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى (¬4) أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ متعمّدًا، فليتبوَّأ مقعده من النار". ¬
3113 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 143) ثم قال: رواه البزَّار، وأبو يعلى، وله عندهما إسنادان، أحدهما: رجاله موثقون. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 24 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند صحيح على شرط ابن حِبّان.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 257)، وأخرجه من طريقه الضياء في المختارة (3/ 287). =
= وتابع المصنِّف كل من: 1 - أحمد بن علي: أخرجه ابن عَدي (1/ 9) بلفظه سواء. قال ابن عَدي: وهذا الحديث لا أعلمه رواه غير صدقة بن المثنى. 2 - ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وموسى بن هارون: أخرجه الطبراني في طرق حديث من كذب عليّ (ص 56)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3/ 286)، بلفظ قريب. 3 - وابن سليمان: أخرجه الشاشي (1/ 250) بلفظ قريب، وفي أوله قصة. 4 - وعبد الله بن أحمد بن حنبل: أخرجه في زياداته على أبيه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (1/ 120) بلفظه، مع زيادات في آخره، وفي أوله قصة. 5 - وصالح بن محمَّد البغدادي: أخرجه الشاشي (1/ 249) بنحوه. وتابع إبراهيم بن الحجاج كل من: 1 - عُبيد الله بن محمد بن عائشة: أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 167)، والشاشي (1/ 245)، والطبراني في طرق حديث من كذب عليّ (ص 56)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3/ 286)، وأخرجه الحاكم في المدخل (ص 93)، وأبو نُعيم في الضعفاء (ص 51)، والخطيب في الكفاية (ص 79)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 64) بلفظه، دون قصة دخول سعيد بن زيد على المغيرة. 2 - وجعفر بن سلمة: أخرجه البزّار: كما في الكشف (1/ 114)، وأحال على حديث قبله بقوله: فذكر نحوه. 3 - وأبي كامل: أخرجه أبو داود (4/ 212) وذكر قصة دخول سعيد بن زيد على المغيرة، دون المرفوع من لفظ الباب. وتابع عبد الواحد بن زياد: عيسى بن يونس أخرجه ابن ماجه (1/ 48) وذكر العشرة المبشرة بالجنة، دون المرفوع من لفظ الباب. =
= وتابع رياح بن الحارث: قيس بن أبي علقمة، أخرجه البزّار: كما في الكشف (1/ 113) من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثيم عَنْ أبيه، عن قيس بن أبي علقمة، عن سعيد بن زيد قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ... فذكره بلفظه. قال البزّار: في هذا الحديث علَّتان: إحداهما ابن خُثيم، وقيس بن أبي علقمة لا نعلم له ذكرًا إلا في هذا الحديث.
40 - باب تفسير قوله -صلى الله عليه وسلم-: ومن كذب علي [متعمدا]، فليتبوأ مقعده من النار
40 - بَابُ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ومن (¬1) كَذَبَ عليَّ [مُتَعَمِّدًا] (¬2)، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ (120) تقدَّم فِي بَابِ الرِّوَايَةِ بِالْمَعْنَى مِنْ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ دُرَيك عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، رضي الله عنهم (¬3). ¬
33 - كتاب الرقائق
33 - كِتَابُ الرَّقَائِقِ 1 - بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ 3114 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (¬1) رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا بَلَغَ الْعَبْدُ ستين سنة، فقد أعذر الله تعالى إليه من العمر" أو قال: "أبلغ الله عزّ وجل إليه من الْعُمُرِ". * رَوَاهُ (¬2) الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ الْكَبِيرِ عَنْ يوسف القاضي، عن سليمان. * ورواه الرُّوياني فِي مُسْنَدِهِ عَنِ الصَّاغَانِيِّ (¬3)، عَنْ خَلَفِ بن هشام. * ورواه عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عارم، [كلهم] (¬4): عن حَمّاد بن زيد، به. ¬
[وهذا إسناد صحيح، ولكن (¬5) له علة، رَوَاهُ] (¬6) غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه ومن هذا الوجه علقه البخاريُّ، فَإِنْ كَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَفِظَهُ فَيُحْتَمَلُ على أن يكون سمعه (¬7) من وجهين (¬8). ¬
3114 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات، ولكنه معلول بوهم حماد بن زيد. قال الدارقطني في العلل (8/ 134): وروى هذا الحديث حماد بن زيد عن أبي حازم، فوهم فيه، وهو قليل الوهم، رواه عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 206)، ثم قال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 183)، قال: حدّثنا يوسف القاضي، ثنا =
= سليمان بن حرب، به، بلفظ قريب. وأخرجه الحاكم (2/ 428)، من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا سليمان بن حرب، به، بنحوه، بلفظ: سبعين. ولفظه: "من عُمِّر من أمتي سبعين سَنَةً، فَقَدَ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ". قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال الحافظ في تخريج أحاديث الكشاف (ص 139): وهم الحاكم فاستدركه. قلت: مراد الحاكم أنهما لم يخرجاه من حديث سهل، وبلفظ: سبعين. وأخرجه الطبراني أيضًا من طريق عارم، وأبو نُعيم في الحلية (6/ 265)، من طريق خلف بن هشام، والشجري في الأمالي (2/ 247)، من طريق عبد الله بن يزيد، ثلاثتهم: عن حماد بن زيد به، بلفظ قريب. وأخرجه ابن مردويه كما في الفتح (11/ 239)، من طريق حماد بن زيد به، بمعناه. وأخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (1/ 261)، من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم به، مختصرًا. ولفظه: "من عَمَّره الله ستين سنة، فقد أعذر إليه". قلت: مدار هذا الحديث على أبي حازم، واختلف عنه على عدة أوجه كما يلي: الوجه الأوّل: رواه حماد بن زيد، وعبد العزيز بن أبي حازم عنه، عن سهل بن سعد. الوجه الثاني: رواه يعقوب بن عبد الرحمن، وعبد العزيز بن أبي حازم أيضًا عنه، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هريرة. وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب. =
= الوجه الثالث: رواه عبد العزيز بن أبي حازم أيضًا عنه، عن سعيد المَقْبُري، عن أبيه، عن أبي هريرة. أما الوجه الأوّل، فتقدم تخريجه. وأما الوجه الثاني فأخرجه أحمد (2/ 417)، والنسائيُّ في الكبرى كما في تحفة الأشراف (9/ 472)، والطبري في التفسير (22/ 142)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 276)، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 258)، من طريق يعقوب بن عبد الرحمن. وأخرجه الرامهرمزي في الأمثال (ص 66)، وأبو نُعيم في المستخرج كما في الفتح (11/ 239) والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 262)، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (3/ 370)، وفي الآداب (ص 493)، والنسفي في القند (ص 292)، من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما: عن أبي حازم به، بنحوه. قال أبو نُعيم: هذا حديث صحيح ثابت من حديث المَقْبُري عن أبي هريرة، أخرجه البخاريُّ في صحيحه من حديث محمَّد بن مَعْن -صوابه: معن بن محمَّد- الغفاري عن المَقْبُري. قلت: ومن هذا الوجه أخرجه البخاريُّ معلقًا (فتح 11/ 238). وأما الوجه الثالث فأخرجه الإسماعيلي كما في الفتح (11/ 240). قال الحافظ: وإدخاله بين سعيد وأبي هريرة فيه رجلًا، من المزيد في متصل الأسانيد. وقال الدارقطني في العلل (8/ 133): وهم في قوله: عن أبيه، عن أبي هريرة، والصواب عن أبي حازم، عن المَقْبُري، عن أبي هريرة، وكذلك رواه محمَّد بن عجلان، وأبو مَعْشَر، والليث بن سعد، كلهم: عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هريرة. قلت: رواية محمَّد بن عجلان أخرجها أحمد (2/ 320)، والشجري في الأمالي (2/ 244، 247)، =
= ورواية أبي مَعشَر أخرجها أحمد أيضًا (2/ 405)، وابن مردويه كما في الفتح (11/ 239). ورواية الليث بن سعد أخرجها الحاكم (2/ 427)، ثم قال: صحيح على شرط البخاريُّ ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في التلخيص. وبما سبق يتبين أن الوجه الثاني هو الوجه الراجح، وبالله التوفيق.
2 - باب ذكر الموت، وقصر الأمل
2 - بَابُ ذِكْرِ الْمَوْتِ، وَقِصَرِ (¬1) الْأَمَلِ 3115 - قَالَ مُسَدَّد: حدّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ [بِشْرٍ] (¬2)، عَنْ يَعْلَى بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي الدرداء رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ لَهُ: مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ؟ قَالَ: "الْمَوْتَ"، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَمُتْ؟ قَالَ: "يقل ماله وولده". ¬
3115 - الحكم عليه: هذا الأثر بهذا الإسناد ضعيف لوجود غيلان بن بشر، وهو مجهول، ويعلي بن الوليد وهو مستور. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 106/ ب) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد موقوفًا.
تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 276)، وهنَّاد (1/ 307)، وأحمد في الزهد (ص 203)، عن أبي معاوية به، بلفظه. وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 311)، عن محمَّد بن فضيل، وهنَّاد (1/ 307) قال: حدّثنا أبو أسامة والحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 347)، من =
= طريق سفيان، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 104) معلقًا من طريق جرير، والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 227)، من طريق حفص، والطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 295)، من طريق سفيان، خمستهم: عن الأعمش به، بلفظه، وفي هذه المصادر عدا هنَّاد أن السائل لأبي الدرداء هو: يعلي بن الوليد. وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 295)، من طريق أبي بكر، عن الأعمش به، بلفظه، وسقط من سنده: يعلي بن الوليد.
3116 - وقال أبو داود: حدّثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: قال لي جبريل عليه السلام: "يَا محمَّد، عِشْ مَا شِئْتَ (¬1) فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ (¬2) فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شئت فإنك لاقيه". ¬
3116 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه علتان: الأولى: ضعف الحسن بن أبي جعفر. الأخرى: عنعنة أبي الزبير، فإنه كان مدلسًا. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 100/ ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف، لضعف الحسن بن أبي جعفر الجُفري، لكن له شاهد، رواه الحاكم وصححه.
تخريجه: الحديث في مسند أبي داود (ص 242). وأخرجه من طريقه كل من أبي الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 281)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 348)، والشجري في الأمالي (2/ 296). ويشهد له ما رُوي عن سهل، وعلي، وأنس رضي الله عنهم كما يلي: 1 - أما حديث سهل: فأخرجه الطبراني كما في مجمع البحرين -خ- (ق 274 أ)، والحاكم (4/ 324)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص 102)، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 253)، واللفظ له، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 21، 435)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 10)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 108)، وأخرجه الشجري في الأمالي (2/ 294)، والنسفي في القند =
= (ص 23)، من طريق زافر بن سليمان، ثنا محمَّد بن عُيينة، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أتاني جبريل عليه السلام فقال: "يَا محمَّد، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به"، ثم قال: "يا محمَّد شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث محمَّد بن عُيينة، تفرد به زافر بن سليمان، وعنه محمَّد بن حميد. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وذكره المنذري في الترغيب (1/ 588)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن. ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 219). وذكره الصاغاني في كتاب الموضوعات (ص 63)، وفي الدر الملتقط (ص 32)، وتعقبه الحافظ العراقي في رسالته في الرد على الصاغاني (2/ 357، 365)، وقال: حديث حسن. أهـ. وذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 274)، وهذا مما يؤخذ عليه، فإنه لم يكن طويل النفس في هذا الكتاب، على خلاف صنيعه في كتابه القيم "نيل الأوطار"، فإنه كان فيه طويل النفس ويتكلم على كل حديث بالتفصيل. والصواب أن هذا الحديث ضعيف، لا كما جزم به الحاكم رحمه الله من كونه صحيحًا، ولا كما جزم به ابن الجوزي والصاغاني من كونه موضوعًا، وسبب ذلك: زافر بن سليمان، قال الحافظ: صدوق كثير الأوهام، ومحمد بن عُيينة، وهو أخو سفيان، قال الحافظ: صدوق له أوهام (التقريب ص 213، 501). =
= وتابع محمَّد بن عُيينة على رواية هذا الحديث سليمان بن عَمرو، أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 403)، بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، وسليمان بن عَمرو هو أبو داود النَخَعي، قال أحمد: هو كذاب، يضع الحديث، وكذلك قال يحيى. 2 - وأما حديث علي: فأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط كما في مجمع البحرين -خ- (ق 274 أ) وفي المعجم الصغير (ص 262)، قال: حدّثنا عبد الوهاب بن رواحة الرامهرمزي، حدّثنا أبو كُريب محمَّد بن العلاء الهَمْداني، حدّثنا حفص بن بشر الأسدي، حدّثنا حسن بن الحسين بن زيد العلوي، عن أبيه، عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه محمد بن علي، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: فذكره بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير. قال الطبراني بعد أن ساق عدة أحاديث بهذا الإسناد: لا تُروى هذه الأحاديث عن علي إلّا بهذا الإسناد، تفرد به أبركُريب، ولم نكتبها إلّا عن عبد الوهاب بن رواحة. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 219)، ثم قال: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه جماعة لم أعرفهم. قلت: إسناده ضعيف، عبد الوهاب بن رواحة، وحسن بن الحسين بن زيد لم أجد من ترجم لهما، وحفص بن بشر، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (3/ 170)، ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا فهو مجهول. وتابع حفص بن بشر عليُّ بنُ حفص، أخرجه أبو نُعيم في الحلية (3/ 202)، من طريق علي بن حفص بن عمر، ثنا الحسن بن الحسين به بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير. قال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث جعفر، عن أسلافه متصلًا، لم نكتبه إلّا من هذا الوجه. =
= 3 - وأما حديث أنس: فأخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 44)، من طريق يحيى بن خِذام السَّقَطي قال: حدّثنا مُدْرِك بن عبد الرحمن، عن حميد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير. وإسناده ضعيف، فيه يحيى بن خِذام، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 589)، وفيه مدرِك، قال الذهبي: له مناكير (المغني 2/ 649)، وفيه عنعنة حميد الطويل، وهو مدلّس لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 38). قلت: وبهذه الشواهد، يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3117 - [1] وقال عبد: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الحِمَّاني، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمرو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلي، عَنْ عبد الله بن عَمرو رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمرو، ثنا ابن المبارك به.
3117 - الحكم عليه: الحديث بالطريق الأوّل ضعيف جدًا، لحال يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، وفيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، وهو ضعيف، والطريق الثاني ضعيف لحال الإفريقي. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 168)، ثم قال: رواه الطبراني بإسناد جيد. وضعفه الذهبي في التلخيص على المستدرك (4/ 319)، لوجود الأفريقي. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 320)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات. أهـ. ومسند عبد الله بن عَمرو من معجم الطبراني الكبير غير موجود لأراجعه. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 109 ب) مختصر، ثم قال: رواه عبد بن حميد، وأبو يعلى، والحاكم، كلهم من طريق عبد الرحمن الأفريقي، وهو ضعيف، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، كذا قال لكن له شاهد من حديث أبي جحيفة، وعبد الله بن مسعود. قلت: حديث ابن مسعود وأبي جحيفة في هذا البحث برقم (3188).
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (1/ 308). وأخرجه ابن المبارك (ص 212)، ومن طريقه كل من أبي يعلى كما في =
= المطالب، والحاكم (4/ 319)، وأبي نُعيم في الحلية (8/ 185)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 120)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 171، 253)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 271). قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: ابن زياد هو الأفريقي، ضعيف. وقال أبو نُعيم: غريب. ويشهد لحديث الباب ما يلي: 1 - حديث جابر: أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 402)، من طريق القاسم بن بَهْرام عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الموت تحفة المؤمن، والدرهم والدينار ربيع المنافق، وهما رادان أهليهما إلى النار". قال ابن الجوزي: تفرد به القاسم بن بَهْرام، قال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به بحال. قلت: القاسم هذا ضعيف جدًا انظر الميزان (3/ 369)، فهذا الحديث بهذا الإسناد لأجله ضعيف جدًا. 2 - حديث ابن عمر: رواه أبو منصور الديلمي كما في فردوس الأخبار (2/ 112) مرفوعًا: "تحفة المؤمن ثلاثة: الفقر والمرض والموت، فمن أحب الله أحبه الله، وكافأه بالجنة". قال العراقي: رواه أبو منصور من حديث ابن عمر بسند ضعيف جدًا (المغني مع الإحياء 4/ 195). 3 - أثر ابن مسعود: أخرجه مُسَدَّد بلفظ: "ذهب صفو الدنيا فلم يبق منه إِلَّا الكُدرة، وَالْمَوْتُ الْيَوْمَ تُحْفَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمْ". وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الآتي برقم =
= (3188)، وبالجملة فإن الطريق الثاني -طريق أبي يعلى- يرتقي إلى الحسن لغيره بهذه الشواهد. وأما الطريق الأوّل -طريق عبد بن حميد- فلا يرتقي لشدة ضعفه، والله أعلم.
3118 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ [يَعْلَى] (¬1) عَنْ حُمَيْدٍ، هُوَ الْأَعْرَجُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "عَجَبًا لِغَافِلٍ وَلَا يُغْفَلُ عَنْهُ، وَعَجَبًا لِطَالِبِ دُنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلُبُهُ، وَعَجَبًا لِضَاحِكٍ مِلْءَ فيه ولا يدري أَرْضى (¬2) الله أم أسخطه (¬3) ". ¬
3118 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف يحيى بن يعلى، وحميد الأعرج. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 100/ ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
تخريجه: أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 93)، من طريق المصنف بلفظ قريب. وأخرجه ابن عَدي (2/ 273)، من طريق هشام بن يونس، وتمام في الفوائد (1/ 94)، من طريق محمَّد بن الطفيل، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 361)، من طريق عثمان بن سعيد، ثلاثتهم عن يحيى بن يعلى به، بألفاظ متقاربة. ولفظ تمام: "عجبت لغافل ليس يغفل عنه، وعجبت لمن يأمن الدنيا والموت يطلبه، وعجبت لضاحك ملء فيه لا يدري أرضى الرحمن أو أسخطه". وتابع يحيى بن يعلى، كل من: 1 - خلف بن خليفة: أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 118)، بلفظ قريب. 2 - ووَكيع: أخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (1/ 346)، بلفظ قريب. ورواه الديلمي كما في فردوس الأخبار (3/ 68)، عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا، فذكره بلفظ قريب. =
= ويشهد له ما يلي: أخرج ابن المبارك (ص 84)، ومن طريقه ابن قتيبة في عيون الأخبار (2/ 358)، قال: أخبرنا غير واحد، عن معاوية بن قُرَّة قال: قال أبو الدرداء: "أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث، أضحكني مؤمل دنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك بملء فيه ولا يدري أرضى الله أم أسخطه، وأبكاني فراق الأحبة محمَّد وحزبه، وهول المطلع عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي الله عزّ وجل يوم تبدو السريرة علانية، ثم لا أدري إلى الجنة أم إلى النار". وسنده ضعيف لإبهام شيخ ابن المبارك. وأخرج البيهقي في الشعب (7/ 378)، عن سلمان موقوفًا من طريق حماد بن يحيى الأبح، ثنا معاوية بن قُرَّة قال: قال سلمان الفارسي: فذكره بنحو لفظ ابن المبارك المذكور آنفًا. وفيه حماد بن يحيى الأبح، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 179)، فالإسناد لأجله ضعيف. وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 207)، من طريق جعفر بن برقان قال: بلغنا أن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه كان يقول: فذكره بنحو لفظ ابن المبارك المذكور آنفًا. وسنده ضعيف، لانقطاعه جعفر لم يدرك سلمان رضي الله عنه. وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (1/ 281)، عن أبي عثمان النَّهْدي، عن سلمان الفارسي قال: فذكره بنحو لفظ ابن المبارك المذكور آنفًا.
3119 - وقال الحارث: حدّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ محمَّد بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: تُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-يضحكون منها، فقال فلان (¬1): وَيْحَهَا قَدِ اسْتَرَاحَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّمَا يَسْتَرِيحُ مَنْ غُفِرَ لَهُ". * [إسناده] (¬2) مرسل، رجاله ثقات. ¬
3119 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لإرساله. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 111 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث مرسلًا.
تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص340). وأخرجه ابن المبارك (ص 84) قال: أخبرنا يونس بن يزيد، عن أبي مقرن قال: حدّثنا محمَّد بن عروة، فذكره بلفظه. وأبو مقرن هذا لم أجد له ترجمة، وقد رواه نُعيم بن حماد عن عبد الله بن المبارك، فأسقط أبا مقرن من الإسناد كما ذكره المعلق عليه: الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي. وأخرجه البزّار كلما في الكشف (1/ 374) موصولًا عن عائشة رضي الله عنها قال: حدّثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، ثنا عثمان بن عمر، به بلفظ قريب. قال البزّار: لا نعلم أسند محمَّد بن عروة عن أبيه، عن عائشة إلّا هذا. قلت: الصحيح رواية الإرسال كما قال الدارقطني في العلل -خ- (5/ 28 ب)، وهي طريق الباب. =
= وأخرج أحمد (6/ 102)، عن حسن واللفظ له، وأبو نُعيم في الحلية (8/ 290)، من طريق المعافى، كلاهما: عن ابن لَهيعة، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قالت: قيل: يا رسول الله، ماتت فلانة واستراحت، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال: "إنما يستريح من غُفِرَ له". قال أبو نُعيم: غريب من حديث ابن لَهيعة، تفرد به المُعافى، فيما قاله سليمان. قلت: لم يتفرد به المعافى، حيث تابعه حسن عند أحمد كما سبق، وقد رواه غيرهما أيضًا عن ابن لَهيعة كما عند أحمد (6/ 69) قال: ثنا يحيى قال: أنا ابن لَهيعة، به، ولفظه: عن عائشة قالت: جاء بلال إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فَقَالَ: يا رسول الله، ماتت فلانة واستراحت، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال: "إنما يستريح من دخل الجنة". ورجاله ثقات سوى عبد الله بن لَهيعة، فإنه ضعيف، لسوء حفظه، فالإسناد لأجله ضعيف. وبالجملة يبدو من هذه الطرق أن لحديث الباب أصلًا أصيلًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا سيما ويشهد له حديث أبي قتادة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُرَّ عليه بجنازة فقال: "مستريح ومستراح منه" قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: "العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب". أخرجه مالك في الموطأ (1/ 241) وهذا لفظه، ومن طريقه البخاريُّ (فتح 11/ 362)، ومسلم (2/ 656). لذا فإن حديث الباب يرتقي إلى مرتبة الصحيح لغيره، والله الموفق.
3120 - حدّثنا (¬1) الخليل بن زكريا، أنا حَبِيبُ (¬2) بْنُ (¬3) الشَّهِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "أَكْيَسُ الْمُؤْمِنِينَ: أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذكرًا، وأحسنهم له استعدادًا". ¬
3120 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه الخليل بن زكريا، وهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 100 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحارث، عن الخليل بن زكريا، وهو ضعيف.
تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1329). ولم أجد من أخرجه بهذا الإِسناد غير المصنف، لكن في الباب ما يلي: 1 - حديث ابن عمر رضي الله عنه: أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 313)، واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 351)، من طريق إسماعيل بن عياش، عن العلاء بن عتبة، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عمر قال: قام فتى، فقال: يا رسول الله، أي المؤمنين أكيس؟ قال: "أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم له استعدادًا قبل أن ينزل به، أولئك الأكياس". وإسناده ضعيف، لانقطاعه، عطاء لم يسمع من ابن عمر رضي الله عنهما (انظر المراسيل ص 154). وأخرجه ابن ماجه (2/ 1423)، من طريق نافع بن عبد الله، عن فروة بن قيس، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عمر أنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فجاءه رجل من =
= الأنصار، فسلم عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قَالَ: يا رسول الله، أي المؤمنين أفضل؟ قال: "أحسنهم خلقًا قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: "أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم لما بعده استعدادًا، أولئك الأكياس". وإسناده ضعيف أيضًا، قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 348): هذا إسناد ضعيف، فروة بن قيس مجهول، وكذا الراوي عنه، وخبره باطل. وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (8/ 333)، من طريق سليمان بن عبد الرحمن، ثنا خالد بن يزيد، عن أبيه، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عمر قال: فذكره بلفظ قريب، مع زيادات في آخره. وإسناده ضعيف أيضًا، سليمان بن عبد الرحمن، هو الدمشقي، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 253)، وخالد بن يزيد ضعيف، قاله الحافظ (التقريب ص 191). وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 67)، من طريق عُبيد الله بن سعيد بن كثير، عن أبيه، عن مالك بن أنس، عن عمه أبي سهيل بن مالك، عن ابن أبي رباح، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ قريب، ثم قال: فذكر -أي عُبيد الله بن سعيد- حديثًا طويلًا ليس من حديث مالك، ولا من حديث أبي سهيل، ولا من حديث ابن عمر. قلت: عُبيد الله هذا، ذكره الذهبي في المغني (2/ 415)، ثم قال: فيه ضعف. وأخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ص 18) واللفظ له، والطبراني في الكبير (12/ 417)، والصغير (ص 359)، من طريق مُعَلَّى عن مجاهد، عن ابن عمر قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عاشر عشرة، فجاءه رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، من أكيس الناس وأكرم الناس؟ قال: "أكثرهم ذكرًا للموت، وأشدهم استعدادًا له، أولئك هم الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 309)، ثم قال: رواه ابن ماجه باختصار، ورواه الطبراني في الصغير، وإسناده حسن. =
= وقال العراقي: إسناد جيد (المغني مع الإحياء 4/ 451). قلت: مُعَلَّى هو الكندي، ذكره البخاريُّ وابن أبي حاتم، ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو مجهول (التاريخ الكبير 7/ 394، الجرح 8/ 330)، فالإسناد لأجله ضعيف. وهذه الأسانيد إذا ضمت إلى بعضها البعض تزداد قوة، فتكون حسنة بلا شك. 2 - حديث سعد بن مسعود: أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 78)، عن ابن أَنْعُم، قال: أخبرني سعد بن مسعود وغيره، أن رسول الله، عليه السلام سئل: أي المؤمنين أفضل؟ قال: "أحسنهم خلقًا" قيل: أي المؤمنين أكيس؟ قال: "أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم له استعدادًا". وأخرجه ابن المبارك (ص 92)، ومن طريقه الشجري في الأمالي (2/ 294)، من طريق عُبيد الله بن زَحْر عن سعد بن مسعود مرفوعًا، فذكره بلفظ قريب. قلت: إسناد ابن وهب ضعيف، ابن أَنْعُم هو عبد الرحمن بن زياد، قال الحافظ: ضعيف في حفظه (التقريب ص 340)، وفيه انقطاع، سعد بن مسعود تابعي (انظر المراسيل ص 71)، فتكون روايته عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-مرسلة. وكذلك إسناد ابن المبارك، فيه عُبيد الله بن زَحْر، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 371). 3 - حديث زيد بن علي عن آبائه رضي الله عنهم مرفوعًا: "أي الناس أكيس؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "إِنَّ أَكْيَسَ النَّاسِ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ له استعدادًا. أخرجه الحارث بسند ضعيف جدًا، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3121).
3121 - حدّثنا (¬1) يحيى بن هاشم، أنا أَبُو خَالِدٍ عَمرو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بن علي (¬2)، عن آبائه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيُّ النَّاسِ أَكْيَسُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "إِنَّ أَكْيَسَ النَّاسِ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ له استعدادًا". ¬
3121 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه يحيى بن هاشم، وهو متهم بالكذب، وعَمرو بن خالد، وهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 101 أمختصر)، ثم قال: رواه الحارث، وعَمرو ضعيف.
تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1330). ولم أجد من أخرجه من هذه الطريق غير الحارث، لكن في الباب الحديث الماضي برقم (3120)، وما ذكر في تخريجه، والله الموفق.
3 - باب الوصايا النافعة
3 - باب الوصايا النافعة 3122 - وقال أبو بكر: حدّثنا أبو الأحوص عَنْ [مَنْصُورٍ] (¬1)، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى (¬2) رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أو غيره مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، رضي الله عنهم، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ليتخذ أحدُكم لسانًا ذاكرًا، [أو قلبًا] (¬3) شاكرًا، أو زوجة مُؤْمِنَةً تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ، أَوْ تُعِينُ أحدُكم على إيمانه". * [أوردته] (¬4) للشك فيه، وَقَدْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ الله عنه وحده، وسياقهما أتم. ¬
3122 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلّا أنه منقطع، سالم لم يسمع من ثوبان رضي الله عنه. =
= تخريجه: أخرجه أحمد (5/ 278)، وفي الزهد (ص 48)، والترمذي (5/ 259)، والطبري في التفسير (10/ 119)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 182)، وعمر النسفي في القند (ص 354) من طريق إسرائيل عن منصور، به. بلفظ قريب، وفي أوله قصة، عن ثوبان رضي الله عنه من غير شك، وكذلك في جميع الطرق التالية. ولفظ أحمد: قال ثوبان: لما أنزلت: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: الآية 34] قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في بعض أسفاره، فقال بعض أصحابه: قد نزل في الذهب والفضة ما نزل فلو أنا علمنا أي المال خير، اتخذناه، فقال: "أفضله لِسَانًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا شَاكِرًا، وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً تُعِينُهُ على إيمانه". قال الترمذي: هذا حديث حسن. وأخرجه الطبري أيضًا في التفسير (10/ 119)، والمحاملي في الأمالي (ص 404)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 182) من طريق جَرير عن منصور، به بلفظ قريب، وفي أوله قصة. وأخرجه أحمد (5/ 282)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 182)، وأخرجه ابن ماجه (1/ 596) والحافظ في الإمتاع (ص 46) من طريق عبد الله بن عَمرو بن مُرّة، وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 277) من طريق الأعمش، كلاهما: عن عَمرو بن مُرَّة، عن سالم، به بلفظ قريب، وفي أوله قصة. وأخرجه الأصبهاني في الترغيب (2/ 570) من طريق الأعمش عن سالم، به. بنحوه، وفي أوله قصة. وأخرجه الشجري في الأمالي (2/ 169)، من طريق عَمرو بن مُرَّة، عن ثوبان، فذكره بنحوه، وفي أوله قصة. ورُوي عن سالم بن أبي الجعد مرسلًا، أخرجه الطبري في التفسير (10/ 119) من طريقين كما يلي: =
= الطريق الأولى: قال: حدّثنا محمَّد بن بشار قال: ثنا مُؤَمَّل قال: ثنا سفيان عن منصور عن الأعمش وعَمرو بْنِ مُرَّة، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد قال: لما نزلت: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة التوبة: الآية 34]. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تبا للذهب، تبا للفضة"،-يقولها ثلاثًا- قال: فشق ذلك على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا: فأي مال نتخذه؟ فقال عمر: أنا أعلم لكم ذلك. فقال: يا رسول الله، إن أصحابك قد شق عليهم، وقالوا: فأي المال نتخذ؟ فقال: "لسانًا ذاكرًا، وقلبًا شاكرًا، وزوجة تعين أحدُكم على دينه". وسنده ضعيف، فيه مُؤَمَّل هو ابن إسماعيل، قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ (التقريب ص 555)، وهو منقطع؛ لأنه من مرسل سالم بن أبي الجَعد. الطريق الثانية: أخرجها عبد الرزاق في التفسير (1/ 273)، ومن طريقه الطبري عن الثوري، به. بنحو لفظ الطريق الأولى، وليس في إسناده: الأعمش، وضعف هذه الطريق منحصر في الإرسال فقط. ولحديث الباب شواهد: عن صحابي لم يسمّ، وعن أبي أمامة، وابن عباس، كما يلي: 1 - حديثٌ عن صحابي لم يسمّ: أخرجه أحمد في الزهد (ص 38) من طريق شعبة عن سليمان، يعني ابن عبد الرحمن النَّخَعي عن عبد الله بن أبي الهُذَيْل، حدّثنا صاحب لي، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تبا للذهب والفضة" قال عمر: يا رسول الله، قولك تبًا للذهب والفضة، فما تأمرنا، أو ما نصنع؟ قال: "لسانا ذاكرًا، وقلبًا شاكرًا، وزوجة تعين على الآخرة". وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. وأخرجه أحمد (5/ 366) واللفظ له، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (11/ 231)، وأخرجه النسائيُّ في الكبرى: كما في تحفة الأشراف (11/ 176)، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 419) من طريق شعبة، حدثني سَلْم قال: سمعت عبد الله بن =
= أبي الهُذَيْل قال: حدثني صاحب لي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تبا للذهب والفضة" قال: فحدثني صاحبي أنه انطلق مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فقال: يا رسول الله، قولك: تبا للذهب والفضة، ماذا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لسانا ذاكرًا، وقلبا شاكرًا، وزوجة تعين على الآخرة". وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف سَلْم، وهو ابن عطية، قال الحافظ: لين الحديث (التقريب ص 246) لكن الحديث قد صح من طريق سليمان بن عبد الرحمن كما مر، والله الموفق. 2 - حديث أبي أمامة: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 242) واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (4/ 104) من طريق عُبيد اللَّهِ بْنِ زَحْر عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: "يا معاذ، قلبًا شاكرًا، ولسانا ذاكرًا، وزوجة صالحة، تعينك على أمر دنياك ودينك، خير ما اكتسبه الناس". وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 273)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه علي بن يزيد، وهو ضعيف، وقد وثق. قلت: وفيه عُبيد الله بن زحْر، وهو ضعيف مثله، قال الحافظ: صدوق يخطئ. (التقريب ص 371). 3 - حديث ابن عباس: أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 134) واللفظ له، ومن طريقه الشجري في الأمالي (1/ 256)، وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (3/ 65)، والبيهقيُّ في الشعب (4/ 104) من طريق مُؤَمَّل بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، ثنا حميد الطويل عن طَلْق بن حبيب، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "أربع من أعطيهن أعطي خير الدنيا والآخرة: قلبا شاكرًا، ولسانا ذاكرًا، وبدنًا على البلاء صابرًا، وزوجة لا تبغيه خِوَنًا في نفسها ولا ماله". قال أبو نُعيم: غريب من حديث طَلْق، لم يروه متصلًا مرفوعًا، إلّا مُؤَمَّل عن حماد. =
= قلت: سنده ضعيف؛ لضعف مُؤَمَّل، قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ (التقريب ص 555)، وفيه عنعنة حميد، وهو مدلس لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 38). وبالجملة، فحديث الباب يرتقي بهذه الشواهد إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3123 - وقال أحمد في الزهد: حدّثنا علي بن إسحاق، أنا عبد الله، أخبرنا يحيى بن أيوب ح قال: وحدثنا إبراهيم بن إسحاق، ثنا [ابْنُ الْمُبَارَكِ] (¬1) عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبيد اللَّهِ بْنِ زَحْر، عَنْ حِبَّانَ بن أبي جَبَلة، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "تَلِدُون لِلْمَوْتِ وتعَمُرون لِلْخَرَابِ، وتحرُصون عَلَى مَا يَفْنَى، وَتَذَرُونَ مَا يَبْقَى، أَلَا حَبَّذَا إليكم من هذه الثلاث: الموتِ، والمرضِ، والفقرِ". ¬
3123 - الحكم عليه: هذا الأثر مداره على يحيى بن أيوب، بإسناده ضعيف؛ لوجود عُبيد الله بن زَحْر، وهو ضعيف.
تخريجه: أشار إلى رواية أحمد هذه الحافظ في موافقة الخُبْر (2/ 299) من طريق ابن المبارك. وأخرجه ابن المبارك (ص 88) قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، به. بلفظ قريب، وفي سنده: أن أبا ذر، أو أبا الدرداء قال. وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 163)، ومن طريقه الحافظ في موافقة الخُبر (2/ 299) من طريق أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، به. بلفظ قريب، ولم يذكر حبّان بن أبي جَبَلة، في الإسناد. قال الحافظ: هذا موقوف منقطع، وعُبيد الله بن زَحْر مختلف فيه. قلت: وقد ذكر الحافظ هذه الطريق هنا في المطالب كما سيأتي بعد سطور. ويشهد للشطر الأوّل منه ما يلي: 1 - أخرج البيهقي في الشعب (7/ 396) من طريق موسى بن عُبيدة، نا محمَّد بن ثابت عن أبي حَكيم مولى الزبير، عن الزبير، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ما من =
= صباح يصبحه العباد، إلّا وصارخ يصرخ: يا أيها الناس، لِدُوا للتراب، واجمعوا للفناء، وابنوا للخراب". وسنده ضعيف، قال الحافظ في موافقة الخُبْر (2/ 300): هذا حديث غريب، وموسى وشيخه ضعيفان، وأبو حَكيم مجهول. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورمز لضعفه (فيض القدير 5/ 485) وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 749)، وقال: ضعيف. 2 - وأخرج البيهقي أيضًا من طريق مُؤَمَّل، نا حماد بن سلمة، نا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن أبي رافع -أو ابن رَافِعٍ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَلَك بباب من أبواب السماء يقول: من يقرض اليوم يجد غدًا، ومَلَك بباب آخر يقول: اللهم أعط منفقًا خلفًا، وأعط ممسكا تلفًا، ومَلَك بباب آخر يقول: يا أيها الناس، هلموا إلى ربكم، فإن مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، ومَلَك بباب آخر يقول: يا بني آدم، لِدُوا للتراب، وابنوا للخراب". وسنده ضعيف، فيه مُؤَمَّل، هو ابن إسماعيل، قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ. وفيه عبد الرحمن بن أبي رافع، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 555، 340). 3 - وأخرج الطبري في تهذيب الآثار -مسند ابن عباس- (1/ 305) من طريق أبي السليل قال: كان أبو هريرة يقول: "ما صدقتم أنفسكم، تؤملون ما لا تبلغون، وتجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكُنون، وللخراب تبنون، وللموت تَلِدُون". وإسناده ضعيف لانقطاعه، أبو السليل هو ضُريب بن نُقير، روايته عن أبي هريرة مرسلة (انظر التهذيب (4/ 401). 4 - وأخرج أحمد في الزهد بسنده، قال عيسى عليه السلام: "يَا بَنِي آدَمَ، لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ، تفنى أرواحكم، وتبقى دياركم". =
= وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الآتي برقم (3124). ويشهد للشطر الثاني منه ما يلي: 1 - أخرج أحمد في الزهد (ص 200) واللفظ له، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 217) من طريق أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "ثلاث يكرههن الناس، وأُحِبُّهُنَّ: الفقرُ، والمرضُ، والموتُ". وسنده صحيح. 2 - وأخرج ابن المبارك (ص 199) واللفظ له، ووكيع (1/ 358)، وعنه أحمد في الزهد (ص 288)، وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار -مسند ابن عباس- (1/ 299) من طريق يحيى بن واضح، والطبراني في الكبير (9/ 93)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 132)، كلاهما: من طريق عاصم بن علي، أربعتهم: عن المسعودي، عن علي بن بَذيمة، عن قيس بن. حَبْتَر الأسدي قال: قال عبد الله بن مسعود: "حبذا المكروهان: الموت والفقر، وأيم الله ما هو إلّا الغنى والفقر، وما أبالي بأيتهما ابتُليت؛ لأنّ حق الله في كل واحد منهما واجب: إن كان الغنى، إن فيه للعطف، وإن كان الفقر، ان فيه للصبر". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 257)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه المسعودي، وقد اختلط. قلت: إسناده حسن، وقد ارتفع إيهام اختلاط المسعودي برواية وكيع عنه، لأنه سمع منه قبل الاختلاط. قال أحمد: سماع وكيع من المسعودي بالكوفة قديمًا (العلل 1/ 95) وقال الحافظ: المسعودي صدوق اختلط قبل موته، وضابطه: أن من سمع منه ببغداد، فبعد الاختلاط (التقريب ص 344). قلت: وبهذه الشواهد يرتقي الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
* قلت (¬1): وأخرجه (¬2) أبو نُعيم في ترجمة أبي ذر رضي الله عنه في (¬3) الحلية، من طريق عبد الله بن هب، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ [عُبيد اللَّهِ] (¬4) بن زَحْر، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال (¬5): فذكره، ولكنه (¬6) قال في آخره: "ألا حبذا المكروهان (¬7): الموت والفقر"، ولم يذكر بين [عُبيد الله] (¬8) وأبي ذر رضي الله عنه [أحدًا] (¬9). ¬
[2] الحكم عليه: الحديث ضعيف؛ لضعف عُبيد الله بن زَحْر، ولانقطاعه، عُبيد الله لم يدرك أبا ذر رضي الله عنه.
تخريجه: هو في الحلية لأبي نُعيم (1/ 163) ولفظه: "يولَدون للموت، ويعُمرون للخراب، ويحرِصون على ما يفنى، ويترُكون ما يبقى، إلَّا حبذا المكروهان: الموت والفقر". وانظر تخريج الحديث الماضي وبه يرتقي إلى الحسن لغيره.
3124 - ثنا (¬1) حُسَيْنُ بْنُ محمَّد، ثنا دُوَيْدٌ عَنْ عبد الواحد قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: "يَا بَنِي آدَمَ، لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ، تفنى أرواحكم، وتبقى دياركم". ¬
3124 - الحكم عليه: هذا إسناد أتوقف في الحكم عليه؛ لوجود دويد. ولم أميزه. ونقل القارئ عن الإمام أحمد أنه قال: هو مما يدور في الأسواق، ولا أصل له (الأسرار المرفوعة ص 276).
تخريجه: ذكره الحافظ في موافقة الخُبْر (2/ 299) فقال: وأخرج أحمد في الزهد الكبير من طريق عبد الواحد بن زياد قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: "يَا بَنِي آدَمَ، لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ، تفنى نفوسكم، وتبلى دياركم". وقال الحافظ أيضًا (2/ 300): وأنشدكم لنفسي في المعنى: بني الدنيا أَقِلُّوا الهَمَّ فيها ... فما فيها يؤول إلى الفوات بناء للخراب، وجمع مال ... ليفنى، والتوالد للممات قلت: ولفظ الباب مطلع قصيدة لأبي العتاهية، وهي في ديوانه (ص 46)، ومنها: لِدُوا للموت وابنوا للخراب ... فكلكم يصير إلى تباب لمن نبني، ونحن إلى تراب ... نصير، كما خلقنا من تراب ألا يا موت! لم أر منك بدا ... أتيت، وما تحيف، وما تحابي =
= وقال العجلوني في كشف الخفاء (2/ 183): أخرج الثعلبي في تفسيره بإسناد واه جدًا عن كعب الأحبار قال: صاح ورشان عند سليمان بن داود، فقال: "أتدرون ما يقول هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "يقول: لِدُوا للموت وابنوا للخراب". ويشهد له الحديث الماضي برقم (3123)، وما ذكر في تخريجه.
3125 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَرِي، ثنا الثوري عن عبد الرحمن بن عابس (¬1) حدثني [أبو إياس] (¬2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: "إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلَامُ (¬3) اللَّهِ، وَأَوْثَقُ العُرى كَلِمَةُ التَّقْوَى، وخير الملل ملة إبراهيم عليه السلام، وَأَحْسَنُ الْقَصَصِ هَذَا الْقُرْآنُ، وَأَحْسَنُ السُّنَنِ سُنَّةُ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَأَشْرَفُ الْحَدِيثِ ذكر الله تعالى، وَخَيْرُ الْأُمُورِ عَزَائِمُهَا (¬4)، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَأَحْسَنُ الهَدي هَدي الأنبياء عليهم الصلاة (¬5) والسلام، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأغير (¬6) الضَّلَالَةِ الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْهُدَى، وَخَيْرُ الْعَمَلِ أَوِ (¬7) الْعِلْمِ -شَكَّ بِشْرٌ-، مَا نَفَعَ، وَخَيْرُ الهُدى مَا اتُّبِعَ، وَشَرُّ الْعَمَى عَمَى الْقَلْبِ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَمَا قَلَّ وكفى خير مما أكثر وألهى. ونفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها، وشر الغِيْلة الغِيْلة عِنْدَ حَضْرَةِ الْمَوْتِ، وَشَرُّ النَّدَامَةِ ندامةٌ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَأْتِي الْجُمُعَةَ أَوِ الصَّلَاةَ (¬8) إلَّا دُبُرا، وَلَا يَذْكُرُ (¬9) اللَّهَ تعالى إِلَّا هُجْرًا، وَأَعْظَمُ الْخَطَايَا (¬10) اللِّسَانُ الْكَذُوبُ (¬11) وَخَيْرُ الغنى غنى النفس، وخير الزاد ¬
التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله تعالى، وَخَيْرُ مَا أُلقي فِي الْقَلْبِ الْيَقِينُ، والرَّيب مِنَ الْكُفْرِ، والنَّوْح مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ، والغَلول مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ، وَالْكَنْزُ كَيٌّ (¬12) مِنَ النَّارِ، والشِعر مَزَامِيرِ إِبْلِيسَ، وَالْخَمْرُ جِمَاعُ الْإِثْمِ، وَالنِّسَاءُ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ، وَالشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ، وَشَرُّ الْمَكَاسِبِ مكاسب الربا، وشر المآكل مأكل مَالِ الْيَتَامَى، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِنَّمَا يَكْفِي أحدَكم مَا قَنَعَتْ بِهِ نَفْسُهُ، وَإِنَّمَا يَصِيرُ إلى موضع أربعة أذرع، وخير الأمر (¬13) ناجزه، وَأَمْلَكُ الْعَمَلِ خَوَاتِمُهُ، وَشَرُّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، وَسِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَأَكْلُ لَحْمِهِ مِنْ مَعَاصِي الله تعالى، ولحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يتألَّ على الله تعالى يُكَذِّبْهُ، وَمَنْ يَغْفِرْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ، وَمَنْ يَعْفُ يَعْفُ (¬14) اللَّهُ عَنْهُ، وَمِنْ يَكْظِمِ الْغَيْظَ يأجره الله تعالى، ومن يصبر على الرزايا يعنه الله عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ يَعْرِفِ [الْبَلَاءَ] (¬15) يَصْبِرْ عَلَيْهِ، وَمَنْ لَا يعرفه ينكره ومن ينكره يضيعه (¬16) الله تبارك وتعالى، وَمَنْ يَتْبَع السُّمْعَةَ (¬17) يُسَّمعُ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ ينو الدنيا تعجزه، ومن يطع الشيطان يعص الله عَزَّ وَجَلَّ (¬18)، ومن يعص الله تعالى يعذبه". ¬
3125 - [1] الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 92 أ) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، وأحمد بن مَنيع بسند ضعيف. قلت: حديث أحمد بن مَنيع ذكره الحافظ هنا في المطالب بسند ضعيف جدًا، وهو الطريق القادم.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 295)، وهنَّاد (1/ 286)، والبيهقيُّ في المدخل (ص 426)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (مطبوع) (29/ 126) من طريق الحسن بن علي بن عفان، ثلاثتهم: عن عبد الله بن نُمير قال: حدّثنا سفيان، به بألفاظ متقاربة. وفي سند ابن أبي شيبة: عبد الله بن عائش، حدثني إياس. بدل: عبد الرحمن بن عابس، حدثني أبو إياس. وفي سند هنَّاد والبيهقيُّ: حدثني ناس. بدل: حدثني أبو إياس. وأخرجه أبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 100) من طريق أبي حذيفة، حدّثنا سفيان، به ببعضه، وفي سنده: حدثني ناس. وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 283) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والخطابي في غريب الحديث (2/ 267) من طريق عبد الله بن نُمير، كلاهما: عن سفيان، به. مختصرًا. وفي سند ابن أبي الدنيا: حدثني ناس، وفي سند الخطابي: حدّثنا إياس. وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 138) من طريق بكر بن بكار، ثنا عَمرو بن ثابت، ثنا عبد الرحمن بن عابس قال: قال عبد الله بن مسعود: فذكره بلفظ قريب، ولم يذكر بين عبد الرحمن بن عابس وابن مسعود أحدًا. وهذا إسناد ضعيف، فيه بكر بن بكار هو القيسي، قال الذهبي: قال النسائيُّ: =
= ليس بثقة (المغني 1/ 112)، وفيه عَمرو بن ثابت هو ابن أبي المقدام، قال الحافظ: ضعيف، رُمي بالرفض (التقريب ص 419). وهذه الطريق ذكرها ابن الجوزي في صفة الصفوة (1/ 216) عن عبد الرحمن بن عابس، به بلفظ قريب. وقد رُوي هذا اللفظ تامًا عن ابن مسعود مرفوعًا، أخرجه الحِنائي في الفوائد -خ- (ج 7/ ح 22) من طريق الحسن بن عمارة عن عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة، عن أبيه عابس بن ربيعة قال: كان عبد الله يخطُبنا هذه الخُطبة في كل عشية خميس لا يدعها، وذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان يخطُب بها، فذكره بلفظ قريب. قال الحِنَّائي: هذا حديث حسن من حديث عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة النَّخَعي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ... لانعرفه مرفوعًا إلّا من حديث الحسن بن عمارة أبي محمَّد مولى بَجيلة الكوفي، وكان يضعفه ابن عيينة، وقد رواه غيره موقوفًا من قول عبد الله، وهو الصواب. قلت: الحسن بن عمارة ضعيف الحديث جدًا، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 162)، فقول الحِنّائي رحمه الله: هذا حديث حسن، غير مستحسن. وأخرج من الخُطبة عدة فقرات كل من: البخاريُّ (فتح 10/ 509)، والبيهقيُّ في المدخل (ص 185) واللفظ له من طريق شعبة عن مُخارق عن طارق، عن عبد الله أنه قال: "إن أحسن الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الهَدي هَدي محمَّد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وإن السعيد من وعظ بغيره، فاتبعوا ولا تبتدعوا". وأخرج نحو هذا اللفظ: معمر في الجامع (11/ 159)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 100) عن جعفر بن بُرقان، وأخرجه معمر أيضًا عن غير جعفر، وأخرجه معمر أيضًا (11/ 116)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 98) من طريق أبي الأحوص، وأخرجه الدارمي (1/ 80) من طريق بِلاز بن عِصْمة، والطبراني في =
= الكبير (9/ 100) من طريق أبي عُبيدة، جميعهم: عن ابن مسعود موقوفًا. وأسانيدهم لا تخلو من ضعف، أما طريق أبي الأحوص، فلأنه من رواية أبي إسحاق السَبيعي عنه، والسَبيعي مدلس، لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 42)، وقد عنعنه هنا. وأما طريق جعفر بن بُرْقان، فلأنه منقطع، جعفر لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وكذلك طريق أبي عُبيدة، وهو عامر بن عبد الله بن مسعود، قال العلائي في جامع التحصيل (ص 204): قال أبو حاتم والجماعة: لم يسمع من أبيه شيئًا. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 235) بعد أن ذكر هذا الحديث: رواه الطبراني بإسناد منقطع، ورجال إسناده ثقات. وأما بِلاز بن عِصْمة، فقال الحافظ: مقبول (التقريب ص 129). ولحديث الباب شواهد مرفوعة من حديث أبي الدرداء، وزيد بن خالد، وعقبة بن عامر رضي الله عنهم كما يلي: 1 - حديث أبي الدرداء: أخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ص 294) متن طريق عُبيد بن إسحاق، حدّثنا عَمرو بن ثابت، حدثني أبي قال: أعطى ابن أبي الدرداء عبد الملك كتابًا، ذكر أنه عن أبيه أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: فذكر الحديث بلفظ قريب. قلت: إسناده ضعيف، عُبيد بن إسحاق هو العطار، قال الذهبي: ضعفوه (المغني 2/ 418)، وعَمرو بن ثابت هو ابن أبي المقدام، قال الحافظ: ضعيف رُمي بالرفض (التقريب ص 419). 2 - حديث زيد بن خالد: أخرجه الأصبهاني في الترغيب (1/ 507) من طريق عبد الله بن مصعب عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: تلقفت هذه الخُطبة مِنْ فِيْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بتبوك، سمعته يقول ... فذكره بلفظ قريب، دون آخر المتن. وأخرج القُضاعي في مسند الشهاب (1/ 67) عدة فقرات منه. =
= وأخرجه الدارقطني في السنن (4/ 247)، وابن عَدي (1/ 41) مختصرًا. والإسناد ضعيف، قال الإمام الذهبي في الميزان (2/ 506): عبد الله بن مصعب بن خالد الجهني عن أبيه، عن جده، فرفع خُطبة منكرة، وفيهم جهالة. 3 - حديث عقبة بن عامر: أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 241) من طريق يعقوب بن محمَّد الزهري قال: حدّثنا عبد العزيز بن عمران قال: حدّثنا عبد الله بن مصعب بن منظور بن جَميل بن سنان قال: أخبرني أبي قال: سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في غزوة تبوك، فذكر الحديث بلفظ قريب. وأخرجه ابن عَدي (1/ 41) مختصرًا. قلت: سنده ضعيف جدًا، يعقوب بن محمَّد ضعيف (انظر المغني 2/ 759)، وعبد العزيز بن عمران هو الزهري، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 358). وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (5/ 13)، ثم قال: هذا حديث غريب، وفيه نكارة، وفي إسناده ضعف، والله أعلم بالصواب. وقد جاءت عدة فقرات من الخُطبة في شواهد، كما يلي: قوله: "اليد العليا خير من اليد السفلى": أخرجه البخاريُّ (فتح 6/ 249) من حديث حَكيم بن حزام -رضي الله عنه- مرفوعًا في أثناء حديث طويل. وأخرجه مسلم (2/ 717) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- مرفوعًا، ولفظه: "اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا: المُنْفِقَة، والسفلى: السائلة". قوله: "مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى": أخرجه أبو يعلى (2/ 319) من حديث أبي سعيد الخدري قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى الْأَعْوَادِ، وَهُوَ يَقُولُ: "مَا قَلَّ وكفى خير مما أكثر وألهى". وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الآتي برقم (3186). =
= وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 762) من طريق مُسَدَّد عن فُضيل بْنُ عِياض، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّة، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: فذكره موقوفًا، وفيه: "وَاعْلَمْ أَنَّ قَلِيلًا يُغْنِيكَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يلهيك". وإسناده صحيح، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الآتي برقم (3130 [2]). قوله: "نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها": أخرج أحمد (2/ 75) من حديث عبد الله بن عَمرو قال: جَاءَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْنِي عَلَى شَيْءٍ أَعِيشُ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا حمزة، نفسك تُحْيِيهَا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ نَفْسٌ تُمِيتُهَا؟ "، قَالَ: بل نفسي أحييها، قال: "عليك بنفسك". وسنده ضعيف، وسيأتي في هذا البحث، وهو الحديث رقم (3219). قوله: "شر الندامة ندامةٌ يوم القيامة" وقوله: "أعظم الخطايا اللسان الكذوب": أخرج ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 282) من طريق أبي عَقيل عن محمَّد بن نُعيم مولى عمر بن الخطّاب، عن محمَّد بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب، عن جده علي رضي الله عنه قال: "أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب وشر الندامة ندامة يوم القيامة". وسنده ضعيف، أبو عَقيل هو يحيى بن المتوكل، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 596)، ومحمد بن نُعيم: مجهول (انظر المغني 2/ 640)، ومحمد بن عمر روايته عن جده علي رضي الله عنه مرسلة (انظر مراسيل العلائي ص 267). قوله: "رأس الحكمة مخافة الله تعالى": أخرج أحمد في الزهد (ص 117) قال: حدّثنا روح، ومحمد بن جعفر، حدّثنا عوف عن خالد- قال محمَّد: خالد بن ثابت الربعي قال: وجدت فاتحة الزبور الذي يقال له زبور داود عليه السلام: "أَنَّ رأس الحكمة خشية الرب عَزَّ وَجَلَّ". =
= قلت: خالد بن ثابت لم أعثر له على ترجمة، وباقي رجال الإسناد ثقات. قوله: "الرَّيب من الكفر، والنَّوح من عمل الجاهلية ... " إلى قوله: "والشقي من شقي في بطن أمه": أخرج أحمد في الزهد (ص 204) قال: حدّثنا هاشم، حدّثنا جَرير عن عبد الرحمن بن أبي عوف قال: قال أبو الدرداء: "الرَّيب من الكفر، والنَّوْح عمل الجاهلية، والشِعر مزامير إبليس، والغَلول جمر من جهنم، والخمر جماع كل إثم، والشباب شعبة من الجنون، والنساء حِبالة الشيطان، والكِبْر شر من الشر، وشر المآكل مال اليتيم، وشر المكاسب الربا، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ في بطن أمه". وإسناده رجاله ثقات سوى جَرير، وهو ابن عثمان الرحبي، لم أعثر له على ترجمة. قوله: "النَّوْح من عمل الجاهلية": أخرج الإمام مسلم (2/ 644) بسنده عن أبي مالك الأشعري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة". قوله: "الغلول من جمر جهنم": أخرج البخاريُّ (فتح 7/ 487)، ومسلم (1/ 108) واللفظ له، بسنديهما عن أبي هريرة في قصة الغَالّ حين جاء بِشِراك أو شِراكين فقال: يا رسول الله، أصبتُ يوم خيبر. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "شِراك من نار، أو شِراكان من نار". قوله: "الخمر جماع الإثم": أخرج ابن ماجه (2/ 1339) من طريق راشد أبي محمَّد الحِمّاني عن شَهر بن حَوْشَب، عَنْ أُمِّ الدَرْداء، عَنْ أَبِي الدَرْدَاء، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وفي آخره: "ولا نشرب الخمر، فإنها مفتاح كل شر". وفي سنده: راشد الحِمَّاني، وهو ضعيف (انظر المغني 1/ 226).
[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عطية، ثنا أبو حمزة، هو الأعور اسمه مَيْمُونٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ (¬1) عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنه كان يخطُب كل عشية خَمِيسٍ بِهَذِهِ الخُطبة، قَالَ: وَكُنَّا نَرَى أَنَّهَا خُطْبَةُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أَيُّهَا الناس، إن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهَدي هَدي محمَّد -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، ألاَّ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مَوْقُوفُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يَنْفُذُكُمُ الْبَصَرُ، ويُسْمِعُكم الْمُنَادِي، وَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وإن السعيد (¬2) من وُعظ بغيره". ¬
3125 - [2] الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه يوسف بن عطية وهو متروك. وأبو حمزة الأعور وهو ضعيف، وفيه انقطاع، إبراهيم بن يزيد لم يسمع من علقمة.
تخريجه: أخرجه الأصبهاني في الترغيب (1/ 218) من طريق المصنف، وذكر أول الحديث، ولفظه: "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الهَدي هَدي محمَّد، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة". وأخرجه ابن ماجه (1/ 18)، وابن أبو عاصم في السنة (1/ 16)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 79)، من طريق أبو إسحاق عن أبو الأحوص، عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا، وذكر ابن ماجه عدة فقرات منه، وذكر ابن أبو عاصم أول المتن، وذكر القُضاعي آخره. وإسناده ضعيف؛ لعنعنة أبو إسحاق وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلّا مُصَرَّحًا فيه بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 42). =
= وبعضه جاء في حديث لجابر رضي الله عنه أخرجه الإمام مسلم (2/ 592)، وَلَفْظِهِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا خطب، احمرَّت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش، يقول: "صبَّحكم ومسَّاكم"، ويقول: "بُعثت أنا والساعة كهاتين" ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى، ويقول: "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهَدي هَدي محمَّد، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بدعة ضلالة"، ثم يقول: "أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالًا، فلأهله، ومن ترك دَينًا أو ضياعًا، فإليّ وعلىّ".
3126 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْر بْنُ السَّرِي، ثنا ابن لَهيعة، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبيب عَنْ عِراك بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن أبي البَخْتَرِي، عن الباهلي قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، مَدْخَلَهُمُ الشَّامَ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: "تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ تُعرفوا بِهِ، وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا من أهله، وإنه لن (¬1) يَبْلُغْ مَنْزِلَةَ ذِي حَقٍّ أَنْ يُطَاعَ فِي معصية الله تعالى، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يُقرب مِنْ أَجَلٍ، وَلَا يُبعد مِنْ رِزْقٍ قَوْلٌ بِحَقٍّ وَتَذْكِيرُ عَظِيمٍ، واعلموا أن بين (¬2) العبد وبين رزقه حجاب، قال: فيترأى له رِزْقُهُ وَإِنِ اقْتَحَمَ هَتَكَ الْحِجَابَ، وَلَمْ (¬3) يُدرِك فَوْقَ رِزْقِهِ، وأدِّبوا الْخَيْلَ، وَانْتَضِلُوا، وَانْتَعِلُوا [وتسوَّكوا] (¬4)، وَتَمَعْدَدُوا، وَإِيَّاكُمْ وَأَخْلَاقَ الْعَجَمِ، وَمُجَاوِرَةَ الْجَبَّارِينَ، وَأَنْ يُرى بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ صَلِيبٌ، وَأَنْ تَجْلِسُوا عَلَى مائدة يُشرب عليها الخمر، وتدخلوا (¬5) الحمّام بغير إزار، وتدعوا نِسَاءَكُمْ يَدْخُلْنَ الْحَمَّامَاتِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ، وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَكْسِبُوا مِنْ عِنْدِ الْأَعَاجِمِ بَعْدَ نُزُولِكُمْ فِي [بِلَادِهِمْ] (¬6) مَا يَحْبِسُكُمْ فِي أَرْضِهِمْ، فإنكم يوشك أن ترجعوا إلى بلادكم، وإياكم والصفار (¬7) أَنْ تَجْعَلُوهُ فِي رِقَابِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِأَمْوَالِ الْعَرَبِ الماشية [تزولون] (¬8) بها حيث زلتم، واعلموا أن الأشربة ¬
تصنع من الزَّبِيبِ وَالْعَسَلِ وَالتَّمْرِ، فَمَا عَتُقَ مِنْهُ، فَهُوَ خمر لا يحل، واعلموا أن الله تعالى لَا يُزَكِّي [ثَلَاثَةَ] (¬9) نَفَرٍ (¬10)، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، ولا يقربهم يوم القيامة: رَجُلٌ أَعْطَى إِمَامَهُ صَفْقَةً يُرِيدُ بِهَا الدُّنْيَا، فَإِنْ (¬11) أَصَابَهَا وَفَى لَهُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا [لَمْ يَفِ] (¬12) لَهُ، وَرَجُلٌ خَرَجَ بِسِلْعَةٍ بَعْدَ العصر، فحلف لقد أعطى بها كذا وكذا فاشتريت لقوله، وَسِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَلَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَهْجُرَ أَخَاكَ فَوْقَ ثَلَاثٍ، وَمَنْ أَتَى سَاحِرًا أَوْ كَاهِنًا أَوْ عرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. ¬
3126 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف؛ لوجود ابن لَهيعة. وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 92 ب) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، بسند ضعيف، لضعف ابن لَهيعة.
تخريجه: لم أجد من أخرجه بتمامه، لكن جاءت بعض ألفاظه مفرقة عن عمر رضي الله عنه، كما يلي: أخرج ابن أبي شيبة (10/ 484) من طريق ليث عن ابن شهاب قال: قال عمر: تعلموا كتاب الله تُعرفوا بِهِ، وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ". وسنده ضعيف، لوجود ليث، وهو ابن أبي سُليم (انظر التقريب ص 464)، وفيه انقطاع، الحسن لم يدرك عمر رضي الله عنه. =
= وأخرج ابن قُتيبة في عيون الأخبار (3/ 183) قال: حدثني شيخ لنا عن عبد الرحمن المحاربي، عن الأعمش، عن مجاهد قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "لَيْسَ من عبد إلَّا وبينه وبين رزقه حجاب، فإن اقتصد، أَتَاهُ رِزْقُهُ، وَإِنِ اقْتَحَمَ، هَتَكَ الْحِجَابَ، وَلَمْ يزد في رزقه". وإسناده ضعيف؛ لجهالة شيخ المصنّف. وأخرج أحمد (1/ 43) واللفظ له، وابن قُتيبة في عيون الأخبار (1/ 132)، وأبو يعلى (1/ 189) من طريق عاصم الأحول، وابن عبد البر في التمهيد (14/ 251)، والبغويُّ في شرح السنة (12/ 46)، والسمعاني في أدب الإملاء (ص 118) من طريق قتادة، كلاهما: عن أبي عثمان النَّهْدي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: "اتزروا، وارتدوا، وانتعلوا، وألقوا الخِفاف والسراويلات، وألقوا الركب، وانزوا نزوًا، وعليكم بالمَعَدِّيَّة، وارموا الأغراض، وذروا التنعّم وزي العجم، وإياكم والحرير، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد نهى عنه، وقال: لا تلبسوا من الحرير إلّا ما كان هكذا -وأشار رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بإصبعيه". وسنده صحيح. وأخرج عبد الرزاق (6/ 61) قال: أخبرنا معمر عن زيد بن رُفيع، عن حرام بن معاوية قال: كتب إلينا عمر بن الخطّاب: "لا يجاورنكم خنزير، ولا يُرفع فيكم صليب، ولا تأكلوا على مائدة يُشرب عليها الخمر، وأدِّبوا الخيل، وامشوا بين الغرضين". وأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 45) من طريق عبد الرزاق بلفظه، لكن أبهم اسم الراوي عن حرام بن معاوية، وأخرجه في السنن الكبرى (9/ 201) من طريق ابن المبارك، عن معمر به، ببعضه. وإسناده ضعيف؛ لوجود زيد بن رُفيع، قال الذهبي: ليس بالقوي (المغني 1/ 247). =
= ويشهد لبعض ألفاظه ما يلي: - فقرة: "تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ تُعرفوا بِهِ، وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا من أهله". أخرج البخاريُّ (فتح 9/ 74) عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ أفضلكم من تعلّم القرآن وعلّمه". - فقرة: "وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يُقرب مِنْ أَجَلٍ، وَلَا يُبَعِّدُ مِنْ رزق ... ": أخرج الطبراني في الأوسط (3/ 383) من طريق قَطَن بن نُسير قال: حدّثنا جعفر بن سليمان الضُّبعي قال: حدّثنا المعلّى بن زياد قال: حدثني الحسن عن أبي سعيد الخدري، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يقول بحق إذا رآه، أو يذكّر بعظيم، فإنه لا يُقرب من أجل، ولا يباعد من رزق، أن يقول بحق، أو يذكر بعظيم". قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن المعلّى إلَّا جعفر. قلت: إسناده ضعيف؛ لوجود قَطَن بن نُسير، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 456)، ولأن فيه انقطاعًا، الحسن لم يسمع من أبي سعيد رضي الله عنه، (انظر المراسيل ص 40). وأخرجه أحمد (3/ 44) واللفظ له، والترمذي (4/ 419) في أثناء حديث، وابن ماجه (2/ 1328)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 246)، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 90) من طريق أبي نَضْرة، يحدث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: "لا يمنعن رجلًا منكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه أو علمه". قال الترمذي: حديث حسن صحيح. - فقرة: "أدّبوا الخيل". أخرج الطيالسي (ص 135) واللفظ له، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 14)، وفي الشعب (5/ 236)، وأخرج معمر في الجامع (11/ 461)، ومن =
= طريقه البيهقي في الشعب (4/ 44)، وابن عساكر في الأربعين في الحث على الجهاد (ص 98)، وأخرج ابن أبي شيبة (9/ 22)، وعنه ابن ماجه (2/ 940)، وأخرج الترمذي (4/ 149) من طرق كثيرة عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلَّام، عن عبد الله بن زيد الأزرق، عن عقبة بن عامر قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"ارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إليّ من أن تركبوا، وكل شيء يلهو به الرجل باطل، إلّا رمي الرجل بقوسه، أو تأديبه فرسه، أو ملاعبته امرأته، فإنهن من الحق، ومن ترك الرمي بعد ما علمه، فقد كفر بالذي علمه". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: سنده ضعيف؛ لوجود عبد الله بن زيد الأزرق، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 304). وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 23)، ومن طريقه أبو نُعيم في رياضة الأبدان (ص 25) واللفظ له من طريق أبي سلّام الدمشقي عن خالد بن زيد الجهني قال: مر بي عقبة بن عامر فقال: أخبرك مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ليس هو إلّا ثلاث: تأديب الرجل فرسه، ورميه بقوسه ونبله، وملاعبته أهله، ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه، فإنها نعمة تركها، أو قال: كفر بها". وسنده ضعيف، فيه خالد بن زيد، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 188)، وبمجموع الطريقين يرتقي حديث عقبة هذا إلى الحسن لغيره. - فقرة: "لا تدخلوا الحمام بغير إزار ... ": أخرج الطبراني في الأوسط (1/ 349)، والحاكم (4/ 288) واللفظ له من طريق أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فلا يدخل حليلته الحمّام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يدخل الحَمَّامَ إِلَّا بِمِئْزَرٍ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليوم الآخر، فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر". =
= قال الحاكم: هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وأقره الذهبي في التلخيص. قلت: أبو الزبير، هو محمَّد بن مسلم بن تدرس، وهو لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 45)، وقد عنعنه هنا. وأخرجه الترمذي (5/ 104)، والطبراني في الأوسط (1/ 350) من طريق ليث بن أبي سُليم عن طاوس، عن جابر مرفوعًا، فذكره بلفظه، مع تقديم وتأخير. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث طاوس عن جابر إلّا من هذا الوجه. قلت: ليث هذا ضعيف (انظر التقريب ص 464)، فهذا الحديث ضعيف لوجوده. - ففرة: "واعلموا أن الله تعالى لا يزكي ثلاثة نفر ... ": أخرج مسلم (1/ 103) بإسناده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع رجلًا بسلعة بعد العصر، فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه، وهو على غير ذلك، ورجل بايع إمامًا لا يبايعه إلّا لدنيا، فإن أعطاه منها وفى، وإن لم يعطه منها لم يف". - فقرة: "وَلَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَهْجُرَ أَخَاكَ فَوْقَ ثلاث": في الصحيحين (البخاريُّ فتح 10/ 492، ومسلم 4/ 1984) من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: "لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام". - فقرة: "من أتى ساحرًا أو كاهنًا أو عرّافًا ... ": أخرج أحمد (2/ 429) بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا: "من أتى =
= كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-". وسنده صحيح. وبما سبق ترتقي ألفاظ هذا الأثر إلى مرتبة الحسن لغيره.
3127 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْعَلَاءُ أَبُو محمَّد الثَّقَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا عَلَّمَنِي أَنْ قَالَ لِي: "يَا بُنَيَّ، أَحْكِمْ وُضُوءَك"، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهِ (¬1): "وَلَا تَبِيْتَنَّ ولا تُصبِحَنَّ يَوْمًا وَفِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الإِسلام، فَإِنَّ هَذَا مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَخَذَ بسنتي، فقد أحبني، ومن أَحَبَّنِي، فَهُوَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ، يَا بُنَيَّ، فَإِذَا عَمِلْتَ بِهَذَا وَحَفِظْتَ وَصِيَّتِي، فَلَا يكوننَّ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ، فَإِنَّ فِيهِ راحتك". ¬
3127 - [1] الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لحال العلاء بن زَيْدَل. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 52) سألت أبي وأبا زُرعة عن أحاديث تُروى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- في إسباغ الوضوء يزيد في العمر، وذكرت لهما الأسانيد المروية في ذلك، فضعفاها كلَّها، وقالا: ليس في إسباغ الوضوء يزيد في العمر حديث صحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 93 أ) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع بسند ضعيف؛ لضعف العلاء أبي محمَّد الثقفي. وقال ابن عِلَّان في الفتوحات الربانية (1/ 399): وقضية كلام الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف ضعف الخبر، والله أعلم، وقد سُئل عن حاله أيضًا فصنَّف فيه جزءًا أورده السخاوي فيما جمعه من فتاوى الحافظ ابن حجر
تخريجه: أخرجه أحمد بن مَنيع في مسنده: كما في اللآلئ المصنوعة (2/ 380). =
= ولفظه كما في الإتحاف -خ- (3/ 93 أ) مختصر: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا عَلَّمَنِي أَنْ قَالَ لِي: "يَا بُنَيَّ، أَحْكِمْ وُضُوءَك لصلاتك، تحبك حفظتك ويزاد في عمرك، يا بني، يا أنس، الغسل من الجنابة، فبالغ فيها، فإن تحت كل شعرة جنابة"، قال: قلت: يا رسول الله، وكيف أبالغ فيها؟ قال: "روِّي أصول الشعر، وأنق بشرتك، تخرج من مغتسلك وقد غُفر لك كل ذنب، يا بني، لا تفوتك ركعتا الضحى، فإنها صلاة الأوابين، يا بني، وكثر الصلاة في الليل والنهار، فإنك ما دمت في صلاة، فإن الملائكة تصلي عليك، يا بني، وإذا قمت في الصلاة، فانصب نفسك لله، فإذا ركعت، فاجعل راحتيك على ركبتيك، وفرّج بين أصابعك، وارفع عَضُدَك عن جنبيك، وإذا رفعت رأسك من الركوع، فقم حتى يرجع كل عضو إلى مكانه، وإذا سجدت، فألزق وجهك بالأرض، ولا تنقر نقر الغراب، ولا تبسط ذراعيك بسط الثعلب، فإذا رفعت رأسك، فلا تُقْعِ كما يُقعي الكلب، ضع إليتيك بين قدميك، وألزق ظاهر قدميك بالأرض، فإن الله لا ينظر إلى صلاة عبد لا يتم ركوعها وسجودها، وإن استطعت أن تكون على وضوء من يومك وليلتك، فإن يأتك الموت وأنت على ذلك، لم تَفُتْكَ الشهادة، يا بني، وإذا دخلت بيتك فسلم، تكثر بركتك وبركة بيتك، يا بني، وإذا خرجت لحاجة، فلا يقعن بصرك على أحد من أهل دينك إلّا سلمت عليه، تدخل حلاوة الإيمان قلبك، وإن أصبت دنيا في مخرجك رجعت وقد غفر لك، يا بني، ولا تبيتن ولا تصبحن يَوْمًا وَفِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الإِسلام، فإن هذا أمر سنتي، ومن أخذ بسنتي فقد أحبني، ومن أَحَبَّنِي فَهُوَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ، يَا بُنَيَّ، فَإِذَا عَمِلْتَ بِهَذَا وَحَفِظْتَ وَصِيَّتِي، فَلَا يَكُونَنَّ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ، فَإِنَّ فِيهِ راحتك". وأخرجه أبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 113) من طريق عيسى بن أحمد العسقلاني، حدّثنا يزيد بن هارون به، بلفظ قريب. =
= وأخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 12)، والطبراني في الكبير (1/ 249) من طريق الحسين بن محمَّد بن شيبة، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة (2/ 203) من طريق أحمد بن عبد الرحمن الصقلي، ومحمد بن رافع، أربعتهم: عن يزيد بن هارون به، بأوله. ولفظ ابن سعد: "خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا ابن ثمان سنين". وتوبع العلاء الثقفي على رواية هذا الحديث، كما يلي: 1 - أخرج أبو يعلى (6/ 306) من طريق محمَّد بن الحسن بن أبي يزيد الصُدائي، حَدَّثَنَا عَبَّاد المِنْقَري عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مالك مرفوعًا، فذكره مطولًا، وفي أوله قصة. وسنده ضعيف؛ لضعف محمَّد بن الحسن، وعَبَّاد المِنْقَري، وعلي بن زيد، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الطريق الآتي برقم (2). وأخرجه الخرائطي في اعتلال القلوب -خ- (ق 139 أ) من طريق حسين بن عبد الأوّل قال: ثنا محمَّد بن أبي يزيد به، بلفظ: "اكتم سري تكن مؤمنًا". وأخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة (2/ 202) من طريق إسحاق بن عمر المُكتِب، ثنا محمَّد بن الحسن الهَمْداني به، وذكر أوله. ولفظه: "قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المدينة وأنا ابن تسع سنين". وأخرجه أبو نُعيم أيضًا في دلائل النبوة (ص 121) من طريق الحسن بن حماد الكوفي قال: ثنا محمد بن الحسن بن يزيد الهَمْداني به، ولفظه: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سنين، فما سبني سبة قط، ولا ضربني ضربة، ولا انتهرني، ولا عبس في وجهي، ولا أمرني بأمر فتوانيت فيه فعاتبني عليه، فإن عاتبني عليه أحد من أهله، قال: "دعوه، فلو قُدِرَ شيء لكان". وأخرجه الطبراني في الصغير (ص 312) من طريق عبد الله الأنصاري عن علي بن زيد بن جُدْعَان به مطولًا. =
= قال الطبراني: لا يُروى عن أنس بهذا التمام إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به مسلم الأنصاري، وكان ثقة. قلت: بل رُوي بهذا التمام بغير هذا الإسناد كما تقدم وكما سيأتي. وأخرجه الترمذي (5/ 44، 56)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول كما في اللآلئ المصنوعة (2/ 380) من طريق عبد الله الأنصاري عن علي بن زيد بن جُدعان به مختصرًا. قال الترمذي: وفي الحديث قصة طويلة، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقال في الموضع الثاني: حديث حسن غريب. وأخرجه الأصبهاني في الترغيب (1/ 133)، وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 187) من طريق بشر بن إبراهيم، نا عباد بن كثير عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيّب به مطولًا. قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، وفي هذه الطريق آفات. أهـ. ثم ساق الأقوال في ضعف كل من: عبد الرحمن بن حرملة، وعباد بن كثير، وبشر بن إبراهيم. وأخرجه أبو الحسن القطان في المطولات، والطيالسي، وسعيد بن منصور في السنن، جميعهم كما في الكنز (15/ 911) من طريق سعيد بن المسيّب به مطولًا. 2 - وأخرج أبو يعلى كما في المطالب، وهو الطريق القادم برقم [3] من طريق الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ حفص بن عُبيد الله، عن أنس بن مالك مرفوعًا مطولًا. وسنده ضعيف جدًا، لحال الربيع بن بدر. 3 - وأخرج ابن حبّان في المجروحين (2/ 223)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 187) من طريق كثير بن عبد الله الأُبُّلِي عن أنس بن مالك، مرفوعًا مطولًا وفي أوله قصة. =
= قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبّان: أبو هاشم الأُبُّلِي كان يضع الحديث على أنس، لا يحل كتب حديثه إلّا اعتبارًا. قلت: كثير بن عبد الله هذا، ذكره الذهبي في ضعفائه، ونقل عن البخاريُّ قوله: منكر الحديث، وعن النسائيُّ قوله: متروك (المغني 2/ 530)، فهذا الحديث بهذا الإسناد لأجله ضعيف جدًا. ومن هذه الطريق أخرجه ابن عَدي (6/ 65) وذكر أوله، والبيهقيُّ في الشعب كما في اللآلئ المصنوعة (2/ 380) وذكر بعضه. 4 - وأخرج أبو يعلى (7/ 272) من طريق عمر بن أبي خليفة عن ضرار بن مسلم، عن أنس مرفوعًا ببعضه. وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الطريق القادم برقم (4). 5 - وأخرج العُقيلي (1/ 119) وابن عَدي (1/ 418)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 428) وأخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (1/ 376) من طريق يحيى بن سُليم الطائفي عن الأزور بن غالب، عن سليمان التيمي، عن أنس بن مالك مرفوعًا ببعضه. قال العُقيلي: لم يأت به عن سليمان التيمي غير الأزور هذا، ولهذا الحديث عن أنس طرق، ليس منها وجه يثبت. وذكره الحافظ في تخريج أحاديث الكشاف (ص 121) وأعلَّه بأزور بن غالب. قلت: وفيه يحيى بن سُليم الطائفي، قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ (التقريب ص 591). 6 - وأخرج العُقيلي (3/ 445) وابن الأعرابي في المعجم (2/ 50) من طريق الفضل بن العباس أبي العباس، والعُقيلي أيضًا (1/ 148) من طريق بكر بن الأعنق، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 376) من طريق الأزور بن غالب، ثلاثتهم: عن ثابت، عن أنس مرفوعًا ببعضه. =
= قال العُقيلي في الموضع الأوّل: الرواية في هذا متقاربة في الضعف. وقال في الموضع الثاني: ليس لهذا المتن عن أبي إسناد صحيح. وذكره الحافظ في تخريج أحاديث الكشاف (ص 120)، وأعلَّه بالفضل بن العباس فقال: مجهول. قلت: وفيه بكر بن الأعنق، قال الذهبي: لا يصح حديثه (المغني 1/ 114)، والأزور بن غالب، قال الذهبي: منكر الحديث (المغني 1/ 65). وأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 428) من طريق أشعث بن بَرَاز عن ثابت به ببعضه. ومن هذه الطريق أخرجه ابن عَدي (1/ 375)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 349) فذكر أوله. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. وذكره الحافظ ابن حجر في الفتاوى (ص 23) وضعَّفه لوجود أشعث هذا. 7 - وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق كما في المنتقى (ص 78)، وابن سعد الكنجرودي كما في اللآلئ المصنوعة (2/ 382)، والحافظ في نتائج الأفكار (2/ 179)، ثلاثتهم: من طريق مسلم بن إبراهيم، والعُقيلي (2/ 106) من طريق محمَّد بن سعيد الأثرم، وابن عَدي (3/ 364) من طريق النمر بن قادم وطالوت بن عباد -فرقهما- والبيهقيُّ في الشعب (6/ 428) من طريق عبد الله بن عصمة، جميعهم: عن سعيد بن زون، عن أبي مرفوعًا ببعضه. قال العُقيلي: وهذا المتن لا يعرف له طريق عن أبي يثبت. قلت: مدار هذه الطريق على سعيد بن زون، وهو ضعيف (انظر المغني 1/ 259). 8 - وأخرج ابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 142 ب) من طريق أبي مروان المؤذن، قال: سمعت أنس بن مالك، فذكره مرفوعًا ببعضه. =
= وأبو مروان هذا لم أجد له ترجمة. 9 - وأخرج البزّار كما في تفسير ابن كثير (3/ 317)، وأبو يعلى (7/ 197) وابن حبّان في المجروحين (2/ 192)، والطبراني في الأوسط (3/ 385)، وابن عَدي (5/ 382)، والشيرازي في الألقاب كما في اللآلئ المصنوعة (2/ 383) من طريق عَوبد بن أبي عمران الجوزي قال: حدثني أبي عن أنس بن مالك مرفوعًا ببعضه. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي عمران إلّا ابنه عَوبد. قلت: بل رواه غير ابنه، كما سيأتي. وهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لوجود عَوبد بن أبي عمران، قال الذهبي: قال النسائي وغيره: متروك (المغني 2/ 495)، ولوجوده ضعَّفه الحافظ في تخريج أحاديث الكشاف (ص 120). وأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 429) من طريق بشر بن حازم قال: نا أبو عمران الجوني به، ببعضه. وبشر بن حازم هذا لم أعثر له على ترجمة، وقد ذكر الحافظ ابن حجر هذا الحديث في الفتاوى (ص 24) ثم قال: وبشر مجهول. 10 - وأخرج الطبراني في الصغير (ص 301)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (2/ 593)، وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (2/ 163)، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 427)، وابن قدامة في المتحابين في الله (ص 32) من طريق علي بن الجَنَد عن عَمرو بن دينار، عن أنس بن مالك، مرفوعًا ببعضه. قال الطبراني: لم يروه عن عَمرو إلَّا علي بن الجَنَد، ولا رواه عن علي إلّا مُسَدَّد ومحمد بن عبد الله الرقاشي. قلت: إسناده ضعيف جدًا، لوجود علي بن الجَنَد، قال البخاريُّ: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: خبره كذب (المغني 2/ 444). وذكره الحافظ في تخريج أحاديث الكشاف (ص 120) فقال: رواه الطبراني في الصغير من رواية عَمرو بن دينار عن أنس، والراوي عنه ساقط. أهـ. يعني ابن الجَنَد. =
= 11 - وأخرج السهمي في تاريخ جرجان (ص 453)، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 427)، والثعلبي كما في تخريج أحاديث الكشاف (ص 120) من طريق اليسع بن زيد القرشي، حدّثنا سفيان بن عيينة عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك مرفوعًا ببعضه. وضعفه الحافظ؛ لوجود اليسع بن زيد، وهو ضعيف الحديث جدًا، ذكره الذهبي في المغني (2/ 756) وقال: خبره موضوع. وقال الحافظ في اللسان (6/ 365): اليسع عن ابن عيينة بخبر باطل ... وأخرج حديثه البيهقي في الشعب، وحمزة الجُرجاني في تاريخ جرجان، وهو منكر. أهـ. ورويت بعض ألفاظ هذه الوصية مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 185) من طريقين، ثم قال: هذا حديث ليس له أصل، وفي إسناده جماعة مجاهيل لا يعرفون أصلًا، ولا نشك أنه من وضع بعض القُصَّاص أو الجهَّال، وقد خَلَّطَ الذي وضعه في الإسناد، ومن المعروفين في إسناده: حماد بن عَمرو، قال يحيى: كان يكذب ويضع الحديث، وقال ابن حبّان: كان يضع الحديث وضعًا على الثقات، لا يحل كتب حديثه إلّا على وجه التعجّب. أهـ. والخلاصة أن طريق الباب لا يثبت، لشدة ضعفه، والله تعالى أعلم.
3127 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا محمَّد الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، ثنا عَبَّاد المِنْقَري عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيّب، عن أنس رضي الله عنه، نذكر مثله، وأتمَّ منه.
3127 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف محمَّد بن الحسن، وعَبَّاد المِنْقَري، وعلي بن زيد. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 271)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الصغير ... وفيه محمَّد بن الحسن بن أبي يزيد، وهو ضعيف. وقال البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 93 أ) مختصر: رواه أبو يعلى الموصلي بسند فيه علي بن زيد بن جُدْعَان.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 306)، ولفظه: قال أنس بن مالك: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المدينة وأنا ابن ثمان سنين، فأخذَت أمي بيدي، فانطلقَت بي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، إنه لم يبقَ رجل ولا امرأة من الأنصار إلّا قد أتحفتك بتحفة، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلّا إبني هذا، فخذه، فليخدمك ما بدا لك. فخدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما ضربني ضربة، ولا سبني سبة، ولا انتهرني، ولا عبس في وجهي، وكان أول ما أوصاني به أن قال: "يا بني، اكتم سري تك مؤمنًا، فكانت أمي وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألنني عن سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا أخبرهم به، وما أنا بمخبر سر رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَدًا أبدًا. وقال: "يَا بُنَيَّ، عَلَيْكَ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ يُحِبَّكَ حَافِظَاكَ، ويزاد في عمرك. ويا أنس، بالغ في الاغتسال من الْجَنَابَةِ، فَإِنَّكَ تَخْرُجُ مِنْ مُغْتَسَلِكَ وَلَيْسَ عَلَيْكَ ذَنْبٌ، وَلَا خَطِيئَةٌ". قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ الْمُبَالَغَةُ يا رسول الله؟ قال: "تبل أصول الشعر، وتنقي البشرة. ويا بني، إن استطعت أن لا تزال أبدًا على وضوء، فإنه من يأته الموت وهو على وضوء، يعط الشهادة. ويا بني، إن استطعت أن لا تزال تُصَلِّي، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي عَلَيْكَ مَا دُمْتَ تصلي، ويا أنس، إذا ركعت، فأمكن كفيك من ركبتيك، وفرِّج بين أصابعك، وارفع مرفقيك عن جنبيك. =
= ويا بني، إذا رفعت رأسك من الركوع، فأمكن كل عضو منك موضعه، فإن الله لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده. ويا بني، فإذا سجدت، فأمكن جبهتك وكفيك من الأرض، ولا تنقر نقر الديك، ولا تُقْعِ إقعاء الكلب -أو قال: الثعلب- وإياك والالتفات في الصلاة، فإن الالتفات في الصلاة هلكة، فإن كان لا بد، ففي النافلة، لا في الفريضة. ويا بني، وإذا خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ، فَلَا تَقَعَنَّ عَيْنُكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، إِلَّا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ، فإنك ترجع مغفورًا لك. ويا بني، وإذا دَخَلْتَ مَنْزِلَكَ، فَسَلِّمْ عَلَى نَفْسِكَ، وَعَلَى أَهْلِكَ. وَيَا بُنَيَّ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ وَلَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكَ فِي الْحِسَابِ. وَيَا بُنَيَّ، إِنِ اتَّبَعْتَ وَصِيَّتِي، فَلَا يَكُنْ شَيْءٌ أحبَّ إِلَيْكَ مِنَ الموت". وقد تقدم ذكر طرقه في تخريج الطريق الماضي برقم (1).
3127 - [3] حدّثنا (¬1) خَالِدُ بْنُ مِرداس، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ عن أبي حازم، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبيد اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، فذكره وزاد فيه: "وسلم في بيتك [يَزِدْ] (¬2) الله تعالى فِي بَرَكَاتِكَ، ووقِّر كَبِيرَ الْمُسْلِمِينِ، وَارْحَمْ صَغِيرَهُمْ، أجيء أنا وأنت كهاتين". وجمع -صلى الله عليه وسلم-بين أصابعه. ¬
3127 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه الربيع بن بدر، وهو متروك.
تخريجه: لم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى، وتقدم ذكر طرقه في تخريج الطريق الأوّل، وبالله التوفيق.
3127 - [4] حدّثنا (¬1) مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ أبي خليفة (¬2) عن ضرار بن مسلم، قال: سمعته يذكره عن أنس رضي الله عنه، قال: أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر الحديث، وفي آخره: " [إن نمت (¬3) وَأَنْتَ طَاهِرٌ فمِتَّ، مِتَّ] (¬4) شَهِيدًا، يَا أَنَسُ، وقِّر الكبير، وارحم الصغير". ¬
3127 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لحال عمر بن أبي خليفة، وفيه ضرار بن مسلم وهو مجهول. وقد ذكر الحافظ هذه الطريق في تخريج أحاديث الكشاف (ص 120) فقال: ورواه أبو يعلى من رواية عَمرو بن أبي خليفة عن ضرار بن عَمرو، عن أنس، وإسناده ضعيف جدًا. قلت: ضرار بن عَمرو هذا هو المَلَطي، قال الذهبي: متروك الحديث (المغني 1/ 312)، لكنه ليس هو المذكور في طريق الباب، ولعله من أوهام الحافظ رحمه الله.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 272). ولفظه: قال أنس: أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا أنس، أسبغ الوضوء يزد في عمرك، يا أنس، صل صلاة الضحى، فإنها صلاة الأوابين من قبلك، يا أنس، سلم على أهل بيتك تكثر حسناتك، يا أنس، سلم على من لقيت من أمتي، تكثر حسناتك =
= يا أنس أكثر الصلاة بالليل والنهار يحبك حافظاك، يا أنس، بت وأنت طاهر، فإن مِتَّ مِتَّ شَهِيدًا، يَا أَنَسُ، وَقِّرِ الْكَبِيرَ وَارْحَمِ الصغير". وتقدم ذكر طرقه في تخريج الطريق الماضي رقم (1)، والله الموفق، لا إله غيره.
3128 - [1] وقال عبد: حدّثنا محمد بن كثير، أنا هشام بن زياد، هو أَبُو الْمِقْدَامِ عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ القُرَظي، قال: عهدت عمر بن عبد العزيز (¬1) رضي الله عنه، وَهُوَ عَلَيْنَا عَامِلٌ (¬2) بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ شَابٌّ غَلِيظُ البضعة، ممتلىء الجسم، فبما استُخلف وَقَاسَى مِنَ الْعَمَلِ وَالْهَمِّ مَا قَاسَى، تغيَّرت حَالُهُ (¬3)، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ لَا أَكَادُ أصرف بصري [عنه] (¬4)، فَقَالَ: يَا ابْنَ كَعْبٍ، إِنَّكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ نظرًا ما كنت تنظره إِلَيَّ مِنْ قَبْلَ، قَالَ: قُلْتُ: تُعْجِبُنِي (¬5). قَالَ: وما عَجَبُكَ؟ قَالَ: لِمَا حَالَ مِنْ لَوْنِكَ، وَنُفِيَ من شعرك، ونحل من جسمك، قال: وكيف (¬6) لو رأيتني بعد ثلاث، حين تسيل حدقتاي عَلَى وَجْهِي، [وَيَسِيلُ] (¬7) مَنْخَرَايَ وَفَمِي (¬8) صَدِيدًا وَدُودًا، أكنت (¬9) لِي أَشَدَّ نُكْرَةً؟ أَعِدْ (¬10) عَلَيَّ حَدِيثًا كُنْتَ حدثتنيه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: حدثني ابن عباس رضي الله عنهما، وَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: "إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شَرَفًا، وَإِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةَ، وَإِنَّمَا يُجالس (¬11) بِالْأَمَانَةِ، وَاقْتُلُوا الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي صَلَاتِكُمْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ الناس، فليتق الله تعالى، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ، فَلْيَتَوَكَّلْ على الله عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ، فَلْيَكُنْ [بما في] (¬12) يد الله تبارك وتعالى أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ. أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مَنْ نَزَلَ وَحْدَهُ وَمَنَعَ رَفْدَه، وَجَلَدَ عَبْدَهُ. ألا أنبئكم بشر من هذا؟ " قالوا: بلى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من يبغض الناس ويبغضونه (¬13). أفلا (¬14) أنبئكم بشرٍّ من هذا؟ "، قالوا: بلى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مَنْ لَمْ يقُل عَثْرَةً، وَلَمْ يَقْبَلْ مَعْذِرَةً، ولم يغفر ذنبًا. أفلا أنبئكم بشرٍّ من هذا؟ "، قالوا: بلى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من لم يُرْجَ خيره، ¬
ولم يُؤْمَنْ شره، إن عيسى بن مريم عليه السلام قَامَ فِي قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَا تكلَّمُوا [بِالْحِكْمَةِ] (¬1) عِنْدَ الْجَاهِلِ فَتَظْلِمُوهَا، وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ، وَلَا تَظْلِمُوا، وَلَا تُكَافِئُوا ظالمًا [بظلم] (¬2) [فَيَبْطُلَ] (¬3) فضلكم عن رَبِّكُمْ، يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، الْأَمْرُ ثَلَاثَةٌ: أَمْرٌ بيِّن رشدُه فَاتَّبِعُوهُ، وَأَمْرٌ بيِّن غيُّه فَاجْتَنِبُوهُ، وَأَمْرٌ اخْتُلِفَ فِيهِ فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ". [2] وَقَالَ الحارث: حدّثنا [سُريج] (¬4) بْنُ يُونُسَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا أَبُو الْمِقْدَامٍ (¬5) عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: عَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العزيز رضي الله عنه، وهو علينا عامل بالمدينة زَمَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهُوَ شَابٌّ، فَذَكَرَهُ. * قُلْتُ: فِي السُّنَنِ شَيْءٌ مِنْ أَوَائِلِهِ. ¬
3128 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لحال هشام بن زياد، وهو متروك. وذكر الهيثمي في المجمع (8/ 59) طرفه، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه هشام بن زياد أبو المقدام، وهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 93 ب) مختصر، ثم قال: رواه عبد بن حميد، والحارث بن أبي أسامة، ومدار إسناديهما على هشام بن زياد أبي المقدام، وهو ضعيف، ورواه أبو داود، وابن ماجه مختصرًا. قلت: وفيه علة أخرى، وهي الانقطاع، هشام لم يسمع هذا الحديث من محمد بن كعب. قال مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 18): سمعت الحسن بن علي الحُلْواني يقول: رأيت في كتاب عفان حديث هشام أبي المقدام، حديث عمر بن عبد العزيز، قال هشام: حدثني رجل يقال له: يحيى بن فلان عن محمَّد بن كعب قال: قلت لعفان: إنهم يقولون هشام سمعه من محمَّد بن كعب فقال: إنما ابتُلِيَ من قِبَلِ هذا الحديث، كان يقول: حدثني يحيى عن محمَّد، ثم ادّعى بعدُ أنه سمعه من محمَّد.
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد (1/ 571). وأخرجه الحارث في مسنده كما في بغية الباحث (ص 1278)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (3/ 218) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، والأصبهاني في =
= الترغيب (1/ 283) من طريق عبد الله بن سَوَّار العنبري، وداود بن إبراهيم، ثلاثتهم: عن هشام بن زياد به، بلفظ قريب. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص 415) من طريق جعفر بن سليمان، والحاكم (4/ 270)، من طريق عُبيد الله بن محمَّد العَبْسي، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 218) من طريق عُبيد الله بن محمَّد، وموسى بن خلف، وعبد العزيز بن عبد الصمد، وعبّاد بن عبّاد، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 234) من طريق عبَّاد ابن عبَّاد، والأصبهاني في الترغيب (1/ 282) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، كلهم: عن هشام بن زياد به، بألفاظ متقاربة، دون القصة التي بين محمَّد بن كعب وعمر بن عبد العزيز. وسكت الحاكم، وقال الذهبي في التلخيص: هشام متروك. وأخرجه ابن عَدي (7/ 106) من طريق حَوْثَرة بن أشرس، ثنا هشام بن زياد به، وذكر أول القصة، وأول المرفوع، ثم قال: فذكره بطوله. وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار -مسند عمر- (1/ 269) من طريق علي بن كرَّام القُشيري والطبراني في الكبير (10/ 389) من طريق أبي صالح الحَرَّاني، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 123)، ومن طريقه السمعاني في أدب الإملاء (ص 44) من طريق حبَّان بن هلال، والقُضاعي أيضًا (2/ 124) من طريق عبّاد بن عبّاد، والخطيب في الجامع (2/ 61) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، جميعهم: عن هشام بن زياد به، بأوله دون القصة. وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 386) من طريق موسى بن خلف عن أبي المقدام به، وذكر آخر المتن. وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 88) من طريق عائشة، وابن عَدي (7/ 106) من طريق موسى بن خلف، وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (2/ 363) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 234) من طريق حبّان بن هلال، أربعتهم: عن هشام به، ببعضه. =
= وأخرجه ابن ماجه (1/ 308) من طريق زيد بن الحُباب، حدثني أبو المقدام به، لكن في النهي عن الصلاة خلف المتحدث والنائم. وأخرجه أبو داود (1/ 185) من طريق عبد الله بن يعقوب بن إسحاق، وابن عَدي (7/ 106) من طريق موسى بن خلف، كلاهما: عمن حدثهما، عن محمَّد بن كعب به ببعضه. قال ابن عَدي: وقوله عن من حدثه: إنما يريد به أبا المقدام. وأخرجه أبو داود أيضًا (2/ 78) من نفس الطريق السابقة، بلفظ: "لا تستروا الجدر، من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه، فإنما ينظر في النار، سلوا الله ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم، فامسحوا بها وجوهكم". قال أبو داود: رُوي هذا الحديث من غير وجه عن محمَّد بن كعب، كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها، وهو ضعيف أيضًا. قلت: الرجل المبهم هو هشام بن زياد، وقد أشار إلى هذا الحافظ في التهذيب (12/ 398). ورُوي بذكر واسطة بين هشام وبين محمَّد بن كعب، أخرجه ابن سعد في الطبقات (5/ 287) قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدّثنا أبو المقدام هشام قال: حدثني يحيى بن فلان قال: قدم محمَّد بن كعب القُرَظي على عمر بن عبد العزيز قال: فذكر القصة، دون المرفوع من لفظ الباب. وتوبع هشام بن زياد على رواية هذا الحديث كما يلي: أخرج الحاكم (4/ 269) من طريق محمَّد بن معاوية، ثنا مصادف بن زياد المَديني قال: سمعت محمَّد بن كعب به، بنحوه دون آخر المتن مع زيادة. وسكت الحاكم، وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: محمَّد بن معاوية كذبه الدارقطني، فبطل الحديث. قلت: وفيه أيضًا مصادف، لا يفرح به متروك. انظر المغني (2/ 659). =
= وأخرج الطبراني في مسند الشاميين (2/ 328) من طريق عبد الوهاب بن محمَّد الأوزاعي، حدثني عَمرو بن المهاجر قال: قدم محمَّد بن كعب القُرَظي على عمر بن عبد العزيز يسامره، فذكر القصة وبعض المرفوع. وعبد الوهاب الأوزاعي هذا لم أجد له ترجمة. وأخرج ابن سعد في الطبقات (5/ 287) من طريق عيسى بن ميمون قال: أخبرنا محمَّد بن كعب به، فذكر القصة، وأول المرفوع مع زيادة. وعيسى بن ميمون هو المَديني، قال الذهبي: تركوه (المغني 2/ 502)، فهذا الإسناد لأجله ضعيف جدًا. ومن هذه الطريق أخرجه ابن قتيبة في عيون الأخبار (2/ 302) فذكر القصة دون المرفوع، والعُقيلي (3/ 387)، وذكر أول المرفوع دون القصة. وأخرج ابن سعد في الطبقات (5/ 288) قال: أخبرنا محمَّد بن يزيد بن خُنيس المكي، عن وُهيب بن الورد قال: بلغنا أن محمَّد بن كعب القُرَظي دخل على عمر بن عبد العزيز، فذكر القصة مطولة بمعناها دون المرفوع. ومحمد بن يزيد هذا، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 513). وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق كما في المنتقى (ص 160) من طريق تمام بن بَزيع، والطبري في تهذيب الآثار -مسند عمر- (1/ 269)، وابن عَدي (4/ 52)، والخطيب في الجامع (2/ 62)، ثلاثتهم: من طريق صالح بن حسان، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (7/ 272) من طريق القاسم بن عروة، ثلاثتهم: عن محمَّد ابن كعب به، أول الحديث دون القصة. قال البيهقي: لم يثبت في ذلك إسناد. قلت: وهذه الأسانيد لا تخلو من ضعف، أما تمام وصالح بن حسان، فمتروكان (انظر المغني 1/ 118، التقريب ص 271)، وأما القاسم بن عروة، فلم أجد له ترجمة. =
= وأخرج أبو عُبيد في الخطب والمواعظ (ص 191) من طريق وَطَر بن خليفة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لعمر بن عبد العزيز: حدّثنا ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- فذكر الحديث بطوله بلفظ قريب. ووَطَر هذا لم أعرفه، إلّا أن يكون الاسم تحرف من: فِطْر بن خليفة، فهو صدوق رمي بالتشيّع (التقريب ص 448)، وباقي رجال إسناده ثقات. ورُوي آخره مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مرفوعًا، ذكره ابن ودعان في الأربعين (ص 36) ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"أيها الناس، لا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تعاقبوا ظالمًا فَيَبْطُل فضلكم، ولا تراؤوا الناس فيحبط عملكم، ولا تمنعوا الموجود فيقل خيركم، أيها الناس إن الأشياء ثلاثة: أمر استبان رشدُه فاتبعوه، وأمر استبان غيُّه فاجتنبوه، وأمر اختلف عليكم فردوه إلى الله تعالى، أيها الناس، ألا أنبئكم بأمرين، خفيف مُؤْنَتُهُما، عظيم أجرُهما، لم يُلْقَ الله بمثلهما: الصمت، وحسن الخلق". وفي قوله: "ألا أنبئكم بشراركم ... مَنْ نَزَلَ وَحْدَهُ، وَمَنَعَ رَفْدَه، وَجَلَدَ عَبْدَهُ" حديث ابن عمر، أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 139)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 28) من طريق إسحاق بن وهب الطُّهُرْمُسِي، عن ابن وهب، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "شرار الناس، من نزل وحده، وجلد عبده، ومنع رَفْدَه". قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قلت: سنده واهٍ لوجود إسحاق بن وهب (انظر الميزان 1/ 203).
3129 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا هُشيم عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكيم، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ أَضْحَكَهُمْ حَدِيثُهُمْ، فَوَقَفَ فسلَّم فَقَالَ: "اذْكُرُوا هاذِم اللذَّات، الموت". وخرج -صلى الله عليه وسلم- بَعْدَ ذَلِكَ خَرْجَةً أُخْرَى، فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ فَقَالَ: "أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا". قال: وخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَيْضًا فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قال: "ألا إن الإِسلام بدأ غريبًا، وسيعود غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، قِيلَ لَهُ: ومن الغرباء يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "الذين إذا فسد الناس صَلَحُوا".
3129 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فيه ثلاث علل: 1 - الكوثر بن حكيم، وهو متروك. 2 - روح بن حاتم، وهو ضعيف. 3 - عنعنة هُشيم، وهو مدلس. وقال العراقي: أخرجه ابن أبي الدنيا في الموت من حديث ابن عمر بإسناد ضعيف (المغني مع الإحياء 4/ 451). وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 101 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى بسند فيه كوثر بن حكيم، وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه أبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 123) من طريق ابن أبي غالب، حدّثنا هُشيم به، بلفظ قريب. وأخرجه تمام في الفوائد (2/ 199)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع =
= البحرين -خ- (ق 275 أ)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 392)، من طريق عُبيد الله بن عمر، عن نافع به، وذكر بعضه. ولفظ تمام: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى المسجد، فإذا قوم يتحدثون ويضحكون، فقال: "اذكروا الموت، أما والذي بعثني بالحق لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كثيرًا". قال الطبراني: لا يُروى عن ابن عمر إلّا بهذا الإسناد. ولم أجد من أخرج هذا الحديث بطوله غير المصنف، لكن وجدته مفرقًا في أحاديث كما يلي: الشطر الأوّل: "اذكروا هاذِم اللذات، الموت". رُوي عن أبي هريرة، وأنس، وعمر رضي الله عنهم، كما يلي: 1 - حديث أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/ 292) واللفظ له، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 384)، وأخرجه الترمذي (4/ 479)، والنسائيّ (4/ 4)، وابن ماجه (2/ 1422)، وابن عَدي (5/ 222)، والحاكم (4/ 321)، والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 470)، والبيهقيُّ في الزهد الكبير (ص 266، 267) من طريقين، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 391) من طريق محمَّد بْنِ عَمرو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "أكثروا ذكر هاذِم اللذات". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال الحاكم -ووافقه الذهبي-: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. قلت: بل هو حسن، لحال محمَّد بن عَمرو بن علقمة (انظر الميزان 3/ 673). 2 - حديث أنس: أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (2/ 131)، والطبراني في الأوسط (1/ 395)، واللفظ له، وأبو نُعيم في الحلية (9/ 252)، والحسن بن الخَلَّال في الأمالي (ص 84)، وأبو عساكر الدمشقي في تعزية المسلم (ص 46)، من طريق مُؤَمَّل بن إسماعيل، والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 72)، من طريق عبد الأعلي بن =
= حماد، كلاهما: عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بقوم من الأنصار يضحكون، فقال:"أكثروا ذكر هاذِم اللذات". قال أبو حاتم: هذا حديث باطل لا أصل له. وقال الشيخ الألباني في الإرواء (3/ 145): سند صحيح على شرط مسلم. 3 - حديث عمر: أخرجه أبو نُعيم في الحلية (6/ 355)، من طريق عبد الملك بن يزيد، ثنا مالك بن أنس، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيّب، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "أكثروا ذكر هاذِم اللذات" قلنا: يا رسول الله! وما هاذِم اللذات؟ قال: (الموت). قال أبو نُعيم: غريب من حديث مالك، تفرد به جعفر عن عبد الملك. قلت: إسناده ضعيف، فيه عبد الملك، بن يزيد، قال الذهبي: لا يُدرى من هو (الميزان 2/ 667). الشطر الثاني: "أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كثيرًا". رُوي عن أبي هريرة، وأنس رضي الله عنهما، كما يلي: 1 - حديث أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/ 312)، والبخاري (فتح 11/ 524) والترمذي (4/ 482) ولفظ أحمد: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كثيرًا". قال الترمذي: هذا حديث صحيح. 2 - حديث أبي: أخرجه أحمد (3/ 193) واللفظ له، وابن ماجه (2/ 1402)، وأبو يعلى (5/ 418)، من طريق همام قال: سمعت قتادة قال: ثنا أنس بن مالك، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كثيرًا". وإسناده صحيح. الشطر الثالث: "ألا إن الإِسلام بدأ غريبًا ... ". =
= رُوي عن ابن مسعود، وسهل، وواثلة، وعبد الرحمن بن سَنَّة، وعَمرو بن عوف رضي الله عنهم، مرفوعًا، ورُوي عن عبد الله بن عَمرو موقوفًا، كما يلي: 1 - حديث ابن مسعود: أخرجه أبو عَمرو الداني في السنن الواردة في الفتن -خ- (1/ 25) قال: حدّثنا محمَّد بن خليفة، وسلمة بن سعيد قالا: حدّثنا محمَّد بن الحسين، حدّثنا عبد الله بن أبي داود، حدّثنا محمَّد بن آدم المصيصي، حدّثنا حفص بن غياث عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله -يعني ابْنِ مَسْعُودٍ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "إن الإِسلام بدا غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء". قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: "الذين يصلُحون إذا فسد الناس". وسنده صحيح. 2 - حديث سهل: أخرجه الدولابي في الكنى (1/ 192)، وابنِ عَدي (2/ 29) من طريق بكر بن سُليم المَديني قال: حدّثنا أبو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: فذكره بلفظ قريب من لفظ أبي عَمرو الداني. وإسناده ضعيف، لضعف بكر، قال الحافظ: مقبود (التقريب ص 126)، ويؤكد ضعفه أنه روى هذا الحديث أيضًا عن أبي حازم، عن الأعرج، عن أبي هريرة، (انظر ابن عَدي 2/ 29)، وهذا من اضطراب بكر فيه. 3 - حديث واثلة: أخرجه تمام في الفوائد (2/ 14) من طريق سليمان بن سلمة الخبائري، ثنا المُؤَمَّل بن سعيد الرَحَبي عن إبراهيم بن أبي عَبْلة، عن واثلة بن الأسقع، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "بدأ الإِسلام غريبًا وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء"، فقيل: يا رسول الله، ومن الغرباء؟ قال: "الذين يصلُحون إذا فسد الناس". وسنده ضعيف جدًا، الخبائري، تركه أبو حاتم (انظر المغني 1/ 280). 4 - حديث عبد الرحمن بن سَنَّه: أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (4/ 73) واللفظ له، ونُعيم بن حماد في الفتن -خ- (ق 137 أ)، وابن عَدي (4/ 307) من طريق إسماعيل بن عياش عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ =
= يوسف بن سليمان، عن جدته ميمونة، عن عبد الرحمن بن سَنَّة، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "بدأ الإِسلام غريبًا ثم يعود غريبًا كلما بدأ، فطوبى للغرباء"، قيل: يا رسول الله، ومن الغرباء؟ قال: "الذين يصلُحون إذا فسد الناس، والذي نفسي بيده، لينحازن الإيمان إلى المدينة، كما يجوز السيل، والذي نفسي بيده، ليأزَرن الإِسلام إلى ما بين المسجدين، كما تأزَر الحية إلى جحرها". قال ابن أبي حاتم في الجرح (5/ 238): عبد الرحمن بن سَنَّة روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديثًا ليس إسناده بالقائم؛ لأنّ راويه إسحاق بن أبي فروة. قلت: سنده ضعيف جدًا، إسحاق بن أبي فروة متروك (انظر المغني 1/ 71). 5 - حديث عَمرو بن عوف: أخرجه الترمذي (5/ 19) واللفظ له، وابن عَدي (6/ 59)، وأبو نُعيم في الحلية (2/ 10) من طريق كثير بن عبد الله بن عَمرو بن عوف بن زيد بن مِلْحة عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الدين ليأزر إلى الحجاز كلما تأزَر الحية إلى جحرها، وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأُرْوِية من رأس الجبل، إن الدين بدأ غريبًا ويرجع غريبًا، فطوبى للغرباء، الذين يُصلِحون ما أفسد الناس من بعدي من سنّتي". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: سنده ضعيف؛ لضعف كثير بن عبد الله (انظر التقريب ص 460)، وأما ما كان من الإمام الترمذي رحمه الله، فإنه قد جرى على تحسين حديث كثير هذا، بل وتصحيحه أحيانًا (انظر الترمذي 2/ 361، 3/ 634، 5/ 44)، وهو مما نوزع فيه، ومذهب كبار أئمة النقد على ضعف كثير بن عبد الله، فقد اتفق على ذلك إمامًا هذا الفن: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين (انظر الكامل 6/ 57، والميزان 3/ 407). 6 - أثر عبد الله بن عَمرو: أخرجه أبو عَمرو الداني في الفتن -خ- (2/ 25) من طريق شُرَحْبيل بن شَريك، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: سمعت عبد الله بن عَمرو بن العاص يقول: "طوبى للغرباء، الذين يصلُحون عند فساد الناس". وإسناده لا بأس به، شُرَحْبيل صدوق، قاله الحافظ (التقريب ص 265).
3130 - [1] وقال مُسَدَّد: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عن رجل من النَّخَع قال: شهدت أبا الدرداء رضي الله عنه، حين حضره الموت فقال: إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يَقُولُ: "اعْبُدِ اللَّهَ تعالى كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يراك، وعُدَّ نفسك في الموتى، واتق دعوات (¬1) المظلوم فإنها تستجاب، وَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَشْهَدَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَصَلَاةَ الْغَدَاةِ فِي جَمَاعَةٍ، فَلْيَفْعَلْ وَلَوْ حَبْوًا". * صحيح لولا المبهم. ¬
3130 - [1] الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه عنعنة أبي إسحاق، وهو مدلس لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع، وفيه راو مبهم. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 92 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد بسند فيه راو لم يسمّ.
تخريجه: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (19/ 303) من طريق المصنف بلفظ قريب. وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 349)، وابن عساكر أيضًا من طريق أبي داود الطيالسي، نا سلَّام، يعني أبا الأحوص به، بنحوه. ولفظ البيهقي: "اعبد الله كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك، واعدد نفسك في الموتى، وإياك ودعوة المظلوم فإنها مستجابة، ومن استطاع منكم أن يشهد الصلاتين: العشاء والصبح ولو حبوا، فليفعل". ورُوي عن أبي الدرداء رضي الله عنه، موقوفًا إلى قوله: "المظلوم" مع زيادة =
= في آخره بسند صحيح، وقد ذكره الحافظ هنا، وهو الطريق القادم برقم (2). ويشهد لأول المتن، ما يلي: 1 - حديث زيد بن أرقم: أخرجه نُعيم في زوائده على زهد ابن المبارك (ص 63)، وأبو نُعيم في الحلية (2/ 208) واللفظ له من طريق عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن أبي سعيد، عن زيد بن أرقم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "اعبد الله كأنك تراه، فإنك إن لم تكن تراه فإنه يراك، وكأنك ميت". وقال خلَّاد في حديثه: "واحسب نفسك مع الموتى" وزاد: "واتق دعوة المظلوم فإنها مستجابة". قال أبو نُعيم: تفرّد به أبو إسماعيل الأيلي. قلت: أبو إسماعيل هذا غير مذكور في الإسناد، فلعله من أوهام النسَّاخ. وقال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 460): أبو سعيد هذا لم أعرفه. قلت: سنده ضعيف، فيه عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، قال الذهبي: صالح الحديث، ضعَّفه ابن الجنيد (المغني 2/ 397)، وأبو سعيد هو الأزدي، ذكره البخاريُّ في التاريخ الكبير (8/ كني 36) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو مجهول. وقد تحرَّف في إسناد نُعيم إلى: سعد، وأخرجه موقوفًا على زبد بن أرقم. 2 - حديث أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/ 243) متن طريق عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "يا ابن آدم، اعمل كأنك ترى، وعُدَّ نفسك مع الموتى، وإياك ودعوة المظلوم". وإسناده ضعيف؛ لضعف علي بن زيد، وهو ابن جُدْعَان (انظر التقريب ص 401)، ولإبهام شيخه. 3 - حديث معاذ: أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 44) واللفظ له، والشاشي -خ- (ق 198 أ)، والطبراني في الكبير (20/ 175) من طريق محمَّد بن =
= عمرو عن أبي سلمة، أن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: يا رسول الله، أوصني، قال:"اعبد الله كأنك تراه، واعدد نفسك في الموتى، وان شئت أنبأتك بما هو أملك بك من هذا كله. قال: هذا". وأشار بيده إلى لسانه. ولفظ الشاشي والطبراني بأطول من هذا اللفظ. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 243)، ثم قال: رواه الطبراني بإسناد جيد، إلّا أن فيه انقطاعاً بين أبي سلمة ومعاذ. ووافقه الهيثمي في المجمع (4/ 218). وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 225) من طريق أبي معاوية قال: قال معاذ بن جبل: أي رسول الله أوصني. قال: "اعبد الله كأنك تراه، واعدد نفسك من الموتى، واذكر الله عند كل حجر وشجر، وإذا عملت السيئة، فأعمل بجنبها حسنة، السر بالسر، والعلانية بالعلانية". وأبو معاوية هذا لم أعرفه. وأخرجه البيهقي في الشعب (1/ 405) من طريق الوليد بن أبي ثور عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثه إلى اليمن فقال: "اعبد الله ولا تشرك به شيئاً، واعمل لله كأنك تراه، واذكر الله عند كل حجر وشجر، وإن عملت سيئة في سر، فاتبعها حسنة في سر، وإن عملت سيئة علانية، فأتبعها حسنة في علانية، واتق الله، وإياك ودعوة المظلوم". وسنده ضعيف، فيه الوليد بن أبي ثور، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 582)، وفيه عبد الملك بن عُمير هو القِبْطي، مدلس من الثالثة، (انظر طبقات المدلسين ص 41) وقد عنعنه هنا، وفيه إبهام شيخه. ويشهد لقوله: "اعبد الله تعالى كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يراك" ما يلي: أخرج البخاريُّ (فتح 1/ 114)، ومسلم (1/ 39) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وفيه، قال -أي جبريل عليه السلام -: ما الإحسان؟ قال: "أن تعبد =
= اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنه يراك". وأخرجه مسلم أيضًا (1/ 36) من حديث عمر رضي الله عنه. ويشهد لقوله: "وعُدَّ نفسك في الموتى" ما يلي: أخرج وكيع (1/ 230) واللفظ له، وعنه أحمد (2/ 24) من طريق لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ببعض جسدي فقال: "يا عبد الله، كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل، واعدد نفسك مع الموتى". وسنده ضعيف؛ لضعف ليث (انظر المغني 2/ 536)، وتابعه أبو يحيى القتَّات، أخرجه ابن عَدي (3/ 238) بنحو لفظ وكيع. وأبو يحيى هذا ضعيف، قال الحافظ: لين الحديث (التقريب 684). وبمجموع هذين الطريقين، يرتقي حديث ابن عمر هذا إلى الحسن لغيره. ويشهد لقوله: "واتق دعوات المظلوم، فإنها تستجاب" ما يلي: أخرج البخاريُّ (فتح 5/ 100)، من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ معاذا إلى اليمن فقال: "اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب". ويشهد لآخر المتن ما يلي: أخرج عبد الله في زوائد المسند (5/ 141) من طريق الحجاج بن أرطاة عن أبي إسحاق الهَمْداني، عن عبد الله بن أبي بَصير، عن أبيّ بن كعب، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لو يعلم الناس ما في العشاء وصلاة الغداة من الفضل في جماعة، لأتوهما ولو حبوا". وسنده ضعيف؛ لحال الحجاج بن أرطاة، قال الحافظ: صدوق كثير الخطأ والتدليس (التقريب ص 152) وذكره في المرتبة الرابعة من طبقات المدلسين (ص 49). وفيه أيضًا عنعنة أبي إسحاق، وهو من أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين =
= (ص 42)، فلا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع. وأخرج البخاريُّ فتح (2/ 141) من حديث أبي هريرة قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما، لأتوهما ولو حبوا، لقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم آمر رجلًا يؤم الناس، ثم آخذ شُعَلًا من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد". وأخرج مسلم (1/ 454) من حديث عبد الرحمن بن أبي عَمْرة، قال: دخل عثمان بن عفان المسجد بعد صلاة المغرب فقعد وحده، فقعدت إليه فقال: يا ابن أخي، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله". وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3130 - [2] حدثنا (¬1) فضيل بن عِياض عن منصور، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّة، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قال: "اعبد الله تعالى كَأَنَّكَ تَرَاهُ"، فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا إِلَى قَوْلِهِ: "الْمَظْلُومِ"، وَزَادَ: "وَاعْلَمْ أَنَّ قَلِيلًا يُغْنِيكَ خَيْرٌ مِنْ كثير يلهيك، وإن الدَّين لا يَبلى، وإن البر لا يُنسى (¬2). ¬
3130 - [2] الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.
تخريجه: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 762) من طريق المصنف، وقال: "وإن البر لا يبلى، وإن الإثم لا ينسى" بدل "وإن الدين لا يبلى، وإن البر لا ينسى". وأخرجه ابن عساكر أيضًا من طريق عبد العزيز بن مُسْلِم، نا منصور بن المُعتَمِر به، بلفظ قريب. وأخرجه وكيع (1/ 234)، وعنه كل من: ابن المبارك (ص 405)، وأحمد في الزهد (ص 197)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 761)، وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 305)، ومن طريقه: أبو نُعيم في الحِلية (1/ 211)، وأخرجه أحمد في الزهد (ص 197)، وهَنَّاد (1/ 290)، ثلاثتهم: عن أبي معاوية. وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 381)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 761) من طريق القاسم بن مَعْن، ثلاثتهم: عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ مُرَّة به، بنحوه. =
= ولفظه: "اعبدوا الله كأنكم ترونه، وعدوا أنفسكم في الموتى، واعلموا أن قليلًا يغنيكم خير من كثير يلهيكم، واعلموا أن البر لا يَبلى، وأن الإثم لا يُنسى". ووقع في إسناد هنَّاد: عَمرو بن مُرَّة، بدل: عبد الله بن مُرَّة، وكلاهما من شيوخ الأعمش، (انظر تهذيب الكمال 12/ 76) وإن صح ذلك، فإن إسناد هنَّاد هذا منقطع، عَمرو بن مُرَّة لم يسمع من أبي الدرداء رضي الله عنه، (انظر المراسيل ص 147). وأخرج ابن المبارك (ص 542) واللفظ له، والخطيب في اقتضاء العلم العمل (ص 27) من طريق يزيد بن إبراهيم عن الحسن قال: قال أبو الدرداء: "ابن آدم، اعمل لله كأنك تراه، واعدد نفسك في الموتى، وإياك ودعوة المظلوم". وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 762) من طريق قتادة عن الحسن، أن أبا الدرداء كان يقول: "اعمل كأنك تراه عَزَّ وَجَلَّ واعدد نفسك من الموتى، وإياك ودعوة المظلوم، وكنا نتحدث أن دعوة المظلوم تصعد إلى السماء". وأخرجه ابن عساكر أيضًا من طريق يزيد بن هارون عن الحسن قال: قال أبو الدرداء: فذكره بمثل لفظ ابن المبارك. وأسانيدهم ضعيفة؛ للانقطاع بين الحسن وأبي الدرداء رضي الله عنه، (انظر المراسيل ص 44). وأخرج الإمام أحمد في الزهد (ص 206) قال: حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني المثنَّى بن عوف، حدثني أبو عبد الله -يعني الجَسَري- أن رجلًا انطلق إلى أبي الدرداء فسلم عليه، فقال: أوصني فإني غازٍ، فقال له: "اتق الله كأنك تراه حتى تلقاه، وعُدَّ نفسك في الأموات ولا تعدها في الأحياء، وإياك ودعوة المظلوم". ورجال إسناده ثقات، إلّا أنه منقطع، أبو عبد الله هو حميري، لم يسمع من أبي الدرداء رضي الله عنه، (انظر مراسيل العلائي ص 168). وأخرج البيهقي في الشعب (7/ 382) واللفظ له، وابن عساكر في تاريخ دمشق =
= -خ- (13/ 762)، من طريق عاصم عن أبي وائل، عن أبي الدرداء قال: "اعمل لله كأنك تراه، واعدد نفسك مع الموتى، وإياك ودعوات المظلوم، فإنهن يصعدن إلى الله عَزَّ وَجَلَّ، كأنهن شرارات نار". وسنده ضعيف، عاصم هو ابن بَهْدَلة، قال الحافظ: صدوق له أوهام (التقريب ص 285)، وأبو وائل لم يسمع من أبي الدرداء رضي الله عنه، (انظر المراسيل ص 88). ويشهد له ما رُوي عن زيد بن أرقم، وأبي هريرة، ومعاذ رضي الله عنهم، وقد تقدم ذكر هذه الروايات في تخريج الطريق الماضي برقم (1). وبنحو قوله: "وَاعْلَمْ أَنَّ قَلِيلًا يُغْنِيكَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يلهيك" أخرج أبو يعلى (2/ 319) من حديث أبي سعيد الخدري، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى الْأَعْوَادِ، وَهُوَ يَقُولُ: "مَا قلَّ وكفى خير مما أكثر وألهى". وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الآتي برقم (3186). ويشهد لقوله: "وإن الدين لا يبلى، وإن البر لا ينسى" ما يلي: أخرج معمر في الجامع (11/ 178) واللفظ له، ومن طريقه كل من: البيهقي في الأسماء والصفات (1/ 140)، وفي الزهد (ص 277)، وعمر النسفي في القند (ص 272)، وابن الجوزي في ذم الهوى (ص 169) عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابة قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديان لا يموت، فكن كما شئت، كما تدين تدان". قال البيهقي: هذا مرسل. أهـ. وأعلَّه كذلك بالإرسال الحافظ في تخريج أحاديث الكشاف (ص 3)، ومعمر في روايته عن البصريين ضعف (انظر التقريب ص 541) وشيخه هنا بصري، وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 350) وقال: ضعيف. أهـ. =
= وقد أخرجه الإمام أحمد في الزهد (ص 206) من طريق معمر عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابة قَالَ: قَالَ أبو الدرداء: فذكره موقوفًا. وإسناده ضعيف لانقطاعه، أبو قِلابة لم يسمع من أبي الدرداء (انظر تخريج أحاديث الكشاف ص 3). وأخرج أبو حنيفة في المسند (شرح القاري ص 194) واللفظ له، وابن عَدي (6/ 158) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "البر لا يبلى، والإثم لا ينسى". ولفظ ابن عَدي: "الذنب لا ينسى، والبر لا يبلى، والديان لا يموت، فكن كما شئت، فكما تدين تدان". وإسناد أبي حنيفة صحيح. وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده كما في الإصابة (11/ 70)، قال: حدّثنا أحمد بن حنبل، حدّثنا الحارث بن النعمان عن أبي هريرة الحمصي، حدثني علي بن أبي طلحة عن سالم بن أبي الجَعْد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "البر لا يبلى والإثم لا ينسى، والذنب لا يفنى". قال الحافظ: الحارث بن النعمان ضعيف، وشيخه ما عرفته. أهـ. وأعلّه أيضًا بالإرسال؛ لكون والد سالم بن أبي الجَعْد، وهو أبو الجَعْد الغَطَفاني، لم يلق النبي -صلى الله عليه وسلم-.
3131 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أبي زكريا الكوفي، عن رجل حدثه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهى رجلًا عن ثلاث، وأوصاه بثلاث، فأما [التي] (¬1) نَهَاهُ عَنْهَا (¬2)، فَقَالَ: "لَا تَنْقُضْ عَهْدًا وَلَا تُعن عَلَى نَقْضِهِ، وَلَا تَبْغِ، فَإِنَّ مَنْ بُغي عليه لينصرنَّه الله تعالى، وإياك ومكر السيء، فإنه لا يحيق المكر السيء إلّا بأهله، ولهن من الله تعالى طالب"، وأما التي أوصاه بها: "أن تكثر (¬3) ذِكْرَ الْمَوْتِ، فَإِنَّهُ يسلِّيك عَمَّا سِوَاهُ، وَعَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى يُسْتَجَابُ لَكَ، وَعَلَيْكَ بِالشُّكْرِ، فَإِنَّهُ زِيَادَةٌ"، ثُمَّ قَرَأَ سُفْيَانُ: " [لإن] (¬4) شكرتم لأزيدنكم" (¬5). ¬
3131 - الحكم عليه: أتوقف في الحكم على هذا الحديث؛ وذلك لأنّ فيه راويا لم أقف له على ترجمة وهو أبو زكريا الكوفي، وشيخه مبهم لم يتبين لي. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 92 أ) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر.
تخريجه: ذكره ابن كثير في التفسير (3/ 569) قال: قال ابن أبي حاتم: ذكر علي بن الحسين، حدّثنا ابن أبي عمر به، ببعضه. ولفظه: "إياك ومكر السيء، فإنه لا يحيق المكر السيء إلَّا بأهله، ولهم من الله طالب". =
= وذكره أبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 237) قال: ورَوى حُميد عن أنس رضي الله عنه، قال: أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلًا، فذكره بنحوه مع تقديم وتأخير. وأخرج شطره الأوّل: ابن أبي الدنيا في ذم البُغي (ص 51)، قال: حدّثنا إسحاق بن إسماعيل قال: حدّثنا سفيان بن عيينة قال: حدثني رجل من أشياخنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى رجلًا فقال: "أنهاك عن ثلاث: لَا تَنْقُضْ عَهْدًا وَلَا تُعن عَلَى نَقْضِهِ، وإياك والبغي، فإن من بُغي عليه لينصرنه الله عَزَّ وَجَلَّ، وإياك والمكر، فإن المكر السيء لا يحيق إلّا بأهله، ولهم من الله عَزَّ وَجَلَّ طالب". وفي سنده جهالة وانقطاع. كما أخرجه ابن المبارك (ص 252) من طريق الزهري قال: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "لا تمكر ولا تُعن ماكرًا، فإن الله يقول: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} ولا تبغ ولا تُعن باغيًا، فإن الله تعالى يقول: {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} ولا تنكث ولا تُعن ناكثًا، فإن الله تعالى يقول: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}. وإسناده منقطع. وأخرج شطره الثاني: ابن أبي الدنيا في الشكر (ص 150) قال: حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، حدّثنا سفيان قال: حدثني رجل من أسناننا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى رجلًا بثلاث، قال: "أكثر ذكر الموت، يُسْلِيكَ عَمَّا سِوَاهُ، وَعَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ، فَإِنَّكَ لَا تدري متى يستجاب لك، وعليك بالشكر، فإن الشكر زيادة". وفي سنده جهالة وانقطاع. كما أخرجه الأصبهاني في الترغيب (2/ 652) من طريق إبراهيم بن الأشعث قال: قال فضيل بن عياض: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أوصى رجلًا فقال له: "أكثر ذكر الموت، يشغلك عما سواه، وأكثر الدعاء، فإنك لا تدري متى يستجاب لك، وأكثر الشكر، فإنه زيادة". =
= وسنده ضعيف لانقطاعه، ولوجود إبراهيم بن الأشعث (انظر الجرح 2/ 88، والمغني 1/ 10). ويشهد لقوله: "لا تنقض عهدًا .. " حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر". أخرجه البخاريُّ (فتح 1/ 89). والغدر: ترك الوفاء (الصحاح 2/ 766). ويشهد لقوله: "وَلَا تَبْغِ، فَإِنَّ مَنْ بُغي عَلَيْهِ لينصرنَّه الله" حديث أبي بكْرَة رضي الله عنه، أخرجه الحاكم (2/ 338) من طريق عيينة بن عبد الرحمن الغَطَفاني قال: سمعت أبي يحدث عن أبي بكْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تبغ ولا تكن باغيًا، فإن الله يقول: إنما بغيكم على أنفسكم". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. قلت: عيينة بن عبد الرحمن صدوق، قاله الحافظ (التقريب ص 441)، فالإسناد لأجله حسن. ويشهد لقوله: "أن تكثر ذكر الموت، حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أكثروا ذكر هاذِم اللذات". وإسناده حسن، وقد تقدم ذكره في تخريج الحديث رقم (3129) مع أحاديث أخرى. ويشهد لقوله: "وَعَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى يُسْتَجَابُ لك. وعليك بالشكر، فإنه زيادة، ما يلي: أخرج الطبراني في الصغير (ص 363) واللفظ له، ومن طريقه الخطيب في =
= تاريخ بغداد (1/ 247)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 355)، وأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 126) من طريق محمود بن العباس، صاحب ابن المبارك، حدّثنا هُشيم عن الأعمش، عن إبراهيم النَّخَعي، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أُعطي أربعًا، أُعطي أربعًا، وتفسير ذلك في كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ: من أعطي الذكر ذكره الله؛ لأنّ الله تعالى يقول: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}، ومن أعطي الدعاء، أعطي الإجابة؛ لأنّ الله تعالى يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، ومن أعطي الشكر، أعطي الزيادة؛ لأنّ الله تعالى يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}، ومن أعطي الاستغفار، أعطي المغفرة؛ لأنّ الله تعالى يقول: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)}. قال الطبراني: لم يروه عن الأعمش إلّا هُشيم، تفرد به محمود بن العباس. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، تفرد به محمود بن العباس، وهو مجهول. قلت: وعدَّ الذهبي هذا الحديث من منكرات محمود (انظر الميزان 4/ 77). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 149)، ثم قال: رواه الطبراني في الصغير، والأوسط، وفيه محمود بن العباس، وهو ضعيف. وأخرج البيهقي في الشعب (4/ 125) من طريق عبد العزيز بن أبان القرشي عن سفيان بن سعيد الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، والأسود قالا: قال عبد الله بن مسعود: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "فذكره بنحو لفظ الطبراني، وسنده واهٍ، عبد العزيز بن أبان، متروك، وكذبه ابن معين وغيره (التقريب ص 356). وأخرج البيهقي في الشعب (4/ 124) من طريق أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن، نا إبراهيم بن الحسن، نا خلف، يعني ابن خالد المصري، نا الليث بن سعد عن عبد الله بن صالح، عمن أخبره يرفع الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فذكره بنحو لفظ الطبراني. =
= وسنده ضعيف جدًا، ذكره الذهبي في السير (10/ 406)، ثم قال: مرسل، بل معضل. قلت: وفيه أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن عُبيد الأسدي، كذاب (انظر المغني 2/ 378).
3132 - وقال أبو يعلى: حدثنا عبد الأعلى، ثنا [مُعْتَمِر] (¬1) قال: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ محمَّد الْمَدَنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "عند الله تبارك وتعالى خزائن (¬2) للخير والشر، مفاتيحها الرجال". ¬
3132 - الحكم عليه:
الحكم على هذا الحديث متوقف على معرفة حال عقبة بن محمَّد المدني، حيث لم أجد من ترجم له، وفيه عبد الرحمن بن زيد وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 29 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم، ورَوى ابن ماجه منه: "فطوبى لمن جعلته مفتاحًا للخير". وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة (ص 129)، وأعلّه بعبد الرحمن بن زيد. وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2/ 755)، ثم قال: حسن.
تخريجه: الحديث في مسند أبي يعلى (13/ 521)، وزاد في آخره: "فطوبى لمن جعلته مفتاحًا للخير، مغلاقًا للشر، وويل لمن جعلته مغلاقًا للخير، مفتاحًا للشر". وأخرجه الطبراني في الكبير (6/ 150)، وفي مكارم الأخلاق (ص 71) قال: حدّثنا محمَّد بن الفضل السَّقَطي، ثنا عبد الأعلي بن حماد النَرْسي به، بلفظ قريب، وسقط من إسناده: عقبة بن محمَّد المدني. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 126) عن محمَّد بن يحيى بن ميمون، =
= والطبراني في الكبير (6/ 189) من طريق محمَّد بن بكير، كلاهما: عن مُعْتَمِر به، بلفظ قريب. وسقط من إسناد الطبراني قوله: عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم، وجاء في إسناد ابن أبي عاصم: زيد بن أسْلَم -كذا- دون: عبد الرحمن. وقد توبع عقبة بن محمَّد المدني بما أخرجه ابن ماجه (1/ 87) من طريق عبد الله بن وهب، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 128) من طريق إسحاق بن إدريس، والخرائطي في مكارم الأخلاق كما في المنتقى (ص 130) من طريق إسماعيل بن أبي أُويس، وابن عَدي (4/ 273) من طريق إسماعيل بن زكريا، كلهم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم به، بألفاظ متقاربة. ولفظ ابن أبي عاصم: "إن لله تبارك وتعالى خزائن من الخير، مفاتيحها الرجال، فطوبى لمن جعله الله مفتاحًا للخير، مغلاقًا للشر، وويل لمن جعله مغلاقًا للخير، مفتاحًا للشر". ويشهد للحديث ما رُوي عن أنس، وأبي الدرداء، وابن مسعود رضي الله عنهم، كما يلي: 1 - حديث أنس: أخرجه الطيالسي في المسند (ص 277) واللفظ له، ومن طريقه كل من: ابن أبي عاصم في السنة (1/ 128)، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 455)، وأخرجه الحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 344) عن محمَّد بن أبي عديّ، وعنه ابن ماجه (1/ 86)، وأخرجه ابن عَدي (6/ 197) من طريق ابن وهب، ثلاثتهم: عن محمد بن أبي حُميد قال: أخبرني حفص بن عُبيد اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن من الناس ناسًا مفاتيحًا للخير، مغاليقًا للشر، وإن من الناس ناسًا مفاتيحًا للشر، مغاليقًا للخير، فطوبى لمن كان مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل مفاتيح الشر على يديه". وهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود محمَّد بن أبي حُميد، قال الحافظ: ضعيف =
= (التقريب ص 475) وبه أعلّه السخاوي في المقاصد الحسنة (ص 129). وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 127) من هذه الطريق لكن زاد في الإسناد فقال: ... ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش، عَنْ محمَّد بْنِ أبي حُميد المَديني، عن موسى بن وَردان .... وعلّق الشيخ الألباني على هذه الزيادة في ظلال الجنة في تخريج السنة (1/ 128)، فقال: إسماعيل بن عَيَّاش ضعيف في روايته عن المدنيين، وهذه منها، وقد زاد في السند: موسى بن وَردان، خلافًا للثقات. وأخرجه البيهقي في الشعب (1/ 455) من طريق حُميد المزني عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "إن من الرجال مفاتيحًا للخير، مغاليقًا للشر، وإن من الناس مغاليقًا للخير، مفاتيحًا للشر". وحُميد المزني هذا مجهول (المغني 1/ 196). وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق كما في المنتقى (ص 130) من طريق خالد بن خِداش، نا حمّاد بن زيد عن أبيه قال: قال أنس بن مالك: "إن للخير مفاتيح، وإن ثابتًا البناني من مفاتيح الخير". وسنده ضعيف، والد حمّاد هو زيد بن درهم مقبول، وخالد بن خِداش صدوق يخطئ (التقريب ص 223، 187). 2 - أثر أبي الدرداء: أخرجه ابن المبارك (ص 332) واللفظ له، ومن طريقه كل من: الأصبهاني في الترغيب (1/ 291)، وابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 753) من طريق مكحول، أن أبا الدرداء كان يقول: "من الناس مفاتيح للخير، ومغاليق للشر، ولهم بذلك أجر، ومن الناس مفاتيح للشر، ومغاليق للخير، وعليهم بذلك إصر، وتفكر ساعة خير من قيام ليلة". قال ابن صاعد: تفرّد به ابن المبارك، غريب الإسناد صحيح. قلت: مسنده منقطع، مكحول هو الشامي لم يسمع من أبي الدرداء رضي الله عنه، (انظر جامع التحصيل ص 285). =
= 3 - حديث ابن مسعود: أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 253) واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 455) من طريق زيد بن الحُباب، ثنا سُفْيَانُ عَنْ حَبيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن من الناس مفاتيح لذكر الله، إذا رؤوا ذُكر الله". وإسناده ضعيف، زيد بن الحُباب صدوق يخطئ في حديث الثوري (التقريب ص 222).
4 - باب حسن الخلق
4 - بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ (¬1) 3133 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمرو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "خياركم أحاسنكم أخلاقًا" (¬2). ¬
5 - باب المحافظة على الدين، وبذل المال والنفس دونه
5 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّين، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دونه 3134 - قال مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا شُعبة عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبير قَالَ: شيَّعنا [جُنْدُبًا] (¬1) إِلَى حِصْنِ الْمُكَاتَبِ، فَقُلْنَا لَهُ: أَوْصِنَا. فَقَالَ: "عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ نُورُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، وهَدي النَّهَارِ، فَاعْمَلُوا بِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ، فَإِنْ عَرَضَ بَلَاءٌ، فَقَدِّمْ مَالَكَ دون نفسك، فإن تَجَاوَزَ الْبَلَاءُ، فَقَدِّمْ مَالَكَ [وَنَفْسَكَ] (¬2) دُونَ دِينك، فإن المحروم من حُرم دِينَهُ، وَإِنَّ الْمَسْلُوبَ مَنْ سُلب دِينَهُ، وَإِنَّهُ لا غنىً يُغني بعده النار، ولا فقر يُفقر بَعْدَهُ الْجَنَّةُ، إِنَّ النَّارَ لَا يُفك أَسِيرُهَا ولا يَستغني فقيرها". * صحيح موقوف. ¬
3134 - الحكم عليه: إسناده صحيح، وقتادة وإن كان مدلسًا، وقد اختلط، لكن شُعبة انتقى من حديثه، فأُمن تدليسه. =
= وذكره البوصيري في الاتحاف (118/ ب) فِلْم، ثم قال: هذا إسناد رواته ثقات، وهو موقوف.
تخريجه: أخرجه أحمد في الزهد (ص 296)، عن بهز بن أسد، ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص 144)، وأخرجه أبو عُبيد في فضائل القرآن (ص 33)، عن أبي نوح، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 357)، من طريق سعيد بن عامر، كلهم: عن شُعبة، به، بألفاظ متقاربة، ووقع في رواية أحمد، التصريح بسماع قتادة من يونس بن جبير. ولفظ أحمد: "أوصيكم بتقوى الله والقرآن، فَإِنَّهُ نُورُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ وهَدي النَّهَارِ، فَاعْمَلُوا بِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ، وإن عرض بلاءً فقدم مالك دون نفسك، فإن تَجَاوَزَ الْبَلَاءُ فَقَدِّمْ مَالَكَ وَنَفْسَكَ دُونَ دِينك، فإن المحروب من حُرب دينه، إنه لا غنىً بعد النار، ولا فاقة بعد الجنة، وإن النَّارَ لَا يُفك أَسِيرُهَا، وَلَا يَستغني فَقِيرُهَا". قال البيهقي: هذا هو المحفوظ عن جُنْدُب من قوله، وكذلك رواه سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة. وأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 246)، من طريق عبد الوهاب، هو ابن عطاء، أخبرنا سعيد، هو ابن أبي عَروبة، وهشام بن سَنْبَر، هو الدَّسْتُوائي، عن قتادة به، بلفظ قريب. وعبد الوهاب هذا، ذكره الذهبي في ضعفائه وقال: ضعّفه أحمد، وقوّاه غيره (المغني 2/ 413)، وفيه عنعنة قتادة وهو مدلس. وأخرجه أبو عُبيد في فضائل القرآن (ص 33) قال: حدثني أبو نوح عن شيبان أبي معاوية، عن قتادة، عن أبي غَلَّاب يونس بن جُبير، عن حِطَّان بن عبد الله السدوسي، قال: قدم علينا جُنْدُب بن عبد الله البصرة، فذكر الحديث بنحوه مع زيادة =
= في أوله: ولفظه: "من استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلّا طيبًا، فليفعل، فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، ومن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرئ مسلم يهريقه، كأنما يذبح به دجاجة، لا يأتي بابًا من أبواب الجنة إلا حال بينه وبينه، فليفعل، وعليكم بالقرآن، فإنه هَدي النهار ونور الليل المظلم، فَاعْمَلُوا بِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وفاقة فإن عرض بلاء، فقدموا أموالكم دون دمائكم، فإن تجاوزها البلاء، فقدموا دمائكم دون دِينكم، فَإِنَّ الْمَحْرُوبَ مَنْ حُرب دِينَهُ، وَإِنَّ الْمَسْلُوبَ من سُلب دينه، إنه لا فقر بعد الجنة، ولا غنىً بعد النار، إِنَّ النَّارَ لَا يُفك أَسِيرُهَا، وَلَا يَستغني فقيرها، والسلام عليكم". قلت: رجال إسناده ثقات، إلّا أن فيه عنعنة قتادة، وهو مدلس. وأخرجه أحمد في الزهد (ص 296) قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله، حدّثنا سالم المُرادي عن الحسن، عن جُنْدُب قال: قال لأصحابه: فذكره بنحوه. وإسناده ضعيف، سالم المُرادي هو ابن عبد الواحد، قال الحافظ: مقبول وكان شيعيًا (التقريب ص 227) وفيه انقطاع، الحسن لم يسمع من جُندُب رضي الله عنه (انظر المراسيل ص 42). وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 483، 13/ 489) قال: حدّثنا عبد الله بن نُمير، حدّثنا أبان بن إسحاق، حدثني رجل من بَجيلة قال: خرج جُنْدُب البَجَلي في سفر له، فخرج معه ناس من قومه، حتى إذا كانوا في المكان الذي يودع بعضهم بعضًا قال: فذكره مختصرًا. ولفظه في الموضع الأوّل: "أي قوم، عليكم بتقوى الله، عليكم بهذا القرآن، فالزموه على ما كان من جهد وفاقة، فإنه نور الليل المظلم، وهَدي بالنهار". ولفظه في الموضع الثاني: "ألا ترى، الْمَحْرُوبَ مَنْ حُرب دِينَهُ، وَإِنَّ الْمَسْلُوبَ مَنْ سُلب دينه، ألا إنه لا فقر بعد الجنة، ولا غنىً بعد النار، ألا إِنَّ النَّارَ لَا يُفك =
= أسيرها ولا يَستغني فقيرها". وإسناده ضعيف، فيه راوٍ لم يسمّ. ورُوي مرفوعًا: أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 357)، من طريق عبد القدوس بن حَبيب، أنه سمع الحسن، يحدث عن سَمُرَة بن جُنْدُب أنه قال: أوصى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-بَعْضُ أصحابه فقال: فذكره بلفظ قريب. قال البيهقي: عبد القدوس بن حَبيب الشامي هذا ضعيف مرة، وقد أخطأ في إسناد هذا المتن، إن لم يتعمده، والله أعلم. قلت: وفيه انقطاع، الحسن لم يلق سَمُرَة بن جُنْدُب (انظر المراسيل ص 33).
3135 - قال أبو داود: حدثنا عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ ذَكْوَانَ عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إن من (¬1) أسوء [النَّاسِ] (¬2) مَنْزِلَةً مَنْ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ". ¬
3135 - الحكم عليه: هذا حديث ثلاثي ضعيف الإسناد، لضعف عبد الحكم بن ذكوان، ومما يؤكد ضعَّفه، إضطرابُه في إسناده، حيث جعله من مسند أبي هريرة تارة، ومن مسند أبي أُمامة تارة أخرى، كما سيأتي في التخريج.
تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 316). وأخرجه من طريقه كل من: أبي نُعيم في الحلية (6/ 65) بلفظ قريب، والبيهقيُّ في الشعب (5/ 358)، بلفظ سواء. وأخرجه البخاريُّ في التاريخ الكبير (6/ 128) معلقاً من طريق المصنف، إلّا أنه أسقط شَهْر بن حَوّشَب من إسناده، ولفظه: "إن أشد الناس ندامة يوم القيامة، رجل باع آخرته بدنيا غيره". وأخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 173)، من طريق مروان بن معاوية الفَزاري عن عبد الحكم، به بنحوه، ولفظه: "إن من شر الناس عند الله يوم القيامة، عبدًا أذهب اَخرته بدنيا غيره". وأخرجه ابن ماجه (2/ 1312)، والطبراني في الكبير (8/ 144)، من طريق مروان بن معاوية، عن عبد الحكم، به بنحوه، لكن قال: عن أبي أُمامة، مكان أبي هريرة. ولفظ ابن ماجه: "من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة، عبد أذهب آخرته بدنيا غيره".
6 - باب
6 - باب ٌ 3136 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزاحم، حدّثنا عمر بن شَبيب عن يوسف بن الصباغ، عن الحسين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من شَهِدَ أَمْرًا فَكَرِهَهُ، كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهُ، وَمَنْ غَابَ عَنْ أَمْرٍ فَرَضِيَ بِهِ، كَانَ كمن شهده".
3136 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، لضعف عمر بن شَبيب، ويوسف بن الصباغ. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 290)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه عمر بن شَبيب، وثَّقه ابن معين في رواية، وضعَّفه الجمهور، وكذلك يوسف بن ميمون الصباغ وثَّقه ابن حبّان وغيره، وضعَّفه الجمهور، ومنصور بن أبي مُزاحم ثقة. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 93/ ب)، مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفي سنده عمر بن شَبيب، وهو ضعيف.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (12/ 154). وذكره الحافظ ابن كثير في جامع المسانيد والسنن (2/ 492)، عن أبي يعلى بسنده ومتنه. ويشهد له ما رُوي عن أبي هريرة، والعُرْس بن عُميرة، وعبد الله، كما يلي: =
= 1 - حديث أبي هريرة: أخرجه ابن عَدي (7/ 230)، واللفظ له، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (7/ 266)، والنسفي في القند (ص 232)، من طريق يحيى بن أبي سليمان، عن المَقْبُري، عن أبي هريرة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من حضر معصية فكرهها، فكأنما غاب عنها، ومن غاب عنها فأحبها، فكأنما حضرها". قال البيهقي: تفرد به يحيى بن أبي سليمان، وليس بالقوي، والله أعلم. قلت: إسناده ضعيف، لضعف يحيى، قال الحافظ: لين الحديث (التقريب ص591). وبه أعلّه العراقي فقال: رواه ابن عَدي، وفيه يحيى بن أبي سليمان، قال البخاريُّ: منكر الحديث (المغني مع الإِحياء 2/ 309). وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه للبيهقي في السنن عن أبي هريرة، ورمز لضعفه (فيص القدير 6/ 117). 2 - حديث العُرْس بن عُميرة: أخرجه أبو داود (4/ 124)، والطبراني في الكبير (17/ 139)، واللفظ له، وابن عبد البر في التمهيد (24/ 313)، من طريق مغيرة بن زياد الموصلي، عن عَدي بن عَدي، عن العُرْس بن عُميرة الكِندي، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: إذا عُملت الخطيئة في الأرض، فمن شهدها وأنكرها، فهو كمن غاب عنها، ومن غاب عنها ورضيها، كمن شهدها". وإسناده ضعيف، لضعف مغيرة، قال الحافظ: صدوق له أوهام (التقريب ص 543). قلت: ولعل من أوهامه روايته لهذا الحديث عن عَدي بن عَدي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا، أخرجه أبو داود (4/ 124). 3 - أثر عبد الله: أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 117) واللفظ له، ونُعيم بن حماد في الفتن -خ- (ق 68 ب)، من طريق القاسم بن عبد الرحمن وزاد في سند نُعيم: أو عون بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "إن الرجل يشهد المعصية فينكرها، =
= فيكون كمن غاب عنها، ويكون يغيب عنها فيرضاها، فيكون كمن شهدها". وسنده ضعيف؛ لانقطاعه، القاسم يروي عن جده عبد الله بن مسعود مرسلًا، وكذلك رواية عون بن عبد الله (انظر مراسيل العلائي ص 252، 249). وأخرجه الحسن بن موسى الأشيب في جزئه (ص 53) واللفظ له، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (7/ 266)، من طريق عبد الرحمن بن عمير -وعند البيهقي: عبد الله، أو عبد الرحمن بن عمير- عن يزيد بن الحارث قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: "إذا عُمل في الناس الخطيئة، فمن رضيها ممن غاب عنها، فهو كمن شهدها؛ ومن كرهها ممن شهد، فهو كمن غاب عنها". وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 266)، من طريق عبد الله بن عمير أخي عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن مسعود قال: فذكره بلفظ قريب. قلت: عبد الرحمن بن عمير، ويزيد بن الحارث مجهولان، لم يوثقهما إلّا ابن حبّان، كعادته في توثيق الرواة المجاهيل (الثقات 7/ 66، 5/ 537)، وذكرهما البخاريُّ في التاريخ الكبير، وسكت عنهما (5/ 328، 8/ 326). وعبد الله بن عمير مجهول أيضًا (انظر اللسان 3/ 395)، فالإِسناد لأجلهم ضعيف. وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 201)، من طريق المسعودي عن عون قال: قلت لعمر بن عبد العزيز: إن ابن مسعود كان يقول: "إنها ستكون أمور مشتبهة، فمن رضيها ممن غاب عنها، فهو كمن شهدها، ومن كرهها ممن شهدها، فهو كمن غاب عنها"، فأعجبه. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 290)، ثم قال: رواه الطبراني، وعون لم يدرك ابن مسعود، والمسعودي اختلط. أهـ. وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
7 - باب الضيق على المؤمن في الدنيا
7 - بَابُ الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا 3137 - قَالَ أبو يعلى: حدّثنا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الهَرَوي، وَأَبُو مَعْمَرٍ، قَالَا: ثنا سَعِيدُ بْنُ محمَّد الْوَرَّاقُ، ثنا مُوسَى الجُهَني، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عن عطية بن عامر الجُهَني قال: سمعت سلمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "يَا سَلْمَانُ، إن الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر".
3137 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، لوجود سعيد بن محمَّد الوراق، وعطية بن عامر الجُهَني. وأخرجه العُقيلي (3/ 360)، وقال: في إسناده نظر. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 289)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه سعيد بن محمَّد الوراق، وهو متروك، وكذلك رواه البزّار. وضعفه البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 189)، لوجود سعيد بن محمَّد الوراق، وذكره في الإتحاف -خ- (2/ 41 ب) مختصر، مع زيادة في أوله، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف لضعف سعيد بن محمَّد الوراق، وعن طريقه رواه ابن ماجه مختصرًا، والبيهقيُّ بتمامه، وله شاهد من حديث ابن عَمرو، رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، والبيهقيُّ.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 268)، من طريق سعيد بن عَنْبَسة الرازي، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 198) والمزي في تهذيب الكمال (2/ 940)، كلاهما: من طريق محمَّد بن الصباح، والشجري في الأمالي (2/ 192)، من طريق عبد العزيز بن محمَّد، ثلاثتهم: عن سعيد بن محمَّد الوراق، به، بلفظه، مع زيادة في أوله. ولفظ الطبراني: "إن أطول الناس جوعًا يوم القيامة أكثرهم شبعًا في الدنيا، يا سلمان، الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر". وأخرج هذه الزيادة كل من: ابن ماجه (2/ 1112) قال: حدّثنا داود بن سليمان العسكري، ومحمد بن الصباح، والعُقيلي (3/ 360)، من طريق محمَّد بن الصباح، كلاهما: عن سعيد بن محمَّد الوراق، به. ورُوي من طريق زيد بن وهب عن سلمان رضي الله عنه دون ذكر الواسطة بينهما: عطية بن عامر، أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 13) قال: حدثني الحسن بن الصباح، والطبراني في الكبير (6/ 236)، والحاكم (3/ 604)، كلاهما: من طريق علي بن المديني، كلاهما: عن سعيد بن محمَّد الوراق، به، بلفظه، وفي أوله زيادة، عند الطبراني، والحاكم. ولفظ الطبراني: "أطول الناس شبعًا في الدنيا أكثرهم جوعا يوم القيامة" وسمعته يقول: "الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر". قال الحاكم: هذا حديث غريب صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: الوراق تركه الدارقطني وغيره. قلت: لفظ الباب صحيح، أخرجه الإمام مسلم وغيره مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وهو في هذا البحث برقم (3183). ورُوي من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أخرجه ابن المبارك (ص 211)، ومن طريقه كل من أحمد (2/ 197)، والحاكم (4/ 315)، والبغويُّ في =
= شرح السنة (14/ 297). ولفظ أحمد: "الدنيا سجن المؤمن وسَنَتُه، فإذا فارق الدنيا، فارق السجن والسَّنَة". وإسناد أحمد صحيح، قاله أحمد شاكر في شرحه للمسند (11/ 79)، ومحمد بن علي الشافعي في تحذير أهل الآخرة (ص 43). والسَّنَة: هي الجدب والقحط (انظر ترتيب القاموس 2/ 635). ورُوي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 69)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 118)، من طريق عبد الرحمن بن أبي الزِّناد عن موسى بن عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ". وإسناده ضعيف، لضعف عبد الرحمن، قال أبو حاتم وغيره: لا يحتج به (الكاشف 2/ 146). وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 401)، من طريق ذي النون بن إبراهيم، حدّثنا الليث بن سعد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الدُّنْيَا سجن المؤمن، وجنة الكافر". وسنده ضعيف، لضعف ذي النون، قال الذهبي في السير (11/ 532): قلّ ما رَوى من الحديث، ولا كان يتقنه. أهـ. وذكره في ضعفائه (المغني 1/ 225). وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره.
8 - باب
8 - باب ٌ 3138 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إسرائيل، ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ سَبْرة، يحدث (¬1) عمَّن سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يرفعه قال: "إن الله عزّ وجلّ يُعْطَى الدُّنْيَا عَلَى نِيَّةِ الْآخِرَةِ، وَلَا يُعْطِي الآخرة على نية الدنيا". ¬
3138 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه عيسى بن سَبْرة وهو متروك، وفيه إبهام شيخه. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (/ 3/ 98 ب)، مختصر، ثم قال: في سنده راوٍ لم يسمّ. وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 251)، ثم قال: ضعيف.
تخريجه: أخرجه ابن المبارك (ص 193)، قال: أخبرنا عيسى بن سَبْرة المدني، به بلفظ قريب. ولفظه: "إِنَّ اللَّهَ يُعْطَى الدُّنْيَا عَلَى نِيَّةِ الْآخِرَةِ، وأبى أن يعطي الآخرة على نية الدنيا". =
= ومن طريق ابن المبارك أخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 164). وأخرجه القُضاعي أيضًا من طريق ابن المبارك، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك مرفوعًا بلفظه، وسنده منقطع. ابن المبارك ولد سنة ثماني عشرة ومائة، ومحمد بن سيرين توفي سنة عشر ومائة (انظر التهذيب 5/ 337، 9/ 192)، فرجعت رواية ابن المبارك إلى عيسى بن سَبْرة، والله أعلم.
9 - باب فضل [العمل] الصالح في الزمن السوء
9 - بَابُ فَضْلِ [الْعَمَلِ] (¬1) الصَّالِحِ فِي الزَّمَنِ السُّوءِ 3139 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، ثنا حَيْوة، أنا [شُرَحْبيل] (¬2) بن شَريك، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يحدث، أنه سمع عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: "لَخَيْرٌ أَعْمَلُهُ الْيَوْمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِثْلَيْهِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدُّنْيَا، وَإِنَّا الْيَوْمَ قَدْ مَالَتْ بِنَا الدُّنْيَا". ¬
3139 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن، لحال شُرَحْبيل بن شَريك كما علمت من ترجمته. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 354)، ثم قال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. والبوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 92/ ب) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 286)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 387)، =
= والشجري في الأمالي (2/ 207) من طريق بِشر بن موسى، أخبرنا المقرئ، به بلفظه. وأخرجه ابن المبارك في الجهاد (ص 181) عن حَيْوة بن شُريح، به، بلفظ قريب. وأخرجه ابن المبارك (ص 62)، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب قال: حدّثنا شُرَحْبيل بن شَريك به، بمعناه. ولفظه: "لأن أعمل اليوم عملًا أقيم عليه، أحب إليّ من ضعفه فيما مضى، لأنّا حين أسلمنا، وقعنا في عمل الآخرة، فأما اليوم، فقد خلبتنا الدنيا". وقوله: "خلبتنا" أي: خدعتنا، وفي المثل: "إذا لم تغلب فاخْلب" أي: فاخدع (انظر الصحاح 1/ 122).
10 - باب وقوع البلاء بالمؤمن الكامل إبتلاء
10 - بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً 3140 - قَالَ ابن أبي عمر: حدّثنا سفيان عن عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى يَقُولُ: حَدَّثَنَا فُلَانٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: فذكر حديثًا، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تجتمع مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وصلاة الصبح، وتصعد ملائكة النهار في صلاة العصر، وتبقى فِيكُمْ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ (¬1)، وَتَبْقَى فِيكُمْ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، وَيَقُولُونَ: أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَا فِيهِمْ رَجُلًا لَمْ يُصِبْهُ خيرٌ قَطُّ، وَلَا بلاءٌ قَطُّ، إِلَّا عَلِمَ أَنَّهُ مِنْكَ، فَيَقُولُ: ابتلوا عبدي، أو زيدوا عبدي"، قال سفيان: لا أدري بأيتهما بدأ، قال: "فَيَبْتَلُونَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: ابْتَلُوهُ فيُبتلى، ثُمَّ يَقُولُ: ابْتَلُوهُ وَهُوَ أَعْلَمُ فَيَقُولُونَ: انْتَهَى الْبَلَاءُ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ: زِيدُوهُ، فَيُزَادُ (¬2)، ثُمَّ يَقُولُ: زِيدُوهُ، فيزاد (¬3)، ثم يقول: زيدوه، فيزاد (¬4)، ثُمَّ يَقُولُ: زِيدُوهُ (¬5) وَهُوَ أَعْلَمُ فَيَقُولُونَ: انْتَهَى الْمَزِيدُ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عَبْدِي في البلاء، وكيف رأيتموه فِي الرَّخَاءِ؟ فَيَقُولُونَ: أَيْ رَبِّ، أَصْبَرَ عَبْدٍ (¬6) وأشكره، فَيَقُولُ: اكْتُبُوا عَبْدِي مِمَّنْ (¬7) لَا يُبَدَّل وَلَا يُغَيَّر، حتى يلقاني". ¬
3140 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، وعطاء وإن كان قد اختلط، إلّا أن رواية سفيان، عنه كانت قبل الاختلاط.
تخريجه: أخرجه هنَّاد (1/ 234) قال: حدّثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب، به بنحوه. ولفظه: "إذا صليتم العصر، اجتمعت معكم ملائكة الليل والنهار، فإذا قضيتم الصلاة، صعدت ملإئكة النهار، ومكثت ملائكة الليل، وإذا صليتم الفجر اجتمعوا معكم أيضًا، فإذا قضيتم الصلاة، صعدت ملائكة الليل ومكثت ملائكة النهار، فإذا أتوا الرب، سألهم وهو أعلم منهم فيقول: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: ربنا، أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون، وفيهم عبدٌ لك يعلم أنه لم يصب خيرًا قط إلّا بك، ولم يصرف عنه سوء إلّا بك، فيقول: زيدوا عبدي"، قال: "فيقولون: ربنا انتهى المزيد"، قال: "فيقول: خوفوا عبدي، فينقصوه"، قال:"فيبتلى، ثم يسأل عنه، فيقول: كيف رأيتم عبدي عند البلاء؟ "، قال: "فيقولون: ربنا، أشكر عبد في الرخاء، وأصبره عند البلاء"، قال: "فيقول: اكتبوه ممن لا يتغير ولا يتبدل، حتى يلقاني". وإسناده ضعيف، فيه عطاء بن السائب، وهو ثقة، لكنه اختلط، ورواية أبي الأحوص عنه كانت بعد الاختلاط. =
= وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (3/ 992) قال: حدّثنا أحمد بن روح، حدّثنا عبد الله بن خُبيق قال: سمعت يوسف بن أسباط رحمه الله يقول: فذكره بلفظ قريب، وإسناده مقطوع. قلت: أصل الحديث في موطأ الإمام مالك (1/ 170) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يَعْرُجُ الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون". وأخرجه من طريق مالك كل من: البخاريّ (فتح 2/ 33)، والأصبهاني في الحجة (2/ 209)، وأخرجه أحمد (2/ 257)، ومسلم (1/ 439)، وأبو عوانة (1/ 378)، وابن خزيمة (1/ 165)، وأبو نُعيم في الحلية (7/ 325)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 305). وأخرج آخر المتن بمعناه: الطبراني في الكبير (8/ 195)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 236) من طريق عُفير بْنُ مَعْدان عَنْ سُليم بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يقول للملائكة: انطلقوا إلى عبدي فصبوا عليه البلاء صبًا، فيأتونه، فيصبون عليه البلاء، فيحمد الله، فيرجعون، فيقولون: يا ربنا، صببنا عليه البلاء صبا كما أمرتنا، فيقول: ارجعوا، فإني أحب أن أسمع صوته". وسنده ضعيف، فيه عُفير بن مَعْدان، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 393). وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 290)، وضعفه، لوجود عُفير هذا.
11 - باب الحث على الصبر
11 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ 3141 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زائدة، عن هشام، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الإِيمان أفضل؟ قال- في: "الصبر والسماحة". * إسناده حسن. أخرجه من حديث طويل، قد أخرجوه مفرقًا إلّا هذه الجملة.
3141 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات، إلّا أنه منقطع، الحسن لم يسمع من جابر بن عبد الله رضي الله عنه. وقال الحافظ هنا في المطالب: إسناده حسن. قلت: أما لذاته، فلا، وأما لغيره، فنعم.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 33) بلفظ قريب مع زيادة في آخره، إلّا أنه أسقط هشامًا من الإسناد، ولفظه: قيل: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: "الصبر والسماحة"، قيل أي المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال "أحسنهم خُلُقًا". ورُوي من طريق يُوسُفُ بْنُ محمَّد بْنِ المُنْكَدِر عَنْ أَبِيهِ، عن جابر بن عبد الله مرفوعًا، أخرجه: ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ص 31)، وأبو يعلى =
= (3/ 380)، وعنه ابن عَدي (7/ 155)، وأخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ص 51)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 662). وإسناده ضعيف، فيه يوسف بن محمَّد بن المُنْكَدِر، قال الحافظ: ضعيف (التقريب 612)، وبه أعلَّه العراقي (المغني مع الأحياء 3/ 244). وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد لأحمد (ص 25) عن الحسن البصري مرسلًا، وإسناده: حدثني بَيان بن الحكم، حدّثنا محمَّد بن حاتم، حدثني بِشر بن الحارث: أنبأنا عباد بن العوام عن هشام، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى الله عليه وسلم- فقال: أي الإِيمان أفضل؟ قال: "الصبر والسماحة". وسنده ضعيف؛ لِإرساله، ولوجود بَيان بن الحكم، قال الذهبي: لا يعرف الميزان (1/ 356). ويشهد لحديث الباب ما رُوي عن عَمرو بن عَبَسة، وعبادة بن الصامت، وعُمير بن قتادة الليثي، كما يلي: 1 - حديث عَمرو بن عَبَسة: أخرجه أحمد (4/ 385) من طريق محمَّد بْنُ ذَكْوَانَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَب، عَنْ عَمرو بن عَبَسة، فذكره في أثناء حديث طويل، ولفظه: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت: يا رسول الله، من تبعك على هذا الأمر؟ قال: "حر وعبد". قلت: ما الإِسلام؟ قال: "طيب الكلام، وإطعام الطعام" قلت: ما الإيمان؟ قال: "الصبر والسماحة" قال: قلت: أَيُّ الإِسلام أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ من لسانه ويده". قال: قلت: أي الإيمان أفضل؟ قال: "خلق حسن". قال: قلت: أي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت". قال: قلت: أي الهجرة أفضل؟ قال: "أن تهجر ما كره ربك عَزَّ وَجَلَّ". قال: قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: "من عَقَرَ جواده، وأُهريق دمه". قال: قلت: أي الساعات أفضل؟ قال: "جوف الليل الآخر، ثم الصلاة مكتوبة مشهودة، حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر، فلا صلاة إلّا الركعتين حتى تصلي الفجر، فإذا صليت صلاة الصبح، فأمسك عن الصلاة حتى تطلع =
= الشمس، فإذا طلعت الشمس، فإنها تطلع في قرني شيطان، وإن الكفار يصلون لها، فأمسك عن الصلاة حتى ترتفع، فإذا ارتفعت، فالصلاة مكتوبة مشهودة، حتى يقوم الظل قيام الرمح، فإذا كان كذلك، فأمسك عن الصلاة حتى تمل، فإذا مالت، فالصلاة مكتوبة مشهودة حتى تغرب الشمس، فإذا كان عند غروبها، فأمسك عن الصلاة، فإنها تغرب أو تغيب في قرني شيطان، وإن الكفار يصلون لها". وإسناده ضعيف، محمَّد بن ذكوان، هو الأزدي الجهضمي، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 477)، لكن أخرجه البيهقي في الزهد (ص 274) من غير طريق محمَّد بن ذكوان هذا، وإسناده صحيح، قاله العراقي (المغني مع الإحياء 3/ 244). وأخرج بعضه دون لفظ الباب أبو داود (2/ 25)، والترمذي (5/ 535)، والنسائيُّ (1/ 279، 283)، وابن ماجه (1/ 396، 434). 2 - حديث عبادة بن الصامت: أخرجه الإمام أحمد (5/ 318) قال: ثنا حسن، ثنا ابن لَهيعة، ثنا الحارث بن يزيد عن علي بن رباح، أنه سمع جُنادة بن أبي أُمية يقول: سمعت عبادة بن الصامت يقول: إن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبي الله، أي العمل أفضل؟ قال: "الإيمان بالله، وتصديق به، وجهاد في سبيله". قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله، قال: "السماحة والصبر". قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله، قال: "لا تتهم الله تبارك وتعالى في شيء قضى لك به". وإسناده رجاله ثقات، سوى ابن لَهيعة، فهو ضعيف. 3 - حديث عُمير بن قتادة الليثي: أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 49)، والحاكم (3/ 626)، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 357) من طريق بكر بن خُنيس عن أبي بدر، عن عبد الله بن عُبيد بن عُمير، عن أبيه، عن جده، وسقط: أبو بدر من إسناد الحاكم، وجاء في إسناد أبي نُعيم: عبد الله بن أبي بدر، وهو خطأ. ولفظ الطبراني: قال عُمير: كانت في نفسي مسألة قد أحزنتني، لم أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْهَا، ولم أسمع أحدًا يسأله عنها، فكنت أتحينه، فدخلت ذات يوم =
= وهو يتوضأ، فوافقته على حالين، كنت أحب أن أوافقه عليهما، وجدته فارغًا طيب النفس، فقلت: يا رسول الله، ائذن لي فأسألك، قال: "نعم، سل عما بدا لك". قلت: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: "السماحة والصبر". قلت: وأي المؤمنين أفضلهم إيمانًا؟ قال: "أحسنهم خُلُقًا". قلت: فأي المسلمين أفضل إسلامًا؟ قال: "من سلم المسلمون من يده ولسانه". قلت: فأي الجهاد أفضل؟ فطأطا رأسه، فصمت طويلًا، حتى خفت أن أكون قد شققت عليه، وتمنيت أن لم أكن سألته وقد سمعته بالأمس يقول: "إن أعظم الناس في المسلمين جرمًا لمن سأل عن شيء لم يحرم عليهم، فحرم من أجل مسألته"، فقلت: أعوذ باللهِ من غضب الله، وغضب رسوله، فرفع رأسه، فقال: "كيف قلت؟ ". قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: "كلمة عدل عند إمام جائر". قال الحاكم: أبو بدر الراوي عن عبد الله بن عُبيد بن عُمير، اسمه: بشار بن الحكم، شيخ من البصرة، وقد رَوى عن ثابت البناني غير حديث. قلت: سند هذا الحديث ضعيف، فيه بكر بن خُنيس، قال الحافظ: صدوق له أغلاط (التقريب ص 126)، وأبو بدر: هو بشار بن الحكم، منكر الحديث (المغني (1/ 103)، وذكر الهيثمي هذا الحديث في المجمع (5/ 230)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه بكر بن خُنيس، وهو ضعيف. وأخرجه الأصبهاني في الترغيب (1/ 39) من طريق سُويد أبي حاتم، ثنا عبد الله بن عُبيد بن عُمير، به مختصرًا. ولفظه: كنت قاعدًا عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: "الصبر والسماحة". قال: فأي المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال: "أحسنهم خُلُقًا". وسنده ضعيف، سُويد هو ابن إبراهيم الجَحْدَري، أبو حاتم الحَنَّاط، قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ له أغلاط (التقريب ص 260). قلت: وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
3142 - قَالَ (¬1) أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمير، ثنا عَبْدة، هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مُحرِز بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا صَبَرَ أَهْلُ بَيْتٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ عَلَى جَهْدٍ، إلَّا أتاهم الله عَزَّ وَجَلَّ برزق". ¬
3142 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف فيه أبو رجاء صاحب مناكير، مدلس، لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع، وقد عنعنه هنا. وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 139) من طريق أبي رجاء، ثم قال: قال أبي: هذا حديث منكر. وذكره الذهبي في الميزان (4/ 524) وعدَّه من مناكير أبي رجاء. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 256)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورجاله وثقوا. أهـ. وهو من تساهله. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 100)، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (10/ 70). وأخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 322 ب) من طريق أبي سعيد الأشج، ثنا عَبْدة، به بلفظ قريب. ولفظه: "ما صبر أهل بيت على جهد ثلاثًا إلّا أتاهم الله برزق". ورُوي من طريق عَبْدة بن سليمان، به، لكن من مسند ابن عباس، أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 215) من طريق أبي الخطاب زياد بن يحيى، نا عَبْدة بن سليمان، به، بلفظ قريب. =
= ولفظه: "ما صبر أهل بيت على جهد ثلاثًا، إلّا أتاهم الله برزقه". قال البيهقي: إسناده ضعيف، ورُوي من وجه آخر ضعيف. ويشهد له حديث أبي هريرة مرفوعًا بمعناه: أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 130)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 215) واللفظ له من طريق إسماعيل بن رجاء، نا موسى بن أعين، عن الأعمش، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -وعند البيهقي: ابْنِ عَبَّاسٍ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "من جاع أو احتاج فكتمه الناس، كان حقًا على الله عَزَّ وَجَلَّ أن يرزقه رزق سنة من حلال". لكن قال ابن حبّان: هذا خبر باطل، لا الأعمش حدث به، ولا سعيد رواه، ولا أبو هريرة أسنده، ولا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاله. وقال البيهقي: تفرد به إسماعيل بن رجاء عن موسى بن أعين.
3143 - حدّثنا (¬1) إبراهيم بن الحسين الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ (¬2) صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ، عَنْ مكحول، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الناس [اليوم] (¬4) كشجرة ذات جناء، ويوشك أن [يعود] (¬5) الناس (¬6) كشجرة ذات شوك، إن نافرتهم نافروك (¬7)، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، وَإِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ طلبوك". قال: قلت: وكيف بالمخرج يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "تقرضهم (¬8) من عرضك ليوم فقرك". ¬
3143 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، فيه علل: 1 - إبراهيم بن الحسين، وهو مجهول. 2 - بقية بن الوليد مدلس، وقد عنعن. 3 - صدقة بن عبد الله ضعيف. 4 - مكحول مدلس، وقد عنعن. 5 - الانقطاع بين أبي أمامة ومكحول. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 285)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه بقية وهو مدلس، وصدقة بن عبد الله ضعيف جدًا، ووثقه دُحيم، وأبو حاتم.
تخريجه: أخرجه من طريق المصنف: الشجري في الأمالي (2/ 153). وأخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ص 363)، قال: حدّثنا إبراهيم بن أسباط، وأبو عَمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (ص 482) من طريق إبراهيم بن الهيثم، كلاهما: عن إبراهيم بن الحسين الأنطاكي، به بلفظ قريب. ولفظ أبي الشيخ: "الناس كشجرة ذات جنى، ويوشك أن تعود كشجرة ذات شوك، إِنْ نَاقَدْتَهُمْ نَاقَدُوكَ، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، وإن هربت منهم طلبوك"، قالوا: يا رسول الله، وكيف المخرج من ذلك؟ قال: "تقرضهم من عرضك ليوم فقرك". وقوله: "إن ناقدتهم ناقدوك" أي إن عبتهم واغتبتهم قابلوك بمثله (النهاية 5/ 104). وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 149)، وفي مسند الشاميين (2/ 293)، ومن طريقه الخطيب في الموضح (1/ 127) والشجرى في الأمالي (2/ 153) من طريق حَيْوة بن شُريح، ثنا بقية بن الوليد، به بلفظ قريب. وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 421) من طريق يزيد بن عطاء بن وهب عن مكحول، به بلفظ قريب. قال أبو حاتم: هذا حديث منكر. ويشهد للحديث ما رُوي عن أبي الدرداء، وزيد بن أوفى، وأبي مسلم الخَوْلاني، كما يلي: 1 - حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، ورُوي عنه مرفوعًا وموقوفًا: (أ) رواية الرفع: أخرجها الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 199) واللفظ له، ومن طريقه كل من ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 732)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 772) من طريق الفرج بن فَضالة عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ =
= قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن نقدت الناس نقدوك، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، وَإِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ أدركوك" قال: قلت: فما أصنع؟ قال: "هب عرضك ليوم فقرك". وسنده ضعيف لضعف الفرج بن فَضَالة (التقريب ص 444). (ب) رواية الوقف: أخرجها الأصبهاني في الترغيب (2/ 974) واللفظ له، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 772) من طريق ابن أبي الدنيا، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحِزامي، حدّثنا أبو ضَمْرة أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد قال: قال أبو الدرداء: "أدركت الناس ورقًا لا شوك فيه، فأصبحوا شوكًا لا ورق فيه، إن نقدتهم نقدوك، وإن تركتهم لا يتركوك"، قالوا: فكيف نصنع؟ قال: "تقرضهم من عرضك ليوم فقرك". وأخرج ابن أبي شيبة (13/ 310) واللفظ له، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 218) عن محمَّد بن بِشر قال: حدّثنا مِسْعَر عن عون بن عبد الله، عن أبي الدرداء قال: "من يتفقد يَفْقِدْ، ومن لا يَعُدَّ الصبر لفواجع الأمور يعجز"، قال: وقال أبو الدرداء: "إن قارضت الناس قارضوك، وإن تركتهم لم يتركوك".، قال: فما تأمرني؟ قال: "أقرض من عرضك ليوم فقرك". وسنده صحيح، رجاله كلهم ثقات. وقوله: "من يتفقد يَفْقِدْ" أي من يتفقد أحوال الناس ويتعرفها، فإنه لا يجد ما يرضيه؛ لأنّ الخير في الناس قليل (النهاية 3/ 462). وقوله: "إن قارضت الناس قارضوك" أي إن ساببتهم ونلت منهم، سبوك ونالوا منك (النهاية 4/ 41). وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 772) من طريق العباس بن محمَّد، نا محمَّد بن بِشر العَبْدي، به بمثل لفظ ابن أبي شيبة، إلَّا قوله: "ومن لا يُعَدَّ الصبر لفواجع الأمور يعجز". وأخرج الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 199) واللفظ له، ومن طريقه ابن عساكر =
= في تاريخ دمشق -خ- (13/ 772) من طريق الفرج بن فَضالة عن لقمان، عن أبي الدرداء قال: "إن نقرت الناس نقروك، وإن تقربت منهم أدركوك، وإن تركتهم لم يتركوك". قال: فكيف أصنع؟ قال: "هب عرضك ليوم فقرك". قال الخطيب: ... وقد حدّثنا بهذا الحديث جماعة عن الربيع، فمنهم من وقفه، ومنهم من أسنده ... ثم قال: رواه نُعيم بن الهيضم، عن فرج بن فَضالة، موقوفًا، وهو الصحيح. 2 - حديث زيد بن أبي أوفى رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 220) بإسناده إلى زيد بن أبي أوفى قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في مسجد المدينة، فجعل يقول: "أين فلان بن فلان؟ " فلم يزل يتفقدهم ويبعث إليهم، حتى اجتمعوا عنده. فذكر الحديث مطولًا في إخاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه: "ألا أرشدك يا أبا الدرداء؟ " قال: بلى، بأبي أنت وأمي يا رسول الله. قال: "إن تنقذ ينقذوك، وإن تتركهم لا يتركوك، وإن تهرب منهم يدركوك فأقرضهم عرضك ليوم فقرك". وسنده ضعيف، قال البخاريُّ في التاريخ الصغير (1/ 250): هذا إسناد مجهول لا يتابع عليه، ولا يعرف سماع بعضهم من بعض، رواه بعضهم عن إسماعيل بن خالد، عن عبد الله بن أَبِي أَوَفِي، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ولا أصل له. وقال الحافظ في الإصابة (4/ 40): قال ابن السكن: رُوي حديثه من ثلاث طرق، ليس فيها ما يصح. 3 - أثر أبي مسلم الخَوْلاني: أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 546) واللفظ له، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (2/ 123)، وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص 508)، وابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 246 أ)، والخطابي في العزلة (ص 106) من طريق محمد بن عَمرو عن صفوان بن سُليم قال: قال أبو مسلم =
= الخَولاني: "كان الناس ورقًا لا شوك فيه، وإنهم اليوم شوك لا ورق فيه، إن ساببتهم سابوك، وإن ناقدتهم ناقدوك، وإن تركتهم لم يتركوك". وإسناده حسن، محمَّد بن عَمرو هو ابن علقمة، قال الذهبي: حسن الحديث (الميزان 3/ 673). قلت: وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
12 - باب ذم الغضب
12 - باب ذم الغضب 3144 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُباب، ثنا الرَّبيع بن سُليم، حدثني أبو عَمرو مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من خزن لسانه، ستر الله تعالى عورته، ومن كفَّ غضبه، كف الله عزّ وجل عنه عذابه، ومن اعتذر إلى الله تعالى، قبل (¬1) منه عذره". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. ¬
3144 - [1] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، فيه الرّبيع بن سُليم، وهو ضعيف، وأبو عَمرو مولى أنس، وهو مجهول. وذكره ابن القطان في بيان الوهم والإيهام -خ- (2/ 92/ ب)، في باب ذكر أحاديث ضعفها -يعني عبد الحق في الأحكام- وهي صحيحة من طرق أخرى ثم قال: أبو عَمرو هذا لا تعرف حاله. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 298)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه الرّبيع بن سليمان الأزدي كذا وهو ضعيف. =
= وقال العراقي: أخرجه الطبراني في الأوسط، والبيهقيُّ في شعب الإيمان واللفظ له من حديث أنس بإسناد ضعيف (المغني مع الأحياء 3/ 175). وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 87/ ب) مختصر، ثم قال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى، والطبراني في الأوسط، ورواه البيهقي مرفوعًا وموقوفًا، وروى الطبراني في الصغير، والأوسط عنه أيضًا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان، حتى يخزُن لسانه".
تخريجه: أخرجه أبو يعلى (7/ 302). وذكره الذهبي في الميزان (2/ 40)، وأورد الفقرة الثانية والثالثة من المتن، ثم قال: هذا من مسند ابن أبي شيبة. وأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 315)، من طريق سلمة بن شبيب، نا زيد بن الحُباب به، بلفظ قريب لكن وقع في سنده: نا الرّبيع بن سُليم الخَلْقاني. وأورده ابن أبي حاتم في العلل (2/ 141)، من طريق زيد بن الحُباب، به بلفظ قريب، لكن وقع في سنده: عن سليمان أبي الرَّبيع. قلت: لعل الصواب: الرَّبيع بن سليمان، أو سُليم، وسيأتي في بعض المصادر: الرَّبيع بن مسلم، والرَّبيع بن سليمان. قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 476): وإن الاختلاف في ضبط اسمه، لدليل واضح على أن الرجل غير مشهور ولا معروف. وأخرجه الدولابي في الكنى (1/ 194)، من طريق عَمرو بن عاصم الكِلابي قال: حدّثنا الرّبيع بن سليمان أبو سليمان به مختصرًا. ولفظه: "من كفَّ غضبه، كفَّ الله عزّ وجل عنه عذابه". وأخرجه الدولابي أيضًا (1/ 195) من طريق عَمرو بن عاصم قال: حدّثنا أبو سليمان الرّبيع بن مسلم، به بلفظه مع تقديم وتأخير. =
= وأخرجه الدولابي أيضًا (2/ 44) مرسلًا من طريق عَمرو بن عاصم الكِلابي قال: حدّثنا الرَّبيع بن مسلم قال: حدثني أبو عَمرو مولى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: فذكره بلفظه، مع تقديم وتأخير. ورُوي هذا الحديث عن أنس من غير طريق الباب كما يلي: أخرج ابن أبي عاصم في الزهد (ص 20)، وأبو يعلى كما في تفسير ابن كثير (1/ 413)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 308 أ) قال: حدّثنا أحمد بن إسحاق بن بهلول، والأصبهاني في الترغيب (2/ 963)، من طريق أحمد بن عَمرو، أربعتهم: عن أبي موسى الزَّمِن، عن عيسى بن شُعيب الضرير أبي الفضل، ثنا الرَّبيع بن سُليم النُّمَيري، عن أبي عمير بن أنس، عن أبيه أنس مرفوعًا بلفظه، مع تقديم وتأخير. وسنده ضعيف لوجود عيسى بن شُعيب، والرَّبيع بن سُليم، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الطريق القادم برقم (3). وأخرج الأصبهاني في الترغيب (1/ 332)، وعنه، الضياء في المختارة (6/ 81)، من طريق الفضل -تحرف إلى: الفاضل- بن العلاء الكوفي، ثنا سفيان، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَذَكَرَهُ بلفظه، مع تقديم وتأخير. وإسناده ضعيف، الفضل بن العلاء، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (7/ 65) وقال: سألت أبي عنه فقال: هو شيخ يكتب حديثه. وأخرج أبو يعلى كما في المطالب، وهو الطريق القادم برقم (4)، قال حدّثنا: محمَّد بن المثنى، والعُقيلي (2/ 4)، من طريق سليمان بن داود، والحسن بن بحر اللُّؤلؤي، وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (2/ 111)، من طريق أبي الرَّبيع، جميعهم: عن عبد السلام بن هاشم البزّار، حدثني خَالِدُ بْنُ بُرْد العِجلي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أنس مرفوعًا بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير. =
= قال العُقيلي: هذا أولى. قلت: يعني من الطريق الثانية، وهي ما أخرج العُقيلي (2/ 4) واللفظ له، والطبراني في الأوسط (2/ 189)، من طريق هلال بن بِشْر، حدّثنا عبد السلام بن هاشم قال: حدّثنا خالد بن بُرْد، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "من رفع غضبه، رفع الله عنه عذابه، ومن حفظ لسانه، ستر الله عورته". قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلّا خالد، ولا عن خالد إلّا عبد السلام، تفرد به هلال. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 68)، ونسبه للطبراني في الأوسط، وأعله بعبد السلام بن هاشم. وكلا الطريقين ضعيف جدًا، لوجود عبد السلام بن هاشم، وفيهما خالد بن بُرْد، وهو مجهول، وفي الطريق الأولى جهالة شيخ خالد بن بُرْد، وقد ذكر الحافظ هذه الطريق هنا في المطالب، وهي الطريق القادم برقم (4)، وفي الطريق الثانية عنعنة قتادة، وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع (انظر طبقات المدلسين (ص 43). ويشهد للحديث ما يلي: 2 - حديث ابن عمر: أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 43) واللفظ له، ومن طريقه الأصبهاني في الترغيب (2/ 701)، من طريق المغيرة بن مسلم عن هشام بن أبي إبراهيم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من كف لسانه، ستر الله عزّ وجل عورته، ومن ملك غضبه، وقاه الله عزّ وجلّ عذابه، ومن اعتذر إلى الله عزّ وجلّ قبل الله عذره". قال العراقي: أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت بسند حسن (المغني مع الإحياء 3/ 110). قلت: سنده ضعيف، فيه هشام بن أبي إبراهيم، قال أبو حاتم: مجهول =
= (الجرح 9/ 53). 2 - حديث عَمرو بْنِ شُعيب عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 315)، من طريق القاسم بن مِهران عَنْ عَمرو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "من ملك لسانه، ستر الله عورته، ومن ملك غَضَبَهُ، كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إلى الله في الدنيا، قبل الله معذرته". وسنده ضعيف، فيه القاسم بن مِهران، قال الحافظ: شيخ مستور (التقريب ص452). 3 - حديث أبي جعفر: أخرجه ابن المبارك (ص 257)، قال أخبرنا عُبيد الله بن الوليد الوَصَّافي، عن أبي جعفر قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من كف لسانه عن أعراض الناس، أقاله الله عثرته يوم القيامة، ومن كفّ غضبه عنهم، وقاه الله عذابه يوم القيامة". وسنده ضعيف لضعف عُبيد الله بن الوليد (انظر التقريب ص 375)، وأبو جعفر هو محمَّد بن علي بن الحسين، روايته عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرسلة (انظر المراسيل (ص 185). وبما سبق ذكره يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3144 - [3] وحدثنا (¬1) أبو موسى، أنا عيسى بن [شُعيب] (¬2) الضرير أبو الفضل، ثنا الرَّبيع بن سُليم النُّمَيري عن [أبي عُمير] (¬3) بن أنس، [عن أبيه] (¬4)، نحوه. ¬
3144 - [3] الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف، لضعف عيسى بن شُعيب، والرَّبيع بن سُليم.
تخريجه: ذكره ابن كثير في التفسير (1/ 413) قال: قال أبو يعلى في مسنده: حدّثنا أبو موسى الزَّمِن، حدّثنا عيسى بن شُعيب الضرير أبو الفضل، حدثني الرَّبيع بن سليمان النُّمَيري، عن أبي عَمرو -كذا- بن أنس بن مالك، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-:"من كفَّ غَضَبَهُ، كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنِ خزن لسانه، ستر الله عورته، ومن اعتذر إلى [الله] قبل الله عذره". قال ابن كثير: هذا حديث غريب، وفي إسناده نظر. ورُوي هذا الحديث من طرق أخرى عن أنس رضي الله عنه، وله شواهد تقدم ذكرها في الطريق رقم (1) يرتقي بها إلى مرتبة الحسن لغيره.
3144 - [4] حدّثنا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ [بْنُ هاشم] (¬2) البزّار، حدثني خَالِدُ بْنُ [بُرْد] (¬3) العِجلي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أنس رضي الله عنه به. ¬
3144 - [4] الحكم عليه: ضعيف جدًا، المتهم فيه عبد السلام بن هاشم وهو ضعيف جدًا وفيه خالد بن بُرْد وشيخه، وهما مجهولان. وترجم الذهبي لخالد بن بُرْد في الميزان (1/ 628) فقال: مجهول، وعنه عبد السلام بن هاشم بخبر منكر. أهـ. ولعله يقصد هذا الحديث.
تخريجه: تقدم في الطريق السابق رقم (1).
13 - باب فضل من ترك المعصية من خوف الله تعالى
13 - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خَوْفِ الله تعالى 3145 - قال أبو يعلى: حدّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ (¬1) بْنِ خَالِدٍ أَبُو أَيُّوبَ الرَّقِّي، ثنا عِيسَى -يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ-، عَنْ بِشْر بْنِ نُمير، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قَدَرَ عَلَى طَمَعِ الدُّنْيَا، وَهُوَ قَادِرٌ على أن لا يؤديه، زوَّجه الله تعالى من الحور العين حيث يشاء، ومن دعته بغية (¬2) إلى نفسها، فتركها من خشية الله تبارك وتعالى، زوَّجه الله تعالى من الحور العين حيث شاء" (¬3). ¬
3145 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد موضوع لوجود بِشْر بن نُمير، وفيه سليمان بن عمر وهو مستور. وذكر الهيثمي في المجمع (10/ 296) شطره الأوّل، ثم قال: رواه الطبراني. =
= وقال البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 86/ ب) مختصر: رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لضعف بِشر بن نُمير.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 283)، من طريق محمَّد بن يزيد الثقفي، أخبرني بشر به، وذكر الشطر الأوّل من المتن ولفظه: "من قدر على طمع من طمع الدنيا فأدَّاه، ولو شاء لم يؤدّه، زوَّجه الله عزّ وجل من الحور العين حيث شاء".
14 - باب المبادرة إلى الطاعة
14 - بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ 3146 - قَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يحيى، ثنا سفيان، حدثني أبي، ثنا أبو وَائِلٍ، عَنْ شُريح، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْلَ تَلَاطُخِ هذه الأحاديث، أنه قال: "قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم، قم إليّ امش إِلَيْكَ، [وَامْشِ] (¬1) إِلَيَّ، أُهَرْوِلُ إِلَيْكَ". * صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ. ¬
3146 - الحكم عليه: هذا إسناد موقوف صحيح كما قال الحافظ هنا في المطالب. وعزاه السيوطي في الجامع الصغير إلى أحمد عن رجل، ورمز لصحته (فيض القدير 4/ 491). ووهم البوصيري رحمه الله فقال في الإتحاف -خ- (3/ 103 أ) مختصر: رواه مُسَدَّد، وفي سنده سفيان بن وكيع، وهو ضعيف. أهـ. وإنما هو سفيان الثوري.
تخريجه: أخرجه الإمام أحمد (3/ 478)، ومن طريقه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 310 أ)، وأخرجه وكيع في أخبار القضاة (2/ 203)، كلاهما: من طريق واصل الأحدب، عن أبي وائل، به، بلفظه وفي إسناد أحمد: سريج، والصواب: شريح، كما في إسناد حديث الباب. =
= ويشهد للحديث ما رُوي عن أبي هريرة، وأنس، وأبي ذر، وأبي سعيد رضي الله عنهم كما يلي: 1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه أحمد (2/ 251، 413، 480، 482، 500، 509، 524، 535)، ومسلم (4/ 2061 و 2067)، والترمذي (5/ 542)، وصححه، وابن ماجه (2/ 1255). ولفظ أحمد: يقول الله عزّ وجل: "أنا مع عبدي حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ هم خير منهم، وإن اقترب إليّ شبرًا، اقتربت إليه ذراعًا، وإن اقترب إليّ ذراعًا، اقتربت إليه باعًا، فإن أتاني يمشي، أتيته هرولة". 2 - حديث أنس رضي الله عنه: أخرجه أحمد (3/ 122 و 127 و 130 و138 و 272 و 283)، والبخاري (فتح 13/ 511). ولفظ البخاريُّ: عن النبي -صلى الله عليه وسلم-يرويه عن ربه عزّ وجل قال: "إذا تقرب العبد إليّ شبرًا، تقربت إليه ذراعًا، وإذا اقترب إليّ ذراعًا، تقربت منه باعًا، وإذا أتاني مشيًا، أتيته هرولة". 3 - حديث أبي ذر رضي الله عنه: أخرجه أحمد (5/ 153 و 169)، ومسلم (4/ 2068)، وابن ماجه (2/ 1255)، ولفظ مسلم: يقول الله عزّ وجل: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} وأزيد، {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ} فجزاؤه سيئة مثلها، أو أغفر، ومن تقرب مني شبرًا، تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب مني ذراعًا، تقربت منه باعًا، ومن أتاني يمشي، أتيته هرولة، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئًا، لقيته بمثلها مغفرة". حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أخرجه الإمام أحمد (3/ 40)، ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"من تقرب إلى الله شبرًا، تقرب الله إليه ذراعًا، ومن تقرب إليه ذراعًا، تقرب إليه باعًا، ومن أتاه يمشي، أتاه الله هرولة".
15 - باب الترهيب من مساوئ الأعمال
15 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ 3147 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثيم، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبيد، هُوَ ابْنُ رِفاعة بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "اجْمَعْ لِي [قومك] (¬1) "، فجمعهم (¬2)، فكانوا بالباب، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ألا إن أوليائي منكم المتقون، إياكم أن يجيء الناس بالأعمال، وتجيؤون بالأثقال (¬3) تحملونها على ظهوركم". ¬
3147 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود إسماعيل بن عُبيد وهو مقبول. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 26) مطولًا، ثم قال: رواه البزّار واللفظ له، وأحمد باختصار ... والطبراني بنحو البزّار ... ورجال أحمد، والبزَّار، وإسناد الطبراني ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 102 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، بإسناد صحيح. =
= تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 61)، ولفظه: جمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قريشًا، فقال: "هل فيكم من غيركم؟ "، قالوا: لا، إلا ابن أختنا وحليفنا ومولانا. فقال: "ابن أختكم منكم، وحليفكم منكم، ومولاكم منكم". والرجل المشار إليه هنا هو: النُّعمان بن مُقَرِّن. (انظر غوامض الأسماء المبهمة 2/ 849). وأعاده ابن أبي شيبة (12/ 167)، وزاد: "إن قريشًا أهل صدق وأمانة، فمن بغى لهم العواثر، كَبَّهُ الله على وجهه". وقوله: "العواثر" جمع عاثر، وهو حِبالة الصائد، أو جمع عاثرة، وهي الحادثة التي تعثر بصاحبها، من قولهم: عثر بهم الزمان، إذا أخنى عليهم، واستُعير للورطة، والخُطَّة المهلكة. (النهاية 3/ 182). وأخرجه الطبراني في الكبير (5/ 46) من طريق المصنِّف، وَلَفْظُهُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لعمر: "اجمع لي قومك"، فجمعهم، فكانوا بالباب، فقال: "هل فيكم أحد من غيركم؟ "، قالوا: لا، ابن أختنا ومولانا، فقال: "ابن أختكم ومولاكم منكم"، فقال: "إن أوليائي منكم المتقون، إياكم أن يأتوني الناس بالأعمال، وتجيئوني بالأثقال تحملونها على ظهوركم"، ثم قال: "إن قريشًا أهل صبر وأمانة، فمن بغى لهم العواثر، أكبَّه الله لوجهه يوم القيامة". وأخرجه الحاكم (4/ 73) من طريق قُبيصة بن عُقبة، ثنا سفيان به، بمعناه، ولفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال لعمر بن الخطّاب: "يا عمر اجمع لي قومك"، فجمعهم، ثم دخل عليه، فقال: يا رسول الله، قد جمعتهم، فيدخلون عليك، أم تخرج إليهم؟ فقال: "بل أخرج إليهم". فَسَمِعَت بذلك المهاجرون والأنصار، فقالوا: لقد جاء في قريش وحي، فحضر الناظر والمستمع ما يقال لهم، فقام بين أظهرهم فقال: "هل فيكم غيركم؟ "، قالوا: نعم، فينا حلفاؤنا، وأبناء أخواتنا، وموالينا. فقال =
= رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "حلفاؤنا منا، وموالينا منّا"، ثم قال: "ألستم تسمعون، أوليائي منكم المتقون، فإن كنتم أولئك، فذلك، وإلا، فأبصروا ثم أبصروا، لا يأتين الناس بالأعمال، وتأتون بالأثقال فيُعْرَضُ عنكم". ثم نادى فرفع صوته، فقال: "إن قريشًا أهل أمانة، من بغاهم العواثر، كبّه الله لمنخره". قالها ثلاثًا. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وأخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 28)، والطبراني في الكبير (5/ 45) من طريق زُهير قال: حدّثنا عبد الله بن عثمان به، بنحو لفظ الحاكم المذكور آنفًا. وأخرجه البزَّار: كما في الكشف (3/ 294)، والطبراني في الكبير (5/ 45) من طريق بِشْر بن المُفَضَّل، ثنا عبد الله بن عثمان به، بنحو لفظ الطبراني المذكور قريبًا. قال البزّار: لا نعلم يرويه بهذا اللفظ، إلا رِفاعة بن أبي رافع، وهذه الطريق من حسان الطرق التي تُروى عنه. أهـ. وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 110 أ) من طريق ابن عياش، والبيهقيُّ في معرفة السنن (1/ 155) من طريق يحيى بن سُليم، كلاهما: عن ابن خُثيم به، ببعضه. ولفظ ابن قانع: "مولانا منا، وابن أختنا منا، وحليفنا منا". ولفظ البيهقي: "أيها الناس، إن قريشا أهل أمانة، من بغاها العواثر، كبّه الله لمنخريه". يقولها ثلاث مرات. وأخرجه معمر في الجامع (11/ 55) عن ابن خُثيم، عن رجل من الأنصار، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال لعمر: "اجمع لي قومك" -يعني قريشًا-، فجمعهم في المسجد، قال: فخرج عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هل فيكم أحدٌ من غيركم؟ "، قالوا: لا، إلا ابن أخت، أو حليف، أو مولى. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ابن أختنا منّا، وحلفاؤنا منّا، وموالينا منّا"، ثم أمرهم بتقوى الله وأوصاهم، ثم قال: "ألا إنما =
= أوليائي منكم المتقون"، ثم رفع يديه فقال: "اللهم إن قريشًا أهل أمانة، فمن أرادها أو بغاها العواثر، كبه الله في النار لمنخره". وسنده ضعيف؛ لإبهام شيخ ابن خُثيم. ويشهد له ما رُوي عن الحكم بن مِيناء، وأبي هريرة، وعِمران بن حُصَين، كما يلي: 1 - حديث الحكم بن مِيناء: أخرجه أبو يعلى (3/ 150)، بنحوه مطولًا، وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3313). 2 - حديث أبي هريرة: أخرجه ابن أبي عاصم في الستة (1/ 93) واللفظ له، والبيهقيُّ في الزهد الكبير (ص 329) من طريق محمَّد بْنِ عَمرو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "إن أوليائي يوم القيامة هم المتقون، وإن كان نسب أقرب من نسب، لا يأتي الناس بالأعمال وتأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم، وتقولون: يا محمَّد، فأقول: هكذا". وأعرض في عطفيه. وإسناده حسن، لحال محمَّد بن عَمرو، وهو ابن علقمة. (انظر الميزان 3/ 673). 3 - حديث عِمران بن حُصَين: أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 161) من طريق أبي سهل عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمران بْنِ حُصَين قَالَ: جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بني هاشم، ذات يوم، فقال لهم: "يا بني هاشم، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بني هاشم، إن أوليائي منكم المتقون، يا بني هاشم، اتقوا النار ولو بشق تمرة، يا بني هاشم، لا ألفِيِّنكم تأتون بالدنيا تحملونها على ظهوركم وتأتون بالآخرة تحملونها". وسنده ضعيف، أبو سهل هو محمَّد بن عَمرو الواقفي، ضعيف. (التقريب ص 500)، والحسن هو البصري، لم يسمع من عِمران بن حُصَين رضي الله عنه. (انظر المراسيل ص 38). =
= وقال العراقي: أخرجه الطبراني من حديث عِمران بن حُصَين ... وسنده ضعيف (المغني مع الإحياء 3/ 375). ويشهد لقوله: "ألا إن أوليائي منكم المتقون"، ما يلي: أخرج البخاريُّ (فتح 10/ 419) بسنده عَنْ عَمرو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جهارًا غير سرّ يقول: "إن آل أبي ليسوا بأوليائي، إنما وليي الله، وصالح المؤمنين". وأخرج أحمد (5/ 235)، وابن أبي عاصم في السنّة (1/ 93) واللفظ له عن أبي المُغيرة، حدّثنا صَفوان بن عَمرو، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حُميد الكوفي، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-لما بعثه إلى اليمن خرج معه يوصيه، ثم التفت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة فقال: "إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي، وليس كذلك، إن أوليائي منكم المتقون من كانوا، وحيث كانوا، اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت، وأيم الله لتكفأن أمتي عن دينها، كما تكفأن الإناء في البطحاء". وسنده صحيح، ورجاله كلهم ثقات. وبالجملة يرتقي حديث الباب بهذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
3148 - وقال الطيالسي: حدّثنا عِمران القطان، ثنا قتادة عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لِكُلِّ إِنْسَانٍ ثَلَاثَةُ أَخِلَّاءَ: فَأَمَّا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: مَا أَنْفَقْتَ فَلَكَ، وَمَا أَمْسَكْتَ فَلَيْسَ لَكَ، فَذَلِكَ مَالُهُ؛ وَأَمَا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ، فإذا أتيت باب الملك، تركتك ورجعت، فذاك أَهْلُهُ وحَشَمه، وَأَمَا خَلِيلٌ (¬1)، فَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ حَيْثُ دَخَلْتَ وَحَيْثُ خَرَجْتَ، فَذَلِكَ (¬2) عَمَلُهُ، فَيَقُولُ: إن كنت لأهون الثلاثة عليّ". ¬
3148 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن؛ لحال عِمران بن القطان، وقتادة وإن كان مدلسًا وقد عنعن، إلا أنه يمكن قبول عنعنته؛ إذ أن عِمران من أخص الناس به، فتحمل روايته على الاتصال، والله أعلم. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 252)، ثم قال: رواه البزّار، والطبراني في الأوسط، ورجالهما رجال الصحيح، غير عِمران القطان، وقد وُثِّق، وفيه خلاف. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 89 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود الطيالسي، والبزار، ورواته ثقات، وله شاهد من حديث النُّعمان بن بَشير، رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، والبزار، بسند صحيح، والبزار من حديث أبي هريرة، بسند صحيح.
تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 269). وأخرجه من طريق المصنف، كل من: البزَّار: كما في الكشف (4/ 73)، وابن حبّان كما في الإحسان (5/ 42)، والحاكم (1/ 371) بلفظ قريب. =
= قال البزّار: لا نعلم رواه عن قتادة، إلا عِمران. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، هكذا بتمامه؛ لانحرافهما عن عِمران القطان، وليس بالمجروح الذي يترك حديثه، وقد اتفقا على حديث سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عَمرو بن حزّم، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إذا مات الميت، تبعه ثلاثة". أهـ. وأقرَّه الذهبي في التلخيص. وأخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 251)، والحاكم (1/ 74)، والبيهقيُّ في الشعب (3/ 209)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 601) من طريق عَمرو بن مرزوق، ثنا عِمران القطان به، بلفظ قريب. قال الطبراني (مجمع البحرين ق 276 أ): لم يروه عن قتادة إلا عِمران. وأخرجه الحاكم (1/ 74) من طريق الحجاج عن قتادة به، بنحوه. ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، فقد احتجا جميعًا بالحجاج بن الحجاج، ولا أعرف له علة، ولم يخرجاه على هذه السياقة. أهـ. ووافقه الذهبي في التلخيص. وأخرج البخاريُّ (فتح 11/ 362) واللفظ له، ومسلم (4/ 2273) عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان، ويبقى معه واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله". ويشهد لحديث الباب ما رُوي عن النُّعمان بن بَشير، وأبي هريرة، وسَمُرَة بن جُنْدُب، كما يلي: 1 - حديث النُّعمان بن بَشير: ورُوي عنه مرفوعًا وموقوفًا، كما يلي: (أ) الرواية المرفوعة: أخرجها البزَّار: كما في الكشف (4/ 72) واللفظ له من طريق النَّضْر، والحاكم (1/ 74، 372) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، وموسى بن إسماعيل -فرقهما-، ثلاثتهم: عن حمَّاد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِماك بْنِ =
= حرب، عن النُّعمان بْنِ بَشير قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "مثل المؤمن ومثل الموت، كمثل رجل له ثلاثة أخلاّء: أحدهم ماله قال: خُذ ما شئت؛ وقال الآخر: أنا معك أحملك، فإذا من تركتك؛ وقال الآخر: أنا معك أدخل معك وأخرج معك. فأحدهم ماله، والآخر أهله وولده، والآخر عمله". قال البزّار: لا نعلم رواه مرفوعًا إلا النَّضْر، ورواه غير واحد موقوفًا عن النُّعمان. قلت: طريقا الحاكم ينقضان كلام البزّار. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال العراقي: إسناد جيد. (المغني مع الإحياء 4/ 233). وقال البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 89 ب) مختصر: صحيح. أهـ. وهو كما قال. (ب) الرواية الموقوفة: أخرجها ابن أبي شيبة (13/ 356) عن أبي الأحوص، عن سِماك، عن النُّعمان بن بَشير قال: فذكره بنحوه. ولفظه: "مثل ابن آدم ومثل الموت، مثل رجل كان له ثلاثة أخلاّء، فقال لأحدهم: ما عندك؟ فقال: عندي مالك، فخُذ منه ما شئت، وما لم تأخذ، فليس لك. ثم قال للآخر: ما عندك؟ قال: أقوم عليك، فإذا مت دفنتك، وخَلَّيْتُكَ. ثم قال للثالث: ما عندك؟ فقال: أنا معك حيثما كنت. قال: فأما الأوّل، فماله، ما أخذ فله، وما لم يأخذ فليس له، وأما الثاني، فعشيرته، إذا مات قاموا عليه ثم خلوه، وأما الثالث فعمله، حيثما دخل دخل معه". وسنده صحيح، وسِماك هو: ابن حرب. قال الذهبي في الميزان (2/ 232): احتج مسلم به في روايته عن جابر بن سَمُرَة، والنُّعمان بن بَشير، وجماعة. 2 - حديث أبي هريرة: أخرجه البزَّار: كما في الكشف (4/ 73) واللفظ له، =
= وأبو الشيخ في الأمثال (ص 361)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 328) من طريق ابن عجلان عن أبيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "مثل ابن آدم وماله وأهله وعمله، كرجل له ثلاثة إخوة، أو ثلاثة أصحاب، فقال أحدهم: أنا معك حياتك، فإذا مُتَّ، فلست منك ولست مني. وقال الآخر: أنا معك، فإذا بلغت تلك الشجرة، فلست منك ولست مني. وقال الآخر: أنا معك حيًّا وميتًا. وزاد أبو الشيخ -في آخره-:"فأما الذي معه حيًا، فهو ماله، وأما الذي معه حتى يبلغ الشجرة، فهو أهله، هم معه حتى يبلغ به الشجرة والقبر، وأما الذي معه حيًا وميتا لا يفارقه، فهو عمله". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 252)، ثم قال: رواه البزَّار ورجاله رجال الصحيح. وقال البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 89 ب) مختصر: سند صحيح. قلت: إسناده حسن، ابن عجلان هو محمَّد، قال الإمام الذهبي في المغني (2/ 613): هو حسن الحديث. أهـ. وعجلان هو مولى فاطمة. قال الحافظ: لا بأس به. (التقريب ص 387). 3 - حديث سَمُرَة بن جُنْدُب: أخرجه البزَّار: كما في الكشف (4/ 72) واللفظ له، والطبراني في الكبير (7/ 263) من طريق جعفر بن سعيد بن سَمُرَة، ثنا خُبَيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سَبْرة، عن سَمُرَة بن جُنْدُب، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن لأحدكم يوم يموت ثلاثة أخلاّء: منهم من يمنعه ما سأله، فذلك ماله. ومنهم خليل ينطلق معه حتى يلج القبر لا يعطيه شيئًا ولا يمنعه، فأولئك قرابته. ومنهم خليل يقول: أنا معك حيث ذهبت ولست بمفارقك، فذلك عمله، إن كان خيرًا أو شرًّا". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 252)، ثم قال: رواه البزّار، والطبراني بإسناد ضعيف. =
= وأخرج ابن أبي شيبة (14/ 64) قال: حدّثنا عفان قال: حدّثنا بِشْر بن مُفَضَّل عن يونس، عن الحسن قال: "كان يضرب مثل ابن آدم، مثل رجل حضرته الوفاة، فحضر أهله وعمله، فقال لأهله: امنعوني، قالوا: إنما نمنعك من أمر الدنيا، فأما هذا، فلا نستطيع أن نمنعك منه، فقال لماله: أنت تمنعني؟ قال: إني كنت زَيْنًا زيَّنْتُ في الدنيا، أما هذا، فلا أستطيع أن أمنعك منه. قال: فوثب عمله، فقال: أنا صاحبك الذي أدخل معك قبرك، وأزول معك حيثما زلت. قال: أما والله لو شعرت، لكنت آثر الثلاثة عندي. قال: قال الحسن: فالآن فآثروه على ما سواه". وسنده صحيح. قلت: وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى الصحيح لغيره، والله الموفق.
3149 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هشام، ثنا فرات بن [سلمان] (¬1) عن أبي المهاجر، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ خَلِيلِيَ أَبَا الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "كَمَا لَا يُجتنى (¬2) مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبُ، لَا يَنْزِلُ (¬3) الْفُجَّارُ مَنَازِلَ الْأَبْرَارِ، وَهُمَا طَرِيقَانِ، فَأَيَّهُمَا أَخَذْتُمْ، وَرَدَ بِكُمْ (¬4) عَلَى أَهْلِهِ". ¬
3149 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة أبي المهاجر. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه لابن عساكر عن أبي ذر، ورمز لضعفه. (فيض القدير 5/ 47). وذكره الطرابلسي في الكشف الإلهي (2/ 565)، ثم قال: سنده واه.
تخريجه: أخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ص 160)، وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (1/ 112)، وابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (19/ 189) من طريق محمَّد بن أبان البلخي، حدّثنا كثير بن هشام به، بلفظ قريب. ولفظ أبي الشيخ: "كما لا يجنى مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبُ، لَا يَنْزِلُ الْفُجَّارُ مَنَازِلَ الأبرار وهما طريقان، فأيهما أخذتم، أدتكم إليه". وذكر الديلمي في مسند الفردوس (3/ 352) شطره الأوّل عن أبي ذر رضي الله عنه. =
= ورُوي من طريق أخرى عن أبي ذر رضي الله عنه مع زيادة حروف في أوله، بسند ضعيف جدًا، وهو الحديث القادم برقم (3150). ورُوي من طريق الوَضِين بْنُ عَطَاءٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَد مرسلًا بنحوه. أخرجه أبو نُعيم في الحلية (10/ 31)، وسنده ضعيف؛ لإرساله، ولوجود الوَضين، وسيأتي ذكره -إن شاء الله تعالى- في تخريج الحديث رقم (3150)، وبه يرتقي طريق الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفِّق.
3150 - وقال أبو يعلى: حدّثنا مُؤَمّل، ثنا (¬1) [مُكَبَّر] (¬2) بْنُ عُثْمَانَ، ثنا الوَضِين بْنُ عَطَاءٍ عَنْ يزيد بن [مَرْثَد] (¬3) المَذْحِجي، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إن الله تبارك وتعالى بَنَى دِينَهُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَرْكَانٍ، فَمَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَلَيْهِنَّ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِنَّ، لَقِيَ اللَّهَ تعالى من الفاسقين، قال: وما هن [يا أبا ذر] (¬4)، قال رضي الله عنه: يُسلِّم حَلَالَ (¬5) اللَّهِ لِلَّهِ، [وَحَرَامَ اللَّهِ لِلَّهِ] (¬6)، وَأَمْرَ الله لله، ونهي الله لله، لا يُؤتمن عليهن إلا الله. قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "كما لَا يُجتنى مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبُ، كَذَلِكَ لَا ينال الفجّار منازل الأبرار". ¬
3150 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه ثلاث علل: 1 - مُكَبَّر بن عثمان، وهو منكر الحديث جدًا. 2 - إرسال يزيد بن مرثد. 3 - الوَضِين بن عطاء، وهو ضعيف. وذكره ابن كثير في التفسير (4/ 162)، ثم قال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 89 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي موقوفًا. =
= تخريجه: أخرجه أبو يعلى: كما في تفسير ابن كثير (4/ 162)، وفي سنده: بُكير بن عثمان، بدل: مُكبَّر بن عثمان. وأخرجه عن المصنِّف: ابن حِبَّان في المجروحين (3/ 41) وذكر المرفوع من المتن بلفظه دون الموقوف منه. وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (10/ 31) من طريق يزيد بن السِّمْط عن الوَضِين بن عطاء به، وذكر المرفوع من الحديث دون الموقوف، وأسقط من الإسناد: "أبا ذر". ولفظه: "كما لا يُجتنى من الشوك العنب لذلك لا ينزل الأبرار منازل الفجار، فاسلكوا أي طريق شئتم، فأي طريق سلكتم وردتم على أهله". قال أبو نُعيم: رواه غير أحمد فقال: عن يزيد عن أبي ذر. قلت: وهذا إسناد مرسل ضعيف. وذكره الذهبي في الميزان (4/ 177)، والحافظ في اللسان (6/ 100) عن مُؤَمَّل بن إهاب به، وذكر المرفوع من الحديث بلفظه دون الموقوف.
16 - باب التخويف من يوم القيامة
16 - بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ 3151 - [1] قَالَ أَبُو يعلى: حدّثنا أبو مَعْمَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ، قَالَ: اخْتَصَمَ إلى مُحارب بن دِثار رجلان (¬1)، فَشَهِدَ عَلَى أَحَدِهِمَا رَجُلٌ، فَقَالَ الْمَشْهُودُ عَلَيْهِ: وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ لِرَجُلُ صِدْقٍ، وَلَئِنْ (¬2) سَأَلْتَ عَنْهُ، ليُحْمَدَنَّ أَوْ [ليُزَكَيَنَّ] (¬3)، وَلَقَدْ شَهِدَ عليّ بباطل، ولا أدري ما اجترأه إلى ذلك. فقال مُحارب: يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ [عبد الله بن عمر] (¬4) رضي الله عنهما، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو يعظ رجلًا ذَلِكَ الْيَوْمَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: "وَإِنَّ الطَّيْرَ يوم القيامة لتضرب بأجنحتها، وترمي بما (¬5) في أجوافها ما لها طَلْبَةٌ" (¬6). ¬
3151 - [1] الحكم عليه: هذا إسناد موضوع، البلاء فيه من محمَّد بن الفرات، وهو كذاب. =
= وذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 475)، ثم قال: قال أبي: هذا حديث منكر، ومحمد بن الفرات ضعيف الحديث. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 200)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه من لا أعرفه. وذكره ابن عَرَّاق في تنزيه الشريعة (2/ 382)، ثم قال: أخرجه ابن عَدي من حديث ابن عمر، ولا يصح، فيه محمَّد بن الفرات.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (10/ 39) ولفظه: اختصم إلى مُحارب رجلان، فقال: فَشَهِدَ عَلَى أَحَدِهِمَا رَجُلٌ، فَقَالَ الْمَشْهُودُ عَلَيْهِ: وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ لِرَجُلُ صِدْقٍ، وَلَئِنْ سَأَلْتَ عَنْهُ، لَيُحْمَدَنَّ -أَوْ لَيُزَكِّيَنَّ-، وَلَقَدْ شَهِدَ عليّ بباطل، ما أدري ما اجترأه على ذلك. قال: فقال مُحارب بن دِثار: يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ الله بن عمر يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "شاهد الزور لا تزول قدماه حتى تجب له النار، وإن الطير يوم القيامة لتضرب بأجنحتها، وترمي ما في أجوافها ما لها طَلْبَةٌ". والنبي -صلى الله عليه وسلم- يعظ رجلًا. وأخرجه من طريق المصنِّف ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (16/ 370). وأخرجه العُقيلي (4/ 363) من طريق شَبَابة، وابن عَدي (6/ 138) من طريق محمد بن عُبيد المحاربي، كلاهما: عن محمد بن الفرات به، دون قصة الخصومة. ولفظ ابن عَدي: "الطير يوم القيامة ترفع مناقيرها، وتضرب بأذيالها، وتطرح ما في بطونها، وليس عندها طَلْبَةٌ فائقة". وأخرجه ابن عَدي أيضًا من طريق محمَّد بن عُبيد المحاربي، وعاصم بن علي، قالا: ثنا محمَّد بن الفرات به، ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "شاهد الزور لا تزول قدماه حتى توجب له النار". =
= قال ابن عَدي: هذان الحديثان لا أعلم يرويهما عن مُحارب غير محمَّد بن الفرات. قلت: رُوي عن مُحارب من غير طريق محمد بن الفرات، كما سيأتي في التخريج. وذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 475) من رواية محمَّد بن عبد الرحمن العَرْزمي، حدّثنا محمَّد بن الفرات، قال: كنت عند مُحارب فأتاه خصمان، فقال لأحدهما: لك شهود؟ قال: نعم. فدعا شاهدا فشهد له، ودعا الآخر فلم يحضر، فقال المشهود عليه للشاهد: أما والله إنه لامرؤ صدق، ولئن سألت عنه، ليزكين، وما رأيت عليه خربة قبلها، ولقد شهد علىّ بباطل، لا أدري ما أجبره إلى ذاك. فجلس مُحارب فقال له: يا هذا اتق الله، فإني سمعت ابن عمر يزعم أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "إن شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يوجب الله له النار، وإن الطير يوم القيامة تحت العرش ترفع مناقيرها، وتضرب بأذنابها، وتلقي ما في بطونها، مما ترى من هول يوم القيامة، وليس عندها طَلْبَةٌ". والنبي -صلى الله عليه وسلم- يعظ رجلًا. قال أبو حاتم: هذا حديث منكر، ومحمد بن الفرات ضعيف الحديث. وأخرجه ابن ماجه (2/ 794)، قال: حدّثنا سويد بن سعيد، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 403) من طريق شُعيب بن حرب، ويحيى بن إسماعيل الخوَّاص، جميعهم: عن محمَّد بن الفرات به، دون قصة الخصومة. ولفظ ابن ماجه: "لن تزول قدما شاهد الزور حتى يوجب الله له النار". وأخرجه البخاريُّ تعليقًا في التاريخ الصغير (2/ 173) عن محمَّد بن الفرات به، دون قصة الخصومة. وأخرجه الحارث من طريق عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا محمَّد بْنُ الْفُرَاتِ به، بنحوه، دون قصة الخصومة، وسيأتي في الطريق القادم برقم (2). ولم ينفرد محمَّد بن الفرات بهذا الحديث، فقد تابعه كل من: عبد الملك بن =
= عمير، وأبي حنيفة، ومِسْعَر بن كِدام، كما يلي: 1 - عبد الملك بن عُمير: أخرج وكيع في أخبار القضاة (3/ 34)، والشجري في الأمالي (2/ 238)، وابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (16/ 269) من طريق هارون بن الجهم أبي الجهم القرشي قال: حدّثنا عبد الملك بن عُمير قال: كنت عند مُحارب بن دِثار في مجلس القضاء: فذكره بنحوه. ومن هذه الطريق أخرجه العُقيلي (4/ 363) بنحوه، دون قصة الخصومة. قال العُقيلي: ليس له من حديث عبد الملك بن عُمير أصل، وإنما هذا حديث محمَّد بن الفرات الكوفي عَنْ مُحارب بْنِ دِثار، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وذكره الذهبي في السير (5/ 218)، والميزان (4/ 282). وقال في الميزان: حديث منكر. وأقره الحافظ في اللسان (6/ 214). وقال الذهبي في المغني (2/ 704): هارون بن الجهم ... يخالف في حديثه. 2 - أبو حنيفة: أخرج وكيع في أخبار القضاة (3/ 34)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 63)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (16/ 2696) من طريق الحسن بن زياد، قال: سمعت أبا حنيفة يقول: كنت عند مُحارب بن دِثار: فذكره بنحوه. وسنده ضعيف جدًا؛ لوجود الحسن بن زياد، قال الذهبي: كذَّبه ابن معين، وأبو داود (المغني 1/ 159). 3 - مِسْعَر بن كِدام: أخرج أبو نُعيم في الحلية (7/ 264) من طريق محمَّد بن خُليد، ثنا خلف بن خليفة، ثنا مِسْعَر عن مُحارب به، مختصرًا. قال أبو نُعيم: تفرد به محمَّد بن خُليد عن خلف، عن مِسْعَر. قلت: سنده ضعيف؛ لحال محمَّد بن خُليد. (انظر المغني 2/ 577).
3151 - [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا محمَّد بْنُ الْفُرَاتِ بِهِ مُخْتَصَرًا، وَفِي آخِرِهِ: "وليس عندها طَلْبةٌ".
3151 - [2] الحكم عليه: هذا إسناد موضوع، وتقدم بيان ذلك في الطريق السابق برقم (1).
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 586)، وذكر المرفوع من المتن، دون قصة الخصومة. ولفظه: "شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يُوْجَبُ له النار"، قال: "والطير يوم القيامة تحت العرض، ترتفع مناقيرها، وتضرب بأذنابها، وتطرح ما في بطونها، وليس عندها طَلْبَةٌ". قال مُحارب يومئذ يعظ رجلًا يقول له: اتق ذلك اليوم. قلت: قصة شاهد الزور رواها ابن ماجه. أهـ. وأخرجه ابن عَدي (6/ 138) عن محمَّد بن يحيى المروزي، ومن طريقه: البيهقي في السنن الكبرى (10/ 122)، وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 249)، وأخرجه الحاكم (4/ 98) من طريق زهير، كلاهما: عن عاصم بن علي به. ولفظ البيهقي: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"شاهد الزور لا تزول قدماه حتى توجب له النار". وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"الطير يوم القيامة ترفع مناقيرها، وتضرب بأذنابها، وتطرح ما في بطونها، وليس عندها طَلْبَةٌ فائقة:. وذكر الحاكم الشطر الأوّل من الحديث، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي في التلخيص. وقال البيهقي: محمَّد بن الفرات الكوفي ضعيف. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والمتهم به محمَّد بن الفرات ... اهـ. =
= قلت: عجب من الإمام الذهبي رحمه الله كيف يوافق الحاكم على تصحيح هذا الحديث، مع أنه حين ترجم لمحمد بن الفرات في الميزان (3/ 4) كذَّبه، ونقل تضعيفه عن غير واحد من الأئمة، وأورد هذا الحديث في جملة منكراته. وانظر لتمام التخريج الطريق السابق برقم (1)، وبالله التوفيق.
17 - باب الحث على العمل
17 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ (¬1) 3152 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا الْمُقْرِئُ، ثنا نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ الخُراساني عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: "أَلَا إِنَّ عَمَلَ الْآخِرَةِ حَزَنٌ بِرَبْوَةٍ ثَلَاثًا وَإِنَّ عَمَلَ النَّارَ سَهْلٌ بِشَهْوَةٍ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُقِيَ الْفِتَنَ". ¬
3152 - الحكم عليه: الحديث ضعيف علته نوح بن جعونة مجهول، وقيل: بأنه ابن أبي مريم وهو ضعيف. وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (4/ 275): أتى بخبر منكر. أهـ. يقصد هذا الحديث.
تخريجه: الحديث أخرجه أحمد (1/ 327) (3015)، قال: حدّثنا عبد الله بن يزيد هو المقرئ به. وأخرجه القُضاعي (745)، قال: أخبرنا ابن النحاس، حدّثنا ابن الأعرابي، حدّثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، حدّثنا المقرئ به. وقد ورد بهذا المعنى حديث ابن البجير، أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 423)، والبيهقيُّ في شعب الإيمان (1461)، والقُضاعي (1423) وفي إسناده سعيد بن سِنان وهو متروك. (سعد).
18 - باب عيش السلف
18 - باب عيش السلف ص 3153 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، ثنا يُونُسُ بْنُ عُبيد عن عِكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: إنه سمع عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عند الظهيرة (¬1)، فوجد أبا بكر رضي الله عنه فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: "مَا أَخْرَجَكَ فِي هَذِهِ الساعة؟ "، فقال رضي الله عنه: أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-:"ما أخرجك يا ابن الخطاب؟ "، قال رضي الله عنه: "أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَعَدَ عمر رضي الله عنه، وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يحدثهما، ثم قال: "هل [بكما] (¬2) قوة تنطلقان إِلَى هَذَا النَّخْلِ، فَتُصِيبَانِ طَعَامًا وَشَرَابًا وَظِلًّا (¬3)؟ "، قَالَ: قُلْنَا (¬4): نَعَمْ. قَالَ: "مرُّوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهان الْأَنْصَارِيِّ"، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ أَيْدِينَا، فسلَّم فَاسْتَأْذَنَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَأُمُّ الْهَيْثَمِ رضي الله عنها وَرَاءَ الْبَابِ، تَسْمَعُ الْكَلَامَ وَتُرِيدُ أَنْ يَزِيدَهَا (¬5) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما أراد -صلى الله عليه وسلم- أن ينصرف خرجت أم الهيثم رضي الله عنها خَلْفَهُمْ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ سَمِعْتُ والله تسليمك، ولكن أردت أن تزيدنا مِنْ سَلَامِكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْرًا، وَقَالَ: "أَيْنَ أَبُو الْهَيْثَمِ؟ مَا أُرَاهُ"، قَالَتْ: هُوَ قَرِيبٌ، ذَهَبَ يستعذب ¬
لَنَا الْمَاءَ، ادْخُلُوا، فَإِنَّهُ يَأْتِي السَّاعَةَ إِنْ شاء الله تعالى، فبسطت لهم بِسَاطًا تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَجَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ وَفَرِحَ بِهِمْ، وقرَّت عَيْنُهُ بِهِمْ، وَصَعِدَ عَلَى نَخْلَةٍ فصرم عِذْقا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "حَسْبُكَ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، تَأْكُلُونَ مِنْ رُطَبِه ومن (¬1) بُسْرِه وَمِنْ تَذْنُوبه، ثُمَّ أَتَاهُمْ بِمَاءٍ فَشَرِبُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هذا من النعيم الذي تسألون عنه"، وقامت أم الهيثم رضي الله عنها تَعْجِنُ لَهُمُ وَتَخْبِزُ، وَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بكر وعمر رؤوسهم للقائلة، فانتبهوا وقد أدرك طعامهم، فوُضع الطعام بين أيديهم، فأكلوا وشبعوا وحمدوا الله تعالى وردَّت عليهم أم الهيثم رضي الله عنها بَقِيَّةَ العِذْق، فَأَكَلُوا مِنْ رُطَبِه وَمِنْ تَذْنُوبه، فسلَّم عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ودعا لهم. ¬
3153 - [1] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف زكريا بن يحيى، وشيخه عبد الله بن عيسى. وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل (2/ 103)، ثم قال: قال أبو زُرعة: هذا حديث منكر. وقال ابن كثير في التفسير (4/ 583): غريب من هذا الوجه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 316)، ثم قال: رواه البزّار، وأبو يعلى =
= باختصار قصة الغلام، والطبراني كذلك، وفي أسانيدهم كلها عبد الله بن عيسى أبو خلف، وهو ضعيف.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 214). وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل (2/ 103) عن أبي زُرعة، قال: حدّثنا زكريا بن يحيى الخزاز المقرئ البصري به، وذكر أول الحديث. وساق ابن كثير في التفسير (4/ 583) لفظ ابن أبي حاتم، فذكره بلفظ قريب من لفظ الباب. وأخرجه العُقيلي (2/ 286)، قال: حدّثنا داود بن محمَّد، والطبراني في الكبير (19/ 253)، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، وجعفر بن محمَّد الفريابي، ثلاثتهم: عن زكريا بن يحيى به، بلفظ قريب. قال العُقيلي: وقد رُوي في هذا الباب أحاديث من غير هذا الوجه صالحة الإسناد. وأخرجه البزّار (1/ 315)، قال: حدّثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا أَبُو خَلَفٍ عبد الله بن عيسى به، فذكره بتمامه، مع زيادة حروف في آخره. وسيأتي في الطريق الثاني لهذا الحديث. ورُوي عن ابن عباس، دون ذكر عمر رضي الله عنه أخرجه الحاكم (3/ 286) من طريق هلال بن بشر، ثنا أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى به، وذكر أول الحديث. وأخرجه ابن حبّان: كما في الإحسان (7/ 324)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 279 ب)، والصغير (ص 92)، وابن بَشْكَوال في غوامض الأسماء المبهمة (2/ 630) من طريق عبد الله بن كَيسان، حدّثنا عِكرمة به، بنحوه مع زيادة في آخره. قال ابن حبّان: خبر غريب. وقال الطبراني: لم يروه عن عبد الله بن كيسان إلَّا الفضل. =
= قلت: وفيه أن المستضيف للنبي-صلى الله عليه وسلم- هو أبو أيوب، قال المنذري في الترغيب (4/ 206): وقد رُويت هذه القصة من حديث جماعة من الصحابة، مصرح في أكثرها بأنه أبو الهيثم، وجاء في معجم الطبراني الصغير، والأوسط، وصحيح ابن حبّان من حديث ابن عباس وغيره، أنه أبو أيوب الأنصاري، والظاهر أن هذه القصة اتفقت مرة مع أبي الهيثم، ومرة مع أبي أيوب، والله أعلم. أهـ. ونقل البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 106 أ) مختصر هذا النص، وعزاه للمنذري. قلت: سنده ضعيف، عبد الله بن كيسان، هو المروزي أبو مجاهد، قال الحافظ في التقريب (ص 319): صدوق يخطئ كثيرًا. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 317)، ثم قال: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه عبد الله بن كيسان المروزي، وقد وثَّقه ابن حبّان، وضعَّفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال العراقي: وأما حديث قصدهم منزل أبي أيوب، فرواها الطبراني في المعجم الصغير من حديث ابن عباس بسند ضعيف. (المغني مع الإحياء 2/ 10). وأخرجه الحافظ في نتائج الأفكار: كما في الفتوحات الربانية (5/ 231)، ثم قال: هذا حديث حسن، فيه غرابة من وجهين: أحدهما: ذكر أبي أيوب، والثاني: ما في آخره من التسمية والحمد وقصة فاطمة، والمشهور في هذا قصة أبي الهيثم بن التَّيِّهان. ويشهد للحديث ما رُوي عن أبي هريرة، وأبي سَلَمة، وأبي عَسيب، وابن عمر، وابن مسعود، وأبي بكر الصديق، كما يلي: 1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه مسلم (3/ 1609)، ومن طريقه ابن بَشْكَوال في غوامض الأسماء المبهمة (2/ 628)، والحسين المروزي في زيادات زهد ابن المبارك (ص 412)، وأبو يعلى (11/ 41)، والطبري في التفسير =
= (30/ 287)، وفي تهذيب الآثار -مسند عمر- (2/ 55)، وأبو عَوانة (5/ 376)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 197)، والطبراني في الكبير (19/ 257)، والبيهقيُّ في الشعب (4/ 144) بنحوه إلى قوله: "إياك واللبون". ولفظ مسلم: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال: "ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ "، قالا: الجوع يا رسول الله. قال: "وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما، قوموا"، فقاموا معه، فأتى رجلًا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت: مرحبًا وأهلًا. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أين فلان؟ "، قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء. إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافًا مني. قال: فانطلق فجاءهم بعِذْق فيه بُسْر وتمر ورُطَب، فقال: كلوا من هذه، وأخذ المِدْية، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إياك والحلوب"، فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العِذْق وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأبي بكر وعمر: "والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم". قلت: الرجل الأنصاري المذكور في المتن هو أبو الهيثم، قاله ابن بَشْكَوال، والمنذري في الترغيب (4/ 205). وقال العراقي في المستفاد من مبهمات المتن والإسناد (ص 91): هو أبو الهيثم مالك بن التَّيِّهان، كما في أحكام إسماعيل القاضي، وقيل أبو أيوب الأنصاري، ذكره أبو ذر في كتاب معيشة النبي -صلى الله عليه وسلم-. 2 - حديث أبي سَلَمة رضي الله عنه: أخرجه أحمد في الزهد (ص 57) من طريق أبي عَوانة، واللفظ له، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 196) من طريق هُشيم، كلاهما: عن عمر -يعني ابن أبي سَلَمة- عن أبيه، سمعه منه يقول: انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في نفر من أصحابه إلى أبي الهيثم بن التَّيِّهان، وهو مالك بن التَّيِّهان، فدخل على امرأته فقال: "أين أبو الهيثم؟ "، قالت: ذهب يستعذب لنا، فبينما هم =
تسألن عن هذا = كذلك إذ جاء، فقال لامرأته: ويحك، ما صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شيئًا؟، قالت: لا. قال: قومي، فعمدَت إلى شعير فطحنته، وقام إلى غنم فذبح لهم شَاةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا تذبحن ذات در". فطبخ لهم وقدمه بين أيديهم فأكلوا، ثم تناول شنًّا أو دلوا فشرب ومن مَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لتسألن عن هذه الشربة". وإسناده ضعيف، عمر بن أبي سَلَمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري، صدوق يخطئ. (التقريب ص 413). 3 - حديث أبي عَسيب رضي الله عنه: أخرجه أحمد (5/ 81)، والطبري في التفسير (30/ 287)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 194)، والبيهقيُّ في الشعب (4/ 143) من طريق حَشْرَج بن نُباتة عن أبي نُصيرة، عن أبي عَسيب قال: فذكره مختصرًا، وزاد في آخره: يا رسول الله، أإنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة؟، قال: "نعم، إلَّا من ثلاث: خرقة يكف بها الرجل عورته، أو كسرة يسد بها جوعته، أو حجرًا يتدخل فيه من الحرِّ والقرِّ". وإسناده ضعيف، حَشْرَج بن نُباتة، صدوق يهم. (التقريب ص 169). وذكره ابن كثير في التفسير (4/ 584)، ثم قال: تفرد به أحمد. 4 - حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 254)، حدّثنا محمَّد بن زكريا الغلابي، ثنا بكار بن محمَّد السِّيريني، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- خرج في ساعة لم يكن يخرج فيها، ثم خرج أبو بكر فقال له: ما أخرجك يا أبا بكر؟ .. الحديث بنحوه، مع زيادة في آخره. وسنده تالف، محمَّد بن زكريا، قال الذهبي: يضع الحديث (المغني 2/ 581)، وبكار بن محمَّد، قال أبو زُرعة: ذاهب الحديث. (المغني 1/ 111) وعبد الله بن عمر هو العمري، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 314). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 319)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه بكار بن =
= محمَّد السِّيريني، وقد ضعَّفه الجمهور، ووثَّقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات. 5 - حديث ابن مسعود رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 259) من طريق الكلبي، حدثني الشعبي عن الحارث، عن عبد الله بن مسعود: أن أبا بكر خرج لم يخرجه إلَّا الجوع .. الحديث بنحوه، إلى قوله: إياك واللبون. وسنده ضعيف جدًا، الكلبي هو محمد بن السائب، قال الحافظ: متهم بالكذب، ورُمي بالرفض. (التقريب ص 479). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 319)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه محمَّد بن السائب الكلبي، وهو كذاب. 6 - حديث أبي بكر رضي الله عنه: أخرجه أبو يعلى (1/ 79)، وسنده ضعيف جدًا، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3154). وأخرج قوله: "إياك واللبون" كل من: ابن ماجه (2/ 1061) واللفظ له، وأبي يعلى (11/ 37)، وأبي عَوانة (5/ 378) من طريق يزيد بن كَيسان عن أبي حازم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- أتى رجلًا من الأنصار، فأخذ الشفرة ليذبح لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إياك والحلوب". وإسناده ضعيف، يزيد بن كَيسان هو اليَشْكُري، صدوق يخطئ. (التقريب ص 604). قلت: وبما سبق ذكره من المتابعات والشواهد، يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.
3153 - [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: حَتَّى أَتَيْنَا (¬1) مَنْزِلَ مَالِكِ بْنِ التَّيِّهان أَبِي الْهَيْثَمِ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه. وزاد في آخره: "ثم دعا لهم بخير"، ثم قال -صلى الله عليه وسلم- لِأَبِي الْهَيْثَمِ: "إِذَا بَلَغَكَ أنْ قَدْ أَتَانَا رقيق فأتنا". قال أبو الهيثم رضي الله عنه: فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ أُتي رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- برقيق، أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَعْطَانِي رَأْسًا فَكَاتَبْتُهُ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَمَا رَأَيْتُ رَأْسًا كَانَ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى: فَحَدَّثْتُ بِهِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُسْلِمٍ الْمَكِّيَّ، فَحَدَّثَنِي بِنَحْوِهِ، وَزَادَ فِيهِ: قَالَتْ لَهُ أُمُّ الْهَيْثَمِ (¬2): لو دعوت لنا، قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عليكم الملائكة". ¬
3153 - [2] الحكم عليه: ضعيف؛ لوجود عبد الله بن عيسى، وشيخه إسماعيل بن مسلم.
تخريجه: هو في مسند البزّار (1/ 315)، ثم قال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلّا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا رواه عن يونس إلّا عبد الله بن عيسى. ويشهد له حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه الترمذي (4/ 504)، والطبري في التفسير (30/ 287)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 195)، والطبراني في الكبير (19/ 256)، ومن طريقه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 175 أ)، والحاكم (4/ 131)، والبيهقيُّ في الشعب (4/ 154) من طريق آدم بن أبي إياس، =
= حدّثنا شيبان أبو معاوية، حدّثنا عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير عَنْ أَبِي سَلَمة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: فذكر الحديث بنحوه. ولفظ الترمذي: خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد، فأتاه أبو بكر فقال: ما جاء بك يا أبا بكر؟، فقال: خرجت أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنظر في وجهه والتسليم عليه. فلم يلبث أن جاء عمر فقال: "ما جاء بك يا عمر؟ "، قال: الجوع يا رسول الله. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "وأنا قد وجدت بعض ذلك"، فانطلقوا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهان الْأَنْصَارِيِّ، وكان رجلًا كثير النخل والشاء، ولم يكن له خدم، فلم يجدوه فقالوا لامرأته: "أين صاحبك؟ "، فقالت: انطلق يستعذب لنا الماء، فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها فوضعها، ثم جاء يلتزم النبي -صلى الله عليه وسلم- ويفديه بأبيه وأمه، ثم انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بساطًا، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أفلا تنقّيت لنا من رُطَبه؟ "، فقال: يا رسول الله، إني أردت أن تختاروا -أو قال- تخيروا من رُطَبِه وبُسْرِه، فأكلوا وشربوا من ذلك الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة: ظل بارد، ورُطَب طيب، وماء بارد"، فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعامًا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تذبحن ذات در"، وقال: فذبح لهم عناقًا، أو جَدْيًا، فأتاهم بها فأكلوا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هل لك خادم؟ "، قال: لا. قال: "فإذا أتانا سبي فائتنا"، فأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اختر منهما"، فقال: يا نبي الله، اختر لي. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن المستشار مؤتمن، خذ هذا فإني رأيته يصلي، واستوص به معروفًا"، فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته فأخبرها بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت امرأته: ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلّا أن تعتقه، قال: فهو عتيق، فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يبعث نبيًا ولا خليفة إلّا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالًا، ومن يُوق بطانة السوء، فقد وُقي". =
= قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأقره الذهبي في التلخيص. وأخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 64)، قال: حدّثنا آدم به، وذكر آخر الحديث -قصة الخادم-. وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار -مسند عمر- (2/ 56)، وفي مسند ابن عباس (1/ 280) من طريق يحيى بن أبي بكير، حدّثنا شيبان به، ببعضه. وإسناده ضعيف لعنعنة عبد الملك وهو مدلس، ذكره الحافظ في أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين، وهم من لا يقبل حديثهم إلّا إذا صرحوا فيه بالسماع. (انظر طبقات المدلسين ص 41). وأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 146) من طريق عمر بن أبي سَلَمة عن أبيه به، فذكره بنحو لفظ الترمذي من غير إطالة، وليس فيه قول الرسول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ لم يبعث نبيًا ولا خليفة .. " وسنده ضعيف، عمر بن أبي سَلَمة، هو ابن عبد الرحمن الزهري، قال الحافظ: صدوق يخطئ. (التقريب ص 413)، وهو مرسل، أبو سَلَمة لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-. (انظر المراسيل ص 255). كما يشهد للحديث: ما ورد في تخريج الطريق السابق برقم (1)، وبمجموعه يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره. ويشهد لقصة الرقيق: ما أخرجه معمر في الجامع (11/ 439) عن سعيد بن عبد الرحمن الجَحْشِي، عن بعض أشياخهم، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-انطلق إلى رجل من الأنصار يلتمسه، فلم يجده، فجلس حتى جاء الرجل، فلما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وضع في وسطه حبلًا ثم ارتقى نخلة له، فقطع منها عِذْقًا، فقربه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم دخل غنمه فأخذ شاة ليذبحها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اجتنب الدر"، قال: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين =
= فرغ: "إذا جاءنا سبي فأتنا"، قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سبي، فقسمه بين الناس حتى لم يبق عنده إلّا عبدان، فجاء الأنصاري، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" اختر أيهما شئت"، قال: بل أنت فَخِرْ لي يا رسول الله!، قال: فمسح النبي -صلى الله عليه وسلم- إحدى يديه على الأخرى مرتين وهو يقول: "المستشار أمين، المستشار أمين، خذ هذا -لأحدهما- فإني قد رأيته يصلي". وسنده ضعيف؛ لجهالة شيخ سعيد بن عبد الرحمن. كما أخرج أبو يعلى (12/ 371)، قال: حدّثنا سفيان بن وكيع، حدّثنا أَبِي عَنْ دَاوُدَ، عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُدْعان، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أتاه أبو الهيثم الأنصاري فَاسْتَخْدَمَهُ، فَوَعَدَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إن أصاب سبيًا، فلقي عمر فقال له: يَا أَبَا الْهَيْثَمِ، إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قد أصاب سبيًا فأته، فتنجَّز عِدَتَكَ. فمضى أبو الهيثم وعمر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، أبو الهيثم أتاك يتنجز عِدَتَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قَدْ أَصَبْنَا غُلَامَيْنِ أَسْوَدَيْنِ، اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ". قال: فإني أستشيرك، فقال: "المستشار مؤتمن، خُذْ هَذَا، فَقَدْ صَلَّى عِنْدَنَا، وَلَا تَضْرِبْهُ، فإنا نهينا عن ضرب المصلِّين". وإسناده مسلسل بالضعفاء، سفيان بن وكيع ضعيف جدًا. (انظر التقريب ص 245)، وداود، هو ابن أبي عبد الله، مقبول. (التقريب ص 199)، ومحمد بن عبد الرحمن، هو عبد الرحمن بن محمَّد بن جُدْعان بن زيد، غير معروف، لم يرو عنه غير داود بن أبي عبد الله. (انظر التقريب ص 350)، وجدة ابن جُدْعان لا تعرف. (التقريب ص 763). وأخرج الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 284) من طريق داود بن الزِبْرِقان عن محمَّد بن عُبيد الله، عن قَرَظَة العِجلي، عن النُّعمان بن بَشير قال: وعد النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلًا غلامًا من الفيء، فجاء الرجل لطلب عدته، فقال: "لم يبق إلّا غلامان". قال: يا رسول الله، فأشر علي أيهما آخذ. قال: "خذ هذا -لأحدهما- ولا تضربه، فإني رأيته يصلِّي، وقد نهيت عن ضرب المصلِّين، والمستشار مؤتمن". =
= وسنده واه، فيه داود بن الزِبْرقان، قال الحافظ: متروك، وكذَّبه الأزدي. (التقريب ص 198). ويشهد لقوله: "أفطر عندكم الصائمون .. " ما يلي: أخرج معمر في الجامع (10/ 381) واللفظ له، ومن طريقه كل من: أحمد (3/ 138)، وأبي داود (3/ 367) مختصرًا، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (7/ 287)، وفي الآداب (ص 212)، والبغويُّ في الأنوار (2/ 664) عن ثابت البناني، عن أنس، أو غيره، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استأذن على سعد بن عبادة، فقال: "السلام عليكم ورحمة الله". فقال سعد: وعليك السلام ورحمة الله، ولم يسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى سلَّم ثلاثًا، ورد عليه سعد ثلاثًا لم يسمعه، فرجع واتبعه سعد فقال: يا رسول الله، بأبي أنت، ما سلمت تسليمة إلّا وهي بأُذني، ولقد رددت عليك ولم أُسمعك، أحببت أن أستكثر من سلامك ومن البركة، ثم أدخله البيت فقرب إليه زبيبًا فأكل منه نبي الله -صلى الله عليه وسلم-. فلما فرغ، قال: "أكل طعامكم الأبرار، وصلّت عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون". وإسناده رجاله ثقات إلّا أن رواية معمر عن ثابت بخصوصه مقدوح فيها. (انظر التقريب ص 541). وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 100) واللفظ له، ومن طريقه أبو يعلى في المسند (7/ 291)، وأخرجه أحمد (3/ 118)، والدارميّ (2/ 40)، والطبراني في الأوسط (1/ 208)، والحسن بن الخلال في الأمالي (ص 34) من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- إذا أفطر عند أهل بيت، قال: "أفطر عندكم الصائمون، وكل طعامكم الأبرار، ونزلت عليكم الملائكة". قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن وكيع، عن سفيان، إلّا زهير بن عباد، ورواه الناس عن وكيع، عن هشام، ولم يذكروا سفيان. قلت: سنده منقطع، يحيى لم يسمع من أنس، وروايته عنه مرسلة. (انظر المراسيل ص 240).
3154 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُبيد اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: حدثني أبو بكر رضي الله عنه قَالَ: [فَاتَنِي] (¬1) الْعِشَاءُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَأَتَيْتُ أَهْلِي فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكُمْ عَشَاءٌ؟، قَالُوا: لَا، وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا عَشَاءٌ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي فَلَمْ يَأْتِنِي النَّوْمُ مِنَ الْجُوعِ، فَقُلْتُ: لَوْ خَرَجْتُ إلى المسجد فصلَّيت وتعلَّلت حَتَّى أُصبح، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ تَسَانَدْتُ (¬2) إِلَى نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ كذلك، إذ طلع عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: من هذا؟، قلت: أبو بكر، قال: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكَ فجلس إلى جنبي، فبينا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فَأَنْكَرَنَا، فَقَالَ: "مَنْ هذا؟ " فبادرني (¬3) عمر رضي الله عنه فقال: هذا أبو بكر وعمر، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ما أخرجكما هذه الساعة؟ "، فقال (¬4) عمر رضي الله عنه: خَرَجْتُ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ سَوَادَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟، فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَذَكَرَ الَّذِي كَانَ، فَقُلْتُ: وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْوَاقِفِيِّ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهان، فَلَعَلَّنَا نَجِدُ عِنْدَهُ شَيْئًا يُطْعِمُنَا"، فَخَرَجْنَا نَمْشِي فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْحَائِطِ فِي الْقَمَرِ، فَقَرَعْنَا الْبَابَ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: مَنْ هَذَا؟، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَفَتَحَتْ لَنَا فَدَخَلْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيْنَ زَوْجُكِ؟ " قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ (¬5) الْمَاءِ مِنْ حَشِّ (¬6) بَنِي حَارِثَةَ، الْآنَ يَأْتِيكُمْ، قَالَ: فَجَاءَ يَحْمِلُ قِرْبَةً حَتَّى أَتَى بِهَا [نَخْلَةً] (¬7) وَعَلَّقَهَا عَلَى كُرْنافة مِنْ كَرانيفها ثُمَّ أَقْبَلَ علينا، ¬
فقال: مرحبًا وأهلًا، ما زار ناسًا (¬1) أَحَدٌ قَطُّ مِثْلُ مَنْ زَارَنِي، ثُمَّ قَطَعَ لنا عِذْقًا فأتانا به فجعلنا نُنَقِّي منه في القمر ونأكل، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ فَجَالَ فِي الْغَنَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِيَّاكَ والحلوب -أو قال- إياك وذات الدر" (¬2). فأخذ رضي الله عنه شاة، فذبحها وسلخها، وقال (¬3) لامرأته: قومي، فطحنت وَخَبَزَتْ وَجَعَلَتْ تَقْطَعُ فِي الْقِدْرِ مِنَ اللَّحْمِ وتوقد تحتها حتى فرغ (¬4) الخبز (¬5) واللحم، فثرد وغرف عليه مِنَ الْمَرَقِ وَاللَّحْمِ، ثُمَّ أَتَانَا بِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا، ثُمَّ قَامَ إلى القربة وقد [صفقتها] (¬6) الرِّيحُ فَبَرَّدَ، فَصَبَّ فِي الإِناء ثُمَّ نَاوَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَشَرِبَ، ثم ناول أبا بكر (¬7) رضي الله عنه فشرب، ثم ناول عمر رضي الله عنه فَشَرِبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الحمد لله الذي (¬8) خَرَجْنَا لَمْ يُخْرِجْنَا إِلَّا الْجُوعُ، ثُمَّ رَجَعْنَا وقد أصبنا هذا، لتسألن عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَذَا مِنَ النَّعِيمِ"، ثم قال -صلى الله عليه وسلم- لِلْوَاقِفِيِّ: "مَا لَكَ خَادِمٌ يَسْقِيكَ الْمَاءَ؟ " قَالَ: لا، والله يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "فَإِذَا أَتَانَا سَبْيٌ، فَأْتِنَا حَتَّى نَأْمُرَ لَكَ بِخَادِمٍ"، فَلَمْ يَلْبَثْ إلَّا يَسِيرًا حَتَّى أَتَاهُ سَبْيٌ، فَأَتَاهُ الْوَاقِفِيُّ فَقَالَ: "مَا جَاءَ بِكَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَعْدُكَ الَّذِي وَعَدْتَنِي، قال: "هذا سبي، فقم فاختر منه"، فقال: كن أنت تختار لي، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "خُذْ هَذَا الْغُلَامَ وَأَحْسِنْ إِلَيْهِ"، قَالَ: فَأَخَذَهُ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا؟ فَقَصَّ عَلَيْهَا (¬9) الْقِصَّةَ، قَالَتْ: فَأَيُّ شَيْءٍ قُلْتَ له؟، قال: قلت له كن أنت الذي تختار لي، [قالت: قد أحسنت، قَالَ لَكَ أَحْسِنْ إِلَيْهِ، فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ] (¬10)، قَالَ: مَا الْإِحْسَانُ إِلَيْهِ؟، قَالَتْ: أَنْ تُعْتِقَهُ، قَالَ: فهو (¬11) حر لوجه الله تعالى. ¬
3154 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه يحيى بن عُبيد الله التيمي وهو متروك، وفيه أبو هشام الرفاعي، وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 318)، ثم قال: رواه الطبراني، ورواه أبو يعلى أتم منه، وفيه يحيى بن عُبيد الله بن مَوهب، وقد ضعَّفه الجمهور، ووثِّق، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 79). =
= وأخرجه المروزي في مسند أبي بكر (ص 94) من طريق أبي موسى الهَرَوي، وعبد الرحمن بن صالح، قالا: حدّثنا عبد الرحمن بن محمَّد المحاربي به، بلفظ قريب. وأخرجه السهمي في تاريخ جرجان (ص 359) من طريق عُبيد بن يعيش، حدّثنا المحاربي به مختصرًا، وسقط من إسناده: أبو بكر. ولحديث الباب شواهد مطولة ومختصرة، وقد ذكرتها في تخريج الحديث الماضي برقم (3153 [1]، و [2])، والله الموفق، لا إله غيره.
3155 - وقال مُسَدَّد: حدّثنا [بَشير بن سُريج] (¬1) عن نُفيع بن الحارث قال: سمعت أم سلمة رضي الله عنها [تَقُولُ] (¬2): "لَمْ يُنخل لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- دقيق قط". ¬
3155 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا؛ لوجود نُفيع بن الحارث وهو متروك، وبَشير بن سُريج وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 312)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه نُفيع أبو داود، وهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 103 ب) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 329) من طريق المصنِّف بلفظ قريب. ولفظه: "لم نَنخل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- دقيقا قط". ويشهد له ما رُوي عن أبي الدرداء، وعائشة، وسهل، وأنس رضي الله عنهم كما يلي: 1 - ما رُوي عن أبي الدرداء: أخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 266)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (279 ب) واللفظ له، وابن السُّنِّي في القناعة (ص 66) من طريق يونس بن بُكير، عن سعيد بن مَيسرة، عن أنس، عن أبي الدرداء قال: "لم يكن يُنخل لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الدقيق، ولم يكن له إلّا قميص واحد". =
= قال البزّار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ، إلّا بهذا الإسناد عن أبي الدرداء وحده، ويونس قد حدَّث عن سعيد بأحاديث لم يتابع عليها، واحتملت على ما فيها. وقال الطبراني: لم يُرو عن أبي الدرداء إلّا بهذا الإسناد. قلت: سنده ضعيف جدًا، فيه سعيد بن مَيسرة، قال الذهبي: واه. وقال ابن عَدي: هو مظلم الأمر (المغني 1/ 266) ويونس بن بُكير: صدوق يخطئ (التقريب ص 613). 2 - وما رُوي عن عائشة: أخرجه أحمد (6/ 71) من طريق سليمان بن رُومان مولى عُروة عن عُروة، عن عائشة أنها قالت: "والذي بعث محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بالحق ما رأى منخلًا، ولا أكل خبزًا منخولًا، منذ بعثه الله عَزَّ وَجَلَّ إلى أن قُبض"، قلت: كيف تأكلون الشعير؟، قالت: "كنا نقول أف". وسنده ضعيف، ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 312)، ثم قال: رواه أحمد، وفيه سليمان بن رُومان ولم أعرفه، وبقية رجاله وثِّقوا. ورُوي بعضه عن عائشة رضي الله عنها وهو الحديث الآتي برقم (3159)، وسنده ضعيف أيضًا. 3 - وما رُوي عن سهل بن سعد: أخرجه البخاريُّ (فتح 9/ 549). ولفظه: قال أبو حازم: سألت سهل بن سعد، فقلت: هل أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النقِي؟ فقال سهل: "ما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النَّقِي من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله". قال: فقلت: هل كانت لكم فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مناخل؟، قال: "ما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منخلًا من حين ابتعثه الله، حتى قبضه الله"، قال: قلت: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟، قال: "كنا نطحنه، وننفخه فيطير ما طار، وما بقي ثرّيناه فأكلناه". والنّقِي: هو الخبز الأبيض الحُوَّارَى (انظر النهاية 5/ 112). وثرّيناه: أي بلَّلناه بالماء (الفتح 9/ 550). =
= 4 - وما رُوي عن أنس: أخرجه ابن ماجه (2/ 1107) من طريق سعيد بن بَشير، ثنا قتادة عن أنس بن مالك قال: "ما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رغيفًا مُحَوَّرا بواحد من عينيه، حتى لحق بالله". والرغيف المُحَوَّر: هو الخبز الذي نُخل مرة بعد مرة (انظر النهاية 1/ 458). وسنده ضعيف، سعيد بن بَشير هو الأزدي، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 234). وقتادة مدلس لا يقبل حديثه إلّا مصرحًا فيه بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 43) وقد عنعنه هنا.
3156 - [1] وقال إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَتْ: حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ لعمر -رضي الله عنهما-: لَوْ أَنَّكَ لَبِسْتَ ثِيَابًا أَلْيَنَ مِنْ ثِيَابِكَ، وأكلت طعامًا ألين من طعامك، فقال رضي الله عنه: "أنا أخاصمكِ إِلَى نفسِك، أَلَمْ تَعْلَمِي مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[وَأَبِي بكر] (¬1) كذا وكذا؟ "، حتى بكت. قال -رضي الله عنه-: "قَدْ قُلْتُ لَكِ، وَلَكِنِّي (¬2) أُشَارِكُهُمَا فِي عَيْشِهِمَا الشديد، لعلي أشاركهما في عيشهما الرضي؟ ". فأقرَّ به وقال: نعم. ¬
3156 - [1] الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكنه معلول، كما في التخريج. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 104 أ) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه، والنسائيُّ في الكبرى، وأبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له، وعبد بن حُميد ... فإن كان مصعب بن سعد سَمِعَهُ مِنْ حَفْصَةَ، فَهُوَ صَحِيحٌ، وإلاَّ، فَهُوَ مرسل صحيح الإسناد. قلت: عبارة البوصيري: فإن كان مصعب بن سعد سمعه. أهـ. ذكرها الحافظ هنا، وهي في الطريق القادم برقم (2).
تخريجه: أخرجه البيهقي في الشعب (5/ 159) من طريق المصنِّف بلفظ قريب. وتابع المصنِّف كل من: ابن سعد في الطبقات (3/ 210)، وهنَّاد (2/ 360). =
= وأخرجه ابن شبَّه في تاريخ المدينة (3/ 801) قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد به، بلفظ قريب. وذكره ابن الجوزي في صفوة الصفوة (1/ 147) عن مصعب بن سعد به، بلفظ قريب. ورُوي من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه النُّعمان، عن مصعب بن سعد به. أخرجه ابن المبارك (ص 201)، ومن طريقه كل من: النسائيّ في السنن الكبرى: كما في تحفة الأشراف (8/ 108)، ومسند الفاروق لابن كثير (2/ 645)، والحاكم (1/ 123)، والبيهقيّ في الشعب (7/ 367)، وأخرجه علي بن المديني: كما في مسند الفاروق (2/ 645)، وابن أبي شيبة (13/ 227)، وعبد بن حُميد في المنتخب (1/ 69)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 188) قال: حدّثنا ابن نُمير، وأبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 139)، والبيهقي أيضًا من طريق عثمان بن أبي شيبة، والضياء في المختارة (1/ 210) من طريق الفضل بن سهل الأعرج، جميعهم: عن محمَّد بن بِشر، كلاهما: عن إسماعيل بن أبي خالد به. قال ابن المديني: وهذا عندنا مرسل؛ لأنّ مصعب بن سعد لم يلق حفصة، فانقطع من ها هنا. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرطهما، فإن مصعب بن سعد كان يدخل عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو من كبار التابعين من أولاد الصحابة رضي الله عنهم. وخالفه الذهبي في التلخيص فقال: فيه انقطاع. وذكر الدارقطني في العلل (2/ 139) هذا الأثر، ولم يُشر إلى هذه العلة، وإنما إلى علة أخرى فقال: يرويه إسماعيل بن أبي خالد، واختلف عنه: فرواه عبد الله بن المبارك، ومحمد بن بِشر العَبْدي عن إسماعيل، عن أخيه النُّعمان، عن مصعب بن سعد، عن حفصة، وخالفهما أبو أسامة، ويزيد بن هارون، فروياه عن إسماعيل، عن مصعب بن سعد، ولم يذكرا بينهما أخا إسماعيل. وقول ابن المبارك ومحمد بن بِشْر =
= أولى بالصواب، والله أعلم. قلت: طريق ابن المبارك هذه ذكرها الحافظ هنا في المطالب، وهي الطريق القادم برقم (2). والذي يظهر صحة سماع مصعب بن سعد لهذا الأثر من حفصة رضي الله عنهما كما نص على ذلك الحاكم، معتمدًا في ذلك على كون مصعب من كبار التابعين من أولاد الصحابة، وكان يدخل عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويؤيده إخراج الضياء له في المختارة، مما يُفيد صحة السماع، ويُفهم من صنيع الدارقطني في علله موافقته لهما، حيث أورده وأشار إلى علة أخرى. وأما ما ذهب إليه ابن المديني، وتابعه الذهبي، في عدم صحة السماع، فغير مسلم به، لما أسلفت والله أعلم، ولذلك لم يجزم الحافظ رحمه الله بثبوت هذه العلة، كما سيأتي في الطريق القادم برقم (2). ومع كون سماع مصعب بن سعد من حفصة ثابتًا، غير أن هذا الأثر معلول من جهة أخرى، وهي أن إسماعيل بن أبي خالد لم يسمعه من مصعب، وإنما سمعه من النُّعمان بن أبي خالد عن مصعب، وهذا الوجه هو الراجح، كما نص على ذلك الدارقطني. وللأثر شواهد كما يلي: أخرج ابن سعد في الطبقات (3/ 219)، قال أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قال: أصيب بعير من المال -زعم يحيى من الفيء- فنحره عمر، وأرسل إلى أزواج النبي منه، وصنع ما بقي فدعا عليه من المسلمين وفيهم يومئذٍ العباس بن عبد المطلب، فقال العباس: يا أمير المؤمنين، لو صنعت لنا كل يوم مثل هذا، فأكلنا عندك وتحدثنا، فقال عمر: "لا أعود لمثلها، إنه مضى صاحبان لي -يَعْنِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-وَأَبَا بكر- عَمِلا عَمَلًا. وسلكا طريقًا، وإنّي إن عملت بغير عملهما، سُلِكَ بي طريق غير طريقهما". وسنده ضعيف؛ لأنه مرسل، قال أبو حاتم: سعيد بن المسيب عن عمر. مرسل =
= (المراسيل ص 71). وفي الباب عن عكرمة بن خالد، أخرجه معمر في الجامع (11/ 223) واللفظ له، ومن طريقه البيهقي في الشعب (5/ 35) عن ابن طاوس، عن عكرمة بن خالد، أن حفصة، وابن مُطيع، وعبد الله بن عمر كلَّموا عمر بن الخطّاب فقالوا: لو أكلت طعامًا طيبًا، كان أقوى لك على الحق. قال: "أكلكم على هذا الرأي؟ " قالوا: نعم. قال: "قد علمت أنه ليس منكم إلَّا ناصح، ولكني تركت صاحبي على الجادة، فإن تركت جادتهم، لم أدركهما في المنزل"، قال: وأصاب الناس سَنَة، فما أكل عامئذٍ سمنًا ولا سمينًا حتى أُحْيِيَ الناس. وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات. وفي معنى لفظ الباب، أخرج ابن المبارك (ص 204)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 49) واللفظ له عن جَرير بن حازم، ثنا الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "والله إني لو شئت، لكنت من ألينكم لباسًا، وأطيبكم طعامًا، وأرقكم عيشًا، وإن والله ما أجهل عن كَراكِر وأسنمة، وعن صِلاء وصِناب وصَلابق، ولكني سمعت الله عَزَّ وَجَلَّ عيّر قومًا بأمر فعلوه، فقال: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا}. ولفظ ابن المبارك بأطول من هذا. قلت: سنده منقطع، الحسن لم يلق عمر رضي الله عنه، قال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص 31): سئل أبو زُرعة: لقي الحسن أحدًا من البدريين؟ قال: رآهم رؤية، رأى عثمان بن عفان، وعليًا. قلت: سمع منهما حديثًا؟، قال: لا. قلت: والكَراكِر: جمع كِركِرة وهي صدر كل ذي خف من البهائم (انظر النهاية 4/ 166). والصِّلَاء: الشِّواء (النهاية 3/ 50) والصِّناب، هو الخردل المعمول بالزيت، وهو صباغ يؤتدم به (النهاية 3/ 55)، والصَّلابق: هي الخبز الرُّقاق، كذا في لفظ ابن المبارك. وبالجملة فإن هذا الأثر يرتقي إلى مرتبة الصحيح لغيره، والله تعالى أعلم.
3156 - [2] رواه النسائيُّ في الْكُبْرَى عَنْ سُويد بْنِ نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ المبارك، عن إسماعيل، أعن أخيه النُّعمان (¬1)]. * فإن كان مصعب سمعه من حفصة رضي الله عنهما، فَهُوَ صَحِيحٌ، وإلاَّ، فَهُوَ مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ. ¬
3156 - [2] الحكم عليه: هذا الأثر بهذا الإسناد وإن كان محفوظًا عن إسماعيل بن أبي خالد، إلّا أنه ضعيف؛ لجهالة النُّعمان.
تخريجه: تقدم في الطريق السابقة برقم (1)، وبه يرتقي إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق سبحانه.
3157 - [1] وقال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرير، ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ محمَّد بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ، هو القُرَظي، قال: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه يُحَدِّثُ، قَالَ: خَرَجْتُ فِي غَدَاةٍ شَاتِيَةٍ مِنْ بيتي (¬1) جائعًا حَرِضًا (¬2) قد أذلقني البرد، فأخذت إهابًا معطوبًا قَدْ كَانَ عِنْدَنَا، فَجُبْتُهُ (¬3) ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فِي عنقي، ثم حزمته على صدري أستدفىء به، والله ما فِي بَيْتِي شَيْءٌ آكُلُ مِنْهُ، وَلَوْ كَانَ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لبلغني، فخرجت في بعض نواحي المدينة فاطلعت إلى يهودي في حائط مِنْ ثُغْرَةِ جِدَارِهِ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَعْرَابِيُّ، هَلْ لَكَ فِي كُلِّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ (¬4)؟، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَافْتَحِ (¬5) الْحَائِطَ، فَفَتَحَ لِي، فَدَخَلْتُ، فجعلت أنزع دلوًا ويعطيني تمرة، حتى إذا مَلَأْتُ كَفِّي، قُلْتُ: حَسْبِي مِنْكَ الْآنَ، فَأَكَلْتُهُنَّ ثُمَّ كَرَعْتُ فِي الْمَاءِ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلَّى (¬6) اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم (¬7) فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ في المسجد وهو -صلى الله عليه وسلم- في عِصابة من أصحابه رضي الله عنهم، إذ طلع (¬8) علينا مُصعب بن عُمير رضي الله عنه فِي بُردة لَهُ مَرْقُوعَةٍ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ذَكَرَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، وَرَأَى حَالَهُ (¬9) الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا، فَذَرَفَتْ (¬10) عَيْنَاهُ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: "كيف أنتم إِذَا غَدَا أَحَدُكُمْ فِي حُلَّة وَرَاحَ فِي أُخْرَى، وسُترت بُيُوتُكُمْ كَمَا تُستر الْكَعْبَةُ؟ "، قُلْنَا: نحن يومئذٍ خير، نُكفى المؤنة، ونتفرغ للعبادة. قال [صلَّى الله عليه وسلَّم] (¬11): "أنتم اليوم خير منكم يومئذٍ". ¬
3157 - [1] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف؛ لإبهام الرجل الذي يَروي عنه محمَّد بن كعب. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 314)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه راوٍ لم يسمّ، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى (1/ 387) من طريق يزيد بن رُومان عن رجل به، بلفظ قريب. وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا، وهو الطريق القادم برقم (2). وأخرج أوله -وهو قصة التمر- ابن إسحاق في السير (ص 194)، ومن طريقه: هنَّاد (2/ 385)، والترمذي (4/ 556) بلفظ قريب، ولفظ هنَّاد: خرجت في يوم شات من بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد أخذت إهابًا معطوبًا، فَجَوَّبت وسطه فأدخلته عنقي، وشددت وسطي فحزمته بخوص النخيل، وإني لشديد الجوع، ولو كان فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- طعام لطعمت منه، فخرجت ألتمس شيئًا، فمررت بيهودي في مال له وهو يسقي ببكرة له، فاطلعت من ثلمة في الحائط، فقال: مالك يا أعرابي، هل لك في دلو بتمرة؟، قلت: نعم، فافتح الباب حتى أدخل، ففتح، فدخلت، فأعطاني دلوه، فكلما نزعت دلوًا، أعطاني تمرة، حتى إذا امتلأت كفي، أرسلت الدلو وقلت: حسبي، فأكلتها ثم كرعت في الماء فشربت، ثم جئت المسجد فوجدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه. =
= قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وأخرج ابن ماجه (2/ 818) بعض قصة التمر من طريق حَنَش عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أصاب نبي الله -صلى الله عليه وسلم- خَصاصَة، فبلغ ذلك عليًا، فخرج يلتمس عملًا يصيب فيه شيئًا ليُقيت به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتى بستانًا لرجل من اليهود، فاستقى له سبعة عشر دلوًا، كل دلو بتمرة، فخيره اليهودي من تمره سبع عشرة عجوة، فجاء بها إلى نَبِيِّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 53): هذا إسناد ضعيف، حَنَشَ اسمه حسين بن قيس، ضعّفه أحمد وابن معين ... أهـ. وقوله "خَصاصَة": أي جوع وضعف (انظر النهاية 2/ 37). وأخرج هنَّاد (2/ 389) من طريق عمار بن أبي عمار، أن عليًا أجر نفسه من يهودي بنزع كل دلو أو غَرْب بتمرة، فنزع له حتى ملأ نحوًا من المُد، فذهب به علي إلى فاطمة فقال: كلي وأطعمي صبيانك. وسنده حسن؛ لوجود عمار بن أبي عمار، قال الحافظ صدوق ربما أخطأ (التقريب ص 408). والغَرْب، بفتح الغين وسكون الراء: الدلو العظيمة (انظر ترتيب القاموس 3/ 377). والمُد، بالضم: مكيال، وهو رِطلان، أو رِطل وثلث، أو ملء كف الإنسان المعتدل (ترتيب القاموس 4/ 215). وكذلك أخرج الإمام أحمد بعض قصة التمر، وسيأتي الكلام على روايته -إن شاء الله تعالى- في الطريق القادم برقم (3). وأخرج اللفظ المرفوع من المتن: ابن إسحاق في السير (ص 193)، ومن طريقه: هنَّاد (2/ 389)، والترمذي (4/ 558) بنحوه. ولفظ هنَّاد: إنَّا لجلوس مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فِي المسجد، إذ طلع علينا مُصعب بن =
= عمير ما عليه إلَّا بُردة له مرقوعة بفرو، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بكى للذي كان فيه اليوم، وما رآه من النِعم قبل، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"كيف بكم إِذَا غَدَا أَحَدُكُمْ فِي حُلَّة وَرَاحَ فِي حُلَّة، ووضعت بين يديه صَحْفَة، ورفعت أخرى، وسَترتم بيوتكم كما تُستر الكعبة؟ "، قالوا يا رسول الله، نحن يومئذٍ خير منا اليوم، نتفرغ للعبادة ونكفي المؤنة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا، أنتم اليوم خير منكم يومئذٍ". قال الترمذي: هذا حديث حسن. وأخرج الحاكم (3/ 628) من طريق مُوسَى بْنُ عُبيدة عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بن عُبيدة، عن عُروة بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جالسًا بقُباء ومعه نفر، فقام مُصعب بن عُمير عليه بُردة ما تكاد تواريه، ونكّس القوم، فجاء فسلَّم فردوا عليه، فقال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- خيرًا وأثنى عليه، ثم قال: "لقد رأيت هذا عند أبويه بمكة يكرمانه وينعمانه، وما فتى من فتيان قريش مثله، ثم خرج من ذلك ابتغاء مرضاة الله، ونصرة رسوله، أما إنه لا يأتي عليكم إلّا كذا وكذا، حتى يفتح عليكم فارس والروم، فيغدو أحدكم في حُلَّة ويروح في حُلَّة، ويُغدى عليكم بقصعة ويُراح عليكم بقصعة"، قالوا: يا رسول الله، نحن اليوم خير أو ذلك اليوم؟، قال: "بل أنتم اليوم خير منكم ذلك اليوم، أما لو تعلمون من الدنيا ما أعلم، لاستراحت أنفسكم منها". وسنده ضعيف؛ لضعف موسى بن عُبيدة (انظر التقريب ص 552). وأخرج الحاكم أيضًا (3/ 200) من طريق محمَّد بن عمر، حدثني إبراهيم بن محمَّد العبدري عن أبيه قال: كان مصعب بن عُمير فتى مكة شبابا وجمالًا، وكان أبواه يحبانه، وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب وأرقه، وكان أعطر أهل مكة، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يذكره، ويقول: "ما رأيت بمكة أحسن لُمَّة، ولا أرق حُلَّة، ولا أنعم نعمة من مصعب بن عُمير". وسنده واهٍ، فيه محمَّد بن عمر، هو الواقدي، قال الحافظ: متروك مع سعة علمه (التقريب ص 498). =
= ويشهد للمرفوع من الأثر، ما رُوي عن قتادة، وسعد بن مسعود، والحسن البصري، كما يلي: 1 - حديث قتادة: أخرجه أحمد في الزهد (ص 65) من طريق قتادة، قال: ذُكر لنا أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- دخل على أهل الصفة، وكان يجتمع بها فقراء المسلمين، وكانوا يرقعون ثيابهم بأدم ولا يجدون رقاعًا، فقال: "أنتم اليوم خير أو يوم يغدو أحدكم في حُلَّة ويروح في أخرى، وتغدو عليه جَفْنَة ويُراح عليه بأخرى، ويستر بيته كما تُستر الكعبة؟ "، قالوا: بل نحن يومئذٍ خير، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا، بل أنتم اليوم خير". وإسناده منقطع. 2 - حديث سعد بن مسعود: أخرجه هنَّاد (2/ 390) من طريق الأفريقي عن سعد بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "كيف أنتم إذا شبعتم من ألوان الطعام؟ "، قالوا: ويكون ذاك يا رسول الله؟، قال: "نعم، كأنكم قد أدركتموه، أو من أدركه منكم فكبروا"، قال: "كيف أنتم إذا غدا أحدكم في ثياب وراح في أخرى؟ "، قالوا: ويكون ذاك يا رسول الله؟، قال: "كأنكم قد أدركتموه، أو من أدركه منكم فكبروا"، قال: "كيف أنتم إذا سترتم بيوتكم كما تُستر الكعبة؟ "، قال: فَفَرِقَ القوم، وقالوا: يا رسول الله، رغبةً عن الكعبة؟، قال: "لا، ولكن من فضل تجدونه"، فقالوا: نحن اليوم خير أم يومئذٍ؟، قال: "لا، بل أنتم اليوم أفضل". وسنده ضعيف، فيه الأفريقي، هو عبد الرحمن بن أنعم: ضعيف في حفظه (التقريب ص 340). 3 - حديث الحسن البصري: أخرجه هنَّاد (2/ 390) واللفظ له، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 340) من طريق الأعمش، وهشام عن الحسن قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى أهل الصفة فقال: "كيف أصبحتم؟ "، قالوا: بخير، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أنتم اليوم خير أم إذا غُدِيَ على أحدكم بجَفْنَة ورِيح عليه بأخرى، =
= وستر أحدكم بيته كما تُستر الكعبة؟ "، قالوا: يا رسول الله، نصيب ذلك ونحن على ديننا؟، قال: "نعم"، قالوا: فنحن يومئذٍ خير، نصيب فنتصدق ونعتق، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"لا، بل أنتم اليوم خير، إنكم إذا طلبتموها، تقاطعتم، وتحاسدتم، وتدابرتم، وتباغضتم". قال أبو نُعيم: كذا رواه أبو معاوية مرسلًا. وأخرجه هنَّاد (2/ 391) من طريق أخرى عن الحسن البصري مرسلًا، ومن طريق هناد: أبو نُعيم في الحلية (1/ 340) بمعناه، مع زيادة ألفاظ في آخره. وسنده ضعيف؛ لإرساله، ولجهالة الراوي عن الحسن، وهو سِنان بن سفيان الحنفي (انظر الجرح 4/ 253). وأخرج بعض المرفوع من الأثر كل من: أحمد (3/ 487) وابنه عبد الله في زوائد الزهد (ص 47)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 277)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (2/ 445) واللفظ له، وأخرجه الحاكم (4/ 548) من طريق داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الدَّيلي، عن طلحة النَّصْري قال: قدمت المدينة مهاجرًا، وكان الرجل إذا قدم المدينة فإن كان له عريف نزل عليه، وإن لم يكن له عريف نزل الصفة، فقدمتها وليس لي بها عريف، فنزلت الصفة، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يرافق بين الرجلين، ويقسم بينهما مُدًا من تمر، فبينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلواته، إذ ناداه رجل، فقال: يا رسول الله، أحرق بطوننا التمر، وتخرقت عَنَّا الخُنُف. قال: وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حمد الله وأثنى عليه، وذكر ما لقي من قومه، ثم قال: -وفي آخره-"وسيأتي عليكم زمان أو من أدركه منكم، تلبسون أمثال أستار الكعبة، ويُغدى ويُراح عليكم بالجفان"، قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذٍ خير أو اليوم؟، قال: "لا، بل أنتم اليوم خير، أنتم اليوم إخوان، وأنتم يومئذٍ يضرب بعضكم رقاب بعض". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. =
= والخُنُف: جمع خنيف، وهو ضرب من أردأ الكتان (انظر النهاية 2/ 84). وأخرج ابن أبي عاصم في الزهد (ص 139) واللفظ له، والبزار: كما في الكشف (4/ 258) من طريق أبي أحمد الزبيري، أخبرنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَوْنِ بْنِ أبي جُحيفة -قال لا أعلمه إلَّا عَنْ أَبِيهِ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "ستفتح لكم الدنيا، حتى تُنَجِّدوا بيوتكم كما تُنَجَّدُ الكعبة"، قلنا: ونحن على ديننا اليوم؟، قال:"وأنتم على دينكم اليوم"، قلنا: فنحن يومئذ خير أم ذلك اليوم؟ قال: "بل أنتم اليوم خير". قال البزّار: لا نعلمه يُروى عن أبي جُحيفة إلَّا بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 323)، ثم قال: رواه البزّار، ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الجبار بن العباس الشامي، وهو ثقة. قلت: إسناده حسن، عبد الجبار بن العباس صدوق يتشيع (التقريب ص 332). والتنجيد، هو ما يوضع في البيت من بسط، وفرش، ووسائد (انظر ترتيب القاموس 4/ 326). ويأتي حديث عبد الله بن يزيد مرفوعًا في هذا البحث برقم (3207) وسنده صحيح ولفظه: " ... تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا -أَيْ أَقْبَلَتْ- حَتَّى ظَنَنَّا أن تقع عَلَيْنَا، وَيَغْدُو أَحَدُكُمْ فِي حُلَّة وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى، وتستُرون بيوتكم كما تستُرون الكعبة". وفي النهي عن ستر الجدران: أخرج الإمام مسلم (3/ 1666) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: رأيته خرج في غزاته، فأخذتُ نَمَطًا فسترته على الباب، فلما قدم فرأى النَّمَط، عرفت الكراهية في وجهه، فجذبه حتى هتكه، أو قطعه، وقال: "إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين". قالت: فقطعنا منه وسادتين وحشوتهما ليفًا، فلم يَعِبْ ذلك عليّ. قلت: وبما سبق يرتقي إسناد الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق سبحانه.
3157 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرير نَحْوَهُ. * قُلْتُ: رواه الترمذي من طريق ابن إسحاق به (¬1) مختصرًا (¬2) ¬
3157 - [2] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لعنعنة أبي إسحاق، ولجهالة الشيخ الذي روى عنه يزيد بن رُومان.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 387). ولفظه: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: خرجت في غداة شاتية جائعًا وقد أوبقني البرد، فأخذت ثوبًا من صوف قد كان عندنا ثم أدخلته في عنقي وحزمته على صدري أستدفىء به، والله ما فِي بَيْتِي شَيْءٌ آكُلُ مِنْهُ، وَلَوْ كَانَ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شيء، لبلغني، فخرجت في بعض نواحي المدينة فانطلقت إلى يهودي في حائطه، فاطّلعت عليه من ثغرة جداره، فقال: مالك يا أعرابي، هل لك في دلو بتمرة؟ قلت: نعم، افتح لي الحائط، ففتح لي، فدخلت، فجعلت أنزع الدلو ويعطيني تَمْرَةً، حَتَّى مَلَأْتُ كَفِّي، قُلْتُ: حَسْبِي مِنْكَ الآن، فأكلتهن ثم جرعت من الماء، ثم جئت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلست إليه في المسجد وهو مع عصابة من أصحابه، فطلع عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمير فِي بُردة لَهُ مرقوعة بفروة، وكان أنعم غلام بمكة وأرفهه عيشًا، فلما رآه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ذَكَرَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، وَرَأَى حَالَهُ الَّتِي هُوَ عليها، فذرفت عيناه فبكى، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"أنتم اليوم خير أم إذا غُدي على أحدكم بجفْنَة من خبز ولحم، ورِيح عليه بأخرى، وغدا في حُلَّة وراح في أخرى، وسَترتم بيوتكم كما =
= تستر الكعبة؟ "، قلنا: بل نحن يومئذٍ خير، نتفرغ للعبادة. فقال: "بل أنتم اليوم خير". وبالشواهد المذكورة في الطريق السابق برقم (1)، يرتقي هذا الطريق إلى مرتبة الحسن لغيره.
3157 - [3] ورَوى أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه بعض قصة التمر.
3157 - [3] الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لانقطاعه، مُجاهد لم يسمع من علي رضي الله عنه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 314)، ثم قال: رواه أحمد، ورجاله وثِّقوا إلَّا أن مجاهدًا لم يسمع من علي. قلت: وفيه علة أخرى: في إسناده شَريك بن عبد الله النَّخَعي، وهو صدوق يخطئ كثيرًا. (التقريب ص 266).
تخريجه: هو في مسند الأمام أحمد (1/ 90)، قال: ثنا أسود، ثنا شَريك عن موسى الصغير الطحان، عن مجاهد، قال: قال علي: "خرجت، فأتيت حائطًا، قال: فقال: دلو وتمر، قال: فدليت حتى ملأت كفي، ثم أتيت الماء فاستعذبت -يعني: شربت- ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأطعمته بعضه، وأكلت أنا بعضه". وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص 193)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 71) قال: حدثني علي بن حكيم الأوْدي، حدّثنا شَريك به، بلفظ قريب. ولفظه: "جئت إلى حائط أو بستان، فقال لي صاحبه: دلوًا وتمرة، فدلوت دلوًا بتمرة، فملأت كفي ثم شربت من الماء، ثم جئت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بملء كفي، فأكل بعضه، وأكلت بعضه". وأخرجه المُحاملي في أماليه (ص 171) من طريق يحيى الأموي قال: ثنا موسى الطحان به، بلفظ قريب. وبالشواهد المذكورة في الطريق السابقة برقم (1)، يرتقي إلى الحسن لغيره، وبالله التوفيق.
3157 - [4] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سليمان، ثنا أبو رافع قال: سمعت محمَّد بن كعب القُرَظي يحدث بأن (¬1) أَهْلَ الْعِرَاقِ [أَصَابَتْهُمْ] (¬2) أَزْمَة، فَقَامَ بَيْنَهُمْ عَلِيٌّ (¬3) رضي الله عنه فقال: أَيُّهَا النَّاسُ، أَبْشِرُوا، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لا يمر عليكم (¬4) إلّا يَسِيرٌ حَتَّى تَرَوْا مَا يَسُرُّكُمْ مِنَ الرَّخَاءِ واليسر، قد رأيتني بكيت (¬5) ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الدَّهْرِ مَا أَجِدُ شَيْئًا آكله (¬6) حتى خشيت أن يقتلني الجوع، فأرسلت فَاطِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- تستطعمه لي، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "يَا بُنَيَّةُ، وَاللَّهِ (¬7) مَا فِي الْبَيْتِ طَعَامٌ يأكله ذو كبد إلّا ما ترى -لِشَيْءٍ قَلِيلٍ بَيْنَ يَدَيْهِ- وَلَكِنِ ارْجِعِي فَسَيَرْزُقُكُمُ الله -تبارك وتعالى-"، فلما جاءتني فأخبرتني، انقلبت وَذَهَبْتُ حَتَّى آتِيَ بَنِي قُريظة، فَإِذَا يَهُودِيٌّ عَلَى شَفِيرِ بِئْرٍ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، هَلْ لَكَ أَنْ تَسْقِيَ [نَخْلًا لِي] (¬8) وَأُطْعِمُكَ؟، قُلْتُ: نَعَمْ. فَبَايَعْتُهُ عَلَى أَنْ أَنْزِعَ كُلَّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، فَجَعَلْتُ أَنْزِعُ، فَكُلَّمَا نَزَعْتُ دَلْوًا أَعْطَانِي تَمْرَةً (¬9)، حَتَّى امْتَلَأَتْ يَدَايَ (¬10) مِنَ التَّمْرِ، فَقَعَدْتُ فَأَكَلْتُ ثُمَّ شَرِبْتُ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا لَكَ بَطْنًا، لَقَدْ لَقِيتُ الْيَوْمَ خَيْرًا، ثم نزعت كذلك لِابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ وَضَعْتُ فَانْقَلَبْتُ رَاجِعًا، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، إِذَا أَنَا بِدِينَارٍ مُلْقًى، فَلَمَّا رأيته وقفت انظر إليه وأؤامر نفسي لآخذه أم أذره، [فأبيت] (¬11) إلا أخذه، وقلت: أستشير [بِنْتَ] (¬12) رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخذته، فلما جئتها أخبرتها الخبر، فقالت: هذا رزق من الله تعالى فانطلق فاشترِ لنا دقيقًا، فانطلقت حتى جئت السوق، فإذا أنا بيهودي من يهود فَدَك يبيع دَقِيقًا مِنْ دَقِيقِ الشَّعِيرِ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ فَلَمَّا اكْتَلْتُ قَالَ: مَا أَنْتَ لِأَبِي الْقَاسِمِ؟، قُلْتُ: ابن عمي، وابنته امرأتي، فأعطاني الدينار، فجئتها فأخبرتها الخبر، فقالت: هذا رزق من اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَاذْهَبْ بِهِ (¬13) فَارْهَنْهُ بِثَمَانِيَةِ قراريط، ذهب في ¬
لَحْمٍ، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُهَا بِهِ، فقطَّعته لَهَا، [ونَصَبَتْ] (¬1)، ثم عجنت وَخَبَزْتُ، ثُمَّ صَنَعْنَا طَعَامًا وَأَرْسَلْنَا إِلَى رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فَجَاءَنَا، فَلَمَّا رَأَى الطَّعَامَ قَالَ: "مَا هَذَا؟ أَلَمْ تَأْتِنِي آنِفًا تَسْأَلُنِي؟ "، [فَقُلْنَا] (¬2): بَلَى، اجْلِسْ يَا رَسُولَ اللَّهِ نُخْبِرْكَ الْخَبَرَ، فَإِنْ رَأَيْتَهُ طيبًا، أَكَلْتَ وَأَكَلْنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ فَقَالَ: "هُوَ طَيِّبٌ، فكلوا باسم الله"، ثم قام -صلى الله عليه وسلم- فَخَرَجَ، فَإِذَا هُوَ بِأَعْرَابِيَّةٍ تَشْتَدُّ (¬3) كَأَنَّهُ نُزع فؤادها، فقالت: يا رسول الله، أبي (¬4) أُبْضِعُ مَعِي بِدِينَارٍ (¬5) فَسَقَطَ مِنِّي، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيْنَ سَقَطَ، فَانْظُرْ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْ يُذكر لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"ادْعِي لِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالب"، فجئته -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اذْهَبْ إِلَى الْجَزَّارِ فَقُلْ لَهُ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول لَكَ: إِنَّ قَرَارِيطَكَ عَلَيَّ، فَأَرْسِلْ بِالدِّينَارِ"، فأرسلَ به، فأعطاه الأعرابية، فذهبت. ¬
3157 - [4] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لأمرين: 1 - ضعف إسماعيل بن رافع. 2 - انقطاعه بين محمَّد بن كعب وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 103 ب) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، وإسحاق بن راهويه، وأبو يعلى الموصلي، ولفظهما -فذكر لفظ الطريق الأوّل ثم قال-: ورَوى أحمد بن حنبل من طريق مجاهد عن علي بعض قصة التمر، ورواه الترمذي مختصرًا، ولم يسمِّ الراوي عن علي، وقال: هذا حديث حسن غريب، وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب.
تخريجه: لم أجد من أخرج هذه القصة بكاملها، ويشهد لبعضها ما في تخريج الطريق الأولى. وأخرج بعض قصة الدينار: هنَّاد (2/ 387) من طريق عطاء، قال: نبئت أن عليًا قال: مكثنا أيامًا ليس عندنا شيء، ولا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فخرجت فإذا أنا بدينار مطروح على الطريق، فمكثت هُنيئة أؤامر نفسي في أخذه أو تركه، ثم أخذته لما بنا من الجهد، فأتيت به الضَّفَّاطين فاشتريت به دقيقًا، ثم أتيت به فاطمة فقلت: اعجني واخبزي، فجعلت تعجن وإن قصتها لتضرب حرف الجَفْنَة من الجهد الذي بها، ثم خبزت، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبرته فقال: "كلوا، فإنه رزق، رزقكم الله". وإسناده ضعيف؛ للانقطاع بين عطاء، وهو ابن أبي رباح، وبين علي رضي الله عنه. والضَّفَّاطين، قال ابن الأثير: الضَّافط والضَّفَّاط: الذي يجلب المِيرة والمتاع إلى المدن. (النهاية 3/ 94).
3158 - وقال عبد: حدّثنا يزيد بن هارون، أنا أَبُو العَطوف: الجَرًاح بْنُ مِنْهال عَنِ الزُّهري، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬1) حَتَّى دَخَلْنَا فِي بَعْضِ حِيطَانِ الأنصار، فجعلنا نلتقط من التمر ونأكل، فقال لي: "يا ابن عمر، مالك لَا تَأْكُلُ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أشتهيه. قال-صلى الله عليه وسلم-: "لَكِنِّي أَشْتَهِيهِ، وَهَذِهِ صُبْحُ رَابِعَةٍ مُنْذُ لَمْ أَذُقْ طَعَامًا وَلَمْ أَجِدْهُ، وَلَوْ شِئْتُ دَعَوْتُ رَبِّي فَأَعْطَانِي مِثْلَ مُلْكِ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، فَكَيْفَ بِكَ يَا ابْنَ عُمَرَ إِذَا بَقِيتَ فِي قوم (¬2) [يخبئون] (¬3) رزق سنة وَيُضَعِّفُ الْيَقِينَ؟ "، فَوَاللَّهِ مَا بَرِحْنَا وَلَا ذَهَبْنَا حَتَّى نَزَلَتْ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)}، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَأْمُرْنِي بِكَنْزِ الدنيا (¬4) ولا اتباع الشهوات، فمن كنزها يريد بِهَا (¬5) حَيَاةً بَاقِيَةً، فَإِنَّ الْحَيَاةَ بِيَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ألا لأني لَا أَكْنِزُ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا أَخْبَأُ رزقًا لغد". ¬
3158 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه الجَرَّاح بن مِنْهال، وهو متروك، وفيه الزُّهري وهو مقبول، وفيه انقطاع، عطاء لم يسمع من ابن عمر رضي الله عنهما. وذكره القرطبي في التفسير (7/ 5075)، ثم قال: هذا ضعيف، يضعِّفه أنه عليه السلام كان يدخر لأهله قوت سنتهم، اتفق البخاريّ عليه ومسلم، وكانت الصحابة =
= يفعلون ذلك، وهم القدوة وأهل اليقين، والأئمة لمن بعدهم من المتقين المتوكلين. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 104 ب) مختصر، ثم قال: رواه عبد بن حميد، وأبو الشيخ بن حبّان في كتاب "الثواب"، بسند فيه راو لم يسمّ.
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد (2/ 39). وأخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي (ص 234)، ومن طريقه الواحدي في أسباب النزول (ص 396) من طريق عبد الواحد بن محمَّد البجلي، نا يزيد بن هارون، به بلفظ قريب، وسمَّى الرجل الذي يروي عن ابن عمر: عطاء. وأخرجه البغوي في معالم التنزيل (4/ 384) من طريق إسماعيل بن زُرارة الرقي، أنبأنا أبو العَطوف الجَرَّاح بن مِنْهال، به بنحوه إلى قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا}. وسمَّى الرجل الذي يروي عن ابن عمر: عطاء بن أبي رباح. وبمعنى آخر حديث عَمرو بن الحارث رضي الله عنه قال: "ما تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عند موته درهمًا ولا دينارًا، ولا عبدًا ولا أمة، ولا شيئًا، إلّا بغلته البيضاء وسلاحه، وأرضا جعلها صدقة". أخرجه البخاريُّ (فتح 5/ 356).
3159 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكير (¬1)، ثنا الْمُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (¬2) قَالَ: جَعَلَ عُروة بن الزبير رضي الله عنهما لعائشة رضي الله عنها طَعَامًا، فَجَعَلَ يَرْفَعُ قَصعة وَيَضَعُ قَصعة، قَالَ: فحوَّلت رضي الله عنها وَجْهَهَا إِلَى الْحَائِطِ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا عُروة رضي الله عنه: كدَّرت عَلَيْنَا (¬3). فَقَالَتْ: "وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، مَا رأى المناخل منذ (¬4) بعثه الله تبارك وتعالى حتى قبض (¬5) ". ¬
3159 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، فيه سليمان بن محمَّد وهو مجهول، ولانقطاعه، أبو حازم لم يسمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد رضي الله عنه. وذكره مطولًا البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 104 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة، وفي الصحيح قصة الأهلة الثلاثة، ومنحه اللبن فقط.
تخريجه: أخرجه الحارث بن أبي أسامة: كما في بغية الباحث (ص 1325) مطولًا، ولفظه: جعل عُروة بن الزبير طعامًا لعائشة، فجعلت ترفع قَصعة وتضع قَصعة قَالَ: فحوَّلت وَجْهَهَا إِلَى الْحَائِطِ تَبْكِي، فقال لها عُروة: كدَّرت علينا طعامنا. قالت: "تقولون ما يبكيني، ومض حبيبي خميص البطن من الدنيا، والله إن كان ليهل لنا أهلة ثلاثة وما أوقد في بيت من بيوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نار". قال: ما كان معيشتكم؟ قالت: "كان لنا جيران من الأنصار فنعم الجيران، كانوا يمنحوننا شيئًا من ألبانهم، =
= وشيئًا من الشعير فنجشه" قالت: "تعجب، فوالذي بعثه بالحق، ما رأى المناخل بعينه حتى قبضه الله عَزَّ وَجَلَّ". وأخرج قولها: "مضى حبيبي خميص البطن من الدنيا" أبو يعلى، بلفظ: مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو خميص البطن. وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (1324). وأخرج بعضه: البخاريُّ (فتح 11/ 283) واللفظ له، ومسلم (4/ 2283) من طريق أبي حازم عن أبيه، عن يزيد بن رُومان، عن عُروة، عن عائشة أنها قالت لعُروة: "ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نار". فقلت: ما كان يعيشكم؟ قالت: "الأسودان: التمر والماء، إلّا أنه قد كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جيران من الأنصار كان لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ألبانهم، فيسقيناه". ويشهد لآخره الحديث الماضي برقم (3155) عن أم سلمة، وما ذكر في تخريجه عن أبي الدرداء، وعائشة، وسهل، وأنس رضي الله عنهم. وبما سبق يرتقي هذا الأثر إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
3160 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ عَنْ عَمرو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الحارث، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: نَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على فراش حشوه ليف، ووسادة حشوها ليف، فقام -صلى الله عليه وسلم- فأثر بجلده، فبكيت، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "يا أم سلمة، ما يبكيك؟ "، فقلت: ما أرى من أثر هذا. فقال (¬2) -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَبْكِي (¬3)، فَوَاللَّهِ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ تَسِيرَ مَعِي الجبال لسارت". (121) وحديث جابر رضي الله عنه في قصة الجفنة في بيت فاطمة رضي الله عنها في مناقبها (¬4). ¬
3160 - الحكم عليه: هذا إسناد موضوع، فيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك، وعبد الغفار بن القاسم، وهو وضاع. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 104 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة.
تخريجه: أخرجه الحارث في مسنده: كما في بغية الباحث (ص 1323). وفي الباب ما رُوي عن عائشة رضي الله عنها أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 360) واللفظ له، وأحمد في الزهد (ص 30)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (ص 136)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 102)، والبيهقيُّ في الشعب =
= (2/ 173)، وفي الدلائل (1/ 345)، والبغويّ في الأنوار (1/ 325) من طريق عباد بن عباد المُهَلَّبي عن مُجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلْتُ امرأة من الأنصار عليَّ فرأت فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عباءة مثنية، فانطلقت فبعثت إليَّ بفراش حشوه صوف، فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فقال: "ما هذا؟ " قلت: يا رسول الله، فلانة الأنصارية دخلت عليَّ فرأت فراشك فذهبت فبعثت بهذا. فقال: "رديه". فلم أَرُدَّة، وأعجبني أن يكون في بيتي، حتى قال ذلك ثلاث مرات. فقال: "والله يا عائشة، لو شئت، لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة". وسنده ضعيف، فيه مُجالد، وهو ابن سعيد، قال الحافظ: ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره (التقريب ص 520)، وقد ذكر له الذهبي هذا الحديث، وعدّه من أشد منكراته (الميزان 3/ 438). وبنحو أوله حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- من أدم، وحشوه ليف". أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 282)، والأدم: الجلد (انظر لسان العرب 12/ 10). وبنحو آخره حديث عمر رضي الله عنه: أخرجه وكيع (1/ 338) واللفظ له، وابن سعد في الطبقات (1/ 361) عن طلحة بن عَمرو، عن عطاء، أن عمر دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو على سرير مرمول بشريط، وإذا أُهُب مطروحة في ناحية البيت، فبكى عمر، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"ما يبكيك يا عمر؟ "، قال: يا رسول الله، ذكرت كسرى وقيصر وما هما فيه من أمر الدنيا. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا عمر، لو شئت أن تسير الجبال الراسيات ذهبا وفضة لسارت". وسنده ضعيف جدًا، فيه طلحة بن عَمرو، هو ابن عثمان: متروك (التقريب ص 283). وقوله: "مرمول بشريط" أي كان السرير قد نسج وجهه بالسعف، ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير (النهاية 2/ 265).
3161 - وقال مُسَدَّد: حدّثنا هُشيم عَنْ حُصين، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قال لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، قَالَ: "أَمُوتُ عَلَى أَمْرٍ لَمْ يَسُنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ولا أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما، أما أني لَمْ أَدَعْ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ، إِلَّا مَا في سيفي هذا، فبيعوه وكفنوني به".
3161 - الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، لكنه ضعيف؛ لأنه من رواية هُشيم وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح فيه بالسماع، وقد عنعنه هنا.
تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (6/ 144) من طريق أبي عَوانة عن حُصين، به بلفظ قريب. ولفظه: "اللهم لا أَمُوتُ عَلَى أَمْرٍ لَمْ يَسُنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَا أَبُو بَكْرٍ ولا عمر. والله ما تركت صفراء ولا بيضاء عند أحد من الناس غير ما في سيفي هذا، فكفنوني به وسنده رجاله ثقات، أبو عَوانة هو الوضاح اليشكري ثقة ثبت (التقريب ص580)، لكن روايته عن حُصين بعد التغير، كذا يُفهم من كلام الحافظ في الهدي (ص 398)، حيث ذكره مع آخرين ممن أخرج حديثهم البخاريُّ، ثم قال: فأما شعبة، والثوري، وزائدة، وهُشيم، وخالد، فسمعوا منه أي من حُصين قبل تغيره ... وأما محمَّد بن فضيل، ومن ذكر معه ومنهم أبو عَوانة، فأخرج من حديثهم ما توبعوا عليه. اهـ. قلت: وبمجموع هذين الطريقين يرتقي طريق الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
3162 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّة عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قال أبو بَرْزَة رضي الله عنه: "كَانَتِ الْعَرَبُ: تَقُولُ مَنْ أَكَلَ الْخُبْزَ سَمِنَ، فلما افتتحنا (¬1) خَيْبَرَ، أَجْهَضْنَاهُمْ (¬2) عَنْ خُبْزَةٍ لَهُمْ، فَقَعَدْتُ عَلَيْهَا فَأَكَلْتُ حَتَّى شَبِعْتُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فِي عِطْفي، هل سمنت؟ ". ¬
3162 - الحكم عليه: هذا الإسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع بين الحسن وبين أبي برزَة رضي الله عنه، (انظر علل ابن المديني ص 56). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 323)، ثم قال: رواه كله الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
تخريجه: أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 195 ب) من طريق الحارث بن عمير عن أيوب السختياني به، بنحوه. ولفظه: عن أبي بَرْزَة قال: "كنا نقول من أكل الخبز سمن، فلما كان يوم خيبر، أجهضنا اليهود عن خبزة لهم، فجعلنا نأكل وننظر هل سمنا؟ ". وأخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (10/ 323) عن أبي بَرْزَة قال: "كنا في غزاة لنا، فلقينا أناسًا من المشركين فأجهضناهم عن ملة لهم، فوقعنا فيها، فجعلنا نأكل منها، وكنا نسمع في الجاهلية أن من أكل الخبز سمن، فلما أكلنا ذلك الخبز، شرع أحدنا ينظر في عِطْفيه هل سمن؟ ". وفي رواية: "كنا يوم خيبر مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأجهضناهم عن خبزة لهم من نِقّي".
3163 - وقال أبو يعلى: حدّثنا محمَّد، هُوَ المُقَدَّمي، ثنا فُضيل بْنُ سُلَيْمَانَ، حدثني فائد مولى عَبادل، حدثني [عُبيد الله بن علي] (¬1) قال: أَنَّ جَدَّتَهُ سَلْمَى أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم، فَقَالُوا: اصْنَعِي لَنَا طَعَامًا مِمَّا كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحِبُّ أَنْ يَأْكُلَهُ. قَالَتْ لِلْحَسَنِ: يَا بُنَيَّ، إِنَّا لَا نَشْتَهِيهِ الْيَوْمَ. فَأَخَذَتْ شَعِيرًا فَطَحَنَتْهُ وَنَسَفَتْهُ، وَجَعَلَتْ مِنْهُ خُبْزَةً، وَجَعَلَتْ أدْمَهُ الزَّيْتَ، وَنَثَرَتْ عَلَيْهِ فُلْفُلًا، وَقَرَّبَتْهُ إِلَيْهِمْ، وَقَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يحب هذه، ويحسن أكلها". * أخرجه الترمذي في الشمائل. ¬
3163 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، لضعف فُضيل بن سليمان، وعُبيد الله بن علي. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 197)، ثم قال: رواه الطبراني بإسناد جيد. أهـ. وهو من تساهله.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 299) قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا محمَّد بن أبي بكر المُقَدَّمي به، بلفظ قريب، وسقط من سنده: عُبيد الله بن علي. ولفظه: دخلت عَلَيَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر، وعبد الله بن عباس، فقالوا: صفي لنا طعامًا مما كان يعجب النبي -صلى الله عليه وسلم- أكله، فقالت: "يا بني إذا لا تشتهونه اليوم، فقمت فَأَخَذَتْ شَعِيرًا فَطَحَنَتْهُ وَنَسَفَتْهُ وَجَعَلَتْ مِنْهُ خُبْزَةً، وكان أدمه الزيت، ونثرت عليه الفلفل فقربته إليهم، وقلت: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحِبُّ هذا". وأخرجه الترمذي في الشمائل (ص 155)، ومن طريقه البغوي في الأنوار =
= (2/ 625) قال: حدّثنا الحسين بن محمَّد البصري، حدّثنا الفُضيل بن سليمان به، بنحوه. ولفظه: أن الحسن بن علي، وابن عباس، وابن جعفر، أتوها، فقالوا لها: اصنعي لنا طعامًا مما كان يعجب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويحسن أكله، فقالت: "يا بني لا تشتهيه اليوم"، قال: بلى اصنعيه لنا. قال: فقامت، فأخذت شيئًا من الشعير فطحنته، ثم جعلته في قدر، وصبَّت عليه شيئًا من زيت، ودّقَّت الفلفل والتوابل فقربته إليهم، فقالت: "هذا مما كان يعجب النبي -صلى الله عليه وسلم- ويحسن أكله".
3164 - وقال أحمد في الزهد: حدّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكير، ثنا مَهْدِيُّ عَنْ محمَّد بْنِ سِيرين قَالَ: أَعْرَسَ ابْنُ أُخْتٍ لَنَا فَصَنَعَ طَعَامًا، فَقَالَ ابْنُ سِيرين: "كَانَ الرجل مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمْكُثُ أَيَّامًا لَا يَأْكُلُ، فَإِذَا وَجَدَ جَلْدة، اجتزأ بِهَا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ، عَصَبَ (¬1) عَلَى بَطْنِهِ حجرًا. ¬
3164 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات.
تخريجه: هو في الزهد للإمام أحمد (ص 434). وأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 12)، قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا مهدي بن ميمون به، بنحوه. ولفظه: "كان الرجل من أصحاب محمَّد تأتي عليه الثلاثة الأيام لا يجد شيئًا يأكله، فيجد الجلدة فيشويها، فيجتزىء بها، وإذا لم يجد شيئًا، عمد إلى حجر فشد به بطنه".
3165 - وقال الحارث: حدّثنا يَعْقُوبُ بْنُ محمَّد الزُّهْرِيُّ، ثنا محمَّد بْنُ فُليح، ثنا أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبيعة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبيعة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-في سرية نخلة وَمَعَنَا عَمرو بْنُ سُراقة، وَكَانَ رَجُلًا لَطِيفَ الْبَطْنِ طَوِيلًا، فَجَاعَ فَانْثَنَى صُلْبُهُ، فَكَانَ لَا يستطيع أن يمشي فسقط علينا، [فأخذنا] (¬1) صفيحة من حجارة، فربطناها على بطنه، ثم [شددناها] (¬2) إِلَى صُلْبِهِ فَمَشَى مَعَنَا، فَجِئْنَا حَيًّا مِنَ العرب فضيفونا، فمشى معنا، ثم (¬3) قال: "كنت أحسب الرجلين يحملان (¬4) البطن، فإذا البطن يحمل (¬5) الرجلين". ¬
3165 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، فيه علتان: 1 - يعقوب بن محمَّد الزهري، وهو ضعيف. 2 - أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ، ولم أر من ترجم له. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 104 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة.
تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1328). =
= وذكره الحافظ في الإصابة (7/ 109) عن الحارث بنفس السند. وأخرجه من طريق المصنِّف: أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 86 ب). وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 227) عن عامر بن رَبيعة بلفظ قريب. وذكره العجلوني في كشف الخفاء (2/ 170) وعزاه للحارث.
19 - باب الزجر عن المباهاة بالمطعم [والملبس]
19 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ] (¬1) 3166 - [1] قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، ثنا الْإِفْرِيقِيُّ، ثنا عُمارة بْنُ رَاشِدٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إن شرار أمتي الذين غُذُّوا (¬2) بِالنَّعِيمِ، [ونبتت] (¬3) عليه أجسامهم (¬4) ". ¬
3166 - [1] الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لضعف الأفريقي عبد الرحمن بن زياد، ولِإرسال عُمارة بن راشد. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 142)، ثم قال: رواه البزّار ورواته ثقات، إلّا عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم. ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 250) فقال: رواه البزّار، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم، وقد وثق، والجمهور على تضعيفه، وبقية رجاله ثقات. =
= قلت: يبدو أنه سقط متن الحديث من المطبوع من مجمع الزوائد، حيث ذكر الهيثمي هذا القول عقب حديث أبي أمامة رضي الله عنه والبزار لم يرو حديث أبي أمامة، وإنما روى حديث أبي هريرة. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 126/ ب) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، وأبو يعلى الموصلي، والبزار، ومدار أسانيدهم على الأفريقي، وهو ضعيف. وقال العراقي: رواه البزّار من حديث أبي هريرة، بسند ضعيف (المغني مع الإحياء 3/ 232).
تخريجه: أخرجه الشجري في الأمالي (2/ 182)، من طريق بشر بن موسى قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن المقرئ به، بلفظه، دون قوله "إن". وأخرجه إسحاق بن راهويه في المسند (1/ 349) قال: أخبرنا المقرئ، به، بلفظ قريب. وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 237)، قال: حدّثنا محمَّد بن مُعْتَمِر، ثنا عبد الله بن يزيد، به، بلفظه، وقال: عُمارة بن راشد لا نعلم روى عنه إلّا عبد الرحمن بن زياد، وعبد الرحمن كان حسن العقل، ولكنه وقع على شيوخ مجاهيل فحدث عنهم بأحاديث مناكير فَضَعُفَ حديثه، وهذا مما أُنكر عليه، ولم يشاركه فيه أحد. ويشهد للحديث ما يلي: 1 - حديث عروة بن رُويم: أخرجه ابن المبارك (ص 262)، واللفظ له، ووكيع (1/ 401)، ومن طريقه: هنَّاد (2/ 363)، وأبو نُعيم في الحلية (6/ 120)، عن الأوزاعي، عن عروة بن رُويم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "شرار أمتي الذين وُلِدُوا في النعيم، وَغُذُّوا به، همتهم ألوان الطعام وألوان الشراب، يتشدقون في الكلام". =
= وسنده ضعيف؛ لأنه مرسل، ورمز السيوطي لحسنه (فيض القدير 3/ 461). وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 422)، ولعل تحسين السيوطي لهذا الحديث بالنظر إلى شواهده. وقوله: "يتشدقون في الكلام" أي: يتوسعون فيه من غير احتياط واحتراز (انظر النهاية 2/ 453). 2 - حديث فاطمة بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفاطمة بنت الحسين: أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 109)، وابن عَدي (5/ 319)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (5/ 33)، من طريق إسماعيل بن إبراهيم التَّرْجُماني، حدّثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جعفر الأنصاري، عن عبد الله بن حسن، عن أمه، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: فذكره بلفظ قريب من لفظ ابن المبارك. قال البيهقي: تفرد به علي بن ثابت، عن عبد الحميد. قلت: علي بن ثابت هو الجزري، صدوق ربما أخطا (التقريب ص 398). وقد رُوي عن أم عبد الله بن حسن -وهي فاطمة بنت حسين- مرسلًا وهو الراجح، فعبد الحميد بن جعفر الأنصاري هو مدار هذا الإِسناد، ورواه عنه علي بن ثابت كما تقدم، وخالفه أبو بكر الحنفي فقال: حدّثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، حدثني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أن أمة الله فاطمة بنت حسين حَدَّثَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إن من شرار أمتي الذين غُذُّوا بِالنَّعِيمِ، الذين يطلبون ألوان الطعام وألوان الثياب، يتشادقون بالكلام". أخرجه أحمد في الزهد (ص 123)، وهذا لفظه وأبو بكر الحنفي هو عبد الكبير بن عبد المجيد، قال الحافظ: ثقة (التقريب ص 360). وذكر الإمام الدارقطني هذين الطريقين في العلل -خ- (5/ 159/ ب) ثم قال: وهو أشبه. أهـ. يعني طريق أبي بكر الحنفي. =
= 3 - حديث عائشة رضي الله عنها: أخرجه أبو نُعيم في الحلية (7/ 318)، من طريق سهل بن المَرْزُبان، ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان بن عُيينة، عن منصور، عن الزهري، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: حدثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "شرار أمتي الذين غدوا في النعيم، الذين يتقلبون في ألوان الطعام والثياب، الثرثارون الشدّاقون بالكلام، وخيار أمتي الذين إذا أساءوا استغفروا، وإذا أحسنوا استبشروا، وإذا سافروا قصَروا وأفطروا". ثم قال: غريب من حديث سفيان عن منصور، عن الزهري، لا أعلم له راويًا عن الحميدي إلّا سهلًا، وأراه واهمًا فيه. وقال العراقي: رواه أبو نُعيم في الحلية من حديث عائشة بإسناد لا بأس به (المغني مع الإحياء 3/ 92). 4 - حديث أبي أمامة رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 126) واللفظ له، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (6/ 90)، من طريق جَميع بن ثُوَب الرَّحَبي، عن حَبيب بن عُبيد، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "سيكون رجال من أمتي يكون ألوان الطعام، ويشربون ألوان الشراب، ويلبسون ألوان اللباس، ويتشدقون في الكلام، فأولئك شرار أمتي". قال العراقي: سنده ضعيف (المغني مع الإحياء 3/ 272). قلت: لضعف جَميع بن ثُوَب (انظر المغني 1/ 136). 5 - حديث بكر بن سَوَادة: أخرجه أحمد في الزهد (ص 544)، من طريق عُبيد الله بن زَحْر، عن بكر بن سَوادة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "سيكون نشو من أمتي يولدون في النعيم، ويَغْذُون به، همتهم ألوان الطعام وألوان الثياب، يتشدقون بالقول، أولئك شرار أمتي". وإسناده ضعيف لإرساله، وفيه عُبيد الله بن زَحْر، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 371). =
= 6 - حديث عبد الله بن جعفر: أخرجه الحاكم (3/ 568)، من طريق أصرم بن حوشب، ثنا إسحاق بن واصل الضبي، عن أبي جعفر محمَّد بن علي بن الحسين قال: قلنا لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب: حدّثنا مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ولا تحدثنا عن غيره، قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "شرار أمتي قوم وُلِدُوا في النعيم وَغُذُّوْا، به، يأكلون من الطعام ألوانًا". ويلبسون من الثياب ألوانًا، ويركبون من الدواب ألوانًا، يتشدقون في الكلام". وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي في التلخيص: أظنه موضوعًا، فإسحاق متروك، وأصْرَم متهم بالكذب. وقال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 495): موضوع. وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
3166 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا عُمارة، به.
3166 - [2] الحكم عليه: ضعيف: لضعف عبد الرحمن بن زياد، وإرسال عُمارة.
تخريجه: تقدم في الطريق السابقة برقم (1)، وبما ذُكر فيه من شواهد يرتقي إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
3166 - [3] وقال الْبَزَّارُ: حَدَّثنا محمَّد بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ (¬1)، هُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ الْمُقْرِئُ، بِهِ. وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ عُمارة، وعبد الرحمن حدث بمناكير عن مجاهيل. ¬
3166 - [3] الحكم عليه: ضعيف. لضعف عبد الرحمن بن زياد، وإرسال عُمارة.
تخريجه: هو في مسند البزّار كما في الكشف (4/ 237). وفيه: حدّثنا محمَّد بن مُعْتَمِر، بدل: حدّثنا محمَّد بن معمر، فلعله سبق قلم من الناسخ. ولفظه: "إن شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم، ونبتت عليه أجسامهم". قال البزّار: عُمارة بن راشد لا نعلم روى عنه إلّا عبد الرحمن بن زياد، وعبد الرحمن كان حسن العقل، ولكنه وقع على شيوخ مجاهيل، فحدث عنهم بأحاديث مناكير فَضَعُفَ حديثه، وهذا مما أُنكر عليه، ولم يشاركه فيه أحد. وبشواهده المذكورة في الطريق السابق برقم (1)، يرتقي إلى الحسن لغيره.
20 - باب الحذر من فتنة الغنى، [وكثرة] المال
20 - بَابُ الْحَذَرِ مِنْ فِتْنَةِ الْغِنَى، [وَكَثْرَةِ] (¬1) الْمَالِ 3167 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ هلالْ العَدَوي، ثنا زُهَيْرُ بْنُ حَيَّانَ العَدَوي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: دعاني عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ نَطْعٌ عَلَيْهِ ذَهَبٌ مَنْثُورٌ نثر الحثا. قال ابن عباس رضي الله عنهما: وَالْحَثَا التِّبْنُ (¬2)، فَقَالَ: "هَلُمَّ فَاقْسِمْ بَيْنَ قَوْمِكَ، والله أعلم حين حَبَسَ هَذَا عَنْ نَبِيِّهِ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، [أخَيْرا أراد أم شرًا] (¬3) " فجعل عمر رضي الله عنه، يَبْكِي وَيَقُولُ فِي بُكَائِهِ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ما حَبَسَه عن نبيه -صلى الله عليه وسلم- وعن أبي بكر رضي الله عنه، إِرَادَةَ الشَّرِّ بِهِمَا، وَأَعْطَانِيهِ إِرَادَةَ الْخَيْرِ بِي (¬4) ". * هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشاشي في مسنده. ¬
3167 - [1] الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسن، فيه زهير بن حيان، وهو صدوق. =
= وقال البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 100 أ) مختصر: رواه إسحاق بن راهويه، والحارث بن أبي أسامة، ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه الطبري في تهذيب الآثار -مسند ابن عباس- (1/ 297) قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله المَحْزَمي قال: حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث به، بلفظ قريب. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 230) عن عَمرو بن عاصم الكِلابي، والحارث كما في بغية الباحث (ص 1300) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، كلاهما: عن سليمان بن المغيرة به، بنحوه. ولفظ ابن سعد: قال ابن عباس: دعاني عمر بن الخطّاب فأتيته، فإذا بين يديه نَطْعٌ عليه الذهب منثور حثا، قال: يقول ابن عباس: أخبرنا زهير، هل تدري ما حثا؟ قال، قلت: لا، قال: التبن، قال:"هلم فاقسم هذا بين قومك، فالله أعلم حيث زوى هذا عن نبيه عليه السلام، وعن أبي بكر، فأُعطيته لخير أُعطيته أو لشر"، قال: "فأكببت عليه أقسم وأزيل"، قال فسمعت البكاء، قال: فإذا صوت عمر يبكي، ويقول في بكائه: "كلا والذي نفسي بيده، ما حَبَسَه عن نبيه عليه السلام، وعن أبي بكر إرادة الشر لهما، وأعطاه عمر إرادة الخير له".
3167 - [2] حدّثنا (¬1) ابْنُ الْمُنَادِي (¬2)، ثنا أَبُو النَّضْرِ (¬3) هَاشِمُ بْنُ القاسم، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ حَيَّانَ، وَكَانَ يَغْشَى ابن عباس رضي الله عنهما، وسمع منه، قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬4)، يقول: دعاني عمر رضي الله عنه، فذكره. * رجاله أخرج لهم مسلم سوى زهير، وهو غير مجروح. ¬
3167 - [2] الحكم عليه: هذا إسناد حسن؛ لحال زهير بن حيان.
تخريجه: تقدم في تخريج الطريق السابق برقم (1).
3168 - [1] وقال إسحاق: أخبرنا جَرِيرٌ عَنِ الْمُغِيرَةِ الضّبِّي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَأَنَا فِي فِتْنَةِ السّرَّاء أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنِّي فِي فِتْنَةِ الضرَّاء، إِنَّكُمُ ابْتُلِيتُمْ بِفِتْنَةِ الضرَّاء فَصَبَرْتُمْ، وَإِنَّ [الدُّنْيَا] (¬1) خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ". [2] وَقَالَ أَبُو يعلى: حدثنا أبو خيثمة، ثنا جرير به (¬2). ¬
3168 - [1] الحكم عليه:
الحكم على هذا الحديث متوقف على معرفة حال الرجل الذي من بني عامر، وفيه عنعنة المغيرة وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 184)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والبزار، وفيه راوِ لم يسمّ، وبقية رواته رواة الصحيح. أهـ. ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 245). وذكره البوصيري -خ- (3/ 98 أ) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق، وأبو يعلى، والبزّار، كلهم بسند فيه راو لم يسمّ، وله شاهد من حديث خولة بنت قيس رواه الترمذي وصححه، ورواه الطبراني من حديث عبد الله بن عَمرو، ومن حديث عَمْرَة بنت الحارث. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورمز لضعفه، وعزاه للبزّار، وأبي نُعيم، والبيهقيُّ في الشعب (فيض القدير 5/ 254). وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير (ص 670)، وقال: ضعيف.
تخريجه: أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 93) من طريق المصنِّف بلفظ قريب، ولفظه: =
= "لأنا في فتنة السراء لأخوف عَلَيْكُمْ مِنِّي فِي فِتْنَةِ الضَّرَّاءِ، إِنَّكُمُ ابْتُلِيتُمْ بفتنة الضراء فصبرتم، وإن الدنيا حلوة خضرة". وأخرجه البزّار (3/ 367) قال: حدّثنا يوسف بن موسى، وأبو يعلى (2/ 115) عن أبي خيثمة، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 280) من طريق عثمان بن أبي شيبة، وأبي قدامة، أربعتهم: عن جرير به، بلفظ قريب. ولفظ البزّار: "لأنا في السراء أخوف عليكم من فتنة الضراء، إنكم قد ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وإن الدنيا حلوة خضرة". قال البزّار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعد إلّا من هذا الوجه بهذا الإسناد. ويشهد للحديث ما يلي: 1 - حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: أخرجه الترمذي (4/ 553)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3/ 123) عن قُتيبة، حدّثنا أبو صفوان عن يونس، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن عبد الرحمن بن عوف قال: "ابتلينا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالضراء فصبرنا، ثم ابتلينا بالسراء بعده فلم نصبر". قال الترمذي: هذا حديث حسن. أهـ. وهو كما قال رحمه الله، فإن في رواية يونس -وهو ابن يزيد الأبلي- عن الزهري وهما قليلًا، قاله الحافظ في (التقريب ص 614). 2 - أثر معاذ بن جبل رضي الله عنه: أخرجه ابن المبارك (ص 271) واللفظ له، وابن أبي شيبة (15/ 65)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 236)، ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص 134) من طريق الأشعث بن سُليم قال: سمعت رجاء بن حيوة يحدث عن معاذ بن جبل قال: "إنكم ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء، إذا تسوَّرن الذهب، ولبسن رَيْطَ الشام، وعَصبَ اليمن، فأتعبن الغني، وكلَّفن الفقير ما لا يجد". =
= وسنده صحيح، والرَّيْط: هو الثوب اللين الرقيق (انظر ترتيب القاموس 2/ 421)، والعصب: ضرب من البرود (ترتيب القاموس 3/ 236). وأخرجه البيهقي في الزهد (ص 183) من طريق أخرى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بلفظ قريب من لفظ ابن المبارك.
3169 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْر بْنُ سَيحان، ثنا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، ثنا هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: عَادَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بلالًا رضي الله عنه، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ صُبَرا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: "مَا هذا يا بلال؟ "، قال رضي الله عنه: تمرًا ادخرته يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "أَمَا خِفْتَ أَنْ تَسْمَعَ لَهُ [بُخَارًا] (¬1) فِي جَهَنَّمَ؟ أَنْفِقْ [بِلَالُ] (¬2)، وَلَا تخافنَّ مِنْ ذِي العرش إقلالًا". ¬
3169 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف حرب بن ميمون. وذكره المنذري في الترغيب (2/ 51)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير، والأوسط بإسناد حسن. أهـ. ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 241). ولا يصح؛ لأنّ في إسناده حرب بن ميمون، وهو ضعيف كما علمت من ترجمته. وقال العراقي: رواه البزّار من حديث ابن مسعود، وأبي هريرة، وبلال ... وروى أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، حديث أبي هريرة، وكلها ضعيفة (المغني مع الإحياء 4/ 278).
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (10/ 429). وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 342)، ومن طريقه أبو نُعيم في معرفة الصحابة (3/ 58)، وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (2/ 280) قال: حدّثنا محمَّد بن عَمرو بن أَسْلَم، كلاهما: عن جعفر بن محمَّد الفريابي، ثنا بِشر بن سَيحان به، بلفظ قريب. =
= ولفظ الظبراني: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عاد بلالًا، فأخرج له صُبَرًا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا بلال؟ " قال: ادخرته لك يا رسول الله. قال: "أما تخشى أن يُجعل لك بخار في نار جهنم؟ أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا". قال أبو نُعيم: رواه هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ محمَّد بْنِ سِيرين، تفرد به عنه حرب بن ميمون. وأخرجه أبو نُعيم أيضًا (6/ 274) من طريق عبد الله بن أحمد عن بِشْر بن سَيحان به، بلفظ قريب. وقال: غريب من حديث هشام، تفرد به حرب. وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 251) واللفظ له، وابن الأعرابي في المعجم (2/ 110)، والطبراني في الكبير (1/ 342)، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة (3/ 58)، من طريق موسى بن داود، ثنا مبارك بن فَضالة عن يونس بن عُبيد، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل عليّ بلال وعنده صُبَر من تمر، فقال: "ما هذا؟ " قال: أدخره. فقال: "أما تخشى أن ترى له بخارًا في نار جهنم؟ أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا". قال البزّار: لا نعلم رواه عن يونس إلَّا مبارك. قلت: ورواه ابن عَدي (6/ 305) من طريق هُدْبة، عن مبارك بن فَضَالة به، ثم قال: هذا ليس عن هُدْبة، إنما يحدث به موسى بن داود، عن مبارك بن فَضَالة. اهـ. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 126)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه مبارك بن فَضالة، وهو ثقة، وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: سنده ضعيف لعنعنة مبارك بن فَضالة، ذكره الحافظ من أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين، وهم من لم يقبل الأئمة من حديثهم إلّا بما صرحوا فيه بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 43). وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 251)، والطبراني في الكبير (1/ 341) واللفظ له، وفي الأوسط (3/ 272)، وأبو نُعيم في الحلية (2/ 280)، وفي معرفة =
= الصحابة (3/ 57)، من طريق بكار بن محمَّد السِّيريني، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل عليّ بلال فوجد عنده صُبَرًا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا بلال؟ " فقال: تمر أدخره. قال: "ويحك يا بلال، أو ما تخاف أن يكون له بخار في النار؟ أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا". قال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث ابن عون، عن محمَّد. قلت: إسناده ضعيف جدًا، فيه بكار السِّيريني، قال الذهبي: قال أبو زرعة ذاهب الحديث (المغني 1/ 111). ورُوي عن ابن سِيرين مرسلًا، أخرجه الإمام أحمد في الزهد (ص 123)، قال: حدّثنا إسماعيل، حدّثنا ابن عون، عن محمَّد أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عليّ بلال رحمه الله فرأى عنده صُبر من تمر، فقال له: "ما هذا"؟ قال: هذا تمر ادخرته. قال: "أفما تخاف أن يكون له بخار في نار جهنم، أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا". ويشهد للحديث ما يلي: 1 - حديث عبد الله بن مسعود: أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 250)، والشاشي (1/ 391، 392)، والطبراني في الكبير (1/ 340، 10/ 191) ومن طريقه الشجري في الأمالي (2/ 207) -، وابن عَدي (6/ 44)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 149)، وفي معرفة الصحابة (3/ 56)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 437)، من طرق كثيرة عن قيس بن الربيع، عن أبي حُصين، عن يحيى بن وَثَّاب، عن مسروق، عن عبد الله قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على بلال وعنده صُبَر مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا بِلَالُ؟ " قال: يا رسول الله، ذخرته لك ولضيفانك. قال: "أما تخشى أن يفور لها بخار في جهنم؟ أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا". قال البزّار: هكذا رواه قيس، ورواه عنه أبو غسان، وعاصم، وقد رواه يحيى بن أبي بُكير، عن قيس، عن أبي حُصين، عن يحيى، عن مسروق، عن عائشة. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 126)، ثم قال: فيه قيس بن الربيع، وثَّقه شعبة، والثوري، وفيه كلام، وبقية رجاله ثقات. قلت: إسناده ضعيف، لضعف قيس بن الربيع، قال الذهبي: صدوق سيء الحفظ (المغني 2/ 527)، وضعف العراقي هذا الحديث (انظر المغني مع الإحياء 4/ 278). 2 - حديث عائشة: أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 172)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 837) واللفظ له، من طريق محمَّد بن إسماعيل الأحمسي، حدّثنا مُفَضَّل بن صالح، حدثني سليمان الأعمش، عن طلحة بن مصرف اليامي، عن مسروق بن الأجدع، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا بلال، أطعمنا"، قال: ما عندي إلَّا صُبْرَة من تمر خبأته لك. قال: "ما تخشى أن يخسف الله عَزَّ وَجَلَّ به في نار جهنم؟ أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا". وسنده ضعيف، فيه مُفَضَّل بن صالح، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 544). 3 - حديث بلال: أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 251) واللفظ له، والطبراني في الكبير (1/ 359)، من طريق محمَّد بن الحسن الأسدي -في سند البزّار: عمر بن الحسن الأسدي، وفي سند الطبراني: عمر بن محمَّد بن الحسن- حدثني أبي، عن إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ بلال قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعندي صُبَر من المال، فقال: "أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا". قال البزّار: لم يقل عن بلال إلّا محمَّد بن الحسن، وغيره رواه عن مسروق مرسلًا. وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 341)، من طريق طلحة بن زيد، عن يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ، عَنْ أبي سعيد الخدري، عن بلال رضي الله عنهما قال: =
= دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندي شيء من تمر، فقال:"ما هذا؟ " فقلت: ادخرناه لشتائنا. فقال: "أما تخاف أن ترى له بخارا في جهنم؟ ". وذكر الهيثمي هاتين الروايتين في المجمع (10/ 241)، ثم قال: رواه الطبراني، والبزار باختصار، إلَّا أنه قال: وعنده صُبَر من مال، وفي رواية الطبراني الأولى، والبزار: محمَّد بن الحسن بن زَبَالة، وفي الثانية: طلحة بن زيد القرشي، وكلاهما ضعيف، قال البزّار: الصواب فيه عن مسروق. قلت: محمَّد بن الحسن المذكور في الإسناد، هو الأسدي، والذي ذكره الهيثمي مخزومي (انظر التقريب ص 474) والأسدي هذا هو محمَّد بن الحسن بن الزبير، لقبه: التَّلُّ، وهو أيضًا ضعيف (انظر الميزان 3/ 512). وأخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة (3/ 57)، من طريق جُبارة بن مُغَلِّس، ثنا أبو حماد الحنفي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ بِلَالٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: فذكره بلفظ قريب من لفظ الباب. قلت: وهذه الأسانيد ضعيفة، فإسناد الطبراني الأوّل فيه عنعنة أبي إسحاق وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع، (انظر طبقات المدلسين ص 42)، وفيه محمَّد بن الحسن الأسدي، وهو المعروف بالتَّلِّ، وهو ضعيف. وإسناد الطبراني الثاني ضعيف جدًا، فيه طلحة بن زيد، هو القرشي، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 282)، ويزيد بن سنان، هو أبو فروة، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 602)، وأبو المبارك لا تقوم به حجة، قاله الذهبي (الميزان 4/ 567)، وإسناد أبي نُعيم ضعيف، لتدليس أبي إسحاق كما تقدم، ولضعف جُبارة بن المُغلِّس (انظر التقريب ص 137). 4 - حديث مسروق: أخرجه وكيع (2/ 663) واللفظ له، ومن طريقه أحمد في الزهد (ص 23)، وأخرجه ابن قُتيبة في غريب الحديث (1/ 412)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 438) من طريق أبي إسحاق عن مسروق قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: =
= "أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا" .. وسنده ضعيف، لِإرسال مسروق، ولعنعنة أبي إسحاق، وهو مدلس لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 42). 5 - حديث أبي حُصين: أخرجه وكيع (2/ 666)، ومن طريقه هنَّاد (1/ 340) عن مِسْعَر، عن أبي حُصين قال: أصبح عند بلال تمر قد ذخره للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "أمنت أن يصبح له بخار في نار جهنم؟ أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالًا". وسنده منقطع؛ لأنّ أبا حُصين، وهو عثمان بن عاصم توفي سنة سبع وعشرين ومائة، وبلال رضي الله عنه، توفي سنة عشرين (انظر التقريب ص 129، 384)، فيبعد أن يروي عنه، خصوصًا إذا أضفنا إلى ذلك سن التحمل. 6 - حديث أنس: أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 314) من طريق هلال بن أبي المُعَلَّى عن أنس قال: أُهدي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- طائران فقدِّم إليه أحدهما، فلما أصبح قال: "عندكم من غذاء؟ " فقدم إليه الآخر، فقال: "من أين ذا؟ " فقال بلال: خبأته لك يا رسول الله. فقال: "يا بلال، لا تخف من ذي العرش إقلالًا، إن الله يأتي برزق كل غد". قلت: هلال هذا، ذكره البخاريُّ، وابن أبي حاتم، ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبّان في الثقات، وعلى ذلك فهو مجهول. انظر: التاريخ الكبير (8/ 208)، الجرح (9/ 74)، الثقات (5/ 505). وبما سبق ذكره من الطرق والشواهد، يرتقي طريق الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.
3170 - حدّثنا (¬1) أبو همام، أنا ابن وهب، أخبرني [مسلمة بْنُ عُلَيّ] (¬2) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ (¬3)، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، [قَالَ: قَالَ] (¬4) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ قلَّ مَالُهُ، وكثر عياله، [وحسنت صَلَاتَهُ] (¬5)، وَلَمْ يَغْتَبِ الْمُسْلِمِينَ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وهو معي (¬6) كهاتين". ¬
3170 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لحال مسلمة بن عُلَيّ، وهو متروك، وفيه عبد الرحمن بن يزيد، وهو ضعيف، والله أعلم. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 151)، ثم قال: رواه أبو يعلى والأصبهاني. ووافقه البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 99 ب) مختصر، وزاد: وله شاهد من حديث أبي الدرداء. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 256)، ولم ينسبه إلى مخرجه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 276). وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 259)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 319) من طريق أبي عبد الله بن عُفير، حدّثنا أبو همام الوليد بن شجاع به، بلفظه. =
= قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال أحمد: عبد الرحمن بن يزيد ضعيف، وقال النسائيُّ: متروك. وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار -مسند ابن عباس- (1/ 291) قال: حدثني يونس بن عبد الأعلى، والأصبهاني في الترغيب (2/ 909) من طريق أحمد بن عيسى، كلاهما: عن عبد الله بن وهب به، بلفظه.
3171 - حدّثنا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ بشَّار، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمرو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَري (¬2)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ (¬3) قال: كنت مع سلمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ قِصَّةً قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ كُنُوزَ كِسْرَى، قَالَ (¬4): "إِنَّ الَّذِي (¬5) أَعْطَاكُمُوهُ وَخَوَّلَكُمُوهُ [وَفَتَحَهُ لَكُمْ، لِمُمْسِكٌ] (¬6) خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَيٌّ، قَدْ كَانُوا (¬7) يُصْبِحُونَ وَمَا عِنْدَهُمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، وَلَا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، فَفِيمَ ذَاكَ يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ (¬8)؟ "، ثُمَّ مَرَرْنَا [بِبَيَادِرَ تُذْرَى] (¬9)، فَقَالَ: "إِنَّ الَّذِيَ أَعْطَاكُمُوهُ وَخَوَّلَكُمُوهُ وَفَتَحَهُ لَكُمْ، [لِمُمْسِكٌ] (¬10) خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَيٌّ، قَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ وَمَا عندهم مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، فَفِيمَ ذَاكَ يَا أَخَا بني عبس (¬11)؟ ". ¬
3171 - الحكم عليه: أتوقف في الحكم على هذا الأثر؛ لإبهام الرجل الذي يروي عنه أبو البَختَري. =
= وذكر الهيثمي معناه في المجمع (10/ 324)، ثم قال: رواه الطبراني وفيه راوٍ لم يسمّ، وبقية رجاله وثقوا. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 103 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود الطيالسي، والحارث بن أبي أسامة واللفظ له، بسند ضعيف، لجهالة التابعي.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى: كما في جامع المسانيد والسنن لابن كثير (3/ 546). ولفظه: عن رجل من بني عبد قيس. قال: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ، فَمَرَرْنَا بدَجلة، فَقَالَ: "يَا أخا بني قيس أنزل فاشرب"، فنزل فشرب، ثم قال: "أنزل فاشرب"، فنزل فشرب، ثم قال: "يا أخا بني قيس ما نقص شرابك من دَجلة؟ ". قلت: ما أعني أن ينقص شرابي مِنْ دَجلة. قَالَ: "كَذَلِكَ الْعِلْمُ لَا يَفْنَى، فعلمك بما ينفعك". قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ كُنُوزَ كِسْرَى، قَالَ: "إِنَّ الذي أعطاكموه وخولكموه وفتحه لكم ليمسك خَزَائِنَهُ، وَمُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَيٌّ، وقد كَانُوا يُصْبِحُونَ وَمَا عِنْدَهُمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، وَلَا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، فَفِيمَ ذَاكَ يَا أخا بني قيس؟ " فقال: "إن الذي أعطاكموه وخولكموه لممسك خزائنه، ومحمد حي، وقد كَانُوا يُصْبِحُونَ وَمَا عِنْدَهُمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، وَلَا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، فَفِيمَ ذَاكَ يَا أخا بني قيس". وأخرجه الطيالسي (ص 91)، والحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (ص 1324) قال: حدّثنا أبو النضر، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 199) من طريق علي بن الجَعْد، ثلاثتهم: عن شعبة به، بلفظ قريب. قال أبو نُعيم: رواه الأعمش ومِسْعَر عن عَمرو مثله. وأخرجه ابن المبارك (ص 283)، وابن أبي شيبة (13/ 337)، كلاهما: عن مِسْعَر قال: سمعت عَمرو بن مرة به، بنحوه. ولفظ ابن المبارك: صحب سلمان رجل من بني عبس قال: فشرب شربة من دَجلة، فقال له سلمان: "عد فاشرب". قال: قد =
= رويت، قال: "أترى شربتك هذه نقصت منها شيئًا؟ " قال: وما تنقص شربة شربتها، قال: "كذلك العلم لا يفنى، فاتبع -أو قال: فابتغ- من العلم ما ينفعك"، ثم سار حتى أتى نهر دُنّ، فإذا كدوس تُذرى، وإذا أطعمة، قال: "يا أخا بني عبس، إن الذي فتح هذا لكم وخولكموه ورزقكموه، إنْ كان ليمسك خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-حَيٌّ، وإن كان ليمسون ويصبحون وما فيهم صاع من طعام"، وذكر ما فتح الله على المسلمين بجلولاء، ثم قال: "يا أخا بني عبس إن الذي فتح لكم هذا وخولكموه، إن كان ليمسك خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَيٌّ، وإن كان ليمسون ويصبحون وما فيهم دينار ولا درهم". وأخرجه أحمد في الزهد (ص 53)، وهنَّاد (2/ 380)، كلاهما: عن أبي معاوية، حدّثنا الأعمش عن عَمرو بن مرة به، بمعناه. وأخرج أوله، أبو خيثمة في العلم (ص 17) من طريق الأعمش، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 188) من طريق مِسْعَر، كلاهما: عن عَمرو بن مرة به. ولفظ أبي خيثمة؛ صحبت سلمان فأردت أن أعينه وأتعلم منه وأن أخدمه، قال: فجعلت لا أعمل شيئًا إلّا عمل مثله، قال: فانتهينا إلى دَجلة وقد مدَّت وهي تطفح، فقلنا: لو سقينا دوابنا، قال: فسقيناها، ثم بدا لي أن أشرب فشربت، فلما رفعت رأسي قال: "يا أخا بني عبس عد فاشرب"، قال: فعدت فشربت، وما أريده إلّا كراهية أن أعصيه، ثم قال لي: "كم تُراك نقصتها؟ " قال: قلت: يرحمك الله، وما عسى أن ينقصها شربي؟ قال: "وكذلك العلم، تأخذه ولا تنقصه شيئًا، فعليك من العلم بما ينفعك".
21 - باب فضل [التقلل] من الدنيا، ومدح أهل الزهادة فيهم
21 - بَابُ فَضْلِ [التَّقَلُّلِ] (¬1) مِنَ الدُّنْيَا، وَمَدْحِ أَهْلِ الزهادة فيهم 3172 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الجُمَحي قَالَ: دَعَا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه رَجُلًا مِنْ بَنِي جُمَح يُقَالُ لَهُ: سَعِيدُ بن عامر بن [حِذْيَم] (¬2)، فقال له: إني مستعملك على أرض كذا وكذا، قال (¬3): أوَ تُقيلني (¬4) يا أمير المؤمنين؟ فقال: والله لا أفعل، قلدتموها في عنقي وتتركوني، فقال عمر رضي الله عنه: ألا نفرض (¬5) لك رزقًا؟ قال (¬6): فإنك قَدْ جَعَلْتَ لِي فِي عَطَائِي مَا يَكْفِينِي دُونَهُ، وَفَضْلًا عَلَى مَا أُرِيدُ، قَالَ: وَكَانَ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ، ابْتَاعَ لِأَهْلِهِ قُوتَهُمْ، وَتَصَدَّقَ بِبَقِيَّتِهِ، فَتَقُولُ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ فَضْلُ عَطَائِكَ؟ فَيَقُولُ: قَدْ أَقْرَضْتُهُ. فَأَتَاهُ نَاسٌ [فَقَالُوا] (¬7): إِنَّ لأهلك عليك حقًا، ولأصهارك عَلَيْكَ حَقًّا، فَقَالَ: مَا أَنَا بِمُسْتَأْثِرٍ عَلَيْهِمْ، ولا بملتمس رضا أحد من الناس لطلب الْحُورِ الْعِينِ، لَوِ اطَّلعت خَيْرَةٌ مِنْ خَيْرَاتِ الجنة، لأشرقت لها الأرض كما تشرق الشمس، وما أنا بمتخلف عن العتق (¬8) الْأَوَّلِ بَعْدَ إِذْ (¬9) سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "يُجمع النَّاسُ لِلْحِسَابِ، فيجيء فقراء المؤمنين فيَدُفُّون كما يَدُفُّ الحمام، فيقال لهم: قفوا عند الحساب، ¬
فيقولون: ما عندنا من حساب ولا آتيتمونا (¬1). فَيَقُولُ لَهُمْ رَبُّهُمْ جَلَّ وَعَلَا: صَدَقَ عِبَادِي. فَيُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُونَهَا قَبْلَ النَّاسِ بسبعين عامًا". ¬
3172 - الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف؛ لضعف يزيد بن أبي زياد، ولانقطاعه، عبد الرحمن بن سابط يرسل عن سعيد. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 137)، ونسبه إلى الطبراني، وأبي الشيخ في الثواب، وضعَّفه بيزيد. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 261)، ثم قال: رواه الطبراني، وذكره بعده عنٍ سعيد بن عامر، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مثله، وفي إسناديهما يزيد بن أبي زياد، وقد وثِّق على ضعفه، وبقية رجاله ثقات، ورواه البزّار عن سعيد بن عامر بنحوه كذلك .. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98 ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه، والطبراني، وأبو الشيخ في الثواب، ورواته ثقات، إلا يزيد بن أبي زياد. =
= تخريجه: أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 246) من طريق المصنِّف. ثم قال: ورواه مالك بْنِ دِينَارٍ عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنْ سعيد بن عامر مسندًا مختصرًا. وأخرجه البزَّار: كما في الكشف (4/ 271)، قال: حدّثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير به، وذكر آخر الأثر والمرفوع منه، ولفظه: قال سعيد بن عامر بن حِذيَم: ما أنا بمتخلف عن العتق الْأَوَّلِ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "يُجمع النَّاسُ لِلْحِسَابِ، فيجيء فقراء المسلمين فيَدُفُّون كما يَدُف الحمام، فيقال لهم: قفوا في الحساب. فيقولون: والله ما علينا من حساب، ما تركنا من شيء، فيقول لهم ربهم تبارك وتعالى: صدق عبادي، ويفتح لهم باب الجنة، فيدخلون قبل الناس بسبعين عامًا". قال البزَّار: لا نعلم يُروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-إلا من هذا الوجه. وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 293) من طريق عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير به، وذكر المرفوع منه، ولفظه: "يُجمع الناس للحساب، فيجيء فقراء المسلمين فيَدُفُّون كما يَدُفُّ الحمام، يقول لهم: قفوا للحساب. فيقولون: والله ما عندنا من حساب، ولا تركنا من شيء، قال: فيقول ربكم عَزَّ وَجَلَّ: [صدق] عبادي، فتفتح لهم الجنة، فيدخلونها قبل الناس بسبعين عامًا". وأخرجه الطبراني في الكبير (6/ 58) واللفظ له، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 246)، وأخرجه الأصبهاني في الترغيب (2/ 923) كلاهما: من طريق مسعود بن سعد عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن سابط قال: أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى سعيد بن عامر الجُمَحي: إنا مستعملوك على هؤلاء، تسير بهم إلى أرض العدو، فتجاهد بهم، فذكر حديثًا طويلًا، فقال فيه: قال سعيد: وما أنا بمتخلف عَنِ الْعُنُقِ الْأَوَّلِ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي فقراء المسلمين: "يزفون كما يزف الحمام، فيقال لهم: قفوا للحساب. فيقولون: والله ما تركنا شيئًا =
= نحاسب به. فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ: صدق عبادي، فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عامًا". وأخرجه الطبراني من طريق محمَّد بْنُ فُضيل عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ به، وأحال على لفظه المذكور آنفا بقوله: مثله. وتوبع يزيد بن أبي زياد على رواية هذا الخبر، كما يلي: أخرج الطبراني في الكبير (6/ 58) من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثيم عَنْ ابن سابط قال: قال سعيد بن عامر: ما أنا بمختلف عن العنق الأوّل بعد الذي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يجيء فقراء المسلمين يوم القيامة على كورهم، فيقال لهم: قفوا للحساب. فيقولون: ما أعطيتمونا شيئًا فتحاسبونا عليه، فيدخلون الجنة قبل الناس بأربعين سنة". وأخرج الطبراني في الكبير (6/ 59) من طريقين عن أبي معاوية، عن موسى الصغير، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ سَعِيدِ بن عامر بن حِذْيَم قال: بلغ عمر أنه لا يدَّخر في بيته من الحاجة، فبعث إليه بعشرة آلاف فأخذها، فجعل يفرِّقها صُرَرًا، فقالت له امرأته: أين تذهب بهذه؟ قال: أذهب بها إلى من يرجح لنا فيها، فما أبقى منها إلا شيئًا يسيرًا، فلما نفذ الذي كان عندهم قالت امرأته: اذهب إلى بعض أصحابك الذين أعطيتهم يرجحون لك، فخذ من أرباحهم. وجعل يدافعها ويماطلها، حتى طال ذلك، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "لو أن حورًا اطَّلعت إصبعًا من أصابعها، لَوَجَدَ رِيحَهَا. كُلُّ ذِي رُوحٍ". فَأَنَا أَدَعُهُنَّ، لكن والله لأنتن أحق أن أدعكن لهن منهن لكن. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 124)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات. وتوبع عبد الرحمن بن سابط على رواية هذا الخبر، كما يلي: أخرج ابن الأثير في أُسد الغابة (2/ 394) من طريق مالك بن دينار عن شَهْر بن =
= حوْشَب قال: لما قدم عمر حمص أمرهم أن يكتبوا له فقراءهم، فرفع الكتاب، فإذا فيه سعيد بن عامر، قال: من سعيد بن عامر؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، أميرنا. قال: وأميركم فقير؟ قالوا: نعم. فعجب فقال: كيف يكون أميركم فقيرًا" أين عطاؤه؟ أين رزقه؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، لا يمسك شيئًا، قال: فبكى عمر، ثم عمد إلى ألف دينار فصرّها، وبعث بها إليه، وقال أقرئوه مني السلام، وقولوا له: بعث بها إليك أمير المؤمنين، فاستعن بها على حاجتك، قال: فجاء بها الرسول، فنظر إليها فإذا هي دنانير، فجعل يسترجع، فقالت له امرأته: ما شأنك؟ أصيب أمير المؤمنين؟ قال: أعظم، قالت: فظهرت آية؟ قال: أعظم من ذلك، قالت: فأمر من الساعة؟ قال: بل أعظم من ذلك. قالت: فما شأنك؟ قال: الدنيا أتتني، الفتنة أتتني، دخلت علىّ. قالت: فاصنع فيها ما شئت، قال لها: أعندك عون؟ قالت: نعم، فصَرّ الدنانير فيها صُرَرًا، ثم جعلها في مِخْلاة، ثم بات يصلي حتى أصبح، ثم اعترض بها جيشًا من جيوش المسلمين، فامضاها كلها، فقالت له امرأته: لو كنت حبست منها شيئًا نستعين به! فقال لها: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لو اطلعت امرأة من نساء الجنة إلى الأرض، لملأت الأرض من ريح المسك". فإني والله ما أختار عليهن. وأخرجه أحمد في الزهد (ص 272) قال: حدّثنا سيّار، حدّثنا جعفر، حدّثنا مالك بن دينار قال: لما أتى عمر ... فذكره بنحو لفظ ابن الأثير، وأظنه سقط من سنده: شَهْر بن حوْشَب. وأخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 199)، وابن صاعد في زيادات زهد ابن المبارك (ص 76)، والطبراني في الكبير (6/ 59) قال: حدّثنا أحمد بن زهير، ثلاثتهم: عن حماد بن الحسن بن عَنْبَسَة الوراق قال: حدّثنا سَيَّار بن حاتم قال: حدّثنا جعفر بن سليمان، والحارث بن نبهان عن مالك بْنِ دِينَارٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَب، عَنْ سعيد بن عامر، وذكر القسم المرفوع منه. ولفظ ابن صاعد: عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَم قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- =
= يقول: "لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى أهل الأرض، لملأت الأرض ريح مسك، ولأذهبت ضوء الشمس والقمر". وإني والله ما كنت لأختاركِ عليهن. قال البزّار: لا نعلم روى سعيد بن عامر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا هذا الحديث، وآخر. قلت: هذا الإسناد ضعيف؛ لانقطاعه، شَهْر بن حَوْشَب روايته عن سعيد بن عامر مرسلة. (انظر التهذيب 4/ 45). وفي إسناد أحمد، والبزار، وابن صاعد، والطبراني: سَيَّار بن حاتم. قال الحافظ: صدوق له أوهام. (التقريب ص 261). وذكر الهيثمي آخره في المجمع (10/ 417) ونسبه للطبراني، والبزار، ووهم رحمه الله فقال: وفيهما الحسن بن عَنْبَسَة الوراق ولم أعرفه ... أهـ. قلت: الذي في إسناد البزّار، والطبراني، هو حماد بن الحسن بن عَنْبَسَة، وهو ثقة معروف. (انظر التقريب ص 178). وأخرجه ابن المبارك في الجهاد (ص 73) واللفظ له، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 244) من طريق يحيى بن عبد الله الحَرَّاني، كلاهما: عن الأوزاعي قال: حدثني حسان بن عطية أن سعيد بن عامر قال: "لو أن خيرة من خيرات حسان اطّلعت من السماء، لأضاءت لها الأرض، ولقهر ضوء وجهها الشمس والقمر، ولنصيف تكساه خير من الدنيا وما فيها". وقال لامرأته: ولأنت أحق أن أدعكِ لهن من أن أدعهن لك. ولفظ أبي نُعيم بمعنى لفظ الباب، ولم يذكر المرفوع منه، وإسناد ابن المبارك صحيح، رجاله كلهم ثقات. وأخرج أبو نُعيم في الحلية (1/ 245) قصة بعث عمر رضي الله عنه لسعيد بن عامر من رواية خالد بن مَعْدان، وسنده ضعيف جدًا، فيه الهيثم بن عَدي. قال الذهبي: تركوه، وقال أبو داود السجستاني: كذاب. (المغني 2/ 717). ويشهد لقوله: "لو اطَّلعت خيرة من خيرات الجنة ... " حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "لروحة في سبيل الله، أو غدوة خير من الدنيا =
= وما فيها، ولقاب قوس أحدكم من الجنة، أو موضع قيد -يعني سوطه- خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض، لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحًا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها". أخرجه البخاريُّ (فتح 6/ 15). ويشهد للمرفوع من لفظ الباب، حديث ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ، إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بنصف يوم، خمسمائة عام". وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3284). قلت: وبالجملة فإن هذا الأثر، واللفظ المرفوع منه يرتقي إلى مرتبة الحسن لغيره، وبالله التوفيق.
3173 - وقال أبو يعلى: حدّثنا الشاذَكوني، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَلِيُّ بن الحَزوَّر (¬1)، قال: سمعت أبا مريم يقول: سمعت عمار بن ياسر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَا تَزَيَّنَ الْأَبْرَارُ فِي الدُّنْيَا بمثل الزهد فيها". ¬
3173 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد موضوع؛ لأنه من رواية الشاذَكوني، وهو وضّاع، عن إسماعيل بن أبان، عن علي بن الحَزَوَّر، وكلاهما: متروك. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 286)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه سليمان الشاذَكوني، وهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 106 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 191). وذكره الديلمي في مسند الفردوس (4/ 394) عن عمار بن ياسر، ولفظه: "مَا تَزَيَّنَ الْأَبْرَارُ فِي الدُّنْيَا بِمِثْلِ الزُّهْدِ في الدنيا". وأخرج أبو نُعيم في الحلية (1/ 71) من طريق علي بن الحَزَوَّر، عن الأصبغ بن نُباتة قال: سمعت عمار بن ياسر يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "يا علي، إن الله تعالى قد زيَّنك بزينة، لم يتزين العباد بزينة أحب إلى الله تعالى منها، هي زينة الأبرار عند الله عَزَّ وَجَلَّ -: الزهد في الدنيا، فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئًا، ولا تزرأ الدنيا منك شيئًا، ووهب لك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعًا، ويرضون بك إمامًا".
3174 - حدّثنا (¬1) إسماعيل بن سيف، ثنا عمر بن هارون البَلْخي عَنْ سُفْيَانَ، [عَنْ عَبْدِ اللَّهِ] (¬2) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جعفر، عن أبيه رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا فادنوا منه، فإنه يُلقَّى الحكمة". ¬
3174 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 286)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه عمر بن هارون البَلْخي، وهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 106 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (12/ 175). وفي الباب ما روي عن أبي خَلَّاد، وأبي هريرة، كما يلي: 1 - حديث أبي خلَّاد: أخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (كنى 8/ 27)، وابن ماجه (2/ 1373)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص 117) واللفظ له، وفي الآحاد والمثاني (5/ 152)، والطبراني في الكبير (22/ 392) وأبو نُعيم في الحلية (10/ 405)، وفي معرفة الصحابة -خ- (2/ 56 أ، 260 ب)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 346 و 347) من طريقين، والمزِّي في تهذيب الكمال (7/ 159) من طريق الحكم بن هشام، أخبرنا يحيى بن سعيد بن أبان القرشي، عن أبي فروة، عن أبي خلاّد -وكانت له صحبة- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"إذا رأيتم الرجل المؤمن قد أُعطي زهدًا في الدنيا وقلة منطق، فاقتربوا منه، فإنه يُلَقَّى الحكمة". =
= وسنده ضعيف، قال العراقي: رواه ابن ماجه من حديث أبي خَلَّاد بسند فيه ضعف. (المغني مع الإِحياء 4/ 220). وعزاه السيوطي في الجامع الصغير إلى ابن ماجه، وأبي نُعيم، والبيهقيُّ في الشعب، ورمز لضعفه. (فيض القدير 1/ 358). قلت: وهو ضعيف؛ لضعف أبي فروة، وهو يزيد بن سنان، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 602)، وفيه انقطاع بين أبي فروة وأبي خلَّاد، حيث أخرج هذا الحديث البخاريُّ في التاريخ الكبير تعليقًا (كنى 8/ 28)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 399)، ومن طريقه ابن الأثير في أُسد الغابة (6/ 83)، وأخرجه أبو حاتم في العلل لابنه (2/ 115)، ثلاثتهم: من طريق أبي فروة عن أبي مريم، عن أبي خلَّاد مرفوعًا. وذكر البيهقي هذه الطريق في الشعب (7/ 346)، ثم قال: قال البخاريُّ: وهذا صحيح. ووافقه الحافظ في الإصابة (11/ 102)، فقال: أبو خلَّاد غير منسوب، روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ... وعنه أبو فروة الجزري، وقيل بينهما أبو مريم، ثم قال البخاريُّ: هذا أولى. وأشار إلى هذا في التهذيب (12/ 96). قلت: وهو وهم من البيهقي، والحافظ رحمهما الله؛ لأنّ البخاريُّ رجح طريق أبي فروة عن أبي خَلَّاد، دون ذكر أبي مريم. (انظر التاريخ الكبير، كنى 8/ 27، 28). وأبو فروة هذا من كبار السابعة، يعني أنه لم يسمع من أحد من الصحابة، فهو من أتباع التابعين. (انظر: مقدمة التقريب ص 42)، لكن أبا مريم هذا لم أعرفه، فأتوقف في الحكم على هذا الحديث. 2 - حديث أبي هريرة: أخرجه البيهقي في الشعب (4/ 254) من طريق عبد الله بن لَهيعة، حدثني دَرَّاج عن ابن حُجيرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- =
= قال: "إذا رأيتم العبد يُعطى زهدًا في الدنيا وقلة منطق، فاقتربوا منه، فإنه يُلَقَّى الحكمة". وإسناده ضعيف؛ لضعف ابن لَهيعة. (انظر المغني 1/ 352). وأخرجه الطبراني: كما في المجمع (10/ 302) ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (7/ 317)، قال: ثنا أحمد بن طاهر بن حرملة، ثنا جدي حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهب، ثنا سفيان بن عيينة، حدثني رجل قصير من أهل مصر يقال له: عَمرو بن الحارث، عن ابن حُجيرة، عن أبي هريرة مرفوعًا، فذكره بلفظ قريب. قال أبو نُعيم: غريب بهذا الإسناد من هذا الوجه عن ابن وهب. وقال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه أحمد بن طاهر بن حرملة، وهو كذاب. قلت: أحمد بن طاهر هذا قال عنه الدارقطني: مصري يكذب (ضعفاء الدارقطني ص 73)، ونقله عنه الذهبي في المغني (1/ 42)، فالحديث بهذا الإِسناد ساقط لأجله. ورُوي بمعناه من قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 350)، قال: حدثني الحسن بن الصباح قال: قال علي بن بكّار: قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: "إذا رأيتم الرجل يطيل الصمت ويهرب من الناس، فاقتربوا منه، فإنه يُلَقَّى الحكمة". وإسناده ضعيف، الحسن بن الصبَّاح صدوق يهم. (التقريب ص 161).
3175 - وقال الحارث: حدّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- نحو الحديث الأوّل (¬1) قبله (¬2): "لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، إِنَّمَا الْغِنَى غني النفس". ¬
3175 - الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لأنه من مرسل الحسن البصري.
تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 410). وأخرجه الحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 356)، قال: أخبرنا الفضل بن موسى قال: حدّثنا حَزْم بن مِهران قال: سمعت الحسن يقول: ذُكر لنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس الغنى عن كثرة المال، لكن الغنى غنى القلب". وسنده ضعيف لإرساله، ولضعف حَزْم بن مِهران، وهو حَزْم بن أبي حَزْم القُطَعي، قال الحافظ: صدوق يهم (التقريب ص 157). ويشهد للحديث ما رُوي عن أبي هريرة، وأنس، وأبي ذر رضي الله عنهم كما يلي: 1 - حديث أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/ 389) واللفظ له، والبخاري (فتح 11/ 271)، وفي الأدب المفرد (ص 67)، والترمذي (4/ 506)، وابن الأعرابي في المعجم (2/ 289)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 211)، من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ قريب. =
= ولفظ أحمد: "لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غنى النفس". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ورُوي هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه من طرق أخرى كثيرة، منها ما أخرجه: وكيع (2/ 425)، وإسحاق بن راهويه (1/ 331، 332)، وأحمد (2/ 243، 261، 315، 539، 540)، وفي الزهد (ص 36، 551)، وهنَّاد (1/ 339)، ومسلم (2/ 726)، وابن ماجه (2/ 1386)، وأبو يعلى (11/ 32، 461، 478)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 35)، ومحمد بن جُميع الصيداوي في معجم الشيوخ (ص 274)، وأبو نُعيم في الحلية (4/ 99)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 211، 212)، والبيهقيُّ في الآداب (ص 481)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 20)، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 243). 2 - حديث أنس: أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين -خ- (269/ ب) وأبو الشيخ في الأمثال (ص 115)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 20)، من طريق حميد الطويل، عن أنس مرفوعًا، بمثل لفظ أحمد المذكور قريبًا. وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 237)، وأبو يعلى (5/ 404)، من طريق قتادة، عن أنس مرفوعًا. قال البزّار: لا نعلم رواه عن قتادة، عن أنس، إلّا عمر. وذكره المنذري في الترغيب (2/ 535)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وإسناده حسن، إن شاء الله. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 237)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وأبو يعلى، ورجال الطبراني رجال الصحيح. 3 - حديث أبي ذر: أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 164)، وأبو الشيخ في الأمثال (ص 116)، والحاكم (4/ 327)، وصححه وأقره الذهبي في التلخيص. =
= ولفظ أبي الشيخ: قال النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا أَبَا ذَرٍّ، أترى كثرة المال هو الغنى؟ " قلت: نعم، هو الغنى، ثم قال: "ترى قلة المال هو الفقر؟ " قلت: نعم، هو الفقر قال: "الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 237)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه. وبهذه الشواهد يرتقى طريق الباب إلى الصحيح لغيره، والله تعالى أعلم.
3176 - حَدَّثَنَا (¬1) بِشْرُ بْنُ أَبِي بِشْرٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬2)، ثنا حَيَّانُ (¬3) بْنُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ [إِسْحَاقَ بْنِ نُوحٍ] (¬4)، عَنْ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وأقبل عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما فَقَالَ (¬5): "يَا أُسَامَةُ، إِيَّاكَ وَكُلُّ كَبِدٍ جَائِعَةٍ تخاصمك (¬6) إلى الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكَ وَدُعَاءَ عِبَادٍ قَدْ أَذَابُوا اللحوم، وحرقوا الْجُلُودَ بِالرِّيَاحِ وَالسَّمَائِمِ، وَأَظْمَأُوا الْأَكْبَادَ، حَتَّى غُشِيَتْ أبصارهم، فإن شئت فانظر إليهم فتسر (¬7) بهم الْمَلَائِكَةُ (¬8)، بِهِمْ تُصْرَفُ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ"، ثُمَّ بَكَى حَتَّى اشْتَدَّ نَحِيبُهُ (¬9)، ثُمَّ قَالَ: "وَيْحٌ لِهَذِهِ الأمة، ما تلقى (¬10) مِنْهُمْ مِنْ أَطَاعَ رَبَّهُ، كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ (¬11) من أجل أنهم أطاعوا الله تبارك وتعالى" فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الإِسلام؟ قَالَ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَعَمْ"، قَالَ: ففيم إذا [يقتتلون] (¬12)؛ فَقَالَ [رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-] (¬13): [يَا عُمَرُ] (¬14) تَرَكَ الْقَوْمُ الطَّرِيقَ، وَرَكِبُوا الدَّوَابَّ، وَلَبِسُوا [أَلْيَنَ] (¬15) الثِّيَابِ، وَخَدَمَتْهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ تَتَزَيَّنُ لَهُمْ تَزَيُّنَ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا (¬16)، فَإِذَا تَكَلَّمَ أَوْلِيَاءُ الله تعالى عليهم [العباء [(¬17)، محنية أصلابهم، قد ذبحوا أنفسهم بالعطش (¬18)، فإذا تكلم منهم متكلم كذب، وقيل لَهُ: أَنْتَ قَرِينُ الشَّيْطَانِ وَرَأْسُ الضَّلَالَةِ، تُحَرِّمُ زينة الله تعالى والطيبات من الرزق، يتلون (¬19) كتاب الله تعالى عَلَى غَيْرِ دِينٍ، اسْتَذَلُّوا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ، وَاعْلَمْ يا أسامة أن أقرب الناش من الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمَنْ طَالَ حُزْنُهُ (¬20) وَعَطَشُهُ وَجُوعُهُ (¬21) في الدنيا، [الأصفياء] (¬22) الْأَبْرَارُ، الَّذِينَ إِذَا شَهِدُوا لَمْ يُقْرَبُوا، وَإِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا (¬23)، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الْأَرْضِ، يُعْرَفُونَ (¬24) فِي أَهْلِ السَّمَاءِ، وَيَخْفَوْنَ (¬25) عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، وتحف بهم الملائكة، ينعم (¬26) الناس وينعموا هم بالجوع ¬
والعطش، لبس الناس لين الثياب ولبسوا هم أخشن (¬1) الثياب، افترش الناس الفرش وافترشوا هم الْجِبَاهَ وَالرُّكَبَ، ضَحِكَ النَّاسُ وَبَكَوْا، يَا أُسَامَةُ، لا يجمع الله عزّ وجل عَلَيْهِمُ الشِّدَّةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، لَهُمُ الْجَنَّةُ، يَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ يَا أُسَامَةُ، لَهُمُ البشرى في الآخرة، والأرض (¬2) بِهِمْ رَحِيمَةٌ، وَالْجَبَّارُ (¬3) عَنْهُمْ رَاضٍ، ضَيَّعَ (¬4) النَّاسُ فِعْلَ [النَّبِيِّينَ] (¬5) وَأَخْلَاقَهُمْ وَحَفِظُوا هُمُ. الرَّاغِبُ مَنْ رغب إلى الله تعالى فِي مِثْلِ رَغْبَتِهِمْ، وَالْخَاسِرُ مَنْ خَالَفَهُمْ، تَبْكِي الأرض إذا فقدتهم، ويسخط (¬6) الله تعالى عَلَى كُلِّ بَلْدَةٍ لَيْسَ فِيهَا مِثْلُهُمْ. يَا أسامة، وإذا رأيتهم في قرية، فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لِتِلْكَ الْقَرْيَةِ، لَا يُعَذِّبُ الله تعالى قَوْمًا هُمْ فِيهِمْ اتَّخِذْهُمْ لِنَفْسِكَ، عَسَى أَنْ تَنْجُوَ بِهِمْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ فَتَزِلَّ قَدَمُكَ فَتَهْوِي فِي النَّارِ، حُرِمُوا حَلَالَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ، طَلَبُوا الْفَضْلَ من الْآخِرَةِ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ عَنْ قُدْرَةٍ، لَمْ يتكلبوا على الدنيا تكلب الْكِلَابِ عَلَى الْجِيَفِ، شُغِلَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَشَغَلُوا أنفسهم بطاعة الله تبارك وتعالى، لَبِسُوا الْخِرَقَ وَأَكَلُوا الْفِلَقَ، تَرَاهُمْ شُعْثًا غُبْرًا، يَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ بِهِمْ دَاءً وَمَا ذَاكَ بِهِمْ، وَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ عُقُولَهُمْ ذَهَبَتْ وَمَا ذَهَبَتْ، وَلَكِنْ نَظَرُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى مَنْ ذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا، فَهُمْ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا يَمْشُونَ بِلَا عُقُولٍ، يَا أُسَامَةُ (¬7)، عقلوا حين ذهبت عقول الناس، لهم البشرى في الآخرة". ¬
3176 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد موضوع، آفته حيان بن البصري، وفيه إسحاق بن نوح، وبشر بن أبي بشر، ولم أر من ترجم لهما، وفيه الوليد بن عبد الرحمن، وهو مجهول. وأخرجه الخطيب كما في اللآلئ المصنوعة (2/ 307)، ثم قال: موضوع، محمَّد بن علي لم يدرك سعيدًا، وحيان هو ابن عبد الله بن جبلة، كذاب، والوليد ليس بشيء، وأكثر رجال الإسناد لا يعرفون، وهو من عمل المتأخرين. أهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 138 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة.
تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 446)، وزاد في أول المتن قدر صفحة. وأخرجه الخطيب كما في اللآلئ المصنوعة (2/ 307)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 148)، من طريق الحسن العَتكي، حدّثنا الوليد بن عبد الرحمن القرشي، به، بلفظ قريب، وزاد في أوله. قال الخطيب: ورويت هذه الوصية عن محمَّد بن علي مرسلة، وعن ابن عباس من وجه آخر أعلى من هذا. أهـ. =
= ثم ذكر إسناده من طريق عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عباس، ومحمد بن علي بن أبي طالب، فذكر الحديث مطولًا. وأخرجه محمَّد بن وَضَّاح في البدع (ص 67)، من طريق عطية، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن محمَّد بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-فذكره مختصرًا.
3177 - وقال مُسَدَّد: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقيق، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إنما أهلك من قَبْلَكُمْ هَذَا الدِّينَارُ وَهَذَا الدِّرْهَمُ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ". * صحيح موقوف (¬1). ¬
3177 - الحكم عليه: إسناده صحيح، كما قال الحافظ هنا في المطالب. وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (3/ 106/ ب) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد موقوفًا، ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 383)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 261)، وأخرجه هنّاد (2/ 359)، كلاهما: عن أبي معاوية، به بنحوه. ولفظ ابن أبي شيبة: "إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ هَذَا الدِّينَارُ والدرهم، وهما مهلكاكم". قال أبو نُعيم: رواه أبو داود، عن شعبة، عن الأعمش، فرفعه. وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 178)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 276)، عن وكيع، عن الأعمش، به بنحوه. ولفظ ابن أبي شيبة: "إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، وهما مهلكاكم". وأخرجه الأصبهاني في الترغيب (2/ 589)، من طريق عاصم بن بَهْدَلة عن أبي وائل، به، بنحوه. ولفظه: "إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، وما أظنهما إلّا مهلكاكم". =
= وأخرجه أحمد في الزهد (ص 292)، من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي موسى أنه قال: "إن هذا الدرهم والدينار أهلكا من كان قبلكم، وإني ما أراهما إلّا مهلكيكم". ورُوي عن أبي موسى رضي الله عنه مرفوعًا، أخرجه ابن حبّان (الإحسان 2/ 40)، واللفظ له، والطبراني في الأوسط (3/ 28)، وأبو نُعيم في الحلية (4/ 112)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 277)، من طريق الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "ألا إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، وهما مهلكاكم". قال أبو نُعيم: غريب من حديث شعبة، عن الأعمش، لا أعلم رواه عن شعبة إلَّا أبو داود، ويحيى بن سعيد، وحديث أبي داود تفرد به عنه مُؤَمَّل، وحديث يحيى بن عبد الله بن هاشم الطوسي كذا. وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق عاصم عن أبي وائل، عن أبي موسى مرفوعًا. قلت: والرواية الراجحة هي الموقوفة، وهي طريق الباب، قال الدارقطني في العلل (7/ 228) بعد أن ذكر طرق رواية أبي موسى المرفوعة: ورواه غير هؤلاء عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى موقوفًا، وهو الصواب. ويشهد لهذا الأثر ما رُوي عن ابن مسعود مرفوعًا وموقوفًا، كما يلي: 1 - رواية الرفع: أخرجها البزّار كما في الكشف (4/ 236)، وابن الأعرابي في معجمه (2/ 186)، الطبراني في الكبير (10/ 117)، وأبو نُعيم في الحلية (2/ 102)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 277)، من طريق أحمد بن يحيى بن المنذر، ثنا أبي، ثنا ابن الأجلح عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّاب، عَنْ علقمة، عن عبد الله مرفوعًا. ولفظ البيهقي: عن عبد الله بن مسعود كان يعطي الناس عطاياهم، فجاء رجل فأعطاه ألفي درهم، ثم قال: خذها بارك الله لك، أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: "إنما هلك من كان قبلكم بالدينار والدرهم، وهما مهلكاكم". =
= قال البزّار: لا نعلمه يروى عن عبد الله مرفوعًا إلّا من هذا الوجه. وقال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث يحيى بن وَثَّاب، لم يروه عن الأعمش إلَّا ابن الأجلح. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 237)، ثم قال: رواه البزّار وإسناده جيد. ووافقه البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 106/ ب) مختصر. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 122)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه يحيى بن المنذر، وهو ضعيف. قلت: يحيى بن المنذر ضعفه الدارقطني وغيره، قاله الذهبي في المغني (2/ 744)، فيكون هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيفًا لوجوده والله أعلم. 2 - رواية الوقف: أخرجها الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 514)، من طريق بشر بن الوليد، ثنا محمَّد بن طلحة، ثنا روح عن نفسي، أني حدثته بحديث عن زُبيد، عن مرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: "إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، وهما مهلكاكم". وإسناده ضعيف، لضعف بشر بن الوليد (انظر المغني 1/ 108).
22 - باب فضل الرزق في الوطن
22 - بَابُ فَضْلِ الرِّزْقِ فِي الْوَطَنِ 3178 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيّة بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي [إسحاق بن أبي يعقوب الْمَدَنِيِّ] (¬1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أبيه، عن جده رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: "أَرْبَعٌ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ: أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ مُوَافِقَةً، وَأَوْلَادُهُ أَبْرَارًا، وَإِخْوَانُهُ [صَالِحِينَ] (¬2)، وَأَنْ يَكُونَ رزقه في بلده". ¬
3178 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لوجود إسحاق بن أبي يعقوب. وذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 397)، ثم قال: قال أبو زرعة: هذا حديث منكر. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 8 ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه، ورجاله ثقات. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه لابن عساكر، والديلمي عن علي، وابن أبي الدنيا في كتاب "الإخوان"، عن عبد الله بن الحكم -كذا- عن أبيه، عن =
= جده، ورمز لضعفه، وتابعه المناوي، فقال: عبد الله بن الحكم، هو ابن أبي زياد العطواني، صدوق، عن أبيه الحكم، عن جده أبي زياد الكوفي (انظر فيض القدير 1/ 466). قلت: قوله: عبد الله بن الحكم، تحريف من عبد الله بن الحسن. وقال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 109): ضعيف جدًا.
تخريجه: أخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (ص 106) قال: حدثني محمَّد بن ناصح، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي في آداب الصحبة (ص 52) من طريق عبد الرحمن بن محمَّد، كلاهما: عن بَقِيَّة بن الوليد، به بلفظ قريب، وذكر السُّلَمي بعضه، وفي إسناديهما: أبو يعقوب المدني، بدل: إسحاق بن أبي يعقوب المدني. ولفظ السُّلَمي: "من سعادة المرء أن يكون إخوانه صالحين". وأخرجه أبو بكر الشافعي في الفوائد، والديلمي، كلاهما: كما في السلسلة الضعيفة (2/ 181) من طريق عَمرو بن جُميع عن عبد الله بن الحسن، به بلفظ قريب. وعَمرو بن جُميع هذا ضعيف جدًا، قال ابن عَدي: يتهم بوضع الحديث. (انظر الكامل (5/ 111، المغني 2/ 482). وأخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (ص 105) من طريق أبي عبد الله البصري قال: قال عبد الله بن الحسن: فذكره من قوله، بلفظ قريب. ورُوي عن علي رضي الله عنه مرفوعًا، أخرجه الدينوري في المجالسة: كما في السلسلة الضعيفة (2/ 181). قال الشيخ الألباني: وهذا إسناد ساقط. وذكره ابن حبّان في روضة العقلاء (ص 101) دون إسناد.
23 - باب إظهار عمل العبد وإن أخفاه
23 - بَابُ إِظْهَارِ عَمَلِ الْعَبْدِ وَإِنْ أَخْفَاهُ 3179 - قَالَ مُسَدَّد: حدّثنا يَحْيَى عَنْ عَوْفٍ، ثنا مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ (¬1) عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لَوْ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ بَيْتًا فِي جَوْفِ بيت فأدمن هناك عملًا، أوشك النَّاسُ (¬2) أَنْ يَتَحَدَّثُوا بِهِ، وَمَا مِنْ عَامِلٍ [عَمِلَ] (¬3) عملًا، إلّا كساه الله تعالى رِدَاءَ عَمَلِهِ، إِنْ كَانَ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ كان شرًا فشر". ¬
3179 - الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لانقطاعه، معبد الجهني يرسل عن عثمان رضي الله عنه. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 89 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد، ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه نُعيم بن حماد في زوائد زهد ابن المبارك (ص 7)، قال: أنا عوف، به بلفظ قريب. =
= وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 558)، قال: حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمير، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خالد قال: قال عثمان بن عفان: "من عمل عملًا، كساه الله رداءه، إن خيرٌ فخير، وإن شرٌّ فشر". ورجال مسنده ثقات، لكنه منقطع بين إسماعيل وبين عثمان رضي الله عنه، حيث أخرجه البيهقي في الشعب (5/ 359) من طريق المُعْتَمِر بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد، عن رافع، عن يحيى قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: فذكره بلفظ ابن أبي شيبة. قال البيهقي: هذا هو الصحيح، موقوفًا على عثمان، وقد رفعه بعض الضعفاء. قلت: يحيى، هو ابن سعيد بن العاص، ثقة (التقريب ص 591)، ورافع لم أعرفه. وأخرج ابن أبي شيبة (13/ 558) عن الثقفي، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن عثمان قال: "من عمل عملًا، كساه الله رداء عمله". وسنده ضعيف؛ لانقطاعه، أبو قِلابة لم يلق النُّعمان بن بَشير، ولا ابن عمر رضي الله عنهم (انظر مراسيل العلائي ص 211)، فيبعد أن يسمع من عثمان رضي الله عنه، وقد قال الحافظ عنه: ثقة، فاضل، كثير الإرسال (التقريب ص 304). وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة (1/ 479)، وفي الزهد (ص 185) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن زيد، عن أيوب، به. ولفظه: "ما من عامل يعمل عملًا، إلّا كساه الله رداء عمله". وسقط من سنده في الزهد: أيوب عن أبي قِلابة. ورُوي عن عثمان رضي الله عنه مرفوعًا، أخرجه أبو نُعيم في الحلية (10/ 215)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 306)، والبيهقيُّ في الشعب (5/ 359) واللفظ له من طريق حفص بن سليمان، نا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَد عَنْ =
= أبي عبد الرحمن السُّلَمي قال: سمعت عثمان على مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من كانت له سريرة صالحة أو سيئة، أظهر الله منها رداء ما يُعرف به. وسنده ضعيف جدًا؛ لحال حفص بن سليمان، وهو القارئ، قال الحافظ: متروك الحديث مع إمامته في القراءة (التقريب ص 172). وأخرجه القُضاعي أيضًا من طريق حفص بن سليمان عن علقمة بن مَرْثَد، عن سعد بن عُبيد، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي، به. ويشهد لمعنى لفظ الباب ما يلي: 1 - حديث أبي سعيد الخدري: أخرجه أحمد (3/ 28) واللفظ له، وأبو يعلى (2/ 521) عن حسن بن موسى، ثنا ابن لَهيعة، ثنا دَرَّاج، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كُوَّة، لخرج عمله للناس كائنا ما كان". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 225)، ثم قال: رواه أحمد، وأبو يعلى، وإسنادهما حسن. قلت: إسناده ضعيف، لضعف ابن لَهيعة، ودَرّاج هو ابن سمعان أبو السمح، حديثه عن أبي الهيثم ضعيف (انظر: التقريب ص 201). والكُوَّة هي: الخرق في الحائط (ترتيب القاموس (4/ 104). وأخرجه الحاكم (4/ 314)، وعنه البيهقي في الشعب (5/ 359) من طريق عَمرو بن الحارث عن دَرَّاج، به بلفظ قريب. 2 - حديث جُنْدُب بن سفيان: أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 171) من طريق حامد بن آدم المروزي، حدّثنا الفضل بن موسى عن محمَّد بن عُبيد الله العَرْزَمي، عن سلمة بن كهيل، عن جُنْدُب بن سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ما أسرَّ عبد سريرة، إلّا ألبسه الله رداءها، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر". =
= وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 225)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه حامد بن آدم، وهو كذاب. قلت: وفيه أيضًا محمَّد بن عُبيد الله العَرْزَمي، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 494)، وبه أعلّه الحافظ ابن كثير في جامع المسانيد والسنن (2/ 219). وبما سبق يرتقي طريق الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3180 - وَقَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمرو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كتب أبو الدرداء رضي الله عنه إِلَى [مَسلمة بْنِ مُخلَّد] (¬1):"أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ العبد إذا عمل بطاعة الله عَزَّ وَجَلَّ، أحبه الله تبارك وتعالى، وَإِذَا أَحَبَّهُ، حَبَّبَهُ إِلَى خَلْقِهِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إذا عمل بمعصية الله تعالى، أبغضه الله عَزَّ وَجَلَّ، وإذا أبغضه الله تعالى، بغَّضه إلى الخلق (¬2) ". ¬
3180 - الحكم عليه: إسناده صحيح. ذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 89 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد موقوفًا، ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه وكيع (3/ 847)، وعنه هنَّاد (1/ 299)، وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 313) عن غُندر، والإمام أحمد في الزهد (ص 197) قال: حدّثنا عبد الرحمن، وابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 746) من طريق النضر، أربعتهم: عن شعبة، به بلفظ قريب. ولفظ وكيع: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِطَاعَةِ الله، أحبه الله، فإذا أحبه الله، حَبَّبَهُ إِلَى خَلْقِهِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بمعصية الله، أبغضه الله، فإذا أبغضه الله، بغضه إلى خلقه". وأخرجه معمر في الجامع (10/ 451)، ومن طريقه كل من البيهقي في الزهد (ص 299)، وفي الأسماء والصفات (2/ 260)، وابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 769) عن الأعمش، عن عَمرو بن مرة، به بلفظ قريب. =
= ولفظه: "سلام عليك، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِطَاعَةِ الله، أحبه الله، فإذا أحبه الله، حببه إلى عباده، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، أَبْغَضَهُ الله، فإذا أبغضه، بغضه إلى عباده". وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 746) من طريق فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن عَمرو بن مرة، به، وذكر أول الأثر. ولفظه: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِطَاعَةِ الله، أحبه الله، وإذا أحبه الله، حببه إلى عباده". وذكره البغوي في شرح السنة (13/ 56)، وابن الجوزي في صفة الصفوة (1/ 319) بلفظ قريب. ويشهد له حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إذا أحب الله العبد، نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض". أخرجه البخاريُّ (فتح 6/ 303) وهذا لفظه، ومسلم (4/ 2030).
24 - باب جواز الاحتراز بتحصيل القوت، مع العمل [الصالح]
24 - باب جواز الاحتراز بتحصيل القوت، مع العمل [الصالح] (¬1) 3181 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا [أَبُو عُمَرَ] (¬2) الصَّفَّارُ عَنْ عُبيد اللَّهِ (¬3) بْنِ العَيْزار قَالَ: لَقِيتُ شَيْخًا بِالرَّمْلِ مِنَ الْأَعْرَابِ كَبِيرًا، فَقُلْتُ لَهُ: لقيت أحدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-؟ فقال: نَعَمْ. فَقُلْتُ: مَنْ؟، قَالَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمرو بن العاص رضي الله عنهما. قلت (¬4) له: فما سمعته يقول؛ قال: سمعته رضي الله عنه يقول: "أحرز لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَدًا، وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تموت غدًا". ¬
3181 - الحكم عليه: أتوقف في الحكم على هذا الأثر؛ وذلك لإبهام الشيخ الذي يروي عنه عُبيد الله بن العَيْزار، وفيه حماد بن واقد. أبو عمر الصفار وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحارث. =
= وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ونسبه للبيهقي في السنن، ورمز لضعفه، وقال المناوي: وذلك لأنّ فيه مجهولًا، وضعيفًا (انظر فيض القدير 2/ 12).
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1303). وأخرجه ابن قتيبة في غريب الحديث (2/ 122)، وفي عيون الأخبار (1/ 244)، والشجري في الأمالي (2/ 167) من طريق حماد بن سلمة، وابن أبي الدنيا في إصلاح المال (ص 168) من طريق أبي بكر الكليبي، كلاهما: عن عُبيد الله بن العَيْزار، عن عبد الله بن عَمرو بمثله، وقال: احرث، بدل قوله: أحرز، ولفظ الشجري بلفظ قريب. وسنده ضعيف؛ لانقطاعه، عُبيد الله لم يدرك عبد الله بن عَمرو، وهو يروي عنه بواسطة، كما في طريق الباب. وأخرجه ابن المبارك (ص 469)، قال: أخبرنا محمَّد بن عجلان أن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: "إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله، فإن المُنْبَتَّ لا بلغ بُعْدًا، ولا أبقى ظهرا، واعمل على عمل امرئ يظن أن لا يموت إلَّا هَرِمًا، واحذر حذر امرئ يحسب أنه يموت غدًا". ورُوي هذا اللفظ مرفوعًا: أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 19)، وفي الشعب (3/ 402) من طريق أبي صالح، ثنا الليث، عن ابن عجلان، عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال:"إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك، فإن المُنْبَتّ لا سفرًا قطع، ولا ظهرًا أبقى، فاعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبدًا، واحذر حذرًا يخشى أن يموت غدًا". وإسناد ابن المبارك منقطع بين محمَّد بن عجلان، وهو المدني، مدلس من =
= الثالثة (انظر طبقات المدلسين ص 44) وبين عبد الله بن عَمرو رضي الله عنهما، وقد رواه عنه بواسطة كما في رواية البيهقي. وإسناد البيهقي ضعيف؛ لجهالة مولى عمر بحن عبد العزيز، ولضعف أبي صالح، وهو عبد الله بن صالح كاتب الليث، قال الحافظ: صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة (التقريب ص 308).
25 - باب الترغيب في التسهيل في أمور الدنيا
25 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا 3182 - قال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبيري، ثنا أَبِي عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروة، عَنْ محمَّد بْنِ المُنْكَدِر، عَنِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَلَى مَنْ تُحَرَّمُ النَّارُ غَدًا؟ عَلَى كُلِّ هين لين قريب سهل".
3182 - الحكم عليه: إسناده ضعيف، لضعف عبد الله بن مصعب، وبه أعلَّه أبو زرعة (انظر علل ابن أبي حاتم (2/ 108 والميزان 2/ 505). وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 75)، ونسبه للطبراني في الأوسط، وأبي يعلى، ثم قال: وفيه عبد الله بن مصعب الزبيري، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 15 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 379). وأخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 464)، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الحُلْواني، وفي الصغير (ص 66) قال: حدّثنا أحمد بن سعيد بن شاهين البغدادي، وفي مكارم الأخلاق (ص 44)، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 272) من طريق أحمد بن يحيى الحُلْواني، وأحمد بن القاسم الجوهرى، =
= وبيبي الهَرْثَمية في جزئها (ص 31) من طريق عبد الله، جميعهم: عن مصعب بن عبد الله به، بلفظه، سوى الطبراني في الصغير، ولفظه: "ألا أخبركم بأهل الجنة؟ أهل الجنة كل هين لين سهل قريب". قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن عُروة إلَّا عبد الله بن مصعب، تفرد به ابنه. قلت: مدار هذا الحديث على هشام بن عُروة، واختلف عنه: فرواه عبد الله بن مصعب عنه، عن محمَّد بن المُنْكَدِر، عن جابر مرفوعًا، كما تقدم. ورواه عَبْدَة بن سليمان، والليث بن سعد، وسعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي عنه، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن عَمرو الأوْدي، عن ابن مسعود مرفوعًا. أخرجه هنَّاد (2/ 596)، ومن طريقه الترمذي (4/ 564)، وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (1/ 346)، وفي روضة العقلاء (ص 63)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 535)، والذهبي في السير (16/ 103) من طريق يحيى بن معين، وأخرجه البيهقي أيضًا (6/ 272) من طريق عبد الله بن عَون، وفي (7/ 535)، والبغويُّ في شرح السنة (13/ 85)، كلاهما: من طريق عثمان بن أبي شيبة، أربعتهم: عن عَبْدَة بن سليمان، وأخرجه أحمد (1/ 415) من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي، وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (1/ 346)، والطبراني في الكبير (10/ 285)، كلاهما من طريق الليث بن سعد، ثلاثتهم عن هشام بن عُروة، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن عَمرو الأوْدي، عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا بنحوه، وسقط من إسناد أحمد: هشام بن عُروة. ولفظ هنَّاد؟ "ألا أخبركم بمن يَحْرُمُ على النار، وبمن تُحَرَّمُ عليه النار؟ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ". قَالَ الترمذي والبغويُّ: هذا حديث حسن غريب. أهـ. =
= وقد ساق الإمام الدارقطني هذين الوجهين في علله -خ- (4/ 80 أ)، ثم قال: وهو أشبه. أهـ. يعني: عن ابن مسعود. قلت: وهذا الوجه ضعيف، فيه عبد الله بن عَمرو الأوْدي، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 316)، وقد التبس اسمه على العلَّامة أحمد شاكر في شرحه للمسند (6/ 19)، فقال: لم أجزم بمن هو؟ كما لم ينبه على السقط الذي وقع في إسناد أحمد. وهذا الوجه أرجح من الوجه الأوّل، لأنّ رواته جمع، وفيهم من هو ثقة، كالليث بن سعد، ولترجيح الدارقطني، والله تعالى أعلم. وقد أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 271) من طريق عَمرو بن أبي عَمرو عن رجل من بني عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كان هينًا لينًا سهلًا قريبًا، حرَّمه الله على النار". ويشهد لحديث الباب ما يلي: 1 - حديث أبي هريرة: أخرجه جمع من المصنفين بأسانيد لا تخلو من ضعف. فأخرجه أبو حاتم في العلل (2/ 119) من طريق أحمد بن محمَّد بن أمية عن أبيه محمَّد بن أمية الساوي، عن عيسى بن موسى التيمي، عن عبد الله بن كَيسان قال: سمعت محمَّد بن واسع يحدث عن ابن سِيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "تحرم النارعلى كل هين لين سهل سمح". وأشار إلى هذه الطريق أبو نُعيم في الحلية (2/ 356). قال أبو حاتم: هذا حديث غريب منكر. قلت: سنده ضعيف، أحمد بن محمَّد، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (2/ 72)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وعيسى بن موسى هو غُنجار، مدلس، ذكره الحافظ في المرتبة الرابعة (انظر طبقات المدلسين ص 51)، وأهل هذه المرتبة =
= لا يقبل حديثهم إلّا إذا صرحوا بالسماع، وقد عنعنه هنا، وفيه عبد الله بن كَيسان هو المروزي، قال الحافظ: صدوق يخطئ كثيرًا (التقريب ص 319). وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (2/ 356) من طريق خلف بن يحيى قال: ثنا حماد الأبح عن محمَّد بن واسع به، ولفظه: "تحرم النار على كل هين لين سهل قريب". وسنده ضعيف جدًا، فيه خلف بن يحيى، هو الخراساني، قال أبو حاتم: متروك الحديث، كان كذابًا لا يشتغل به ولا بحديثه (الجرح 3/ 372)، وفيه حماد الأبح، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 179). وأخرجه محمَّد بن عمر المديني في نزهة الحفاظ (ص 25)، والذهبي في السير (20/ 510) تعليقًا من طريق محمد بن عيسى بن حبّان، حدّثنا محمد بن الفضل، أخبرنا محمَّد بن واسع به. ولفظه: "تحرم النار على كل هين لين قريب سهل". وسنده تالف، محمد بن عيسى، قال الذهبي في المغني (2/ 622): قال الدارقطني: ضعيف متروك، وقال غيره: كان مغفلًا، وقال الحاكم: متروك. وفيه محمَّد بن الفضل، قال الذهبي: تركوه، وبعضهم كذَّبه (المغني 2/ 624). وأخرجه العُقيلي (4/ 323) من طريق وهب بن حكيم عن محمَّد بن سِيرين به. وسنده ضعيف، لضعف وهب، قال الذهبي: لا يكاد يعرف (المغني 2/ 726). وأخرجه ابن عَدي (3/ 300) من طريق سلَّام الطويل عن زيد العَمِّي، عن محمَّد بن سِيرين به. وسنده تالف، فيه سلَّام الطويل، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 261)، وفيه زيد العَمِّي، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 223). وأخرجه هنَّاد (2/ 596) من طريق سعد بن سعيد عن عَمرو بن أبي عَمرو، عن =
= أبي هريرة، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من كان هينا لينًا سهلًا قريبًا، حرمه الله على النار". وسنده ضعيف؛ لأنه منقطع بين عَمرو وبين أبي هريرة، وفيه سعد بن سعيد، قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ (التقريب ص 231). وأخرجه الحاكم (1/ 126)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 194)، وفي الشعب (6/ 271) من طريق سهل بن عمار، ثنا محاضر بن المُوَرِّع، ثنا سعد بن سعيد الأنصاري عَنْ عَمرو بْنِ أَبِي عَمرو، عَنِ المُطَّلب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا بلفظ هنَّاد، وسقط منه قوله "سهلًا". ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. قلت: سهل بن عمار ضعيف جدًا، قال الذهبي في المغني (1/ 288): كذّبه الحاكم. أهـ. فالإسناد لأجله ساقط، والمُطلب هو ابن عبد الله المخزومي، صدوق كثير التدليس والإرسال، (التقريب ص 534)، وروايته عن أبي هريرة مرسلة (انظر المراسيل ص 209). وأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 271) من طريق جويبر بن سعيد، عن محمَّد بن واسع، عن أبي صالح الحنفي، عن أبي هريرة، أن رجلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: يا رسول الله، من أهل الجنة؟ فقال: "كل هين لين قريب سهل". وسنده ضعيف جدًا، فيه جويبر بن سعيد، قال الحافظ: ضعيف جدًا (التقريب ص 143). 2 - حديث مُعيقيب: أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق كما في المنتقى (ص 46) وابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 180 أ)، والطبراني في الكبير (20/ 352)، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 272) واللفظ له من طريق شيبان بن فرُّوخ، نا أبو أمية بن يعلى، نا محمَّد بن مُعيقيب عن أبيه -وعند الخرائطي: عن أمه- قال =
= رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "على من حُرِّمَتِ النار؟ "قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "على الهين اللين السهل القريب". وأخرجه الدولابي في الكنى (1/ 87) من طريق الأصمعي عبد الملك بن قُريب، عن أبي أمية به. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 75)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه أبو أمية بن يعلى، وهو ضعيف. أهـ. 3 - حديث أنس: أخرجه ابن مردويه في ثلاثة مجالس (ص167)، وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 309) من طريق الحارث بن عُبيدة عن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر، عن حُميد الطويل، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: قيل: يا رسول الله، من يحرم على النار؟ قال: "الهين اللين السهل القريب". قال أبو حاتم: هذا حديث باطل، والحارث ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 75)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحارث بن عُبيدة، وهو ضعيف. قلت: وبالجملة فالحديث حسن لغيره بمجموع هذه الشواهد، والله الموفق سبحانه.
3183 - وقال أحمد بن مَنيع: حدّثنا الهيثم، ثنا (¬1) حَفْصٌ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وجنة الكافر". ¬
3183 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، لوجود العلاء بن عبد الرحمن. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 97 ب) مختصر ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع، وابن حبّان في صحيحه، ورواه أحمد بن حنبل، والحاكم من حديث عبد الله بن عَمرو، والبزار من حديث ابن عمر، ورواه أبو يعلى الموصلي وغيره من حديث سَلمان.
تخريجه: أخرجه أحمد (2/ 323، 485)، وفي الزهد (ص 51) من طريق زُهير، وفي (2/ 389) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم، ومسلم (4/ 2272)، والترمذي (4/ 486)، وأبو يعلى (11/ 404)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 38) من طريق الدَّرَاوَرْدي، وابن ماجه (2/ 1378)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص 69) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، وابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 14)، والنسفي في القند (ص 313) من طريق شعبة، وأبو يعلى (11/ 351) من طريق عبد الرحمن بن محمَّد، والطبراني في الأوسط (3/ 376) من طريق رَوح -وسقط من سنده شيخ العلاء- وابن عَدي (3/ 18)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 591) من طريق الثوري، وأبو نُعيم في الحلية (6/ 350)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 324)، وفي الآداب (ص 462) من طريق مالك، جميعهم: عن العلاء بن عبد الرحمن به، بلفظه. =
= قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال أبو نُعيم: غريب من حديث مالك، رواه إسماعيل وغيره. ويشهد له ما رُوي عن سَلمان، وابن عمر، وابن عَمرو رضي الله عنهم، وقد تقدم ذكر أحاديثهم في تخريج الحديث الماضي برقم (3137). وبما سبق يرتقي طريق الباب إلى الصحيح لغيره، والله الموفق سبحانه.
3184 - وقال ابن أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا محمَّد بْنُ عُمارة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَهْمٍ (¬1) رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ تبارك وتعالى جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا أَعْطَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ ماء". ¬
3184 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، فيه محمَّد بن عُمارة، وهو صدوق. وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (3/ 97 أ) مختصر، مع زيادة في أوله، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه أحمد بن حنبل، والبزار، في مسنديهما. أهـ. ثم ضبط، وشرح، لفظة "الحضيض".
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 225) بلفظ قريب، مع زيادة في أوله. وَلَفْظُهُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُتي بهدية، فنظر فلم يجد شيئًا يجعلها فيه، فقال: "ضعه بالحضيض، فإنما هو عبد يأكل كما يأكل العبد، ويشرب كما يشرب العبد، ولو كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، ما سقى منها كافرًا شربة ماء". وجاء في إسناده: محمَّد بن عمر، وهو خطأ، وصوابه كما في المطالب هنا: محمَّد بن عُمارة، وفيه الشك، فقال: عن رجل من بني سالم، أو فهم. والحضيض: قرار الأرض، وأسفل الجبل (النهاية 1/ 400). وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 326) مرسلًا من طريق ابن أبي الدنيا، حدثني يعقوب بن عُبيد، ثنا أبو عاصم النبيل عن مُحَمَّدُ بْنُ عُمارة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أُتي بهدية، فالتمس في البيت شيئًا يضعه فيه، فقال: "ضعه بالحضيض، فلو كانت الدنيا تعدل عند الله شيئًا، ما أعطى كافرًا منها قدر جناح =
= بعوضة مثلًا، فما أخرج من ابن آدم وأن قزحه وملحه، فانظر إلى ما يصير". وسنده ضعيف؛ لأنه من مرسل عبد الله بن عبد الرحمن. ويشهد له الآتي: 1 - حديث ابن عمر: أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 92) واللفظ له، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 316) من طريق أبي مصعب عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جناح بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة ماء". قال الخطيب: هذا غريب جدًا من حديث مالك، لا أعلم رواه غير أبي جعفر بن أبي عَون، عن أبي مصعب، وعنه علي بن عيسى الماليني، وكان ثقة. قلت: سنده ضعيف، قال الحافظ في تخريج أحاديث الكشاف (ص 147): قال ابن طاهر: ... لا أصل له من حديث مالك. 2 - حديث سهل: أخرجه الترمذي (4/ 485)، وابن عَدي (5/ 319)، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 253)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 325) من طريق عبد الحميد بن سليمان عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة ماء". قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه. وقال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم. قلت: إسناده ضعيف، لضعف عبد الحميد، وهو الخُزاعي (انظر التقريب ص 333). وأخرجه ابن ماجه (2/ 1376) واللفظ له، وابن أبي عاصم في الزهد (ص 63)، والحاكم (4/ 306)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 325)، والبغويُّ في شرح =
= السنة (14/ 228) من طريق زكريا بن منظور، ثنا أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بذي الحُليفة، فإذا هو بشاة ميتة شائلة برجلها، فقال: "أترون هذه هيئة على صاحبها؟ فوالذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها، ولو كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، ما سقى كافرًا منها قطرة أبدًا". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في التخليص بقوله: زكريا ضعَّفوه. 3 - حديث أبي هريرة: أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 64) واللفظ له، وابن عَدي (6/ 230)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 317) من طريق صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة من ماء". وسنده ضعيف، فيه صالح مولى التوأمة، وهو ضعيف، لاختلاطه (انظر الكواكب النيرات ص 258، الاغتباط ص 177). وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 63) من طريق أبي مَعْشَر عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة من خير، ما سقى كافرًا منها شربة من ماء". وإسناده ضعيف، فيه أبو مَعْشَر، هو نَجيح بن عبد الرحمن، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 559). 4 - حديث رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أخرجه ابن المبارك (ص 178)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (14/ 228) قال: أخبرنا إسماعيل بن عَيَّاش قال: حدثني عثمان بن عُبيد الله بن رافع أن رجالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حدثوا: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لو أن الدنيا كانت تعدل عند الله جناح بعوضة، ما أعطى منها كافرًا شيئًا". وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عَيّاش مخلط في الرواية عن غير أهل بلده (انظر =
= التقريب ص 109)، وشيخه هنا مدني (انظر التاريخ الكبير 6/ 232). 5 - حديث الحسن: أخرجه ابن المبارك (ص 219)، قال: أخبرنا حُريث بن السائب الأُسَيِّدي قال: حدّثنا الحسن قال: فذكره مرفوعًا، ولفظه: "لو أن الدنيا تعدل عند الله جناح ذباب، ما أعطى كافرًا منها شيئًا". وسنده ضعيف لإرساله، وفيه حُريث بن السائب، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 156). 6 - حديث ابن عباس: أخرجه أبو نُعيم في الحلية (8/ 290) من طريق الحسن بن عُمارة عن الحكم، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْ وزنت الدنيا عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة أبدًا". قال أبو نُعيم: غريب من حديث الحكم، لم نكتبه إلَّا من حديث الحسن عنه. قلت: الحسن بن عُمارة ضعيف جدًا، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 162)، وبه أعلَّه في تخريج أحاديث الكشاف (ص 147)، فالإسناد لأجله ساقط. وخلاصة القول أن حديث الباب لا يقل عن درجة الصحيح لغيره بهذه الشواهد، والله الموفق.
3185 - وقال أبو يعلى: حدّثنا زُهير، ثنا ابن عُيينة عن عَمرو، هو ابْنُ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَة قَالَ: عاد خَبّابًا رضي الله عنه، نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا (¬1): أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تَرِدُ عَلَى محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الحوض، فقال: فكيف (¬2) بِهَذَا؟ -وَأَشَارَ إِلَى أَعْلَى الْبَيْتِ وَأَسْفَلِهِ- وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ". ¬
3185 - الحكم عليه: إسناده صحيح، إن شاء الله تعالى، رجاله كلهم ثقات، وذكره المنذري في الترغيب (4/ 222)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني بإسناد جيد. أهـ. والهيثمي في المجمع (10/ 253)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير يحيى بن جَعْدَة، وهو ثقة. أهـ. والبوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 106 أ) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة، وأبو يعلى الموصلي، والطبراني، والحُميدي واللفظ له بإسناد جيد. وعزاه السيوطي في الجامع الصغير للطبراني، والبيهقيُّ في الشعب، عن خَبَّاب، ورمز لحسنه (انظر فيض القدير 3/ 10). وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (1/ 469)، وقال: صحيح.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (13/ 175). وأخرجه الحُميدي (1/ 82)، وابن أبي شيبة (13/ 219)، وعنه كل من الحربي في غريب الحديث (3/ 989)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص 83)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (4/ 77)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 360)، وأخرجه =
= الدولابي في الكنى (1/ 79) قال: حدّثنا محمَّد بن منصور، ومحمد بن عبد الله بن يزيد، والبيهقيّ في الشعب (7/ 307) من طريق إبراهيم بن بشَّار، خمستهم: عن سفيان بن عُيينة به، بلفظ قريب، وذكر الدولابي أوله. ولفظ ابن أبي شيبة: عاد نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-خَبَّابًا، فقالوا: أبشر أبا عبد الله، ترفى على محمَّد عليه الصلاة والسلام الحوض، فقال: كيف بهذا، وهذه أسفل البيت وأعلاه؟ وقد قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إنما يكفي أحدكم من الدنيا كقدر زاد الراكب". وأخرجه ابن المبارك (ص 183)، والحُميدي (1/ 86) قال: ثنا سفيان، والدولابي في الكنى (1/ 79) من طريق سفيان، كلاهما عن مِسعر قال: حَدَّثَنِي قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قال: فذكره ابن المبارك بمعناه، وذكره الدولابي مختصرًا. ولفظ ابن المبارك: عاد خَبَّابًا بقايا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقالوا: أبشر أبا عبد الله، إخوانك تقدم عليهم غدًا، فبكى، فقالوا له: عليها من الحال، فقال: "أما إنه ليس بي جزع، لكنكم ذكَّرتموني أقوامًا، وسمّيتموهم لي إخوانًا، وإن أولئك قد مضوا بأجورهم كما هي، وإني أخاف أن يكون ثواب ما تذكرون من تلك الأعمال ما أصبنا بعدهم". وإسناده صحيح. وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 307) من طريق الواقدي، ثنا ابن جريج عن يحيى بن جَعْدَة قال: دخلنا على خَبَّاب بن الأرَتِّ نعوده، فقلنا: أبشر، ترد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحوض، قال: كيف؟ وقد قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ من الدنيا مثل زاد الراكب". والواقدي هو محمَّد بن عمر، وهو متروك مع سعة علمه (التقريب ص 498). وأخرج البخاريّ أوله (فتح 10/ 127) عن قيس بن أبي حازم: دخلنا على =
= خبَّاب نعوده -وقد اكتوى سبع كيَّات- فقال: "إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا، وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعًا إلَّا التراب، ولولا أن النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَانَا أَنْ ندعو بالموت لدعوت به". ثم أتيناه مرة أخرى وهو يبني حائطًا له فقال: "إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه إلَّا في شيء يجعله في هذا التراب". ويشهد لقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ من الدنيا كزاد الراكب" ما يلي: 1 - حديث أبي هاشم بن عُتبة: أخرجه أحمد (3/ 443)، والترمذي (4/ 488) واللفظ له، من طريق أبي وائل قال: جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عُتبة وهو مريض يعوده، فقال: يا خال، ما يبكيك، أوجع يُشْئِزُكَ، أم حرص على الدنيا؟ قال: كلا، لا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَهِدَ إليّ عهدا لم آخذ به، قال: "إنما يكفيك من جميع المال خادم ومركب في سبيل الله" وأجدني اليوم قد جمعت. وسنده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وقوله: "أوجع يُشْئِزُكَ"، أي يقلقك (النهاية 2/ 436). وأخرجه النسائيُّ (8/ 218)، وابن ماجه (2/ 1374) من طريق أبي وائل عن سَمُرَة بن سَهْم، رجل من قومه قال: نزلت على أبي هاشم بن عُتبة ... فذكره بنحوه. وسَمُرَة بن سهم مجهول، قاله الحافظ (التقريب ص 256). 2 - حديث بُريدة الأسلمي: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يكفي أحدكم من الدنيا خادم ومركب". أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 245) واللفظ له، وأحمد (5/ 360)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال -خ- (2/ 746)، وأخرجه الدارمي (2/ 389)، من طريق عبد الله بن مَوْلَة، عن بُريدة الأسلمي. وسنده ضعيف، فيه عبد الله بن مَوْلَة، بفتحات، قال الحافظ مقبول (التقريب ص 325). 3 - حديث عائشة: قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إذا أردت اللحوق بي، =
= فليكفك من الدنيا كزاد الراكب، وإياك ومجالسة الأغنياء، ولا تستخلعي ثوبًا حتى تُرَقِّعيه". أخرجه الترمذي (4/ 215) وهذا لفظه، وابن السُّنُّي في القناعة (ص 83، 84)، والحاكم (4/ 312)، والبيهقيُّ في الشعب (5/ 157)، والبغويُّ في شرح السنة (12/ 44)، وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 139) من طريق صالح بن حسان عن عُروة، عن عائشة. قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلّا من حديث صالح بن حسان. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: الوَرَّاق عدم. وقال البيهقي: تفرّد به صالح بن حسان، وليس بالقوي. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. قلت: مدار هذا الحديث على صالح بن حَسَّان وهو النَّضْري، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 271). فهذا الحديث لأجله ضعيف جدًا، وتعقب الإمام الذهبي -رحمه الله- على الحاكم بضعف الوَرَّاق ليس بسديد؛ لأنّ الحمل فيه على صالح هذا، وبه أَعَلَّه الدارقطني في العلل -خ- (5/ 45 ب)، وأما الوَرّاق وهو سعيد بن محمَّد، فإنه مُتَابَعٌ.
3186 - حَدَّثَنَا (¬1) محمَّد بْنُ عَبَّادٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الرَّبيع، عَنْ عُمارة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أُرَاهُ (¬2) عَنْ أَبِيهِ شَكَّ الراوي قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى الْأَعْوَادِ، وَهُوَ يَقُولُ: "مَا قَلَّ وكفى خير مما أكثر وألهى". ¬
3186 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا السند ضعيف، لجهالة صدقة بن الرَّبيع. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 255)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير صدقة بن الرَّبيع، وهو ثقة. قلت: لعل اعتماد الهيثمي في توثيق صدقة أن يكون رآه في ثقات ابن حبّان، والله أعلم. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 99/ ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، وله شاهد من حديث أبي الدرداء رواه أحمد بن حنبل، وابن حبّان في صحيحه، ورواه الطبراني من حديث أبي أمامة.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 319). ويشهد له ما يلي: 1 - حديث أبي الدرداء: أخرجه الطيالسي (ص 131)، واللفظ له، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 226، 2/ 233)، وأخرجه أحمد (5/ 197)، وفي الزهد (ص 37)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (9/ 60)، وأخرجه الطبري في التفسير (11/ 104، 30/ 221)، وابن حبّان كما في الإحسان (5/ 138)، والطبراني في الأوسط (3/ 422)، وابن السُّنِّي في القناعة (ص 57، 58)، والحاكم =
= (2/ 444)، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 247)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 240، 2/ 837)، من طريق قتادة عن خُليد العَصَري، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما طلعت الشمس قط إلَّا بعث الله عزّ وجل بجنبها ملكان يناديان، يسمعان الخلائق كلها إلَّا الثقلين: اللهم عجل لمنفق خلفًا، وأعط ممسكا تلفًا، وما أتت شمس قط إلَّا بعث الله عزّ وجل بجنبها ملكان يناديان، يسمعان الخلائق إلَّا الثقلين: ما قل وكفى خير مما أكثر وألهى". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال الذهبي في نقده لبيان الوهم والايهام (ص 113): إسناده صالح. قلت: لعل سنده حسن لحال خُليد العَصَري قال الحافظ: صدوق يرسل (التقريب ص 195)، لكن لا أدري أسمع خُليد العَصَري من أبي الدرداء أم لا؟ فقد قال الحافظ في التهذيب (3/ 137) بعد أن ذكر عدم سماعه من علي وأبي ذر رضي الله عنهما: وأما أبو الدرداء، فقال ابن حبّان في الثقات لمّا ذكره: يقال إن هذا مولى لأبي الدرداء رضي الله عنه. أهـ. قلت: وأما قتادة وإن كان مدلسًا، وقد عنعن هنا، إلّا أنه قد صرح بالتحديث في رواية الطبري، والحاكم، فأُمن تدليسه. 2 - حديث أنس: أخرجه ابن عَدي (1/ 278)، من طريق إسماعيل بن سَلمان، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى". وإسناده ضعيف، لضعف إسماعيل، وهو الأزرق، (انظر التقريب ص 107). 3 - حديث ثَوبان: أخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 235) من طريق يزيد بن ربيعة قال: سمعت أبا الأشعث يقول: سمعت ثَوبان يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا قلّ وكفى خير مما كثر وألهى". =
= وسنده ضعيف، فيه يزيد بن ربيعة، وهو الرَّحَبي الدمشقي، ذكره الذهبي في المغنى (2/ 748)، وقال: قال البخاريُّ: أحاديثه مناكير. وقال النسائيُّ: متروك. وقال أبو حاتم وغيره: ضعيف. 4 - حديث أبي أمامة: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 314)، وابن السُّنِّي في القناعة (ص 59)، واللفظ له، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 235)، من طريِق محمد بن عَرْعَرة، حدّثنا فَضَّال بن جُبير قال: سمعت أبا أمامة يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "هلموا إلى ربكم عزّ وجل مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى". ولفظ الطبراني، والقُضاعي بأطول من هذا اللفظ، وسنده ضعيف، لضعف فَضَّال، حيث ذكره الذهبي في المغني (2/ 510)، وقال: قال ابن عَدي: أحاديثه غير محفوظة وقال الكتاني عن أبي حاتم: ضعيف الحديث. وذكر الهيثمي هذا الحديث في المجمع (10/ 256)، ثم قال: رواه الطبراني من حديث فَضَّال عن أبي أمامة وفَضَّال ضعيف. 5 - حديث أبي هريرة: أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 396)، من طريق مُؤَمَّل، نا حماد بن سلمة، نا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن أبي رافع، أو ابن رافع عن أبي هريرة مرفوعًا، وفيه: "يا أيها الناس، هلموا إلى ربكم، فإن مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى ... ". وسنده ضعيف، وقد تقدم ذكره في شواهد الحديث الماضي برقم (3123). 6 - حديث سعد بن أبي وقاص: أخرجه إسحاق من طريق ابن لَبيبة عن سعد رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: "خَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي، وَخَيْرُ الذِّكْرِ مَا يخفى". وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث رقم (3282)، وسنده ضعيف، لحال ابن لَبيبة، وهو محمَّد بن عبد الرحمن، ولانقطاعه فإن ابن لَبيبة يروي عن سعد مرسلًا. =
= 7 - حديث الحسن مرسلًا: أخرجه وكيع (1/ 340) قال: حدّثنا مبارك عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-:"خير الرزق الكفاف، اللهم اجعل رزق آل محمَّد كفافًا". وسنده ضعيف لعنعنة مبارك بن فَضَالة، حيث ذكره الحافظ في أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين (ص 43)، ولإرساله، فإن الحسن هو البصري، وهو ثقة يرسل كثيرًا ويدلس (انظر التقريب ص 160). 8 - أثر عمر: أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 323)، من طريق طِعمة بن عبد الله، عن رجل يقال له: ميكائيل، شيخ من أهل خراسان قال: كان عمر إذا قام من الليل قال: فذكره، وفي آخره: "اللهم لا تكثر لي من الدنيا فأطغَى، ولا تُقِلَّ لي منها فأنسى، فإنه مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى". وطِعمة بن عبد الله هذا لم أجد له ترجمة، وشيخه لم أميزه. 9 - أثر أبي الدرداء: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 762) من طريق مُسَدَّد، عن فُضيل بْنُ عِياض، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: فذكره موقوفًا وفيه: "وَاعْلَمْ أَنَّ قَلِيلًا يُغْنِيكَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يلهيك، وإن الدَّين لا يَبلى، وان البر لا يُنسى". وإسناده صحيح، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الماضي برقم (3130 [2]). قلت: وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
3187 - حدّثنا (¬1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬2) الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا حَجَّاجُ (¬3) بْنُ محمَّد الْأَعْوَرُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْ هَرَبَ عَبْدٌ مِنِ رِزْقِهِ كَمَا يَهْرُبَ مِنَ الْمَوْتِ، لَأَتَاهُ رزقه كما يأتيه الموت". ¬
3187 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه ثلاث علل: 1 - الانقطاع: عطاء بن أبي مسلم لم يسمع من معاذ رضي الله عنه. 2 - عثمان بن عطاء، وهو ضعيف. 3 - إبراهيم بن الحسين الأنطاكي، وهو مجهول.
تخريجه: لم أجد من أخرج هذا الحديث عن معاذ رضي الله عنه سوى المصنِّف، لكن يشهد له ما رُوي، عن أبي سعيد الخدري، وأنس، وأبي الدرداء، وجابر، والحسن بن علي، وذلك على النحو التالي: 1 - حديث أبي سعيد الخدري: أخرجه ابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 144 أ)، والطبراني في الصغير (ص 234) واللفظ له، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسن بن النعمان، وابن عَدي (6/ 19) قال: حدّثنا أحمد بن محمَّد بن عبد الخالق، ثلاثتهم: عن الحسين بن علي بن يزيد الصُّدّائي، حدثني أبي علي بن يَزِيدُ عَنْ فُضيل بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو فر أحدكم من رزقه، أدركه كما يدركه الموت". وذكره ابن السُّنِّي في القناعة (ص 39)، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 72)، عن =
= عطية، كلاهما: عن أبي سعيد الخدري. قال الطبراني: لا يُروى عن أبي سعيد إلّا بهذا الإسناد، تفرد به الحسين بن علي الصُّدَّائي. وذكره المنذري في الترغيب (2/ 536)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، والصغير بإسناده حسن. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 72)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، والصغير، وفيه عطية العَوْفي، وهو ضعيف، وقد وثِّق. قلت: سنده ضعيف، فيه عطية العَوْفي، قال الحافظ: صدوق يخطئ كثيرًا، وكان شيعيًا مدلسًا (التقريب ص 393) وفُضيل بن مرزوق، هو الأغر، قال الحافظ: صدوق يهم، ورمي بالتشيع (التقريب ص 448)، وتلميذه: علي بن يزيد، هو ابن سُليم الصُّدَّائي، قال الحافظ: فيه لين (التقريب ص 406). 2 - حديث أنس: أخرجه عمر النسفي في القند (ص 82)، من طريق أحمد بن محمَّد بن غالب، غلام الخليل قال: أخبرنا دينار عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَوْ أَنَّ إنسانًا هرب من رزقه، لطلبه كما يطلبه الموت". وإسناده تالف، قال الذهبي في المغني (1/ 57): أحمد بن محمَّد بن غالب الباهلي غلام خليل معروف بوضع الحديث، قبل الثلاثمائة أقر بالوضع، وقال: وضعنا أحاديث نرقق بها القلوب. 3 - حديث أبي الدرداء: أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 117) واللفظ له، والبزار كما في الكشف (2/ 82)، وابن الأعرابي في المعجم (1/ 291)، وابن حبّان كما في الإحسان (5/ 98)، والدارقطني في العلل (6/ 224)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 314)، وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (6/ 86)، والخطيب في الموضح (1/ 358)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 168)، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 71)، من طريق هشام بن خالد، ثنا الوليد بن مسلم، عن =
= عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبيد اللَّهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "إن الرزق ليطلب العبد، كما يطلبه أجله". وذكره المنذري في الترغيب (2/ 535)، ثم قال: رواه ابن حبّان في صحيحه والبزار، ورواه الطبراني بإسناد جيد، إلّا أنه قال: "إن الرزق ليطلب العبد، أكثر مما يطلبه أجله". وقال ابن الجوزي: قال الدارقطني: وقد رُوي موقوفًا، وهو الصواب. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 72)، ثم قال: رواه البزّار، والطبراني في الكبير، إلّا أنه قال: "أكثر مما يطلبه أجله" ورجاله ثقات. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه للقُضاعي عن أبي الدرداء، ورمز لضعفه (فيض القدير 4/ 54)، وذكره في موضع آخر، وعزاه للطبراني، وابن عَدي، عن أبي الدرداء، ورمز لحسنه (فيض القدير 2/ 340). قلت: إسناد ابن أبي عاصم حسن، لحال هشام بن خالد، وهو الأزرق، قال الحافظ: صدوق (التقريب 572)، والوليد بن مسلم، هو القرشي، ذكره الحافظ في المرتبة الرابعة من طبقات المدلسين (طبقات المدلسين ص 51)، فلا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع، وقد صرح به كما في رواية أبي نُعيم في الحلية. وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في المعجم (1/ 452)، ومن طريقه السهمي في تاريخ جرجان (ص 413)، من طريق هشام بن عمار، حدّثنا الوليد بن مسلم، به، ولفظه: "إن الرزق يطلب العبد، كما يطلبه أجله". وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 318)، من طريق صفوان بن صالح، ثنا الوليد بن مسلم، به، ولفظه: "الرزق يطلب العبد أكثر مما يطلبه". 4 - ورُوي عن أبي الدرداء موقوفًا: أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 71)، من طريق الهيثم بن خارجة، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال: سمعت إسماعيل بن عُبيد الله يقول: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: "لو أن رجلًا هرب =
= من رزقه كهربه من الموت، لأدركه رزقة كما يدركه الموت". قال البيهقي: وهذا أصح، والله أعلم. وقال الدارقطني في العلل (6/ 224): رواه الهيثم بن خارجة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبيد اللَّهِ، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء موقوفًا، وهو الصواب. 5 - حديث جابر: أخرجه. أبو نُعيم في الحلية (7/ 90)، من طريق المسيّب بن واضح، ثنا يوسف بن أسباط، ثنا سفيان الثوري، عَنْ محمَّد بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت، لأدركه رزقه كما يدركه الموت". قال أبو نُعيم: تفرد به عن الثوري يوسف بن أسباط. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه لأبي نُعيم، ورمز لضعفه (فيض القدير 5/ 305)، والعجلوني في كشف الخفاء (2/ 200)، ثم قال: رواه أبو نُعيم عن جابر، وفي سنده ضعيف. قلت: المسيّب بن واضح، ذكره الذهبي في (المغني 2/ 659) وقال: قال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرًا. وضعَّفه الدارقطني. كما ذكر يوسف بن أسباط (2/ 761)، وقال: وثَّقه يحيى، وقال أبو حاتم، لا يحتج به، يغلط كثيرًا. 6 - حديث الحسن بن علي: أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 84)، من طريق عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي عن أبيه، عن عبد الله بن محمَّد الجُهني، عن عبد الله بن الحسن بن علي، عن أبيه قال: صعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المنبر يوم غزوة تبوك، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس، إني والله ما آمركم إلا بما أمركم الله به، ولا أنهاكم إلَّا عما نهاكم الله عنه، فأجملوا في الطلب، فوالذي نفس أبي القاسم =
= بيده، إن أحدكم ليطلبه رزقه كما يطلبه أجله، فإن تعسر عليكم شيء منه، فاطلبوه بطاعة الله عزّ وجل". وسنده ضعيف، لضعف عبد الرحمن بن عثمان، قال الذهبي في الميزان (2/ 383): عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي، عن أبيه، ضعَّفه أبو حاتم الرازي. وبهذه الشواهد يرتقي سند الباب إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
3188 - [1] وقال مُسَدَّد: حدّثنا خالد، [ثنا] (¬1) يزيد بن أبي زياد عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّمَا الدُّنْيَا مِثْلُ [الثَّغَب] (¬2)، ذَهَبَ صَفْوُهُ (¬3)، وبقي كدره". ¬
3188 - [1] الحكم عليه: إسناده ضعيف، لضعف يزيد. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 101 أ) مختصر، وكذلك الطريق الثانية، ثم قال: رواه مُسَدَّد موقوفًا، ومدار الطريقين على يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف. أهـ. ثم ضبط وشرح لفظة "الثَّغَب".
تخريجه: أخرجه الخطابي في العزلة (ص 115)، من طريق علي بن عاصم، عن يزيد بن أبي زياد به، بمعناه، مع زيادة في آخره. ولفظه: "ذهب صفو الدنيا فلم يبق إلَّا الكدر، فالموت اليوم تحفة لكل مسلم". وقد رُوي من طرق أخرى كما يلي: فرُوي عن يَزِيدُ، عَنْ أَبِي جُحيفة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ موقوفًا، وهي الطريق القادم برقم (2). ورُوي عن يزيد، عن أبي جُحيفة، من قوله، وهي الطريق القادم برقم (3). ورُوي عن يزيد، عن أبي الكَنود، عن ابن مسعود موقوفًا، أخرجه معمر في الجامع (11/ 384)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 169)، عن يزيد بن أبي زياد، به. =
= ولفظه: "مثل الدنيا كمثل ثَغَب" قال: قلنا: وما الثَّغَب؟ قال: الغدير، ذهب صفوه، وبقي كدره، فالموت يحبه كل مؤمن". وأبو الكَنود، عن عبد الله بن عامر، أو ابن عمران، أو ابن عويمر، وقيل: ابن سعيد، وقيل: عَمرو بن حبشي، الأزدي الكوفي، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 669). وأخرج ابن أبي شيبة (13/ 304)، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: قال عبد الله: "ما شبهت ما غير من الدنيا إلَّا بثَغَب، شُرب صفوه وبقي كدره، ولا يزال أحدكم بخير ما اتقى الله، وإذا حال في صدره شيء، أتى رجلًا فشفاه منه، وأيم الله لأوشك أن لا تجدوه". وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وأبو معاوية هو محمَّد بن خازم، وأبو وائل، هو شَقيق بن سَلَمة. ورُوي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه مرفوعًا، أخرجه الحاكم (4/ 320)، من طريق الفضل بن محمَّد الشَّعْراني، ثنا عُبيد الله بن محمَّد العَيْشي، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى جعل الدنيا كلها قليلًا، وما بقي منها إلَّا القليل من القليل، ومثل ما بقي منها كالثَّغَب، يعني الغدير، شُرب صفوه وبقي كدره". قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. قلت: الفضل بن محمَّد، ذكره الذهبي في ضعفائه (2/ 513)، وقال: قال أبو حاتم: تكلموا فيه. أهـ. وعاصم هو ابن بَهْدلة، قال الحافظ: صدوق له أوهام (التقريب ص 285)، فالإسناد لأجلهما ضعيف. ويشهد لهذا الأثر ما يلي: أخرج ابن المبارك (ص 211) واللفظ له، والدولابي في الكنى (2/ 70)، ونُعيم بن حماد في الفتن -خ- (ق 6 أ)، وابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 46)، =
= وابن أبي عاصم في الزهد (ص 71)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 39)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قال: حدثني أبو عبد ربه قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول على هذا المنبر: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء، إذا طاب أعلاه، طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه، خبث أسفله". وإسناده حسن، لحال أبي عبد ربه، وهو الدمشقي الزاهد، ويقال: أبو عبد رب، قال الذهبي في الكاشف (3/ 313): صدوق. وأخرج ابن أبي عاصم في الزهد (ص 71)، من طريق محمَّد بن طلحة، أخبرنا المُنْكَدِر بن محمَّد، عن أبيه، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "لم يبق من الدنيا إلَّا فتنة تنتظر، أو كَلّ محزن". وإسناده ضعيف، محمَّد بن طلحة، هو ابن عبد الرحمن التيمي، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 485)، والمُنْكَدِر بن محمَّد ضعيف، قال الحافظ: لين الحديث (التقريب ص 547). وأخرج ابن المبارك (ص 3)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 260)، قال: أخبرنا شعبة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُردة، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي موسى الأشعري قال: "ما ننتظر من الدنيا إلَّا كَلًّا محزنًا، أو فتنة تنتظر". وسنده صحيح، والكل، بالفتح وتشديد اللام: هو الثقل (انظر النهاية 4/ 198). وأخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 34) قال: حدّثنا خالد بن خِداش، نا حماد بن زيد، عن ثابت قال: كتب إليّ سعيد بن أبي بُردة، قال أبو موسى: "إنه لم يبق من الدنيا إلَّا فتنة منتظرة، وكَلّ محزن". وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.
3188 - [2] حدّثنا (¬1) خَالِدٌ ثنا يَزِيدُ، عَنْ أَبِي جُحيفة، عَنِ ابن مسعود رضي الله عنه قال: "ذهب صفو الدنيا، فلم يبق منه إِلَّا الكُدْرَة، وَالْمَوْتُ الْيَوْمَ تُحْفَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمْ". ¬
3188 - [2] الحكم عليه: ضعيف.
تخريجه: أخرجه ابن أَبِي شَيْبَةَ (13/ 287)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، وأحمد في الزهد (ص 230) قال: حدّثنا هُشيم، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 131)، وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 169)، من طريق عبد السلام بن حرب وزائدة، فرقهما. والشجري في الأمالي (2/ 193)، من طريق إسماعيل بن زكريا، خمستهم: عن يزيد بن أبي زياد به، بلفظ قريب. ولفظ ابن أبي شيبة: "ذهب صفو الدنيا وبقي كدرها، فالموت تحفة لكل مسلم". وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 287)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 132)، عن عبد الله بن إدريس، عن يزيد به، بأوله. ولفظه: "الدنيا كالثَّغَب، ذهب صفوه وبقي كدره". ويشهد لآخر اللفظ: حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعًا: "تحفة المؤمن الموت". وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الماضي برقم (3117 [2]). وبهذا الشاهد وبما ذكر في تخريج الطريق الأولى يكون لفظ الباب حسنًا لغيره، والله أعلم.
3188 - [3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمرو، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي جُحيفة بِهِ (¬1). وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه. ¬
3188 - [3] الحكم عليه: إسناده ضعيف، لضعف يزيد بن أبي زياد. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 101/ ب)، ثم قال: رواه الحارث ابن أبي أسامة موقوفًا، وفي سنده يزيد بن أبي زياد، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بن العاص.
تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1301)، ولفظه: "ذهب صفو الدنيا ولم يبق إلَّا الكدر، والموت اليوم تحفة لكل مسلم". وبما ذكر في تخريج الطريق الأولى والثانية يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق سبحانه.
26 - باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم
26 - باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم (¬1) 3189 - قَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عن [سعيد] (¬2) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرين قال: قال عمر رضي الله عنه: "اتقوا الله عزَّ وجلّ، واتقوا الناس". ¬
3189 - الحكم عليه: إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
تخريجه: أخرجه ابن عَدي (3/ 390) من طريق إبراهيم الحَلَبي، ثنا ابن داود به، بلفظه. وذكره الذهبي في الميزان (2/ 148)، والحافظ في اللسان (3/ 43).
3190 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبيد، ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّاب، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (¬1)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ورضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ [أَجْرًا] (¬2) مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أذاهم". ¬
3190 - [1] الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإِسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 149 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة. وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2/ 1129)، وقال: صحيح.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 564) بلفظ قريب، ولم يذكر أبا صالح في الإسناد. ولفظه: "الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أفضل من الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أذاهم". وأخرجه هنّاد (2/ 588)، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (10/ 89) من طريق العباس، كلاهما: عن محمد بن عُبيد به، بلفظه. وفي إسناديهما: عن يحيى بن وَثَّاب، وأبي صالح. وذكره الدارقطني في العلل -خ- (4/ 54 أ) عن محمَّد بن عُبيد به، بنحوه. وأخرجه الحارث في مسنده: كما في بغية الباحث (ص 1008) من طريق زائدة =
= عن الأعمش به، بلفظه. ولم يذكر أبا صالح في الإسناد، وكذلك في جميع الطرق الآتية كلها. وأخرجه الترمذي (4/ 572) من طريق شعبة عن الأعمش به، بنحوه. ولفظه: "المسلم إذا كان مخالطًا الناس ويصبر على أذاهم، خير من المسلم الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أذاهم". قال الترمذي: قال أبو موسى: قال ابن أبي عديّ: كان شعبة يرى أنه ابن عمر. وأخرجه أحمد (2/ 43)، والبغويُّ في شرح السنّة (13/ 163)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 972) من طريق شعبة، وأخرجه أحمد (5/ 365) من طريق سفيان، كلاهما: عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّاب، عَنْ رجل -أو شيخ- مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-يراه ابن عمر- مرفوعًا بلفظ قريب. كما أخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 89)، وابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 86 ب)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 89)، وفي الشعب (6/ 266)، وفي الآداب (ص 145)، وأخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ص 51)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 298 ب)، واللالكلائي في شرح أصول الاعتقاد (5/ 936)، وابن العَديم في تاريخ حلب (2/ 627)، جميعهم: من طريق شعبة، والطبراني أيضًا وابن الجوزي في الحدائق (3/ 99) من طريق سفيان الثوري، وابن ماجه (2/ 1338) من طريق إسحاق بن يوسف، وأبو نُعيم في الحلية (7/ 365) من طريق داود الطائي، جميعهم: عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّاب، عَنْ ابن عمر، مرفوعًا بلفظ قريب. قال أبو نُعيم: رواه عن الأعمش عدة، منهم شعبة، والثوري، وزائدة، وشيبان، وقيس بن الربيع، وإسرائيل في آخرين، واختُلف على الأعمش فيه: فرواه شُعبة عن الأعمش، عن عُمارة بن عُمير، عن يحيى بن وَثَّاب، ورواه الفضل بن موسى عن الأعمش، عن أبي صالح، ويحيى بن وَثَّاب. =
= قال الشيخ الألباني: هذا الاختلاف في سند الحديث ومتنه مما لا يُعَلّ به الحديث؛ لأنه غير جوهري، وسواء سُمِّي صحابي الحديث أم لم يُسَمّ، وسواء كان اللفظ "أعظم أجرًا" أو "خير"، فالسند صحيح، كلهم ثقات من رجال الشيخين. (السلسلة الصحيحة 2/ 653). وأخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 239)، وعنه أبو نُعيم في الحلية (5/ 62) من طريق أبي بكر الداهري عن الأعمش، عَنْ حَبيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عمر مرفوعًا بلفظ قريب. قال أبو نُعيم: غريب من حديث حَبيب، والأعمش، تفرَّد به الداهري. قلت: أبو بكر الداهري ضعيف جدًا، قال الذهبي: أحد المتروكين باتفاق (المغني 2/ 774)، وقد خالف الثقات كشُعبة، وسفيان، فالاعتماد على روايتهم دون تردد. وأخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 91)، ومن طريقه أبو نُعيم في أخبار أصبهان (1/ 175) من طريق رَوْح عن أبي إسحاق، عن يحيى بن وَثَّاب، عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا فذكره بلفظ قريب. وأخرجه أبو نُعيم أيضًا من طريق رَوْح بن مسافر عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّاب، عَنْ عبد الله بن مسعود، مرفوعًا. ورَوْح بن مسافر هذا متروك الحديث. (انظر المغني 1/ 234)، فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لوجوده، وبالله التوفيق.
3190 - [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمرو (¬1)، ثنا زائدة عن الأعمش به. ¬
3190 - [2] الحكم عليه: إسناده صحيح.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1008)، ولفظه: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يخالط ولا يصبر على أذاهم". وانظر لتمام تخريجه الطريق الأولى.
3191 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا رَوْح بْنُ حَاتِمٍ، ثنا هُشيم عَنْ مُجالد، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ صِلَة بْنِ زُفَر، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عنه قَالَ: "تعوَّدوا الصَّبْرَ، فَيُوشِكُ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ الْبَلَاءُ، كَمَا أَنَّهُ لَا يُصِيبُكُمْ مَا أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
3191 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف رَوْح بن حاتم، ومُجالد، وفيه عنعنة هُشيم، وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالسماع. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 282)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه مُجالد وقد وثِّق، وفيه ضعف.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى: كما في جامع المسانيد والسنن (2/ 372). وأخرجه نُعيم بن حماد في الفتن (1/ 151)، والبزَّار: كما في الكشف (4/ 130) عن زياد بن أيوب، والمَحاملي في الأمالي (ص 308)، وأبو عَمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (ص 172)، من طريق محمَّد بن منصور، كلاهما: عن ابن أبي مَذعور، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 283) من طريق أبي الربيع، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 124) من طريق يحيى بن يحيى، جميعهم: عن هُشيم به، بألفاظ متقاربة. ولفظ البزّار: "تعوَّدوا الصبر، فإنه يوشك أن ينزل بكم البلاء، مع أنه لا يصيبنكم بلاءً أشد مما أصابنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-". قال البزّار: لا نعلم رواه عن مُجالد بهذا الإسناد متصلًا، إلا هُشيم.
3192 - قَالَ إِسْحَاقُ (¬1): أنا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ لِابْنِ زَيْدٍ -يَعْنِي ابْنَ صُوحَانَ-: "أَنَا كُنْتُ أَحَبُّ إِلَى أَبِيكَ مِنْكَ وَأَنْتَ إليَّ مِنَ ابْنِي، خَصْلَتَانِ أُوصِيكَ بِهِمَا خَالِصِ الْمُؤْمِنَ وَخَالِقِ الْفَاجِرَ، فَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرْضَى مِنْكَ بِالْخُلُقِ الْحَسَنِ، وَإِنَّهُ لحق علينا أن نخالص المؤمن". ¬
3192 - الحكم عليه: هذا الإِسناد رجاله كلهم ثقات.
تخريجه: هو في مسند إسحاق (3/ 1017: 1762). وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ق 314 ج 8) بأسانيد متعددة وألفاظ مختلفة: - فقد رواه عن ميمون بن شَبيب بطرق متعددة بلفظ: "خالف الفاجر" بالفاء. - ورواه من طريق الشعبي بلفظ: "خالق الفاجر" بالقاف. وبلفظ: "خالف". وفي رواية إسحاق علَّل ذلك بقوله: "فإن الفاجر يرضى منك بالخلق الحسن" مما يرجح رواية خالق بالقاف. (سعد).
27 - باب التبرك بآثار الصالحين
27 - بَابُ التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ (¬1) 3193 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ محمَّد بْنِ سُوْقة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ عَمرو بْنَ حُريث أَتَكَارَى مِنْهُ بَيْتًا فِي داره، فقال: تكار، فَإِنَّهَا مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ هِيَ لَهُ، مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ سَكَنَهَا. فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ذلك؟، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقد نُحرت جزور (¬2)، وقد أمر بقسمتها، فقال [للذي] (¬3) يقسمها: "أعطوا [عَمْرًا] (¬4) مِنْهَا قَسْمًا"، فَلَمْ يُعْطِنِي وَأَغْفَلَنِي، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَيْتُ (¬5) رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبَيْنَ يَدَيْهِ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: "أَخَذْتَ القسم الذي أمرت لك؟ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَعْطَانِي شَيْئًا. قال: فتناول -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الدَّرَاهِمِ فَأَعْطَانِي، فَجِئْتُ بِهَا إِلَى أُمِّي فَقُلْتُ: خُذِي هَذِهِ الدَّرَاهِمَ الَّتِي (¬6) أَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ ثُمَّ أَعْطَانِيهَا، أَمْسِكِيهَا حَتَّى نَنْظُرَ فِي أَيِّ شَيْءٍ نضعها. ثم ضرب الدهر [ضرباتِه] (¬7) حَتَّى اشْتَرَيْتُ هَذِهِ الدَّارَ، قَالَتْ أُمِّي: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْقُدَ ثَمَنَهَا فَلَا تَنْقُدْ حَتَّى تدعوني، أدع لك بالبركة. فدعوتها حتى هيأتها، فقالت لي: خذ هذه الدراهم، فشركها فيها. فشركتها، ثم خلطتها. وقالت: اذهب بها. ¬
3193 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه يحيى بن عبد الحميد، وهو ضعيف الحديث جدًا، وفيه إسماعيل بن عبد الأعلى، والوليد بن علي، وهما مستوران، وفيه سُوْقة الغَنَوي وهو مجهول. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 111)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى ... وفيه جماعة لم أعرفهم. وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (1/ 181 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 84). وأخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 86 أ) من طريق أبي حُصين القاضي، ومحمد بن إبراهيم بن أبان -فرقهما-، كلاهما: عن يحيى الحِمَّاني، به. بلفظ قريب. وأخرج أصل القصة: ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 38)، ومن طريقه =
= ابن الأثير في أُسْد الغابة (4/ 213)، قال: حدّثنا الحسن بن علي، نا أبو يحيى الحِمَّاني عن النضر أبي عمر الخزاز، عن بعض أصحابه، عن عَمرو بن حُريث قال: "ذهب بي أخي سعيد بن حُريث إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقسم ذهبًا، فأعطاني قطعة من ذهب، فجعلت لا أجعله في شيء إلَّا بورك لي فيه، فجعلت آخرها في هذا الدار". وإسناده ضعيف جدًا، فيه النضر، هو ابن عبد الرحمن الخزاز، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 562)، وفيه أبو يحيى الحِمَّاني، هو عبد الحميد بن عبد الرحمن، قال الحافظ: صدوق يخطئ، ورُمي بالإرجاء (التقريب ص 334)، وفيه إبهام شيخ النضر.
3194 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [سُريج] (¬1) بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ، ثنا هُشيم عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الوليد رضي الله عنه: "اعْتَمَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي عُمْرَةٍ اعْتَمَرَهَا، فَحَلَقَ شَعْرَهُ (¬2)، فَاسْتَبَقَ الناس إلى شعره [فاستبقت] إلى الناصية، فاخذتها، فاتخذت قلنسوة"، فجعلها في مقدم [قلنسوته] (¬3)، فما وجَّهها (¬4) في وجه إلَّا فُتح له (¬5). ¬
3194 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لانقطاعه، قاله الذهبي في التلخيص على المستدرك (4/ 104) فخالد رضي الله عنه مات سنة إحدى أو اثنتين وعشرين، وجعفر بن عبد الله لا يَروي إلَّا عن المتأخرين من الصحابة أمثال أنس رضي الله عنه وصغار الصحابة، أمثال محمود بن لَبيد، ولذا حكم الإمام الذهبي على روايته بالانقطاع، وهو عمدة في معرفة تواريخ الرواة، ولم أجد له مخالفًا. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 349)، ثم قال: رواه الطبراني، وأبو يعلى بنحوه، ورجالهما رجال الصحيح، وجعفر سمع من جماعة من الصحابة، فلا أدري سمع من خالد أم لا؟. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 35 ب) مختصر، ونسبه لأبي يعلى الموصلي. =
= وأعاد ذكره (3/ 67 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى بسند صحيح.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (13/ 138)، ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في أُسْد الغابة (2/ 111). وأخرجه سعيد بن منصور: كما في الإِصابة (3/ 71) قال: ثنا هُشيم، به بنحوه، مع زيادة في أوله، ومن طريقه كل من: الطبراني في الكبير (4/ 104)، والحاكم (3/ 299)، وأبي نُعيم في دلائل النبوة (ص 334). ولفظ الطبراني: أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك، فقال: "اطلبوها"، فلم يجدوها، فقال: "اطلبوها"، فوجدوها، فإذا هي قلنسوة خَلِقَة، فقال خالد: "اعتمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحلق رأسه، فابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته، فجعلتها في هذه القلنسوة، فلم أشهد قتالًا وهي معي؛ إلّا رُزقت النصر. وسكت عنه الحاكم، وأعلَّه الذهبي في التلخيص بالانقطاع. قلت: ووقع هنا تصريح هُشيم بالسماع من عبد الحميد بن جعفر. وذكر الذهبي في السير (1/ 371) عن الواقدي قال: حدّثنا يوسف بن يعقوب بن عتبة عن عثمان الأخنسي، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: بُعِثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خالدا إلى الحارث بن كعب أميرًا وداعيًا، وخرج مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في حجة الوداع، فلما حلق رأسه، أعطاه ناصيته، فعُملت في مقدمة قلنسوة خالد، فكان لا يلقى عدوًا إلَّا هزمه. قلت: الواقدي، ضعيف جدًا، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 498) فالإسناد لأجله لا شيء.
3195 - حَدَّثَنَا (¬1) هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ: ثنا عُبيد اللَّهِ بْنُ عَمرو عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرين قال: "استَوْهَبْتُ من أم سُليم رضي الله عنها من [السُّك] (¬2) التي كَانَتْ تَعْجِنُهُ بِعَرَقِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَهَبَتْ لِي مِنْهُ". فَلَمَّا مَاتَ محمَّد، حنط بذلك السُّك (¬3). ¬
3195 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.
تخريجه: لم أجد من أخرجه سوى المصنِّف، لكن قصة جمع أم سُليم رضي الله عنها عرق النبي -صلى الله عليه وسلم- أخرجها مسلم (4/ 1815) من حديث أنس بن مالك قال: دخل علينا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال عندنا، فعرق، وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا أم سُليم! ما هذا الذي تصنعين؟ " قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب.
28 - باب فضل المداومة على العمل
28 - بَابُ فَضْلِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ 3196 - قَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُويد، حَدَّثَنِي أَبُو فَاخِتَةَ التَّيْمِيُّ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابن أختي قَدِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ، وَأَجْهَدَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تِلْكَ شِرَّة الإِسلام، لكل شِرَّة فترة، فارتقبه (¬1) عند فترته، فإن قارب، فلعل، وإن هلك، فتبًا له". ¬
3196 - الحكم عليه: هذا الإِسناد رواته ثقات، إلَّا أنه مرسل. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 102 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد مرسلًا، ورواته ثقات، وله شاهد مرفوع مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بْنِ العاصي.
تخريجه: لم أجد من أخرجه من هذه الطريق غير المصنِّف. لكن يشهد له ما بلي: 1 - حديث عبد الله بن عَمرو: أخرجه أحمد (2/ 188)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 286)، وأخرجه ابن أبي عاصم في السُّنَّة (1/ 27)، واللفظ له، وابن =
= حبّان: كما في الإحسان (1/ 107)، وابن مندة في الرد على من يقول: "الم" حرف (ص 33)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 221) من طريق حُصين عَنْ مُجاهد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لكل عمل شِرَّة، ولكل شِرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي، فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك، فقد هلك". وإسناده صحيح. 2 - حديث جَعْدَة بن هُبيرة: أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 284) ومن طريقه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (1/ 138 ب) من طريق سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجاهد، عَنْ جَعْدَة بن هُبيرة قَالَ: ذُكر لِلنَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مولى لبني عبد المطلب يصلي ولا ينام، ويصوم ولا يفطر، فقال: "أنا أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، ولكل عمل شِرَّة، ولكل شِرَّة فترة، فمن يكن فترته إلى السُّنَّة، فقد اهتدى، ومن يك إلى غير ذلك، فقد ضل". وإسناده صحيح، وقد أخرجه الإمام أحمد (5/ 409) من طريق جَرير عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجاهد قَالَ: دَخَلْتُ أنا ويحيى بن جَعْدَة على رجل من الأنصار من أصحاب الرسول، فذكره بنحو لفظ الطبراني. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 259)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه بِشر بن نُمير، وهو ضعيف. قلت: وهم الهيثمي رحمه الله؛ إذ لا يوجد في إسناد الطبراني: بِشر بن نُمير، والمبهم في رواية أحمد هو آخر، غير جَعْدَة بن هُبيرة، ويمنع من كونه هو: أن هذا أنصاري، وجَعْدَة مخزومي (انظر التقريب ص 139) وهذا لا يتفق، فوجب الترجيح؛ لأنّ مخرج الرواية واحد والقصة واحدة، ولا شك أن سفيان أحفظ من جَرير، فترجح روايته، والله تعالى أعلم. 3 - حديث ابن عباس: أخرجه البزّار: كما في الكشف (1/ 347) من طريق مسلم عن مُجاهد، عن ابن عباس قال: كانت مولاة للنبي -صلى الله عليه وسلم- تصوم النهار وتقوم =
= الليل، فقيل له: إنها تصوم النهار وتقوم الليل، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن لكل عمل شِرَّة، والشِّرَّة إلى فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي، فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك، فقد ضل". قال البزّار: لا نعلم إلّا عن ابن عباس، وليس له عنه إلّا هذا الطريق، بهذا اللفظ تفرد به مسلم. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 258)، ثم لال: رواه البزّار، ورجاله رجال الصحيح. قلت: سنده ضعيف، فيه مسلم، وهو ابن كَيسان المُلائي، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 530)، وبه أعلَّه الحافظ في مختصر زوائد البَزَّار (1/ 322). 4 - حديث ابن عباس، وعائشة: أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 387)، ومن طريقه ابن منده في الرد على من يقول "الم" حرف (ص 36) من طريق مَسروق بن المَرْزُبان الكِنْدي، ثنا المُسَيِّب بن شَريك العامِري عن عيسى بن مَيمون، عن محمَّد بن كعب القُرَظي، عن ابن عباس. وعن القاسم بن محمَّد، عن عائشة، قالا: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المسجد، فإذا أصوات كدويِّ النحل قراءة القرآن، فقال: "إن الإِسلام يشيع، ثم تكون له فترة، فمن كانت فترته إلى غلو وبدعة، فأولئك أهل النار". وإسناده ضعيف جدًا، مَسروق بن المَرْزُبان صدوق له أوهام، قاله الحافظ في التقريب (ص 528)، وفيه المُسَيِّب بن شَريك، قال الذهبي: تركوه (المغني 2/ 659)، وعيسى بن مَيمون هو المدني، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 441). 5 - حديث أبي هُريرة: أخرجه أبو يعلى (11/ 434) من طريق أبي مَعْشر عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُريرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن لهذا القرآن شِرَّة، وللناس عَنْهُ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْقَصْدِ، فنعما هي، ومن كانت فترته إلى الإعراض، فأولئك هم بور". =
= وسنده ضعيف؛ لضعف أبي معشر، وهو نَجيح بن عبد الرحمن، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 559). وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الآتي برقم (3267/ أ). 6 - حديث مُجاهد: أخرجه الحُسين المَرْوَزي في زياداته على زهد ابن المبارك (ص 389) من طريق مُجاهد قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:" إن لكل عمل شِرَّة، ولكل شِرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنة، فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير سنة، فقد ضل، إني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، فمن اتبع سنتي، فهو مني، ومن رغب عن سنتي، فليس مني". وسنده منقطع. وبهذه الشواهد يرتقي سند الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفِّق، لا إله غيره.
29 - باب ذكر الأبدال
29 - باب ذكر الأبدال 3197 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله، أو عبد الله بن صفوان، قال: قال رجل يوم صِفِّين: اللهم العن أهل الشام. فقال علي رضي الله عنه: "لَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ جَمًّا غَفِيرًا، فَإِنَّ بها الأبدال". قالها ثلاثًا. * أخرجه أحمد في مسند علي رضي الله عنه مرفوعًا.
3197 - [1] الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح. وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (3/ 83 ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق، ورواته ثقات، وأحمد بن حنبل.
تخريجه: هذا الأثر رواه الزهري، واختلف عليه فيه كما يلي: 1 - فرواه معمر عنه، عن عبد الله بن صفوان به. 2 - ورواه معمر أيضًا، وصالح بن أبي الأخضر، وصالح بن كَيسان عنه، عن صفوان بن عبد الله به. 3 - ورواه زياد بن سعيد عنه، عن أبي عثمان بن سَنَّة به. =
= 4 - ورواه الأوزاعي عنه فقصَّر به، لم يذكر ابن صفوان، ولا أبا عثمان بن سَنَّة. أما الوجه الأوّل، فأخرجه معمر في الجامع (11/ 249) عنه به، بلفظ قريب، ومن طريقه كل من: أحمد في فضائل الصحابة (2/ 905)، وابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (1/ 154). قال ابن عساكر: خالف عبد الله بن المبارك المروزي، ومحمد بن كثير المِصِّيصي عبد الرزاق بن همام عن معمر، وصالح بن كَيسان في "عبد الله بن صفوان" فقالا: "صفوان بن عبد الله". وأما الوجه الثاني، فأخرجه ابن المبارك في الجهاد (ص 171)، وعنه نُعيم في الفتن (1/ 235)، ومن طريقه ابن عساكر أيضًا. وأخرجه الذهلي في علل حديث الزهري: كما في فضائل الشام (ص 26)، ومن طريقه كل من الضياء في المختارة (2/ 111)، وابن عساكر أيضًا قال: ثنا محمَّد بن كثير الصنعاني، كلاهما: عن معمر، وأخرجه إسحاق: كما في المطالب (ق 112 أ) من طريق صالح بن أبي الأخضر، وأخرجه الذهلي أيضًا: كما في المختارة للضياء (2/ 111)، ومن طريقه ابن عساكر أيضًا من طريق صالح بن كَيسان، ثلاثتهم: عنه به، بنحوه. وقد ذكر الحافظ رواية إسحاق، ورواية الذهلي الأولى، هنا في المطالب، وهما الطريقان القادمان برقم (2) و (3). وأما الوجه الثالث، فأخرجه الفسوي في المعرفة (2/ 305)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (1/ 153) من طريق زياد بن سعيد عنه به، بلفظ قريب. وأما الوجه الرابع، فأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (1/ 154) من طريق الأوزاعي عنه به، بلفظ قريب. قلت: ويظهر أن أرجح الأوجه هو الوجه الثاني؛ لكثرة الرواة له عن الزهري، =
= وفيهم صالح بن كَيسان، وهو ثقة، ثبت. (التقريب ص 273)، ومعمر بن راشد على الرواية المحفوظة عنه، حيث رواها عنه ابن المبارك، ومحمد بن كثير. وأما الوجه الأوّل، فمرجوح؛ لأنه رواية غير محفوظة عن معمر، حيث لم أجد من رواها عنه غير عبد الرزاق، وقد خالف ابن المبارك، ومحمد بن كثير، كما تقدم. وأما الوجه الثالث والرابع، فمرجوحان، حيث لم أجد من رواهما عن الزهري إلَّا راوٍ واحد لكل وجه، فالوجه الثاني يرجح عليهما بالكثرة، والله تعالى أعلم. ورُوي هذا الأثر من غير طريق الزهري: فأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (1/ 152) من طريق عبد الله بن صالح، حدثني أبو شُريح، أنه سمع الحارث بن يزيد يقول: حدثني عبد الله بن زُرير الغافقي أنه سمع علي بن أبي طالب يقول: "لا تسبّوا أهل الشام، فإن فيهم الأبدال، وسبّوا ظلمتهم". وأخرجه الحاكم (4/ 553) من طريق عياش بن عباس عن الحارث بن يزيد به، بنحوه، في أثناء لفظ طويل. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وهو كما قالا. ورُوي من هذه الطريق مرفوعًا: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (1/ 152) من طريق الوليد بن مسلم، نا ابن لَهيعة، حدثني عياش بن عباس عن عبد الله بن زُرير به، بنحوه، في أثناء لفظ طويل. وأخرجه ابن عساكر أيضًا من طريق الطبراني، من طريق زيد بن أبي الزرقاء، نا ابن لَهيعة به. قال الطبراني لم يرو هذا الحديث إلَّا زيد بن أبي الزرقاء. أهـ. وتعقبه ابن عساكر فقال: هذا وهم من الطبراني، فقد رواه الوليد بن مسلم أيضًا عن ابن لَهيعة كما تقدم. =
= قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لوجود ابن لَهيعة. (انظر ترجمته في الحديث الماضي برقم 8). وقد ذكر الحافظ طريق عبد الله بن زُرير الغافقي الموقوفة هنا، وهي الطريق القادم برقم (3). وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (1/ 153) من طريق الطيالسي عن الفرج بن فَضالة، نا عروة بن رُويم اللَّخْمي عن رجاء بن حَيْوة، عن الحارث بن حَرْمَل، عن علي بن أبي طالب قال: "لا تسبّوا أهل الشام، فإن فيهم الأبدال". وأخرجه ابن عساكر أيضًا من طريق يَسْرَة، نا فرج بن فَضالة به، بلفظ: "يا أهل العراق، لا تسبّوا أهل الشام، فإن فيهم الأبدال". ومدار هذين الإسنادين على الفرج بن فَضالة، وهو الحمصي، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 444)، وفيه الحارث بن حَرْمَل، وهو مجهول. (انظر الجرح 3/ 72). وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (1/ 134) من طريق حَبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل، قال: خطبنا علي، فذكر الخوارج، فقام رجل فلعن أهل الشام، فقال له: "ويحك، لا تعم، إن كنت لاعنًا، ففلانًا وأشياعه، فإن منهم الأبدال، ومنكم العَصَب". وسنده ضعيف؛ لعنعنة حَبيب، وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع. (انظر طبقات المدلسين ص 37). وقوله: "منكم العَصَب"، أي: الذين يتجمعون للحروب، وقيل: جماعة من الزهاد؛ لأنه قرنهم بالأبدال. (انظر النهاية 3/ 243). وأخرج ابن عساكر أيضًا، قال: قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي عن أبي الفرج سهل بن بشر الإِسفرايني، أنا أبو الحسن علي بن مُنَيِّر بن أحمد الخلال، أنا الحسن بن رَشيق، نا أبو علي الحسين بن حميد الكعبي، نا =
= زهير بن عباد، نا الوليد بن مسلم عن الليث بن سعد، عن عياش بن عباس القِتْباني، أن علي بن أبي طالب قال: "الأبدال من الشام، والنجباء من أهل مصر، والأخيار من أهل العراق". وسنده ضعيف، عياش بن عباس لم يدرك عليًا رضي الله عنه. (انظر التهذيب 8/ 176)، وفيه عنعنة الوليد بن مسلم، وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع. (انظر طبقات المدلسين ص 51)، وفيه الحسين بن حميد الكعبي، قال الذهبي: ضعف. (المغني 1/ 170)، وفيه شيخ المصنِّف: نصر بن أحمد، قال الذهبي: شيخ مستور، لم يكن الحديث من شأنه. (السير 20/ 248). ورُوي عن علي رضي الله عنه مرفوعًا، كما يلي: أخرج أحمد (1/ 112)، وفي فضائل الصحابة (2/ 906)، ومن طريقه الضياء في المختارة (2/ 110)، وابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (1/ 130) من طريق شُريح بن عُبيد، قال: ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بالعراق، فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين. قال: لَا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: "الأبدال يكونون بالشام، وهم أربعون رجلًا، كلما مات رجل، أبدل الله مكانه رجلًا، يُسقى بهم الغيث، ويُنتصر بهم على الأعداء، ويُصرف عن أهل الشام بهم العذاب". وأخرجه ابن عساكر أيضًا بسند آخر من طريق شُريح بن عُبيد عن علي مرفوعًا بلفظ قريب. ثم قال: هذا منقطع بين شُريح وعليّ، فإنه لم يلقه. وذكره ابن القيم في المنار المنيف (ص 136)، وابن عبد الهادي في فضائل الشام (ص 27)، وضعفاه لانقطاعه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 62)، وأوهم بالاتصال، فكان له رحمه الله أن ينبه على انقطاعه، مع كون رجاله ثقات. وذكره المِدراسي في ذيل القول المسدد (ص 110)، ثم قال: رجاله رجال الصحيح غير شُريح، وهو ثقة. =
= ويشهد للفظ الباب ما يلي: 1 - حديث عوف: أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 65)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (1/ 131) من طريق عَمرو بن واقد عن يزيد بن أبي مالك، عن شَهْر بن حَوْشَب قال: لما فتحت مصر، سبّوا أهل الشام، فأخرج عوف بن مالك رأسه من تُرس، ثم قال: يا أهل مصر، أنا عوف بن مالك، لا تسبّوا أهل الشام، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "فيهم الأبدال، وبهم تنصرون، وبهم ترزقون". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 63)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه عَمرو بن واقد، وقد ضعفه جمهور الأئمة، ووثقه محمَّد بن المبارك الصوري، وشَهْر اختلفوا فيه، وبقية رجاله ثقات. قلت: عَمرو بن واقد هو الدمشقي، قال الحافظ: متروك. (التقريب ص 428)، فالإسناد لأجله ضعيف جدًا. 2 - حديث أنس: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (1/ 131) من طريق عبد الملك -كذا، والصواب: عبد الله- بن مَعْقِل عَنْ يَزِيدَ الرَّقاشي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "دعائم أمتي عصائب اليمن، وأربعون رجلًا من الأبدال بالشام، كلما مات رجل، أبدل الله مكانه، أما إنهم لم يبلغوا ذلك بكثرة صلاة، ولا صيام، بفناء الأنفس، وسلامة الصدور، والنصيحة للمسلمين". وسنده ضعيف، يزيد الرَّقَاشي هو ابن أبان، قال الحافظ: زاهد ضعيف. وفيه عبد الله بن مَعْقِل، قال الحافظ: مجهول. (التقريب ص 599، 324). وأخرجه ابن عَدي (5/ 220) واللفظ له، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 151)، وأخرجه الخلال في كرامات الأولياء: كما في تخريج الأربعين السُّلَمية (ص 102)، كلاهما: عن محمَّد بن زهير، زاد الخلال: وحمزة بن داود الأُّبُّلي، وأبو عبد الرحمن السلمي: كما في تخريج الأربعين السُّلَمية =
= (ص 102)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (1/ 131) من طريق أحمد بن عيسى بن هارون، والديلمي في مسنده: كما في تخريج الأربعين السُّلَمية (ص 102) من طريق محمَّد بن موسى الجوهري، أربعتهم: عن عَمرو بن يحيى الأيّلي، قال: ثنا العلاء بن زَيْدل عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "البدلاء أربعون: اثنان وعشرون بالشام، وثمانية عشر بالعراق، كلما مات منهم واحد، بدل الله مكانه آخر، فإذا جاء الأمر، قبضوا كلهم، فعند ذلك تقوم الساعة". وأعلَّه ابن الجوزي بالعلاء بن زَيْدل، ونقل عن ابن المديني رميه بالوضع، ونحوه عن ابن حبّان. قلت: العلاء بن زَيْدل ضعيف جدًا، قال الحافظ: متروك، ورماه أبو الوليد بالكذب. (التقريب ص 435).
3197 - [2] أخبرنا (¬1) النَّضْرُ عَنِ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ [ابن شهاب] (¬2)، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه مثله. ¬
3197 - [2] الحكم عليه: هذا الإِسناد ضعيف، فيه صالح بن أبي الأخضر، وهو ضعيف.
تخريجه: تقدم في تخريج الطريق السابقة برقم (1)، وبشواهده يرتقي هذا الأثر إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفِّق سبحانه.
3197 - [3] رَوَاهُ (¬1) الذُّهْلِيُّ (¬2) فِي "عِلَلِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ" عَنْ محمد بن كثير، عن معمر، عن الزُّهْرِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بِهِ. * وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ [ابْنِ زُرير] (¬3) الغافقي عن علي رضي الله عنه مَوْقُوفًا (¬4) أَيْضًا، رَوَاهُ ابْنُ يُونُسَ فِي "تَارِيخِ مصر" (¬5). ¬
3197 - [3] الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف؛ لوجود محمَّد بن كثير بن أبي عطاء، وهو ضعيف.
تخريجه: هو في علل محمَّد بن يحيى الذهلي: كما في فضائل الشام لابن عبد الهادي (ص 26). ولفظه: قام رجل يوم صِفِّين، فقال: اللهم العن أهل الشام، فقال علي: "مه، لا تسب أهل الشام جَمًّا غفيرًا، فإن فيهم الأبدال". وبشواهده المتقدمة يرتقي طريق الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
30 - باب بركة أهل الطاعة
30 - بَابُ بَرَكَةِ أَهْلِ الطَّاعَةِ 3198 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [سُريج] (¬1) بْنُ يُونُسَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثيم بْنِ عِراك عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مهلًا عن الله تعالى مَهْلًا، لَوْلَا (¬2) شَبَابٌ خُشَّع، وَشُيُوخٌ رُكَّع، وَأَطْفَالٌ رُضَّع، وَبَهَائِمُ رُتَّع، لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبًّا". ¬
3198 - [1] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف إبراهيم بن خُثيم. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 227)، ثم قال: رواه البزّار، والطبراني في الأوسط .. وأبو يعلى .. وفيه إبراهيم بن خُثيم، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الاتحاف -خ- (3/ 88 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى، والبزار، والبيهقيُّ في الكبرى، ومدار أسانيدهم على إبراهيم بن خُثيم بن عِراك، وهو ضعيف. وذكره الحافظ في التلخيص الحبير (2/ 97)، وأعلَّه بابن خُثيم.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (11/ 287). =
= وأخرجه ابن عَدي (1/ 243)، قال: حدّثنا عبد الله بن محمَّد بن إسحاق السِّمَّري، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 317 أ)، قال: حدّثنا عبد الله بن محمَّد البغوي، ونصر بن القاسم الفرائضي، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (3/ 345) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عبد العزيز، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 64) من طريق محمَّد بن أحمد بن البراء، جميعهم: عن سُريج بن يونس به، بلفظه عند ابن عَدي، وبلفظ قريب عند الباقين. قال البيهقي: إبراهيم بن خُثيم غير قوي، وله شاهد بإسناد آخر غير قوي. وأخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 66) من طريق محمَّد بن موسى الحريري، ثنا إبراهيم بن خُثيم به، بنحوه، ولفظه: "مهلًا فإن الله تبارك وتعالى شديد العقاب، فلولا صبيان رُضَّع، ورجال رُكَّع، وبهائم رُتَّع، صبّ عليك العذاب صَبًّا، أو أنزل عليكم العذاب". قال البزّار: لا نعلم رواه إلَّا أبو هريرة بهذا الإسناد. ويشهد لهذا الحديث ما يلي: 1 - ما رواه مُسافع مرفوعًا: أخرجه الدولابي في الكنى (1/ 43) واللفظ له، وابن أبي عاصم في الآحاد (2/ 210)، ومن طريقه ابن الأثير في أُسْد الغابة (6/ 206)، وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 110 أ)، والطبراني في الكبير (22/ 309)، وفي الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (275 ب)، وابن عَدي (4/ 315)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (3/ 345)، وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 155) من طريق عبد الرحمن بن سعد القُرَظي قال: حدثني مالك بن عُبيدة الدَّيْلي عن أبيه أنه حدثه عن جده، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لولا عباد الله رُكَع، وصبية رُضَّع، وَبَهَائِمُ رُتَّع، لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبًّا، ثم لرص رَصًّا". قال ابن أبي عاصم: قال القاضي أبو بكر: إسناده حسن. قلت: هو حسن لغيره، أما لذاته، فلا؛ لأنّ إسناده غير قوي، قاله البيهقي في =
= السنن الكبرى (3/ 345)، وذلك لأنّ فيه عبد الرحمن بن سعد، وهو المؤذن، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 341)، وفيه مالك بن عُبيدة، قال الذهبي: لا يعرف. (المغني 2/ 538)، ووالده: عُبيدة، هو ابن مُسافع، قال الحافظ: مقبول. (التقريب ص 379). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 227)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار، وهو ضعيف. وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 701)، وقال: ضعيف. 2 - وأخرج أحمد بن الحسين بن هارون العلوي في الأمالي (ص 21) من طريق معاوية عن أبي الزاهرية رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ما من يوم إلّا ومناد ينادي: أيها الناس مهلًا، فإن لله عَزَّ وَجَلَّ سطوات وبسطات، ولكم قروح داميات، ولولا رجال خُشَّع، وصبيان رُضَّع، ودواب رُتَّع، لَصُبَّ الله عليكم البلاء صبًّا، ثم رَضَّكم به رَضًّا". وإسناده ضعيف، أبو الزاهرية هو حُدير الحضرمي، روايته عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلة. (انظر التهذيب 2/ 191)، ومعاوية هو ابن صالح الحضرمي، قال الحافظ: صدوق له أوهام. (التقربب ص 538). وبهذين الشاهدين يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
3198 - [2] وقال الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلد، ثنا محمَّد بْنُ مُوسَى، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثيم بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا بِهَذَا الإِسناد (¬1). ¬
3198 - [2] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف محمَّد بن موسى، وإبراهيم بن خُثيم.
تخريجه: هو في مسند البزّار: كما في الكشف (4/ 66) وتقدم ذكر لفظه ومن أخرجه في تخريج الطريق الأوّل، وبه يرتقي إلى الحسن لغيره، وبالله التوفيق.
31 - باب ما يكرم به الرجل الصالح
31 - باب ما يكرم به الرجل الصالح 3199 - قال الحميدي: حدّثنا سُفْيَانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُوْقة عَنْ محمَّد بن المُنْكَدِر، قال: "إن الله تعالى لَيَحْفَظُ الرَّجُلَ الصَّالِحَ فِي وَلَدِهِ، وَوَلَدِ وَلَدِهِ، ودويرته التي ولد فِيهَا، وَالدُّوَيْرَاتِ حَوْلَهُ، فَلَا يَزَالُونَ فِي حِفْظٍ". قال سفيان: وأرى فيه: "وستر".
3199 - الحكم عليه: هذا الإِسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (3/ 82 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحميدي.
تخريجه: هو في مسند الحميدي (1/ 185) بلفظ قريب. ولفظه: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ ليحفظ بحفظ الرجل الصالح وَلَدِهِ، وَوَلَدِ وَلَدِهِ، وَدُوَيْرَتِهِ الَّتِي فِيهَا، وَالدُّوَيْرَاتِ حوله، فما يزالون في حفظ من الله عَزَّ وَجَلَّ ". قال سفيان: وزادني فيه: "وستر". وأخرجه ابن المبارك (ص 111)، قال: أخبرنا محمَّد بن سُوْقة به، بنحوه. =
= ولفظه: "إن الله ليُصلح بصلاح العبد ولده، وولد ولده، ويحفظه في دويرته، والدويرات التي حوله، ما دام فيهم". وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 557)، قال: حدّثنا حسين بن علي، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 148) من طريق أبي خالد الأحمر، كلاهما: عن محمَّد بن سُوْقة به، بلفظ قريب، من لفظ ابن المبارك.
32 - باب ما جاء في القصاص والوعاظ
32 - باب ما جاء في القُصَّاص والوُعّاظ 3200 - قال إسحاق: أخبرنا جَرير عن مطرِّف، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أصحابه قال: كان كعب رضي الله عنه يقص، فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ (¬1)، أَوْ مَأْمُورٌ، أو [مختال] (¬2) ". قال: فقيل لكعب رضي الله عنه: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه يَقُولُ كَذَا وَكَذَا. فَتَرَكَ القَصَص، ثُمَّ إِنَّ معاوية أمره بالقَصَص، فاستحلَّ ذلك بذلك. ¬
3200 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإِسناد ضعيف؛ لأنّ فيه راويًا مبهمًا. وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (3/ 84 ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بسند ضعيف.
تخريجه: أخرجه الشاشي (1/ 147) من طريق أبي خيثمة، نا جَرير به، بلفظ قريب. =
= ولفظه: كان كعب يقص قال: فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُخْتَالٌ". فأتى كعب فقيل له: ثكلتك أمك، هذا عبد الرحمن يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَتَرَكَ القَصَص، ثُمَّ إِنَّ معاوية أمره بالقَصَص، فاستحلَّ ذلك بعد. ويشهد للحديث ما يلي: 1 - حديث عوف بن مالك: أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 76)، قال: حدّثنا المقدام بن داود، ثنا أسد بْنُ مُوسَى، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ الأزرق بن قيس، عن عوف بن مالك أنه أتى على كعب وهو يقص، فقال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ متكلف". فأمسك عن القَصَص، حتى أمره به معاوية. وإسناده ضعيف، لضعف المقدام، وهو الرُّعَيني. قال الذهبي في المغني (2/ 675): قال ابن أبي حاتم: تكلَّموا فيه. وأسد بن موسى صدوق يغرب، وفيه نصب. (التقريب ص 104). وأخرجه ابن وهب في الجامع (ص 88)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (6/ 141). وأخرجه أحهمد (6/ 23، 28)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 266) معلقًا، واللفظ له، ومن طريقه ابن الجوزي في القُصَّاص والمذكِّرين (ص 186). وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 62)، وابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (6/ 141) من طريق معاوية عن أزهر بن سعيد، عن ذي الكَلاع، كان كعب يقص في إمارة معاوية، فقال عوف بن مالك لذي الكَلاع: يا أبا شراحيل، أرأيت ابن عمك، أبأمر الأمير يقص؟ فإني سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "القصاص ثلاثة: أمير، أو مأمور، أو مختال"، فمكث كعب سنة لا يقص، حتى أرسل إليه معاوية يأمره أن يقص. =
= وإسناده ضعيف، فيه معاوية، وهو ابن صالح الحضرمي، قال الحافظ: صدوق له أوهام. (التقريب ص 538). وأخرجه أحمد (6/ 29)، وابن أبي عاصم في المذكر (ص 29)، والطبراني في الكبير (18/ 55) واللفظ له، والخطابي في غريب الحديث (1/ 615) من طريق صالح بن أبي عَريب عن كثير بن مرة، أن عوف بن مالك، وابن عبد كَلال دخلا مسجد حمص فرأيا جماعة، فقال عوف: ما هذه؟ فقالوا: كعب يقص، فقال: يا ويحه، أما سمع حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يقص على الناس إلا أمير، أو مأمور، أو مختال". وإسناده ضعيف؛ لوجود صالح بن أبي عَريب. قال الحافظ: مقبول. (التقريب ص 273). وأخرجه ابن أبي عاصم في المذكر (ص 33)، والطبراني في الكبير (18/ 65)، وفي مسند الشاميين (1/ 59، 2/ 25) واللفظ له، من طريق يحيى بن أبي عَمرو السَّيْباني عن عوف بن مالك، أنه دخل المسجد متوكّئًا على ذي كَلاع، وكعب يقص على الناس، فقال عوف لذي كَلاع: ألا تنه ابن أخيك هذا عما يفعل، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "لا يقص على الناس إلا أمير، أو مأمور، أو مختال". وإسناده منقطع، قال الحافظ في ترجمة يحيى السَّيْباني: ثقة، من السادسة، وروايته عن الصحابة مرسلة. (التقريب ص 595). وأخرجه أبو داود (3/ 323) من طريق عباد بن عباد الخوّاص عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمرو السَّيْباني، عَنْ عَمرو بن عبد الله السَّيْباني، عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا يَقُصُّ إلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مأمور، أو مختال". وذكره السيوطي في تحذير الخواص (ص 172)، فقال: وروى أبو داود بسند جيد عن عوف ... أهـ. =
= قلت: إسناده ضعيف؛ لضعف عبّاد، قال الحافظ: صدوق يهم. (التقريب ص 290)، وعَمرو بن عبد الله: مقبول. (التقريب ص 424). وأخرجه أحمد في العلل -رواية المرُّوذي وغيره- (ص 270) واللفظ له، والطبراني في الكبير (18/ 61). وفي مسند الشاميين (2/ 206) عن عطية بن بقيَّة بن الوليد الحمصي قال: حدثني أبي عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْر بْنِ عُبيد الله، عن يزيد بن خُمير قال: سمعت عوف بن مالك يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "القُصَّاص ثلاثة: أمير، أو مأمور، أو مختال". وإسناده ضعيف. قال ابن أبي حاتم في عطية بن بقيَّة: كتبت عنه ومحله الصدق، وكانت فيه غفلة (الجرح 6/ 381)، وبقيَّة مدلس، لا يقبل من حديثه إلا بما صرح فيه بالسماع. (انظر طبقات المدلسين ص 49) وقد عنعنه هنا. 2 - حديث رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: أخرجه أحمد (4/ 233) من طريق عبد الجبار الخولاني قال: دخل رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- المسجد، فإذا كعب يقص، فقال: من هذا؟ قالوا: كعب يقص. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مأمور، أو مختال". قال: فبلغ ذلك كعبًا، فما رُؤي يقص بعد. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 190)، ثم قال: رواه أحمد، وإسناده حسن. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 84 ب) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع، وأحمد بن حنبل، ورواته ثقات. قلت: إسناده ضعيف؛ لجهالة عبد الجبار، حيث ذكره البخاريُّ في التاريخ، وابن أبي حاتم في الجرح، ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبّان في الثقات. انظر: التاريخ الكبير (6/ 108)، الجرح (6/ 32)، الثقات (7/ 135). 3 - حديث عَمرو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أخرجه أحمد (2/ 183) واللفظ له، والدارميُّ (2/ 410)، وابن ماجه (2/ 1235)، وابن أبي عاصم في =
= المذكر (ص 33)، وابن عَدي (4/ 155) من طريق عبد الله بن عامر عَنْ عَمرو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مراء". وسنده ضعيف، عبد الله بن عامر هو الأسلمي المدني، قال الحافظ ضعيف. (التقريب ص 309). وأخرجه أحمد (2/ 178)، وابن عَدي (3/ 220) من طريق ابن حرملة عن عَمرو بن شعيب به. ولفظ أحمد: "لا يقص على الناس إلا أمير، أو مأمور، أو مراء". وإسناده ضعيف، ابن حرملة هو عبد الرحمن الأسلمي، ذكره الذهبي في المغني (2/ 378)، ونقل تضعيفه عن ابن معين، ويحيى القطان وغيرهما. وأخرجه ابن عَدي (2/ 251)، وابن الجوزي في القُصَّاص والمذكِّرين (ص 186) من طريق حماد بن عبد الملك عن هشام بن عروة قال: حدثني عَمرو بن شعيب به. ولفظ ابن عَدي: "لا يقص على الناس إلا أمير، أو مأمور، أو مرائي". قال ابن عَدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن هشام بن عروة غير حمَّاد هذا، وليس هو بالمعروف. وهو عجيب من حديث هشام بن عروة عن عَمرو بن شعيب، ولا أعرف لهشام عن عَمرو غيره. وقال الدارقطني في الأفراد والغرائب -رسالة الشقاري- (ص 605): تفرَّد به حماد بن عبد الملك عن هشام، ولم يروه غير الوليد بن مزيد. قلت: حمَّاد هذا ذكره الذهبي في المغني (1/ 189) فقال: حمَّاد بن عبد الملك الخولاني عن هشام بن عروة لا يعرف. 4 - حديث كعب بن عياض: أخرجه ابن أبي عاصم في المذكر (ص 33)، والطبراني في الكبير (19/ 179)، وابن عَدي (6/ 406) من طريق عبد الله بن يحيى =
= الإسكندراني، ثنا مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبير بن نُفير، عن كعب بن عياض، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "القُصاص ثلاثة: أمير، أو مأمور، أو مختال". وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 190)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه عبد الله بن يحيى الإسكندراني، ولم أر من ترجمه. وذكره السيوطي في تحذير الخواص (ص 172)، فقال: وروى الطبراني بسند جيد عن كعب بن عياض ... أهـ. قلت: عبد الله هذا ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح (5/ 204)، وقال: سألت أبي عنه، فقال: لا بأس به. أهـ. لكن الإِسناد ضعيف، فيه معاوية بن صالح، هو ابن حُدير، قال الحافظ: صدوق له أوهام. (التقريب ص 538). وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 152 أ) من طريق عبد الله بن يحيى المَعافري عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جُبير، عن أبيه به. 5 - حديث عُبادة بن الصامت: أخرجه ابن أبي عاصم في المذكر (ص 35) من طريق ثعلبة بن مسلم عن أبي عمران الأنصاري، عن عبادة بن الصامت، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لا يقص على الناس إلا أمير، أو مأمور، أو متكلف". وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 190)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن. قلت: إسناده ضعيف؛ لحال ثعلبة هذا، قال الحافظ: مستور. (التقريب ص 134). وبهذه الشواهد، يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره، وبالله التوفيق.
3201 - وَقَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أبي هند قال: سمعت أبي يحدث أن عليًا رضي الله عنه مرَّ بقَصَّاص، فقال: "ما يقول (¬1)؟ "، قالوا: يقص، قال رضي الله عنه: "لا، ولكن يقول: اعرفوني". ¬
3201 - الحكم عليه: هذا الأثر رواته ثقات، إلا أنه منقطع، سعيد بن أبي هند يروي عن علي رضي الله عنه مرسلًا. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 84 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.
تخريجه: أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 88)، قال: أخبرني ابن لَهيعة عن بكر بن سَوادة، أن علي بن أبي طالب خرج ذات يوم، فإذا برجل يقص فقال: "ألا إن هذا يقول: اعرفوني، فاعرفوه". وإسناده ضعيف؛ لضعف ابن لَهيعة. ويشهد له ما يلي: أخرج ابن وهب في الجامع (ص 89)، قال: حدثني مالك بن أنس أن تميم الداري قال لعمر بن الخطّاب: دعني أدعو، وأقرأ، وأقص، وأذكر الناس، فقال عمر: "لا". فأعاد عليه، فقال: "أنت تريد أن تقول: أنا تميم الداري، فاعرفوني". قال: ثم ضربه عثمان بن عفان بعد ذلك على القَصَص في المسجد وجده يقص بعد المغرب. وهذا الإسناد فنقطع، مالك لم يدرك عمر رضي الله عنه. وأخرج الطبراني في الكبير (12/ 264) من طريق يحيى البكّاء قال: رأى ابن =
= عمر قاصًا يقص في المسجد الحرام ومعه ابن له، فقال له ابنه: أي شيء يقول هذا؟ قال: هذا يقول: "اعرفوني، اعرفوني". وسنده ضعيف، فيه يحيى البكّاء هو ابن مسلم، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 597). وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفِّق.
3202 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المُحَبَّر، ثنا ميسرة عن أبي عائشة، عن يزيد بن عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عباس رضي الله عنهما قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خُطبة (¬1)، فَوَعَظَنَا فِيهَا مَوْعِظَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، واقشعرَّت مِنْهَا الْجُلُودُ، وتقلقلت (¬2) منها الأحشاء، أمر -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- بِلَالًا رَضِيَ اللَّهُ عنه فَنَادَى (¬3) الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَفِيهِ: "وَمَنِ اخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ، فَلَهُ النَّارُ (¬4)، وَمَنْ عظَّم صَاحِبَ دُنْيَا وَمَدَحَهُ طَمَعًا فِي دنياه، سخط الله تعالى عَلَيْهِ، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ قَارُونَ فِي أَسْفَلِ جَهَنَّمَ، وَمَنْ بَنَى بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً، حمَّله يوم القيامة من سبع أرضين، مطوقة نارًا [توقد] (¬5) فِي عُنُقِهِ، ثُمَّ يُرمى بِهِ فِي النَّارِ"، فَقِيلَ: وَكَيْفَ [يَبْنِي] (¬6) بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً؟ فَقَالَ (¬7): "يبني فضلًا عما يكفيه، ويبنيه مُبَاهَاةً (¬8)، وَمَنْ تعلَّم الْقُرْآنَ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، وَآثَرَ عَلَيْهِ حُطَامَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا، اسْتَوْجَبَ سَخَطَ الله تعالى وَكَانَ فِي دَرَجَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ نَبَذُوا كتاب الله تعالى وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا (¬9)، وَمَنْ سخط رزقه وبث شكواه، لم ترفع (¬10) له إلى الله تعالى حسنة، ولقي الله عزَّ وجل وَهُوَ عَلَيْهِ سَاخِطٌ (¬11)، وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً حَلَالًا بِمَالٍ حَلَالٍ يُرِيدُ بِذَلِكَ الْفَخْرَ وَالرِّيَاءَ، لَمْ يزده الله تعالى بذلك (¬12) إلا ذُلاًّ وهوانًا، وأقامه الله تعالى بِقَدْرِ مَا اسْتَمْتَعَ مِنْهَا عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا (¬13)، وَمَنْ أَهَانَ فَقِيرًا مُسْلِمًا مِنْ أَجْلِ فَقْرِهِ فاستخفَّ بِهِ، [فقد] (¬14) استخفَّ بحق (¬15) الله تعالى، ولم يزل في مقت الله تعالى وَسَخَطِهِ حَتَّى يُرْضِيَهُ، وَمَنْ أَكْرَمَ فَقِيرًا مُسْلِمًا، لقي الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْهِ، وَمَنْ عُرضت لَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ فَاخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ، لقي الله تعالى وَلَيْسَتْ لَهُ حَسَنَةٌ يَتَّقِي بِهَا النَّارَ، وَإِنِ ¬
اختار الآخرة على الدنيا، لقي الله تعالى وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ (¬1)، وَمَنْ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خشية الله تبارك وتعالى، كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ دُمُوعِهِ مِثْلُ أُحُدِ في ميزانه، وله بكل قطرةٍ عينٌ في الجنة على حافتها مِنَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُن سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ واصف (¬2) ". ¬
3202 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد موضوع، في إسناده ميسرة، وهو وضّاع، وداود بن المُحَبَّر، وهو متروك. وقد ذكره الحافظ رحمه الله في مواضع متعدِّدة من "المطالب"، =
= ويسوق بعضه حسب الباب الذي يذكره فيه، وقد نصَّ على ضعفه في بعض هذه المواضع، ومن ذلك قوله في حديث رقم (245): هَذَا مَوْضُوعٌ اخْتَلَقَهُ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، فقبَّحه الله فيما افترى. وقوله -وهو في الحديث الآتي برقم (3255) -: داود وشيخه معروفان بالوضع. وذكره الهيثمي في بغية الباحث (ص 270)، ثم قال: هذا حديث موضوع، وإن كان بعضه في أحاديث حسنة بغير هذا الإِسناد، فإن داود بن المُحَبَّر كذّاب. وقال البوصيري في الإِتحاف -خ- (1/ 89 ب) مختصر: خُطبة كَذَبَها داود بن المُحَبَّر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أهـ. ثم ساق الحديث بلفظ طويل جدًا.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 270) بلفظ طويل جدًا. وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 181) من طريق محمَّد بن الحسن بن محمَّد بن خِراش البَلْخي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا يزيد بن عبد الله الهُنائي، حدّثنا محمَّد بن عَمرو بن علقمة، حدثني عمر بن عبد العزيز، حدثني أبو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مختصرًا. قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع. أما محمَّد بن عَمرو بن علقمة، فقال يحيى: ما زال الناس يتقون حديثه. وقال السَّعدي: ليس بقويّ. ومحمد بن خِراش مجهول، والحمل فيه على الحسن بن عثمان. قال ابن عَدي: كان يضع الحديث. قال عبدان: هو كذاب. ومحمد بن الحسن، هو النقاش، قال طلحة بن محمَّد: كان النقّاش يكذب. أهـ. وذكره السيوطي في اللآلئ (2/ 360)، وذكر له شاهدًا، وهو طريق الحارث -طريق الباب- ثم قال: قال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية": هَذَا الْحَدِيثُ بِطُولِهِ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، المتهم بِهِ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، لَا بُورك فيه. أهـ. وأورده ابن عرّاق في تنزيه الشريعة (2/ 338)، ونقل كلام السيوطي.
3203 - وقال مُسَدّد: حدّثنا حَمَّادٌ عَنْ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ محمَّد (¬1) بن سِيرين قال: "إن القَصَص بدعة". ¬
3203 - الحكم عليه: إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 84 ب) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد.
تخريجه: أخرجه ابن الجوزي في القصَّاص والمذكِّرين (ص 343) من طريق حجاج بن منهال قال: حدّثنا جرير بن حازم قال: سأل رجل محمَّد بن سِيرين عن القَصَص، فقال: "بدعة، إن أول ما أحدث الحرورية القَصَص". وأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 114)، قال: حدّثنا أبو أسامة عن جرير بن حازم أبي النضرة سأل رجل محمَّد بن سِيرين: ما تقول في مجالسة هؤلاء القصاص؟ قال: "لا آمرك به، ولا أنهاك عنه، القَصَص أمر محدث، أحدثه هذا الخلف من الخوارج". وإسناد ابن أبي شيبة صحيح. ويشهد له ما رُوي عن ابن مسعود رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 137) من طريق الأسود بن هلال عن عبد الله قال: ذكروا له رجلًا يقص، فجاء فجلس في القوم، فسمعته يقول: سبحان الله كذا وكذا. فلما سمع ذلك قام، فقال: "ألا تسمعوا؟ " فلما نظروا إليه، قال: "إنكم لأهدى من محمَّد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؟ إنكم لمتمسكون بطرف ضلالة". وسنده صحيح. وأخرجه الطبراني أيضًا من طريق أبي إسحاق عن عبد الله بن أَغَرّ قال: بلغ ابن مسعود أن عَمرو بن زُرارة مع أصحاب له يذكِّرهم، فأتاهم عبد الله فقال: "أنتم أهدى =
= أم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- إنكم متمسكون بطرف ضلالة". وسنده ضعيف، لعنعنة أبي إسحاق، وهو عَمرو بن عُبيد الله، ذكره الحافظ في أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين (انظر طبقات المدلسين ص 42)، وعبد الله بن أَغَرّ مجهول، ذكره البخاريُّ، وابن أبي حاتم، ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا (التاريخ الكبير 5/ 42، الجرح 5/ 8). وأخرجه الطبراني (9/ 136) من طريق شَريك عن أبي إسحاق، عن عَمرو بن زُرارة قال: وقف عليّ عبد الله وأنا أقص في المسجد، فقال: "يا عَمرو، لقد ابتدعتم بدعة ضلالة، أو إنكم لأهدى من محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؟ " ولقد رأيتهم تفرقوا عني، حتى رأيت مكاني ما فيه أحد. وسنده ضعيف، فيه شَريك هو ابن عبد الله النَّخَعي، قال الحافظ: صدوق يخطيء كثيرًا (التقريب ص 266)، وأبو إسحاق هو عَمرو بن عُبيد الله، وهو مدلس من المرتبة الثالثة (انظر طبقات المدلسين ص 42) وقد عنعنه هنا، وعَمرو بن زُرارة مجهول، ذكره البخاريُّ، وابن أبي حاتم، وسكتا عنه (التاريخ الكبير 6/ 331، الجرح 6/ 233).
3204 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ سلمان رضي الله عنه، مرضه الذي مات فيه، أتاه سعد رضي الله عنه، يعوده وهو أمير الكوفة، فجعل سلمان رضي الله عنه، يَبْكِي، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ قَالَ: "وَأَمَّا أَنْتَ أيها الرجل، فاتق الله تعالى عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ، وَعِنْدَ يَدِكَ إِذَا قسمت، وعند لسانك إذا حكمت".
3204 - الحكم عليه: رجال هذا الإِسناد ثقات، إلّا أنه منقطع، الحسن يبعد لقاؤه بسلمان وسماعه منه؛ لأنّ سلمان رضي الله عنه، قديم الموت. وقال البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 99 أ) مختصر: رواه محمَّد بن يحيى بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة بسند ضعيف، وابن ماجه مختصرًا بسند صحيح، وقد ورد في صحيح ابن حبّان أن مال سلمان جمع، فبلغ خمسة عشر درهمًا، وفي الطبراني أن متاع سلمان بيع، فبلغ أربعة عشر درهمًا.
تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 69) من طريق أبي الأشهب، والحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 343) من طريق يونس، وابن السُّني في القناعة (ص 54) من طريق حفص البصري، والأصبهاني في الترغيب (2/ 619) من طريق جرير بن حازم، أربعتهم: عن الحسن به، بألفاظ متقاربة. ولفظ الحسين المروزي: اشتكى سلمان، فدخل عليه سعد يعوده فبكى سلمان، فقال: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: والله ما أبكي حبًا للرجعة إليكم، ولا حرصًا على الدنيا، قالوا: فمه؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-عهد إلينا عهدًا فلم أنته إليه أنا، ولا أنتم، قالوا: وما هو؟ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "ليكن بلاغكم من الدنيا كزاد الراكب". فلم أنته إليه أنا ولا أنتم، أما أنت أيها الأمير، فاذكر الله عند همك إذا هممت، واذكر الله عند لسانك إذا حكمت، واذكر الله عند يدك إذا قسمت، قوموا عني. وأخرجه وكيع (1/ 290) قال: حدّثنا الربيع، والفضل، ومعمر في الجامع =
= (11/ 313) عن راوٍ مبهم، وابن سعد في الطبقات (4/ 68)، وابن السُّنِّي في القناعة (ص 48) من طريق أبي الأشهب، وابن سعد أيضًا من طريق يزيد بن إبراهيم، وأحمد (5/ 438)، وابن السُّنِّي في القناعة (ص 51)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 306) من طريق منصور، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 196) من طريق السَّري بن يحيى، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 305) من طريق حميد بن حميد، كلهم: عن الحسن، فذكر قصة مرض سلمان، دون المذكور من اللفظ في طريق الباب. ولفظ أحمد عن الحسن قال: لما احتضر سلمان بكى، وقال: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إلينا عهدًا، فتركنا ما عهد إلينا: "أن يكون بُلْغَة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب". قال: ثم نظرنا فيما ترك، فإذا قيمة ما ترك: بضعة وعشرون درهمًا، أو بضعة وثلاثون درهمًا. ويشهد له ما رُوي عن أنس، وعن أبي سفيان، عن أشياخه، كما يلي: أخرج ابن ماجه (2/ 1374) قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ الرزاق، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس قال: اشتكى سلمان، فعاده سعد فرآه يبكي، فقال له سعدة ما يبكيك يا أخي، أليس قَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أليس، أليس؟ قال سلمان: ما أبكى واحدة من اثنتين، ما أبكي ضنا للدنيا، ولاكراهية للآخرة، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَهِدَ إليّ عهدًا، فما أراني إلّا قد تعدَّيت، قال: وما عهد إليك؟ قال: عهد إليّ أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب، ولا أراني إلّا قد تعدَّيت، وأما أنت يا سعد، فاتق الله عند حكمك إذا حكمت، وعند قسمك إذا قسمت، وعند همك إذا هممت. قال ثابت: فبلغني أنه ما ترك إلّا بضعة وعشرين درهمًا من نفقة كانت عنده. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 167)، ثم قال: رواه ابن ماجه، ورواته ثقات احتج بهم الشيخان، إلّا جعفر بن سليمان، فاحتج به مسلم وحده. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 320): هذا إسناد فيه مقال ... أهـ. =
= وأعلَّه بجعفر بن سليمان. قلت: جعفر بن سليمان، والحسن بن أبي الربيع صدوقان. (انظر التقريب ص 140، 164)، فالإسناد لأجلهما حسن، إن شاء الله تعالى. وحديث أنس هذا أخرجه مختصرًا كل من: الطبراني في الكبير (6/ 227)، وأبي نُعيم في الحلية (1/ 197). ولفظ الطبراني: عن أنس رضي الله عنه، قال: دخلت على سلمان، فرأيت بيته رثًا، فقال له في ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عهد إليّ أن يكون زادكم في الدنيا كزاد الراكب. وأخرج ابن سعد في الطبقات (4/ 68) واللفظ له، وابن أبي شيبة (13/ 220)، وأحمد في الزهد (ص 221)، وهنَّاد (1/ 316)، والحاكم (4/ 317)، وعنه البيهقي في الشعب (7/ 305) من طريق يحيى بن يحيى، وأخرج أبو نُعيم في الحلية (1/ 195)، والبيهقيُّ في الشعب (5/ 458) من طريق إسحاق بن راهويه، ستتهم: عن أبي معاوية الضرير قال: حدّثنا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ قَالُوا: دخل سعد بن أبي وقاص على سلمان يعوده، قال: فَبَكَى سَلْمَانُ. فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا يُبْكِيكَ يا أبا عَبْدَ اللَّهِ؟ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو عنك راض، وتلقى أصحابك، وترد عليه الحوض. قال سلمان: والله ما أبكي جزعًا من الموت، ولا حرصا على الدنيا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَهِدَ إلينا عهدًا، فقال: "لتكن بُلْغَة أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب". وحولي هذه الأساود. قال: وإنما حوله جفنة أو مطهرة أو إجّانة. قال: فقال له سعد: يا أبا عبد الله، اعهد إلينا بعهد نأخذه بعدك. فقال: يا سعد، اذكر الله عند همك إذا هممت، وعند حكمك إذا حكمت، وعند يدك إذا قسمت. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. =
= قلت: ولعل تصحيحه لكثرة الطرق، وإلاَّ، ففيه إبهام أشياخ أبي سفيان وهم لا يعرفون. وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (1/ 283) عن أبي سفيان به، بلفظ قريب. وأخرجه بدون واسطة أشياخه ابن الأعرابي في الزهد (ص 54)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 306) من طريق زائدة عن الأعمش، عن أبي سفيان، قال: دخل سعد على سلمان يعوده، فقال: أبشر أبا عبد الله، مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو عنك راض. قال: كيف يا سعد، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-يقول: "ليكن بُلْغَة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب حتى يلقاني". وسنده منقطع، إذ لم يثبت سماع أبي سفيان من سلمان رضي الله عنه. قلت: ورُويت قصة مرض سلمان رضي الله عنه، من عدة طرق، كما يلي: أخرج الدولابي في الكنى (1/ 78)، وابن سعد في الطبقات (4/ 68) واللفظ له، وابن السُّنِّي في القناعة (ص 53)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 196) من طريق عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أن سعد بن مسعود، وسعد بن مالك دخلا على سلمان يعودانه، فبكى، فقالا له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: عهد عهده إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يحفظه منا أحد، قال: "ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب". وسنده ضعيف، لضعف عليّ بن زيد، وهو ابن جُدْعان (انظر التقريب ص 401). وأخرجه الطبراني في الكبير (6/ 261)، وابن السُّنِّي في القناعة (ص 52)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 424) من طريق عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وحميد عن مُوَرِّق العِجلي، أن سعد بن مالك، وابن مسعود دخلا على سلمان يعودانه فبكى ... فذكره بنحوه. وأخرج ابن حبّان كما في الإحسان (2/ 45) واللفظ له، والطبراني في الكبير =
= (6/ 268)، وابن السُّنِّي في القناعة (ص 53)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 197) من طريق أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن عامر بن عبد الله، أن سلمان الخير حين حضره ... فذكره بنحوه. قال أبو حاتم: عامر هذا، عامر بن عبد قيس. قلت: عامر هذا لم أعرفه، وقد ذكر السيوطي هذا الحديث في الجامع الصغير، ورمز لحسنه (انظر فيض القدير 5/ 394). ويشهد لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ليكن بلاغكم من الدنيا كزاد الراكب" حديث خبّاب رضي الله عنه، مرفوعًا: "إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ". وسنده صحيح، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الماضي برقم (3185). وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
3205 - وقال أبو يعلى: حدّثنا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الهُذيل، عَنْ خبَّاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: [إن بني إسرائيل] (¬1) لما هلكوا، قصوا". ¬
3205 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإِسناد حسن، رجاله ثقات غير الأجلح بن عبد الله، وهو حسن الحديث. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 189)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون، واختلف في الأجلح الكِندي، وأكثر على توثيقه.
تخريجه: أخرجه أبو نُعيم في الحلية (4/ 362) من طريق أبي شعيب الحَرَّاني قال: ثنا عُبيد الله بن عمر به، بلفظه. قال أبو نُعيم: غريب من حديث الأجلح والثوري، تفرد به أبو أحمد. وأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 80) من طريق نصر بن عليّ، ومحمد بن بَكَّار العَيشي، وأبو نُعيم في الحلية (4/ 361)، ومن طريقه ابن الجوزي في القصاص والمذكِّرين (ص 343) من طريق الفضل بن سهل، ثلاثتهم: عن أبي أحمد الزبيري به، بلفظه. وحديث الطبراني هذا، ذكره ابن كثير في جامع المسانيد والسنن (2/ 615)، والسيوطي في تحذير الخواص (ص 176). وأخرجه محمَّد بن وَضَّاح في البدع (ص 28) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به، ولفظه: "إنما هلكت بنو إسرائيل حين قصوا". وأخرجه البزّار كما في الأحكام الكبرى لعبد الحق الإشبيلي (2/ 353) من =
= طريق شَريك عن أبي سنان، عن ابن أبي الهُذيل، عن خبَّاب، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن بني إسرائيل لما ضلوا، قصوا". قال عبد الحق: أبو سنان اسمه ضِرار بن مرة، وابن أبي الهُذيل، اسمه عبد الله، قال أبو بكر -يعني البزّار-: إسناد هذا الحديث إسناد حسن. وقال ابن القطان في بيان الوهم والإِيهام -خ- (1/ 209 أ): ولم يبين -أي عبد الحق- موضع علته، ورأيته لما ذكره في كتابه الكبير قال بعده: ابن أبي الهُذيل اسمه عبد الله، وأبو سنان اسمه ضِرار بن مرة، فهذا منه تصريح بأن الذي لأجله لا يحتج به عنده هو شَريك. قلت: شَريك بن عبد الله هو النَّخَعي، قال الحافظ: صدوق يخطئ كثيرًا (التقريب ص 266)، لكن طريق الباب تشهد له وتقويه، ولم يورده الهيثمي في "كشف الأستار عن زوائد البزّار"، فلعل البزّار أخرجه في غير المسند له، والله أعلم بالصواب.
3206 - وقال أبو بكر: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشي قال: اخْتَصَمَ قَوْمٌ فِي القَصَص، فحسَّنه قَوْمٌ وَكَرِهَهُ قوم، فأتوا أنس بن مالك رضي الله عنه، فذكروا له ذلك وسألوه، فقال: "بُعث رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- القتال، ولم يُبعث بالقَصَص".
3206 - الحكم عليه: أتوقف في الحكم على هذا الأثر؛ لجهالة الشيوخ الذين روى عنهم أبو أسامة؛ وفيه يزيد بن أبان، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 84 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة [بسند] ضعيف، لضعف يزيد الرَّقاشي وغيره.
تخريجه: قال السيوطي في تحذير الخواص (ص 195): أخرج المروزي عن يزيد الرَّقاشي قال: اخْتَصَمَ قَوْمٌ فِي القَصَص، فحسَّنه قَوْمٌ وَكَرِهَهُ قوم، فأتوا أنسًا، فذكروا ذلك له وسألوه، فَقَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لم يُبعث بالقَصَص". وقال في (ص 183): أخرج ابن عَدي عن الأعمش قال: اختلف أهل البصرة في القَصَص، فأتوا أبي بن مالك فسألوه: أكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقص؟ قال: "لا".
33 - باب كراهية تنجيد البيوت بالستور، والتبقر في التزين
33 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التزين 3207 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الخَطْمي، عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ قَالَ: دُعي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ إِلَى طَعَامٍ، فَلَمَّا جَاءَ، رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا فَقَعَدَ خَارِجًا يَبْكِي، فَقِيلَ له: ما يبكيك؟ فقال رضي الله عنه: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا شَيَّعَ جَيْشًا فَبَلَغَ عَقَبَةَ الْوَدَاعِ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ، وَأَمَانَتَكُمْ، وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ". فَرَأَى رَجُلًا ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ رَقَعَ بُرْدَةً لَهُ بقطعة فرو، فقال: فاستقبل مطلع الشمس، وقال هكذا بيده، ووصف (¬1) حَمَّادٌ بِيَدَيْهِ بِبَاطِنِ (¬2) الْكَفَّيْنِ وَمَدَّ يَدَيْهِ: "تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا -أَيْ أَقْبَلَتْ- حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ تقع عَلَيْنَا، وَيَغْدُو أَحَدُكُمْ فِي حُلة وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى، وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تَسْتُرُونَ الْكَعْبَةَ"، فَقَالَ عبد الله بن يزيد: أو لَا أَبْكِي، وَقَدْ رَأَيْتُكُمْ تَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تسترون الكعبة. * قلت: أخرج أبو داود، والنسائيُّ، قصة القول عند التوديع فقط [وإسنادهما] (¬3) حسن. ¬
3207 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح.
تخريجه: أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 93/ ب) قال: حدّثنا الحسن بن مثنى بن معاذ، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (7/ 272)، من طريق العباس الدوري، والذهبي في السير (21/ 436)، من طريق إسحاق الحربي، ثلاثتهم: عن عفان به، بلفظ قريب. ولفظ البيهقي: دُعي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ إِلَى الطَّعَامِ، فَلَمَّا جَاءَ، رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا فَقَعَدَ خَارِجًا وبكى، قال: فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا شَيَّعَ جَيْشًا فَبَلَغَ عَقَبَةَ الْوَدَاعِ، قَالَ: "أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دينكم، وأماناتكم، وخواتيم أعمالكم"، قال: فَرَأَى رَجُلًا ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ رَقَعَ بُرْدَةً له بقطعة قال: فاستقبل مطلع الشمس وقال هكذا، ومد يديه، ومد عفان يديه، وقال: "تطالعت عليكم الدنيا" ثلاث مرات أَيْ: أَقْبَلَتْ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ يَقَعُ عَلَيْنَا، ثم قال: "أنتم اليوم خير أم إذا غدت عليكم قصعة وراحت أخرى، وَيَغْدُوا أَحَدُكُمْ فِي حُلَّة وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى، وَتَسْتُرُونَ بيوتكم كما تستر الْكَعْبَةَ" فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: أَفَلَا أبكي وقد بقيت حتى تسترون بيوتكم كما تستر الكعبة. وأخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 352)، وعنه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 177)، قال: أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال، وأخرجه الحاكم (2/ 97)، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 42/ ب)، كلاهما: من طريق إسحاق بن الحسن الحربي، كلاهما: عن عفان به، وذكر قصة القول عند التوديع. ولفظ النسائيُّ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا شَيَّعَ جَيْشًا فَبَلَغَ عَقَبَةَ الْوَدَاعِ، قَالَ: "استودع الله دينكم، وأمانتكم، وخواتم أعمالكم". =
= وأخرجه أبو داود (3/ 34)، والمُحاملي في الدعاء (ص 90)، من طريق يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني، ثنا حماد بن سلمة، به، بلفظ قريب من لفظ النسائيُّ. وفي إسناد النسائيُّ: هلال بن العلاء، وفي إسناد أبي داود: يحيى بن إسحاق، وكلاهما صدوق (التقريب ص 576، 587)، ولذلك قال الحافظ هنا في المطالب: أخرج أبو داود والنسائيُّ قصة القول عند التوديع فقط، بإسنادهما حسن. وذكره البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (5/ 13)، عن محمَّد بن عبد الله الخُزاعي، عن حماد بن سلمة به، وذكر آخر الحديث بنحوه، وسقط من سنده عبد الله بن يزيد. ولفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أنتم اليوم خير أم إذا غدت على أحدكم قصعة، وراحت أخرى، وغدوتم في حُلَّة ورحتم في أخرى، ولتسترن بيوتكم كما تستر الكعبة" قال رجل: بل نحن يومئذ خير. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بل أنتم اليوم خير". ويشهد لأوله ما يلي: أخرج النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 353)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 165)، واللفظ له من طريق محمَّد بن عائذ قال: حدّثنا الهيثم بن حميد قال: حدّثنا المُطْعِم بن المِقْدام عن مجاهد قال: خرجت إلى العراق أنا ورجل معي فشيعنا عبد الله بن عمر، فلما أراد أن يفارقنا قال: إنه ليس معي شيء أعطيكما، ولكن سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا استودع الله شيئًا حفظه"، وإني أستودع الله دينكما، وأمانتكما، وخواتيم عملكما. وسنده حسن، محمَّد بن بن عائذ هو الدمشقي، صدوق رُمي بالقدر، وكذلك الهيثم بن حميد، والمُطْعِم بن المِقْدام صدوق (انظر التقريب ص 486، 577، 534). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 173)، من طريق أبي زُرعة، ثنا محمَّد بن عثمان التَّنُوخي، ثنا الهيثم بن حميد به، بلفظ قريب. وأخرجه أحمد (2/ 7) واللفط له، والترمذي (5/ 466) قال: حدّثنا =
= إسماعيل بن موسى الفَزاري، والنسائيُّ في الكبرى (5/ 250) قال: أخبرنا محمَّد بن عُبيد بن محمَّد، والمُحاملي في الدعاء (ص 84)، ومن طريقه المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 133) قال: حدّثنا خلاد بن أسلم الصفار، أربعتهم: عن سعيد بن خُثيم، ثنا حنظلة عن سالم بن عبد الله قال: كان أبي: عبد الله بن عمر إذا أتى الرجل وهو يريد السفر قال له: ادن حتى أودعك الله، كما كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يودعنا، فيقول: "استودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث سالم. قلت: استغربه الترمذي؛ لأنّ إسحاق بن سليمان، والوليد بن مسلم، روياه عن حنظلة، عن القاسم بن محمَّد بدلًا من سالم، عن ابن عمر، أخرجه الحاكم (1/ 442، 2/ 97). وقال الحاكم في الموضعين: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. قلت: ويحتمل أن يكون لحنظلة فيه شيخان. وسعيد بن خُثيم، قال الحافظ: صدوق رُمي بالتشيع، له أغاليط (التقريب ص 235) فالحديث لأجله ضعيف. ويشهد لآخره الحديث السابق برقم (3157)، وما ذُكر في تخريجه، وبالله التوفيق.
34 - باب كراهية التبختر في المشي
34 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْي (122) فِيهِ حَدِيثُ أبي الحَجّاج الثُّمالي رضي الله عنه الآتي إن شاء الله تعالى فِي آخِرِ الْكِتَابِ، فِي بَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ (¬1). ¬
35 - باب ذم الشح
35 - باب ذم الشح 3208 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عَمرو (¬2) بْنُ الحُصين، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مَحَقَ (¬3) الإِسلام مَحْقَ الشُّحِّ شَيْءٌ". ¬
3208 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لحال عَمرو بن الحُصين، وفيه علي بن أبي سارة، وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 242)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط" وفيه عَمرو بن الحُصين، وهو مجمع على ضعِّفه. وذكره الهيثمي أيضًا (1/ 102)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه علي بن أبي سارة، وهو ضعيف.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 209). وأخرجه ابن عَدي (5/ 202) عن المصنِّف بلفظه، وزاد في آخره: "قط". =
= وأخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 402) قال: حدّثنا إبراهيم، وتمام في الفوائد (2/ 272) من طريق محمد بن معاذ، كلاهما: عن عَمرو بن الحُصين به بلفظه، وبلفظ قريب عند ابن عَدي. ولفظه: "ما محق الإِسلام شيئًا محق الشح". قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلّا علي بن أبي سارة، تفرد به عَمرو بن الحُصين. وفي الباب ما أخرجه أحمد (3/ 323)، ومسلم (4/ 1996) واللفظ له عن جابر بن عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم".
3209 - وقال مُسَدَّد: حدّثنا خَالِدٌ، ثنا (¬1) حُصين عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: "إِذَا كَانَ جَوْفُ اللَّيْلِ، اطَّلَعَ مَلَكٌ فَقَالَ (¬2): سَبِّحُوا المَلِكَ الْقُدُّوسَ. ثُمَّ يَطَّلِعُ (¬3) مَلَك آخَرُ فَيَقُولُ: سَبِّحُوا المَلِكَ الْقُدُّوسَ. فَعِنْدَ ذَلِكَ (¬4) تُحَرِّكُ الطَّيْرُ أَجْنِحَتَهَا، ثُمَّ يَطَّلِعُ مَلَكٌ آخَرُ فَيَقُولُ: يَا بَاغِيَ الخير! هلم. ثُمَّ يَطَّلِعُ مَلَكٌ آخَرُ فَيَقُولُ: يَا بَاغِيَ الشر! أقصر. ثم يَطَّلِعُ آخَرُ فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِمُنْفِقٍ خَلْفًا، ثُمَّ يَطَّلِعُ آخر فيقول: اللهم اجعل لممسك تلفًا". ¬
3209 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 91 ب) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد مقطوعًا.
تخريجه: أخرجه هنَّاد (1/ 339) من طريق منصور عن مجاهد به، ببعضه. ولفظه: "ما من صباح إلَّا وملكان موكلان يقولان: يا طالب الخير!، أقبل، ويا طالب الشر! أقصر، وملكان موكلان يقولان: سبحان القدوس، وملكان موكلان بالصور. وذكره القرطبي في التذكرة في أحوال الموتى (ص 225) عن هنَّاد به. ورجاله ثقات. وأخرجه هنَّاد أيضًا (2/ 448) بإسناده السابق، وذكر الفِقْرة الثانية من لفظ =
= الباب، ولفظه: "ما من صباح إلَّا وملكان موكلان يقولان: يا طالب الخير! أقبل، ويا طالب الشر! أقصر!. ويشهد لبعضه ما يلي: أخرج وكيع (2/ 669)، وعنه هنَّاد (1/ 339)، ومن طريقه الحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 378)، قال: حدّثنا الأعمش عن مجاهد، ثنا عبد الله بن ضَمْرة، عن كعب قال: ما من صباح إلّا وملكان يناديان: يا باغي الخير! هلم، ويا باغي الشر! أقصر، وملكان يناديان: سبحان الملك القدوس، وملكان موكلان بالصور، ينتظران حتى يؤمرا فينفخا". ورجاله ثقات. وأخرج معمر في الجامع (10/ 444) من طريق مجاهد قال: "إذا أخفقت الطير باجنحتها -يعني السحر- نادى مناد: يا باغي الخير! هلم، ويا فاعل الشر! انته، هل من مستغفر يغفر له، هل من تائب يتاب عليه، قال: ثم ينادي: اللهم أعط منفقًا خلفًا، وأعط ممسكا تلفا، حتى الصبح". ورجاله ثقات. ويشهد للفِقْرة الأولى ما يلي: أخرج عبد بن حميد في المنتخب (1/ 148)، ومن طريقه الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 390)، وأخرج الترمذي (5/ 526) واللفظ له، وأبو يعلى (2/ 45)، وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 26)، وأبو نُعيم في تاريخ أصبهان (2/ 95) من طريق موسى بن عُبيدة عن محمد بن ثابت، عن أبي حَكيم مولى الزبير، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ صباح يصبح العباد فيه، إلَّا ومناد ينادي: سبحان الملك القدوس". قال الترمذي: هذا حديث غريب. وقال الحافظ: هذا حديث غريب، أخرجه الترمذي ... وموسى بن عُبيدة =
= ضعيف، وأبو حَكيم بفتح أوله، لا يعرف اسمه ولا حاله. قلت: ومحمد بن ثابت مجهول، قاله الحافظ (التقريب ص 471). ويشهد للفِقْرة الثالثة، ما يلي: أخرج البخاريُّ (فتح 3/ 304) واللفظ له، ومن طريقه البغوي في شرح السُنَّة (6/ 155) من طريق أبي الحُباب، ومسلم (2/ 700) من طريق سعيد بن يسار، كلاهما: عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلَّا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفًا". كما يشهد له حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، مرفوعًا: "ما طلعت الشمس قط إلّا بعث الله عَزَّ وَجَلَّ بجنبها ملكان يناديان، يسمعان الخلائق كلها إلَّا الثقلين: اللهم عجل لمنفق خلفًا، وأعط ممسكا تلفًا ... ". وإسناده حسن، وقد تقدم ذكره في شواهد الحديث الماضي برقم (3186)، وبالله التوفيق، لا إله إلَّا هو.
3210 - وقال أبو بكر: حدّثنا يحيى بن إسحاق، ثنا يحيى بن أيوب عن أبي عبد الله الأسدي قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَعْ مَا يَريبك إِلَى مَا لَا يَريبك".
3210 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لجهالة أبي عبد الله الأسدي. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 152)، ثم قال: رواه أحمد، وأبو عبد الله الأسدي لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: أخرجه أحمد (3/ 153) قال: ثنا يحيى بن إسحاق قال: أخبرني أبو عبد الله الأسدي به، بلفظه. وأخرجه ابن عَدي (1/ 203) قال: حدّثنا أحمد بن هارون، حدّثنا حَدَقة بن داود بن حَدَقة الحَرَّاني، حدّثنا أبو قتادة، حدّثنا مُعان بن رِفاعة عن عبد الوهاب بن بُخت، عن أنس بن مالك مرفوعًا بلفظه. وسنده ضعيف جدًا، أحمد بن هارون هو أبو جعفر البلوي، قال الذهبي في المغني (1/ 62): كذاب متهم. وحَدَقة لم أجد له ترجمة، وأبو قتادة هو عبد الله بن واقد الحَرَّاني، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 328). ومُعان بن رِفاعة ضعيف، قال الحافظ: لين الحديث كثير الإرسال (التقريب ص 537). ورُوي عن أنس رضي الله عنه، موقوفًا، أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 523، 526) واللفظ له، وأحمد (3/ 112) من طريق المختار قال: سألت أنسًا عن القارورة والرصاص، فقال: "لا بأس بهما". فقلت: إن الناس يقولون، قال: "فدع ما يَريبك إلى ما لا يَريبك". وسنده صحيح، رجاله كلهم ثقات. =
= وبشهد للفظ الباب ما يلي: 1 - حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما: أخرجه الطيالسي (ص 163) واللفظ له، ومن طريقه أبو نُعيم في تاريخ أصبهان (1/ 44)، وأخرجه أحمد (1/ 200)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 333) قال: ثنا يحيى بن سعيد، وأخرجه الدارمي (2/ 319) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، والترمذي (4/ 576)، والنسائيُّ (8/ 327)، ومن طريقه البغوي في شرح السُّنَّة (8/ 16) من طريق عبد الله بن إدريس، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 52) من طريق مُؤمَّل بن إسماعيل، والحاكم (2/ 13، 4/ 99) من طريق يزيد بن زُريع، ورَوْح بن عبادة، سبعتهم: عن شعبة قال: أخبرني بُريد بن أبي مريم قال: سمعت أبا الحوراء قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنهما: ما تذكر مِنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: كان يقول: "دَعْ مَا يَريبك إِلَى مَا لَا يَريبك، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم في الموضع الأوّل: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وسكت الحاكم في الموضع الثاني، وقال الذهبي: سنده قوي. قلت: إسناد الطيالسي صحيح، رجاله كلهم ثقات، ووقع عنده، وعند ابن حبّان، والحاكم: يزيد بن أبي مريم، وعند الحاكم، والبغويُّ: عن أبي الجوزاء، الأوّل بالياء المثناة، والثاني بالجيم والزاي المعجمتين، وإنما الصواب: بُريد، بباء موحدة، عن أبي الحوراء، بالحاء والراء المهملتين، كما تقدم، وهكذا ضبطه ابن ماكولا في الإكمال (1/ 227، 3/ 166). وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 75)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (8/ 264)، وأخرجه الحاكم (2/ 13) من طريق الحسن بن عُبيد الله عن بُريد بن أبي مريم به. =
= وأخرجه عبد الرزاق (3/ 117)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (3/ 76)، وأخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ص 75) من طريق عبد الحميد الحِمَّاني، كلاهما: عن الحسن بن عمارة قال: أخبرني بُريد بن أبي مريم به. وأخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (1/ 193)، ومن طريقه أبو نُعيم في أخبار أصبهان (1/ 45) من طريق محمَّد بن عبد الوهاب، عن الحسن بن علي مرفوعًا. وحديث الحسن بن علي هذا ذكره الشيخ الألباني في الإرواء (1/ 44)، وقال: إسناده صحيح. 2 - حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أخرجه الرامهرمزي في الأمثال (ص 16) واللفظ له، والطبراني في الصغير (ص 51)، قالا: حدّثنا أحمد بن محمَّد الشافعي، ثنا عمي إبراهيم بن محمَّد الشافعي، ثنا عبد الله بن رجاء المكي عَنْ عُبيد اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "الحلال بيّن والحرام بيّن، فدع ما يَريبك إلى ما لا يَريبك". قال الطبراني: لم يروه عن عُبيد الله بن عمر إلَّا عبد الله بن رجاء، وقد رواه أيضًا عبد الله بن رجاء، عن عبد الله بن عمر. قلت: شيخ المصنِّفَين لم أقف عليه، وباقي رجال الإسناد ثقات، وقال أحمد: هذا منكر كما في الميزان (2/ 421). وأخرجه الطبراني في الصغير (ص 122) واللفظ له، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 386)، وأخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ص 76)، وأبو نُعيم في الحلية (6/ 352)، وفي أخبار أصبهان (2/ 243)، والخطيب أيضًا (2/ 220) من طريق عبد الله بن أبي رُومان الإِسكندراني، حدّثنا عبد الله بن وهب، حدّثنا مالك بن أنس عن نافع به. =
= قال الطبراني: لم يروه عن مالك إلّا ابن وهب، تفرد به عبد الله بن رُومان. وقال أبو نُعيم: غريب من حديث مالك، تفرد به ابن أبي رُومان عن ابن وهب. وقال الخطيب: غريب من حديث مالك، لا أعلم رُوي إلَّا من هذا الوجه. قلت: سنده ضعيف، لضعف عبد الله بن أبي رُومان، قال الذهبي: ضعَّفه غير واحد (المغني 1/ 338). وذكره الشيخ الألباني في الإرواء (1/ 44)، ثم قال: وهو ضعيف -أي ابن أبي رُومان- وبقية رجاله ثقات. وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 387)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 332) من طريق محمَّد بن عبد بن عامر، حدّثنا قُتيبة، حدّثنا مالك به، ولفظه: "دَعْ مَا يَريبك إِلَى مَا لَا يَريبك، فإنك لن تجد فقد شيء تركته لله عز وجل". قال الخطيب: وهذا الحديث باطل عن قُتيبة، عن مالك، وإنما يُحفظ عن عبد الله بن أبي رُومان الإِسكندراني، عن ابن وهب، عن مالك، تفرد واشتهر به ابن أبي رُومان، وكان ضعيفًا. قلت: سنده هالك، فيه محمَّد بن عبد، هو السمرقندي، قال الذهبي: كان يضع الحديث (المغني 2/ 610). 3 - حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه: أخرجه أبو يعلى (13/ 476)، والطبراني في الكبير (22/ 78)، وأبو الشيخ في الأمثال (ص 74) واللفظ له من طريق عُبيد بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِي المَليح الهُذلي، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأسقع قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَعْ مَا يَريبك إِلَى مَا لَا يَريبك، وإن أفتاك المفتون". ولفظ أبي يعلى، والطبراني بأطول من هذا اللفظ. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 294)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني، وفيه عُبيد بن القاسم، وهو متروك. قلت: وهو كما قال، وقد وهم محقق معجم الطبراني الكبير، فأثبت في الإسناد: عَبْثَر بن القاسم، ثم قال في الحاشية: وقد أعلّه في المجمع (10/ 294) بعَبْثَر بن القاسم وقال: هو متروك، وتحرف عَبْثَر إلى عُبيد في المجمع والأصل أيضًا. قلت: وفيه العلاء بن ثعلبة، قال الذهبي: مجهول (المغني 2/ 439). وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
36 - باب فضل من أحب لقاء الله تعالى
36 - باب فضل من أحب لقاء اللَّهِ تَعَالَى 3211 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سفيان عن عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى وَهُوَ فِي جَنَازَةٍ، وَذَلِكَ أول يوم عرفته فيه، سمعته يقول: [ثنا فُلَانٌ] (¬1) رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "من أحب لقاء الله عَزَّ وَجَلَّ، أحب الله تعالى لقاءه، ومن كره لقاء الله تعالى كره الله عَزَّ وَجَلَّ لقاءه". فبكى القوم. فقالوا (¬2): يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيُّنَا لَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَسْتُ ذَلِكَ أَعْنِي، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) (¬3)، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89)} (¬4). فَإِذَا كَانَ عِنْدَ ذَلِكَ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ تعالى، والله عَزَّ وَجَلَّ لِلِقَائِهِ أَحَبُّ، {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93)}. فإذا كان كذلك، كره لقاء الله تعالى، والله عَزَّ وَجَلَّ للقائه أكره". ¬
3211 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، وعطاء بن السائب وإن كان قد =
= اختلط، إلّا أن رواية سفيان بن عيينة عنه كانت قبل الاختلاط. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 320)، ثم قال: رواه أحمد، وعطاء بن السائب فيه كلام.
تخريجه: أخرجه الإمام أحمد (4/ 259) قال: ثنا عفان، ثنا همّام، ثنا عطاء بن السائب به، بلفظ قريب. ولفظه: كان أول يوم عرفت فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى، رأيت شيخًا أبيض الرأس واللحية على حمار وهو يتبع جنازة، فسمعته يقول: حدثني فلان بن فلان، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لقاءه". قال فأكب القوم يبكون. فقال: "ما يبكيكم؟ " فقالوا: إنَّا نكره الموت. قال: "ليس ذلك، ولكنه إذا حضر: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89)}. فإذا بشِّر بذلك، أحب لقاء الله، والله لِلِقَائِهِ أَحَبُّ، {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93)}. قال عطاء: وفي قراءة ابن مسعود: ثم تصلية جحيم. فإذا بشِّر بذلك، يكره لقاء الله، والله للقائه أكره". ويشهد للفظ الباب ما يلي: 1 - حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا: أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 357)، ولفظه: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ". قالت عائشة -أو بعض أزواجه-: إنا لنكره الموت. قال: "ليس ذلك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت، بشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر، بشِّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه". 2 - حديث عائشة مرفوعًا: أخرجه مسلم (4/ 2065)، والترمذي (3/ 379)، والنسائيُّ (4 ج 10)، وابن ماجه (2/ 1425). =
= ولفظ مسلم: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ"، فقلت: يا نبي الله! أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت. فقال: "ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشِّر برحمة الله ورضوانه وجنّته أحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشِّر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله، وكره الله لقاءه". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، 3 - حديث أبي هريرة مرفوعًا: أخرجه مسلم (4/ 2066)، والنسائيُّ (4/ 9). ولفظ مسلم: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ". قال فأتيت عائشة فقلت: يا أم المؤمنين! سمعت أبا هريرة يذكر عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حديثًا. إن كان كذلك فقد هلكنا. فقالت: إن الهالك من هلك بقول رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَا ذاك؟ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ"، وليس منا أحد إلّا وهو يكره الموت. فقالت: قد قاله رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَيْسَ بالذي تذهب إليه. ولكن إذا شخص البصر، وحشرج الصدر، واقشعر الجلد، وتشنّجت الأصابع. فعند ذلك، مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ، كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ.
37 - باب التحذير من الرياء، والدعاء بما يذهبه
37 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالدُّعَاءِ بِمَا يُذْهِبُهُ 3212 - [1] قال إسحاق: أخبرنا جَرِيرٌ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُليم، عمَّن حَدَّثَهُ عَنْ مَعْقِل بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ أبو بكر الصديق رضي الله عنه وَشَهِدَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ الشِّرْكَ، فَقَالَ: "هُوَ أَخْفَى (¬1) فِيكُمْ من دبيب النمل". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ (¬2)، هَلِ الشِّرْكُ إلَّا أَنْ يُجعل مع الله إلهًا آخر؟ فقال-صلى الله عليه وسلم-: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ (¬3) مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، وَسَأَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ صِغَارُ الشِّرْكِ وَكِبَارُهُ، أَوْ صَغِيرُ الشِّرْكِ وَكَبِيرُهُ، قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وأستغفرك لما لا أعلم" (¬4). * قُلْتُ: لَيْثٌ ضَعِيفٌ؛ لِسُوءِ حِفْظِهِ وَاخْتِلَاطِهِ، وَشَيْخُهُ مبهم. ¬
3212 - [1] الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد، فيه علتان: 1 - ضعف ليث بن أبي سُليم. 2 - جهالة التابعي. وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (1/ 28 ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بسند ضعيف، وكذا أبو يعلى، فذكره عنه، وزاد في آخره: "والشرك أن يقول أعطاني الله وفلان، والند أن يقول الإنسان: لولا فلان، لقتلني فلان"، ورواه أبو يعلى أيضًا من حديث حذيفة. قلت: لم يروه أبو يعلى عن إسحاق بن راهويه، وإنما رواه عن إسحاق بن أبي إسرئيل، وهو الطريق القادم برقم (2).
تخريجه: أخرجه أبو بكر المروزي في مسند الصديق (ص 55) قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، والحكيم الترمذي: كما في تفسير القرطبي (11/ 71) من طريق الحمّاني، كلاهما: عن جرير، به بنحوه. ولفظ المروزي: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الشرك، فقال: "هو فيكم أخفى من دبيب النمل، فسأدلك عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتَهُ، ذَهَبَ عَنْكَ صِغَارُ الشرك وكباره، أو صغير الشرك وكبيره"، وقال: "قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ". يقولها ثلاث مرات. وأخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 154) من طريق عبد الواحد قال: حدّثنا ليث، به بنحوه. ورواه ابن جُريج عن ليث، عن أبي محمَّد، عن حذيفة بن اليمان، عن أبي بكر الصديق مرفوعًا وهو الطريق القادم برقم (2). وخالف ابن جُريج: عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي، فرواه عَنْ لَيْثٍ، عَنْ =
= أبي محمَّد، عن مَعْقِل بن يسار، عن أبي بكر الصديق مرفوعًا. وهو الطريق الثالثة. ورواه ابن فضيل عن ليث، عن مجاهد، عن أبي بكر الصديق مرفوعًا، أخرجه هناد (2/ 434)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 339). ولفظ هناد: "الشرك أخفى من دبيب النمل في أهل القبلة". قال: يا رسول الله! كيف أقول؟ قال: "قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بك وأنا أعلم، أو أشرك بك وأنا لا أعلم. وأعوذ بك من شر ما تعلم". وضعَّفه ابن الجوزي لِإرسال مجاهد، وللاضطراب الذي حصل في رواية هذا الحديث .. ورُوي من غير طريق ليث بن أبي سُليم، فرواه شيبان بن فَرُّوخ عن يحيى بن كثير، عن سفيان الثوري، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم، عن أبي بكر الصديق مرفوعًا. أخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 130) قال: أخبرنا السَّخْتِياني، وابن عَدي (7/ 240) قال: ثنا عبدان، ويحيى بن محمَّد البَخْتَري، وأبو نُعيم في الحلية (7/ 112) من طريق يحيى بن محمَّد البَخْتَري، ثلاثتهم: عن شيبان، به بنحوه. ولفظ ابن حبّان: "الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا". قال أبو بكر: فقلت يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، فما المخرج من ذلك؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "يا أبا بكر، ألا أعلمك شيئًا إذا قلته، برئت من قليله وكثيره؟ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بك وأنا أعلم، وأستغفرك مما لا أعلم". قال ابن عَدي: وهذا عن الثوري، ليس يرويه غير يحيى بن كثير. وقال أبو نُعيم: تفرد به عن الثوري: يحيى بن كثير. قلت: إسناده ضعيف، فيه يحيى بن كثير، وهو أبو النضر، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 595) ومن هذه الطريق أخرجه أبو القاسم البغوي: كما في تفسير ابن كثير (2/ 513). =
= ورواه شيبان، عن بحر بن كَنيز، عن سفيان الثوري، به. أخرجه الأصبهاني في الترغيب (1/ 114) من طريق محمد بن الفضل القُسْطاني، أنا شيبان، به بنحوه. وسنده ضعيف، فيه بحر بن كَنيز، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 120). ولحديث الباب شواهد كما يلي: 1 - حديث أبي موسى الأشعري: أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 337) واللفظ له، وأحمد (4/ 403)، والبخاري تعليقًا في التاريخ الكبير (8/ كنى 58) من طريق عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي علي، رجل من بني كأهل قال: خطبنا أبو موسى الأشعري فقال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذات يوم فقال: "أيها الناس! اتقوا هذا الشرك؛ فإنه أخفى من دبيب النمل"، فقال له من شاء أن يقول: وكيف نتقيه، وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؛ قال: "قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئًا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلم". وذكره المنذري في الترغيب (1/ 76)، ثم قال: رواه أحمد، والطبراني، ورواته إلى أبي علي محتج بهم في الصحيح. أبو علي وثقه ابن حبّان، ولم أر أحدًا جرّحه ... أهـ. ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 223). 2 - حديث عائشة: أخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 217)، والحاكم (2/ 291) واللفظ له، وأبو نُعيم في الحلية (8/ 368، 9/ 253)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 338) من طريق عبد الأعلي بن أعين عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "الشرك أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء، وأدناه أن تحب على شيء من الجور، وتبغض على شيء من العدل، وهل الدين إلَّا الحب والبغض. قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}. =
= قال البزّار: لا نعلمه يُروى عن عائشة إلّا بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: عبد الأعلى، قال الدارقطني: ليس بثقة. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبّان: عبد الأعلى يروي عن يحيى بن أبي كثير ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال الدارقطني: ليس بثقة. قال: والحديث ليس بثابت. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 223) ثم قال: رواه البزّار، وفيه عبد الأعلي بن أعين، وهو ضعيف. أهـ.
3212 - [2] وقال أبو يعلى: حدّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنِ ابْنِ جُريج، في قوله تعالى: {[أَمْ جَعَلُوا] (¬1) لِلَّهِ (¬2) شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ} (¬3): أخبرني ليث ابن أَبِي سُليم عَنْ أَبِي محمَّد، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إما حضر ذلك حذيفة رضي الله عنه مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَإِمَّا أخبره أبو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: فذكره. ¬
3212 - [2] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد، فيه علتان: 1 - ليث بن أبي سُليم، وهو ضعيف. 2 - جهالة الراوي عن حذيفة. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 224)، ثم قال: رواه أبو يعلى من رواية ليث بن أبي سُليم عن أبي محمَّد، عن حذيفة، وليث مدلس، وأبو محمَّد إن كان هو الذي روى عن ابن مسعود، أو الذي روى عن عثمان بن عفان، فقد وثَّقه ابن حبّان، وإن كان غيرهما، فلم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 23 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي واللفظ له، بسند فيه ليث بن أبي سُليم، والجمهور على ضعفه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 60). ولفظه: "الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل". قال: قلنا: يا رسول الله! وهل الشرك إلّا ما عُبد من دون الله، أو دُعي مع =
= الله؟ شك عبد الملك، قال:"ثكلتك أمك يا صِدِّيق، الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل. ألا أخبرك بقول يذهب صغاره وكباره -أو صغيره وكبيره-؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: "تقول كل يوم ثلاث مرات: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم، والشرك أن يقول: أعطاني الله وفلان، والند أن يقول الإنسان: لولا فلان قتلني فلان". وذكره الهيثمي في المقصد العلي (ق 158/ أ). وأخرجه عن المصنِّف: ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 104)، وفيه: عن أبي مِجْلَز. وهو تحريف، والصواب: عن أبي محمَّد. وأخرجه أبو بكر المروزي في مسند الصديق (ص 53)، قال: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، به بلفظ قريب. ويشهد لآخر اللفظ ما يلي: أخرج الطيالسي (ص 57) واللفظ له، ومن طريقه أبو داود (4/ 295)، وأخرج أحمد (5/ 384، 394، 398)، من حديث حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله وحده". وإسناده صحيح.
3212 - [3] وحدثنا (¬1) عَمرو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ [عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُليم] (¬2)، عَنْ أَبِي محمَّد، عن مَعْقِل بن يسار قال: شَهِدْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَعَ أبي بكر رضي الله عنه أو حدثني أبو بكر رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ (¬3) مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ". ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬4): "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى ما يذهب عنك صغير ذلك وَكَبِيرُهُ، قُلِ (¬5): اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أعلم". ¬
3212 - [3] الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لحال عَمرو بن الحصين فهو متروك. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 224)، ثم قال: رواه أبو يعلى عن شيخه عَمرو بن الحصين العُقيلي، وهو متروك.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 61)؛ وسبق تخريجه مفصلًا في الطريقين السابقين برقم (1) و (2).
3212 - [4] حَدَّثَنَا (¬1) مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ [حَيَّانَ] (¬2)، ثنا روح بن [أسلم] (¬3)، وفهد قالا (¬4): ثنا عبد العزيز، به (¬5). ¬
3212 - [4] الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد فيه علل: موسى بن فحمد، وروح بن أسلم، وفهد بن حيان، وليث بن أبي سُليم، وكلهم ضعاف، وفيه أبو محمَّد لم أعرفه.
تخريجه: هو مسند أبي يعلى (1/ 62) بلفظين متقارين. ولفظه الأوّل: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ"، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا يُذْهِبُ عنك صغير ذلك وَكَبِيرُهُ؟ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك مما لا أعلم". ولفظه الثاني: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ"، فقال أبو بكر: وهل الشرك إلّا من دعا مع الله إلهًا آخر؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ"، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا يُذْهِبُ عَنْكَ صغير ذلك وَكَبِيرُهُ؟ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك مما لا أعلم". وسبق تخريجه مفصلًا، والله الموفق، لا إله غيره.
3213 - وقال إسحاق: أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الهَجَري عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عن عبد الله رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَحْسَنَ صَلَاتَهُ حَيْثُ [يَرَاهُ] (¬1) النَّاسُ، وَأَسَاءَهَا إِذَا خَلَا، فَإِنَّمَا ذَلِكَ اسْتِهَانَةٌ يَسْتَهِينُ بها ربه". * هذا حديث حسن. ¬
3213 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، آفته إبراهيم بن مسلم الهَجَري، وهو ضعيف. وذكره ابن القطان في بيان الوهم والإيهام -خ- (1/ 105 أ)، وضعَّفه لوجود إبراهيم بن مسلم الهَجَري. وذكره المنذري في الترغيب (1/ 67)، ثم قال: رواه عبد الرزاق في كتابه، وأبو يعلى، كلاهما: من رواية إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الهَجَري عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عنه، ورواه من هذه الطرق ابن جرير الطبري مرفوعًا أيضًا، وموقوفًا على ابن مسعود، وهو أشبه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 221)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه إبراهيم بن مسلم الهَجَري، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 28 ب). مختصر، ثم قال: رواه إسحاق، وأبو يعلى، بإسناد حسن. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورمز لضعفه (فيض القدير 6/ 37). وقال الحافظ هنا في المطالب: هذا حديث حسن. أهـ. قلت: أما لذاته، فلا، وأما لغيره، فنعم. =
= تخريجه: أخرجه المروزي محمَّد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 855) من طريق المصنِّف. وأخرجه عبد الرزاق (2/ 369) عن الثوري، وأبو يعلى (9/ 54) من طريق محمَّد بن دينار، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 304، 305) من طريق علي بن مُسْهِر، وابن فضيل، وعلي بن عاصم الواسطي، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (2/ 290)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 803)، كلاهما: من طريق زائدة، جميعهم: عن إبراهيم بن مسلم الهَجَري به، بلفظ قريب. ولفظ عبد الرزاق: "من أحسن الصلاة حيث يراه الناس، ثم أساءها حين يخلو، فتلك استهانة استهان بها ربه". ورُوي عن عبد الله رضي الله عنه، موقوفًا، وهو أشبه، كما قال المنذري في الترغيب (1/ 67)، أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 481) قال: حدّثنا أبو الأحوص، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 855) من طريق إسرائيل، والطبري في تهذيب الآثار مسند عمر (2/ 119) قال: حدّثنا أبو كُريب المُحاربي، ثلاثتهم: عن أبي إسحاق إبراهيم بن مسلم الهَجَري به، بمعناه. ولفظ ابن أبي شيبة: "من صلَّى صلاة والناس يرونه، فليصل إذا خلا مثلها، وإلاّ، فإنما هي استهانة يستهين بها ربه". ويشهد لحديث الباب ما يلي: 1 - ما رُوي عن حذيفة موقوفًا: أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 481) قال: حدّثنا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عن حذيفة بمعناه. وأخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 855) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق، عن صِلَة، عن حذيفة قال: "من صلَّى صلاة والناس ينظرون إليه، فإذا خلا، فليصل مثلها، فإن لم يفعل، فإنها استهانة يستهين بها ربه، ألا يستحْيى أن =
= يكون الناس أعظم في عينه من الله تعالى". وأبو إسحاق هو إبراهيم بن مسلم الهَجَري. 2 - حديث جابر بن عبد الله: أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 290) من طريق أبي خالد الأحمر عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجْرة، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ محمود بن لَبيد، عن جابر بن عبد الله رضي الله عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال: "أيها الناس، إياكم وشرك السرائر". قالوا: يا رسول الله، ما شرك السرائر؟ قال: "يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدًا، لما يرى من نظر الناس إليه، فذاك شرك السرائر". وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة (2/ 481) قال: ثنا أبو خالد الأحمر به، بلفظ قريب، لكن جعله من مسند محمود بن لَبيد رضي الله عنه. وهذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لوجود أبي خالد الأحمر، وهو سُليمان بن حيان، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 250). 3 - حديث أبي هريرة: أخرجه الإِمام مسلم (1/ 319) بسنده عن أبي هريرة قال: صلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يوما، ثم انصرف فقال: "يا فلان، ألا تحسن صلاتك، ألا ينظر المصلي إذا صلَّى كيف يصلي؛ فإنما يصلي لنفسه، إني والله لأُبصر من ورائي، كما أُبصر من بين يدي". وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
3214 - أخبرنا (¬1) الفضل بن موسى، ثنا الجُعيد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ السَّائِبِ بن يزيد، فجاءه الزبير بن سهل (¬2) بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم وَفِي وَجِهِهِ أَثَرُ السُّجُودِ، فَقَالَ: "مَنْ هَذَا؟ "، فَقُلْنَا: الزُّبَيْرُ بْنُ سَهْلٍ (2)، فَقَالَ: "وَاللَّهِ مَا هذا بسيما التي سماه الله عزّ وجل وَلَقَدْ سَجَدْتُ عَلَى وَجْهِي مُنْذُ (¬3) ثَمَانِينَ سَنَةً، فَمَا أثَّر السُّجُودُ بَيْنَ عَيْنَيَّ". * هَذَا إِسْنَادٌ صحيح موقوف. ¬
3214 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح موقوف رجاله ثقات، كما قال الحافظ هنا في "المطالب". وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 107)، ثم قال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 28/ ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بسند صحيح موقوف.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 158)، من طريق عَبْدَة بن عبد الرحيم المروزي، ثنا الفضل بن موسى، به، بلفظ قريب. ولفظه: قال الجُعيد: كنت عند السائب بن يزيد، إذ جاءه الزُّبَيْرُ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف وفي وجهه أثر السجود، فلما رآه قال: "من هذا؟ " قيل: الزبير، قال: "لقد أفسد هذا وجهه، أما والله ما هي السيماء التي سماها الله، ولقد صليت على وجهي ثمانين سنة، ما أثَّر السجود بين عيني".
3215 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، هُوَ ابْنُ هَارُونَ، أنا الْفَرَجُ بْنُ فَضالة، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ جَبَلَة اليَحْصُبي قَالَ: كُنَّا مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، فكان فيما حدّثنا أن قال (¬1): أَنَّ قَائِلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: يَا رَسُولَ الله! ما النجاة غدًا؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تخادع الله تعالى" قال: وكيف يُخادَع الله عزّ وجل؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَنْ تَعْمَلَ بِمَا أَمَرَكَ اللَّهُ بِهِ تُرِيدُ بِهِ غَيْرَهُ، فَاتَّقُوا الرِّيَاءَ، فَإِنَّهُ الشِّرْكُ باللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ الْمَرَائِيَّ يُنادى بِهِ يَوْمَ القيامة على رؤوس الخلائق بأربعة أسماء: يا فاجر، يا كافر، يَا خَاسِرُ، يَا غَادِرُ، ضَلَّ عَمَلُكَ، وَبَطَلَ أجرك، فلا خلاق لك اليوم عند الله تعالى فالتمس أَجْرَكَ مِمَّنْ كُنْتَ تَعْمَلُ لَهُ يَا مُخَادِعُ"، قال: فقلت لَهُ: [آللَّهُ] (¬2) الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-؟ فقال: والله الذي لا إله إلّا هو؛ لأنا سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إِلَّا أَنْ يَكُونَ شَيْئًا لَمْ أتعمده. قال يزيد: وأظنه قَرَأَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} (¬3) ... الآية [الكهف: 110]، وَ {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} (¬4) ... الآية [النساء: 142]. ¬
3215 - الحكم عليه:
الحكم على هذا الحديث متوقف على معرفة حال أبي الحسن وشيخه جَبَلَة، حيث لم أر من ترجم لهما، وفيه الفرج بن فَضالة، وهو ضعيف. وقال العراقي: أخرجه ابن أبي الدنيا من رواية جَبَلَة اليَحْصُبي عن صحابي لم =
= يسمّ ... وإسناده ضعيف (المغني مع الإحياء 3/ 294). وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 29 أ) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع.
تخريجه: قال أبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 11): أخبرني الثقة بإسناده عن جَبَلَة اليَحْصُبي، فذكره بلفظ قريب. وذكر بعضه الديلمي كما في الفردوس (4/ 484)، عن أبي هريرة. ولفظه: "المرائي يُنادى به يوم القيامة على رؤوس الخلائق بأربعة أسماء: يا كافر، يا فاجر، يا خائن، يا غادر، ضلَّ عملك، وبطل أجرك، ولا خلاق لك اليوم عند الله، فالتمس أَجْرَكَ مِمَّنْ كُنْتَ تَعْمَلُ لَهُ يَا مُخَادِعُ".
3216 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبيح، عَنْ يَزِيدَ الرَّقاشي، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يُجاء بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كأنه [بَذَج] (¬1)، وربما قال: كأنه جمل، فيقول الله عزّ وجل: يَا ابْنَ آدَمَ! أَنَا خَيْرُ قَسِيمٍ، انْظُرْ إِلَى عَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ لِي فَأَنَا أَجْزِيكَ عليه (¬2)، وَانْظُرْ إِلَى عَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ لِغَيْرِي، فَيِجَازِيكَ على الذي عملت له". ¬
3216 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لوجود الربيع بن صَبيح، ويزيد الرَّقَاشي، وهما ضعيفان. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 221)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه مدلسون. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 29 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لضعف يزيد الرَّقاشي، لكن رواه ابن ماجه، وابن حبّان في صحيحه من حديث أبي هريرة، والطيالسي من حديث شَدَّاد.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 151)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 157 ب). ومن طريق المصنِّف أخرجه أبو نُعيم في الحلية (6/ 310). وأخرجه هنَّاد (2/ 435) من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن، عن أنس مرفوعًا بنحوه. =
= ولفظه: "يُؤتى بابن آدم يوم القيامة إلى الميزان كأنه بَذَج، فَيَقُولُ اللَّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَنَا خَيْرُ شريك، ما عملت لي، فانا أجزيك به، وما عملت لغيري فاطلب ثوابه ممن عملت له". وإسناده ضعيف، لضعف إسماعيل بن مسلم، وهو المكي (انظر التقريب ص 110). وأخرجه ابن المبارك: زوائد نُعيم بن حماد (ص 116)، ومن طريقه الترمذي (4/ 534)، والبغويُّ في شرح السُّنَّة (14/ 260)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ، عن أنس بن مالك مرفوعًا بمعناه. ولفظ الترمذي: "يُجاء بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ بَذَج، فيوقف بين يدي الله، فيقول الله له: أعطيتك وخولتك وأنعمت عليك، فماذا صنعت؟ فيقول: يا رب جمعته وثمرته فتركته أكثر ما كان، فارجعني آتك به، فيقول له: أرني ما قدمت، فيقول: يا رب جمعته وثمرته فتركته أكثر ما كان، فارجعني آتك به، فإذا عبد لم يقدم خيرًا، فيمضى به إلى النار". قال الترمذي: وقد روى هذا الحديث غير واحد عن الحسن قوله، ولم يسندوه، وإسماعيل بن مسلم يضعف في الحديث من قبل حفظه، وفي الباب عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري. وذكره المنذري في الترغيب (2/ 542)، ثم قال: رواه الترمذي عن إسماعيل بن مسلم المكي، وهو واه، عن الحسن، وقتادة، عنه وقال: رواه غير واحد عن الحسن، ولم يسندوه. وأخرج المروزي في زوائد زهد المبارك (ص 357)، وقال: أخبرنا الفضل بن موسى قال: أخبرنا حَزْم بن مِهران قال: سمعت الحسن، ذكر عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فذكر معناه. =
= وللحديث شواهد كما يلي: 1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: بلفظ: "قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه". أخرجه أحمد (2/ 301، 435)، ومسلم (4/ 2289) وهذا لفظه، وابن ماجه (2/ 1405)، وأبو يعلى (11/ 430)، والبغويُّ في شرح السُّنَّة (14/ 324، 325). 2 - حديث أبي سعد بن أبي فَضالة الأنصاري رضي الله عنه مرفوعًا: بلفظ: "إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه، نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله، فليطلب ثوابه من عند غير الله، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك". أخرجه أحمد (3/ 466، 4/ 215)، وابن ماجه (2/ 1406) وهذا لفظه، وأبو زُرعة في التاريخ (1/ 566)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 310، 9/ 219)، من طريق زياد بن مِيناء، عن أبي سعد بن أبي فَضالة، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه زياد بن مِيناء، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 221). 3 - حديث شَدَّاد بن أوس مرفوعًا: "إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الأولين والآخرين ببقيع واحد، يبعدهم البصر، ويسمعهم الداعي، يقول: أنا خير شريك، من كان يعمل عملًا في الدنيا كان لي فيه شريك، فانا أدعه اليوم، ولا أقبل إلَّا خالصًا" ثم قرأ قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)} [الحجر: 40]. وقوله: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)} [الكهف: 110]. أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 263)، من طريق سهل بن =
= عبدويه قال: أنا عمرو بن أبي قيس عن غيلان بن جامع المحاربي، عن حميد الشامي، عن محمود بن الربيع قال: سمعت شَدَّاد بن أوس، فذكره. وإسناده ضعيف، سهل بن عبدويه، هو سهل بن عبد الرحمن السِّندي، قال أبو حاتم: شيخ (الجرح 4/ 201)، وعَمرو بن أبي قيس، قال الحافظ: صدوق له أوهام (التقريب ص 426)، وحميد الشامي، قال الحافظ: مجهول (التقريب ص 182). قلت: وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
38 - باب التحذير من محقرات الأعمال
38 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ 3217 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُباب ح. [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حميد: حدثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا زَيْدٌ (¬1)، ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أيها الناس! إن الشيطان قد أيس أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا آخِرَ الزَّمَانِ، وَقَدْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِمَحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ، فَاحْذَرُوهُ عَلَى دينكم". الحديث. ¬
3217 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف موسى بن عُبيدة. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 266) مطولًا، ثم قال: رواه البزّار، وفيه موسى بن عُبيدة، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 164 أ) مختصر مطولًا، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه عبد بن حميد بسند فيه موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، وهو ضعيف، ورواه البخاريُّ تعليقًا، وأبو داود، وابن ماجه متصلًا مرفوعًا باختصار جدًا. =
تخريجه: الجملة المذكورة في إسناد الباب قطعة من خُطبة النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حجة الوداع، وقد أخرج ابن أبي شيبة (14/ 125) هذه الخُطبة باختصار دون هذه الجملة. وعنه أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (2/ 54) مطولًا. ولفظه: عن ابن عمر، أن هذه السورة أنزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بِمَنًى، وَهُوَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} حَتَّى خَتَمَهَا، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ الْوَدَاعُ، فَأَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ، فَرُحِلَتْ له فركب، فَوَقَفَ لِلنَّاسِ بِالْعَقَبَةِ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، فقال:"يا أيها الناس، إن كل دم كان في الجاهلية فهو هدر، وأول دمائكم دم إِيَاسُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ هُذيل، وَإِنَّ أَوَّلَ ربا كان في الجاهلية ربا العباس بن عبد المطلب، فهو أوضع، لكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ، فَهُوَ اليوم كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، وإن عِدَّةَ الشهود عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، رَجَبُ مُضَرَ بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، وَذُو الْقِعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وإن النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ، يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كفروا، يحلونه عامًا ويحرمونه عامًا، ليواطئوا عدة ما حرم الله، وذلك أنهم كانوا يجعلون صفر عامًا حرامًا، وعامًا حلالًا، ويجعلون المحرم عامًا حلالًا، وعامًا حرامًا، وذلك النسيء من الشيطان. يا أيها الناس، إن الشيطان قد يئس أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا آخِرَ الزَّمَانِ، وقد رضي منكم بمحقرات الأعمال، فاحذروه في دينكم. أيها الناس، من كانت عنده وديعة، فليؤدها إلى من ائتمنه عليها. أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النِّسَاءَ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ، أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقٌّ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقٌّ، وَمِنْ حَقِّكُمْ أن لا يُوطِئن فرشكم، ولا يعصينكم في معروف، فإذا فعلن ذلك، فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، فإذا ضربتم فاضربوا ضربًا غير مبرح. أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعتصمتم به لن تضلوا: كتاب الله. أيها الناس، أي =
= يوم هذا؟ "، قالوا: يوم حرام. قال: "أي شهر هذا؟ "، قالوا: شهر حرام. قال: "أي بلد هذا؟ "، قالوا: بلد حرام. قال: "فإن الله عَزَّ وَجَلَّ قد حرم دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، كحرمة هذا اليوم، وهذا الشَّهْرِ، أَلَا لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَلَا أُمَّةَ بَعْدَكُمْ، أَلَا فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ". ثُمَّ رَفَعَ يديه فقال: "اللهم اشهد أني قد بلغت". ثلاث مرار. وأخرجه البزّار: كما في الكشف (2/ 33) من طريق بُهْلول، ومحمد بن الزِّبْرِقان -فرقهما- وأبو يعلى: كما في الإِتحاف للبوصيري (ق 111 أفلم) من طريق البُهْلول بن مُوَرِّق السامي، كلاهما: عن موسى بن عُبيدة به مطولًا. وفي سند البزّار: عن عبد الله بن دينار وصدقة بن يسار. قال البزّار: في الصحيح وغيره طرف منه. ويشهد لهذه الجملة المذكورة في سند الباب ما يلي: 1 - حديث ابن مسعود: أخرجه الحميدي (1/ 54) واللفظ له، وأبو يعلى (9/ 57)، والحاكم (2/ 27)، من طريق إبراهيم الهَجَري أبي إسحاق، أنه سمع أبا الأحوص يقول: سمعت عبد الله بن مسعود يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إن الشيطان قد أيس أن تعبد الأصنام بأرضكم هذه -أو ببلدكم هذا-، ولكنه قد رضي منكم بالمحقرات من أعمالكم، فاتقوا المحقرات، فإنهن من الموبقات، أو لا أخبركم بمثل ذلك؟، مثل ركب نزلوا فلاة من الأرض ليس بها حطب فتفرقوا، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعظم، وجاء ذا بروثة، حتى أنضجوا الذي أرادوا، فكذلك الذنوب". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 189)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه إبراهيم بن مسلم الهَجَري، وهو ضعيف. 2 - حديث جابر: أخرجه أحمد (3/ 313، 354)، ومسلم (4/ 2166)، والترمذي (4/ 291)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 10)، وأبو يعلى (4/ 73، 194)، والطبراني في مسند الشاميين (2/ 112)، وأبو نُعيم في الحلية (8/ 257). =
= ولفظ مسلم: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:"إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم". وقوله: "ولكن في التحريش بينهم"، أي: في حملهم على الفتن والحروب. (النهاية 1/ 368). ويشهد لهذه الخُطبة كاملة ما يلي: 1 - حديث ابن عباس: أخرجه الواقدي في المغازي (3/ 111)، قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن عَمرو بن أبي عَمرو، عن عِكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا، فذكره بنحو لفظ عبد بن حميد، وسنده صحيح. 2 - حديث أبي حُرَّة الرَّقَاشي: أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ (5/ 72) مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عن أبي حُرَّة، عن عمه رضي الله عنه مرفوعًا، فذكره بنحو لفظ عبد بن حميد. وسنده ضعيف؛ لضعف زيد بن علي، وهو ابن جُدعان. (انظر التقريب ص 401). 3 - حديث يونس بن أبي إسحاق: أخرجه هنَّاد (1/ 280)، قال: ثنا ابن أبي زائدة، ثنا يونس بن أبي إسحاق مرفوعًا، فذكره بنحو لفظ عبد بن حميد. وإسناده ضعيف؛ لإعضاله. 4 - حديث عَمرو بن الأحوص: أخرجه الترمذي (4/ 401)، وابن ماجه (2/ 1015) من طريق سليمان بن عَمرو بن الأحوص عن أبيه رضي الله عنه مرفوعًا، فذكر بعضه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: سليمان بن عَمرو مقبول، قاله الحافظ. (التقريب ص 253)، فالإسناد لأجله ضعيف. قلت: وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
3218 - [1] وقال الطيالسي: حدّثنا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدة النَهْدي، عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى لم يُحَرِّمْ حرمة إلَّا وقد علم أنه سيطَّلِعها منكم مُطَّلِع (¬1)، ألا فإني مُمْسِكٌ بحُجَزِكم أَنْ تَتَهَافَتُوا فِي النَّارِ، كَمَا يتهافت الذباب". [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عن المسعودي به، إلّا أنه قال: "آخذ بحُجَزِكم". وَزَادَ: "كَمَا يَتَهَافَتُ الْفِرَاشُ وَالذُّبَابُ والحُنْطُب" (¬2). [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يزيد به (¬3). ¬
3218 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلّا أنه ضعيف؛ لأنّ الطيالسي روى عن المسعودي بعد اختلاطه. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 210)، ثم قال: رواه أحمد، وأبو يعلى .. وفيه المسعودي وقد اختلط. وذكره البوصري في الإتحاف -خ- (3/ 89 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود الطيالسي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى، ورواته ثقات. =
= تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 53). وأخرجه الإمام أحمد (1/ 390) بإسنادين، قال: ثنا وكيع، وقال: ثنا أبو قطن -فرقهما- وفي (1/ 424)، قال: ثنا أبو كامل، ويزيد، وأخرجه أبو يعلى (9/ 191) من طريق يزيد بن هارون، والطبراني في الكبير (10/ 265)، قال: حدّثنا يوسف القاضي، ثنا عَمرو بن مرزوق، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 176) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا عَمرو بن مرزوق، جميعهم: عن المسعودي به، بألفاظ متقاربة. وفي إسناد أحمد عن وكيع: عثمان الثقفي، أو الحسن بن سعد، شك المسعودي. قلت: إسناد الإمام أحمد صحيح، وكيع سمع من المسعودي قديمًا قبل اختلاطه، قاله الإمام أحمد في العلل (1/ 124)، وشَكُّ المسعودي في أن هذا الحديث عن عثمان الثقفي أو الحسن بن سعد لا يؤثر في صحة الإسناد؛ لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة، وقد أخرجه أحمد (1/ 424)، قال: ثنا روح، ثنا المسعودي، قال: أنا أبو المغيرة عن الحسن بن سعد به. وأبو المغيرة هذا هو عثمان الثقفي، قال الحافظ: ثقة. (التقريب ص 387). وبمتابعة وكيع هذه يرتقي طريق الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره. ويشهد لجزئه الأخير ما يلي: 1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "إنما مثلي ومثل الناس، كمثل رجل استوقد نارًا، فلما أضاءت ما حوله، جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل الرجل يَزَعُهُنّ، ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحُجَزِكم عن النار، وأنتم تقتحمون فيها". أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 316) وهذا لفظه، ومسلم (4/ 1789). =
= 2 - حديث جابر رضي الله عنه: أخرجه مسلم (4/ 1790) بنحو لفظ أبي هريرة. 3 - حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إني ممسك بحُجَزِكم هلموا عن النار، وتغلبوني، تقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب، وأوشك أن أرسل حُجَزِكم، وأُفْرِط لكم عن -أو على- الحوض، وتردون علي معًا أو أشتاتًا". أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 451) واللفظ له، ومن طريقه كل من: ابن أبي عاصم في السنة (2/ 346)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 175)، وأخرجه أبو يعقوب بن شيبة في مسند عمر بن الخطّاب (ص 84، 85)، والرامهرمزي في الأمثال (ص 34)، ومن طريقه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 174، 175) من طريق حَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عِكرمة، عَنِ ابْنِ عباس، عن عمر بن الخطّاب به. قال أبو يعقوب بن شيبة: هو حديث حسن الإِسناد، غير أن في إسناده رجلًا مجهولًا. وذكره ابن المديني في العلل (ص 94)، ثم قال: هذا حديث حسن الإسناد، وحفص بن حميد مجهول، لا أعلم أحدًا رَوي عنه إلّا يعقوب القُمّي، ولم نجد هذا الحديث عن عمر إلّا من هذا الطريق، وإنما يرويه أهل الحجاز من حديث أبي هريرة. وتعقبه ابن كثير في التفسير (3/ 261)، فقال: بل قد رَوي عنه أيضًا -أي حفص- أشعث بن إسحاق، وقال فيه يحيى بن معين: صالح. ووثقه النسائيُّ وابن حبّان. قلت: حفص بن حميد هو القُمّي، قال الحافظ: لا بأس به. (التقريب ص 172)، فهذا الحديث بهذا الإسناد لوجوده حسن، والله أعلم. 4 - حديث بَهْز بْنِ حَكيم: عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما لي =
= أخذ بحُجَزِكم عن النار". أخرجه أحمد (5/ 4)، والحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 350)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 177)، واللفظ له. ولفظ الإمام أحمد، والحسين المروزي بأطول من هذا اللفظ. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 351)، ثم قال: رواه أحمد في حديث طويل، ورجاله ثقات. 5 - حديث سليمان بن سَمُرَة بن جُنْدُب: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما منكم من أحد إلّا أنا ممسك بحُجْزَته أن يقع في النار". أخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 71) من طريق جعفر بن سعد بن سَمُرَة، ثنا خُبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سَمُرَة به. وسنده ضعيف، جعفر بن سعد ليس بالقوي، وخُبيب بن سليمان مجهول، وسليمان بن سَمُرَة مقبول. (التقريب ص 140، 192، 252). وكما أسلفت القول فإن حديث الباب يرتقي بما سبق إلى مرتبة الصحيح لغيره.
39 - باب الزجر عن الاستكثار من الدنيا
39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدُّنْيَا 3219 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهيعة، حَدَّثَنِي [حُيَيّ] (¬1) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بْنِ الْعَاصِ، رضي الله عنهما، قال: جاء حمزة بن (¬2) عبد المطلب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْنِي عَلَى شَيْءٍ أعيش به، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "يا حمزة (¬3)، أنفس تُحْيِيهَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَمْ نَفْسٌ تُمِيتُهَا؟ " قَالَ رضي الله عنه: نفس أحييها. قال -صلى الله عليه وسلم-: "عليك نفسك (¬4) ". ¬
3219 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لضعف ابن لَهيعة، وشيخه حُيَيّ بن عبد الله. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 159)، ثم قال: رواه أحمد، ورواته ثقات إلّا ابن لَهيعة. =
= وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 89/ ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى، بسند فيه ابن لَهيعة.
تخريجه: أخرجه الامام أحمد (2/ 175) قال: ثنا حسن به، بلفظ قريب. ولفظه: جَاءَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْنِي عَلَى شَيْءٍ أَعِيشُ بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا حمزة، نفسك تُحْيِيهَا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ نَفْسٌ تُمِيتُهَا؟ " قَالَ: بل نفس أحييها، قال: "عليك بنفسك". ويشهد له ما يلي: 1 - حديث العباس: أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 216)، واللفظ له، وأبو بكر الخلال في السنة (ص 121) والبيهقيُّ في السنن الكبرى (10/ 96)، من طريق سفيان عن محمَّد بن المُنْكَدِر قال: قال العباس: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ فقال: "يا عباس، يا عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها". قال البيهقي: هذا هو المحفوظ مرسل. وأخرجه البيهقي موصولًا في السنن الكبرى (10/ 96)، من طريق محمَّد بن علي بن الوليد السُّلَمي البصري، ثنا نصر بن علي، ثنا أبو أحمد الزبيري، عن سفيان، عن ابن المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: العباس بن عبد المطلب: يا رسول الله، ألا توليني، فذكره. قال البيهقي: والأول أصح، أي المرسل تفرد به هذا السُّلَمي البصري. قلت: إسناد ابن أبي شيبة ضعيف، لإرساله، كما قال البيهقي رحمه الله. 2 - حديث عبد الرحمن بن سَمُرَة: قَالَ لِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا عبد الرحمن، لا تسأل الامارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة، وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها، فكفر عن يمينك وائت الذي هو خير". =
= أخرجه البخاريُّ (فتح 13/ 123)، وهذا لفظه، ومسلم (3/ 1456). 3 - حديث أبي ذر: قال: قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: "يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلّا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها". أخرجه مسلم (3/ 1457). 4 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنعم المرضعة، وبئست الفاطمة". أخرجه البخاريُّ (فتح 13/ 125)، وقال الحافظ في الفتح (13/ 126): قال الداودي: نعم المرضعة أي في الدنيا، وبئست الفاطمة أي بعد الموت؛ لأنه يصير إلى المحاسبة على ذلك، فهو كالذي يَفطم قبل أن يَستغني، فيكون في ذلك هلاكه. وقال غيره: نعم المرضعة، لما فيها من حصول الجاه والمال، ونفاذ الكلمة، وتحصيل اللذات الحسية والوهمية حال حصولها، وبئست الفاطمة عند الانفصال عنها بموت أو غيره، وما يترتب عليها من التبعات في الآخرة. قلت: وهذا صحيح، فمُدحت الإمارة، لما يحصل عليه الإنسان من المظاهر الكاذبة والشهرة، وذمت، لما يترتب عليها في الآخرة لمن لم يعمل بحقها من العدل والإنصاف، والله المستعان. وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
40 - باب بقية التحذير من الرياء
40 - باب بقية التحذير من الرياء 3220 - قال أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ محمَّد بْنِ عَرَبِيٍّ عن رجل (¬1) لا أعلمه إلا [سعيدًا] (¬2) الْأَزْرَقَ، عَنْ محمَّد بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: رَأَى أُويس (¬3) رضي الله عنه رَجُلًا يُصَلِّي يَقُومُ وَيَقْعُدُ، فَقَالَ: "مَا لَكَ؟ "، قَالَ: أَقُومُ، فَيَجِيءُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: إِنَّكَ تُرَائِي، فَأَجْلِسُ، ثُمَّ تُنَازِعُنِي نَفْسِي إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَقُومُ، ثُمَّ يَقُولُ: إِنَّكَ تُرَائِي، فَاجْلِسْ (¬4). قَالَ: "لَوْ خَلَوْتَ كُنْتَ تُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ؟ " قَالَ: نَعَمْ (¬5). قال: "صَل (¬6)، فلستَ بمُراءٍ (¬7) ". ¬
3220 - الحكم عليه: هذا إسناد، فيه حسين بن محمَّد وهو مستور، وفيه سعيد الأزرق، ولم أر من =
= ترجم له؛ فأتوقف في الحكم عليه.
تخريجه: هو في زهد أحمد (ص 477)، وفي سنده: حسين بن محمَّد عن عربي. والصواب: حسين بن محمَّد بن عربي، كما في المطالب هنا. ولم أجد من أخرجه غير المصنِّف، والله الموفِّق سبحانه.
3221 - وقال مُسَدَّد: حدّثنا خالد، ثنا يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أن رجلًا قدم على ابن عمر رضي الله عنه فقال له: "كيف أنتم والضحّاك بن قيس رضي الله عنه؟ "، قال: نحن وهو، إذ لَقِينَاهُ، قُلْنَا لَهُ مَا يُحِبُّ، وَإِذَا وَلَّيْنَا عنه، قلنا له غير ذلك. قال: "ذلك (¬1) مَا كُنَّا نَعُدُّ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من النفاق". ¬
3221 - الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لضعف يزيد بن أبي زياد القرشي. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 87 أ) مختصر، ونسبه لمُسَدَّد، وسكت عنه.
تخريجه: ذكره الحافظ في الفتح (13/ 170) قال: وفي مسند مُسَدَّد من رواية يزيد بن أبي زياد عن مجاهد: فذكره بلفظ قريب. ولفظه: أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ عَلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ: "كَيْفَ أَنْتُمْ وَأَبُو أُنيس الضَّحَّاكُ بْنُ قيس؟ "، قال: إِذَا لَقِينَاهُ، قُلْنَا لَهُ مَا يُحِبُّ، وَإِذَا ولينا عنه، قُلْنَا لَهُ غَيْرَ ذَلِكَ. قَالَ: "ذَاكَ مَا كنا نعده مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من النفاق". قلت: ولفظ الباب قد ورد من طرق أخرى عن ابن عمر، كما يلي: 1 - من طريق عاصم بن محمَّد بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، عن أبيه قال أناس لابن عمر: إنَّا ندخل على سلطاننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم؟، قال: "كنا نعدها نفاقًا". أخرجه الطيالسي (ص 264)، والبخاري (فتح 13/ 170) واللفظ له، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (8/ 164)، وأبو الخير التبريزي في النصيحة (ص 124). =
= وقد أشار إلى هذه الطريق الحافظ هنا في المطالب، وهي الطريق القادم برقم (3223 [2]). 2 - ومن طريق أبي الشعثاء قال: قيل لابن عمر رضي الله عنهما: إنَّا ندخل على أمرائنا فنقول القول، فإذا خرجنا قلنا غيره؟ فقال: "كنا نَعدُّ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- النفاق". أخرجه أحمد (2/ 105)، وابن ماجه (2/ 1315)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ص 182) واللفظ له، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 635)، والفريابي في صفة المنافق (ص 53). وعند أحمد: إبراهيم بن أبي الشعثاء. وهو تحريف. وإسناده صحيح. قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 294): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وأبو الشعثاء اسمه: سليمان بن أسود. 3 - ومن طريق محمَّد بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر لقي ناسًا خرجوا من عند مروان، فقال: "من أين جاء هؤلاء؟ "، قالوا: خرجنا من عند الأمير مروان. قال: "وكل حق رأيتموه تكلَّمتم به، وأعنتم عليه، وكل منكر رأيتموه أنكرتموه، ورددتموه عليه؟ "، قالوا: لا والله، بل يقول ما يُنكر فنقول: قد أصبت أصلحك الله، فإذا خرجنا من عنده قلنا: قاتله الله، ما أظلمه، وأفجره. قال عبد الله: "كنا بعهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نعد هذا نفاقًا لمن كان هكذا". أخرجه أحمد (2/ 69)، وإسناده صحيح، قاله العلامة أحمد شاكر في شرحه للمسند (7/ 198). 4 - ومن طريق عُروة قال: قلت لعبد الله بن عمر رضي الله عنه: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى الْإِمَامِ يَقْضِي بِالْقَضَاءِ نَرَاهُ، جَوْرًا، فَنَقُولُ: وفَّقك الله تعالى وننظر إلى الرجل منا يُثْنِي عليه. قال رضي الله عنه: "أما نَحْنُ مَعَاشِرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، فلا". =
= وإسناده صحيح، قاله البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 102 أ) مختصر، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الآتي برقم (3223 [1])، لكنه معلول. 5 - ومن طريق أبي إسحاق، عن عَريب الهَمْداني قال: قلت لابن عمر رضي الله عنهما: إنَّا إذا دخلنا على الأمراء، زكيّناهم بما ليس فيهم، فإذا خرجنا، دعونا عليهم، قال: "كنا نعد ذلك النفاق". أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 182) واللفظ له، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 630)، وعبد الرحمن بن عمر الأصبهاني في كتاب "الإيمان": كما في الفتح (13/ 170). وسنده ضعيف، أبو إسحاق هو عَمرو بن عبد الله السبيعي، وهو مدلس لا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالسماع. (انظر طبقات المدلسين ص 42)، وقد عنعنه هنا. 6 - ومن طريق مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قال: قلت لابن عمر: إنا ندخل على أمرائنا فنمدحهم، فإذا خرجنا، قلنا لهم خلاف ذلك، فقال: "كنا نعد هذا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نفاقًا". أخرجه التبريزي في النصيحة (ص 123). وسنده ضعيف؛ لوجود مسلمة بن علقمة وهو المازني. قال الحافظ: صدوق له أوهام. (التقريب ص 531). وبما سبق يرتقي طريق الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفِّق.
3222 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمير، ثنا زَيْدُ بْنُ الحُباب، حَدَّثَنِي عبد الله بن بُدَيْل بن ورقاء قال: أتينا الزهري فأمر بِنَا فَطَرَدَنَا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْنَا فَجِئْنَا، فَحَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-يَقُولُ: " [يَا نَعَايَا] (¬1) الْعَرَبِ -ثَلَاثًا- (¬2)، إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرِّيَاءُ وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ". ¬
3222 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود عبد الله بن بُدَيْل. وفيه علة أخرى، إذ لا يصح من رواية الزهري عن عباد بن تميم عن عمه، مرفوعًا، وإنما يرويه الزهري، عن محمود بن الربيع، ومحمود بن لَبيد عن شداد بن أوس موقوفًا، كما في التخريج، وقد نبه ابن أبي حاتم على هذه العلة في العلل (2/ 124) فقال: قال أبي: ليس هذا الحديث من حديث عباد بن تميم، إنما رُوي هذا الحديث عن الزهري، عن رجل قال: قال شداد بن أوس: قوله، وكان بمكة رجل يقال له: عبد الله بن بُدَيْل الخُزاعي، وكان صاحب غلط، فلعله أخذه عنه. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 271)، ثم قال: رواه الطبراني بإسنادين، أحدهما صحيح. ووافقه الهيثمي في المجمع (6/ 255)، وزاد: غير عبد الله بن بُدَيْل بن ورقاء، وهو ثقة. قلت: مسند عبد الله بن زيد المازني غير موجود في المطبوع من معجم الطبراني الكبير لأراجعه، فلعله في الأجزاء المفقودة منه، والله أعلم. =
= تخريجه: أخرجه ابن عَدي (4/ 213) عن المصنِّف. وأخرجه البيهقي في الزهد الكبير (ص 150) من طريق الحسن بن علي بن عفان، ثنا زيد بن الحُباب به، بلفظه. وأخرجه بَحْشل في تاريخ واسط (ص 220) من طريق عُبيد بن عقيل، وابن جرير في تهذيب الآثار -مسند عمر- (2/ 117) من طريق عَمرو بن محمَّد، وابن عَدي (4/ 213) من طريق عُبيد الله بن عبد المجيد، ومحمد بن سليمان -فرقهما- وأبو نُعيم في الحلية (7/ 122)، وفي تاريخ أصبهان (2/ 66)، من طريق سفيان، جميعهم: عن عبد الله بن بُدَيْل بن ورقاء به، بلفظه. قال أبو نُعيم: بُدَيل هو ابن ورقاء الخُزاعي، تفرّد به عن الثوري: عصام بن يزيد. قلت: هذا الحديث يرويه الزهري، واختلف عنه كما يلي: 1 - فرواه عبد الله بن بُدَيْل عنه، عن عباد بن تميم، عن عمه عبد الله بن زيد مرفوعًا. 2 - ورواه سفيان بن عيينة عنه، عن محمود بن الربيع، عن شداد بن أوس موقوفًا. 3 - ورواه عبد العزيز بن أبي سلمة عنه، عن محمود بن لَبيد، عن شداد بن أوس موقوفًا أيضًا. 4 - ورواه صالح بن كيسان، عنه، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، موقوفًا. أما الوجه الأوّل، فهو طريق الباب، وقد تقدم تخريجه. وأما الوجه الثاني، فأخرجه الحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 393) واللفظ له، والطبري في تهذيب الآثار -مسند عمر- (2/ 117، 118) =
= قال: حدّثنا الفضل بن الصبّاح، وحدثني أحمد بن حماد الدولابي، وحدثني يونس -فرقهم- وأبو نُعيم في الحلية (1/ 268) من طريق إسحاق بن راهويه، خمستهم: عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن شداد بن أوس، أنه قال حين حضرته الوفاة: "يَا نَعَايَا الْعَرَبِ -ثَلَاثًا-، إِنَّ أَخْوَفَ مَا أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية". وإسناد الحسين المروزي صحيح. وأما الوجه الثالث، فأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 356) قال: حدّثنا أبو صالح، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن ابن شهاب، عن محمود بن لَبيد، عن شداد بن أوس، فذكره موقوفًا بلفظ قريب. وأما الوجه الرابع، فأخرجه البخاريُّ تعليقًا في التاريخ الكبير (7/ 402) قال: قال لنا ابن أبي أُويس، أرنا إبراهيم بن سعد عن صالح، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، سمع عُبادة بن الصامت قال: "أخوف ما أخاف على هذه الأمة الشرك، والرياء، والشهوة الخفية". ورجال إسناده ثقات. ويظهر أن الراجح روايتا محمود بن الربيع، ومحمود بن لَبيد، كلاهما: عن شداد بن أوس موقوفًا؛ وذلك لثقة سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون. (انظر التقريب ص 245، 357)، ولما في كلام ابن أبي حاتم. وأما الوجه الأوّل، فتقدم أنه لا يصح مرفوعًا، وأما الوجه الرابع -بجعل الحديث من مسند عُبادة بن الصامت موقوفًا- فمرجوح، حيث لم أقف على من جعل هذا الحديث من مسند عُبادة، ويظهر أن علة هذا الوجه يتحملها ابن أبي أُويس، وهو إسماعيل بن عبد الله، فإنه صدوق أخطا في أحاديث من حفظه. (التقريب ص 108)، ولعل روايته هذه مما أخطا فيه، والله تعالى أعلم. وقد جاء حديث شدَّاد بن أوس مرفوعًا، لكن من غير طريق الزهري، أخرجه =
= أبو نُعيم في الحلية (1/ 268)، من طريق جُبارة بن مُغَلِّس، ثنا عبد الحميد بن بَهْرام عن شَهْر بن حَوْشَب، أنه سمع عبد الرحمن بن غَنْم يقول: لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء، لقينا عبادة بن الصامت، قال: فبينا نحن كذلك، إذ طلع علينا شداد بن أوس، وعوف بن مالك، فجلسا إلينا، فقال شداد: "إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس، مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: من الشرك والشهوة الخفية ... " الحديث. وإسناده ضعيف؛ لوجود جُبارة بن مُغَلِّس. قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 137). وأخرجه ابن ماجه (2/ 1406) من طريق رَوَّاد بن الجراح عن عامر بن عبد الله، عن الحسن بن ذكوان، عن عبادة بن نُسَىّ، عن شداد بن أوس قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إن أخوف ما أتخوف على أمتي الإشراك بالله، أما إني لست أقول يعبدون شمسًا ولا قمرًا ولا وثنًا، ولكن أعمالًا لغير الله، وشهوة خفية". وذكره ابن كثير في التفسير (3/ 115)، ثم قال: رواه ابن ماجه من حديث الحسن بن ذكوان عن عبادة بن نُسَيّ به، وعبادة فيه ضعف، وفي سماعه من شداد نظر. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 339): هذا إسناد فيه مقال، عامر بن عبد الله لم أر من تكلم فيه بجرح ولا غيره، وباقي رجال الإسناد ثقات. قلت: إسناده ضعيف، فيه رَوَّاد بن الجراح، قال الذهبي: له مناكير، ضُعِّف. (الكاشف 1/ 243)، وعامر بن عبد الله مجهول، قاله الحافظ: (التقريب ص 288)، والحسن بن ذكوان، قال الحافظ: صدوق يخطئ، ورُمي بالقدر، وكان يدلِّس. (التقريب ص 161)، وذكره في أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين، فلا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالسماع. (انظر طبقات المدلسين ص 38)، وقد عنعنه هنا. وأخرجه أحمد (4/ 124) واللفظ له، والطبراني في الكبير (7/ 284)، ومن =
= طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 268) من طريق عبد الواحد بن زيد، أخبرنا عبادة بن نُسَىّ عن شداد بن أوس أنه بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: شيئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقوله فذكرته فأبكاني، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أتخوف على أمتي الشرك، والشهوة الخفية". قال: قلت: يا رسول الله، أتشرك أمتك من بعدك؟ قال: "نعم، أما إنهم لايعبدون شمسًا ولا قمرًا ولا حجرًا ولا وثنًا، ولكن يراءون بأعمالهم، والشهوة الخفية: أن يصبح أحدهم صائمًا، فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه". وسنده ضعيف جدًا؛ لحال عبد الواحد بن زيد، قال الذهبي: متروك. (المغني 2/ 410).
3223 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا هِقْل -هو ابن زياد- عن الأوزاعي، حدثني الزهري عن عروة قال: قلت لعبد الله بن عمر رضي الله عنه: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى الْإِمَامِ يَقْضِي بِالْقَضَاءِ نَرَاهُ [جَوْرًا] (¬1)، فَنَقُولُ: وفَّقك الله تعالى، وننظر إلى الرجل منا [يُثْنِي] (¬2) عليه. قال رضي الله عنه: "أما نَحْنُ مَعَاشِرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فلا (¬3) ". [2] رواه البخاريُّ مِنْ طَرِيقِ محمَّد بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله بن عمر عن جده رضي الله عنه مختصرًا. ¬
3223 - الحكم عليه: إسناده رجاله كلهم ثقات، لكنه معلول. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 102 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة، بسند صحيح.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1305). ولفظه: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى الإمام يقضي بالقضاء نراه جورًا، ونقول: وفَّقك الله، وننظر إلى الرجل منا يُثْنِي عليه؟ قال: "أما نحن مَعْشَرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فكنا نعد هذا نفاقًا، فما أدري ما تعدونه أنتم؟ ". وأخرجه أبو يعلى (10/ 46) قال: حدّثنا الحكم بن موسى السمسار به، بلفظه. وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار -مسند عبد الله بن عباس- (2/ 641)، =
= والفريابي في صفة المنافق (ص 52) من طريق عمر بن عبد الواحد، كلاهما: عن الأوزاعي به، بنحوه. وهذا الأثر مداره على الزهري، واختلف عنه فيه كما يلي: فرواه الأوزاعي عنه، عن عروة، عن ابن عمر، كما تقدم. ورواه يونس بن يزيد عنه، عن عبد الله بن خارجة بن زيد، عن عروة، عن ابن عمر، أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 376)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (8/ 165)، وأخرجه الفريابي في صفة المنافق (ص 51)، كلاهما: من طريق يونس بن يزيد به، بنحوه. وهذا الوجه هو الوجه الراجح، حيث ذكر الدارقطني هذا الأثر في علله -خ- (4/ 69 ب) فقال: يرويه الزهري، واختلف عنه، فرواه الأوزاعي، واختلف عنه: فرواه عيسى بن يونس، والمعافى بن عمران، وبشر بن بكر، والوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن ابن عمر، وكذلك قال الحكم بن موسى، عن هِقْل، عن الأوزاعي. وخالفه أبو مُسْهِر عن هِقْل، فقال: عن الأوزاعي، عن الزهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن عروة. وخالفهم يونس بن يزيد، رواه عن الزهري، عن عبد الله بن خارجة بن زيد، عن عروة، وهو الصو اب. أهـ. قلت: وتقدَّم تخريجه بتوسع في الحديث الماضي برقم (3221)، وبالله التوفيق والسداد. وهو في صحيح البخاريُّ (فتح 13/ 170). ولفظه: قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، قال: "كنا نعدها نفاقًا".
41 - باب فضل الجوع
41 - باب فضل الجوع 3224 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَم، حَدَّثَنَا يُونُسُ، هُوَ ابْنُ بُكير، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ، عَنْ طَلْحَةَ مَوْلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو خَميص البطن".
3224 - الحكم عليه: إسناده ضعيف، لوجود طلحة مولى ابن الزبير، حيث لم أجد من ترجم له. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 312)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه طلحة البصري مولى عبد الله بن الزبير، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 211). وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (7/ 220) من طريق أحمد بن عبد الجبار قال: حدّثنا يونس به، بلفظه. ويشهد له حديث عائشة رضي الله عنها، بلفظ: "تقولون ما يبكيني، ومضى حبيبي خَميص البطن من الدنيا ... ". أخرجه الحارث في مسنده بسند ضعيف، وقد ذكره الحافظ دون هذه الجملة هنا في المطالب، وهو في هذا البحث برقم (3159). وبهذا الشاهد يرتقي طريق الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
42 - باب فضل الفقير القانع
42 - باب فضل الفقير القانع (123) حديث أبي بَرْزَة رضي الله عنه، قد (¬1) تقدم في أبواب الذكر الذي يُذهب أبواب السَّقَم، في أبواب الطب (¬2). ¬
3225 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمرو، ثنا زَائِدَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَوْ قَامَ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ فَسَأَلَهُ دِينَارًا مَا أَعْطَاهُ، أَوْ دِرْهَمًا مَا أَعْطَاهُ، أَوْ فِلْسًا مَا أَعْطَاهُ، وَلَوْ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى الدُّنْيَا مَا أَعْطَاهُ، وَمَا يَمْنَعُهُ إِلَّا من كرامته عليه، ولو سأل الله تعالى الْجَنَّةَ، لَأَعْطَاهُ، وَلَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ، لأبرَّه".
3225 - الحكم عليه: رجال هذا الحديث كلهم ثقات، لكنه ضعيف، لإِرسال سالم بن أبي الجَعْد. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 100 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة، ولأنس في الصحيح: "إن من عباد الله، من لو أقسم على الله لأبرّه".
تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث، (ص 1312). وأخرجه أحمد في الزهد (ص 28)، وهنَّاد (1/ 323)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ص 97) قال: حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، ثلاثتهم: عن أبي معاوية، عن الأعمش به، بنحوه. ولفظ أحمد: "إن من أمتي من لو أتى باب أحدكم فسأله دينارًا، لم يعطه إياه، ولو سأله درهمًا، لم يعطه إياه، ولو سأله فلسًا، لم يعطه إياه، ولو سأل الله الجنة لأعطاها إياه، ولو سأله الدنيا، لم يعطها إياه، وما يمنعها إياه لهوانه عليه، ذو طِمْرَين لا يؤبه له، لو يقسم على الله عَزَّ وَجَلَّ لأبره". والطِّمْر: هو الثوب الخلق. (النهاية 3/ 138). وأخرجه ابن أبي الدنيا في الأولياء (ص 36) قال: حدّثنا أبو هشام، نا يحيى بن يمان، نا زائدة به، بمعناه، بصيغة حديث قدسي. =
= وأبو هشام هو محمَّد بن يزيد الرفاعي، قال الحافظ: ليس بالقوي (القريب ص 514)، ويحيى بن يمان هو العِجلي، ضعيف، قال الحافظ: صدوق عابد يخطئ كثيرًا وقد تغيّر. (التقريب ص 598). ورُوي عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه، مرفوعًا، أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين -خ- (ق 273 ب) من طريق أبي معاوية عن الأعمش، عن سالم به، بنحوه مختصرًا. ولفظه: "إن من أمتي من لو جاء أحدكم فسأله دينارًا، لم يعطه، ولو سأل الله الجنة، لأعطاه إياها، ذو طِمْرَين لا يُؤْبَه له، لو أقسم على الله، لأبرّه". وذكره المنذري في الترغيب (4/ 152)، ثم قال: رواه الطبراني، ورواته محتج بهم في الصحيح. أهـ. ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 264)، والعراقي (انظر المغني مع الإحياء 3/ 277). وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 320) من طريق عَمرو بن مرة عن سالم به، بنحوه مختصرًا. ولفظه: "إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَوْ قَامَ عَلَى باب أحدكم يسأله دينارًا أو درهمًا أو شيئًا، ما أعطاه إياه، وَمَا يَمْنَعُهُ إِلَّا مِنْ كَرَامَتِهِ عَلَيْهِ، وَلَوْ أقسم على الله لأبرَّه". ويشهد لمعناه ما يلي: أخرج مسلم (4/ 2024) بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "رب أشعث مدفوعٌ بالأبواب، لو أقسم على الله، لأبرَّه". وأخرج البخاريُّ (فتح 11/ 541) بسنده عن حارثة بن وهب قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "ألا أدلكم على أهل الجنة؟ كل ضعيف متضعّف، لو أقسم على الله، لأبرَّه، وأهل النار كل جَوَّاظ عُتُلٍّ مستكبر". وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
43 - باب ذم الكبر
43 - باب ذم الكبر 3226 - قَالَ أَبُو يَعْلَى؛ حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سِنان، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ محمَّد بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: زَعَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَام مَرَّ فِي السُّوقِ عَلَيْهِ حُزْمَةٌ مِنْ حَطَبٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَيْسَ قَدِ (¬1) أغناك الله تعالى عَنْ هَذَا؟ (¬2)، قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَقْمَعَ الكِبْرَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يَقُولُ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حبَّة خَرْدَلٍ مِنْ كِبْر". ¬
3226 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة محمَّد بن القاسم. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 566)، ثم قال: رواه الطبراني بإسناد حسن، والأصبهاني. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 99): رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 87 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى بسند صحيح. =
= تخريجه: أخرجه من طريق أبي يعلى: ابن عساكر في تاريخ دمشق -مطبوع- (34/ 126). وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص 267)، قال: حدّثنا محمَّد بن أبي بكر المُقَدَّمي به، بلفظه. وأخرجه الدولابي في الكنى (2/ 74)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 270) من طريق الحسمن بن إسماعيل المَحامِلي، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق -مطبوع- (34/ 127)، كلاهما: عن أبي موسى محمَّد بن المثنى، وأخرجه الشجري في الأمالي (2/ 219) من طريق علي بن المديني، كلاهما: عن إسماعيل بن سِنان به، بنحوه، ولم يذكر الدولابي القصة التي في أوله. ولفظ الأصبهاني: زعم عبد الله بن حنظلة، قال: مرَّ بي عبد الله بن سَلَام في السوق وعلى رأسه حزمة من حطب، فقال له ناس: ما يحملك على هذا، وقد أغناك الله عنه؟، قال: أردت أن أدفع به الكِبْرَ، وذاك إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يدخل الجنة عبد في قلبه مثقال ذرة من كِبْر". وأخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (1/ 214)، قال: قال لي علي، سمع إسماعيل بن سِنان به، وذكر المرفوع من اللفظ بمعناه دون القصة. وأخرجه الحاكم (3/ 416)، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 291)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق -مطبوع- (34/ 126) من طريق سالم بن إبراهيم، والأصبهاني في الترغيب (2/ 956) من طريق عمر بن يونس اليمامي، كلاهما: عن عكرمة بن عمار به، بلفظ قريب. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه في ذكر عبد الله بن سَلَام. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: سالم واه. وأخرج القصة بمعناها دون المرفوع: ابن عساكر في تاريخ دمشق -مطبوع- =
= (34/ 127) من طريق ابن لَهيعة، حدثني يزيد بن أبي حَبيب أن بُكير بن الأشجّ حدثه، أن عبد الله بن سَلَام خرج من حائط له بحزمة حطب يحملها، فلما أبصره الناس قالوا: يا أبا يوسف، قد كان في ولدك وعُبيدك من يكفيك هذا. قال: "أردت أن أجرب قلبي، هل ينكر هذا؟ ". وسنده ضعيف؛ لوجود ابن لَهيعة، فإنه سيء الحفظ، وبهذه المتابعة ترتقي هذه القصة إلى مرتبة الحسن لغيره، وأما الجزء المرفوع منها، فإنه صحيح ثابت، أخرجه الإمام مسلم وغيره من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وسيأتي ذكره في الحديث القادم برقم (3230) إن شاء الله تعالى، والله الموفق.
3227 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا جَعْفَرُ بن سليمان عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-في طريق، ومرَّت امرأة سوداء، فقال لها رجل: الطريق، فقالت: الطريق مَهْ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَعُوهَا، فإنها جبارة". ¬
3227 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لوجود يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 99)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وأبو يعلى، وفيه يحيى الحِمَّاني، ضعَّفه أحمد، ورماه بالكذب، ورواه البزّار، وضعّفه براو آخر. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 87 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني، وقد ضعَّفه الجمهور.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 34). وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 158 ب). وأخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع (ص 197)، وأبو نُعيم في الحلية (6/ 291) من طريق محمَّد بن الحسين، كلاهما: عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني به، بلفظ قريب. ولفط ابن أبي الدنيا: مرَّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي طَرِيقٍ، ومرَّت امرأة سوداء، فَقَالَ لَهَا رَجُلٌ: الطَّرِيقَ. فَقَالَتِ: الطَّرِيقُ ثَمَّةَ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَعُوهَا، فإنها جبارة". ولفظ أبي نُعيم: مرَّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي طَرِيقٍ، وَمَرَّتِ امرأة سوداء، فقال لها رجل: الطريق. فقالت: الطريق؟، الطريق يُمْنَةً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دعوها، فإنها جبارة". =
= وأخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 222) من طريق يحيى بن أبي يحيى عن جعفر بن سليمان به، بلفظ قريب. ولفظه: مرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في طريق، ومرّت امرأة سوداء، فقال لها رجل: الطريق. فقالت: الطريق له واسع. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دعوها، فإنها جبارة". قال البزّار: سهيل بن أبي حزم لا يتابع حديثه. وفي الباب ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 374) من طريق عافية بن يزيد عن سليمان الهاشمي، عن أبي بُرْدَةَ، عن أبيه قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يمشي وامرأة بين يديه، فقلت: الطريق للنبي-صلى الله عليه وسلم-، فقالت الطريق معترض، إن شاء يمينًا، وإن شاء أخذ شمالًا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَعُوهَا، فإنها جبارة"، قلت: إنها إنها، قال: "إن ذلك في القلب". قال النسائيُّ: عافية بن يزيد ثقة، وسليمان الهاشمى، لا أعرفه. قلت: سليمان الهاشمي هذا جهّله الذهبي في ضعفائه (1/ 282)، والحافظ في (التقريب ص 255).
3228 - حدّثنا (¬1) مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا يَزِيدُ، هُوَ ابْنُ هارون، أنا الأزهر (¬2) بن سِنان، ثنا محمَّد بن واسع، قال: دَخَلْتُ عَلَى بِلَالِ بْنِ أَبِي بُرْدة (¬3)، فَقُلْتُ لَهُ: يَا بِلَالُ، إِنَّ أَبَاكَ حَدَّثَنِي عَنْ أبيه رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ: هَبْهَبٌ، حقًا على الله تبارك وتعالى أَنْ يُسْكِنَهُ كُلَّ جَبَّارٍ"، فَإِيَّاكَ يَا بِلَالُ أن تكون ممن يسكنه. ¬
3228 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود الأزهر بن سِنان. وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 178)، ثم قال: هذا متن لا أصل له. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 571)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني، والحاكم، كلهم من رواية أزهرَ بنَ سِنان، وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 87 أ) مختصر، وضبط لفظة: "هَبْهَبَ" بالحروف. وذكره المنذري أيضًا في (3/ 173)، ثم قال: رواه الطبراني بإسناد حسن، وأبو يعلى، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 226، 392)، ونسبه إلى أبي يعلى، والطبراني، وأعلَّه بأزهرَ بنَ سِنان. وذكره الهيثمي أيضًا (5/ 197)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط" وإسناده حسن. وذكره العراقي في المغني، ثم قال -بعد أن نسبه إلى أبي يعلى، والطبراني، =
= والحاكم-: فيه أزهرَ بنَ سِنان، ضعَّفه ابن معين، وابن حبّان، وأورد له في الضعفاء هذا الحديث. (المغني مع الإحياء 3/ 338).
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (13/ 225)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 158 ب). وأخرجه من طريق المصنِّف ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (3/ 493). وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 165)، والدارميُّ (2/ 427)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ص 209)، قال: حدّثنا أحمد بن مَنيع وأبو خيثمة، ووكيع في أخبار القضاة (2/ 25)، قال: حدّثنا الفضل بن سهل الأعرج، ومحمد بن عَمرو، والعُقيلي (1/ 134) من طريق الحسن بن علي، وابن حبّان في المجروحين (1/ 178) من طريق علي بن المديني، وابن عَدي (1/ 430)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 264) من طريق عثمان بن أبي شيبة، وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في المعجم (2/ 630) من طريق خليفة بن خياط، والحاكم (4/ 332، 596) من طريق علي بن المديني، وإبراهيم بن عُبيد الله السِّعْدي، وأبو نُعيم في الحلية (2/ 355) من طريق الحارث، جميعهم: عن يزيد بن هارون به، بألفاظ متقاربة. ولفظ الدارمي: "إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ: هَبْهَبٌ، يسكنه كل جبار"، فإياك أن تكون منهم. قال ابن حبّان: هذا متن لا أصل له. وقال الحاكم في الموضع الأوّل: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال في الموضع الثاني: هذا حديث تفرد به أزهرَ بنَ سِنان عن محمَّد بن واسع، لم نكتبه عاليًا إلّا من هذا الوجه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال أبو نُعيم: هذا حديث تفرد به أزهر عن محمَّد، وحدث به أحمد بن =
= حنبل، وأبو خيثمة عن يزيد بن هارون مثله، ورواه سعيد بن سليمان الواسطي عن أزهر مثله. وقال ابن الجوزي: هذا حديث ليس بصحيح. قال يحيى بن معين: الأزهر ليس بشيء. وقال أبو حاتم بن حبّان: هذا متن لا أصل له. وذكره الذهبي في الميزان (1/ 173) عن يزيد بن هارون به، بلفظ قريب. وأخرجه البيهقي في البعث (ص 276) من طريق سعيد بن سليمان عن أزهرَ بنَ سِنان به، بلفظ قريب، ثم قال: تابعه يزيد بن هارون عن أزهر. قلت: وخالف هشامُ بن حسان أزهرَ بنَ سِنان، فرواه عن محمَّد بن واسع، قال: "بلغني أن في النار جُبًّا يقال له: جُبُّ الحزن، يؤخذ المتكبِّرون فيجعلون في توابيت من نار، فيجعلون في ذلك البئر، فيطبق عليهم، وجهنم من فوقهم". أخرجه العُقيلي (1/ 134)، ثم قال: وهذا الحديث أولى من حديث أزهر. أهـ. قلت: هشامُ بن حسان، هو الأزدي، وهو ثقة. (التقريب ص 572)، ويتبين من روايته هذه أن أزهرَ بنَ سِنان قد أخطا في رفع ولفظ هذا الحديث، وأن الصواب هو الوقف، وبهذا اللفظ، والله تعالى أعلم.
3229 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خارجة ح (¬1). [2] وقال الحارث: حدّثنا محمَّد بن جعفر قالا (¬2): ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ [عُبيد اللَّهِ] (¬3)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بِالْخُلُقِ الْحَسَنِ، وَإِنَّهُ لَيُكْتَبُ جَبَّارًا وَمَا يَمْلِكُ إِلَّا أَهْلَ بَيْتِهِ". ¬
3229 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه ثلاث علل: 1 - عنعنة إسماعيل بن عياش، وهو مدلس. 2 - عبد العزيز بن عُبيد الله، وهو ضعيف. 3 - الانقطاع، محمَّد بن علي يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرسلًا. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 24)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الحميد -كذا، والصواب: عَبْدِ الْعَزِيزِ- بْنِ عُبيد اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ، وهو ضعيف جدًا. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 135 أ) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع، وأبو الشيخ في كتاب "الثواب"، ومدار الإسناد على عبد العزيز بن عُبيد الله، وهو ضعيف، وكذا رواه الحارث بن أبي أسامة -فذكر لفظه، ثم قال-: وله شاهد من حديث عائشة، رواه ابن حبّان في صحيحه. =
= وذكره العراقي في المغني، ثم قال: أخرجه الطبراني في الأوسط بسند ضعيف. (المغني مع الإحياء 3/ 177). وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 209)، وقال: ضعيف.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1037)، وزاد في السند: محمَّد بن عُبيد الله، بين عبد العزيز بن عُبيد الله ومحمد بن علي، وقد بحثت عن محمَّد هذا، فلم أجد من يروي عن محمَّد بن علي، وعنه عبد العزيز بن عُبيد الله، بهذا الاسم، فلعله من غلط الناسخ، والله تعالى أعلم. وأخرجه ابن أبي الدنيا في الحِلْم (ص 23)، وأبو نُعيم في الحلية (8/ 289)، كلاهما: من طريق المُعافى بن عمران، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 157 ب)، وفي مكارم الأخلاق (ص 40)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 294 أ)، كلاهما: من طريق سعيد بن منصور، كلاهما: عن إسماعيل بن عياش به. ولفظ الطبراني في "مجمع البحرين" بمثله سواء. ولفظ ابن أبي الدنيا: "إن الرجل المسلم ليدرك بالحِلْم درجة الصائم القائم، وإنه ليكتب جارًا -كذا- وما يملك إلّا أهل بيته". ولفظ الطبراني في "المكارم": "إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم، وإن الرجل ليكتب جبارًا وما هلك -كذا، والصواب: وما ملك- إلَّا أهل بيته". ولفظ أبي نُعيم: "إن الرجل ليدرك بالحِلْم درجة الصائم القائم، وإنه ليكتب جبارًا، وإنه ما يملك إلَّا أهل بيته". ولفظ ابن شاهين قريب منه. قال الطبراني: لا يُروى عن علي إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به إسماعيل. =
= قلت: وللشطر الأوّل من هذا الحديث شواهد كثيرة، منها: 1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 69)، ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد (24/ 84) من طريق صالح بن خَوَّات عن محمد بن يحيى بن حبان، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل". -زاد ابن عبد البر- "الظامىء بالهواجر". وفي سنده صالح بن خَوَّات بن صالح -وليس ابن جبير، كما وقع في سند البخاريُّ- قال الحافظ: مقبول. (التقريب ص 271). وأخرجه الحاكم (1/ 60) من طريق عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا. ولفظه: "إن الله ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة". قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي في التلخيص. ورواه الطبراني في الأوسط بمثل لفظ الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم -كما في الترغيب للمنذري (3/ 404) -. 2 - حديث عائشة رضي الله عنها: أخرجه أحمد (6/ 64، 90، 133، 187) وأبو داود (4/ 252)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ص 180) واللفظ له، والحاكم (1/ 65)، وعنه البيهقي في الشعب (6/ 237)، وأخرجه الخطيب في الموضح (2/ 285)، والبيهقيُّ في الآداب (ص 136)، وابن عبد البر في التمهيد (24/ 85)، والبغويُّ في شرح السنة (13/ 81) من طريق عَمرو بْنِ أَبِي عَمرو عَنِ المُطَّلِب، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل، صائم النهار". قال الحاكم: على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. قلت: رجاله ثقات، إلّا أن المُطَّلِب، وهو ابن عبد الله، لم يسمع من عائشة رضي الله عنها، قال أبو حاتم -فيما نقله عنه ابنه في المراسيل (ص210) -: =
= المُطَّلِب بن عبد الله لم يدرك عائشة رضي الله عنها. 3 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أخرجه أحمد (2/ 177) من طريق ابن لَهيعة، ثنا الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال: سمعت عبد الله بن عَمرو يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "إن المسلم المُسَدَّد ليدرك درجة الصَوَّام القَوَّام بآيات الله بحسن خلقه، وكرم ضريبته". وأخرجه أحمد أيضًا (2/ 220)، والخرائطي في مكارم الأخلاق: كما في المنتقى (ص 33، 132)، والخطابي في غريب الحديث (2/ 701) من طريق ابن لَهيعة، أخبرني الحارث بن يزيد عن ابن حُجيرة الأكبر، عن عبد الله بن عَمرو مرفوعًا به. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 404)، ثم قال: رواه أحمد، والطبراني في الكبير، ورواة أحمد ثقات، إلَّا ابن لَهيعة. والضريبة: الطبيعة. (غريب الحديث للخطابي 1/ 702). 4 - حديث أبي أمامة رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 198) واللفظ له، والبغويُّ في شرح السنة (13/ 80) من طريق عُفير بْنُ مَعْدان عَنْ سُليم بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمامة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بحسن خلقه درجة القائم بالليل، الظامىء بالهواجر". وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 25)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه عُفير بن مَعْدان، وهو ضعيف. 5 - حديث أبي سعيد رضي الله عنه: أخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 122) واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 237) من طريق عبد الحميد بن سليمان عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن صفوان بن سُليم، عن عطاء، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"إن العبد ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القائم، الذي يصوم النهار ويقوم الليل". =
= قال البيهقي: تفرد بإسناده عبد الحميد بن سليمان. قلت: عبد الحميد هذا، هو الخُزاعي الضرير، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 333)، فالإسناد لأجله ضعيف. 6 - حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أخرجه البُرْجُلاني في الكرم والجود (ص 36) من طريىَ محمَّد بن القاسم الأسدي، قال: ثنا عبد الله بن عمر العُمري، عن نافع، عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم في سبيل الله". وسنده ضعيف جدًا، فيه محمَّد بن القاسم الأسدي، قال الحافظ: كذبوه. (التقريب ص 502)، وفيه عبد الله بن عمر العُمري، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 314). وبهذه الشواهد يرتقي الشطر الأوّل من هذا الحديث إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3230 - وقال أبو يعلى: حدّثنا المُقَدَّمي، ثنا مُعْتَمِر بن سليمان، ثنا عَباد بْنُ عَباد بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي مِجْلَز، قال: إن أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه قَرَصَهُمُ الْبَرْدُ، فَجَعَلُوا [يَسْتَحْيُونَ] (¬1) أَنْ يَجِيئُوا فِي [الفساسير] (¬2) والعبي، فَفَقَدَهُمْ، فَقِيلَ لَهُ: أَمْرُهُمْ كَذَا وَكَذَا، فَأَصْبَحَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي عَبَاءَةٍ، فَقَالُوا: أَصْبَحَ ابن مسعود رضي الله عنه فِي عَبَاءَةٍ، ثُمَّ جَاءَ الْيَوْمُ الثَّانِي، ثُمَّ جَاءَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ، فَلَمَّا رَأَوْهُ فِي الْعَبَاءَةِ، جاءوا في أكسيتهم، فَعَرَفَ وُجُوهًا قَدْ كَانَ [فَقَدَهَا] (¬3)، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يَقُولُ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ (¬4) مِثْقَالُ حبَّة خَرْدَلٍ مِنْ كِبْر -أَوْ قَالَ-: ذَرَّةٌ مِنْ كِبْر". ¬
3230 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، لكنه منقطع، أبو مِجْلَز يُرسل عن ابن مسعود. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 158 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى عن أبي عبد الله المُقَدَّمي، ولم أقف على ترجمته، وباقي الرواة ثقات.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 430). وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 291) عن مُعْتَمِر بن سليمان به، فذكر القصة دون المرفوع من لفظ الباب. =
= ولفظه: قرص أصحاب ابن مسعود البرد، قال: فجعل الرجل يستحيي أن يجيء في الثوب الدون، أو الكساء الدون، فأصبح أبو عبد الرحمن في عباية، ثم أصبح فيها، ثم أصبح في اليوم الثالث فيها. وأخرج المرفوع من اللفظ: مسلم (1/ 93)، والترمذي (4/ 317)، وأبو عَوانة (1/ 31)، والبغويُّ في شرح السنة (13/ 165) من طريق أبان بن تغلب، وأخرجه أحمد (1/ 451)، وأبو يعلى (9/ 192) من طريق الحجاج بن أرطاة، كلاهما: عن فضيل الفقيمي، عن إبراهيم النَّخَعي، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مرفوعًا. ولفظ مسلم: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال ذرة من كِبْر"، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنة؟، قال: "إن الله جميل يحب الجمال، الكِبْرَ بَطَرُ الحق، وغَمْطُ الناس". وبَطَرُ الحق: هو أن يجعل ما جعله الله حقًا من توحيده وعبادته باطلًا، وقيل: هو أن يتجبر عند الحق، فلا يراه حقًا، وقيلْ هو أن يتكبَّر عن الحق فلا يقبله. (النهاية 1/ 135). وغَمْطُ الناس: أي الاستهانة والاستحقار. (النهاية 3/ 387). ولفظ أحمد: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال حبَّة من خردل من كِبْر". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. وأخرجه مسلم (1/ 93)، وابن ماجه (1/ 22، 2/ 1397)، وأبو يعلى (8/ 476) وعنه ابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 224) من طريق علي بن مُسْهِر، وأخرجه أحمد (1/ 416)، وأبو داود (4/ 59)، والترمذي (4/ 317)، والطبراني في الكبير (10/ 92)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 154) من طريق أبي بكر بن عياش، وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 89)، وأحمد (1/ 412)، قال: ثنا عفان، =
= وأبو يعلى (8/ 477، 9/ 277)، قال: حدّثنا عبد الواحد بن غياث، وفي (9/ 226) من طريق أحمد بن إسحاق، والطبراني في الكبير (10/ 92) من طريق حَرَمي بن حفص القَسْمَلي، وعيسى بن إبراهيم، جميعهم: عن عبد العزيز القَسْمَلي، ثلاثتهم: عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ ابن مسعود مرفوعًا بألفاظ متقاربة. ولفظ مسلم: "لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبَّة خردل من إيمان، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبَّة خردل من كبرياء". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
44 - باب الصمت
44 - باب الصمت 3231 - قال أبو داود: حدّثنا محمد بن راشد عن مكحول رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي الْحَدِيثِ لمعاذ رضي الله عنه: "مَا كنتَ سَاكِتًا، فَأَنْتَ سَالِمٌ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ، فلك أو عليك".
3231 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لإرساله. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 143 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود الطيالسي مرسلًا، ورواته ثقات.
تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 77). ومن طريقه أخرجه البيهقي في الشعب (4/ 248)، وسقط من متنه قوله: "فأنت سالم". ويشهد للفظه ما يلي: 1 - أخرج ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 339) قال: حُدِّثت عن أبي عاصم العَبَّاداني قال: سمعت شميط بن عجلان يقول: "يا ابن آدم، إنك ما سكت، فأنت سمالم، فإذا تكلمت، فخذ حذرك، إما لك، وإما عليك". وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (3/ 129) من طريق سليمان بن داود قال: ثنا أبو عاصم عبد الله بن عُبيد الله العَبَّاداني به، فذكره، ولفظه: "يا ابن آدم، إنك ما دمت =
= ساكتًا، فإنك سالم، فإذا تكلمت، فخذ حذرك". وفي إسناده أبو عاصم العَبَّاداني، قال الذهبي في المغني (2/ 793): ليس بمعتمد، يأتي بعجائب، ولم أر لهم فيه كلامًا شافيًا، قال العُقيلي: منكر الحديث. 2 - وأخرج هنَّاد (2/ 533) من طريق قيس قال: قال لُقمان لابنه: "يا بني، امتنع مما يخرج من فيك، فإنك ما سكت سالم، وإنما ينبغي لك من القول ما ينفعك". ورجاله ثقات، لكن موقوف على قيس، وهو ابن أبي حازم. 3 - وأخرج الأصبهاني في الترغيب (2/ 563) من طريق دَرَّاج عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "المجالس ثلاثة: سالم، وغانم، وشاجب". قال سليمان: السالم: الساكت، والغانم: الذي يذكر الله، والشاجب: الذي يخاصم. وسنده ضعيف، قال الحافظ في دَرَّاج: صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف (التقريب ص 201). وأخرجه الأصبهاني أيضًا من طريق يَحْيَى بْنِ عُبيد اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "المجالس ثلاثة: سالم، وغانم، وَشَاجِبٌ، فَالْغَانِمُ: الَّذِي يُكْثِرُ ذِكْرَ اللَّهِ فِي مجلسه، والسالم: الذي يسكت لا له ولا عليه، وَالشَّاجِبُ: الَّذِي يَكُونُ كَلَامُهُ وَعَمَلُهُ فِي مَعْصِيَةِ الله عَزَّ وَجَلَّ". وسنده تالف، يحيى بن عُبيد الله هو ابن عبد الله بن مَوْهَب، قال الحافظ: متروك. (التقريب ص 594). 4 - وأخرج الحاكم (4/ 286)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 389) واللفظ له، من طريق أبي هانئ الخَولاني عن عَمرو بن مالك، عن فَضالة بن عُبيد عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "قولوا خيرًا تغنموا، واسكتوا عن شر تسلموا". =
= قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. ولفظ الحاكم مطول. قلت: إسناده حسن، أبو هانئ الخَولاني هو حُميد بن هانئ، قال الحافظ: لا بأس به. (التقريب ص 182). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 299)، ثم قال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير عَمرو بن مالك الجَنْبِي، وهو ثقة. وأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 242) من قول ابن عباس موقوفًا نحوه، ولفظه: "يا لسان قل خيرًا تغنم، أو اسكت عن شر تسلم، قبل أن تندم". 5 - وأخرج أحمد (2/ 267، 433)، والبخاري (فتح 11/ 308)، ومسلم (1/ 68) واللفظ له، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضيفه". 6 - وأخرج أحمد (2/ 174) من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره بنحو لفظ أبي هريرة المتقدم. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 167)، ثم قال: رواه أحمد والطبراني، وإسنادهما حسن. وقال العلامة أحمد شاكر في شرحه للمسند (10/ 114): إسناده صحيح. قلت: في إسناده عبد الله بن لَهيعة وهو ضعيف. 7 - وأخرج أحمد (4/ 31، 6/ 384، 385)، والبخاري (فتح 11/ 308)، ومسلم (1/ 69) واللفظ له من حديث أبي شُريح الخُزاعي، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره بنحو لفظ أبي هريرة المتقدم. 8 - وأخرج أبو يعلى (6/ 290) من حديث أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: =
= "من سَرَّهُ أن يَسلم، فليلزم الصمت". وإسناده ضعيف جدًا، وقد ذكره الحافظ رحمه الله هنا في المطالب، وهو الحديث الآتي برقم (3233). وأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 241) بمعناه من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُمارة بْنِ غَزِّية الأنصاري، عن ابن شُبْرُمة أنه سمعه وهو يحدِّث عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثلاث مرار: "رحم الله امرأ تكلم فغنم، أو سكت فسلم". وسنده ضعيف؛ لوجود إسماعيل بن عياش الحمصي، وهو ضعيف في روايته عن غير أهل بلده (انظر التقريب ص 109)، كما ذكره الحافظ في أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين (ص 37)، وأهلها لا يقبل حديثهم إلّا إذا صرحوا بالسماع، وقد عنعنه هنا. 9 - وأخرج ابن المبارك (ص 130) واللفظ له، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 15)، وأبو الشيخ في الأمثال (ص 246)، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 318)، وأخرج الدارمي (2/ 387)، وأحمد (2/ 159)، كلاهما: عن إسحاق بن عيسى، وابن أبي الدنيا في الصمت (ص 34) قال: حدّثنا أبو خيثمة، ومن طريقه الأصبهاني في الترغيب (2/ 697)، وأخرج الترمذي (4/ 569) قال: حدّثنا قُتيبة، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 219) من طريق قُتيبة، والبيهقيُّ في الشعب (4/ 254) من طريق يحيى بن يحيى، جميعهم: عن عبد الله بن لَهيعة قال: حدثني يزيد بن عَمرو المعافري عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من صمت نجا". قال الترمذي: حديث غريب، لا نعرفه إلّا من حديث ابن لَهيعة. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 536)، ثم قال: رواه الترمذي، وقال: حديث غريب، والطبراني، ورواته ثقات. =
= وقال النوويّ في الأذكار (ص 481): إسناده ضعيف، وإنما ذكرته لأبينه؛ لكونه مشهورًا. وقال العراقي: أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عَمرو بسند فيه ضعف، وقال: غريب. وهو عند الطبراني بسند جيد. (المغني مع الإِحياء 3/ 108). وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
3232 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ المِقدام أَبُو الْأَشْعَثِ، ثنا مُحَمَّدُ بن بكر، ثنا عثمان بن سعد قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه يقول: "الصمت حُكْمٌ، وقليل فاعله".
3232 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود عثمان بن سعد. وأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 264)، ثم قال: غلط في هذا عثمان بن سعد هذا، والصحيح رواية ثابت. قلت: يعني عن أبي من قول لُقمان عليه السلام. وذكره ابن القطان في بيان الوهم والإيهام -خ- (1/ 282 ب)، وقال: وعندي أنه ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 143 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى موقوفًا.
تخريجه: أخرجه وكيع (1/ 308)، قال: حدّثنا عمر بن سعد قال: سمعت أنس بن مالك يقول. فذكره بلفظه. قلت: عمر بن سعد هو الحَفَري، قال الحافظ: ثقة عابد، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومائتين (التقريب ص 413) فالإسناد فيه سقط بلا شك. ورُوي من طريق أنس رضي الله عنه مرفوعًا، أخرجه ابن عَدي (5/ 169)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (4/ 264) من طريق أبي عاصم عن عثمان بن سعد الكاتب به، بلفظه. قال البيهقي: غلط في هذا عثمان بن سعد هذا، والصحيح رواية ثابت. وأخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (1/ 168) من طريق زكريا بن يحيى المِنْقَري، ثنا الأصمعي، ثنا عَلِيِّ بْنِ مَسْعَدة عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك مرفوعًا بلفظه. =
= وإسناده ضعيف، فيه زكريا بن يحيى، قال الذهبي: ضعفه أبو سعيد بن يونس (المغني 1/ 240)، وفيه علي بن مَسْعَدة، قال الحافظ: صدوق له أوهام (التقريب ص 405). وقال الطرابلسي في الكشف الإلهي (1/ 446): موضوع، ليس من كلام المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، بل هو من كلام لُقمان. ورُوي عن أنس رضي الله عنه من قول لُقمان الحكيم، أخرجه ابن حبّان في روضة العقلاء (ص 41) واللفظ له، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 307 ب)، والحاكم (2/ 422)، وعنه البيهقي في الشعب (4/ 264) من طريق ثابت عن أنس، أن لُقمان قال: "إن من الحُكْمِ الصمت، وقليل فاعله". ولفظ الحاكم: عن أنس رضي الله عنه عند قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} [سبأ: 10، 11]، قال أنس: "إن لُقمان كان عند داود وهو يسرد الدرع، فجعل يفتله هكذا بيده، فجعل لُقمان يتعجب ويريد أن يسأله، وتمنعه حكمته أن يسأله، فلما فرغ منها، صبها على نفسه، فقال: نِعْمَ درع الحرب هذه. فقال لُقمان: الصمت من الحكمة، وقليل فاعله، كنت أردت أن أسألك فسكتّ، حتى كفيتني". قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال البيهقي: هذا هو الصحيح عن أنس، أن لُقمان قال: "الصمت حُكمٌ، وقليل فاعله". وقال العراقي: سند صحيح إلى أنس (المغني مع الإحياء 3/ 109). وأخرجه ابن المبارك (ص 289) واللفظ له، وأحمد في الزهد (ص 159)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص 35)، قال: أخبرنا ابن أبي عمر، ثلاثتهم: عن سفيان بن عيينة قال: حدثني ابن أبي نَجيح قال: سمعت طاوسًا يسأل أبي عن =
= حديث، فرأيت طاوسًا كأنه يعقد بيده، وقال أبي: يا أبا عبد الرحمن، إن لُقمان قال: "إن من الصمت حُكْمًا، وقليل فاعله". فقال له طاوس: يا أبا نَجيح، إنه من تكلم واتقى الله، خير ممن صمت واتقى الله. ولفظ أحمد: قال -يعني لُقمان-: "الصمت حكمة، وقليل فاعله". وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (4/ 5) من طريق أحمد، وذكر مقالة طاوس لأبي نَجيح فقط. قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات. ورُوي عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- مَرْفُوعًا، أخرجه العسكري في الأمثال (1/ 468)، وأبو منصور الديلمي في مسند الفردوس: كما في المغني مع الإحياء (3/ 108)، من طريق محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَيْلَماني عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الصمت حُكْمٌ، وقليل فاعله". قال العراقي: سند ضعيف. قلت: محمَّد بن عبد الرحمن البَيْلَماني ووالده ضعيفان. (انظر التقريب ص 492، 337). ورُوي من قول أبي الدرداء رضي الله عنه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 746). ولفظه: "تعلموا الصمت كما تتعلموا الكلام، فإن الصمت حكم عظيم، وكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تتكلم، ولا تتكلم في شيء لا يعنيك، ولا تكن مضحاكًا من غير عجب، ولا مشاء إلى غير أرب. يعني إلى غير حاجة".
3233 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا ابْنُ أَبِي فُديك عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ سَرَّهُ أن يَسلم، فليلزم (¬2) الصمت". ¬
3233 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، آفته عثمان بن عبد الرحمن الوَقّاصي، وهو متروك، وفيه عمر بن حفص وهو ضعيف. وقال أبو حاتم -فيما نقله عنه ابنه في العلل (2/ 239) -: عمر بن حفص مجهول، وهذا الحديث باطل. وقال الذهبي في الميزان (3/ 191): حديث باطل. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 297)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، وفيه عثمان بن عبد الرحمن الوَقَّاصي، وهو متروك. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -مطبوع- (7/ 344)، ثم قال: غريب جدًا. وقال العراقي: سند ضعيف (المغني مع الإحياء 3/ 109). وقال الطرابلسي في الكشف الإلهي (2/ 656): واهٍ.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 290)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 185 أ). وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 35)، ومن طريقه الأصبهاني في الترغيب (2/ 697)، وأخرجه تمام في الفوائد (1/ 54) من طريق عبد الله بن ثابت، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 236) من طريق علي بن عبد العزيز، والبيهقيُّ في =
= الشعب (4/ 241) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي، وابن عساكر في تاريخ دمشق -مطبوع- (7/ 344) من طريق عبد الله بن ثابت البغدادي، أربعتهم: عن هارون بن عبد الله به، بلفظه. وأخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 556)، وفي مجمع البحرين -خ- (ق 277 ب) من طريق عُبيد الله بن عبد الله المُنْكَدِري، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك به، بلفظه، وسقط عمر بن حفص من الإِسناد. قال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلَّا عثمان، تفرد به محمَّد بن أبي فُديك. وأخرجه العُقيلي (3/ 171) من طريق عمر بن سيَّار، عن ابن أخي الزُهري، قال: حدّثنا الزهري به، بلفظه، وقال: "ينجو"، بدل: "يسلم". قال العُقيلي: وهذا الحديث إنما يعرف بالوَقَّاصي، ليس هو من حديث ابن أخي الزهري، وقد حدَّث عمر بن سيَّار هذا عن ابن أخي الزهري بما لا يعرف عنه، ولا يتابع عليه. قلت: عمر بن سيَّار هذا، ذكره الذهبي في الضعفاء وقال: ليس بالمتين (المغني 2/ 468). وفي الباب حديث معاذ رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَا كنتَ سَاكِتًا فَأَنْتَ سَالِمٌ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ، فلك أو عليك". وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث السابق برقم (3231)، فانظره، وانظر الشواهد المذكورة في تخريجه، وبالله التوفيق.
3234 - وَقَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "يَا بُنَيَّ، لِيَسَعْكَ بيتك، وابك على خطيئتك، واخزن لسانك".
3234 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف؛ لعنعنة عبد الملك بن عُمير، ولانقطاعه، عبد الرحمن بن عبد الله لم يسمع من أبيه سوى حديث "محرم الحلال"، و "الضب"، و"تأخير الوليد للصلاة".
تخريجه: أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص30) من طريق ابن أبي خالد عن عبد الملك بن عُمير به، بنحوه. ولفظه: "يا بني، إني أوصيك بتقوى الله، وأمسك عليك لسانك، وابك من خطيئتك، وليسعك بيتك". وأخرجه البخاريُّ: كما في تهذيب الكمال للمزّي -خ- (2/ 800)، ومن طريقه المزّي، قال: حدثني إسحاق بن يزيد أبو نصر الدمشقي، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 503) من طريق بشر بن القاسم، كلاهما: عن الحكم بن هشام الثقفي قال: حدثني عبد الملك بن عُمير عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن عبد الله بن مسعود به. ولفظ البيهقي: "أوصيك أن تتقي الله، وتلزم بيتك، وتحفظ لسانك، وتبكي على خطيئتك". وذكره الحافظ في التهذيب (6/ 195)، وفي طبقات المدلسين (ص 40)، وقال: سنده لا بأس به. وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 289) واللفظ له، ومن طريقه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 54) عن حسين بن علي، وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 164)، =
= والبيهقيُّ في الشعب (4/ 258)، كلاهما: من طريق معاوية بن عَمرو، كلاهما: عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير قال: أخبرني آل عبد الله، أن عبد الله أوصى ابنه عبد الرحمن، فقال: "أوصيك بتقوى الله، وليسعك بيتك، وأملك عليك لسانك، وابك على خطيئتك". وفي سند ابن أبي عاصم: عبد الملك بن عُمير قال: أخبرني رجل قد سماه أبو بكر. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 299)، ثم قال: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح إلَّا أن عبد الملك بن عُمير قال: حدثني آل عبد الله أن عبد الله أوصى ابنه. وأخرجه ابن المبارك (ص 42) واللفظ له، ووكيع (2/ 519)، وعنه الإمام أحمد في الزهد (ص 22)، وأخرجه هنَّاد (1/ 266) قال: حدّثنا المُحاربي، ويعلى، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 135) من طريق عاصم بن علي، خمستهم: عن المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال رجل لابن مسعود: يا أبا عبد الرحمن، أوصني، قال: "ليسعك بيتك، وابك من ذكر خطيئتك، وكف لسانك". وإسناده ضعيف؛ لانقطاعه، القاسم بن عبد الرحمن لم يلق جده ابن مسعود رضي الله عنه (انظر المراسيل ص 175)، والمسعودي وإن كان قد اختلط، إلّا أن رواية وكيع عنه كانت قبل الاختلاط (انظر الكواكب النيرات ص 293). ورُوي عن ابن مسعود رضي الله عنه وهو يُوصي ابنه أبا عُبيدة، أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 105)، من طريق إسماعيل بن أبي خالد قال: أوصى ابن مسعود أبا عُبيدة ابنه بثلاث كلمات: "أي بني، أوصيك بتقوى الله، وليسعك بيتك، وابك على خطينتك، وأمسك عليك لسانك". وسنده ضعيف، لإنقطاعه، إسماعيل بن أبي خالد هو البَجَلي، لم يلق ابن مسعود (انظر التهذيب 1/ 254). =
= ورُوي عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا، أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 210)، وفي الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 277 أ)، ومن طريقه الشجري في الأمالي (2/ 156) من طريق محمَّد بن جعفر الفَيْدي، ثنا جابر بن نوح عن المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ليسعك بيتك، وابك من ذكر خطيئتك، واملك عليك لسانك". قال الطبراني: لم يروه عن القاسم إلَّا المسعودي، ولا عنه إلَّا جابر، تفرد به الفَيْدي. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 299)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه المسعودي وقد اختلط. قلت: جابر بن نوح هو الحِمَّاني، ضعيف، ومحمد بن جعفر الفَيْدي مقبول. (التقريب ص 136، 472) فهذا الحديث مرفوعًا بهذا السند ضعيف لأجلهما. وله شواهد مرفوعة وموقوفة، كما يلي: 1 - حديث عقبة بن عامر: أخرجه هنّاد (1/ 265) واللفظ له، وأحمد (4/ 158) من طريق فروة بن مجاهد اللّخْمي عن عقبة بن عامر الجُهني قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال لي: "يا عقبة بن عامر، املك لسانك، وابك على خطيئتك، وليسعك بيتك". وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. وذكره ابن كثير في التفسير (4/ 609)، ثم قال: تفرد به أحمد. وأخرجه ابن المبارك (ص 43) واللفظ له، ومن طريقه أخرجه أحمد (5/ 259)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ص 26)، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص 32)، والترمذي (4/ 523)، وابن عَدي (4/ 324)، وأبو نُعيم في الحلية (2/ 9، 8/ 175)، والبيهقيُّ في الشعب (4/ 239)، وابن البنَّاء في الرسالة المغنية في السكوت (ص 35)، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 317)، والأصبهاني في الترغيب =
= (2/ 698)، وأخرجه ابن وهب في الجامع (ص 60)، وأخرجه البيهقي في الزهد (ص130)، وفي الآداب (ص 234) من طريق ابن أبي مريم، ثلاثتهم: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبيد اللَّهِ بْنِ زَحْر، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ القاسم، عن أبي أُمامة، عن عقبة بن عامر الجُهني، قال: قلت يا رسول الله، ما النجاة؟، قال: "املك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك". وسقط من إسناد ابن وهب: عن أبي أُمامة، ومن سند ابن البنَّاء: علي بن يزيد. قال الترمذي: هذا حديث حسن. أهـ. ووافقه البغوي، مع أن في سنده عُبيد اللَّهِ بْنِ زَحْر عَنْ عَلِيِّ بْنِ يزيد، وهو الأَلْهاني، وهما ضعيفان. (انظر التقريب ص 371، 406)، فتحسينه رحمه الله للحديث لمجيئه من طرق أخرى، والله أعلم. وأخرجه ابن عَدي (5/ 165)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (14/ 317) من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد به، بنحوه. وفيه عثمان بن أبي العاتكة، قال الحافظ: صدوق، ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد الألْهاني. (التقريب ص 384) .. 2 - حديث ثوبان مرفوعًا، وموقوفًا: أخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 177)، والصغير (ص 101)، ومسند الشاميين (1/ 113) من طريق شُرَحبيل بن مسلم عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته". قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ثوبان إلَّا بهذا الإِسناد، تفرد به عيسى. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 524)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، والصغير، وحسن إسناده. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 299)، ثم نقل عبارة المنذري. وذكره العُجلوني في كشف الخفاء (2/ 60)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط =
= عن ثوبان، وإسناده حسن. وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 29) واللفظ له، والطبراني في مسند الشاميين (1/ 313) من طريق شُرَحْبيل بن مسلم، قال: سمعت ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "طوبى لمن ملك لسانه، وبكى على خطيئته، ووسعه بيته". قلت: وهذا الحديث مرفوعًا وموقوفًا ضعيف؛ لوجود شُرَحْبيل بن مسلم، وهو الخَولاني، قال الحافظ: صدوق فيه لين. (التقريب ص 265). 3 - حديث عبد الله بن عَمرو: أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 9)، وأحمد (2/ 212)، وأبو داود (4/ 124)، والحاكم (4/ 525) من طريق هلال بن خَبَّاب أبي العلاء، قال: حدثني عكرمة، حدثني عبد الله بن عَمرو بن العاص، فذكره مرفوعًا، وفيه: "الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك .. ". قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. قلت: سنده حسن؛ لوجود هلال بن خَبَّاب، فإن فيه كلامًا يسيرًا لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن إلّا إذا خولف. (انظر المغني 2/ 713)، وقد توبع على أصل الحديث بهذه الشواهد. 4 - حديث أبي أُمامة: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 197) من طريق عُفَيْرُ بْنُ مَعْدان عَنْ سُليم بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ويشهد أني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فليسعه بيته، وليبك على خطيئته، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ويشهد أني رسول الله، فليقل خيرًا، أو ليسكت عن شر فيسلم". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 299)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه عفير بن مَعْدان، وهو ضعيف. =
= وروي من قول نبي الله عيسي عليه السلام أخرجه ابن المبارك (ص 40) واللفظ له، ومن طريقه ابن حبّان في روضة العقلاء (ص 53)، وأخرجه وكيع (1/ 259)، ومن طريقه كل من: أحمد في الزهد (ص 93)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ص 39)، وأخرجه هنّاد (1/ 266)، قال: ثنا قُبيصة، وأحمد في الزهد (ص 94)، قال: حدّثنا إسحاق بن يوسف، أربعتهم: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، قال عيسى بن مريم -صلى الله عليه وسلم-: "طوبى لمن خزن لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته". ورجاله ثقات، إلّا أنه موقوف على سالم بن أبي الجَعْد. وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره.
(124) وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذلك فِي أَوَّلِ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (¬1) (¬2). ¬
3235 - [1] وقال أَبُو يَعْلَى، وبَقِيّ بْنُ مَخْلَد، والبغويُّ جَمِيعًا: حدّثنا محمَّد بن بكار، حدّثنا مُعْتَمِر، عن عبد الله بن نَسيب، عن مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرة، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَنْهَاكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةِ المال، وكثرة السؤال".
3235 - [1] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد، فيه عبد الله بن نَسيب وهو مستور، وفيه مسلم بن عبد الله بن سَبْرة لم أجد له ترجمة. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 157)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، والكبير، والبزار، وفيه عبد الله بن شبيب، وهو ضعيف جدًا. قلت: لعل الهيثمي أخطا حين ظنه ابن شبيب، والصواب أنه ابن نَسيب، وابن شبيب أصغر من أن يروي عنه مُعْتَمِر بن سليمان. (انظر تاريخ بغداد 9/ 474). وذكره الحافظ في الإصابة (6/ 96)، وقال: قال ابن السكن: تفرد به مُعْتَمِر، وفي إسناده نظر.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى: كما في الإصابة (6/ 96). وأخرجه بَقِيّ بن مَخْلَد، والطبراني، وابن منده، ثلاثتهم: كما في الإصابة (6/ 96) من طريق عبد الله بن نَسيب، به. قال الطبراني: لا يُروى عن عبد الله بن سَبْرة، إلّا بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبّان في الثقات (3/ 241) قال: حدّثنا أحمد بن علي بن المثنى، به بلفظه. وأخرجه أبو نعُيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 13/ ب) من طريق عبدان بن أحمد، ومحمد بن علي الصائغ، ومن طريق الحسن بن سفيان فرقهما، ثلاثتهم: عن محمَّد بن بكار العَيْشي، به بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير. =
= ولفظه: "إن الله ينهاكم عن ثلاث: عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال". وأخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 41) قال: أخبرنا عَمرو بن عاصم الكِلابي، والبخاري في التاريخ الكبير تعليقًا (5/ 27) عن قيس بن حفص، والبزار: كما في الكشف (1/ 102) قال: حدّثنا نهار بن عثمان، ثلاثتهم: عن المُعْتَمِر بن سليمان، به بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير. ولفظ ابن سعد: "إن الله ينهاكم عن ثلاث: عن كثرة السؤال، وإضاعة المال، وعن اتباع قيل وقال". قال البزّار: لا نعلم روى عبد الله بن سَبْرة إلَّا هذا. قلت: رواية البخاريُّ هذه، ذكرها الحافظ هنا في المطالب، وهي الطريق القادم برقم (2). ولفظ الباب صحيح من حديث المغيرة بن شعبة مرفوعًا، أخرجه البخاريُّ (فتح 10/ 405)، ومسلم (3/ 1341). ولفظ مسلم: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعا وهات، وكره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال". وأخرجه مسلم (3/ 1340) من حديث أبي هريرة مرفوعًا، ولفظه: "إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا: فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال".
3235 - [2] وقال البخاريُّ: حدّثنا قيس بن حفص، ثنا مُعْتَمِر به (¬1). ذكره فِي "التَّارِيخِ". قَالَ ابْنُ السَّكَنِ: لَا أَعْرِفُ لعبد الله بن سَبْرة رضي الله عنه غيره (¬2). ¬
3235 - [2] الحكم عليه: انظر الطريق السابق برقم (1).
تخريجه: هو في التاريخ الكبير (5/ 27)، وذكر أول المتن، ولفظه: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ ينهاكم عن ثلاث".
3236 - [1] وقال ابن أبي عمر (¬1): حدّثنا الحَنَفي عن الهَجَري، عن أبي عياض، عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لِيُضْحِكَ بِهَا مَنْ حَوْلَهُ، وَلَقَدْ جَاءَتْ (¬2) أكثر من عكاظ وما يشعر". [2] [حدّثنا] (¬3) حسين الجُعْفي، حدّثنا زائدة عن الهَجَري، به. ¬
3236 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود إبراهيم الهَجَري، وهو ضعيف الحديث.
تخريجه: أخرجه عبد الأعلي بن مُسْهِر في نسخته (ص 69) من طريق يزيد بن عطاء، ثنا إبراهيم الهَجَري، به بلفظ قريب، ووقع في سنده: عن أبي الأحوص، بدل: عن أبي عياض، وهو تحريف. ولفظه: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لِيُضْحِكَ بِهَا مَنْ حوله، ولقد خار من عكاظ". قلت: يزيد بن عطاء هو اليَشْكُري، قال الحافظ: لين الحديث (التقريب ص 603). وأخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 221) مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة، يَهوي بها في النار كذا كذا خريفا". قال البزّار: لا نعلمه يُروى عن عبد الله إلَّا بهذا الإِسناد. =
= وسنده ضعيف، الحسن بن أبي جعفر هو الجُفْري، قال الحافظ: ضعيف الحديث، مع عبادته وفضله (التقريب ص 159)، وعاصم هو ابن أبي النَّجُود، قال الحافظ: صدوق له أوهام (التقريب ص 285). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 297)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه من لم أعرفهم. ورُوي عن ابن مسعود موقوفًا: أخرجه هنّاد (2/ 552) واللفظ له، والحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 352) من طريق قيس قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة في الرفاهية ليضحك بها جلساءه، ترديه أبعد ما بين السماء والأرض". وإسناده صحيح. وأخرجه هناد أيضًا قال: حدّثنا المُحاربي عن العلاء بن المسيّب، عن أبيه، وخيثمة قالا: قال عبد الله بن مسعود: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها القوم، ما يقطع شعرة، يَهوي بها في جهنم سبعين خريفًا". وسنده ضعيف؛ لعنعنة المُحاربي، وهو عبد الرحمن بن محمَّد، ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة (انظر طبقات المدليسن ص 40). ويشهد للفظ الباب حديث أبي هريرة مرفوعًا: أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 308)، ومسلم (4/ 2290)، ولفظ البخاريُّ: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق". زاد مسلم: "والمغرب". وأخرجه البخاريُّ أيضًا مرفوعًا، ولفظه: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يُلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا، يَهوي بها في جهنم". وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
3237 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُريب، ثنا سعيد بْنُ شُرَحبيل، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن عائشة رضي الله عنهم قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَقُولُ: "مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ لَحْييه، وَحَفِظَ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، فهو في الجنة".
3237 - الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف؛ لانقطاعه، سعيد بن أبي هلال لم يدرك ابن عباس، فقد ولد عام السبعين، وابن عباس مات عام ثمان وستين. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 300)، ثم قال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. أهـ. وكان من حقه أن ينبه على انقطاعه، مع كون رجاله ثقات.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 140)، ولفظ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَقُولُ: "لمكانكم في الجنة" يعني: "مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ لَحْييه، وَحَفِظَ مَا بين رجليه". وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 84 أ). وقد رواه من الصحابة رضوان الله عليهم جماعة، منهم: 1 - سهل بن سعد: أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 308)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (14/ 313)، وأخرجه الترمذي (4/ 524)، وابن أبي الدنيا في الورع (ص 92)، وابن عَدي (5/ 45)، والحاكم (4/ 358)، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 252)، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (8/ 166)، وفي الشعب (4/ 235). ولفظ البخاريُّ: "من يضمن لي ما بين لَحْييه، وما بين رجليه، أضمن له الجنة". قال الترمذي: حسن صحيح غريب من حديث سهل بن سعد.
= وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: ذا في البخاريُّ. وقال أبو نُعيم: هذا حديث صحيح. ووافقه البغوي. 2 - أبو هريرة: أخرجه الترمذي (4/ 524) واللفظ له، وفي العلل الكبير (2/ 836)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص 22) من طريق أبي خالد الأحمر عن ابن عجلان، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من وقاه الله شر ما بين لَحْييه، وشر ما بين رجليه، دخل الجنة". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قلت: فيه أبو خالد الأحمر، هو سليمان بن حيان، قال الحافظ: صدوق يخطئ. (التقريب ص 250) فالإسناد لأجله ضعيف. 3 - جابر بن عبد الله: أخرجه الطبراني في الصغير (ص 279)، ومن طريقه القُضاعي في مسند الشهاب (1/ 324) من طريق المغيرة بن سِقْلاب عن مَعْقِل بن عُبيد الله، عَنْ عَمرو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من ضمن لي ما بين لَحْييه ورجليه، ضمنت له الجنة". قال الطبراني: لم يروه عن عَمرو إلّا مَعْقِل، تفرد به المغيرة. وإسناده ضعيف، فيه المغيرة بن سِقْلاب، ذكره الذهبي في المغني (2/ 672) وقال: قال أبو جعفر النفيلي: لم يكن مؤتمنًا. أهـ. وفيه مَعْقِل بن عُبيد الله، هو الجَزَري، قال الحافظ. صدوق يخطئ (التقريب ص 540). 4 - أبو رافع: أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 311) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عقيل عن علي بن الحسين، عن أبي رافع، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من حفظ ما بين فُقْمَيه وفخذيه، دخل الجنة". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 300)، ثم قال: رواه الطبراني، وإسناده جيد. =
= قلت: إسناده ضعيف؛ لوجود عبد الله، قال الحافظ: صدوق في حديثه لين، ويقال تغير بأخرة (التقريب ص 321). وقوله: فُقمَيه: الفُقم بالضم والفتح: اللَحْي (النهاية 3/ 465). 5 - صعصعة بن ناجية: أخرجه أبو يعلى، ولفظه: "احفظ ما بين لَحْييك ورجليك". وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3237). وبهذه الشواهد يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3238 - حدّثنا (¬1) محمَّد بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ [حرب] (¬2)، ثنا إبراهيم بن إسحاق، ثنا عَقَّال بن شَبَّة، حدثني أبي عن جدي، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لَهُ: "احْفَظْ مَا بَيْنَ لَحْييك وَرِجْلَيْكَ". قَالَ: فنهضت وأنا أقول: حسبي. ¬
3238 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد، فيه علتان: 1 - شَبَّه بن عَقَّال، وابنه عَقَّال بن شَبَّة، وهما مجهولان. 2 - إبراهيم بن إسحاق بن راحة، لم أجد له ترجمة. وعليه، فالحكم على هذا الحديث متوقف على معرفة حاله. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 101 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي.
تخريجط: ذكره العجلوني في كشف الخفاء (1/ 60) عن صعصعة، وقال: رواه أبو يعلى، وابن قانع، وابن منده، وابن عساكر، والضياء. أهـ. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (11/ 691) من طريق المصنِّف. ولفظه: "احفظ ما بين لَحْييك، وما بين رجليك". قال: فولَّيت وأنا أقول: حسبي. وأخرجه ابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 197 ب) قال: نا أبو رفاعة، =
= وابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 73 أ) من طريق عقبة بن مُكرَم، كلاهما: عن عبد الله بن حرب الليثي، به بلفظه عند ابن قانع، وبمعناه عند ابن الأعرابي. ولفظ ابن الأعرابي: "من ضمن لي ما بين لَحْييه ورجليه، أضمن له الجنة". ويشهد له حديث عائشة رضي الله عنها، وهو الحديث الماضي (3237)، وما ذكر في تخريجه عن سهل بن سعد، وأبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وأبي رافع رضي الله عنهم.
45 - باب الإيثار
45 - باب الإِيثار 3239 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، عَنْ مِسْعَر بْنِ كِدام، ثنا ثَابِتُ بْنُ عُبيد قال: سمعت عبد الله بن [مُغَفَّل] (¬1) المُزَني رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ (¬2): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ كَانَ لَهُ قَمِيصَانِ، فَلْيَكْسِ أَحَدَهُمَا (¬3)، أو ليتصدق بأحدهما". ¬
3239 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لوجود عبد العزيز بن أبان، وهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 102 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة بسند فيه عبد العزيز بن أبان بن محمَّد، وهو ضعيف.
تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1313). ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (7/ 232)، ثم قال: رواه ابن المبارك عن مِسْعَر، فسمَّاه فقال: عبد الله بن المُغَفَّل. وأخرجه ابن المبارك (ص 259)، ومن طريقه الأصبهاني في الترغيب =
= (2/ 931)، قال: أخبرنا مِسْعَر بن كِدام به، بلفظ قريب. ولفظ الأصبهاني: "من كان له قميصان، فليكس أخاه أحدهما"، أو قال: "فليعط"، أو قال: "فليهب". وفي سند ابن المبارك: ثابت بن عُبيد الله، والصواب: ثابت بن عُبيد. وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
46 - باب قصر الأمل
46 - باب قصر الأمل 3240 - قال مُسَدَّد: حَدَّثَنَا أَبُو عَوانة عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ الشعبي قال: إن رجلًا كان يجلس إلى مسروق، فكان فِي آخِرِ مَنْ وَدَّعَهُ، [فَقَالَ: "يَا أَبَا عائشة] (¬1)، إنك قَريع (¬2) القراء وسيدهم، وَإِنَّ زَيْنَكَ لَهُمْ زَيْنٌ، وَإِنَّ شَينَكَ لَهُمْ شَيْنٌ، فَلَا تحدَّثَنَّ نَفْسَكَ بِفَقْرٍ، وَلَا بِطُولِ عمر". ¬
3240 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، لعنعنة مغيرة بن مِقْسَم، وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 176 ب) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد.
تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 35)، وابن أبي شيبة (13/ 404)، كلاهما قال: حدّثنا عفان بن مسلم، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 35) تعليقًا عن موسى بن إسماعيل، كلاهما: عن أبي عَوانة به، بلفظه. وأخرجه أحمد في الزهد (ص 486) قال: حدّثنا مُؤَمَّل، حدّثنا سفيان =
= وأبو عَوانة به، بنحوه، مع زيادة وفي أوله قصة. ولفظ أحمد: بعث زياد مسروقا عاملًا على السلسلة، فلما خرج مسروق، خرج معه قراء أهل الكوفة يشيعونه، فكان فيهم شاب على فرس، فلما رجع الناس وبقي مسروق في نفر من أصحابه، دنا منه الفتى، وقال: "إنك سيد قراء أهل الكوفة وقَريعهم، إن قيل: من أفضلهم؟ قيل: مسروق. وإن قيل: من أعلمهم؟ قيل: مسروق. وإن قيل: من أفقههم؟ قيل: مسروق. وَإِنَّ زَيْنَكَ لَهُمْ زَيْنٌ، وَإِنَّ شَينَكَ لَهُمْ شين، وإني أنشدك الله أو قال: أعيذك بالله أن تحدث نفسك بفقر، أو بطول أمل" فقال له مسروق: ألا تعينني على ما أنا فيه؟ قال: "والله ما أرضى لك ما أنت فيه، فكيف أعينك عليه". وانصرف. فلما انصرف الفتى، قال مسروق: ما بلغت مني موعظة ما بلغتْ موعظة هذا الفتى. قال سفيان: فلما رجع مسروق من عمله ذلك، أتاه أبو وائل، فقال له مسروق: ما عملت عملًا أنا منه أخوف أن يدخلني النار من عملي هذا، وما ظلمت فيه مسلمًا ولا معاهدًا، ولكني ما أدري ما هذا الحمل الذي لَمْ يَسُنُّهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ولا أبو بكر ولا عمر. قال أبو وائل: فقلت له: ما حملك على ذلك؟ قال: اكتنفني شُريح، وابن زياد، والشيطان.
47 - باب السلامة في العزلة
47 - باب السلامة في العزلة 3241 - قال مُسَدَّد: حدّثنا عيسى بن يونس، نا (¬1) الأوزاعي عن مكحول قال: "إِنْ كَانَ فِي الْجَمَاعَةِ فَضْلٌ، فَإِنَّ السَّلَامَةَ في العزلة" (¬2). ¬
3241 - الحكم عليه: إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 101 ب) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد.
تخريجه: أخرجه البيهقي في الزهد (ص 94)، وابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (17/ 172) من طريق المصنّف. ولفظ البيهقي: "إن كان في الجماعة فضيلة، فإن السلامة في العزلة". وأخرجه أبو خيثمة في العلم (ص 14)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (17/ 171) قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، نا الأوزاعي به. ولفظه: "إن لم يكن في مجالسة الناس ومخالطتهم خير، فالعزلة أسلم".
= وأخرجه ابن حبّان في روضة العقلاء (ص 85). واللفظ له، والبيهقيُّ في الزهد (ص 94) من طريق سعيد بن عبد العزيز قال: قال مكحول: "إن كان في مخالطة الناس خير، فالعزلة أسلم". ويشهد للفظ الباب أثر عمر رضي الله عنه، أخرجه وكيع (2/ 514)، وعنه ابن أبي شيبة (13/ 275)، ومن طريقه البيهقي في الزهد (ص 93) من طريق إسماعيل بن أمية قال: قال عمر بن الخطّاب: "إن في العزلة راحة من خِلاط السوء". ورجاله ثقات، لكنه منقطع، إسماعيل بن أمية مات سنة أربع وأربعين ومائة، فيبعد سماعه من عمر رضي الله عنه، (انظر التهذيب 1/ 247). كما يشهد له حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا، أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 330)، ومسلم (3/ 1503). ولفظ مسلم: إن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أي الناس أفضل؟ فقال: "رجل يجاهد في سبيل الله بماله ونفسه". قال: ثم من؟ قال: "مؤمن في شِعْب من الشِّعاب، يعبد الله ربه، ويدع الناس من شره".
48 - باب الحزن
48 - باب الحُزْن 3242 - [1] قال أبو يعلى: حدّثنا أبو نشيط، ثنا أبو المغيرة عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ضَمْرة بن (¬1) حَبيب، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حزين". ¬
3242 - [1] الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لضعف أبي بكر بن أبي مريم الغَسَّاني، ولانقطاعه بين ضَمْرة وبين أبي الدرداء رضي الله عنه، فإن بين وفاتيهما نحو مائة سنة، ومثل هذا الفرق يُستبعد معه أن يكون سمع منه، خاصة إذا ما أضيف إليه سن التحمّل، إلَّا أن يكون ضَمْرة من المُعَمَّرين، ولم أجد من وصفه بذلك. قال الذهبي في التلخيص (4/ 315) متعقبًا الحاكم في تصحيحه لهذا الحديث: مع ضعف أبي بكر، منقطع. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 309)، ثم قال: رواه البزّار، والطبراني، وإسنادهما حسن.
تخريجه: أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 351)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (6/ 90)، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الوهاب، وابن عَدي (2/ 39) من طريق =
= الحسين بن مهدي، والحاكم (4/ 315)، وعنه البيهقي في الشعب (1/ 515) من طريق محمَّد بن عوف الطائي، ثلاثتهم: عن أبي المغيرة به بلفظه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وردَّه الذهبي في التلخيص، فقال: مع ضعف أبي بكر، منقطع. وأخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 150) وابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (13/ 409)، كلاهما: من طريق عَمرو بن بشر بن السَرْح، ثنا أبو بكر بن أبي مريم به، بلفظه عند القُضاعي، وبلفظ قريب عند ابن عساكر. وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 240) قال: حدّثنا عمر بن الخطّاب، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 515) من طريق أبي حاتم الرازي، كلاهما: عن عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح عن ضَمّرة بن حَبيب به، بلفظه. قال البيهقي: وهذا الإسناد أصح. أهـ. يعني أصح من الإسناد السابق. قلت: وذكر الحافظ هذه الطريق هنا في المطالب، وهي الطريق القادمة برقم (2).
3242 - [2] وقال البزّار: حدّثنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ ضَمْرة بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا بِهَذَا الإِسناد. * وصححه الحاكم.
3242 - [2] الحكم عليه: ضعيف لانقطاعه.
تخريجه: هو في مسند البزّار: كما في الكشف (4/ 240). ولفظه: "إن الله يحب كل قلب حزين". قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ النبي -صلى الله عليه وسلم- إلّا أبو داود الصواب: أبو الدرداء ولا له إسناد غير هذا.
49 - باب فضل الحدة
49 - باب فضل الحِدَّة 3243 - [1] قال أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ محمَّد، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ دُويد بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ الْفَارِسِيِّ -وَكَانَتْ فِيهِ حِدَّة- فذُكرت لَهُ، فَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّهَا أَخْطَأَتْنِي، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الحِدَّة تعتري خيار أمتي". [2] وقال أبو يعلى: حدّثنا أبو الربيع العَتكي، ثنا عبد الرحمن بن أبان عن الليث بن سعد، به (¬1). ¬
3243 - [1] الحكم عليه: ضعيف، لإرسال أبي منصور، قال الحافظ في الإصابة (12/ 32): قال البخاريُّ: حديثه مرسل، وليست له صحبة. وانظر التاريخ الكبير (8/ كنى 71). وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 82 أ) مختصر ثم قال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى الموصلي بإسناد حسن. أهـ. وهو من تساهله.
تخريجه: ذكره أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 289/ ب)، وابن الأثير في أُسْد =
= الغابة (6/ 304)، والحافظ في الإصابة (10/ 361)، عن يونس بن محمَّد المؤدب به. وأخرجه الحسن بن سفيان في مسنده كما في الإصابة (10/ 361)، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 289/ ب)، وابن الأثير في أسْد الغابة (6/ 304)، من طريق قُتيبة بن سعيد، وأخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة أيضًا، وفي أخبار أصبهان (2/ 7)، من طريق علي بن غُراب، كلاهما: عن ليث، به بلفظه. وأخرجه أبو يعلى كما في المطالب وهو الطريق رقم (2)، والحسن بن سفيان في مسنده كما في الإصابة (10/ 361)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 289/ ب)، وابن الأثير في أُسد الغابة (6/ 304)، وأخرجه الخطيب في الموضح (2/ 92)، جميعهم من طريق عبد الرحمن بن أبان، عن الليث، به، بلفظه دون: "إن" وفي أسانيدهم إثبات الصحبة لأبي منصور الفارسي. قال الحافظ في الإصابة (12/ 32): رواه يونس بن محمَّد، وعلي بن غُراب، وغير واحد عن الليث، لم يقل أحد منهم: وكانت له صحبة، إلّا عبد الرحمن بن أبان. قلت: هذا الحديث مداره على دُويد بن نافع، واختلف عنه فيه على وجهين، كما يلي: 1 - فرواه يونس بن محمَّد المؤدب، وقُتيبة بن سعيد، وعلي بن غُراب، وعبد الرحمن بن أبان، عن الليث بن سعد عنه، عن أبي منصور الفارسي، كما تقدم. 2 - ورواه يحيى بن عبد الله، وأبو صالح عن الليث، عنه، عن منصور مولى ابن عباس مرفوعًا، أخرجه الخطيب في الموضح (2/ 92) ولفظه: "الحِدَّة تعتري خيار أمتي". والوجه الأوّل هو الراجح لكثرة الرواة له عن الليث بن سعد، وفيهم يونس بن محمَّد، وقُتيبة بن سعيد، وهما ثقتان ثبتان (التقريب ص 614، 454). =
= ويشهد لحديث الباب ما رُوي عن ابن عباس، وعلي رضي الله عنهم كما يلي: 1 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: أخرجه أبو يعلى، ولفظه: "الحدَّة تعتري خيار أمتي". وسنده ضعيف جدًا، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3243). - حديث علي رضي الله عنه: أخرجه العُقيلي (2/ 289) واللفظ له، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 242، 243)، من طريقين، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 313)، من طريقين، جميعهم: من طريق عبد الله بن قَنْبَر عن أبيه، عن علي، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "خيار أمتي أحِدّاؤُهم، الذين إذا غضبوا، رجعوا". وقد رجعت وأنا أستغفر الله. قال العُقيلي: عبد الله بن قَنْبَر عن أبيه، عن علي، لا يتابع على حديثه من جهة تثبت. وقال الذهبي في الميزان (2/ 472): عبد الله بن قَنْبَر، عن أبيه، عن علي، بخبر باطل. وقال العراقي: أخرجه الطبراني في الأوسط، والبيهقيُّ في الشعب من حديث علي بسند ضعيف (المغني معِ الإحياء 3/ 168). وبالجملة فحديث الباب ضعيف، لإرساله، ولا يرتقي بهذين الشاهدين، لشدة ضعفهما، والله أعلم.
3244 - حدّثنا (¬1) أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا سَلاَّم الطَّوِيلُ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الحِدَّة تعتري خيار أمتي". ¬
3244 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لأنّ فيه سَلَّام بن سلم الطويل، وهو متروك، وفيه الفضل بن عطية، وهو ضعيف. وقال ابن عَدي (3/ 302): ليس البلاء في هذا الحديث من سَلَّام، إنما البلاء فيه من الفضل بن عطية؛ لأنه ضعيف. أهـ. قلت: الفضل وإن كان ضعيفًا، فإنه لم يتهم، بخلاف سَلَّامِ الطويل، فإنه متروك، فالحمل فيه عليه أولى، وقد أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 247)، وأعله بسَلَّام الطويل. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 26)، ثم قال: رواه الطبراني، وأبو يعلى، وفيه سَلَّام بن مسلم -كذا- الطويل، وهو متروك.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 337). وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 93/ ب). وأخرجه من طريق المصنِّف كل من ابن عَدي (3/ 302)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 247). وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 194) قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو الربيع الزهراني، به بمثله. وأخرجه الطبراني أيضًا (11/ 151) قال: حدّثنا الحسين بن إسحاق التُّسْتُري، ثنا أبو الربيع الزهراني، به ولفظه: "تعتري الحِدَّة خيار أمتي". =
= ولم يتفرد سَلَّام الطويل بهذا الحديث، حيث تابعه محمد بن الفضل بن عطية، أخرجه أبو نُعيم في أخبار أصبهان (2/ 61)، من طريق إسماعيل بن عَمرو البَجَلي، والخطيب في تاريخ بغداد (14/ 73)، من طريق عباد بن يعقوب، كلاهما عن محمَّد بن الفضل بن عطية، عن أبيه، به. ولفظ أبي نُعيم بمثله، ولفظ الخطيب: "لن تعتري الحِدَّة أحدًا من أمتي إلّا خيارها". إلّا أن محمَّد بن الفضل هذا لا يفرح بمتابعته، قال الحافظ: كذبوه (التقريب ص 502). وفي الباب ما رُوي عن أبي منصور الفارسي، وهو الحديث الماضي برقم (3243)، وما ذكر في تخريجه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
50 - باب الاستعطاف
50 - باب الاستعطاف 3245 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا أَبِي، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ: طَارِقٌ، عَنْ عَمرو بْنِ مَالِكٍ الرُّواسي قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، ارْضَ عَنِّي. فَأَعْرَضَ -صلى الله عليه وسلم- عني ثلاثًا، فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ إِنَّ [الرَّبَّ] (¬1) تَبَارَكَ وتعالى لَيُتَرَضَّى فَيَرْضَى"، قال: "فرضي -صلى الله عليه وسلم- عني". ¬
3245 - [1] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لجهالة طارق. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 202)، ثم قال: رواه البزّار من رواية طارق عن عَمرو بن مالك، وطارق ذكره ابن أبي حاتم ولم يوثقه ولم يجرحه، وبقية رجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (2/ 137 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى بسند فيه راو لم يسمّ، ورواه البزّار في مسنده.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (12/ 235). وعنه أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (ص 115). =
= وأخرجه البخاريُّ تعليقًا في التاريخ الكبير (6/ 309)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 326)، ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 266)، وفي الشعب (6/ 312)، وأخرجه البغوي كما في الإصابة (7/ 138)، وابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 117 أ) قال: حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، وأخرجه الطبراني قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد، وأبو نُعيم، من طريق محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، كلاهما كما في الإصابة (7/ 138)، جميعهم: عن عثمان بن أبي شيبة، به، بلفظ قريب. ولفظ البخاريُّ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، ارْضَ عَنِّي، فَأَعْرَضَ عَنِّي، فقلت ثلاثًا، فأعرض عني، حتى قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الرَّبَّ لَيُتَرَضَّى فَيَرْضَى، فارض عني، فرضي عني". وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد (3/ 178) قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، به، ببعضه. وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 77) قال: حدّثنا إبراهيم بن زياد الصائغ، وابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 117 أ)، من طريق سفيان بن وكيع، كلاهما: عن وكيع، به، بلفظ قريب. قال البزّار: لا نعلم روى عَمرو بن مالك إلّا هذا، ولا له إلّا هذا الطريق. وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 267)، عن وكيع به، بلفظ قريب. وقد ذكر الحافظ رواية البزّار هذه هنا في المطالب، وهي الطريق القادمة برقم (2). وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد (3/ 179)، واللفظ له، ومن طريقه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 219/ ب)، وابن أبي خيثمة في التاريخ، وابن السكن، كلاهما كما في الإصابة (7/ 137)، عن أبي سفيان عبد الرحيم بن مُطَرِّف، وهو ابن عم وكيع بن الجراح، نا وكيع بن الجراح، نا أبي، عن أبي عوف =
= حميد بن عبد الرحمن الرُّواسي، عن نافع جد علقمة قال: كنت في الوفد فقال: أتى عَمرو بن مالك النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلم، ثم دعا قومه فأبوا أن يجيبوه حتى يدركوا بثأرهم، فأتوا طائفة من بني عقيل فأصابوا منهم رجلًا، فاتبعتهم بنو عقيل يقاتلونهم، وفيهم رجل يقال له: ربيعة بن المُشْفِق يقول في رجز له: أقسمت لا أطعن إلَّا فارسًا، إذا القوم ألبسوا القلانسا، فقال رجل من الحي: أمنتم يا معشر الرجال سائر اليوم قال: فامتنع عليه المُحَرِّش بن عبد الله، فأطَّعَنَا طعنتين، قال: فطعنه العُقيلي في عضده فأختلها، قال: فاعتنق فرسه، ثم قال: يا آل رُوَاس، قال: فقال ربيعة: ما رُوَاس، جبل أم أناس؟ [فعطف عَمرو على ربيعة ثم أُسقط في يده، فقال: قتلت مسلمًا] (ساقط من الآحاد مثبت في الإصابة) قال: فأتى عَمرو النبي -صلى الله عليه وسلم- مغلولةً يَدُهُ إلى عنقه لما أحدث، فأتى المدينة فسمع غلمة يقولون حين أتى المدينة: فإن أتاني مغلولةً يَدُهُ إلى عنقه لأضربن ما فوق الغل. فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- من بين يديه، قال: "يا رسول الله، ارض عني" قال: فأعرض عنه. قال: فأتاه من خلفه فقال مثل ذلك، ثم أتاه عن يمينه وعن شماله، ثم أتاه من بين يديه، فقال: "يا رسول الله، ارض عني رضي الله تعالى عنك، فوالله إن الرب جل جلاله لَيُتَرَضَّى فَيَرْضَى"، قال: فلان له وقال: "وقد رضيت عنك". وهذا إسناد حسن لوجود الجراح بن مَليح، فإنه صدوق كما في ترجمته في حديث الباب، وبه يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره. ورواه سفيان بن وكيع أيضًا من طريق أخرى، أخرجها أبو عمر، وأبو نُعيم، وأبو موسى، ثلاثتهم كما في أُسْد الغابة (4/ 268)، وهي في معرفة الصحابة لأبي نُعيم -خ- (2/ 177/ ب)، من طريق محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ومن طريق الحسن بن سفيان، ومن طريق إبراهيم بن يوسف بن خالد فرقهم قالوا: ثنا سفيان بن وكيع بن الجراح، حدثني أبي، عن جدي، عن طارق بن علقمة، عن عَمرو بن مالك الرُّوَاسي، عن أبيه، أنه أغار هو وقوم من بني كِلاب على قوم من بني أسد، فقتلوا منهم، وعبثوا بالنساء، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فدعا عليهم، ولعنهم، فبلغ ذلك مالكًا، =
= فغلَّ يده، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "يا رسول، ارض عني، رضي الله عنك" فأعرض عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم دار إليه فقال: "ارض عني، رضي الله عنك"، فأعرض عنه، ثم أتاه الثالثة فقال: "ارض عني، رضي الله عنك، فو الله إن الرب لَيُتَرَضَّى فَيَرْضَى" قال: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "تبتَ إلى الله مما صنعت واستغفرت منه"؟ قال: نعم، قال: "اللهم تب عليه، وارض عنه". وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (8/ 374)، من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا سفيان بن وكيع، حدثني طارق عن عَمرو بن مالك الرُّواسي، عن أبيه فذكره. قال أبو نُعيم: غريب تفرد به الجراح، وعنه ابنه وكيع، وعنه ابنه سفيان، وطارق هو طارق بن علقمة بن مردي. قلت: سقط من إسناد أبي نُعيم في الحلية قول سفيان بن وكيع: حدثني أبي عن جدي. وقال الحافظ في الإصابة (7/ 138): سفيان بن وكيع ضعيف في أبيه وغيره، وقد خَبَّطَ في السند، فزاد فيه "عن جده" وزاد بعده عن "أبيه" ورواية عبد الرحيم بن مُطَرِّف، وهو من الثقات، تشهد لرواية عثمان بن أبي شيبة، وهو من الحفاظ. قلت: لم يزد سفيان في السند: "عن جده" فهو مذكور في طريق الباب، وهو الجراح بن مَليح الرُّوَاسي. والخلاصة أن لفظ الباب يرتقي كما أسلفت برواية عبد الرحيم بن مُطَرِّف إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3245 - [2] وقال البزّار: حدّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الصَّائِغُ، ثنا وَكِيعٌ بِهَذَا. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ لَهُ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ. يعني عَمرو بن مالك.
3245 - [2] الحكم عليه: إسناده ضعيف لجهالة طارق.
تخريجه: هو في مسند البزاركما في الكشف (4/ 77). ولفظه: "أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأعرض عني، فقلت: إِنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيُتَرَضَّى فَيَرْضَى، فَارْضَ عني، فرضي عني". قال البزّار: لا نعلم روى عَمرو بن مالك إلّا هذا، ولا له إلَّا هذا الطريق. قلت: وبما سبق ذكره في تخريج الطريق السابق برقم (1) يرتقي إلى الحسن لغيره، وبالله التوفيق.
51 - باب خير الجلساء
51 - باب خير الجلساء 3246 - [1] قَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ جُلَسَائِنَا خير؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ ذكَّركم باللهِ رُؤْيَتُهُ، وَزَادَ فِي [عِلْمِكُمْ] (¬1) منطقه، وذكَّركم بالآخرة عمله". ¬
3246 - [1] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لوجود مبارك بن حسان، وهو ضعيف. وذكره المنذري في الترغيب (1/ 112)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورواته رواة الصحيح إلَّا مبارك بن حسان. ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 226). وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 8 أ) مختصر، ثم قال: رواه عبد بن حميد، ورواته ثقات، وأبو يعلى الموصلي، وله شاهد من حديث أسماء بنت يزيد.
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد (1/ 544). وأخرجه ابن أبي الدنيا في الأولياء (ص 44) قال: ذكر الفضل بن سهل، نا عُبيد الله بن موسى، به، بلفظ قريب. =
= ولفظه: "ألا أخبركم بخير جلسائكم؟ من ذكَّركم الله رؤيته، وزادكم في علمكم منطقه، وذكَّركم في الآخرة عمله". وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق كما في المنتقى (ص 156)، قال: حدّثنا عباس بن محمَّد بن حاتم الدوري، نا عُبيد الله بن موسى، به، وذكر آخر اللفظ. ولفظه: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ جُلَسَائِنَا خَيْرٌ؟ قال: "من ذكركم بالآخرة عمله". وأخرجه أبو يعلى (4/ 326)، وعنه ابن عَدي (6/ 324)، من طريق عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ عَنْ مُبَارَكِ بن حسان، به، بلفظه. وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب وهي الطريق القادم برقم (2). ورُوي شطره الأوّل بمعناه، أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 241)، واللفظ له، وابن صاعد في زوائد زهد ابن المبارك (ص 72)، وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (1/ 231)، من طريق جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: قال رجل: يا رسول الله، من أولياه الله؟ قال: "الذين إذا رؤوا ذكر الله". قال البزّار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلّا بهذا الإسناد، ورواه غير محمَّد بن سعيد بن سابق، عن سعيد بن جُبير مرسلًا. قلت: رواية سعيد بن جُبير هذه أخرجها ابن المبارك (ص 72)، ولفظه: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من أولياء الله؟ قال: "الذين إذا رؤوا ذكر الله عزّ وجلّ". وهذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لوجود جعفر بن أبي المغيرة، قال الحافظ صدوق يهم (التقريب 141). ويشهد له ما رُوي عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "تقربوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، وألفوهم بوجوه مكفهرة، والتمسوا رضى الله بسخطهم، وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم"، قالوا: يا نبي الله، فمن نجالس؟ قال: "من تذكِّركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ومن يرغبكم في الآخرة عمله". =
= أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 317 أ)، من طريق عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة رضي الله عنها فذكره. وسنده ضعيف؛ لانقطاعه، زيد بن أسلم هو العدوي، روايته عن عائشة رضي الله عنها مرسلة (انظر المراسيل ص 64)، وابنه عبد الرحمن ضعيف، وعبد الله بن عثمان بن إسحاق مستور (التقريب ص 340، 313). ورُوي من قول نبي الله عيسى علبه السلام: أخرجه ابن المبارك (ص 121)، وعنه أخرجه أبو عُبيد في الخطب والمواعظ (ص 160)، قال: أخبرنا مالك بن مِغْوَل، وأحمد في الزهد (ص 92) واللفظ له قال: حدّثنا سيار، حدّثنا جعفر أبو غالب، كلاهما: عنْ عيسى بن مريم بلاغًا قال: "يا معشر الحواريين، تحببوا إلى الله عزّ وجلّ ببغض أهل المعاصي، وتقربوا إليه بالمقت لهم، والتمسوا رضاه بسخطهم" قالوا: يا نبي الله، فمن نجالس؟ قال: "جالسوا من يزيد في أعمالكم منطقه، ومن تذكِّركم بالله رؤيته، ويزهدكم في دنياكم عمله". ويشهد لأوله حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها مرفوعًا: أخرجه أحمد (6/ 459)، وابن ماجه (2/ 1379)، والطبراني في الكبير (24/ 167) من طريقين، وأبو الشيخ في التوبيخ (ص 97). ولفظ ابن ماجه: "ألا أنبئكم بِخِيَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله عزّ وجلّ". وإسناد حسن، قاله البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 322). وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 93) ثم قال: رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَفِيهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ وَقَدْ وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ أَحَدِ أَسَانِيدِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
3246 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ [الْبُرَيْدِ] (¬1)، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ حَسَّانَ، بِهِ. ¬
3246 - [2] الحكم عليه: إسناده ضعيف لضعف مبارك بن حسان.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 326)، ولفظه: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ جُلَسَائِنَا خَيْرٌ؟ قَالَ: "مَنْ ذكَّركم بِاللَّهِ رُؤْيَتُهُ، وَزَادَ فِي علمكم منطقه، وذكَّركم بالآخرة عمله". وتخريجه مذكور تفصيلًا في الطريق السابق برقم (1)، وبه يرتقي إلى مرتبة الحسن لغيره، وبالله التوفيق.
52 - باب فضل سكنى المقابر
52 - بَابُ فَضْلِ سُكْنَى الْمَقَابِرِ 3247 - قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لأبي أسامة: أحدثكم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ عُمَرَ بْنِ علي بن أبي طالب، [عن أبيه] (¬1) رضي الله عنه، قال: قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: مالك تَرَكْتَ مُجَاوِرَةَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وجاورت المقابر -يعني البقيع-؟ فقال: "وَجَدْتُهُمْ جِيرَانَ صِدْقٍ، يُكَفِّرُونَ السَّيِّئَةَ، وَيُذَكِّرُونَ الْآخِرَةَ؟ ". فأقرَّ به أبو أسامة، وقال: نعم (¬2). ¬
3247 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، فيه علتان: 1 - إرسال محمَّد بن عمر بن أبي طالب. 2 - حال عبد الله بن محمَّد بن أبي طالب.
تخريجه: لم أجد من أخرجه سوى إسحاق. لكن يشهد لقول علي رضي الله عنه: "ويذكرون الآخرة": حديث بُريدة رضي الله =
= عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-:"نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها ... ". زاد في لفظ: "فإنها تذكر الآخرة". أخرجه مسلم (2/ 672) واللفظ الأوّل له، والترمذي (3/ 370)، والزيادة له، حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم. وأخرج مسلم (2/ 671) بسنده عن أبي هريرة قال: زار النبي -صلى الله عليه وسلم- قبر أمه، فبكى، وأبكى من حوله فقال: "استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور، فإنها تذكر الموت". وبهذين الشاهدين يرتقي هذا الشطر من هذا الأثر إلى مرتبة الحسن لغيره.
53 - باب فضل هجر الفواحش
53 - بَابُ فَضْلِ هَجْرِ الْفَوَاحِشِ 3248 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُويد بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِر عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْبِقَ (¬1) الدَّائِبَ (¬2) الْمُجْتَهِدَ، فليكف عن الذنوب". ¬
3248 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف يوسف بن ميمون. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 90)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورواته رواة الصحيح، إلَّا يوسف بن ميمون. أهـ. ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 200)، والبوصيري في الإتحاف (3/ 95 ب) مختصر، وزاد ضبط وشرح لفظة "الدائب". وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه لأبي نُعيم عن عائشة، ورمز لضعفه (فيض القدير 6/ 31).
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 361). وأخرجه ابن أبي الدنيا في الورع (ص 41)، وفي التوبة (ص 32)، والبيهقيُّ =
= في الشعب (5/ 467) من طريق أبي بكر أحمد بن إسحاق المروزي، كلاهما: عن سُويد بن سعيد به، بلفظه. قال البيهقي: تفرّد به يوسف بن ميمون، وهو منكر الحديث. وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (10/ 400)، وفي أخبار أصبهان (2/ 119) من طريق فروة بن أبي المِغْراء، والبيهقيُّ في الشعب (5/ 467) من طريق إسماعيل بن خَليلاي، كلاهما عن علي بن مُسْهِر به، بلفظه. قال أبو نُعيم في الحلية: غريب، تفرد به يوسف عن عطاء. ورُوي عن عائشة رضي الله عنها، موقوفًا، أخرجه ابن المبارك (ص 22) واللفظ له، وهنَّاد (2/ 452) قال: حدّثنا قُبيصة، كلاهما: عن سفيان، عن حماد، عن إبراهيم، عن عائشة قالت: "مَنْ سرَّه أَنْ يَسْبِقَ الدَّائِبَ الْمُجْتَهِدَ، فَلْيَكُفَّ نفسه عن الذنوب، فإنكم لن تلقوا الله بشيء خير لكم من قلة الذنوب". وأخرجه وكيع (2/ 535)، وعنه ابن أبي شيبة (13/ 360)، وأحمد في الزهد (ص 241)، وأخرجه ابن أبي الدنيا في الورع (ص 41) من طريق الفُضيل، كلاهما عن سفيان به، وذكر شطره الثاني. ولفظ وكيع: "أقِلُّوا الذنوب، فإنكم لن تلقوا الله بشيء أفضل من قلة الذنوب". وإسناده ضعيف لانقطاعه، إبراهيم هو النَّخَعي لم يثبت سماعه من عائشة رضي الله عنها، (انظر المراسيل ص 9).
54 - باب ثمرة طاعة الله تعالى
54 - باب ثمرة طاعة الله تعالى (125) في الأشربة من طريق مَالِكِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، حديث يدخل في هذا (¬1). ¬
3249 - وَقَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بن زياد، عن كعب رضي الله عنه، قَالَ: "مَا اسْتَقَرَّ لِعَبْدٍ ثَنَاءٌ فِي الْأَرْضِ، حتى يستقر في السماء".
3249 - الحكم عليه: إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 101 ب) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد موقوفًا.
تخريجه: أخرجه ابن المبارك (ص 153)، وابن أبي شيبة (9/ 67، 13/ 524) قال: حدّثنا يزيد بن هارون، كلاهما: عن هشام بن حسان به، بلفظ قريب. ولفظ ابن المبارك: "والله مَا اسْتَقَرَّ لِعَبْدٍ ثَنَاءٌ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى يستقر له في أهل السماء". ولفظ ابن أبي شيبة: "والله ما استقام لعبد ثناء في الأرض، حتى يستقر له في أهل السماء". وأخرجه معمر في الجامع (10/ 451) عن هشام بن حسان، أن كعبا قال: "ما استقر ثَنَاءٌ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى يَسْتَقِرَّ فِي السَّمَاءِ". وأظنه سقط من سنده: حفصة عن الربيع بن زياد. وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (2/ 173) عن عبد الله بن الحارث، عن كعب، فذكره بلفظه. ويشهد لمعناه حديث أبي هريرة مرفوعًا: "إذا أحب الله العبد، نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض". أخرجه البخاريُّ، ومسلم، وقد تقدم ذكره في تخريج الحديث الماضي برقم (3180).
55 - باب فضل البكاء من خشية الله تعالى
55 - باب فضل البكاء من خشية الله تعالى 3250 - قال عبد: حدّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، ثنا أَبِي هُوَ ابن سعد عن صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لَا يَبْكِي عَبْدٌ فَتَقْطُرُ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ الله تعالى فيدخله الله عَزَّ وَجَلَّ النار أبدًا، حتى يعود قطر السماء". ويقال إنه -صلى الله عليه وسلم- قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ حِينَ رَجَعَ النَّاسُ مِنْ مُؤْتَةَ، وفي يده قطعة من [خبز] (¬1)، فلما ذكر -صلى الله عليه وسلم- شأنهم، فاضت عيناه، فمسح -صلى الله عليه وسلم- وجهه، وقال: "ألا إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، إِنَّ الْمَرْءَ يَرَى أَنَّهُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ، مَنْ لَهُ عِنْدِي عِدَةٌ؟ ". فَقَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ (¬2) رضي الله عنه: أنا يا رسول الله، فأعطاه -صلى الله عليه وسلم- إياها، قال: وقالت بركة رضي الله عنها: لَمَّا حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[ابْنَتَهُ] (¬3)، وَهِيَ تَمُوتُ، وَهِيَ تَحْتَ عُثْمَانَ رضي الله عنهما فاضت عيناه -صلى الله عليه وسلم- وبكت بركة رضي الله عنها ونتفت رأسها، فزجرها -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: أَتَبْكِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَنَحْنُ سُكُوتٌ؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الَّذِي رأيتِ مِنِّي رَحْمَةٌ لَهَا، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ مَنْزِلَةٍ صَالِحَةٍ من الله تعالى على عسر أو يسر". ¬
3250 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لجهالة أبي عبد الرحمن. وذكر المنذري في الترغيب (2/ 250، 4/ 229) أول اللفظ، ثم قال: رواه الحاكم، وفي إسناده انقطاع. ووافقه الذهبي في تلخيصه على المستدرك (2/ 82)، وكذلك البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 101 ب) مختصر، فقال: رواه عبد بن حميد، والحاكم بسند منقطع.
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد (3/ 208)، وفي أوله زيادة، ولفظه: "حُرِّم عَلَى عَيْنَيْنِ أَنْ تَنَالَهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ الإِسلام وَأَهْلَهُ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ"، وَقَالَ: فذكر لفظ الباب. وقد ذكره الحافظ بتمامه هنا في المطالب، وهو الحديث الآتي برقم (3316)، ولم أجد من أخرجه تامًا كما هو عند المصنِّف. وأخرجه البخاريُّ. في التاريخ الكبير (8/ كنى 50) تعليقًا، قال: قال زهير، والحاكم (2/ 82)، وعنه البيهقي في الشعب (4/ 16) من طريق العباس بن محمَّد الدوري، كلاهما: عن يعقوب بن إبراهيم الزهري به، أول اللفظ. ولفظ البخاريُّ: "حُرِّم عَلَى عَيْنَيْنِ أَنْ تَنَالَهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ الإِسلام وأهله من الكفر". وسكت الحاكم، وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: فيه انقطاع. وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (7/ 142) من طريق محمَّد بن عبد الله الجِهْبِذي، ثنا شُعيب بن حرب، ثنا سفيان الثوري عَنْ سُهيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال =
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رحم الله عينًا بكت من خشية الله، ورحم الله عينا سهرت في سبيل الله". قال أبو نُعيم: غريب من حديث الثوري، لم نكتبه إلّا من حديث الجِهبِذي. قلت: الجِهْبِذي هذا، ذكره الذهبي في المغني (2/ 600)، ونقل عن الدارقطني تضعيفه، فالإسناد لأجله ضعيف. وأخرجه الترمذي (4/ 147، 481)، والنسائيُّ (6/ 12) واللفظ له من طريق ابن المبارك عن المسعودي، عن محمَّد بن عبد الرحمن، عن عيسى بن طلحة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان نار جهنم". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ومحمد بن عبد الرحمن هو مولى آل طلحة، وهو مدني ثقة، روى عنه شعبة، وسفيان الثوري. وقد أخرجه النسائيُّ (6/ 12) من طريق جعفر بن عون قال: حدّثنا مِسْعَر عن محمَّد بن عبد الرحمن به موقوفًا بنحوه. وسنده حسن، جعفر بن عون صدوق، قاله الحافظ في التقريب (ص 141). وأخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد (2/ 418) واللفظ له، والبزار كما في الكشف (2/ 262)، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 163)، وابن عساكر في الأربعين في الحث على الجهاد (ص110) من طريق عمر بن صُهْبان عن صفوان بن سُليم، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" كل عين باكية يوم القيامة إلّا ثلاثة أعين: عينًا غضت عن محارم الله، وعينًا سهرت في سبيل الله، وعينًا يخرج من ملمعها مثل رأس الذباب دموع من خشية الله". ومدار هذا الإسناد على عمر بن صُهْبان، وهو ضعيف (التقريب ص 414). وأخرجه الحاكم (2/ 82)، وعنه البيهقي في الشعب (1/ 488) من طريق محمَّد بن القاسم الأسدي، ثنا عمر بن راشد اليمامي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ =
= أبي سلمة بن عبد الرحمن به. ولفظه: " ثلاثة أعين لا تمسها النار: عين فُقئت في سبيل الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: عمر ضعَّفوه. قلت: هذا الإسناد ساقط، لوجود محمَّد بن القاسم الأسدي، قال الحافظ: كذبوه (التقريب ص 502)، وفيه عمر بن راشد، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 412). ويشهد لأوله ما رُوي عن ابن عباس، والعباس بن عبد المُطَّلب، وأنس، وابن عمر، والفضل بن العباس رضي الله عنهم كما يلي: 1 - حديث ابن عباس رضي الله عنه: أخرجه الترمذي (4/ 150) واللفظ له، وأبو نُعيم في الحلية (5/ 209)، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 488) من طريق شُعيب بن رُزيق أبو شيبة، حدّثنا عطاء الخُراساني عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عباس قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ في سبيل الله". قال الترمذي: حديث حسن، لا نعرفه إلّا من حديث شُعيب بن رُزيق. وقال أبو نُعيم: رواه عثمان بن عطاء عن أبيه، وقال: عن ابن عباس. قلت: يعني أبو نُعيم رحمه الله بهذا: أن عثمان بن عطاء قد خالف شُعيب بن رُزيق، فروى الحديث، عن أبيه عطاء الخُراساني، عن ابن عباس مباشرة، ولم يذكر عطاء بن أبي رباح، وهذا إعلال ليس بشيء؛ لأنّ عثمان بن عطاء ضعيف (التقريب ص 385)، وشُيب وإن تكلم فيه بعض النقاد (انظر التهذيب 4/ 309)، فهو أحسن حالًا منه، فالقول قوله، والله تعالى أعلم. وذكر الترمذي هذا الحديث في العلل الكبير (2/ 704)، وقال: سألت محمدًا =
= عن هذا الحديث، فقال: شعُيب بن رُزيق مقارب، ولكن الشأن في عطاء الخُرساني. قلت: عطاء الخُراساني صدوق يهم كثيرًا (التقريب ص 392)، فالإسناد لأجله ضعيف. 2 - حديث العباس بن عبد المُطَّلب رضي الله عنه: أخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (1/ 211) من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه عطاء بن أبي رباح كذا، والصواب: عطاء بن أبي مسلم، عن العباس بن عبد المُطَّلب قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بكت في جوف الليل مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سبيل الله". وإسناده ضعيف، لحال عثمان بن عطاء، ووالده عطاء الخُراساني (انظر التقريب ص 385، 392). 3 - حديث أنس رضي الله عنه: أخرجه أبو يعلى (7/ 307) من طريق شَبيب بْنِ بِشْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ أَبَدًا: عَيْنٌ بَاتَتْ تكلأ المسلمين في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله". وسنده ضعيف، لحال شَبيب بن بشر (انظر المغنى 1/ 295، والتقريب ص 263). وأخرجه ابن عَدي (3/ 233) من طريق زافر بن سليمان، ثنا إسرائيل عن شَبيب به، بلفظ قريب. وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (7/ 119) من طريق زافر بن سليمان الكوفي، عن سفيان، عن إسرائيل، عن شَبيب به، ثم قال: غريب من حديث الثوري، لم نكتبه إلَّا من حديث زافر. قلت: والظاهر أن هذا الاختلاف في إسناده من زافر؛ لأنه ضعيف (انظر التقريب ص 213). وأخرجه العُقيلي (4/ 346) من طريق يحيى بن المتوكل عن هلال بن =
= أبي هلال، وهو أبو ظِلال القَسْمَلي، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تحرس في سبيل الله عز وجل". قال العُقيلي: والرواية في هذا الباب لينة، وفيها ما هو أصلح من هذا الإسناد. قلت: إسناده ضعيف، فيه يحيى بن المتوكل، هو البصري، قال الحافظ: صدوق يخطئ. وهلال بن أبي هلال قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 596، 576). 4 - حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أخرجه ابن عَدي (3/ 406) من طريق سعيد بن هاشم بن صالح المخزومي، ثنا نافع بن عبد الرحمن، عن نافع مولى ابن عمر، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "حُرِّم الله النار على عينين: عين حرست المسلمين من الكفار، وعين بكت من خشية الله". وفي سنده سعيد بن هاشم، قال الذهبي: منكر الحديث، ولا يعرف (المغني 1/ 266)، فالإسناد لأجله ضعيف. 5 - حديث الفضل بن عباس رضي الله عنه: أخرجه ابن عَدي (6/ 206) من طريق محمد بن عيسى بن سميع، ثنا محمد بن أبي زُعَيْزِعَة عن عطاء، عن الفضل بن عباس، سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يَقُولُ: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله في جوف الليل، وعين حرست في سبيل الله". وسنده ضعيف جدًا، لوجود محمَّد بن أبي زُعَيْزِعَة، قال الذهبي: كذاب. وفيه محمَّد بن عيسى، قال الذهبي: قال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال ابن عَدي: لا بأس به. (المغني 2/ 580، 622). ويشهد لقوله: "لا يبكي عبد فتقطر عيناه ... " ما يلي: أخرج أبو نُعيم في الحلية (5/ 366) من طريق إسماعيل عن كعب قال: "ما من رجل بكى من خشية الله، فتسيل دموعه على الأرض فتقطر فتصيبه النار أبدًا، حتى =
= يرجع قطر السماء إذا وقع على الأرض إلى السماء". وأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 12) من طريق عبد الله بن شَقيق العُقيلي قال: سمعت كعبًا يقول: "لأن أبكي من خشية الله تعالى حتى تسيل دموعي على وجنتي، أحب إليّ من أن أتصدق بوزني ذهبًا، والذي نفس كعب بيده، ما من عبد مسلم يبكي من خشية الله، حتى تقطر قطرة من دموعه على الأرض، فتمسه الناس -كذا، وصوابه: النار- أبدًا حتى يعود قطر السماء الذي وقع إلى الأرض من حيث جاء، ولن يعود أبدًا". وإسناد ابن أبي شيبة صحيح. ويشهد لفصة موت ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما يلي: أخرجه أحمد (1/ 268)، والنسائيُّ (4/ 12)، وعبد في المنتخب (1/ 516) واللفظ له، والبزار كما في الكشف (1/ 383) من طريق عطاء بن السائب عن عكرمة، عن ابن عباس: إن إحدى بنات النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت في الموت، فوضعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على يديه، ووضع رأسها بين يديه وهي تسوق حتى قُبضت، فوضعها وهو يبكي، قال: فصاحت أم أيمن، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"أَلَا أراكِ تبكين عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قالت: أو لا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يبكي. قال: "إني لأبكي، وإنها رحمة، إن المؤمن بخير على كل حال، إن نفسه تُنزع من بين جنبيه وهو يحمد الله عَزَّ وَجَلَّ". قال البزّار: تفرد به عطاء، وروى عنه جماعة. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 18)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه عطاء بن السائب لاختلاطه. وأخرجه أحمد أيضًا (1/ 297) ببعضه. ولفظه: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعض بناته وهي تجود بنفسها، فوقع عليها، فلم يرفع رأسه حتى قُبضت. قال: فرفع رأسه، وقال: "الحمد لله، المؤمن بخير، تُنزع نفسه من بين جنبيه، وهو يحمد الله عَزَّ وَجَلَّ ". =
= وأخرج البخاريُّ (فتح 3/ 151) واللفظ له، والحاكم (4/ 47) من طريق فُليح بن سليمان عن هلال بن علي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: شهدنا بنتًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسٌ على القبر، قال فرأيت عينيه تدمعان، قال: فقال: "هل منكم رجل لم يقارف الليلة؟ فقال أبو طلحة: أنا. قال: "فانزل". قال: فنزل في قبرها. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص؟!. وقوله: "لم يقارف": أي: لم يجامع تلك الليلة (النهاية 4/ 45). وعيّن الحافظ في الفتح (3/ 158) ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المذكورة هنا، فقال: هي أم كلثوم زوج عثمان، رواه الواقدي عن فُليح بن سليمان بهذا الإسناد، وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" في ترجمة أم كلثوم، وكذا الدولابي في "الذرية الطاهرة"، وكذلك رواه الطبري، والطحاوي من هذا الوجه، ورواه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ، فسماها رُقَيَّة، أخرجه البخاريُّ في "التاريخ الأوسط"، والحاكم في "المستدرك"، قال البخاريُّ: ما أدري ما هذا؟ فإن رُقَيَّه ماتت والنبي -صلى الله عليه وسلم-ببدر، لم يشهدها، قلت -أي الحافظ-: وهم حماد في تسميتها فقط، ويؤيد الأوّل ما رواه ابن سعد أيضًا في ترجمة أم كلثوم من طريق عمرة بنت عبد الرحمن قالت: نزل في حفرتها أبو طلحة. أهـ. قلت: رواية الحاكم في المستدرك (4/ 47) أخرجها مِنْ طَرِيقِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه، قال: لما ماتت رُقَيَّة بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل القبر رجل قارف أهله الليلة" فلم يدخل عثمان القبر. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وسكت الذهبي.
3251 - وقال أحمد في الزهد: حدّثنا عَفَّانُ، ثنا أَبَانُ الْعَطَّارُ، ثنا أَبُو عِمران الجَوْني، أنه بلغه أن جبريل عليه الصلاة والسلام أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يبكي، فقال رسول الله: "ما يبكيكَ؟ "، فقال عليه الصلاة والسلام: "وَاللَّهِ مَا جفَّت لِي عَيْنٌ، مُنْذُ خَلَقَ الله تعالى النار، مخافة (¬1) أن أعصيه فيقذفني فيها". ¬
3251 - الحكم عليه: هذا الإسناد رجاله ثقات، لكنه ضعيف، لإرساله. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 86 ب) مختصر، وسكت.
تخريجه: ذكره السيوطي في الحبائك في أخبار الملائك (ص 25)، ونسبه للِإمام أحمد في الزهد عن أبي عِمران الجوْني. وأخرجه البيهقي في الشعب (1/ 521) واللفظ له، والأصبهاني في الترغيب (1/ 423)، من طريق الحُسين بن جعفر، ثنا عبد الله بن أبي زياد، ثنا سيّار بن حاتم، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا أبو عِمران قال: بلغني أن جبريل عليه السلام جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ: "ما يبكيكَ؟ " قال: "مَا جَفَّتْ لِي عَيْنٌ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ جهنم، مخافة أن أعصيه فليقيني فيها". وإسناده ضعيف، فيه الحُسين بن جعفر هو الكوفي، قال الحافظ: مقبول، وفيه سيّار بن حاتم، قال الحافظ: صدوق له أوهام (التقريب ص 167، 261). وأخرجه الأمام أحمد في الزهد (ص 50) قال: حدّثنا إبراهيم بن حَبَلَة، حدّثنا رباح قال: حُدِّثْتُ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لجبريل عليه السلام:"لم تأتيني إلّا وأنت صار بين عينيك؟ "، قال: "إني لم أضحك منذ خُلِقت النار". وإسناده ضعيف، لجهالة شيخ رباح، ورباح هو ابن زيد الصنعاني، ولم أجد من =
= إسمه إبراهيم بن حَبَلَة في كتب التراجم، ولعله: إبراهيم بن خالد الصنعاني، وهو ثقة (التقريب ص 89). ورُوي عن عمر رضي الله عنه، أخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (10/ 386) عن عمر: أن جبريل عليه السلام جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حزينًا لا يرفع رأسه، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ما لي أراك يا جبريل حزينًا؟، فقال: "إني رأيت لفحة من روحي، فلم ترجع إليّ بعد". قال الهيثمي: فيه علي بن خلف، وهو ضعيف. أهـ. وقد ورد هذا الحديث في حق ميكائيل، وفي حق إسرافيل عليهما السلام كما يلي: أخرج أبو الشيخ في العظمة (3/ 814) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب، حدّثنا وهب بن زَمْعة، حدّثنا عبد إدنه بن المبارك، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد رحمه الله تعالى قال: نظر الله تبارك وتعالى إلى جبريل وميكائيل وهما يبكيان، فقال الله عَزَّ وَجَلَّ وهو أعلم: "ما يبكيكما؟ وقد علمتما أنى لا أجور". فقالا: يا رب، إنّا لا نأمن من مكرك. فقال الله تبارك وتعالى: "هكذا، فافعلا، فإنه لا يأمن مكري إلَّا كل خاسر". وسنده مقطوع، وفيه عبد الله بن عبد الوهاب، هو الخوارزمي، قال أبو نُعيم: في حديثه نكارة (تاريخ أصبهان 2/ 52). وأخرج أحمد (3/ 224)، وفي الزهد (ص 112) واللفظ له، والآجُرِّي في الشريعة (ص 395)، وأبو الشيخ في العظمة (3/ 814)، وابن عبد البر في التمهيد (5/ 8) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش عَنْ عُمارة بْنِ غَزِيَّهَ الأنصاري، أنه سمع حميد بن عُبيد مولى بني المُعَلَّى يقول: سمعت ثابتًا البُناني يحدث عن أبي بْنُ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أنه قال لجبريل عليه السلام: "ما لي لَمْ أَرَ ميكائيل عليه السلام ضاحكًا قط؟ " قال:" ما ضحك ميكائيل منذ خُلِقت النار". =
= وذكره الحافظ في الفتح (6/ 307)، ونسبه للطبراني عن أنس رضي الله عنه. وذكره الدارقطني في الأفراد والغرائب (رسالة المراغي ص 391)، ثم قال: غريب من حديث ثابت عن أنس، وغريب من حديث عُمارة بن غَزِيَّه عن حميد بن عُبيد، عن ثابت، تفرد به أبو اليمان، عن إسماعيل بن عيّاش. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 460)، ثم قال: رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عَيَّاش، وبقية رواته ثقات. قلت: يعني ضعيف، لوجود ابن عَيَّاش (انظر التقريب ص 109)، وقد ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 385)، ثم قال: رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عيَّاش عن المدنيين، وهي ضعيفة، وبقية رجاله ثقات. وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 735)، وقال: ضعيف. وأخرج البيهقي في الشعب (1/ 521) من طريق المُطَّلب، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لجبريل عليه السلام: "يا جبريل، ما لي لا أرى إسرافيل يضحك؟ ولم يأتني أحد من الملائكة إلَّا رأيته يضحك". قال جبريل عليه السلام: "ما رأينا ذلك الملك ضاحكًا منذ خُلِقت النار". وسنده ضعيف لإرساله، المُطَّلب هو ابن عبد الله، قال الحافظ: صدوق كثير التدليس والإرسال (التقريب ص 534). وبما سبق يرتقي طريق الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
56 - باب التوبة والاستغفار
56 - باب التوبة والاستغفار 3252 - قال الحارث: حدثنا داود بن المُحَبَّر، ثنا ميسرة عن أبي عائشة، عن يزيد بن عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (¬1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عباس رضي الله عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ -صلى الله عليه وسلم- فابتدره (¬2) رهط من الأنصار رضي الله عنهم قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ الْمِنْبَرِ، فَقَالُوا: أَنْفُسُنا لَكَ الْفِدَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يَقُومُ بِهَذِهِ [الشَّدَائِدِ] (¬3)؛ وَكَيْفَ الْعَيْشُ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ؟ فقال -صلى الله عليه وسلم- لَهُمْ: "وَأَنْتُمْ (¬4) فِدَاكُمْ أَبِي وأُمِّي، نَازَلْتُ رَبِّي تبارك وتعالى فِي أُمَّتِي، فَقَالَ لِي: بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ حتى يُنفخ في الصور"، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ، تَابَ اللَّهُ عليه". ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: "سَنَةٌ كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ، تاب الله عليه" ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: " [شَهْرٌ] (¬5) كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِجُمُعَةٍ، تاب الله عليه". ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: "جمعة كثير، من تاب قبل موته بيوم، تاب الله عليه". ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: "يوم كَثِيرٌ (¬6)، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَاعَةٍ، تَابَ الله عليه". ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ بِالْمَوْتِ، تَابَ الله عليه". ثم نزل -صلى الله عليه وسلم-، فكانت آخر خُطبة خطبها. * داود وشيخه معروفان بالوضع. ¬
3252 - الحكم عليه: هذا إسناد موضوع، وانظر درجة الحديث الماضي برقم (3202).
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 270) بلفظ طويل جدًا. ويشهد لما ذكر في طريق الباب ما يلي: أخرج الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 317) من طريق محمَّد بن مروان عن الوضين -يعني ابن عطاء-، عن خالد بن معْدان، عن عبادة بن الصامت مرفوعًا بلفظ قريب دون القصة. ولفظه: "من تاب قبل أن يموت بسنة، تاب الله عليه". ثم قال: "إن السنة لكثير، من تاب قبل أن يموت بشهر، تاب الله عليه". ثم قال: "وإن الشهر لكثير من تاب قبل أن يموت بجمعة، تاب الله عليه". ثم قال: "إن جمعة لكثير، من تاب قبل أن يموت بيوم، تاب الله عليه"، ثم قال: "إن يوما لكثير، من تاب قبل أن يغرغر، تاب الله عليه". وإسناده ضعيف جدًا؛ لحال محمَّد بن مروان، وهو السُّدِّي الأصغر، قال الحافظ: متهم بالكذب (التقريب ص 506)، والوضين بن عطاء صدوق سيء الحفظ، ورمي بالقدر (التقريب ص 581)، وفيه انقطاع، خالد بن معْدان لم يسمع من عبادة بن الصامت رضي الله عنه (انظر المراسيل ص 52). وأخرج أحمد (5/ 362) واللفظ له، والحاكم (4/ 257، 258) من طريقين، =
= من طريق زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن البَيْلَماني، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "من تاب إلى الله عزّ وجلّ قبل أن يموت بيوم، قبل الله منه؟ فحدثه رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- آخر بهذا الحديث فقال: أنت سمعت هذا منه؟ قال: قلت: نعم. قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يقول: "من تاب إلى الله قبل أن يموت بنصف يوم، قبل الله منه". قال: فحدثينها رجل آخَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: أنت سمعت هذا؟ قال؛ نعم. قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يقول: "من تاب إلى الله قبل موته بضحوة، قبل الله منه". قال: فحدثه رجل أخر مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال: أنت سمعت هذا منه؟ قال: نعم. قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يقول: "من تاب قبل أن يغرغر نفسه، قبل الله منه". وأخرجه الحاكم (4/ 258) واللفظ له، وأبو عساكر الدمشقي في تعزية المسلم (ص 58) من طريق الثوري قال: كتبت إلى عبد الرحمن بن البَيْلَماني أسأله عن حديث يحدث به عن أبيه، فكتب إليّ أن أباه حدثه، أنه جلس إلى نفر مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال أحدهم: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول: من تاب إلى الله قبل موته بسنة، تاب الله عليه". فقال له آخر: أنت سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-؟ قال: نعم. قال: وأنا قد سمعته. قال أخر: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من تاب إلى الله عزّ وجلّ قبل موته بشهر، تاب الله عليه". قال أخر: أنت سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-؟ قال: نعم قال: وأنا قد سمعته. قال آخر: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من تاب إلى الله عَزَّ وَجَلَّ قبل موته بيوم، تاب الله عليه". قال آخر: أنت سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-؟ قال: نعم. قال: وأنا قد سمعته. قال آخر: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من تاب إلى الله عزّ وجل قبل موته بساعة، تاب الله عليه". فقال آخر: أنت سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-؟ قال: نعم. قال: وأنا قد سمعته. فقال آخر: سمعت رسول الله يقول: من تاب إلى الله قبل الغرغرة، تاب الله عليه". قال الحاكم: سفيان بن سعيد رضي الله وإن كان أحفظ من الدَّرَاوَرْدِي، =
= وهشام بن سعد، فإنه لم يذكر سماعه في هذا الحديث من ابن البَيْلَماني، ولا زيد بن أسلم، إنما ذكر إجازة ومكاتبة، فالقول فيه قول من قال: عن زيد بن أسلم، عن ابن البَيْلَماني، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- وقد شفى عبد الله بن نافع المدني، فبيَّن في روايته عن هشام بن سعد أن الصحابي عبد الله بن عَمرو بن العاص رضي الله عنهما. وقال أبو عساكر الدمشقي: غريب من حديث البَيْلماني عن أبيه، لا أعرفه إلَّا من حديث الثوري عنه. قلت: وفي سند الجميع: عبد الرحمن بن البَيْلَماني، وهو من الضعفاء (انظر التقريب ص 337)، فالحديث بهذا الإسناد لأجله ضعيف. وأخرج الطيالسي (ص 301)، وأحمد (2/ 206) واللفظ له، قال: ثنا عفان، كلاهما: عن شعبة قال إبراهيم بن ميمون أخبرني قال: سمعت رجلًا من بني الحارث قال: سمعت رجلًا منا يقال له أيوب قال: سمعت عبد الله بن عَمرو يقول: "من تاب قبل موته عامًا، تيب عليه، ومن تاب قبل موته بشهر، تيب عليه"، حتى قال يومًا حتى قال ساعة، حتى قال فواقا. قال: قال الرجل: أرأيت إن كان مشركًا أسلم؟ قال: "إنما أحدثكم كما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول". قلت: وسقط من مسند الطيالسي: إبراهيم بن ميمون عن رجل من بني الحارث. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 197)، ثم قال: رواه أحمد، وفيه راو لم يسمّ، وبقية رجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 95 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود الطيالسي، وأحمد بن حنبل، وأبو يعلى، كلهم بسند فيه راو لم يسمّ.
3253 - وَقَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، هُوَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ القُرَظي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تُوبُوا إلى ربكم عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مرة، أو أكثر من سبعين (¬1) ". ¬
3253 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكنه ضعيف؛ لانقطاعه، محمَّد بن كعب القُرَظي روايته عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرسلة. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 93 ب) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد مرسلًا، ورواته ثقات.
تخريجه: لم أجد من أخرجه من هذه الطريق سوى المصنِّف، لكن يشهد له ما يلي: أما حديث الاستغفار سبعين مرة، فقد رُوي عن أنس، وأبي هريرة، وأبي موسى، وحذيفة رضي الله عنهم كما يلي: 1 - نحديث أنس مرفوعًا: "إني أتوب في اليوم سبعين مرة". أخرجه أبو يعلى يسند ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا، وهو الحديث القادم برقم (3254 [1]). 2 - وحديث أبي هريرة مرفوعًا: "إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة". أخرجه الترمذي (5/ 357)، وقال: حديث حسن صحيح، وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 131)، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 437)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 69)، وقال: حديث صحيح، وفي الأنوار (2/ 716). 3 - وحديث أبي موسى مرفوعًا: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة". =
= أخرجه ابن ماجه (2/ 1254) من طريق مغيرة بن أبي الحُرّ. وإسناده حسن؛ لوجود مغيرة هذا، قال الذهبي: جائز الحديث. وقال الحافظ: صدوق ربما وهم. (الكاشف 3/ 147، التقريب ص 542). 4 - وحديث حذيفة قال: كان في لساني ذَرَبٌ على أهلي، وكان لا يعدوهم إلى غيرهم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أين أنت من الاستغفار؟ تستغفر الله في اليوم سبعين مرة". أخرجه ابن ماجه أيضًا من طريق أبي إسحاق عن أبي المغيرة، عن حذيفة. قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 265): هذا إسناد فيه أبو المغيرة البجلي، مضطرب الحديث عن حذيفة، قاله الذهبي في الكاشف. قلت: وفيه أيضًا عنعنة أبي إسحاق، وهو مدلس. (انظر طبقات المدلسين ص 42). وقوله: "ذَرَبٌ"، أي سلاطة اللسان، وفساد المنطق (انظر النهاية 2/ 156). وأما حديث الاستغفار أكثر من سبعين مرة، فقد رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في أليوم أكثر من سبعين مرهّ". أخرجه البخاري (فتح 11/ 101) وهذا لفظه، والحارث في مسنده: كما في بغية الباحث (ص 1289)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (7/ 325)، وأخرجه بحْشَل في تاريخ واسط (ص 250)، وابن حبّان: كما في الإحسان (2/ 138)، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 438)، والذهبي في السير (6/ 301). وبما سبق يرتقى حديث الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
3254 - [1] وقال أبو يعلى: حدّثنا هُرَيم بن عبد الأعلى، ثنا مُعْتمِر بن سليمان، عن أبيه، حدّثنا قتادة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إني أتوب في اليوم سبعين مرة".
3254 - [1] الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكنه ضعيف لعنعنة قتادة، وهو مدلس لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 208)، مع رواية أخرى، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط كله، وروى معه "إني لأتوب"،: أبو يعلى، والبزار، وإسناد "إني لأستغفر" حسن، واحد إسنادي أبي يعلى في حديث "إني لأتوب إلى الله" رجاله رجال الصحيح". وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 94 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، ومن طريقه ابن حبّان في صحيحه، ورواه البزّار، ولفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إني لأتوب إلى الله في اليوم مائة مرة".
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (5/ 310)، وذكره الهيثميي في المقصد العلي -خ- (ق161/ ب). وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (2/ 138)، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 159)، قال: حدّثنا ابن رُسْتَه، كلاهما عن هُرَيم بن عبد الأعلى، به، بلفظه. وأخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 322)، وابن أبي الدنيا في التوبة (ص 122)، وأبو يعلى (5/ 347)، ثلاثتهم: عن أبي الأشعث محمَّد بن المِقدام العِجلي، وأخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 418) كما في مجمع البحرين -خ- (ق 256 أ)، وفي الدعاء (3/ 1622)، من طريق عاصم بن النضر الأحول، وتمام في الفوائد (1/ 165)، من طريق خليفة بن خياط، ثلاثتهم: عن مُعْتَمِر بن سليمان، به، بلفظه. =
= وزاد الطبراني في الأوسط، والدعاء: "إلى الله" بعد قوله: "إني أتوب". قال الطبراني في الأوسط بعد أن ساق عدة أحاديث بهذا الإسناد: لم يرو هذه الأحاديث عن سليمان التيمي إلَّا ابنه. أهـ. وذكره الدارقطني في الأفراد والغرائب (رسالة المراغي (ص 498)، ثم قال: تفرد به مُعتَمِر. أهـ. قلت: لم يتفرد به مُعْتَمِر، كما سيأتي. وأخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 323)، والبزار كما في الكشف (4/ 81)، والطبراني في الأوسط (3/ 201)، وفي الدعاء (3/ 1621)، والشجري في الأمالي (1/ 235)، من طريق عمران القطان عن قتادة، به. ولفظ النسائيُّ: "إني لأستغفر الله في اليوم وأتوب إليه أكثر من سبعين مرة". ولفظ الطبراني: "إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة". وأخرجه البزّار أيضًا من طريق شعبة عن قتادة، به، لكن بلفظ "مائة مرة" وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب وهو الطريق القادم برقم (3). وأخرج الطبراني في الدعاء (3/ 1622)، من طريق الحارث بن عُبيد، ثنا الحجاج بن فُرافِصة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "استغفروا، فاستغفروا، فقال: أكملوا سبعين مرة،"، فأكملناها، فقال: "من استغفر سبعين مرة، غفر الله له سبعمائة ذنب، وقد خاب عبد وخسر، أذنب في كل يوم أكثر من سبعمائة ذنب". وإسناده ضعيف، لحال الحارث بن عُبيد، وهو الإيادي، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 147)، وفيه الحجاج بن فُرافِصة، ذكره الذهبي في المغني (1/ 150) ونقل عن أبي زُرعة الرازي قوله: "ليس بالقوي". ويشهد للفظ الباب، ما ذكر في تخريج الحديث الماضي برقم (3253) وهي أحاديث أنس، وأبي هريرة، وأبي موسى، وحذيفة رضي الله عنهم وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره.
3254 - [2] حدّثنا (¬1) أبو الأشعث قال: سمعت مُعْتَمِرًا، به. ¬
3254 - [2] الحكم عليه: إسناده ضعيف وانظر الطريق الأولى.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (5/ 347)، ولفظه: "إني لأتوب في اليوم سبعين مرة".
3254 - [3] وقال البزّار: حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو بَحْر، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه مثله، لكن قال: "مائة مرة".
3254 - [3] الحكم عليه. الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لوجود أبي بَحر البَكْراوى، وهو ضعيف، وقتادة وإن كان مدلسًا وقد عنعن، إلّا أن شعبة انتقى من حديثه، فأُمْن تدليسه، وانظر درجة الطريق الأولى.
تخريجه: هو في مسند البزّار كما في الكشف (4/ 80)، ولفظه: إنى لأتوب إلى الله في اليوم مائة مرة. وأخرجه الحُسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 400)، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 481)، من طريق كثير بن سُليم المدائني قال: سمعت أنس بن مالك يقول: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رسول الله! إني ذَرِبُ اللسان، وأُكثر ذلك على أهلي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "فأين أنت من الاستغفار؟ فإن أستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة" وإسناده ضعيف، لوجود كثير بن سُليم الضَّبِّي، نزيل المدائن (انظر: المغني 2/ 530، والتقريب ص 459). ويشهد له ما بلي: 1 - حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "يا أيها الناس! توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة". أخرجه الطيالسي (ص 166)، وابن أبي شيبة (10/ 298، 13/ 461)، وعنه مسلم (4/ 2075)، وهذا لفظه، وأخرجه أحمد (4/ 211، 260)، وفي الزهد (ص 68)، والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 327)، والبيهقيُّ في الشعب (5/ 380)، وفي الدعوات (ص 103)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 71)، وقال: حديث صحيح، والأصبهاني في الترغيب (1/ 327). 2 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنِّي لأستغفر الله =
= وأتوب إليه في اليوم مائة مرة". أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 297)، واللفظ له، وعنه ابن ماجه (2/ 1254)، وأخرجه أحمد (2/ 450)، وهنَّاد (2/ 461)، والحُسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 400)، وعبد الله في زوائد زهد أحمد (ص 20)، والبيهقيُّ في الدعوات (ص 103)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 69)، وقال: حديث صحيح، وفي الأنوار (2/ 716)، والذهبيّ في السير (18/ 401)، من طريق محمَّد بن عَمرو، حدّثنا أبو سلمة عن أبي هريرة، به. قلت: محمَّد بن عَمرو، هو ابن علقمة، وهو حسن الحديث (انظر الميزان (3/ 673)، فالإسناد لأجله حسن. 3 - حديث الأغرّ المُزَني: وكانت له صحبة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنه ليُغانُّ على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة". أخرجه أحمد (4/ 211، 260)، والحُسين المروزي في زيادات زهد ابن المبارك (ص 401)، وعبد في المنتخب (1/ 319)، ومسلم (4/ 2075)، واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 438، 5/ 380)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 70)، وقال: حديث صحيح، وفي الأنوار (2/ 716). وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنه ليغان" قال ابن الأثير في النهاية (3/ 403): الغين: الغيم وقيل: شجر ملتف، أراد ما يغشاه من السهو الذي لا يخلو منه البشر، لأنّ قلبه أبدًا كان مشغولًا بالله تعالى فإن عَرض له وقتًا مّا عارض بشري يُشغله من أمور الأمة والملة ومصالحهما، عد ذلك ذنبا وتقصيرًا، فيفزع إلى الاستغفار. 4 - حديث أبي موسى رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقَالَ: "مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قط إلّا استغفرت الله تعالى فيها مائة مرة". أخرجه عبد في مسنده، وإسناده حسن، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3260). وبما سبق من الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
3255 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُريد (¬1) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدة، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لله تعالى أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الَّذِي قَدْ أَسْرَفَ عَلَى نفسه من رجل أضل راحلته، فسعى في بَغائها (¬2) يمينًا وشمالًا حتى أَعْيى أو أيس منها، وإذْ (¬3) قَدْ هَلَكَ، نَظَرَ (¬4) فَوَجَدَهَا فِي مَكَانٍ لَمْ يكن يرجو أن يجدها فيه، فالله عزّ وجل أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُسْرِفِ، مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ براحلته حين وجدها". ¬
3255 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد حسن، لوجود بُريد بن عبد الله، وهو صدوق. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 196)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح ووافقه البوصيري في الإتحاف (3/ 94 أ) مختصر.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (13/ 271)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 161/ ب). ويشهد للفظ الباب ما يلي: 1 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لله أشد فرحًا بتوبة عبده المؤمن من رجل بأرض دوية مهلكة، معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: =
= أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده". أخرجه أحمد (1/ 383)، ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص 172)، وأخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 102)، ومسلم (4/ 2103) وهذا لفظه، والترمذي (4/ 568)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن حبّان كما في الإِحسان (2/ 8). وقوله: "دوية" أي أرض لا نبات فيها (انظر النهاية 2/ 143). 2 - حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح". أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 102)، ومسلم (4/ 2104) واللفظ له. 3 - حديث النُّعمان بْنِ بَشير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لله أشد فرحًا بتوبة عبده من رجل حمل زاده ومزاده على بعير، ثم سار حتى كان بفلاة من الأرض، فأدركته القائلة، فنزل فقال تحت شجرة فغلبته عينه، وانسلَّ بعيره فاستيقظ فسعى شرفًا فلم ير شيئًا، ثم سعى شرفًا ثانيًا فلم ير شيئًا، ثم سعى شرفًا ثالثًا فلم ير شيئًا، فأقبل حتى أتى مكانه الذي قال فيه، فبينما هو قاعد، إذ جاءه بعيره يمشي حتى وضع خطامه في يده، فلله أشد فرحًا بتوبة العبد من هذا حين وجد بعيره على حاله". قال سماك: فزعم الشعبي أن النُّعمان رفع هذا الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأما أنا، فلم أسمعه. أخرجه مسلم (4/ 2103). 4 - حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كيف =
= تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته، تجر زمامها بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب، وعليها له طعام وشراب، فطلبها حتى شق عليه، ثم مرت بجذل شجرة فتعلق زمامها، فوجدها متعلقة به؟ " قلنا: شديدًا، يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "أما والله! لله أشد فرحًا بتوبة عبده من الرجل براحلته". أخرجه مسلم (4/ 2104). وقوله: "بجذل شجرة" الجذل بالكسر والفتح: أصل الشجرة يقطع، وقد يجعل العود جذلًا (النهاية 1/ 251). 5 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "قال الله عزّ وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني. والله، لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، من تقرب إليّ شبرًا، تقربت إليه ذراعًا، ومن تقرب إليّ ذراعًا، تقربت إليه باعًا، وإذا أقبل إليّ يمشي، أقبلت إليه أهرول. أخرجه مسلم (4/ 2102). وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى الصحيح لغيره.
3256 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو هَمَّامٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ، أَوْ أَبُو عَبْدِ رب شك الوليد قال: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "إن رجلًا فيمن (¬2) كَانَ قَبْلَكُمْ لَقِيَ رَجُلًا عَالِمًا أَوْ عَابِدًا فَقَالَ: إِنَّ الْآخِرَ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، كُلُّهَا يَقْتُلُهَا ظُلْمًا (¬3)، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا. فَقَتَلَهُ، ثُمَّ لَقِيَ آخَرَ (¬4)، فَقَالَ: إِنَّ الْآخَرَ (¬5) قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، كُلُّهَا [يَقْتُلُهَا] (¬6) ظُلْمًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قال: لإن قلت لك إن الله تبارك وتعالى لَا يَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ، لَقَدْ كَذَبْتُ، ها هنا دَيْرٌ فِيهِ (¬7) قَوْمٌ يَتَعَبَّدُونَ، فَأْتِهِمْ، فَاعْبُدِ اللَّهَ عزّ وجل معهم لعل الله تعالى (¬8) يَتُوبُ عَلَيْكَ، فانطلقَ إِلَيْهِمْ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ، فَاخْتَصَمَ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ وَمَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ، فَبَعَثَ الله تعالى مَلَكًا أن قيسوا ما بين المكانين، فإلي أيهما (¬9) كان أقرب، فهو منهم، فَقَاسُوهُ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى دَيْرِ التَّوَّابِينَ بِأُنْمُلَةٍ فغُفر الله عزّ وجل له". ¬
3256 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف من طريق ابن أبي المهاجر، لجهالته، وحسن من =
= طريق أبي عبد رب الدمشقي؛ لأنه صدوق. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 102)، ثم قال: رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد. ووافقه البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 94 ب) مختصر، وزاد: رواه أبو يعلى الموصلي. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 211)، ثم قال: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح، غير أبي عبد رب، وهو ثقة، ورواه أبو يعلي بنحوه كذلك.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (13/ 346)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 160 أ). وأخرجه ابن أبي عاصم في الديات (ص 183) قال: حدّثنا الحَوْطي، حدّثنا الوليد بن مسلم به، وذكر بعضه، وليس في سنده: ابن أبي المهاجر. ولفظه: "إن رجلًا ممن كان قبلكم قتل تسعة وتسعين نفسًا، كلها يقتلها ظلمًا، ثم أتى رجلًا عالمًا فقال: إن رجلًا قتل تسعا وتسعين نفسا كلها ظلمًا، فهل تجد له من توبة؟ فقال: والله لَئِنْ قُلْتُ لَكَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَتُوبُ على من تاب، فقد كذبتك، ها هنا دَيْرٌ فيه قوم يتعبدون، فأته، فاعبد الله معهم، فعسى أن يتوب عليك، قال: فتوجه الرجل ذاهبًا إليهم، فبينما هو كذلك إذ مات، فحضرته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فاختصمت فيه، فَبَعَثَ اللَّهُ مَلَكا أَنْ قِيسُوا مَا بَيْنَ المكانين، فأيهم كان أقرب إليه، فَهُوَ مِنْهُ، فَقَاسُوهُ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى دَيْرِ التوابين بأنملة، فغُفر له، وأُدخل الجنة". وأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 369)، من طريق سليمان بن أحمد الواسطي، ثنا الوليد بن مسلم، به، بلفظ قريب. =
= وأخرجه الطبراني أيضًا من طريق صَدَقة بن خالد عن ابن جابر، به. وفي إسناديه: عُبيدة بن المهاجر أبو عبد رب، وهو خطأ. ويشهد له حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كَانَ في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانًا، ثم خرج يسأل، فأتى راهبًا فسأله فقال له: هل من توبة؟ قال: لا، فقتله، فجعل يسأل فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا، فأدركه الموت، فناء بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوُجد إلى هذه أقرب بشبر، فغفر الله". وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 188)، وعنه ابن ماجه (2/ 875)، وأخرجه أحمد (3/ 20، 72)، ومن طريقه ابن قدامة في كتاب التوابين (ص 85)، وأخرجه البخاريُّ (فتح 6/ 512) واللفظ له، ومسلم (4/ 2118)، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 152)، وقال: صحيح متفق عليه. كما يشهد له الحديث القادم: برقم (3257)، وهو حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، وإسناده ضعيف. وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره.
3257 - حدّثنا (¬1) إبراهيم، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُم، ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمرو رضي الله عنهما، قال: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تعالى لَا يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ غَفَرَهُ، إِنَّ رَجُلًا كَانَ قَبْلَكُمْ قَتَلَ ثَمَانِيَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَأَتَى رَاهِبًا فَقَالَ لَهُ: قَتَلْتُ ثَمَانِيَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ. ثم أتى (¬2) راهبًا آخر، فأخبره أنه قتل تسعة وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟، قَالَ (¬3): لَا، فَقَتَلَهُ. ثُمَّ أَتَى (¬4) آخَرَ، فَأَخْبَرَهُ أنه قتل مائة نفس، فهل تجد لي من توبة؟، فقال (¬5): لقد أسرفت، وما أدري، ولكن ها هنا قريتان، إحداهما يُقَالُ لَهَا: نَضْرَة، أَهْلُهَا يَعْمَلُونَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، لَا يَثْبُتُ فِيهِمْ غَيْرُهُمْ، وَالْأُخْرَى يُقَالُ لَهَا: كَفْرَة، أَهْلُهَا (¬6) يَعْمَلُونَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، لَا يَثْبُتُ [فِيهِمْ] (¬7) غَيْرُهُمْ، فانطلقْ إِلَى أَهْلِ نَضْرَة، فإن عملت عملهم وتبت، فلا تشك (¬8) فِي تَوْبَتِكَ، فَانْطَلَقَ يُرِيدُهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بين القريتين، أدركه أجله، فسألت الملائكة عليهم السلام ربها (¬9)، قال جل وعلا: انظروا أَيِّ الْقَرْيَتَيْنِ كَانَ أَقْرَبَ فَاكْتُبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى نَضْرَة بِقَدْرِ أُنْمُلَةٍ، فَكَتَبُوهُ من أهلها". ¬
3257 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، آفته عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، وهر ضعيف. وذكره البوصيرى في الإتحاف -خ- (3/ 94 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف؛ لضعف عبد الرحمن الأفريقي، ورواه الطبراني بإسناد لا بأس به .. وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري.
تخريجه: أخرجه أبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 51) من طريق محمَّد بن الفضل، والطبراني (13/ 34: 76) من طريق المقريء، ومن طريق عبد الله بن وهب، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن زياد الأفريقي به بلفظ قريب. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 102)، والهيثمي في المجمع (10/ 211) ونسباه للطبراني، وقال المنذري: إسناد لا بأس به. ووافقه الهيثمي، والبوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 94 ب) مختصر. قلت: مسند عبد الله بن عَمرو بن العاص غير موجود في المطبوع من معجم الطبراني الكبير لأراجعه، فلعله في الأجزاء المفقودة منه، والله تعالى أعلم. ويشهد لحديث الباب: حديث أبي سعيد الخدري المتفق عليه، وقد ذكرته في تخريج الحديث الماضي برقم (3256)، وبه يرتقي إلى مرتبة الصحيح لغيره، وبالله التوفيق.
3258 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ شَريك، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرعة، عَنْ أَبِي صَادِقٍ (¬1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد، عن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ: سبعة مغلقة، وباب مفتوح للتوبة، حتى تطلع الشمس من نحوه". ¬
3258 - [1] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود شَريك بن عبد الله. وذكره المُحاسبي في التوبة (ص 63)، ثم قال: أخرجه الطبراني، وأبو يعلى بإسناد جيد. ووافقه المنذري في الترغيب (4/ 89). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 198)، ثم قال: رواه أحمد -وفي الهامش: وفي نسخة "أبو يعلى"- والطبراني، وإسناده جيد. قلت: الصواب: رواه أبو يعلى؛ لأنه لو كان من مرويات أحمد، لما أورده الحافظ هنا في المطالب. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 160 ب) مختصر، ثم قال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى، والطبراني، والحاكم وصححه، وله شاهد من حديث صفوان بن عَسَّال، رواه الترمذي وصححه، والبيهقيُّ. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه للطبراني، والحاكم، عن ابن مسعود، ورمز لصحته، قال المناوي: وكذا أبو يعلى، قال الهيثمي: سنده جيد. (فيض القدير 5/ 289). وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 683)، وقال: ضعيف. =
= تخريجه: أخرجه عن المصنِّف: أبو يعلى (8/ 429)، ومن طريقه أبو نُعيم في صفة الجنة (ص 61). وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 254) من طريق ابن الأصبهاني، والحاكم (4/ 261) من طريق عثمان بن أبي شيبة، كلاهما: عن معاوية بن هشام به، بلفظه. وأخرجه الدارمي (2/ 427)، قال: حدّثنا أحمد بن حميد، ثنا معاوية بن هشام به، بأوله. ولفظه: "للجنة ثمانية أبواب". وأخرجه أبو نُعيم في صفة الجنة (ص 61) من طريق علي بن شُبْرُمَة، ثنا شَريك به، بلفظه. ورُوي عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا بمعناه، أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 186) واللفظ له، قال: حدّثنا محمَّد بن فضيل، والحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 368) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما: عن أبي سِنان، عن يعقوب بن غضبان اليَشْكُري، عن عبد الله بن مسعود قال: أتاه رجل قد ألمَّ بذنب فسأله عنه فلهى عنه، وأقبل على القوم بحديثهم، فحانت نظرة من عبد الله فإذا عين الرجل تهراق، فقال: "هذا وإنك أهمني ما جئت تسألني عنه، إن للجنة سبعة أبواب، كلها يفتح ويغلق غير باب التوبة، موكل به مَلَك، فأعمل ولا تيأس". وإسناده ضعيف؛ لجهالة يعقوب بن غضبان، ذكره البخاريُّ في التاريخ الكبير (8/ 400) وسكت عنه، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في الجرح (9/ 212)، وذكره ابن حبّان في الثقات (5/ 554)، وقال: لا أدري من هو. أهـ. وأبو سِنان هو ضرار بن مرة الكوفي، ثقة. (التقريب ص 280). ويشهد لأوله ما يلي: 1 - حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "في الجنة ثمانية =
= أبواب، فيها باب يسمى الريان، لا يدخله إلَّا الصائمون". أخربه البخاريُّ (فتح 6/ 328) وهذا لفظه، والبيهقيُّ في البعث (ص 164). 2 - وحديث عُتبة بن عبدٍ السُّلَمي، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "للنار سبعة أبواب، وللجنة ثمانية أبواب". أخرجه الطيالسي (ص 178)، وأحمد (4/ 185)، والدرامي (2/ 272)، وأبو داود في البعث (ص 221) وهذا لفظه، والطبراني في الكبير (17/ 125)، والبيهقيُّ في البعث (ص 167). وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 291)، ثم قال: رواه أحمد والطبراني ... ورجال أحمد رجال الصحيح، خلا أبي المثنى الأَمْلوكي وهو ثقة. 3 - وحديث عمر بن الخطّاب رضي الله عنه مرفوعًا: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ -أو فيسبغ- الوضوء ثم يَقُولَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وأن محمدًا عبد الله ورسوله، إلَّا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء". أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 3)، ومسلم (1/ 209) وهذا لفظه، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (1/ 78)، وفي الدعوات (ص 21). ويشهد لآخره ما يلي: 4 - حديث صفوان بن عَسَّال المُرادي رضي الله عنه وفي آخره: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "إن بالمغرب بابًا مفتوحًا مسيرته سبعين سنة، لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه". أخرجه عبد الرزاق (1/ 204)، وفي التفسير (1/ 222) عن معمر، واللفظ له، ومن طريقه كل من أحمد (4/ 239)، وابن خزيمة (1/ 97)، والدارقطني في السنن (1/ 197)، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (1/ 281)، وأخرجه الترمذي (5/ 509) من طريق سفيان وقال: حديث حسن صحيح، وفي (5/ 510) من طريق حماد بن زيد، ثلاثتهم: عن عاصم بن أبي النَّجود، عَنْ زِر بْنِ حُبيش، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عسَّال به. =
= وذكره الزيلعي في نصب الراية (1/ 182)، ونقل عن الشيخ تقى الدين في "الإمام" أنه قال: وهو مشهور من حديث عاصم ... أهـ. قلت: عاصم هذا ثقة، لكنه مضطرب الحديث عن زِر بن حُبيش فيكون هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيفًا لوجوده، والله أعلم. 5 - وحديث أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ يبسط يده بالليل، ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها". أخرجه مسلم (4/ 2213). وبما سبق من الشواهد يرتقي حديث ابن مسعود رضي الله عنه إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.
3258 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.
3258 - [2] الحكم عليه: إسناده ضعيف.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 429)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 160 أ). ولفظه: "للجنة ثمانية أبواب: سبعة مغلقة، وباب مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه". وبشواهده السابقة المذكورة في الطريق رقم (1) يرتقي إلى الحسن لغيره.
3259 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكين عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَلِيِّ بن رَبيعة، قال: حملني علي رضي الله عنه خَلْفَهُ ثُمَّ سَارَ بِي (¬1) فِي جَبَّانة ثُمَّ رفع رأسه إلى السماء وقال (¬2): اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذنوب أحد غيرك، ثم التفت رضي الله عنه إليَّ فضحك، فقلت: يا أمير المؤمنين!، استغفارك ربك، والتفاتك إليّ تضحك؟، قال رضي الله عنه: جَعَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَلْفَهُ ثُمَّ سَارَ بِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ (¬3) لَا يَغْفِرُ الذنوب أحد غيرك"، ثُمَّ الْتَفَتَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-إليَّ فَضَحِكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتِغْفَارُكَ رَبَّكَ، والتفاتك إليَّ تضحك؟، قال -صلى الله عليه وسلم-: "ضحكت لضحك ربي عَزَّ وَجَلَّ لِعَجَبِهِ [لِعَبْدِهِ: أَنَّهُ يَعْلَمُ] (¬4) أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذنوب أحد غيره". ¬
3259 - الحكم عليه: ضعيف؛ لضعف إسماعيل بن عبد الملك.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 284). وتابعه أحمد بن مَنيع: كما في الإتحاف (ق 173 أفلم)، قال: ثنا أبو نُعيم به، بلفظ قريب. =
= وأخرجه المَحاملي في الدعاء (ص 110)، قال: حدّثنا يوسف بن موسى، ومحمد بن أشكاب وغيرهما، والطبراني في الدعاء (2/ 1159)، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، والآجُرِّي في الشريعة (ص 280) من طريق زُهير بن محمَّد المروزي، والبيهقيُّ في الأسماء والصفات (2/ 218) من طريق شُعيب بن أيوب، وابن إسحاق الصاغاني، جميعهم: عن أبي نعُيم الفضل بن دُكين به، بألفاظ متقاربة. ولفظ الطبراني: حملني علي رضي الله عنه خلفه، ثم سار في جَبَّانة الكوفة، ثم رفع رأسه إلى السماء، فقال: اللهم اغفر ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُكَ، ثم التفت إليَّ فضحك، فقلت: يا أمير المؤمنين! استغفارك ربك عَزَّ وَجَلَّ والتفاتك إلىّ تضحك؟، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حملني خَلْفَهُ، ثُمَّ سَارَ بِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ ثم رفع رأسه إلى السماء، فقال: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذنوب أحد إلّا أنت"، ثُمَّ الْتَفَتَ إلىَّ فَضَحِكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! اسْتِغْفَارُكَ رَبَّكَ، وَالْتِفَاتُكَ إليَّ تَضْحَكُ؟، قَالَ: "ضحكت لضحك ربي عَزَّ وَجَلَّ؛ لعجبه أنه يعلم أن لا يغفر الذنوب أحد غيره". وأخرجه الطبراني أيضًا من طريق خَلَّاد بن يحيى، والآجُرِّي أيضًا من طريق أبي يحيى الحِمَّاني، كلاهما: عن إسماعيل بن عبد الملك به، بلفظ قريب. وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 127 ب) من طريق خَلَّاد بن يحيى، نا إسماعيل بن عبد الملكُ به، ببعضه. ولفظه عن علي رضي الله عنه قال: حَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وسار بي، ثم رفع رأسه إلى السماء، فقال: "اغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب غَيْرُكَ"، ثُمَّ الْتَفَتَ اليَّ فَضَحِكَ. فَقُلْتُ: يَا رسول الله! ما أضحكك؟، فقال: "يضحك ربي عَزَّ وَجَلَّ؛ لِعَجَبِهِ لِعَبْدِهِ أَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذنوب غيره". وأخرجه أبو داود (3/ 34)، والترمذي (5/ 467)، وفي الشمائل (ص 194)، وابن حبّان: كما في الإحسان (4/ 167)، والطبراني في الدعاء (2/ 1163)، والبغوي =
= في شرح السنة (5/ 139)، وفي الأنوار (1/ 250) من طريق أبي الأحوص، والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 349)، وعنه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 174)، وأخرجه أبو يعلى (1/ 439)، والمَحاملي في الدعاء (ص 108)، والطبراني في الدعاء (2/ 1164)، والآجُرِّي في الشريعة (ص 281)، والحاكم (2/ 98) من طريق منصور، ومعمر في الجامع (10/ 396)، ومن طريقه كل من أحمد (1/ 115)، وعبد في المنتخب (1/ 138)، والمَحاملي في الدعاء (ص 107)، والطبراني في الدعاء (2/ 1162)، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (5/ 252)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 138)، وأخرجه أحمد (1/ 128)، وعبد في المنتخب (1/ 140)، والطبراني في الدعاء (2/ 1163)، والبيهقيُّ في الدعوات -خ- (ق 38 أ) من طريق إسرائيل، وأبو حاتم في علل ابنه (1/ 271)، والمَحاملي في الدعاء (ص 103)، والطبراني في الدعاء (2/ 1162)، والآجُرِّي في الشريعة (ص 281) من طريق سفيان، والمَحاملي في الدعاء (ص 109)، والطبراني في الدعاء (2/ 1164)، والبيهقيُّ في الدعوات -خ- (ق 38 أ) من طريق الأجلح، وأحمد (1/ 97)، والمَحاملي في الدعاء (ص 105) من طريق شَريك بن عبد الله، وابن حبّان: كما في الإحسان (4/ 166) من طريق أبي نوفل علي بن سليمان، والطبراني في الدعاء (2/ 1165) من طريق عبد الرحمن بن الرؤاسي، جميعهم: عن أبي إسحاق، عن علي بن رَبيعة به، بنحوه. ولفظ أبي داود: شهدت عليًا رضي الله عنه وأتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب، قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها، قال: الحمد لله، ثم قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)}. ثم قال: الحمد لله -ثلاث مرات- ثم قال: الله أكبر -ثلاث مرات- ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلَّا أنت، ثم ضحك، فقيل: يا أمير المؤمنين!، من أي شيء ضحكت؟، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فعل كما فعلت،. ثم =
= ضحك، فقلت: يا رسول الله!، من أي شيء ضحكت؟، قال: "إن ربك يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: إسناده معضل، أبو إسحاق هو السَّبيعي لم يسمع هذا الحديث من علي بن رَبيعة، قاله ابن أبي حاتم في العلل (1/ 271، 272) فيما نقله عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة أنه قال لأبي إسحاق: ممن سمعته؟ -يعني هذا الحديث-، قال: من يونس بن خَبَّاب، فأتيت يونس بن خَبَّاب، فقلت: ممن سمعته؟، فقال: من رجل رواه عن علي بن رَبيعة. وبنحوه قال الحافظ في تخريج أحاديث الأذكار: كما في الفتوحات الربانية (5/ 125)، ثم قال رحمه الله؛ فدلت هذه القصة على أن أبا إسحاق دلس بخذفه رجلين أو أكثر. أهـ. وأخرجه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 176)، وابن عساكر في كتاب أربعين حديثًا لأربعين شيخًا (ص 40) من طريق الأجلح عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فذكره بنحوه. قال ابن عساكر: هذا حديث غريب من حديث أبي زُهير الحارث بن عبد الله الأعور الهَمْداني الكوفي عن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي رضي الله عنه، تفرد به الأجلح، واسمه: يحيى بن عبد الله الكندي الكوفي، عن أبي إسحاق عَمرو بن عبد الله الهَمْداني السَّبيعي الكوفي، عنه، وإنما يحفظ من حديث أبي إسحاق عن أبي المغيرة علي بن رَبيعة الأسدي الوالبي الكوفي، عن علي رضي الله عنه. كذلك أخرجه أبو داود في "سننه" عن أبي الحسن مُسَدَّد بن مُسَرْهَد، وأخرجه النسائيُّ، والترمذي عن قتيبة بن سعيد، جميعًا: عن أبي الأحوص سَلَّام بن سُليم الحنفي الكوفي، عن أبي إسحاق. وأبو الأحوص أحفظ من الأجلح وأوثق، ورجاله إسناده كلهم كوفيون. أهـ. =
= قلت: لكن هذه الرواية المحفوظة، وهي رواية أبي إسحاق عن علي بن رَبيعة، تقدم قبل قليل أنها معضلة، والله أعلم. وأخرجه المَحاملي في الدعاء (ص 112)، والطبراني في الدعاء (2/ 1160)، والحاكم (2/ 98) من طريق مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمرو، عن علي بن رَبيعة به، بنحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وأقره الذهبي في التلخيص. وقال الحافظ في تخريج أحاديث الأذكار: كما في الفتوحات الربانية (5/ 125): رجاله كلهم موثقون من رجال الصحيح، إلّا ميسرة، وهو ثقة. وأخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 1161) من طريق ابن لَهيعة، حدثني عبد ربه بن سعيد، ثنا يونس بن خَبَّاب، عن شَقيق الأزدي، عن علي بن رَبيعة به، بنحوه. وفي إسناده ابن لَهيعة، وهو ضعيف. (انظر المغني 1/ 352)، وكذلك يونس بن خَبَّاب، قال الحافظ: صدوق يخطئ، ورمي بالرفض. (التقريب ص 613)، وشَقيق الأزدي لم أعرفه، والعلم عند الله تعالى. وبهذه المتابعات يرتقي هذا الحديث إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق. ويشهد لآخره، حديث أبي هريرة قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قال: "إن عبدًا أصاب ذنبًا -وربما قال: أذنب ذنبًا- فقال: رب أذنبت ذنبًا -وربما قال: أصبت-، فاغفر، فقال ربه: أَعَلِمَ عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ به؟، غفرت لعبدي .... " أخرجه البخاريُّ. (فتح 13/ 466)، وهذا لفظه، ومسلم (4/ 2112).
3260 - وقال عبد: حدّثنا أبو نُعيم، ثنا مغيرة (¬1) بْنُ أَبِي [الحُرّ] (¬2) الْكِنْدِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي بُرْدَة، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقَالَ: "مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قط، إلَّا استغفرت الله تعالى فيها مائة مرة". ¬
3260 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد حسن؛ لوجود مغيرة بن أبي الحُرّ. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 96 ب) مختصر، ثم قال: رواه عبد بن حميد بسند صحيح. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه للطبراني عن أبي موسى، ورمز لحسنه، وأعله المناوي يالمغيرة الكندي. (انظر فيض القدير 5/ 421). وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2/ 971)، وقال: صحيح. قلت: لغيره، وأما لذاته فلا.
تخريجه: هو المنتخب من مسند عبد (1/ 491). وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 298، 13/ 462)، والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 325)، قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، والعُقيلي (4/ 175)، والطبراني في الدعاء (3/ 1612)، ومن طريقه أخرجه أبو نعيبم في أخبار أصبهان (1/ 60)، كلاهما: عن علي بن عبد العزيز، ثلاثتهم: عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين به، بلفظه. =
= قال العُقيلي: وقال ثابت، وعَمرو بن مرة عن أبي بُرْدَة، عن الأغَرّ المُزني، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَهُ، وهذا أولى. ووافقه الدارقطني في العلل (7/ 216)، والذهبي في الميزان (4/ 159)، فرجحا رواية الأغَرّ المُزني علي رواية أبي موسى هذه. قلت: حديث الأَغَرّ المُزني رضي الله عنه أخرجه أحمد (4/ 211) من طريق ثابت، قال: ثنا أبو بُرْدَة، عن الأغَرّ المُزني، قال: وكانت له صحبة -قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إنه ليغانُّ على قلبي، فإني أستغفر الله في اليوم مائة مرة". وقد تقدم ذكره في شواهد الحديث الماضي برقم (3254)، وهو كما ترى غير حديث الباب، بدليل الاختلاف في لفظ الحديث من جهة، وأن في طريق الباب ما ليس في رواية الأغَرّ المُزني من جهة أخرى، وهو قوله: "جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونحن جلوس"، لذا لا ينفذ كلام العُقيلي ومن وافقه في إعلال حديث الباب بحديث الأغَرّ المُزني، والله تعالى أعلم. وأخرجه ابن ماجه (2/ 1254) من طريق وكيع عن مغيرة بن أبي الحرّ به، بلفظ: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة". وأخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 325)، والطبراني في الدعاء (3/ 1612)، والحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 115) من طريق أبي إسحاق عن أبي بُرْدَة به، بنحوه. ولفظه: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة". قال الحاكم: هذا إسناد لا ينظر فيه حديثيٌّ إلّا علم أنه من شرط الصحيح، والمدنيون إذا رووا عن الكوفيين زلقوا. قلت: وفيه عنعنة أبي إسحاق وهو السَّبيعي، وهو مدلس لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع. (انظر طبقات المدلسين ص 42). =
= وأخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1613) من طريق أشعث بن سَوّار عن أبي إسحاق، عن أبي بُرْدَة به، ولفظه: "إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة". وإسناده ضعيف؛ لعنعنة أبي إسحاق -كما مرَّ-، ولوجود أشعث بن سَوَّار، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 113). ويشهد للفظ الباب: الحديث الماضي برقم (3254 [3]) وما ذكر في تخريجه عن ابن عمر، وأبي هريرة، والأغَرّ المُزني رضي الله عنهم. وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى الصحيح لغيره، والله الموفق.
3261 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحْرِز بْنُ عَوْنٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، ثنا عَبْدُ الْغَفُورِ عَنْ [أَبِي نُصيرة] (¬1)، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ أبي بكر رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالِاسْتِغْفَارُ، فَأَكْثِرُوا مِنْهُمَا، فَإِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ: أَهْلَكْتُ النَّاسَ بِالذُّنُوبِ، فَأَهْلَكُونِي بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالِاسْتِغْفَارُ، فَلَمَّا رأيت ذلك، أهلكتم بالأهواء، وهم يحسبون أنهم مهتدون". ¬
3261 - الحكم عليه: الإسناد ضعيف جدًا، لوجود عبد الغفور بن عبد العزيز ضعيف جدًا، وفيه عثمان بن مطر وأبو نُصيرة، وهما ضعيفان. وذكره الحافظ ابن كثير في التفسير (1/ 416)، ثم قال: عثمان بن مطر وشيخه ضعيفان. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 207)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه عثمان بن مطر، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 96 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، وابن أبي عاصم بسند ضعيف. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ونسبه لأبي يعلى عن أبي بكر، ورمز لضعفه (فيض القدير 4/ 354). وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 554)، وقال: موضوع.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 123). =
= وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 9)، ومن طريقه الأصبهاني في الحجة (1/ 252) قال: ثنا الحسن بن البزّار، ثنا مُحْرِز بن عون به، بلفظ قريب. وأخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1601) قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني مُحْرِز بن عون به، ببعضه. ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قال إبليس: أهلكتهم بالذنوب، فأهلكوني بالاستغفار". وفي معناه ما يلي: 1 - حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك، لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم، فقال الله جل وعلا: فبعزتي وجلالي، لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني". أخرجه أحمد (3/ 29) واللفظ له، وفي (3/ 41)، والطبراني في الدعاء (3/ 1600) من طريق الليث عن يزيد بن الهاد، عن عَمرو بن أبي عَمرو، عن أبي سعيد به. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 207)، ثم قال: رواه أحمد، وأبو يعلى بنحوه ... واحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي أبي يعلى. 2 - حديث أنس رضي الله عنه قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله، إني أذنبت، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا أذنبت فاستغفر ربك"، قال: فإني أستغفر، ثم أعود فأذنب، قال: "فإذا أذنبت فعد فاستغفر ربك"، فقالها في الرابعة، وقال: "استغفر ربك، حتى يكون الشيطان هو المحسور". أخرجه ابن أبي الدنيا في التوبة (ص 71)، والبزار كما في تفسير ابن كثير =
= (1/ 416) واللفظ له من طريق عمر بن أبي خليفة، سمعت أبا بدر يحدث عن ثابت، عن أنس به. قال ابن كثير: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 200)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه بشار بن الحكم الضبي، ضعّفه غير واحد ... أهـ. وإسناده ضعيف، لحال عمر بن أبي خليفة، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 412)، وأبو بدر، هو بشَّار بن الحكم، قال الذهبي: منكر الحديث، قاله أبو زُرعة (المغني 1/ 103).
3262 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا جَلَسَ قَوْمٌ مجلسًا (¬1)، فخاضوا في حديث فاستغفروا الله تبارك وتعالى قبل أن يتفرقوا، إلّا غفر الله عَزَّ وَجَلَّ لهم ما خاضوا فيه". ¬
3262 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لحال جعفر بن الزبير الشامي، وهو ضعيف الحديث جدًا. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 97 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه أبو داود، والنسائيُّ، وابن حبّان في صحيحه، وآخر من حديث السائب بن يزيد، رواه أحمد بن محمَّد بن حنبل.
تخريجه: أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 287 ب) من طريق عيسى بن يونس عن جعفر به، بنحوه. ولفظه: "ما من قوم يجلسون في مجلس فيستغفرون اللَّهَ قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقُوا، إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لهم". وفي معناه ما يلي: 1 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. إلّا غُفر له ما كان في مجلسه ذلك". =
= أخرجه الترمذي (5/ 460) وهذا لفظه، وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث سُهيل إلّا من هذا الوجه. أهـ. والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 308)، وعنه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 158)، وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (1/ 398)، والحاكم (1/ 536) وصححه، ووافقه الذهبي في التلخيص، وفي معرفة علوم الحديث (ص 113)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 134)، كلهم من طريق عبد الملك بن جُريج، عن موسى بن عقبة، عن سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة به. قلت: ورجاله ثقات، وقد صرح ابن جُريج بالتحديث عند الترمذي، والنسائيُّ، والحاكم، فانتفت شبهة تدليسه، لكن فيه علة فاحشة، حيث لا يُذكر لموسى بن عقبة سماعًا من سُهيل، قاله البخاريُّ (انظر معرفة علوم الحديث ص 114). وقوله: "فأكثر فيه لغطه"، اللغط: هو الأصوات المختلطة المبهمة التي لا تفهم. (انظر المعجم الوسيط 2/ 830). 2 - حديث جُبير بن مُطْعِم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من قال: سبحان الله وبحمده، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. فقالها في مجلس ذكر، كان كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغو، كانت كفارة له". أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 138) وهذا لفظه، والحاكم (1/ 537)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 142)، ثم قال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. =
= وقوله: "كالطابَع" بفتح الباء، أي الخاتم. (انظر النهاية 3/ 112). 3 - حديث أبي بَرْزة الأسلمي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول بأخرة، إذا أراد أن يقوم من المجلس: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك". فقال رجل: يا رسول الله، إنك لتقول قولًا ما كنت تقوله فيما مضى؟ قال: "كفارة لما يكون في المجلس". أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 256)، وعنه أخرجه أبو يعلى (13/ 421)، وأخرجه أحمد (4/ 425)، والدارميُّ (2/ 367)، وأبو داود (4/ 265) واللفظ له، والحاكم (1/ 537) من طريق حجاج بن دينار عن أبي هاشم، عن أبي العالية، عن أبي بَرْزة الأسلمي به. وإسناده ضعيف، لحال حجاج بن دينار، وهو الواسطي، قال الذهبي في المغني (1/ 149): قال الدارقطني ليس بالقوي. وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 256) من طريق منصور عن فُضيل بن عَمرو، عن زياد بن الحصين قال: دخلت على أبي العالية، فلما أردت أن أخرج من عنده قال: ألا أزودك كلمات علمهن جبريل محمدًا -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: قلت: بلى، قال: فذكر الحديث. قال أبو حاتم في علل ابنه (2/ 169): حديث منصور أشبه، لأنّ حديث أبي هاشم رواه حجاج بن دينار عن أبي هاشم، وحجاج ليس بالقوي. وقال أبو زُرعة: حديث منصور أشبه، لأنّ الثوري رواه وهو أحفظهم. 4 - حديث رافع بن خَديج رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يقوم من مجلس حتى يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك". ثم يقول: "انها كفارة لما يكون في المجلس". أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 287) واللفظ له، وفي الصغير (ص 237)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 97)، والحاكم (1/ 537) من طريق مصعب بن =
= حيان عن أخيه مقاتل بن حيان، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عن رافع بن خَديج به. قال الطبراني: لم يروه عن أبي العالية، عن رافع إلّا مقاتل، ولا عن مقاتل إلَّا أخوه مصعب بن حيان، تفرد به يونس بن محمد. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 141)، ثم قال: رواه الطبراني في الثلاثة، ورجاله ثقات. قلت: إسناده ضعيف، لوجود مصعب بن حيان، قال الحافظ: لين الحديث. وفيه الربيع بن أنس، هو البكري أو الحنفي، قال الحافظ: صدوق له أوهام، ورمي بالتشيّع (التقريب ص 533، 205).
3263 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المُحبَّر، ثنا ميسرة عن أبي عائشة، عن يزيد بن عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عباس رضي الله عنهم، قالا: خطبنا النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬1) فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وفيه: "إِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ وَإِنْ كَانَ قليل العلم، [ولا تحقرن] (¬2) من المعاصي شيئًا وإن صغر في أعينكم [فإنه لا صغير مع الإصرار، ولا كبير مع استغفار (¬3)]، ألا وإن الله تبارك وتعالى سَائِلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، حَتَّى عَنْ مَسِّ أَحَدِكُمْ ثَوْبَ أَخِيهِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْعَبْدَ يُبعث يَوْمَ القيامة على ما مات عليه، فقد خلق الله تعالى الجنة والنار، فمن اختار النار [على الجنة] (¬4)، فأبعده الله تعالى (¬5). أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَدَعْ شيئًا نهى عنه إلّا وقد بيّنه لكم، ليحيى مَنْ حَيَّ (¬6) عَنْ بَيِّنَةٍ، وَيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عن بينة"، الحديث. ¬
3263 - الحكم عليه: هذا إسناد موضوع، وانظر الحديث الماضي برقم (3202).
تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 270)، بلفظ طويل جدًا.
3264 - وقال عبد: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، هُوَ ابْنُ هَارُونَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن دكين، حدّثنا قَيْسٌ الماصِر (¬1) عَنْ دَاوُدَ الْبَصْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ ذَنْبًا قَدِ اعْتَادَهُ الفَينة بَعْدَ الفَينة، أَوْ ذَنْبًا لَيْسَ بِتَارِكُهُ حَتَّى (¬2) يَمُوتَ، أَوْ تَقُومَ عَلَيْهِ السَّاعَةُ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُذْنِبًا مُفْتَنًا خَطَّاءً نَسِيًّا، فَإِنْ ذُكِّرَ ذَكَرَ". ¬
3264 - الحكم عليه: هذا الحديث في سنده. الله بن دُكين وهو ضعيف، وفيه داود البصري لم أميزه، لذا أتوقف في الحكم عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 201) نحوه، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط باختصار، واحد أسانيد الكبير رجاله ثقات، وله السياق. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 103 أ) مختصر، ثم قال: رواه عبد بن حميد. وذكر العراقي أوله، ثم قال أخرجه الطبراني، والبيهقيُّ في الشعب من حديث ابن عباس بأسانيد حسنة (المغني الإحياء 4/ 44).
تخريجه: هو في المنتخب (1/ 570) وأخرجه البيهقي في الشعب (5/ 419) من طريق يحيى بن يحيى، وموسى بن إسماعيل، كلاهما: عن عبد الله بن دُكين به، بلفظ قريب. ولفظه: "إن للمؤمن ذنبًا قد اعتاده الفَينة بعد الفَينة، وذنبًا ليس بتاركه حتى يموت، أو تقوم الساعة، إن المؤمن خلق مذنبًا خطاء نسيًا، إذا ذكّر ذَكَر". وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 304) من طريق علي بن حفص المدائني، ثنا =
= عبيد المُكْتِبُ الكوفي، عن عكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، فذكره بنحوه. ولفظه: "ما من عبد مؤمن إلّا وله ذنب يعتاده الفَينة بعد الفَينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق، إن المؤمن خلق مفتنًا توابًا نسيًا، إذا ذكّر ذَكَر. وذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 346)، وقال: هذا إسناد صحيح. قلت: إسناده حسن لحال علي بن حفص، قال الحافظ: صدوق (التقريب ص 400). وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 56) واللفظ له، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 24)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 42) من طريق مصعب بن المِقدام عن أبي معاذ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ إلَّا وله ذنب يصيبه الفَينة بعد الفَينة، إن المؤمن نسي، إذا ذُكرَ ذَكَرَ. وإسناده ضعيف لحال مصعب بن المِقدام، قال الحافظ: صدوق له أوهام (التقريب ص 533)، وأبو معاذ إما هو فُضيل بن ميسرة البصري، وهو صدوق، أو سليمان بن أرقم البصري، وهو ضعيف (التقريب ص 448، 250). وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 342) واللفظ له، وابن عَدي (3/ 91)، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 211) من طريق عُتبَة بن يقظان عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن المؤمن خلق مفتنًا توابًا نسَّاء، إذا ذكّر ذَكَر". قال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث داود بن علي عن أبيه، عن جده، لا أعلم أحدًا رواه غير ابن نُمير عن عُتْبَة، عنه. قلت: سنده ضعيف، فيه عُتْبَة بن يقظان، قال الحافظ: ضعيف. وفيه داود بن علي، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 381، 199).
57 - باب النهي عن التنطع
57 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ 3265 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ [مِسْعَر] (¬1) قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيَّ (¬2) مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كِتَابًا، فَحَلَفَ لِي أَنَّهُ خَطُّ أَبِيهِ، فَإِذَا فِيهِ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "وَالَّذِي (¬3) لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ خَوْفًا عَلَى الْمُتَنَطِّعِينَ مِنْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان أشد خوفًا (¬4) من أبي بكر رضي الله عنه، وإني لأرى عمر رضي الله عنه كان أشد خوفًا عليهم، [أوْ لَهُمْ] (¬5)؟ ". فَأَقَرَّ بِهِ [أَبُو أُسَامَةَ] (¬6) وَقَالَ: نَعَمْ. [2] وَقَالَ أبو بكر: حدّثنا أبو أسامة، بِهِ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، به (¬7). ¬
3265 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد رواته ثقات، لكنه ضعيف؛ لانقطاعه، عبد الرحمن بن عبد الله لم يسمع من أبيه هذا الأثر. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 251)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني، ورجالهما ثقات. وذكره البوصيري في الاتحاف -خ- (3/ 102 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى، ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه الدارمي (1/ 65)، قال: أخبرنا محمَّد بن قدامة، وأبو يعلى (8/ 437) من طريق ابن أبي شيبة، كلاهما: عن أبي أسامة به، بلفظ قريب. ولفظ الدارمي: "والذي لا إله إلّا هو، ما رأيت أحدًا كان أشد عَلَى الْمُتَنَطِّعِينَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، وما رأيت أحدًا كان أشد عليهم مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنِّي لَأَرَى عُمَرَ كَانَ أشد خوفًا عليهم، أو لهم". وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 216) من طريق عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، به وذكر أوله. ولفظه: "والله الذي لا إله غيره، ما رأيت أحدًا أشد عَلَى الْمُتَنَطِّعِينَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-". ويشهد لأوله حديث ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "هلك المتنطعون". قالها ثلاثًا. أخرجه الإمام مسلم (4/ 2055).
3266 - وقال إسحاق: أخبرنا عَمرو بْنُ محمَّد، وعُبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة الرَّبَذي (¬1) عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبيدة، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ونحن نُقْرِىءُ بعضنا بعضًا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "الْحَمْدُ لِلَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ وَاحِدٌ، فِيكُمُ الْأَحْمَرُ والأسود، اقرأوا ثلاث مرات من قبل أن يأتي قوم يقيمون حروفه كما يقام السهم، يتعجلونه ولا يتأجلونه". * هذا إسناد ضعيف. ¬
3266 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف كما قال الحافظ هنا في المطالب، آفته موسى بن عُبيدة. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 21 ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبد بن حُميد بسند ضعيف؛ لضعف موسى بن عُبيدة الرَّبذي.
تخريجه: أخرجه عبد في المنتخب (1/ 419)، قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى، به بلفظ قريب. ولفظه: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ونحن نُقْرِىءُ القرآن، يقرىء بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ واحد، وفيكم الأخيار، وفيكم الأحمر والأسود. ثم قال: اقرأوا، اقرأوا، اقرأوا، قبل أن يأتي أقوام يقيمون حروفه كما يقام السهم، لا يجاوز تراقيهم، يتعجلون أجره ولا يتأجلونه". وأخرجه ابن المبارك (ص 280)، وفي المسند (ص 21)، والطبراني في الكبير =
= (6/ 206) من طريق سفيان، وعبد الرحيم بن سليمان فرقهما، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 539) من طريق روح بن عبادة، أربعتهم: عن موسى بن عُبيدة، به بلفظ قريب. وأخرجه أبو عُبيد بن سَلَّام في فضائل القرآن (ص 28)، والفريابي في فضائل القرآن (ص 245)، قال: حدّثنا أبو قدامة عُبيد الله بن سعيد، وعنه ابن عَدي (4/ 132)، ومن طريق الفريابي البيهقي في الشعب (2/ 539)، كلاهما: عن إسحاق بن سليمان، عن موسى بن عُبيدة، به بنحوه. ولفظ أبي عبيد: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ونحن نقترىء، يقرىء بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ عزّ وجل واحد، فيه الأحمر والأسود، اقرأوا القرآن، اقرأوا قبل أن يجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح، لا يجاوز تراقيهم، يتعجلون أجره ولا يتأجلونه". وقوله: "كما يقام القدح"، القدح هو السهم الذي يرمى به عن القوس، فالسهم إذا قُوِّمَ يسمى قدحًا، ثم يراش، ويركب نصله فيسمى سهمًا (انظر النهاية 4/ 20). وأعاد تخريجه أبو عُبيد بن سَلَّام في (ص 106) بنحوه، دون أوله. ولفظه: "اقرأوا القرآن، قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح، يتعجلون أجره ولا يتأجلونه". وتابع عبد الله بن عُبيدة على رواية هذا الحديث: وفاء بن شُريح، أخرجه ابن حبّان: كما في الإحسان (8/ 256)، وفي الثقات (5/ 498)، والطبراني في الكبير (6/ 207)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال -خ- (3/ 1462)، من طريق عَمرو بن الحارث عن بكر بن سَوادة، عن وفاء بن شُريح، عن سهل بن سعد، فذكره بنحوه. وسقط من إسناد ابن حبّان في الثقات: بكر بن سَوادة. =
= ولفظ ابن حبّان: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ونحن نقترىء، فقال: "الحمد لله، كتاب الله واحد، وفيكم الأحمر والأبيض والأسود، اقرؤه، قبل أن يقرأه أقوام يقوّمونه كما تقوَّم السهام". وسنده ضعيف؛ لحال وفاء بن شُريح، وهو الحضرمي، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 581). وأخرجه أبو داود (1/ 220)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2/ 545)، وأخرجه ابن حبّان: كما في الإحسان (2/ 69) من طريق عَمرو بن الحارث، وابن لَهيعة عن بكر بن سَوادة، به بنحوه. وابن لَهيعة ضعيف. وأخرجه أبو عُبيد بن سَلَّام في فضائل القرآن (ص 28)، وأحمد (5/ 338)، والفريابي في فضائل القرآن (ص 261) من طريق ابن لَهيعة عن بكر، به بمعناه دون القصة. ولفظ أحمد: "فيكم كتاب الله يتعلمه الأسود والأحمر والأبيض، تعلموه قبل أن يأتي زمان يتعلمه ناس ولا يجاوز تراقيهم، ويقوَّمونه كما يقوم السهم، فيتعجلون أجره ولا يتأجلونه". ورواية ابن لَهيعة هذه أخرجها أبو عُبيد في فضائل القرآن (ص 28)، وأحمد (3/ 146، 155)، والفريابي في فضائل القرآن (ص 244)، إلَّا أنه جعله من مسند أنس بن مالك، لا من مسند سهل بن سعد، ولعل ذلك من أوهامه رحمه الله، فإنه معروف بسوء الحفظ. ويشهد لحديث الباب ما يلي: 1 - حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أخرجه أحمد (3/ 397)، وأبو داود (1/ 220) واللفظ له، والفريابي في فضائل القرآن (ص 244)، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 538) من طريق حُميد الأعرج عَنْ محمَّد بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرِ بْنِ =
= عبد الله قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعرابي والأعجمي، فقال: "اقرأوا، فكلٌّ حسن، وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه". وسنده حسن؛ لحال حُميد الأعرج، وهو ابن قيس، قال الحافظ: ليس به بأس (التقريب ص 182). وتابعه أسامة بن زيد الليثي عن محمَّد بن المُنكَدِر، أخرجه أحمد (3/ 357)، وأحمد بن مَنيع: كما في الإتحاف (ق 126 ب فلم)، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 538) من طريقين. وأسامة هذا هو الليثي، قال الحافظ: صدوق يهم (التقريب ص 98)، فهذه الطريق ضعيفة لأجله، وترتقي إلى مرتبة الحسن لغيره بمتابعة حُميد الأعرج. وأخرجه عبد الرزاق (3/ 382)، واللفظ له، وابن أبي شيبة (10/ 480)، قال: حدّثنا وكيع، كلاهما: عن سفيان بن عيينة، عن محمَّد بن المُنْكَدِر قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على قوم يقرأون القرآن، فقال: "اقرأوا، فكلٌّ كتاب الله، قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح، ويتعجلونه ولا يتأجلونه". وسنده رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل. 2 - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية، ينظر في النصل فلا يرى شيئًا، وينظر في القدح فلا يرى شيئًا، وينظر في الريش فلا يرى شيئًا، ويتمارى في الفُوق". أخرجه البخاريُّ (فتح 9/ 99). و"الفُوق" هو موضع الوتر من السهم (انظر النهاية 3/ 480). 3 - حديث عِمران بن حُصين قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول: "من قرأ =
= القرآن، فليسأل الله به، فإنه سيجيء قوم يقرأون القرآن، يسألون الناس، به". أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 480) واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 533) من طريق خيثمة عن الحسن، عن عِمران بن حُصين، به. وسنده ضعيف، خيثمة هو ابن أبي خيثمة، قال الحافظ: لين الحديث (التقريب ص 197)، والحسن لم يسمع من عِمران رضي الله عنه (انظر المراسيل ص 38). وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3267 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بِشْرٍ، ثنا أَبُو مَعْشَر عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ لِهَذَا الْقُرْآنِ شِرَّة، ثُمَّ لِلنَّاسِ عَنْهُ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فترته إلى القصد، فَنِعِمَّ ما هُوَ (¬1)، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْإِعْرَاضِ، فَأُولَئِكَ بور" (¬2). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَكَّار، ثنا أبو مَعْشَر بهذا. ¬
3267 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف أبي مَعْشَر. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 168)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه، أبو مَعْشَر نَجيح، وهو ضعيف يعتبر بحديثه. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 178 أ) مختصر، ثم قال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى بسند ضعيف؛ لضعف أبي مَعْشَر، واسمه نَجيح بن عبد الرحمن. وأعاد ذكره (3/ 102 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، وعنه ابن حبّان في صحيحه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى (11/ 434) قال: حدّثنا محمَّد بن بكار، والخطابي في غريب الحديث (1/ 198) من طريق سعيد بن منصور، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 534) من طريق أحمد بن يونس، ثلاثتهم: عن أبي مَعْشَر، به بلفظ قريب. ولفظ أبي يعلى: "إن لهذا القرآن شِرَّة، وللناس عَنْهُ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْقَصْدِ، فَنِعِمَّا هي، ومن كانت فترته إلى الإعراض، فأولئك هم بور". وأخرجه الترمذي (4/ 548) واللفظ له، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 89)، =
= وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 281)، وتمام في الفوائد (2/ 29) من طريق ابْنِ عَجْلَانَ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أبي صالح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-قال: "إن لكل شيء شِرَّة، ولكل شِرَّة فترة، فإن كان صاحبها سدد وقارب، فارجوه، وإن أشير إليه بالأصابع، فلا تعدوه". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. قلت: بل ضعيف؛ لعنعنة ابن عجلان، وهو محمَّد، ذكره الحافظ في أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين (ص 44). ويشهد له الحديث المتقدم برقم (3196)، والشواهد المذكورة في تخريجه عن عبد الله بن عَمرو، وجَعْدة بن هُبيرة، وابن عباس، وعائشة، ومجاهد، وبها يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، وبالله التوفيق.
58 - باب كراهة البناء فوق الحاجة
58 - باب كراهة (¬1) البناء فوق الحاجة 3268 - قال الطيالسي: حدّثنا حماد بن سلمة عن شُعيب بن [الحَبْحاب] (¬2)، عن أبي العالية، قال: إن العباس رضي الله عنه، بَنَى غُرْفَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اهْدِمْهَا". فَقَالَ: أَوْ أَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهَا؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "اهدمها". ثلاثًا. ¬
3268 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لانقطاعه، أبو العالية لم يسمع من العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه. وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 112)، وسأل أباه عن هذا الحديث فقال: مرسل. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 21)، ثم قال: رواه أبو داود في المراسيل، والطبراني في الكبير، واللفظ له، وهو مرسل، جيد الإسناد. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 70)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وهو مرسل، ورجاله رجال الصحيح. =
= وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 103 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود الطيالسي. وقال العراقي: منقطع. (المغني مع الإحياء 4/ 235).
تخريجه: أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 395) من طريق الطيالسي بمعناه. ولفظه: بني العباس غرفة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألقها". قال: أُنفِق مثل ثمنها في سبيل الله؟ قال: "ألقها". ثلاثًا. وأخرجه ابن المبارك في البر والصلة (ص 180) قال: أخبرنا حماد بن سلمة به، بمعناه. وسقط من إسناده قوله: عن أبي العالية. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 20)، وأبو حاتم كما في علل ابنه (2/ 112)، كلاهما: عن عفَّان بن مسلم، وأبو داود في المراسيل (ص 196) قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، كلاهما: عن حمَّاد بن سلمة به، بمعناه. ولفظ ابن سعد: أن العباس ابتنى غُرْفَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ألقها". قال العباس: أوَ أُنفِق مثل ثمنها في سبيل الله؟ قال: "ألقها". ورواه أسد بن موسى كما في علل ابن أبي حاتم (2/ 112) عن حمَّاد بن سلمة به، بمعناه، لكن جعله من مسند العباس، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 415). قال أبو حاتم: هذا خطأ. أهـ. ثم أخرجه بسنده مرسلًا، وهو طريق الباب.
3269 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا محمَّد بْنُ أَبِي زكريا، عن [أبي عمار] (¬1)، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في جانب من دور الأنصار رضي الله عنهم، فرفع رأسه فأبصر قبَّة مبنية، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "يَا أَنَسُ، لِمَنْ هَذِهِ القبَّه؟ " فَقُلْتُ: لِفُلَانٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"كُلُّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلَّا بناء كِفاف". فبلغ ذلك الرجل الأنصاري رضي الله عنه، فَكَسَرَهَا، ثُمَّ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمْ يَرَهَا، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "يَا أَنَسُ، مَا فَعَلَتِ القبَّه؟ " قُلْتُ: بَلَغَ صاحبها قولك فكسرها. قال -صلى الله عليه وسلم-: "غفر الله له". ¬
3269 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد موضوع، آفته أبو عمار زياد بن ميمون، وفيه محمَّد بن أبي زكريا وهو مجهول. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 103 أ) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر بسند ضعيف، لجهالة محمَّد بن أبي زكريا.
تخريجه: ذكره البخاريُّ في التاريخ الكبير (1/ 87)، وابن أبي حاتم في العلل (2/ 102)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 490) عن مروان بن معاوية به. وأخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 247) قال: حدّثنا علي بن الفضل الكرابيسي، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ محمَّد بْنِ أبي بكر الثقفي، عن عامر -يعني الشَّعبي- عن أنس قال: فذكره مختصرًا. ولفظه: مرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإذا هو بقبَّه، قال: يا أنس، لمن هذه القبة؟ قلت: =
= لفلان، فقال: "كُلُّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلَّا أن يُعَمَّرَ بيتًا"، فبلغ ذلك الأنصاري فهدمها. قال البزّار: لا نعلمه يُروى عن الشعبي، عن أنس، إلَّا بهذا الإسناد. قلت: وقوله: عن محمد بن أبي بكر الثقفي، عن عامر الشعبي، لعله من تحريف النساخ، والصواب: محمَّد بن أبي زكريا عن عمار، كما في طريق الباب، والله أعلم. وأخرجه أبو داود (4/ 360)، وأبو يعلى (7/ 308)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 416)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 390)، من طريق أبي طلحة الأسدي عن أنس بن مالك، فذكره بمعناه مطولًا. ولفظ أبي داود: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرخ فرأى قبَّة مشرفة، فقال: "ما هذه؟ "، قال له أصحابه: هذه لفلان، رجل من الأنصار، قال: فسكت وحملها في نفسه، حتى إذا جاء صاحبها رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُسَلِّمُ عليه في الناس أعرض عنه، صنع ذلك مرارًا، حتى عرف الرجل الغضب فيه والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: والله إني لأنكر رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالُوا: خرج فرأى قبَّتك، قال: فرجع الرجل فهدمها حتى سوَّاها بالأرض، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذات يوم فلم يرها، قال: "ما فعلت القبة" قالوا: شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه، فأخبرناه، فهدمها، فقال: "أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلَّا ما لا، إلا ما لا". يعني ما لا بد منه. قال العراقي في المغني (4/ 235): أخرجه أبو داود من حديث أنس بإسناد جيد. قلت: كلا، لحال أبي طلحة الأسدي، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 651)، فهذا الحديث بهذا الإسناد لأجله ضعيف. وأخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (1/ 87) (8/ كنى 45)، وأحمد (3/ 220) واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 390) من طريق شَريك عن =
= عبد الملك بن عُمير، عن أبي طلحة، عن أنس قال: فذكره بمعناه. ولفظ أحمد: مررت مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي طريق من طرق المدينة، فرأى قبّة من لَبِن، فقال: "لمن هذه؟ فقلت: لفلان. فقال: أما إن كل بناء هَدٌّ على صاحبه يوم القيامة، إلَّا ما كان في مسجد، أو في بناء مسجد -شك أسود- أو أو أو". ثم مرّ فلم يلقها، فقال: "ما فعلت القبَّه؟ " قلت: بلغ صاحبها ما قلت، فهدمها. قال: فقال: "رحمه الله". وإسناده ضعيف، فيه شَريك هو ابن عبد الله النَّخَعي، قال الحافظ: صدوق يخطئ كثيرًا (التقريب ص 266)، وعبد الملك بن عُمير مدلس، ذكره الحافظ في أهل المرتبة الثالثة، (انظر طبقات المدلسين ص 41) وقد عنعن، وفيه أبو طلحة، هو الأسدي، وهو مقبول. (التقريب ص 651). وأخرجه ابن ماجه (2/ 1393) والطبراني في الأوسط كما في المجمع (4/ 69)، ومن طريقه الضياء في المختارة (4/ 370) من طريق عيسى بن عبد الأعلي بن أبي فروة، حدثني إسحاق بن أبي طلحة عن أنس: فذكره بمعناه. قال المنذري في الترغيب (3/ 20): إسناد جيد. وقال الهيثمي: رجاله ثقات. قلت: عيسى هذا، قال الذهبي: لا يكاد يعرف (الميزان 3/ 315) فالإسناد لأجله ضعيف، ولعله رواه عن أبي طلحة الأسدي، فأخطأ، فقال: عن إسحاق بن أبي طلحة. وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 391)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 590) من طريق قيس بن الربيع، عن أبي حمزة، عن أنس رضي الله عنه، قال: فذكره بمعناه. وأبو حمزة هو البصري: عبد الرحمن بن عبد الله، جار شعبة، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 345)، وقيس بن الربيع هو الأسدي، قال الذهبي: صدوق سيء الحفظ (المغني 2/ 526). وأخرجه أبو نُعيم في أخبار أصبهان (1/ 139)، والضياء في المختارة =
= (6/ 140)، كلاهما: من طريق عطاء بن جَبَلة، ثنا الأعمش عن زيد بن وهب، عن أنس قال: فذكره بمعناه. وعطاء بن جَبَلة ضعيف، ذكره الذهبي في المغني (2/ 433) ونقل عن أبي حاتم قوله: ليس بالقوي. ويشهد لقوله: "كل بناء وبال على صاحبه .. " ما يلي: أخرج الطبراني في الكبير (22/ 55) من طريق هانئ بن المتوكل الإسكندراني، ثنا بَقِيَّه بن الوليد عن الأوزاعي، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كل بنيان وبال على صاحبه إلَّا ما كان هكذا -وأشار بكفه- وكل علم وبال على صاحبه يوم القيامة إلَّا من عمل به". وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 164)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه هانئ بن المتوكل، قال ابن حبّان: لا يحل الاحتجاج به بحال. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورمز لحسنه (فيض القدير 5/ 15). وقال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 614): ضعيف جدًا. اهـ. وهو كما قال. وأخرج هنَّاد (2/ 374)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (4/ 230) من طريق أبي حمزة عن إبراهيم قال: قال عبد الله: "كل نفقة ينفقها العبد، فإنه يؤجر عليها، غير نفقة البناء، إلَّا بناء مسجد يراد به وجه الله"، قال: فقلت لإبراهيم: أرأيت إن كان بناءً كِفافًا؟ فقال: "إذا كان كفافًا، فلا أجر، ولا وزر". وأخرجه الترمذي (4/ 561) من طريق أبي حمزة عن إبراهيم النَّخَعي قال: "البناء كله وبال". قلت: أرأيت ما لا بد منه؟ قال: "لا أجر ولا وزر". وسنده ضعيف، لحال أبي حمزة، وهو ميمون الأعور، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 556).
59 - باب كراهة سكنى البادية، والزجر عن العزلة بغير سبب
59 - باب كراهة (¬1) سُكْنَى الْبَادِيَةِ، وَالزَّجْرِ عَنِ الْعُزْلَةِ بِغَيْرِ سَبَبٍ 3270 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، [عَنِ يونس] (¬2)، ثنا معمر عن موسى بن [شيبة] (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ بَدَا أَكْثَرَ مِنْ شَهْرَيْنِ، فَهِيَ أَعْرَابِيَّةٌ". * هَذَا مُرْسَلٌ ضعيف الإسناد. ¬
3270 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد مرسل ضعيف الإسناد كما قال الحافظ رحمه الله هنا، لوجود موسى بن شيبة. وذكر البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 26 ب) مختصر، هذا الحديث والحديث القادم برقم (3271)، ثم قال: رواهما إسحاق بن راهويه، والأول مرسل ضعيف، والثاني موقوف صحيح. =
= تخريجه: أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 127) قال: حدّثنا مهدي بن حفص، ثنا عيسى بن يونس به، بلفظه. وذكره المِزي في تحفة الأشراف (13/ 403)، ونسبه لأبي داود في المراسيل، وساق إسناده. وذكره أيضًا في تهذيب الكمال -خ- (3/ 1387) عن موسى بن شيبة، ونسبه أيضًا لأبي داود في المراسيل، ووافقه العلائي في المراسيل (ص 288). وذكره الحافظ في التهذيب (10/ 311) عن موسى بن شيبة، ولم ينسبه لمخرجه. وبشهد لمعناه قول إياس بن معاوية: "البداوة شهران، فما زاد، فهو تعرّب". وسنده صحيح، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وسيأتي برقم (3271). وبهذا الشاهد يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
3271 - أخبرنا (¬1) عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ خَالِدٍ الحذَّاء، عَنْ إياس بن معاوية بن قرة رضي الله عنه، قال: "البداوة شهران، فما زاد، فهو تعرُّب". * هذا موقوف صحيح (¬2). ¬
3271 - الحكم عليه: هذا إسناد موقوف صحيح، رجاله كلهم ثقات، كما قال الحافظ هنا. وانظر درجة الحديث السابق برقم (3270).
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 336) من طريق سفيان عن خالد به، بلفظه. وسقط من سنده: إياس بن وجاء في آخر متنه: "فهو حرب". وهو تحريف. والصواب: "فهو تعرب"، كما في لفظ الباب. ويشهد له حديث موسى بن شيبة: قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ بَدَا أَكْثَرَ مِنْ شَهْرَيْنِ، فهي أعرابية". وإسناده مرسل ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا، وهو الحديث الماضي برقم (3270).
3272 - [1] وقال أبو بكر: حدّثنا شَريك عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَدي بن ثابت، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ بَدَا جَفَا". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا (¬1). ¬
3272 - الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف، لوجود شَريك بن عبد الله، وشيخه الحسن وهما صدوقان يخطئان. وقد خولف شَريك فيه، وهو لا يحتج بحديثه إذا انفرد، فكيف إذا خالف؟ حتى إن الإمام البخاريُّ رحمه الله لم يعد حديثه هذا محفوظًا، قال الترمذي في العلل الكبير (2/ 829): سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: إنما يَروي هذا الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَدي بْنِ ثَابِتٍ، عن أبي حازم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ويقولون: عن أبي حازم، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، وكأنه لم يعد حديث شَريك محفوظًا. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 254)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات. وفي (8/ 104)، ثم قال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن الحكم النَّخَعي، وهو ثقة. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 26 ب) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى، ورجاله ثقات. وذكره البوصيري أيضًا (2/ 134 ب) مختصر، ثم قال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى الموصلي، واللفظ له، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه أبو داود، وابن حبّان في صحيحه. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه لأحمد عن البراء، ورمز لحسنه (فيض القدير 6/ 94). =
= وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2/ 1055)، وقال: صحيح.
تخريجه: أخرجه عن أبي بكر أحمد وابنه عبد الله (4/ 297)، وأبو يعلى (3/ 215). وأخرجه الترمذي في العلل الكبير (2/ 829) قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى، والدارقطني في العلل (8/ 241) من طريق عباد بن يعقوب، كلاهما عن شَريك به، بلفظه. قلت: هذا الحديث مداره على الحسن بن الحكم النَّخَعي، واختلف عليه فيه من ثلاثة أوجه: 1 - فمرَّة يُروى عنه، عَنْ عَدي بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عازب. 2 - ومرَّة يُروى عنه، عن عَدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. 3 - ومرَّة يُروى عنه، عن عَدي بن ثابت، عن شيخ من الأنصار، عن أبي هريرة. أما الوجه الأوّل، فرواه عنه شَريك النَّخَعي، وهو ضعيف، وتقدم ذكر من أخرج روايته. وأما الوجه الثاني، فرواه عنه إسماعيل بن زكريا، وهو الخُلْقاني، قال الحافظ: صدوق يخطئ قليلًا (التقريب ص 107)، أخرجه أحمد (2/ 371)، والبزار كما في الكشف (2/ 245)، وابن حبّان في المجروحين (1/ 233)، وابن عَدي (1/ 318)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 47)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 101)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 222)، يزيد بعضهم على بعض في اللفظ. ولفظ أحمد: "من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن، وما ازداد عبد من السلطان قربًا، إلَّا ازداد من الله بعدًا". قال البزّار: والحسن بن الحكم ليس بالحافظ، وقد رواه شَريك عَنِ الْحَسَنِ بْنِ =
= الْحَكَمِ، عَنْ عَدي بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ. وقال ابن حبّان -بعد أن ذكر معه حديثًا آخر-: هذان الخبران بهاتين اللفظتين باطلان. وقال ابن عَدي: هذا الحديث لا أعلم يَرويه غير إسماعيل بن زكريا. قلت: بل رواه عدد غيره، فلم ينفرد بالإسناد. وقال البيهقي في الشعب وبنحوه في السنن الكبرى: والمحفوظ ما رواه أبو داود في كتاب "السنن" عن محمد بن عيسى، نا محمد بن عُبيد، نا الحسن بن الحكم النَّخَعي عن عَدي بن ثابت، عن شيخ من الأنصار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بمعناه. وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 246)، وسأل أباه عنه، فقال: كذا رواه، ورواه غيره عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَدي بْنِ ثابت، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، وهو أشبه. وأما الوجه الثالث، فرواه عنه غير واحد من أصحابه، هم: يعلي بن عُبيد الطَّنَّافسي، وهو ثقة، ومحمد ابن عُبيد الطَّنَّافسي، وهو ثقة يحفظ، وعيسى بن يونس السَّبيعي، وهو ثقة مأمون، وحاتم بن إسماعيل، لعلَّه المدني، صحيح الكتاب، صدوق يهم (التقريب ص 609، 495، 441، 144)، أخرجه إسحاق (1/ 394، 395) عن عيسى بن يونس، ويعلي بن عُبيد -فرقهما- وأحمد (2/ 440)، عن يعلى، ومحمد ابنا عُبيد الطَّنَّافسي، وأبو داود (3/ 111)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 48) من طريق محمَّد بن عُبيد الطَّنَّافسي، وأخرجه التبريزي في النصيحة (ص 63) من طريق حاتم بن إسماعيل بألفاظ متقاربة. ولفظ إسحاق: "من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن، وما ازداد عبد من سلطان قربًا، إلَّا ازداد من الله بعدًا". وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 246)، ثم قال: لم أجده في نسختي من =
= أبي داود، رواه أحمد، والبزار، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، خلا الحسن بن الحكم النَّخَعي، وهو ثقة. قلت: ومما تقدم يتضح أن أرجح الأوجه هو الوجه الثالث، وذلك لعدة أمور: 1 - أن رواته جمع. 2 - أن معظمهم من الثقات. 3 - أن الوجه الأوّل قد ضُعِّف، كما تقدم في كلام البخاريُّ، كما ضُعِّف الوجه الثاني بما يُفهم من كلام البزّار، وابن عَدي، ويلتقي هذا الترجيح مع ترجيح أبي حاتم، والبيهقيُّ، كما تقدم، والله أعلم. ويشهد له حديث ابن عباس، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم، كما يلي: 1 - حديث ابن عباس: أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 336) واللفظ له، والطبراني في الكبير (11/ 56) ومن طريقه التبريزي في النصيحة (ص 62) من طريق سفيان عن أبي موسى، عن ابن مُنَبِّه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"مَنْ بَدَا جَفَا، ومن أَتبع الصيد غفل". زاد الطبراني: "ومن أتى السلطان افتتن". قال التبريزي: هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائيُّ في كتبهم من حديث سفيان الثوري. وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2/ 1055)، وعزاه للطبراني عن ابن عباس، وقال: صحيح. وأخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (8/ كنى 70)، وأحمد (1/ 357)، وأبو داود (3/ 111)، والترمذي (4/ 454)، والنسائيُّ (7/ 195)، وأبو نُعيم في الحلية (4/ 72) من طريق سفيان الثوري به، بلفظ قريب. ولفظ البخاريُّ: "من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن اتبع السلطان افتتن". =
= قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عباس، لا نعرفه إلَّا من حديث الثوري. وقال أبو نُعيم: رواه أبو نُعيم، وأبو قرَّة عن سفيان نحوه، وأبو موسى هو اليماني، لا نعرف له إسمًا. وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام -خ- (2/ 5 ب): أبو موسى هذا لا يعرف ألبتة، ولم يزد ذاكروه على ما في هذا الإسناد ... ولهذا الحديث طريقًا أحسن من هذا، وهو حديث أبي هريرة ... أهـ. وقال أحمد شاكر في شرح المسند (5/ 123): إسناده صحيح. وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2/ 1079)، ونسبه لأحمد، وأبي داود، والترمذي، والنسائيُّ عن ابن عباس، وقال: صحيح. قلت: حديث ابن عباس هذا ضعيف، لحال أبي موسى، وهو اليماني، قال الحافظ: مجهول (التقريب 677). وأخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 333) من طريق عُبيد الله بن عمر القواريري قال: حدّثنا عبد الله بن سلمة الأفطس قال: حدّثنا سفيان الثوري عن أيوب بن موسى، عن طاوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ بَدَا جَفَا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان افتتن". قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سفيان، عن أيوب بن موسى، إلَّا عبد الله بن سلمة، تفرد به القواريري، ورواه أبو نُعيم والناس عن سفيان، عن أبي موسى اليماني. قلت: وهذه الطريق ضعيفة جدًا، لوجود عبد الله بن سلمة الأفطس، قال الذهبي: تركوه. (المغني 1/ 341). وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 47) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، نا يحيى بن صالح الأيلي عن إسماعيل بن أمية، عن عطاء، عن عبد الله بن عباس قال: =
= قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من علق الصيد غفل، ومن لزم البادية جفا، ومن أتى السلطان افتتن". قال البيهقي: تفرد به يحيى بن صالح بإسناده. قلت: وهو ضعيف، قال الذهبي: روى عنه يحيى بن بكير مناكير (المغني 2/ 737)، فالحديث بهذا الإسناد لأجله ضعيف. 2 - حديث أبي سعيد الخدري: أخرجه الخطيب البغدادي في الموضح (2/ 385) من طريق محمَّد بن موسى بن يزيد السامي، حدّثنا محمَّد بن جامع -يعني العطار- حدّثنا عثمان بن محمَّد القرشي، حدّثنا سليمان بن أبي داود عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تبدوا، فإن في البدو الجفاء، يد الله على الجماعة، ولا يبالي شذوذ من شذ". وسنده مسلسل بالعلل، محمد بن موسى هو محمد بن يونس الكُدَيمي، بالتصغير، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 515)، وفيه محمَّد بن جامع، وهو ضعيف أيضًا (انظر المغني 2/ 562)، وفيه عثمان بن محمَّد القرشي، ذكره البخاريُّ، وابن أبي حاتم دون جرح أو تعديل (التاريخ الكبير 6/ 250، الجرح 6/ 165)، وسليمان بن أبي داود لعلَّه الحَرَّاني، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدًا. وقال أبو زرعة: كان لين الحديث (الجرح 4/ 115)، وعطاء بن أبي رباح لم يسمع من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، (انظر المراسيل ص 155). وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
(126) وحديث عَسْعَس بن سلامة مضى في الجهاد (¬1) ¬
3273 - [1] وقال أبو يعلى: حدّثنا [ابن] (¬1) عبد الله بن بدر بْنِ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ [ابن الْأَطْوَلِ] (¬2)، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بن سعد يَخْرُجُ إِلَى أَصْحَابِهِ بتُسْتَر يَزُورُهُمْ، فَيُقِيمُ يَوْمَ دخوله، والثاني، ويخرج في الثالث، فيقولون [له] (¬3): لَوْ أَقَمْتَ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: "نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أو سمعته ينهى عن [التناءة] (¬4)، فَمَنْ (¬5) أَقَامَ بِبَلَدِ الْخَرَاجِ (¬6) ثَلَاثًا، فَقَدْ [تَنَا] (¬7)، وأنا أكره أن أقيم". [2] وقال الحسن بن سفيان في مسنده: حدّثنا واصل بن عبد الله بن بدر، حدثني أبي عبد الله بن بدر به. ¬
3273 - الحكم عليه: أتوقف في الحكم على هذا الحديث، فيه عبد الله بن بدر، وعبد الله بن سعد، لم أقف لهما على ترجمة. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 254)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه جماعة لم أعرفهم. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 26 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف، لجهالة بعض رواته. أهـ. ثم ضبط وشرح معنى لفظة "التناوة". =
= تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 81)، وأخرجه أيضًا في المفاريد (ص 35) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه ابن سعد تعليقًا (7/ 40) عن واصل بن عبد الله به، بلفظه. وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 50 أ) قال: حدّثنا موسى بن هارون، والطبراني في الكبير (6/ 47) قال: حدّثنا عبدان بن أحمد، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (1/ 277 أ) من طريق الحسن بن سفيان، وفي -خ- (1/ 277 ب) من طريق أبي بكر البزّار، أربعتهم: عن واصل بن عبد الله به، بلفظ قريب. ولفظ الطبراني: كان عبد الله بن سعد يخرج إلى أصحابه بتُسْتَر، فيزورهم، فَيُقِيمُ يَوْمَ دُخُولِهِ، وَالثَّانِي، وَيَخْرُجُ فِي الثَّالِثِ، فيقال له: لَوْ أَقَمْتَ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: "نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الثناوة، فمن أقام ببلاد الخراج، فقد ثنا"، وأنا أكره أن أقيم.
3273 - [3] وقال أبو نُعيم: حدّثنا أَبُو عَمرو محمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا الحسن به.
3373 - [3] الحكم عليه: أتوقف في الحكم عليه، فيه عبد الله بن بدر وعبد الله بن سعد لم أقف لهما على ترجمة. وانظر درجة الطريق السابق برقم (1).
تخريجه: هو في معرفة الصحابة لأبي نُعيم -خ- (1/ 277 أ). ولفظه: كان عبد الله بن سعد يَخْرُجُ إِلَى أَصْحَابِهِ بتُسْتَر، يَزُورُهُمْ، فَيُقِيمُ يَوْمَ دخوله، والثاني، ويخرج في الثالث، فيقال له: لو أقمت؟، فيقول: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ينهى عن التناوة، فمن أقام ببلاد الخراج ثلاثًا، فقد ثنا"، وأنا أَكْرَهُ أَنْ أُقِيمَ.
60 - باب محبة المؤمن لقاء الله تعالى
60 - باب محبة المؤمن لقاء الله تعالى 3274 - قَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الجُرَيري، عَنْ أَبِي عثمان، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: أَنَّهُ كَانَ يُجَالِسُهُ بِالْكُوفَةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا في صفّة له، وَتَحْتَهُ فُلَانَةٌ وَفُلَانَةٌ، امْرَأَتَانِ ذَوَاتَا مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، وله منهما ولد كأحسن الولدان، [سقسق] (¬1) عَلَى رَأْسِهِ عُصْفُورٌ، ثُمَّ قَذَفَ ذَا بَطْنِهِ فنكته بيده، ثم قال: "والذي نفس عبد الله بِيَدِهِ، لَأَنْ يَمُوتَ [آلُ عَبْدِ اللَّهِ] (¬2) ثُمَّ أَتبعهم، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَمُوتَ هَذَا العصفور". ¬
3274 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 103 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد.
تخريجه: أخرجه من طريق المصنف كل من أبي نُعيم في الحلية (1/ 133)، وابن عساكر =
= في تاريخ دمشق -مطبوع- (39/ 118). ورُوي بمعناه من طريق أبي الأحوص قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود، وعنده بنون له غلمان كأنهم الدنانير حسنًا، فجعلنا نتعجب من حسنهم، فقال عبد الله: "كأنكم تغبطوني بهم؟ "، قلنا، والله إن مثل هؤلاء يُغبط بهم الرجل المسلم! فرفع رأسه إلى سقف له قصير قد عشش فيه الخطاف وباض، فقال: "والذي نفسي بيده لأنّ أكون قد نفضت يدي من تراب قبورهم، أحب إليّ من أن يخرّ عشّ هذا الخطاف، فيتكسر بيضه". أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 133) من طريق أبي الوليد، وابن عساكر في تاريخ دمشق -مطبوع- (39/ 118) من طريق ابن المبارك وهذا لفظه، كلاهما: عن مبارك بن فَضالة قال: سمعت الحسن يقول: أخبرني أبو الأحوص به. وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (1/ 214) عن أبي الأحوص به، بلفظ قريب.
34 - كتاب الزهد والرقائق
34 - كتاب الزهد والرقائق 1 - باب اجتناب [الشبهات] (¬1) (127) تقدَّم في البيوع (¬2). ¬
- باب فضل كتم الغيظ
- باب فضل كتم الغيظ (¬1) 3274 م- قَالَ إِسْحَاقُ: أنا الْمُقْرِئُ، ثنا نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: "وَمَا مِنْ جَرْعَةٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ لِلَّهِ، مَا كَظَمَهَا عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانًا. ¬
تخريجه: أخرجه أحمد (1/ 327: 3015)، والقُضاعي في مسند الشهاب (745). وورد بمعناه حديث ابن عمر أخرجه أحمد (2/ 128: 6114)، وابن ماجه (4189)، والبيهقيُّ في الشعب (8307)، وفي الآداب (160)، والطبراني في مكارم الأخلاق (51) بإسناد صحيح. (سعد).
2 - باب تقديم عمل الآخرة على عمل الدنيا
2 - بَابُ تَقْدِيمِ (¬1) عَمَلِ الْآخِرَةِ عَلَى عَمَلِ الدُّنْيَا 3275 - قال إسحاق: أخبرنا جَرير عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: وَقَالَ حَبيب بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبيب قال: كان معاذ بن جبل رضي الله عنه في ركب مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فمرَّ بِهِمْ رَجُلٌ، فَسَأَلَهُمْ، فَأَجَابُوهُ، ثُمَّ انْتَهَى إلى معاذ رضي الله عنه وهو واضع رأسه على [رحله] (¬2) يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، فَقَالَ: "عَمَّ سَأَلْتَهُمْ؟ " فَقَالَ: سَأَلْتُهُمْ عَنْ كَذَا، فَقَالُوا كَذَا، وَسَأَلْتُهُمْ عَنْ كَذَا، فقالوا كذا، فقال معاذ رضي الله عنه: "كَلِمَتَانِ، إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِمَا أَخَذْتَ بِصَالِحِ ما قالوا، وإن أنت تَرَكْتَهُمَا تَرَكْتَ صَالِحَ مَا قَالُوا، إِنْ أَنْتَ ابتدأت بنصيبك (¬3) من الدنيا، [يَفُتْكَ] (¬4) نصيبك من الآخرة، وعسى أن لا تدرك بينهما الذي تريد، وإن ابتدأت نصيبك مِنَ الْآخِرَةِ [يمرُّ بِكَ] (¬5) عَلَى نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، فَيَنْتَظِمُ لَكَ انْتِظَامًا (¬6)، ثُمَّ يَدُورُ مَعَكَ حيثما تدور". ¬
3275 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، فيه علتان: 1 - ميمون بن أبي شَبيب، وهو ضعيف، وروايته عن معاذ مرسلة. 2 - عنعنة حَبيب بن أبي ثابت، وهو مدلس. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98 أ) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه موقوفًا، ورواته ثقات.
تخريجه: لم أجد من أخرجه من هذه الطريق سوى المصنِّف، لكن يشهد له ما يلي: أخرج هنَّاد (1/ 296)، من طريق عاصم، عن أبي قِلابة قال: حدثني ابن الرجل الذي لقي معاذًا، وأصحابه، قال: فذكره بنحوه، ولفظه: مرَّ بأبي نفر مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال لهم: علموني مما تعلمون، فجعلوا يحدثونه، ويعلمونه، ويقولون: افعل كذا وكذا، وخلفهم رجل قد قصر رأس راحلته، فإذا هو معاذ فقال: "إن إخوتك قد أكثروا عليك، حتى أنساك أخذ حديثهم أوله، واحفظ مني اثنتين، إن حفظتهما، حفظت جميع ما قالوا لك، وإن ضيعتهما، ضيعت جميع ما قالوا لك: إنك إن تبدًا بنصيبك من الدنيا، يَفُتْكَ نصيبك من الآخرة، وإن تبدأ بِنَصِيبِكَ مِنَ الْآخِرَةِ، يمرُّ بِكَ عَلَى نَصِيبِكَ من الدنيا، حتى تنظمه انتظامًا، ثم تزول به معك حيث زلت"، فقال: حسبي، ثم رجع وهو يقول: ما رأيت كاليوم في الفضل. =
= وإسناده ضعيف لإبهام شيخ أبي قِلابة. وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 373)، من طريق معمر عن أبي قِلابة، عن غير واحد، أن فلانًا مرَّ به أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: فذكره بمعناه. وذكره الذهبي في السير (1/ 455)، قال: روى أيوب، عن أبي قِلابة وغيره، أن فلانًا مرّ به أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: فذكره بمعناه. وأخرجه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الزُّهْدِ (ص 267)، من طريق أيوب بن سُويد، عن ابن جابر قال: قال أبو سعيد بن المُعَلَّى: مرَّ بي الركب وأوصوني ... فذكره بمعناه، وزاد في آخره قول أبي سعيد: فوالله لكأن وصايا القوم نسخت من صدري، وأوقع الله عزّ وجلّ في صدري ما قال، فلما جاوزني قلت: من الرجل؟ فقيل: معاذ بن جبل رحمة الله عليه. وأيوب بن سُويد هو الرَّمْلي، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 118)، فالإسناد لأجله ضعيف. وأخرج ابن أبي شيبة (13/ 346) عن أبي أسامة، واللفظ له، والطبراني في الكبير (20/ 35)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 234)، من طريق خالد بن الحارث، كلاهما: عن ابن عون، عن محمَّد قال: جاء رجل معاذ بن جبل، ومعه أصحابه يسلمون عليه، ويودعونه، فقال له معاذ: فذكره بمعناه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 221)، ثم قال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، إلَّا أني لم أجد لابن سيرين سماعًا من معاذ، والله أعلم. وأخرج هنَّاد (1/ 296) قال: حدّثنا المُحاربي عن ليث، عن صاحب له، عن عبد الرحمن بن ثروان، عن معاذ قال: فذكره بمعناه، وليس فيه ذكر الرجل الذي جاء إلى معاذ فأوصاه. =
= وسنده ضعيف لعنعنة المُحاربي، وهو عبد الرحمن بن محمَّد، ذكره الحافظ في أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين (ص 40)، وفيه ليث هو ابن أبي سُليم ضعيف (انظر المغني 2/ 536)، ولأن فيه راويًا لم يسمّ. وبما سبق يرتقي هذا الأثر إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق. وقد ذكر ابن ودعان في الأربعين الودعانية الموضوعة (ص 42) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عند منصرفه من أحُدٍ، والناس محدقون به، وقد استند إلى طلحة: " ... إنه من بدأ بنصيبه من الدنيا، فاته نصيبه من الآخرة، ولا يدرك منها ما يريد، ومن بدأ نصيبه من الآخرة وصل إليه نصيبه من الدنيا، وأدرك من الآخرة ما يريد".
3276 - وَقَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه: "التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَسَنٍ، إلَّا فِي عمل الآخرة".
3276 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح، والله أعلم. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 102 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح، وله شاهد مرفوع من حديث سعد بن أبي وقاص، رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم وصححه، والبيهقيُّ ثم ضبط وشرح لفظة "التؤدة".
تخريجه: أخرجه وكيع (2/ 523)، وعنه ابن أبي شيبة (14/ 34)، وأحمد في الزهد (ص 176)، عن سفيان به، بلفظ قريب. ولفظه: "التؤدة في كل شيء خير، إلَّا ما كان في أمر الآخرة". وأشار إليه البغوي في شرح السنة (13/ 177) فقال: ورُوي عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: فذكره بلفط قريب. ورُوي عن عمر رضي الله عنه من طريق أخرى، أخرجها ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 27)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 367)، من طريق المُحاربي عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي مَعْشَر، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه: "التؤدة في كل شيء خير، إلَّا في أمر الآخرة". وهذا إسناد ضعيف، لما يلي: المُحاربي هو عبد الرحمن بن محمَّد، ذكره الحافظ في أهل المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين (ص 40)، وقد عنعن، وإسماعيل بن مسلم هو المكي، قال الحافظ: ضعيف الحديث (التقريب ص 110)، وإبراهيم هو ابن يزيد النَّخَعي، روايته عن عمر رضي الله عنه مرسلة (انظر المراسيل ص 10). وهذا الأثر مدار إسناده على مالك بن الحارث، واختلف عنه: =
= فرواه سفيان عن الأعمش، عنه، عن عمر رضي الله عنه موقوفًا، كما تقدم. ورواه عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عنه، عن مصعب بن سعد، عن أبيه سعد مرفوعًا بلفظ قريب. أخرجه أبو عبد الله الدورقي في مسند سعد (ص 126)، وأبو داود (4/ 255)، وأبو يعلى (12/ 123)، والحاكم (1/ 63)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 194)، وفي الزهد (ص 278)، وأخرجه البيهقي أيضًا في الزهد (ص 279)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 115). قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. وأشار إلى هذه الطريق البغوي في شرح السنة (13/ 177). وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ونسبه إلى أبي داود، والحاكم، والبيهقيُّ في الشعب، عن سعد، ورمز لصحته (فيض القدير 3/ 277). وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (1/ 578)، وقال: صحيح. قلت: وتصحيح الحديث من هذا الوجه فيه نظر، وذلك لأن الراوي له عن الأعمش: عبد الواحد بن زياد، وهو مع كونه ثقة، إلَّا أن في حديثه عن الأعمش وحده مقالًا (انظر التقريب ص 367)، فلا تعارض روايته رواية الثوري التي رواها عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عمر رضي الله عنه موقوفًا، والله أعلم. ويشهد للفظ الباب ما يلي: أخرج ابن أبي عاصم في الآحاد (5/ 342) قال: حدّثنا الحَوْطي، نا ابن أبي هِنْدِيل، حدثني محمَّد بن موسى بن نُفيع الحارثي، عن أبيه، عن رجل من قومه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الأناة في كل شيء خير" .. وأخرجه المِزي في تهذيب الكمال -خ- (3/ 1279)، من طريق أحمد بن صالح قال: أخبرني ابن أبي فُديك قال: أخبرني محمَّد بن موسى بن نُفيع الحارثي، =
= عن مشيخة من قومه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الأناة في كل شيء خير، إلَّا في ثلاث: إذا صيح خيل الله، فكونوا في أول من تشخص، وإذا نودي بالصلاة، فكونوا في أول من يخرج، وإذا كانت الجنازة، فعجلوا الخروج بها، ثم الأناة بعد خير، ثم الأناة بعد خير" قال: لا أدري أيتهن المبدأة. قال المِزي: يروي -يعني محمَّد بن موسى- عن مشيخة من قومه حديثًا مرسلًا. أهـ. ثم ذكر هذا الحديث. قلت: ومحمد بن موسى هذا ترجم له الحافظ في التهذيب (9/ 425). وقال: روى عن مشيخة قومه، وعنه ابن أبي فُديك ... قال أبو حاتم: هو مجهول.
3277 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش، عَنْ عُمارة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبيد، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَديج رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا، حَمَاهُ الدُّنْيَا، كَمَا يَظَلُّ أحدكم يحمي سقيمه الماء".
3277 - [1] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لأنه من رواية إسماعيل بن عَيَّاش الحمصي، عن عُمارة بن غَزِيَّة المدني، وإسماعيل هذا ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، ثم هو مدلس لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع، وقد عنعن. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 132)، ثم قال: رواه الطبراني بإسناد حسن، ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 285). وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98 أ) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع، وأبو يعلى ولفظه ... ورواه ابن حبّان في صحيحه، والحاكم وصححه من طريق محمود بن لَبيد، عن قتادة بن النعمان مرفوعًا، فذكره، وله شاهد من حديث أبي سعيد، رواه الحاكم وصححه.
تخريجه: أخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (1/ 232 ب)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 296)، كلاهما: من طريق موسى بن هارون، والشجري في الأمالي (2/ 163)، من طريق أبي القاسم البغوي، كلاهما: عن هيثم بن خارجة، به،. بلفظه عند أبي نُعيم، وبلفظ قريب عند القُضاعي، والشجري. وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 288)، من طريق مُجَمَّع الصيدلاني، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 321)، من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي، كلاهما: عن إسماعيل بن عَيَّاش، به، بلفظ قريب عند الطبري، وبنحوه عند البيهقي. =
= وأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 252)، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (1/ 232/ ب)، من طريق مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، به، بلفظ قريب. قلت: هذا الحديث مداره على محمود بن لَبيد، وعنه عاصم بن عمر بن قتادة كما يلي: 1 - فرُوي عنه، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبيد، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَديج مرفوعًا. 2 - ورُوي عنه، عن محمود بن لَبيد، عن عقبة بن رافع مرفوعًا. وقد ذكره الحافظ هنا، وهو الطريق القادم برقم (2). 3 - ورُوي عنه، عن محمود بن لَبيد، عن قتادة بن النعمان مرفوعًا. وقد ذكره الحافظ هنا، وهو الطريق القادم برقم (3). 4 - ورُوي عنه، عن محمود بن لَبيد مرسلًا. وقد ذكره الحافظ هنا، وهو الطريق القادم برقم (4). 5 - ورُوي عنه، عن محمود بن لَبيد، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا. أما الوجه الأوّل، فرواه عنه عُمارة بن غَزِيَّة، ومحمد بن إسحاق، كما تقدم وعُمارة هذا صدوق، ومحمد بن إسحاق ضعيف إذا لم يصرح بالسماع، وقد عنعن. وأما الوجه الثاني، فرواه عبد الله بن لَهيعة عن عُمارة عنه، أخرجه أبو يعلى (12/ 278)، وعنه أبو الشيخ في الأمثال (ص 358)، ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 52)، وأخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 120/ ب). وعبد الله بن لَهيعة ضعيف. وأما الوجه الثالث، فرواه عنه عُمارة بن غَزِيَّة أيضًا، واختلف عليه فيه: فرواه إسماعيل بن عياش عنه، أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد (4/ 13)، =
= وفي الزهد (ص 96). ورواه إسماعيل بن جعفر عنه، أخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (7/ 185)، والترمذي (4/ 334) وقال: حديث حسن غريب، وابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 23)، وعبد الله بن أحمد في زيادات الزهد (ص 26)، والطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 288)، وابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 149/ ب)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 31)، والطبراني في الكبير (19/ 12)، والحاكم (4/ 207، 309)، وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 152 أ)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 297)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 230) من طريقين. وعُمارة بن غَزِيَّة صدوق. وأما الوجه الرابع، فرواه عنه عُمارة بن غَزِيَّة أيضًا، وعَمرو بن أبي عَمرو. أما رواية عُمارة، فأخرجها ابن أبي شيبة (14/ 57)، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 189 ب). وأما رواية عَمرو، فأخرجها أحمد (5/ 428)، وأبو حاتم في علل ابنه (2/ 108)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 321) من طريق الدَّراوَرْدِي، والترمذي (4/ 334)، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 266)، من طريق إسماعيل بن جعفر، وأحمد (5/ 427)، وفي الزهد (ص 26)، من طريق سليمان بن بلال ثلاثتهم: عن عَمرو، به. قال ابن أبي حاتم بعد أن ذكر حديث قتادة بن النعمان: قلت لأبي: أيهما أصح؟ قال: حديث الدَّرَاوَرْدِي. =
= قلت: عُمارة بن غَزِيَّه صدوق، وكذلك عَمرو بن أبي عَمرو (الميزان 3/ 281). وأما الوجه الخامس، فرواه عنه عَمرو بن أبي عَمرو أيضًا أخرجه الحاكم (4/ 208)، وقال: كذا قال: عن أبي سعيد، وفي حديث عُمارة بن غَزِيَّه عن قتادة بن النعمان، والإسنادان عندي صحيحان، والله أعلم. ووافقه الذهبي في التلخيص. قلت: عَمرو بن أبي عَمرو تقدم قبل قليل أنه صدوق. ويشهد له حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 321)، من طريق موسى بن هلال العَبْدي، ثنا هام بن حسان، عن الحسن قال: كان حذيفة يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "إن الله عزّ وجلّ ليتعاهد وليه بالبلاء، كما يتعاهد المريض أهله بالطعام، وإن الله ليحمي عبده الدنيا كما يحمى المريض الطعام". وإسناده ضعيف، لحال موسى بن هلال، قال الذهبي: صالح الحديث (الميزان 4/ 225)، وهشام بن حسان هو البصري، وهو مدلس لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 47) وقد عنعن، وفيه انقطاع، الحسن هو البصري، لم يثبت له السماع من حذيفة (انظر المراسيل ص 31، 46). وأخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 83)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 321)، من طريق شيخ من أهل البصرة، عن أمية بن قَسيم، عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: فذكره بمعناه. وأخرجه هنَّاد (1/ 326)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 276)، من طريق أبان بن أبي عَيَّاش، عن أمية، به موقوفًا. وأمية بن قَسيم لم أجد له ترجمة، وأبان هذا ضعيف جدًا، قال الحافظ: متروك =
= (التقريب ص 87)، ولعل الشيخ البصري المذكور في إسناد ابن أبي الدنيا هو أبان بن أبي عَيَّاش، والله أعلم. وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 162)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 276)، من طريق الحارث بن الحجاج عن أبي معمر التيمي، عن ساعدة بن حذيفة، أن حذيفة كان يقول: فذكره مرفوعًا بمعناه. والحارث بن الحجاج هذا لا يعرف، قاله الذهبي (المغني 1/ 140). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 285)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم.
3277 - [2] خالفه ابن لَهيعة، فرواه عَنْ عُمارة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مَحْمُودٍ، عَنْ عقبة بن [رافع] (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْهُ (¬2) (¬3). ¬
3277 - [2] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لوجود عبد الله بن لَهيعة. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 285)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وإسناده حسن.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (12/ 278). ولفظه:"إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا، كما يحمي أحدكم مريضه الماء ليشفى".
3277 - [3] ورواه التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُمارة، فجعل الصحابي: قتادة بن النعمان رضي الله عنه. [4] وَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلَهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، فَلَمْ يَذْكُرْ فوق [محمود] (¬1) أحدًا (¬2). وكذلك رَوَاهُ بِشْرُ بْنُ المُفَضَّل عَنْ عُمارة بْنِ غَزِيَّة رضي الله عنه (¬3). ¬
3277 - [3] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، لوجود عُمارة بن غَزِيَّة، وهو صدوق. وقال المنذري في الترغيب (4/ 133): رواه ابن حبّان في صحيحه، والحاكم بلفظ من حديث قتادة، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
تخريجه: هو في السنن (4/ 334). ولفظه: "إذا أحب الله عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا، كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سقيمه الماء". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وانظر تخريج الطريق السابق برقم (1).
3278 - [1] وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة (¬1)، ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ، إِنَّ (¬2) فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يوم، خمسمائة عام". ¬
3278 - [1] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لضعف موسى بن عُبيدة. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 101)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، وهو ضعيف. وقال العراقي: إسناده ضعيف (المغني مع الإحياء 4/ 202).
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد (2/ 33)، وفي أوله قصة. ولفظه: شَكَى فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ مَا فُضِّلَ بِهِ أَغْنِيَاؤُهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَؤُلَاءِ إِخْوَانُنَا، آمَنُوا إيماننا، وصلوا صلاتنا، وصاموا صيامنا، لهم عَلَيْنَا فَضْلٌ فِي الْأَمْوَالِ، يَتَصَدَّقُونَ، وَيَصِلُونَ الرَّحِمَ، ونحن فقراء لا نجد ذلك، قال: "أفلا أخبركم بشيء، إن صنعتموه أدركتم مثل فضلهم؟، قولوا دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ: اللَّهُ أَكْبَرُ، إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إِحْدَى عَشْرَةَ مرة، تدركوا مِثْلَ فَضْلِهِمْ". فَبَلَغَ ذَلِكَ الْأَغْنِيَاءَ، فَقَالُوا مِثْلَ مَا أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فجاءوا فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ!، إِخْوَانُنَا يَقُولُونَ مِثْلَ مَا نَقُولُ، قَالَ: "ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ، إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خمسمائة عام". وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 244)، ومن طريقه ابن عبد البر في جامع بيان =
= العلم (2/ 18) عن عُبيد الله بن موسى به، بلفظه، دون القصة. وأخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 19) من طريق محمَّد بْنُ الزِّبْرِقان، ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة به تامًا بنحوه، وزاد في آخره: وتلا موسى بن عُبيدة: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)} [الحج:47]. قال البزّار: لا نعلمه يُروى عَنِ ابْنِ عُمَرَ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَعِلَّتُهُ مُوسَى بْنُ عُبيدة. قلت: ذكر الحافظ رواية البزّار هذه هنا في المطالب، وهي الطريق القادم برقم (2). وأخرجه ابن ماجه (2/ 1381) من طريق أبي غسان بُهْلُول، ثنا موسى بن عُبيدة به، بلفظ قريب، وذكر أول القصة، وزاد في آخره: "ثم تلا موسى هذه الآية .... " وأخرجه الحسين المروزي في زيادات زهد ابن المبارك (ص 520) من طريق عبد العزيز بن أبي عثمان الرازي، أخبرنا موسى بن عُبيدة به، بلفظ قريب، دون القصة. والقصة التي في أول هذا الحديث متفق عليها من حديث أبي هريرة، فأخرجه مسلم (1/ 416) بسنده عن أبي هريرة، أن فقراء المهاجرين أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنُعيم المقيم. فقال: "وما ذاك؟ " قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أفلا أعلمكم شيئًا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم، إلَّا من صنع مثل ما صنعتم؟ "، قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: "تسبحون، وتكبرون، وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين مرة". قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: سمع إخواننا =
= أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء". ورواه البخاريُّ (فتح 11/ 132) باختصار. وفي معنى قوله: "ألا أبشركم يا معشر الفقراء .. " ما يلي: 1 - حديث أبي هريرة: أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 246)، وعنه ابن ماجه (2/ 1380)، ومن طريقه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 18) عن محمَّد بن بشر، وأحمد (2/ 296)، والخطيب في الموضح (2/ 351) من طريق يزيد، والترمذي (4/ 499)، وأبو يعلى (10/ 411)، وأبو نُعيم في الحلية (7/ 91)، والبيهقيُّ في الشعب، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 34) من طريق سفيان الثوري، والترمذي (4/ 499) من طريق المحاربي، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 225)، وفي الموضح (2/ 209) من طريق زائدة، جميعهم: عَنْ محمَّد بْنِ عَمرو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ قريب. ولفظ ابن أبي شيبة: "يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، خمسمائة عام". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال في الموضع الثاني: هذا حديث صحيح. قلت: إسناده حسن، لحال محمَّد بن عَمرو، وهو ابن علقمة (انظر المغني 2/ 621). 2 - حديث أبي سعيد الخدري: أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 93) من طريق أبي عُبيدة بن فُضيل بن عياض قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا شُعبة عن زَيْدٌ العُمْي، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام". قلنا: ومن هم يا رسول الله؟، قال: "هم الذين إذا كان مهلكًا بُعثوا فيه، وإذا كان مغنمًا =
= بعثوا غيرهم، الذين يحجبون عن الأبواب". قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن شعبة، إلَّا أبو سعيد. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 259)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أبو عُبيدة بن فُضيل بن عياض ولم أعرفه، وزيد العُمْي ضعَّفه الجمهور، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه أحمد (5/ 266) من طريق زيد أبي الحَواري عن أبي الصديق، عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-مرفوعًا بلفظ: "يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بأربعمائة عام ... ". وزيد أبي الحَواري، هو زيد العُمْي المذكور في إسناد الطبراني، وهو ضعيف (التقريب ص 223). 3 - حديث عثمان بن أبي العاص: أخرجه المَحاملي في الأمالي (ص 361)، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 79) من طريق يعقوب القُمِّي عن حفص بن حُميد، عن أبي المرقع قال: أتينا عثمان بن أبي العاص، فسألناه أن يحدثنا بما حدث به إخواننا من أهل الكوفة. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، وذلك خمسمائة عام، وهم المقهورون، المستأثر عليهم، المنتقي بهم ما يكره". وإسناده ضعيف، يعقوب القُمِّي ذكره الذهبي في ضعفائه، وقال: صالح الحديث (المغني 2/ 758)، وأبو المرقع لم أقف على حاله. وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.
3278 - [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَمرو بْنِ [سُكَين] (¬1)، حدّثنا محمَّد بْنُ الزِّبْرِقان، ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة بِهِ. وَزَادَ: وَتَلَا مُوسَى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)} (¬2). قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما إلَّا من هذا الوجه. ¬
3278 - [2] الحكم عليه: إسناده ضعيف؛ لضعف موسى بن عُبيدة.
تخريجه: هو في مسند البزّار: كما في الكشف (4/ 19). ولفظه: اشتكى فقراء المؤمنين إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مَا فُضِّلَ بِهِ أَغْنِيَاؤُهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله! إخواننا. صدقوا تصديقنا، وآمنوا إيماننا، وصاموا صيامنا، ولهم أموال يتصدقون منها، ويصلون منها الرحم، وينفقونها في سبيل الله، ونحن مساكين لا نقدر على ذلك، فقال: "ألا أخبركم بشيء، إذا أنتم فعلتموه، أدركتم مثل فضلهم؟، قولوا: الله أكبر في دبر كل صلاة إحدى عشرة مرة، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلَّا الله مثل ذلك، وسبحان الله مثل ذلك، تدركون مثل فضلهم"، ففعلوا، فذكروا ذلك للاغنياء، ففعلوا مثل ذلك، فرجع الفقراء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكروا ذلك له، فقالوا: هؤلاء إخواننا فعلوا مثل ما نقول، فقال: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، يا معشر الفقراء، ألا أبشركم إن فقراء المسلمين يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خَمْسِمِائَةِ عام". ثم تلا موسى بن عُبيدة: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}. قال البزّار: لا نعلمه يُروى عَنِ ابْنِ عُمَرَ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَعِلَّتُهُ مُوسَى بْنُ عُبيدة. وبشواهده يرتقي إلى مرتبة الحسن لغيره.
3279 - وقال أبو يعلى: حدّثنا الزِّمَّاني (¬1)، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ هُوَ الثَّقَفِيُّ، ثنا المثنى بن الصَّبَّاح، ثنا عَمرو بْنُ شُعيب عَنْ سُلَيْمَانَ بن يسار (¬2)، عن ميمونة رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنِ اتَّقَى فِيهَا وَأَصْلَحَ فِي ذَلِكَ، وإلَّا، فَهُوَ كَالْآكِلِ وَلَا يَشْبَعُ، فَبُعْدُ النَّاسِ كَبُعْدِ الْكَوْكَبَيْنِ، يَطْلُعُ أَحَدُهُمَا مِنَ الْمَشْرِقِ، وَالْآخَرُ يَغِيبُ مِنَ الْمَغْرِبِ". ¬
3279 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود المثنى بن الصَباح، وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 246)، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني باختصار كثير عنه، وفيه المثنى بن الصَّبَّاح، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 100 أ) مختصر، ونسبه لأبي يعلى. وذكره المتقي في كنز العمال (3/ 212)، وعزاه للرامهرمزي في "الأسندة" وحسّن إسناده.
تخريجه: هو في المسند (13/ 15)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 187 أ)، وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 24) من طريق بكر بن خلف، ثنا عبد الوهاب به، بأوله. ولفظه: "الدنيا حلوة خضرة". وأخرجه الرامهرمزي في الأمثال (ص 50) من طريق ابن لَهيعة عن المثنى بن =
= الصَّبَّاح به، بلفظ قريب وفيه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لعَمرو بن العاص: .. وزاد في سنده: عن أبيه، بعد: عَمرو بن شُعيب، ولعله من غلط الناسخ. ويشهد لأوله ما يلي: 1 - حديث حَكيم بن حزام قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: "إن هذا المال -وربما قال سفيان: قال لي: يا حَكيم، إن هذا المال- خضرة حلوة، فمن أخذه بطيب نفس، بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس، لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى". أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 258) وهذا لفظه، ومسلم (2/ 717). 2 - حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: -وفي آخره- "وإن هذا المال حلوة، من أخذه بحقه ووضعه في حقه، فنعم المعونة هو، وإن أخذه بغير حقه، كان كالذي يأكل ولا يشبع". أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 244) واللفظ له، ومسلم (2/ 728). وبهذين الشاهدين يرتقي هذا الشطر من لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
3280 - حدّثنا (¬1) شُجَاعُ بْنُ مَخْلَد أَبُو الْفَضْلِ، ثنا محمَّد بْنُ بِشْرٍ، ثنا [الجُنيد بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ أبي وَهْرَة] (¬2) [عَنْ محمَّد بْنِ سَعِيدٍ] (¬3)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبيد اللَّهِ، عَنْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ [عنهما] (¬4) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ، أَفْشَى (¬5) الله تعالى عَلَيْهِ [ضَيْعَتَهُ] (¬6) وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَمَنْ كانت الآخرة أكبر همه، [جمع] (¬7) الله عَزَّ وَجَلَّ لَهُ (¬8) [أُمُورَهُ] (¬9)، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَمَا أقبل عبد بقلبه إلى الله عَزَّ وَجَلَّ إلَّا جَعَلَ (¬10) قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ تُقَادُ (¬11) إِلَيْهِ بِالْوُدِّ والرحمة، وكان الله تعالى إليه بكل خير أسرع". ¬
3280 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد موضوع، آفته محمَّد بن سعيد المصلوب وهو كذاب، وفيه الجُنيد بن العلاء، وهو ضعيف. =
= وذكره المنذري في الترغيب (4/ 120)، فقال: رُوي عن أبي الدرداء، فذكره، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، والبيهقيُّ في الزهد. قلت: وقوله هذا مشعر بأن الحديث ضعيف عنده. (انظر الترغيب 1/ 37). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 247)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه محمَّد بن سعيد بن حسان المصلوب، وهو كذاب. أهـ. وقد وهم الغماري في كتابه فتح الوهاب (1/ 495)، فقال: هذا غريب جدًا عن الحافظ الهيثمي، فإن محمد بن سعيد بن حسان المذكور في سند هذا الحديث حمصي .. وهو متأخر الطبقة عن المصلوب، كما قاله الذهبي في الميزان، والحافظ في التهذيب، وقال الذهبي في هذا: ما ضعَّفه أحد، ولا هو بذاك المعروف، ثم أورد له خبر الترجمة، والله أعلم. أهـ، ووافقه المحقق: الشيخ حمدي السلفي. قلت: محمَّد بن سعيد هذا، هو المصلوب، كما قال المنذري، ومن بعده الهيثمي، ومعتمد الغماري في زعمه هو ظنه أن هذا الحديث قد سيق في ترجمة محمَّد بن سعيد الحمصي من الميزان، وهذا غير صحيح، وإنما هو مذكور في ترجمة محمَّد بن سعيد المصلوب، والله أعلم. (انظر الميزان 3/ 561). وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، والطبراني في الكبير، والأوسط، والبيهقيُّ في الزهد، ورواه ابن ماجه من حديث زيد بن ثابت، والترمذي من حديث أنس.
تخريجه: أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 304 ب) قال: حدّثنا البغوي عن شجاع بن مَخْلَد به، بلفظ قريب. وأخرجه ابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 177 ب)، ومن طريقه القُضاعي في مسند الشهاب (1/ 404) قال: نا عباس، وأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 267 أ) من طريق يزيد بن عبد الرحمن المَعْنِي، والبيهقيُّ =
= في الزهد (ص 305) من طريق أبي القاسم الخضر بن أبان الهاشمي، أربعتهم: عن محمَّد بن بشر به، بمثله، وبلفظ قريب عن ابن الأعرابي. قال الطبراني: لا يُروى عن أبي الدرداء إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به محمَّد بن بشر. وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 81) قال: أخبرنا محمَّد بن فُضيل، أخبرنا محمَّد بن بشر به، بلفظ قريب دون آخره. ولفظه: "تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ، أَفْشَى اللَّهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَمَنْ كانت الآخرة أكبر همه، جمع الله أمره، وجعل غناه في قلبه". وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 227) من طريق زيد بن الحبُاب عن جُنيد بن العلاء بن أبي وَهْرَة به، بلفظ قريب. قال أبو نُعيم: كذا حدثناه عن زيد بن الحُباب، وهو عن محمَّد بن بشر العَبْدي، عن الجُنيد، أشهر ... تفرَّد به جُنيد بن العلاء عن محمَّد بن سعيد. وفي معنى قوله: "تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ من كانت الدنيا ... " ما يلي: 1 - حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كانت نيته طلب الآخرة، جمع الله تعالى له شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نيته طلب الدنيا، جعل الله عَزَّ وَجَلَّ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَشَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَلَمْ يأته منها إلَّا ما كتب له". أخرجه الحارث في مسنده بسند ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الطريق القادم يرقم (3281). 2 - حديث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من كانت نيته الدنيا، فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأخذ منها إلَّا ما كتب له، ومن =
= كَانَتْ نِيَّتُهُ الْآخِرَةَ، جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهُ، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة". أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 120)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص 79) هذا لفظه، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 288) من طريق شعبة، حدثني عمر بن سليمان عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، عَنْ أَبِيهِ، عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عنه به. وقوله: "راغمة" من الرَّغام، وهو التراب، واستعمل في الانقياد على كره، والعجز عن الانتصاف، والذلُّ (انظر النهاية 2/ 238). وأخرجه أبو عُبيد في الخطب والمواعظ (ص 207)، وأحمد (5/ 183)، وفي الزهد (ص 58)، وابن ماجه (2/ 1375)، وابن حبّان: كما في الإحسان (2/ 454)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (1/ 38) من طريق شعبة به، بمعناه، مع زيادة في أوله. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات (مصباح الزجاجة 2/ 321).
3281 - قال الحارث: حدّثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، أنا الرَّبيع بن صَبيح عَنْ يَزِيدَ الرَّقاشي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ كَانَتْ نيته [طلب] (¬1) الآخرة، جمع الله تعالى [له] (¬2) شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ (¬3)، وَمَنْ كَانَتْ نيته [طلب] (¬4) الدنيا، جعل الله عَزَّ وَجَلَّ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَشَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَلَمْ يأته منها إلَّا ما كتب له". ¬
3281 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه الرَّبيع بن صَبيح، وشيخه يزيد، وهما ضعيفان. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 121) عن أنس، ثم قال: رواه الترمذي عن يزيد الرَّقَاشي، عنه، ويزيد قد وثِّق، ولا بأس به في المتابعات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بسند فيه يزيد الرَّقَاشي، وهو ضعيف، ورواه الترمذي من طريق يزيد الرَّقَاشي، وله شاهد من حديث الحسن، رواه البزّار.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1302). ومن طريقه أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 121). وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 79) قال: أخبرنا عباس بن الوليد بن شجاع النَّرْسي، وابن الأعرابي في الزهد (ص 47)، وعنه أخرجه أبو نُعيم في الحلية =
= (6/ 307)، وأخرجه الشجري في الأمالي (2/ 155، 165) من طريق أبي بكر القطيعي، كلاهما: عن بشر بن موسى، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 330) من طريق محمَّد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، والأصبهاني في الترغيب (2/ 621) من طريق أبي جعفر محمَّد بن عاصم الثَّقَفي، أربعتهم: عن أبي عبد الرحمن المقرئ به، بلفظ قريب. مع زيادة في أثنائه. ولفظ الأصبهاني: "من كانت نيته طلب الآخرة، جعل الله غناه في قلبه، وجمع شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ طَلَبَ الدُّنْيَا، جَعَلَ اللَّهُ الْفَقْرَ بَيْنَ عينيه، وشتت عليه أمره، ولم يؤته منها إلَّا ما كتب له". وأخرجه وكيع (2/ 638)، وعنه هنَّاد (2/ 355)، ومن طريقه الترمذي (4/ 554)، وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (6/ 308) من طريق سفيان الثوري، والحربي في غريب الحديث (3/ 1076) من طريق علي، ثلاثتهم: عن الرَّبيع، به بنحوه، وذكر الحربي شطره الأوّل، وسقط من سنده: أنس بن مالك. ولفظ وكيع: "من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ الدنيا همه، جعل الله الفقر بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته منها إلَّا ما قدر له". وأخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 132)، ومن طريقه الخطيب في الموضح (2/ 303) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي عن الرَّبيع بن صَبيح، به بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير، وسقط من مسند الخطيب: الرَّبيع بن صَبيح. وأخرجه هنَّاد (2/ 354)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 289) من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن، وابن الأعرابي في الزهد (ص 47) من طريق إسماعيل المكي قال: حدّثنا قتادة، وابن عَدي (1/ 285)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (2/ 311) من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن، وقتادة، كلاهما: عن أنس ابن مالك مرفوعًا بمعناه، وسقط من سند هنّاد: الحسن. =
= قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. قال ابن المديني: لا يكتب حديث إسماعيل بن مسلم. وقال النسائيُّ: متروك الحديث. وقال المؤلف: وقد روى نحو هذا داود عن همام، عن قتادة. قال ابن حبّان: وداود كان يضع الحديث على الثقات. قلت: إسماعيل بن مسلم المكي ضعيف الحديث (انظر التقريب ص 110)، فهذا الحديث بهذا الإسناد لأجله ضعيف فقط. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 247)، ونسبه للبزار، وقال: فيه إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف. وأخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 121)، وابن الأعرابي في الزهد (ص 47)، وابن حبّان في المجروحين (1/ 287)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 267 أ)، وابن عَدي (3/ 100) من طريق داود بن المُحَبَّر، نا همام بن يحيى عن قتادة، عن أنس مرفوعًا بمعناه. قال الطبراني: لم يروه عن همام إلَّا داود، تفرد به الأزدي. وقال ابن عَدي: وهذا عن همام بهذا الإسناد، لا أعلم يرويه غير داود. وأخرجه الطبراني في الأوسط أيضًا من طريقا أيوب بن خُوْط، ثنا قتادة عن أنس. قال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلَّا أيوب، ولا عنه إلَّا أسد. قلت: بل رواه غير أيوب عن قتادة، كما تقدم. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 247)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط بسندين، في أحدهما: داود بن المُحَبَّر، وفي الآخر: أيوب بن خُوْط، وكلاهما ضعيف جدًا. قلت: صدق رحمه الله، فداود بن المُحَبَّر، وأيوب بن خُوْط كلاهما: متروك (انظر التقريب ص 200، 118). وأخرجه ابن قُتيبة في عيون الأخبار (2/ 327) قال: حدثني أبو مسعود الدارمي =
= قال: حدثني جدي خِراش عن أنس مرفوعًا بمعناه. وسنده ضعيف جدًا، خِراش هو ابن عبد الله ساقط عدم، وأبو مسعود الدارمي هو خِراش بن محمَّد بن خِراش، متروك (انظر الميزان ص 651، 652). ويشهد لحديث الباب: حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه وإسناده صحيح، وقد ذكرته في تخريج الحديث الماضي برقم (3280)، وبه يرتقي إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.
3282 - وقال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ [لَبيبة] (¬1)، عن سعد رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "خَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي، وَخَيْرُ الذِّكْرِ مَا يخفى". ¬
3282 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، آفته ابن لَبيبة، فإنه ضعيف، وروايته عن سعد رضي الله عنه مرسلة. وذكره المنذري في الترغيب (2/ 537)، ثم قال: رواه أبو عَوانة، وابن حبّان في صحيحيهما. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 81)، ثم قال: رواه أحمد، وأبو يعلى، وفيه محمَّد بن عبد الرحمن بن لَبيبة، وقد وثَّقه ابن حبّان، وقال: روى عن سعد بن أبي وقاص، قلت: وضعَّفه ابن معين، وبقية رجالهما رجال الصحيح. أهـ. وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 424)، وقال: ضعيف.
تخريجه: أخرجه وكيع (1/ 341)، (2/ 616)، وعنه أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 240)، (10/ 375)، وأحمد (1/ 172)، وفي الزهد (ص 25)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (2/ 81)، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 407)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 17). وأخرجه مُسَدَّد: كما في الإتحاف (ق 138 ب فلم)، وعنه الحربي في غريب الحديث (2/ 845)، وأخرجه أحمد (1/ 180)، وابن الأعرابي في الزهد (ص56)، ومن طريقه كل من القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 217)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 296)، قال: حدّثنا أبو سعيد الحارثي، ثلاثتهم: عن يحيى بن سعيد القطان، وأخرجه أحمد (1/ 187)، وعبد في المنتخب (1/ 176)، وابن الأعرابي في الزهد (ص 56)، ومن طريقه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 217)، قال: حدثني =
= الدقيقي، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 406) من طريق الحسن بن مُكْرَم، أربعتهم: عن عثمان بن عمر، وأخرجه الشاشي (1/ 221)، وابن حبّان: كما في الإحسان (2/ 89) من طريق ابن وهب، جميعهم: عن أسامة بن زيد، به بلفظ قريب، وفي بعضها بتقديم وتأخير، وسقط من إسناد البيهقي الذي يمر بعثمان بن عمر: ابن لَبيبة. وذكر ابن أبي شيبة في الموضع الثاني شطره الأخير. ولفظ وكيع: "خير الرزق ما يكفي، وخير الذكر الخفي". ولفظه في الموضع الثاني: "خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي". وأخرجه الدورقي في مسند سعد (ص 134)، وابن السُّنِّي في القناعة (ص 61) من طريق محمَّد بن المغيرة، كلاهما: عن عُبيد الله بن موسى، وأخرجه ابن السُّنِّي أيضًا (ص 62)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 217)، كلاهما: من طريق عيسى بن يونس، كلاهما: عن أسامة بن زيد، به بلفظ قريب، وفي أوله قصة. ولفظ الدورقي: خرج عمر بن سعد إلى سعد فقال -وهو بالعقيق-: إنك اليوم بقية أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد شهدت بدرًا، ولم يبق فيهم أحد غيرك، وإنما هو معاوية، فلو أنك أبديت للناس نفسك، ودعوتهم إلى الحق، لم يتخلف عنك أحد. فقال سعد: أقعد، حتى إذا لم يبق من عمري إلَّا ظمأ الدابة، أضرب الناس بعضهم ببعض، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"خَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي، وَخَيْرُ الذِّكْرِ مَا خفي". وقوله: "إلَّا ظمأ الدابة" قال ابن منظور في لسان العرب (1/ 116): يقال: ما بقي من عمره إلَّا قدر ظمءِ الحمار، أي لم يبق من عمره إلَّا اليسير، يقال: إنه ليس شيء من الدواب أقصر ظمأً من الحمار، وهو أقل الدواب صبرًا عن العطش، يرد الماء كل يوم في الصيف مرتين. قلت: هذا الحديث مدار إسناده على أسامة بن زيد الليثي، واختلف عنه: فرواه وكيع، ويحيى القطان، وعثمان بن عمر، وابن وهب، وعُبيد الله بن موسى، وعيسى بن يونس عنه، عن ابن لَبيبة، عن سعد، كما تقدم. =
= وخالفهم ابن المبارك فرواه عن أسامة قال: أخبرني محمَّد بن عبد الله بن عَمرو أن ابن لَبيبة أخبره، أخرجه أحمد (1/ 172، 180)، والطبراني في الدعاء (3/ 1640) واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 407) من طريق عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد قال: أخبرني محمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عفان أن محمَّد بن عبد الرحمن بن لَبيبة أخبره، أن عمر بن سعد أخبره، أنه سمع أباه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "خير الرزق ما يكفي، وخير الذكر الخفي". قال الدارقطني: بعد أن ساق هذين الوجهين: والله أعلم بالصواب (العلل 4/ 393). قلت: وهذه الرواية تشهد على الانقطاع الذي بين ابن لَبيبة وبين سعد، حيث دلت على أن ابن لَبيبة يرويه عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ بن أبي وقاص رضي الله عنه وأما اختلاف الرواية على أسامة بن زيد، فمرة يُروى عنه عن ابن لَبيبة، ومرة عنه عن محمَّد بن عبد الله بن عَمرو، عن ابن لَبيبة، فالظاهر أنه سمعه منهما، فتارة يرويه بالواسطة، وتارة بحذفها، والله أعلم. ولأوله شواهد عن أبي سعيد الخدري، وهو الحديث الماضي برقم (3186)، وما ذكر في تخريجه عن أبي الدرداء، وأنس، وثوبان، وأبي هريرة، وآخرين رضي الله عنهم. ويشهد لقوله "خير الذكر ما يخفى" حديث أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا، وكبرنا، ارتفعت أصواتنا. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا أيها الناس، أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنه معكم، إنه سميع قريب، تبارك اسمه، وتعالى جده". أخرجه أحمد (4/ 417)، والبخاري (فتح 6/ 135) وهذا لفظه، ومسلم (4/ 2076)، وأبو داود (2/ 87) والنسائيُّ في السنن الكبرى (5/ 255)، وفي عمل اليوم والليلة (ص 364). وبهذه الشواهد يرتقي لفظ الباب بشطريه إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3283 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، ثنا عَمرو بْنُ الرَّبيع، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عُمارة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ عبد الله بن محمَّد بن عَقيل، عن أبي مرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ما ذئبان ضاريان جائعان في غنم [افترقت] (¬1) أَحَدَهُمَا فِي أَوَّلِهَا، وَالْآخَرَ فِي آخِرِهَا، بِأَسْرَعَ [فَسَادًا] (¬2) مِنَ امْرِئٍ يُحِبُّ شَرَفَ الدُّنْيَا وَمَالَهَا في دينه". ¬
3283 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لوجود عبد الله بن محمَّد بن عَقيل. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 177)، وعزاه للطبراني، وأبي يعلى، وقال: إسنادهما جيد. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 250)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير محمَّد بن عبد الملك زنجويه، وعبد الله بن محمَّد بن عَقيل، وقد وثِّقا. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 97 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني، بإسناد جيد، وله شاهد من حديث ابن عمر، رواه البزّار بإسناد حسن، والترمذي وصححه، وابن حبّان في صحيحه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (11/ 331). وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 269) من طريق سعيد بن أبي مريم، نا يحيى بن أيوب، وابن لَهيعة، به. وأحال على متن قبله بقوله: مثله. ولفظه: "ما ذئبان ضاريان جائعان في غنم افترقت أحدهما في أولهما، والآخر =
= في آخرهما، بأسرع فيها فسادًا من امرئ في دينه يبتغي شرف الدنيا ومالها". وأخرجه ابن أبي الدنيا في إصلاح المال (ص 147)، وفي ذم الدنيا (ص 122)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 268) من طريق عيسى بن موسى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقيل، به. بلفظ قريب. ورُوي من طريق سفيان الثوري، واختلف عليه فيه: 1 - فرُوي من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الذِّماري، نا سفيان الثوري عن محمَّد بن جُحادة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة مرفوعًا، أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 268). وسنده حسن؛ لحال الذِّماري هذا، قال الحافظ: صدوق كان يصحف (التقريب ص 363). 2 - ورُوي من طريق سفيان الثوري عن أبي الجَحَّاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة مرفوعًا، أخرجه ابن أبي الدنيا في إصلاح المال (ص 146)، وفي الإشراف (ص 178)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 266 ب)، وفي الصغير (ص 338)، وأبو نُعيم في الحلية (7/ 89)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 26) من طريقين، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 267) من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الذِّماري، وأخرجه ابن عَدي (3/ 294) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما: عن سفيان الثوري، به. قال الطبراني في الأوسط: لم يروه عن سفيان، إلَّا عبد الملك. وقال ابن عَدي: هذا وإن كان قد رُوي عن الثوري، فإنه من حديث ابن عيينة عن الثوري غير محفوظ. وقال أبو نُعيم: تفرد به الذِّماري، ولم نكتبه إلَّا من حديث إبراهيم. قلت: رواه سفيان بن عيينة عن الثوري كما تقدم، فلم يتفرد به عبد الملك الذِّماري. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 250)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده جيد. قلت: بل إسناده ضعيف؛ لحال أبي الجَحَّاف، وهو داود بن أبي عوف، قال الذهبي: صويلح (المغني 1/ 220). 3 - ورُوي من طريق سفيان الثوري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر مرفوعًا، أخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 234)، والطبراني في الصغير (ص 338)، وعنه أبو نُعيم في الحلية (7/ 89)، وأخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 26)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 267) من طريق قُطْبة بن العلاء بن المِنْهال، ثنا سفيان الثوري، به. قال البزّار: لا نعلمه يُروى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وقال أبو نُعيم: تفرد به قُطْبة عن الثوري، واختلف فيه على الثوري من غير وجه. وقال البيهقي: تفرد به قُطْبة عن الثوري، واختلف فيه على الثوري في إسناده. وقال الترمذي (4/ 508): ويُروى في هذا الباب عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ولا يصح إسناده. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 177)، ثم قال: رواه البزّار بإسناد حسن. أهـ. ووافقه البوصيري في الاتحاف -خ- (3/ 97 ب) مختصر. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 250)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه قُطْبة بن العلاء، وقد وثِّق، وبقية رجاله ثقات. قلت: سنده ضعيف؛ لوجود قُطْبة هذا، حيث ذكره الذهبي في الضعفاء، وقال: ضعّّفه النسائيُّ، وقال أبو حاتم: لا يحتج به (المغني 2/ 525). 4 - ورُوي من طريق سفيان الثوري عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النَّهْدي، عن أسامة بن زيد مرفوعًا، أخرجه الطبراني في الصغير (ص 338)، وعنه =
= أبو نُعيم في الحلية (7/ 89)، ومن طريقه الضياء في المختارة (4/ 112) من طريق أبي حُمَة محمَّد بن يوسف، حدّثنا أبو قرة موسى بن طارق قال: ذكر سفيان الثوري، به قال الطبراني، لم يروه عن سفيان، عن سليمان التيمي، إلَّا أبو قرة، وعند سفيان في هذا الحديث إسنادان آخران. أهـ. ثم ذكر إسنادي ابن عمر، وأبي هريرة المذكورين آنفًا. وقال أبو نُعيم: تفرد به أبو قرة. قلت: إسناده حسن؛ لحال أبي حُمَة محمَّد بن يوسف، قال الحافظ: صدوق (التقريب ص 515). وذكر ابن أبي حاتم في العلل (2/ 102) هذا الحديث عن أبي هريرة، وعن ابن عمر، من طريق الثوري، ثم قال: أيهما أصح؟، فقال أبو حاتم، وأبو زرعة: واهيان، والصحيح عن الثوري أنه بلغه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقال أبو زرعة: أرى أن يكون أخذ الثوري هذا الحديث عن زكريا بن أبي زائدة، عن محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرارة، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. أهـ. ثم نقل ابن أبي حاتم عن أبيه قوله: لم أزل أطلب أثر هذا الحديث، حتى رأيت في كتاب عبد الصمد بن حَسَّان عن الثوري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. أهـ. ويشهد لحديث الباب ما يلي: 1 - حديث كعب بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها، من حرص المرء على المال والشرف لدينه. أخرجه ابن المبارك: كما في زوائد نُعيم بن حماد (ص 50)، ومن طريقه كل من أحمد (3/ 460)، والدارميُّ (2/ 394)، والترمذي (4/ 508) واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح، والطبراني في الكبير (19/ 96)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 267)، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 257) وقال: حديث حسن. =
= قلت: صحيح. 2 - حديث محمَّد بن كعب القُرَظي، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: "ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم تفرقت من راعيها، أحدهما في أولها، والآخر في آخرها، أشد فيها فسادًا من حب الشرف والغنى". أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 269)، ثم قال: هذا مرسل جيد. 3 - حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-:"ما ذئبان ضاريان باتا في غنم، بأفسد لها من حب ابن آدم الشرف والمال". أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 388)، وفي الأوسط (1/ 470)، وعنه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (3/ 219) من طريق عيسى بن ميمون عن محمَّد بن كعب، عن ابن عباس، به. قال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث محمَّد بن كعب عن ابن عباس، لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 250)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عيسى بن ميمون، وهو ضعيف، وقد وثِّق. قلت: عيسى هذا هو المدني، ضعيف (التقريب ص 441). 4 - حديث جابر بن عبد الله، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "ما ذئبان ضاريان في غنم غاب رعاؤها بأفسد من التماس الشرف والمال لدين المؤمن". أخرجه أبو نُعيم في أخبار أصبهان (2/ 105) واللفظ له، من طريق معن بن عيسى، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 268) من طريق ابن أبي فُديك، كلاهما: عن موسى بن يعقوب الزَّمْعي، عن معاذ بن رفاعة الأنصاري، ثم الزُّرَقي، أن جابر بن عبد الله أخبره، به. وهذا إسناد ضعيف، فيه موسى بن يعقوب هو المطلبي، قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ (التقريب ص 554). =
= 5 - حديث عاصم بن عَدي قال: اشتريت أنا وأخي مائة سهم من سهام خيبر، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "يا عاصم! ما ذئبان عاديان أصابا غنمًا أضاعها ربها، بأفسد لها من حب المرء المال والشرف لدينه". أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 173) وهذا لفظه، وفي الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 266 ب)، والحاكم (3/ 420)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 269) من طريق عيسى بن ميمون عن سعيد بن عثمان البلوي، عن عاصم بن أبي البَدّاح بن عاصم بن عَدي، عن أبيه، عن جده عاصم به قال الطبراني: لا يُروى عن عاصم إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 111)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه من لم أعرفه. قلت: سعيد بن عثمان البلوي هذا، ذكره الذهبي في الميزان (2/ 151)، وقال: عنه عيسى بن يونس وحده، وثَّقه ابن حبّان. أهـ. وعاصم بن أبي البَدَّاح، ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح (6/ 341) وسكت عنه، فهو مجهول. 6 - حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما ذئبان ضاريان في زريبة غنم بأسرع فيها إفسادًا من طلب المال والشرف في دين المرء المسلم". أخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 266 ب) من طريق خالد بن يزيد العمري، ثنا سعيد بن مسلم بن مالك عن أبي الحُويرث، عن أبي سعيد، به. قال الطبراني: لا يُروى عن أبي سعيد إلَّا بهذا الإسناد، تفرد، به خالد. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 250)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه خالد بن يزيد العمري، وهو كذاب. قلت: وبهذه الشواهد يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره.
3284 - [1] وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ فُرافِصة، عَنْ مكحول، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حرامًا مكاثرًا مفاخرًا مرائيًا (¬1)، لقي الله تبارك وتعالى وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ (¬2)، وَمَنْ (¬3) طَلَبَ الدُّنْيَا حَلَالًا اسْتِعْفَافًا عَنِ الْمَسْأَلَةِ وَسَعْيًا عَلَى أَهْلِهِ، وَتَعَطُّفًا على جاره، لقي الله عَزَّ وَجَلَّ وَوَجْهُهُ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ". [2] وَقَالَ أَبُو يعلي: حدثنا إِسْحَاقُ، هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا فُضيل بْنُ عِيَاضٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ فُرافِصة مِثْلَهُ. * هذا منقطع بين مكحول وأبي هريرة رضي الله عنه. ¬
3284 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه ثلاث علل: 1 - عُبيد الله بن موسى، وهو ثقة، لكنه ليس بالقوي في الثوري. 2 - حجاج بن فُرافِصة، وهو صدوق يهم، وقد وهم في حديث الباب، فرواه من ثلاثة أوجه كما في التخريج. 3 - مكحول الشامي، وهو مدلس، وقد عنعن، وروايته عن أبي هريرة رضي الله عنه مرسلة، وقد نص الحافظ رحمه الله على هذه العلة كما في الطريق القادم برقم (2). وأخرجه البيهقي في (الأربعون) الصغرى (ص 97)، ثم قال: ومكحول لم يسمع من أبي هريرة، وكأنه أخذه عن بعض أصحاب أبي هريرة، عن أبي هريرة. =
= ونسبه العراقي إلى أبي نُعيم في الحلية، والبيهقيُّ في الشعب عن أبي هريرة، وقال: ضعيف. (المغني مع الإحياء 3/ 221). وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 97 ب) مختصر، ثم قال: رواه عبد بن حُميد، وأبو يعلى، كلاهما بسند فيه راو لم يسمّ. أهـ. كذا قال، وإسناد عبد -كما ترى- ليس فيه من هو مبهم الاسم!؟، وإنما وقع ذلك في إسناد ابن أبي شيبة وحده، كما في التخريج.
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد (3/ 201) بتقديم وتأخير. وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 298)، وفي "الأربعون" الصغرى (ص 97) من طريق وكيع، وفي "الأربعون" الصغرى أيضًا من طريق قُبيصة بن عقبة، كلاهما: عن سفيان الثوري به، بلفظ قريب. قال البيهقي في "الأربعون": هكذا قال مكحول: عن أبي هريرة، ومكحول لم يسمع من أبي هريرة، وكأنه أخذه عن بعض أصحاب أبي هريرة، عن أبي هريرة. وأخرجه إسحاق (1/ 353)، قال: أخبرنا وكيع، وأبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 281) من طريق قُبيصة، وأبو نُعيم في الحلية (3/ 109) من طريق الفُضيل بن عياض، وفي (8/ 215) من طريق محمَّد بن صَبيح بن السماك، أربعتهم: عن سفيان الثوري به، بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير. قال أبو نُعيم في الموضع الثاني: غريب من حديث مكحول، لا أعلم له راويًا عنه إلَّا الحجاج. قلت: وهذا الحديث رواه الحجاج بن فُرافِصة، واختلف عنه: 1 - فرواه الثوري عنه، عن مكحول، عن أبي هريرة مرفوعًا، كما تقدم. 2 - ورواه الثوري أيضًا عنه، عن رجل، عن مكحول، عن أبي هريرة مرفوعًا، أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 16)، قال: حدّثنا وكيع، قال: حدّثنا سفيان به، =
= بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير. 3 - ورواه حفص بن عمر عنه، عن مكحول مرسلًا، أخرجه أبو مُسْهِر في نسخته (ص 51) من طريق حفص بن عمر به، بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير. وحفص بن عمر هذا هو قاضي حلب، قال الذهبي: ضعَّفه أبو حاتم، وغيره. (المغني 1/ 181). والحمل في هذا الاختلاف على الحجاج بن فُرافِصة، فإنه صدوق يهم. (انظر التقريب ص 153)، وقد تفرد به عن مكحول، كما مرَّ في كلام أبي نُعيم. وروي عن أبي هريرة من طريق أخرى، أخرجها الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 168) من طريق أبي مقاتل حفص السمرقندي عن مقاتل بن حيان، عن الشعبي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من طلب مكسبه من باب الحلال، يكف بها وجهه عن مسألة الناس وولده وعياله، جاء يوم القيامة مع النبيين والصديقين، هكذا". وأشار بإصبعه السبابة والوسطى. وسنده ساقط؛ لحال أبي مقاتل، وهو حفص بن سَلْم السمرقندي. (انظر الميزان 1/ 557). ويشهد له ما أخرجه الشجري في الأمالي (2/ 173) من طريق محمَّد بن يزيد بن سِنان، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير. وسنده ضعيف؛ لانقطاعه، ولضعف محمَّد بن يزيد، وهو الرَّهاوي، قال الحافظ: ليس بالقوي. (التقريب ص 513). وبهذا الشاهد يرتقي طريق الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق سبحانه.
3285 - وقال أبو يعلى: حدّثنا حُسَيْنُ بْنُ الْأَسْوَدِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا عمر بن حمزة، حدثني نافع -يعني ابن مالك- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ تَمْنَعُ مِنْ سخط الله عَزَّ وَجَلَّ، مَا لَمْ يُؤْثِرُوا دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، ثُمَّ قَالُوا: لَا إِلَهَ إلَّا الله، قال الله عَزَّ وَجَلَّ: كذبتم".
3285 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود حسين بن الأسود، وعمر بن حمزة، وهما ضعيفان، ولجعله من مسند أنس، والصواب: عن نافع بن مالك مرسلًا. سئل أبو حاتم عن هذا الحديث، فقال: هذا خطأ، إنما هو أبو سهيل عم -في الأصل: "عن"، وهو تحريف- مالك بن أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرسل. (علل ابن أبي حاتم 2/ 121). وذكره الدارقطني في الأفراد والغرائب. (رسالة المراغي ص 583)، ثم قال: غريب من حديثه [يعني نافع بن مالك] عن أنس، تفرد به عمر بن حمزة العُمَري عنه، ولا نعلم رواه غير أبي أسامة. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 277)، ثم قال: رواه البزّار، وإسناده حسن. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف؛ لضعف عمر بن حمزة.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 95). وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 144)، وابن عَدي (5/ 20)، قال: ثنا إسحاق بن عبد الله الكوفي، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 337) من طريق أبي بَرْزَة الفضل بن محمَّد الحاسب، وفي الشعب (7/ 338)، وابن البناء في فضل التهليل (ص 32)، كلاهما: من طريق الحسن بن سفيان، والشجري في الأمالي (1/ 15) من =
= طريق أحمد بن محمَّد بن هلال، خمستهم: عن الحسين بن علي بن الأسود به، بلفظ قريب. ولفظ ابن أبي عاصم: "لا إله إلَّا الله يمنع العباد من سخط الله، ما لم يؤثروا صفقة دنياهم على دينهم، فإذا آثروا صفقة دنياهم على دينهم ثم قالوا: لا إله إلَّا الله، رُدَّتْ عليهم، وقال الله عَزَّ وَجَلَّ: كذبتم". وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (1/ 62)، وعزاه للحكيم الترمذي. ويشهد له ما يلي: 1 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "لا تزال لا إله إلَّا الله تدفع عن قائلها، ما بالوا قائلوها ما أصابهم في دينهم إذا سلم لهم دنياهم، فإذا لم يبال قائلوها ما أصابهم في دينهم بسلامة دنياهم، فقالوا: لا إله إلَّا الله، قيل لهم: لستم". أخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 238) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عجلان عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. وسنده ضعيف جدًا؛ لحال عبد الله بن محمَّد بن عجلان، ذكره الذهبي في الضعفاء وقال: قال ابن حبّان: لا يحل كتب حديثه. (المغني 1/ 354). 2 - حديث عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "لا تزال أمة لا إله إلَّا الله بخير، ما بالوا ما انتقص من أمر دينهم في أمر دنياهم، فإذا لم يبالوا ما انتقص من أمر دينهم في فلاح دنياهم، رُدَّتْ عليهم، وقيل لهم: لستم بصادقين". ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 277)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عَمرو بن عبد الغفار، وهو متروك. 3 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:"لا يزالون مدفوعًا عنهم بلا إله إلَّا الله، ما لم يبالوا ما انتقص من دنياهم، فإذا فعلوا ذلك، ردها الله عليهم، فقال لستم من أهلها". أخرجه أبو نُعيم في الحلية (5/ 33) من طريق أبي بكر الزهرانى -الصواب: =
= الدّاهري- عن عَمرو بن قيس الملائي، عن زُبيد، عن ابن عمر به. قال أبو نُعيم: كذا رواه زُبيد عن ابن عمر، وأراه منقطعًا. قلت: نعم، فإن زُبيدًا هذا هو اليامي، ذكره العلائي في المراسيل (ص 176)، وقال: ذكره ابن المديني فيمن لم يلق أحدًا من الصحابة. أهـ. لكن آفة هذا الحديث: أبو بكر الدّاهري، قال الذهبي: واه متهم بالوضع. (المغني 1/ 335). وأخرجه البيهقي في الشعب (7/ 338) من طريق سعيد بن سِنان، حدثني أبو الزاهرية عن أبي شجرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "لَا يلقى الله أحد بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شريك له، إلَّا دخل الجنة، ما لم يخلط معها غيرها" -رددها ثلاثًا-. قال قائل من قاصية الناس: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا يخلط معها غيرها؟، قال: "حب الدنيا، وأثرة لها، وجمعًا لها، ورضى بها، وعمل الجبارين". وسنده ضعيف جدًا؛ لوجود سعيد بن سِنان وهو الحنفي، قال الحافظ: متروك: ورماه الدارقطني وغيره بالوضع. (التقريب ص 237). 4 - حديث زيد بن أرقم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا تزال شهادة أن لا إله إلَّا الله تحجز غضب الله عَزَّ وَجَلَّ عن الناس، ما لم يبالوا ما ذهب من دنياهم إذا صلح لهم دينهم، فإذا لم يبالوا ما ذهب من دينهم إذا صلحت لهم دنياهم، فإذا قالوها حينئذ، قيل: كذبتم، لستم من أهلها". أخرجه الشجري في الأمالي (1/ 12) من طريق نُفيع بن الحارث عن زيد بن أرقم به. وسنده ضعيف جدًا، نُفيع هذا متروك، وقد كذبه ابن معين. (التقريب ص 565). وخلاصة القول أن حديث الباب لا يمكن أن يرتقي بهذه الشواهد؛ لشدة ضعفها، والله أعلم.
3286 - وقال ابن أبي عمر: حدّثنا المقرىء عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمارة، عَنْ عَدي بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَضِيَ اللَّهُ عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ!، مَا يَكْفِينِي من الدنيا؟، قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ، [وَوَارَى] (¬1) عَوْرَتَكَ، وَإِنْ كَانَ لَكَ بَيْتٌ يُظِلُّكَ، أَوْ دَابَّةٌ تَرْكَبُهَا، فَبَخٍ بخ". ¬
3286 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، آفته الحسن بن عُمارة، وهو متروك الحديث، وفيه انقطاع، سالم بن أبي الجَعْد لم يسمع من ثوبان رضي الله عنه. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 115)، ونسبه للطبراني، وسكت عنه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 254)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحسن بن عُمارة، وهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 99 أ) مختصر، ثم قال: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر، والطبراني بسند ضعيف منقطع.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 272 ب) قال: حدّثنا هارون بن مَلُّول، ثنا أبو عبد الرحمن المقرىء به، بلفظ قريب. قال الطبراني: لم يروه عن عَدي إلَّا الحسن. وأخرجه ابن عَدي (2/ 293)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 293) من طريق مَخْلَد بن يزيد عن الحسن بن عُمارة به، بلفظ قريب. قال ابن عَدي: هذا لا يعرف إلَّا بالحسن بن عُمارة عن عَدي بن ثابت بهذا الإسناد. =
= وأخرجه ابن عَدي (2/ 293، 4/ 107)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 292)، وأخرجه البيهقي أيضًا (7/ 293)، والشجري في الأمالي (2/ 186)، كلاهما: من طريق الهيثم بن عَدي، ثنا شعبة، والرُّكين بن الربيع، قالا: ثنا عَدي بن ثابت الأنصاري به، بلفظ قريب. قال ابن عَدي: الهيثم بن عَدي لا يعتمد على رواياته عمن روى عنهم؛ لأنه ضعيف جدًا. قلت: الهيثم بن عَدي هو الطائي، قال الذهبي: تركوه. (المغني 2/ 717). وفي الباب ما يلي: 1 - حديث أبي أمامة قال: قال رجل: يا رسول الله!، ما يكفي من الدنيا؟، قال: "ما سد جوعتك، وستر عورتك، فإن كان لك منزل تأوي إليه، فذاك، وإن كانت لك دابة تركبها، فبخ، وما فوق الإزار والخبر وظل جدار وما فضل، يحاسب به العبد يوم القيامة". أخرجه ابن الأعرابي في الزهد (ص 59)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 293) مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ ليث، عن عُبيد الله، عن القاسم، عن أبي أمامة به. وسنده ضعيف؛ لحال الحسن بن أبي جعفر، وشيخه ليث، وهو ابن أبي سُليم. (انظر المغني 1/ 157، 2/ 536). 2 - حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: " .. يا ابن آدم، يكفيك ما سد جوعتك، ووارى عورتك، فإن كان بيت يواريك، فذاك، وإن كانت دابة تركبها، فبخ، فإن الخبز وماء البحر وما فوق الإزار حساب عليك". أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 293) من طريق عبد الله بن هانئ العُقيلي، نا =
= أبي هانئ بن عبد الرحمن، نا إبراهيم بن أبي عَبْلَة عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء به. وسنده ضعيف جدًا، فيه عبد الله بن هانئ العُقيلي، قال الذهبي: متهم بالكذب (المغني 1/ 361). 3 - حديث عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل شيء سوى ظل بيت، وجلف الخبز، وثوب يواري عورته، والماء، فما فضل عن هذا، فليس لابن آدم فيهن حق". أخرجه أحمد (1/ 62) واللفظ له، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (2/ 313)، وأخرجه الترمذي (4/ 494)، والطبراني في الكبير (1/ 91)، والحاكم (4/ 312)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 61)، وفي أخبار أصبهان (1/ 254)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 183) من طريق حُريث بن السائب قال: سمعت الحسن يقول: حدثني حِمران عن عثمان به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وحُريث قد ضعَّفه الساجي، وقال الدارقطني: وَهِمَ حُريث في هذا، والصواب عن الحسن، عن حِمران، عن بعض أهل الكتاب. قلت: حُريث هذا هو المؤذن، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 156)، فالحديث بهذا الإسناد لأجله ضعيف، والله أعلم. 4 - حديث أبي عَسيب، وفي آخره: يا رسول الله!، "أإنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة؟، قال: "نعم، إلَّا من ثلاث: خرقة يكف بها الرجل عورته، أو كسرة يسد بها جوعته، أو حجرًا يتدخل فيه من الحرّ والقرِّ". =
= وسنده ضعيف، وقد ذكرته في تخريج الحديث الماضي برقم (3153 - 1). 5 - أثر عبد الله بن عَمرو بن العاص: سأله رجل، فقال: ألسنا من فقراء المهاجرينَ؟، فقال له عبد الله: "ألك امرأة تأوي إليها؟ "، قال: نعم. قال: "ألك مسكن تسكنه؟ "، قال: نعم. قال: "فأنت من الأغنياء". قال: فإن لي خادمًا. قال: "فأنت من الملوك". أخرجه الإمام مسلم (4/ 2285).
3287 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَذْرَمي، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن حَبيب قال: سمعت أبا أمامة الباهلي رضي الله عنه يَقُولُ: "لَمَّا بُعث النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، [أتت] (¬1) إبليسَ جنودُه، فَقَالُوا: لَقَدْ بُعث نَبِيُّ، وأُخرجت أُمَّةٌ، فَقَالَ: أَيُحِبُّونَ الدُّنْيَا؟، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: لَئِنْ كَانُوا يُحِبُّونَهَا، مَا أُبَالِي أَنْ لَا يعبدوا الأوثان، إنهم لن ينفلتوا مِنِّي، وَأَنَا أَغْدُو عَلَيْهِمْ وَأَرْوَحُ بِثَلَاثٍ: أَخْذِ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ (¬2) حَقِّهِ، وَإِنْفَاقِهِ فِي غَيْرِ حقه، وإمساكه عن حقه، والشر كله لهذا تبع". ¬
3287 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد موضوع؛ لوجود محمَّد بن أبي قيس المصلوب. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفي سنده محمَّد بن أبي قيس، وهو ضعيف، لكن له شاهد من حديث عبد الرحمن بن عوف.
تخريجه: أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (ص 15)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 338)، قال: حدّثنا سُريج بن يونس، حدثني مروان بن معاوية به، بلفظه دون قوله: "إنهم لن ينفلتوا مني". وأخرجه البيهقي أيضًا (7/ 339) من طريق إبراهيم بن زيادة قال: ثنا مروان بن معاوية به. وذكره الغزالي في الإحياء (3/ 208)، ولفظه: قال أبو أمامة الباهلي رضي الله =
= عنه: "لما بُعث محمَّد -صلى الله عليه وسلم-، أتت إبليسَ جنوده، فقالوا: قد بعث نبي، وأُخرجت أمة، قال: يحبون الدنيا؟، قالوا: نعم، قال: لئن كانوا يحبون الدنيا، ما أبالي أن لا يعبدوا الأوثان، وإنما أَغْدُو عَلَيْهِمْ وَأَرْوَحُ بِثَلَاثٍ: أَخْذِ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ حَقِّهِ، وَإِنْفَاقِهِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَإِمْسَاكِهِ عن حقه، والشر كله من هذا تبع". وفي الباب حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:"قال الشيطان: لن يسلم مني صاحب المال من إحدى ثلاث، أغدو عليه بهن، وأروح بهن: أخذه المالَ من غير حله، وإنفاقه في غير حقه، وأحَبِّبَه إليه فيمنعه من حقه". أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 136) من طريق أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ به. وذكره المنذري في الترغيب (10/ 245)، والبوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 98 ب) مختصر. قلت: إسناده ضعيف؛ لأنه منقطع، أبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه شيئًا (انظر المراسيل ص 255)، وقد أخرجه ابن المبارك (ص 192) من طريق عَقيل بْنِ خَالِدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: فذكره بمعناه. وسلمة بن أبي سلمة هذا عنده مراسيل (انظر التاريخ الكبير 4/ 80).
3 - باب الأمر بالمعروف
3 - باب الأمر بالمعروف 3288 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا المُعْتَمِر بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أُبَى يَقُولُ: أَنْبَأَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أبي سعيد يعني مولى أبي أسيد يقول: إن عثمان رضي الله عنه، نهى عن الحكرة، فلم يزل رجل يَسْتَشْفِعُ حَتَّى يَتْرُكَ مَوْلَاهُ، فَدَخَلَ الزُّبَيْرُ بْنُ العوام رضي الله عنه، السُّوقَ، فَإِذَا هُوَ بِمَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ يَحْتَكِرُونَ (¬1)، فأقبل عليهم ضربًا، فبينا (¬2) هو كذلك إذا هو بعثمان رضي الله عنه، مقبلًا على بغلة -أو دَابَّةٍ- فَمَشَى إِلَيْهِ، فَأَخَذَ بِلِجَامِ الْبَغْلَةِ فَهَزَّهُ هَزًّا شَدِيدًا -وأُراه- قَالَ لَهُ (¬3): "إِنَّكَ، وَإِنَّكَ"، غَيْرَ أَنَّهُ اشْتَدَّ عَلَيْهِ فِي الْقَوْلِ، ثُمَّ تَرَكَهُ، فَلَمَّا نَزَلَ، أُلْقِيَتْ لَهُ وَسَادَةٌ فَجَلَسَ عليها، وجاء (¬4) الزبير رضي الله عنه، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: "وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ لَكَ عليَّ حَقًّا، وَلَكِنِّي (¬5) رَجُلٌ إِذَا رَأَيْتُ الْمُنْكَرَ لَمْ أَصْبِرْ"، فَقَالَ له عثمان رضي الله [عنه] (¬6): "اجلس"، فأجلسه على الوسادة التي (¬7) إلى جنبه. ¬
3288 - الحكم عليه: الأثر صحيح، رجال إسناده ثقات.
تخريجه: لم أجد من أخرجه بتمامه، لكن أخرج ابن أبي شيبة (6/ 102) قال: نا يحيى بن سعيد القطان عن التيمي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مولى الأنصار، عن عثمان بن عفان أنه نهى عن الحكرة. وأخرج مالك في الموطأ (2/ 651) بلاغًا أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ كَانَ يَنْهَى عَنِ الحكرة.
3289 - قَالَ إِسْحَاقُ (¬1): أنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا هشام عن ابن سعد، عن عثمان بن عرق بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ حضره شَيْءٌ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا فَتَوَضَّأَ ثُمَّ خَرَجَ فسمعت مِنَ الْحُجُرَاتِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ المنكر قبل أن تدعو إليه فَلَا يُجِيبُكُمْ وَتَسْأَلُونَهُ فَلَا يُعْطِيكُمْ وَتَسْتَنْصِرُونَهُ فَلَا يَنْصُرُكُمْ". * قُلْتُ: مَا عَرَفْتُ عُثْمَانَ بْنَ عُرْوَةَ بن هانئ (¬2). ¬
3289 - الحكم عليه: الحديث ضعيف لجهالة بعض رواته وذكر ذلك ابن كثير في التفسير (2/ 86) والهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 266). وستأتي شواهده في الحديث رقم (3293).
تخريجه: هو في مسند إسحاق (2/ 338: 864) بهذا المتن والإسناد. وأخرجه أحمد (6/ 159) قال؛ ثنا أبو عامر، ثنا هشام يعني ابْنُ سَعْدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَمرو بْنِ هانئ، عن عاصم بن عمر بن عثمان، عن عروة به. وأخرجه ابن ماجه (2/ 1327 (4004) قال حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام عن هشام بن سعد به. =
= ورواه البزّار كما في كشف الأستار (4/ 105: 3304) من طريق عاصم بن عمر عن عروة به. وقال: لا نعلم روى عاصم بن عمر بن عثمان، عن عروة إلَّا هذا. ونسبه في كنز العمال (3/ 73) (5555) للديلمي. وأخرجه البيهقي (10/ 93) من طريق أبي همام الدلال، ثنا هشام بن سعد به. ومن خلال ما سبق يتضح أن عاصم بن عمر ساقط من سند إسحاق. (سعد).
3290 - أخبرنا (¬1) بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الفزاري عن الحسن قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رد على أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه، قراءة آية، فقال أُبَيّ رضي الله عنه: "لَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنْتَ يُلْهِيكَ يَا عُمَرُ الصَّفْقُ بالبقيع (¬2) "، فقال عمر رضي الله عنه: "صَدَقْتَ، إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُجَرِّبَكُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ يَقُولُ الْحَقَّ؟ فَلَا خَيْرَ فِي أَمِيرٍ لا يقال عنده الحق، ولا يقوله". * هذا منقطع. ¬
3290 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف؛ لأنه من مرسل الحسن البصري، وقد أشار الحافظ إلى هذه العلة هنا في المطالب. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 21 ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بسند منقطع وضعيف، لجهالة بعض رواته.
تخريجه: لم أجد من أخرج هذه القصة تامة سوى إسحاق، لكن أخرج البيهقي في السنن الكبرى (7/ 69)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (2/ 597) من طريق بجالة أو غيره، قال: مرَّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، بغلام وهو يقرأ في المصحف: "النبي -صلى الله عليه وسلم- أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم". وهو أب لهم فقال يا غلام، حكّها، قال: هذا مصحف أبيّ، فذهب إليه، فسأله، فقال: "إنه كان يلهيني القرآن، ويلهيك الصفق بالأسواق". وشيخ البيهقي لم أجد له ترجمة، وهو أبو نصر بن قتادة، وباقي رجال الإسناد ثقات.
3291 - أخبرنا (¬1) أَبُو أُسَامَةَ، ثنا أَبُو سِنان عِيسَى بْنُ سِنان عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدّاد بْنِ أَوْسٍ قَالَ: ذَكَرَ مُعَاوِيَةُ الْفِرَارَ مِنَ الطَّاعُونِ فِي خُطبة، فقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: "كذبت، أمك هند هي أعلم منك"، ثم صلَّى، ثم أرسل إلى عبادة رضي الله عنه، فنفرت الأنصار معه، فاحتبسهم، ودخل عبادة رضي الله عنه، فقال له معاوية: " [ألم تتق] (¬2) الله تعالى وتستحيي إمامك، كذَّبتني على المنبر"، فقال عبادة رضي الله عنه: "أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، أَنِّي لَا أَخَافُ فِي "اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، فَكَيْفَ إذا كذبت على الله تعالى"، ثم خرج معاوية عند العصر فصلَّى، ثُمَّ أَخَذَ بِقَائِمَةِ الْمِنْبَرِ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي ذَكَرْتُ لَكُمْ حَدِيثًا عَلَى الْمِنْبَرِ فكذَّبني عبادة رضي الله عنه، فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ فَسَأَلْتُ، فَإِذَا الْحَدِيثُ كَمَا يُحَدِّثُنِي (¬3) عبادة، فاقتبسوا منه، فهو أفقه مني". ¬
3291 - الحكم عليه: مما سبق يتبين أن هذا إسناد ضعيف، لضعف عيسى بن سِنان. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 26 أ) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه بإسناد حسن.
تخريجه: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ- (8/ 864) من طريق إسحاق. ثم نقل ابن عساكر عن الطبراني قوله: لم يروه عن يعلى إلَّا أبو سِنان، ولا عن أبي سِنان إلَّا أبو أسامة، تفرد به إسحاق بن راهويه.
3292 - وقال مُسَدَّد: حدّثنا أبو عَوانة [-أُراه- عن عبد الملك بن [عُمير] (¬1)، عن الرَّبيع بن عُمَيلة] (¬2) قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَات وهَنَات، بِحَسْبِ امْرِئٍ إِذَا رَأَى أَمْرًا لَا يَسْتَطِيعُ لَهُ تَغْيِيرًا، أَنْ يعلم لديه أن قلبه له (¬3) كاره". ¬
3292 - الحكم عليه: الأثر ضعيف بهذا الإسناد، فيه عبد الملك بن عُمير اللخمي مدلس، لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالتحديث، وقد عنعن. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 85 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 174)، ومحمد بن وضاح في البدع (ص 99) قال: نا هارون بن عباد، كلاهما: عن جرير بن عبد الحميد، وابن عبد البر في التمهيد (24/ 313) من طريق شعبة، وحرب بن محمَّد الطائي في "حديثه"، وابن عساكر في "الدعاء لابن غزوان" عن سفيان بن عيينة، كلاهما كما في السلسلة الضعيفة (4/ 165)، ثلاثتهم: عن عبد الملك بن عُمير به، بلفظ قريب، دون: "إنها ستكون هَنَات وهَنَات"، عند ابن عبد البر. ولفظ محمَّد بن وضاح: "إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَات وهَنَات، بِحَسْبِ امْرِئٍ إِذَا رأى منكرًا لا يستطيع له غيرًا، أن يعلم الله من قلبه أنه له كاره". وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 74) من طريق الرُّكَين بن الرَّبيع، ونُعيم بن حماد =
= معلقًا في الفتن (1/ 259)، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 95)، كلاهما: من طريق عمارة بن عُمير، كلاهما: عن الرَّبيع بن عُمَيلة به، بنحوه، وعند البيهقي في آخر لفظ طويل. ولفظ ابن أبي شيبة: "إنها ستكون هَنَات وهَنَات، وأن يحسب الرجل إذا رأى أمرًا يكرهه، أن يعلم الله أنه له كاره". وسنده صحيح. ورُوي عن ابن مسعود مرفوعًا، أخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (3/ 278)، وفي التاريخ الصغير (2/ 144)، ومن طريقه ابن عَدي (3/ 136)، وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 275) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما: عن الرَّبيع بن سهل بن الرُّكَين، عن الرُّكَين بن الرَّبيع بن عُمَيلة، عن أبيه به، بنحوه، دون: "إنها ستكون هَنات وهَنَات". قال البخاريُّ: رواه غير واحد عن الرُّكين، ولا يرفعونه. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 275)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه الرَّبيع بن سهل، وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه للبخاري في التاريخ الكبير، والطبراني، ورمز لضعفه (فيض القدير 3/ 196). وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 342)، وقال: ضعيف. أهـ. قلت: رواية الوقف أصح، حيث سئل الدارقطني في العلل (5/ 53) عن هذا الأثر فقال: رفعه الرَّبيع بن سهل الفزاري عن الرُّكَين، عن أبيه، ووقفه غيره، وهو الصواب. أهـ. ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: "من رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع، فبلسانه، فإن لم يستطع، فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". أخرجه مسلم (1/ 69). وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
(128) وحديث (¬1) مخوّل البهزي، سبق في أول الإِيمان (¬2) ¬
3293 - وقال الحارث: حدّثنا يزيد عن (¬1) [ابن] (¬2) أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشير، عَنْ خالد بن سعد، مولى أبي مسعود رضي الله عنه، قال: دخل أبو مسعود رضي الله عنه، على حذيفة رضي الله عنه، وَهُوَ مَرِيضٌ، فَأَسْنَدَهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مسعود رضي الله عنه: "أَوْصِنَا"، قَالَ: "إِنَّ الضَّلَالَةَ حَقَّ الضَّلَالَةِ أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُهُ، وَتُنْكِرُ مَا كُنْتَ تعرفه، وإياك والتلوّن في دين الله تعالى". ¬
3293 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، لجهالة إبراهيم بن بَشير الأنصاري. وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (2/ 2 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن محمَّد بن أبي أسامة.
تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 594). وأخرجه البخاريُّ تعليقًا في التاريخ الكبير (1/ 275) من طريق ابن مِغْراء، أخبرنا ابن أبي خالد به، بأوله، وسقط من سنده: خالد بن سعد. وأخرجه نُعيم في الفتن (1/ 69) قال حدّثنا هُشيم، عن الشَيباني، عن الشعبي، أخبرنا هُزيل بن شُرَحْبيل، أن أبا مسعود الأنصاري جاء إلى حذيفة بن اليمان فقال: أخبرنا بأمر نأخذ به بعدك، فقال حذيفة: "إِنَّ الضَّلَالَةَ حَقَّ الضَّلَالَةِ أَنْ تَعْرِفَ مَا كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف، فانظر الذي أنت عليه اليوم فتمسك به، فإنه لا يضرك فتنة بعد". وسنده ضعيف، لعنعنة هُشيم. (انظر طبقات المدلسين ص 47). وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 381) من طريق رِبعي بن حِراش عن حذيفة أنه =
= قال: "رُبّّ يوم لو أتاني الموت لم أَشْكِ، فأما اليوم، فقد خالطت أشياء لا أدري على ما أنا منها". وأوصى أبا مسعود فقال: "عليك بما تعرف، وإياك والتلوّن في دين الله". وسنده صحيح. وأخرج أبو نُعيم في الحلية (1/ 278) من طريق رِبعي عن حذيفة شطره الأوّل، دون قوله: "وأوص أبا مسعود ... ". وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص 266) من قول أبي مسعود الأنصاري من طريق خالد عن عطاء بن السائب، عن شقيق بن سلمة قال: أتينا أبا مسعود عقبة بن عَمرو الأنصاري، فقلنا له: أوصنا، قال: "اتقوا الله، أعوذ من صباح النار، إياكم والتلوّن في الدين، ما عرفتم اليوم، فلا تنكروه غدًا، وما أنكرتموه اليوم، فلا تعرفوه غدًا". وهذا إسناد ضعيف، خالد هو ابن يزيد الواسطي، روى عن عطاء بن السائب بعد اختلاطه (انظر التهذيب 7/ 186). ويشهد لقوله: "أن تعرف ما كنت تنكره ... " ما يلي: 1 - حديث سهل بن سعد: أخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ص 91) واللفظ له، والطبراني في الكبير (6/ 196)، كلاهما من طريق صالح بن موسى عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يومًا لعبد الله بن عَمرو: "كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا، فصاروا هكذا؟ وشبَّك بين أصابعه قال: الله ورسوله أعلم. قال: "اعمل بما تعرف، ودع ما تنكر، وإياك والتلوّن في دين الله، وعليك بخاصة نفسك، ودع أمر العامة". وإسناده ضعيف جدًا، فيه صالح بن موسى هو الكوفي، متروك (التقريب ص 274). وأخرجه الطبراني في الكبير (6/ 164) من طريق بكر بن سُليم، حدثني =
= أبو حازم به، فذكره، وليس فيه: وإياك والتلوّن في دين الله". وذكرهما الهيثمي في المجمع (7/ 279)، ثم قال: رواه الطبراني بإسنادين، رجال أحدهما ثقات. قلت: بكر بن سُليم هذا هو الصواف، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 126). 2 - حديث أبي هريرة: أخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (7/ 575) من طريق العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحو لفظ سهل بن سعد المذكور آنفًا، وليس فيه: "إياك والتلوّن في دين الله". وسنده حسن، فيه العلاء هو ابن عبد الرحمن الحُرَقي، قال الذهبي: صدوق مشهور (الميزان 3/ 102). 3 - حديث عبد الله بن عَمرو مرفوعًا: وفيه: "وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر". وسنده حسن، وقد ذكرته في تخريج الحديث الماضي برقم (3234). وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
3294 - حدّثنا (¬1) يزيد، ثنا شريك عمن أخبره قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لتأمرن [بالمعروف] (¬3)، [و] (¬4) [لتنهون] (¬5) عن المنكر، أو ليسلطن الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ، فَلَا يُسْتَجَابُ لهم". ¬
3294 - الحكم عليه: هذا الأثر بهذا الإسناد فيه علتان: شريك، وهو صدوق يخطئ، وشيخه، وهو مبهم. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 112 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث موقوفًا بسند فيه راوٍ لم يسمّ، وله شاهد من حديث حذيفة، رواه الترمذي وحسنه.
تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 959). ولم أجد من أخرجه من هذا الوجه غير المصنف. وبشهد له ما رُوي عن أبي هريرة وحذيفة، وسلمان، وأنس، وعائشة، وابن عمر رضي الله عنهم كما يلي: 1 - حديث أبي هريرة: أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 106)، والطبراني في الأوسط (2/ 224) من طريق بكر بن يحيى بن زَبَّان، ثنا حبّان بن علي، ثنا ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: فذكره مرفوعًا، بلفظه. قال البزّار: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة، إلَّا من هذا الوجه. =
= قلت: بل رُوي من وجه آخر عن أبي هريرة كما سيأتي. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن عجلان إلَّا حبّان، تفرد به بكر بن يحيى بن زَبَّان. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 266)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، والبزار، وفيه حبّان بن علي، وهو متروك، وقد وثقه ابن معين في رواية، وضعّفه في غيرها. ورمز لحسنه السيوطي في الجامع الصغير، وتعقبه المناوي (انظر فيض القدير 5/ 260). وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 670)، وقال: ضعيف. قلت: وهو كما قال، لوجود بكر بن يحيى، قال الحافظ: مقبول، وكذلك شيخه: حبّان بن علي، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 127، 149)، وفيه عنعنة ابن عجلان، وهو محمَّد، ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين (ص 44). وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 92) من طريق محمود بن محمَّد أبي يزيد الظَّفَري الأنصاري، حدّثنا أيوب بن النجار عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ فريب. قال الخطيب: قال الدارقطني: تفرد به محمود عن أيوب بن النجار، عن يحيى. قلت: مسنده ضعيف، فيه محمود بن محمَّد، ذكره الذهبي في الضعفاء، ونقل عن الدارقطني قوله: ليس بالقوي، فيه نظر (المغني 2/ 647)، وأيوب بن النجار وإن كان ثقة، إلَّا أنه قد صح عنه أنه قال: لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إلَّا حديثًا واحدًا: "التقى آدم وموسى" (انظر التهذيب 1/ 362). 2 - حديث حذيفة موقوفًا: أخرجه ابن عَدي (5/ 146) من طريق عَمرو بن =
= عبد الغفار الفُقَيمي، ثنا الأعمش عن ميمون بن مِهْران، عن عبد الله بن سِيلان، عن حذيفة، فذكره بلفظ قريب. وسنده ضعيف جدًا، لحال عَمرو بن عبد الغفار، قال الذهبي: هالك (المغني 2/ 486)، وعبد الله بن سِيلان هو عبد ربه بن سليمان، قال الحافظ، مقبول (التقريب ص 335). وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 44)، وأحمد (5/ 390) من طريق أبي الرُّقَّاد قال: خرجت مع مولاي وأنا غلام، فدفعت إلى حذيفة وهو يقول: " ... لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتحاضّن على الخير، أو ليسحتنَّكم الله بعذاب جميعًا، أو ليؤمرنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ، فَلَا يُسْتَجَابُ لهم". وذكره ابن كثير في جامع المسانيد والسنن (2/ 410) وقال: رواه وتفرد به -يعني أبا الرُّقَّاد- وهذا القول منه رحمه الله غير سديد، إذ رواه عبد الله بن سِيلان عن حذيفة، كما تقدم. وإسناد أحمد ضعيف، لوجود أبي الرُّقَّاد، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 640). وقوله: "لتحاضّن"، من الحضّ وهو الحث على الشيء، وقوله: "ليسحتنَّكم"، من السَّحت وهو الإهلاك والاستئصال (انظر النهاية 1/ 400، 2/ 345). 3 - حديث سلمان موقوفًا: أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 243)، والبخاري تعليقًا في التاريخ الكبير (3/ 191) من طريق خليفة بن سعيد عن عمه، عن سلمان، فذكره بلفظ قريب، وزاد في آخره. وسنده ضعيف، فيه خليفة بن سعيد وهو مجهول، ترجم له البخاريُّ، وابن أبي حاتم، ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا (التاريخ الكبير 3/ 191، الجرح 3/ 377)، وعمه لم أعرفه. =
= وسقط من سند ابن أبي شيبة قوله: عن عمه، كما تحرف قوله: سلمان، إلى: عثمان. 4 - حديث أنس: أخرجه الأصبهاني في الترغيب (1/ 152) من طريق عبد الله بن شَبيب -تحرف إلى: شعيب- قال: حدثني أبو بكر بن شيبة -تحرف إلى: شَبيب- قال: حدثني يونس بن يحيى، ثنا الحارث بن محمَّد الفِهْري عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عُمَرَ بن عبد العزيز، عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يقول: "لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ الله عليكم عدوًا من غيركم، ثم تدعونه، فلا يستجيب لكم". وإسناده ضعيف جدًا، فيه عبد الله بن شَبيب، قال الذهبي: واهٍ، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث (المغني 1/ 342)، وأبو بكر بن شيبة هو عبد الرحمن بن عبد الملك، قال الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ص 345). 5 - حديث حذيفة مرفوعًا: أخرجه أحمد (5/ 388، 391)، والترمذي (4/ 406) واللفظ له، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (10/ 93)، وفي الشعب (6/ 84)، والبغويُّ في شرح السنة (14/ 345)، والذهبي في السير (18/ 298) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الأشهَلي عن حذيفة بن اليمان، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه، فلا يستجاب لكم". قال الترمذي: هذا حديث حسن. قلت: هذا حديث ضعيف، فيه عبد الله الأشهَلي، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 311). 6 - حديث عائشة: أخرجه إسحاق (2/ 338)، وأحمد (6/ 159)، وابن ماجه (2/ 1327)، والبزار كما في الكشف (4/ 105) من طريق عاصم بن عمر عن عروة، عن عائشة مرفوعًا. =
= ولفظ البزّار: "يا أيها الناس! إن الله تبارك وتعالى يقول لكم: مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، قَبْلَ أَنْ تدعوني فلا أستجيب لكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم". وسقط عاصم بن عمر، من سند إسحاق. قال البزّار: لا نعلم روى عاصم بن عمر بن عثمان عن عروة إلَّا هذا. وذكره الحافظ ابن كثير في التفسير (2/ 86) من طريق ابن ماجه، ثم قال: تفرّد به، وعاصم هذا مجهول. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 266)، ثم قال: رواه أحمد، والبزار، وفيه عاصم بن عمر أحد المجاهيل. قلت: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه عاصم بن عمر بن عثمان، قال الحافظ: مجهول (التقريب ص 286)، وذكر له هذا الحديث في ترجمته في التهذيب (5/ 47). 7 - حديث ابن عمر: أخرجه أبو نُعيم في الحلية (8/ 287)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 157) واللفظ له، من طريق إسحاق بن إبراهيم الرازي، ثنا عبد الله بن عبد العزيز بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أبيه، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "يا أيها الناس! أؤمروا بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، قَبْلَ أَنْ تَدْعُوا الله فلا يستجيب لكم، وقبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يدفع رزقًا، ولا يقرب أجلًا ... ". وفي إسناد أبي نُعيم سقط وتحريف. قال أبو حاتم: هذا حديث منكر (علل ابن أبي حاتم 2/ 138، 431). قلت: رجاله ثقات، إلَّا إسحاق بن إبراهيم الرازي، فلم أميزه، وقد ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 266)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه من لم أعرفهم. وبما سبق يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق. =
4 - باب النصيحة من الدين
4 - باب النصيحة من الدين 3295 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُباب، ثنا محمَّد بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَمرو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الدين النصيحة"، قالوا: لمن با رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لكتاب الله تعالى وَلِنَبِيِّهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.
3295 - [1] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لأنّ فيه محمَّد بن مسلم الطائفي، وهو صدوق يخطئ إذا حدَّث من حفظه، وقد أخطأ في إسناد هذا الحديث، فرواه عَنْ عَمرو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، والصحيح عَنْ عَمرو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكيم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يزيد، عن تميم الداري مرفوعًا. قال البخاريُّ في التاريخ الكبير (6/ 460)، والصغير (2/ 34) بعد أن أخرجه: والصحيح عن عَمرو، عن القعقاع. وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 176)، ثم قال: قال أبي: هذا خطأ، إنما هو مَا رَوَاُه ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمرو بْنِ دينار، عن القعقاع. وأخرجه الحافظ في التغليق (2/ 59)، ثم قال: إسناده حسن، لكنه معلول برواية سفيان بن عيينة عن عَمرو، عن القعقاع. =
= قلت: ذكر هذه الطريق موجود في التخريج. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 87)، ثم قال: رواه أحمد، والبزار، والطبراني في الكبير ... ورواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 15 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى الموصلي.
تخريجه: أخرجه عن أبي بكر: أبو يعلى (4/ 259)، ومن طريقه أبو الشيخ في التوبيخ (ص 21)، والحافظ في التغليق (2/ 59). وأخرجه البزّار: كما في الكشف (1/ 49) من طريق عبد الله بن محمَّد الكوفي، ثنا زيد بن الحُباب، به بلفظه. قال البزّار: وهذا لَا نَعْلَمُهُ يُروى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، إلَّا بهذا الإسناد. وأخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (6/ 460)، وفي الصغير (2/ 34)، قال: وقال محمَّد بن مسلم، به. وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 108) من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عَمرو بن دينار، به. ولفظه: "الدين النصيحة"، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله، ولكتابه، ولنبيه، ولأئمة المسلمين، وعامتهم". وأخرجه الإمام أحمد 1/ 351) من طريق عبد الرحمن بن ثوبان قال: سمعت عَمرو بن دينار، به بلفظ قريب، لكن زاد في الإسناد -بعد عَمرو بن دينار-: أخبرني من سمع ابن عباس. قال الهيثمي في المجمع (1/ 87): فمقتضى رواية أحمد: الانقطاع بين عَمرو وابن عباس، ومع ذلك فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وقد ضعَّفه أحمد، وقال: أحاديثه مناكير. =
= قلت: ولعل من مناكيره هذه الزيادة في الإسناد. ومدار هذا الإسناد على عَمرو بن دينار: فرُوي عنه، عن ابن عباس، كما مضى. ورواه سفيان بن عيينة عنه، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكيم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ مرفوعًا. وأخرجه الحُميدي (2/ 369)، وعنه البخاريُّ في التاريخ الكبير (6/ 460)، وفي الصغير (2/ 34)، وأخرجه مسلم (1/ 74)، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (4/ 102)، ومن طريقه الحافظ في التغليق (2/ 55)، كلاهما: عن محمَّد بن عباد المكي، والنسائيُّ (7/ 156) قال: أخبرنا محمَّد بن منصور، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 518) قال: ثنا يعقوب بن حُميد، أربعتهم: عن سفيان بن عيينة، به. ولفظ مسلم: "الدين النصيحة". قلنا: لمن؟ قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم". وهذا الوجه هو الوجه الصحيح؛ لما قاله البخاريُّ، وأبو حاتم، والحافظ، كما في الحكم على هذا الحديث، والله أعلم.
3296 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرة، ثنا [سَلْم] (¬1) بن قُتيبة، حدّثنا الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أمرني جبريل عليه السلام بالنصح". ¬
3296 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود الحسن بن علي الهاشمي. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 87)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه الحسن بن علي الهاشمي، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 15 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (11/ 238)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 6 ب). وأخرجه عنه ابن عَدي (2/ 321).
3297 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو إِبْرَاهِيمَ (¬2) التَّرْجُماني، حَدَّثَنَا صَالِحٌ المُرِّي قال: سمعت الحسن يحدث عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيمَا يرويه عن ربه عزَّ وجل قَالَ: "أَرْبَعُ خِصَالٍ: وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ لِي، وَوَاحِدَةٌ لَكَ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي. فَأَمَّا الَّتِي لِي، فَتَعْبُدُنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، وَأَمَّا الَّتِي لَكَ، فَمَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ جَزَيْتُكَ بِهِ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَعَلَيَّ الْإِجَابَةُ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي، فَارْضَ لَهُمْ مَا ترضى لنفسك". ¬
3297 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود صالح المُرِّي. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 51)، ثم قال: هذا لفظ أبي يعلى، ورواه البزّار، وفي إسناده صالح المُرِّي، وهو ضعيف، وتدليس الحسن أيضًا. قلت: قد صرح الحسن بالتحديث، فأُمن تدليسه، وقد ذكره الحافظ في أهل المرتبة الثانية من طبقات المدلسين، وهم من احتمل الأئمة تدليسهم (انظر طبقات المدلسين ص 29). وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 15 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى من طريق صالح المُرِّي، وهو ضعيف، وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه أحمد.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (5/ 143). وذكره الحافظ ابن كثير في التفسير (4/ 92) عن أبي يعلى. وأخرجه عن المصنف ابن حبّان في المجروحين (1/ 368). =
= وأخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 792) قال: حدّثنا أحمد بن رشد بن المصري، وابن عَدي (4/ 62) قال: ثنا الحسين بن أحمد بن منصور، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 284 ب، 322 ب) قال: حدّثنا عبد الله بن محمَّد البغوي، ثلاثتهم: عن أبي إبراهيم التَّرْجُماني، به بلفظه، وعند ابن عَدي: "فما عملت من شيء"، بدل: "فما عملت من خير". قال ابن عَدي: لا أعرف يرويه عن الحسن غير صالح. وأخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 792) من طريق حجاج بن مِنهال، ثنا صالح المُرِّي، به بلفظه. وأخرجه البزّار: كما في الكشف (1/ 18) من طريق الحجاج بن المِنْهال، ثنا صالح المُرِّي، به بلفظ قريب، دون الخصلة الرابعة. قال البزّار: تفرد به صالح المُرِّي. وذكره ابن كثير في التفسير (1/ 225) عن البزّار. وأخرجه عمر النسفي في القند (ص 403) من طريق أبي الحسن محمَّد بن الحسن الضرير قال: حدّثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال: حدّثنا محمَّد بن أبي بكر المُقَدَّمي قال: حدّثنا زائدة بن أبي الرُّقَاد قال: حدّثنا زياد النُّمَيري عن أنس بن مالك، به بنحوه، دون الخصلة الرابعة. وإسناده ضعيف، زياد النُّمَيري هو ابن عبد الله، قال الحافظ: ضعيف، وزائدة بن أبي الرُّقَاد، قال الحافظ: منكر الحديث (التقريب ص 220، 213)، ومحمد بن الحسن الضرير لم أعرفه. وأخرجه ابن قُتيبة في عيون الأخبار (2/ 277) قال: حدثني أبو مسعود الدارمي قال: حدّثنا جرير عن أنس بن مالك، به بنحوه، دون الخصلة الرابعة. وسنده ضعيف جدًا، فيه أبو مسعود الدارمي، هو خراش بن محمَّد بن خراش، متروك (انظر الميزان ص 652). =
= ويشهد له حديث سلمان كما يلي: أخرج الطبراني في الكبير (6/ 253) من طريق حُميد بن الربيع، ثنا علي بن عاصم، ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: فذكره بلفظ قريب، دون الخصلة الرابعة. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 51)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده حُميد بن الربيع، وثَّقه غير واحد، لكنه مدلس، وفيه ضعف. وذكره الهيثمي أيضًا (10/ 149)، ونسبه للبزار، وأعلَّه بحُميد بن الربيع، وشيخه علي بن عاصم، فقال: كلاهما ضعيف، وقد وثقا. قلت: علي بن عاصم هو الواسطي، قال الحافظ: صدوق يخطئ ويصر (التقريب ص 403)، وحُميد بن الربيع هو الخزاز، ذكره الذهبي في الضعفاء، وقال: قال الدارقطني: تكلموا فيه (المغني 1/ 194). فهذا الحديث بهذا الإسناد لأجلهما ضعيف. وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 330) عن معتمر بن سليمان، وأحمد في الزهد (ص 80) عن يحيى بن سعيد، كلاهما: عن سليمان التيمي، به بلفظ قريب، دون الخصلة الرابعة، لكن من قول سلمان. وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، وهو وإن كان موقوفًا إلَّا أنه في حكم المرفوع؛ لأنّ لفظه لا يمكن إدراكه بالعقل. ويشهد للخصلة الرابعة، وهي قوله: "وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي، فَارْضَ لَهُمْ ما ترضى لنفسك"، حديث أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". أخرجه البخاريُّ (فتح 1/ 56) وهذا لفظه، ومسلم (1/ 67). وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
5 - باب الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن كان ممن [لا يأتمر]
5 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ [لَا يَأْتَمِرُ] (¬1) 3298 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُليمان، ثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأسود، ثنا عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مُحارب بْنِ [دِثار] (¬2)، [عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ] (¬3)، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ رَضِيَ اللَّهُ عنه، مِنَ الْحَبَشَةِ عَلَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ما أعجب شيء رأيت (¬4)؟ "، قال رضي الله عنه: رَأَيْتُ امْرَأَةً عَلَى رَأْسِهَا مِكْتَل فِيهِ طَعَامٌ، فمرَّ فَارِسٌ يَرْكُضُ فَأَذْرَاهُ، فَقَعَدَتْ تَجْمَعُ طَعَامَهَا، ثُمَّ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: وَيْلٌ لَكَ (¬5) يَوْمَ يَضَعُ المَلِك كُرْسِيَّهُ، فَيَأْخُذُ (¬6) لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[تَصْدِيقًا] (¬7) لِقَوْلِهَا: "لَا قُدّست -أَوْ كَيْفَ تُقَدَّس- أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من شديدها غير متعتع؟ (¬8) ". * قوله: غير متعتع، أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه، أو يزعجه، وغير بالنصب حال للضعيف ... ¬
3298 - [1] الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لأنه من رواية مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السائب بعد اختلاطه، قال الحافظ في الهدي (ص 425) في ترجمة عطاء: وتحصَّل لي من مجموع كلام الأئمة أن رواية شعبة، وسفيان الثوري، وزهير بن معاوية، وزائدة، وأيوب، وحمّاد بن زيد عنه قبل الاختلاط، وأن جميع من روى عنه غير هؤلاء، فحديثه ضعيف؛ لأنه بعد اختلاطه، إلَّا حمَّاد بن سلمة، فاختلف قولهم فيه. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 208)، ثم قال: رواه البزّار، والطبراني في الأوسط، وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة، لكنه اختلط، وبقية رجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 116 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، والبزار، وأبو يعلى، والحاكم، وعنه البيهقي، ورواته ثقات. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه لأبي يعلى، والبيهقيُّ في السنن عن بريدة، ورمز لصحته (فيض القدير 5/ 59). وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2/ 842)، وقال: صحيح. =
= تخريجه: أخرجه الحربي في غريب الحديث (1/ 251)، والبزار كما في الكشف (2/ 235) قال: حدّثنا محمَّد بن مسكين، وأبو يعلى كما في جامع المسانيد والسنن (1/ 506) قال: حدّثنا زهير، والرُّوياني كما في المطالب وهي الطريق القادم برقم (3) قال: حدّثنا ابن إسحاق، وابن النقَّاش في فنون العجائب (ص 50) من طريق معاذ بن المثنى، ومحمد بن الفضل بن جابر، البيهقي في السنن الكبرى (10/ 94) من طريق معاذ بن المثنى، والعباس بن الفضل -فرقهما- وفي (6/ 95)، وفي الأسماء والصفات (2/ 148) من طريق عبد الله بن أبي سعد، جميعهم: عن سعيد بن سليمان به، بنحوه، ولم يذكر الحربي آخره، وهو قوله: "لا قُدِّست أمة ... ". ولفظ البزّار: سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جعفرًا رضي الله عنه، حين قدم من الحبشة: "ما أعجب شيء رأيته؟ "، قال: رأيت امرأة تحمل على رأسها مكتلًا من طعام، فمرّ فارس فركضه فأبذره، فجلست تجمع طعامها، ثم التفتت فقالت: ويل لك إذا وضع المَلِك تبارك وتعالى كرسيه، فأخذ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَصْدِيقًا لِقَوْلِهَا: "لَا قُدِّست أمة -أَوْ- كَيْفَ تُقَدَّس أُمَّةٌ، لَا يَأْخُذُ ضَعِيفُهَا حقه من شديدها وهو غير متعتع؟ ". قال البزّار: لا نعلم له عن بريدة طريقًا غير هذا، تفرد به منصور. قلت: لم يتفرد به منصور، حيث تابعه عَمرو بن أبي قيس عن عطاء بن السائب بسند ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الطريق القادم برقم (4). وذكره القرطبي في التفسير (2/ 1085) عن ابن بريدة، عن أبيه بنحوه. ويشهد للفظه تامًا حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أخرجه ابن أبي عمر =
= العَدَني بسند ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3319 [1]). ويشهد لآخره ما يلي: 1 - حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: "لا قُدِّست أمة لا تعطى الضَّعِيفُ فِيهَا حَقَّهُ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ. أَخْرَجَهُ ابْنُ أبي شيبة في المسند بسند صحيح، وقد ذكره الحافظ هنا، وهو الحديث القادم برقم (3299). 2 - حديث أبي زُرعة بن عَمرو بن جرير مرسلًا، وفي آخره:"إن الله تعالى لا يُقدِّس أمة لا تنصر ضعيفها -أو قال- لا تقوّي ضعيفها". أخرجه الحارث في مسنده مع قصة في أوله، وسنده منقطع لإرساله، وقد ذكره الحافظ هنا، وهو الحديث القادم برقم (3301). 3 - حديث خولة قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ما يقُدِّس الله أمة لم يأخذ ضعيفها حقه غير متعتع ... ". أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد (6/ 64) واللفظ له، والحسن بن سفيان في مسنده كما في الإصابة (12/ 240)، والطبراني في الكبير (24/ 233، 248) من طريق بقية عن ابن أبي الجوْن، عن أبي سعد، عن معاوية بن إسحاق، عن خولة به. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 131)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه أبو سعد البقَّال، وهو ضعيف. قلت: وفيه أيضًا بقية، وهو مدلس (انظر طبقات المدلسين ص 49) وقد عنعن. وحديث خولة هذا سأذكره -بمشيئة الله تعالى- من طريق أخرى، وبلفظ أتم في شواهد الحديث القادم برقم (3301). 4 - حديث مخارق قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا قُدِّست أمة لا يؤخذ لضعيفها من قويها غير متعتع". =
= أخرجه ابن قانع في المعجم -خ- (ق 180 ب) وهذا لفظه، والطبراني في الكبير (20/ 313) من طريق شَريك عن سِماك، عن قابوس بن المخارق، عن أبيه به. وإسناده ضعيف، لوجود شَريك، وهو ابن عبد الله النخعي. 5 - حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-:"كيف تُقَدَّس أمة لا يؤخذ لضعيفها من قويّها؟ ". أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 118) من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُلَيكي عَنِ ابن أبي مُلَيكة، عن ابن عباس به. وسنده ضعيف، لحال عبد الرحمن بن أبي بكر المُلَيكي، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 337). وبهذه الشواهد يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره.
3298 - [2] وقال أبو يعلى: حدّثنا زُهَيْرٌ -يَعْنِي ابْنَ حَرْبٍ- ثنا سَعِيدُ بْنُ سليمان به. [3] وقال الرُّوياني: حدّثنا ابْنُ إِسْحَاقُ (¬1) هُوَ الصَّاغَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِهِ. * إِسْنَادُهُ حَسَنٌ (¬2). وَقَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ لَهُ طَرِيقًا غَيْرَ هَذَا (¬3). وَمَنْصُورٌ لَا أدري [أسَمِعَ] (¬4) مِنَ عَطَاءٍ بَعْدَ اخْتِلَاطِهِ أَوْ قَبْلَ؟ (¬5)، انْتَهَى. [4] وَقَدْ تَابَعَهُ عَمرو بْنُ أَبِي قَيْسٍ (¬6) [عَنْ عطاء بن السائب] (¬7) عن مُحارب، أخرجه الحاكم (¬8). ¬
(129) وحديث جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي ذَلِكَ يَأْتِي إِنْ شاء الله تعالى في كتاب يوم القيامة (¬1). وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (¬2)، وَابْنِ مَسْعُودٍ (¬3)، وعائشة (¬4) رضي الله عنهم. ¬
3299 - [وقال أبو بكر] (¬1): حدّثنا ابْنُ أَبِي عُبيدة، يَعْنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا قدّست أمة لا تعطي (¬3) الضعيف فيها حقه غير متعتع". * أظن أن ابن ماجه أخرجه فِي أَثْنَاءِ حَدِيثٍ، فَيُنْظَرُ فِي كِتَابِ الْأَحْكَامِ من كتابه. ¬
3299 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح. وذكره المنذري في الترغيب (2/ 611)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورواته رواة الصحيح. ووافقه الهيثمي في المجمع (4/ 197). وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 116 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقات، ورواه البزّار من حديث عائشة، والطبراني من حديث ابن مسعود، ومن حديث معاوية، وابن حبّان في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 592) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه عنه أبو يعلى (2/ 344). وأخرجه ابن ماجه (2/ 810)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 341، 2/ 548) من طريق أحمد بن محمَّد ابن الحسين، كلاهما: عن إبراهيم بن عبد الله بن محمَّد بن =
= عثمان أبي شيبة، ثنا ابن أبي عُبيدة به، بلفظ قريب في آخر قصة. ولفظ ابن ماجه: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يتقاضاه دينًا كان عليه، فاشتد عليه، حتى قال له: أُحَرّج عليك إلَّا قضيتني. فانتهره أصحابه وقالوا: ويحك لو تدري من تكلم؟ قال: إني أطلب حقي. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هلا مع صاحب الحق كنتم؟، ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها: "إن كان عندك تمر؟ فأقرضينا، حتى يأتينا تمرنا فنقضيك، فقالت: نعم، بأبي أنت يا رسول الله. قال: فأقرضته فقضى الأعرابي وأطعمه، فقال: أوفيت، أوفى الله لك، فقال: "أولئك خيار الناس، إنه لا قُدِّست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع". وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 46): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، رواه أبو يعلى، ورواته ثقات، رواة الصحيح. قلت: إسناد ابن ماجه حسن، لحال شيخه إبراهيم بن عبد الله، قال الحافظ: صدوق (التقريب ص 91).
3305 - وقال الحُميدي: حدّثنا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ [سَعِيدٍ] (¬1)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبي [حَكيم] (¬2) قال: قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: "إن الله تعالى لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ، فَإِذَا ظَهَرَتِ المعاصي فلم تنكر، أخذت العامة والخاصة". ¬
3300 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 85 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحُميدي.
تخريجه: هو في مسند الحُميدي (1/ 131). وأخرجه نُعيم في الفتن (2/ 622) قال: حدّثنا ابن عيينة به، بلفظ قريب. وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 469) قال؛ حدّثنا أبو خالد الأحمر، وأبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 55) من طريق علي بن عاصم، تلميذ أبي حنيفة، كلاهما: عن يحيى بن سعيد به، بنحوه. ولفظ أبي الليث: "إن الله تعالى لا يعذب العامة بعمل الخاصة، ولكن إذا ظهرت المعاصي فلم ينكروا، فقد استحق القوم جميعًا العقوبة". وأخرجه مالك في الموطأ (2/ 991)، وعنه ابن المبارك (ص 476)، ومن طريقه أخرجه: عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص 414)، وأبو نُعيم في الحلية (5/ 298)، وأبو عَمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (ص 649)، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 99) عن إسماعيل بن أبي حَكيم به، بمعناه. ولفظ مالك: كان يقال: "إن الله تبارك وتعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة، ولكن إذا عُمل المنكر جهارًا، استحقوا العقوبة كلهم".
3301 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا وُهيب، ثنا أَيُّوبٌ، عَنْ عَمرو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرعة بن عَمرو بن جرير رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَقَاضَاهُ تَمْرًا (¬1)، فَاسْتَنْظَرَهُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَبَى أَنْ ينظره، فانتهره أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أُحَرّج به (¬2) عَلَيْكَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أَطْلُبُكَ مِنْهُ (¬3) بِشَيْءٍ، فَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ إِلَى [أرضي] (¬4) حتى يُنهب (¬5) منها أكثر مما أطلب منك، فأرسل -صلى الله عليه وسلم-إِلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سُليم يُقَالُ لَهَا: خولة، يستسلفها تمرًا، فأرسلتْ إليه بتمر فَقَالَتْ: إِنْ أَرَدْتَ مِنْ هَذَا؟ فَعِنْدَنَا مِنْهُ مَا أَرَدْتُمْ. قَالَ: "تُرِيدُ مِنْ هَذَا؟ "، قَالَ: نعم: "اذْهَبْ فَاكْتَلْ وَاسْتَوْفِهِ"، ثُمَّ قَالَ: "هُوَ كَانَ (¬6) أَحْوَجَ إِلَى نُصْرَتِكُمْ مِنِّي، وَأَنَا إِلَى أَنْ تَأْمُرُونِيَ بِأَدَاءِ أَمَانَتِي أَحْوَجُ"، وَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تعالى-[لا يُقَدِّس] (¬7) أمة لا تنصر (¬8) ضعيفها -أو قال:- لا تقوّي (¬9) ضعيفها". ¬
3301 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، لكنه منقطع، أبو زُرعة بن عَمرو =
= روايته عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرسلة. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 116 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحارث.
تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 582). ولم أجد من أخرجه من هذه الطريق سوى المصنِّف، لكن يشهد له بتمامه ما روي عن عبد الله بن أبي سفيان، وخولة، كما يلي: 1 - حديث عبد الله بن أبي سفيان: أخرجه الحاكم (3/ 256)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 93) من طريق محمَّد بن جعفر، ثنا شعبة عن سِماك، عن عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قال: كان لرجل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تمر، فأتاه يتقاضاه، فاستقرض النبي -صلى الله عليه وسلم- من خولة بنت حَكيم تمرًا، فأعطاه إياه، وقال: "أما إنه قد كان عندي تمر لكنه قد كان عثريًا"، ثم قال: "كذلك يفعل عباد الله المؤمنون، إن الله لا يترحم على أمة لا يأخذ الضعيف منهم حقه غير متعتع". قال الحاكم قبل هذا الحديث: فإذا الشيخ الذي لم يسمه عثمان بن جَبَلَة عن شعبة، عن سِماك: قد سماه غُنْدَر، غير أنه لم يذكر أبا سفيان في الإسناد. قلت: يعني إسناد عثمان بن جَبَلَة، أنبأ شعبة عن سِماك بن حرب قال: كنا مع مُدرك بن المُهلَّب بسجستان في سرادقة، فسمعت شيخًا يحدث عن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إن الله لا يقَدِّس أمة لا يأخذ الضعيف حقه من القوي وهو غير متعتع". وقال البيهقي: هذا مرسل، وهو الصحيح. وقال الحافظ في تلخيص الحبير (4/ 183): رواه الحاكم من حديث شعبة عن سِماك، عن عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث به، في قصة، قال البيهقي: المرسل =
= أصح، وقال الحاكم: الموصول صحيح، والمرسل مفسر لاسم المبهم الذي في الموصول، قال الحافظ: هذا معنى كلامه، وفيه نظر. أهـ. وأخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 14 أ) من طريق عُبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة به مختصرًا. ولفظه: جاء يهودي يتقاضى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأغلظ له، فهمّ به أصحابه، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا قدّس الله أمة لا يأخذون للضعيف منهم حقه غير متعتع". وبهذا اللفظ ذكره الهيثمي في المجمع (4/ 140)، وزاد في آخره: ثم أرسل إلى خولة بنت حَكيم، فاستقرضها تمرًا، فقضاه، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كذلك يفعل عباد الله الموفون، أما إنه قد كان عندنا تمر، ولكنه قد كان خيرًا". ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. 2 - حديث خولة: أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 233) من طريق حبّان بن علي واللفظ له، والأصبهاني في الترغيب (2/ 854) من طريق علي بن غراب، كلاهما: عن سعد بن طريف، عن موسى بن طلحة، عن خولة امرأة حمزة قالت: كان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسق من تمر لرجل من بني ساعدة فأتاه يقضيه، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجلًا من الأنصار أن يقضيه، فقضاه تمرًا دون تمره فأبى أن يقبله، فقال: أترد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: نعم، ومن أحق بالعدل من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فاكتحلت عَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بدموعه، ثم قال: "صدق، من أحق بالعدل مني؟ لا قدّس الله أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من شديدها وهو لا يتعتعه" ثم قال: "يا خولة، عِدِيه وأذهبيه واقضيه، فإنه ليس من غريم يخرج من عند غريمه راضيًا، إلَّا صلت عليه دواب البر ونون البحار، وليس من غريم يلوي غريمه وهو يجد، إلَّا كتب الله عليه في كل يوم وليلة إثمًا". وذكره المنذري في الترغيب (2/ 610)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، =
= والكبير من رواية حبّان بن علي، واختلف في توثيقه. ووافقه الهيثمي في المجمع (4/ 140). قلت: علة هذا الحديث: سعد بن طريف، قال الحافظ: متروك، ورماه ابن حبّان بالوضع، وكان رافضيًا. (التقريب ص 231)، فيكون هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيفًا جدًا، لوجوده، والله أعلم. ويشهد لهذا الحديث دون قوله: "إن الله لا يُقَدِّس أمة ... " ما يلي: 1 - حديث أبي حُميد الساعدي: أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 104) قال: حدّثنا عَمرو بن مالك، والطبراني في الصغير (ص 369) من طريق إبراهيم بن المنذر الحِزامي واللفظ له، كلاهما: عن عبد الله بن وهب، حدثني قرة بن عبد الرحمن عن يزيد بن أبي حَبيب، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن أبي حُميد الساعدي قال: استسلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من رجل تمر لون، فلما جاءه يتقاضاه، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ليس عندنا اليوم شيء، فإن شئت أخرت عنا حتى يأتينا شيء فنقضيك"، فقال الرجل: واغدراه، فتذمر عمر، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "دعنا يا عمر، فإن لصاحب الحق مقالًا، انطلقوا إلى خولة بنت حَكيم الأنصارية، فالتمسوا لنا عندها تمرًا"، قال: فانطلقوا، فقالت: والله ما عندي إلَّا تمر ذخيرة، فأخبروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "خذوه فاقضوه"، فلما قضوه أقبل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له: "استوفيت؟ "، قال: نعم، قد أوفيت وأطبت، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن خيار عباد الله عند الله الموفون المطيبون". قال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلَّا يزيد بن أبي حَبيب، ولا عن يزيد إلَّا قرة، تفرد به ابن وهب، ولا يروى عن أبي حُميد إلَّا بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 140)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والصغير، ورجاله رجال الصحيح، وروى البزّار بعضه، وقال في آخره: فذكر الحديث. =
= 2 - حديث عائشة: أخرجه أحمد (6/ 268) من طريق هشام بن عروة، والبزار كما في الكشف (2/ 105) من طريق محمَّد بن جعفر، كلاهما: عن عروة، عن عائشة قالت: فذكره بنحو لفظ أبي حُميد الساعدي المذكور آنفًا. قال البزّار: قد رواه بعضهم عن عروة، عن عائشة، وهذا أحسن شيء عنه. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 139)، ثم قال: رواه أحمد، والبزار، وإسناد أحمد صحيح. قلت: ويشهد له أيضًا الحديث السابق برقم (3298 [1])، وما ذكر في
تخريجه. وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3302 - وقال الحارث: حدّثنا يزيد، ثنا (¬1) أَبُو الْفَضْلِ شَيْخٌ (¬2) كَانَ بِوَاسِطَ، ثنا سعيد المَقْبُريُ قال: اتَّخذ مروان (¬3) منبرًا (¬4) ... الحديث، فقال أبو سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يقول: "من رأى بدعة، فليغيرها (¬5). ¬
3302 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لأنّ في إسناده راويًا مجهولًا. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 85 أ) مختصر، وقال: رواه عبد بن حُميد، والحارث بن أبي أسامة.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 962). ولفظه: اتخذ مروان منبرًا فأخرجه يوم العيد، وكان الإمام قبل ذلك إنما يخطُب على دكتين، فخطب الناس، فجاء أبو سعيد وهو على المنبر فقال: ما هذه البدعة يا مروان؟، فقال: أبا سعيد، إنها ليست ببدعة، إن الناس قد كثروا فأردت أن أسمعهم موعظتي، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يَقُولُ: "مَنْ رَأَى بِدْعَةً، فليغيرها، فإن لم يستطع أن يغيرها في الناس، فليغيرها في نفسه"، وإني لا أستطيع ان أغيرها عليك، ولا والله لا أصلي اليوم خلفك ركعة، وانصرف. قلت: ولم أجد من أخرجه من هذه الطريق سوى المصنِّف، لكن القصة مشهورة، أخرجها عبد بن حُميد، في المنتخب (2/ 74) واللفظ له، ومسلم (1/ 69)، وأبو داود (1/ 296)، وابن ماجه (2/ 1330) من طريق الأعمش عن =
= إسماعيل بن رجاء، عن أبيه قال: أول من أخرج المنبر في يوم عيد مروان، وبدأ بالخُطبة قبل الصلاة، فقام إليه رجل فقال: خالفت السنة يا مروان، أخرجت المنبر ولم يكن يخرج وبدأت بالخُطبة قبل الصلاة، فقال أبو سعيد: من هذا؟، قالوا: هذا فلان بن فلان، فقال: أما هذا، فقد قضى ما عليه، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من رأى منكم منكرًا، فإن استطاع أن يغيره بيده، فإن لم يستطع، فبلسانه، فإن لم يستطع، فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". كما أخرجها عبد الرزاق (3/ 285)، وأحمد (3/ 20، 54)، ومسلم (1/ 69)، وأبو داود (1/ 296)، والترمذي (4/ 407) من طريق قَيْسِ بْنِ مُسلم عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ بنحو اللفظ السابق. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرج النسائيُّ (8/ 111) المرفوع منها فقط من هذه الطريق. وأخرج عبد الرزاق (3/ 284)، والبخاري (فتح 2/ 448) واللفظ له من طريق عياض بن عبد الله بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري قال: -فذكر هدي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في خروجه إلى المصلى يوم العيد، وما كان يفعله من الصلاة والخُطبة، ثم قال-: فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان -وهو أمير المدينة- في أضحى أو فطرٍ، فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصَّلْت، فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي، فجبذت ثوبه، فجبذني، فارتفع فخطب قبل الصلاة، فقلت له: غيَّرتم والله، فقال: أبا سعيد قد ذهب ما تعلم، فقلت: ما أعلم، والله، خير مما لا أعلم، فقال: إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة، فجعلتها قبل الصلاة. وبهذا التخريج يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3353 - وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا شَريك عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ [أَبُو الدَّرْدَاءِ] (¬1) رضي الله عنه: "إني لآمركم بما لا أفعل، ولكني (¬2) أرجو أن أوجر عليه". ¬
3303 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف شَريك بن عبد الله، ولأنه من رواية عاصم عن أبي وائل، وهو ضعيف في الرواية عنه، والله أعلم.
تخريجه: أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 213) من طريق شَريك عن منصور، عن أبي وائل به، بلفظ قريب. ولفظه: "إني لآمركم بالأمر وما أفعله، ولكني أرجو أن أوجر عليه". وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 308) عن جَرير بن عبد الحميد، والبيهقيُّ في المدخل (ص 445) من طريق زائدة كلاهما: عن منصور، عن أبي وائل به، بنحوه، مع زيادة في آخره عند ابن أبي شيبة. وذكره الذهبي في السير (2/ 345) قال: قال أبو وائل، بنحوه. وأخرجه هنَّاد (2/ 500) قال: ثنا أبو الأحوص عن منصور، عن رجل قال: قال أبو الدرداء: فذكره بمعناه. والرجل المبهم هو أبو وائل، كما جاء مصرحًا به في الطرق الماضية في التخريج.
3304 - وقال أحمد بن مَنيع: حدّثنا علي، هو ابن عاصم، ثنا الحسين بْنُ قَيْسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا ينبغي لامرىء شهد (¬1) مَقَامَ حَقٍّ (¬2) إلَّا تَكَلَّمَ بِهِ، فَإِنَّهُ لَنْ "يُقَدِّمَ أجله، ولن يَحْرِمَ رزقًا هو له". ¬
3304 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا؛ لوجود الحسين بن قيس، وفيه علي بن عاصم، وهو ضعيف الحديث. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 85 أ) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع.
تخريجه: أخرجه أبو عُبيد في الخُطب والمواعظ (ص 93)، ومن طريقه كل من البيهقي في الشعب (6/ 93)، والتبريزي في النصيحة (ص 122)، وأخرجه ابن عَدي (2/ 353) من طريق الحسين بن يزيد الجصاص، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 92) من طريق محمَّد بن يحيى الذهلي، والأصبهاني في الترغيب (1/ 157) من طريق محمَّد بن عيسى بن حيان المدائني، أربعتهم: عن علي بن عاصم به، بلفظ قريب. ولفظ أبي عُبيد: "لا ينبغي لامرىء شهد مقامًا فيه مقال حَقٍّ إِلَّا تَكَلَّمَ بِهِ، فَإِنَّهُ لنْ يقَدَّمَ أجله، ولن يَحْرِمه رزقًا هو له". وفي الباب حديث أبي سعيد، وابن عمر رضي الله عنهم كما يلي: 1 - حديث أَبِي سَعِيدٍ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ الناس أن يقول بحق إذا رآه، أو يذكر بعظيم، فإنه لا يقرب من أجل، ولا يباعد من رزق أن يقول بحق، أو يذكر بعظيم". =
= أخرجه الطبراني في الأوسط بسند ضعيف، وقد ذكرته في شواهد الحديث الماضي برقم (3126). 2 - حديث ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: " .. إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يدفع رزقًا، ولا يقرب أجلًا .... ". أخرجه أبو نُعيم والأصبهاني بسند ضعيف، وقد تقدم ذكره في آخر شواهد الحديث رقم (3294).
6 - باب فضل الورع والتقوى
6 - باب فضل الورع والتقوى 3305 - قال الحارث: حدثنا دَاوُدُ بْنُ المُحَبَّر، ثنا عبَّاد عَنِ ابْنِ جُريج، عَنْ عَطَاءٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} (¬1)، قال: "العالم الذي عقل عن الله تعالى فعمل بطاعته، واجتنب سخطه". ¬
3305 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لحال داود بن المُحَبَّر متروك، وعبَّاد بن كثير الثقفي متروكان، وفيه عنعنة ابن جُريج. قال أبو حاتم في روضة العقلاء (ص 16): لست أحفظ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- خبرًا صحيحًا في العقل؛ لأنّ أبان بن أبي عياش .. وعبَّاد بن كثير، وميسرة بن عبد ربه، وداود بن المُحَبَّر .. ليسوا ممن احتج بأخبارهم، فأخرج ما عندهم من الأحاديث في العقل. وقال ابن الجوزي في ذم الهوى (ص 15): المنقول عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في فضل العقل كثير، إلَّا أنه بعيد الثبوت. وقال الحافظ هنا في المطالب -بعد الحديث القادم برقم (3311) -: هذه =
= الْأَحَادِيثُ مِنْ كِتَابِ "الْعَقْلِ" لِدَاوُدَ بْنِ المُحَبَّر، كلها موضوعة، ذكرها الحارث في مسنده. وذكر البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 165/ أ) مختصر هذا الحديث، والحديث القادم برقم (3306)، ثم قال: رواه الحارث عن داود بن المُحَبَّر، وهو ضعيف.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1030). ومن طريقه أخرجه كل من الثعلبي، والواحدي، والبغويُّ، ثلاثتهم: كما في تخريج أحاديث الكشاف (ص 127). وذكره ابن عَرَّاق في تنزيه الشريعة (1/ 214). وفي الباب ما يلي: 1 - حديث ابن عمر مرفوعًا: "إن العاقل من عمل بطاعة الله تبارك وتعالى" أخرجه الحارث بسند ضعيف جدًا، وقد ذكره الحافظ هنا، وهو الحديث القادم برقم (3307). 2 - أخرج البيهقي في الشعب (4/ 166) بسنده عن مالك، قال: "العاقل من عقل عن الله عَزَّ وَجَلَّ أمره، وصبر على بلوى زمانه". 3 - أخرج أبو نُعيم في الحلية (8/ 370) بسنده عن وكيع، قال: "إنما العاقل من عقل عن الله أمره، ليس من عقل أمر دنياه". 4 - أخرج ابن أبي الدنيا في العقل (ص 59) واللفظ له، وأبو نُعيم في الحلية (7/ 274)، والبيهقيُّ في الشعب (4/ 162) بأسانيدهم عن سفيان بن عيينة قال: "ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر، ولكن العاقل الذي يعرف الخير فيتبعه، ويعرف الشر فيجتنبه".
3306 - قال (¬1): وقال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه: "أَفْضَلُ النَّاسِ أَعْقَلُ النَّاسِ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: وذلك نبيكم -صلى الله عليه وسلم-. ¬
3306 - الحكم عليه: ضعيف جدًا فيه داود وعبَّاد وهما متروكان.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 130).
3307 - حدّثنا (¬1) دَاوُدُ، ثنا عبَّاد عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما، قال: قَدِمَ رَجُلٌ نَصْرَانِيُّ مِنْ أَهْلِ جَرَش (¬2) تَاجِرٌ، فكان له بيان (¬3) ووقار (¬4)، فقيل يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَعْقَلَ هَذَا النَّصْرَانِيَّ!، فزجر القائل (¬5)، وقال: "مَهْ، إِنَّ الْعَاقِلَ مِنْ عَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ تبارك وتعالى". ¬
3307 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف، آفته داود، وعبَّاد، وهما متروكان. وانظر كلام الحافظ المذكور عقيب الحديث القادم برقم (3311). وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 136 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث. وقال السخاوي في تخريج الأربعين (ص 143): أخرجه الحارث في مسنده عن داود، وهو تالف، ومجموع الأحاديث التي أودعها في كتاب "العقل" موضوعة لا يثبت منها شيء. أهـ. وذكره علي القارئ في الأسرار المرفوعة (ص 412)، وحكم عليه بالوضع.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1029). =
= وفي الباب ما يلي: 1 - عن سعيد بن المسيّب رفعه قال: أشرف النبي -صلى الله عليه وسلم-على خيبر، فقال: "خربت خيبر ورب الكعبة، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين"، قال: فجاء رجل من عظماء أحبارهم، له فصاحة وبلاغة وجمال وهيئة، فقال سعد: يا رسول الله، ما أخلق هذا أن يكون عاقلًا، فإني أرى له هيئة وعقلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إنما العاقل من آمن بالله، وصدق رسله، وعمل بطاعة ربه". أخرجه الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1033)، قال: حدّثنا داود بن المُحَبَّر، ثنا عَدي عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد بن المسيّب به. وسنده ضعيف جدًا؛ لوجود داود بن المُحَبَّر، وشيخه عَدي، وهو ابن الفضل التيمي. (انظر التقريب ص 200، 388). 2 - حديث جابر، مرفوعًا: "العالم الذي عقل عن الله تعالى، فعمل بطاعته، واجتنب سخطه". وسنده ضعيف جدًا، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الماضي برقم (3305).
3308 - حدّثنا (¬1) داود، [ثنا عبَّاد] (¬2)، ثنا سُهيل عَنْ أَبِيهِ (¬3)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سعيد رضي الله عنهما قَالَا (¬4): إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: "يَا ابْنَ آدَمَ، اتَّقِ رَبَّكَ، وَبِرَّ وَالِدَيْكَ، وَصِلْ رَحِمَكَ، يُزَدْ لَكَ فِي (¬5) عمرك، وييسر لك يسرك، ويخف (¬6) عُسْرَكَ، وَيُبْسَطْ لَكَ فِي رِزْقِكَ، يَا ابْنَ آدَمَ، أَطِعْ رَبَّكَ تُسَمَّى عَاقِلًا، وَلَا تَعْصِ ربك فتسمى جاهلًا". ¬
3308 - الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا؛ لوجود داود بن المُحَبَّر، وشيخه عبَّاد، وهما متروكان. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 136 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحارث. وانظر كلام الحافظ المذكور عقيب الحديث القادم برقم (3311). وذكره السيوطي في الجامع الصغير، وعزاه لأبي نُعيم في الحلية، ورمز لضعفه. (فيض القدير 1/ 86). وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 9)، وقال: موضوع. وقال الطرابلسي في الكشف الإلهي (1/ 69): شديد الضعف، وفي "الميزان": هذا باطل، والصحيح الأوّل.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1031). وأخرجه ابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 171 ب) من طريق محمَّد بن =
= يحيى، نا داود بن مُحَبَّر به، بشطره الثاني. ولفظه: "يَا ابْنَ آدَمَ، أَطِعْ رَبَّكَ تُسَمَّى عَاقِلًا، ولا تعصه فتسمى جاهلًا". وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (6/ 345) من طريق عبد العزيز بن أبي رجاء، ثنا مالك عن سُهيل به، بشطره الثاني. ولفظه: "أطع ربك تسمى عاقلًا، ولا تعصه تسمى جاهلًا". قال أبو نُعيم: غريب من حديث مالك، لم نكتبه إلَّا من حديث ابن أبي رجاء. قلت: آفته عبد العزيز بن أبي رجاء، قال الذهبي في الميزان (2/ 628): قال الدارقطني: له مصنف موضوع كله. أهـ. ثم ساق له هذا الحديث، وقال: هذا باطل على مالك. ورُوي شطره الأوّل عن كعب، ومحمد بن المُنْكَدِر، وثوبان كما يلي: أخرج هنَّاد (2/ 426)، وابن أبي شيبة (8/ 349) واللفظ له، وابن حبّان في روضة العقلاء (ص 27)، وأبو نُعيم في الحلية (5/ 389) بأسانيدهم عن كعب، قال: "والذي فلق الحبة والنوى لبني إسرائيل، إن في التوراة مكتوب: يا ابن آدم، اتق ربك، وأبرر والديك، وصل رحمك، أمد لك في عمرك، وأيسر لك يسرك، وأصرف عنك عسرك". وفي لفظ هنَّاد زيادات في آخره. وأخرج أبو نُعيم في الحلية (3/ 150) بسنده عن محمَّد بن المُنْكَدِر، قال: "يقال في التوراة: يَا ابْنَ آدَمَ، اتَّقِ رَبَّكَ، وَبِرَّ وَالِدَيْكَ، وصل رحمك، أمد لك في عمرك، وأيسر لك يسرك، وأصرف عنك عسرك". وأخرج المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 20) بسنده عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أنه قال: "لا يزيد في العمر إلَّا البر، ولا يرد الدعاء إلَّا القدر، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصنعه، وإن في التوراة مكتوب: يَا ابْنَ آدَمَ، اتَّقِ رَبَّكَ، وَبِرَّ =
= والديك، وصل رحمك، أمدد لك في عمرك، وأيسر لك يسرك، وأصرف عنك عسرك". وذكر الأصبهاني في الترغيب (1/ 202) شطره الأخير عن ثوبان رضي الله عنه. وفي معنى أوله حديث أنس مرفوعًا: "من سرَّه أن ينسأ له في عمره، وأن يثرى له ماله، فليبر والديه، وليصل رحمه". أخرجه هنَّاد (2/ 490) من طريق إسماعيل بن مسلم عن الرَّقَاشي، عن أنس. وسنده ضعيف؛ لضعف إسماعيل بن مسلم، وهو المكي، والرَّقاشي، وهو يزيد بن أبان. (انظر التقريب ص 110، 599)، وحديث أنس هذا، أخرجه البخاريُّ (فتح 4/ 301)، ومسلم (4/ 1982) بلفظ: "من سرَّه أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه".
3309 - حَدَّثَنَا (¬1) دَاوُدُ، ثنا سَلَّام [عَنْ هِشَامٍ] (¬2)، عَنْ حُميد بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه: "لموت ألف عابد قائم الليل صائم النَّهَارِ، أَهْوَنُ مِنْ مَوْتِ عَاقِلٍ، عَقَلَ عَنِ الله عَزَّ وَجَلَّ أمره، فعلم مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ (¬3) وَمَا حَرَّمَ عَلَيْهِ، فانتفع بعلمه، وانتفع الناس به، ولو كَانَ لَا يَزِيدُ عَلَى الْفَرَائِضِ (¬4) الَّتِي فَرَضَ الله تعالى عليه كبير (¬5) زِيَادَةٍ"، وَكَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: ¬
3309 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا؛ لوجود داود بن المُحَبَّر، وهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 136 ب) مختصر، وسكت.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1032).
3310 - حَدَّثَنَا (¬1) دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ وَداعة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "إن لله تعالى خَوَاصًّا، يُسْكِنُهُمُ [الرَّفِيعَ] (¬2) مِنَ الْجِنَانِ، كَانُوا أَعْقَلَ الناس، قال: هم الذين تهمهم (¬3) الْمُسَابَقَةُ إِلَى رَبِّهِمْ، وَالْمُسَارَعَةُ إِلَى مَا يُرْضِيهِ، زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا وَفُضُولِهَا وَرِئَاسَتِهَا وَهَانَتْ عَلَيْهِمْ، فصبروا (¬4) قليلًا، واستراحوا طويلًا". ¬
3310 - الحكم عليه: موضوع؛ لحال داود بن المُحَبَّر، وشيخه ميسرة بن عبد ربه، وفيه حنظلة بن وَداعة، ووالده، لم أجد من ترجم لهما. وانظر كلام الحافظ المذكور عقيب الحديث القادم برقم (3311). وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 136 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحارث.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1033). ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 17).
3311 - حَدَّثَنَا (¬1) دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ، عَنْ لُقمان بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "إن الجاهل لا يكشف إلَّا عَنْ سَوْءَةٍ، وَإِنْ كَانَ [حَصِيفًا] (¬2) (¬3) ظَرِيفًا عِنْدَ النَّاسِ، وَإِنَّ الْعَاقِلَ لَا يَكْشِفُ إلَّا عَنْ فَضْلٍ، وَإِنْ كَانَ عَيِيًّا (¬4) مَهِينًا عِنْدَ النَّاسِ". هَذِهِ الْأَحَادِيثُ مِنْ كِتَابِ "الْعَقْلِ" لداود بن المُحَبَّر، كلها مَوْضُوعَةُ، ذَكَرَهَا الْحَارِثُ فِي "مُسْنَدِهِ" (¬5) [عَنْهُ] (¬6)، وَسَبَقَ كَثِيرٌ مِنْهَا فِي بَابِ الْعَقْلِ مِنْ كِتَابِ الأدب (¬7). ¬
3311 - الحكم عليه: حديث الباب بهذا الإسناد موضوع، كما قال الحافظ هنا في المطالب؛ لوجود ميسرة، وتلميذه داود بن المُحبّر، وفيه انقطاع، لُقمان يرسل عن أبي الدرداء رضي الله عنه. =
= وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 136 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحارث. وقال السيوطي في اللآلئ المصنوعة (1/ 127): موضوع، آفته ميسرة. وذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 496)، ثم قال: رواه الحارث في مسنده عن أبي الدرداء، وهو موضوع، وآفته: ميسرة بن عبد ربه.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1032). ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 223)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 173). قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. أهـ. ثم ساق نقولًا في تضعيف ميسرة بن عبد ربه. وفي معناه ما رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "كم من عاقل غفل الله عن أمره، وهو حقير عند الناس، ذميم الْمَنْظَرِ، يَنْجُو غَدًا، وَكَمْ مِنْ ظَرِيفِ اللِّسَانِ، جميل المنظر، عظيم الشأن، هالك غدًا في القيامة". أخرجه البيهقي في الشعب (3/ 158) وهذا لفظه، من طريق نهشل بن سعيد، وعمر النسفي في القند (ص 141) من طريق داود بن المُحَبَّر، كلاهما: عن عبَّاد بن كثير، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر به. قال البيهقي: تفرد به نهشل عن عبَّاد. قلت: لم يتفرد به نهشل، حيث تابعه داود بن المُحبَّر، كما في رواية النسفي. وهذا إسناد ضعيف جدًا، وقد ذكر السيوطي هذا الحديث في الجامع الصغير، وعزاه للبيهقي في الشعب عن ابن عمر، ورمز لصحته!! (فيض القدير 5/ 49)، وقال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 620): موضوع. وهو كما قال.
3312 - وقال الحارث: حدّثنا رَوْحٌ [ثنا] (¬1) سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُميد بْنِ هلال، حدّثنا أبو قتادة، وأبو الدهماء، وَكَانَا يُكْثِرَانِ السَّفَرَ نَحْوَ الْبَيْتِ، قَالَا: أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ الْبَدَوِيُّ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيدي، فجعل يعلمني مما علمه الله تعالى، فكان (¬2) مِمَّا حَفِظْتُ أَنْ قَالَ: "لَا تَدَعْ شَيْئًا اتقاء الله عَزَّ وَجَلَّ إلَّا أبدلك الله تعالى خيرًا منه". ¬
3312 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 102 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة واللفظ له، وأبو بكر بن أبي شيبة بسند صحيح.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1310). ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 318 أ). وأخرجه وكيع (2/ 635)، وعنه: أحمد (5/ 363)، وهنَّاد (2/ 466)، قال: حدّثنا سليمان بن المغيرة به، بلفظ قريب. ولفظ وكيع: "إنك لم تدع شيئًا لله، إلَّا أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ". وأخرجه أبو عُبيد في الخطب والمواعظ (ص 95)، والبيهقيُّ في الآداب (ص 509)، وفي الزهد الكبير (ص 320)، من طريق الحارث، كلاهما: عن أبي النضر، وأخرجه أحمد (5/ 78)، ومن طريقه المِزي في تهذيب الكمال -خ- (2/ 1127)، قال: ثنا إسماعيل، وأخرجه أحمد (5/ 79)، قال: ثنا بهز، وعفان، والحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 412)، ومن طريقه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 178)، قال: أخبرنا سعيد بن سليمان، وأخرجه =
= النسائيُّ في الكبرى: كما في تحفة الأشراف (11/ 199) من طريق عبد الله، والقُضاعي أيضًا من طريق عبد الملك بن إبراهيم، والأصبهاني في الترغيب (1/ 300) من طريق المقرئ أبي عبد الرحمن، جميعهم: عن سليمان بن المغيرة به، بلفظ قريب. قال الهيثمي: رواه كله أحمد بأسانيد، ورجالها رجال الصحيح. (المجمع 10/ 296). وقال الشيخ الألباني: سنده صحيح على شرط مسلم. (السلسلة الضعيفة 1/ 19). ولهذا الحديث طريقان آخران: فأخرج القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 179) من طريق خالد الحذاء، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (5/ 335) من طريق أبي هلال، كلاهما: عن حُميد بن هلال، عن رجل من قومه، عن الأعرابي مرفوعًا بلفظ قريب، وفي إسناد القُضاعي: عن حُميد بن هلال، عن الذي سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أو عمَّن سمعه منه. وأخرج القُضاعي (2/ 178) من طريق أيوب عن حُميد بن هلال، عن رجل قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وقد أُلقي له منبر خلت قوائمه من حديد، فذكره بنحوه. وله شاهد من طريق مسلم بن شداد عن عُبيد بن عمير، عن أبَيّ بن كعب قال: "ما من عبد ترك شيئًا لله، إلَّا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح، إلَّا أتاه الله بما هو أشد عليه". أخرجه وكيع (2/ 635) واللفظ له، وعنه هنَّاد (2/ 466)، وأخرجه من طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 253)، وأخرجه نُعيم في زوائد زهد ابن المبارك (ص 10)، وابن أبي الدنيا في الورع (ص 55)، والبيهقيُّ في الزهد الكبير (ص 338). وفي إسناده مسلم بن شداد، وهو مجهول. (انظر الجرح 8/ 186)، ومع ذلك فهو موقوف.
3313 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ عَنْ عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي الجُويرية (¬1) قال (¬2): أَنَّهُ سَمِعَ الْحَكَمَ بْنَ مِيناء يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِعُمَرَ رضي الله عنه: "اجمع لي من ها هنا مِنْ قُرَيْشٍ"، فَجَمَعَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ الله، أتخرج إليهم، أم يدخلون؟، قال (¬3) -صلى الله عليه وسلم-: "بل أخرج إليهم"، فخرج، فقال -صلى الله عليه وسلم- (¬4): "يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، هَلْ فِيكُمْ غَيْرُكُمْ؟ "، قَالُوا: لا، إلَّا بنو أخواتنا (¬5)، فقال (¬6) -صلى الله عليه وسلم-: "ابن أخت القوم منهم"، ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اعْلَمُوا أَنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّبِيِّ الْمُتَّقُونِ، فَانْظُرُوا، لَا يَأْتِي النَّاسُ بِالْأَعْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتَأْتُونَ بِالدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْمِلُونَهَا، فَأَصُدَّ عنكم بوجهي"، ثم قرأ -صلى الله عليه وسلم-: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ} الآية (¬7). ¬
3313 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لأنه مرسل، وفيه عبد الرحمن بن معاوية بن الحُويرث وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 227)، ثم قال: رواه أبو يعلى مرسلًا، وفيه =
= أبو الحُويرث، وثَّقه ابن حبّان وغيره، وضعَّفه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (2/ 156 أ، 3/ 87 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 150). وأخرجه المصنِّف أيضًا في المفاريد (ص 90) بسنده ومتنه. ومن طريقه: ابن الأثير في أُسْد الغابة (2/ 43)، وقال: أبو الجواب، بدل: أبي الحُويرث، وقال: الحكم بن منهال، بدل: الحكم بن مِيناء. وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد (5/ 251)، ومن طريقه ابن الأثير في أُسْد الغابة (2/ 42)، قال: حدّثنا المُقَدَّمي به، بلفظ قريب. ويشهد له حديث رِفاعة بن رافع، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعمر رضي الله عنه: "اجمع لي قومك"، فجمعهم فكانوا بالباب، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ألا إن أوليائي منكم المتقون، إياكم أن يجيء الناس بالأعمال، وتجيئون بالأثفال تحملونها على ظهوركم". أخرجه ابن أبي شيبة بسند ضعيف، وقد ذكره هنا في المطالب، وهو الحديث الماضي برقم (3147). وبهذا الشاهد، وبما ذكر في تخريجه، يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
7 - باب فضل الخوف من الله -تعالى- والبكاء من خشيته
7 - باب فضل الخوف من الله -تعالى- والبكاء من خشيته 3314 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، نبا مكي، هو ابن إبراهيم (ح). وحدثنا الحسن بن الصباح، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَا: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، كِلَاهُمَا عَنْ مُوسَى بْنِ [عُبيدة] (¬1) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ [عُبيد اللَّهِ] (¬2) بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جده أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ هَمَّ بحسنة كتبها الله تعالى لَهُ حَسَنَةً (¬3)، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتبت لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ، لَمْ تُكتب عَلَيْهِ حتى يعملها، فإن عملها، كُتبت له سَيِّئَةٌ (¬4)، وَإِنْ تَرَكَهَا كُتبت لَهُ حَسَنَةٌ، يَقُولُ الله تبارك وتعالى: "إنما [تركها] (¬5) من مخافتي". لفظ مجاهد. ¬
3314 - [1] الحكم عليه: هذا الحديث مداره على موسى بن عُبيدة، وهو ضعيف، وفيه أبو بكر بن عبد الله، وهو مجهول الحال. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 90 أ) مختصر، ثم قال: أصله في الصحيحين، من حديث أبي هريرة.
تخريجه: أخرجه هنَّاد (2/ 451) قال: ثنا أبو معاوية عن موسى بن عُبيدة، به، بنحوه، دون آخره، وهو قول الله جلا وعلا: "إنما تركها من مخافتي". ولفظه: "إذا هَمَّ رجل بحسنة فعملها، كُتبت له عشر حسنات، وإذا هَمَّ بحسنة فلم يعملها، كُتبت له حسنة، وإذا هَمَّ بسيئة فعملها، كُتبت عليه سيئة، وإذا هَمَّ بسيئة فلم يعملها، كُتبت له حسنة، لتركه السيئة". وأخرجه أبو يعلى (6/ 170)، مِنْ طَرِيقِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "من هَمَّ بحسنة فلم يعملها.، كُتبت له حسنة، فإن عملها، كُتبت له عشرًا، ومن هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ يُكتب عَلَيْهِ شيء، فإن عملها، كُتبت له سيئة واحدة". ومن هذه الطريق، أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 86) مختصرًا. كما أخرجه من هذه الطريق وبلفظ قريب من لفظ أبي يعلى، كل من ابن أبي شيبة (14/ 302)، وأحمد (3/ 148)، ومسلم (1/ 145)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (13/ 342)، وقال: حديث صحيح، وأخرجه أبو يعلى (6/ 216)، وأبو عَوانة (1/ 126)، في آخر حديث المعراج الطويل، وموضع الشاهد منه: "ومن هَمَّ بحسنة فلم يعملها، كُتبت له حسنة، فإن عملها كُتبت له عشرًا، ومن هَمَّ بسيئة ولم يعملها، لم تكتب له شيئًا، فإن عملها، كُتبت سيئة واحدة". وأخرجه الحارث من طريق عبد الحكم، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ =
= رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، كُتبت لَهُ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَعَمِلَهَا، كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ يُكْتَبْ عليه شيء". وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الطريق القادم برقم (3). ويشهد له دون آخره ما يلي: 1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "قال الله عزّ وجل وقوله الحق: إذا هَمَّ عبدي بحسنة، فاكتبوها له حسنة، فإن عملها، فاكتبوها له بعشر أمثالها، وإذا هَمَّ بسيئة، فلا تكتبوها، فإن عملها، فاكتبوها بمثلها، فإن تركها وربما قال: لم يعمل بها، فاكتبوها له حسنة، ثم قرأ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}. أخرجه معمر في الجامع (11/ 287)، ومن طريقه ابن حبّان كما في الإحسان (1/ 298)، وأخرجه الترمذي (5/ 247)، واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح، وأبو يعلى (11/ 171)، والذهبي في السير (5/ 451). وحديث أبي هريرة هذا أخرجه مسلم (1/ 117) وغيره، لكن ليس فيه قوله تعالى: "فإن تركها، فاكتبوها له حسنة"، وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في تخريج الحديث القادم برقم (3314 [2]). وأخرجه البخاريُّ (فتح 13/ 465) بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "يقول الله: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة، فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها، فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي، فاكتبوها له حسنة، وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها، فاكتبوها له حسنة، فإن عملها، فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة". 2 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيمَا يروي عن ربه، عزّ وجل قال: قال "إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيَّن ذلك، فمن هَمّ بحسنة فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همّ بها فعملها، كتبها الله له عنده عشر =
= حسنات إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ومن هَمَّ بسيئة فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هَمَّ بها فعملها، كتبها الله له سيئة واحدة". أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 323)، وهذا لفظه، ومسلم (1/ 118). ويشهد لآخره حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "قالت الملائكة: رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة -وهو أبصر به-، فقال: ارقبوه، فإن عملها، فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جَرَّاي". أخرجه مسلم (1/ 118). وقوله تعالى: "من جَرّاي"، أي من أجلي. (انظر النهاية 1/ 260). وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره، والله الموفق.
3314 - [2] وقال الحارث: حدّثنا يعلى، ثنا عَبْدُ الْحَكَمِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا، كُتبت لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، كُتبت لَهُ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ، وَإِنْ هَمَّ بسيئة فعملها، كُتبت عليه سيئة [واحدة] (¬1)، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ يُكتب عَلَيْهِ شَيْءٌ". ¬
3314 - [2] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لوجود يعلي بن عبَّاد، وشيخه عبد الحكم. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 90 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة.
تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1255)، وفي عوالي الحارث (ص 42). وقد رُوي عن أنس رضي الله عنه من غير هذه الطريق، كما في تخريج الطريق السابق برقم (1). ويشهد له حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "قال الله عزَّ وجل: إذا هَمَّ عبدي بسيئة، فلا تكتبوها عليه، فإن عملها، فاكتبوها سيئة، وإذا هَمّ بحسنة فلم يعملها، فكتبوها حسنة، فإن عملها، فاكتبوها عشرًا". أخرجه أحمد (2/ 234)، ومسلم (1/ 117)، واللفظ له، وإسحاق (1/ 265)، وابن عبد البر في التمهيد (12/ 266). وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى الصحيح لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.
3315 - [1] وقال عبد: حدّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا يَزِيدُ بن خُمير (¬1)، عن سليمان (¬2)، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَخَرَجْتُمْ تَجْأَرُونَ لَا تَدْرُونَ، تَنْجُونَ أَوْ لا تنجون". ¬
3315 - [1] الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه علتان: 1 - جهالة سليمان بن مَرْثَد. 2 - انقطاعه، حيث لم يثبت لسليمان بن مَرْثَد سماع من أبي الدرداء رضي الله عنه. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 86 أ) مختصر، ثم قال؛ رواه عبد بن حميد، والبزار، والحاكم وقال: صحيح الإسناد، وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس، وفي البخاريُّ وغيره من حديث أبي ذر. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورمز لصحته (فيض القدير 5/ 316)، وقال الشيخ الألباني: حسن (صحيح الجامع 2/ 933). قلت: أما لذاته، فلا وأما لغيره، فنعم.
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد (1/ 216). وأخرجه أبو حاتم في العلل لابنه (2/ 100)، والعُقيلي (2/ 142)، والحاكم (4/ 320) قال: أخبرني أبو النضر محمد بن محمَّد، وعنه البيهقي في الشعب (1/ 486)، وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق عبد الله بن محمَّد، والأصبهاني في =
= الترغيب (1/ 224)، من طريق أبي علي الثقفي، أربعتهم: عن علي بن عبد العزيز، وأخرجه ابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 110 أ) قال: نا إبراهيم، ثلاثتهم عن مسلم بن إبراهيم به، بلفظ قريب. ولفظ العُقيلي: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كثيرًا، ولخرجتم إلى الصُعُدات تجأرون إلى الله، لا تدرون، تنجون أو لا تنجون". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة. أهـ. وأقره الذهبي في التلخيص. وذكره المحاسبي في التوبة (ص 74)، عن أبي الدرداء مرفوعًا بلفظ قريب. ورُوي من طريق شعبة عن يَزِيدُ بْنُ خُمير، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَرثَد، عَنِ ابْنَةِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مرفوعًا وموقوفًا، وسيأتي ذكر هذه الطريق بمشيئة الله تعالى في الحديث القادم برقم (3316). كما رُوي عن أبي الدرداء موقوفًا من طريق أخرى بمعناه، كما يلي: أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص 201)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 216) من طريق حِزام بن حَكيم قال: قال أبو الدرداء: "لو تعلمون ما أنتم راءون بعد الموت، ما أكلتم طعامًا بشهوة، ولا شربتم شرابًا على شهوة، ولا دخلتم بيتًا تستظلون فيه، ولحرصتم على الصعيد تضربون صدوركم، وتبكون على أنفسكم ... ". وحِزام بن حَكيم مقبول، قاله الحافظ (التقريب ص 157). وأخرجه أبو عساكر الدمشقي في تعزية المسلم (ص 56) من طريق محمَّد بن يزيد بن عفيف عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، فذكره بلفظ قريب. ومحمد بن يزيد بن عفيف سكت عنه البخاريُّ، وابن أبي حاتم، فهو مجهول (التاريخ الكبير 1/ 261، الجرح 8/ 127). ويشهد له حديث أبي ذر مرفوعًا وموقوفًا، كما يلي: أخرج أحمد (5/ 173)، =
= والترمذي (4/ 481) واللفظ له، وابن ماجه (2/ 1402)، والحاكم (4/ 579)، وأبو نُعيم في الحلية (2/ 236)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 233)، من طريق إبراهيم بن المُهاجر، عن مجاهد، عن مُوَرِّق، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطَّت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا ومَلك واضع جبهته ساجدًا لله، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصُعُدات تجأرون إلى الله، لوددت أني كنت شجرة تعضد". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. أهـ. ووافقه الذهبي في التلخيص. وسنده ضعيف، فيه إبراهيم بن المُهاجر، هو البجلي، قال الحافظ: صدوق لين الحفظ (التقريب ص 94). وأخرجه وكيع (1/ 361)، من طريق إبراهيم بن المُهاجر عن مجاهد قال: قال أبو ذر: فذكره موقوفًا بلفظ قريب. وأخرجه موقوفًا أيضًا كل من ابن أبي شيبة (13/ 341)، وهنَّاد (1/ 269)، كلاهما: من طريق الأعمش، والحاكم (4/ 579)، من طريق يونس بن خَبَّاب، كلاهما: عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أبي ذر. قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. أهـ. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: منقطع، ثم يونس رافضي لم يخرجا له. ويشهد لقوله: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كثيرًا"، حديث أبي هريرة، وأنس رضي الله عنهما بسندين صحيحين، وقد ذكرتهما في تخريج الحديث السابق برقم (3129). وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3315 - [2] وقال البزّار: حدّثنا الحسن بن يحيى، [و] (¬1) عبد الملك بن محمَّد، قَالَا: ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ شُعْبَةَ إلَّا مُسْلِمُ بن إبراهيم. وابنة أبي الدرداء ما نعرفها. ¬
3315 - [2] الحكم عليه: ضعيف لوجود سليمان بن مَرْثَد، وفيه ابنة أبي الدرداء، لم أجد لها ترجمة، وقد قال الحافظ هنا في المطالب: وابنة أبي الدرداء ما نعرفها. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 230)، ثم قال: رواه الطبراني، والبزار بنحوه من طريق ابنة أبي الدرداء عن أبيها، ولم أعرفها.
تخريجه: هو في مسند البزّار كما في (الكشف 4/ 70). ولفظه: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كثيرًا، ولخرجتم إلى الصُعُدات، تريدون أن تنجوا، فلا تنجو وقال أحدهما يعني الحسن أو عبد الملك: فلا أدري، تنجوا أو لا تنجوا". قال البزّار: لا نعلمه يُروى عن أبي الدرداء إلَّا من هذا الوجه، وغيره أصح إسنادًا منه، وفيه من الزيادة: "تريدون أن تنجوا" ولا نعلم أسنده عن شعبة إلَّا مسلم، ووافقه جماعة على أبي الدرداء. أهـ. ورُوي من هذه الطريق موقوفًا، أخرجه أبو حاتم في العلل لابنه (2/ 100): قال حدّثنا أبو عمر الحَوْضي، وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 312)، والعُقيلي (2/ 143) قال: حدّثنا محمَّد بن إسماعيل، كلاهما: عن يحيى بن بُكير، كلاهما: عن شعبة، به. بلفظ قريب. قال أبو حاتم: هذا أشبه، وموقوف أصح، وأصحاب شعبة لا يرفعون هذا الحديث. وبشواهده السابقة يرتقي هذا الحديث إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3316 - وقال عبد: حدّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، ثنا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيسان قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "حَرَامٌ عَلَى عَيْنَيْنِ أَنْ تَنَالَهُمَا النَّارُ، عَيْنٌ بَكَتْ من خشية الله تعالى، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ الإِسلام وَأَهْلَهُ مِنْ أَهْلِ الكفر". وقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَبْكِي عَبْدٌ فتقطر عيناه من خشية الله تعالى فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ النَّارَ أَبَدًا، حَتَّى يَعُودَ [قَطْرُ السماء] (¬1) ". ويقال: قام -صلى الله عليه وسلم- عَلَى الْمِنْبَرِ (¬2) حِينَ رَجَعَ النَّاسُ مِنْ مُؤْتَةَ، وفي يده قطعة من [خبز] (¬3)، فلما ذكر -صلى الله عليه وسلم- شَأْنَهُمْ، فَاضَتْ عَيْنَاهُ فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَقَالَ: "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، إِنَّ الْمَرْءَ [يَرَى أَنَّهُ] (¬4) كَثِيرٌ بِأَخِيهِ، مَنْ له عندي عِدَة؟ لا، فقال (¬5) سلمان الفارسي رضي الله عنه (¬6): أنا يا رسول الله فأعطاها (¬7) -صلى الله عليه وسلم- إياه (¬8)، وقالت بركة رضي الله عنها: لَمَّا حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْنَتَهُ وَهِيَ تَمُوتُ، وَهِيَ تَحْتَ عُثْمَانَ رضي الله عنه، فاضت عيناه، وبكت بركة رضي الله عنها ونتفت رأسها، فزجرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: أتبكي يا رسول الله ونحن سكوت؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: " [إن الذي رأيت مني رحمة لها، إنما أنا بشر] (¬9)، إن المؤمن بمنزلة من الله تعالى صالحة، على عسر أو يسر". ¬
3316 - تخريجه والحكم عليه: تقدم في حديث رقم (3250).
3317 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ محمَّد بْنِ حَيَّانَ، ثنا محمَّد بْنُ عُمَرَ بْنِ عبد الله الرُّومِيُّ. حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ هَارُونَ [بْنِ] (¬1) أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَهَاجَتِ الرِّيحُ، فَوَقَعَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ وَرَقٍ نَخِرٍ، وَبَقِيَ مَا كَانَ (¬2) فِيهَا مِنْ وَرَقٍ أَخْضَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مَثَلُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟ "، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ، إِذَا اقْشَعَرَّ مِنْ خَشْيَةِ الله تعالى، وقعت عنه ذنوبه، وبقيت له حسناته". ¬
3317 - [1] الحكم عليه: الحديث بهذا السند، فيه موسى بن محمَّد، وشيخه محمَّد بن عمر، وهما ضعيفان، وفيه، هارون بن أبي الجوزاء، لم أجد من ترجم له، فأتوقف في الحكم عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 310)، ثم قال: رواه أبو يعلى من رواية هارون بن أبي الجوزاء عن العباس، ولم أعرف هارون، وبقية رجاله وثِّقوا، على ضعف في محمَّد بن عمر بن الرومي، ووثَّقه ابن حبّان. وذكره البوصيري في الاتحاف -خ- (3/ 86 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، والبيهقيُّ بلفظ واحد بسند ضعيف، وكذا رواه البزّار، وأبو الشيخ بن حيان في كتاب الثواب. وقال العراقي: أخرجه الطبراني، والبيهقيُّ من حديث العباس بسند ضعيف. (المغني مع الإحياء 4/ 163). =
= تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (12/ 60)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (1/ 492). وذكره المحاسبي في التوبة (ص 67) عن العباس. ورُوي شطره الأخير من وجه آخر عن أم كلثوم بنت العباس، عن أبيها بسند صحيح، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهي الطريق القادم برقم (2).
3317 - [2] [رواه الْبَزَّارُ] (¬1) مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ محمَّد بْنِ إبراهيم، عن أم كلثوم بنت العباس، عن أبيها رضي الله عنهم مقتصرًا على قوله: "إذا اقشعر [جلد] (¬2) العبد من خشية الله تعالى، تحاتت عنه خطاياه، كما تحات عن الشجرة اليابسة ورقها". ¬
3317 - [2] الحكم عليه: إسناده صحيح، قاله الحافظ في مختصر زوائد البزّار (2/ 467). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 310)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه أم كلثوم بنت العباس ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه: هو في مسند البزّار: كما في الكشف (4/ 74)، قال: حدّثنا محمَّد بن عقبة، ثنا عبد العزيز بن محمَّد عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عن محمَّد بن إبراهيم، به. قال البزّار: لا نعلمه بهذا اللفظ مرفوعًا إلَّا عن العباس، ولا له عن العباس إلَّا بهذا الإِسناد. وأخرجه الطبراني: كما في الإصابة (13/ 281)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 387 أ)، وأخرجه البيهقي في الشعب (1/ 491)، كلاهما: من طريق ضِرار بن صُرَد، وأخرجه البيهقي أيضًا، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 56)، كلاهما: من طريق يحيى الحِمَّاني، وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق أحمد بن حازم، ثلاثتهم: عن عبد العزيز بن محمَّد الدَّرَاوَرْدي، به بلفظ قريب. وأخرجه ابن منده: كما في الإصابة (13/ 281) من طريق الدَّراوَرْدي، به لكن جعله من مسند أم كلثوم بنت العباس. =
= قال الحافظ بعد أن ساق هذين الطريقين: وهو الصواب. أهـ. يعني الطريق الأولى. وأخرجه ثابت في الدلائل: كما في الإِصابة (13/ 281) من طريق عُبيد الله بن أبي جعفر عن أم كلثوم بنت العباس، عن أبيها. وأخرجه أبو يعلى من طريق هارون بن أبي الجوزاء عن العباس مرفوعًا بمعناه، مع زيادة في أوله وهو الطريق السابقة برقم (1). وقد رُوي معناه عن أُبَيِّ بن كعب من قوله أخرجه نُعيم في زوائد الزهد لابن المبارك (ص 21) واللفظ له، ومن طريق ابن المبارك كل من ابن أبي شيبة (14/ 6)، وأبي نُعيم في الحلية (1/ 252)، وابن الجوزي في الحدائق (1/ 542)، قال: أنا الربيع بن أنس عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قال: " ... ما على الأرض من عبد على السبيل والسنة، ذكر الله في نفسه فاقشعر جلده من خشية الله، إلَّا كان مثله كمثل شجرة قد يبس ورقها، فهي كذلك إذ أصابتها ريح شديدة فتحات عنها ورقها، إلَّا حط الله عنه خطاياه، كما تحات عن تلك الشجرة ورقها ... ". وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (1/ 246)، عن أبي العالية، به.
3318 - وقال أبو يعلي: حدثنا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بن شَبيب (¬1) الصنعاني، فيما عرضنا على رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحير قال: سمعت [عبد الرحمن بن يزيد] (¬2) رضي الله عنه يقول: سمعت عبد الله بن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يَقُولُ: "لَا تنسوا العظيمتين (¬3) ". قلنا: يا رسول الله، وما العظيمتان (¬4)؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "الجنة والنار". فذكر ما ذكر حتى بكى إلى أن جرى الدمع، أو بَلَّ الدمع جانبي لحيته -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ (¬5): "وَالَّذِي نَفْسُ محمَّد بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مِنَ الْأَمْرِ مَا أَعْلَمُ، لَمَشَيْتُمْ إِلَى الصعيد فحثيتم على رؤوسكم التراب". ¬
3318 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه أيوب بن شَبيب وهو يخطئ. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 457)، ونسبه لأبي يعلى. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 86 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي.
تخريجه: أخرجه من طريق أبي يعلى: أبو نُعيم في صفة الجنة (ص 26)، وذكر شطره الأول فقط، دون شطره الثاني وهو قوله: "فذكر ما ذكر حتى بكى ... ". =
= وأخرجه البخاريُّ تعليقًا في التاريخ الكبير (1/ 417) قال: قال إسحاق، به وذكر أوله. ولفظه: "لا تنسوا العظيمين: الجنة والنار". وأخرجه الدولابي في الكنى (2/ 164) من طريق أيوب بن سالم قال: حدّثنا أبو يزيد أيوب بن شَبيب الصنعاني، به بلفظ قريب. ويشهد له ما يلي: 1 - حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، ولخرجتم إلى الصُعُدات تجأرون إلى الله، لا تدرون، تنجون أو لا تنجون". أخرجه العقيلي (2/ 142) وآخرون بسند ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الماضي برقم (3315 [1]). 2 - حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: "والذي نفس محمَّد بيده، لو رأيتم ما رأيت، لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا". قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال: "رأيت الجنة والنار". أخرجه الإمام مسلم (1/ 320). وبهذين الشاهدين يرتقي طريق الباب إلى الحسن لغيره.
8 - باب القصاص في القيامة
8 - باب القصاص في القيامة 3319 - [1] قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ (¬1) سُليم، ثنا ابْنُ خُثيم عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا (¬2) رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ قَالَ: "أَلَا تخبروننا بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ فِي أَرْضِ الْحَبَشَةِ؟ "، قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ، إِذْ مرَّت عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رُهْبَانِهِمْ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّة مِنْ مَاءٍ، فمرَّت بِفَتًى مِنْهُمْ (¬3) فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا فخرَّت على ركبتيها، فانكسرت قُلَّتها، فلما ارْتَفَعَتِ، الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غدر، إذا وضع الله تعالى الْكُرْسِيَّ وَجُمِعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، فَتَكَلَّمَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، سَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا، قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " [صَدَقَتْ صَدَقَتْ] (¬4) كَيْفَ يقَدِّسُ الله قومًا لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم؟ ". ¬
3319 - [1] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لعنعنة أبي الزبير. وذكره الذهبي في العلو (ص 68)، ثم قال: إسناده صالح. وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (3/ 84 ب) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، وأبو يعلى، وابن حبّان في صحيحه، وله شاهد من حديث بُريدة بن الحَصيب.
تخريجه: أخرجه ابن ماجه (2/ 1329)، وأبو حاتم كما في تفسير ابن كثير (4/ 104)، وابن النقاش في فنون العجائب (ص 47) قال: حدّثنا محمَّد بن أحمد بن البراء، ثلاثتهم: عن سُويد بن سعيد، وابن أبي الدنيا في الأهوال كما في تفسير ابن كثير (4/ 104)، وأبو يعلى (4/ 7)، كلاهما عن إسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن يحيى بن سُليم به، بلفظ قريب. قال ابن كثير عقب رواية أبي حاتم: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وأخرجه محمَّد بن وَضّاح في البدع (ص 102) قال: نا حمزة بن سعيد قال: حدثني يحيى بن سُليم به، بآخره. ولفظه: "كيفْ يُقَدِّسُ الله أمة لا يأخذ من شديدهم لضعيفهم". وأخرجه ابن حبّان: كما في الإحسان (7/ 258)، وابن النقاش في فنون العجائب (ص 49)، كلاهما من طريق مسلم بن خالد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثيم به، بلفظ قريب. وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (7/ 259)، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 396) من طريق الفضل بن العلاء، حدّثنا ابن خُثيم به، بآخره. ولفظ ابن حبّان: "كيف تُقَدَّسُ أمة لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم". وبشهد له حديث بُريدة بن الحَصيب رضي الله عنه، وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الماضي برقم (3298 [1]). وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3319 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إسرائيل، ثنا يحيى بن سُليم به.
3319 - [2] الحكم عليه: إسناده ضعيف، لعنعنة أبي الزبير.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 7)، ولفظه: لما رجعت مهاجرة البحر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ألا تحدثون بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة؟ "، قال فتية منهم: يا رسول الله، بينما نحن جلوس، إذ مرَّت علينا عجوز من عجائزها تحمل عَلَى رَأْسِهَا قُلَّة مِنْ مَاءٍ، فمرَّت بِفَتًى منهم، فجعل إحدى يديه بين كتفيها فدفعها، فخرَّت على ركبتها، فانكسرت قُلَّتها، فلما ارْتَفَعَتِ، الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ، إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجُمِعَ الْأَوَّلِينَ والآخرين، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف أمرك وأمري عِنْدَهُ غَدًا، قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صدقت ثم صَدَقَتْ، كَيْفَ "يُقَدِّسُ اللَّهُ قَوْمًا لَا يُؤْخَذُ لضعيفهم من شديدهم؟ ". وبشواهده في الطريق السابقة برقم (1) يرتقي إلى الحسن لغيره.
3319 - [3] تابعه (¬1) مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ خُثيم، أَخْرَجَهُ حَرْمَلة (¬2) عن ابن وهب (¬3). ¬
3319 - [3] الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لوجود مسلم بن خالد، ولعنعنة أبي الزبير، وانظر درجة الطريق الأوّل.
تخريجه: أخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (7/ 258) قال: أخبرنا ابن قتيبة قال: حدّثنا حَرْمَلة بن يحيى به، بلفظ قريب. ولفظه: لما رجعت مهاجرة الحبشة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: "ألا تحدثوني بأعجب ما رأيتم بأرض الحبشة؟ " قال فتية منهم: يا رسول الله، بينا نحن جلوس، مرَّت علينا عجوز من عجائزهم تحمل عَلَى رَأْسِهَا قُلَّة مِنْ مَاءٍ، فمرَّت بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا ثُمَّ دفعها على ركبتيها فانكسرت قُلَّتها، فلما ارتفعت، التفتت إليه ثم قالت: ستعلم يَا غُدَرُ، إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجُمِعَ الأولين والآخرين، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم أمري وأمرك عنده غدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صدقت ثم صَدَقَتْ، كيفْ يقُدِّسُ اللَّهُ قَوْمًا لَا يُؤْخَذُ لضعيفهم من شديدهم". وقد تقدم تخريجه مفصلًا في الطريق الأولى، وبه يرتقي إلى الحسن لغيره.
3320 - [1] وقال أبو بكر: حدّثنا وكيع، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ جُدْعان، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعث وصيفة له فأبطأت عليه، فقال (¬1) -صلى الله عليه وسلم-: "لولا مخافة القِصاص، لأوجعتكِ بِهَذَا السِّوَاكِ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي] (¬2)، ثنا وكيع به. ¬
3320 - [1] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه ثلاث علل: 1 - داود بن أبي عبد الله، وهو مقبول. 2 - عبد الرحمن بن محمَّد بن جُدْعان، وهو مستور. 3 - جدة ابن جُدْعان، وهي لا تعرف. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 217)، ثم قال: رواه أحمد بأسانيد، أحدها جيد. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 353)، ثم قال: روى هذا كله أبو يعلى، والطبراني بنحوه .. وإسناده جيد. وقال العراقي: أخرجه أبو يعلى من حديث أم سلمة بسند ضعيف. (المغني مع الإحياء 3/ 173).
تخريجه: أخرجه عن أبي بكر: ابن سعد في الطبقات (1/ 289)، وأبو يعلى (12/ 329)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (23/ 376). ولفظ ابن سعد: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أرسل وصيفة له فأبطأت، فقال: "لولا القِصاص، لأوجعتكِ بهذا السواك". =
= وقد ذكر الحافظ هنا طريق أبي يعلى، وهي الطريق الثانية. وأخرجه الطبراني أيضًا من طريق سهل، وعثمان، وأبو نُعيم في الحلية (8/ 378) من طريق أحمد بن عمر، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 140) من طريق سفيان الثوري، أربعتهم: عن وكيع به، بلفظه عند الخطيب، وبلفظ قريب عند الطبراني، وأبي نُعيم. قال أبو نُعيم: داود هو أخو شقيق بن أبي عبد الله، وابن جُدْعان [هو] عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمَّد بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعان، تفرد به عنه داود. وأخرجه أبو يعلى كما في المطالب قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبِي بِهِ، بمعناه مطولًا، وهو الطريق القادم. وأخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 49) من طريق أبي أسامة قال: حدثني داود بن أبي عبد الله به، بنحوه. ويشهد له ما رُوي عن عمار بن ياسر، وأبي هريرة، وعائشة رضي الله عنهم، كما يلي: 1 - حديث عمار بن ياسر: أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 163) من طريق حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أبي شَبيب، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ رجل يضرب عبدًا له، إلا أقيد منه يوم القيامة". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 353)، ثم قال: رواه البَزَّار، ورجاله ثقات. قلت: سنده ضعيف؛ لعنعنة حَبيب (انظر طبقات المدلسين ص 37)، وميمون بن أبي شَبيب لعله لم يلق عمار بن ياسر. (انظر التهذيب 10/ 347). وأخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 48)، من هذه الطريق، لكن موقوفًا على عمار بن ياسر. 2 - حديث أبي هريرة: أخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 49) واللفظ له، والبزَّار: كما في الكشف (4/ 164) من طريق قَتادة عن زُرارَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ =
= قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من ضَرَبَ ضَرْبًا ظُلْمًا، اقتُصَّ منه يوم القيامة". كما أخرجاه من طريق قَتادة عن عبد الله بن شَقيق، عن أبي هريرة به. ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 353). قلت: بل هو ضعيف لعنعنة قتادة (انظر: طبقات المدلسين ص 43). 3 - حديث عائشة: أخرجه أحمد (6/ 280)، والترمذي (5/ 300) واللفظ له، من طريق عُروة عن عائشة، أن رجلًا قعد بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إن لي مملوكين يكذبونني، ويخونونني، ويعصونني، وأشتمهم، وأضربهم، فكيف أنا منهم؟، قال: "يُحسَبُ ما خانوك، وعصوك، وكذبوك، وعقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم، كان كفافًا، لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم، كان فضلًا لك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم، اقتص لهم منك الفضل ... ". قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن غَزْوان، وقد رَوى ابن حنبل عن عبد الرحمن بن غَزْوان هذا الحديث. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 216)، ثم قال: رواه أحمد، والترمذي ... وعبد الرحمن هذا ثقة احتج به البخاريُّ، وبقية رجال أحمد احتج بهم البخاريُّ ومسلم، والله أعلم. قلت: وبهذه الشواهد يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره.
3320 - [3] حَدَّثَنَا (¬1) سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبِي، ثنا دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ [عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمَّد] (¬2) بن جُدْعان القرشي، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قَالَتْ: كَانَ (¬3) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَيْتِي، وَكَانَ بِيَدِهِ سِوَاكٌ، فَدَعَا بوصيف لَهُ -أَوْ لَهَا- حَتَّى اسْتَبَانَتْ (¬4) فِي وَجْهِهِ -صلى الله عليه وسلم- الغضب، فخرجت أم سلمة رضي الله عنها، إلى الجيران فوجدت الوصيفة وهي تلعب بينهم، فقالت: ألا أراك تلعبين بهذه [البَهْمَة] (¬5) ورسوله -صلى الله عليه وسلم- يدعوكِ؟ قالت (¬6): لا والذي بَعثك بالحق ما سمعتكِ، فذكره. ¬
الحكم عليه: تقدم في الطريق السابق برقم (1)، ويُضاف في الحكم على هذه الطريق ضعف سفيان بن وكيع.
35 - كتاب الأذكار والدعوات
35 - كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ 1 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- 3321 - قال إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا النَّضْر بْنُ شُميل، أنا أَبُو قُرَّة هُوَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "ذُكِرَ لِي أَنَّ الدُّعَاءَ يَكُونُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ، حَتَّى يصلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
3321 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، فيه أبو قُرَّة الأسدي، وهو مجهول. وهو موقوف في حكم المرفوع؛ لأنّ لفظه لا يدرك بنظر، قال السخاوي في القول البديع (ص 321) بعد أن ذكره: والظاهر أن حكمه حكم المرفوع، لأنّ مثل هذا لا يقال من قبل الراوي، كما صرح به جماعة من أئمة أهل الحديث والأصول. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 15 أ) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه موقوفًا بسند الصحيح، إلا أبا قُرَّة الأسدي، فإني لم أر من تكلم فيه بعدالة ولا جرح، لكن أخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وقال: لا أعرفه بعدالة ولا جرح. وقال الشيخ الألباني: ضعيف موقوف (الإرواء 2/ 177). =
= تخريجه: ذكره السخاوي في القول البديع (ص 320)، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه. وأخرجه من طريق المصنِّف الإسماعيلي في مسند عمر كما في جلاء الأفهام لابن القيم (ص 28)، وابن بَشْكَوال: كما في القول البديع للسخاوي (ص321). قال الإسماعيلي: سواء. قال ابن القيم: يريد به أن حديث الصلاة ... يحتمل الرفع ويحتمل الوقف على السواء. وقال السخاوي: في سنده من لا يعرف، وقد أخرجه الواحدي، ومن طريقه عبد القادر الرهاوي في الأربعين، وفي سنده من لا يعرف أيضًا. وأخرجه الترمذي (2/ 356) قال: حدّثنا أبو داود سليمان بن سَلْم المصاحفي البلخي، أخبرنا النَّضْر بن شُميل، به، بلفظ قريب. وأخرجه أبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 255) قال: حدّثنا محمَّد بن فُضيل بإسناده عن سعيد بن المسيّب به، بلفظ قريب. وتُوبع أبو قُرَّة الأسدي على رواية هذا الأثر كما في تفسير ابن كثير (3/ 521)، فرواه أيوب بن موسى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطّاب. وأيوب هذا، ذكره الذهبي في المغني (1/ 98) فقال: أيوب بن موسى، أو موسى بن أيوب، عن بعض التابعين مجهول. وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 66)، من طريق عَمرو بن مسافر، حدثني شيخ من أهلي قال: سمعت سعيد بن المسيّب يقول: "ما من دعوة لا يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبلها، إلَّا كانت معلقة بين السماء والأرض". وسنده مع أنه مقطوع ضعيف، من أجل الشيخ الذي لم يسمّ، ولوجود عَمرو بن مسافر. (انظر الميزان 3/ 223 وفيه عمر بن مساور). ورُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعًا، قال ابن القيم في جلاء =
= الأفهام (ص 27) بعد أن ساق رواية الترمذي المذكورة قريبًا: هكذا رواه موقوفًا ... وقد رُوي حديث الصلاة عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ حديث معاذ بن الحارث، عن أبي قُرَّة مرفوعًا لكنه لا يثبت، والموقوف أشبه، والله أعلم. وقال ابن القيم أيضًا (ص 60): وقد رُوي مرفوعًا، والموقوف أصح. قلت: رواية الرفع هذه أخرجها رُزين بن معاوية في كتابه كما في تفسير ابن كثير (3/ 522) بلفظ: "الدعاء موقوف بين السماء والأرض، لا يصعد، حتى يُصَلَّى عليّ، فلا تجعلوني كغمر الراكب، صلوا عليّ أول الدعاء وآخره وأوسطه". وهذه الزيادة وهي قوله: "فلا تجعلوني ... " إنما تُروى عن جابر بن عبد الله، وقد ذكرها الحافظ هنا في المطالب، وهي الحديث القادم برقم (3324). ويشهد له ما يلي: 1 - أثر علي رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 408) واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 216)، من طريق أبي إسحاق عن الحارث، وعاصم بن ضَمْرة، عن علي قال: "كل دعاء محجوب حتى يُصَلَّى على محمَّد، وآل محمد -صلى الله عليه وسلم-". قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إسحاق، إلَّا عبد الكريم الخزاز. وقال البيهقي: هكذا وجدته موقوفًا. وأخرجه أبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث (ص 137)، والشجري في الأمالي (1/ 222، 235)، من طريق الحارث عن علي: فذكره بنحوه. وذكره المحاسبي في التوبة (ص 79)، ثم قال: أخرجه الطبراني، ورواته ثقات. وذكره المنذري في الترغيب (2/ 505)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط موقوفًا، ورواته ثقات، ورفعه بعضهم، والموقوف أصح. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 160)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات. =
= قلت: بل فيه الحارث الأعور، وعاصم بن ضَمْرة، وفيهما كلام كثير (انظر الميزان 1/ 435، 2/ 352)، فلأجلهما هذا الأثر بهذا الإِسناد ضعيف. ورُوي عنه مرفوعًا، أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 216)، واللفظ له، والأصبهاني في الترغيب (2/ 685)، وبيبي في جزئها (ص 45)، من طريق أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الدعاء محجوب عن الله حتى يُصَلَّى على محمَّد، وعلى آل محمَّد". وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى (2/ 260)، ونسبه للأصبهاني. وقال ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 11): ولكن للحديث ثلاث علل: إحداها: أنه من رواية الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب. العلة الثانية: أن شعبة قال: لم يسمع أبو إسحاق السَّبيعي من الحارث إلَّا أربعة أحاديث، فعدها، ولم يذكر هذا منها، وقاله العجلي أيضًا. العلة الثالثة: أن الثابت عن أبي إسحاق وقفه على علي رضي الله عنه. 2 - حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 113)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 358)، من طريق إبراهيم بن إسحاق الواسطي عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "الدعاء محجوب حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-". قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبّان: إبراهيم الواسطي يَروي عن ثور بما لا يتابع عليه، وعن غيره من الثقات، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وإنما هذا معروف. من كلام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، ذكره الترمذي. 3 - حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: أخرجه الديلمي في مسند الفردوس كما في القول البديع (ص 320) بلفظ: "كل دعاء محجوب حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-". وذكره الشوكاني في تحفة الذاكرين (ص 31)، ثم قال: وفي إسناده محمَّد بن =
= عبد العزيز الدينوري، قال الذهبي في الضعفاء: منكر الحديث. وأشار إلى هذه الرواية البيهقي في الشعب (2/ 216)، فقال: ورويناه من وجه آخر عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، مرفوعًا. 4 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعًا: أخرجه الذهبي في السير (17/ 114)، بلفظ: "الدعاء كله محجوب حتى يكون أوله ثناء على الله، وصلاة عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ يدعوه، فيستجاب الدعاء، به". قال الذهبي: إسناده مظلم. وذكره ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 211)، عن النسائيُّ. وقال السخاوي في القول البديع (ص 320): رواه النسائيُّ، وأبو القاسم بن بَشْكَوال من طريقه. 5 - حديث فَضالة بن عُبيد، رضي الله عنه: أخرجه أحمد (6/ 18)، وأبو داود (2/ 77)، والترمذي (5/ 482)، والنسائيُّ (3/ 44)، والطبراني في الكبير (18/ 308)، والحاكم (10/ 230). ولفظ أبي داود: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع رجلًا يدعو في صلاته، لم يمجد الله تعالى ولم يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عَجَّلَ هذا"، ثم دعاه فقال له أو لغيره: "إذا صلَّى أحدكم، فليبدأ بتحميد ربه عزّ وجل والثناء عليه، ثم يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثم يدعو بعد بما شاء". قال الترمذي: حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. 6 - أثر ابن مسعود رضي الله عنه: أخرجه معمر في الجامع (10/ 441)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 170). ولفظه: "إذا أراد أحدكم أن يسأل، فليبدأ بالمدحة والثناء على الله بما هو أهله، =
= ثم ليُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ ليسأل بعد، فإنه أجدر أن ينجح". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 155)، ثم قال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، إلَّا أن أبا عُبيدة لم يسمع من أبيه. وقال الهيثمي أيضًا (10/ 160): وهو حديث جيد. وبهذه الشواهد يرتقي طريق الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3322 - [1] أَخْبَرَنَا (¬1) النَّضْر بْنُ شُميل، ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، أنا مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيْهِ، فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ أصلَّيت الضُّحَى؟ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: "إِنَّ أَضَلَّ النَّاسِ مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ" -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. ¬
3322 - [1] الحكم عليه: أتوقف في الحكم على هذا الحديث بهذا الإِسناد، من أجل الرجل الذي لم يسمّ. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 21/ ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه، والحارث بن أبي أسامة بسند فيه راو لم يسمّ، وابن حبّان في صحيحه مطولًا، وغيرهم. وقال السخاوي في القول البديع (ص 219): الحديث غريب، ورجاله رجال الصحيح، لكن فيهم رجل مبهم لا أعرفه.
تخريجه: ذكره الحافظ في تخريج أحاديث الكشاف (ص 137)، ونسبه لإسحاق، وأبي يعلى. وقال السخاوي في القول البديع (ص 219): أخرجه إسحاق، والحارث في مسنديهما، وأبو جعفر بن البَخْتَري في الرابع عشر من حديثه. وأخرجه الحارث في مسنده وهي الطريق القادم برقم (2)، قال: حدّثنا عُبيد الله بن محمَّد، ثنا حماد به، ولفظ: "إن أبخل النَّاسِ مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه الحارث أيضًا كما في بغية الباحث (ص 80)، قال: حدّثنا يونس بن =
= محمَّد، ثنا حماد، به، فذكره في آخر لفظ طويل. وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 43) قال: حدّثنا حجاج بن المِنْهال قال: ثنا حماد بن سلمة، به، بلفظه: "إن أبخل النَّاسِ مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ -صلى الله عليه وسلم-". وأخرجه ابن أبي عمر العَدَنِي كما في المطالب برقم (3441)، قال: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو رَافِعٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومان، عمَّن أَخْبَرَهُ، عَنْ أبي ذر قال: فذكره بلفظ طويل، وفي آخِرَهُ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَبْخَلِ النَّاسِ؟ "، قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ -صَلَّى الله عليه وسلم-". وسنده ضعيف، هشام بن سليمان هو ابن عكرمة المخزومي، قال الحافظ: مقبول، وأبو رافع هو إسماعيل بن رافع، قال الحافظ: ضعيف الحفظ (التقريب ص 572، 107)، وفيه أيضًا إبهام شيخ يزيد بن رُومان. وأخرجه ابن أبي عاصم في كتاب الصلاة كما في جلاء الأفهام (ص 52)، من طريق عثمان بن أبي العاتكة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أبي أمامة، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خرجت ذات يوم فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ألا أخبركم بأبخل الناس؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "مَنْ ذُكرت عنده فلم يصلِّ علي، فذلك أبخل الناس". وسنده ضعيف، عثمان بن أبي العاتكة ضعيف في روايته عن شيخه علي بن يزيد، وهو الألهاني، وهو ضعيف أيضًا (انظر التقريب ص 384، 406). وفيه القاسم وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي، ذكره الذهبي في المغني (2/ 519) وقال: قال أحمد بن حنبل: روى عنه علي بن يزيد أعاجيب، وما أراها إلَّا من قبل القاسم. ويشهد له ما رُوي عن علي، وأنس، وجابر، وأبي هريرة رضي الله عنهم كما يلي: 1 - حديث علي: أخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 163)، واللفظ =
= له، وفي فضائل القرآن (ص 123)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 39)، والدولابي في الذرية الطاهرة (ص 88)، وابن عَدي (3/ 35)، والحاكم (1/ 549)، وعنه البيهقي في الدعوات (ص 114)، وأخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (1/ 147 أ)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 240)، جميعهم من طريق سليمان ابن بلال، وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 42)، من طريق إسماعيل بن جعفر، وعبد الله بن جعفر فرقهما، ثلاثتهم: عن عُمارة بن غَزِيَّة قال: سمعت عبد الله بن علي بن حسين يحدث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن البخيل من ذُكرت عنده ولم يصلِّ عليّ". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. أهـ. ووافقه الذهبي في التلخيص. قلت: فيه عبد الله بن علي بن حسين، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 314). وقد اختلف عليه في إسناده من رواية عُمارة بن غَزِيَّة عنه، فبعضهم وصله، وبعضهم أرسله، وأكثر الوصل، وهو الصواب إن شاء الله تعالى (انظر علل الدارقطني 3/ 101)، وممن أرسله: أحمد (1/ 201)، والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 163)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 132)، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 213). 2 - حديث أنس: أخرجه أبو يعلى (6/ 354)، ومن طريقه الضياء في المختارة (4/ 395)، من طريق يوسف عن أبي إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالك، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من ذكرني فليصلِّ عليّ، ومن صلَّى عليّ صلاة واحدة، صلَّى الله عليه عشرًا". وأخرجه أبو يعلى أيضًا (7/ 75)، وعنه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 135)، وأخرجه الدولابي في الكنى (1/ 146)، والطبراني في الأوسط =
= (3/ 371)، وأبو نُعيم في الحلية (4/ 347)، والذهبي في السير (7/ 383)، من طريق إبراهيم بن طَهْمان، وأخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 165)، وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (2/ 3) من طريق المغيرة أبي سلمة السراج، كلاهما: عن أبي إسحاق، عن أنس، مرفوعًا بلفظ قريب. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلَّا إبراهيم. قلت: ورواه المغيرة عنه، كما في رواية النسائيُّ، وأبي نُعيم في أخبار أصبهان. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 163)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. وقال الدارقطني في العلل -خ- (4/ 23 أ): اختلف فيه على أبي إسحاق، فرواه إبراهيم بن طَهْمان، والمغيرة بن مسلم، عن أبي إسحاق، عن أنس، وخالفهما يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، فرواه عن أبي إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم، عن أنس، وهو الصواب. أهـ. ورُوي عن أنس مرفوعًا بلفظ آخر، أخرجه ابن أبي شيبة في المسند، وفي آخره: "وَرَغِمَ أَنْفُ مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يصلِّ عليك، قال: قلت: آمين". وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3328). 3 - حديث جابر: أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (ص 136)، من طريق الفضل بن مُبَشِّر قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يصلِّ عَلَيَّ، فقد شقي". وسنده ضعيف، فيه الفضل بن مُبَشِّر، قال الحافظ: فيه لين. (التقريب ص 447). وذكره السخاوي في القول البديع (ص 213)، ثم قال: أخرجه ابن السُّنِّي بسند =
= ضعيف، وهو عند الطبري بلفظ: "شقي عبد ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليّ". 4 - حديث أبي هريرة مرفوعًا: أخرجه أبو يعلى (10/ 328)، وفي آخره: "ومن ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يصلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فدخل النار فأبعده الله، قال: آمين، فقلت: آمين. وسنده حسن، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3329).
3322 - [2] وقال الحارث: حدّثنا عُبيد اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ عَائِشَةَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنِ ابْنِ (¬1) هِلَالٍ العَنَزي (¬2)، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، فذكره. ¬
3322 - [2] الحكم عليه: تقدم في الطريق الماضية برقم (1).
تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1273). ولفظه: عن عوف بن مالك الأشجعي، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قعد إلى أبي ذر أو قعد أبو ذر إليه، قال: في حديث أطاله، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن أبخل النَّاسِ مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ" -صلى الله عليه وسلم-. قلت: ولم يذكر نص الحديث تامًا لأنه سبق أن ذكره بتمامه بغية الباحث (ص 80) ولفظه: عن أبي ذر أنه قعد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أو قعد إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: " أصلّيت الضحى؟ "، قلت: لا، قال: "قم فأذن، وصلِّ ركعتين"، قال: فقمت وصلَّيت ركعتين، ثم جئت، قال: "يا أبا ذر تعوذ باللهِ من شر شياطين الجن والإنس"، قلت: يا رسول الله، وهل للإنس من شياطين؟ قال: نعم، ثم قال: "أخبرك بكنز من كنوز الجنة؟ " قلت: نعم يا رسول الله، فما هو؟ قَالَ: "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ"، فقلت: يا رسول الله، فما الصلاة؟، قال: "خير موضوع، من شاء استقل، ومن شاء استكثر"، قلت: فما الصوم؟ قال: "فرض مجزٍ"، قلت: فَمَا الصَّدَقَةُ؟ قَالَ: "أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ، وَعِنْدَ اللَّهِ المزيد"، قلت: أي الصدقة أفضل؟ قال: "جهد المقل، وسر إلى فقير"، قلت: فأي آي أُنْزِلَ عَلَيْكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: "اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هو الحي القيوم"، قلت: كم المرسلين؟ قال: "ثلاث مائة وخمسة عشر جمًا غفيرًا"، قلت: أرأيت آدم كان نبيًا مكلمًا؟ " قال: "نعم، كان نبيًا مُكلَّمًا"، قال: ثم قال: "إن أبخل الناس لمن ذُكرت عنده فلم يصلّ عليّ". وقد تقدم تخريجه في الطريق الماضية برقم (1)، والله الموفق، لا إله غيره.
3323 - [1] وقال إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ [سَعِيدُ بْنُ سَعِيدٍ] (¬1) أَبُو الصَّبَّاح، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُمير بْنِ عُقْبَةَ (¬2)، عَنْ عَمِّهِ أَبِي بُردة بْنِ نِيار رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ما من عبد يُصَلِّ عَلَيَّ صَلَاةً صَادِقًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، إلَّا كتب الله تعالى له بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ بِهَا (¬3) عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ؟ ". فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أسامة، وقال: نعم. ¬
3323 - [1] الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف، لوجود سعيد بن سعيد، وشيخه سعيد بن عُمير، وهما مقبولان، وللاضطراب في سنده، فمرة يُروى عن سعيد بن عُمير، عن عمه، ومرة عن سعيد بن عُمير، عن أبيه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 161)، ثم قال: رواه البزّار، ورجاله ثقات، ورواه الطبراني. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 21/ ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه، والطبراني، والبزار، والنسائيُّ في اليوم والليلة. وذكره الشيخ الألباني في السلسة الضعيفة (4/ 296) وقال: ضعيف.
تخريجه: أخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (3/ 502)، والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 167)، والمِزي في تهذيب الكمال (11/ 27)، كلاهما من طريق أبي كُريب. وأخرجه ابن أبي عاصم في كتاب الصلاة، كما في جلاء الأفهام (ص 45)، والطبراني في الكبير (22/ 195) قال: حدّثنا عُبيد بن غنام، كلاهما: عن =
= أبي بكر بن أبي شيبة، وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 46) قال: حدّثنا إبراهيم بن سعيد، والبيهقيُّ في الدعوات (ص 118)، من طريق أبي يعلى الثوري، خمستهم: عن أبي أسامة، به، بنحوه، وسقط: سعيد بن سعيد. من إسناد الطبراني. ولفظ الطبراني: "ما صلَّى عليّ عبد من أمتي صلاة صادقًا بها قلب نفسه، إلَّا صلّى الله عليه بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حسنات، ورفع له بها عشر درجات، ومحا عنه بها عشر سيئات". ورُوي هذا الحديث من طريق سعيد بن سعيد، عن سعيد بن عُمير، عن أبيه، مرفوعًا أخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 166)، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 150/ ب)، وفي الحلية (8/ 373)، والمِزي في تهذيب الكمال (11/ 27)، ثلاثتهم: من طريق وكيع، وأخرجه ابن قانع كما في جلاء الأفهام (ص 56)، والأصبهاني في التركيب (2/ 683)، ومن طريقه السُّبْكي في طبقات الشافعية (1/ 160)، كلاهما من طريق محمد بن ربيعة الكِلابي، كلاهما: عن سعيد بن سعيد، به، بنحوه. قال أبو نُعيم في الحلية: لا أعلم أحدًا رواه بهذا اللفظ إلَّا سعيد، عن سعيد. وقال المِزي: قال أبو قريش: سألت أبا زُرعة عن اختلاف هذين الحديثين؟ فقال: حديث أبي أسامة أشبه. أهـ. ونقله ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 46)، عن أبي قريش. وذكر ابن أبي حاتم في العلل (2/ 164) هذين الطريقين، ثم قال: قلت لأبي: أيهما أصح؟ قال: حديث وكيع أشبه، ولا أعلم لعُمير صحبة. قلت: أبو أسامة ثقة، وقد خالف وكيعًا كما ترى، وهو ثقة أيضًا، ومن المحتمل أن يكون سعيد بن عُمير قد حدَّث به، عن عمه مرة، وعن أبيه مرة، والله أعلم. =
= وبشهد له ما رُوي عن أنس، وعامر بن ربيعة، وأبي هريرة رضي الله عنهم كما يلي: 1 - حديث أنس: أخرجه النسائيُّ (3/ 50)، وفي عمل اليوم والليلة (ص 296)، ومن طريقه الضياء في المختارة (4/ 396)، من طريق أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ صلَّى عَلَى صلاة واحدة صلَّى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات". وسنده صحيح، وقد تقدم تخريجه في شواهد الحديث رقم (3322 [1]) بلفظ: "من ذكرني فليصلّ علىّ، ومن صلَّى عليَّ صلاة واحدة، صلَّى الله عليه عشرًا". وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة في المسند بعضه مع قصة في أوله، بلفظ: إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَتَانِي فَقَالَ: "مَنْ صلَّى عَلَيْكَ وَاحِدَةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عشرًا، ورفعه عشر درجات". وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3327). 2 - حديث عامر بن ربيعة: أخرجه البزّار، كما في الكشف (4/ 46)، من طريق عَاصِمِ بْنِ عُبيد اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من صلَّى عليّ، من تلقاء نفسه، صلَّى الله بها عليه عشرًا". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 161)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه عاصم بن عُبيد الله، وهو ضعيف. 3 - حديث أبي هريرة: أخرجه الإمام مسلم (1/ 306)، ولفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من صلَّى عليّ واحدة صلى الله عليه عشرًا". وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره.
3323 - [2] رواه النسائيُّ فِي "الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ" عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى، عن [أبي كُريب] (¬1)، به. ¬
3323 - [2] الحكم عليه: إسناده ضعيف.
تخريجه: هو في عمل اليوم والليلة للنسائي (ص 167) قال: أخبرني زكريا بن يحيى قال: حدّثنا أبو كُريب قال: حدّثنا أبو أسامة عن سعيد بن سعيد، عن سعيد بن عُمير بن عقبة بن نِيار، عن عمه أبي بُردة بن نِيار قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: وأحال على لفظ قبله بقوله: فذكره بنحوه. ولفظه: "من صلَّى عليّ من أمتي صلاة مخلصًا من قلبه، صلّى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عشر سيئات". وقد تقدم تخريجه مفصلًا، وبه يرتقي إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
(130) وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أَوَّلِ أحاديث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام (¬1). ¬
3324 - وقال عبد: حدّثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قال جابر رضي الله عنه: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" لَا تَجْعَلُونِي كَقِدْحِ الرَّاكِبِ، إِنَّ الرَّاكِبَ (¬1) إِذَا عَلَّقَ مَعَالِيقَهُ، أَخَذَ قِدْحَهُ فَمَلَأَهُ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْوُضُوءِ تَوَضَّأَ، وَإِنْ كَانَتْ (¬2) لَهُ حَاجَةٌ فِي الشُّرْبِ شَرِبَ، وإلاَّ، أَهْرَاقَ (¬3) مَا فِيهِ اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ، وَفِي وَسَطِ الدُّعَاءِ، وَفِي آخِرِ الدعاء". ¬
3324 - الحكم عليه: بهذا السند ضعيف، لوجود موسى بن عُبيدة، وشيخه إبراهيم بن محمَّد التيمي، ولانقطاعه، محمَّد بن إبراهيم لم يثبت له السماع من جابر رضي الله عنه. وذكره العُقيلي (1/ 61) في ترجمة إبراهيم بن محمَّد، ثم قال: ولا يتابع عليه. أهـ. ووافقه الدارقطني في الضعفاء (ص 60). وذكره ابن كثير في التفسير (3/ 522)، ثم قال: هذا حديث غريب، وموسى بن عُبيدة ضعيف الحديث. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 155)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه موسى بن عُبيدة، وهو ضعيف. أهـ. ووافقه الحافظ في مختصر زوائد البزّار (2/ 439). وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 15 أ) مختصر، ثم قال: رواه عبد بن حُميد بسند مداره على موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، وهو ضعيف.
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد (3/ 65). وأخرجه ابن أبي عاصم كما في جلاء الأفهام (ص 41)، والبزار كما في =
= الكشف (4/ 45)، كلاهما: من طريق أبي عاصم، والعُقيلي (1/ 61) من طريق عُبيد الله بن موسى، وابن حبّان في المجروحين (2/ 236)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 692)، كلاهما: من طريق وكيع، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 216) من طريق زيد ابن الحباب، أربعتهم: عن موسي بن عُبيدة به، بنحوه، وذكر العُقيلي أوله، ثم قال: فذكر الحديث، ولا يتابع عليه. ورُوي من طريق سفيان الثوري عَنْ مُوسَى بْنِ عُبيدة، عَنْ محمَّد بْنِ إبراهيم التيمي، عن جابر مرفوعًا بنحوه، أخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 89). وسئل الدارقطني في العلل -خ- (4/ 84 أ) عن هذا الحديث، فقال: يَرويه موسى بن عُبيدة، واختلف عنه، فرواه الدراوردي، والثوري عَنْ مُوسَى بْنِ عُبيدة، عَنْ محمَّد بْنِ إبراهيم، عن جابر، وخالفهما وكيع، وغيره، فرووه عن مُوسَى بْنُ عُبيدة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ محمَّد، عن أبيه، عن جابر، والصواب هذا. أهـ. وأخرجه عبد الرزاق (2/ 215)، ومن طريقه الطبراني كما في جلاء الأفهام (ص 42) عن الثوري، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبيدة، عَنْ محمَّد بْنِ إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن جابر مرفوعًا بنحوه. ولعل الصواب حذف قوله "عن أبيه"، لما مرّ قبل قليل في كلام الدارقطني، أو أن قوله "عن محمَّد بن إبراهيم التيمي" خطأ، وصوابه: "عن إبراهيم بن محمَّد التيمي"، فتوافق بذلك هذه الطريق طريق الباب، والله تعالى أعلم بالصواب. وأخرجه سفيان بن عيينة في جامعه كما في القول البديع للسخاوي (ص319) من طريق يعقوب بن زيد بن طلحة، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قال: "لا تجعلوني كقدح الراكب، اجعلوني أول دعائكم، وأوسطه، وآخره". قال السخاوي: وسنده مرسل أو معضل، فإن كان يعقوب أخذه عن غير موسى، تقوَّت به رواية موسى، والعلم عند الله تعالى.
3325 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا [مُحَمَّدُ] (¬1) بْنُ مُنيب عَنِ السَّرِي بن يحيى، عن رجل من طيء -وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا- قَالَ: "كُنْتُ أَسْأَلُ اللَّهَ تعالى أَنْ يُرِيَنِي الِاسْمَ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، فرَأَيْتُهُ مَكْتُوبًا فِي الْكَوَاكِبِ فِي السَّمَاءِ: يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام". ¬
3325 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، لِإبهام الرجل الذي يَروي عنه السَّرِي بن يحيى. وذكره المنذري في الترغيب (2/ 486)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورواته ثقات. أهـ. ووافقه الهيثمي في المجمع (10/ 158). وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (3/ 15 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى كما في المقصد العلي -خ- (ق 155 أ). وذكره الحافظ في (الفتح 11/ 224)، ونسبه لأبي يعلى من طريق السَّرِي بن يحيى به. ويشهد له ما رُوي عن أنس، وأبي الدرداء، وأبي طلحة، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم، كما يلي: 1 - حديث أنس: أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 272) واللفظ له، وأحمد (3/ 120)، ومن طريقه الضياء في المختارة (4/ 384)، وأخرجه ابن ماجه (2/ 1268) قال: حدّثنا علي بن محمَّد، ثلاثتهم: عن وكيع، عن أبي خزيمة، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجلًا يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلَّا أنت وحدك، لا شريك لك، المنان، بديع السموات =
= والأرض، ذو الجلال والإكرام. فقال: "لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دُعِيَ به أجاب". وإسناده حسن، فيه أبو خزيمة، هو العَبْدي، قال الحافظ: صدوق (التقريب ص 636). وأخرجه أحمد (3/ 158)، ومن طريقه المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 58)، وأخرجه الحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 413)، ومن طريقه البغوي في شرح السُّنَّة (5/ 36)، وأخرجه أبو داود (2/ 79)، ومن طريقه البيهقي في الدعوات (ص 148)، وأخرجه النسائيُّ (3/ 52)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 62)، والطبراني في الدعاء (2/ 833)، والحاكم (1/ 503)، وعنه البيهقي في الأسماء والصفات (1/ 225)، وأخرجه البيهقي أيضًا (1/ 50)، وفي الدعوات (ص81)، جميعهم: من طريق حفص بن عمر بن أخي أنس عن أنس مرفوعًا بنحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. وأخرجه الترمذي (5/ 514) من طريق عاصم الأحول وثابت عن أنس مرفوعًا بنحوه، وقال: هذا حديث غريب من حديث ثابت عن أنس. وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 62)، والطبراني في الصغير (ص 367)، ومن طريقه الضياء في المختارة (4/ 351)، وأخرجه الحاكم (1/ 504) من طريق إبراهيم بن عُبيد بن رِفاعة عن أنس مرفوعًا بنحوه. قال الطبراني: لم يروه عن إبراهيم بن عُبيد إلَّا عبد العزيز بن مسلم مولاهم، تفرد به محمَّد بن إسحاق. قلت: رواية الحاكم من طريق عايض بن عبد الله الفِهْري عن إبراهيم بن عُبيد، فلم يتفرد به عبد العزيز بن مسلم. 2 - حديث أبي الدرداء: أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 39) من =
= طريق عَمرو بن بكر السَّكْسَكي، ثنا إبراهيم بن أبي عَبْلة عن بلال بن أبي الدرداء أو غيره -الشك من إبراهيم- عن أبي الدرداء قال: فذكره مرفوعًا بنحو لفظ أنس. وسنده ضعيف جدًا، فيه عَمرو بن بكر السَّكْسَكي، قال الحافظ: متروك. (التقريب ص 419). 3 - حديث أبي طلحة: أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 101)، وفي الدعاء (2/ 834) من طريق أبان ابن أبي عياش أخبرهم عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة: فذكره مرفوعًا بنحو لفظ أنس. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 156)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه أبان بن أبي عياش، وهو متروك. 4 - حديث جابر بن عبد الله: أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 116)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 362) من طريق خالد بن يزيد العُمَري أبي الوليد، حدّثنا ابن أبي ذئب قال: حدّثنا محمَّد بن المُنْكَدِر قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: عرض هذا الدعاء على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-فقال: "لو دُعِيَ به على شيء بين المشرق والمغرب في ساعة من يوم الجمعة، لاستجيب لصاحبه"، لا إله إلَّا أنت، يا حنان يا منان، يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال يحيى، وأبو حاتم الرازي: خالد بن يزيد كذاب. قلت: وبالشاهد الأوّل -حديث أنس- يرتقي لفظ الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3326 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ عَنْ نُعيم بْنِ ضَمْضَم الْعَامِرِيِّ، ثنا عِمْرَانُ الحِمْيري (¬1) قال: سمعت عمار بن ياسر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَعْطَانِي مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَقُومُ عَلَى قَبْرِي إِذَا أنا مِتّ، فلا يُصَلِّي عبد عَلَيَّ (¬2) صَلَاةٌ إلَّا قَالَ: يَا محمَّد، فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ يُصَلِّي عَلَيْكَ، يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ، فيُصَلِّي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ مَكَانَهَا عشرًا". ¬
3326 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، لوجود عبد العزيز بن أبان، وفيه نُعيم بن ضَمْضَم وهو ضعيف، وفيه عمران الحِمْيري وهو لا يعرف. وأخرجه البخاريُّ في التاريخ الكبير (6/ 416) في ترجمة عمران، ثم قال: لا يتابع عليه. وذكره المنذري في الترغيب (2/ 499)، ثم نسبه للبزار، وأبي الشيخ، والطبراني في الكبير، ثم قال: رووه كلهم عن نُعيم بن ضَمْضَم، وفيه خلاف عن عمران بن الحِمْيري، ولا يعرف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 162)، ثم نسبه للبزار، والطبراني، وضعَّفه لوجود عمران بن الحِمْيري، ونُعيم بن ضَمْضَم. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 22 أ) مختصر، ونسبه للحارث بن أبي أسامة، والبزار، وأبي الشيخ، والطبراني في الكبير، ثم ساق كلام المنذري المذكور آنفًا، ثم قال: عمران هذا ذكره ابن حبّان في صحيحه، وقال البخاريُّ: لا يتابع على حديثه. =
= تخريجه: هو في مسند الحارث كما في بغية الباحث (ص 1272). وأخرجه البخاريُّ تعليقًا في التاريخ الكبير (6/ 416)، والبزار كما في الكشف (4/ 47)، وعمر النسفي في القند (ص 550)، ثلاثتهم: من طريق أبي أحمد الزبيري، وأخرجه البزّار أيضًا من طريق سفيان بن عيينة، والروياني في المسند، والطبراني في الكبير، كلاهما كما في جلاء الأفهام (ص 47، 46)، وأبو الشيخ في العظمة (2/ 762)، ثلاثتهم: من طريق قبيصة بن عقبة، والعُقيلي (3/ 249) من طريق علي بن القاسم الكندي، والطبراني في الكبير كما في جلاء الأفهام (ص 47) من طريق عبد الرحمن بن صالح الكوفي، والأصبهاني في الترغيب (2/ 683) من طريق إسماعيل بن إبراهيم التيمي، ومن طريقه السُّبْكي في طبقات الشافعية (1/ 169)، جميعهم: عن نُعيم بن ضَمْضَم به، بنحوه، وقال العُقيلي: "عشرين بكل صلاة"، بدل: "عشرا". قال البزّار: لا نعلمه يُروى عن عمار إلَّا بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في كتابه، وابن الجرَّاح في أماليه، وأبو الحسن بن نصر الطوسي في أحكامه، ثلاثتهم كما في القول البديع للسخاوي (ص 165، 166). قال السخاوي: وفي سند الجميع نُعيم بن ضَمْضَم. وفي الباب ما رُوي عن أبي بكر، وأبي أمامة، وابن عباس، وأيوب، ويزيد الرَّقَاشي، وعبد الله بن مسعود، والحسن بن علي رضي الله عنهم، كما يلي: 1 - حديث أبي بكر: أخرجه الديلمي كما في اللآلئ المصنوعة (1/ 284) من طريق محمَّد بن عبد الله بن صالح المروزي، حدّثنا بكر بن خداش عن فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أكثروا الصلاة عليّ، فإن الله وكل بي مَلَكًا عند قبري، فإذا صلّى عليّ رجل من أمتي، قال =
= لي ذلك المَلَك: يا محمَّد، إن فلان بن فلان صلّى عليك الساعة". وذكره السخاوي في القول البديع (ص 229)، ثم قال: أخرجه الديلمي، وفي سنده ضعف. قلت: بكر بن خداش هو أبو صالح، ذكره ابن حبّان في الثقات (8/ 148)، وقال: ربما خالف. أهـ. ومحمد بن عبد الله بن صالح المروزي لم أجد له ترجمة. 2 - حديث أبى أمامة: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 158) من طريق موسى بن عمير عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من صلّى عليّ، صلّي الله عليه عشرا بها مَلَك موكل بها حتى يبلغنيها". وذكره ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 166)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير من رواية مكحول عنه يعني عن أبي أمامة وقد قيل إنه لم يسمع منه إنما رآه رؤية، والراوي له عن مكحول: موسى بن عمير، وهو الجَعْدي الضرير، كذَّبه أبو حاتم. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 162)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه موسى بن عمير القرشي الأعمى، وهو ضعيف جدًا. 3 - حديث ابن عباس: أخرجه ابن عَدي (3/ 238) من طريق أَبِي يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إن لله ملائكة سياحين في الأرض، يبلغوني من أمتي: فلان سلَّم عليك ويُصَلِّي عليك، فلان يُصَلِّي عليك وسلَّم عليك". وأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 218) من هذه الطريق موقوفًا على ابن عباس بمعناه، وأبو يحيى هذا هو القَتَّات، قال الحافظ لين الحديث. (التقريب ص 684). 4 - حديث أيوب: أخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 36) قال: حدّثنا إبراهيم بن الحجاج قال: ثنا وهيب عن أيوب قال: "بلغني والله أعلم أن مَلَكًا موكل بكل من صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى يبلغه النبي -صلى الله عليه وسلم-. وإسناده صحيح، وهو مرفوع في صورة مقطوع؛ لأنّ لفظه لا يدرك بعقل. 5 - حديث يزيد الرَّقَاشي: أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 516) قال: حدّثنا =
= هشيم قال: أنا حُصين عن يزيد الرَّقَاشي: "أن مَلَكًا موكل بمن صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ يبلغ عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- إن فلانًا من أمتك صلّى عليك". وإسناده صحيح، وهُشيم وإن كان مدلسًا، إلَّا أنه قد صرح بالتحديث، فأمنَّا تدليسه. 6 - حديث عبد الله بن مسعود: أخرجه أحمد (1/ 387، 441)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 34)، واللفظ له، والنسائيُّ (3/ 43)، وأبو يعلى (9/ 137)، وعنه ابن حبّان كما في الإِحسان (2/ 134)، وأخرجه الشاشي (2/ 252، 253)، والطبراني في الكبير (10/ 270، 271)، جميعهم من طريق سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زاذان، عن عبد الله -هو ابْنِ مَسْعُودٍ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إن لله في الأرض ملائكة سياحين، يبلغوني من أمتي السلام". وإسناده صحيح. 7 - حديث الحسن بن علي: أخرجه أبو يعلى (12/ 131) من طريق عبد الله بن نافع، أخبرني الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "صلوا في بيوتكم، لا تتخذوها قبورًا، ولا تتخذوا بيتي عيدًا، صلُّوا عليَّ وسلِّموا، فإن صلاتكم وسلامكم يبلغني أينما كنتم". وإسناده ضعيف، فيه عبد الله بن نافع، هو المدني، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 326). وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 82) ومن طريقه الشجري في الأمالي (1/ 124) من طريق حُميد بن أبي زينب عن حسن بن حسن بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "حيثما كنتم فصلوا عليّ، فإن صلاتكم تبلغني". وذكره المنذري في الترغيب (2/ 498)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 162)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه حُميد بن أبي زينب، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
3327 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكين، ثنا سَلَمَةُ، هُوَ ابْنُ وَرْدان قَالَ: سَمِعْتُ أنسًا رضي الله عنه، يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ يَتَبَرَّزُ فَلَمْ يَجِدْ رَجُلًا (¬1) يَتْبَعُهُ، فَفَزِعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَاتَّبَعَهُ بِفَخَّارَةٍ ومِطْهَرة، فَوَجَدَهُ سَاجِدًا فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، فَتَنَحَّى، فَجَلَسَ وَرَاءَهُ حَتَّى رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأْسَهُ، فَقَالَ: "أَحْسَنْتَ يَا عُمَرُ حَيْثُ وَجَدْتَنِي سَاجِدًا فَتَنَحَّيْتَ عَنِّي، إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَتَانِي فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ وَاحِدَةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا، ورفعه عشر درجات". ¬
3327 - الحكم عليه: بهذا الإسناد ضعيف لضعف سلمة بن وَرْدان. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 161)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه سلمة بن وَرْدان، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 21 ب) مختصر، ونسبه لأبي بكر بن أبي شيبة وسكت عنه.
تخريجه: أخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 23)، والسُّبْكي في طبقات الشافعية (1/ 157)، كلاهما: من طريق عبد الله بن مسلمة، والبزار كما في الكشف (4/ 46) من طريق جعفر بن عون، وابن عَدي (3/ 335)، وأبو بكر الإسماعيلي في مسند عمر كما في جلاء الأفهام (ص 27)، كلاهما من طريق أبي ضمرة الليثي، ثلاثتهم: عن سلمة بن وَرْدان به، بلفظ قريب. ولفظ إسماعيل: خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- يتبرز، فلم يجد أحدًا يتبعه، فهرع عمر، فأتبعه بمِطْهَرة -يعني إداوة- فوجده ساجدًا في شربة، فتنحى عمر فجلس وراءه حتى =
= رفع رأسه، قال: فقال: "أحسنت يا عمر، حين وَجَدْتَنِي سَاجِدًا فَتَنَحَّيْتَ عَنِّي، إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السلام أَتَانِي فَقَالَ: مَنْ صلَّى عَلَيْكَ وَاحِدَةً، صلَّى الله عليه عشرا، ورفعه عشر درجات". وأخرجه السمعاني في أدب الإملاء (ص 63)، من طريق ابن أبي فديك عن سلمة بن وَرْدان به، بلفظه، دون القصة. ورُوي حديث الباب من مسند أبي بن مالك، ومالك بن أوس معًا، ومن مسند عمر، كما يلي: فأخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 140)، وأبو بكر الإِسماعيلي في مسند عمر كما في جلاء الأفهام (ص 27) من طريق ابن كاسب، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة (2/ 347) من طريق محمَّد بن الحسن بن سماعة الحضرمي، ثلاثتهم: عن أبي نُعيم: الفضل بن دُكين قال: حدّثنا سلمة بن وَرْدان قال: سمعت أنسًا، ومالك ابن أوس بن الحَدَثان، إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ .. فذكره بلفظ قريب. وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 24)، وأبو بكر الإسماعيلي في مسند عمر: كما في جلاء الأفهام (ص 27)، كلاهما: من طريق أنس بن عياض عن سلمة بن وَرْدان، حدثني مالك بن أوس بن الحَدَثان عن عمر بن الخطّاب قال: فذكره بلفظ قريب. قال ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 26) -بعد أن ساق طريق الباب من رواية إسماعيل القاضي-: وهذا الحديث يحتمل أن يكون في مسند أنس، وأن يكون في مسند عمر، وجعله في مسند عمر أظهر لوجهين: أحدهما، أن سياقه يدل على أن أنسًا لم يحضر القصة، وأن الذي حضرها عمر، والثاني أن القاضي إسماعيل قال: -فذكر إسناد إسماعيل من طريق سلمة بن وَرْدان، حدثني مالك بن أوس عن عمر- ثم قال: فإن قيل: فهذا الحديث الثاني علة الحديث الأوّل؛ لأنّ سلمة بن وَرْدان أخبر أنه سمعه من مالك بن أوس بن الحَدَثان. قيل: ليس بعلة له، فقد سمعه سلمة بن =
= ورْدان منهما. أهـ. وأخرجه الطبراني في الصغير (ص 361)، ومن طريقه الضياء في المختارة كما في تفسير ابن كثير (3/ 518) من طريق عَمرو بن الربيع بن طارق، حدّثنا يحيى بن أيوب، حدثني عُبيد الله بن عمر عن الحكم بن عُتيبة، عن إبراهيم النَّخَعي، عن الأسود بن يزيد، عن عمر بن الخطّاب قال: فذكره بلفظ قريب. قال الطبراني: لم يروه عن عُبيد الله بن عمر إلَّا يحيى بن أيوب، تفرد به عَمرو بن الربيع. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 287)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، والصغير، ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني محمَّد بن عبد الرحيم بن بَحير المصري، ولم أجد من ذكره. وذكره السخاوي في القول البديع (ص 159)، ثم قال: وإسناده جيد، بل صححه بعضهم. قلت: سنده ضعيف، فيه شيخ المصنِّف محمَّد بن عبد الله بن عبد الرحيم، لم أجد من ترجم له، وباقي رجال الإسناد ثقات سوى يحيى بن أيوب، وهو الغافقي، فإنه حسن الحديث. ورُوي من طريق أنس بن مالك مرفوعًا بلفظ: "من صلَّى عليّ صلاة واحدة، صلّى الله عليه عشر صلوات، وحُطَّت عنه عشر خطيئات، ورُفعت له عشر درجات". وسنده صحيح، وقد تقدم ذكره في شواهد الحديث السابق برقم (3323). ويشهد له ما رُوي عن عبد الرحمن بن عوف، وأبي طلحة رضي الله عنهما، كما يلي: 1 - حديث عبد الرحمن بن عوف: أخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 26)، وأبو يعلى (2/ 164) واللفظ له من طريق موسى بن عُبيدة، حدثني قيس بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده =
= عبد الرحمن قال: كان لا يفارق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منا خمسة أو أربعة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما ينوبه من حوائجه بالليل والنهار، قال: فجئته وقد خرج فاتبعته، فدخل حائطًا من حيطان الأسواف، فصلّى فسجد فأطال السجود، وقلت: قبض الله روحه، قال: فرفع رأسه فدعاني، فقال: "مالك؟ " فقلت: يا رسول الله، أطلت السجود؟ قلت: قبض الله روح رسوله، لا أراه أبدًا. قال: "سجدت شكرًا لربي فيما أبلاني في أمتي، من صلّى عليّ صلاة من أمتي، كتب له عشر حسنات، ومُحِيَ عنه عشر سيئات". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 160)، وضعَّفه لوجود موسى بن عُبيدة. وأخرجه أبو يعلى (2/ 158) من طريق ابن أبي سندر الأسلمي عن مولى لعبد الرحمن بن عوف قال: قال عبد الرحمن: فذكره بنحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 160)، ولم يعرف بعض رواته. وأخرجه أحمد (1/ 191)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 25)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 261 أ) من طريق عبد الواحد بن محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن عوف قال: فذكره مختصرًا. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 287)، ثم قال: رواه أحمد، ورواته ثقات. وأخرجه أحمد (1/ 191)، والحاكم (1/ 222)، والبيهقيُّ في معرفة السنن (14/ 47) من طريق عبد الرحمن بن أَبِي الحُويرث عَنْ محمَّد بْنِ جُبير بْنِ مُطْعِم، عن عبد الرحمن بن عوف قال: فذكره باختصار. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولا أعلم في سجدة الشكر أصح من هذا الحديث. أهـ. ووافقه الذهبي في التلخيص. قلت: عبد الرحمن بن أبي الحُويرث هو عبد الرحمن بن معاوية بن الحُويرث، قال الحافظ: صدوق سىء الحفظ، رمي بالإرجاء (التقريب ص 350)، فالإسناد =
= لأجله ضعيف. 2 - حديث أبي طلحة: أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 101) من طريق حمَّاد بن عَمرو النَّصيبي، ثنا زيد بن رُفيع عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو يتهلل وجهه مستبشرًا، فقلت: أي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّكَ لعلى حال ما رأيتك على مثلها؟ قال: "وما يمنعني، أتاني جبريل عليه السلام آنفًا، فقال: بشّر أمتك أنه من صلّى عليك صلاة، كتب له بها عشر حسنات، وكفّر عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا عشر درجات، ورد الله عليه مثل قوله، وعرضت عليه يوم القيامة". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 161)، ولم يعرف أحمد بن عَمرو النَّصيبي، ووثَّق باقي رجاله. قلت: إلَّا زيد بن رُفيع، فإنه قد ذكره الذهبي في ضعفائه، وقال: ليس بالقوي. (المغني 1/ 247). وأخرجه الطبراني أيضًا (5/ 100) من طريق إبراهيم بن الوليد الطبراني، حدثني أبي، حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة الماجِشون عن الزهري به، بنحوه، مع زيادة في آخره. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 161)، ولم يعرف إبراهيم بن الوليد الطبراني، ووثَّق باقي رجاله. وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 21) قال: أنبأنا إسماعيل بن أبي أُويس، حدثني أخي عن سليمان بن بلال، عن عبد الله صوابه: عُبيد الله بن عمر، عن ثابت البناني، قال أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-خرج عليهم يومًا يعرفون البشر في وجهه، فقالوا: إنا نعرف الآن في وجهك البشر يا رسول الله؟ قال: "أجل، أتاني الآن آت من ربي، فأخبرني أنه لن يصلّي عليّ أحد من أمتي، إلَّا ردها الله عليه عشر أمثالها". =
= وإسناده ضعيف، لحال شيخ المصنِّف، قال الذهبي: مُحَدِّثٌ مكثر، فيه لين. (الميزان 1/ 222). وأخرجه ابن المبارك في المسند (ص 33)، ومن طريقه النسائيُّ (3/ 50)، وفي عمل اليوم والليلة (ص 165)، وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 516) قال: ثنا عفان، وأحمد (4/ 30) قال: ثنا أبو كامل، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 22) قال: حدّثنا سليمان بن حرب، وابن حبّان: كما في الإِحسان (2/ 134) من طريق عمر بن موسى الحادي، خمستهم: عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ سليمان مولى الحسن بن علي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أبيه، فذكره بنحو لفظ إسماعيل، وزاد في آخره: "ولا يسلِّم عليك أحد إلَّا سلَّمت عليه عشرا". قال العراقي: أخرجه النسائيُّ، وابن حبّان من حديث أبي طلحة بإسناد جيد. (المغني مع الإحياء 1/ 309). وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
3328 - وبه (¬1) قال: سمعت أنسا رضي الله عنه يَقُولُ: ارْتَقَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْمِنْبَرِ دَرَجَةً فَقَالَ: "آمِينَ"، ثُمَّ ارْتَقَى دَرَجَةً فَقَالَ: "آمِينَ"، ثُمَّ ارْتَقَى (¬2) الثَّالِثَةَ (¬3) فَقَالَ: "آمِينَ"، ثُمَّ اسْتَوَى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فجلس (¬4)، فقال أصحابه رضي الله عنهم: أَىْ نَبِيَّ اللَّهِ، عَلَى مَا أمَّنت؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصلاة والسلام فَقَالَ: رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ، ورغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم (¬5) يُغفر لَهُ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ، وَرَغِمَ أَنْفُ مَنْ ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، قَالَ: قلت: آمين". ¬
3328 - الحكم عليه هذا الإسناد ضعيف؛ لحال سلمة بن وَرْدان. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 166)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه سلمة بن وَرْدان وهو ضعيف، وقد قال فيه البزّار: صالح، وبقية رجاله رجال الصحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 21 ب) مختصر، ونسبه لأبي بكر بن أبي شيبة، والبزار: وسكت عنه.
تخريجه: قال السخاوي في القول البديع (ص 208): أخرجه ابن أبي شيبة، والبزار في مسنديهما. أهـ. =
= وأخرجه جعفر الفريابي: كما في جلاء الأفهام (ص 24) من طريق المصنِّف. وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 30)، والخطيب في الموضح (2/ 110) من طريق زهير بن أبي زهير، والشجري في الأمالي (1/ 123)، والسُّبْكي في طبقات الشافعية (1/ 156)، كلاهما: من طريق أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، ثلاثتهم: عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي، والبزار: كما في الكشف (4/ 49) من طريق جعفر بن عون، والشجري أيضًا (1/ 129) من طريق خالد بن يزيد العُمَري، ثلاثتهم: عن سلمة بن وَرْدان، به بلفظ قريب، مع تقديم وتأخير، وذكر الخطيب الفقرة الثانية. ولفظ إسماعيل: ارْتَقَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى المنبر درجة فقال: "آمين"، ثم ارتقى الثانية فَقَالَ: "آمِينَ"، ثُمَّ ارْتَقَى الثَّالِثَةَ فَقَالَ: "آمِينَ"، ثم استوى فجلس، فقال أصحابه: على ما أمّنت؟ قال: "أتاني جبريل فقال: رغم أنف امرئ ذُكرت عنده فلم يُصَلِّ عليك، فقلت: آمين، فقال: رغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخل الجنة، فقلت: آمين، فقال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يُغفر له، فقلت: آمين". قال البزّار: وسلمة صالح، وله أحاديث يستوحش منها، ولا نعلم روى أحاديث بهذه الألفاظ غيره. وأخرجه أبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 255)، وتمام في الفوائد (2/ 13)، كلاهما: من طريق موسى الطويل عن أنس بن مالك، فذكره بنحوه مع تقديم وتأخير، وفيه أن السائل هو: معاذ بن جبل. وهذه المتابعة لا يُفرح بها؛ لأنّ فيها موسى الطويل، وهو موسى بن عبد الله الطويل، ذكره الذهبي في ضعفائه، ونقل عن ابن حبّان قوله: له عن أنس أشياء موضوعة. (المغني 2/ 684). وأخرجه أحمد بن الحسين العلوي في الأمالي (ص 12) من طريق نُعيم بن سالم عن أنس بن مالك قال: فذكره بنحوه، دون الفقرة الثانية. =
= وفي إسناده من لم أعرفهم. ويشهد لهذا الحديث ما يلي: 1 - حديث أبي هريرة: أخرجه أبو يعلى (10/ 328) من طريق محمَّد بْنِ عَمرو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير. وإسناده حسن، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (3329). 2 - حديث مالك بن الحُويرث: أخرجه ابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 315)، وفي الثقات (7/ 461)، والطبراني في الكبير (19/ 291) من طريق عمران بن أبان، حدّثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحُويرث عن أبيه، عن جده قال: فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 166)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه عمران بن أبان، وثَّقه ابن حبّان، وضعَّفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات، وقد أخرج ابن حبّان هذا الحديث في صحيحه من هذه الطريق. قلت: إسناده ضعيف؛ لوجود عمران بن أبان، ومالك بن الحسن (انظر التقريب ص 428، والمغني 2/ 537). 3 - حديث كعب بن عُجْرَة: أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 319)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2/ 215)، وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 32)، والطبراني في الكبير (19/ 144)، والحاكم (4/ 153)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 216) من طريق سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجْرَة عن أبيه، عن كعب بن عُجْرَة قال: فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير. وسقط من إسناد الأصبهاني قوله: عن أبيه، عن كعب بن عُجْرَة. =
= قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 166)، ثم قال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. قلت: إسحاق بن كعب بن عُجْرَة مجهول الحال (التقريب ص 102)، فهذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف لوجوده. 4 - حديث جابر بن عبد الله: أخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص140) من طريق عصام بْنُ زَيْدٍ عَنْ محمَّد بْنِ المُنْكدِر، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله، فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير. وذكره السخاوي في القول البديع (ص 209)، ثم قال: وهو حديث حسن. قلت: عصام بن زيد هو المدني، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 390)، فهذا الحديث بهذا الإسناد لأجله ضعيف. 5 - حديث عمار: أخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 47) من طريق سلمة بن عُبيد الله الرُّهاوي ثنا، عثمان بن أَبِي عُبيدة بْنِ محمَّد بْنِ عَمَّارِ بْنِ ياسر عن أبيه، عن جده، عن عمار بن ياسر قال: فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير. قال البزّار: لا نعلمه يُروى عن عمار، إلَّا بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 164)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه من لم أعرفهم. وقال الحافظ في مختصر زوائد البزّار (2/ 437): سلمة لا يعرف. قلت: محمَّد بن عمار ذكره ابن حبّان في الثقات (5/ 357)، وابنه أبو عُبيدة ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (9/ 405) وقال: سمعت أبي يقول: منكر الحديث. أهـ. وسلمة بن عُبيد الله الرُّهاوي لم أجد من ترجم له. 6 - حديث عبد الله بن عباس: أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 82) من =
= طريق يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس قال: فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 165)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه يزيد بن أبي زياد، وهو مختلف فيه، وبقية رجاله ثقات. قلت: يزيد بن أبي زياد هو الهاشمي الكوفي: ضعيف. (انظر التقريب ص 601). وأخرجه الطبراني أيضًا (12/ 83) من طريق إسحاق بن عبد الله بن كَيسان عن أبيه، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فذكره بمعناه، مع تقديم وتأخير. وذكره المنذري في الترغيب (2/ 507)، ثم قال: رواه الطبراني بإسناد لين. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 165)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه إسحاق بن عبد الله بن كَيسان وفيه ضعف. 7 - حديث جابر بن سَمُرَة: أخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 48) قال: حدّثنا محمَّد بن جُوان بن شعبة، والطبراني في الكبير (2/ 243)، ومن طريقه الشجري في الأمالي (1/ 288) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبيد بْنِ عَقيل، كلاهما: عن إسماعيل بن أبان، ثنا قيس عن سماك، عن جابر بن سَمُرَة قال: فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير عند البزّار. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُروى عَنْ جَابِرٍ بن سَمُرَة إلَّا من هذا الوجه. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 318)، ثم قال: رواه الطبراني بأسانيد، أحدها حسن. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 165)، ثم قال: رواه البزّار عن شيخه محمَّد بن جُوان، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا، وفي قيس بن الربيع خلاف. وقال الحافظ في مختصر زوائد البزّار (2/ 438): قيس هو ابن الربيع ضعيف. 8 - حديث عبد الله بن الحارث بن جَزْء: أخرجه البزّار: كما في الكشف =
= (4/ 48) من طريق عبد الله بن لَهيعة، ثنا عبد الله بن يزيد الحضرمي عن مسلم بن يزيد الصّدَفي، عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء، فذكره بمعناه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 165)، ثم قال: والطبراني بنحوه، وفيه من لم أعرفهم. 9 - حديث عبد الله بن مسعود: أخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 48) من طريق جارية بن هَرِم، ثنا حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عن عبد الله بن مسعود. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 164)، ثم قال: رواه البزّار هكذا [يعني دون متن]، وفيه جارية بن هَرِم الفُقَيمي، وهو ضعيف. 10 - حديث سعيد بن المسيّب: أخرجه الحسين المروزي في زيادات الصلة والبر لابن المبارك (ص 129) من طريق عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قال: فذكره بنحوه. وسنده ضعيف؛ لإرساله، ولأن فيه علي بن زيد، وهو ابن جُدْعان، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 401). وبهذه الشواهد يرتقي لفظ الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق.
3329 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِياث عَنْ محمَّد بْنِ عَمرو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله [عنه] (¬1) قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: "آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ"، [فَقِيلَ: يا رسول الله، إنك حين] (¬2) صعدت [المنبر] (¬3) قلت: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ؟ قَالَ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغفر له فدخل النار فأبعده الله تعالى، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، فَلَمْ يَبَرَّهُمَا [فَمَاتَ] (¬4) فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فقلت: آمين، ومن ذُكرت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ". ¬
3329 - الحكم عليه: هذا الإسناد حسن، والله أعلم، لوجود محمَّد بن عَمرو.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (10/ 328). وأخرجه عن المصنِّف ابن حبّان: كما في الإِحسان (2/ 131). وأخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 140)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 32)، والبزار: كما في الكشف (4/ 49)، وابن خُزيمة (3/ 192)، والبيهقيُّ في السنن الكبرى (4/ 304)، وفي فضائل الأوقات (ص 175)، كلهم: من =
= طريق كَثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة، فذكره بنحوه، مع تقديم وتأخير عند البخاريُّ والبيهقيُّ. ولفظ البخاريُّ: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رَقِيَ المنبر، فقال: "آمين، آمين، آمين"، قيل له: يا رسول الله، ما كنت تصنع هذا؟ فقال: "قال لي جبريل: رغم أنف عبد أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخله الجنة، قلت: آمين، ثم قال: رغم أنف عبد دخل عليه رمضان لم يُغفر له، فقلت: آمين، ثم قال: رغم أنف امرئ ذُكرت عنده فلم يُصَلِّ عليك، فقلت: آمين". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 166)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه كَثير بن زيد الأسلمي، وقد وثَّقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه أحمد (2/ 254)، والترمذي (5/ 514)، ومن طريقه القاضي عياض في الشفا (2/ 653)، وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 31) من طريقين، وابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 128 أ)، ومن طريقه كل من البيهقي في الدعوات (ص 115)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 734)، وأخرجه ابن حبّان: كما في الإِحسان (2/ 131)، والحاكم (1/ 549)، والشجري في الأمالي (1/ 129)، كلهم: من طريق عبد الرحمن بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هريرة، فذكره -دون القصة- بنحوه، مع تقديم وتأخير، وذكر الحاكم الفقرة الثالثة فقط. قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه. قلت: عبد الرحمن بن إسحاق هو المدني، قال الحافظ: صدوق رمي بالقدر (التقريب ص 336)، فهذا الحديث بهذا الإِسناد لأجله حسن. وأخرجه الحسين المروزي في زيادات البر والصلة لابن المبارك (129) من طريق عمر بن عُبيد الله -صوابه: عُبيد الله بن عمر- المدني عن أبيه، سمعت أبا هريرة مرفوعًا بنحوه. =
= وسنده ضعيف، فيه عمر بن حفص المدني، قال الحافظ: مقبول. (التقريب ص 411). وأخرجه الإمام مسلم (4/ 1978) من ثلاث طرق واللفظ له، والبخاري في الأدب المفرد (ص 16) من طريق سُهيل عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف"، قيل: من يا رسول الله؟ فقال: "من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما، فلم يدخل الجنة". ويشهد له حديث أنس، وهو الحديث الماضي برقم (3328)، وما ذكر في تخريجه عن مالك بن الحُويرث، وكعب بن عُجْرَة، وجابر بن عبد الله، وعمار، وعبد الله بن عباس، وجابر بن سَمُرَة، وعبد الله بن الحارث بن جَزْء، وعبد الله بن مسعود، وسعيد بن المسيّب. وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره.
3330 - وقال مُسَدَّد: حدّثنا [هُشيم] (¬1) عن أبي حُرَّة، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهَا تُعرض عَلَيَّ". * هَذَا مُرْسَلٌ. ¬
3330 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه ثلاث علل: 1 - الإرسال، كما قال الحافظ هنا. 2 - أبو حُرَّة، وهو ضعيف في روايته عن الحسن خاصة. 3 - هُشيم، وهو مدلس، وقد عنعن. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 21 ب) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد مرسلًا.
تخريجه: ذكره السخاوي في القول البديع (ص 234)، ثم قال: أخرجه مُسَدَّد في مسنده، وسعيد بن منصور في سننه. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 517) قال: حدّثنا هُشيم به، بلفظه، وقال: "معروضة"، بدل: "تعرض". وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 38) قال: حدّثنا سلم بن سليمان الضبي قال: ثنا أبو حُرّة به، بلفظه، وقال: "أكثروا عليّ الصلاة"، بدل: "أكثروا الصلاة عليّ". وأخرجه إسماعيل أيضًا من طريق مبارك عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "أكثروا عليّ الصلاة يوم الجمعة". =
= ويشهد له ما يلي: 1 - حديث أنس: أخرجه الطبراني كما في جلاء الأفهام (ص 37) واللفظ له، وابن عَدي (3/ 74)، والأصبهاني في الترغيب (2/ 686)، ثلاثتهم: من طريق أبي إسحاق الحُمَيسي، وأخرجه ابن عَدي (3/ 102)، من طريق دُرُسْت بن زياد القُشَيري، كِلَاهُمَا: عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشي، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَكْثِرُوا الصلاة عليّ يوم الجمعة، فإن صلاتكم تُعرض عليّ". وهذا الحديث مداره على يزيد الرَّقاشي، وهو ضعيف (انظر التقريب ص 599)، وأبو إسحاق الحُمَيسي أيضًا ضعيف، وأما دُرُسْت بن زياد، فإنه ضعيف جدًا، (انظر المغني 2/ 769، 1/ 222). ورُوي عن يزيد الرَّقَاشي مرسلًا، أخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 37) قال: حدّثنا عبد الرحمن بن واقد العطار قال: ثنا هُشيم قال: ثنا حُصين بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقاشي: "أن مَلَكًا موكل يوم الجمعة، من صلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يبلغ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِنَّ فلانًا من أمتك صلَّى عليك .. " وسنده ضعيف لإرساله، وفيه شيخ المصنِّف، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 352). وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 135)، وابن عَدي (3/ 178)، كلاهما من طريق سَعِيدِ بْنِ بَشير عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:" أكثروا عليّ الصلاة يوم الجمعة". وسنده ضعيف، لعنعنة قتادة، وهو مدلس. (انظر طبقات المدلسين ص 43). وفيه سعيد بن بَشير، هو الأزدي، قال الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 234). وسأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث في العلل (1/ 205)، فقال أبو حاتم: هذا حديث منكر بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني كما في جلاء الأفهام (ص 37)، ومن طريقه الأصبهاني في =
= الترغيب (2/ 686) من طريق أبي ظِلال عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الجمعة، فإنه أتاني جبريل آنفًا من ربه عَزَّ وَجَلَّ فقال: ما على الأرض من مسلم يُصَلِّي عليك مرة واحدة، إلَّا صَلَّيت أنا وملائكتي عليه عشرا". وذكره المنذري في الترغيب (2/ 498)، ثم قال: رواه الطبراني عن أبي ظِلال، عنه -يعني أنسًا- وأبو ظِلال وثِّق، ولا يضير في المتابعات. قلت: سنده ضعيف، لوجود أبي ظِلال، وهو هلال بن أبي هلال، قال الحافظ: ضعيف مشهور بكنيته. (التقريب ص 576). 2 - حديث أبي مسعود الأنصاري: أخرجه الحاكم (2/ 421) من طريق أبي رافع عن سعيد المَقْبُري، عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أكثروا عليّ الصلاة في يوم الجمعة، فإنه ليس أحد يُصَلِّي عليّ يوم الجمعة إلَّا عرضت عليّ صلاته". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، فإن أبا رافع هذا هو إسماعيل بن رافع، ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: ضعَّفوه. قلت: إسماعيل بن رافع هذا ذكره الذهبي في ضعفائه، وقال: ضعَّفوه جدًا، قال الدارقطني، والنسائيُّ: متروك، (المغني 1/ 80). 3 - حديث أبي أمامة: أخرجه البيهقي في الكبرى (3/ 249) من طريق بُرْد بن سِنان عن مكحول الشامي، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أكثروا عليّ من الصلاة في كل يوم جمعة، فإن صلاة أمتي تُعرض عليّ في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم عليّ صلاة، كان أقربهم مني منزلة". وذكره المنذري في الترغيب (2/ 503)، ثم قال: رواه البيهقي بإسناد حسن، إلَّا أن مكحولًا قيل لم يسمع من أبي أمامة. قلت: إسناده ضعيف، قال ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 37): لهذا الحديث علتان: إحداهما: أن بُرْد بن سِنان قد تُكُلِّمَ فيه، وقد وثَّقه يحيى بن معين وغيره، =
= العلة الثانية: أن مكحولًا قد قيل إنه لم يسمع من أبي أمامة، والله أعلم. وقال الشوكاني في تحفة الذاكرين (ص 31): وأخرج البيهقي بإسناد حسن عن أبي أمامة ... أهـ. فذكر هذا الحديث، ولعل تحسينه له بالنظر إلى شواهده. 4 - حديث أبي هريرة: أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 182) من طريق عبد المنعم بن بَشير الأنصاري قال: حدّثنا أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ القُرَظي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ في الليلة الزهراء، واليوم الأزهر، فإن صلاتكم تُعرض عليّ". وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 169)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد المنعم بن بَشير الأنصاري، وهو ضعيف. قلت: وفيه أيضًا عبد العزيز بن أبي سليمان المدني، قال الحافظ: مقبول. (التقريب ص 357). وقوله: "في الليلة الزهراء، واليوم الأزهر"، أي ليلة الجمعة ويومها، (النهاية 2/ 322). 5 - حديث أوس بن أوس: أخرجه أحمد (4/ 8)، وأبو داود (1/ 275) واللفظ له، والنسائيُّ (3/ 91)، ومن طريقه الأصبهاني في الترغيب (1/ 376)، وأخرجه ابن ماجه (1/ 524)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 132)، والحاكم (1/ 278) وعنه البيهقي في الكبرى (3/ 248)، وفي معرفة السنن (4/ 421)، وأخرجه الحاكم أيضًا (4/ 560)، جميعهم: من طريق حسين بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ"، قال: قالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يقولون: بليت، فقال: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ حرَّم على الأرض أجساد الأنبياء". =
= قال الحاكم في الموضع الأوّل: هذا حديث صحيح على شرط البخاريُّ، ولم يخرجاه. وقال في الموضع الأوّل: هذا حديث صحيح على شرط البخاريُّ، ولم يخرجاه. وقال في الموضع الثاني: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال البيهقي في معرفة السنن (4/ 420): قد روينا عن أنس بن مالك، وأبي أمامة في فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجمعة، ويوم الجمعة أحاديث، وأصح ما رُوي فيها حديث أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس. وذكره ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 32)، ثم قال: وقد أعلَّه بعض الحفاظ بأن حسينًا الجُعْفي حدّث به عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس قال، ومن تأمَّل هذا الإسناد لم يشك في صحته، لثقة رواته وشهرتهم وقبول الأئمة أحاديثهم، وعلته: أن حسين بن علي الجُعْفي لم يسمع عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وإنما سمع من عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم لا يحتج به. وقال السخاوي في القول البديع (ص 232): ولهذا الحديث علة خفية، وهي أن حسينًا الجُعْفي راويه، أخطأ في اسم جد شيخه عبد الرحمن بن يزيد، حيث سماه جابرًا، وإنما هو تميم، كما جزم به أبو حاتم وغيره ... لكن ردَّ هذه العلة الدارقطني، وقال: إن سماع حسين من ابن جابر ثابت، وإلى هذا جنح الخطيب. أهـ. 6 - حديث أبي الدرداء: أخرجه ابن ماجه (1/ 524) واللفظ له، والطبري في التفسير (30/ 131)، والمِزي في تهذيب الكمال (10/ 23)، ثلاثتهم: من طريق =
= زيد بن أيمن عن عُبادة بن نُسَيّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يوم الجمعة، فإنه مشهود تشهده الملائكة، وإن أحدًا لن يُصَلِّي عليّ إلَّا عرضت عليّ صلاته حتى يفرغ منها". قال: قلت: وبعد الموت؟ قال: "وبعد الموت، إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، فنبي الله حي يرزق". وذكره المنذري في الترغيب (2/ 502)، ثم قال: رواه ابن ماجه بإسناد جيد. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 294): هذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع في موضعين، عُبادة بن نُسَيّ روايته عن أبي الدرداء مرسلة، قاله العلاء، وزيد بن أيمن عن عُبادة بن نُسَيّ مرسلة، قاله البخاريُّ. قلت: وزيد بن أيمن هذا مقبول، قاله الحافظ. (التقريب ص 222). 7 - حديث أبي عمران الجَوْني: أخرجه عبد الرزاق (3/ 205) عن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجَوْني قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-كان يقول: "أكثروا عليّ الصلاة يوم الجمعة". وسنده ضعيف، لانقطاعه. 8 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ: أخرجه الشافعي في الأم (1/ 208)، ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن (4/ 420) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمَّد قال: أخبرني عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة". وسنده ضعيف جدًا، إبراهيم بن محمَّد هو ابن أبي يحيى الأسلمي، قال الحافظ: متروك. (التقريب ص 93). وبهذه الشواهد يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.
3331 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْأَعْمَى، عَنْ بُريدة الخُزاعي قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ السلام عليك، فكيف الصلاة عَلَيْكَ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قُولُوا اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى محمَّد، وَعَلَى آل محمد، كما جعلتها على آل إبراهيم (¬1)، إنك حميد مجيد". ¬
3331 - الحكم عليه: الحديثه بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لوجود أبي داود الأعمى. وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 144، 10/ 163)، ثم قال: رواه أحمد، وفيه أبو داود الأعمى، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 22 أ) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع، وأحمد بن حنبل بسند ضعيف، لضعف أبي داود الأعمى.
تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد (5/ 353)، والحسن بن شاذان كما في جلاء الأفهام (ص 19) عن طريق الحسن بن مُكْرَم، والخطيب في تاريخ بغداد، (8/ 142) من طريق الحسين بن نصر البغدادي، ثلاثتهم: عن يزيد بن هارون به؛ بمثله، وبلقظ قريب عند أحمد. ولفظ أحمد: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّم عليك، فكيف نصَلِّي عليك؟ قال: "قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا جَعَلْتَهَا على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد". وفي الباب حديث الحسن البصري، أخرجه أبن أبي شيبة (2/ 508)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 60)، كلاهما: عن طريق الحسن: قالوا: يا =
= رسول الله، قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة؟ قال: "قولوا اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على محمد، كما جعلتها على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد" أهـ. لفظ ابن أبي شيبة، ولفظ إسماعيل قريب منه، وفي أوله نزول آية. وذكره السخاوي في القول البديع (ص 71) من قول الحسن، وعزاه للنُّميري. وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه من مرسل الحسن. وقد أخرج كيفية الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة بعد التشهّد، من طرق صحيحه: البخاريُّ (فتح 11/ 152) من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عُجْرَة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ علينا، فقلنا: يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَدْ علمنا كيف نُسَلِّم عليك، فكيف نُصَلِّي عليك؟ قال: "قولوا: اللهم صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ محمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمَّد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد". وبنحو رواية البخاري رواه: أحمد (4/ 241)، ومسلم (1/ 305)، وأبو داود (1/ 257)، والترمذي (2/ 352) وقال: حسن صحيح، والنسائي (3/ 48) كلهم من حديث كعب بن عُجْرَة.
3332 - وحدثنا (¬1) هُشيم، ثنا " [أَبُو بَلْج] (¬2) الْفَزَارِيُّ (¬3)، ثنا [ثُوير] (¬4) مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَقَالَ ابن عمر رضي الله عنه: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينِ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينِ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، محمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، [وصلِّ] (¬5) عَلَى محمَّد وَعَلَى آلِ محمَّد، كَمَا صَلَّيت عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مجيد". ¬
3332 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف، لوجود ثُوير بن أبي فاختة. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 22 أ) مختصر، ونسبه لأحمد بن مَنيع، ثم قال: وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود، رواه ابن أبي عمر، وأبو يعلى، وابن ماجه موقوفًا، بإسناد حسن، ورواه الحاكم مرفوعًا.
تخريجه: ذكره السخاوي في القول البديع (ص 64)، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع في مسنده، وسبطه البغوي في فوائده عنه، ومن طريقه النُّميري بسند ضعيف. =
= وأخرجه المحاملي في الأمالي (ص 287) قال: ثنا إبراهيم بن مُجَشِّر، ثنا هُشيم به، بلفظ قريب. ولفظه: "اللهم اجعل صلاتك وبركاتك على سيد المسلمين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، اللَّهُمَّ ابعثه يوم القيامة مقامًا يغبطه به الأولون والآخرون، صلَّى الله عَلَى محمَّد وَعَلَى آلِ محمَّد، كَمَا صَلَّيت على إبراهيم، إنك حميد مجيد". وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 58) قال: حدّثنا يحيى الحِمّاني قال: ثنا هُشيم به، بلفظه، وقال: "سيد المسلمين"، بدل: "سيد المرسلين"، ودون: "إنك حميد مجيد". وفي سنده: يونس مولى بني هاشم قال: قلت لعبد الله بن عَمرو، أو ابن عَمرو، أو ابن عمر -على الشك-. ويشهد له حديث ابن مسعود موقوفًا، أخرجه ابن ماجه (1/ 293) واللفظ له، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 57)، وأبو يعلى (9/ 175)، والطبراني في الكبير (9/ 121)، والدارقطني في العلل (5/ 15)، وأبو نُعيم في الحلية (4/ 271)، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 208)، وفي الدعوات (ص 119)، والشجري في الأمالي (1/ 125)، كلهم من طريق المسعودي عن عون بن عبد الله، عن أبي فاختة، عن الأسود بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قال: "إذا صَلَّيتم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأحسنوا الصلاة عليه، فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه"، قال: فقالوا له: فعلِّمنا، قال: "قولوا: اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينِ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينِ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، محمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقامًا محمودًا يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم صَلِّ عَلَى محمَّد وَعَلَى آلِ محمَّد، كَمَا صَلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد". =
= وذكره المنذري في الترغيب (2/ 505)، ثم قال: رواه ابن ماجه موقوفًا بإسناد حسن. وقال البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 22 أ) مختصر: رواه ابن أبي عمر، وأبو يعلى، وابن ماجه موقوفًا بإسناد حسن، ورواه الحاكم مرفوعًا. وذكره السخاوي في القول البديع (ص 74)، ثم قال: وإسناد الموقوف حسن، بل قال الشيخ علاء الدين مغلطاي: إنه صحيح، لكن قد تعقب بعض المتأخرين على المنذري حيث حسَّنه بما حاصله: كيف يكون حسنًا وفي إسناده المسعودي، وقد قال ابن حبّان: إنه اختلط بأخرة، ولم يتميز حديثه الأوّل من الآخر، فاستحق الترك. قلت: إسناده صحيح، والمسعودي وإن كان قد اختلط بأخرة، إلَّا أن النُّقَّاد قد ميزوا حديثه، فمن روى عنه قبل الاختلاط، فحديثه صحيح، ومن روى عنه بعد الاختلاط، فحديثه ضعيف والله أعلم، وممن روى عنه قبل الاختلاط جعفر بن عون، كما في رواية البيهقي في الدعوات. وأخرجه عبد الرزاق (2/ 213)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 122)، وأبو نُعيم في الحلية (4/ 271) من طريق عون بن عبد الله، عن رجل، عن الأسود بن يزيد به، بلفظ قريب. وفيه إبهام شيخ عون بن عبد الله، ولعله أبو فاختة، كما في الطريق الأولى، والله أعلم. وأخرجه الحاكم (1/ 269)، من طريق رجل من بني الحارث، عن ابن مسعود، مرفوعًا، فذكر آخره. ولفظه: "إذا تشهّد أحدكم في الصلاة، فليقل: اللهم صَلّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، وبارك على محمَّد وعلى آل محمَّد، وارحم محمدًا وآل محمَّد، كما صَلَّيت وباركت وترحّمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد". وبهذا الشاهد يرتقي طريق الباب إلى الحسن لغيره، والله تعالى أعلم.
3333 - قَالَ إِسْحَاقُ (¬1): أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّات (¬2)، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أمة محمَّد يُصَلِّي عَلَى محمَّد أَوْ يُسَلِّم عَلَيْهِ إلَّا بَلَّغَهُ يُصَلِّي عَلَيْكَ فُلَانٌ ويُسلِّم عَلَيْكَ فُلَانٌ. ¬
3333 - الحكم عليه: هذا الإسناد ضعيف فيه أبو يحيى القَتَّات لين الحديث.
تخريجه: أخرجه البيهقي في حياة الأنبياء (ص 102: 17) قال: أخبر أبو الحسن بن بشران وأبو القاسم عبد الرحمن بن عُبيد الله الحرقي قالا: أنبا حمزة بن محمَّد بن العباس، ثنا أحمد بن الوليد، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا إسرائيل به. كما أخرجه في شعب الإيمان (2/ 218: 1584). وأخرجه ابن عَدي (3/ 1092) قال: ثنا عيسى بن أحمد الصرفي، ثنا محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا عبد الغفار بن الحسن البصري، ثنا إسرائيل به مرفوعًا بلفظ: "إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي فلان سلَّم عليك ويُصَلِّي عليك، فلان يُصَلِّي عليك ويُسلِّم". وتقدمت شواهده عند الحديث رقم (2326). (سعد).
2 - باب الصلاة على غير النبي -صلى الله عليه وسلم-
2 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 3334 - [1] قَالَ ابْنُ أَبِي عمر: حدّثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا الرَّبَذي (¬1) مُوسَى بْنُ عُبيدة، أَخْبَرَنِي محمَّد بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صَلُّوا عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَهُمْ كما بعثني، صلوات الله [وسلامه] (¬2) عليهم أجمعين". [2] وقال. أحمد بن مَنيع: حدّثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُوسَى بن عُبيدة، فذكره. ¬
3334 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه علتان: 1 - موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، وهو ضعيف. 2 - وشيخه محمَّد بن ثابت، وهو مجهول. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 22/ ب) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، وأحمد بن حنبل -كذا، والصواب أحمد بن مَنيع- بسند فيه موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، وهو ضعيف. =
= وذكره الحافظ في الفتح (11/ 169)، وقال: أخرجه إسماعيل القاضي بسند ضعيف.
تخريجه: ذكره السخاوي في القول البديع (ص 80)، ثم قال: أخرجه العدني، وأحمد بن مَنيع، والطبراني وإسماعيل القاضي. وأخرجه عبد الرزاق (2/ 216)، ومن طريقه الطبراني: كما في جلاء الأفهام (ص 258)، وأخرجه السُّبْكي في طبقات الشافعية (1/ 188) من طريق أبي داود. كلاهما: عن الثوري، وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 46)، من طريق عمر بن هارون، والبيهقي في الشعب (1/ 148) والدعوات (ص 121) والأصبهاني في الترغيب (2/ 695)، كلاهما: من طريق وكيع، ثلاثتهم: عن موسى بن عُبيدة، به، بلفظه دون قوله: "كما بعثني"، عند عبد الرزاق، وقوله: "ورسله" عند الأصبهاني، وبنحوه عند السُّبْكي. وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 105)، والسُّبْكي في طبقات الشافعية (1/ 189)، كلاهما: من طريق أبي عاصم، حدّثنا موسى بن عُبيدة، به، بنحوه. ولفظه: "صَلُّوا على الأنبياء كما تُصَلُّون عليَّ، فإنهم بُعثوا كما بُعثت". ويشهد له ما يلي: 1 - حديث أنس: أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 380)، من طريق علي بن أحمد البصري، جار حُميد الطويل قال؛ حدّثنا حُميد الطويل عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صَلُّوا عَلَى أنبياء الله ورسله، فإن الله بعثهم كما بعثني". وفيه علي بن أحمد البصري، قال الخطيب: مجهول، وفيه عنعنة حُميد =
= الطويل، وهو مدلس (انظر طبقات المدلسين ص 38). ورُوي عن أنس مرفوعًا بلفظ: "إذا سلَّمتم عليَّ، فسلِّموا على المرسلين، فإنما أنا رسول من المرسلين". أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (2/ 10)، وأيو نُعيم في أخبار أصبهان (1/ 113، 2/ 335). من طريق أبي العوام، عن قتادة، عن أنس، به. وقال الحافظ في نتائج الأفكار كما في الفتوحات الربانية (3/ 338): سنده حسن، لكن أخرجه عبد بن حُميد في تفسيره عن قتادة مرسلًا، وهو قوي. قلت: سنده ضعيف؛ لوجود أبي العوام، وهو عمران بن داوَر، قال الحافظ: صدوق يهم، ورمي برأي الخوارج (التقريب ص 429)، وفيه عنعنة قتادة، وهو مدلس. (انظر طبقات المدلسين ص 43). ورواية قتادة التي أشار إليها الحافظ رحمه الله قبل قليل، ذكرها السخاوي في القود البديع (ص 79) بلفظ: إذا صلَّيتم على المرسلين، فصَلُّوا عليَّ معهم، فإني رسول من المرسلين". قال السخاوي: رواه ابن أبي عاصم، وإسناده حسن جيد، لكنه مرسل. 3 - حديث ابن عباس: أخرجه الطبراني: كما في جلاء الأفهام (ص 258)، من طريق مُوسَى بْنِ عُبيدة، عَنْ محمَّد بْنِ عَمرو بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا صلّيتم عليَّ، فصَلُّوا على أنبياء الله، فإن الله بعثهم كما بعثني". وذكره الحافظ في الفتح (11/ 169)، ونسبه للطبراني، وضعّف إسناده. 3 - حديث علي: أخرجه الشجرى في الأمالي (1/ 125)، من طريق موسى بن إبراهيم المروزي الأعور قال: حدثني موسى بن جعفر بن محمَّد، عن أبيه جعفر بن محمَّد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن =
= عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "إذا صلَّيتم عليَّ، فصَلُوا عليَّ، وعلى أهلي، وعلى أنبياء الله ورسله الذين كانوا قبلي، فإنهم قد بُعثوا كما بُعثت". وإسناده ساقط، فيه موسى بن إبراهيم المروزي، قال الذهبي: أحاديثه موضوعات (المغني 2/ 682). وبالشاهد الأوّل والثاني يرتقي طريق الباب إلى الحسن لغيره.
3335 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهير، ثنا حَسَنٌ، ثنا ابْنُ لَهيعة عَنْ دَرَّاج، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أيّما رَجُلٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ تَكُونُ فِيهِ صدقة (¬1)، فقال: اللهم [صلِّ] (¬2) عَلَى محمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وصَلِّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، فإن له بها زكاة". ¬
3335 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه علتان: 1 - عبد الله بن لَهيعة، وهو ضعيف، كما علمت من ترجمته. 2 - دَرَّاج أبو السمح، وهو ضعيف في روايته عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، وهذا الحديث منها. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 167)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وإسناده حسن. وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (3/ 22/ ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، وابن حبّان في صحيحه. وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 329) وقال: ضعيف.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 529)، وفي المقصد العلي -خ- (ق 156 أ). وأخرجه ابن وهب كما في جلاء الأفهام (ص 243)، عن عَمرو بن الحارث، عن دَرَّاج، به، بلفظ قريب، دون أوله. ولفظه: "أيما رجل لم يكن عنده صدقة، فليقل في دعائه: اللهم صلِّ على =
= محمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وصَلَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، والمسلمين والمسلمات، فإنها له زكاة". وأخرجه من طريق ابن وهب كل من: البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 139)، وابن حبّان كما في الإِحسان (2/ 130، 5/ 159)، وابن عَدي (3/ 114)، والحاكم (4/ 129)، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 86)، وفي الآداب (ص 484)، وابن بَشْكَوال كما في القول البديع (ص 186). ولفظ ابن عَدي، والحاكم، والبيهقيُّ بنحو لفظ الباب، مع زيادة في آخره. ولفظ ابن عَدي: "أَيُّمَا رَجُلٍ كَسَبَ مَالًا مِنْ حَلَالٍ فَأَطْعَمَ نفسه، أو كساها، فمن دونه من خلق الله، فإنه له زكاة، وأيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة، فليقل في دعائه: اللهم صلِّ عَلَى محمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وصَلِّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، فإنها له زكاة"، وقال: "لا يشبع مؤمن سمع خيرًا حتى يكون منتهاه الجنة". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. ويشهد لبعضه: حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (2/ 517، 11/ 504)، وإسحاق بن راهويه (1/ 315)، وأحمد (2/ 365)، وهنَّاد (1/ 117)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 47)، وأبو يعلى (11/ 298)، جميعهم: من طريق ليث بن أبي سُليم عن كعب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "صَلُّوا عليَّ، فإن الصلاة عليَّ زكاة لكم". أهـ. لفظ ابن أبي شيبة، وفي بعض المصادر زيادة: "وسلوا لي الوسيلة ... ". وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 144)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه ليث بن أبي سُليم، وهو ثقة مدلس. وأخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 184)، وابن عَدي (3/ 122)، والأصبهاني =
= في الترغيب (2/ 682)، من طريق ليث عن مجاهد، عن أبي هريرة. وذكره ابن كثير في التفسير (3/ 519)، رواية البزّار هذه، ثم قال: في إسناده بعض من تكلم فيه. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 332)، ونسبه للبزار، وضعَّفه لوجود ذُؤاد بن عُلْبهَ. وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص 48)، من طريق ليث عن كعب مرسلًا. ومدار أسانيد هذا الشاهد على ليث بن أبي سُليم، وهو ضعيف. وبهذا الشاهد يرتقي هذا الجزء من حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.
3 - باب الترهيب [من] الغفلة عن ذكر الله تعالى
3 - بَابُ التَّرْهِيبِ [مِنَ] (¬1) الْغَفْلَةِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تعالى 3336 - [1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الْإِفْرِيقِيُّ عَنْ [حُديج] (¬2) بْنِ [صَومي] (¬3)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو (¬4) رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْغَفْلَةُ فِي ثَلَاثٍ: عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَحِينَ يُصَلَّى الصُّبْحُ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَغَفْلَةُ الْإِنْسَانِ عَنْ نَفْسِهِ حَتَّى يَرْكَبَهُ (¬5) الدَّيْنُ". [2] وقال عبد: حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن زياد، به. ¬
3336 - الحكم عليه: الحديث بهذا السند ضعيف، فيه علتان: 1 - حُديج بن صَومي، وهو مستور. =
= 2 - عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 128)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه حُديج بن صَومي، وهو مستور، وبقية رجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (1/ 180 أ) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع، والطبراني، وعبد بن حميد بسند فيه الأفريقي، وهو ضعيف. وأعاد ذكره في (3/ 7 ب)، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع، وعبد بن حميد، والطبراني، بإسناد حسن. وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 574)، وقال: ضعيف.
تخريجه: أخرجه عبد في المنتخب (1/ 309)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 526)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (1/ 413)، وأخرجه الطبراني: كما في الإتحاف -خ- (ق 139 أ) مسند، من طريق هارون بن مَلُّول، ومن طريقه العراقي في قرة العين (ص 34)، ثلاثتهم: عن عبد الله بن يزيد المقرئ، وأخرجه البيهقي أيضًا (4/ 180) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمَّد المُحاربي، والأصبهاني في الترغيب (2/ 567) من طريق محمَّد بن يزيد، ثلاثتهم: عن عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، به بنحوه. ولفظ الفسوي: "الغفلة في ثلاثة: الغفلة عن ذكر الله عَزَّ وَجَلَّ، ومن حين يُصَلَّى الصبح إلى طلوع الشمس، وأن يغفل الرجل في نفسه عن الدين حتى يركبه". ويشهد له حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البيهقي في الشعب (4/ 181) من طريق عُبيد بن حاتم، حدثني عبد الرحمن بن أبي البُحْتري الطائي، نا المُحاربي عن الأعمش، عن أبي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْغَفْلَةُ فِي ثَلَاثٍ" ... فذكر الحديث. وسنده ضعيف؛ لعنعنة المُحاربي، وهو عبد الرحمن بن محمَّد (انظر طبقات المدلسين ص 40)، وفيه عُبيد بن حاتم، وشيخه عبد الرحمن، لم أر من ترجم لهما.
3337 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا صاحب لنا ثقة ثقة يُقَالُ لَهُ: عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ شَيْخٍ من بني سُليم يقال له: زُبيد، قَرَأَ الْقُرْآنَ عِشْرِينَ سَنَةً، يَخْتِمُهُ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَعِشْرِينَ سَنَةً، يَخْتِمُهُ فِي يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ، قَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ نُورًا، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا أَنِسَ مِنْ أَصْحَابِهِ غِرَّة أَوْ غَفْلَةً، نَادَى فيهم بأعلى صوته: "أتتكم المنية [راتبة] (¬1)، إما شقوة، وَإِمَّا سَعَادَةٌ". قَالَ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: وَقَالَ لنا هذا الشيخ: أنا العام خير مِنِّي الْعَامُ الْأَوَّلُ، كَانَتْ لِي الْعَامَ الْأَوَّلَ شاة وليس لي العام شاة، وقال له رَجُلٌ: أَرَدْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَادْعُ اللَّهَ تعالى لي أن يزوجني امرأة صالحة، قال: فدعا الله تعالى، فهيئت له امرأة صالحة. ¬
3337 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.
تخريجه: هو في مسند ابن أبي عمر العَدَني: كما في الإصابة (4/ 6). ورُوي من طريق أخرى مرسلة، أخرجها ابن أبي الدنيا في قصر الأمل: كما في المغني مع الإحياء (4/ 459)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (7/ 304)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 356)، قال: ثنا أبو جعفر الآدمي، ثنا سفيان بن عيينة، عن محمَّد بن أبان، عن زيد السُّلَيمي، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَهُ بلفظ قريب. ولفظ أبي نُعيم: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أنس غفلة أو غِرَّة، نادى فيهم بصوت. رفيع "أتتكم المنية راتبة لازمة، إما بشقاوة، وإما بسعادة". =
= قال العراقي: أخرجه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل من حديث زيد السُّلَيمي مرسلًا. وذكره السيوطي في الجامع الصغير"، وعزاه لابن أبي الدنيا في ذكر الموت، والبيهقيُّ في الشعب عن زيد السُّلَيمي مرسلًا، ورمز لضعفه. (فيض القدير 1/ 107). وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 18)، وقال: ضعيف. ويشهد لحديث الباب ما يلي: 1 - حديث الوَضين بن عطاء قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا أحس من الناس بغفلة من الموت، جاء فأخذ بعضادتي الباب، ثم هتف ثلاثًا: "يا أيها الناس، يا أهل الإِسلام، أتتكلم الموتة راتبة لازمة، جاء الموت بما جاء به ... ". أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 356). وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 14)، وقال: ضعيف. 2 - حديث أُبَيِّ بن كعب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ذهب ثلث الليل، قام فقال: "يا أيها الناس، اذكروا الله، جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه". أخرجه أحمد (5/ 136)، والترمذي (4/ 549)، وقال: حسن صحيح، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 256)، والحاكم (2/ 421)، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 394) واللفظ له، جميعهم: مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقيل عن الطفيل بن أُبَيِّ بن كعب، عن أُبَيِّ بن كعب، به. وإسناده حسن؛ لوجود عبد الله بن محمد بن عَقيل، قال الذهبي: حديثه في مرتبة الحسن. (الميزان 2/ 485).
4 - باب فضل الدعاء
4 - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ 3338 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ منَيع: حَدَّثَنَا [مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ] (¬1) الهَمْداني، ثنا بَكْرُ بْنُ خُنيس عَنْ ضِرار بْنِ [عَمرو] (¬2)، عن الرَّقَاشي (¬3)، عن أنس رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عَمَلُ الْبِرِّ كُلُّهُ نِصْفُ الْعِبَادَةِ، وَالدُّعَاءُ نصف، فإذا أراد الله تعالى بعبد [خيرًا] (¬4)، انتحى قلبه للدعاء (¬5) ". ¬
3338 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لوجود محمَّد بن أبي الحسن، وبكر بن خُنيس، وضِرار بن عَمرو، ويزيد الرَّقَاشي. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 14 ب) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع بسند ضعيف؛ لضعف يزيد الرَّقَاشي. =
= وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 556) وقال: ضعيف.
تخريجه: ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (2/ 65)، ونسبه لابن مَنيع عن أنس. وذكره المتقي الهندي أيضًا، ونسبه لابن صصري في أماليه بلفظ: "إن أنواع البر نصف العبادة، والنصف الآخر الدعاء".
3339 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ، ثنا محمَّد بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الهَمْداني عَنْ [جَعْفَرِ] (¬1) بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الدُّعَاءُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ، وعماد الدين، ونور السموات والأرض". ¬
3339 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه علتان: 1 - محمَّد بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الهَمْداني، وهو ضعيف. 2 - الانقطاع بين علي بن الحسين وعلي بن أبي طالب. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 147)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه محمَّد بن الحسن بن أبي يزيد، وهو متروك. أهـ. ووافقه البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 14 ب) مختصر.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 344)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 154 ب). وأخرجه ابن عَدي (6/ 172) قال: حدّثنا الحسن بن الطيب البَلْخي، والحاكم (1/ 492) من طريق أبي بكر عبد الله بن محمَّد بن عُبيد القرشي، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 116) من طريق أحمد بن علي بن سعيد المروزي، والمقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 18) من طريق أحمد بن يحيى الحلواني، أربعتهم: عن الحسن بن حماد الكوفي، به بلفظه، وقال ابن عَدي: "الأرضين" بدل: "الأرض". قال الحاكم: هذا حديث صحيح، فإن محمَّد بن الحسن هذا هو التَّل، وهو صدوق في الكوفيين. وأقره الذهبي في التلخيص. وذكره الذهبي في الميزان (3/ 513) في ترجمة محمَّد بن الحسن بن التَّل، ثم =
= قال: أخرجه الحاكم وصححه، وفيه انقطاع. أهـ. وهذا منه خطأ؛ لأنّ محمَّد بن الحسن هذا ليس هو التَّل كما قال الحاكم، وإنما هو ابن أبي يزيد الهَمْداني، كما في مصادر التخريج، وذلك بدليلين: 1 - أن محمد بن الحسن بن التَّل لم يذكر في شيوخه: جعفر بن محمَّد، وإنما ذكر هذا في شيوخ محمَّد بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الهَمْداني. (انظر تهذيب الكمال -خ- 3/ 1188). 2 - أن الذهبي نفسه أورد هذا الحديث أيضًا في ترجمة محمَّد بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الهَمْداني. (انظر الميزان 3/ 514). ويشهد له حديث جابر مرفوعًا وفي آخره "فإن الدعاء سلاح المؤمن". أخرجه أبو يعلى بسند ضعيف جدًا، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الطريق القادم برقم (3340 [1]).
3340 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو الرَّبيع: ثنا سَلاَّم، يَعْنِي ابْنَ سُليم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُميد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُنْجِيكُمْ مِنْ عدوكم، ويدر لكم أرزاقكم؟ تدعون الله تعالى فِي لَيْلِكُمْ وَنَهَارِكُمْ؛ فَإِنَّ الدُّعَاءَ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ" (¬2). [2] حَدَّثَنَا (¬3) أَبُو الرَّبيع، ثنا سَلَّام، يَعْنِي ابْنَ سُليم عن محمَّد بن المنكدر، به. ¬
3340 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لوجود سَلَّام بن سُليم، وهو متروك، وفيه محمَّد بن أبي حُميد، وهو ضعيف. وذكره المنذري في الترغيب (2/ 483)، ونسبه لأبي يعلى. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 147)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه محمَّد بن أبي حُميد، وهو ضعيف. ووافقه البوصيرى في الإتحاف -خ- (3/ 14 ب) مختصر.
تخريجه؛ هو في مسند أبي يعلى (3/ 346)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- ق 154 ب). ولم أجد من أخرجه غيره، لكن في الباب حديث علي رضي الله عنه مرفوعًا: "الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السموات والأرض". أخرجه أبو يعلى بسند ضعيف، وهو الحديث السابق برقم (3339).
3341 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): ثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا الْحَكَمُ عَنْ محمَّد بْنِ رَبيع، عَنْ عَبْدِ الله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: "إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ (¬2) لَا يَسْقُطُ لَهَا أُنْمُلَةٌ، [أَتَدْرُونَ مَا هِيَ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: "هِيَ النَّخْلَةُ لا تسقط لها أنملة] (¬3)، ولا تسقط (¬4) للمؤمن دعوة". ¬
3341 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ فيه الحكم وشيخه محمَّد بن رَبيع، لم أجد من ترجم لهما. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 14 ب) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1275). وأصل هذا الحديث أخرجه أحمد (2/ 61)، والبخاري (فتح 1/ 147)، ومسلم (4/ 2164) من طريق عبد الله بن دينار، وأخرجه أحمد (2/ 31)، والبخاري (فتح 10/ 523)، من طريق محارب بن دِثار، كلاهما: عن ابن عمر مرفوعًا. ولفظ البخاريُّ:"مثل المؤمن كمثل شجرة خضراء لايسقط ورقها ولا يتحات"، فقال القوم: هي شجرة كذا، هي شجرة كذا، فأردت أن أقول هي النخلة وأنا غلام شاب فاستحييت، فقال: "هي النخلة".
3342 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أبي عثمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ، وأعجز (¬1) الناس من عجز عن الدعاء". ¬
3342 - [1] الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد حسن؛ لوجود إسماعيل بن زكريا الخُلْقاني. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 146)، ثم قال: رواه أبو يعلى موقوفًا في آخر حديث، ورجاله رجال الصحيح. وذكره الحافظ في الفتح (9/ 565)، ثم قال: وهذا موقوف صحيح عن أبي هريرة.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (11/ 527، 12/ 5)، وفي أوله قصة. ولفظه: عن أبي هريرة قَالَ: "قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تمرًا، فأصابني خمس تمرات وحشفة"، قال: "فرأيت الحشفة أشدهم لضرسي"، وقال أبو هريرة: "إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ، وَأَعْجَزَ الناس من عجز عن الدعاء". وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 154 ب). وأخرجه عن المصنِّف كل من: ابن حبّان: كما في الإحسان (7/ 14)، وأبي بكر الإسماعيلي: كما في الفتح (9/ 565)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 429). وأخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 223) من طريق علي بن مُسْهِر عن عاصم، به بلفظ قريب. وأخرجه البخاريُّ أيضًا (ص 218)، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 429)، من طريق =
= كنانة مولى صفية عن أبي هريرة قال: فذكر شطره الأوّل، مع زيادة في آخره. وفيه كِنانة، قال الحافظ: مقبول. (التقريب ص 462)، ووواه حفص بن غِياث عن عاصم، به من مرفوعًا، أخرجه كل من: الطبراني في الدعاء (2/ 811) والرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 337)، وأبي الشيخ في الأمثال (ص 289)، والبيهقيُّ في الشعب (6/ 429)، والمقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 27). وذكره المنذري في الترغيب (3/ 430)، ثم قال؛ رواه الطبراني في الأوسط ... وهو إسناد جيد قوي. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 31)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وقال: لا يُروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا بهذا الإسناد، ورجاله رجال الصحيح، غير مسروق بن المَرْزُبان، وهو ثقة. وذكر الدارقطني في العلل -خ- (3/ 227 ب) روايتي الوقف والرفع، ثم قال: والصحيح موقوف. وذكر الحافظ رواية الوقف في الفتح (9/ 565) ثم قال: وهذا موقوف صحيح عن أبي هريرة ... وقد رُوي مرفوعًا، والله أعلم. وأخرجه أبو يعلى من طريق أبي نَضْرة عن أبي هريرة مرفوعًا بمثله، مع زيادة في آخره. وسنده ضعيف جدًا، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الطريق القادم برقم (2). ويشهد له ما رُوي عن أنس، وعبد الله بن مغُفَّل، وعمر بن الخطّاب، وجابر رضي الله عنهم كما يلي: 1 - حديث أنس: أخرجه ابن عَدي (9/ 119) من طريق غسان بن عُبيد، حدّثنا طَريف بن سلمان عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ =
= بالسلام، وأعجزه من نقص من الدعاء". وإسناده ضعيف، فيه طَريف بن سلمان، هو أبو العاتكة، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 653)، وفيه غسان بن عُبيد هو الموصلي، وهو أيضًا ضعيف (انظر الميزان 3/ 334). وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (10/ 403) من طريق النعمان ين عبد الله، ثنا أبو ظلال عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "بخل الناس"، قالوا: يا رسول الله، بم بخل الناس؟ قال: "بالسلام". وإسناده ضعيف، فيه أبو ظلال، هو هلال بن أبي هلال، قاله الحافظ: ضعيف (التقريب ص 576)،وفيه النعمان بن عبد الله قال الذهبي: مجهول (المغني 2/ 699). 2 - حديث عبد الله بن مُغَفَّل: أخرجه الطبراني في الصغير (ص 140)، وفي الدعاء (2/ 812)، والعسكري في تصحيفات المحدثين (2/ 902) واللفظ له، من طريق زيد بن الحَريش، حدّثنا عثمان بن الهيثم، حدّثنا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّل قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: " إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته، وإن أبخل الناس من بخل بالسلام؛ وإن أعجز الناس من عجز عن الدعاء". قال الطبراني: لم يرره عن عوف إلَّا عثمان بن الهيثم، تفرد يه زيد بن الحرَيش، ولا يُررى عن عبد الله بن مُغَفَّل إلَّا بهذا الإسناد. وذكره المندري في الترغيب (3/ 430)، ثم قال: رواه الطبراني يإسناد جيد. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 120)، ثم قال: رواه الطبراني في الثلاثه، ورجاله ثقات. قلت: في سنده زيد بن الحَريش، ذكره ابن حبّان في الثقات (8/ 251) وقال: ربما أخطأ. 3 - أثر عمر بن الخطاب: أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 28) بلفظ: "إن أجود =
= الناس من جاد على من لا يرجو ثوابه، وإن أحلم الناس من عفا بعد المقدرة، وإن أبخل الناس الذي يبخل بالسلام، وإن أعجز الناس الذي يعجز في دعاء الله". وإسناده صحيح. 4 - حديث جابر: أخرجه أحمد (3/ 328) واللفظ له، والبزار: كما في الكشف (2/ 417)، والحاكم (2/ 20)، وعنه البيهقي في الشعب (6/ 430) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقيل عن جابر، إن رجلا أتى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّ لفلان في حائطي عِذقًا، وإنه قد آذاني وَشَقَّ عليَّ مكان عِذقه، فأرسل إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "بعني عِذقك الذي في حائط فلان"، قال: لا، قال: "فهبه لي"، قال: لا، قال: "فبعنيه بعِذق في الجنة"، قَالَ: لَا، فَقَالَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ما رأيت الذي هو أبخل منك إلَّا الذي يبخل بالسلام". قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُروى عَنْ جَابِرٍ إلَّا بهذا الإسناد. وذكره المنذري في الترغيب (3/ 430)، ثم قال: رواه أحمد، والبزار، وإسناد أحمد لا بأس به. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 31)، ثم قال: رواه أحمد، والبزار، وفيه عبد الله بن محمَّد بن عَقيل، وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال ابن بَشْكَوال في غوامض الأسماء المبهمة (2/ 625): الرَّجُلِ الَّذِي أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في شأن العِذق هو: أبو لُبابة الأنصاري، وصاحب العِذق اسمه: سُميحة، وكان من المنافقين. قلت: وبما سبق يرتقي طريق الباب إلى الصحيح لغيره.
3342 - [2] وَحَدَّثَنَا (¬1) الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَسَّانُ، ثنا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عن أبي نَضْرة، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مِثْلَهُ، وَزَادَ: "فَإِذَا دَعَوْتُمْ، فَلْيَدْعُ مِنْكُمُ الصَّغِيرُ، وَالْكَبِيرُ، وَالْأَعْمَى (¬2)، وَالْفَصِيحُ، فإنكم لا تدرون أيكم يجاب" الحديث. ¬
3342 - [2] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لوجود عطاء بن عجلان، وفيه حبّان بن علي وهو ضعيف، وحسان بن إبراهيم وهو صدوق يخطئ. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 15 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، والطبراني في كتاب "الدعاء" مختصرًا.
تخريجه: أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال -خ- (ق 318 أ) من طريق مروان بن معاوية الفَزاري عن عطاء بن عجلان، به مطولًا، دون آخره. ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ، وَأَعْجَزَ النَّاسِ من عجز في الدعاء، أيها الناس، بالغوا في دعاء الله، وإذا دعوتم، فأدعوا بالنصح منكم، فإن أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ، وَأَعْجَزَ النَّاسِ من عجز في الدعاء". وقد تقدم تخريجه مفصلًا في الطريق السابقة، وبالله التوفيق.
3343 - وَقَالَ الْحَارِثُ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الجَعْد، ثنا الرَّبيع بن صَبيح قال: كان الحسن رضي الله عنه يقول: "ربما أخر الله عزَّ وجلّ للعبد الدعوة، [ويؤتها] (¬1) لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ أصابه عرض من الدنيا". ¬
3343 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف؛ لوجود الرَّبيع بن صَبيح. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 15 أ) مختصر، ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة واللفظ له، وأبو يعلى، وأحمد بن حنبل، والطبراني في الدعاء، ورواته ثقات، وله في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1274). ولفظه: حدثنا علي بن الجَعْد، أنا الرَّبيع بن صَبيح عن يزيد، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لن يزال العبد بخير، ما لم يستعجل"، قيل: يا رسول الله، وما استعجاله؟ قال: "يقول: قد دعوت الله كثيراً، فلا أراه استجاب لي"، قال: وكان الْحَسَنُ يَقُولُ: رُبَّمَا أَخَّرَ اللَّهُ لِلْعَبْدِ الدَّعْوَةَ، ويؤتها لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ أصابه عرض من الدنيا. وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (6/ 309) من طريق المصنِّف، وذكر المرفوع منه دون مقالة الحسن. وأخرج أحمد (3/ 193، 210) من طريق قتادة عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كَيْفَ يستعجل؟ قال: "يقول: دعوت ربي، فلم يستجب لي". ويشهد له حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت، فلم يستجب لي". أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 140)، وهذا لفظه، ومسلم (4/ 2095).
5 - باب جوامع الدعاء
5 - باب جوامع الدعاء 3344 - [1] قال الطيالسي: حدّثنا شُعْبَةُ، عَنْ [جَبْر] (¬1) بْنِ حَبيب، عَنْ أُمِّ كلثوم، عن عائشة رضي الله عنها (¬2) أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّى، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عَلَيْكِ مِنَ الدُّعَاءِ بِالْكَوَامِلِ وَالْجَوَامِعِ"، فَلَمَّا انصرفتْ سَأَلَتْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قُولِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرَ كُلَّهُ مَا علمتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ [وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ مَا علمتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ من النار، وما قرّب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل] (¬3) اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ محمَّد"، الْحَدِيثُ. * تَابَعَهُ الجُريري، عَنْ [جَبْر] (¬4)، وخالفه أبو نَعامة عنه. ¬
3344 - [1] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح. =
=وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 18 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود الطيالسي، وابن حبّان في صحيحه، ورواه مُسَدَّد، ومسلم في صحيحه، والنسائيُّ، وابن ماجه، مختصرًا، وأبو يعلى ... ورواه مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر، وأبو داود من حديث أبي هريرة.
تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 219)، وزاد في آخره: "وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد -صلى الله عليه وسلم-، وما قضيت لي من قضاء أو قال: من أمر فاجعل عاقبته لي رشدًا". وأخرجه إسحاق بن راهويه (2/ 590) قال: أخبرنا النضر، وأحمد (6/ 146)، ومن طريقه الحاكم (1/ 521)، قال: ثنا محمَّد بن جعفر، وأخرجه أحمد أيضًا (6/ 147) قال: ثنا عبد الصمد، والحاكم أيضًا من طريق آدم بن أبي إياس، أربعتهم: عن شعبة، به، بنحوه، وفي أوله: إِنَّ أَبَا بَكْرِ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. ولفظ إسحاق: عن عائشة إِنَّ أَبَا بَكْرِ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ليكلمه في حاجة، وعائشة تصلي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا عائشة، عليك بالجوامع والكوامل، قُولِي: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، عاجله وآجله، مَا علمتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بك من الشر كله، عاجله وآجله، مَا علمتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إني أسألك الجنة، وما قرّب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار، وما قرّب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك مما سألك منه محمَّد، وأعوذ بك مما استعاذك منه محمد -صلى الله عليه وسلم-، اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشدًا". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 263)، وعنه ابن ماجه (2/ 1264)، وأخرجه أحمد (6/ 134، 147)، كلاهما: من طريق حماد بن سلمة، وأخرجه البخاريُّ في =
= الأدب المفرد (ص 139)، وابن حبّان: كما في الإحسان (2/ 115)، والمقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 73)، ثلاثتهم: من طريق الجُريري، كلاهما: عن جَبْر بن حَبيب، به، بنحوه. ورُوي من طريق جَبْر بْنِ حَبيب عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمَّد، عن عائشة، بنحوه، وهو الطريق القادم برقم (2). وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 446)، من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن رجل من أهل البصرة قَالَ: أُتِيَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بهدية، وعائشة قائمة تصلي، فأعجبه أن تأكل معه، فقال: "يا عائشة، أجمعى وأوجزي، وقولي: اللهم إني أسألك من الخير كله، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، عاجله وآجله، وما قضيت من قضاء فبارك لي فيه، واجعل عاقبته إلى خير". وإسناده منقطع، وفيه عبد الملك بن أبي سليمان هو العَرْزَمي، قال الحافظ: صدوق له أوهام. (التقريب ص 363).
3344 - [2] وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو نَعامة، عَنْ [جَبْر] (¬1) بْنِ حَبيب، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمَّد، عَنْ عائشة رضي الله عنها قالت: إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه جاء يستأذن عَلَيْهَا وَهِيَ تُصَلِّي، فَجَعَلَتْ تُصَفِّقُ وَلَا يَفْقَهُ عَنْهَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُمَا عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: "مَا مَنَعَكِ أَنْ تَأْخُذِي بِجَوَامِعِ الْكَلَامِ وَفَوَاتِحِهِ؟ " قَالَتْ: وَمَا جَوَامِعُهُ وَخَوَاتِمُهُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، مَا علمتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، مَا علمتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ (¬2)، اللَّهُمَّ مَا قَضَيْتَ مِنْ قَضَاءٍ، فَاجْعَلْ عَاقِبَتَهُ رُشْدًا". * أَصْلُهُ فِي مُسْلِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ. ¬
3344 - [2] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكنه شاذ وذلك لأنّ أبا نَعامة رواه عَنْ جَبْر بْنِ حَبيب، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمَّد، فخالف الثقات شعبة، وحماد بن سلمة والجُريري، الذين رووه عَنْ جَبْر بْنِ حَبيب عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، كما تقدم في تخريج الطريق السابق. وقد أخرج الحاكم (1/ 521، 522)، هاتين الطريقين، ثم قال: هكذا قاله أبو نَعامة، وشعبة أحفظ منه، وإذا خالفه، فالقول قول شعبة.
تخريجه: أخرجه الحاكم (1/ 522)، من طريق الحسن بن مكرم، ثنا عثمان بن عمر، به، وأحال على متن قبله بقوله: نحوه. =
= وأصل هذا الحديث كما قال الحافظ هنا في صحيح مسلم (4/ 2085)، من طريق فروة بن نوفل الأشجعي قال: سألت عائشة عما كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يدعو به الله، قالت: كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل". ومن هذه الطريق أخرجه كل من أبي داود (2/ 92)، والنسائيُّ (8/ 281)، وابن ماجه (2/ 1262).
3345 - حدّثنا (¬1) أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ [الجِيزي] (¬2)، ثنا مُؤَمَّل، ثنا سُفْيَانُ، ثنا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ المدينة عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: "وَاقِيَةٌ كَوَاقِيَةِ (¬3) الْوَلِيدِ". قَالَ أبو يعلى: يعني المولود. ¬
3345 - الحكم عليه: هذا الإسناد، فيه ثلاث علل: 1 - يعقوب بن إسحاق الجِيزي، وهو مستور. 2 - مُؤَمَّل بن إسماعيل، وهو ضعيف. 3 - إبهام شيخ سفيان الثوري. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 182)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه راو لم يسمّ، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (9/ 396)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 157 أ). وأخرجه أحمد في الزهد (ص 24) قال: حدّثنا عبد الرزاق، والطبراني في الدعاء (3/ 1475) من طريق محمَّد بن كثير، كلاهما: عن سفيان، به بلفظه، وزاد: "اللهم"، في أوله. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 163) قال: ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا ابن عياش عن يحيى بن سعيد قال: سمعت سالمًا، به بلفظ قريب. وَلَفْظِهِ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يدعو بواقية كواقية الوليد". =
= ومن هذه الطريق أخرجه كل من الطبراني في الدعاء (3/ 1475)، وابن عَدي (1/ 300، 5/ 296)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 339، 340). وهذا إسناده ضعيف جدًا، فيه عبد الوهاب بن الضحاك، هو العرضي، قال الحافظ: متروك، كذبه أبو حاتم (التقريب ص 368)، وإسماعيل بن عياش في روايته عن غير أهل الشام ضعف وهذه منها. وأخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ص 212)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 340)، كلاهما: من طريق محمَّد بن عبد الكريم المروزي، حدّثنا الهيثم بن عَدي، حدّثنا إسماعيل بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرارة، عن سالم، به. وزاد أبو الشيخ في أوله: "اللهم"، والقُضاعي: "اللهم إني أسألك". وهذا الحديث بهذا الإسناد أيضًا ضعيف جدًا؛ لوجود محمَّد بن عبد الكريم المروزي، وشيخه الهيثم بن عَدي. (انظر المغني 2/ 609، 717). وأخرج معناه: ابن المبارك (ص 532) قال: أخبرنا محمَّد بن مسلم، أخبرنا عثمان بن عبد الله بن أوس قال: بلغني أن بعض الأنبياء كان يقول: "اللهم احفظني بما تحفظ به الصبي".
3346 - حدّثنا (¬1) شَيْبَانُ، ثنا سَلَّام بْنُ مِسْكِينٍ، حَدَّثَنِي عِصمة أبو حُكيمة عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ألا أعلمك [مما] (¬2) علمني جبريل عليه السلام؟ " قلت: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: [قُلِ] (¬3): اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَاي، وَعَمْدِي، وَهَزْلِي، وجِدِّي، وَلَا تَحْرِمْنِي بَرَكَةَ مَا أَعْطَيْتَنِي، ولا تفتني بما حرمتني". ¬
3346 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد حسن؛ لوجود شيبان بن فروخ، وعِصمة، وهما صدوقان. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 172)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله الصحيح غير عِصمة أبي حُكيمة، وهو ثقة. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 21 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى بسند فيه ضعف؛ لجهالة بعض رواته.
تخريجه: أخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 256) من طريق الحسن بن سفيان، ثنا شيبان بن أبي شيبة، به بلفظ قريب. ولفظه: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ألا أعلمك كلمات مما علمني جبريل عليه السلام؟ قال: قلت: نعم يا رسول الله، قال:؛ قُلِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَاي، وَعَمْدِي، وَهَزْلِي، وجِدَّي، وَلَا تَحْرِمْنِي بَرَكَةَ مَا أَعْطَيْتَنِي، وَلَا تفتني بما حرمتني". ويشهد لشطره الأوّل: حديث أبي موسى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كان يدعو بهذا الدعاء: "رب اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري كله، =
= وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي، وعمدي، وجهلي، وجِدِّي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدِّم، وأنت المؤخِّر، وأنت على كل شيء قدير". أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 196) وهذا لفظه، ومسلم (4/ 2087). وبهذا الشاهد يرتقي هذا الشطر من حديث الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره.
3347 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، ثنا الْإِفْرِيقِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [عَمرو] (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصِّحَّةَ، وَالْعِفَّةَ، وَالْأَمَانَةَ، وَحُسْنَ الخلق، والرضا بالقدر". ¬
3347 - الحكم عليه: بهذا الإِسناد، فيه علتان: 1 - الأفريقي: عبد الرحمن بن زياد، وهو ضعيف. 2 - عبد الرحمن بن رافع التنوخي، وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 173)، ثم قال: رواه الطبراني والبزار ... وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم، وهو ضعيف الحديث وقد وثِّق، وبقية رجال أحد الإسنادين رجال الصحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 20 ب) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، بسند فيه الأفريقي، وهو ضعيف. وقال العراقي: أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق بإسناد فيه لين. (المغني مع الإِحياء 3/ 51).
تخريجه: أخرجه هنَّاد (1/ 256) من طريق سفيان، والبخاري في الأدب المفرد (ص 73) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، والخرائطي في مكارم الأخلاق: كما في المنتقى (ص 27)، والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 121)، كلاهما: من طريق أبي بدر: شجاع بن الوليد، والبيهقيُّ في الدعوات (ص 169) من طريق جعفر بن عون، أربعتهم: عن عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، به بلفظه، وعند هنَّاد: "العافية"، بدل: "العفة"، وذكر الخرائطي بعضه. =
= ولفظ الخرائطي: "اللهم إني أسألك الصحة، والعافية، وحسن الخلق". قلت: هذا الحديث مداره على عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، واختلف عليه فيه كما يلي: 1 - فرواه سفيان، ومروان بن معاوية، وشجاع بن الوليد، وجعفر بن عون، والمقرىء عنه، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن عَمرو، كما تقدم. 2 - ورواه سفيان أيضًا وعبد الرحمن بن مهدي عنه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الله بن عَمرو. فأخرجه من طريق سفيان كل من البزّار: كما في الكشف (4/ 57)، والبيهقيُّ في الدعوات (ص 169)، والأصبهاني في الترغيب (1/ 121). وأخرجه من طريق عبد الرحمن بن مهدي اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (4/ 652). 3 - ورواه حجاج بن فُرافِصة عنه، عن عبد الله بن يزيد، عن زيد بن خارجة، أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة -خ- (ق 46 أ). والحمل فيه على الأفريقي، فإنه ضعيف في حفظه (التقريب ص340)، والله أعلم.
3348 - [1] وقال أبو بكر: حدثنا ابْنُ فُضيل عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي داود [الأعمى] (¬1)، عن بُرَيدة (¬2) رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، مَنْ أَرَادَ الله تعالى، بِهِ خَيْرًا، عَلَّمَهُ إِيَّاهُنَّ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَهُنَّ أَبَدًا؟ اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فقوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي، وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي (¬3)، وَاجْعَلِ الإِسلام منتهى رضاي، اللهم إني ضعيف فقوّني، وذليل فأعزني، وفقير فارزقني". ¬
3348 - [1] الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، آفته أبو داود الأعمى. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 182)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أبو داود الأعمى، وهو ضعيف جدًا. وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (3/ 25 ب) مختصر، ثم قال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ونسبه للحاكم عن بُرَيدة، ورمز لصحته؟! (فيض القدير 4/ 522). وقال الشيخ الألباني: موضوع. (ضعيف الجامع ص 318).
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا في المصنّف (10/ 268) بنفس الإسناد والمتن. وأخرجه من طريقه كل من الحاكم (1/ 527)، والبيهقيُّ في الدعوات (ص 172). =
= قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: أبو داود الأعمى متروك الحديث. وأخرجه أبو يعلى: كما في جامع المسانيد لابن كثير (1/ 517) من طريق جَرير بن عبد الحميد، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 64، 65) من طريقين، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 253 ب)، كلاهما: من طريق مَنْدل بن علي، كلاهما: عن العلاء بن المسيّب، به، بلفظ قريب. قال الطبراني: لا يروى عن بُرَيدة إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به العلاء. وقد ذكر الحافظ طريق أبي يعلى هذه هنا في المطالب، وهي الطريق الثاني. ورُوي بعضه عن ابن عمر رضي الله عنهما، أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (2/ 287) من طريق غسان بن مالك، نا عَنْبَسَة بن عبد الرحمن القرشي، نا محمَّد بن رُسْتُم الثقفي قال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لخاله الأسود بن وهب: "ألا أعلمك كلمات، من يرد الله به خيرًا، يعلمهن إياه، ثم لا ينسيه أبدًا؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال: "قل اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فقوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي، وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الإِسلام مُنْتَهَى رضائي، وبلغني برحمتك الذي أرجو من رحمتك، واجعل لي ودًا في صدور الذين آمنوا، وعهدا منك". وإسناده ضعيف جدًا، فيه عَنْبَسَة بن عبد الرحمن القرشي، ذكره الذهبي في المغني (2/ 494) وقال: قال البخاريُّ: تركوه، وقال أبو حاتم: كان يضع الحديث. أهـ. وفيه غسان بن مالك، قال أبو حاتم: ليس بالقوي المغني (2/ 506)، ومحمد بن رُسْتُم الثقفي لم أجد له ترجمة. ورُوي من قول الحكم بن عتيبة، أخرجه معمر في الجامع (10/ 444) عن أبان، عن الحكم بن عتيبة، أنه كان يقول: "ثلاث من يرد الله به الخير يحفظهن، ثم لا ينسيهن، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فقوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي، وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الإِسلام مُنْتَهَى رضائي".
3348 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرير عن العلاء بهذا.
3348 - [2] الحكم عليه: ضعيف جدًا، فيه أبو داود الأعمى وهو متروك.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى: كما في جامع المسانيد والسنن (1/ 517). ولفظه: "أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خيرًا علمهن إياه ولم ينسهن؟، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فقوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي، وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الإِسلام مُنْتَهَى رضائي، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فقوِّني، وَإِنِّي ذَلِيلٌ فَأَعِزَّنِي، وإني فقير فارزقني".
6 - باب الزجر عن الإفراد بالدعاء
6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الإِفراد بِالدُّعَاءِ 3349 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بن العاص رضي الله عنهم، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا (¬1) قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِمُحَمَّدٍ وَحْدَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لقد حجرتها عن ناس كثير" (¬2). * أخرجه ابن حبّان. ¬
3349 - الحكم عليه: رجال إسناده ثقات، لكن عطاء بن السائب ثقة اختلط بأخرة، ورواية حمّاد بن سلمة عنه مختلف في زمانها، أهي قبل الاختلاط أم بعده؟ وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 150)، ثم قال: رواه أحمد، والطبراني بنحوه، وإسنادهما حسن. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 15 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند صحيح، وابن حبّان في صحيحه، وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه البخاريُّ في صحيحه وغيره. =
= تخريجه: أخرجه الإمام أحمد (2/ 196، 221) قال: ثنا عفان به، بلفظه، وقال: "حجبتها"، بدل: "حجرتها". وأخرجه أحمد أيضًا (2/ 170) قال: ثنا عبد الصمد، وعفان به، بنحوه. ولفظه: عن عبد الله بن عَمرو، أن رجلًا جاء فقال: اللهم اغفر لي ولمحمد، ولا تشرك في رحمتك إيانا أحدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ قائلها؟ "، فقال الرجل: أنا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لقد حجبتهن عن ناس كثير". وأخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 137) قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، وشهاب، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 166) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حمّاد بن سلمة به، بلفظه، وقال: "حجبتها"، بدل: "حجرتها". وللمتن شاهد صحيح مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في صلاة، وقمنا معه، فقال أعرابي -وهو في الصلاة-: اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا، فلما سلَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للأعرابي: "لقد حجّرت واسعًا". يريد رحمة الله. أخرجه أحمد (2/ 239، 283)، والبخاري (فتح 10/ 438) واللفظ له، وأبو داود (1/ 103)، والترمذي (1/ 275) وقال: حديث حسن صحيح، والنسائيُّ (3/ 14)، وابن ماجه (1/ 176)، وابن الجارود في المنتقى (ص 44)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 165، 166، 339). وبهذا الشاهد يرتقي طريق الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره.
3350 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو عُبيدة بْنُ فُضيل بْنِ عِياض، ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، [حدّثنا] (¬1) الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَقِيتُ شَيْخًا بِالشَّامِ، فَقُلْتُ (¬2): أَسَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "اللهم اغفر لنا وارحمنا". ¬
3350 - الحكم عليه: بهذا الإسناد صحيح، والمسعودي وإن كان مخلّطًا فيما رُوي عنه ببغداد، إلَّا أن الراوي عنه هنا بصري نزل مكة، ولم يذكر أنه دخل بغداد، وعلى هذا فروايته عنه قبل الاختلاط، والله أعلم. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 172)، ثم قال: رواه أحمد -وفي نسخة: أبو يعلى- وفيه المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 21 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 130)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 157 أ). وأخرجه المصنف أيضًا في المفاريد (ص 72) بنفس الإسناد والمتن. ولم أجد من أخرجه من هذه الطريق غيره، لكن يشهد له ما رُوي عن خبّاب بن الأَرَت، وأبي أُمامة الباهلي، كما يلي: 1 - حديث خباب بن الأرَتّ: أخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 332)، وعنه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 133) من طريق سعيد بن زياد المُكْتِب، سمعت سليمان بن يسار قال: أخبرني مسلم بن السائب عن خباب بن =
= الأرَتّ قال: سألت النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قُلْتُ: يا رسول الله، كيف نستغفر؟ قال: "قل: اللهم اغفر لنا وارحمنا، وتب -وذكر كلمة معناها: علينا- إنك أنت التواب الرحيم". وسنده ضعيف، لوجود سعيد بن زياد، ومسلم بن السائب، وهما مقبولان (انظر التقريب ص 236، 529). وأخرجه النسائيُّ أيضًا (ص 333) مرسلًا من طريق مسلم بن السائب. 2 - حديث أبي أُمامة: أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 267) واللفظ له، وأحمد (5/ 253)، كلاهما: من طريق أبي العَنْبَس عن أبي العَدَبَّس، عن أبي مرزوق، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمامة قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فكأنا اشتهينا أن يدعو لنا، فقال: "اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا، وتقبَّل منا، وأدخلنا الجنة، ونجنا من النار، وأصلح لنا شأننا كله". فكأنا اشتهينا أن يزيدنا، فقال: "قد جمعت لكم الأمر". وسنده ضعيف، لوجود أبي العَنْبَس، وهو العَدَوي الكوفي، وشيخه أبي العَدَبَّس، وهما مقبولان (التقريب ص 662، 658)، وفيه أبو مرزوق، هو التُجيبي، وشيخه أبو غالب، ذكرهما الذهبي في الضعفاء وقال: قال ابن حبّان: لا يحتج بهما. (المغني 2/ 807). وأخرجه ابن ماجه (2/ 1261) من طريق أبي مرزوق عن أبي وائل، عن أبي أُمامة. وساق الذهبي في الميزان (4/ 572) إسناد ابن ماجه هذا، ثم قال: وهذا غلط وتخبيط.
7 - باب رفع اليدين بالدعاء
7 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ 3351 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِياث، ثنا عبد الحميد بن رزيق (¬1)، حدّثنا أَبُو دَاوُدَ الْأَعْمَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَنَّهُ كان إذا أصابه شِدَّةٌ وَدَعَا (¬2)، رَفَعَ (¬3) يَدَيْهِ، حَتَّى يُرى بَيَاضُ إبطيه" -صلى الله عليه وسلم-. ¬
3351 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، آفته أبو داود الأعمى، وهو متروك الحديث، وفيه عبد الحميد بن رزيق لم أعرفه. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 17 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لضعف أبي داود الأعمى، واسمه نُفيع بن الحارث. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ونسبه لأبي يعلى عن البراء، ورمز لحسنه. (فيض القدير 5/ 103). وقال الشيخ الألباني: ضعيف. (ضعيف الجامع ص630). =
= تخريجه: هو في مسند أبي يعلى: كما في جامع المسانيد لابن كثير (1/ 440)، وفضِّ الوعاء للسيوطي (ص 81)، وعند ابن كثير: عبد الحميد بن أبي رزين الهلالي، بدل: عبد الحميد بن رزيق. ولم أجد من أخرجه من هذه الطريق غير المصنِّف، لكن ورد في معناه أحاديث كثيرة، ساقها الحافظ رحمه الله في الفتح (11/ 142)، ومن ذلك ما رُوي عن أنس، وأبي موسى، وأبي هريرة، وزيد بن أرقم، وأبي بَرزَة الأسلمي رضي الله عنهم، كما يلي: 1 - حديث أنس: أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 379) واللفظ له، وعنه الإمام مسلم (2/ 612)، وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (2/ 119)، كلاهما من طريق ثابت البُناني عن أنس قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يرفع يديه في الدعاء، حتى يُرى بياض إبطيه". 2 - حديث أبي موسى: أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 187) من طريق أبي موسى قال: دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- بماء، فتوضأ به، ثم رفع يديه فقال: "اللهم اغفر لعُبيد أبي عامر" -ورأيت بياض إبطيه- فقال: "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس". 3 - حديث أبي هريرة: أخرجه إسحاق (1/ 158) واللفظ له، وأحمد (2/ 235)، والبزار كما في الكشف (4/ 42)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (1/ 201) من طريق أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه في الدعاء، حتى يُرى إبطاه". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 168)، ثم قال: رواه البزّار عن شيخه محمَّد بن يزيد، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قلت: وإسناد أحمد، وإسحاق صحيح، وشيخ البزّار في هذا الحديث هو =
= محمَّد بن يزيد أبو هشام الرفاعي، وهو ضعيف (انظر التقريب ص 514). 4 - حديث زيد بن أرقم: أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 170) من طريق ضِرار بن صُرَد، ثنا علي بن عابس عن الحسن بن عُبيد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- دعا، فرفع يديه، حتى رأيت بياض إبطيه". وإسناده ضعيف، فيه ضِرار بن صُرَد، قال الحافظ: صدوق له أوهام وخطأ، ورُمي بالتشيّع (التقريب ص 280)، وفيه علي بن عابس، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 402). 5 - حديث أبي بَرْزَة الأسلمي رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، حَتَّى رُئي بَيَاضُ إبطيه -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو يعلى بسند ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الطريق القادم برقم (3352).
3352 - حدّثنا (¬1) الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا ابْنُ فُضيل عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمرو بْنِ الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنِي أَبُو هِلَالٍ، صَاحِبِ هذه الدار، عن أبي بَرْزَة الأسلمي رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، حَتَّى رُئي (¬2) بَيَاضُ إبطيه" -صلى الله عليه وسلم-. ¬
3352 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه يزيد بن أبي زياد القرشي، وفيه أبو هلال لم أعرفه، لذا أتوقف في الحكم عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 168)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وأبو هلال صاحب أبي بَرْزَة لم أعرفه، ويزيد بن أبي زياد مختلف فيه، وبقية رجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 17 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى: كما في المقصد العلي -خ- (ق 155 أ)، وفضِّ الوعاء للسيوطي (ص 82). وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 378) قال: حدّثنا محمَّد بن فُضيل به، بلفظ: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا على رجلين، فرفع يديه". ويشهد له الحديث الماضي برقم (3351)، وما ذُكر في تخريجه عن أنس، وأبي موسى، وأبي هريرة، وزيد بن أرقم رضي الله عنهم.
3353 - وقال مُسَدَّد: حدثنا بِشْر، هُوَ ابْنُ المُفَضَّل، ثنا خَالِدٌ، هُوَ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مُحَيريز رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلَا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا". قَالَ خَالِدٌ: قُلْتُ لِأَبِي قِلابة: مَا معنى هذا؟ (¬1)، فرفع [بين] (¬2) يديه، وقال: هكذا التكبير، والتهليل. ¬
3353 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه من مرسل عبد الرحمن بن مُحَيريز، قاله ابن عبد البر في الاستيعاب (6/ 86). وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 17 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد.
تخريجه: هو في مسند مُسَدَّد: كما في فضِّ الوعاء (ص 92). وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 206) عن بِشْر بن المُفَضَّل به، وذكر أول المتن، ثم قال: قال أبي: يقال هو عبد الله بن مُحَيريز الصحيح، وكذلك قال خالد لعل الصواب: أيوب عن أبي قِلابة. أهـ. ورُوي عن عبد الله بن مُحَيريز عوضًا عن عبد الرحمن بن مُحَيريز، أخرجه العُقيلي في الصحابة: كما في أُسْد الغابة لابن الأثير (3/ 378) من طريق شعبة عن خالد الحذاء به، بلفظه. قال ابن الأثير: كذا ذكره العُقيلي في الصحابة بهذا الحديث، وهذا الحديث رواه إسماعيل بن عُليَّة، وعبد الوهاب الثقفي عن أيوب، عن أبي قِلابة، أن =
= عبد الرحمن بن مُحَيريز قال: إذا سألتم الله ... الحديث، مثله سواء، وقالا: "عبد الرحمن"، لا "عبد الله" وقد روى خالد الحذاء في هذا الحديث "عبد الرحمن" أيضًا، كما قال أيوب. أهـ. وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 286) قال: حدّثنا حفص بن غِياث عن خالد، عن أبي قِلابة، عن ابن مُحَيريز مرفوعًا بلفظه. ورُوي حديث الباب من طريق خالد الحذاء أيضًا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ أبيه مرفوعًا، أخرجه الطبراني في الكبير: كما في فضّ الوعاء (ص 87)، وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (2/ 224)، كلاهما: من طريق عمار بن خالد، ثنا القاسم بن مالك المُزَني عن خالد الحذاء به، بلفظه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 169)، ثم قال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير عمار بن خالد الواسطي، وهو ثقة. وذكر الدارقطني في العلل (7/ 157) هذه الطريق، ثم قال: وُهِمَ فيه على خالد، والمحفوظ عن خالد، عن أبي قِلابة، عن ابن مُحَيريز مرسلًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك رواه أيوب عن أبي قِلابة، عن ابن سيرين لعل الصواب ابن مُحَيريز مرسلًا. أهـ. ويشهد له ما رُوي عن مالك بن يسار، وابن عباس رضي الله عنهم، كما يلي: 1 - حديث مالك بن يسار: أخرجه أبو داود (2/ 78)، وابن أبي عاصم في الآحاد (4/ 410)، ومن طريقه ابن الأثير في أُسْد الغابة (5/ 56)، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (432) من طريق إسماعيل بن عياش، حدثني ضُمْضُم عن شُريح، ثنا أبو ظَبْية، أن أبا بَحْرية السَّكوني حدثه عن مالك بن يسار السَّكوني، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره بلفظه. وذكره ابن القطان في بيان الوهم والإيهام -خ- (2/ 69 أ) وحسَّن إسناده. وذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 118)، ثم قال: وهذا إسناد =
= جيد، ضُمضُم هذا هو ابن زُرعة، وثَّقه جماعة، منهم ابن معين، وضعَّفه أبو حاتم، وقال الحافظ: صدوق يهم. وسائرهم ثقات، وقول الحافظ في أبي ظَبْية: مقبول غير مقبول، بل هو قصور، فإن الرجل قد وثَّقه جماعة من المتقدمين، منهم ابن معين، وقال الدارقطني: ليس به بأس، وقد روى عنه جماعة من الثقات. أهـ. وذكره في صحيح الجامع (1/ 163) وقال: صحيح. 2 - حديث ابن عباس: أخرجه ابن ماجه (2/ 1272) واللفظ له، وابن حبّان في المجروحين (1/ 364)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 356)، وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 388)، ومن طريقه الشجري في الأمالي (1/ 226)، وأخرجه ابن عَدي (4/ 51)، والحاكم (1/ 536)، والبغويُّ في شرح السنة (5/ 202، 204) من طريق صالح بن حسان عن محمَّد بن كعب القُرَظي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دعوت الله، فادع ببطون كفيك، ولا تدع بظهورهما، فإذا فرغت، فامسح بهما وجهك". قال البغوي في الموضع الأوّل: صالح بن حسان المدني الأنصاري منكر الحديث، قاله البخاريُّ. أهـ. وضعَّفه ابن الجوزي، لوجود صالح بن حسان. وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 351)، ثم نقل عن أبيه قوله: "هذا حديث منكر". قلت: صالح بن حسان هذا متروك، قاله الحافظ. (التقريب ص 271). فيكون هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيفًا جدًا لوجوده، والله أعلم. وبالشاهد الأوّل يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله تعالى أعلم.
8 - باب ما يقول إذا دعا للقوم
8 - باب ما يقول إذا دعا للقوم 3354 - [1] قال عبد: حدّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا اجْتَهَدَ لِأَحَدٍ في الدعاء، قال -صلى الله عليه وسلم-: "جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صَلَاةَ قَوْمٍ أَبْرَارٍ، لَيْسُوا بآثمة ولا فجَّار، يقومون الليل ويصومون النهار".
3354 - [1] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد صحيح. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 14 ب) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع موقوفًا، وعبد بن حميد مرفوعًا، واللفظ له، بسند صحيح. وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (1/ 594)، وقال: صحيح.
تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد (3/ 170)، ومن طريقه الضياء في المختارة (5/ 74). ورُوي عن أنس رضي الله عنه، من قوله، أخرجه أحمد بن مَنيع بسند صحيح، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الطريق القادم برقم (2)، والله الموفق.
3354 - [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التمَّار، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس رضي الله عنه، قَالَ: "كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا اجْتَهَدَ (¬1) لِأَخِيهِ فِي الدعاء قال" فذكره. ¬
3354 - [2] الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد صحيح.
تخريجه: هو في مسند أحمد بن مَنيع كما في المختارة للضياء (5/ 75). وأخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 138)، وابن السُنّي في عمل اليوم والليلة (ص 76)، كلاهما من طريق سليمان بن المغيرة، وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (2/ 34) من طريق جعفر بن سليمان، كلاهما عن ثابت به، بلفظه، وعند البخاريُّ: "بظلمة"، بدل: "بآثمة"، وعند ابن السُّنِّي تقديم قوله: "يقومون الليل" على قوله: "ليسوا بآثمة". وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 61) من طريق عثمان بن سعد قال: سمعت أنس بن مالك يقول: "كنا إذا دعونا، قلنا: اللهم اجعل علينا صلاة قوم أبرار، ليسوا بآثمة ولا فجار، يقومون الليل ويصومون النهار". ورُوي عن أنس رضي الله عنه، مرفوعًا بسند صحيح، وهو الطريق الأوّل، والله الموفق.
9 - باب الدعاء بكف واحد
9 - باب الدعاء بكف واحد 3355 - قال مُسَدَّد: حدّثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، ثنا أَشْعَثُ بْنُ سُليم عَنْ رجل من الأنصار مَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو يدعو باسطَ كفيه، فقال: "أحِّد، فإنه (¬1) أحَد". ¬
3355 - الحكم عليه؛ هذا الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع، أشعث بن سُليم يروي عن سعد بن أبي وقاص بواسطة، والله أعلم.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 383) من طريق إسرائيل عن أشعث، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، حَدَّثَهُ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- مرَّ عَلَيْهِ وَهُوَ يَدْعُو بِيَدَيْهِ، فَقَالَ: "أحِّد، فإنه أحَد". وقد ذكر الحافظ هذه الطريق هنا في المطالب، وهي الطريق القادم برقم (3356). وأخرجه الترمذي (5/ 520) واللفظ له، والنسائيُّ (3/ 38)، وابن عَدي (6/ 465)، والحاكم (1/ 536)، والبيهقيُّ في الشعب (2/ 49) من طريق القعقاع عن =
= أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رجلًا كان يدعو بأصبعيه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أحِّد، أحِّد". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي في التلخيص. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 484، 10/ 381)، والطبراني في الدعاء (2/ 887) من طريق الأعمش عن أبي صالح به، وفيه أن الرجل الذي مَرَّ به النبي -صلى الله عليه وسلم- هو سعد بن أبي وقاص. ورواه الأعمش أيضًا عن أبي صالح، عن سعد بن أبي وقاص قَالَ: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا أدعو بأصبعين، "فقال: أحِّد، أحِّد"، وأشار بالسبابة. أخرجه الدورقي في مسند سعد (ص 209) وهذا لفظه، وأبو داود (2/ 80)، والنسائيُّ (3/ 38)، وأبو يعلى (2/ 123)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3/ 149)، وأخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 887)، والحاكم (1/ 536) وصححه، ووافقه الذهبي في التلخيص. كما رواه الأعمش عن أبي صالح مرسلًا، أخرجه وكيع في نسخته (ص 92)، وعنه ابن أبي شيبة (2/ 485). وذكر ابن المديني في العلل (ص 77) هذه الطرق، ثم قال: والحديث عندي حديث القعقاع. أهـ. يعني عن أبي صالح، عن أبي هريرة. ورجح الدارقطني في العلل (4/ 397) طريق الأعمش عن أبي صالح، عن سعد بن أبي وقاص. وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (2/ 122) واللفظ له، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين -خ- (ق 249 ب) من طريق ابن سيرين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أبصر رجلًا يدعو بأصبعيه جميعًا، فنهاه، وقال: "بإحداهما، وباليمنى". =
= قال الطبراني: لم يروه عن هشام إلَّا مَخْلَد، تفرد به مسلم. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 167)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط ... ورجاله ثقات. وأخرجه الإمام أحمد (3/ 183) من طريق سفيان عمن سمع أنسًا يقول: مرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بسعد وهو يدعو بإصبعين، فقال: "أحِّد يا سعد". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 167)، ثم قال: رواه أحمد، ولم يسم تابعيه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وأخرجه عبد الرزاق (2/ 252) من طريق محمَّد بن عجلان، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ برجل يدعو بإصبعيه، فذكره. وسنده منقطع. ويشهد له حديث ابْنِ عُمَرَ، "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه، ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام، فدعا بها، ويده اليسرى على ركبته اليسرى، باسطها عليها". أخرجه مسلم (1/ 408) وهذا لفظه، وابن خزيمة (1/ 355)، وأبو عوانة (2/ 225). وبما سبق يرتقي طريق الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق سبحانه.
3356 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا [عُبيد اللَّهِ] (¬1) بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ رَجُلٍ من الأنصار رضي الله عنهم، حدثه عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- مر عَلَيْهِ وَهُوَ يَدْعُو بِيَدَيْهِ، فَقَالَ: "أحِّد، فَإِنَّهُ (¬2) أحَد". ¬
3356 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لإبهام الرجل الذي يروي عنه أشعث بن أبي الشعثاء.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا في المصنف (10/ 383). وقد مضى تخريجه مفصلًا في الحديث السابق برقم (3355)، وبه وبشواهده يرتقي إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.
10 - باب الأمر بالاسترجاع في كل شيء، وسؤال الله عز وجل كل شيء
10 - بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَسُؤَالِ الله عَزَّ وَجَلَّ كل شيء 3357 - [1] قال مُسَدَّد: حدّثنا هُشيم عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبيد اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ليسترجع أحدكم عن كل شيء، حتى في شِسْع نعله، فإنه من المصائب".
3357 - [1] الحكم عليه: بهذا الإسناد ضعيف جدًا، لوجود يحيى بن عُبيد الله، وهو متروك، وفيه عنعنة هُشيم وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع.
تخريجه: أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (ص 127) من طريق مُسَدَّد. وأخرجه ابن عَدي (7/ 204) من طريق أبي معمر، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 117) من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن هُشيم به، بنحوه. ولفظ ابن عَدي: "إِذَا انْقَطَعَ شِسْع أَحَدِكُمْ، فَلْيَسْتَرْجِعْ، فَإِنَّهَا مِنَ المصائب". قال البيهقي: تابعه حفص بن غياث وغيره عن يحيى بن عُبيد الله. وذكره الذهبي في الميزان (4/ 395) عن هُثيم به، بمثل لفظ ابن عَدي. وأخرجه هنّاد (1/ 246) قال: حدّثنا يعلى، والبزار كما في الكشف (4/ 30) من طريق بكر بن خنيس، وابن حبّان في المجروحين (3/ 122) من طريق عيسى بن =
= يونس، وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (1/ 182) من طريق عَمرو بن عطاء، أربعتهم: عن يحيى بن عُبيد الله به، بنحوه. رلفظ هنَّاد: "إِذَا انْقَطَعَ شِسْع أَحَدِكُمْ، فَلْيَسْتَرْجِعْ، فَإِنَّهَا مِنَ المصائب". وأخرجه مُسَدَّد في مسنده عن حفص بن غياث، وخالد الطحان -فرقهما- كلاهما: عن يحيى بن عُبيد الله به، بنحوه، مع زيادة في آخره. وقد ذكر الحافظ هاتين الطريقين هنا في المطالب، وهما الطريقان القادمان برقم (3،2). وفي الباب ما يلي: 1 - حديث أبي أمامة: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 240) من طريق عُبيد اللَّهِ بْنِ زَحْر عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: انقطع قِبال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاسترجع، فقالوا: أمصيبة يا رسول الله؟ قال: "ما أصاب المؤمن مما يكره فهو مصيبة". وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 331)، ثم قال: رواه الطبراني بسند ضعيف. أهـ. قلت: نعم، لوجود عُبيد الله بن زَحْر، وعلي بن يزيد، وهو الألْهاني. (انظر التقريب ص 371، 406) .. والقِبال هو زمام النعل، وهو السير الذي يكون بين الإِصبعين. (النهاية 4/ 8). وأخرجه الطبراني أيضًا (8/ 155) من طريق العلاء بن كثير عن مكحول، عن أبي أمامة قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فانقطع شِسْع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، فقال له رجل: هذا الشِّسْع؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إنها مصيبة". وسنده ضعيف جدًا، ذكره الهيثمي في المجمع (2/ 331)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه العلاء بن كثير، وهو متروك. 2 - حديث أبي إدريس الخولاني: أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (ص 127) من طريق أبي إدريس الخولاني قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يمشي هو =
= وأصحابه، إذ انقطع شِسْعه، فقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، قالوا: أو مصيبة هذه؟ قال: "نعم، كل شيء ساء المؤمن، فهو مصيبة". ورجال إسناده ثقات سوى هشام بن عمَّار، فإنه صدوق (انظر التقريب ص 573)، لكنه ضعيف لإرسال أبي إدريس الخولاني. ورُويت هذه القصة عن عمر، وابن مسعود رضي الله عنهما كما يلي: أما قصة عمر، فأخرجها ابن أبي شيبة (9/ 109) من طريق سعيد بن المسيّب قال: انقطع قِبال عمر فقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، فقالوا: يا أمير المؤمنين، أفي قِبال نعلك؟ قال: "نعم، كل شيء أصاب المؤمن يكرهه، فهو مصيبة". ورجال هذا الإِسناد ثقات، لكن رواية سعيد بن المسيّب عن عمر رضي الله عنه، مرسلة. (انظر المراسيل ص 71). وأخرجها ابن أبي شيبة أيضًا واللفظ له، وهنَّاد (1/ 245)، والبيهقيُّ في الشعب (7/ 117) من طريق أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة، عن عمر بن الخطاب، أنه انقطع شِسْعه، فاسترجع، وقال: "كل ما ساء، فهو مصيبة". وهذا إسناد ضعيف، فيه عبد الله بن خليفة هو الهمداني، قال الحافظ: مقبول. (التقريب ص 301)، وفيه عنعنة أبي إسحاق وهو السبيعي، وهو مدلس. (انظر طبقات المدلسين ص 42). وأما قصة ابن مسعود، فأخرجها ابن أبي شيبة (9/ 108) من طريق دينار التمار عن عون بن عبد الله قال: كان عبد الله يمشي مع أصحابه ذات يوم، فانقطع شِسْع نعله، فاسترجع، فقال له بعض القوم: يا أبا عبد الرحمن، تسترجع على سير؟ قال: "ما بي إلَّا أن تكون السيور كثير، ولكنها مصيبة". وهذا إسناد ضعيف، فيه دينار التمار هو أبو حازم، قال الحافظ: مقبول. (التقريب ص 631).
3357 - [2] وحدثنا (¬1) حفص عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبيد اللَّهِ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: "إِذَا انْقَطَعَ شِسْع أَحَدِكُمْ فَلْيَسْتَرْجِعْ، فَإِنَّهَا مِنَ الْمَصَائِبِ، وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى الشِّسْع، فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ [يُيسَّره] (¬2)، لَمْ يَكُنْ". 3357 - [3] حَدَّثَنَا (¬3) خَالِدٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبيد اللَّهِ بِهَذَا. ¬
3357 - [3] الحكم عليه: ضعيف جدًا، لوجود يحيى بن عُبيد الله وهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 19 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد، وله شاهد من حديث أنس، رواه البزّار، والترمذي وحسَّنه، وابن حبّان في صحيحه.
تخريجه: تقدم تخريج شطره الأوّل في الطريق السابقة. ورُوي شطره الثاني وهو قوله: "وسلوا الله عَزَّ وَجَلَّ حتى الشِّسْع ... " عن أبي هريرة بنحوه، أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 41) من طريق أبي عبَّاد عن جده أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم-: "وسلوا الله ما بدا لكم من حوائجكم، حتى شِسْع النعل، فإنه إن لم يُيَسِّره، لم يتيسَّر". قال البيهقي: إسناده غير قوي. أهـ. قلت: إسناده ضعيف جدًا، فيه أبو عباد هو عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، قال الحافظ: متروك. (التقريب ص 306). وفي معنى هذا الشطر ما يلي: 1 - أثر عائشة: أخرجه أبو يعلى، ولفظه: عن عائشة قالت: "سلوا الله كل =
= شَيْءٍ، حَتَّى الشِّسْع، فَإِنَّ اللَّهَ إِنْ لَمْ يُيَسِّره، لم يتيسَّر". وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث القادم برقم (2358). 2 - حديث أنس: أخرجه الترمذي (5/ 783) واللفظ له، وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 127) وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 114، 136)، وابن عَدي (6/ 53)، وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (2/ 289) متن طريق قَطَن بن نُسير، والبزار كما في الكشف (4/ 37) من طريق بشَّار -الصواب: سيَّار- بن حاتم، كلاهما عن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها، حتى يسأل شِسْع نعله إذا انقطع". قال الترمذي: هذا حديث غريب، وروى غير واحد هذا الحديث عن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ البُناني، عَنْ النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يذكروا فيه عن أنس. وقال الحافظ في مختصر زوائد البزّار (3/ 427): إسناده حسن. قلت: في إسناد الترمذي ومن وافقه: قَطَن بن نُسير، وهو صدوق يخطئ (التقريب ص 456)، لكن تابعه سيّار بن حاتم عند البزّار، وهو صدوق له أوهام (التقريب ص 261)، فيرتقي هذا الحديث، بمجموع الطريقين، إلى مرتبة الحسن لغيره. وأخرج الترمذي أيضًا هذا الحديث متن طريق جعفر بن سليمان عن ثابت البُناني، فذكره مرسلًا، وزاد في أثناءه: "حتى يسأله الملح". قال الترمذي: وهذا أصح من حديث قَطَن عن جعفر بن سليمان. وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 713) مرفوعًا ومرسلًا، وقال: ضعيف.
3358 - وقال أبو يعلى: حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبيد [اللَّهِ] (¬1) بْنِ المُنادي، ثِقَةٌ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا محمَّد بْنُ مسلم بن أبي الوَضَّاح عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عنها، قَالَتْ: "سَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ شَيْءٍ حتى الشِّسْع، فإن الله تعالى إن لم يُيَسِّره، لم يتيسّر". ¬
3358 - الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد ضعيف، لوجود محمَّد بن مسلم بن أبي الوَضّاح، وهو صدوق يهم. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 150)، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير محمَّد بن عُبيد الله بن المُنادي، وهو ثقة. وذكره البوصيري في ألِإتحاف -خ- (3/ 19 ب) مختصر، ونسبه لأبي يعلى، وسكت عنه.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 44)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 156 ب). وعن المصنِّف أخرجه ابن السُّنِّي (ص 128)، وفي سنده: محمَّد بن عبد الله بن نُمير بدل: محمَّد بن عُبيد الله بن المُنادي. وأخرجه الإمام أحمد في الزهد (ص 297) قال: حدثني هاشم أبو النضر به، بنحوه، ولفظه: "وسلوا ربكم حتى الشِّسْع، فإنهإن لم يُيَسِّره والله، لم ييسّر". وأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 42) من طريق سعد بن إبراهيم الزهري عن عروة به، بنحوه. ويشهد له الحديث الماضي برقم (3357 [2])، وما ذكر في تخريجه عن أنس رضي الله عنه، وبه يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.
11 - باب ما يقول إذا أخذ مضجعه
11 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ 3359 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضيل عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن أبيه قال: كنت عند عمار رضي الله عنه فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ؟ كَأَنَّهُ (¬1) يَرْفَعُهُنَّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ مِنَ اللَّيْلِ، فَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجهى إليك [وفوضت أمري إِلَيْكَ] (¬2)، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ المُنَزَّل، وبنبيك (¬3) الْمُرْسَلِ، اللَّهُمَّ نَفْسِي خَلَقْتَهَا، لَكَ مَحْيَاهَا، وَلَكَ مَمَاتُهَا، إِنْ قَبَضْتَهَا، فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أخَّرتها، فَاحْفَظْهَا بحفظ الإيمان". * إسناده حَسَنٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه ومن حديث غيره. ¬
3359 - الحكم عليه: رجاله ثقات، لكن فيه عطاء بن السائب، وهو ثقة اختلط بأخرة، ورواية =
= محمَّد بن فُضيل عنه كانت بعد الاختلاط، لذا فهذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وأما قول الحافظ رحمه الله في آخره: إسناده حسن، فلعله لغيره، وأما لذاته، فلا، والله أعلم. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 124)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات. وذكره الهيثمي أيضًا (10/ 177) مع زيادة في أوله، ثم قال: رواه النسائيُّ باختصار عن هذا رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات، إلَّا أن عطاء بن السائب اختلط. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 10 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقات، وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث البراء بن عازب، والترمذي من حديث رافع بن خَديج.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا في المصنف (9/ 71، 10/ 247). وأخرجه أبو يعلى (3/ 195) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 257)، من طريق أبي هشام الرِّفاعي، كلاهما: عن محمَّد بن فُضيل، به، بلفظ قريب، مع زيادة في أوله عند أبي يعلى. وهذه الزيادة أخرجها النسائيُّ (3/ 54)، من طريق حماد قال: حدّثنا عطاء بن السائب، به. وله شاهد كما قال الحافظ هنا دون شطره الأخير، عن البراء بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أوصي رجلًا فقال: "إذا أردت مضجعك، فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجهى إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلَّا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. فإن مت مت على الفطرة". أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 113)، وهذا لفظه، ومسلم (4/ 2081، 2082)، =
= والرجل الذي أوصاه النبي -صلى الله عليه وسلم- هنا هو: أُسيد بن حُضير (انظر المستفاد من مبهمات المتن والإسناد ص 103). كما يشهد له حديث رافع بن خَديج رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "إذا اضطجع أحدكم على جنبه الأيمن ثم قال: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجهى إليك، وألجات ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلَّا إليك، أؤمن بكتابك وبرسلك، فإن مات من ليلته، دخل الجنة". أخرجه الترمذي (5/ 438)، واللفظ له، وقال: حسن غريب من حديث رافغ بن خَديج رضي الله عنه، والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 455). وإسناده صحيح. ويشهد لشطره الأخير وهو قوله "إِنْ قَبَضْتَهَا فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَخَّرْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِحِفْظِ الإيمان" حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خَلَفَهُ عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي، فارحمها، وإن أرسلتها، فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين". أخرجه البخاريُّ (فتح 11/ 125)، واللفظ له، ومسلم (4/ 2084). وبهذه الشواهد يرتفع حديث الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره، والله الموفق.
3360 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكين، ثنا سَلَمَةُ هُوَ ابْنُ وَرْدان قَالَ: سَمِعْتُ أنسا رضي الله عنه يَقُولُ: أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَشْكُو إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَا أدلكِ عَلَى خَيْرٍ من ذلك؟ تهلِّلين الله تعالى ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ عِنْدَ مَنَامِكِ، وتسبِّحينه (¬1) ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدِينَهُ أَرْبَعًا (¬2) وَثَلَاثِينَ، فَإِنَّ تِلْكَ (¬3) مِائَةٌ خَيْرٌ لك (¬4) من الدنيا وما فيها". ¬
3360 - الحكم عليه: ضعيف لضعف سلمة بن وَرْدان. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 10 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا في المصنف (10/ 427)، وتابعه البخاريُّ في الأدب المفرد (ص 138)، بلفظ قريب. ولفظ البخاريُّ: أتت امرأة النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَشْكُو إِلَيْهِ الحاجة أو بعض الحاجة، فقال: "أَلَا أدلكِ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؛ تُهَلِّلِينَ الله ثلاثًا وثلاثين عند منامك، وتسبّحين ثلاثًا وثلاثين، وتحمدين أربعًا وثلاثين، فتلك مائة خير من الدنيا وما فيها". وأخرجه ابن عَدي (3/ 335)، من طريق ابن وهب، عن سلمة بن وَرْدان، به، بلفظ قريب، وقال: "تكبّرين" بدل: " تسبّحينه". ويشهد له حديث علي، وأبي هريرة، رضي الله عنهما كما يلي: 1 - حديث علي: أخرجه البخاريُّ (فتح 7/ 17)، واللفظ له، ومسلم =
= (4/ 2091)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 423)، من طريق علي، أن فاطمة عليها السلام شكت ما تلقى من أثر الرحى، فأُتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بسبي، فانطلقت فلم تجده، فوجدت عائشة، فأخبرتها، فلما جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرته عائشة بمجيء فاطمة، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلينا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت لأقوم فقال: "على مكانكما" فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، وقال: "ألا أعلمكما خيرًا مما سألتماني؟ إذا أخذتما مضاجعكما، تكبران أربعًا وثلاثين، وتسبِّحان ثلاثًا وثلاثين، وتحمدان ثلاثًا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم". وعند ابن حبّان: "فسبِّحي، وكبري، وهلِّلي، ثلاثًا وثلاثين، وثلاثًا وثلاثين، وأربعًا وثلاثين". 2 - حديث أبي هريرة: أخرجه مسلم (4/ 2092)، واللفظ له، وأبو يعلى (12/ 122)، من طريق أبي هريرة، أن فاطمة أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- تسأله خادمًا، وشكت العمل، فقال: "ما ألفيتيه عندنا"، قال: "ألا أدلكِ على ما هو خير لك من خادم؟ " تسبِّحين ثلاثًا وثلاثين، وتحمدين ثلاثًا وثلاثين، وتكبِّرين أربعًا وثلاثين، حين تأخذين مضجعك". وبهذين الشاهدين، يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره.
3361 - [1] قال الطيالسي: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شَهْر، أخبرنا رجل عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ نَامَ طَاهِرًا فَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، لَمْ يسأل الله تعالى شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا إلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ". [2] قَالَ ثَابِتٌ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا الرَّجُلُ الَّذِي حدّثنا شَهْر عنه، فحدثنا بهذا الحديث (¬1). ¬
3361 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد حسن، لحال شَهْر بن حَوْشب. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 10/ ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود والطيالسي بسند فيه راو لم يسمّ، وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت رواه البخاريُّ وأصحاب السنن.
تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 77). وأخرجه من طريقه: النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 469)، وفي سنده تعيين اسم الرجل الذي روى عنه شَهر وهو: أبو ظَبْيَة، وزاد في متنه: "يذكر الله". ولفظه: "من أوى إلى فراشه طاهرًا، يذكر الله تعالى حتى تغلبه عيناه، فتعار من الليل، لم يسأل الله تعالى خيرًا من خير الدنيا والآخرة إلَّا أعطاه". قال ثابت: فقدم علينا أبو ظَبْيَة، فحدثنا بهذا الحديث عن معاذ. =
= قلت: وهذه الطريق ذكرها الحافظ هنا، وهي رواية حماد بن سلمة عن ثابت، عن أبي ظَبْية، عن معاذ. ورواه حماد أيضًا عن عاصم، عن شَهْر بن حَوْشب، عن أبي ظَبْيَة، عن معاذ. أخرجه أحمد (5/ 234) قال: ثنا روح، وحسن بن موسى، ومن طريقه ألمقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 48)، وأخرجه أحمد أيضًا (5/ 241) واللفظ له، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص 469) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، والطبراني في الكبير (20/ 118) قال: حدّثنا يعقوب بن إسحاق، ثلاثتهم: عن عفان. وأخرجه عبد في المنتخب (1/ 170) قال: حدّثنا عمر بن عاصم الكِلابي، وأبو داود (4/ 310) قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، جميعهم: عن حماد بن سلمة قال: كنت أنا، وعاصم بن بَهْدَلة، وثابت، فحدَّث عاصم، عن شَهْر بن حَوْشب، عن أبي ظَبْيَة، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره بنحوه، وزاد: "يبيت على ذكر الله". قال ثابت: قدم علينا فحدثنا هذا الحديث ولا أعلمه إلَّا يعني أبا ظَبْيَة قلت لحماد: عن معاذ؟، قال: عن معاذ. وأخرجه أحمد (5/ 244) قال: ثنا أبو كامل، وابن ماجه (2/ 1277)، من طريق أبي الحسين، كلاهما: عن حماد، به، بنحوه، وزاد أحمد: "يبيت على ذكر الله"، ولم يذكرا مقالة ثابت. قلت: وهذا الحديث يرويه شَهْر بن حَوْشب، واختلف عليه فيه كما يلي: 1 - فرواه ثابت، وعاصم عنه، عن أبي ظَبْيَة، عن معاذ. 2 - ورواه شِمْر بن عطية عنه، عن أبي ظَبْيَة، عن عَمرو بن عَبَسَة. 3 - ورواه ابن أبي حسين عنه، عن أبي أمامة. 4 - ورواه شِمْر بن عطية أيضًا عنه، عن عَمرو بن عَبَسَة، وأبي أمامة معًا. أما الوجه الأوّل، فتقدم ذكر من أخرجه. وأما الوجه الثاني، فأخرجه البخاريُّ تعليقًا في التاريخ الكبير (8/ كنى 47)، =
= والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة- (ص470، 471)، من ثلاث طرق، والطبراني في الدعاء (2/ 839)، وأبو نُعيم في الحلية (9/ 319)، جميعهم: من طريق شِمْر بن عطية، به بنحوه. قال الحافظ في نتائج الأفكار كما في الفتوحات الربانية (3/ 165): حديث حسن، ولعل أبا ظَبْيَة حمله عن معاذ، وعن عمرو بن عَبَسَة، فإنه تابعي كبير .. أهـ. وأما الوجه الثالث، فأخرجه الترمذي (5/ 505)، وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 251)، والطبراني في الكبير (8/ 147)، من طريق ابن أبي حسين، به، بنحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد رُوي هذا أيضًا عن شَهر بن حَوشب، عن أبي ظَبْيَة، عن عَمرو بن عَبَسَة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأما الوجه الرابع، فأخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 839)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 61)، من طريق شِمْر بن عطية، به بنحوه. ويشهد له حديث عبادة بن الصامت عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من تعار من الليل فقال: لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلَّا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلَّا باللهِ، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب، فإن توضأ، قبلت صلاته". أخرجه أحمد (5/ 313)، والبخاري (فتح 3/ 39) وهذا لفظه، وأبو داود (4/ 314)، والترمذي (5/ 447) وقال: حسن صحيح غريب، وابن ماجه (2/ 1276). وبهذا الشاهد يرتقي طريق الباب إلى مرتبة الصحيح لغيره.
3362 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَم، ثنا يونس هو ابن بُكير، ثنا السَّري بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مسروق، عن عائشة رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْمُرُ بِفِرَاشَهِ، فَيُفْرَشُ لَهُ، فَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ، فَإِذَا آوَى إِلَيْهِ تَوَسَّدَ كَفَّهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ هَمَسَ لَا نَدْرِي مَا يَقُولُ، فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ ذَلِكَ رَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ: "اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم، إله (¬1) ورب (¬2) كل شيء، منزل التوارة وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، فَالْقَ (¬3) الْحَبِّ وَالنَّوَى، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر". ¬
3362 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، آفته السَّري بن إسماعيل، وهو متروك الحديث. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 121)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، -وأبو يعلى: أستدرك في الهامش من نسخة ثانية- وفيه السَّرى بن إسماعيل، وهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 10 ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، وله شاهد في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة. =
= تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 210)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 152 أ). وأخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 463)، وعنه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 260)، وأخرجه الآجري في الشريعة (ص 297)، كلاهما: من طريق مُطَرِّف، عن الشعبي، عن عائشة مرفوعًا بلفظ قريب. وإسناده منقطع؛ لأنه من رواية الشعبي عن عائشة، وهي رواية مرسلة (انظر المراسيل (ص 159). وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 514)، ومن طريقه الخطيب في الموضح (2/ 450)، من طريق هلال بن فياض، حدّثنا الحارث بن شِبْل قال: حدثتنا أم النعمان الكندية عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- كان يقول في رقاده: فذكره بلفظ قريب. وسنده ضعيف، فيه هلال بن فياض، وهو شاذ بن فياض، قال الحافظ: صدوق له أوهام وأفراد، وفيه الحارث بن شِبْل، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 263، 146). ورُوي من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه قال: "اللهم رب السموات ورب الأرضين، ربي ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوارة والإِنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ الدين، وأغنني من الفقر". أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 251)، وهذا لفظه، وأحمد (2/ 536)، ومن طريقه المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 102)، وأخرجه أحمد أيضًا (2/ 381، =
= 404)، والبخاري في الأدب المفرد (ص 259)، ومسلم (4/ 2084)، وأبو داود (4/ 312)، والترمذي (5/ 440)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه (2/ 1274)، والطبراني في الدعاء (2/ 912، 913)، من طريقين، والحاكم (1/ 546)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص: خرجه مسلم لسهيل.
12 - باب ما يقول إذا استيقظ
12 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ 3363 - [1] قَالَ الْحَارِثُ: حدّثنا خالد بن القاسم، ثنا الليث عن إسحاق ابن (¬1) أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدان، عَنْ [نابل] (¬2) صاحب العباء (¬3)، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يَسْتَيْقِظُ، وَقَدْ رَدَّ الله تعالى عليه روحه: لا إله إلَّا الله، وحمده لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. غُفِرَتْ لَهُ (¬4) ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ [مِثْلَ زَبَدِ] (¬5) البحر". * قلت: إسناده ضَعِيفٌ مِنْ أَجْلِ إِسْحَاقَ. [2] وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي في "عمل اليوم (¬6) و [الليلة] " (¬7) مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ محمَّد بن إسحاق، عن موسى بن وَردان. وأظن إسماعيل غلط فيه، وإنما هو من حديث إسحاق ابن أبي فروة، والله أعلم (¬8). ¬
3363 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لوجود خالد بن القاسم، وإسحاق بن أبي فروة، وهما متروكان، وفيه موسى بن وردان، وهو صدوق يخطئ. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 10 ب) مختصر ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة.
تخريجه: هو في مسند الحارث: كما في بغية الباحث (ص 1261). وأخرجه من طريق المصنِّف كل من: الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 301)، وابن البنَّاء في فضل التهليل (ص 60). وأخرجه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 9) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك، حدّثنا إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، عن موسى بن وَرْدان، به بلفظ قريب. ولفظه: "ما من عبد يقول حين يرد الله إليه رُوحَهُ: لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كل شيء قدير، إلَّا غفر الله له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر". قال الحافظ هنا في المطالب: وأظن إسماعيل غلط فيه، وإنما هو من حَدِيثُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وذكره في تخريج أحاديث الأذكار: كما في الفتوحات الربانية (1/ 292)، ثم قال: الحديث ضعيف جدًا، أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده عن عبد الوهاب بن الضحاك، وعبد الوهاب المذكور كذَّبه أبو حاتم الرازي، وأبو داود وغيرهما، وإسماعيل بن عياش شيخه مختلف فيه، لكن اتفقوا على أن روايته عن غير الشاميين =
= ضعيفة، وهذا منها، ومحمد بن إسحاق شيخ إسماعيل في هذا الحديث مدني تحول إلى العراق، وقد وجدت هذا الحديث في مسند الحارث بن أبي أسامة من طريق الليث بن سعد عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قروة، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدان، عَنْ نَابِلٍ صَاحِبِ العباء، عن عائشة، وإسحاق ضعيف جدًا، ولعل إسماعيل سمع منه، فظنه عن ابن إسحاق. أهـ. وفي الباب حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قال في يوم إذا أصبح وإذا أمسى: لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو حي لا يموت، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غفرت له ذنوبه، وإن كانت أكثر من زبد البحر". أخرجه البزّار: كما في الكشف (4/ 25) من طريق أبي بكر بن أبي سبْرَة عن عبد المجيد بْنُ سُهيل بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، فَذَكَرَهُ. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُروى عَنْ عبد الرحمن بن عوف إلَّا بهذا الإسناد، ولا نعلم روى سُهيل بن عبد الرحمن عن أبيه إلَّا هذا الحديث. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 113)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَة، وهو متروك.
13 - باب ما يقول إذا أرق
13 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا (¬1) أَرِقَ 3364 - قَالَ مُسَدَّد: حدّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنِي محمَّد بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّان قَالَ: "إِنَّ خَالِدَ بن الوليد رضي الله عنه كان يُؤَرَّقُ، أو أصابه أرق، فشكا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَوَّذَ عِنْدَ مَنَامِهِ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ، وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ همزات الشياطين، وأن يحضرون (¬2) ". ¬
3364 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، لكنه، ضعيف؛ لإرسال محمَّد بن يحيى بن حَبّان، وهو تابعي لم يدرك زمن القصة، وحذف الصحابي المدرك للقصة. وذكره النوويّ في الأذكار (ص 146)، ثم قال: هذا حديث مرسل، محمَّد بن يحيى تابعي. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 18 أ) مختصر، ثم قال: رواه مُسَدَّد، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو، رواه أبو داود، والنسائي، والترمذي وحسنه، والحاكم وصححه. =
= تخريجه: أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّي فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (ص 262) من طريق المصنِّف. وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (2/ 109) من طريق علي بن حرب الطائي قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، به بلفظ قريب. ولفظه: "أن خالد بن الوليد كان يُرَوَّعُ، أو يُؤَرَّقُ من الليل، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأمره أن يتعوذ بكلمات الله التامة من غضب الله، وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون". وأخرجه مالك في الموطأ (2/ 950) عن يحيى بن سعيد قال: بلغني أن خالد بن الوليد قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إني أُرَوَّعُ في منامي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "قل: أعوذ بكلمات الله التامة مِنْ غَضَبِهِ، وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشياطين، وأن يحضرون". وأخرجه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 453) من طريق محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَمرو بْنِ شُعيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده قال: كان خالد بن الوليد بن المغيرة رجلًا يفزع في منامه، فذكره بلفظ قريب. وإسناده ضعيف؛ لعنعنة محمَّد بن إسحاق وهو مدلس (انظر طبقات المدلسين ص 51). وأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين -خ- (ق 246 ب) من طريق الحكم بن عبد الله الأَيْلي عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أمامة، حدث خالد بن الوليد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أهاويل يراها بالليل، فذكره بلفظ قريب، وزاد في آخره. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 126)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحكم بن عبد الله الأَيْلي، وهو متروك. ورُويت هذه القصة عن الوليد بن الوليد، أخرجها ابن أبي شيبة (7/ 418، =
= 10/ 362) واللفظ له، وأحمد (4/ 57، 6/ 6)، وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 226)، والبيهقيُّ في الأسماء والصفات (1/ 304) من طريق يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ محمَّد بْنِ يَحْيَى بن حَبَّان، أن الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي شكا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديث نفسٍ وجده، وأنه قال له: "إذا أتيت إلى فراشك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة مِنْ غَضَبِهِ، وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشياطين، وأن يحضرون، فوالذي نفسي بيده، لا يضرك شيء حتى تصبح". قال البيهقي: هذا مرسل. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 123)، ثم قال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلَّا أن محمَّد بن يحيى بن حَبَّان لم يسمع من الوليد بن الوليد. كما أخرجها البخاريُّ تعليقًا في خَلْق أفعال العباد (ص 89)، وأبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 231 أ)، وابن عبد البر في التمهيد (2/ 109) من طريق محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَمرو بْنِ شُعيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده قال: كان الوليد بن الوليد رجلًا يفزع من منامه، فذكره بلفظ قريب. قال أبو نُعيم: كذا رواه الوَهْبي عن محمَّد بن إسحاق، ورواه عَبْدة بن سليمان وغيره عن ابن إسحاق، فلم يذكروا الوليد، ورواه يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ محمَّد بْنِ يَحْيَى بن حَبَّان، أن الوليد بن الوليد شكا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فزعًا في نومه، والمشهور في ذلك أن خالد بن الوليد شكا ذلك. قلت: وهذا الإسناد ضعيف، لعنعنة محمَّد بن إسحاق، وهو مدلس (انظر طبقات المدلسين ص 51). وأخرجه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 261) من هذه الطريق، بلفظ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فذكره بلفظ قريب. كما أخرجه ابن السُّنِّي أيضًا (ص 259) من طريق أبي هشام الرفاعي، ثنا وكيع بن الجراح، ثنا سفيان عن محمَّد بن المُنْكَدِر قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، =
= فذكره بلفظ قريب. وسنده ضعيف؛ لإرسال محمَّد بن المُنْكَدِر، ولوجود أبي هشام الرفاعي، وهو محمَّد بن يزيد، قال الحافظ: ليس بالقوي (التقريب ص 514)، وفي هذه الطريق والتي قبلها إبهام الرجل، فيحتمل أن يكون خالد بن الوليد، ويحتمل أنه الوليد بن الوليد، ويحتمل أن يكون غيرهما، والله أعلم. ويشهد لحديث الباب ما رُوي عن عبد الله بن عَمرو، أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 421)، ومن طريقه الطبراني في الدعاء (2/ 1309)، وأخرجه أحمد (1/ 181) واللفظ له، وأبو داود (4/ 12)، ومن طريقه كل من: البيهقي في الآداب (ص 448)، وابن عبد البر في التمهيد (2/ 110)، وأخرجه الترمذي (5/ 506)، والنسائيُّ في عمل اليوم واللية (ص 453)، وأبو بكر الإسماعيلي في المعجم (1/ 462)، والحاكم (1/ 548)، والبيهقيُّ في الأسماء والصفات (1/ 304)، وفي الدعوات -خ- (ق 35 ب)، جميعهم: من طريق محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَمرو بْنِ شُعيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع: "بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامة مِنْ غَضَبِهِ، وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشياطين، وأن يحضرون". قال: فكان عبد الله بن عَمرو يعلمها من بلغ من ولده أن يقولها عند نومه، ومن كان منهم صغيرًا لا يعقل أن يحفظها كتبها له فعلقها في عنقه. وليس عند الحاكم التخصيص بالنوم، والزيادة المذكورة في آخره -وهي مقالة عبد الله بن عَمرو- ليست عند ابن أبي شيبة، والنسائيُّ، والطبراني، والبيهقيُّ في الدعوات. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد متصل في موضع الخلاف. قلت: سقط هذا الحديث من تلخيص الذهبي، وقد وقع عند الحاكم في سنده: =
= عَمْرِو بْنِ شُعيب عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عن عبد الله بن عَمرو. وساق الذهبي في السير (5/ 171) هذا الإسناد للحاكم، ونقل عن الحافظ الضياء قوله: أظن "عن" فيه زائدة، وإلَّا، فيكون من رواية محمَّد عن أبيه. ثم قال الذهبي: رواه أحمد في مسنده عن يزيد، عن ابن إسحاق، فلم يزد على قوله: عن جده. قلت: وهذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لعنعنة محمَّد بن إسحاق، وهو مدلس (انظر طبقات المدلسين ص 51)، وبه يرتقي طريق الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق. لا إله غيره.
3365 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمرو بْنُ الحُصين، ثنا ابْنُ عُلَاثة عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثابت رضي الله عنه قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أَرَقًا أصابني، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "قُلِ: اللَّهُمَّ غَارَتِ النُّجُومُ، وَهَدَأَتِ الْعُيُونُ، وَأَنْتَ حي قيوم، لا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ، يَا حَيُّ يَا قيوم، أهدىء ليلي، وأنم عيني". فقلتها، فأذهب الله عَزَّ وَجَلَّ عني (¬1) ما كنت أجد. * قال ابن عَدي: تفرد به عَمرو بن الحُصين، وهو مظلم الحديث انتهى. ووهَّاه أبو زُرعة، وتركه أبو حاتم، وكذَّبه الخطيب. ¬
3365 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، آفته كما قال الحافظ هنا عَمرو بن الحُصين، وهو متروك، وفيه عبد الملك بن مروان، وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 128)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه عَمرو بن الحُصين العُقيلي، وهو متروك. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 18 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى عن عَمرو بن الحُصين، وهو ضعيف، وكذا شيخه ابن عُلَاثة.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى: كما في جامع المسانيد والسنن (3/ 164). وعنه كل من: ابن حَبَّان في المجروحين (2/ 280)، وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 261)، وابن عَدي (5/ 150). =
= قال ابن عَدي بعد أن أخرج معه عدة أحاديث: وهذه الأحاديث لا يرويها بأسانيدها غير عَمرو بن الحُصين. وهو مظلم الحديث. وأخرجه الطبراني في الكبير (5/ 124) قال: حدّثنا حجاح بن عمران السدوسي، ثنا عَمرو بن الحُصين، به بلفظ قريب، دون: "لا تأخذك سِنَةٌ ولا نوم". ولفظه: أصابني أرق الليل، فشكوت ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فَقَالَ: "قُلِ: اللَّهُمَّ غَارَتِ النُّجُومُ، وَهَدَأَتِ الْعُيُونُ، وأنت حي قيوم، يا حي يا قيوم، أنم عيني، واهدىء ليلي"، فذهب عني. وساق ابن كثير في التفسير (3/ 440) هذا الإسناد والمتن للطبراني. وأخرج أبو عُبيد في الخطب والموعظ (ص 146) من طريق ابْنُ لَهيعة عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سعيد بن أبي هلال، أن داود النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: "اللهم نامت العيون، وغارت النجوم، وأنت حي قيوم، لا تأخذك سِنَة ولا نوم، فاغفر لي ذنبي العظيم". وفي إسناده ابن لَهيعة وهو ضعيف.
14 - باب ما يقول إذا خرج من بيته
14 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ 3366 - قال الطيالسي: حدّثنا أَبُو بَكْرٍ الهذَلي عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن شداد، عن ميمونة رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِي، رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أن أزل، أو أن أضل (¬1)، أو أن أَظْلِمَ (¬2) أوأُظلَمَ، أو أجهل، أو يُجهل عليّ". ¬
3366 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه أبو بكر الهُذَلي، وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 129)، ثم قال: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه أبو بكر الهُذَلي، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 20/ ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو داود الطيالسي، والطبراني في كتاب الدعاء، وله شاهد من حديث عائشة، وأم سلمة، رواه الطبراني في كتاب الدعاء.
تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 226). =
= وأخرجه ابن الأعرابي في المعجم -خ- (ق 183 أ)، من طريق أبي جابر، والطبراني في الكبير (24/ 9)، وفي الأوسط (3/ 195)، وفي الدعاء (2/ 989)، ومن طريقه الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 162)، وأخرجه أبو نُعيم في معرفة الصحابة -خ- (2/ 330/ ب)، كلاهما: من طريق مسلم بن إبراهيم، وأخرجه النسفي في القند (ص 453)، من طريق القاسم بن حَكيم، ثلاثتهم: عن أبي بكر الهُذَلي، به، بلفظه، مع تقديم وتأخير عند ابن الأعرابي، وأبي نُعيم، وزاد ابن الأعرابي: "في هذا اليوم" بعد قوله: "اللهم إني أعوذ بك"، وقال أبو نُعيم: "أذل"، بدل: "أزل" وبلفظ قريب مع تقديم وتأخير عند الطبراني، وبلفظه عند النسفي، وقال: "رفع يديه"، بدل: "رفع رأسه" وزاد: "في هذا اليوم". ولفظ الطبراني: ما خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من بيتي قط، إلَّا رفع بصره إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أن أَضِلَّ، أو أُضَلَّ، أو أَزِلَّ، أو أُزَلَّ، أو أَجْهَلَ، أو يُجْهَلَ عَلَيَّ، أو أَظْلِمَ، أو أُظْلَمَ". قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الشعبي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، إلَّا أبو بكر، تفرد به مسلم. قلت: رواه الطيالسي، وأبو جابر، والقاسم بن حَكيم، عن أبي بكر الهُذَلي، كما مرَّ في التخريج، فلم يتفرد به مسلم. وقال الحافظ: ... شذ بقوله -يعني الهُذَلي- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، ولولا ضعفه، لقلت: إن للشعبي فيه طريقًا أخرى، لكن المشهور عن الشعبي، عن أم سلمة. أهـ. وقال الدارقطني في "العلل" -خ- (5/ 184 أ): رواه الشعبي، واختلف عنه، فرواه أبو بكر الهُذَلي عن الشعبي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ. والصحيح: عن الشعبي، عن أم سلمة. قلت: رواية أم سلمة هذه، أخرجها الطيالسي (ص 224)، ومن طريقه الحافظ =
= في نتائج الأفكار (1/ 155)، وأخرجها الحميدي (1/ 145)، ومن طريقه أخرجه أبو نُعيم في الحلية (8/ 125)، وأخرجها ابن أبي شيبة (10/ 211)، وعنه ابن ماجه (2/ 1278)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (23/ 321)، وأخرجها ابن أبي شيبة أيضًا، وأحمد (6/ 306)، ومن طريقه الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 158)، وأخرجها أحمد (6/ 318)، ومن طريقه الحافظ أيضًا (1/ 157)، وأخرجها أحمد (6/ 321)، وعبد في المنتحب (3/ 245)، ومن طريقه الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 157)، وأخرجها أبو داود (4/ 325)، والترمذي (5/ 457)، والنسائيُّ (8/ 268، 285)، وفي عمل اليوم والليلة (ص 176)، وعنه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 66)، وأخرجها النسائيُّ أيضًا (ص 175)، والطبراني في الكبير (23/ 320)، ومن طريقه الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 156)، وأخرجها الطبراني أيضًا (23/ 320)، من طريقين (23/ 321)، وفي الدعاء (2/ 987)، من طريقين، ومن طريقه فيهما الحافظ أيضًا (1/ 161)، وأخرجها الطبراني في الدعاء (2/ 988)، ومن طريقه الحافظ أيضًا، وأخرجها الطبراني أيضًا (2/ 986، 987، 988)، والحاكم (1/ 519)، وعنه البيهقي في الدعوات (ص 45)، وأخرجها أبو نُعيم في الحلية (7/ 264، 8/ 125)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 333)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 141)، والحافظ في نتائج الأفكار (1/ 160)، كلهم: من طريق منصور، وأخرجها النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 175)، والطبراني في الكبير (23/ 320)، من طريق عاصم، وأخرجها الطبراني في الكبير (23/ 320)، وفي الدعاء (2/ 988)، ومن طريقه الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 162)، من طريق زُبيد، وأخرجها الطبراني في الدعاء (2/ 989)، عن طريق مجاهد، أربعتهم: عن الشعبي، عن أم سلمة. ولفظ الطيالسي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج من بيته، قال: "اللهم إني أعوذ بك من أن أَزِلَّ، أو أَضِلَّ، أو أَظلِمَ، وأَجْهَلَ، أو يُجْهَلَ عليّ. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. =
= وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وربما توهم متوهم أن الشعبي لم يسمع من أم سلمة، وليس كذلك، فإنه دخل على عائشة، وأم سلمة جميعًا، ثم أكثر من الرواية عنهما جميعًا، ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال الحافظ بعد أن ساق هذا الكلام للحاكم: وقد خالف ذلك في "علوم الحديث" له، فقال: لم يسمع الشعبي من عائشة، وقال علي بن المديني في كتاب "العلل": لم يسمع الشعبي من أم سلمة، وعلى هذا فالحديث منقطع، وله علة أخرى وهي الاختلاف على الشعبي، فرواه زُبيد عنه مرسلًا، لم يذكر فوق الشعبي أحدًا ... ورواه مُجالد عن الشعبي، فقال: عن مسروق، عن عائشة، ورواه أبو بكر الهُذَلي عن الشعبي، فقال: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، وهذه العلة غير قادحة، فإن منصورًا ثقة حافظ، ولم يُخْتَلَفْ عليه فيه ... والهُذَلي ضعيف، ومُجالد فيه لين، وزُبيد وإن كان ثقة، لكن اختلف عليه، فجاء عنه كرواية منصور بذكر أم سلمة، فما له علة سوى الانقطاع، فلعل من صحَّحه، سهَّل الأمر فيه، لكونه من الفضائل. أهـ. قلت: رواية مُجالد، أخرجها الطبراني في الدعاء (2/ 990)، من طريق عمر بن إسماعيل بن مُجالد، ثنا أبي، عن مُجالد، به. وإسناده ضعيف جدًا، لوجود عمر بن إسماعيل بن مجالد، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 410). ورواية زُبيد المرسلة، أخرجها النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 176)، من طريق سفيان، عن زُبيد، به. وإسناده ضعيف لإرساله، وللاختلاف فيه على زُبيد، كما مرَّ في كلام الحافظ رحمه الله ومنه يظهر أن الوجه الراجح من أوجه الاختلاف على الشعبي هو روايته عن أم سلمة، والله تعالى أعلم.
15 - باب ما يقول من طنت أذنه
15 - باب ما يقول من طنَّت أذنه 3367 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا حِبّان بْنُ عَلِيٍّ، ثنا محمَّد بْنُ عُبيد اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا طنَّت أُذُنُ أَحَدِكُمْ، فَلْيَذْكُرْنِي، وليصلِّ عليَّ، وَلِيَقُلْ: ذَكَرَ الله بخير (¬1) من ذكرني (¬2) ". ¬
3367 - [1] الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف حِبّان بن علي، وشيخه محمَّد بن عُبيد الله. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 14أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى، والبزار، والطبراني في الأوسط.
تخريجه: أخرجه عن المصنِّف: ابن حبّان في المجروحين (2/ 250). وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق كما في المنتقى (ص 227)، من طريق الهيثم بن جميل قال: حدثنيه حِبَّان، ومَنْدَل ابنا علي، به بلفظه، دون: "بخير". وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 32)، وابن خزيمة كما في جلاء الأفهام =
= (ص 42)، وتفسير ابن كثير (3/ 524)، والشجري في الأمالي (1/ 129)، من طريق يحيى بن محمَّد، ثلاثتهم: عن أبي الخطاب زياد بن يحيى، وأخرجه العُقيلي (4/ 261)، من طريق أبي كُريب، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 76)، وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين -خ- (ق 247 ب)، وفي الصغير (ص 389) قال: حدّثنا نصر بن عبد الملك السِّنْجاري، وابن عَدي (6/ 451)، من طريق الحسن بن إبراهيم البَيَاضي، أربعتهم: عن مَعْمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبيد اللَّهِ، عَنْ أبيه، به، بلفظ قريب عند ابن خزيمة، والعُقيلي، وابن عَدي، والشجري، وبنحوه عند البزّار، وذكر الطبراني شطره الأوّل. قال الطبراني: لا يُروى عن أبي رافع إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به معمر. قلت: لم يتفرد به معمر، حيث تابعه كل من: حِبَّان، ومَنْدَل، كما تقدم. وقال ابن كثير: إسناده غريب، وفي ثبوته نظر، والله أعلم قلت: هذا الحديث مداره على محمَّد بن عُبيد الله، واختلف عنه: فرواه حِبَّان، ومَنْدَل، ومعمر عنه، عن أبيه عُبيد الله بن أبي رافع، عن جده أبي رافع رضي الله عنه كما تقدم، ورواه حِبَّان أيضًا عنه، عن أخيه عبد الله، عن أبيه عُبيد الله بن أبي رافع، عن جده أبي رافع رضي الله عنه أخرجه ابن أبي عاصم كما في جلاء الأفهام (ص 240)، والطبراني في الكبير (1/ 321) قال: حدّثنا أحمد بن عَمرو القَطِراني، كلاهما: عن أبي الربيع الزهراني، وأخرجه العُقيلي كما في اللآلئ المصنوعة (2/ 285)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 76) من طريق يحيى بن يوسف، وأخرجه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 63)، وابن عَدي (6/ 113)، والبيهقيُّ في الدعوات -خ- (ق 40/ ب)، ثلاثتهم: من طريق محمَّد بن سليمان لُوين، وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق حجاج بن إبراهيم، أربعتهم: عن حِبّان بن علي، به، بلفظه عند الطبراني، وابن السُّنِّي، وبلفظه دون: "فليذكرني" عند ابن أبي عاصم، =
= والعُقيلي، وبلفظ قريب عند ابن عَدي، والبيهقيُّ. قال البيهقي: هذا إسناد ضعيف. قلت: وهذا الوجه مرجوح، لأنه من رواية حِبَّان بن علي وحده، وهو ضعيف، وهو وإن كان قد روى الوجه الأوّل أيضًا، إلَّا أنه قد توبع عليه من أخيه مَنْدَل، ومعمر بن محمَّد بن عُبيد الله، وهما ضعيفان (انظر التقريب ص 545، 541)، وبناء عليه، فإن الوجه الأوّل هو الوجه الراجح، والله أعلم.
3367 - [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى، أَبُو الخطاب، ثنا معمر بْنِ (¬1) عُبيد اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ [جَدِّهِ] (¬2)، عن أبي رافع رضي الله عنه فذكره، دون قوله: "وليصلِّ عليِّ". ¬
3367 - [2] الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، لوجود معمر بن محمَّد، ووالده محمَّد بن عُبيد الله. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 138)، ثم قال: رواه الطبراني في الثلاثة، والبزار باختصار كثير، بإسناده الطبراني في الكبير حسن.
تخريجه: هو في مسند البزار كما في الكشف (4/ 32)، ووقع في سنده: معمر بن عُبيد الله بن محمَّد، والصواب: معمر بن محمَّد بن عُبيد الله. ولفظه: "إذا طنَّت أذن أحدكم فليقل: اللهم اذكر بخير، من ذكرنا بخير". وقد تقدم تخريجه مفصلًا في الطريق السابقة، والله الموفق.
16 - باب ما يقول من ركب السفينة
16 - باب ما يقول من ركب السفينة 3368 - [1] قال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جُبارة بْنُ المُغَلِّس، ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبيد اللَّهِ، عَنِ [الْحُسَيْنِ] (¬1) بن علي رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَمَانٌ لِأُمَّتِي مِنَ الْغَرَقِ إِذَا رَكِبُوا في البحر (¬2) أن يقولوا: {بِسْمِ اللَّهِ [مَجْرَاهَا] (¬3) وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)} (¬4) {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (¬5) الآية. ¬
3367 - [1] الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإسناد موضوع، فيه أربع علل: 1 - يحيى بن العلاء، وقد رُمي بالوضع. 2 - مروان بن سالم، وهو متروك، ورماه بعضهم بالوضع. 3 - جُبارة بن المُغَلِّس، وهو ضعيف. 4 - طلحة بن عُبيد الله، وهو مجهول. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 132)، ثم قال رواه أبو يعلى، عن شيخه جُبارة بن مُغَلِّس، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 20 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى، والطبراني في كتاب الدعاء، ومدار إسنادهما على يحيى بن العلاء، وهو ضعيف، وله شاهد من حديث ابن عباس، رواه الطبراني في كتاب الدعاء.
تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (12/ 152)، وذكره الهيثمي في المقصد العلي -خ- (ق 153/ ب). وأخرجه عن المصنِّف كل من: ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 176)، وابن عَدي (7/ 198). وذكره الذهبي في الميزان (4/ 397)، عن جُبارة، به، بلفظ قريب. وأخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 1171)، من طريق ضيف -صوابه: سيف بْنُ- الْحَجَّاجِ الْكُوفِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ، به، بنحوه. وقد ذكر الحافظ هذه الطريق هنا في المطالب، وهي الطريق القادم برقم (2). وفي الباب عن علي، وابن عباس رضي الله عنهم كما يلي: 1 - حديث علي: أخرجه ابن قُتيبة في عيون الأخبار (1/ 137)، من طريق حمزة بن وَعْلَة عن رجل من مراد يقال له: أبو جعفر، عَنْ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا علي، أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا في الفلك أن يقولوا: بسم الله الملك الرحمن {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)}، {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)}. وفي سنده، حمزة بن وَعْلَة لم أجد من ترجم له، وشيخه مبهم. 2 - حديث ابن عباس: أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير =
= (3/ 270) واللفظ له، والطبراني في الكبير (12/ 124)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين -خ- (ق 246/ ب)، وفي الدعاء (2/ 1172)، من طريق نَهْشَل بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عن عبد الله بن عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "أمان أمتي من الغرق إذا ركبوا السفينة: بسم الله الملك الحق {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)}، {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)} ". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 132)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، والكبير، وفيه نَهْشَل بن سعيد، وهو متروك.
3368 - [2] تابعه [سيف] (¬1) بْنُ الْحَجَّاجِ الْكُوفِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ. * ويحيى ضعيف جدًا. ¬
3368 - [2] الحكم عليه: موضوع، وانظر تخريجه والحكم عليه مفصلًا في الطريق السابقة برقم (1).
تخريجه: هو في الدعاء للطبراني (2/ 1171)، ولفظه: "أمان لأمتي إذا ركبوا الفلك أن يقولوا: بسم الله المالك الرحمن {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ..} إلى آخر الآية، {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)} ".
17 - باب ما يرد بالدعاء من البلاء
17 - بَابُ مَا يُرَدُّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْبَلَاءِ 3369 - [1] قَالَ إسحاق: أخبرنا شَبابة بن سَوَّار أبو عَمرو المدايني، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُلَيكي عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬1) قَالَ: "لَا يَنْفَعُ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَرُدُّ". * المُلَيكي ضَعِيفٌ، وَمَكْحُولٌ لَمْ يَسْمَعْ من معاذ رضي الله عنه. [2] وَقَدْ (¬2) رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنِ ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عن معاذ رضي الله عنه بلفظ آخر (¬3). ¬
3369 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه علتان: 1 - عبد الرحمن بن أبي بكر، وهو ضعيف. 2 - الانقطاع، فمكحول لم يسمع من معاذ رضي الله عنه. وقد نبه الحافظ رحمه الله على هاتين العلتين هنا في المطالب. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 14 أ) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى الموصلي، واللفظ له، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه.
تخريجه: أخرجه القُضاعي في مسند الشهاب (2/ 50) من طريق قُرْدوس الأشعري، نا عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مُلَيكة، به، بمعناه، ووقع في سنده: عن مكحول، وشَهْر بن حَوْشَب. ولفظه: "لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء لينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء". وهذا الحديث مداره على عبد الله بن عبد، الرحمن بن أبي حسين، واختلف عنه، كما يلي: 1 - فرواه عبد الرحمن بن أبي بكر المُلَيكي عنه، عن مكحول، عن معاذ، كما تقدم. 2 - ورواه المُلَيكي أيضًا عنه، عن مكحول، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن معاذ بن جبل. أخرجه البيهقي في القدر (ص 144)، والشجري في الأمالي (1/ 240)، كلاهما: من طريق ابن أبي فُدَيك عن عبد الرحمن بن أبي بكر، به بلفظ قريب من لفظ القُضاعي. 3 - ورواه إسماعيل بن عياش عنه، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن معاذ بن جبل. =
= أخرجه أحمد (5/ 234)، وابنه عبد الله كلاهما: عن الحكم بن موسى، ومن طريقيهما: المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 12)، وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 103)، وفي الدعاء (2/ 800) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، كلاهما: عن إسماعيل بن عياش، به بلفظ قريب من لفظ القُضاعي. وقد ذكر الحافظ رحمه الله هذا الوجه هنا في المطالب، وهو الطريق الثاني. والوجه الأوّل طريق الباب هو الوجه الراجح؛ لأنه رواية محفوظة عن عبد الرحمن بن أبي بكر المُلَيكي، حيث رواها عنه شَبابة بن سَوَّار، وهو ثقة حافظ كما تقدم، وأما الوجه الثاني، فهو مرجوح؛ لأنه رواية غير محفوظة لعبد الرحمن بن أبي بكر المُلَيكي، حيث رواها عنه ابن أبي فُدَيك، وهو صدوق (التقريب ص 468)، وكذلك الوجه الثالث مرجوح أيضًا؛ لأنه من رواية إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ المكي، وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين، والله تعالى أعلم. ويشهد لهذا الحديث ما رُوي عن عائشة، وأبي هريرة، وسلمان، وثوبان، وابن عمر، وأنس رضي الله عنهم كما يلي: 1 - حديث عائشة: أخرجه البزّار: كما في الكشف (3/ 29) واللفظ له، والطبراني في الأوسط (3/ 242)، وابن عَدي (3/ 213)، والحاكم (1/ 492)، وعنه البيهقي في القدر (ص 143)، وأخرجه الصيداوي في معجم الشيوخ (ص 105)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 453)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 359) من طريق زكريا بن منظور، حدثني عطاف عن هشام، عن أبيه، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "لا ينفع حذر من قدر، والدعاء ينفع أحسبه قال: ما لم ينزل القدر، وإن الدعاء ليلقى البلاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة". قال البزّار: لا نعلمه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا بهذا الإسناد. قلت: قد رُوي بهذا اللفظ عن أبي هريرة، وسيأتي ذكره قريبًا إن شاء الله وممن =
= أخرجه البزّار نفسه؟!. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام إلَّا عطاف، ولا عن عطاف إلَّا زكريا، تفرد به الحَجَبي. قلت: لم يتفرد به الحَجَبي، ورواه عن هشام غير عطاف، كما سيأتي. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وتعقَّبه الذهبي في التلخيص، والحافظ في التلخيص الحبير (4/ 121) بأن زكريا بن منظور أحد رجاله، وهو مجمع على ضعَّفه. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 146)، ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط، والبزار بنحوه، وفيه زكريا بن منظور، وثَّقه أحمد بن صالح المصري، وضعّفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. وقوله: "يعتلجان" أي: يتصارعان. (النهاية 3/ 286). قلت: وهذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، فيه عطاف، بتشديد الطاء، هو ابن خالد، وهو صدوق يهم، وفيه زكريا بن منظور، وهو ضعيف (التقريب ص 393، 216). وقد رُوي عن زكريا بن منظور، عن فُليح بن سليمان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا بلفظ قريب، أخرجه المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 14). وفُليح هذا صدوق كثير الخطا (التقريب ص 448). 2 - حديث أبي هريرة: أخرجه البزّار: كما في الكشف (3/ 29، 4/ 37) واللفظ له، والمقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 12)، كلاهما: من طريق إبراهيم بن خُثيم بن عراك بن مالك عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا ينفع حذر من قدر، والدعاء ينفع ما لم ينزل القضاء، وإن البلاء والدعاء ليلتقيان بين السماء والأرض، فيعتلجان إلى يوم القيامة". =
= قال البزّار: لا نعلمه عن أبي هريرة مرفوعًا إلَّا بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 209)، ثم قال: رواه البزّار، وفيه إبراهيم بن خُثيم، وهو متروك. 3 - حديث سلمان: أخرجه الترمذي (4/ 390) واللفظ له، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 169)، والطبراني في الكبير (6/ 251)، وفي الدعاء (2/ 799)، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 36) من طريقين، كلهم: من طريق يحيى بن الضّريس عن أبي مَودود، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النَّهْدي، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "لا يرد القضاء إلَّا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلَّا البر". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب ... وأبو مَودود، اثنان، أحدهما يقال له فِضة، وهو الذي روى هذا الحديث، اسمه فِضة: بصري، والآخر: عبد العزيز بن أبي سليمان، أحدهما بصري، والآخر مدني، وكانا في عصر واحد. وقال الطحاوي: هو -يعني أبا مَودود- عبد العزيز بن أبي سليمان مولى هُذيل، وهو عند أهل الحديث ثقة، وهو من أهل البصرة، وهو خلاف أبي مَودود المدني. قلت: قد وهم الطحاوي رحمه الله في الرجل، والصواب ما قاله الإمام الترمذي؛ لأنّ فِضة هو الذي يروي عن سليمان التيمي، وعنه يحيى بن الضَّريس، أما الآخر، فلم أجدهم نَصُّوا على أنه روى عن سليمان التيمي، ولا عنه ابن الضَّريس (انظر تهذيب الكمال -خ- (3/ 1651)، وبهذا يكون هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيفًا؛ لوجود أبي مَودود فِضة البصري، قال الحافظ: فيه لين. (التقريب ص 447). 4 - حديث ثوبان: أخرجه وكيع (3/ 711) واللفظ له، وعنه أحمد (5/ 277، 282)، ومن طريقه كل من ابن ماجه (1/ 35)، وابن حبّان: كما في =
= الإحسان (2/ 116)، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (4/ 169) من طريق إبراهيم، والحاكم (1/ 493) من طريق قُبيصة بن عقبة، وأبي حذيفة، والقُضاعي في مسند الشهاب (2/ 35) من طريق خالد بن يزيد خمستهم: عن سفيان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الله بن أبي الجَعْد، عن ثوبان قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ما يزيد في العمر إلَّا البر، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلَّا الدعاء". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. قلت: سنده ضعيف، فيه عبد الله بن أبي الجَعْد، قال الحافظ: مقبول. (التقريب ص 298). 5 - حديث ابن عمر: أخرجه الترمذي (5/ 515) واللفظ له، والحاكم (1/ 493)، وعنه البيهقي في القدر (ص 144) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي المُلَيكي عن موسى بن عقبة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ... أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء". قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، وهو ضعيف في الحديث، ضعَّفه بعض أهل العلم من قبل حفظه. وسكت الحاكم، وتعقَّبه الذهبي بقوله: عبد الرحمن واه. 6 - حديث أنس: أخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 798) من طريق أبي إسحاق عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ادعوا، فإن الدعاء يرد القضاء". وسنده ضعيف؛ لعنعنة أبي إسحاق، وهو السَّبيعي، وهو مدلس. (انظر طبقات =
= المدلسين ص 42). وأخرجه المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص 13) من طريق كثير بن عبد الله أبي هاشم قال: سمعت أنس ابن مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "يا بني، أكثر من الدعاء فإن الدعاء يرد القضاء المبرم". وإسناده ضعيف أيضًا؛ لوجود كثير بن عبد الله. (انظر المغني 2/ 530). وبمجموع ما سبق، يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق، لا إله غيره.
3370 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: "لَا بَأْسَ أَنْ تُؤَمِّنَ عَلَى دُعَاءِ الرَّاهِبِ إِذَا دَعَا لَكَ، وَقَالَ: إنهم مستجاب (¬1) لَهُمْ فِينَا، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ". ¬
3370 - الحكم عليه: هذا إسناد مقطوع، رجاله كلهم ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف -خ- (3/ 14 ب) مختصر، ثم قال: رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح.
تخريجه: هو في مسند إسحاق (3/ 969). وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 430) قال: حدّثنا عيسى بن يونس، به بلفظ قريب. ولفظه: "لا بأس أن يؤمن المسلم على دعاء الراهب"، فقال: "إِنَّهُمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِينَا، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ في أنفسهم". وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (6/ 73) من طريق عقبة بن علقمة عن الأوزاعي، به بمعناه، وفي أوله قصة. ولفظه: لقي حسان بن عطية راهبًا، فجعل الراهب يدعو له، وحسان يقول: "آمين"، فقالوا: يا أبا بكر، تؤمن على دعائه؟ قال: "أرجو أن يستجيب الله له فيَّ، ولا يستجيب له في نفسه".
18 - باب دعاء المريض
18 - باب دعاء المريض 3371 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا أَبُو [نَصْرٍ] (¬1)، ثنا عَامِرُ بْنُ يِسَافٍ عَنْ يَحْيَى، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: " [أَلَا أُخْبِرُكَ] (¬2) بِأَمْرٍ هُوَ حَقٌّ، مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ فِي أَوَّلِ مَضْجَعِهِ فِي مَرَضِهِ، نَجَّاهُ الله تعالى من النار؟ " قال: بَلَى، بِأَبِي وَأُمِّي، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اعْلَمْ أَنَّكَ إِذَا أَصْبَحْتَ لَمْ تُمْسِ (¬3)، وَإِذَا أَمْسَيْتَ لَمْ تُصْبِحْ، وَإِنَّكَ (¬4) إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ مَضْجَعِكَ مِنْ مَرَضِكَ، نَجَّاكَ الله تعالى به مِنَ النَّارِ، أَنْ تَقُولَ: لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ (¬5) حَيٌّ لَا يَمُوتُ، سُبْحَانَ رَبِّ الْعِبَادِ وَالْبِلَادِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، اللَّهُ أَكْبَرُ، كِبْرِيَاءُ (¬6) رَبِّنَا وَجَلَالُهُ وَقُدْرَتُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَمْرَضْتَنِي لِقَبْضِ رُوحِي فِي مَرَضِي هَذَا، فَاجْعَلْ رُوحِي فِي أرواح من سبقت لهم منك الْحُسْنَى، فَإِنْ مُتَّ فِي مَرَضِكَ ذَلِكَ، فَإِلَى رضوان الله تعالى وَالْجَنَّةِ، وَإِنْ كُنْتَ قَدِ اقْتَرَفْتَ ذُنُوبًا، تَابَ الله عزَّ وجلّ عليك". ¬
3371 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لإرسال الحسن البصري (انظر المراسيل ص 34)، وفيه عامر بن يساف، وهو ضعيف. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 324)، وساق أول المتن، ثم قال: رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات، ولا يحضرني الآن إسناده. وأخرجه الذهبي في السير (11/ 200) وساق أول المتن ثم قال: فذكر حديثًا منكرًا، وعامر ضعيف الحديث. وقال العراقي: أخرجه ابن أبي الدنيا في الدعاء، وفي المرض والكفارات. (المغني مع الإحياء 3/ 245). وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 19 ب) مختصر، ثم قال: رواه أحمد بن مَنيع.
تخريجه: أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات (ص 129)، وابن عَدي (5/ 85) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عبد العزيز، كلاهما: عن أبي نصر التمَّار، به بلفظ قريب. ولفظ ابن أبي الدنيا: "يا أبا هريرة، أفلا أُخْبِرُكَ بِأَمْرٍ هُوَ حَقٌّ، مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ في أول مضجعه من مرضه، نجاه الله به من النار؟ قال: قلت: بلى، بأبي وأمي، قال: "فاعلم أَنَّكَ إِذَا أَصْبَحْتَ لَمْ تُمْسِ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ لم تصبح، فإنك إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ مَضْجَعِكَ مِنْ مرضك، نجاك الله من النار، تقول: لا إله إلا الله، يحيى وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، سُبْحَانَ رَبِّ الْعِبَادِ والبلاد، والحمد لله كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، الله أكبر كبيرًا، كبرياء ربنا وجلاله وقدرته بكل مكان، اللهم إن أنت أمرضتني لتقبض =
= رُوحِي فِي مَرَضِي هَذَا، فَاجْعَلْ رُوحِي فِي أرواح من سبقت له منا الحسنى، وباعدني من النار كما باعدت أولئك الذين سبقت لهم منا الحسنى"، قال: "فَإِنْ مُتَّ فِي مَرَضِكَ ذَلِكَ، فَإِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ وَالْجَنَّةِ، وَإِنْ كُنْتَ قَدِ اقْتَرَفْتَ ذُنُوبًا، تاب الله عليك". وأخرجه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 193)، والذهبي في السير (14/ 200)، كلاهما: من طريق محمَّد بن موسى الجُرَشي، ثنا عامر بن يساف به، بلفظ قريب، وذكر الذهبي أوله، ثم قال: فذكر حديثًا منكرًا، وعامر ضعيف الحديث. ويشهد له حديث أنس رضي الله عنه أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات (ص 120) من طريق مَخلَد بن مروان اليَحْمَدي، حدّثنا يحيى الأعرج عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: علّم جبريل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلّمه رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَا هريرة، وكان مريضًا، فقال: فذكره بنحوه. وفي إسناده مَخْلَد بن مروان اليَحْمَدي، وشيخه يحيى الأعرج، لم أقف لهما على ترجمة.
19 - باب أفضل الدعاء
19 - باب أفضل الدعاء 3372 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا أَبُو عُبيدة، ثنا عُمَرُ قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ ثور يقول: حدثني فلان أن نبي الله تعالى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا قِيلَ ولم يقل أحد (¬1) قَبْلُ كَلِمَةً هِيَ أَفْضَلُ مَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَلَا سَأَلَ السَّائِلُونَ مِنْ رَبِّهِمْ شيئًا أفضل من المغفرة". ¬
3372 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد، فيه الفضل بن ثور لم أقف له على ترجمة، وفيه إبهام شيخه، وفيه عمر، لعله ابن سُلَيط الهُذَلي، وهو مجهول. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 19 أ)، مختصر، ونسبه لأبي يعلى، وسكت عليه.
تخريجه: لم أجد من أخرجه سوى المصنِّف، لكن يشهد لمعناه حديث أَبِي بَكْرٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِلَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَالِاسْتِغْفَارُ، فَأَكْثِرُوا مِنْهُمَا، فَإِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ: أَهْلَكْتُ النَّاسَ بِالذُّنُوبِ، فَأَهْلَكُونِي بِلَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، والاستغفار، فلما رأيت ذلك منهم، أهلكتهم بالأهواء، وهم يحسبون أنهم مهتدون". أخرجه أبو يعلى بسند ضعيف جدًا، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو =
= الحديث المتقدم برقم (3261). ويشهد لشطره الأوّل حديث جابر بن عبد الله: رضي الله عنهما: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أفضل الذكر: لا إله إلَّا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله". أخرجه الترمذي (5/ 431) وهذا لفظه، وابن ماجه (2/ 1249)، والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 480)، وابن حبّان كما في الإحسان (2/ 104)، والحاكم (1/ 498، 503)، من طريق موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري قال: سمعت طلحة بن خِراش قال: سمعت جابرًا به. قال الترمذي: حديث غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث موسى بن إبراهيم. وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. قلت: سنده ضعيف، فيه موسى بن إبراهيم الأنصاري، قال الحافظ: صدوق يخطئ. (التقريب ص 549). ويشهد لشطره الثاني حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "ما سأل العباد شيئًا أفضل من أن يُغفر لهم ويعافيهم". أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 51)، من طريق موسى بن السائب عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ أَبِي الدرداء، فذكره. قال البزّار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلَّا من هذا الوجه، وسالم لم يسمع من أبي الدرداء. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 174)، ثم قال: رواه البزّار، ورجاله رجال الصحيح، غير موسى بن السائب، وهو ثقة. قلت: إسناده ضعيف، لانقطاعه كما قال البزّار فسالم بن أبي الجَعْد لم يدرك أبا الدرداء رضي الله عنه (انظر المراسيل ص 80).
20 - باب الدعاء للغيرى
20 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْغَيْرَى (131) حَدِيثُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ أَبِي عَنْبَسَة (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقَدَّمَ فِي النِّكَاحِ (¬2). ¬
21 - باب الزجر عن الدعاء على النفس والولد
21 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ 3373 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الجَعْد، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ (¬1)، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، أَنْ يُوَافِقَ ذلك (¬2) إجابة من الله عزّ وجل". ¬
3373 - الحكم عليه: هذا الحديث بهذا الإِسناد ضعيف لضعف عبد الله بن جعفر السَّعدي. وذكره البوصيري في الإتحاف -خ- (3/ 18/ ب) مختصر، ثم قال: رواه أبو يعلى، ورواه مسلم وغيره، من حديث جابر، وابن ماجه من حديث أم حَكيم.
تخريجه: أخرجه عن المصنِّف ابن عَدي (4/ 177). وأخرجه ابن عَدي أيضًا من طريق عبد الله بن مُطيع، وأبو نُعيم في أخبار أصبهان (2/ 333)، من طريق مسلمة بن عبد الرحمن البصري، كلاهما: عن عبد الله بن جعفر، به، بلفظ قريب. ولفظ ابن عَدي: "لا تدعوا على أبنائكم، أن يوافق من الله إجابة". =
= ويشهد له حديث عبادة بن الوليد، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نيل فيها عطاء، فيستجيب لكم". أخرجه مسلم (4/ 2304)، وأبو داود (2/ 88) وهذا لفظه، والبزار في مسنده كما في تفسير ابن كثير (2/ 423)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 498). قال أبو داود: هذ الحديث متصل الإسناد، فإن عبادة بن الوليد بن عبادة لقي جابرًا. وقال البزّار: تفرد به عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري، لم يشاركه أحد فيه. قلت: وبهذا الشاهد يرتقي حديث ابن عمر إلى الحسن لغيره، والله الموفق سبحانه ... لا رب ولا معبود سواه.
الخاتمة وبعد أن فرغت بعون الله وتوفيقه من إعداد هذا البحث الذي استغرق أكثر من سنتين متواصلا فيهما العمل، فلعله من المفيد أن أذكر هنا أبرز النتائج التي توصلت إليها أثناء رحلتي مع هذا القدر من كتاب "المطالب العالية" وهي كما يلي: 1 - معرفة قيمة هذا الكتاب من حيث حفظه لأصول كتب غالبها اليوم في عداد المفقود، كمسند مُسَدَّد والعَدَني وأحمد بن مَنيع، ولتضمنه لعدد ليس بالقليل من المتون المسندة الزائدة زيادة تامة على ما في الكتب الستة ومسند الإمام أحمد. 2 - هذا الكتاب يؤكد على أن الحافظ رحمه الله من خلال تمييزه لزوائد المسانيد التي على شرطه، من الأفذاذ القلائل الذين كانوا يتمتعون بدراية واسعة وإحاطة كبيرة في شتى علوم الحديث، فهو إمام المتأخرين في كل فن من فنونه، فجزاه الله تعالى عن الإِسلام والمسلمين خير الجزاء وأوفره. 3 - وقوف القارئ على دقة تبويب الحافظ رحمه الله لهذا الكتاب، وحسن تسلسل أحاديث الباب أثناء عرضه لها.
4 - أهمية نقل الأحاديث بأسانيدها من مصادرها. 5 - تحقيق هذا القدر من الكتاب تحقيقًا علميًا وبيان درجات أحاديثه في الغالب. 6 - أهمية مسند مُسَدَّد لكثرة أحاديثه وارتفاع نسبة الصحيح فيها. 7 - قلة الزوائد في مسند الطيالسي والحُميدي، وكثرتها في مسند أبي يعلى الموصلي. 8 - كثرة الضعيف والموضوع في مسند الحارث. 9 - أهمية القيام بتحقيق كتب الحديث والرجال المطبوعة طباعة غير محققة وذلك لما فيها من الأخطاء الكثيرة. وفي الختام أسال الله الكريم أن ينزل بركاته ورحمته على الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني، وأن يحشرنا وإياه في زمرة عباده الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، كما أسأله -جلت قدرته- أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به، وأن يغفر لي زلاتي، وأن يلهمني الرشد والصواب، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وسبحانك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. • • •
فهرس المصادر والمراجع (أ) فهرس المصادر والمراجع المخطوطة والرسائل الجامعية: 1 - إتحاف الخيرة المهرة بأطراف المسانيد العشرة (المختصرة)؛ للحافظ أحمد بن أبي بكر البوصيري (ت 840 هـ)، من مخطوطات جامعة الكويت، ومنها صورة في المكتبة المركزية بجامعة الإمام محمَّد بن سعود الإِسلامية برقم (8141، 8143). 2 - إتحاف الخيرة المهرة (المسندة)؛ من مخطوطات المكتبة الأزهرية، ومنها صورة في المكتبة المركزية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإِسلامية. 3 - إتحاف الخيرة المهرة (المسندة، فلم)؛ من محفوظات المكتبة المركزية بجامعة الإمام محمَّد بن سعود الإِسلامية. 4 - الأحكام الشرعية الكبرى؛ لأبي محمَّد عبد الحق بن عبد الرحمن الإِشبيلي (ت 581 هـ)، تحقيق: مهيب بن صالح بن عبد الرحمن، ونال به درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإِسلامية، كلية أصول الدين 1408 هـ.
5 - أطراف الأفراد والغرائب للدراقطني؛ للحافظ محمَّد بن طاهر القيسراني (ت 507 هـ)، تحقيق: د. محمَّد نور المراغي، ونال به درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإِسلامية، كلية أصول الدين 1407 هـ. 6 - أطراف الأفراد والغرائب للدارقطني؛ للحافظ محمَّد بن طاهر القيسراني (ت 507 هـ)، تحقيق: د. عبد الله بن ناصر الشقاري، ونال به درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإِسلامية، كلية أصول الدين 1409 هـ. 7 - اعتلال القلوب؛ لمحمد بن جعفر الخرائطي (ت 327 هـ)، نسخة الخزانة العامة بالرباط، ومنها صورة في مكتبة الجامعة الإِسلامية برقم (1870 م). 8 - بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث؛ لعلي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هـ)، تحقيق: د. حسين أحمد الباكري، ونال به درجة الدكتوراه من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة 1405 هـ. 9 - بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام؛ لأبي الحسن علي بن محمَّد بن القطان (ت 628 هـ)، نسخة دار الكتب المصرية، ومنها صورة في خزانة الباحث: الدكتور عبد الله دمفو. 10 - تاريخ دمشق؛ للحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر (ت 571 هـ)، نسخة المكتبة الظاهرية، صورتها مكتبة الدار، المدينة المنورة. 11 - الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك؛ لأبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين (ت 385 هـ)، نسخة المكتبة المحمودية الملحقة
-حاليًا- بمكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة ضمن مجموع برقم (2704)، من (ق 258 أ) إلي (ق 328 أ). 12 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال؛ ليوسف بن عبد الرحمن المِزِّي (ت 742 هـ)، نسخة دار الكتب المصرية، صورتها دار المأمون للتراث، دمشق. 13 - جُمان الدرر بترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر؛ لابن خليل عبد الله بن أحمد الدمشقي، نسخة المكتبة المركزية بجامعة إلإمام محمَّد بن سعود الإِسلامية، محفوظة تحت رقم (1379 خ). 14 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر؛ للسخاوي محمَّد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ)، نسخة دار الكتب المصرية، ومنها صورة في المكتبة المركزية بجامعة الإمام محمَّد بن سعود الإِسلامية، محفوظة تحت رقم (505 ف). 15 - الدعوات الكبير؛ لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، نسخة المكتبة الآصفية حيدر آباد برقم (3163 فلم)، ومصورتها من محفوظات خزانة الباحث: الدكتور عبد الله دمفو. 16 - السنن الواردة في الفتن؛ لأبي عَمرو عثمان بن سعيد الداني القرطبي (ت 444 هـ)، نسخة المكتبة المركزية بجامعة الإمام محمَّد بن سعود الإِسلامية، محفوظة تحت رقم (2125). 17 - السنن الواردة في الفتن؛ لأبي عَمرو الداني (ت 444 هـ)، تحقيق: د. رضا محمَّد إدريس، ونال به درجة الدكتوراه من الجامعة الإِسلامية، المدينة المنورة 1409 هـ.
18 - العلل الواردة في الأحاديث النبوية؛ لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (ت 385 هـ)، نسخة دار الكتب المصرية برقم (394)، وعندي صورة منها. 19 - الفتن؛ لأبي عبد الله نُعيم بن حمَّاد المروزي (ت 288 هـ)، نسخة المتحف البريطاني، ومنها صورة في مكتبة الدكتور عبد الله البراك. 20 - القدر؛ لأحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق: أحمد بن صالح الصمعاني، ونال به درجة الماجستير من جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإِسلامية، كلية أصول الدين 1407 هـ. 21 - مجمع البحرين في زوائد المعجمين؛ للحافظ نورالدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هـ)، نسخة مكتبة الحرم المكي الشريف برقم (812)، وعندي صورة منها. 22 - المجمع المؤسس للمعجم المفهرس؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر (ت 852 هـ)، نسخة المكتبة الأحمدية بحلب، ومنها صورة في المكتبة المركزية بجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية برقم 2585، 2586خ). 23 - المسند؛ لأبي يعلى أحمد بن علي (ت 307 هـ)، تحقيق: د. فالح بن محمَّد الصغير، ونال به درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإِسلامية، كلية أصول الدين 1406 هـ. 24 - المسند؛ للهيثم بن كُليب الشاشي (ت 335 هـ)، نسخة دار الكتب الظاهرية بدمشق، محفوظة تحت رقم (277 حديث)، ومنها صورة في خزانة الباحث: الدكتور عبد الله دمفو.
25 - المعجم؛ لابن الأعرابي أحمد بن محمَّد (ت 341 هـ)، نسخة دار الكتب الظاهرية بدمشق، محفوظة تحت رقم (280 حديث)، ومنها صورة في خزانة الباحث: الدكتور عبد الله دمفو. 26 - معجم الصحابة؛ لابن قانع عبد الباقي بن قانع (ت 351 هـ)، نسخة مكتبة كوبريلي، ومنها صورة في خزانة الباحث: الدكتور عبد الله دمفو. 27 - معرفة الصحابة؛ لأبي نُعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت430 هـ)، نسخة مكتبة طوبقبو أحمد الثالث بتركيا تحت رقم (1/ 497)، ومنها صورة في خزانة الباحث: الدكتور عبد الله دمفو. 28 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر (ت 852 هـ)، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن العلي التويجري، ونال به درجة الماجستير من جامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية، كلية أصول الدين 1409 هـ. 29 - المقصد العلي في زوائد مسند أبي يعلى الموصلي؛ لعلي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هـ)، نسخة مكتبة سليم آغا، تركيا برقم (1/ 233)، ومنها صورة في خزانة شيخنا الفاضل محمود بن أحمد ميرة. (ب) فهرس المصادر والمراجع المطبوعة: 1 - القرآن الكريم. 2 - الآحاد والمثاني؛ لأبي بكر أحمد بن عَمرو بن أبي عاصم (ت 287 هـ)، تحقيق: د. باسم الجوابرة، الناشر: دار الراية، الرياض، الطبعة الأولى 1411 هـ.
3 - الآداب؛ لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق: محمَّد عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 4 - آداب الصحبة؛ لأبي عبد الرحمن السُّلمي (ت 412 هـ)، تحقيق: مجدي فتحي السيد، الناشر: دار الصحابة للتراث، طنطا، الطبعة الأولى 1410هـ. 5 - الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير؛ لأبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الجوزقاني الهمذاني (ت 543 هـ)، تحقيق: د. عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، الناشر: المطبعة السلفية، الهند، الطبعة الأولى 1404 هـ. 6 - الأحاديث المختارة؛ لأبي عبد الله محمَّد بن عبد الواحد المقدسي (ت 643 هـ)، تحقيق: الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، الناشر: مكتبة النهضة الحديثة، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1411هـ. 7 - الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان؛ ترتيب الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت 739 هـ)، قدَّم له وضبط نصّه: كمال يوسف الحوت، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 8 - إحياء علوم الدين؛ لأبي حامد محمَّد بن محمَّد الغزالي (ت 505 هـ)، وبذيله المغني عن حمل الأسفار في الأسفار؛ للعراقي، الناشر: دار المعرفة، بيروت، 1402 هـ. 9 - أخبار القضاة؛ لوكيع محمَّد بن خلف بن حيان (ت 306 هـ)، الناشر: عالم الكتب، بيروت.
10 - أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- وآدابه؛ لأبي محمَّد عبد الله بن حيان الأصبهاني، المعروف بأبي الشيخ (ت 369 هـ)، تحقيق: د. السيد الجميلي، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ. 11 - أدب الإملاء والاستملاء؛ لأبي سعد عبد الكريم بن محمَّد السمعاني (ت 562 هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت. 12 - الأدب المفرد؛ للإمام أبي عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاريُّ (ت 256 هـ)، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 13 - الأذكار؛ لأبي زكريا يحيى بن شرف النوويّ (ت 676 هـ)، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، الناشر؛ دار الهدى، الرياض، الطبعة الثالثة 1410 هـ. 14 - أربعون حديثًا لأربعين شيخًا من أربعين بلدة؛ لأبي القاسم علي بن الحسن، المعروف بابن عساكر (ت 571 هـ)، تحقيق: مصطفى عاشور، الناشر: مكتبة القرآن، القاهرة. 15 - الأربعون الصغرى المخرجة في أحوال عباد الله تعالى وأخلاقهم؛ لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق: محمَّد سعيد زغلول، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 16 - الأربعون في الحث على الجهاد؛ لأبي القاسم علي بن الحسن ابن عساكر (ت 571 هـ)، تحقيق: عبد الله بن يوسف، الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي، الكويت، الطبعة الأولى 1404 هـ.
17 - الأربعون الودعانية الموضوعة؛ جمع القاضي محمَّد بن علي بن ودعان المصولي (ت 494 هـ)، تحقيق: علي حسن عبد الحميد، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 18 - إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق؛ لأبي زكريا يحيى بن شرف النوويّ (ت 676 هـ)، تحقيق: عبد الباري فتح الله السلفي، الناشر: دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 19 - الإرشاد في معرفة علماء الحديث؛ لأبي يعلى الخليل بن عبد الله القزويني (ت 446 هـ)، تحقيق: د. محمَّد سعيد إدريس، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 20 - إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل؛ لمحمد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1399 هـ. 21 - أسباب النزول؛ لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري (ت 468 هـ)، تحقيق: أحمد صقر، الناشر: دار القبلة، جدة، وعلوم القرآن، بيروت، الطبعة الثالثة 1407 هـ. 22 - الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى؛ لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر (ت 463 هـ)، تحقيق: د. عبد الله مرحول السوالمة، الناشر: دار ابن تيمية، الرياض، الطبعة الأولى 1405 هـ. 23 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ لابن عبد البر -انظر الإصابة-.
24 - أُسد الغابة في معرفة الصحابة؛ لأبي الحسن علي بن محمَّد الجزري، المعروف بابن الأثير (ت 630 هـ)، الناشر: دار الشعب، مصر. 25 - الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة؛ لعلي بن محمَّد بن سلطان القارئ، تحقيق: محمَّد السعيد بن بسيوني زغلول، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 26 - الأسماء والصفات؛ لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق: عماد الدين أحمد حيدر، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 27 - الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة؛ لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب (ت 463 هـ)، تخريج د. عز الدين علي السيد، الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الأولى 1405 هـ. 28 - الإِشراف في منازل الأشراف؛ لأبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا (ت 281 هـ)، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، الناشر: مكتبة القرآن، القاهرة. 29 - الإِصابة في تمييز الصحابة؛ لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، وبذيله الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، تحقيق: د. طه محمَّد الزيني، الناشر: مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة الطبعة الأولى 1396 هـ. 30 - إصلاح المال؛ لأبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا (ت 281 هـ)، تحقيق: مصطفى مفلح القضاة، الناشر: دار الوفاء، المنصورة، الطبعة الأولى 1410 هـ.
31 - الأعلام؛ لخير الدين الزركلي، الناشر: دار العلم للملايين، بيروت 1400 هـ. 32 - الاغتباط بمن رُمي بالاختلاط؛ لأبي إسحاق إبراهيم سبط ابن العجمي (ت 841 هـ)، ومعه نهاية الاغتباط؛ لعلاء الدين علي رضا، الناشر: دار الحديث، القاهرة، الطبعة الأولى 1408 هـ. 33 - اقتضاء العلم العمل؛ لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب (ت463 هـ)، تحقيق: محمَّد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الخامسة 1404 هـ. 34 - الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والإنساب؛ لابن ماكولا علي بن هبة الله بن جعفر الأمير (ت 475 هـ)، تعليق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، النشار؛ مطبعة الفاروق الحديثة، القاهرة. 35 - الأمالي؛ لأحمد بن الحسين بن هارون العلوي (ت 411 هـ)، الناشر: وزارة المعارف، صنعاء 1355 هـ. 36 - الأمالي؛ للحسن بن محمَّد الخلال (ت 439 هـ)، تحقيق: مجدي فتحي السيد، الناشر: دار الصحابة للتراث، طنطا، الطبعة الأولى 1411 هـ. 37 - الأمالي؛ لأبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي (ت330 هـ)، رواية ابن يحيى البيع، تحقيق: د. إبراهيم بن إبراهيم القيسي، الناشر: دار ابن القيم، الدمام، الطبعة الأولى 1412 هـ. 38 - الأمالي الخميسية؛ ليحيى بن الحسن الشجري (ت 479 هـ)، الناشر: عالم الكتب، بيروت.
39 - الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، الناشر: مكتبة القرآن، القاهرة. 40 - أمثال الحديث المروية عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأبي الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي، علّق عليه؛ أحمد عبد الفتاح تمام، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ. 41 - الأمثال في الحديث النبوي؛ لأبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن حيان، المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني (ت 369 هـ)، تحقيق: د. عبد العلي عبد الحميد حامد، الناشر: الدار السلفية، الهند، الطبعة الثانية 1408 هـ. 42 - الأمر بالعزلة في آخر الزمان؛ لمحمد بن إبراهيم الوزير (ت840 هـ)، تحقيق: إبراهيم باجس عبد الحميد، الناشر: دار ابن القيم، الدمام، الطبعة الأولى 1412 هـ. 43 - الأم؛ للأبي عبد الله محمَّد بن إدريس الشافعي (ت 204 هـ)، وبهامشه مختصر إسماعيل بن يحيى المزني (ت 264 هـ)، الناشر: دار الشعب، القاهرة، 1388 هـ. 44 - إنباء الغُمْر بأنباء العمر؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: د. حسن حبشي، الناشر: المجلس الأعلى للشؤون الإِسلامية، القاهرة 1971 م. 45 - الأنساب؛ لأبي سعد عبد الكريم بن محمَّد السمعاني (ت 562 هـ)، تعليق: عبد الله عمر البارودي، الناشر: دار الجنان، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ.
46 - الأنوار في شمائل النبي المختار؛ للحسين بن مسعود البغوي (ت 516 هـ)، تحقيق: إبراهيم اليعقوبي، الناشر: دار الضياء، بيروت الطبعة الأولى 1409 هـ. 47 - الأولياء؛ لأبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا (ت 281 هـ)، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، الناشر: مكتبة القرآن، القاهرة. 48 - الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث؛ للحافظ ابن كثير، تأليف أحمد محمَّد شاكر، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 49 - البحر الزخار المعروف بمسند البزار؛ لأبي بكر أحمد بن عَمرو بن عبد الخالق البزار (ت 292 هـ)، تحقيق: د. محفوظ الرحمن زين الله، الناشر: مؤسسة علوم القرآن، سوريا، الطبعة الأولى 1409 هـ. 50 - البداية والنهاية؛ لأبي الفداء الحافظ ابن كثير (ت 774 هـ)، الناشر: مكتبة المعارف، بيروت، الطبعة الثانية 1397 هـ. 51 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع؛ لمحمد بن علي الشوكاني (ت1250 هـ)، الناشر: دار المعرفة، بيروت. 52 - البدع والنهي عنها؛ لمحمد بن وضاح القرطبي (ت 286 هـ)، تحقيق: محمَّد أحمد دهمان، الناشر: دار الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 1411هـ. 53 - البر والصلة؛ للِإمام عبد الله بن المبارك -انظر مسند ابن المبارك-. 54 - البعث؛ لأبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني (ت 316 هـ)، تحقيق: محمَّد السعيد بن بسيوني، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ.
55 - البعث والنشور؛ لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق: عامر أحمد حيدر، الناشر: مركز الخدمات والأبحاث الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 56 - بغية الطلب في تاريخ حلب؛ لابن العديم عمر بن أحمد بن أبي جرادة، تحقيق: د. سهيل زكار، الناشر: دار الفكر، بيروت. 57 - تاج العروس من جواهر القاموس؛ للزَبيدي محمَّد مرتضى (ت 1205 هـ)، الناشر: دار مكتبة الحياة، بيروت. 58 - التاريخ؛ لأبي زُرعة عبد الرحمن بن عَمرو النصري (ت 281 هـ)، تحقيق: شكر الله القوجاني. 59 - تاريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم؛ لأبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين (ت 385 هـ)، تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 60 - تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين؛ لأبي حفص عمر بن أحمد شاهين (ت 385 هـ)، تحقيق: د. عبد الرحيم القشقري، الطبعة الأولى 1409 هـ. 61 - تاريخ الإِسلام ووفيات المشاهير والأعلام؛ لأبي عبد الله محمَّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت. 62 - تاريخ بغداد؛ لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب (ت 463 هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت. 63 - تاريخ التراث العربي؛ لفؤاد سزكين، الناشر: جامعة الامام محمَّد بن سعود الإِسلامية، الرياض 1403 هـ.
64 - تاريخ جُرجان؛ للسهمي حمزة بن يوسف القرشي الجرجاني (ت 427 هـ)، مراقبة د. محمَّد عبد المعيد خان، الناشر: عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثالثة 1401 هـ. 65 - تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي (ت280 هـ) عن أبي زكريا يحيى بن معين (ت 233 هـ)، في تخريج الرواة وتعديلهم؛ تحقيق: د. أحمد محمَّد نور سيف، الناشر: مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي، جامعة الملك عبد العزيز، مكة المكرمة. 66 - تاريخ دمشق، لأبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر (ت571 هـ)، بعض الأجزاء المطبوعة عن مجمع اللغة العربية، دمشق، تحقيق: مجموعة من الباحثين. 67 - التاريخ الصغير؛ للإمام أبي عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاريُّ (ت 256 هـ)، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، الناشر: دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 68 - التاريخ الكبير؛ للإمام أبي عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاريُّ (ت 256 هـ)، ومعه الكنى، للمؤلف نفسه، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت. 69 - تاريخ المدينة المنورة؛ لأبي زيد عمر بن شبّه النميري البصري (ت 262 هـ)، تحقيق: فهيم محمَّد شلتوت، الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة. 70 - تاريخ واسط؛ لأسلم بن سهل الرزاز، المعروف ببحشل (ت 292 هـ)، تحقيق: كلوركس عواد، الناشر: عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ.
71 - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه؛ لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: علي محمَّد البجاوي، مراجعة: محمَّد علي النجار، الناشر: المكتبة العلمية، بيروت. 72 - تحذير أهل الآخرة من دار الدنيا الداثرة؛ لمحمد بن علي الشافعي (ت 994 هـ)، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، الناشر: دار الصحابة للتراث، طنطا، الطبعة الأولى 1410 هـ. 73 - تحذير الخواص من أكاذيب القصاص؛ لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ)، تحقيق: محمَّد الصباغ، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت 1392 هـ. 74 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف؛ لأبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المِزِّي (ت 742 هـ)، ومعه النكت الظراف على الأطراف؛ للحافظ ابن حجر، تعليق: عبد الصمد شرف الدين، الناشر: الدار القيمة، الهند 1384 هـ. 75 - تحفة الذاكرين بعدة الحصين الحصين من كلام سيِّد المرسلين -صلى الله عليه وسلم-؛ لمحمد بن علي الشوكاني اليماني (ت1250 هـ)، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت. 76 - تخريج الأربعين السُّليمية في التصوف؛ لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902 هـ)، تحقيق: علي حسن عبد الحميد، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 77 - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي؛ لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ)، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، الناشر: دار الكتب الحديثة، مصر 1386 هـ.
78 - التدوين في أخبار قزوين؛ لعبد الكريم بن محمَّد الرافعي القزويني (ت 623 هـ)، تحقيق: عزيز الله العطاردي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت 1408 هـ. 79 - تذكرة الحفاظ؛ لأبي عبد الله محمَّد الذهبي (ت 748 هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت. 80 - تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم؛ لبدر الدين ابن جماعة (ت 733 هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت. 81 - التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة؛ لأبي عبد الله محمَّد بن أحمد القرطبي (ت 671 هـ)، تحقيق: فواز زمرلي، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثانية 1410 هـ. 82 - ترتيب القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير وأساس البلاغة؛ تصنيف طاهر أحمد الزاوي، الناشر: دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة. 83 - الترغيب والترهيب؛ لأبي القاسم إسماعيل بن محمَّد بن الفضل الأصبهاني (ت 535 هـ)، تخريج محمَّد السعيد بن بسيوني زغلول، الناشر: مؤسسة الخدمات الطباعية، بيروت. 84 - الترغيب والترهيب من الحديث الشريف؛ لعبد العظيم بن عبد القوي المنذري (ت 656 هـ)، ضبط أحاديثه وعلق عليه: مصطفى محمَّد عمارة، الناشر: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثالثة 1388 هـ. 85 - الترغيب في الدعاء والحث عليه؛ لأبي محمَّد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (ت 600 هـ)، تخريج محمَّد بن حسن، الناشر: مطابع ابن تيمية، القاهرة، الطبعة الأولى 1411 هـ.
86 - تصحيفات المحدثين؛ لأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري (ت 382 هـ)، دراسة وتحقيق: د. محمود أحمد ميرة، الناشر: المطبعة العربية الحديثة، القاهرة، الطبعة الأولى 1402 هـ. 87 - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة؛ لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت. 88 - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: د. عاصم القريوتي، الناشر: مكتبة المنار، الطبعة الأولى. 89 - تعزية المسلم عن أخيه؛ لأبي محمَّد القاسم بن أبي القاسم علي بن الحسن، المعروف بأبي عساكر الدمشقي (ت 600 هـ)، تحقيق: مجدي فتحي السيد، الناشر: مكتبة الصحابة، جدة، الطبعة الأولى 1411 هـ. 90 - تعظيم قدر الصلاة؛ للإمام محمَّد بن نصر المروزي (ت 394 هـ)، تحقيق: د. عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، الناشر: مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1406 هـ. 91 - التعليق المغني على الدارقطني؛ لأبي الطيب محمَّد شمس الحق آبادي - انظر سنن الدارقطني. 92 - تغليق التعليق على صحيح البخاريُّ؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، دراسة وتحقيق: د. سعيد القزقي، الناشر: المكتب الإِسلامي ودار عمار الطبعة الأولى 1405 هـ.
93 - تفسير القرآن؛ لعبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 هـ)، تحقيق: د. مصطفى مسلم محمَّد، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1410 هـ. 94 - تفسير القرآن العظيم؛ لأبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي (ت 774 هـ)، قدَّم له: د. يوسف عبد الرحمن المرعشلي، الناشر: دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثالثة 1409 هـ. 95 - تقريب التهذيب؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، قدَّم له وقابله: محمَّد عوامة، الناشر: دار الرشيد، حلب، الطبعة الثالثة 1411 هـ. 96 - التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من مقدمة ابن الصلاح؛ لعبد الرحيم بن الحسين العراقي (ت 806 هـ)، المطبوع مع علوم الحديث، المعروف بمقدمة ابن الصلاح، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت. 97 - التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد؛ لأبي بكر محمَّد بن عبد الغني، الشهير بابن نقطة (ت 629 هـ)، الناشر: دائرة المعارف العثمانية، الهند، الطبعة الأولى 1403 هـ. 98 - تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير؛ لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: د. شعبان محمَّد إسماعيل، الناشر: مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة 1399 هـ. 99 - تلخيص المستدرك؛ لأبي عبد الله محمَّد الذهبي (ت 748 هـ)، -انظر المستدرك على الصحيحين-.
100 - التمهيد لما في الموطا من المعاني والأسانيد؛ لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر (ت 463 هـ)، تحقيق: مجموعة من الباحثين، الناشر: وزارة الأوقاف المغربية ابتداء من سنة 1387. 101 - التمييز؛ للِإمام مسلم بن الحجاج (ت 261 هـ)، تحقيق: د. محمَّد مصطفى الأعظمي، ومعه منهج النقد عند المحدثين للمحقق، الناشر: مكتبة الكوثر، الرياض، الطبعة الثالثة 1410 هـ. 102 - تنبيه الغافلين؛ لأبي الليث نصر بن محمَّد بن إبراهيم السمرقندي (ت 375 هـ)، الناشر: دار الجيل، بيروت. 103 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة؛ لأبي الحسن علي بن محمَّد بن عرّاق الكناني (ت 963 هـ)، تحقيق: عبد الوهاب بن عبد اللطيف، وعبد الله بن محمَّد الصديق، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1399 هـ. 104 - تهذيب الآثار؛ لأبي جعفر محمَّد بن جرير الطبري (ت 310 هـ)، مسند عبد الله بن عباس، ومسند عمر بن الخطّاب، تخريج محمود محمَّد شاكر، الناشر: مطبعة المدني، مصر. 105 - تهذيب التهذيب؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852 هـ)، الناشر: دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 106 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال؛ لأبي الحجاج يوسف المزّي (ت 742 هـ)، تحقيق: د. بشار عواد معروف، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية، 1403 هـ. 107 - التوابين؛ لأبي محمَّد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي (ت620 هـ)، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، 1407 هـ.
108 - التواضع والخمول؛ لأبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا (ت 281 هـ)، تحقيق: لطفي محمَّد الصغير، الناشر: دار الاعتصام، القاهرة. 109 - التوبة؛ لأبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا (ت 281 هـ)، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، الناشر: مكتبة القرآن، القاهرة. 110 - التوبة؛ للحارث بن أسد المحاسبي (ت 243 هـ)، تحقيق: عبد القادر أحمد عطا، الناشر: دار الاعتصام، القاهرة. 111 - التوبيخ والتنبيه؛ لأبي الشيخ عبد الله بن محمَّد بن حيان (ت 369 هـ)، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، الناشر: مكتبة القرآن، القاهرة. 112 - الثقات؛ لمحمد بن حبّان بن أحمد أبي حاتم البستي (ت 354 هـ)، مراقبة محمَّد عبد المعيد خان، الناشر: مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، الدكن، الهند، الطبعة الأولى 1393 هـ. 113 - ثلاثة مجالس من أمالي أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه (ت 410 هـ) تحقيق: د. محمَّد ضياء الرحمن الأعظمي، الناشر: دار علوم الحديث، الإمارات العربية المتحدة، الطبعة الأولى 1410 هـ. 114 - الجامع؛ لابن وهب عبد الله بن وهب المصري (ت 197 هـ)، تعليق: ديفيد ويل، الناشر: مطبعة المعهد الفرنسي لعلم الآثار الشرقية 1939 م. 115 - الجامع؛ لمعمر بن راشد الأزدي (ت 153 هـ)، رواية عبد الرزاق الصنعاني -انظر مصنف عبد الرزاق-.
116 - جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله؛ لأبي عمر يوسف بن عبد البر (ت 463 هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، 1398 هـ. 117 - جامع البيان عن تأويل آي القرآن؛ لأبي جعفر محمَّد بن جرير الطبري (ت310 هـ)، الناشر: دار الفكر، بيروت، 1408 هـ. 118 - جامع التحصيل في أحكام المراسيل؛ لأبي سعيد بن خليل بن كيكلدي العلائي (ت761 هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الناشر: عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثانية 1407 هـ. 119 - الجامع الصحيح؛ لأبي عيسى محمَّد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 297 هـ)، تحقيق وشرح: أحمد محمَّد شاكر، الناشر: دار الحديث، الأزهر، القاهرة. 120 - الجامع لأحكام القرآن؛ لأبي عبد الله محمَّد بن أحمد الأنصاري القرطبي، الناشر: دار القلم، القاهرة، الطبعة الثالثة 1386 هـ. 121 - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع؛ لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463 هـ)، تحقيق: د. محمود الطحان، الناشر: مكتبة المعارف، الرياض، 1403 هـ. 122 - جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم؛ لأبي الفرج عبد الرحمن بن رجب الحنبلي (ت 795 هـ)، الناشر: دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 123 - جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن؛ لإسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 هـ)، تحقيق: فضيلة الشيخ عبد الملك بن دهيش، الناشر: مطبعة النهضة الحديثة، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1409 هـ.
124 - الجرح والتعديل؛ لعبد الرحمن بن المنذر الرازي (ت 327 هـ)، الناشر: مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، الدكن، الهند، الطبعة الأولى. 125 - جزء بيبي بنت عبد الصمد الهروية الهرثمية (ت 477 هـ)، تحقيق: د. عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي، الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 126 - جزء الحسن بن موسى الأشيب (ت 209 هـ)؛ تحقيق: خالد بن قاسم الردادي، الناشر: دار علوم الحديث، دبي، الطبعة الأولى 1410 هـ. 127 - جزء فيه الكلام على حديث "يتبع الميت ثلاث"؛ لعبد الرحمن بن رجب الحنبلي (ت 795 هـ)، تحقيق: سعد بن الشيخ عبد الرحمن الحمدان، تعليق: الوليد بن عبد الرحمن آل فريان، الناشر: دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى 1408 هـ. 128 - جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام؛ لأبي عبد الله محمَّد بن أبي بكر الدمشقي، المعروف بابن قيم الجوزية (ت 751 هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت. 129 - جمهرة الأمثال؛ لأبي هلال الحسن بن عبد الله العسكري (ت 382 هـ)، دراسة: د. أحمد عبد السلام، ومحمد سعيد زغلول، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 130 - الجهاد؛ لأبي بكر أحمد بن عَمرو بن أبي عاصم (ت 287 هـ)، تحقيق: أبو عبد الرحمن مساعد بن سليمان الحميد، الناشر: دار القلم، دمشق،. الطبعة الأولى 1409 هـ.
131 - الجهاد؛ للحافظ عبد الله بن المبارك (ت 181 هـ)، تحقيق: د. نزيه حمَّاد، الناشر: دار المطبوعات الحديثية، جدة. 132 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر؛ لشمس الدين محمَّد السخاوي (ت 902 هـ)، تحقيق: د. حامد عبد المجيد، د. طه الزيني، الناشر: لجنة إحياء التراث الإِسلامي، مصر 1406 هـ. 133 - حاشية أبي الحسن نور الدين بن عبد الهادي السندي (ت 1138 هـ)؛ على سنن النسائيُّ -انظر سنن النسائيُّ-. 134 - الحبائك في أخبار الملائك؛ لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ)، تحقيق: مصطفى عاشور، الناشر: مكتبة القرآن، بولاق. 135 - الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنّة؛ لأبي القاسم إسماعيل بن محمَّد الأصبهاني (ت 535 هـ)، تحقيق: محمَّد بن ربيع المدخلي، ومحمد بن محمود أبو رحيم، الناشر: دار الراية، الرياض، الطبعة الأولى 1411 هـ. 136 - ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته وموارده في الإصابة؛ للدكتور شاكر محمود عبد المنعم، الناشر: دار الرسالة، بغداد، الطبعة الأولى 1978 م. 137 - ابن حجر العسقلاني مؤرخًا؛ للدكتور محمَّد كمال الدين، الناشر: عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 138 - الحدائق في علم الحديث والزهديات؛ لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت 597 هـ)، تحقيق: مصطفى السبكي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ.
139 - حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة؛ لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت 911 هـ)، تحقيق: محمَّد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: مطبعة البابي الحلبي وشركاه، مصر، الطبعة الأولى 1387 هـ.
140 - الحكم الجديرة بالإِذاعة؛ لابن رجب الحنبلي (ت 795 هـ)، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 141 - الحِلْم؛ لأبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا (ت 281 هـ)، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، الناشر: مكتبة القرآن، القاهرة. 142 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء؛ لأبي نُعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430 هـ)، الناشر: دار الريان للتراث، القاهرة، الطبعة الخامسة 1407 هـ. 143 - الخُطب والمواعظ؛ لأبي عُبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ)، تحقيق: د. رمضان عبد التواب، الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، الطبعة الأولى 1406 هـ. 144 - خَلْق أفعال العباد؛ للِإمام محمَّد بن إسماعيل البخاريُّ (ت 256 هـ)، تحقيق: د. عبد الرحمن عميرة، الناشر: دار عكاظ، جدة، الطبعة الثانية. 145 - خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال؛ لأحمد بن عبد الله الخزرجي الأنصاري (ت 923 هـ)، الناشر: مكتبة ابن الجوزي، الإحساء، المملكة العربية السعودية. 146 - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: محمَّد سيِّد جاد الحق، الناشر: دار الكتب الحديثة، مصر.
147 - الدر الملتقط في تبيين الغلط؛ لأبي الفضائل الحسن بن محمَّد الصنعاني (ت 650 هـ)، ومعه كتاب الموضوعات للمؤلف نفسه، تحقيق: أبو الفدا عبد الله القاضي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 148 - درة الحِجال في أسماء الرجال؛ لأبي العباس أحمد بن محمَّد المكناسي (ت 1025 هـ)، تحقيق: د. محمَّد الأحمدي أبو النور، الناشر: دار التراث، القاهرة، والمكتبة العتيقة، تونس. 149 - الدعاء؛ لأبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي (ت 330 هـ)، تحقيق: د. سعيد بن عبد الرحمن القزقي، الناشر: دار الغرب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ. 150 - الدعاء؛ لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ)، دراسة وتحقيق: د. محمَّد سعيد البخاريُّ، الناشر: دار البشائر الإِسلامية، الطبعة الأولى 1407 هـ. 151 - الدعوات الكبير؛ لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق: بدر البدر، الناشر: مركز المخطوطات والتراث والوثائق، الكويت، الطبعة الأولى 1409 هـ. 152 - دلائل النبوة؛ لأبي نُعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت430 هـ)، الناشر: عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ. 153 - دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة؛ لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ.
154 - الدليل الشافي على المنهل الصافي، لابن تغري بردي جمال الدين أبو المحاسن يوسف (ت 874 هـ)، تحقيق: فهيم محمَّد شلتوت، الناشر: مركز البحث العلمي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة. 155 - الديات؛ لأبي بكر أحمد بن عَمرو بن أبي عاصم (ت 287 هـ)، ومعه الومضات في تخريج أحاديث الديات؛ للدكتور خالد الجميلي، الناشر: دار الحرية، بغداد 1403 هـ. 156 - ديوان الضعفاء والمتروكون وخَلق من المجهولين وثقات فيهم لين؛ للِإمام أبي عبد الله محمَّد الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق: حماد بن محمَّد الأنصاري، الناشر: مكتبة النهضة الحديثة، مكة المكرمة. 157 - ديوان أبي العتاهية إسماعيل بن قاسم (ت 211 هـ)، الناشر: دار بيروت للطباعة والنشر 1406 هـ. 158 - الذرية الطاهرة النبوية؛ لأبي بشر محمَّد بن أحمد بن حماد الدولابي (ت 310 هـ)، تحقيق: سعد المبارك الحسن، الناشر: السلفية، الكويت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 159 - ذكر أخبار أصبهان؛ لأبي نُعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430 هـ)، الناشر: الدار العلمية، الهند، الطبعة الثانية 1405 هـ. 160 - ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم ممن صحت روايته عن الثقات عند البخاريُّ ومسلم؛ لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (ت 385 هـ)، تحقيق: بوران الضناوي، وكمال الحوت، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ 161 - ذم البغي؛ لأبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا (ت 281 هـ)، تحقيق: نجم عبد الرحمن خلف، الناشر: دار الراية، الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ.
162 - ذم الدنيا؛ لأبي بكر بن أبي الدنيا، تحقيق:، مجدي السيد إبراهيم، الناشر: مكتبة القرآن، القاهرة. 163 - ذم الهوى؛ لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت 597 هـ)، ضبط؛ أحمد عبد السلام عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 164 - الذيل على رفع الإصر؛ للسخاوي محمَّد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ)، تحقيق؛ د. جودة هلال، ومحمد صبح، الناشر: الدار المصرية للتأليف والترجمة. 165 - ذيل القول المسدد؛ للمدارسي محمَّد صبغة الله الهندي، المطبوع مع القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد، للحافظ ابن حجر العسقلاني، الناشر: إدارة ترجمان السنة، باكستان، الطبعة الرابعة 1402 هـ. 166 - ذيل الكاشف؛ لأبي زُرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي (ت 826 هـ)، تحقيق: بوران الضناوي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 167 - الرد على من يقول "ألم" حرف لينفي الألف واللام والميم عن كلام الله عَزَّ وَجَلَّ لأبي القاسم عبد الرحمن بن محمَّد بن منده الأصبهاني (ت 470 هـ)، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، الناشر: دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 168 - الرسالة؛ للإمام محمَّد بن إدريس الشافعي (ت 204 هـ) بشرح أحمد محمَّد شاكر، الناشر: دار الشعب، مصر.
169 - رسالة أبي الفضل عبد الرحيم العراقي في الرد على الصاغاني، في إيراده لبعض أحاديث الشهاب للقضاعي في رسالته الدر الملتقط، مطبوعة في آخر مسند الشهاب للقضاعي. 170 - رسالة في الجرح والتعديل؛ للمنذري عبد العظيم بن عبد القوي (ت 656 هـ). 171 - الرسالة المستطرِفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة؛ للكَتَّاني محمَّد بن جعفر (ت 1345 هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت 1400 هـ. 172 - الرسالة المغنية في السكوت ولزوم البيوت، لابن البنَّاء الحسن بن أحمد (ت 471 هـ)، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، الناشر: دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 173 - رفع الإصر عن قضاة مصر؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: حامد عبد المجيد، الناشر: المكتبة الأميرية، القاهرة 1957 م. 174 - روضة العقلاء ونزهة الفضلاء؛ لأبي حاتم محمَّد بن حبّان البستي (ت 354 هـ)، تحقيق: محمَّد محيي الدين، ومحمد حمزة، ومحمد الفقي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت 1397 هـ. 175 - رياضة الأبدان؛ لأبي نُعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430 هـ)، تخريج؛ محمود بن محمَّد الحداد، الناشر: دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى 1408 هـ. 176 - زاد المعاد في هدي العباد، لابن قيم الجوزية محمَّد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت 751 هـ)، تحقيق: شعيب وعبد القادر
177 - الأرناؤط، الناشر: مكتبة المنار الإِسلامية، الكويت، الطبعة الثالثة عشر 1406 هـ الزهد؛ لأبي بكر أحمد بن عَمرو بن أبي عاصم (ت 287 هـ)، تحقيق: د. عبد العلي حامد، الناشر: الدار السلفية، الهند، الطبعة الثانية 1408 هـ. 178 - الزهد؛ لأبي عبد الله أحمد بن محمَّد بن حنبل (ت 241 هـ)، تحقيق: محمَّد بسيوني زغلول، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 179 - الزهد والرقائق؛ لعبد الله بن المبارك المروزي (ت181 هـ)، ومعه زوائد نُعيم بن حَمَّاد، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت. 180 - الزهد؛ لهناد بن السَّري الكوفي (ت 243 هـ)، تحقيق: د. عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي، الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 181 - الزهد؛ لوكيع بن الجراح (ت 197 هـ)، تحقيق: د. عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، الناشر: مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1404 هـ. 182 - الزهد وصفة الزاهدين؛ لأحمد بن محمَّد بن زياد بن الأعرابي (ت340 هـ)، تحقيق: مجدي فتحي السيد، الناشر: دار الصحابة للتراث، طنطا، الطبعة الأولى 1408 هـ. 183 - الزهد الكبير؛ لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق: عامر أحمد حيدر، الناشر: دار الجنان، ومؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ.
184 - زوائد نُعيم بن حماد على زهد ابن المبارك -انظر: زهد ابن المبارك-. 185 - السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة راويين عن شيخ واحد؛ لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب (ت 463 هـ)، تحقيق: محمد بن مطر الزهراني، الناشر: دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى 1402 هـ. 186 - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد؛ لمحمد بن يوسف الصالحين (ت 942 هـ)، تحقيق: د. مصطفى عبد الواحد، الناشر: المجلس الأعلى للشؤون الإِسلامية، القاهرة 1394 هـ. 187 - سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها؛ لمحمد بن ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1392 هـ. 188 - سلسلة الأحاديث الضعيفة وأثرها السيء في الأمة؛ لمحمد بن ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1392 هـ. 189 - السنة؛ لأبي بكر أحمد بن عَمرو بن أبي عاصم (ت 287 هـ)، ومعه ظلال الجنة للألباني، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1400 هـ. 190 - السنة؛ لأبي بكر أحمد بن محمَّد بن هارون الخلال (ت 311 هـ)، تحقيق: د. عطية الزهراني، الناشر: دار الراية، الرياض، الطبعة الأولى 1410 هـ. 191 - السنن؛ لأحمد بن شعيب النسائيُّ (ت 303 هـ)، بشرح السيوطي، وحاشية الإِمام السندي، اعتنى به: عبد الفتاح أبو غدة، الناشر: دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الثالثة 1409 هـ.
192 - السنن؛ لأبي داود سليمان بن الأشعث (ت 275 هـ)، تعليق: محمَّد محيي الدين عبد الحميد، الناشر: دار إحياء السنة النبوية. 193 - السنن؛ للدارمي عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي (ت 255 هـ)، تحقيق: فؤاد أحمد، وخالد السبع، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 194 - السنن؛ للدارقطني علي بن عمر (ت 385 هـ)، وبذيله التعليق المغني على الدارقطني لأبي الطيب الآبادي، تصحيح وتعليق: عبد الله هاشم اليماني، الناشر: دار المحاسن، القاهرة. 195 - السنن؛ لابن ماجه محمَّد بن يزيد القزويني (ت 275 هـ)، تحقيق وتعليق: محمَّد فؤاد عبد الباقي، الناشر: المكتبة العلمية، بيروت. 196 - السنن الكبرى؛ لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، وفي ذيله الجوهر النقي لابن التركماني (ت 745 هـ)، الناشر: دار المعرفة، بيروت. 197 - السنن الكبرى؛ لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائيُّ (ت 303 هـ)، تحقيق: د. عبد الغفار سليمان، وسيد حسن، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1411 هـ. 198 - سؤالات البرقاني للدارقطني؛ رواية الكرجي عنه، تحقيق: د. عبد الرحيم القشقري، الناشر: مطبعة لاهور، كتب خانة، الطبعة الأولى 1404 هـ. 199 - سؤالات ابن الجنيد؛ لأبي زكريا يحيى بن معين (ت 233 هـ)، تحقيق: د. أحمد محمَّد نور سيف، الناشر: مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1408 هـ.
200 - سؤالات الحاكم للدارقطني في الجرح والتعديل؛ دراسة وتحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، الناشر: مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى 1404 هـ. 201 - سؤالات مسعود السجزي مع أسئلة البغدادين عن أحوال الرواة؛ لأبي عبد الله محمَّد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405 هـ)، دراسة وتحقيق: د. موفق بن عبد الله بن عبد القادر، الناشر: دار الغرب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 202 - سير أعلام النبلاء؛ لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرون، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الرابعة 1406 هـ. 203 - السير والمغازي؛ لمحمد بن إسحاق المطلبي (ت 151 هـ)، تحقيق: د. سهيل زكار، الناشر: دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى 1398 هـ. 204 - سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأبي محمَّد عبد الملك بن هشام (ت 213 هـ)، ضبط وتعليق: محمَّد محيي الدين عبد الحميد، الناشر: رئاسة إدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد، الرياض. 205 - شأن الدعاء؛ لأبي سليمان حمد بن محمَّد الخطابي (ت 388 هـ)، تحقيق: أحمد يوسف الدقاق، الناشر: دار المأمون للتراث، دمشق، الطبعة الأولى 1404 هـ. 206 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب؛ لعبد الحي بن العماد الحنبلي (ت 1089 هـ)، الناشر: دار المسيرة، بيروت.
207 - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين من بعدهم؛ لأبي القاسم هبة الله بن الحسن اللالكلائي (ت 418 هـ)، تحهقيق: د. أحمد سعد حمدان، الناشر: دار طيبة، الرياض. 208 - الشرح والتعليل لألفاظ الجرح والتعليل؛ ليوسف محمَّد صديق، الناشر: مكتبة ابن تيمية، الكويت، الطبعة الأولى 1410 هـ. 209 - شرح السنة؛ للحسين بن مسعود البغوي (ت 516 هـ)، تحقيق: زهير الشاويش، وشعيب الأرنؤوط، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 210 - شرح علل الترمذي؛ لعبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (ت 795 هـ)، تحقيق: صبحي السامرائي، الناشر: عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ. 211 - شرح مسند الإِمام أحمد بن حنبل؛ لأحمد محمَّد شاكر، الناشر: دار المعارف، مصر، الطبعة الثالثة. 212 - شرح صحيح مسلم؛ لأبي زكريا يحيى بن شرف النوويّ (ت 676 هـ)، الناشر: دار الفكر، بيروت، 1401 هـ. 213 - شرف أصحاب الحديث؛ لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب (ت 463 هـ)، تحقيق: د. محمَّد سعيد أوغلي، الناشر: دار إحياء السنة النبوية، أنقرة. 214 - الشريعة؛ لأبي بكر محمَّد بن الحسين الآجري (ت360 هـ)، تحقيق: محمَّد حامد الفقي، الناشر: أنصار السنة المحمدية، لاهور.
215 - شعار أصحاب الحديث؛ لأبي أحمد محمد بن محمَّد الحاكم (ت 378 هـ)، قدم له فضيلة الشيخ د. عبد الله بن جبرين، تحقيق: عبد العزيز السدحان، الناشر: دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 216 - شعب الإِيمان؛ لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق: محمَّد بسيوني زغلول، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1410 217 - الشفا بتعريف حقوق المصطفى؛ للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي (ت 544 هـ)، تحقيق: علي محمَّد البجاوي، الناشر: عيسى البابي الحلبي، القاهرة. 218 - الشكر لله عَزَّ وَجَلَّ؛ لأبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا (ت 281 هـ)، تحقيق: ياسين محمَّد السواس، الناشر: دار ابن كثير، دمشق، الطبعة الثانية 1407 هـ. 219 - الشمائل المحمدية؛ لأبي عيسى محمَّد بن سورة الترمذي (ت 279 هـ)، تعليق: محمَّد عفيف الزعبي، الناشر: دار العلم، جدة، الطبعة الأولى 1403 هـ. 220 - الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية؛ لإسماعيل بن حماد الجوهري (ت 393 هـ)، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، الناشر: دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الثالثة 1404 هـ. 221 - صحيح ابن خزيمة محمَّد بن إسحاق النيسابوري (ت 311 هـ)، تحقيق وتعليق: د. محمَّد مصطفى الأعظمي، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1395 هـ.
222 - صحيح البخاريُّ محمد بن إسماعيل (ت 256 هـ)، مع شرحه فتح الباري للحافظ ابن حجر، رقَّم كتبه وأحاديثه محمَّد فؤاد عبد الباقي، الناشر: مكتبة الرياض الحديثة، الرياض. 223 - صحيح مسلم بن الحجاج (ت 261 هـ)، تحقيق وتعليق: محمَّد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء الكتب العربية، القاهرة. 224 - صحيح الجامع الصغير وزيادته؛ لمحمد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ. 225 - صفة الجنة؛ لأحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت430 هـ)، الناشر: دار الجيل، مصر. 226 - صفة الصفوة؛ لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت597 هـ)، اعتنى به إبراهيم رمضان، وسعيد اللحام، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ. 227 - صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-من التكبير إلى التسليم كأنك تراها؛ لمحمد بن ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الرابعة عشر 1408 هـ. 228 - صفة المنافق؛ لجعفر بن محمَّد الفريابي (ت 301 هـ)، تحقيق: بدر البدر، الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي، الكويت الطبعة الأولى 1405 هـ. 229 - الصمت وآداب اللسان؛ لأبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا (ت 281 هـ)، تحقيق: محمَّد عبد القادر عطا، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ.
230 - الضعفاء؛ لأبي نُعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430 هـ)، تحقيق: د. فاروق حمادة، الناشر: دار الثقافة، المغرب، الطبعة الأولى 1405 هـ. 231 - الضعفاء الكبير؛ لأبي جعفر محمد بن عَمرو العُقيلي (ت 322 هـ)، تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 232 - الضعفاء والمتروكون؛ لأحمد بن شعيب النسائيُّ (ت 303 هـ)، تحقيق: مركز الخدمات والأبحاث الثقافية، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الثانية 1407 هـ. 233 - الضعفاء والمتروكون؛ لعلي بن عمر الدارقطني (ت 385 هـ)، تحقيق: محمد بن لطفي الصباغ، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1400 هـ. 234 - ضعيف الجامع الصغير وزيادته؛ لمحمد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة 1410 هـ. 235 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع؛ للسخاوي محمَّد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ)، الناشر: دار مكتبة الحياة، بيروت. 236 - طبقات الحفاظ؛ لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت 911 هـ)، تحقيق: علي محمَّد عمر، الناشر: مطبعة الاستقلال الكبرى، الطبعة الأولى 1393 هـ. 237 - طبقات الشافعية الكبرى، لأبي نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي (ت 771 هـ)، تحقيق: محمود محمَّد الطناحي، وعبد الفتاح الحلو، الناشر: عيسى البابي الحلبي وشركاه، مصر، الطبعة الأولى 1383 هـ.
238 - الطبقات الكبرى؛ لمحمد بن سعد الهاشمي (ت230 هـ)، تحقيق: محمَّد عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ. 239 - طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها؛ لأبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن حيان المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني (ت 369 هـ)، دراسة وتحقيق: عبد الغفور البلوشي، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 240 - طرق حديث "من كذب عليّ متعمدًا"؛ لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ)، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ. 241 - ظلال الجنة في تخريج السنة؛ لمحمد ناصر الدين الألباني -انظر السنة لابن أبي عاصم-. 242 - العبر في خبر من غير؛ لأبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق: محمَّد السعيد بن بسيوني زغلول، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 243 - العزلة؛ لأبي سليمان حمدبن محمَّد الخطابي (ت 388 هـ)، الناشر: مكتبة التراث الإِسلامي، القاهرة. 244 - العظمة؛ لأبي الشيخ عبد الله بن محمَّد بن حيان الأصبهاني (ت 369 هـ)، تحقيق: رضا الله بن محمَّد المباركفوري، الناشر: دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى 1408 هـ. 245 - العقل وفضله؛ لأبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا (ت 281 هـ)، تحقيق: لطفي محمَّد الصغير، الناشر: دار الراية، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1409 هـ.
246 - العلل؛ لعلي بن عبد الله بن جعفر المديني (ت 234 هـ)، تحقيق: محمَّد مصطفى الأعظمي، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية. 247 - علل الترمذي الكبير؛ ترتيب أبي طالب القاضي، تحقيق: حمزة ديب مصطفى، الناشر: مكتبة الأقصى، عمان، الطبعة الأولى 1406 هـ. 248 - علل الحديث؛ لأبي محمَّد عبد الرحمن الرازي (ت 327 هـ)، الناشر: دار المعرفة، بيروت 1405 هـ. 249 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية؛ لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت 597 هـ)، تحقيق: إرشاد الحق الأثري، الناشر: إدارة العلوم الأثرية، باكستان. 250 - علل الحديث؛ للإمام أحمد بن حنبل (ت 241 هـ)، -رواية المرُّوذي وغيره- تحقيق: د. وصي الله بن محمَّد عباس، الناشر: الدار السلفية، الهند، الطبعة الأولى 1408 هـ. 251 - العلل ومعرفة الرجال؛ للِإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ)، تحقيق: وصي الله عباس، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 252 - العلل الواردة في الأحاديث النبوية؛ لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (ت 385 هـ)، تحقيق: د. محفوظ الرحمن السلفي، الناشر: دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى ابتداء من 1405 هـ. 253 - العلم؛ لأبي خيثمة زهير بن حرب النسائيُّ (ت 234 هـ)، تحقيق: محمَّد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ.
254 - علم زوائد الحديث؛ للدكتور خلدون الأحدب، الناشر: دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى 1413 هـ. 255 - العلو للعلي الغفار في صحيح الأخبار وسقيمها؛ لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ)، مراجعة عبد الرحمن محمَّد عثمان، الناشر: دار الفكر، بيروت، الطبعة الثانية 1388 هـ. 256 - علوم الحديث؛ لابن الصلاح عثمان بن عبد الرحمن (ت 643 هـ)، -انظر التقييد والإيضاح-. 257 - عمل اليوم والليلة؛ لأحمد بن شعيب النسائيُّ (ت 303 هـ)، تحقيق: د. فاروق حمادة، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثالثة 1407 هـ. 258 - عمل اليوم والليلة؛ لأحمد بن محمَّد الدينوري، المعروف بابن السُّنِّي (ت 364 هـ)، تخريج سالم بن أحمد السلفي، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، الطبعة الأولى 1408 هـ. 259 - عوالي الحارث بن أبي أسامة (ت 282 هـ)؛ رواية الحافظ أبي نُعيم، تحقيق: عبد العزيزبن عبد الله الهليل، الناشر: مطابع التقنية للأوفست، الرياض، الطبعة الأولى 1411 هـ. 260 - عيون الأخبار؛ لأبي محمَّد عبد الله يبن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276 هـ)، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت. 261 - غريب الحديث؛ لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي (ت 285 هـ)، تحقيق: د. سليمان بن إبراهيم العايد، الناشر: مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1405 هـ.
262 - غريب الحديث؛ لأبي سليمان حمد بن محمَّد الخطابي (ت 388 هـ)، تحقيق: عبد الكريم إبراهيم العزباوي، الناشر: دار الفكر، دمشق 1402 هـ. 263 - غريب الحديث؛ لا بن قتيبة عبد الله بن مسلم (ت276 هـ)، تحقيق: د. عبد الله الجبوري، الناشر: مطبعة العاني، بغداد، الطبعة الأولى 1397 هـ. 264 - غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة؛ لأبي القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال (ت 578 هـ)، تحقيق: د. عز الدين علي السيد، ومحمد كمال الدين، الناشر: عالم الكتب، الطبعة الأولى 1407هـ. 265 - الفائق في غريب الحديث؛ لجار الله محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 هـ)، تحقيق: علي محمَّد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: عيسى البابي الحلبي وشركاه، مصر، الطبعة الثانية. 266 - فتاوى النوويّ، المسمى: المسائل المنثورة؛ الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت. 267 - فتح الباري بشرح صحيح البخاريُّ؛ للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) -انظر صحيح البخاريُّ-. 268 - فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب؛ لأحمد بن محمَّد الغماري، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الناشر: عالم الكتب، ومكتبة النهضة الحديثة، الطبعة الأولى 1408 هـ.
269 - الفتن؛ لأبي عبد الله نُعيم بن حماد المروزي (ت 288 هـ)، تحقيق: سمير بن أمين الزهيري، الناشر: مكتبة التوحيد، القاهرة، الطبعة الأولى 1412 هـ. 270 - الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية؛ لمحمد بن علاَّن الشافعي (ت 1057 هـ)، الناشر: المكتبة الإِسلامية، مصر. 271 - فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب؛ لشيرويه بن شهردار الديلمي (ت 509 هـ)، ومعه تسديد القوس للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق: فواز زمرلي، ومحمد البغدادي، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 272 - فضائل الأوقات، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق: عدنان عبد الرحمن القيسي، الناشر: مكتبة المنارة، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1410 هـ. 273 - فضائل الشام؛ لمحمد بن أحمد بن عبد الهادي (ت 744 هـ)، تحقيق: مجدي فتحي السيد، الناشر: دار الصحابة للتراث، مصر، الطبعة الأولى 1408 هـ. 274 - فضائل الصحابة؛ للِإمام أحمد بن محمد بن حنبل (ت 241 هـ)، تحقيق: وصي الله بن محمَّد عباس، الناشر: مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1403 هـ. 257 - فضائل القرآن؛ لأحمد بن شعيب النسائيُّ (ت 303 هـ) -المطبوع مستقلًا عن السنن الكبرى- تحقيق: د. فاروق حمادة، الناشر: دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1400 هـ.
276 - فضائل القرآن؛ لأبي عُبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ)، تحقيق: وهبي سليمان عاوجي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1411 هـ. 277 - فضائل القرآن وما جاء فيه من الفضل وفي كم يقرأ والسنة في ذلك؛ لأبي بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي (ت 301 هـ)، تحقيق: يوسف عثمان فضل الله، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 278 - فض الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء؛ لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ)، تحقيق: محمَّد شكور، الناشر: مكتبة المنار، الطبعة الأولى 1405 هـ. 279 - فضل التهليل وثوابه الجزيل؛ لأبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الله المعروف بابن البناء (ت 471 هـ)، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، الناشر: دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 280 - فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأسماعيل بن إسحاق القاضي (ت 282 هـ)، تحقيق: محمَّد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإِسلامي، الطبعة الثالثة 1397 هـ. 281 - الفقيه والمتفقّه؛ لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب (ت 463 هـ)، تعليق: الشيخ إسماعيل الأنصاري، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية 1400 هـ. 282 - فنون العجائب؛ لأبي سعيد محمَّد بن علي بن عَمرو النقَّاش الحنبلي (ت 414 هـ)، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ.
283 - فهرس الفهارس والأثبات؛ لعبد الحي بن عبد الكبير الكتَّاني، تحقيق: إحسان عباس، الناشر: دار الغرب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1402 هـ. 284 - الفوائد؛ لأبي القاسم تمام بن محمَّد الرازي (ت 414 هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة، الأولى 1412 هـ. 285 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة؛ لمحمد بن علي الشوكاني (ت1250 هـ)، تحقيق: محمَّد عبد الرحمن عوض، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 286 - الفوائد؛ لأبي القاسم الحسين بن محمَّد الحِنَّائي (ت 450 هـ)، إعداد محمود بن محمَّد الحداد، الناشر: دار تيسير السنة، القاهرة، الطبعة الأولى 1411 هـ. 287 - فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير؛ لمحمد عبد الرؤوف المناوي (ت 1035 هـ)، الناشر: المكتبة التجارية، مكة المكرمة. 288 - قرة العين بالمسرة بوفاء الدين؛ لزين الدين عبد الرحيم العراقي (ت 806 هـ)، تحقيق: قسم التحقيق بدار الصحابة، الناشر: دار الصحابة للتراث، طنطا، الطبعة الأولى 1411 هـ. 289 - القُصَّاص والمذكورون؛ لابن الجوزي عبد الرحمن بن علي (ت 597 هـ)، تحقيق: د. محمَّد بن لطفي الصباغ، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1409 هـ.
290 - القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية، لابن طولون محمَّد بن طولون الصالحين (ت 953 هـ)، تحقيق: محمَّد أحمد دهمان، الناشر: مجمع اللغة العربية، دمشق، الطبعة الثانية 1401 هـ. 291 - القناعة؛ لابن السُّنِّي أحمد بن محمَّد الدينوري (ت364 هـ)، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 292 - القند في ذكر علماء سمرقند؛ لنجم الدين عمر بن محمد بن أحمد النسفي (ت 537 هـ)، الناشر: مكتبة الكوثر، الرياض، الطبعة الأولى 1412هـ. 293 - القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع؛ لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902 هـ)، تحقيق: بشير محمَّد عون، الناشر: مكتبة المؤيد، الطائف، المملكة العربية السعودية. 294 - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة؛ للِإمام أبي عبد الله محمَّد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 295 - الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، المطبوع مع كتاب الكشاف للزمخشري، الناشر: دار المعرفة، بيروت. 296 - الكامل في ضعفاء الرجال؛ لأبي أحمد عبد الله بن عَدي الجرجاني (ت 365 هـ)، الناشر: دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة 1409 هـ.
297 - الكرم والجود وسخاء النفوس؛ لمحمد بن الحسين البُرْجُلاني (ت 238 هـ)، ومعه من حديث أبي عبد الله الحسين بن محمد بن العسكري عن شيوخه، تحقيق: د. عامر حسن صبري، الناشر: دار ابن حزم، بيروت، الطبعة الثانية 1412 هـ. 298 - كشف الأستار عن زوائد البزّار على الكتب الستة؛ لعلي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى ابتداء في طبعة 1399 هـ. 299 - الكشف الإِلهي عن شديد الضعف والموضوع والواهي؛ لمحمد الطرابلسي (ت 1177 هـ)، تحقيق: د. محمَّد محمود بكار، الناشر: مكتبة الطالب الجامعي، مكة المكرمة 1408 هـ. 300 - كشف الخفاء ومزيل الإِلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس؛ لِإسماعيل بن محمَّد العجلوني (ت 1162 هـ)، تعليق: أحمد القلاس، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الرابعة 1405 هـ. 301 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون؛ لحاجى خليفة (ت 1067 هـ)، الناشر: دار الفكر، بيروت 1402 هـ. 302 - الكفاية في علم الرواية؛ لأبي بكر أحمد بن ثابت الخطيب (ت 463 هـ)، الناشر: المكتبة العلمية، المدينة المنورة. 303 - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال؛ لعلي بن حسام الدين الهندي البرهان فوري (ت 975 هـ)، الناشر: مطبعة التراث الإِسلامي، حلب، الطبعة الأولى 1391هـ. 304 - الكنى؛ لأبي عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاريُّ (ت 256 هـ) -انظر التاريخ الكبير-.
305 - الكنى والأسماء؛ لأبي بشر محمَّد بن أحمد بن حماد الدولابي (ت 310 هـ)، الناشر: المكتبة الأثرية، باكستان، الطبعة الثانية. 306 - الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات؛ لأبي البركات محمَّد بن أحمد بن الكيال (ت 939 هـ)، تحقيق ودراسة: عبد القيوم عبد رب النبي، الناشر: دار المأمون للتراث، دمشق، الطبعة الأولى 1401 هـ. 307 - لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ؛ لتقي الدين محمَّد بن فهد المكي (ت 871 هـ)، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت. 308 - لسان العرب؛ لأبي الفضل محمَّد بن مكرم بن منظور (ت 711 هـ)، الناشر: دار صادر، بيروت 1388 هـ. 309 - لسان الميزان؛ للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، الناشر: دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 310 - اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة؛ لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ)، الناشر: دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثالثة 1401هـ. 311 - المتحابون في الله؛ لعبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي (ت 742 هـ)، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، الناشر: مكتبة القرآن، القاهرة. 312 - المجروحون من المحدثين والضعفاء والمتروكين؛ لمحمد بن حبّان بن أبي حاتم (ت 354 هـ)، تحقيق: محمود إبراهيم، الناشر: دار الوعي، حلب، الطبعة الثانية.
313 - مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار؛ لمحمد طاهر الهندي الفتني (ت 986 هـ)، الهند 1387 هـ. 314 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد؛ لعلي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هـ)، الناشر: دار الريان للتراث، مصر 1407 هـ. 315 - مجموع فتاوي شيخ الإِسلام أحمد بن تيمية (ت 728 هـ)، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمَّد بن قاسم (ت 1392 هـ)، وابنه محمَّد، الناشر: رئاسة إدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد، الرياض. 316 - محاسبة النفس؛ لأبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا (ت 281 هـ)، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، الناشر: مكتبة الساعي، الرياض. 317 - المحدث الفاصل بين الراوي والواعي؛ للحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي (ت360 هـ)، تحقيق: د. محمَّد عجاج الخطيب، الناشر: دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة 1404 هـ. 318 - مختصر زوائد مسند البزّار على الكتب الستة ومسند أحمد؛ للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: صبري عبد الخالق، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ. 319 - مختصر قيام الليل؛ لأبي عبد الله محمَّد بن نصر المروزي (ت 294 هـ)، اختصار أحمد بن علي المقريزي (ت 845 هـ)، الناشر: حديث أكادمي، باكستان، الطبعة الأولى 1408 هـ. 320 - المدخل إلى السنن الكبرى؛ لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق: د. محمَّد ضياء الرحمن الأعظمى، الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي، الكويت.
321 - المدخل إلى الصحيح؛ لأبي عبد الله محمَّد بن عبد الله النيسابوري (ت 405 هـ)، تحقيق: د. ربيع بن هادي مدخلي، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 322 - المذكر والتذكير والذكر؛ لابن أبي عاصم أحمد بن عَمرو (ت 287 هـ)، تحقيق: عَمرو بن عبد المنعم، الناشر: دار الصحابة للتراث، طنطا، الطبعة الأولى 1412 هـ. 323 - المراسيل؛ لأبي محمَّد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت 327 هـ)، بعناية شكر الله القوجاني، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1402 هـ. 324 - المراسيل؛ لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت 275 هـ)، تحقيق: محمَّد عبده السلفي، الناشر: المكتبة القاسمية، باكستان. 325 - مراصد الاطلاع؛ لصفي الدين عبد المؤمن البغدادي؛ تحقيق: علي محمَّد البجاوي، الناشر: دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1373 هـ. 326 - المرض والكفارات؛ لأبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا (ت 281 هـ)، تحقيق: عبد الوكيل الندوي، الناشر: الدار السلفية، الهند، الطبعة الأولى 1411 هـ. 327 - المستدرك على الصحيحين في الحديث؛ للحاكم النيسابوري محمَّد بن عبد الله (ت 405 هـ)، وفي ذيله تلخيص المستدرك للإمام الذهبي، الناشر: دار الفكر، بيروت 1398 هـ. 328 - المستفاد من مبهمات المتن والإسناد؛ لأحمد بن عبد الرحيم العراقي، تعليق: حماد بن محمد الأنصاري، الناشر: مطابع الرياض، المملكة العربية السعودية.
329 - المسند؛ لأبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى (ت 307 هـ)، تحقيق: حسين سليم أسد، الناشر: دار المأمون للتراث، دمشق، الطبعة الأولى 1404 هـ. 330 - المسند؛ للِإمام أحمد بن محمد بن حنبل (ت 241 هـ)، وبهامشه منتخب كنز العمال للمتقي الهندي، وفي أوله فهرس رواة المسند من الصحابة للألباني، تصوير المكتب الإِسلامي عن طبعة بولاق، بيروت، الطبعة الخامسة 1405 هـ. 331 - المسند؛ لإِسحاق بن إبراهيم بن راهويه (ت 238 هـ)، تحقيق ودراسة: د. عبد الغفور عبد الحق البلوشي، الناشر: مكتبة الإيمان، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1412 هـ. 332 - المسند؛ لأبي داود الطيالسي سليمان بن داود الفارسي (ت 204 هـ)، الناشر: دار المعرفة، بيروت. 333 - المسند؛ للحميدي عبد الله بن الزبير (ت 219 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، الناشر: عالم الكتب العلمية، بيروت. 334 - المسند؛ لعبد الله بن المبارك المروزي (ت 181 هـ)، تحقيق: د. مصطفى عثمان محمَّد، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1411 هـ. 335 - المسند؛ للإمام أبي حنيفة النعمان الكوفي (ت 150 هـ)، مع شرحه للملا علي القاري (ت 1014هـ)، ضبط وتقديم خليل محيي الدين الميس، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت. 336 - المسند؛ للشاشي الهيثم بن كليب (ت 335 هـ)، تحقيق وتخريج: د. محفوظ الرحمن زين الله، الناشر: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1410 هـ.
337 - المسند؛ لأبي عوانة يعقوب بن إسحاق الاسفراييني (ت 316 هـ)، الناشر: دار المعرفة، بيروت. 338 - مسند سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه؛ لأبي عبد الله أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي، (ت 246 هـ)، تحقيق: عامر حسن صبري، الناشر: دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 339 - مسند الشاميين؛ لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت360 هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ. 340 - مسند الشهاب؛ لأبي عبد الله محمَّد بن سلامة القُضاعي (ت 454 هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1405 هـ. 341 - مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ لأحمد بن علي المروزي (ت 292 هـ)، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة 1399 هـ. 342 - مسند عمر بن الخطّاب رضي الله عنه؛ لأبي يعقوب بن شيبة بن الصلت (ت 262 هـ)، تحقيق: كمال يوسف الحوت، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 343 - مسند الفاروق؛ لإسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 هـ)، تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي، الناشر: دار الوفاء، مصر، الطبعة الأولى 1411 هـ. 344 - مشارق الأنوار على صحاح الآثار؛ لأبي الفضل عياض بن موسى القاضي اليحصبي (ت 544 هـ)، الناشر: المكتبة العتيقة، تونس، ودار التراث، مصر.
345 - مشكل الآثار؛ لأبي جعفر الطحاوي أحمد بن محمَّد بن سلامة (ت 321 هـ)، الناشر: مطبعة مجلس دائرة المعارف، الهند 1333. 346 - مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه؛ لأحمد بن أبي بكر البوصيري (ت 840 هـ)، دراسة وتقديم كمال يوسف الحوت، الناشر: دار الجنان، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 347 - المصنف؛ لأبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 هـ)، ومعه كتاب الجامع لمعمر بن راشد، حققه وخرج أحاديثه حبيب الرحمن الأعظمي، الناشر: المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 348 - المصنف في الأحاديث والآثار؛ لأبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي شيبة (ت 235 هـ)، الناشر: الدار السلفية الهند. 349 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، الناشر: مكتبة الباز، مكة المكرمة. 350 - معالم التنزيل في التفسير والتأويل؛ لأبي محمَّد الحسين بن مسعود الفراء البغوي (ت 510 هـ)، الناشر: دار الفكر، بيروت 1405 هـ. 351 - المعجم؛ لأبي سعيد أحمد بن محمَّد بن زياد بن الأعرابي (ت 341 هـ)، تحقيق: د. أحمد البلوشي، الناشر: مكتبة الكوثر، الرياض، الطبعة الأولى 1412 هـ. 352 - المعجم؛ لأبي بكر الإسماعيلي أحمد بن إبراهيم (ت 371 هـ)، رواية البرقاني عنه، دراسة وتحقيق: د. زياد محمَّد منصور، الناشر: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1410 هـ.
353 - معجم الأدباء؛ لأبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي (ت 626 هـ)، الناشر: مكتبة الرياض الحديثة، الرياض، الطبعة الثالثة 1400هـ. 354 - المعجم الأوسط؛ لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت360 هـ)، تحقيق: د. محمود الطحان، الناشر: مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى 1407 هـ. 355 - معجم البلدان؛ لأبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي (ت 626 هـ)، الناشر: دار صادر، بيروت. 356 - معجم الشيوخ؛ لعمر بن فهد الهاشمي (ت 885 هـ)، تحقيق: محمَّد الزاهي، الناشر: دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، المملكة العربية السعودية. 357 - معجم الشيوخ؛ للصيداوي محمَّد بن أحمد بن جميع (ت402 هـ)، وبذيله المنتقى من المعجم وحديث السكن بن جميع، دراسة وتحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري، الناشر: مؤسسة الرسالة، ودار الإيمان، لبنان، الطبعة الثانية 1407 هـ. 358 - معجم شيوخ أبي يعلى الموصلي؛ تحقيق: حسين سليم أسد، وعبده كوشك، الناشر: دار المأمون للتراث، بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ. 359 - المعجم الصغير؛ لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ)، ضبط كمال الحوت، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، الطبعة الأولى 1406 هـ. 360 - معجم قبائل العرب؛ لعمر كحالة، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت 1402 هـ.
361 - المعجم الكبير؛ لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت360 هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الطبعة الثانية. 362 - معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية؛ لعاتق بن غيث البلادي، الناشر: دار مكة، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1402 هـ. 363 - معجم المؤلفين؛ لعمر كحالة، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت. 364 - المعجم الوسيط، تصنيف: د. إبراهيم أنيس ورفاقه، الطبعة الثانية. 365 - المعرفة والتاريخ؛ لأبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي (ت 277 هـ)، رواية عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، الناشر: مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1410 هـ. 366 - معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم؛ لأبي الحسن أحمد بن عبد الله العجلي (ت 261 هـ)، بترتيب أبي الحسن الهيثمي (ت 807 هـ)، وأبي الحسن السبكي (ت 756 هـ)، مع زيادات للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، دراسة وتحقيق: عبد العلم البستوي، الناشر: مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1405 هـ. 367 - معرفة السنن والآثار؛ لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي، الناشر: مجموعة من دور النشر، الطبعة الأولى 1412 هـ. 368 - معرفة الصحابة؛ لأبي نُعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت430 هـ)، تحقيق: د. محمَّد راضي بن حاج عثمان، الناشر:
مكتبة الدار، المدينة المنورة ومكتبة الحرمين، الرياض، الطبعة الأولى 1408 هـ. 369 - معرفة علوم الحديث؛ لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم (ت 405 هـ)، اعتنى بنشره والتعليق عليه: د. معظم حسين، الناشر: دار الكتب العلمية، المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1397 هـ. 370 - المغازي؛ لمحمد بن عمر بن واقد (ت 207 هـ)، تحقيق: د. مارسدن جونس، الناشر عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثالثة 1404 هـ. 371 - المغني عن حمل الأسفار في الأسفار؛ للعراقي -انظر إحياء علوم الدين للغزالي-. 372 - المغني في ضبط أسماء الرجال ومعرفة كنى الرواة وألقابهم وأنسابهم؛ لمحمد طاهر الهندي (ت 986 هـ)، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت 1402 هـ. 373 - المغني في الضعفاء؛ لمحمد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق: نور الدين عتر. 374 - المفاريد عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ لأبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى (ت 307 هـ)، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، الناشر: مكتبة دار الأقصى، الكويت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 375 - المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة؛ لأبي الخير محمَّد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902 هـ)، علق عليه عبد الله محمَّد الصديق، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1399 هـ.
376 - المقتنى في سرد الكنى؛ لمحمد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق: محمَّد صالح المراد، الناشر: الجامعة الإِسلامية، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1408 هـ. 377 - مكارم الأخلاق؛ لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ)، تحقيق: د. فاروق حمادة، الناشر: دار الثقافة، المغرب، الطبعة الثالثة. 378 - مكارم الأخلاق؛ لأبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا (ت281 هـ)، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، الناشر: مكتبة القرآن، مصر. 379 - المنار المنيف في الصحيح والضعيف، للِإمام ابن قيم الجوزية محمد بن أبي بكر الدمشقي (ت 751 هـ)، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، الناشر: مكتب المطبوعات الإِسلامية، حلب، الطبعة الأولى 1390 هـ. 380 - مناسبات تراجم البخاريُّ؛ لبدر الدين بن جماعة (ت 733 هـ)؛ تحقيق: محمَّد إسحاق السلفي، الناشر: الدار السلفية، الهند، الطبعة الأولى 1404 هـ. 381 - مناقب الشافعي؛ لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق: السيد أحمد صقر، الناشر: دار النصر، القاهرة، الطبعة الأولى 1391 هـ. 382 - من تُكلِّم فيه وهو موثق؛ لمحمد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق: إبراهيم سعيداي، الناشر: دار الباز، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1406 هـ.
383 - المنتخب؛ للحافظ عبد بن حميد (ت 249 هـ)، تحقيق: مصطفى بن العدوي، نشر الجزء الأوّل: دار الأرقم، الكويت، الطبعة الأولى 1405 هـ؛ ونشر الجزئين الثاني والثالث: مطابع البلاغ، القاهرة، الطبعة الأولى 1408 هـ. 384 - المنتقى من السنن المسندة عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ لأبي محمَّد عبد الله بن الجارود (ت 307 هـ)، تعليق: عبد الله الباوردي، الناشر: دار الجنان، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 385 - المنتقى من مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها؛ لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي (ت 327 هـ)، انتقاء أبو طاهر أحمد بن محمَّد السلفي الأصبهاني (ت 576 هـ)، تحقيق: محمَّد مطيع، وغزوة بدير، الناشر: دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى 1406 هـ. 386 - المنهل الصافي؛ لابن تغري بردي جمال الدين أبو المحاسن يوسف (ت 874 هـ)، تحقيق: محمَّد أمين، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب 1984 م. 387 - موافقة الخُبر الخَبر في تخريج أحاديث المختصر؛ لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي وصبحي السامرائي، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1412 هـ. 388 - المؤتلف والمختلف؛ لعلي بن عمر الدارقطني (ت 385 هـ)، تحقيق: د. موفق بن عبد الله بن عبد القادر، الناشر: دار الغرب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 389 - موضح أوهام الجمع والتفريق؛ لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب (ت 463 هـ)، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت.
390 - الموضوعات؛ لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت 597 هـ)، تحقيق: عبد الرحمن محمَّد عثمان، الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة الثانية 1407 هـ. 391 - الموضوعات؛ لأبي الفضائل الحسن بن محمَّد الصغاني (ت 650 هـ)، تحقيق: نجم عبد الرحمن خلف، الناشر: دار المأمون للتراث، دمشق، الطبعة الثانية 1405 هـ. 392 - الموطأ؛ للإمام مالك بن أنس (ت 179 هـ)، تصحيح وتخريج: فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه. 393 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال؛ لأبي عبد الله محمَّد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق: علي محمَّد البجاوي، الناشر: دار الفكر، بيروت. 394 - نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار؛ للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852 هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الناشر: مكتبة العلم، جدة، ومكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة الأولى 1411 هـ. 395 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة؛ لابن تغري بردي جمال الدين أبو المحاسن يوسف (ت 874 هـ)، الناشر: المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر. 396 - نزهة الحفاظ؛ لأبي موسى محمَّد بن عمر المديني (ت 581 هـ)، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، الناشر: مكتبة القرآن، مصر. 397 - نزهة النظر شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، الناشر: المكتبة العلمية، بيروت.
398 - نساء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأولاده ومن سالفه من قريش وحلفائهم وغيرهم؛ لأبي محمَّد عبد المؤمن الدمياطي (ت 705 هـ)، تحقيق: د. فهمي سعد، الناشر: عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ. 399 - نسخة أبي مُسْهِر؛ لعبد الأعلي بن مُسْهِر (ت 218 هـ)، تحقيق: مجدي فتحي السيد، الناشر: دار الصحابة للتراث، طنطا، الطبعة الأولى 1410 هـ. 400 - نسخة وكيع عن الأعمش؛ لوكيع بن الجرح (ت 197 هـ)، تحقيق: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، الناشر: الدار السلفية، الكويت، الطبعة الثانية 1406 هـ. 401 - نصب الراية لأحاديث الهداية؛ لأبي محمَّد عبد الله بن يوسف الزيلعي (ت 762 هـ)، الناشر: دار المأمون، القاهرة، مصوَّرة عن الطبعة الأولى 1357 هـ. 402 - النصيحة للراعى والرعية من الأحاديث النبوية والآثار المروية؛ لأبي الخير بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي (ت 636 هـ)، تحقيق: عُبيد الله الأثري، الناشر: دار الصحابة للتراث، طنطا، الطبعة الأولى 1411 هـ. 403 - نظم العِقيان في أعيان الأعيان؛ لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت 911 هـ)، حرّره فيلب حتّي، الناشر: المكتبة العلمية، بيروت 1927 م. 404 - النفخ الشذي في شرح جامع الترمذي؛ لأبي الفتح محمَّد بن سيد الناس اليعمُري (ت 734 هـ)، دراسة وتحقيق: فضيلة الدكتور أحمد بن معبد عبد الكريم، الناشر: دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ.
405 - نقد بيان الوهم والايهام؛ للإمام أبي عبد الله محمَّد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق: د. فاروق حمادة، الناشر: دار الثقافة، المغرب، الطبعة الأولى 1408 هـ. 406 - النهاية في غريب الحديث والأثر؛ لأبي السعادات المبارك بن محمَّد الجزري ابن الأثير (ت 606 هـ)، تحقيق: محمود الطناحي طاهر الزاوي، الناشر: المكتبة العلمية، بيروت. 407 - نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول؛ لأبي عبد الله محمَّد الحكيم الترمذي، ومعه مرقاة الوصول حواشي نوادر الأصول، الناشر: المكتبة العلمية، المدينة المنورة. 408 - نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيِّد الأخيار؛ لمحمد بن علي الشوكاني (ت 1250 هـ)، الناشر: مطبعة البابي الحلبي، مصر. 409 - هدي الساري مقدمة فتح الباري؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الناشر: المكتبة السلفية، مصر. 410 - هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون؛ لِإسماعيل باشا البغدادي، الناشر: دار الفكر، بيروت 1402 هـ. 411 - الورع؛ لأبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا (ت 281 هـ)، تحقيق: محمَّد الحمود، الناشر: الدار السلفية، الكويت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 412 - الوسيط في علوم ومصطلح الحديث؛ للدكتور محمَّد محمَّد أبو شهبة، الناشر: عالم المعرفة، جدة، الطبعة الأولى 1403 هـ. • • •
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق أحمد بن محمد بن عبد الله بن حميد تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد الرابع عشر 27 - 28 آخر كتاب الأذكار - أوّل كتاب التّفسير (3374 - 3649) دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ 27 - 28
(ح) دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية /تحقيق أحمد محمَّد عبد الله حميد- الرياض. 808 ص؛ 17×24 سم. ردمك 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 0 - 77 - 749 - 9960 (ج 14) 1 - الحديث- مسانيد 2 - الحديث- تخريج 3 - الحديث- شرح 4 - الحديث- زوائد أ - حميد، أحمد محمَّد عبد الله (محقق) ب - العنوان 2370/ 18 ديوي 337.4 رقم الإيداع: 2370/ 18 رد مك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 0 - 77 - 749 - 9960 (ج 14) حقُوق الطّبع محفُوظة للمنسّق الطّبْعَة الأولى 1420هـ - 2000م دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض - ص ب 42507 - الرمز البريدي 1151 هاتف 491514 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب: 32594 - الرياض: 11438 - تلفاكس: 2660 - 421
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
دعاء أسأل الله تعالى أن يغفر لمصنف هذا الكتاب الإِمام الحافظ ابن حجر وأن يجعل بعدد ما سطره حسنات له يوم القيامة. إهداء إلى من كانا السبب في وجودي في هذه الحياة بأمر الله .. إلى من ربياني .. فأحسنا التربية .. إلى من علماني .. فأحسنا تعليمي .. إلى والدي العزيزين .. أهدي هذا العمل. المحقق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المقدمة إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومن يضلا فلا هادي له، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، صلَّى الله عليه وعلى آله وأزواجه وذريته، ورضي الله عن أصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬1). {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (¬2). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (¬3) ¬
فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمَّد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أما بعد: فإن السنة النبوية المطهرة قرينة كتاب الله تعالى: وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإِسلام، فكان الاشتغال بها وبما يتعلق بها من خير ما صرفت فيه الجهود، وبذلت فيه الأوقات، وأفنيت فيه الساعات، كيف ومن عاش معها فكأنه يعيش مع رسول البشرية ومعلم الإِنسانية، خير من وطئ التراب، وظلل بالسحاب -صلى الله عليه وسلم-، فكأنه معها يجلس بين يديه، يستمع لتوجيهه، ويحضر مواقفه، ويسير على نهجه الذي هو خير السبل، وهو الموصل إلى رضي الله تعالى. وقد قيض الله تعالى، لهذه الأمة -على مر الزمان- من تصدى لخدمة سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وتكونت علوم عدة متعلقة بالسنة النبوية المطهرة، وصنفت لأجلها المصنفات التي تتعلق بذلك الفن. ولعل من أعظم هذه الكتب والفنون، ما كان متعلقًا بجمع سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، فتنوعت كذلك الكتب على حسب الغرض من التأليف، فمن فقيه حافظ جمع حديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في جامع، أو مصنف، أو سنن، أو موطأ وما بين حافظ بحر جمع الحديث في مسند أو معجم أو نحو ذلك. وكان القرن الثالث الهجري هو العصر الذهبي الذي جمع عددًا هائلًا من الأئمة الكبار الذين دونوا وجمعوا سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في مسانيد.
ولما استقر عمل الأمة على الاعتماد في الأساس على ستة أو سبعة كتب وهي الأصول الستة، ومسند الإِمام أحمد، ولما كان فيها أصول حديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، كان انصراف الناس إليها انصرافًا يليق بمكانتها وعظم ما احتوته. ولما كان في هذه الأصول جل ما في مسانيد الأولين، فلا شك أنه ستبقى بقية في هذه المسانيد زائدة على ما في هذه الأصول، ولما كان البحث عن تلك الزوائد عسيرًا في بعض الأحيان، وصارفًا للوقت والجهد، ولحاجة الباحث والعالم إلى هذه الزوائد، تصدى الحفاظ لإِخراجها وجمعها على نحو يسهل الاستفادة منها. فكان من تصدى لهذا الأمر العظيم، حافظ عصره، ووحيد دهره الحافظ، الإِمام أبو الفضل أحمد بن حجر العسقلاني، عليه رحمات ربنا الباري، فكان من جملة مصنفاته النافعة، كتاب المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، فجرد فيه زوائد ثمانية كتب حوت كثيرًا من حديث النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى مَا في الكتب السبعة، فخرج لنا كتابًا عظيم الفائدة، أصلًا في بابه، لم يسبق إلى مثله في طريقة تأليفه وتصنيفه. وقد رأى قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين التابعة لجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية الحاجة ماسة إلى تحقيقه وخدمته الخدمة العلمية اللائقة. وبعد استشارة المتخصصين من العلماء الأفاضل مضيت قدمًا للمشاركة في تحقيق جزء من هذا الكتاب، فكان نصيبي منه هذا القسم الذي يبتدىء بـ (باب ما يقول من سافر) من كتاب الأذكار، (إلى آخر تفسير سورة النحل).
العوامل التي دعتني إلى تحقيق هذا الكتاب: كان من أبرز ما دعاني إلى المشاركة في تحقيق هذا الكتاب مما يلي: 1 - القناعة التامة أن خير ما يُشتغل به هو دراسة العلم الشرعي رجاء الثواب من الله تعالى. 2 - حبّي لعلم الحديث وكل ما يتعلق به. 3 - القيمة العلمية لهذا الكتاب من ناحية مادته العلمية الهائلة، فقد جمع مؤلفه رحمه الله زوائد كتب أصول، معظمها في عالم المفقود، وقد ضاعت ضمن ما ضاع من تراث علمائنا الأوائل، ومسؤولية إخراج هذا التراث وتحقيقه يقع على كاهل طلاب العلم وأهله المنتسبين إليه. 4 - الحرص على اكتساب الخبرة في تحقيق المخطوطات، عسى أن يوفقني الله تعالى لخدمة هذا العلم المبارك. 5 - التدرب على دراسة الأسانيد، والحكم على المتون من حيث القبول والرد. 6 - الوقوف على الجهد الهائل الذي بذله الأئمة رحمهم الله في جمع حديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم-. 7 - زيادة المعرفة بمنهج الأئمة في جرح الرواة وتعديلهم، ونهجهم هي قبول الأخبار.
8 - أن هذا الكتاب من نتاج إمام ألمعي، فذ، متخصص انتهى إليه معرفة علم الحديث، وعلاقتي بمؤلفاته قديمة جدًا، فتمكن حبه في قلبي، وقد علمت أن أحد كتبه في حاجة ماسة إلى خدمه، فما يكون لي أن أتوانى. العقبات التي واجهتني عند دراسة هذا الكتاب وتحقيقه: لقد واجهت أثناء دراسة هذا الكتاب وتحقيقه عقبات كثيرة استدعت بذل الجهد والعناء منها ما يتعلق بدراسة الأسانيد، إذ قد يمر راوٍ ليس من السهولة تمييزه لكونه أتى مبهمًا. أو يرد بعض من لم أجد له ترجمة، فأتوقف أسابيع لعلي أجد نورًا يرشد إليه، وقد يمر عَلَيّ بعض من اختلف فيهم فأنام وأصحو والخاطر مشغول به على أي حال يكون، بل إنه في بعض الأحيان قد أخرج لقضاء حاجة لأهلي، فلا أحس بالمسافة أو صعوبات الطريق، أو ما يمر من وقت وأنا أقلب فكري في حال ذلك الراوي. وقد تمر عَلَيّ بعض التحريفات في النصوص، وحيث أن أكثر المسانيد مفقودة فمن الصعب تحديد الوجه الصحيح. وقد أمضي قدمًا على خطأ قد ظهر لي أنه الصواب، وأقطع شوطًا بعيدًا ثم يتداركني الله برحمته، فأكشف ذلك الخطأ فأعيد ما بدأته، وقد يكون الحديث مخرجًا في كتاب ليس مما في يدي، فتمضي الأوقات وأنا أبحث عن هذا الكتاب وقد أسافر من أجل تحصيله. وأسأل الله تعالى أن يكتب الأجر والثواب.
ولمن تأمل القسم المحقق قد يلمس ويدرك مدى ما عانيته من هذه الصعوبات. ومن أعظم هذه الصعوبات، ما يتعلق بمن سطر هذه السطور، لما يتصف به الجنس البشري من قصور من ناحية، وقصر الباع في مجال البحث والتحقيق من جهة أخرى. منهج البحث: يمكن توضيح المنهج المعتمد في التحقيق والتعليق على النحو الآتي: أولًا - فيما يتعلق بالنسخ وفوارقها: اتخذت النسخة المحمودية أصلًا في صلب الكتاب، ورمزها (مح) -للميزات التي تمتاز بها- وقابلت باقي النسخ عليها، وهي نسخة مكتبة الرياض بدخنة ورمزها (سد)، ونسخة دار السلام عمرآباد، مدراس الهند، ورمزها (عم)، وكان المنهج في المقابلة على النحو التالي: 1 - إذا وجدت مخالفة في إحدى النسختين المقابل عليها، وأن ما في الأصل صحيح، أثبته، وجعلت ما في النسخة المقابل عليها في الحاشية. 2 - إذا كان الوجهان المختلفان يحتملان معنى، أثبت ما في (مح)، وذكرت ما في النسخة المخالفة في الحاشية وبينت وجهه. 3 - إذا كان ما في النسختين الأخريين صوابًا -والخطأ في (مح) - أثبت الصواب، وذكرت ما في (مح) مع بيان وجهه.
4 - إذا اتفقت النسخ الثلاث على خطأ ظاهر- وتبين لي الصواب بمراجعة كتاب الإِتحاف أو الكتب الأخرى، أثبته، ثم أنبه على ما في النسخ مع بيان وجه الخطأ. 5 - إذا لم يتبين لي وجه الصواب، في الخطأ الذي اشتركت فيه النسخ، أثبته في النص، وذكرت في الحاشية ما قد يترجح لي. 6 - أثبت جميع الفروق بين النسخ الثلاث، إلَّا ما لا تدعو الحاجة إلى إثباته كأن يأتي في بعضها حدّثنا وفي الأخرى ثنا، وكذا القول في أخبرنا ونا، إذ أن الثانية منهما اختصار للأولى، وكذلك يكون في بعضها اختصار للصيغ في الدعاء كـ: -صلى الله عليه وسلم- ورضي الله عنه، فأثبت ما في (مح). 7 - قمت بتصوير الآيات القرآنية الموجودة في صلب أحاديث الكتاب من المصحف. 8 - اتبعت الرسم الإِملائي الحديث في كتابة الرسالة، ولو كان مخالفًا لما في النسخ أو في إحداها (¬1)، أو كتبت على وجه غير صحيح ولا أشير إلى ذلك. 9 - قمت بذكر أوائل أرقام صفحات النسخ الخطية في طرف كل صفحة. ¬
ثانيًا- فيما يتعلق بالتعليق على الكتاب: 1 - قسمت الصفحة التي يذكر فيها الحديث من صلب الكتاب، إلى ثلاثة أقسام غالبًا وذلك على النحو التالي: - القسم الأول: أذكر فيه نص الحديث أو الأثر، أو كلام المصنف. - وفي القسم الثاني: أذكر فيه فوارق النسخ، مع ما قد يكون فيه من ترجيح أو تصويب إن وجد لكلمة في المتن أو السند ووضعتها بين قوسين. كما أذكر فيه التعليق على النص، إما بعزو الحديث إلى قائله إن كان المسند الذي فيه الحديث موجودًا، فإن كان مثله، قلت: بالإِسناد والمتن أو إن كان هناك فارق نبهت عليه إن وجد، أو لضبط اسم في السند أو المتن، أو شرح غريب أو بيان حكم أو ترجمة لشخص ذكر في متن الحديث، أو التعريف ببلد ذكر في المتن أو نحو ذلك. - القسم الثالث: الكلام على النص حديثيًا وذلك على التقسيم الآتي: 1 - تخريج الحديث: قمت بتوثيق النص بتخريجه من الكتب التي خرجت الحديث، وركزت في ذلك على بيان درجة المتابعة مع حديث الباب في أحد الرواة فقسمت ذلك بصورة مسلسلة، تعبدًا بمن تابع صاحب المسند عن شيخه، ومن تابع شيخ صاحب المسند وهكذا إلى الملتقى الأخير إن وجد ذلك، وبعد ذكر المتابعات حكمت على الحديث على ضؤها، وإن كان الملتقى ضعيفًا لم أشر إلى ذلك لوضوح أمره.
ثم قمت بذكر الشواهد إن كان الحديث ضعيفًا، أو حسنًا، التي ترقيه إلى درجة أعلى. فإن كان صحيحًا لم أذكر شواهده، إلَّا أن يكون قد تكلم في الحديث من حيث النكارة أو لغير ذلك. وقد راعيت التوسع في ذلك والإِطالة والاستقصاء ما أمكن، وأبين ذلك مفصلًا مستنيرًا مما أجده من أقوال أهل الاختحاص في ذلك. وأراعي في ذكر الشواهد ذكر أسماء الصحابة الذين رووا الشاهد لحديث الباب، فأسرده واحدًا تلو الآخر مقدمًا في ذلك غالبًا ما يكون في الصحيحين أو في أحدهما، أو يكون صحيحًا لذاته على غيره، فأذكره بمتنه، ثم أذكر من خرجه، ثم أذكر ملتقى أسانيدهم إلى منتهاه. فإن كان في الصحيحين أو أحدهما لم أذكر الحكم على صحته، إذ أنهما قد كفيانا ذلك. وإن لم يكن فيهما أو في أحدهما حكمت عليه حسب ما يظهر لي، مستنيرًا بأقوال أهل العلم في الحديث، ولا أرجع في الحكم على رواة السند إلى التقريب والكاشف ونحوهما من المختصرات، فإني قد أرجع إلى المطولات، إذ أنه قد يكون فيه علة خفية، كأن يكون الراوي يهم في حديث شيخ بعينه، أو أنه لم يسمع منه إلى غير ذلك من العلل الخفية. فأذكر ذلك بعبارة موجزة، مع الإِحالة إلى المصادر، ما لم يكن مترجمًا في الرسالة، فإني أحيل إلى رقمه العام فيها. 2 - الحكم على الإِسناد: بناء على ما توصلت إليه في مراتب الرواة واتصال السند وانقطاعه، ظاهرًا كان ذلك أو خفيًا، وذلك بمراجعة
كتب المدلسين والمراسيل والعلل، والإِشارة إلى ما فيه من علة وشذوذ وغير ذلك. أقوم بذكر رأيي في ذلك، وأنقل بعده كلام أهل العلم فيه، ولا سيما الحافظ البوصيري في كتابه إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة. فإن كان في المسندة قلت غالبًا: الإِتحاف (المسندة)، وإن كان المختصر قلت، الإِتحاف (مختصر). وإن كان الحديث المدروس متابعة لحديث سبق فإني أقوم بدراسة إسناد رجاله والحكم عليه بعد الانتهاء من الحكم على إسناد الحديث السابق. * * * وبعد هذا التصوير المبسط للطريقة التي اتبعتها لا بد من ذكر المنهج في أمور عامة على طول الرسالة وهي: 1 - خرجت الروايات التي أشار إليها المصنف ولم يوردها، كقوله في بعض الأحاديث: أصله في الصحيحين. أو رواه ابن ماجه مختصرًا أو غير ذلك. 2 - ضبطت في النص ما يحتاج إلى ضبط. 3 - شرحت الألفاظ والعبارات، التي رأيت أنها بحاجة إلى شرح من كتب الغريب وشروح الأحاديث. 4 - أنبه أثناء الرسالة على وهم وقع من المصنف حسب موضعه وذلك حسب فهمي القاصر.
5 - إذا ذكر المصنف حديثًا وأحال مما يدل عليه، وذكر أنه قد تقدم ذكره في باب قد سبق، أذكر في الحاشية موضعه. 6 - اعتمدت على ضبط الأسماء على كتابي التقريب والمغني في ضبط أسماء الرجال، ولم أعز إليهما لسهولة الرجوع إليهما. 7 - اختصرت بعض أسماء المصادر حين العزو إليها لشهرتها ومعرفتها كالطبقات الكبرى لابن سعد، فإني أذكرها تارة باسمها وتارة باسم الطبقات، وكذلك التاريخ الكبير للبخاري، فتارة أذكره، وتارة أكتفي بالتاريخ، وكذلك الجرح والتعديل، فتارة أذكره، وتارة أكتفي بكلمة الجرح، وكذلك كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، فإني أقتصر على كلمة المجمع، وتارة مجمع الزوائد، وكذلك مجمع البحرين في زوائد المعجمين، فإني أكتفي بكلمة مجمع البحرين، وفتح الباري بشرح صحيح البخاري، فاقتصر على كلمة الفتح، وتهذيب التهذيب، أقتصر على كلمة التهذيب، وميزان الاعتدال في نقد الرجال، أقتصر على الميزان، أو ميزان الاعتدال، وكذلك لسان الميزان، أقتصر على كلمة اللسان، وسير أعلام النبلاء، فاقتصر على كلمة السير، وتعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، فأقول طبقات المدلسين، وجامع التحصيل في أحكام المراسيل، فأقتصر على جامع التحصيل، وأسد الغابة في معرفة الصحابة، فأقول أسد الغابة، والاستيعاب في أسماء الأصحاب فأقول الاستيعاب، والإِصابة في تمييز الصحابة، فأقول الإِصابة، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب فأقول الشذرات، والمستدرك على الصحيحين للحاكم فأقتصر على المستدرك،
والنهاية في غريب الحديث، فأقول النهاية، والقاموس المحيط فأقول القاموس، ولسان العرب المختصر سميته اللسان (ترتيب). 8 - قمت بعزو الأحاديث والآثار عند التخريج إلى الكتب التي خرجتها، فما كان في الكتب الستة، ذكرت مكان موضعه بالرقم والصفحة، والكتاب والباب وأشرت إلى الرقم بالنسبة لسنن أبي داود وابن ماجه. وكذلك في مصنف ابن أبي شيبة، وسنن البيهقي، وعمل اليوم والليلة لابن السني، مضيفًا إلى الأخير رقم الحديث، وأما الباقي فعزوت إلى رقم الجزء والصفحة. 9 - كتاب العلل ومعرفة الرجال، للإِمام أحمد له روايتان، فما كان من رواية عبد الله بن أحمد، سميته معرفة الرجال، وعزوت إلى الرقم والصفحة، وما كان من رواية غيره سميته العلل، وعزوت إلى أرقام النصوص. 10 - عزوت إلى صحيحي البخاري ومسلم، المطبوع أولهما على متن فتح الباري للمصنف وقلت بعده: (فتح)، والآخر المطبوع على متن شرح النووي له، وقلت بعده (نووي). 11 - متى أطلقت العزو إلى ابن حبّان، فأقصد في ذلك الأحاديث الواردة في صحيحه عن طريق ترتيبه المسمى بالإِحسان، وكذلك إذا أطلقت العزو إلى الحاكم، فإلى المستدرك على الصحيحين له، وكذلك أحمد والبزار وأبي يعلى والطيالسي فإلى مسانيدهم، وكذلك ابن جرير فإلى جامع البيان له.
12 - في كتابي الضعفاء والمتروكين، للنسائي، والدارقطني والمجروحين لابن حبّان، أذكرها أحيانًا بهذا الاسم على الحكاية وأحيانًا أقول والمتروكون، والمجروحون، على الإِعراب. 13 - عزوت إلى الأرقام في كتب سؤالات العلماء عن الرجال. * * * وختامًا لا يسعني إلَّا أن أتقدم بجزيل الحمد والثناء لله المتفضل على عبده بسائر النعم، هو وحده المعين، وهو المستعان، ثم أتقدم بعد ذلك بجزيل الشكر لكل من ساهم معي بإخراج هذه الرسالة وأخص منهم بالثناء كل من: 1 - أخي الكريم عبد الله بن محمَّد بن حميد الذي فتح لي أبواب مكتبته العامرة في أن أستعير منها ما أشاء، وكان عونًا لي بعد الله تعالى في تهيئة كثير من الظروف القياساعدت على إخراج هذا العمل. 2 - أخي الكريم سليمان بن محمَّد بن حميد، وذلك لما تفضل به عَلَيّ من عناية وتشجيع خلال السنة المنهجية، التي قضيتها بمدينة الرياض العامرة فكان خير رفيق ومعين. 3 - وإلى أخ كريم لم تكتحل عيناي برؤيته عيانًا، ولو قدر له أن يرائي أو أن أراه لما عرفته، ولكني عرفته معرفة وثيقة من خلال عمل مشابه لعملي تقدم به إلى قسم السنة وعلومها بالكلية، فكان هذا العمل خير معين لي في تذليل كثير من العقبات، وإلقاء الضوء على بعض الطرق المظلمة، ذلكم هو الأخ الفاضل: باسم طاهر عناية. وفقه الله تعالى.
4 - ثم شكري لفضيلة الدكتور عبد العزيز بن حمد المشعل المشرف على هذا البحث، الذي وجدت فيه المثال على التواضع الجم والأخلاق الفاضلة، وكان مقدرًا تمام التقدير للصعوبات التي أواجهها فما بخل علي بالنصح والتوجيه، والإِرشاد، وربما طرقت عليه بالهاتف في أوقات راحته فما أجد من إحساس عند سماع كلامه إلَّا وكأنه يبتسم مع كل كلمة يوجهها، مما يدل على صفاء النفس وحسن التعامل اللائق وبأمثاله من أهل العلم الأماجد. ولو كان لي بكل جارحة لسان ما وفيت حقه. والشكر موصول للأخ الفاضل الدكتور سعد بن ناصر الشثري وفَّقه الله، الذي كان صاحب فضل في إخراج الكتاب كاملًا بهذه الصورة، فجزاه الله خيرًا. ودعواتي الخالصة في ختام كلامي أن يتغمد الله مؤلف هذا الكتاب بواسع رحمته، وأن يجزيه عن أهل الحديث خير الجزاء، وأن يجعل ما سطره في كتبه وأوراقه في ميزان حسناته يوم القيامة. هذا وصلَّى الله على سيدنا محمَّد وعلى آله وأصحابه وسلَّم. • • •
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن حميد تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد الرابع عشر 27 - 28 آخر كتاب الأذكار - أوّل كتاب التّفسير (3374 - 3649)
22 - باب ما يقول من سافر
22 - باب ما يقول من سافر 3374 - قال أبو يعلى (¬1): حدّثنا أبوكريب، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسَاوِرٍ الْعِجْلِيِّ، عن الحسن (¬2) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمْ يُرِدْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَفَرًا قطُّ، إلَّا قَالَ حِينَ يَنْهَضُ مِنْ جُلُوسِهِ، اللَّهُمَّ بِكَ انْتَشَرْتُ، وَإِلَيْكَ تَوَجَّهَتْ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي، وَأَنْتَ رَجَائِي، اللَّهُمَّ اكْفِنِي مَا أهمَّني، وَمَا لَا أَهْتَمُّ (بِهِ) (¬3)، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، وزودني التقوى، واغفر لي، ووجهني للخير حيثما توجهت (¬4). ¬
3374 - الحكم عليه: ضعيف جدًا، عمر بن مساور متروك، والمحاربي مدلس وقد عنعن، وكذلك الحسن، وضعفه الهيثمي في المجمع (10/ 133)، بعمر بن مساور، وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف المسندة، وفي المختصرة (3/ 20 أ). =
تخريجه: عن أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 86). وابن السني في عمل اليوم والليلة (145). باب ما يقول إذا خرج في سفر (رقم 497): أخرجه عنه وعن أبي عروبة وأبي جعفر بن زهير كلهم عن أبي كريب به وتابع أبا كريب عن المحاربي جماعة: 1 - هارون بن إسحاق، أخرجه المحاملي في الدعاء (رقم35)، والبيهقي في سننه في كتاب الحج باب الدعاء إذا سافر (5/ 250). كلاهما عن هارون بن إسحاق. 2 - عبده بن عبد الرحيم، أخرجه عنه ابن عدي في الكامل، في ترجمة عمر بن مساور. حدّثنا عبد الله بن طويط، ثنا عبده. 3 - محمَّد بن سعيد الأصبهاني، أخرجه المحاملي في الدعاء (رقم36) والطبراني في الدعاء (2/ 1173: 805) كلاهما عن محمَّد بن سعيد ابن الأصبهاني أربعتهم عن المحاربي، عن عمر به. وفي حديث ابن عدي فائدة، إذا صرح المحاربي بالسماع من عمر، إلَّا أني لم أعرف شيخ ابن عدي لكنَّ الحديث يبقى على ضعفه الشديد، فمداره على عمر بن مساور وهو متروك كما تقدم.
3375 - حدّثنا (¬1) عمرو بن الحصين، أنا (يحيى) (¬2) بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ (سُهَيْلٍ) (¬3)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ سَفَرًا فَلْيُسَلِّمْ عَلَى إِخْوَانِهِ، فَإِنَّهُمْ (يَزِيدُونَهُ) (¬4) بِدُعَائِهِمْ إلى دعائه خيرًا". ¬
3375 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف فيه: عمرو بن الحصين متروك، وشيخه متهم بالوضع، قال الطبراني في الأوسط (3/ 402): لم يرو هذا الحديث عن سهيل إلَّا يحيى بن العلاء البجلي وهو ضعيف. وضعفه البوصيري في المسندة والمختصرة (3/ 20 أ) بعمرو بن الحصين، وقال الشيخ الألباني حفظه الله في ضعيف الجامع الصغير (1/ 1340): موضوع، قلت: حكم ابن عدي على أحاديث يحيى بأنها موضوعه، كما في ترجمته عنده.
تخريجه: تابع أبا يعلى عن عمرو بن الحصين إبراهيم بن هاشم البغوي أخرجه عنه الطبراني في الأوسط (3/ 402). وإبراهيم ثقة كما في تاريخ بغداد (6/ 203). وللحديث شاهد من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه، مرفوعًا: إذا أراد أحدكم سفرًا فليودّع إخوانه، فإن الله عَزَّ وَجَلَّ جاعل له في دعائهم البركة. أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 780: 865) حدّثنا أحمد بن سهل العسكري، حدثني أيوب بن خوْط، عن نفيع بن الحارث، عن زيد به. =
= وهذا إسناد مثل سابقه فيه: 1 - نفيع بن الحارث أبو داود الأعمى وهو متروك كذبه ابن معين، كما في التقريب (2/ 306). 2 - أيوب بن خوط، متروك كما في التقريب (1/ 89). وزاد صاحب الكنز نسبته إلى ابن النجار وابن عساكر والديلمي في الفردوس (6/ 702، 703). فالحديث مثلما تقدم تالف ولا عبرة بهذا الشاهد.
3376 - حدّثنا (¬1) عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ (¬2)، ثنا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا عَلَا نَشَزًا (¬3) مِنَ الْأَرْضِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَكَ الشَّرَفُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ، وَلَكَ الحمد على كل حال. ¬
3376 - الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف، للين عمارة، وضعف زياد النميري. وضعفه البوصيري بزيادة (3/ 20 أ).
تخريجه: تابع بشر بن السري عن عمارة جماعة: 1 - حسن بن موسى الأشيب عند أحمد عنه (3/ 239). 2 - مسلم بن إبراهيم عند الطبراني في الدعاء (رقم 849). 3 - حدّثنا علي عبد العزيز، ثنا مسلم. 4 - شيبان بن فروخ عند ابن السني في عمل اليوم والليلة (153) باب ما يقول إذا علا شرفا من الأرض (رقم 523)، أخبرنا ابن منيع، حدّثنا شيبان. 5 - عبيد ابن أبي قرة عن المحاملي في الدعاء (رقم 39) حدّثنا الفضل بن سهل، ثنا عبيد. 6 - روح بن عبادة عنده أيضًا (رقم 40) حدّثنا يعقوب بن إبراهيم والفضل بن سهل، حدّثنا روح. =
= 7 - يحيى بن إسحاق السيلحيني عنده أيضًا (رقم 41) حدّثنا محمَّد بن أشكاب حدّثنا يحيى بن إسحاق كلهم عن عمارة به. وهذا الحديث مما يتعقب به على المصنف، فقد أخرجه أحمد كما ترى ويتعقّب به على البوصيري، إذ عزاه إلى أبي يعلى، وخرَّجه من طريقه ولم يذكر أن أحمد قد خرجه.
23 - باب اتقاء دعوة المظلوم
23 - بَابُ اتِّقَاءِ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ 3377 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عطية، عن أبي سعيد رضي الله عنه رفعه (¬1): إخشوا (دعوة) (¬2) المظلوم. ¬
3377 - الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف، إن كان أبو سعيد هو الصحابي، لضعف عطية. وإن كان الكلبي، فهو واه بمرة منقطع. والحديث سكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (مختصر) (3/ 20 أ).
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (10/ 274)، كتاب الدعاء باب في دعوة المظلوم بالإسناد ولفظه: اجتنبوا دعوة المظلوم. =
= ومن طريق عبيد الله بن موسى أخرجه البخاري في التاريخ (9/ 139) بالإِسناد والمتن، وأبو يعلى (2/ 114) عن أبي خثيمة، عن عبيد الله به بلفظ ابن أبي شيبة في المصنف وزاد: وقال عطية: قال رجل من أهل خراسان: قال أبو هريرة: ما بينها وبين الله حجاب. قلت: قد ثبت الأمر باجتناب دعوة المظلوم في أحاديث: أولًا: عن ابن عباس رضي الله عنهما، لمّا أرسل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فأوصاه بوصايا منها: (واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) أخرجه البخاري في الزكاة، باب الأخذ الصدقة من الأغنياء، وتردّ على الفقراء حيث كانوا (الفتح 3/ 357). وفي المظالم: باب الإِتقاء والحذر من دعوة المظلوم (الفتح5/ 100). وفي المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع (الفتح 8/ 64). ومسلم في الإِيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين، وشرائع الإِسلام (نووي 1/ 196). وأبو داود في الزكاة، باب في زكاة السائمة (2/ 14). والترمذي في الزكاة، باب ما جاء في كراهية أخذ خيار المال في الصدقة (2/ 69) وفي البر، باب ما جاء في دعوة المظلوم (3/ 248). والنسائي: الزكاة، باب وجوب الزكاة (5/ 2). وفي إخراج الزكاة من بلد إلى بلد (5/ 55). وابن ماجه في الزكاة، باب فرض الزكاة (1/ 568: 1783). وأحمد (1/ 233). وابن أبي شيبة في المصنف في الدعاء، باب في دعوة المظلوم (10/ 274). والدارمي في الزكاة، باب فضل الزكاة (1/ 379). =
= وابن خزيمة (4/ 58: 2346)، والطبراني في الدعاء (3/ 1416: 1320)، والدارقطني في سننه (2/ 136). والبيهقي في الصدقات، باب من جعل الصدقة في صنف واحد (7/ 7). وفي من قال لا يخرج صدقة قوم منهم من بلدهم (11/ 8). والبغوي في شرح السنة (5/ 472). كلهم بأسانيدهم عن زكريا بن إسحاق، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عن أبي معبد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، به. قال الترمذي: حسن صحيح. ثانيًا: حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "اتقوا دعوات المظلوم، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارات". أخرجه الحاكم (1/ 29) بطريقين عن أبي كريب، ثنا حسين بن علي -هو ابن الوليد الجعفي- عن زائدة، عن عاصم بن كليب، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما به. وهذا إسناد صحيح، عاصم بن كليب، إنما تكلم فيه من أصل الإِرجاء، وهو ثقة مأمون في الحديث، كما صرح به غير واحد. ثالثًا: عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: اتقوا دعوة المظلوم. أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ (2/ 119، 7/ 273). مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ عن معروف بن سويد، قال: سمعت علي بن رباح، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهذا إسناد رجاله ثقات، غير معروف بن سويد لم يوثقه إلَّا ابن حبّان، فحديثه حسن في الشواهد. رابعًا: عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اتَّقُوا دعوة المظلوم =
= وإن كان كافرًا، فإنه ليس بينها حجاب. أخرجه أحمد (3/ 153). وابن معين في تاريخه (4/ 458). ومن طريقه الدولابي في الكنى (2/ 73). والقضاعي في مسنده (2/ 960:97). كلهم بأسانيدهم عن يحيى بن أيوب، حدّثنا أبو عبد الله الأسدي، عن أنس. وأبو عبد الله هكذا سمى عند أحمد. وسمي عند ابن معين عبد الرحمن بن عيسى. وسمي عند الطبراني في الدعاء (3/ 1416: 1312) أبو عبد الغفار الأسدي. وهذا اضطراب في تسميته. فهو ضعيف لا يطمئن إلى الحكم إليه، وقد قوَّاه العلامة الألباني بأنه كنية لابن عيسى والله أعلم، وانظر السلسلة الصحيحة (2/ 410: 767). خامسًا: عن خزيمة بن ثابت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تحمل على الغمام، يقول الله عزَّ وجلّ، وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين". أخرجه البخاري في التاريخ (1/ 186). والدولابي في الكنى (2/ 132)، والخرائطي في مساويء الأخلاق (رقم640). والطبراني في الكبير (4/ 84)، وفي الدعاء (رقم 1317، 3/ 1414). والقضاعي في منده (15/ 427: 733). كلهم بأسانيدهم عن سعد بن عبد الحميد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمَّد بن عمران بن إبراهيم بن محمَّد بن طلحة بن عبيد الله، قال حدثني خزيمة بن محمَّد بن عمار بن خزيمة بن ثابت، عن أبيه، عن جده خزيمة. قال الهيثمي في المجمع (10/ 154): وفيه من لم أعرفه. =
= يقصد به عبد الله بن محمَّد بن عمران. وشيوخه في عداد المجهولين. سادسًا: عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا علي اتق دعوة المظلوم، فإنما يسأل الله حقه، وأن الله لم يمنع ذا حق حقه". أخرجه الخرائطي في مساويء الأخلاق (284: 648). وأبو نعيم في الحلية (3/ 202)، والخطيب البغدادي في موضِّح الجمع والتفريق (2/ 138) بأسانيدهم عن منصور ابن أبي سليمان الأسود، ثنا صالح بن حسان، عن جعفر، عن محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، به. وهذا إسناد ضعيف جدًا، صالح بن حسان النضري متروك كما في التقريب (1/ 358)، وبعد هذا- فحديث الباب صحيح لغيره بحديث معاذ وابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم، على الاحتمال الأول المذكور في الحكم على إسناد الحديث.
24 - باب ما يقول إذا هاجت الريح
24 - باب ما يقول إذا هاجت الريح 3378 - [1] قال مسدّد: حدّثنا خَالِدٌ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا ثارت الريح، اسْتَقْبَلَهَا وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا، وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا (¬1)، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلَا تَجْعَلْهَا عَذَابًا). [2]، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬2): حدّثنا (وهب) (¬3)، ثنا خالد نحوه. ¬
3378 - الحكم عليه هذا حديث ضعيف الإِسناد جدًا حسين بن قيس متروك. وضعفه البوصيري بهذا كما في الإِتحاف مختصر (3/ 20 أ) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 139) وفيه حسين بن قيس الملقب بحنش وهو متروك. =
= تخريجه: من طريق مسدّد أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 213) ثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدّد، به. وتابع مسددًا ووهبًا عن خالد الطحان محمَّد بن بكير الحضرمي إلَّا أنه سمى حسينا حسين بن عبد الله أخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 1258: 977) حدّثنا أحمد بن محمَّد بن علي الخزاعي الأصبهاني، ثنا محمَّد بن بكير الحضرمي، ثنا خالد بن عبد الله، عن حسين بن عبد الله، به إلَّا أن في أوله: اللهم إني أسألك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها ومن شر ما أرسلت به ثم ذكر الباقي كالحديث. قلت: حسين هذا هو الرحبي ولعل هذا من محمَّد بن بكير الحضرمي فإنه كان يخطىء كما في ترجمته في التهذيب (9/ 70). وتابع خالد الطحان عن الحسين علي بن عاصم أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 213)، وفي الدعاء في الموضع السابق. والخطابي في غريب الحديث (1/ 179). بإسناديهما عن عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، ثنا أبي، عن الحسين، به بلفظ محمَّد بن بكير عن الطحان. ورواه العلاء بن راشد عن عكرمة عند الشافعي في مسنده (1/ 175) (ترتيب). ومن طريقه البغوي في التفسير (4/ 376). قال: أخبرنا من لا أتهم قال: أخبرنا العلاء بن راشد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، بنحوه. وهذا إسناد ضعيف جدًا فيه: شيخ الشافعي وهو إبراهيم ابن أبي يحيى متروك متهم مشهور، وقد كان الشافعي رحمه الله يسميه بهذا، كما يظهر هذا في ترجمة ابن أبي يحيى. =
= 2 - العلاء بن راشد مجهول، كما يظهر ذلك من ترجمته في تعجيل المنفعة (323: 828). وقد رواه أبو الشيخ في العظمة (4/ 356: 874) وفيه ما يدل على أن العلاء إنما سمعه من أبي علي الرحبي. قال: حدّثنا ابن أبي عاصم، حدّثنا محمَّد بن الحسين، حدّثنا شيخ سماه حدّثنا الفرات بن خالد، حدّثنا عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن العلاء بن راشد، عن أبي علي، عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما. وهذا الإِسناد فيه ضعف ظاهر كما ترى. وقد ثبت الحديث موقوفًا على ابن عباس رضي الله عنهما. أخرجه ابن أبي شيبة في الدعاء من مصنفه باب ما يدعى به للريح إذا هب (10/ 217)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (رقم 1035) بإسناديهما عن منصور، عن مجاهد، قال: هاجت ريح أو هبت ريح فسبوها، فقال ابن عباس رضي الله عنهما، لا تسبوها فإنها تجيء بالرحمة وتجيء بالعذاب، ولكن قولوا: اللهم اجعلها رحمةً ولا تجعلها عذابًا. وهذا سند صحيح. قلت: ومثله لا يثبت من قبيل الرأي فله حكم الرفع، والله أعلم.
3379 - وحدثنا (¬1) أبو هشام الرِّفَاعِيُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ رِشْدِينَ (¬2) بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أن النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ (إِنِّي) (¬3) أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَجِيءُ بِهِ الرِّيحُ، وَشَرِّ مَا تَجِيءُ به الرسل. ¬
3379 - الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف لضعف أبي هشام الرفاعي، ورشدين وبالثاني ضعفه البوصيري (3/ 20 أ) في الإِتحاف (مختصر).
تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1008) عن أبي يعلى وتابع أبا يعلى إبراهيم بن محمَّد بن الحسين حدّثنا أبو هشام، به أخرجه الشيخ في العظمة عن إبراهيم، به (3269: 837). والإِستعاذة من شر ما تجيء به الريح ورد فيه حديثان: عن علي رضي الله عنه قال: أكثر ما دعى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشية عرفة في الموقف، وذكر فيه: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تجيء به الريح. أخرجه الترمذي في الدعوات (5/ 198). والبيهقي في الشعب (3/ 387). من طريق قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عن خليفة بن حصين، عن علي رضي الله عنه، به مرفوعًا. وقيس بن الربيع ضعيف الحديث كما في ترجمته في الميزان (3/ 396). وقد توبع خليفة بإسناد آخر: =
= أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (الجزء المضاف على الهندية) حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أخيه، عن علي رضي الله عنه، بنحوه مرفوعًا (443) وهذا إسناد ضعيف: موسى ضعيف كما في ترجمته (رقم 69)، وأخوه يظهر أنه عبد الله، ولم يسمع من علي رضي الله عنه كما في التهذيب (5/ 271). ثانيًا: من حديث جابر رضي الله عنه قال: كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-صلى الله عليه وسلم-: اللهم إني أعوذ بك من شر الريح، ومن شر ما تجيء به الريح ومن ريح الشمال فإنها الريح العقيم. أخرجه الحاكم (2/ 467)، أخبرنا عبد الله بن محمَّد بن إسحاق الخزاعي بمكة، ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، -ورد في المستدرك: ابن أبي مرة، والتصويب من كتب الرجال-، ثنا يحيى بن محمَّد البخاري، حدثني عبد الله بن الحارث بن فضيل الخطمى، عن أبيه، عن جابر رضي الله عنه، به ولم أجد ترجمة شيخ الحاكم. والحديث يبقى على ضعفه.
3380 - وقال عبد (¬1): حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ، ثنا فِطْرُ (¬2) بْنُ خليفة، عن حبيب ابن أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (الرِّيحُ مِنْ نَفَسِ الله عزَّ وجلّ، فإذا رأيتموها فسلوا الله تعالى من خيرها، وتعوذوا بالله من شرها). ¬
3380 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد تالف وفيه علل: 1 - محمد بن القاسم الأسدي متهم بالكذب، والحمل عليه. 2 - عنعنة حبيب ابن أبي ثابت وهو مدلس. 3 - يحيى بن جعدة لم يلق أبا الدرداء رضي الله عنه كما نقل ابن حجر عن ابن المديني في التهذيب (11/ 169). وضعفه البوصيري محمد بن القاسم وقال: هو ضعيف كما في الإِتحاف المسندة والمختصرة (3/ 20/ب).
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد والمتن إلَّا عند عبد بن حميد. والحديث ثابت دون قوله، "من نفس" وفيه عَنْ: 1 - أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الريح من روح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا به من شرها". أخرجه أبو داود في الأدب باب ما يقول إذا هاجت الريح (4/ 326: 5097)، =
= والنسائي في عمل اليوم والليلة (270). وابن ماجة في الأدب باب النهي عن سب الريح (2/ 1228: 3727)، وأحمد (2/ 250،409، 436، 437). وعبد الرزاق في المصنف (11/ 88)، والشافعي في مسنده (1/ 200). وابن أبي شيبة في الدعاء من مصنفه باب ما يدعى به للريح إذا هبت (10/ 216). والبخاري في الأدب المفرد (رقم 909/ 302)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 382)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 1029:924)، وأبو يعلى في مسنده (5/ 421)، والطبراني في الدعاء (2/ 1255: 971 و 972 و 973). وابن حبّان في صحيحه (3/ 287)، وأبو الشيخ في العظمة (339: 816) والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 399). والحاكم في مستدركه (4/ 285)، وصححه. والبيهقي في سننه (3/ 361). وفي شعب الإِيمان (4/ 315). كلهم بأسانيدهم عن الزهري عن ثابت بن قيس الزرقي عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفي الحديث قصة. وهذا إسناد صحيح. 2 - عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمِثْلِ حديث أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه الترمذي في القدر باب النهي عن سب الريح وقال حسن صحيح. وأخرجه أحمد (5/ 123). والنسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 939، 943، 944). وأبو الشيخ في العظمة (339: 815). والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 399) =
= بأسانيدهم عن حبيب ابن أبي ثابت ثنا ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عنه. وهذا الحديث فيه اضطراب في وقفه ورفعه وفي إسقاط بعض الرواة، وانظر الأدب المفرد للبخاري (رقم720) وانظر مستدرك الحاكم (2/ 272). والأسماء والصفات للبيهقي (2/ 210). فمن هنا تعلم أن الحديث بلفظ نفس منكر والمعروف ما ذكرته مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
3381 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرحمن، حدثني يزيد ابن أبي (عبيد) (¬1) قال: سمعت سلمة بن الأكوع رضي الله عنه يَرْفَعُهُ: كَانَ إِذَا (اشْتَدَّتِ) (¬2) الرِّيحُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لقحًا (¬3) لا عقيمًا. ¬
3381 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن، المغيرة بن عبد الرحمن لا بأس به، قال الحاكم: على شرط الشيخين، قال النووي في الأذكار (163): رويناه بالإِسناد الصحيح عن سلمة، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، غير المغيرة بن عبد الرحمن وهو ثقة قاله في المجمع (10/ 138). قلت: أخرج له البخاري مقرونًا بغيره، وهو ليس من رجال مسلم. وقال البوصيري في الإِتحاف (3/ 20ب) (مختصر): رواته ثقات.
تخريجه: أخرجه عن أبي يعلى كل من: ابن حبّان (3/ 288). وابن السني في عمل اليوم والليلة باب ما يقول إذا هبت الريح (رقم 300 ص 94) ورواه عن أحمد بن عبدة كل من: عبدان الأهوازي عند الطبراني في الكبير (7/ 33)، وفي الأوسط عن إبراهيم بن هاشم البغوي (3/ 409). والحسن بن سفيان عند البيهقي (3/ 364)، في الاستسقاء باب أي الريح يكون =
= بها المطر. كلهم عن أحمد بن عبده، به. ورواه عن المغيرة بن عبد الرحمن متابعة لابن عبدة: أحمد ابن أبي بكر عند البخاري في الأدب المفرد (242: 719) باب الدعاء عند الريح. وإسماعيل ابن أبي أويس عند الحاكم بإسناده إليه (4/ 285) والحديث حسن كما تقدم إذ أن مداره على المغيرة بن عبد الرحمن وهو لا بأس به.
25 - باب ما يقول (إذا) انفلتت دابته
25 - بَابُ مَا يَقُولُ (إِذَا) (¬1) انْفَلَتَتْ دَابَّتُهُ 3382 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬2): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَعْرُوفُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ (سَعِيدٍ) (¬3)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ (ابْنِ بُرَيْدَةَ) (¬4)، عن عبد الله رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِذَا انْفَلَتَتْ دَابَّةُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضِ (فَلَاةٍ) (¬5) (¬6)، فَلْيُنَادِ، يَا عِبَادَ اللَّهِ احْبِسُوا، يَا عِبَادَ الله إحبسوا، (فإن لله تبارك وتعالى في الأرض حاضرًا سيحبسة (¬7) (¬8). ¬
3382 - الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف. 1 - معروف بن حسان ضعيف الحديث. 2 - سماعه من سعيد لا يدري أقبل الاختلاط أم بعده. 3 - قتادة مدلس وقد عنعن. 4 - الانقطاع بين ابن بريدة وابن مسعود رضي الله عنهم، نقله العلامة الألباني في سلسلته الضعيفة عن ابن حجر رحمه الله. وبالأول أعله البوصيري كما في الإتحاف (3/ 14ب). وبه أعله الهيثمي في المجمع (10/ 135).
تخريجه: وعن أبي يعلى أخرجه ابن السني في باب ما يقول إذا انفلتت الدابة (149: 510)، ووقع فيه خطأ من الناسخ فقال فيه عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه. والذي يدل على هذا أن ابن حجر كما نقل الشيخ الألباني عن ابن علان قال: أخرجه ابن السني ولما أتى إلى العلة قال: في المسند انقطاع بين ابن بريدة وابن مسعود. وتابع أبا يعلى عند الطبراني في الكبير (10/ 267) حدّثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، ثنا الحسين بن عمر بن شقيق به. وللحديث شاهد من حديث عتبة بن غزوان رضي الله عنه عند الطبراني في الكبير (17/ 117) قال حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي، ثنا عبد الرحمن بن شريك، حدثني أبي، عن عبد الله بن عيسى، عن زيد بن علي، عن عتبة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إذا أضل أحدكم شيئًا أو أراد أحدكم عونًا، وهو بأرضٍ ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله: أغيثوني، فإن لله عبادًا لا نراهم. قال الطبراني: وقد جرب ذلك: =
= وهذا إسناد ضعيف. 1 - أحمد بن يحيى الصوفي أثنى عليه في جانب العبادة والزهد، إلَّا أن مرتبته في الجرح والتعديل غير معروفة، وقد روى عنه جماعة. راجع ترجمته في حلية الأولياء (10/ 314)، تاريخ بغداد (5/ 213). 2 - عبد الرحمن بن شريك ووالده سيئا الحفظ. 3 - الانقطاع بين زيد بن علي وعتبه بن غزوان، ولد زيد بن علي في سنة ثمانين، وكانت وفاة عتبة رضي الله عنه في سنة عشرين. وله شاهد أيضًا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. أخرجه البزّار كما في مختصر زوائد البزّار (2/ 420:128). قال حدّثنا موسى بن إسحاق، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن أسامة بن زيد، عن أبان بن صالح، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: (أن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة، يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض، فليناد: يا عباد الله أعينوني). وهذا حديث حسن الإسناد، أسامة بن زيد حديثه من قبل الحسن وقد حسن إسناده الحافظ ابن حجر كما نقل الألباني عن ابن علان، وكما في زوائد البزّار له. وخالف حاتم بن إسماعيل عبد الله بن فروخ وجعفر بن عون وروح بن عبادة فوقفاه عند البيهقي في الشعب (2/ 445، 6/ 128: 6797). والعبرة والصحيح، والله أعلم أنه موقوف فعبد الله وجعفر وروح بن عبادة ولا سيما الأخير أوثق من حاتم بن إسماعيل. وإذا كان كذلك فله حكم الرفع إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ العلامة الألباني حفظه الله: فالحديث عندي معلول بالمخالفة، والأرجح أنه موقوف، وليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع، لاحتمال أن يكون ابن عباس رضي الله عنهما، تلقاها من مسلمة أهل الكتاب. انتهى ما قاله في السلسلة الضعيفة (2/ 112). =
= قلت: وهذا كلام حسن إلَّا أن فيه توسع، فإن تلقى الصحابي وغيره من أهل الكتاب هو في أخبار الماضين والأمم السابقة، والأنبياء السالفين وبدء الخلق، وأخبار الجان، وغير ذلك، فهذا الذي يحتمل أن يكون مأخوذا عن أهل الكتاب، أما الأحكام الشرعية، والآداب الدينية والأذكار والدعوات والأسماء والصفات، ونحوها، فلا يمكن أن تتلقى عن أهل الكتاب؛ لأنها أمور دينية يترتب عليها أحكام في الدين والعقيدة، فالصحابي لا يجزم بهذه الأمور ويحدث بها إلَّا وله مستند من كلام رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، والظن بالصحابة رضي الله عنهم لا يسمح بأن يأخذوا عن أهل الكتاب الأحكام الشرعية، ثم يجزموا في تحديثهم بها، بل لم يعهد عنهم مثل ذلك، وإنما كانوا يتوسعون فيما ذكرت والمجال فيها واسع. فمن الأجدى أن تضبط المسألة بضابط، وإلاَّ لتسلسل هذا القول في سائر الصحابة لأن الإِنسان لا يستطيع الجزم بأن فلانا من الصحابة لم يأخذ من مسلمة أهل الكتاب، فحقيق أن تخصص هذه المسألة مما ذكرت في الصحابة الذين قيل أنهم أخذوا عن أهل الكتاب كعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن سلام وغيرهما رضي الله عنهما، بدلًا من رد الموقوفات التي لها حكم الر فع عليهم، والله أعلم. فظننا في مثل هذا الحديث بابن عباس رضي الله عنهما أنه من هذا القبيل له حكم الرفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
26 - باب ختم المجلس
26 - باب ختم المجلس 3383 - قال أبو بكر: حدّثنا أبو الْأَحْوَصُ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، حدّثنا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- (رضي الله عنه)، أنه جَلَسَ مَجْلِسًا، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ، قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كلمات علمنيهن جبريل عليه السلام كفارات لخطايا المجلس. * إسناده صحيح، وأبو معشر كوفي (اسْمُهُ) (¬1) زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ. (132) وَفِي بَابِ الِاسْتِغْفَارِ من كتاب الزهد حديث في الاستغفار (¬2). ¬
3383 - الحكم عليه: الحديث إسناده صحيح، كما قال المصنف وقاله أيضًا في نكته على كتاب ابن الصلاح. وتسمية الإِسناد ورجاله، لم أثبتها من كتب الرجال، فليس فيها اثبات الرواية لهم عن بعض فيما عدا شيخ ابن أبي شيبة أبو الأحوص وإنما أثبتها من تسمية الحافظ للإِسناد في نكته على كتاب ابن الصلاح (2/ 739).
تخريجه: لم أعثر عليه فيما بين يدي من الكتب. وفي الباب عن أبي هريرة وأبي برزة، والسائب بن يزيد، وعائشة وابن عمر وأبي سعيد رضي الله عنهم. وفيه عن ابن مسعود وعلي وعبد الله بن عمرو وأنس رضي الله عنهم وانظر النكت على كتاب ابن الصلاح (2/ 726)، فما بعدها.
27 - باب الحمد
27 - باب الحمد 3384 - قال مسدّد: حدّثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ (¬1) ثنا الْجُرَيْرِيُّ (¬2)، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ صَاحِبُ الْكَلِمَةِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ الرَّجُلُ، وَرَأَى أَنَّهُ قَدْ هَجَمَ (¬3) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى شَيْءٍ كَرِهَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ هُوَ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ إلَّا صَوَابًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا قُلْتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، أرجو بها الخير. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ (رَأَيْتُ) (¬4) ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكًا، يَبْتَدِرُونَ كَلِمَتَكَ أيهم يرفعها إلى الله عزَّ وجلّ. ¬
3384 - الحكم عليه: هذا حديث ضعيف الإسناد: لجهالة حال أبي الورد وشيخه. وقال البوصيري =
= في المسندة والمختصرة (3/ 6ب) رواه مسدّد وابن ماجه وابن أبي الدنيا والطبراني وإسناده حسن، والبيهقي وله شاهد من حديث أنس رضي الله عنه.
تخريجه: أخرجه من طريق مسدّد البخاري في الأدب المفرد (692:233). والطبراني في الكبير (4/ 34)، وتابع مسددًا عن بشر خليفة بن خياط عند البخاري في المكان المذكور. وتابع بشرًا عن سعيد عبد الأعلي بن عبد الأعلى، به مختصرًا، وفيه بضعة عشر رجلًا. أخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 1537: 513). والبيهقي في الشعب (4/ 93). كلاهما من طريق عبد الأعلى. وللحديث شواهد من حديث أنس وعبد الله بن عمرو ووائل بن حجر رضي الله عنهم. أولًا: حديث أنس رضي الله عنه: أن رجلًا جاء فدخل الصف، وقد حفزه (¬1) النفس، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- صلاته، قال: أيكم المتكلم بالكلمات، فأرم (¬2) القوم، فقال: أيكم المتكلم بها، فإنه لم يقل بأسًا، فقال رجل: جئت وقد حفزني النفس، فقلتها، فقال: لقد رأيت أثني عشر ملكًا ببتدرونها أيهم يرفعها. = ¬
= أخرجه مسلم في المساجد باب ما يقال بين تكبيرة الإِحرام والقراءة (5/ 97 نووي). وأبو داود في الصلاة باب ما يستفتح به الصلاة من دعاء (1/ 203: 0762) والنسائي في الإِفتتاح (2/ 132). وأحمد (3/ 167: 252). والطبراني في الدعاء (2/ 1036: 511). وأبو يعلى (3/ 226)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 107) باب ما يقول إذا حفزه النفس. وابن خزيمة في صحيحه (1/ 238: 466). وابن حبّان (5/ 57: 17610)، والبغوي في شرح السنة (3/ 117). كلهم عن حماد بن سلمة، عن قتادة وثابت وحميد عن أنس رضي الله عنه. وله طرق أخرى عن أنس رضي الله عنه ثانيًا: عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: بنحو حديث أبي أيوب. أخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 1037 رقم 514). حدّثنا محمد بن العباس المؤدب، ثنا عفان بن مسلم، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السائب، عن أبيه، عن ابن عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وهذ إسناد صحيح. محمد المؤدب ثقة كما في تاريخ بغداد (3/ 112). وحماد سمع من عطاء قبل الاختلاط على رأي الجمهور. ثالثًا: عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ رجل: الْحَمْدُ لِلَّهِ حمدًاَ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فلما صلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: من ذا الذي قال هذا؟ قال الرجل: أنا، وما أردت إلَّا الخير، فقال: لقد فتحت لها أبواب السماء؟ فما ينهيها شيء دون العرش. أخرجه النسائي في الافتتاح باب: جهر الإِمام بآمين (2/ 143). وابن ماجه في الأدب باب فضل الحامدين (2/ 1249: 3802) واللفظ له. =
= وأحمد (4/ 417). والطبراني في الكبير (22/ 25). وفي الدعاء (2/ 1039، 1040). كلهم بأسانيدهم عن أبي إسحاق عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه، به. وهذا إسناد ضعيف لعلتين: 1 - أبو إسحاق مدلس وقد عنعن. 2 - عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه، كما في جامع التحصيل (219)، قلت حديث أبي أيوب صحيح لغيره بهذه الشواهد والعلم عند الله.
3385 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ قَالَ حَمَّادٌ: لَا أَعْلَمُهُ إلَّا قَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)} (¬1)؛ فقد اكتال بالمكيال الأوفى (¬2). ¬
3385 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه مرسل، وكذا قال البوصيري إن رجاله ثقات (3/ 6ب)، وقال أبو حاتم لما سأله ابنه عن عقبة بن عبد الغافر يروي عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: هو تابعي قاله في المراسيل: (125: 269).
تخريجه: عزاه المصنف إلى ابن أبي عمر وكذلك البوصيري. وله شواهد: أولًا: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم-: من قال في دبر كل صلاة سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، ثلاث مرات، فقد اكتال بالجريب الأوفى من الأجر). أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 211) حدّثنا أحمد بن رشدين المصري، ثنا =
= عبد المنعم بن بشير الأنصاري، ثنا عبد الله بن محمد الإنسي، عن عبد الله بن زيد، أبيه، به. وهذا إسناد تالف فيه علتان: 1 - أحمد بن رشدين متهم بالكذب كما في لسان الميزان (1/ 280). 2 - عبد المنعم بن بشير أسوأ منه حالًا كما في لسان الميزان (1/ 88). ثانيًا: عن الشعبي مرسلًا: أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كبير (4/ 25). قال حدّثنا عمار بن خالد الواسطي، حدّثنا شبابة، عن يونس، عن أبي إسحاق الشعبي بنحو حديث الباب. قال الحافظ ابن كثير: إسناده ضعيف، قلت: لإِرساله وتدليس أبي إسحاق. ثالثًا: ورد موقوفًا على علي رضي الله عنه أنه قال: من سره أن يكتال بالمكيال الأوفي فليقل عند فروغه من صلاته سبحان ربك ... الآية. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (1/ 236). وأبو نعيم في الحلية (7/ 122). والبغوي في تفسيره (7/ 66). من طريق ثابت ابن أبي صفية عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه. وهذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: 1 - ثابت ابن أبي صفية ضعيف كما في التقريب (1/ 116). 2 - شيخه متروك كما في ترجمته في التقريب (1/ 67). فحديث الباب يبقى على ضعفه، والله أعلم.
28 - باب فضل الذكر
28 - باب فضل الذكر 3385 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ (¬1)، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُغِيرَةِ، حدثني أبو بكر ابن أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنِي الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ وَحَبِيبُ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَا يَدَعْ (¬2) رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَعْمَلَ لِلَّهِ أَلْفَ حَسَنَةٍ -أي يُسَبِّحَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ (فَإِنَّهُ لَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ ذلك- إن شاء الله تعالى) (¬3) فِي يَوْمِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَيَكُونُ مَا عَمِلَ من خير سوى ذلك وافرًا (¬4). ¬
3385 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لأمرين: أبي بكر وشيخه، ضعيفان. قال الحاكم: صحيح الإِسناد (1/ 515). وتعقبه الذهبي بقوله: أبو بكر واهٍ وفي السند انقطاع. قلت: يقصد بالانقطاع، ما ذكره أبو حاتم في المراسيل (/ 35): حبيب بن =
= عبيد عن أبي الدرداء مرسل. وقد نقل المصنف في التهذيب عن صاحب تاريخ الحمصين قوله: قديم أدرك ولاية عمير بن سعد الأنصاري رضي الله عنه، على حمص. اهـ. فإذا كان كذلك، فسماعه من أبي الدرداء رضي الله عنه، ممكن؛ لأن ولاية عمير رضي الله عنه، كانت سنة إحدى وعشرين أو التي قبلها، وانظر البداية والنهاية (7/ 113). فالسماع ممكن لا سيما إذا عرفنا أن أدنى ما قيل في وفاة أبي الدرداء رضي الله عنه، آخر خلافة عثمان رضي الله عنه. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 97): وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه أحمد عن أبي المغيرة (5/ 199، 6/ 440). وعزاه الهيثمي إلى الطبراني في الكبير. والحاكم في مستدركه (1/ 515) من طريق عوف بن سليمان الطائي ثنا أبو المغيرة ولفظهم فيه مفارقة وهو: لَا يَدَعْ رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَعْمَلَ لِلَّهِ ألف حسنة، حين يصبح يقول: سبحان الله وبحمده، مائة مرة فإنها ألف حسنة .. الحديث. ومن هنا يظهر سعة حفظ المصنف رحمه الله، فإنه أورد الحديث لأنه يشتمل على زيادة منفردة عما في مسند الإِمام أحمد رحمه الله. وأصل الحديث عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة"؟ قال: يسبح الله ألف تسبيحة، فكتب ألف حسنة، أو يُحطّ عنه بها ألف خطيئة (¬1). ¬
= أخرجه مسلم واللفظ له في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح. والدعاء (17/ 20) (نووي). والترمذي، وقال: حسن صحيح في الدعوات (5/ 173). والنسائي، في عمل اليوم والليلة) / (66: 152). وأحمد (1/ 174، 180، 185). والحميدي في مسنده (431). وابن أبي شيبة في الدعاء، باب ثواب التسبيح (10/ 294). وعبد بن حميد (1/ 175: 134). وأبو يعلى (1/ 313)، والبزار (3/ 360: 1160). والدورقي في مسند سعد (رقم 45 ص 98). والطبراني في الدعاء (1702، 1703، 1704، 1705، 1706). وابن حبّان (2/ 96)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 83). والبيهقي في الشعب (1/ 423)، والبغوي في شرح السنة (5/ 44)، وابن الأصبهاني في ترغيبه (1/ 310). كلهم بأسانيدهم عن موسى الجهني، عن مصعب بن سعد، عن أبيه به. وهذا شاهد قوي للحديث يرفعه إلى درجة الصحيح لغيره، والله أعلم.
3386 - [1] وَقَالَ عَبْدٌ (¬1): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ عَجَزَ مِنْكُمْ عَنِ اللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ (¬2)، وَبَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَجَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أن يجاهده، فليكثر ذكر الله تعالى". [2] وقال الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إلَّا مِنْ هَذَا الطريق. ¬
3386 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف القتّات. وبنحوه قال الهيثمي في المجمع (10/ 76)، والبوصيري في الإِتحاف المسندة والمختصرة (3/ 7 أ).
تخريجه: تابع ابن كرامة الحسن بن علي بن عفان عن عبيد الله عند البيهقي في الشعب. (2/ 404) (هندية) من طريق محمد بن يعقوب أبي العباس حدّثنا الحسن به. والحسن صدوق كما في (التقريب 1/ 168). وتابع عبيد الله عن إسرائيل عبد الله بن رجاء الغداني -بضم العين وتخفيف الدال-. إلَّا أن لفظه من عجز منكم عن العدو أن يجاهده وعن الليل أن يكابده، فليكثر ذكر الله. =
= أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 74)، ومن طريقه ابن الشجري في أماليه (1/ 256). وتابعه عن إسرائيل أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بنحوه، أخرجه ابن شاهين في الترغيب (رقم 156)، ثنا الحسين بن محمد الأنصاري، ثنا أحمد بن محمد بن نيزك، ثنا أبو أحمد، ثنا إسرائيل بنحوه. وللحديث شاهد من حديث أبي أمامة وابن مسعود رضي الله عنهما. أولًا: حديث أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: من هاله الليل أن يكابده، أو بخل بالمال أن ينفقه، أو جبن عن العدو أن يقاتله فليكثر من سبحان الله وبحمده، فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله. أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 230) وفي الشاميين (رقم 174) وابن شاهين في الترغيب (رقم 157) بإسناديهما عن أحمد بن الحسين بن مدرك، ثنا سليمان بن أحمد الواسطي، ثنا عتبة بن حماد، ثنا ابن ثوبان، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه. وهذا إسناد ضعيف جدًا سليمان بن أحمد الواسطي: ضعيف جدًا. متهم كما في ترجمته في لسان الميزان (3/ 87). وله عنده إسناد آخر (8/ 228). حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، حدثني أبي، عن أبيه، ثنا حداد العذري، عن ابن جابر، عن العباس بن ميمون، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، به. وهذا إسناد لا تقوم به حجة حداد وشيخه لم أجد من ترجمهما. وشيخ الطبراني ضعيف كما في اللسان (1/ 322). وله إسناد آخر عنده (8/ 263) حدّثنا جعفر الفريابي، ثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، حدثني عثمان بن أبي العائكة عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ =
= أبي أمامة رضي الله عنهما، بنحوه مرفوعًا. وهذا إسناد ضعيف فيه علتان: 1 - عثمان ضعيف الحديث كما في ترجمته في التهذيب، (7/ 115). 2 - شيخه أضعف منه كما في ترجمته في التهذيب (7/ 346). وهذه الترجمة بعينها وهي رواية عثمان عن علي، عن القاسم ضعفها غير واحد من الأئمة. ثانيًا: عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ: قَالَ رسول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا غلبكم الليل أن تكابدوه، وعدوكم أن تجاهدوه، ومالكم أن تضعفوه، فاكثروا من قول سبحان الله وبحمده، فإنهن خير من جبل ذهب وفضة، أن ينفقوا في سبيل الله. أخرجه تمام الرازي في الفوائد (رقم 1566). أخبرنا جعفر بن محمد، نا يوسف بن موسى، نا مخيمر بن سعيد، نا روح بن عبد الواحد، نا خليد عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، به. وهذا إسناد ضعيف جدًا. 1 - مخيمر بن سعيد لم أجد من ترجمه. 2 - خليد هو ابن دعلج ضعيف كما في التهذيب (3/ 136). 3 - روح بن عبد الواحد لين كما اللسان (2/ 574). 4 - قتادة مدلس وقد عنعن. ثالثًا: عن ابن مسعود رضي الله عنه: مرفوعًا: من جبن منكم عن العدو أن يجاهده، والليل أن يكابده، وضنَّ بالمال أن ينفقه، فليكثر من سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إلَّا الله والله أكبر. أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 500 هندية) عن الحاكم في المستدرك (1/ 340)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 35) كلاهما. من طريق سفيان بن عقبة عن حمزة الزيات والثوري، عن زبيد، عن مرة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. =
= وهذا إسناد حسن إلَّا أنه اختلف في وقف الحديث ورفعه. ورجح الدارقطني وقفه كما في العلل (5/ 271). وانظر بيان ذلك هناك. وقد روي موقوفًا عنه بأسانيد. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 391)، والبخاري في الأدب المفرد (156: 276). والمروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك (399: 1134). والطبراني في الكبير (9/ 229)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 175). كلهم بأسانيدهم عن سفيان، عن زبيد، عن مرة، عن ابن مسعود، وهذا إسناد صحيح. فالحديث إذن ثابت من قول ابن مسعود رضي الله عنه، وكأنه يفسر أفضلية الذكر على الجهاد الواردة في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، المشهور ألا أخبركم بخير أعمالكم ... عندما يجبن الإِنسان عن الجهاد -فيما إذا كان فرض كفاية - وعجز عن قيام الليل، والله أعلم. ويبقى الحديث مرفوعًا على ضعفه.
3387 - [1] وقال مسدّد: حدّثنا بشر، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى (غُفْرَةَ) (¬1) (¬2)، قال: سَمِعْتُ أَيُّوبَ بْنَ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ الْأَنْصَارِيَّ، يقول: قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ (لِلَّهِ) (¬3) تعالى سَرَايَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ (¬4) (تَحِلُّ) (¬5) (¬6)، فَتَقِفُ عَلَى مَجَالِسِ الذِّكْرِ فِي الْأَرْضِ، فَارْتَعُوا (¬7) فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ، قَالُوا: وَأَيْنَ رِيَاضُ الْجَنَّةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَجَالِسُ الذِّكْرِ، فَاغْدُوا وَرُوحُوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ (تعالى) (¬8)، وذكِّروه بِأَنْفُسِكُمْ، مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ منزلته عند الله تعالى، فلينظر كيف منزلة الله عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى، يُنْزِلُ الْعَبْدَ مَنْزِلَتَهُ حيث أنزله من نفسه". ¬
[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ -هُوَ ابن خارجة-، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عبد الله نحوه. [3] وقال عبد: (¬9) حدثني حَبَّانُ (¬10) بْنُ هِلَالٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ به. [4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: (¬11) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ- هُوَ الْقَوَارِيرِي، ثنا بشر بن المفضل به. [5] وقال البزّار: حدّثنا محمد بن عبد الملك، ثنا بشر بن المفضل فَذَكَرَهُ. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ جابر رضي الله عنهما (¬12) إلَّا بهذا الإِسناد. ¬
3387 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن عمر مولى غفرة لا بأس به. وقال الطبراني في الأوسط (3/ 244): لا يروى هذا الحديث عن جابر إلَّا بهذا الإسناد. تفرد به عمر. وقال الحاكم في المستدرك (1/ 494) صحيح الإِسناد. وقال الذهبي معقبًا عليه: عمر ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 8) وقال: فيه عمر بن عبد الله مولى غفرة، =
= وقد وثقه غير واحد. وضعفه جماعة، وبقية رجالهم رجال الصحيح. وقال المصنف في النتائج (1/ 18) وأخرجه الحاكم من طريق مسدّد من بشر بن المفضل وصححه فوهم فإن مداره على عمر بن عبد الله وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف في المسندة والمختصرة (3/ 8 أ) وقال: رواه أحمد بن منيع وعبد بن حميد، وأبي يعلى، والبزار، وابن أبي الدينار والطبراني، والحاكم، وصححه، والبيهقي.
تخريجه: من طريق مسدّد أخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1644)، حدّثنا معاذ بن المثنى، حدّثنا مسدّد به. والحاكم في المستدرك (1/ 494)، من طريق يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي عن مسدّد. وعن أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 81). وتابع مسددًا ومن معه عن بشر بن المفضل. 1 - أبو عمر الضرير أخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 243)، وفي الدعاء (3/ 1644). 2 - أبو شعيب محمد بن شعيب بن شابور ومحمد بن مخلد الحضرمي. أخرجه بإسناده عنهما البيهقي في الشعب (هندية 2/ 423). 3 - أبو الخطاب زياد بن محمد الحساني عند ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (/121) (مختصرًا). وتابع الهيثم بن خارجة عن إسماعيل بن عياش: إبراهيم بن العلاء المعروف بابن زبريق أخرجه المصنف في نتائج الأفكار (1/ 17) من طريق جعفر الفريابي، ثنا إبراهيم به بالشطر الأخير منه. وتابع إسماعيل بن عياش وبشر بن المفضل محمد بن شعيب بن شابور عند =
= المصنف في الموضع السابق من طريق الفريابي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب، ثنا محمد بن شعيب عن عمر به بالشطر الأول منه. ومن هنا نعلم أن مدار الحديث على عمر مولى غفرة. وله شواهد مفرقة: أولًا: أوله: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إن لله تبارك وتعالى، ملائكة سيارة فضلًا يتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسًا فيه ذكر، قعدوا معهم، وحفَّ بعضهم بعضًا حتى يملؤا ما بين السماء والأرض .. الحديث. أخرجه مسلم في الذكر، باب فضل مجالس الذكر (17/ 14) (نووي)، واللفظ له. وأحمد (2/ 352، 358، 382). والطيالسي (/ 319). والحاكم (1/ 495)، وقال: صحيح الإِسناد. والبغوي في شرح السنة (5/ 11)، وعلقه البخاري في صحيحه (11/ 209) في الدعوات، باب فضل ذكر الله. كلهم بأسانيدهم عن سهيل ابن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا وتابعه الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عنه: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله، تنادوا: هَلُمُوا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا .. أخرجه البخاري في الموضع السابق، واللفظ له. وأحمد (2/ 251). وأبو نعيم في الحلية (8/ 117)، والبيهقي في الشعب (هند 2/ 427). كلهم بأسانيدهم عن الأعمش. =
= فهذا الطرف صحيح لغيره. طرفه الأوسط: له شواهد من حديث أبي هريرة وأنس وابن عمر رضي الله عنهم. (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه الترمذي، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب، أخبرنا زيد بن حباب، أن حميد المكي مولى ابن علقمة، حدثه أن عطاء ابن أبي رباح، حدثه عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قلت: يا رسول الله، وما رياض الجنة، قال: المساجد، قلت: وما الرتع يا رسول الله؟ قال: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إلَّا الله، والله أكبر". أخرجه في الدعوات، (باب/ 87)، وقال حديث غريب (5/ 193). وهو كما قال الترمذي ضعيف حميد مجهول كما في التقريب (1/ 204). وأخرجه البزّار كما في زوائده للمصنف عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن زيد بلفظ قريب (2/ 401: 2095). (ب) عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا مررتم برياض الجنة، فارتعوا. قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر. أخرجه أحمد (3/ 150). وأبو يعلى (3/ 383)، وابن عدي في ترجمة محمد بن ثابت (6/ 2148). والبيهقي في الشعب (هند 2/ 425). وابن الجوزي الأصبهاني في ترغيبه (2/ 563). كلهم بأسانيدهم عن محمد بن ثابت البناني قال: سمعت أبي يحدث عن أنس رضي الله عنه، به مرفوعًا. ومحمد بن ثابت ضعيف كما في ترجمته في التقريب (2/ 149). =
= وقد توبع عن أنس رضي الله عنه، أخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 276: 189)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 268)، كلاهما من طريق يوسف القاضي، ثنا المقدمي، ثنا زائدة بن أبي الرقاد، ثنا زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به مرفوعًا. وأخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 12) وهذا إسناد ضعيف جدًا، زائدة منكر الحديث كما في التقريب (1/ 257). وزياد ضعيف كما في ترجمته (رقم 13). وتابعهما أبو طلال القسملي عند ابن شاهين في الترغيب (رقم 161) حدّثنا محمد بن هارون الحضرمي، ثنا نصر بن علي، ثنا النعمان بن عبد الله، ثنا أبو ظلال عن أنس به، وهذا إسناد ضعيف؛ النعمان بن عبد الله هو الحنفي مجهول وشيخه ضعيف. ثالثًا: عن ابن عمر رضي الله عنهما: أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 354) والخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 2) كلاهما من طريق محمد بن عبد -ووقع في الحلية عبد الله والصحيح بدون إضافة- بن عامر، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا مالك، عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما، به مرفوعًا. ومحمد بن عبد بن عامر وضَّاع مشهور، انظر ترجمته في تاريخ بغداد (2/ 386)، واللسان (5/ 307)، وهو صاحب أحاديث بهذا الإِسناد مكذوبة كلها. رابعًا: عن العلاء بن زياد مرسلًا ويأتي (برقم 3389) وهو ضعيف الإِسناد على إرساله. فالحديث صحيح لغيره بهذه الشواهد شوى حديث ابن عمر.
3388 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ -هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ- عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ (¬1)، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ بُقْعَةٍ ذُكِرَ الله تعالى عليها (اللصلاة) (¬2) أَوْ ذكرٍ، إلَّا اسْتَبْشَرَتْ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إلى منتهاها من أسد (سبع) (¬3) أَرَضِينَ، وإلاَّ فَخَرَتْ (¬4) عَلَى مَا حَوْلَهَا مِنَ البقاع". [2] وقال أبو يعلى (¬5): حدّثنا زُهَيْرٌ، ثنا رَوْحُ (¬6) بْنُ عُبَادَةَ، ثنا مُوسَى به وزاد (و) (¬7) ما مِنْ عَبْدٍ يَقُومُ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ يُرِيدُ الصلاة، إلَّا (زخرفت) (¬8) له الأرض. ¬
3388 - الحكم عليه: الحديث ضعيف لضعف يزيد والراوي عنه، قال البوصيري: رواه ابن أبي عمر وأبو يعلى بسند ضعيف لضعف يزيد بن أبان والراوي عنه، إتحاف (3/ 8 أ)، وضعفه الهيثمي في المجمع (10/ 81)، بموسى بن عبيدة.
تخريجه: تابع روح بن عبادة عن مروان، عن موسى بن عبيدة خالد بن يوسف السمتي =
= -وهو ضعيف كما في لسان الميزان (2/ 48) - عند أبي الشيخ في العظمة (/511: 1187) بنحو لفظ مروان. وزاد صاحب الكنز نسبته (1/ 445) إلى ابن شاهين في الترغيب في الذكر. وله شاهد عند الطبراني (11/ 193). ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أحمد بن بكر البالسي، ثنا محمد بن مصعب القرقساني، ثنا الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، مرفوعًا نحو حديث الباب. وهذا الإِسناد ضعيف جدًا لضعف أحمد البالسي وهو ضعيف جدًا كما في ترجمته في لسان الميزان (1/ 146). والحديث يبقى على ضعفه. وفي معناه ورد حديث آخر عن أنس رضي الله عنه، أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 336). حدّثنا أحمد بن القاسم، قال حدّثنا إسماعيل بن عيسى القناديلي، قال: حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، وميمون بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ما من صباح ولا رواح إلَّا وبقاع الأرض تنادي بعضها بعضًا: يا جارة هل مرَّ بك اليوم عبد صالح صلى عليك؟ أو ذكر الله؟ فإن قالتا: نعم، رأت لها بذلك بمثلها فضلًا. قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أنس إلَّا بهذا الإِسناد، تفرّد به صالح المرى. وعن الطبراني؟ أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 174). قال الهيثمي في المجمع (2/ 9)، رواه الطبراني في الأوسط، وصالح المري ضعيف، وهو كما قال.
3389 - وقال مسدّد: حدّثنا المعتمر، ثنا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عنِ الْعَلَاءِ بْنِ زياد (قال): (¬1) أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تَبَادَرُوا رِيَاضَ الْجَنَّةِ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: حلق الذكر". ¬
3389 - الحكم عليه: الحديث على إرساله ضعيف الإسناد. قتادة مدلس وقد عنعن. قال البوصيري رواته ثقات، كما في الإتحاف (3/ 8 أ). ولم أقف عليه عند غير مسدّد. وقد تقدم ذكر شواهده في الحديث (رقم 3387).
3390 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ (بَحْرٍ) (¬1)، ثنا عدي ابن أَبِي عُمَارَةَ، ثنا زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خَطْمَهُ (¬2) عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِنْ ذَكَرَ الله عَزَّ وَجَلَّ خَنَسَ (¬3)، (وَإِنْ) نَسِيَ الْتَقَمَ (¬4) قَلْبَهُ، فَذَلِكَ الْوَسْوَاسُ الخناس". ¬
3390 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: 1 - محمد بن بحر ضعيف. 2 - زياد النميري ضعيف. قال ابن كثير في التفسير (4/ 75 غريب). وقال الهيثمي في المجمع (7/ 152): فيه عدي ابن أبي عمارة وهو ضعيف. =
= وقال البوصيري في الإِتحاف (3/ 7). رواه أبو يعلى، وابن أبي الدنيا، والبيهقي، كلهم من طريق زياد بن عبد الله النميري وهو ضعيف.
تخريجه: قد رواه عن عدي جماعة. 1 - ابن أبي الشوارب: عند ابن عدي في الكامل (3/ 1044)، وابن شاهين في الترغيب (1/ 119) بإسناديهما عنه. 2 - محمد ابن أبي بكر المقدمي: أخرجه الطبراني في الدعاء (1862، 2/ 1632). وأبو نعيم في الحلية (6/ 268). والبيهقي في شعب الإِيمان (هند 2/ 436). أخرجوه من طريق يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا محمد. 3 - مسلم بن إبراهيم: أخرجه أبو نعيم في الموضع السابق، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا أحمد بن علي الخزاعي، ثنا مسلم. وذكره السيوطي منسوبًا في الدر المنثور (8/ 694) إلى ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وابن شاهين في الترغيب في الذكر. 4 - المعلي بن أسد: عند ابن أبي الدنيا في التوبة (رقم 92)، حدثني الحسين ابن أبي الأسد، ثنا المعلى به. كلهم عن عدي به. وله شاهد من كلام ابن عباس رضي الله عنهما، قال في قوله تعالى: {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} قال: "الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سهى وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خنس". =
= أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (8/ 196). وأبو داود في الزهد (رقم 351). وابن جرير في تفسيره (30/ 355) بأسانيدهم عن جرير بن عبد الحميد عن منصور عن سعيد بن جبير -وقد تحرف في تفسير ابن جرير إلى سفيان، والصواب ما في رواية ابن أبي شيبة وأبي داود-، عن ابن عباس رضي الله عنهما، به. وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس وله طرق أخرى عنه. ومثل هذا لا يمكن أن يكون من قبل الرأي والاجتهاد بل هو مرفوع حكمًا لأنه يتكلم عن أمر غيبي يتعلق بغيبي فلا بد له من موقف وهو النبي -صلى الله عليه وسلم- فهذا شاهد صحيح لحديث الباب.
3391 - وقال مسدّد: حدّثنا عِيسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ (عَنْتَرَةَ) (¬1)، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: (¬2) أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "ذكر الله، اللَّهِ أَكْبَرُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ" (¬3). ثُمَّ قَالَ: مَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ تبارك وتعالى، يتدارسون (¬4) كتاب الله تعالى، وَيَتَعَاطَوْنَهُ (¬5) بَيْنَهُمْ، إلَّا أَظَلَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، وإلاَّ كانوا أضياف الله تبارك وتعالى حتى يقوموا. ¬
3391 - الحكم عليه: إسناده صحيح إلى ابن عباس رضي الله عنهما، ومثله له حكم الرفع. وذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/ 301)، فقال: روي موقوفًا ومرفوعًا والموقوف أصح. وذكره البوصيري، كما في الإِتحاف (3/ 6 ب): وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة عن أبي الأحوص في موضعين من مصنفه: من فضائل القرآن، باب في القوم يتدارسون القرآن (10/ 564). وفي الزهد، باب في كلام ابن عباس رضي الله عنهما (13/ 370). =
= ومن طريق أبي الأحوص، الآجري في آداب حملة القرآن (/34). وأخرجه ابن فضيل في الدعاء (رقم 102). وأخرجه الدارمي في المقدمة، باب فضل العالم والمتعلم (1/ 101). أخبرنا بشر بن ثابت، أخبرنا شعبة، عن يزيد ابن أبي خالد، بطرقه الأخير دون السؤال والجواب مع زيادة فيه، والبيهقي في الشعب من طريق عباس الدوري، عن محمد بن عبيد (هنديه 2/ 568)، وبطريق آخر عن محمد بن فضيل، وأخرجه مثل البيهقي الخطيب البغدادي في موضح الجمع والتفريق (2/ 457)، كلهم عن هارون بن عنترة. وله شاهد مرفوع: عن أبي الردين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما من قوم يجتمعون على كتاب الله يتعاطونه بينهم إلَّا كانوا أضيافًا لله، وإلاَّ حفتهم الملائكة، حتى يقوموا أو يخوضوا في حديث غيره". أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 337) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي الردين به. وابن الشجري في أماليه (1/ 91). وهذا إسناد منقطع إن كان عبد الحميد هو الحماني، وإن كان محمد بن عبد الرحمن هو ابن الحسن الجعفي. قال ابن أبي شيبة عن محمد: وكان جيد الحفظ للمسند والمنقطع. وبعض الحديث المذكور أصله في الصحيح عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- هذا الحديث ... وفيه: "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلَّا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده". أخرجه مسلم في الذكر والدعاء، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن (نووي 17/ 21). =
= وأبو داود في الصلاة، باب في ثواب قراءة القرآن (2/ 70). وابن ماجه في المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم (1/ 82: 225). والبيهقي في الشعب (1/ 262) ولفظه "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتعاطون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلَّا نزلت ... الحديث. وإسناده صحيح. كلهم بأسانيدهم عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه أما شطره الأول: في تفضيل الذكر ففيه أحاديث مصرحة بفضله: من حديث عبد الله بن بسر ومعاذ وأبي سعيد رضي الله عنهم. أولًا: حديث ابن بسر رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ إعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: "طوبى لمن طال عمره وحسن عمله قال: يا رسول الله: أي الأعمال أفضل؟ قال: "أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله عز وجل". أخرجه البغوي في الجعديات (/492: 3431) واللفظ له. وابن المبارك في الزهد (رقم 935). وابن أبي عاصم في الآحاد (3/ 51) وزاد: قال: يا رسول الله ويكفيني. قال: نعم ويفضل عنك. وأبو نعيم في الحلية (6/ 111). والبغوي الأصغر في شرح السنة (5/ 16) من طريق الكبير. وابن الجوزي الأصبهاني في ترغيبه (2/ 555). كلهم بأسانيدهم عن إسماعيل بن عياش، حدثني عمرو بن قيس، عن ابن بسر، به، وهذا إسناد حسن، إسماعيل حسن الحديث عن أهل الشام. كما تقدم بيانه. =
= وقد توبع ابن عياش بأسانيد صحيحة بنحو الحديث: عند أحمد (4/ 188، 190). وابن أبي شيبة في الدعاء، باب في ثواب ذكر الله (10/ 301). والترمذي في الدعوات، باب ما جاء في فضل الذكر (5/ 126)، وقال: حسن غريب. وابن ماجه في الأدب، باب فضل الذكر (2/ 1246: 3793). وابن أبي عاصم في الآحاد (3/ 51). وابن حبّان (2/ 92) كما في الإِحسان. والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/ 495). والبيهقي في الشعب (هند 2/ 410). ثانيًا: عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله. أخرجه ابن حبّان (2/ 93). وابن السني (/4: 2)، والطبراني في الكبير (20/ 107)، وفي الدعاء (3/ 1629) وفي مسند الشاميين (رقم 191، 192، 2035، 3521) والبيهقي في الشعب (هند 2/ 412). كلهم من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ به، وهذا إسناد ضعيف لما يأتي: - عبد الرحمن ضعِّف، وأحاديثه عن أبيه، عن مكحول فيها مناكير، كما في ترجمته في التهذيب (6/ 137). - مكحول مدلس وقد عنعن. وقد توبع مكحول عن جبير بن نفير. أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 106). حدّثنا محمد بن إبراهيم بن عامر النحوي الصوري، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا خالد بن يزيد ابن أبي مالك، عن أبيه، عن جبير به. =
= وهذا إسناد ضعيف: خالد بن يزيد ضعيف كما في التقريب (1/ 220). وتوبع أيضًا: أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 92)، حدّثنا أحمد ابن أبي يحيى الحضرمي المصري، ثنا محمد بن أيوب بن عافية بن أيوب، ثنا جدي، ثنا معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن معاذ. وشيخ الطبراني لينه ابن يونس كما في اللسان (1/ 354)، وشيخه وشيخ شيخه لم أجد لهما ترجمة. أما حديث أبي سعيد فسيأتي ذكره في حديث معاذ (رقم 3393).
3392 - وقال إسحاق: أخبرنا إسحاق بن سليمان الرازي، قال: سمعت موسى بن عبيدة (الربذيّ) (¬1) يحدّث عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (الْقَرَّاظِ) (¬2)، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَسِيرُ (بالدَّف) (¬3) مِنْ جُمدان (¬4) إذ أَسْتُرُ (¬5) رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا مُعَاذُ أَيْنَ السَّابِقُونَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ مضى ناس، وتخلَّف ناس، فقال -صلى الله عليه وسلم-: أين السابقون (الذين) (¬6) يستهترون (¬7) بذكر الله عزَّ وجلَّ، من أَحَبَّ أَنْ يَرْتَعَ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ، فَلْيُكْثِرْ من ذكر الله (عزَّ وجلَّ) (¬8). ¬
3392 - الحكم عليه: هذا الحديث إسناده ضعيف. موسى بن عبيدة ضعيف الحديث. قال المصنف في نتائج الأفكار (1/ 33) وموسى ضعيف. وهذا الحديث سكت عليه البوصيري، كما في الإِتحاف (3/ 7 أ)، ثم قال على هذا الحديث وقد ضرب عليه: ضعيف لضعف موسى بن عبيدة، في نفس الصفحة، وضعفه الهيثمي في المجمع (10/ 78) بموسى.
تخريجه: تابع إسحاق بن سليمان عبد الله بن عمر أخرجه ابن شاهين في الترغيب (رقم 162)، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن عمر. وتابع إسحاق عن موسى يحيى بن واضح. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف في الدعاء، باب ثواب ذكر الله (10/ 302)، ثنا يحيى بن واضح، عن موسى به بذكر قوله: "من أحب أن يرتع .. " وعنه الطبراني في الكبير (20/ 157)، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة به- كاملًا بنحوه (205/ 157). =
= ولكنه صح لغيره بشواهد أوله: له شاهد عند مسلم في الذكر والدعاء، باب الحث على ذكر الله (17/ 4 نووي). عن أبي هريرة رضي الله عنه: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسير في طريق مكة، فمر على جبل يقال له جمدان، فقال: "سيروا هذا جمدان، سبق المفردون قالوا: وما المفردون يا رسول الله: قال: الذاكرون الله والذاكرات"، والطبراني في الأوسط (3/ 374، وأخرجه ابن حبّان (3/ 140) (رقم 8) والمصنف في نتائج الأفكار من طريق جعفر الفريابي (1/ 32) بأسانيدهم عن أمية بن بسطام، حدّثنا روح بن القاسم، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه. ثانيًا: وعن أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "سيروا سبق المفردون، قالوا ومن المفردون يا رسول الله؟ قال: الذين يهترون في ذكر الله يضع الذكر منهم أوزارهم وخطاياهم فيأتون يوم القيامة خفافا. أخرجه ابن شاهين في الترغيب (رقم 168)، ثنا عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن أشرس، ثنا إبراهيم بن رستم، ثنا عمر بن راشد عن يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الدرداء رضي الله عنه. وعزاه الهيثمي في المجمع (10/ 75) إلى الطبراني الكبير. ومحمد بن أشرس النيسابوري وشيخه وشيخ شيخه كلهم ضعفاء. لوسطه شاهد عند أحمد ثنا أبو عامر العقديّ، ثنا علي بن مبارك، عن يحيى ابن أبي كثير، عن يعقوب مولى الحرقة قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: سبق المفردون، قالوا يا رسول الله ومن المفردون قال: الذين يهترون في ذكر الله. أخرجه أحمد (2/ 323)، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 448)، من طريق أبي عامر. =
= والحاكم بإسناده عن أبي عامر به (1/ 495)، وقال على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قال العبد الضعيف: إسناده صحيح على شرط مسلم فإن يعقوب لم يخرج له البخاري وهو ثقة. ولشطره الأخير شواهد تقدمت في حديثه (رقم 3387)، فالحديث بها صحيح إن شاء الله.
3393 - قال: (¬1) إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ: وَسَمِعْتُ حَرِيزَ (¬2) بْنَ عُثْمَانَ، يحدث عن أبي بحرية، عن معاذ رضي الله عنه، قال (¬3): "ما عمل آدمي أنجى له من عذاب الله عَزَّ وَجَلَّ من ذكر الله تعالى (¬4) قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله عزَّ وجلَّ؟ (قَالَ)، لَا وَلَوْ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ، قَالَ اللَّهُ: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} (¬5). قلت: روى أحمد من هذه القطعة الأخيرة (¬6) بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا مُنْقَطِعٍ. وَأَصْلُهُ فِي التِّرْمِذِيِّ (¬7) وغيره. ¬
3393 - الحكم عليه: هذا حديث رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع بين حريز وأبي بحرية، وسيظهر هذا عند التخريج، وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف المسندة، والمختصرة (3/ 6 أ).
تخريجه: أخرجه من طريق إسحاق بن راهويه أبو نعيم في الحلية (2/ 235). وأخرجه أحمد في الزهد (/229)، ومن طريقه أبو نعيم في الموضع السابق، =
= ثنا حجاج، ثنا حريز بن عثمان، عن المشيخة، عن أبي بحرية، عن معاذ رضي الله عنه به. فظهر في تخريج أحمد له فائدة، وهو الواسطة بين حريز وأبي بحرية. وتابع حريزا عن أبي بحرية كل من: 1 - عبد الله ابن أبي سليمان بذكر اللفظة الأولى. أخرجه ابن المبارك في الزهد (/340): أخبرنا موسى بن عبيدة، عن عبد الله به. وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة. 2 - زياد ابن أبي زياد عن معاذ بهذه اللفظة، وهي التي أشار إليها المصنف أن أحمد أخرجها وهي عنده في المسند (5/ 239، 6/ 447). والترمذي في الدعوات (5/ 127). وابن ماجه في الأدب، باب فضل الذكر (2/ 1245: 3790). والحاكم (1/ 496). وأبو نعيم في الحلية (2/ 12). والبيهقي في الشعب (هندية 2/ 414). والبغوي في شرح السنة (5/ 15). وابن الجوزي الأصبهاني في ترغيبه (2/ 555). ورواية أحمد الأولى فيه عن زياد أنه بلغه عن معاذ فذكره مرفوعًا. أما الثانية فهي موافقة لرواية الجماعة موقوفة. فهي عن معاذ موقوفة ضعيفة للانقطاع فيها جميعًا. وقد وردت هذه اللفظة مرفوعة من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- بأسانيد عن معاذ رضي الله عنه. أولًا: عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ما عمل ابن آدم عملًا أنجى له من النار من ذكر الله، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل =
= الله، تضرب بسيفك حتى ينقطع، ثم تضرب بسيفك حتى ينقطع، ثم تضرب به حتى ينقطع. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، في كتاب الدعاء، باب ثواب ذكر الله (10/ 300)، وعنه عبد بن حميد في المنتخب (1/ 171). والطبراني في الكبير من طريق ابن أبي شيبة وأخيه عثمان (20/ 166) وفي الدعاء (3/ 1630). كلاهما عن أبي خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أبي الزبير، عن طاووس، عن معاذ به. وهذا إسناد ضعيف: طاووس لم يلق معاذًا ولم يسمع منه، كما في المراسيل (/89). وأبو خالد الأحمر يخطئ كما سيظهر في ترجمته (رقم 378)، وقد رواه بإسناد آخر عن يحيى بن سعيد، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، به مرفوعًا. رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (/433)، وفي الصغير (1/ 138) قال: حدّثنا إبراهيم بن سفيان القيسراني، حدّثنا محمد بن يوسف الفريابي، حدّثنا سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر به. فإن كان حفظه هكذا فإسناده حسن. وقال البوصيري في الإتحاف (3/ 6 أ) (مختصر) سند صحيح. ثانيًا: أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 45) حدّثنا أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جده رشدين، قال حدثني عميرة ابن أبي ناجية، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن معاذ به. وهذا إسناد ضعيف جدًا من أحمد إلى جده الأعلى رشدين كلهم ضعفاء، وانظر لسان الميزان في ترجمة أحمد 1/ 280. ثالثًا: أخرجه البيهقي في الشعب (هندية 2/ 417) من طريق مروان بن سالم، عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ =
= رفعه: أكثروا ذكر الله، فإنه ليس شيء أحب إلى الله ولا أنجى للعبد من حسنة في الدنيا والآخرة، من ذكر الله، ولو أن الناس اجتمعوا على ما أمروا به من ذكر الله، لم نكن نجاهد في سبيل الله. وهذا إسناد ضعيف جدًا، مروان بن سالم متروك، واتهم بالوضع كما في ترجمته في التهذيب (10/ 84). وأحوص بن حكيم ضعيف. قال البيهقي عقب الحديث: تفرد به مروان بن سالم، وقال: ضعيف. رابعًا: أخرجه البيهقي في الشعب (هندية 2/ 416). وابن الجوزي الأصبهاني في ترغيبه (1/ 571). بإسناديهما عن ابن أبي الدنيا قال: حدّثنا إبراهيم بن راشد، حدّثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدّثنا محمد بن عامر بن خارجة بن عبد الله بن سعد بن أبي وقاص، عن محمد بن عبد الملك بن زرارة الأنصاري، عن أبي عبد الرحمن الشامي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ مرفوعًا. اكثروا ذكر الله على كل حال، فإنه ليس عمل أحب إلى الله، ولا أنجى لعبده من ذكر الله في الدنيا والآخرة. ولم أجد ترجمة لبعض رجاله. وقال العلامة الألباني في ضعيف الجامع الصغير (1/ 340): موضوع. وعلى هذا فالحديث عن معاذ ضعيف موقوفًا ومرفوعًا. وقد ورد له شواهد في المرفوع بلفظه من حديث ابن عمر وابن عباس وأبي سعيد رضي الله عنهم. أولًا: عن ابن عمر رضي الله عنهما: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سقالة. وإن سقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، قَالُوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولو أن تضرب بسيفك حتى ينقطع. =
= أخرجه البيهقي في الشعب (هندية 2/ 418) (¬1) عن أبي بكر أحمد بن الحسن، حدّثنا أبو العباس الأصم، حدّثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا علي بن عياش، حدّثنا سعيد بن سنان، حدثني أبو الزهراء، عن أبي شجرة، عن ابن عمر رضي الله عنهما به. وهذا إسناد ضعيف جدًا سعيد بن سنان: متروك كما في التقريب (1/ 298). ثانيًا: من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ما عمل آدمي من عمل أنجى له من عذاب الله من كثرة ذكر الله". أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (/135) ترجمة (رقم 141) حدّثنا ابن عدي، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن أبو عمران الصيدلاني بجرجان، حدّثنا محمد بن رجاء ابن السندي، حدّثنا أحمد ابن أبي ظبية، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ زياد مولى ابن عباس رضي الله عنهما، به. وفيه من لم أجد له ترجمة. ثالثًا: عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: قلنا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ذكر الله، قلنا: ومن الغزو في سبيل الله، قال: نعم ولو ضرب بسيفه الكفار حتى يختضب دمًا، لكان ذاكر الله أفضلهم درجة. أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 178)، من طريق إبراهيم بن ناصح بن حماد الأصبهاني، ثنا النضر بن شميل، ثنا مسعر، عن عطية، عن أبي سعيد به. وهذا إسناد تالف: إبراهيم بن ناصح متروك الحديث كما يظهر هذا من ترجمته في تاريخ أصبهان ولسان الميزان (1/ 117). وعطية ضعيف وقد دلس اسم أبي سعيد. فالحديث ضعيف موقوفًا ومرفوعًا. ¬
3394 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: سمعت أبي (يقول) (¬1): سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "المجالس ثلاثة، غَانِمٌ، وَسَالِمٌ، (وَشَاجِبٌ) (¬2). (فَالْغَانِمُ) (¬3) الَّذِي يُكْثِرُ ذِكْرَ الله تعالى فِي مَجْلِسِهِ، وَالسَّالِمُ الَّذِي يَسْكُتُ لَا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ، (وَالشَّاجِبُ) (¬4) الَّذِي يَكُونُ كَلَامُهُ وَعَمَلُهُ في معصية الله تبارك، وتعالى ". ¬
3394 - الحكم عليه: هذا حديث إسناده ضعيف جدًا لعلتين: 1 - يحيى متروك. 2 - والده مجهول. وبالأول ضعفه البوصيري في الإتحاف المسندة والمختصرة (3/ 6 ب).
تخريجه: من طريق مسدّد أخرجه ابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب (2/ 563): أخبرني أحمد بن عبد الرحمن، أنبأنا أحمد بن موسى، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدّد به. وسيأتي بقية الكلام على شواهده في الحديث التالي.
3395 - حدّثنا (¬1) يَحْيَى عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ ثنا مِخْرَاقٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: "الْمَجَالِسُ ثَلَاثَةٌ. فَمِنْهُمُ الْغَانِمُ، وَمِنْهُمُ السَّالِمُ، وَمِنْهُمُ الشَّاجِبُ (¬2)، فَالْغَانِمُ عَبْدٌ ذَكَرَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ (فذكره) (¬3) الله تعالى، والسالم عبدٌ لم (يمل) (¬4) على كاتبه خيرًا ولا شرًا، والشاجب الذي أخذ في الباطل فهو يستجرّ على نفسه". ¬
3395 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه مخراق مجهول. ووهم البوصيري رحمه الله إذا ضعّف الحديث بيحيى -أي ابن موهب- وليس كذلك لأن يحيى في الحديث هو القطان. وكان قد سكت عليه في المسندة.
تخريجه: لم أقف عليه فيما بين يدي من مصادر. ولبعضه شواهد في المرفوع: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:" المجالس ثلاثة سالم وغانم وشاجب". أخرجه أحمد (3/ 75)، وأبو يعلى (2/ 20)، وابن حبّان (2/ 364)، وابن عدي (3/ 980، 3/ 1013)، وابن الجوزي الأصبهاني (2/ 563). =
= كلهم بأسانيدهم عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سعيد رضي الله عنه، والإِسناد ضعيف لضعف رواية درّاج عن أبي الهيثم. عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "المجالس ثلاثة. غانم وسالم وشاجب، فأما الغانم فالذاكر، وأما السالم فالساكت، وأما الشاجب فالذي يشغب بين الناس". أخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 181). وابن الشجري في أماليه (1/ 62). بإسناديهما عن نافع الأيلي عن العلاء بن زيدل عن أنس رضي الله عنه. وهذا إسناد ضعيف جدًا، العلاء: متروك كما في (التقريب 2/ 92). عن الحسن البصري عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: المجالس ثلاثة: سالم وغانم وشاجب، فالسالم الساكت، والغانم الذي يذكر الله، والشاجب الذي يأخذ فيما لا يعنيه. أخرجه هنّاد بن السري في الزهد (/583: 1231) حدّثنا أبو معاوية، عن إسماعيل من مسلم، عن الحسن به. وهذا إسناد ضعيف لعلتين: 1 - إرساله فإن الحسن لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلم- ولم يره. 2 - إسماعيل ضعيف. وبالجملة فالحديث ضعيف.
29 - باب فضل الذكر بعد صلاة الصبح والعصر
29 - بَابُ (¬1) فَضْلِ الذِّكْرِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ 3396 [1]، وقال الطيالسي (¬2): حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْزَمٍ (¬3) ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبَانَ، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَأَنْ أُجَالِسَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ عزَّ وَجَلَّ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، أَحَبُّ إليَّ مِمَّا طلعت عليه الشمس، ولأن أذكر الله مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إسماعيل دية كل واحد منهم (اثني) (¬4) عَشَرَ أَلْفًا، فَحَسَبْنَا دِيَاتِهِمْ وَنَحْنُ فِي مَجْلِسٍ، فبلغ ستة وتسعين ألفًا، وها هنا مَنْ يَقُولُ (¬5): أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاللَّهِ مَا قَالَ: إلَّا ثَمَانِيَةً، دِيَةُ كُلِّ وَاحِدٍ منهم اثنا عشر ألفًا. ¬
3396 - [1] الحكم عليه: هذا حديث ضعيف الإِسناد لحال الرقاشي، وانظر باقي الأحاديث.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإسناد. وقد تابع ابن مهزم عن يزيد: عمرو بن سعد الفدكي اليمامي بنحو المرفوع. أخرجه البيهقي في سننه (8/ 38). وفي الشعب (2/ 453). أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي، حدّثنا أبو العباس ابن يعقوب، أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، قال سمعت الأوزاعي يقول: حدثني عمرو بن سعد، عن يزيد عن أنس. والعلة فيه أيضًا يزيد. وانظر تمام تخريجه بعد أحاديث.
3396 - [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عزَّ وَجَلَّ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إلىَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ ولد إسماعيل، ولأن أذكر الله عزَّ وجلّ (بَعْدَ الْعَصْرِ) (¬1) حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إسماعيل) (¬2). ¬
3396 - [2] الحكم عليه: كمثل سابقه. وسيأتي بقية الكلام عليه وعلى سابقه، في الحديثين (3396) [5 و6].
3396 - [3] وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عن، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: لَأَنْ أُصَلِّيَ الْفَجْرَ وَأَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلَأَنْ أُصَلِّيَ الْعَصْرَ وَأَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عزَّ وجلّ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أَحَبُّ إليَّ مِنْ (أَنْ) (¬2) أُعْتِقَ ثَمَانِيَةَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، دِيَةُ كل رقبة اثنا عشر ألفًا). ¬
3396 - [3] الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف الإسناد، لضعف يزيد بن أبان. وسيأتي الكلام عليه في الحديث: 3396 [5 و 6].
3396 - [4] وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ فَرَّقَهُمَا قَالَا: حدّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- (لأن أجلس مع قوم يذكرون الله تعالى مِنْ غُدْوَةٍ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس). ¬
3396 - [4] الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف، لضعف يزيد بن أبان.
تخريجه: أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (رقم 1054). وأخرجه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقة (1/ 11). وابن الجوزي الأصبهاني بإسناديهما عن حماد، به (2/ 566). ولم يتفرد به يزيد فقد تابعه الأعمش، عن أنس رضي الله عنه بمثله عند البيهقي في الشعب (2/ 453). وإسناده منقطع، الأعمش لم يثبت له سماع من أنس رضي الله عنه كما في جامع التحصيل (188).
3396 - [5] حدّثنا (¬1) أبو الربيع، ثنا حماد ثنا المعلي بْنُ زِيَادٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (لأن أجلس مع قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إليَّ مِنْ أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل). ¬
3396 - [5] الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبان وتقدم أنه ضعيف. قال النووي في الأذكار (82): إسنادُهُ ضعيف.
تخريجه: أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ من طريق أبي يعلى (193: 669) باب استحباب الذكر بعد العصر إلى الليل. وتابع أبا يعلى عن أبي الربيع 1 - يوسف القاضي: أخرجه عنه الطبراني في الدعاء (3/ 1638: 18119). 2 - لوين: أخرجه ابن السني في الموضع السابق، حدّثنا ابن صاعد، ثنا لوين، عن حماد، به. وأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 456) (هندية). بإسنادين عن الحسن بن الربيع، ثنا حماد بن زيد، عن المعلي بن زياد، عن أنس، به. قلت: لعل ها هنا سقطا بين المعلى وأنس، فإنه لم يدركه، ويدل عليه الروايات السابقة.
3396 - [6] وَحَدَّثَنَا (¬1) خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ثنا حَمَّادٌ بِهَذَا نحوه وزاد: كلهم مسلم. ¬
3396 - [6] الحكم عليه: العلة فيه كسابقيه، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 108): ويزيد ضعفه الجمهور وقد وثق، وقال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 3/ 6 ب) بعد أن ذكر من خرج الحديث: مدار هذه الطرق، إما على مجهول، أو على يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف. قلت: أين المجهول؟
تخريجه: أخرجه عن أبي يعلى ابن السني في عمل اليوم والليلة (164)، وترى أن الرقاشي قال مرة ثمانية ومرة أربعة. وقد تابع يزيد عن أنس على قوله أربعة. (أ) قتادة عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (لأن أقعد مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ صَلَاةِ الغداة حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إلىَّ مِنْ أَنْ أعتق أربعة من ولد إِسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أحب إلىَّ من أن أعتق أربعة). أخرجه أبو داود في العلم من سننه باب القصص (3/ 24: 3667). والطحاوي في المشكل (رقم 3908). والبيهقي في الشعب (2/ 454 هندية). كلهم من طريق موسى بن خلف عن قتادة، عن أنس. وهذا سند ضعيف موسى بن خلف فيه لين، كما يظهر هذا من ترجمته في التهذيب (1/ 304)، وقتادة مدلس وقد عنعن. =
= وبلفظ حديث محمد بن مهزم السابق أخرجه البيهقي في السنن (8/ 79)، وفي الشعب (2/ 455). من طريق موسى بن خلف عن قتادة ويزيد عن أنس. وموسى لين كما ذكر. ورواه عن يزيد فقط عند الطحاوي في المشكل (رقم 3907) حدّثنا إبراهيم ابن أبي داود حدّثنا بن سليمان الواسطي حدّثنا موسى، به. وتابعهما عن أنس. (ب) ثابت البناني عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ولفظه؛ لأن أقعد مع أقوام يذكرون الله من بعد صلاة الفجر إلى أن تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إلىَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أربعة من بني إسماعيل، دية كل رجل منهم اثنا عشر ألفًا، ولأن أقعد مع أقوام يذكرون الله من بعد صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إليَّ من أن أعتق أربعة من بني إسماعيل دية كل رجل منهم اثنا عشر ألفًا. أخرجه أبو يعلى في مسنده (3/ 366) وعنه ابن عدي في الكامل (6/ 2457) حدّثنا الفضل بن الصباح ثنا أبو عبيدة عن محتسب عن ثابت عن أنس، به. وهذا إسناد ضعيف؛ محتسب بن عبد الرحمن ليّن الحديث كما في اللسان (5/ 24). وتابعهم عن أنس. (ج) سليمان التيمي عن أنس رفعه: لأن أقعد مع قوم يذكرون الله بعد صلاة الغداة إلى أن تطلع الشمس أحب إليَّ من أن أحرر أربع محررين من ولد إسماعيل. أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 35)، وفي أخبار أصفهان (1/ 200). حدّثنا إبراهيم بن محمد بن حمزة، حدّثنا أحمد بن محمد بن نصر الضبعي، حدّثنا مطر بن محمد بن الضحاك، حدّثنا عبد المؤمن بن سالم، حدّثنا سليمان عن أنس، به. وهذا إسناده ضعيف، فيه علتان: =
= 1 - عبد المؤمن بن سالم، ضعفه العقيلي كما في الضعفاء له (3/ 93). 2 - مطر بن محمد بن الضحاك، ذكره ابن حبّان في الثقات (9/ 189) وقال يخطئ ويخالف. وللحديث شاهد من حديث أبي أمامة وأبي هريرة رضي الله عنهم. أولًا: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال: قُصَّ، فَلأَن أقعد غدوة إلى أن تشرق الشمس أحب إليَّ من أن أعتق أربع رقاب، وبعد الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أن أعتق أربع رقاب. أخرجه أحمد (5/ 261). والطبراني في الكبير (8/ 312). بإسناديهما عن شعبة عن أبي التياح قال سمعت أبا الجعد، يحدث عن أبي أمامة، فذكره. قال الهيثمي في المجمع: ورجاله موثقون، إلَّا أن فيه أبا الجعد عن أبي أمامة فإن كان هو الغطفاني، فهو من رجال الصحيح، وإن كان غيره فلم أعرفه. قلت: يظهر لي حسب علمي أنه ليس بالغطفاني، فإنه كوفي، وروايته عن الصحابة من أهل الكوفة، ورواته منهم. بل الذي يظهر أنه شهر بن حوشب ويكنى بأبي الجعد، وقد روى عن أبي أمامة رضي الله عنه، وروى عنه أبو التياح، والله أعلم بالصواب. وتابعه عليه قتادة عند الطحاوي في المشكل (3909). فإن كان كذلك فالحديث إسناده حسن، للخلاف في شهر. على أنه قد توبع عند أحمد (5/ 253)، والطبراني في الكبير (8/ 3170) وفي الدعاء (3/ 1639)، والروياني (رقم 1262) بأسانيدهم، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عن أبي طالب الضبعي عن أبي أمامة رضي الله عنه. وهذا إسناد ضعيف؛ علي بن زيد ضعيف الحديث. ثانيا: عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: =
= أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لأن أصبر من صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أحبَّ إلى من أن أعتق أربع محررين من ولد إسماعيل، ولأن أصبر نفسي مع ملأ من أمتي يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تجب الشمس، أحب إليَّ من أن أعتق أربع محررين من ولد إسماعيل). أخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1639) حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا أحمد بن عبدة الضبي، ثنا المعتمر بن نافع أبو الحكم الباهلي، عن سليمان التيمي، عن أبي قلابة عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهذا إسناد ضعيف لعلتين: 1 - معتمر بن نافع، قال البخاري فيه منكر الحديث كما في اللسان (6/ 70). 2 - أبو قلابة يظهر من ترجمته في جامع التحصيل (211) أنه لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه. وبالجملة فحديث الباب بلفظ قتادة حسن بمتابعاته، من حديث محتسب عن ثابت وبحديث أبي أمامة رضي الله عنه بطريقيه.
3397 - حدّثنا (¬1) شيبان بن فروخ، ثنا (الطيب بن سليمان) (¬2)، قال: سمعت عمرة تقول: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- تقول: (مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ أَوْ قَالَ الْغَدَاةَ، فَقَعَدَ مقعده، فلم يلغ شيء مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، وَيُذْكَرُ اللَّهَ تَعَالَى حَتَّى يُصَلِّيَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ، كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، لَا ذَنْبَ لَهُ). ¬
3397 - الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف لجهالة عمرة بنت أرطاة، وهذا الحديث حسنه البوصيري. قال الهيثمي في المجمع: وفيه الطيب بن سليمان، وثقه ابن حبّان وضعفه الدارقطني، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: لم ينفرد ابن حبّان بتوثيقه، وعمرة ليست بابنة عبد الرحمن المحتج بها.
تخريجه: عن أبي يعلى أخرجه ابن السني به: (48: 145) باب فضل الذكر بعد صلاة الفجر. والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (8/ 450). حدّثنا محمد بن محمد، ثنا شيبان بن فروخ، به. قال عقبة: لم يروه عن عمرة إلَّا الطيب، وهو ثقة بصري. وعمرة بصرية، وليست بابنة عبد الرحمن إنما هي عمرة بنت أرطاة. اهـ. وللحديث شواهد دون قوله أربع ركعات. عن أبي أمامة ومعاذ بن أنس وأنس وابن عمر رضي الله عنهم. =
= أولًا: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:" من صلى صلاة الغداة في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام، فركع ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة. أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 209). حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدّثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحراني، حدّثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن موسى بن علي، عن يحيى بن الحارث، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه. وهذا إسناد حسن، القاسم صدوق. قال الهيثمي في المجمع (10/ 107): وإسناده جيد. ثانيًا: عن سهل بن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: من قعد في مصلاه حتى ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتين الضحى لا يقول إلَّا خيرًا، غفر له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر. أخرجه أبو داود في الصلاة من سننه باب صلاة الضحى (2/ 27). ومن طريقه البيهقي (3/ 49)، وأحمد (3/ 439). كلاهما بإسناديهما عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ معاذ عن أبيه به وهذا إسناد ضعيف لضعف زبان بن فائد كما في ترجمته في التقريب (1/ 257). ثالثًا: عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ صَلَّى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت كأجر حجة وعمرة تامة تامة. أخرجه الترمذي في الجمعة من جامعه باب ذكر مما يستحب من الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح (2/ 50). وقال: حسن غريب. ومن طريقه البغوي في شرح السنة (3/ 221): عن عبد الله بن معاوية، أخبرنا عبد العزيز بن مسلم، أخبرنا أبو ظلال، عن أنس، به. =
= وهذا إسناد ضعيف. أبو ظلال هلال بن أبي هلال ضعيف كما في التقريب (2/ 325). رابعًا: عن ابن عمر رضي الله عنهما بنحو حديث أبي ظلال: أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 237) من طريق سلم بن المغيرة ثنا أبو معاوية عن مسعر عن خالد بن معدان عن ابن عمر، به. وهذا مسند ضعيف فيه علتان: 1 - سلم بن المغيرة: ضعيف كما في اللسان (3/ 78). 2 - هناك شبهة انقطاع بين مسعر وخالد، فإنه لم يرتحل في طلب حديث كما قال ابن معين. قال الذهبي في السير (7/ 166): نعم، وعامة حديثه عن أهل بلده، إلَّا قتادة، فكأنه ارتحل إليه. وقد رواه المصنف من طريق أبي نعيم في نتائج الأفكار (2/ 303) وسقط من السند سلم بن المغيرة، وقال عقبه: ورجال هذا السند ثقات لكن سماع خالد من ابن عمر فيه نظر. وله إسناد آخر عن ابن عمر رضي الله عنه أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 406) بنحو الحديث السابق من طريق الأحوص بن حكيم، عن ابن عمر رضي الله عنهما، والأحوص ضعيف. والحديث بمجموع طرقه صحيح ولله الحمد دون قوله أربع ركعات، بل الثابت ثنتان. ووجه مناسبة الشاهد: في قوله: "كانت كأجر حجة وعمرة". مع أنها ليست في حديث الباب، إعتمادًاَ على الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه (9/ 199 نووي) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
30 - باب الذكر في الصلاة
30 - بَابُ الذِّكِْر فِي الصَّلَاةِ 3398 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى (بْنُ حَمَّادٍ) (¬2)، ثنا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْفُرَاتِ بن سلمان، قال: قال علي رضي الله عنه: أَلَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ فَيُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَيَقُولُ فِيهِنَّ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: تَمَّ نورك فهديت، ذلك الْحَمْدُ، وَعَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَبَسَطْتَ يدك فأعطيت، فلك الحمد، وجهك أعظم الْوُجُوهِ، وَجَاهُكَ أَعْظَمُ الْجَاهِ، وَعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ الْعَطِيَّةِ وأهناها، (تطاع) (¬3) ربنا فتشكر، (وتعصى) ربنا فتغفر، و (تجيب) المضطر، (وتكشف) الغم، و (تشفي) السَّقِيمَ، (وَتَغْفِرُ) الذَّنْبَ، (وَتَقْبَلُ) التَّوْبَةَ، وَلَا يُجْزَى بِآلَائِكَ أَحَدٌ، وَلَا يبلغُ مدحَك قولُ قَائِلٍ). ¬
3398 - الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف: =
= 1 - لضعف الخليل بن مرة. 2 - للإِنقطاع بين الفرات وعلي رضي الله عنه. ذكره ابن أبي حاتم في المراسيل (/137)، ونقله عنه العلائي في جامع التحصيل (308). وقال الهيثمي في المجمع (10/ 161): والفرات لم يدرك عليًا، والخليل بن مرة وثقه أبو زرعة، وضعفه الجمهور.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد إلَّا أنه ورد موقوفًا عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ في الدعاء من مصنفه، باب ما يقال في دبر الصلوات، (10/ 229)، عن وكيع وابن فضيل في الدعاء: (رقم 69) عن حمزة الزيات والطبراني في الدعاء (2/ 1137)، عن إسرائيل وزهير بن معاوية وشعبة كلهم، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عن علي رضي الله عنه من قوله، وهذا إسناد صحيح. ومثله لا يقال من قبل الرأي فله حكم الرفع.
31 - باب الذكر في الصباح والمساء
31 - بَابُ الذِّكْرِ فِي الصَّبَّاحِ وَالْمَسَاءِ 3399 - قَالَ عَبْدُ (¬1): حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، ثنا فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا (أَصْبَحْنَا) (¬2) قَالَ: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْكِبْرِيَاءُ، وَالْعَظَمَةُ، وَالْخَلْقُ، وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَمَا سَكَنَ فِيهِمَا لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ هَذَا النهار (صلاحًا) (¬3) وأوسطه فلاحًاَ، وآخره نجاحًا، وأسألك خير الدنيا والآخرة. ¬
3399 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، فائد متروك. قال الهيثمي في المجمع (10/ 118): وفيه فائد أبو الورقاء، وهو متروك. قال المصنف في نتائج الأفكار (2/ 381): وهذا حديث غريب وإسناده ضعيف، وفائد بالفاء هو ابن عبد الرحمن العطار معروف بكنيته، متفق على تضعيفه. وضعفه البوصيري كما في الإتحاف (3/ 8 أ) بفائد. =
= تخريجه: ورواه عن فائد جماعة: عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عند المروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك (رقم 1085). الطيالسي، عند ابن السني (/ 14: 38)، باب ما يقول إذا أصبح: حدّثنا الحسين بن محمد، حدّثنا أبو داود. ويحيى بن المتوكل، عند ابن عدي في الكامل في ترجمة فائد (6/ 2052). حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق، ثنا الحسن بن يزيد المؤذن، ثنا يحيى بن المتوكل. ومحمد بن يوسف الفريابي، عند الطبراني في الدعاء (رقم 296). حدّثنا ابن أبي مريم، ثنا الفريابي. ومحمد بن فائد، أخرجه المقدسي في الدعاء (رقم 88)، من طريق النجاد، ثنا أبو قلابة الرقاشي، ثنا محمد بن فائد، كلهم عن فائد به، وزادوا في آخره: يا أرحم الراحمين. وعزاه الهيثمي في المجمع إلى الطبراني في الكبير. قلت: رواه ابن أبي شيبة بإسناد آخر (10/ 239): حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبزى، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رسول -صلى الله عليه وسلم- إذا أصبح قال: ... فذكره. وهذا إسناد حسن، عبد الله بن عبد الرحمن، قال فيه أحمد: حسن الحديث كما في التهذيب (5/ 254).
3450 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا (معان) (¬1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنِ الْحَسَنِ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- رضي الله عنه، فَأُتِيَ، فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ دَارُكَ، فَقَدِ احْتَرَقَتْ، فَقَالَ: مَا احْتَرَقَتْ دَارِي؟ فَذَهَبَ، ثُمَّ جَاءَ (فقال له) (¬2): أدرك دارك فقد احترقت، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا احْتَرَقَتْ دَارِي، فَقِيلَ لَهُ: يُقَالُ لَكَ قَدِ احْتَرَقَتْ دَارُكَ، فَتَحْلِفُ بالله ما احترقت؟ فقال رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: إِنَّ رَبِّيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ ربُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، أَعُوذُ بِاللَّهِ الَّذِي يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إلَّا بِإِذْنِهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّي آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، لَمْ يَرَ يَوْمَئِذٍ فِي نَفْسِهِ وَلَا أَهْلِهِ، وَلَا مَالِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ، وَقَدْ قُلْتُهَا الْيَوْمَ). قُلْتُ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الدُّعَاءِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، وَسَمَّى الرَّجُلَ الصَّحَابِيَّ أبا الدرداء (¬3) رضي الله عنه، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُفَسَّرَ بِهِ الْمُبْهَمُ هُنَا، فإن الحسن لم يجالس أبا الدرداء رضي الله عنه (¬4). ¬
3400 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لعلتين: 1 - جهالة معان. 2 - فيه راو لم بسم. وقال البوصيري في الإِتحاف المسندة والمختصرة (3/ 8/ب): فيه راو لم يسم.
تخريجه: من طريق الحارث أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ /21)، فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (رقم 758)، باب ما يقول الرجل إذا أصبح. وللحديث شاهد من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. أخرجه الطبراني في الدعاء كما قال المصنف (2/ 953). وابن السني في عمل اليوم والليلة (/20)، في الباب السابق. من طريق هدبة بن خالد، ثنا أغلب بن تميم، ثنا الحجاج بن فرافصة، عن طلق بن حبيب قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فذكره بنحوه. وهذا إسناد ضعيف جدًا: الأغلب بن تميم، ضعيف جدًا كما في اللسان (1/ 518). وقول المصنف لا يجوز أن يفسر به المبهم هنا ... قاله على فرض ثبوت الحديثين، وأما إذ لم يثبتا فلا تقوم بهما حجة والله أعلم.
3401 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زنجويه، ثنا أبو المغيرة، ثنا أبو (بَكْرٌ) (¬1) حَدَّثَنِي (ضَمْرَةُ) (¬2) بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الدرداء، عن زيد بن ثابت رضي الله عنهم، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَّمَهُ دُعَاءً، وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ بِهِ أَهْلَهُ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قُلْ حِينَ تُصْبِحُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ. وَمِنْكَ وَلَكَ وإليك، ما قلت من قول، وعملت مِنْ عَمَلٍ، أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ، أَوْ حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ كُلِّهِ، مَا شِئْتَ كَانَ، وَمَا لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِكَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ مَا صَلَّيْتُ مِنْ صَلَاةٍ فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتُ، وَمَا لَعَنْتُ مِنْ لَعِنٍ، فَعَلَى مَنْ لَعَنْتُ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا، وألحقني بالصالحين. ¬
3401 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر.
تخريجه: عن أبي يعلى أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ به (برقم 17). وأخرجه أحمد في المسند (5/ 191)، ومن طريقه المقدسي في الدعاء (رقم 93). والطبراني في الكبير (5/ 119)، ومن طريقه الأصبهانى في الحجة (466). مطولًا، ووافقا أبا يعلى إلى قوله وألحقني بالصالحين. وفيه زيادة طويلة. كلاهما عن أبي المغيرة، به. وأخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 942). والحاكم وصححه (1/ 513)، كلاهما =
= عن أبي المغيرة ولم يذكر أبا الدرداء. وتابع أبا بكر ابن أبي مريم عن ضمرة معاوية بن صالح عنه عن زيد. أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 157). وفي الدعاء (2/ 941) وفي الشاميين (2013). حدّثنا بكر بن سهل الدمياطي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، حدثني ضمرة عن زيد، به مطولًا. وهذا إسناد تالف؛ بكر بن سهل اتهم بالوضع كما في اللسان (8/ 64). وأخرجه الطبراني في الشاميين (رقم 1479)، ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، ثنا أبو المغيرة، ثنا أبو بكر ابن أبي مريم ثني حمزة بن حبيب عن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- علمه أو علم زيدًا فذكره مطولًا. فالحديث يبقى على ضعفه وهذا الخلاف في شيخ ضمرة إنما هو من أبي بكر ابن أبي مريم وقد علمت ما فيه.
3402 - حدّثنا (¬1) أبو الربيع، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَجْأَةِ (¬2) الْخَيْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فجأة الشر. فإن العبد (لايدري) (¬3) ما يفجأه إذا أصبح وإذا أمسى). ¬
3402 - الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا، يوسف بن عطية متروك. قال البوصيري في الإتحاف (3/ 9 أ): رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لضعف يوسف بن عطية.
تخريجه: عن أبي يعلى أخرجه ابن السني (15/) به في عمل اليوم والليلة (رقم 39)، باب ما يقول إذا أصبح.
3453 - (وقال مسدّد) (¬1): حدّثنا المعتمر، قال: سمعت منصور، يُحَدِّثُ عَنْ رِبْعِيِّ (¬2) بْنِ حِرَاشٍ (¬3)، عَنْ رَجُلٍ من النخع، عن أبيه، عن سلمان رضي الله عنه قَالَ: إِذَا قَالَ الْعَبْدُ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ أنت ربي لا شريك لك، وأصبحت وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ لَا شَرِيكَ لَهُ. إِذَا قَالَهَا الْعَبْدُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى كَفَّرَتْ عَنْهُ مَا أَحْدَثَ بَيْنَهُمَا، أَوْ قَالَ: أَصَابَ بينهما. ¬
3453 - الحكم عليه: إسناده ضعيف لجهالة الرجلين.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع، عن سفيان، عن منصور، به موقوفًا. في المصنف (10/ 243)، باب ما يستحب أن يدعو، به إذا أصبح. وخالف المذكورين أبو الأحوص، فرواه عن منصور، عن ربعي، عن رجل، عن سلمان موقوفًا عند ابن أبي شيبة في مصنفه (90/ 78). والحكم لرواية سفيان وهو أثبت في منصور من غيره، وإن كان أبو الأحوص ثقة فسفيان في منصور أثبت. وروي هذا الحديث مرفوعًا عند ابن السني (23)، باب ما يقول الرجل إذا أصبح (رقم 66): أخبرني أحمد بن الحسن الموصلي، ثنا جعفر بن محمد الثقفي، حدّثنا أبي، حدّثنا بكر بن خنيس، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الملك بن عمير، عن أبي فروة، عن سلمان رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه. ولم أعرف أحمد بن الحسن ولا جعفر بن محمد ولا أبيه. وقال الشيخ الألباني حفظه الله في ضعيف الجامع (1/ 150): ضعيف جدًا.
3404 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو عَوَانَةَ، ثنا حُصَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، إِذَا أَصْبَحَ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَعْظَمِ عِبَادِكَ نَصِيبًا فِي كُلِّ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ فِي الْغَدَاةِ مِنْ نُورٍ تَهْدِي بِهِ، وَرَحْمَةٍ تَنْشُرُهَا، ورزق تبسطه، وضر تكشفه، وبلاء تدفعه، وفتنة تصرفها، وسوء تدفعه. ¬
3404 - الحكم عليه: هذا إسناد فيه من لم أعرفه.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير من طريق مسدّد (12/ 268). وأبو نعيم في الحلية عنه (1/ 304)، وتابع أبا عوانة بنحوه ابن فضيل في الدعاء (رقم 6). وخالفهما عبد الله بن إدريس. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف في الأدب باب ما يقول الرجل إذا أصبح (9/ 78)، وفي الدعاء باب ما يدعو به إذا أصبح (10/ 242). فرواه عن حصين، عن تميم بن سلمة، عن عبد الله بن سبرة عن ابن عمر به (¬1). فذكر تميمًا بين حصين وابن سبرة. فيظهر أن هذا من قبل حفظ حصين بن عبد الرحمن. وقد ورد الحديث مرفوعًا عن ابن عمر أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 377). حدّثنا الحسن بن سفيان، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عن أبان، عن نافع، عن ابن عمر بنحوه، مرفوعًا. وهذا إسناد ضعيف جدًا أبان هو ابن أبي عياش متروك. فهذا الأثر ضعيف موقوفًا ومرفوعًا. ¬
32 - باب الحث على لزوم التسبيح
32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى لُزُومِ التَّسْبِيحِ 3405 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الله الأيلي (¬1)، حدّثنا الزهري، قال: (أُتِيَ أبو بكر الصديق رضي الله عنه بغراب وافر الجناحين، فقال رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "مَا صِيد صَيد، وَلَا عُضدت (¬2) عَضاة، وَلَا قُطعت وَشِيجة (¬3) إِلَّا بقلَّة التَّسْبِيحِ"، ثُمَّ خلَّى رضي الله عنه عَنِ الْغُرَابِ). هَذَا مُعْضَلٌ أَوْ مُرْسَلٌ، والحَكَم ضعيف بمرة. (133) حديث جابر رضي الله عنه، في فضل سبحان الله وبحمده، في ذم الكِبر في كتاب الأدب (¬4). ¬
3405 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف: 1 - منقطع بين الزهري وأبي بكر رضي الله عنه. =
= 2 - الحكم كذَّاب، وأحاديثه موضوعة. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ 7): مختصر، بسند ضعيف لضعف الحكم بن عبد الله.
تخريجه: عزاه صاحب الكنز (1/ 445) إلى ابن راهويه. وللحديث طريق أخرى عن الحكم أخرجها ابن عساكر كما في كنز العمال (1/ 253، 254): عن الحسين بن خير بن حوثرة بن يعيش بن أبي النعمان الطائي الحمصي، حدّثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن يحيى ابن أبي النقاش، حدّثنا عبد الله بن عبد الجبار الخبائري، ثنا الحكم بن عبد الله بن خطَّاف، ثنا الزهري عن أبي واقد عن أبي بكر رضي الله عنه به. قال: قال ابن عساكر: منكر والحكم بن عبد الله بن خطاف ضعيف، والخبائري ضعيف. والرجلان اللذان قبلهما حمصيان مجهولان. وقد علَّق العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة له (4/ 355) بان الخبائري لم يُضعف إلا من قبل ابن عساكر، وإلا فقد وثق. ثم حمل الحديث على الحكم، ونقل قول الدارقطني أنه كان يضع الحديث. قلت: قد ورد موقوفًا على أبي بكر رضي الله عنه. أخرجه أحمد في الزهد (139). وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 262)، في كتاب الزهد باب في كلام أبي بكر. وأبو الشيخ في العظمة (522: 1234). كلهم من طريق خالد بن حيان أبو يزيد الرَّقي، حدّثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مِهران، عن أبي بكر رضي الله عنه، به موقوفًا. وهذا إسناد ضعيف: ميمون بن مهران لم يسمع من أبي بكر، بل ولم يدركه. وللحديث شواهد من حديث: عمر، وأبي الدرداء، وأبي هريرة رضي الله عنهم. =
= أولًا عن عمر: ساقه صاحب الكنز بالإِسناد السابق، وهو كما رأيت في ضعفه. ثانيًا: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ما أخذ طائر ولا حوت إلا بتضييع التسبيح. أخرجه أبو الشيخ في العظمة (522: 1230)، حدّثنا محمد بن عثمان الواسطي، حدّثنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الحميد بن جعفر، عن الوَضِين بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ، عن أبي الدرداء به. وهذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان: 1 - محمد بن عمر: هو الواقدي، متروك. 2 - يزيد بن مَرْثد لم يسمع من أبي الدرداء رضي الله عنه، كما في الجرح والتعديل (9/ 288). وأرسله يزيد من طريق آخر عند أبي الشيخ في العظمة (522: 2130): حدّثنا جعفر بن أحمد بن فارس، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد، حدّثنا إبراهيم بن موسى المكتب، حدّثنا محمد بن حمزة البرقي عن الخليل بن مرَّة، عن الوضين بن يزيد، به. وهذا الإِسناد لم أجد ترجمة لبعض من فيه، والخليل بن مرَّة ضعيف. ثالثًا: عن أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه: أخرجه أبونعيم في الحلية (7/ 240)، من طريق محمد بن عبد الرحمن القشيري، ثنا مسعر، عن سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، به. قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة (3/ 354): موضوع. قلت: محمد بن عبد الرحمن متهم كما في لسان الميزان (5/ 283). فالحديث سنده تالف، وأحسن أسانيده ما أخرجه ابن أبي شيبة موقوفًا، وقد علمت أنه ضعيف.
3406 - وقال مسدّد: حدّثنا يَحْيَى عَنِ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُخَارِقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذَا حدَّثتكم بِحَدِيثٍ، أَنْبَأْتُكُمْ بِتَصْدِيقِ ذَلِكَ مِنْ كتاب الله عزَّ وجل، قَالَ: مَا قَالَ عَبْدٌ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللهُ أَكْبَرُ، وتبارك الله، إلا قيَّض اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ عليهنَّ ملكًا يُضجعهنَّ تحت جناحيه، وَيَصْعَدُ بِهِنَّ (إِلَى) (¬1) السَّمَاءِ، لَا يمرُّ عَلَى جَمْعٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا اسْتَغْفَرُوا لِقَائِلِهِنَّ، حَتَّى (يُحيِّي) (¬2) بهنَّ وجه الرحمن عزَّ وجلّ، ثُمَّ تَلَا عَبْدُ اللَّهِ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (¬3). * أخرجه الحاكم (¬4). ¬
3406 - الحكم عليه: الأثر سنده ضعيف، فسماع القطان عن المسعودي بعد اختلاطه، إلَّا أنَّه تُوبِع كما سترى، وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ 13 أ) مختصر، وقال: رواه مسدّد والحاكم.
تخريجه: تابع القطان عن المسعودي: 1 - جعفر بن عون عند ابن جرير في التفسير (22/ 120)، حدّثنا محمد بن إسماعيل الأحمس، ثنا جعفر. 2 - أبو نعيم أخرجه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ (9/ 266)، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العزيز، ثنا أبو نعيم. =
= 3 - إسحاق بن سليمان الرازي عند الحاكم كما قال المصنف (2/ 425)، أخبرنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، حدّثنا حامد بن أبي حامد المقرئ، ثنا إسحاق بن سليمان. وعنه البيهقي في شعب الإيمان (2/ 528)، وفي الأسماء والصفات (2/ 34) كلهم عن المسعودي به، وزاد السيوطي في الدر المنثور (7/ 8) نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وسماع الثلاثة عن المسعودي قبل الاختلاط، فالأثر حسن الإسناد. وتابع مخارقًا عن ابن مسعود رجلٌ عنه أخرجه المروزي في زوائد الزهد (رقم 1117)، أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد يحدِّث عن عون بن عبد الله، عن رجل، عن ابن مسعود بنحوه. وهذا إسناد فيه مبهم. وتابعهما عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود بنحوه مختصرًا عند ابن فضيل في الدعاء (رقم 106)، ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عون، عن ابن مسعود رضي الله عنه، ورجاله ثقات، إلا أنه منقطع بين عون وابن مسعود كما في جامع التحصيل ص (249)، وبينت الرواية السابقة ذلك. وللأثر شاهد عن أبي هريرة وموسى بن طلحة رضي الله عنهم مرفوعًا. أولًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: من قال سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إلَّا الله والله أكبر، ولا حولَ ولا قوة إلا بالله، ضمَّ عليهن ملك بجناحه، فلا ينتهي حتى يبلغ بهن العرش، فلا يمر بشيء إلَّا صلَّى عليهن وعلى قائلهن، والتسبيح تنزيه الله من كل سوء، ومن قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ العلي العظيم، قال: أسلم عبدي واستسلم. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (33 ب). حدّثنا محمد بن أبي زرعة، ثنا هشام بن عمَّار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا أبو شيبة إبراهيم بن عثمان، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، =
= عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهذا إسناد ضعيف. 1 - الوليد بن مسلم يدلس التسوية وقد عنعن عن شيخه كما سيأتي بيانه في ترجمته (رقم 145). 2 - أبو شيبة إبراهيم بن عثمان ضعيف الحديث، كما قال الهيثمي في المجمع (10/ 92). على أن شيخ الطبراني لم أجد له ترجمة. ثانيًا: وكأن الصحيح مرسل، عن موسى بن طلحة رحمه الله. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 328)، في الدعاء، باب الكلمات التي إذا قالهن العبد وضعها الملك تحت جناحه. حدّثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج -هو ابن محمد-، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، عن موسى بن طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بنحوه. وهذا إسناد قوي. وهو شاهد لأثر الباب، فالأثر صحيح إن شاء الله. ومثله لا يكون من قبل الرأي، والله أعلم.
3407 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ (¬2)، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أحبُّ إليَّ مِنْ (أَنْ) (¬3) أُنفق بِعَدَدِ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ الله عزَّ وجلّ. ¬
3407 - الحكم عليه: إسناده ضعيف للانقطاع بين أبي عبيدة وأبيه. قال البوصيري: رواه مسدّد موقوفًا، ورجاله ثقات، كما في الإتحاف (3/ 13 أ).
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف في الدعاء باب ثواب التسبيح (10/ 291)، ثنا غُندر، عن شعبة، عن منصور، به. وتابع شعبة جرير بن عبد الحميد عن منصور، به، عند المروزي في زوائده على الزهد (رقم 1156). وله شاهد عند ابن أبي شيبة في الموضع السابق (10/ 292)، حدّثنا وكيع عن مسعر، عن عبد الله بن يسره، عن هلال بن يساف قال: قال عبد الله لأن أسبِّح تسبيحةً أحبُّ إلىَّ مِن أن أُنفق عددهن دنانير في سبيل الله. والبيهقي في الشعب أخبرنا أبو زكريا ابن إسحاق، أخبرنا أبو عبد الله ابن يعقوب، حدّثنا محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا جعفر بن عون، عن عبد الملك بن ميسرة، عن هلال بن يساف، به (2/ 567). ولا يقوي الحديث إذ هو متحد العلة مع السابق، فإن هلالًا ذكر الأئمة أنه لم =
= يسمع من أبي الدرداء رضي الله عنه كما في جامع التحصيل (/295)، ولا من أبي مسعود، وله رؤية عن علي، فمثله يقصر عن الرواية عن ابن مسعود. وانظر التهذيب (11/ 76). وكذلك ما أخرجه البيهقي بعده، وابن فضيل في الدعاء (رقم 88) كلاهما عن الأعمش، عن عبد الملك بن أبي يزيد، قال: جلس عبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود، فقال عبد الله بن مسعود: لأن آخذ في طريق أقول فيه سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أحبُّ إلىَّ مِنْ أَنْ أنفق عددهن دنانير في سبيل الله، فقال عبد الله بن عمرو: لأن آخذ في طريق فأقولهن أحبُّ إليَّ من أن أحمل عددهن على الخيل في سبيل الله تعالى. وعبد الملك، سكت عليه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 375). وصحَّ عن ابن عمرو قوله: أخرجه ابن أبي شيبة في الموضع السابق (10/ 292)، حدّثنا غندر عن شعبة، عن منصور، عن طلق بن حبيب، عن ابن عمرو رضي الله عنهما، به، وهذا متصل صحيح.
3408 - حَدَّثَنَا (¬1) إِسْمَاعِيلُ، ثنا (الْجُرَيْرِيُّ) (¬2)، حَدَّثَنِي رَجُلٌ قَالَ: قلتُ (الفقيه) (¬3) بِمَكَّةَ: إنَّ لَنَا فَقِيهًا -أَعْنِي الْحَسَنَ- إِذَا سَكَتَ فَإِنَّمَا هِجِّيراهُ (¬4): سُبْحَانَ اللَّهِ، وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، (فَقَالَ) (¬5): إنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا لَفَقِيهٌ، مَا قَالَهَا عبدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ، إِلَّا بُنِيَ له بيت في الجنة. ¬
3408 - الحكم عليه: هذا مقطوع ضعيف الإسناد، فيه راوِ لم يُسَمّ. ولم أقف عليه عند غير مسدّد. وسكت عليه البوصيري في الإتحاف في المسندة والمختصرة (3/ 13 أ).
3409 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكين (¬1)، ثنا سَلَمَةُ -هُوَ ابْنُ وردان- قال: سمعتُ أنسا رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ هلَّل مِائَةً، وكبَّر مِائَةً، وسبَّح مِائَةً، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ رِقَابٍ يُعتقها، وسبع بدنات ينحرها. ¬
3459 - الحكم عليه: الحديث إسناده ضعيف لضعف سلمة بن وردان. قال البوصيري: إسناده حسن (3/ 13 أ).
تخريجه: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (129)، باب دعاء الأخ بظهر الغيب، عن أبي نعيم، به. وتابع أبا نعيم خالد بن يزيد عن سلمة، به، عن ابن الشجري في أماليه (1/ 16). إلا أن له شواهد في التهليل: حديث مالك عن سُمَيّ مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حِرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي ولم ياتِ أحد بأفضل ما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك. أخرجه في الموطأ في كتاب القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى (1/ 209) ومن طريقه أخرجه كل من: 1 - البخاري في بدء الخلق: باب صفة إبليس وجنوده (7/ 338 فتح). وفي =
= الدعوات: باب فضل التهليل (11/ 201 فتح). 2 - مسلم في الذكر: باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء (17/ 17 نووي). 3 - الترمذي في الدعوات: باب (61/ 5/ 175) وقال: حسن صحيح. 4 - ابن ماجه في الأدب: باب فضل لا إله إلا الله (2/ 12048: 3798). 5 - أحمد (2/ 377، 302). 6 - ابن أبي شيبة في المصنف في الدعاء: باب ثواب ذكر الله (10/ 308). والبغوي في شرح السنّة (5/ 53). وابن حبّان (2/ 106)، والبيهقي في الشعب (2/ 491). وهذا شاهد صحيح للتهليل والجزاء عليه، فهو بهذا القدر صحيح لغيره، والله أعلم.
3410 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا أبوخيثمة، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا (حِزَامُ) (¬2) بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي حكيم مولى الزبير، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا مِنْ صَبَاحٍ يُصبح العباد (إلا صارخ) (¬3) يَصْرُخُ: يَا أَيُّهَا الْخَلَائِقُ: سبِّحوا الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ. ¬
3410 - الحكم عليه: = = = إسناد الحديث ضعيف لضعف موسى بن عبيدة. وضعفه الهيثمي في المجمع (10/ 97) بموسى بن عبيدة، وفيه: يوسف بن عبيدة، وهو خطأ. وكذلك البوصيري في الإِتحاف مختصر (3/ 130 أ).
تخريجه: أخرجه الترمذي في الدعوات، بَابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وتعوُّذه في دبر كل صلاة (5/ 223). وعبد بن حميد في المنتخب (1/ 148)، بإسناديهما عن عبد الله بن نُمير وزيد بن الحباب، عن موسى، عن محمد بن ثابت، عن أبي حكيم، مولى الزبير، =
= عن الزبير، بنحوه، فزاد هنا محمد بن ثابت بعد موسى. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (/22: 62) باب ما يقول إذا أصبح، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 95). وابن الشجري في أماليه (1/ 225)، بأسانيدهم عن زيد بن الحباب، عن موسى عن محمد، عن أبي حكيم، عن الزبير. ومحمد بن ثابت هو العبدي ضعيف، وهذه الرواية أشبه، إذ أنَّ موسى من خلال كتب الرجال لم أجد من ذكر له رواية عن أبي حكيم بل عن محمد بن ثابت، والله أعلم. وهذا، إن دلَّ على شيء، فإنما يدل على سوء حفظ موسى. ولأجل هذه العلة أخرجه المصنف في الزوائد.
33 - باب فضل الذكر الخفي
33 - باب فضل الذكر الخفي ّ 3411 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا (إِسْحَاقُ) (¬2)، ثنا مُعَاوِيَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يُفَضِّلُ الذِّكْرَ الْخَفِيَّ الَّذِي لَا (تَسْمَعُهُ) (¬3) الْحَفَظَةُ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا، وَيَقُولُ: إِذَا كَانَ يَوْمُ القيامة، وجمع الله تعالى الخلائق لحسابهم، وجاءت الحفظة مما حفظوا أو كتبوا، قال الله تعالى (لَهُمْ) (¬4): انْظُرُوا هَلْ بَقِيَ لَهُ مِنْ شَيْءٍ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا مَا تَرَكْنَا شَيْئًا مِمَّا عَلِمْنَاهُ، وَحَفِظْنَاهُ، إلَّا وَقَدْ أَحْصَيْنَاهُ، وَكَتَبْنَاهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِنَّ لَكَ عِنْدِي (خَبِيئًا) (¬5) (¬6) لَا تَعْلَمُهُ، وَأَنَا أَجْزِيكَ بِهِ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْخَفِيُّ. ¬
3411 - الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف الإِسناد جدًا فيه علتان: =
= 1 - أبو هشام الرفاعي ضعيف ولكنه لم يتفرد به فقد توبع كما سترى في التخريج. 2 - معاوية بن يحيى ضعيف جدًا. وبالثاني ضعفه الهيثمي في المجمع (10/ 84) قال البيهقي في الشعب (2/ 450)، تفرد به معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف، وقال البوصيري في المسندة والمختصرة (3/ 18) رواه الحارث وأبو يعلى واللفظ له وأحمد بن حنبل والبزار وابن خزيمة في "صحيحه" والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.
تخريجه: بطرقه الأول أخرجه ابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب (2/ 560) من طريق إسحاق بن سليمان: أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، ثنا أحمد بن موسى، ثنا أحمد بن جعفر بن أحمد، ومحمد بن أحمد بن الحسين الثقفي، قالا ثنا عبد الله بن عمران، ثنا إسحاق. وتابع إسحاق عن معاوية كل من: 1 - إبراهيم بن المختار عند ابن شاهين في الترغيب (رقم 169)، والبيهقي في الشعب (2/ 448)، بإسناديهما عن محمد بن حميد، حدّثنا إبراهيم بن المختار. 2 - محمد بن الحسن الواسطي عند البيهقي في الشعب (2/ 450)، من طريق ابن أبي الدنيا حدّثنا أحمد بن حاتم الطويل، حدّثنا محمد بن الحسن الواسطي، كلاهما عن معاوية به. وخالف معاوية الصدفي عن الزهري حصين بن المخارق في لفظة أفضل الذكر الخفي على الذي تسمعه الملائكة كفضل الفريضة على التطوع". أخرجه ابن شاهين في الترغيب (رقم 170). وحصين بن المخارق، قال الدارقطني: يضع الحديث. وقد ورد الحديث موقوفًا عن عائشة رضي الله عنها، عند ابن أبي شيبة في =
= المصنف (10/ 376) في الدعاء، باب رفع الصوت في الدعاء: حدّثنا أبو داود، عن هشام، عن يحيى، عن رجل، عن عائشة، قالت: الذكر الخفي الذي لا يكتبه الحفظة يضاعف على ما سواه من الذكر سبعين ضعفًا. وهذا إسناد ظاهر الضعف. وبالجملة فالحديث مرفوعًا ضعيف جدًا، والموقوف أحسن حالًا منه إلَّا أنه ضعيف.
34 - باب عظمة ذكر الله تعالى
34 - باب عظمة ذكر الله تعالى 3412 - قال أبو بكر: حدّثنا الْحَسَنُ، ثنا يَحْيَى، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ خادمه فذكر الله عزَّ وجلَّ، فارفعوا أيديكم".
3412 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف، فيه أبو هارون وهو كذاب، وضعفه البوصيري لضعف أبي هارون كما في الإِتحاف (3/ 14 أمختصر). وكذلك الترمذي من قبله في الجامع (3/ 226).
تخريجه: تابع يحيى عن أبي هارون 1 - الثوري. أخرجه كل من: الترمذي في البِرّ والصِّلة، باب ما جاء في أدب الخادم (3/ 226)، بلفظ حديث الباب. وعبد بن حميد في المنتخب (2/ 90، 2/ 92). ولفظه فليرفع يده. وابن عدي في الكامل (5/ 1733). وابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب (2/ 570). كلهم بأسانيدهم عن الثوري. =
= 2 - برد بن سنان. عند أبي يعلى في مسنده (2/ 22). قال: حدّثنا داود بن رشيد، ثنا إسماعيل عن برد به. 3 - شيبان. عند البيهقي في الشعب (6/ 376). والبغوي في شرح السنة (9/ 348) بإسناديهما عنه. ولفظه: "إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فليمسك". ولم يتبين لي لم أخرجه الحافظ والبوصيري في الزوائد، فهو كما ترى عند الترمذي. والحديث كما تقدم إذ إن مداره على أبي هارون العبدي وحاله كما عرفت.
35 - باب التكبير
35 - باب التكبير 3413 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ كَثِيرٍ (¬1) ثنا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِذَا (رَأَيْتُمُ) (¬2) الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا. * هَذَا مرسل حسن. ¬
3413 - الحكم عليه: هذا مرسل؛ فيه من لم أتبين من هو. وسكت عليه البوصيري في المسندة والمختصرة (3/ 14 أ).
تخريجه: أخرجه الدولابي في الكنى والأسماء (2/ 137). حدّثنا محمد بن المثنى، حدّثنا أبو النضر يحيى بن كثير، صاحب البصري، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، رفعه وزاد: فإن الله عَزَّ وَجَلَّ يطفئه. =
= فزاد هنا جده وهو مرسل أيضًا فإن علي زين العابدين تابعي، ولم يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-. على أنه ضعيف الإسناد؛ أبو النضر هذا هو يحيى بن كثير صاحب البصري ضعيف. وللحديث شاهد من حديث ابن عمرو وابن عمر وابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين. أولًا: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما بنحو حديث الدولابي. أخرجه العقيلي في الضعفاء له (2/ 296). والطبراني في الدعاء (2/ 3266: 1003). وابن السني في عمل اليوم والليلة (93 أرقام 295، 296، 297، 298)، باب ما يقول إذا رأى الحريق. كلهم بأسانيدهم عن القاسم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، به مرفوعًا. وهذا إسناد ضعيف جدًا، القاسم هو العمري، متروك كما في التقريب (2/ 118). ودلسه ابن لهيعة فرواه عن عمرو وأسقط القاسم. أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 185)، وذكر تدليس ابن لهيعة له. وابن عدي في الكامل (4/ 1469). وابن لهيعة ضعيف، ومن دلسه أضعف منه كما تقدم. ورواه عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بإسناد آخر عن الطبراني في الدعاء. وهو متروك كما في التقريب (1/ 487). ثانيًا: عن ابن عمر رضي الله عنه نحو حديث الدولابي: أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (414). حدّثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد البكر أباذي حدّثنا أبو العباس بن =
= حشمرد، حدّثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى الكلابي، حدّثنا أحمد بن عبد الله المُخَرَّمي، حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، وعمه عن نافع، عن ابن عمر، به. وفي الإِسناد من لم أجد له ترجمة، على أن عبد الرحمن بن عبد الله متروك كما تقدم ذكره. ثالثًا: عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ حديث الباب: أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 1776). من طريق عمرو بن جميع، عن ابن جريح، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وهذا إسناد تالف؛ عمرو بن جميع متروك متهم، كما في اللسان (4/ 413). رابعًا: عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: أطفئوا الحريق بالتكبير. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (434). وفي الدعاء (2/ 1266)، حدّثنا معاذ بن المثنى، ثنا عثمان بن طالوت، ثنا أيوب بن نوح المطوعي، ثنا أبي، عن محمد بن عجلان، عن سعيد ابن أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. وفي إسناده أيوب بن نوح المطوعي لم أجد له ترجمة. فحديث الباب ضعيف لا تغني هذه الشواهد عنه شيئًا.
3414 - حدّثنا (¬1) دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ (بن زاذان) (¬2)، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِذَا وَقَعَتْ كَبِيرَةٌ، أَوْ هَاجَتْ رِيحٌ مُظْلِمَةٌ فَعَلَيْكُمْ بِالتَّكْبِيرِ فَإِنَّهُ يجلَّي العجاج الأسود). ¬
3414 - الحكم عليه: هذا حديث تالف الإِسناد للعلل التالية: 1 - تدليس الوليد وهذا أهونها. 2 - 3 عنبسه ومحمد متروكان. 4 - اضطراب رواته. وإلى وضعه أشار العلامة الألباني حفظه الله في ضعيف الجامع (1/ 234). وضعف الحديث البوصيري ولم يسم المعل به، كما في الإِتحاف (3/ 14 أ). وقال الهيثمي في المجمع (10/ 141): فيه عنبسة بن عبد الرحمن وهو متروك.
تخريجه: أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ: (90: 285)، باب ما يقول إذا وقعت كبيره. وابن حبّان في المجروحين (2/ 179). كلاهما عن أبي يعلى. واضطرب فيه عنبسة، فرواه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن جابر، به. عند ابن عدي (6/ 2210) حدّثنا الحسن ثنا داود بن رشيد، به. ورواه عن محمد بن زاذان عن أنس رضي الله عنه، بنحوه. عند ابن عدي (5/ 1901). ثنا يزيد بن عبد الله، ثنا محمد بن عبد لله بن ميمون، ثنا الوليد بن مسلم، به.
36 - باب حسرة من تفرق من غير ذكر
36 - بَابُ حَسْرَةِ مَنْ تَفَرَّقَ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ 3415 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ واثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (أَيُّمَا قَوْمٍ جَلَسُوا فِي مَجْلِسٍ ثُمَّ تفرقوا من قبل أن يذكروا الله تعالى، وَيُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسْرَةً).
3145 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف فيه يوسف بن عطية وشيخه متروكان، وعنعنة مكحول وهو مدلس، وسكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف المختصرة (3/ 7 أ).
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد، وسيأتي الكلام على شواهده في الحديث التالي.
3416 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَاءُ (¬1)، ثنا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ جَابِرِ بْنِ عمرو، عن عبد الله بن مغفل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا جَلَسَ قَوْمٌ قط مجلسًا لم يذكروا الله تعالى، إلَّا كان عليهم حسرة يوم القيامة. ¬
3416 - الحكم عليه: هذا حديث حسن الإسناد، وأبو معشر صدوق ولم يتفرد به كما سيأتي في التخريج. قال الهيثمي في المجمع (10/ 83): رجالى رجال الصحيح. وقال البوصيري في الإتحاف (3/ 7) في (مختصر) رواه أبو يعلى والطبراني والبيهقي، ورواه الطبراني محتج بهم في الصحيح.
تخريجه: تابع أبا معشر مسلم بن إبراهيم الفراهيدي وهو ثقة ثبت. أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 185). والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (243). وفي الدعاء (3/ 1661). وأبو الشيخ في جزئه بانتقاء ابن مردويه (رقم 127). كلهم بأسانيدهم عنه عن شداد، به. وبهذه المتابعة يرتفع الحديث إلى درجة الصحة. وتابعهما روح بن أسلم وهو ضعيف كما في التهذيب (3/ 251) عند الروياني في مسنده (رقم 908)، ثنا فهد بن إسحاق نا روح عن شداد، به. وللحديث شواهد من حديث أبي هريرة وجابر وأبي أمامة رضي الله عنهم. أولًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ما قعد قوم مقعدًا لم يذكروا فيه الله عزَّ وجلّ، وَيُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلَّا كان عليهم حسرة يوم القيامة، =
= وإن دخلوا الجنة للثواب. أخرجه أحمد (2/ 463). وابن حبّان في صحيحه (2/ 352)، والحاكم في المستدرك (1/ 492)، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (1/ 237). كلهم بأسانيدهم عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هريرة، به وهذا سند صحيح. وللحديث أسانيد وألفاظ أخرى عن أبي هريرة ذكرها العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 114). ثانيًا: عن جابر رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ما اجتمع قوم ثم تفرقوا من غير ذكر الله وصلاة عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلَّا قاموا عن أنتن جيفة. أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (137: 414)، من طريق الطيالسي وهو في مسنده (242)، واللفظ له. والطبراني في الدعاء (3/ 1664). كلهم من طريق يزيد بن عبد الله التستري عن أبي الزبير عن جابر. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. ثالثًا: عن أبي أمامة رضي الله عنه بنحو لفظ أبي هريرة أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 213). وفي الدعاء (3/ 1661). وفي الشاميين (رقم 882، 895). حدّثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، ثنا سعيد بن عمرو السكوني، ثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن الحارث الذماري، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه. وشيخ الطبراني قال الذهبي في الميزان (1/ 63)، غير معتمد. وجملة القول أن الحديث صحيح.
37 - باب الاستعاذة
37 - باب الاستعاذة (¬1) 3417 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حماد -وهو ابْنُ سَلَمَةَ- عَنْ مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬2) قَالَ: (تَعَوَّذْ) (¬3) بِاللَّهِ مِنَ شَّيَاطِينِ الإِنس وَالْجِنِّ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ (¬4) مَتْنَهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وللإِنس شَيَاطِينُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَعَمْ". قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ الله ابن أبي الخشخاش عن أبي ذر رضي الله عنه، وهذا إن كان عوف بن مالك رضي الله عنه حضر القصة، فهو من مسنده. ¬
3417 - الحكم عليه: إسناده ضعيف لأجل الراوي الذي لم يسم، وباقي رجاله ثقات، وبذا قال البوصيري رحمه الله.
تخريجه: سيأتي تخريجه مستوعبًا في أول حديث في كتاب الأنبياء، وإنما أخرته؛ لأنه قد أورد الحديث هناك كاملًا. وبالله التوفيق. وسيأتي ذكر ما علق به المصنف هناك.
3418 - [1]، وقال الطيالسيّ: (¬1) حدّثنا (شُعْبَةُ) (¬2) عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا (عَلْقَمَةَ) (¬3)، ح (¬4)، قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَلْقَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ولم يرفعه يعلى إلى أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَنْ قَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ سَبْعًا، قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنِ اسْتَعَاذَ مِنَ النَّارِ (سَبْعًا) (¬5)، قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَعِذْهُ من النار. [2]، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬6) حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ يُونُسَ هُوَ -ابْنُ خَبَّابٍ- عَنْ أبي علقمة، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... نَحْوَهُ. [3]، وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدّثنا (يُوسُفُ بْنُ مُوسَى) (¬7)، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عن يونس بن خباب ... فذكره (¬8). ¬
3418 - الحكم عليه: - الإسناد الأول للحديث إسناد متصل صحيح موقوف، قال البوصيري: على شرط مسلم. وهو كما قال، (1/ 23ب). - والإسناد الثاني ضعيف لضعف يونس كما قال البوصيري (3/ 23/ أ). - والإسناد الثالث ضعيف لضعف ليث ويونس، قال البوصيري في الاتحاف: رواه الطيالسي موقوفًا بسند على شرط مسلم، وأبو يعلى والبزار بسند ضعيف لضعف يونس بن خباب. قال الهيثمي في المجمع (10/ 174): رواه البزّار وفيه يونس بن خباب وهو ضعيف. والحديث كما رأيت صحيح موقوفًا، وهذا من أبي هريرة رضي الله عنه لا مجال لرأيه فيه، فله حكم الرفع. أما المرفوع فضعيف الإِسناد، ولكن يصلح كشاهد للرفع، فيقوى ما قلت أنه مرفوع. وذكر الدارقطني الحديث في العلل (11/ 189) وصحح رواية الوقف.
تخريجه: أخرجه الدارقطني في العلل (11/ 189) وابن عدي في الكامل (7/ 2631) في ترجمة يونس بن خباب مرفوعًا: أخبرنا علي بن العباس، وابن صاعد، ثنا إبراهيم بن يوسف الكندي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ منصور، عن يونس به مرفوعًا. وللحديث شاهد بمعناه أخرجوه من طريق الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي، أن أباه، حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إذا انصرفت من صلاة المغرب، فقل: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إذا قلت ذلك ثم مت في ليلتك كتب =
= لك جوار منها، وإذا صليت الصبح، فقل كذلك، فإنك إن مت في يومك كتب لك جوار منها. أخرجه أبو داود في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح (4/ 320: 5079)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 111). وأخرجه أحمد (4/ 234). والبخاري في التاريخ (7/ 253)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 417) وابن السني (47)، والطبراني في الكبير (19/ 434)، وفي الدعاء (2/ 1099) وابن حبّان في صحيحه (5/ 366). وإسناد الحديث ضعيف ابن الصحابي مجهول كما في الكاشف (3/ 140).
3419 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: كَتَبَ (¬1) إِلَيَّ أبو هريرة رضي الله عنه، ثُمَّ شَافَهَنِي بَعْدَ ذَلِكَ مُشَافَهَةً، قَالَ: إِنَّ كعبًا رضي الله عنه، حَدَّثَنَا أَنَّهُ قَالَ فِيمَا يَقُولُ: مِنَ التَّوْرَاةِ نجده مكتوبًا: إن الشيطان (لا يطيق) (¬2) لعبد مِنْ لَدُنْ يُمْسِي حَتَّى يُصْبِحَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إني أعوذ باسمك وكلمتك التامة من الشَّرِّ فِي السَّامَّةِ (¬3) وَالْعَامَّةِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ، مِنْ خَيْرِ مَا تُسال، وَمِنْ خَيْرِ ما تعطي، وخير ما تخفي، وخير ما تبدي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شر ما (يجلّى) (¬4) بِهِ النَّهَارُ إِنْ كَانَ نَهَارًا، وَإِنْ كَانَ لَيْلًا، قَالَ: مِنْ شَرِّ مَا دَجَنَ (¬5) بِهِ الليل. ¬
(134) وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي أَوَّلِ أحاديث الأنبياء عليهم السلام (¬6) (¬7). ¬
3419 - الحكم عليه: حديث أبي هريرة مقطوع صحيح الإسناد، وسكت عليه البوصيري (3/ 23 أ). ولم أقف عليه عند غير مسدّد.
3420 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ، وَأَنَّ لِقَاءَهُ حَقٌّ، وَأَنَّ السَّاعَةَ حَقٌّ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ عَذَابِ القبر، ومن عذاب جهنم. موقوف صحيح.
3420 - الحكم عليه: صحيح الإِسناد موقوف، كما قال المصنف والبوصيري في الإتحاف (3/ 23 أ) (المختصر).
تخريجه: لم أقف عليه عند غير أحمد بن منيع.
3421 - [1] وقال الحارث: حدّثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُو: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبُكْمِ (¬1)، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ (¬2) وَالْمَغْرَمِ (¬3)، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مَوْتِ الْهَدْمِ" (¬4) ... الْحَدِيثَ (¬5). [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدّثنا عمرو -وهو ابْنُ عَلِيٍّ- ثنا جَابِرُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ. . فَذَكَرَ نَحْوَهُ: وَزَادَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَمِّ -يَعْنِي: الغَرَق- وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إلَّا بِهَذَا الإِسناد. ¬
3421 - الحكم عليه: ضعيف الإِسناد لضعف أبي معشر. وقال الهيثمي: إسناده حسن (10/ 191). وقال البوصيري في الإِتحاف المسندة، وفي المختصر (3/ 23 ب): رواه أبو يعلى وابن حبّان في صحيحه والنسائي مختصرًا، ومدار هذه الأسانيد على أبي معشر السندي، وهو ضعيف. =
= تخريجه: تابع أبا النضر وجابر: سعيد بن سليمان سعدويه، هو ثقة، أخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1438)، حدّثنا محمد بن الفضل، ثنا سعيد، ثنا أبو معشر، به ولفظه: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبُكْمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ من الجوع فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئس البطانة. قلت: قوله وأعوذ بك من الجوع .. الحديث، هي ما أشار إليه المصنف بقوله ... الحديث. وهي مخرجة عند أبي داود في كتاب الصلاة، باب الاستعاذة (2/ 91: 1547)، والنسائي في كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من الخيانة (8/ 263) من رواية ابن إدريس عن ابن عجلان -وذكر النسائي في الإسناد وآخر- عن سعيد به. ولهذا أخرجه المصنف في الزوائد لأجل هذه الزيادة. ولألفاظ الحديث شواهد: أولًا - (المأثم والمغرم): (أ) - حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- كان يدعو في الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم، فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من الغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم حدّث فكذب، ووعد فأخلف". أخرجه البخاري في الأذان، باب الدعاء قبل السلام (الفتح 2/ 317) واللفظ له. وفي الاستقراض، باب من استعاذ من الدين (الفتح 5/ 60). ومسلم في المساجد، باب التعوّذ من عذاب القبر وعذاب جهنم (نووي 5/ 87). وأبو داود في الصلاة، باب الدعاء في الصلاة (1/ 233: 880). والنسائي في السهو، باب التعوّذ من الصلاة (3/ 56). وأحمد (6/ 244). وابن حبّان (3/ 211)، والحاكم (1/ 541) =
= -ووهم في استدراكه على الشيخين- والبيهقي في الصلاة، باب ما يستحب له أن لا يقتصر عنه من الدعاء قبل السلام (2/ 154)، كلهم بطرقهم عن شعيب، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عنها. وكان يتعوذ منه مطلقًا: عنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- كان يدعو بهؤلاء الدعوات: اللهم فإني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم أغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقّيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم فإني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والمأثم، والمغرم". أخرجه البخاري في الدعوات في الاستعاذة من أرذل العمر (الفتح 11/ 181). وفي التعوذ من المأثم والمغرم (الفتح 11/ 176). وفي التعوذ من فتنة الفقر (الفتح 11/ 181). ومسلم (واللفظ له) في الذكر والدعاء، باب الدعوات والتعوذ (نووى 17/ 28). والترمذي في الدعوات وقال: حسن صحيح (5/ 186). والنسائي في الاستعاذة، باب الاستعاذة من شر فتنة القبر (8/ 262). وفي الاستعاذة من شر فتنة العمى (8/ 266). وابن ماجه في الدعاء: باب ما تعوذ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (2/ 1262: 3838). وأحمد (6/ 244، 89). وعبد الرزاق (10/ 438). وابن أبي شيبة (10/ 188)، في الدعاء من مصنفه. وعبد بن حميد في المنتخب (3/ 218). وأبو يعلى (4/ 350)، والطبراني في الدعاء (3/ 1428). كلهم بأسانيدهم عن هشام، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، به. ثانيًا: عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والمغرم، والمأثم. =
= أخرجه النسائي في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الهرم (8/ 269). أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، عن يزيد بن الهاد، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده. وهذا إسناد حسن للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب. ثالثًا: عن أم سلمة رضي الله عنها: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم أنت الأول ولا شيء قبلك، وأنت الآخر لا شيء بعدك، أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك، وأعوذ بك من الإِثم والكسل، ومن عذاب النار، ومن عذاب القبر، ومن فتنة الغنى، ومن فتنة الفقر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم، اللهم نقّ قلبي من الخطايا كما نقّيت الثوب الأبيض من الدنس، اللهم بعد بيني وبين خطيئتي كما بعَّدت بين المشرق والمغرب. أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 316)، وفي الدعاء (3/ 2436). والحاكم في المستدرك (2/ 24)، وصححه ووافقه الذهبي. كلهم من طريق سهيل ابن أبي صالح عن موسى بن عقبة، عن عاصم ابن أبي عبيد، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، بِهِ. وهذا إسناد ضعيف؛ عاصم ذكره البخاري في التاريخ 3/ 6/ 479). وابن أبي حاتم في الجرح (6/ 349)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يذكر له راويًا إلَّا موسى بن عقبة، فهو مجهول. رابعًا: الاستعاذة من الهدم: عن أبي اليسر كعب بن عمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردي، ومن الغرق والحرق والهرم، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا، وأعوذ بك أن أموت لديغا. أخرجه أبو داود في الوتر، باب الاستعاذة (2/ 92: 1552) واللفظ له والنسائي في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الهرم (8/ 282). وأحمد (3/ 427). وابن =
= أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 460). والطبراني في الكبير (19/ 170). وفي الدعاء (3/ 1441). والحاكم (1/ 531). كلهم من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عن صيفي مولى أبي أيوب عنه مرفوعًا. قال الحاكم صحيح ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. خامسًا: الاستعاذة من الغرق: تقدم في حديث أبي اليسر رضي الله عنه. سادسًا: في الاستعاذة من الهم: عن أنس رضي الله عنه، في حديث يحكيه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فكنت أسمعه كثيرًا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال. أخرجه البخاري واللفظ له في الجهاد، باب من غزا بصبي للخدمة (الفتح 6/ 86). وفي الأطعمة، باب الحيس (9/ 553). وفي الدعوات، باب التعوذ من غلبة الرجال (11/ 173). وفيه في باب الاستعاذة من الجبن والكسل (11/ 178). وأبو داود في الدعوات (5/ 182)، وقال: حسن غريب. والنسائي في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الهم (8/ 257). وفي الاستعاذة من الحزن (8/ 258). وفي الاستعاذة من ضلع الدين (8/ 295). وأحمد (3/ 159، 220، 226، 240). وابن أبي شيبة في الدعاء (10/ 191، 192). وعبد بن حميد في المنتخب (3/ 184). والطبراني في الدعاء (3/ 1430). بأسانيدهم عن عمرو ابن أبي عمر، عن أنس. وله أسانيد أخرى عنه. أما الصمم والبكم: فعن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يدعو يقول: اللهم إني أعوذ بك =
= من العجز والكسل، والبخل والهرم، والقسوة والغفلة، والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر والشرك، والنفاق، والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم، والبكم، والجنون، والبرص والجذام، وسيء الأسقام. أخرجه ابن حبّان في صحيحه واللفظ له (3/ 300: 1023) والطبراني في الصغير (الروض الداني 1/ 198). وفي الدعاء (3/ 1426). والحاكم في المستدرك (1/ 531). من طريق شيبان عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 146)، رجاله رجال الصحيح. فألفاظ الحديث ثابتة صحت من وجوه أخرى، وحديث الباب صحيح لغيره.
3422 - وقال أبو يعلى: (¬1) حدثنا أبو هشام (الرفاعي، عن الْمُحَارِبِيُّ) (¬2)، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنِ اسْتَعَاذَ بالله تعالى فِي الْيَوْمِ عَشْرَ مَرَّاتٍ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَكَّلَ الله تعالى به ملكا يذود (¬3) عنه الشيطان. ¬
3422 - الحكم عليه: الحديث ضعيف الإسناد جدًا لما يلي: 1 - ضعف أبي هشام وليث ويزيد. 2 - تدليس المحاربي وقد عنعن. وأعلّه البوصيري، بيزيد الرقاشي، كما في الإتحاف (3/ 23 ب). (مختصر). وأعلّه الهيثمي في المجمع (10/ 145)، بيزيد وليث.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإسناد. وأخرجه تمام الرازي في فوائده (رقم 1614)، ثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا أبو عبد الله الحسين بن الحكم الخير، نا حسن بن حسين الأنصاري، نا حبّان بن علي عن ليث، عن داود، عن أنس رضي الله عنه، نحوه. وهذا إسناد واهٍ: 1 - الحسين بن الحكم وشيخه لم أجد من ترجمهما. 2 - حبّان بن علي ضعيف. كما في (التقريب 1/ 147). 3 - ليث هو ابن أبي سليم ضعيف. 4 - داود ابن أبي هند لم يسمع من أنس رضي الله عنه، كما في التهذيب (3/ 177).
3423 - حَدَّثَنَا (¬1) مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا روح بن (أسلم) (¬2)، (وفهد) (¬3)، قالا: ثنا عبد العزيز بن مسلم، ثنا لَيْثٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: شهدت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحدثني أبو بكر رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ... الحديث. (135) وقد سبق بطرقه في باب التحذير من (الرياء) (¬4) في كتاب الرقائق (¬5). ¬
3423 - الحكم عليه: ضعيف جدًا، لضعف موسى بن حيان وروح بن أسلم وليث، وأبو محمد لا يعرف من هو؟ وقد ذكر المصنف ذلك في (مح: 113/ ب)، وأعلّه البوصيري، بليث (3/ 23 ب).
تخريجه: انظر تمام تخريجه في الموضع الذي أشار إليه المصنف.
38 - باب فضل لا حول ولا قوة إلا بالله
38 - بَابُ فَضْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بالله 3424 - قال إسحاق: أخبرنا (النَّضْرُ) (¬1)، ثنا حَمَّادٌ، ثنا مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) (¬2) قال: جلس أبو ذر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كنز من كنوز الجنة، قلت: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قُلْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بالله (¬3). ¬
3425 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ (¬1) عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدِ الْمَدَنِيِّ، حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ عَامِرِ بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما، قال: لقيت أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه فقال: ألا أمرك مما أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنْ أُكْثِرَ مَنْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ فَإِنَّهَا من كنوز الجنة. * إسناده حسن. ¬
3425 - الحكم عليه: هذا حديث حسن الإِسناد، كما قال المصنف، لحال زيد بن الحباب وكثير. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 100)، رجال أحدهما ثقات، وقال البوصيري: رواه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو يعلى وأحمد وابن أبي الدنيا وابن حبّان في صحيحه.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الزهد (13/ 516)، بالإِسناد والمتن وعنه عبد بن حميد في المنتخب (1/ 217)، وتابعه عنه عبيد بن غنام عن أبي شيبة عند الطبراني في الكبير (4/ 133). وتابع أبا بكر أخوه عثمان عند الطبراني في الموضع السابق. وتابع عامرًا أخوه عبد الله عن أبي أيوب رضي الله عنه بنحوه. أخرجه البخاري في التاريخ (8/ 409). والطبراني في الأوسط (20/ 562)، والخطيب في موضع الجمع والتفريق (2/ 224)، كلهم من طريق محمد بن إسماعيل ابن أبي فديك، قال: أخبرني يونس بن حمران، عن خارجة بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قال لي أبو أيوب فذكره بنحوه. =
= وهذا إسناد ضعيف، يونس وشيخه مجهولان كما يظهر هذا من ترجمتهما في الجرح والتعديل (9/ 237،3/ 375). وقد خالف سفيان بن حمزة زيد بن الحباب في هذا الحديث، فرواه عن كثير عن المطلب، عن سعد رضي الله عنه. أخرجه الطبراني في الدعاء 3/ 1539: 1632). حدّثنا مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري، ثنا أبي، ثنا سفيان، به. قلت: مصعب لم أجد له ترجمة، فلا ينظر إلى مخالفته، مع احتمال كونه حديث آخر. والحديث له شواهد كثيرة ترفعه إلى الصحة: أولًا: عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا عَبْدَ اللَّهِ بن قيس، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، فقلت: بلى يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: قُلْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ وفي لفظ (على كلمة من كنز الجنة). أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة خيبر (7/ 470 فتح). وفي الدعوات باب الدعاء إذا علا عقبة (1/ 187 فتح). وفيها باب قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ (11/ 213 فتح). وفي القدر باب لا حول ولا قوة إلَّا بالله (11/ 500 فتح). وفي التوحيد باب وكان الله سميعًا بصيرًا (13/ 372 فتح). واللفظ له. ومسلم في الذكر والدعاء باب الإكثار مَنْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ (17/ 25 نووي). وأبو داوود في الوتر باب في الاستغفار (2/ 87: 1526). والترمذي في الدعوات باب ما جاء في فضل التسبيح والتكبير والتهليل (5/ 172)، وقال: حسن صحيح. والنسائي في الكبرى كما في التحفة (6/ 426)، وفي عمل اليوم والليلة (/ 168: 541). وابن ماجه في الأدب باب ما جاء في لا حول ولا قوة إلَّا بالله (2/ 1256: 3824)، وأحمد (4/ 400، 402، 403، 407، 418، 419)، وعبد بن حميد =
= (1/ 480)، وأبو يعلى (6/ 390)، وابن حبّان (2/ 87)، والطبراني في الدعاء أرقام (1663)، فما بعدها، وابن السني (رقم 518، 569)، باب ما يقول إذا صعد في عقبة وفي باب ما يقول إذا أشرف على واد، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (683، 684، 685، 686)، والبيهقي في الشعب (2/ 559)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 120)، وابن الشجري (1/ 227، 239)، والبغوي في شرح السنة (5/ 66)، والخطيب في تاريخ بغداد (10/ 274، 11/ 32). كلهم عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى رضي الله عنه، به. ثانيًا: عن أبي ذر رضي الله عنه. وسيأتي مستوفى الطرق في أول أحاديث الأنبياء وهو صحيح. ثالثًا: عن أبي هريرة رضي الله عنه: ولفظه: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ قلت: بلى قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ، قال: أحسبه قال: يقول الله عزَّ وجل: أسلم عبدي واستسلم. أخرجه أحمد (2/ 520). والطبراني في الدعاء (3/ 1540: 1635). وأبو نعيم في الحلية (7/ 207)، من طريق شعبة، عن عبد الرحمن بن عابس، قال: سمعت كميل بن زياد، يحدث عن أبي هريرة، به. وهذا إسناد صحيح. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه. رابعًا: عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بنحوه مرفوعًا. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه في الزهد (13/ 597). وعبد بن حميد (1/ 171). والطبراني في الكبير (20/ 174). بأسانيدهم عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن أبي رُزين، عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ كنز من كنز الجنة. وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا عطاء بن السائب، فإنه اختلط، واختلف في سماع =
= حماد بن سلمة منه، فقالوا: سمع منه قبل الاختلاط وبعده. قلت: حقق صاحب الكواكب النيرات أنه سمع منه قبل الاختلاط. فالحديث صحيح. قال البوصيري في الإتحاف (3/ 12 أ): سند صحيح. خامسًا: عن قيس بن سعد رضي الله عنه قال: دفعني أبي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أخدمه فقال: ألا أدلك على كنز من كنز الجنة قلت: بلى، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ. أخرجه البزّار كما في زوائده للمصنف (2/ 404). والطبراني في الداء (3/ 1551: 1659)، كلاهما عن ميمون ابن أبي شبيب، عن قيس بن سعد. وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أن ميمون لم يسمع من أحد من الصحابة كما في التهذيب (10/ 347). على أن لفظه في المعجم الكبير (18/ 351) قوله (على باب من أبواب الجنة) بنفس إسناده في الدعاء وهو ما عند الترمذي والنسائي وأحمد وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني. سادسًا: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أوصاني خليلي -صلى الله عليه وسلم- أن أستكثر مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا من كنوز الجنة. أخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1552: 1662). حدّثنا محمد بن الفضل السقطي، ثنا إبراهيم بن زياد سبلان، ثنا عبّاد بن عبّاد المهلبي، ثنا عبيد الله بن العيزار، عن أبي الجودي، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فذكره، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أن أبا الجودي لم يثبت له أحد سماع من الصحابة رضي الله عنهم، كما في ترجمته في التهذيب (12/ 60). سابعًا: عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللهِ كنز من كنوز الجنة. أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 420)، ثنا عبدان، ثنا جعفر بن محمد، ثنا =
= عمرو بن أبي سلمة، ثنا صدقة بن عبد الله، عن بهز، عن أبيه، عن جده. هذا إسناد ضعيف: صدقة هو السمين، وهو ضعيف، كما في التقريب (1/ 266). ثامنًا: عن حازم بن حرملة رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أكثر مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا من كنز الجنة. أخرجه ابن ماجه في الأدب باب ما جاء في لاحول ولا قوة إلَّا بالله (2/ 1526: 385)، والبخاري في التاريخ (3/ 109)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 246: 1000)، والطبراني في الكبير (4/ 37)، وفي الدعاء (3/ 1552: 1661). والعسكري في تصحيفات المحدثين (2/ 1/ 536). كلهم من طريق محمد بن معن، عن خالد بن سعيد، حدثني أبو زينب، مولى حازم ابن حرملة، عن مولاه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بِهِ. وهذا إسناد ضعيف. أبو زينب مجهول كما في التقريب (2/ 425). تاسعًا: عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: أكثروا من قول لا حول إلَّا بالله، فإنها من كنز الجنة، ومن أكثر منها نظر الله عزَّ وجل إليه، ومن نظر الله إليه فقد أصاب خير الدنيا والآخرة. أخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1538: 1631). والسهمي في تاريخ جرجان (/ 473). كلاهما من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، حدثتنا سلامة بنت سليم، قالت سمعت أمي أم راشد عن أبي بكر، به. والحديث بهذا الإسناد تالف عبد الرحمن هذا: يضع الحديث وهو مترجم في لسان الميزان (3/ 516). وسلامة وأمها لم أجد لهما ترجمة. =
= عاشرًا: عن عمر رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أكثروا مَنْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا من كنوز الجنة. أخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1549: 1654). وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 295). من طريق سليمان بن داوود بن سليمان البصري، ثنا عمرو بن جرير، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس ابن أبي حازم، عن عمر رضي الله عنه، به. وهذا الحديث بهذا الإِسناد تالف. عمرو بن جرير كذاب كما يظهر في ترجمته في لسان الميزان (4/ 412). حادي عشر: عن زيد بن ثابت رضي الله عنه وهو الآتي بعد حديث الباب. وهو ضعيف جدًا، والحديث بجملته صحيح مشهور.
3426 - وقال عبد (¬1): حدّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ (سليمان) (¬2)، عن زيد بن ثابت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: (أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، تُكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بالله) (¬3). ¬
3426 - الحكم عليه: ضعيف لضعف عبد الله الأسلمي، ولكنه قد صحَّ بأحاديث أخرى.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه في الزهد (13/ 517)، عن أبي نعيم، به. والطبراني في الكبير، ثنا فضيل الملطي عن أبي نعيم (5/ 141). ومن طريق أبي نعيم أخرجه ابن الجوزي الأصبهاني (1/ 169). قلت: وتابع أبا نعيم أنس بن عياض عند الطبراني في الدعاء (3/ 1550)، به. وقد اضطرب فيه عبد الله بن عامر اضطرابًا فاحشًا. فتارة يرويه عن أبي الزناد عن سعيد بن المسيب عن زيد المعجم الكبير (5/ 121)، وفي الدعاء (3/ 1550)، وتارة عن أبي الزناد عن سعيد بن يسار عن خارجة بن زيد، عن أبيه. المعجم (5/ 140)، وفي الدعاء (3/ 1550). وتارة عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عن خارجة بن زيد مرسلًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وهذا دليل واضح على سوء حفظه، كما قال البخاري. فعلى هذا فالحديث ضعيف الإِسناد لضعف عبد الله، واضطرابه.
3427 - وقال أبو يعلى: حدّثنا هُذَيْلٌ، ثنا صَالِحُ بْنُ بَيَانَ السَّاحِلِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا، فَقُلْتُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بالله، قال -صلى الله عليه وسلم- (¬1): هَلْ تَدْرِي مَا تَفْسِيرُهَا؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: لَا حَوْلَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، إلَّا بِعِصْمَةِ اللَّهِ، وَلَا قُوَّةَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، إلَّا بقوة الله (هكذا أخبرني جبريل) (¬2) عليه الصلاة والسلام. ¬
3427 - الحكم عليه: الحديث ضعيف الإِسناد، لضعف صالح بن بيان، والمسعودي مختلط وسماع صالح منه ببغداد، والانقطاع بين عبد الرحمن بن القاسم وجده، والحديث ضعفه البوصيري بصالح كما في الإِتحاف (3/ 12/ ب).
تخريجه: وصل الحديث عن القاسم عن جده الفضل بن سخيت عن صالح. أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 200). والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 362). وابن الشجري في أماليه (1/ 30). كلهم بأسانيدهم عن الفضل بن سخيت، حدّثنا صالح بن بيان، حدّثنا المسعودي عن القاسم، عن أبيه، عن ابن مسعود، به. وهذا الإِسناد لا يفرح به، تالف جدًا، الفضل كذاب كما في ترجمته في لسان الميزان (4/ 515، 516). ورواه موسى بن داوود عن المسعودي موصولًا عن القاسم، عن أبيه، عن ابن مسعود. =
= رواه البزّار كما في زوائده للمصنف (2/ 406). حدّثنا عبد الله رجل من ولد المغيرة بن مسلم، كان جليسًا لإبراهيم بن محمد التميمي، وكان له سر وإمامة، ثنا موسى به. ولم أعرف شيخ البزّار. وقصَّر به عبد الله بن خراش بن حوشب. أخرجه البزّار في الموضع السابق. حدّثنا الحسن بن قزعة، ثنا عبد الله بن خراش بن حوشب، عن المسعودي، عن القاسم، عن ابن مسعود، به. وعبد الله ضعيف كما في التقريب (1/ 412). فالحديث على كل حال ضعيف.
3428 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الإِفريقي، ثنا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سئل عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا حول ولا قوة بالله من كنوز (العرش) (¬1). ¬
3428 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علل: 1 - عبد الرحمن بن واقد ضعيف. 2 - حكيم بن نافع ضعيف. 3 - العلاء بن عبد الرحمن لم يلحق أبا هريرة رضي الله عنه كما يظهر. 4 - فيه من لم أقف له على ترجمة، وهو حفص بن عبد الله الإِفريقي.
تخريجه: لم أقف عليه عند غير الحارث ابن أبي أسامة.
39 - باب الزجر عن الدعاء بالبلاء لمن لا يطيقه
39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ بِالْبَلَاءِ لِمَنْ لَا يُطِيقُهُ (136) تَقَدَّمَ فِي بَابِ فَضْلِ (الْعِيَادَةِ) (¬1) مِنْ كِتَابِ الطِّبِّ (¬2): حَدِيثُ كَثِيرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا فَقَدَ الرَّجُلَ مِنْ إِخْوَانِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ سَأَلَ عَنْهُ ... إلخ. ¬
36 - كتاب بدء الخلق
36 - كتاب بدء الخلق 3429 - [1]، قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَزِيدَ ابن (جُعْدُبَة (¬1)) (¬2)، عن عبد الرحمن بن مِخراق، عن أبي ذر رضي الله عنه يُبلِّغ بِهِ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: إن الله تعالى خَلَقَ فِي الْجَنَّةِ رِيحًا بَعْدَ الرِّيح (بِسَبْعِ) (¬3) سنين، من دونها باب مغلق، وإنما تأتيكم الريح مِنْ خَلَلِ (¬4) ذَلِكَ الْبَابِ، وَلَوْ فُتح ذَلِكَ الْبَابُ لأذرَّت (¬5) مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهِيَ عند الله عزَّ وجل الأَزِيبُ، وعندكم الجنوب (¬6). [2]، وقال أبو بكر (¬7): حدّثنا ابن عيينة به. ¬
قُلْتُ: وَيَزِيدُ بْنُ (جُعْدُبَة) (¬8) هُوَ ابْنُ عِيَاضٍ، متروك (¬9). ¬
3429 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف للجهالة في يزيد وشيخه. وأعلَّه الهيثمي في المجمع (8/ 133)، والمصنف هنا والبوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 165 أ) بالحفيد المتهم، وليس هو.
تخريجه: تابع إسحاق والحميدي عن سفيان كل من: 1 - علي بن المديني أخرجه عنه البخاري في تاريخه بذكر طرفه (5/ 347). 2 - حامد بن يحيى عند ابن أبي حاتم في العلل (2/ 215)، وابن عدي في الكامل (7/ 2718). 3 - ابن أبي عمر أخرجه بطريقين عنه أبو الشيخ في العظمة (/350: 850). 4 - أحمد بن أبان القرشي، أخرجه عنه البزّار كما في زوائده للمصنف (2/). 5 - علي بن شعيب أخرجه عنه المحاملي في أماليه (رقم 451، 390). =
= ومن طريقه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنّة (2270)، والأصبهاني في الحجة (1/ 470). 6 - علي بن حرب أخرجه عنه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 928: 1033). 7 - محمد بن مصفى بن بهلول أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 278)، ثنا أبو عروبة الحراني، ثنا ابن مصفى به. 8 - سعدان بن نضر أخرجه البيهقي في سننه (3/ 364)، ثنا عبد الله بن يوسف، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة، ثنا سعدان بن نضر، كلهم -إلَّا البزَّار فبنحوه- عن سفيان به. وتابع سفيان عن عمرو بن دينار شعبة بن الحجاج. أخرجه الذهبي في السير (16/ 58) من طريق أبي علي النيسابوري، حدّثنا الفضل بن أحمد المروزي ثقة، حدّثنا محمد بن عبد الله قهزاد، حدّثنا الجُدّي، حدّثنا شعبة، به. وقال الذهبي في السير (16/ 59): غريب. والجدي هو عبد الملك بن إبراهيم. وقد ثبت موقوفًا نحوه على ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 2/ 346) ومن طريقه أبو الشيخ في العظمة (رقم 852). وهذا إسناد صحيح.
3430 - وقال إسحاق: أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال ما بين السماء الدنيا إلى الأرض مسيرة خمسمائة (سنة) (¬1)، وغلظ كل (منهما) (¬2) مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَمَا بَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى الَّتِي تَلِيهَا (مَسِيرَةُ) (¬3) خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، وَالْأَرَضُونَ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى الْعَرْشِ مِثْلُ (جَمِيعِ) (¬4) ذَلِكَ. ¬
3430 - الحكم عليه: في هذا الإِسناد من لم أعرفه، وهو أبو نصر. قال البزّار كما في كشف الأستار (2/ 450): لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا بهذا الإِسناد، وأبو نضر أحسبه حميد بن هلال، ولم يسمع من أبي ذر رضي الله عنه. وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 26): هذا حديث منكر. وقال ابن كثير في التفسير (4/ 303): في إسناده نظر، وفي متنه غرابة ونكارة. وأعلَّه الهيثمي في المجمع (8/ 134)، والبوصيري في الإتحاف (2/ 163 مختصر) بالانقطاع بين أبي نصر وأبي ذر رضي الله عنه. قلت: بناء على أنه حميد بن هلال.
تخريجه: تابع إسحاق عن محمد بن خازم -أبي معاوية- أبو كريب أخرجه أبو الشيخ =
= في العظمة (/105: 201)، حدّثنا محمد بن العباس، حدّثنا أبو كريب بنحوه، وزاد: "ولو حفرتم لصاحبكم فيها لوجدتموه. وتابعهما إبراهيم ابن أبي معاوية وهنَّاد ابن السري عن أبي معاوية. أخرجه عنهما محمد بن عثمان ابن أبي شيبة في كتاب العرش (/ 60: 17) به. وأسقط أحمد بن عبد الجبار بن محمد العطاردي أبا نصر عن أبي معاوية، فجعله عنه، عن الأعمش، عن أبي ذر. أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 144) بطريقين عن أبي العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا أبو معاوية .. مما سبق، وزاد آخره: ولو حفرتم لصاحبكم ثم دلَّيتموه لوجدتم الله عزَّ وجلّ. ومن طريق البيهقي ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 26). قلت: أحمد بن عبد الجبار: ضعيف لا عبرة بمخالفته كما يظهر هذا من ترجمته في التهذيب (1/ 44). وخالف أبا معاوية مُحاضِر بن المورِّع، فرواه عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أبي نصر، عن أبي ذر، فزاد هنا عمرو بن مرة بين الأعمش وأبي نصر. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 450). حدّثنا محمد بن معمر، ثنا محاضر به، ومحمد ثقة كما في ترجمته في التهذيب. ورواه محاضر عن الأعمش، عن عمرو، عن أبي نصر، عن أبي الدرداء. أخرجه أبو الشيخ في العظمة (/ 106: 202). حدّثنا الوليد -هو ابن أبان-، حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا محاضر به. قلت: رواية الثقات عن أبي معاوية، وهو من أعلم أصحاب الأعمش بحديثه عن أبي نصر دون ذكر عمرو بن مرة. وأما مخالفة محاضر فلا عبرة بها، فقد قال فيه أحمد كما في التهذيب (10/ 47)، لم يكن من أصحاب الحديث كان مغفَّلًا جدًا. =
= قال أبو حاتم: ليس بالمتين، يكتب حديثه. وقال أبو سعيد الحداد: مُحاضر لا يحسن أن يصدق، فكيف يحسن أن يكذب، كنا نوقفه على الخطأ في كتابه، فإذا بلغ ذلك الموضع أخطأ. وهو وإن وثقه جماعة فلا يعتد بمخالفته وحاله كما علمت. وقد اضطرب في تسميته لصحابي الحديث. وفي إثبات المسافة بين السماء والأرض أحاديث شواهد لحديث الباب: أولًا: حديث العباس رضي الله عنه وهو حديث طويل، وفيه أنه قال -صلى الله عليه وسلم-: هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: بينهما مسيرةُ خمسمائة سنة. ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل سماء خمسمائة سنة. أخرجه أحمد (1/ 206) ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 23). وأبو يعلى (6/ 149)، وعنه ابن عدي في ترجمة يحيى بن العلاء (2/ 282). وابن عثمان ابن أبي شيبة في العرش (/ 55: 10). وأبو الشيخ في العظمة (/ 55: 10). كلهم من حديث عبد الرزاق أخبرني يحيى بن العلاء عن عمه شعيب بن خالد، حدثني سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة، عن العباس رضي الله عنه. وهذا إسناد تالف، يحيى بن العلاء رُمي بالوضع، وخالف من هو أوثق منه -راجع تفصيل ذلك في ظلال الجنة في تخريج السنّة (1/ 254)، والسلسلة الضعيفة (3/ 398: 1247) -. قال البوصيري (2/ 163 ت): رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف يحيى بن العلاء. ثانيًا: مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بنحو ما ذكر في حديث العباس رضي الله عنه. أخرجه الترمذي (5/ 77)، وقال: غريب، أي ضعيف. وأحمد (2/ 370) ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 27). وابن أبي عاصم في السنة (1/ 254). =
= وأبو الشيخ في العظمة (/ 106: 203). والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 106). بطرقهم عن قتادة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه. وهو إسناد ضعيف، قتادة مدلس، وكذا شيخه، وقد عنعنا. وفي إثبات المسافة بين السماء والأرض أحاديث، منها: 1 - عن أبي سعيد رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في قوله {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: 34]: ارتفاعها لكما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام. أخرجه الترمذي، في أبواب صفة الجنة، باب ما جاء في صفة ثياب الجنة (3/ 86)، وفي التفسير، سورة الواقعة (5/ 74)، قال: حسن غريب. وأخرجه أحمد (3/ 75). والطبري في تفسيره (275/ 185)، وأبو الشيخ في العظمة (/ 136: 274، 595)، وابن حبّان (16/ 419). وعزاه في الكنز (14/ 481) إلى النسائي. أخرجوه من حديث عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد رضي الله عنه به، مرفوعًا. وهذا إسنادٌ ضعيف؛ درَّاج عن أبي السمح ضعيف كما في التقريب (1/ 235)، لكن يصلح في الشواهد. وله أسانيد أخرى، انظر تخريجها في تعليق العلامة شعيب الأرناؤوط على الإحسان. 2 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لو أن رصاصةً مثل هذه -وأشار إلى مثل جمجمة-، أُرسلت من السماء إلى الأرض، وهي مسيرة خمسمائة سنة، لبلغت الأرض قبل الليل .. الحديث. أخرجه أحمد (2/ 197)، وفي الزهد (/26). والترمذي في أبواب صفة جهنم (4/ 9) وقال: حسن صحيح. والحاكم (2/ 438)، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. =
= والبيهقي في البعث (/296). والبغوي في شرح السنّة (15/ 248)، وقال: حديث حسن. كلهم عن سعيد بن يزيد الإِسكندراني، عن أبي السمح، عن عيسى بن هلال الصدفي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما به، مرفوعًا. وهذا إسناد صحيح. وقد ورد بنحو حديث الباب موقوفًا على ابن مسعود رضي الله عنه، وهو إخبار عن مغيَّب لا مجال للرأي فيه، فله حكم الرفع. قال: ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام. أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 228)، حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا هدبة بن خالد، حدّثنا حماد بن مسلمة، عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن وائل بن ربيعة، عن ابن مسعود رضي الله عنه به. وهذا إسناد حسن؛ وائل وثقه العجلي وابن حبّان، وانظر تاريخ الثقات (/464)، والثقات (5/ 495). وورد بلفظ حديث الباب. عن عاصم عن زر، وأبي وائل عن ابن مسعود، به. أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (/150)، والطبري (28/ 153). وأبو الشيخ في العظمة (رقم 567، 281، 250). والطبراني في الكبير (9/ 228). والبيهقي في الأسماء (2/ 145). وهذا إسناد حسن، للخلاف المعروف في عاصم. فهذا الشطر صحيح لغيره بمجموع هذه الشواهد، والله أعلم.
3431 - أخبرنا (¬1) حكَّام (¬2) بْنُ سَلْمٍ (¬3) الرَّازِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ (بْنِ) (¬4) أنس رضي الله عنه، قال: السموات أولها موج مكفوف، والثانية من صخرة، وَالثَّالِثَةُ مِنْ حَدِيدٍ، وَالرَّابِعَةُ مِنْ نُحَاسٍ، وَالْخَامِسَةُ مِنْ فِضَّةٍ، وَالسَّادِسَةُ مِنْ ذَهَبٍ، وَالسَّابِعَةُ مِنْ ياقوت. ¬
3431 - الحكم عليه: هذا أثرٌ مقطوع، إسناده ضعيف، لضعف أبي جعفر الرازي، وعجيب من البوصيري رحمه الله فيقول: رواه إسحاق مرسلًا، وقد تبيَّن أنه مقطوع. كما في الإِتحاف (2/ 163 أ) وقال: ورجاله ثقات.
تخريجه: أخرجه الطبري في تفسيره حدّثنا ابن حميد، ثنا حكام به (27/ 153)، في تفسير سورة الطلاق الآية الأخيرة منها. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (/274: 564)، حدّثنا إبراهيم، حدّثنا جعفر بن محمد بن عمران، ثنا حكَّام عن الربيع. قلت: فلعل هناك سقط أسقطه الطابع أو الناسخ.
3432 - (حديث) (¬1) عن إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ قَالَ: حُدِّثت أَنَّ الْعَرْشَ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ. (137) حَدِيثُ خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ وَقَضَى الْقَضِيَّةَ (¬2) فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ مِنْ باب القدر. ¬
3432 - الحكم عليه: إسناده ضعيف لانقطاعه بين إسحاق إسماعيل ابن أبي خالد.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في العرش (/73: 47)، قال: حدّثنا أبي وعمي، قالا: نا أبو أسامة، قال: أُخبِرتُ ... ، ولم يذكر سعدًا، ووصله أبو الشيخ في العظمة (/111: 217)، حدّثنا إبراهيم بن محمد، حدّثنا أبو سعيد الأشج ومحمد بن سنجر قالا: حدّثنا أبو أسامة، عن إسماعيل ابن أبي خالد قال: سمعت سعدًا الطائي ... فذكره. وهذا إسناد صحيح إلى سعد.
1 - باب ما يصلح في أيام الأسبوع
1 - بَابُ مَا يَصْلُحُ فِي أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ 3433 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ أبي صالح، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: يَوْمُ الْأَحَدِ يَوْمُ (غَرْسٍ) (¬2) وَبِنَاءٍ، وَيَوْمُ الِاثْنَيْنِ يَوْمُ سَفَرٍ، وَيَوْمُ الثُّلَاثَاءِ يَوْمُ دَمٍ، وَيَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ يَوْمُ أَخْذٍ وَلَا عَطَاءَ فِيهِ، وَيَوْمُ الخميس يوم دخول على السلطان، ويوم الجمعة يوم (تزوج) (¬3) وباءة، ويوم السبت (. . .) (¬4). ¬
3433 - الحكم عليه: هذا الأثر بهذا الإِسناد موضوع؛ يحيى بن العلاء متهم بالوضع، وتلمذه متروك، وأعله البوصيري بعمرو (2/ 162 أ). =
= تخريجه: لم أجده بهذا الإِسناد إلَّا عند أبي يعلى. وقد ورد الحديث مرفوعًا. أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 71) وقال: أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي، أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله البقال، حدّثنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدّثنا أحمد بن محمد بن المؤمل الصوري، حدّثنا الحسين بن مهران المفسر، حدثني أبو عبد الله عبد الرحمن بن خالد الزاهد السمرقندي، حدثني يحيى بن عبد الله، عن أبي معاوية الموصلي، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (إن يوم السبت يوم مكر ومكيدة، قالوا: ولم ذاك يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال إن قريشًا أرادوا أن يمكروا فيه فأنزل الله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [سورة الأنفال: الآية 35] وقال: يوم الأحد يوم بناء وغرس، وقالوا: ... فذكر حديثًا بنحو حديث الباب. قال ابن الجوزي عقبه: هذا حديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وفيه ضعفاء، ومجهولون، ويحيى بن عبد الله قال فيه: يحيى ليس بشيء، والسمرقندي الزاهد ليس حديثه بشيء. اهـ. قلت: من هؤلاء من لم أجد له ترجمة وهم الأغلب ويغلب على الظن وجود تصحيف في الأسماء ولك المقارنة بين ما في الموضوعات واللاليء (1/ 481). وقد عزاه الشوكاني لابن حبّان ما في الفوائد المجموعة (437) ولم أجده في المجروحين. وقد ورد مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أخرجه تمام الرازي في فوائده (رقم 781) نا عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد، ثنا يزيد بن عبد الصمد، نا سلام بن سليمان أبو العباس، نا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري رضي الله عنه. =
= وهذا الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا فيه علل: 1 - سلام بن سليمان ضعيف كما في ترجمته في التهذيب (4/ 249). 2 - عطية العوفي ضعيف. وفي يوم الثلاثاء وهو يوم الدم حديث أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 150) وأخرجه أبو دواد في الطب باب متى تستحب الحجامة (4/ 5: 3862). ومن طريقه البيهقي في الضحايا باب ما جاء في وقت الحجامة (9/ 340). من طريق موسى بن إسماعيل، أخبرني أبو بكر بكار بن عبد العزيز، أخبرتني عمتي كبشة بنت أبي بكرة، أن أباها كان ينهى عن الحجامة يوم الثلاثاء، ويزعم عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يوم الثلاثاء يوم الدم، وفيه ساعة لا يرقأ، [أي الدم بمعنى لا يسكن ولا ينقطع، وراجع النهاية (2/ 248)، مختار الصحاح (252)]. وهذا سند ضعيف، بكار ضعيف كما في ترجمته في التهذيب (1/ 420).
2 - باب خلق الأرض
2 - باب خلق الأرض (¬1) 3434 - قال الحارث: حدّثنا يحيى ابن أَبِي (بُكَيْرٍ) (¬2)، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسار رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ لِكَعْبٍ: مَا (يُمْسِكُ) (¬3) هَذِهِ الْأَرْضَ التي نحن عليها؟ قال: أمر الله تعالى، قَالَ: قُلْتُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي يُمْسِكُهَا، فَمَا أَمْرُ اللَّهِ ذَلِكَ؟ قَالَ: شَجَرَةٌ خَضْرَاءُ فِي يَدِ (مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ) (¬4)، قائم على ظهر الحوت (مُنْطوٍ) (¬5)، والسموات ¬
من تحت العرش، قُلْتُ: فَمَا سَاكِنُ الْأَرْضِ الثَّانِيَةِ؟ قَالَ: الرِّيحُ العقيم، لما (أراد أَنْ يُهْلِكَ) (¬6) عَادًا، أَوْحَى إِلَى خَزَنَتِهَا أَنِ افْتَحُوا مِنْهَا بَابًا، قَالُوا: رَبَّنَا مِثْلَ مَنْخَرِ (¬7) الثور، قال: إذًا تلقى الْأَرْضَ (وَمَنْ) (¬8) عَلَيْهَا، قَالَ: فَجَعَلَ مِثْلَ مَوْضِعِ الْخَاتَمِ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَنْ سَاكِنُ الْأَرْضِ الثَّالِثَةِ؟ قَالَ: حِجَارَةُ جَهَنَّمَ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَنَ سَاكِنُ الأرض الرابعة؟ قَالَ: كِبْرِيتُ جَهَنَّمَ، قُلْتُ: وَإِنَّ لَهَا لَكِبْرِيتًا؟ قال: أي والذي نفسي بيده، (وبحار) (¬9) لو طرحت فيها الجبال لتفتت مِنْ حَرِّهَا قَالَ: (فَقُلْتُ) (¬10): مَنْ سَاكِنُ الْأَرْضِ الْخَامِسَةِ؟ قَالَ: حَيَّاتُ جَهَنَّمَ، قُلْتُ: وَإِنَّ لَهَا لَحَيَّاتٍ؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَمْثَالُ الأودية، قُلْتُ: فَمَنَ سَاكِنُ الْأَرْضِ السَّادِسَةِ؟ قَالَ: عَقَارِبُ جهنم؟ قُلْتُ: وَإِنَّ لَهَا لَعَقَارِبٍ، قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، أَمْثَالُ الْفُلْكِ، وَإِنَّ لَهَا أَذْنَابًا مِثْلَ الرِّمَاحِ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَلْقَى، الْكَافِرَ، فَتَلْسَعُهُ اللَّسْعَةَ، فَيَتَنَاثَرُ لَحْمُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا سَاكِنُ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ؟ قَالَ: تِلْكَ سِجِّينٌ فِيهَا إِبْلِيسٌ، مُوثَقٌ اسْتَعْدَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ، فَحَبَسَهُ الله (تعالى) فِيهَا، يَدًا أَمَامَهُ، وَيَدًا خَلْفَهُ، وَرِجْلًا أَمَامَهُ وَرِجْلًا خَلْفَهُ، وَتَأْتِيهِ جُنُودُهُ بِالْأَخْبَارِ، وَلَهُ زَمَانٌ يرسل فيه. ¬
3434 - الحكم عليه: هذا أثر مقطوع، إسناده ضعيف؛ إسماعيل بن عياش حديثه عن غير الشاميين ضعيف، ومحمد بن عجلان يدلس وقد عنعن، وفيه ألفاظ منكرة تخالف ما ورد في الأحاديث الصحيحة من أن الشيطان ينصب عرشه على الماء ويرسل سراياه وغيرها.
تخريجه: لم أجده فيما بين يدي من مصادر. وقد رواه زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ووهب بن منبه قال: التقى عطاء بن يسار، والذماري، فسأله عطاء عن ساكن الأرض، فذكر نحو الأثر. أخرجه أبو الشيخ في العظمة (368: 903) حدّثنا محمد بن العباس بن أيوب، حدّثنا أحمد بن خالد الخلال حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا محمد بن مطرف أبو غسان عن زيد بن أسلم، به. وهذا إسناد صحيح إلى زيد بن أسلم. وله شاهد في المرفوع بنحوه، أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير كما في تفسير ابن كثير (4/ 237). والحاكم في مستدركه (4/ 594)، وصححه. كلاهما من طريق عبد الله بن وهب أخبرني عبد الله بن عياش حدثني عبد الله بن سليمان، عن دراج عن أبي الهيثم عن عيسى بن هلال الصدفي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما، مرفوعًا نحوه. قال الذهبي معقبًا على تصحيح الحاكم: بل منكر، وعبد الله بن عياش ضعفه أبو داود، وهو عند مسلم ثقة، ودراج كثير المناكير. قلت: وعبد الله بن سليمان هو ابن زرعة الحميري المصري، قال فيه المصنف في التقريب (1/ 421): صدوق يخطئ. فالحديث ضعيف مرفوعًا صحيح من كلام وهب بن منبه.
3 - باب (الأرواح)
3 - باب (الأرواح) (¬1) 3435 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ (¬2)، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وما تناكر منها إختلف (¬3). * موقوف صحيح. ¬
3435 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع بين عمرو بن مرة وابن مسعود. قال الإِمام أحمد كما في المراسيل (122)، ولم يسمع -أي ابن مرة- من أحد مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا من ابن أبي أوفى. =
= قلت: فالإِسناد ضعيف، قال البوصيري في الإتحاف (2/ 163 أ)، رواته ثقات.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد. وخالف يحيى عن شعبة محمد بن كثير عند الطبراني في الكبير (9/ 27). قال: حدّثنا أبو خليفة، ثنا محمد بن كثير، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن مرة عن عبد الله رضي الله عنه، به، وأخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق أبي خليفة (7/ 203) وقال: كذا في كتاب موقوف، ومشهورة شعبة عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا. قلت: والأصح في هذا، والله أعلم. حديث يحيى عن شعبة، فإن شيخ الطبراني وهو الفضل بن الحباب يخطئ كما في ترجمته في اللسان (53)، وشيخه ضعفه بعض الأئمة كما في التهذيب (9/ 371). والحديث ورد بطريق آخر عن عبد الله رضي الله عنه عند البيهقي في الشعب (6/ 497) قال: أخبرنا أبو زكريا ابن أبي إسحاق، قال: أنا أبو عبد الله ابن يعقوب، نا محمد بن عبد الوهاب، قال: أنا جعفر بن عوف، قال: أنا إبراهيم الْهَجَرِيِّ عَنِ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال: الأرواح جنود مجندة تلاقى، فتشام كما تشام الخيل فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اختلف .. الأثر. وعلقه البغوي في شرح السنة (13/ 57). وهذا إسناد ضعيف؛ إبراهيم بن مسلم الهجري ضعيف وهو في أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنه أضعف. وقد ورد الحديث عن عبد الله رضي الله عنه مرفوعًا. أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 283) حدّثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا =
= هدبة بْنُ خَالِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ صفوان بن محرز، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه أو غيره قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بلفظ حديث الباب. وقال الهيثمي (8/ 90): رجاله رجال الصحيح. وهو كما قال الهيثمي وإسناده صحيح وفي شيخ الطبراني كلام لا يضره إن شاء الله، وراجع لسان الميزان (2/ 276). وقد ورد الحديث عن جماعة من الصحابة مرفوعًا. أولًا: عن عائشة رضي الله عنها بلفظ حديث الباب: علقه البخاري في كتاب الأنبياء باب الأرواح جنود مجندة (6/ 369). عن الليث ويحيى بن أيوب. ووصله في الأدب المفرد (300: 903، 904)، حدّثنا عبد الله وهو ابن صالح حدثني الليث، به. وحدثنا سعيد ابن أبي مريم قال حدّثنا يحيى ابن أيوب. وأخرجه أبو يعلى من طريق يحيى بن أيوب عنه (4/ 251). وعنه ابن عدي (7/ 2671). والشهاب في مسنده بإسناده عن عبد الله بن صالح عن الليث، به (1/ 185، 186)، وابن الجوزي الأصبهاني في الحجة (1/ 468). والبيهقي في الشعب بإسناده عن عبد الله بن صالح عن الليث، به (رقم 9039) وبإسناده عن يحيى بن أيوب (4/ 6: 9037). كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عائشة رضي الله عنها، به. وفي يحيى بن أيوب وعبد الله بن صالح كلام معروف، لكن باجتماع الطريقين فالحديث صحيح إن شاء الله تعالى. وللحديث إسناد عن عائشة أخرجه ابن عدي في كامله في ترجمة محمد بن أحمد أبي الطيب الوراق (6/ 2229)، أخرجه عنه ثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن =
= وهب، ثنا عمي، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبيه، عن (أبيه) كذا عن عائشة رضي الله عنها. قال ابن عدي: وهذا حديث عبد الله بن هلال الأزدي المصري عن ابن وهب. قلت: محمد بن أحمد: وضاع كما قال ابن عدي عنه. وابن هلال ضعيف ضعفه الدارقطني كما في اللسان (3/ 455). ثانيًا: مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لفظ حديث الباب مرفوعًا أخرجه مسلم في البر والصلة باب الأرواح جنود مجندة (16/ 185 نووي). والبخاري في الأدب المفرد (رقم 904/ 301). وأبو داود في الأدب باب من يؤمر أن يجالس (4/ 260). وأحمد (2/ 295، 527، 539). وأبو نعيم في تاريخ أصفهان (1/ 238، 2/ 94). والخطيب فرب تاريخه (3/ 329، 4/ 351). وتمام الرازي (رقم 1197). والبغوي في شرح السنة (13/ 57). بأسانيدهم كلهم عن أبي هريرة رضي الله عنه. ثالثًا: من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه بلفظ حديث الباب مرفوعًا أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 265)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 198)، من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، ثنا المعافى بن عمران، ثنا عبد الأعلى ابن أبي المساور، عن عكرمة، عن الحارث بن عميرة، عن سلمان، به. وعبد الأعلى متروك كما في التقريب (1/ 465). وله إسناد عند الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ (6/ 263)، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العزيز، ثنا محمد بن عمار، ثنا عيسى بن يونس، عن محمد بن عبد الله بن علاثة، عن الحجاج بن فرافصه عن أبي عمر عن سلمان، به مرفوعًا. والإِسناد ضعيف، أبو عمر لا يعرف كما قال الهيثمي (8/ 91)، والإِسناد بعده =
= لين، قال المصنف في الحجاج في التقريب (1/ 154)، صدوق يهم. وفي محمد بن علاثة في التقريب (2/ 179)، صدوق يخطئ. ثالثًا: عن علي رضي الله عنه: أخرجه العقيلي في ضعفائه في ترجمة أزهر بن عبد الله (1/ 135) حدّثنا محمد بن عمار الرازي، حدّثنا العباس بن إسماعيل الكلابي، حدّثنا أبو زهير- عبد الرحمن بن مغرا حدّثنا الأزهر عن محمد بن عجلان عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عن علي رضي الله عنه فذكره مرفوعًا بلفظ حديث الباب. وأنكر عليه العقيلي وقال: إنه يعرف من حديث إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ علي موقوفًا. قلت: صرح أن يونس بن عبد الصمد تابعه. وللحديث طريق آخر أشار إليه الدارقطني في العلل (4/ 188)، عن أبي الطفيل عن علي رضي الله عنهما، مرفوعًا. وهو الحديث الذي أخرجه أبو نعيم في الحلية عن أبي الطفيل رضي الله عنه، مرفوعًا (5/ 67)، وفي الإِسناد من لم أجد له ترجمة. وصحح الدارقطني وقفه على علي رضي الله عنه. وأخرجه أيضًا مرفوعًا بإسناد آخر (4/ 110)، وفيه من لم أجد له ترجمة. رابعًا: من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: مرفوعًا بنحو حديث الباب أخرجه أبو يعلى في معجمه (137). وابن عدي في ترجمة بشر بن إبراهيم الأنصاري (2/ 447). من طريق عن عبد الله بن مروان، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ ابن عمر مثله. وهذا إسناد تالف جدًا؛ بشر هذا من الوضاعين المشهورين وانظر ترجمته في اللسان (2/ 24). =
= خامسًا: عن ابن عباس رضي الله عنهما، بلفظه. أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (243) أخبرني أبي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا عبد المؤمن بن عيسى، حدّثنا إبراهيم بن معاوية البصري، حدّثنا عكرمة بن إبراهيم العوفي، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابن عباس مثله. وإبراهيم بن معاوية ضعيف كما يظهر هذا من ترجمته في اللسان (1/ 1120) وشيخه لم أجد له ترجمة. وبعد هذا كله فالحديث صحيح مرفوعًا بحديث ابن مسعود وعائشة وأبي هريرة رضي الله عنهم.
4 - باب الملائكة عليهم السلام
4 - باب الملائكة عليهم السلام 3436 - قال أبو يعلى: (¬1) حدّثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ المقبري، وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أُذِنَ لِي أَنْ أحدث عن (ملك) (¬2) قد مرقت (¬3) رجلاه (الْأَرْضِ) (¬4) السَّابِعَةِ، وَالْعَرْشُ عَلَى مَنْكِبِهِ، يَقُولُ: سُبْحَانَكَ أين كنت وأين تكون. * صحيح. ¬
3436 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح كما قال المصنف. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 138): رجاله الصحيح. وسكت عليه البوصيري. =
= تخريجه: خالف الفضل بن سهل الأعرج عمرًا في متن الحديث. فرواه عن إسحاق بالإِسناد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، ولفظه مرفوعًا. إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض، وعنقه منثن تحت العرش، وهو يقول: ما أعظمك ربنا، فيرد عليه: ما يعلم ذلك من حلف بي كاذبًا. أخرجه الطبراني في الأوسط كما في السلسلة الصحيحة (1/ 231). حدّثنا محمد بن العباس ابن الأخرم، ثنا الفضل بن سهل به ومن طريق محمد أبو الشيخ في العظمة (/235). والفضل ثقة. وتابع إسحاقًا على هذا اللفظ عبيد الله بن موسى عن إسرائيل. أخرجه الحاكم (4/ 297)، وصححه ووافقه الذهبي. قلت: الراوي عن عبيد الله هو أحمد بن مهران لم يوثقه إلَّا ابن حبّان في الثقات (8/ 48). ولم يظهر لي وجه الجمع بين الروايتين ولا يقل قائل: أن الملك على صورة ديك. فالجواب: أن الديك ليس له منكب. ويقرب أن يكون هناك تصحيف بين ملك وديك، والله أعلم.
5 - باب الجن
5 - باب الجن 343 - قال أبو يعلى: حدّثنا حُسَيْنُ بْنُ الْأَسْوَدِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو فَرْوَةَ الرَّهَاوِيُّ، حَدَّثَنِي أبو منيب الحمصي، عن يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "خَلَقَ اللَّهُ تعالى الجن ثلاثة أَصْنَافٍ، صِنْفٌ حَيَّاتٌ وَعَقَارِبُ، وَخَشَاشُ (¬1) الْأَرْضِ، وَصِنْفٌ كَالرِّيحِ فِي الْهَوَاءِ، وَصِنْفٌ عَلَيْهِمُ الْحِسَابُ وَالْعِقَابُ. وخلق الله عَزَّ وَجَلَّ الإِنس ثلاثة أصناف، صنف كالبهائم، (قَالَ) (¬2) اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا ...} (¬3) الْآيَةَ. وَصِنْفٌ أَجْسَادُهُمْ أَجْسَادُ بَنِي آدَمَ، وَأَرْوَاحُهُمْ أرواح الشياطين وصف في ظل الله تعالى، يوم لا ظل إلَّا ظله. ¬
343 - الحكم عليه: هذا إسناد واهٍ بمرة فيه علل: =
= 1 - الحسين بن علي يسرق الحديث وكفى بها علة، إلَّا أنه لم يتفرد به كما سترى. 2 - يزيد الرهاوي: ضعيف الحديث. 3 - أبو المنيب مجهول. وقد سكت عليه البوصيري في الإتحاف "مختصر" (2/ 165 ب). وفي بعض ألفاظ الحديث نكارة حيث قصر الحساب والجزاء على صنف من الجن.
تخريجه: تابع أبا يعلى عن الحسين بن علي أبو جعفر محمد بن العباس الأخرم. وهو ثقة مترجم في السير (14/ 144) وأخبار أصبهان (2/ 224). أخرجه أبو الشيخ في العظمة (/ 484: 1079) عنه به. وتابعهما عن أبي أسامة: 1 - موسى بن عبد الرحمن بن مهدي المترجم في أخبار أصبهان (2/ 311) وطبقات أبي الشيخ (2/ 169) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. أخرجه أبو الشيخ في طبقاته والعظمة: ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا موسى به. 2 - محمد بن الحسن بن بصرى: أخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 117)، نا محمد بن زهير، ثنا محمد بن الحسين كلاهما عن أبي أسامة به وعزاه الهندي في الكنز (6/ 143) إلى ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان. والحديث قد روي بلفظ آخر وهو التالي (برقم 3438).
3438 - حَدَّثَنَا (¬1) أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ (جبير بن نفير) (¬2)، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: خلق الله تعالى الجن على ثلاثة (أثلاث) (¬4)، ثلت لَهُمْ أَجْنِحَةٌ يَطِيرُونَ فِي الْهَوَاءِ، وَثُلُثٌ حَيَّاتٌ وكلاب، وثلث يحلون ويظعنون (¬5). ¬
3438 - الحكم عليه: هذا حديث حسن الإِسناد: أحمد بن عيسى صدوق. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 139): رجاله وثقوا، وفي بعضهم خلاف. وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (المختصر 2/ 165). إلَّا أن أحمد لم ينفرد به كما ظهر هذا في التخريج.
تخريجه: تابع أحمد بن عيسى عن أبي وهب جماعة: 1 - يزيد بن موهب وهو ثقة كما في التقريب 2/ 364)، أخرجه ابن حبّان حدّثنا ابن قتيبة، حدّثنا يزيد بن موهب (14/ 26). 2 - أحمد بن صالح المصري أخرجه أبو الشيخ في العظمة (/486: 1102) حدّثنا أبو بكر ابن أبي داود، حدّثنا أحمد بن صالح. =
= 3 - بحر بن نصر وهو ثقة كما في التقريب (1/ 93)، أخرجه أبو الشيخ في الموضع السابق، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 95) وابن الجوزي الأصبهاني في الحجة (2/ 391) و (1/ 485) بأسانيدهم عنه. 4 - محمد بن نصر عند اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (رقم 2280) أخبرنا علي بن محمد بن عمر، أنا عبد الرحمن ابن أبي حاتم، نا محمد بن نصر. كلهم بأسانيدهم عن ابن وهب، عن معاوية به. وهذه متابعات صحيحة كلها. وتابع ابن وهب، عن معاوية بن صالح: 1 - عبد الأعلي بن مسهر. أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 137). حدّثنا عبد الله بن جعفر قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا عبد الأعلى. وهذا إسناد صحيح إسماعيل، هو سمويه، الثقة المشهور، المترجم في السير (13/ 10). 2 - عبد الله بن صالح كاتب الليث. أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 214) مختصرًا. وفي الشاميين (رقم 1956). والحاكم (2/ 456) وصححه. كلاهما عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بنحوه. فالحديث صحيح بهذه الطرق.
6 - باب الحجب التي دون الله تعالى
6 - باب الحجب التي دون الله تعالى (138) (تقدمت في باب عظمة الله عزَّ وجل) (¬1). 3439 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: (¬2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ (¬3)، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ (عبد الله) (¬4) بن عمرو. 3440 - (و) (¬5) عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: دُونَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ وَظُلْمَةٍ، وَمَا تَسْمَعُ نَفْسٌ شَيْئًا مِنْ حِسِّ تِلْكَ الحجب إلَّا زهقت نفسها. ¬
3439 - 3440 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف موسى بن عبيدة الربذي. =
= قال البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 146) تفرَّد به موسى بن عبيدة الربذي، وهو عند أهل العلم بالحديث ضعيف. وقال ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 116): هذا حديث لا أصل له. وضعَّفه الهيثمي في المجمع (1/ 84)، والبوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 163 ب) بموسى بن عبيدة. تخريجه: تابع الزماني عن مكي. 1 - البخاري عند العقيلي في الضعفاء (3/ 152). حدّثنا آدم، حدّثنا البخاري. ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 116). 2 - محمد بن المثنى، أخرجه ابن أبي عاصم عنه في السنة (2/ 367). 3 - العباس العنبري، أخرجه بطريقين عنه الطبراني في الكبير (6/ 148). 4 - عبد الله بن الصباح، أخرجه الطبراني في الموضع السابق، حدّثنا إسحاق ابن داود الصواف، ثنا عبد الله بن الصباح. 5 - محمد بن إسحاق الصاغاني، أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 146)، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق. 6 - محمد بن سعيد بن غالب، أخرجه ابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب (1/ 288) من طريق أبي سعيد الأعرابي. كلهم عن مكي، عن موسى به. وأخرجه أبو يعلى في المعجم بالسند عن سهل دون ابن عمرو رضي الله عنهم. (رقم 469). =
= وقد تابع موسى بن عبيدة عن أبي حازم: هشام بن سعد وعبد العزيز ابن أبي حازم ببعضه. أخرجه الخطيب البغدادي في موضّح الجمع والتفريق (2/ 45). وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 116) كلاهما من طريق الدارقطني. حدّثنا أحمد بن محمد ابن أبي بكر العطَّار، ثنا محمد بن يوسف ابن أبي معمر، حدّثنا حبيب ابن أبي حبيب، حدثا هشام بن سعد، وعبد العزيز ابن أبي حازم، عن أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: إن بين الله وبين الخلق سبعين ألف حجاب، وأقرب الخلق إلى الله عزَّ وجلّ جبريل وميكائيل وإسرافيل، وإن بينه وبينهم أربعة حجب، حجاب من نار، وحجاب من ظلمة، وحجاب من غمام، وحجاب من ماء. قال ابن الجوزي: حديث لا أصل له. قلت: وحبيب هذا هو ابن رزيق كما قال الخطيب في موضّح الجمع والتفريق وهو ابن أبي حبيب المصري كاتب مالك المترجم في (التهذيب 2/ 158)، وهو وضّاع كما يظهر هذا من ترجمته. ومن هنا تعلم أنه لا فائدة مما تعقبه الحافظ السيوطي رحمه الله في اللآلىء المصنوعة (1/ 14)، فانظره مقارنًا بينه وما هو في موضح الجمع والتفريق. وللحديث شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: وقف جبريل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له: يا جبريل سل ربك أي البقاع خير؟ وأي البقاع شر؟ فاضطرب جبريل بلقائه، فقال له عندما أفاق: يا محمد هل يسئل الرب؟ الرب أجلَّ وأعظم من ذلك، ثم غاب عنه جبريل، ثم أتاه فقال له: يا محمد لقد وقفت اليوم موقفًا لم يقفه ملك قبلي، ولا يقفه ملك بعدي، كان بيني وبين الجبار تَبَارَكَ وَتَعَالَى، سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ، الحجاب يعدل العرش والكرسي والسموات والأرض بكذا أو كذا عام ... الحديث. =
= أخرجه أبو الشيخ في العظمة (/135: 269)، حدّثنا الوليد، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن المنحل، حدّثنا عثمان بن عبد الله، حدّثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي، حدّثنا جعفر بن برقان، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، به. وهذا إسناد كسابقه، عثمان هذا هو الأموي، متهم بالوضع كما في ترجمته في لسان الميزان (4/ 165). فالحديث يبقى على ضعفه.
37 - أحاديث الأنبياء عليهم (الصلاة) والسلام
37 - أحاديث الأنبياء عليهم (الصلاة) (¬1) والسلام 3441 - قال محمد ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو رَافِعٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ (¬2) عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه قاله: دخلت المسجد، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسًا وَحْدَهُ، فَقُمْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَهُوَ لَا يَرَانِي، وَأَقُولُ مَا خَلَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَكَذَا وَحْدَهُ، إلَّا وَهُوَ عَلَى حَاجَةٍ، أَوْ عَلَى وَحْيٍ، فَجَعَلْتُ أُؤَامِرُ (¬3) نَفْسِي أَنْ آتِيَهُ، فَأَبَتْ نَفْسِي إلَّا أَنْ آتِيَهُ، فَجِئْتُ (فَسَلَّمْتُ) (¬4) ثُمَّ جَلَسْتُ، فَجَلَسْتُ طَوِيلًا، لَا يَلْتَفِتُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬5) إليَّ وَلَا يُكَلِّمُنِي، قَالَ قُلْتُ: قَدْ كَرِهَ رسول الله مُجَالَسَتِي، ثُمَّ الْتَفَتَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬6) إليَّ، فَقَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ) (¬7)، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ وسعديك، قال: ¬
أَرَكَعْتَ الْيَوْمَ (¬8)؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قُمْ فَارْكَعْ، فَقُمْتُ فَرَكَعْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، ثُمَّ عُدْتُ فَجَلَسْتُ، فَمَكَثَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَوِيلًا لَا يُكَلِّمُنِي، فَقُلْتُ: قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُجَالَسَتِي، ثُمَّ الْتَفَتَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (إليَّ) (¬9) فَقَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ) (¬10)، قلت: لبيك وسعديك، قال -صلى الله عليه وسلم- (¬11): اسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الإِنس وَالْجِنِّ، فَقُلْتُ: بِأَبِي (أَنْتَ) (¬12) وَأُمِّي وللإِنس شَيَاطِينُ؟ قَالَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَلَيْسَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ (يَقُولُ) (¬13): {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ} (¬14) الآية. ثم التفت إليك -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إليَّ فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬15): إِلَّا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً (هِيَ كَنْزٌ) (¬16) مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، قُلْتُ: بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قُلْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ (أَصَرَّ) (¬17) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا يَتَكَلَّمُ، حَتَّى طَالَ ذلك منه (فَأَتَنَفْتُ) (¬18) (¬19) الحديث، ¬
فقلت: يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلَاةِ، فَمَا الصَّلَاةُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ (¬20) (وَمَنْ) (¬21) شَاءَ اسْتَكْثَرَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الصِّيَامُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فرض مجزىء، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَمَا الصَّدَقَةُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ، وَعِنْدَ اللَّهِ الْمَزِيدُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِيمَانٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ أُهَرِيقَ دَمُهُ، وَعُقِرَ جَوَادُهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فأي الرقاب أفضل؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: أغلاها ثمنًا وأنفسها عند أهلها. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (جهدٌ (مِنْ) (¬22) مُقِلٍّ (¬23) وَسِرٌّ إِلَى فَقِيرٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَإِنْ لَمْ أَجِدْ مَا أَتَصَدَّقُ بِهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تُعِينُ ضَعِيفًا، أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ (¬24)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- عني: فتكف هذا، وأشار بميلي إِلَى لِسَانِهِ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ حَسَنَةٌ يَتَصَدَّقُ بِهَا الْمَرْءُ عَلَى نَفْسِهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: (أَيُّمَا) (¬25) أُنْزِلَ عَلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: آية الكرسي، ¬
(وتدري) (¬26) ما مثل السموات وَالْأَرْضِ فِي الْكُرْسِيِّ؟ قُلْتُ: لَا إلَّا أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- مثل السموات والأرض في الكرسي (إلَّا كَحَلْقَةٍ) (¬27) مُلْقَاةٍ فِي فَلَاةٍ، وَإِنَّ فَضْلَ الْكُرْسِيِّ على السموات وَالْأَرْضِ كَفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَى تِلْكَ الْحَلْقَةِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ كَانَ الْأَنْبِيَاءُ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) (¬28)؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَانُوا مِائَةَ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكُلُّهُمْ كَانُوا رُسُلًا؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا كَانَ الرُّسُلُ مِنْهُمْ (خمسة عشر) (¬29) وثلثمائة رَجُلٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّهُمْ كَانَ أَوَّلَ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قُلْتُ: وَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نَعَمْ جَبَلَ اللَّهُ تُرْبَتَهُ، وَخَلَقَهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، (وَكَلَّمَهُ) (¬30) قُبُلًا (¬31)، ثُمَّ كَثُرَ النَّاسُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَبْخَلِ النَّاسِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ علىَّ (¬32) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ¬
3441 - الحكم عليه: إسناد حديث الباب ضعيف فيه علل: 1 - هشام في حديثه عن غير ابن جريج وهم، وهذا منها. =
2 - أبو رافع ضعيف. 3 - جهالة شيخ يزيد. وسكت عليه البوصيري في الإتحاف (مختصر) (3/ 41/ ب). والحديث بمجموعه حسن لغيره والعلم عند الله في الجملة، كما سيأتي في التخريج.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد. وقد ورد الحديث وأطرافه بطرق عن أبي ذر رضي الله عنه. الطريق الأولى: فرواه عبيد الشامي عن أبي ذر رضي الله عنه، به، مختصرًا بالأمر بالصلاة وقول لا حول ولا قوة إلَّا بالله، والاستعاذة، والسؤال عن الصلاة، والصوم، والصدقة، وأعظم آية في القرآن وأي الأنبياء كان أول وعددهم فيه ثلاثمائة وخمس عشرة جمًا مختصرًا. أخرجه الطيالسي في مسنده (/ 65: 478). ومن طريقه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 93). ومن طريق الطيالسي البيهقي في الشعب (3/ 291). وتابع أبا داود: 1 - يزيد بن هارون عند أحمد (5/ 179)، وعند ابن أبي شيبة في مسنده وسيذكره المصنف. 2 - وكيع عند أحمد (5/ 179)، به. وابن أبي شيبة في المصنف في كتاب الصلوات باب: من كان يقول إذا دخلت المسجد فصل ركعتين (1/ 340)، بذكر الأمر بالصلاة. 3 - عمرو بن الهيثم وهاشم بن القاسم بذكر أي الأنبياء أول عند ابن سعد في الطبقات (1/ 32، 54). 4 - أبو نعيم بذكر طرفه عند البخاري في التاريخ (5/ 447). =
= 5 - جعفر بن عون بذكر الأمر بالاستعاذة عند النسائي (8/ 275)، في الاستعاذة باب الاستعاذة من شر شياطين الإنس. ومن طريقه ابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب (1/ 167). 6 - محمد بن عبيد عند هناد في الزهد (2/ 1081) بلفظ واحد. كلهم عن المسعودي عن أبي عمرو والشامي عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ. قلت: وسماع وكيع وجعفر وأبي نعيم عن المسعودي قبل الاختلاط، كما في الكواكب المنيرات (/ 69). إلَّا أن الإِسناد ضعيف جدًا فيه علتان: 1 - أبو عمرو وقيل أبو عمر الشامي قال عنه الدارقطني متروك كما في الميزان (4/ 555). 2 - عبيد بن الخشخاش لين، وسماعه عن أبي ذر محل نظر. الطريق الثاني: أخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 129)، بذكر طرفه. وابن عدي في الكامل (7/ 2699)، بذكر طرفه، وقال: منكر. وأبو نعيم في الحلية كاملًا (1/ 168). والحاكم بذكر بعضه (2/ 597). والبيهقي في السير من سننه باب مبتدأ الخلق (9/ 4) بذكر الأنبياء. وفي الأسماء والصفات بذكر العرض (2/ 148)، وآية الكرسي. وابن الشجري في أماليه (1/ 204)، الحديث بطوله. كلهم من طريق يحيى بن سعيد السعدي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر رضي الله عنه، به وفيه زيادات كثيرة. وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ يحيى بن سعيد ضعيف جدًا كما في اللسان (6/ 316)، وقد حكم ابن عدي أن هذا الحديث بهذا الإِسناد أنكر الروايات. =
= الطريق الثالث: عن أبي إدريس عن أبي ذر رضي الله عنه. - أخرخ ابن جرير بعض أطرافه في التاريخ له (1/ 161، 1/ 232)، وكاملًا (1/ 75). حدّثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال حدثني عمي، قال حدثني الماضي بن محمد، عن أبي سليمان، عن القاسم بن محمد، عن أبي إدريس، عن أبي ذر رضي الله عنه. وهذا سند ضعيف: 1 - الماضي بن محمد ضعيف كما في التقريب (2/ 223). 2 - شيخه مستور كما يظهر من ترجمته في الميزان (4/ 533) ونقل عن البخاري قوله: حديث طويل منكر في القصص. وتوبع القاسم بن محمد عن أبي إدريس. - أخرجه ابن حبّان في صحيحه (2/ 76)، بطوله وفيه زيادات. وأبو الشيخ في العظمة (/ 136: 261) بذكر العرش. وأبو نعيم في الحلية (1/ 166)، بطوله. والآجري في الأربعين (رقم 109). والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 148)، بذكر العرش. كلهم من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، قال حدّثنا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس، عن أبي ذر رضي الله عنه، به. وهذا إسناد ضعيف جدًا، إبراهيم متروك كما في ترجمته في الميزان (1/ 73، 4/ 378). وتابعهما عن أبي إدريس إسماعيل بن مسلم، عن أبي إدريس بذكر العرش. أخرجه محمد بن عثمان في العرش (/77: 58). حدّثنا الحسن ابن أبي ليلى، ثنا أحمد بن علي الأسدي عن المختار بن غسان =
= العبدىِ، عن إسماعيل، به. وأحمد الأسدي وإسماعيل لم أجد لهما ترجمة. وتابعهم القاسم بن محمد الثقفي بذكر العرش. أخرجه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1/ 317)، أخبرنا العسقلاني سليمان بن أحمد، أخبرنا عبد الله بن وهب المقرئ، أخبرنا محمد بن أبي السري، أخبرنا محمد بن عبد الله التميمي، عن القاسم بن محمد الثقفي، به. ومحمد بن أبي السري فيه لين كما في ترجمته في التهذيب (9/ 376). وشيخه ضعيف كما في التهذيب (9/ 254). وشيخه لم أجد له ترجمه. الطريق الرابع: بذكر أن آدم نبي مكلّم. أخرجه البخاري في التاريخ (1/ 29)، والطبراني في الشاميين (رقم 1979) بتمامه. وابن جرير في التفسير (8/ 5) بذكر الأمر بالاستعاذة. كلاهما عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن محمد بن أيوب، عن ابن عائذ، عن أبي ذر رضي الله عنه. وأبو عبد الملك محمد بن أيوب وشيخه ذكرهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحًا ولا تعديلًا، كما في التاريخ الكبير (1/ 129)، والجرح والتعديل (7/ 196). الطريق الخامس: بالأمر بالتعوذ: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 84). وابن جرير في التفسير (8/ 5). بإسناديهما عن معمر، عن قتادة، عن أبي ذر رضي الله عنه. وهذا إسناد ضعيف للإِنقطاع بين قتادة وأبي ذر رضي الله عنه. =
= انظر جامع التحصيل (/ 254). الطريق السادس: بفضل لا حول ولا قوة إلَّا بالله. أخرجه أحمد (5/ 150)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (/ 23: 14). والحميدي في مسنده (1/ 72). وابن أبي شيبة في المصنف كتاب الزهد (3/ 516). وابن حبّان في صحيحه (3/ 101). كلهم بأسانيدهم عن ابن عيينة، سمع محمد بن السائب بن بركة، عن عمرو بن ميمون، عن أبي ذر رضي الله عنه، وهذا إسناد صحيح. وتابع عمرو بن ميمون: 1 - عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه أحمد (5/ 145، 50/ 151)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 043)، وابن ماجه في الأدب باب ما جاء في لا حول ولا قوة إلَّا بالله (2/ 1256: 3825). والطبراني في الدعاء (رقم 1645، 1646، 1647). والمحاملي في أماليه (رقم 80). والبغوي في شرح السنة (5/ 67). كلهم من طريق الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن أبي ذر رضي الله عنه. وهذا إسناد صحيح. 3 - بشير بن كعب العدوي. أخرجه أبو نعيم في الجلية (3/ 66). والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 432). كلاهما من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر عن طلق بن حبيب، عن بشير بن كعب، عن أبي ذر رضي الله عنه، به. وهذا إسناد صحيح أبو بشر هو جعفر بن إياس الواسطي. 4 - عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ في حديث آخر. أخرجه الطبراني في الدعاء (رقم 1652)، حدّثنا أحمد بن علي الأصبهاني، ثنا =
= أحمد بن الفرات، ثنا أبو داود الأسود بن شيبان، عن محمد بن واسع، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذر، به. وهذا إسناد صحيح. وله طرق أخرى عن ابن واسع بمجموعها صحيحة. وتابعهم أبو زينب مولى حازم الغفاري: أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 163)، وفي الدعاء (رقم 1653). حدّثنا علي بن المبارك الصنعاني، ثنا إسماعيل ابن أبي أويس، حدثني إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد ابن أبي مريم، عن أبيه، عن جده، عن نعيم المجمر أنه سمع أبا زينب، به. وهذا إسناد ضعيف فيه علتان: 1 - إسماعيل بن عبد الله بن خالد مجهول كما في اللسان (1/ 467). 2 - أبو زينب قال المصنف، عنه في التقريب (2/ 425)، مجهول. الطريق السابع: عنه بسؤال أي العمل أفضل، وأي الرقاب أفضل، والسؤال عما إذا لم يفعلها والأمر بكف اللسان. أخرجه البخاري في العتق باب أي الرقاب أفضل (5/ 148 فتح). وفي الأدب المفرد (880: 220). ومسلم في الإِيمان باب كون الإِيمان أفضل الأعمال (2/ 72 نووي). والنسائي وفي الجهاد باب الجهاد في سبيل الله (6/ 19). وأحمد (5/ 150، 171)، وعبد الرزاق في المصنف (11/ 1920: 20299). وابن أبي شيبة في الجهاد من مصنفه باب ما ذكر في فضل الجهاد (5/ 285) ووكيع في الزهد (1/ 331). والحميدي في المسند (1/ 72) والدارقطني في السنن في الرقائق باب أي العمل أفضل (2/ 307). =
= وهناد ابن السري في الزهد (2/ 581: 1066). والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 136). وابن حبّان في صحيحه (1/ 365، 10/ 149). وابن مندة في الإِيمان (1/ 394، 395: 232، 233). والبيهقي في الضحايا من سننه باب ما جاء في أفضل الضحايا (9/ 272)، وفي شعب الإيمان (4/ 7، 69). والبغوي في شرح السنة (9/ 353). وابن الجوزي الأصبهاني في ترغيبه (2/ 669، 866). كلهم بأسانيدهم عن هشام بن عروة، عن أبي المراوح، عن أبي ذر رضي الله عنه. هذه هي الطرق عن أبي ذر رضي الله عنه لهذا الحديث وأطرافه، وترى أن أصحها هي الطريق السادسة وقد وصلت إلى حد الشهرة عنه رضي الله عنه، والطريق السابعة. أما شواهد الحديث: أولًا: عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وأشار إليه المصنف مرارًا وأحال بمتنه إلى حديث الباب، فأخرجه إسحاق والحارث ابن أبي أسامة رحمهم الله. وأخرج بعض أطرافه بذكر آية الكرسي وعظمه: ابن الضريس في فضائل القرآن (رقم 193). وابن جرير في التفسير (8/ 4). وبذكر الصلاة على الحاشر -صلى الله عليه وسلم- أخرجه الجهضمي في فضل الصلاة (/ 43). كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن معبد بن هلال، قال حدثني رجل من أهل دمشق، عن عوف رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي ذر فذكره. وعلة هذا الحديث الرجل غير المسمى. =
= ثانيًا: عن أبي أمامة رضي الله عنه بطول حديث الباب: أخرجه إسحاق كما في الحديث (رقم 3447)، وأحمد (5/ 265)، وابن أبي حاتم في التفسير (1/ 291)، والطبراني في الكبير (8/ 258). كلهم من طريق معان بن رفاعة، حدثني عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أمامة رضي الله عنه فذكره. وهذا سند ضعيف جدًا معان وشيخه ضعيفان. وتابع القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه ببعضه أبو سلام عنه: أن رجلًا قال: يا رسول الله أنبيًا كان آدم؟ قال: نعم، قال: فكم بينه وبين نوح قال عشرة قرون، أخرجه ابن حبّان (14/ 69). والحاكم (2/ 262)، وصححه ووافقه الذهبي. كلاهما عن: أبي توبة الربيع بن نافع، ثنا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام سمعت أبا أمامة فذكره. وهذا إسناد صحيح كما قال الحاكم رحمه الله. قال ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 101): على شرط مسلم. وزاد أحمد بن خليد الحلبي عن أبي توبة، عند الطبراني في الكبير (8/ 140) ولم يذكر "مكلم". كم كان بين نوح وإبراهيم؟ قال: عشرة قرون، قال: يا رسول الله كم كانت الرسل؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر. قال الذهبي في أحمد بن خليد في السير (13/ 489): ما علمت به بأسًا. فهذه الزيادة حسنة. إيراد الشواهد على أطرافه: أولًا: في فَضْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ تقدم إيرادها مستوفاة في الحديث ذي الرقم (3425). ثانيًا: في الصلاة وأنها خير موضوع، بلفظ الحديث، أخرجه الطبراني في =
= الأوسط كما في المجمع (2/ 2)، عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال الهيثمي في المجمع: وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف. قلت: هو متروك كما يتضح هذا في ترجمته في لسان الميزان (4/ 88). وقد أخذ الشيخ الألباني حفظه الله بظاهر كلام الهيثمي فحسَّن الحديث كما في صحيح الترغيب (/ 266). ثالثًا: في أفضل الشهداء: فيه عن جابر رضي الله عنه قالوا: يا رسول الله الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه. أخرجه أحمد (3/ 300، 302). والدارمي (2/ 201)، في الجهاد باب أي الجهاد أفضل. والحاكم (1/ 414). والبيهقي (4/ 180)، في الزكاة باب ما ورد في جهد المقل. وفي شعب الإِيمان (3/ 250). كلهم عن الليث عن أبي الزبير عن يحيى بن جعدة عنه. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. قلت: يحيى بن جعدة لم يخرج له مسلم ولكنه ثقة، فالسند صحيح. رابعًا: في أفضل الشهداء وأفضل الصدقة: أولًا: عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: أفضل الصلاة طول القيام، وأفضل الجهاد من أهريق دمه وعقر جواده، وأفضل الصدقة جهد المقل وما تصدق به عن ظهر غنى. أخرجه الحميدي في مسنده (2/ 536). حدّثنا سفيان، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وهذا على شرط مسلم. =
= ثانيًا: عن عبد الله بن حبشي الخثعمي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان لا شك فيه، وحجة مبرورة، قيل: فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قيل: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: جَهْدُ الْمُقِلِّ، قِيلَ: فأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر ما حرم الله عليه، قيل: فأي الجهاد أفضل، قال: من جاهد المشركين بماله ونفسه قيل: فأي القتل أشرف؟ قال: من أهريق دمه، وعقر جواده. أخرجه أحمد (30/ 412)، واللفظ له. وأبو داود في الصلاة (2/ 69: 1449)، دون ذكر الشطر الأول منه. والنسائي في الزكاة باب جهد المقل (5/ 58)، والبخاري في التاريخ (5/ 025)، والدارمي في الصلاة باب أي الصلاة أفضل (1/ 331)، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (رقم 307)، وفي قيام الليل (/ 129). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 466)، وابن عدي في الكامل (5/ 1826)، في ترجمة على الأزدى. وأبو نعيم في الحلية (2/ 64) والبيهقي في الصلاة من سننه باب ما استحب الاكثار من الركوع والسجود (3/ 9.) (وفي الزكاة من سننه، باب ما ورد في جهد المقل (4/ 181). وفي السير من سننه باب في فضل الشهادة (9/ 164). كلهم بأسانيدهم عن علي بن عبد الله البارقي الأزدي، عن عبيد بن عمير، عن عبد الله بن حبشي الخثعمي، رضي الله عنه، به. وهذا إسناد حسن؛ علي بن عبد الله قال فيه المصنف في التقريب (2/ 40)، صدوق ربما أخطأ. ثالثًا: عن أبي هريرة بلفظ حديث جابر أخرجه أبو داود (رقم 1677)، وابن حبّان (رقم 3346)، وأحمد (2/ 358) وابن خزيمة (رقم 2444، 2451)، والحاكم =
= (1/ 414) بأسانيدهم عن الليث، عن أبي الزبير عن يحيى بن جعدة عن أبي هريرة وهذا إسناد صحيح. وفي إفراد الصدقة بجهد المقل: عن عمير بن قتادة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ أي الصلاة أفضل؟ وسئل عن أي الصدقة أفضل؟ فقال جهد المقل. أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 48). وأبو نعيم في الحلية (3/ 357). من طريق حوثرة بن أشرس أخبرني سويد أبو حاتم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه، به. وهذا إسناد ضعيف، سويد قال المصنف فيه في التقريب (1/ 340): صدوق سيء الحفظ له أغلاط. قلت: وقد خالف صالح بن كيسان وهو ثقة كما في ترجمته في التقريب (1/ 362)، فرواه عن الزهري عن عبد الله، عن أبيه مرسلًا. قاله أبو نعيم. خامسًا: الشواهد في بيان أي آية القرآن العظيم أعظم: 1 - عَنْ أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، قال فضرب في صدري، وقال: والله ليهنك العلم يا أبا المنذر ليهنئك العلم أبا المنذر. أخرجه مسلم في المسافرين باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي (6/ 93 نووي)، واللفظ له. وأبو داود في الوتر باب ما في آية الكرسي (2/ 72: 1460)، وأحمد (5/ 142)، والطيالسي (/ 74: 550)، وأبو عبيد في فضائل القرآن (/122)، وابن الضريس في فضائل القرآن، رقم 187، وابن أبي عاصم في الآحاد =
= والمثاني (3/ 424)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 25)، وفي معرفة الصحابة (2/ 168)، والجورقاني في الأباطيل (رقم 710). والبغوي في التفسير (1/ 310)، وفي شرح السنة (4/ 459)، وفيه زيادة. كلهم بأسانيدهم عن أبي السليل، عن عبد الله بن رباح، عن أبيّ رضي الله عنه، به. 2 - عن الأسفع البكري وضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في صُفَّة (¬1) المهاجرين، فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: الله لاإله إلا هو الحي القيوم. أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 430). والطبراني في الكبير (1/ 344)، واللفظ له. كلاهما من طريق ابن جريج، أخبرني عمر بن عطاء، أن مولى ابن الأسفع رجل صدق أخبره، عن الأسفع البكري، به. وهذا سند ظاهر الضعف، فيه راو لم يسم. 3 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أتدرون أي القرآن أعظم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قَالَ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ القيوم إلى آخر الآية. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 345). قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسماعيل إبراهيم الكلابي الزاهد، قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي صالح البغدادى ببلخ، قال أنبأنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني، قال: أنبأنا خلف بن هشام قال: نبأنا حزام بن أبي حزم، ¬
= قال سمعت الحسن يقول: سمعت أنس به. وهذا سند ضعيف جدًا محمد بن أبي صالح واه قاله الخطيب في تاريخه. 4 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أعظم آية في القرآن اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. أخرجه الجورقاني في الأباطيل (رقم 712)، وابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1/ 307) بإسناديهما عن عيسى بن موسى غنجار، عن عبد الله بن كيسان أخبرنا يحيى بن عقيل، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن ابن مسعود رضي الله عنه. وفيه قصة عن عمر رضي الله عنه. وهذا سند ضعيف فيه علتان: 1 - عيسى بن موسى مدلس قد عنعن. 2 - عبد الله بن كيسان ضعيف كما في التهذيب (5/ 371). وقد ثبت موقوفًا عند الطبراني في الكبير عنه رضي الله عنه (9/ 142). قال الهيثمي في المجمع (6/ 326)، رجاله رجال الصحيح. 5 - عن أيفع الكلابي وسيأتيك في شواهد حديث (رقم 3476)، وهو حديث ضعيف. 6 - عن ابن عباس رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: أعظم سورة في القرآن البقرة، وأعظم آية فيها آية الكرسي. أخرجه الجورقاني في الأباطيل (رقم 711). نا عبيد الله بن محمد البيهقي، نا محمد بن الحسين بن محمد الحربي الدامغاني، نا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، ثنا محمد بن مخلد بن حفص العطار، ثنا الفضل بن يعقوب، ثنا يحيى بن السكن، ثنا شعبة عن أبي إسحاق، عن السبتي، عن ابن عباس رضي الله عنهما به. =
= وهذا إسناد ضعيف يحيى بن السكن البصري ضعيف، كما في اللسان (6/ 318، 1/ 15). سادسًا: في بيان شواهد أن البخيل من ذكر عنده -صلى الله عليه وسلم- ولم يصل عليه: 1 - عن الحسين بن علي رضي الله عنهما بلفظ الحديث. أخرجه الترمذي (5/ 211)، في الدعوات (رقم 3614)، وقال: حسن غريب صحيح. والنسائي في عمل اليوم والليلة (/ 36 أرقام 55، 57). وفي فضائل القرآن (رقم 125). وأحمد (1/ 201). وأبو يعلى (6/ 179). والجهضمي في فضل الصلاة (/ 39: 31، 32، 33، 35). وابن السني (/ 15: 383). وابن أبي عاصم في الآحاد المثاني (1/ 311). وابن حبّان (3/ 190). والطبراني في الكبير (3/ 127)، والحاكم (1/ 549)، وقال: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي، والبيهقي في الشعب (2/ 213)، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (رقم 77). بأسانيدهم عن عُمارة بن غزية الأنصاري قال سمعت عبد الله بن علي بن حسين يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنه، به. وفي إسناده اختلاف لا مجال هنا لبسطه، فراجع فضل الصلاة وشعب الإيمان وعمل اليوم والليلة فقد أوردوا فيها طرق الحديث. وراجع علل الدارقطني (3/ 102)، والنكت الظراف (3/ 66). =
= قال: المصنف في الفتح (11/ 168)، ولا يقصر عن درجة الحسن. قلت: هو كما قال أي بشواهده فعبد الله لم يوثقه إلَّا ابن حبّان كما في التهذيب (5/ 284). 2 - عن الحسن البصري رحمه الله رفعه: بحسب امرئ من البخل أن أذكر عنده فلا يصلي علي. أخرجه الجهضمي في فضل الصلاة (/43: 38)، حدّثنا سليمان بن حرب، قال ثنا جرير بن حازم، قال: سمعت الحسن يقول فذكره. وهذا مرسل صحيح الإِسناد. فظهر هنا قول الحافظ رحمه الله إذا أضفنا إليه حديث عوف بن مالك. هذا ما استطعته -على حسب جهدي الذي لا يذكر- في جمع شواهد الحديث. وترى هنا أن جل أطرافه ثابته عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
1 - باب آدم وعدد الأنبياء عليهم (الصلاة) والسلام
1 - باب آدم وعدد الأنبياء عليهم (الصلاة) (¬1) والسلام 3442 - وقال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، (أنا) (¬2) حَمَّادٌ -هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ- (أنا) مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، (قَالَ) (¬3) إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ قَبْلَهُ فِيهِ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلَ، (قال) (¬4) -صلى الله عليه وسلم-: آدم، فقلت: أو نبيًا كان؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: نَعَمْ، نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: فكم الأنبياء؟ قال -صلى الله عليه وسلم- (ثلاثمائة) (¬5) وخمس عشرة جمًا غفيرًا. ¬
3442 - تخريجه: تقدم الكلام على إسناده في الحديث (رقم 3417). وتقدم في حديث (رقم 3441) متابعاته. وأن هذا القدر له شاهد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، فانظره هناك.
3443 - [1]، أخبرنا (¬1) أَبُو (حَيْوَةَ) (¬2) الْحِمْصِيُّ شُرَيْحٌ، ثنا (مُعَانُ) (¬3) (¬4) بْنُ رِفَاعَةَ السَّلَامِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ (يَزِيدَ) (¬5)، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ مَوْلَى يَزِيدَ بن معاوية الشامي (¬6) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إن أبا ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كم الأنبياء؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ (وَعِشْرُونَ) (¬7) أَلْفًا، فَقَالَ: كَمِ المرسلون منهم؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: ثلاثمائة وخمس عشرة جمًا غفيرًا. [2]، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عن المسعودي، عَنْ (عُبَيْدِ) (¬8) بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، نحوه. ¬
= 3443 - الحكم عليه: ضعيف جدًا لضعف معان، وعلي بن يزيد، وشريح فيه جهالة.
تخريجه: تقدم تخريج الحديث في الحديث السابق فراجعه. 2 - يزيد الرهاوي ضعيف الحديث. 3 - أبو المنيب مجهول العين والحال. وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 165 ب).
3444 - وقال (أبو يعلى: (¬1) حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ) (¬2) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا (مُوسَى) (¬3) بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "بَعَثَ اللَّهُ ثَمَانِيَةَ آلَافِ نبيّ إلى بني إسرائيل، أربعة آلاف، وأربعة آلاف إلى سائر الناس". ¬
3444 - الحكم عليه: إسناده ضعيف. أحمد بن إسحاق: مجهول، وموسى وشيخه ضعيفان. وضعفه الهيثمي بموسى كما في المجمع (8/ 213)، والبوصيري ضعفه بيزيد (مختصر 3/ 42 أ). قال الحافظ ابن كثير (1/ 588): هذا إسناده ضعيف فيه الربذي ضعيف وشيخه الرقاشي أضعف منه.
تخريجه: لم يتفرد أحمد بن إسحاق به فقد توبع عند أبي نعيم في الحلية (3/ 53): قال: حدّثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، قال ثنا إبراهيم بن زهير الحلواني، قال ثنا مكي به. وأبو أحمد هو العسّال القاضي له ترجمة في تاريخ بغداد (1/ 270)، والسير (16/ 6)، وهو ثقة. ولم أجد ترجمة لشيخه. قال أبو نعيم عقبه: ورواه صفوان بن سليم عن يزيد نحوه وما أشار إليه قد أخرج ابن سعد وغيره هذا الحديث. =
= لفظه عن أنس رضي الله عنه، من النبي -صلى الله عليه وسلم- "بعثت على أثر ثمانية آلاف من الأنبياء منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 192). والبخاري في الضعفاء كما في الميزان (4/ 103). والإسماعيلي كما في البداية والنهاية (2/ 152)، وفي تفسير القرآن العظيم (1/ 586). وأبو نعيم في الحلية (3/ 162). كلهم بأسانيدهم عن مسلم بن خالد الزنجي، حدّثنا زياد بن سعد، عن محمد بن المنكدر، عن صفوان بن سليم -وهما مقرونان عند ابن سعد- عن يزيد، عن أنس رضي الله عنه، به. وفي مسلم بن خالد كلام كثير، وقد عد يحيى بن معين هذا الحديث من منكراته. كما في ترجمته في الميزان (4/ 103)، (والتهذيب 10/ 119). وتابع ابن المنكدر عن صفوان إبراهيم بن المهاجر بن مسمار فقال عن صفوان بن سليم، عن يزيد الرقاشي، عن أنس فذكره مرفوعًا عند الطبراني في الأوسط (1/ 433)، حدّثنا أحمد بن يحيى الحلواني، قال حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال حدّثنا إبراهيم به. وإبراهيم بن المهاجر ضعيف كما في (التقريب 1/ 44). قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن صفوان بن سليم، عن يزيد الرقاشي إلَّا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار، تفرد به إبراهيم بن المنذر، ورواه زياد بن سعد عن صفوان بن سليم، عن أن رضي الله عنه. وللحديث متابع آخر هو الحالي برقم 3445.
3445 - حدّثنا (¬1) أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: كَانَ مِمَّنْ خَلَا مِنْ إِخْوَانِي من الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) (¬2) ثمانية آلاف نبي، ثم كان عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام ثم كنت أنا. ¬
3445 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف يزيد الرقاشي، على أني لم أجد ترجمة لمعبد.
2 - باب حياة الأنبياء عليهم (الصلاة) والسلام
2 - باب حياة الأنبياء عليهم (الصلاة) (¬1) والسلام 3446 - [1]، قال أَبُو يَعْلَى: (¬2) حَدَّثَنَا أَبُو الْجَهْمِ الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى ابن أبي (بكير) (¬3) (¬4). [2] وقال البزّار: (¬5) حدّثنا رِزْقُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَا: ثنا (الْمُسْتَلِمُ) (¬6) بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ (بْنِ مَالِكٍ) (¬7) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءُ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ". (قَالَ) (¬8) الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إلَّا حَجَّاجٌ وَلَا عَنْ حَجَّاجٍ (إلَّا الْمُسْتَلِمُ، وَلَا رَوَى الْحَجَّاجُ عَنْ ثَابِتٍ إلَّا هذا. ¬
[3] وأخرجه (¬9) عن محمد عن (¬10) عَبْدِ الرَّحْمَنِ) (¬11) الْحَرَّانِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ الْحَسَنَ بْنَ قتيبة في روايته إيّاه عن حماد. ¬
3446 - الحكم عليه: إسناد أبي يعلى: فيه ضعف لجهالة حال الأزرق. وإسناد البزّار: ضعيف جدًا الحسن بن قتيبة متروك. قال الهيثمي في المجمع (8/ 214)، رجال أبي يعلى ثقات.
تخريجه: من طريق أبي يعلى أخرجه البيهقي في حياة الأنبياء (رقم 2). وتابع الأزرق عن يحيى محمد بن يحيى ابن أبي بكير، ثنا أبي. أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 83)، حدّثنا علي بن محمود، ثنا عبد الله بن علي بن إبراهيم بن الصباح، ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير، ثنا أبي به. ورجاله ثقات إلَّا شيخ أبي نعيم فلم أجد له ترجمة إلَّا عند أبي نعيم في الكتاب المذكور ولم يذكر فيه شيئًا (2/ 83). قلت: وقد روى عنه أكثر من إثنين كما في ترجمته. قال العلامة الألباني حفظه الله في السلسلة الصحيحة (2/ 190). فهذه متابعة قوية للأزرق تدل على أنه قد حفظ ولم يغرب. اهـ. فالحديث حسن إن شاء الله بهذه المتابعة. - وفي إسناد البزّار تابع رزق الله عن الحسن بن قتيبة. =
= الحسن بن عرفة أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 739). حدّثنا قسطنطين بن عبد الله الرومي، حدّثنا الحسين به. ومن طريق ابن عدي البيهقي في حياة الأنبياء (رقم 1). وتابعه عنه أحمد بن عبد الرحمن حدّثنا الحراني عند تمام في الفوائد (رقم 1432)، نا أبو القاسم الحسن بن علي النصيبي، نا عبد الله بن محمد بن ناجية، أنا عبد الرحمن، ثنا الحسن به. قلت: وتابع الحجاج عن ثابت مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى بنحوه ولفظه: إن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة، ولكنهم يصلون بين يدي الله عَزَّ وَجَلَّ حتى ينفخ في الصور. أخرجه البيهقي في حياة الأنبياء (رقم/ 4) من طريق أبي الربيع الزهراني، حدّثنا إسماعيل بن طلحة بن يزيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ولم أجد ترجمة لإِسماعيل، ومحمد ضعيف. فالحديث حسن كما تقدم بمتابعة علي بن محمود للأزرق.
3 - باب خلق آدم عليه (الصلاة) والسلام
3 - باب خلق آدم عليه (الصلاة) (¬1) والسلام 3447 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬2): حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ (¬3)، ثنا عُمَرُ (¬4) بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رافع، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إن الله (تبارك و) (¬5) تعالى خَلَقَ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ جَعَلَهُ طِينًا، ثُمَّ تَرَكَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ حَمَأً مَسْنُونًا (¬6)، خَلَقَهُ وصوَّره، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ صَلْصَالًا كالفخَّار (¬7)، كَانَ إِبْلِيسُ يمرُّ بِهِ، فَيَقُولُ: لقد خُلقتَ لأمرٍ عظيم، ثم نفخ الله تعالى فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ جَرَى ¬
فِيهِ الرُّوحُ بصرُه وخياشيمُه (¬8)، (فَعَطَسَ) (¬9)، فلقَّنه اللَّهُ (تبارك و) (¬10) تعالى حَمْدَ ربِّه، فقال الربُّ عزَّ وجلّ: يرحمُك (اللَّهُ) (¬11) ربُّك، ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا آدَمُ اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ النَّفر، فَقُلْ لَهُمْ، فَانْظُرْ مَاذَا يَقُولُونَ؟ فَجَاءَ فسلَّم عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ ورحمةُ اللَّهِ، فَجَاءَ إِلَى ربِّه عزَّ وجلّّ، فقال جلَّ وعلا: مَاذَا قَالُوا لَكَ؟ -وَهُوَ أعلمُ بِمَا (قَالُوا) (¬12) - قال: ياربِّ سلَّمتُ عليهم، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله، قال تبارك وتعالى: يَا آدَمُ هَذِهِ تحيَّتُك، وَتَحِيَّةُ ذرِّيتك، قَالَ: يا ربِّ وما ذرَّيَّتي؟ قال جلَّ وعلا: اختار (إحدى) (¬13) يدي يا آدم، قال (عليه الصلاة والسلام) (¬14): أختارُ يمينَ ربِّي، وكِلتا يَدَيْ ربِّي يَمِينٌ، فبسط الله تعالى كفَّهُ، فإذا كل ما هو كائن في ذريته في كفِّ الرحمن تبارك وتعالى. ¬
3447 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع، إلا أنه توبع كما سترى. وهذا ما قاله البوصيري كما في الإِتحاف (3/ 42/ أ). وقاله الهيثمي كما في المجمع (10/ 200). =
تخريجه: تابع عمر بن محمد، عبد الله بن المبارك عن إسماعيل. أخرجه ابن سعد (1/ 30) أخبرنا محمد بن مقاتل الخراساني، أخبرنا ابن المبارك به. وقد تابع إسماعيل عن المقبري الحارث ابن أبي ذباب به. أخرجه الترمذي في خاتمة التفسير (5/ 123). والنسائي في عمل اليوم والليلة (/ 85: 218). وابن خزيمة في التوحيد (/ 67). وابن حبّان (14/ 30). وابن أبي عاصم في السنة (1/ 91: 206). والحاكم (1/ 64، 4/ 263). والبيهقي في السنن (10/ 147)، في الشهادات، باب الاختيار في الشهادات؛ وفي الأسماء والصفات (2/ 56). كلهم بأسانيدهم عن الحارث ابن أبي ذباب، عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، به. وهذا إسناد حسن، الحارث صدوق، وإنما تكلم فيه لأجل أن الدراوردي روى عنه أحاديث منكرة، فهو بريء العهدة منها ولا سيما ولم يتابع الدراوردي بها كما في ترجمة الحارث في التهذيب (2/ 128). قال الترمذي: حسن غريب. وقال الحاكم: على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وقد خالفه في الإِسناد محمد بن عجلان كما في عمل اليوم والليلة للنسائي (رقم 219)، فجعله عن سعيد، عن أبيه، عن عبد الله بن سلام، موقوفًا عليه. قال النسائي عقبه: وهذا هو الصواب، والآخر خطأ. =
= ويظهر أن الحديث وارد عن أبي هريرة رضي الله عنه. فقد توبع سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه به مرفوعًا. أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 220). والطبري في التاريخ (1/ 48). والحاكم صححه (1/ 64). كلهم من طرق أبي خالد الأحمر، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، به. وحديث أبي خالد لا ينزل عن درجة الحسن إن شاء الله. ورواه أبو خالد بطرق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه. وللحديث عن أبي هريرة متابع تابعهم به حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 90). والبزار كما في البداية والنهاية (1/ 86). وابن حبّان (14/ 36). والبيهقي في شعب الإِيمان (7/ 24). كلهم من طريق يحيى بن محمد بن السكن، ثنا حبّان بن هلال، ثنا مبارك بن فضالة، ثنا عبيد الله بن عمر، عن حبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه به مرفوعًا. قال ابن كثير رحمه الله في إسناده: لا بأس به. وهو كما قال، إذا لم يسوّى مبارك، فإنه يدلِّس التسوية. فخلاصة هذا، أن الحديث بمجموعه بهذه الطرق حسن. وقد توبع هؤلاء على بعضه عن أبي هريرة رضي الله عنه: تابعهم همّام بن منبِّه عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: =
= خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعًا، فلما خلقه، قال: اذهب فسلِّم على أولئك، وهم نفر من الملائكة جلوس -فاستمع إلى ما يجيبونك- فإنها تحيَّتُك، وتحية ذرِّيَّتك. قال: فذهب، فقال: السلام عليكم، فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله فزادوه ورحمة الله. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن معمر، عن هشام، به (10/ 384). ومن طريقه البخاري في الأنبياء، باب خلق آدم (6/ 361). وفي الاستئذان، باب بدء السلام (11/ 3). ومسلم في الجنة، باب صفة نعيمها وأهلها (17/ 177). وأحمد (2/ 315). وابن خزيمة في التوحيد (40/ 41). وابن حبّان (14/ 33)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 16). والبغوي في شرح السنّة (12/ 254). وعلى طرفه الأخير عنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ... " الحديث. أخرجه الترمذي في تفسير سورة الأعراف (4/ 332). وابن سعد (1/ 27). وأبو يعلى (6/ 35). والحاكم (2/ 325). كلهم بأسانيدهم عن هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، به مرفوعًا. قال الترمذي: حسن صحيح، وقد روى من غير وجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. =
= وقال الحاكم: على شرط مسلم. وهو كما قالا. وله طريق آخر عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن أبي هريرة. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (2/ 263). وعبد الرحمن ضعيف، كما في التقريب (1/ 480). قلت: فارتقى بهذه المتابعات الأطراف المذكورة فيها إلى درجة الصحة. وللحديث شواهد لأطرافه: أولًا: في مراحل خلق آدم: عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأسود والأبيض، وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب، ثم بلت طينته حتى صارت طينًا لازبًا، ثم تُركت حتى صارت حمأً مسنونًا، ثم تُركت حتى صارت صلصالًا". أخرجه الطبري في تاريخه (8/ 46) عن محمد بن عمارة الأسدي قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدّثنا عنبسة، عن عوف الأعرابي، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى وقد ساقه بطرق مجتمعة، ثم ذكر الحديث بعدها، والذي ترجَّح لي -حسب النظر القاصر- أن اللفظ لابن عمارة أنهم قد أخرجوا الحديث دون قوله: " ثم بلت طينته ... " من أصحاب الطرق الذين ذكرهم ابن جرير، إلا طريق ابن عمارة، فقد تفرَّد بهذه الزيادة. وهذا إسناد لم أقف على ترجمة ابن عمارة، وفيه مبهمات. وأما الطرف الأول دون الزيادة، فهو صحيح، أخرجوه. ثانيًا: بذكر العطاس: =
= عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "لما نفخ في آدم فبلغ الروح رأسه، عطس، فقال: الحمدُ لله رب العالمين، فقال له تبارك وتعالى: يرحمُك الله" أخرجه ابن حبّان (14/ 37)، أخبرنا الحسن بن سفيان، حدّثنا هُدْبة بن خالد، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، به مرفوعًا. وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات أثبات. وخالف هدبة موسى بن إسماعيل، فوقفه عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه. أخرجه الحاكم (4/ 263)، وقال: صحيح الإِسناد، على شرط مسلم، وإن كان موقوفًا، فإن إسناده صحيح بمرة. وهو كما قال. ولا يمنع أن يكون حمادًا رواه مرة بالوقف ومرة بالرفع، لكن الحكم في الأمرين لرواية هُدْبة، فقد كان عالمًا متقنًا لحديث حماد. قال أبو يعلى: وكان حديث حماد بن سلمة عنده نسختين، نسخة على الشيوخ، ونسخة على المصنفين. رواه ابن عدي عن أبي يعلى في الكامل في ترجمة هدبة (7/ 2598). وبعد هذا فذكر العطاس صحيح لغيره في هذا الحديث، وكذا ذكر التسليم وطرفه الأخير، والحديث باقيه حسن.
4 - باب صالح وثمود عليهما (الصلاة) والسلام
4 - باب صالح وثمود عليهما (الصلاة) (¬1) والسلام 3448 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هشام، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مَرَّ بالحِجْر (¬2) مِنْ وادي ثمود (¬3)، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أَسْرِعُوا السَّيْرَ وَلَا تَنْزِلُوا بِهَذِهِ الْقَرْيَةِ الْمُهْلَكِ أهلها". ¬
3448 - الحكم عليه: هذا حديث رجاله ثقات. ويغلب على الظن الراجح أن يزيد بن الأصم لم يسمع من أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه، فلو اعتمدنا قول الواقدي فيه (¬1)، يكون ولد سنة = ¬
= ثمان عشرة، وأُبي على قول أكثر أنه مات في اثنتين وعشرين، وأمر آخر أن روايته عن أواسط الصحابة وفاةً، فلم يذكروا له من المتقدمين شيخًا إلَّا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجزم الذهبي رحمه الله أنه لم يصح ذلك، كما في السير في ترجمة يزيد بن الأصم. فالحديث ضعيف للانقطاع. وحديث الباب صحيح لغيره بحديث ابن عمر وابن السعدي رضي الله عنهم، كما سيأتي في التخريج.
تخريجه: لم أقف عليه عن أبيّ رضي الله عنه. وللحديث شواهد: من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وقد جاء بطرق عنه فمنها عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عنه، قال: مررنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على الحجر، فقال لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلَّا أن تكونوا باكين، حذرًا أن يصيبكم مثل ما أصابهم، ثم زجر (¬1) فأسرع حتى خلَّفها. أخرجه البخاري في الأنبياء في تفسير سورة الأعراف الآية (673/ 387). ومسلم في الزهد واللفظ له (نووي 18/ 111)، ومن طريقه ابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب (1/ 234). وأحمد (2/ 66، 96)، وعبد الرزاق (1/ 415). وأبو يعلى (5/ 228)، والبيهقي في السنن في الصلاة، باب من كره الصلاة في موضع الخسف (2/ 451)، والبغوي في شرح السنة (14/ 361). ¬
= ومن طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما بمثل الحديث السابق. البخاري في الصلاة، باب الصلاة في مواضع الخسف والعذاب (الفتح 1/ 530) والأنبياء في تفسير الآية 73 وتقدم. والمغازي، باب نزول النبي -صلى الله عليه وسلم- الحجر (الفتح 8/ 125). وفي التفسير في تفسير سورة الحجر (8/ 381). ومسلم في الموضع السابق. وأحمد 2/ 9، 58، 72، 74، 91، 113، 137. وعبد الرزاق في الموضع السابق. والحميدي (2/ 290: 653). وعبد بن حميد (2/ 33: 796)، والطبري في التاريخ (1/ 181). والطبراني في الكبير (12/ 457). وأبو يعلى في الحلية (5/ 107). والبيهقي في الموضع السابق. وفي دلائل النبوة (5/ 233). والبغوي في شرح السنة 14/ 362. ثانيًا: ابن السعدي وسيأتي بعد هذا الحديث. ثالثًا: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه ابن عدي في ترجمة عبّاد بن جويرية (4/ 1650)، من طريقه، ثنا الأوزاعي عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أبي هريرة بنحو حديث ابن عمر رضي الله عنهم. وهذا إسناد موضوع عبّاد هذا كذبوه كما في ترجمته عن ابن عدي.
3449 - وقال أبو بكر: حدّثنا عَفَّانُ، ثنا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ (قَالَ) (¬1) سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ (قُدَامَةَ، عَنِ السَّعْدِيِّ) (¬2)، وَكَانَ السَّعْدِيُّ امْرَأَ صِدْقٍ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَتَى عَلَى وَادِي ثَمُودَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: اخْرُجُوا، اخْرُجُوا، فَإِنَّهُ وادٍ ملعون، خبيث، إن لا (تخرجوا، يصبكم) (¬3) كذا وكذا. ¬
3449 - الحكم عليه: إن كان على الاحتمال الذي ذكرته فهو حسن إن شاء الله، [وهو أن السعدي هو عبد الله الصحابي". وإن كان على غيره ففيه من لم أعرفه. ورجّح ابن معين كما في سؤالات ابن الجنيد (رقم 456)، أنَّ هذا الحديث هو عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن أبي ذر. قلت: فلعلها حديثان.
تخريجه: أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال (1/ 264). وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 420)، وابن الجنيد في سؤالاته لابن معين (/456: 744) كلهم متابعة لابن أبي شيبة عن عفان وفي السؤالات تصحيف عن مبارك، عن الحسن بن عبد الله بن قدامة بن السعدي. وأخرجه الطحاوي في المشكل (3748، 3749) (9/ 367)، بطريقين عن عفان. =
= وجاء فيه منسوبًا عبد الله بن قدامة السعدي كما ذكرت. وما أشار إليه ابن معين فيما نقلته في الكلام على إسناد الحديث. أخرجه البزّار كما في زوائده (رقم 1404)، حدّثنا محمد بن معمر والطحاوي في المشكل (3746)، حدّثنا محمد بن إسماعيل الصائغ وفهد بن سليمان كلهم عن مسلم ابن إبراهيم. وأخرجه الطحاوي (3747) حدّثنا علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، قال حدّثنا عفان بن مسلم كلاهما عن حماد بن سلمة، ثنا علي بن زيد، قال: قال لي الحسن: سل عبد الله بن قدامة بن صخر العقيلي عن هذا الحديث، قال: فلقيته عند باب الإمارة فذكرت ذلك له فقال: زعم أبو ذر أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في غزوة تبوك فأتوا على واد فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: يا أيها الناس إنكم بواد ملعون فركب فرسه فرفع ودفع الناس ثم قال من كان قد اعتجن عجينة فليظفراها بعيره ومن كان طبخ قدرًا فليكفأها. قال البزّار: عبد الله بن قدامة غير معروف وعلي بن زيد ضعيف. قلت: لا مقارنة بين علي بن زيد ومبارك بن فضالة فذاك ضعيف وهذا صدوق وهو أصدق منه فكونه السعدي الصحابي أولى لما ذكرت. وله شاهد أخرجه البغوي في الجعديات (/ 182): أخبرنا أبو الأشعث عن أبي نضرة، المنذر بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بلفظ حديث الباب. وهذا مرسل صحيح الإِسناد. قال الذهبي في السير (7/ 287) مرسل جيد. وقد وردت شواهد لحديث الباب، تقدم ذكرها في الحديث السابق.
5 - باب أيوب عليه (الصلاة) والسلام
5 - باب أيوب عليه (الصلاة) (¬1) والسلام 3450 - [1] قال أبو يعلى (¬2): حدّثنا حميد بن الربيع، ثنا سعيد ابن أبي مريم: [2] وقال البزّار: (¬3) حدّثنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، قَالُوا: ثنا سَعِيدٌ، ثنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ أَيُّوبَ (نَبِيَّ الله عليه السلام) (¬4)، كان في بلائه (ثمان) (¬5) عَشْرَةَ سَنَةً، فَرَفَضَهُ (¬6) الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، إلَّا رَجُلَيْنِ مِنْ إِخْوَانِهِ -زَادَ الْبَزَّارُ: كَانَا مِنْ أَخَصِّ إخوانه- كانا يغدوان إليه ويروحان (¬7)، فقال ¬
أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: تَعْلَمُ وَاللَّهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذنبًا ما أذنبه أحد، قَالَ لَهُ صَاحِبِهِ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مُنْذُ ثمان عشرة سنة لم يرحمه الله (تعالى) (¬8)، فكشف عَنْهُ مَا بِهِ، فَلَمَّا رَاحَا إِلَيْهِ، لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ أيوب عليه السلام: لَا أَدْرِي مَا تَقُولُ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ (تبارك وتعالى) (¬9)، يعلم أني كنت أمرُّ بالرجلين يتنازعان، فيذكران الله تعالى، فأرجع إلى بيتي، فأُكَفِّرُ عنهما كراهية أن يذكر الله تعالى إلَّا في حق، قال: وكان عليه (الصلاة) (والسلام (¬10)) يَخْرُجُ إِلَى حَاجَتِهِ، فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ، أَمْسَكَتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يوم أبطأ عليها، وأوحى إلى أيوب (عليه السلام) (¬11) فِي مَكَانِهِ (ارْكُضْ) (¬12) بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وشراب، فَاسْتَبْطَأَتْهُ، فَتَلَفَّتَتْ تَنْظُرُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا، وَقَدْ أَذْهَبَ الله (تبارك وتعالى مَا بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ، وَهُوَ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَ، فَلَمَّا رَأَتْهُ، قَالَتْ: أَيْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، هَلْ رَأَيْتَ نبيَّ اللَّهِ هَذَا الْمُبْتَلَى، وَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أشبه به (منك) (¬13) مذ كان صحيحًا، قال عليه السلام: فَإِنِّي أَنَا هُوَ، وَكَانَ لَهُ أَنْدَرَانِ (¬14)، أَنْدَرُ (¬15) القمح، وأندر (¬16) الشعير فبعث الله تعالى ¬
سَحَابَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أَفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ، وَأَفْرَغَتِ الْأُخْرَى عَلَى أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إلَّا عقيل ولا عنه إلَّا نافع. * صححه ابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ نافع بن (يزيد) (¬17). ¬
3450 - الحكم عليه: إسناد أبي يعلى ضعيف جدًا لضعف حميد، إلَّا أنه توبع عند البزّار بأسانيد صحيحه. قال الهيثمي رحمه الله في المجمع (8/ 211)، ورجال البزّار رجال الصحيح، وقال المصنف في زوائد البزّار (2/ 270): صحيح، وسكت عليه البوصيري كما في الإتحاف (3/ 42 أ)، وقال: رواه أبو يعلى والبزار وابن حبّان في صحيحه والحاكم وصححه.
تخريجه: روى الحديث عن سعيد: 1 - أحمد بن مهران عند الحاكم (2/ 581)، وقال على شرط الشيخين. حدّثنا أبو عبد الله الزاهد، ثنا أحمد بن مهران. 2 - يحيى بن أيوب العلاّف عند أبي نعيم في الحلية (3/ 1374) أخرجه بطريقين عنه كلاهما عن سعيد به. وقال أبو نعيم غريب من حديث الزهري، لم يروه عنه إلَّا عقيل ورواته متفق على عدالتهم، تفرد به نافع. 3 - يزيد بن سنان عند الطحاوي في المشكل (رقم 4594). وتابع سعيد عن نافع بن وهب به. أخرجه ابن جرير في تفسيره (23/ 167). =
= وابن أبي حاتم كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير في التفسير (4/ 39). والطحاوي في المشكل (رقم 4593). وابن حبّان (7/ 157)، كلهم عن ابن وهب، عن نافع به. وتابعهما عن نافع عبد الله بن صالح عند الطحاوي في المشكل (رقم 4595). وعزاه في الكنز (11/ 493)، إلى سمويه والديلمي. قال ابن كثير: وهذا غريب رفعه جدًا، والأشبه أن يكون موقوفًا. اهـ. من التاريح (1/ 223). قلت: رواه يونس بن يزيد عن عقيل، عن الزهري مرسلًا ولم يذكر أنسًا عند ابن المبارك في زوائد نعيم بن حماد على الزهد (رقم 179/ ص 48) بنحوه مطولًا ومن طريقه الطحاوي في المشكل (رقم 4596)، ونافع أثبت من يونس كما يظهر ذلك في ترجمتيهما. والرفع ليس فيه ما يستغرب لا سيما أنه لا يوجد من خالف نافعًا في رفعه، بل ووفق عليه وإن كان مرسلًا، فالحديث صحيح.
6 - باب يعقوب ويوسف عليهما (الصلاة) والسلام
6 - باب يعقوب ويوسف عليهما (الصلاة) (¬1) والسلام 3451 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أُوتِيَ (يُوسُفُ (وَأُمُّهُ) (¬2)) (¬3) ثلث الحسن (¬4). * هذا إسناد صحيح موقوف. ¬
3451 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال البوصيري (3/ 42/ ب): رواته ثقات. وأبو إسحاق وإن كان مدلسًا لا بد من تصريحه بالسماع إلَّا أن رواية شعبة عنه مقبولة مطلقًا لأنه كان يستوقفه عند الأحاديث على السماع كما ذكر الحافظ في النكت (2/ 631). =
= تخريجه: من طريق شعبة أخرجه ابن جرير في تفسيره (12/ 207)، حدّثنا محمد بن المثنى، قال ثنا محمد بن جعفر، قال ثنا شعبة، به. والطبراني في الكبير (9/ 110)، حدّثنا أحمد بن محمد السوطي، ثنا عفان بن مسلم، ثنا شعبة، به إلَّا أنه قال ثلث. وتابع شعبة سيفان الثوري. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: أخرجه في الفضائل، ما ذكر في يوسف عليه السلام (11/ 565)، والطبري في تفسيره في الموضع السابق بطرق ثلاث عن سفيان، والطبراني في الكبير (9/ 110)، كلهم من طريق سفيان عن أبي إسحاق، به. وتابعهم زهير بن معاوية عن أبي إسحاق، به إلَّا أنه فيه ثلثي الحسن. أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 111) حدّثنا محمد بن النضر الأذى ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زهير، به. قلت: رواية زهير عن أبي إسحاق بعد التغير فلا يثبت لفظ ثلثين، به كما في الكواكب النيرات (84). والثابت إن شاء الله ثلث، أما ثلثين فوهم؛ لأن رواية سفيان فيها ثلث ولم تختلف، ورواية شعبة فيها طريقان فيها ثلث، وفي واحد منها محمد بن جعفر غندر وهو من أثبت أصحاب شعبة، كما في شرح العلل (2/ 702). قال الهيثمي في المجمع (8/ 206) والظاهر أنه وهم، والله أعلم. وللحديث شاهد مرسل عَنِ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- (أعطى يوسف وأمه ثلث حسن أهل الدنيا، وأعطى الناس الثلثين، أو قال أعطى يوسف وأمه الثلثين وأعطى الناس الثلث). أخرجه ابن جرير في الموضع السابق عن محمد بن حميد قال ثنا حكام عن أبي معاذ عن يون عن الحسن، به. =
= وهذا على إرساله ضعيف، أبو معاذ هو سليمان بن أرقم وهو ضعيف كما في التقريب 1/ 321. وقد ورد الحديث بلفظ غير هذا مرفوعًا. في حديث الإسراء الطويل عن أنس رضي الله عنه وفيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما صعد إلى السماء الثالثة قال: فإذا أنا بيوسف -صلى الله عليه وسلم-، إذا هو قد أعطي شطر الحسن. أخرجه مسلم في صحيحه في الإيمان باب الإسراء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- (2/ 213 نووي). ومن طريقة البغوي في شرح السنة (13/ 342). وأخرجه أحمد (3/ 148). وابن أبي شيبة في مصنفه في المغازي في حديث المعراج (14/ 402). والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 382). كلهم مِنْ طَرِيقِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه، به مرفوعًا. ومن طريق آخر عنه بذكر هذا الطرف. عن عفان، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه، به مرفوعًا. أخرجه أحمد (3/ 286). وابن أبي شيبة في المصنف في الفضائل ما ذكر في يوسف عليه السلام (11/ 564) وابن جرير في التاريخ (1/ 169). وفي التفسير (12/ 207). وابن عدي في الكامل (5/ 2021) كلهم عن عفان، به والحاكم (2/ 570) من طريق محمد بن غالب بن حرب وإسحاق بن الحسن بن ميمون كلهم عن عفان، به وزادوا (وأمه). وخالف شيبان عفان فوقفه عند أبي يعلى (3/ 360). =
= وهذا لا يضر فأكثر الروايات عن غير عفان بطرق أخرى وقد سبقت في التخريج فيها بهذا اللفظ مرفوعًا. فالحديث صحيح. فائدة: يقدم في المعنى الذي أشار إليه الأثر -مع صحته- المعنى المثبت في حديث أنس رضي الله عنه، فإن الأثر وإن كان له حكم الرفع، إلَّا أن حديث أنس أولى؛ لأنه قد انتهى عن الظن بحكم رفعه، بخلاف أثر ابن مسعود فكل الروايات تقفه. فاعطاءه حكم الرفع أضعف من الأول -أي حديث أنس- لأن الظن يدخل حينئذ. ولو سلم برفعه، فالحكم لحديث أنس رضي الله عنه، لاحتمال أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر أولًا أنه أعطى ثلث الحسن، ثم أخبر أنه أعطى نصف الحسن. ولا يدخل هنا الشك في تقديم رواية أنس؛ لأنه في رواية أثبت أن شطر الحسن ثابت ليوسف عليه السلام، وفي الأخرى أثبتها له ولامه معا. فهذا بعيد لأن حسن يوسف عليه السلام من حسن أمه، وحسن أم يوسف من حسن ابنها عليهما السلام، فلا تعارض حينئذ. قال الحافظ: ابن كثير في التفسير (2/ 477)، نقلًا عن السهيلي، معناه أن يوسف عليه السلام كان على النصف من حسن آدم عليه السلام، فإن الله خلق آدم بيده على أكمل صورة وأحسنها، ولم يكن في ذريته من يوازيه في جماله وكان يوسف عليه السلام، قد أعطي شطر حسنه.
3452 - وقال أبو يعلى (¬1): حدثنا أبو هشام الرفاعي (مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ) (¬2) ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عنه، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْرَابِيٌّ فَأَكْرَمَهُ فَقَالَ (لَهُ) (¬3): ائْتِنَا فَأَتَاهُ، فقالَ: سلْ حاجتَكَ، فقالَ: ناقةٌ يركَبُها، وأعْنُزُ يحلِبُها أَهْلِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إن موسى عليه الصلاة والسلام، لما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلوا الطَّرِيقَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ عُلَمَاؤُهُمْ: إِنَّ يوسف عليه الصلاة والسلام، لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، أَخَذَ عَلَيْنَا مَوْثِقًا مِنَ الله تعالى أن لا نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ، حَتَّى نَنْقُلُ عِظَامَهُ مَعَنَا، قال: فمن يعلم موضع قبره، قال: عَجُوزٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا فَأَتَتْهُ، فَقَالَ: دُلِّينِي عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ، قَالَتْ: حَتَّى تعطيني حكمي، قال: ما حكمك؟ قالت: أَكُونَ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ، فَكَرِهَ أَنْ يُعْطِيَهَا ذلك، فأوحى الله تعالى إِلَيْهِ: أَنْ أَعْطِهَا حُكْمَهَا، فَانْطَلَقَتْ بِهِمْ إِلَى بُحَيْرَةٍ (مَوْضِعِ) (¬4) مُسْتَنْقَعِ مَاءٍ، فَقَالَتْ: أَنْضِبُوا هَذَا الماء، فنضبوه، فقالت: إحتفرو، فحفروا، واستخرجوا عظام يوسف (عليه السلام) (¬5)، فلما أقلوها إلى الأرض، إذا (بطريق) (¬6) مثل النهار. * صحَّحه ابن حبّان. ¬
3452 - الحكم عليه: هذا حديث إسناده ضعيف لضعف الرفاعي، إلَّا أنه قد توبع كما سترى. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/ 335)، غريب جدًا، والأقرب أنه موقوف وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 174) رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: عن أبي يعلى أخرجه ابن حبّان (2/ 55). وتابع الرفاعي: 1 - عبد الله بن عمر مشكدانه عند ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (3/ 335)، في تفسير سورة الشعراء. فقال: حدّثنا علي بن الحسين، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ بن صالح، وهذا إسناد حسن. 2 - عن أحمد بن عمران الأخنسي. أخرجه الحاكم حدّثنا أحمد بن سهل الفقيه، ثنا صالح بن محمد بن حبيب، ثنا أحمد بن عمران الأخنس. أخرجه (2/ 571)، وقال صحيح الإِسناد. وأحمد بن عمران ضعيف جدًا كما في ترجمته (رقم 447). ومن طريق أحمد بن عمران أخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 362). كلاهما عن ابن فضيل، به. وتابع ابن فضيل أبو نعيم عن يون. أخرجه الحاكم (2/ 404) حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبه الشيباني، ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري، ثنا أبو نعيم، ثنا يونس، بنحو حديث ابن فضيل. والزهري هو ابن أبي العنبس ثقه كما في تاريخ بغداد (6/ 25)، والسير (13/ 198). وتلميذه هو المعروف بابن عقبة ثقة كما في تاريخ بغداد (12/ 79 والسير =
= 15/ 443)، قال الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. قلت يونس لم يخرج له البخاري. فهذا إسناد صحيح إلى يونس، وهو مدار الحديث فالحديث بهذه الطرق حسن. وللحديث شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عزاه في الكنز (11/ 516)، إلى البغوي والخرائطي. وعزاه الهيثمي في المجمع (10/ 174)، إلى الطبراني في الأوسط، وقال فيه من لم أعرفهم. ثم وقفت عليه في معجم الطبراني الأوسط (7767). ثنا محمد بن يعقوب، نا يعقوب بن إسحاق، نا الحسن بن عنبسة، ثنا محمد بن كثير الكوفي عن أبي العلاء الخطاف، عن المنهال بن عمرو بن حية العرني، عن علي نحوه. وشيخ الطبراني لم أعرفه. والحسن بن عنبسة ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكره لشيء، ومحمد بن كثير الكوفي ضعيف. ومن حديث الحسين بن علي رضي الله عنه، بنحوه: أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 312). حدّثنا يعقوب بن حميد، ثنا أنس بن عياض، عن كثير بن زيد، عن علي بن حسين، عن أبيه أن أعرابيًا فذكر الحديث. وهذا إسناد لين كثير بن زيد، قال فيه المصنف في التقريب (2/ 131) صدوق يخطئ. إلَّا أنه شاهد جيد للحديث يرقبه إلى درجة الصحيح لغيره.
3453 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ -هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ- ثنا يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه رفعه قال: إن رجلًا قال ليعقوب (عليه السلام) (¬1) مَا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرَكَ، وَحَنَى ظَهْرَكَ؟ قَالَ: أَمَّا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرِي فَالْبُكَاءُ عَلَى يُوسُفَ، وأما الذي (أحنى ظَهْرِي) (¬2)، فَالْحُزْنُ عَلَى أَخِيهِ بِنْيَامِينَ، (قَالَ) (¬3): فَأَتَاهُ جبريل عليه (السلام) (¬4)، فقال: يا يعقوب أتشكو الله تعالى؟ فقال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله، فقال له جبريل (عليه الصلاة والسلام) (¬5): اللَّهُ أَعْلَمُ، بِمَا قُلْتَ مِنْكَ، ثُمَّ انْطَلَقَ جبريل عليه الصلاة والسلام، ودخل يعقوب (إلى) (¬6) بَيْتَهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَذْهَبْتَ بَصَرِي، وَحَنَيْتَ ظهري، فاردد علي ريحانتي، فأشمهما شمة، ثم اصنع بي بعد (ذلك) (¬7) ما شئت، فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فقال: يا يعقوب: إن الله (تبارك وتعالى) (¬8) يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، (وَيَقُولُ) (¬9): أَبْشِرْ، فَإِنَّهُمَا لَوْ كَانَا ميتين (لنشرتهما) (¬10) ¬
لك، ولأقررت بهما عينيك، وَيَقُولُ لَكَ: يَا (يَعْقُوبُ) (¬11)، أَتَدْرِي، لِمَ أَذْهَبْتُ بَصَرَكَ، وَحَنَيْتُ ظَهْرَكَ، وَلِمَ فَعَلَ إِخْوَةُ يُوسُفَ ما فعلوا؟ قَالَ: لِأَنَّهُ أَتَاكَ يَتِيمٌ مِسْكِينٌ وَهُوَ صَائِمٌ جَائِعٌ، وَقَدْ ذَبَحْتَ أَنْتَ وَأَهْلُكَ شَاةً فَأَكَلْتُمُوهَا، وَلَمْ تُطْعِمُوهُ، وَيَقُولُ: إِنِّي لَمْ أُحِبُّ مِنْ خَلْقِي شَيْئًا حُبِّي الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ. قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فكان يعقوب عليه (الصلاة) (¬12) والسلام، كُلَّمَا أَمْسَى نَادَى مُنَادِيهِ، مَنْ كَانَ صَائِمًا فليحضر طعام يعقوب، وإذا أَصْبَحَ نَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَحْضُرْ طعام يعقوب. ¬
3453 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا واه بمره أبان متروك، وفيه يحيى بن حميد لم أعرف من هو. ومروان يدلس تدليس الشيوخ فلعله من ذلك وكان يروى عن المجهولين، وإن كنت أظن أنه يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية فقد روى مثل هذا الحديث واسم جده الأول حميد. وسكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (3/ 42 ب).
تخريجه: لم أجده بهذا الإِسناد. وقد روى بغير هذا الإِسناد بنحو الحديث. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (2/ 488). والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (295). =
= وفي الصغير (الروض الداني 2/ 103). وابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدّة (رقم 47). والحاكم (2/ 348). والبيهقي في شعب الإيمان (3/ 230)، وابن الشجري في أماليه (2/ 183). كلهم بأسانيدهم عن يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، واختلفوا في تسمية شيخه، فعند ابن أبي حاتم وابن الشجري حفص بن عمر بن أبي الزبير عن أنس من طريق الحسن بن عرفه عن يحيى. وعند الطبراني عن حصين بن عمرو الأحمسي، عن أبي الزبير، عن أنس من طريق محمد بن أحمد الباهلي المصري ثنا وهب بن بقية عن يحيى. وعند ابن أبي الدنيا عن يحيى بن عبد الملك عن رجل عن أنس. وعند الحاكم والبيهقي حفص بن عمر بن الزبير عن أنس. من طريق: ابن أبي شيبة عن يحيى. قال الحاكم عقبه: هكذا في سماعي بخط يدي حفص عمر بن الزبير. وأظن الزبير وهما من الراوي، فإنه حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي طلحة الأنصاري، ابن أخي أنس بن مالك، فإن كان كذلك فالحديث صحيح. قلت: لا اعتبار برواية الطبراني لأنها من رواية محمد بن أحمد الباهلي المصري، وهو ضعيف جدًا متهم كما في ترجمته في الميزان (3/ 455). وكذا برواية ابن أبي الدنيا فإنها من رواية الحسين بن عمرو العنقري عن أبيه عن يحيى والحسين ضعيف. والإِعتبار بالروايتين الأخرى فقد اتفق ابن عرفه وابن أبي شيبة على تسمية الراوي. وهو حفص بن عمر بن أبي الزبير ذكره المصنف في اللسان (2/ 400) وهو مجهول. فالحديث ضعيف.
7 - باب أخبار موسى وهارون عليهما (الصلاة) والسلام
7 - باب أخبار موسى وهارون عليهما (الصلاة) (¬1) والسلام 3454 - قال إسحاق: أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود، عن عبد الله رضي الله عنه، قال: لما بعث الله تعالى موسى عليه الصلاة والسلام إِلَى فِرْعَوْنَ، قَالَ: أيُّ شَيْءٍ أَقُولُ؟ قَالَ: قل: أهيا شر أهيا (¬2)، قَالَ الْأَعْمَشُ: (فَفَسَّرُوهُ) (¬3)، الحيُّ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، والحيُّ بعد كل شيء. ¬
3454 - الحكم عليه: رجاله ثقات، إلا أنه منقطع بين أبي عبيدة وأبيه رضي الله عنهما. وقال الحافظ ابن كثير في التفسير (3/ 154)، إسناده جيد، وشيء غريب. =
= وقال البوصيري في الإتحاف (3/ 42 ب مختصر): رواته ثقات.
تخريجه: أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير كما في تفسير ابن كثير (3/ 154). حدّثنا أبي، حدّثنا علي بن محمد الطنافسي، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، بِهِ.
3455 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (رضي الله عنهما) (¬1) عن عليِّ رضي الله (عنه) (¬2) فِي قَوْلِهِ عزَّ وَجَلَّ: {لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ} (¬3). قَالَ: صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ الْجَبَلَ، فَمَاتَ هَارُونُ، فقال بَنُو إِسْرَائِيلَ: (أَنْتَ) (¬4) قَتَلْتَهُ، وَكَانَ أَشَدَّ حُبًّا لَنَا مِنْكَ، وَأَلْيَنَ لَنَا مِنْكَ، فَآذَوْهُ بِذَلِكَ، فأمر الله تعالى الْمَلَائِكَةَ فَحَمَلُوهُ حَتَّى مرَّوا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فتكلَّمت الملائكة (عليهم السلام) (¬5) بِمَوْتِهِ، حَتَّى عَرَفَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَانْطَلَقُوا بِهِ فَدَفَنُوهُ، فَلَمْ يطَّلع عَلَى قبره أحد من خلق الله تعالى إلا الرخم (¬6)، فجعله الله عزَّ وجل (¬7) أصم أبكم. * هذا إسناد صحيح. ¬
3455 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح كما قال المصنف، وقاله الحاكم، ووافقه الذهبي في المستدرك 2/ 579، وقال المصنف في الفتح (8/ 534): إسناده قوي. =
= قال البوصيري في الإتحاف (2/ 178 أ): رواه أحمد بن منيع بسند صحيح.
تخريجه: أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 12)، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير والحاكم، كلهم من طريق سعيد بن سليمان. وابن جرير (22/ 52)، والمحاملي في أماليه (رقم 176)، عن علي بن مسلم، كلاهما عن عبّاد، ولفظ سعيد مختصر. وانظر تاريخ الطبري (1/ 223). وتاريخ ابن كثير (1/ 318). واعلم أنه لا يمنع أن يكون هذا أذى من الإيذاء الذي أوذي به موسى عليه الصلاة والسلام، مع ما أوذي به من محاولة تنقيصه، أو سبه كما في الأحاديث. أشار إلى ذلك ابن جرير في تفسيره، والمصنف في الفتح (8/ 535).
3456 - وَقَالَ عَبْدُ (¬1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: كان من أصحاب موسى عليه (الصلاة) (¬2) والسلام الَّذِينَ جَاوَزُوا الْبَحْرَ اثْنَا عَشَرَ سِبْطًا (¬3)، (فَكَانَ) (¬4) فِي كُلِّ طَرِيقٍ (اثْنَا) (¬5) عَشَرَ أَلْفًا كُلُّهُمْ من ولد يعقوب (عليه الصلاة والسلام) (¬6). (139) وسيأتي إن شاء الله تعالى في تفسير البقرة شيء من هذا (¬7). ¬
3456 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، إبراهيم بن الحكم متروك. وسكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (3/ 42 ب).
تخريجه: لم أقف عليه إلَّا عند عبد بن حميد.
3457 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا سَلَّامٌ، عَنْ زَيْدٍ العمِّي، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فُلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء. ¬
3457 - الحكم عليه: واهٍ بمره سلام، متروك، وشيخه وشيخ شيخه ضعيفان. قال ابن عدي في الكامل في ترجمة زيد: ولعل هذا الحديث البلاء فيه من سلام الطويل أو منهما جميعًا فإنهما ضعيفان. وقال الحافظ ابن كثير في التفسير (1/ 91): ضعيف من هذا الوجه، فإن زيد العمّي فيه ضعف، وشيخه يزيد الرقاشي أضعف منه. وقال الهيثمي في المجمع: وفيه يزيد الرقاشي، وفيه كلام، وقد وثق. وقال الألباني في سلسلته الضعيفة (3/ 690: 1499): موضوع.
تخريجه: عن أبي يعلى أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1056) في ترجمة زيد العمِّي. وتابع أبا يعلى عند ابن عدي (3/ 1148)، أبو حفص عمر بن عبد الرحمن السليمي، ثنا أبو الربيع به، في ترجمة سلام الطويل.
8 - باب ذكر داود عليه (الصلاة والسلام)
8 - باب ذكر داود عليه (الصلاة والسلام) (¬1) 3458 - [1] قال إسحاق: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (كانت) (¬2) للعباس رضي الله عنه، دار قريبة من المسجد، فسأله عمر رضي الله عنه، فقال: أعطنيها، أَوْ بِعْنِيهَا لِأُدْخِلَهَا الْمَسْجِدَ، فَأَبَى، (وَقَالَ) (¬3) عُمَرُ رضي الله عنه: فَاجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ (رَسُولِ اللَّهِ) (¬4) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَ أُبَيَّ بن كعب رضي الله عنه، فقضى على عمر رضي الله عنه، فقال عمر (رضوان الله عليه) (¬5): إنك لمن أَجْرَأِ (أَصْحَابِ (رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-) (¬6) -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: أَوْ مِنْ أَنْصَحِهِمْ لَكَ يَا أَمِيرَ المؤمنين، ثم قال (لو) (¬7) ما علمت أن داود عليه ¬
السلام أَمَرَ بِبِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَدْخَلَ بُيُوتًا بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا، فَلَمَّا بَلَغَ الْبِنَاءُ (حُجَزَ) (¬8) الرِّجَالِ، منع بناءه، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ فَفِي عَقِبِي مِنْ بَعْدِي. ¬
3458 - [1] الحكم عليه: إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
تخريجه: تابع إسحاق عن سليمان بن حرب ابن سعد في الطبقات (4/ 22) أخبرنا سليمان وقرن به عارم بن الفضل. وتابعهما عن حماد. 1 - شيبان عن حماد عند عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة (2/ 939: 1857). 2 - يوسف بن كامل العطار أخرجه يعقوب بن سفيان عنه في المعرفة (1/ 512) ومن طريقه البيهقي في الوقف من سننه، باب اتخاذ المساجد والسقايات وغيرها (6/ 168). واضطرب فيه علي بن زيد. فرواه عن أنس دون ذكر يوسف بن مهران. أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة (2/ 940: 18) عن شيبان به. =
= وروى أسلم مولى عمر القصة لكنه ذكر أن الحكم حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما. أخرجه الحاكم (3/ 331) من طريق عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده. وهذا إسناد ضعيف عبد الرحمن ضعيف كما في التقريب (1/ 480). والصحيح أنه عن أبيه مرسلًا كما سيذكر المصنف.
3458 - [2] أخبرنا (¬1) عبد الرزاق (أنا) (¬2) معمر (أنا) (¬3) زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ نَحْوَهُ، وَقَالَ فيه: فقال أبي كعب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يقول: لما أراد ... الحديث. ¬
3458 - [2] الحكم عليه: هذا مرسل رجاله ثقات.
تخريجه: لم أقف عليه فيما بين يدي من مصادر وقد ورد الحديث عن أبي رضي الله عنه بطرق. الطريق الأول: أخرجه ابن سعد (4/ 21)، قال أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبو أمية بن يعلى عن سالم بن أبي النضر بنحو الحديث الأول وفيه أن أبيا رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أوحى إلى داود أن ابن لي بيتًا أذكر فيه، فخطَّ له هذه الخطَّة، خطة بيت المقدس، فإذا تربيعتها بيت رجل من بني إسرائيل، فسأله داود أن يبيعه إياه فأبى، فحدث داود نفسه أن يأخذ منه، فأوحى الله إليه: أن يا داود أمرتك أن تبني لي بيتًا أذكر فيه، فأردت أن تدخل في بيتي الغصب، وليس من شأني الغضب وإن عقوبتك أن لا تبنيه، قال: يا رب فمن ولدي؟ قال: من ولدك ... الحديث وهذا الحديث على إرساله ضعيف أبو أمية هو إسماعيل ضعيف كما في اللسان (7/ 14). الطريق الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما أراد عمر بن الخطاب فذكر مخاصمته العباس لعمر رضي الله عنهما وتحكيمهما لأبي رضي الله عنه، ثم ذكر =
= أبي قصة تختلف عن حديث الباب. أخرجه البيهقي في الموضع السابق. أخبرنا أبو الحسين بن الفضل بن القطان، ثنا محمد عن الحسين المقري، ثنا محمد بن الحسين بن قتيبة، ثنا محمد بن عمرو بن الجراح الغزّي، ثنا الوليد بن مسلم، عن شعيب بن زريق، وغيره عن عطاء الخراساني، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، به. وهذا إسناد ضعيف فيه علل: 1 - الوليد بن مسلم يدلس وقد عنعن كما في ترجمته (رقم 145). 2 - شعيب بن زريق قال المصنف فيه في (التقريب 1/ 352) صدوق يخطئ. 3 - وعطاء قال المصنف فيه في (التقريب 2/ 23) صدوق يهم كثيرًا. قلت: وكان الصحيح في هذا الحديث -أي حديث أبي هريرة رضي الله عنه- عن سعيد بن المسيب مرسلًا. أخرجه عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (2/ 916: 1753)، حدثني ابن عيينة، عن بشر بن عاصم، عن سعيد بن المسيب، قال: أراد عمر توسيع المسجد، فكان للعباس دار، فقال: لا أعطيكها ليس لك ذاك، قال: اجعل بيني وبينك أبي بن كعب حكما، فقضى عليه، فقال العباس: هي على المسلمين صدقة. وهذا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الإِسناد، وَهُوَ شَاهِدٌ جَيِّدٌ لِحَدِيثِ الباب. فالأثر حسن في قصة التحاكم، وحديث علي بن زيد حسن بشاهده من حديث زيد بن أسلم في ذكر داود عليه السلام.
3459 - وقال مسدّد: حدّثنا خالد، حدثني الجريري، عن أبي عطَّاف قال: كان داود عليه (الصلاة و) (¬1) السَّلَامُ، إِذَا قَرَّبَ الإِناء مِنْ فِيهِ، لِيَشْرَبَ، (فَذَكَرَ) (¬2) خَطِيئَتَهُ، بَكَى حَتَّى يَفِيضَ الْأَنَاءُ مِنْ دموعه. ¬
3459 - الحكم عليه: أثر مقطوع ضعيف الإِسناد لجهالة قائله.
تخريجه: أخرجه عنه ابن أبي الدنيا في الرقة والبكاء (رقم 362) عن خلف بن هشام عن خالد وله أصل مرفوع من حديث أنس رضي الله عنه. قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن داود النبي -صلى الله عليه وسلم-، حين نظر إلى امرأة فاهم بها، قطع على بني إسرائيل بعثًا، فأوصى صاحب البعث فقال: إذا حضر العدو فقرّب فلانًا بين يدي التابوت، وكان التابوت في ذلك الزمان يستنصر به من قدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يقتل أو ينهزم عنه الجيش، فقتل زوج المرأة، ونزل الملكان على داود يقصان عليه قصته، ففطن داود فسجد، فمكث أربعين ليلة ساجدًا، حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه، وأكلت الأرض جنبه، وهو يقول في سجوده ... أخرجه ابن جرير في التفسير (23/ 150). وفي التاريخ (1/ 251) حدثني يونس عن عبد الأعلى، قال أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني ابن لهيعة، عن أبي صخر، عن يزيد الرقاشي، عن أنس به. وهذا إسناد ضعيف يزيد ضعيف وتقدم ذلك في ترجمته (رقم 107). =
= وروى نحو حديث الباب مقطوعًا. أخرجه أحمد في الزهد (/90)، حدّثنا إبراهيم بن خالد، أخبرني عمر بن عبد الرحمن، قال سمعت وهب بن منبه: يقول أن داود -صلى الله عليه وسلم- لما أصاب الذنب لم يطعم طعامًا قط، إلَّا ممن وجد بدموع عينيه، ولم يشرب شرابًا إلَّا ممزوجًا بدموع عينيه. وعن مجاهد قال: لما أصاب داود الخطيئة خرّ لله ساجدًا أربعين عامًا، حتى نبت من دموع عينيه من البقل ما غطَّى رأسه، ثم نادى: قرح الجبين، وجمدت العين، وداود لم يرجع إليه في خطيئته شيء، فنودي: أجائع فتطعم أم مريض فتسقى، أم مظلوم فينتصر له؟ قال: فنحب نحبة هاج كل شيء كان نبت، فعند ذلك غفر له، وكانت خطيئته، مكتوبة بكفه يقرؤها، وكان يومئ بالإناء ليشرب، فلا يشرب إلَّا ثلاثة أو نصفه، وكان يذكر خطيئته فينحب النحبة تكاد مفاصله تزول بعضها من بعض، ثم ما يتم شرابه حتى يملأه من دموعه ... أخرجه الطبري في تفسيره (23/ 150) .. وفي التاريخ (1/ 251)، حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا ابن إدريس قال سمعت ليثًا يذكر عن مجاهد به. وهذا إسناد ضعيف ليث ضعيف كما في ترجمته (رقم 162). قلت: حديث الباب وحديث مجاهد ووهب إن صحت عنهم، فأخلق بها أن تكون من الأخبار المتلقاة عن أهل الكتاب، أما حديث أنس فضعيف كما رأيت وكما رأيت في ترجمة يزيد أنه لم يكن يضبط السماع فيجعل ما سمعه عن الحسن عن أنس والعكس، إضافة إلى ضعفه. فهو حريّ أن يكون مثل أحاديث مجاهد وحديث الباب وحديث وهب فإن الإنسان لو بكى يومه لم يملأ قعر إناء فكيف ينبت البقل وكيف يمتلئ الإناء إلَّا لو غطى ذاك الإناء إلى اليوم التالي، وهذه سخافة لا يمكن أن يرضى بأن تلصق برجل صالح فضلًا عن نبي كريم مرسل. =
= والأنبياء عليهم السلام بشر لا يفترقون عن غيرهم إلَّا باختصاصهم بالنبوة ويجري عليهم ما يجري على البشر. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله (2/ 13) من البداية وقد ذكر كثير من المفسرين من السلف والخلف ها هنا قصصًا وأخبارًا أكثرها اسرئيليات، ومنها ما هو مكذوب لا محالة تركنا إيرادها قصدًا اكتفاء، واقتصارًا على مجرد تلاوة القصة من القرآن الكريم.
9 - باب عزير
9 - باب عزير 3460 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: لا أدري عزير كان نبيًا أم لا.
3460 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن كريب.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد وقد توبع عبد الرحيم. أخرجه الإِسماعيلي في المعجم (رقم 62) والحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في البداية والنهاية (2/ 43) من طريق داود بن عمرو، عن حبّان بن علي، عن محمد بن كريب به. وحبان بن علي العنزي: ضعيف على علمه وفقهه كما في (التقريب 1/ 147) وله شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أخرجه ابن عساكر كما قال ابن كثير من حديث مؤمّل بن الحسن، عن محمد بن إسحاق السجزي، عن معمر، عن ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا نحوه. ومحمد بن إسحاق ضعيف كما في الكامل (6/ 2283)، (واللسان 5/ 77). فالحديث يبقى على ضعفه. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (2/ 46). =
= المشهور أن عزيرًا نبي من أنبياء بني إسرائيل، وأنه كان فيما بين داود وسليمان وبين زكريا ويحيى. وقال: فأما ما روى ابن عساكر وغيره عن ابن عباس ونوف البكالي وسفيان الثوري من أنه سأل عن القدر، فمحى اسمه من ذكر الأنبياء فهو منكر وفي صحته نظر، وكأنه مأخوذ من الإِسرائيليات.
10 - باب ذكر عيسى
10 - باب ذكر عيسى (¬1) 3461 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سلمة، أنا عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لِفَاطِمَةَ إِنَّهُ لَمْ يُعَمَّرْ نَبِيٌّ قَطُّ، إلَّا عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بَعْدَهُ نِصْفَ عُمْرِ صَاحِبِهِ، وَعُمْرُ عِيسَى أَرْبَعِينَ وَأَنَا عِشْرِينَ. قُلْتُ: مَعْنَاهُ عَمَّرَ فِي النُّبُوَّةِ. ¬
3461 - الحكم عليه: رجاله ثقات إلَّا أنه مرسل، يحيى لم يدرك العهد النبوي.
تخريجه: الحديث أخرجه إسحاق (5/ 9) (2105) بهذا الإِسناد والمتن. وتابع النضر بن شميل الأسود بن عامر أخرجه عنه ابن سعد 1/ 308، وذكر المناوي في فيض القدير 5/ 432 أنَّ هكذا رواه سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. وخالف هؤلاء عبيد بن إسحاق عند البخاري في التاريخ 7/ 244. والنضر بن سلمة عند الدولابي في الذرية الطاهرة رقم 187 عن النضر بن سلمة، فروياه عن كامل أبي العلاء عن حبيب ابن أَبِي ثَابِتٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ عَنْ زيد بن أرقم به، وهذه المخالفة ليست بشيء فعبيد بن إسحاق، قال ابن الجارود كما في اللسان 4/ 136: لأحاديث التي يحدِّث بها باطلة، والنضر بن سلمة كان يفتعل الأحاديث ويسرقها كما في ترجمته في اللسان 6/ 192. وله شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها في قصة دخول فاطمة على أبيها سلام الله عليها في مرضه الأخير، وفيه أنها قالت لعائشة: وأخبرني أنه لم يكن نبي كان بعده إلَّا =
= عاش نصف عمر الذي قبله، وأخبرني أنَّ عيسى عاش عشرين ومائة سنة، ولا أراني ذاهب على ستين. أخرجه يعقوب بن سفيان كما في البداية والنهاية 2/ 95، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 5/ (2970) عن عمر بن الخطاب السجستاني، والطحاوي في شرح المشكل 1/ (146)، 5/ (1937) عن يوسف بن يزيد، والطبرانى في الكبير 22/ 416 عن يحيى بن أيوب العلاف. أربعتهم عن سعيد ابن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، حدَّثني عمارة بن غزية عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أمّه فاطمة بنت الحسن حدَّثته عن عائشة. وهذا إسناد لين محمد بن عبد الله بن عمرو، وهو الديباج لين الحديث كما في ترجمته في تهذيب الكمال 25/ 516. وأخرجه البزّار كما في الكشف 2/ 846 عن سعيد ابن أبي مريم، والدولابي في الذرية الظاهرة رقم 186 عن عثمان بن سعيد. كلاهما عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها. وعبد الله هذا لم أعرفه وعند الدولابي عبد الملك وعبد الله بن لهيعة ضعيف. ثانيًا عن يزيد بن زياد، ولفظه: لم يكن نبي إلَّا عاش نصف عمر أخيه الذي قبله، عاش عيسى ابن مريم مائة وخمسة وعشرين سنة، وهذه اثنتان وستون سنة. أخرجه ابن سعد 2/ 194، أخبرنا هاشم بن القاسم، أخبرنا أبو معشر عن يزيد بن زياد به، وهذا على إرساله ضعيف الإِسناد. نجيح السعدي أبو معشر ضعيف واختلط. ثالثًا: عن إبراهيم النخعي، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يعيش كل نبي نصف عمر الذي قبله، أخرجه ابن سعد 2/ 318. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي، أخبرنا الثوري عن الأعمش، عن النخعي به. وهذا منقطع، إبراهيم لم يسمع من أحد من الصحابة. وإسناده ضعيف لعنعنة الأعمش، وهو مدلس.
11 - باب قصة كرسف
11 - باب قصة كرسف 3462 - قال أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا بَقِيَّةُ (¬2) بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ (¬3) بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ: جَاءَ (عَكَّافُ) (¬4) بْنُ وَدَاعَةَ الْهِلَالِيُّ (¬5) إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فقال له الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَا عَكَّافُ) (¬6) أَلَكَ زوجة؟ قال لا ... الحديث، ¬
وفيه: إنهن صواحب يوسف، وداوود وكرسف، فَقَالَ: وَمَا (كُرْسُفُ) (¬7) يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم- (¬8): رَجُلٌ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، عَلَى سَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ، يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ، لا يفتر من صلاة وصيام، ثُمَّ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ فِي سَبَبِ امْرَأَةٍ عَشِقَهَا، فَتَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ من عبادة ربه، فتداركه الله (تعالى) (¬9) مما سلف من فتاب عليه. ¬
3462 - الحكم عليه: هذا إسناد واه بمرة فيه علل: 1 - بقية بن الوليد مدلس تدليس التسوية، وهو وإن صرح بالسماع إلَّا أنه سوى كما ستراه في التخريج. 2 - معاوية بن يحيى ضعيف جدًا. 3 - مكحول مدلس وقد عنعن. قال البخاري كما في الضعفاء للعقيلي (3/ 356)، عطية بن بسر عن عكاف بن وداعة: لم يقم حديثه. وقال: العقيلي لا يتابع عليه. وقال ابن حبّان في الثقات (5/ 261)، متن منكر، وإسناده مقلوب. وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 610): وقد رواه مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، قال يحيى بن معين ليس بشيء، وقال الهيثمي في المجمع (4/ 254)، وفيه معاوية بن يحيى الصدقي ضعيف.
تخريجه: عن أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 3). =
= وتابع أبا يعلى عن أبي طالب جماعة: 1 - ابن أبي عاصم، في الآحاد والمثاني (3/ 91). 2 - محمد بن أحمد الخزاعي القاضي. أخرجه عنه الطبراني في الكبير (18/ 85). 3 - محمد بن إسحاق الصاغاني. 4 - محمد بن الفضل السقطي. أخرجه بإسناديه عنهما البيهقي في الشعب (4/ 381). كلهم عن أبي طالب، به. وعزاه المصنف في الإصابة (2/ 496)، لابن مندة. وتابع أبا طالب أبو العباس أحمد بن سعيد بن يعقوب الحمصي، وهو صدوق كما في التقريب (1/ 15)، وعبد الجبار بن عاصم عند الطبراني في الشاميين (3567). أخرجه عنه ابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب (2/ 994). قال خبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو سعيد بن حسنويه، حدّثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا عمر بن أحمد بن السني، حدّثنا أحمد بن سعيد بن يعقوب أبو العباس، ثنا بقية، ثنا معاوية عن سليمان بطرفه الأول. ولم أجد ترجمة لعمر بن أحمد بن السني. ورواه الوليد بن مسلم عن معاوية ولم يذكر غضيفًا. أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 356)، حدّثنا إبراهيم بن يوسف قال: حدّثنا داوود بن رشيد قال: حدّثنا الوليد بن مسلم ولم يذكر غضيفًا. ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 609). وقد دلس الوليد وبقية في الحديث، يدل عليه ما ذكره المصنف في الإصابة (2/ 496)، قال ابن مندة: رواه أشعث بن شعبة عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ رَجُلٍ مِنْ: بجيلة عن سليمان بن موسى. =
= وتابع سليمان بن موسى عن مكحول: برد بن سنان. أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 356). حدّثنا محمد بن خزيمة قال: حدّثنا محمد بن عمر الرومي، قال: حدّثنا أبو صالح العمى، والعباس بن الفضل الأنصاري، ومسكين أبو فاطمة الطائي، كلهم عن برد بن سنان، عن مكحول، عن عطية بن بشر الهلالي، عن عكاف بن وداعة نحوه. ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 609) وعزاه المصنف في تعجيل المنفعة (/ 289)، إلى ابن السكن. وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عمر لين، وتقدمت الإشارة إلى ذلك، ومكحول مدلس وقد عنعن. وأخرجه الطبراني في الشافعي (رقم 381)، ثنا عبدان، ثنا رجاء بن وهبة الحناني، ثنا محمد بن عمر الرومي، ثنا ابن عيينة عن برد بن سنان، عن مكحول، عن عطية بن قيس، عن عكاف، به. وللحديث شواهد من حديث أبي ذر وابن عباس وابن عمر رضي الله عنه: أولًا: عن أبي ذر قال دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل يقال له عكاف بن بشر التميمي فذكر نحو الحديث. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 171)، حدّثنا محمد بن راشد، قال: سمعت مكحولًا يحدث عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه ومن طريقه أحمد في المسند (5/ 163). ومن طريق أحمد ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 658)، وفي تلبيس إبليس (/293). وهذا إسناد ظاهر الضعف، فيه مبهم كما ترى. قال المصنف في الإصابة (2/ 496)، فاتفقت الطرق الأولى على أنه عكاف بن =
= وداعة الهلالي، وشذ محمد بن راشد، فقال: عكاف ابن بشر التميمي، وخالف في الإِسناد أيضًا. ثانيًا: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ السيوطي: بمثل حديث أبي ذر رضي الله عنه. أخرجه الديلمي كما في اللالىء المصنوعة (2/ 161)، قال أنبأنا جمد بن نصر، أنبأنا عبد الرحمن بن عمرو، حدّثنا إسماعيل بن الحسين بن عبد الله الصرصري، حدّثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن أحمد بن هارون، العطار، حدّثنا علي بن داوود القنطري، حدّثنا سعيد بن سليمان الزبيدي، حدثني محمد بن الحسن الكلاعي، حدثني عمر بن صبيح الناجي، عن بشر بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. ولم أجد ترجمة للكلاعي ولا شيخه ولا شيخ شيخه. ثالثًا: عن ابن عمر رضي الله عنهما: أخرجه ابن شاهين كما في الإِصابة (2/ 495)، من طريق محمد بن عبد الرحمن السلماني عن أبيه، عن ابن عمر، به. ولم أجد ترجمة لمحمد وأبيه. قال المصنف في الإِصابة (2/ 496): والطرق المذكورة لا تخلو من ضعف واضطراب.
12 - باب الخضر واليسع عليهما السلام
12 - باب الخضر واليسع عليهما السلام 3463 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ بَهْرَامَ (¬1)، ثنا أَبَانُ، عَنْ أَنَسِ (بن مالك) (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إن الخضر (عليه السلام) في البحر، واليسع (عليه السلام) (¬3) فِي الْبَرِّ، يَجْتَمِعَانِ كُلَّ لَيْلَةٍ عِنْدَ الرَّدْمِ الذي بناه ذو القرنين، بين الناس و (بين) (¬4) يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَيَحُجَّانِ وَيَعْتَمِرَانِ كُلَّ عَامٍ، فَيَشْرَبَانِ مِنْ زَمْزَمَ شَرْبَةً تَكْفِيهِمَا إِلَى قَابِلَ (¬5) (¬6). * ضَعِيفٌ (جدًا) (¬7). ¬
3463 - الحكم عليه: إسناد موضوع ابن بهرام كذاب وشيخه متروك. قال المصنف في الإصابة (2/ 432): وعبد الرحيم وأبان متروكان. وظني والله أعلم أن هذا سبق بصر وقلم من المصنف، فإن عبد الرحيم برىء من عهدته والله أعلم. وقال البوصيري كما في الإِتحاف (مختصر 3/ 42/ ب): رواه الحارث عن عبد الرحيم ابن واقد وهو ضعيف.
تخريجه: عزاه المصنف في الإِصابة وهنا للحارث ابن أبي أسامة، كذا في كنز العمال (12/ 72). وله شاهد من حديث ابن عباس: أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 224)، ومن طريقه ابن الجوزى في =
= الموضوعات (1/ 195)، وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 740). كلاهما من طريق محمد بن أحمد بن زيد المزاري: قال حدّثنا عمرو بن عاصم، قال: حدّثنا الحسن بن رزين قال: حدّثنا ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يلتقي الخضر والياس في كل موسم، فإذا أرادا أن يتفرقا، تفرقا على هذه الكلمات: بسم الله ... الحديث. وأخرجه إبراهيم المزكي في فوائده كما في اللآلىء (1/ 166). وابن عساكر كما في البداية والنهاية (1/ 33). وله طريق آخر عن الحسن بن رزين أخرجه العقيلي (1/ 225). حدّثنا محمد بن خزيمة بن راشد قال: حدّثنا محمد بن كثير العبدي، حدّثنا الحسن بن رزين موقوفًا. ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 195). قال ابن الجوزي (1/ 197): في حديثه الحسن بن رزين، قال الدارقطني: ولم يحدث به عن ابن جريج غيره، قال العقيلي: ولم يتابع عليه مسندًا ولا موقوفًا وهو مجهول النقل، وحديثه غير محفوظ وقال ابن المنادى: هذا حديث واه بالحسن بن رزين والخضر والياس مضيًا لسبيلهما. قال ابن عدي (2/ 740): هذا الحديث بهذا الإِسناد منكر.
13 - باب ما كان في بني إسرائيل
13 - بَابُ مَا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ (¬1) 3464 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَوْ فِي بَعْضِ الْمُلُوكِ رَجُلٌ، فَقَالَ: لَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ أَحَدًا أعزّ مني، قال: فبعث الله تعالى إِلَيْهِ أَضْعَفَ خَلْقِهِ، فَدَخَلَتْ فِي مَنْخَرِهِ، فَجَعَلَ يقول: إضربوا، إضربوا، فضربوا رأسه، (بالفؤوس) (¬2)، حتى هشَّموا رأسه. ¬
3464 - الحكم عليه: رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع بين أبي عبيدة وأبيه.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد.
3465 - أخبرنا (¬1) النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حمَّاد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ (أَبِي) (¬2) (وَائِلٍ شَقِيقِ) بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، ثُمَّ أَرَادَ التَّوْبَةَ، فَأَتَى رَاهِبًا بِأَرْضٍ (عَرِيَّةٍ) (¬3) (¬4)، فَقَالَ: يَا رَاهِبُ، قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لي من توبة؟ قال: لا، قال: لا، جرم وَاللَّهِ لأكمِّلنَّهم بِكَ مِائَةً، ثُمَّ أَتَى رَاهِبًا آخَرَ، قَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، وَكَمَّلْتُهُمْ مِائَةً براهبٍ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَقَدْ أَسْرَفْتَ عَلَى نَفْسِكَ، وَرَكِبْتَ عَظِيمًا، وَمَنْ تَابَ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَبَذَ (¬5) السَّيْفَ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لأخدمنَّك حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَنَا الموت، قال: عاهده أن لا يعصيه، قال: فجاء قوم سفرًا أو مسنتون (¬6)، وكان (يتطبّب) (¬7)، فقال الرجل: تَأْمُرْنِي بشيءٍ؟ قَالَ: اذْهَبْ فَاسْجُرِ (¬8) التَّنُّورَ (¬9)، قَالَ: فذهب فسجره حَتَّى حَمِيَ، فَقَالَ: قَدْ حَمِيَ، فَمَا تَأْمُرُنِي قَالَ: اذْهَبْ فَقَعْ فِيهِ، قَالَ: فَذَهَبَ، فَوَقَعَ ¬
فيه، ثم أدّكر الرَّاهِبُ، فَقَامَ وَقَامَ مَنْ مَعَهُ، فَإِذَا هُوَ فِي التَّنُّورِ، يَرْشَحُ عَرَقًا، لَمْ تَضُرَّهُ النَّارُ، فَقَالَ الرَّاهِبُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ تَوْبَتَكَ قَدْ قُبِلَتْ فَلَأَخْدُمَنَّكَ أَبَدًا حَتَّى تُفَارِقَنِي. قَالَ ابْنُ مسعود رضي الله عنه: وكان بنوإسر ائيل إِذَا أَذْنَبَ (أَحَدُهُمْ) (¬10)، أَصْبَحَ وَقَدْ كَتَبَ كَفَّارَةَ ذنبه على أسكفَّة (¬11) بابه، ففضلكم الله (تعالى) (¬12) عليهم، فأمرتم بالاستغفار فتستغفرون الله (تعالى) (¬13) قَالَ: وَلَقَدْ أَعْطَى هَذِهِ الْأُمَّةَ آيَةً مَا أُحِبُّ أَنَّ لَهُمْ بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ...} الْآيَةَ (¬14). * إِسْنَادُهُ (صَحِيحٌ) (¬15). وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هريرة رضي الله عنه (¬16). ¬
3465 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن: عاصم صدوق.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد. =
= وقد توبع وهب عن شعبة بذكر طرفه الأخير بنحوه تابعه ابن أبي عدي عند الطبري في التفسير (5/ 273)، قال: حدثني محمد بن المثنى قال: ثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عبد الله: كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم ذنبًا أصبح قد كتب كفارة ذلك الذنب على بابه، وإذا أصاب البول شيئًا منه قرضه بالمقرض فقال رجل: لقد أتى الله بني إسرائيل خيرًا، فقال عبد الله: ما آتاكم الله خيرًا مما آتاهم، جعل الله الماء لكم طهورًا، وذكر الآية وقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)}. وهذه متابعة صحيحة عن شعبة. وتابع أبا وائل بذكر الطرف الأخير علي بن زيد، عن ابن مسعود رضي الله عنه، ولفظه: كانت بنو إسرائيل إذا أذنبوا أصبح مكتوبًا على بابه الذنب وكفارته، فأعطينا خيرًا من ذلك هذه الآية. أخرجه ابن جرير عن القاسم، ثنا الحسين، قال ثني عمر بن خليفة العبدي، قال ثنا علي بن زيد به (4/ 96). وعلى ضعف علي بن زيد، كما في ترجمته (رقم 284) فإنه منقطع بينه وبين عبد الله، فإنه لم يرو إلَّا عن أنس كما في التهذيب. انظره في مصادر ترجمته هناك. 2 - محمد بن سيرين عن ابن مسعود بنحو حديث علي إلَّا أنه ذكر آية النساء فقط. أخرجه عبد الرزاق في جامع معمر (11/ 182)، أخبرنا معمر عن أيوب، عن ابن سيرين، عن ابن مسعود. ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 174)، ومن طريقه ابن الشجري في أماليه (1/ 200) ومن طريق عبد الرزاق البيهقي في الشعب (2/ 145) (ع) و (5/ 426). قال الهيثمي في المجمع: ورجاله رجال الصحيح، إلَّا أن ابن سيرين ما اظنه سمع من ابن مسعود. =
= وورد مرفوعًا: عن عطاء بن أبي رباح أنهم قالوا: يا نبي الله بنو إسرائيل أكرم على الله منا كانوا إذا أذنب أحدهم أصبحت كفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه، إجدع إذنك، إجدع أنفك، إفعل فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فنزلت -الآيات في سورة آل عمران- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ألا أخبركم بخير من ذلك؟ " فقرأ هؤلاء الآيات. أخرجه الطبري في التفسير (4/ 95). والواحدي في أسباب النزول (/ 105)، وهذا مرسل. والحديث بكامله إلَّا قول ابن مسعود الأخير له شاهد مرفوع من حديث أبي زمعة البلوى رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: قتل رجل من بني إسرائيل سبعة وتسعين نفسًا، فذهب إلى راهب فقال: إني قتلت سبعة وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قال: لا فقتل الراهب ثم ذهب إلى راهب آخر، فقال: إني قَتَلْتُ ثَمَانِيَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي من توبة؟ قال: لا، فقتله، ثم ذهب إلى الثالث، فقال: إني قتلت تسعة وتسعين نفسًا منهم راهبان فهل تجد لي من توبة؟ فقال: لقد عملت شرًا، ولئن قلت: إن الله ليس بغفور رحيم، لقد كذبت فتب إلى الله، قال: أما أنا فلا أفارقك بعد قولك هذا، فلزمه على أن لا يعصيه، فكان يخدمه في ذلك، وهلك يومًا رجل، والثناء عليه قبيح، فلما دفن قعد على قبره فبكى بكاء شديدًا، ثم توفي آخر، والثناء عليه حسن، فلما دفن، قعد على قبره، فضحك ضحكًا شديدًا، فأنكر أصحابه ذلك، فاجتمعوا إلى رأسهم، فقالوا: كيف تأوى إليك هذا قاتل النفوس وقد صنع ما رأيت، فوقع في نفسه وأنفسهم، فأتى إلى صاحبهم مرة من ذلك، ومعه صاحب له، فكلمه، فقال له: اذهب فألق نفسك فيها، فلهى عنه الراهب، وذهب الآخر فألقى نفسه في التنور، فاستفاق الراهب، فقال: إني لأظن الرجل قد ألقى نفسه في التنور بقولي له، فذهب فوجده حيًا في التنور يعرق فأخذه بيده فأخرجه من التنور، فقال: ما ينبغي أن تخدمني، ولكن أنا أخدمك. أخبرني عن =
= بكائك على المتوفّي الأول وعن ضحكك على الآخر، قال: أما الأول فإنه لما دفن رأيت ما يلقى من الشر فذكرت ذنوبي فبكيت، وأما الآخر فإني رأيت ما يلقى به من الخير فضحكت، وكان بعد ذلك من عظماء بني إسرائيل. أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 76). وعزاه المصنف في الإصابة (4/ 76)، إلى البغوي وابن السكن وغيرهما. وقال: أخرجوه من طريق ابن لهيعة حدثني عبد الله بن المغيرة عن أبي قيس مولى بني جمح قال: سمعت أبا زمعة فذكره. قال الهيثمي في المجمع (1/ 215): وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. وهذا شاهد حسن للحديث. فالأثر صحيح بذكر طرفه الأخير. حسن بطرقه الأول.
3466 - أخبرنا (¬1) جَرِيرٌ عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فِي قوم كفار، وَفِيمَا بَيْنَهُمْ قَوْمٌ صَالِحُونَ، فَقَالَ (الرَّجُلُ) (¬2): طَالَمَا كنت في كفرى، فلآتين هذه القرية الصالح فَأَكُونَ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَخَرَجَ فَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ فِي الطريق، فاختصم الْمَلَكُ وَالشَّيْطَانُ فَقَالَ هَذَا: أَنَا أَحَقُّ، وَقَالَ هذا: أنا أحق، فقيّض الله (تبارك وتعالى) (¬3) لَهُمَا بَعْضَ جُنُودِهِ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ القريتين (فإلى) (¬4) أيتهما كَانَ أَقْرَبَ هُوَ مِنْهَا، فَقَاسُوا بَيْنَهُمَا، فَوَجَدُوهُ إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ (أَقْرَبَ) (¬5) فَكَانَ مِنْهُمْ. * هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ (¬6). ¬
3466 - الحكم عليه: إسناده صحيح. كما قال المصنف.
تخريجه: تابع المعتمر بن سليمان جرير بن حازم عند المروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك (/ 372)، أخرجه عنه به.
3467 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: (حَدَّثَنَا) (¬1) مَرْوَانُ بْنُ معاوية، عن (الربيع) (¬2) بْنِ حَسَّانَ الْجُعْفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، فَإِنَّهُ كَانَ فِيهِمُ الأعاجيب". * هذا مرسل. ¬
3467 - الحكم عليه: رجاله ثقات إلَّا أنه مرسل.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد عن ابن سابط. وقد وصل الحديث ربيع بن سعد الجعفي، عن ابن سابط، عن جابر رضي الله عنه. عند وكيع في الزهد (1/ 280)، ومن طريقه. أحمد في الزهد (/22). وابن أبي شيبة في المصنف في الأدب في الرخصة في حديث بني إسرائيل (9/ 62). وعبد بن حميد (3/ 81)، في المنتخب. وأبو خيثمة عن وكيع عند أبي يعلى كما في البداية والنهاية (2/ 133). ولم أجده في مسنده المطبوع ولعله في الكبير. وتابع وكيعًا بن نمير عن الربيع أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 108). بإسناد وكيع صحيح، ربيع بن سعد الجعفي: ثقة وثقه ابن معين في السؤالات لابن الجنيد (س/ 875)، تاريخ ابن معين (2/ 161)، وأبو حاتم في الجرح والتعديل (3/ 462)، وابن شاهين. في تاريخ أسماء الثقات (/126)، ونقله عن ابن معين وابن عمار. خلافًا للذهبي الذي قال في الميزان (28/ 40) لا يكاد يعرف، وتبعه =
المصنف في اللسان (2/ 551). وقد أنكر ابن معين سماع ابن سابط من جابر، لكن صحح البخاري وأبو حاتم سماعه منه، والثاني هو الصواب ففي المطالب هذا الحديث بعينه (26/ أ/ مح) فيه: وَحَدَّثَنَا جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي ذَلِكَ المجلس. فمن هنا علم أن ابن سابط كان يرسله تارة ويصله تارة أخرى وهو صحيح. فزيادة الوصل صحيحة والحديث صحيح. وفي الباب أحاديث في جواز التحديث عن بني إسرائيل: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَنْ أَبِي سعيد وأبي هريرة. أولًا: حديث ابن عَمْرٍو: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: بلّغوا عني ولو آية، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ. أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (6/ 496) والترمذي في العلم، باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل (4/ 147)، وقال: حسن صحيح. وأحمد (2/ 159، 202، 214). وعبد الرزاق (6/ 109)، وابن أبي شيبة في الموضع السابق مختصرًا، بذكر الأذن بالتحديث. ويعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 522). والدارمي في المقدمة (1/ 136)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 40). والطبراني في الشاميين وابن حبّان (14/ 149)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 78)، والشهاب (1/ 387). والبغوي في شرح السنة (2/ 124). والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 157)، وفي شرف أصحاب الحديث (/14). =
= كلهم بأسانيدهم عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، عن ابن عمرو رضي الله عنهما. 2 - من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ. أخرجه مسلم كما في التحفة (3/ 408)، ولفظه في شرح النووي المطبوع بأعلاه (... فليمحه وحدثوا عني ولا حرج) ولم يذكرا التحديث عن بني إسرائيل. والنسائي في الكبرى في العلم كما في التحفة (3/ 408). وأحمد (3/ 56، 46). وابن أبي شيبة في الموضع السابق. وأبو يعلى (2/ 71). ومن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: حدثوا عني بني إسرائيل ولا حرج. أخرجه أبو داود في العلم، باب الحديث عن بني إسرائيل (1/ 322 رقم 3662)، وأحمد (2/ 474، 502). وابن أبي شيبة في الموضع السابق. والشافعي في مسنده (ترتيب 1/ 17). والحميدي (2/ 491)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 41). وابن حبّان (8/ 148). والخطيب في شرف أصحاب الحديث (/ 15 رقم 19). بأسانيدهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا إسناد حسن، للكلام المعروف في محمد وبهذا نعرف أن الحديث صحيح عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- مشهور.
3468 - وقال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ (¬1) عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي (الزعراء) (¬2)، عن عبد الله رضي الله عنه، قال عبد الله: تعالى رَاهِبٌ فِي صَوْمَعَتِهِ (¬3) سِتِّينَ سَنَةً، فَنَزَلَتِ امْرَأَةٌ إِلَى جَنْبِهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهَا فَكَانَ مَعَهَا (¬4) سِتَّ لَيَالٍ، ثُمَّ سُقِطَ فِي يَدِهِ (¬5)، فَهَرَبَ فَأَتَى مَسْجِدًا فَمَكَثَ فِيهِ (ثَلَاثَةً) (¬6) لَا يَطْعَمُ، ثُمَّ أُتِيَ بِرَغِيفٍ (¬7) فَكَسَرَهُ (بِاثْنَيْنِ) (¬8)، فَأَعْطَى مِسْكِينًا عَنْ يَمِينِهِ نِصْفَهُ، وَآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ نِصْفَهُ ثُمَّ قبضه الله (تعالى) (¬9)، فوزن الستون (سنة) (¬10) في كفّه (¬11)، (والست) (¬12) الليالي في كفّه (فرجحت) (¬13) الست، فوزن الست بالرغيف فرجح الرغيف. ¬
3468 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح.
تخريجه: أخرجه عن أبي داود ابن أبي شيبة في المصنف في كتاب الزكاة، باب ما جاء في الحث على الصدقة (3/ 111). ومن طريق أبي داود البيهقي في شعب الإِيمان (3/ 262).
3469 - أخبرنا (¬1) (النَّضْرُ) (¬2) بْنُ شُمَيْلٍ، (ثنا) (¬3) حمَّاد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: تَعَبَّدَ رَجُلٌ سِتِّينَ سَنَةً .. فَذَكَرَ نَحْوَهُ. * هذا إسناد صحيح موقوف. ¬
3469 - الحكم عليه: حسن الإِسناد: عاصم صدوق، وليس كما قال المصنف.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد وقد ورد مرفوعًا عن أبي ذر رضي الله عنه، بنحو الحديث. أخرجه ابن حبّان (2/ 103). أخبرنا ابن قتيبة، حدّثنا غالب بن وزير الغزي، حدّثنا وكيع، قال: حدثني الأعمش عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر رضي الله عنه. وقال عقبة: سمع هذا الخبر غالب بن وزير عن وكيع ببيت المقدس، ولم يحدّث به بالعراق، وهذا مما تفرّد به أهل فلسطين عن وكيع. وغالب وثّقه ابن حبّان وقال مستقيم الحديث كما في الثقات (5/ 3). وضعّفه العقيلي وغيره كما في الضعفاء (3/ 434)، واللسان (4/ 483)، والصحيح كما رأيت عن ابن مسعود رضي الله عنه، موقوفًا.
3470 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا وَرْقَاءُ (¬1) عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ يَدْخُلُ فِي شَقِّ الرُّمَّانَةِ خمسة من بني إسرائيل. ¬
3470 - الحكم عليه: هذا مقطوع صحيح الإِسناد.
تخريجه: لم أقف عليه عند غير أحمد بن منيع فيما بين يدي من مصادر.
3471 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا شُعْبَةُ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قال: دعى نَبِيٌّ (¬1) عَلَى أُمَّتِهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتُحِبُّ أَن أُسَلِّطَ عَلَيْهِمُ الْجُوعَ، قَالَ: لَا، قِيلَ لَهُ: أَتُحِبُّ أَنْ أُلْقِيَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، قَالَ: لَا، قال: فسلّط عليهم الطاعون (¬2)، موتًا دقيقًا، يحرق القلوب، ويقل العدد. ¬
3471 - تخريجه: عزاه في الكنز (4/ 600) إلى إسحاق فقط. وأخرجه المحاملي في أماليه (/220 رقم 207) حدّثنا أبو السائب، ثنا ابن إدريس، ثنا الأعمش. وابن جميع الصيداوي في معجم شيوخه (/84). حدّثنا محمد بن إسماعيل الأبلي، حدّثنا مقدام بن داود، حدّثنا روح بن مسافر، كلاهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدٍ، عن علي رضي الله عنه، بنحوه. وأخرجه المصنف في بذل الماعون (/81) من طريق عثمان بن أبي شيبة، ثنا يعلي بن عبيد، قال ثنا سفيان. قال يعلى: وحدثنا عبد الله بن الحكم، قال ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل قالا: ثنا أبو إسحاق عن عمارة، عن علي رضي الله عنه، بنحوه موقوفًا. قال المصنف عمارة: هو ابن عبد الله السلولي. قلت: ولم أجد ترجمة لأحد بهذا الإسم، ولعله سبق قلم من النساخ فهو ابن =
= عبد الكوفي، وترى أن المصنف، فسر دون ذكر دليل، وهنا دليل أن المراد به ابن عبد السلولي وهي رواية الأعمش وروح بن مسافر فيحمل المطلق على المقيد. قال المصنف عقبه: إسناد حسن. قلت: يرجح في هذا حديث سفيان وإسرائيل على شعبة، فإن سفيان قدمه يحيى وأبو زرعة وأبو حاتم على شعبة كما في شرح العلل (2/ 710)، وإسرائيل، قال شعبة في أحاديثه عن أبي إسحاق: سلوا عنها إسرائيل فإنه أثبت فيها مني، وتقدم في ترجمته من هذا. وقد وافقهما عليه الأعمش وروح بن مسافر، فالحديث حديثهم على شعبة إن شاء الله تعالى وهو حديث حسن. وأصل الحديث دون ذكر الطاعون ورد مرفوعًا من حديث صهيب رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إني ذكرت نبيًا من الأنبياء أعطى جنودًا من قومه، فقال: من يكافىء هؤلاء، أو يقوم لهؤلاء، أو غير هذا من الكلام، فأوحى إليه: أن أختر لقومك إحدى ثلاث، أما أن نسلط عليهم عدوًا من غيرهم، أو الجوع أو الموت، فاستشار قومه في ذلك، فقالوا: أنت نبي الله، فهل ذلك إليك، خر لنا، فقام إلى الصلاة، وكانوا إذا فزعوا، فزعوا إلى الصلاة، فصلى ما شاء الله، قال: ثم قال: أي رب أما عدوًا من غيرهم، فلا، أو الجوع فلا، ولكن الموت، فسلط الله عليهم الموت ثلاثة أيام، فمات منهم سبعون ألفًا. أخرجه أحمد (4/ 322، 333، 6/ 61)، واللفظ له. والترمذي في التفسير، في سورة البروج، (5/ 106)، وقال: حسن غريب والنسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 619)، وفي السير من الكبرى كما في التحفة (4/ 199). وعبد الرزاق في مصنفه (5/ 420). وفي التفسير (2/ 362). =
= وابن أبي شيبة في المصنف في الدعاء، باب ما دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته (10/ 318). والطبراني في الكبير (8/ 48). وابن حبّان (5/ 312). وأبو نعيم في الحلية (1/ 154). كلهم بأسانيدهم عن ثابت عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صهيب، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ المصنف في بذل الماعون (/82)، على شرط مسلم. وهو كما قال.
38 - كتاب فضائل القرآن
38 - كتاب فضائل القرآن 3472 - [1]، قَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬1): حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ يُحَنَّس أَبِي مُوسَى، عَنْ رَاشِدِ بْنِ (سَعْدٍ) (¬2) أخٍ (¬3) لأمِّ الدرداء، عَنْ (أَبِي الدَّرْدَاءِ) (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬5) قَالَ: (إِنَّ) (¬6) رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: مَنْ قَرَأَ بِمِائَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ لَمْ يَكْتُبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ (بِمِائَتَيْ) (¬7) (آيَةٍ) (¬8) كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ، وَمَنْ قَرَأَ بِأَلْفٍ إِلَى خَمْسِمِائَةِ (آيَةٍ) (¬9) أصبح له ¬
قنطارًا (¬10) من الأجر، (القيراط) (¬11) منه مثل التل العظيم. * هذا إسناد ضعيف. [2 و 3] وقال أبو بكر وابن أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إبراهيم، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ يحُنَّس، عَنْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عنهم (¬12) رفعه: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ بِخَمْسِمِائَةِ آيَةٍ إِلَى ألف أصبح له قنطار ... الحديث. [4]، وَقَالَ عَبْدٌ (¬13): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، بِهِ. [5] وَقَالَ أَبُو يعلى: حدثنا أبو خيثمة، ثنا وكيع به. ¬
3472 - الحكم عليه: ضعيف لضعف موسى بن عبيدة، ويظهر أنه اضطرب فيه، وسترى ذلك. =
= قال البوصيري في الإتحاف (2/ 191 أ) - بعد أن ذكر من خرج الحديث: ومدار إسناديهما على موسى بن عبيدة، وهو ضعيف. وهذا الحديث إسناده ضعيف لأمرين: 1 - موسى بن عبيدة ضعيف. 2 - في سماع راشد من أبي الدرداء رضي الله عنه نظر كما قال المصنف في التهذيب، وهذا حق، فإنهم قد نفوا روايته عن ثوبان وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما، وهما أبعد وفاة من أبي الدرداء رضي الله عنه. وانظر كلام البوصيري على الحديث، والذي بعده فيه.
تخريجه: أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه في فضائل القرآن باب من قرأ مائة آية أو أكثر (10/ 506) بالإسناد الأول والمتن. وتابع زيدًا وعبيد الله محمد بن القاسم عند الدارمي في فضائل القرآن، باب من قرأ بمائة آية (2/ 464)، وباب من قرأ بمائتي آية (2/ 465)، وباب من قرأ ألف آية (2/ 466)، مفرَّقًا. إلَّا أنه قال عن سالم أخي أمَّ الدرداء في الله، عن أبي الدرداء رضي الله عنه. وقال: منهم من يقول مكان سالم راشد بن سعد. قلت: هذا اضطراب من موسى بن عبيدة، وهذا يدل على سوء حفظه. وعزاه الهيثمي في المجمع (2/ 271) إلى الطبراني في الكبير وأعلَّه بموسى بن عبيدة الربذي. وللحديث شواهد: من حديث أبي هريرة وأبي أمامة وابن عمرو وأنس رضي الله عنهم. أولًا: حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: من حافظ على هؤلاء =
= الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين، أو كتب من القانتين. أخرجه ابن خزيمة (2/ 180)، وابن نصر في قيام الليل (/164)، ثنا أحمد بن سعيد الدارمي، نا علي بن الحسين بن شقيق، أخبرنا أبو حمزة، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، به. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. أبو حمزة هو السكر. وقد ورد ما يحدد الشك مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ومن قرأ عشر آيات من كتاب الله عزَّ وجلّّ في ليلة لم يكتب من الغافلين. ومن قرأ مائة آية في ليلة كتب من القانتين". أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 468 هند). وابن الجوزي الأصبهاني في ترغيبه (1/ 320). كلاهما من طريق أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا حُميد بن عياش الرملي ثقة، ثنا المؤمِّل بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، ثنا سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه به مرفوعًا ضمن حديث. وهذا إسناد ضعيف المؤمِّل بن إسماعيل: يخطئ كثيرًا كما يظهر من ترجمته في التهذيب (10/ 339). وقد أخرج الحاكم طرفه الأول (1/ 555)، وقال: على شرط مسلم. وابن السني في عمل اليوم والليلة (/200: 700)، باب قراءة عشر آيات من طريق مؤمل به، ويظهر أن في المستدرك تصحيفًا، ففيه: موسى بن إسماعيل. وورد من حديث أبي هريرة ما يثبت الأول: مرفوعًا: من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين، ومن صلى في ليلة بمائتي آية، فإنه يكتب من القانتين المخلصين. أخرجه ابن خزيمة (2/ 180). =
= والحاكم (1/ 308)، والبيهقي في الشعب عنه (2/ 339). من طريق سعد بن عبد الحميد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عبيد الله بن سلمان، عن أبيه، أبي عبد الله سلمان الأغر، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهذا إسناد حسن سعد بن عبد الحميد بن جعفر مدني صدوق تُكُلِّم فيه لأنه ادَّعى العرض على مالك، وتكلم فيه الثوري لأنه أفتى في مسائل فأخطأ فيها. كما يظهر ذلك من ترجمته في تاريخ بغداد (9/ 124)، والتهذيب (3/ 414). وابن أبي الزناد ما حدث به في المدينة صحيح، وسعد إنما حدث ببغداد عن ابن أبي الزناد بعد أن قدم من المدينة كما يظهر في تاريخ بغداد. ووهم الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 247)، فضعف الحديث، باعتبار إطلاق قول الحافظ رحمه الله في سعد في التقريب، وإنما ضعفه لأمر آخر وسماعه من ابن أبي الزناد قديم. وللحديث متابع لا يعني شيئًا، أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 248). قال: حدّثنا خالد بن يوسف، حدثني أبي، عن موسى، به، إلا أنه قال: ومن صلى بمائتي آية فإنه كتب- أظنه من المتقين. وهذا إسناد ضعيف جدًا، يوسف والد خالد: هو السمتي، متروك؟ وكذَّبه ابن معين كما في التقريب (2/ 380). وورد الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفًا به. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 507)، والرازي في فضائل القرآن (رقم 103)، والبيهقي في الشعب (هند 5/ 152) بأسانيدهم، عن عدي بن ثابت، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، به، والبيهقي في الشعب (2/ 400)، من طريق مسعر. وهذا إسناد صحيح. أبو حازم هو: سلمان الأشجعي. وله إسناد آخر عند ابن أبي شيبة (10/ 508)، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ =
= زائدة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، به موقوفًا. وهذا إسناد حسن. زائده هو: ابن قدامة، وعاصم هو: ابن أبي النجود، وهو صدوق. فهذه عن أبي هريرة رضي الله عنه لا يمكن أن تكون من قبل الرأي، فلها حكم الرفع. ولهذا الطرف شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثل لفظ حديث الباب طرفه الأول بقراءة مائة ومائتين. أخرجه ابن عدي (2/ 795)، في ترجمة عمر بن حفص بن حكيم، والبيهقي في الشعب (2/ 401)، والخطيب في تاريخه (8/ 202)، في ترجمة المذكور، وابن شاهين في الترغيب (رقم 198). ومن طريق الخطيب المصنف في اللسان (2/ 396). كلهم من طريق علي بن حرب، ثنا حفص، ثنا عمر بن قيس الملائي، عن عطاء، عن أبي عباس رضي الله عنهما مرفوعًا. وهذا إسناد لا يُفرح به ضعيف جدًا حفص بن عمر وفاه ابن حبّان. كما في المجروحين (1/ 259)، وابن عدي في كامله. ولبعض أطرافه شاهد، من حديث عبادة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: " ... فإن قرأ مائتي آية كتب من القانتين ... فإن قرأ ألف آية أصبح وله قنطار من الأجر". أخرجه ابن شاهين في الترغيب (رقم 200)، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا أحمد بن عبيد بن إسحاق العطار، ثنا أبي، ثنا مفضل بن صدقة عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة، به. وهذا إسناد واهٍ بمرة: 1 - عبيد بن إسحاق ضعيف كما في ترجمته في اللسان (4/ 136). 2 - مفضل بن صدقة الحنفي ضعيف كما في ترجمته في اللسان (6/ 94). =
= 3 - الأحوص بن حكيم ضعيف. ولشطره الأخير شاهد من حديث أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ومن قرأ ألف آية، أصبح له قنطار، والقنطار ألف ومائتا أوقية، والأوقية خير مما بين السماء والأرض". أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 211) حدّثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا جُبارة بْنُ الْمُغَلِّسِ، ثنا يَحْيَى بْنُ عقبة بن أبي العيزار، عن محمد بن حجادة، عن يحيى بن الحارث الدمشقي عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أمامة، به مرفوعًا. وهذا إسناد تالف فيه علتان: 1 - جبارة بن مغلِّس: ضعيف كما في ترجمته في التقريب (1/ 124). 2 - يحيى بن عقبة يفتعل الحديث كما قال أبو حاتم، وكذَّبه ابن معين كما في لسان الميزان (6/ 330). وورد موقوفًا عنه رضي الله عنه قال: من قرأ ألف آية كتب له قنطار من الأجر، والقيراط من ذلك القنطار لا يفي به دنياكم. أخرجه الدارمي في فضائل القرآن، باب من قرأ ألف آية (2/ 466). أخبرنا الحكم بن نافع، أنا حريز عن حبيب بن عبيد، قال: سمعت أبا أمامة، به. وهذا إسناد صحيح. وفيه من حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (ومن قرأ خمسمائة آية كتب له قنطار من الأجر). أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة قال: أخبرنا الحسين بن يوسف، حدّثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة، حدّثنا عثمان بن صالح، حدّثنا ابن لهيعة، عن حميد بن مخراق عن أنس، به، (رقم 670 ص 194). =
= وهذا إسناد ضعيف ابن لهيعة ضعيف كما في ترجمته (رقم 551)، وحميد بن مخراق ذكره البخاري وابن أبي حاتم. ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا على أني لم أعرف شيخ ابن السني. وأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 402)، وخالف في بعض إسناده فقال حميد بن صخر، ولم أجد تراجم بعض رجال إسناده. ولم يتفرَّد حميد به، فقد روى عن يزيد الرقاشي عن أنس بمثله. أخرجه ابن السني في الموضع السابق: أخبرنا أحمد بن عمير، حدّثنا عبيد الله بن سعيد، حدّثنا أبي، حدّثنا يحيى بن أبي أيوب، عن يزيد، به. وهذا إسناد ضعيف لأمور: 1 - عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير فيه ضعف يفهم ذلك من ترجمته في اللسان (4/ 121). 2 - ويحيى هو ابن أيوب الغافقي سيِّء الحفظ كما في التهذيب (11/ 165). 3 - يزيد الرقاشي ضعيف وتقدَّمت ترجمته (رقم 77). وقد توبع يحيى بن أيوب عن يزيد، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "ومن قرأ مائتي آية إلى أن يبلغ ألفًا، فإن أجره كمن تصدَّق بقنطار حتى يصبح، القنطار ألف دينار". أخرجه ابن أبي الدنيا إلى التهجد (رقم 208)، وابن السني في عمل اليوم والليلة باب قراءة خمسين آية (/200) بإسناديهما عن العلاء بن خالد بن وردان القرشي، حدّثنا يزيد به. ويزيد ضعيف كما تقدَّم. ثالثًا: ومن حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين. =
= أخرجه أبو داود في الصلاة باب تخريب القرآن (2/ 57: 1398). وابن خزيمة (2/ 181). وابن حبّان (6/ 310). وابن السني في باب قراءة ألف آية (/200). كلهم عن ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أبي سُوِّية سمع ابن حجيرة، عن ابن عمرو. وهذا إسناد اضطرب في تحديد الراوي عن أبي حجيرة. ففي سنن أبي داود وصحيح ابن خزيمة: أبو سوّية. وفي صحيح ابن حبّان أبو سويد، وقال: اسمه حميد بن سويد من أهل مصر، وقد وهم من قال أبو سوية، وأكَّد ذلك في الثقات (76/ 192). وأما ابن السني ففيه أبو الأسود. فأما الأخير فلم أستطع تحديده. وإن كان الاثنان قد وثقهما ابن حبّان، وهذا إسناد قابل للتحسين. فأصحَّ ما هنا -أي الطرف الأخير- هو حديث أبي أمامة الموقوف، ومثله لا يكون من قبل الرأي، فله حكم الرفع، والله أعلم. فالحديث في جملته صحيح إن شاء الله تعالى. واعلم أنه لا منافاة بين هذا الحديث، والأحاديث الأخرى التي حدَّدت المنازل بأقل مما في الحديث، لجواز أن يكون الرسول -صلى الله عليه وسلم- أعلم صحابته بالأكثر، ثم أخبرهم بالأقل رحمة من الله سبحانه وتعالى بعباده.
3473 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إليك: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ لَمْ يحاجّه (¬1) القرآن، ومن قرأ بمائتين كتب (الله تعالى) (¬2) لَهُ قُنُوتُ (¬3) لَيْلَةٍ، وَمَنْ قَرَأَ بِالْمِائَةِ إِلَى الألف أصبح له قنطار والقنطار دية (¬4) أحدكم (اثني) (¬5) عشر ألفًا (¬6)، قال: وإن أصغر (البيوت) (¬7) من الخير، للبيت الذي لا يُقرأ فيه القرآن. ¬
3473 - الحكم عليه: هذا مرسل صحيح الإِسناد. وقال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 191 ب) بعد أن عزاه للحارث: رواته ثقات.
تخريجه: تابع أحمد بن إسحاق: موسى بن إسماعيل ثنا حماد، به. أخرجه عنه ابن الضريس في فضائل القرآن (16) دون ذكر البيت الذي يقرأ فيه القرآن وتابع حمادًا =
= بلفظ موسى بن إسماعيل عنه وهب بن جرير أخرجه الدارمي في فضائل القرآن، باب من قرأ مائة آية إلى الألف (2/ 466). عن أبي النعمان عن وهب، به. وقد تقدم ذكر شواهد بعضه في الحديث السابق. وأما طرفه الأخير، فله شاهد من حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا إن أصغر البيوت بيتًا ليس فيه من كتاب الله شيء. أخرجه الحاكم (1/ 566)، وقال: صحيح الإِسناد. والبيهقي في الشعب (2/ 343). بإسناديهما عن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، ثنا أبي، ثنا عمرو ابن أبي قيس، عن عاصم، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود رضي الله عنه، به ضمن حديث. وهذا إسناد قابل للتحسين، والد عبد الرحمن لم يوثقه إلَّا ابن حبّان كما في التهذيب (5/ 206). وسيأتي بقية هذا الشاهد في الحديث (رقم 3475، 3555). والحديث إلى قوله ومن قرأ بالمائة شاهد للحديث السابق عن أبي الدرداء وقد علمت أنه صحيح بتلك الشواهد.
3474 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ أَبُو صخر ثنا بكر بن يونس، عن موسى بن علي، عن أبيه، عن يحيى بن أبي كثير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "من قرأ ألف آية كتب الله تعالى له قنطار، والقنطار مائة رطل، والرطل اثنتا (عَشْرَةَ) (¬1) أُوقِيَّةً، وَالْوُقِيَّةُ سِتَّةُ دَنَانِيرَ، وَالدِّينَارُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ قِيرَاطًا، وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ (أُحُدٍ) (¬2) (¬3)، وَمَنْ قَرَأَ ثلثمائة (آية) (¬4)، قال الله تعالى لملائكته: يا ملائكتي نصبت (¬5) عبدي، (أشهدكم) (¬6) يا ملائكتي أني قد غفرت (له) (¬7)، ومن بلغه عن الله (عزَّ وجلّ) (¬8) فضيلة، فعمل بها إيمانًا ورجاء ثوابه، أعطاه (الله) (¬9) ذلك، وإن لم يكن (ذلك كذلك) (¬10). ¬
3474 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لأمور: =
= 1 - جهالة أحمد شيخ أبي يعلى. 2 - بكر بن يونس ضعيف. قال أبو زرعة -كما في ترجمة بكر في التهذيب- حدث عن موسى بن علي بحديثين منكرين لم أجد لهما أصلًا من حديث موسى. 3 - يحيى بن أبي كثير لم يسمع من جابر. وقال البوصيري في الإتحاف (مختصر 2/ 191) بعد أن عزاه لابن يعلى. قال بسند ضعيف لضعف يونس بن بكر.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المعجم (رقم 74) إلى قوله والرطل ثنتا عشرة أوقية. وفي حديث الباب لفظة منكرة جدًا، وهي من قوله ومن بلغه عن الله ... فإن المقرر أن لا يعمل إلَّا مما ثبت وصح.
3475 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ (¬1)، عَنْ (عَوْفِ) (¬2) بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ (تعالى) (¬3)، كتب (الله) (¬4) (تعالى) (¬5) له به حسنة، لا أقول: آلم حَرْفٌ (¬6)، وَلَكِنِ الْحُرُوفَ مُقَطَّعَةٌ (¬7)، الْأَلْفُ وَاللَّامُ وَالْمِيمُ. [2] ورواه الْبَزَّارُ فَقَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عبيدة، به. ¬
3475 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي، وهو منكر خالف فيه الثقة وسيأتي بيان ذلك. قال الهيثمي في المجمع (7/ 161): وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. وقال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 191 أ) بعد أن عزاه للبزار وابن أبي شيبة ومدار أسناديهما على موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. =
= تخريجه: الحديث أخرجه ابن أبي شيبة بالإِسناد ومثل المتن في المصنف، كتاب فضائل القرآن، باب ثواب من قرأ حروف القرآن (10/ 461). وتابع زيد بن الحباب عن موسى كل من: 1 - عبد العزيز بن محمد الدراوردي، كما ذكره المصنف عن البزّار ومن طريق عبد العزيز أخرجه ابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب (2/ 927). 2 - سليمان بن بلال أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 76). وفي الأوسط (1/ 214)، ومن طريقه الخطيب البغدادي في موضح الجمع والتفريق. (2/ 337) بإسنادين عن عبيد الله بن محمد الفهمي ثنا سليمان. 3 - بكار بن عبد الله بن عبيدة أخرجه الخطيب في موضح الجمع والتفريق (2/ 337). أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، حدّثنا محمد بن الفضل السقطى، حدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا بكار بن عبد الله. 4 - إبراهيم بن طهمان أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 341)، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن دالويه الدقاق ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن طهمان. 5 - محمد بن الزبرقان أخرجه الروياني ومن طريقه الرازي في فضائل القرآن (رقم 96). كلهم عن موسى، به. وقد خالف موسى بن عبيده أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاصي وهو ثقة كما في التقريب (1/ 91)، فإن أيوب رواه عن محمد بن كعب قال: سمعت عبد الله بن مسعود يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فله، به =
= حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ. أخرجه الترمذي في فضائل القرآن من جامعه باب ما جاء في من قرأ حرفًا من القرآن ما له من الأجر (4/ 284). والبخاري في التاريخ (1/ 216). والأصبهاني في الحجة (2/ 88). كلاهما عن محمد بن بشار، ثنا أبو بكر الحنفي، حدّثنا الضحاك بن عثمان، عن أيوب بن موسى، قال: سمعت محمدًا، فذكره. وتابع محمدًا على الرفع أبو الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود ولفظه. اقرؤوا القرآن، فإنكم تؤجرون عليه أما إني لا أقول: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ عَشْرَ، وَلَامٌ عَشْرَ، وَمِيمٌ عَشْرَ، فَتِلْكَ ثَلَاثُونَ. أخرجه الدارقطني في العلل (5/ 326). والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 285)، كلاهما من طريق محمد بن أحمد بن الجنيد قال: نا أبو عاصم، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبي الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه، به. وهذا إسناد صحيح، أبو عاصم هو الضحاك ابن مخلد، وسفيان هو الثوري، وسماعه من عطاء قبل الاختلاط. وخالف أبا عاصم قبيصة بن عقبة فوقفه عنه أخرجه الدارمي في فضائل القرآن باب فضل من قرأ القرآن (2/ 429). قلت: تكلم في سماع قبيصة من الثوري، قال ابن معين: قبيصة ثقة في كل شيء إلَّا في حديث سفيان، فإنه سمع منه وهو صغير. وقال أحمد عنه في حديثه عن سفيان: كان كثير الغلط، وقال كان صغيرًا لا يضبط. انظر ذلك في التهذيب (8/ 312). =
= فمثله إذا خالف أخذ بقول من خالفه، كيف والذي خالفه هو الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل. وتابع الثوري عن عطاء حماد بن زيد عند ابن الجوزي الأصبهاني في الحجة (2/ 187). أخبرنا أبو عمر وعبد الوهاب نا والدي، نا علي بن محمد بن نضر، نا محمد بن غالب بن حرب، نا معلي بن منظور، نا حماد بن زيد عن عطاء نحو حديث الثوري وهذا إسناد صحيح. وتابع الثوري عن أبي الأحوص مرفوعًا، بنحوه إبراهيم الهجري. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 375). وابن الضريسى في فضائل القرآن (59). وابن حبّان في المجروحين (1/ 100). والآجرى في أخلاق حملة القرآن (25). والحاكم وصحح (1/ 555). والبيهقي في الشعب (2/ 443). والبغوي في التفسير (1/ 40). وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 109)، كلهم من طريق إبراهيم الْهَجَرِيِّ، عَنِ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، بنحوه. وتعقب الذهبي الحاكم بقوله: إبراهيم بن مسلم ضعيف، وهو كما قال. وإبراهيم يرفع الموقوفات. وتابعهما عن أبي الأحوص، عاصم بن أبي النجود بنحوه أخرجه الحاكم (1/ 566)، والبيهقي في الشعب (2/ 343). وتقدم ذكره في شواهد حديث سبق برقم (3472) وهو حديث الدشتكي. وهو إسناد قابل للتحسين. =
= وقد ورد الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا بطرق عنه. ورجح الدارقطني وقفه في العلل (5/ 326). وانظر كلام محقق كتاب السنن لسعيد بن منصور (1/ 35). ومع ترجيح الحافظ الدارقطني رحمه الله فإن الحديث له حكم الرفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، لأنه اخبار عن مغيب لا مجال للرأي فيه. ولا يمنع أن يكون ابن مسعود رضي الله عنه، قد حدث به تارة مرفوعًا، وتارة موقوفًا كما هي عادة الأولين، وقد صح من الوجهين. وللحديث شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، بنحو حديث محمد بن كعب السابق ذكره عند الترمذي. أخرجه ابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب والترهيب له (2/ 927) بإسناده عن أبي الشيخ ثنا محمد بن يعقوب الأهوازي، ثنا معمر بن سهل، ثنا عامر بن مدرك، ثنا محمد بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر، به مرفوعًا. وهذا إسناد ضعيف جدًا لعلتين: 1 - عامر بن مُدْرِك، لين الحديث كما في التقريب (1/ 389). 2 - محمد بن عبَيد الله هو العرزمي متروك كما في التقريب (2/ 187). ومن حديث عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ القرآن على أي حال قراءة فله بكل حرف عشر حسنات". أخرجه ابن شاهين في الترغيب (رقم 202): ثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي بن مهران، ثنا عبد الله بن هارون الغساني عن أبي عصمة، عن زيد العمي، عن ابن المسيب، عن عمر رضي الله عنه به. وهذا إسناد موضوع: 1 - أبو عصمة هو نوح ابن أبي مريم المعروف بالجامع كان يضع الحديث كما في التقريب (2/ 309). 2 - زيد العمي ضعيف كما في التقريب (1/ 274).
3476 - [1]، (¬1) حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ ... الحديث. [2] وقال عبد (¬2): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ (بِهِ) (¬3). (140) وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي باب حرمة مكة (¬4). ¬
3476 - الحكم عليه: ضعيف الإِسناد لضعف موسى بن عبيدة. قال الهيثمي في المجمع (3/ 271)، وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 33)، بطريقين عن موسى بن عبيدة حدّثنا صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما. ولهذا الحديث شاهد عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- بتخصيص الوقت. عن جابر رضي الله عنه في حديث الحج الطويل وفيه: حتى أتى عرفة فوجد القبة ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء، فرحلت له، -أي جعل عليها الرحل-، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس وقال: فذكر الحديث، ثم قال: وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده أن اعتصمتم به كتاب الله الحديث. أخرجه مسلم في الحج باب حجة النبي -صلى الله عليه وسلم- (8/ 184). =
= وأبو داود في المناسك باب صفة حجة النبي -صلى الله عليه وسلم- (2/ 182: 1905). وابن ماجه في المناسك باب حجة النبي -صلى الله عليه وسلم- (2/ 1022: 3074). والنسائي في الكبرى كما في التحفة (2/ 271). وابن أبي شيبة في مصنفه (الجزء المضاف إلى الهندية) في المناسك باب من كان يأمر بتعليم المناسك (376). وعبد بن حميد (3/ 66). وابن خزيمة (4/ 251). وابن حبّان (4/ 310، 9/ 200). والبيهقي في السنن في كتاب الحج (5/ 7). كلهم من طريق جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه، به في حديث طويل. فهذه اللفظة صحيحة بهذا الحديث.
347 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ -هُوَ ابْنُ وَكِيعٍ- ثنا أَبِي، عَنْ عبيدى الله ابن أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، قَالَ: حَدَّثَنِي معقل بن يسار رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (اعْمَلُوا بِالْقُرْآنِ) (¬1)، أَحِلُّوا حَلَالَهُ وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَاقْتَدَوْا بِهِ، وَلَا تَكْفُرُوا بِشَيْءٍ مِنْهُ، وَمَا تَشَابَهَ (عَلَيْكُمْ (¬2) فَرَدُّوهُ إِلَى اللَّهِ (عزَّ وَجَلَّ) (¬3)، وَإِلَى أُولِي الْعِلْمِ مِنْ بَعْدِي كَيْمَا يُخْبِرُوكُمْ، وَآمِنُوا بِالتَّوْرَاةِ والإِنجيل (¬4)، وَلَا تَرُدُّوا مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ، وَلْيَسَعُكُمُ الْقُرْآنُ وَمَا فِيهِ مِنَ الْبَيَانِ، فَإِنَّهُ شَافِعٌ (يشفع) (¬5)، و (ما حل) (¬6) مصدق (¬7) وإن بكل آية منه نور يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ مِنَ الذِّكْرِ الْأَوَّلِ، وَأُعْطِيتُ طه (وَالطَّوَاسِينَ) (¬8) مِنْ أَلْوَاحِ مُوسَى، وَأُعْطِيتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَأُعْطِيتُ الْمُفَصَّلَ (¬9) نَافِلَةً". ¬
3477 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا لأمرين: 1 - عبيد الله ابن أبي حميد، متروك والحمل عليه فيه. 2 - سفيان بن وكيع وهو ضعيف، إلَّا أنه قد توبع. وقال الحاكم (1/ 568، 561): صحيح الإِسناد، فعقبه الذهبي بقوله: عبيد الله، قال أحمد: تركوا حديثه. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 175)، وله إسنادان في إحداهما عبد الله ابن أبي حميد، وقد أجمعوا على ضعفه. وسكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (3/ 187 أمختصر).
تخريجه: تابع وكيع عن ابن أبي حميد جماعه: أولًا - مكي بن إبراهيم أخرجه ابن نصر في قيام الليل (166). وابن حبّان في المجروحين (2/ 65)، في ترجمة عبيد الله والحاكم (1/ 568، 561). والبيهقي في السنن (10/ 9) في الضحايا، باب ما حرم الله على بني إسرائيل، ثم ورد عليه النسخ وفي الشعب (2/ 485، 454، 488). كلهم بأسانيدهم عنه. ثانيًا: أبو بكر الحنفي، أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 225). حدّثنا محمد بن محمد الجذوعي القاضي، ثنا عقبة بن مكرم، ثنا أبو بكر الحنفي. ثالثًا: علي بن عاصم أخرجه الزاري في فضائل القرآن (رقم 77). ثنا أبي نا أبو بكر بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، نا الحسن بن حبابة، نا محمد بن إسماعيل المباركين، نا علي بن عاصم. رابعًا: ببعضه الخليل بن موسى عن عبيد الله عند ابن عدي (4/ 1634) في =
= ترجمة عبيد الله أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا هشام بن عمار، ثنا الخليل بن موسى. خامسًا: ببعضه سعيد بن يحيى اللخمي عند ابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 682) باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة: حدّثنا محمد بن خريم بن مروان، حدّثنا هشام بن عمار، ثنا سعيد كلهم عن ابن أبي حميد، به. وتابع أبا المليح عبيد الله بن معقل عن أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (إعملوا بكتاب الله، ولا تكذبوا بشيء منه فما اشتبه منه عليكم، فسلوا عنه أهل العلم، يخبروكم، وآمنوا بالتوراة والإنجيل، فان فيه البيان، هو شافع مشفع). أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 222). والحاكم (3/ 578)، بإسناديهما عن عبد الله بن رجاء، ثنا عمران القطان، عن عبيد الله، به. وهذا إسناد ضعيف، عمران القطان ضعيف، كما يلاحظ المتأمل في ترجمته في التهذيب (8/ 115)، لوهمه ومخالفته. قال الهيثمي في المجمع (1/ 175): وفي الآخر عمران القطان، ذكره ابن حبّان في الثقات وضعفه الباقون. فالحديث بالإِسناد ضعيف جدًا إلَّا بالطرف الذي توبع فيه أبو المليح فله شواهد من حديث جابر وأنس وابن مسعود رضي الله عنهم. أولًا: من حديث جابر رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: القرآن شافع مشفع، وما حل مصدق فمن جعله إمامًا، قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 78). وابن حبّان (1/ 331). والبيهقي في الشعب (2/ 351). =
= كلهم بأسانيدهم عن محمد بن العلاء، ثنا عبد الله بن الأجلح، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، به. وهذا إسناد حسن، عبد الله بن الأجلح، صدوق كما في ترجمته في التهذيب (5/ 122)، وباقي رجاله رجال الصحيح. ثانيًا: ومن حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ هَذَا القرآن شافع مشفع، وما حل مصدق، من شفع له القرآن يوم القيامة، نجا، ومن محل به القرآن يوم القيامة، كتبه الله في النار على وجهه، وقال: تعلموا القرآن واقرؤا منه ما تيسر). أخرجه أبو عبيد في الفضائل (35) وابن نصر في قيام الليل (مختصر 1/ 164). بإسناديهما عن ابن جريج، قال: قال أنس فذكره. وهذا إسناد ضعيف: ابن جريج لم يلق أحدًا من الصحابة. كما في جامع التحصيل (229). ثالثًا: من حديث ابن مسعود رضي الله عنه بمثل حديث جابر رضي الله عنه، أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 244). وابن عدي (3/ 988)، في ترجمة الربيع بن بدر. وأبو نعيم في الحلية (4/ 108). كلهم بأسانيدهم عن هشام بن عمار عن الربيع بن بدر عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا، به. وهذا إسناد ضعيف جدًا الربيع متروك كما في التقريب (1/ 243). والمحفوظ عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا. انظر تفصيل ذلك في السلسلة الصحيحة (5/ 31: 2019). رابعًا: ومن حديث الحسن رحمه الله بلفظ حديث جابر إلى قوله مصدق. =
= أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 373)، عن معمر عن رجل عن الحسن، به مرفوعًا. وهذا على إرساله من إسناده مبهم. فالحديث بهذا القدر حسن. ولأطرافه الأخرى أصول في المرفوع تخرج بنا عن المقصود. فالحديث ضعيف جدًا إلَّا بالطرف السابق فهو حسن كما تقدم قبل قليل.
3478 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا بشير بن المهاجر، ثنا عبد الله بن (بريدة) (¬1)، عن أبيه رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ (¬2) يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ، كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ (¬3)، يَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ لَهُ: مَا أَعْرِفُكَ، فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ، الَّذِي أَظْمَأْتُكَ (¬4) فِي الْهَوَاجِرِ (¬5)، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ (مِنْ وَرَاءِ) (¬6) تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كل تاجر (¬7)، قَالَ: فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ. وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ (تَاجُ الْوَقَارِ) (¬8) (¬9) وَيُكْسَى (وَالِدَاهُ) (حُلَّتَيْنِ) (¬10) (¬11) لا يقوم لهما ¬
أهل الدنيا، فيقولان: (بم) (¬12) كسبنا هَذَا؟ فَيُقَالُ: (بِأَخْذِ) (¬13) وَلَدِكُمَا (الْقُرْآنَ) (¬14) ثُمَّ (يُقَالُ) (¬15): اقرأ واصعد في (درجة) الْجَنَّةِ، وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ (كان) (¬16) يَقْرَأُ هَذًّا (¬17) كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا. * هَذَا إِسْنَادٌ (حَسَنٌ) (¬18)، رَوَى ابْنُ مَاجَهْ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى قوله أسهرت ليلك (¬19). * حسن (¬20). ¬
478 - الحكم عليه: هذا حديث ضعيف الإِسناد بشير بن المهاجر لين الحديث. قال العقيلي في الضعفاء (1/ 144)، عقب الحديث: لا يصح في هذا الباب عن النبي عليه السلام حديث، أسانيدها متقاربة. وذكره ابن عدي في منكرات بشير. وقال الحاكم (1/ 556): على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي، وقال البغوي (4/ 454): حسن غريب، وقال في التفسير (1/ 43): غريب. =
= وقال ابن كثير في التفسير (1/ 43): هذا إسناد حسن على شرط مسلم. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 162): رجاله رجال الصحيح. وقال البوصيري كما في الإِتحاف (2/ 189 أ) (مختصر) رواه أبو بكر ابن أبي شيبة بإسناد صحيح. وقال السيوطي في اللآلىء المصنوعة (1/ 244): أخرجه أحمد والبيهقي بسند صحيح.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه بالإِسناد والمتن في كتاب فضائل القرآن باب من قال: يشفع القرآن لصاحبه يوم القيامة (10/ 493)، وعنه ابن الضريس في الفضائل (رقم 99). وتابع ابن أبي شيبة عن الفضل بن دكين: 1 - أحمد في مسنده (5/ 348)، مع زيادة في أوله. 2 - الدارمي بمثل حديث أحمد في السنن، كتاب فضائل القرآن في فضل سورة البقرة وآل عمران (2/ 450). 3 - حميد بن زنجويه بمثل حديث أحمد أخرجه البغوي بإسناده عنه في تفسيره (1/ 42)، وفي شرح السنة (4/ 454). 4 - عبد الله بن محمد بن النعمان التميمي، أخرجه ابن الجوزي الأصبهانى في ترغيبه (2/ 929)، بمثل حديث ابن أبي شيبة، كلهم عن أبي نعيم، به. 5 - أبو عبيد في الفضائل (/36). وتابع أبا نعيم عن بشير: 1 - عبد السلام الملائي عند ابن نصر في فضل قيام الليل (مختصر/171). بنحو حديث ابن أبي شيبة. =
= 2 - خلاد بن يحيى عند العقيلي (1/ 144)، والرازي في الفضائل (رقم 129). والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 344). بنحو حديث أحمد. 3 - محمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري عند الرازي في الفضائل (رقم 130). وكما قال المصنف: أخرج ابن ماجه بعضه في الأدب، باب ثواب القرآن (2/ 1242: 3781)، بإسناده عن وكيع. والآجري في آداب حملة القرآن (/41)، بإسناده عن أبي أحمد الزبيري وابن عدي في الكامل في ترجمته بشير (2/ 54) بإسناده، عن محمد بن عبد الله والحاكم (1/ 568)، بإسناده عن مكي بن إبراهيم. كلهم عن بشير عن ابن بريدة، عن أبيه. وللحديث شواهد: أولًا: من حديث أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إن القرآن يأتي أهله يوم القيامة أحوج ما كانوا إليه، فيقول للمسلم أتعرفني؟ فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا الذي كنت تحب وتكره أن يفارقك، الذي كان يصحبك ويدينك، فيقول لعلك القرآن، فيقدم به إلى ربه عزّ وجل، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رأسه السكينة، وينشر على أبويه حلتان، لا يقوم لهما الدنيا أضعافًا، فيقولان: لأي شيء كسبنا هذه، ولم يبلغه أعمالنا؟ فيقول: هذا بأخذ ولدكما القرآن". أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 350)، والرازي في الفضائل (رقم 122)، عن هشام بن عمار، ثنا سويد بن عبد العزيز، عن داود بن عيسى، عن عمرو بن قيس، عن محمد بن عجلان، عن أبي سلمة، عن أبي أمامة رضي الله عنه. =
= وفيه سويد وهو ضعيف. قال الهيثمي في المجمع (7/ 163)، وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك. وأخرجه ابن الضريس في الفضائل (رقم 92)، قال قرأت على محمد بن سعيد بن أبي جعفر، عن عطاء بن عجلان، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، به. وهذا إسناد واه بمرة أبو جعفر هو الرازي وهو ضعيف كما في ترجمته (رقم 199)، وعطاء بن عجلان هو الحنفي العطار متروك كما في ترجمته في التهذيب (7/ 186). ثانيًا: من حديث معاذ رضي الله عنه: وسيأتي بسياقه للمصنف (رقم 3489). أخرجه إسحاق. والطبراني في الكبير (20/ 72)، والبيهقي في الشعب (2/ 345)، كلهم من طريق سويد بن عبد العزيز، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عبيد الله، ثنا عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ رضي الله عنه، به. وهذا إسناد ضعيف للعلة السابقة التي ذكرها الهيثمي في حديث أبي أمامة رضي الله عنه، وذكرها أيضًا في هذا الحديث، وله إسناد آخر عند ابن الشجري في أماليه (1/ 75)، وفيه من لم أجد له ترجمة. ثالثًا: عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ حديث بريدة رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في الأوسط، كما في مجمع البحرين (/309)، حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، به مرفوعًا. قال الهيثمي في المجمع (7/ 163)، وفيه يحيى بن عبد العزيز الحماني وهو ضعيف. =
= ولآخره شواهد: أولًا: مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنهما: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يقال لصاحب القرآن، اقرأ واتل ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها. أخرجه أبو داود في السنن (2/ 73)، في الصلاة باب استحباب الترتيل في القراءة. والترمذي في فضائل القرآن باب (18 - (4/ 2455)، وقال حسن صحيح. والنسائي في فضائل القرآن (رقم 81)، وأبو عبيد في الفضائل) (/37). وأحمد (2/ 192)، والفريابي في فضائل القرآن (/167: 060)، ومن طريقه الرازي (رقم 133)، وابن نصر في قيام الليل (/170)، والآجري في أخلاق حملة القرآن (/24)، بإسنادين. وابن حبّان (3/ 43)، وابن شاهين في الترغيب (رقم 204). والحاكم (1/ 553) والسهمي في تاريخ جرجان (/139). والبيهقي (2/ 53)، في الصلاة باب كيفية قراءة المصلي. وفي شعب الإِيمان (2/ 347). والبغوي في شرح السنة (4/ 435)، وفي التفسير (1/ 42). كلهم إلَّا أحد إسنادي الآجري عن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن ابن عمرو رضي الله عنهما. وهذا سند حسن عاصم حسن الحديث كما تقدم في ترجمته (رقم 298). ورواه الآجري من طريق الحماني الضعيف عن حماد بن شعيب، عن عاصم، عن زر، عن ابن عمرو رضي الله عنهما. ثانيًا: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة، اقرأ واصعد، بكل آية =
= درجة حتى يقرأ آخر شيء معه. أخرجه ابن ماجه في الأدب، باب ثواب القرآن (2/ 1242: 3780)، وأحمد (3/ 40). وأبو يعلى (2/ 31، 114). كلهم بأسانيدهم عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية (¬1). ثالثًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يَجِيءُ القُرْآنُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَلِّهِ، فَيُلْبَسُ تَاجَ الكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ زِدْهُ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ، فَيَرْضَى عَنْهُ، فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَارْقَ، وَيُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً. أخرجه الترمذي في فضائل القرآن باب ما جاء فيمن قرأ حرفًا من القرآن ماله من الأجر (4/ 248). والحاكم في مستدركه (5521). والبيهقي في الشعب (2/ 346). بأسانيدهم عن شعبة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، به مرفوعًا. وهذا إسناد حسن: عاصم صدوق كما في ترجمته (رقم 298)، إلَّا أنه اختلف في رفعه ووقفه. وهذه الشواهد بمجموعها ترقى الحديث، وتشد بعضها بعضًا إلى درجة الحسن والله أعلم. ¬
3479 - [1] وقال أبو يعلى: حدّثنا أَبُو هَمَّامٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ عن عقيل بن خالد، عن سلمة ابن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: كَانَ الْكِتَابُ الْأَوَّلُ يَنْزِلُ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ (¬1) وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، زَاجِرٍ، وَآمِرٍ وَحَلَالٍ وَحَرَامٍ، وَمُحْكَمٍ (¬2) وَمُتَشَابِهٍ، وَأَمْثَالٍ (¬3)، فَآمِنُوا بِحَلَالِهِ وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَافْعَلُوا مَا أُمِرْتُمْ، بِهِ، وَانْتَهُوا عما نهيم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابه، وقولوا آمنا به كل من عند ربنا. ¬
3479 - [1] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف للإنقطاع بين أبي سلمة وابن مسعود رضي الله عنهما. فإن ابن مسعود رضي الله عنه مات سنة اثنتين وثلاثين، وأبا سلمة ذكر العلماء أنه لم يسمع من أبيه ولا من طلحة ولا أبي موسى رضي الله عنهم فسماعه من ابن مسعود من جنسه. قال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله: منقطع. قال ابن عبد البر: هذا حديث لا يثبت؛ لأنه من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن مسعود ولم يلق ابن مسعود. وعقب عليه المصنف في (الفتح 9/ 29): وقد صحح الحديث المذكور ابن حبّان والحاكم، وفي تصحيحه نظر لانقطاعه بين أبي سلمة وابن مسعود. وسكت عليه البوصيري بعد أن عزاه لأبي يعلى وعنه ابن حبّان في صحيحه (2/ 187/ب مختصر) موقوفًا.
تخريجه: أخرجه ابن حبّان عن أبي يعلى إلَّا أنه مرفوع (3/ 20) بالإِسناد. وتابع أبا يعلى عن أبي همام، مرفوعًا الحسن بن أحمد بن الليث الرازي، عند الحاكم (2/ 89). وتابع أبا همام على الرفع يونس بن عبد الأعلى، عن أبي وهب، عن ابن جرير (1/ 30) وكذا أحمد بن عمر المصري عند الآجري في الأربعين (رقم 33)، أخبرنا أبو بكر بن أبي داود أخبرنا أبو الطاهر، به. =
= وقد توبع أبو سلمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن القرآن نزل على نبيكم -صلى الله عليه وسلم- من سبعة أبواب على سبعة أحرف، أو قال حروف، وإن الكتاب قبله كان يَنْزِلُ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ. وأخرجه أحمد (1/ 445) وابن أبي داوود في المصاحف (/18) والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 182) من طريق زهير، ثنا أبو همام عن عثمان بن حسان عن فلفلة الجعفي فذكره. قلت: عثمان وشيخه لم يوثقهما إلَّا ابن حبّان كما في تعجيل المنفعة والتقريب. ولحديث أبي سلمة شاهد من حديث عمر بن أبي سلمة بنحو حديث الْبَابِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا فذكره. أخرجه أبو عبيد في الفضائل (/44)، والطبراني في الكبير (9/ 11)، عن ليث بن سعد، عن الزهري، عن سلمة بن عمر ابن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فذكره. وهذا إسناد ظاهر الضعف مرسل. وتابع ابن وهب عبد الله بن راشد أبو زرعة عند الطحاوي في مشكل الآثار (4/ 184)، حدّثنا الربيع بن سليمان الجيزي، نا أبو زرعة أخبرنا حيوية، به.
3479 - [2] وقال البزّار: حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سليمان بن بلال، حدّثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ (لِكُلِّ حَرْفٍ) (¬1) مِنْهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ (¬2). وَقَالَ: لَمْ يَرْوِهِ عن الهجري إلَّا ابن عجلان (¬3) ولا رواه هكذا إلَّا الهجري (¬4). ¬
3479 - [2] تخريجه: أخرجه عن أيوب الطحاوي في مشكل الآثار (4/ 172)، حدّثنا إبراهيم ابن أبي داود، ثنا أيوب بن سليمان فذكره.
3479 - [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ سليمان، به. ¬
3479 - [3] الحكم عليه: هذا حديث إسناده ضعيف لضعف الهجري، ومحمد بن عجلان مدلس وقد عنعن، وباقي رجال البزّار ثقات، ورجال أبي يعلى فيهم إسماعيل ابن أبي أويس لين الحديث، قال الهيثمي في المجمع (7/ 155)، ومحمد بن عجلان إنما روى عن أبي إسحاق السبيعي فإن كان هو أبو إسحاق السبيعي، فرجال البزّار ثقات.
تخريجه: تابع سهل بن زنجلة عن إسماعيل: 1 - عبيد الله بن محمد العمري عند الطبراني في الكبير (10/ 125). 2 - إسحاق بن سويد الرملي، حدّثنا إسماعيل به عند ابن حبّان 1/ 276)، كلاهما عن إسماعيل، به. وفيهما: أبو إسحاق السبيعي. قلت: هذا من طريق إسماعيل وهو لين الحديث، خالف من هو أوثق منه وقد اضطرب فيها. ولم يتفرد به ابن عجلان عن الهجري فقد تابعه سفيان الثوري عند ابن جرير في التفسير (1/ 12)، والخطيب البغدادي في موضح الجمع والتفريق (1/ 379)، كلاهما من طريق ابن حميد قال حدّثنا مهران قال حدّثنا سفيان، عن الهجري مثله. وهذا إسناد ضعيف ابن حميد هو محمد بن حميد الرازي ضعيف كما في التقريب (2/ 156)، ومهران هو ابن أبي عمر العطار، ضعف في حديث سفيان، كما في ترجمته في التهذيب (10/ 291)، وله إسناد آخر أخرجه الخطيب في موضح =
= الجمع والتفريق (1/ 379)، من طريق الطبراني ثنا عبد الله بن أحمد، حدّثنا أبو جعفر عمرو بن علي، حدّثنا الحسين بن حفص، حدّثنا سفيان، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، به وهذا سند صحيح إلى سفيان. وتابعهما جعفر بن عون عن الهجري إلى قوله سبعة أحرف. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 516)، في فضائل القرآن باب القرآن على كم حرفًا نزل. وهاتان متابعتان قويتان عن أبي إسحاق بينت لنا المراد منه، وأن القول هو ما قاله البزّار رحمه الله. وقد تابع الهجري عبد الله ابن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الله، وأنزل الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ لِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا ظهر وبطن. أخرجه أبو يعلى (5/ 79)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 182) وفيه سقط، والطبراني في الكبير (10/ 129) وفي الأوسط (1/ 433)، والبغوي في تفسيره (1/ 46) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن مقسم الضبي، عن واصل بن حيان، عن عبد الله ابن أبي الهذيل به. وهذا إسناد صحيح مغيرة وإن كان مدلسًا، إلَّا أن هذا في روايته عن إبراهيم النخعي فقط، كما في ترجمته في التهذيب (10/ 241). وسيأتي الكلام على بعض شواهد الحديث في الحديث التالي. والحديث بكامله له شاهد من حديث الحسن. أخرجه البغوي في شرح السنة (1/ 262)، من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام، نا حجاج، عن حماد، عن علي بن زيد، عن الحسن بنحوه مرفوعًا. وهذا الإِسناد على إرساله فيه: =
= 1 - حجاج بن أرطاة ضعيف ويدلس. كما يظهر هذا من ترجمته في التهذيب (2/ 172). 2 - علي بن زيد ضعيف الحديث. فهذه اللفظة وهي ما في حديث البزّار صحيحة بحديث أبي الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنهم، وهي شاهد لحديث الباب يرقيه إلى الصحيح لغيره.
3480 - [1] وقال الحارث: حدّثنا هَوْذَةُ (¬1)، ثنا عَوْفٌ، قَالَ: (بَلَغَنِي) (¬2) أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه، قال على المنبر: أذكر الله تعالى رَجُلًا سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآنَ أُنزل عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، كُلُّهُنَّ شَافٍ كَافٍ (¬3) لَمَا قَامَ، (فَقَامُوا) (¬4)، حَتَّى لم يحصوا، فشهدوا بذلك، فقال عثمان رضي الله عنه: وَأَنَا أَشْهَدُ مَعَكُمْ ثَلَاثًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك (¬5). [2] وقال أبو يعلى: حدّثنا مُوسَى، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا عَوْفٌ عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه قَالَ يَوْمًا -وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ-: أُذَكِّرَ اللَّهَ (عزَّ وجلّ) (¬6) رَجُلًا، سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فذكره. ¬
3480 - الحكم عليه: إسناد الحديث ضعيف لإِعضاله، وكذلك إسناد أبي يعلى، وفيه راو لم ينسب فيعرف. =
= قال الهيثمي في المجمع (7/ 155): رواه أبو يعلى في الكبير، وفيه راو لم يُسَمّ. وقال البوصيري كما في الإِتحاف (2/ 188 أمختصر): رواه الحارث وأبو يعلى بسند فيه انقطاع.
تخريجه: لم أقف عليه فيما بين يدي من كتب الحديث. وفي أن القرآن نزل على سبعة أحرف أحاديث: أولًا: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أنَّ هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه" ضمن قصة. أخرجه البخاري من الخصومات، باب كلام الخصوم بعضهم في بعض (5/ 173 فتح). وفي فضائل القرآن، باب أُنزل القرآن على سبعة أحرف (9/ 23 فتح)، واللفظ له. وفيه باب من لم ير بأسًا أن يقول سورة البقرة، وسورة كذا وكذا (9/ 87 فتح). في استتابة المرتدين، باب ما جاء في المتأولين (12/ 303 فتح). وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} (13/ 520)، وأخرجه مسلم في المسافرين، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف (6/ 98). وأبو داود في تفريع الوتر، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف (2/ 75: 1475)، والترمذي في القراءات، باب ما جاء أن القرآن على سبعة أحرف (4/ 263)، وقال: صحيح. والنسائي في الافتتاح، باب جامع ما جاء في القرآن (2/ 150). ومالك في موطاه (1/ 201) في كتاب القرآن، باب ما جاء في القرآن، =
= والشافعي (2/ 183)، وأحمد (1/ 201، 40، 43)، والطيالسي (/9). وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 218). وابن أبي شيبة في المصنف (10/ 517)، في فضائل القرآن، باب القرآن على كم حرف نزل (3/ 17)، والبزار (1/ 425)، والطبري في التفسير (1/ 13)، وابن حبّان (2/ 66)، والبغوي في شرح السنّة (4/ 502)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 187، 188)، والدارقطني في العلل (2/ 215)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 419) بأسانيدهم عن عمر رضي الله عنه، وفيه اختلاف لا يضر، راجعه في العلل في الموضع المذكور. ثانيًا: عَنْ أُبيّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ضمن حديث فيه أن جبريل عليه السلام قَالَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الله يأمرك أن تُقرىء أمَّتك القرآن على سبعة أحرف، فأيُّما حرف قرؤوا عليه، فقد أصابوا". أخرجه مسلم في الموضع السابق (6/ 103). وأبو داود فيه (رقم 1478). والنسائي فيه (2/ 153)، والطبري في تفسيره (1/ 17)، والطبراني (1/ 199)، وابن حبّان (3/ 13)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 191). كلهم بأسانيدهم عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَىّ رضي الله عنه، به ضمن قصة. وله أسانيد عدة عن أُبَيّ رضي الله عنه، راجع ذلك في مسند أحمد، ومسند الطيالسي، ومنتخب عبد بن حميد، ومصنف عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وتفسير ابن جرير، في الأماكن المشار إليها. ثالثًا: عن أبي الجهيم رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:"القرآن يُقرأ على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن مراءً في القرآن كفر". =
= أخرجه أحمد (4/ 169)، والبخاري في التاريخ (7/ 262)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 183). والطبري في التفسير (1/ 19)، ولفظه هو والبخاري: (أنزل على سبعة ...) كلهم بأسانيدهم عن سليمان بن بلال حدثني يزيد بن خصيفة، أخبرني بسر بن سعيد، حدثني أبو الجهيم، به. وهذا إسناد صحيح. قال الهيثمي في المجمع (7/ 154): رجاله رجال الصحيح. رابعًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "نَزَلَ القرآن على سبعة أحرف، والمراء في القرآن كفر ثلاثًا، ما عرفتهم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردُّوه إلى قائله. أخرجه النسائي في الكبرى كما في التحفة (10/ 461). وابن جرير في التفسير (1/ 11). وأبو يعلى في مسنده (5/ 378). وابن حبّان (1/ 275). كلهم بأسانيدهم عن أنس بن عياض الليثي، عن أبي حازم، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، به مرفوعًا. وهذا إسناد صحيح، وله أسانيد أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه. خامسًا: عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "نزل القرآن على سبعة أحرف، على أي حرف قرأتم فقد أصبتم، فلا تتماروا فيه، فإن المراء فيه كفر". أخرجه أحمد (4/ 204). والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 419). بإسناديهما عن عبد الله بن جعفر المخرمي، عن يزيد بن الهاد، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص رضي الله عنه، به. وهذا إسناد صحيح. =
= سادسًا: عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أُنزل القرآن على سبعة أحرف". أخرجه أحمد (4/ 391، 400، 406). والبزار كما في كشف الأستار (3/ 89)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 183). والطبراني في الكبير (3/ 167). كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن حذيفة رضي الله عنه. وهذا إسناد حسن للخلاف المعروف في عاصم، إن سلم من اضطراب عاصم فيه، فإنه قد رواه عن زر عن أبي، ورواه جماعة عن حماد. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 103): وفيه عاصم بن بهدلة، وهو ثقة، وفيه كلام لا يضر. سابعًا: عن أم أيوب رضي الله عنه: قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نزل القرآن على سبعة أحرف، أيها قرأت أصبت- وفي لفظ أحمد: أجزأك. أخرجه أحمد (6/ 463)، وسعيد بن منصور (رقم 32)، والحميدي (1/ 163)، وابن أبي شيبة في المصنف في فضائل القرآن، باب القرآن على كم حرف نزل (10/ 515)، واللفظ له. وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 104)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 183)، وابن جرير (1/ 30). بأسانيدهم عن سفيان بن عُيينة، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أبيه، عن أم أيوب رضي الله عنهم، به. وهذا إسناد فيه والد عبيد الله لم يوثقه إلا ابن حبّان كما في التهذيب =
= (12/ 306). وفي الباب عن ابن عباس وعبادة ومعاذ وسمرة وابن عمر رضي الله عنهم، فشطر هذا الحديث صحيح لغيره. وفي أنه كاف شاف حديث: أولًا: عن أُبَيّ رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إن جبريل وميكائيل عليهما السلام، أتيا لي، فقعد جبريل عن يميني، وميكائيل عن يساري، فقال جبريل عليه السلام: اقرأ القرآن على حرف، قال ميكائيل: استزده حتى بلغ سبعة أحرف، فكل حرف شاف وكاف". أخرجه النسائي في الافتتاح، باب جامع ما جاء في القرآن (2/ 154). وأحمد (5/ 114، 122). وعبد بن حميد (1/ 189: 164). كلهم من طريق حميد الطويل عن أنس، عن أُبَيّ رضي الله عنه. وهذا إسناد صحيح. قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 523): قلت: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين، وقد أدخل بعض الرواة عبادة بن الصامت بين أنس وأبيّ. اهـ رضي الله عنهم. وانظر علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 84)، وتفسير الطبري (1/ 15). وقد تابع أنسًا سليمان بن صرد رضي الله عنهما. عند أبي داود بنحوه (2/ 76: 1477). وأحمد (5/ 125). بإسناديهما عن قتادة، عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن ورد، عن أُبَيّ رضي الله عنه. وفيه قتادة مدلس وقد عنعن. =
= ثانيًا: من حديث أبي بكرة رضي الله عنه: قال: إن جبريل قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إقرأ القرآن على حرف، فقال له ميكائيل: استزده، فقال: حرفين- ثم قال: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، كلها شاف كاف كقولك: هلم وتعال. أخرجه أحمد (5/ 41، 51). وابن أبي شيبة في فضائل القرآن، باب القرآن على كم حرف نزل (10/ 175)، والطبري في جامع البيان (1/ 18)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 89)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 191) كلهم بأسانيدهم عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ أبيه، به. وهذا إسناد ضعيف، علي ضعيف كما تقدم في ترجمته (رقم 284). ثالثًا: من حديث معاذ رضي الله عنه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنزل الْقُرْآنُ مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ كلها شاف كاف". أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 150). حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى، ثنا علي بن ثابت الدهان، عن أسباط بن نصر، عن السدي، عن عبد خير بن معاذ، به. وهذا إسناد ضعيف، أسباط بن نصر صدوق يخطئ كما في ترجمته (رقم 498). رابعًا: عن ابن مسعود رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أُمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف، كل كاف، شاف". أخرجه الطبري في جامع البيان (1/ 19). عن يونس قال: أخبرنا ابن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن أبي عيسى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده عبد الله بن مسعود، به. =
= لم أعرف أبا عيسى هذا، وانظر كلام العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 524). وقال مصحح الطبعة في الحاشية: جاءت أسماء رواة هذا الحديث في (م) على نحو آخر: وحدثني يونس قال: أخبرني سليمان بن بلال عن أبي عيسى، عن ابن مسعود. اهـ. فإذا كان كذلك فلعل سليمان أرسله عن شتير بن شكل أو عبد الرحمن بن أبي ليلى فكلاهما يكنى بأبي عيسى. والله أعلم. خامسًا: عن ابن عمر رضي الله عنهما: عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلها شاف كاف". أخرجه ابن جرير في تفسيره (15/ 13). وأبو نعيم في تاريخ أصفهان (1/ 213) كلاهما. ومن طريق عبد الله بن ميمون قال: حدّثنا -عبيد الله- يعني ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، به. وهذا إسناد واه بمرة منكر، عبد الله بن ميمون بن داود منكر الحديث متروك كما في التقريب (1/ 455). سادسًا: وعن عمرو بن دينار مثله: أخرجه سعيد بن منصور (رقم 33)، وابن أبي شيبة (1/ 516)، وابن جرير (1/ 44). بأسانيدهم عَنْ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، به. وهذا إسناد ضعيف لإرساله. وجملة القول بعد هذا كله: إن الحديث بشطريه صحيح، والشطر الأول يصل إلى التواتر. والله أعلم.
3481 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبيدة، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قَالَ: خَرَجَ (عَلَيْنَا) (¬1) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ونحن (نقترىء (¬2)) (¬3) القرآن، يقرىء بعضنا بعضًا، فقال -صلى الله عليه وسلم- (¬4): الحمدُ لِلَّهِ: كِتَابُ اللَّهِ (وَاحِدٌ) (¬5)، فِيكُمُ (الْأَخْيَارُ) (¬6) والأحمر والأسود (¬7) إقرؤوا (القرآن) (¬8)، قبل أن يأتي قوم (¬9) يقرأونه، يقيمون حروف القرآن كما يقام السهم، لَا يَتَجَاوَزُ تَرَاقِيَهُمْ (¬10)، يَتَعَجَّلُونَ ثَوَابَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ (¬11). ¬
3481 - الحكم عليه: هذا سند ضعيف لضعف موسى بن عبيدة. وذكر المصنف رحمه الله في التهذيب عن ابن خلفون في ترجمة عبد الله بن =
= عبيدة أنه لم يسمع من سهل بن سعد. فعلى هذا، فالحديث معل بموسى، والانقطاع بين عبد الله وسهل رضي الله عنه.
تخريجه: أخرجه عن عبيد الله بن موسى عبد بن حميد في المنتخب (1/ 419). وتابع عبيد الله عن موسى: 1 - ابن المبارك في الزهد (/280: 83). ومن طريقه الآجري في أخلاق حملة القرآن (/48). 2 - سفيان الثوري عند الطبراني في الكبير (6/ 206). حدّثنا حفص بن عمر الرقي، ثنا قبيصة، ثنا سفيان. 3 - عبد الرحيم بن سليمان عنده: حدّثنا الفضل بن أبي روح البصري، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا عبد الرحيم بن سليمان. 4 - إسحاق بن سليمان أخرجه أبو عبيد في الفضائل (/28)، وابن عدي في الكامل (4/ 1451)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2/ 539). وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن (/242: 176). كلاهما عن إسحاق بن سليمان، كلهم عن موسى بن عبيدة، به. وتابع عبد الله بن عبيدة، وفاء بن شريح الصدفي عن سهل، به مرفوعًا. أخرجه أبو داود في الصلاة (1/ 220: 831)، باب ما يجزئ الأمي والأعجمي في القراءة، وأحمد (5/ 338)، وأبو عبيد في الفضائل (/28). والبخاري في التاريخ (8/ 191)، والطبراني في الكبير (6/ 207)، وابن حبّان (3/ 36، 15/ 120)، والبيهقي في الشعب (2/ 540)، بأسانيدهم عن عمرو بن الحارث، وابن لهيعة عن بكر بن سوادة، عن وفاء بن شريح الصدفي، عن سهل بنحوه. =
= وهذا إسناد دون ابن لهيعة- رجاله ثقات إلا وفاء بن شريح لم يوثقه إلا ابن حبّان كما في التهذيب (11/ 107)، فالإِسناد ضعيف. إلا أن له شواهد: أولًا: عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعرابي والأعجمي، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "اقرؤوا فكلٌّ حسن، وسيجيءُ أقوام يقيمونه، كما يقام القدح، يتعجَّلونه ولا يتأجَّلونه". أخرجه أبو داود في الموضع السابق. وأحمد (3/ 97، 357)، وسعيد بن منصور (رقم 31)، ومن طريقه الرازي في الفضائل (رقم 16). وأبو يعلى (2/ 445)، والفريابي في فضائل القرآن (/244: 174)، والآجري (/47) في أخلاق حملة القرآن، والبيهقي في شعب الإِيمان (2/ 538). والبغوي في شرح السنة (3/ 88). بأسانيدهم، وهي بمجموعها صحيحة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عنه. قال ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود: وصحح الدارقطني هذا الحديث. ثانيًا: عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بعد أن ذكر مثل ما ذكر سهل وجابر قال: أنتم في خير، تقرؤون كتاب الله وفيكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسيأتي على الناس زمان يثقفونه كما يثقفون القدح، يتعجَّلون أجورهم ولا يتأتجَّلونها. أخرجه أحمد (3/ 146، 155)، وأبو عبيد في الفضائل (/28)، والفريابي في فضائل القرآن (/244: 175)، ومن طريقه الرازي في الفضائل (رقم 17)، بإسناديهما عن أبي لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن وفاء بن الخولاني، عن أنس، =
= وهذا إسناد ضعيف ابن لهيعة سيِّء الحفظ، فلعل هذا من أوهامه، فقد رواه عن بكر، عن وفاء، عن سهل رضي الله عنه. وانظر كلام العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 464). فحديث الباب صحيح لحديث جابر رضي الله عنه. وهذا الحديث زائد على ما شرطه المصنف، فإنه ورد في مسند أحمد بسند غير هذا، فزاد هذا ليبين أن له طريقين.
1 - باب متى نزل القرآن
1 - بَابُ مَتَى نَزَلَ الْقُرْآنُ 3482 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، (ثنا أَبِي) (¬2)، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله (عنهما) (¬3)، قال: أنزل الله تعالى صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ رمضان، وأنزل الزبور على داود لثنتي عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ (¬4) عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ. * قُلْتُ: هَذَا مَقْلُوبٌ (¬5) وإنما هو عن واثلة رضي الله عنه. ¬
3482 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا واه بمره لأمرين: 1 - عبد الله ابن أبي حميد متروك. 2 - سفيان بن وكيع ضعيف. قال الهيثمي في المجمع (1/ 202) فيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف. ورأيت قول المصنف أنه مقلوب فإنه يروى بإسناد آخر عن أبي المليح عن واثله رضي الله عنه. فهو على هذا موضوع على جابر رضي الله عنه.
تخريجه: لم أجده بهذا الإِسناد وعزاه ابن كثير في التفسير (1/ 216) لابن مردويه. والحديث يروى بإسناد آخر عَنْ واثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ولفظه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإِنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان)، وأنزل القرآن لأربع وعشرين من رمضان (ولأربع عشرة) - رواية الطبراني). أخرجه أحمد (4/ 107). وابن جرير (2/ 145)، والطبراني في الكبير، وما بين القوسين له (22/ 75)، والبيهقي في السنن في الجزية باب ذكر كتب انزلها الله قبل نزول القرآن (19/ 188)، والقوس الأول له مع الطبراني. =
= كلهم بأسانيدهم عن عمران عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة رضي الله عنه. وهذا إسناد ضعيف لأمرين: 1 - عمران هو القطان ضعيف كما تقدم في الحديث (رقم 107). قتادة مدلس وقد عنعن كما في ترجمته (رقم 38). قال الهيثمي في المجمع (1/ 202): فيه عمران القطان ضعفه يحيى، ووثقه ابن حبّان وبقية رجاله ثقات. وقال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 104)، وهذا إسناد حسن رجاله ثقات، وفي القطان كلام يسير. وله شاهد من حديث ابن عباس مرفوعًا نحوه، أخرجه ابن عساكر من طريق علي بن أبي طلحة عنه. وهذا منقطع؛ لأن عليا هذا لم ير ابن عباس. قلت: وعلق البغوي في تفسيره عن أبي ذر رضي الله عنه، نحوه باختلاف يسير نحوه في التفسير (1/ 198). فالحديث ضعيف من حديث واثلة للعلتين السابقتين وأما القطان فضعيف.
2 - باب كتابة المصحف
2 - باب كتابة المصحف 3483 - قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، ثنا أَبُو وَائِلٍ الْقَاصُّ (¬1) الْمُرَادِيُّ الصَّنْعَانِيُّ (¬2)، قَالَ: سَمِعْتُ هانئ البربري. مولى عثمان بن عفان (رضي الله عنه) (¬3)، يقول: لما كان عثمان رضي الله عنه يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ شَكُّوا فِي ثَلَاثِ آيَاتٍ، فَكَتَبُوهَا فِي كَتِفِ شَاةٍ، (وَأَرْسَلُونِي) (¬4) إِلَى أُبَيِّ بْنِ كعب وزيد بن ثابت رضي الله (عنهما) (¬5)، (فدخلت عليهما، فناولتها إلى) (¬6) أبي بن كعب رضي الله عنه فقرأها، فوجد فيها: لا تبديل للخلق ذلك الدين القيم، (فمحى بيده رضي الله عنه (أحد) (¬7) اللامين، ¬
(وكتبها) (¬8)، (لا تبديل لخلق الله) (¬9)، (قال) (¬10): ووجد (رضي الله (¬11) عنه) (فيها) (¬12): انظر إلى طعامك وشرابك لم (يتسن) (¬13)، فمحى النون وكتبها لم يتسنه وقرأ (رضي الله عنه) (¬14) منها: فأمهل الكافرين، فمحى الألف وكتبها (فمهل) (¬15)، قال (رضي الله (¬16) عنه) وَلَا (أَعْلَمُهُ) (¬17) إلَّا قَالَ فِيهَا، فَنَظَرَ فِيهَا زيد بن ثابت رضي الله عنه، ثم انطلقت بها إلى عثمان رضي الله عنه، فَأَثْبَتُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ كَذَلِكَ. * هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. ¬
3483 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن. وضعفه الوصيري تبعًا للمصنف في الإتحاف (3/ 3 أمختصر). وهذا للخلاف الموجود في أبي وائل.
تخريجه: رواه عن أبي وائل ابن المبارك القاسم بن سلام في الفضائل (159). =
= ومن طريقه الطبري في التفسير (2/ 38). وتابع أبا وائل القاضي عن هاني سليمان بن عمير إلَّا أنه سمي المرسول إليه عثمان رضي الله عنه بقوله لم يسنه أخرجه أبو عبيد في الفضائل (159) ثني عبد الرحمن بن مهدي عن أبي الجراح عن سليمان بن عمير عن هانئ، به وأبو الجراح لم أجد من ترجمه وذكر البخاري وابن أبي حاتم سليمان بن عمير ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
3 - باب جمع الناس عثمان رضي الله عنه على حرف واحد
3 - باب جمع الناس عثمان (¬1) رضي الله عنه على حرف واحد 3484 - قال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: إن ابن عباس رضي الله عنهما، سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: الْحَرْفُ الْأَوَّلُ، فَقَالَ ابْنُ عباس رضي الله (عنهما) (¬2) (مَا) (¬3) الْحَرْفُ الْأَوَّلُ؟ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا ابن عباس إن عمر رضي الله عنه، بعث ابن مسعود رضي الله عنه معلمًا إلى أهل الكوفة، فحفظوا قراءته، فغير عثمان رضي الله عنه الْقِرَاءَةَ، فَهُمْ يَدْعُونَهُ الْحَرْفَ الْأَوَّلَ (¬4)، فَقَالَ ابْنُ عباس رضي الله عنهما: إنه لآخر حرف عرض، بِهِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جبريل عليه الصلاة والسلام. ¬
= 3484 - الحكم عليه: هذا مرسل ضعيف الإِسناد، مغيرة يدلس عن إبراهيم كما تقدم. وسكت عليه المصنف في الفتح (9/ 44)، وهذا يقتضي أنه يرى بأنه حسن. كما ذكر ذلك في مقدمة كتابه.
تخريجه: أخرجه مسدّد كما ذكر المصنف هنا، وفي فتح الباري (9/ 44).
4 - باب القراءة بالألحان
4 - باب القراءة بالألحان 3485 - [1] قال أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَسَلٍ، (عَنِ) (¬2) ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ لَمْ يتغنَّ (بِالْقُرْآنِ) (¬3) فَلَيْسَ مِنَّا". [2] وقال البزّار: حدّثنا إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ، ثنا مَعْقِلُ بْنُ مَالِكٍ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى عَنْ أَيُّوبَ وعسل، عن ابن أبي مليكة بهذا. ¬
3485 - [1] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف عسل بن سفيان. قال البوصيري بعد أن عزّاه لمن خرجه كما في الإِتحاف (3/ 2) وفيه عسل بن سفيان وهو ضعيف.
3485 - [3] وقال: حدّثنا (عبد اللَّهِ) (¬1) السَّدُوسِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا شعبة، عن عسل به، قال الْبَزَّارُ: مَا رَوَى شُعْبَةُ عَنْ عَسَلٍ إلَّا هَذَا، وَلَا رَوَاهُ، عَنْ شُعْبَةَ إلَّا رَوْحُ بن عبادة ومعاذ بن معاذ (¬2). ¬
3485 - [3] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه من لم أعرفه، وأبو أمية متروك. قال الهيثمي في المجمع (7/ 173)، وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف.
تخريجه: رواه الحاكم من طريق روح بن عبادة عن شعبة (1/ 570) -ولعله ساقط في المطبوع- وأشار الذهبي في التلخيص إليه عن شعبة. وكما قال البزّار: فقد رواه معاذ بن معاذ عن شعبة: أخرجه البخاري في التاريخ (5/ 401). وابن عدي في ترجمة عسل (5/ 2012). كلاهما عن عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، عن شعبة به. قال ابن عدي رحمه الله: وهذا غريب عن شعبة رواه مع معاذ روح بن عبادة، وغيره. وقد روى نصر بن علي هذا الحديث بإسناده فجعله عن ابن عباس رضي الله عنه. أخرجه الحاكم (1/ 570)، أخرجه عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ عبدان الأهوازي، ثنا نصر، ثنا الحارث به. قال الحاكه عقبة: ليس مستبدع من عسل بن سفيان الوهم. اهـ. =
= فقد اضطرب فيه عسل والحمل عليه في هذا. وإلاَّ فالحديث ثابت، بهذا اللفظ عن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه، فخالف فيه عسل الرواة، وقد ذكر الدارقطني رحمه الله تعالى الخلاف في هذا الحديث. وإليك كلامه مع تخريج كل طريق أشار إليه، فقد قال: حديث يرويه عبد الله ابن أبي مليكة واختلف عنه: فرواه عمرو بن دينار، وعبد الملك بن جريج، وسعيد بن حسان المخزومي المكي، وحسام بن مصك، وعمرو بن قيس، والليث بن سعد عنه، عن ابن أبي نهيك، عن سعد رضي الله عنه. قلت: أما عمرو بن دينار فقد أخرجه عنه: أبو داود في السنن في كتاب الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة (2/ 74: 470). وأحمد في مسنده (1/ 142، 175)، وعبد الرزاق في مصنفه (2/ 483)، والحميدي في مسنده (1/ 41). وابن أبي شيبة في مصنفه في الصلوات، باب حسن الصوت بالقرآن (2/ 522) وفي فضائل القرآن، باب حسن الصوت بالقرآن (10/ 464). والدارمي في سننه في الصلاة، باب التغنى بالقرآن (1/ 349)، وابن نصر في قيام الليل (/39)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 351)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 127). والحاكم في مستدركه (1/ 565). والبيهقي في سننه (10/ 230) في الشهادات، باب تحسين الصوت بالقرآن والذكر وفي الشعب (2/ 528). والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 206) - ولعل في إسناده سقط ابن أبي مليكة. كلهم بأسانيدهم عن عمرو بن دينار رضي الله عنه، به. أما ابن جريج: فأخرجه الحميدي في مسنده (1/ 41)، والحاكم في مستدركه =
= (1/ 565)، كلاهما عن عبد الملك به. وأما سعيد بن حسان، فأخرجه أحمد في مسنده (1/ 172)، والطيالسي في مسنده (/28)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 522)، والدورقي في مسند سعد (/210: 127). كلهم من طريقه عن ابن أبي مليكة، عن ابن أبي نهيك، عن سعد رضي الله عنه، به. وأما حسام بن مصك. أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 207)، من طريق أبي عبيد، نا شبابة عن حسام به. وحسام ضعيف جدًا، كما يظهر ذلك من ترجمته في التهذيب (2/ 213). وأما طريق عمر بن قيس، فلم أقف عليه، وعلى كلٍّ فهو متروك، كما يظهر ذلك من ترجمته في التهذيب (7/ 431). وأما الليث بن سعد فأخرجه من طريقه: أبو داود في السنن في الموضع السابق عن أبي الوليد وقتيبة ويزيد بن خالد. وأحمد في المسند (1/ 175)، عن حجاج وأبي النضر. وعبد بن حميد (1/ 183)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 127). والدارمي في فضائل القرآن، باب التغني بالقرآن (2/ 471)، كلهم عن أبي الوليد وابن حبّان (1/ 326)، عن يزيد بن موهب. والحاكم (1/ 569) عن قتيبة ويحيى بن بكير. والقضاعي في مسند الشبهات (2/ 209) عن عاصم. والبيهقي في السنن في الموضع السابق عن أبي الوليد. كلهم عن الليث بن سعدبه. قال الدارقطني: واختلف عن الليث في ذكر سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه، فأما الغرباء عن الليث فرووه عنه على الصواب. =
= قلت: وتقدم رواية العراقين عنه. قال الدارقطني: وأما أهل مصر فرووه وقالوا: عن سعيد ابن أبي سعيد كان سعد. قلت: أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 127). والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 207)، كلاهما من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن أبي نهيك، عن سعيد ابن أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. وعبد الله بن صالح كثير الخطأ كما هو معلوم عنه، إلَّا أنه رواه عن الليث هكذا فإنه قال: قال لنا الليث بالعراق -يعني في هذا الحديث عن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه- كما هو في مشكل الآثار. وأخرجه الطحاوي من طريق عبد الحكم وشعيب بن الليث عن الليث بمثله. قال الدارقطني: ومنهم من قال: عن سعيد أو سعد. قلت: هو عند الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 127). من طريق شعيب بن الليث عن أبيه، عن عبد الله ابن أبي مليكة، عن عبد الله ابن أبي نهيك، عن سعيد أو سعد، عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-. قال الدارقطني: وقال قتيبة: عن الليث، عن رجل ولم يسم سعدًا ولا غيره. قلت: قال أبو زرعة الرازي في علل ابن أبي حاتم (1/ 188: 538) في كتاب الليث في أصله سعيد ابن أبي سعيد، ولكن لقِّن بالعراق عن سعد. اهـ. قلت: كأن الصواب قول الدارقطني، أن الليث روايته كرواية من سبقه. ومما يقويه أَن الليث من أثبت أصحاب سعيد ابن أبي سعيد كما في شرح العلل (2/ 670)، فلو كان عن سعيد فكيف يرويه بواسطتين عنه. وهو صاحبه، فربما في كتابه زيادة في اللفظ، فرووه عنه هكذا. ومما يزاد على كلام الدارقطني. =
= أن الحاكم أخرج عن محمد بن صالح بن هانئ، ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران، ثنا سليمان بن داود المهري، وأحمد بن عمرو السراج، قالا: ثنا عبد الله بن وهب، أنبأ عمرو بن الحارث، عن ابن أبي مليكة، أنه حدثه عن ناس دخلوا على سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه، فسألوه عن القرآن، فقال سعد رضي الله عنه: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن. أخرجه الحاكم (1/ 570). وشيخ الحاكم لم أجد له ترجمة. ومحمد بن إسماعيل بن مهران على جلالة قدره إلَّا أنه مرض في آخر عمره قبل وفاته بسنتين بمرض أسكت لسانه، فالأخذ عنه فيها ضعيف. انظر ترجمته في لسان الميزان (5/ 93). ولليث وصله عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ سعيد ابن أبي سعيد أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 206). أخرجه قال أخبرنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر، أنبأ عبد الله بن محمد بن إبراهيم الفقيه، ثنا أحمد بن عيسى الوشاء، ثنا عيسى بن حماد زغبة، عن الليث، ثنا ابن أبي مليكة، عن ابن أبي نهيك، عن سعيد ابن أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، به مرفوعًا. وشيخ القضاعي لم أعرفه، وأحمد بن عيسى الوشاء: ضعيف، ضعفه الدارقطني، وحدث بأحاديث بواطيل كما في ترجمته في اللسان (1/ 263). قال الدارقطني: ورواه أبو رافع إسماعيل بن رافع عن ابن أبي مليكة، عن عبد الرحمن بن السائب. ورواه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السائب، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، ولم يقل عن ابن أبي نهيك. اهـ. =
= قلت: رواية أبي رافع أخرجها ابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة فيها (1/ 424: 1337). وأبو يعلى (1/ 330). والآجري في أخلاق حملة القرآن (/79، 80). والرازي في فضائل القرآن (رقم 90). والبيهقي في السنن في الموضع السابق (10/ 231)، وفي شعب الإِيمان (2/ 362)، (263) بالإِسناد كلهم عن الوليد بن مسلم حدثني أبو رافع، حدثني ابن أبي مليكة، عن عبد الرحمن بن السائب، قال: قدم علينا سعد بن أبي وقاص بعدما كف بصره، فأتيته مسلمًا وانتسبت له، فقال: مرحبًا ابن أخي، بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به، فمن لم يتغن به فليس منا". وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن رافع ضعيف وتقدمت ترجمته (رقم 251). وأما عبد الرحمن المليكي. فأخرجه الدورقي في مسند سعد (/214: 128). حدّثنا أحمد، حدّثنا وكيع، حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السائب، عن سعيد بنحو حديث إسماعيل بن رافع. قلت ورواه كرواية عمرو بن دينار ومن معه فقال عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن السائب، ابن أبي نهيك، عن سعد رضي الله عنه. أخرجه الدورقي في الموضع السابق. والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 208) كلاهما عن أبي نعيم، عن عبد الرحمن به، قلت: فهذا من اضطراب عبد الرحمن المليكي، فهو ضعيف كما في ترجمته في التهذيب (6/ 132). قال الدارقطني رحمه الله: ورواه عبد الجبار بن الورد، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي يزيد، قال: كنت أنا وعبد الله بن السائب واقفين، فمرَّ بنا أبو لبابة =
= فأسنده عن أبي لبابة، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَمْ يذكر سعدًا ووهم فيه. قلت: أخرجه أبو داود في السنن في الموضع السابق (رقم 1471). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 450)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 127)، والطبراني في الكبير (5/ 34: 4514) -وفيه ابن أبي نهيك، ولعله سبق قلم من النساخ- والبيهقي في الموضع السابق في السنن. من طريق عبد الأعلي بن حماد النرسي، عن عبد الجبار بن الورد به. قال الطحاوي عقبة ذكر عبيد الله في الإِسناد وقال: وإنما هو ابن أبي نهيك. اهـ. ولعل هذا من أخطاء ابن الورد فقد قال فيه البخاري: يخالف في بعض حديثه وقال ابن حبّان: يخطئ ويهم. انظر (التهذيب 6/ 96). ومما يزاد أيضًا على كلام الدارقطني: أن سلمة بن الفضل رواه عن ابن أبي مليكة قال: سمعت القاسم بن محمد يقول حدثني السائب، قال: قال لي سعد يا ابن أخي هل قرأت القرآن؟ قلت: نعم قال: تغن بالقرآن فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: تغنوا بالقرآن ليس منا من لم يتغن بالقرآن وابكوا فإن لم تقدروا على البكاء فتباكوا. أخرجه الذهبي في السير (11/ 505) من طريق محمد بن حميد الرازي، حدّثنا سلمة به ومحمد بن حميد حافظ ضعيف. قال الدارقطني: ورواه عسل بن سفيان، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ شعبة، وتابعه الحارث بن مرة الحنفي. وقال أيوب بن خوط، عن أيوب السختياني وعسل بن سفيان، عن بن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها أيضًا. قلت: وأيوب متروك كما في (التقريب 1/ 89). وتقدم ذكر هذا في أول التخريج. =
= قال الدارقطني: وقال عبيد الله بن الأخنس أبو مالك، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، انتهى كلام الدارقطني. قلت: أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 97). والطبراني في الكبير (11/ 121). والحاكم في المستدرك (1/ 570). والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 208)، وابن الشجري في أماليه (1/ 87). بأسانيدهم عن ابن الأخنس، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وابن الأخنس ثقة، قال فيه ابن حبّان يخطئ كثيرًا، كما في ترجمته في (التهذيب 7/ 3). وأخرج الدولابي في (الكنى 1/ 64، 160)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 98)، عن أبي جعفر الدقيقي، قال ثنا محمد بن ماهان أبو حنيفة الواسطي، قال ثنا نافع بن عمر الجحمي، عن ابن أبي مليكة، عن ابن الزبير رضي الله عنهما به مرفوعًا. ومحمد بن ماهان ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا (8/ 105). ثم أنه قال عنه في ترجمة ابنه أحمد (2/ 73): مجهول. قلت: إن أراد به جهالة العين فقد روى عنه ابنه وشعيب بن عبد الحميد والدقيقي، وإن أراد به الحال فقد قال فيه العجلي في الثقات (/412)، صدوق. ومثله لا يعتد لمخالفته فتوثيقه لين، وعجب من الهيثمي رحمه الله إذ قال: وفيه محمد بن ماهان، قال الدارقطني ليس بالقوي، كما في المجمع (7/ 173)، وإنما هذا متأخر روى عنه الدارقطني كما في تاريخ بغداد (3/ 293). وبعد هذا كله يظهر والله أعلم أن رواية الجماعة عن ابن أبي مليكة وهم عمرو بن دينار ومن معه هي الصحيحة =
= فعمرو وابن جريح ثقات أثبات وكذلك سعيد بن حسان فهو ثقة. ومما يقوي هذا أنهم مكيون وهم أعلم الناس بأحاديث شيوخهم. ويراعى توجيه رواية الليث كما ذكرت سابقًا. وأما من خالفهم فهم أما ضعفاء وأما أنهم يخطئون في أحاديثهم أو فيهم جهالة. فحديث الجماعة صحيح ولا يضر الخلاف فيه إن شاء الله تعالى. وابن أبي نهيك ثقة كما يظهر في ترجمته. وللحديث شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بلفظه. أخرجه البخاري في التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} (13/ 500). ومن طريقه البغوي في شرح السنة (4/ 485). عن إسحاق ثنا أبو عاصم، أنا ابن جريج أنا ابن شهاب عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، به.
3486 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، (ثنا) (¬1) حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ أَبَا مُوسَى (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كان يقرأ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَنِسَاءُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتَمِعْنَ، (فَقِيلَ) (¬3) لَهُ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ لحبَّرته (¬4) تحبيرًا، ولشوّقته تشويقًا. * صحيح (¬5). ¬
3486 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، وحمّاد، وإن كان يخطئ فهو أثبت الناس في ثابت البناني. قال المصنف في (فتح الباري 9/ 93): على شرط مسلم.
تخريجه: أخرجه عن يزيد بن أبي شيبة في المصنف في فضائل القرآن (10/ 465) وابن سعد عن يزيد وعفان (4/ 108) بنحوه.
3487 - [1] وقال أبو يعلى: حدّثنا إسماعيل بن سيف، ثنا (عون) (¬1) بْنُ عَمْرٍو، ثنا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: اقرؤوا القرآن بالحزن (¬2)، فإنه نزل بالحزن (¬3). ¬
3487 - الحكم عليه: هذا إسناد واهٍ بمرة للأمور التالي: 1 - إسماعيل بن سيف ضعيف. 2 - شيخه ضعيف جدًا. 3 - الجريري اختلط ولا يدرى أسمع منه عون قبل الاختلاط أم بعده. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 172): وفيه إسماعيل بن سيف وهو ضعيف.
تخريجه: هو في معجم شيوخ أبي يعلى بالإِسناد والمتن (رقم 112). ومن طريقه ابن الشجري في الأمالي (1/ 105). وأخرجه العقيلي في الضعفاء له (3/ 422)، ولفظه: إن القرآن نزل بحزن فاتلوه بحزن. =
= وأخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 427)، كلاهما عن إبراهيم بن هاشم البغوي، حدّثنا إسماعيل به. ومن طريق إبراهيم أخرجه أبو نعيم في (الحلية 6/ 196). وللحديث شاهد من حديث سعد وأبي لبابة رضي الله عنهما، وهما ضعيفان كما سبق بيانه في الحديث السابق.
5 - باب الترهيب من الكلام في القرآن بغير علم
5 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَلَامِ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ (141) تَقَدَّمَ فِيهِ حَدِيثٌ فِي بَابِ الزَّجْرِ عن كتمان العلم (¬1). ¬
3488 - الحكم عليه: هذا الحديث ضعيف الإِسناد عبد الأعلى هو ابن عامر الثعلبي، كما صرحت به رواية الطبري وهو ضعيف، كما يظهر ذلك من ترجمته في التهذيب وقد قال المصنف عقب هذا الحديث في موضعه صحيح. وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح. وقال البوصيري: إسناده صحيح. وانظر تمام تخريجه في القسم المحقق من هذا الكتاب.
6 - باب فضل القراء
6 - باب فضل القرَّاء 3488 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حَفْصُ أَبُو (عُمَرَ) (¬1) الْقَارِئُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، (عَنْ أَبِيهِ) (¬2)، قَالَ: كنت مع عليٍّ رضي الله عنه، فسمع ضجَّتهم (¬3) في المسجد (¬4) يقرؤون الْقُرْآنَ، فَقَالَ: طُوبَى (¬5) لِهَؤُلَاءِ، هَؤُلَاءِ (كَانُوا) (¬6) أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. ¬
3488 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، حفص بن سليمان متروك. قال الهيثمي في المجمع (7/ 169): وفيه حفص بن سليمان الغاضري، وهو =
= متروك. وسكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (3/ 190 ب).
تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق محمد بن حرب النسائي، ثنا علي بن يزيد، ثنا حفص به كما في مجمع البحرين (/156). وتابع حفصًا: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الثقفي، عن عاصم، عن أبيه بنحوه. أخرجه البزّار في مسنده (2/ 95). وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلَّا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن عاصم بن كليب إلَّا أبو يعقوب الثقفي. وأبو يعقوب هذا رجل مشهور. قلت: إسحاق هذا ضعفه العقيلي وابن عدي. وانظر الكامل (1/ 333)، (والتهذيب 1/ 194). قال الهيثمي في المجمع (7/ 169): وفي إسناد البزّار، إسحاق بن إبراهيم الثقفي وهو ضعيف. فجملة القول أن الحديث ضعيف.
3489 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (قَالَ): (¬1) مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ، وَمَاتَ فِي الْجَمَاعَةِ، بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ السفرة (¬2) والبررة (¬3)، ومن قرأ القرآن وهو ينفلت (¬4) منه، آتاه الله (تعالى) (¬5) أجره مرتين، ومن كان حَرِيصًا عَلَيْهِ، وَلَا يَسْتَطِيعُهُ وَلَا يَدَعُهُ، بَعَثَهُ الله تعالى مع أشراف أَهْلِهِ (¬6)، وَفُضِّلُوا عَلَى الْخَلَائِقِ كَمَا فُضِّلَتِ النُّسُورُ (¬7) على سائر (الطيور) (¬8)، وكما فضلت ¬
عَيْنٌ (¬9) فِي مَرْجَةٍ (¬10) عَلَى مَا حَوْلَهَا، ثُمَّ يُنَادِي منادٍ: أَيْنَ الَّذِينَ (كَانُوا) (¬11) لَا تُلْهِيهِمْ رعاية الأنعام، عن تِلَاوَةِ كِتَابِي فَيَقُومُونَ (فَيَلْبِسُ) (¬12) (أَحَدُهُمْ تَاجَ الْكَرَامَةِ) (¬13)، وَيُعْطَى الْيُمْنَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِيَسَارِهِ، ثُمَّ يُكْسَى أبواه إن كانا مسلمين حلة خير (من الدنيا و) (¬14) ما فِيهَا، فَيَقُولَانِ: أَنَّى لَنَا هَذَا، وَمَا بَلَغَتْ أَعْمَالُنَا، فَيُقَالُ: إِنَّ وَلَدَكُمَا كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ. * هَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ لَكِنْ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ العزيز ضعيف الحديث. ¬
3489 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف سويد بن عبد العزيز. قال الهيثمي في المجمع (7/ 163): وفيه سويد بن عبد العزيز، متروك وأثنى عليه هشيم خيرًا. وقال البوصيري في الإِتحاف (3/ 190 أ): رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف لضعف سويد بن عبد العزيز، ورواه أبو داود في سننه والحاكم وصححه من حديث معاذ بن أنس.
تخريجه: أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 345) من طريق إسحاق بن راهويه به. =
= وتابع إسحاق وابن هاشم البعلبكي، أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 72) بإسنادين عن محمد بن هاشم، عن سويد به. ومحمد صدوق كما يظهر ذلك من ترجمته في (التهذيب 9/ 436). وقد تقدم ذكر شواهد لهذا الحديث في حديث ابن بريدة (رقم 3478) وسبق الحكم بأنه وحديث الباب والشواهد المذكورة فيه ترقّي الحديث إلى درجة الحسن. وللحديث شاهد آخر مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار، ويحل حلاله ويحرّم حرامه، خلطه الله بلجمه ودمه، وجعله رفيق السفرة الكرام البررة، وإذا كان يوم القيامة، كان القرآن له حجيجًا، فقال: يا رب كل عامل يعمل في الدنيا، يأخذ بعمله من الدنيا، إلَّا فلان كان يقوم بي آناء الليل والنهار، فيحل حلالي ويحرم حرامي، فيقول: يا رب، فأعطه فيتوجه الله تاج الملك، ويكسوه من حلل الكرامة، ثم يقول: هل رضيت، فيقول: يا رب ارغب في أفضل من هذا، فيعطيه الله عزَّ وجلّ، الملك بيمينه، والخلد بشماله، ثم يقال له: هل رضيت، فيقول: نعم يا رب، ومن أخذه بعد ما يدخل في السنن، فأخذه يتفلت منه أعطاه الله أجره مرتين. أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 345). أخبرنا أبو نصر بن قتادة، ثنا أبو الفضل أحمد بن إسماعيل بن يحيى بن حازم الأزدي، أنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله، أنا يعقوب بن حميد بن كاسب، عن هشام بن سليمان بن عكرمة، عن إسماعيل بن رافع، عن سعيد المقبري: وزيد بن أسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهذا إسناد ضعيف لأمرين: إسماعيل ضعيف. هشام بن سليمان ضعيف في غير حديث ابن جريج، والأحمدان لم أجد لهما ترجمة. وكأنَّ الصحيح حديث أبي سعيد المقبري الآتي (برقم 3499). =
= وله إسناد آخر عند الجوزقاني في الأباطيل (رقم 686). أخبرنا محمد بن عبد الغفار، قال ثنا أبو طاهر أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الله الصانع، قال ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف بن عمر، ثنا أبو العباس الفضل ابن الفضلى الكندي، ثنا الحسن بن علي الخشاب، ثنا محمد بن عبيد المحاربي عن أبي رافع المدني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، به وهذا إسناد ضعيف. أبو رافع هو إسماعيل المتقدم ذكره، وهو ضعيف، وفي الإِسناد من لم أجد له ترجمة. ولبعض الحديث شواهد: أولًا: في إعطاء الأجر للقائم بالقرآن والذي شق عليه: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران. أخرجه البخاري واللفظ له في التفسير، باب سورة عبس (الفتح 88/ 691). ومسلم في المسافرين، باب فضيلة حافظ القرآن (النووي 6/ 4). وأبو داود وفي الوتر، باب في ثواب قراءة القرآن (2/ 70: 1454). والترمذي في فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل قارئ القرآن (4/ 344). والنسائي في فضائل القرآن (رقم 70، 71، 72). وابن ماجه في الأدب، باب ثواب القرآن (2/ 242: 3779). وأحمد (6/ 48، 94، 98، 110، 170، 192، 266. والطيالسي (/210: 1499). وأبو عبيد في الفضائل (/38). وابن أبي شيبة في فضائل القرآن باب في الماهر بالقرآن (3/ 490). =
= والدارمي في فضائل القرآن، باب فضل من يقرأ القرآن ويشتد عليه (2/ 444). والفريابي في فضائل القرآن (/112، 73)، وابن حبّان (3/ 44). والبيهقي في السنن كتاب الصلاة، باب المعاهدة على قراءة القرآن (2/ 395) والبغوي في شرح السنة (4/ 428). وابن الشجري في أماليه (1/ 73، 77). كلهم بأسانيدهم عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة رضي الله عنها. فهذا شاهد صحيح لطرف الحديث.
3490 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا حَسَدَ (¬1) إلَّا في اثنتين. . . الحديث (¬2). ¬
3490 - الحكم عليه: هذا حديث متصل، رجاله ثقات، إلَّا أنه أعلَّ بالشذوذ كما سيأتي. قال الهيثمي في المجمع (3/ 111)، رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: وتابع عثمان بن أبي شيبة عن يحيى بن آدم به: 2 - أحمد بن حنبل في مسنده (2/ 479)، بذكر السند محيلًا بالمتن على حديث سابق لأبي هريرة رضي الله عنه بلفظه. 3 - أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف في فضائل القرآن، باب من قال الحسد في قراءة القرآن (10/ 557). =
= محمد بن كريب عند الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 191) حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، عن أبي كريب كلهم عن يحيى به. قال أبو حاتم لما سئل في العلل (2/ 62)، عن حديث رواه حفص، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا حَسَدَ إلَّا في اثنتين وما في حديث يزيد أيهما أصح؟ قال: حفص أحفظ، والحديث مروي عن أبي هريرة رضي الله عنه، من طريق آخر، ولا أعلم لأبي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في هذا شيئًا. ولم أقف على رواية حفص، إلَّا أنه توبع به: فقد تابعه شعبة بنحوه عند البخاري في فضائل القرآن، باب اغتباط صاحب القرآن (9/ 73). والنسائي في الكبرى كما في التحفة (9/ 357). وأحمد (2/ 479)، والغرياني في فضائل القرآن (/197). والبيهقي في سننه كتاب الزكاة، باب وجوه الصدقة (4/ 189). وجرير بن عبد الحميد عن سليمان بنحوه. أخرجه البخاري في التمني، باب تمني القرآن والعلم (13/ 220). وفي التوحيد، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به (13/ 502). والنسائي في الكبرى كما في التحفة (9/ 348). والفريابي في فضائل القرآن (/197). سنان -لعله ابن هارون البرجمي- عن الأعمش به أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 191). وشعبة من أصحاب الأعمش الكبار، وإنما يفضل عليه الثوري وأبو معاوية فيه، وقد توبع عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، فيه ويزيد وإن =
= كان حافظًا فإن أحمد يقول فيه وفي أخيه قطبه وسليمان ابن قرم: هؤلاء قوم ثقات، وهم أتم حديثًا من حديث شعبة وسفيان، هم أصحاب ليث، وإن كان سفيان وشعبة أحفظ منهم، أي في غير ليث. فالحكم حينئذٍ لشعبه ومن تابعه والله أعلم. وسواء كان الحديث عن أي الصحابيين فهو صحيح. وفي الباب عن ابن عمر وابن مسعود وأبي كبشه رضي الله عنهم.
3491 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: يَتَمَثَّلُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُؤْتَى بالرجل قد كان حمله، فَيَتَمَثَّلُ خَصْمًا دُونَهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حمَّلته إِيَّايَ فشرَّ حَامِلٍ، تَعَدَّى حُدُودِي وضيَّع فَرَائِضِي، (وَرَكِبَ) مَعْصِيَتِي، وَتَرَكَ طَاعَتِي، فَمَا يَزَالُ يَقْذِفُ عَلَيْهِ بِالْحُجَجِ حَتَّى يُقَالَ: فَشَأْنُكَ بِهِ، فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ، مَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يكبَّه عَلَى صخرة في النار، وَيُؤْتَى بِالْعَبْدِ الصَّالِحِ، قَدْ كَانَ حَمَلَهُ (فَحَفِظَ) أَمْرَهُ، فَيَتَمَثَّلُ خَصْمًا دُونَهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَمَّلْتَهُ إِيَّايَ فَكَانَ خَيْرَ حَامِلٍ، حَفِظَ حُدُودِي وَعَمِلَ بِفَرَائِضِي، وَاجْتَنَبَ مَعْصِيَتِي، وَعَمِلَ بِطَاعَتِي، وَمَا يزال يقذف له بالحجج، حتى يقال: شَأْنُكَ بِهِ، فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ، فَمَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يَكْسُوَهُ حُلَّةَ الْإِسْتَبْرَقِ، وَيَعْقِدَ عَلَيْهِ تَاجَ الْمُلْكِ، ويسقيه كأس الخمر (¬1). * هذا إسناد حسن. ¬
3491 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف. لتدليس ابن إسحاق وقد عنعن. قال الهيثمي في المجمع (7/ 164): وفيه ابن إسحاق وهو ثقة، ولكنه مدلس وبقية رجاله ثقات، وحسَّنه المصنف كما رأيت، وحسنه في زوائد البزّار له (2/ 132). =
= وقال البوصيري في الإتحاف (مختصر 2/ 190 أ): رواه أبو بكر وأبو يعلى بإسناد حسن.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه في فضائل القرآن، باب يشفع القرآن لصاحبه يوم القيامة (10/ 491)، بالإِسناد والمتن، ومن طريقه ابن الضريس في الفضائل (/104) والجورقاني في الأباطيل (رقم 685)، وتابع ابن نمير عن ابن إسحاق عبد الأعلي بن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن شعيب به عند البزّار كما في كشف الأستار (3/ 98)، وابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (/258) كلاهما بإسناديهما عن عبد الأعلى بنحوه. وتابعهما سلمة بن الفضل عند ابن شاهين في الترغيب (رقم 216)، ثنا عبد الله بن سليمان، ثنا يزيد بن المبارك، ثنا سلمة وعزاه البوصيري كما رأيت لأبي يعلى وسيذكره المصنف عقب الحديث (رقم 3494).
3492 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (¬1) إن لله (تبارك وتعالى) (¬2) أَهْلِينَ (¬3) مِنَ النَّاسِ قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "هم أهل القرآن" (¬4). ¬
3492 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا لأمرين: 1 - الخليل بن زكريا متروك. 2 - مجالد ضعيف. قال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 190 ن): رواه الحارث ابن أبي أسامة عن الخليل بن زكريا البوصيري، عن مجالد بن سعيد وهما ضعيفان.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد، وقد عزاه في الكنز (1/ 523)، إلى ابن النجار. والحديث ورد من حديث أنس رضي الله عنه، بنحوه. أخرجه الطيالسي في مسنده (/283: 2124). وأحمد (3/ 127، 242). وأبو عبيد في فضائل القرآن (/381). والنسائي في فضائل القرآن (/83). وابن ماجه في المقدمة، باب من تعلم القرآن وعلمه (1/ 78: 215). وابن نصر في قيام الليل (/171). =
= وابن الضريس في فضائل القرآن (/97). والآجري في أخلاق حملة القرآن (23). والرازي في الفضائل (رقم 37). والحاكم في مستدركه (1/ 556)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 551). وأبو نعيم في الحلية (3/ 63)، (9/ 40)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 357). بأسانيدهم عن عبد الرحمن بن بديل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مرفوعًا. وهذا إسناد حسن، ابن بديل لا بأس به كما في (التقريب 1/ 473). قال البوصيري: إسناده صحيح. وقد روي بطرق أخرى عن أنس ضعيفه، انظرها في السلسلة الضعيفة (4/ 84).
3493 - حدّثنا (¬1) أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ رضي الله عنه (قَالَ: إِنَّ) (¬2) النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال (¬3): من تعظيم الله (تعالى) (¬4)، إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن (والإِمام العادل (¬5)). ¬
3492 - الحكم عليه: هذا حديث رجاله ثقات، إلا أنه مرسل بين قتادة والنبي -صلى الله عليه وسلم-. قال البوصيري كما في الإتحاف (2/ 190 ب): رواه الحارث مرسلًا، ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه ابن الضريس كما في اللآلىء المصنوعة (1/ 152)، أنبأنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا حماد، به. وللحديث شواهد: أولًا: عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "إنَّ من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن، غير الغالي فيه، والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المُقسط". أخرجه أبو داود في الأدب، باب تنزيل الناس منازلهم (4/ 261: 4843). والمروزي في زوائد الزهد على ابن المبارك (/131). والبيهقي في سننه من طريق أبي داود في قتال أهل البغي، باب النصيحة لله (8/ 163)، ومن طريق آخر في الشعب (2/ 550، 7/ 460). =
= وابن الشجري في أماليه (2/ 247). كلهم من طريق إسحاق بن إبراهيم الصوَّاف، ثنا عبد الله بن حمران، حدّثنا عوف ابن أبي جميلة، عن زياد بن مخراق، عن أبي كنانة، عن أبي موسى، به. قلت: وأبو كنانة مجهول. وقد خالف عبد الله بن حمران بن المبارك، ومعاذ بن معاذ، والنضر بن شميل، وروح بن عبادة، فوقفوه عن عوف: 1 - ابن المبارك عند البخاري في الأدب المفرد (/130: 359)، من طريق ابن المبارك في الزهد (/131)، وابن الشجري (2/ 247). 2 - ومعاذ عند ابن أبي شيبة في المصنف في فضائل القرآن، باب من إجلال الله إكرام حامل القرآن (10/ 551)، وأبو عبيد في الفضائل (/39). 3 - والنضر بن شميل عند ابن الضريس كما في اللآلىء المصنوعة (1/ 152). 4 - وروح عند البيهقي في المدخل (311). وهؤلاء أوثق من ابن حمران، فقد ذكر المصنف في التقريب أنه يخطئ. قال المصنف في التلخيص الحبير (2/ 118)، وإسناده حسن، أي المرفوع. ثانيًا: عن جابر رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحو حديث أبي موسى رضي الله عنه. أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 358: 350). وابن عدي في الكامل (4/ 1596). والبيهقي في الشعب (2/ 551). كلهم عن هشام بن عمار، ثنا عبد الرحمن بن سليمان ابن أبي الجون، ثنا محمد بن صالح المدني، عن ابن المنكدر، عن جابر، به. وهذا إسناد فيه لينٌ عبد الرحمن قال فيه المصنف في التقريب (1/ 482): =
= صدوق يخطئ، وعدّ الحافظ ابن عدي هذا الحديث من منكراته. ثالثًا: عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعًا نحوه: أخرجه البيهقي في المدخل (رقم 667)، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد الغفار، ثنا عباسى بن الفضل الأسفاطي ثنا سويد -يعني ابن سعيد- ثنا خالد بن يزيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أبي أمامة رضي الله عنه نحوه. وهذا إسناد ضعيف فيه سويد بن سعيد، وفيه كلام معروف. وخالد بن يزيد ضعيف كما في التهذيب (3/ 111). وله إسناد أضعف منه أخرجه في الشعب (2/ 491)، من طريق عمرو بن الحصين، قال: نا ابن علاثة، قال: نا يحيى بن الحارث، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أمامة، به. وعمرو بن الحصين متروك. رابعًا: عن بريدة رضي الله عنه: أخرجه الروياني في مسنده (رقم 12)، وابن عدي في الكامل (2/ 628)، والدارقطني في الأفراد كما في اللآلىء (1/ 152)، والخطيب في موضح الجمع والتفريق (2/ 56)، من طريق الحكم بن ظهير، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه بنحوه مرفوعًا. وهذا إسناد واه بمرة الحكم متروك، واتُّهِم كما في التقريب (1/ 111). خامسًا: عن ابن عمر رضي الله عنهما: أخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 9). وابن الجوزي من طريقه في الموضوعات (19/ 182). والبيهقي في الشعب (7/ 459). وابن الشجري في أماليه (2/ 247). بأسانيدهم عن عيسى بن يونس، عن بدربن خليل، عن مسلم بن عطية، عن =
= عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مرفوعًا. وهذا إسناد واه بمرة: مسلم بن عطية اتهَّمه ابن حبّان بالوضع. سادسًا: عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جوادُ يحب الجواد، ومعالي الأمور، ويكره سفاسفها، وإن من عظيم إجلال الله إكرام ثلاثة ... " تم ذكر الحديث بنحوه. أخرجه ابن الشجري في أماليه (2/ 240)، من طريق محمد بن محمد بن الأشعث قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه. وهذا الحديث بهذا الإِسناد موضوع. محمد بن محمد وضّاع كما في اللسان (5/ 409). سابعًا: عن ابن عباس رضي الله عنهما بنحو حديث علي. أخرج طرفه الأول أبو نعيم في الحلية (5/ 29). وبكامله ابن الشجري في أماليه (2/ 240). عن نوح ابن أبي مريم، عن الحجاج بن أرطاة، عن طلحة بن مصرف، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. وهذا إسناد موضوع: نوح من الوضاعين المشهورين. ثامنًا: عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه. أخرجه هنّاد في الزهد (2/ 423: 828)، وابن أبي شيبة في المصنف (9/ 100)، وأبو عبيد في الفضائل (/38). والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 359)، والرازي في الفضائل (رقم 91). بأسانيدهم عن سليمان بن سحيم، عن. طلحة، به. وهذا مرسل جيد الإِسناد. =
= تاسعًا: عن طاووس بن كيسان قال: إنَّ من السنّة أن توقر أربعة: العالِم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد. أخرجه عبد الرزاق في جامع معمر (11/ 137)، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، ومن طريقه البيهقي في المدخل (رقم 662). وإنما أوردته لأن السيوطي قال في اللآلىء المصنوعة عنه عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنه. فإن كان كذلك في نسخته، فهذا مرسل خفي بين طاووس وطلحة. وهو على الحالين مرسل. ولبعضه شواهد: مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إنَّ من تعظيم جلال الله عزَّ وجلّ إكرام ذي الشيبة في الإِسلام، وأن من تعظيم جلال الله إكرام الإِمام المقسط. أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن كما في اللآلىء (1/ 151). ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 465). عن علي بن محمد الطنافسي حدّثنا وكيع، عن أبي معشر المدني، عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، به مرفوعًا. وهذا إسناد ضعيف، أبو معشر ضعيف. وجملة القول بعد هذا كله: أن الحديث ثابت مرفوعًا بحديث أبي موسى رضي الله عنه، ذلك لأن ابن المبارك قد رواه بالوجهين. كما ذكر البيهقي ونقله عنه محقق الزهد لهناد ابن السري. ويقويه حديث طلحة بن عبيد الله بن كريز، وطاووس بن كيسان، وجابر رضي الله عنهم. فحديث قتادة به حسن.
3494 - حدّثنا (¬1) أَحْمَدُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أبي عبد الرحمن الفهري (¬2) (¬3) قال: إِنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنْ مَغْنَمٍ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أُوقِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيَدْعُوَ لَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، (وَقَالَ) (¬4): مَا غَنِمَ فُلَانٌ (أَفْضَلَ) (¬5) مِمَّا غَنِمْتَ، تعلم خمس آيات. 3491 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي، عَنِ (ابْنِ) (¬6) إسحاق، به (¬7). ¬
3494 - الحكم عليه: هذا إسناد فيه من لم أعرفه، وباقي رجاله ثقات، وعلى فرض أن الفهري هو الصحابي المترجم في التهذيب (12/ 172)، ففيه انقطاع بينه وبين الجريري، إذ أن الجريري لم يرو عن الصحابة إلا عن أبي الطفيل. =
= مع أن الصحابي لم يرو عنه غير عبد الله بن يسار كما نقل المصنف عن غير واحد، وظاهر الحديث لا يؤيد كونه هو؟ والذي في بغية الباحث: النهدي ولم أعرفه. قال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 190 ب): رواته ثقات.
تخريجه: لم أقف عليه.
3495 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شريح الخزاعي (رضي الله عنه) (¬1) قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: أَبْشِرُوا أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ (¬2) طَرْفُهُ بِيَدِ اللَّهِ تعالى، وطرفه بِأَيْدِيكُمْ، فَتَمَسَّكُوا (¬3) بِهِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا، وَلَنْ تهلكوا بعده أبدًا. [2] وقال عبد (¬4): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ. ¬
3495 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن، أبو خالد صدوق يخطئ، وقد أُعل بالمخالفة. قال البيهقي: ورواه الليث بن سعد عن سعيد المقبري، عن نافع بن جبير، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا. قال البخاري: وهذا أصح. قلت: وهذا خاص بحديث جبير وليس بحديث أبي شريح الخزاعي. قال الهيثمي في المجمع (1/ 174): رجاله رجال الصحيح. وقال البوصيري كما في الإِتحاف (مختصر 2/ 189 أ): إسنادٌ جيد.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، في فضائل القرآن، باب التمسك بالقرآن (10/ 481). =
= وتابع عبد عن أبي بكر بن أبي عاصم في الآحاد (4/ 282). وعبيد بن غنام عند الطبراني في الكبير (22/ 188). والحسن بن سفيان عند ابن حبّان (1/ 330)، والرازي في الفضائل (رقم 33). وتابع أبا بكرعن أبي خالد: علي بن المديني عند البيهقي في الشعب (2/ 327، 352). ويوسف بن عدي عند ابن نصر في قيام الليل (/178). ومحمد بن سعيد بن سليمان الكوفي، المعروف بابن الأصبهاني عند الطبراني في الكبير (22/ 188)، وابن الجوزي الأصبهاني في الحجة (2/ 168). وله شاهد من حديث جبير بن مطعم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بالحُجفة، فَقَالَ: أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شريك له، وأني رسول الله وأنَّ القرآن جاء من عند الله؟ قلنا: بلى، قال: فأبشروا ... ثم ذكره بنحو الحديث. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 77). والطبراني في الكبير (2/ 126). وفي الصغير (الروض الداني 2/ 209). بإسناديهما عن أبي داود الطيالسي، ثنا أبو عبادة الأنصاري، ثنا الزهري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أبيه، به. قال الطبراني في الصغير: لم يروه عن الزهري إلا أبو عبادة عيسى بن عبد الرحمن الزرقي، تفرَّد به أبو داود، لم يحدث به أبو داود إلَّا بالبصرة. قال الهيثمي في المجمع (1/ 174)، وفيه أبو عبادة الزرقي، وهو متروك الحديث. وقد ورد مرسلًا، أخرجه أبو الحسين الكلابي كما في السلسلة الصحيحة (2/ 339)، عن الليث، عن سعيد، عن نافع بن جبير، به مرسلًا. ولعله هذا الذي أشار إليه البخاري، أي أنه أصح من المتصل عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وليس الحديث كله.
3496 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ (¬1)، ثنا (ليث) (¬2)، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرَّ عَلَى أَصَحَابِهِ (رضي الله عنهم) (¬3) وَهُمْ جلوسٌ يَنْتَظِرُونَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ وَقَفَ عَلَيْهِمْ فجلس، فقال: ألستُم تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَتَشْهَدُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَتَشْهَدُونَ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (عزَّ وجلّ) (¬4)؟ قالوا: بلى نشهدُ على هذا، قال -صلى الله عليه وسلم-: أبشروا فإنَّ هذا (القرآن) (¬5) سبب من الله تعالى، طرفه بيد الله (تعالى) (¬6)، وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به، (لا) (¬7) تضلوا ولا تهلكوا بعده أبدًا. ¬
3496 - الحكم عليه: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولعله أصح مما قبله، والليث ثبت في المقبري. وسكت عليه البوصيري كما في الإتحاف (مختصر 2/ 189 أ).
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد.
3497 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عِيسَى -هُوَ ابْنُ الْمُخْتَارِ- ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-) (¬1) أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَرَأَ أَوَّلَ اللَّيْلِ، ثُمَّ سَرَقَ آخِرَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إذا قرأ أول الليل حجرة (¬2) آخره عن أن يسرق. ¬
3497 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف: محمد بن عبد الرحمن ضعيف. قال البوصيري في الإتحاف (2/ 189أ): رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لضعف محمد بن أبي ليلى.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد. وقد رواه الأعمش واضطرب فيه فرواه مرة عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه أخرجه أحمد عن وكيع في المسند (2/ 447). وأخرجه العبسي في نسخة وكيع عن الأعمش (رقم 31) وقال فيه الأعمش أراه عن أبي هريرة. والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 430). وابن حبّان (6/ 300). كلاهما عن محمد بن القاسم الحراني المعروف بسحيم حدّثنا عيسى بن يونس. والبزار كما في كشف الأستار (1/ 346)، حدّثنا محمد بن معمر، ثنا محاضر ابن المورع، كلهم عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: إن فلانًا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق، قال: إنه سينهاه ما يقول. =
= واللفظ لوكيع. وخالف هؤلاء عن الأعمش جرير بن عبد الحميد فرواه عنه عن أبي صالح قال أراه عن جابر، بنحوه. أخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 346) ثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير بن عبد الحميد، به. ورواه زياد بن عبد الله عن الأعمش فجزم، به عن جابر وخالفهم جميعًا قيس بن الربيع الأسدي فرواه عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، نحوه. أخرجه البغوي في الجعديات (رقم 2069). قلت: رواية زياد بن عبد الله وقيس بن الربيع لا تثبت بها المخالفة لأن زياد بن عبد الله وهو ابن الطفيل العامري قال فيه المصنف في التقريب (1/ 268): صدوق ثبت في المغازي وفي حديثه عن غير ابن إسحاق لين. وأما قيس بن الربيع ففيه لين كما سيأتي في ترجمة (رقم 738). وبقي رواية جرير بن عبد الحميد على الشك فيحمل الشك على عدم الشك كما في حديث وكيع ومحاضر عن المورع وعيسى بن يونس عن أبي هريرة، فالحديث مستقيم عن أبي هريرة رضي الله عنه وهو صحيح.
3498 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "الْقُرْآنُ غِنًى لا فقر بعده، ولا غنى دونه". ¬
3498 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علل: 1 - شريك بن أبي شريك يخطئ كثيرًا. 2 - يزيد بن أبان ضعيف. 3 - الحسن يدلس وقد عنعن. قال الهيثمي في المجمع (7/ 161)، وفيه يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف. وضعفه البوصيري، به كما في الإتحاف (2/ 189 أمختصر).
تخريجه: ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن الشجري في أماليه (1/ 2). وتابع أبا يعلى عن محمد بن عبّاد: 1 - عبد الله بن أحمد عند الطبراني الكبير (1/ 255). 2 - محمد بن نصر في قيام الليل (175). 3 - الحسن بن علي شبيب المعمري عند البيهقي في شعب الإيمان (2/ 529) كلهم عن محمد بن عبّاد، به. 4 - الحسن بن سفيان عند الرازي في الفضائل (رقم 87). وتابع حاتم بن إسماعيل عن شريك: =
= إسحاق الأزرق عند الرازي في الفضائل (رقم 88) نا أبو عبد الرحمن السلمى أنا أبوعمرو بن مطر، نا الخليل بن محمد بن الخليل، نا تميم ابن المنتصر، نا إسحاق الأزرق عن شريك، به. وتابع الرقاشي: أبو عمرو بن العلاء، عن الحسن، عن أنس، به. أخرجه الخطيب في تاريخه بطريقين عن الدارقطني حدّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم البرمكي، حدّثنا أبو عبد الله بن يحيى الكسائي، حدّثنا أبو الحارث الليث بن خالد المقري، حدّثنا أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي عن أبي عمرو، به (13/ 16). وفي الإِسناد من لم أجد له ترجمة. ونقل القضاعي عن الدارقطني (1/ 186)، بعد أن نقل عنه قوله: حدث الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس، فذكره مرفوعًا. ورواه أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ مرسلًا، وهو أشبه بالصواب. قلت: وهو عند سعيد بن منصور في السنن (رقم 5) أخرجه عنه. وهو أشبه بالصواب إذ أن أبا معاوية أثبت أصحاب الأعمش. قلت: ذكر الشيخ الألباني: أن ابن السماك رواه عن شريك عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بنحوه مرفوعًا وذلك في السلسلة الضعيفة (4/ 63). قال الشيخ: وهو ضعيف مرسلًا وموصولًا؛ لأن مداره على الرقاشي وهو ضعيف، ومدار الموصول عليه من رواية شريك، وهو ابن عبد الله القاضي وهو ضعيف. قلت: ذكر الهيثمي في المجمع أن الطبراني أخرجه عن أبي هريرة. =
= قال: وفيه يزيد الرقاشي، وهو ضعيف. والطبراني لم يخرج لأبي هريرة في معجمه الكبير، بل له مسند مستقل والذي في الكبير حديث أنس، فلعله هو والله أعلم. على أن البيهقي قال في الشعب عقب حديث أنس رضي الله عنه وروى هذا الحديث من وجه آخر ضعيف عن الحسن عن أبي هريرة وهذا أشبه.
3499 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: يجيئ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَحْسَنِ (شَارَةٍ) (¬1) (¬2)، وَأَحْسَنِ هيئة، قال: فيقول: يارب، قَدْ أَعْطَيْتَ كُلَّ عَامَلٍ أَجْرَ عَمَلِهِ، فَأَيْنَ أَجْرُ عَمَلِي؟ قَالَ: فَيُكْسَى صَاحِبُ الْقُرْآنِ حُلَّةَ (¬3) ويتوج تاج الملك، قال: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ لَهُ مما هُوَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا، قَالَ: فَيُعْطَى الْخُلْدَ بِيَمِينِهِ، وَالنَّعِيمَ بِشِمَالِهِ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَرَضِيتَ، فيقول: نعم أي رب. * مرسل صحيح (¬4). ¬
3499 - الحكم عليه: هذا مرسل حسن الإِسناد/ محمد بن عمرو صدوق. وسكت عليه البوصيري كما في الإتحاف (مختصر 2/ 189 ب).
تخريجه: لم أقف عليه. وله شاهد متصل عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا ولفظه. من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار ويحل حلاله، ويحرم حرامه. خلطه الله بلحمه ودمه، وجعله رفيق السفرة .. وتقدم الحديث في (رقم 3489) وانظر الكلام عليه هناك. وحديث الباب شاهد حسن لما هناك والحديث به حسن، والله أعلم.
3500 - حدّثنا (¬1) أبو عبد الرحمن المقري (¬2): ثنا داود أبو بحر، عن صهر (¬3) له يقال له مسلم بن مُسْلِمٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عمير قال: قال عبادة بن الصمت رضي الله عنه: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ، فإنه يطير بِجَهْرِ قِرَاءَتِهِ الشَّيْطَانَ وَفُسَّاقَ الْجِنِّ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ فِي الْهَوَاءِ وَسُكَّانَ الدَّارِ يَسْتَمِعُونَ لِقِرَاءَتِهِ وَيُصَلُّونَ بصلاته، فإذا مضت هذه الليلة (و) (¬4) أقبلت الْمَلَائِكَةُ الْمُسْتَأْنَفَةُ فَتَقُولُ: نَبِّهِيهِ لِسَاعَتِهِ، وَكُونِي عَلَيْهِ خَفِيفَةً، فَإِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ (جَاءَ) (¬5) الْقُرْآنُ، فَوَقَفَ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَهُمْ يُغَسِّلُونَهُ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهُ دَخَلَ حَتَّى صَارَ بَيْنَ صَدْرِهِ وَكَفَنِهِ، فَإِذَا وُضِعَ فِي حُفْرَتِهِ (¬6)، وَجَاءَهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ (¬7) خَرَجَ الْقُرْآنُ حَتَّى صَارَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا، فَيَقُولَانِ لَهُ: إِلَيْكَ عَنَّا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَهُ، فَيَقُولُ، والله ما أنا بمفارقه. ¬
قال أبو عبد الرَّحْمَنِ: وَفِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ إِلَيَّ (¬8) هذا الحرف: حتى أدخله الجنة فإن كنتما أمرتما فيه بشيء فشأنكما به، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ، فَيَقُولُ: أَنَا الْقُرْآنُ الَّذِي كُنْتُ أسهر ليلك، وأظمىء نَهَارَكَ، وَأَمْنَعُكَ (شَهْوَتَكَ) (¬9) وَسَمْعَكَ وَبَصَرَكَ، فَتَجُدنِي مِنَ الْأَخِلَّاءِ خَلِيلَ صِدْقٍ، وَمِنَ الْإِخْوَانِ أَخَا صِدْقٍ، فأبشر، فما عليك بعد مسألة من مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ مِنْ هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ، ثُمَّ يَخْرُجَانِ عَنْهُ، فَيَصْعَدُ الْقُرْآنُ إِلَى (رَبِّهِ) (¬10)، فَيَسْأَلُ لَهُ فِرَاشًا وَدِثَارًا (قَالَ) (¬11): فَيُؤْمَرُ لَهُ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ (¬12)، وَقِنْدِيلٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَاسَمِينَ مِنْ يَاسَمِينَ الْجَنَّةِ، فَيَحْمِلُهُ أَلْفُ مَلَكٍ مِنْ مُقَرَّبِي السَّمَاءِ (الدُّنْيَا) (¬13)، قَالَ: فَيَسْبِقُهُمْ إِلَيْهِ الْقُرْآنُ (فَيَقُولُ) (¬14): هَلِ اسْتَوْحَشْتَ بَعْدِي، فَإِنِّي لَمْ أَزَلْ بِرَبِّي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ، حَتَّى آمُرَ لَكَ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ وَنُورٍ مِنْ نُورِ الْجَنَّةِ، فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ فَيَحْمِلُونَهُ (وَيَفْرِشُونَ) (¬15) ذَلِكَ الْفِرَاشَ (تَحْتَهُ) (¬16)، وَيَضَعُونَ الدِّثَارَ تَحْتَ قَلْبِهِ، وَالْيَاسَمِينَ عِنْدَ صَدْرِهِ ثُمَّ يَحْمِلُونَهُ حَتَّى يَضَعُونَهُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ يَصْعَدُونَ عنه، فَيَسْتَلْقِيَ عَلَيْهِ، فَلَا يَزَالُ يَنْظُرُ إِلَى الْمَلَائِكَةِ حتى يلحقوا ¬
فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ يُرْفَعُ الْقُرْآنُ فِي نَاحِيَةِ القبر فيوسع عليه ما شاء أَنْ يُوَسِّعَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ إلىَّ، فَيُوسَعُ مَسِيرَةُ أَرْبَعمِائَةِ عَامٍ ثُمَّ يُحْمَلُ الْيَاسَمِينُ (¬17) مِنْ عِنْدِ صَدْرِهِ فَيَجْعَلُهُ عِنْدَ أَنْفِهِ، فَيَشُمَّهُ غَضًّا (¬18) إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، ثم يأتي أهله في كل يومين مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَيَأْتِيهِ بِخَبَرِهِمْ، فَيَدْعُو لَهُمْ بِالْخَيْرِ والإِقبال فَإِنْ تَعَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ القرآن بشره بذلك، وإن كان عقبه عقيب سُوءٍ أَتَى الدَّارَ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً فَبَكَى عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، أَوْ كَمَا قال. ¬
3500 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا: داود بن راشد ضعيف جدًا على أنه اضطراب فيه كما سترى. قال العقيلي: وهذا حديث باطل، كما في الضعفاء (2/ 40)، وقال ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 252): هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والمتهم به داود. وسكت عليه البوصيري كما في الإتحاف (189/ ب).
تخريجه: أخرجه الحارث كما قال المصنف والبوصيري والسيوطي في اللآلىء. وقد رواه عن عبد الله بن يزيد محمد بن الحسن عند: أبي بكر بن أبي الدنيا في كتاب التهجد (رقم 37). =
= ومحمد بن يحيى الذهلي عند: ابن نصر في قيام الليل كما في اللآلىء (1/ 241)، به. ومحمد بن إسماعيل: عند العقيلي، وليس في المطبوع وهو في اللآلىء كلهم عن المقري، به. ورواه عن داود جماعة. 1 - عمرو بن مرزوق عن داود، به إلَّا أنه قال مسلم بن أبي مسلم عند العقيلي في الضعفاء (2/ 39). وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (166). 2 - يونس بن عبيد الله العميري، به إلَّا أنه رفعه من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 250)، وهو في اللآلىء المخرج عليه موقوف. وللحديث شاهد من حديث معاذ رضي الله عنه مرفوع. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 341)، حدّثنا سلمة بن شبيب ثنا بسطام بن خالد الحراني، ثنا نصر بن عبد الله أبو الفتح عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان عن معاذ رضي الله عنه، بنحوه مرفوعًا. قال البزّار: خالد بن معدان لم يسمع من معاذ، وإنما ذكرنا لأنا لا نحفظه عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا من هذا الوجه. قال الهيثمي (2/ 257)، وفيه من لم أجد له ترجمة. وبالجملة فالأثر ضعيف جدًا.
7 - باب عقاب من تعلم القرآن ثم نسيه أو لم يعمل به أو رآئى به والنهي عن الجدل فيه
7 - بَابُ عِقَابِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ أو لم يعمل به أو رآئى به والنهي عن الجدل فيه 3501 - قال الحارث: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رضي الله عنهم، (قَالَا) (¬1): خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فذكر الحديث (¬2) وفيه: وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ مُتَعَمِّدًا، لَقِيَ الله عَزَّ وَجَلَّ مجذومًا (¬3) مغلولًا، وسلَّط الله تعالى عَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ حَيَّةً تَنْهَشُهُ (¬4) فِي النَّارِ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ وَآثَرَ عليه حطام ¬
الدنيا وزينتها استوجب سخط الله (تعالى) (¬5)، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ نَبَذُوا كتاب الله (عزَّ وجلّ) (¬6) وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، أَوْ يُرِيدُ بِهِ الدنيا، لقي الله (تعالى) (¬7) وَوَجْهُهُ عَظْمٌ لَيْسَ عَلَيْهِ لحمٌ، ودعَّ (¬8) الْقُرْآنُ فِي قَفَاهُ، حَتَّى يَقْذِفَهُ فِي النَّارِ، فَيَهْوِي فِيهَا مَعَ مَنْ هَوَى. وَمَنْ قَرَأَهُ وَلَمْ يعمل به، حشره الله تعالى يوم القيامة أعمى، فيقول له: (رَبِّ) (¬9) لَمْ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا؟ فيقول ربك: كذلك أتتك (آياتي) (¬10) فنسيتها، وكذلك اليوم تنسى، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ. وَمَنْ تَعَلَّمَ القرآن ابتغاء وجه الله (تعالى) (¬11)، وتفقُّهًا في دين الله (عزَّ وجلّ) (¬12) كان لَهُ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلُ جَمِيعِ مَا أَعْطَى الله تعالى الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، لِيُمَارِيَ (¬13) بِهِ السُّفَهَاءَ، وَيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، ويطلب به الدنيا (بدَّد) (¬14) الله ¬
تعالى عِظَامَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عذابًا، ولا يبقى منها (شيء) مِنْ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ إلَّا عُذِّبَ بِهِ، لِشِدَّةِ عذاب الله تعالى (¬15) وسخطه عليه. ¬
3501 - الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد موضوع، والمتهم به ميسرة بن عبد ربه أو تلميذه، وقد ساق المصنف هذا الحديث في مواضع متعددة على حسب الباب الذي يناسبه وقال: هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، سَاقَهُ الْحَارِثُ فِي نَحْوِ خمسة أوراق، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ لَا بورك فيه. قال البوصيري في الإتحاف (مختصر 1/ 90 ب): خطبه كذبها داود بن المحبر. وبالجملة فالحديث موضوع للعلة السابقة وفيه من لم أعرفه.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد، وإن كان قد اشتهر عند من تقدم كما يظهر في ترجمة ميسرة. وأخرج ابن الجوزي الحديث مختصرًا من طريق محمد بن الحسن بن خراش البلخي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا يزيد بن عبد الله الهنائي، حدّثنا محمد بن عمرو بن علقمة، حدثني عمر بن عبد العزيز، حدثني أبو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قال ابن الجوزي عقبه في الموضوعات (3/ 181): هذا حديث موضوع، أما محمد بن عمرو بن علقمة، فقال يحيى: ما زال الناس يتقون حديثه، وقال السعدي ليس بقوي. ومحمد بن خراش مجهول، والحمل فيه على الحسن بن عثمان، قال ابن عدي: كان يضع الحديث. قال عبدان: هو كذاب، ومحمد بن الحسن هو النقاش، قال طلحة بن محمد: كان النقاش يكذب.
3502 - وقال أحمد في الزهد: (¬1) حدّثنا زيد بن الحباب، ثنا خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: كُنَّا نَعُدُّ (¬2) مِنْ أَعْظَمِ الذُّنُوبِ أَنْ يَتَعَلَّمَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنَامُ عَنْهُ، (حَتَّى ينساه) (¬3). ¬
3502 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن، زيد بن الحباب صدوق.
تخريجه: لم أجده بهذا الإِسناد. وله ما يشهد له مرفوعًا عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عُرِضَتْ علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت على ذنوب أمَّتي فلم أرَ ذنبًا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها". أخرجه أبو داود في الصلاة، باب كنس المسجد (1/ 126: 461) واللفظ له. والترمذي في فضائل القرآن (4/ 250). وأبو يعلى في مسنده (4/ 209). وابن خزيمة في صحيحه (2/ 271). والبيهقي في كتاب الصلاة، باب في كنس المسجد (2/ 440)، وفي شعب الإِيمان (2/ 334)، والبغوي في شرح السنة (2/ 364). وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 116). =
= كلهم بأسانيدهم عن عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج، عن ابن حنطب، عن أنس رضي الله عنه. وهذا إسناد ضعيف ابن جريج مدلس وقد عنعن. وقد اختلف في إسناده، راجع المصنف لعبد الرزاق (3/ 361)، والطبراني في الصغير (1/ 330)، وابن الشجري في أماليه (1/ 104)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 12).
3503 - وقال مسدّد: حدّثنا إِسْمَاعِيلُ، (ثنا) (¬1) زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ (¬2) عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة (¬3)، عَنْ أَبِي كِنَانَةَ قَالَ: إِنَّ أَبَا مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، جمع الذين قرأوا الْقُرْآنَ، فَإِذَا هُمْ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِمِائَةٍ، فعظَّم (¬4) الْقُرْآنَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ كَائِنٌ لكم أجرًا، وكائن لكم ذخرًا (¬5)، وَكَائِنٌ عَلَيْكُمْ وِزْرًا، فاتَّبعوا الْقُرْآنَ، وَلَا يَتَّبِعْكُمُ الْقُرْآنُ (¬6)، فَإِنَّهُ مَنِ أَتبع الْقُرْآنَ هَبَطَ بِهِ على رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن زخَّ (¬7) في قفاه فقذفه في النار. ¬
3503 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي كنانة وسكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (2/ 188 ب).
تخريجه: تابع مسددًا عن ابن علية في هذا الحديث: =
= 1 - أبو عبيد في الفضائل (/34) ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (2/ 355). 2 - شجاع بن مخلد عند الآجري في أخلاق حملة القرآن (/20) أخبرنا أبو عبد الله أحمد الحسن عبد الجبار الصوفي، ويعقوب بن إبراهيم، ثنا شجاع. 3 - الدورقي عند الفريابي في فضائل القرآن (/128). ومن طريقه ابن الشجري في أماليه (1/ 83)، وفي إسناد الفريابي سقط يستدرك من الأمالي. 4 - وإسماعيل بن سعيد الكسائي عند أبي نعيم في (الحلية 1/ 257). قال: حدّثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني، ثنا أحمد بن موسى العباسي، ثنا إسماعيل كلهم عن ابن علية به. وتابع ابن علية عن ابن مخراق: 1 - شعبة عند ابن أبي شيبة، في المصنف في فضائل القرآن، باب التمسك بالقرآن (10/ 484) وفي الزهد (13/ 3860) وعند الدارمي في فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن (2/ 434)، حدّثنا سهل بن حماد كلهم عن شعبة به. 2 - عوف الأعرابي، عند ابن الضريس في فضائل القرآن (94: 67). أخبرنا أحمد بن منصور، ثنا النضر، أخبرنا عوف. 3 - هشيم، عند سعيد بن منصور (رقم 8) والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 354) من طريقه. كلهم عن ابن مخراق به. ورواه هشيم عن محمد مولى قريش، قال سمعت أبا كنانة يحدث عن أبي موسى رضي الله عنه، به. أخرجه أبو عبيد عنه (/35) وابن نصر (/158). فالأثر ضعيف للعلة السابقة وهي جهالة حال أبي كنانة.
3504 - (وثنا) (¬1) (¬2) يحيى، عن سفيان، (حدّثنا) (¬3) الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبي كنف (¬4) قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الْقَارِئُ سَمِينًا (¬5). قَالَ (¬6): فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَرَى الْقَارِئَ سَمِينًا نَسِيًّا للقرآن (¬7). ¬
3504 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن. وسكت عليه البوصيري في الإتحاف (مختصر 3/ 2 ب).
تخريجه: أخرجه عن شبابة بن سوَّار، حدّثنا شعبة بنحوه ابن أبي شيبة في الزهد (13/ 303)، وفيه عن أبي كنف: أن رجلًا رأى رؤيا فجعل يقصها على ابن مسعود وهو سمين. فقال ابن مسعود فذكر نحوه. وأخرجه أبو عبيد في الفضائل (/104)، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ ابن مسعود به، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 227)، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، ثنا جرير عن الأعمش، عن إبراهيم، عن ابن مسعود به، وهو منقطع بينهما.
3505 - حدّثنا (¬1) يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا عَطَاءٌ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: لَا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم. ¬
3505 - الحكم عليه: إسناده صحيح. وسكت عليه البوصيري (2/ 188 ب) في الإتحاف (مختصر).
تخريجه: تابع مسددًا عن يحيى أبو عبيد في الفضائل (/213) به. تابع عبد الملك عن عطاء ليث ابن أبي سليم. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 528). حدّثنا جعفر- هو ابن عون، عن ليث، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما به. وهذا إسناد ضعيف ليث هو ابن أبي سليم ضعيف. والأثر صحيح دون هذه المتابعة.
3506 - وقال الطيالسي: (¬1) حدّثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَا تُجَادِلُوا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ جِدَالًا فيه كفر (¬2). ¬
3506 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف للكلام الذي في فليح بن سليمان. قال البوصيري (مختصر 2/ 188 أ): رواته ثقات. قال الألباني في الصحيحة (5/ 545): إسناده صحيح.
تخريجه: من طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2/ 416). وللحديث شاهد من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال "الجدال في القرآن كفر"، أخرجه أبو يعلى (5/ 340). أخرجه الحاكم (2/ 223). والبيهقي في الشعب (2/ 416)، من طريق سعيد بن إبراهيم، عن عمر ابن أبي سلمة، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، به مرفوعًا. وهذا سند حسن، في عمر كلام من قبل حفظه لا يضره إن شاء الله تعالى كما يظهر هذا من ترجمته في التهذيب (7/ 401). فارتقى الحديث إلى درجة الحسن بهذا الشاهد، والله وحده الموفق.
8 - باب من كره تعليم الصبي القرآن حتى (يميز)
8 - بَابُ مَنْ كَرِهَ تَعْلِيمَ الصَّبِيِّ الْقُرْآنَ حَتَّى (يميز) (¬1) 3507 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ -وهو النَّخَعِيُّ- قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَهُمُ القرآن حتى يعقلوا. ¬
3507 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. وسكت عليه البوصيري كما في الإتحاف (2/ 188 أمختصر).
تخريجه: تابع يحيى عن الثوري أبو أسامة عند ابن أبي شيبة في مصنفه في فضائل القرآن باب التنطع بالقراءة (10/ 488) بنحوه. وتابعهما عنده عمر بن سعد عن سفيان في المصنف (10/ 557)، به.
9 - باب الأمر بإعراب القرآن
9 - بَابُ الْأَمْرِ بِإِعْرَابِ الْقُرْآنِ 3508 - [1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ (¬1) وَالْتَمِسُوا غَرَائِبَهُ. شَكَّ أَبُو مُعَاوِيَةَ. [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ الْمَقْبُرِيِّ، عن جده، به ولم يشك. ¬
3508 - الحكم عليه: هو ضعيف جدًا، ابن المقبري ضعيف جدًا. قال الحاكم في مستدركه (2/ 439)، صحيح الإِسناد على مذهب جماعة من أئمتنا. =
= قال الذهبي معقبًا عليه: بل أجمع على ضعفه. وقال الهيثمي (/7): وفيه عبد الله بن سعيد المقبري، وهو متروك. وقال البوصيري (3/ 2/ب) مختصر: ومداره على عبد الله بن سعيد وهو متروك.
تخريجه: رواه بالشك: أبو عبيد في فضائل القرآن (رقم 208)، من طريق عبّاد بن العوام والخطيب البغدادي في التاريخ (8/ 77)، من طريق مندل بن علي. كلاهما عن عبد الله، به. وبدون الشك عن جده: ابن أبي شيبة في مصنفه في فضائل القرآن باب ما جاء في إعراب القرآن (10/ 456)، وفيه: عن جده عن إبراهيم، عن أبي هريرة. ولم أعرف إبراهيم، ولعله مقحم من الناسخ أو الطابع، فإنه كما هنا عن ابن إدريس. وعن ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 90)، بالإسناد والمتن. ورواه جماعة عنه، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه ولم يذكروا جده. عند الحاكم (2/ 439). والبيهقي في شعب الإِيمان عنه (2/ 427)، من طريق ابن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية حدثني عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وبإسناد آخر عن البيهقي في شعب الإيمان. وترى اضطراب المقبري الحفيد فيه فهذا يدل على ضعفه.
10 - باب في كم يقرأ القرآن
10 - بَابُ فِي كَمْ يُقْرَأُ الْقُرْآنُ 3509 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدّثنا يَزِيدُ، ثنا هِشَامٌ، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ، عَنْ أَبِي العالية، قال: إن معاذ بن جبل رضي الله عنه كَانَ لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثلاث (¬1). ¬
3509 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أن فيه شبهة انقطاع بين أبي العالية ومعاذ رضي الله عنه. قال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 3/ 2): رواته ثقات.
تخريجه: أخرجه عن هشام عبد الرزاق في مصنفه (3/ 354)، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 501)، في الصلاة باب في القرآن في كم يختم، حدّثنا أبو أسامة عن هشام ولفظه: كان معاذ يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث. وأصله مرفوعًا من حديث ابن عمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث". =
= أخرجه أبو داود في الصلاة، باب تحزيب القرآن (2/ 56: 1394). وفي باب في كم يقرأ القرآن (رقم 21390/ 54). والترمذي في القراءات (4/ 267)، وقال حسن صحيح. وابن ماجه في إقامة الصلاة باب في كم يستحب يختم القرآن (10/ 428: 1347)، وأحمد (2/ 164، 165، 189، 193، 195). والدارمي في الصلاة باب في كم يختم القرآن (1/ 350). والطيا لسي (/300: 2275). وابن أبي شيبة في مصنفه في الموضع السابق. والفريابي في فضائل القرآن (/244). وابن حبّان (3/ 35)، والبيهقي في الشعب (2/ 394). كلهم بأسانيدهم عن قتادة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه. وهذا إسناد صحيح قتادة وإن كان مدلسًا فإن الترمذي وابن ماجه وأحمد والدارمي رووه عن شعبة عنه، به، وشعبة لم يكن يروي عنه إلَّا مما علم أنه قد سمع ذلك الحديث منه.
3510 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه يقول: كان عبد الله (رضي الله عنه) (¬1) يَخْتِمُ الْقُرْآنَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَكَانَ يختم في رمضان في ثلاث (¬2). ¬
3510 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف منقطع بين عبد الرحمن وأبيه. وسكت البوصيري عليه كما في الإِتحاف (3/ 2).
تخريجه: تابع يحيى بن سعيد عن شعبة: 1 - عبد الرحمن بن زياد أخرجه عنه سعيد بن منصور في السنن (رقم 150) 2 - آدم ابن أبي إياس أخرج آخره عنه البخاري في التاريخ (1/ 78). 3 - حجاج بن محمد الأعور أخرج آخره عنه أبو عبيد في الفضائل (/90). 4 - أبو داود الطيالسي أخرجه الفريابي (رقم 132)، ثنا يونس بن حبيب عنه نحوه. =
= 5 - علي بن الجعد أخرجه من طريقه الطبراني في الكبير (9/ 154)، ثنا محمد بن عبدوس بن كامل، ثنا علي بن الجعد. ومن طريق الطبراني أبو نعيم في الحلية (7/ 166). 6 - إسماعيل بن علية أخرجه عنه أبو نعيم في الموضع السابق. 7 - النضر بن شميل أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 415)، ولفظه ولفظ أبي متقارب: أنه كان يقرأ القرآن من الجمعة إلى الجمعة في رمضان يختمه في كل ثلاث. وسيأتي معناه من طريق أخر في الحديث التالي.
3511 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: إنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ (¬1)، وَقَلَّمَا كان يأخذ منه بالنهار. ¬
3511 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات خلا المسعودي فإنه اختلط لكن سماع المقرئ منه في البصرة وهو صحيح، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. فعلى هذا فالإِسناد ضعيف. قال الهيثمي في المجمع (2/ 272)، رواه الطبراني من طريقين رجال أحدهما ثقات. وقال البوصيري في الإتحاف (مختصر 2/ 3): رواته ثقات.
تخريجه: تابع المقرئ عن المسعودي أبو نعيم عند الطبراني في الكبير (9/ 155). وسماع أبي نعيم عن المسعودي قبل الاختلاط. وللحديث إسناد آخر عن عبيد الله بن عتبة قال: كان ابن مسعود يقرأ القرآن في كل ثلاث وقلما يستعين بالنهار، أخرجه ابن أبي شيبة في الصلوات باب في القرآن في كم يختم (2/ 501)، واللفظ له، وسعيد بن منصور (رقم 149). وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (5/ 353)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 155) بنحوه وأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 395). كلهم عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة عن ابن مسعود به وهذا ضعيف للانقطاع بين عبيد الله وعبد الله فهو لم يسمع منه كما في جامع التحصيل (232). وقد ثبت النهي عن ابن مسعود رضي الله عنه في ذلك قال: لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ، اقرؤوه في سبع، ويحافظ الرجل كل يوم وليلة على جزئه. =
= أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 353). وسعيد بن منصور (رقم 146)، والفريابي (رقم 130، 131). ومن طريقه البيهقي في الشعب (2/ 395). والطبراني من طرق في الكبير (9/ 154)، كلهم عن الأعمش عن عمارة بن عمير، عَنِ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ المصنف في الفتح: إسناد صحيح، وهو كما قال.
39 - كتاب التفسير
39 - كتاب التفسير 3512 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مرَّة، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أيُّ سَمَاءِ تُظِلُّني، وأيُّ أَرْضٍ تُقِلُّني، إِذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ (اللَّهِ) (¬1) مَا لَا أدري، أو ما لم أسمع. ¬
3512 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع بين أبي معمر، وأبي بكر رضي الله عنه، كما يظهر هذا في ترجمة أبي معمر في التهذيب. ونفى ابن سعد في الطبقات سماعه منه.
تخريجه: أخرجه عن شعبة ابن جرير في تفسيره (1/ 35) حدّثنا محمد بن المثنى قال: حدّثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، به. وتابع ابن مرة عن أبي معمر إبراهيم النخعي: عند ابن جرير في التفسير (1/ 35) حدثني أبو السائب سالم بن جنادة السُّوائي قال: حدّثنا حفص بن غياث، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن أبي معمر قال: قال أبو بكر الصديق: ... فذكره بنحوه. وهذا إسناد كسابقه رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع. =
= وتابع أبا معمر عن أبي بكر رضي الله عنه إبراهيم التيمي: ولفظه: أن أبا بكر سُئل عن {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}، فقال: أَيُّ سَمَاءِ تُظِلُّنِي، وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي، إِذَا قلت في كتاب الله ما لا أعلم. أخرجه أبو عبيد (/227)، وابن أبي شيبة في مصنفه في فضائل القرآن، باب من كره أن يفسر القرآن (10/ 513)، كلاهما من طريق الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ أبي بكر رضي الله عنه، به. قال شيخ الإِسلام رحمه الله عقبه في الفتاوى (13/ 312): منقطع، أي بين إبراهيم وأبي بكر رضي الله عنهم وهو كما قال، وانظر جامع التحصيل (/141)، فإنه لم يدرك زمان عائشة كما قال الدارقطني، فأنَّى يسمع من أبيها. وتابعهما الشعبي عند ابن أبي شيبة في الموضع السابق (10/ 512). حدّثنا علي بن مسهر عن الحسن بن عمرو، عن الشعبي، بلفظ التميمي -وهو منقطع أيضًا-، فإنه لم يسمع من عمر وطلحة، كما في جامع التحصيل (/204)، فأنى يسمع من أبي بكر. وتابعهم القاسم بن محمد عن جده رضي الله عنهم، ولفظه: أَيُّ سَمَاءِ تُظِلُّنِي، وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي، إِذَا قلت في كتاب الله برأي. أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 424)، من طريق الحسن بن سفيان، حدّثنا هدبة بْنُ خَالِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد بن جدعان، عن القاسم، به. وهذا على إرساله، فإن عليًّا ضعيف. وتابعهم عبد الله بن عبيد الله ابن أبي ميكة أخرجه سعيد بن منصور (رقم 39)، والبيهقي في المدخل (رقم 792)، من طريقه، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أبي بكر بنحوه. قال البيهقي في الشعب (2/ 424): رواه ابن أبي مليكة عن أبي بكر مرسلًا. فالأثر قد تعدَّدت مخارج مرسليه، فهو حسن ان شاء الله.
3513 - قال أَبُو يَعْلَى: ثنا إِسْحَاقُ، ثنا مَعْنٌ عَنْ فلان (¬1) ابن مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أبيه، عن عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان لَا يفسِّر شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ إلَّا آيًا بعددٍ علمهن إياه جبريل عليه السلام. ¬
3513 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًّا. جعفر الزبيري منكر الحديث. قال ابن جرير رحمه الله في جامع البيان (1/ 39): هذا مع ما في الخبر، الذي روي عن عائشة رضي الله عنها من العلة التي في إسناده، التي لا يجوز معها الاحتجاج به لأحد ممن علم صحيح سند الآثار، وهو جعفر بن محمد الزبيري. وقال ابن كثير في التفسير (1/ 7): حديث منكر غريب، وجعفر هذا هو ابن محمد بن خالد بن الزبير بن العوام القرشي الزبيري، قال البخاري: لا يتابع في حديثه، وقال الحافظ أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث. وسكت عليه البوصري.
تخريجه: وتابع إسحاق عن معن محمد بن يزيد الطرسوسي عند ابن جرير (1/ 37) قال: أخبرنا معن عن جعفر بن خالد، عن هشام، به. ومحمد بن يزيد لم أعرفه. ورواه عن جعفر محمد بن خالد بن عتمة. أخرجه ابن جرير (1/ 37) حدّثنا العباس بن عبد العظيم قال: حدّثنا محمد بن خالد بن عتمة، حدّثنا جعفر، به. ومحمد بن خالد صدوق كما في ترجمته في التهذيب (9/ 125). وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 39) حدّثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن خالد بن عثمة، ثنا حفص، قال البزّار: أظنه ابن عبد الله بن هشام به. اهـ. فيكون العباس قد حفظه عن ابن عثمة.
3514 - حدّثنا (¬1) (أبو موسى) (¬2)، ثنا عمرو بن (عاصم) (¬3)، ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحسن، عن جندب رضي الله عنه، أنه بلغه عن حذيفة رضي الله عنه، أَوْ سَمِعَهُ مِنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنَّه ذَكَرَ: إِنَّ فِي أمتي قومًا يقرؤون الْقُرْآنَ (يَنْثُرُونَهُ نَثْرَ الدَّقَلِ (¬4) (¬5) يتأوَّلونه عَلَى غَيْرِ تأويله. ¬
3514 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لأمرين: 1 - الحسن مدلس، وقد عنعن؛ بل لم يسمع من جندب كما في المراسيل (/42). 2 - قتادة مدلس، وقد عنعن.
تخريجه: لم أجده إلا في كنز العمال (1/ 614)، معزوًّا لأبي يعلى. وذكَره الحافظ ابن كثير عن أبي يعلى بالإسناد والمتن في التفسير (1/ 354)، وقال: لم يخرجوه.
1 - باب سورة الفاتحة
1 - باب سورة الفاتحة 3515 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا أَبُو زُبَيْدٍ وَاسْمُهُ عَبْثَرٌ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ فُضَيْلِ بن عمرو، عن علي رضي الله عنه قال إنه سئل عن فاتحة الكتاب وقال حَدَّثَنَا نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَرَدَّدَهَا سَاعَةً حِينَ ذَكَرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قَالَ: إِنَّهَا أُنْزِلَتْ مِنْ كَنْزٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ.
3515 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع بين فضيل بن عمرو وعلى ابن أبي طالب رضي الله عنه، قال العلائي في جامع التحصيل (252)، ذكره ابن المديني فيمن لم يلق أحدًا من الصحابة. وسكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (2/ 164 مختصر).
تخريجه: عزاه في الكنز (1/ 557، 560)، إلى ابن راهويه والديلمي. وقد خالف مروان بن معاوية عبثرا فوقفه عن علي رضي الله عنه. أخرجه الثعلبي كما في الدر المنثور (1/ 10). وعنه أخرجه الواحدي في أسباب النزول قال: أخبرنا الحسن بن جعفر، قال: أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن محمود المروزي، حدّثنا عبد الله بن محمود السعدي، =
= حدّثنا أبو يحيى القصري، ثنا مروان بن معاوية عن العلاء بن المسيب، به موقوفًا. وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أبا يحيى فلم يتميز لي، وقد تكرر على الطابع السطر، فذكره مرة با لمروزي، ومرة بالقصرى. وللحديث شاهد من حديث معقل بن يسار وأبي أمامة وأنس رضي الله عنهم أجمعين: أولًا: عن معقل بن يسار وتقدم معنا (برقم 3477) وهو ضعيف جدًا. ثانيًا: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أربع آيات نزلت من كنز تحت العرش: أم الكتاب، فإنه يقول: وإنه في أم الكتاب بالدنيا لعلي حكيم، وآية الكرسي، وسورة البقرة، والكوثر. أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 280): حدّثنا محمد بن جابان، ثنا محمود بن غيلان، ثنا يزيد بن هارون، ثنا الوليد بن جميل، عن القاسم، عن أبي أمامة به، مرفوعًا. ولم أجد ترجمة الشيخ الطبراني. ثالثًا: عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أعطاني فيما من به علي، إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهو كنز من كنوز عرشي. أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (136). ومن طريقه البيهقي في الشعب (2/ 448). عن مسلم بن إبراهيم، ثنا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به. وهذا إسناد ضعيف: صالح المري ضعيف، كما قال المصنف في التقريب (1/ 358). فالحديث حسن بهذا الشاهد.
3516 - قال مسدّد: حدّثنا إِسْمَاعِيلُ، أنا يُونُسُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: السَّبْعُ الْمَثَانِي، فَاتِحَةُ الْكِتَابِ. 3517 - قَالَ يُونُسُ: وكان الحسن (¬1) يقول ذلك أيضًا. ¬
3517 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع بين ابن سيرين وابن مسعود. وإنما علمه عنه عن أصحابه كما قال العجلي انظره في مصادر ترجمته وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (2/ 164 ب).
تخريجه: تابع ابن عليه عن يونس: 1 - وهيب بن خالد عند ابن الضريس (140: 154)، حدّثنا العباس بن الوليد، قال: حدّثنا وهيب وهذا إسناد صحيح إلى يونس. 2 - هشيم عنه عند ابن جرير في تفسيره (14/ 55) حدثني المثني، ثنا عمرو ابن عون، قال أخبرنا هشيم، كلاهما عن يونس، به. وهشيم مدلس. ورواه عن ابن سيرين هشام بن حسان أخرجه ابن جرير في تفسيره (14/ 55). حدّثنا أبو كريب وابن وكيع، قالا ثنا ابن إدريس، ثنا هشام، عن ابن سيرين، به. وهذا إسناد صحيح إلى ابن سيرين، والأثر منقطع. وسيأتي بيان معنى الأثر وأصله في المرفوع في الحديث التالي.
3518 - [1] وقال إسحاق: أخبرنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أنا مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ مولى عامر (ابن كُرَيْزٍ) (¬1) أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- دعا أبي بن كعب رضي الله عنه وهو يصلي في المسجد (¬2)، فالتفت إليه، فَلَمَّا صَلَّى لَحِقِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ (فقال) (¬3): أرجو ألا تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى تَعْلَمَ سُورَةً مَا أنزل الله (تعالى) (¬4) فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الإِنجيل مِثْلَهَا (قَالَ) (¬5): فجعلت أبطىء فِي الْمَشْيِ رَجَاءَ أَنْ يَذْكُرَ ذَلِكَ فَقُلْتُ: الذي وعدتني يا رسوِل الله، فقال -صلى الله عليه وسلم-: مَا تَقْرَأُ إِذَا اسْتَفْتَحْتَ (¬6) الصَّلَاةَ فَقُلْتُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) ...} حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرُ السُّورَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هي السبع المثاني (¬7)، والقرآن العظيم الذي أعطيت. ¬
* هذا مرسل صحيح الإِسناد. ولكن اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى الْعَلَاءِ، فَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ (¬8) عَنْهُ عن أبيه عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ عَلَى أُبَيِّ بن كعب. * أخرجه الترمذي. ¬
3518 - [2] وَرَوَاهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ (¬1) عَنِ الْعَلَاءِ عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن أبي بن كعب عن الله عنه قال، فذكره. أخرجه ابن حبّان والحاكم (¬2). ¬
3518 - [1] [2] الحكم عليه: هو كما قال المصنف. وقال البوصيري (2/ 164 ب)، رواته ثقات.
تخريجه: تابع روح فيه عن مالك يحيى بن يحيى في موطأه عنه (1/ 83)، والقعنبي أخرجه الحاكم عنه (1/ 557). وسعيد بن الحكم ابن أبي مريم وإسحاق بن عيسى عند أبي عبيد في الفضائل (117). قال ابن عبد البر في التمهيد (20/ 218): ولم يختلف الرواة على مالك عن العلاء في إسناد هذا الحديث. اهـ. وقال المصنف في الفتح (8/ 157)، ومن الرواة عن مالك من قال عن أبي سعيد عن أبي بن كعب. قلت: روى ابن جرير في تفسيره (14/ 58)، حدّثنا أبو كريب قال: ثنا زيد بن حباب العكلي، قال: ثنا مالك بن أنس، قال أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، مولى لعروة، عن أبي سعيد مولى عامر بن فلان أو ابن فلان، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: إذا فتحت الصلاة بم تفتح؟ قال: الحمد لله رب العالمين حتى ختمها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيت. وأخرجه الحاكم (2/ 258) حدّثنا أبو بكر ابن أبي نصر، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، ثنا عبد الله بن مسلمة، فيما قرئ على مالك، عن العلاء، =
= عن أبي سعيد مولى عامر بن كريز، عن أبي بن كعب، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نحو حديث الباب وهذا إسناد حسن إلى القعبني أبو بكر هو ابن النجاد صدوق كما في السير (15/ 502) فأنت ترى أن هذين أسنداه عن مالك عن أبي بن كعب. قال ابن عبد البر: وَرَوَاهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو الأشبه عندي، والله أعلم. قلت: هذه هي الطريق الثالثة التي أشار إليها المصنف رحمه الله، أخرجها الدارمي في السنن في فضائل القرآن باب في فضل فاتحة الكتاب (2/ 446) وأخرجها عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (5/ 114)، بطريقين، وعبد بن حميد (1/ 190: 165)، وابن الضريس (137، 147). وابن جرير في تفسيره (14/ 58). وابن خزيمة في صحيحه (1/ 52). وابن حبّان في صحيحه (3/ 53). والحاكم في مستدركه (1/ 557) وصححه ووافقه الذهبي، والبيهقي في الشعب (2/ 442)، والمقدسي في المختارة كما في المستدرك على مسند الروياني (رقم 14). وابن عبد البر في التمهيد (20/ 219، 221) كلهم من طريق أبي أسامة عن عبد الحميد بن جعفر، به بعضهم بنحو حديث الباب، والبعض مقتصرًا على آخره. ورواه عن عبد الحميد الفضل بن موسى. أخرجه الترمذي في أبواب التفسير في تفسير سورة الحجر (40/ 360). والنسائي (2/ 39)، في الافتتاح باب تأويل قول الله تعالى: ولقد آتيناك سبعا من المثاني. =
= ولفظه: ما أنزل الله عَزَّ وَجَلَّ في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني، وهي مقسومة بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. قال ابن عبد البر: ورواه إسماعيل ومحمد بن جعفر ابن أبي كثير، وعبد العزيز بن أبي سلمة، وروح بن القاسم، وعبد السلام بن حفص، عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه. قلت: حديث إسماعيل بن جعفر أخرجه أحمد (2/ 357)، وأبو عبيد في الفضائل (116)، وأبو يعلى (6/ 70) والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 78). والبغوي في شرح السنة (4/ 444)، وإسماعيل بن جعفر: ثقة ثبت كما في التقريب (1/ 68). كلهم بطرقهم عنه ولفظه (والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت). وحديث محمد بن جعفر أخرجه ابن جرير في التفسير (59/ 14 مختصرًا) والبيهقي في السنن في الصلاة باب تعيين القراءة بالفاتحة (2/ 376). والبغوي في التفسير (1/ 56) وفي شرح السنة (4/ 446) هو والبيهقي، بنحو قصة الباب ولفظ أخيه مطولًا. وقال: حسن صحيح. قلت: محمد بن جعفر ثقة كما في التقريب (2/ 150). وأما حديث عبد العزيز فأخرجه الترمذي في فضائل القرآن باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب (4/ 231). وفي تفسير سورة الحجر (4/ 360). والدارمي في فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب (2/ 446). بإسناديهما عنه ولفظ الترمذي في الفضائل مذكور بالقصة. وحديث روح بن القاسم أخرجه ابن جرير (14/ 58، 9/ 140) [وسقط منه العلاء واستدرك من التمهيد]، وابن خزيمة (2/ 37)، ومحمد بن إسحاق السراج في =
= تاريخه كما في التمهيد (20/ 218). وحديث عبد السلام بن حفص أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (20/ 218)، من طريق الفريابي -ولم أجده في فضائل القرآن له- حدّثنا أبو كريب قال: حدّثنا خالد بن مخلد، قال: حدّثنا عبد السلام بن حفص حدّثنا الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، بنحو حديث مالك. وعبد السلام وثقه ابن معين كما في التقريب (1/ 506). وخالد صدوق كما في ترجمته في التهذيب (3/ 101). قلت: ورواه أيضًا عن العلاء: حفص بن ميسرة عند ابن خزيمة (رقم 861) ثنا عيسى ابن إبراهيم الغافقي ثنا ابن وهب عن حفص بن ميسرة، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. جهضم بن عبد الله أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 77)، حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا عمر بن يونس اليمامي، ثنا جهضم بن عبد الله، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إن في كتاب الله لسورة ما أنزل الله عَزَّ وَجَلَّ على مثلها، فسأله أبي عنها، فقال: إني لأرجو أن لا تخرج من الباب حتى تعلمها ثم ذكر نحوًا من حديث مالك. وهذا إسناد صحيح إلى العلاء، جهضم إنما تكلم فيه لأجل إكثاره عن المجهولين، كما في ترجمته في التهذيب (2/ 104). ورواه عبد الرحمن بن إبراهيم القاص، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه به. أخرجه أحمد (2/ 412) مطولًا، وابن جرير (14/ 59) مثله، وأبو يعلى (6/ 81)، بطرف منه، وهذا إسناد لين عبد الرحمن لين الحديث كما في ترجمته في اللسان. فهؤلاء الذين وقفت على روايتهم عن العلاء، وقد قال الدارقطني في العلل =
= (9/ 14): فرواه روح بن القاسم وإسماعيل بن جعفر وأخوه محمد بن جعفر وابن أبي حازم والدراوردي وعبد السلام بن حفص وعبد الرحمن بن إسحاق وجهضم بن عبد الله وإبراهيم بن طهمان وعبد الرحمن بن إبراهيم ومسلم بن خالد وشعبة عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ورواية شعبة ستأتي قريبًا. وروى الحديث عن العلاء عمن سمع زيد بن ثابت رضي الله عنه. أخرجه الطبراني في الشاميين (رقم 144، 256)، ثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، ثنا محمد بن مصفى، ثنا بقية عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن العلاء عمن سمع زيد بن ثابت، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان مثلها وهي السبع المثاني يعني فاتحة الكتاب. وهذا إسناد واه شيخ الطبراني قال فيه الذهبي: غير معتمد كما في اللسان (1/ 104)، وبقية مدلس وقد عنعن، وعبد الرحمن فيه ضعف. كما في التهذيب (6/ 136)، فلا يعارض الروايات السابقة. وقصر به محمد بن إسحاق فرواه عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا. أخرجه أبو عبيد في الفضائل (/117)، ثنا يزيد بن هارون عن محمد وتابعه على ذلك. 1 - عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ عن العلاء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عنده أيضًا، حدثني حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عبد الله به. 2 - محمد بن عجلان عنده أيضًا حدّثنا عبد الله بن صالح عن الليث، عن محمد بن عجلان كلهم عن ابن عجلان، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ورواه أيضًا أبو غسان محمد بن المطرف وهو ثقة كما في التقريب (/507) دون قصة الفاتحة. أخرجه الطحاوي في المشكل (1/ 467)، حدّثنا إبراهيم بن أبي داود، ثنا =
= سعيد بن أبي مريم، ثنا أبو غسان به. قال الترمذي في سننه في تفسير سورة الحجر عقب حديث عبد العزيز بن محمد: وهذا أصح من حديث عبد الحميد بن جعفر، وهكذا روى غير واحد عن العلاء بن عبد الرحمن. واختلف على عبد العزيز فرواه محمد بن عثمان العثماني عن الدراوردي، عن العلاء، عن أبيه مرسلًا أخرجه الطحاوي في المشكل (1/ 467)، حدّثنا أحمد بن أبي داود، ثنا محمد بن عثمان، ثنا عبد العزيز به. ومن هذا قال عنه ابن حبّان كما في التهذيب (9/ 299)، يخطئ ويخالف، وقال الحاكم في حديثه بعض المناكير. وقد قوّى المصنف رحمه الله قول الترمذي في الفتح (8/ 157) بما أخرجه الحاكم (1/ 558)، والبيهقي في الشعب عنه (2/ 194)، أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى، ثنا أبو الفضل بن محمد الشعراني، ثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي بكر، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- نادى أبي بن كعب وهو قائم يصلي، فلم يجبه، فقال: ما منعك أن تجيبني يا أبي؟ فقال: كنت أصلي. فقال: ألم يقل الله: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُم} [الأنفال: 24]، لا تخرج من المسجد حتى أعلمك سورة ما أنزل الله في التوراة والإنجيل والزبور مثلها، قال أبي: ثم أتكأ على يدي، حتى إذا كان بأقصى المسجد، قلت: يا نبي الله، قلت: كذا وكذا؟ قال: نعم، هي أم القرآن، والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة والإنجيل والزبور مثلها، وأنها السبع الطوال التي أوتيت، إنها القرآن العظيم. قلت: هذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن. ومما يؤيد أن الحديث من مسند أبي هريرة رضي الله عنه إضافة إلى رواية الجمع الحديث عنه، حديثه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال في أم القرآن: هي أم القرآن وهي =
= السبع المثاني، وهي القرآن العظيم. أخرجه أحمد واللفظ له (2/ 448). والبخاري في التفسير سورة الحجر باب: ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم. (8/ 381 فتح). وأبو داود في السنن في الصلاة باب فاتحة الكتاب (2/ 71: 1457). والترمذي في التفسير تفسير سورة الحجر (4/ 360)، وقال حسن صحيح. والدارمي في فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب (2/ 446). وأبو عبيد في الفضائل (117)، والطيالسي (305: 18/ 23)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 78)، وابن جرير (1/ 47، 14/ 58، 59). والبيهقي في الصلاة باب الدليل على أنها سبع آيات ببسم الله الرحمن الرحيم (2/ 376). والدارقطني في العلل (8/ 140). بأسانيدهم عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه. وفي إسناده اختلاف صوب الدارقطني هذا الإِسناد. وهذا يؤيد ما ذهب إليه الترمذي رحمه الله. وعلى كل سواء كان من حديث أبي أو أبي هريرة رضي الله عنه فلا يضر هذا وهو حسن على الوجهين، وكأن الاختلاف من العلاء بن عبد الرحمن. قال ابن عبد البر في التمهيد (20/ 222)، اختلف على العلاء في هذا الحديث كما ترى في الإِسناد والمتن، وأظنه كان في حفظه شيء. قلت: ومما يدل على هذا أن شعبة قد رواه عن العلاء مرفوعًا بالقصة عند الحاكم من طريق شبابه بن سوار (1/ 558). وابن عبد البر بلفظ المقبري موقوفًا على أبي. فيظهر في النهاية أن الخلاف من العلاء وهو على الوجهين حسن. =
= قال الدارقطني في العلل (9/ 16): ويشبه أن يكون الحديث عند العلاء على الوجهين. قلت: وكونه من مسند أبي هريرة رضي الله عنه أقوى للوجوه التي ذكرنا وهي: 1 - رواية الجمع من العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه. 2 - حديث المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأما مالك فقد سمع منه خلق، وكان يعرض عليهم الموطأ، فكل حدث مما سمع فقد استمر على ذلك أربعين سنة وهو ينتقي، فلا منافاة بين الرواة فيكون حدث، به مرة بوجه ومرة أخرى بوجه آخر. والحديث بنحو لفظ محمد بن إسحاق قد ثبت من رواية أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ أجبه، فقلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إني كنت أصلي، فقال ألم يقل الله: استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم، ثم قال لي: لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد، ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن قال: (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته. أخرجه البخاري في التفسير باب ما جاء في فاتحة الكتاب (8/ 156). وفي تفسير الأنفال (8/ 307)، باب يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول. وفي فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب (9/ 54). وأبو داود في الصلاة باب فاتحة الكتاب (رقم 1458، 2/ 71). والنسائي (2/ 139) في الافتتاح باب تأويل قول الله عزَّ وجل ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم. وفي فضائل القرآن (73: 35). وابن ماجه في الأدب باب ثواب القرآن (3785)، والدارمي في فضائل القرآن باب فضل فاتحة الكتاب (2/ 445). =
= وأحمد (4/ 211، 3/ 450). والطيالسي (رقم 1266). وأبو يعلى (6/ 209)، والدولابي في الكنى (1/ 34). والطبراني في الكبير (22/ 303). وابن خزيمة (2/ 38)، وابن حبّان (3/ 56)، وابن جرير (14/ 59)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 77). والبيهقي (2/ 368)، في الصلاة وابن عبد البر في التمهيد (20/ 216)، والخطيب في موضح الجمع والتفريق (1/ 269) وابن الشجري في أماليه (1/ 105)، كلهم من طريق يحيى عن شعبة حدثني حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه. وقال البيهقي في الشعب (2/ 443): وحديث ابن المعلى رجاله أحفظ. وقال ابن عبد البر (2/ 221). قد ثبت عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ وجوه صحاح أحسنها حديث شعبة من حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه. قلت: بعد هذا كله فالحديث بطرقه صحيح. والإِختلاف على العلاء لا يضر لا سيما وهو قد أسند الحديث من وجوه عن الصحابة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وسواء كان الراوي أبو هريرة أو أبي بن كعب رضي الله عنهما فلا يضر هذا، والله أعلم.
3519 - وقال عبد (¬1): حدّثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ شهر بن حوشب (رضي الله عنه) (¬2)، عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ (عَنْهُ) (¬3) يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (:) (¬4) "فَاتِحَةُ الْكِتَابِ تَعْدِلُ (بِثُلُثَيِ) (¬5) الْقُرْآنِ". * قُلْتُ: أَبَانُ هو الرقاشي (¬6): متروك. ¬
3519 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف أبان بن صمعة اختلط وهذا الحديث من غير رواية البصريين عنه. وقال البوصيري في المسندة هذا إسناد حسن. وسكت عليه في المختصر.
تخريجه: لم أقف عليه إلَّا عند عبد بن حميد.
2 - سورة البقرة
2 - سورة البقرة 3520 - قال أحمد في الزهد: حدّثنا هَاشِمٌ -هُوَ ابْنُ الْقَاسِمِ- ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: مَنْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ فِي لَيْلَةٍ توّج بها تاجًا في الجنة.
3520 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن، محمد بن طلحة صدوق، وقد توبع عليه فهو صحيح عن ابن الأسود كما سيأتي.
تخريجه: رواه عن محمد بن طلحة: 1 - إسماعيل بن أبان أخرجه عنه الدارمي (2/ 447) في فضائل القرآن، باب في فضل سورة البقرة. وإسماعيل هو الوراق وهو ثقة، كما في ترجمته في (التقريب 1/ 65). 2 - الثوري رواه عنه محمد بن كثير عند ابن الضريس في فضائل القرآن (/ 114: 166) وتابع زبيدًا عن ابن الأسود أبو بكر بن عامر البجلي. أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على الزهد (/431)، حدثني أحمد بن إبراهيم -هو الدورقي- حدّثنا أبو نعيم، حدثني أبو بكر به. =
= وأبو بكر لم أجد له ترجمة. وعزاه في الدر المنثور (1/ 53)، إلى وكيع ومحمد بن نصر. والأثر ورد بلفظه مرفوعًا أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 455). أخبرنا علي عن أحمد بن عبيد، ثنا أبو عمارة المستملي، ثنا محمد بن الضوء بن الصلصال بن الدلهمس، ثنا أبي، أن أباه حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال فذكره. وهذا الحديث بهذا الإِسناد موضوع محمد بن الضوء كذَّبه الخطيب والجوزقاني، وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به. كما يظهر ذلك في ترجمته في المجروحين (2/ 310)، وتاريخ بغداد (5/ 374)، ولسان الميزان (5/ 233). وقال الألباني في ضعيف الجامع (57833): موضوع. وذكر المتقي الهندي في الكنز (1/ 566) وعزاه إلى أبي نعيم مطلقًا عن ابن عمرو ولم أجده في فهارس الحلية وتاريخ أصبهان.
3521 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ، عن داود ابن أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: نَزَلَ عُمَرُ رضي الله عنه، بالرَّوحاء (¬1)، فرأى أناسًا يَبْتَدِرُونَ (¬2) أَحْجَارًا، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: يَقُولُونَ إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى إِلَى هَذِهِ الْأَحْجَارِ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا رَاكِبًا مرَّ بوادٍ! فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى (¬3) ثُمَّ حَدَّثَ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ (أَغْشَى) (¬4) الْيَهُودَ يَوْمَ دِرَاسَتِهِمْ (¬5)، فَقَالُوا: مَا مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ أكرم علينا منك؛ لأنك تأتينا، قلت: ما ذَاكَ إلَّا أَنِّي أَعْجَبُ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ (تعالى) (¬6) يُصَدِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، كَيْفَ تُصَدِّقُ التَّوْرَاةُ الْفُرْقَانَ، والفرقان التوراة، فمر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يَوْمًا، وَأَنَا أُكَلِّمُهُمْ، فقلت: أنشدكم بالله، وما تقرأون من كتابه (¬7)، أتعلمون أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالوا: نعم، ¬
فقلت: هلكتم والله تعلمون أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم لَا تَتَّبِعُونَهُ، فَقَالُوا: لَمْ نَهْلِكْ وَلَكِنْ سَأَلْنَاهُ مَنْ يَأْتِيهِ بِنُبُوَّتِهِ؟ فَقَالَ: عَدُوُّنَا جِبْرِيلُ لِأَنَّهُ (عليه الصلاة والسلام) (¬8) يَنْزِلُ (بِالشِّدَّةِ وَالْغِلْظَةِ) (¬9) وَالْحَرْبِ وَالْهَلَاكِ وَنَحْوِ هَذَا، فقلت: فمن سِلْمُكُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَالُوا: مِيكَائِيلُ (يَنْزِلُ) (¬10) بِالْقَطْرِ وَالرَّحْمَةِ، وَكَذَا .. قُلْتُ: وَكَيْفَ مَنْزِلَتُهُمَا مِنْ رَبِّهِمَا؟ (فَقَالُوا) (¬11): أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ مِنَ الْجَانِبِ الآخر، قُلْتُ: فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِجِبْرِيلَ أَنْ يُعَادِيَ مِيكَائِيلَ، وَلَا يَحِلُّ لِمِيكَائِيلَ أَنْ يُسَالِمَ عَدُوَّ جِبْرِيلَ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُمَا وَرَبَّهُمَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمُوا وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبُوا، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أخبره، فلما لقيته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (قَالَ) (¬12): أَلَا أُخْبِرُكَ بِآيَاتٍ أُنْزِلَتْ عليَّ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، فقرأ -صلى الله عليه وسلم-: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)} (¬13). ¬
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَاللَّهِ ما قمت من عندك إلَّا إليك لأخبرك مما قالوا لي، وقلت لهم، فوجدت الله (تعالى) (¬14) قد سبقني. قال عمر رضي الله عنه: فلقد رأيتني وأنا أشد في الله مِنَ الْحَجَرِ (¬15). هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ صَحِيحُ الإِسناد. ¬
3521 - الحكم عليه: هو كما قال المصنف رحمه الله تعالى. وقال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 165 ب): رواه إسحاق بن راهويه مرسلًا بسند صحيح. وقال في المسندة: هذا مرسل صحيح الإِسناد. قال ابن كثير في تفسيره (1/ 136): لكن فيه انقطاع بينه -أي الشعبي- وبين عمر فإنه لم يدرك زمانه.
تخريجه: رواه عن داود جماعة: 1 - إسماعيل ابن علية عنه عند ابن جرير في التفسير (1/ 434) وذكر إسناده وأحال بلفظه إلى حديث ربعي بن علية قبله عن داود بنحوه (1/ 433). وهذان إسنادان صحيحان عن الشعبي، والإسنادان هما: الأول: محمد بن المثنى، ثنا ربعي بن علية. وربعي هو أخو إسماعيل وهو ثقة. =
= الثاني: يعقوب، قال ثنا إبراهيم، قال: ثنا ابن علية. 2 - علي بن مسهر، عن داود عند الواحدي في أسباب النزول (/37) من طريق أبي الشيخ، حدثا أبو يحيى الرازي قال: حدّثنا سهل بن عثمان، قال: حدّثنا علي بن مسهر، كلهم عن داود بنحوه. وهذا إسناد صحيح، أبويحيى هو عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي المترجم في السير (13/ 530) وهو ثقة. ورواه عن الشعبي مجاهد بذكر عداوة جبريل أخرجه ابن جرير في تفسيره (1/ 435). حدثني المثنى قال: ثنا إسحاق بن الحجاج الرازي قال: ثنا عبد الرحمن بن مغراء، قال: ثنا زهير عن مجاهد، عن الشعبي. قلت: إسحاق بن الحجاج له ترجمة في "الجرح والتعديل" ولم يذكر أبو حاتم فيه جرحًا ولا تعديلًا، ورواه مجالد عن الشعبي أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 285)، في المغازي، باب ما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل النبوة، وابن أبي حاتم في تفسيره (15/ 129) من طريق أبي أسامة على مجالد أنبأ عامر بنحوه. وهذا إسناد ضعيف مجالد لين الحديث. وأرسله أيضًا قتادة أخرجه ابن جرير (1/ 434)، بأسانيد عن قتادة، قال: بلغنا أن عمر بن الخطاب أقبل على اليهود فذكره. ولكنها منقطعة لأجل عدم سماع قتادة من عمر رضي الله عنه. وأرسله عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن عمر رضي الله عنه أخرجه ابن جرير (1/ 435)، وابن أبي حاتم (1/ 291)، بإسناديهما عن حصين بن عبد الرحمن، عن ابن أبي ليلى، بأن يهوديًا لقى عمر فذكر نحوه مختصرًا. وهذا مرسل ابن أبي ليلى لم يسمع من عمر رضي الله عنه، كما في جامع التحصيل (/226). =
= وأرسله السدي أخرجه ابن جرير (1/ 434). حدّثنا موسى بن هارون قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط عن السدي بنحوه. وهذا إسناد على إرساله ضعيف أسباط بن نصر فيه ضعف كما يظهر هذا من ترجمته (رقم 498). قلت: فكل هذه الطرق جميعًا منقطعة، والله أعلم. على أنها عارض ما هو أصح منه وانظر بيان ذلك في (فتح الباري 8/ 165)، فالحديث ضعيف لاتحاد العلة المذكورة.
3522 - أخبرنا (¬1) جرير، عن إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: (سمعت) (¬2) عليًا رضي الله عنه، يُخْبِرُ الْقَوْمَ: أَنَّ هَذِهِ الزَّهْرَةَ (¬3) تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ الزَّهْرَةَ، وَتُسَمِّيهَا الْعَجَمُ (أَنَاهِيدَ) (¬4)، فَكَانَ الْمَلَكَانِ (¬5) يَحْكُمَانِ بين الناس، فأتتهما كل واحد منهما عن غَيْرِ عِلْمِ صَاحِبِهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَا أَخِي إِنَّ فِي نَفْسِي بَعْضَ الْأَمْرِ، أُرِيدُ أَن أَذْكُرَهُ لَكَ، قَالَ: اذْكُرْهُ يَا أَخِي، لَعَلَّ الَّذِي فِي نَفْسِي مِثْلُ الَّذِي فِي نَفْسِكَ، فَاتَّفَقَا عَلَى أَمْرٍ فِي ذَلِكَ (¬6)، فَقَالَتْ لَهُمَا: لَا حَتَّى تُخْبِرَانِي بِمَا تَصْعَدَانِ بِهِ إلى السماء، وما تهبطان به إلى الأرض، قالا: بسم اللَّهِ الْأَعْظَمِ نَهْبِطُ، وَبِهِ نَصْعَدُ، فَقَالَتْ: مَا أنا بمواتيتكما الَّذِي تُرِيدَانِ حَتَّى تُعَلِّمَانِيهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: علّمها إياه (¬7) (قال: كَيْفَ لَنَا بِشِدَّةِ عَذَابِ اللَّهِ، فَقَالَ الْآخَرُ: إنا نرجو سعة رحمة الله (عزَّ وجلّ) (¬8)، (فعلماها) (¬9) إياه، ¬
فَتَكَلَّمَتْ بِهِ، فَطَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ، فَفَزِعَ مَلَكٌ لِصُعُودِهَا، فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ، فَلَمْ (يَجْلِسْ) (¬10) بَعْدُ، وَمَسَخَهَا (¬11) الله تعالى، فكانت كوكبًا (¬12). ¬
3522 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وقال البوصيري في الإتحاف (مختصر 2/ 165 ب): رواه إسحاق بن راهويه عن جرير بن إسماعيل بن أبي خالد، ولم أقف له على ترجمة عنه به. قلت: وهو هكذا في المسندة له. وهذا سبق قلم منه، والله أعلم. وإلاِّ فهو عن جرير بن عبد الحميد، عن إسماعيل. وأما ابن حزم في الفصل (4/ 32) فجزم أن الحديث كذب لأنه من طريق عمير بن سعيد وهو مجهول بمرَّة، أو أنه ليس له عن علي رضي الله عنه، إلَّا حديثان كلاهما كذب. قال المصنف في التهذيب: ولقد استعظمت هذا القول، ولولا شرطي في كتابي هذا ما عرّجت عليه، فإنه من أشنع ما وقع لابن حزم سامحه الله، وقد وقفنا له عن علي رضي الله عنه، على حديث آخر ... وله روايات عن غير علي، فما أدري هذا الجزم من ابن حزم. قلت: الرجل معروف حالًا وعينًا، وأثنى عليه شعبة رحمه الله، ووثقه ابن معين وابن سعد والعجلي وابن حبّان، فأين الجهالة؟؟
تخريجه: رواه عن إسماعيل ابن أبي خالد جماعة:؟ أولًا: يعلي بن عبيد أخرجه أبو الشيخ في العظمة (/303: 702) والحاكم في =
= مستدركه (2/ 265)، بلفظ الحديث. بإسناديهما عنه. ثانيًا: أبو معاوية محمد بن خازم عند ابن أبي حاتم (1/ 303)، حدّثنا الفضل بن شاذان، ثنا محمد بن عيسى، ثنا إبراهيم بن موسى، أنبأ أبو معاوية، عن ابن أبي خالد، عن عمير، عن علي رضي الله عنه، قال: هما ملائكة من ملائكة السماء يعني: وما أنزل على الملكين وهذا إسناد حسن إلى إسماعيل. وعزاه في الدر المنثور (1/ 239)، إلى عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في العقوبة. وتابع إسماعيل أبو خالد الحذاء عند ابن جرير (1/ 456). قال: حدثني المثنى قال: حدثني الحجاج قال: ثنا حماد، عن خالد الحذاء، عن عمير بن سعيد، عن علي بنحوه مختصرًا، قال ابن كثير في التفسير (1/ 143): رجاله ثقات، وهو غريب جدًا. قلت: في هذا الباب آثار عن الصحابة رضي الله عنه، وقد ورد بنحوه مرفوعًا وفيها زيادة تفصيل. عن ابن عمر رضي الله عنهما، أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: إن آدم -صلى الله عليه وسلم- لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض، قالت الملائكة: أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك. قال إني أعلم ما لا تعلمون، قالوا ربنا: نحن أطوع لك من بني آدم، قال الله تعالى للملائكة: هلمّوا ملكين من الملائكة حتى يهبطا بهما إلى الأرض، فننظر كيف يعملان، قالوا: ربنا هاروت وماروت، فاهبطا إلى الأرض، ومثلت لهما الزهرة، إمرأة من أحسن البشر، فجائتهما فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الإِشراك فقالا: لا والله لا نشرك بالله أبدًا، فذهبت عنهما، ثم رجعت بصبىّ تحمله فسألاها نفسها، قالت: لا والله حتى تقتلا هذا =
= الصبي، فقالا: والله لا نقتله أبدًا، فذهبت ثم رجعت بقدح خمر، فسألاها نفسها، قالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر، فشربا فسكرا، فوقعا عليها، وقتلا الصبي فلما أفاقا، قالت المرأة، والله ما تركتما شيئًا مما أبيتماه عليّ إلَّا قد فعلتماه حين سكرتما، فخيّرا بين عذاب الدنيا والآخرة، فاختارا عذاب الدنيا. أخرجه أحمد (2/ 134) واللفظ له. وعبد بن حميد (2/ 29: 785). والبزار كما في كشف الأستار (3/ 358). وابن السني في عمل اليوم والليلة، باب ما جاء في الزهرة (/189: 656). وابن حبّان (14/ 63). والبيهقي في الضحايا، باب النهي عن التداوي بالمسكر (10/ 4). كلهم من طريق يحيى ابن أبي بكير، ثنا زهير بن محمد عن موسى بن جبير، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما به. وهذا إسناد ضعيف، موسى مستور قال فيه ابن حبّان: يخطئ ويخالف. كما في ترجمته في التهذيب (10/ 302). وزهير بن محمد وهو التميمي على حفظه فهو يخطئ كما في (التهذيب 3/ 301) قال الإِمام أحمد رحمه الله فيما نقله عنه الألباني في الضعيفة (1/ 206): هذا منكر، إنما يروي عن كعب. وقال أبو حاتم في العلل (2/ 70): منكر. قلت: ووجه النكارة، ما ذكره أحمد رحمه الله أنه من حديث كعب. قال البيهقي رحمه الله: ورواه موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن كعب قال: ذكرت الملائكة أعمال بني آدم، فذكر بعض هذه القصة، وهذا أشبه قلت: ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/ 143) متابعًا آخر به مرفوعًا. أخرجه ابن مردويه، حدّثنا دعلج بن أحمد، حدّثنا هشام بن علي بن هشام، حدّثنا عبد الله بن رجاء، حدّثنا سعيد بن سلمة، حدّثنا موسى بن سرجس، عن نافع، عن ابن عمر به مرفوعًا. =
= وموسى مستور كما في (التهذيب 10/ 357). وقال الشيخ الألباني: ولا يبعد أن يكون هو الأول، اختلف الرواة في اسم أبيه. قلت: وهذا أقوى لمن اطلع على ترجمتهما. وقد ورد الحديث بأسانيد أخرى عن ابن عمر مرفوعًا، فلنذكرها ثم نبين ما يترجح- حسب العلم عن نافع قال: سافرت مع ابن عمر فلما كان آخر الليل، قال: يا نافع طلعت الحمراء قلت: مرتين أو ثلاثة، ثم قلت: قد طلعت قال: لا مرحبًا بها ولا أهلًا قلت: سبحان الله نجم سامع مطيع قال: ما قُلْتُ لَكَ إلَّا مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: إن الملائكة، قالت: يا رب كيف صبرك على بني آدم في الخطايا والذنوب؟ قال: إني ابتليتهم وعافيتكم قالوا: لو كنا مكانهم ما عصيناك؟ قال: فاختاروا ملكين منكم، قال: فلم يألوا أن يختاروا، فاختاروا هاروت وماروت، فألقى الله تعالى عليهما الشبق -قلت: ما الشبق؟ قال: الشهوة، قال: فزلا فجاءت إمرأة يقال لها الزهرة- فذكر نحوًا من حديث علي رضي الله عنه. أخرجه ابن جرير إلى قوله وماروت (1/ 458). والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 42). وابن الجوزي من طريقه في الموضوعات (1/ 186). كلاهما من طريق سنيد بن داود، وقال ثنا فرج بن فضالة، عن معاوية بن صالح، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما. وهذا إسناد ضعيف. سنيد هذا ضعيف الحديث كما يظهر ذلك من ترجمته في (التهذيب 4/ 214) وفرج ضعيف مشهور كما يظهر من ترجمته في (التهذيب 8/ 234). قلت: أخطأ أحدهما في رفع الحديث وإلاَّ فهو موقوف ويدل على ذلك ما أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 306)، حدّثنا أبي، ثنا عبد الله بن جعفر الرقي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ ابن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرو، ويونس بن =
= خباب، عن مجاهد قال: كنت نازلًا على ابن عمر في سفر فلما كان ذات ليلة قال لغلامه: انظر طلعت الحمراء فذكر الحديث من كلامه. وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات. ويقويه: ما أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 53)، وابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 186)، في باب ذكر رحمة الله. وابن جرير في تفسيره (1/ 456، 457). وابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 306). كلهم بأسانيدهم عن موسى بن عقبة، عن سالم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ كعب فذكر طرفًا من القصة. وهذا إسناد صحيح. وتابعهما عن مجاهد العوام بن حوشب بنحوه مختصرًا. أخرجه سعيد بن منصور (رقم 206)، نا شهاب بن خراش عن العوام بن حوشب، عن مجاهد قال كنت مع ابن عمر رضي الله عنهما، وهذا إسناد حسن شهاب. قال الذهبي في الميزان (2/ 281) صدوق مشهور. قال الحافظ ابن كثير (1/ 143): فهذا أصح وأثبت إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما من الإسنادين المتقدمين، وسالم أثبت من أبيه من مولاه نافع، فدار الحديث، ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل قلت: فهذا ما في الآية من حديث مرفوع. ويبقى في المسألة آثار عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم. قال ابن كثير رحمه الله (1/ 146): وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد، والسدي، والحسن البصري، وقتادة، وأبي العالية والزهري، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيان وغيرهم، وقصَّها خلق من المفسرين من =
= المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم -صلى الله عليه وسلم-، الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة، من غير بسط ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن مما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال. اهـ. وقال رحمه الله في التاريخ (1/ 37): هذا أطلقه من وضع الإسرائيليين وإن كان قد أخرجه كعب الأحبار، وتلقاه عنه طائفة من السلف، فذكروه على سبيل الحكاية والتحديث عن بني إسرائيل. اهـ. قلت: وأما الأثر عن علي رضي الله عنه، فإن مداره على عمير بن سعيد ولم يتابع بمثله عن عليّ رضي الله عنه، والثقة قد يهم، ويغلط والمعصوم من عصمه الله تعالى، فإن عليًّا رضي الله عنه، لم يعرف بالأخذ عن أهل الكتاب، والحمل على الراوي عنه أفضل من أن يحمل على الصحابي والله أعلم.
3523 - أخبرنا (¬1) عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عن أبي الطفيل، عن علي ابن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ سُهَيْلًا (¬2)، كَانَ عَشَّارًا (¬3) بِالْيَمَنِ، فَمُسِخَ، ولعن الله الزهرة، فإنها فتنت الملكين. ¬
3523 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه جابر الجعفي وهو متروك. قال ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 188)، وهذا لا يصح لأن مداره على جابر الجعفي. قال جرير: لا أستحل أن أروي عنه، وقال أبو حنيفة: ما رأيت أكذب منه، وقال يحيى بن معين: لا نكتب حديثه. وقال ابن كثير في تفسيره (15/ 143): لا يصح، وهو منكر جدًا. وقال الهيثمي في المجمع (3/ 92): وفيه جابر الجعفي، وفيه كلام كثير، وقد وثقه شعبة وسفيان الثوري. وقال البوصيري في الإِتحاف (مختصر /2/ 65/ب): ضعيف لضعف جابر الجعفي وكذا قال في المسند. وقال الألباني في الضعيفة (2/ 315): موضوع.
تخريجه: تابع إسحاق عن عيسى بن يونس عن أخيه، عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي وهو ثقة عند ابن السني (رقم 649 و 653) في عمل اليوم والليلة باب ما يقول إذا =
= رأى سهيلًا، وباب ما جاء في الزهرة، فرقهما، وبتمامه أخرجه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1/ 143). وبذكر سهيل: رواه الثورى، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "لعن الله سهيلًا" ثلاث مرات فإنه كان يعشر الناس في الأرض، فمسخه الله شهابًا. أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 108)، حدّثنا حفص بن عمر الرقي، ثنا أبو حذيفة، ثنا الثوري، به. وحفص لين كما في ترجمته في السير (13/ 405)، والميزان (1/ 566) إلَّا أنه توبع. عند ابن السني (رقم 650)، في عمل اليوم والليلة في الموضع السابق حدثني الحسن بن موسى بن خلف، حدّثنا إسحاق بن زريق، حدّثنا إبراهيم بن خالد، حدّثنا سفيان، به. وأخرجه كذلك ابن الجوزي من طريق الدارقطني، حدّثنا أبو الحسن الجنديسابوري قال: حدّثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عبد العزيز، ثنا سفيان، به. واضطرب فيه جابر الجعفي فوقفه عن علي رضي الله عنه. عند أبي الشيخ في العظمة (/301: 693)، حدّثنا ابن أسيد، حدّثنا محمد بن ثواب، ثنا وكيع عن سفيان، به موقوفًا. وهذا إسناد حسن إلى جابر. ورواه غير جابر عن أبي الطفيل وأرسله [وهو من مراسيل الصحابة]، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يحيى بن عبد الله. أخرجه أبو الشيخ في العظمة (رقم 694): حدّثنا إسحاق بن أحمد، حدّثنا عبد الله بن عمران، ثنا إسحاق بن سليمان، عن عمر بن قيس، عن يحيى بن عبد الله، =
= عن أبي الطفيل رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه. وهذا إسناد ضعيف جدًا عمر بن قيس هو المكي: متروك كما في التقريب (2/ 63). وللحديث شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا رأى سهيلًا قال: لعن الله سهيلًا، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول كان عشارًا من عشارى اليمن، يظلمهم، فمسخه الله فجعله حيث ترون. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 427). وعنه الطبراني كما في اللآلىء المصنوعة (1/ 159)، وعزاه الهيثمي إليه في الكبير، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 187)، كلاهما من طريق إبراهيم بن يزيد، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، به. وأخرجه البزّار حدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، ثنا يزيد بن هارون. أنا مبشر بن عبيد، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، به. قال الهيثمي في المجمع (3/ 91): وضعفه البزّار لأن في رواته إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك، وفي الأخرى مبشر بن عبيد، وهو متروك أيضًا. قلت: فالحديث لا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فحديث علي رضي الله عنه ضعيف لأن مداره على جابر الجعفي وقد رواه عنه الثوري، واضطرب فيه بمرَّة وقفه ومرة رفعه. وأما حديث أبي الطفيل رضي الله عنه فضعيف جدًا. وكذا حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
3524 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا أَحْمَدُ الْأَخْنَسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثنا الْكَلْبِيِّ (¬2) عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، في قوله تعالى: {إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ} (¬3)، (فقال): الإِعصار، الريح الشديد. ¬
3524 - الحكم عليه: هذا الإِسناد موضوع وآفته الكلبي، وفيه شيخ أبي يعلى متروك وشيخ الكلبي ضعيف عنعن وهو مدلس. قال الهيثمي في المجمع (6/ 326)، وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو ضعيف جدًا. وانظر كلام البوصيري عند الحديث الثالث.
تخريجه: لم أقف عليه إلَّا عند أبي يعلى.
3525 - وبه (¬1) في قوله تعالى: {(كَصَيِّبٍ) (¬2) مِنَ السَّمَاءِ (¬3)} قال: الصيب: المطر (¬4). ¬
3525 - الحكم عليه تقدم الحكم عليه في الأثر السابق.
تخريجه: لم أقف عليه إلَّا عند أبي يعلى.
3526 - وبه إلى ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله (تعالى) (¬1): {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (¬2). قال: يعرفون يوم القيامة بذلك، (لَا) (¬3) يَسْتَطِيعُونَ الْقِيَامَ إلَّا كَمَا يَقُومُ الْمُتَخَبِّطُ الْمُنْخَنِقُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا: ({إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} (¬4) وكذبوا، على الله (عزّ وجل) (¬5) {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} (¬6) إلى قوله: فمن عاد {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (وقوله) (¬7) (عزّ وجل) (¬8): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا ....} (¬9) الآية. قال: فبلغنا والله أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنْ ثَقِيفٍ وَبَنِي الْمُغِيرَةِ مِنْ بني مخزوم، (وكان) (¬10) (بَنُو) (¬11) الْمُغِيرَةِ يُرْبُونَ (¬12) لِثَقِيفٍ، فَلَمَّا أَظْهَرَ اللَّهُ تعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- (¬13) على مكة، ¬
وَوَضَعَ يَوْمَئِذٍ الرِّبَا كُلَّهُ وَكَانَ أَهْلُ الطَّائِفِ قَدْ صَالَحُوا عَلَى أَنَّ لَهُمْ رِبَاهُمْ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِمْ مِنْ رِبًا فَهُوَ مَوْضُوعٌ، وَكَتَبَ (رسول) (¬14) الله -صلى الله عليه وسلم- في آخِرِ صَحِيفَتِهِمْ، أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ، وَعَلَيْهِمْ ما عَلَى الْمُسْلِمِينَ، أَنْ لَا يَأْكُلُوا الرِّبَا وَلَا يؤكلوه فأتي بنو عمرو بن عمير بني المغيرة إلى عتاب بن أسيد (¬15) رضي الله عنه، وهو على مكة، (فقال) (¬16) بَنُو الْمُغِيرَةِ مَا جُعِلْنَا (أَشْقَى) (¬17) النَّاسِ بِالرِّبَا؟ وضع عَنِ النَّاسِ غَيْرِنَا، فَقَالَ بَنُو عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ: صُولِحْنَا عَلَى أَنَّ لَنَا (رِبَانَا) (¬18) فَكَتَبَ عتاب بن أسيد رضي الله عنه ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ} (¬19)، (لَا تَظْلِمُونَ ولا تظلمون) (¬20): لا تظلِمون فتأخذون أكثر، ولا تُظلَمون (فتبخسون) (¬21) منه، {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} أَنْ تَذْرُوهُ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} (ثُمَّ) (¬22) الآية، فذكروا أن هذه الآية نزلت من النساء نزلت آخر القرآن. ¬
3526 - الحكم عليه: تقدم الحكم عليه. وقد قال البوصيري في الإتحاف (2/ 166/ب): ضعيف لضعف محمد بن السائب الكلبي وكذا قال في المسندة.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى كما قال المصنف والبوصيري (3/ 140). ومن طربقه الواحدي في أسباب النزول (/79).
3527 - وقال ابن أبي عمر: حدّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا (¬1). قَالَ يزيد: وعن الفضل بن عطية، قال: تاهوا في اثنى عَشَرَ فَرْسَخًا، أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَجُعِلَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ حَجَرٌ (لَهُ) (¬2) مِثْلُ رَأْسِ الثَّوْرِ، إِذَا نَزَلُوا انفجر منه (اثنتي) (¬3) عشرة عينًا. ¬
3528 - قَالَ (¬1): وَعَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ (¬2) في قوله تعالى (وظلَّلنا) (¬3) (عليكم) (¬4) الغمام: قال: أظلت عليهم في التيه (¬5). ¬
3528 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح إلى أبي مجلز.
تخريجه: عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى عبد بن حميد (1/ 170). وهذا القول مروي عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم والربيع بن أنس والضحاك والسدي. انظر تفسير ابن أبي حاتم (/174).
3529 - حدّثنا (¬1) سُفْيَانُ، (عَنْ) (¬2) إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يُطَلِّقُ، ثُمَّ يَقُولُ: لَعِبْتُ، وَيُعْتِقُ، ثُمَّ يَقُولُ: لَعِبْتُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجل: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ...} (¬3) (الْآيَةَ) (¬4)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من طلق أو عتق، فقال: لعبت، فليس قوله بشيء، يَقَعُ عَلَيْهِ، وَيَلْزَمُهُ (¬5). قَالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ: يَلْزَمُهُ الشيء. ¬
3529 - تخريجه: لم أجده فيما بين يدي من مصادر، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 683) إلى ابن أبي عمرو وابن مردويه. وعزاه الهيثمي إلى الطبراني في الكبير. واضطرب فيه إسماعيل بن مسلم، فرواه عن الحسن، عن عبادة رضي الله عنه، أخرجه ابن منيع كما تقدم في الكتاب 8/ 431 حديث رقم (1706). وقد أرسله الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بنحو حديث أبي الدرداء، ولفظه في آخره: من طلق أو حرر أو أنكح أو نكح فقال: إني كنت لاعبًا، فهو جائز. =
= أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، في كتاب الطلاق، باب ليس في الطلاق والعتاق لعب (5/ 106)، نا عيسى بن يونس، عن عمرو، عن الحسن، به. وهذا مرسل صحيح الإِسناد. ووقفه الحسن عن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ في الموضع السابق، وسعيد بن منصور في السنن (رقم 1604، 1605)، عن يونس، عن الحسن، عن أبي الدرداء رضي الله عنه. وهذا مرسل الحسن لم يسمع عن أبي الدرداء رضي الله عنه. وذكر الهيثمي في المجمع (4/ 291)، متابعًا لحديث إسماعيل بن مسلم عن أبي الدرداء بنحوه مرفوعًا وقال: وفيه عمرو بن عبيد وهو من أعداء الله. وفي معناه شاهد من حديث أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: من طلق وهو لاعب، فطلاقه جائز، ومن أعتق وهو لاعب فعتاقه جائز، ومن أنكح وهو لاعب فنكاحه جائز. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6/ 134)، عن إبراهيم بن محمد، عن صفوان بن سليم، أن أبا ذر قال: فذكره. وهذا إسناد ضعيف جدًا، إبراهيم هو ابن أبي يحيى الأسلمي متروك كما في التقريب (1/ 42). وفي طرف الحديث الأخير أحاديث: أولًا: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح، والطلاق والرجعة. أخرجه أبو داود في الطلاق باب في الطلاق على الهزل (2/ 259: 2194). والترمذي في الطلاق باب في الجد والهزل والطلاق (2/ 328). وقال: حسن غريب. وابن ماجه في الطلاق باب من طلق أو نكح أو راجع لاعبًا (1/ 658: 2039) وسعيد بن منصور (رقم 1603). =
= والدارقطني في سننه (3/ 256). والحاكم (2/ 197). والبيهقي في الخلع والطلاق باب ما يقع به الطلاق من الكلام (7/ 3400). والبغوي في شرح السنة (9/ 219). كلهم من طريق عبد الرحمن بن حبيب، عن عطاء، عن ابن ماهك، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهذا إسناد فيه ضعف. قال المصنف في عبد الرحمن بن حبيب في التقريب (1/ 476) لين الحديث. ثانيًا: من حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاث لا يجوز اللعب فيهن الطلاق والنكاح والعتق. أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 304). حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثني أبي، ثنا ابن لهيعة، حدثني عبد الله ابن أبي جعفر، عن حنش بن عبد الله السبأي عن فضالة، به. قال الهيثمي في المجمع (4/ 338)، وفيه ابن لهيعة، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: شيخ الطبراني فيه كلام يسير لا يضره. ثالثًا: من حديث عبادة بن الصامت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لَا يَجُوزُ اللَّعِبُ فِي ثَلَاثٍ الطَّلَاقِ، وَالنِّكَاحِ، والعتاق فمن قالهن فقد وجبن. أخرجه الحارث كما تقدم في الكتاب (61/ب، مح) حدّثنا بشير بن عمر، ثنا ابن لهيعة، ثنا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عُبَادَةَ بن الصامت، به. وهذا إسناد ضعيف للانقطاع بين عبيد الله ابن أبي جعفر وعبادة رضي الله عنه. وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. قلت: آخر الحديث حسن بهذه الشواهد والله أعلم.
3530 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ ننشرها (¬1)، (¬2). ¬
3530 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات لولا عنعنة قتادة وهو يدلس. قال البوصيري في الإتحاف (مختصر 2/ 166 ب) رواته ثقات. وسكت عليه في المسنده.
تخريجه: عزاه في الدر المنثور (2/ 31): إلى مسدّد وفيه: أعجم الزاي.
3531 - وَعَنْ (¬1) يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَقْرَأُ: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا}، أعجم الزاي. ¬
3531 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد. وعزاه في الدر المنثور (2/ 31) إلى الفريابي وسعيد بن منصور ومسدد وعبد بن حميد وابن المنذر. والذي عند سعيد بن منصور إنما هو خارجة بن زيد بن ثابت (رقم 436). قلت: وتابع أبا العالية عن زيد بن سيرين عند عبد الرزاق في تفسيره (1/ 106) قال: سمعت هشام بن حسان يحدث عن محمد بن سيرين، عن زيد، به. وهذا إسناد صحيح عن زيد ومتابعة صحيحة لأثر الباب. وقد ورد مرفوعًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الحاكم في مستدركه (2/ 234) حدّثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، ثنا هشام بن خالد الأزرق، ثنا إسماعيل بن قيس، عن نافع ابن أبي نعيم القارئ، حدثني إسماعيل ابن أبي حكيم، ثنا خارجة بن زيد بن أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قرأ: "كيف ننشرها" بالزاي. وقال: صحيح الإِسناد. وتعقبه الذهبي بقوله: فيه إسماعيل بن قيس من ولد زيد بن ثابت ضعفوه قلت: وهو كما قال.
3532 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر، ثنا عَبْدَةُ، ثنا النَّضْرُ بْنُ (عَرَبِيٍّ) (¬2)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله (تبارك) (¬3) وتعالي: {إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ} (¬4) قال: لم يتغير (¬5). ¬
3532 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. قال الهيثمي في المجمع (6/ 326): رجاله رجال الصحيح. وسكت عليه البوصيري في المسند وفي المختصر (2/ 166 ب).
تخريجه: قال السيوطي في الدر (3/ 30): وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر من طرق عنه. وتابع عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، على ابن أبي طلحة، به. عند ابن جرير (3/ 38)، حدثني المثني. قال: ثنا عبد الله، قال: ثنى معاوية، عن علي عن ابن عباس رضي الله عنهما، به. وعلي لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنهما، كما في التقريب (2/ 39) وأثر الباب صحيح كما تقدم.
3533 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الإِيمان؟ (فَقَرَأَ) (¬1): {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} (¬2). * هذا مرسل صحيح الإِسناد وله شاهد (¬3). ¬
3533 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع بين مجاهد وأبي ذر رضي الله عنه. ولم أجده في مظانه في الإِتحاف المسندة والمختصرة. قال الحافظ ابن كثير في التفسير (1/ 213): وهذا منقطع، فإن مجاهدًا لم يدرك أبا ذر فإنه مات قديمًا.
تخريجه: عن إسحاق أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 417: 409) وهو في مصنف عبد الرزاق (11/ 128) من جامع معمر. وقد رواه عن عبد الرزاق أحمد أخرجه الآجري في الشريعة (121). حدّثنا أبو نصر الفلاس قال: حدّثنا أبو بكر المروزي، قال حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل. ورواه عنه سلمة بن شبيب عنده أخبرنا أبو بكر ابن أبي داود، حدّثنا سلمة، =
= كلاهما عن عبد الرزاق، به. وتابع معمرًا عن عبد الكريم عامر بن شفي -بضم الشين المعجمة، وفتح الفاء، وتشديد الياء-، عنه، به. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (1/ 213)، قال: حدّثنا أبى، حدّثنا عبيد بن هشام الحلبي، حدّثنا عبيد الله بن عمرو عن عامر، به. قلت: هذا إسناد حسن، عبيد بن هشام: صدوق. كما يظهر هذا من ترجمته في التهذيب (7/ 70). وعامر: ثقة كما في تاريخ ابن معين (2/ 287). ورواه عن أبي ذر القاسم بن عبد الرحمن بن مسعود أخرجه الآجري في الشريعة (121)، وإسحاق كما في الكتاب (100 أمح) برقم (2941) وعنه ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 416: 408)، وابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1/ 213)، من طريق جعفر بن عون حدّثنا المسعودي، عن القاسم، به. وفيه زيادة، وإسحاق من طريق المقريء والملائي. وهذا إسناد حسن إلى القاسم جعفر سمع من المسعودي قبل الاختلاط كما في الكواكب النيرات. إلَّا أنه منقطع القاسم لم يسمع من أبي ذر كما في جامع التحصيل (252) وعزاه في الدر إلى عبد بن حميد (1/ 411). فالأثر ضعيف الإِسناد عن أبي ذر رضي الله عنه للإِنقطاع في طرقه.
3534 - أخبرنا (¬1) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عن أبي علي الرحبي، عن عكرمة (رضي الله عنه) (¬2)، قال: سئل الحسن بن علي رضي الله عنهما، مَقْبَلَهُ مِنَ الشَّامِ عَنِ الإِيمان فَقَرَأَ: {لَيْسَ الْبِرَّ ...} الآية. (142) وله طريق أخرى في الإِيمان (¬3). ¬
3534 - الحكم عليه: إسناد ضعيف جدًا فيه الحسين بن قيس وهو متروك.
تخريجه: أخرجه عن إسحاق ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 417: 410) وتابع إسحاق عن يزيد بن هارون ابن أبي عمر في كتاب الإِيمان (رقم 67 ص 135) بالإِسناد والمتن.
3535 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد، عن سعيد بن المسيب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا مِنْ مُسْلِمٍ بصاب بِمُصِيبَةٍ، فَيَذْكُرُ مُصِيبَتَهُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَيُحْدِثُ لها إسترجاعًا (¬2)، إلَّا أعطاه الله تعالى مِنَ الْأَجْرِ عِنْدَ ذَلِكَ، مِثْلَ مَا أُعْطِيَ يوم أصيب (¬3). ¬
3535 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه هشام بن حسان متروك وعلي بن زيد ضعيف.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد. وقد اضطرب فيه هشام فرواه عن أبيه، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بمثله أخرجه الدولابي في الكنى (2/ 28)، وفي مسند الذرية الطاهرة (رقم 167). وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 88) بإسناديهما عنه. ورواه عن أمه عن فاطمة عن أبيها به. أخرجه ابن ماجه في الجنائز باب ما جاء في الصبر على المصيبة (1/ 510: 1600). وأبو يعلى (6/ 180). وابن السني في عمل اليوم والليلة (163: 560) باب ما يقول إذا ذكر مصيبة قد أصيب بها وفيه عن أبيه. والحارث في مسنده كما في بغية الباحث (رقم 256)، =
= والطبراني في الكبير (3/ 131)، والبيهقي في الشعب (7/ 117)، كلهم من طريق عبد الرحمن بن سلام الجمحى، عنه به. ورواه عن عباد بن زياد، عن أمه، عن فاطمة. أخرجه أحمد (1/ 201). ورواه عن أمه، عن فاطمة، عن أبيها أخرجه الحارث أيضًا (رقم 257)، (وبغية الباحث ثنا الحكم بن موسى عن عباد)، به. قال ابن كثير في التفسير (1/ 204)، وقد رواه إسماعيل بن عليه، ويزيد بن هارون، عن هشام بن زياد، عن أبيه، عن فاطمة. وأشار البيهقي في الشعب أنه رواه عن عائشة رضي الله عنه فهذا اضطراب فاحش، فيه يدل على ما قاله أهل العلم فيه. والحديث المذكور الذي أشار إليه البيهقي أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 64). حدّثنا زكريا بن يحيى الحلواني قال: حدّثنا هارون بن سعيد قال: حدّثنا ابن وهب قال: حدّثنا سعيد ابن أبي أيوب عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن هشام عن أمه، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بمثله. قلت: وإبراهيم الرواي عنه انظر الكلام حوله في اللسان (1/ 100). فالحديث على كل حال ضعيف جدًا لأن مداره على هشام وحاله كما سبق بيانه.
3536 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أيوب، عن قتادة، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ السَّلَفَ الْمَضْمُونَ إِلَى أَجَلٍ (¬1)، قد أحله الله (تعالى) (¬2) وأذن فيه، قال الله (تعالى) جَلَّ ذَكَرَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} (¬3). ¬
3536 - الحكم عليه: ضعيف الإِسناد. قتادة مدلس وقد عنعن، إلَّا أنه صحيح فقد رواه شعبة عنه كما سيأتي. وسكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (2/ 166 ب مختصر) وكذلك في المسندة.
تخريجه: رواه عن سفيان: الشافعي في مسنده (ترتيب 2/ 171). ومن طريقه البيهقي في السنن في البيوع باب جواز الرهن والحيل في السلف (6/ 19). وإبراهيم بن بشار عند الحاكم في مستدركه (2/ 286)، وصححه. وقلت: وفي إبراهيم كلام معروف ولا سيما في روايته عن ابن عيينة، لكن متابعة الشافعي وابن أبي عمر عنه تنفي عنه التفرد. =
= فلا مجال لقول الذهبي عقبه: إبراهيم ذو زوائد عن ابن عيينة. ورواه عن قتادة جماعة: أولًا: شعبة أخرجه البيهقي في السنن في البيوت باب جواز السلف المضمون بالصفة (6/ 18). بطريقين عن أبي العباس الأصم، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا سعيد بن عامر عن شعبة. وهذا إسناد صحيح إلى شعبة، وصح الحديث بذلك، إذ أن شعبة لم يكن يحدث عن قتادة إلَّا مما صرح فيه بالسماع، فأمنا تدليسه. ثانيًا: معمر عند عبد الرزاق في مصنفه (8/ 5)، به. ثالثًا: هشام بن أبي عبد الله الدستوائي. أخرجه الطبري في التفسير (3/ 116)، حدّثنا ابن بشار، قال ثنا معاذ بن هشام، قال ثنى أبي. رابعًا: همام بن يحيى عند الطبراني في الكبير (12/ 205)، بنحوه. حدّثنا محمد بن يحيى القزاز، ثنا عمر بن حفص الحوضي، ثنا همام كلهم عن قتادة، به. قلت: لعل الحوضي هو حفص بن عمر أبو عمر الحوضي، فإن كان هو الذي يروى عن همام بن يحيى فالحديث صحيح إلى همام. وأشار البخاري إلى هذا الحديث في السلم باب السلم إلى أصل معلوم (4/ 434 فتح). وعزاه السيوطي في الدر (2/ 117): إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم إضافة إلى من سبق.
3537 - وقال إسحاق: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَرَى أنها الصبح يعني (الصلاة) (¬2) الوسطى (¬3) (¬4). ¬
3537 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح.
تخريجه: تابع سالمًا عن عبد الله، به. أولًا: عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف كتاب الصلوات باب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى (2/ 505). حدّثنا شبابة ثنا شعبة، ثنا حيان الأزدي، ثنا ابن عمرو، به. وهذا إسناد صحيح حيان هو ابن إياس البارقي، ثقة، كما في الجرح والتعديل (3/ 244). ثانيًا: مجاهد بن جبر. أخرجه سعيد بن منصور (رقم 397). أخرجه البيهقي في السنن كتاب الصلاة (1/ 462)، بإسناديهما عن داود =
= العطار، حدثني ابن أبي نجيح، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. وهذا إسناد صحيح. ثالثًا: زيد بن أسلم عند ابن أبي شيبة في الموضع السابق (2/ 506). وسعيد بن منصور (رقم 398) كلاهما عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، حدّثنا زيد بن أسلم، عن ابن عمر وهذا إسناد حسن، عبد العزيز صدوق. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 719) إلى عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي. قلت: وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما، خلافة انظره في الدر المنثور.
3538 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه، قَالَ: وَسَأَلْتُهُ -يَعْنِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-- (¬1) عن الصلاة الوسطى؟ قال -صلى الله عليه وسلم- (¬2): هي العصر التي فرط (¬3) فيها. ¬
3538 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا لأمور: 1 - ابن إسحاق مدلس وقد عنعن. 2 - أبو إسحاق مدلس وقد عنعن. وقد ذكروا أن أبا إسحاق لم يسمع من الحارث إلَّا أربعة أحاديث كما في جامع التحصيل (246). 3 - الحارث الأعور ضعيف جدًا.
تخريجه: لم أقف عليه بهذ الإِسناد، والحديث معروف عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه موقوفًا. رواه سفيان الثوري، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف في الصلوات باب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى (2/ 504). وابن جرير في التفسير بطريقين (2/ 554) كلهم عن سفيان بذكر صلاة العصر والطحاوي في معاني الآثار (1/ 175). ورواه أبو الأحوص عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه. =
= رواه عنه ابن أبي شيبة في الموضع السابق بلفظ حديث الباب. ورواه الأجلح عن أبي إسحاق بذكر صلاة العصر. أخرجه ابن جرير في التفسير (2/ 554)، حدّثنا أبوكريب، ثنا مصعب، عن الأجلح، به. قلت: مصعب هو ابن المقدام الخثعمي، وهو حسن الحديث كما في ترجمته في التهذيب (10/ 150). ورواه عن أبي إسحاق عنبسة بن سعيد بذكر صلاة العصر أخرجه ابن جرير في تفسيره (2/ 554)، حدّثنا ابن حميد قال: ثنا حكام -وهو ابن سلم- عن عنبسة، به. وهذا إسناد ضعيف إلى أبي إسحاق: ابن حميد هو محمد وهو ضعيف. ورواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه الصلاة الوسطى صلاة العصر. أخرجه الطحاوي في معاني الآثار (1/ 175) حدّثنا ربيع الجيزي ثنا يعقوب ابن أبي عبّاد، عن إبراهيم بن طهمان، به. وعزاه في الدر المنثور (2/ 727) إلى وكيع والفريابي وابن عيينة وابن منصور ومسدد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد. وورد الحديث موقوفًا عن علي رضي الله عنه، بنحو حديث الباب. أخرجه ابن جرير (2/ 554، 23/ 155)، وعزاه السيوطي في الدر (7/ 177) إليه وإلى ابن المنذر. قال ابن جرير: حدثا محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم قال: ثنا أبو زرعة، قال: ثنا حيوة بن شريح، قال: ثنا أبو صخر، أنه سمع أبا معاوية البجلي، من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصهباء البكري يقول: سألت عليًا رضي الله عنه عن الصلاة الوسطى، فذكره موقوفًا. =
= وهذا إسناد ضعيف أبو معاوية وشيخه مجهولان. انظر التقريب (2/ 438، 2/ 474). وأخرجه سعيد بن منصور (رقم 394)، نا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان التيمي، عن أبيه قال: سأل رجل عليًا رضي الله عنه عن الصلاة الوسطى فلم يرد عليه شيئًا وأقيمت صلاة العصر فلما فرح، قال أبي السائل عن الصلاة الوسطى: هي هذه الصلاة. وهذا سند صحيح. قلت: وتحديد العصر بإنها الوسطى ثابت عن علي رضي الله عنه، مرفوعًا من طرق. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يوم الأحزاب: شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا، ثم صلاها بين العشائين المغرب والعشاء. أخرجه مسلم في المساجد باب من قال الصلاة الوسطى صلاة العصر (5/ 128)، واللفظ له. والنسائي في الكبرى كما في التحفة (7/ 382)، وهو في التفسير له (1/ 266)، وأحمد (1/ 81، 113، 126، 146). وأبو عبيد في الفضائل (166). وعبد الرزاق في المصنف (1/ 576)، وابن أبي شيبة في الموضع السابق (2/ 503). وسعيد بن منصور (رقم 393). وأبو يعلى (1/ 216، 217) وابن جرير (2/ 558). وابن خزيمة في صحيحه (2/ 290: 1337)، والبيهقي في السنن (1/ 460). وابن عبد البر في التمهيد (4/ 291). والجورتاني في الأباطيل (رقم 38). كلهم من طريق أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن شتير بن شكل عن علي رضي الله عنه، به. =
= ثانيًا: عنه عن زر قال: أمرنا عبيدة أن يسال عليًا عن الصلاة الوسطى فسأله فقال: كنت أحسب أنها صلاة الفجر وفي لفظ: كنا نرى أنها صلاة الفجر حتى سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول يوم الأحزاب: شغلونا عن صلاة الوسطى، صلاة العصر، ملأ الله قبورهم وأجوافهم نارًا. وابن أبي شيبة في المصنف في الموضع السابق. وعبد الرزاق (1/ 576)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 122). وأبو يعلى واللفظ له (1/ 217، 216). وابن جرير في التفسير (2/ 558). وابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (1/ 299). وابن خزيمة في الموضع السابق (رقم 1337). والبيهقي في الموضع السابق (1/ 460)، والبغوي في تفسيره (1/ 288)، وفي شرح السنة (2/ 233). كلهم من طريق عاصم عن زربه. وله طريق عدة عن زر بن حبيش انظرها في التعليق على سنن سعيد بن منصور. وهذا إسناد حسن للخلاف المعروف في عاصم. ثالثًا: عن عبيدة السلماني عن علي. عند البخاري في الجهاد باب الدعاء على المشركين (6/ 105). وفي المغازي باب غزوة الخندق (7/ 405). وفي التفسير باب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى (8/ 195). وفي الدعوات باب الدعاء على المشركين (11/ 194). ومسلم في الموضع السابق. وأبو داود في الصلاة باب في وقت العصر (رقم 409). وأحمد (1/ 122). =
= والدارمي (1/ 280)، في الصلاة باب الصلاة الوسطى. وأبو يعلى (1/ 215: 381، 389). والطبري (2/ 558). وابن خزيمة (1/ 289: 1335)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 24)، وابن عبد البر (4/ 219). والبيهقي في الموضع السابق عن محمد بن سيرين، عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه، بنحوه. ورواه أبو حسان الأعرج عن عبيدة، عن علي. عند مسلم في الموضع السابق. والترمذي في التفسير في تفسير سورة البقرة (4/ 286)، وقال حسن صحيح والنسائي في الصلاة باب المحافظة على صلاة العصر (1/ 236). وأحمد (1/ 135، 137، 153، 154). والطبراني في الشاميين (رقم 2700). وأبو يعلى في مسنده (1/ 215: 380)، والبغوي في الجعديات (رقم 984) والطبري في تفسيره (2/ 559)، بنحوه عن علي رضي الله عنه. وابن عبد البر (4/ 209). رابعًا: ورواه يحيى بن الجزار عن علي رضي الله عنه. أخرجه مسلم في الموضع السابق. وأبو يعلى (1/ 216: 384). والطحاوي في معاني الآثار (1/ 173). والطبري (2/ 558)، والبيهقي في دلائل النبوة (3/ 444). كلهم بأسانيدهم عن شعبة، عن الحكم، عن يحيى عن علي رضي الله عنه. سادسًا: ورواه الأعمش عن علي رضي الله عنه. أخرجه عبد الرزاق (1/ 576). =
= حدّثنا معمر عن الأعمش، عن علي رضي الله عنه، بنحوه. وهذا منقطع. قال ابن كثير في تفسيره (15/ 299)، وحديث يوم الأحزاب وشغل المشركين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه عن أداء الصلاة العصر أبو منهروي عن جماعة من الصحابة يطول ذكرهم، وإنما المقصود رواية من نص منهم في روايته. وللحديث شواهد: أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر: أولًا: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- (صلاة الوسطى، صلاة العصر). أخرجه الترمذي في أبواب الصلاة باب ما جاء في صلاة الوسطى أنها صلاة العصر (1/ 116)، وقال حسن صحيح. وفي تفسير القرآن باب سورة البقرة (4/ 286: 4069). ابن أبي شيبة في المصنف في الموضع السابق (2/ 506). كلاهما عن محمد بن طلحة بن مصرف، عن زبيد، عن مرة، عن ابن مسعود رضي الله عنه. وهذا إسناد صحيح كما قال الترمذي. ئانيًا: وقد رواه ابن مسعود رضي الله عنه بلفظ حديث علي رضي الله عنه. قال: حبس المشركون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة العصر حتى احمرت الشمس أو أصفرت، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارًا). أخرجه مسلم في الموضع السابق، واللفظ له. وابن ماجه (برقم 686). وأحمد (1/ 392، 403، 456). والطيالسي (رقم 366). وأبو يعلى (5/ 38: 5022، 5271، 5272). وابن جرير في تفسيره (2/ 557). =
= وأبو نعيم في الحلية (10/ 24). والبيهقي في السنن الموضع السابق. والخطيب في تاريخ بغداد (14/ 66). كلهم بأسانيدهم من طريق محمد بن طلحة بن مصرف، عن زبيد اليامي، عن مرة بن شراحيل، عن ابن مسعود رضي الله عنه. ثانيًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: الصَّلَاةُ الوسطى صلاة العصر. أخرجه ابن خزيمة (رقم 1338). وابن جرير في تفسيره (2/ 559). والبيهقي في السنن الموضع السابق (1/ 460). من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سليمان التيمي، عن أبي صالح. ميزان، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهذا إسناد حسن عبد الوهاب حسن الحديث كما يظهر ذلك من ترجمته في التهذيب (6/ 398). وله أسانيد أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه. ثالثًا: عن ابن عباس رضي الله عنهم: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلاة الوسطى صلاة العصر). أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 197). والطحاوي في معاني الآثار (1/ 174) بإسناديهما عن هلال بن حباب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وهذا إسناد صحيح. هلال قيل أنه تغير بآخره. قال السيوطي في الدر المنثور (2/ 726)، بسند صحيح. وروى ابن عباس قصة الأحزاب بإسناد الحديث. =
= أخرجه ابن جرير (2/ 559). وعزاه في الدر المنثور (2/ 715)، إلى عبد بن حميد. وأخرجه الطبراني بإسناد آخر في الكبير (11/ 284، 12/ 26). والطحاوي في معاني الآثار (1/ 174). وفيه ابن أبي ليلى وهو ضعيف كما في ترجمته (رقم 385). رابعًا: عن أبي مالك الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: الصلاة الوسطى: صلاة العصر. أخرجه ابن جرير (2/ 561). والطبراني في الكبير (3/ 298)، كلاهما من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، قال: ثنا أبي، قال: ثنى ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك رضي الله عنه. قلت: وهذا إسناد ضعيف محمد بن إسماعيل لم يسمع من أبيه كما في ترجمته في التهذيب (9/ 51). خامسًا: عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (صلاة الوسطى صلاة العصر). أخرجه الترمذي في الصلاة باب ما جاء في صلاة الوسطى أنها العصر (1/ 116). وأحمد (5/ 7، 8، 13، 22). وفي التفسير في سورة البقرة (4/ 286). وابن أبي شيبة في المصنف في الموضع السابق. وابن جرير (2/ 560). والطحاوي في معاني الآثار (1/ 174)، والروياني في مسنده (رقم 805). والطبراني في الكبير (7/ 200)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 150). والبيهقي في الموضع السابق من السنن (1/ 460)، وعزاه السيوطي في الدر (2/ 725)، إلى عبد بن حميد. كلهم بطرق عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. =
= قلت: هذا إسناد صحيح، فإن الحسن عن سمرة، كعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده غالب روايته عن سمرة عن طريق صحيفة، وقد سمع منه في الجملة، فمثله مثل عمرو شعيب، هذا الذي يظهر لي حسب علمي القاصر، والله أعلم. وقد روى الحديث بإسناد لين الطبراني في الكبير (7/ 248). سادسًا: عن أبي هاشم بن عتبة بن عبد شمس رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أخبرنا أنها صلاة العصر. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 197). وابن جرير في التفسير (2/ 559). والطبراني في الكبير (7/ 301). وابن حبّان في الثقات (5/ 341). والحاكم في مستدركه (5/ 341). وعزاه المصنف في الإصابة (4/ 201)، إلى البغوي في معجمه، ونسبه إلى أبي داود والنسائي ولم أجده فيه. بأسانيدهم عن خالد بن دهقان، أخبرني خالد سبلان، عن كهيل بن حرملة، عن أبي هاشم رضي الله عنه. وهذا إسناد لين خالد سبلان ترجم له البخاري في تاريخه (3/ 154) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا وروى عنه جماعة. سابعًا: عن رجل من الصحابة رضي الله عنهم: قال: أرسلني أبو بكر وعمر، وأنا غلام صفير أسأله -أي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الصَّلَاةِ الوسطى-، فأخذ اصبعي الصغيرة، فقال: هذه الفجر، وقبض التي تليها، وقال: هذه الظهر، ثم قبض الإبهام، فقال: هذه المغرب، ثم قبض التي تليها، ثم قال: هذه العشاء، ثم قال: أي أصابعك بقيت؟ فقلت الوسطى، فقال: أي صلاة بقيت؟ قلت العصر: قال هي العصر. =
= أخرجه ابن جرير في تفسيره (20/ 560) حدّثنا أحمد بن إسحاق قال حدّثنا أبو أحمد قلت: -هو الزبيري- حدّثنا عبد السلام عن مسلم مولى أبي جبير عن إبراهيم بن يزيد الدمشقي عنه، به قلت: ومن وراء الزبيرى لم أعرفهم. قال ابن كثير في التفسير: (1/ 299)، غريب أيضًا جدًا. ثامنًا: عن حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب شغلونا عن الصلاة الوسطى، ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا، يعني صلاة العصر. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 196)، واللفظ له. والطبراني في الأوسط (رقم 1118). وابن حبّان (7/ 148). كلهم عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن زر عن حذيفة رضي الله عنه. وهذا إسناد صحيح، إلَّا أن البزّار أشار إلى الاختلاف فيه، وأن زرا رواه عن علي رضي الله عنه. ولا يمنع أن يكونا حديثين. تاسعًا: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"شغلونا عن صلاة الوسطى، صلاة العصر، ملأ الله أخوافهم، وقبورهم نارًا". أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 341). بإسنادين عن مسلم الملائي عن القاسم بن مخيمرة، عن أم سلمة رضي الله عنها. وهذا إسناد ضعيف: مسلم هو ابن كيسان الأعور، ضعيف كما في التقريب (2/ 246). وكون الصلاة صلاة العصر هي الوسطى له شاهد هو الآتي. وفي متنه خلاف، سيتضح عند تخريجه.
3539 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ونافع (مولى ابن عمر) (¬2) (قالا) (¬3): إن عمرو بن رافع مولى عمر رضي الله عنهما حَدَّثَهُمَا: أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ فِي عَهْدِ أزواج النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (رَضِيَ اللَّهُ عنهن) (¬4)، قال: فاستكتبتني حفصة رضي الله عنها مُصْحَفًا، وَقَالَتْ: إِذَا بَلَغَتْ هَذِهِ الْآيَةَ مِنْ سورة البقرة، فلا تكتبها حتى تأتني بها، (فأملها) (¬5) عَلَيْكَ كَمَا حَفِظْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَلَمَّا بَلَغْتُهَا جِئْتَهَا بِالْوَرَقَةِ الَّتِي أَكْتُبُهَا، فَقَالَتِ: (أُكتب) (¬6): {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى}، وصلاة العصر: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} ¬
3539 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن. محمد بن إسحاق صدوق، وقد صرح بالتحديث. قال الهيثمي في المجمع (6/ 323): رجاله ثقات.
تخريجه: عن أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في صحيحه (14/ 228). ورواه عن يعقوب متابعًا لأبي خيثمة علي بن معبد بن نوح، أخرجه الطحاوي في معاني الآثار (1/ 172)، وفي مشكل الآثار (3/ 8). وتابع إبراهيم عن ابن إسحاق أحمد بن خالد بن موسى الوهبي. =
= أخرجه ابن أبي داود في المصاحف (/86). والبيهقي في السنن، كتاب الصلاة، باب من قال هي الصبح (1/ 463). بإسناديهما عنه. ورواه عن نافع عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عتيق التميمي. أخرجه ابن أبي داود في المصاحف (/86)، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق. قلت: هو الأزدي -ثنا إسماعيل- قلت: -هو ابن أبي أويس- ثنا أخي، عن سليمان -هو ابن بلال-، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نافع، أن عمرو بن رافع أو ابن نافع مولى عمر أخبره ... فذكره. وهذا إسناد لين: إسماعيل ابن أبي أويس لين الحديث. وقد خالف ابن جريج ابن إسحاق فوقفه عن نافع على حفصة. أخرجه عبد الرزاق في التفسير (1/ 578)، عن ابن جريج قال: أخبرني نافع أن حفصة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- دفعت إلى مولىً لها يكتبه ... فذكره موقوفًا. ونافع عن حفصة منقطع كما في المراسيل (رقم 399)، ولعل هذا محمول أنه قد سمعه من عمرو بن رافع. قلت: واختُلف على نافع في الإرسال والوصل، وقد تقدم المتصل واحد المراسيل عنه. وقد أرسله عنه عن حفصة عبيد الله بن عمر. رواه عنه كل من: 1 - حمّاد بن سلمة أخرجه عنه ابن جرير (2/ 556، 563)، وابن أبي داود في المصاحف (/85). وابن عبد البر في التمهيد (4/ 282) بطرقهم عنه. 2 - حماد بن زيد أخرجه البيهقي في السنن (1/ 462). وابن عبد البر في التمهيد (4/ 281) بإسناديهما عنه. 3 - عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت عند ابن جرير (2/ 563). وابن أبي داود في المصاحف (/86)، وفيه قال نافع: (فقرأت ذلك =
= المصحف فوجدت فيه الواوين) عنه بإسناديهما، كلهم ثنا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ حفصة أمرت مولى لها ... فذكره. وقد رواه زيد بن أسلم عن عمرو بن رافع، واختُلف عليه فيه. فرواه مرفوعًا عنه كلًا من: 1 - سعيد بن أبي هلال أخرجه عنه أبو عبيد في الفضائل (/165)، وابن جرير (2/ 563). بإسناديهما عن الليث قال: ثنا خالد بن يزيد عن ابن أبي هلال، عن عمرو، بنحوه. وهذا إسناد صحيح. 2 - هشام بن سعد المدني. أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (4/ 280) من طريق عبد الله بن صالح، ثنا الليث، قال: حدثني هشام، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن رافع. وشهدت فيه حفصة أنها سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهذا إسناد لين، هشام فيه لين كما يظهر هذا في ترجمته في التهذيب (11/ 37). ورواه موقوفًا الإِمام مالك رحمه الله في موطاه (1/ 139). ومن طريقه أبو عبيد في الفضائل (/165)، وابن أبي داود في المصاحف (/86). والطحاوي في معاني الآثار (1/ 172)، وفي مشكل الآثار (3/ 9). والبيهقي في سننه (1/ 462). قلت: ورواه موقوفًا عن عمرو بن رافع عن حفصة بن أبي رافع، أخرجه البخاري في التاريخ (6/ 330). وابن جرير في تفسيره (2/ 562، 564). بأسانيدهم عن ابن أبي رافع، عن أبيه، عن حفصة رضي الله عنهما، بنحوه موقوفًا. =
= ومدار هذه الأسانيد على ابن أبي رافع، ولم أجد له ترجمة. ورواه سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم، عنها، موقوفًا. أخرجه ابن جرير (2/ 563)، حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عن شعبة، عن أبي بشر، عن عبد الله بن يزيد، عن سالم، عن حفصة رضي الله عنها موقوفًا. وهذا سند ضعيف عبد الله بن يزيد هو الأزدي مجهول ذكره البخاري في التاريخ (5/ 229)، وابن أبي حاتم (5/ 200)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا ولم يرو عنه إلَّا أبو بشر وأشار البخاري أنه مرسل عنه. وأخرجه أبو عبيد في الفضائل (/165)، ثنا هشيم عن أبي بشر عن رجل، عن سالم، عن حفصة ولم يذكر الواو بين الوسطى وصلاة العصر. وبعد هذا كله، لا يظهر منافاة بين الوقف والرفع، فإن حفصة رضي الله عنها لم تكن لتثبت في مصحفها شيئًا، إلا بتوقيف من النبي -صلى الله عليه وسلم-، بغض النظر إن كان منسوخًا، لاحتمال عدم معرفتها بذلك. ويدل على هذا: ما أخرجه ابن جرير في تفسيره (2/ 563). وابن أبي داود في المصاحف (/87). والطحاوي في معاني الآثار (1/ 173). بأسانيدهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عمرو بن رافع قال: كان مكتوبًا في مصحف حفصة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، وصلاة العصر). وهذا إسناد حسن للخلاف المعروف في ابن عمرو بن علقمة. وللحديث شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها بنفس القصة. =
= وذكر الآية مرفوعًا إلى نبي الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه مالك في الموطأ (1/ 138). عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم، عن أبي يونس مولى عائشة رضي الله عنها، عن عائشة رضي الله عنها. ومن طريقه: مسلم في المساجد، باب دليل من قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر (5/ 129 نووي). وأبو داود في الصلاة، باب صلاة العصر (1/ 112: 410). والترمذي في التفسير في سورة البقرة (4/ 285). والنسائي في الصلاة، باب المحافظة على صلاة العصر (1/ 236). وفي التفسير (1/ 269). وأحمد (6/ 73، 178). والطحاوي في معاني الآثار (1/ 172)، وفي مشكل الآثار (3/ 8). وابن أبي داود في المصاحف (/84). والبيهقي (1/ 462) من السنن. والبغوي في تفسيره (1/ 288)، وفي شرح السنة (2/ 233). وزاد السيوطي في نسبة لعبد بن حميد، وابن الأنباري، وذلك في الدر المنثور (2/ 722). وله شاهد من حديث أم كلثوم: أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (3/ 9). حدّثنا علي بن معبد، ثنا الحجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني عبد الملك بن عبد الرحمن عن أنه أم حميد بنت عبد الرحمن عن أم كلثوم قالت عن قول الله عَزَّ وَجَلَّ الصلاة الوسطى كنا نقرؤها على الحرف الأول عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر. وعبد الملك وأمه مجهولان. وذكر البخاري وابن أبي حاتم وابن حبّان أنه =
= يروي الحديث عن أمه عن عائشة رضي الله عنها. وللحديث طرق انظرها في تفسير ابن جرير وغيره والدر المنثور والتعليق على سنن سعيد بن منصور (رقم 401). وعن أم سلمة رضي الله عنها موقوفًا بنفس سياق القصة. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (1/ 579). وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 504)، في الموضع السابق. وابن أبي داود في المصاحف (/87). وزاد السيوطي في نسبة في الدر المنثور (2/ 723)، أي وكيع وعبد بن حميد، وابن المنذر. بأسانيدهم عن داود بن قيس، عن عبد الله بن رافع قال: أمرتني أم سلمة أن أكتب لها ... فذكره. وفي متنه اضطراب، فتارة تذكر الآية كما ذكرت حفصة رضي الله عنها، وتارة تفسِّر صلاة الوسطى بأنها العصر. قال الحافظ ابن كثير في تفسير (1/ 300) عقب ذكره لحديث حفصة: وتقرير المعارضة أنه عطف صلاة العصر على الصلاة الوسطى بواو العطف التي تقتضي المغايرة، فدل ذلك على أنها غيرها، وأجيب عن ذلك بوجوه. إحداها: أن هذا، إن روى على أنه خبر، فحديث علي أصح وأصرح منه. وقد تقدم ذكره في شواهد الحديث الماضي: (أ) وهذا يحتمل أن تكون الواو زائدة كما في قوله: (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين). (ب) أو تكون لعطف الصفات لا لعطف الذوات كقوله: (وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وخاتم النبيين). وأما ما روى على أنه قرآن، فإنه لم يتواتر، فلا يثبت بمثل خبر الواحد قرآن، =
= ولهذا لم يثبته أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، في المصحف ولا قرأ بذلك أحد من القراء الذين تثبت الحجة بقراءتهم، لا من السبعة ولا من غيرهم. ثم قد روى ما يدل على نسخ هذه التلاوة المذكورة في هذا الحديث عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: نزلت: (حافظوا على الصلوات وصلاة العصر)، فقرأناها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله، ثم نسخها الله عزَّ وجلّ، فأنزل: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى}، فقال زاهر -رجل كان مع شقيق-: أفهي العصر؟ قال: قد حدثتك كيف نزلت، وكيف نسخها الله عزَّ وجلّ. رواه مسلم. فعلى هذا تكون هذه التلاوة، وهي تلاوة الجادة، ناسخة للفظ رواية عائشة وحفصة رضي الله عنهما، ولمعناها إن كانت الواو دالة على المغايرة، وإلا فلفظها فقط. اهـ. ملخصًا.
(-) حديث أبي عبيدة رضي الله عنه فِي تَفْسِيرِ الدَّرَجَةِ تقدَّم فِي بَابِ فَضْلِ الرمي من كتاب الجهاد (¬1). (-) وحديث عبادة رضي الله عنه في قوله (تعالى) (¬2): {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا}، تقدَّم فِي إِمْضَاءِ الطَّلَاقِ مِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ (¬3). ¬
3540 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ (خُصَيْفًا) (¬2) (¬3) يُحَدِّثُ عَنْ مِقْسَمٍ (¬4)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: {فَلَا رَفَثَ}، قال: الرفث: الجماع، {وَلَا فُسُوقَ}، قَالَ: الْفُسُوقُ: الْمَعَاصِي، {وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} (¬5)، (قال) (¬6): الجدال: المِراء. ¬
3545 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، خصيف ضعيف لسوء حفظه. قال الهيثمي في المجمع (6/ 321)، وفيه خصيف، وثقه العجلي وابن معين وضعفه جماعة. ولم أجده في الباب عند البوصيري رحمه الله.
تخريجه: وقد تابع ابن عبّاد عن سفيان جماعة. سعيد بن منصور (رقم 339). ابن أبي شيبة في المصنف، الجزء المفقود (4/ 1/157). أبو كريب عند ابن جرير (2/ 265، 268، 272). وتابع ابن عيينة به سميُّه الثوري ببعضه أوله وآخره وخالفه في الفسوق، قال: هي السباب عند الطبري في المواضع السابقة. =
= والبيهقي في السنن، في الحج، باب لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج (5/ 67). وعزاه في الدر المنثور (2/ 548) إلى وكيع وسفيان بن عيينة والفريابي، وسعيد بن منصور رواه عبد بن حميد وابن أبي حاتم. وتوبع مقسم به، أخرجه سعيد بن منصور (رقم 341)، نا هشيم، أنا حجاج عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، به. وهذا سند ضعيف. حجاج هو ابن منهال، لين الحديث، ويظهر أن الحديث عن عطاء. كما أخرجه ابن منصور قبله. ورُوي عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا. قال: الرفث: الإِعرابة والتعرض للنساء بالجماع، والفسوق، المعاصي كلها، والجدال: جدال الرجل صاحبه. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 22)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 169)، كلاهما قال: حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا سوار بن محمد بن قريش العنبري البصري، ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، عن ابن طاووس، عن أبيه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، به. وهذا الحديث الصحيح أنه موقوف. قال الذهبي في الميزان (2/ 246): سوار بن محمد بن قريش، محله الصدق، رفع حديثًا فاخطأ. اهـ. أي هذا الحديث. ولقد توبع مقسم عن ابن عباس رضي الله عنها على طرفه الأول: عنه أنه قال: الرفث الجماع. أخرجه ابن جرير (2/ 265): بطريقين عن سفيان، عن عاصم، عن بكر، عن ابن عباس رضي الله عنهما، به. وهذا إسناد صحيح: بكر هو ابن عبد الله المزني. =
= وأخرج بإسنادين عن أبي العالية، عن ابن عباس، بنحوه، وهو صحيح. وأخرجه (2/ 266)، حدّثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو أحمد، قال: أخبرنا إسرائيل، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحى، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهذا إسناد صحيح. ثانيًا: الفسوق: المعاصي: أخرجه ابن جرير (2/ 269)، حدّثنا محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس، به. وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء كما تقدم. ثالثًا: الجدال: المراء: ورد مع الطرف الأول، وهو تفسير الرفث بالجماع. أخرجه ابن جرير (2/ 265، 273)، ثنا عبد الحميد بن بيان، قال: أخبرنا إسحاق، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن التيمي، قال: سألت ابن عباس ... فذكره. والتميمي أربدة مجهول حالًا وعينًا، كما يظهر هذا من ترجمته في التهذيب (1/ 173). وأخرجه (2/ 266، 273)، حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: ثنا أبو أحمد، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الضحاك، عن ابن عباس رضي الله عنهما بنحوه. وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه منقطع بين الضحاك وابن عباس كما في جامع التحصيل (/199)، وأبو إسحاق يدلس. ورواه الثاني مع الثالث: أي الفسوق بالمعاصي، والجدال بالمراء. أخرجه (2/ 269، 273)، حدّثنا علي بن داود، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ عن علي، عن ابن عباس رضي الله عنه. وهذا منقطع أيضًا. علي هو ابن أبي طلحة، ولم يسمع من ابن عباس كما في التهذيب (7/ 298). =
= الأول مع الثاني: وهو الرفث بالجماع والفسوق بالمعاصي: أخرجه ابن جرير (2/ 267، 269)، حدّثنا القاسم قال: ثنا الحسين، ثنا هشيم، أخبرنا حجاج وعبد الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما، به. وهذا إسناد ضعيف. الحسين هذا هو سنيد ضعيف، كما في ترجمته في التهذيب (4/ 214). فهذا ما ورد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي تفسير هذه الآية من تفسير ابن جرير، وهو صحيح بهذه الشواهد. وله شاهدٌ في المرفوع. أخرجه ابن الجوزي الأصبهاني في ترغيبه (1/ 437)، من طريق ابن مردويه ثنا الحسن بن علان بن إبراهيم، ثنا إسحاق بن سلمة، ثنا محمد بن ثوبان، ثنا حصين بن مخارق، ثنا يونس بن عبيد، عن شهر، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "فمن فرض فيهن الحج فلا رفث، قال: لا جماع، ولا فسوق، قال: المعاصي والكذب". وفي الإِسناد من لم أعرفه.
3541 - [1] وقال الحارث: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَقْبَلَ صُهَيْبٌ (رضي الله عنه) (¬1) مُهَاجِرًا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، (فَأَتْبَعَهُ (¬2)) (¬3) نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، وَانْتَثَلَ (¬4) مَا فِي كِنَانَتِهِ (¬5)، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ: لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ رَجُلًا، وَايْمُ (¬6) اللَّهِ لَا تَصَلِونَ إليَّ (حَتَّى) (¬7) أَرْمِيَ كُلَّ سَهْمٍ مَعِي فِي كِنَانَتِي، ثُمَّ أَضْرِبَ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ فِي يَدِي (مِنْهُ) (¬8) شيء، ثم افعلوا ما شئتم، وإن شئتم دللتكم على مالي (دفينتي) (¬9) (في مكة) (¬10)، وخلَّيتم سبيلي، قالوا: نعم، نقبل، فلمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- المدينة. قال: ¬
رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى، قَالَ: وَنَزَلَتْ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)} (¬12). [2] رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حاتم في التفسير. حدّثنا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بن سلمة، به. ¬
3541 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف عليِّ بن زيد بن جدعان. ولم أجده في مظانه من الإِتحاف.
تخريجه: أخرجه من طريق الحارث أبو نعيم في الحلية (1/ 151)، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ، به. وفيه تصحيفات فاحشة. ورواه عن عفان ابنُ سعد في الطبقات (3/ 228)، وعن سليمان بن حرب، وموسى بن إسماعيل، قالوا: أخبرنا حماد -وفيه ابن زيد- ولعله سهو أو سبق قلم. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 575) إلى ابن المنذر وابن عساكر. وقد تابع عليًا عن ابن المسيب، عن صهيب، حذيفة بن صَيْفِيّ بن صهيب، بنحوه دون ذكر الآية. أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 36)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (1/ 152)، والحاكم (3/ 400) وقال: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي من طريقه البيهقي في الدلائل (2/ 522) من طريق زيد بن الحريش، ثنا يعقوب بن محمد الزهري، ثنا حصين بن حذيفة، حدثني أبي وعمومتي، عن سعيد بن المسيب، عن صهيب رضي الله عنه. قلت: زيد بن الحريش وحصين ووالده فيهم جهالة، يظهر ذلك لمن طالع =
= تراجمهم في الجرح والتعديل ولسان الميزان. وتابع ابن المسيب عن صهيب أبا عثمان النهد عن صُهيب بنحوه. أخرجه ابن مردويه في التفسير كما في تفسير ابن كثير (1/ 254). حدّثنا محمد بن إبراهيم قال: حدّثنا محمد بن عبد الله بن رُسته، حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا ابن سليمان الضبي، قال: حدّثنا عوف عن أبي عثمان، عن صهيب رضي الله عنه بنحوه دون ذكر الآية. قلت: هذا إسناد ضعيف جدًا بل موضوع، سليمان بن داود هو الشاذكوني، ورُمي بوضع الحديث كما في ترجمته في لسان الميزان (3/ 100). والصحيح مرسل عن أبي عثمان النهدي رحمه الله أخرجه ابن سعد (3/ 227). أخبرنا هوذة بن خليفة، قال: أخبرنا عوف عن أبي عثمان، به. وتابع سعيد بن المسيب، عن صهيب علي بن عبد الحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه، عن جده، عن صهيب، بنحوه. أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 43). وأبو نعيم من طريقه في الحلية (1/ 152). ثنا إبراهيم بن شبيب الغسَّال الأصبهاني، ثنا هارون بن عبد الله الحمّال، ثنا محمد بن الحسن بن زبالة -بفتح الزاي المعجمة والموحدة- المخزومي، ثنا علي بن عبد الحميد، به. وهذا إسناد حديث موضوع محمد بن الحسن، كذَّبه غير واحد كما في التهذيب (9/ 101)، وللحديث شاهد عن أنس رضي الله عنه، به. أخرجه الحاكم (3/ 398). أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا سليمان بن حرب، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه. وصححه الحاكم، وهو كما قال، فهذا شاهد يرفع الحديث إلى درجة الصحة.
3542 - وقال أبو بكر: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أبي ميسرة قال: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مَقَامُ (¬1) خَلِيلِ (¬2) رَبِّنَا، أفلا تتخذه مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (¬3). ¬
3542 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه زكريا ابن أبي زائدة، يدلس وقد عنعن. وفيه انقطاع، إذا أن أبا ميسرة لم يشهد القصة، إلَّا أنه مجهول على السماع من عمر رضي الله عنه، إن صح.
تخريجه: عزاه في الدر المنثور (1/ 291)، إلى ابن أبي شيبة في مسنده، والدارقطني في الأفراد. =
= وقد اختلف الإِسناد على زكريا: فقد رواه عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عمر رضي الله عنه. أخرجه عثمان ابن أبي شيبة كما في تفسير ابن كثير (1/ 174). والدارقطني في الأفراد كما قال محقق علل الدارقطني (2/ 186). ورواه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عن عمر رضي الله عنه. أشار إليه الدارقطني في علله من طريق علي بن مسهر، ح. وأخرجه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1/ 174). أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا غيلان بن عبد الصمد، أخبرنا مسروق بن المرزبان، قالا: أخبرنا زكريا عن أبي إسحاق به. قلت: يشبه أن يكون هذا من أبي إسحاق فسماع زكريا منه بآخره. وكما اختلف على زكريا اختلف على حماد. وترى هنا أن حماد بن أسامة رواه عن زكريا عن الشعبي. وأشار الدارقطني في العلل إلى أنه رواه عن زكريا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عن عمر رضي الله عنه. قال الدارقطني: ورواه زهير عن أبي إسحاق عن طلحة بن مصرف مرسلًا، عن عمر، ويشبه أن يكون قول زهير هو المحفوظ؛ لأن زهير أثبت من زكريا أبي إسحاق. قلت: كلاهما روى عنه بعد التغير. ولم يثبت لي وجه الصواب في الاختلافين. والحديث ثابت عن عمر رضي الله عنه فقد رواه عنه كل من: أنس وابن عمر وجابر رضي الله عنهم. أولًا: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قال عمر رضي الله عنه: (وافقت ربي في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَوْ اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فأنزل الله عزَّ وجلّ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} ... الحديث. =
= أخرجه البخاري في الصلاة باب ما جاء في القبلة (1/ 504 فتح). وفي التفسير باب قوله {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (8/ 168). والترمذي في تفسير البقرة (4/ 274، 275). والنسائي في التفسير (1/ 184). وابن ماجه (رقم 1009)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب القبلة. وأحمد (1/ 23، 24، 36)، وفي فضائل الصحابة (رقم 437)، وسعيد بن منصور (رقم 215). والدارمي في المناسك باب الصلاة خلف المقام (2/ 44). والبزار في مسنده (1/ 339: 220). وابن أبي عاصم في السنة (2/ 586). والطبراني في الصغير (الروض الداني) (2/ 110: 868). والفاكهي في أخبار مكة (1/ 444: 961). والمحاملي في أماليه (رقم 221، 222). وابن أبي داود في المصاحف (/98). وابن جرير في التفسير (1/ 534). والقطيعي في زوائده على فضائل الصحابة (رقم 493، 494، 495، 682). والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 825). وابن حبّان (15/ 320). والبيهقي في السنن (7/ 88). والبغوي في التفسير (1/ 147)، وفي شرح السنة (14/ 93). وزاد في الدر المنثور (1/ 289)، بعزوه إلى العدني وابن المنذر، وابن مردويه والدارقطني في الأفراد. كلهم بأسانيدهم عن حميد الطويل عن أنس، عن عمر رضي الله عنهم. =
= ثانيًا: ابن عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ: وافقت ربي في ثلاث في مقام إبراهيم وفي الحجاب وفي أسارى بدر. أخرجه مسلم في فضائل عمر رضي الله عنه، واللفظ له (15/ 166 نووي)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 586). وابن أبي داود في المصاحف (/98). وأبو نعيم في الحلية (1/ 42). كلهم بأسانيدهم عن جويريه بن أسماء، أخبرنا نافع، عن ابن عمر، عن أبيه به. وله طريق آخر انظر الكلام حوله في علل الدارقطني (2/ 72). ثالثًا: من حديث جابر رضي الله عنه قال: لما طاف النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ عمر: هذا مقام أبينا إبراهيم، قال: نعم، قال: أفلا نتخذه مصلى، فأنزل الله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}. أخرجه ابن أبي حاتم (1/ 370)، حدّثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن جريج، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر رضي الله عنه. وهذا ضعيف لعنعنة ابن عطاء وشيخه، وهما مدلسان. وهذه الأحاديث بمجموعها شواهد صحيحة لحديث الباب ترقية إلى درجة الصحيح لغيره.
3543 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، ثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ زَمْعَةَ (¬1)، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ (¬2) وَالْمَلَائِكَةُ} (¬3) قال: ظلل من السحاب، قد قطعن طاقات (¬4). ¬
3543 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: 1 - أبو هشام: ضعيف. 2 - زمعة بن صالح ضعيف. وسكت عليه البوصيري كما في الإتحاف مختصر (2/ 166/ ب) وسقط من المسندة.
تخريجه: لم أجده في مسند ابن عباس من مسند أبي يعلى. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 580) إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. =
= وأخرجه ابن جرير مرفوعًا (2/ 329). حدّثنا محمد بن حميد، قال ثنا إبراهيم بن المختار عن ابن جريج، عن زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: إن من الغمام طاقات يأتي الله فيها محفوفًا، وذلك قوله {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} وأخرجه ابن عدي من طريق محمد بن حميد (1/ 251) في ترجمة إبراهيم وهذا إسناد ضعيف جدًا فيه علل. 1 - محمد بن حميد ضعيف. 2 - إبراهيم بن المختار ضعيف كما يظهر من ترجمته في التهذيب (1/ 141). 3 - ابن جريج مدلس وقد عنعن. 4 - زمعة ضعيف كما تقدم.
3544 - حدّثنا (¬1) شَيْبَانُ، ثنا هَمَّامٌ، (عَنْ) (¬2) قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (قَالَ) (¬3): كان الناس أمة واحدة، قَالَ: عَلَى الإِسلام كُلُّهُمْ، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: عَلَى الكفر كلهم (¬4). ¬
3544 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف قتادة مدلس وقد عنعن. قال الهيثمي في المجمع: رجال أبي يعلى رجال الصحيح (6/ 321). وقال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 165/ب) رواته ثقات. وسقط من المسندة.
تخريجه: وتابع أبا يعلى عن شيبان إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا شيبان بكلام ابن عباس. عند الطبراني في الكبير (11/ 309). وإبراهيم هو ابن محمد بن الحارث بن ميمون، ويعرف بابن نائلة وهي أمة، ترجم له أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 188). وعزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 1) إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
3545 - حدّثنا (¬1) الْحَارِثُ بْنُ (سُرَيْجٍ) (¬2)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري رضي الله عنه. قَالَ: (أَثْفَرَ) (¬3) رَجُلٌ امْرَأَتَهُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالُوا: (أَثْفَرَ) (¬4) فُلَانٌ امْرَأَتَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}. ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
3545 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف هشام بن سعد لين الحديث. وقال الهيثمي في المجمع (6/ 322)، رواه أبو يعلى عن شيخه الحارث بن سريج القفال، وهو ضعيف كذاب، وسكت عليه المصنف في الفتح (8/ 191). وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (مختصر 166 أ)، وكذلك في المسندة. وقال السيوطي في الدر (1/ 637) سند حسن.
تخريجه: ورواه عن ابن نافع جماعة: 1 - يونس بن عبد الأعلى عند ابن جرير في التفسير (2/ 395)، ولم يذكر =
= أبا سعيد رضي الله عنه، وجزم ابن كثير والسيوطي أن الحديث عنه وكذلك المصنف. 2 - يعقوب بن كاسب أخرجه الطحاوي في معاني الآثار (3/ 40)، وفي المشكل (رقم 6118)، حدّثنا أحمد بن داوود بن موسى، ثنا يعقوب بن كاسب، حدّثنا ابن نافع به وعزاه في الفتح (8/ 191) إلى ابن مردويه وإسحاق. وللحديث شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال إن رجلًا أتى امرأته في دبرها، فوجد في نفسه من ذلك فأنزل الله {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ}. أخرجه النسائي في عشرة النساء (رقم 95)، والطحاوي في مشكل الآثار (6117). وابن جرير في التفسير (2/ 395)، كلاهما عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أخبرنا أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. وهذا إسناد صحيح. وقال المصنف في الفتح (8/ 190)، بإسناد صحيح. قلت: بصحة هذا الإِسناد عن زيد بن أسلم يظهر أن المعروف في هذا الحديث من روايته عن ابن عمر لا عن أبي سعيد سيما قد تفرد به هشام بن سعد وهو لين. والحديث مروي أيضًا عن ابن عمر من طريق نافع وسعيد بن يسار وعبد الله بن عبد الله بن عمرو سالم. قال ابن عبد البر رحمهما الله: والرواية عن ابن عمر بهذا المعنى صحيحة معروفة عنه مشهورة. قال الحافظ الذهبي رحمه الله في السير (5/ 100): وقد جاءت رواية أخرى عنه بتحريم أدبار النساء، وما جاء عنه بالرخصة لو صح، لما كان صريحًا بل يحتمل أنه أراد بدبرها من ورائها في القبل، وقد أوضحنا المسألة في مصنف مفيد، لا يطالعه عالم إلَّا ويقطع بتحريم ذلك، وانظر لزامًا: فتوى ابن تيمية (32/ 265)، فما بعدها؟ وفتح الباري.
3 - باب فضل سورة البقرة
3 - باب فضل سورة البقرة 3546 - قال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قتادة، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير رضي الله عنه، قال: بينا أَنَا أُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ، إِذْ رَأَيْتُ مِثْلَ الْقَنَادِيلِ (¬1) نُورًا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، فَلَمَّا أَنْ رَأَيْتُ ذَلِكَ، وَقَعْتُ سَاجِدًا، (فَذَكَرْتُ) (¬2) ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هلاَّ مَضَيْتَ (¬3) يَا أَبَا عَتِيكٍ (¬4) فَقَالَ: مَا اسْتَطَعْتُ إِذْ (رَأَيْتُ) (¬5) أَنْ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَوْ مَضَيْتَ لَرَأَيْتَ العجائب تلك الملائكة تنزل (للقرآن) (¬6). ¬
3546 - الحكم عليه: هذا إسناد منقطع حيث لم يلحق ابن أبي ليلى بأسيد بن الحضير رضي الله عنه، =
= كما قال ابن سعد في الطبقات والعسكرى كما في التهذيب. وقد قال ابن معين أنه لم يسمع من عثمان والمقداد، فإذا لم يسمع منها فحريّ لا يسمع من أسيد، كما أن قتادة مدلس وقد عنعن. وعزاه البوصيري لإسحاق والنسائي في الكبرى وابن حبّان في صحيحه (مختصر 2/ 165)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه عن إسحاق، ابن نصر في قيام الليل (/141). وأخرجه من طريق إسحاق الطبراني في الكبير (1/ 208)، حدّثنا موسى بن هارون، حدّثنا إسحاق، وأحال بمتنه على حديث آخر. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 337)، حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بن سفيان، ثنا إسحاق به. وتابع إسحاق عن معاذ عبيد الله بن عمر القواريري، ثنا معاذ به عند الفريابي في فضائل القرآن (رقم 28 ص 136). وتابع قتادة، عن ابن أبي ليلى، ثابت البناني وهو الحديث الآتي.
3547 - أخبرنا (¬1) سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن ابن أَبِي لَيْلَى، قَالَ: إِنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ رضي الله عنه، قال: بينما أَنَا أُصَلِّي قَائِمًا لَيْلَةً، وَقَدْ قَرَأْتُ الْبَقَرَةَ ... فذكر نحوه. ¬
3547 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع بين ابن أبي ليلى وأسيد رضي الله عنه، كما تقدم بيانه في الحديث السابق. وسكت عليه البوصيري بعد أن أورده في المسندة وعزاه إلى من خرجه.
تخريجه: تابع سليمان بن حرب عن حماد: هدبة بن خالد أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 486). وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 208)، حدّثنا عبد الله بن أحمد. وابن حبّان في صحيحه (3/ 58) أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع. والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 339)، أخبرنا أبو سعيد ابن أبي عثمان، ثنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد الجرجاني، أنا عمر بن موسى السختياني كلهم عن هدبة بن خالد، ثنا حماد به. وتابعهما عفان بن مسلم وموسى بن إسماعيل. عند الحاكم (1/ 554). ومن طريقه البيهقي في الشعب (2/ 339). أخبرنا أبو بكر إسماعيل بن محمد الفقيه، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا عفان بن مسلم، وموسى بن إسماعيل، قالا ثنا حماد به. وقال على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وتابعهم قبيصة بن عقبة عند أبي عبيد في الفضائل (/27). وتابع ابن أبي ليلى عبد الرحمن بن كعب بن مالك وهو الحديث التالي.
3548 - [1] أخبرنا (¬1) سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ح. [2] وأخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أُسَيْدَ بن حضير رضي الله عنه، قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فذكر نحوه. ¬
3548 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع وابن كعب لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلم-.
تخريجه: تابع إسحاق عن ابن عيينة الحميدي عند الحاكم في المستدرك (1/ 553) حدّثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ بشر بن موسى، ثنا الحميدي به. وتابع ابن عيينة ومعمر الليث بن سعد: أخرجه أبو عبيد في الفضائل (/27) وأخرجه الحاكم (1/ 553) بإسناديهما عن الليث، حدثني ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ، عن ابن مالك به. وأرسله الزهري دون ذكر ابن كعب عند عبد الرزاق في مصنفه (2/ 487)، حدّثنا ابن جريج عن الزهري به وابن جريج مدلس وقد عنعن.
3549 - أخبرنا (¬1) عبد الرزاق، (أنا) (¬2) معمر، عن يحيى ابن أبي كثير، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬3)، قَالَ: بينما أسيد بن حضير رضي الله عنه، يصلي ذات ليلة، قال أسيد رضي الله عنه: (فَغَشِيَتْنِي) (¬4) مِثْلُ (السَّحَابَةِ) (¬5) فِيهَا الْمَصَابِيحُ، وَامْرَأَتِي نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِي وَهَى حَامِلٌ، وَالْفَرَسُ مَرْبُوطٌ فِي الدار، فخشيت أن تنفر (¬6) الْفَرَسُ، فَتَفْزَعُ الْمَرْأَةُ، فَتُلْقِي وَلَدَهَا، فَانْصَرَفْتُ مِنْ صَلَاتِي، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حين أصبحت، فقال -صلى الله عليه وسلم-: اقْرَأْ أُسَيْدُ، ذَلِكَ مَلَكٌ يَسْتَمِعُ الْقُرْآنَ. قُلْتُ: (¬7): رواه البخاري (¬8) تعليقًا (¬9)، ومسلم وأحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (¬10). ¬
والنسائي في الكبرى من مسند أسيد رضي الله عنه (¬11). ¬
3549 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع أبو سلمة لم يسمع من أسيد كما هو مفهوم من ترجمته في التهذيب.
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (2/ 486)، عن الزهري ويحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة به، ومن طريقة الطبراني في الكبير (1/ 207). وأصل الحديث هو ما سيذكره المصنف بعد هذا الحديث. وخالف عبد الرزاق عن الزهري ويحيى ابن أبي كثير ابن المبارك فأرسله عنهما دون ذكر أبي سلمة في الزهد (/280: 812).
3550 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ (¬2) عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قسم سورة البقرة (¬3). ¬
3550 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. قال الهيثمي في المجمع (2/ 277)، ورجاله ثقات. وقال البوصيري في الإِتحاف (المسندة) (والمختصر 2/ 165 أ): إسناده صحيح.
تخريجه: لم أجده عند غير أبي يعلى.
3551 - وحدثنا (¬1) الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا (¬2)، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلًا، لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ فِي بَيْتِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا نَهَارًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ. * أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يعلى (¬3). ¬
3551 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، فيه: 1 - خالد بن سعيد مجهول. 2 - حسان بن إبراهيم يخطئ. وذكره العقيلي والذهبي المصنف فيما أنكر على خالد. وعزاه البوصيري إلى من خرجه، فقال رواه أبو يعلى وعنه ابن حبّان في صحيحه.
تخريجه: عن أبي يعلى كما قال المصنف ابن حبّان (3/ 59). وتابع أبا يعلى عن الأزرق. 1 - أحمد بن محمد بن إبراهيم أخرجه عنه العقيلي في الضعفاء (2/ 6). 2 - أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم عند أبي نعيم في أخبار أصفهان =
= (1/ 101). حدّثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا ابن أبي عاصم. 3 - محمد بن أحمد العوذي عند البيهقي في الشعب (2/ 453)، أخبرنا علي بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، ثنا محمد بن أحمد العوذي، كلهم عن أبي الجهم به. وخالف هؤلاء عبد الله بن أحمد، والحسين بن إسحاق التستري فقد قالا: ثنا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا سعيد بن خالد المدني، عن أبي حازم عن سهل به مرفوعًا أخرجه الطبراني في الكبير (163/ 6)، فقالا سعيد بن خالد، قال الهيثمي في المجمع (6/ 314)، وفيه سعيد بن خالد الخزاعي المدني وهو ضعيف. قلت: كأن هذا الإِسناد أقرب، فإن خالد بن سعيد لا يعرف إلَّا برواية حسان بن إبراهيم، وروايته عن أبي حازم كما في ترجمته السابقة. وسعيد بن خالد قد روى عن أبي حازم، وروى عنه حسَّان بن إبراهيم، وهو ضعيف كما في ترجمته في (التهذيب 4/ 19). فلعله انقلب على حسان وقد علمت أنه سيء الحفظ يغلط، فحدّث مرة عن خالد بن سيد فحدث عنه الأزرق بهذا، وحدث مرة عن سعيد بن خالد ولعلهما واحد والله أعلم. وسواء كان هذا أو هذا، فالحديث ضعيف الإِسناد. وللحديث شاهد من حديث ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ شيء سنامًا، وسنام القرآن سورة البقرة، وإن الشيطان إذا سمع سورة البقرة تقرأ، خرج مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ. أخرجه الحاكم (1/ 561). وعنه البيهقي في الشعب (2/ 452)، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي، ثنا أبي، ثنا عمر ابن أبي قيس، عن عاصم، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود رضي الله عنه، به مرفوعًا. وعبد الله بن أحمد الدشتكي ذكره الذهبي في الميزان (2/ 390)، فقال: حدث عنه علي بن محمد بن مهرويه القزويني، فذكر خبرًا موضوعًا. ولم أجد له ترجمة. =
= وقد روى موقوفًا على ابن مسعود نصفه الأول بالإِسناد عن عاصم. أخرجه الدارمي (2/ 447)، في فضائل القرآن وابن الضريس في الفضائل (رقم 178) والحاكم في الموضع السابق. والبيهقي في شعب الإيمان، كلهم عن عاصم، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود. وهذا إسناد حسن، فعاصم حسن الحديث. ومثله لا يكون من قبل الرأي. ولطرفه الأول شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إن لكل شيء سنامًا، وسنام القرآن سورة البقرة فيها آية هي سيدة، أي القرآن، لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلَّا خرج منه: آية الكرسي. أخرجه الترمذي في أبواب فضائل القرآن، باب ما جاء في سورة البقرة وآية الكرسي (4/ 232). وعبد الرزاق في المصنف (رقم 6019). وسعيد بن منصور (رقم 424). والحميدي في مسنده (رقم 994). وابن نصر في قيام الليل (/168). وابن عدي في الكامل (2/ 637)، في ترجمة حكيم بن جبير. والحاكم في مستدركه (1/ 560). والبيهقي في شعب الإيمان (/452). كلهم من طريق حكيم بن جبير، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه. قال الترمذي عقبه: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من حديث حكيم بن جبير وقد تكلم فيه شعبة وضعفه. قال المصنف في (التقريب 1/ 193): ضعيف، رمِيَ بالتشيّع. وله شاهد من حديث معقل بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "البقرة =
= سنام القرآن وذروته ونزل مع كل آية منها ثمانون ملكًا، واستخرجت الله لا إله إلَّا الله الحي القيوم من تحت العرش، فوصل بها أو وصلت بسورة البقرة .. الحديث. أخرجه أحمد (5/ 26). والنسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 175)، والروياني في مسنده (رقم 1284، 1307). والطبراني في الكبير (20/ 220، 230)، كلهم بأسانيدهم عن: معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل رضي الله عنه. وهذا إسناد ظاهر الضعف. قلت: حديث ابن مسعود وأبي هريرة حسن إن شاء الله بمجموعها. إذا أضيف إلى حديث الباب. ولطرفه الذي فيه أن الشياطين تنفر مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ أحاديث صحيحة ليست بلفظ الحديث ستأتيك في الحديث (3555).
3552 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أبو إسحاق، عن عمرو، (عن) (¬1) سعد أو سعيد، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَحَدًا يَعْقِلُ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الْآيَاتِ الْأَوَاخِرِ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فإنهن من كنز تحت العرش. ¬
3552 - الحكم عليه: فيه من لم أعرفه وسكت عليه البوصيري.
تخريجه: عزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 138)، إلى مسدّد فقط، من حديث عمر رضي الله عنه. وكأن الأمر التبس على البوصيري فحديث على آخر بلفظ حديث الباب. وكلام السيوطي يؤيد أنهما حديثان أحدهما عن عمر أخرجه مسدّد والآخر عن علي رضي الله عنه. أخرجه ابن الضريس (/148: 177). أخبرنا أبو عمر -هو مسلم الفراهيدي- حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمير بن سعيد، عن علي رضي الله عنه. قال النووي في التبيان: إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم (/144) وله أسانيد أخرى عن علي رضي الله عنه. عزاه في الدر المنثور (2/ 138)، إلى ابن نصر والدارمي وابن مردويه. وفي أن آخر سورة البقرة نزل من كنز تحت العرش، لها أصل في المرفوع من حديث حذيفة وأبي ذر وعقبة بن عامر، وأيفع الكلابي، وابن عباس رضي الله عنهم. أولًا: عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فضّلنا على الناس بثلاث، جعلت الأرض كلها مسجدًا، وجعل تربتها لنا طهورًا =
= وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يعطه أحد قبلي ولا يعطي أحد بعدي). أخرجه النسائي في فضائل القرآن (رقم 47). وأخرجه أحمد (5/ 383) والطيالسي (/56). وابن أبي شيبة (11/ 435)، في كتاب الفضائل. وابن نصر المروزي في قيام الليل (مختصر /159) والطبراني في الكبير (3/ 169) والأوسط كما في مجمع البحرين (/251). وابن خزيمة (1/ 132) والطحاوي في مشكل الآثار (شعيب 3/ 54: 624)، والفريابي في فضائل القرآن (/162، 146) وابن حبّان (3/ 102)، (واللفظ له). والبيهقي في الطهارة، باب الدليل على أن الصعيد الطيب هو التراب (1/ 213)، وفيه باب أعواز الماء بعد طلبه (1/ 233). وفي شعب الإيمان (2/ 406). كلهم بأسانيدهم عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة رضي الله عنه. وهذا إسناد صحيح. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 138) إلى ابن مردويه. ثانيًا: عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي". أخرجه أحمد (5/ 151، 180). من طريق شيبان عن منصور، عن ربعي، عن خرشة بن الحر (¬1)، والمعرور عن ¬
= أبي ذر رضي الله عنه، وهذا إسناد صحيح، وفي إسناده اختلاف بينه الدارقطني في (العلل 6/ 439). ثالثًا: عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: اقرأ الآيتين من آخر سورة البقرة، فإني أعطيتها من كنز تحت العرش. أخرجه أحمد (4/ 147). وأبو عبيد في الفضائل (/124). وابن نصر ففي قيام الليل (/165). ومحمد بن عثمان ابن أبي شيبة في العرش (/80: 63). والطبراني في الكبير (7/ 283). وعزاه الهيثمي في المجمع (6/ 315)، إلى أبي يعلى بأسانيدهم عن ابن إسحاق، وزاد أبو عبيد والطبراني بطريق آخر عن ابن لهيعة. كلاهما عن يزيد ابن أبي حبيب، عن أبي الخير، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به. وهذا إسناد ضعيف لعنعنة ابن إسحاق وهو مدلس، والآخر فيه ابن لهيعة وهو ضعيف مدلس. قال الحافظ ابن كثير في التفسير (1/ 341): إسناده حسن. رابعًا: عن أيفع بن عبد الله الكلاعي، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قال رجل يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي سورة القرآن أعظم؟ قال: قل هو الله أحد، قال: فآي آية في القرآن أعظم، قال: آية الكرسي "اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ". قال: فأي آية يا نبي الله تحب أن تصيبك وأمتك؟ قال: خاتمة سورة البقرة فإنها من خزائن رحمة الله من تحت عرشه، أعطاها هذه الأمة لم تترك خيرًا من خير الدنيا والآخرة، إلَّا اشتملت عليه. أخرجه الدارمي حدّثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان، حدثني أيفع به. وهذا مرسل أو معضل، فإن أيفع ليس له صحبة، ولم يثبت له سماع من صحابي قاله المصنف في الإصابة (1/ 135). =
= خامسًا: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا قرأ آخر سورة البقرة وآية الكرسي ضحك، وقال: إنهما من كنز الرحمن تحت العرش. أخرجه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1/ 349). حدّثنا عبد الرحمن بن محمد بن مدين، أخبرنا الحسن بن الجهم، أخبرنا إسماعيل بن عمرو، أخبرنا ابن مريم، حدثني يوسف ابن أبي الحجاج عن سعيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما به. وهذا إسناد مظلم ما عرفت منه إلَّا ابن عباس رضي الله عنهما.
4 - باب فضل آية الكرسي
4 - باب فضل آية الكرسي 3553 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ثنا حَمَّادٌ -هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ- أنا مَعْبَدٌ أَخْبَرَنِي، فُلَانٌ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَلَسَ أبو ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-، فَذَكَرَ (حَدِيثًا) (¬1) مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: فأيما أنزل الله (عليك) (¬2) أعظم؟ قال -صلى الله عليه وسلم- اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ حتى (تختم) (¬3). (145) وحديث أبي ذر رضي الله عنه، نحوه فِي أَوَّلِ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ (عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ) (¬4) وفيه صفة الكرسي (¬5). ¬
3554 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه إِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ، قَرَأَ فِي زَوَايَاهُ آيَةَ الكرسي.
3554 - الحكم عليه: إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع بين عبد الله وعبد الرحمن بن عوف فهو يقصر عن إدراك ابن عوف رضي الله عنه كما في مصادر ترجمته. وسكت عليه البوصيري في الأذكار من المسندة باب ما يقول إذا نزل منزلًا وفي المختصر (3/ 13ب).
تخريجه: أخرجه عن حسين بن علي ابن أبي شيبة في مصنفه كتاب فضائل القرآن باب في البيت الذي يقرأ فيه القرآن (10/ 487). وعزاه في الدر المنثور (2/ 8) إلى ابن المنذر وابن عساكر.
3555 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَفْضَلُ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَأَعْظَمُ آيَةٍ فِيهِ آيَةُ الْكُرْسِيِّ. وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لِيَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي (تُقْرَأُ) (¬2) فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ. * الْحَدِيثُ مُرْسَلٌ إِسْنَادُهُ إِلَى الْحَسَنِ صحيح. ¬
3555 - الحكم عليه: تقدم الحكم عليه ونقل كلام البوصيري حوله وأن رجاله ثقات. إلَّا أنه مرسل. قال السيوطي في الدر المنثور (1/ 51): سند صحيح إلى الحسن.
تخريجه: وتابع أحمد بن إسحاق عن حماد موسى بن إسماعيل عند ابن الضريس (رقم 172). وعزاه في الدر المنثور (1/ 51)، إلى وكيع وابن نصر. ولطرفه الأول شاهد من حديث ربيعة الجرشي رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، أي القرآن أفضل؟ قال السورة التي يذكر فيها البقرة، وقيل: فأي البقرة أفضل؟ قال آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، نزلت من تحت العرش. عزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 51) إلى البغوي في معجم الصحابة وابن عساكر في تاريخه. ولم أقف على إسناده، وذكره المصنف في الإصابة (1/ 510)، وسكت عليه، ولطرفه الأخير أن الشيطان يفر مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ. شواهد من حديث أبي هريرة وابن مسعود وأنس وأبي الدرداء رضي الله عنهم. 1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه: =
= أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ. أخرجه مسلم في المسافرين باب استحباب صلاة النافلة في البيت (6/ 68). والترمذي في أبواب فضائل القرآن باب ما جاء في سورة البقرة (4/ 232). والنسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 971). وأحمد (2/ 284، 337، 378، 388). والفريابي في فضائل القرآن (146). وابن حبّان (3/ 62). وابن الضريس في فضائل القرآن (رقم 173، 184). والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 454). والبغوي في شرح السنة (4/ 456). كلهم بأسانيدهم عن سهيل ابن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، واللفظ لمسلم. قال الترمذي: حسن صحيح. 2 - عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: أقرؤا سورة البقرة في بيوتكم، فإن الشيطان لا يدخل بيتًا يقرأ فيه سورة البقرة. أخرجه الحاكم (1/ 561). وعنه البيهقي في شعب الإِيمان (2/ 453). أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى القاضي، ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد، ثنا يوسف بن موسى، ثنا الحسين الجعفي، عن زائدة، عن عاصم عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود رضي الله عنه، به. وهذا إسناد رجاله معروفون إلَّا شيخ الحاكم فلم أجد له ترجمه. ثالثًا: عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إن الشيطان ليخرج من البيت إذا سمع سورة البقرة تقرأ فيه. أخرجه أبو عبيد كما في تفسير ابن كثير (1/ 34)، حدّثنا ابن أبي مريم ثنا ابن =
= لهيعة والفريابي في فضائل القرآن (148)، حدّثنا إسحاق بن سيار، نا أحمد بن صالح، نا ابن وهب أخبرني عمرو، هو بن الحارث بن يعقوب وابن لهيعة كلاهما عن يزيد بن حبيب عن سنان بن سعد عن أن رضي الله عنه، به. وهذا إسناد حسن بمتابعة عمرو بن الحارث لابن لهيعة. رابعًا: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: تعلموا القرآن، فوالذي نفسي بيده، إن الشيطان ليخرج مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ. أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2212). أخبرنا عمر بن سنان، ثنا عباس بن الوليد الخلال، ثنا محمد بن عيسى، ثنا محمد بن أبي الزعيزعة، عن أبي زياد عن أبي سلام عن أبي الدرداء رضي الله عنه، به. فهذا الطرف حسن لغيره بهذه الأحاديث.
5 - سورة آل عمر ان
5 - سورة آل عمر ان 3556 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ (¬1) بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عثمان رضي الله عنه، فذكر قصة عن عليّ رضي الله عنه، ثُمَّ قَالَ: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي (بِبَكَّة) (¬2)}، قال رضي الله عنه (¬3): أما إنه ليس بأول بيت (كان) (¬4)، وقد كان نوح عليه الصلاة والسلام (¬5) قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام (¬6) فكانوا في البيوت، (وكان إبراهيم في البيوت) (¬7)، وَلَكِنَّهُ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ، مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دخله كان آمنًا (¬8). ¬
[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ به.
3556 - الحكم عليه: إسناد أثر إسحاق حسن. وحديث ابن أبي أسامة ضعيف جدًا فيه العباس بن الفضل متروك. قال البوصيري في المسندة والمختصر (2/ 167 أ، ن) رواته ثقات إلَّا خالد.
تخريجه: رواه عن سماك جماعة بألفاظ مختلفة. فرواه أبو الأحوص سلام بن سليم. أخرجه ابن جرير، حدّثنا هناد بن السري. وابن أبي حاتم (1/ 1 آل عمران/403)، حدّثنا أبي، ثنا الحسن بن الربيع كلاهما عن أبي الأحوص، عن سماك، عن خالد قال: قام رجل إلى علي فقال: ألا تخبرني عن البيت، أهو أول بيت وضع في الأرض؟ فقال: لا ولكنه أول بيت وضع فيه البركة. مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنًا .. ثم ذكر قصة بناء البيت. ورواه شعبة عن سماك أخرجه ابن جرير (4/ 7). حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شعبة فذكر مثل حديث أبي الأحوص. ورواه إسرائيل عن سماك. أخرجه الحاكم في مستدركه (2/ 292). حدّثنا بكر بن محمد الصيرفي، ثنا أحمد بن حيان بن ملاعب، ثنا عبيد الله بن موسى ومحمد بن سابق، ثنا إسرائيل به.
(146) وَفِي بَابِ وَقْعَةِ أُحُدٍ مِنَ الْمَغَازِي حَدِيثٌ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا ...} الآيات كلها (¬1). ¬
3557 - (وَقَالَ مُسَدَّدٌ) (¬1): حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} (¬2)، هو قولك: أدخل وأنت آمن (¬3). ¬
3557 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح مقطوع. ولم يذكره البوصيري في الإِتحاف.
تخريجه: تابع مسددًا يحيى الحماني عند ابن أبي حاتم (آل عمران 1/ 1) ثنا خالد به. وتابع حميدًا ابن أبي نجيح أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 195)، حدّثنا الفتح هو- ابن إدريس، ثنا عمرو، ثنا أبو عاصم، ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به.
3558 - (وقال أبو بكر) (¬1): حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ (¬2)، ثنا أَسْبَاطٌ عَنِ السُّدِّيِّ، عن عبد خير، عن عبد الله رضي الله عنه، قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُرِيدُ الدنيا، حتى نزل: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} (¬3). ¬
3558 - الحكم عليه: هذا إسناد لين فيه أسباط بن نصر، كثير الخطأ، يغرب. قال الهيثمي في المجمع (6/ 331): رجال الطبراني ثقات. وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (2/ 167)، قال الطبراني في الأوسط: لم يرو هذا الحديث عن السدي إلَّا أسباط.
تخريجه: هذا الحديث رواه عن أحمد بن المفضل جماعة: 1 - الحسين بن عمرو العنقزي: عند ابن جرير في التفسير (4/ 130). وعند الطبراني في الأوسط (2/ 237)، حدّثنا أحمد بن محمد بن صدقة، قال: حدّثنا الحسين به. والحسين لين الحديث كما في اللسان (2/ 374). 2 - ابن أبي عاصم في الزهد له (/102: 203). 3 - محمد بن مسلم بن وارة. أخرجه عنه ابن أبي حاتم في التفسير (آل عمران 1/ 1). والبيهقي في دلائل النبوة (3/ 228). أخبرنا أبو طاهر الفقيه، قال أخبرنا علي بن إبراهيم عنه. =
= 4 - أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي عند ابن أبي حاتم في التفسير (آل عمران 1/ 1). 5 - محمد -غير منسوب- عند ابن جرير (4/ 130). وقد تابع عبد خير 1 - ابن عباس رضي الله عنهما، عن ابن مسعود رضي الله عنه: قال: ما شعرت أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كان يريد الدنيا وعرضها حتى كان يومئذٍ. أخرجه ابن جرير (4/ 130) حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما به. وهذا إسناد مسلسلل بالضعفاء، تقدَّمت الإشارة إليه مرارًا. 2 - الشعبي عنه رضي الله عنه، قال: إن النساء كنَّ يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المسلمين، فلو حلفت يومئذٍ رجوت أن أبر أنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله عزَّ وجلّ: مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا، وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخرة. أخرجه أحمد (1/ 463). وابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 402)، في المغازي بإسناديهما عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن الشعبي به. وهذا إسناد رجاله ثقات. تقدم ذكر أن حمادًا سمع من عطاء قبل اختلاطه على التحقيق، إلَّا أنه منقطع بين الشعبي وابن مسعود فهو لم يسمع منه كما في جامع التحصيل) /214). 3 - الربيع بن أنس: أخرجه ابن جرير (4/ 130)، قال: حدثت عن عمار، عن ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بنحو حديث الباب. وهذا إسناد ظاهر الضعف، فهناك واسطة بين ابن جرير وعمار. والربيع لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه. =
= كما أن هناك علة أخرى وهو أن حديثه ها هنا عن أبي جعفر الرازي عنه. وهو ضعيف. 4 - ابن جريج: عن ابن مسعود رضي الله عنه، بنحو حديث الباب. وأخرجه ابن جرير (4/ 130)، حدّثنا القاسم، ثنا الحسين، ثنا حجاج عن ابن جريح، عن ابن مسعود رضي الله عنه. وهذا إسناد ضعيف فيه سنيد وهو ضعيف، وهو منقطع بين ابن جريح وابن مسعود رضي الله عنه. قلت: فالأثر حسن لغيره بحديث عطاء بن السائب عن الشعبي وحديث سنيد وحديث الباب.
3559 - حدّثنا (¬1) أبو معاوية: عن داود - (هو) (¬2) ابن أَبِي هِنْدٍ-، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، عَنْ حُجَيْرِ (¬3) بن بيان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬4)، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما من ذي رحم (يأتي رَحِمَهُ) (¬5) فَيَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى إِيَّاهُ، فَيَبْخَلُ عَلَيْهِ، إلَّا أُخْرِجَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، شُجَاعٌ (¬6) (يَتَلَمَّظُ) (¬7) حَتَّى يُطَوِّقَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (¬8)، الآية. ¬
3559 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. ولم يذكره البوصيري في الإِتحاف.
تخريجه: عزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 395)، إلى ابن أبي شيبة في مسنده وإلى ابن جرير. ولم أجده فيه. =
= وقد اختلف فيه على داود ابن أبي هند: فرواه عن أبي قزعة عن رجل، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه ابن جرير (4/ 191)، حدّثنا ابن المثنى، ثنا عبد الأعلى، ثنا داود به. وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى السامي مترجم في (التهذيب 6/ 87) وهو ثقة. ولا معارضه بين هذه الرواية ورواية الباب، فقد عرفتنا رواية الباب بالرجل. ورواه عن أبي قزعة، عن أبي مالك العبدي موقوفًا. أخرجه ابن جرير (4/ 191)، حدّثنا الحسن بن قزعة، قال ثنا مسلمة بن علقمة، ثنا داود به. وهذا إسناد لا يخالف ما قبله إذ أن مسلمة بن علقمة حديثه عن ابن أبي هند مناكير كما في ترجمته في (التهذيب 10/ 132)، لا يتابع عليها. واختلف على أبي معاوية: فرواه محمد بن المثنى عنه، ثنا داود، عن أبي قزعة، حجر بن بيان، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. فانقلب هذا على أبي معاوية وقد علمت أنه يغلط في حديثه عن غير الأعمش. قلت: فكأن الأشبه رواية عبد الأعلى عن داود فلم يختلف فيه والله أعلم. وللحديث شواهد من حديث أبي هريرة وابن مسعود: أولًا: عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من آتاه الله مالًا، فلم يؤدّ زكاته مثل له يوم القيامة، شجاعًا أقرع له زبيبتان يطوّقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه -يعني شدقيه- ثم يقول: أنا مالك، أنا كنزك، ثم تلا {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ...} الآية. =
= أخرجه البخاري في الزكاة، باب (إثم مانع الزكاة) (3/ 265)، (واللفظ له). وفي التفسير، باب ولا يحسبن الذين يبخلون (8/ 230). والنسائي في الزكاة، باب ماء زكاة ماله (5/ 38). وأحمد (2/ 355). والبيهقي في سننه في الزكاة، باب ما ورد من الوعيد فيمن كنز مال زكاة (4/ 81). وفي الصدقات، باب (7/ 20). والبغوي في التفسير (4/ 142). وفي شرح السنة (5/ 478). كلهم بأسانيدهم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينار، عن أبيه، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه. وله طرق أخرى عنه رضي الله عنه. ثانيًا: عن ابن مسعود رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله، إلَّا مثل له يوم القيامة شجاعًا أقرع يفر منه، وهو يتبعه فيقول: أنا كنزك حتى يطوّق في عنقه، ثم قرأ علينا النبي -صلى الله عليه وسلم- مصداقه من كتاب الله {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} الآية. أخرجه الترمذي في التفسير (4/ 299). والنسائي في التفسير (1/ 346)، واللفظ له. وفي المجتبى في الزكاة، باب التغليظ في حبس الزكاة (5/ 10). وابن ماجه في الزكاة، باب ما جاء في منع الزكاة (1/ 568: 1784). وأحمد (1/ 377)، والشافعي في مسنده (ترتيب 1/ 222: 610). =
= والحميدي (1/ 52: 93). وابن خزيمة (رقم 2256). وابن جرير في التفسير (4/ 92). والبيهقي في الزكاة، باب ما ورد من الوغيد فيمن كنز ماله (4/ 81). كلهم بأسانيدهم عن ابن عيينة، عن جامع ابن أبي راشد، وعن عبد الملك بن أعين، عن أبي وائل، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال الترمذي: حسن صحيح. وهو كما قال. وفي الباب عن ابن عمر وجابر وجرير ومعاوية بن حيدة رضي الله عنهم دون ذكر الآية.
3560 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (¬1)، هم الذين هاجروا إلى المدينة (¬2) (¬3). ¬
3560 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا منكر الإِسناد فيه علتان: 1 - الحسن بن قتيبة متروك وقد خالف فيه رواية الثقات عن إسرائيل. 2 - سماك ضعيف الحديث عن عكرمة. قال البوصيري في الإتحاف المسندة والمختصرة (2/ 167 ب): رواه الحارث ابن أبي أسامة عن الحسن بن قتيبة وهو ضعيف.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد: وقد رواه أصحاب إسرائيل عنه عن سماك عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما به وهم: 1 - وكيع بن الجراح أخرجه عنه أحمد في المسند (1/ 354)، ووكيع ثقة ثبت كما في ترجمته (رقم 312). 2 - يحيى بن آدم عنده أيضًا (1/ 324)، أخرجه عنه فيه ويحيى ثقة حافظ =
= تقدم ذكر شيء من ترجمته (رقم 364). 3 - أبو نعيم الفضل بن دكين وحسين بن علي الجعفي عنهما أحمد (1/ 272)، وأبو نعيم تقدم ذكر شيء من ترجمته (رقم 131) وهو ثقة ثبت، وحسين تقدم ذكر شيء من ترجمته (رقم 435) وهو ثقة. 4 - هاشم بن القاسم أخرجه عنه أحمد (1/ 319)، وهاشم ثقة ثبت تقدم ذكر شيء من ترجمته (رقم 133). 5 - عبد الرزاق الصنعاني أخرجه عن إسرائيل في تفسيره (1/ 130). ومن طريقه ابن جرير في التفسير (4/ 43). وابن أبي حاتم في تفسير (آل عمران 1/ 1/475) وعبد الرزاق ثقة ثبت تقدم ذكر شيء من ترجمته (رقم 286). 6 - عبد الرحيم بن سليمان وهو ثقة كما في ترجمته (رقم 289). أخرجه عنه ابن أبي شيبة في المصنف كتاب الفضائل، باب في المهاجرين (12/ 155). عمرو بن محمد العنقزي وهو ثقة كما في (التقريب 2/ 78) وستأتي ترجمته. أخرجه النسائي في التفسير (1/ 319)، أخبرنا قتيبة، نا عمرو به. 8 - عبيد الله بن موسى وهو ثبت في إسرائيل كما في ترجمته (رقم 14). أخرجه الحاكم في مستدركه (2/ 294). أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني، ثنا عبيد الله بن موسى كلهم عن إسرائيل به. وقال على شرط مسلم ووافقه الذهبي. 9 - محمد بن يوسف الفريابي: أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 6)، حدّثنا عبد الله بن محمد بن سعيد ابن =
= أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي. وهذا إسناد ضعيف جدًا: قال ابن عدي في الكامل (4/ 1568) في عبد الله هذا: مصري يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل. 10 - هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي أخرجه الخطيب في موضح الجمع والتفريق (2/ 385)، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، أخبرنا أبو عمرو بن حيويه، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، ثنا محمد بن يونس به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 293)، إلى عبد بن حميد والفريابي وابن المنذر. قال المصنف في الحديث في (الفتح 8/ 225): بإسناد جيد. وهو كما قال: وتابع إسرائيل عن سماك، عن ابن جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أسباط بن نصر وهو صدوق كثير الخطأ. عند ابن جرير في التفسير (4/ 43). حدّثنا أبو كريب قال: ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط به. وعمرو بن حماد هو ابن طلحة وهو صدوق شيعي كما في ترجمته في (التهذيب 8/ 20).
3561 - وقال مسدّد: حدّثنا جعفر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد قال: كَانَ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ (¬1) أَسْلَمَ ثُمَّ لَحِقَ بقومه، وكفر، فأنزل الله تعالى هَذِهِ الْآيَةَ: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ ¬
الرَّسُولَ حَقّ ...} (¬2) (إِلَى آخِرِ) (¬3) الْآيَةِ. قَالَ: فَحَمَلَهُنَّ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فقرأهنَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ الْحَارِثُ: وَاللَّهِ إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ لَصَدُوقٌ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأصدق منك، وإن الله تعالى لَأَصْدَقُ الثَّلَاثَةِ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَسْلَمَ إِسْلَامًا حَسَنًا (¬4). ¬
3561 - الحكم عليه: هذا إسناد مرسل حسن الإِسناد إلى مجاهد، جعفر بن سليمان صدوق وأسقطه البوصيري من الإِتحاف فلم يذكره.
تخريجه: أخرجه عن مسدّد الواحدي في أسباب النزول (/98)، أخبرنا أبو عبد الرحمن ابن أبي حامد، أخبرنا أبو بكر بن زكريا، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه، حدّثنا أحمد بن يسار، حدّثنا مسدّد به. وتابع مسدّد عن جعفر عبد الرزاق أخرجه في تفسيره (1/ 125). ومن طريقه ابن جرير في التفسير (3/ 340)، حدّثنا الحسن بن يحيى، أخبرنا عبد الرزاق به. وابن بشكوال في الأسماء المبهمة (1/ 373). وزاد السيوطي في الدر المنثور (3/ 257)، نسبته إلى ابن المنذر والباوردي في معرفة الصحابة. وروى ابن جرير بإسنادين عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله في الآية: رجل من بني عمرو بن عوف كفر بعد إيمانه. وأخرجه (3/ 341) حدّثنا القاسم، ثنا حسين، ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد مثله. وهذا ضعيف الإِسناد سنيد ضعيف الحديث. =
= وبالإِسناد عن ابن جريج أخبرني عبد الله بن كثير، عن مجاهد قال لَحِقَ أرض الروم فتنصر، ثم كتب إلى قومه: سلوا هل لي من توبة؟ قال: فحسبت أنه آمن ثم رجع وإسناده ظاهر الضعف للعلة المذكورة. قلت: أصح ما فيها عن مجاهد حديث ابن أبي نجيح عنه وحديث الباب وله أصل في المرفوع عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتدّ، ولحق بالشرك ثم ندم، فأرسل إلى قومه سلوا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَلْ لي من توبة؟ فجاء قومه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: إن فلانًا قد ندم، وإنه قد أمرنا أن نسألك هل له من توبة؟ فنزلت: كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ إلى غفور رحيم .. فأرسل إليه فأسلم. أخرجه النسائي في المجتبى كتاب تحريم الدم، باب توبة المرتد (7/ 107). وفي التفسير (1/ 308)، واللفظ له. وأحمد (1/ 247)، وابن جرير في تفسيره (3/ 340)، وابن حبّان (10/ 329). والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 64، 7/ 37). وابن أبي حاتم (رقم 914، و 924) في تفسير سورة آل عمران. والحاكم في مستدركه وصححه ووافقه الذهبي (2/ 142، 4/ 366). والبيهقي في سننه (8/ 197). والواحدي في أسباب النزول (/97). كلهم بأسانيدهم عن داود ابن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهذا إسناد صحيح. ورواه الواحدي أيضًا من طريق علي بن عاصم، عن خالد الحذَّاء، وداود، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وعلي بن عاصم صدوق يخطئ ويصر كما في (التقريب 2/ 39). فإن حفظه وإلاَّ فهو مزيد في متصل الأسانيد.
3562 - حدّثنا (¬1) يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عن عبد الله رضي الله عنه، قَالَ: النُّعَاسُ (¬2) عِنْدَ الْقِتَالِ أَمَنَةٌ (¬3)، وَالنُّعَاسُ فِي الصلاة من الشيطان. ¬
3562 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف عاصم ابن أبي النجود يصغر عن اللحاق بعبد الله رضي الله عنه، ولم يسمع منه ولا من هو أصغر منه كما في ترجمته. وكان هناك ساقط بينهما حفظ في الروايات الأخرى كما في التخريج.
تخريجه: لم أقف على بهذا الإِسناد. ولقد رواه جمع عن سفيان، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ، عَنِ ابْنِ مسعود رضي الله عنه. 1 - أبو نعيم ووكيع. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة آل عمران (رقم 1684). حدّثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عنهما به. وهذا إسناد صحيح. رواه ثبتان. 2 - عبد الرزاق في المصنف (2/ 499: 4219). ومن طريقه الطبراني عن إسحاق الدبري في الكبير (9/ 332). 3 - عبد الرحمن بن مهدي. =
= أخرجه ابن جرير (4/ 140) حدّثنا ابن بشار، ثنا عبد الرحمن، كلهم عن الثوري به. قلت: إن لم يحصل سقط في إسناد مسدّد وإلاَّ فالحكم لهؤلاء الجمع على رواية القطان. انظر طبقات أصحاب سفيان في شرح العلل (2/ 722)، والحديث حسن الإِسناد. وأبو رزين هو مسعود بن مالك المترجم في (التهذيب 15/ 106) وهو ثقة. فالحديث حديث هؤلاء وقد رواه عاصم عن زر، عن ابن مسعود رضي الله عنهما. أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 333). حدّثنا محمد بن النضر، ثنا أبو غسان النهدي، ثنا قيس بن الربيع، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود. وقيس بن الربيع مما لا تعارض روايته الثوري. ولقد توبع مسعود عن ابن مسعود تابعه ببعضه حصين بن جندب أبو ظبيان. أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 333)، حدّثنا محمد بن النضر الأزدي، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن يزيد ابن أبي زياد، عن أبي ظبيان، عن ابن مسعود قال التثاؤب والعطاس في الصلاة من الشيطان. وهذا إسناد صحيح. وورد طرفه الثاني مرفوعًا: العطاس والنعاس والتثاؤب في الصلاة والحيض والقيء والرعاف من الشيطان. هذا لفظ الترمذي في أبواب الأدب (4/ 182)، باب ما جاء في أن العطاس في الصلاة من الشيطان. والبزاق والمخاط والحيض والنعاس في الصلاة من الشيطان. =
= وهذا لفظ ابن ماجه في كتاب الإِقامة، باب ما يكره في الصلاة (1/ 311: 969). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 195: 2178). من طريق شريك، عن أبي اليقظان، عن عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده. وهذا إسناد ضعيف جدًا. أبو اليقظان هو عثمان بن عمير البجلي ضعيف. وثابت هذا مجهول كما في (التقريب 1/ 118).
3563 - وقال أبو يعلى: حدّثنا محمد ابن أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ أَنَّهُ سَمِعَ الْحَكَمَ بن (منهال) (¬1) يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اجْمَعْ لِي من هنا من قريش ... الحديث. * تقدم في باب الورع والتقوى من الرقائق (¬2). ¬
3563 - الحكم عليه: هذا مرسل ضعيف الإِسناد فيه أبو الحويرث ضعّف، والحكم بن ميناء لم يشهد القصة. قلت: لو صح الإِسناد إليه لكان هناك احتمال أن يكون سمعها من عمر رضي الله عنه، فإنه قد رأى بلالًا رضي الله عنه. وذكر البوصيري الحديث بتمامه في المسندة وسكت عليه. وكذلك في المختصر (2/ 167 أ). قال الهيثمي في المجمع (10/ 230)، رواه أبو يعلى مرسلًا، وفيه أبو الحويرث، وثقه ابن حبّان وغيره، وضعفه غير واحد. =
= تخريجه: أخرجه في المفاريد (رقم 92) بالإِسناد وتسميته بابن ميناء. ومن طريقه في المفاريد ابن الأثير في أسد الغابة (2/ 38). وتابع أبا يعلى ابن أبي عاصم في الآحاد والمثنى (رقم 2778، 5/ 251). وتسميته بالحكم ابن ميناء. وعلقه ابن أبي حاتم في تفسير آل عمران عن محمد بن المثنى حدّثنا أبو بكر الحنفي به وتسميته بابن ميناء (رقم 736). وانظر بقية تخريجه والبحث عن شواهده في القسم المحقق من المطالب المسندة في مكانه المذكور.
3564 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا حسن، ثنا أبوعمرو الْقَارِئُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: إن ابن مسعود رضي الله عنه، يقرأ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} (¬1)، بفتح الغين فقال لي: قَدْ جَازَ لَهُ أَنْ يُغَلَّ وَأَنْ (يُقْتَلَ) (¬2)، إنما هي أن يغل (يعني) (¬3) بضم العين، وما كَانَ اللَّهُ (عزَّ وَجَلَّ) (¬4) لِيَجْعَلَ نَبِيًّا غَالًّا. ¬
3564 - الحكم عليه: هذا إسناد فيه من لم أعرفه، وحفص بن سليمان ضعيف جدًا. وسكت عليه البوصيري في الإتحاف (2/ 167) "ب" مختصر. وكذلك في المسندة.
تخريجه: عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى أحمد بن منيع وسكت عليه.
6 - سورة النساء
6 - سورة النساء 3565 - قال إسحاق: أخبرنا سُلَيْمَانَ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ (¬1)، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ قَالَ: (رَحَلْتُ إِلَى) (¬2) عائشة رضي الله عنها فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (¬3) قالت: هو ما يصيبكم في الدنيا (¬4). ¬
3565 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. وعلم له الذهبي في تلخيص المستدرك (2/ 308) بأنه على شرط البخاري ومسلم. قلت: أبو المهلب لم يخرج له البخاري إنما خرج له في الأدب المفرد. =
= وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (مختصر 168 أ)، وكذلك في المسندة.
تخريجه: تابع إسحاق عن سليمان: 1 - القاسم بن بشر بن معرور عند ابن جرير (5/ 292). 2 - إسماعيل بن إسحاق بن حماد القاضي المترجم في السير (13/ 399)، وهو ثقة. أخرجه الحاكم (2/ 308). حدّثنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله الأصبهاني الزاهد، ثنا إسماعيل كلاهما عن سليمان به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 667)، إلى عبد بن حميد. وأصل الأثر من حديثها مرفوعًا عنها قالت: أن رجلًا تلا هذه الآية (من يعمل سوء يجز به) فقال: إنا لنجزى بكل ما عملنا هلكنا إذا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: نعم يجزي به في الدنيا من مصيبة في جسده مما يؤذيه. أخرجه أحمد (6/ 65)، وسعيد بن منصور (رقم 699). والبخاري في التاريخ (8/ 371). وأبو يعلى في مسنده (4/ 354). وابن حبّان (7/ 186). والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 151)، كلهم من طريق ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن يزيد بن أبي يزيد، عن عبيد بن عمير، عن عائشة رضي الله عنها، به. وهذا إسناد رجاله ثقات إلَّا يزيد فذكره البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 298)، والمصنف في تعجيل المنفعة (454) وقد روى عنه جمع ولم يوثقه إلَّا ابن حبّان في الثقات (7/ 631). =
= وانظر لزامًا كلام العلامة شعيب الأرناؤوط في تعليقه على حديث أبي بكر رضي الله عنه، في باب الحديث من صحيح ابن حبّان (7/ 171). وله شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: لما نزلت من يعمل سوء يجز به، بلغت من المسلمين مبلغًا شديدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قاربوا وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها. أخرجه مسلم في البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه (16/ 130) والترمذي في التفسير في سورة النساء (4/ 314)، وقال: حسن غريب. النسائي في التفسير (1/ 405). وأحمد (2/ 248)، وسعيد بن منصور (رقم 694). وابن أبي شيبة في المصنف في الجنائز باب ما قالوا في ثواب الحمى والمرض (3/ 229)، والحميدي في مسند (2/ 485: 1148). وابن جرير في تفسيره (5/ 293). والبيهقي في الجنائز من سننه باب طوبى لمن طال عمره وحسن عمله (3/ 373). كلهم بأسانيدهم عن ابن عيينة، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، سمعت محمد بن قيس بن مخرمة، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به.
3566 - أخبرنا (¬1) أبو عامر العقد، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصي رضي الله (عنهما) (¬2)، أَنَّهُ قَالَ: الْكَبَائِرُ سَبْعٌ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بِالْحَقِّ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَرَمْيُ الْمُحْصَنَةِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ. * هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. ¬
3566 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن، فيه عبد العزيز بن المطلب صدوق وهذا له حكم المرفوع إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ البوصيري في الإِتحاف المسندة والمختصرة (2/ 167/ب)، بمثل قول المصنف.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد. أخرجه الطبراني (8/ 13)، وابن مردويه كما في تفسير ابن كثير بأسانيد عن عبد العزيز بن محمد، عن مسلم بن الوليد بن رباح عن المطلب عن ابن عمرو رضي الله عنهما به، مرفوعًا. وهذا إسناد ضعيف: مسلم بن الوليد لم أجد من ترجمه قال الهيثمي في المجمع (1/ 109): وفيه مسلم بن الوليد بن العباس، ولم أر من ذكره. =
= وقد ذكره البخاري في التاريخ (8/ 153)، وابن أبي حاتم (8/ 197، 9/ 16). باسم الوليد بن مسلم ابن أبي رباح وقال أبو حاتم وأبو زرعة إني هو مسلم بن الوليد ابن أبي رباح. ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا فهو مجهول. وورد بعضه عنه رضي الله عنه مرفوعًا: الكبائر الإِشراك بالله، وعقوق الوالدين وقتل النفس، واليمين الغموس. أخرجه البخاري في الإِيمان والنذور باب اليمين الغموس (11/ 555) واللفظ له (فتح) وفي الديات باب قول الله تعالى (ومن أحياها. . .) (12/ 191 فتح). وفي الأستتابة باب إثم من أشرك بالله. والترمذي في أبواب التفسير في سورة النساء (4/ 303). والنسائي في المجتبى باب ذكر الكبائر (7/ 88). وفي القسامة (8/ 63)، وفي التفسير (1/ 378)، وأحمد (2/ 201). والدارمي (2/ 191) في النذور والإيمان باب التشديد في قتل النفس المحرمة. وابن جرير في تفسيره (5/ 42)، وابن حبّان (12/ 273)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 38). وأبو نعيم في حليته (7/ 202)، وفي سند فراس بن يحيى (رقم 5) والبيهقي (10/ 35)، في الإِيمان باب ما جاء في اليمين الغموس واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (5/ 1034: 1903)، والبغوي في تفسيره (2/ 201)، وفي شرح السنة (1/ 85). كلهم بأسانيدهم عن فراس، عن الشعبي، عن ابن عمرو رضي الله عنهما. وبقيته مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: اجتنبوا السبع الموبقات. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بِالْحَقِّ، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، =
= وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات. أخرجه البخاري في الوصايا باب قول الله تعالى: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى. . .) (5/ 393)، واللفظ له. وفي الطب باب الشرك والسحر من الموبقات (10/ 232). وفي الحدود باب رمى المحصنات (12/ 181). ومسلم في الإيمان باب بيان الكبائر وأكبرها (2/ 82 نووي). وأبو داود في الوصايا باب ما جاء في التشديد في أكل مال اليتيم (رقم 2874، 3/ 115). والنسائي (6/ 257)، في الوصايا باب اجتناب أكل مال اليتيم. والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 382). وابن حبّان في صحيحه (12/ 372). والبيهقي في السنن (6/ 249). واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (رقم 1904). وفي شعب الإيمان (1/ 265). والبغوي في شرح السنة (1/ 86)، والخطيب في الكفاية (/171). كلهم بأسانيدهم عن سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وفي الباب عن ابن عمر وعمير الليثي وأبي أيوب وعمرو بن حزم وأنس وأبي بكرة وابن الدرداء وعبد الله بن أنيس وأبي أمامة رضي الله عنهم. وانظر تفسير ابن كثير في تفسير قوله تعالى من سورة النساء31 أن تجتنبوا كبائر ما ينهون عنه والدر المنثور.
3567 - أَخْبَرَنَا (¬1) ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ عَنْ طَيْسَلَةَ (¬2) بْنِ مَيَّاسٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّجَدَاتِ (¬3) فَأَصَبْتُ ذُنُوبًا لَا أُرَاهَا إلَّا مِنَ الكبائر (¬4) فأتيت ابن عمر رضي الله (عنهما) (¬5) فَقَالَ: هِيَ (تِسْعٌ) (¬6) وَعَدَّهُنَّ: الإِشراك بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقِّهَا، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَإِلْحَادٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالَّتِي (تَسْتَسْحِرُ) (¬7)، وَبُكَاءُ الْوَالِدَيْنِ (بالعقوق) (¬8) فَلَمَّا رَأَى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (فَرَقِي) (¬9) قَالَ: أَتَخَافُ أَنْ تَدْخُلَ النَّارَ؟ فَقُلْتُ: نعم، قال: أو تحب أن تدخل الجنة، فقلت: نعم، فقال: حي والدك، فذكر الحديث (¬10). ¬
= 3567 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح ومثله عن ابن عمر رضي الله عنهما له حكم الرفع إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ المصنف في تخريج أحاديث المختصر (1/ 344) حسن غريب. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ 137 أمختصر)، رواته ثقات.
تخريجه: تابع إسحاق عن إسماعيل: 1 - مسدّد عن البخاري في الأدب المفرد (رقم 8 ص 19). 2 - يعقوب بن إبراهيم في تفسير ابن جرير (/39)، كلاهما عن إسماعيل، به. وتابع زياد بن مخراق عن طيسلة أيوب بن عتبة اليمامي وهو ضعيف إلَّا أنه رفعه كما في ترجمته في التقريب (1/ 88) بذكر الكلام دون القصة. أخرجه البغوي في الجعديات (/477: 3303). وأخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (/118: 247). والبيهقي في السنن كتاب الجنائز باب ما جاء في استقبال القبلة بالموتى (3/ 409). والخطيب في الكفاية (/174). كلهم من طريق أيوب بن عتبة، به. قال المصنف في تخريج أحاديث المختصر (1/ 344)، والموقوف أصح إسنادًا فإن زياد بن مخراق متفق على توثيقه بخلاف أيوب بن عتبة فإنه موصوف بسوء الحفظ وقد اختلف عليه في عدة الخصال فرواه الْبَغَوِيُّ فِي الْجَعْدِيَّاتِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ عن أيوب بن عتبة -أي مثل الموقوف- ورواه حسين بن محمد بن أيوب بن عتبة فأسقط خصلتين ورواه عن الخرائطي فقال الإِشراك بالله وقذف المحصنة وقتل النفس والفرار =
= يوم الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم وعقوق الوالدين وهكذا أخرجه الخطيب في الكفاية وخالفه حسن بن موسى عن أيوب بن عتبة فذكر الزنا بدل خصلة من السبع. أخرجه البرديجي من طريق الصنعاني عن الحسن. قلت: على أن أيوب قد رواه موقوفًا كما أخرجه ابن جرير في التفسير (5/ 39)، حدّثنا سليمان بن ثابت الخزاز الواسطي أخبرنا سلم بن سلام، أخبرنا أيوب، به بنحو حديث الباب وهذا يدل على سوء حفظ أيوب. ورواه الجريري عن ابن عمر فقال: إني كنت أكون مع النجدات فذكر نحو الحديث. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 4061). أخبرنا معمر عن سعيد الجريري، فذكره. وهذا منقطع بين الجريري وابن عمر رضي الله عنهما يعرف ذلك من اطلع على ترجمة الجريري. قال المصنف في تخريج أحاديث المختصر (1/ 345) رجال هذا الإِسناد رجال الصحيح لكن الجريري لم يلق ابن عمر فإن كان حمله عن ثقة فهي متابعة قوية لرواية طيسلة وللحديث شاهد في المرفوع عن عبيد بن عمير رضي الله عنه بذكر الكبائر. أخرجه ابن جرير في التفسير (5/ 39). والطبراني في الكبير (17/ 48). كلاهما عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عن عُبيد بن عمير، عن أبيه به. قلت: رواه حرب بن شدَّاد عن يحيى، عن عبد الحميد بن سِنان، عن عبيد بن عمير، عن أبيه به مرفوعًا. وحرب ثقة فروايته مقدمة على أيوب. أخرجه النسائي في التحريم باب في ذكر الكبائر (7/ 88)، والطحاوي في المشكل (1/ 283). =
= وعز ابن كثير في التفسير (1/ 493) إلى ابن أبي حاتم. وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 47). والحاكم في المستدرك (1/ 59). واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1913). والبيهقي في الجنائز من سننه باب ما جاء في استقبال القبلة بالموتى (3/ 408). كلهم بأسانيدهم عن حرب بن شداد عن يحيى، به. قال ابن كثير في عبد الحميد: وهو حجازي لا يعرف إلَّا بهذا الحديث. وسبق ذكر أصول الحديث في المرفوع في شواهد الحديث السابق. إلَّا الإِلحاد في الحرم، فلم يرد إلَّا في حديث عبيد بن عمير، إلَّا أن أصل ذلك في كتاب الله (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من غذاب أليم). وتعريف الكبيرة السابق ينطبق عليه هذه الآية.
3568 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أبو إسحاق، عن سفيان، عن حبيب ابن أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: خرج المقداد بن الأسود رضي الله عنه فِي سَرِيَّةٍ، فَمَرُّوا بِقَوْمٍ (مُشْرِكِينَ) (¬1)، فَفَرُّوا، وَأَقَامَ رَجُلٌ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إله إلَّا الله، فقتله المقداد (رضي الله عنه) (¬2) فَقِيلَ لَهُ: أَقَتَلْتَهُ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ؟ فقال: ودلو أنه فرَّ بأهله وماله فَقَالُوا هَذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (فاسألوه (فأتوه) (¬3)، فذكروا له ذلك، فقال -صلى الله عليه وسلم-: أَقَتَلْتَهُ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ودلو أَنَّهُ فَرَّ بِمَالِهِ وَأَهْلِهِ) (¬4)، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ (¬5) اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا ...}، إلى قوله: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ}. يَعْنِي: تُخْفُونَ إِيمَانَكُمْ وَأَنْتُمْ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فَمَنَّ الله (تعالى) (¬6) عليكم، وأظهر الإِسلام فتبينوا. ¬
3568 - الحكم عليه: هذا مرسل صحيح الإِسناد. وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف المسندة والمختصرة (5/ 168 أ). =
= تخريجه: تابع أبا إسحاق عن سفيان وكيع بن الجراح عند ابن أبي شيبة في المصنف في الحدود باب فيما يحقن به الدم (10/ 124)، بنحوه. وفي الجهاد باب فيما يمتدح به من القتل (12/ 377). أخرجه عنه فيهما. ورواه عن سفيان بن وكيع عن أبيه بنحوه مختصرًا ابن جرير في التفسير (5/ 215)، أخرجه عنه. وقد خالف وكيع إسحاق أبو بكر بن علي بن مقدم فرواه عن حبيب، عن سعيد عن ابن عباس ولم يرسله. أخرجه البزّار كما في تفسير ابن كثير (1/ 552)، والطبراني في الكبير (12/ 30)، كلاهما من طريق جعفر بن سلمة، حدّثنا أبو بكر بن علي بن مقدم، حدّثنا حبيب ابن أبي عمرة، عن سعيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما بنحوه وعلقه البخاري في صحيحه مختصرًا في الديات باب قول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} (12/ 187)، فجزم به فقال: وقال حبيب ابن أبي عمرة عن سعيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأبو بكر هذا مستور كما في ترجمته في التهذيب (12/ 36). وأصل الحديث في الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كان رجل في غنيمة له، فلحقه المسلمون فقال: السلام عليكم، فقتلوه فأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك إلى قوله: {عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}. تلك الغنيمة. أخرجه البخاري في التفسير باب ولا تقولوا: {لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} (8/ 258)، واللفظ له. ومسلم في كتاب التفسير (18/ 161 نووي). وأخرجه أبو داود في الحروف والقراءات باب (رقم 3974). =
= والنسائي في التفسير (1/ 398). وفي السير من الكبرى كما في التحفة (5/ 94)، وسعيد بن منصور (رقم 677) وابن جرير في التفسير (5/ 223) وعزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 632)، إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم. كلهم من طريق ابن عيينة، عن عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما، به.
3569 - [1] وقال أبو بكر: حدّثنا عفان: [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ: [3] وقال البزّار: حدّثنا أبو كامل قالوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمٌ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْفَلْتَانِ (¬2) بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فنزل عليه (¬3)، وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬4) إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ (دَامَ) (¬5) بَصَرَهُ، مَفْتُوحَةٌ عَيْنَاهُ، وَفَرَغَ (¬6) سَمْعُهُ وَبَصَرُهُ، لما جاءه من الله تعالى، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ لِلْكَاتِبِ: اكْتُبْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ...} (¬7) الْآيَةَ، قَالَ: فَقَامَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ (الْأَعْمَى) (¬8)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا ذَنْبُنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلّ، ¬
فَقُلْنَا لِلْأَعْمَى: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَزَلَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَبَقِيَ قَائِمًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ، فَلَمَّا فَرَغَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: اكتب غير أولي الضرر. * أخرجه ابن حبّان في صحيحه عن ابن يعلى.
3569 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح لكل الثلاثة الذين أخرجوه. قال الهيثمي في المجمع (7/ 12)، رجال أبي يعلى ثقات. وبعزو المصنف إلى ابن حبّان ذكر مثله البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 168 أ)، وفي المسندة.
تخريجه: تابع ابن أبي شيبة عن عفان: 1 - أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري عند الطبراني في الكبير (8/ 334). 2 - إبراهيم بن مرزوق وعلي بن عبد الرحمن عند الطحاوي في المشكل (رقم 1503). ورواه أبو يعلى في المفاريد بالإسناد والمتن (/94)، ومن طريقه ابن حبّان كما قال المصنف (11/ 10)، وتابعه عن إبراهيم بن الحجاج السامي عبد الله بن أحمد بن حنبل عند الطبراني في الكبير (18/ 334). وتابعهما عنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (12/ 281). وتابع عفان والسامي وأبو كامل يحيى الحماني عند الطبراني في الكبير (18/ 334)، حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا يحيى، به. ويحيى ضعيف جدًا، ستأتي ترجمته (رقم 566). وقد توبع كما ترى. والحديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أصله في الصحيحين من حديث البراء بن عازب وسهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهم أجمعين. راجع الدر المنثور (2/ 641).
3570 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا عَبْدُ الْجَلِيلِ -وَهُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ (الْمُنْتَشِرِ) (¬1) قَالَ: قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، إِنِّي لَأَعْرِفُ أَشَدَّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ (تعالى) (¬2)، فأهوى عمر رضي الله عنه، فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ، وَقَالَ: مَالَكَ (نقَّبت) (¬3) عَنْهَا حَتَّى عَلِمْتَهَا، فَانْصَرَفَ حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ، قَالَ (له) (¬4) عمر رضي الله عنه: الْآيَةَ الَّتِي ذَكَرْتَ أَمْسِ، قَالَ: وَهَلْ تَرَكْتَنِي أخبرك عنها، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا نِمْتُ الْبَارِحَةَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ، قَالَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (¬5) الآية، ما منا أحد يعمل سوء إلا جزى به، فقال له عمر رضي الله عنه: إِنَّا حِينَ نَزَلَتْ، مَا نَفَعَنَا طَعَامٌ وَلَا شراب حتى أنزل الله (تبارك و) (¬6) تعالى بَعْدَ ذَلِكَ، ورخَّص قَالَ: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)} (¬7). ¬
3570 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لعلتين: 1 - محمد بن المنتشر يصغر عن إدراك عمر رضي الله عنه. 2 - عبد الجليل يهم. =
= قال البوصيري في الإتحاف المسندة والمختصرة (2/ 168 ب).
تخريجه: عزاه في الدر المنثور (5/ 698) إلى إسحاق فقط. وقد تقدم الإِشارة إلى أصله في المرفوع من حديث عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما في الحديث ذي الرقم (3565).
3571 - أخبرنا (¬1) النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، (ثنا) (¬2) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عرعرة قال: لما قُتل عثمان رضي الله عنه فَذَكَرَ حَدِيثًا فِيهِ: ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَسَأَلَهُ -يعني عليًّا رضي الله عنه-: وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا (¬3) أو إعراضًا، فلا جناح عليهما أن (يصّالحا) (¬4) بينهما صُلحًا (¬5)، قال رضي الله عنه: عن مثل هذا فاسألوا، هو الرجل يكون لَهُ الْمَرْأَتَانِ، فَتَعْجِزُ إِحْدَاهُمَا أَوْ تَكُونُ ذَمِيمَةً، فَيُصَالِحُهَا عَلَى أَنْ يَأْتِيَهَا كُلَّ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثلاثًا مرة (¬6). ¬
3571 - الحكم عليه: إسناد الأثر حسن. وانظر الكلام حوله في أول حديث في تفسير سورة آل عمران.
تخريجه: رواه عن حماد بن سلمة: 1 - أبو داود الطيالسي عند ابن جرير في التفسير (5/ 306)، حدّثنا ابن المثنى، ثنا أبو داود. 2 - وآدم بن إياس عند البيهقي في القسم والنشوز من سننه، باب المرأة ترجع =
= فيما وهبت من يومها (7/ 297). أخبرنا محمد بن عبد الله، أنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، عن آدم، كلاهما عن حماد، به. وتابع حمادًا عن سماك جماعة. (أ) شعبة بن الحجاج عن ابن جرير في التفسير (5/ 306)، حدّثنا ابن المثنى. (ب) إسرائيل السبيعي عنده (5/ 306)، حدّثنا ابن وكيع، ثنا وكيع، عن إسرائيل. (ج) أبو الأحوص سلام بن سليم عند ابن أبي شيبة في المصنف، في النكاح، باب في الرجل يكون له المرأة فيقول: اقسم لي (40/ 202). وابن جرير (5/ 306) حدّثنا هناد، ثنا أبو الأحوص. وابن أبي حاتم في التفسير كما في تفسير ابن كثير (1/ 576)، حدّثنا علي بن الحسين الهسنجاني، ثنا مسدّد، ثنا أبو الْأَحْوَصِ. كُلُّهُمْ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خالد بن عرعرة، بنحوه. وأصله في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: في قوله عزّ وجل: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} قالت: نزلت في المرأة تكون عند الرجل فلعله أن لا يستكثر منها، وتكون لها صحبة، وولد فكره أن يفارقها فتقول له: أنت في حل من شأني. أخرجه البخاري في المظالم، باب إذا حلله من ظلمه فلا رجوع فيه (5/ 102 فتح). وفي الصلح، باب (54/ 301). وفي التفسير، باب تفسير الآية المذكورة (8/ 265). وفي النكاح، باب (95 - 9/ 304). =
= ومسلم في التفسير (18/ 157 نووي)، واللفظ له. والنسائي في التفسير (1/ 408)، وابن أبي شيبة في الموضع السابق. وابن جرير في التفسير (5/ 307). والبيهقي في السنن (7/ 296). بأسانيدهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة رضي الله عنهم أجمعين.
3572 - وقال الحميدي (¬1): حدّثنا سفيان، نا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ -رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ- (عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ (¬2) اللَّهُ عَنْهَا) قَالَتْ: إِنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رضي الله عنه، خَاصَمَ رَجُلًا (¬3) إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا قَضَى لَهُ؛ لأنه ابن عمَّته، فأنزل الله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ...} الآية (¬4). ¬
3572 - الحكم عليه: هذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى، إن كان سلمة سمع من جدة أبيه. إلَّا أنَّ في سنده اختلافًا كما سيأتي في تخريجه. ولم أجده في الإتحاف.
تخريجه: تابع الحميدي بإسقاط أم سلمة عن سفيان: 1 - سعيد بن منصور (رقم 660). 2 - الفضل بن دكين عند ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1/ 533)، ثنا محمد بن علي أبو دحيم -كذا وقع في التفسير، والصواب: ابن دحيم كما في السير (16/ 36) -، ثنا أحمد بن حازم، ثنا الفضل بن دكين. وهذا سند صحيح عن الفضل. =
= كلاهما عن سفيان، به. ورواه ابن أبي عمرو على الظن كما سيأتي في الحديث التالي: واختلف على الحميدي: فرواه عبد الله بن عمير الرازي عنه بإثبات أم سلمة. أخرجه عنه ابن جرير (5/ 159)، ولم أعرف عبد الله بن عمير هذا، وتابعه عنه هارون بن عبد الله الحمال، وهو ثقة عند ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (رقم 87). قلت: الراوي للمسند عن الحميدي هو بشر بن موسى بن صالح الأسدي، وهو ثقة كما في السير (13/ 352). وتابع الحميدي بإثبات أم سلمة برواية هارون وعبد الله بن عمير: 1 - يعقوب بن حميد عند الطبراني في الكبير (23/ 294)، ثنا أحمد بن عمرو الخلال، ثنا يعقوب بن حميد، ثنا سفيان بمتنه وسنده. ويعقوب حافظ عالم، إلا أن له مناكير وغرائب كما في ترجمته في الميزان (4/ 450). 2 - حماد بن يحيى البلخي، أخرجه الواحدي في أسباب النزول (/135) ولم أعرف حمادًا هذا. والذي يظهر -والله أعلم- أن الاختلاف إنما هو من سفيان بن عيينة، فمرة يرويه بإثبات أم سلمة، ومرة بحذفها؟ ويدل عليه رواية ابن أبي عمر التالية.
3573 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: أَظُنُّ أَنَّ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: إنَّ (الزبير) (¬1) رضي الله عنه، اخْتَصَمَ هُوَ وَرَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَضَى -صلى الله عليه وسلم- (¬2) (لَهُ) (¬3) فَقَالَ: إِنَّمَا قَضَى لَهُ لِأَنَّهُ ابْنُ عمَّته (¬4) وَهَمَزَهُ بِفِيهِ، فَقَالَ يَهُودِيُّ: انْظُرُوا إِلَى هذا، يلمز (نبيه) (¬5) نحن أَطْوَعُ مِنْهُمْ، أَمَرَنَا نَبِيُّنَا لِنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا فَقَتَلْنَا أنفسنا. ¬
3573 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه مبهم، لكنه قد فسر في رواية غيرها وعرف. قلت: وفي قوله: أظن أن أم سلمة رضي الله عنها قالت دليل على الوجه الذي تقدَّم ذكره، فيه احتمال الإِرسال، والله أعلم. وللحديث شاهد من حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قال: إن رجلًا من الأنصار خاصم الزبير عند النبي -صلى الله عليه وسلم- في شراج الحرة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري: سرِّح الماء يمر، فأبى عليه، فاختصما عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ -
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اسقِ يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك، فغضب الأنصاري فقال: إن كان ابن عمتك، فتلوَّن وجه النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ قَالَ: اسق يا زبير، ثم احبس الماء حتى يرجع الجدر، فقال الزبير: والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ}. أخرجه البخاري في المساقاة، باب سكر الأنهار (5/ 34 فتح). ومسلم في الفضائل، باب وجوب اتباعه -صلى الله عليه وسلم- (15/ 107 نووي). وأبو داود في الأقضية، أبواب من القضاء (1/ 315: 3637). والترمذي وحسنه في الأحكام، باب ما جاء في الرجلين يكون أحدهما الأسفل من الآخر في الماء (2/ 408). وفي التفسير في سورة النساء (4/ 305). والنسائي في آداب القضاة، باب الرخصة للحاكم الأمين أن يحكم وهو غضبان (8/ 238)، وفي إشارة الحاكم بالرفق (8/ 245). وفي التفسير (1/ 391). وابن ماجه في المقدمة، باب تعظيم حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (1/ 7: 15). وفي الرهون، باب الشرب من الأودية ومقدار حبس الماء (2/ 829: 2480). وأحمد في مسنده (4/ 5)، وعبد بن حميد في المنتخب (1/ 463: 518)، والبزار في مسنده (3/ 184)، والبيهقي في إحياء الموات من السنن، باب ترتيب سقي الزرع والأشجار من الأودية المباحة (6/ 153). كلهم بأسانيدهم عن الليث بن سعد، عن الزهري، عن عروة، عن أخيه، به. وأخرجه غيرهم بأسانيد فيها اختلاف، ولا يضره كما قال المصنف في الفتح (5/ 35)، وانظر علل الدارقطني (4/ 227). وهو يرقي الحديث الأول إلى درجة الصحة.
3574 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ السائب، عن زاذان، قال: قال عبد الله (هو) (¬1) ابن مسعود رضي الله عنه: القتل في سبيل الله (تعالى) (¬2) يكفِّر الذُّنُوبَ كُلَّهَا غَيْرَ الْأَمَانَةِ، يُؤتى (بِالشَّهِيدِ) (¬3) في سبيل الله (عزَّ وجلّّ) (¬4)، فيُقال: أدِّ أَمَانَتَكَ، فَيَقُولُ: مِنْ أَيْنَ أُؤَدِّيهَا فقد ذهبت الدنيا، قال: فقال: اذْهَبُوا بِهِ (إِلَى) (¬5) الْهَاوِيَةِ، حَتَّى إِذَا انتُهى بِهِ إِلَى قَرَارِ الْهَاوِيَةِ، مُثِّلت لَهُ أَمَانَتُهُ كَهَيْئَةِ يَوْمَ ذَهَبَتْ، فَيَحْمِلُهَا، فَيَضَعُهَا عَلَى (عَاتِقِهِ) (¬6)، (فـ) (¬7) يصعد فِي النَّارِ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ (مِنْهَا) هَوَتْ، وَهَوَى فِي إِثْرِهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ، ثُمَّ قَرَأَ (عَبْدُ اللَّهِ) (¬8): {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (¬9). ¬
3574 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، وهذا لا يقال من قبيل الرأي، فله حكم الرفع كما يعلم. ولم يذكره البوصيري في موضعه.
تخريجه: 1 - تابع يحيى عن سفيان: وكيع عند ابن أبي حاتم في التفسير كما في =
= تفسير ابن كثير (1/ 527)، حدّثنا محمد بن إسماعيل الأخمسي، ثنا وكيع عن سفيان بنحوه، ولم يذكر الآية، وزاد في آخره: قال زاذان: فأتيت البراء، فحدثته فقال: صدق أخي {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}. 2 - وبنحو حديث الباب: الأسود بن عامر الشامي، وهو ثقة كما في التقريب (1/ 76) عند البيهقي في الوديعة من سننه، باب ما جاء في الترغيب في أداء الأمانات. أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، ثنا أبو الأزهر، ثنا الأسود، به وهذا إسناد صحيح إليه. وقد اختلف في التصريح برفع الحديث ووقفه، فوقفه سفيان كما تقدم. وتابعه على الوقف. الأعمش في رواية بذكر طرفه الأول، ولفظه: القتل في سبيل الله كفارة كل ذنب إلا الأمانة، وأن الأمانة الصلاة والزكاة والغسل من الجنابة، والكيل والميزان والحديث وأعظم من ذلك الودائع. أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 166: 144)، حدّثنا الحسن بن عرفة بن يزيد، ثنا علي بن هاشم، ثنا الأعمش، عن أبي السائب، عن زاذان، عن ابن مسعود رضي الله عنه. هذا إسناد حسن. ورواه شريك عن الأعمش عن ابن السائب، عن زاذان، عن ابن مسعود بلفظ حديث وكيع، واختلف على شريك فيه. فرواه منجاب بن الحارث موقوفًا. أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 201)، حدّثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسين بن جعفر القتات، ثنا منجاب، به. وهذا إسناد صحيح. منجاب ثقة، كما في التقريب (2/ 274). =
= وخالفه إسحاق بن يوسف الأزرقي فرفعه عن شريك. أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 167: 145)، وابن جرير في التفسير (22/ 56)، والطبراني في الكبير (10/ 270). وأبو نعيم في الحلية (4/ 201)، من طريق تميم بن المنتصر، حدثني إسحاق، به. وهذا إسناد صحيح. قالوا في إسحاق هذا كما في التهذيب (1/ 225)، من أعلم الناس بحديث شريك. قال شريك بإسناد أبي نعيم في الموضع المتقدِّم: وحدثني عباس العامري، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قلت: شريك هو القاضي النخعي. صدوق يخطئ كثيرًا، فالعبرة بموافقته للثقات، لا التفرد عنهم، كيف وقد ورد عن الأعمش موقوفًا. أخرجه البيهقي في شعب الإِيمان (4/ 323). أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا سعدان بن نصر، ثنا معمر بن سليمان الرَّقي، عن عبد الله بن بشر، عن الأعمش، به موقوفًا. وهذا إسناد حسن. عبد الله بن بشر فيه كلام لا يضره إن شاء الله. كما في ترجمته في التهذيب (5/ 140). قال الدارقطني في العلل (5/ 78): والموقوف هو الصواب.
3575 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ حذيفة رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} (¬1)، والنببي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَنْزِلِهِ فَنَظَرَ، فإذا حذيفة رضي الله عنه، فَقَرَأَهَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬2) عَلَيْهِ، (فَلَقَّنَهَا (¬3)) (¬4) حذيفة رضي الله عنه، ونظر حذيفة (رضي الله عنه) (¬5) فإذا عمر رضي الله عنه، فأقرأه إياها فلقنها، فلما استخلف عمر رضي الله عنه، أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ فِي الْكَلَالَةِ (¬6)، فَلَقِيَ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، فسأله، فقال: والله إني لأحمق ¬
إِنْ ظَنَنْتُ أَنَّ إِمَارَتَكَ تُحَمِّلُنِي غُلًّا، وَتَقُولُ: لقنيها هو ما قلت لك (¬7) قال يرحمك اللَّهُ، لَيْسَ هَذَا أَرَدْتُ، قَالَ: نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَقَّنَنِيهَا فَلَقَّنْتُكَ كَمَا لَقَّنَنِيهَا، فَوَاللَّهِ لَا أَزِيدُ عَلَى ذلك شيئًا أبدًا. ¬
3575 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع محمد بن سيرين لم يسمع من حذيفة كما في جامع التحصيل (/264). وقال ابن كثير في التفسير (1/ 608)، وهو منقطع بين ابن سيرين وحذيفة. وقال البوصيري في الإِتحاف المسندة والمختصرة (2/ 169 أ) فيه انقطاع.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد وقد توبع هشام، عن محمد. رواه عنه. 1 - أيوب السختياني عند عبد الرزاق في التفسير (1/ 1/177)، وفي المصنف (رقم 19193)، ومن طريقه ابن جرير في التفسير (6/ 42). عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، وهذا إسناد صحيح إلى ابن سيرين. ورواه ابن جرير بطريق آخر من معتمر، حدّثنا ابن وكيع، ثنا محمد بن حميد، عن معمر. وهذا إسناد ضعيف: ابن وكيع وشيخه ضعيفان. ولفظ أيوب عند عبد الرزاق نزلت قل الله يفتيكم في الكلالة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- في مسير له، وإلى جنبه حذيفة بن اليمان، فبلغها النبي -صلى الله عليه وسلم- حذيفة، وبلغها حذيفة عمر بن الخطاب وهو يسير خلف حذيفة، فلما استخلف عمر سأل حذيفة ثم اقتص =
= الحدث على نحو حديث هشام بن حسان. 2 - وتابعهما عبد الله بن عون عن ابن سيرين أخرجه ابن جرير في التفسير (6/ 42). حدثني يعقوب بن إبراهيم، ثنا ابن عليه، ثنا ابن عون، عن ابن سيرين، به. وهذا إسناد صحيح إلى ابن سيرين. وقد ورد الحديث موصولًا عن هشام، عن ابن سيرين. أخرجه البزّار كما في تفسير ابن كثير (1/ 608). وابن مردويه كما في المرجع المذكور كلاهما من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى حَدَّثَنَا هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عن أبي عبيدة بن حذيفة قال: نزلت آية الكلالة عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ فِي مسير له فوقف النبي -صلى الله عليه وسلم- وإذا هو بحذيفة، وإذا رأس ناقة حذيفة عند ردف راحلة النبي -صلى الله عليه وسلم- فلقاها إياه، فنظر حذيفة، فإذا عمر رضي الله عنه، فلقاها إياه فلما كان في خلافة عمر، نظر عمر في الكلالة، فدعا حذيفة فسأله عنها، فقال حذيفة لقد لقانيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلقيتكها كما لقاني رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنِّي لصادق، والله لا أزيدك على ذلك شيئًا أبدًا، قال البزّار: لا نعلم أحدًا رواه إلَّا حذيفة، ولا نعلم له طريقًا عن حذيفة إلَّا هذا الطريق، ولا رواه عن هشام إلَّا عبد الأعلى. قال الهيثمي في المجمع (7/ 16) ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبيدة بن حذيفة ووثقه ابن حبّان. وقال البوصيري رواته ثقات.
3576 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ (¬2)، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يَبْعَثُ اللَّهُ (تعالى) (¬3) يَوْمَ الْقِيَامَةِ (¬4) قَوْمًا تَأَجَّجَ (¬5) أَفْوَاهُهُمْ نَارًا، فَقِيلَ: من هم يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ (فقال) (¬6) -صلى الله عليه وسلم-: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} (¬7). ¬
3576 - الحكم عليه: هذا إسناد موضوع فيه زياد بن المنذر أبو الجارود كذاب، قال البخاري في نافع بن الحارث لم يصح حديثه. قال الهيثمي في المجمع (7/ 5)، وفيه زياد بن المنذر وهو كذاب. قال البوصيري في الإتحاف (2/ 167/ ب) فيه زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ وهما ضعيفان، وزاد في المسندة وهما واهيان متهمان، وقال رواه أبو يعلى وعنه ابن حبّان في صحيحه.
تخريجه: أخرجه عن أبي يعلى. ابن حبّان في صحيحه (12/ 377). وابن عدي في الكامل في ترجمة زياد (3/ 1047). وتابع أبا يعلى عن عقبة. =
= 1 - أبوزرعة عند ابن أبي حاتم في التفسير كما في تفسير ابن كثير (1/ 467). 2 - أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم عند ابن مردويه في تفسيره كما في تفسير ابن كثير في الموضع السابق. أخرجه عن إسحاق بن إبراهيم بن زيد، المتوجم في تاريخ أصبهان (1/ 220) عن أحمد، به. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (2/ 443)، إلى ابن أبي شيبة في مسنده والطبراني.
3577 - حدّثنا (¬1) سَعِيدٌ أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ صَدَقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: اتقوا الله (تعالى) (¬2)، وأدوا (الأمانة) (¬3)، فإن الله عزّ وجل يقول (¬4): وأدوا الأمانات إلى أهلها. ¬
3577 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه عيسى بن ورقة وهو ضعيف.
تخريجه: لم أقف عليه.
3578 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، (عَنْ) (¬2) أَشْعَثَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: خرج ضمرة بن جندب (¬3) رضي الله عنه، مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا، فَقَالَ لِأَهْلِهِ: احْمِلُونِي فَأَخْرِجُونِي مِنْ أَرْضِ الْمُشْرِكِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَنَزَلَ الْوَحْي: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ ...} (¬4) الآية. ¬
3578 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه أشعت بن سوار القاضي وهو ضعيف إلَّا أنه قد توبع. قال الهيثمي في المجمع (7/ 13)، رجاله ثقات. وسكت عليه البوصيري في المسند والمختصرة (2/ 168 أ).
تخريجه: تابع مشكدانة عن عبد الرحيم سهل بن عثمان، عند ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (1/ 556). وعند الطبراني في الكبير (11/ 272)، بإسناديهما عن سهل، به. وقد تابع أشعت بن سوار، عمرو بن دينار بنحوه ولفظه نزلت هذه الآية: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} وكان بمكة رجل يقال له ضمرة من بني بكر وكان مريضًا، فقال لأهله: أخرجوني من مكة، فإني أجد الحر، فقالوا: أين نخرجك، فأشار بيده نحوه المدينة، فنزلت هذه الآية: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا ...} الآية. أخرجه ابن جرير (5/ 240). =
= حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: ثنا شريك عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، به. وهذا إسناد ضعيف شريك سيِّئ الحفظ كما في ترجمته (رقم 388/ب). هكذا قلت: ثم رأيت في التعليق على سنن سعيد بن منصور (4/ 1365). أن في الإِسناد سقطًا يدل عليه رواية ابن أبي حاتم فهو عن الزبيري عن محمد بن شريك عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وهذا سند صحيح لكن خالفه سفيان بن عيينة. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 171). وابن جرير من طريقه في التفسير (5/ 239). والفاكهي في أخبار مكة (رقم 2382). فرواه ابن عيينة عن عمرو قال سمعت عكرمة فذكره، وهذا مرسل صحيح الإِسناد إلى عكرمة. وتابعهما عن عكرمة ابن جريج أخرجه الطبراني (5/ 239). ثنا القاسم، ثنا الحسين، ثنا حجاج عن ابن أبي جريج، عن عكرمة قال لما نزلت الآية {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} قال جندب بن ضمرة الجزعي فذكره بمعنى الحديث. وهذا إسناد ضعيف: 1 - الحسين هو سند ضعيف. 2 - ابن جريج مدلس وقد عنعن. ورواه سعيد بن جبير نحوه بأسانيد: أخرجه سعيد بن منصور (رقم 685)، وابن جرير (5/ 239). من طريق هشيم بن بشر، عن أبي بشر جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير أن رجلًا من خزاعة كان بمكة فمرض وهو ضمرة بن العيض أبو العيص بن ضمرة بن =
= زنباع، فأمر أهله ففرشوا له على سرير وحملوه وانطلقوا به متوجهًا إلى المدينة فلما كان بالتغيم مات فنزلت. وهذا سند ضعيف على إرساله فهشيم مدلس وقد عنعن ولكن هشيم تابعه بنحوه شعبة عند ابن جرير في الموضع السابق، نا محمد بن سبأ، نا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، به. وهذا سند صحيح عن شعبة. وأخرجه ابن جرير في الموضع السابق وعزاه الحافظ ابن حجر (1/ 251) إلى السراج والبلاذري من طريق قيس بن الربيع عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير بنحوه مطولًا، وهذا سند ضعيف، قيس بن الربيع ضعيف. الحديث كما سيأتي في ترجمته وبعد فالحديث مرسل صحيح الإِسناد برواية سفيان عن عمرو عن عكرمة، ورواية شعبة عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وهما تلميذا ابن عباس رضي الله عنهما الأثيران فاحتمال سماعهما له منه كبير ويؤيده رواية محمد بن شريك ومن تابعه. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (5/ 651)، إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
3579 - حدّثنا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُبَشِّرٌ (¬2) هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ تَمَامِ بْنِ (نَجِيحٍ) (¬3)، عَنْ كَعْبِ بن ذهل الإِيادي، قال: كنت أختلف إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فسمعته يحدث عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أَتَانِي آتٍ (¬4) من ربي عزّوجل، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا، وقد كانت شقت (¬5) (عليهم) (¬6) الْآيَةُ الَّتِي قَبْلَهَا {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (¬7) فأردت أن أبشر أصحابي (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ، غفر له؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَعَمْ) (¬8) ثُمَّ قلت: فَقَالَ: (رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) (¬9): نَعَمْ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ (¬10) عُوَيْمِرٍ، ثُمَّ قَالَ كعب بن ذهل (رضي الله عنه) (¬11) رأيت أبا الدرداء رضي الله عنه يضرب أنف نفسه بأصبعه. ¬
3579 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف فيه علل: 1 - محمد بن إبراهيم متهم إلَّا أنه لم يتفرد به. 2 - تمام بن نجيح ضعيف. 3 - كعب بن ذهل مجهول. قال الحافظ ابن كثير في التفسير (1/ 556): غريب جدًا من هذا الوجه بهذا السياق، وفي إسناده ضعف. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 14). وفيه مبشر بن إسماعيل، وثقه ابن معين وغيره وضعفه البخاري وغيره. قلت: هذا سبق قلم ونظر من الإِمام الهيثمي رحمه الله فإن الذي وثقه ابن معين وضعفه البخاري هو تمام بن نجيح شيخ مبشر في هذا الحديث. وقال البوصيري رحمه الله في الإتحاف (مختصر 2/ 168)، وفي المسندة. رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف رواته وجهالة بعضهم.
تخريجه: تابع محمد بن إبراهيم عن إسماعيل موسى بن مروان الرقي مترجم في الجرح والتعديل (8/ 165)، وهو صدوق، أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (1/ 566) قال: حدّثنا محمد بن علي بن دحيم، حدّثنا أحمد بن حازم، حدّثنا موسى، ثنا مبشر، به، فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 678)، إلى الطبراني في الكبير كما في المجمع (7/ 14). =
= قلت: وأخرجه أبو داود في سننه مختصرًا عن كعب قال كنت اختلف إلى أبي الدرداء رضي الله عنه، فقال أبو الدرداء: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا جلس وجلسنا حوله فقام فأراد الرجوع، نزع تعليه أبو بعض ما يكون عليه، فيعرف ذلك أصحابه، فيثبتون. أخرجه في الأدب باب إذا قام من مجلس ثم رجع (4/ 264: 4854). حدّثنا إبراهيم بن موسى الرازي، ثنا مبشر، به.
7 - سورة المائدة
7 - سورة المائدة 3580 - قال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَدُّوا لِلْحُلَفَاءِ عُقُودَهُمُ الَّذِي عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ، قَالُوا: وَمَا عَقْدُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: العقل (¬1) عنهم، والنصر لهم (¬2). ¬
3580 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
تخريجه: عزاه السيوطي في الدر المنثور (3/ 6) إلى الحارث بن أبي أسامة.
3581 - وقال ابن أبي عمر: حدّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: اخْتَارَ مُوسَى عليه (الصلاة) و (¬1) السلام مِنْ كُلِّ سَبِطٍ رَجُلَيْنِ، فَدَخَلُوا مَدِينَةَ الْجَبَّارِينَ، فَخَرَجَ كُلُّ قَوْمٍ يَنْهَوْنَ سِبْطَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوا، إلَّا يُوشَعَ بْنَ نُونَ وَكَالِبَ (¬2) بْنَ يُوقَنَّهْ. ¬
3581 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح إلى مجاهد.
تخريجه: تابع ابن أبي عمر عن يزيد بن منيع كما سيذكر المصنف بعد الحديث التالي. وبتسميته الرجلين تابع ابن أبي نجيح عن مجاهد منصور بن المعتمر. أخرجه ابن جرير بأربعة أسانيد عنه، به. في التفسير (6/ 176).
3582 - [1] قال (¬1): حدّثنا يَزِيدُ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: تَاهُوا في اثنى عشر فرسخا أربعين عاما، وجعل بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ حَجَرٌ لَهُ مِثْلُ رَأْسِ الثَّوْرِ، فَإِذَا نَزَلُوا انْفَجَرَ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا، فَإِذَا رَحَلُوا حَمَلُوهُ عَلَى ثَوْرٍ فَاسْتَمْسَكَ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا (وَرْقَاءُ) (¬2) بِهَذَا إِلَى قَوْلِهِ أَنْ يَدْخُلُوا عليهم. ¬
3582 - الحكم عليه: مقطوع صحيح الإِسناد.
تخريجه: لم أجده بهذا الإِسناد.
3582 - [3] حدّثنا (¬1) يزيد، ثنا فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، قَالَ: تاهوا في اثنى عشر فرسخا، أربعين عاما، وجعل لهم حجرًا مثل رأس الثور، (يحمل عَلَى ثَوْرٍ) (¬2)، فَإِذَا نَزَلُوا مَنْزِلًا وَضَعُوهُ، فَضَرَبَهُ موسى عليه الصلاة والسلام، فانفجر (ت) (¬3) مِنْهُ (اثْنَتَا) (¬4) عَشْرَةَ عَيْنًا، فَإِذَا سَارُوا حَمَلُوهُ على ثور (واستمسك) (¬5) الماء. ¬
3582 - [4] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: 1 - فضيل بن مرزوق يخطئ. 2 - عطية العوفي ضعيف. وسكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (مختصر 2/ 169).
تخريجه: تابع ابن منيع عن يزيد محمد بن عبد الله ابن أبي الثلج، ثنا يزيد، به. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة البقرة (188). ومحمد صدوق كما في التهذيب (9/ 220).
3583 - حدّثنا (¬1) يزيد، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ (¬2) عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلُهُ تَعَالَى: قالَ {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ} (¬3) قال: محرمة عليهم أن يدخلوا أبدًا، ويتيهون في الأرض أربعين سنة. ¬
3583 - الحكم عليه: هذا مقطوع صحيح الإِسناد. قال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 169 أ)، رواته ثقات.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد.
3584 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أُمِّ عمرو بنت عيسى قالت: حدثني عمي (رضي الله عنه) (¬1): أنه كان مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي منزله (¬2)، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْمَائِدَةِ. فَعَرَفْنَا أَنَّهُ نَزَلَ عَلَيْهِ، فَانْدَقَّتْ كَتِفُ (رَاحِلَتِهِ) (¬3) الْعَضْبَاءِ (¬4) مِنْ ثِقَلِ السورة. ¬
3584 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه من لم أعرفه. قال البوصيري في الإِتحاف المسندة والمختصرة (1/ 169 أ) بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.
تخريجه: تابع محمد بن الحسن حفص بن عبد الله بن راشد وهو صدوق كما في التقريب (1/ 186)، عن إبراهيم بن طهمان، به إلَّا أنه قال: أم عمرو بنت عبس، عن عمتها أخرجه البيهقي في دلائل النبوة حدّثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوى، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن دلويه الدقاق، حدّثنا أحمد بن حفص، عن أبيه. وتابع إبراهيم بن طهمان، عن عاصم. صباح بن سهل وهو ضعيف كما في لسان الميزان (3/ 217). أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (2/ 2)، وفيه أم عمرو =
= عن عمها ونسبه السيوطي في الدر المنثور (3/ 3)، إلى ابن أبي شيبة في مسنده والبغوي في معجمه وفيه بنت عبس عن عمها. وللحديث شاهد من حديث أسماء بنت يزيد وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم. أولًا: مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنهما. قال الإِمام أحمد حدّثنا حسن، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ الله، أن أبا عبد الرحمن الحبلي، حدثه قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: أنزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سورة المائدة، وهو راكب على راحلته فلم يستطع أن تحمله فنزل عنها. وهذا إسناد ضعيف لعلتين: 1 - ابن لهيعة ضعيف وتقدمت ترجمته قريبًا (رقم 551). 2 - حيي بن عبد الله لين كما في ترجمته في التهذيب (3/ 63). ثانيًا: من حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها بنحو حديث الباب. أخرجه أحمد (6/ 455، 6/ 458). والطبراني في الكبير (24/ 178). بأسانيدهم عن ليث ابن أبي سليم عن شهر بن حوشب، عن أسماء، به. وهذا إسناد ضعيف، ليث ابن أبي سليم ضعيف كما في ترجمته (رقم 162). ثالثًا: عن محمد بن كعب القرطبي، نحوه. أخرجه أبو عبيد في الفضائل (128) حدّثنا عمر بن طارق عن يحيى بن أيوب عن أبي صخر، عن محمد، به وهذا إسناد لين أبو صخر هو حميد بن زياد ضعفه النسائي وأبي معين. فالحديث على كل حال ضعيف، والله أعلم.
3585 - وقال أبو يعلى: حدّثنا زهير، ثنا ابن فضيل، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا كَانُوا خَيْرًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، (مَا سَأَلُوهُ إلَّا عَنْ ثَلَاثَ (عَشْرَةَ) (¬1) مَسْأَلَةً) (¬2) حتى قبض كلهن من القرآن. ¬
3585 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، فيه عطاء بن السائب اختلط ورواية محمد بن فضيل. عنه بعد اختلاطه. قال أبو حاتم في الجرح (6/ 334): وما روى عنه ابن فضيل بلغني فيه غلط واضطراب، رفع أشياء عن الصحابة كان يرويها عن التابعين. قال الهيثمي في المجمع (1/ 164)، وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط وبقية رجاله ثقات، وقال البوصيري في المختصرة (1/ 280 ب) رجاله ثقات.
تخريجه: رواه عن ابن فضيل ابن أبي شيبة أخرجه عنه الدارمي في المقدمة باب كراهية الفتيا (1/ 50)، ومشكدانة أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 454) حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عبد الله عن محمد، به وزاد منهن يسألونك، عن الشهر الحرام ويسألونك عن المحيض، قال: ما كانوا يسألون إلَّا عما ينفعهم. ورواه محمد بن المثنى، أخرجه عنه البزّار كما في تفسير ابن كثير (1/ 157). وفيه عن اثنتى عشر مسألة. وزاد السيوطي في الدر المنثور نسبته إلى ابن المنذر (1/ 586).
3586 - وقال الحميدي (¬1): حدّثنا سُفْيَانُ، ثنا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، في قوله (تبارك و) (¬2) تعالى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} (¬3) قال: يهود المدينة، سماعون لقوم آخرين، قال: أهل فدك (¬4) لم يأتوك (¬5) إلى آخر الآية. ¬
3586 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه زكريا ابن أبي زائدة وقد عنعن وهو مدلس. وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (2/ 169، مختصر) وفي المسندة.
تخريجه: من طريق الحميدي ابن جرير في التفسير (6/ 235)، حدثني المثنى ثنا إسحاق، ثنا عبد الله بن الزبير، عن سفيان إلَّا أنه قال عن زكريا، ومجالد عن الشعبي.
3587 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سماك عن عياض الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأبي موسى (رضي الله عنه) (¬1) هُمْ قَوْمُ هَذَا، يَعْنِي قَوْلَهُ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (¬2). ¬
3587 - الحكم عليه: هذا مرسل صحيح الإِسناد إلى عياض الأشعري. قال الحاكم في المستدرك (2/ 313)، على شرط مسلم ووافقه الذهبي. قال الهيثمي في المجمع (7/ 19)، رجاله رجال الصحيح. وقال البوصيري في الإتحاف (مختصر 2/ 169 ب)، رواته ثقات.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه بالإِسناد ونحو المتن (12/ 123)، في الفضائل في باب ذكر في فضل أبي موسى. وعنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 460: 2515). وتابع ابن أبي شيبة عن ابن إدريس. 1 - ابن سعد في طبقاته (4/ 107). 2 - سفيان بن وكيع أخرجه عنه ابن جريج في تفسيره (6/ 284). وقال سلم بن جناده لا أحفظ سماكًا عن عياض الأشعري، وكان قد قال: قال أصحابنا هو عن سماك بن حرب. أخرجه عنه ابن جرير في تفسيره (6/ 284). قلت: قال المصنف في التقريب في ترجمة سلم (1/ 313)، ربما خالف. وقد خالف هنا ثبتين وهما ابن أبي شيبة وابن سعد وسفيان بن وكيع ضعيف =
= على أن ابن إدريس قد توبع عن شعبة، به عن سماك عن عياض. فقد تابعه. (أ) غندر -أثبت أصحاب شعبة- عند ابن جرير في التفسير (6/ 284). حدّثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر. (ب) عفان بن مسلم الثقة المثبت عند ابن سعد في الطبقات (4/ 107). (ج) حفص بن عمر الحوضي وهو ثقة ثبت كما في التقريب (1/ 187). أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 371)، ومن طريقه أبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 59). وبإسناد آخر عنه. (د) سليمان بن حرب الواشحي الثقة المثبت أخرجه الطبراني الكبير (17/ 371) حدّثنا أحمد بن عمرو القطراني، ثنا سليمان، به. والقطراني ثقة ترجمته في السير (13/ 506). (هـ) وهب بن جرير، وسعيد بن عامر الضبعي، كلاهما عن شعبة. أخرجه الحاكم أخبرنا أبو عمرو عثمان أحمد بن السماك بن سعد، ثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا وهب وسعيد. أخرجه الحاكم (2/ 313)، وهذا إسناد صحيح. (و) شبابة بن سوار الثقة الحافظ المترجم في التقريب (1/ 345)، أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 39)، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الطرازي، قال: أنبأنا أبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ، قال: أنبأنا أبو جعفر الصائع البغدادي واسمه محمد بن إسماعيل بن سالم، أنبأنا شبابة. وهذا إسناد حسن الصائغ صدوق كما في ترجمته في تاريخ بغداد. (ز) يزيد بن هارون الثقة المثبت رواه عند مجاهد بن موسى أخرجه عنه ابن جرير في التفسير (6/ 284). وهذا إسناد صحيح. فهؤلاء جميعًا تابعوا ابن إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِيَاضٍ، به. =
= وقد اختلف فيه على شعبة: 1 - فرواه عبد الصمد بن عبد الوارث أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير كما في تفسير ابن كثير (2/ 7) حدّثنا عمر بن شبه حدّثنا عبد الصمد. 2 - أبو الوليد الطيالسي أخرجه ابن جرير في التفسير (6/ 284)، حدّثنا محمد بن المثنى ثنا أبو الوليد كلاهما. عن شعبة عن سماك بن حرب، عن عياض، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، به. وتابع شعبة على هذا إدريس الأودي. أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 351). وتمام الرازي (رقم 1337) بإسناديهما عن أبي معمر -وهو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر- حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سماك، عن عياض، عن أبي موسى رضي الله عنه. قلت: وإسماعيل ثقة مأمون كما في ترجمته في التقريب (1/ 65). إلَّا أن الدارقطني في العل (7/ 250)، قال في رواية أبي معمر قال: ذلك أبو معمر القطعي، فكأنه يشير إلى تفرده بها، وقد خالف الجمع الذين رووه عنه، عن شعبة وأشار إلى أن أبا سعيد الأشج رواه عنه عن شعبة كرواية الجمع. وأما صاحبا شعبة فقد خالفا سبعة من الأثبات فيه، كيف ومنهم أثبت أصحاب شعبة غندر الذي يقول فيه ابن المبارك: إذا اختلف الناس في حديث شعبة، فكتاب غندر حكم بينهم وافقه عليه ابن معين والعجلي فإن حصل ولعل هذا من سماك بن حرب فقد علمت أن في حفظه شيء فيكون شعبة قد رواه بالوجهين، فالجواب أنه لو كان كذلك لاختلف على هؤلاء الإثبات فرووه لنا بالوجهين، فلما لم يكن ذلك، حكم مما تقدم، والله أعلم. وأنه مرسل وبه يكون الحديث ضعيفًا.
3588 - وقال الحارث: حدّثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ قَتَادَةَ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا (نَزَلَ) (¬1) مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (¬2). قَالَ (رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) (¬3): نَحْنُ الْيَوْمَ نَحْكُمُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وعلى من سواهم من الأديان (¬4). ¬
3588 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه عثمان البري وحاله ما رأيت، وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف المختصرة (2/ 169).
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد.
3589 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا (نصير) (¬1) بْنُ زِيَادٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنِي الصَّلْتُ، عَنْ حَامِيَةَ بن رقاب، قال: سألت سلمان رضي الله عنه عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا} (¬2)، فَقَالَ: دَعِ الْقِسِّيسِينَ (¬3) فِي الصَّوَامِعِ وَالْخِرَبِ، أَقْرَأَنِيهَا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ذلك بأن منهم صديقين ورهبانًا (¬4). ¬
3589 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه ثلاثة مجاهيل على التوالي: 1 - نصير الطائي. 2 - الصلت الدهان. 3 - حامية الكوفي.
تخريجه: تابع ابن أبي شيبة عن معاوية بن هشام. =
= عبيد الله بن موسى عند البخاري في التاريخ (8/ 116)، به. وتابع معاوية بن هشام عن نصير بن هشام. ومن حدث أبا عبيد، به في فضائل القرآن (170). وتابعهما: يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو الحديث الآتي.
3589 - [2] (وقال الحارث: حدّثنا) (¬1) يحيى بن عبد الحميد، ثنا نصير بن زياد، فذكره (¬2) بِلَفْظٍ: فَقَالَ: هُمُ الرُّهْبَانُ الَّذِينَ فِي الصَّوَامِعِ والخرب دعوهم فيها، قال سلمان رضي الله عنه: وَقَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ذلك بأن منهم قسيسين، فأقرأني ذلك بأن منهم صديقين. ¬
3589 - [2] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا إضافة إلى ما تقدم ذكره في الحديث السابق فيحيى ضعيف جدًا إلَّا أنه توبع في الحديث السابق. والحديثان سكت عليهما البوصيري كما في الإتحاف (مختصر 2/ 169).
تخريجه: تابع الحارث عن يحيى بن عبد الحميد أبو حاتم الرازي كما في تفسير ابن كثير عند ابنه (2/ 86). 2 - يعقوب بن سفيان عند ابن أبي داود في المصاحف (103). 3 - الحسن بن إسحاق التستري عند الطبراني في الكبير (6/ 266) كلهم عن يحيى الحماني، به. وأخرجه من طريق يحيى الحماني ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (2/ 86) وتابع نصر بن زياد عن حاميه. نصير ابن أبي الأشعت وهو ثقة كما في التهذيب (10/ 387)، عند البزّار كما في تفسير ابن كثير قال: حدّثنا بشر بن آدم حدّثنا نصير ابن أبي الأشعت حدثني الصلت، به. قلت: ويبقى الحديث ضعيفًا لجهالة الصلت وشيخه. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (3/ 132)، إلى عبد بن حميد، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن الأنباري في المصاحف، وابن المنذر.
3590 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أبي إسحاق، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: إن كان لتأتي على السنة، أريد أن أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَيْسَ عَنْ شَيْءٍ، فَأَتَهَيَّبُ مِنْهُ وَإِنْ كُنَّا لَنَتَمَنَّى الأعراب. (147) (حديث الحسن) (¬1) عن أبي (بكرة) (¬2) رضي الله عنه فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى) (¬3): {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} (¬4)، في كتاب الإِيمان (¬5). ¬
3595 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف أبو إسحاق مدلس وقد عنعن.
تخريجه: لم أجده فيما بين يدي من مصادر، وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/ 157) معزوًا إلى أبي يعلى بالإِسناد والمتن. (أ) وللحديث شاهد من حديث أنس رضي الله عنه قال: نهينا أن نسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن شيء فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل، فيسأله ونحن نسمع ثم ذكر الحديث. أخرجه مسلم في الإِيمان باب السؤال عن أركان الإِسلام (1/ 169 واللفظ له). =
= والترمذي في الزكاة باب ما جاء إذا أديت الزكاة (2/ 64). والنسائي (4/ 121) في الصوم (¬1). وأحمد (3/ 143، 193). وابن أبي شيبة في المصنف كتاب الإِيمان والرؤيا باب ما ذكر في الإِيمان والإِسلام (11/ 9، 10، 8/ 506)، وفي الإيمان له (4 رقم 5)، والدارمي في الصلاة باب فرض الوضوء والصلاة (1/ 164)، وأبو يعلى (3/ 346: 3320)، وابن حبّان (1/ 368)، وابن منده في الإِيمان (1/ 270: 129)، والحاكم في معرفة علوم الحديث (5)، وابن عبد البر في التمهيد (4/ 9)، والبغوي في شرح السنة (رقم 5،4). كلهم بأسانيدهم عن سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. (ب) من حديث النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أقمت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالمدينة سنة ما يمنعني من الهجرة إلَّا المسألة، كان أحدنا إذا هاجر لم يَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن شيء. أخرجه مسلم في البر والصلة باب تفسير البر والإثم (16/ 111). حدثني هارون بن سعيد الإِيلي، حدّثنا عبد الله بن وهب، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه عن النواس، به. وحديثا الباب بهما صحيح، والله أعلم. ¬
3591 - وقال إسحاق: أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: كَانُوا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَذَكَرُوا هَذِهِ الْآيَةَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (¬1)، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ ... الْحَدِيثَ. فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه (¬2): فأكمل الله (تعالى) (¬3) لنا الْأَمْرَ، فَعَرَفْنَا أنَّ الْأَمْرَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي انْتِقَاصٍ. قُلْتُ: أَصْلُهُ مُخَرَّجٌ عِنْدَهُمْ مِنْ حَدِيثِ طارق بن شهاب عن عمر رضي الله عنه (¬4) دون ما هنا. ¬
= وأحمد (1/ 31). وعبد بن حميد (1/ 78)، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (رقم 351). والحميدي (رقم 33)، وابن جرير في التفسير (6/ 82)، والآجري في الشريعة (/105)، وابن حبّان (/413: 85)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 196، 197). والبيهقي في سننه (5/ 118). بأسانيدهم عن قيس بن مسلم، عن طارق، عن عمر، به. واللفظ الأول لفظ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قيس. وهو عند مسلم، والطبري، والآجري، والطحاوي، والبيهقي. وكلام المصنف نقله البوصيري بمعناه في الإِتحاف المسندة والمختصرة (2/ 169 أ).
3591 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، فيه أبو جعفر الرازي، وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه عن إسحاق بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 352)، وأحال بمتنه على حديث طارق بن شهاب وذكر الزيادة. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (3/ 18) إلى إسحاق بن راهويه في مسنده، وعبد بن حميد، وللحديث شاهد مرسل. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الزهد (13/ 250). وابن جرير في التفسير (6/ 80)، والخطيب في موضِّح الجمع والتفريق (2/ 458) كلهم من طريق محمد بن فضيل، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، قال: لما نزلت: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، وذلك يوم الحج الأكبر، بكى عمر فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما يبكيك؟ قال: أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا، فأما إذ كمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص، فقال: صدقت. وهذا إسناد رجال ثقات، إلا أن عنترة لم يحضر القصة، فهو تابعي كبير، إلا أن يكون عنترة سمع الحديث من عمر رضي الله عنه. وأصل الحديث قال المصنف فيه: إنه مخرج عند أهل الكتب وسبق بيانه في الحاشية.
3592 - وَقَالَ عَبْدُ (¬1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا أَبِي عَنْ عكرمة، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ فِي خُطْبَتِهِ (سُورَةَ) الْمَائِدَةِ، وَسُورَةَ التَّوْبَةِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أحلُّوا مَا أحلَّ اللَّهُ فِيهِمَا، وحرِّموا مَا حرَّم الله فيهما". ¬
3592 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه إبراهيم بن الحكم، وهو متروك.
تخريجه: لم أجده بهذا الإِسناد، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (3/ 3) إلى عبد بن حميد في مسنده. وله طريق آخر من حديث عطية بن قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- المائدة من آخر القرآن تنزيلًا فأحلُّوا حلالها وحرِّموا حرامها. أخرجه أبو عبيد في الفضائل (/28)، ثنا أبو اليمان عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ صخرة بن حبيب، عن عطية، به. وهذا إسناد ضعيف على إرساله أبو بكر. ضعيف.
3593 - وقال مسدّد: حدّثنا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يَقُولُ: قالت عائشة رضي الله عنها: لمَّا سَمِعَتِ النَّاسَ يَقُولُونَ: يَحْرُمُ كُلُّ ذِي ناب (¬1) من السباع (¬2)، قلتُ: لا أجد فيما أوحي عليَّ محرمًا على طاعم يطعمه (¬3) ... إلى آخر الآية، قال: وإن البرمة (¬4) (تكون) (¬5) فِي مَائِهَا الصُّفْرَةُ (¬6) ثُمَّ لَا يُحَرِّمُهَا ذَلِكَ. ¬
3593 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح رجال ابن كثير في التفسير (2/ 184). صحيح غريب، وهو من طريق حماد الآتي. ولم أجده في الإِتحاف.
تخريجه: أخرجه من طريق مسدّد أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (رقم 1006). وتابع يحيى بن سعيد عن الأنصاري: 1 - ابن عيينة عند عبد الرزاق في المصنف (4/ 520). ولفظه: سُئلت عائشة =
= رضي الله عنها عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، فَتَلَتْ: {قُلْ لَا أَجِدُ .. فَقَالَتْ: «قَدْ نَرَى فِي الْقِدْرِ صُفْرَةَ الدَّمِ». 2 - أبو خالد الأحمر عند ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 399)، في الصيد، باب ما ينهى عن أكله من الطير والسباع. وزاد: سُئلت عن كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب (¬1) من الطير. 3 - حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد بنحو حديث الباب. أخرجه ابن جرير في تفسيره (8/ 71)، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (رقم 1007) بإسناديهما عن حماد، به. 4 - ابن المبارك ببعضه، ولفظه عنها: "أو دمًا مسفوحًا" قالت: وإن البرمة ليرى في مائها. أخرجه ابن جرير في تفسيره (8/ 71): حدّثنا المثنى، ثنا سويد بن نصر بن سويد المروزي عن ابن المبارك، وذا إسناد صحيح. ¬
3594 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ بُرد (¬1) بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيّ (¬2) عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: (كتب إليَّ -يعني ابن عمر رضي الله عنهما-) (¬3): أن لنا (جيرانًا) (¬4) من السامرة (¬5)، يقرؤون بعض التوراة (والإِنجيل، ولا يؤمنون بالغيب، فَمَا تَرَى فِي ذَبَائِحَهِمْ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنْ كانوا يقرؤون بعض التوراة) (¬6) وبعض الإِنجيل (ويسبتون) (¬7) فذبائحهم كذبائح أهل الكتاب. ¬
3594 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. =
= تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (5/ 487)، أخبرنا الثوري عن برد، به، ولفظه: كتب عامل إلى عمران قبلنا ناسًا يدعون السامرة يقرأون التوراة، ويسبتون السبت لا يؤمنون بالبعث، فما يرى أمير المؤمنين في ذبائحهم؟ فكتب إليه عمر: إنهم طائفة من أهل الكتاب، ذبائحهم ذبائح أهل الكتاب. وعزاه صاحب الكنز إليه وإلى مسدّد (8/ 205).
3595 - [1] وقال الحميدي (¬1): حدّثنا سُفْيَانُ، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله رضي الله عنه (¬2)، قال: زنا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ فَدَكَ، فَكَتَبَ أَهْلُ فَدَكَ إِلَى نَاسٍ مِنَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ، أَنْ سَلُوا (مُحَمَّدًا) (¬3) عَنْ ذَلِكَ فَإِنْ أَمَرَكُمْ بِالْجَلْدِ فَخُذُوهُ عَنْهُ، وَإِنْ أَمَرَكُمْ بِالرَّجْمِ فَلَا تَأْخُذُوهُ عَنْهُ، فَسَأَلُوهُ (عَنْ ذَلِكَ) (¬4)، (فَقَالَ) (¬5): أَرْسِلُوا إِلَىَّ أَعْلَمَ رجلين منكم، فجاؤوا بِرَجُلٍ أَعْوَرَ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ صُورِيَا، وَآخَرَ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنْتُمَا أَعْلَمُ مَنْ قِبَلَكُمَا، فَقَالَا: قَدْ نَحَا (¬6) قَوْمُنَا لِذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- (لهما) (¬7): أليس عندكما التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ تَعَالَى؟ قَالَا: بَلَى، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَأَنْشُدُكُمَا، بالذي فلق البحر (الموسى) (¬8) وظلَّل عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ، وَأَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، وَأَنْزَلَ المنَّ وَالسَّلْوَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: (مَا) نُشِدْتُ بِمِثْلِهِ قَطُّ؟ ثُمَّ قال: نجد ترداد ¬
النَّظَرِ زِنْيَةً، وَالْإِعْنَاقُ زِنْيَةً (¬9) فَإِذَا شَهِدَ أَرْبَعَةٌ أَنَّهُمْ رَأَوْهُ يُبْدِي وَيُعِيدُ كَمَا يَدْخُلُ الْمِيلُ فِي الْمُكْحُلَةِ، فَقَدْ وَجَبَ الرَّجْمُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هُوَ ذَاكَ، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، وَنَزَلَتْ: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ...} (¬10) الآيات. ¬
3595 - [1] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه مجالد وهو ضعيف.
3595 - [2] وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا إسحاق ابْنُ (أَبِي) (¬2) إِسْرَائِيلَ، عَنْ سُفْيَانَ فَذَكَرَهُ، وَأَوَّلَهُ: إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ، وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ (فاحذورا) (¬3)، قال: نزلت في ابن صُورِيَا حِينَ أَتَاهُمُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. و (إن) (¬4) لم يَذْكُرْ أَوَّلَهُ، وَزَادَ فِيهِ: وَالْقُبْلَةُ زِنْيَةٌ (¬5)، وَآخِرُهُ كَمَا يَدْخُلُ الْمِيلُ فِي الْمُكْحُلَةِ فَالرَّجْمُ، وَلَمْ يذكر ما بعده. وهو عند (أبي) (¬6) داود وغيره، باختصار (فيه) (¬7) أيضًا. ¬
3595 - [2] تخريجه: أخرجه من طريق الحميدي الطحاوي في المشكل (رقم 4539) وقد تابع سفيان بن عيينة عن مجالد أبو أسامة حماد بن أسامة. وهو الذي أشار إليه المصنف أن أبا داود أخرجه وقد أخرجه باختصار، أذكر هنا لفظه كاملًا في رواية البزّار عن جابر رضي الله عنه، قال: جاءت اليهود بامرأة منهم ورجل زنيا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ائتوني بأعلم رجلين فيكم، فأتوه بابني صوريًا، فقال: أنتما أعلم من وراءكما؟ فقالا: كذلك يزعمون، فناشدهما بالله الذي أنزل التوراة على موسى -صلى الله عليه وسلم-، كيف تجدون أمر هذين في توراة الله تعالى؟ قالا: نجد في التوراة: إذا وجد الرجل مع المرأة في بيت، فهي ريبة فيها عقوبة، وإذا وجد في ثوبها =
= أو على بطنها فهي ريبة ففيها عقوبة، فإذا شهد أربعة أنهم نظروا إليه مثل الميل في المكحلة رجموه، فقال: ما يمنعكم أن ترجموها؟ فقالوا: ذهب سلطاننا فكرهنا القتل، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالشهود، فشهدوا فأمر برجمهما. أخرجه بهذا السياق البزّار كما في كشف الأستار (2/ 220)، عن إبراهيم، عن سعيد الجوهري، وأخرجه مختصرًا أبو داود ولفظه: جاءت اليهود برجل وامرأة منهم زنيا، فقال ائتوني بأعلم رجلين منكم "فأتوه بابني صوريّا، فنشدهما كيف تجدان أمر هذين في التوراة؟ قالا: نجد في التوراة إذا شهد أربعة أنهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في المكحلة رجما، قال "فما يمنعكما أن ترجموهما؟ قالا: ذهب سلطاننا فكرهنا القتل، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالشهود، فجاؤوا بأربعة، فشهدوا أنهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في المكحلة، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- برجمهما. أخرجه عن يحيى بن موسى البلخي في الحدود، باب في رجم اليهوديين (4/ 156: 4452). ومن طريقه البيهقي في سننه في الحدود، باب ما جاء في وقف الشهود حتى يثبتوا الزنا (8/ 231)، وابن عبد البر في التمهيد (14/ 41). وابن ماجه في الأحكام، باب بم يستخلف أهل الكتاب (2/ 780: 2328) بذكر الاستحلاف فحسب عن علي بن محمد. كلهم عن أبي أسامة، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عنه. وتابع أبا أسامة عبد الرحمن بن سليمان الرازي نحوه أخرجه الطحاوي في المشكل (رقم 4545)، ثنا روح بن الفرج، ثنا يحيى بن سلمان به. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (3/ 78) إلى ابن المنذر وابن مردويه. وتابع مجالدًا عن الشعبي هشيم عند أبي يعلى في مسنده (2/ 394). حدّثنا زكريا هو ابن يحيى، حدّثنا هشيم، عن الشعبي، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- استحلف ابني صوريا حيث سألهما عن الرجم، فاستحلفهما: كيف تجدانه =
= في كتاب الله في كتابكم؟ قال: فاستحلفهما بالله الذي لا إله إلَّا هو، الذي أنزل التوراة على موسى: "كيف تجدون حد الزنا في كتابكم؟ ". وهشيم يدلس وقد عنعن. ورجمه -صلى الله عليه وسلم- لليهوديين وهذه القصة مشهورة عن ابن عمر وأبي هريرة والبراء بن عازب وابن عباس رضي الله عنهم. أولًا عن ابن عمر رضي الله عنه: قال جاءت اليهود إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكروا له أن رجلًا منهم وامرأة زنيا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ؟ فقالوا: نفضحهم ويجلدون، فقال عبد الله بن سلام: كذبتم، إن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم، ثم قرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام، إرفع يدك، فرفع يده، فإذا فيها آية الرجم، فقالوا: صدق، يا محمد آية الرجم، فأمر بهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرجما. فقال عبد الله بن عمر فرأيت الرجل يجنىء على المرأة يقيها الحجارة. أخرجه مالك في الموطأ (2/ 819)، عن نافع، عن ابن عمر. ومن طريقه البخاري في المناقب، باب قول الله تعالى: (يعرفونه كما يعرفون أبناءهم). (الفتح 6/ 631). وفي الحدود، باب أحكام أهل الذمة وإحصانهم إذا زنوا ورفعوا إلى الأمام (الفتح 12/ 166). ومسلم في الحدود، باب حد الزنا (نووي 11/ 209). وأبو داود في الحدود، باب في رجم اليهوديين (4/ 153: 4446). والترمذي في الحدود، باب ما جاء في رجم أهل الكتاب (مختصرًا). والشافعي (2/ 81) كذلك. وأحمد (2/ 7، 63، 73). وابن حبّان (10/ 279). والطحاوي في المشكل (رقم 4542). =
= والبيهقي في الحدود من سننه (8/ 214). والبغوي في شرح السنة (رقم 2583) وفي التفسير (3/ 57) وللحديث طرق عن نافع فيها زيادة تفضيل انظر زيادة تفضيلها في تعليق العلامة شعيب الأرناؤوط على الإِحسان في تقريب صحيح ابن حبّان (10/ 280). ثانيًا: عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مرَّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيهودي محمَّمًا مجلودًا، فدعاهم -صلى الله عليه وسلم- فقال: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم، قالوا: نعم فدعا رجلًا من علمائهم أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم، قال: لا، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجده الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا فكنَّا إذا أخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الضعيف، أقمنا عليه الحد، قلنا تعالوا، فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف، والوضيع، فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه، فأمر به فرجم، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إلى قوله: إن أوتيتم هذا فخذوه، يقول ائتوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا فأنزل الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)} {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 44 - 47]. أخرجه مسلم في الموضع السابق (11/ 209). وأبو داود في الموضع السابق (4/ 154: 4447 و 4448). والنسائي في التفسير من الكبرى (1/ 436). وفي الرجم من الكبرى كما في تحفة الأشراف (2/ 475). وابن ماجه في سننه في الأحكام، باب ما يستحلف أهل الكتاب (2/ 780: 2327)، مختصرًا وفي الحدود، باب رجم اليهودي واليهودية (2/ 855: 2558). وأحمد (4/ 286). =
= وابن جرير (6/ 232) في تفسيره. والروياني (رقم 424)، والطحاوي في المشكل (رقم 4541). والبيهقي في الحدود من سنته، باب ما جاء في حد الذميني (8/ 246). وابن عبد البر في التمهيد من طريق أبي داود والنسائي (14/ 394). كلهم بأسانيدهم عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عن البراء به. وزاد في الدر المنثور نسبته إلى النحاس في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه (3/ 77). ثالثًا: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رهطًا أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- جاؤوا معهم بامرأة فقالوا: يا محمد ما أنزل عليك في الزنا؟ قال: اذهبوا فائتوني برجلين من علماء بني إسرائيل، فأتوه برجلين أحدهما شاب فصيح، والآخر شاب قد سقط حاجبه على عينه حتى يرفعها بعصاب، فقال: أنشدكما الله لما أخبرتمونا مما أنزل الله على موسى في الزاني، قالا: نشدتنا بعظيم وإنا نخبرك. إن الله أنزل على موسى في الزاني الرجم، وإنا كنا قومًا شيبة، وكانت نساؤنا حسنة وجوهها، وإن ذلك كثر فينا، فلم نقم له، فصرنا نجلد والتعيير، فقال: اذهبوا بصاحبتكم، فإذا وضعت ما في بطنها فارجموها. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 327)، حدّثنا عبدان، وزكريا بن يحيى الساجي، قال: ثنا الوليد بن عمرو بن سكين، ثنا سعيد بن سفيان الجحدري، ثنا سعيد بن عبد الله بن حية، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما به. وهذا إسناد جيد سعيد بن سفيان وشيخه فيها كلام لا يضرهما إن شاء الله تعالى. وله إسناد آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما، بنحو حديث جابر وهو مرسل. أخرجه ابن جرير في تفسيره (6/ 237). والطبراني في الكبير (12/ 257). من طريق عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عَنْ عَلِيِّ بْنِ =
= أبي طلحة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قوله: (إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فاحذروا هم اليهود). قال الهيثمي في المجمع (7/ 18): وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنهما .. وزاد السيوطي في الدر نسبته إلى ابن مردويه (3/ 77). رابعًا: عن أبي هريرة رضي الله عنه، مطولًا انظر لفظه إليه في الدر المنثور (3/ 77) وورد مختصرًا أيضًا. أخرجه أبو داود في الموضع السابق (4/ 155: 4450، 4451). وعزاه السيوطي إلى أحمد في الدر (3/ 76) ولم أجده بعد البحث الشديد. وعبد الرزاق في مصنفه (7/ 316)، وفي التفسير (1/ 189). وابن جرير في تفسيره (6/ 232، 233). والبيهقي في الموضع السابق (8/ 246). وابن عبد البر في التمهيد (14/ 366). كلهم من طريق الزهري عن رجل من مزينة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا إسناد ظاهر الضعف. فحديث الباب صحيح بهذه الشواهد.
3595 - [3] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أخبرني نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ سأل ابن عمر رضي الله عنهما، عَنْ حِيتَانٍ كَثِيرَةٍ أَلْقَاهَا الْبَحْرُ، فَقَالَ ابْنُ عمر رضي الله عنهما: أَمَيِّتَةٌ هِيَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَنَهَاهُ، قَالَ (¬1): فَلَمَّا دخل دعا بالمصحف، فقرأ: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا} (¬2)، قَالَ: فَطَعَامُهُ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ، فَكُلُوهُ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ فِيهِ يُؤْكَلُ مَيِّتًا فِيهِ أَوْ مَيِّتًا جَنْبَهُ (¬3). قُلْتُ: رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ (¬4) عَنْ نَافِعٍ نَحْوَهُ، فَقَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ: فَقَرَأَ {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا}، (فَأَرْسَلَنِي إِلَى) (¬5) عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: لَا بَأْسَ به فكله. ¬
3595 - [3] الحكم عليه: هذا إسناد صحيح، وقد صرح ابن جريج بالتحديث هنا.
تخريجه: تابع مسددًا عن ابن جريج. 1 - عبد الرزاق في مصنفه (4/ 508) بلفظه إلى قوله إن كان ميتًا. 2 - أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد عند ابن جرير (7/ 66)، حدّثنا المثنى، عن أبي عاصم به وآخره وكل شيء فيه يؤكل ميتًا أو بساحله. =
= وتابع ابن جريج: 1 - عبد الله بن عمر العمري، وهو ضعيف كما في التقريب (1/ 434)، أخرجه عنه عبد الرزاق مقرونًا بابن جريج في الموضع السابق. 2 - أيوب السختياني عند ابن جرير بإسنادين عنه (7/ 66) ولفظه بأن عبد الرحمن ابن أبي هريرة سأل ابن عمر رضي الله عنهم، فقال: إن البحر قذف حيتانا كثيرة ميتة أفنأكلها؟ قال: لا تأكلوها، فلما رجع عبد الله إلى أهله، أخذ المصحف، فقرأ سورة المائدة، فأتى على هذه الآية: {وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} قال: اذهب، فقل له: فليأكله فإنه طعامه. وهذا إسناد صحيح. وتابعهم مالك كما سيذكر المصنف: وسأذكر هناك أصل الحديث، والله الموفق. وأصل الحديث في قصة من حديث جابر رضي الله عنه، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وأمَّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرًا لقريش وزوَّدنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة، فقال: فقلت كيف كنتم تصنعون بها قال: نمصُّها كما يمصّ الصبيّ، ثم نشرب عليها من الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعصينا الخبط، ثم نبلّه بالماء، فنأكله قال: وانطلقنا على ساحل البحر، فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه، فإذا هي دابة تدعى العنبر، قال: قال أبو عبيدة: ميتة، ثم قال: لا بل نحن رسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي سبيل الله، وقد اضطررتم، فكلوا: قال: فأقمنا عليه شهرًا، ونحن ثلاثمائة، حتى سمنّا، قال: ولقد رأيتنا نعترف من وقب بالقلال الدهن، ونقتطع منه القدر كالثور، أو قدر الثور، فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلًا فأقعدهم في وقب عينه، وأخذ ضلعًا من أضلاعه. فأقامها، ثم رحَّل أعظم بعير معنا، فمر من تحتها وتزودنا من لحمه وشائق، فلما قدمنا المدينة، أتينا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرْنَا ذلك له، فقال هو رزق أخرجه الله لكم فهل =
= معكم من لحمه شيء فتطعمونا، قال: فأرسلنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منه فأكله. أخرجه مسلم بهذا اللفظ في الصيد، باب إباحة ميتات البحر (13/ 84). وأبو داود في الأطعمة، باب في دواب البحر (3/ 364: 3840). والنسائي في الصيد، باب ميتة البحر (7/ 208). والطيالسي (/240: 1744). وعبد الرزاق في المصنف (4/ 508: 8668). وأحمد (3/ 313، 312، 303)، وابن أبي شيبة في مصنفه باب ما قذف به في البحر (5/ 381). وأبو يعلى (2/ 321:1780 و 2/ 361: 1915، 2/ 372: 195). وابن حبّان (12/ 64). والبيهقي (9/ 251) في الصيد والذبائح، باب الحيتان وميتة البحر (9/ 251). كلهم بأسانيدهم عن أبي الزبير، حدثني جابر به. وسياقه أتمها وقد ورد بطرق عن جابر في الصحيحين وغيرهما. انظرها وتخريجها في الإحسان (12/ 63) فما بعدها.
3595 - [4] وقال الحارث: حدّثنا (سُرَيْجُ) (¬1) بْنُ يُونُسَ، ثنا مَرْوَانُ -هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ- حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: بَعَثَ النَّجَاشِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَفْدًا مِنْ أَصْحَابِهِ .. الْحَدِيثَ. وأنزلت فِيهِمْ: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ...} (¬2) الْآيَةَ. (148) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي السيرة النبوية (¬3) (¬4). ¬
3595 - [4] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه خصيف بن الحارث ضعيف.
تخريجه: تابع مروان بن معاوية عن خصيف عبد الواحد بن زياد. أخرجه ابن جريج في تفسيره (75/ 1). حدّثنا محمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب، نا عبد الواحد، ثنا خصيف به. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (3/ 130)، إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ.
8 - سورة الأنعام
8 - سُورَةِ الْأَنْعَامِ 3596 - (¬1) قَالَ إِسْحَاقُ: أنا جَرِيرٌ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ نَزَلَتْ سُورَةُ الأنعام ومعها زجل (¬2) مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَدْ نِيطُوا (¬3) السَّمَاءَ الدُّنْيَا إِلَى الأرض، وَهِيَ مَكِّيَّةٌ غَيْرَ آيَتَيْنِ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ}. ¬
3596 - الحكم عليه: الأثر ضعيف، فيه ليث بن أبي سليم.
تخريجه: الأثر أخرجه إسحاق في المسند (5/ 175: 2298) بهذا المتن والإِسناد. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (3/ 244) لعبد بن حميد والفريابي، ثم ذكر شواهده من حديث ابن عباس، وابن مسعود، وأسماء بنت يزيد، وابن عمر، وأن، وجابر، وأُبَيّ بن كعب، ومجاهد، وأبي جحيفة، ومحمد بن المنكدر، وعطاء. وانظر: مجمع الزوائد (7/ 20). (سعد).
3597 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (¬1)، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ (لِأَصْحَابِهِ) (¬2): مَا تَقُولُونَ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} (¬3)، و {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} (¬4)، (قالوا) (¬5): الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ عَمِلُوا بِهَا (ثم استقاموا) (¬6)، (عَلَى أَمْرِهِ) (¬7)، قَالُوا: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ، لَمْ يُذنبوا، قَالَ: لَقَدْ حَمَلْتُمُوهَا عَلَى أَمْرٍ شَدِيدٍ، الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمانهم بظلم، يقول: بشرك، والذين قالوا: ربنا الله، ثم استقاموا عَلَيْهَا، فَلَمْ يَعْدِلُوا عَنْهَا بِشِرْكٍ وَلَا غَيْرِهِ. ¬
3597 - الحكم عليه: هذا إسنادٌ رجاله ثقات، إلا أنه منقطع بين الأسود وأبي بكر الصدِّيق رضي الله عنهم. وقد قال كما روى ابن سعد عنه (6/ 119)، أنه هاجر إلى المدينة عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ الحاكم في المستدرك (2/ 440): صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي. وسكت عليه البوصيري في المسندة والمختصر (2/ 169 ب). =
= تخريجه: تابع إسحاق عن جرير: 1 - سفيان بن وكيع عند ابن جرير فرقها (7/ 256)، في تفسير سورة الأنعام ما يخصها. وفي تفسير فُصِّلت (24/ 115) بآخره. 2 - حُميد مطلقًا، ولم أعرفه عند أبي نعيم به كاملًا في الحلية (1/ 30)، حدّثنا الحسين بن محمد ثنا الحسن، ثنا حميد، ثنا جرير، به. وتابع جرير بن عبد الحميد عن أبي إسحاق عبد الله بن إدريس، أخرجه ابن جرير مفرَّقًا في الموضعين السابق. حدّثنا أبو كريب وأبو السائب. والحاكم في المستدرك (2/ 440)، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار. وأبو نعيم في الحلية في الموضع السابق، حدّثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن علي بن الجارود، ثنا عبد الله بن سعيد الكندي، كلهم عن ابن إدريس، به. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (7/ 322) إلى عبد بن حميد والحكيم الترمذي نوادر الأصول وابن مردويه. وتابع الأسود يونس بن أبي إسحاق بقوله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}، قال: بشرك. أخرجه ابن جرير في تفسيره (7/ 256): حدّثنا هنّاد، ثنا قبيصة، عن يونس، به. وهذا ظاهر الانقطاع. وأصلُ تفسير آية الأنعام في المرفوع من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. قال: لما نزلت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}، شق ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيُّنا لا يظلم نفسه، قال: ليس ذلك، إنما هو الشرك، ألم تسمعوا =
= ما قال لقمان لابنه، وهو يعظه: (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم). أخرجه البخاري في الإِيمان، باب ظلم دون ظلم (1/ 87 فتح). وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (6/ 389 فتح). وفيه باب قول الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} (6/ 465 فتح). واللفظ له. وفي التفسير، سورة لقمان (8/ 513 فتح). وفي استتابة المرتدين، باب إثم من أشرك بالله (12/ 264). ومسلم في الإِيمان، باب صدق الإِيمان وإخلاصه (2/ 143). والترمذي في تفسير سورة الأنعام (4/ 327) وقال: حسن صحيح. والنسائي في التفسير من الكبرى (1/ 474، 2/رقم 410). وأحمد (1/ 378، 424، 444). وأبو يعلى (5/ 84). وابن جرير في تفسيره (7/ 255). وابن منده في الإِيمان (1/ 417، 418، 419). والبغوي في تفسيره (3/ 164). كلهم بأسانيدهم عن الأعمش، سمعت إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود رضي الله عنه، به. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (3/ 308)، إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والدارقطني في الأفراد، وأبو الشيخ، وابن مردويه.
3598 - أَخْبَرَنَا (¬1) (أَبُو) (¬2) أُسَامَةَ عَنْ بَعْضِ الْمَكِّيِّينِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (¬3)، قال: البدع والشبهات (¬4). ¬
3598 - الحكم عليه: إسناد ضعيف، فيه مبهمون. قال البوصيري في المسندة: إسناده ضعيف. وقال في المختصرة (2/ 170 أ): فيه راوِ لم يُسَمّ.
تخريجه: أخرجه عن أبي أسامة ابن جرير في التفسير (8/ 88)، حدّثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو أسامة، ثنا شبل عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وتابع أبا أسامة أبو حذيفة موسى بن مسعود، ثنا شبل عنده في الموضع السابق. حدّثنا المثنى، ثنا أبو حذيفة، به. وتابع شبل عن ابن أبي نجيح عيسى بن ميمون الجرشي، وهو ثقة مترجم في التهذيب. أخرجه ابن جرير، حدّثنا محمد بن عمرو، ثنا أبو عاصم، ثنا عيسى، به. فالأثر صحيح عن مجاهد رحمه الله.
3599 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ مُجمِّع (¬1) التَّيْمِيِّ، حَدَّثَهُ عَنْ مَاهَانَ، قَالَ: إِنَّ قَوْمًا أَتَوْا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬2)، فَقَالُوا: إِنَّا أَصَبْنَا ذُنُوبًا عِظَامًا، فَمَا إِخَالُهُ ردَّ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَدْبَرُوا (نَزَلَتْ) (¬3): {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} (¬4) الآية، فدعاهم -صلى الله عليه وسلم- (¬5) فتلاها عليهم (¬6). ¬
3599 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف على إرساله بين ماهان، والنبي -صلى الله عليه وسلم- وثقه رجاله. قال البخاري في التاريخ في ترجمة مُجمِّع قال: محمد بن بشار، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن مُجمِّع بن سمعان قال: سمعت ماهان، مرسل. يعني أنه منقطع بين مجمع وماهان.
تخريجه: تابع مسددًا عن يحيى بن سعيد: 1 - محمد بن بشار عند ابن جرير في تفسيره (7/ 207). 2 - أبو نعيم عنه، عن سفيان أيضًا، حدّثنا المثنى قال: ثنا أبو نعيم، به. 3 - قبيصة بن عقبة، حدّثنا هناد، وثنا قبيصة، به. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (3/ 276) إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
3600 - حدّثنا (¬1) أبو الأحوص، ثنا سعيد بن مسروق، عن حسان الفهري (¬2)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي (قوله) (¬3): {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ} (¬4)، قال: ما من شجرة في بر ولا بَحْرٍ إِلَّا وَبِهَا مَلَكٌ موكَّل يَكْتُبُ مَا يسقط من ورقها. ¬
3600 - الحكم عليه: فيه من لم أجد له ترجمة، وهو حسان الفهري. وسكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (2/ 169 ب مختصر).
تخريجه: تابع مسددًا عن أبي الأحوص الحسن بن الربيع، أخرجه ابن أبي حاتم عن أبيه، عنه، به كما في تفسير ابن كثير (2/ 137).
3601 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ، عَنْ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، عَنْ رجل، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: ليتقين امْرُؤ أَن لَا يَكُونَ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فِي شَيْء، ثمَّ قَرَأت: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} (¬1). ¬
3601 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه مبهم. قال البوصيري في الإِتحاف المسندة والمختصرة (2/ 170 أ): فيه راو لم يُسَمّ.
تخريجه: لم أقف عليه. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (3/ 403) إلى أبي الشيخ.
3652 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا (ابْنُ) (¬1) فُضَيْلٍ، ثنا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ نَافِعِ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ رضي الله (عنهم) (¬2)، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذا جلس الناس (من) (¬3) حَوْلَهُ، صَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً تَامَّةَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فَسَجَدَ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَطَالَ (السُّجُودَ)، حَتَّى أَوْمَأَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ أَنِ اسْكُتُوا فَإِنَّهُ نَزَلَ عَلَيْهِ (¬4)، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَطَلْتَ السُّجُودَ حَتَّى أَوْمَأَ بعضُنا إِلَى بَعْضٍ أنه نزل عليك؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: لَا، وَلَكِنَّهَا (كَانَتْ) (¬5) صَلَاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، سَأَلْتُ الله تعالى ثَلَاثًا: فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً: سألتُه أَنْ لَا يُسْحِتَكُمْ (¬6) بِعَذَابٍ عذَّب بِهِ مَنْ كَانَ قبلكم، فأعطانيها، (وسألته أن لا يُسَلِّطَ عَلَى عامَّتكم عَدُوًّا يَسْتَبِيحُهَا فَأَعْطَانِيهَا) (¬7) وَسَأَلْتُهُ أن لا يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا، وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَمَنَعَنِيهَا، قال: قلت: لله أبوك سمعتُها مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: نَعَمْ، فَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَهَا مِنْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليك عَدَدَ أَصَابِعِهِ هَذِهِ عَشْرًا (¬8). [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَلَى بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، نَحْوَهُ. ¬
3602 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه مجهول، وهو الراوي عن الصحابي، وقد يحسن عند البعض. قال الهيثمي في المجمع (7/ 225): رجال بعضها رجال الصحيح غير نافع بن خالد، وقد ذكره ابن أبي حاتم، ولم يجرحه أحد. وقال المصنف في الإِصابة (1/ 416): رواته ثقات. ولم يذكره البوصيري.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المفاريد (/112: 113) بالإِسناد والمتن. وتابع مشكدانة وابن المنذر: 1 - أبوكريب محمد بن العلاء، عن ابن فضيل عند الطبراني في الكبير (4/ 193)، حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو كريب. 2 - أحمد بن عبد الجبار العطاردي عند ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (2/ 141): حدّثنا عبد الله بن إسماعيل، وميمون بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عبد الجبار، كلاهما عن ابن فضيل، به. وأحمد ضعيف كما في التقريب (1/ 19). وتابع ابن فضيل عن أبي مالك: 1 - مروان بن معاوية أخرجه من طريقه: (1) ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، (4/ 308: 2333). (ب) ابن جرير في التفسير (7/ 223)، حدثني زياد بن عبد الله المزني. =
= (ج) الطبراني في الكبير (4/ 192)، حدّثنا أبو مسلم الكشي، ثنا علي بن المديني، كلهم عن مروان بن معاوية، به. 2 - عباد بن العوام عند الطبراني في الكبير (4/ 192)، حدّثنا محمد بن العباس المؤدب، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، ثنا عبّاد، به. 3 - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عند الطبراني في الكبير (4/ 192). وأبو العرب التميمي في المحن. بإسناديهما عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، كلهم عن سعد، به. وعزاه المصنف في الإصابة إلى الحسن بن سفيان. وللحديث شواهد من أحاديث جماعة من الصحابة رضي الله عنهم: أولًا: من حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: راقبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حتى كان مع صلاة الفجر، سلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من صلاته، جاءه خباب، فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أجل إنها صلاة رغب ورهب، سألت ربي تبارك وتعالى ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة: سألت ربي تبارك وتعالى أن لا يهلكنا مما أهلك به الأمم، فأعطانيها، وسألتُ ربي عزَّ وجل أن لا يُظهر علينا عدوًّا من غيرنا فأعطانيها، وسألت ربي تبارك وتعالى أن لا يُلبسنا شيعًا فمنعنيها. أخرجه أحمد واللفظ له (5/ 108، 109). والترمذي في الفتن، باب ما جاء في سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثًا في أمته (2/ 319). والنسائي (3/ 216) في قيام الليل، باب إحياء الليل. وفي الكبرى كما في التحفة (3/ 115). وعبد الرزاق في التفسير (1/ 2/210). والطبراني في الكبير (3/ 57، 3/ 58)، وفي الشاميين (رقم 1823). وابن حبّان (16/ 218). =
= كلهم بأسانيدهم عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن خباب، عن أبيه، به. وهذا إسناد صحيح. قال الترمذي: حسن صحيح. ثانيًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: سألت ربي لأمَّتي أربع خصال، فأعطاني ثلاثًا، ومنعني واحدة، سألته أن لا تكفر أمتي واحدة، فأعطانيها وسألته أن لا يعذبهم بما عذَّب به الأمم قبلهم فأعطانيها، وسألته أن لا يظهر عليهم عدوًا من غيرهم فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها. أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (2/ 142)، كلاهما من طريق عمرو بن محمد العنقري، حدّثنا أسباط، عن السدي، عن أبي المنهال، عن أبي هريرة رضي الله عنه، به. وهذا إسناد ضعيف، أسباط يخطئ لا يحتمل التفرد إلا بمتابع كما في ترجمته. وفي الباب عن سعيد بن أبي وقاص، وشداد بن أوس، وجابر، وابن عمر، وأنس، وحذيفة، ومعاذ، وثوبان، وابن عباس، وأبي نضرة رضي الله عنهم. بنحو حديث الباب إلا إرسال الله على الأمة عذابًا سلَّط على الأمم السابقة، فورد فيها بدلًا عنه السنة والغرق والجوع والرجم. فحديث الباب صحيح بحديث خباب وأبي هريرة رضي الله عنهم السابقين.
3653 - [1] حدّثنا (¬1) حسين بن عمرو (الْعَنْقَزِيُّ) (¬2)، ثنا أَبِي، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أبي الكنود، عن خباب بن الأرت رضي الله عنه في قوله تبارك وتعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} (¬3) قَالَ: جَاءَ الْأَقْرَعُ بن حابس وعُيينة بن حصن الفزاري رضي الله عنهما، فَوَجَدُوا (¬4) النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَاعِدًا مع بلال وصهيب وخباب رضي الله عنهم، وَنَاسٍ مِنَ الضُّعَفَاءِ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا رَأَوْهُمْ حوله -صلى الله عليه وسلم- حقروهم (¬5) فأتوه، فخلوا به -صلى الله عليه وسلم- (¬6)، فقالوا: إنا نحب أن تجعل لك منك مجلسًا، تعرف لنا به العرب فضلنا، فإنَّا وجوه العرب (نَفِدُ عَلَيْكَ) (¬7)، فَنَسْتَحِي أَنْ تَرَانَا الْعَرَبُ وَهَذِهِ الْأَعْبُدَ، فماذا نَحْنُ جِئْنَاكَ، فَأَقِمْهُمْ عَنَّا، فَإِذَا (نَحْنُ) (¬8) فَرَغْنَا فأقعدهم إن شئت، قال -صلى الله عليه وسلم- نعم قالوا فاكتب لنا عليك (كتابًا) (¬9)، فدعا -صلى الله عليه وسلم- (¬10) بالصحيفة، ودعا عليًا رضي الله عنه ¬
لِيَكْتُبَ وَنَحْنُ قُعُودٌ فِي نَاحِيَةٍ، إِذْ نَزَلَ جبريل عليه (الصلاة و) (¬11) السَّلَامُ (¬12) (بِقَوْلِهِ تَعَالَى) (¬13): {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ... إلى قوله مِنَ الظَّالِمِينَ} (¬14)، ثم قال (جلَّ وعلا) (¬15): {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} (¬16)، فَرَمَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالصَّحِيفَةِ مِنْ يَدِهِ، (ثُمَّ دَعَانَا فَأَتَيْنَاهُ) (¬17) وَهُوَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬18) يَقُولُ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كتب ربكم على نفسه الرحمه، فدنونا منه -صلى الله عليه وسلم- (¬19) حَتَّى وَضَعْنَا رُكبنا عَلَى رُكْبَتِهِ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْلِسُ مَعَنَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ، قَامَ وَتَرَكَنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (¬20)، قال: فجالس الْأَشْرَافِ {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}. قَالَ: عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعَ، وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، وَكَانَ أَمْرُهُ فُرطًا، قَالَ: هَلَاكًا، ثُمَّ ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلَ رَجُلَيْنِ و (¬21) بمثل الحياة ¬
الدُّنْيَا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْعُدُ مَعَنَا، فَإِذَا بَلَغَ السَّاعَةَ الَّتِي يقوم فيها، قُمنا وتركناه، وإلا صبر -صلى الله عليه وسلم- أبدًا حتى نقوم. [2] وقال أبو بكر: حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ عمرو العنقزي مختصرًا (¬22). ¬
3603 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف. في إسناد أبي يعلى حسين بن عمرو وهو لين، ومنها: 1 - أسباط بن نصر، لين. 2 - قال ابن كثير في التفسير (2/ 135): غريب، فإن هذه الآية مكية، والأقرع بن حابس وعيينة إنما أسلما بعد الهجرة بدهر. وقال البوصيري في الإِتحاف المسندة والمختصرة (2/ 173 أ) في تفسير الكهف بإسناد صحيح.
تخريجه: تابع أبا يعلى عن الحسين بن عمرو ابن جرير في تفسيره (7/ 201). وتابع الحسين بن عمر عن أبيه: 1 - أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطَّان، وهو صدوق كما في التقريب (1/ 25). أخرجه عنه ابن ماجه في الزهد من سننه، باب مجالسة الفقراء (2/ 1382: 4127). =
= وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (2/ 134). كلاهما عن أحمد عن عمرو، به. 2 - إسحاق بن راهويه عند البيهقي في الشعب (7/ 234)، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا محمد بن جعفر بن مطر، أنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي، ثنا إسحاق، به. وتابع عمرو أحمد بن المفضل عن أسباط: 1 - ابن أبي شيبة كما ذكر المصنف، وفي مصنفه في الفضائل، باب ما جاء في فضل بلال وصهيب وخباب (12/ 207). ومن طريق ابن أبي شيبة، والطبراني في الكبير (4/ 75). وأبو نعيم في الحلية (1/ 146)، وأخرجه الطحاوي في المشكل (1/ 157). 2 - محمد بن الحسين أخرجه عنه ابن جرير في التفسير (7/ 201). 3 - يوسف بن موسى القطان أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 75): حدّثنا أحمد بن عمرو القطواني، ثنا يوسف بن موسى، كلهم عن أحمد بن المفضل عن أسباط، به. وتابع أسباط عن السدي حكيم بن زيد، وهو لين كما في ترجمته في الجرح والتعديل (3/ 204). أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 352). والواحدي في أسباب النزول (/177)، كلاهما من طريق محمد بن مقاتل، قال: حدّثنا حكيم بن زيد قال: ثنا السدي بنحوه مختصرًا، وهذا إسناد ضعيف، للعلة المذكورة. وزاد السيوطي في الدر المنثور (3/ 1073) نسبته إلى أبي الشيخ، وابن المنذر، وابن مردويه. وللحديث شاهد من حديث سلمان رضي الله عنه. جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: عيينة بن بدر والأقرع بن حابس =
= وذووهم، فقالوا: يا نبي الله، إنك لو جلست في صدر المسجد، ونفيت عنّا هؤلاء وأرواح جبابهم، يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين، وكانت عليهم جباب الصوف، ولم يكن عليهم غيرها، جلسنا إليك وحادثناك، وأخذنا عنك، فأنزل الله: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} ... حتى بلغ: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا}، يتهدَّدهم بالنار، فقام نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله، فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي، معكم المحيا، ومعكم الممات. أخرجه ابن جرير، واللفظ له (15/ 236). والبيهقي في الشعب (7/ 336). والواحدي في أسباب النزول (/244). من طريق سليمان بن عطاء الحراني عن مسلمة بن عبد الله الجهني، عن عمه أبي مشجعة، أن ربعي الجهني عن سلمان، به. وهذا إسناد ضعيف جدًا سليمان بن عطاء منكر الحديث، واتهم كما في التهذيب (4/ 184)، والميزان (2/ 214). قلت: ومما يقوى قول ابن كثير السابق المذكور عند الحكم على الحديث ما رواه سعد ابن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ستة نفر، فقال المشركون للنبي: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لستن أسميهما، فوقع في نفس النبي -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله أن يقع، فحدث نفسه، فأنزل الله عزَّ وجلّ: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}. أخرجه مسلم في الفضائل، في فضائل سعد (15/ 187)، واللفظ له. والنسائي في التفسير من الكبرى (1/ 469). وابن ماجه في الموضع المذكور سابقًا (رقم 4128). =
= وعبد بن حميد في المنتخب (1/ 173: 131). وأبو يعلى في مسنده (1/ 379: 822). وابن جرير (7/ 203). والحاكم (3/ 319). والبيهقي في الدلائل (1/ 353)، وفي الشعب (7/ 334). كلهم بأسانيدهم عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سعد رضي الله عنه، به. فدل هذا على تقدم نزول هذه الآية.
9 - سورة الأعراف
9 - سورة الأعراف 3604 - قال إسحاق: أخبرنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قال: قال علي رضي الله عنه: (إِنَّا) (¬1) سَمِعْنَا (اللَّهَ) (¬2) يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} (¬3). قال: وما نرى القوم (إلَّا افْتَرَوْا) (¬4) فِرْيَةً مَا أُرَاهَا إلَّا سَتُصِيبُهُمْ. ذَكَرَهُ في أثناء حديثه (¬5). ¬
3604 - الحكم عليه: هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع بين ثابت وعلي رضي الله عنه، كما يظهر هذا من ترجمته في المراسيل (رقم 33)، وجامع التحصيل (/151). وقال البوصيري في الإِتحاف المسندة والمختصرة (2/ 170 أ) بنحو ما ذكر بأعلاه. =
= تخريجه: عزاه الهندي في كنز العمال (2/ 412)، إلى ابن راهويه. وأخرج ابن جرير هذا اللفظ (9/ 70) ضمن حديث، حدّثنا المثنى، ثنا حجاج، ثنا حماد، ثنا ثابت، أن حميد بن قيس، وحارثة بن قدامة، دخلا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقالا: أرأيت هذا الأمر الذي أنت فيه، وتدعو إليه، أعهد عهده إليك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أم رأيّ رأيته؟ قال: ما لكما ولهذا؟ أعرضا عن هذا؟ أعرضا عن هذا؟ فقالا: والله لا نعرض عنه حتى تخبرنا، فقال ما عهد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلَّا كتابًا في قراب سيفي هذا، فاستلَّه فأخرج الكتاب من قراب سيفه، وإذا فيه أنه لم يكن نبيّ إلَّا له حرم، وإني حرمت المدينة كما حرَّم إبراهيم عليه السلام مكة، لا يحمل فيها السلاح والقتال، من أحدث حدثًا، أو آوى محدثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يقبل منه صرف ولا عدل، فلما خرجا، قال أحدهما لصاحبه أما ترى هذا الكتاب، فرجعا وتركاه، وقالا: إِنَّا سَمِعْنَا اللَّهَ يَقُولُ: إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا العجل فذكر حديث الباب من كلامهما. ولم أجد ترجمة للذين دخلا على علي رضي الله عنه، ويبقى الأثر على ضعفه.
3605 - أخبرنا (¬1) عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: تَلَا (أَبُو قِلَابَةَ) (¬2) هَذِهِ الْآيَةَ (¬3) فَقَالَ: هِيَ وَاللَّهِ لِكُلِّ مُفْتَرٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الذلة في الحياة الدنيا (¬4). ¬
3605 - الحكم عليه: مقطوع صحيح الإِسناد. ولم يذكره البوصيري.
تخريجه: تابع عفان عن حماد بن زيد أبو النعمان عارم، عند ابن جرير في تفسيره (9/ 70). حدّثنا المثنى، ثنا أبو النعمان، ثنا حماد به. وتابع حمادًا عن أيوب معمر أخرجه عنه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 2/236) ولفظ عبد الرزاق: هو جزاء كل مفتر يكون إلى يوم القيامة، أن يذله الله تعالى. وابن جرير في التفسير (9/ 70). ونسبه السيوطي في الدر المنثور (3/ 565)، إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
3606 - وقال ابن أبي عمر: حدّثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي (عَتِيقُ بْنُ حيَّان) (¬1) الْأَزْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إن السبعين الذي: اختار موسى مِنْ قَوْمِهِ إِنَّمَا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ، أَنَّهُمْ لَمْ ينهوا عن العجل ولم (يرضوا به) (¬2). ¬
3606 - الحكم عليه: إن كان على إسناد ابن أبي عمر ففيه من لم أعرفهم. وإن كان على ما أظنه حسب علمي القاصر، فالإِسناد حسن إن شاء الله. وسكت عليه البوصيري في المسندة والمختصرة.
تخريجه: أخرجه ابن جرير عن ابن وكيع، ثنا أبو أسامة عن عوف، عن سعيد بن حيان به. وتابع أبا أسامة عن عوف غندر محمد بن جعفر أخرجه ابن جرير (9/ 74)، حدّثنا ابن بشار، ثنا ابن جعفر به. ونسبه السيوطي في الدر (3/ 570) إلى عبد بن حميد وأبي الشيخ.
(149) قوله: {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (¬1)، تقدم في تفسير قوله {وَمَا بَطَنَ} فِي بَابِ الْوَصِيَّةِ بِالنِّسَاءِ مِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ (¬2). ¬
3607 - وقال الحارث: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الله، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ (¬1)، قال: سمعت تبيع (¬2) ابن امْرَأَةِ كَعْبٍ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عزَّ وَجَلَّ: (¬3) {فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ} (¬4)، قال: الأرض منها خلق الله تعالى (آدم) (¬5)، وفيها يدفنون إذا ماتوا، ومنها يخرجون، تُمْطِرُ السَّمَاءُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَيَخْرُجُ الْمَوْتَى مِنَ الأرض. (وله شاهد في الصحيح) (¬6). ¬
3607 - الحكم عليه: إسناده ضعيف جدًا فيه الواقدي وهو متروك، وفيه من لم أعرفه. وقال البوصيري في المسندة والمختصرة (2/ 170 أ): رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد وله أصل في الصحيحين وغيره: مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ما بين النفختين أربعون، قال:- أربعون يومًا؟ قال: أبيت قال: أربعون شهرًا؟ قال: أبيت، قال أربعون سنة؟ قال: أبيت، قال: ثم ينزل الله من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيء إلَّا يبلى، إلَّا عظمًا واحدًا وهو عجب الذنب، ومنه يركّب الخلق يوم القيامة =
= أخرجه البخاري في التفسير سورة الزمر (8/ 551). وفي تفسير سورة (عم) باب يوم ينفخ في الصورة فتأتون أفواجًا (8/ 689) (واللفظ له) ومسلم في الفتن، باب ما بين النفختين (18/ 91). وابن جرير في التفسير (24/ 31). كلهم من طريق الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، به.
3608 (¬1) - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا يَزِيدُ (قَالَا) (¬2)، أنا أَبُو مَعْشَرٍ، ثنا يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (المزني) (¬3)، عن أبيه رضي الله عنه (¬4)، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ (¬5)، قَالَ: هُمْ قَوْمٌ قتلوا في سبيل الله (عزَّ وجلّ) (¬6) فِي مَعْصِيَةِ آبَائِهِمْ، فَمَنَعَهُمْ مِنَ النَّارِ قَتْلُهُمْ في سبيل الله (عزَّ وجلّ) (¬7)، ومنعهم من الجنة معصيتهم آبائهم. ¬
3608 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه أبو معشر السندي ضعيف، واختلط وقد اضطرب فيه، كما ستراه في التخريج، وسكت عليه البوصيري في المسندة والمختصرة (2/ 170 أ).
تخريجه: خرجه عن ابن منيع سبطه البغوي في معجم الصحابة كما في أسد الغابة (3/ 37). =
= وتابع ابن منيع إسحاق بن راهويه أخرجه ابن جرير في تفسيره (8/ 193)، حدّثنا المثنى عنه. 2 - أبو الوليد الطيالسي أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 287)، حدّثنا أبو يوسف، ثنا أبو الوليد. 3 - هوذة، أخرجه ابن أبي أسامة كما في إتحاف الخيرة المسندة وهو في بغية الباحث (رقم 711) كلهم عن أبي معشر، ثنا يحيى بن شبل، ثنا محمد بن عبد الرحمن المزني، عن أبيه به. وذكر المصنف في الإصابة: أن هكذا أخرجه عبد بن حميد. واضطرب أبو معشر في تسمية شيخ شيخه، فسماه مرة يحيى بن عبد الرحمن المزني. أخرجه سعيد بن منصور كما في تفسير ابن كثير (2/ 216). والبيهقي في البعث والنشور (/106: 105)، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ابنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم، كلاهما عن أبي معشر به. وذكر المصنف في الإِصابة أن هكذا أخرجه ابن مردويه وابن شاهين وسماه مرة عمرو بن عبد الرحمن المزني. أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 352: 1123). حدّثنا يعقوب بن حميد، نا المغيرة بن عبد الرحمن. والبيهقي في البعث والنشور (/107: 106)، أخبرنا أبو نصر بن قتادة، ثنا أبو منصور النضروي، ثنا أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، كلاهما عنه. ونسبه إلى الأنصاري كما أخرجه البيهقي في البعث والنشور (/107)، من طريق تمام، ثنا هودة، ثنا أبو معشر، عن يحيى، عن عمر بن عبد الرحمن الأنصاري، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. =
= وقصر به أبو معشر فأرسله أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (/120: 252). حدّثنا عباس بن عبد الله الترقفي -وهو ثقة، ثنا يسرة بن صفوان- وهو ثقة كما في التقريب- ثنا أبو معشر، عن يحيى بن شبل، عن عمر بن عبد الرحمن المدني، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكره. ورواه أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه. أخرجه البيهقي في البعث والنشور (/107: 107)، أخبرنا علي بن أحمد بن عبد الله، أنبأ أحمد بن عبيد الصفَّار، ثما تمام سعد بن عبد الحميد، ثنا أبو معشر به. وهذا إسناد حسن إلى أبي معشر. سعد بن عبد الحميد صدوق كما في ترجمته في (التقريب 1/ 287). قال المصنف في الإصابة (2/ 426): والاضطراب فيه عن أبي معشر وهو نجيح بن عبد الرحمن فإنه ضعيف، وقد رواه سعيد ابن أبي هلال عن يحيى بن شبل، فخالف أبا معشر في سنده. وأخرجه ابن جرير -قلت: في التفسير (8/ 192)، حدثني المثنى، قال ثنا عبد الله بن صالح، ثنا الليث- قال: وابن شاهين من طريق اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ، عن يحيى بن شبل، أن رجلًا من بني نصر، أخبره عن رجل من بني هلال، عن أبيه، أنه أخبره إنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكر نحوه. وأخرجه ابن مردويه من طريق ابن لهيعة عن خالد بن يزيد، لكن لم يقل عن أبيه، ورواية الليث أوصل. قلت: فالحديث ضعيف الإِسناد مضطرب، مداره على أبي معشر وهو ضعيف اختلط. ورواية الليث ضعيفة فيها مجاهيل. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (3/ 464)، إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد والطبراني وأبي الشيخ.
3609 - وزاد الحارث (¬1): وقال الكلبي: قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فمنعوا الجنة والنار، وسيدخلهم الله تعالى في رحمته (¬2) ولا أدري أذكر (قتيلًا) (¬3) أم لا (¬4). ¬
3610 - وقال الحارث: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، (ثنا) (¬1) كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬2)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ (الْهِلَالِيِّ) (¬3)، عَنْ أبيه رضي الله عنه (¬4)، قال: (قال) (¬5) قائل: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ما أصحاب الأعراف؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: قوم خرجوا في سبيل الله (تعالى) (¬6) بِغَيْرِ إِذْنِ آبَائِهِمْ، فَاسْتُشْهِدُوا، فَمَنَعَتْهُمُ الشَّهَادَةُ أَنْ يَدْخُلُوا النَّارَ، وَمَنَعَتْهُمُ الْمَعْصِيَةُ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ. ¬
3615 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف فيه: 1 - الواقدي وهو متروك. 2 - كثير بن عبد الله متهم بالكذب. وفيه من لم أعرفه. وضعفه البوصيري بالواقدي في المسندة من الإِتحاف والمختصرة (2/ 170). وقال المصنف في الإِصابة: وفي إسناده الواقدي وهو واهٍ. قلت: وإن ثبت لعله الحديث الذي نقل كلام المصنف فيه في الإِصابة وهو حديث الليث.
3611 - حدّثنا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَهُ (¬2). ¬
3611 - الحكم عليه: ضعيف جدًا فيه الْوَاقِدِيُّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
3612 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عن المعروربن سويد، عن أم سلمة أم المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن المسخ (¬2) أيكون له نسل؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: مَا مُسِخَ أَحَدٌ قَطُّ، فَكَانَ لَهُ نَسْلٌ وَلَا عَقِبٌ. * قُلْتُ: هُوَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ الْمَعْرُورِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬3)، قَالَ: إِنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (¬4) سَأَلْتُ (¬5)، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وليث واهي الحفظ. ¬
3612 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف، فيه ليث ابن أبي سليم ضعيف. وتساهل الهيثمي في المجمع فقال (8/ 14): وفيه ليث ابن أبي سليم وهو مدلس. ولم يذكره البوصيري في الزوائد.
تخريجه: تابع جريرًا عن ليث عبد الله بن إدريس وهو ثقة أخرجه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ (23/ 325)، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العزيز، ثنا الحسن بن الربيع، ثنا ابن إدريس، عن ليث به. وهذا إسناد صحيح إلى ليث. واكتفى صاحب الكنز (15/ 46) بنسبته إلى الطبراني. وأشار المصنف رحمه الله إلى أن ليث ابن أبي سليم، خالف الصحيح في هذا الحديث وأنه من مسند عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وهو ما سيذكره.
10 - باب سورة الأنفال
10 - باب سورة الأنفال 3613 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا وَاصِلُ (بْنُ) السَّائِبِ، عَنْ عَطَاءٍ، وَأَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأنصاري رضي الله عنه، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- سرية، فنصرها الله تعالى، وَفَتَحَ عَلَيْهَا، وَكَانَ مَنْ أَتَاهُ بِشَيْءٍ نَفَلَهُ (مِنْ بَعْدِ الْخُمُسِ) (¬1) فَرَجَعَ رِجَالٌ، وَكَانُوا يَسْتَقْدِمُونَ وَيَأْسِرُونَ وَيَقْتُلُونَ، وَتَرَكُوا الْغَنَائِمَ خَلْفَهُمْ، وَلَمْ يَنَالُوا من الْغَنَائِمَ خَلْفَهُمْ، وَلَمْ يَنَالُوا مِنَ الْغَنَائِمِ شَيْئًا، فقالوا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما بَالُ رِجَالٍ مِنَّا يَسْتَقْدِمُونَ وَيَأْسِرُونَ، وَتَخَلَّفَ رِجَالٌ لَمْ يَصِلُوا بِالْقِتَالِ، فَنَفَلْتَهُمْ مِنَ الْغَنِيمَةِ، فَسَكَتَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنزل جبريل (عليه السلام): {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}. فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ لَهُمْ: رُدُّوا مَا أَخَذْتُمْ، وَاقْسِمُوهُ بَيْنَكُمْ بالعدل والسوية، فقالوا: يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَدْ انفقنا وأكلنا، قال -صلى الله عليه وسلم-: فاحتسبوا بذلك. ¬
3613 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علل ثلاث: 1 - واصل بن السائب ضعيف وتركه بعضهم. 2 - أبو سورة ضعيف. 3 - لا يعرف لعطاء سماع عن أبي أيوب رضي الله عنه كما في ترجمته، وسماع أبي سورة على الشك. قال البوصيري في الإِتحاف المسندة والمختصرة (2/ 170 ب) بسند ضعيف لضعف واصل بن السائب.
تخريجه: نسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 5) إلى ابن مردويه وأبي الشيخ.
3614 - وقال مسدد: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ القاسم، قال، قال: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، عَنِ النَّفَلِ؟ فَقَالَ: الْفَرَسُ مِنَ النَّفَلِ، وَالسَّلَبُ من النفل، فأعاد عليه فقال: هذا مثل صنيع صبيغ (¬1) الذي ضربه عمر رضي الله عنه. ¬
3614 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. ولم أجده في الإِتحاف.
تخريجه: هذا مختصر للحديث وقد تابعه عليه بالزيادة: 1 - يحيى بن يحيى الليثي في موطأه عن مالك (2/ 455) والزيادة قال: ثم عاد الرجل لمسألته، فقال ابن عباس ذلك أيضًا، ثم قال الرجل الأنفال التي قال الله في كتابه ما هي؟ قال القاسم: فلم يزل يسأله حتى كاد أن يخرجه، ثم قال ابن عباس أتدرون ما مثل هذا؟ مثل صبيغ الذي ضربه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. 2 - ابن وهب عند ابن جرير في التفسير بنحو لفظ الليثي حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب أخبرني مالك، به (9/ 170). وزاد السيوطي في الدر المنثور (4/ 8) نسبته إلى ابن أبي شيبة وأبي عبيد وعبد بن حميد والنحاس وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الشيخ وابن مردويه. وتابع مالكًا عن الزهري معمرًاً أخرجه عنه عبد الرزاق في التفسير (1/ 2 / 249). ومن طريقه ابن جربر في التفسير (9/ 170)، وفيه زيادة بيان عن ابن عباس =
= قال: كان عمر إذا سئل عن شيء قال: لا آمرك ولا أنهاك، قال: ثم قال ابن عباس: والله ما بعث الله نبيه إلَّا زاجرًا آمرًا محلًا محرمًا، قال: فسلط على ابن عباس رجل من أهل العراق فسأله عن الأنفال، فقال: ابن عباس: كان الرجل ينفل فرس الرجل وسلبه، فأعاد عليه، فقال مثل ذلك، ثم أعاد عليه، فقال ابن عباس، أتدرون ما مثل هذا؟ مثل صبيغ الذي ضربه عمر قال: وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على عقبيه أو قال: على رجليه، فقال: أما والله فقد انتقم لعمر منك. قال ابن كثير في التفسير (2/ 482): إسناد صحيح.
3615 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا أَبُو حَيْوَةَ شَرِيحُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ المليكي، عن أبيه، عن جده (رضي الله عنه) (¬1) عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي قوله: (تبارك وتعالى) (¬2): {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ}، قَالَ: هُمُ الْجِنُّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يُخَبِّلُ (¬3) أَحَدًا فِي دَارٍ فيها فرس عتيق (¬4). ¬
3615 - الحكم عليه: هذا إسناد تالف فيه سعيد بن سنان، متروك وقد اتهم. وقد اضطرب فيه كما سيأتي وفيه شيخه مجهول. قال ابن كثير في التفسير (2/ 322)، وهذا الحديث منكر، لا يصح إسناده ولا متنه. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 300)، وفيه مجاهيل.
تخريجه: تابع داود بن رشيد عن أبي حيوة أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي واختلف عنه كما سيأتي. أخرجه عنه ابن أبي حاتم في التفسير كما في تفسير ابن كثير (2/ 322). وسمى شيخه يزيد بن عبد الله بن عريب المليكي. وتابع أبا حيوة عليه محمد بن شعيب بن سابور. أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (7/ 433). =
= والطبراني في الكبير (17/ 189). وأبو الشيخ في العظمة (487: 105) بذكر الإِسناد ولفظه إنهم الجن لا تخبل بيتًا في عتيق من الخيل. وتابعهما بقية بن الوليد أخرجه أبو الشيخ في العظمة (رقم 1106). واضطرب سعيد بن سنان في تسمية شيخه. فسماه عمرو بن عريب عن أبيه عن جده. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1197). وابن قانع كما في لسان الميزان (3/ 388). بطريقين عنه. ورواه أحمد بن الفرج شيخ ابن أبي حاتم المذكور في أول التخريج فرواه عن بقية، عن عبد الله بن عريب المليكي. أخرجه ابن مسنده كما في لسان الميزان (3/ 388). قلت: أحمد بن الفرج يضعف في حديثه بقية كما في ترجمته في لسان الميزان (1/ 266). وهو وإن كان محفوظًا عن بقية، فإنه مدلس تبين من هو شيخه من رواية أبي الشيخ. فالاضطراب حاصل من سعيد بن سنان وهو متروك، وهو مدار الحديث فالحديث ضعيف جدًا. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (3/ 17)، إلى الروياني وأبي يعلى وابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر.
3616 - وقال الطيالسي (¬1): حدّثنا الصَّلْتُ (¬2) بْنُ دِينَارٍ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ صُهْبَانَ، وأبو رجاء العطاردي، قال: سمعنا الزبير رضي الله عنه، وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (¬3)، فلقد تلوت هذه (الآية زمانًا) (¬4): (واتقوا فتنةً) زَمَانًا وَمَا أُرَانِي مِنْ أَهْلِهَا، (فَأَصْبَحْنَا) (¬5) مِنْ أهلها (¬6). ¬
3616 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه الصلت بن دينار متروك. وقال البوصيري في المسندة والمختصرة (2/ 170 ب) رواه الطيالسي عن الصلت بن دينار وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه من طريق أبي داود والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 407)، وتابع أبا داود عن الصلت، سفيان الثوري. =
= أخرجه ابن جرير في تفسيره (9/ 218)، حدّثنا قبيصة عن سفيان، به. قلت: وأخرجه الثوري في تفسيره (118)، وقال أخبرني من سمع عقبة بن صهبان، فوضحته رواية ابن جرير. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 46)، إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ونعيم بن حماد في الفتن وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الشيخ وابن مردويه. ورواه عن الزبير مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: قلنا للزبير يا أبا عبد الله ضيعتم الخليفة حتى قتل، ثم جئتم تطلبون بدمه؟ فقال الزبير: إنا قرأنا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم (واتقوا فتنة لا تصيبن الذي ظلموا منكم خاصة، ولم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت فينا حيث وقعت. أخرجه أحمد (1/ 165). والبزار (1/ 190: 976). ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 46) إلى ابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر. كلاهما عن شداد بن سعيد عن غيلان بن جرير عن مطرف، به. وهذا إسناد صحيح. قال البزّار: ولا نعلم روى مطرف عن الزبير إلَّا هذا الحديث. ورواه الحسن عن الزبير، بنحوه. أخرجه النسائي في التفسير من الكبرى (1/ 525). وأحمد (1/ 167) وابن أبي شيبة في مصنفه كتاب الأمراء (11/ 115). وابن جرير (9/ 218)، والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 407) وهذا منقطع بين الحسن والزبير فلم يسمع الحسن منه كما في جامع التحصيل (162). وقد وصله محمد بن يونس الكديمي فقال: حدّثنا عمر بن حبيب بن داود بن أبي هند عن الحسن قال: حدّثنا عون بن قتادة قال: حدثني الزبير، نحوه.
أخرجه الداني في الفتن (رقم 12). وهذا إسناد ضعيف جدًا الكديمي متروك كما في ترجمته في الميزان (4/ 74). ورواه قتادة عن الزبير، بنحوه. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 2/257). وابن جرير (9/ 218) بإسناديهما عن معمر عن قتادة، عن الزبير والعلة فيه كسابقه، فهو لم يسمع إلَّا من أنس ونحوه من صغار الصحابة، كما في جامع التحصيل (254). والخلاصة أن الحديث صحيح بحديث مطرف عن الزبير رضي الله عنه.
11 - سورة التوبة
11 - سورة التوبة 3617 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ آخِرَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (¬1). [2] أخبرنا وَكِيعُ عَنْ شُعْبَةَ، بِهَذَا الإِسناد مِثْلَهُ. * هَذَا إسناد حسن (¬2). ¬
3617 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد. قال الهيثمي في المجمع (7/ 39): وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو ثقة سيِّئ الحفظ، وبقية رجال ثقات.
تخريجه: تابع أبا عامر ووكيع: =
= 1 - مسلم بن إبراهيم أخرجه ابن جرير في تفسيره (11/ 78)، والطبراني في الكبير (1/ 199)، والخطيب في موضح الجمع والتفريق (1/ 347) بأسانيدهم عنه. 2 - بشر بن عمر أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (5/ 117). 3 - حدّثنا محمد ابن أبي بكر، ثنا بشر. 4 - عثمان بن عمر بن فارس العبدي أخرجه المحاملي في أماليه (رقم 455). 5 - حدّثنا يعقوب ابن أبي إياس أخرجه بإسناده عنه البيهقي في دلائل النبوة (7/ 139). 6 - عبد الصمد بن عبد الوارث أخرجه عن أبي موسى عنه ابن جرير في التفسير (11/ 78). كلهم عن شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ أُبَيِّ وخالف ابن وكيع إسحاق فرواه عن أبيه بالإِسناد عن يوسف، عن أبي بن كعب. أخرجه ابن جرير عنه (11/ 78). وابن وكيع ضعيف. وأخرج الحاكم (2/ 338)، الحديث من طريق أبي عامر -طريق إسحاق- عنه، عن شعبة، عن يونس بن عبيد، وعلي بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابن عباس، عن أبي. وقال: حديث شعبة، عن يونس، عن عبيد، صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وإسناده عن أبي عامر حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بكار بن قتيبة، القاضي ثنا أبو عامر، به. قلت: بكار ثقة كما يظهر من ترجمته في السير (12/ 599). =
= وهذا منه مزيد في متصل الأسانيد، وإلاَّ فالحديث عن علي عن يوسف، ويدل عليه أمران: أولهما أن أصحاب شعبة تواردوا على عدم ذكر يونس. ثانيهما: أن المترجمين ليوسف مهران ذكروا أنه لم يرو عنه إلَّا علي بن زيد كما يظهر في ترجمته والله أعلم. تابع ابن عباس، عن أبي الحسن البصري كما في الحديث الآتي.
3617 - [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، ثنا مَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ (أُبي بْنِ كَعْبٍ) (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نحوه. (150) حديث ابن عمر رضي الله عنهما فِي ذِكْرِ النَّسِيءِ تَقَدَّمَ فِي بَابِ حُرْمَةِ مكة. (¬2). ¬
3617 - [3] الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: 1 - هشيم مدلس وقد عنعن. 2 - الحسن البصري لم يسمع من أُبي. كما في جامع التحصيل (/165).
تخريجه: تابع منصور عن الحسن قتادة أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (128: 125)، أخبرنا عباس بن الوليد، حدّثنا يزيد، حدّثنا سعيد عن قتادة، عن الحسن، به. وهذا إسناد أضعف من سابقه: 1 - سعيد هو ابن أبي عروبة مدلس. 2 - قتادة أيضًا مدلس. وقد عنعنا. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 331): إلى ابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه. ورواه أبو العالية عن أبي قال: إنهم جمعوا القرآن في مصاحف في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، فكان رجال =
= يكتبون، ويملى عليهم أُبي بن كعب، فلما انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة، ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن، قال لهم أُبي بن كعب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقرأني بعدها آيتين: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عنتم، حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم إلى وهو رب العرش العظيم، ثم قال: هذا آخر ما أنزل من القرآن، قال: فختم بما فتح به الله الذي لا إله إلَّا هو، قول الله تبارك وتعالى: وما أرسلنا قبلك من رسول إلَّا يوحي إليه أنه لا إله إلَّا أنا فاعبدون. أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 134)، واللفظ له، وابن أُبي داود في المصاحف (/30). والبيهقي في دلائل النبوة (7/ 138 مختصرًا). كلهم بأسانيدهم عن أُبي جعفر الرازي عن أُبي العالية، عن أُبي، به. وهذا إسناد ضعيف أبو جعفر الرازي ضعيف. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 331) إلى ابن الضريس في فضائله، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والخطيب في تلخيص المتشابه، والضياء في المختارة. قال ابن كثير في التفسير (2/ 405): غريب. فالأثر على كل حال ضعيف.
3618 - وقال إسحاق: أخبرنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرحمن، قال: مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بِرَجُلٍ، وَهُوَ يَقْرَأُ: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} (¬1) حتى ختم الآية، فقال عمر رضي الله عنه: انْصَرِفْ، انْصَرِفْ (¬2)، فَقَالَ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ؟ فقال: أقرأنيها أُبي بن كعب رضي الله عنه، فقال (رضي الله عنه) (¬3): لا تفارقني، حتى نذهب إليه، (فجاء) (¬4) فاستأذن، وَهُوَ مُتَّكِئٌ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: زَعَمَ هَذَا أنك أقرأته آية كذا، وَتَلَاهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: صَدَقَ، فَقَالَ عُمَرُ لِأُبَيٍّ رضي الله عنهما: أَتَلَقَّيْتَهَا مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-؟ قال: نعم، (فرد) عمر رضي الله عنه ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُ أُبَيٌّ رضي الله عنه: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى، أَنْزَلَهَا عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، جاء بها جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مْنْ عِنْدِ اللَّهِ (تبارك و) (¬5) تعالى، لَمْ يُؤَامِرْ (¬6) فِيهَا الْخَطَّابَ وَلَا ابْنَهُ، قَالَ: فخرج عمر رضي الله عنه، وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر. ¬
3618 - الحكم عليه: هذا مرسل حسن الإِسناد: محمد بن عمرو بن علقمة صدوق. وأبو سلمة لم يدرك عمر كما في هامش جامع التحصيل (/213). قال البوصيري في المسندة والمختصر (25/ 171): رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد، وروى محمد بن كعب نحو القصة. أخرجه ابن جرير في التفسير (11/ 8) بأسانيده عن أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي نحوه، وهذا إسناد ضعيف أبو معشر نجيح السعدي ضعيف كما في ترجمته (رقم 167)، ومحمد بن كعب لم يسمع عمر كما في جامع التحصيل (/268)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 268) إلى أبي الشيخ.
3619 - وقال أبو يعلى: حدّثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ (¬1)، ثنا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا يَكُونُ الدِّينَارُ عَلَى الدِّينَارِ، وَلَا الدِّرْهَمُ عَلَى الدِّرْهَمِ، وَلَكِنْ يُوَسِّعْ جِلْدَهُ، {فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُم ...} (¬2) الآية. * هذا ضعيف جدًا لضعف سيف. ¬
3619 - الحكم عليه: إسناد تالف فيه سيف بن محمد كذاب. قال ابن كثير في التفسير (2/ 352): ولا يصح رفعه. ولم أجده في التفسير من الإِتحاف.
تخريجه: نسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 179)، إلى أبي يعلى وابن مردويه.
3620 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ عَطَاءِ ابن أبي رباح، وعن أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬1) مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ: {رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} (¬2) قال -صلى الله عليه وسلم-: كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ، وَكَانُوا لَا يَنَامُونَ اللَّيْلَ كله. * أبو سورة ضعيف. ¬
3625 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علل: 1 - واصل بن السائب ضعيف. 2 - عطاء ليس له سماع من أبي أيوب كما في ترجمته. 3 - أبو سورة ضعيف ونفى بعضهم سماعه من أبي أيوب. قال الهيثمي في المجمع (1/ 218): فيه واصل بن السائب وهو ضعيف. وقال البوصيري في المسندة والمختصرة (2/ 171) بسند ضعيف لضعف أبي سورة.
تخريجه: أخرجه من طريق ابن أبي شيبة الطبراني في الكبير (1/ 179)، حدّثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر، به. وبطريقين عن أبي بكر أخرجه الحاكم في المستدرك شاهدًا لحديث (1/ 188). ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 290) إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه. =
= وتابع أبا سورة عن أبي أيوب، طلحة بن نافع، بنحوه عند ابن ماجه في سننه (رقم 355)، في الطهارة وسننها باب الاستنجاء بالماء ولفظه عنه وعن جابر وأنس أن هذه الآية نزلت: فيه رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يا معشر الأنصار، إن الله قد أثنى عليكم في الطهور، فما طهوركم؟ قالوا: "نتوضأ للصلاة، ونغتسل من الجنابة، ونستنجي بالماء، قال: هو ذاك فعليكموه". وأخرجه الدارقطني في سننه (1/ 62)، والطحاوي في المشكل (رقم 4740). والحاكم (1/ 155، 2/ 344). والبيهقي في سننه (1/ 105)، في الطهارة باب الاستنجاء بالماء. كلهم بأسانيدهم عن عتبة ابن أبي حكيم، حدثني طلحة بن نافع، أبو سفيان، عنهم، به. وهذا إسناد ضعيف عتبة ابن أبي حكيم قال المصنف: صدوق يخطئ كثيرًا كما في التقريب (2/ 4). وطلحة بن نافع أبو سفيان قال أبو حاتم في المراسيل (/89) في هذا الحديث بعينه لم يسمع من أبي أيوب. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (4/ 289)، إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر. والحديث بطرقه الأول له شواهد كثيرة: بلفظه: أولًا: عن محمد بن عبد الله بن سلام رضي الله عنهما: قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- علينا -يعني قباء- قال: إن الله عزّ وجل قد أثنى عليكم في الطهور خيرًا، أفلا تخبروني، قال: يعني قوله: فيه رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ، قال: فقالوا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنا نجده مكتوبًا علينا في التوارة، الاستنجاء بالماء. أخرجه أحمد (6/ 6). وابن أبي شيبة في المصنف في الطهارة (1/ 153)، والبخاري في التاريخ =
= (1/ 18)، وابن جرير في التفسير (11/ 29). كلهم بأسانيدهم عن مالك بن مغول، عن سيار أبي الحكم، عن شهر بن حوشب، عن محمد، به. وهذا إسناد حسن: شهر بن حوشب حسن الحديث كما سبق تحقيقه. وفي إسناده اختلاف، لا يضره إن شاء الله. ونسبه المصنف في الإصابة (3/ 378)، إلى ابن قانع والبغوي وابن منده وزاد السيوطي (4/ 289) إلى أبي نعيم في المعرفة وابن مردويه. ثانيًا: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لما نزلت الآية: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}، بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى عويم بن ساعدة فقال: ما هذا الطهور الذي أثنى الله عزّ وجل عليكم؟ فقالوا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلَّا غسل فرجه أو قال: مقعدته. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هُوَ هذا. آخره الطبراني في الكبير (11/ 67). والحاكم في مستدركه (1/ 187). والبيهقي في الطهارة من سننه باب الاستنجاء بالماء (1/ 105). كلهم عن محمد بن إسحاق، عن الأعمش، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. وهذا إسناد ضعيف محمد بن إسحاق مدلس عنعن كما في ترجمته (رقم 367). وعزاه السيوطي في الدر المنثور (4/ 289)، إلى أبي الشيخ وابن مردويه. ثالثًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم-: "نزلت هذه الآية في أهل قباء {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}، قال: كانوا يستنجون بالماء، فنزلت فيهم هذه الآية". أخرجه أبو داود في الطهارة باب في الاستنجاء بالماء (1/ 11: 44). والترمذي في التفسير تفسير سورة التوبة (4/ 344)، وقال غريب. =
= وابن ماجه في الموضع السابق (رقم 357)، وأبو يعلى في المعجم (/90: 44). والبيهقي في الموضع السابق والبغوي في التفسير (4/ 96). ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 288)، إلى أبي الشيخ وابن مردويه كلهم عن محمد بن العلاء، ثنا معاوية بن هشام، عن يونس بن الحارث، عن إبراهيم ابن أبي ميمونة، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ الألباني في إرواء الغليل (1/ 85): وهذا سند ضعيف وله علتان: الأولى: ضعف يونس بن الحارث. الثانية: جهالة إبراهيم ابن أبي ميمونة، قال الذهبي ما روى عنه سوى يونس بن الحارث. رابعًا: عن عويم بن ساعدة رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَتَاهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ، فقال: إن الله تبارك وتعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم، فما هذا الطهور الذي تطهرون به، قالوا: والله يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ما نعلم شيئًا، إلَّا أنه كان لنا جيران من اليهود، فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط، فغسلنا كما غسلوا. أخرجه أحمد (3/ 422). وابن خزيمة في صحيحه (1/ 45: 83) وابن جرير في التفسير (11/ 30). والطبراني في الكبير (17/ 140)، وفي الصغير (رقم 828). والحاكم في المستدرك (1/ 155). وزاد في السيوطي في الدر (4/ 289) نسبة إلى ابن مردويه. كلهم بأسانيدهم عن أبي أويس، عن شرحبيل بن سعد، عن عويم، به. وهذا إسناد ضعيف شرحبيل لين كما في ترجمته في التهذيب (4/ 282). وقال المصنف فيه: وفي سماعه من عويم بن ساعدة نظر؛ لأن عويمًا مات في =
= حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ويقال في خلافة عمر رضي الله عنه. خامسًا: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأهل قباء: ما هذا الطهور الذي خصصتم به في هذه الآية: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ما منا أحد يخرج من الغائط إلَّا غسل مقعدته. أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 143). من طريق عبد الرزاق عن يحيى بن العلاء، عن ليث، عن شهر، عن أبي أمامة وهذا إسناد ضعيف جدًا. يحيى بن العلاء كذاب. سادسًا: عن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} قال: كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط. أخرجه ابن جرير في التفسير (11/ 30)، حدثني محمد بن عمارة، حدثني محمد بن سعيد، ثنا إبراهيم بن محمد عن شرحبيل بن سعد، عن خزيمة رضي الله عنه، به. ولم أستطع معرفة الثلاثة الأول من الإِسناد. وأخرجه الطبراني في الكبير بنحوه (4/ 100) حدّثنا أحمد بن عمرو البزّار، ثنا عمرو بن مالك الراسبي، ثنا محمد بن سليمان بن مشمول، حدثني أبو بكر ابن أبي سبرة، عن شرحبيل بن سعد، قال: سمعت خزيمة بن ثابت بنحوه. وهذا إسناد شبه الريح قريب من الموضوع فيه علل: 1 - عمرو مالك الراسبي ضعيف كما في التقريب (2/ 77). 2 - محمد بن سليمان ضعيف كما في لسان الميزان (5/ 210). 3 - أبو بكر ابن أبي سبرة اتهمه أحمد وابن عدي بوضع الحديث كما في التهذيب (12/ 32). ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 290) إلى ابن مردويه. =
= سابعًا: عن الحسن رحمه الله قال: لما نزلت هذه الآية: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما هذا الذي ذكركم الله به في أمر الطهور؟ فأثنى به عليكم؟ قالوا: نغسل أثر الغائط والبول. أخرجه ابن جرير في التفسير (11/ 31). حدّثنا المثنى، ثنا سويد بن نصر، قال أخبرنا ابن المبارك، عن هشام بن حامد، ثنا الحسن به. وهذا مرسل صحيح الإِسناد. ثامنًا: عن قتادة رحمه الله: لما نزلت: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}، قال النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا مَعْشَرَ الأنصار": ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم فيه؟ قالوا: إنا لنستطيب بالماء إذا جئنا من الغائط. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 2/288) عن معمر، عن قتادة. وهذا مرسل صحيح الإِسناد. تاسعًا: عن الشعبي رحمه الله قال: لما نزلت هذه الآية، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يا أهل قباء، ما هذا الثناء الذي أثنى الله عليكم، قالوا: ما منا أحد إلَّا وهو يستنجي بالماء من الخلاء فيه رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 153)، في الموضع السابق، بإسناد لم يتميز لي، قال: حدّثنا حفص عن داوود ابن أبي ليلى عن الشعبي. وبعد هذا كله فالحديث بمجموع طرقه بحديث ابن عباس ومحمد بن عبد الله بن سلام وعويم بن ساعدة ومرسل الحسن وقتادة، حسن.
3621 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بن عمير رضي الله عنه (¬1)، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن السائحين (¬2)؟ فقال -صلى الله عليه وسلم- (¬3): هم الصائمون. * هذا مرسل صحيح الإِسناد. ¬
3621 - الحكم عليه: هو كما قال المصنف رحمه الله. وقال ابن كثير في التفسير (2/ 392): مرسل جيد.
تخريجه: تابع مسددًا عن سفيان به مرسلًا: 1 - ابن المديني أخرجه البيهقي عنه في سننه (4/ 305)، في الصيام، باب في فضل شهر رمضان. 2 - محمد بن عيسى الدامغاني وهو مقبول كما في ترجمته في التهذيب (9/ 343)، أخرجه عنه ابن جرير (11/ 37). 3 - سفيان بن وكيع عند ابن جرير أيضًا أخرجه عنه كلهم عن سفيان. وذكر الحاكم في المستدرك (2/ 335)، على أن الحديث مما أرسله أكثر أصحاب ابن عيينة. وقال البيهقي في الشعب (3/ 293): والمحفوظ عن ابن عيينة، عن عبيد بن عمير، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا. =
= قلت: الموصول أخرجه الحاكم في الموضع السابق وعنه البيهقي في الشعب حدّثنا: أبو جعفر محمد بن سليمان بن موسى المذكر، ثنا جنيد بن حكيم الدقاق، ثنا حامد بن يحيى البلخي، ثنا ابن عيينة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عمير، عن أبي هريرة رضي الله عنه، به. قلت: حامد بن يحيى ثقة حافظ كما في (التقريب 1/ 146). إلَّا أن الإِسناد إليه ضعيف جدًا. شيخ الحاكم كان الحاكم يتهمه كما في لسان الميزان (5/ 212). وجنيد الدقاق قال فيه الدارقطني: ليس بالقوي كما في اللسان (2/ 177) ومما يدل على إرساله عن عبيد بن عمير أن سفيان قد تابعه عمرو بن الحارث الأنصاري وهو ثقة كما في (التقريب 2/ 67) عن عمرو بن دينار. أخرجه ابن جرير في التفسير (11/ 37) حدثني يونس، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عمير به. وهذا إسناد صحيح إلى عبيد. وقد ورد عن أبي هريرة مرفوعًا. أخرجه ابن جرير (11/ 37). ونسبه السيوطي في الدر (4/ 298)، إلى أبي الشيخ وابن مردويه وابن النجار قال ابن جرير: حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع قال: ثنا حكيم بن حزام، ثنا سليمان، يعني الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "السائحون الصائمون". وهذا إسناد ضعيف جدًا حكيم بن حزام متروك، كما في ترجمته في لسان الميزان (2/ 417). قلت: الصحيح أنه موقوف كما قال ابن عدي في الكامل (2/ 638) وابن كثير =
= في التفسير (2/ 392)، عن الأعمش. وأخرجه ابن جرير حدّثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال ثنا إسرائيل عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، به موقوفًا. وذا إسناد صحيح. وقد روى مثله عن جماعة من الصحابة، انظر الدر المنثور (4/ 297).
3622 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بن أبي، فأخذ جبريل عليه الصلاة والسلام بِثَوْبِهِ، فَقَالَ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} (¬2). ¬
3622 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف الرقاشي كما قال المصنف. وقال الحافظ ابن كثير في التفسير (2/ 379). ورواه الحافظ أبو يعلى في مسنده، من حديث يزيد الرقاشي، وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في التفسير (10/ 205) حدثني أحمد بن إسحاق قال: ثنا أبو أحمد -هو الزبيري- قال: ثنا حماد بن سلمة عن يزيد، عن أنس به. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 259)، إلى ابن مردويه. وأشار المصنف إلى علة أخرى في الحديث فقال:
هذا حديث ضعيف، وقد خالف فيه يزيد مَعَ ضَعَفِهِ، (مَا) (¬1) ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ، مِنْ حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أنه صلّى عليه، و (أن) (¬2) الآية إنما نزلت بعد ذلك (¬3). ¬
= وكذلك دلّت الأحاديث الأخرى على ما دل عليه حديث ابن عمر رضي الله عنه، وذلك من حديث عمر وجابر وابن عباس رضي الله عنهم. أولًا: حديث عمر رضي الله عنه قال: لما مات عبد الله بن أبي بن سلول، دعي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليصلّى عليه، فلما قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وثبت إليه، فقلت: يا رسول الله أتصلي على ابن أبي، وقد قال يوم كذا وكذا وكذا وكذا -أعدد عليه قوله- فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقال: أخَّر عنّي يا عمر، فلما أكثرت عليه، قال: إني خيّرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له، لزدت عليها فصلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثم انصرف فلم يمكث إلَّا يسيرًا حتى نزلت الآيتان من براءة {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ}، قال: فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذٍ، والله ورسوله أعلم. أخرجه البخاري واللفظ له في الجنائز، باب ما يكره من الصلاة على المنافقين (30/ 228). وفي التفسير في سورة التوبة استغفر لهم (8/ 333). والترمذي في الموضع السابق. والنسائي في المجتبى في الجنائز، باب الصلاة على المنافقين (4/ 67). وفي التفسير من الكبرى (1/ 553). وأحمد (1/ 16). وعبد بن حميد في المنتخب (1/ 58: 19). والبزار في مسنده (1/ 298: 193). وابن جرير في تفسيره (105/ 205، 206). والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 13). والبيهقي في المرتد الموضع السابق. والبغوي في تفسيره (4/ 81). والواحدي في الموضع السابق كلهم بأسانيدهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله بن عتبة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهم. ثانيًا: عن جابر رضي الله عنه، قال: مات رأس المنافقين بالمدينة، وأوصى أن يصلّي عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن يكفّنه في قميصه، فصلّى عليه وكفّنه في قميصه وقام على قبره، فأنزل الله: وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا ولا تقم على قبره. أخرجه ابن ماجه في الجنائز، باب الصلاة على أهل القبلة (1/ 488: 1524). =
= والبزار كما في التفسير ابن كثير (2/ 379). وابن جرير في التفسير (10/ 205). والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 14). كلهم من طريق مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه. وزاد السيوطي في الدر المنثور نسبته إلى أبي الشيخ وابن مردويه (4/ 259)، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد. ثالثًا: عن ابن عباس رضي الله عنهما: بنحو حديث عمر السابق. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 438)، بسنادين. وعلقه البيهقي في الدلائل (5/ 288). عن بشر بن السري، حدّثنا رباح بن أبي معروف المكي، حدّثنا سالم بن عجلان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما. وهذا إسناد ليّن رباح المكي فيه لين لكثرة وهمه كما في ترجمته في (التهذيب 3/ 204). وهذه الأحاديث تدل على ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى.
3623 - وقال مسدّد: حدّثنا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قال: سمعت حذيفة رضي الله عنه، يَقُولُ: مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَلَمْ أُصَلِّ عليه، فقال عمر رضي الله عنه: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ قُلْتُ: إِنَّهُ مِنْهُمْ، فَقَالَ: أَبِاللَّهِ مِنْهُمْ أَنَا؟ قُلْتُ: لَا، قال: (فبكى) (¬1) رضي الله عنه (¬2). * (إِسْنَادُهُ) (¬3) صَحِيحٌ، وَقَدِ اسْتَنْكَرَهُ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ من حديث زيد بن وهب (¬4). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
3623 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح كما قال المصنف رحمه الله.
تخريجه: تابع يحيى بن سعيد أبو معاوية محمد بن خازم أخرجه عنه ابن أبي شيبة في المصنف في الفتن (15/ 107) ويعقوب بن سفيان في المعرفة، حدّثنا ابن نمير عنه (2/ 769). إلَّا أنه قال عن زيد مات رجل من المنافقين فلم يصل عليه حذيفة .. الحديث. ولم يذكر عن حذيفة. وهذا محمول على أنه سمعه من حذيفة ويدل عليه: ما أخرجه وكيع في الزهد (3/ 791: 477)، حدّثنا ابن أبي خالد -هو إسماعيل- قال سمعت زيد بن وهب الجهني، عن حذيفة فذكر نحو الحديث. وهذا إسناد صحيح. وللحديث شاهد من حديث الحسن أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (309:144). =
= حدّثنا حمَّاد بن الحسن، عن عنبسة الوراق، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا أبو حرة، عن الحسن، فذكر نحو الحديث والحديث على إرساله. عنبسة لم أجد له ترجمة. وأبو حرَّة واصل بن عبد الرحمن قال في التقريب: كان يدلس عن الحسن (2/ 329).
3624 - (¬1) قال مسدّد: ثنا جعفر بن سليمان عن المعلي بن زياد، سمعت الحسن: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} قَالَ: جِهَادُ الْكُفَّارِ بِالسَّيْفِ، وَجِهَادُ الْمُنَافِقِينَ بِاللِّسَانِ. ¬
3624 - الحكم عليه: هذا التفسير من الحسن البصري وهو تابعي، وإسناده إلى الحسن حسن، جعفر بن سليمان والمعلي بن زياد كلاهما صدوق، ووثق الذهبيُّ المعلي بن زياد في ميزان الاعتدال (4/ 148).
تخريجه: ورد مثل هذا التفسير عن ابن عباس أخرجه البيهقي في سننه (9/ 11) ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 239) لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، كما ذكر أنه أخرج أبو الشيخ عن السدي.
3625 - وقال مسدّد: حدّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، (حَدَّثَنِي (¬1) طَلْقُ) (¬2) بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُ الدُّخَانَ فِي مَسْجِدِ الضِّرَارِ (¬3) حيث انهار. ¬
3625 - الحكم عليه: في هذا الإِسناد سقط ظاهر بدلالة حدثني، وابن المختار متأخر الطبقة عن شيخه، وبدلالة التخريج.
تخريجه: أخرجه المخرجون لهذا الحديث عن عبد العزيز بن المختار، حدثني عبد الله بن فيروز الداناج -وهو ثقة كما في (التقريب 1/ 440) - حدثني طلق، سمعت جابرًا به. =
= أخرجه ابن جرير حدّثنا محمد بن مرزوق البصري، وهو مقبول كما في (التقريب 2/ 206). ثنا أبو سلمة -هو التبوذكي- ثنا عبد العزيز بن المختار، عن عبد الله الداناج، قال ثني طلق، عن جابر بنحوه (1/ 32). وتابع أبا سلمة يحيى بن حمّاد- وهو ثقة كما في (التقريب 2/ 346). أخرجه الحاكم في مستدركه (4/ 596)، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني، ثنا يحيى بن حماد، ثنا عبد العزيز بن المختار به. وهذا إسناد صحيح كما قال الحاكم ووافقه عليه الذهبي. وتابعهم يحيى الحماني كما في ترجمته (رقم 566) وهو متروك عند ابن جرير (11/ 32). حدثني المثنى قال: ثنا الحماني، قال ثنا عبد العزيز به. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 212) إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. والحديث صحيح ولله الحمد.
3626 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، (عَنْ) (¬1) مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ: {فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}. ¬
3626 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. وقال ذلك الهيثمي في المجمع (7/ 36). والبوصيري في المسندة والمختصرة (2/ 171 ب).
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 23)، من طريق ابن أبي شيبة وسقط منه في المطبوع سفيان الثوري. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 283)، إلى ابن الشيخ وابن مردويه.
3627 - [1] حدّثنا (¬1) يحيى بن يعلى: ثنا أَبِي، ثنا غَيْلَانُ، عَنْ عُثْمَانَ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} (¬2)، كَبُرَ (¬3) ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ (وَقَالُوا): مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُنَا أَنْ يَتْرُكَ لِوَلَدِهِ مَالًا يبقى بعده؟ فقال (رضي الله عنه) (¬4): أنا أفرج عنكم، فانطلقوا وانطلق عمر رضي الله عنه، واتبعه ثوبان رضي الله عنه. فَأَتَى النَّبِيَّ (¬5) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّهُ كبُر عَلَى أَصْحَابِكَ هَذِهِ الْآيَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّا) (¬6) لَمْ نَفْرِضِ الزَّكَاةَ، إلَّا لِمَا بَقِيَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ، وَإِنَّمَا فُرِضَتِ الْمَوَارِيثُ فِي الأموال لتبقى بعدكم، قال: فكبر عمر رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ألا أخبركم مما يُكْنَزُ؟ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ (وَإِنْ) (¬7) غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ. [2] وقال أبو يعلى (¬8): حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة بهذا. ¬
3627 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: =
= الأولى: عثمان بن عمير ضعيف. الثاني: جعفر ابن أبي وحشة لم يسمع من مجاهد. وقال الحاكم في المستدرك (2/ 333) صحيح الإِسناد. قلت: ذكر في إسناده كما سترى عثمان بن القطان الخزاعي. قال الذهبي: عثمان لا أعرفه، والخبر عجيب. قال الهيثمي في "المجمع (7/ 33)، وفيه عثمان بن عمير وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (2/ 351)، حدّثنا أبي، حدّثنا حميد بن مالك، حدّثنا يحيى بن يعلى، به. 2 - عباس الترقفي عند البيهقي في سننه (4/ 83). 3 - إبراهيم عن إسحاق الزهري، أخرجه بإسناده عنه الحاكم في مستدركه (2/ 333). ومن طريقه البيهقي في السنن في الموضع السابق وفيه عثمان بن القطان الخزاعي. وأخرجه ابن مردويه عن يحيى كما في تفسير ابن كثير (2/ 351). قال البيهقي في سننه: وقصر به بعض الرواة عن يحيى فلم يذكر في إسناده عثمان أبا اليقظان. قلت: وهذا عند أبي داود في الزكاة من سننه، باب في حقوق المال (رقم 1664، 2/ 126)، قصر به عثمان بن أبي شيبة. فقال أبو داود، حدّثنا عثمان ابن أبي شيبة، ثنا يحيى بن يعلى المحاربي، ثنا أبي، ثنا غيلان، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، فذكره. ولأجل هذا أورده المصنف في الزوائد. وعنه الحاكم (1/ 408)، قصر به علي بن المديني. =
= حدّثنا أحمد بن محمد بن سلمة العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا علي بن عبد الله بن المديني، ثنا يحيى بن يعلى المحاربي، ثنا أبي، ثنا غيلان بن جامع، عن جعفر، عن أياس عن مجاهد، عن ابن أبي عباس رضي الله عنهما، به. وقصر به محمد بن يونس: الكديمي -وهو ضعيف- كما في التقريب (2/ 222) أخرجه القطيعي في زوائده على فضائل الصحابة لأحمد (رقم 560). وانظر لزامًا كلام العلامة الألباني حفظه الله في السلسلة الضعيفة فقد ذكر وهم الحاكم رحمه الله في الإِسناد الأول المذكور (3/ 484: 1319)، وللقصة شاهد من حديث علي ورجل من الصحابة وثوبان رضي الله عنه. أولًا: عن علي رضي الله عنه قال: في قوله تعالى (والذين يكنزون الذهب والفضة) قال النبي -صلى الله عليه وسلم- تبًا للذهب، تبًا للفضة، يقولها ثلاثًا. قال: فشق ذلك على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: فأي مال نتخذ؟ فقال عمر رضي الله عنه: أنا أعلم لكم ذلك، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أن أصحابك قد شق عليهم، وقالوا: فأي مال نتخذه قال: "لسانًا ذاكرًا، وقلبًا شاكرًا، وزوجة تعين أحدكم على دينه. أخرجه عبد الرزاق كما في تفسير ابن كثير (2/ 351)، أخبرنا الثوري، أخبرني أبو حصين، عن أبي الضحى، عن جعده بن هبيرة، عن علي رضي الله عنه، به وهذا إسناد صحيح. ثانيًا: عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: تبًا للذهب والفضة. قال: فحدثني صاحبي أنه انطلق مع عمر رضي الله عنه فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قولك تبًا للذهب والفضة؟ ماذا؟ لسانًا ذاكرًا، وقلبًا شاكرًا، وزوجةً تعين على الآخرة. أخرجه النسائي في النكاح من الكبرى كما في التحفة (11/ 176). وأحمد (5/ 366). والبيهقي في الشعب (هند 2/ 481)، كلهم من طريق شعبة، عن سلم بن عطية، =
= قال سمعت عبد الله بن أبي الهذيل، عن صاحب له وعند البيهقى عن صاحب له عن عمر. وهذا إسناد لين فيه سلم بن عطية لين كما في ترجمته في التهذيب (4/ 116). ثالثًا: عن ثوبان رضي الله عنه قال: لما أنزلت الذين يكنزون الذهب والفضة، ولا ينفقونها في سبيل الله، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في بعض أسفاره، فقال بعض أصحابه: -في بعض الروايات- أنه عمر قد نزل في الذهب والفضة ما نزل، فلو أنا علمنا أي المال خير اتخذناه، فقال: أفضله لِسَانًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا شَاكِرًا، وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً تُعِينُهُ على إيمانه. أخرجه الترمذي في التفسير (4/ 341). وابن ماجه في النكاح باب أفضل النساء (1/ 596: 1856). وأحمد (5/ 278، 282). وفي الزهد (35). وأبو نعيم في الحلية (1/ 182). والواحدي في أسباب النزول (201). بأسانيدهم عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه وهذا إسناد ضعيف سالم لم يسمع من ثوبان كما في المراسيل (رقم 124). ولطرفه الأخير شواهد: أولًا: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها مما يكره. وأخرجه النسائي في الكبرى كما في التحفة (9/ 497)، ومن طريقه ابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب (2/ 626)، وأحمد (2/ 251، 432، 438)، والحاكم (2/ 161). كلهم من طريق محمد بن عجلان، عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه. =
= وهذا إسناد حسن محمد بن عجلان حسن الحديث كما في ترجمته. ثانيًا: عن ابن سلام رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: خير النساء تترك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك. رواه الطبراني في الكبير كما في المجمع (4/ 276). وقال الهيثمي: وفيه رزيك بن أبي رزيك، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات قلت: إن لم يكن إلَّا هو علة فالأمر سهل فإنه ثقة، كما وضحه الشيخ الألباني حفظه الله في السلسلة الصحيحة (رقم 1838). ثالثًا: عن أبي أمامة رضي الله عنه عنه -صلى الله عليه وسلم- قال: ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله، خيرًا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله. أخرجه ابن ماجه في النكاح باب أفضل النساء (1/ 596: 1857) قال في الزوائد: في إسناده علي بن يزيد، قال البخاري: منكر الحديث. قلت: الحديث صحيح لغيره بهذه الشواهد، والله أعلم.
3628 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابن جدعان، عن أنس رضي الله عنه قال: قرأ أبو طلحة رضي الله عنه هذه الآية: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} فقال: ما أسمع الله (تعالى) (¬1) (عذرًا لأحد) (¬2)، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا مجاهدًا حتى مات بها. ¬
3628 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علي بن يزيد بن جدعان وهو ضعيف إلَّا أنه لم يتفرد به كما سيأتيك في التخريج. وضعفه البوصيري، به كما في الإِتحاف المسندة والمختصرة (2/ 171 أ).
تخريجه: تابع سفيان عن علي بن زيد حماد بن سلمة مقرونًا بثابت البناني أخرجه: 1 - ابن المبارك في الجهاد (رقم 104)، ومن طريقه الحاكم (3/ 353). 2 - عفان أخرجه عنه ابن سعد في الطبقات (3/ 507). 3 - محمد بن الحسن أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 92)، حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عمر بن محمد بن الحسن، ثنا أبي، كلهم عن حماد بن سلمة قال: أخبرنا ثابت وعلي بن زيد، عن أنس، بنحوه. وأفرد ثابت حماد دون علي بن زيد عند: 1 - أحمد في الزهد (306)، حدّثنا أبو عامر العقدي. 2 - أبي يعلى في مسنده (3/ 374) حدّثنا عبد الرحمن بن سلام ومن طريقه ابن حبّان في الصحيح (16/ 152)، وابن الأثير في أسد الغابة. =
= كلاهما بإسناديهما عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ ولفظه: أن أبا طلحة رضي الله عنه قَرَأَ سُورَةَ بَرَاءَةَ، فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: (انفروا خفافًا وثقالًا)، فَقَالَ: أَلَا أَرَى رَبِّي يَسْتَنْفِرُنِي شَابًّا وَشَيْخًا جهزوني، فقال له بنحوه: قَدْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى قبض وغزوت مع أبي بكر حتى مات، وغزوت مع عمر، فنحن نغزو عنك، فقال: جهزوني فجهزوه، فركب البحر فمات، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فِيهَا إلَّا بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، فَلَمْ يَتَغَيَّرْ. وهذا إسناد صحيح.
3629 - وقال ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عبيدة أخبرنا خَالِدُ بْنُ (يَسَارٍ) (¬1)، عَنِ ابْنِ أَبِي عَقِيلٍ، عن أبيه (رضي الله عنه) (¬2): أَنَّهُ بَاتَ يَجُرُّ الْجَرِيرَ (¬3) عَلَى ظَهْرِهِ، عَلَى صاعين من تمر، فانقلبت بأحدهما إِلَى أَهْلِي، وَجِئْتُ بِالْآخَرِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى رَبِّي (عزَّ وجلّ) (¬4)، فأخبرته -صلى الله عليه وسلم- (¬5) بما كان، (فقال) (¬6): انشره فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ، وَسَخِرُوا، بِهِ لَقَدْ كان الله (عزَّ وجل) (¬7) غَنِيًّا عَنْ صَاعِ هَذَا الْمِسْكِينِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ (تبارك وتعالى) (¬8): {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ ...} (¬9) (الآية) (¬10). ¬
3269 - الحكم عليه: هذا إسناد على ضعفه -ففيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف- فيه من لم أجد له ترجمة. قال الهيثمي في "المجمع (7/ 36): ورجاله ثقات، إلَّا أن خالد بن يسار لم أجد من وثقه ولا جرحه. وقال المصنف في الإصابة (4/ 136): وموسى ضعيف. =
= وقال البوصيري في الإِتحاف في المسندة والمختصرة (2/ 171 أ): رواه ابن أبي شيبة بسند فيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
تخريجه: تابع ابن أبي شيبة أبو كريب محمد بن العلاء، عن زيد بن حباب. أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 45)، حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو كريب به. وتابعهما سفيان بن وكيع عند ابن جرير في التفسير (10/ 196). ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 250)، إلى ابن أبي حاتم والبغوي في معجمه، وأبي الشيخ وابن مردويه، وأبي نعيم في معرفة الصحابة. * وللحديث شواهد كثيرة: أولًا: عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل فجاء أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر منه، فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخر إلَّا رياء فنزلت (الذي يلمزون المطوعين ... الآية). أخرجه بهذا اللفظ البخاري في التفسير في تفسير الآية المذكورة (8/ 330) ومسلم في الزكاة، باب الحمل بأجرة يتصدق بها، والنهي الشديد عن تنقيص المتصدق بقليل (7/ 105 نووي). والنسائي في المجتبى في الزكاة باب جهد المقل (5/ 59، 60). وفي التفسير من الكبرى (1/ 551)، والطحاوي في المشكل (رقم 5487، 5488). كلهم بأسانيدهم عن غندر، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي مسعود. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 249)، إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، =
= وأبي الشيخ، وابن مردويه، وأبي نعيم في المعرفة. ثانيًا: عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثًا، قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف، فقال: يا رسول الله، عندي أربعة آلاف، ألفين أقرضهما ربي، وألفين لعيالى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بارك الله لك في ما أعطيت، وبارك لك فيما أمسكت، وبات رجل من الأنصار، فأصاب صاعين من تمر، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أصبت صاعين من تمر، صاع أقرضه لربى، وصاع لعيالى، قال: فلمزه المنافقون، وقالوا: ما أعطى الذي أعطى ابن عوف إلَّا رياء وقالوا: ألم يكن الله ورسوله غنينين من صاع هذا؟ فأنزل الله: الذي يلمزون المطوعين ... أخرجه البزّار في مسنده كما في تفسير ابن كثير (2/ 375). حدّثنا طالوت بن عبّاد حدّثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وإسناده فيه ضعف محتمل عمر لين كما في ترجمته في التهذيب (7/ 401). وقال البزّار: ولم يسنده أحد إلَّا طالوت. قلت: هو صدوق كما في ترجمته في لسان الميزان (3/ 254). ثالثًا: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ في الآية: وذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى الناس، فنادى فيهم: أن اجمعوا صدقاتكم، فجمع الناس صدقاتهم، ثم جاء رجل من أحوجهم بمن من تمر، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَذَا صاع من تمر، بت ليلتي أجر بالجرير الماء، حتى نلت صاعين من تمر، فأمسكت أحدهما، وأتيتك بالآخر، فأمره أن ينثره في الصدقات، فسخر منه رجال وقالوا: والله إن الله ورسوله لغنيان عن هذا ما يصنعان بصاعك من شيء ... ثم ذكر قصة لابن عوف ونزول الآية. أخرجه ابن جرير في تفسيره (10/ 194). =
= حدثني محمد بن سعد قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، وهذا إسناد ضعيف جدًا مسلسل بالعوفيين وهم ضعاف وله عن ابن عباس أسانيد أخرى فيها ضعف. رابعًا: عن مجاهد رحمه الله قال: في الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين: قال جاء عبد الرحمن بن عوف بصدقة ماله، أربعة آلاف، فلمزه المنافقون، وقالوا: رآى، والذين لا يجدون إلَّا جهدهم: قال رجل من الأنصار، آجر نفسه بصاع من تمر لم يكن له غيره، فجاء به فلمزوه، وقالوا: كان الله غنيًا من صاع هذا. أخرجه الهمذاني في تفسير مجاهد (1/ 285). وابن جرير بأسانيده عنه وكلها صحيحة. خامسًا: عن قتادة رحمه الله: في قوله: (الذين يلمزون المطوعين .. قال أقبل عبد الرحمن بن عوف بنصف ماله، فتقرب، به إلى الله، فلمزه المنافقون فقالوا: ما أعطى ذلك إلَّا رياء وسمعه، فأقبل رجل من فقراء المسلمين يقال له: حبحاب أبو عقيل، فقال يا نبي الله، بت أجر الجرير على صاعين من تمر، أما صاع فأمسكته لأهلي، وأما صاع فها هو ذا، فقال المنافقون: والله إن الله ورسوله لغنيان عن هذا، فأنزل الله في ذلك القرآن: الذين يلمزون الآية. أخرجه ابن جرير في التفسير (10/ 195)، حدّثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال ثنا سعيد، عن قتادة، به. وهذا إسناد صحيح. وأخرج نحوه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 2/282)، عن معمر، عن قتادة. قلت: الحديث صحيح لغيره بهذه الشواهد، والله أعلم.
12 - سورة يونس
12 - سورة يونس 3630 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ (الْمُحَبَّرِ) (¬1)، ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، وَعَنْ رَجُلٍ عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ) (¬2) بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَدْ سَبَقَ فِي فَضْلِ الْجِهَادِ (¬3)، قَالَ: فَيَنْظُرْ إِلَى ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ بُكْرَةً وَمَسَاءً، كَمَا تَرَوْنَ الشَّمْسَ لَا تَشُكُّونَ فِي رُؤْيَتِهَا، وَلَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالنَّعِيمِ كَمَا قَالَ الله (سبحانه و) (¬4) تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (¬5). وقال: الذين أحسنوا: (الذين) (¬6) قالوا: لا إله إلَّا الله. والحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله تعالى. ¬
3630 - الحكم عليه: هذا إسناد حديث موضوع، فيه داود بن المحبر وهو آفته، وشيخه متروك.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا السند ونسبه السيوطي في الدر المنثور (357) إلى ابن مردويه. وذكر في معناه حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه ونسبه إلى أبي الشيخ والحديث ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بألفاظه، انظر في ذلك كتابي الرؤية للحافظين الدارقطني والبيهقي رحمهما الله.
3631 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مرزوق، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كان يقرأ: فبذلك فلتفرحوا يعني: بالمثناة (¬1). ¬
3631 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه علتان: 1 - فضيل بن مرزوق يهم. 2 - عطية ضعيف. قال الهيثمي في المجمع (7/ 39) وفيه عطية العوفي وهو ضعيف. وقال البوصيري في الإِتحاف المسندة والمختصرة (2/ 171)، في سنده عطية العوفي.
تخريجه: نسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 367)، إلى الطبراني وابن مردويه. وللحديث شاهد من حديث أبي رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قرأ بفضل الله ورحمته فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون. أخرجه أبو داود في الحروق من سننه (4/ 33 رقم 3981). والحاكم في مستدركه (2/ 240)، وصححه ووافقه الذهبي. من طريق ابن المبارك عن الأجلح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي، عن أبيه، عن أبي رضي الله عنه. وهذا إسناد حسن، الأجلح صدوق كما في التقريب (1/ 49).
13 - سورة هود
13 - سورة هود 3632 - [1] وقال (أبو بكر) (¬1): حدّثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قال: قال أبو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: ما شيّبك؟ فقال: شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلَاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ. * هَذَا مُرْسَلٌ (صَحِيحٌ) (¬2). إلَّا أَنَّهُ مَوْصُوفٌ بِالِاضْطِرَابِ. [2] أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَخَلَفِ بْنِ هِشَامٍ، فَرَّقَهُمَا كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ بِهِ. [3] وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي جحيفة فذكره بلفظ هود وأخواتها. ¬
3632 - الحكم عليه: هذا إسناد على انقطاعه بين عكرمة وأبي بكر، فإن الذي روى عنه أبو إسحاق وهو مدلس وقد عنعن. قال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 171 ب): رواته ثقات.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا بالإِسناد والمتن في المصنف، في فضائل القرآن، باب ما جاء في صعاب السور (1/ 553). وتابع ابن أبي شيبة عن أبي الأحوص: 1 - أخوه عثمان. أخرجه عنه المروزي في مسند أبي بكر (رقم 31). 2 - عفان وإسحاق بن عيسى عند ابن سعد في الطبقات (1/ 436). وكما ذكر المصنف أخرجه أبو يعلى في مسنده متابعًا لهم. 3 - خلف بن هشام (رقم 102). ومن طريق خلف أخرجه ابن الشجري في أماليه (2/ 241) .. 4 - العباس بن الوليد عند أبي يعلي كما ذكر المصنف (رقم 103). 5 - عمرو بن عون وهو ثقة ثبت- كما في (التقريب 2/ 76) أخرجه الدارقطني في (العلل 1/ 205)، حدّثنا علي بن عبد الله بن مبشر، حدّثنا أحمد بن سنان القطان، ثنا عمرو به كلهم عن أبي الأحوص به. وكما ذكر المصنف فالحديث مضطرب، وأذكر هنا كلام الدارقطني في العلل إذ استقصى وجوه الخلاف فيه، مخرجًا ما استطعت كل طريق بذكره. قال: يرويه أبو إسحاق، واختلف عنه، فرواه شيبان بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ عكرمة، عن ابن عباس، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حدث به عنه عبيد الله بن موسى. =
= قلت: أخرجه ابن سعد عنه مقرونًا بإسرائيل (1/ 435)، والدارقطني في (العلل 1/ 200) وأبو نعيم في الحلية بإسناده عنه (4/ 350). قال ومعاوية بن هشام. قلت: أخرجه الترمذي في التفسير من السنن تفسير الواقعة (5/ 76). والمروزي في مسند أبي بكر (رقم 30) والدارقطني في (العلل 1/ 200). والحاكم في المستدرك (2/ 343) وقال على شرط البخاري. والبيهقي في دلائل النبوة (1/ 357)، والبغوي في التفسير (4/ 208)، وفي شرح السنة (14/ 372) وابن الشجري في الأمالي (2/ 241). قال الدارقطني: واختلف عن إسرائيل، وأبيه يونس، وعن زهير بن معاوية، وعن أبي الأحوص، وأبي بكر بن عياش ومسعود بن سعد الجعفي فرواه سعيد بن عثمان الخزاز وإسماعيل بن صبح -كوفيان- عن إسرائيل، عن أبي إسحاق. قلت: رواية سعيد بن عثمان الخزاز -ولم أجد له ترجمة- أخرجها الدارقطني في (العلل 1/ 201). بطريقين عن الفضل بن يوسف بن يعقوب الجعفي -ولم أجد له ترجمة-. ثنا سعيد بن عثمان الخزاز، ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس أن أبا بكر قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أراك قد شبت قال: شيبني هود والواقعة، وعم يتساءلون والمرسلات. وطريق إسماعيل بن صبيح- وهو مقبول كما في (التهذيب 1/ 267). أخرجها الدارقطني في (العلل 1/ 201) بطريقين عنه، ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أبو بكر فذكره. قال: وتابعهما ابن ناجية عن خلاد بن أسلم، عن النضر بن شميل، عن إسرائيل، وأبيه يونس، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبي بكر. قلت: أخرجه الدارقطني في (العلل 1/ 202)، حدثني الحسين بن أحمد بن =
= صالح، ثنا ابن ناجية -ثنا خلاء بن أسلم- عن النضر به. وهذا إسناد صحيح. قال الدارقطني: بمتابعة شيبان عنه. قلت: سبق ذكرها في أول التخريج. قال: وكذلك قال الحسن بن محمد بن أعين عن زهير. قلت: أخرجه الدارقطني في (العلل 1/ 202) بطريقين عن الحسن -وهو صدوق كما في (التقريب 1/ 170) - ثنا زهير عن أبي إسحاق عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أبو بكر: يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَقَدْ شبت: قال: شيبتني هود، والمرسلات، وإذا الشمس كورت، وعم يتساءلون. قال الدارقطني: وابن مصفى عن بقية، عن أبي الأحوص. قلت: أخرجه الدارقطني في (العلل 1/ 203)، وابن مصفى يدلس كما في (التقريب 2/ 208). قال أبو حاتم في (العلل 2/ 110) هذا خطأ ليس فيه ابن عباس. قال الدارقطني: وأحمد بن الحسين الأودي، عن أبي نعيم، عن مسعود بن سعد. كلهم قالوا: عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبي بكر بمتابعة شيبان، عن أبي إسحاق. قلت: طريق الأودي أخرجها الدارقطني في (العلل 1/ 203)، ولم أجد له ترجمة. وقد أخرج الحاكم في المستدرك وقال على شرط البخاري (2/ 476). والبيهقي في (الشعب 1/ 482). من طريق مُسَدَّدٌ ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أبو بكر فذكره. =
= قال: وخالفهم أصحاب إسرائيل عن إسرائيل. وأصحاب زهير عن زهير، والقاسم بن الحكم العربي، عن يونس بن أبي إسحاق، وأصحاب أبي الأحوص، عن أبي الأحوص، وأصحاب أبي بكر بن عياش. عن أبي بكر، وأصحاب أبي نعيم عن مسعود بن سعد، اتفقوا كلهم، فرووه عن أبي إسحاق، عن عكرمة مرسلًا، عن أبي بكر لم يذكروا فيه ابن عباس. قلت: سبق ذكر رواية أصحاب أبي الأحوص. أما أصحاب إسرائيل: روى الدارقطني عن النضر بن شميل، ووكيع، وهما ثبتان، وعبد الله بن رجاء الغداني- وهو صدوق يهم قليلًا كما في (التقريب 1/ 414) بأسانيد صحيحة إليهم، ومخول بن إبراهيم -وهو صدوق- كما في لسان الميزان (6/ 12) بإسناد لم أجد ترجمة الراوي عن مخول أخرجها في (العلل 1/ 203، 204)، كلهم عن إسرائيل عن أبي إسحاق، عن عكرمة أن أبا بكر قال فذكر الحديث. وأما أصحاب زهير. فأخرجه الدارقطني (1/ 204) بإسناد صحيح عن أحمد بن عبد الملك الحراني -وهو ثقة- كما في (التقريب 1/ 20)، ثنا زهير عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ أبو بكر فذكره. وأما حديث القاسم بن الحكم العرني وهو لين كما في (التقريب 2/ 116)، عن زهير فأخرجه الدارقطني أيضًا في (العلل 1/ 255). حدّثنا القاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن الزعفراني -وهو صدوق كما في تاريخ بغداد (12/ 446) - ثنا أحمد بن محمد بن سعيد التبعي -وهو صدوق كما في الجرح والتعديل (7292) - ثنا القاسم، ثنا يونس به. وأما أصحاب أبي بكر بن عياش. =
= فمنهم أحمد بن محمد بن أيوب -وهو صدوق فيه غفلة كما في التقريب-. أخرجه عنه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (/15). ومنهم أبو هشام الرفاعي محمد بن يزيد، وهو ضعيف. أخرجه الدارقطني بأسانيده عنه في (العلل 1/ 205). ومنهم طاهر ابن أبي أحمد الزبيري المترجم في الجرح والتعديل (4/ 499). أخرجه الدارقطني في (العلل 1/ 205)، حدّثنا ابن عقدة، ثنا إبراهيم بن إسحاق الصواف، ثنا طاهر به. وإبراهيم لم أجد من ترجمه. ومن أصحاب أبي نعيم محمد بن الحسين الجنيني وهو ثقة. كما في تاريخ بغداد (2/ 225) والسري بن يحيى وهو صدوق، والهيثم بن خالد بن يزيد وهو ثقة، أخرجه الدارقطني في (العلل 1/ 206). قال الدارقطني: وكذلك رواه عبد الملك بن سعيد بن أبجر عن أبي إسحاق. ورواه علي بن صالح بن حي عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، عن أبي بكر الصديق. قاله محمد بن بشر العبدي عنه. قلت: علي بن صالح ثقة كما في ترجمته في (التهذيب 7/ 292). وأخرجه الدارقطني بإسنادين عن محمد بن بشر العبدي- وهو ثقة كما في (التقريب 2/ 147). وذكر رحمه الله من تابعه هناك. قال: وحدث به محمد بن محمد الباغندي عن محمد بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بشر، فوهم في إسناده في موضعين، فقال: عن العلاء بن صالح، وإنما هو علي بن صالح بن حييء وقال: عن أبي إسحاق، عن البراء، عن أبي بكر، وإنما هو عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، عن أبي بكر. =
= وذكر رحمه الله أن محمد بن بشر العبدي رواه، عن أبي جحيفة ولم يتجاوزه. قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (15/ 403). وأبو نعيم في الحلية (4/ 350). والدارقطني في (العلل 1/ 206) بأسانيدهم عن: محمد بن عبد الله بن نمير، عن محمد بشر به. قال الدارقطني: ورواه زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق، واختلف عنه فيه، فرواه عبد الرحيم بن سليمان، عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، عن أبي بكر. قلت: أخرجه المروزي في مسند أبي بكر. والدارقطني في (العلل 1/ 208) كلاهما عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي- وهو ثقة يتشيّع كما في (التهذيب 6/ 178). حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن زكريا عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن أبي بكر به. قال: وخالفه أبو معاوية الضرير وأبو أسامة، وأشعث بن عبد الله الخراساني، فرووه عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن مسروق بن الأجدع، عن أبي بكر قال ذلك: هشام بن عمار، عن أبي معاوية الضرير. واختلف عن هشام، فقيل عنه، عن أبي معاوية، عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن مسروق، عن أبي بكر. وذكر الشعبي وهم، وإنما هو أبو إسحاق السبيعي. قلت: هشام بن عمار كبر فصار يتلقن، كما في (التقريب 2/ 320) فهذا من أوهامه. قال: وأما رواية أبي أسامة عن زكريا، ورواية أشعث بن عبد الله، فإنهما اتفقا على =
= زكريا عن أبي إسحاق، عن مسروق بن الأجدع، عن أبي بكر، قال ذلك إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي أسامة، عن زكريا، وقاله: نصر بن علي عن أشعث بن عبد الله، عن زكريا. قلت: زكريا يدلس وسمع من أبي إسحاق بآخره كما تقدم هذا في ترجمته. قال: وخالفهم محمد بن سلمة النصيبي، فرواه عن أبي إسحاق السبيعي، عن مسروق، عن عائشة، عن أبي بكر. قلت: أخرجه الدارقطني في (العلل 1/ 208): حدّثنا أبو طالب الحافظ، ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، ثنا عبد الملك بن زياد النصيبي، ثنا محمد بن سلمة النصيبي، عن أبي إسحاق أحسبه ذكره، عن مسروق، عن عائشة، عن أبي بكر فذكره. قلت: هذا إسناد ضعيف جدًا محمد بن سلمة، قال أبو حاتم ابن حبّان: لا تحل الرواية عنه كما في (اللسان 5/ 208). قال الدارقطني: ورواه الحسن بن قتيبة، عن يونس ابن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن علقمة، عن أبي بكر. قلت: أخرجه الدارقطني في (العلل 2/ 209) حدّثنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبيد، قال ثنا محمد بن عيسى بن حبّان، ثنا الحسن، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن علقمة، قال: قال أبو بكر لرسول الله فذكره. وهذا إسناد ضعيف جدًا الحسن متروك وتقدم مرارًا وتلميذه قال الدارقطني متروك كما في (اللسان 5/ 376). قال الدارقطني: ورواه عبد الكريم بن عبد الرحمن الخزاز، عن أبي إسحاق واختلف عنه فقيل: عن جبارة بن المغلس، عن عبد الكريم الخزاز، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ البجلي، عن أبي بكر. =
= قلت: أخرجه الدارقطني في (العلل 1/ 210) حدّثنا جعفر بن محمد بن نصير، قال حدّثنا محمد بن محمد بن عقبة، ثنا جبارة به. وهذا إسناد ضعيف جدًا فيه جعفر لم أجد له ترجمة، وجبارة ضعيف كما في (التقريب 1/ 124). وعبد الكريم فيه ضعف كما في (اللسان 4/ 63). وقيل: عن جبارة، عن عبد الكريم، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عن أبيه قلت: أخرجه الدارقطني في (العلل 1/ 209). وأبو الشيخ في جزءه المنتقى من ابن مردويه (رقم 74). وابن الشجري في الأمالي من طريق أبي الشيخ (2/ 241). كلهم عن جبارة به وهذا ضعيف لضعف جبارة. قال: ورواه أبو شيبة يزيد بن معاوية النخعي، عن أبي إسحاق، عن مصعب ابن سعد، عن أبيه، عن أبي بكر. قلت: أخرجه الدارقطني في (العلل 1/ 210). حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا رجل ذكره جبارة، ثنا أبو شيبة، عن أبي إسحاق به. قلت: هذا إسناد ظاهر الضعف. قال: ورواه عمرو بن ثابت ابن أبي المقدام، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ ابن مسعود أن أبا بكر سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-. قلت: أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 125، 126)، ومن طريقه ابن الشجري في الأمالي (2/ 241) والدارقطني في (العلل 1/ 210). كلاهما عن محمد بن عثمان ابن أبي شيبة ثنا أحمد بن طارق الوابشي، ثنا عمرو بن ثابت، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عبد الله أن أبا بكر سأل النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يَا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما شيبك؟ قال: شيبتني هود والواقعة. =
= قلت: هذا ما ذكره رحمه الله في الخلاف على أبي إسحاق. وقد رواه أبو إسحاق عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 368)، عن معمر، عن أبي إسحاق. وسكت الدارقطني فلم يحكم لأي الطرق فيها، ويظهر أنه يرجح رواية إسقاط ابن عباس رواية الباب، فقد ذكر أن إسرائيل تابع أبا الأحوص وشيبان بإسقاطه. فأخرجه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغلس قراءة عليه، ثنا خلاد بن أسلم، ثنا النضر بن شميل، أنبأنا إسرائيل، ثنا أبو إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ وذكر الحديث. قال: لم يذكر فيه ابن عباس وهو الصواب عن إسرائيل. قلت: هذا حكم من إمام من أئمة الصنعة بأنه مرسل عن عكرمة، من طريق إسرائيل، وإذا كان كذلك، فالصحيح في الحديث الإرسال؛ لأن إسرائيل هو أثبت الرواة لهذا الحديث عن أبي إسحاق، فالحكم له حينئذٍ قلت: وتقدم ذكر تقديم جماعة له على شعبة والثوري. حتى قال أبو زرعة: أثبت أصحاب أبي إسحاق الثوري وشعبة وإسرائيل وشعبة أحب إلى من إسرائيل. فإذا كان كذلك فإسرائيل حكم على سائر الرواة عن أبي إسحاق. والحكم بالإِرسال، سبق إليه أبو حاتم الرازي في (العلل 2/ 110) عندما سئل المتصل أصح أم المرسل؟ قال: مرسل أصح. هذا الذي يظهر بعد ذكر طرق هذا الحديث، والله أعلم .. فالحديث على إرساله في جميع طرقه عنعنه أبي إسحاق وهو مدلس. وللحديث شواهد عدة. أولًا: عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أن رجلًا قال يا رسول الله شبت؟ =
= قال: شيبتني هود وأخواتها. أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 286)، حدّثنا محمد بن محمد التمار البصري، ثنا أبو الوليد، ثنا ثبت بن سعد عن يزيد ابن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة به. وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا شيخ الطبراني فلم يوثقه إلَّا ابن حبّان وقال: ربما أخطأ، كما في اللسان (5/ 405)، ونسبه في الدر المنثور (4/ 397) إلى ابن مردويه. ثانيًا: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أسرع إليك الشيب؟ فقال: شيبتني هود وأخواتها، الواقعة، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت، أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 385)، حدّثنا سهل بن محمد بن سليمان، قال حدّثنا جعفر بن محمد بن مطر العدل، أخبرنا الحسن بن أحمد، حدّثنا محمد بن العلاء قال: حدّثنا معاوية بن هشام، قال حدّثنا شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سعيد به. قلت: وذا إسناده ضعيف جدًا. عطية يدلس عن أبي سعيد. ثالثًا: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: قيل يا رسول الله عجل إليك الشيب يا رسول الله؟ قال شيبتني هود وأخواتها. أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 436). وابن عدي (2/ 164) في الكامل (2/ 664). عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه. وهذا إسناد ضعيف لضعف الرقاشي. وللحديث عن أنس إسناد آخر. أخرجه الدارقطني في العلل (1/ 211)، من طريق محمد بن أيوب الراوي -قلت لعله الرازي- حدّثنا الحسن بن محمد الطنافسي، ثنا أبو بكر ابن أبي عياش، ثنا ربيعة الرأي، عن أنس قال: قال أبو بكر شبت يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال شيبتني سورة هود والواقعة. =
= ولم أعرف محمد بن أيوب الراوي هذا. رابعًا: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "شيبتني هود وأخواتها والواقعة والحاقة وإذا الشمس كورت". أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 148). حدّثنا عبدان، ثنا حماد بن الحسن الوارق، ثنا سعيد بن سلام العطار، ثنا عمر بن محمد عن أبي خازم، عن سهل بن سعد به. وهذا إسناد موضوع سعيد بن سلام كذاب كما في الميزان (2/ 141) وشيخه متروك. خامسًا: عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "شيبتني هود وأخواتها". أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد (3/ 145) حدّثنا الحسن بن أبي بكر، حدّثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدّثنا محمد بن غالب، حدّثنا محمد بن جعفر الوركاني قال: حدّثنا حماد بن يحيى الأبح، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن عمران به. وهذا الحديث وهم فيه محمد بن غالب تمتام كما أشار الدارقطني في سؤالات السهمي (رقم 9). فقد قال: والصواب أن الوركاني حدث بهذا الإِسناد عن عمران بن حصين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يكفي قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وحدث على أثره عن حماد بن يحيى الأبح، عن يزيد الرقاشي، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: شيبتني هود، فيشبه أن يكون التمتام كتب إسناد الأول ومتن الأخير، وقرأه على الوركاني فلم ينتبه عليه. فمن هنا نعلم أن الشيخ الألباني حفظه الله قد غفل عن قول الدارقطني رغم أنه مذكور في المصدر الذي رجع إليه، فقال: وإسناده حسن. =
= سادسًا عن أبي سلمة رحمه الله قال: قيل يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نرى في رأسك شيبًا. قال: مالي لا أشيب وأنا أقرأ هود وإذا الشمس كورت. أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 435) أخبرنا عثمان بن عمرة، قال أخبرنا يونس عن الزهري، عن أبي سلمة به. وهذا إسناد صحيح إلى أبي سلمة، وأبو سلمة سماعه من الصحابة رضي الله عنه. سابعًا: عن محمد الباقر رحمه الله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: شيبتني هود وأخواتها، وما فعل بالأمم قبلي. أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 435)، أخبرنا محمد بن إسماعيل ابن أبي فديك، عن علي ابن أبي علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه. وهذا مرسل إسناده ضعيف جدًا على ابن أبي علي ضعيف جدًا كما في الجرح والتعديل (6/ 197). ثامنًا: عن محمد بن واسع رحمه الله قال: قيل يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب: قال: شيبتني {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ} [هود: 1] وأخواتها. أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 435)، أخبرنا يعلي بن عبيد، أخبرنا حجاج بن دينار، عن محمد بن واسع به. تاسعًا: عن عطاء ابن أبي رباح رحمه الله قال: قال بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب، فقال: أجل شيبتني هود وأخواتها. أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 435) أخبرنا الفضل بن دكين وعبد الوهاب بن عطاء، قالا أخبرنا طلحة بن عمرو عن عطاء به. وطلحة متروك: كما في (التهذيب 5/ 21). =
= عاشرًا: عن قتادة رحمه الله قال: قالوا: لقد أسرع إليك الشيب يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال: شيبتني هود وأخواتها. أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 436). أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد عن قتادة به. وهذا مرسل صحيح الإِسناد. قلت: حديث الباب حسن إن شاء الله بحديث أنس والمراسيل.
3633 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ يَقْرَأُ: {تَفْعَلَ في أموالنا ما تشاء} (¬1) يعني بالتاء. ¬
3633 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن جابر
تخريجه: لم أقف عليه.
14 - سورة يوسف
14 - سورة يوسف 3634 - [1] قال إسحاق: أخبرنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا خَلَّادٌ الصَّفَّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ...} (¬1) الآية. قال: أنزل الله (تعالى) (¬2) الْقُرْآنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَلَاهُ عَلَيْهِمْ زَمَانًا، فَقَالُوا يَا رَسُولَ الله: لو قصصت علينا فأنزل الله (تبارك و) (¬3) تعالى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) ...} إِلَى قَوْلِهِ: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ...} الْآيَةَ، فَتَلَاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَمَانًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ حدثتنا، فأنزل الله عزّ وجل: {نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا ...} (¬4) الْآيَةَ، كُلُّ ذَلِكَ يُؤْمَرُونَ بِالْقُرْآنِ. قَالَ خَلَّادٌ: وَزَادَ فِيهِ آخَرُ (¬5) قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لو ذكرتنا. ¬
فأنزل الله عزّ وجل: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ...} (¬6) الْآيَةَ. * هَذَا حَدِيثٌ (حَسَنٌ) (¬7). [2] رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ: عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، عَنْ إسحاق بن راهويه. [3] وقال أبو يعلى والبزار جميعًا: حدّثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثنا أَبِي بِهِ. [4] وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ (¬8): أَيْضًا عَنِ الْحُسَيْنِ بن الأسود، وإسماعيل بن حفص عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ عن سعد إلَّا بهذا الإِسناد. ¬
3634 - الحكم عليه: كما قال المصنف حديث حسن الإِسناد، خلاد حسن الحديث. قال البوصيري في المسندة: هذا حديث حسن، وذكر نحوًا من كلام المصنف الآتي. قال الحاكم: صحيح الإِسناد ووافقه الذهبي.
تخريجه: من طريق إسحاق أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (رقم 1157)، وأخرجه ابن حبّان (14/ 92) أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدّثنا إسحاق. والحاكم في المستدرك (2/ 345)، أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق دون الزيادة. =
= والواحدي في أسباب النزول (/22). أخبرنا عبد القاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو عمرو بن معلى، قال أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن القاضي، كلهم حدّثنا إسحاق به دون الزيادة. وبين المصنف بعض متابعاته. وتابع المذكورين عن عمرو بن محمد، محمد بن سعيد العطار. قلت: لعله ابن غالب العطار المترجم في التهذيب (9/ 167)، وهو ثقة. أخرجه عنه ابن جرير في التفسير (12/ 150). وزاد السيوطي في الدر المنثور (4/ 496)، إلى ابن أبي حاتم وأبي الشيخ. وله شاهد من حديث عون بن عبد الله وهو تابعي ثقة قال: مل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ملة، فقالوا: يا رسول الله حدّثنا، فأنزل الله (الله نزل أحسن الحديث، ثم ملوا ملة أخرى، فقالوا يا رسول الله: حدّثنا فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص فأنزل الله: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} فأرادوا الحديث، فدلهم على أحسن الحديث وأرادوا القصص، فدلهم على أحسن القصص. أخرجه ابن جرير في التفسير (12/ 151)، حدثثا ابن وكيع قال: ثنا أبي عن المسعودي، عن عون، به. وهذا مرسل ضعيف الإِسناد لضعف ابن وكيع.
3635 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُؤَدِّبُ، وَالْمُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، وَنُسْخَتُهُ مِنْ كِتَابِ زكريا وهو لفظه، قَالُوا: أنا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- رجل من اليهود، يقال له (نسابي) (¬1) (الْيَهُودِيُّ) (¬2)، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ النُّجُومِ التي رآها يوسف سَاجِدَةً لَهُ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، مَا اسْمُهَا؟ فلم يجبه نبي الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَئِذٍ بِشَيْءٍ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) (¬3)، فَأَخْبَرَهُ فَبَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله عليه وسلم- إلى (نسابي) (¬4) اليهودي، فقال له: أتسلم إن أنبأتك بأسمائها؛ ثم قال -صلى الله عليه وسلم- هي: (خربان) (¬5)، والذيال، والطارق، واللسان، وَقَايِسُ، وَوَثَّابُ، وَعَمُودَانِ، وَالْفَيْلَقُ، وَالْمُصَبِّحُ، وَالصَّرُوحُ، وَذُو الفرع، قال: يقول: (نسابي) (¬6) وَاللَّهِ إِنَّهَا أَسْمَاؤُهَا، قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَمَّا رَآهَا يُوسُفُ (عليه الصلاة والسلام) (¬7) قصها على أبيه، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ هَذَا أَمْرٌ مُشَتَّتٌ يَجْمَعُهُ اللَّهُ مِنْ بَعْدُ، قَالَ: وَالشَّمْسُ أَبُوهُ وَالْقَمَرُ أُمُّهُ. * أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى، عَنِ السدي. ¬
3635 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه الحكم بن ظهير وهو متروك. قال العقيلي بعد أن ذكر عدة أحاديث له ومنها حديث الباب: ولا يصح من هذه المتون عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ وجه ثابت. وقال البزّار كما في كشف الأستار (3/ 53): لا نعلمه يروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا بهذا الإِسناد والحكم ليس بالقوي، وقد روى عنه جماعة وقال ابن حبّان في المجروحين (1/ 251): وهذا لا أصل له من حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وذكره ابن الجوزي في الموضوعات الكبرى (1/ 145)، ووقع له وهم حيث ظن أن السدي هو الصغير الكذاب وليس هو، ووافقه على الوضع الشوكاني في الفوائد المجموعة (/463). وقال الهيثمي في المجمع (7/ 42)، وفيه الحكم بن ظهير وهو متروك. ذكر البوصيري في الإِتحاف المسندة والمختصرة (2/ 172) من خرجه. وانظر بقية الكلام حوله عند تخريج الحديث.
تخريجه: أخرجه عن أبي يعلى ابن حبّان في المجروحين (2/ 251). وتابع هؤلاء علي بن سعيد بن مسروق الكندي المترجم في التهذيب (287/ 7)، وهو ثقة. أخرجه عنه مقرونًا بالحسن بن عرفة البزّار كما في كشف الأستار (3/ 53). وأخرجه عنه، ابن جرير في تفسيره (12/ 151)، ووقع فيه بستانه اليهودي وتغيير في أسماء الكواكب قال: جربان والطارق والذيال وذو الكتفين وقابس ووثاب، وعمودان والفيلق والمصبح والضروح وذو الفرغ والضياء والنور. وتابع هؤلاء سعيد بن منصور الإِمام المثبت. أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 259)، ومن طريقه ابن الجوزي في =
= الموضوعات (1/ 145). وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 277). ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 498)، إلى ابن المنذر وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل. ولم أجده في الدلائل المطبوع وهو كما علمت من مقدمته أنه منتخب من الأصل. قلت: وأخرجه حمزة السهمي في تاريخ جرجان (/244، 297)، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن إسحاق بن عيسى بن يونس الجرجاني، حدّثنا أبي أبو إبراهيم إسحاق بن عيسى، حدّثنا أخي عبد المؤمن بن عيسى بن يونس، حدّثنا أبي عيسى، عن يونس، حدّثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن السدي، به. وهذا منقطع قطعًا فإبراهيم يقصر عن سماع السدي لمن رأى الفرق في الطبقة والسن، وعلى كلٍ فإبراهيم كذاب كما في ترجمته في اللسان (1/ 38). قال السيوطي: في اللآلىء المصنوعة (1/ 91) وللحكم متابع ذكره المصنف. قلت: أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 396). أخبرنا محمد بن إسحاق الصفار العدل، ثنا أحمد بن محمد بن نصر، ثنا عمرو بن حماد، عن طلحة، ثنا إسباط بن نصر، عن السدي، به. وقال: صحيح على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي. ويظهر أن عمرو بن حماد، عن طلحة مصحفه، عن ابن [نصر] فإن عمرو يروي، عن السدي كما في ترجمته في التهذيب (8/ 20)، ووالده متقدم يروي عن الشعبي وسعيد ابن جبير، ولم أجد ترجمة لأحمد بن محمد بن نصر، فيما بين يدي من مراجع. قال العلامة المحدث عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث في الفوائد المجموعة (/464). وقف الذهبي في تلخيصه، فلم يتعقبه، ولا كتب علامة الصحة كعادته فيما يقر =
= الحاكم على تصحيحه، والحاكم رواه عن محمد بن إسحاق الصفار عن أحمد بن محمد بن نصر، عن عمرو بن حماد، عن أسباط وقد جزم الجوزجاني ثم العقيلي، بأن الحكم بن ظهير تفرد به عن السدي، ومن طريق الحكم ذكره المفسرون مع أن تفسير أسباط عن السدي، عندهم جميعًا، فكيف فاتهم منه هذا الخبر؟ ووقع للحاكم بذاك السند؟ هذا يشعر بأن بعض الرواة وهم، وقع له الخبر من طريق الحكم، ثم التبس عليه، فظنه من طريق أسباط كالعادة. قلت: ويؤيده قول ابن عدي حيث قال في ختام ترجمة الحكم (2/ 628) وعامة أحاديثه غير محفوظة، والله أعلم.
3636 - وقال أبو يعلى (1): حدّثنا (الْأَخْنَسِيِّ) (¬2)، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما، في قوله: {ضْغَاثُ أَحْلَامٍ} (¬3)، قال: هي الأحلام الكاذبة. ¬
3636 - الحكم عليه: هذا إسناد موضوع فيه علل: 1 - الأخنسي متروك. 2 - الكلبي كذاب وقد اعترف بكذبه في الحديث. 3 - أبو صالح ضعيف ويدلس. قال الهيثمي في المجمع (7/ 42) وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو متروك. وأعله البوصيري في المسندة بالكلبي.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد.
3637 - وقال مسدّد: حدّثنا يَحْيَى، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما (في قوله): {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} (¬1)، قال الأترج. ¬
3637 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. وسكت عليه البوصيري، ولم أجده فيما بين يدي من مصادر.
3638 - وَحَدَّثَنَا (¬1) أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: {صُوَاعَ الْمَلِكِ} (¬2) قال: هو المكوك الفارسي، الذي يشرب فيه الأعاجم يلتقي طرفاه. ¬
3638 - الحكم عليه: هذا مقطوع صحيح الإِسناد. وسكت عليه البوصيري.
تخريجه: تابع مسددًا عن أبي عوانة: 1 - الحجاج بن منهال به أخرجه ابن جرير في التفسير (13/ 19)، حدّثنا المثنى ثنا الحجاج، به وهذه متابعة صحيحة. 2 - سويد بن عمرو الكلبي أخرجه ابن جرير أيضًا (13/ 19)، حدّثنا ابن وكيع، ثنا سويد بقوله: المكوك الفارسي. وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن وكيع كما تقدم هذا في ترجمته (رقم 324). 3 - سعيد بن منصور، عن أبي عوانة، به أخرجه منه ابن جرير في التفسير (13/ 119)، حدّثنا الحسن بن محمد، ثنا سعيد به كلهم عن سعيد، به. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 559) إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ.
3639 - حدّثنا (¬1) يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عبيد، عن الحسن قال: الصواع، والسقاية واحد هو الإناء الذي يشرب فيه. ¬
3639 - الحكم عليه: هذا مقطوع صحيح الإِسناد. وسكت عليه البوصيري. ولم أجده فيما بين يدي من مصادر.
3640 - وقال الحارث: حدّثنا يحيى ابن أَبِي (بُكَيْرٍ) (¬1)، ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: عير يوسف عليه الصلاة والسلام بقوله: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ} (¬2) وقوله لإخوته: {إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ}، قَالُوا (¬3): إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ (أَخٌ لَهُ) (¬4) من قبل، وَقَالَ: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ، فقال له جبريل عليه الصلاة والسلام: وَلَا حِينَ هَمَمْتَ؟ (قَالَ) (¬5): {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ...} (¬6) الآية. ¬
3640 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف فيه خصيف بن الحارث وهو ضعيف. وقال الحاكم في المستدرك (2/ 346): صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال الذهبي: كذا قال: وهو خبر منكر، وخصيف ضعفه أحمد ومشاه غيره ولم يخرجا له. =
= قال البوصيري في الإِتحاف المسندة والمختصرة (2/ 172): رواه الحارث بسند ضعيف لضعف خصيف، ولا سيما فيما رواه في حق الأنبياء، وهم معصومون قبل البعثة وبعدها.
تخريجه: تابع ابن أبي بكير عن إسرائيل عبيد الله بن موسى أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 346)، أخبرنا أبو عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني، ثنا عبيد الله بنحوه مختصرًا. والأثر يبقى على ضعفه إذ أن مداره على خصيف وهو ضعيف. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 543)، إلى ابن مردويه.
15 - سورة الرعد
15 - سُورَةِ الرَّعْدِ 3641 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي الزُّهْدِ (¬1): حدّثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْوَرَّاقُ، ثنا (عَثَّامٌ) (¬2)، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ سَمِعْتُ شَقِيقًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنَا عِنْدَكَ (أَشْقِيَاءَ) (¬3) فَامْحُنَا وَاكْتُبْنَا سُعَدَاءَ، وَإِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنَا سُعَدَاءَ، فَأَثْبِتْنَا، فَإِنَّكَ تَمْحُو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب. ¬
3641 - الحكم عليه: هذا مقطوع صحيح الإِسناد.
تخريجه: أخرجه من طريق عبد الله بن أحمد أبو نعيم في الحلية (4/ 103)، حدّثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله، به. =
= وتابع الحسن بن حماد عن عثام. 1 - وكيع بن الجراح أخرجه ابن جرير في التفسير (13/ 167)، حدّثنا عمرو، ثنا وكيع، به. 2 - أبو كريب محمد بن العلاء أخرجه عنه ابن جرير في التفسير (13/ 167).
3642 - وقال أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ الله عنه قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} (¬2). ¬
3642 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جداً فيه سليمان بن أرقم وهو متروك وتلميذه مستور. قال الحافظ ابن كثير في التفسير (2/ 521)، ولا يثبت، والله أعلم. وأعلّه بسليمان ابن أرقم قال: وهو ضعيف. قال الهيثمي في "المجمع (7/ 158)، وفيه سليمان بن أرقم وهو متروك. وأعلّه البوصيري في المسندة بعبد الرحيم بن موسى وقد ابعد النجعة.
تخريجه: تابع سليمان بن أرقم هارون الأعور عن الزهري، به وزاد عبد الله علم الكتاب. أخرجه ابن جرير في التفسير (13) حدثثا القاسم، قال: ثنا حسين، ثنى عبّاد بن العوام، عن هارون الأعور، عن الزهري، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن داود سنيد وقد تقدم مراراً الإِحالة إلى ترجمته. قال ابن جرير عقبه: وهذا خبر ليس له أصل عند الثقات من أصحاب الزهري.
3643 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا هَمَّامٌ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، في قوله (تعالى) (¬1): {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (¬2)، قال: يمحو الله (عزَّ وجلّ) (¬3) ما يشاء من الأشياء من الأصل وَيَزِيدُ فِيهِ مَا يَشَاءُ. قُلْتُ لَهُ: مَنْ حدثك؟ قال: أبو صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. (151) وَحَدِيثُ الزبير بن العوام رضي الله عنه، فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ ...} يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي تَفْسِيرِ سورة الشعراء (¬4). ¬
3643 - الحكم عليه: هذا حديث موضوع فيه علل: 1 - عباس بن الفضل متروك. 2 - الكلبي كذاب وهو آفته. 3 - أبو صالح ضعيف يدلس.
تخريجه: لم أقف عليه بهذا الإِسناد. وروى الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله بن رئاب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- =
= ولفظه: يمحو من الرزق ويزيد فيه، ويمحو من الأجل ويزيد فيه. أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 574). وابن جرير في التفسير (13/ 168). من طريق عفان عن همام. ولعل هذا هو الأثبت عن همام ونسبه السيوطي في الدر المنثور (4/ 660)، إلى ابن مردويه.
16 - سورة الحجر
16 - سورة الحجر 3644 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْبَكْرِيُّ، ثنا عَمْرُو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قوله: {لَعَمْرُكَ} (¬2) قال: وحياتك. ¬
3643 - الحكم عليه: فيه من لم أعرفه، وهو أبو بكر البكري. وقال الهيثمي في "المجمع (7/ 46) إسناده جيد. وانظر الحديث الذي بعده.
3645 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قال: ما خلق الله (عزَّ وجلّّ) (¬1)، وَمَا ذَرَأَ مِنْ نَفْسٍ أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَمَا سَمِعْتُ الله (تبارك وتعالى) (¬2) أَقْسَمَ بِحَيَاةِ أَحَدٍ إلَّا بِحَيَاتِهِ، (فَقَالَ) (¬3): {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ}. ¬
3645 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف جدًا فيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك، إلَّا أنه لم يتفرد به كما ستراه في التخريج.
تخريجه: أخرجه من طريق الحارث أبو نعيم في دلائل النبوة (63: 21). حدّثنا أبو بكر بن خلاد قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، به. وتابع عبد العزيز بن أبان عن سعيد بن زيد. 1 - مسلم بن إبراهيم الفراهيدي وهو ثقة كما في التقريب (2/ 44). أخرجه ابن جرير في التفسير (14/ 40) حدّثنا المثنى ثنا مسلم، به وهذه متابعة صحيحة. 2 - أبو عباد يحيى بن عبّاد الضبعي وهو صدوق كما في التقريب (2/ 350) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 487)، أخبرنا أبو صالح ابن أبي طاهر العنبري، أنبأنا جدي يحيى بن منصور القاضي، حدّثنا أبو بكر محمد بن النضر الجارودي حدّثنا أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، حدّثنا أبو عبّاد يحيى بن عبّاد الضبعي عن سعيد بن زيد، به. =
= وهذه متابعة صحيحة عن سعيد بن زيد. وتابع سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الحسن ابن أبي جعفر وهو ضعيف، كما في التقريب (1/ 164). أخرجه ابن جرير في التفسير (14/ 44) حدّثنا الحسن بن محمد ثنا يعقوب ابن إسحاق الحضرمي، ثنا الحسن ابن أبي جعفر، قال: ثنا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قول الله تعالى: لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون، قال: ما حلف الله بحياة أحد إلَّا بحياة محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال: وحياتك يا محمد وعمرك وبقائك في الدنيا إنهم لفي سكرتهم يعمهون. وهو ضعيف الإِسناد لضعف الحسن ابن أبي جعفر. والأثر حسن الإِسناد بحديث سعيد بن زيد من رواية ابن جرير والبيهقي، والله أعلم.
17 - سورة النحل
17 - سورة النحل 3646 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رضي الله عنه، إِلَى بِئْرِ الْمُشْرِكِينِ يَسْتَقِي مِنْهَا، وَحَوْلَهَا ثَلَاثُ صُفُوفٍ يَحْرُسُونَهَا، فَاسْتَقَى فِي قِرْبَةٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى أَتَى الصَّفَّ الْأَوَّلَ فَأَخَذُوهُ، فَقَالَ: دَعُونِي فَإِنَّمَا أَسْتَقِي لِأَصْحَابِكُمْ فَتَرَكُوهُ، ثُمَّ عَادَ الثَّانِيَةَ فَأَخَذُوهُ فَفَعَلُوا بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تَرَكُوهُ، فَذَهَبَ فَعَادَ فَأَخَذُوهُ فَفَعَلُوا بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَرَادُوهُ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْكُفْرِ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْخَيْلَ فاستنقذوه، فأنزلت فيه هَذِهِ الْآيَةُ: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}.
3646 - الحكم عليه: هذا مرسل صحيح الإِسناد.
تخريجه: نسبه السيوطي في الدر المنثور (5/ 171)، إلى ابن المنذر وابن مردويه.
3647 - وقال مسدّد: أخبرنا يحيى، ثنا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي فِرَاسٌ (عَنْ) (¬1) عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: إنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَرَأَ إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أمَّة قَانِتًا لِلَّهِ (حَنِيفًا)، فَقَالَ فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَلٍ: (¬2) نَسِيَ إِنَّ إبراهيم، فقال عبد الله رضي الله عنه (¬3): مَا نَسِيتُ إِنَّا كُنَّا نُشَبِّهُهُ بِإِبْرَاهِيمَ. وَسُئِلَ عبد الله رضي الله عنه (¬4)، عَنِ الْأُمَّةِ قَالَ: مُعَلِّمُ الْخَيْرِ، وَسُئِلَ عَنِ القانت قال: المطيع لله (تعالى) (¬5) ورسوله -صلى الله عليه وسلم-. ¬
3647 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح. قال الهيثمي في المجمع (7/ 52): رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح.
تخريجه: تابع يحيى القطان عن شعبة به محمد بن جعفر غندر أخرجه ابن جرير في التفسير (14/ 191)، حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شعبة به. وأبو الوليد الطيالسي أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 71)، حدّثنا الفضل بن الحباب الحجمي، ثنا أبو الوليد، ثنا شعبة بنحوه. وتابع شعبة عن فراس سفيان الثوري رحمه الله. =
= أخرجه عبد الرزاق في التفسير (1/ 2/360). وابن جرير في التفسير (14/ 191، 192). والطبراني في الكبير (10/ 70). والحاكم في مستدركه (2/ 358)، وقال صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي. وتابع فراسًا عن الشعبي مجالد أو بيان بن بشر وهو ثقة ثبت كما في (التقريب 1/ 111). أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 71)، حدّثنا أحمد بن زهير التستري، ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى ابن أبي بكير، ثنا يحيى ابن أبي بكير، ثنا شعبة، عن مجالد وبيان، أو أحدهما قال: سمعت الشعبي يحدّث عن مسروق بنحوه. وهذا إسناد صحيح إن كان الراوي هو بيان بن بشر وإلاَّ فليّن لضعف مجالد. وأخرجه ابن جرير (14/ 191)، من طريق بيان إلَّا أنه قال عن الشعبي، عن ابن مسعود أخرجه عن أبي هشام الرفاعي، قال ثنا ابن فضيل، ثنا بيان بنحوه مختصرًا. وأبو هشام، ضعيف. واختلف على الشعبي. ورواه الشعبي عن فروة بن نوفل، عن ابن مسعود ولم يذكر مسروقًا. أخرجه ابن جرير في التفسير (14/ 191). والطبراني في الكبير (10/ 72)، كلاهما من طريق ابن علية. عن منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي، حدثني فروة بن نوفل، قال: قال ابْنُ مَسْعُودٍ إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا، فقلت في نفسي: غلط أبو عبد الرحمن، إنما قال: إن إبراهيم، قال: أتدري ما الأمة وما القانت؟ قلت الله أعلم قال: الأمة الذي يعلم الناس الخير، والقانت المطيع لله ولرسوله. =
= وكذلك كان معاذ بن جبل يعلّم الخير، وكان مطيعًا لله ولرسوله. قلت: منصور بن عبد الرحمن هو الغداني: قال أحمد رحمه الله: ثقة إلَّا أنه يخالف في أحاديثه كما في (الميزان 4/ 186). فلعله وهم في هذا الحديث فظنه من رواية الشعبي عن فروة لما ذكر أثناء الحديث ولا سيما لم يتابع منصور عليه أحد والله أعلم. ورواه الشعبي عن ناجية بن كعب، عن ابن مسعود. أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 72)، حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا هشام بن عمار، ثنا سويد بن عبد العزيز، ثنا داود بن عيسى عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ ناجية بنحوه. وهذا إسناد ضعيف سويد بن عبد العزيز ضعيف. وداود بن عيسى ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 419). ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. واضطرب فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني على وجوه لا نطيل بذكرها لأن النظر في حالة يغني عن ذلك وانظرها في المعجم الكبير (10/ 72). وتفسير الأمة والقانت ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه، تابعه عليه أبو العبيدين معاوية بن سبرة وهو ثقة كما في (التقريب 2/ 259)، إنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- ما الأواه قال الرحيم: قال: فما الأمة، قال الذي يعلم الخير، قال: فما القانت قال: المطيع، أخرجه ابن جرير في التفسير (14/ 191). والطبراني في الكبير (9/ 234)، بطرق عدة عنه. وهي صحيحة.
3648 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا (سريح) (¬2) بن يونس، ثنا مروان ابن مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ) (¬3) بْنِ مرة، عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه، في قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ} (¬4)، قال: زيدوا عقارب أنيابها كالنحل الطوال. * صححه الحاكم. ¬
3648 - الحكم عليه: هذا إسناد صحيح.
تخريجه: تابع مروان بن معاوية: 1 - أبو معاوية محمد بن خازم، عن الأعمش أخرجه عنه ابن أبي شيبة في المصنف في ذكر النار (13/ 158)، ومن طريق أبي معاوية هناد بن السري في الزهد (/178: 260). وابن جرير في تفسيره (14/ 160). والطبراني في الكبير (9/ 258). 2 - سفيان بن عيينة عند ابن جرير في التفسير (14/ 160). والطبراني في الكبير (9/ 258). والحاكم وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي (2/ 355). =
= 3 - شعبة بن الحجاج عند الحاكم في المستدرك وصححه على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي (4/ 593). 4 - يعلي بن عبيد عند البيهقي في البعث (/310: 565). وتابعهم وكيع بن الجراح عند هناد بن السري في الزهد (/178: 260) عنه وابن جرير في التفسير (14/ 160). 5 - جعفر بن عون أخرجه ابن جرير في التفسير (14/ 160). حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال ثنا جعفر بن عون به. 6 - يحيى بن عيسى وهو صدوق يخطئ كما في (التقريب 2/ 355). عند الطبراني في الكبير (9/ 258). من طريق أسد بن موسى في الزهد (رقم 26). حدّثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا أسد بن موسى، ثنا يحيى كلهم عن الأعمش به. والأثر صحيح عن ابن مسعود مثله له حكم الرفع، ونسبه في الدر المنثور (5/ 157)، إلى عبد الرزاق، والفريابي وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. قلت: طريق سعيد بن منصور هو عن ابن عيينة أخرجه الطبري والطبراني كما ذكرت.
3649 - وقال أبو يعلى: (¬1) حدّثنا سريح، (ثنا) (¬2) إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى) (¬3): {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ}، قَالَ: خَمْسَةَ أَنْهَارٍ يُعَذَّبُونَ بِبَعْضِهَا فِي اللَّيْلِ، وببعضها في النهار. ¬
3649 - الحكم عليه: هذا إسناد ضعيف الحسن ابن أبي الحسن مدلس وقد عنعن. على أنه لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنه، كما قاله أحمد وابن المديني وأبو حاتم، وجرير بن عبد الحميد، وابن معين، وذكروا أن روايته عنه في قوله خطبنا ابن عباس، كمثل قول ثابت البناني قدم علينا عمان بن حصين أي قدم على أهل البصرة. وذلك كما في المراسيل (/36)، وجامع التحصيل (/163).
تخريجه: نسبه السيوطي في الدر المنثور (5/ 158) إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
الخاتمة وبعد هذه الرحلة الممتعة والشاقة في آن واحد فقد آن أن أضع عصا الترحال وأقف هاهنا، فلكل شيء على هذه الحياة نهاية، وها قد حانت النهاية نسأل الله أن يختم لنا بالصالحات أعمالنا أنه على ذلك قدير وبالإِجابة جدير. وأسأل المولى القدير أن أكون قد وفقت في خدمة هذا الكتاب الخدمة اللائقة، ولا بد لي أن أسجل هاهنا أهم نتائج البحث كما يلي: 1 - تحقيق هذا القدر من الكتاب، بحيث أصبح بحمد الله تعالى أقرب ما يكون للصواب. 2 - تخريج أحاديث هذا القدر من الكتاب، تخريجًا علميًا، توثق به نصوص الكتاب. 3 - بيان درجات أحاديث هذا القدر منه، بعد الدراسة لرجال أسانيده، وقد أشبعت الكلام على الأحاديث، قدر استطاعتي وجهدي وقد تحصل من أن درجات الأحاديث المرفوعة على النحو التالي: (أ) الصحيح لذاته: (7) أحاديث. (ب) الصحيح لغيره: (32) حديثًا.
(ج) الحسن لذاته: (5) حديثًا. (د) الحسن لغيره: (23) حديثًا. (هـ) الضعيف: (53) حديثًا. (و) الضعيف جدًا: (15) حديثًا. (ز) التالف والموضوع (20) حديثًا. وهناك من الأحاديث المرفوعة التالفة أو الموضوعة ما منها ثابت وعددها (11) حديثًا. 4 - حفظ لنا مؤلف هذا الكتاب أصول كتب غالبها اليوم في عالم المفقود مما يدل على أهمية هذا الكتاب، فبخدمة هذا الكتاب، تخدم المسانيد التي خرج المصنف زوائدها. 5 - بيان المنهج الذي سار عليه المصنف في هذا الكتاب. 6 - معرفة ما كان عليه المصنف من علم واسع وتبحر في الحديث وعلومه، ومعرفة لعلله. 7 - المنزلة العالية التي تبوأها المصنف ويظهر من تخريجه لهذا الكتاب، وأن اطلاق لفظ الحافظ عليه لم يأت من فراغ أو ادعاء فإن هذا العمل الضخم وهو تخريج الزوائد لا يقوم به إلَّا حافظ بحر كالمصنف رحمه الله. * * * وختامًا لا بد من التنبيه على أمرين: 1 - أن الأقسام العلمية في الكليات الشرعية عليها واجب عظيم، ومن أعظم هذه الواجبات حفظ التراث العلمي للائمة السابقين.
وأني أدعو إلى تشكيل لجان علمية تحيي علم الجرح والتعديل لتطبقه على أولئك الذين يقومون بتحقيق الكتب وتخريجها، وذلك بتوثيق المجد الناضج، وتوهين ذاك المدعي المتلاعب، وإن كتب السنة قد خاض غمار تحقيقها جمع من المتطفلين الذين لا هم لهم إلَّا التكسب، فبتشكيل هذه اللجان واصدارها الأحكام وفق ضوابط علمية سيساعد حتمًا على حفظ تراثنا. 2 - أنبه على ضرورة صرف همة إخواني الباحثين إلى الاهتمام بكتب التراث وخدمتها الخدمة اللائقة، وعدم الاكتفاء بالتخريج المختصر الذي لا يفي بالمطلوب. وأسأل الله تعالى في ختام كلامي أن أكون قد وفقت في عملي هذا، ولا أدعي الكمال، فالكمال لله وحده، وأسأله جل وعلا أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي يوم القيامة، وأن يكون حجة لي لا علي يوم نلقاه، وأن يكون عونًا لي على طاعته وشكره. كما أسأله تعالى أن ينفع به كل من اطلع عليه، وعونًا له والله وحده المستعان وهو المجيب، لا نرجو عطاء ولا جزاء إلَّا منه والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين. وصلِّ اللَّهُمَّ وسلِّم على محمد وعلى آله وأزواجه وذُرِّيَّته وأصحابه أجمعين. • • •
فهرس المصادر والمر اجع (أ) 1 - القرآن الكريم. 2 - إتحاف السادة الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة. البوصيري: أبو بكر شهاب الدين (ت 841 هـ). من المحفوظات المخطوطة بمكتبة جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية بالرياض. 3 - الإِتقان في علوم القرآن. السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ). عالم الكتب -بيروت- مصوَّرة عن الطبعة المصرية، 1370 هـ - 1951م. 4 - الآحاد والمثاني. ابن أبي عاصم: أبو بكر أحمد بن عمر (ت 287 هـ). تحقيق د. باسم فيصل أحمد الجوابرة. دار الراية، الرياض، الطبعة الأولى 1411 هـ - 1991م. 5 - الإِحسان في تقريب صحيح أبي حاتم بن حبّان. ابن بلبان: علاء الدين بن بلبان الفارسي، تحقيق شعيب الأرناؤوط. مؤسسة الرسالة -بيروت- الطبعة الأولى 1412 هـ - 1991 م. 6 - أحوال الرجال. الجوزجاني: إبراهيم بن يعقوب أبو إسحاق (ت 259 هـ)، تحقيق صبحي البدري السامرائي. مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1405 هـ - 1985 م.
7 - أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه. الفاكهي: (ت بعد 272 هـ). دراسة وتحقيق د. عبد الملك بن عبد الله بن دهيش. مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة، الطبعة الأولى، 1407 هـ - 1986 م. 8 - أخلاق حملة القرآن. الآجري: أبو بكر محمد بن الحسين (ت 360 هـ)، تحقيق فوَّاز أحمد زمرلي. دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الأولى، 1407هـ - 1987م. ترتيب وتقديم كمال يوسف الحوت. عالم الكتب- بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ - 1984 م. 9 - آداب تلاوة القرآن وتأليفه. السيوطي: (ت 911 هـ)، تحقيق فواز أحمد زمرلي. دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الأولى، 1407 هـ - 1987 م. 10 - الأذكار، المنتخبة من كلام سيد الأبرار -صلى الله عليه وسلم-. النووي: يحيى بن شرف (ت 676 هـ). دار القلم، بيروت. 11 - إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل. الألباني: محمد ناصر الدين. المكتب الإِسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1399 هـ - 1979 م. 12 - أسباب النزول. الواحدي: أبو الحسن. دراسة وتحقيق د. السيد الجميلي. دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثانية 1406هـ - 1986 م. 13 - الاستيعاب في أسماء الأصحاب. ابن عبد البر القرطبي (ت 463 هـ). على هامش كتاب الإصابة الآتي. 14 - أسد الغابة في معرفة الصحابة. ابن الأثير عز الدين علي بن محمد أبو الحسن (ت 630 هـ). دار إحيار التراث العربي- بيروت، مصورة عن طبعة طهران.
15 - الأسماء والصفات. البيهقي: أبو بكر أحمد بن الحسين (ت 458 هـ). تحقيق وتعليق عادل الدين أحمد حيدر. دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ - 1985م. 16 - الإِصابة في يتميز الصحابة. ابن حجر: أحمد بن علي (ت 852 هـ). دار الفكر- بيروت 1398 هـ - 1978 م. 17 - الاغتباط بمن رمي بالاختلاط. ابن العجمي، تحقيق علاء الدين علي رضا، وسمَّاه نهاية الاغتباط. دار الحديث- القاهرة، الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988م. 18 - الإكمال. ابن ماكولا: أبو نصر علي بن هبة الله الأمير (ت 475 هـ). تصحيح عبد الرحمن يحيى المعلمي. نشر محمد أمين دمج، بيروت. 19 - ألفية العراقي، مع شرحها التبصرة والتذكرة. العراقي: عبد الرحيم زيد الدين (ت 806 هـ). دار الكتب العلمية - بيروت، مصورة عن الطبعة المغربية. 20 - الأمالي الخميسية. ابن الشجري: يحيى بن الحسين. عالم الكتب- بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 1403هـ - 1983 م. 21 - أمالي المحاملي رواية ابن يحيى البيع. تحقيق وتخريج: د. إبراهيم القيسي. المكتبة الإِسلامية -عمان- دار ابن القيم الدمام، الطبعة الأولى 1412 هـ - 1991 م. 22 - إنباء الغمر بأبناء العمر. ابن حجر، (ت 852 هـ). دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان. مصورة عن الهندية، الطبعة الثانية 1406 هـ - 1986 م.
23 - الإنساب للسمعاني: أبو سعد عبد الكريم بن منصور (ت 562 هـ). تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي. نشر محمد أمين دمج- بيروت، الطبعة الثانية 1400 هـ - 1980 م. 24 - الإِيمان: محمد بن إسحاق بن منده. تحقيق د. علي بن محمد بن ناصر فقيهي. مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثالثة 1407 هـ - 1987 م. 25 - الإِيمان: العدني محمد بن أبي عمر. دراسة وتحقيق حمد حمدي الجابري. الدار السلفية، الكويت، الطبعة الأولى 1407 هـ - 1986 م. (ب) 26 - البداية والنهاية. ابن كثير، إسماعيل بن عمر (ت 774 هـ). دار الفكر -بيروت- لبنان 1402 هـ -1982 م. 27 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع. الشوكاني، محمد بن علي (ت 1250 هـ). دار المعرفة- بيروت. 28 - بذل الماعون في فضل الطاعون. ابن حجر، (ت 852 هـ)، تحقيق أحمد عصام الكاتب. دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى - 1411هـ. 29 - البرهان في علوم القرآن. الزركشي (ت 794 هـ)، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم. دار المعرفة - بيروت. 30 - البعث. ابن أبي داود: أبو بكر عبد الله بن سليمان (ت 316 هـ)، تحقيق محمد السعيد بسيوني زغلول. دار الكتب العلمية -بيروت- الطبعة الأولى 1407 هـ - 1987 م. 31 - البعث والنشور. البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق عامر أحمد حيدر. مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ - 1986 م.
(ت) 32 - تاريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم. ابن شاهين، عمر بن أحمد أبو حفص (ت 385 هـ)، تحقيق د. عبد المعطي قلعجي. دار الكتب العلمية، بيروت- الطبعة الأولى 1406هـ - 1986 م. 33 - تاريخ الأمم والملوك. الطبري، محمد بن جرير (ت 310 هـ). دار الفكر، بيروت- لبنان 1399 هـ - 1979 م. 34 - تاريخ بغداد. الخطيب البغدادي، أحمد بن علي بن ثابت (ت 463 هـ). نشر دار الكتاب العربي - بيروت. 35 - تاريخ الثقات. العجلي، أحمد بن عبد الله بن صالح (ت 261 هـ). ترتيب الهيثمي، وتضمينات ابن حجر، تحقيق د. عبد المعطي قلعجى. دار الكتب العلمية -بيروت- الطبعة الأولى 1405 هـ - 1984 م. 36 - تاريخ جرجان. السهمي: حمزة بن يوسف (ت 427 هـ). نشر عالم الكتب -بيروت- 1410 هـ - 1981 م. التاريخ الكبير. البخاري (ت 256 هـ). مصورة عن الهندية، توزيع دار الباز، مكة المكرمة. 37 - التاريخ. يحيى بن معين، (ت 233 هـ). رواية الدروي عنه. دراسة وترتيب وتحقيق د. أحمد محمد نور سيف. 39 - تاريخ ابن معين. رواية أبي سعيد الطبراني عنه، تحقيق نظر محمد الفاريابي، الطبعة الأولى 1410 هـ - 1990 م. 40 - تاريخ واسط. أسلم بن سهل الواسطي (ت 292 هـ)، تحقيق كوركيس عواد. عالم الكتب - بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ -1986 م.
41 - التبيان في آداب حملة القرآن. النووي (ت 676 هـ)، تحقيق وتخريج عبد القادر الأرناؤوط. دار البيان- دمشق، الطبعة الأولى 1403 هـ - 1983 م. 42 - التبيين لأسماء المدلسين. لسبط بن العجمي الشافعي. ضمن مجموعة رسائل في الحديث، المجلد الثاني. توزيع الرئاسة العامة للبحوث العلمية، والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض. 43 - تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي. المباركفوري: محمد بن عبد الرحمن (ت 1352 هـ). مصورة بيروت عن الطبعة الحجرية الهندية. 44 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف. المزي: يوسف بن عبد الرحمن (ت 742 هـ)، تحقيق عبد الصمد شرف الدين. المكتب الإِسلامي. بيروت عن الطبعة الهندية، الطبعة الثانية 1403 هـ - 1983 م. 45 - تدريب الراوي في شرح تقريب النووي. السيوطي (ت 911 هـ)، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف. دار إحياء السنة النبوية - بيروت الطبعة الثانية 1399 هـ - 1979 م. 46 - ترتيب مسند الإِمام الشافعي. رتبة محمد عابد السندي، نشر وتصحيح عزت العطار وغيره. دار الكتب العلمية -بيروت- لبنان. 47 - الترغيب والترهيب. الأصبهاني أبو القاسم بن الجوزي. تخريج محمد السعيد بسيوني زغلول- مراجعة محمود إبراهيم زايد، مؤسسة الخدمات للطباعة -بيروت- لبنان. 48 - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة. ابن حجر (852 هـ). دار الكتاب العربي -بيروت- لبنان.
49 - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس. ابن حجر (ت 852 هـ)، تحقيق د. محمد زينهم عزب. دار الصحوة- القاهرة- مصر، الطبعة الأولى 1407 هـ - 1986 م. 50 - تعظيم قدر الصلاة: المروزي محمد بن نصر (ت 294 هـ)، تحقيق د. عبد الرحمن الفريوائي. مكتبة الدار- المدينة المنورة- الطبعة الأولى 1406 هـ - 1986 م. 51 - التفسير. الثوري سفيان بن سعيد (ت 161هـ). رواية أبي حذيفة النهدي. راجعها لجنة من العلماء. دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 1403 هـ - 1983 م. 52 - تفسير عبد الله بن مسعود. دراسة وجمع د. محمد أحمد عيسوي. شركة الطباعة العربية السعودية الرياض، الطبعة الأولى 1405 هـ - 1985 م. 53 - تفسير القرآن. الصنعاني عبد الرزاق بن همام (ت 211 هـ)، تحقيق د. مصطفى مسلم محمد. مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1410هـ - 1989م. 54 - تفسير القرآن العظيم. ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد (ت 327 هـ). الجزء الأول من سورة البقرة، تحقيق د. أحمد عبد الله الزهراني. والقسم الأول من سورة آل عمران، تحقيق د. حكمت بشير يس. نشر مجموعة من الدور السعودية، الطبعة الأولى 1408 هـ. 55 - تفسير القرآن العظيم. ابن كثير (ت 774 هـ). دار المعرفة- بيروت- لبنان. المجلد الأول، الطبعة الثانية 1407 هـ -1987 م. وبقية المجلدات، الطبعة 1388 هـ - 1969 م.
56 - التفسير. المكي مجاهد بن جبر. رواية ابن أبي نجيح عنه، تحقيق عبد الرحمن الطاهر السورتي. باكستان. مصورة بيروت عنها. 57 - تفسير النسائي. النسائي أحمد بن شعيب (ت 303 هـ)، تحقيق وتعليق صبري الشافعي- سيد الجليمي. مكتبة السنة- القاهرة، الطبعة الأولى 1410 هـ - 1990 م. 58 - تقريب التهذيب. ابن حجر (ت 852 هـ)، تحقيق وتعليق عبد الوهاب عبد اللطيف، دار المعرفة- بيروت، الطبعة الثانية 1395 هـ - 1975م. 59 - تلبيس إبليس. ابن الجوزي: أبو الفرج عبد الرحمن (ت 597 هـ). نشر دار الكتب العلمية- بيروت- مصورة عن المصرية. 60 - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير. ابن حجر (ت 852 هـ). عني بنشره عبد الله هاشم المدني 1384 هـ. 61 - تلخيص المستدرك. الذهبي محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ). مطبوع مع المستدرك. 62 - التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد. ابن عبد البر (ت 463 هـ)، تحقيق مجموعة من المحققين. متوالي سنوات الطبع. نشر وزارة الأوقاف المغربية. 63 - تنبيه المسلم إلى تعدي الألباني على صحيح مسلم. محمود سعيد ممدوح. 64 - التنكيل لما ورد في تأنيب الكوثري من الأباطيل. عبد الرحمن المعلمي (ت 1386 هـ)، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني- محمد عبد الرزاق حمزة. دار الكتب السلفية- القاهرة.
65 - تهذيب التهذيب. ابن حجر (ت 852 هـ). دار الفكر- بيروت- الطبعة الأولى 1404 هـ - 1984 م. 66 - التوحيد وإثبات صفات الرب عزَّ وجلّ. ابن خزيمة محمد بن إسحاق (ت 311 هـ). مراجعة محمد خليل هرَّاس. دار الكتب العلمية- بيروت - 1403 هـ - 1973 م. 67 - توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الآثار. الصنعاني محمد بن إسماعيل (ت 1182هـ)، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الأولى 1366 هـ. 68 - التيسير في قواعد علم التفسير. الكافيجي محمد بن سليمان، دراسة وتحقيق د. ناصر محمد المطرودي. دار القلم دمشق، ودار الرفاعي- الرياض، الطبعة الأولى 1410 هـ - 1995 م. (ث) 69 - الثقات ابن حبّان، محمد بن حبّان بن أحمد (ت 354 هـ). نشر دار الفكر- بيروت- مصورة عن الهندية. (ج) الجامع. الترمذي، محمد بن عيسى (ت 279 هـ)، تحقيق وتصحيح عبد الرحمن محمد عثمان. دار الفكر- بيروت- الطبعة الثانية 1403هـ -1983م. 71 - جامع الأصول في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-. ابن الأثير، مجد الدين المبارك بن محمد (ت 606 هـ)، تحقيق عبد القادر الأرناؤوط. دار الفكر- بيروت- الطبعة الثانية 1403 هـ - 1983 م.
72 - جامع البيان عن تأويل آي القرآن. ابن جرير (ت 310 هـ). دار الفكر- بيروت 1408 هـ - 1988 م. 73 - جامع التحصيل. العلائي: خليل بن كليكدي (ت 761 هـ)، تحقيق حمدي السلفي. عالم الكتب- بيروت، الطبعة الثانية 1407 هـ - 1986 م. 74 - الجامع الصحيح. البخاري (ت 256 هـ). مطبوع على متن فتح الباري. رقمه ورتبة محمد فؤاد عبد الباقي. دار الفكر- بيروت- مصورة عن السلفية. 75 - الجامع الصحيح. مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري (ت 261 هـ). مطبوع مع شرحه المنهاج، الطبعة الثانية دار الفكر- بيروت 1392 هـ - 1972 م. 76 - جامع العلوم والحكم، في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم. ابن رجب، عبد الرحمن بن أحمد أبو الفرج (ت 795 هـ)، تحقيق شعيب الأرناؤوط- إبراهيم باجس. مؤسسة الرساله- بيروت، الطبعة الأولى 1411 هـ - 1991 م. 77 - الجامع لشعب الإِيمان. البيهقي (ت 458 هـ)، (1) تحقيق د. عبد العلي حامد. الدار السلفية- الهند- الطبعة الأولى 1407 هـ - 1986 م. وهي المجلدات 1، 2، 3، [وهي التي أرمز لها ب: هندية]. (ب) وتحقيق محمد السعيد بسيوني زغلول. دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ - 1990 م. 78 - الجرح والتعديل. ابن أبي حاتم (ت 327 هـ)، الطبعة الأولى، مطبعة محلبس، دائرة المعارف الهندية، حيدرآباد الدكن.
79 - الجهاد عبد الله بن المبارك. تحقيق د. نزيه حمد. دار المطبوعات الحديثة- جدة. 80 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر. السخاوي محمد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ). تحقيق د. حامد عبد المجيد، ود. طه الزيني. إشراف د. محمد الأحمدي أبو النور وزارة الأوقاف المصرية. (ح) 81 - حاشية السندي على سنن النسائي. المطبوع مع السنن. 82 - ابن حجر العسقلاني، ودراسة مصنفاته وموارده في الإِصابة. د. شاكر محمود عبد المنعم. القسم الأول: طبع دار الرسالة بغداد الطبعة الأولى 1987 م. القسم الثاني: مطبوع على الآلة الكاتبة. 83 - حجة القراءات. أبو زرعة عبد الرحمن بن زنجلة. تحقيق سعيد الأفغاني. مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الرابعة 1404 هـ - 1984 م. 84 - حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة. السيوطي (ت 911 هـ). المطبعة الشرفية 1354 هـ. 85 - حلية الأولياء، وطبقات الأصفياء. أبو نعيم أحمد بن عبد الله (ت 430 هـ). دار الكتاب العربي- بيروت، مصورة عن المصرية. الطبعة الثالثة- 1400 - 1980 م. (د) 86 - دائرة معارف القرن العشرين. محمد فريد وجدي. دار المعرفة بيروت 1971 م.
87 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور السيوطي (ت 911 هـ). إشراف وتصحيح ونشر وفهرسة دار الفكر. بيروت الطبعة الأولى 1403 هـ - 1983 م. 88 - درة الحجال في أسماء الرجال. المكناسي أبو العباس أحمد بن محمد (ت 1025 هـ). تحقيق د. محمد الأحمدي أبو النور، نشر دار التراث بالقاهرة والمكتبة العتيقة تونس. الطبعة الأولى 1390 هـ. 89 - الدعاء. الطبراني سليمان بن أحمد (ت 360 هـ). دراسة وتحقيق د. محمد سعيد البخاري. دار البشائر الإِسلامية بيروت. الطبعة الأولى 1407 هـ - 1987م. 90 - دلائل النبوة. أبو نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ). تحقيق د. محمد رواس قلعة جي عبد البر عباس. دار النفائس بيروت. الطبعة الثانية 1406 هـ - 1986 م. 91 - دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر البيهقي (ت 458 هـ). تحقيق د. عبد المعطي قلعة جي. دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1405 هـ - 1985 م. 92 - دليل الفالحين لطريق رياض الصالحين. الشافعي محمد بن علان (ت 1057 هـ). دار الكتاب العربي بيروت. (ذ) 93 - ذكر أخبار أصفهان. أبو نعيم الأصفهاني (ت 430 هـ). نشر الدار العلمية الهند الطبعة الثانية 1405هـ - 1985م.
94 - ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق. الذهبي (ت 748 هـ). تحقيق محمد شكور حاج. مكتبة المنار، الأردن. الطبعة الأولى 1406 هـ. 95 - ذيل طبقات الحفاظ. جلال السيوطي (ت 911 هـ). دار إحياء التراث العربي. بيروت. 96 - الذيل على رفع الإِصر تحقيق د. جودة هلال ورفاقه. الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة. 97 - ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل. الذهبي. تحقيق عبد الفتاح أبو غدة، الطبعة الخامسة، 1404 هـ - 1984 م. (ر) 98 - الرسالة المستطرفة، لبيان مشهور كتب السنة المشرفة. الكتاني محمد بن جعفر (ت 1345 هـ). دار الكتب العلمية- بيروت، 1400 هـ. 99 - الرفع والتكميل في الجرح والتعديل. اللكنوى محمد بن عبد الحي (ت 1304 هـ). تحقيق عبد الفتاح أبو غدة. مكتبة المطبوعات الإِسلامية، بحلب. دمشق، سوريا. الطبعة الثالثة، 1407 هـ - 1987 م. 100 - رؤية الله عزَّ وجل. الدارقطني علي بن عمر (ت 385 هـ). تحقيق مبروك إسماعيل مبروك. مكتبة القرآن، القاهرة. (ز) 101 - زاد المعاد في هدي خير العباد. ابن القيم: شمس الدين محمد ابن أبي بكر (ت 751 هـ). تحقيق شعيب الأرناؤوط، عبد القادر الأرناؤوط. مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة السابعة، 1405 هـ - 1985 م.
102 - الزهد. وكيع بن الجراح (ت 181 هـ). تحقيق عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي-. مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1404 هـ - 1984 م. 103 - الزهد. ابن حنبل أحمد بن محمد (ت 241 هـ). دار الكتب العلمية- بيروت، لبنان. الطبعة الأولى: 1403 هـ - 1983 م. 104 - الزهد. هناد بن السرى (ت 243 هـ). تحقيق عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي. دار الخلفاء، الكويت. الطبعة الأولى 1406هـ - 1985م. 105 - الزهد. أبو بكر بن أبي عاصم (ت 287 هـ). تحقيق د. عبد العلي عبد الحميد حامد. الدار السلفية، بومباي، الهند الطبعة الثانية 1408هـ - 1987م. 106 - الزهد والرقائق. ابن المبارك عبد الله أبو عبد الرحمن (ت 181 هـ). تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي. 107 - زوائد نعيم بن حماد على الزهد والرقائق. مطبوع مع الزهد. (س) 108 - سبل السلام شرح بلوغ المرام. الصنعاني (ت 1182 هـ). نشر جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية (1404هـ). 109 - سلسلة الأحاديث الصحيحة. محمد ناصر الدين الألباني. الأول والثاني، المكتب الإِسلامي بيروت، والثالث والرابع من المكتبة الإِسلامية، عمان، والخامس، مكتبة المعارف، الرياض.
115 - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة. محمد ناصر الدين الألباني. الأول والثاني كالسابق، والثالث والرابع، مكتبة المعارف، الرياض. 111 - السنة أبو بكر بن أبي عاصم (ت 287 هـ). تحقيق وتخريج محمد ناصر الدين الألباني. المكتب الإِسلامي، بيروت. 112 - السنة. عبد الله بن أحمد بن حنبل (ت 290 هـ). تحقيق ودراسة د. محمد سعيد القحطاني. دار ابن القيم، الدمام. الطبعة الأولى 1406هـ - 1986م. 113 - سنن الدارقطني. الدارقطني (ت 385 هـ). دار المحاسن للطباعة، القاهرة 1386 هـ. 114 - سنن الدارمي. الدارمي: عبد الله بن عبد الرحمن (ت 255 هـ). دار إحياء السنة النبوية. 115 - سنن أبي داود: سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني (ت 275 هـ). مراجعة وتعليق محمد محيي الدين عبد الحميد. دار الفكر، بيروت- لبنان. 116 - سنن ابن ماجه. محمد بن يزيد (ت 275 هـ). تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي. المكتبة العلمية- بيروت. 117 - سنن النسائي. النسائي: أحمد بن شعيب (ت 303 هـ). دار الفكر، بيروت- لبنان مصورة عن المصرية الطبعة 1348 هـ - 1930م. 118 - السنن الكبرى. البيهقي (ت 458 هـ). دار الفكر، مصورة عن الهندية. 119 - سؤالات ابن الجنيد لابن معين. ابن الجنيد إبراهيم بن عبد الله (ت 260 هـ). تحقيق د. أحمد محمد نور سيف. مكتبة الدار، المدينة المنورة. الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م.
120 - سؤالات الدقاق البادي لابن معين. المطبوعة باسم (من كلام أبي زكريا يحيى بن معين). أبو خالد الدقاق (ت 282 هـ). تحقيق د. أحمد محمد نور سيف. دار المأمون للتراث. 121 - سؤالات محمد بن أبي شيبة لابن المديني. لمحمد بن عثمان بن أبي شيبة. تحقيق ودراسة موفق عبد القادر. مكتبة المعارف، الرياض. الطبعة الأولى 1404 هـ - 1984 م. 122 - سؤالات حمزة السهمي. للدارقطني وغيره من المشايخ. دراسة وتحقيق موفق بن عبد الله بن عبد القادر، الطبعة الأولى 1454 هـ، مكتبة المعارف- الرياض. 123 - سؤالات أبي عبد الله الحاكم للدارقطني. (انظر ما تحت رقم 122). 124 - سير أعلام النبلاء. الذهبي (ت 748 هـ). تحقيق لجنة من المحققين، إشراف: شعيب الأرناؤوط. الطبعة السابعة 1415 هـ - 1990 م. مؤسسة الرساله، بيروت- لبنان. (ش) 125 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب. ابن العماد الحنبلي (ت 1089 هـ). دار إحياء التراث العربي، بيروت- لبنان. 126 - شرح السنة. الحسين بن مسعود البغوي الفراء (ت 516 هـ).، تحقيق شعيب الأرناؤوط. المكتب الإِسلامي، بيروت الطبعة الثانية 1403 هـ -1985م. 127 - شرح العقيدة الطحاوية. ابن أبي العز الحنفي (ت 792 هـ). تحقيق بشير محمد عيون. نشر دار البيان. دمشف. الطبعة الأولى: 1405هـ -1985 م.
128 - شرح علل الترمذي. ابن رجب الحنبلي (ت 795 هـ). تحقيق د. همام عبد الرحيم سعيد. مكتبة المنار، الأردن الطبعة الأولى 1407هـ - 1987م. 129 - شرف أصحاب الحديث. الخطيب البغدادي (ت 463 هـ). تحقيق د. محمد سعيد خطيب أوغلي. نشر دار إحياء السنة النبوية. 130 - الشريعة. الآجرى (ت 360 هـ). تحقيق محمد حامد الفقي، نشر أنصار السنة المحمدية. لاهور. (ص) 131 - صحيح الترغيب والترهيب للمنذري. محمد ناصر الدين الألباني. مكتبة المعارف، الرياض. الطبعة الثالثة: 1409 هـ - 1988 م. 132 - صحيح الجامع الصغير وزيادته. الألباني. المكتب الإِسلامي- بيروت. 133 - صحيح ابن خزيمة. ابن خزيمة: أبو بكر محمد بن إسحاق (ت 311 هـ). تحقيق د. محمد مصطفى الأعظمي، ومراجعة الألباني. المكتب الإسلامي. بيروت. (ض) 134 - الضعفاء. العقيلي محمد بن عمرو (ت 322 هـ). تحقيق د. عبد المعطي أمين قلعة جي. دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان الطبعة الأولى 1404 هـ - 1984 م. 135 - الضعفاء الصغير. البخاري (ت 256 هـ). تحقيق محمود إبراهيم زايد. دار المعرفة- بيروت- لبنان.
136 - الضعفاء والمتروكون. النسائي. مطبوع مع الضعفاء الصغير. 137 - الضعفاء والمتروكون. الدارقطني (ت 385 هـ). دراسة وتعليق موفق عبد الله عبد القادر. مكتبة المعارف الرياض. الطبعة الأولى- 1404هـ - 1984م. 138 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع. السخاوي (ت 902 هـ). مكتبة الحياة - بيروت. 139 - ضعيف الجامع الصغير وزيادته. الألباني. المكتب الإِسلامي- بيروت. (ط) 140 - الطب والمجتمع. د. سرور أسعد منصور. الدار العربية للكتاب- ليبيا- تونس. 141 - الطبقات الكبرى. ابن سعد: محمد بن سعد (ت 230 هـ). دار بيروت للطباعة والنشر- بيروت 1398 هـ - 1978 م. 142 - الطبقات الكبرى. القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم. ابن سعد. تحقيق د. زياد محمد منصور. مكتبة: العلوم والحكم، المدينة الطبعة الثانية 1408 هـ. 143 - طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها. أبو الشيخ الأصبهاني (ت 396 هـ). دراسة وتحقيق. د. عبد الغفور عبد الحق البلوشي. مؤسسة الرسالة- بيروت الطبعة الأولى 1408هـ - 1988 م.
(ع) 144 - عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات. زكريا بن محمد القزويني (ت 682 هـ). تحقيق فاروق سعد. دار الآفاق الجديدة- بيروت الطبعة الخامسة 1403 هـ - 1983م. 145 - العرش وما روى فيه. محمد بن عثمان بن أبي شيبة (ت 297 هـ). تحقيق محمد حمد الحمود. مكتبة السنة- القاهرة. الطبعة الثانية 1410هـ. 146 - عشرة النساء. النسائي (ت 303 هـ). تحقيق عمرو علي عمر. مكتبة السنة. القاهرة- الطبعة الثانية 1408 هـ. 147 - العظمة. أبو الشيخ الأصبهاني (ت 396 هـ). دراسة وتحقيق مصطفى عاشور، ومجدي السيد إبراهيم. مكتبة القرآن- القاهرة. 148 - علل الحديث. ابن أبي حاتم (ت 327 هـ). دار المعرفة- بيروت مصورة عن الهندية. 149 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية. ابن الجوزي أبو الفرج عبد الرحمن (ت 597 هـ). تحقيق إرشاد الحق الأثري. دار الكتب العلمية- بيروت الطبعة الأولى 1403 هـ - 1983 م. 150 - العلل الواردة في الأحاديث النبوية. الدارقطني (ت 385 هـ). تحقيق د. محفوظ السلفي. دار طيبة- الرياض. الطبعة الأولى 1405 هـ - 1985 م. 151 - العلل ومعرفة الرجال. أحمد بن حنبل (ت 241 هـ). تحقيق د. طلعت قوج- د. إسماعيل أو غلي. المكتبة الإِسلامية تركيا 1987 م.
152 - العلل ومعرفة الرجال. رواية المروذي وغيره عن أحمد بن حنبل. تحقيق د. وصي الله محمد عباس. 153 - علوم الحديث المطبوع مع التقييد والإيضاح للعراقي. ابن الصلاح: أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن (ت 643 هـ). دار الحديث بيروت- لبنان الطبعة الأولى 1405 - 1984م. 154 - عمل اليوم والليلة. مؤسسة الكتب الثقافية- بيروت الطبعة الأولى 1408هـ -1988م. 155 - عمل اليوم والليلة أبو بكر بن السني، تخريج عبد الله حجاج، دار الجيل- بيروت- مكتبة التراث الإِسلامي القاهرة، الطبعة الثالثة 1404هـ -1984م. (غ) 156 - غريب الحديث، الخطابي أبو سليمان حمد بن محمد (ت 388 هـ). مركز البحوث العلمبة جامعة أم القرى. (ف) 157 - فتح الباري شرح صحيح البخاري. ابن حجر (ت 852 هـ). انظر الجامع الصحيح. 158 - فتح المجيد شرح كتاب التوحيد. عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ت 1258 هـ)، تحقيق محمد حامد الفقي، دار الكتب العلمية، بيروت مصورة عن المصرية، الطبعة السابعة 1377 - 1957 هـ. 159 - فتح المغيث شرح ألفيه الحديث، السخاوي (ت 902 هـ):
(أ) دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان. (ب) القسم الأول منه بتحقيق ودراسة د. عبد الكريم الخضير لنيل درجة الدكتوراه من كليه أصول الدين الرياض. 160 - الفرق بين الفرق، البغدادي: عبد القاهر بن طاهر (ت 429 هـ)، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد. دار المعرفة بيروت. 161 - الفصل في الملل والأهواء والنحل، ابن حزم: أبو محمد (ت 456 هـ)، دار المعرفة بيروت، الطبعة الثانية مصورة عن المصرية 1395 هـ -1975م. 162 - فضائل الصحابة، أحمد بن حنبل (ت 246 هـ)، تحقيق د. وصي الله عباس، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1403 هـ. 163 - فضائل القرآن ابن الضريس محمد بن أيوب (ت 295 هـ)، تحقيق ودراسة د. مسفر الغامدي. دار حافظ، الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م. 164 - فضائل القرآن، الفريابي: جعفر بن محمد (ت 301 هـ)، تحقيق يوسف عثمان فضل الله، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1409هـ - 1989 م. 165 - فضائل القرآن، النسائي (ت 303 هـ)، تحقيق د. فاروق حمادة. دار الثقافة- الدار البيضاء-، الطبعة الأولى 1400 هـ - 1980 م. 166 - فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- الجهضمي إسماعيل بن إسحاق (ت 282 هـ)، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني. المكتب الإِسلامي بيروت، الطبعة الثانية 1400 هـ - 1980 م. دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية 1400 هـ - 1980 م.
167 - الفقيه والمتفقه. الخطيب البغدادي (ت 463 هـ). صححه وعلق عليه إسماعيل الأنصاري. 168 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة. محمد بن علي الشوكاني (ت 1250هـ)، تحقيق عبد الرحمن محيي المعلمين. مطبعة السنة المحمدية، القاهرة. 169 - في سبيل موسوعة علمية. د. أحمد زكي. دار الشروق، الطبعة الثالثة 1402هـ - 1982م. (ق) 170 - القاموس المحيط، الفيروزآبادي محمد بن يعقوب (ت 817 هـ). مؤسسة الحلبي وشركاه- القاهرة. 171 - القول البديع في الصلاة والسلام على الحبيب الشفيع -صلى الله عليه وسلم-. السخاوي (ت 902 هـ)، تحقيق بشير محمد عيون، دار البيان- دمشق -، 1408 هـ. (ك) 172 - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق عزت علي عيد- موسى الموشي. دار الكتب الحديثة- القاهرة. 173 - الكامل في الضعفاء. ابن عدي: أبو أحمد عبد الله بن عدي (ت 365 هـ)، الطبعة الثانية 1405 هـ - دار الفكر، بيروت. 174 - كشف الأستار عن زوائد البزّار. نور الدين الهيثمي (ت 807 هـ)، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي. مؤسسة الرسالة- بيروت-، الطبعة الأولى 1399 هـ - 1979 م.
175 - الكفاية في علوم الرواية، الخطيب البغدادي (ت 463 هـ)، دار الكتب الحديثة القاهرة. 176 - الكنى والأسماء، محمد بن أحمد الدولابي، دار الكتب العلمية مصورة عن الهندية. 177 - الكنى. البخاري ملحق بكتاب التاريخ له. 178 - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال. علاء الدين الهندي (ت 975 هـ). مؤسسة الرسالة- بيروت 1409 هـ - 1989 م. 179 - الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات، ابن الكيال: محمد بن أحمد (ت 929 هـ)، تحقيق كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ - 1987م. (ل) 180 - اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، السيوطي (ت 911 هـ). دار المعرفة- بيروت- لبنان. 181 - لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ، ابن فهد: عمر بن فهد (ت 885 هـ). دار إحياء التراث العربي. 182 - لسان الميزان. ابن حجر (ت 8452 هـ)، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ - 1987 م. 183 - لسان العرب المحيط، ابن منظور: محمد بن مكرم (ت 711 هـ). إعداد وتصنيف يوسف خياط، دار لسان العرب- بيروت.
(م) 184 - ما ورد في حياة الأنبياء بعد وفاتهم. البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق عامر أحمد حيدر. مؤيسسة نادر، الطبعة الأولى 1410 هـ - 1990 م. 185 - مباحث في علوم القرآن. د. مناع القطان. مكتبة المعارف- الرياض، الطبعة الثامنة 1401 هـ - 1981م. 186 - المجروحين، من المحدثين والضعفاء والمتروكين. أبو حاتم ابن حبّان (ت 354 هـ)، تحقيق: محمود إبراهيم زائد. توزيع دار الباز مكة المكرمة. 187 - مجمع البحرين بزوائد المعجمين. الهيثمي (ت 807 هـ). من مصورات مكتبة أستاذنا د. محمود أحمد ميرة. 188 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، الهيثمي. مؤيسسة المعارف- بيروت 1406هـ 1986م. 189 - مجموع فتاوى شيخ الإِسلام أحمد بن تيمية. جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم وابنه محمد، وتوزيع الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين. 190 - مختار الصحاح. محمد بن أبي بكر الرازي. مكتبة المؤيد- الطائف 1390 هـ - 1971م. 191 - مختصر إتحاف السادة الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة. البوصيري (ت 841 هـ). من مصورات مكتبة جامعه الكويت. 192 - مختصر زوائد سند البزّار. ابن حجر (ت 852 هـ)، تحقيق صبري عبد الخالق. مؤسسة الكتب الثقافية- بيروت-، الطبعة الأولى 1412 هـ.
193 - مختصر قيام الليل. ابن نصر المروزي (ت 294 هـ). اختصار أحمد بن علي المقريزي (ت 845 هـ). نشر دار حديث أكاديمي- باكستان. 194 - المدخل إلى السنن الكبرى. البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق د. محمد ضياء الرحمن الأعظمي، دار الخلفاء- الكويت. 195 - المراسيل. عبد الرحمن بن أبي حاتم (ت 327 هـ). علق عليه أحمد عصام الكاتب .. دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1403هـ - 1983م. 196 - مساوئ الأخلاق ومذمومها. الخرائطي: محمد بن جعفر (ت 328 هـ)، تحقيق مصطفى الشلبي. مكتبة السوادي، جده، الطبعة الأولى 1412 هـ - 1982 م. 197 - المستدرك على الصحيحين .. أبو عبد الله الحاكم (ت 405 هـ). تصوير دار الكتب العلمية- بيروت. 198 - المسند. سليمان بن داود الطيالسي (ت 204 هـ)، دار المعرفة، بيروت، مصورة عن الهندية. 199 - المسند. الحميدي: عبد الله بن الزبير (ت 219 هـ)، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي. عالم الكتب- بيروت- مصورة عن الهندية. 200 - المسند أحمد بن حنبل. المكتب الإِسلامي- بيروت-، الطبعة الرابعة 1403 هـ - 1983 م- مصورة عن المصرية. 201 - المسند. البزّار أحمد بن عمرو (ت 292 هـ)، تحقيق د. محفوظ الرحمن زين الله. مؤسسة علوم القرآن- دمشق- مكتبة العلوم والحكم، الطبعة الأولى 1409هـ - 1988م.
202 - المسند أبو يعلى: أحمد بن علي بن المثنى (ت 307 هـ)، تحقيق وتعليق: إرشاد الحق الأثري. دار القبلة- جدة- مؤسسة علوم القرآن. دمشق، الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م. 203 - مسند أبي بكر الصديق. المروزي أحمد بن علي (ت 292 هـ)، تحقيق شعيب الأرناؤوط. المكتب الإِسلامي- بيروت-، الطبعة الثالثة 1399 هـ. 204 - مسند سعد بن أبي وقاص. الدورقي أحمد بن إبراهيم (ت 246 هـ). تحقيق عامر حسن صبري. دار البشائر الإِسلامية، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ - 1987 م. 205 - مسند الشهاب القضاعي محمد بن سلامة (ت 454 هـ)، تحقيق حمدي السلفي. مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية (1407 هـ). 206 - مسند علي بن الجعد. رواية أبي القاسم البغوي عنه. تعليق عامر أحمد حيدر. مؤسسة نادر- بيروت، الطبعة الأولى 1410هـ - 1990م. 207 - المصنف عبد الرزاق بن همام (ت 211 هـ). تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي. المكتب الإِسلامي عن الهندية، الطبعة الثانية 1403 هـ - 1983 م. 208 - المصنف في الأحاديث والآثار. ابن أبي شيبة: أبو بكر عبد الله بن محمد (ت 235 هـ)، تحقيق عبد الخالق الأفغاني. الدار السلفية الهند. 209 - الجزء المفقود من الطبعة السابقة. تحقيق عمر بن غرامة العمروي. دار عالم الكتب- الرياض-، الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م.
210 - مشكل الآثار. الطحاوي أحمد بن محمد بن سلامة، الطبعة الأولى، دار صادر، مصورة عن الهندية، وما كان محالًا عليه برقم فمن الطبعة الجديدة، تحقيق شعيب الأرناؤوط. 211 - المصاحف. ابن أبي داود أبو بكر (ت 316 هـ). مطبوعات مؤسسة قرطبة- مصر. 212 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية. ابن حجر (ت 852 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار المعرفة- بيروت لبنان. 213 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (من باب الإنصات يوم الجمعة- إلى نهاية كتاب الزكاة). رسالة ماجستير تقدم بها الطالب باسم طاهر عناية لقسم السنة بكلية أصول الدين بالرياض 1409 هـ. 214 - معالم التنزيل. البغوي (ت 516 هـ)، تحقيق محمد بن عبد الله النمر ورفاقه، دار طيبة، الرياض 1411 هـ. 215 - معالم السنن الخطابي (ت 388 هـ). على مختصر أبي داود للمنذري، تحقيق: أحمد شاكر ومحمد حامد الفقي، دار المعرفة- بيروت. 216 - المعجم الأوسط. الطبراني (ت 360 هـ)، تحقيق محمود الطحان. مكتبة المعارف الرياض، الطبعة الأولى 1405 هـ - 1985 م. 217 - معجم البلدان. ياقوت الحموي (ت 626 هـ). دار صادر بيروت- لبنان 1404 هـ - 1984 م. 218 - معجم شيوخ أبي يعلى. أبو يعلى (ت 307 هـ)، تحقيق حسين سليم أسد، عبده علي كوكشك. دار المأمون، دمشق، الطبعة الأولى 1410هـ - 1989م.
219 - معجم الشيوخ. ابن جميع، محمد بن أحمد الصيداوي (ت 402 هـ)، دراسة وتحقيق د. عمر عبد السلام تدمري. مؤسسة الرسالة. بيروت ودار الأمان- طرابلس، الطبعة الأولى 1405 هـ. 220 - معجم الشيوخ. ابن فهد (ت 885 هـ)، تحقيق محمد الزاهي. منشورات دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، الرياض. 221 - المعجم الصغير. الطبراني (ت 360 هـ)، تحقيق محمد شكور المارديني وسماه الروض الداني. المكتب الإِسلامي -دار عمار- الطبعة الأولى 1405هـ - 1985م. 222 - المعجم الكبير. الطبراني، تحقيق حمدي السلفي، الطبعة الأولى 1455هـ - 1985م. 4223 - معجم معالم الحجاز. المقدم، عاتق بن غيث البلادي. دار مكة، الطبعة الأولى 1400 هـ - 1985 م. 224 - معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية. انظر الرقم السابق. 225 - المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي. د. أ. ي. ونسنك. نشر محمد فؤاد عبد الباقي، مكتبة بريل ليدن، والمجلد الثامن من مكتبة القرآن. 226 - المعجم المفهرس (تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة). ابن حجر (ت 852 هـ). من مصورات مكتبة أستاذنا د. محمود أحمد ميرة. 227 - المعجم الوسيط. إبراهيم مصطفى ورفاقه. دار إحياء التراث العربي.
228 - معرفة الصحابة. أبو نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ)، تحقيق ودراسة د. محمد راضي حاج عثمان. مكتبة الدار- المدينة المنورة- مكتبة الحرمين الرياض، الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م. 229 - المعرفة والتاريخ. الفسوي، يعقوب بن سفيان (ت 277 هـ)، تحقيق د. أكرم ضياء العمري. مكتبة الدار- المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1410 هـ. 230 - المغني. ابن قدامة، عبد الله بن أحمد (ت 620 هـ). دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 231 - المغني في ضبط أسماء الرجال. الفتنى، محمد بن طاهر (ت 986 هـ). دار الكتاب العربي- بيروت- 1402 هـ. 232 - المفاريد عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. أبو يعلى (ت 307هـ)، تحقيق عبد الله يوسف الجديع. مكتبة دار الأقصى- الكويت- الطبعة الأولى 1405هـ -1985م. 233 - مكارم الأخلاق ومعاليها. الخرائطي (ت 327 هـ)، تحقيق د. سعاد الخندقاوي. مطبعة المدني- مصر، الطبعة الأولى 1411 هـ - 1991م. 234 - الملل والنحل. الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم (ت 548 هـ). مطبوع على هامش الفصل لابن حزم. 235 - المنار المنيف في الصحيح والضعيف. ابن القيم (ت 751 هـ)، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة. مكتب المطبوعات الإِسلامية- حلب 1402هـ - 1982م.
236 - مناهل العرفان في علوم القرآن. الزرقاني، محمد بن عبد العظيم. دار إحياء الكتب العربية- القاهرة. 237 - المنتخب من مسند عبد بن حميد (ت 249 هـ)، تحقيق مصطفى العدوي شلباية. المجلد الأول دار الأرقم الكويت، الطبعة الأولى 1405 هـ. الثاني والثالث مكتبة ابن حجر، مكة المكرمة 1408 هـ. 238 - المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج. النووي، يحيى بن شرف (ت 676 هـ). مطبوع مع جامع مسلم السابق ذكره. 239 - موسوعة أطراف الحديث النبوي، محمد السعيد بسيوني زغلول. دار الفكر -دار الكتب العلمية- بيروت 1410 هـ - 1989 م. 240 - موضّح. أوهام الجمع والتفريق. الخطيب البغدادي (ت 463 هـ). دائرة المعارف العثمانية- الهند 1378 هـ - 1959 م. 241 - الموضوعات. ابن الجوزي (ت 597 هـ)، تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان، الطبعة المكتبة السلفية- المدينة، الطبعة الأولى 1386 هـ - 1966 م. 242 - الموطأ. الأصبحي، مالك بن أنس (ت 179 هـ). تصحيح وتخريج، محمد فؤاد عبد الباقي. دار إحياء التراث العربي- بيروت 1406 هـ - 1985 م. 4243 - الموقظة. الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة. مكتب المطبوعات الإِسلامية. حلب، الطبعة الأولى 1405 هـ. 244 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال، الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق علي محمد البجاوي، دار المعرفة، بيروت.
(ن) 245 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة. ابن تغري بردي، جمال الدين أبو المحاسن يوسف (ت 874 هـ). نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب، وزارة الثقافة المصرية. 246 - النكت على كتاب ابن الصلاح ابن حجر (ت 852 هـ)، تحقيق د. ربيع هادي عمير. دار الراية- الرياض، الطبعة الثانية 1408 هـ - 1988 م. • • •
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق محمد بن ظافر بن عبد الله الشّهري تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد الخامس عشر 29 - 30 آخر كتاب التفسير - أوّل كتاب المناقب 3650 - 3903 دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ 29 - 30
دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية تحقيق عبد الله ظافر الشهري - الرياض. 848 ص؛ 17 × 24 سم. ردمك 1 - 68 - 749 - 9960 (مجمو عة) 1 - 71 - 749 - 9960 (ج 15) أ - الحديث- مسانيد 2 - الحديث- تخريج 3 - الحديث- شرح 4 - الحديث- زوا ئد أ- الشهري، عبد الله ظافر (محقق) ب - العنوان 2370/ 18 ديوي 4. 237 رقم الإيداع: 2370/ 18 ر د مك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجمو عة) 1 - ا 7 - 749 - 9960 (ج 15) حقوق الطبع محفوظة للمنسق الطّبْعَة الأولي 1420هـ - 2000 م دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض - ص ب 42507 - الرمز البريدي 11551 هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب: 32594 - الرياض: 11438 - تلفاكس: 2660 - 421
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المقدمة اللهمَّ لك الحمد حمدًا كثيرًا خالدًا مع خلودك، ولك الحمد حمدًا، لا جزاءً لقائله إلَّا رضاك، ولك الحمد يا من تواتر نعمه أعجز الخلق عن القيام بشكره، لك الحمد بالإِسلام، ولك الحمد بالإِيمان، ولك الحمد بالقرآن، تيسر من تشاء لنيل مطالبهم العالية، فهم في الروضات في جنة عالية، تتفضل عليهم بزوائد نعمك، وتدفع عنهم مساوئ نقمك، وصلّ اللهمَّ وسلِّم وبارك على المحتذى أثره، المقتفى خبره، من رفعت منزلته في الدارين، وأرسلته إلى سائر الثقلين، قطعت به الحجة، وأوضحت به المحجة، وجعلته متابَعًا وشاهدًا، ويوم الحشر قائدًا وشافعًا، فاجزه اللَّهمَّ خير ما جزيت نبيًا عن أمته، وارض عن آله وأزواجه وصحابته، من اخترتهم لصحبته ونصرته، والذب عن دينه وملته، وعمن تبعهم واقتفى أثرهم وسار على ملتهم إلى يوم الدين والحساب. وبعد: فإن أنفس ما أفنيت فيه الأعمار، وأكثرت فيه الأسفار، وأنفقت فيه الأوقات وعمرت به الساعات، طلب العلم الشرعي، الذي به تنال المطالب، وتدفع المثالب، سيما علم الحديث الشريف، الذي شرف بشرف معلومه، وسما بسمو مضمونه، كيف لا؟ وهو ميراث الأنبياء، وزاد
الصلحاء الأتقياء، وبه يستنير ويقتدى السعداء. وإذا كان ما ذكرت كما ذكرت، فإنه لما تطلب الأمر مني اختيار موضوع يكون لهذه الرسالة عنوانًا، ولنيل هذه الدرجة العلمية ميزانًا، آثرت أن يكون هذا الموضوع من آثار سلفنا الصالح، الذين بآثارهم -بعد كتاب الله- سعدنا، وبما خلفوه لنا تبصرنا، وبما أولوه سنَّة رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من جهد نعمنا. مع يقيني أني لست لذلك أهلًا، لقصور النظر وقلة العلم، وغلبة الهوى والمعاصي، ولله در بلال بن سعد رحمه الله. ثم لله دره حين يقول: زاهدكم راغب، ومجتهدكم مقصر، وعالمكم جاهل، وجاهلكم مغتر (¬1). أهـ. ورحم الله مجاهدًا حين قال: ذهب العلماء فما بقي إلَّا المتعلمون. وما المجتهد فيكم إلَّا كاللاعب فيمن كان قبلكم (¬2). اهـ. ولما كان لزامًا على المسلم أن يتعلم، وعلى اللاحق أن يقتدي بالسابق، لعل الله يرحمه برحمته إياه، ويرضى عنه برضاه عنه، رأيت أن ألج بابًا مفتوحًا، وأسلك دربًا مسلوكًا، فكان أن اخترت الانخراط في سلك المحققين لكتاب المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، للحافظ الإِمام، العلاَّمة: ابن حجر العسقلاني رحمه الله، فوقع نصميبي من أول تفسير سورة الإِسراء، إلى نهاية باب مقتل عمر رضي الله عنه من أبواب المناقب. فاستخرت، واستشرف، وشمرت عن ساعد الجد واستبشرت، لأمور دعتني إلى تحقيق هذا الجزء اليسير من هذا الكتاب الجليل ومن أهمها: ¬
1 - حبي لعلم الحديث وأهله. 6 - رغبتي في دخول عالم المخطوطات، ومحاولة الإِسهام بشيء -ولويسير- في إحياء هذا التراث الإِسلامي الضخم، الذي خلفه لنا الأسلاف، ومن ثم التعرف على هذا العالم الرحب. 3 - قيمة الكتاب العلمية، فهو بحق ديوان حديث من أعظم الدواوين، وأجمعها للأحاديث وأعلاها في الأسانيد، جمع لنا أحاديث كتب فقد أكثرها، وعفا أثرها. 4 - منزلة المؤلف العلمية أيضًا، فهو من هو في الحديث وعلومه، والخبرة برجاله وأسانيده فقد سارت بخبرة الركبان، لذا أحببت أن أتعرف عليه أكثر وأكثر من خلال هذا المصنف الجليل. وقد ألفيته عالمًا، جهبذا، وحيد زمانه، إماما في الحديث وعلله، ورجاله وطرقه. فرحمه الله رحمة واسعة. 5 - الحرص على اكتساب الخبرة في دراسة الأسانيد، والحكم على المتون، وتتبع الطرق والتوصل إلى أحكام كلية على الأحاديث، بعد تخريجها تخريجًا وافيًا. 6 - الرغبة في الاطلاع على كتب حديثية، وأجزاء، ومصنفات، تحتاج إلى بحث ودأب للاطلاع عليها ومعرفتها. 7 - محاولة التعرف على أصحاب هذه المسانيد الثمانية، وما ضمنوه مسانيدهم من أحاديث ليست في الكتب الستة والمسند للإِمام أحمد. لهذه الأسباب مجتمعة رأيت أن أساهم في هذا الجهد المبارك، مع
ما واجهني من عقبات وعوائق أثناء عملي، استدعت مني مزيد الجهد والعناية والاهتمام. ولعل من أبرزها فقد كثير من الكتب، والتعب في تحصيل بعضها الآخر، وخاصة في مجال التفسير بالأثر، ولا أدل على ذلك من تفسير ابن أبي حاتم الذي هو بحق موسوعة تفسيرية عظيمة في مجال التفسير بالأثر، ولم أجد منه إلَّا جزءًا يسيرًا جدًا في جامعة أم القرى. لا تعلق له ببحثي إلَّا في النزر اليسير، وقل مثل ذلك في كتب أخرى كتفسير عبد بن حميد، وكتب فضائل القرآن، مما يحتاج إلى مزيد من البحث، والصبر والتعب في تحصيلها. ومن هذه العقبات أيضًا ما يتعلق بدراسة النص وما يقع فيه من تصحيفات وتحريفات، وقد يصعب معها معرفة وجه الصواب خصوصًا فيما فقد من المسانيد. أيضًا ما يتعلق بالأسانيد والحكم على الرجال، وتمييز المشتبه منهم، ومعرفة المبهم مما لا يدرك أهميته إلَّا المتخصصون. أضف إلى ذلك قصر الباع في العلم بالأسانيد والتخريج، والبحث، والتحقيق. هذا وقد جعلت لبحثي معالم أهتدي بها، وعلامات أسير عليها. فقد سلكت في إثبات النص وتخريجه الخطوات التالية: 1 - أثبت ما في النسخة (مح) في صلب الكتاب. حيث اعتبرتها أصلًا، كما سبق.
2 - اتبعت في نقل النص الرسم الإِملائي مطلقًا، حيث إن بعض النسخ بالرسم العثماني، كما تقدم. ولم أثبت الفروق في هذا خشية الإِطاله. 3 - إذا وجدت مخالفة في إحدى النسخ للنسخة الأصل، أثبت ما في الأصل إن كان هو الصحيح، أو كان محتملًا، وأثبت ما في النسخة الأخرى في الحاشية. 4 - إذا وجدت ما في إحدى النسخ الأخرى هو الصواب، أثبته في الأصل وأشرت إلى ما في (مح) في الحاشية، مع بيان وجه الصواب في ذلك. 5 - إذا اتفقت النسخ على خطأ ظاهر، أثبت الصواب في الأصل، ونبهت في الحاشية على ما في النسخ. مع بيان وجهة ما أثبت، ويلاحظ هذا بكثرة في رجال الإِسناد. 6 - إذا لم يتبين لي وجه الصواب من الأوجه المذكورة في النسخ، أثبت ما في الأصل، ثم أشير في الحاشية إلى ما أرجحه. مع بيان ما في النسخ الأخرى. 7 - رمزت للنسخة المحفوظة بالمكتبة العمرية، ب (عم)، والنسخة المحفوظة بمكتبة الرياض السعودية ب (سد)، وأثبت جميع الفروق بين النسخ في الحاشية. 8 - إذا وجدت في هامش إحدى النسخ إضافة، فإن كانت من صلب النص جعلته في موضعه، وإلاَّ جعلته في الحاشية، ونبهت عليه.
9 - إذا وجدت بياضًا في الأصل، أو كلمة غير مقروءة أثبتها من النسخ الأخرى إن وجدت، وإلاَّ من أحد المصادر التي خرجت الحديث. مع الاجتهاد في ذلك ما أمكن. 15 - إذا أثبت النص ضبطته بالشكل مما يزيل اللبس. وإن احتمل ضبطين ضبطته بهما. 11 - خرجت بعد ذلك الحديث من المصادر التي أخرجته. متتبعًا متابعات الحديث وشواهده متوسعًا في ذلك ما استطعت، محاولًا ترقيته إن كان ضعيفًا، أو حسنًا، أو تكثير طرقه إن كان صحيحًا، وأمكنني ذلك، إلَّا إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما لم أتوسع في تخريجه كالسابق. وفي كل ذلك أستنير بأقوال أهل العلم والاختصاص وفي نهاية التخريج أعطي حكمًا نهائيًا للحديث بحسب ما يظهر لي من جميع الطرق التي ذكرتها مع عنايتي ببيان الاختلاف على الراوي والترجيح بين أوجه الاختلاف بعد العودة إلى كتب العلل وكلام أهل العلم. وخرجت الروايات التي أشار إليها المصنف ولم يوردها، كقوله: وهو في الصحيح من وجه آخر، أو: وأصله في السنن. ونحو ذلك. 12 - عزوت النصوص إلى المسانيد الموجودة التي أخذت منها هذه الزوائد، أو إلى المصادر التي تلتقي معها في السند.
13 - اعتمدت في العزو إلى البوصيري على المختصر، إذ هو الذي حكم فيه على الأحاديث. 14 - إذا عزوت للمصادر في التخريج ذكرت الباب والكتاب، بعد ذكر الجزء والصفحة، تسهيلًا للقارىء، ومراعاة لاختلاف الطبعات. 15 - اقتصرت في بيان الحكم على الراوي بالنسبة للمتابعات والشواهد -اقتصرت- على كتاب التقريب للحافظ. دون ذكر الأقوال في الراوي، وأحيانًا أكتفي بقولي في الإِسناد: رجاله ثقات، أو صحيح الإِسناد، بعد تتبعي ودراستي له. وذلك إذا كان رجاله من المشهورين الثقات. أو خشية التكرار وكثرة ترديد الحكم على الرجل إذا تكرر اسمه في عدة أحاديث. أما الرواة المذكورين في المطالب فقد درستهم دراسة وافية وستأتي دراستهم في جزء مستقل. 16 - اختصرت بعض أسماء المصادر حين العزو إليها وذلك لشهرتها ومعرفتها، كالمستدرك على الصحيحين للحاكم اختصرته إلى (المستدرك). وكشف الأستار عن زوائد البزّار إلى (كشف الأستار). ومجمع الزوائد ومنبع الفوائد إلى (المجمع)، أو (مجمع الزوائد). ومجمع البحرين في زوائد المعجمين إلى (مجمع البحرين). وفتح الباري بشرح صحيح البخاري إلى (الفتح). وإتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة إلى (الإِتحاف)، والمقصود به المختصر. وتهذيب الكمال في أسماء
الرجال إلى (تهذيب الكمال)، وقد عدت إلى المحقق منه. وتقريب التهذيب إلى (التقريب)، وميزان الاعتدال في نقد الرجال إلى (الميزان). وتهذيب تهذيب الكمال إلى (تهذيب التهذيب). أو (التهذيب). ولسان الميزان للحافظ، أو لسان العرب لابن منظور إلى (اللسان)، فإن كان في اللغة فهو الثاني وإن كان في الرجال فهو الأول. وسير أعلام النبلاء إلى (السير). والمغني في الضعفاء إلى (المغني). وتعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس إلى (طبقات المدلسين). وجامع التحصيل في أحكام المراسيل إلى (جامع التحصيل). والاستيعاب في أسماء الأصحاب إلى (الاستيعاب). والإِصابة في تمييز الصحابة إلى (الإِصابة)، فإن كان الراوي من القسم الأول أطلقت العزو وإلاَّ قيدته بالقسم الذي ذكر فيه. والنهاية في غريب الحديث والأثر إلى (النهاية). والطبقات الكبرى لابن سعد إلى (الطبقات)، أو (طبقات ابن سعد). والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي إلى (ضعفاء ابن الجوزي). وتذكرة الحفاظ إلى (التذكرة). والكامل في ضعفاء الرجال إلى (الكامل). وديوان الضعفاء والمتروكين إلى (الديوان). وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين إلى (ثقات ابن شاهين). وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال إلى (الخلاصة). وحلية الأولياء إلى (الحلية). وشعب الإِيمان إلى (الشعب). والدر المنثور في التفسير بالمأثور إلى (الدر المنثور). ودلائل النبوة إلى (الدلائل)، مع نسبتها لمؤلفها. وجامع البيان عن تأويل القرآن لابن جرير الطبري إلى (تفسير الطبري).
وهكذا مما لا يخفى على القارئ اللبيب. هذا بيان مجمل لخطة سيرى في البحث، وعلى الله الاتكال، ومنه العون والتوفيق. وختمت البحث بخاتمة بينت فيها ما توصلت إليه من نتائج من خلال دراستي لهذا القسم. هذا هو جهد المقل، أفرغت فيه وسعي، وبذلت غاية جهدي، ولا أدعي أنني بلغت الكمال ولا كدت، فما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خطأ وسهو فمن نفسي، وعذري أنني من البشر وقد أبى الله أن يسلم غير كتابه. فقد قال عبد الله بن أحمد رحمه الله: عارضت بكتاب لأبي ثلاث عشرة مرة فلما كان في الرابعة خرج فيه خطأ، فوضعه من يده ثم قال: قد أنكرت أن يصح غير كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ (¬1). ودونك قول المزني: لو عورض كتاب سبعين مرة لوجد فيه خطأ، أبى الله أن يكون كتابًا صحيحًا غير كتابه (¬2). اهـ. وختامًا أشكر كل من أسهم معي ولو بكلمة- في إخراج هذا البحث، وأخص بذلك المشرف عليه فضيلة الشيخ: عبد الكريم بن عبد الله الخضير. الذي كان له الفضل الأكبر -بعد الله تعالى- في كل حسنة من حسنات هذا البحث، فقد قرأه وقرأه، وأبدى كل نصيحة، ورأي سديد، حتى خرج بهذه الصورة، فله من الله حسن الأجر والثواب، وأحسن الله عاقبته، وأصلح باله، وجزاه خير الجزاء، على ما ألفيته فيه من ¬
علم، وتواضع، وحسن خلق، وسعة صدر وصبر على زلات تلميذه مما كان له أثر جميل في نفسي. هذا ما أردت تسطيره، ورمت تقريره، وحسبي الله ونعم الوكيل، أبرأ من التوكل إلَّا عليه، ومن الاستعانة إلَّا به، ولا حول ولا قوة إلَّا بالله، إليه المرجع والمآب. وصلَّى الله وسلم وبارك على خير خلقه، وأمينه على وحيه، وعلى آله وصحبه. ومن اتبع نهجه إلى يوم الدين. والحمد لله رب العالمين. المحقِّق
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق محمَّد بن ظافر بن عبد الله الشهري تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد الخامس عشر 29 - 30 آخر كتاب التفسير - أوّل كتاب المناقب 3650 - 3903
18 - سورة الإسراء
[من كتاب التفسير] (¬1) 18 - سورة الإِسراء 3650 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ محمَّد، ثنا الْفُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذَا الْحَرْفَ (¬2) عَلَى لِسَانِ نبيِّكم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ووصَّى رَبُّكَ ألاَّ تَعْبُدُوا إلَّا إيَّاه (¬3) فَلَصِقَتْ إِحْدَى الْوَاوَيْنِ بِالْأُخْرَى. فَقَرَأَ لَنَا (¬4): {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (¬5) وَلَوْ نَزَلَتْ عَلَى الْقَضَاءِ مَا أَشْرَكَ بِهِ أَحَدٌ. فَكَانَ مَيْمُونٌ يَقُولُ: إِنَّ عَلَى تَفْسِيرِهِ لنورا. قال الله تبارك وتعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} (¬6). ¬
3650 - درجته: الأثر بهذا الإِسناد شديد الضعف لحال الفرات بن السائب فإنه متروك. وقد تساهل البوصيري رحمه الله في إتحاف المهرة (2/ق 160 ب)، حيث قال: رواه ابن منع بسند ضعيف، لضعف فرات بن السائب. اهـ.
تخريجه: ورد الأثر عن ابن عباس من أربع طرق: 1 - من طريق أبي ثابت عن ابن عباس رضي الله عنه. أخرجه ابن جرير في جامع البيان (9/ 92)، عن أبي كريب، عن يحيى بن عيسى، عن نصير بن أبي الأشعث، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه. به بنحوه. 2 - من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه ابن جرير- كما في الدر المنثور (4/ 170) - والفريابي في تفسيره، وسعيد بن منصور في السنن. وابن المنذر في تفسيره، وابن الأنباري في المصاحف. =
= 3 - من طريق الضحاك عن ابن عباس. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره. انظر: الدر المنثور (4/ 170). 4 - من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس كما في مسند ابن منيع. وقد أخرجه أيضًا أبو عبيد في فضائل القرآن، وابن المنذر في تفسيره، وابن مردويه في تفسيره، كما في الدر المنثور (4/ 170). وكلها متابعات قاصرة لا تؤثر في درجة هذا الأثر لكون ضعفه شديدًا.
3651 - وقال مسدّد: حدّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَامِرٍ فِي قَوْلِهِ عزَّ وَجَلَّ: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} (¬1) قَالَ: يَدُهُ، وَعَصَاهُ، وَالسِّنِينُ، وَالطُّوفَانُ، وَالْجَرَادُ، والقمَّل، والضفادع، والدم، ونقص من الثمرات. ¬
3651 - درجته: مقطوع، صحيح. لعدالة رجاله واتصال إسناده.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (15/ 171)، عن يعقوب، عن هشيم، عن مغيرة، عن الشعبي، بنحوه.
3652 - وقال أحمد منيع: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا (¬1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَعِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ عزَّ وَجَلَّ: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} وقال: السِّنَينُ: حَبَسَ عَنْهُمُ (¬2) الْمَطَرَ، وَنَقَصَ مِنَ الثَّمَرَاتِ، وَالطُّوفَانُ، وَالْجَرَادُ، والقمَّل، وَالضَّفَادِعُ، وَالدَّمُ، وَعَصَاهُ، وَيَدُهُ. ¬
3652 - درجته: مقطوع صحيح. وهو شاهد لسابقه. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ 161 أ): رواته ثقات. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (15/ 171)، عن ابن حميد، عن يحيى بن واضح، عن الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، بنحوه. وروى مثله عن ابن عباس، كما عند سعيد بن منصور، وعبد الرزاق في تفسيره، وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم. انظر: الدر المنثور (4/ 204). كما روى مثله عن عطاء كما عند ابن جرير (15/ 172).
3653 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ- عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سوَّار، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} (¬2) قَالَ: كَانُوا يَجْهَرُونَ بالدُّعاء. اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي، فَلَمَّا نزلت هذه الآية أمروا أن لا يَتَخَافَتُوا (¬3)، وَلَا يَجْهَرُوا. (152) وَحَدِيثُ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام، رضي الله عنه، فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} الْآيَاتُ الثَّلَاثُ (¬4) (¬5). يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى (¬6) فِي تَفْسِيرِ سورة الشعراء. ¬
3653 - درجته: موقوف، ضعيف لضعف أشعث بن سوار. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 161/ أ): رواه ابن منع بإسناد حسن. وهذا تساهل منه رحمه الله.
تخريجه: روى هذا الأثر عن ابن عباس من طريقين: 1 - طريق أشعث بن سوار، وهو ضعيف، ولم أقف له على متابع. (أ) أخرجه ابن منيع بإسناده المتقدم. (ب) كما رواه ابن جرير في تفسيره (15/ 183)، عن الحسن بن عرفة، عن عبّاد، عن أشعث به بنحوه. =
= (د) والطبراني في الكبير (11/ 273: 11710)، من طريق ابن فضيل عن أشعث به بنحوه. (ج) والبيهقي في سننه (2/ 184)، كتاب الصلاة، باب الاختيار للإِمام والمأموم في أن يخفيا الذكر. عن أبي عبد الله الحافظ، عن محمد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن ابن فضيل، عن أشعث. به بنحوه. 2 - من غير طريق أشعث. وهي الطريق التي رواها ابن جرير أيضًا (15/ 184)، عن ابن سعد. قال: حدثني أبي، حدثني عمي، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس. فذكره. ابن سعد هو محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي: ضعيف (اللسان 5/ 197). وأبوه سعد: ضعيف (اللسان 3/ 24). وعمه: الحسين بن الحسن بن عطية: ضعيف (اللسان 2/ 341). وأبوه: الحسن بن عطية ضعيف (التقريب 1/ 168)، أبوه عطية العوفي: ضعيف (التقريب 2/ 24) فهي سلسلة ضعيفة. قال السيوطي في الإِتقان 2/ 189: وطريق العوفي عن ابن عباس أخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم كثيرًا. والعوفي ضعيف ليس بواهٍ حسن له الترمذي. اهـ. وعن ابن عباس أخرجه أيضًا محمد بن نصر في كتاب الصلاة، وابن المنذر، وابن مردويه. كما في الدر المنثور (4/ 207). وله شاهد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: نزلت هذه الآية في الدعاء. من طريقين: الأول: مروي عن هشام بن عروة، عن أبيه، عنها: 1 - رواه البخاري، في كتاب التوحيد، باب: "وأسروا قولكم" (4/ 411: 7526)، عن عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن هشام به بنحوه. 2 - كما رواه الإِمام مسلم في كتاب الصلاة، باب التوسط في القراءة =
= (1/ 349: 146)، عن ابن أبي شيبة، عن أبي أسامة، عن هشام به بنحوه. 3 - وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الدعاء، من قال نزلت "ولا تجهر بصلاتك" في الدعاء (10/ 404)، عن وكيع، عن هشام به بنحوه. 4 - ورواه مسلم في كتاب الصلاة، باب التوسط في القراءة (1/ 349: 146)، أيضًا من طريق ابن أبي شيبة السابقة. 5 - ورواه البيهقي في الكبرى (2/ 184)، كتاب الصلاة، باب الاختيار للإمام والمأموم أن يخفيا الذكر: من طريق أبي أسامة به بنحوه ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي عبد الله الحافظ، عن محمد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن ابن فضيل، عن هشام به. ورواه البخاري في الدعوات، باب الدعاء في الصلاة (4/ 58)، عن علي، عن مالك بن سعيد، عن هشام به بنحوه. ورواه أيضًا في التفسير (3/ 253)، تفسير سورة الإِسراء، عن طلق بن غنام، عن زائدة، عن هشام به بنحوه. ورواه مسلم في الموضع المتقدم عن أبي كريب، عن أبي معاوية. كما رواه في نفس الموضع عن قتيبة، عن حماد. ورواه أيضًا عن يحيى بن يحيى، عن يحيى بن زكريا. ورواه البزّار في كشف الأستار (3/ 56)، عن عجر بن علي، عن يحيى. ورواه ابن جرير في تفسيره (15/ 183)، عن بشار. ورواه في الموضع نفسه عن ابن بشار، عن عبد الرحمن، عن سفيان. كما رواه في الموضع نفسه عن يحيى بن عيسى الدامغاني، عن المبارك ستتهم، عن هشام به بنحوه. الثاني: مروي أيضًا عن أبي الجوزاء، عن عائشة: أخرجه ابن جرير في الموضع السابق عن ابن بشار، عن عبد الرحمن، عن =
= حماد، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، به بنحوه. كما أخرجه عن عائشة سعيد بن منصور، وأبو داود في الناسخ والمنسوخ والنحاس، وابن نصر، وابن مردويه. انظر: الدر المنثور (4/ 207). وروى هذا عن عدد من التابعين كما في تفسير ابن جرير (15/ 183). وهذا يرقى أثر ابن عباس إلى الصحيح لغيره.
19 - سورة الكهف
19 - سورة الكهف 3654 - قال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا أَبُو قُرَّةَ الْأَسَدِيُّ. ثُمَّ الصَّيْدَاوِيُّ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ. قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّهُ قَدْ أُوحي إِلَيَّ أَنَّهُ مَنْ قَالَ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (¬1)، كان له نورًا مِنْ عَدَنَ أَبْيَنَ (¬2) إِلَى مَكَّةَ، حَشْوُهُ (¬3) الْمَلَائِكَةُ". ¬
3654 - درجته: فيه أبو قرة الأسدي، أقف فيه على جرح أو تعديل. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ق 161 ب): فيه أبو قرة الأسدي. ثم الصيداوي، أخرج له ابن خزيمة في صحيحه. وقال: لا أعرفه بعدالة ولا جرح. اهـ. =
= وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 129)، باب ما يقرأ في الليل، وعزاه إلى البزّار في مسنده. وقال: فيه أبو قرة الأسدي، لم يرو عنه غير النضر بن شميل، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه: لم يرو إلَّا عن النضر بن شميل، عن أبي قرة. فقد أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 371)، كتاب التفسير، تفسير سورة الكهف. عن أبي زكريا العنبري، عن محمد بن عبد السلام، عن إسحاق. وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: أبو قرة فيه جهالة، ولم يضعف. كما أخرجه البزّار في البحر الزخار (1/ 421: 297)، عن محمد بن علي بن الحسين بن شقيق. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا من هذا الوجه بهذا الإِسناد. اهـ. كلاهما عن النضر به بنحوه. كما أخرجه الشيرازي في الألقاب. وابن مردويه. انظر: الدر المنثور (4/ 258). وعليه فمدار الحديث على النضر، عن أبي قرة. ولم أجد له ما يرقيه، ولكن يعمل به في فضائل الأعمال بشروط ذلك. على أنه قد وردت أحاديث أخرى في فضائل سورة الكهف. وأواخرها خاصة.
3655 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عيسى بن عون، حدّثنا عبد الملك بن زرارة، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً مِنْ أَهْلٍ، أَوْ مَالٍ، أَوْ وَلَدٍ، فَيَقُولُ: مَا شَاءَ اللهُ، لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَيَرَى فِيهِ آفَةً (¬2) دُونَ الْمَوْتِ. وَكَانَ يَتَأَوَّلُ (¬3) هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} (¬4). ¬
3655 - [1] درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف لضعف عبد الملك. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 143)، باب ما يقول إذا رأى ما يعجبه: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه عبد الملك بن زرارة ضعيف. اهـ. وقد أورده الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير برقم (5028)، وقال عنه: ضعيف، وأشار إلى وروده في سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم (2012). كما قال عنه في تخريج الكلم الطيب لشيخ الإِسلام ابن تيمية (ص 80: 138): =
= ضعيف، وقول ابن القيم في شفاء العليل (ص 46): أن الحديث صحيح، مما لا وجه له عندي. اهـ. وقد قال ذلك الإِمام ابن القيم، لكن لعله يريد الصحة المعنوية، أي: إن معناه صحيح. لأنه قال بعد ذلك: فهو مأخوذ من قوله تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ ...} [الكهف: 39] الآية. وقال ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 119): في صحته نظر.
تخريجه: مدار الحديث على عمر بن يونس. فقد رواه أبو يعلى كما تقدم. ونقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 119)، وقال: في صحته نظر. وقد تصحف عليه عمر بن يونس فجعله عمرو بن يوسف. وفي التفسير (3/ 75). وقال بعد ذكره في الموضعين: قال الحافظ أبو الفتح الأزدي: عيسى بن عون، عن عبد الملك بن زرارة، عن أنس لا يصح. والحديث أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 212)، عن العباس بن حماد ابن فضالة الصيرفي البصري، عن العباس بن الفرج الرياشي، عن عمر بن يونس به، بنحوه. وقال: لا يروى هذا الحديث عن أنس إلَّا بهذا الإِسناد. تفرد به عمر بن يونس. اهـ. وأخرجه في الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 358: 4589 و 4590)، كتاب الأذكار، باب ما يقول إذا رأى ما يعجبه من طريقين، عن عمر بن يونس به بنحوه. ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة، باب ما يقول لدفع الآفات (ص 109: 359)، عن محمد بن عبد الله المستغيثي، عن حماد بن الحسن، عن عنبسة، عن عمر بن يونس، به بنحوه. =
= ونقله عنه النووي في الأذكار (ص 107)، باب ما يقول لدفع الآفات. ورواه البيهقي في شعب الإِيمان (4/ 89: 4369)، من طريق عمر بن يونس به بنحوه. وتصحف عليه فقال عمر بن يوسف. ورواه أيضًا في (4/ 124: 4525)، من طريقه. كما ذكره ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر (ص 12)، عن عبد الملك بن زرارة، عن أنس. فيبقى في الحديث ضعف عبد الملك. والحديث أخرجه كذلك ابن أبي حاتم في تفسيره، وابن مردويه في تفسيره. انظر: الدر (4/ 223). وقد توبع عبد الملك هذا. تابعه أبو بكر الهذلي كما عند البزّار. وسيأتي الكلام على هذه المتابعة في الحديث الذي يلي هذا. وللحديث شاهد، عن ابن مردويه كما في الدر المنثور (4/ 223)، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر مَنْ لَا حَوْلَ وَلَا قوهَ إلَّا بِاللَّهِ. ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ} [الكهف: 39]. ولا أدري ما حال هذا الشاهد.
3655 - [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ (¬1) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنْ ثمامة، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ رَأَى شَيْئًا" فَأَعْجَبَهُ فَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ. لَمْ يَضُرَّهْ. (153) حَدِيثٌ فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} (¬2) مضى في الأنعام (¬3). ¬
3655 - [2] درجته: هذا الحديث شديد الضعف لحال الهذلي فهو متروك. وفيه حجاج ضعيف. قال الهيثمي في المجمع (5/ 112): رواه البزّار من رواية أبي بكر الهذلي. وأبو بكر ضعيف جدًا. اهـ. وضعفه الشيخ الألبانىِ في ضعيف الجامع الصغير (5/ 198: 5598). وقال عنه في تخريج الكلم الطيب (ص 124): ضعيف الإِسناد جدًا. فيه أبو بكر الهذلي. قال الحافظ: متروك الحديث.
تخريجه: مدار الحديث على حجاج بن نصير، عن أبي بكر الهذلي. رواه ابن السنّي في عمل اليوم والليلة (ص 67: 207)، عن محمد بن أحمد بن =
= المهاجر وجعفر بن عيسى الحلواني، عن عياش بن محمد بن محمد. ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 325)، ترجمة سلمى بن عبد الله. عن محمد بن أحمد بن الصلت، عن عباس بن أبي طالب كلاهما عن حجاج به بنحوه. وذكره النووي في الأذكار (ص 273)، باب ما يقوله إذا رأى من نفسه أو ولده، أو ماله أو غير ذلك شيئًا فأعجبه، وخاف أن يصيبه بعينه، أو يتضرر بذلك. وسكت عليه. والهذلي متروك كما تقدم. وعليه فهذه المتابعة قاصرة الارتقاء بالحديث السابق، وعبد الملك ضعيف في الحديث السابق.
3656 - [1، 2] وَقَالَ (¬1) أَبُو بَكْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو رضي الله عنهما قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الشَّمْسَ حِينَ غَرَبَتْ، فقال: "في نَارُ اللَّهِ الْحَامِيَةُ (¬2) لَوْلَا مَا يَزَعُهَا (¬3) (¬4) مِنْ أمر الله عَزَّ وَجَلَّ لأهلكت ما على الأرض". ¬
تخريجه: الحديث مروي عن يزيد بن هارون بالسند السابق: أخرجه أحمد (2/ 207)، =
= عن يزيد به بنحوه. ومن طريق أحمد أورده ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (2/ 107)، وقال بعد ذكره: فيه غرابة، وفيه رجل مبهم لم يسم، ورفعه فيه نظر. وقد يكون موقوفًا من كلام عبد الله بن عمرو، فإنه أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب المتقدمين، فكان يحدث منهما. والله أعلم. اهـ.
3656 - [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يزيد به. ¬
تخريجه: مضى تخريج لفظه، ولبعضه شاهد، أخرجه الحاكم (2/ 244)، في كتاب التفسير، باب مكث النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة ثلاث عشرة سنين نبيًا. وهو عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال: ثنا محمد بن مسلمة الواسطي. ثنا يزيد بن هارون أنبأ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عن إبراهيم التيمي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو على حمار، فرأى الشمس حين غربت. فقال: "يا أبا ذر، أين تغرب هذه؟ فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: "فإنها تغرب في عين حامية". غير مهموزة. وقال حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه كذلك ابن المنذر، وابن مردويه كما في الدر المنثور (4/ 248). فهذا الشاهد الصحيح يرقي الشطر الأول من الحديث إلى الصحيح لغيره. وأما الشطر الثاني فله شاهد عند الطبراني في الكبير (8/ 197: 7705)، عن =
= أبي زيد الحوطي، عن أبي اليمان، عن عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عن أبي أمامة الباهلي، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "وكل بالشمس تسعة أملاك يرمونها بالثلج كل يوم، لولا ذلك ما أتت على شيء إلَّا أحرقته" كما رواه عن أحمد بن محمد الدمشقي. عن علي بن عياش، عن عفير به. ولكن في هذا الإِسناد عفير بن معدان. قال عنه الحافظ في التقريب (2/ 25): ضعيف. وقال عنه ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: ليس بثقة وقال أحمد: منكر الحديث، ضعيف. وقال أبو داود شيخ صالح. ضعيف الحديث. انظر: الميزان (3/ 83) وعليه فهو ضعيف إن لم يكن ضعيفًا جدًا، ولذا قال الهيثمي في المجمع (8/ 134): فيه عفير بن معدان، وهو ضعيف جدًا. وأورده الألباني في ضعيف الجامع الصغير (3/ 49: 6141)، وقال: موضوع. وأورده في السلسلة الضعيفة برقم (293)، وقال: وهذا الحديث مع ضعفه الشديد إسنادًا لا أشك في أنه موضوع متنًا. ثم ذكر أدلة على ذلك. وخلص إلى أنه موقوف على أبي أمامة. كما أخرجه غير الطبراني لكن مداره على عفير هذا. فقد أخرجه أبو الشيخ في العظمة (ص 276: 639)، من طريقه. وأخرجه الخطيب في الموضح (2/ 151)، ترجمة سليم بن عامر من طريق عفير أيضًا بنحوه. وأيضًا في (2/ 315)، ترجمة عفير. وذكر أن عددهم سبعة كما أخرجه في الموضع الثاني عن أبي بكر الحيري، عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم، عن أبي عتبة أحمد بن الفرج، عن بقية، عن أبي عائذ المؤذن، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ موقوفًا. وفيه أن عددهم ثمانية. لكن بقية مدلس مشهور وقد عنعن، وأبو عائذ لم أعرفه وأحمد بن الفرج: ضعيف كما في اللسان (1/ 266)، وبذلك لا يفيد هذا الشاهد في ترقية الشطر الثاني، وعلى كل فالموقوف أمثل من المرفوع.
3657 - حدّثنا (¬1) إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ فِي تَفْسِيرِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬2): {وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا} (¬3) قَالَ: مَدِينَةً لَهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ بَابٍ، لَوْلَا أَصْوَاتُ أَهْلِهَا لَسَمِعَ النَّاسُ دَوِيَّ (¬4) الشَّمْسِ حين تجب (¬5). ¬
3657 - درجته: مقطوع صحيح.
3658 - فحدث الحسن عن سمرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "سِتْرًا" (¬1) (¬2) بناءً. لم (¬3) يُبْنَ فِيهَا بِنَاءٌ قَطُّ. وَلَمْ يُبْنَ عَلَيْهِمْ فيها بناء قط. كانوا (¬4) إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ دَخَلُوا أَسْرَابًا لَهُمْ (¬5) حَتَّى تزول الشمس. ¬
3658 - درجته: مرفوع ضعيف للانقطاع بين ابن جريج، والحسن. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف.
تخريجه: أخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة، باب ما ذكر من كثرة عبادة الله في أرضه (395: 959) عن أبي يعلى به بنحوه، وفي (ص 413: 978)، عن الوليد عن إبراهيم بن يوسف، عن ابن جريج فذكره بنحو ما تقدم، ثم قال: فحدثت عن الحسن عن سمرة. فذكره بنحوه. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (16/ 14)، عن القاسم، عن الحسين، عن حجاج، عن ابن جريج من كلامه. والظاهر أن الوجه الأول أرجح، فإن حجاجًا الذي روى عنه الوجه الثاني: ثقة، لكنه اختلط في آخر عمره كما في التقريب (1/ 154: 161). =
= وعلى كل فالموقوف على ابن جريج صحيح، وأما المرفوع فضعيف للعلة السابقة. وأخرجه باللفظ المتقدم ابن المنذر، وابن أبي حاتم، كما في الدر المنثور (4/ 249). وقد روي من وجه آخر عن الحسن موقوفًا عليه ولفظه: أرضهم لا تحمل البناء، فإذا طلعت الشمس تغوروا في الماء، فإذا غربت خرجوا يتراعون كما ترعى البهائم. أخرجه أبو الشيخ في العظمة (ص 413: 980)، عن الوليد، عن أبي طالب، عن نصر بن علي، عن سلم بن قتيبة، عن سهل بن أبي الصلت السراج، عن الحسن باللفظ المتقدم. وسلم: صدوق. انظر: التقريب (1/ 314: 338). وسهل بن أبي الصلت: صدوق. (التقريب 1/ 337: 562). وأخرجه ابن جرير في التفسير (16/ 14)، عن إبراهيم بن المستمر، عن سليمان بن داود أبي داود، عن سهل بن أبي الصلت به بنحوه. وسهل صدوق كما تقدم. وعزاه السيوطي في الدر (4/ 249) إلى الطيالسي، ولم أره عنده، وكذا إلى البزّار في أماليه وابن المنذر، وابن أبي حاتم. وهو موقوف على الحسن. وقد روي عن قتادة نحوه، ولفظه: بلغنا أنهم كانوا في مكان لا يثبت عليها بنيان، فكانوا يدخلون في أسراب لهم إذا طلعت الشمس حتى تزول عنهم، ثم يخرجوا إلى معاشهم. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 412)، عن معمر، عن قتادة باللفظ المتقدم. وابن جرير في تفسيره (16/ 14)، عن الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق به بنحوه. وكذا في (16/ 13 - 14)، عن بشر بن يزيد، عن سعيد، عن قتادة بنحوه. وهو موقوف أيضًا.
20 - سورة طه
20 - سورة طه 3659 - قال مسدّد: حدثثا بشر، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، أَبي حَازِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عيَّاش، عن أبي سعيد رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ الْمَعِيشَةَ الضَّنك الَّتِي قَالَ اللَّهُ تعالى (¬1) هي عذاب القبر (¬2). ¬
3 - درجته: موقوف حسن لأن عبد الرحمن بن إسحاق صدوق. 1 - روي موقوفًا على أبي سعيد واختلف على أبي حازم في إسناده. =
= (أ) فروى مرة عن أبي حازم، عن النعمان، عن أبي سعيد كما تقدّم عند مسدّد: أخرجه كذلك ابن جرير في تفسير سورة طه (11/ 227)، عن محمد بن عبد الله بن بزيغ، عن بشر بن المفضل، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حازم، به بنحوه. كما أخرجه في الموضع نفسه عن يزيد بن مخلد الواسطي، عن خالد بن عبد الله، عن ابن إسحاق، به بنحوه. أخرجه أيضًا في الموضع نفسه عن عبد الرحيم البرقي، عن ابن أبي مريم، عن محمد بن جعفر، وابن أبي حازم، عن أبي حازم، به بنحوه. فمحمد بن جعفر هو ابن أبي كثير الأنصاري، ثقة كما قال في التقريب (2/ 150: 105). وابن أبي حازم هو عبد العزيز: صدوق، كما في التقريب (1/ 508: 1212). فمتابعتهما عبد الرحمن بن إسحاق ترقي الأثر إلى مرتبة الصحة من هذه الطريق. لأن ابن أبي مريم ثقة والبرقي: قال عنه الذهبي في السير (13/ 48)، كان صدوقًا من أهل العلم ووثقه في العبر (1/ 412)، وابن العماد في الشذرات (2/ 193). (ب) روى عن أبي حازم، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد. أخرجه سفيان بن عيينة في تفسيره (ص 294)، عن أبي حازم. كما أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 21)، وفي المصنف (3/ 584: 6741)، باب فتنة القبر. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (11/ 227)، عن حوثره بن محمد المنقري. كلاهما عن سفيان بن عيينة، عنه به بنحوه. (ج) روى عن أبي حازم، عن أبي سعيد. أخرجه كذلك ابن جرير في المكان السابق. عن محمد بن عبد الله بن =
= عبد الحكم. عن أبيه، وشعيب بن الليث، عن الليث، عن خالد بن زيد، عن أبي هلال، عن أبي حازم. به بنحوه. وللترجيح بين هذه الطرف نجد الأثر يدور على أبي حازم وهو ثقة. كما تقدم. وأما الرواة عنه فهم: 1 - ابن إسحاق ومن تابعه طريقهم صحيحة. 2 - سفيان بن عيينة، ثقة، وقد سمع أبو حازم أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وسمع أبو سلمة أبا سعيد. فطريقه متصلة، لكنها حسنة لأن حوثرة صدوق كما قال في التقريب (1/ 207: 647). 3 - ابن أبي هلال. وهو سعيد، صدوق، ضعفه ابن حزم، وذكر أحمد أنه اختلط. كما في التقريب (1/ 307: 274)، ولكن رجح في هدي الساري (ص 404)، توثيقه. إلَّا أن رواية أبي حازم عن سعيد مرسلة. وعليه فالطريق الأولى صحيحة- والثانية حسنة. وأما الثالثة فضعيفة لأنها مرسلة، والحمل فيها على أبي حازم لإِرساله. والأثر أخرجه موقوفًا عبد الرزاق، وعبد بن حميد في تفسيريهما، وسعيد بن منصور في السنن، والبيهقي في عذاب القبر كما في الدر المنثور (4/ 311). وللموقوف شواهد: منها ما هو مرفوع، ومنها ما هو موقوف، عن أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه الحاكم في الجنائز موقوفًا، باب الميت يسمع خفق نعالهم (1/ 381)، وذلك بسنده عن أبي هريرة رضي الله عه أن المعيشة الضنك هي عذاب القبر. وسكت عليه، كما سكت عليه الذهبي. وأخرجه البزّار مرفوعًا كما أورده ابن كثير في تفسيره بسنده (3/ 148)، وقال إسناده جيد. =
= وكلاهما ثابتان كما يلي: 1 - سند الحاكم: عن أبي بكر بن سليمان الفقيه، عن أبي داود السجستاني، عن أبي الوليد الطيالسي، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة موقوفًا. 2 - سند البزّار: عن أبي زرعة الرازي، عن أبي الوليد الطيالسي به بنحوه مرفوعًا. فالاختلاف واقع فيه على أبي الوليد الطيالسي. وهو ثقة ثبت كما في التقريب (2/ 319:91). فمن رواه عنه موقوفًا أبو داود السجستاني وهو الإِمام صاحب السنن. ومن رواه مرفوعًا أبو زرعة الرازي. وهو إمام حافظ مشهور كما في التقريب (1/ 536: 1479). وعليه لا نستطيع تحميل أحدهم، وإنما نقول: كلتاهما ثابتتان. ولكن محمد بن عمرو بن علقمة في الطريقين صدوق له أوهام كما في التقريب (2/ 196: 583). فهما في مرتبة الحسن، الموقوفة والمرفوعة. وللمرفوع عن أبي هريرة طريق أخرى وهي التي رواها أبو يعلى كما سيأتي. وأخرجه ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه كما في الدر (4/ 311)، فالموقوفة تشهد للموقوف على أبي سعيد الخدري. ومنها ما روي عن ابن مسعود موقوفًا بنحوه: أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 266: 9143)، قال الهيثمي في المجمع: فيه المسعودي، وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات، (المجمع 7/ 70). وأخرجه كذلك البيهقي في عذاب القبر، وعبد بن حميد، وابن المنذر في تفسيريهما. انظر: الدر المنثور (4/ 311). =
= وخلاصة الكلام أن الرواية الموقوفة على أبي سعيد صحيحة. 2 - روي مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الحاكم في كتاب التفسير، باب من قرأ القرآن واتبع ما فيه هداه الله من الضلالة (2/ 381). عن أبي زكريا العنبري، عن محمد بن عبد السلام، عن إسحاق، عن النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، عن أبي حازم، عن النعمان، عن أبي سعيد، عنه -صلى الله عليه وسلم- بنحوه. وقال: صحيح على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي. ولكن حماد بن سلمة اختلط وتغير حفظه بآخره، وإن كان ثقة ثبتا فاختلاطه هذا يجعلنا نرجح رواية الأثر موقوفًا، إذا قابلنا رواية حماد بالرواية الصحيحة الموقوفة السابقة. على أنه روي مرفوعًا أيضًا من غير طريق أبي حازم. لكن اختلف فيه على دراج أبي السمح على وجهين: الأول: ما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبي زرعة، عن صفوان، عن الوليد، عن ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عن أبي سعيد، عنه -صلى الله عليه وسلم-، بنحوه، ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره (3/ 147)، ثم قال: والموقوف أصح. اهـ. لأن المرفوع فيه ما يلي: 1 - صفوان ثقة، لكنه كان يدلس تدليس التسوية. انظر: التقريب (1/ 368: 104) 2 - الوليد بن مسلم الدمشقي، معروف بالتدليس الشديد، مع الصدق، وضعه الحافظ في المرتبة الرابعة، وقد عنعن. انظر: طقات المدلسين (ص 38). 3 - عبد الله بن لهيعة، صدوق، اختلط بعد احتراف كتبه. انظر: التقريب (1/ 444: 574). 4 - دراج بن سمعان: ضعيف كما سيأتي. =
= وعليه فالرواية ضعيفة لشبهة تدليس الوليد، وقبله تدليس صفوان، وضعف دراج. ولكن يشهد للرواية المرفوعة رواية أبي هريرة السابقة وهي حسنة، فترقى هذه الطريقة إلى الحسن لغيره. وبهذا يمكننا القول أن الأثر موقوف صحيح عن أبي سعيد، وحسن عن أبي هريرة، ومرفوع حسن باعتبار الطريقين، عن أبي سعيد وأَبي هريرة. ويتأكد هذا بأن ما ورد لا يمكن أخذه إلَّا من طريق الوحي. فهو وإن كان موقوفًا له حكم الرفع.
3660 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: إِنَّ أَبَا السَّمْحِ أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ (¬2)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ نحوه في أثناء حديث (¬3). ¬
3660 - درجته: ضعيف لحال دراج أبي السمح، وقد ذكره الهيثمي في المجمع (3/ 58)، باب في العذاب في القبر. وقال: رواه أبو يعلى وفيه دراج، وحديثه حسن، واختلف فيه. اهـ. ولكن حاله كما تقدم.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره- تفسير سورة طه (16/ 228)، عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عمه عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة، عنه -صلى الله عليه وسلم-. كما أخرجه ابن حبّان في كتاب الجنائز، ذكر الأخبار عن وصف التنين الذي يسلط على الكافر في قبره. (الإِحسان 50/ 5: 3112)، عن عبد الله بن محمد بن سلم، عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، به بنحوه. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره. تفسير ابن كثير (3/ 147)، عن الربيع بن =
= سليمان، عن أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دراج، به بنحوه. وقال ابن كثير: رفعه منكر جدًا. ولم أظفر به إلَّا مرفوعًا. فمدار الحديث فيما مر على دراج، وهو ضعيف كما علمت، ولكن وجدت له متابعة عند البزّار وهي ما أخرجه كما في كشف الأستار (3/ 58: 2233)، تفسير سورة طه عن محمد بن يحيى الأزدي، عن محمد بن عمر، عن هشام بن سعد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ حجيرة به بنحوه. فقد تابع سعيد بن أبي هلال دراج على الوجه الثاني، مما يوحي بترجيحه على الأول، إذ سعيد صدوق له أوهام. وقد ذكره الهيثمي في "المجمع (7/ 70)، وقال: رواه البزّار، وفيه من لم أعرفه. اهـ. قال المحقق الأعظمي: كأنه يعني أبا حجيرة، ولكني أقول: كأنه يعني محمد بن عمر، إذ ربما تصحّف عليه إلى محمد بن عمرو، وقد وقع ذلك عند ابن كثير في تفسيره. وبيان رجاله كالتالي: 1 - محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي البصري، ثقة مات سنة (252 هـ). انظر: التقريب (2/ 217: 811). 2 - محمد بن عمر بن واقد الواقدي، متروك مع سعة علمه. توفي سنة (207 هـ). انظر: التقريب (2/ 194: 597). 3 - هشام بن سعد المدني، صدوق. له أوهام، ورمي بالتشيّع، مات سنة (160 هـ). انظر: التقريب (2/ 318: 81). 4 - سعيد بن أبي هلال الليثي، مولاهم، صدوق، اختلط بآخره. مات بعد (130 هـ)، وقيل غير ذلك. انظر: التقريب (1/ 307: 274). 5 - عبد الرحمن بن حجيرة، ثقة. =
= 6 - أبو هريرة، صحابي. وعليه فكلهم معروفون، لكن لا يرقى الحديث لوجود محمد بن عمر الواقدي فيه، وهو متروك. والحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في ذكر الموت، وابن المنذر، وابن مردويه في تفسيريهما كما في الدر المنثور (4/ 311). وذكره الترمذي الحكيم في نوادر الأصول (ص 159)، في ضغطة القبر وعذابه. وجملة القول أن الحديث يبقى ضعيفًا من هذه الطريق عن أبي هريرة.
3661 - وقال الحارث (¬1): حدّثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬2) رضي الله عنهما في قوله تعالى طه (¬3)، أَيْ: طَأْ يَا رَجُلُ (¬4) وَهِيَ بِالنَّبَطِيَّةِ (¬5). ¬
3661 - درجته: موقوف ضعيف لأن شريكا صدوق، اختلط في آخر عمره، ولم تتميز رواية أسود عنه فترد، وقد سكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (2/ق 161 ب).
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 441:12249)، عن محمد بن الصائغ المكي، عن محمد بن معاوية النيسابوري، عن شريك، عن سالم، عن سعيد، عن ابن عباس رضي الله عنه بنحوه. قال في المجمع (7/ 59): رواه الطبراني، وفيه محمد بن السائب، وهو متروك. اهـ، ولعله يريد محمد بن معاوية فهو الذي في سند الطبراني كما تقدم. وهو متروك كما في التقريب (2/ 209: 717)، وعليه فهذا الإِسناد شديد الضعف. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره، كما في تفسير ابن كثير (3/ 124)، عن الحسين بن محمد بن شنبة الواسطي، عن أبي أحمد الزبيري، عن إسرائيل، عن سالم به بنحوه. وإسرائيل هو ابن يونس، ثقة. تكلم فيه بلا حجة كما في التقريب (10/ 64: 460). =
= وأبو أحمد الزبيري، واسمه محمَّد بن عبد الله بن الزير. ثقة ثبت كما في التقريب (2/ 176: 377). والحسين بن محمَّد هو ابن شنبه لا شيبة كما هو عند ابن كثير، أي: أنه بالشين والنون والباء المفتوحة كلها، كما في التقريب (1/ 179: 391)، وهو صدوق. فهذا الإِسناد حسن. وأخرج الأثر أيضًا ابن جرير في تفسيره، تفسير سورة طه (11/ 135) عن ابن حميد، عن أبي تميلة، عن الحسن بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس به. كما أخرجه في المكان المتقدم عن محمَّد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس بنحوه. وتقدم في النص رقم 3653 أن هذه السلسلة ضعيفة. وقد أخرجه ابن مردويه، وعبد بن حميد في تفسيرهما. كما في الدر المنثور (4/ 289). وله شواهد مقطوعة عن الضحاك، وعكرمة. كما في الدر المنثور (4/ 289). وجملة القول إنه حسن عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
3662 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ (¬1)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "كَانَ -أَيِ الْعِجْلُ (¬2) - إِذَا خَارَ (¬3) سَجَدُوا، وإذا سكت رفعوا رؤوسهم". ¬
3662 - درجته: موقوف ضعيف، لأمرين: 1 - حماد بن سلمة مختلط، ولم تتميز رواية يزيد عنه، هل هي قبل الاختلاط أو بعده. 2 - فرقد السبخي، ضعيف. وقد سكت عليه البوصيري (الاتحاف 2/ 161 ب).
تخريجه: أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (3/ 142)، بأطول من هذا ولفظه: حدّثنا محمَّد بن عبادة بن البختري، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد عن سماك، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أن هارون مر بالسامري، وهو ينحت العجل فقال له: ما تصنع؟ فقال: أصنع ما يضر ولا ينفع، فقال هارون: اللهم أعطه ما سأل على ما في نفسه، ومضى هارون، وقال السامري: اللهم إني أسألك أن يخور فخار، فكان إذا خار سجدوا وإذا خار رفعوا رؤوسهم". فسماك بن حرب تابع فرقدًا، وهذه المتابعة تفيد في ترقية الأثر وإن كان سماك صدوقًا لأنه اختلط بآخره ولم تتميز رواية حماد عنه. انظر: التقريب (1/ 332: 519). وعليه فالأثر في درجة الحسن لغيره. ولم أجده إلَّا لابن أبي حاتم.
3663 - وحدثنا (¬1) يَزِيدُ، ثنا جُوَيْبِرٌ (¬2)، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ تعالى: {خُوَارٌ} (¬3) قَالَ: خَارَ خَوْرَةً، لَمْ يثنِّ (¬4) (¬5) أَلَمْ تَرَ أن الله عزَّ وجلّ قال: {أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ (¬6) قَوْلًا} (¬7)، وقال جل وعلا: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا} (¬8). ¬
3663 - درجته: مقطوع شديد الضعف لحال جويبر. لكن يمكن القول بقبولها لأنها في التفسير فقد نقل الحافظ عن أبي قدامة السرخسي، عن يحيى القطان أنه قال: تساهلوا في أخذ التفسير عن قوم لا يوثقونهم في الحديث ثم ذكر الضحاك وجويبرًا. وقال المروزي: حاله حسن في التفسير، وهو لين في الرواية.
تخريجه: لم أجده.
3664 - وقال أبو بكر (¬1): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بن عبد الله، هو ابن قسيط (¬2)، عن أبي رافع رضي الله عنه قَالَ: نَزَلَ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضيف، فبعثني -صلى الله عليه وسلم- إِلَى يَهُودِيٍّ (¬3) فَقَالَ: قُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ لَكَ: بِعْنَا أَوْ أَسْلِفْنَا إِلَى رَجَبٍ. فَقُلْتُ لَهُ (¬4). فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَبِيعُهُ وَلَا أُسْلِفُهُ (¬5) إلَّا بِرَهْنٍ (¬6) فَرَجَعْتُ إِلَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرْتُهُ (¬7) فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهُ لَوْ بَاعَنِي أَوْ أَسْلَفَنِي لقضيته. إني أمين (¬8) فِي السَّمَاءِ. أَمِينٌ فِي الْأَرْضِ. اذْهَبْ بِدِرْعِيَ (¬9) الْحَدِيدِ. فَذَهَبْتُ بِهَا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ تَعْزِيَةً لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} (¬10). ¬
3664 - درجته: ضعيف لضعف موسى بن عبيدة. وقد عزاه الهيثمي في المجمع (4/ 128)، باب البيع إلى أجل، إلى الطبراني في الكبير، والبزار، وقال: فيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (16/ 235)، عن ابن وكيع، عن أبيه به بنحوه. وابن أبي حاتم في تفسيره أيضًا كما في تفسير ابن كثير (2/ 482)، تفسير سورة الحجر. ولفظه ذكر عن وكيع فذكره بسنده ومتنه السابقين. وقد تابع وكيعًا عبد الله بن نمير. فقد أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 331: 989)، عن الحسين بن إسحاق التستري، عن عثمان بن أبي شيبة، عن ابن نمير، عن موسى به بنحوه. وتابعه أيضًا أبو عاصم النبيل كما أخرج ذلك الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 324)، جماع أبواب الضيافة، عن حماد بن الحسن بن عنبسة، عنه به بنحوه. وأخرجه كذلك البزّار. انظر: كشف الأستار (2/ 102)، باب القرض والبيع إلى أجل (1304)، عن عمرو بن علي، عنه به بنحوه. كما تابعه عبد الله بن داود الخريبي، أخرج ذلك أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 242: 860). =
= ترجمة أسلم أبي رافع، عن أبي بكر بن خلاد، عن محمد بن يونس، عن عبد الله بن داود به بنحوه. وقال عقبه: رواه وكيع، وعبد اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ مثله. اهـ. ومداره على موسى، وهو ضعيف كما تقدم. وقد أخرجه ابن جرير في تفسيره (16/ 235)، من طريق أخرى عن أبي رافع في تفسيره (16/ 235)، عن القاسم، عن الحسين، عن محمد بن كثير، عن عبد الله بن واقد، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي رافع بنحوه. ويعقوب لم أعرفه، وأما عبد الله فالظاهر أنه الحراني، وهو متروك كما في التقريب (1/ 459: 719). وأخرجه ابن راهويه، وابن المنذر، وابن مردويه كما في الدر المنثور (4/ 312). قال الحافظ في تخريجه لأحاديث الكشاف (3/ 99): وفيه موسى بن عبيدة متروك. واستدل على بطلان ما رواه أنه وقع فيه: أن قوله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} الآية نزلت في هذه القصة. وسورة طه مكية، وهذه القصة إنما كانت في المدينة كما في الصحيح. وهذا يمكن الجواب عنه إذ لا مانع أن تكون الآية وحدها مدنية، وبقية السورة مكي، وأما من حمله على تعدد القصة فلم يصب. اهـ. والذي في الصحيح أنه -صلى الله عليه وسلم- توفي ودرعه مرهونة عند يهودي. وأكتفي بذكر هذا القدر من التخريج لأن الحديث سبق بسنده ومتنه كما تقدم.
21 - سورة الحج
21 - سورة الحج 3665 - قال إسحاق: أخبرنا وَكِيعٌ، ثنا (¬1) سُفْيَانُ عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَنْ هَمَّ (¬2) بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ يُكْتَبْ (¬3) عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَإِنْ هَمَّ بِعَدَنَ أَبْيَنَ (¬4) (¬5) أَنْ يَقْتُلَ فِي الْمَسْجِدِ الحرام (¬6) أذاقه الله عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ (¬7) ...} (¬8) الآية. * موقوف قوي الإِسناد. ¬
3665 - درجته: موقوف حسن؛ لأن السدي صدوق. قال البوصيري (الاتحاف 2/ق 162)، رواه إسحاق وأحمد، وأبو يعلى موقوفًا بسند صحيح. اهـ. وفيه نوع تساهل: ومثله قول الهيثمي في "المجمع (7/ 73). رواه أحمد وأبو يعلى، والبزار. ورجال أحمد رجال الصحيح. اهـ. لأن السدي في سند أحمد كما سيأتي.
تخريجه: الأثر مووي عن مرة، وقد اختلف عليه في رفعه ووقفه كما يلي: 1 - روي موقوفًا، عن مرة، عن عبد الله. أخرجه كذلك ابن جرير في تفسيره (17/ 140)، عن أبي كريب، ونصر بن عبد الرحمن الأودي، عن المحاربي، عن سفيان، عن السدي، عن مرة، به بنحوه. وأخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب التفسير، تفسير سورة الحج (2/ 387)، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن أسيد بن عاصم الأصبهاني، عن الحسين بن حفصى، عن سفيان، عن زبيد، عن مرة. به بنحوه. فقد تابع زبيد بن الحارث، أبو عبد الله، السدي، عن مرة، وزبيد، ثقة ثبت. انظر: التقريب (1/ 257: 14). ورجاله كلهم ثقات إلَّا الحسين بن حفص فقد قال عنه الحافظ: صدوقء (التقريب (1/ 175: 357))، فهذه المتابعة ترقي الأثر إلى درجة الصحيح لغيره. كما أخرجه كذلك الطبراني في الكبير (9/ 253: 9078)، عن محمد بن علي الصائغ، عن سعيد بن منصور، عن الحكم بن ظهير، عن السدي، عن مرة، به بنحوه. 2 - روي مرفوعًا، عن مرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. =
= أخرجه أحمد في مسنده (1/ 428)، عن يزيد بن هارون، عن شعبة، عن السدي، عن مرة. به بنحوه. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (5/ 170: 5363)، عن أبي خيثمة، عن يزيد به، بنحوه. كما أخرجه ابن جرير في تفسيره (17/ 141). وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 60 تفسير سورة الحج: 2236). وقال: لا نعلم أحدًا رواه عن شعبة بهذا اللفظ إلَّا يزيد بن هارون. اهـ. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (3/ 186). وقال ابن كثير: هذا الإِسناد صحيح على شرط البخاري. اهـ. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 388)، في تفسير سورة الحج. وقال على شرط مسلم. وسكت الذهبي. ولا يعكر على هذا قول شعبة إذ رواه: رفعه، وأنا لا أرفعه. اهـ. أي: السدي. لأنه وإن كان موقوفًا في رأي شعبة فهو مرفوع رواية. كلهم من طريق يزيد به بنحوه. وقد أخرجه الفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه في تفسيريهما. انظر: الدر المنثور (4/ 350). والترجيح بين رواية الوقف والرفع أن رواية الوقف أصح لما يلي: 1 - أن مدار الرواية على مرة وهو ثقة، وأما من رواه عنه فهم كما يلي: (أ) الرواية المرفوعة: السدي، وهو صدوق. (ب) الموقوفة: السدي: صدوق. وزبيد، ثقة. وعليه فالحمل على السدي؛ لأن الثقة رواة عن مرة موقوفًا، ثم إن السدي رواه مرة موقوفًا ومرة مرفوعًا مما يدل على أنه وهم في رفعه. 2 - كلام العلماء، فقد رجحوا وقفه. كما قال شعبة عندما رواه. رفعه وأنا لا أرفعه. اهـ. أي: أن السدي رفعه، وهو غير مرفوع. ولذا قال ابن كثير (3/ 186)، =
ووقفه أشبه من رفعه، ولهذا صمم شعبة على وقفه من كلام ابن مسعود، وكذلك رواه أسباط، وسفيان الثوري، عن السدي، عن مرة، عن ابن مسعود موقوفًا. والله أعلم. اهـ. وعليه فالصحيح في هذا الأثر وقفه على ابن مسعود رضي الله عنه. وهو موقوف صحيح لغيره.
3666 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عن مجاهد، قال: كان ابن عمرو (¬1) رضي الله عنهما يَضْرِبُ قُبَّتَيْنِ (¬2)، قُبَّةً فِي الْحِلِّ، وَقُبَّةً فِي الحرم (¬3)، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ كُنْتَ مَعَ ابْنِ عَمِّكَ وَأَهْلِكَ؟ فَقَالَ: "إِنَّ مَكَّةَ بَكَّةُ (¬4). وَإِنَّا أُنْبِئْنَا أَنَّ مِنَ الإِلحاد فِيهَا: كَلَّا وَاللَّهِ وَبَلَى (¬5) والله". * هذا موقوف صحيح. (154) قول عمر رضي الله عنه (¬6): "لِيَنْزِلِ الْبَادِي حَيْثُ شَاءَ" تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ الحج (¬7). ¬
3666 - درجته: موقوف صحيح، كما قال الحافظ رحمه الله.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (17/ 141)، عن ابن المثنى، عن محمد بن جعفر، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وأخرجه كل من ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه كما في الدر المنثور (4/ 352). وأخرجه كذلك سعيد بن منصور في سننه كما في الدر، الموضع السابق. وبمعناه أخرجه عبد الرزاق في المصنف، كتاب الحج، باب الخطيئة في الحرم (5/ 27: 8870)، عن مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قال: رأيت عبد الله بن عمرو بن العاص بعرفة، ومنزله في الحل، ومصلاه في الحرم، فقيل له: لم تفعل هذا؟ فقال: لأن العمل فيه أفضل والخطيئة أعظم فيه. ومثله عند عبد بن حميد كما في الدر (4/ 352). وروي هذا عن غير مجاهد، فقد أخرج أبو نعيم في الحلية (1/ 290)، عن أبي أحمد محمد بن أحمد، عن عبد الله بن شيرويه، عن إسحاق بن راهويه، عن عثمان بن عمرو، عن ابن أبي ذئب، عن إبراهيم بن عبيد مولى بني رفاعة الزرقي، عن عبد الله بن باباه. قال: جئت عبد الله بن عمرو بعرفة ورأيته قد ضرب فسطاطًا في الحرم، فقلت له: لم صنعت هذا؟ قال: تكون صلاتي في الحرم، فإذا خرجت إلى أهلي كنت في الحل.
3667 - وَقَالَ (¬1) ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ (¬2) أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أَهْلِ دِينٍ (¬4) كُنْتُ مَعَهُمْ (¬5). فَذَكَرَ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامِهِمْ، وَعِبَادَتِهِمْ، فَنَزَلَ قَوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ} (¬6) (¬7) .. إلى قوله: {شَهِيدٌ} (¬8). ¬
3667 - درجته: موقوف ضعيف لأمرين: 1 - ابن أبي نجيح مدلس من الطبقة الثالثة. ولم يصرح بالسماع. فهو منقطع. 2 - مجاهد ليس له سماع من سلمان كما تقدم. فهو منقطع أيضًا. قال البوصيري: رواته ثقات. اهـ. وهذا ليس حكمًا بصحته.
تخريجه: الأثر مروي عن مجاهد، وعن السدي. فأما المروى عن مجاهد، فقد أخرجه ابن أبي حاتم، عن أبيه، عن ابن أبي عمر بالسند المتقدم كما في تفسير ابن كثير (1/ 93) سورة البقرة. وكذلك أخرجه ابن جرير في تفسيره (1/ 323)، عن القاسم، عن الحسين، عن حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد. ولكنه اختلف على ابن جريج هنا. فمرة روي عنه عن مجاهد كما ذكرت. ومرة روي عنه عن عبد الله بن كثير الداري عن مجاهد. أخرجه كذلك الواحدي في أسباب النزول (ص 15)، عن أحمد بن محمد بن أحمد، عن عبد الله بن محمد بن جعفر، عن أبي يحيى الرازي، عن سهل بن عثمان العسكري، عن يحيى بن أبي زائدة، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كثير، عن مجاهد. بنحوه. فالاختلاف على ابن جريج وهو ثقة وإن كان يدلس كما في التقريب (1/ 520: 1324). =
= اختلف عليه حجاج بن محمد المصيصي وهو ثقة، لكنه اختلط في آخر عمره. انظر: التقريب (1/ 154: 161). ويحيى بن أبي زائدة ثقة متقن. انظر: التقريب (2/ 347: 63). وعلى هذا فالحمل على حجاج لاختلاطه، ويتأكد هذا بأن ابن جريج مدلس من الثالثة، وقد عنعن فلا يقبل إلَّا ما صرح فيه بالسماع، مما يدل على أن هناك انقطاعًا بينه وبين مجاهد في الأول. وعليه فمتابعة ابن جريج لابن أبي نجيح كما عند ابن جرير لا تفيد للانقطاع بين ابن جريج ومجاهد، ولإِرسال مجاهد فالأثر به ضعيف. وأما سند الواحدي: فعبد الله بن كثير الداري، صدوق كما في التقريب (1/ 422: 560). وقد تابع ابن أبي نجيح عن مجاهد. ولكن في الإِسناد عنعنه ابن جريج وهو مدلس من الثالثة، وكذا إرسال مجاهد عن سلمان. فهو ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا، لا يؤثر في سابقه. ويبقى عن مجاهد ضعيفًا. وأما المروي عن السدي فد اختلف في رفعه وإرساله على عمرو بن حماد، عن أسباط. عنه. فرواه عن السدي موقوفًا عليه الواحدي في أسباب النزول (ص 16)، عن محمد بن عبد العزيز المروزي، عن محمد بن الحسين الحدادي، عن أبي فرقد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن عمرو بن حماد، به. موقوفًا عليه. والوجه الثاني: رواه أيضًا في المكان المتقدم عن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر، عن محمد بن عبد الله بن زكريا، عن محمد بن عبد الرحمن الدغولي، عن أبي بكر بن أبي خيثمة، عن عمرو به إلى السدي، عن أبي مالك، عن أبي صالح، عن ابن عباس. فالاختلاف واقع على عمرو بن حماد بن طلحة القناد، وهو صدوق. انظر: التقريب (2/ 68: 565). =
= والرواة عنه: إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، ثقة. انظر: التقريب (1/ 54: 374). وأبو بكر بن أبي خيثمة: ثقة. انظر: التقريب (2/ 397: 43). فالحمل على عمرو بن حماد فيما يظهر، ويمكن كون الروايتين ثابتتان. ولكن المروي عن ابن عباس شاهد لحديث سلمان المتقدم. ورجال سند المروي عن ابن عباس ثقات إلَّا السدي فهو صدوق يهم، وعمرو بن حماد صدوق كما مر، وعليه فهو حسن يرقي حديث سلمان إلى الحسن لغيره. ويتقوى ذلك بالشاهد الآخر المروي عن ابن مسعود كما عند الواحدي في الموضع المتقدم بالسند السابق إلى السدي، عن مرة، عن ابن مسعود بنحوه. إذ مرة ثقة. انظر: التقريب (2/ 238: 1007)، فيترقى حديث سلمان إلى الحسن لغيره.
22 - سورة قد أفلح المؤمنون
22 - سورة قد أفلح المؤمنون 3668 - قال إسحاق: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ (¬1) الضَّبِّيُّ، ثنا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ (¬2)، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ زيد بن ثابت رضي الله عنه: كُنْتُ أَكْتُبُ هَذِهِ الْآيَةَ، وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يملها (¬3) (¬4) {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ (¬5) مِنْ طِينٍ} .. حتى بلغ: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَر} فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَقَالَ لَهُ: لَمْ ضَحِكْتَ؟ فَقَالَ: "إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ خُتِمَتْ بِمَا تقول: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (¬6). * جابر: هو الجعفي ضعيف. ¬
3668 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد شديد الضعف. لوجود جابر الجعفي وهو متهم. وقد تساهل البوصيري في قوله: ضعيف، وذلك لأجل جابر. كما عزاه الهيثمي في المجمع (7/ 75)، إلى الطبراني في الأوسط. وقال: فيه جابر الجعفي، وهو ضعيف، وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. وفيه من التساهل ما علمت. ولذا قال ابن كثير في تفسيره. (30/ 209)، في إسناده جابر بن يزيد الجعفي ضعيف جدًا. اهـ. هذا من ناحية سنده. وإذا نظرنا إلى متنه وجدناه يؤيد ما قيل من ضعف سنده الشديد، ولذلك قال ابن كثير في الموضع السابق: وفي خبره هذا نكارة شديدة، وذلك أن هذه السورة مكيّة، وزيد بن ثابت إنما كتب الوحي بالمدينة، وكذلك إسلام معاذ إنما كان بالمدينة أيضًا، فالله أعلم. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره، كما في تفسير ابن كثير (3/ 209)، عن أبيه، عن آدم بن أبي إياس عن شيبان، عن جابر، عن عامر الشعبي، عن زيد رضي الله عنه، ثم عقب عليه ابن كثير بما مر. وأخرجه الطبراني في الأوسط، كما في مجمع البحرين، تفسير سورة المؤمنون (6/ 55: 3367)، عن عبد الرحمن بن عمرو أبي زرعة، عن آدم بن أبي إياس به =
= بنحوه. وقال: لا يروى عن زيد إلَّا بهذا الإِسناد، تفرد به آدم. اهـ. وأخرجه ابن المنذر وابن مردويه في تفسيريهما كما في الدر المنثور (5/ 7). ويبقى ضعف الحديث شديدًا.
3669 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ (¬1) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ (¬2) عِيَاضٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ (¬3) يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تعالى: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} (¬4). قال: "القضاء" (¬5). ¬
3669 - درجته: مقطوع صحيح، ولم أقف على الانقطاع الذي ذكره البوصيري بقوله: في سنده انقطاع.
تخريجه: لم أجده عن الثوري، وإنما وجدت نحوه عن مجاهد. كما في تفسير ابن جرير. سورة: المؤمنون (18/ 57)، عن ابن حميد، حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد قال: التي كتبت علينا. وعن محمد بن عمرو، عن أبي عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. به. وعن الحارث، عن الحسن، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وعن القاسم، عن الحسين، عن حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، به. كما أخرجه عن مجاهد: عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، في تفسيريهما. انظر: الدر المنثور (5/ 16).
23 - سورة النور
23 - سورة النور 3670 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النِّيليّ، ثنا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ، وَعَنْ (¬2) يَزِيدَ الرَّقاشيّ، وَجَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زُفَرَ، قَالَ: قَالَ (¬3) بَعْضُ الْمُهَاجِرِينَ: لَقَدْ طَلَبْتُ هَذِهِ الْآيَةَ عُمْرِي فَمَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا، قَوْلُ اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ: {وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا}. وَإِنِّي لَأَسْتَأْذِنُ عَلَى بَعْضِ إِخْوَانِي فَيُقَالُ لِي: ارْجِعْ، فَأَرْجِعْ وَأَنَا قَرِيرُ الْعَيْنِ (¬4). ¬
3670 - درجته: الأثر له ثلاثة أسانيد: 1 - إبراهيم بن الحجاج عن صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَعْضِ =
= المهاجرين. وهو بهذا الإِسناد ضعيف جدًا لضعف صالح الشديد. وفيه الحسن يرسل عن كثير من الصحابة. 2 - إبراهيم عن صالح، عن يزيد الرقاشي، عن زفر، عن بعض المهاجرين، وهو ضعيف جدًا لحال صالح أيضًا: وفيه أيضًا يزيد ضعيف، وزفر لم يتبين لي. 3 - إبراهيم عن صالح، عن جعفر، عن زفر، عن بعض المهاجرين، وهو ضعيف جدًا. إذ صالح ضعيف جدًا، وأما زفر فلم يتبين لي. وعليه فمدار الحديث على صالح. قال البوصيري: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لجهالة بعض رواته. اهـ. وقد علمت ما فيه غير ذلك.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (18/ 113): عن الحسين، عن هاشم بن القاسم المزني، عن قتادة قال: قال رجل من المهاجرين: لقد طلبت ... إلخ. فالحسين هو ابن الصباح البزّار، صدوق يهم. انظر: التقريب (1/ 167: 285). وهاشم بن القاسم بن مسلم، ثقة ثبت. (207 هـ)، وله ثلاث وسبعون سنة. انظر: التقريب (2/ 314: 39). وقتادة بن دعامة. ثقة ثبت. توفي سنة بضع عشرة ومائة. انظر: التقريب (2/ 123: 81). وهذا الأثر ضعيف لأنه لا يمكن اللقاء بين هاشم وقتادة، ثم إن قتادة مدلس من الثالثة، ويرسل عن الصحابة. فهو منقطع. والأثر عزاه السيوطي في الدر (5/ 40)، إلى ابن مردويه. ويبقى أثر الباب ضعيف جدًا.
3671 - حَدَّثَنَا (¬1) أَحْمَدُ بْنُ (¬2) عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثنا الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما في قوله عزَّ وجلّ: {يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ (¬3) كِسَفًا} يَقُولُ: قِطَعًا: يَجْعَلُ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ، {فَتَرَى الْوَدْقَ} (¬4) -يعني المطر- {يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ}: من بينه. ¬
3671 - درجته: الأثر موقوف موضوع لوجود الكلبي فيه وهو كذاب، وفيه ثلاث علل أخرى: 1 - أحمد بن عمران ضعيف. 2 - أبو صالح متروك. 3 - الإِرسال عن ابن عباس. ولكن مع ذلك معناه صحيح. وقول الهيثمي في المجمع (7/ 92): فيه محمد بن السائب الكلبي وهو ضعيف، قول فيه تساهل لما قد علمت.
تخريجه: لم أجده إلَّا أن السيوطي عزاه في الدر (5/ 157)، إلى ابن المنذر، ولم أقف على الكتاب.
3672 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ أَبَانَ، ثنا الزُّهْرِيُّ، ثنا عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: خرجت أنا وأم مسطح الأنصارية رضي الله عنها لِحَاجَةٍ لَنَا (¬2) فَعَثَرَتْ (¬3) فَقَالَتْ: تَعِسَ (¬4) مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ: بِئْسَ مَا (¬5) قُلْتِ لِرَجُلٍ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَلَمَّا نَزَلَتْ بَرَاءَتِي قال -صلى الله عليه وسلم-: "يَا عَائِشَةُ (¬6) أَبْشِرِي" فَقَامَ إليَّ أَبِي وَأُمِّي رضي الله عنهما فَقَبَّلُونِي، فَدَفَعْتُ فِي صُدُورِهِمَا، فَقُلْتُ: بِغَيْرِ حَمْدِكُمَا ولا حمد صاحبكما (¬7). أحمد الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا عَذَرَنِي (¬8) وبرَّأني وَسَاءَ ظنُّكما (¬9) إِذْ لم تظنَّا بأنفسكما خيرًا ... " الحديث. ¬
3672 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد موضوع لوجود عبد العزيز بن أبان وهو كذاب، وشيخه مجهول. =
= تخريجه: هذا الحديث أصله في الصحيحين في عدة مواضع، منها ما في البخاري، كتاب الشهادات، باب تعديل النساء بعضهن بعضًا (2/ 253)، وفي المغازي، باب حديث الإِفك (3/ 123)، وفي تفسير سورة النور (3/ 264)، وتفسير سورة يوسف (3/ 244)، وفي الاعتصام، باب وأمرهم شورى بينهم (4/ 376)، وفي الإِيمان، باب قول الرجل لعمر الله (4/ 221)، باب اليمين فيما لا يملك (4/ 224). وفي التوحيد، باب قوله "أنزله بعلمه (4/ 402)، باب قوله -صلى الله عليه وسلم-: الماهر بالقرآن (4/ 415)، وهو عند مسلم في حديث الإِفك وقبول توبة القاذف، (5/ 628). وعند غيرهما وإنما ذكره الحافظ هنا لأنه بإسناد موضوع.
24 - سورة الفرقان
24 - سورة الفرقان 3673 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: {حِجْرًا مَحْجُورًا} (¬1) قَالَ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا رَأَتْ شَيْئًا تَكْرَهُهُ، قالت: حجرا (¬2). ¬
3673 - درجته: ضعيف لأن هشيمًا مدلس من الطبقة الثالثة، ولم يصرح بالسماع، وفي قول البوصيري: رواته ثقات، كما في الإِتحاف (2/ق 164 ب) ما لا يقتضي صحته، لأنه منقطع كما علمت.
تخريجه: لم يخرجه بلفظه إلَّا عبد بن حميد كما في الدر المنثور (5/ 66)، لكنه قال: حجر من هذا. وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 67) عن معمر، عن الحسن وقتادة. في قوله تعالى: {بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا} قال: هي كلمة كانت العرب تقولها كان الرجل إذا نزل به شدة قال: حجرًا، يقول: حرامًا محرمًا. اهـ. ورجاله ثقات، مما يرقى أثر الباب إلى الصحيح لغيره. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (19/ 2)، من طريق الحسن، لكن قال عن الحسن، عن قتادة، فذكره.
25 - سورة الشعراء
25 - سورة الشعراء 3674 - قال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد، أنا قيس بن الربيع، عن إبراهيم بن المهاجر، في قوله تعالى: {فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} (¬1) قال: الشرط (¬2). ¬
3674 - درجته: مقطوع ضعيف عن إبراهيم، لضعف في.
تخريجه: هذا الأثر مروي عن إبراهيم بن مهاجر، وقد اختلف عليه في إسناده على ثلاثة أوجه: 1 - فمرة روي عنه هو، كما تقدم عند ابن منيع. 2 - ومرة روي عنه عن مجاهد. أخرجه ابن جرير في تفسيره (9/ 18)، عن ابن وكيع، عن أبيه، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن أبيه، عن مجاهد. =
= 3 - ومرة روي عنه عن مجاهد، عن ابن عباس. أخرجه ابن جرير (9/ 18)، عن المثنى، عن أبي نعيم، عن إسماعيل، عن إبراهيم، عن أبيه، عن مجاهد، عن ابن عباس. وابن أبي حاتم في تفسيرة (مخطوط) تفسير سورة الشعراء: من طريق إسماعيل به بنحوه. فالاختلاف واقع على إبراهيم. وهو ضعيف. والرواة عنه: 1 - قيس ضعيف كما تقدم. 2 - إسماعيل ابنه، وهو ضعيف كما في التقريب (1/ 66: 477). وعليه فالحمل عليهم كلهم، لأن الأثر كيفما دار دار على ضعيف. لكن توبع مجاهد عن ابن عباس كما عند ابن جرير (9/ 18)، عن عبد الكريم بن الهيثم، عن إبراهيم بن بشار، عن سفيان، عن ابن سعد، عن عكرمة، عن ابن عباس. فهذا يؤيد الرواية عن ابن عباس، وبيان إسناده كالتالي: عبد الكريم بن الهيثم: ثقة كما في السير (13/ 335). إبراهيم بن بشار الرمادي: حافظ له أوهام. انظر: التقريب (1/ 32: 177). وسفيان هو ابن عيينة. وابن سعد: هو عثمان بن سعد الكاتب: ضعيف كما في التقريب (2/ 9: 61). وعكرمة: ثقة. وعليه فهي متابعة ضعيفة، لكنها ترقي المروي عن ابن عباس إلى الحسن لغيره. كما روي الأثر عن السدي واختلف عليه فيه: 1 - فمرة روي عنه هو، أخرجه ابن جرير في الموضع السابق عن حميد، عن قيس، عن السدي. 2 - ومرة روي عنه عن ابن عباس. أخرجه ابن جرير، عن عباس بن =
= أبي طالب، عن مسلم بن إبراهيم، عن الحكم بن ظهير، عن السدي. عنه. فالاختلاف واقع على السدي وهو صدوق يهم. انظر: التقريب (1/ 71: 531). والرواة عنه قيس وهو ضعيف، والحكم بن ظهير متروك. انظر التقريب (1/ 191:485). فالأثر مقطوعًا لا يخرج عن حد الضعف. وأما الموقوف على ابن عباس فحسن لغيره. وقد عزاه السيوطي في الدر (3/ 106) إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم في تفاسيرهم.
3675 - حَدَّثَنَا (¬1) يَزِيدُ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ ابْنِ مسعود رضي الله عنه قَالَ: دَخَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِصْرَ وَهُمْ ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ إِنْسَانًا، وَخَرَجُوا مِنْهَا وَهُمْ سِتُّمِائَةِ أَلْفٍ. فقال فرعون: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ (¬2) قَلِيلُونَ} (¬3). ¬
3675 - درجته: ضعيف لأمرين: 1 - المسعودي مدلس من الطبقة الثالثة. لم يصرح بالسماع، وسماع يزيد منه كان بعد الاختلاط. 2 - أبو إسحاق، وأبو عبيدة مدلسان من الطبقة الثالثة، ولم يصرحا بالسماع.
تخريجه: لم أجد لعددهم حين الدخول غير هذا الأثر المروي عن ابن مسعود رضي الله عنه، لكن روى ابن جرير (19/ 75)، في تفسيره عن ابن حميد، عن يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب القرظي، عن عبد الله بن شداد بن السهاد. قال: اجتمع يعقوب وولده إلى يوسف، وهم اثنان وسبعون، وخرجوا مع موسى وهم ستمائة ألف ... إلخ. فمحمد بن حميد الرازي، ضعيف كما في التقريب (2/ 156: 159). =
= وموسى بن عبيدة بن نشيط الربذي. ضعيف كما في التقريب (2/ 286: 1483). وعليه فالأثر ضعيف كالأول. وقد أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (مخطوط) عن أبيه، عن محمد بن عمرو وعن أبي تميلة، عن موسى به بنحوه. لكنه قال عن عبد الله بن شداد، عن كعب الأحبار. والحمل في هذا الاختلاط على موسى إذ هو الضعيف وأما يحيى وأبو تميلة فثقتان. وأما ما روي في عددهم حين خرجوا من مصر مع موسى ففيه ثلاث روايات: 1 - أنهم ستمائة ألف. ورد ذلك عن ابن مسعود كما رواه ابن منيع في الأثر السابق. ومن طريق يزيد أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (مخطوط) به بنحوه. لكن هذا الأثر مروي عن السبيعي وقد اختلف عليه فيه في متنه. فمرة رواه عن ابن مسعود ستمائة ألف كما تقدم، ومرة رواه عنه ستمائة وسبعين ألفًا. أخرجه كذلك ابن جرير في تفسيره (19/ 75)، عن عبد الرحمن، عن إسرائيل، عن السبيعي. به بلفظ ستمائة وسبعين. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (مخطوط) من طريق إسرائيل وسفيان عن أبي إسحاق به بنحوه. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (5/ 84)، إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر. وعليه فالاختلاف واقع على السبيعي، وهو ثقة اختلط بآخره. والرواة عنه: المسعودي، وهو صدوق اختلط بآخره، وكان يدلس. وأما إسرائيل فهو ثقة كما في التقريب (1/ 64: 460). ولذا أرى ترجيح رواية إسرائيل، وأنهم كانوا اثنين وسبعين ألفًا. وروي بلفظ ستمائة ألف. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (مخطوط) عن أبيه، عن عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل بن مسلم، عن مجاهد، عن ابن عباس. =
= وورد ذلك عن مجاهد: رواه عنه ابن جرير في تفسيره (19/ 77)، عن محمد بن عمرو، عن أبي عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. به. وعن الحارث، عن إسحاق، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح به بنحوه. وعزاه في الدر (5/ 85) إلى الفريابي، وعبد بن حميد. وروي ذلك عن عبد الله بن شداد كما في الأثر المتقدم عند ابن جرير. وعن قيس بن عبّاد كما عند ابن جرير في تفسيره (19/ 75)، عن يعقوب، عن إبراهيم، عن ابن علية، عن سعيد الجريري، عن ابن السليل، عن قيس بن عبّاد. به. وروي عن محمد بن كعب كما ذكر ذلك في الدر (5/ 85)، عن ابن المنذر. وعليه فرواية الستمائة رويت موقوفة ومقطوعة. 2 - أنهم ستمانة وعشرون. روي عن السدي: أخرجه عنه ابن أبي حاتم في تفسيره (مخطوط) حيث رواه عن أبي زرعة عن عمرو بن حماد عن أسباط عنه به. وعن قتادة، رواه عنه عبد بن حميد كما في الدر (5/ 84) إلَّا أنه قال: فصاعدًا. 3 - أنهم ستمائة وسبعون ألفًا. روي ذلك عن ابن مسعود، وهو الراجح عنه، وقد تقدم ذلك. وعزاه في الدر (5/ 84) إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر. ويمكن الجمع بين هذه الروايات بأنهم فوق الستمائة. فمن أثبت الكسر ذكر ما يظنه صحيحًا. ومن ألغاه اقتصر على الستمائة. على أنه روي عددهم مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقد أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قال: "كان أصحاب موسى الذين جازوا البحر اثني عَشَرَ سِبْطًا، فَكَانَ فِي كُلِّ طَرِيقٍ اثْنَا عشر ألفًا. كلهم ولد يعقوب عليه السلام". انظر: الدر المنثور (5/ 85). وأخرج ابن مردويه بسند واهٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قال =
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كان فرعون عدو الله حيث أغرقه الله هو وأصحابه في سبعين قائدًا. مع كل قائد سبعون ألفًا، وكان موسى مع سبعين ألفًا حين عبروا البحر". انظر: الدر (5/ 85). ولم أقف على هذه التفاسير حتى أحكم على هذين الحديثين.
3676 - وقال الحميدي (¬1) حدّثنا سفيان، ثنا داود بن شابور (¬2)، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عزَّ وَجَلَّ: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} (¬3) قَالَ: كَانَ رَسُولُ (¬4) اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَرَى مَنْ خَلْفِهِ فِي الصَّلَاةِ كَمَا يرى من بين يديه -صلى الله عليه وسلم- (¬5). ¬
3676 - درجته: مقطوع صحيح. وقد أشار البوصيري إلى تضعيفه (كما في الإِتحاف 2/ق 165 أ)، لضعف حميد بن علي الأعرج، وليس في هذا الإِسناد. فرجاله كلهم ثقات كما مر. ولكونه ضعيفًا كما في التقريب (1/ 204: 618)، فمتابعة داود وابن أبي نجيح له ترقي الأثر إلى الصحيح لغيره لأنهما ثقتان.
تخريجه: أخرجه ابن عيينة في تفسيره (ص 300)، عن مجاهد. كما أخرجه سفيان الثوري في تفسيره (ص 230)، عن ليث. وابن جرير في تفسيره (19/ 124)، تفسير سورة الشعراء، عن ابن بشار، عن =
= عبد الرحمن، عن سفيان. عنه. وأخرجه في الموضع نفسه عن الحارث، عن الحسن، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح. ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره (مخطوط). كما أخرجه في الموضع السابق، عن محمد بن عمرو، عن أبي عاصم، عن عيسى، عنه. وأخرجه في الموضع نفسه: عن القاسم، عن الحسين، عن حجاج، عن ابن جريج. وابن أبي حاتم في تفسيره (مخطوط)، عن أبي سعيد الأشج، عن أبي خالد الأحمر، عن عبد الملك بن أبي سفيان، عن قيس. وأخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 74)، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن محمد بن فضيل، عن عبد الملك به. أربعتهم عن مجاهد، بلفظه. وذكره ابن كثير عن مجاهد في تفسيره (3/ 303). وعزاه السيوطي في الدر المنثور (5/ 98) إلى الفريابي وابن مردويه، وابن المنذر، وعبد بن حميد. وإلى سعيد بن منصور في سننه. كما ذكر مثله عن ابن عباس وعزاه لابن مردويه في تفسيره. ولمتن الأثر شاهد مرفوع صحيح، عن أبي هريرة أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "أترون قبلتي ها هنا، فوالله ما يخفى عليَّ خشوعكم، ولا ركوعكم، إني لأراكم من وراء ظهري". أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب عظة الإِمام الناس في إتمام الصلاة (1/ 151: 418، 419)، وفي كتاب الأذان، باب الخشوع في الصلاة (1/ 242: 741 - 742). وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمينه -صلى الله عليه وسلم- (4/ 217: 6644). =
= ومسلم في صحيحه: الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها (2/ 78: 102)، (النووي). وباب الأمر بتحسين الصلاة (2/ 701: 87، 88، 89، 90، 91). وأحمد في المسند (2/ 303، 365، 375). ومالك في الموطأ، باب العمل في جامع الصلاة (ص 116: 399). وأبو عوانة في مسنده (2/ 138)، باب إيجاب إقامة الركوع والسجود وإتمامها. والبيهقي في الدلائل (6/ 73)، باب ما جاء في رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه وراء ظهره. والبغوي في شرح السنَّة (13/ 289)، باب علامات النبوة. وعزاه في الدر المنثور (5/ 98) لسعيد بن منصور في سننه، وابن مردويه في تفسيره. وذكره ابن كثير شاهدًا للأثر في تفسيره (3/ 303). فالأثر عن مجاهد صحيح، وهو مرفوعًا صحيح أيضًا.
3677 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بكر، ثنا عبد الغفار بن عبد اللَّهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} (¬2)، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (¬3) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِيَدِهِ وَلِسَانِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بيده لكأنما تقتحمون (¬4) بالنبل (¬5). ¬
3677 - درجته: ضعيف؛ لأنه مرسل وفيه عبد الغفار مجهول، وصالح ضعيف .. وقد عزاه الهيثمي في المجمع (8/ 126)، باب هجاء المشركين، إلى أحمد وقال: رواه أحمد بأسانيد. ورجال أحدها رجال الصحيح. وروى الطبراني في الأوسط والكبير نحوه. اهـ. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (2/ق 165 أ).
تخريجه: الأثر مروي عن الزهري، وقد اختلف عليه في إسناده، على أربعة أوجه: =
= 1 - روي عنه، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بن مالك، عنه -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو يعلى كما مر، وهو ضعيف لما سبق. 2 - روي عنه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كعب، عن كعب، عنه -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أحمد (3/ 460)، عن علي بن بحر، عن عبد العزيز الدراوردي، عن محمد بن عبد الله بن أخي بن شهاب، عنه، به. ورجال هذا السند: علي بن بحر: ثقة، فاضل. انظر: التقريب (2/ 32: 396)، وعبد العزيز الدراوردي: صدوق. انظر: التقريب (1/ 512: 1248)، ومحمد بن عبد الله، صدوق له أوهام. انظر: التقريب (2/ 180: 414). وعليه فهو سند حسن. وقد حسنه الألباني في الصحيحة (2/ 453: 802). وأخرجه كذلك البخاري في التاريخ الكبير (5/ 304)، عن أحمد، عن عنبسة، وابن المبارك، والليث، ثلاثتهم عن يونس، عنه به. ورجاله ثقات إلَّا عنبسة الأبلي فهو صدوق. انظر: التقريب (2/ 88: 775)، لكن تابعه ابن المبارك والليث. ويونس بن يزيد الأيلي. ثقة إلَّا أن في روايته عن الزهري وهما قليلًا. انظر: التقريب (2/ 386: 496). وعليه فهذا سند صحيح. سليمان، عن محمد بن أبي عتيق، عنه به. ومحمد: مقبول. انظر: التقريب (2/ 180: 411). فهذا الإِسناد ضعيف. وأخرجه أحمد (3/ 456)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 577)، ترجمة كعب: عن طريق شعيب عنه به. وشعيب ثقة، من أثبت الناس في الزهري. انظر: التقريب (1/ 352: 75)، الراوي عنه أبو اليمان ثقة ثبت. انظر: التقريب (1/ 193). =
= وبذا يكون ابن أخي الزهري توبع من شعيب، ويونس، ومحمد بن أبي عتيق. وعليه فهذه الطريق في درجة الصحيح. وقد صحح الشيخ الألباني هذه الطريق بناءً على متابعة شعيب لابن أخي الزهري كما في الصحيحة (4/ 173). روي عن الزُّهَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مالك، عن أبيه، عنه -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه كذلك عبد الرزاق في المصنف (11/ 263)، باب الشعر والرجز ح (2050)، عن معمر، عنه به. وأحمد (6/ 387)، عن عبد الرزاق بنحوه. والبيهقي في السنن (1/ 39). والطبراني في الكبير (19/ 75). وابن حبّان في صحيحه (7/ 516: 5756)، باب الشعر، ذكر البيان بان وقيعة المسلم في المشركين من أهل دار الحرب من الإِيمان. والبغوي في شرح السنّة (12/ 378)، باب الشعر والرجز ح (3409)، وابن عساكر في تاريخه (14/ 578)، كلهم من طريق عبد الرزاق به بنحوه. وذكره البخاري في التاريخ الكبير (5/ 304)، عن عبد الرزاق به بنحوه. ومعمر ثقة، ثبت فاضل. انظر: التقريب (2/ 266: 1284). وأخرجه كذلك البيهقي في السنن (10/ 239)، من طريق أبي اليمان، عن شعيب. والطبراني في الكبير (19/ 75)، من طريق ابن وهب، عن يونس، وابن عساكر في تاريخه (14/ 577)، من طريق يونس. وذكره البخاري في تاريخه (5/ 304)، عن الزبيدي. ثلاثتهم عن الزهري. فرواه عن الزهري معمر، ويونس، وكلاهما ثقة. وكذلك الزبيدي وهو ثقة ثبت. انظر: التقريب (2/ 215: 791). =
= ولذا قال الألباني في سند أحمد (6/ 387)، كما في الصحيحة (4/ 172)، هذا صحيح على شرط الشيخين. 4 - روي عن الزهري، عن بشير بن كعب بن مالك، عن كعب، عنه -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أحمد (3/ 456)، عن أبي اليمان، عن شعيب، عنه به بنحوه. والبيهقي في سننه (10/ 239)، من طريق شعيب عنه به بنحوه. والطبراني في الكبير (19/ 75)، من طريق محمد بن أبي عتيق عنه به بنحوه. وذكره البخاري في التاريخ الكبير (5/ 304)، عن الزهري. وشعيب ثقة كما مر. وللترجيح بين هذه الأوجه نجد الأولى ضعيفة، وأما الثلاث الأخرى فهي في درجة واحدة ويزيد ذلك تأكيدًا ما يلي: 1 - أن الزهري أخذ عن كل من عبد الرحمن بن كعب، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب. وأما بشير هذا فلم أجده. 2 - أن بعضهم روى عن الزهري الطريقين معًا كما مر. والمتن له شاهد عن عائشة، وآخر عن أنس. فعن عائشة رواه مسلم في صحيحه "فضائل الصحابة" فضائل حسان (5/ 357: 160) من طريق خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عائشة رضي الله عنها أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "اهجوا قريشًا فإنه أشد عليها من رشق بالنبل ... " الحديث. ومن هذه الطريق أخرجه البيهقي في الدلائل (5/ 55). فهذا الشاهد يرقى المتن إلى درجة الصحيح لغيره. وأما عن أنس، فأخرجه الترمذي في سننه، أبواب الاستئذان والآداب، باب ما جاء في إنشاد الشعر (4/ 217: 3005)، عن طريق ثابت، عن أنس في قصة ورد =
= فيها: "خل عنه يا عمر فلهي أسرع فيهم من نضح النيل". وقال: حسن غريب صحيح من هذا الوجه، وقد روى عبد الرزاق من هذا الحديث أيضًا، عن معمر، عن الزهري، عن أنس نحو هذا. ورواه النسائي في الحج، إنشاد الشعر في الحرم والمشي بين يدي الإِمام (5/ 202)، عن ثابت عن أنس بنحوه. ونخلص من هذا إلى صحة متن الحديث لشواهده وضعف إسناده.
3678 - حدّثنا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا خلف بن تميم، عن عبد الجباربن عمر (¬2) الْأَيْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطَاءٍ، مَوْلَاةِ الزُّبَيْرِ بن العوام، قالت (¬3): إنها سمعت الزبير (¬4) بن العوام رضي الله عنه يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ قَوْلُ اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (¬5) صَاحَ (¬6) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ (¬7): يَا آلَ عَبْدِ مَنَافٍ (¬8) إِنِّي نَذِيرٌ، فَجَاءَتْهُ قُرَيْشٌ (¬9)، فَحَذَّرَهُمْ، وَأَنْذَرَهُمْ، فَقَالُوا: تزعم أنك نبي يوحى إليك وأن سليمان عليه الصلاة والسلام سخر له الريح والجبال. وأن موسى عليه الصلاة والسلام سخر له ¬
البحر، وأن عيسى عليه السلام كان يحيي الموتى، فادع الله تعالى أن سير عنا (¬1) هذه الجبال، ويفجر (¬2) لنا أنهارًا فنتخذها مخايض (¬3)، فنزرع ونأكل وإلا فادع الله عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُحْيِي لَنَا مَوْتَانَا فَنُكَلِّمُهُمْ وَيُكَلِّمُونَا وإلاَّ فادع الله تعالى أَنْ يُصَيِّرَ لَنَا هَذِهِ الصَّخْرَةَ الَّتِي تَحْتَكَ ذهبًا فنحت (¬4) (¬5) مِنْهَا وَتُغْنِينَا عَنْ رِحْلَةِ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. فَإِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ كَهَيْئَتِهِمْ (¬6). فَبَيْنَا (¬7) نَحْنُ حَوْلَهُ إِذْ نزلت عليه -صلى الله عليه وسلم- ¬
سمات (¬1) الوحي، فلما سري (¬2) عنه -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ أَعْطَانِي مَا سألتم. ولو شئت لكان، ولكنه جل وعلا خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ تَدْخُلُوا (¬3) فِي بَابِ الرَّحْمَةِ فَيُؤْمِنْ مُؤْمِنُكُمْ. وَبَيْنَ أَنْ يَكِلَكُمْ إِلَى مَا اخْتَرْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَتَضِلُّوا عَنْ بَابِ الرَّحْمَةِ فَلَا يُؤْمِنُ مُؤْمِنُكُمْ فَاخْتَرْتُ بَابَ الرَّحْمَةِ، فَيُؤْمِنُ مُؤْمِنُكُمْ. وَأَخْبَرَنِي إِنْ أَعْطَاكُمْ (¬4) ذَلِكَ ثُمَّ كَفَرْتُمْ أَنْ يُعَذِّبَكُمْ عَذَابًا شَدِيدًا لَمْ يُعَذِّبْهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ. فَنَزَلَتْ: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} (¬5) إلى ثلاث آيات. ونزلت: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ ...} (¬6) الآية. ¬
3678 - درجته: ضعيف لضعف عبد الجبار، وشيخه. وفيه محمد بن إسماعيل الأنصاري لم أقف له على ترجمة. قال الهيثمي: في المجمع (7/ 88)، تفسير سورة الشعراء: رواه أبو يعلى من طريق عبد الجبار بن عمر الْأَيْلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ إبراهيم، وكلاهما وثق. وقد ضعفهما الجمهور. وسكت البوصيري على إسناده، وقال له شاهد من حديث علي.
تخريجه: لم أجده بتمامه إلَّا لأبي يعلى في مسنده، ونقله عنه الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/ 44). وقد عزاه في الدر (4/ 62)، تفسير سورة الرعد إلى ابن مردويه. وأبي نعيم في الدلائل. ولم أجده عند أبي نعيم في المطبوع من الدلائل. لكن له شواهد كما يلي: شطره الأول: له شاهد مروي عن أبي هريرة، وابن عباس، وعائشة، وأبي موسى، وقبيصة وزهير بن عمرو، وأبي أمامة. 1 - المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري في صحيحه التفسير، تفسير سورة الشعراء، باب: "وأنذر عشيرتك الأقربين (خ / 477: 3/ 273)، بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين أنزل الله": {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قال: يا معشر قريش -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد مناف، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا =
= صفية عمة رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لَا أغني عنكم من الله شيئًا، ويا فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئًا. وأخرجه مسلم في صحيحه: الإِيمان، باب بيان أن من مات على الكفر فهو في النار (1/ 482) النووي (316 - 318). بنحوه. والترمذي في سننه، التفسير، تفسير سورة الشعراء (5/ 19: 3237، 3238، 3239). بنحوه. والنسائي في سننه، كتاب الوصايا، باب إذا أوصى بعشيرته الأقربين (6/ 248)، بنحوه وفي الكبرى: تفسير سورة الشعراء (6/ 423: 1137). وأحمد (2/ 333)، (2/ 350)، (2/ 260) مكرر (2/ 398)، (2/ 519)، والدارمي في سننه، الرقاق، باب وأنذر عشيرتك الأقربين (2/ 305)، وأبو عوانة في مسنده (1/ 92)، من عدة طرق عن أبي هريرة جمعها. والبيهقي في الدلائل أيضًا (2/ 176)، باب مبتدأ الفرض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من طريقين والبغوي في شرح السنة (13/ 328)، والبيهقي في السنن، الوصايا، باب الوصية للقرابة (6/ 420)، وابن جرير في تفسير سورة الشعراء (19/ 119)، وعزاه السيوطي في الدر (5/ 17)، لعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن أبي هريرة. ولم أره عند عبد بن حميد في المنتخب. 2 - ابن عباس: أخرجه البخاري في صحيحه، تفسير سورة الشعراء، باب وأنذر عشيرتك الأقربين (3/ 273: 4470)، ومسلم في صحيحه، في الأيمان، باب بيان أن من مات على الكفر فهو في النار (1/ 485: 320). والنسائي في الكبرى (6/ 423)، تفسير سورة الشعراء مختصر (11378). والبيهقي في السنن (6/ 371)، كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب إعطاء الفيء على الديوان ومن يقع به البداية بنحوه. وكذا في (9/ 7)، باب مبتدأ الفرض على =
= النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم على الناس وما لقيه من أذى قومه في تبليغ الرسالة. وأبو عوانة في مسنده (1/ 92)، من طرق عدة مجموعة. والبيهقي في الدلائل (2/ 181)، باب ما رد أبو لهب على النبي -صلى الله عليه وسلم- حين دعاهم إلى الإِيمان. والبغوي في شرح السنّة، كتاب الفضائل، باب دعائه صلى الله عليه وسلم المشركين (3/ 326)، وابن جرير في تفسير سورة الشعراء (19/ 120). وعزاه السيوطي في الدر (5/ 97)، إلى عبد بن حميد، وابن مردويه، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. 3 - عن عائشة رضي الله عنها. أخرجه مسلم في صحيحه، الأيمان، باب بيان أن من مات على الكفر فهو في النار (1/ 483: 317) نووي. والترمذي في السنن، تفسير سورة الشعراء (3236: 5/ 19)، وفي الزهد باب ما جاء في إنذاره -صلى الله عليه وسلم- قومه (3/ 279: 2412). والنسائي في الكبرى (6/ 423: 11376)، مختصرًا تفسير سورة الشعراء. وأحمد (6/ 187). والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 280)، الوصايا، باب الوصية للقرابة وأبو عوانة في مسنده (1/ 92)، والبغوي في شرح السنّة، كتاب الفضائل، باب دعائه -صلى الله عليه وسلم- المشركين (13/ 328: 1743)، وابن جرير في تفسير سورة الشعراء (19/ 118). وعزاه في الدر (5/ 97)، إلى ابن مردويه. ولم أقف عليه. 4 - عن أبي موسى رضي الله عنه: أخرجه الترمذي في سننه، تفسير سورة الشعراء (3239: 5/ 19)، وأبو عوانة في مسنده (1/ 92). وابن جرير: تفسير سورة الشعراء (19/ 120). وعزاه في الدر المنثور (5/ 97)، إلى عبد بن حميد، وابن مردويه. =
= 5 - عن قبيصة بن مخارق، وزهير بن عمرو رضي الله عنهما: أخرجه مسلم في سننه، الأيمان، باب بيان أن من مات على الكفر فهو في النار (1/ 484: 319). والنسائي في عمل اليوم والليلة، الانذار (ص 542: 979، 980، 981)، وفي الكبرى (6/ 423: 1137)، تفسير سورة الشعراء. وأحمد في المسند (3/ 476)، وأبو عوانة في مسنده (1/ 92). والطبراني في الكبير (5/ 272: 535). والبيهقي في الدلائل (2/ 178)، باب مبتدأ الفرض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم على الناس. وابن جرير في تفسير سورة الشعراء (19/ 120). وعزاه في الدر أيضًا (5/ 95)، إلى مسدّد، والبغوي في معجمه، والباوردي، وابن قانع، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. 6 - أبو أمامة: عزاه في الدر (5/ 96)، إلى الطبراني. وابن مردويه ولم أقف عليه عند الطبراني في المطبوع منه. وعلى هذا يمكن ترقية الشطر الأول من الأثر إلى درجة الصحيح لغيره. وأما الشطر الثاني فله شواهد عن ابن عباس، وأبي سعيد رضي الله عنهما. 1 - ابن عباس: أخرجه أحمد (1/ 242)، عن عبد الرحمن، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن عمران أبي الحكم، عن ابن عباس قال: قالت قريش للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "أدع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبًا ونؤمن بك. قال: وتفعلون؟ قالوا: نعم. فدعا. فأتاه جبريل فقال: إن ربك عَزَّ وَجَلَّ يقرأ عليك السلام ويقول: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبًا فمن كفر بعد ذلك منهم عذبته عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة. قال: بل باب التوبة والرحمة. ورجاله كلهم ثقات. والسند متصل. =
= وقد توبع أحمد عن ابن مهدي كما أخرجه الحاكم في المستدرك: تفسير سورة المائدة (2/ 314)، عن هارون بن سليمان الأصبهاني، عن عبد الرحمن به وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. كما توبع ابن مهدي عن سفيان. أخرجه البيهقي في الدلائل (2/ 271)، باب ذكر أسولتهم رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَكَّةَ من طريق عبّاد بن موسى أبي عقبة عن سفيان به. ومثلها ما أخرجه البزّار كشف الأستار (3/ 55)، تفسير سورة الإِسراء (2224)، من طريق وكيع عن سفيان به بنحوه. كما توبع سفيان عن سلمة. أخرجه البيهقي في الدلائل -الموضع السابق- من طريق مالك بن مغول عن سلمة، به بنحوه. لكنه قال: عن سلمة، عن رجل من بني سليم. اهـ. وهو عمران السلمي السابق ذكره. وتوبع عمران عن ابن عباس كما أخرجه أحمد (1/ 258)، عن عثمان بن محمد، عن جرير، عن الأعمش، عن جعفر بن إياس عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بنحوه. وأخرجه ابن جرير (15/ 108)، عن ابن حميد وابن وكيع، عن جرير به بنحوه. والنسائي في الكبرى تفسير سورة الإِسراء (6/ 380: 11290)، عن زكريا بن يحيى، عن إسحاق، عن جرير به بنحوه. والبيهقي في الدلائل -الموضع السابق- من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن جرير به بنحوه. والبزار كما في كشف الأستار (3/ 55: 2225)، عن يوسف بن موسى، عن جرير به بنحوه. وقال: لا نعلمه يروي عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ وجه صحيح إلَّا من هذا الوجه. =
= كما أخرجه في الموضع نفسه برقم (2226)، عن أبي هشام عن وكيع عن طلحة القنَّاد، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ. به بنحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 109: 12617)، عن عبد الله بن حنبل، عن إبراهيم بن أبي الليث، عن الأشجعي عن سفيان، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وقد عزاه في الدر (4/ 190)، إلى ابن المنذر. وابن مردويه. والضياء في المختارة. وفي (4/ 162)، إلى أبي الشيخ. 2 - عن أبي سعيد رضي الله عنه: رواه عنه ابن أبي حاتم .. انظر: تفسير ابن كثير (2/ 445)، عن أبي حاتم عن أبي زرعة، عن منجاب بن الحارث، عن بشر بن عمارة، عن عمر بن حسان، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد بنحوه. وفيه بشر بن عمارة الخثعمي: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 100: 67)، وعمر بن حسان: لم أعثر له على ترجمة. وعطية: صدوق يخطئ كثيرًا، وكان شيعيًا مدلسًا من الرابعة. وقد عنعن. انظر: التقريب (2/ 24: 216)، طبقات المدلسين (37). وقد عزاه في الدر (4/ 62) إلى أبي الشيخ وابن مردويه. وعليه فقد روى هذا الشاهد -للشطر الثاني- عن ابن عباس بسند صحيح وألفاظ متقاربة في بعضها ما ليس في الآخر، ولكنها بمجموعها تفيد ما أفاده شطر هذا الحديث. وبهذا يترقى الأثر بكامله إلى مرتبة الصحيح لغيره. وأما الشاهد المروى عن علي -والذي أشار إليه البوصيري- فلم أعثر عليه.
26 - سورة القصص
26 - سورة القصص 3679 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا كَثِيرُ بْنُ قاروند، عن أبي جعفر محمد بن علي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ (¬2) عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} (¬3) قال: معاده: آخرته (¬4). ¬
3679 - درجته: موقوف ضعيف لوجود فضيل بن سليمان النميري وكثير بن قاروند، وهما ضعيفان، وقول الهيثمي في المجمع (7/ 91)، والبوصيري في الإِتحاف (2/ق 165 أ)، ورجاله ثقات، تساهل منهما. =
= ثم إنه مرسل؛ لأن رواية أبي جعفر عن أبي سعيد مرسلة، ولعل بينهما ابن عباس كما ورد في سند ابن جرير الذي سيأتي.
تخريجه: الأثر أخرجه ابن جرير في تفسيره (20/ 124)، عن ابن وكيع، عن أبيه، عن إبراهيم بن حبّان، عن أبي جعفر، عن ابن عباس، عن أبي سعيد. ومن طريق وكيع ذكره البخاري في التاريخ الكبير (1/ 280: 900)، بمثل السند السابق لكنه أسقط ابن عباس. وبمثله ذكره في نفس الموضع عن علي بن حسين بن إبراهيم، عن محمد بن ربيعة، عن إبراهيم به بنحوه. فقد توبع كثير بن قاروند. وأثر ابن جرير ضعيف لضعف ابن وكيع وهو سفيان. انظر: التقريب (1/ 312: 323)، وإبراهيم بن حبّان ذكره ابن حبّان في الثقات (6/ 13)، وقال: شيخ. اهـ. وهو في سند الجميع. وحينئذٍ يبقى الأثر بهذا السند ضعيفًا، لكن بانضمامه إلى سند الباب يصير الأثر في درجة الحسن لغيره. وقد ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ذكرا بعد أن روى ذلك عن ابن عباس فقال: وقال السدي: قال أبو سعيد مثلها. والأثر عزاه السيوطي في الدر المنثور (5/ 140)، إلى عبد بن حميد، وابن أبي شيبة، ولم أره في مصنفه، وإلى ابن مردويه، وابن المنذر. وقد روي عن ابن عباس أيضًا. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 365: 12032) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن هارون بن معروف، عن محمد بن سلمة، عن خصيف، عن عكرمة، عنه بنحوه. =
= فعبد الله بن أحمد ثقة. انظر: التقريب (1/ 401: 179)، وهارون ثقة. انظر: التقريب (2/ 313: 25). ومحمد بن سلمة الباهلي ثقة. انظر: التقريب (2/ 166: 265)، وخصيف صدوق. انظر: تهذيب التهذيب (3/ 123). وعكرمة ثقة وقد تقدم، فهذا الشاهد في مرتبة الحسن. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (20/ 124)، عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، عن عتاب بن بشير، عن خصيف به. وإسحاق ثقة. انظر: التقريب (1/ 53: 365)، وعتاب ضعيف. قال عنه في التقريب: صدوق يخطئ (2/ 3: 2). فهذا إسناد ضعيف. كما أخرجه في الموضع السابق، عن ابن وكيع، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن رجل، عن سعيد بن جبير، عنه. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره. انظر: تفسير سورة القصص، مخطوط عن علي بن الحسين، عن المقدمي، عن رجل سماه، عن السدي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، بنحوه. وفيهما رجل لم يسم كما هو واضح. والأثر أخرجه عن ابن عباس كل من الفريابي، وعبد بن حميد، وابن مردويه، كما في الدر المنثور (5/ 140). وعليه يكون الأثر بالشاهد المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما والذي هو في درجة الحسن لذاته يكون الأثر صحيحًا لغيره.
27 - سورة الروم
27 - سورة الروم 3680 - قال أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا الْمُؤَمَّلُ -هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ-، ثنا إسرائيل، حدّثنا أبو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} الآية (¬2)، لقي ناس أبا بكر رضي الله عنه فَقَالُوا: أَلَا تَرَى إِلَى صَاحِبَكَ يَزْعُمُ أَنَّ الروم ستغلب فارس، قال رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: [صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ (¬3) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قالوا (¬4): فَهَلْ نُبَايِعُكَ (¬5) عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ أبو بكر رضي الله عنه]: فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُهُ إلَّا تَصْدِيقًا لله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- (¬6). ¬
قَالَ: فتعرَّض لَهُمْ، وَأَعْظِمْ لَهُمُ الْخَطَرَ (¬7)، وَاجْعَلْهُ إلى بضع سنين، فإنه إن تَمْضِيَ السِّنُونُ حَتَّى تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ. قال: فمرَّ (¬8) بهم أبو بكر رضي الله عنه، قَالَ: فَهَلْ لَكُمْ فِي الْعَوْدِ؛ فإنَّ الْعَوْدَ أَحْمَدُ (¬9). قَالُوا: نَعَمْ. فَبَايَعُوهُ، وَأَعْظَمُوا الْخَطَرَ. فَلَمْ تمضِ السِّنُونُ حَتَّى ظَهَرَتِ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ، فأخذ رضي الله عنه الْخَطَرَ وَأَتَى (¬10) بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هَذَا للنَّجائب" (¬11). ¬
3685 - درجته: موقوف ضعيف لأمرين: 1 - ضعف مؤمل. 2 - أبو إسحاق مدلس من الثالثة وقد عنعن. قال البوصيري: له شاهد من حديث نيار بن مكرم.
تخريجه: أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره. انظر: (تفسير ابن كثير 3/ 362)، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن عمر الوكيعي، عن مؤمل، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، بنحوه. ويبقى الأثر ضعيفًا. ولم أجد من خرّجه غيره. إلَّا أنه عزاه السيوطي في الدر (5/ 152)، إلى ابن مردويه، وابن عساكر ولم أقف عليه فيهما. وله شواهد من طريق ابن عباس، ونيار بن مكرم، وابن مسعود. أما المروي عن ابن عباس: فأخرجه الترمذي في تفسير سورة الروم (5/ 23: 245)، عن الحسين بن حريث، عن معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بنحوه. وقال: حسن صحيح غريب، إنما نعرفه من حديث سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة. وأخرجه النسائي كذلك في الكبرى، تفسير سورة الروم (6/ 426: 11389)، عن حسين به بنحوه. وأحمد (1/ 276) عن معاوية به بنحوه. ورجال هذا السند كلهم ثقات، وهو متصل مما يجعل أثر الباب في مرتبة الصحيح لغيره. =
= وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 29: 12377) عن محمد بن النضر الأزدي، عن معاوية به بنحوه. والحاكم في مستدركه تفسير سورة الروم (2/ 410): عن محمد بن صالح بن هانئ، عن الحسين بن الفضل البجلي، عن معاوية، به بنحوه. وقال: صحيح على شرط الشيخين، وسكت الذهبي. وعن الحاكم أخرجه البيهقي في الدلائل (2/ 330)، باب ما جاء في آية الروم، به بنحوه. وأخرجه أيضًا في الموضع نفسه عن علي بن أحمد بن عبدان، عن أحمد بن عبيد، عن عبيد بن شريك، عن أبي صالح، عن أبي إسحاق، فذكره بإسناده ومعناه. وأخرجه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير (3/ 362)) عن محمد بن إسحاق الصغاني، عن معاوية به بنحوه. وابن جرير في تفسيره (21/ 16) عن ابن المثنى، عن محمد بن سعيد أو سعيد الثعلبي، من أبي إسحاق به بنحوه. كما أخرجه الترمذي في سننه، تفسير سورة الروم (5/ 23: 3245) عن أبي موسى محمد بن المثنى، عن محمد بن خالد بن عثمة، عن عبد الله بن عبد الرحمن الحجمي، عن ابن شهاب، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عثمة، عن ابن عباس بنحوه. وقال: هذا حديث غريب حسن من هذا الوجه، من حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. ورجاله ثقات إلَّا محمد بن خالد بن عثمة: صدوق يخطئ كما في التقريب (2/ 157: 174). وعبد الله بن عبد الرحمن الجمحي، جهله بعضهم، وذكره ابن حبّان في الثقات (7/ 42)، وقال: روي عنه ابن عثمة، ومعن بن عيسى. ورواه ابن جرير في تفسيره (21/ 17) عن زكريا بن يحيى بن أبان المصري، =
= عن موسى بن هارون البردي، عن معن بن عيسى، عن عبد الله بن عبد الرحمن به، بنحوه. لكن فيه زكريا بن يحيى المصري. شديد الضعف. انظر: الميزان (2/ 77). كما أخرجه أبو نعيم في الدلائل (ص 296)، ذكر ما روي في مناحبة الصديق مشركي مكة على غلبة الروم والفرس، عن إبراهيم بن أحمد، عن أحمد بن الفرج، عن أبي عمر الدوري، عن محمد بن مرزوق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن ابن عباس، بنحوه. وفيه كما لا يخفى محمد بن السائب الكلبي متهم بالكذب. انظر: التقريب (2/ 163: 240)، فالسند كسابقه. وقد عزاه في الدر (5/ 150)، إلى ابن المنذر، وابن مردويه، والضياء في المختارة، عن ابن عباس. وأما المروي عن نيار بن مكرم. فأخرجه الترمذي (5/ 24: 3246)، تفسير سورة الروم عن محمد بن إسماعيل، عن إسماعيل بن أبي أويس، عن ابن أبي الزناد، عن أبي الزناد، عن عروة بن الزبير، عن نيار بن مكرم الأسلمي بنحوه. وقال: حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلَّا من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد. فإسماعيل بن أبي أويس، صدوق: أخطأ في أحاديث من حفظه. انظر: التقريب (1/ 71: 527). وعبد الرحمن بن أبي الزناد: صدوق. انظر: التقريب (1/ 479: 936). وأبو الزناد: ثقة. انظر: التقريب (1/ 413: 286). وعروة ثقة مشهور. انظر: التقريب (2/ 19: 157). فالإِسناد في درجة الحسن إن شاء الله. وعزاه في الدر (5/ 151)، إلى الطبراني في الكبير، وابن مردويه، والدارقطني =
= في الأفراد، وأبي نعيم في الدلائل، ولكن لم أعثر عليه فيها من طريق نيار. أما ما روي عن ابن مسعود. فرواه ابن جرير في تفسيره (21/ 20)، عن ابن وكيع، عن المحاربي، عن داود بن أبي هند، عن عامر، عن عبد الله، بنحوه. أما سفيان بن وكيع فكان صدوقًا، إلَّا أنه ابتلى بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل، فسقط حديثه. انظر التقريب (1/ 312). والمحاربي: لا بأس به، وهو مدلس من الثالثة، وقد عنعن. انظر: التقريب (1/ 497: 1102). ورواية عامر الشعبي عن ابن مسعود مرسلة.
28 - سورة آلم تنزيل السجدة
28 - سورة آلم تنزيل السجدة 3681 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: فُضِّلَتْ سورة {الم (1) تَنْزِيلُ}، و {تَبَارَكَ} عَلَى كُلِّ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ بِسِتِّينَ (¬1) حَسَنَةً". ¬
3681 - درجته: مقطوع ضعيف لحال ليث بن أبي سليم. وقد ضعفه البوصيري لأجل ليث (الإِتحاف 2/ ق 165 أ).
تخريجه: اختلف على ليث فيه في إسناده. فروي مرة مقطوعًا عن طاوس، ومرة موقوفًا على ابن عمر: 1 - المقطوع: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الدعاء، باب ما جاء في قراءة "آلم تنزيل " و"تبارك" (10/ 424: 9866). عن أبي معاوية. وأخرجه الدارمي في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب في فضل سورة "تنزيل السجدة" و"تبارك" (2/ 455)، عن موسى بن خالد. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (ص 176)، برقم (238)، عن عبد الرحمن بن المبارك، عن عبد الوارث. =
= وأخرجه الترمذي في سننه، أبواب فضائل القرآن، باب ما جاء في سورة الملك (4/ 239: 3056)، عن هريم بن مسعر، عن الفضيل إلَّا أنه قال: بسبعين حسنة. أربعتهم عن ليث، عن طاوس بنحوه. وعلى كل فالأثر لا يترقى بهذه الطرق لأن مدارها على ليث. ولعل الاختلاف في رواية الستين والسبعين منه هو. لكن أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (ص 175)، برقم (234)، عن علي بن الحسن، عن عامر بن يساف، عن يحيى بن أبي كثير، عن طاوس بنحوه. وعلي بن الحسن: هو الكلبي فيما يظهر. وهو مجهول كما في اللسان (4/ 251). فيصير المروي عن طاوس بمجموع الطريقين في درجة الحسن لغيره. 2 - الموقوف: عن ابن عمر رضي الله عنهما. أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (ص 136)، برقم (2 - 40)، عن علي بن معبد، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ فلان، عن ابن عمر، بنحوه. فالراوي عن ليث هو عبد الله: ثقة، ربما وهم. انظر: التقريب (1/ 537: 1491)، والموقوف فيه رجل لم يسم. فالذي يظهر والله أعلم ترجيح رواية القطع لتوافر الثقات على نقلها عن ليث، وأما رواية الوقف فضعيفة. والحمل إما على ليث أو عبيد الله. لكنه معارض بالمرفوع الثابت في الصحيحين وغيرهما من فضائل سور معينة، كالإِخلاص، والمعو ذتين وغيرهما.
3682 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي لُبَابَةَ (¬2) عَنْ عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقرأُ كل ليلة "تنزيل السجدة". ¬
3682 - درجته: موقوف حسن. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 165 ب)، رواته ثقات. اهـ.
تخريجه: لم أجده عن عائشة، وقد عزاه السيوطي في الدر (9/ 247)، إلى ابن مردويه. والذي ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- كان لا ينام حتى يقرأ "آلمتنزيل" و "تبارك"، إنما هو مروي من طريق أبي الزبير، عن جابر. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 424)، كتاب الدعاء، باب ما جاء في قراءة "آلم السجدة" و"تبارك" (9865)، عن أبي معاوية محمد بن خازم. ومن طريق أبي معاوية أخرجه ابن الشجري في أماليه (1/ 107)، من طريق أحمد بن يونس عنه به. ورواه أحمد (3/ 340)، عن أسود بن عامر، عن حسن بن صالح. وذكر ابن كثير في تفسيره (35/ 390)، سند أحمد وقال: تفرد به أحمد. اهـ. ولم يتفرد به كما هو واضح. وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ذكر ما يستحب للإِنسان أن يقرأ كل =
= ليلة قبل أن ينام (ص 432: 707)، عن محمد بن آدم، عن عبيدة، عن حسن بن صالح. وأخرجه البغوي في الجعديات (382: 2611) عن زهير. وروى عن أبي الزبير قوله: ليس جابر حدثني. حدثني صفوان أو ابن صفوان. وأخرجه النسائي كذلك في الموضع نفسه (ح 708 و 709) عن أبي داود. عن الحسن بن أعين عن زهير، وذكر عن أبي الزبير مثل ما ذكر البغوي في الجعديات. وأخرجه ابن الشجري في أماليه كما سبق من طريق أحمد بن يونس، عن زهير. وعبد بن حميد (المنتخب 318)، عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة. وأخرجه الدارمي في سننه في فضائل القرآن، باب فضل سورة "تنزيل السجدة" و "تبارك" (2/ 455)، عن أبي نعيم، عن سفيان. والبخاري في الأدب المفرد، باب ما يقول إذا أوى إلى فراشه (1214: 401)، عن أبي نعيم به بنحوه. ومن طريق أبي نعيم أخرجه أيضًا البغوي في شرح السنة (4/ 472)، باب في "آلم تنزيل السجدة" و"تبارك" (ح 1207)، به بنحوه. والبغوي في معالم التنزيل (3/ 504). تفسير سورة السجدة. وأخرجه الترمذي في سننه فضائل القرآن، باب ما جاء في سورة الملك (4/ 238: 3054)، عن هريم بن مسعر، عن الفضيل. ومن طريق الفضيل أخرجه ابن الشجري في الموضع السابق (1/ 107)، عن أحمد بن يونس، عن فضيل به بنحوه. ومن طريق ابن عرعرة، عن فضيل أخرجه البغوي في شرح السنة (4/ 472: 1208)، عن فضيل به بنحوه. =
= وأخرجه الترمذي في الموضع المتقدم (3055)، عن هناد، عن أبي الأحوص. وابن الشجري في الموضع المتقدم من طريق أحمد بن يونس عن أبي الأحوص. وأخرجه البغوي في شرح السنّة (4/ 472: 1208)، عن ابن عرعرة، عن معتمر. ومن طريق معتمر أخرجه ابن الشجري في أماليه (1/ 114)، عن ابن عرعرة عنه به. وأخرجه الترمذي في سننه الدعوات (5/ 140)، باب (22: 3465)، عن هشام بن يونس الكوفي، عن المحاربي. وأخرجه ابن السنّي في عمل اليوم والليلة (674: 195)، باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة. عن سليمان بن الحسين بن المنهال عن أبي كامل الحجدري، عن عبد الواحد بن زياد. وأخرجه ابن الشجري في أماليه (1/ 107)، من الطريق السابقة، عن أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عياش وحبان، وعبد السلام بن حرب، وحفص بن غياث. كلهم عن ليث به بنحوه. ومما مر يتبين أن مداره على ليث بن أبي سليم. وقد تقدم أنه صدوق اختلط بآخره، قال الحافظ فيه: صدوق، اختلط أخيرًا ولم يتميز حديثه فترك. انظر: التقريب (2/ 138: 9). وعليه فهو ضعيف. لكنه قد توبع عن أبي الزبير تابعه الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر. أخرجه كذلك البخاري في الأدب المفرد، باب ما يقول إذا أوى إلى فراشه =
= (1212: 401)، عن أبي نعيم يحيى بن موسى. والنسائي في عمل اليوم والليلة: ذكر ما يستحب للإِنسان أن يقرأ كل ليلة قبل أن ينام (431: 706)، عن محمد بن رافع. كلاهما عن شبابة عنه به بنحوه. والمغيرة: صدوق. انظر: التقريب (2/ 270: 1328). لكن بقي أبو الزبير وهو إن كان صدوقًا إلَّا أنه مدلس من الثالثة وقد عنعن (جامع التحصيل ص 110: 50)، وطبقات المدلسين (ص 32). فيبقى الأثر ضعيفًا. وقد توبع ليث أيضًا. تابعه زهير بن معاوية. أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (ص 136: 3 - 40)، عن أبي النضر، عن أبي خيثمة زهير بن معاوية، أنه قال لأبي الزبير، هل سمعت جابرًا يذكر هذا الحديث؟ (فذكره) فقال: إنما أخبرنيه صفوان، أو ابن صفوان، عن جابر. فأبو النضر: هاشم بن القاسم: ثقة ثبت. انظر: التقريب (1/ 265: 82). ومن طريق أبي النضر أخرجه الحاكم في المستدرك، تفسير سورة السجدة (2/ 412)، عنه به. وقال: على شرط مسلم ولم يخرجاه لأن مداره على ليث بن أبي سليم عن أبي الزبير. اهـ. وسكت عليه الذهبي. وتابعه الحسن بن أعين، عن زهير عنه به بنحوه عند النسائي في عمل اليوم والليلة (ص 431: 709)، ذكر ما يستحق للإِنسان أن يقرأ كل ليلة قبل أن ينام. قال الترمذي في الموضعين السابقين (4/ 238 و 5/ 140)، بعد أن أخرج الحديث، وروى زهير قال: قلت لأبي الزبير: سمعت من جابر يذكر هذا الحديث؟ فقال أبو الزبير: إنما أخبرنيه صفوان أو ابن صفوان وكأن زهيرًا أنكر أن يكون هذا الحديث عن أبي الزبير عن جابر. اهـ. قال الشيخ الألباني في الصحيحة (2/ 130: 585)، قلت: وهذا التعليق -أي عن زهير- وصله البغوي في الجعديات. وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق. فقال: =
= حدّثنا علي أخبرنا زهير قال: قلت. اهـ. لكن تبين مما مر أنه وصله غيرهما. فقد وصله أبو عبيد، والنسائي، والحاكم كما مر. وصفوان هذا هو: صفوان بن عبد الله بن صفوان القرشي. ثقة من الثالثة، من رجال مسلم. انظر: التقريب (1/ 368: 106). وعليه فهذه الطريق الأخيرة في مرتبة الحسن. وقول الألباني: فالسند صحيح (الصحيحة 2/ 130)، قاله بناءً على توثيق أبي الزبير عنده. وقد أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (ص 176: 238)، عن عبد الرحمن بن المبارك، عن عبد الوارث، عن ليث، عن محمد بن جابر عن جابر بنحوه. وفيه ليث بن أبي سليم: ضعيف كما تقدم في الحديث رقم (35)، وهو اختلاف على ليث كما هو واضح فمرة روي عنه عن أبي الزبير عن جابر، والظاهر أن هذا هو الراجح لكثرة نقلته عنه، ومرة روي عنه عن محمد بن جابر عن جابر. ولم يروه عنه غير عبد الوارث. والحمل في هذا الاختلاف على ليث. هذا هو المروى في قراءته -صلى الله عليه وسلم- سورتي: "آلم تنزيل" و"تبارك". أما المروى عن حماد عن أبي لبابة، عن عائشة فهو أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأُ كل ليلة بني إسرائيل. والزمر. أخرجه الترمذي: أبواب فضائل القرآن، باب (21: 3087)، (4/ 253)، عن صالح بن عبد الله بن ذكوان وقال حسن غريب. وفي أبواب الدعوات، باب (42، 5/ 141: 3466)، عنه بنحوه. والنسائي في عمل اليوم والليلة الفضل في قراءة "تبارك" (ص 434: 712)، عن النضر بن محمد بن مجاور. ومن طريقه ابن السنّي في عمل اليوم والليلة (ص 195: 677). وأحمد في مسنده (6/ 189)، عن ابن مهدي. كما أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 434)، تفسير سورة الزمر من طريق سليمان بن حرب. أربعتهم عن حماد به بنحوه. =
= وهو سند رجاله كلهم ثقات. فالظاهر أنه انقلب على الحسن بن عمر بن شقيق هذا الحديث فرواه بمتن الباب، والصحيح ما رواه الترمذي وغيره من قراءته -صلى الله عليه وسلم- سورتي بني إسرائيل. والزمر. ويدل على ذلك أن الثقات كابن مهدي، وصالح بن ذكوان، وسليمان بن حرب، رووه عن حماد بالمتن الثاني، وهذا يؤكد أن الأول مقلوب المتن، إذ الحسن صدوق كما تقدم. وعليه فلا يثبت قراءته -صلى الله عليه وسلم- سورتي "آلم تنزيل"، و"تبارك"، إلَّا من حديث جابر رضي الله عنه وهو حسن كما تقدم. أما المروى عن عائشة رضي الله عنها فهو أنه كان -صلى الله عليه وسلم- يقرأ: بني إسرائيل والزمر. وهو صحيح.
29 - سورة الأحزاب
29 - سورة الأحزاب 3683 - قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا (¬1) ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ بَجَالَةَ (¬2) التَّمِيمِيِّ قَالَ: وَجَدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه مُصْحَفًا فِي حِجْرِ غُلَامٍ لَهُ، فِيهِ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ -وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ - وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ} (¬3) فَقَالَ: احْكُكْهَا (¬4) يَا غُلَامُ. فَقَالَ: واللهِ (¬5) لَا أحكُّها وَهِيَ فِي مُصْحَفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه. فانطلق عمر رضي الله عنه إلى أبي بن (¬6) كعب رضي الله عنه. فقال: شغلني القرآن، وشغلك الصَّفق (¬7) بالأسواق. إذ (¬8) تَعْرِضَ رَحَاكَ (¬9) عَلَى عُنُقِكَ بِبَابِ ابْنِ (¬10) الْعَجْمَاءِ. * هذا إسناد صحيح على شرط البخاري. ¬
3683 - درجته: مقطوع صحيح. وهو كما قال الحافظ رحمه الله فرجاله كلهم من رجال البخاري. وثبت لقاء كل منهم لمن فوقه.
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 18: 18748)، كتاب اللقطة، باب قتل الساحر، به بمثله. وأخرجه ابن عيينة في تفسيره، تفسير سورة الأحزاب (ص 309). وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (ص 192: 7 - 51)، باب ذكر ما رفع من القرآن بعد نزوله. كلاهما من طريق عمرو بن دينار به بمثله. وعزاه في الدر (5/ 183): لسعيد بن منصور، وابن المنذر، والبيهقي ولم أعثر عليه. فمداره على عمرو بن دينار، وهو صحيح كما تقدم.
3684 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ (¬2) وَاقِدٍ (¬3)، عن محمد بن مالك، عن البراء رضي الله عنه في قوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} (¬4)، قَالَ: يَوْمَ (¬5) يَلْقَوْنَ مَلَكَ الْمَوْتِ (¬6) لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ يَقْبِضُ رُوحَهُ إلَّا سلَّم عَلَيْهِ. (155) حَدِيثُ حذيفة رضي الله عنه فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ ...} (¬7)، يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْمَغَازِي، في غزوة الخندق (¬8). ¬
3684 - درجته: ضعيف لوجود محمد بن مالك الجوزجاني. =
= تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، في كتاب الزهد، من كلام البراء (16616/ 13/367). وأخرجه الحاكم في المستدرك، تفسير سورة إبراهيم (2/ 351). وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عبد الله قال ابن عدي: مظلم الحديث، ومحمد، قال ابن حبّان: لا يحتج به. وأخرجه البيهقي في الشعب، في الإِيمان باليوم الآخر، فضل عذاب القبر (1/ 361: 403). ثلاثتهم من طريق حميد بن مالك به بنحوه. وعزاه السيوطي في الدر لابن أبي الدنيا في ذكر الموت، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. ولم أقف على هذه الكتب. انظر: الدر المنثور (5/ 206). ومما مر يتبين أن مدار الأثر على محمد بن مالك، ومحمد ضعيف كما مر، فيبقى الأثر ضعيفًا.
3685 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ العوَّام، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن علي رضي الله عنهم فِي قَوْلِهِ عزَّ وَجَلَّ: {لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} (¬1)، قَالَ: صعد موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام (4) ... فذكر الحديث في "لا تكونوا كالذين آذوا موسى". وقد تقدم في أخبار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام (¬2). ¬
3686 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الأسلميُّ، ثنا (¬2) يُونُسُ بْنُ خباب، عن نافع، عن (¬3) أبي الحمراء رضي الله عنه قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ (¬4) النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ، كلَّما خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، أو قال: صلاة الفجر، مرَّ -صلى الله عليه وسلم- بباب فاطمة رضي الله عنها، فَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (¬5). ¬
3686 - [1] درجته: متروك لأن في إسناده نفيع بن الحارث وهو متروك غالٍ في الرفض. وفي إسناده أيضًا يحيى الأسلمي ضعيف من الشيعة، ويونس بن خباب. ويونس صدوق غال في التشيع، والحديث في فضائل أهل البيت.
3686 - [2] حدّثنا (¬1) أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا أبو داود، عن أبي الحمراء رضي الله عنه. قَالَ: رَابَطْتُ (¬2) بِالْمَدِينَةِ (¬3) سَبْعَةَ أَشْهُرٍ عَلَى عَهْدِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ جَاءَ إِلَى بَابِ عَلِيٍّ وفاطمة رضي الله عنهما فَقَالَ: الصَّلَاةَ، الصَّلَاةَ. {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. * أَبُو دَاوُدَ هُوَ: نَافِعٌ، فِي الَّذِي قَبْلَهُ. ¬
3686 - [2] درجته: الأثر بهذا الإِسناد متروك لوجود أبي داود فيه، وهو متروك غال في التشيّع، والحديث في الفضائل.
3686 - [3] وقال عبد (¬1): حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ السبيعي، حدثني أبو الحمراء رضي الله عنه قال: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبْعَةَ أَشْهُرٍ. فَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ أَتَى (¬2)، بَابَ علىّ وفاطمة رضي الله عنهما، وَهُوَ يَقُولُ: الصَّلَاةَ يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ...} (¬3) الآية (¬4). * أَبُو دَاوُدَ: هُوَ نَافِعٌ، وَقِيلَ: نُفَيْعٌ الْأَعْمَى، كذَّبه قَتَادَةُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا. 3687 - وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه بمعناه (¬5). ¬
3686 [3]- درجته: الأثر بهذا الإِسناد موقوف متروك لوجود أبي داود السبيعي. قال الهيثمي في "المجمع (9/ 124)، فضائل علي: رواه الطبراني، وفيه أبو داود الأعمى، وهو =
= كذاب. اهـ. وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف.
3686 - تخريجه: أما المروي عن أبي الحمراء فمداره على أبي داود، وقد تقدم الكلام فيه، وأنه متروك. أخرجه -غير من سبق- ابن جرير في تفسيره، تفسير سورة الأحزاب (6/ 22)، وقال: سبعة أشهر. وأخرجه الطبراني في الكبير (21/ 200: 525)، وقال: ستة أشهر، كلاهما من طريق أبي داود ونفيع أو نافع به، بنحوه. وقد عزاه في الدر (5/ 199)، إلى ابن مردويه ولم أقف عليه. أما المروي عن أنس، فمداره على حماد بن سلمة. أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 274: 2059)، إلَّا أنه قال: شهرًا. وأخرجه أحمد (3/ 259)، كما سبق وأن ذكره الحافظ، عن أسود بن عامر. وابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الفضائل، باب ما ذكر في فضل فاطمة رضي الله عنها (12/ 127: 12322)، عن أسود شاذان. وأبو يعلى في مسنده (4/ 107: 3966)، عن أبي بكر بن أبي شيبة به. وأخرجه أحمد أيضًا (3/ 285)، وعبد بن حميد. انظر: المنتخب (ص 367: 1223)، عن عفان بن مسلم. ومن طريق عبد بن حميد أخرجه الترمذي في سننه (5/ 31)، تفسير سورة الأحزاب (3259)، وقال: حسن غريب من هذا الوجه. إنما نعرفه من حديث حماد بن سلمة. والحاكم في المستدرك (3/ 158)، كتاب معرفة الصحابة، مناقب أهل البيت، من طريق عفان. وقال: على شرط مسلم ولم يخرجاه، وسكت الذهبي. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (22/ 6)، عن ابن وكيع، عن محمد بن بكر، =
= والطبراني في الكبير (21/ 402: 1002)، عن علي بن عبد العزيز، وأبي مسلم الكشي، عن حجاج بن منهال. وأبو يعلى في مسنده (4/ 107: 3965)، عن إبراهيم بن الحجاج السامي. ستتهم عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن أنس. وزاد الحاكم عن حماد، عن حميد وعلي بن زيد. وحماد ثقة، لكنه اختلط في آخر حياته. ولم تتميز رواية هؤلاء عنه. لكن قال ابن معين في عفان: من أراد أن يكتب حديث حماد بن سلمة فعليه بعفان بن مسلم. انظر: الكواكب النيرات (6/ 460). وأما علي بن زيد فتقدم أنه ضعيف. وقد اتهم بالرفض كما تقدم، لكن تابعه حميد كما عند الحاكم، وحميد ثقة، إلَّا أنه كثير التدليس عن أنس، ولم يصرح بالسماع عنه وهو في الطبقة الثالثة من مراتب المدلسين (ص 27). وعليه يترقى المروي عن أنس إلى درجة الحسن لغيره. وقد عزاه السيوطي في الدر (5/ 199)، إلى ابن المنذر وابن مردويه، وذكر له شاهدًا له عن أبي سعيد وقال: أربعين صباحًا، وعن ابن عباس وقال 9 أشهر. وعزاه إلى ابن مردويه.
30 - سورة فاطر
30 - سورة فاطر 3688 - قال أبو داود (¬1): حدّثنا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ أَبُو شُعَيْبٍ، ثنا عُقْبَةُ بن صهبان الهنائي، قال: سألت عائشة رضي الله عنها عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} (¬2) الْآيَةَ. فَقَالَتْ لِي: يَا بُنَيَّ، كُلُّ هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ. فَأَمَّا السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ فَمَنْ مَضَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَشَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالحياة وَالرِّزْقِ. وَأَمَّا الْمُقْتَصِدُ فَمَنِ اتَّبَعَ أَثَرَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى يَلْحَقَ (¬3) بِهِ. وَأَمَّا الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ فمثلي ومثلك. قال: فجعلت نفسها رضي الله عنها معنا (¬4) (¬5). ¬
3688 - درجته: متروك لحال الصلت بن دينار، وقد عزاه في المجمع (7/ 100)، تفسير سورة =
= فاطر إلى الطبراني في الأوسط. وقال: فيه الصلت بن دينار وهو متروك. اهـ. وقد تساهل البوصيري في الإِتحاف (ق 2/ 166/ أ)، حينما قال: رواه أبو داود عن الصلت بن دينار، وهو ضعيف. اهـ.
تخريجه: الأثر أخرجه إضافة إلى الطيالسي كما مر: الحاكم في مستدركه، تفسير سورة فاطر (2/ 426)، من طريق الصلت به بنحوه لكن قال في آخره "فمثلي، ومثلك ومن اتبعنا في الجنة". وقال: على شرط الشيخين. قال الذهبي: الصلت. قال النسائي: ليس بثقة. وقال أحمد: ليس بالقوي. وأخرجا الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين)، تفسير سورة فاطر (6/ 60: 3375)، عن محمد بن عبد الرحمن البصري، عن علي بن الحسين الدرهمي، عن معتمر بن سليمان، عن أبي شعيب، عن عقبة بن صهبان، به. وقال؟ لم يروه عن عقبة إلَّا أبو شعيب، الصلت بن دينار. تفرد به معتمر. اهـ. وتبين كا مر أنه رواه أيضًا عنه الطيالسي. وعلى كل فحاله كما ذكرت، مداره على الصلت وهو متروك. وقد عزاه في الدر (5/ 251)، إلى عبد بن حميد، وابن مردويه، وابن أبي حاتم.
31 - سورة يس
31 - سورة يس 3689 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ قَرَأَ "يَس" فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ (¬2) مغفورًا له". ¬
3689 - درجته: شديد الضعف. لحال هشام بن زياد فهو متروك. وفيه علة ثانية وهي إرسال الحديث لأن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. وقول الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/ 480)، إسناده جيد. قول فيه تجوز. ومثله قول البوصيري في الإِتحاف، تفسير سورة يس (2/ ق 166/ أ)، ضعيف لضعف هشام بن زياد. اهـ.
تخريجه: الحديث مروي عن ثلاثة من الصحابة. 1 - أبي هريرة: أخرجه أبو يعلى كما مر عن إسحاق، عن حجاج، عن هشام. =
= وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 247)، باب في فضل يس: من طريق ابن أبي داود عن محمد بن زكريا، عن عثمان بن الهيثم، عن هشام وقال: هذا الحديث من جميع طرقه باطل لا أصل له. ونقل قول الدارقطني: محمد بن زكريا يضع الحديث. قال: هذا الحديث روي مرفوعًا وموقوفًا وليس منها شيء يثبت. اهـ. أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة (673: 195)، عن عبد الله بن أحمد بن عبدان عن زيد بن الحريش، عن الأغلب بن تميم، عن أيوب ويونس، وهشام. وابن عدي في الكامل، ترجمة أغلب (1/ 416)، عن عبدان، عن زيد بن الحريش به بنحوه وقال: وهذا الحديث لا يرويه عن هؤلاء إلَّا أغلب. والطبراني في الصغير (1/ 149)، باب من اسمه: حميد، وفي الأوسط: مجمع البحرين، تفسير سورة يس (6/ 62: 3378)، عن حميد بن أحمد بن عبد الله بن أبي مجلز الواسطي، عن وهب بن بقية، عن أغلب، عن حسن بن أبي جعفر، عن غالب القطان. وقال: لم يدخل أحد فيما بين حسن بن فرقد والحسن غالبًا إلَّا أغلب بن تميم. اهـ. وهذا توهيم منه لأغلب. والخطيب في تاريخه (10/ 258)، ترجمة عبد الرحمن بن عبد العزيز بن صادر، عن محمد بن أحمد بن رزق، عن أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار، عن عباس بن محمد الدوري، عن عبد الرحمن بن صادر المدائني، عن أغلب، عن غالب القطان. والطيالسي في مسنده (ص 323: 2468)، عن جسر، وأبو نعيم في الحلية (2/ 159)، عن عبد الله بن جعفر عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطيالسي بسنده. والعقيلي في الضعفاء (1/ 202)، ترجمة جسر، عن إبراهيم بن محمد، عن =
= مسلم بن إبراهيم، عن جسر وقال: الرواية في هذا فيها لين. وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 252)، ترجمة جسر بن فرقد عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الخشاب، عن أحمد بن مهران، عن الحسن بن قتيبة، عن جسر. وابن الشجري في أماليه (1/ 118)، باب في الحكايات والنتف من طريق محمد بن سفيان الصفار، عن محمد بن آدم، عن ابن السماك، عن جسر. ومن طريق أحمد بن جعفر بن معبد، عن يحيى بن مطرف، عن مسلم بن إبراهيم، عن جسر. وأخرجه البيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، فضل في فضائل السور، ذكر سورة يس (2/ 480: 2462)، عن أبي عبد الله الحاكم، عن الحسن بن محمد بن سختويه، عن عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة المكي، عن خلف بن الوليد، عن المبارك بن فضالة، عن أبي العوام. كما أخرجه في الموضع نفسه برقم (2464)، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي علي الحسين بن علي بن يزيد، عن عمر بن أيوب السقطي. وعبد الله بن صالح البخاري، ومحمد بن إسحاق الثقفي، عن أبي همام، عن أبيه عن زياد بن خيثمة، عن محمد بن جحادة. كما أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 299)، ترجمة الحسن بن دينار، عن إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، عن علي بن صدقة الأذني، عن محمد بن السماك، عن الحسن بن دينار. قال ابن عدي، وهذا الحديث عزيز في حديث الحسن عن أبي هريرة، وبخاصة قد رواه عن ابن دينار محمد بن السماك، وابن السماك هو محمد بن صبيح زاهد الكوفيين، عزيز المسند. اهـ. وقال: وهذا الحديث يرويه الحسن بن دينار، عن الحسن. اهـ. ثمانيتهم عن الحسن، عن أبي هريرة بنحوه. وقد عزاه في الدر (5/ 256)، إلى =
= ابن مردويه، عن أبي هريرة. وبيان طرقه كما يلي: 1 - طريق هشام بن زياد. فيها هشام نفسه، وتقدم أنه متروك. 2 - طريق أيوب، ويونس، وغالب القطان، فيها أغلب بن تميم، وهو ضعيف جدًا. كما سيأتي في الحديث رقم (3701). 3 - طريق جسر بن فرقد، فيها جسر نفسه وهو ضعيف الحديث. بل جعله الدارقطني متروكًا. انظر: اللسان (2/ 132). 4 - طريق أبي العوام. فيها المبارك بن فضالة. صدوق، ومدلس من الثالثة وقد عنعن. انظر: التقريب (2/ 227: 904). 5 - طريق محمد بن جحادة. فيها محمد بن الحسين. أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري، شيخ البيهقي، ضعيف جدًا. بل نسبه محمد بن يوسف القطان إلى وضع الأحاديث للصوفية، ورد ذلك السراج فقال: مثله إن شاء الله لا يعتمد الكذب. ونسبه إلى الوهم. وتكلم فيه غيره. فقال الحافظ: تكلموا فيه. وليس بعمده. انظر: اللسان (5/ 158). على أنه مختلف على محمد بن إسحاق الثقفي في إسناده كما سيأتي. 6 - طريق الحسن بن دينار، فيها الحسن نفسه ويقال الحسن بن واصل، كذاب. انظر: اللسان (2/ 254). وعلى ذلك فجميع الطرق إلى الحسن ضعيفة بل بعضها أشد ضعفًا من بعض، ويصل بعضها إلى درجة الموضوع. وبعد ذلك لا يصح سماع الحسن من أبي هريرة كما تقدم فتبقى جميع الطرق مرسلة. ونبه الطبراني في الصغير والأوسط إلى الخلاف في سماعه من أبي هريرة. مع أنه صرح بالسماع عنه عند أبي يعلى. وتصريحه بالسماع لا يؤثر فالضعف لازم للطرق كلها إليه. وقد رجح أبو حاتم إرساله كما في العلل (2/ 67: 1992). =
= وقد روي موقوفًا على الحسن. أخرجه الدارمي في فضائل القرآن، فضل سورة يس (2/ 456)، عن أبي الوليد موسى بن خالد، عن معتمر، عن أبيه، قال: بلغني عن الحسن بنحوه. لكن موسى بن خالد، مقبول. انظر: التقريب (2/ 282: 1448)، ولم يتابع. ورواية سليمان بن طرخان عن الحسن بلاغ. فهذه الرواية ضعيفة. ولعل هذا مراد ابن الجوزي بقوله: هذا الحديث قد روي مرفوعًا وموقوفًا، وليس منها شيء يثبت. اهـ. 2 - عن جندب. أخرجه ابن حبّان في صحيحه كما في الإِحسان كتاب قيام الليل. ذكر استحباب قراءة سورة يس للتهجد في كل ليلة (4/ 121: 2565) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، عن الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني، عن أبيه، عن زياد بن خيثمة، عن محمد بن جحادة، عن الحسن، عن جندب. واختلف على محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج فيه في إسناده. فرواه ابن حبّان كما هو هنا، عنه عن الحسن، عن جندب. ورواه البيهقي من طريق السلمي، عن أبي علي الحسين بن علي بن يزيد، عنه وتابعه غيره، عن الحسن، عن أبي هريرة. فمداره على محمد بن إسحاق السراج وهو إمام ثقة. انظر: السير (14/ 388). والرواة عنه: ابن حبّان إمام ثقة. والحسين بن علي بن يزيد، أبو علي الكرابيسي صدوق. انظر: التقريب (1/ 178: 378 تمييز). فلعل الحمل على ذلك فالحمل على الحسين بن علي، فهو الذي أخطأ ورواه عن أبي هريرة وهما منه. ورجال ابن حبّان ثقات، وسنده متصل، ولم أقف على من ذكر الحسن بإرسال =
= عن جندب، بل كل من ترجم لجندب ذكر أن الحسن روى عنه. وعليه فإسناد ابن حبّان صحيح. 3 - عن أنس. رواه ابن عدي في الكامل (5/ 193)، ترجمة علي بن عاصم بن صهيب. عن الفضل بن عبد الله بن مخلد، عن العلاء بن مسلمة، عن علي بن عاصم، عن حميد، عن أنس مرفوعًا بنحوه. وفيه العلاء بن مسلمة بن عثمان متروك. ورماه ابن حبّان بالوضع. انظر: التقريب (2/ 93: 835). وعلى هذا لا يصح هذا الحديث إلَّا من حديث جندب عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو شاهد لحديث أبي هريرة فيرقى متن الحديث إلى درجة الصحيح لغيره. خصوصًا مع كثرة طرق حديث أبي هريرة وأما حديث أنس فلا يصح.
3690 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ (¬1) بْنُ (¬2) عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ هَارُونَ بن كثير، عن زيد بن أسلم عن أبيه، عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن أُبي بن كعب رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ قَرَأَ "يَس" يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ الله تعالى غُفِرَ لَهُ، وَمَنْ قَرَأَ "يَس" فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ (¬3) مَرَّةً، وَمَنْ قَرَأَ "يَس" وَهُوَ فِي سَكَرَاتِ (¬4) الْمَوْتِ جَاءَ رِضْوَانُ خَازِنُ (¬5) الْجَنَّةِ بِشَرْبَةٍ مِنْ شَرَابِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَسْقِيَهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ، حَتَّى يَمُوتَ رَيَّانَ، وَيُبْعَثَ ريان. ¬
3695 - درجته: مرفوع شديد الضعف لحال يوسف بن عطية وفيه هارون بن كثير مجهول. وقد حكم البوصيري في تفسير سورة يس الإِتحاف (ق2/ 166/ب)، بضعفه لضعف هارون بن كثير وهو إغفال منه لحال يوسف.
تخريجه: الحديث شديد الضعف كما تقدم. ولم أقف على من رواه كاملًا. كما لم أجده عن أُبي بن كعب. ولكن لكل قطعة منه أصل كما يلي: قوله: "مَنْ قَرَأَ "يَس" يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ تعالى غفر له". له أصل من حديث جندب، وأبي هريرة، ومعقل بن يسار. =
= (1) حديث جندب: تقدم عند ابن حبّان كما في الحديث رقم (43)، وهو صحيح ولفظه: "من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له". (ب) حديث أبي هريرة: رواه البيهقي في الشعب، فضائل السور والآيات. ذكر سورة يس (2/ 480: 2463)، عن أبي زكريا بن أبي إسحاق، عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن يوسف، عن يوسف بن سليمان الجمال، عن محمد بن حاتم الرقي، عن أبي بدر شجاع بن الوليد، عن زياد بن خيثمة عن محمد بن جحادة، عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "من قرأ يس ابتغاء وجه الله غفر له" قال: تابعه أبو همام الوليد بن شجاع، عن أبيه. اهـ. وقد تقدمت المتابعة في الحديث السابق وبينهما يسير اختلاف في اللفظ. وبينت هناك أن هذه الرواية مرسلة لما تقدم في رواية الحسن عن أبي هريرة. وإن كان السيوطي في اللآلىء المصنوعة (1/ 235)، باب فضائل القرآن قال: هذا إسناد على شرط الصحيح. اهـ. فلعله صحح رواية الحسن عن أبي هريرة. وجعلها موصولة. ثم إنه على فرض اتصالها ليست على شرط الصحيح. (ج) حديث معقل بن يسار: أخرجه أحمد (5/ 26)، عن عارم، عن معتمر، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل في حديث منه: "لا يقرؤها رجل يريد الله تبارك وتعالى والدار الآخرة إلَّا غفر له". وفيه شيخ سليمان التيمي أبي معتمر، اسمه أبو عثمان. وليس بالنهدي. قيل اسمه سعد: مقبول كما في التقريب (2/ 449: 108)، وأبوه لم أعرف من هو؟ وعليه فالإِسناد ضعيف. وأخرجه كذلك النسائي في اليوم والليلة، باب ما يقرأ على الميت (ص 581: 1075). والطبراني في الكبير (20/ 20: 511)، وفي (20/ 230: 541). =
= كلاهما عن معتمر بإسناد أحمد ومتنه. وأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 479: 2458)، فضل سورة يس: من طريق معتمر عن أبيه، عن رجل، عن معقل. وعلى كلٍّ ففيه أبو عثمان كما تقدم. وقد روي عن أبي قلابة موقوفًا عليه ما يقرب من لفظ هذه القطعة في أثر طويل كما عند البيهقي في الشعب (2467). وقوله: من قَرَأَ "يَس" فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مرة. ورد نحوه ولكن بلفظ: عشر مرات. رواه الترمذي في سننه فضائل القرآن، باب ما جاء في يس (4/ 237: 3048)، عن قتيبة وسفيان بن وكيع، عن حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صالح، عن هارون بن أبي محمد، عن مقاتل، عن قتادة، عن أنس بلفظ ... إن لكل شيء قلبًا وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من حديث حميد بن عبد الرحمن، وبالبصرة لا يعرفون من حديث قتادة إلَّا من هذا الوجه، وهاون أبو محمد شيخ مجهول. إلى أن قال: وفي الباب عن أبي بكر الصديق، ولا يصح حديث أبي بكر من قبل إسناده، وإسناده ضعيف، وفي الباب عن أبي هريرة. اهـ. والحديث ضعيف لجهالة هارون أبي محمد كما قال الترمذي. انظر: التقريب (2/ 313: 32). وقد أخرجه كذلك الدارمي في سننه، فضائل القرآن، فضل يس (2/ 456). والبيهقي في الشعب، باب تعظيم القرآن، ذكر سورة يس (2/ 479: 2460). كلاهما من طريق حميد به بنحوه، وفيه ما تقدم. وروي كذلك عن أبي هريرة كما قال الترمذي بلفظ: "عشر مرات". أخرجه البيهقي في الشعب (2466، 2/ 481)، عن علي بن أحمد بن عبدان، =
= عن أحمد بن عبيد الصفار، عن المعتمر، عن طالوت بن عباد، عن سويد أبي حاتم، عن أبي سليمان التيمي، عن أبي عثمان عن أبي هريرة بنحوه. وفيه سويد أبو حاتم لم أجد له ترجمة. وأما المروى عن أبي بكر كما قال الترمذي فقد أخرجه البيهقي في الشعب كذلك (2/ 481: 2465). ولم يذكر فيه هذه الجملة ولا ما يدل عليها. ومع ذلك قال البيهقي: تفرد به محمد بن عبد الرحمن، وهو منكر. وأورده السيوطي في اللالي (1/ 234)، فضائل القرآن وقال: باطل، الجدعاني متروك. وذكر أنه أخرجه غير واحد، ولكن لا أطيل بذكرهم لعدم تعلق الغرض بذلك. وقد روي أيضًا عن حسان بن عطية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بلفظ عشر مرات. أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 479: 2459)، عن أبي نصر بن قتادة، عن أبي منصور النضروي، عن أحمد بن نجدة، عن سعيد بن منصور، عن إسماعيل بن عياش، عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي، عن حسان بنحوه مرفوعًا. وقال البيهقي: هذا مرسل. وإرساله يكفي في تضعيفه. وقد روي بلفظ إحدى عشرة مرة ولكنه مقطوع عن أبي قلابة. رواه البيهقي في الشعب (2467، 2/ 481)، بسنده إليه، وقال: هذا نقل إلينا بهذا الإِسناد من قول أبي قلابة، وكان من كبار التابعين، ولا يقوله إن صح ذلك عنه إلَّا بلاغًا. وعليه فجميع الطرق ضعيفة. وعزا السيوطي في الدر (5/ 257)، نحوه إلى ابن عباس بن عقبة. عند ابن مردويه. قوله: "ومن قرأ القرآن وهو في سكرات الموت جاء رضوان ... "إلخ. =
= عزا السيوطي في الدر (5/ 257)، إلى الديلمي وابن مردويه عن أبي الدرداء، وإلى أبي الشيخ في فضائل القرآن، والديلمي عن أبي ذر نحوه بلفظ: ما من ميت يقرأ عنده يس إلَّا هون الله عليه". ولم أقف عليه بلفظه. وعلى هذا يمكن القول إن الحديث ليس له أصل إلَّا الجملة الأولى منه فلها أصل صحيح.
3691 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا هشيم، أنا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ أُبَيَّ بْنَ (¬2) خَلَفٍ (¬3) جَاءَ بِعَظْمٍ حَائِلٍ (¬4) إِلَى رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إليك، فَفَتَّهُ (¬5) بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَيَبْعَثُ الله هذا بعد ما أرم (¬6)؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "نعم، يبعث هَذَا، ثُمَّ يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ جَهَنَّمَ" قَالَ: فَنَزَلَتِ الْآيَاتُ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ يَس: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا} (¬7) إلى آخر السورة. ¬
3691 - درجته: ضعيف لأنه مرسل، أرسله أبو مالك، وأورده البوصيري في تفسير سورة يس (ق 166/ 2/ أ)، وسكت عليه.
تخريجه: الأثر مروى عن هشيم، وقد اختلف عليه فيه في إسناده. ومتنه على ثلاثة أوجه: =
= 1 - عن هشيم عن حصين، عن أبي مالك مرسلًا وقال: إنه أبي بن خلف. أخرجه الحارث كما مر. وعزاه في الدر (5/ 269)، إلى سعيد بن منصور. وابن المنذر، والبيهقي في البعث ولم أقف عليه عنده. 2 - عن هشيم، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مرسلًا، وقال إنه: العاص بن وائل. أخرجه ابن جرير في تفسيره (23/ 30)، عن يعقوب بن إبراهيم به بنحوه. 3 - عن هشيم، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس، وقال إنه: العاص بن وائل. أخرجه ابن أبي حاتم. انظر: تفسير ابن كثير (3/ 496)، عن علي بن الحسين بن الجنيد، عن محمد بن العلاء، عن عثمان بن سعيد الزيات، عنه به بنحوه. والإِسماعيلي في معجمه (3/ 742: 359)، عن علي بن أحمد ابن بنت الحسين العجلي، عن محمد بن العلاء به بنحوه. والحاكم في تفسير سورة يس (2/ 429)، عن إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، عن جده، عن عمر بن عون، عن هشيم به بنحوه، وقال: على شرطهما، وسكت الذهبي. وعزاه في الدر (5/ 269)، إلى ابن المنذر، وابن مردويه، والضياء، والبيهقي في الشعب، عن ابن عباس، وقال: العاص بن وائل. فالاختلاف واقع على هشيم، وهو ثقة، ثبت. لكنه مدلس من الثالثة. انظر: التقريب (2/ 320: 103). ويقبل حديثه لأنه صرح بالسماع عند الحاكم، وعند ابن جرير. أما من رواه عنه فهم كالتالي: 1 - محمد بن بكار: ثقة كما تقدم. =
= 2 - يعقوب بن إبراهيم: ثقة. انظر: التقريب (2/ 374: 37). 3 - عثمان بن سعيد الزيات لا بأس به. انظر: التقريب (2/ 9: 63)، لكن عمرو بن عون: ثقة ثبت. انظر: التقريب (2/ 76: 647). ولذا أرى ثبوت الأوجه الثلاثة لأمور: 1 - لأن كل رجال الأسانيد ثقات، أو تابعهم ثقات. 2 - أن ذلك متعلق بسبب النزول، فللمقطوع منه حكم الرفع، إذ لا يقال ذلك من قبل الرأي. ويؤيد ذلك أنه روي عن غير أبي مالك، وسعيد بن جبير من التابعين. منهم: (1) مجاهد: أخرجه ابن جرير في تفسيره (23/ 30)، عن محمد بن عمارة، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أبي يحيى عنه وقال: أبي بن خلف. كما أخرجه في الموضع نفسه: عن محمد بن عمرو، عن أبي عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه بلفظه. وعن الحارث، عن الحسن، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح به بلفظه. وعزاه السيوطي في الدر (5/ 270)، إلى عبد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد. (ب) قتادة: أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (25/ 146)، عن معمر، عن قتادة بنحوه. وابن جرير (23/ 30)، عن بشر، عن يزيد، عن سعيد، عنه بنحوه. وعزاه السيوطي في الدر إلى ابن المنذر، وعبد. (ج) عكرمة: عزاه في الدر (5/ 270)، إلى ابن أبي حاتم. =
= (د) عروة: وعزاه أيضًا إليه. (هـ) السدي: عزاه أيضًا إلى ابن أبي حاتم. وهذا يؤيد أن أبا مالك لم يقله وحده بل شاركه غيره، مما يدل على أن الأمر مشهور عند التابعين ولا يتفقون إلَّا على ما كان منقولًا نقلًا يوثق فيه. 3 - أنه لا مانع من تعدد الحوادث والأسباب. فلا مانع من حصول الأمر من أبي، أو العاص. فالمفهوم من ذلك أن التابعين تلقوه عن الصحابة واشتهر بينهم. على أنه روي عن ابن عباس وقال فيه: عبد الله بن أبي. أخرجه ابن جرير (23/ 30)، عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس بنحوه. لكن قال: عبد الله بن أبي. أما إسناده فتقدم في النص رقم 3653 أن هذه السلسلة ضعيفة كلها. وأما متنه فقال فيه ابن كثير (3/ 496)، هذا منكر، لأن السورة مكيّة، وعبد الله بن أبي إنما كان بالمدينة. اهـ. وخلاصة القول: أن المروي عن أبي مالك صحيح. وله حكم الرفع لأنه متعلق بسبب النزول. قال الحافظ العراقي: وعد ما فسره الصحابي ... رفعا فمحمول على الأسباب (شرح الألفية ص 59).
3692 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا عَلِيُّ"، اقْرَأْ "يس" فَإِنَّ فِي "يس" عَشْرَ بَرَكَاتٍ. مَا قَرَأَهَا جَائِعٌ إلَّا شَبِعَ، وَلَا ظَمْآنُ إلَّا رَوِيَ، وَلَا عَارٍ إلَّا اكْتَسَى، وَلَا عَزَبٌ (¬2) إلَّا تَزَوَّجَ، وَلَا خَائِفٌ إلَّا أَمِنَ، وَلَا مَسْجُونٌ إلَّا خَرَجَ، وَلَا مُسَافِرٌ إلَّا أُعِينَ عَلَى سَفَرِهِ. وَلَا مَنْ ضَلَّتْ ضَالَّتَهُ إلَّا وَجَدَهَا، وَلَا مريض إلَّا برأ (¬3)، وَلَا قُرِئَتْ عِنْدَ مَيِّتٍ إلَّا خُفِّفَ عَنْهُ. ¬
3692 - درجته: الحديث فيه أربع علل: 1 - عبد الرحيم بن واقد: ضعيف. 2 - حماد بن عمرو: لم يتميز لي. 3 - السرى: لا يعرف. 4 - رواية علي بن الحسين عن جده مرسله. إلَّا إن إن المراد بالضمير أن يرجع إلى أبيه، فيكون جد محمد بن علي، هو الحسين. وحينئذٍ ينتفي الإِرسال لكنني أراه بعيدًا. وقد ضعفه البوصيري في الإِتحاف (2/ف 166 ب). =
= تخريجه: لم أعثر عليه إلَّا أن العراقي في المغني عن حمل الأسفار (1/ 310)، هامش الإِحياء كتاب ترتيب الأوراد بيان أوراد الليل عزاه لأبي منصور المظفر بن الحسين الغزنوني في فضائل القرآن. ثم قال: وهو منكر. وكذا ذكره الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (5/ 154)، في الباب نفسه. ونقل الكلام السابق.
32 - سورة الصافات
32 - سورة الصافات 3693 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه، في قوله عَزَّ وَجَلَّ {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} (¬1)، قال: وأشباههم (¬2). * هذا إسناد صحيح. ¬
3693 - درجته: ضعيف لأن أبا أحمد رواه عن سفيان، وحديثه عن سفيان ضعيف. وبهذا يتبين وهم الحافظ في قوله: إسناد صحيح. ومثله قول البوصيري في الإِتحاف (2/ق 166 ب): رواته ثقات. =
= تخريجه: الأثر مروي عن سماك بن حرب. وقد اختلف عليه في إسناده. 1 - فمرة روي عنه، عن النعمان بن بشير. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره- تفسير سورة الصافات (2/ 148)، عن إسرائيل، عنه به بنحوه موقوفًا على النعمان. 2 - ومرة روي عنه، عن النعمان، عن عمر. أخرجه الحاكم في مستدركه تفسير سورة الصافات (2/ 430) من طريق محمد بن عبد الله الصفار، عن أحمد بن مهران، عن عبد الله بن موسى، عن إسرائيل، عنه به بنحوه، وقال: على شرط مسلم، وسكت الذهبي عليه. ورجاله ثقات. كما أخرجه ابن جرير (23/ 46)، عن ابن بشار. عن عبد الرحمن، عن سفيان، عن سماك به بنحوه، محمد بن بشار، بندار، ثقة (252 هـ). انظر: التقريب (2/ 147: 71). وعبد الرحمن بن مهدي ثقة، ثبت منة (198 هـ). انظر: التقريب (1/ 499) فمتابعته لأبي أحمد عن سفيان تزيل ضعف الأثر السابق (1126). وسفيان هو الثوري. وقد سمع من سماك قبل الاختلاط. فهذا الإِسناد حسن لذاته لأن سماكًا صدوق. وقد انتفت عنه تهمة الوهم باختلاطه وذلك برواية سفيان عنه وقد أخذ عنه قبل الاختلاط: لكن الأثر يقى حسنًا لذاته لأنَّ مداره على سماك وهذا يرقى أثر الباب إلى الحسن لغيره. والاختلاف هنا على سماك. وأما الرواة عنه فثقات. ومن رواه عنه، عن النعمان رواه عنه، عن النعمان، عن عمر أيضًا. =
= فيكون الاختلاف واقعًا منه، رواه مرة كذا ومرة كذا. فالحكم النهائي للأثر أنه في مرتبة الحسن لغيره. إذ مداره على سماك. وهو صدوق. وأما ضعف الأثر من قبل أبي أحمد فقد انجبر بما تقدم. والأثر عزاه السيوطي في الدر المنثور (5/ 272)، إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد، وابن المنذر، وابن مردويه، وابن أبي حاتم، والبيهقي في البعث، لكن لم أقف عليه فيها، بعد البحث في الموجود منها. ولفظه في الدر: "أمثالهم الذين هم مثلهم يجيء أصحاب الربا مع أصحاب الربا، وأصحاب الزنا مع أصحاب الزنا، وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر، أزواج في الجنة، وأزواج في النار. والأثر له شاهد عن ابن عباس. أخرجه ابن جرير (23/ 46)، عن علي، عن أبي صالح، عن معاوية، عن علي، عنه بنحوه. وفيه أبو صالح: كاتب الليث صدوق كثير الغلط (222 هـ). انظر: التقريب (1/ 423: 381). فالأثر ضعيف. ورواه أيضًا في الموضع نفسه عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، قال حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس بنحوه. وإسناده تقدم في النص رقم 3653 أنه سلسلة ضعيفة. وعزاه السيوطي في الدر (5/ 273) إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر وابن أبي حاتم، والبيهقي في البعث، عن ابن عباس بلفظ: أشباههم، وفي لفظ: نظراءهم. ولم أقف عليه فيها، فيبقى الأثر في درجة الحسن لا يرقيه هذا الشاهد.
33 - سورة ص
33 - سورة ص 3694 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ (¬1)، ثنا حَنْظَلَةُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الضحَّاك بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما قَالَ (¬2): "لَقَدْ أَتَى عَلَيْنَا زَمَانٌ، وَمَا نَدْرِي مَا وَجْهُ (¬3) هَذِهِ الْآيَةِ: {يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} (¬4) حتى رأينا الناس يصلُّون الضُّحى. ¬
3691 - درجته: ضعيف. لحال حنظلة، ولم يورده البوصيري.
تخريجه: لم أقف على من ذكره بلفظه، ولكن السيوطي عزاه في الدر المنثور (5/ 298)، إلى ابن المنذر. وابن مردويه، بهذا اللفظ. أما معناه فروي عن ابن عباس موقوفًا عليه، وروي مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. 1 - الموقوف على ابن عباس: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، كتاب الصلوات، باب صلاة الضحى (3/ 79: =
= 4875)، عن معمر، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس بنحو أثر الباب. وفيه عطاء الخراساني، صدوق يهم كثيرًا، ويدلس. انظر: التقريب (2/ 23 هـ: 199)، ولم أره في طبقات المدلسين. وأخرجه كذلك ابن جرير في تفسيره (23/ 137)، عن أبي كريب، عن مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عن موسى بن أبي كثير، عن ابن عباس بنحوه. ورجاله ثقات إلَّا موسى بن أبي كثير، فصدوق. انظر: التقريب (2/ 287: 1499). ومتابعته لعطاء الخراساني ترقي الأثر إلى درجة الصحة لغيره. وأخرجه أيضًا في الموضع السابق عن عبد الرحيم البرقي، عن عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي المتوكل، عن أيوب بن صفوان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عن ابن عباس بنحوه. إلَّا أنه اختلف فيه على سعيد بن أبي عروبة في إسناده على وجهين: (1) روي عنه عن أبي المتوكل، عن أيوب به، كما تقدم عند ابن جرير. والراوي عنه هو صدقة. (ب) روى عنه عن أيوب به. أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب معرفة الصحابة- ذكر أم هانئ (4/ 53)، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، وأبي الفضل بن يعقوب العدل، عن يحيى بن أبي طالب، عن عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن أيوب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عباس بنحوه، وسكت عليه الذهبي. أما سعيد بن أبي عروبة فثقة حافظ، لكنه كثير التدليس، واختلط. انظر: التقريب (1/ 302: 226). بالنسبة لتدليسه فهو من الثانية (طبقات المدلسين ص 21)، وبالنسبة لاختلاطه فعبد الوهاب سمع منه قبل الاختلاط وأخرج له عنه الشيخان. انظر: التدريب (2/ 374). =
= أما عبد الوهاب فهو صدوق. انظر: التقريب (1/ 528: 1406). وصدقه السمين ضعيف. انظر: التقريب (1/ 366: 83). وعليه فالحمل على صدقه، وطريق الحاكم أصح. ورجاله كلهم ثقات إلَّا عبد الوهاب فهو صدوق كما تقدم، ويحيى بن أبي طالب، وثقه الدارقطني. انظر: اللسان (6/ 322). فهو في درجة الحسن، إذا انضم إلى الطريقين السابقين قواهما. فالموقوف على ابن عباس صحيح بمجموع طرقه. وقد عزاه السيوطي في الدر (5/ 298 - 299)، إلى عبد، والطبراني في الأوسط، وسعيد بن منصور، ولم أره في الأوسط من هذه الطريق. وروي عن ابن عباس أيضًا نحو هذا الأثر لكن بلفظ: "إن صلاة الضحى في القرآن، ولكن لا يغوص عليها إلَّا غواص" ثم قرأ {يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ}. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، باب صلاة الضحى (3/ 79: 4871) عن ابن جريج، عن سليمان الأحول، عن عطاء، عن ابن عباس به. وابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الصلاة (2/ 407)، عن وكيع، عن محمد بن شريك، عن ابن أبي مليكة، عنه بنحوه. لكنه قال إنها في قول الله تعالى: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [النور: 36] ورجاله كلهم ثقات. وانظر الحديث رقم 661 من هذا الكتاب. 2 - المرفوع: رواه الطبراني في الكبير (24/ 406)، مسند أم هانئ (986)، عن العباس بن محمد المجاشعي، عن محمد بن أبي يعقوب الكرماني، عن حجاج بن نصير، عن أبي بكر الهذلي واسمه سلمى، عن عطاء، عن ابن عباس وفيه أنه -صلى الله عليه وسلم- صلى الضحى ثمان ركعات يوم الفتح ثم قال: "يا أم هانئ هذه صلاة الإشراق". وكذا في الأوسط =
= بالإِسناد نفسه. مجمع البحرين (6/ 64: 3381)، وقال: تفرد به حجاج. والبغوي في معالم التنزيل (4/ 51)، من طريق الحجاج بن نصير، به بنحوه. وهذا الإِسناد فيه حجاج بن نصير ضعيف كان يقبل التلقين. انظر: التقريب (1/ 154:165). وأبو بكر الهذلي متروك الحديث. انظر: التقريب (2/ 401: 94). ولذا قال الهيثمي في المجمع (2/ 241)، باب صلاة الضحى رواه الطبراني في الكبير، وفيه حجاج بن نصير ضعفه ابن المديني وجماعة، ووثقه ابن معين، وابن حبّان. اهـ. وقال في (7/ 102)، تفسير سورة ص: رواه الطبراني في الأوسط. وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف. اهـ. وهذه تساهل منه. وقد عزاه ابن حجر في الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف (4/ 78)، (هامش الكشاف) إلى الثعلبي، والواحدي في تفسيريهما. على أن أصل حديث أم هانئ في الصحيحين لكن ليست فيه الزيادة الأخيرة. وبهذا يتبين أن الموقوف على ابن عباس صحيح، والمرفوع ضعيف جدًا، وهذا مراد ابن حجر رحمه الله في قوله في تخريج أحاديث الكشاف: والموقوف أصح.
3695 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثنا الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما في قوله جل جلاله: {رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} (¬2) قال: الرخاء: المطيعة (¬3). وأما حيث أصاب: قال: حيث أراد. ¬
3695 - درجته: موضوع لحال الكلبي. قال في المجمع (7/ 102)، تفسير سورة "ص". فيه محمد بن السائب الكلبي، وهو ضعيف. اهـ. وهذا تساهل، ومثله قول البوصيري في الإِتحاف (2/ق 166 ب)، رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف محمد بن السائب الكلبي. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسير سورة "ص" (23/ 161) عن علي، عن أبي صالح، عن معاوية، عن علي، عن ابن عباس به. وإسناده ضعيف، فيه أبو صالح، وهو عبد الله بن صالح كاتب الليث، صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة توفي سنة (222 هـ). انظر: التقريب (1/ 423: 381). وعلي بن أبي طلحة، صدوق، قد يخطئ، وروايته عن ابن عباس مرسلة توفي =
= سنة (143 هـ). انظر: التقريب (2/ 39: 362 هـ). وعليه فالإِسناد ضعيف. وقد أخرجه في الموضع نفسه عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس. وهذا إسناد كل رجاله ضعفاء كما في النص رقم 3653. وقد عزاه السيوطي في الدر (5/ 314)، إلى ابن أبي حاتم.
3696 - وقال مسدّد: حدّثنا هُشَيْمٌ، عَنْ سيَّار أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عبَّاد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن عمر رضي الله عنه سجد في "ص" (¬1). ¬
3696 - درجته: موقوف صحيح. وسكت عليه البوصيري. انظر: الاتحاف (2/ق 166 ب).
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الصلاة، باب من قال في "ص" سجده وسجد فيها (2/ 9) عن هشيم، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أن عمر سجد في "ص". كما أخرجه في الموضع نفسه عن وكيع، عن مصعب بن شيبة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن عمر، بنحوه. وعزاه في الدر (5/ 305)، إلى ابن مردويه عن السائب، عن عمر وإلى سعيد بن منصور. وهو مروي عن عدد من الصحابة أنهم سجدوا في "ص". منهم عثمان، وابن عمر، وابن عباس وأبي سعيد. وأصل ذلك ما روي عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ سجد في "ص". أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس في كتاب سجود القرآن، باب سجدة ص (1/ 336: 1069). وفي كتاب الصلاة، باب "واذكر عبدنا داود ذا الأيد" (3422)، (2/ 482).
3697 - حدّثنا (¬1) يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وَجَلَّ: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} (¬2)، قال: عقبة ابن أبي معيط (¬3). ¬
3697 - درجته: مقطوع ضعيف لحال إبراهيم. وقد سكت عليه البوصيري. انظر: الإِتحاف (2/ق 166 ب).
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (23/ 126)، عن ابن بشار، عن عبد الرحمن، عن سفيان به بمثله. ولكن إبراهيم حاله كما ذكرت. ولم أجد من أخرجه عن مجاهد سواه، إلَّا أن السيوطي في الدر (5/ 266)، عزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
3698 - وبه (¬1) عن مجاهد في قوله عزَّ وجلّ: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} (¬2) قال: في النصرانية (¬3). ¬
3698 - درجته: الإِسناد فيه إبراهيم بن مهاجر ضعيف. وعليه فالأثر مقطوع ضعيف. وقد سكت البوصيري في الإِتحاف عليه أيضًا. (2/ق 166 ب).
تخريجه: لم أعثر عليه عن مجاهد، وقد عزاه السيوطي في الدر (5/ 296)، إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والفريابي، وابن أبي حاتم، عن مجاهد. وهو مروي عن محمد بن كعب. أخرجه ابن جرير (23/ 126) تفسير سورة "ص". عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ معين، عن ابن عيينة، عن ابن أبي لبيد، عن محمد بن كعب، بنحوه. ورجاله كلهم ثقات. فمحمد بن إسحاق هو الصغاني، ثقة. انظر: التقريب (2/ 144: 36). ابن أبي لبيد، هو عبد الله، ثقة. انظر: التقريب (1/ 443: 571). فهذا الشاهد يرقي سابقه إلى درجة الصحيح لغيره. =
= وقد عزاه في الدر (5/ 296)، إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب. كما عزاه إلى عبد بن حميد عن قتادة. ورواه ابن جرير في تفسيره (23/ 126)، عن السدي، وذلك عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن المفضل، عن أسباط، عنه به. وفي سنده أحمد بن المفضل الحفري. صدوق شيعي، في حفظه شيء. انظر: التقريب (1/ 26: 123). وأسباط بن نصر الهمداني، صدوق كثير الخطأ، يغرب. انظر: التقريب (1/ 53: 362). وعليه فهو سند ضعيف. وهذا القول مروي أيضًا عن ابن عباس. أخرجه ابن جرير في المكان المتقدم، عن علي، عن عبد الله، عن معاوية، عن علي، عنه به. وعلي بن أبي طلحة، صدوق قد يخطئ، وروايته عن ابن عباس مرسلة توفي سنة (143 هـ). انظر: التقريب (2/ 39: 362)، فالأثر ضعيف. وأخرجه في الموضع نفسه عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه. قال: حدثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس، لكنه إسناد كل رجاله ضعفاء كما تقدم بيانه في النص رقم 3653. والخلاصة أن المروي عن مجاهد يرتقي إلى الصحيح لغيره بالشاهد المروي عن ابن كعب.
3699 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سوَّار، ثنا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ -يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ- عَنْ أَبِي يَحْيَى (¬1)، عَنْ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سلَّام الْأَسْوَدِ، عَنْ ثوبان رضي الله عنه مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ: "إِنَّ ربِّي أَتَانِي اللَّيْلَةَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ... " الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (¬2). وَزَادَ فِي آخِرِهِ: "اللهمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وحب من يحبُّك، وحبًّا يبلِّغني حبَّك". ¬
3699 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف لإِرسال أبي سلام. وفيه أبو يزيد مجهول، وعزاه الهيثمي في المجمع (7/ 180)، باب فيما رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى البزّار، عن ثوبان، فقال: رواه البزّار من طريق أبي يحيى، عر، أبي أسماء الرحبي، وأبو يحيى لم أعرفه. اهـ. وتقدم أنه سليم بن عامر، وإنما المجهول أبو يزيد.
3700 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا سريج (¬2)، ثنا أبوحفص الأبار، عن ليث ابن أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ (¬3) سَابِطٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "جَاءَنِي رَبِّي فِي أحسن صورة فقال: يا محمد، قلت: لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ (¬4). قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي، فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ كَتِفَيَّ. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَوَجَدْتُ (¬5) بَرْدَهَا فِي صَدْرِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ. قُلْتُ (¬6): لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: فِي الدَّرَجَاتِ وَالْكَفَّارَاتِ. أَمَّا الدَّرَجَاتُ فَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ، وَنَقْلُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ (¬7). وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ فَإِطْعَامُ الطَّعَامِ وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ. فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ (¬8) مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمه، وَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ. قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَمَلَ الْحَسَنَاتِ، وَتَرْكَ السَّيِّئَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِقَوْمٍ فِتْنَةً وَأَنَا بَيْنَهُمْ (¬9) فَتَوَفَّنِي إِلَيْكَ غير مفتون (¬10). ¬
3700 - درجته: ضعيف لأمرين: 1 - ليث ضعيف مختلط. 2 - انقطاع الحديث بين عبد الرحمن بن سابط وأبي أمامة. وقد ذكره في المجمع (7/ 181)، باب فيما رآه النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَنَامِ، وعزاه للطبراني وقال: فيه ليث بن أبي سليم وهو حسن الحديث على ضعفه، وبقية رجاله ثقات. اهـ. ولكن الحال كما ذكرت.
تخريجه: روي الحديث عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ عدة طرق كما يلي: 1 - روي عن ليث بن أبي سليم، عن ابن سابط، عن أبي أمامة مرفوعًا. أخرجه أبو يعلى في مسنده كما مر. عن سريج، عن أبي حفص الأبار. وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 349: 8117)، عن محمد بن إسحاق بن راهويه، عن أبيه، عن جرير بن عبد الحميد، وابن أبي عاصم في السنَّة (1/ 203: 1466، باب ما ذكر من رؤية نبينا ربه تبارك وتعالى في منامه، عن يوسف بن موسى، عن جرير. كلاهما عنه به بنحوه مرفوعًا. =
= وفيه ليث هو ابن أبي سليم: قال في التقريب (2/ 138: 9)، صدوق، اختلط أخيرًا، ولم يتميز حديثه فترك. اهـ. وقال الشيخ الألباني في تحقيقه لكتاب السنَّة -الموضع السابق- رجاله ثقات، غير ليث، وهو ابن أبي سليم. وكان اختلط. اهـ. وفيه ابن سابط: قال في التقريب (1/ 480: 943)، ثقة كثير الإِرسال. وقد نص في جامع التحصيل (222: 428)، على عدم سماعه من أبي أمامة. وعليه فالحديث ضعيف بهذا الإِسناد. وقد عزاه في الدر (5/ 320) إلى محمد بن نصر، وابن مردويه عن أبي أمامة. 2 - عن معاوية بن صَالِحٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي يَزِيدَ، عن أبي سلام، عن ثوبان مرفوعًا. أخرجه ابن منيع كما تقدم عن الحسن بن سوار، عن الليث بن سعد. لكن اختلف على الحسن بن سوار في إسناده على وجهين: (أ) روي عنه بالسند المتقدم كما أخرجه ابن منيع عنه. وقد توبع كما سيأتي بعد ذكر الوجه الثاني. (ب) روي عنه عن الليث، عن معاوية، عن أبي يحيى، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان بنحوه. أخرجه البزّار في مسنده كما في كشف الأستار، كتاب التعبير، باب ما رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- (3/ 13: 128)، عن إسحاق بن إبراهيم عنه به بنحوه. وللترجيح بين الوجهين، نجد الحسن بن سوار: ثقة كما تقدم في دراسة الإسناد. وأحمد بن منيع: ثقة حافظ. انظر: التقريب (1/ 27: 128)، وإسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن منيع. ثقة. انظر: التقريب (1/ 54: 369)، فلا مانع من أن يروى بالوجهين ولأبي أسماء سماع من ثوبان. =
= ورجاله كلهم ثقات. والحديث من هذه الطريقة في درجة الصحيح. وقد عزاه في "المجمع (7/ 180)، إلى البزّار من طريق أبي يحيى عن أبي أسماء الرحبي. قال: وأبو يحيى لم أعرفه. اهـ. وقد مرت ترجمته وهو ثقة. والحديث أخرجه ابن أبي عاصم في السنّة (1/ 204: 470)، الباب السابق عن عبد الله بن فضالة. عن عبد الله بن صالح، عن معاوية. به بنحوه. والبغوي في شرح السنة (4/ 38: 625)، باب التحريض على قيام الليل، من طريق عبد الله بن صالح عنه. وذكره ابن خزيمة في التوحيد (ص 219)، حديث اختصام الملأ الأعلى، عن معاوية به بنحوه. وفيه أبو يزيد مجهول كما مر في دراسة الإِسناد. وقال فيه الألباني في تخريجه كتاب السنّة الموضع السابق: روى عنه جمع من الثقات، ولم يذكروا توثيقه عن أحد. اهـ. وقول الشيخ الألباني، أبو يحيى لم أعرفه. اهـ. مردود مما سبق في ترجمته. وقد قال ابن خزيمة في التوحيد (ص 219)، وهو عندي سليمان، أو سليم بن عامر. اهـ. وقد مر هذا. ثم إن رواية ممطور أبي سلام عن ثوبان مرسلة. وعليه ففي الحديث من هذه الطريق علتان، جهالة أبي يزيد. وإرسال ممطور عن ثوبان. وقد عزاه السيوطي في الدر (5/ 321) إلى محمد بن نصر في الصلاة، والطبراني في السنّة. 3 - عن الحسن بن محمد بن الصباح، عن يوسف بن عطية، عن قتادة، عن أنس، بنحوه مرفوعًا. أخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 135)، ترجمة يوسف بن عطية، عن =
= الحسن بن سفيان عنه به. وفيه يوسف بن عطية الصفّار: متروك. انظر: التقريب (2/ 381: 443). فالحديث بهذا الإِسناد شديد الضعف. وقد عزاه السيوطي في الدر (5/ 320) إلى الطبراني في السنّة، والشيرازي في الألقاب. 4 - (أ) عن محمد بن سعيد بن سويد القرشي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى، عن أبيه، عن معاذ. أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (ص 220). والحاكم في المستدرك، كتاب الدعاء، باب أمر الرب نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يقول: اللهم إني أسألك الطيبات (1/ 520)، عن أبي حفص عمر بن محمد الفقيه، عن صالح بن محمد بن حبيب. كلاهما عنه به بنحوه. واقتصر الحاكم على ذكر الدعاء. وهذا الإِسناد فيه ثلاث علل: 1 - سعيد بن سويد: لم أجد له ترجمة. قال ابن خزيمة في التوحيد (ص 220)، وهذا الشيخ سعيد بن سويد، لست أعرفه بعدالة ولا جرح. 2 - عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث، أبو شيبة، ضعيف. انظر: التقريب (1/ 472: 864). قال ابن خزيمة: وعبد الرحمن بن إسحاق هذا هو أبو شيبة الكوفي: ضعيف الحديث. اهـ. 3 - عبد الرحمن بن أبي ليلى: لم يسمع من معاذ، كما في جامع التحصيل (226: 452)، وابن خزيمة (ص 220). وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. 4 - (ب) عن جهضم بن عبد الله، وقد اختلف عليه في إسناده على وجهين: =
= (أ) روي عنه عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بن سلام، عن أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عايش، عن مالك بن يخامر، عن معاذ. أخرجه الترمذي في سننه، تفسير سورة (ص) (5/ 46: 3288)، عن محمد بن بشار، عن معاذ بن هانئ أبي هانئ السكري، عنه به بنحوه. وقال: هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: هذا صحيح. وقال: هذا أصح من حديث الوليد بن مسلم، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ. قال: حدّثنا خالد بن اللجلاج، حدثني عبد الرحمن بن العايش الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. فذكر الحديث. وهذا غير محفوظ ورجاله كلهم ثقات، غير جهضم فقال في التقريب (1/ 135: 126)، صدوق يكثر عن المجاهيل. اهـ. لكني أرى توثيقه. كما وثقه ابن معين، وأبو حاتم وابن حبّان في الثقات. وأكثر ما عيب عليه هو تحديثه عن المجهولين. فما حدث عن مجهول اجتنب. وهو في نفسه ثقة. وعلى هذا ينزل قول أحمد: لم يكن به بأس. انظر: التهذيب (2/ 103). وقد أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (ص 219)، عن أبي موسى، عن معاذ بن هانئ عنه به بنحوه. وأخرجه كذلك أحمد في مسنده (5/ 243)، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عنه به بنحوه. وذكره البيهقي في الأسماء والصفات (ص 299)، باب ما ذكر في الصورة عنه به بنحوه. ثم قال: وأحسن طريق فيه رواية جهضم بن عبد الله. اهـ. ولا يؤثر فيه قول ابن خزيمة في التوحيد (ص 220)، ولعل بعض من لم يتحر العلم يحسب أن خبر يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سلام، ثابت؛ لأنه قيل في الخبر: عن زيد أنه حدثه عبد الرحمن الحضرمي. يحيى بن أبي كثير رحمه الله أحد =
= المدلسين. اهـ. وذكر قصة تدل على تدليسه. لأن ابن حجر رحمه الله ذكره في المرتبة الثانية من المدلسين. الذين لا يؤثر تدليسهم، ولا يشترط تصريحهم بالسماع لقبول روايتهم. انظر: مراتب المدلسين (ص 25). وأما سماع يحيى بن زيد فقد أثبته أبو حاتم وأحمد، خلافًا لمن نفاه كابن معين. وإنما لم يسمع من جده أبي سلام. انظر: جامع التحصيل (299: 880)، وتهذيب التهذيب (11/ 235)، فلا حجة لمن قال بالانقطاع هنا. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد في درجة الصحيح إن شاء الله، كما صححه البخاري رحمه الله. (ب) عنه، عن يحيى، عن زيد، عن أبي سلام، عن أبي عبد الرحمن السككي، عن مالك بن يخامر، عن معاذ. أخرجه كذلك الطبراني في الكبير (20/ 109: 216)، مسند معاذ، عن حفص بن عمر بن الصباح الرقي، عن محمد بن سنان العوقي، عنه به بنحوه. وفيه حفص بن عمر بن الصباح: قال أبو أحمد الحاكم: حدث بغير حديث لم يتابع عليه. اهـ. وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: ربما أخطأ. اهـ. انظر: الثقات (8/ 201)، اللسان (2/ 400). ولذا أرى أنه في درجة الضعيف. والسكسكي هو: إبراهيم بن عبد الرحمن. صدوق ضعيف الحفظ. انظر: التقريب (1/ 38: 230). فالحديث في درجة الضعيف بهذا الإِسناد. وللترجيح بين الوجهين أرى أن الحديث روي عن جهضم بالوجهين. لأنه ثقة. والمختلفان عليه هنا: معاذ بن هانئ، ثقة. انظر: التقريب (2/ 257: 1210). =
= ومحمد بن سنان العوقي: ثقة ثبت. انظر: التقريب (2/ 167: 282). فهو رواه عن كل منهما. لكن الإِسناد الأول صحيح. والثاني ضعيف لحال السكسكي. ويقوي القول بأنه روي بالوجه الثاني، أن جهضمًا توبع من موسى بن خلف العمى. أخرجه الطبراني في الموضع السابق عن محمد بن محمد الثمار البصري، عن محمد بن عبد الله الخزاعي، عن موسى بن خلف العمي، عن يحيى به بنحوه. وذكره البيهقي في الأسماء والصفات (ص 299)، عنه به. لكن موسى بن خلف قال عنه في التقريب: صدوق عابد له أوهام. انظر: التقريب (2/ 282: 1449). ويبقى الحديث من طريقه أيضًا ضعيفًا لحال السكسكي. والخلاصة أن الحديث من طريق جهضم روي مرة صحيحًا، ومرة ضعيفًا عن معاذ. وإن كان الحافظ في الإِصابة (2/ 406)، ترجمة ابن عائش: رجح الرواية الثانية، وقال إنما روي الحديث بها فقط. اهـ. وقد عزاه في الدر (5/ 139)، إلى ابن مردويه عن معاذ. 5 - عن أبي قلابة، عن ابن عباس. وقد اختلف عليه في إسناده على وجهين: (أ) روي عنه عن ابن عباس بنحوه. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 169)، عن معمر، عن أيوب عنه به. وأحمد في مسنده (1/ 368). وعبد في مسنده. انظر: المنتخب، مسند ابن عباس (228: 682)، عن عبد الرزاق به. =
= والترمذي في سننه تفسير سورة ص (5/ 44: 3286)، من طريق عبد بن حميد به. وقال: وقد ذكروا بين أبي قلابة وبين ابن عباس في هذا الحديث رجلًا. وقد رواه قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس. اهـ. وذكره البيهقي في الأسماء والصفات (ص 300)، فقال: ورواه أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن عباس. ورجاله كلهم ثقات أئمة. لكن أبا قلابة روايته عن ابن عباس الظاهر فيها الإرسال. انظر: جامع التحصيل (211: 362)، فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف لإِرسال أبي قلابة عن ابن عباس. وقد توبع عبد الرزاق عن معمر، أخرج ذلك ابن خزيمة في التوحيد (ص 217)، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن عبيد الله الصنعاني، عن معمر به بنحوه. (ب) روي عنه عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس بنحوه. أخرجه الترمذي في الموضع السابق (3287)، عن محمد بن بشار، عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عنه به بنحوه. وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. اهـ. وأخرجه الآجري في كتاب الشريعة (ص 496)، عن الفريابي، عن عبيد الله بن عمر القواريري وإسحاق بن راهويه، عن معاذ بن هشام به بنحوه. وكذا أخرجه ابن أبي عاصم في السنّة (1/ 204: 469)، عن أبي موسى، عن معاذ به بنحوه. وذكره ابن خزيمة في التوحيد (ص 217)، حيث قال: فرواه معاذ بن هشام. اهـ. وذكره. وقال: بندار، وأبو موسى قالا: ثنا معاذ. اهـ. وذكره. وكذا البيهقي في الأسماء والصفات (ص 300)، حيث قال: ورواه قتادة يعني عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس. اهـ. =
= ومعاذ بن هشام هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. صدوق ربما وهم. انظر: التقريب (2/ 257: 121)، وخالد بن اللجلاج العامري: صدوق فقيه. انظر: التقريب (1/ 218: 72). وأخرجه الآجري في الشريعة (ص 496)، عن الفريابي عن أحمد بن إبراهيم، عن ريحان بن سعيد، عن عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قلابة، عن خالد به بنحوه. فالحديث بهذا الإِسناد في درجة الحسن. لكن يعارضه حديث صحيح روي عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عايش. وسيأتي الكلام عليه وبيان أن هذا شاذ. وعند البحث في الاختلاف الواقع في الإِسناد نجد أن أبا قلابة ثقة. انظر: التقريب (1/ 417: 319)، والمختلفان عليه هما أيوب، وقتادة، وكلاهما ثقة. وعليه فلا مانع من أن يكون للحديث إسنادان عن ابن عباس. وهو ما رجحه الألباني في تحقيقه لكتاب السنّة لابن أبي عاصم (1/ 170)، فمرة رواه أبو قلابة مرسلًا. ومرة صرح باسم الذي بينه، وبين ابن عباس فالمروى عن ابن عباس في درجة الحسن. 6 - روي عن خالد بن اللجلاج. وقد اختلف عليه في إسناده على وجهين: (أ) عنه عن عبد الرحمن بن عايش مرفوعًا. أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب الدعاء، باب أمر الرب نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يقول: اللهم إني أسألك الطيبات (1/ 520)، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن العباس بن الوليد بن مزيد، عن محمد بن شعيب، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عنه به. وقال عبد الرحمن: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم ذكر بعضه. وقال الحاكم: صحيح على شرطهما. ووافقه الذهبي. وفيه العباس بن الوليد بن مزيد: صدوق. انظر: التقريب (1/ 399: 164)، وسيأتي الكلام على ابن عائش. =
= وأخرجه كذلك ابن خزيمة في التوحيد (ص 215)، عن أبي قدامة، وعبد الله بن محمد الزهري، ومحمد بن ميمون المكي. كلهم عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد به بنحوه. وقال فِيْه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. ورجاله ثقات ما عدا عبد الله الزهري فهو صدوق. انظر: التقريب (1/ 447: 604)، ومحمد بن ميمون صدوق. انظر: التقريب (2/ 212)، لكنهما قرنا مع أبي قدامة السرخسي وهو ثقة. فالحديث في درجة الصحيح. وأخرجه الآجري في كتاب الشريعة (ص 497)، باب ذكر ما خص الله عزَّ وجلّ بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ الرؤية لربه عَزَّ وَجَلَّ عن أبي عبد الله أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي، عن سليمان بن عمر الرقي، عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ خالد به بنحوه. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنّة (1/ 204: 468)، عن يحيى بن عثمان بن كثير، عن زيد بن يحيى عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول وابن أبي زكريا، عن ابن عائش بنحوه. ويحيى بن عثمان: صدوق عابد. انظر: التقريب (2/ 353: 130). وابن ثوبان، هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي: صدوق يخطئ. ورمي بالقدر، وتغير بآخره. فالقول فيه أنه ضعيف. انظر: التهذيب (6/ 136)، والتقريب (1/ 474: 886). وبقية رجاله ثقات. ويتبين من حال عبد الرحمن ضعف الحديث بهذا الإِسناد. ولا أرى وجهًا لقول الشيخ الألباني في تحقيقه للسنة (1/ 204)، رجاله ثقات. اهـ. والحديث أخرجه أيضًا ابن أبي عاصم في السنَّة (1/ 169: 388)، عن هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، عن ابن جابر، عن خالد بن اللجلاج بنحوه وذكر الدعاء فقط. =
= وأخرجه أيضًا في (1/ 203: 467)، عن هشام عن الوليد بن مسلم وصدقه به بنحوه. وأخرجه البغوي في شرح السنَّة، باب التحريض على قيام الليل، باب صلاة الليل (4/ 35: 924)، من طريق هشام بن عمار به بنحوه. وقال: هذا حديث حسن. ورجاله كلهم ثقات. وابن جابر هو يزيد بن جابر: ثقة فقيه. انظر: التقريب (2/ 372: 342). كما أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (ص 298)، من طريق ابن جابر هذا، والأوزاعي عن خالد به بنحوه. وقال عبد الرحمن: صلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ذات غداة ... الخ. ثم قال البيهقي: هذا حديث مختلف في إسناده. اهـ. وعليه فالحديث من هذه الطريق في مرتبة الصحيح. أما ابن عائش فقد رجح الحافظ في ترجمته. انظر: الإصابة (2/ 405)، أنه صحابي، تبعًا للبخاري، وابن حبّان وابن سعد، وأبي زرعة الدمشقي، وأبي الحسن بن سميع، والبغوي، وأبي زرعة الحراني، وغيرهم. وتصريحه بالسماع وحضور الحديث واضح فيما مر. من طريق الوليد بن مسلم. وغيره. فالحديث متصل صحيح. وقد عزاه الهيثمي في المجمع (7/ 180)، باب فيما رآه النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَنَامِ إلى الطبراني. وقال: رجال الحديث الذي فيه: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ثقات. اهـ. (ب) روي عن خالد، عن عبد الرحمن بن عايش، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بنحوه. أخرجه أحمد في مسنده (4/ 66 و 5/ 378)، عن أبي عامر، عن زهير بن محمد، عن يزيد بن جابر عنه به بنحوه. وأحمد في السنّة (2/ 489: 1121)، الرد على الجهمية، عن أبي عامر كذلك به بنحوه. =
= وابن خزيمة في التوحيد (ص 216)، من طريق أبي عامر به بنحوه. وقال فيه: عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. وذكره البيهقي في الأسماء والصفات (ص 199)، عن زهير بن محمد. وفيه زهير بن محمد قال في التقريب (1/ 64: 80)، رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة. اهـ. وهذه منها. وقد أورده الهيثمي في المجمع (7/ 179)، وعزاه لأحمد. وقال: رجاله ثقات. اهـ. وسيأتي الكلام على زهير بن محمد. وللترجيح بين الوجهين يظهر أن الوجهين مرويان عن ابن اللجلاج لما يلي: أن المختلف عليه، خالد بن اللجلاج صدوق فقيه. انظر: التقريب (1/ 218: 72). والمختلفون عليه هم: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ثقة. انظر: التقريب (1/ 502: 1153)، وقد روي عنه الوجه الأول. ويزيد بن يزيد بن جابر، ثقة فقيه. انظر: التقريب (2/ 372: 342)، وقد روى عنه الوجهين. وعليه فالحمل على خالد بن اللجلاج فهو الذي رواه مرة هكذا ومرة هكذا. ومما يؤيد وهمه أنه روى الحديث أيضًا عن ابن عباس كما تقدم. والراوي عنه ثقة كما تقدم وهو أبو قلابة. فالحمل عليه، أي: على خالد. فتكون روايته هذه هي المحفوظة، وتلك أي التي عن ابن عباس هي الشاذة. كما رجحه الحافظ في التهذيب (3/ 99)، ترجمة خالد. ونقل في الإِصابة (2/ 406)، ترجمة ابن عايش أن أحمد خطأ قتادة في الأولى. وقال: القول ما قال ابن جابر. اهـ. وقال أبو بكر ابن خزيمة في التوحيد (ص 218)، رواية يزيد، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر أشبه بالصواب. حيث قالا: عن عبد الرحمن بن عائش، من رواية من قال: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. اهـ. =
= ويمكن تلخيص ما مر فيما يلي: أن الحديث مروى عن خالد بن اللجلاج مرة شاذًا ومرة صحيحًا محفوظًا، ومرة ضعيفًا. فروايته عن ابن عباس شاذة، وعن ابن عايش مرفوعًا صحيحة، وعن ابن عايش عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضعيفة. وقد عزاه في الدر (5/ 320)، إلى محمد بن نصر، والطبراني في السنّة عن عبد الرحمن بن عايش. وعزاه في المجمع (7/ 180) إلى الطبراني عن ابن عايش، ولم أجده في المطبوع. 7 - روي عن جابر بن سمرة بنحوه. أخرجه ابن أبي عاصم في السنّة باب (98: 465، 1/ 203)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن أبي بكير، عن إبراهيم بن طهمان، عن سماك بن حرب. عنه بنحوه. والحديث رجاله ثقات. ما عدا سماك فهو صدوق. انظر: التقريب (1/ 232: 519) وعليه فالحديث بهذا الإِسناد حسن، وهو ما رجحه الألباني في تحقيق السنّة (1/ 203). وقد عزاه في الدر (5/ 320)، إلى الطبراني في السنّة، وابن مردويه، عن جابر. 8 - روى عن أم الطفيل امرأة أُبي بن كعب بنحوه. أخرجه ابن أبي عاصم في السنّة (1/ 205: 471)، باب (99)، عن إسماعيل بن عبد الله، عن نعيم بن حماد ويحيى بن سليمان، عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن مروان بن عثمان، عن عمارة بن عامر، عنها به. وفيه مروان بن عثمان بن أبي سعيد: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 239: =
= 1023)، وعمارة بن عامر، ذكره صاحب الجرح والتعديل (6/ 367)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وعليه فالإِسناد ضعيف. وقد ضعفه الألباني في تحقيقه للسنّة (1/ 205)، للأمرين. 9 - عن طارق بن شهاب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه. أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 386: 8207)، وفي الأوسط أيضًا، كما في مجمع البحرين باب قيام الليل (1/ 297: 1101)، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن مروان بن أبي المغيرة، عن القاسم بن مالك المزني، عن سعيد بن المرزبان أبي سعد، عن قيس بن مسلم، عنه بنحوه وقال فيه: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فيم يختصم الملأ الأعلى .. الحديث. وفيه سعيد بن مرزبان: ضعيف مدلس من المرتبة الخامسة. انظر: التقريب (1/ 305: 252)، طبقات المدلسين (ص 45). قال في المجمع (1/ 242)، باب في إسباغ الوضوء: رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وفيه أبو سعد البقال، وهو مدلس. وقد وثقه وكيع. اهـ. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وقد عزاه السيوطي في الدر (5/ 320)، إلى ابن مردويه عنه. 10 - عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بنحوه. أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 317: 938)، عن جعفر بن محمد بن مالك الغزاري الكوفي، عن عبّاد بن يعقوب الأسدي، عن عبد الله بن إبراهيم بن الحسين بن علي بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ عبيد الله بن أبي رافع، عنه بنحوه. وفيه عبد الله بن إبراهيم، وأبوه. لم أقف لهما على ترجمة. وجده الحسين بن علي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (3/ 55)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. =
= وعباد بن يعقوب هو الرواجني، صدوق رافضي، بالغ ابن حبّان فقال: يستحق الترك، وحديثه في البخاري مقرون. انظر: التقريب (1/ 394: 118)، فالحديث ليس بقوي. وقد نبه في المجمع (1/ 242)، باب في إسباغ الوضوء على ذلك فقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه عبد الله بن إبراهيم بن الحسين عن أبيه، ولم أر من ترجمهما. اهـ. 11 - عن ابن عمر رضي الله عنهما بنحوه مرفوعًا. أخرجه البزّار. انظر: كشف الأستار، كتاب التعبير، باب ما رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- (3/ 14: 2129)، عن عبد الله بن أحمد بن شبيب، عن أبي اليمان، عن سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ كثير بن مرة، عنه بنحوه. وفيه سعيد بن سنان الحنفي، متروك. ورماه الدارقطني، وغيره بالوضع. انظر: التقريب (1/ 298: 192). قال في المجمع (7/ 181)، فيه سعيد بن سنان وهو ضعيف، وقد وثقه بعضهم، ولم يلتفت إليه في ذلك. اهـ. 12 - عن أبي هريرة بنحوه مرفوعًا، عزاه في الدر (5/ 320)، إلى الطبراني في السنّة، وابن مردويه. هذه هي الطرق التي وقفت عليها لهذا الحديث، وعند النظر والتأمل فيها نجد أنها ما بين ضعيف قابل للإِنجبار -إلَّا ما ندر- وصحيح لذاته. وحسن. فالصحيح هو حديث ثوبان عند البزّار، وحديث جهضم عن معاذ في إحدى طريقيه، وابن عايش عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. والحسن هو حديث ابن عباس، وجابر بن سمرة. والضعيف القابل للإِنجبار حديث أبي أمامة. وثوبان عند غير البزّار، ومعاذ في إحدى طرقه، وأم الطفيل. وابن عايش في إحدى طريقيه. وطارق بن شهاب. =
= ولم يرد بسند متروك إلَّا عن أنس، وابن عمر. وعليه فالضعيف القابل للانجبار يرتقي بالصحيح إلى درجة الصحة. ويكون للمتروك أصل صحيح. فيكون الحديث بمجموع طرقه صحيحًا. وهذا ما رجحه الشيخ الألباني في غير ما موضع من تحقيقه لكتاب السنَّة لابن أبي عاصم. وما أدري ما وجهة الإِمام البيهقي رحمه الله في الأسماء والصفات (ص 301)، حيث قال: وفي ثبوت هذا الحديث نظر. اهـ. فالحديث صحيح كما مر. ولكنه نظر إلى الاختلاف على الرواة. ومثله قول ابن خزيمة رحمه الله في التوحيد (ص 220)، فليس يثبت من هذه الأخبار شيء من عند ذكرنا عبد الرحمن بن عائش إلى هذا الموضع، فبطل الذي ذكرنا لهذه الأسانيد بالعلل التي ذكرناها. اهـ. فهو باطل لما تقدم من تصحيح الحديث.
34 - سورة الزمر
34 - سورة الزمر 3701 - [1] قال أبو يعلى (¬1): حدّثنا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، ثنا الْأَغْلَبُ بْنُ (¬2) تَمِيمٍ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ هُذَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (¬3)، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن تفسير (قوله تعالى) {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (¬4) قال -صلى الله عليه وسلم-: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ، تَفْسِيرُهَا: لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ (¬5) اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَأَسْتَغْفِرُ (¬6) اللَّهَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللهِ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ، وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ، وَبِيَدِهِ الْخَيْرُ يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. مَنْ قَالَهَا إِذَا أَصْبَحَ عَشْرَ مَرَّاتٍ أُعطي عَشْرَ خِصَالٍ: أَمَّا أَوَّلُهُنَّ: فَيُحْرَسُ مِنْ إبليس ¬
وَجُنُودِهِ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَيُعْطَى قِنْطَارًا مِنَ الْأَجْرِ. وَأَمَّا الثَّالِثَةُ: فَتُرْفَعُ (¬7) لَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ. وَأَمَّا الرَّابِعَةُ: فَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ. وَأَمَّا الْخَامِسَةُ: فَيَحْضُرُهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَلَكٍ وَأَمَّا السَّادِسَةُ: فَلَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ قَرَأَ التَّوْرَاةَ، والإِنجيل، وَالزَّبُورَ، وَالْفُرْقَانَ، وَلَهُ مَعَ هَذَا يَا عُثْمَانُ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ وَقُبِلَتْ (¬8) حجت وَعُمْرَتُهُ، وَإِنْ مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ طُبِعَ بِطَابَعِ الشُّهَدَاءِ (¬9). * وَرَوَاهُ ابْنُ (¬10) أَبِي عَاصِمٍ. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ (¬11): حدّثنا عبد الرحمن بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الإِفريقي، حدّثنا حَكِيمُ (¬12) بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل عثمان بن (¬13) عفان رضي الله عنه، عَنْ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ: مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ مِنْ كُنُوزِ الْعَرْشِ ... " الْحَدِيثَ. ¬
3701 - درجته: موضوع لحال مخلد بن عبد الواحد، وقد حكم بوضعه الذهبي في الميزان (4/ 84). وقال في المجمع (10/ 118)، باب ما يقول: إذا أصبح وإذا أمسى، من =
= كتاب الأذكار: رواه أبو يعلى في الكبير. وفيه الأغلب بن تميم، وهو ضعيف. اهـ. وهذا تساهل منه. وقال ابن كثير في تفسيره (4/ 56)، حديث غريب جدًا. وفي صحته نظر، وفيه نكارة شديدة. والطريق الثاني مرفوع ضعيف لضعف حكيم بن نافع. وعبد الرحمن بن واقد، وفيه راوٍ لم أعرفه وهو الإِفريقي، ولم يذكره البوصيري في الإِتحاف.
تخريجه: أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، باب ما يقول إذا أصبح، (73: 26)، عن أبي يعلى به بلفظه. وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (4/ 56)، عن يزيد بن سنان البصري، عن يحيى بن حماد، به بلفظه، وقال ابن كثير: في صحته نظر، وفيه غرابة، وفيه نكارة شديدة. والعقيلي في الضعفاء (1/ 117)، ترجمة أغلب، عن داود بن محمد، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن أغلب به بلفظه. وبذلك يبقى الحديث موضوعًا بالسند الأول، وضعيفًا بسند الحارث. وقد عزاه السيوطي في الدر (5/ 334)، إلى من مر ذكره وإلى يوسف القاضي في سننه، وأبي الحسن القطان في المطولات، وابن المنذر، وابن مردويه، عن عثمان، ولكن باختلاف في اللفظ، وفيه .. "أما أولها فيغفر له ما تقدم من ذنبه، وأما الثانية فيكتب له براءة من النار، وأما الثالثة: فيوكل به ملكان يحفظانه في ليله ونهاره من الآفات والعاهات، وأما الرابعة: فيعطي قنطارًا من الأجر، وأما الخامسة: فيكون له أجر من أعتق مائة رقبة محررة من ولد إسماعيل. وأما السادسة: فيزوج من الحور العين. وأما السابعة: فيحرس من إبليس وجنوده. وأما الثامنة: فيعقد على رأسه تاج الوقار. وأما التاسعة: فيكون مع إبراهيم، وأما العاشرة: فيشفع في سبعين رجلًا من أهل بيته، يا عثمان: إن استطعت فلا تفوتك يومًا من الدهر، تفز بها مع الفائزين =
= وتسبق بها الأولين والآخرين. اهـ. وعزاه إلى ابن مردويه عن ابن عباس، عن عثمان بلفظ: " .. أعطاه الله ست خِصَالٍ، أَمَّا أَوَّلُهُنَّ فَيُحْرَسُ مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَيُعْطَى قِنْطَارًا مِنَ الْأَجْرِ، وَأَمَّا الثالثة: فيتزوج من الحور العين، وأما الرابعة: فيغفر له ذنوبه، وأما الخامسة: فيكون مع إبراهيم. وأما السادسة: فيحضره اثنا عشر ملكًا عند موته يبشرونه بالجنة ويزفونه من قبره إلى الموقف، فإن أصابه شيء من أهاويل يوم القيامة قالوا له: لا تخف إنك من الآمنين، ثم يحاسبه الله حسابًا يسيرًا، ثم يؤمر به إلى الجنة، يزفونه إلى الجنة من موقفه كما تزف العروس، حتى يدخلوه الجنة بإذن الله والناس في شدة الحساب. اهـ. وعزاه أيضًا إلى ابن مردويه، والحارث بلفظ آخر، وإلى العقيلي، والبيهقي في الأسماء والصفات. ولم أقف عليه عندهما. وعلى كل فاختلاف لفظه واضطرابه دليل على ضعفه بل تظهر عليه علامات الوضع.
3702 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ (¬2) مَعِينٍ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ (¬3) بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- إليك أنه سأل جبريل عليه الصلاة والسلام عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} (¬4). "مَنِ" (¬5) الَّذِينَ لَمْ يَشَأْ أَنْ يَصْعَقَهُمْ؟ قَالَ: هُمُ الشُّهَدَاءُ الْمُتَقَلِّدُونَ (¬6) أَسْيَافَهُمْ حَوْلَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْمَحْشَرِ بِنَجَائِبَ (¬7) مِنْ يَاقُوتٍ نِمَارُهَا (¬8) أَلْيَنُ (¬9) مِنَ الْحَرِيرِ (¬10)، مَدُّ خطاها (¬11)، مَدُّ أَبْصَارِ الرِّجَالِ، يَسِيرُونَ فِي الْجَنَّةِ، يَقُولُونَ عِنْدَ طُولِ النُّزْهَةِ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَنَنْظُرَ كَيْفَ يَقْضِي بَيْنَ خَلْقِهِ، يَضْحَكُ إِلَيْهِمْ إِلَهِي. وَإِذَا ضَحِكَ إِلَى عَبْدٍ فِي مَوْطِنٍ (¬12)، فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ. (156) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ حَدِيثٌ في: {الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ...} (¬13) الآية. ¬
3702 - درجته: مرفوع صحيح. وقد أورده البوصيري في الإِتحاف (2/ق 166/ب)، وسكت عليه. وأورده ابن كثير في تفسيره (4/ 59)، عن أبي يعلى بالسند المتقدم. ثم قال: رجاله كلهم ثقات. إلَّا شيخ إسماعيل بن عياش فإنه غير معروف. اهـ. وقد تقدم تعريفه وأنه من رجال الشيخين.
تخريجه: أخرجه الحاكم في كتاب التفسير، تفسير سورة الزمر (2/ 253)، من طريق عمر بن محمد به بنحوه. مختصرًا. حيث ذكر إلى قوله: "هم شهداء الله". وقال: صحيح ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وأخرجه الدارقطني في الأفراد [كما في الأطراف لابن طاهر (5/ 155)، =
= وقال: غريب من حديثه عن أبيه، تفرد به عمر بن محمد عنه: وتفرد به بقيه بن الوليد عن عمر. اهـ. لكنه لم يتفرد به كما وهو واضح لك. فقد تابعه إسماعيل كما هنا. وأخرجه البيهقي في البعث والنشور، حديث الصور رقم (609: 336)، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، عن أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي، عن أبي قلابة الرقاشي، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بن أبي زياد، عن محمد بن كعب، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في حديث طويل، وفيه إن أبا هريرة رضي الله عنه قال: فمن استثنى الله عزَّ وجلّ؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: هم الشهداء. وعزاه السيوطي في الدر (5/ 336) إلى الدارقطني في الأفراد، وابن المنذر، وابن مردويه، وعبد، وسعيد بن منصور.
35 - سورة فصلت
35 - سورة فصِّلت 3703 - قال مسدد: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ نِمْرَانَ (¬1)، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} (¬2) قال: هم الذين لم يشركوا باللهِ عَزَّ وَجَلَّ شيئًا (¬3). ¬
3753 - درجته: ضعيف لأمرين: (أ) أبو إسحاق مدلس من الثالثة، وقد عنعن. (ب) فيه راوٍ مجهول، وهو سعيد. وقد حكم البوصيري في الإِتحاف (2/ق 167 أ)، بضعفه لجهالة بعض رواته، وتبين أنه سعيد. =
= تخريجه: الأثر مروي من طريقين: 1 - من طريق سَعِيدِ بْنِ نِمْرَانَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عنه. أخرجه ابن عساكر في تاريخه (7/ 159)، ترجمة سعيد بن نمران من طريق مسدّد به بمثله. كما أخرجه في نفس الموضع عن محمد بن كثير، عن سفيان به بنحوه. وأخرجه الثوري في تفسيره (ص 266)، تفسير سورة السجدة (ح 859)، به بنحوه. وعبد الرزاق في تفسيره. انظر: تفسير سورة فصلت (2/ 187)، عن الثوري به بنحوه. وابن جرير في تفسيره (24/ 114)، من طريق سفيان به بنحوه. وعزاه السيوطي في الدر (5/ 363)، إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن سعد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم كلهم من طريق سعيد بن نمران، عنه به بنحوه. وهذه الروايات كلها مدارها على سعيد، وهو مجهول كما تقدم، فتبقى ضعيفة. 2 - من طريق الأسود بن هلال عنه: أخرجه ابن جرير في تفسير سورة فصلت (24/ 115)، عن جرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن إدريس جمعهما، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن الأسود به بنحوه. فجرير: ثقة صحيح الكتاب (188 هـ). انظر: التقريب (1/ 127: 56). وعبد الله بن إدريس: ثقة (ت 192 هـ). انظر: التقريب (1/ 401: 181). وأبو إسحاق الشيباني، سليمان بن أبي سليمان (ت 140 هـ)، ثقة (1/ 325: 446). =
= وأبو بكر بن أبي موسى الأشعري، ثقة (ت 106 هـ). انظر: التقريب (2/ 400: 74). والأسود بن هلال المحاربي، ثقة، جليل. مات سنة (84 هـ). انظر: التقريب (1/ 77: 578). فهذا الإِسناد صحيح. كما أخرجه في الموضع ذاته عن أبي كريب وأبي السائب، عن ابن إدريس، به بنحوه. وأخرجه الحاكم في المستدرك. انظر: تفسير سورة فصلت (2/ 440)، من طريق عبد الله بن إدريس به بنحوه. وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 30)، ترجمة أبي بكر رضي الله عنه من طريق أبي إسحاق الشيباني به بنحوه. وعزاه السيوطي في الدر إلى إسحاق بن راهويه، وعبد بن حميد، وابن مردويه عن الأسود به بنحوه. وبهذا يكون الأثر من طريق سعيد بن نمران ضعيفًا لكنه يرتقي بطريق الأسود بن هلال إلى الصحيح لغيره.
36 - سورة حم عسق
36 - سورة حم عسق 3704 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ (¬1) أَبِي الصَّفِيرِ (¬2) المكِّي، عَنْ يُونُسَ بن خبَّاب، عن عليٍّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ آيَةً ثُمَّ فسَّرها، مَا أحبُّ أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. قَالَ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (¬3)، ثم قال: من أخذه الله عَزَّ وَجَلَّ بذنبه في الدنيا فالله (¬4) جل وعلا أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وما عفا (¬5) الله تعالى عَنْهُ فِي الدُّنْيَا فَاللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ (¬6) فِي الدُّنْيَا وَيَأْخُذَ مِنْهُ فِي الآخرة. [2] أخبرنا (¬7) يزيد ابن أَبِي حَكِيمٍ العدنيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، ¬
قال: سمعت ذياب (¬8) بن مرة يقول: بينما علي رضي الله عنه مَعَ أَصْحَابِهِ يحدِّثهم، إِذْ قَالَ لَهُمْ: سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (¬9) ثم قام ولم يبيِّن. ثم عطف (¬10) رضي الله عنه فقال: ألا أراكم؟، قالوا: ما كنَّا نتفرَّق حتى يبيِّن لَنَا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. فقال رضي الله عنه: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (¬11) فما عفا (¬12) الله تعالى عَنْهُ فَلَنْ يَرْجِعَ. وَهِيَ فِي {حم، عسق} (¬13). ¬
3704 - درجته: الطريق الأول ضعيف لأمرين: 1 - إسماعيل ضعيف. 2 - يونس غال في التشيع، وروايته مرسلة. الطريق الثاني: فيه الحكم بن أبان لم أرَ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقد عزاه البوصيري في الإِتحاف (2/ق 167 ب)، إلى إسحاق، وابن منيع، في أحمد، وأبي يعلى، وسكت عليه.
تخريجه: روى الحديث عن أبي جحيفة، عن علي مرفوعًا وموقوفًا، وروي عن أبي سخيلة، عن علي: 1 - عن أبي جحيفة، عن علي مرفوعًا أخرجه أحمد (1/ 99) و (1/ 159)، =
= عن حجاج، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن أبي جحيفة، عن علي به بنحوه. يونس: صدوق يهم قليلًا (2/ 384: 471)، وبقية رجاله ثقات. فهذا الإِسناد في درجة الحسن. ومن هذه الطريق أخرجه الحاكم في المستدرك، تفسير سورة الشورى (2/ 445). وقال: صحيح على شرط الشيخين، ونسبه لإِسحاق بن راهويه، وسكت عليه الذهبي. كما أخرجه الترمذي في أبواب الإِيمان، باب لا يزني الزاني وهو مؤمن (4/ 128: 2761)، من طريق حجاج به بنحوه. وقال الترمذي: حسن غريب، لكنه لم يذكر الآية. وأخرجه ابن ماجه في سننه الحدود، باب الحد كفارة (ح 2633) (2/ 95)، من طريق حجاج أيضًا، ولم يذكر الآية. كما أخرجه عبد بن حميد في مسنده. انظر: المنتخب (ص 58: 87)، عن أحمد بن يونس، عن أبي شهاب، عن ثابت الثمالي، عن أبي إسحاق به بنحوه. وهو إسناد ضعيف لأن ثابت الثمالي ضعيف رافضي كما في التقريب (1/ 116: 9)، فمتابعته ليونس لا تفيده. وأما أبو شهاب فهو عبد ربه بن نافع الحناط، صدوق يهم. انظر: التقريب (1/ 471: 851). وأحمد بن يونس ثقة. انظر: التقريب (1/ 19: 74). 2 - عن أبي جحيفة، عن علي موقوفًا. أخرجه ابن أبي حاتم. انظر: تفسير ابن كثير، تفسير سورة الشورى (4/ 104)، عن أبيه، عن منصور بن أبي مزاحم، عن أبي سعيد بن أبي الوضاح، عن أبي الحسن، عن أبي جحيفة، عن علي موقوفًا عليه. =
= وأبو الحسن لم أستطع الوقوف على ترجمته. فالذي يظهر رجحان رواية الرفع، على أنه لم يروه موقوفًا غير ابن أبي حاتم. 3 - عن أبي سخيلة، عن علي مرفوعًا: أخرجه أحمد (1/ 85)، عن مروان بن معاوية الفزاري، عن الأزهر بن راشد الكاهلي، عن الخضر بن القواس، عنه به بنحوه. وأبو يعلى في مسنده، مسند علي (1/ 240: 449)، وفي (1/ 300: 604). وابن أبي حاتم في تفسيره. انظر: تفسير ابن كثير (4/ 104)، كلاهما من طريق أبي سخيلة به بنحوه. وعلى ذلك مداره على أبي سخيلة، وهو مجهول، من الثالثة. انظر: التقريب (2/ 426: 7). فهذه الطريقة ضعيفة. على أن الأزهر بن راشد، ضعيف. انظر: التقريب (1/ 51: 346). والخضر بن القواس: مجهول. انظر: التقريب (1/ 224: 127). ولذا قال في المجمع (7/ 107)، سورة حم عسق: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه أزهر بن راشد، وهو ضعيف. اهـ. لكن يمكن القول إن الحديث برواية أبي جحيفة عن علي حسن، وأما رواية أبي سخيلة فضعيفة لعدم المتابع للضعفاء. أما حديثا الباب، فالأول يبقى ضعيفًا لأن في إسناده رجلًا شيعيًّا غاليًا في بدعته والأثر مروي عن علي رضي الله عنه. والثاني يرتقي إلى درجة الحسن لغيره. لوجود المتابعة لذياب عن علي وهي رواية أبي جحيفة. ولذا قال البنا في الفتح الرباني (18/ 266): والحديث له طرق يرتقي بمجموعها إلى درجة الحسن. اهـ. والحديث عز اهـ السيوطي في الدر (6/ 9)، إلى ابن منيع، وابن المنذر، وابن مردويه.
3705 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): قَرَأْتُ (¬2) عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ يزيد الطحان (¬3) قال: هو مَا قَرَأْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ فضيل بن مرزوق (¬4) الكوفيِّ، عن عطيَّه، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: لما نزلت: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى} (¬5) دَعَا (¬6) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاطمة رضي الله عنها وأعطاها (¬7) فدكًا (¬8). ¬
3755 - درجته: الأثر فيه ثلاث علل: 1 - فيه الطحان، وعطية، ضعيفان، وإن كان أبو سعيد هو الكلبي فهو كذاب. 2 - فيه ثلاثة من الشيعة روى بعضهم عن بعض، والحديث في أهل البيت فهو مردود. 3 - عطية مدلس من الرابعة، وقد عنعن. =
= وعزاه في المجمع (7/ 52)، تفسير سورة الإِسراء إلى الطبراني. وقال: فيه عطية العوفي، وهو ضعيف متروك. اهـ. ولم أجده في الطبراني، ولعله أراد أبا يعلى. أما متنه فقال فيه الإِمام ابن كثير في تفسيره (3/ 34): وهذا الحديث مشكل لو صح إسناده؛ لأن الآية مكية. وفدك إنما فتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرة. فكيف يلتئم هذا مع هذا؟ فهو إذا حديث منكر. والأشبه أنه من وضع الرافضة، والله أعلم. اهـ.
تخريجه: أخرجه البزّار في مسنده كشف الأستار (3/ 55: 2223). انظر: كتاب التفسير، تفسير سورة الإِسراء من طريق فضيل به بنحوه. وقال البزّار: لا نعلم رواه إلَّا أبو سعيد، ولا حدث به عن عطية إلَّا فضيل، ورواه عن فضيل أبو يحيى، وحميد بن حماد بن أبي الخوار. اهـ. وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 190)، ترجمة علي بن عابس. عن فضيل به بنحوه. وقد عزاه في الدر (4/ 177)، إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه. وعلى كل فإسناده ضعيف، معلول لا تؤثر فيه المتابعات، ولا الشواهد ما دام مداره على هؤلاء وله شاهد عن ابن عباس. عزاه في الدر (4/ 177)، إلى ابن مردويه. والذي في الصحيحين وغيرهما أن فاطمة رضي الله عنها جاءت أبا بكر تطلب ميراثها، ومن ضمن هذا الميراث فدك الذي كان خاصًا به -صلى الله عليه وسلم-، وأيضًا من خيبر، ومن صدقته بالمدينة، فأبى عليها أبو بكر رضي الله عنه، فغضبت وهجرته حتى توفيت. ولعله لم يبلغها الحديث الصحيح: "لا نورث ما تركناه صدقة". وما قلته في أول الكلام على الحديث من أن فدكا كانت خاصة به -صلى الله عليه وسلم- ثم يتولاها ولي الأمر بعده يبطل ما ورد في هذا الحديث، ويزيد متنه نكاره.
3706 - وقال مسدّد: حدّثنا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ (¬1) سَبْرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه فَقَالَ: أَنْتُمُ الْمُؤْمِنُونَ، وَأَنْتُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَإِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ يَدْخُلَ مَنْ تُصِيبُونَ مِنْ فَارِسَ وَالرُّومِ الْجَنَّةَ. إِنَّ أَحَدَهُمْ (¬2) إِذَا عَمِلَ عَمَلًا قُلْتُمْ: أَحْسَنْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ، أَحْسَنْتَ بَارَكَ اللَّهُ فيك، ويقول الله عزَّ وجلّ: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} (¬3). ¬
3706 - درجته: فيه سلمة بن سبرة لم أجد من روى عنه غير شقيق.
تخريجه: أخرجه الحاكم، تفسير سورة الشورى (2/ 444). وقال صحيح الإِسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن أبي حاتم. انظر: تفسير ابن كثير (4/ 103)، لكن قال: "من تسبون". =
= وابن جرير في تفسيره (25/ 29). والبغوي في الجعديات (ص 395: 2693). كلهم من طريق الأعمش، عن شقيق، عن سلمة، عن معاذ. وقد تقدمت علته. وعزاه في الدر (6/ 8)، إلى ابن المنذر.
3757 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، ثنا دَاوُدُ، عَنِ الشعبيِّ قَالَ: أَكْثَرَ النَّاسُ عَلَيْنَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} (¬1) فكتبت إلى ابن عباس رضي الله عنهما، فكتب إليَّ ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- كان واسطة (¬2) النَّسب (¬3) في قريش، لم يكن بطن (¬4) مِنْ بُطُونِهِمْ إلَّا وَقَدْ وَلَدُوهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ} إلى ما أدعوكم إليه، إلَّا أَنْ تَوَدُّونِي لِقَرَابَتِي مِنْكُمْ (¬5) وَتَحْفَظُونِي لَهَا. * صَحِيحٌ. وَفِي الْبُخَارِيِّ (¬6) مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما معناه (¬7). ¬
3707 - درجته: موقوف صحيح كما قال الحافظ. وقال البوصيري. انظر: الاتحاف (2/ق 167 ب): رواته ثقات.
تخريجه: الأثر مروي عن ابن عباس من عدة طرق كما يلي: (أ) عن طاوس، عن ابن عباس. أخرجه البخاري في صحيحه المناقب، باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} [الحجر ات: 13]، (2/ 503: 3497). وفي التفسير، باب: "إلَّا المودة في القربى (3/ 288: 4818). والترمذي في سننه التفسير، تفسير سورة الشورى (5/ 54: 3304). وقال: حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن ابن عباس. والنسائي في تفسيره، تفسير سورة الشورى (2/ 266: 494). وأحمد في المسند (1/ 229). وابن جرير في تفسيره (25/ 23). والبيهقي في الدلائل (1/ 184)، باب ذكر شرف أصل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونسبته. كلهم من طريق شعبة، عن عبد الملك، عن طاوس به بنحوه. وعزاه السيوطي في الدر أيضًا (6/ 5)، إلى عبد، وابن مردويه، ومسلم. =
= ولم أقف عليه. ولعله وهم بقوله: مسلم: إذ لا وجود له فيه بحسب ما بحثت عنه (ب) عن الشعبي، عنه. أخرجه أحمد بن منيع كما سبق. والحاكم في مستدركه تفسير سورة الشورى (2/ 444). وقال: على شرط مسلم. والبيهقي في الدلائل، باب ذكر شرف أصل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-ونسبته (1/ 185)، من طريق الحاكم. وابن سعد في الطبقات (1/ 24)، ذكر من انتمى إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن سعيد بن منصور. كلهم من طريق هشيم به بنحوه. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (25/ 23)، من طريق إسماعيل بن إبراهيم عن داود به بنحوه. وعزاه في الدر (6/ 5): إلى عبد بن حميد، وابن مردويه، وسعيد بن منصور. (ج) من طريق علي بن أبي طلحة عنه. أخرجه الطبراني في الكبير (13/ 254: 13026)، عن بكر بن سهل. وابن جرير في تفسيره (25/ 23)، عن علي. كلاهما عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي به بنحوه. وعزاه في الدر (6/ 5)، إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم. (د) عن عكرمة، عنه. أخرجه الحاكم في الموضع السابق، من طريق هشيم، عن حصين، عن عكرمة، عنه. وقال: حديث صحيح ولم يخرجاه بهذه الزيادة، أي: بهذا الإِسناد، قال: وهو صحيح على شرطهما. فإن حديث عكرمة صحيح على شرط البخاري. =
= ونقله عنه البيهقي في الدلائل، في الموضع السابق. وعزاه في الدر (6/ 5)، إلى ابن مردويه بنحوه. (هـ) ما أخرجه ابن جرير في تفسيره (25/ 23)، عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، بنحوه، وإسناده كل رجاله ضعفاء كما تقدم في النص رقم 3653. وعلى كل فالحديث صحيح كما تقدم. وأخرجه البخاري بمعناه.
3708 - قال (¬1) أَبُو يَعْلَى (¬2): حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الخشنيُّ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. قَالَ: صَعِدَ عُمَرُ رضي الله (¬3) عنه الْمِنْبَرَ. فَقَالَ: يَا أَيُّهَا (¬4) النَّاسُ هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ (¬5) رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يفسِّر حم عسق (¬6) فَوَثَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، فقال لنا: قَالَ (¬7) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "حم" اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: فَعَيْنٌ: قَالَ: عَايَنَ الْمُشْرِكُونَ (¬8) عَذَابَ يَوْمِ بَدْرٍ. قَالَ: فَسِينٌ؟ قَالَ: سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ. قَالَ: فَقَافٌ؟ فَجَلَسَ، فَسَكَتَ. فَقَالَ عمر رضي الله عنه: أَنْشُدُكُمْ باللهِ تَعَالَى، هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ (¬9) مِنْكُمْ؟ فوثب أبو ذرِّ رضي الله عنه، فقال كما قال ابن عباس رضي الله عنهما. قَالَ: فَقَافٌ؟ قَالَ: قَارِعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ تُصِيبُ الناس (¬10). ¬
3708 - درجته: ضعيف لضعف الحسن بن يحيى الخشني، وفيه أبو معاوية لم أعرفه. قال في الإِتحاف (2/ق 167 أ): رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف الحسن بن =
= يحيى الخشني. اهـ. وقال السيوطي في الدر (6/ 2): سنده ضعيف.
تخريجه عزاه السيوطي في الدر (6/ 2)، إلى ابن عساكر.
37 - سورة الزخرف
37 - سورة الزخرف 3709 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ (¬1) عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2)، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نسي، عن جنادة ابن أَبِي أُمية قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عُمَرُ بْنُ الخطاب رضي الله عنه الجابية (¬3). قال لمعاذ رضي الله عنه: يَا مُعَاذُ. مَا عُرْوَةُ (¬4) هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: قُلْتُ: الإِخلاص يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَالطَّاعَةُ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "ثَلَاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ أَجْرَمَ، مَنِ اعْتَقَدَ لِوَاءً فِي غَيْرِ حَقٍّ، أَوْ عق (¬5) والدته، أَوْ مَشَى مَعَ ظَالِمٍ يَنْصُرُهُ. [فَقَدْ أَجْرَمَ، يقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} (¬6)] (¬7). ¬
3759 - درجته: مرفوع ضعيف لضعف عبد العزيز. وقد عزاه الهيثمي في المجمع (7/ 93)، تفسير سورة السجدة إلى الطبراني، وقال: فيه عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ وهو ضعيف. اهـ. وهذا الحديث أهمله البوصيري في الإِتحاف. كما حكم السيوطي في الدر (5/ 178)، بضعفه. وقال ابن كثير في تفسيره (3/ 316): هذا حديث غريب جدًا.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 61: 112). وفي مسند الشاميين (2/ 276: 1333). وابن أبي حاتم في تفسيره. انظر: تفسير ابن كثير (3/ 316). وابن جرير في تفسيره (21/ 112)، كلاهما في تفسير سورة السجدة عند قوله تعالي: {وَمَنْ أَظْلَمُ} [السجدة: 22]. كلهم من طريق إسماعيل عن عبد العزيز، عن عبادة، عن جنادة، عن معاذ مرفوعًا دون ذكر أوله وهو: لما نزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجابية -إلى قوله- ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. أما ما ورد عند ابن منيع فلم أجده بتمامه. وكما مر فمداره على إسماعيل عن عبد العزيز، وفيه عبد العزيز وهو ضعيف. فيبقى ضعيفًا. وقد عزاه السيوطي في الدر (5/ 178) إلى ابن مردويه وقال: بسند ضعيف.
3710 - وقال مسدّد: حدّثنا يَحْيَى، ثنا سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أبي رزين، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} (¬1) (¬2) قال: نزول عيسى بن مريم عليه (¬3) الصلاة والسلام (¬4). ¬
3710 - درجته: حسن لحال عاصم، ولم يذكره البوصيري، أما الهيثمي في المجمع (7/ 107)، فقد عزاه لأحمد والطبراني في أثر طويل وقال: فيه عاصم بن بهدلة. وثقه أحمد وغيره، وهو سيء الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: الأثر مروى عن عاصم بن بهدلة، وقد اختلف عليه فيه في إسناده على وجهين: 1 - روي عنه، عن أبي رزين، عن ابن عباس، باللفظ المتقدم. أخرجه مسدّد كما مر. وعزاه السيوطي في الدر (6/ 20)، إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم. 2 - روي عنه، عن أبي رزين، عن أبي يحيى مولى بن عقيل الأنصاري، عن ابن عباس، ولكن في أثر طويل حيث قال أبو يحيى: قال ابن عباس: لقد علمت =
= آية من القرآن ما سألني عنها رجل قط، فما أدري أعلمها الناس فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها فيسألوا عنها، ثم طفق يحدثنا، فلما قام تلا ومنا أن لا نكون سألناه عنها، فقلت: أنا لها إذا راح غدًا، فلما راح الغد، قلت: يا ابن عباس، ذكرت أمس أن آية من القرآن لم يسألك عنها رجل قط، فلا تدري أعلمها الناس فلم يسألوا عنها أم لم يفطنوا لها. فقلت: أخبرني عنها، وعن اللاتي قرأت قبلها. قال: نعم، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لقريش: يا معشر قريش، إنه ليس أحد يعبد من دون الله فيه خير، وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى بن مريم، فقالوا: يا محمد، ألست تزعم أن عيسى كان نبيًا وعبدًا من عبّاد الله صالحًا، فلئن كنت صادقًا. فإن آلهتهم لكما تقول. قال: فأنزل الله عزَّ وجلّ: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}، قال: قلت: ما يصدون؟ قال: يضجون، {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ}. قال: هو خروج عيسى بن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة. أخرجه أحمد في مسنده (1/ 318) عن هاشم بن القاسم، عن شيبان، عنه به. وكذا الطبراني في الكبير (12/ 153: 1274)، من طريق الوليد بن مسلم، عن سفيان الثوري، وشيبان، عنه به. وعليه، فمداره على عاصم، وهو صدوق، والرواة عنه ثقات. ولكني أرى الوجهين صحيحين لما يلي: 1 - تابع عاصمًا على الوجه الأول الحسن بن عبيد الله بن مرة عن أبي رزين، عن ابن عباس، به. أخرجه الثوري في تفسيره، تفسير سورة الزخرف (ص 273: 885)، عنه به. والحسن بن عبيد الله. ثقة فاضل. انظر: التقريب (1/ 168: 288)، فيرقى الطريق الأول إلى درجة الصحيح لغيره. 2 - لا مانع أن يكون أبو رزين سمعه من ابن عباس، ومن أبي يحيى، فرواه مرة هكذا ومرة هكذا. فإنه كان يفعل أكثر من ذلك وهو الإِرسال. =
= 3 - فيه تصريح أبي يحيى بسماعه من ابن عباس، وسؤاله عنه. وهذا يقوي الوجه الثاني أيضًا. أما أبو رزين فقد عنعن عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقد ذكر الشيخ أحمد شاكر الحديث في المسند برقم (2921: 4/ 328)، وحكم بصحته. وذكر أن عاصمًا أخرج له الشيخان، وأنه ثقة. والقول بتوثيقه فيه نظر. لأن الشيخين إنما أخرجا له مقرونًا كما مر. وخلاصة القول في الأثر: إنه صحيح لغيره. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 20)، إلى عبد بن حميد عن أبي هريرة.
38 - سورة الدخان
38 - سورة الدخان 3711 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، عَنْ هَارُونَ بن كثير، عن زيد بن أسلم، عن أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كعب رضي الله عنهم (¬1). قال: "من قرأ الدخان (¬2) ليلة الجمعة غفر له". ¬
3711 - درجته: موقوف شديد الضعف لحال يوسف بن عطية، وحكم البوصيري في الإِتحاف (2/ 167 ب)، بضعفه لجهالة بعض رواته. قال وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الدارقطني. اهـ. وفيه تساهل.
تخريجه: لم أقف عليه عن أُبي بن كعب، ولكن له أصل من حديث غيره كما يلي: 1 - عن أبي هريرة بلفظ: "من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له". أخرجه الترمذي في سننه فضائل القرآن، باب ما جاء في حم الدخان (4/ 238: 3051)، عن نصر بن عبد الرحمن الكوفي، عن زيد بن حباب، عن هشام أبي المقدام، عن الحسن، عنه به، وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلَّا من هذا =
= الوجه، وهشام أبو المقدام يضعف، ولم يسمع الحسن من أبي هريرة، هكذا قال أيوب ويونس بن عبيد، وعلي بن زيد. اهـ. وهذا تضعيف منه للحديث، والحقيقة أن فيه علتين: 1 - هشام هذا قال الحافظ فيه متروك. انظر: التقريب (2/ 318: 79). 2 - الحسن لم يسمع من أبي هريرة على الصحيح. وعليه فالحديث شديد الضعف. وقد أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب في فضل يس (ص 168: 222)، من طريق هشام به بنحوه. والبيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن. فضل في فضائل السور والآيات، ذكر الخواتيم (2/ 484: 2476، و 2477)، من طريق هشام به بنحوه. وقال: تفرد به هشام. وهو هكذا ضعيف. اهـ. وكذا أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 247)، باب في فضل يس، من طريق محمد بن زكريا، عن عثمان بن الهيثم، عن هشام به بنحوه وقال: هذا الحديث من جميع طرقه باطل لا أصل له، قال الدارقطني: محمد بن زكريا يضع الحديث. قال: هذا الحديث روي مرفوعًا وموقوفًا، وليس فيها شيء يثبت. اهـ. وفيه هشام أيضًا. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 24)، إلى ابن مردويه. كما عزاه القرطبي في تفسيره (16/ 125)، إلى الثعلبي. 2 - روي عن زيد بن حباب عن عمر بن عبد الله بن أبي خثعم، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة. واختلف عليه في لفظه على وجهين: (1) "مَنْ قَرَأَ حَم الدُّخَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ غُفِرَ له" كالأول. أخرجه محمد بن نصر المروزي: (كما في مختصر قيام الليل للمقريزي، باب ثواب القراءة بالليل (ص 169)، عن محمد بن حميد عنه به. =
= (ب) "من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك". أخرجه الترمذي في الموضع السابق (3050)، عن سفيان بن وكيع، عن زيد به بنحوه. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه. وعمر بن أبي خثعم يضعف، قال محمد: هو منكر الحديث. والبيهقي في الشعب الموضع السابق (2475)، من طريق محمد بن يزيد، عن زيد به بنحوه. قال: وكذلك رواه عمر بن يونس، عن عمر بن عبد الله بن أبي خثعم، وعمر بن عبد الله منكر الحديث. وذكره ابن الجوزي في الموضوعات الموضع السابق من طريق زيد. وقال: تفرد به عمر، قال أحمد: عمر بن راشد لا يساوي شيئًا. قال ابن حبّان: يضع الحديث لا يحل ذكره في الكتب إلَّا بالقدح فيه. اهـ. وعلى كل فمداره في الروايتين على زيد بن الحباب عن عمر بن عبد الله بن خثعم. وعمر ضعيف جدًا. انظر: تهذيب التهذيب (7/ 411)، واضطراب لفظه عن دليل على ضعفه. فهذه الرواية ضعيفة جدًا. 3 - عن أبي أمامة. أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 316: 8026)، عن أحمد بن داود المكي، عن بن عمر المازني، عن فضال بن جبير، عن أبي أمامة. ولكن قال فيه: "بنى الله له بيتًا في الجنة". وهذه الطريق فيها فضال بن جبير، ضعيف جدًا كما في اللسان (4/ 507)، وفي الزوائد أيضًا (2/ 17)، باب ما يقرأ ليلة الجمعة. وعزاه في الدر (6/ 24)، إلى ابن مردويه. 4 - عن أبي رافع بلفظ: "أصبح مغفورًا له، وزوج من الحور العين". =
= أخرجه الدارمي في الموضع المتقدم، عن محمد بن المبارك، عن صدقة بن خالد، عن يحيى بن الحارث، عن أبي رافع به. لكن أبو رافع لم أعرف من هو: وقد ذكره محمد بن نصر في قيام الليل كما في المختصر للمقريزي (ص 170). 5 - عن عبد الله بن عيسى. أخرجه الدارمي في الموضع السابق (2/ 457)، عن يعلى، عن إسماعيل، عن عبد الله بن عيسى. ورواته ثقات. إلَّا أنه مقطوع. وعلى هذا فالأثر بهذا اللفظ لا يصح منه شيء لا مرفوعًا ولا موقوفًا، بل هو شديد الضعف. وقد يصل في بعض طرقه إلى الوضع.
3712 - وعن يونس، عن الحسن (¬1) مثله. ¬
3712 - تخريجه: أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، باب في فضل سورة الدخان (ص 169: 223)، عن موسى وعلي، عن حماد، عن أبي سفيان السعدي، عن الحسن أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ قَرَأَ سورة الدخان في ليلة غفر له". زاد على: "في ليلة الجمعة غفر له ما تقدم من ذنبه". وهو مرسل كما ترى، وأبو سفيان السعدي، طريف بن شهاب: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 377: 19). وقد ذكره المقريزي في مختصر قيام الليل (ص 170)، مجردًا عن الإِسناد، ونسبه للحسن من قوله.
3713 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ الرقاشي، أخبرني أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ما من عبد إلَّا وله فِي السَّمَاءِ بَابَانِ، بَابٌ يَدْخُلُ عَمَلُهُ مِنْهُ، وَبَابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَكَلَامُهُ. فَإِذَا مَاتَ فَقَدَاهُ، وَبَكَيَا عَلَيْهِ، وَتَلَا (¬2) هَذِهِ الْآيَةَ: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} (¬3) فَذَكَرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْمَلُونَ عَلَى الْأَرْضِ عملًا صالحًا تبكي عَلَيْهِمْ (¬4). وَلَمْ يَصْعَدْ لَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ كَلَامِهِمْ وَلَا عَمَلِهِمْ كَلَامٌ طَيِّبٌ، وَلَا عَمَلٌ صَالِحٌ فَتَفْقِدَهُمْ فَتَبْكِيَ عَلَيْهِمْ (¬5). * هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. وقد أخرج البخاري والترمذي بعضه من وجه آخر (¬6). ¬
3713 - درجته: ضعيف، لضعف موسى، ويزيد. ولذا عزاه في المجمع (7/ 180)، إلى أبي يعلى وقال: فيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف. اهـ. وهذا إغفال منه لحال يزيد. وعزاه البوصيري في الإِتحاف أيضًا (2/ق 167/ب)، إلى أبي يعلى وضعفه لضعف موسى، ويزيد.
تخريجه: الحديث أخرجه عدد من الأئمة. ولكن مداره على يزيد الرقاشي. أخرجه الترمذي في سننه، تفسير سورة الدخان (5/ 57: 3308). وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلَّا من هذا الوجه. وموسى بن عبيدة ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان في الحديث. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 53)، ترجمة يزيد. وابن أبي حاتم. انظر: تفسير ابن كثير (4/ 126). والبغوي في تفسيره (4/ 152)، تفسير سورة الدخان من طريق أبي يعلى. كلهم من طريق يزيد الرقاشي، عن أنس بنحوه مرفوعًا. ويزيد ضعيف كما تقدم، فيبقى الحديث ضعيفًا. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 30)، إلى ابن أبي الدنيا في ذكر الموت، وابن مردويه، والخطيب. وأخرجه أيضًا ابن جرير في تفسيره مرفوعًا (25/ 125)، عن يحيى بن طلحة، عن عيسى بن يونس، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عبيد الحضرمي عنه -صلى الله عليه وسلم-. والبيهقي في الشعب -الشعبة السبعون- ذكر ما في الأوجاع (7/ 172: 9888)، من طريق شريح. وقال: هكذا وجدته مرسلًا. وعزاه في الدر (6/ 10)، إلى ابن أبي الدنيا عن شريح. وهو مرسل كما ترى. =
= وبذا يتبين أنه لا يصح الحديث مرفوعًا. أما الموقوف، فقد روي موقوفًا على ابن عباس، وعلى علي رضي الله عنه. المروى عن ابن عباس أخرجه الحاكم في المستدرك تفسير سورة الدخان (2/ 449)، عن أبي زكريا العنبري، عن محمد بن عبد السلام، عن إسحاق، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. لكن فيه عطاء صدوق اختلط. انظر: التقريب (2/ 22)، وأخرجه كذلك ابن جرير في تفسيره (25/ 124، 125، 126)، من ثلاث طرق، عن منصور، عن المنهال، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. والمنهال هو ابن عمرو في الطرق الثلاث وهو صدوق. انظر: التقريب (2/ 278: 1402)، وبقية رجاله ثقات. وقد أخرجه كذلك المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 334)، مصلى المؤمن يبكي عليه بعد موته (328)، من طريق المنهال به بنحوه. فيكون المروي عن ابن عباس في درجة الحسن لذاته لحال المنهال. وقد عزاه في الدر (6/ 30)، إلى عبد وابن المنذر، وابن أبي الدنيا عن ابن عباس. أما المروى عن علي فأخرجه ابن المبارك في الزهد، باب فخر الأرض بعضها على بعض (ص 114: 336)، عن شريك، عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن علي. وأخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 334: 327)، عن يحيى بن يحيى، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم به بنحوه. وفيه عاصم بن بهدلة صدوق كما تقدم. فالأثر حسن. وَعزاه في الدر (6/ 30)، إلى عبد، وابن أبي الدنيا، وابن المنذر، والخلاصة أنه لا يصح مرفوعًا، وإنما روى موقوفًا على ابن عباس، أو علي، بإسنادين في درجة الحسن.
39 - سورة الأحقاف
39 - سورة الأحقاف 3714 - [1] قال أبو يعلى (¬1): حدّثنا أَبُو هِشَامٍ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَمَّا كَانَ يَوْمُ عَادٍ (¬2) حَمَلَتِ الرِّيحُ أَهْلَ الْبَادِيَةِ بِأَمْوَالِهِمْ، وَمَوَاشِيهِمْ، فَلَمَّا رَفَعَتْهُمْ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ قَالُوا: هَذَا عَارِضٌ (¬3) مُمْطِرُنَا قال: فأكبت الْبَادِيَةِ (¬4) "عَلَى الْحَاضِرَةِ". [2] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الأخنسي، ثنا ابن فضيل نحوه. ¬
3714 - درجته: ضعيف لضعف مسلم الملائي، وقد أورده البوصيري في الإِتحاف. (2/ ق 168 أ). =
= وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف مسلم بن كيسان الملائي. وأورده الهيثمي في المجمع، تفسير سورة الذاريات (7/ 116) وقال: فيه مسلم الملائي، وهو ضعيف. لكنه عزاه إلى الطبراني عن ابن عباس، وابن عمر، ولم أجده فيه إلَّا عن ابن عباس.
تخريجه: الحديث روي عن مسلم الملائي. وقد اختلف عليه في إسناده على أوجه ثلاثة: 1 - فمرة روي عنه عن مجاهد وسعيد، عن ابن عباس مرفوعًا. أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 42: 12416)، عن عبدان بن أحمد، عن إسماعيل بن زكريا الكوفي، عن أبي مالك، عنه به بنحوه. 2 - ومرة روي عنه عن مجاهد، عن سعيد، عن ابن عباس مرفوعًا. أخرجه أبو الشيخ في العظمة، باب ذكر الريح (ص 338: 812)، عن الوليد، عن أحمد بن محمد القطان، عن عبد الرحمن بن صالح، عن عمرو بن هاشم، عنه به بنحوه. وعزاه في الدر (6/ 44) إلى ابن مردويه وابن أبي الدنيا، عن ابن عباس. 3 - ومرة روي عنه عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعًا. أخرجه أبو الشيخ في العظمة، الموضع السابق، (811)، عن إبراهيم بن محمد بن الحسن، عن واصل بن عبد الأعلى، عن ابن فضيل، عنه به بنحوه. وابن أبي حاتم (البداية والنهاية 1/ 129 قصة هود)، من طريق ابن فضيل، عنه به بنحوه. وعلى كل فمداره على مسلم وهو ضعيف فيبقى الأثر ضعيفًا. ولذا قال ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 129)، والمقصود أن هذا الحديث في رفعه نظر، ثم اختلف فيه على مسلم الملائي، وفيه نوع اضطراب. اهـ.
3715 - وقال الحارث: حدّثنا هَوْذَةُ (¬1)، ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا أراد عبد الله بن سلام رضي الله عنه الإِسلام، دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- (¬2) وَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ (أَرْسَلَكَ) (¬3) بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، وَأَنَّ الْيَهُودَ يَجِدُونَكَ عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ مَنْعُوتًا. ثُمَّ قَالَ لَهُ أَرْسِلْ إِلَى نَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ، إِلَى فُلَانٍ، وَفُلَانٍ، فَسَمَّاهُمْ له. وخبأني (¬4) فِي بَيْتٍ فَسَلْهُمْ عَنِّي، وَعَنْ وَالِدِي، فَإِنَّهُمْ سَيُخْبِرُونَكَ، وَإِنِّي سَأَخْرُجُ عَلَيْهِمْ فَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْسَلَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، لَعَلَّهُمْ يُسْلِمُونَ. فَفَعَلَ -صلى الله عليه وسلم- ذَلِكَ، فَخَبَّأَهُ فِي بَيْتِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَى النَّفْرِ الَّذِينَ أَمَرَهُ بِهِمْ، فَدَعَاهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ عِنْدَكُمْ؟ وَمَا كَانَ وَالِدُهُ؟، فقالوا: سَيِّدُنَا، وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَعَالِمُنَا، وَابْنُ عَالِمِنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ أَتُسْلِمُونَ (¬5)؟ قَالُوا: إِنَّهُ لَا يُسْلِمُ. [فقال -صلى الله عليه وسلم-: أفرأيتم إن أسلم أتسلمون؟ قالوا: لا يسلم. قال: أرأيتم إن أسلم؟ قَالُوا: لَا يُسْلِمُ] أَبَدًا (¬6)، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، أَرْسَلَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، وَإِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ مِنْكَ مِثْلَ مَا أعلم. فقالت اليهود لعبد الله رضي الله عنه: مَا كُنَّا نَخْشَاكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ عَلَى هَذَا. قَالَ: فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ في ذلك: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ (¬7) بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ (¬8) ...} الآية. ¬
3715 - درجته: ضعيف لأنه مرسل. وقد أورده البوصيري في الإِتحاف (2/ 168 أ)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن عساكر في تاريخه، ترجمة عبد الله بن سلام (9/ 388)، من طريق محمد بن سعد، عن هوذة، عن عوف، عن الحسن به. وابن جرير (26/ 11)، عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن عوف به بنحوه. وعزاه السيوطي في الدر (6/ 39) إلى ابن سعد، وعبد بن حميد. =
وهو كما مر مرسل إذ الحسن تابعي. وأصل قصة إسلام عبد الله بن سلام في صحيح البخاري من حديث أنس كما في الأنبياء، باب خلق آدم وذريته (3329 - 2/ 450)، بنحو هذه القصة. وفي مناقب الأنصار، باب وفود الأنصار إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة، وبيعة العقبة، عن أنس أيضًا (3/ 72: 3911)، وكذا في باب كيف آخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ أصحابه (3/ 79: 3938). عنه. وكذا في التفسير، باب قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} [البقرة: 97]، (4480 - 3/ 191)، عنه أيضًا. وفي كل المواضع زيادة على ما ورد عن الحسن هنا. ورواه غير البخاري أيضًا. والحديث مروى أيضًا عن عوف بن مالك لكن بسياق يختلف يسيرًا عن هذا. أخرجه أبو يعلى، وابن جرير والطبراني، والحاكم، وأحمد، وابن حبّان. وفيه أنه -صلى الله عليه وسلم- وعبد الله بن سلام هما اللذان ذهبا إلى اليهود لكن سياق البخاري واحد كما تقدم.
40 - سورة القتال
40 - سورة القتال 3716 - [1] قال الحارث ابن أبي أسامة (¬1): حدّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا طَلْحَةُ -هُوَ ابْنُ عَمْرٍو- عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا أُخْرِجَ مِنْ مَكَّةَ (¬2): "إِنِّي لَأَخْرُجَ مِنْكِ، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ لَأَخْيَرُ بِلَادِ اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ، وَأَكْرَمُهُ عَلَيْهِ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ لَمَا خَرَجْتُ. يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، إن كنتم ولاة هذا الأمر بعدي فلا تمنعوا طائفًا ببيت الله تعالى (¬3) ساعة من ليل أو نهار". ¬
3716 - [1] درجته: مرفوع شديد الضعف لحال طلحة.
3716 - [2] وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا طلحة، به. [3] حدّثنا (¬2) حَسَنُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: نا (¬3) أَبِي، ثنا حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ مَكَّةَ تِلْقَاءَ الْغَارِ، نَظَرَ إِلَى مَكَّةَ فَقَالَ: أنتِ أحبُّ بِلَادِ اللَّهِ إليَّ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ لَمْ أَخْرُجْ مِنْكِ. فَأَعْدَى الْأَعْدَاءِ مَنْ عَدَا عَلَى الله تعالى فِي حَرَمِهِ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ قتل بذحل (¬4) الجاهلية قال (¬5): فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ على نبيه -صلى الله عليه وسلم-: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً (¬6) مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ ...} (¬7) الآية. ¬
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (26/ 48). وابن أبي حاتم. انظر: ابن كثير (4/ 156)، كلاهما من طريق حنش عن عكرمة، عن ابن عباس. بلفظ أبي يعلى الثاني. =
= وعزاه في الدر (6/ 8ا)، إلى عبد، وابن مردويه. وعلى كل ففيه حنش. وقد تبين أنه متروك. لكن الحديث له أصل كما يلي: 1 - قوله: "إِنِّي لَأَخْرُجَ مِنْكِ وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ لَأَخْيَرُ بلاد الله عزَّ وجلّ وأكرمه عليه ... ". له أصل من حديث الزهري، ومن حديث ابن عباس. حديث الزهري، اختلف عليه في إسناده على ثلاثة أوجه: الأول: روي عنه عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عبد الله بن عدي بن الحمراء. أخرجه الترمذي في سننه، باب فضل مكة (5/ 380) عن قتيبة عن الليث عن عقيل، عنه به بِلَفْظِ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واقفًا على الحزورة فقال: والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت"، وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. وقد رواه يونس عن الزهري نحوه، ورواه محمد بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وحديث الزهري عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن حمراء عندي أصح. اهـ. ورجاله ثقات وإسناده متصل. وقد أخرجه من طريق عقيل كل من ابن ماجه في سننه -أبواب المناسك- باب فضل مكة (2/ 200 ح 3145)، والدارمي في سننه -كتاب السير- باب إخراج النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة (2/ 239). والحاكم في المستدرك- كتاب الهجرة (3/ 7)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وسكت الذهبي عنه كما أخرجه أحمد في مسنده (4/ 305)، والحاكم في الموضع السابق، كلاهما من طريق شعيب عنه به بنحوه. وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 305) من طريق صالح عنه به بنحوه. الثاني: روي عنه عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه. =
= أخرجه أحمد في مسنده (4/ 305) من طريق معمر عنه به بنحوه. وقد توبع الزهري على هذا الوجه تابعه محمد بن عمرو بن علقمة. أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار كتاب الحجة في أن مكة فتحت عنوة (3/ 328) من طريقين عنه به بنحوه. الثالث: عنه عن أبي سلمة عن بعضهم. أخرجه كذلك أحمد في مسنده (4/ 305) من طريق معمر أيضًا به بنحوه. وبهذا يتضح أن معمرًا قد تفرد عن الزهري بالوجهين الثالث والرابع، وهو ثقة لكن فيما حديث به بالبصرة شيء (التقريب 2/ 266) ولعل هذا منه، ولذلك رجح الترمذي الوجه الأول الذي رواه عدد من الثقات عن الزهري. وعلى هذا فرواية الزهري عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الحمراء صحيحة الإِسناد. وله شاهد مروي عن ابن عباس رضي الله عنه. أخرجه الترمذي في سننه -الموضع المتقدم (5/ 380) - عن محمد بن موسى البصري عن الفضيل بن سليمان عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَيَثْمٍ عَنْ سعيد بن جبير وأبي الطفيل عنه بنحوه وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. اهـ. لكن الفضيل بن سليمان صدوق له خطأ كثير (التقريب 2/ 112). ومحمد بن موسى هو الحرشي: لين. (التقريب 2/ 211). وعليه فالمروي عن عبد الله بن عدي بن الحمراء صحيح، وأما المروي عن ابن عباس فضعيف. 2 - قوله: "يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، إِنْ كُنْتُمْ وُلَاةَ هذا الأمر بعدي فلا تمنعوا طائفًا ببيت الله تعالى ساعة من ليل أو نهار". له أصل من حديث ابن عباس، وابن عمر، والمسور، وجابر، وجبير بن مطعم. =
= (أ) حديث ابن عباس: اختلف على ابن جريج في إسناده على وجهين: 1 - فروى عنه عن عطاء، عن ابن عباس. أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 27)، عن أحمد بن زكريا العابدي المكي، عن عبد الوهاب بن فليح المكي، عن سليم بن مسلم الخشاب، به بنحوه .. وقال: لم يروه عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس، إلَّا سليم بن مسلم. اهـ. قال في المجمع (2/ 232): فيه سليم بن مسلم الخشاب وهو متروك. 2 - وروى عنه عن عطاء. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، باب الطواف بعد العصر والصبح (ح 9003)، (5/ 61)، عن ابن جريج، عنه بنحوه. وهو في مسند الشافعي (ص 167)، من الجزء الثاني من اختلاف الحديث. عن مسلم بن خالد، وعبد المجيد، عن ابن جريج، عنه بنحوه. أما ابن جريج فثقة، وأما الرواة عنه: فسليم بن مسلم متروك. انظر: اللسان (3/ 134)، فالحمل عليه. فالصحيح وقفه على عطاء من طريق ابن جريج. وقد روي عن ابن عباس من غير طريق ابن جريج. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 160: 11359)، عن عبد الله بن أحمد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن حسان بن إبراهيم، عن إبراهيم الصائغ، عن عطاء، عن ابن عباس. وفيه حسان: صدوق يخطئ. انظر: التقريب (1/ 161). فالحديث في درجة الضعيف. وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار، باب الصلاة للطواف بعد الصبح وبعد العصر (2/ 186)، عن محمد بن خزيمة، عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب به بنحوه. لكن قال إبراهيم بن يزيد بن مردانيه، بدل إبراهيم الصائغ. =
= والظاهر أنه وهم من حسان بن إبراهيم. وعلى كل فإبراهيم بن يزيد صدوق. انظر: التقريب (1/ 46: 302). كما أخرجه عن ابن عباس الدارقطني في سننه، كتاب الصلاة، باب جواز النافلة عند البيت في جميع الأزمان (1/ 425)، عن عثمان بن أحمد الدقاق، عن جعفر بن محمد بن شاكر، عن سريج بن النعمان، عن أبي الوليد العدني، عن رجاء أبي سعيد، عن مجاهد، عن ابن عباس بنحوه. وفيه رجاء بن الحارث أبو سعيد: ضعيف. انظر: اللسان (2/ 562). فالمروي عن ابن عباس رضي الله عنه في درجة الحسن لغيره بمجموع الطريقين. وقد روي عنه من طريق ضعيف، من طريق أبي الزبير، وسيأتي. (ب) ابن عمر: أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 410: 13511) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن الحسن بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى، عَنْ عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عبد الكريم، عن مجاهد، عن ابن عمر. وقد نقله في المجمع، باب أوقات الطواف (3/ 248)، بهذا الإِسناد ثم قال: فإن كان عبد الكريم هو الجزري فرجاله ثقات، وإن كان هو ابن أبي المخارق فالحديث ضعيف. اهـ. وفيه أيضًا: عمران بن محمد قال في التقريب: مقبول (2/ 84: 738). (ج) المسور بن مخرمة: أخرجه ابن خزيمة في الصحيح كتاب المناسك، باب (648): إباحة الطواف والصلاة بمكة بعد الفجر وبعد العصر (ح 2745)، (4/ 226)، عن سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن حفص بن عمر العدني، عن عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بنحوه. =
= وفيه حفص بن عمر العدني: قال في التقريب (1/ 188: 458): ضعيف. فالحديث عن المسور ضعيف. (د) عن جابر، وجبير بن مطعم. وابن عباس أيضًا. روي من طريق أبي الزبير عنهم. وقد اختلف عليه في إسناده على أربعة أوجه: 1 - روي عن أبي الزبير، عن عبد الله بن باباه، أو ابن بابيه، عن جبير بن مطعم به. أخرجه كذلك أبو داود في السنن الحج، باب الطواف بعد العصر (ح 1894)، (2/ 449)، عن ابن السرح، والفضل بن يعقوب، عن سفيان بن عيينة. ورجاله كلهم ثقات. وأبو الزبير وإن كان مدلسًا فقد صرح بالسماح في بعض الطرق منها ما هو عند النسائي وابن خزيمة، وابن حبّان. وأخرجه الترمذي في السنن، باب ما جاء في الصلاة بعد العصر وبعد المغرب في الطواف لمن يطوف، كتاب الحج (2/ 178: 869)، من طريق سفيان. وقال: وفي الباب عن ابن عباس، وأبي ذر، ثم قال في حديث جبير: حسن صحيح. وأخرجه النسائي في السنن، كتاب المواقيت، باب إباحة الصلاة في الساعات كلها (1/ 284). وكذا في مناسك الحج، باب إباحة الطواف في كل الأوقات (5/ 223)، من طريق سفيان في الموضعين. وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب ما جاء في الرخصة في الصلاة بمكة في كل وقت (1/ 228: 1254)، من طريقه. وابن خزيمة في الصحيح، الصلاة، جماع أبواب الأوقات التي ينهى عن التطوّع فيها (2/ 263: 128). في طرق مجموعة. وأخرجه أيضًا في كتاب المناسك، باب (648): إباحة الطواف والصلاة بمكة بعد الفجر وبعد العصر (ح 2747)، (4/ 225)، من طريقه. وصرح بسماع =
= أبي الزبير من عبد الله في الموضع الثاني. وابن حبّان في صحيحه، باب الأوقات المنهي عن الصلاة فيها. انظر: الإِحسان (3/ 46: 1550) و (1552)، و (1551)، كلها من طريق سفيان. وصرح في الأخير فيها بسماع أبي الزبير. والحاكم في المستدرك، المناسك، باب لا يمنع أحد عن الطواف بالبيت والصلاة فيه في أي ساعة (1/ 448)، من طريقه. وقال: صحيح على شرط مسلم. وسكت الذهبي عليه. وأحمد في المسند (4/ 80)، من طريقه. والدارمي في سننه، كتاب المناسك، باب الطواف في غير وقت الصلاة (2/ 70)، من طريقه. والبيهقي في سننه (5/ 92)، كتاب الحج، باب من ركع ركعتي الطواف حيث كان. وفي (2/ 461)، كتاب الصلاة، باب ذكر البيان أن هذا النهي مخصوص ببعض الأمكنة من طريقين. في كلا الموضعين من طريق سفيان أيضًا. والدارقطني في سننه، كتاب الصلاة، باب جواز النافلة عند البيت في جميع الأزمان (1/ 423). وفي باب المواقيت من كتاب الحج (2/ 266: 137). وهو في مسند الشافعي (ص 167)، من الجزء الثاني من اختلاف الحديث. والطحاوي في شرح معاني الآثار، باب الصلاة للطواف بعد الصبح، وبعد العصر (2/ 186). والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 310). والبغوي في شرح السنة (3/ 331)، كتاب الصلاة، باب الرخصة في الصلاة في هذه الأوقات بمكة حرسها الله (ح 780)، كلهم من طريق سفيان. =
= كما أخرجه عبد الرزاق في المصنف، الحج، باب الطواف بعد العصر والصبح (ح 9004)، (5/ 66)، عن ابن جريج. ورجاله كلهم ثقات والسند في حيز الصحيح. وأحمد في (4/ 84)، عن عبد الرزاق وابن بكر، عنه. وابن خزيمة في صحيحه (ح 128)، (2/ 263)، جماع أبواب الأوقات التي ينهى عن التطوع فيها. من طريق عبد الرزاق وابن بكر به، عنه. والدارقطني في سننه، كتاب المواقيت (2/ 266: 138)، من طريق عبد الرزاق عنه. الخطيب في الموضح (1/ 310)، من طريقين عن عبد الرزاق عنه. والبيهقي في السنن، الحج، باب الاستكثار من الطواف بالبيت (5/ 110)، من طريق ابن أبي نجيح. وكذا الخطيب في الموضح (1/ 309)، (310)، من طريقين عنه. ثلاثتهم عن أبي الزبير به بنحوه. وقد حكم الألباني في إرواء الغليل (2/ 238)، بصحته من هذه الطرق. إلَّا من طريق ابن أبي نجيح فحكم بحسنه. وقال: رجاله كلهم معروفون. ونقل حكم الترمذي، والحاكم على الحديث. 2 - روي عن أبي الزبير، عن نافع بن جبير، عن جبير بن مطعم. أخرجه الدارقطني في سننه، كتاب الصلاة، باب جواز النافلة عند البيت في جميع الأزمان (1/ 423)، عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول، عن جده، عن أبيه، عن الجراح بن منهال، عن أبي الزبير به بنحوه. وفيه الجزاج بن منهال متروك. انظر: اللسان (2/ 126). وقد توبع أبو الزبير. فقد رواه الدارقطني في الموضع نفسه عن أبي طالب =
= الحافظ أحمد بن نصر، عن عبد الله بن يزيد بن الأعمى، عن يحيى بن عبد الله الضحاك، عن عمرو بن قيس، عن عكرمة بن خالد، عن نافع به. وفيه يحيى بن عبد الله الضحاك. قال في التقريب (2/ 351: 109): ضعيف. وقد ذكره بالإِسناد نفسه في المواقيت (2/ 266: 139). ورواه أيضًا في الصلاة عن العباس بن عبد السميع الهاشمي، عن عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، عن خلاد بن يحيى بن صفوان عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن عطاء، عن نافع به. وفيه عبد الوهاب بن مجاهد، قال في التقريب (1/ 528: 1407): متروك، وكذبه الثوري. كما أخرجه في الموضع السابق عن الحسين بن صفوان البردعي، عن أحمد بن محمد بن صاعد، عن محمد بن عبيد المحاربي، عن أبي معاوية، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ نافع به. وفيه إسماعيل بن مسلم، هو المكي. قال في التقريب (1/ 74: 552): ضعيف الحديث. وأخرجه في الموضع نفسه عن محمد بن مخلد، عن كردوس بن محمد، عن يزيد بن هارون، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ نافع. وفيه إسماعيل نفسه. وعمرو بن دينار هو البصري الأعور: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 69: 576). فهذه الطرق متكلم فيها. 3 - روي عن أبي الزبير، عن جابر. أخرجه الدارقطني في الموضع السابق عن الحسين بن أحمد بن سعيد الرهاوي، عن أبي عوانة أحمد بن أبي معشر، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن معقل بن عبيد الله، عنه، به. =
= وفيه معقل: صدوق يخطئ. انظر: التقريب (2/ 264: 1272)، وأخرجه أيضًا عن عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي، عن حفص بن عمرو الربالي، عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عنه به. إلَّا أن أيوب قال فيه: وأظنه عن جابر. ورواته كلهم ثقات. وشيخ الدارقطني ثقة كما في السير (15/ 287). 4 - روي عن أبي الزبير، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه بنحوه. أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 273)، ترجمة محمد بن عبد الله بن أحمد، عن أبي إسحاق بن حمزة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن أحمد بن أسيد، عن محمد بن علي بن زيد الصائغ، عن محمد بن سليمان المكي، عن ثمامة بن عبيدة، عنه به. وقال: تفرد به ثمامة عن أبي الزبير. وثمامة هذا قال فيه أبو حاتم: منكر الحديث. وكذبه ابن المديني. انظر: اللسان (2/ 107). الترجيح بين الأوجه الأربعة: الذي يظهر أن الأصح رواية أبي الزبير عن جبير. وهو الوجه الأول. لأمور: 1 - أن هذا الوجه صحيح، وبقية الأوجه فيها متكلم فيهم وخاصة الرواة عن أبي الزبير. ما عدا آخر وجه عند الدارقطني فقال فيه أيوب: أظنه عن جابر ولم يجزم. 2 - انفراد الدارقطني بذكر الوجهين الثاني والثالث دون سائر الأئمة. والتفرد مظنة العلة. 3 - أن الزيلعي أشار في نصب الراية (1/ 253)، كتاب الصلاة، إلى الاختلاف في الحديث. ونقل قول ابن دقيق العيد في الإِمام: إنما لم يخرجاه لاختلاف وقع في إسناده. اهـ. ثم ذكر الاختلاف. ونقل قول البيهقي في السنن (2/ 461)، بعد أن أخرجه من جهة ابن عيينة: أقام ابن عيينة إسناده. ومن خالفه فيه لا يقاومه، فرواية ابن عيينة أولى أن تكون محفوظة. اهـ. =
= 4 - أن الحافظ في تلخيص الحبير (1/ 201: 35)، قال في غير الطريق الأولى: وهو معلول، فإن المحفوظ عن أبي الزبير، عن عبد الله بن باباه، عن جبير، لا عن جابر. وقال في رواية ثمامة، عن أبي الزبير: وهو معلول. اهـ. وعلى هذا فرواية الحديث عن جبير بن مطعم صحيحة. وما عداها مرجوح. فخلاصة القول أن هذا الجزء من الحديث صحيح من حديث جبير، وحسن من حديث ابن عباس وضعيف من حديث ابن عمر والمسور. 3 - قوله: فأعدى الأعداء من عدا على الله تعالى فِي حَرَمِهِ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ قتل بدخل الجاهلية. له أصل من حديث ابن عباس، وعائشة، وعبد الله بن عمرو، وأبي شريح الخزاعي، وعلي بن حسين. 1 - حديث ابن عباس: أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب الديات، باب من طلب دم امرئ بغير حق، (4/ 269: 6882). بلفظ: "أبغض الناس إلى الله ثلاثة، ملحد في الحرم، ومبتع في الإِسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه" وهو عند الطبراني في الكبير من نفس الطريق. فهذا يجعل لهذا الجزء من حديث الباب أصلًا صحيحًا. 2 - حديث عائشة: أخرجه الحاكم في المستدرك، الحدود، باب أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله (4/ 349)، عن أبي عمرو عثمان بن أحمد الدقاق، عن عبد الكريم بن الهيثم، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ موهب، عن مالك، عن محمد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرحمن، عن عائشة بلفظ: وُجِدَ فِي قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كتابان، إن أشد الناس عتوا رجل ضرب غَيْرَ ضَارِبِهِ، وَرَجُلٌ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَرَجُلٌ تَوَلَّى غَيْرَ أَهْلِ نِعْمَتِهِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فقد كفر بالله ورسوله، ولا يقبل منه صرف ولا عدل. وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. =
= لكن فيه عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ قال في التقريب (1/ 536: 1476): ليس بالقوي. والبيهقي في سننه في كتاب الجنايات، باب إيجاب القصاص على القاتل دون غيره (8/ 26)، عن أبي سعيد بن أبي عمرو، عن أبي العباس الأصم، عن محمد بن سنان، عن عبيد الله بن عبد المجيد، عن ابن موهب به بنحوه. وفيه ابن موهب كما تقدم. 3 - عبد الله بن عمرو. أخرجه أحمد في مسنده (2/ 187)، عن أبي كامل، عن حماد بن سلمة، عن حبيب المعلم، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده عبد الله بن عمرو بنحوه وفيه: "من قتل في حرم الله، أو قتل غير قاتله، أو قتل بدخول الجاهلية" وفيه حبيب المعلم قال في التقريب (1/ 152: 141): صدوق. لكن تابعه حسين المعلم وهو ثقة. انظر: التقريب (1/ 175: 359). أخرجه أحمد أيضًا في المسند (2/ 207)، عن يزيد، عن حسين به بنحوه في حديث طويل فيه قصة هي سبب الحديث. وفيه إن أعدى الناس على الله من عدا في الحرم، ومن قتل غير قاتله، ومن قتل بذحول الجاهلية ومن طريق يزيد بن هارون أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 487)، كتاب المغازي، حديث فتح مكة (ح 18750)، مثل رواية أحمد الثانية. فالحديث في درجة الصحيح. 4 - حديث أبي شريح الخزاعي، روى عن الزهري، وقد اختلف عليه في إسناده على وجهين: (أ) روي عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي شريح. بنحوه وفيه زيادة "أو بصر عينيه ما لم تبصرا". أخرجه كذلك الحاكم في المستدرك، كتاب الحدود، باب أعتى الناس على الله =
= من قتل غير قاتله (4/ 349)، عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني، عن يحيى بن محمد بن يحيى، عن مسدّد، عن بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق عنه، به، وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: صحيح، لكن اختلف على الزهري فيه. اهـ. ورجاله كلهم ثقات إلَّا عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله المدني. قال في التقريب (1/ 472: 865): صدوق، رمي بالقدر. وأخرجه كذلك البيهقي في سننه (8/ 26)، كتاب الجنايات، باب إيجاب القصاص على القاتل دون غيره. من طريق يزيد بن زريع، عن عبد الرحمن بن إسحاق به بنحوه. وابن عدي في الكامل (4/ 302)، ترجمة عبّاد بن إسحاق من طريقه أيضًا به، بنحوه لكنه اقتصر على قوله: القاتل غير قاتله ومن طلب بذحل الجاهلية في الإِسلام، وقال: وهذا من حديث الزهري لا أعلم يرويه غير عبد الرحمن بن إسحاق عنه. اهـ. وذكره البخاري في التاريخ الكبير (7/ 277)، ترجمة مسلم بن يزيد، عنه به بنحوه. (ب) روي عن الزهري، عن مسلم بن يزيد، عن أبي شريح بنحوه. أخرجه الحاكم في الموضع المتقدم عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد، عنه به. والبيهقي في السنن، كتاب الديات، باب تغليظ الدية في الخطأ في الشهر الحرام (8/ 71). وفي كتاب السير، باب ترك أخذ المشركين مما أصابوا (9/ 123)، في الموضع الأول من طريق أبي صالح وابن بكير، وفي الثاني من طريق ابن بكير عن الليث، عن يونس بن يزيد به بنحوه. وذكره البخاري في تاريخه الكبير (7/ 277)، ترجمة مسلم بن يزيد عن أبي صالح، عن الليث، عن يونس به بنحوه. وعليه فمداره على يونس بن يزيد عن الزهري. ويونس، ثقة، إلَّا أن في روايته =
= عن الزهري وهما قليلًا، وفي غير الزهري خطأ. انظر: التقريب (2/ 386: 496). الترجيح: الذي يظهر رجحان الوجه الثاني لأمرين: 1 - أن الزهري إمام، ثقة. وأما الرواة عنه فمن روى الوجه الأول: صدوق كما تقدم ومن روى الوجه الثاني ثقة، وإن كان في حديثه بعض الوهم عن الزهري. كما تقدم. فالحمل على الأول وهو عبد الرحمن بن إسحاق، والثاني هو الراجح. 2 - أن هذا ما رجحه البخاري في تاريخه الكبير (7/ 277)، فقال عن مسلم بن يزيد: يسمع أبا شريح روي عنه الزهري، وجعل بعض الناس حديثه عن عطاء بن يزيد، ولا يصح. اهـ. ثم ذكر الاختلاف وقال عن الوجه الثاني إنه أصح قاله يزيد بن زريع. وعليه فالوجه الثاني هو الراجح. لكن يبقى فيه مسلم بن يزيد هذا، قال عنه في التقريب (2/ 247: 1109): مقبول. اهـ. ولم يتابع هنا، فيكون في الرواية كلام، ولا يسلم كلام الحاكم والذهبي لهما بصحة الرواية. 5 - حديث علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وفيه: وُجِدَ فِي قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عيب كتاب: ثم ذكر فيه القاتل غير قاتله. والضارب غير ضاربة. ومن تولى غير مواليه فقد كفر مما أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. أخرجه البيهقي في سننه الجنايات (8/ 26)، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي بكر بن إسحاق، عن موسى بن الحسن، عن القعنبي، عن سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي بن حسين، به. ورجاله: أبو بكر أحمد بن إسحاق: إمام، محدث. انظر ة السير (15/ 483). وموسى بن الحسن الجلاجلي. قال الدارقطني: لا بأس به. انظر: السير (13/ 378). وجعفر بن محمد. صدوق. انظر: التقريب (1/ 132: 92)، وبقية رجاله =
= ثقات، فهو في درجة الحسن. كما أخرجه في الموضع نفسه عن أبي زكريا بن أبي إسحاق، وأبي بكر بن الحسن القاضي، عن أبي العباس محمد بن يعقوب عن الربيع، عن الشافعي، عن إبراهيم بن محمد، عن جعفر به بلفظه. وفيه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي متروك. انظر: التقريب (1/ 42: 269). وعليه فالثابت من حديث علي بن الحسين في درجة الحسن. وخلاصة الكلام أن الحديث ينقسم إلى ثلاث جمل: 1 - قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنِّي لَأَخْرُجَ مِنْكِ. وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ لَأَخْيَرُ بلاد الله عز وجل ... " له أصل صحيح من حديث عبد الله بن عدي بن الحمراء، وضعيف من حديث ابن عباس. 2 - قوله: "يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، إِنْ كُنْتُمْ وُلَاةَ هذا الأمر بعدي ... ". له أصل صحيح من حديث جبير، وحسن من حديث ابن عباس، وضعيف من حديث ابن عمر، والمسور. 3 - قوله: "فأعدى الأعداء من عدا على الله تعالى في حرمه ... ". له أصل صحيح من حديث ابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وحسن من حديث علي بن حسين وضعيف من حديث عائشة، وأبي شريح.
3717 - وقال إسحاق: أخبرنا المغيرة بن سلمة، ثنا وهيب (¬1)، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرىء شَابًّا، فَقَرَأَ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (¬2) فَقَالَ الشَّابُّ: عَلَيْهَا أَقْفَالُهَا حَتَّى يَفْرِجَهَا اللَّهُ (¬3) عزَّ وجلّ. فَقَالَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: صَدَقْتَ. وجاءه (¬4) ناس من أهل (¬5) الْيَمَنِ فَسَأَلُوهُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ كِتَابًا، فَأَمَرَ عبد الله بن الأرقم رضي الله عنه أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ كِتَابًا، فَكَتَبَ لَهُمْ، فَجَاءَهُمْ به. فقال: أصبت. وكان عمر (¬6) رضي الله عنه يَرَى أَنَّهُ سَيَلِي مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا. فلما استخلف عمر رضي الله عنه سَأَلَ عَنِ الشَّابِّ، فَقَالُوا: اسْتُشْهِدَ. فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه. قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ الشَّابُّ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: صَدَقْتَ. فَعَرَفْتُ أَنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ سيهديه. واستعمل عمر رضي الله عنه عبد الله بن الأرقم رضي الله عنه على بيت المال (¬7). ¬
3717 - درجته: ضعيف لأنه مرسل. فعروة لم يحضر القصة. وقد أورده البوصيري في الإِتحاف. (2/ق 168 أ)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه مرسلًا. اهـ. =
= تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (26/ 58)، عن بشر، عن زيد، عن سعيد، عن حماد بن زيد، عن هشام، عن أبيه، بنحوه. وفيه أن عمر استعان بذلك الشاب. وفيه ما سبق من الإِرسال. وقد عزاه في الدر المنثور (6/ 66)، إلى ابن المنذر، وابن مردويه. وله شاهد مروي عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أخرجه الدارقطني في الأفراد (كما في أطرافها لابن طاهر 3/ 98) من طريق ذويب بن عمامة عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عنه بنحوه. وفيه ذويب بن عمامة وهو ضعيف كما في لسان الميزان 2/ 537 فهذا الشاهد يجبر أثر الباب. ويرقي متنه إلى الحسن لغيره. وقد عزا السيوطي في الدر 6/ 66 هذا الشاهد إلى ابن مردويه.
41 - سورة الفتح
41 - سورة الفتح 3718 - قال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ (¬1)، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {سَتُدْعَوْنَ (¬2) إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (16)} {إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} (¬3) "قال: فارس، والروم" (¬4). ¬
= أو يؤدوا الجزية. اهـ. انظر: تفسير ابن كثير (4/ 168)، زاد المسير (7/ 431).
3718 - درجته: ضعيف لأن هشيمًا مدلس من الثالثة، ولم يصرح بسماعه من منصور.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (26/ 82)، عن ابن عبد الأعلى، عن ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن. به. ورجاله ثقات، محمد بن عبد الأعلى ثقة. انظر: التقريب (2/ 182: 434). ومحمد بن ثور: ثقة. انظر: التقريب (2/ 149: 94). ومعمر بن راشد. ثقة ثبت. انظر: التقريب (2/ 266: 1284). وقتادة ثقة ثبت. انظر: التقريب (2/ 123: 81)، فالأثر صحيح عن الحسن. وقد أخرجه أيضًا في الموضع السابق، عن بشر، عن يزيد، عن سعيد، عن قتادة به. وعن إسماعيل بن موسى الفزاري، عن داود بن الزبرقان، عن سعيد، عن الحسن به. وعزاه السيوطي في الدر (6/ 73) إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.
3719 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ قال: سمعت أبا جمعة جنيد بْنَ سَبْعٍ يَقُولُ: قَاتَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوَّلَ النَّهَارِ كَافِرًا. وَقَاتَلْتُ مَعَهُ آخِرَ النَّهَارِ مُسْلِمًا، وَكُنَّا ثَلَاثَةَ رِجَالٍ، وَسَبْعَ نسوة. وفينا نز لت: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ ...} (¬2) الآية. * أبو خلف اسمه: حجر. ¬
3719 - درجته: ضعيف لوجود مجهولين في سنده حجر بن الحارث وعبد الله بن عوف القارئ. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (2/ 168 ب). وذكره الهيثمي في "المجمع (9/ 401)، وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات. اهـ. لكن فيه من لم أعرفه كما تقدم.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 24: 3543). والدولابي في الكنى (1/ 22)، كلاهما من طريق محمد بن عبّاد بن بنحوه. وكذا أخرجه الطبراني في موضع آخر (2/ 290: 2204)، وابن قانع في معجم الصحابة. ترجمة جنيد (ق 36/ أ)، وابن أبي حاتم في تفسيره. انظر: تفسير ابن كثير (4/ 172)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة، ترجمة جنيد (1/ق 136)، كلهم من طريق حجر بن الحارث، به بنحوه. فمداره على مجهولين، وحيئذٍ يبقى الأثر ضعيفًا. ومن هنا نعلم تساهل الهيثمي رحمه الله حيث قال في المجمع (7/ 110)، رواه =
= الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات. اهـ. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 79)، إلى الحسن بن سفيان. وابن المنذر، والباوردي، وابن مردويه. وقال: بسند جيد.
42 - سورة الحجرات
42 - سورة الحجرات 3720 - قال إسحاق: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ رَجُلًا خَاصَمَنِي يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ الْعَنَزِيُّ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَيْسَ بِالَّعَنِزِيِّ وَلَكِنَّهُ الزُّبَيْدِيُّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ (¬1) تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا}. فَقَالَ: هُوَ الِاسْتِسْلَامُ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا. بَلْ هو الإِسلام (¬2). ¬
3720 - درجته: صحيح. وقد أورده البوصيري في الإِتحاف (2/ق 168 ب)، وسكت
تخريجه: لم أجده عند غير إسحاق.
3721 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابن (¬2) بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ. قَالَ: نَعَمْ، قُمْ مَعِي (¬3). فَقُمْتُ مَعَهُ، حَتَّى دُفِعْتُ إِلَى بَابِ دَارٍ فَأَجْلَسَنِي عَلَى بَابِهَا، ثُمَّ دَخَلَ فَلَبِثَ مَلِيًّا، ثُمَّ دَعَانَا فَأَدْخَلَنَا عَلَى امْرَأَةٍ، فَقَالَ: هَذِهِ بِنْتُ ثَابِتِ بن قيس بن (¬4) شماس رضي الله عنها، فَسَلْهَا عَمَّا بَدَا لَكَ، فَقُلْتُ: حَدِّثِينِي عَنْهُ رَحِمَكِ اللَّهُ قَالَتْ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ على رسول الله (¬5) -صلى الله عليه وسلم-: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ...} (¬6) الْآيَةَ. دَخَلَ بَيْتَهُ، وَأَغْلَقَ بَابَهُ، وَطَفِقَ يَبْكِي، فَافْتَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: [مَا شَأْنُ ثَابِتٍ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، مَا نَدْرِي مَا شَأْنُهُ، إلَّا أَنَّهُ قَدْ أَغْلَقَ بَابَهُ، وَهُوَ يَبْكِي فِيهِ (¬7). فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ] (¬8): مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. أُنْزِلَ عَلَيْكَ هذه الآية: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2]، وَأَنَا شَدِيدُ الصَّوْتِ، وَأَخَافُ أن أكون (¬9) قد حبط عملي، قال -صلى الله عليه وسلم-: لَسْتَ مِنْهُمْ، بَلْ تَعِيشُ بِخَيْرٍ، وَتَمُوتُ بِخَيْرٍ. ¬
قالت: ثم أنزل الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (¬10)، فَأَغْلَقَ بَابَهُ، وَطَفِقَ يَبْكِي. فَافْتَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَقَالَ: ثَابِتٌ مَا شأنه؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، ما نَدْرِي غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ أَغْلَقَ بَابَهُ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أُنْزِلَ عَلَيْكَ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ الْجَمَالَ وَأُحِبُّ أَنْ أَسُودَ قومي. قال -صلى الله عليه وسلم-: لَسْتَ مِنْهُمْ، بَلْ تَعِيشُ حَمِيدًا، وَتُقْتَلُ شَهِيدًا، وَتَدْخُلُ الْجَنَّةَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ (¬11)، خَرَجَ مع خالد بن الوليد رضي الله عنه إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ قتله (¬12)، ووصيته وسيأتي إن شاء الله تعالى ذلك في مناقبه رضي الله عنه (¬13) (¬14). ¬
3721 - درجته: الحديث ضعيف. لأن فيه راويًا مبهمًا وهي بنت ثابت. ولم يثبت كونها صحابية. وكذا راوٍ مبهم، وهو رجل من الأنصار. وقد أورده البوصيري في الإِتحاف وأشار إلى أن أصله عند البخاري من حديث أنس. وأورده الهيثمي في المجمع (9/ 324)، المناقب، باب ما جاء في ثابت بن قيس، وقال؟ رواه الطبراني، وبنت ثابت بن قيس لم أعرفها. وبقية رجاله رجال الصحيح. =
= والظاهر أن بنت ثابت بن قيس صحابية. فإنها قالت: سمعت أبي، والله أعلم. اهـ. وتصريحها بالسماع من أبيها لا يعني كونها صحابية.
تخريجه: روي من عدة طرق كما يلي: 1 - من طريق بنت ثابت بن قيس، السابقة. أخرجه الحاكم في المستدرك في معرفة الصحابة، مناقب ثابت بن قيس (3/ 235)، وسكت عليه. والطبراني في الكبير (2/ 70: 1325)، وذكر القصة بطولها. والبيهقي في الدلائل (6/ 356)، باب ما جاء في إخبار -صلى الله عليه وسلم-عن حال ثابت بن قيس. كلهم من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به بنحوه. كما أخرجه ابن المنذر في تفسيره من طريق عطاء كما في الفتح (6/ 487). انظر: باب علامات النبوة. وقد عزاه في الدر (6/ 85)، إلى البغوي، وابن مردويه، والخطيب في المتفق والمفترق من هذه الطريق. وعليه فالأثر يبقى ضعيفًا لإِبهام ابنة ثابت. 2 - من طريق الزهري، وقد اختلف عليه في إسناده على أربعة أوجه: (أ) عن الزهري، عن محمد بن ثابت، أن ثابتًا قال: ... الحديث. أخرجه كذلك الطبراني في الكبير (2/ 67: 1313)، عن مطلب بن شعيب الأزدي، عن عبد الله بن صالح، عن الهقل بن زياد، عن معاوية بن يحيى، وفيه معاوية بن يحيى الصدفي: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 261: 1245). وعبد الله بن صالح، هو كاتب الليث. وكذا في (2/ 66: 1310)، عن أبي مسلم الكشي، عن إبراهيم بن حميد =
= الطويل، عن صالح بن أبي الأخضر. وفيه صالح بن أبي الأخضر: ضعيف يعتبر به. انظر: التقريب (1/ 358: 3). وأخرجه أيضًا (2/ 66: 1311)، عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، عن أبيه، عن أبي عمرو الأوزاعي. وفيه أحمد بن محمد: ضعيف. وروايته عن أبيه إجازة. انظر: اللسان (1/ 322: 5/ 479) -ترجمته هو وأبيه-. انظر: الثقات (9/ 74)، وقد أشار في مجمع الزوائد (9/ 324)، إلى ضعفه. قال: وبقية رجاله ثقات. ثلاثتهم عنه به بنحوه. وعزاه في الدر (6/ 85)، إلى ابن مردويه، عن محمد به. (ب) عن ابن شهاب، عن إسماعيل بن محمد، عن أبيه، أن ثابتًا .. الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب معرفة الصحابة، باب مناقب ثابت (3/ 234)، من طريق الفضل بن سهل، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عنه به بنحوه. وقال: على شرط الشيخين. ولم يخرجاه بهذه السياقة. وسكت الذهبي. والبيهقي في الدلائل (6/ 355)، باب ما جاء في إخباره -صلى الله عليه وسلم- عن حال ثابت بن قيس. من طريق الفضل به بنحوه. والفضل هذا صدوق. انظر: التقريب (2/ 110: 37). (ج) عن ابن شهاب، عن إسماعيل بن ثابت، أن ثابتًا قال .. الحديث. أخرجه ابن حبّان في صحيحه، كتاب أخباره عن مناقب الصحابة، ذكر ثابت بن قيس كما في الإحسان (9/ 149: 7123) عن الحسن بن سفيان، عن حبّان بن موسى، عن عبد الله عن يونس. عنه به بنحوه. ورجاله ثقات، غير إسماعيل كما سيأتي. وأخرجه الطبراني (2/ 67: 1314)، عن إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري، عن أحمد بن صالح، عن عنبسة، عن يونس به بنحوه. وفي (2/ 67: 1312)، عن أبي الزنباع روح بن الفرج، عن سعيد بن عفير، =
= عن مالك بن أنس. عنه به بنحوه. وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 221: 1301)، من طريق عمرو بن مززوق، عن مالك به. كما أخرجه الطبراني في الكبير (221/ 68: 1315)، عن أحمد بن إبراهيم بن مخشى، عن عبيد الله بن سعيد بن عفير، عن أبيه. عن خاله المغيرة بن الحسن بن راشد الهاشمي، عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن عبيد الله بن عمر عنه به بنحوه. فهذه الطريق متصلة. خلافًا لمن قال: إن إسماعيل لم يسمع من ثابت كما ذكر ذلك في الفتح (6/ 486)، حيث قال: وهذا مرسل قوي الإِسناد. اهـ. وقال: إسماعيل لم يلحق ثابتًا. اهـ. فقد قال الإِمام الهيثمي في المجمع (9/ 324)، وإسناده متصل، ورجاله رجال الصحيح. غير إسماعيل وهو ثقة تابعي سمع من أبيه. اهـ. وإسماعيل هذا هو ابن ثابت كما ذكر ذلك الحافظ نفسه في التهذيب في ترجمة ثابت (2/ 11)، فإنه ذكر أنه سمع من ثابت أولاده: محمد، وقيس، وإسماعيل. فناقض كلامه في الفتح. كما ذكره ابن حبّان في الثقات (4/ 15)، وقال: إسماعيل بن ثابت. يروى عن ثابت بن قيس الأنصاري، وله صحبة، يروى عنه الزهري. فإن كان صحابيًا فكفاه ذلك، وإن كان تابعيًا فقد وثقه الهيثمي. مع أني لم أجده في شيء من كتب الصحابة فالحديث من هذه الطريق صحيح إن شاء الله تعالى. (د) عن الزهري أن ثابت بن قيس ... الحديث. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 239: 20425)، باب أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. عَنِ معمر. عنه به بنحوه. والبيهقي في الدلائل، الموضع السابق (6/ 355)، من طريق عبد الرزاق به بنحوه. وابن جرير في تفسيره (26/ 119)، عن ابن عبد الأعلى، عن ابن ثور، عن معمر به بنحوه. =
= وواضح أنه معضل. وقد ذكر ذلك الحافظ في الفتح (6/ 486). وعند الترجيح نرى أن المختلف عليه وهو الزهري، إمام من الأئمة. وأما المختلفون عليه فمن روى الوجه الأول ضعفاء ما عدا الأوزاعي، ومن روى الوجه الثاني وهو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم: ثقة حجة. انظر: التقريب (1/ 35: 202) ومن روى الوجه الثالث وهو يونس بن يزيد الأيلي: ثقة. انظر: التقريب (2/ 386: 496)، وكذا مالك. ومن روى الوجه الرابع ثقة. لكن يظهر لي ترجيح الثالث، لأن من رواه عن الزهري من الطبقة الأولى من أصحابه كما في شرح العلل لابن رجب 2/ 613. 3 - عن زيد بن الحباب. وقد اختلف عليه في إسناده على وجهين: (أ) عنه عن أبي ثابت بن ثابت بن قيس بن شماس، عن إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس، عن أبيه بنحوه. أخرجه ابن جرير في تفسيره (26/ 118)، عن أبي كريب، عنه به بنحوه. (ب) عنه عن أبي ثابت بن ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه ثابت، عن أبيه، بنحوه. وأبوه هنا هو قيس بن ثابت بن شماس، نسب إلى جده. أخرجه الطبراني (2/ 68)، (1316)، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن أبي كريب عنه به بنحوه. ولعل الحمل هنا على زيد بن الحباب، فقد قال عنه في التقريب: صدوق. انظر: التقريب (1/ 273: 168)، وأبو ثابت في الطريقين. ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل. دون ذكر جرح أو تعديل فيه (9/ 351)، وقال الهيثمي في المجمع: وأبو ثابت لم أعرفه، لكنه قال: حدثني أبي ثابت بن قيس فالظاهر أنه صحابي. ولكن زيد بن الحباب لم يسمع من أحد من الصحابة. اهـ. وقوله: حدثني لا يعني صحبته. 4 - أخرج الطبراني في الكبير (2/ 69: 1318)، عن علي بن سعيد الرازي، =
= عن محمد بن مسلم بن واره، عن محمد بن سعيد بن سابق، عن عمرو بن أبي قيس، عن ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ثابت بن قيس بنحوه مختصرًا. وعلي بن سعيد تكلموا فيه. انظر: اللسان (4/ 265)، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال عنه في التقريب (2/ 184: 460)، صدوق سيء الحفظ جدًا. ويتبين مما مر أن الطرق التي مضت في درجة الضعيف. ولم يسلم أحدها من قدح ما عدا الوجه الثالث عن الزهري فهو صحيح. 5 - له شاهد عن أنس بنحوه. أخرجه البخاري في صحيحه باب علامات النبوّة من المناقب (2/ 531: 3613)، وفي التفسير تفسير سورة الحجرات (4846/ 29593). ومسلم في صحيحه الإِيمان، باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله (1/ 110: 187، 188). وأحمد في مسنده (3/ 137)، وأبو يعلى في المسند (3/ 345: 3318)، (3/ 362: 3368)، (3/ 380: 3414). وابن حبّان في صحيحه" ذكر ثابت بن قيس، (9/ 150: 7124 و 7125). والحاكم في المستدرك (3/ 234)، مناقب ثابت بن قيس. والطبراني في الكبير (2/ 66: 1319)، وقال في المجمع (9/ 326)، ورجاله رجال الصحيح. والبيهقي في الدلائل، باب ما جاء في إخباره -صلى الله عليه وسلم- عن حال ثابت (6/ 354)، والنسائي في تفسيره (2/ 316: 533). والبغوي في تفسيره (4/ 209). وعزاه في الدر (6/ 84)، إلى ابن المنذر، وابن مردويه، عن أنس، وبذا يترقى أثر الباب إلى الصحيح لغيره.
3722 - [1] وقال مسدّد وإسحاق جميعًا: حدّثنا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ الطُّفَاوِيَّ (¬1) يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أرقم رضي الله عنه يَقُولُ: أَتَى نَاسٌ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: (¬2): انْطَلِقُوا بِنَا (¬3) إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنْ كَانَ نَبِيًّا فَنَحْنُ نَشْهَدُ بِهِ، وَإِنْ يَكُنْ (¬4) مَلِكًا عِشْنَا فِي جَنَابِهِ (¬5). فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ. فَأَتَوَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُنَادُونَهُ مِنْ حُجْرَتِهِ: يَا مُحَمَّدُ، يَا مُحَمَّدُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} (¬6) فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأُذُنِي فَمَدَّهَا، وَجَعَلَ يَقُولُ: لَقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ، لَقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يا زيد (¬7). [2] رواه أبو يعلى (¬8): حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي سَمِينَةَ (¬9) ثنا معتمر، به. ¬
3722 - درجته: ضعيف لحال داود، وفيه أبو مسلم مجهول. وقد عزاه في المجمع (7/ 111) =
= إلى الطبراني، وقال: وفيه داود بن راشد الطفاوي. وثقه ابن حبّان وضعفه ابن معين، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وهو إغفال لحال أبي مسلم. وقد تساهل البوصيري حينما قال في الإِتحاف (2/ق 168 ب)، رواه مسدّد وأبو يعلى بسند رواته ثقات. اهـ.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 239: 5123). وابن جرير في تفسيره (26/ 121). وابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (4/ 184). كلهم من طريق معتمر به بلفظه. وفيه ما تقدم من الضعف.
3723 - قال (¬1) إِسْحَاقُ: أنا رَوْحٌ هُوَ ابْنُ عُبَادَةَ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ أَخْبَرَنِي ثَابِتٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْعَصْرِ فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَكَانَ بَعَثَ إِلَيْهِمُ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ يَأْخُذُ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ بَعْدَ الْوَقْعَةِ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِذَلِكَ خَرَجَ مِنْهُمْ قَوْمٌ رُكُوبًا فَقَالُوا: نُفَخِّمُ (¬2) رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونهديه (¬3) في البلاد ونحدثه (¬4)، فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، إِنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مَنَعُوا صَدَقَاتِهِمْ فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ رَجَعَ (¬5) أَقْبَلُوا عَلَى إِثْرِهِ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَصَلُّوا (¬6) مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إليك فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ مِنْ صَلَاةِ الْأُولَى، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالُوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ (¬7) مِنْ غَضَبِهِ وغضب رسوله فما زالوا يعتذرون حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ بِصَلَاةِ الْعَصْرِ "فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ ...} الآية. ¬
3723 - درجته: ضعيف لأن موسى بن عبيدة الربذي ضعيف (التقريب 2/ 286)، وثابت ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 461)، ولم يذكر فيه جرحًا وتعديلًا، وذكره ابن حبّان في الثقات (4/ 95) وقد ذكره الهيثمي في "المجمع (7/ 111)، وقال: فيه =
= موسى بن عبيدة وهو ضعيف. اهـ.
تخريجه: الحديث أخرجه إسحاق (4/ 118: 1886)، بهذا الإِسناد ونحو من المتن. والطبراني في الكبير (23/ 401: 960)، قال حدّثنا مصعب ثنا أبي ثنا عبد العزيز بن محمد، عن موسى به. وابن جرير (11/ 383: 31685)، قال حدّثنا أبو كريب قال ثنا جعفر بن عون، عن موسى بن عبيدة به. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (7/ 556)، لابن مردويه. وقد ورد نحوه من حديث الحارث بن ضرار أخرج أحمد (4/ 279)، والطبراني في الكبير (3/ 274: 3395)، قال الهيثمي في المجمع (7/ 109)، رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات. وقال الحافظ في الإصابة (3/ 601)، وأخرجها الطبراني ... وفي السند من لا يعرف. ومن حديث علقمة بن ناجية أخرجه الطبراني (18/ 6: 4)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 110): رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما يعقوب بن حميد بن كاسب، وثقه ابن حبّان وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات. ومن حديث جابر رواه الطبراني في الأوسط (4/ 477: 3809)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 110)، رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عبد القدوس التميمي وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبّان وبقية رجاله ثقات. ومن حديث ابن عباس أخرجه ابن جرير (11/ 383: 31686)، والبيهقي (9/ 54). ومن حديث مجاهد مرسلًا أخرجه ابن جرير (11/ 384: 31687)، والبيهقي (9/ 55)، والطبراني (22/ 150: 404)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 111): رواه الطبراني مرسلًا وفيه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبيِ مريم وهو ضعيف. =
= ومن حديث قتادة مرسلًا أخرجه ابن جرير (11/ 384: 31688)، (31689). ومن حديث ابن أبي ليلى مرسلًا أخرجه ابن جرير (11/ 384)، (31690، 31691). ومن حديث يزيد بن رومان أخرجه ابن جرير (11/ 384)، (92/ 316). (سعد).
43 - سورة ق
43 - سورة ق 3724 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا عَبْدُ الْجَلِيلِ، وَهُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ، ثنا أَبُو مِجْلَزٍ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه اسْتَلْقَى فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ (¬1) الْمَدِينَةِ، فَوَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى. وَكَانَتِ الْيَهُودُ (¬2) تَفْتَرِي عَلَى اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ، يَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَرَغَ مِنَ الْخَلْقِ يَوْمَ السَّبْتِ، ثُمَّ تَرَوَّحُ، فَقَالَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} (¬3). فَكَانَ أَقْوَامٌ يَكْرَهُونَ أَنْ يَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى حَتَّى صَنَعَ عمر رضي الله عنه. ¬
3721 - درجته: حسن الإِسناد لحال عبد الجليل لأنه صدوق، وقد عزاه البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 169 أ) إلى إسحاق، وقال: رواته ثقات. وفيه تساهل. =
= تخريجه: لم أجده بلفظه، لكن أخرج ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الأدب، باب في الرجل يجلس، ويجعل إحدى رجليه على الأخرى (8/ 382: 5568)، عن يزيد بن هارون، عن العوام، عن الحكم أنه سأل أبا مجلز عن حكم وضع إحدى الرجلين على الأخرى، فقال أبو مجلز: لا بأس به، ورجاله ثقات. يزيد بن هارون: ثقة متقن (التقريب 2/ 372). والعوام هو ابن حوشب: ثقة ثبت (التقريب 2/ 89). والحكم هو ابن عتيبة: ثقة ثبت (التقريب 1/ 192). وأبو مجلز لاحق بن حميد: ثقة (التقريب 2/ 340). فهذا إسناد صحيح إلى أبي مجلز. وذكر السيوطي في الدر (6/ 110)، أن الخطيب أخرج نحوه في تاريخه. ولم أقف عليه.
3725 - وقال مسدّد: حدّثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} (¬1) قال: الباسقات: الطوال. والنضيد: المتراكم. ¬
3725 - درجته: ضعيف لحال سماك، إذ روايته عن عكرمة مضطربة. وقد عزاه البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 169/ أ) إلى مسدّد، وقال: رواته ثقات. اهـ. وفيه تساهل.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (26/ 153)، عن هناد، عن أبي الأحوص به وقال: الباسقات: الطوال، وفيه ما سبق. وقد روي معناه عن غير عكرمة. فروي معنى: باسقات عن ابن عباس، وعبد الله بن شداد، ومجاهد، وقتادة، وابن زيد. وروي معنى: نضيد عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة. انظر: تفسير ابن جرير (26/ 153)، وقال: وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. وروي غير هذا المعنى عن عكرمة نفسه: فقد ذكر السيوطي في الدر (6/ 102)، أن عبد بن حميد وابن المنذر أخرجا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ قال: سألت عكرمة عن النخل باسقات؟ فقلت: ما بسوقها؟ قال: بسوقها: طلعها. ألم تر أنه يقال للشاة إذا حان ولادها بسقت. قال: فرجعت إلى سعيد بن جبير فقلت له: فقال: كذب، يسوقها: طولها. في كلام العرب. ألم تر أن الله قال: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} ثم قال: {طَلْعٌ نَضِيدٌ}. =
= ولم أقف على سنده عندهما. إلَّا أن ابن خثيم هذا: صدوق. انظر: التقريب (1/ 432: 465). كما ذكر عن ابن المنذر أنه أخرج عن عكرمة قال: بسوقها: التفافها. ولم أقف على سنده.
3726 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: وَسَأَلْتُهُ -يَعْنِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-- عن: {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} (¬2)؟ فَقَالَ: أَدْبَارُ السُّجُودِ: الرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَإِدْبَارُ النجوم: الركعتان قبل الغداة. ¬
3726 - درجته: ضعيف لحال الحارث، والسبيعي: مدلس من الثالثة، وقد عنعن، ومحمد بن إسحاق لم أستطع معرفته.
تخريجه: الأثر مروي عن خمسة من الصحابة كما يلي: 1 - عن علي. روي عن أبي إسحاق، عن الحارث عنه. وقد اختلف على أبي إسحاق فيه في إسناده بين رفعه ووقفه على علي: =
= (أ) فروي مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه مسدّد كما مضى. وعزاه في الدر (6/ 110)، إلى ابن المنذر وابن مردويه. وهو ضعيف. (ب) روي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، موقوفًا عليه. أخرجه ابن جرير في تفسيره (26/ 180)، عن ابن حميد، عن حكام، عن عنبسة. عنه به. وقال فيه الركعتان بعد المغرب. فقط. وأخرجه في الموضع نفسه عن أبي كريب، عن مصعب بن سلام، عن الأجلح، عنه بنحو السابق. وأخرجه عن ابن بشار، عن أبي عاصم، عن سفيان. عنه. بنحوه. وفيه أيضًا ما سبق من عنعنة أبي إسحاق. وضعف الحارث. ولعل الروايتين في درجة واحدة. إذ الرواة الذين رووه عن أبي إسحاق موقوفًا منهم ثقات مشهورون، وأما من رواه مرفوعًا فلم أستطع معرفته. ثم إنه روي موقوفًا من غير طريق أبي إسحاق. فأخرجه ابن جرير في الموضع السابق عن يعقوب، عن ابن علية، عن ابن جريج، عن مجاهد، عن علي موقوفًا. ورجاله ثقات لكن ابن جريج، مدلس من الثالثة، وقد عنعن. كما أخرجه عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أبي زرعة، وهبة الله بن راشد، عن حيوة بن شريح، عن أبي صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن أبي الصهباء البكري، عن علي موقوفًا. وفيه أبو الصهباء البكري مقبول. انظر: التقريب (1/ 370: 126). وفي (26/ 182)، عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، عن حميد، عن الحسن، عن علي موقوفًا. ورجاله ثقات إلَّا أن رواية الحسن البصري، عن علي مرسلة. =
= وأعاده في (27/ 39)، وقال ابن أبي عدي وحماد بن مسعدة. وذكر طرفه الثاني فقط. وأخرجه في (26/ 182)، عن ابن حميد، عن حكام، عن جرير، عن عطاء، عن علي موقوفًا بنحوه، وذكر طرفه الأول. وفيه محمد بن حميد الرازي. ضعيف. انظر: التقريب (2/ 156: 159). وأخرجه في (27/ 39)، بالسند نفسه. لكن بدون ذكر حكام. وبالشطر الثاني فقط من الأثر. فهذه الطرق وإن كانت ضعيفة. لكنها تشعر بأن لرواية الوقف أصلًا. وأما رواية الرفع فيعضدها ما يلي. 2 - عن ابن عباس. وقد روي عنه مرفوعًا، وموقوفًا. (أ) المرفوع: أخرجه الترمذي في سننه، تفسير سورة الطور (5/ 67: 3329)، عن أبي هشام الرفاعي، عن ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عباس مرفوعًا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَقَالَ: هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلَّا من هذا الوجه. من حديث محمد بن الفضيل، عن رشدين بن كريب وسألت محمد بن إسماعيل عن محمد ورشدين بن كريب أيهما أوثق؟ فقال: ما أقربهما، ومحمد عندي أرجح. وسألت عبد الله بن عبد الرحمن عن هذا، فقال: ما أقربهما، ورشدين بن كريب أرجحهما عندي. قال: والقول ما قال أبو محمد. ورشدين أرجح من محمد، وأقدمه، وقد أدرك رشدين ابن عباس ورآه. اهـ. وأخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب صلاة التطوع، الركعتان قبل صلاة الفجر، والركعتان بعد المغرب (1/ 320)، من طريق ابن فضيل به بنحوه. وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وله شاهد من حديث حماد ابن سلمة، عن =
= علي بن زيد، عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة، وليس على شرط هذا الكتاب. اهـ. وتعقبه الذهبي بقوله: رشدين ضعفه أبو زرعة، والدارقطني. اهـ. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (26/ 181)، وابن أبي حاتم. انظر: تفسير ابن كثير تفسير سورة (ق 4/ 203)، كلاهما من طريق ابن فضيل به بنحوه. ولكن في رواية ابن أبي حاتم زيادة وهي قول ابن عباس: "بت ليلة عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فصلى ركعتين خفيفتين اللتين قبل الفجر، ثم خرج إلى الصلاة، فقال: يا ابن عباس .. الحديث. قال ابن كثير: وحديث ابن عباس رضي الله عنهما، وأنه بات في بيت خالته ميمونة رضي الله عنها. وصلى تلك الليلة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاث عشرة ركعة. ثابت في الصحيحين وغيرهما. فأما هذه الزيادة فغريبة، لا تعرف إلَّا من هذا الوجه. ورشدين بن كريب ضعيف، ولعله من كلام ابن عباس رضي الله عنهما موقوفًا عليه، والله أعلم. فمدار الروايات على محمد بن فضيل وهو: صدوق عارف، رمي بالتشيع. انظر: التقريب (2/ 200: 628)، عن رشدين وهو: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 251: 93)، وعليه فالحديث ضعيف. (ب) المو قوف: أخرجه ابن جرير في تفسيره (26/ 181)، عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، قال: حدثني أبي، عن أبيه عن ابن عباس موقوفًا عليه. وفيه رواة مبهمون لم أعرفهم. 3 - عن أبي هريرة موقوفًا. أخرجه ابن جرير في تفسيره (26/ 181)، عن علي بن سهل، عن مؤمل، عن حماد، عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد، عنه موقوفًا بنحوه. وقد ذكره الحاكم كما مر، ولم يصرح بوقفه. ولعله أشار بكلامه السابق إلى ذلك. =
= ومؤمل هو ابن إسماعيل: صدوق سيء الحفظ. انظر: التقريب (2/ 290: 1531). وأوس: مجهول. انظر: التقريب (1/ 85: 653). وقد عزاه في الدر (6/ 110) إلى ابن مردويه عنه. وذكره محمد بن نصر في قيام الليل، انظر: المختصر (ص 78). 4 - عن عمر موقوفًا: ذكره محمد بن نصر في قيام الليل كما في المختصر (ص 78)، باب الركعتين بعد المغرب. وعزاه في الدر (6/ 110) إلى ابن المنذر. 5 - عن أبي تميم الجيشاني موقوفًا. وهو كسابقه. وبهذا يبقى الأثر ضعيفًا. لكن الشاهد المروى عن ابن عباس -وإن كان ضعيفًا- إذا انضم إلى المرفوع المروى عن علي رقاه إلى درجة الحسمن لغيره. وأما الروايات الموقوفة فتبقى ضعيفة.
44 - سورة الذاريات
44 - سورة الذاريات 3727 - [1] قال إسحاق: أخبرنا جرير، عن ليث ابن أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَيُّوبَ -هُوَ السِّخْتِيَانِيُّ- عَنْ مُجَاهِدٍ. فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ} (¬1) قال: قال عليٌّ رضي الله عنه: "ما نزلت آيَةٌ كَانَتْ أَشَدَّ عَلَيْنَا مِنْهَا، وَلَا أَعْظَمَ عَلَيْنَا مِنْهَا. قُلْنَا: مَا هَذَا إلَّا مِنْ سخطة، أو مقت، حَتَّى أُنْزِلَتْ: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (¬2) قال: ذكر بالقرآن. [2] أخبرنا (¬3) سُلَيْمَانَ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا أَيُّوبُ عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه مُعْتَجِرًا بِبُرْدٍ (¬4) مُشْتَمِلًا (¬5) فِي خَمِيصَةٍ (¬6) (¬7)، قَالَ: لَمَّا نزلت: "فتول عنهم فما أنت بملوم" (¬8)، اشْتَدَّ عَلَى أَصْحَابِ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فلم يبقَ منا أحد إلَّا أشفق (¬9) لهلكة، إِذْ أُمر النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يتولَّى عَنْهُمْ، حَتَّى نَزَلَتْ، {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (¬10) فطابت أنفسنا. ¬
3727 - [1، 2] درجته: موقوف ضعيف لإِرسال مجاهد. وقد عزاه البوصيري في الإِتحاف (2/ق 169 أ)، إلى إسحاق بلفظيه. ومجاهد وإن قال خرج علينا علي. فقد قال ابن معين في ذلك: ليس بشيء. انظر: تاريخ ابن معين (2/ 549)، المراسيل لابن أبي حاتم (ص 161: 361)، جامع التحصيل (ص 273: 736). والطريق الأول فيه ليث بن أبي سليم ضعيف اختلط بآخره.
3727 - [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عليَّة (¬1)، ثنا أَيُّوبُ (¬2) فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ (أَحْزَنَنَا ذَلِكَ). فَقُلْنَا: أُمِرَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يتولَّى عنَّا، حَتَّى نَزَلَتْ .. وَالْبَاقِي مثله، ولم يقل: فطابت أنفسنا (¬3). ¬
3727 - [3] درجته: مقطوع، ضعيف أيضًا للإِرسال. وقد عزاه البوصيري في الإِتحاف. انظر: تفسير سورة الذاريات (2/ق 169 أ)، إلى إسحاق بلفظيه، ثم قال في الثاني: ورواه أحمد بن منيع بسند رواته ثقات. اهـ.
3727 - [4] قلت: رَوَاهُ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ فِي مُسْنَدِهِ. عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، عَنْ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، بِهِ وأتمَّ منه. وحديث مجاهد عن علي رضي الله عنه، عِنْدَ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِهِ لِحَدِيثٍ غَيْرِ هَذَا (¬1). ¬
3727 - [4] درجته: ضعيف أيضًا، لأنه مرسل.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 11). والبيهقي في الشعب، باب في نشر العلم وألا يمنعه أهله (2/ 276: 1750)، كلاهما من طريق إسماعيل به بنحوه. وهو ضعيف، فمرسلات مجاهد ضعيفة. وقد عزاه في الدر (6/ 116)، إلى ابن المنذر، وابن مردويه، وابن أبي حاتم، والضياء في المختارة. وله شاهد عن ابن عباس بنحوه عزاه في الدر (6/ 116)، إلى أبي داود في الناسخ والمنسوخ، وابن المنذر.
3728 - [1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عرعرة، قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه ذَعَرَنِي ذَلِكَ ذُعْرًا شَدِيدًا -وَكَانَ سلُّ السَّيْفِ فينا عظيمًا- فجلست في بيتي، فكانت حاجة لي، فَانْطَلَقْتُ إِلَى السُّوقِ فَإِذَا أَنَا بِنَفَرٍ فِي ظِلِّ الْقَصْرِ جُلُوسًا نَحْوَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا، وَإِذَا سِلْسِلَةٌ قَدْ عُرِضَتْ عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ: لَأَدْخُلَنَّ. فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ، فَمَنَعَنِي البوَّاب. فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: دَعْهُ، وَيْحَكَ. فَذَهَبْتُ. فَإِذَا أَشْرَافُ النَّاسِ، وَإِذَا وسادة. فجاء عليٌّ رضي الله عنه. رَجُلٌ جَمِيلٌ فِي حلَّة لَهُ. لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ، وَلَا عِمَامَةٌ. فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ، فَلَمْ ينكر من القوم غيري. فقال رضي الله عنه: سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ. وَلَا تَسْأَلُونِي إلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا قُلْتَ حَتَّى أَحْبَبْتَ أَنْ نَقُولَ لَكَ (¬1) فَأَسْأَلَكَ؟ فقال: سلني عما (¬2) شئت. فقال: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا}؟ فقال رضي الله عنه: أما تسأل عن غير هذي (¬3)؟ فقال: أنا أسألك عما أريد، قال رضي الله عنه: الرياح. قال: فما {فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا}؟ قال رضي الله عنه: السحاب. قال: فما {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا}؟ قال رضي الله عنه: السفن. قال: فما {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا}؟ قال رضي الله عنه: الملائكة ... فذكر الحديث بطوله. وفيه أن المسؤول عليُّ رضي الله عنه. ¬
3728 - [1] درجته: موقوف ضعيف، لأن حماد بن سلمة مختلط، ولم تتميز رواية النضر عنه.
3728 - [2] وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَزْرَقُ الْعَبْدِيُّ إِمْلَاءً (¬2) بِبَغْدَادَ (¬3) وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ (¬4)، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ. ¬
3728 - [2] درجته: شديد الضعف لحال العباس بن الفضل فهو متروك.
3728 - [3] وقال ابن منيع: حدّثنا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أبي حرب، عن أبي الأسود ح (¬1) وعن رَجُلٍ، عَنْ زَاذَانَ (¬2) قَالَا (¬3): بَيْنَا النَّاسُ ذَاتَ يوم عند عليٍّ رضي الله عنه إذ وافقوا (¬4) (¬5) منه نفسًا طيبة. قالوا (¬6): حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ .. فَذَكَرَ الحديث قال: فقام عبد الله بن الكوَّا الأعور (¬7)، رجل من بني بكر ابن وائلٍ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا الذَّارِيَاتُ ذروًا؟ فذكر مثله. وزاد: قال في: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} (¬8) قَالَ: ذَاتُ الْخَلْقِ الْحَسَنِ. وَزَادَ فِيهِ أَيْضًا: وَلَا تَعُدْ لِمِثْلِ هَذَا. لَا تَسْأَلْنِي عَنْ مِثْلِ هَذَا. * هَذَا طَرَفٌ مِنْ حديث ساقه بطوله، وفرَّقته في أبوابه (¬9). ¬
3728 - درجته: الحديث له إسنادان: الأول: ضعيف لأن ابن جريج مدلس من الثالثة، وقد عنعن. الثاني: ضعيف للسبب الأول. ولأن فيه رجلًا مبهمًا. فالحديث ضعيف من الطرق المتقدمة كلها. وقد أورد البوصيري بعضه في الإِتحاف (2/ ق 169 أ)، وعزاه لإِسحاق وابن منيع، وسكت عليه. لكنه يترقى بمجموع طرقه إلى الحسن لغيره.
تخريجه: الأثر أخرجه إسحاق كما تقدم، عن النضر، عن حماد بن سلمة، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ علي. ولم أجد من تابع النضر عن حماد إلَّا العباس بن الفضل، عند الحارث، كما تقدم، والعباس ضعيف جدًا. وقد أخرجه البيهقي في الشعب، باب المناسك، حديث الكعبة والمسجد الحرام (3/ 436: 3991)، عن أبي نصر عمر بن قتادة، عن أبي الحسن محمد بن الحسن السراج، عن أبي شعيب الحراني، عن داود بن عمرو، عن أبي الأحوص. ورجاله لهم ثقات. كما أخرجه ابن جرير في تفسيره (26/ 185)، عن هناد بن السري، عن أبي الأحوص. ورجاله أيضًا ثقات. وأخرجه في (26/ 186)، عن ابن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة. =
= كلاهما عن سماك به بنحوه. وأخرجه عن ابن حميد، عن مهران، لكنه قال حدّثنا عن سماك. كما أخرجه أبو الشيخ في العظمة، صفة السموات (ص 243: 550)، عن إبراهيم بن محمد بن الحارث، عن المقدمي، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن سماك به بنحوه. وأخرجه ابن عيينة في تفسيره، عن أبي الطفيل، عن علي بنحوه. وهو صحيح كما ترى. وأخرجه الفريابي كما في فتح الباري (8/ 485)، عن الثوري، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الطفيل به بنحوه. وحبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أحد من الصحابة إلَّا من ابن عباس، وعائشة. وروايته عن غيرهما مرسلة. انظر: جامع التحصيل (ص 158). ومن طريق حبيب أخرجه ابن جرير في تفسيره (26/ 186)، من طريقين عنه. لكن تابعه غيره. فقد أخرجه الحاكم في المستدرك. انظر: تفسير سورة الذاريات (2/ 466)، عن أبي الحسن علي بن محمد بن عقبة. عن الحسن بن علي بن عفان، عن محمد بن عبيد الطنافسي، عن بسام بن عبد الله الصيرفي، عن أبي الطفيل به بنحوه وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وبسام هذا قال عنه في التقريب (1/ 96: 31): صدوق. وأخرجه ابن جرير في التفسير (26/ 186)، عن ابن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن القاسم بن أبي بزة، عن أبي الطفيل به بنحوه، ورجاله ثقات. =
= وأخرجه كذلك عن أبي حميد، عن جرير، عن عبد الله بن رفيع، عن أبي الطفيل به بنحوه. وعن ابن عبد الأعلى، عن ابن ثور، عن معمر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل به بنحوه. ومن طريق وهب أخرجه عبد الرزاق في تفسيره، تفسير سورة الذاريات (2/ 241). وأخرجه ابن جرير في الموضع ذاته عن محمد بن عبد الله بن عبيد الهلالي ومحمد بن بشار، عن محمد بن خالد بن عثمة، عن مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ علي بنحوه. ومحمد بن خالد بن عثمة: صدوق يخطئ. انظر: التقريب (2/ 157: 174). وموسى: صدوق سيء الحفظ. انظر: التقريب (2/ 289: 1521). وأبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية: صدوق سيء الحفظ. انظر: التقريب (1/ 498: 1116). فهو ضعيف من هذه الطريق. وأخرجه في الموضع ذاته عن أبي كريب، عن طلق، عن زائدة، عن عاصم، عن علي بن ربيعة، عن علي بنحوه. ورجاله كلهم ثقات. كما أخرجه عن يونس، عن ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن أبي صخرة، عن أبي معاوية البجلي، عن أبي الصهباء البكري، عن علي بنحوه. =
= وأبو الصهباء مقبول. انظر: التقريب (1/ 370: 126). وأخرجه عن بشر، عن يزيد، عن سعيد، عن قتادة، مرسلًا. فالخلاصة أن المروي عن علي رضي الله عنه صحيح، فأكثر طرقه صحيحة. وما كان منها ضعيفًا فضعفه منجبر إلَّا ما ندر. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 111)، إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وسعيد بن منصور، وابن الأنباري في المصاحف. وقد روي عن ابن عباس أنه قال في "والسماء ذات الحبك" قال: ذات الخلق الحسن. أخرجه عنه ابن جرير في تفسيره (26/ 189)، عن ابن بشار، عن عبد الرحمن، عن سفيان، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، عنه به. وعطاء: صدوق اختلط. انظر: التقريب (2/ 22: 191)، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه من طريقه في (26/ 190). وكذا أخرجه من طريقه أبو الشيخ في العظمة (ص 245: 556). وأخرجه ابن جرير في (26/ 189)، عن أبي حصين عبد الله بن أحمد بن يونس، عن عبثر، عن حصين، عن عكرمة، عنه به. ورجاله ثقات. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (ص 243: 547) عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن أبي سعيد الأشج، عن ابن أبي غنية، عن سعيد بن طريف، عن عكرمة بنحوه. وابن جرير في (26/ 190)، عن علي، عن أبي صالح، عن معاوية، عن علي، عن ابن عباس به. وعن مهران، عن سعيد، عن قتادة، عنه به. =
= فهو في درجة الصحيح عن ابن عباس. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 112)، إلى ابن مردويه، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطستي. وله شاهد مرفوع من حديث عمر، وفيه أن صبيغ التميمي سأله عن معنى هذه الآيات، فأجابه بنحو ما تقدم، وقال: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقوله ما قلته. وفيه أنه أمر بحبسه وضربه. أخرجه البزّار في مسنده (1/ 423: 299)، عن إبراهيم بن هانئ، عن سعيد بن سلام العطار، عن أبي بكر بن أبي سبرة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، قال: جاء صبيغ .. فذكره. قال البزّار: وهذا الحديث لا نعلمه يروي عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ وجه من الوجوه، إلَّا من هذا الوجه. وإنما أتى من أبي بكر بن أبي سبرة فيما أحسب؛ لأن أبا بكر لين الحديث، وسعيد بن سلام لم يكن من أصحاب الحديث، وإنما ذكرت هذا الحديث إذ لم أحفظه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا من هذا الوجه، فذكرته وبينت العلة فيه. اهـ. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 116)، وقال: رواه البزّار، وفيه أبو بكر بن أبي سبرة، وهو متروك. اهـ. ونقله ابن كثير في تفسيره (4/ 204)، وقال: فهذا الحديث ضعيف رفعه. وأقرب ما فيه أنه موقوف على عمر رضي الله عنه، فإن قصة صبيغ بن عسل مشهورة مع عمر رضي الله عنه. اهـ. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه، ترجمة صبيغ (8/ 231)، من طريق أبي بكر به. ونقل قول الدارقطني: غريب من حديث يحيى الأنصاري عن ابن المسيب، عن عمر، تفرد به أبو بكر بن أبي سبرة المديني عنه، وهو في أطراف الأفراد لابن طاهر (1/ 105). وأخرجه كذلك ابن مردويه عن عبيد بن موسى، عن ابن أبي سبرة كما في =
= الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف (4/ 395)، وأبو بكر بن أبي سبرة قال عنه في التقريب (2/ 397: 51): رموه بالوضع. اهـ. ومداره عليه. فلعله كما قال الإِمام ابن كثير موقوف على عمر. وقد ذكره الحافظ في الفتح (8/ 486)، وقال: بسند لين. وعزاه في الدر (6/ 111)، إلى الدارقطني في الأفراد، والفريابي.
3729 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعِ، ثنا الْجُرَيْرِيُّ (¬1) عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ. قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} (¬2) خرج رجال بأيديهم العصيُّ فقالوا: أين الذين كلَّفوا ربنا حتى حلف؟ ¬
3729 - درجته: الحديث شديد الضعف لأن مسعدة متروك. وفيه علتان أخريان: 1 - أنه لم تتميز رواية مسعدة عن الجريري، هل هي قبل الاختلاط أم بعده. 2 - أنه مرسل. فيزيد لم يحضر القصة. وقول البوصيري في الإِتحاف (2/ق 169 أ)، رواه أحمد بن منيع عن مسعدة بن اليسع، وهو ضعيف. اهـ. فيه تساهل.
تخريجه: لم أجده.
45 - سورة الطور
45 - سورة الطور 3730 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ: .. فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ، قَالَ: سَلْنِي عَمَّا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ (¬1)، فَقَالَ: مَا "السَّقْفُ الْمَرْفُوعُ" (¬2)؟ قَالَ: السَّمَاءُ. قَالَ: فَمَا "الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ" (¬3)؟ فقال علي رضي الله عنه لأصحابه: ما تقولون؟ قالوا: هذا البيت: الْكَعْبَةُ (¬4). فَقَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ (¬5) بَيْتٌ فِي السَّمَاءِ بِحِيَالِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ، يُقَالُ لَهُ: الضُّرَاحُ حُرْمَتُهُ فِي السَّمَاءِ كَحُرْمَةِ هَذَا فِي الْأَرْضِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لَا يعودون فيه. ¬
= 3730 - درجته: ضعيف لأن حمادًا مختلط، ولم تتميز رواية النضر عنه. متى هى؟ وقول البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 169 أ)، رواته ثقات، لا يقتضي صحته.
تخريجه: قوله في: البيت المعمور: إنه بيت في السماء. أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 16)، عن هناد بن السري، عن أبي الأحوص. ورجاله ثقات. والبيهقي في الشعب، باب المناسك. حديث الكعبة (3/ 436: 3991)، من طريقه. وكذا عن ابن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة وفيه أنه في السماء السادسة. ورجاله ثقات كذلك. وعن ابن حميد عن مهران، عن سفيان. ثلاثتهم، عن سماك به بنحوه. وأخرجه ابن جرير كذلك في (27/ 16)، عن أبي كريب، عن طلق بن غنام، عن زائدة، عن عاصم، عن علي بن ربيعة، عن علي بنحوه. ورجاله ثقات أيضًا. وأخرجه كذلك عن ابن حميد، عن حكام، عن عنبسة، عن عبيد المكتب، عن أبي الطفيل، عن علي بنحوه. ورجاله ثقات. وعنبسة هو ابن سعيد الضريس. فالمروى عن علي رضي الله عنه صحيح لغيره. وقد عزاه في الدر (6/ 117) إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري. وله شاهد مرفوع صحيح عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، لما عرج به إلى السماء رفع له البيت المعمور في السماء السابعة، وأنه تدخله الملائكة. بنحو هذا. أخرجه البخاري في "صحيحه" باب ذكر الملائكة من كتاب الجزية (3207 =
= 2/ 422)، وفي باب المعراج (3887: 3/ 63)، ذكر البيت المعمور. وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإِيمان، باب الإِسراء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إلى السموات (1/ 145: 259). وهو عند النسائي في تفسيره (2/ 337)، وعند أحمد في مسنده (3/ 153). وفي المستدرك (2/ 468)، وعبد بن حميد في المنتخب (1210). والبيهقي في الشعب (3993: 3/ 438)، المناسك. وابن جرير في تفسيره (27/ 17)، من عدة طرق. وعزاه في الدر إلى ابن المنذر، وابن مردويه. وقد روي معناه عن غير علي. فقد روي عن أبي هريرة مرفوعًا بسند ضعيف كما ذكر ذلك صاحب الدر المنثور (6/ 117)، وعزاه لابن المنذر، وابن مردويه، وابن أبي حاتم، والعقيلي، وعن ابن عباس موقوفًا بسند ضعيف كما ذكر ذلك هو أيضًا، وعزاه للطبراني، وابن مردويه. وأخرجه ابن جرير في تفسيره عنه (27/ 17)، عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، عن أبيه، قال حدثني أبي، عنه بنحوه، إلَّا أنه ضعيف فكل رجال الإِسناد ضعفاء كما تقدم في النص رقم 3653. وعن عائشة مرفوعًا وعزاه في الدر إلى ابن مردويه. وعن عبد الله بن عمرو مرفوعًا. وقد عزاه في الدر أيضًا إلى ابن مردويه. وأخرجه عنه البيهقي في الشعب (3994: 3/ 438). بنحوه موقوفًا عليه. وعليه فهو صحيح عن علي، وله شاهد صحيح مرفوع. وروي عن غيره موقوفًا. ومرفوعًا بأسانيد ضعيفة. قوله: السقف المرفوع: السماء. أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 16)، عن ابن المثنى، عن حمد بن جعفر، =
= عن شعبة، عن سماك عن خالد، عن علي بنحوه. وفي (27/ 18)، عن هناد، عن أبي الأحوص، عن سماك به بنحوه. والبيهقي في الشعب (3/ 463: 3991)، من طريق أبي الأحوص به بنحوه. وعن ابن حميد عن مهران، وعن ابن يسار عن عبد الرحمن، كلاهما عن سفيان، عن سماك به بنحوه. وتقدم أن رجاله ثقات. والحاكم في المستدرك (2/ 468)، من طريق سفيان به بنحوه، وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأبو الشيخ في العظمة (ص 243: 550)، من طريقه به بنحوه. وعزاه في الدر إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن علي.
46 - سورة النجم
46 - سورة النجم 3731 - قال مسدّد: حدّثنا يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَافِعٍ قَالَ: إن أبا هريرة رضي الله عنه سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ، وَهُوَ شَاهِدٌ: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} (¬1). قال رضي الله عنه: هِيَ النَّظْرَةُ، وَالْغَمْزَةُ، وَالْقُبْلَةُ، وَالْمُبَاشَرَةُ، فَإِذَا مَسَّ الختان الختان فهو الزنا، وقد وجب الغسل (¬2). ¬
3731 - درجته: فيه عبد الرحمن بن نافع لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا. =
= تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 66)، من طريق ابن نافع به بنحوه. وعزاه في الدر (6/ 127)، إلى ابن أبي حاتم. وقد روي له شاهد عن ابن مسعود بنحوه. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 255)، عن معمر، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عنه. ورجاله ثقات. ومن طريقه أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 470)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وسكت الذهبي. وعن الحاكم أخرجه البيهقي في الشعب، باب في معالجة كل ذنب بالتوبة (5/ 393: 7060). وتابع عبد الرزاق محمد بن ثور كما عند ابن جرير في تفسيره (27/ 65)، عن محمد بن عبد الأعلى عنه به بنحوه. لكن قال: عن أبي الضحى أن ابن مسعود: وجاء موصولًا في الروايات الأخرى، عن أبي الضحى عن مسروق، عن ابن مسعود. وعزاه في الدر (6/ 127)، إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن مسعود. وقد روى أبو هريرة مرفوعًا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة. فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك ويكذبه". أخرجه البخاري في صحيحه، الاستئذان، باب زنا الجوارح دون الفرج (4/ 139: 6243)، وفي القدر، باب: وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ومسلم في صحيحه، القدر باب قدر على ابن آدم حظه من الزنا (5/ 511: 21 =
= و 22)، وأبو داود في: النكاح، باب ما يؤمر به من غض البصر (1/ 609: 2152، 2153، 2154)، وأحمد في المسند (2/ 276 و 2/ 317). والحاكم في المستدرك، تفسير سورة النجم (2/ 470) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت الذهبي، وقد خرجه الشيخان كما علمت. والبغوي في شرح السنَّة، كتاب الأيمان (1/ 136: 75). والبيهقي في الشعب، باب في تحريم الفروج (4/ 365: 5427 و 5428 و 5429 و 5430). وعبد الرزاق في تفسيره، تفسير سورة النجم (2/ 253). والنسائي في تفسيره، تفسير سورة النجم (2/ 353: 564). وابن جرير في تفسيره (27/ 65). وعزاه في الدر (6/ 127)، إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه. فيرتقي الأثر المروي عن أبي هريرة إلى الصحيح لغيره.
3732 - حَدَّثَنَا (¬1) يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن عمر رضي الله عنه قَرَأَ النَّجْمَ (¬2) فَسَجَدَ (¬3). ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ سُورَةً أُخْرَى. ¬
3732 - درجته: موقوف صحيح.
تخريجه: لم أجده بلفظه، لكن ذكر السيوطي في الدر (6/ 132)، عن سبرة قال: صلَّى بنا عمر الفجر فقرأ في الركعة الأولى سورة يوسف، ثم قرأ في الثانية النجم فسجد. ثم قام فقرأ: إذا زلزلت، ثم ركع. اهـ. وعزاه لسعيد بن منصور.
3733 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عن الضحاك، عن ابن عباس رضي الله عنهما: {إِذْ يَغْشَى (¬2) السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} (¬3) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬4): رَأَيْتُهَا حَتَّى (اسْتَثْبَتُّهَا) (¬5)، ثُمَّ حَالَ دُونَهَا فِرَاشُ الذهب. ¬
3733 - درجته: شديد الضعف، لأن جويبرًا متروك، وفيه الضحاك بن مزاحم كان يرسل عن ابن عباس. وقد عزاه في المجمع (7/ 117)، إلى أبي يعلى وقال: فيه جوبير وهو ضعيف. اهـ. وهو ضعيف جدًا كما تقدم. وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (2/ق 169 ب).
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 55، 56)، عن أبي كريب، وابن وكيع، كلاهما عن أبي خالد الأحمر به بلفظه. وفيه ما تقدم من الضعف. وله أصل من حديث أسماء، وأنس ويعقوب بن يزيد، مرفوعًا. 1 - أما حديث أسماء فأخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب التفسير =
= (2/ 469)، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن محمود بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدته أسماء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول يصف سدرة المنتهى: يسير الراكب في الفنن منها مائة سنة يستظل بالفنن منها مائة راكب فيها فراش من ذهب .. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وسكت الذهبي. وفيه يونس بن بكير قال عنه في التقريب: يخطئ (2/ 384: 472). وشيخه محمد بن إسحاق بن يسار: صدوق يدلس، وهو من الثالثة. وقد عنعن. انظر: التقريب (2/ 144: 40)، طبقات المدلسين (ص 38). وقد أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 54)، عن أبي كريب، عن يونس به بلفظه. وعزاه في الدر (6/ 125)، إلى ابن مردويه، عن أسماء. 2 - وأما حديث أنس: فقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 126)، إلى ابن مردويه، ولفظه: "رآها ليلة أسرى به يلوذ بها جراد من ذهب". 3 - عن يعقوب بن زيد، أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 56)، عن ابن حميد، عن مهران، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زيد، عن يونس، عن ابن وهب، عن يعقوب قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ما رأيت يغشى السدرة؟ قال: رأيتها يغشاها فراش من ذهب". وهو كما ترى مرسل. فيعقوب بن زيد، من الخامسة كما ذكره الحافظ في التقريب (2/ 375: 376). فلم يحضر القصة. وقد عزاه في الدر (6/ 126)، إلى عبد بن حميد عن يعقوب. وعلى هذا فضعف حديث أسماء منجبر، وكذا حديث يعقوب. وبانضمام الطرق إلى بعضها يمكن ترقيته إلى مرتبة الحسن لغيره.
3734 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ الدَّيْلَمِ، عَنِ الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} (¬2) (¬3)، قَالَ: كَانُوا يَمُرُّونَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- شامخمين. أَلَم تَرَ إِلَى الْفَحْلِ كَيْفَ يَخْطِرُ شَامِخًا (¬4). ¬
3734 - درجته: ضعيف لأن رواية الضحاك عن ابن عباس مرسلة. وأورده الهيثمي في تفسير سورة النجم (7/ 119)، وعزاه لأبي ليلى وقال: فيه الضحاك بن مزاحم، وقد وثق، وفيه ضعف. وبقية رجاله ثقات، لكنه لم يسمع من ابن عباس. اهـ. وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (2/ق 169 ب).
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 82). عن أبي كريب به وقال: ألم تر إلى الفحل في الإبل عطنًا شامخًا. وعزاه في الدر (6/ 132)، إلى الفريابي، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، ويبقى الأثر مرسلًا.
47 - سورة القمر
47 - سورة القمر 3735 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ...} (¬1) الْآيَةَ. فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَيُّ جَمْعٍ يُهْزَمُ؟ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ (¬2) وَرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَثِبُ (¬3) فِي الدِّرْعِ (¬4). وَيَقُولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} فَعَرَفْتُ أَنَّهُ هُوَ. [2] قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ عن عكرمة مثله. * هذا منقطع. ¬
3735 - درجته: ضعيف لأنه منقطع قتادة لم يدرك عمر. وقد أشار البوصيري إلى ذلك في الإِتحاف (2/ق 169 ب)، فقال: رواته ثقاتٍ إلَّا أنه منقطع. اهـ. =
= تخريجه: الأثر مروى عن أيوب. وقد اختلف عليه في إسناده على وجهين: 1 - روي عنه، عن عكرمة، عن عمر. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 259)، عن معمر. وابن جرير في تفسيره (27/ 108) عنه. وابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (4/ 234)، من طريق حماد. كلاهما عنه به بنحوه. وقد تابع قتادة أيوب كما عند عبد الرزاق في المكان المتقدم عن معمر، عن قتادة، عن عكرمة به بنحوه. 2 - عنه، عن عكرمة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يثب في الدرع ... الحديث. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب المغازي، باب غزوة بدر الكبرى (4/ 357:18512). وابن جرير (27/ 109)، عن يعقوب بن إبراهيم. كلاهما عن ابن علية، عنه به بنحوه. فالمختلف عليه أيوب. وهو ثقة ثبت كما تقدم. وتابعه قتادة كما عند عبد الرزاق. والمختلفون عليه هم: معمر، وهو ثقة في غير حديثه عن ثابت. وعاصم، وهشام، وما حدث به في البصرة. وتابعه حماد بن زيد، وهو ثقة، ثبت. فهذان رويا الوجه الأول. وروى إسماعيل بن علية الوجه الثاني. وهو ثقة. ولذا فلا أرى مانعًا من كونه روي عن عكرمة مرة، وعنه عن عمر مرة أخرى. ومع ذلك فهو لا يخلو من الانقطاع. ويبقى ضعيفًا. وقد أخرجه الطبراني في =
= الأوسط كما في مجمع البحرين (5/ 91: 2747)، عن علي بن سعيد الرازي، عن محمد بن إسماعيل الأنصاري، عن عبد المجيد بن عبد العزيز، عن معمر، عن قتادة، عن أنس، عن عمر بنحوه. وقال: لم يروه عن قتادة إلَّا معمر، ولا عنه إلَّا عبد المجيد، تفرد به محمد بن إسماعيل. اهـ. ومحمد بن إسماعيل الأنصاري لم أعرفه. وقد عزاه الهيثمي في "المجمع (6/ 81)، إليه، وقال: فيه محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري. ولم أعرفه. اهـ. كما أخرجه ابن مردويه، وعبد بن حميد، وابن المنذر كما في الدر (6/ 137). وقد روي الأثر عن أبي هريرة عن عمر بنحو هذا وأطول منه. وأخرجه الطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (5/ 92: 2748)، عن مسعدة بن سعد، عن إبراهيم بن المنذر، عن عبد العزيز بن عمران، عن محمد بن هلال، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره وقال: لا يروى عن أبي هريرة، عن عمر إلَّا بهذا الإِسناد، تفرد به إبراهيم. اهـ. لكن قال الهيثمي في المجمع (6/ 81)، في رواية الطبراني. فيه عبد العزيز بن عمران، وهو ضعيف. اهـ. وعبد العزيز بن عمران هذا قال عنه في التقريب (1/ 511: 1242)، متروك. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 136)، إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه. وله شاهد عن ابن عباس مخرج في صحيح البخاري، ولفظه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال -وهو في قبة بدر-: اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم. فأخذ أبو بكر بيده. فقال: حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك -وهو يثبت في الدرع- فخرج =
= وهو يقول: سيهزم الجمع، ويولون الدبر. اهـ. أخرجه البخاري في الجهاد، باب ما قيل في درع النبي -صلى الله عليه وسلم- والقميص في الحرب (2/ 336: 5/ 29)، وفي المغازي، باب قصة غزوة بدر (3/ 83: 3953). وفي تفسير سورة القمر (3/ 301: 4875 و 4877). كما أخرجه غيره. وعلى هذا يترقى أثر الباب إلى الصحيح لغيره.
3736 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عاصم، ثنا داود ابن أبي هند، عن علي ابن أبي طلحة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} (¬1) "قال رضي الله عنه": مضى انشقاق القمر بمكة. ¬
3736 - درجته: موقوف ضعيف لأمرين: 1 - علي بن عاصم: ضعيف. 2 - رواية عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرسلة. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ق 169 ب): رواه أحمد بن منيع، وفيه علي بن عاصم وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 86)، من طريق داود، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عباس به. ورواية علي كما تقدم مرسلة عن ابن عباس. وعزاه في الدر (6/ 133)، إلى ابن مردويه، وأبي نعيم في الدلائل. والذي في البخاري ومسلم عن ابن عباس هو قوله: "انشق القمر في زمان النبي -صلى الله عليه وسلم-". أخرجه البخاري في صحيحه المناقب، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي -صلى الله عليه وسلم- آية (3/ 538: 3638). وباب مناقب الأنصار، باب انشقاق القمر (3/ 59: 3870). وتفسير سورة القمر، باب وانشق القمر (3/ 30: 4866). =
= ومسلم في صحيحه صفات المنافقين، باب انشقاق القمر (5/ 669: 25)، النووي. ولأثر الباب شاهد صحيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. إن أهل مكة سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يريهم آية. فأراهم القمر شقتين، حتى رأوا حراء بينهما". أخرجه البخاري في صحيحه مناقب الأنصار، باب انشقاق القمر (3/ 59: 3368). وقد روى البخاري ومسلم وغيرهما، عن ابن مسعود أنه قال: خمس قد مضين، وذكر منها القمر. أخرجه البخاري، تفسير سورة الدخان، باب يوم نبطش البطشة الكبرى (3/ 290: 4825). ومسلم في صفات المنإفقين، باب الدخان (3/ 667: 18)، النووي. وبهذا يترقى أثر الباب إلى الصحيح لغيره.
3737 - وبه عن ابن عباس رضي الله عنهما: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (¬1). قال: يوم بدر. ¬
3737 - درجته: سنده ضعيف كما تقدم، لضعف علي بن عاصم، ولأن رواية عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرسلة. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (2/ق 169 ب).
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب المغازي، باب غزوة بدر الكبرى (14/ 357: 18509)، عن عبد الأعلى. وابن جرير في تفسيره (27/ 109)، عن إسحاق بن شاهين، عن خالد بن عبد الله. كلاهما عن داود به بلفظه. وتبقى الرواية ضعيفة لأنها من رواية علي عن ابن عباس وهي مرسلة. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 136)، إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
3738 - وفي قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (¬1)} قال: يوم بدر. ¬
3738 - درجته: سنده ضعيف كما تقدم، لضعف علي بن عاصم، ولأن رواية عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرسلة. وقد سكت عليه البوصيري (الإِتحاف 2/ق 169 ب).
تخريجه: لم أجده عن ابن عباس. لكن روي عن ابن مسعود نحوه. أخرجه ابن جرير في تفسيره (19/ 56)، عن ابن المثنى، عن عبد الأعلى، عن داود، عن عامر: عنه قال: اللزام: القتل يوم بدر. ورجاله ثقات إلَّا أن رواية عامر الشعبي عن ابن مسعود مرسلة. وأخرجه في (19/ 57) من طريق سفيان، عن ابن مسعود بنحوه. لكن رواية سفيان عن ابن مسعود مرسلة أيضًا. وأخرج في الموضع السابق، عن ابن حميد، عن جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم عنه قال: قد مضى اللزام. كان اللزام يوم بدر. وفيه محمد بن حميد: ضعيف كما في التقريب (2/ 156: 159). ومغيرة بن مقسم: مدلس من الثالثة كما في طبقات المدلسين (ص 33)، وقد عنعن. ومرسلات إبراهيم النخعي عن ابن مسعود صححها البيهقي كما في جامع التحصيل (ص 141: 13). فالمروي عن ابن مسعود رضي الله عنه في درجة الحسن بمجموع هذه الطرق. =
= وقد أخرج البخاري ومسلم عن ابن مسعود أنه قال: خمس قد مضين: الدخان، والقمر، والروم، والبطشة واللزام. أخرجه البخاري في صحيحه تفسير سورة الدخان، باب يوم نبطش البطشة الكبرى (3/ 290: 4825). ومسلم في صحيحه صفات المنافقين، باب الدخان (3/ 667: 18)، النووي. وهو مروي أيضًا عن أبي كما أخرجه عنه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 72)، تفسير سورة الفرقان، عن معمر، عن قتادة عنه قال: اللزام: القتل يوم بدر. وقتادة مدلس من الثالثة ولم يصرح بالسماع. فالأثر ضعيف.
48 - سورة الرحمن
48 - سُورَةِ الرَّحْمَنِ (157) تَقَدَّمَ فِي فَضْلِهَا حَدِيثُ عَلِيٍّ رضي الله عنه في الأدب (¬1). بَابِ مَا يَقُولُ إِذَا هرَّ (¬2) عَلَيْهِ الْكَلْبُ. ¬
3739 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ. قالا: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ أبا الدرداء رضي الله عنه، كَانَ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (¬1) قَالَ: وَإِنْ زَنَى (¬2) وَإِنْ سَرَقَ. قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال أحمد بن منيع: هذا إذا تاب. اهـ. ¬
3739 - درجته: مرفوع ضعيف لأمرين: 1 - حماد مختلط، ولم تتميز رواية الحسن، وأبي نصر عنه. 2 - محمد بن سعد مجهول. وقول البوصيري في الإِتحاف (2/ق 169 ب). رواه أبو بكر بن أبي شيبة. ورواته ثقات. اهـ. فيه تجوز.
3745 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ عَنْ يُونُسُ (¬2) بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ هُرْمُزَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كنت عند أبي الدرداء رضي الله عنه، قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيْنَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (¬3) وَإِنْ زَنَى (¬4)، وَإِنْ سَرَقَ. قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ لا يقرؤنها هَكَذَا؟ فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ (¬5)، وَقَالَ: هَكَذَا (¬6) قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ¬
3740 - درجته: فيه صدقة بن هرمز ومحمد بن سعد لم أجد فيهما جرحًا ولا تعديلًا. وقد أورده البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 169 ب)، وعزاه لأبي يعلى. والنسائي في الكبرى، وسكت عليه.
تخريجه: الحديث مروي عن أبي الدرداء من ثلاثة أوجه: 1 - من طريق عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء مرفوعًا. أخرجه أحمد في مسنده (2/ 357): عن سليمان، عن إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة. ورجاله ثقات. فسليمان بن داود: ثقة. انظر: التقريب (1/ 324: 434). وإسماعيل بن جعفر: ثقة، ثبت. انظر: التقريب (1/ 68: 495). ومحمد بن أبي حرملة: ثقة. انظر: التقريب (2/ 153: 129). =
= وعطاء بن يسار: ثقة فاضل. انظر: التقريب (2/ 23:204)، وقد صرح بالسماع كما سيأتي ذكره. فهو في درجة الصحيح. ولذا قال الهيثمي في المجمع (7/ 121): رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح. اهـ. وقال صاحب الفتح الرباني بعد أن ذكر الحديث في (18/ 293): رجاله ثقات. اهـ. والحديث كما قلت في مسند الإِمام أحمد في المكان المتقدم، في مسند أبي هريرة، ولذا يصعب الكشف عنه، مع عزو السيوطي في الدر والهيثمي، الحديث إليه. وهذا ما جعل الشيخ الألباني يقول في الحديث عند تحقيقه لكتاب السنَّة لابن أبي عاصم (2/ 472: 975): لم أره في مسند أبي الدرداء. وإنما رواه من طريقين آخرين عن أبي الدرداء مطولًا ومختصرًا، وليس فيهما ذكر الآية. اهـ. والحديث فيه ذكر الآية كما تقدم، وهو أيضًا في الفتح الرباني في المكان السابق. وأخرجه النسائي في الكبرى، كتاب التفسير (6/ 478: 11560)، وهو في تفسيره برقم (580)، (2/ 374)، عن علي بن حجر، عن إسماعيل به بنحوه. والبغوي في شرح السنة (14/ 386: 4189)، باب الرجاء وسعة رحمة الله. من طريق علي بن حجر به بنحوه. والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 296)، عن علي بن أبي هاشم، عن إسماعيل به بنحوه. وابن جرير في تفسيره (27/ 146)، من طريق محمد بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة به بنحوه. والبيهقي في البعث (41: 30)، باب: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ"، من طريق محمد بن جعفر به بنحوه. وأما إرسال عطاء عن أبي الدرداء فقد صرح بالسماع منه عند ابن أبي حاتم في =
= التفسير، والطبراني في المعجم والبيهقي في البعث، كما ذكر ذلك الحافظ في الفتح (11/ 223)، لكنه قال: في الشعب. اهـ. ولم أقف عليه في الشعب. والذي في الشعب حديث أبي ذر وهو شبيه بحديث أبي الدرداء. فالحديث من هذه الطريق صحيح. 2 - من طريق سعيد الجريري، عن أبي الدرداء، وقد اختلف عليه في إسناده على أوجه ثلاثة: (أ) أخرجه النسائي في التفسير (2/ 375: 581)، وهو في الكبرى (6/ 478: 11561)، عن مؤمل بن هشام، عن إسماعيل، عن الجريري، عن موسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عن أبي الدرداء بنحوه. وابن خزيمة في التوحيد (2/ 810: 533)، عن مؤمل به بنحوه. ورجاله ثقات، غير موسى فهو غير منسوب كما في تهذيب الكمال (10/ 339)، ترجمة الجريري. وقال عنه في التقريب (2/ 290: 1523): مجهول. (ب) أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 146)، عن ابن حميد، عن مهران، عن ابن المبارك، عن سعيد الجريري، عن رجل، عن أبي الدرداء. وفيه مهران العطار: صدوق له أوهام، سيء الحفظ. انظر: التقريب (2/ 279: 1419). ورجل: هذا مبهم. (ج) أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده عن الحسن بن موسى، وابن منيع، عن أبي نصر كلاهما، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بن سعد بن مالك، عن أبي الدرداء. وتقدم أنه ضعيف. وأن محمد بن سعد مجهول. وأبو يعلى، عن أبي خيثمة يونس بن محمد، عن صدقة بن هرمز، عن الجريري به. وتقدم أنه ضعيف أيضًا. =
= والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 296)، عن زهير، عن يونس به بنحوه. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 146)، عن محمد بن موسى، عن عبد الله بن الحارث القرشي، عن شعبة، عن سعيد الجريري، به بنحوه. وعليه فهذه الطرق لا تخلو من ضعف جميعها. والمختلف عليه وهو الجريري، ثقة كما تقدم. وأما المختلفون: فمن روى الوجه الأول وهو: إسماعيل بن علية: ثقة حافظ. انظر: التقريب (1/ 65: 476). ومن روى الوجه الثاني: ابن المبارك: ثقة، ثبت التقريب (1/ 445: 583). ومن روى الوجه الثالث: حماد بن سلمة: ثقة كما تقدم. وشعبة، إمام ثقة أيضًا. وصدقة: مجهول. فالذي يظهر تساويها في القوة، وصعوبة الجمع بين هذه الأوجه الثلاثة أو الترجيح. 3 - أخرجه ابن أبي عاصم في السنَّة برقم (975)، (2/ 472)، باب في الوعد والوعيد، عن الحوطي، عن بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، عن ابن جبير بن نفير، وشريح بن عبيد، عن عمرو بن الأسود، عن أبي الدرداء، بنحوه. ورجاله ثقات، لكن بقية مدلس من الرابعة وقد عنعن. وقد حكم الشيخ الألباني في تحقيق كتاب السنَّة (2/ 472: 975)، بأنه صحيح لولا عنعنة بقية. ولكن يمكن ترقي الطرق الضعيفة بالطريق الصحيحة. فالحديث في درجة الصحيح لغيره. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 146)، إلى البزّار، وابن المنذر وابن مردويه.
3741 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قال: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} (¬1) قال: الدر المجوَّف (¬2). ¬
3741 - درجته: موقوف صحيح. وقد عزاه في الإِتحاف (2/ق 169 ب)، إلى مسدّد. وقال: رواه مسدّد موقوفًا، ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الجنة (13/ 134: 15908)، عن غندر. وابن جرير في تفسيره (27/ 161)، عن ابن المثنى، عن يحيى، عن سعيد وعن الحسن بن عرفة، عن شبابة. ثلاثتهم عن شعبة به بلفظ. وأخرجه أبو نعيم في زيادات الزهد لابن المبارك (ص 71: 247)، عن مسعر عن عبد الملك، عن أبي الأحوص موقوفًا عليه. وقد عزاه في الدر (6/ 151)، إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وقد روي أيضًا مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقد أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 162)، عن الحسين، عن أبي معاذ، عن عبيد، عن الضحاك، عن ابن مسعود مرفوعًا بنحوه. وفيه أبو معاذ الفضل بن خالد النحوي، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل =
= (7/ 61)، دون ذكر تعديل أو تجريح فيه. وذكره ابن حبّان في الثقات (9/ 5). وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الجنة (13/ 134: 15907)، عن غندر، عن شعبة، عن عمارة، عن أبي مجلز، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بلفظه. وابن جرير في تفسيره (27/ 162)، من طريق أبي مجلز مرفوعًا بلفظه أيضًا. لكن رواية أبي مجلز عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلة. وأخرجه أبو نعيم كما في زيادات الزهد (71: 1248)، عن سعيد، عن عمارة بن أبي حفصة مرفوعًا وهو مرسل. وعزاه في الدر (6/ 151)، إلى ابن أبي حاتم مرفوعًا. وأصل الحديث مرفوعًا في صحيح البخاري في تفسير سورة الرحمن (3/ 303: 4879)، باب حور مقصورات في الخيام، ولفظه عن عبد الله بن قيس الأشعري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمنون". وفي بدء الخلق (2/ 432: 3243)، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة. عنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ثلاثون ميلًا، في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون". وهو عند مسلم بنحوه في الصحيح، كتاب الجنة (5/ 696:21) و (697: 23). والترمذي في سننه أبواب صفة الجنة، باب ما جاء في صفة غرف الجنة (4/ 81: 2648) وأحمد (4/ 400، 411، 419). والدارمي في الرقائق في باب في خيام الجنة (2/ 336). وابن أبي شيبة في كتاب الجنة (13/ 105: 15831). وعبد بن حميد في المنتخب، مسند أبي موسى (ص 192: 544). والبغوي في شرح السنَّة (15/ 216)، كتاب الفتن، باب صفة الجنة وأهلها (ح 4379).
49 - سورة الواقعة
49 - سورة الواقعة 3742 - [1] قال الحارث (¬1): حدّثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، ثنا شُجَاعٌ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ عَنِ ابْنِ مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ" (¬2) أبدًا، فكان ابن مسعود رضي الله عنه يَأْمُرُ بَنَاتَهَ بِقِرَاءَتِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ. [2] وَقَالَ أَبُو يعلى (¬3) حدّثنا إسحاق ابن أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيبٍ (¬4) الْعَدَنِيُّ، حدثني السري بن يحيى، به. ¬
3742 - درجته: الطريق الأول: مرفوع، شديد الضعف لأن العباس بن الفضل متروك، وفيه أبو ظبية مجهول. وقد عزاه البوصيري في الإِتحاف: (2/ق 169 ب)، إلى الحارث. وقال: عن العباس بن الفضل، وهو ضعيف. اهـ. وهذا تساهل. الطريق الثاني: فيه رجل مجهول وهو أبو ظبية. =
= تخريجه: الحديث مروي عن السري بن يحيى، وقد اختلف عليه في إسناده على خمسة أوجه: 1 - عن السري بن يحيى، عن شُجَاعٌ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مرفوعًا بنحوه. أخرجه الحارث كما مر عن العباس بن الفضل عنه. وكذا أبو يعلى والبيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن (2/ 491: 2499)، من طريقه به بنحوه. وابن وهب في جامعه كما في الكاف الشاف (4/ 471)، عن السري به بنحوه. وأخرجه البيهقي أيضًا في المكان المتقدم من الشعب برقم (2498)، من طريق ابن وهب. وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 112)، باب ثواب من قرأ سورة الواقعة: من طريق ابن وهب. ونقل عن أحمد قوله: هذا حديث منكر، وشجاع، والسري لا أعرفهما. اهـ. كما أخرجه البيهقي في الشعب، المكان المتقدم برقم (2500)، من طريق يزيد بن أبي حكيم، عن السري به بنحوه. والثعلبي كما في الكاف الشاف (4/ 471)، عن أبي بكر العطاردي، عن السري به بنحوه. 2 - عن السري، عن شجاع عن أبي فاطمة، عن ابن مسعود بنحوه. أخرجه البيهقي في الشعب، الموضع السابق برقم (2497)، من طريق حجاج بن منهال عنه به بنحوه. وقال: تفرد به شجاع أبي طيبة هذا. اهـ. ومن طريق حجاج أخرجه ابن الشجري في الأمالي الخميسية (2/ 283)، باب في ذكر المعرض والعرض. =
= ثم قال: قال علي بن نصر: سمعت عثمان يقول: كان أبو فاطمة من أصحاب علي. وأخرجه من هذه الطريق إسماعيل سموية في فوائده، وابن مردويه في التفسير كما في لسان الميزان (7/ 62)، ترجمة أبي شجاع، حيث أخرجاه عن العباس بن الفضل، عن السري به بنحوه. 3 - عن السري، عن أبي شُجَاعٌ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ به. أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، فضل سورة الواقعة (138: 42). عن عمرو بن طارق عنه به. وهو يؤيد ما قاله الذهبي من أن أبا عبيد قال في روايته: أبو شجاع. حيث خطأه في ذلك ابن حجر في اللسان (7/ 62). وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (5/ 269: 45)، من طريق عمرو به بنحوه. 4 - عن السري، عن أبي طيبة، عن ابن مسعود بنحوه. أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (ص 196: 678)، باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة. عن أبي يعلى، عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن محمد بن منيب، عنه به. 5 - عن السري، عن أبي شجاع، عن أبي طيبة، عن ابن مسعود بنحوه. ذكره الألباني في الضعيفة (1/ 305: 289)، وعزاه لابن لال في حديثه (116/ 1)، وابن بشران في الأمالي (20/ 38/1)، وللبيهقي في الشعب. وعزاه الحافظ في الميزان (7/ 62)، إلى الأربعين. وقد أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (ص 171: 227)، عن عبيد بن محمد القيسي، عن بشر بن أبي حرب الأسدي بإسناد ذكره أن عثمان دخل على ابن =
= مسعود فذكره. وهو منقطع كما ترى. وبهذا يتضح أن الحديث مضطرب من أربعة أوجه: 1 - هل شيخ السري، شجاع، أو أبو شجاع. وقد رجح الحافظ الثاني. وكذا الذهبي حيث قال في ترجمته في الميزان (4/ 536)، أبو شجاع نكرة، لا يعرف، عن أبي ظبية، ومن أبو ظبية؟ عن ابن مسعود. اهـ. لكن تقدم أن أبا شجاع هو سعيد بن يزيد، وأنه ثقة. 2 - هل شيخه أبو طيبة، أو أبو فاطمة. والراجح -كما قال الحافظ- الأول. 3 - هل أبو طيبة شيخ للسري، أو شيخ لأبي شجاع، والراجح الثاني؛ لأنه لم يرو الوجه الأول عن السري إلَّا محمد بن منيب. وهو كما في التقريب (2/ 211: 739)، لا بأس به، ومن روى الوجه الثاني فيهم ثقات كابن وهب. وحجاج بن منهال. 4 - هل هو أبو طيبة، بالطاء والياء، أو أبو ظبية بالظاء والباء، وتقدم الكلام على ذلك في ترجمته، وأنه مجهول. وقد ذكر الحافظ في اللسان الأول، والثاني، والرابع من هذه الأوجه. انظر: اللسان (7/ 62)، وكذا في الكاف الشاف (4/ 471). فالحديث مضطرب، ويبقى ضعيفًا. قال المناوي في فيض القدير (6/ 201: 7942)، قال الزيلعي تبعًا لجمع: هو معلول من وجوه: 1 - أحدها: الانقطاع كما بينه الدارقطني، وغيره. 2 - الثاني: نكارة متنه، كما ذكره أحمد. نقله عنه ابن الجوزي كما تقدم. 3 - الثالث: ضعف رواته كما قاله ابن الجوزي. 4 - الرابع: اضطرابه. =
= وقد أجمع عل ضعفه أحمد، وأبو حاتم. وابنه، والدارقطني، والبيهقي، وغيرهم. أهـ. وعزاه السيوطي في الدر (6/ 153)، إلى أبي يعلى، ولم أره في المطبوع، وله شاهدان من حديث أنس، وابن عباس: 1 - حديث أنس نحو الحديث السابق. ذكره السيوطي في الدر (6/ 153)، بلفظ: "سورة الواقعة سورة الغنى فاقرؤها وعلموها أولادكم" وعزاه إلى ابن مردويه. كما ذكره بلفظ: "علموا نساءكم سورة الواقعة فإنها سورة الغنى" وعزاه للديلمي. وهو في السلسلة الضعيفة برقم (1/ 305: 291) وبلفظ: "من قرأ سورة الواقعة وتعلمها لم يكتب من الغافلين، ولم يفتقر هو وأهل بيته" وذكر الشيخ أنه أورده السيوطي في ذيل الأحاديث الموضوعة (277)، من طريق عبد القدوس بن حبيب، عن الحسن، عن أنس مرفوعًا، ونقل قول السيوطي: عبد القدوس بن حبيب متروك. وعبد القدوس هذا أقل أحواله الترك. بل رماه ابن المبارك بالكذب. وله ترجمة مطولة في اللسان (4/ 55). قال الفتني في تذكرة الموضوعات (ص 78)، باب فضل القرآن والنظر فيه: فيه عبد القدوس بن حبيب متروك. اهـ. 2 - حديث ابن عباس: ذكره السيوطي في الدر (6/ 153)، بلفظ: "من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدًا". وعزاه لابن عساكر. ولم أقف عليه فيه لوجود خرم في المخطوط. لكن ذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 305)، برقم 290 وعزاه للديلمي من طريق أحمد بن عمر اليمامي بسنده إلى ابن عباس. وذكر أن السيوطي ذكره في ذيل الأحاديث الموضوعة (177)، وقال: أحمد اليمامي كذاب. وعزاه المناوي في فيض القدير (6/ 201)، إلى ابن لال. والديلمي. =
= ولفظه كما عند المناوي وفي السلسلة الضعيفة "من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدًا". ومن قرأ كل ليلة: "لا أقسم بيوم القيامة" لقي الله يوم القيامة ووجهه في صورة القمر ليلة البدر". وعلى كل ففيه أحمد اليمامي، كذاب كما تقدم. ولذا قال في السلسلة: موضوع وقال في تذكرة الموضوعات (ص 78)، فيه أحمد اليمامي كذاب. ويمكن القول إنه لا يصح هذا الحديث بوجه.
3743 - حدّثنا (¬1) عَبْدَانُ، ثنا نُوحٌ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ في قوله تعالى: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} (¬2) قال: الموز (¬3). ¬
3743 - درجته: مقطوع صحيح. وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ق 169 ب)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 270)، عن معمر، عن قتادة به. كما أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 182)، عن ابن عبد الأعلى، عن ابن ثور، عن معمر. وعن ابن بشار، عن سليمان، عن أبي هلال. وعن بشر، عن يزيد، عن سعيد. ثلاثتهم عن قتادة به. فالأثر المروى عن فتادة صحيح. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 157)، إلى عبد بن حميد. وقد روى هذا المعنى عن علي، وأبي سعيد، وابن عباس أيضًا: 1 - المروي عن علي: واختلف فيه علي محمد بن السائب الكلبي على وجهين: =
= (أ) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 270)، عن الثوري، عن محمد بن السائب الكلبي، عن الحسن، عن سعد، عن أبيه، عن علي به. (ب) أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 181)، عن مهران، عن سفيان، عن الكلبي، عن الحسن بن سعيد، عن علي به. والذي روى الوجهين عن الكلبي هو سفيان الثوري. فالحمل فيه على الكلبي نفسه لأنه متهم بالكذب. انظر: التقريب (2/ 163: 240). والأثر في درجة شديد الضعف. وقد عزاه في الدر (6/ 157)، إلى الفريابي، وهناد، وعبد، وابن مردويه، عن علي. 2 - المروى عن أبي سعيد: أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (4/ 253)، عن أبي سعيد الأشج، عن أبي معاوية، عن إدريس، عن جعفر بن إياس، عن أبي نضره، عن أبي سعيد به. ورجاله ثقات غير إدريس فلم أستطع معرفته. وقد عزاه في الدر (6/ 157)، إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر. 3 - المروى عن ابن عباس: أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 270)، عن الثوري، عن معتمر، عن أبي سعيد الرقاشي، عن ابن عباس به. ورجاله ثقات غير أبي سعيد الرقاشي، بيان بن جندب قال في الثقات (4/ 79)، يخطئ. ومن طريقه أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 181)، من ست طرق، قال في إحداها. عن رجل من أهل البصرة، عن ابن عباس. وقد أخرجه البيهقي في البعث (ص 171: 305)، باب ما جاء في أشجار =
= الجنة، عن أبي عبد الله الحافظ وأبي بكر القاضي، عن الأصم، عن الحسن بن علي بن عفان، عن أبي يحيى الحماني، عن النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس به. وفيه عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني: صدوق يخطئ. ورمي بالإِرجاء. انظر: التقريب (1/ 469: 825)، فهو ضعيف من أجله. ويمكن ترقية الأثر بمجموع الطرق إلى الحسن لغيره. وقد عزاه في الدر (6/ 157)، إلى الفريابي، وهناد، وسعيد بن منصور، وعبد، وابن المنذر، عن ابن عباس.
3744 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ (¬1): حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول فِي قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا} (¬2) قال: منهن الثيب، وغير الثيب. ¬
3744 - درجته: مرفوع شديد الضعف لحال الجعفي متهم، وقد تساهل الهيثمي في المجمع (7/ 122)، حين قال: فيه جابر الجعفي، وهو ضعيف. اهـ. ومثله قول البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 169 ب)، رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف لضعف جابر الجعفي. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (ق/54 ب)، ترجمة سلمة بن يزيد من طريق شيبان به بنحوه. كما أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 45: 6321 و 6322)، من طرق جابر الجعفي وأشار الهيثمي إلى ذلك في المجمع (7/ 122)، وضعفه كما تقدم. وأخرجه البيهقي في البعث، باب ما جاء في صفة الحور العين (ص 200: 381)، من طريقه بلفظ: يعني البنات الأبكار اللائي كن في الدنيا. وابن جرير في تفسيره (27/ 185)، من طريق جابر، بلفظ "من الثيب والأبكار" وعليه يبقى الحديث شديد الضعف لأن مداره على جابر الجعفي. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 158)، إلى ابن أبي الدنيا، وابن مردويه.
3745 - [1] وقال أبو داود (¬1) ومسدد جميعًا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن عقبة بن صهبان، عن أبي بكرة رضي الله عنه فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} (¬2) قال: كلتاهما من هذه الأمة (¬3). رواه الْحَجَّاجِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ مرفوعًا (¬4). ¬
3745 - [1] درجته: موقوف ضعيف لضعف علي بن زيد.
3745 - [2] وقال مسدّد: حدّثنا خَاقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَهْتَمِ (¬1)، عَنْ علي بن زيد، عن عقبة بن صهبان، عن أبي بكرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهِ. ¬
3745 - [2] درجته: ضعيف لضعف خاقان، وعلي بن زيد. وقد أورده البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 169 ب)، وقال: رواه أبو داود الطيالسي موقوفًا، ومسدد موقوفًا ومرفوعًا، ومدار الإِسنادين على علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، وله شاهد من حديث ابن عباس. اهـ. وهو كما قال. وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 122)، وعزاه للطبراني وقال: بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح غير علي بن زيد، وهو ثقة سيء الحفظ. اهـ.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير كما في الدر المنثور (6/ 159)، ومجمع الزوائد (7/ 122). وذكر الهيثمي كما تقدم أنه أخرجه بإسنادين، والظاهر أن مدارهما على علي بن زيد، وهو ضعيف كما تقدم. واختلف عليه في رفعه ووقفه فرواه حماد بن زيد موقوفًا، وهو ثقة. ورواه حماد بن سلمة مرفوعًا وهو ثقة. فالحمل على علي بن زيد. وقد رجح الحافظ في الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف (4/ 459)، رواية الوقف. ولم يذكر وجه الترجيح، ولعله لكون حماد بن سلمة اختلط بآخره. وخاقان ضعيف. وهما اللذان روياه مرفوعًا. وقد عزاه في الدر أيضًا (6/ 159)، إلى ابن المنذر، وابن مردويه، وقال: بإسناد حسن. وله شاهد مرفوع عن ابن عباس. أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 191)، عن ابن حميد، عن مهران، عن =
= سفيان الثوري، عن أبان بن أبي عياش، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بنحوه. وأبان: متروك. انظر: التقريب (1/ 31: 164). ومن طريق أبان أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 387)، ترجمة أبان. فهو ضعيف جدًا. وقد قال السيوطي في الدر (6/ 159) بسند ضعيف. كما عزاه إلى ابن مردويه، وعبد، وابن المنذر، والفريابي. وعزاه الحافظ في الكاف الشاف (4/ 458). إلى إسحاق أيضًا. وعلى كل فالرواية تبقى ضعيفة.
50 - سورة الحديد، وسورة المجادلة
50 - سورة الحديد، وسورة المجادلة (¬1) 3746 - قال أبو يعلى (¬2): حدّثنا محمد المقدمي (¬3)، ثنا الفضيل بن سليمان، عن مُطَرِّفٍ (¬4)، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عنه، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} (¬5). أَقْبَلَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ: أَيُّ شَيْءٍ أَحْدَثْنَا؟ أي شيء صنعنا؟ ¬
3746 - درجته: ضعيف لأمرين: =
= 1 - ضعف الفضيل بن سليمان. 2 - إرسال عون عن ابن مسعود.
تخريجه: أخرج الجزء الأول منه وهو قوله: ما كان بين إسلامنا وبين أن عوتبنا بهذه الآية إلَّا أربع سنين: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ...} الآية. أخرجه الإِمام مسلم في "صحيحه" كتاب التفسير، باب في قوله تَعَالَى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ...} (5/ 878: 23). والنسائي في التفسير (2/ 388: 588). وابن ماجه في سننه، الزهد، باب الحزن والبكاء (2/ 424: 4245)، فالشطر الأول صحيح. وأما الشطر الثاني فلم أجد من خرّجه غير أبي يعلى. لكنه ذكره في الدر (6/ 175)، ونسبه إلى ابن مردويه، عن ابن عباس لا عن ابن مسعود، فيبقى الشطر الثاني ضعيفًا.
3747 - [1] وقال إسحاق: أخبرنا جرير، عن ليث ابن أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِي رضي الله عنه: إن في كتاب الله تعالى الآية ما عمل بها أحد قبلي، ولا عمل (¬1) بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي: آيَةُ النَّجْوَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} (¬2) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. قَالَ: كَانَ عِنْدِي دِينَارٌ (¬3) بِعْتُهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، فَنَاجَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَكُنْتُ كُلَّمَا نَاجَيْتُهُ قَدَّمْتُ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَايَ دِرْهَمًا، ثُمَّ نُسِخَتْ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهَا أحد. فنزلت: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ. . .} (¬4) إلى آخر الآية. ¬
3747 - [1] درجته: ضعيف لأمرين: 1 - ضعف ليث. 2 - الخلاف في سماع مجاهد من علي.
3747 - [2] رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ بِهِ. قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِي مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِغَيْرِ هذا السياق (¬1). ¬
3747 - [2] درجته: ضعيف للأمرين السابقين في الرقم السابق. وقد عزاه البوصيري في الإِتحاف (2/ق 170 أ) إلى إسحاق، وأبي بكر، وسكت عليه.
تخريجه: أما اللفظ الأول فمروي عن مجاهد. وقد اختلف عليه في إسناده على وجهين: 1 - عنه، عن علي بنحوه. أخرجه إسحاق، وابن أبي شيبة كما تقدم، وهو في المصنف برقم (12174)، (12/ 81)، باب فضائل علي، بسنده السابق. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (28/ 20)، من طريق ليث به. وعن محمد بن عبيد المحاربي، عن المطلب بن زياد، كلاهما عن ليث به. ويبقى الأثر ضعيفًا للأمرين المذكورين. =
= وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 280)، عن معمر، عن أيوب، عنه به. وفيه: ما مر من إرسال مجاهد. 2 - عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ علي به. أخرجه الحاكم في المستدرك، تفسير سورة المجادلة (2/ 481)، عن عبد الله بن محمد الصيدلاني، عن محمد بن أيوب، عن يحيى بن المغيرة السعدي، عن جرير، عن منصور، عنه به. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وسكت الذهبي. ويحيى بن المغيرة السعدي قال عنه أبو حاتم: صدوق. انظر: الجرح والتعديل (9/ 191). ومحمد بن أيوب قال في التقريب (2/ 147: 69) صدوق. فهو في درجة الحسن. فالمختلف عليه مجاهد، وهو إمام ثقة. وأما المختلفون عليه: 1 - روى الوجه الأول ليث، وهو ضعيف، وأيوب، وهو إمام علم ثقة. 2 - روى الوجه الثاني منصور، وهو إمام علم ثقة. لكني أرجح الوجه الثاني لأن رواية مجاهد عن علي فيها خلاف. ويمكن أن يكون الوجهان صحيحين، ويكون الثاني من المزيد في متصل الأسانيد. وقد عزاه السيوطي في اللفظ المتقدم، في الدر (6/ 185)، إلى سعيد بن منصور، وعبد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. فمتابعة أيوب، ومنصور لليث تقوي ضعف الحديث هنا. ورواية الحاكم ترفع مظنة إرسال مجاهد عن علي فيصبح الأثر في درجة الحسن، لغيره. وأما اللفظ الموجود عند الترمذي. فمداره على علي بن علقمة الأنماري، وهو ضعيف كما تقدم. =
= أخرجه الترمذي كما مر (5/ 80: 3355)، عن سفيان بن وكيع، عن يحيى بن آدم، عن عبيد الله الأشجعي، عن الثوري، عن عثمان بن أبي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَلِيِّ بن علقمة، عن علي بلفظه السابق. وابن أبي شيبة في مصنفه (12/ 81: 12175)، باب فضائل علي، عن يحيى بن آدم به. وعبد بن حميد. انظر: المنتخب (ص 59: 90). وأبو يعلى في مسنده (1/ 223: 396). كلاهما عن ابن أبي شيبة به. والعقيلي في الضعفاء (3/ 242)، ترجمة علي بن علقمة. من طريق عبيد الله الأشجعي به. وابن جرير في تفسيره (28/ 21). وابن عدي في الكامل (5/ 204)، ترجمة علي بن علقمة. كلاهما من طريق الثوري به بنحوه. وعليه فيبقى الأثر ضعيفًا للأمرين السابقين: ضعف علي، وعنعنه سالم. وقد عزاه في الدر (6/ 185)، إلى ابن المنذر، وابن مردويه، والنحاس.
51 - سورة الحشر
51 - سورة الحشر 3748 - قال إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي حُمَيْدِ (¬1) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلُولِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَاهِبٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ، وَإِنَّ امْرَأَةً كَانَ لَهَا إِخْوَةٌ، فَعَرَضَ لَهَا شَيْءٌ. فَأَتَوْهُ بِهَا، فَزَيَّنَتْ لَهُ نَفْسَهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَحَمَلَتْ، فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: اقْتُلْهَا، فَإِنَّهُمْ إِنْ ظهروا عليك افتضحت، فقتلها، ودفنها. فجاؤوه فَأَخَذُوهُ فَذَهَبُوا بِهِ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَمْشُونَ بِهِ إِذْ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: أَنَا الَّذِي زيَّنت لَكَ فَاسْجُدْ لِي سَجْدَةً أُنَجِّكَ (¬2)، فَسَجَدَ لَهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} (¬3) (¬4) (¬5). ¬
3748 - درجته: ضعيف لعنعنة أبي إسحاق. وفيه أبو حميد السلولي لم أجد له ترجمة. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 170 أ)، رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه حميد بن عبد الله. لم أقف له على ترجمة، وباقي رواة الإِسناد ثقات. اهـ. وهو أبو حميد السابق. وقد أغفل عنعنة أبي إسحاق.
تخريجه: الأثر مروي عن أبي إسحاق، وقد اختلف عليه في إسناده على أربعة أوجه: 1 - عنه، عن أبي حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلُولِيِّ، عَنْ عَلِيِّ. أخرجه إسحاق كما مر. 2 - عنه، عن حميد بن عبد الله، عن علي. أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 484)، عن أبي زكريا العنبري، عن محمد بن عبد السلام، عن إسحاق الحنظلي، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عنه به. وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي: صحيح. وعن الحاكم أخرجه البيهقي في الشعب (4/ 373: 5450)، لكن حميد بن عبد الله هذا لم أعرفه. وأبو إسحاق عنعن عنه. 3 - عنه، عن نهيك بن عبد الله السلولي، عن علي. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 285)، عن الثوري، عنه به. ونهيك: قال البخاري: يعد في الكوفيين، روي عن عمر، وعلي، وحذيفة، وعنه يونس بن أبي إسحاق وغيره. ذكره ابن حبّان في الثقات. انظر: تعجيل المنفعة (ص 425). وقد عنعن أبو إسحاق هنا أيضًا. فالأثر ضعيف من هذه الطريق. 4 - عنه، عن عبد الله بن نهيك، عن علي. =
= أخرجه البخاري في تاريخه الكبير (5/ 213)، ترجمة عبد الله بن نهيك: عن النضر، عن شعبة، عن أبي إسحاق بنحوه. وعبد الله بن نهيك. قال عنه في التقريب (1/ 457: 700): صدوق. وقال في التهذيب (6/ 53): روي عن علي في التفسير، وعنه أبو إسحاق السبيعي. وقد صرح أبو إسحاق هنا بالسماع من عبد الله. فالأثر في درجة الحسن. والأثر أخرجه ابن جرير في تفسيره (28/ 49)، من طريق النضر به بنحوه. وفيه التصريح بسماع أبي إسحاق. وعند التأمل في هذه الطرق نجد أن أبا إسحاق ثقة. روي عنه الثوري الأوجه الثلاثة الأولى وروي عنه شعبة الوجه الرابع. وأرى أن الحمل على أبي إسحاق لأنه اختلط بآخر حياته. فلعله روي في كل مرة وجهًا. وعلى كل فالطرق الأولى والثانية والثالثة، ضعيفة كما مر، وأما الرابعة فهي حسنة. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 199)، إلى عبد، وابن مردويه، وابن المنذر. وروي نحو هذه القصة عن ابن عباس، وابن مسعود. أما المروية عن ابن عباس فقد ذكرها السيوطي في الدر (6/ 200)، وعزاها لابن أبي حاتم وابن المنذر، والخرائطي في اعتلال القلوب. وهي عند ابن جرير في تفسيره (28/ 50)، عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، وذكرها. لكن رجال إسناده كلهم ضعفاء كما تقدم في النص رقم 3653. وأما المروية عن ابن مسعود. فأخرجها ابن جرير في تفسيره (28/ 49)، عن يحيى بن إبراهيم المسعودي، =
= قال: عن أبي، عن أبيه، عن جده، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن زيد، عن ابن مسعود. ورجاله ثقات، لكن أبا يحيى لم أجد له ترجمة. وقد روي نحو هذه القصة مرفوعة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجها البيهقي في الشعب، باب في تحريم الفروج (4/ 373: 5429)، عن عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة، عن أبي حامد أحمد بن الحسين الهمداني، عن محمد بن حاتم المروزي، عن علي بن خشرم، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة الزرقي يبلغ به بنحو القصة السابقة، وهو مرسل لأن عبيد بن رفاعة ليست له صحبة. انظر: جامع التحصيل (ص 234: 496). وقد عزاه في الدر (6/ 200)، إلى ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان.
3749 - وقال مسدّد: حدّثنا يَحْيَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ. قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَبَرَ (¬1) صَائِمًا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، يَمْشِي فَلَا يَجِدُ مَا يُفْطِرُ عَلَيْهِ، فَيُصْبِحُ صَائِمًا، حَتَّى فَطِنَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: ثَابِتُ بن قيس رضي الله عنه، فَقَالَ لِأَهْلِهِ: إِنِّي (¬2) أَجِيءُ اللَّيْلَةَ بِضَيْفٍ لِي، فَإِذَا وَضَعْتُمْ طَعَامَكُمْ فَلْيَقُمْ بَعْضُكُمْ إِلَى السِّرَاجِ كأنه يصلحه فليطفه .. ثُمَّ اضْرِبُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى الطَّعَامِ كَأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ، فَلَا تَأْكُلُوا حَتَّى يَشْبَعَ ضَيْفُنَا. فَلَمَّا أَمْسَى ذهب به، فَوَضَعُوا طَعَامَهُمْ، فَقَامَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى السِّرَاجِ كَأَنَّهَا تَصْلِحُهُ فَأَطْفَأَتْهُ. ثُمَّ جَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ (¬3) فِي الطَّعَامِ كَأَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ وَلَا يَأْكُلُونَ حَتَّى شَبِعَ ضَيْفُهُمْ، وَإِنَّمَا كَانَ طَعَامُهُمْ ذَلِكَ خُبْزَةً هِيَ قوتهم، فلما أصبح ثابت رضي الله عنه غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا ثابت، لقد عجب الله تعالى الْبَارِحَةَ مِنْكُمْ. وَمِنْ صَنِيعِكُمْ. قَالَ: فَنَزَلَتْ فِيهِ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (¬4). ¬
تخريجه: لم أقف عليه من هذه الطريق. =
= لكن السيوطي في الدر (6/ 195)، عزاه إلى ابن أبي الدنيا في قرى الضيف، وابن المنذر. والقصة أصلها في الصحيحين من حديث أبي هريرة. ولفظه: "أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال: يا رسول الله، أصابني الجهد، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ألا رجل يضيفه الليلة يرحمه الله؟ فقام رجل من الأنصار، فقال: أنا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذهب إلى أهله فقال لامرأته: ضيف رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لَا تدخريه شيئًا. فقالت: والله ما عندي إلَّا قوت الصبية. قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم، وتعالي فأطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة. ففعلت. ثم غدا الرجل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: لقد عجب الله عزَّ وجلّ -أو ضحك- من فلان وفلانة. فأنزل الله عزَّ وجلّ: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ". أخرجه البخاري في صحيحه، التفسير، باب: "ويؤثرون على أنفسهم ... (3/ 306: 4889)، ولفظه السابق. وفي مناقب الأنصار، باب ويؤثرون على أنفسهم .. (3/ 42: 3798)، بنحوه. ومسلم في صحيحه، الأشربة، باب إكرام الضيف وفضل إيثاره (4/ 747: 180)، بنحوه. والترمذي في سننه تفسير سورة الحشر (5/ 82: 3359)، بنحوه. والنسائي في سننه التفسير (2/ 408: 602)، بنحوه. وغيرهم. وعليه يترقى أثر الباب إلى الصحيح.
3750 - وقال الحارث: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا قَيْسٌ -هُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ مَوْلَاةٍ لِأَبِي مُوسَى (¬1)، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه. في قوله تبارك وتعالى (¬2): {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ} (¬3) (¬4) قَالَ: مَنْ صلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬5). ¬
3750 - درجته: موقوف ضعيف لضعف قيس بن الربيع، وفيه راوٍ مبهم.
تخريجه: أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 112: 8)، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أبيه، عن أبي نعيم، عن سفيان، عن عثمان بن المغيرة وهو ابن أبي زرعة به بنحوه. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (11/ 7)، عن الحارث. لكنه قال: عن عبد العزيز، عن قيس بن الربيع، عن عثمان، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عن مولى لأبي موسى، عن أبي موسى، بنحوه. =
= والحمل في هذا الاختلاف على قيس لأنه ضعيف. وعثمان ثقة وكذا سفيان. لكن يبقى فيه أيضًا إبهام في السند. وقد عزاه السيوطي في الدر (3/ 269)، إلى ابن أبي حاتم، وأبي الشيخ.
3751 - وقال أبو يعلى (¬1): حدثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا حَفْصٌ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رُخِّصَ لَهُمْ فِي قَطْعِ النَّخْلِ، ثُمَّ شُدِّدَ عَلَيْهِمْ فَأَتَوَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عَلَيْنَا إِثْمٌ فِيمَا قَطَعْنَا، أَوْ فِيمَا تَرَكْنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} (¬2). ¬
3751 - درجته: الحديث فيه علل: 1 - سفيان بن وكيع ضعيف. 2 - حفص مختلط، ولم تتميز رواية سفيان عنه. 3 - ابن جريج، وأبو الزبير، مدلسان من الثالثة، وقد عنعنا. 4 - سليمان بن موسى اختلط، ولم تتميز رواية ابن جريج عنه. وقد أشار البوصيري في الإِتحاف (2/ق 170 أ)، إلى ضعف سفيان بن وكيع فقط. دون غيرها من العلل. وكذا الهيثمي في المجمع (7/ 125)، عزاه لأبي يعلى. وقال: عن شيخه سفيان بن وكيع، وهو ضعيف.
تخريجه: لم أجده عن جابر، إلَّا عند أبي يعلى. وقد عزاه في الدر (6/ 188)، إلى ابن مردويه أيضًا لكن له شاهد من حديث ابن عباس، وابن عمر كما يلي: 1 - حديث ابن عباس: أخرجه الترمذي في سننه. انظر: تفسير سورة الحشر (5/ 81: 3357)، عن الحسن بن محمد الزعفراني، عن عفان، عن حفص بن غياث، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه في قول اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} قال: اللينة: =
= النخلة. "وليخزي الفاسقين" قال: استنزلوهم من حصونهم. قال: وأمروا بقطع النخل، فحك في صدورهم، فقال المسلمون: قد قطعنا بعضًا وتركنا بعضًا، فلنسألن رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَلْ لنا فيما قطعنا من أجر، وهل علينا فيما تركنا من وزر؟ فأنزل الله: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ}. قال: هذا حديث حسن غريب. وقد أخرجه النسائي في الكبرى: كتاب التفسير. انظر: تفسير سورة الحشر (6/ 483: 1157)، وفي السير (5/ 182: 8610)، عن الحسن الزعفراني به بلفظه. وقال بعده في الموضعين قال: كان عفان حدّثنا بهذا الحديث عن عبد الواحد، عن حببب، ثم رجع فحدثنا عن حفص. اهـ. ورجاله كلهم ثقات، إلَّا ما ذكر من اختلاط حفص بن غياث، ورواية عفان عنه الظاهر أنها قبل اختلاطه إذ هو بصري، وحفص إنما اختلط في الكوفة، وبغداد. فهو إن شاء الله صحيح. على أن الترمذي قال في المكان المتقدم: وروى بعضهم هذا الحديث عن حفص بن غياث، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بن جبير مرسلًا، ولم يذكر فيه عن ابن عباس. قال: حدّثنا بذلك عبد الله بن عبد الرحمن، عن هارون بن معاوية، عن حفص ... إلخ. لكن هارون بن معاوية هذا قال عنه في التقريب: صدوق (2/ 313: 24)، وعليه فرواية الاتصال أولى وأصح. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 88)، إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وعن ابن عباس. 2 - حديث ابن عمر: أخرجه الإِمام البخاري في صحيحه في عدة مواطن. ولفظه "حرق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نخل بني النضير، وقطع، وهي البويرة. فنزلت: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا ...} الآية. =
= أخرجه في المغازي باللفظ المتقدم، باب حديث بني النضير (3/ 98: 4031 و 4032). وفي الجهاد، باب حرق الدور والنخيل (2/ 364: 3021). وفي الجهاد والمزارعة: باب قطع الشجر والنخل. (2/ 154: 2326). وفي تفسير الممتحنة، باب ما قطعتم من لينة (3/ 305: 4884). وهو عند مسلم في صحيحه: الجهاد، باب جواز قطع أشجار الكفار وتحريقها (27 و 28 و 29)، (4/ 344 مع النووي). وأخرجه أبو داود في سننه، الجهاد، باب في الحرق في بلاد العدو (3/ 87: 3615). والترمذي في سننه، تفسير سورة الحشر (5/ 81: 3356). وفي السير، باب التحريق والتخريب (3/ 54: 1592). والنسائي في الكبرى، كتاب التفسير (6/ 483: 11573). وكتاب السير (5/ 181: 8608 و 8609). وابن ماجه في سننه، الجهاد، باب التحريق بأرض العدو (2872: 2873)، (2/ 144). وأحمد في مسنده (2/ 8: 52، 80، 123، 140). والدارمي في سننه: كتاب السير، باب في تحريق النبي -صلى الله عليه وسلم- نخل بني النضير (2/ 222) وسعيد بن منصور في سننه (2/ 242: 2642)، باب ما جاء في الحريق وقطع النخل، كتاب الجهاد. وغير هؤلاء. وعليه فالحديث يترقى إلى مرتبة الصحيح.
52 - سورة الممتحنة
52 - سورة الممتحنة 3752 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ منصور، عن سالم ابن أبي الجعد، عن أبي المليح رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قوله تعالى: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} (¬1) قَالَ: هُوَ النَّوْحُ (¬2) (¬3). * هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنُ الإِسناد (¬4). ¬
37 - درجته: مرفوع ضعيف لأنه مرسل. ولم يذكره البوصيري. =
= تخريجه: الحديث مروي عن عدد من الصحابة كما يلي: 1 - أبي المليح. وقد اختلف على منصور بن المعتمر فيه في إسناده على وجهين: (أ) عنه عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي المليح، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه ابن منيع كما تقدم. ولم أر من خرجه غيره. وقد عزاه في الدر (6/ 210)، إلى سعيد بن منصور، وابن مردويه. (ب) عنه عن سالم موقوفًا عليه. أخرجه ابن جرير في تفسيره (28/ 78)، من أربع طرق: الأولى: عن ابن بشار، عن عبد الرحمن، عن ابن المبارك، عن سفيان. الثانية: عن ابن بشار، عن أبي أحمد، عن سفيان. والثالثة: عن ابن حميد، عن مهران، عن سفيان. والرابعة: عن ابن حميد، عن جرير. كلاهما عنه به. ولا أرى مانعًا من أن يرويه سالم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويقول به. إذ الرواة عن منصور ثقات، وهو ثقة، وروى جرير الوجهين عنه. 2 - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال في {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} النوح. أخرجه الترمذي في سننه، التفسير (5/ 84)، عن عبد بن حميد، عن أبي نعيم، عن يزيد بن عبد الله الشيباني، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يزيد به وقال: هذا حديث حسن غريب. وفيه شهر بن حوشب، صدوق، كثير الإِرسال، والأوهام. انظر: التقريب (1/ 355: 112). فهو في درجة الضعف. وبذا يترقى مع حديث أبي المليح إلى الحسن لغيره، =
= وقد أخرجه أيضًا أحمد (6/ 320)، عن وكيع، عن يزيد به بنحوه. قال في المجمع (7/ 127)، رواه أحمد. وفيه شهر بن حوشب، وثقه جماعة، وفيه ضعف. اهـ. وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف، كتاب الجنائر، باب في النياحة على الميت (3/ 389)، عن وكيع به بنحوه، وابن ماجه في أبواب الجنائز، باب ما جاء في النهي عن النياحة (2/ 289: 1578)، عن أبي بكر، وابن جرير في تفسيره (28/ 80)، عن أبي كريب، عن وكيع به بنحوه. وعزاه في الدر (6/ 210)، إلى ابن سعد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. 3 - عن أم عطية. بنحوه، وفيه ذكر أن المراد بالآية، النهي عن النوح بألفاظ متقاربة. أخرجه البخاري في صحيحه في التفسير (3/ 307: 4892)، وفي الأحكام، باب بيعة النساء (4/ 345: 7215). ومسلم في صحيحه الجنائز، تحريم النياحة (2/ 598: 33)، (النووي). وأبو داود في سننه، الجنائز، باب في النوح (4/ 493: 3127)، ببعضه. والنسائي في تفسيره (2/ 418: 607)، وفي سننه الصغرى، كتاب البيعة، باب بيعة النساء (7/ 149)، وأحمد في مسنده (6/ 407، 408: 5/ 85). وابن حبّان في صحيحه (الإِحسان)، كتاب الجنائر، فصل في النياحة ونحوها (5/ 58: 3135)، والحاكم في المستدرك، كتاب الجنائز، باب استثناء النياحة (1/ 383)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وقد تقدم أنهما خرجاه. والطبراني في الكبير (25/ 45). وابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 389)، كتاب الجنائز، باب في النياحة على الميت. وابن جرير في تفسيره (28/ 80 و 28/ 79). وغيرهم. =
= وعليه يترقى أثر الباب إلى الصحيح. 4 - عن أنس بلفظ: " أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- على النساء حين بايعهن أن لا ينحن. فقلن: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نساء أسعدتنا في الجاهلية، أفنسعدهن في الإِسلام، فقال: لا إسعاد في الإِسلام .. وهو قريب من لفظ الصحيح في حديث أم عطية. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، كتاب الجنائز، باب الصبر والبكاء والنياحة (3/ 560: 6690). عن معمر، عن ثابت البناني، عن أنس، بنحوه. وعن عبد الرزاق أخرجه أحمد في مسنده (3/ 197). ومن طريقه أخرجه النسائي في سننه، الجنائز، باب النياحة على الميت (4/ 16). ورجاله ثقات، لكن في رواية معمر عن ثابت شيء كما في ترجمة معمر بن راشد في التقريب (2/ 266: 1284)، قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 369: 1096)، سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا حديث منكر جدًا ... اهـ. ولعل ذلك لكون المعروف هو رواية أم عطية التي في الصحيح. 5 - عن مصعب بن نوح، عن عجوز بايعت النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: أخذ علينا فيما أخذ أن لا تنحن. وقال: هو المعروف الذي قال الله: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ...} الحديث. أخرجه أحمد، في المسند (4/ 55). وابن جرير في تفسيره (28/ 79). كلاهما من طريقه بنحوه. وعزاه في الدر (6/ 210) إلى ابن مردويه، وعبد، وابن سعد. وفيه مصعب بن نوح قال عنه في اللسان (6/ 52)، مجهول. وقول الهيثمي في المجمع (7/ 127)، رواه أحمد، ورجاله ثقات. فيه تساهل. وكذا قول السيوطي في الدر (6/ 210)، بسند حسن. =
= 6 - عن ابن عباس. في أثر طويل. فيه إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ النساء مما ورد في الآية، ومن ضمنه: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ}، قال: "منعهن أن ينحن". أخرجه ابن جرير في تفسيره (28/ 78)، عن ابن سعد، عن أبيه، عن عمه، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس. محمد بن سعد هو العوفي ضعيف. انظر: اللسان (5/ 197)، وأبوه سعد ضعيف. انظر: اللسان (3/ 24)، وعمه الحسين بن الحسن بن عطية ضعيف. انظر: اللسان (2/ 341)، وأبوه الحسن بن عطية ضعيف. انظر: التقريب (1/ 168: 290)، وأبوه عطية العوفي ضعيف. انظر: التقريب (2/ 24: 216)، فهي سلسلة ضعيفة، قال السيوطي في الإِتقان (2/ 189)، وطريق العوفي عن ابن عباس أخرجه منها ابن جرير وابن أبي حاتم كثيرًا والعوفي ضعيف وليس بواهٍ، حسّن له الترمذي. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 210)، إلى ابن مردويه. 7 - عن أسيد بن أبي أسيد، عن امرأة من المبايعات قالت: كان فيما أخذ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن لا نعصيه في معروف، وأن لا نخمش وجهًا، ولا نشق جيبًا، ولا ندعو ويلًا". أخرجه أبو داود في سننه، الجنائز، باب في النوح (3/ 496: 3131)، عن مسدّد، عن حميد بن الأسود، عن الحجاج عامل لعمر بن عبد العزيز على الربذة، عن أسيد بنحوه. حميد بن الأسود: صدوق يهم قليلًا. انظر: التقريب (1/ 201: 586). وحجاج بن صفوان: صدوق. انظر: التقريب (1538: 154). وأسيد: صدوق. انظر: التقريب (1/ 77: 580). فالحديث في درجة الحسن. وقد أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسيره ابن كثير (4/ 311)، من طريق الحجاج به بنحوه. =
= وعزاه السيوطي في الدر (6/ 210)، إلى ابن سعد، وابن مردويه. 8 - بكر بن عبد الله المزني قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على النساء في البيعة أن لا يشققن جيبًا ولا يخمشن وجهًا، ولا يدعين ويلًا. ولا يقلن هجرًا". ذكره السيوطي في الدر (6/ 210)، وعزاه لابن سعد، وعبد بن حميد. وعلى هذا فاثر الباب في درجة الصحيح لغيره بشواهده.
3753 - قال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا مِنْدَلٌ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (¬1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتأخرت امرأته في المشركين. فأنزل عزَّ وجلّ: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} (¬2). يَقُولُ: إِنْ (¬3) أَسْلَمَ رَجُلٌ وَأَبَتِ امْرَأَتُهُ، فَلْيَتَزَوَّجْ إن شاء أربعًا سواها (¬4). ¬
3753 - درجته: موقوف موضوع. لحال الكلبي. وفيه علتان أخريان: 1 - مندل ضعيف. 2 - أبو صالح ضعيف جدًا. وقد ضعفه البوصيري لضعف مندل. وهو إغفال لحال الكلبي.
تخريجه: لم أجده عند غير ابن منيع، كما عزاه السيوطي في الدر (6/ 208)، إليه فقط. وله أصل عند البخاري في صحيحه، كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد، والمصالحة مع أهل الحرب، وكتابة الشروط (2/ 279: 2731)، وهو حديث طويل في قصة الحديبية، وفيه: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ =
= وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا} فطلق عمر يومئذٍ امرأتين كانتا له في الشرك، فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان، والأخرى صفوان بن أمية ... الحديث. وهو عند أحمد في مسنده (4/ 331)، بلفظه.
3754 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمْتَحِنُ النِّسَاءَ (¬2)؟ قَالَ: كَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَتَتْهُ الْمَرْأَةُ، لِتُسْلِمَ، حَلَّفَهَا بِاللَّهِ، مَا خَرَجْتِ بُغْضَ زَوْجِكِ (¬3)، وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ الْتِمَاسَ دُنْيَا، وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ رَغْبَةً فِي أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ. وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ إلَّا حبًا لله تعالى. ورسوله -صلى الله عليه وسلم-. ¬
3754 - درجته: ضعيف لضعف قيس بن الربيع، وقد عزاه البوصيري في الإِتحاف (2/ق 170 أ)، إلى الحارث وسكت عليه. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 126)، رواه البزّار، وفيه قيس بن الربيع، وثقة شعبة والثوري، وضعفه غيرهما، وبقية رجاله ثقات. اهـ.
تخريجه: أخرجه البزّار في مسنده كما في كشف الأستار، كتاب التفسير، تفسير سورة =
= الممتحنة (3/ 75: 2272)، وفيه أن الذي كان يحلفهن للنبي -صلى الله عليه وسلم- عمر بن الخطاب رضي الله عنه. والطبراني في الكبير (12/ 127: 12668). وابن جرير في تفسيره (28/ 67)، من طريقين. كلهم من طريق قيس بن الربيع به بنحوه. وقال البزّار: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلَّا بهذا الإِسناد، وأبو نصر لم يرو عنه إلَّا خليفة. اهـ. وبهذا يبقى الأثر ضعيفًا. وقد عزاه في الدر (6/ 208)، إلى ابن المنذر، وابن مردويه، وابن أبي حاتم، وقال: بسند حسن. والذي في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من عائشة رضي الله عنهما أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يمتحنهن بهذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} قال عروة: قالت عائشة: فمن أقر بهذا الشرط منهن قال لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قَدْ بايعتك" كلامًا يكلمها به .. " الحديث. أخرجه البخاري في عدة مواضع منها في كتاب الشروط، باب ما يجوز من الشروط في الإِسلام والأحكام والمبايعة (2/ 273: 2713)، وغيره. وعلى هذا فيكون حديث ابن عباس منكر المتن، وحديث الصحيح هو المعروف.
3755 - [1] وقال الطيالسي (¬1): حدّثنا ابن (¬2) المبارك. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬3): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ (¬4)، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ: عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إِنَّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه طَلَّقَ امْرَأَتَهُ قُتَيْلَةَ (¬5) فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَهِيَ أُمُّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما (¬6) فَقَدِمَتْ عَلَيْهِمْ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين كُفَّارِ قُرَيْشٍ. فَأَهْدَتْ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما (¬7) قُرْطًا، وَأَشْيَاءَ، فَكَرِهَتْ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهَا، حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} (¬8) لَفْظُ أَبِي دَاوُدَ. وَفِي (¬9) رِوَايَةِ الْآخَرِ (¬10): قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَسَدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ، عَلَى بِنْتِهَا أَسْمَاءَ بنت أبي بكر رضي الله عنها (¬11) بِهَدَايَا، ضِبَابٍ (¬12)، وَسَمْنٍ، وَأَقِطٍ، فَلَمْ تَقْبَلْ هَدَايَاهَا، ولم تدخلها بيتها، فسألت لها عائشة رضي الله عنها النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ ذَلِكَ: فقال -صلى الله عليه وسلم-: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} (¬13) الآية. فأدخلتها منزلها، وقبلت هداياها. ¬
3755 - درجته: ضعيف لضعف مصعب بن ثابت. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 170 أ)، رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف لضعف مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير، ومن طريقه رواه أبو يعلى الموصلي ... وسرد لفظه. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 126)، رواه أحمد والبزار، وفيه مصعب بن ثابت، وثقه ابن حبّان، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.
تخريجه: الأثر مروى عن مصعب بن ثابت. وقد اختلف عليه في إسناده على وجهين: 1 - روي عنه، عن عامر بن عبد الله، عن أبيه. بنحوه. أخرجه الطيالسي في مسنده كما تقدم، وأبو يعلى، وابن جرير في تفسيره (28/ 66)، كلاهما عن إبراهيم السامي. وأحد في المسند (4/ 4)، عن عارم. والبزار في مسنده كما في كشف الأستار (2/ 372: 1874)، كتاب البر والصلة، باب صلة الوالد المشرك، عن حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق، عن أبي داود. وقال: لا نعلم له طريقًا عن ابن الزبير إلَّا هذا. اهـ. وابن سعد في الطبقات (8/ 252)، ترجمة أسماء. عن موسى بن إسماعيل. أربعتهم، عن ابن المبارك عنه به بنحوه. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (28/ 66)، عن محمد بن إبراهيم الأنماطي، عن هارون بن معروف، عن بشر بن السري، عن مصعب به بنحوه. =
= ورجاله ثقات إلَّا ما تقدم في مصعب. 2 - روي عنه، عن أبيه، عن جده، بنحوه. أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب التفسير (2/ 485)، عن أبي العباس السياري، عن عبد الله بن علي الغزال، عن علي بن الحسن بن شقيق، عنه به بنحوه. وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. فالمختلف عليه ضعيف وهو مصعب. والمختلفون عليه كلهم ثقات، ولذا أرى أن الحمل على الضعيف. على أنه يبقى الأثر بذلك ضعيفًا. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 205)، إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والنحاس في تاريخه، والطبراني. وله شاهد في الصحيح من حديث أسماء، ولفظه: "قدمت على أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومدتهم مع أبيها، فاستفتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، إن أمي قدمت علي وهي راغبة، أفأصلها؟ قال: نعم صليها". وفي الأدب، باب صلة المرأة أمها ولها زوج (4/ 88: 5978)، بنحوه. وفي الهبة، باب الهدية للمشركين (2/ 242: 2620) بنحوه. ومسلم في الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين (3/ 40: 47). انظر: النووي. وهو عند أبي داود في سننه: الزكاة، باب الصدقة على أهل الذمة (2/ 307: 1668)، وأحمد (6/ 344، و 347 و 355). وغيرهم. وعليه فيترقى حديث الباب إلى الصحيح. على أنه قد رواه البزّار من وجه آخر. وذلك كما في كشف الأستار (2/ 371: =
= 1873)، عن عبد الله بن شبيب، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي قتادة العدوي، عن ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة، وأسماء رضي الله عنهما قالتا: قدمت علينا أمنا المدينة وهي مشركة في الهدنة التي كانت بين قريش وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقُلْنَا: يا رسول الله إن أمنا قدمت علينا المدينة وهي راغبة، أفنصلها؟ قال: نعم فصلاها". ثم قال الهيثمي: حديث أسماء في الصحيح، وأم عائشة غير أم أسماء. وقال البزّار: لا نعلمه عن عائشة وأسماء إلَّا من هذا الوجه. قال الإِمام ابن كثير في تفسيره (4/ 306)، وهو منكر بهذا السباق، لأن أم عائشة هي أم رومان، وكانت مسلمة مهاجرة، وأم أسماء غيرها كما هو مصرح باسمها في هذه الأحاديث المتقدمة، والله أعلم. اهـ. وعليه فالحديث منكر المتن. والصحيح حديث أسماء. وابن الزبير، وهو المعروف.
3756 - [1] حدّثنا (¬1) أبو خيثمة. [2] وقال البزّار (¬2): حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: ثنا عُمَرُ (¬3) بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ (¬4)، ثنا أَبُو زميل، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قال عمر رضي الله عنه: كَتَبَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ كِتَابًا إِلَى أهل مكة، فأطلع الله تعالى نبيه -صلى الله عليه وسلم- فبعث -صلى الله عليه وسلم- عليًا، والزبير رضي الله عنهما فِي أَثَرِ الْكِتَابِ، فَأَدْرَكَا الْمَرْأَةَ عَلَى بَعِيرٍ، فَاسْتَخْرَجَاهُ مِنْ قُرُونِهَا (¬5)، فَأَتَيَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَرْسَلَ إِلَى حَاطِبٍ، فَقَالَ: يَا حَاطِبُ، أَنْتَ كَتَبْتَ هَذَا الْكِتَابَ؟ قال: نعم، قال -صلى الله عليه وسلم-: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ (¬6): يَا رَسُولَ الله أما والله إني لناصح لله تعالى، ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- وَلَكِنْ كُنْتُ غَرِيبًا فِي أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَ أَهْلِي بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، وَخَشِيتُ، فَكَتَبْتُ كِتَابًا لَا يضر الله وَرَسُولَهُ شَيْئًا، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ مَنْفَعَةً لِأَهْلِي قال عمر رضي الله عنه: فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْكِنِّي مِنْ حَاطِبٍ -فَإِنَّهُ قَدْ كَفَرَ- فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يا ابن الخطاب ما يدريك. لعل الله تعالى اطَّلَعَ عَلَى هَذِهِ الْعِصَابَةِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ. فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ. فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ" إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ. وَذَكَرَ الْحُمَيْدِي عَنِ الْبُرْقَانِيِّ أَنَّ مسلمًا أخرجه. ¬
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَلَمْ يَذْكُرْهُ خَلَفَ، وَلَا أَبُو مَسْعُودٍ. قُلْتُ: أَخْرَجَ مُسْلِمٌ بِهَذَا السَّنَدِ عِدَّةَ أحاديث غير هذا (¬7) ¬
3756 - درجته: حسن لحال عكرمة بن عمار. وليس كما قال الحافظ: إسناده صحيح. فهو قد قال في عكرمة: صدوق يغلط وفي سماك: ليس به بأس. في التقريب. وعزاه الهيثمي في المجمع (9/ 307)، إلى أبي يعلى في الكبير، والبزار، والطبراني في الأوسط وقال: باختصار. ورجالهم رجال الصحيح. اهـ. وفيه تساهل.
تخريجه: الأثر مروى عن عدد من الصحابة كما يلي: 1 - عن عمر: أخرجه أبو يعلى كما مر. والطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (6/ 373: 3861)، مناقب حاطب، عن طريق عكرمة به بنحوه. وقال: لا يروي عن عمر إلَّا بهذا الإِسناد تفرد به عكرمة. ومن طريقه أخرجه البزّار في مسنده (1/ 308: 197)، محقق. وقال: وهذا الحديث في قصة حاطب قد روي من غير وجه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَلَا نعلم روي عن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا من هذا الوجه بهذا الإِسناد. اهـ. ولم أقف عليه عند ابن مردويه، وفي المختارة كما عزاه إليهما في الدر (6/ 203). =
= 2 - عن جابر بن عبد الله: أخرجه أحمد في مسنده (3/ 350)، عن حجين ويونس، عن الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر بنحوه، لكن أبا الزبير مدلس من الثالثة. وقد عنعن. قال الهيثمي في المجمع (9/ 306)، رجال أحمد رجال الصحيح. اهـ. لكن فيه ما تقدم. 3 - عن ابن عمر: أخرجه أحمد (2/ 109)، عن عبد الله بن محمد، عن أبي أسامة، عن عمر بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر بنحوه. وفيه عمر بن حمزة، قال عنه في التقريب (2/ 53: 409)، ضعيف. قال في المجمع (9/ 306)، ورجال أحمد رجال الصحيح. اهـ. وهو تساهل. 4 - عن ابن عباس موقوفًا، أن الآية نزلت في مكاتبة حاطب لمشركي مكة. أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 485)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وسكت الذهبي. وذكر السيوطي في الدر (6/ 303)، أن ابن مردويه أخرجه عن ابن عباس. 5 - عن أنس: عزاه في الدر (6/ 203)، إلى ابن المنذر، وابن مردويه. 6 - عن عبد الرحمن بن حاطب، قال فيه: إن أباه كتب إلى كفار قريش، فذكر نحوه. أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 301)، فضائل حاطب عنه. وسكت عليه هو والذهبي. وعزاه في المجمع (9/ 307)، إلى الطبراني في الكبير والأوسط. وقال: رجالهما ثقات. كما أخرجه الطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (6/ 374: 3862)، مناقب حاطب، وفي الكبير (3/ 206). لكنه مرسل. فعبد الرحمن لم يحضر القصة. وروايته مرسلة. انظر: جامع =
= التحصيل (ص 221)، ولا يظهر أنه حدث به عن أبيه، بل كأنه حضر القصة هو. ولم يحضرها. 7 - عن علي رضي الله عنه أنه -صلى الله عليه وسلم- بعثه هو والزبير والمقداد. وذكر القصة بطولها. أخرجه البخاري في عدة مواضع من صحيحه. في المغازي، باب غزوة الفتح (3/ 147: 4274)، وباب فضل من شهد بدرًا (3/ 87: 3983)، وفي الجهاد، باب الجاسوس (2/ 360: 3007)، وباب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة (2/ 382: 3081). وفي كتاب استتابة المرتدين، باب ما جاء في المتأولين (4/ 282: 6939). وفي الاستئذان، باب من نظر في كتاب من يحذر من المسلمين ليستبين أمره (4/ 142: 6259)، وفي التفسير (3/ 306: 4890). ومسلم في صحيحه، فضائل الصحابة، باب من فضائل حاطب وأهل بدر (5/ 363: 164)، نووي. وأبو داود في سننه، الجهاد، باب حكم الجاسوس (4/ 108: 2650). والترمذي في سننه: تفسير سورة الممتحنة (5/ 83). والنسائي في تفسيره (2/ 414: 605)، وأحمد في مسنده (1/ 79 و 105). وغيرهم. وعليه يترقى أثر الباب إلى الصحيح لغيره.
53 - سورة المنافقين
53 - سورة المنافقين (¬1) 3757 - قال الحميدي (¬2): حدّثنا سُفْيَانُ، ثنا أَبُو هَارُونَ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: قَالَ عبد اللهِ بن عبد الله بن أبي ابن سلول لأبيه: والله لا تدخل المدينة (¬3) أبدًا، حتى تقول: رسول الله الأعز وأنا الأذل (¬4). قال: وجاء إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬5) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُقْتُلَ أَبِي، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا تَأَمَّلْتُ وَجْهَهُ قَطُّ هَيْبَةً لَهُ، وَلَئِنْ (¬6) شِئْتَ أن آتيك برأسه لآتينَّك (¬7) بِهِ، فَإِنِّي أَكْرَهُ، أَنْ أَرَى قَاتِلَ أَبِي. ¬
3757 - درجته: ضعيف لأنه مرسل، إذ أبو هارون لم يحضر القصة. وقد ذكره البوصيري في =
= الإِتحاف (2/ق 170 ب). وعزاه للحميدي، وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده من هذه الطريق إلَّا عند الحميدي. لكن لشطريه شواهد: 1 - الشطر الأول وهو ما حصل لعبد الله رضي الله عنه ووقوفه في وجه أبيه. (أ) عن جابر: أخرجه الترمذي في سننه، تفسير سورة المنافقون (5/ 90: 3370)، في حديث مطول في ذكر قصة غزوة بني المصطلق. عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن جابر. فذكره، وقال في آخره: وقال غير عمرو: فقال له ابنه عبد الله بن عبد الله: والله لا تنقلب حتى تقر أنك الذليل. ورسوله -صلى الله عليه وسلم- العزيز، ففعل. وقال: هذا حديث حسن صحيح. فرجاله ثقات، لكن لم يبين أصحاب هذه الزيادة في قوله: وقال غير عمرو. وكذا ذكر الحافظ في تخريج أحاديث الكشاف (4/ 542). انظر: هامش الكشاف، أن الثعلبي والزبيدي روياه كذلك. وأصل الحديث من غير هذه الزيادة عند البخاري في صحيحه المناقب، باب ما ينهى من دعوى الجاهلية (2/ 508: 3518). وفي التفسير، باب سواء عليهم استغفرت لهم. . . (3/ 310: 4905)، وباب "ولله خزائن السموات والأرض"، (3/ 311: 4907). ومسلم في صحيحه: البر، باب نصر الأخ ظالما أو مظلومًا (5/ 445: 63 - نووي). وفي صفات المنافقين (5/ 645: 1 - نووي). وعند أحمد (3/ 292)، (4/ 269 - 272). وغيرهم. بدون الزيادة السابقة. (ب) عن أسامة بن زيد: =
= عزاه في المجمع (9/ 320)، إلى الطبراني في الكبير بنحوه. وقال: فيه محمد بن الحسن بن زبالة، وهو ضعيف. وروي عن عكرمة، وابن سيرين، وابن جريج مرسلًا عنهم كلهم. ذكر ذلك السيوطي في الدر (6/ 225 - 226). 2 - الشطر الثاني: وهو أن عبد الله استأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قتل والده. (أ) عن عبد الله نفسه أنه استأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قتل أبيه فقال: لا تقتل أباك. أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 23: 1967)، عن أبي مسعود عن محمد بن الفضل، عن حماد بن سلمة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله بنحو. وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 16 أ)، من طريق حماد بن سلمة. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 321)، وعزاه للطبراني، وقال: رجاله رجال الصحيح إلَّا أن عروة بن الزبير لم يدرك عبد الله بن عبد الله بن أبي. اهـ. ولم أقف عليه عند الطبراني في المطبوع. وواضح أنه ضعيف بسبب الانقطاع بين عروة وعبد الله. (ب) عن أبي هريرة: أخرجه البزّار. انظر: كشف الأستار (3/ 260: 2708)، مناقب عبد الله، عن محمد بن بشار وأبي موسى، عن عمرو بن خَلِيفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعبد الله بن أبي، وهو في ظل أطم. فقال: غبر علينا ابن أبي كبشة. فقال ابنه عبد الله بن عبد الله، يا رسول الله، والذي أكرمك لئن شئت لأتيتك برأسه. فقال: لا، ولكن بر أباك، وأحسن صحبته .. قال البزّار: لا نعلم رواه عن محمد بن عمرو إلَّا عمر بن خليفة. وهو ثقة. اهـ. لكن محمد بن عروة بن علقمة قال عنه في التقريب (2/ 196: 583): صدوق له أوهام. =
= وعمرو بن خليفة وثقه البزّار كما تقدم، وذكره ابن حبّان في الثقات. انظر: اللسان (4/ 419). فالحديث في درجة الحسن إن شاء الله، وإن ورد في قصة مختلفة. لكنه يشهد لأثر الباب. قال الهيثمي في المجمع (9/ 321): رجاله ثقات. وهو تساهل. وذكر مثل ذلك أيضًا ابن إسحاق: رواه عنه ابن هشام في سيرته (3/ 292)، عن عاصم بن عمر بن قتادة أن عبد الله لما بلغه ما كان من أمر أبيه أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تريد قتل عبد الله بن أبي فيما بلغك عنه، فإن كنت فاعلًا فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه، وذكر القصة. ومن طريق ابن إسحاق أخرجه ابن جرير في تفسيره (28/ 116)، وتاريخه (2/ 110)، وذكره ابن كثير في تفسيره (4/ 325)، وفي البداية والنهاية (4/ 158). لكنه مرسل إذ عاصم بن عمر بن قتادة لم يحضر الواقعة. وهو مروي عند عبد، وابن المنذر، عن عكرمة. كما في الدر (6/ 225). وعليه فهذا الأثر بشطريه يمكن ترقيه بمجموع طرقه إلى الحسن. إذ ضعفها كلها منجبر، وكلها في معنى واحد.
54 - سورة الطلاق
54 - سورة الطلاق 3758 - [1] قال إسحاق: أخبرنا جرير، عن مطرت بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أُبي بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي عِدَدِ النِّسَاءِ (¬1)، قَالُوا: قَدْ بَقِيَ عِدَدٌ مِنْ عِدَدِ النِّسَاءِ لَمْ يُذْكَرْنَ: الصِّغَارِ، وَالْكِبَارِ اللَّائِي قَدِ انْقَطَعَ عَنْهُنَّ الْحَيْضُ، وذوات الحمل، فأنزل الله تعالى الآية التي (¬2) في سورة النساء الصغرى (¬3) {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} (¬4) (¬5). [2] أخبرنا (¬6) يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مُهَلْهَلٍ، عن مطرت بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي عِدَّةِ الْمُطَلَّقَةِ، وَعِدَّةِ المتوفَّى (¬7) عَنْهَا زَوْجُهَا، قَالَ أُبي: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. ¬
5837 - درجته: ضعيف لأن رواية عمرو عن أُبي بن كعب مرسلة. وقد أورده البوصيري في الإِتحاف (2/ق 170 ب)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 492)، تفسير سورة الطلاق، من طريق عمرو بن سالم عن أبي به، وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. وعن الحاكم أخرجه البيهقي في السنن، كتاب العدد، باب عدة التي يئست من المحيض والتي لم تحض (7/ 420)، وفي باب سبب نزول الآية في العدة (7/ 414)، من طريقين تلتقيان في مطرف. وابن أبي حاتم في تفسيره: كما في تفسير ابن كثير (4/ 333). وابن جرير في تفسيره (28/ 141)، كلاهما من طريق عمرو به بنحوه. وعزاه في الدر (6/ 234)، إلى ابن المنذر، وابن مردويه. وعلى هذا يبقى الأثر ضعيفًا. لكن له شاهد عن ابن مسعود أن سورة النساء القصرى نزلت بعد الطولى. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ ...} (3/ 203: 4532)، وفي تفسير سورة الطلاق (3/ 312: 4910)، قال الحافظ في الفتح (8/ 532)، أي: سورة الطلاق بعد سورة البقرة. والمراد بعض كل. فمن البقرة قوله: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ}، ومن الطلاق قوله: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ ...}، ومراد ابن مسعود: إن كان هناك نسخ فالمتأخر هو الناسخ، وإلاَّ فالتحقيق أن لا نسخ هناك. اهـ. وذكر ما يدل على مراد ابن مسعود وهو الحديث المروى عنه قال: "من شاء لاعنته أن التي =
= في النساء القصرى أنزلت بعد سورة البقرة". وهذا الحديث ورد بعدة صيغ. أخرجه النسائي في التفسير (2/ 446: 625). وأخرجه كذلك في السنن، كتاب الطلاق، باب عدة الحامل المتوفَّى عنها زوجها (6/ 197). وأخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطلاق، باب في عدة الحامل (2/ 730: 2307). وغيرهم، مما يدل على أن مراد ابن مسعود بالنساء الطولى سورة البقرة. وعليه يترقى الأثر إلى درجة الصحيح لغيره.
3759 - أنا (¬1) الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} (¬2) قَالَ: الْفَاحِشَةُ الْمُبَيِّنَةُ أَنْ تَسْفَهَ عَلَى أَهْلِهَا (¬3)، فإذا فعلت ذلك حل لهم إخراجها. ¬
3759 - درجته: محمد بن عمرو بن علقمة صدوق له أوهام ورواية مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يقال: إنها مرسلة، (تهذيب الكمال 24/ 302).
تخريجه: الأثر أخرجه إسحاق في المسند (5/ 229: 2374)، ويظهر أن في المسند خطأ نتج عن عدم صحة قراءة المخطوط فليراجع. وأخرجه ابن جرير في التفسير (6/ 12: 34257)، قال حدّثنا أبو كريب، قال ثنا ابن إدريس، قال ثنا محمد بن عمرو به بنحوه. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (8/ 193)، لعبد الرزاق وسعيد بن منصور. عبد بن حميد وابن مردويه. (سعد).
55 - سورة التحريم
55 - سورة التحريم 3760 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ أَبَانَ، ثنا الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها قالت: لما حلف أبو بكر رضي الله عنه أن لا ينفق على مسطح رضي الله عنه، فأنزل الله عز وجل: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} (¬1) فأحل يمينه، وأنفق عليه. ¬
3760 - درجته: موقوف موضوع لحال عبد العزيز. وقد أورده البوصيري في الإِتحاف (2/ق 171 أ)، وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده عند غير الحارث. والذي في الصحيح أن أبا بكر عندما امتنع من الإِنفاق على مسطح أنزل الله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ...} [النور: 22]. أخرجه البخاري في صحيحه المغازي، باب حديث الإِفك (3/ 123: 4141). وغير هذا الموضع. ومسلم في صحيحه، التوبة، باب في حديث الإِفك. (5/ 628: 46 - نووي). وعليه فيكون الحديث في هذا الباب موضوعًا لكن له أصل صحيح.
3761 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عن عمر رضي الله عنه في قوله تعالى: {تَوْبَةً نَصُوحًا} (¬1) قَالَ: يَتُوبُ مِنَ الذَّنْبِ، ثُمَّ لَا يَعُودُ فيه (¬2). * هذا إسناد صحيح. ¬
3761 - درجته: ضعيف لأنه من رواية الزبيري عن سفيان وحديثه عنه ضعيف. وحكم الحافظ وكذا البوصيري في الإِتحاف (2/ق 171 أ) عليه بالصحة لعله لوجود متابع لأبي أحمد كما سيأتي.
تخريجه: روي عن عدد من الصحابة كما يلي: 1 - عن عمر موقوفًا: أخرجه ابن منيع كما تقدم، عن أبي أحمد، عن سفيان، عن سماك، عن النعمان، عن عمر. وابن جرير في تفسيره (28/ 167)، عن ابن بشار، عن عبد الرحمن، عن سفيان به بنحوه. فتابع عبد الرحمن بن مهدي أبا أحمد عن سفيان، وعبد الرحمن: ثقة، ثبت. انظر: التقريب (1/ 499: 1126). فارتفع ما كنا نخشاه من ضعف الأثر، وترقي الأثر بهذه المتابعة إلى درجة الصحيح. =
= كما أخرجه في الموضع نفسه عن ابن حميد، عن مهران. والحاكم في المستدرك، تفسير سورة التحريم (2/ 495)، من طريق حذيفة. وقال: صحيح الإِسناد. ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. والبيهقي في الشعب، باب في معالجة كل ذنب بالتوبة (5/ 387: 7034)، من طريق قبيصة. ثلاثتهم عن سفيان به بلفظه. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الزهد، كلام عمر (13/ 279: 16338) عن أبي الأحوص. وابن جرير في (28/ 167)، عن هناد بن السري، عنه. وكذا عن ابن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة. وعبد الرزاق في تفسيره (2/ 303)، عن إسرائيل. ثلاثتهم عن سماك به بلفظه. وعزاه في الدر (6/ 245)، إلى الفريابي، وابن مردويه، وسعيد بن منصور، وهناد، وابن المنذر، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم. وعمومًا فالأثر في درجة الصحيح. 2 - عن ابن عباس موقوفًا: أخرجه ابن جرير في تفسيره (28/ 167)، عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، قال حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره نحوه. ورجال إسناده كلهم ضعفاء كما تقدم بيانه في النص رقم 3653. 3 - عن ابن عباس مرفوعًا: عزاه في الدر (6/ 245)، إلى ابن مردويه. 4 - عن ابن مسعود، روى عن أبي الأحوص، عنه. وقد اختلف عليه فيه في إسناده على وجهين. فروي مرة مرفوعًا، ومرة موقوفًا. =
= (أ) المرفوع: أخرجه أحمد في مسنده (1/ 446)، عن علي بن عاصم، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عنه مرفوعًا. والبيهقي في الشعب، في معالجة كل ذنب بالتوبة (5/ 387: 7036)، من طريق بكر بن خنبش، عن إبراهيم الهجري. به بلفظه، وهو ضعيف لحال الهجري كما سيأتي. وعزاه في الدر (6/ 245) إلى ابن مردويه مرفوعًا. (ب) الموقوف: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الزهد، كلام ابن مسعود رضي الله عنه (3/ 300: 16408)، عن وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق الهمداني السبيعي، عن أبي الأحوص، عنه بمثله. ورجاله كلهم ثقات. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (28/ 167). والبيهقي في الشعب، المكان المتقدم (5/ 387: 7035). كلاهما من طريق أبي إسحاق، به بنحوه. وعزاه في الدر (6/ 245)، إلى عبد بن حميد، وابن المنذر موقوفًا. وعند النظر في الطرق يتبين لي رجحان طريق الوقف لما يلي: 1 - أن المدار على أبي الأحوص وهو ثقة. ورواة طريق الوقف ثقات. وأما رواة المرفوع فلم يروه عنه إلَّا إبراهيم الهجري. وقد قال عنه في التقريب (1/ 43: 281)، لين الحديث رفع موقوفات. اهـ. وعلى هذا فالحمل عليه. 2 - قال ابن كثير بعد ذكره لسند أحمد الذي فيه رواية الرفع. في تفسيره (4/ 342): تفرد به أحمد من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف، والموقوف أصح. اهـ. ولم يتفرد به أحمد كما مر. وقال البيهقي بعد أن أخرج رواية =
= الرفع: والصحيح هو الأول -أي الوقف- ورفعه ضعيف. اهـ. وعليه فرواية الوقف أولى، وهي صحيحة. 5 - عن أبي مرفوعًا. ولفظه عنه أنه قال: "قيل لنا أشياء تكون في آخر هذه الأمة عند اقتراب الساعة: منها نكاح الرجل امرأته أو أمته في دبرها، وذلك مما حرم الله ورسوله، ويمقت الله عليه ورسوله، ومنها نكاح الرجل الرجل، وذلك مما حرم الله ورسوله، ويمقت الله عليه ورسوله. ومنها نكاح المرأة المرأة، وذلك مما حرم الله ورسوله، ويمقت الله ورسوله، وليس لهؤلاء صلاة ما أقاموا على هذا حتى يتوبوا إلى الله توبة نصوحًا. قال زر: فقلت لأبي فما التوبة النصوح؟ قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن ذلك فقال: هو الندم على الذنب حين يفرط منك فتستغفر الله بندامتك منه عند الحاضر، ثم لا تعود إليه أبدًا. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (4/ 342)، عن الحسن بن عرفة، عن الوليد بن بكير أبي جياب، عن عبد الله بن محمد العبدي، عن أبي سفيان البصري، عن أبي قلابة، عن زر، عنه. لكن فيه الوليد بن بكير، قال عنه في التقريب (2/ 222: 43)، لين الحديث. وعبد الله بن محمد العبدي ضعيف كما في اللسان (3/ 435). وأبو سنان مسمع بن عاصم: قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وليس بمشهور بالنقل. وقال ابن حبّان، من عبّاد أهل البصرة ومتقنيهم. ماله حديث مسند يرجع إليه. انظر: اللسان (6/ 42). وعليه فالأثر ضعيف لم يثبت مرفوعًا من وجه يصح. بل هو موقوف صحيح على عمر، وابن مسعود.
3762 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا هُدْبَةُ (¬2)، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَا: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، فَذَكَرَ حَدِيثًا. قَالَ: وَبِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ (¬3) رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ فِرْعَوْنَ أَوْتَدَ لِامْرَأَتِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ في يديها ورجليها، فكان (¬4) إِذَا تَفَرَّقُوا عَنْهَا أَطْلَقَتْهَا الْمَلَائِكَةُ. فَقَالَتْ: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} (¬5)، قَالَ: فَكَشَفَ لَهَا عَنْ بَيْتِهَا فِي الْجَنَّةِ. * صحيح موقوف. ¬
3762 - درجته: صحيح موقوف كما قال الحافظ. قال الهيثمي في المجمع (9/ 221)، باب ما جاء من الفضل لمريم وآسية وغيرهما: رجاله رجال الصحيح. اهـ.
تخريجه: هو مروي عن ثابت. وقد اختلف عليه في إسناده على وجهين: (أ) عنه، عن أبي رافع، عن أبي هريرة باللفظ المتقدم، ولم أجده عند غير أبي يعلى. (ب) عنه، عن أبي رافع؛ ولفظه "وتد فرعون لامرأته أربعة أوتاد. ثم حمل على بطنها رحى عظيمة حتى ماتت". =
= أخرجه البيهقي في الشعب، باب في شح المرء بدينه (2/ 244: 1638)، عن أبي عبد الله قال: أنا أبو عبد الله الصفاني، عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عنه به. ورجاله ثقات، إلَّا الصفاني فلم أعثر له على ترجمة، ولعله أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني الأخرم. فإن كان هو، فهو ثقة. انظر: السير (15/ 466). والمختلف عليه ثقة، والمختلفان ثقتان. فلا مانع أن يروى عن كل من أبي رافع، وأبي هريرة. وقد ذكر السيوطي في الدر (6/ 245)، أن عبد بن حميد أخرج عن أبي هريرة نحوه. ولفظه "إن فرعون وتد لامرأته أربعة أوتاد، وأضجعها على صدرها، وجعل على صدرها رحى واستقبل بها عين الشمس، فرفعت رأسها إلى السماء، فَقَالَتْ: {رَبِّ ابنِ لِي عنْدك بَيْتا فِي الْجنَّة} إِلَى {الظَّالِمين} ففرج الله عن بيتها في الجنة فرأته. وله شاهد عن سلمان أيضًا. ولفظه: "كانت امرأة فرعون تعذب بالشمس فإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها، وكانت ترى بيتها في الجنة". أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الزهد، كلام سلمان (13/ 331: 16505). عن يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان به. ورجاله كلهم ثقات، وسنده متصل. ومن طريق يزيد أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب التفسير (2/ 499). وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وسكت الذهبي. =
= والبيهقي في الشعب، باب في شح المرء بدينه (2/ 244: 1637)، من طريقين عن يزيد. وابن جرير في تفسيره (28/ 171)، من طريقين عن سليمان التيمي به بنحوه. وأبو نعيم في الحلية (1/ 205)، ترجمة سلمان. من طريق سليمان به بنحوه. وعزاه في الدر (6/ 245)، إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، به بنحوه.
56 - سورة تبارك
56 - سُورَةِ تَبَارَكَ (158) فِيهَا حَدِيثٌ فِي تَفْسِيرِ {الم * تَنْزِيلُ} السجدة (¬1) 3763 - [1] وَقَالَ عَبْدٌ (¬2): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، ثنا أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما. قَالَ لِرَجُلٍ: أَلَا أُطْرِفُكَ بِحَدِيثٍ تَفْرَحُ بِهِ؟ قَالَ: بَلَى يَا أَبَا عَبَّاسٍ يَرْحَمُكَ اللَّهُ قال رضي الله عنه: اقْرَأْ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ، فَاحْفَظْهَا، وَعَلِّمْهَا أَهْلَكَ، وَجَمِيعَ وَلَدِكَ (¬3) وَصِبْيَانَ بَيْتِكَ، وَجِيرَانَكَ، فَإِنَّهَا الْمُنْجِيَةُ، وَهِيَ الْمُجَادِلَةُ. تُجَادِلُ وَتُخَاصِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّهَا لِقَارِئِهَا، وَتَطْلُبُ إِلَى رَبِّهَا أَنْ يُنَجِّيَهُ مِنَ النَّارِ إِذَا كَانَتْ فِي جَوْفِهِ، وينجي الله تعالى بِهَا صَاحِبَهَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. قَالَ ابْنُ عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَدِدْتُ أَنَّهَا فِي قَلْبِ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ أمتي" ورواه (¬4) الترمذي مختصرًا (¬5). ¬
[2] وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ (¬6) عَنْ سَلَمَةَ (¬7) بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَكَمِ مُقْتَصِرًا عَلَى الْمَرْفُوعِ لَكِنْ قَالَ: يَعْنِي يَس. وَقَالَ: "لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى (¬8) عن ابن عباس رضي الله عنهما إلَّا بهذا الإِسناد". ¬
3763 - درجته: ضعيف لحال إبراهيم بن الحكم. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 171 أ)، رواه البزّار والترمذي مختصرًا. وذكر الهيثمي في المجمع (7/ 130)، المرفوع منه فقط، وعزاه للطبراني، وقال: فيه إبراهيم بن الحكم بن أبان. وهو ضعيف. اهـ.
تخريجه: الحديث المرفوع مروى عن: الحكم بن أبان، وقد اختلف عليه فيه في متنه على وجهين: 1 - أن السورة المذكورة: تبارك. أخرجه عبد بن حميد كما تقدم عن إبراهيم. والطبراني في الكبير (11/ 241: 11616)، عن محمد بن الحسين بن عجلان، عن سلمة بن شبيب، عنه. والحاكم في فضائل القرآن، ذكر فضائل سور وآي متفرقة (1/ 565)، من طريق =
= حفص بن عمر العدني. وقال: هذا إسناد عند اليمانيين صحيح، ولم يخرجاه، قال الذهبي: حفص واهٍ. اهـ. والبيهقي في الشعب، فصل في فضائل السور، تخصيص سورة الملك بالذكر (2/ 494: 2507)، من طريقين إحداهما عن الحاكم، كلاهما من طريق حفص العدني. كلاهما عن الحكم بن أبان بن ثميلة. وكلاهما ضعيف، فإبراهيم ضعيف كما تقدم، وحفص بن عمر العدني: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 188: 458). وقد عزاه في الدر (6/ 246)، إلى ابن مردويه عن ابن عباس باللفظ المتقدم. 2 - أن السورة هي: يس. أخرجه البزّار كما تقدم. انظر: كشف الأستار (3/ 87: 2305)، ولم أره عند غيره، عن سلمة بن شبيب، عن إبراهيم، عن الحكم به بلفظه. وقال: إبراهيم لم يتابع على أحاديثه، على أنه قد حدث عنه أهل العلم. اهـ. وعند النظر في طرق الاختلاف نجد أن الحكم: ثقة. وأما المختلفان عليه فضعيفان، على أن إبراهيم روى الوجهين. لكن يترجح الوجه الأول لأن حفصًا تابعه عليه. وهو وإن كان ضعيفًا فمتابعته ترقى الحديث إلى درجة الحسن. وأما الموقوف على ابن عباس فلم أقف عليه عند غير عبد بن حميد، وهو ضعيف كما تقدم. لكن لبعضه شواهد مرفوعة كما يلي: قوله: "تُجَادِلُ وَتُخَاصِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّهَا لِقَارِئِهَا، وَتَطْلُبُ إِلَى رَبِّهَا أَنْ يُنَجِّيَهُ مِنَ النَّارِ إذا كانت في جوفه". له شاهد من حديث أبي هريرة وآخر عن أنس: =
= 1 - حديث أبي هريرة لفظه: "إن سورة من كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل فأخرجته من النار. وأدخلته الجنة، وهي سورة تبارك" وفي لفظ: حتى غفر له. أخرجه أبو داود في سننه كتاب الصلاة، أبواب قراءة القرآن، باب في عدد الآي (2/ 119: 1400)، عن عمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن قتادة، عن عباس الجشمي، عن أبي هريرة بنحوه. وكل رجاله ثقات إلَّا عباس الجشمي، فقال عنه في التقريب (1/ 400: 167)، مقبول. ولم يتابع هنا كما سيأتي. كما أخرجه أحمد في مسنده (2/ 299)، عن محمد بن جعفر. وأخرجه أيضًا في (2/ 321)، عن حجاج بن محمد، وابن جعفر. وأبو عبيد في فضائل القرآن، باب فضل تبارك (43: 140)، عن حجاج، والحاكم في المستدرك (1/ 565)، فضائل القرآن من طريقين إحداهما عن أحمد عن ابن جعفر. والترمذي في سننه: أبواب فضائل القرآن، باب ما جاء في سورة الملك (4/ 238: 3053)، عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر. وقال: هذا حديث حسن. وابن نصر في قيام الليل. انظر: المختصر (ص 163)، ما جاء في فضل قراءة تبارك، عن ابن بشار. والنسائي في تفسيره، تفسير سورة الملك (2/ 454: 632)، عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي أسامة. وفي عمل اليوم والليلة، الفضل في قراءة تبارك (710: 433)، عن إسحاق به.
= وابن حبّان في صحيحه. انظر: الإِحسان (2/ 80: 784)، باب قراءة القرآن، ذكر الأمر بالإِكثار من قراءة سورة تبارك. عن عبد الله بن محمد الأزدي، عن إسحاق به. وابن ماجه في سننه أبواب الأدب، باب ثواب القرآن (2/ 330: 3831)، عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة. والفريابي في فضائل القرآن (ص 143: 33)، باب الملك، عن عثمان بن أبي شيبة، عن أبي أسامة. وأخرجه الحاكم في المستدرك فضائل القرآن (1/ 565)، من طريق إبراهيم بن مرزوق، عن وهب بن جرير. وابن حبّان في المكان المتقدم (785)، ذكر استغفار ثواب قراءة تبارك لمن قرأه من طريق يحيى بن سعيد. وابن السنّي في عمل اليوم والليلة. باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة (681: 196)، من طريقه. والبيهقي في الشعب، فضائل السور والآيات، تخصيص سورة الملك بالذكر (2/ 493: 2506)، من طريق آدم، وإبراهيم بن طهمان. ستتهم عن شعبة، به بنحوه. كما أخرجه عبدبن حميد في مسنده. انظر: المنتخب (ص 421: 1445)، عن سليمان بن داود، عن عمران، عن قتادة به بنحوه. ومن طريق سليمان بن داود الطيالسي أخرجه الحاكم، تفسير سورة الملك (2/ 497)، وقال صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. ومن طريق أبي داود أخرجه البغوي في تفسيره، تفسير سورة الملك (4/ 373). وعلى كل فمداره على قتادة، عن عباس الجشمي. وعباس هذا وإن كان الحافظ قد لينه، لكن ذكره ابن حبّان في الثقات، وصحح =
= له الحاكم ووافقه الذهبي. ولذا لا أرى نزول حديثه عن درجة الحسن. وقد حسن الترمذي حديثه كما مر. 2 - عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا، ولفظه: "سورة في القرآن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة". أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 176)، عن سليمان بن داود بن يحيى الطبيب البصري، عن شيبان بن فروخ الأيلي، عن سلام بن مسكين، عن ثابت، عن أنس، به وقال: لم يروه عن ثابت البناني إلا سلام. وهو في الأوسط أيضًا. انظر: مجمع البحرين (6/ 79: 3405)، بالإِسناد نفسه. وسليمان بن داود هذا لم أجد له ترجمة، وأما شيبان فقال عنه في التقريب (1/ 356: 116)، صدوق يهم. وعليه فقول الهيثمي في المجمع (7/ 130)، رجاله رجال الصحيح. اهـ. فيه تساهل. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 246)، إلى الضياء، وابن مردويه، عن أنس. والخلاصة أن هذه الجملة في درجة الحسن للشاهد المروى عن أبي هريرة، وأنس. وقوله: وينجي الله تعالى بها صاحبها من عذاب القبر. له شواهد مرفوعة من حديث: ابن عباس، وابن مسعود، ورافع بن خديج، وأبي هريرة. (أ) ابن عباس: لفظه: "ضرب بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خباءة، على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضربت خبائي وأنا لا أحسب أنه قبر، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هي المانعة هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر". =
= أخرجه الترمذي في سننه، فضائل القرآن، باب ما جاء في سورة الملك (4/ 238: 3052)، عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن يحيى بن عمرو بن مالك النكري، عن أبيه، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس باللفظ المتقدم. وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن أبي هريرة. وفيه يحيى بن عمرو. قال عنه في التقريب (2/ 354: 140)، ضعيف، ويقال إن حماد بن زيد كذبه. وعن محمد بن عبد الملك أخرجه ابن نصر في قيام الليل. انظر: المختصر (ص 163). ومن طريقه أيضًا أخرجه البيهقي في الدلائل، جماع أبواب من رأى في منامه شيئًا من آثار نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، باب ما جاء في الرجل الذي سمع صاحب القبر يقرأ سورة الملك (7/ 41)، وقال: تفرد به يحيى بن عمرو النكري، وهو ضعيف، إلَّا أن لمعناه شواهد عن ابن مسعود. اهـ. وأبو نعيم في الحلية (3/ 81)، ترجمة أوس بن عبد الله أبي الجوزاء، وقال: غريب من حديث أبي الجوزاء، لم نكتبه مجودًا مرفوعًا إلَّا من حديث يحيى بن عمرو، عن أبيه. اهـ. وقد أورد الذهبي في الميزان يحيى هذا وأورد له مناكير من ضمنها هذا الحديث. انظر: الميزان (4/ 399). وسبقه إلى ذلك ابن عدي في الكامل في ترجمته (7/ 205). وعليه فالحديث ضعيف. وقد عزاه في الدر (6/ 246)، إلى الحاكم، وابن مردويه. (ب) عن ابن مسعود مرفوعًا، ولفظه: "هي المانعة من عذاب القبر". عزاه في الدر (6/ 246)، إلى ابن مردويه. وقد حسنه الشيخ الألباني في الصحيحة (3/ 131)، برقم (1140).=
= وعزاه لأبي الشيخ في طبقات الأصبهانيين، وسنده عن إسحاق بن إبراهيم بن جميل، عن ابن منيع، عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان بن عاصم، عن زر، عن عبد الله مرفوعًا. وروي عن ابن مسعود موقوفًا، لكنه في حكم المرفوع. ولفظه: "من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله بها من عذاب القبر، وكنا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نسميها المانعة، وإنها في كتاب الله، سورة من قرأ بها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب". أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، الفضل في قراءة تبارك (711: 433)، عن عبد الله بن عبد الكريم، عن محمد بن عبيد الله أبي ثابت المدني، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل بن أبي صالح، عن عرفجة بن عبد الواحد، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، باللفظ المتقدم. وفيه عاصم بن بهدلة قال عنه في التقريب: صدوق، له أوهام (1/ 383: 3). وعرفجة بن عبد الواحد قال عنه: مقبول (2/ 18: 153). وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 174: 10254)، والأوسط. انظر: مجمع البحرين (6/ 80: 3406)، من طريق عرفجة. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 130)، ورجاله ثقات. اهـ. وهو تساهل لما علمت من حال عرفجة، لكنه توبع. فقد أخرجه أبو عبيد في الفضائل، باب فضل تبارك (43: 45)، عن يزيد، عن شريك، عن عاصم، به بنحوه. والفريابي في الفضائل، باب الملك (ص 139: 29)، عن محمد بن عبيد بن حساب. و (31)، عن منجاب بن الحارث عن علي بن مسهر و (32)، عن عبد الحميد بن موسى، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد. ثلاثتهم عن عاصم به بنحوه. والحاكم في تفسير سورة الملك (2/ 498)، من طريق سفيان، عن عاصم. به بنحوه وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. =
= وعنه أخرجه البيهقي في الشعب، تخصيص سورة الملك بالذكر (2/ 494: 2509). وقد عزاه في الدر (6/ 247)، إلى ابن مردويه، عن ابن مسعود. وعلى هذا يكون الأثر حسنًا لحال عاصم فإنه صدوق كما مر، والموقوف كما تقدم له حكم المرفوع فإنه قال فيه: كنا نسميها عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: المانعة. 3 - حديث أبي هريرة، ورافع بن خديج: لفظه: "هي المانعة في القبور. عزاه السيوطي في الدر (6/ 246)، إلى ابن مردويه. وخلاصة القول أن المرفوع من حديث الباب في درجة الحسن بالمتابعات. وأما الموقوف فهو في درجة الحسن بشواهده.
57 - سورة ن
57 - سورة ن 3764 - قال أبو يعلى (¬1): حدّثنا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ رَوْحُ بْنُ جُنَاحٍ، (عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ) (¬2)، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عنهما (¬3)، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} (¬4) قال: نور (¬5) عظيم، يخرون له سجدًا. ¬
3764 - درجته: مرفوع ضعيف، لضعف روح بن جناح. وفيه شيخ أبي يعلى لم يتبين من هو؟ وفيه رجل مبهم. وقد تساهل البوصيري رحمه الله في الإِتحاف (2/ق 171 أ)، حين قال: رواته ثقات. وكذا قول الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 131): رواه أبو يعلى، وفيه روح بن جناح. وثقه دحيم، وقال فيه: ليس بالقوي. وبقية رجاله ثقات. اهـ. وذكره ابن كثير في تفسيره (4/ 356)، وقال: فيه رجل مبهم. اهـ. =
= تخريجه: الحديث رواه أبو يعلى. وقد اختلف عليه في إسناده على وجهين: 1 - عنه، عن القاسم، عن الوليد، عن روح بن جناح مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي بردة، عن أبيه مرفوعًا وهو في المسند كما مر. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 338)، في ترجمة مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي عبد الله محمد بن الفضل وأبي المظفر القشيري، كلاهما عن أبي أسعد الأديب، عن ابن حمدان، عنه به بلفظه. 2 - عنه به لكن قال عن أبي سَعِيدٍ رَوْحُ بْنُ جُنَاحٍ، عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بن عبد العزيز، عن أبي بردة، أخرجه ابن عساكر أيضًا في المكان السابق، عن أبي عبد الله بن عبد الملك، عن إبراهيم بن منصور وذكره عن أبي بكر المقرئ، عنه به بنحوه. والمختلفان على أبي يعلى ثقتان. فابن حمدان هو: أبو عمرو بن حمدان الحيرى، ثقة. انظر: السير (16/ 356). وأبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ. ثقة كما في الإنساب (5/ 367). وهما راويا مسنده. لكن الذي يظهر ويترجح لي الوجه الثاني لأمرين: 1 - ما ذكره ابن عساكر حيث قال: وهو أبو سعيد ... وليس هو مولى عمر، وإنما هو مولى الوليد. ويروى هذا الحديث عن مولى لعمر غير مسمى كما في رواية ابن المقرئ. 2 - أن غير أبي يعلى رواه كما رواه هو في الوجه الثاني: فقد أخرجه ابن جرير في تفسيره (29/ 42)، عن أبي زيد، عن عمر بن شيبة، عن الوليد، به بنحوه. والبيهقي في الأسماء والصفات، باب ما ذكر في الساق (ص 347)، من طريق الوليد به بلفظه وقال: تفرد به روح بن جناح، وهو شامي يأتي بأحاديث منكرة لا يتابع =
= عليها، والله أعلم، وموالي عمر بن عبد العزيز فيهم كثرة. اهـ. وهذا قول منه بالتضعيف. وهو الواقع إذ يبقى مداره على روح، وهو ضعيف، وفيه أيضًا رجل مبهم. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 254)، إلى ابن المنذر وابن مردويه. على أن متنه منكر، إذ المعروف ما رواه الشيخان وغيرهما أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقًا. أخرجه البخاري في صحيحه: التفسير، باب "يوم يكشف عن ساق" (3/ 315: 4919). وفي التوحيد بأطول منه، باب "وجوه يومئذٍ ناضرة" (4/ 391: 7439)، باللفظ المتقدم. ومسلم في صحيحه: الإِيمان، باب رؤية الله عَزَّ وَجَلَّ في الآخرة (1/ 434: 280 - نووي). وقال فيه: عن ساق. وأخرجه أحمد في المسند (3/ 17)، بمثل رواية مسلم. ثلاثتهم من أبي سعيد الخدري. كما أخرجه الدارمي في سننه الرقاق، باب في سجود المؤمنين يوم القيامة (2/ 326)، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه، وقال: فيكشف لهم عن ساقه. وبهذا يتبين وهم من قال: إن جميع الروايات في الصحيح: عن ساق. إذ هو عند البخاري عن ساقه.
58 - سورة الحاقة
58 - سورة الحاقة 3765 - قال إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا عِمْرَانُ أَبُو الْهُذَيْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ منبِّه، عَنْ أَبِيهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ ...} (¬1) (¬2) الْآيَةَ. قَالَ: هُوَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَحْمِلُونَهُ عَلَى أَكْتَافِهِمْ. لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ [وُجُوهٍ. وَجْهُ ثَوْرٍ، وَوَجْهُ أَسَدٍ، وَوَجْهُ نَسْرٍ، وَوَجْهُ إِنْسَانٍ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ] (¬3) أَجْنِحَةٍ، فَأَمَّا جَنَاحَانِ فَعَلَى وَجْهِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْعَرْشِ فَيُصْعَقَ، وَأَمَّا جَنَاحَانِ فَيَنْتَهِضُوا (¬4) بِهِمَا. لَيْسَ لَهُمْ كَلَامٌ إلَّا: قدِّسوا اللَّهَ الْقَوِيَّ الْعَلِيَّ، قد ملأت عظمته ما بين السماوات والأرض. * هذا موقوف ضعيف الإِسناد. ¬
3765 - درجته: مقطوع ضعيف كما قال الحافظ: وذلك لحال عبد الله بن وهب لأنه مجهول. =
= وقد ضعفه البوصيري في الإِتحاف (2/ق 171 أ). وقال: لجهالة بعض رواته. اهـ. وكأنه يقصد عبد الله.
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 314)، عن عمران به. وعزاه السيوطي في الدر (6/ 261)، إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وبهذا يبقى الأثر ضعيفًا. وكأنه مأخوذ من الإِسرائيليات التي كان يرويها وهب بن منبه. وقد روى ابن جرير في تفسيره (29/ 58)، عن يونس، عن وهب عن ابن زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: يحمله اليوم أربعة، ويوم القيامة ثمانية" وروي نحوه عن ابن حميد، عن سلمة، عن ابن إسحاق قال: بلغنا، فذكره. وكلاهما مرسل كما هو واضح.
59 - سورة سأل
59 - سورة سأل 3766 - قال مسدد: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد، عن أبي صالح في قوله تبارك وتعالى: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} (¬1)، قال: لحم الساقين (¬2). ¬
3766 - درجته: مقطوع صحيح، وأورده البوصيري في الإِتحاف (2/ق 171 ب)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (29/ 77) عن مهران، وعن محمد بن عمارة الأسدي، عن قبيصة بن عقبة السوائي. =
= كلاهما عن سفيان به بلفظه. كما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب ذكر النار (3/ 168: 16016). عن أبي معاوية، عن إسماعيل به بلفظه. وعزاه السيوطي في الدر (6/ 265)، إلى ابن المنذر، وعبد بن حميد.
60 - سورة الجن
60 - سورة الجن 3767 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عن يحيى ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَيْلَانَ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ قَالَ (¬1) لِابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: حُدِّثْتُ أَنَّكَ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةَ الْجِنِّ. فَقَالَ: أَجَلْ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ، يَعْنِي نَحْوَ حَدِيثِ (¬2) عَلْقَمَةَ. وَقَالَ: خَطَّ عليَّ خَطًّا، وَقَالَ: لَا تَبْرَحْ. فَلَمَّا جَاءَ قَالَ لِي: لَوْ خَرَجْتَ مِنَ الْخَطِّ لَمْ آمَنْ أَنْ يَتَخَطَّفَكَ بَعْضُهُمْ. وَقَالَ: إِنَّ الْجِنَّ تَشَاجَرُوا فِي قَتِيلٍ بَيْنَهُمْ فَقُضِيَ (¬3) بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ. وَقَالَ: رَأَيْتُهُمْ مُسْتَثْفِرِينَ (¬4) بِثِيَابِ بَعْضٍ. وقال: هم جن نصيبين (¬5) سألوه الزاد. ¬
[2] أخبرنا (¬6) جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ (¬7) أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَانْطَلَقَ بِي مَعَهُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَرَازِ (¬8)، ثُمَّ خَطَّ لِي خُطَّةً (¬9)، فَقَالَ: لَا تَبْرَحْ حتى أرجع إليك، فما جاء -صلى الله عليه وسلم- حتى جاء السحر. فقال -صلى الله عليه وسلم-: أُرْسِلْتُ إِلَى الْجِنِّ. فَقُلْتُ: فَمَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ التي أسمعها. قال -صلى الله عليه وسلم-: هي أصواتهم حين ودعوني، وسلموا عليَّ. ¬
3767 - درجته: الطريق الأول: ضعيف لجهالة عبد الله بن عمرو بن غيلان. قال البوصيري. انظر: الإِتحاف (2/ق 171 ب)، عبد الله بن عمرو لم أقف له على ترجمة. وباقي رواه الإِسناد ثقات. اهـ. وقد ترجم له غير واحد كما ذكرت. لكنه لم يوثق. الطريق الثاني: ضعيف لأن رواية حصين عن ابن مسعود مرسلة.
تخريجه: المروى عن ابن مسعود رضي الله عنه أمران: الأمر الأول: أنه لم يشهد ليلة الجن مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. الأمر الثاني: أنه شهدها. أولًا: روي أنه لم يشهدها، عن ابن مسعود، وعن ابنة أبي عبيدة، وعن إبراهيم النخعي. =
= 1 - المروى عن ابن مسعود. مروى عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن علقمة، عن عبد الله. وقد اختلف في متنه على وجهين: (أ) أنه لم يشهد ليلة الجن مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ولفظه عن علقمة: سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحد منكم مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليلة الجن؟ فقال: لا .. ولكننا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير، أو اغتيل، قال: فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء، قال: فقلنا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقدناك فطلبناك فلم نجدك. فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فقال: أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم، وآثار ديارهم ... الحديث. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن (20/ 90: 126 - نووي)، عن محمد بن المثنى، عن عبد الأعلى. وعن أبي بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن إدريس، ومن طريق محمد بن المثنى أخرجه البيهقي في الكبرى (1/ 11)، باب منع التطهر بالنبيذ: وفي (1/ 108)، باب الاستنجاء بما يقوم مقام الحجارة وأبو داود في الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ (1/ 67: 85)، عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب. ولفظه مختصر. والترمذي في سننه: تفسير سورة الأحقاف (5/ 85: 3311)، عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن إبراهيم. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأحمد في المسند (1/ 436)، عن إسماعيل. والنسائي في تفسيره (2/ 466: 643)، عن أحمد بن منيع، عن يحيى بن زكريا. والطحاوي في شرح معاني الآثار، باب الرجل لا يجد إلَّا نبيذ التمر هل يتوضأ به أو يتيمم؟ (1/ 96). عن طريق يحيى. =
= والدارقطني في سننه، باب الوضوء بالنبيذ (1/ 77: 12)، عن أبي محمد بن صاعد، عن أبي الأشعث، عن بشر بن المفضل. وأخرجه الترمذي في سننه: الطهارة (1/ 15: 18)، والنسائي في الكبرى، الطهارة، ذكر نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الاستطابة بالعظم والروث. (1/ 71: 39) كلاهما من طريق حفص. وليس فيه ذكر ليلة الجن. سبعتهم عن داود به بنحوه. وقد توبع الشعبي عن علقمة، تابعه إبراهيم. كما أخرجه مسلم: في الموضع السابق، عن يحيى بن يحيى، عن خالد بن عبد الله، عن خالد الحذاء، عن أبي معشر. عنه به بنحوه. ومن طريق يحيى بن يحيى، أخرجه البيهقي في الكبرى (1/ 11)، باب منع التطهر بالنبيذ من طريقين كلاهما عن يحيى. وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 83: 9971)، من طريق خالد بن عبد الله به بنحوه. وكذا الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 95)، من طريقه. هذا هو الوجه الأول. (ب) أنه شهد ليلة الجن مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ذكره كذلك الترمذي: في أبواب الطهارة، باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به (1/ 15: 18)، قال: وقد روي هذا الحديث إسماعيل بن إبراهيم وغيره، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن علقمة، عن عبد الله، أنه كان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن، الحديث بطوله. وسيأتي الكلام على الجمع بين الروايات في آخر الكلام على تخريج الحديث. 2 - المروى عن أبي عبيدة: أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 95)، عن ابن أبي داود، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن غندر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة قال: قلت =
= لأبي عبيدة: أكان عبد الله بن مسعود مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليلة الجن؟ فقال: لا". وعن ابن مرزوق، عن وهب، عن شعبة به بمثله. وقال بعد أن أخرجه: فلما انتفى عند أبي عبيدة أن أباه كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليلتئذٍ وهذا أمر لا يخفى مثله على مثله. بطل بذلك ما رواه غيره مما يخبر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعل ليلتئذٍ. إذ كان معه. فإن قال قائل: الآثار الأول، أي: التي ذكرت شهوده لها. وستأتي أولى من هذا لأنها متصلة، وهذا منقطع لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه شيئًا. قيل له: ليس من هذه الجهة احتججنا بكلام أبي عبيدة. إنما احتججنا به لأن مثله على تقدمه في العلم وموضعه من عبد الله، وخلطته لخاصته من بعده، لا يخفى عليه مثل هذا من أموره. فجعلنا قول ذلك حجة فيما ذكرناه. لا من الطريق الذي وصفت. اهـ. ومن طريق شعبة أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 11)، من طريقه به بنحوه. قال في الجوهر النقي (1/ 12)، قلت: فهو منقطع لم يسمع أبو عبيدة من أبيه، قال البيهقي في باب من كبر بالطائفتين: أبو عبيدة لم يدرك أباه، وإبراهيم أيضًا لم يسمع من ابن مسعود. اهـ. 3 - المروى عن إبراهيم النخعي. أخرجه البيهقي في الموضع السابق بالسند نفسه إلى شعبة عن عمرو بن مرة قال: سألت إبراهيم فقال: ليت صاحبنا كان ذاك. وضعفه صاحب الجوهر النقي كما تقدم للإِنقطاع. ثانيًا: روي أنه شهدها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. من عدة طرق كما يلي: 1 - عن جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مسعود. وقد تقدم. أخرجه إسحاق كما مر.
= ومن طريق جرير أخرجه الطحاوي كما في الجوهر النقي لابن التركماني. انظر: السنن الكبرى (1/ 11)، ونصب الراية للزيلعي (1/ 143)، وقال الطحاوي: ما علمنا لأهل الكوفة حديثًا في ثبت كون ابن مسعود معه عليه السلام ليلة الجن مما يقبل مثله إلَّا ما حدّثنا .. وذكره. اهـ. ولكن تقدم أنه ضعيف لأن رواية حصين عن ابن مسعود مرسلة. 2 - من طريق ابن شهاب، عن أبي عثمان بن سنة الخزاعي، عن ابن مسعود بنحوه. ولفظه عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- لأصحابه وهو بمكة: من أحب منكم أن يحضر الليلة أمر الجن فليفعل، فلم يحضر منهم أحد غيري. فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة خطا لي خطا .. وذكر بقيته بنحو الحديث السابق. أخرجه النسائي في الكبرى، أبواب الطهارة، ذكر نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الاستطابة بالعظم والروث (1/ 71: 38)، عن أحمد بن عمرو بن السرح، عن ابن وهب، عن يونس، ورجاله كلهم ثقات إلَّا أبو عثمان وسيأتي. وابن جرير في تفسيره (26/ 32)، عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عبد الله بن وهب، عن يونس وكذا عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أبي زرعة وهب بن راشد، عن يونس. والحاكم في المستدرك تفسير سورة الجن (2/ 503)، من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن الليث، عن يونس. وسكت عليه، قال الذهبي: قلت: هو صحيح عند جماعة. اهـ. وسيأتي الكلام عليه. وعن الحاكم أخرجه البيهقي في الدلائل (2/ 230)، باب ذكر إسلام الجن وما ظهر في ذلك من آيات النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة، باب ذكر الجن وخلقهم (ص 493: 1119)، عن إبراهيم بن محمد بن الحسن، عن محمد بن عزيز، عن سلامة بن روح، عن عقيل. ومن طريق إبراهيم بن محمد بن الحسن أخرجه أبو نعيم في الدلائل، ذكر أخبار =
= الجن وإسلامهم، الفصل السابع عشر (2/ 366: 263)، كلاهما عن ابن شهاب به بنحوه. لكن فيه أبو عثمان بن سنة الخزاعي. قال عنه في التقريب: مقبول. (2/ 449: 100). ولم أجد من روي عنه غير الزهري، وعليه فهو ضعيف، وبضعفه تضعف هذه الطريق. 3 - من طريق موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن ابن مسعود، بنحو اللفظ السابق. أخرجه البيهقي في الدلائل، الموضع السابق، عن أبي عبد الرحمن السلمي، وأبي نصر بن قتادة، كلاهما عن أبي محمد يحيى بن منصور القاضي، عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي، عن روح بن صلاح. عنه به بنحوه. وفيه روح بن صلاح ضعفه ابن عدي، والدارقطني، وابن ماكولا. ووثقه الحاكم، وذكره ابن حبّان في الثقات. فالذي يظهر أنه ضعيف. فقد ساق له ابن عدي حديثين ثم قال: له أحاديث كثيرة في بعضها نكرة. انظر: اللسان (2/ 574). وموسى بن علي، قال عنه في التقريب (2/ 286: 1488)، صدوق ربما أخطأ وفيه أبو محمد يحيى بن منصور لم أجد له ترجمة. 4 - من طريق أبي عثمان النهدي، عن ابن مسعود. أخرجه كذلك البيهقي في الدلائل -في المكان المتقدم- عن أبي الحسن بن بشران، عن إسماعيل بن محمد الصفار، عن محمد بن عبد الملك الواسطي، عن يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي، عنه به بنحو اللفظ السابق، ورجاله كلهم ثقات إلَّا محمد بن عبد الملك الواسطي، فقال عنه في التقريب (2/ 186: 484)، صدوق. وعليه فهو في درجة الحسن. =
= 5 - من طريق أبي الجوزاء، عن ابن مسعود. أخرجه البيهقي في الدلائل -الموضع السابق- عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العباس الأصم. عن العباس بن محمد الدوري، عن عثمان بن عمر، عن مستمر بن الريان. عنه به بنحو اللفظ السابق. ورجالهم كلهم ثقات، إلَّا أن ابن عدي في الكامل (1/ 411)، جعل رواية أبي الجوزاء عن عبد الله مرسلة. 6 - من طريق عبد الله بن عمرو بن غيلان، عن ابن مسعود. أخرجه إسحاق كما مر، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عنه به. وابن جرير في تفسيره (26/ 32)، عن ابن ثور، عن معمر، به بنحوه. وقد رواه الدارقطني في سننه (1/ 78: 18)، من طريق معاوية بن سلام، عن أخيه زيد، عن جده أبي سلام، عن فلان بن غيلان به بنحوه. وقال: الرجل الثقفي الذي رواه عن ابن مسعود مجهول، قيل اسمه: عمرو. وقيل: عبد الله بن عمرو بن غيلان. اهـ. وجهله أبو حاتم وأبو زرعة. كما في العلل لابن أبي حاتم (1/ 45). وذكر الزيلعي في نصب الراية (1/ 144)، أن أبا نعيم أخرجه في الدلائل من هذه الطريق وهو بلفظ مطول مفاده أن ذلك حدث في المدينة لا في مكة. وفي بقيع الغرقد. لكن لم أجده في الدلائل لأبي نعيم .. 7 - عن أبي فزارة، عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث، عن عبد الله، ولفظه عن عبد الله قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ليلة لقي الجن، فقال: أمعك ماء؟ فقلت: لا. فقال: ما هذا في الإِداوة؟ قلت: نبيذ. قال: أرنيها. تمرة طيبة، وماء طهور، فتوضأ منها، ثم صلَّى بنا .. أخرجه أحمد في مسنده (1/ 402)، عن يحيى بن زكريا، عن إسرائيل. ومن طريق أحمد أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية، حديث في الوضوء بالنبيذ (1/ 355: 587)، وأخرجه ابن عدي في الكامل (70/ 291)، ترجمة =
= أبي زيد من طريقين عن إسرائيل. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (1/ 179)، باب في الوضوء بالنبيذ (ص 693: 398)، عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق، عن الثوري. والبيهقي في الكبرى (1/ 9)، باب منع التطهر بالنبيذ، من طريق عبد الرزاق عن الثوري. وابن عدي في الكامل (7/ 291)، ترجمة أبي زيد، عن أحمد بن عبد الله الخولاني، عن علي بن سهل، عن مؤمل، عن سفيان. كما أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 77: 9962)، عن إسحاق، عن عبد الرزاق، عن قيس بن الربيع مطولًا. وقد عزاه في المجمع إليه وقال: فيه أبو زيد، وقيس بن الربيع أيضًا، وقد ضعفه جماعة. انظر: المجمع (8/ 316)، وأخرجه البيهقي في المكان المتقدم من طريق قيس بن الربيع. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 25)، أبواب الطهارات، باب في الوضوء بالنبيذ. وأبو يعلى في مسنده (5/ 137: 5280)، عن أبي خيثمة. وابن ماجه: في المكان السابق (1398) أيضًا، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد. والطبراني في الكبير (10/ 80: 9967)، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن محمد بن عبد الله بن نمير. خمستهم عن وكيع، عن أبيه. وأخرجه الترمذي: في أبواب الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ (1/ 559: 88)، عن هناد، عن شريك. وأبو داود في الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ (1/ 66: 84)، عن هناد، وسليمان بن داود العتكي، عن شريك. ولم يذكر هناد عندهما ليلة الجن. =
= والطبراني في الكبير (10/ 78: 9964)، عن أحمد بن عمرو القطراني، عن أبي الربيع الزهراني، عن شريك. وأخرجه أيضًا في الكبير (10/ 78: 9965)، عن أحمد بن عمرو البزّار، عن عمران بن موسى القزاز، عن عبد الوارث عن أبي عبد الله الشقري، عن شريك. ومن طريق عبد الوارث أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 291)، ترجمة أبي زيد، من طريقين عنه به. قال في الأولى: عن شريك عن أبي فزارة قال: كان عبد الله بن مسعود .. وذكره. وفي الثانية: عن شريك، عن أبي زيد، عن ابن مسعود. وذكره. والظاهر أنه أسقط من كل طريق واحدًا منهما. وقد أورده الدارقطني في العلل (5/ 344)، وجعله اختلافًا على أبي فزارة ورجح طريق سفيان ومن تبعه. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (5/ 38: 5024)، عن منصور بن أبي مزاحم، عن شريك. وابن حبّان في المجروحين (3/ 158)، ترجمة أبي زيد، عن الحسن بن سفيان، عن منصور. كما أخرجه أحمد في مسنده (1/ 458)، عن يعقوب، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي عميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود. ومن طريق أبي عميس أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 79: 9966). وأخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 291)، عن محمد بن الحسين بن حفص، عن محمد بن العلاء، عن ابن إدريس، عن ليث. سبعتهم عن أبي فزارة به بنحوه. فمدار هذه الطرق على أبي فزارة عن أبي زيد. =
= أما أبو فزارة فهو راشد بن كيسان. ثقة. انظر: التقريب (1/ 240: 5)، وأن جهله بعضهم. وأما أبو زيد: فقال عنه في التقريب (2/ 425: 27)، مجهول. وقال عنه الترمذي في سننه بعد ذكر الحديث (1/ 60)، وأبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث، لا تعرف له رواية غير هذا الحديث. اهـ. وقال ابن عدي في الكامل (7/ 292)، وأبو زيد مولى عمرو بن حريث مجهول. وكذا جهله ابن الجوزي في العلل (1/ 357)، والهيثمي في المجمع (8/ 317)، كتاب علامات النبوة، باب قدوم وفد الجن، وقال الزيلعي في نصب الراية (1/ 138)، وقد ضعف العلماء هذا الحديث بثلاث علل: أحدها: جهالة أبي زيد. والثاني: التردد في أي فزارة، هل هو راشد بن كيسان، أو غيره. والثالث: أن ابن مسعود لم يشهد ليلة الجن مع النبي -صلى الله عليه وسلم-. اهـ. لكن كلامه هذا لا يسلم إلَّا في أبي زيد. أما أبو فزارة فقد جزم بأنه راشد بن كيسان، ابن عدي، والدارقطني، وابن عبد البر، وابن حجر وغاية ما قيل فيه قول أحمد: إنه مجهول. وتبعه ابن الجوزي في العلل المتناهية. لكن ذكر الحافظ في التهذيب أن الخلال ذكر في علله قول أحمد هذا. وقال: وتعقبه ابن عبد الهادي فقال: هذا النقل عن أحمد غلط من بعض الرواة عنه، وكأنه اشتبه عليه أبو زيد بأبي فزارة. وعلى هذا فالقول الراجح أنه راشد بن كيسان، وما دام هو فهو ثقة. وأما الأمر الثالث الذي ذكره فقد ورد الحديث الذي يفيد شهوده ليلة الجن من عدة طرق، لكنها ضعيفة ضعفًا منجبرًا. =
= ومثله من ضعف متن الحديث إذ قال ابن عدي في الكامل (7/ 292)، ولا يصح هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو خلاف القرآن. اهـ. وقال أبو حاتم، وأبو زرعة: لا يصح في هذا الباب شيء. اهـ. علل ابن أبي حاتم (1/ 45: 99)، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: منكر لا أصل له. نقله عنه الزيلعي في نصب الراية (1/ 139). وغاية ما فيه: الوضوء بالنبيذ يقول الترمذي في سننه (1/ 60)، وقد رأى بعض أهل العلم الوضوء بالنبيذ منهم سفيان الثوري، وغيره. وقال بعض أهل العلم: يتوضأ بالنبيذ، وهو قول الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وقال إسحاق: إن ابتلى رجل بهذا فتوضأ بالنبيذ وتيمم أحب إليّ. قال أبو عيسى: وقول من يقول: "لا يتوضأ بالنبيذ. أقرب إلى الكتاب وأشبه؛ لأن الله تعالى قال: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}. اهـ. وقال الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 95)، فذهب قوم إلى أن من لم يجد إلَّا نبيذ التمر في سفره توضأ به. واحتجوا في ذلك بهذه الآثار، وممن ذهب إلى ذلك أبو حنيفة رحمه الله. وخالفهم في ذلك آخرون، فقالوا: لا يتوضأ بنبيذ التمر، ومن لم يجد غيره تيمم، ولا يتوضأ به، وممن ذهب إلى هذا القول أبو يوسف. اهـ. وإن كان النووي ذهب في المجموع (1/ 93)، إلى أن الرأي الذي استقر عليه أبو حنيفة: عدم الجواز. لكن ذهب إلى الجواز غيره كما ذكره الترمذي. بل أثر عن ابن عباس وعلى جواز الوضوء بالنبيذ. انظر: الزيلعي (1/ 147)، فالقول بتضعيفه من أصل هذه المسألة قول لا يسلم. وأما ما ذكره ابن العربي في العارضة (1/ 128)، من أن أبا فزارة كان نباذًا بالكوفة. وكان أصل هذا الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود: "ما في إداوتك؟ قال: نبيذ. قال: تمرة طيبة وماء طهور". =
= فزاد فيه: فأخذه فتوضأ به. ينفق سلعته. اهـ. فهذا كلام يسلم له لو كان أبو فزارة هو الذي انفرد برواية الحديث. ولكن سيأتي ذكر طرق كثيرة له. والخلاصة أنه لا يسلم ضعف هذا الحديث إلَّا من جهة جهالة أبي زيد فقط. 8 - من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن أبي رافع، عن عبد الله بن مسعود، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن خط حوله. فكان يجيء أحدهم مثل سواد النخل، وقال لي: لا تبرح مكانك. فأقرأهم كتاب الله عزَّ وجلّ. فلما رأي الزط، قال: كأنهم هؤلاء، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أمعك ماء؟ قلت: لا. قال: أمعك نبيذ؟ قلت: نعم. فتوضأ به". أخرجه أحمد في المسند (1/ 455). والدارقطني في سننه، باب الوضوء بالنبيذ (1/ 77: 13)، عن أبي القاسم بن منيع، عن محمد بن عبّاد المكي. وابن الجوزي في العلل (1/ 356: 588)، من طريق البغوي، عن محمد بن عبّاد. والدارقطني أيضًا برقم (14)، عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن نصر، عن محمد بن عبدوس بن كامل، عن محمد بن عبّاد. كلاهما عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن حماد به، باللفظ المتقدم. وأخرجه الدارقطني أيضًا برقم (15)، عن أبي بكر النيسابوري ومحمد بن مخلد. قالا: نا أحمد بن منصور زاج، عن عبد العزيز بن أبي رزمة، عن حماد به بنحوه. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 95)، عن أبي بكرة، عن أبي عمرو الحوضي، عن حماد به بنحوه. فمداره على حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رافع. =
= وقد تكلم في هذه الطريق لأمور ثلاثة: 1 - ضعف علي بن زيد. 2 - عدم سماع أبي رافع من ابن مسعود. 3 - أنه ليس في كتب حماد بن سلمة. قال الدارقطني في العلل (5/ 345)، ولا يثبت هذا الحديث لأنه ليس في كتب حماد بن سلمة المصنفات وعلي بن زيد ضعيف، وأبو رافع لا يثبت سماعه من ابن مسعود. اهـ. وذكر مثله في السنن (1/ 77)، وزاد وقد رواه أيضًا عبد العزيز بن أبي رزمة وليس هو بقوي. اهـ. وقد نقل الزيلعي هذا الكلام في نصب الراية (1/ 142). وقال ابن الجوزي في العلل (1/ 357)، فيه علي بن زيد قال أحمد ويحيى: ليس بشيء. وقال يحيى بن سعد، هو متروك الحديث، وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود. اهـ. وقد تقدم إنكار أبي زرعة وأبي حاتم لصحة شيء في هذا الباب كما جاء في العلل لابن أبي حاتم (1/ 44) وقالا: علي بن زيد ليس بقوي. وللكلام على هذه العلل: 1 - أما علي بن زيد بن جدعان فهو ضعيف. 2 - سماع أبي رافع من ابن مسعود: أبو رافع هو: نفيع بن رافع الصائغ أبو رافع المدني، قال عنه في التهذيب (10/ 420)، أدرك الجاهلية. وروي عن أبي بكر وعمر، وعثمان، وعلي. وابن مسعود، وزيد بن ثابت. وغيرهم. وقال عنه في التقريب (2/ 306: 141)، ثقة، ثبت. فإن تكلم في ضبطه فهو ثقة، وإن تكلم في إرساله، فلا يبعد سماعه عن ابن مسعود، ولم أر من ذكره بالإِرسال عن ابن مسعود. =
= 3 - لا يلزم من كونه ليس في مصنفات حماد بن سلمة أن لا يكون صحيحًا عنه ولذا يقول ابن دقيق العبد في الإِمام: وهذا الطريق أقرب من طريق أبي فزارة، وإن كان طريق أبي فزارة أشهر. فإن علي بن زيد وإن ضعف فقد ذكر بالصدق، قال: وقول الدارقطني: وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود. لا ينبغي أن يفهم منه أنه لا يمكن إدراكه وسماعه منه. فإن أبا رافع الصايغ جاهلي إسلامي -إلى أن قال- ومن كان بهذه المثابة فلا يمتنع سماعه من جميع الصحابة، اللهم إلَّا أن يكون الدارقطني يشترط في الاتصال ثبوت السماع ولو مرة. وقد أطنب مسلم في الكلام على هذا المذهب. اهـ. نقله عنه الزيلعي في نصب الراية (1/ 141)، ومحمد شمس الحق العظيم أبادي في التعليق المغني على الدارقطني. انظر: السنن (1/ 77)، وقال ابن التركماني في الجوهر النقي (1/ 9)، بعد أن ذكر الأقوال في علي بن زيد: وأبو رافع، هو نفيع الصائغ جاهلي إسلامي، لم ير النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهو من كبار التابعين، ممن يمكن سماعه من ابن مسعود بلا ريب، على أن صاحب الكمال صرح بأنه سمع منه، وهذا ذكر الصريفيني فيما قرأت بخطه، ولم يحك البيهقي عن الدارقطني هذا الكلام فيحتمل أنه لم يرض به، ولا يلزم من كونه ليس في مصنفات حماد أن يكون ضعيفًا. اهـ. وعليه فلا يسلم ضعف الحديث من هذه الطريق إلَّا من جهة ضعف علي بن زيد. 9 - من طريق ابن لهيعة، عن قيس بن الحجاج، عن حنش، عن ابن عباس، عن ابن مسعود أنه وضأ النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن بنبيذ. فتوضأ. وقال: "ماء طهور". أخرجه أحمد في مسنده (1/ 398)، عن يحيى بن إسحاق. والطبراني في الكبير (10/ 76: 9961)، عن أحمد بن رشدين المصري، عن يحيى بن بكير. والدارقطني في سننه (1/ 76: 10)، عن أبي الحسن المصري علي بن محمد =
= الواعظ، عن أبي الزنباع روح بن الفرج، عن يحيى بن بكير. وبرقم (11)، عن أبي الحسين بن قانع، عن الحسين بن إسحاق، عن محمد بن مصفى، عن عثمان بن سعيد الحمصي. والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 94)، عن ربيع المؤذن عن أسد. وقال فيه عن ابن عباس رضي الله عنه أن ابن مسعود. وذكره. وأخرجه ابن ماجه في أبواب الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ (1/ 75: 399)، عن العباس بن الوليد الدمشقي، عن مروان بن محمد، وقال: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال لابن مسعود وذكره: خمستهم عن ابن لهيعة به بنحوه. ومن طريق ابن لهيعة أخرجه البزّار في مسنده كما في الجوهر النقي: (1/ 9). وفي التعليق المغني (1/ 76)، ونقل عنه قوله: هذا حديث لا يثبت لأن ابن لهيعة كانت كتبه قد احترقت وبقي يقرأ من كتب غيره. فصار في أحاديثه مناكير. وهذا منها. اهـ. وذكر هذا الكلام عنه الزيلعي (1/ 147)، وقال الدارقطني في العلل (5/ 347)، ولا يثبت، وابن لهيعة لا يحتج به. وقال في السنن (1/ 76)، تفرد به ابن لهيعة، وهو ضعيف الحديث. وقال ابن عدي في الكامل (7/ 292)، وهو غير محفوظ. وعلى كل فابن لهيعة إنما أتى من قبل اختلاطه، وإلاَّ فقد أخرج له الأئمة، وله في مسلم بعض الشيء مقرون ولذا قال عنه في التقريب (1/ 444: 574)، صدوق. اهـ. وقد أثنى عليه صاحب الجوهر النقي (1/ 10). لكن لم تتميز رواية هؤلاء الخمسة عنه هل هي قبل اختلاطه أو بعدها. فالطريق ضعيفة لهذا الأمر. 10 - من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، بنحو اللفظ السابق. =
= أخرجه الدارقطني في سننه (1/ 77: 16)، عن محمد بن أحمد بن الحسن، عن الفضل بن صالح الهاشمي، عن الحسين بن عبيد الله العجلي عنه به بنحوه. ومن طريق الدارقطني أخرجه ابن الجوزي في العلل (1/ 256: 589). لكن فيه الحسين بن عبيد الله العجلي. قال الدارقطني: كان يضع الحديث على الثقات. انظر: السنن (1/ 78). ونقل الكلام هذا عنه ابن الجوزي في العلل (1/ 357). وقال الدارقطني في العلل (5/ 346)، والراوي له متروك الحديث، وهو الحسين بن عبيد الله العجلي، عن أبي معاوية. كان يضع الأحاديث على الثقات. وهذا كذب على أبي معاوية، وعلى الأعمش. وانظر ترجمته في اللسان (2/ 362). 11 - من طريق عمر بن أحمد الدقاق، عن محمد بن عيسى بن حيان، عن الحسن بن قيبة، عن يونس بن إسحاق. عن أبي إسحاق، عن عبيدة وأبي الأحوص، عن عبد الله بنحو اللفظ السابق. أخرجه الدارقطني في سننه (1/ 78: 17). ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في العلل (1/ 356: 590). والخطيب البغدادي في تاريخه (2/ 398)، ترجمة محمد بن عيسى، عن علي بن عبد الله المعدل. كلاهما عنه به بنحوه. وقال الدارقطني في السنن: تفرد به الحسن بن قتيبة، عن يونس بن أبي إسحاق، والحسن بن قتيبة، ومحمد بن عيسى، ضعيفان. اهـ. وقال في العلل (5/ 347)، والحسن بن قتيبة متروك الحديث، والراوي له عنه ابن حبّان المدائني، هو ضعيف. اهـ. وقال ابن الجوزي في العلل (1/ 358)، فيه محمد بن عيسى، ضعيف، والحسن بن قتيبة، متروك الحديث. اهـ. =
= أما محمد بن عيسى بن حبّان فالظاهر أنه شديد الضعف. انظر: ترجمته في اللسان (5/ 376). وأما الحسن بن قتيبة فهو ضعيف. انظر: اللسان (2/ 304). وعليه: فهذه الطريق شديدة الضعف. 12 - من طريق أبي المعلَّى، عن عبد الله، وفيه ذكر الخط، والنبيذ. أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 80: 9968)، عن عبدان بن أحمد، عن داهر بن نوح، عن أبي همام مُحَمَّدِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عن سعيد بن الحارث، عنه به. وفيه داهر بن نوح: ضعيف. انظر: اللسان (2/ 507). وموسى بن عبيدة: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 286: 1483)، فالطريق ضعيفة. 13 - من طريق أبي عبد الله الجدلي، عن عبد الله بن مسعود بنحوه. وليس فيه ذكر النبيذ. وفيه أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: نعيت إليَّ نفسي، وسؤال عبد الله عن الخلافة بعده -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 81: 9969)، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن علي بن الحسين بن أبي بردة البجلي الذهبي، عن يحيى بن يعلى الأسلمي، عن حرب بن صبيح، عن سعيد بن مسلم، عن أبي مرة الصنعاني، عنه به. وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 361: 208). وعلي بن الحسين، وحرب، وأبو مرة، لم أجد لهما ترجمة. فالطريق ضعيفة. 14 - عن عبد الرزاق، عن أبيه، عن ميناء، عن عبد الله قَالَ: "كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ليلة الجن، فلما انصرف تنفس. فقلت: ما شأنك؟ فقال: نعيت إلى نفسي يا ابن مسعود". =
= أخرجه أحمد في المسند (1/ 449). والطبراني في الكبير (10/ 82: 9970)، عن إسحاق الدبري. كلاهما عن عبد الرزاق به بمثله. وفيه ميناء قال عنه في التقريب (2/ 293: 1564)، متروك. ورمي بالرفض، وكذبه أبو حاتم. اهـ. فالطريق ضعيفة جدًا. 15 - طريق عمرو البكالي، عن عبد الله وفيه أنه -صلى الله عليه وسلم- استتبعه، لكن لم يذكر الجن صراحة، وإنما ذكر أنه -صلى الله عليه وسلم- قرأ على هؤلاء القوم، ثم أتاه بعد الفجر فنام ورأسه في حجر عبد الله. وأن الملائكة أتت فضربت المثل للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأمته. والحديث طويل. أخرجه أحمد في مسنده (1/ 399)، عن عارم، وصفان، عن معتمر، عن أبيه، عن أبي تميمة، عن عمرو به بنحوه. والبخاري في الكبير (2/ 200)، ترجمة جعفر بن ميمون، عن أبي النعمان بن معتمر، به. وقال: ليس لعمرو سماع من ابن مسعود. وأخرجه الطحاوي في كتابه المسمى بالرد على الكرابيسي، ذكر ذلك صاحب الجوهر النقي (1/ 11)، ونقل عن الطحاوي قوله: البكالي هذا من أهل الشام، ولم يرو هذا الحديث عنه إلَّا أبو تميمة، وهذا ليس بالهجيمي، بل هو السلمي الصوري. ليس بالمعروف. اهـ. ورجاله كلهم ثقات. إلَّا ما قيل في أبي تميمة من أنه ليس بالهجيمي. والظاهر أنه هو. فقد نص في تهذيب الكمال (13/ 380)، على روايته عن عمرو، والهجيصي: ثقة كما في التقريب (1/ 378: 20)، وعمرو هو البكالي له صحبة. كما في تعجيل المنفعة (ص 317). وعليه فهو في درجة الصحيح إن كان أبو تميمة هو الهجيمي. =
= وقد رواه الترمذي في سننه: الأمثال، (4/ 223: 3021)، عن محمد بن بشار، عن محمد بن أبي عدي، عن جعفر بن ميمون، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي عثمان، عن عبد الله بنحوه. وهذا يؤكد أن المراد بأبي تميمة: الهجيمي لا السلمي كما ذكره الطحاوي. وأخرجه البخاري في تاريخه الكبير (2/ 200)، ترجمة جعفر بن ميمون من طريق جعفر به بنحوه. وأبو عثمان هو عمرو البكالي. ورجاله ثقات إلَّا جعفر بن ميمون فقال عنه في التقريب (1/ 133: 103)، صدوق يخطئ. لكن تابعه سليمان التيمي كما عند أحمد وقد تقدم. وعلى هذا فهذه الطريق في درجة الصحيح لغيره. 16 - من طريق طلحة بن عبد الله بن عمرو، عن ابن لعبد الله، عن أبيه، أخرجه البخاري في تاريخه، ترجمة جعفر بن ميمون (2/ 200). عن علي، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح، عن أبي عبيدة، عن طلحة به. وذكر ليلة الجن. قال، ولا يعرف لطلحة سماع من ابن عبد الله. وكأنه ضعف هذا الرأي وذكر الأحاديث النافية. ورجاله ثقات إلَّا ما قيل من إرساله. فهذه ستة عشر طريقًا ذكر الزيلعي سبعًا منها في نصب الراية، وابن الجوزي في العلل أربعًا. وذكر صاحب الكوكب الدري (1/ 56)، عن ابن رسلان أن ابن السمعاني نقل عن ابن المديني أنه نقل باثنتي عشرة طريقًا أن ابن مسعود، كان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن. وهذه الطرف كلها تفيد حضور عبد الله رضي الله عنه ليلة الجن مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وعند النظر فيها نجد أنها بين صحيحه وهي الأخيرة وبين ضعيف منجبر. وضعيف شديد الضعف وبهذا يترقى الضعيف المنجبر بالصحيح إلى درجة الصحيح لغيره فيكون الأمر دائرًا بين صحيح لذاته يفيد عدم حضوره وصحيح لغيره يفيد حضوره. =
= مسالك العلماء في الكلام على النفي والإِثبات. 1 - الأخذ بالحديث الصحيح لذاته الوارد في صحيح مسلم وغيره الذي يفيد عدم حضوره ليلة الجن. واطراح الأحاديث الباقية لأنها طرق لا تسلم من ضعف. ذهب إلى هذا الدارقطني في العلل (5/ 10347)، إذ قال بعد أن ذكر الأحاديث المروية في شهوده، وضعفها. قال: والصحيح ما روي عن ابن مسعود أنه لم يشهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن. وقال في السنن (1/ 77)، بعد أن ذكر الحديث عن علقمة أن عبد الله لم يحضرها قال: هذا هو الصحيح عن ابن مسعود. وكذا أبو زرعة وأبو حاتم حيث قالا: ولا يصح في هذا الباب شيء. انظر: العلل لابن أبي حاتم (1/ 15). والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 96)، وعبارته: فهذا الباب إن كان يؤخذ من طريق صحة الإِسناد فهذا الحديث الذي فيه الإِنكار أولى، لاستقامة طريقه ومتنه، وثبت رواته. اهـ. وكأن البيهقي يذهب إلى هذا في السنن الكبرى (1/ 9 - 10)، إذ ذكر الطرق التي تفيد شهوده وضعفها ثم ذكر الصحيح. وهذا المسلك لا أراه أولى من غيره لأن فيه إهمالًا لحديث مقبول محتج به أيضًا. 2 - أن الرواة أسقطوا حرفًا من الأحاديث النافية. وأن أصله: ما شهدها أحد غيري فأسقط الراوي: غيري. ذهب إلى هذا ابن قتيبة في مختلف الحديث (ص 119)، والبطليوسي في التنبيه على أسباب الاختلاف (ص 194). ولكن لا يسلم هذا إذ الحديث في صحيح مسلم، والرواة له أكثر من واحد، ويبعد أن يجتمعوا على وهم. 3 - أن عبد الله لم يكن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- حال المخاطبة، وإنما كان بعيدًا عنه، أي: في الخط الذي خط له. =
= ذهب إلى هذا البيهقي في الدلائل (2/ 230)، حيث قال: قلت: يحتمل قوله في الحديث الصحيح: ما صحبه منا أحد، أراد به في حال ذهابه لقراءة القرآن عليهم. اهـ. وذكر كلامًا سيأتي. وذكر ذلك صاحب الجوهر النقي (1/ 12)، وعزاه لجماعة من المحققين. وذكره الزيلعي في نصب الراية (1/ 143). 4 - منهم من تأول قوله: "فبتنا بشر ليلة بات بها قوم" في صحيح مسلم، على غير ابن مسعود ممن لم يعلم بخروجه عليه الصلاة والسلام إلى الجن. ذكر ذلك البيهقي في الدلائل (2/ 230)، حيث قال: إلَّا أن ما روي في هذا الحديث فيه إعلام أصحابه بخروجه إليهم يخالف ما روي في الحديث الصحيح من فقدانهم إياه حتى قيل. اغتيل، استطير، إلَّا أن يكون المراد بمن فقده غير الذي علم بخروجه. والله أعلم. ونقله عنه الزيلعي في نصب الراية (1/ 144)، وقال عنه: وهو محتمل على بعد. أهـ. 5 - منهم من قال بتعدد الواقعة، وأن الجن وفدوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- عدة مرات. حضر ابن مسعود بعضها، ولم يحضر الأخرى. ذهب إلى هذا البيهقي، واستدل بأحاديث منها: ما أخرجه البخاري في صحيحه، مناقب الأنصار باب إسلام سعد بن أبي وقاص (3860 - 3/ 56)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كان يحمل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إداوة لوضوئه وحاجته. فبينما هو يتبعه بها، فقال: من هذا .. إلى أن قال في العظم والروثة: "هما من طعام الجن، وإنه أتاني وقد حن نصيبين -ونعم الجن- فسألوني الزاد فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثه إلَّا وجدوا عليها طعمًا". مما يدل على تكرر مجيئهم بعد ذلك. واستدل أيضًا بالحديث الذي أخرجه أبو نعيم في الدلائل عن عمرو بن غيلان، =
= عن عبد الله، وقد سبق، وفيه أن حن نصيبين أتوا بالمدينة فشهدهم عبد الله. وبالحديث المروى عن الزبير بن العوام أنه شهد أيضًا ليلة الجن بالمدينة. بنحو حديث عبد الله. رواه الطبراني كما ذكر ذلك في المجمع (1/ 215)، باب ما نهى أن يستنجي به. وقال: إسناده حسن وليس فيه غير بقية. وقد صرح بالتحديث. اهـ. لكن فيه مجاهيل، والسند ضعيف. وهو عند ابن أبي عاصم في السنة (1/ 611)، بنحوه. وعزاه الزيلعي في نصب الراية (1/ 145)، إلى أبي نعيم في الدلائل. ولم أقف عليه عنده في المطبوع. ومن أجل هذه النصوص جعل بعضهم ليالي الجن أكثر من ليلة. ومن أحسن من ذكر ذلك الإِمام الشبلي في أكام المرجان (ص 85)، باب في قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن على الجن. حيث ذكر أن ذهاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الجن وقع ست مرات: 1 - هي الليلة التي قيل فيها: إنه اغتيل. أو استطير، وكانت بمكة. ولم يحضرها ابن مسعود، كما عند مسلم وغيره. 2 - كانت بمكة بالحجون. 3 - كانت بأعلى مكة. وقد غاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها في الجبال. 4 - كانت ببقيع الغرقد بالمدينة. وفي هذه الليالي الثلاث حضر ابن مسعود. 5 - خارج المدينة حضرها الزبير بن العوام. 6 - في بعض أسفاره حضرها بلال بن الحارث. اهـ. فهذا جمع حسن. وقد نقله عن الشبلي صاحب الكوكب الدري شرح سنن الترمذي (1/ 56). وأولى الأقوال عندي هو الثالث، والرابع، والخامس، لأن الجمع بين الأحاديث أولى من إهمال البعض وإعمال البعض.
61 - سورة المزمل
61 - سورة المزمل 3768 - قال أحمد بن منيع: حدّثنا ابْنُ (¬1) أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ (¬2) أَبِي لَيْلَى، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما فِي قَوْلِهِ عزَّ وَجَلَّ: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (¬3)، قال: بيِّنه بيانًا (¬4). ¬
3768 - درجته: ضعيف لحال ابن أبي ليلى. وقد ضعفه البوصيري في الإِتحاف (2/ق 171 ب) لضعف ابن أبي ليلى.
تخريجه: الأثر مروي عن ابن أبي ليلى. وقد اختلف عليه في إسناده على وجهين: 1 - عنه، عن مقسم، عن ابن عباس. أخرجه ابن منيع كما تقدم، عن ابن أبي زائدة، عنه. 2 - عنه، عن الحكم بن عيينة، عن مقسم، عن ابن عباس. =
= أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب فضائل القرآن، باب في القراءة يسرع فيها (10/ 526: 10207)، عن وكيع، عن سفيان، عن منصور. وابن جرير في تفسيره (29/ 130)، عن أبي كريب، عن وكيع. كلاهما عن ابن أبي ليلى به بلفظه. أما الحمل فعليه لأنه ضعيف. والرواة عنه ثقات في الوجهين، لكن الظاهر هو الوجه الثاني لأنه لم ينص أحد على رواية ابن أبي ليلى، عن مقسم، ونص في تهذيب الكمال (7/ 114)، على روايته عن الحكم، ورواية الحكم عن مقسم. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 277) إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. وعزاه إلى محمد بن نصر، وقد ذكره المقريزي في المختصر (ص 30)، باب حكم قيام الليل دون ذكر سنده. وعلى العموم يبقى الأثر ضعيفًا. وذكره السيوطي أيضًا في (6/ 277)، عن علي رضي الله عنه مرفوعًا بلفظه وعزاه إلى العسكري في المواعظ وله شاهد مرفوع عن أنس رضي الله عنه أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب مد القراءة (3/ 350: 5045 و 5046) أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يمد القراءة مدًا.
3769 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا إِبْرَاهِيمُ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: إِنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَصْوَبُ قِيلًا} (¬2)، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إنما نقرؤها: {وَأَقْوَمُ قِيلًا}، فَقَالَ إنَّ: أَقْوَمَ، وَأَصْوَبَ، وَأَهْيَأَ، وَأَشْبَاهَ هَذَا واحد (¬3). ¬
3769 - درجته: موقوف ضعيف لأن الأعمش لم يرو عن أنس، ولم يحضر القصة. وقد أورده البوصيري في الإِتحاف (2/ق 171 ب)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (29/ 130 و 131)، من طريقين، عن الأعمش، به بنحوه. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 278)، إلى محمد بن نصر، والأنباري في المصاحف، وقد ذكره المختصر لقيام الليل باب من قال: التجافي عن المضاجع هي صلاة العشاء (ص 40)، عن الأعمش، عن ابن عباس. والأثر يبقى ضعيفًا لما تقدم.
3770 - حَدَّثَنَا (¬1) جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ (¬2): {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا} (¬3) لَمْ يَكُنْ إلَّا يَسِيرًا (¬4) حَتَّى كَانَتْ وَقْعَةُ بدر (¬5). ¬
3775 - درجته: ضعيف لحال جعفر بن مهران، وتدليس ابن إسحاق، فهو من الرابعة، وقد عنعن. وقد ضعفه البوصيري في الإِتحاف (2/ق 171 ب)، لتدليس ابن إسحاق، وهو إغفال لحال جعفر. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 133): رواه أبو يعلى، وفيه جعفر بن مهران، وعبد الله بن محمد بن عقيل. وفيهما ضعف، وقد وثقا. اهـ. وليس في هذا الإِسناد عبد الله بن محمد.
تخريجه: الأثر مروي عن محمد بن إسحاق، وقد اختلف عليه فيه في إسناده على وجهين: =
= 1 - عنه، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة أخرجه أبو يعلى كما تقدم. وأخرجه البيهقي في الدلائل (3/ 95)، باب إجابة الله عَزَّ وَجَلَّ دعوة رسوله -صلى الله عليه وسلم- على كل من كان يؤتي به بمكة من كفار قريش. عن أبي عبد الله الحافظ. وأبي سعيد بن أبي عمرو، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عنه به ولفظه: "ما كان بين نزول أول المزمل وبين قول الله تعالى: "وذرني والمكذبين" إلَّا قليل حتى أصاب الله قريشًا بالوقعة يوم بدر. وفيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 19: 75). لكن فيه تصريح محمد بن إسحاق بالسماع. وضعف الطريقين منجبر. ولذا يكون الأثر في درجة الحسن. 2 - عنه، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله بن الزبير، عن عائشة. أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب الأهوال (4/ 594)، عن أحمد بن عثمان بن يحيى المقرئ. عن جعفر بن محمد بن شاكر، عن يعلي بن عبيد، عنه به بنحوه. وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وسكت الذهبي. ورجاله ثقات إلَّا ما فيه من عنعنة محمد بن إسحاق. وابن جرير في تفسيره (29/ 134)، عن يعقوب بن إبراهيم، عن ابن علية. وفيه العنعنة كما تقدم لكن ضعفهما منجبر. أما المختلف عليه وهو ابن إسحاق فتقدم أنه صدوق. وأما المختلفون عليه، فمن روى الوجه الأول: عبد الأعلى: تقدم أنه ثقة. ويونس بن بكير: يخطئ. انظر: التقريب (2/ 384: 472)، ومن روى الوجه الثاني: =
= يعلي بن عبيد: ثقة. انظر: التقريب (2/ 378: 408)، وابن علية: ثقة. انظر: التقريب (1/ 65: 476). ولا مانع من روايته بالوجهين خصوصًا وأن لعباد سماعًا من عائشة، ومن أبيه. فالأثر لا ينزل عن درجة الحسن.
62 - سورة المدثر
62 - سورة المدثر 3771 - قال مسدّد: حدّثنا يَحْيَى، ثنا سَيْفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: بينما ابن عباس رضي الله عنهما جَالِسًا فِي حَوْضِ زَمْزَمَ، وَالنَّاسُ يَسْأَلُونَهُ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ {وَاللَّيْلِ إِذْ (¬1) أَدْبَرَ} (¬2) فسكت رضي الله عنه، فَلَمَّا ثوَّب (¬3) الْمُؤَذِّنُ، أَوْ نَادَى الْمُنَادِي، قَالَ رضي الله عنه أين السائل عن: الليل إذا (¬4) أدبر (¬5) قال: قد دبر الليل. ¬
3771 - درجته: موقوف صحيح. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 171 ب): رواته ثقات.
تخريجه: عزاه السيوطي في الدر (6/ 285)، إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. وأخرج ابن جرير نحوه في تفسيره (29/ 162)، عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، عن أبيه قال: حدثني أبي، عن ابن عباس أنه قال: دبوره إظلامه لكن رجال إسناده كلهم ضعفاء كما تقدم في النص رقم 3653.
3772 - وقال (¬1) إسحاق: أنا النصر بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا ابْنُ صَمْعَةَ، ثنا (¬2) مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنْ حَبِيبَةَ أَوْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: كُنَّا فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمَيْنَ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ أَطْفَالٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إلَّا جِيءَ بِهِمْ حَتَّى يُوقَفُوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} (¬3) فعقب قال: نفعت الآباء شفاعة أولادهم. ¬
3772 - درجته: رجاله ثقات إلَّا ابن صمعة فصدوق تغير بآخره، والحديث بشواهده صحيح لغيره.
تخريجه: أخرجه إسحاق في المسند (4/ 251: 2074)، بهذا الإِسناد والمتن. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 446) عن محمد بن عبد الله الأنصاري حدّثنا أبان بن صمعة به. وله شاهد من حديث أبي هريرة بلفظ "لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلَّا تحلة القسم" أخرجه البخاري (6656)، ومسلم (2632). ومن حديث أبي ذر "مَا مِنْ مُسْلِمَيْنَ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الولد لم يبلغوا الحنث إلَّا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم" أخرجه أحمد (5/ 151)، والنسائي (4/ 24)، والطبراني في الصغير (895)، وابن حبّان (2940)، والبيهقي (9/ 171). =
= ومن حديث أنس من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة أخرجه البخاري (1248)، وأحمد (3/ 152). ومن حديث ابن مسعود من قدم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلَّا كانوا له حصنًا حصينًا من النار أخرجه ابن ماجه (1606)، والترمذي (1061). (سعد).
63 - سورة المرسلات
63 - سورة المرسلات 3773 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عن خالد بن عرعرة، عن علي رضي الله عنه قال: {فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} (¬1): الرياح (¬2) ذكره في حديث طويل. ¬
3773 - درجته: موقوف ضعيف، إذ لم تتميز رواية النضر عن حماد. ولكن تقدم في الحديث رقم (3728)، الكلام عن تخريجه بالتفصيل، وحاصله أنه في درجة الصحيح لغيره.
3774 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، ثنا ابْنُ (¬2) فُضَيْلٍ، ثنا الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما في قوله عزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} (¬3). قال رضي الله عنه المعصرات: الرياح (¬4). ماء (¬5) ثجاجًا قال: منصبًا. ¬
3774 - درجته: موضوع لحال الكلبي. وقول الهيثمي في المجمع (7/ 136)، رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن السائب الكلبي، وهو ضعيف. اهـ. فيه تساهل. وقال مثله في الإِتحاف (2/ ق 171 ب).
تخريجه: أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (4/ 404)، عن أبي سعيد، عن أبي داود الحفري، عن سفيان، عن الأعمش، عن المنهال، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنه قال: المعصرات، الرياح. =
= ورجاله كلهم ثقات. وهذا يجعل لأثر الباب أصلًا في شطره الأول. وأخرجه ابن جرير في تفسيره. وذلك في (30/ 5)، عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، عن أبيه، قال: عن أبي، عن ابن عباس قال: المعصرات: الرياح. وأما شطره الثاني فأخرجه ابن جرير في تفسيره (30/ 6)، عن علي، عن أبي صالح، عن معاوية، عن علي، عن ابن عباس، أنه قال: ثجاجًا: منصبًا. وهو ضعيف لأن رواية عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرسلة. انظر: جامع التحصيل (ص 240). وبذا يكون لشطره الأول أصل صحيح، والثاني أصل ضعيف. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 306)، إلى عبد بن حميد، والخرائطي. وقد روى ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس أنه قال في المعصرات: السحاب. وذلك في (30/ 5)، عن علي، عن أبي صالح، عن معاوية، عن علي، عن ابن عباس. وتقدم أن ذلك ضعيف. والاول هو الموقوف على ابن عباس. وقد عزاه في الدر (6/ 306)، إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطستي.
64 - سورة النبأ
64 - سورة النبأ 3775 - قال ابن (¬1) أبي عمر: حدّثنا مَرْوَانُ، عَنْ جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (¬2): {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} (¬3). قَالَ: الْحِقْبُ: أَلْفُ شَهْرٍ، وَالشَّهْرُ ثَلَاثُونَ يَوْمًا، وَالسَّنَةُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمًا، وَالْيَوْمُ أَلْفُ سَنَةٍ مما تعدون، والحقب: ثلاثون ألف ألف سنة. ¬
3775 - درجته: موضوع لحال جعفر بن الزبير فهو كذاب. وقول الهيثمي في المجمع (7/ 136)، رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير، وهو ضعيف. اهـ. فيه تساهل. وكذا قال البوصيري في الإِتحاف (2/ق 171 ب).
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 292: 7957)، من طريق جعفر به بنحوه. ولفظه: "الحقب الواحد ثلاثون ألف سنة". =
= وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره. انظر: ابن كثير (4/ 405)، من طريق جعفر به بنحوه وقال الإِمام ابن كثير عقب ذكره: وهذا حديث منكر جدًا. والقاسم، هو والراوي عنه، كلاهما متروك. اهـ. وعزاه في الدر بهذا اللفظ إلى ابن مردويه، وحكم بضعفه. وقد روي بألفاظ أخرى كما يلي: 1 - "الحقب ثمانون سنة". أخرجه البزّار. انظر: كشف الأستار (3/ 78: 78)، تفسير سورة عم، عن عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير، عن الحجاج بن نصير، عن همام، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة بمثله. قال البزّار: لا نعلم أحدًا رفعه إلَّا الحجاج، عن همام، وغيره يوقفه. اهـ. والحجاج هذا ضعيف كما في التقريب (1/ 154: 165). وأخرجه الحاكم في التفسير (2/ 152)، عَنْ أَبِي بلَجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عن ابن مسعود قال: الحقب ثمانون سنة. وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح. وفيه أبو بلج قال عنه في التقريب (2/ 401: 98)، صدوق ربما أخطأ. اهـ. فهو في درجة الحسن لكنه موقوف. 2 - "والله لا يخرج من النار أحد حتى يمكث فيها أحقابًا" قال: والحقب بضع وثمانون سنة، كل سنة ثلاثمائة وستون يومًا مما تعدون. أخرجه البزّار كما في تفسير ابن كثير (4/ 405)، عن محمد بن مرداس، عن سليمان بن مسلم أبي العلاء، عن سليمان التميمي، عن نافع، عن ابن عمر، عنه -صلى الله عليه وسلم- بما تقدم. قال البزّار: سليمان بن مسلم بصري، مشهور. اهـ. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 286)، ترجمة سليمان بن مسلم، من طريقه، وقال: هذا منكر جدًا. اهـ. =
= والديلمي في الفردوس (4/ 358: 70290)، من طريق سليمان بن مسلم. وفيه سليمان هذا: ضعيف. كما في اللسان (3/ 125)، قال الهيثمي في المجمع (10/ 398)، باب من دخل النار متى يخرج؟: فيه سليمان بن مسلم الخشاب، وهو ضعيف جدًا. اهـ. وعلى هذا فأقل أحواله الضعف. بل نقل الحافظ في اللسان عن ابن عدي أنه قال: هو موضوع في نقدي. اهـ. ولم أجده في المطبوع من كتاب الكامل. وقد عزاه في الدر (6/ 308)، إلى ابن مردويه، عن ابن عمر. وذكره القرطبي في تفسيره (15/ 179)، باللفظ المتقدم وزاد: "كل يوم ألف سنة مما تعدون"، وعزاه للثعلبي، لكن جعله عن عمر بن الخطاب. 3 - "الحقب أربعون سنة". أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 130)، ترجمة عمرو بن شمر، عن أحمد بن علي بن المثنى، عن الأزرق بن علي، عن يحيى بن أبي بكير، عن عمرو بن شمر، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط، عن عبادة مرفوعًا بلفظه المتقدم. وقال عقبة: غير محفوظ. وفيه عمرو بن شمر: كذاب. انظر: اللسان (4/ 422). وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 307)، إلى ابن مردويه عن عبادة بنحوه. وعلى هذا فلا يثبت في تفسير الحقب شيء مرفوع، قال القرطبي في تفسيره (19/ 179)، هذه أقوال متعارضة، والتشديد في الآية للخلود يحتاج إلى توقيف يقطع العذر. وليس ذلك بثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وإنما المعنى: أي لابثين فيها أزمانًا ودهورًا، كلما مضى زمن يعقبه زمن، ودهر يعقبه دهر، هكذا أبد الآبدين. من غير انقطاع. اهـ.
65 - سورة التكوير
65 - سورة التكوير 3776 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عن خالد بن عرعرة قال: فما {الْجَوَارِ (¬1) الْكُنَّسِ} (¬2)؟ قال: الكواكب (¬3). يعني: عليًا رضي الله عنه. ذكره في حديث طويل (¬4). ¬
3777 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ (¬1)، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قال: سمعت عمر رضي الله عنه -وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ- وَهُوَ يَقُولُ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَت} (¬2)، قَالَ: تَزْوِيجُهَا أَنْ يؤلَّف كُلُّ قَوْمٍ إِلَى شبههم (¬3). ¬
3777 - درجته: موقوف حسن. وفيه تصريح الشعبي بالسماع، قال البوصيري في الإِتحاف رواه ابن منيع موقوفًا بسند صحيح. اهـ.
تخريجه: الأثر مروي عن سماك بن حرب، وقد اختلف عليه في إسناده على وجهين، فروي مرفوعًا، وروي موقوفًا. 1 - المرفوع. أخرجه ابن أبي حاتم. انظر: ابن كثير (4/ 416)، عن أبيه، عن محمد بن الصباح كذبه. وابن جرير في تفسيره (30/ 69)، عن محمد بن خلف، عن محمد بن الصباح، عنه به. ولفظه: "وإذا النفوس زوجت قال: الضرباء. كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون عمله .. ". =
= وفيه الوليد بن عبد الله بن أبي ثور: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 333: 63). 2 - الموقوف: واختلف عليه فيه، فروي مرة موقوفًا على عمر، ومرة على النعمان. 1 - الموقوف على عمر، روي من وجهين: (أ) عن سماك، عن الشعبي، عن عمر، وتقدم لفظه. أخرجه ابن منيع كما مر. عن يزيد بن هارون، عن سفيان، عنه به. ولم أجده عند غير ابن منيع. (ب) عن سماك، عن النعمان بن بشير، عن عمر. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 350)، عن الثوري. ومن طريق الثوري أخرجه ابن منيع، وقد تقدم ذلك في الحديث رقم (3693). وابن جرير في تفسيره (30/ 69)، من ثلاث طرق. وفي (23/ 46)، من طريق واحدة. وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 351)، عن إسرائيل. والحاكم في المستدرك- تفسير سورة الصافات (2/ 430)، من طريق إسرائيل، وقال عقبه: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وسكت الذهبي. وابن جرير في تفسيره (30/ 69)، عن ابن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة. وعن هناد، عن أبي الأحوص. أربعتهم عن سماك به، ولفظه مقارب، بعضه في قوله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} والبعض في قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} من سورة الصافات. ومعناه واحد. =
= 2 - الموقوف على النعمان: أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 148)، عن إسرائيل، عن سماك، عن النعمان، بنحوه. ومدار هذه الطرق كلها على سماك، وقد تقدم أنه صدوق. وللترجيح بين هذه الأوجه نجد أن من روى عنه المرفوع ضعيف، وهو الوليد، وتفرده بهذه الرواية يجعل رواية الوقف أولى لأنها من رواية الثقات عن سماك. ولعل الحمل في رواية الوقف على سماك لأنه صدوق، والرواة عنه ثقات. بل روى عنه بعضهم وجهين. وهي كلها في درجة الحسن لحال سماك هذا. ولا يمنع الاختلاف على سماك أن تكون الأوجه مروية عن عمر بالإِسنادين السابقين وعن النعمان أيضًا. وأما رواية الرفع فضعيفة. وقد عزاه في الدر (6/ 319)، إلى ابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور، والفريابي، وعبد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في البعث، وأبي نعيم في الحلية. وللموقوف شاهد عن ابن عباس بمعناه. أخرجه ابن جرير في تفسيره (23/ 46)، من طريقين: 1 - عن علي، عن أبي صالح، عن معاوية، عن علي، عن ابن عباس. وهو ضعيف لأن رواية عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرسلة. وأبو صالح كاتب الليث، صدوق كثير الغلط كما في التقريب (1/ 423: 381). 2 - عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، عن أبيه، قال: عن أبي، عن ابن عباس بنحوه. ورجال إسناده كلهم ضعفاء كما تقدم بيانه في النص رقم 3653. وعزاه في الدر (5/ 273)، إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث، عن ابن عباس، بلفظ: أشباههم. وفي لفظ: نظراءهم.
66 - سورة إذا السماء انشقت
66 - سورة إذا السماء انشقت 3778 - قال مسدّد: حدّثنا يَحْيَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو رافع قال: صليت خلف عمر رضي الله عنه الْعِشَاءَ، فَقَرَأَ (¬1): {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} (¬2) فَسَجَدَ فِيهَا. ¬
3778 - درجته: موقوف صحيح، قال البوصيري في الإِتحاف (2/ق 172 أ)، رواه مسدّد بسند صحيح. اهـ.
تخريجه: الاثر مروي عن أبي رافع، واختلف عليه في متنه على وجهين: 1 - أنه صلَّى وراء عمر وأنه سجد في الانشقاق. أخرجه مسدّد كما مر، ومن طريق يحيى أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 277)، ترجمة علي بن سويد. به بلفظه. وهو صحيح كما مرّ. 2 - أنه صلَّى وراء أبي هريرة فسجد في الانشقاق. =
= أخرجه البخاري في الصحيح: الأذان، باب الجهر في العشاء (1/ 249: 766)، وباب القراءة في العشاء بالسجدة (1/ 249: 768)، وباب سجود القرآن، باب من قرأ بالسجدة في الصلاة فسجد فيها (1/ 339: 1078). وأخرجه مسلم في الصحيح: المساجد، باب سجود التلاوة (2/ 222: 103) (نووي). وأبو داود في سننه، أبواب قراءة القرآن، باب السجود في: إذا السماء انشقت (1408 - 2/ 123)، كلهم من طريق بكر، عن أبي رافع، بنحوه. كما أخرجه مسلم في المكان المتقدم برقم (104)، من طريق عطاء بن أبي ميمونة. عنه بنحوه. أما المختلف عليه وهو أبو رافع فتقدم أنه ثقة. وأما المختلفون عليه فهم: علي بن سويد: ثقة، وإن أنزله البعض عن هذه الدرجة. وقد روى الوجه الأول. وبكر بن عبد الله المزني: ثقة ثبت جليل. انظر: التقريب (1/ 106: 117). وعطاء بن أبي ميمونة: ثقة. انظر: التقريب (2/ 23: 200)، وقد رويا الوجه الثاني. ولذا أرى رجحان الوجه الثاني، ويكون الأول شاذًا والثاني هو المحفوظ. ويؤيد رجحان الوجه الثاني أنه روي عن غير أبي رافع، عن أبي هريرة بنحوه. أخرجه البخاري في صحيحه، باب سجدة إذا السماء انشقت، باب سجود القرآن (1/ 337: 1074). ومسلم في الموضع المتقدم (2/ 222: 100). والنسائي في سننه، الافتتاح، باب السجود، إذا السماء انشقت (2/ 161). ثلاثتهم من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة بنحوه. كما أخرجه مسلم أيضًا في الموضع نفسه برقم (101). =
= وأبو داود في المكان السابق برقم (1407). كلاهما من طريق عطاء بن مينا، عن أبي هريرة بنحوه. وأخرجه مسلم أيضًا: برقم (102)، من طريق عبد الرحمن الأعرج عنه بنحوه. والنسائي في المكان المتقدم من طريق عبد الرحمن بن الحارث عنه بنحوه. وهذا يقوي الوجه الثاني، ويدفع أن يكون الوهم من أبي رافع. وينبغي التنبه إلى أن حديث أبي هريرة له حكم الرفع، فقد قال في أكثر طرقه الشيخين وغيرهما: صليت خلف أبي القاسم -صلى الله عليه وسلم- فسجد فيها، فلا أزال أسجد حتى ألقاه. اهـ.
3779 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، ثنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} (¬1) قال: يعني نبيكم -صلى الله عليه وسلم-، يقول: حالًا بعد حال (¬2). ¬
3779 - درجته: موقوف ضعيف، لأن رواية أبي بشر عن مجاهد ضعيفة. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ق 172 أ)، رواته ثقات. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تفسيره (30/ 122)، عن يعقوب، عن هشيم به بنحوه. وفي (30/ 123)، عن ابن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي بشر به بنحوه. والطبراني في الكبير (11/ 101: 3/ 117)، من طريق شعبة به بنحوه. ولفظه: قال: محمد -صلى الله عليه وسلم-. قال في المجمع (7/ 138)، رجاله ثقات. اهـ. لكن فيه ما تقدم في أبي بشر. فإن مدار هذه الطرق عليه. ورواه ابن جرير في تفسيره (30/ 123)، عن علي، عن أبي صالح، عن معاوية، عن علي، عن ابن عباس بنحوه. =
= وهذه الطريق ضعيفة لأن رواية عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرسلة، كما تقدم في غير موضع. وأخرجه في الموضع نفسه عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، عن أبيه قال: عن أبي، عن ابن عباس. فذكره لكن رجال إسناده كلهم ضعفاء كما تقدم بيانه في النص رقم 3653. لكن هذه الطرق ضعفها منجبر، ويمكن ترقي الأثر بمجموعها إلى درجة الحسن لغيره. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 330)، إلى أبي عبيد في القراءات، وسعيد بن منصور، وابن المنذر وابن مردويه، وعبد بن حميد، عن ابن عباس. وله شاهدان: مروى عن عمر، وآخر مروى عن ابن مسعود. المروى عن عمر: عزاه في الدر (6/ 230)، إلى عبد بن حميد بنحوه. المروي عن ابن مسعود. أخرجه البزّار. انظر: كشف الأستار (3/ 79: 2282)، تفسير سورة (إذا السماء انشقت). عن عمر بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن شريك، عن جابر الجعفي، عن الشعبي، عن عبد الله بنحوه. لكن رواية الشعبي عن ابن مسعود مرسلة. انظر: جامع التحصيل (ص 204). وجابر الجعفي: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 123: 17). قال الهيثمي في المجمع (7/ 138)، فيه جابر الجعفي، وهو ضعيف. وذكر البوصيري نحوه في الإِتحاف. (2/ق 172 أ).
67 - سورة البلد
67 - سورة البلد 3780 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ (¬2) عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ أبيه رضي الله عنه قَالَ: صلَّيت خَلْفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ (¬3) يَرَهُ أَحَدٌ} (¬4)، يعني: بفتح السين من يحسب (¬5). ¬
3780 - درجته: فيه رجل من بني عامر مبهم. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ق 172 ب)، رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف لجهالة بعض رواته. اهـ. =
= تخريجه: لم أجده عند غير أبي يعلى. وقد ذكره السيوطي في الدر (6/ 353)، وعزاه للبغوي، وابن مردويه، ولم أقف عليه.
68 - سورة الضحى
68 - سورة الضحى 3781 - قال أبو بكر: حدّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ الأعور، حَدَّثَتْنِي (¬1) أُمِّي، عَنْ أُمِّهَا وَكَانَتْ خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ جَرْوًا (¬2) دَخَلَ بَيْتَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَدَخَلَ تَحْتَ السَّرِيرِ فَمَاتَ، فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ لَا يَنْزِلُ (¬3) عَلَيْهِ الْوَحْيُ. فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: يَا خَوْلَةُ، مَا حَدَثَ فِي بَيْتِ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ جبريل عليه الصلاة والسلام لَا يَأْتِينِي. فَمَا حَدَثَ فِي بَيْتِ نبيِّ الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت رضي الله عنها: يَا نبيَّ اللَّهِ، مَا أَتَى عَلَيْنَا يَوْمٌ خير منا اليوم. قالت (¬4) فأخذ رسول الله (¬5) بُرْدَيْهِ، فَلَبِسَهُمَا، وَخَرَجَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَوْ هَيَّأْتُ الْبَيْتَ، وَكَنَسْتُهُ. فَأَهْوَيْتُ (¬6) بِالْمَكْنَسَةِ تَحْتَ السَّرِيرِ، فإذا بشيءٍ ثقيل، فلم ¬
أزل أهيِّه (¬1) حَتَّى بَدَا لِي الْجَرْوُ مَيِّتًا، فَأَخَذْتُهُ بِيَدِي، فَأَلْقَيْتُهُ خَلْفَ الدَّارِ، فَجَاءَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ترعد لحيته، وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا نزِّل عَلَيْهِ استبطنته الرِّعدة (¬2). فقال -صلى الله عليه وسلم-: يا خولة، دثّريني، فأنزل اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (¬3) عَلَيْهِ: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} -إلى قوله- {فَتَرْضَى} (¬4)، فَقَامَ مِنْ نَوْمِهِ فَوَضَعْتُ لَهُ مَاءً، فتطهَّر، ولبس برديه. ¬
3781 - درجته: ضعيف لجهالة حفص. وفيه أم حفص لم أعرفها. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ 172 ب)، رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لجهالة بعض رواته. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 141): رواه الطبراني، وأم حفص لم أعرفها. اهـ.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 249: 636)، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم به بنحوه. ولم أجده عند غيره إلَّا ما تقدم عن أبي بكر. وعزاه السيوطي في الدر (6/ 361)، إلى ابن مردويه. قال ابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 293). انظر: هامش الإِصابة: وليس إسناد حديثها في ذلك مما يحتج به. اهـ. يقصد حديث خولة. وهذا الحديث بهذا اللفظ مخالف لما ثبت في الصحيح، ولفظه عن جندب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: اشتكى النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت: يا محمد ما أرى شيطانك إلَّا قد تركك. فأنزل الله عزَّ وجلّ: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}، وفي لفظ: "أبطأ جبريل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال =
= المشركون: "قد ودع محمد، فأنزل الله .. الحديث. أخرجه البخاري في صحيحه: فضائل القرآن، باب كيف نزّل الوحي وأول ما نزل (3/ 337: 4983)، وفي تفسير سورة الضحى (3/ 326: 4950). ومسلم في صحيحه: الجهاد والسير، باب ما لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- من أذى المشركين والمنافقين (4/ 440: 103، 104 - نووي). والترمذي في سننه: تفسير سورة "والضحى" (5/ 112: 3403). والنسائي في تفسيره (2/ 532: 701). كلهم من طريق الأسود بن قيس العبدي به. وأخرجه غيرهم.
69 - سورة إذا زلزلت
69 - سورة إذا زلزلت 237 - [1] قال إسحاق: أخبرنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أسماء قال: بينما أبو بكر رضي الله عنه يَتَغَدَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (¬1) فأمسك أبو بكر رضي الله عنه، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّ مَا (¬2) عَمِلْنَاهُ مِنْ سُوءٍ رَأَيْنَاهُ. فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ مِمَّا تَكْرَهُونَ فَذَلِكَ مِمَّا تُجْزَوْنَ بِهِ، وَيُؤَخَّرُ الْخَيْرُ لِأَهْلِهِ فِي الْآخِرَةِ. [2] أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ (¬3) بِمَعْنَاهُ فِي سُؤَالِهِ (¬4) عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} (¬5) من طريق أبي بكر ابن أبي زهير (¬6) ¬
الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. [3] وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ (¬7) بَعْضَهُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، وَالطَّرِيقُ الَّتِي سُقْنَاهَا صَحِيحَةٌ، إِنْ (¬8) كَانَ أَبُو أَسْمَاءَ سَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عنه. ¬
3782 - درجته: ضعيف لأنه مرسل، فأبو أسماء لم يحضر القصة. قال البوصيري (الإِتحاف 2/ق 172 ب)، رواه إسحاق وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. وَأَحْمَدُ بْنُ حنبل بإسناد صحيح إن كان أبو أسامة سمعه من أبي بكر. ورواه الترمذي مختصرًا بسند ضعيف. اهـ.
تخريجه: الأثر مروى عن أبي بكر رضي الله عنه من سبع طرق: 1 - طريق أيوب، واختلف عليه في إسناده على أربعة أوجه: (أ) عنه، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أخرجه إسحاق كما تقدم. ومن طريق يزيد أخرجه الحاكم في المستدرك، تفسير سورة الزلزلة (2/ 532)، وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: قلت: مرسل. وعزاه السيوطي في الدر (6/ 380)، إلى عبد بن حميد، وابن مردويه. فتبقى هذه الطريق ضعيفة كما تقدم. (ب) عنه، عن أبي قلابة، عن أنس، عن أبي بكر بنحوه. أخرجه ابن جرير في تفسيره (30/ 368)، عن أبي الخطاب الحساني زياد بن =
= يحيى. عن الهيثم بن الربيع، عن سماك بن عطية، عنه به بنحوه. وابن أبي حاتم في تفسيره. انظر: تفسير ابن كثير (4/ 472)، عن أبيه، عن أبي الخطاب به بنحوه. والطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (6/ 87: 3418)، من طريق أبي الخطاب به بنحوه. وقال: لم يروه عن أيوب إلَّا سماك، ولا عنه إلَّا الهيثم. تفرد به زياد. والبيهقي في الشعب، باب في الصبر على المصائب، فصل في ذكر ما في الأوجاع والأمراض والمصيبات من الكفارات (7/ 151: 9808)، من طريق الهيثم به بنحوه. وعزاه في الدر (6/ 380)، من طريق أنس إلى الحاكم في تاريخه، وابن مردويه. وفيه الهيثم بن الربيع، قال عنه في التقريب (2/ 327: 175)، ضعيف. (ج) عنه قال: قرأت في كتاب أبي قلابة قال: نزلت .. وذكره بنحو اللفظ المتقدم. أخرجه ابن جرير في تفسيره (30/ 269)، عن يعقوب، عن ابن علية. عنه به. ورجاله ثقات، إلَّا أن الظاهر أنه مرسل. (د) عنه، قال: وجدنا في كتاب أبي قلابة عن أبي إدريس -أي الخولاني- أن أبا بكر كان يأكل .. وذكره. أخرجه ابن جرير في تفسيره (30/ 268)، عن ابن بشار عنه به. وعزاه في الدر (6/ 1380)، إلى ابن مردويه، ورجاله ثقات إلَّا أن فيه وجاده. وكلهم ثقات. من اختلف عليه، والمختنفون. ولذا لا أرى مانعًا من رواية الأوجه الأربعة عن أيوب، على أنها لا تخلو من ضعف.
= 2 - طريق عبد الله بن عمرو، ولفظه: أنزلت إذا زلزلت الأرض زلزالها وأبو بكر الصديق قاعد متكئ حين أنزلت، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ما يبكيك يا أبا بكر؟ قال: يبكيني هذه السورة، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لولا أنكم تخطئون وتذنبون فيغفر الله لكم، لخلق الله أمة يخطئون ويذنبون فيغفر لهم". أخرجه ابن جرير في تفسيره (30/ 270)، عن يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن يحيى بن عبد الله، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو باللفظ المتقدم. وفيه يحيى بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر: صدوق. انظر: التقريب (2/ 351: 108)، فهو في درجة الحسن. والبيهقي في الشعب، باب في معالجة كل ذنب بالتوبة (5/ 410: 7103)، من طريق ابن وهب به بنحوه. وأخرجه الدولابي في الأسماء والكنى (1/ 7)، ترجمة أبي بكر من طريق يحيى بن عبد الله به بنحوه. وهو في درجة الحسن من هذه الطريق كما تقدم. وعزاه في الدر (6/ 380)، إلى ابن أبي الدنيا في البكاء، والطبراني، وابن مردويه. 3 - طريق أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبو بكر الصديق إذ نزلت عليه هَذِهِ الْآيَةُ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}. فأمسك رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ عن الطعام، ثم قال: "من عمل منكم خيرًا فجزاؤه في الآخرة، ومن عمل منكم شرًا يراه في الدنيا مصيبات وأمراضًا، ومن يكن فيه مثقال ذرة من خير دخل الجنة". ذكره السيوطي في الدر (6/ 380)، وعزاه لابن مردويه. 4 - طريق عائشة عن أبي بكر رضي الله عنهما. قال: لما نزلت: {مَنْ يَعْمَلْ =
= سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، قال أبو بكر يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كُلُّ ما نعمل نؤاخذ به؟ فقال: "يا أبا بكر أليس يصيبك كذا وكذا فهو كفارته .. ". أخرجه ابن جرير في تفسيره (5/ 294)، عن عبد الله بن أبي زياد وأحمد بن منصور الرمادي، قالا: ثنا يزيد بن حبّان، عن عبد الملك بن الحسن الحارثي، عن محمد بن زيد بن قنفذ عنها به. وعبد الملك بن الحسن قال عنه في التقريب (1/ 518: 13105)، لا بأس به. فهذه الطريق في مرتبة الحسن. 5 - طريق مسلم عن أبي بكر أنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ما أشد هذه الآية: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} قال: يا أبا بكر، إن المصيبة في الدنيا جزاء". أخرجه ابن جرير في تفسيره (5/ 295)، عن أبي السائب، وسفيان بن وكيع، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عنه به بلفظه. ومسلم هو ابن صبيح. والذي يظهر لي أن روايته عن أبي بكر مرسلة. انظر: جامع التحصيل (ص 188). 1 - طريق أبي بكر بن أبي زهير. عن أبي بكر رضي الله عنه. وتقدم لفظه وهو في قول الله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}. أخرجه أحمد في مسنده (1/ 11). وابن جرير في تفسيره (5/ 294)، عن يونس. والدولابي في الأسماء والكنى (1/ 7)، عن محمد بن منصور. ثلاثتهم عن سفيان. وأخرجه أحمد كذلك في مسنده (1/ 11)، عن عبد الله بن نمير. وعن يحيى بن عبيد، ووكيع. وابن جرير في تفسيره (5/ 294)، عن ابن وكيع، عن أبيه. وكذا عن ابن وكيع، عن يحيى بن سعيد. =
= وأخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 83: 95)، عن أبي خيثمة، عن يحيى بن سعيد. والبيهقي في الشعب، باب في الصبر على المصائب، ذكر ما في الأوجاع والأمراض والمصيبات من الكفارات (7/ 151: 9805)، من طريق يحيى بن سعيد. وأخرجه أبو يعلى في مسنده كذلك (1/ 82: 94)، عن القواريري، عن يحيى بن سعيد، ووكيع. وكذا في (1/ 82: 93)، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن يحيى، وعثمان بن علي. وفي (1/ 83: 96)، عن محمد بن أبي بكر، عن معتمر. وأخرجه ابن جرير (5/ 294)، عن ابن حميد، عن حكام. وعن يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم. وعن محمد بن عبيد المحاربي، عن أبي مالك الجنبي. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه، الجنائز، باب ما جاء في الصبر (4/ 249: 2899)، عن عمران بن موسى بن مجاشع، عن وهب بن بقية، عن خالد. كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد، عنه به بمثله. فمداره على أبي بكر بن أبي زهير. قال عنه في التقريب (2/ 396: 36)، مقبول. وروايته عن أبي بكر مرسلة. انظر: جامع التحصيل (ص 306: 935). فهذه الطريق ضعيفة. 7 - طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ رضي الله عنهما، ولفظه: "كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأنزلت عليه هذه الآية: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يا أبا بكر ألا أقرئك آية أُنْزِلَتْ عَلَيَّ. قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قال: فأقرأنيها فلا أعلم إلَّا أني وجدت في ظهري اقتصامًا، فتمطأت =
= لها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ما شأنك يا أبا بكر؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، بأبي أنت وأمي، وأينا لم يعمل سوءًا، وإنا لمجزيون مما عملنا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أما أنت يا أبو بكر، والمؤمنون، فتجزون في الدنيا حتى تلقوا الله، وليس لكم ذنوب، وأما الآخرون فيجتمع ذلك لهم. حتى يجزوا به يوم القيامة". أخرجه عبد بن حميد في مسنده (ص 31: 7)، عن روح بن عبادة، عن موسى بن عبيدة الربذي، عن مولى ابن سباع، عن عبد الله بن عمرو به باللفظ المتقدم. والترمذي في سننه، تفسير سورة النساء (4/ 314: 5030)، عن يحيى بن موسى، وعبد بن حميد به بنحوه. وقال بعده: هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال، وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث. ضعفه يحيى بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ومولى ابن سباع مجهول. وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي بكر. وليس له إسناد صحيح أيضًا، وفي الباب عن عائشة. اهـ. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 44: 21)، عن أبي خيثمة، عن روح به بنحوه. وهذه الطريق ضعيفة لأن موسى بن عبيدة ضعيف. انظر: التقريب (2/ 286: 1483). ومولى ابن سباع مجهول. انظر: التقريب (2/ 583: 152). وأخرجه أحمد في مسنده (1/ 6)، عن عبد الوهاب بن عطاء، عن زياد الجصاص، عن علي بن زيد، عن مجاهد، عن ابن عمر بنحوه مختصرًا. وفيه علي بن زيد ضعيف. انظر: التقريب (2/ 37: 342). وزياد الجصاص ضعيف. انظر: التقريب (1/ 267: 109). ومن طريق عبد الوهاب بن عطاء أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 43: 18)، وابن جرير في تفسيره (5/ 294). =
= وعزاه في الدر (2/ 226)، إلى ابن المنذر. فهذه سبع طرق منها الضعيف منجبر الضعف، ومنها الحسن. فتترقى بمجموعها إلى مرتبة الحسن. ولها شاهد صحيح ولفظه: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم -حتى الشوكة يشاكها- إلَّا كفر الله بها من خطاياه". أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المرض، باب ما جاء في كفارة المرض (4/ 23: 5640)، عن عائشة و (5641)، عن أبي سعيد و (5642)، عن أبي هريرة. وأخرجه في باب شدة المرض (5647 - 4/ 24)، عن عبد الله. وفي باب وضع اليد على المريض (4/ 27: 5560)، عنه. وكذا في باب ما رخص للمريض أن يقول (4/ 29: 5667) عنه. وفي باب ما يقال للمريض (5661 - 4/ 27) عنه. وأخرجه مسلم في صحيحه في البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك (5/ 5434)، (نووي) (44)، عن عبد الله، و (45: 435)، عن عائشة، و (46، 47، 48، 49، 50)، عن عائشة، و (51)، عن أبي سعيد وأبي هريرة، و (973)، عن أبي سعيد. كلهم بنحو اللفظ المتقدم. وهذا الشاهد يرقي حديث الباب إلى الصحيح.
70 - سورة الماعون
70 - سورة الماعون 3783 - قال الحارث: حدثنا داود بن المحبَّر، ثنا ميسرة، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو (¬1)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (¬2)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، وابن عباس رضي الله عنهما (¬3) قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا جِدًّا فِيهِ: "وَمَنْ مَنَعَ الْمَاعُونَ جَارَهُ إِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِ مَنَعَهُ الله تعالى فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَوَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ، وَمَنْ وَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ هَلَكَ آخِرَ مَا عَلَيْهِ، ولا يقبل له عذر". ¬
3783 - درجته: موضوع لحال ميسرة. لأنه كذاب.
تخريجه: لم أجده لغير الحارث.
71 - باب فضل {قل يا أيها الكافرون} وما بعدها .. إلى آخر القرآن
71 - بَابُ فَضْلِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَمَا بَعْدَهَا .. إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ 3784 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ القديدي، ثنا أبي، عن إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ الرِّفَاعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ رضي الله عنه يَقُولُ. قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَتُحِبُّ يَا جُبَيْرُ إِذَا خَرَجْتَ سَفَرًا أَنْ تَكُونَ مِنْ أَمْثَلِ أَصْحَابِكَ هَيْئَةً، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قال -صلى الله عليه وسلم-: فَاقْرَأْ هَذِهِ السُّوَرَ الْخَمْسَ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، وَافْتَتِحْ كُلَّ سُورَةٍ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَاخْتِمْ قِرَاءَتَكَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرحمن الرحيم (¬2). قال جبير رضي الله عنه: وَكُنْتُ غَنِيًّا كَثِيرَ الْمَالِ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فِي سَفَرٍ، فَأَكُونُ مِنْ أبذِّهم هَيْئَةً، وأقلِّهم زَادًا، فَمَا زِلْتُ مُنْذُ علَّمنيهنَّ (¬3) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَقَرَأْتُ بهنَّ، أَكُونُ مِنْ أَحْسَنِهِمْ هَيْئَةً، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا حَتَّى أَرْجِعَ مِنْ سفري. ¬
= 3784 - درجته: فيه شيخ أبي يعلى وشيخه لم أجد لهما ترجمة. وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف في كتاب الحج (1/ ق 154 أ)، وسكت عليه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 136)، باب ما تحصل به البركة في الزاد. وقال: رواه أبو يعلى، وفيه من لم أعرفهم. اهـ.
تخريجه: لم أجده لغير أبي يعلى. وقد عزاه الهندي في الكنز (6/ 712: 17526)، إلى الضياء في المختارة.
3785 - وقال مسدّد: حدّثنا الْجُرَيْرِيُّ، ثنا (¬1) رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ -هُوَ فِيهِمْ- عَنْ رَجُلٍ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، رَضِيَ الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِضْعًا (¬2) وَعِشْرِينَ مَرَّةً يَقُولُ: "نِعْمَ السورتان قرأتهما فِي الرَّكْعَتَيْنِ: الْأَحَدُ الصَّمَدُ، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الكافرون. ¬
3785 - درجته: فيه رجل من أهل الكوفة مبهم لم أستطع معرفته.
تخريجه: لم أجده عند غير مسدّد. لكن له أصل في صحيح مسلم عن أبي هريرة، ولفظه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ في ركعتي الفجر قل يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. وهو في صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي سنَّة الفجر والحث عليهما (2/ 378: 93 - نووي). وله عدة ألفاظ متقاربة عند غير مسلم. وهذا يرقيه إلى الصحيح لغيره.
3786 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا جُبَارَةُ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مَيْمُونٍ، قال: إن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَلِمَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنَ الإِشراك باللهِ تبارك وتعالى .. تقرأون {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (¬2) عند منامكم. ¬
3786 - درجته: مرفوع ضعيف لحال جبارة، وحجاج بن تميم فهما ضعيفان. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ ف 174 أ)، رواه أبو يعلى عن جبارة بن المغلس، وهو ضعيف. اهـ. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 124)، باب ما يقول إذا أوى إلى فراشه وإذا انتبه. وقال: رواه الطبراني، وفيه جبارة بن المغلس، وهو ضعيف جدًا. اهـ.
تخريجه: الحديث له خمس طرق: 1 - طريق ابن عباس المتقدمة. أخرجها أبو يعلى كما تقدم. وعنه أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 229)، ترجمة حجاج. كما أخرجها الطبراني في الكبير (12/ 241: 12993). وأبو نعيم في الحلية (4/ 96)، ترجمة ميمون بن مهران. وكلهم من طريق جبارة عن حجاج وهما ضعيفان. 2 - طريق مهاجر الصائغ، عن رجل من الصحابة. أخرجه أحمد في مسنده (4/ 65)، عن الأسود بن عامر، عن شريك، عنه بنحوه. لكن شريكًا مختلط، ولم تتبين رواية الأسود عنه متى هي؟ وقد توبع شريك، =
= فقد أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (ص 305: 306)، عن مسدّد، وعبد الأعلي بن حماد، عن أبي عوانة، عن مهاجر به بنحوه. والدارمي في سننه (2/ 458)، عن أبي زيد سعيد بن الربيع، عن شعبة، عن أبي الحسن مهاجر به بنحوه. وهو إسناد صحيح. وعزاه السيوطي في الدر (6/ 405)، إلى ابن زنجوية في ترغيبه، والبغوي. 3 - طريق أبي إسحاق. وقد اختلف فيه في إسناده على خمسة أوجه: (أ) عنه، عن أبي فروة، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال له: "فمجيء ما جاء بك؟ قال: قلت جئت يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتعلمني شيئأ أقوله عند منامي، قال: "إذا أخذت مضجعك فاقرأ قل يا أيها الكافرون، ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك .. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 249)، كتاب الدعاء (ح 9353)، عن الفضل بن دكين، عن زهير. والدارمي في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب في فضل قل يا أيها الكافرون (2/ 459). عن أبي نعيم، عن زهير. وأبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب ما يقول عند النوم (303/ 5: 5055)، عن النفيلي، عن زهير. وابن حبّان في صحيحه. انظر: الإحسان، باب قراءة القرآن، ذكر الأمر بقراءة قل يا أيها الكافرون، ذكر العلة في ذلك (2/ 81: 787)، عن الصوفي، عن علي بن الجعد، عن زهير. والحاكم في المستدرك. انظر: التفسير (2/ 538)، من طريق أحمد بن يونس، عن زهير، وقال صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وعنه أخرجه البيهقي في الشعب، فضائل السور، ذكر سورة قل يا أيها الكافرون (2/ 498: 2520)، والنسائي في عمل اليوم والليلة، قراءة قل يا أيها الكافرون (801: 468)، وفي التفسير (2/ 562: 729)، عن محمد بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدم، عن زهير. =
= وأحمد في مسنده (5/ 456)، عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، وقد ذكره ابن كثير في تفسيره (4/ 490)، ونسبه لأحمد بغير هذا السند وقال: تفرد به أحمد. اهـ. وفيه نظر. والترمذي في سننه: الدعوات، باب (22) (5/ 140: 3464)، عن موسى بن حزام، عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل. وقال: وهذا أصح، وروى زهير هذا الحديث عن إسحاق، عن فروة بن نوفل، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نحوه. وهذا أشبه وأصح من حديث شعبة. وقد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه. قد رواه عبد الرحمن بن نوفل عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. وعبد الرحمن هو أخو فروة بن نوفل. اهـ. والنسائي في عمل اليوم والليلة: (ص 468: 802)، عن يعقوب بن إبراهيم، عن شعيب، عن إسرائيل. والحاكم في المستدرك، فضائل القرآن، فضائل سور وآي متفرقة (1/ 565)، من طريق مالك بن إسماعيل عن إسرائيل. وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وعن الحاكم أخرجه البيهقي في الشعب، الموضع المتقدم (2/ 499: 2521). وابن حبّان في صحيحه، الموضع المتقدم (2/ 81: 786)، عن أبي عروبة بحران، عن محمد بن وهب بن أبي كريمة، عن مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ زيد بن أنيسة. ثلاثتهم عن أبي إسحاق، عن فروة، عن أبيه بنحو اللفظ المتقدم. وأبو إسحاق السبيعي، اختلط بآخره، وسمع زهير بن معاوية، وإسرائيل، منه بعد اختلاطه، وأما ابن أبي أنيسة، فلم تتميز روايته عنه. (ب) عنه، عن فروة أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، علمني شيئًا أقوله =
= إذا أويت إلى فراشي، فقال: اقرأ: قل يا أيها الكافرون "فإنها براءة من الشرك". أخرجه كذلك الترمذي في سننه: انظر: الدعوات (5/ 140: 3463)، عن محمود بن غيلان، عن أبي داود، عن شعبة. وأبو يعلى في مسنده (2/ 252: 1593)، عن عبد الواحد بن غياث، عن عبد العزيز بن مسلم. وابن حبّان في الثقات (3/ 330)، ترجمة فروة، عن أبي يعلى به. وابن الأثير في أسد الغابة (4/ 359)، عن أبي الفضل بن أبي الحسن، عن أبي يعلى به. كلاهما عن أبي إسحاق به بنحو اللفظ المتقدم. ورجاله ثقات. وسماع شعبة من أبي إسحاق كان قبل اختلاطه، لكنه مرسل، لأن فروة لا صحبة له كما في التقريب (2/ 109: 24). (ج) عن أبي إسحاق، عن فروة الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- لرجل: "اقرأ قل يا أيها الكافرون عند منامك فإنها براءة من الشرك". أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة قراءة: قل يا أيها الكافرون عند النوم (ص 469: 804)، عن محمد بن حاتم، عن سويد، عن عبد الله، عن سفيان. والبيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، ذكر سورة قل يا أيها الكافرون (2/ 498: 2519)، من طريق سفيان. عنه به باللفظ المتقدم. لكن قال: أبو فروة، والصحيح فروة كما في التقريب (2/ 462: 5). ورجاله ثقات، وسفيان الثوري ممن سمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط. لكنه مرسل أيضًا، لأن فروة لم يحضر القصة، كما هو ظاهر الحديث. (د) عن أبي إسحاق، عن أبي فروة، عن ظئر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عنه -صلى الله عليه وسلم- بنحو اللفظ المتقدم. والذي يظهر أن الظئر هو والد أبي فروة كما عند أحمد في مسنده =
= أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ص 468: 803)، عن عبد الحميد بن محمد، عن مخلد، عن سفيان، عنه به. ورجاله ثقات إلَّا مخلد بن يزيد فهو صدوق له أوهام كما في التقريب (2/ 235: 985)، وسفيان هو الثوري. وسنده متصل. فهو في درجة الحسن. 5 - عن أبي إسحاق، عن فروة، عن جبلة بن حارثة مرفوعًا بنحوه. أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة: (ص 467: 800)، عن إبراهيم بن يعقوب، عن سعيد بن سليمان، عن شريك. والطبراني في الكبير (2/ 287: 2195)، عن أحمد بن عمرو القطراني، عن محمد بن الطفيل، عن شريك، عنه به بنحوه. قال في المجمع (10/ 124): رواه الطبراني ورجاله وثقوا. اهـ. لكن فيه شريك بن عبد الله. قال عنه في التقريب (1/ 351: 64)، صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة. اهـ. ولم تتميز رواية سعيد، ومحمد عنه. وأخرجه أحمد كما في تفسير ابن كثير (4/ 490)، لكن قال عن الحارث بن جبلة، وهو من طريق شريك أيضًا. فهذه الأوجه الخمسة أرى ثبوتها كلها لأمور: 1 - أن ضعفها منجبر، بل إن بعضها في درجة الحسن وهي الطريق الرابعة وهي والطريق الأولى واحدة كما يظهر. 2 - أن لفروة رواية عن كل من أبيه، وجبلة بن الحارث، فلا مانع من رواية هذا الحدث عن كل منهما. ويمكن أن يكون الرجل الذي روى عنه في الطريق الثالثة أباه. 3 - أنه وإن كان مدارها على أبي إسحاق، فهو ثقة، وإنما أتي من قبل اختلاطه، وقد اندفع هذا الضعف برواية من سمع منه قبل الاختلاط لهذا الحديث. =
= فهذه الطريق إن شاء الله في درجة الحسن. 4 - طريق عبد الرحمن بن نوفل عن أبيه. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الدعاء (10/ 249: 9355)، عن مروان بن معاوية، عن أبي مالك الأشجعي، عن عبد الرحمن، عن أبيه بنحوه. ورجاله ثقات. وعبد الرحمن ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وابن حبّان في الثقات، ووثقه العجلي كما في تاريخ الثقات (ص 300: 987). فالذي يظهر أنه صحيح إن شاء الله. وقد عزاه في الدر (6/ 405)، إلى سعيد بن منصور، وابن مردويه. 5 - طريق أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ -صلى الله عليه وسلم- قال ذلك لمعاذ. أخرجه البيهقي في الشعب، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور، ذكر سورة قل يا أيها الكافرون (2/ 499: 2522)، عن علي بن أحمد بن عبدان، عن أحمد بن عبيد، عن محمد بن عبد الله الدينوري، عن سليمان بن داود، عن يزيد بن خالد، عن شيبان، عن قتادة، عن أنس. وقال: هو بهذا الإِسناد منكر، وإنما يعرف بالإِسناد الأول. اهـ.، أي: بإسناد فروة. وشيخ البيهقي وشيخ شيخه، لم أستطع معرفتهما. وخلاصة القول أن الحديث في درجة الصحيح لغيره بشواهده، والله أعلم.
72 - سورة إذا جاء نصر الله والفتح
72 - سورة إذا جاء نصر الله والفتح 3787 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ (¬1) بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يسار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: هَذِهِ السُّورَةَ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بِمِنًى (¬2). وهو -صلى الله عليه وسلم- فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} حَتَّى خَتَمَهَا. فَعَرَفَ رَسُولُ (¬3) اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ الْوَدَاعُ. الْحَدِيثَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ حُرْمَةِ مَكَّةَ (¬4). [2] وَقَالَ عَبْدُ (¬5): حدّثنا أبو بكر بطوله. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬6): حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ -هُوَ ابْنُ حَرْبٍ- ثنا بُهْلُولٌ -هُوَ ابْنُ (¬7) مُوَرِّقٍ- (¬8) ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بطوله. ¬
3787 - درجته: ضعيف لحال موسى بن عبيدة لأنه ضعيف.
تخريجه: أخرجه البزّار في مسنده كما في كشف الأستار، كتاب الحج، باب الخطبة بمنى (2/ 33: 1141)، من طريقين عن موسى بن عبيدة به بنحوه، وذكر فيه الخطبة بطولها، ثم قال الهيثمي في كشف الأستار: في الصحيح وغيره طرف منه. اهـ. وقال في مجمع الزوائد (2/ 271)، في باب الخطب في الحج: في الصحيح وغيره طرف منه، رواه البزّار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. ورواه البيهقي في الدلائل، باب ما جاء في نعي النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه إلى الناس في حجة الوداع (5/ 447)، من طريق موسى بن عبيدة به، وذكر الحديث بطوله. ثم قال: كذا في هذه الرواية، ويذكر عن أبي سعيد ما يدل على أنها نزلت عام الفتح. اهـ. وبهذا يبقى الأثر من هذه الطريق ضعيفًا. وقد ورد طرف من خطبته -صلى الله عليه وسلم- في عدة مواضع من الصحيح، وليست فيه هذه الزيادة التي تتعلق بسورة النصر، فتبقى ضعيفة من هذه الطريق. لكن لها شاهد عن ابن عباس، وإن لم يذكر فيه أنها نزلت في أيام التشريق. أخرجه أحمد في مسنده (1/ 344)، عن وكيع، عن سفيان، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عباس، رضي الله عنهما قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ والفتح علم النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّهُ قَدْ نعيت إليه نفسه". =
= وعاصم قال عنه في التقريب (1/ 383: 3)، صدوق له أوهام. اهـ. فالأثر في درجة الحسن. وأخرجه أيضًا في (1/ 356)، من الطريق نفسه. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (30/ 334)، عن مهران، عن سفيان به بنحوه. وله شاهد صحيح بلفظ آخر عن ابن عباس أخرجه البخاري في صحيحه، تفسير سورة إذا جاء نصر الله باب قوله: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} (3/ 332: 4970)، وأن عمر رضي الله عنه سأله عن هذه السورة فقال: هو أَجْلِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أعلمه له. فقال عمر: ما أعلم منها إلَّا ما تقول. وعليه فالموقوف على ابن عباس صحيح. وهو أن هذه السورة كانت إعلامًا بأجله -صلى الله عليه وسلم-. وقد روي ذلك مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أحمد في مسنده (1/ 217)، عن محمد بن فضيل، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نعيت إليَّ نفسي. كأني مقبوض في تلك السنة". وفيه محمد بن فضيل قال عنه في التقريب (2/ 200: 628)، صدوق عارف. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (30/ 234)، عن أبي كريب، وابن وكيع، عن ابن فضيل به بنحوه. وقد أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 328: 19903)، عن زكريا بن يحيى الساجي، عن أبي كامل الجحدري، عن أبي عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاطمة فقال: إنه قد نعيت إليَّ نفسي. قال الهيثمي في المجمع (9/ 23)، رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة، وفيه ضعف. اهـ. =
= وهلال بن خباب: صدوق تغير بآخره. انظر: التقريب (2/ 323: 129). وأخرجه أيضًا في الكبير (11/ 330: 11907)، وفي الأوسط. انظر: مجمع البحرين (2/ 377: 1221)، عن أحمد بن يحيى الحلواني، عن سعيد بن سليمان، عن عبّاد بن العوام، عن هلال به بنحوه. ومن طريق هلال أيضًا أخرجه في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (2/ 377: 1222)، وأخرجه البيهقي في الدلائل، باب ما جاء في نعي النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه (7/ 167). والنسائي في تفسيره (2/ 566: 732). وعلى هذا فكون هذه السورة كانت مؤذنة بأجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وردت في أثر موقوف على ابن عمر، وابن عباس صحيح. وبأثر مرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- حسن. وأما كونها نزلت في أيام التشريق والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب بمنى، فلم يثبت إلَّا من طريق موسى. وهو ضعيف.
73 - سورة تبت
73 - سورة تبت 3788 - [1] قال الحميدي (¬1): حدّثنا سُفْيَانُ، ثنا الْوَلِيدُ -هُوَ ابْنُ كَثِيرٍ- عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (¬2) أَقْبَلَتِ الْعَوْرَاءُ، أُمُّ جَمِيلٍ، بِنْتُ حَرْبٍ، وَلَهَا وَلْوَلَةٌ (¬3)، وَفِي يَدِهَا فِهْرٌ (¬4). وَهَى تَقُولُ: مُذَمَّمًا أَبَيْنَا -وَدِينَهُ قَلَيْنَا- وَأَمْرَهُ عَصَيْنَا (¬5). وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ. ثُمَّ قَرَأَ قُرْآنًا. وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، قد أقبلت، وأخاف (¬6) أن تراك. فقال -صلى الله عليه وسلم-: إنها لن تراني، وقرأ -صلى الله عليه وسلم- قرآنًا اعتصم به، كما قال عزَّ وجلّ: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} (¬7)، فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر رضي الله عنه، وَلَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي أُخْبِرْتُ أن ¬
صاحبك هجاني. فقال رضي الله عنه: لَا وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا هَجَاكِ، قَالَ: فَوَلَّتْ وَهِيَ تَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي ابْنَةُ سَيِّدِهَا. قَالَ: وَقَالَ الْوَلِيدُ فِي حَدِيثِهِ، أَوْ قَالَهُ غَيْرُهُ: فَعَثَرَتْ أُمُّ جَمِيلٍ وَهِيَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي مِرْطِهَا (¬8)، فَقَالَتْ: تَعِسَ مُذَمَّمٌ، فَقَالَتْ أُمُّ حَكِيمٍ (¬9) بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (¬10) (¬11) إِنِّي لحصان فما أكلم، ثقاف (¬12) (¬13) فَمَا أُعَلَّمُ وَكِلْتَانَا مِنْ بَنِي الْعَمِّ. ثُمَّ قريش بعد أعلم. [2] وقال أبو يعلى (¬14): حدّثنا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عن ابن تدرس، عن أسماء رضي الله عنها بطوله. ¬
3788 - [1] درجته: ضعيف لوجود عنعنة أبي الزبير عن أسماء. وهو مدلس من الثالثة. وقد ذكره البوصيري في الإِنحاف (2/ق 174 ب)، وقال: رواه الحميدي، وأبو يعلى، ومدار إسناديهما على إسحاق بن إبراهيم الهروي، ولم أقف على =
= ترجمته، وباقي رواته ثقات. اهـ. وفيه أمور أولها أن مدار الإِسناد ليس على إسحاق، بل رواه الحميدي، وإسحاق، عن ابن عيينة، وثانيها: ترجمته موجودة كما تقدم. وثالثها: قوله: باقي رواته ثقات لا يقتضي صحته.
3789 - [1] حدّثنا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (¬2) قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}، جَاءَتِ امْرَأَةُ أَبِي لَهَبٍ (¬3) إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَمَعَهُ أبو بكر رضي الله عنه، فلما رآها أبو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، إنها امرأة بذيئة، وأخاف أن تؤذيك، فلو قمت. قال (¬4) -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي، فَجَاءَتْ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بكر. إن صاحبك هجاني، قال رضي الله عنه: مَا يَقُولُ الشِّعْرَ، قَالَتْ: أَنْتَ عِنْدِي مُصَدَّقٌ. وانصرفت، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لم ترك. قال -صلى الله عليه وسلم-: ما زال ملك يسترني بجناحه". ¬
3789 - [1] درجته: ضعيف؛ لأن سماع عبد السلام من عطاء كان بعد اختلاطه.
3789 - [2] وقال البزّار (¬1): حدّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قالا: ثنا أبو أحمد، به. ¬
3789 - [2] درجته: ضعيف لأن سماع عبد السلام من عطاء كان بعد اختلاطه. وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ق 174 ب)، وقال: رواه البزّار، وأبو يعلى، واللفظ له. وعنه ابن حبّان في صحيحه. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 147)، رواه أبو يعلى والبزار، وقال البزّار: إنه حسن الإِسناد. قلت: ولكن فيه عطاء بن السائب، وقد اختلط. اهـ.
تخريجه: الأثر مروى عن أسماء، عن ابن عباس كما تقدم. أولًا: المروى عن أسماء له طريقان: (أ) طريق الحميدي المتقدمة. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (4/ 494). والحاكم في المستدرك، تفسير سورة الإِسراء (2/ 361)، وقال صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي: لكن فيه ما تقدم من الضعف. والبيهقي في الدلائل، باب قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} (2/ 195). ثلاثتهم من طريق الحميدي عن سفيان به بنحوه. وفيه ما تقدم من عنعنة أبي الزبير. (ب) طريق علي بن مسهر، عن سعيد بن كثير، عن أبيه، عن أسماء بنحوه. أخرجه البيهقي في "الدلائل" باب قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} (2/ 196). =
= عن أبي الحسن علي بن أحمد بن عبدان، عن أحمد بن عبيد الصفار، عن أبي حصين محمد بن الحسين، عن منجاب بن الحارث. وعن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي الوليد الفقيه، عن إبراهيم بن إسحاق الغسيلي، عن أبي إبراهيم الترجماني. كلاهما عن علي به بنحوه. وفيه سعيد بن كثير: مقبول. انظر: التقريب (1/ 304: 245)، وأبوه مقبول كذلك. انظر: التقريب (2/ 134: 33). فالطريقان عن أسماء ضعيفتان، ولكن ضعفهما منجبر. ثانيًا: المروى عن ابن عباس: روي عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، واختلف على عطاء في إسناده على وجهين. (أ) روى موقوفًا على ابن عباس رضي الله عنهما. أخرجه ابن حبّان في صحيحه. انظر: الإِحسان: باب المعجزات، ذكر ما ستر الله جل وعلا صفيه -صلى الله عليه وسلم- عن عين من قصده من المشركين بأذى (8/ 152: 6477)، عن أبي يعلى بالإِسناد المتقدم. وأخرجه أبو نعيم في الدلائل ذكر ما خصه الله به من العصمة وسماه من التدين بدين الجاهلية (1/ 194: 141)، من طريق محمد بن منصور الطوسي به بنحوه. وتقدم أنه ضعيف من أجل اختلاط عطاء. وعبد السلام ممن أخذ عنه بعد الاختلاط. (ب) روي عن عطاء عن سعيد. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الفضائل، باب ما أعطى الله تعالى محمدًا -صلى الله عليه وسلم- (11/ 498: 11817)، عن ابن فضيل، عن عطاء به بنحوه. وأبو نعيم في الدلائل، ذكر ما خصه الله به من العصمة (1/ 193: 140)، من طريق ابن فضيل به بنحوه. =
= وابن فضيل: صدوق كما في التقريب (2/ 200: 628)، وهو ممن أخذ عن عطاء بعد اختلاطه. فالطريقان ضعيفان. والحمل والله أعلم على عطاء الذي اختلط بآخره. ويمكن أن يرتقي الأثر المروي عن أسماء، وابن عباس بمجموع طرقه إلى الحسن، فضعف كل منهما منجبر.
74 - سورة الإخلاص
74 - سورة الإِخلاص (¬1) 3790 - قال الطيالسي (¬2): حدّثنا محمد ابن أبي حميد، عن عمير مولى بني عندي، أَنَّهُ سَمِعَ (¬3) أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ؟ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَمَنْ يُطِيقُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ؟ قال: يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ. ¬
3795 - درجته: مرفوع ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد. وفيه عمير لم أجد له ترجمة. وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ق 174 ت)، وقال: رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، وهو ضعيف. اهـ.
تخريجه: لم أجده بهذا اللفظ إلَّا عند الطيالسي. والمعروف هو ما رواه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب فضل =
= قل هو الله أحد (3/ 344: 5015)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "الله الواحد الصمد ثلث القرآن".
3791 - [1] وقال (¬1) أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ أُبي بْنِ كَعْبٍ، أَوْ رَجُلٍ مِنَ الأنصار رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ فكأنما قرأ ثلث القرآن". ¬
3791 - [1] درجته: مرفوع ضعيف لضعف عبد الله بن عامر الأسلمي.
3791 - [2] حَدَّثَنَا (¬1) يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصفَّار، عَنْ هَارُونَ بن كثير، عن زيد بن (¬2) أسلم، عن أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أُبي بْنِ كعب رضي الله عنهما (¬3)، يرفعه قَالَ: "مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، وَكُتِبَ لَهُ حَسَنَاتٌ بعدد من آمن ومن أشرك. ¬
3791 - [2] درجته: شديد الضعف لحال يوسف بن عطية. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ق 174 ب)، رواه أحمد بن منيع بأسانيد كلها ضعيفة. والنسائي في اليوم والليلة، وفي سنده محمد بن أبي ليلى، وهو ضعيف. اهـ.
تخريجه: الحديث مروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، واختلف عليه في إسناده على وجهين: 1 - عنه، عن أبي مرفوعًا. أخرجه أحمد (5/ 141)، عن هشيم، عن حصين، عن هلال بن يساف. عنه به ولفظه: "من قرأ بقل هو الله أحد فكأنما قرأ بثلث القرآن". رجاله كلهم ثقات. وقد صرح هشيم بالإِخبار في طريق أبي عبيد التالية. حيث أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، فضل قل هو الله أحد (ص 143: 46)، عن هشيم به بنحو اللفظ المتقدم. والنسائي في اليوم والليلة، باب ما يستحب للإِنسان أن يقرأ كل ليلة (ص 425: 686)، عن هلال بن العلاء بن هلال، عن أبيه، عن هشيم به بنحو اللفظ المتقدم. =
= 2 - عنه، عن أبي موقوفًا. أخرجه أبو عبيد في المكان المتقدم: (ص 144)، عن يزيد، عن زكريا، عن الشعبي، عنه به بنحو اللفظ السابق. ورجاله كلهم ثقات. وهذا الشطر أصله في الصحيحين، أخرجه البخاري في صحيحه: فضائل القرآن، فضل قل هو الله أحد (3/ 343: 5013) و (5014) و (5015). وفي الأيمان والنذور (4/ 217: 6643)، وفي التوحيد (4/ 378: 7374)، من حديث أبي سعيد الخدري بنحو اللفظ المتقدم. ومسلم في صحيحه: صلاة المسافرين، فضل قراءة قل هو الله أحد (2/ 461: 253 - 254)، عن أبي الدرداء. و (ح 255 - 256)، من حديث أبي هريرة. كما أخرجه الترمذي في السنن، أبواب فضائل القرآن، ما جاء في سورة الإِخلاص (4/ 240: 3060)، عن أبي أيوب. و (ح 4063 و 3064)، عن أبي هريرة. فهذا الشطر صحيح. وأما قوله: "وَكُتِبَ لَهُ حَسَنَاتٌ بِعَدَدِ مَنْ آمَنَ وَمَنْ أشرك فلم أقف عليه إلَّا من طريق أحمد بن منيع المتقدمة، وسنده فيه رجل متروك.
3792 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْعَلَاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الليثي (¬1) رضي الله عنه، وَصَلَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِتَبُوكَ (¬2) (¬3). ¬
3792 - درجته: موضوع لحال العلاء أبي محمد الثقفي. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ق 174 ب)، رواه أحمد بن منيع، وأبو يعلى والبيهقي في الكبرى، وابن الجوزي في كتاب صفوة الصفوة. قال: ومدار أسانيدهم على العلاء أبي محمد الثقفي، ولم أقف على ترجمته. اهـ. وتقدم أنه كذاب. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 378)، باب ما جاء في معاوية بن معاوية: رواه أبو يعلى، وفيه العلاء بن زيدل أبو محمد الثقفي، وهو متروك. اهـ. وهو تساهل. =
= وذكره العقيلي في ترجمة العلاء (3/ 342)، وقال: والرواية في هذا فيها لين. وقال ابن حبّان في ترجمته في المجروحين (2/ 181): حديث منكر، لم يتابع عليه، ولست أحفظ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أحدًا يقال له معاوية م معاوية الليثي، وقد سرق هذا الحديث شيخ من أهل الشام فرواه عن بقية، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة بطوله. اهـ. وقال ابن كثير في البداية والنهاية (5/ 14)، بعد أن نقله عن البيهقي: وهذا الحديث فيه غرابة شديدة ونكارة، والناس يسندون أمرها إلى العلاء بن زيد هذا، وقد تكلموا فيه. اهـ. وقال ابن الجوزي في العلل (1/ 298): هذا حديث لا يصح. اهـ. ونقل كلام العقيلي.
تخريجه: الأثر مروي عن أنس، وعن أبي أمامة رضي الله عنهما: أولًا: روي الأثر عن أنس من ثلاث طرق: 1 - طريق العلاء أبي محمد الثقفي، عن أنس. أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 210: 4251). وابن الضريس في فضائل القرآن (ص 191: 274). والبيهقي في السنن الكبرى، كتاب الجنائز، الصلاة على الميت الغائب بالنية (3/ 50). وفي الشعب، باب تعليم القرآن، تخصيص سورة الإِخلاص (2/ 509: 2554)، وفي الدلائل (5/ 245)، باب ما روي في صلاته بتبوك على معاوية بن معاوية والعقيلي في الضعفاء ترجمة العلاء (3/ 342). وابن عبد البر في الاستيعاب. ترجمة معاوية (3/ 393). وابن الجوزي في العلل (1/ 298)، حديث في فضل معاوية (ح 479). وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 186 ب)، كلهم من طريق العلاء =
= أبي محمد الثقفي. وذكر الحافظ في الإِصابة (3/ 436)، أن ابن سنجر في مسنده وابن الأعرابي، أخرجاه من طريق العلاء. 2 - طريق عثمان بن الهيثم. واختلف عليه في إسناده على وجهين: (أ) روي عنه، عن محبوب بن هلال، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسٍ. أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (ص 189: 272)، عن الأشعث بن شبيب، عنه به بنحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 428: 10040) عن إبراهيم بن صالح الشيرازي، عنه به بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (3/ 41): فيه محبوب بن هلال. قال الذهبي: لا يعرف، وحديثه منكر. اهـ. وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ق 186 ب). من طريق عثمان به بنحوه. وأخرجه البيهقي في الدلائل، الموضع السابق عن علي بن أحمد بن عبدان، عن أحمد بن عبيد الصفار، عن هشام بن علي، عنه به بنحوه. وفيه هشام بن علي، لم أجد له ترجمة، وعثمان بن الهيثم، تغير بآخره. انظر: التقريب (2/ 15: 119) ومحبوب بن هلال قال عنه في لسان الميزان (5/ 23): لا يعرف، وحديثه منكر. ومقدار ما يرويه غير محفوظ. كما أخرجه في السنن الموضع السابق، من طريق إسماعيل بن أبي إسحاق عنه به بنحوه. وفيه أيضًا: إسماعيل قال عنه في اللسان (1/ 439): قال الأزدي: ضعيف، منكر الحديث. وأخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 392)، من طريق محبوب. فهذه الطرق ضعيفة. =
= (ب) عنه، عن محمود بن عبد الله، عن عطاء، عن أنس. أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 210: 4252)، عن محمد بن إبراهيم الشامي، عنه به بنحوه. ولم أستطع معرفة محمود بن عبد الله هذا. ولعله تصحيف سمع عن محبوب بن هلال. ومحمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي. قال عنه في التقريب (2/ 141: 12): منكر الحديث. قال الهيثمي في المجمع (3/ 41)، في إسناد أبي يعلى محمد بن إبراهيم بن العلاء، وهو ضعيف جدًا. اهـ. وقد ذكر الحافظ في الإِصابة (3/ 436)، أن ابن منده، وسمويه في فوائده أخرجاه من طريق عطاء. 3 - طريق يحيى بن أبي محمد عن أنس. ذكرها الحافظ في الإِصابة (3/ 437)، وعزاها لابن مسنده في الدلائل. ويحيى لم أستطع معرفته. فطرق أنس الثلاث لم يثبت منها شيء لكن ضعف الثانية منجبر. ثانيًا: طريق أبي أمامة: روى من طريق نوح بن عمرو بن موسى، عن بقية بن الوليد، عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة. أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 136: 7537). وفي مسند الشاميين (2/ 12: 831)، عن علي بن سعيد الرازي. وعلي بن سعيد: صدوق. انظر: اللسان (4/ 265). كما أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (ص 59: 180)، قراءة قل هو الله أحد في الطريق. عن عبد الملك بن محمود بن سميح. وعبد الملك لم أجد له ترجمة. وأخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 394)، ترجمة معاوية، عن أحمد بن =
= فتح، وخلف بن قاسم، عن محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري، عن أحمد بن عمر بن يوسف. وأحمد بن عمر وتلميذه لم أجد لهما ترجمة. كما أخرجه الذهبي في الميزان (4/ 278)، عن محمد بن عبد السلام الحلبي، عن أحمد بن الدمشقي، عن زينب الشعرية، عن زاهر بن طاهر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي أحمد الحاكم، عن ابن جوصا. وقال: هذا حديث منكر. اهـ. وزاهر بن طاهر: طعن في دينه، فكان يتساهل بالصلاة كما في السير (20/ 9). ومحمد بن عبد السلام، وأحمد بن الدمشقي، لم أجد لهما ترجمة. أربعتهم رووه عن نوح به بنحو حديث أنس. فمدار الحديث على نوح عن بقية. وبقية مدلس من الرابعة، وقد عنعن، فالحديث ضعيف بهذا مع ما مر في كل طريق. وقد ذكر الهيثمي في المجمع (3/ 41)، كلام ابن حبّان الذي تقدم وهو في المجروحين ومفاده أن شيخًا سرق هذا الحديث من العلاء أبي محمد الثقفي. قال الهيثمي بعد أن جعله نوحًا: ليس هذا بضعيف في الحديث، وفيه بقية وهو مدلس، وليس فيه علة غير هذا. اهـ. لكن تقدم أن في كل طريق كلام، ومدارها على عنعنة بقية فيبقى الحديث ضعيفًا ولذا قال ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 395): أسانيد هذه الأحاديث ليست بالقوية ولو أنها في الأحكام لم يكن في شيء منها حجة. اهـ. لكن إذا نظرنا إلى ضعف هذه الطرق وجدنا ضعف أكثرها منجبرًا. فإذا ما انضمت إلى طريق محبوب بن هلال ترقى المتن إلى درجة الحسن بهذا الشاهد. ولذا قال الحافظ في اللسان، ترجمة محبوب (5/ 23): وحديثه علم من أعلام =
= النبوّة، وله طرق يقوي بعضها ببعض. اهـ. على أنه قد روى مرسلًا. عن سعيد بن المسيب، والحسن البصري. أما طريق سعيد فأخرجها ابن الضريس في فضائل القرآن (ص 189: 273). من طريق علي بن زيد بن جدعان. وعلي: ضعيف كما في التقريب (2/ 37: 342). وأما طريق الحسن فأخرجها الطبراني في الكبير (19/ 429: 10041)، عن أحمد بن زهير التستري، عن أحمد بن منصور الرمادي، عن يونس بن محمد المعلم، عن صدقة بن أبي سهل، عن يونس، عن الحسن فذكره بمثله. ورجاله ثقات إلَّا صدقة لم أجد له ترجمة. قال الهيثمي في المجمع (3/ 41): رواه الطبراني في الكبير، وفيه صدقة بن أبي سهل لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. اهـ. وأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 509: 3553)، من طريق صدقة. وعزاه الحافظ في الإِصابة (3/ 437)، إلى البغوي، وابن منده من طريقه. وهو مرسل كما ترى. وعمومًا فضعفه منجبر مما يؤثر في درجة الأثر. ولذا قال البيهقي في الشعب (2/ 509): هذا مرسل، وقد رويناه في كتاب دلائل النبوة، وفي الجنائز من السنن من وجهين آخرين موصولين، هذا المرسل شاهد لهما. اهـ. فالخلاصة أن الأثر في درجة الحسن.
75 - سورة المعوذتين
75 - سورة المعوذتين 3793 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، ثنا هَارُونُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ (¬1) أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبي بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ قَرَأَ الْمُعَوِّذَاتِ فكأنما قرأ جميع ما أنزل الله تعالى عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ". ¬
3793 - درجته: شديد الضعف لحال يوسف بن عطية وفيه هارون مجهول. ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 175 أ)، وقال: رواه أحمد منيع بسند ضعيف لجهالة هارون بن كثير، وضعف يوسف بن عطية. اهـ. وهو تساهل.
تخريجه: لم أجده عند غير أحمد بن منيع. لكن ذكره الزمخشري في الكشاف (4/ 822) بلفظ: "من قرأ المعوذتين فكأنما قرأ الكتب التي أنزلها الله تعالى عليه: "قال الحافظ في تخريجه له: أخرجه الثعلبي، وابن مردويه والواحدي بأسانيدهم إلى أُبي بن كعب، وقد مضى غير مرة أنها واهية، وأن الحديث المرفوع في ذلك موضوع. اهـ.
3794 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا مُغَلِّسٌ الْخُرَاسَانِيُّ، عن أيوب بن يزيد عن أبيم رَزِينٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ فِي الصُّبْحِ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، وَقَالَ (¬2) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "الفلق: جهنم" (¬3). ¬
3794 - درجته: ضعيف لجهالة محمد بن عثمان، وأيوب بن يزيد، وفيه مغلس الخراساني لم أجد له ترجمة. وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 175 أ). وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده لغير أبي يعلى، لكن عزاه السيوطي في الدر (6/ 418)، إلى ابن مردويه. =
= ولشطره الأول شاهد عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هو أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ فِي سَفَرٍ فصلى الفجر بهاتين السورتين. روي عن معاوية بن صالح، وقد اختلف عليه في إسناده على ثلاثة أوجه: 1 - عنه عن العلاء بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن مولى معاوية عن عقبة. أخرجه أحمد في مسنده (4/ 149)، عن زيد بن الحباب، ومن طريقه هو وابن مهدي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 268: 535)، وأبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب الوتر (2/ 152: 1462)، عن أحمد بن عمرو بن السرح، عن ابن وهب، والنسائي في سننه، كتاب الاستعاذة (8/ 252)، عن أحمد بن عمرو به. زيد، وابن وهب كلاهما عنه به بنحوه. وقد توبع العلاء على هذا الوجه كما أخرج ذلك الإِمام أحمد في مسنده (4/ 144)، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن القاسم به بنحوه. ومن طريق الوليد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 266: 534)، به بنحوه. والنسائي في سننه الموضع المتقدم. وابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد: ثقة كما في التقريب (1/ 502: 1153). وإذا ما انضمت هذه الطريق إلى سابقتها فهذا الوجه في درجة الصحيح لغيره. 2 - عنه عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن عقبة. أخرجه النسائي في سننه، الموضع السابق، عن موسى بن حزام الترمذي، عن أبي أسامة، عن سفيان عنه به بنحوه. ورجاله ثقات إلَّا معاوية فهو صدوق له أوهام. انظر: التقريب (2/ 259: 1232)، وقد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 266: 536)، والحاكم في المستدرك فضائل القرآن (1/ 567)، كلاهما من طريق سفيان به بنحوه. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وسكت الذهبي. 3 - عنه عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن عقبة. =
= أخرجه النسائي في سننه، الموضع المتقدم، عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن عنه به بنحوه. والحمل في هذه الاختلاف على معاوية. لأنه صدوق. له أوهام، وأما الرواة عنه فهم ثقات، لكن يترجح الوجه الأول للمتابعة المتقدمة. كما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الصلوات، باب من كان يخفف القراءة في السفر (1/ 366)، عن وكيع، عن هشام بن الغاز، عن سليمان بن موسى، عن عقبة بنحوه. لكن فيه سليمان بن موسى، الأُمَوِيُّ قال عنه في التقريب: صدوق. فقيه، في حديثه بعض لين، وخلط قبل موته بقليل (1/ 331: 501). لكن هذا الضعف منجبر، فيرتقي هذا الشطر إلى مرتبة الحسن. وأما شطره الثاني وهو معنى الفلق. فله شواهد. الأول: مروى عن عقبة، عزاه في الدر (6/ 418)، إلى ابن مردويه. والثاني: عن عبد الله بن عمرو، أخرجه الديلمي في الفردوس (3/ 159: 4429)، من طريق محمد بن يحيى بن سلام، عن أبيه، عن عبد الله بن محمد بن إسحاق، عن عبد الله، عن ابن محيريز، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا بلفظ: الفلق سجن في جهنم" ويحيى بن سلام ضعيف كما في لسان الميزان (6/ 319). والثالث: عن أبي هريرة. أخرجه ابن جرير في تفسيره (30/ 349)، عن إسحاق بن وهب الواسطي، عن مسعود بن موسى بن سكان، عن نصر بن خزيمة الخراساني، عن شعيب بن صفوان، عن محمد بن كعب، عنه مرفوعًا. بلفظ: "جب في جهنم مغطى". وشعيب بن صفوان: مقبول. انظر: التقريب (1/ 352: 81)، ومسعود بن موسى: لا يعرف اللسان (6/ 32)، ونصر لم أجد من عدله أو جرحه. وقد ذكره ابن أبي حاتم ذكرًا. انظر: الجرح والتعديل (8/ 473)، فهو في حيز الانجبار.
3795 - حَدَّثَنَا (¬1) الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن علقمة قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنَ الْمُصْحَفِ، وَيَقُولُ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُتَعَوَّذَ بهما. ولم يكن عبد الله رضي الله عنه يقرؤهما (¬2). ¬
3795 - درجته: حسن لحال الأزرق، وحسان، فإنهما صدوقان. وقد ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 152)، وقال: رواه البزّار والطبراني ورجالهما ثقات. اهـ. وفيه تساهل.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 269: 9152)، من طريق الأزرق به بنحوه. وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 86: 2301)، التفسير من طريق حسان به بنحوه. وقال: وهذا لم يتابع عبد الله عليه أحد من الصحابة، وقد صح عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قرأ بهما في الصلاة، وأثبتتا في المصحف. اهـ. كما أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 129)، عن محمد بن الحسين بن إشكاب، عن محمد بن أبي عبيدة بن معن، عن أبيه، عن الأعمش، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد عن عبد الله بنحوه. ورجاله ثقات كلهم. ما عدا محمد بن الحسين بن إشكاب فصدوق كما في =
= التقريب (2/ 155 - 145)، لكن تابعه أخوه علي كما عند الطبراني في الكبير (9/ 268: 9150)، عن الحسين بن إسحاق التستري عن علي بن الحسين بن إشكاب عن محمد به بنحوه. وعلي قال عنه في التقريب (2/ 34: 319)، صدوق. وشيخ الطبراني ثقة. انظر: التقريب (14/ 57). فهذه الطريق في درجة الصحيح إن شاء الله بمجموع الطريقين. كما أخرجه الطبراني (9/ 268: 9148)، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، عن سفيان، عن أبي إسحاق به بنحوه. ورجاله كلهم ثقات. فهاتان الطريقين الصحيحتين ترقيان أثر الباب إلى الصحيح. وهو أيضًا برقم (9149)، عن عثمان بن عمر الضبي، عن أبي عمر حفص بن عمر الحوضي، عن شعبة، عن أبي إسحاق به بنحوه. وعن محمد بن محمد التمار، عن محمد بن كثير، عن أبي إسحاق به بنحوه. وبرقم (9151)، عن سعيد بن عبد الرحمن التستري، عن محمد بن موسى الحرشي، عن عبد الحميد بن الحسين، عن ابن عباس، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود بنحوه. والخلاصة أنه يترقى إلى الصحيح بمتابعاته. وأصل الحديث في الصحيح. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، سورة الناس (3/ 335: 4977)، عن زر قال: سألت أُبي بن كعب، قلت: أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا. فقال أبي: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال لي: قيل لي، فقلت؟ قال فنحن نقول كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وهو في المسند (5/ 130)، بلفظ: قلت لأبي إن أخاك يحكهما من المصحف فلم ينكر، فهذا يعني أن للحديث أصلًا صحيحًا.
40 - كتاب المناقب
40 - كِتَابُ الْمَنَاقِبِ 1 - بَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ 3796 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَصَلْتُ الْحَدِيثَ عَنْ عُرْوَةَ- قَالَ: أَوَّلُ رِدَّةٍ فِي الْعَرَبِ رِدَّةُ مُسَيْلِمَةَ بْنِ حَبِيبٍ الْكَذَّابِ، صَاحِبِ الْيَمَامَةِ، وَالْأَسْوَدِ بْنِ كَعْبٍ الْعَنْسِيِّ (¬1) بِالْيَمَنِ، فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إني رأيت في ذراعي سوارين من ذهب، فنفخت فيهما فطارا. فأولتها كذاب اليمامة، وكذاب صنعاء". * فيه انقطاع. ¬
3796 - درجته: ضعيف لأنه مرسل. لأن عروة من التابعين. فهو كما قال الحافظ. وقال البوصيري: رواه إسحاق بسند فيه انقطاع. اهـ. =
= تخريجه: لم أجده لعروة. لكنه في الصحيح من حديث أبي هريرة، وابن عباس. إذ أخرجه البخاري عن أبي هريرة في: المناقب، باب علامات النبوة في الإِسلام (2/ 534: 3621). وفي المغازي، باب وفد بني حنيفة (3/ 168: 4374). وفي التعبير، باب النفخ في المنام (4/ 308: 8037). وأخرجه ابن ماجه في: أبواب تعبير الرؤيا، باب تعبير الرؤيا (2/ 361: 3969). وأخرجه البخاري عن ابن عباس في: المغازي، باب قصة الأسود العنسي (3/ 169: 4379)، وفي التعبير، باب إذا طار الشيء في المنام (4/ 307:7034). فهذا يرقى أثر الباب إلى الصحيح لغيره.
3797 - أخبرنا (¬1) عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ (¬2) هُوَ ابْنُ عَبَّاسِ (¬3) بْنِ سَهْلِ بن سعد، حدثني أبي، عن جدي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ الْمَسْجِدَ يُصَلِّي إِلَى خَشَبَةٍ، فَلَمَّا بَنَى الْمَسْجِدَ، بُنِيَ لَهُ مِحْرَابٌ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ، فحنَّت تِلْكَ الْخَشَبَةُ حَنِينَ الْبَعِيرِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يده عليها فسكنت. ¬
3797 - درجته: ضعيف لحال عبد المهيمن فهو ضعيف. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 37 أ). وقوله: قبل أن يبنى المسجد. فيه نكارة. وقوله: بني له محراب كذلك.
تخريجه: أخرجه من هذه الطريق ابن سعد في الطبقات (1/ 251): ذكر منبره -صلى الله عليه وسلم-. عن يحيى بن محمد الجاري، عن عبد المهيمن به ولفظه "قطع للنبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاث درجات من طرفاء الغابة، وإن سهلا حمل خشبة منهن حتى وضعها في موضع المنبر". وحديث حنين الجذع في صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله بنحوه. فقد أخرجه الإِمام البخاري: في كتاب الجمعة، باب الخطبة على المنبر (1/ 291: 918)، وفي البيوع، باب النجار (2/ 87: 2095). وفي المناقب: باب علامات النبوة (2/ 525: 3584 و 3585). وليس فيه لفظة. قبل أن يبنى المسجد. ولا قوله: بني المحراب. وأخرجه الترمذي في سننه: الجمعة، باب ما جاء في الخطبة على المنبر (2/ 8: 503). عن ابن عمر وقال: وفي الباب عن أنس، وجابر، وسهل، وأبي بن كعب، وابن عباس، وأم سلمة. وفي المناقب (5/ 254: 3706)، عن أنس. =
= وأخرجه النسائي في سننه الجمعة، باب مقام الإِمام في الخطبة (3/ 102)، عن جابر. وابن ماجه في سننه: الإِقامة، باب ما جاء في بدء شأن المنبر (1/ 258: 1412)، عن أبي، و (خ 1413)، عن أنس، و (خ 1415)، عن جابر. فحديث سهل ليس في الكتب الستة. وإنما هو من حديث غيره. وقد ذكر الإِمام ابن كثير في البداية والنهاية (6/ 125)، طرق هذا الحديث ومن خرج كل طريق فذكر طريقه عن أبي، وأنس، وجابر، وسهل بن سعد، وابن عباس، وابن عمر وأبي سعيد، وعائشة، وأم سلمة. قال القاضي عياض رحمه الله في الشفاء (1/ 427)، فصل في قصة حنين الجذع: وهو في نفسه مشهور منتشر، والخبر به متواتر، فقد خرجه أهل الصحيح، ورواه من الصحابة بضعة عشر، منهم أُبي بن كعب، وجابر، وأنس، وعبد الله بن عمر، وابن عباس، وسهل بن سعد، وأبو سعيد، وبريدة، وأم سلمة، والمطلب بن أبي وداعة، كلهم يحدث بمعنى هذا الحديث. اهـ. وذكر من رواه من التابعين عن الصحابة، ثم قال: فهذا حديث كما تراه خرجه أهل الصحة، ورواه من الصحابة من ذكرنا، وغيرهم من التابعين ضعفهم، إلى من لم نذكره، وبمن دون هذا العدد يقع العلم لمن اعتنى بهذا الباب. والله المثبت على الصواب. اهـ.
3798 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ (¬1) بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا ميسرة، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو (¬2)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عباس رضي الله عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خُطْبَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ. . . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ .. وَفِيهِ: فَقَالَ: يَا (¬3) أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ كَائِنٌ (¬4) فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا. أَوَّلُهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ وصاحب صنعاء. ¬
3798 - درجته: موضوع لحال ميسرة. لأنه كذاب.
تخريجه: لم أقف عليه عند غير الحارث، كما تقدم ذلك في الحديث رقم (3783)، فهو جزء من ذلك الحديث الموضوع. وأصله في الصحيح من حديث أبي هريرة، أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الفتن (4/ 324: 7121)، وفي المناقب، باب علامات النبوة (2/ 530: 3609) ولفظه: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله .. " الحديث. دون ذكر مسيلمة والأسود. وهو عند مسلم كذلك في الفتن (5/ 769: 79 - نووي). والترمذي في الفتن، باب ما جاء لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون (3/ 338: 2315 و 2316)، وابن ماجه في الفتن، باب ما يكون من الفتن (2/ 368: 4000). وليس عندهم ذكر مسيلمة والأسود.
3799 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬1) قَالَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أُعْطِيتُ فَوَاتِحَ (¬2) الْكَلَامِ (¬3)، وَجَوَامِعَهُ وَخَوَاتِمَهُ"، قَالَ: فَقُلْنَا (¬4): عَلِّمْنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ تَعَالَى، فَعَلَّمَنَا -صلى الله عليه وسلم- التشهُّد. ¬
3799 - درجته: ضعيف من أصل عنعنة هشيم وهو مدلس من الثالثة. وضعف عبد الرحمن. وقد ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 266)، علامات النبوة، باب فيما أوتي من العلم. وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، وهو ضعيف. اهـ. وهو إغفال لحال هشيم.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المسند كما مر، وهو في المصنف (1/ 294)، كتاب الصلوات، من كان يعلم التشهّد ويأمر به، بالإِسناد نفسه. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 384: 7202)، عن إسحاق بن إبراهيم =
= الهروي، عن هشيم به بنحوه. وعزاه في كنز العمال برقم (31929)، إلى الطبراني. والحديث في الصحيح لكن ليس فيه: فقلنا: علمنا .. إلخ. أخرجه البخاري في: الجهاد، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: نصرت بالرعب (2/ 353: 2977). وفي التعبير، باب رؤيا الليل (4/ 299: 6998)، وباب المفاتيح في اليد (4/ 302: 7013). وفي الاعتصام، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: بعثت بجوامع الكلم (4/ 358: 7273)، ومسلم في: المساجد (2/ 156: 5، 6، 7، 8 - نووي). والترمذي: في السير، باب ما جاء في الغنيمة (3/ 55: 1594). وقال: حسن صحيح. والنسائي: في الجهاد، باب وجوب الجهاد (6/ 3). كلهم عن أبي هريرة، وألفاظهم متقاربة. وعليه تبقى هذه الزيادة ضعيفة.
3800 - [1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عبد الملك بن الصفيراء (¬1)، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: خرجت مع رسول الله فِي سَفَرٍ، فَكَانَ لَا يَأْتِي الْبَرَازَ حَتَّى يَغِيبَ فَلَا يُرَى. فَنَزَلْنَا بِأَرْضٍ فَلَاةٍ. لَيْسَ فيها شجر ولا علم، فقال -صلى الله عليه وسلم- يا جابر: انطلق، اجعل فِي الإِداوة (¬2) مَاءً، ثُمَّ انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى لا نرى. قال رضي الله عنه: فإذا هو -صلى الله عليه وسلم- بِشَجَرَتَيْنِ بَيْنَهُمَا أَذْرُعٌ. فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ، انْطَلِقْ إِلَى هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ فَقُلْ لَهُمَا: يَأْمُرُكُمَا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تجتمعا، حتى أجلس خلفكما، فجاءتا، فجلس -صلى الله عليه وسلم- خَلْفَهُمَا، ثُمَّ رَجَعَتَا إِلَى مَكَانِهِمَا. قَالَ: وَكُنَّا مع رسول الله بفلاة (¬3)، كأنما على رؤوسنا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَعَرَضَتْ (¬4) لَنَا امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيُّ لها، فقالت: يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، هَذَا الصبي يأخذه الشيطان كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ: فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ أَخَذَ الصَّبِيَّ، فَحَمَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُقَدَّمِ الرَّحْلِ، ثُمَّ قال -صلى الله عليه وسلم-: اخس عدو الله، أنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم دفع -صلى الله عليه وسلم- الصبي لها. فلما قضينا مسيرنا مررنا بِذَلِكَ الْمَكَانِ عَرَضَتْ لَنَا (¬5) الْمَرْأَةُ وَصَبِيُّهَا، وَمَعَهَا كبشان، فقالت: يا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَقْبَلَ مِنِّي هَذَيْنِ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَادَ إِلَيْهِ بَعْدُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: خُذُوا أَحَدَهُمَا وَرُدُّوا الْآخَرَ. قَالَ: ثُمَّ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ¬
وَسِرْنَا (¬6)، وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيننا كأن (¬7) على رؤوسنا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا. فَإِذَا جَمَلٌ نَادٌّ (¬8) فَجَاءَ حَتَّى خَرَّ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ (¬9) سَاجِدًا، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ لِلنَّاسِ: مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْجَمَلِ (¬10)، قَالَ فِتْيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ رضي الله عنهم هو لنا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: فما شأنه؟ قالوا: (¬11): سنينا (¬12) (¬13) عَلَيْهِ عِشْرِينَ سَنَةً، فَكَانَ بِهِ شُحَيْمَةٌ فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ وَنَقْسِمَهُ بَيْنَ غِلْمَانَنَا. قَالَ رَسُولُ (¬14) اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَتَبِيعُونِيهِ؟ قَالُوا: بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "أما لَا، فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: نَحْنُ أَوْلَى بِالسُّجُودِ لَكَ من البهائم، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدَ بَشَرٌ لِأَحَدٍ، كَانَ النِّسَاءُ لِأَزْوَاجِهِنَّ". وَرَوَاهُ (¬15) الدَّارِمِي فِي مُسْنَدِهِ (¬16) عن عبيد الله بطوله. ¬
وإسماعيل سيء الْحِفْظِ. وَقَدْ ذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ (¬17) أَنَّهُ تَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بِطُولِهِ. وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَةَ (¬18) مِنْهُ فِي الطَّهَارَةِ: "كَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَرَادَ الْبَرَازَ انْطَلَقَ حَتَّى لَا يراه أحد" حسب. ¬
3800 - درجته: الحديث ضعيف لأمرين: 1 - إسماعيل ضعيف. 2 - أبو الزبير مدلس من الثالثة، وقد عنعن. وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف (31/ ق 37 أ)، وعزاه لابن أبي شيبة، وعبد، والدارمي، وقال: بلفظ واحد. وفيه إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصغير، وهو سيء الْحِفْظِ، وَقَدْ ذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَنَّهُ تَفَرَّدَ بِهَذَا الحديث بطوله. ومن هذا الوجه رواه البيهقي مطولًا جدًا، ورواه أبو داود، وابن ماجه مختصرًا. اهـ. وقول الإِمام ابن كثير في البداية والنهاية (6/ 141)، وهذا إسناد جيد. رجاله ثقات. اهـ. غير مسلم.
تخريجه: أخرجه الدارمي في السنن (1/ 10)، باب ما أكرم الله به نبيه -صلى الله عليه وسلم- من إيمان الشجر والبهائم والجن. وعبد بن حميد في المنتخب (ص 330: 1053)، وابن أبي شيبة في المصنف، الفضائل (11/ 490: 11803)، كلاهما من طريق إسماعيل به بنحوه مطولًا. كما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 107)، كتاب الطهارة، باب من كره أن ترى عورته. =
= وابن ماجه في سننه: الطهارة، التباعد للبراز في الفضاء (1/ 67: 341)، عن ابن أبي شيبة. وأبو داود في سننه الطهارة، باب التخلي عند قضاء الحاجة (1/ 14: 2)، والبغوي في شرح السنة (1/ 374)، الطهارة، باب الاستتار عند قضاء الحاجة (185)، من طريق أبي داود. والحاكم في المستدرك، الطهارة (1/ 140). كلهم من طريق إسماعيل به وذكروا قصة التباعد للبراز فقط. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 93)، باب التخلي عند الحاجة، من طريق إسماعيل به. وذكر التباعد وقصة الشجرتين. وأبو نعيم في الدلائل (2/ 381: 281)، من طريق إسماعيل به وذكر قصة الجمل فقط. وفيه ما مر من ضعف إسماعيل، وعنعنة أبي الزبير. وعليه فحديث جابر ضعيف، وله شواهد التالي: 1 - ما يشهد لمتنه كله. روي ذلك عن ابن مسعود، وأسامة بن زيد، ويعلي بن مرة، وغيلان بن سلمة. فالمروي عن ابن مسعود أخرجه البزّار في مسنده. انظر: كشف الأستار (3/ 134)، كتاب علامات النبوة، باب انقياد الشجر له، عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة، عن أبيه قال: حدثني أبي، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة، عن ابن مسعود بنحوه. لكن ذكر فيه التباعد لقضاء الحاجة، وقصة الجمل، وقصة نبع الماء وفيه إبراهيم بن إسماعيل: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 32: 171). وأبوه إسماعيل: متروك. التقريب (1/ 75: 562). وأما المروى عن أسامة بن زيد: فأخرجه أبو يعلى في مسنده كما سيأتي في الحديث رقم (148)، عن محمد بن يزيد بن رفاعة، عن إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصدفي، عن الزهري، =
= عن خارجة بن زيد، عن أسامة بنحوه لكن ذكر فيه قصة المرأة التي معها الصبي، وقصة الشجرتين. ولم يذكر قصة البعير. وفيه معاوية بن يحيى الصدفي: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 261: 1245). ومحمد بن يزيد بن محمد بن رفاعة: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 219: 828). وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (ص 393: 298)، باب في ذكر ما روي في تسليم الأشجار وإطاعتهن له، وإقبالهن عليه -صلى الله عليه وسلم-. من طريق محمد بن يزيد به بنحوه. وأخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 24)، باب ذكر المعجزات الثلاث التي شهدها جابر مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. من طريق معاوية الصدفي به بنحوه. وضعفه منجبر. فهو مع حديث جابر في درجة الحسن. والمروى عن يعلي بن مرة: أخرجه أحمد في مسنده (4/ 170)، عن عبد الله بن نمير، عن عثمان بن حكيم، عن عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن يعلى بنحوه كله. وابن أبي شيبة في المصنف. انظر: كتاب الفضائل (11/ 488: 1802)، عن ابن نمير به بنحوه. ورجاله ثقات إلَّا عبد الرحمن بن عبد العزيز فهو: صدوق يخطئ. انظر: التقريب (1/ 489: 1025)، فهو في درجة الحسن. وأخرجه أحمد أيضًا في (4/ 172)، عن أبي سلمة الخزاعي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بهدلة، عن حبيب بن أبي جبيرة، عن يعلي بن سيابة، بنحوه. وزاد قصة القبرين الذين يعذبان. [يعلي بن مرة، وابن سيابة، واحد. كما في الإِصابة (3/ 669)]. وعاصم: صدوق له أوهام. انظر: التقريب (1/ 383: 3). وحبيب بن أبي جبيرة. مجهول. انظر: تعجيل المنفعة (ص 83). وأخرجه كذلك في (1/ 173)، عن أسود بن عامر، عن أبي بكر بن عياش، =
= عن حبيب بن أبي عمرة، عن المنهال، عن يعلى بنحوه. وفيه المنهال قال عنه في التقريب: صدوق ربما وهم (2/ 228: 1402). فهذه الطريق في درجة الحسن. كما أخرجه في المسند (1/ 173)، عن عبد الرزاق عن معمر، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن حفص، عن يعلى بنحوه. وعبد الله بن حفص: مجهول. انظر: التقريب (1/ 409: 260). وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 382: 283)، من طريق عبد الرزاق، عن معمر به بنحوه. وقد ذكر الهيثمي في المجمع حديث يعلى وذلك في (9/ 9)، وعزاه لأحمد وقال: أحمد رجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره مرة أخرى وقال: إسناده حسن. اهـ. فحديث يعلى في درجة الحسن. وبهذا يكون شاهدًا للحديث السابق الذي بلغ درجة الحسن لغيره، فيكون الحديث بمجموع طرقه صحيحًا. وأما المروى عن غيلان بن سلمة: فأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 157)، عن أبي منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم، عن الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر بن الحسن، عن الغنيم بن جعفر الهاشمي، عن العباس بن الأثرم، عن حميد بن الربيع، عن معلى بن منصور الرازي، عن شبيب بن شيبة، عن بشر، عن غيلان كاملًا. وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 383: 285)، عن عمر بن الحسن الواسطي، عن جعفر بن أحمد بن سنان، عن أبي يحيى صاعقة، عن معلي بن منصور، عن شبيب به، وذكر قصة الصبي فقط. وشبيب بن شيبة المنقري: صدوق يهم. انظر: التقريب (1/ 246: 13). وبشر: صدوق يخطئ. انظر: التقريب (1/ 100: 62). =
= فالخلاصة أن الحديث بشواهده في درجة الصحيح لغيره. 2 - ما يشهد لبعض المتن. وهو كالتالي: ما يشهد لقوله: كان لا يأتي البراز حتى يغيب. له شواهد: من حديث عبد الله بن عمر، والمغيرة، وعبد الرحمن بن أبي قراد، وأن، وبلال بن الحارث، ويعلي بن مرة. أما حديث ابن عمر فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 107)، عن وكيع، عن الأعمش عنه بنحوه. ورجاله ثقات لكن رواية الأعمش عن ابن عمر مرسلة. وأما حديث المغيرة فأخرجه أحمد (4/ 248)، عن محمد بن عبيد. وأبو داود في سننه (1/ 14)، الطهارة، باب التخلي عند قضاء الحاجة (1)، عن القعنبي، عن عبد العزيز بن محمد. والترمذي في سننه (1/ 17)، باب ما جاء أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب، عن محمد بن بشار، عن عبد الوهاب الثقفي. وقال: حسن صحيح. والنسائي في سننه (1/ 18)، باب الإِبعاد عند قضاء الحاجة، عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن علية. وابن ماجه في سننه (1/ 66)، الطهارة، باب التباعد للبراز في الفضاء (337)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن إسماعيل. والدارمي في سننه، باب في الذهاب إلى الحاجة (1/ 169)، عن يعلى بن عبيد. والحاكم في المستدرك (1/ 140)، كتاب الطهارة من طريق إسماعيل بن جعفر. وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وسكت الذهبي. والبيهقي في الكبرى (1/ 93)، باب التخلي عند الحاجة من طريق يزيد بن هارون. =
= سبعتهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن المغيرة بنحوه. ومحمد بن عمرو بن علقمة، صدوق له أوهام. انظر: التقريب (2/ 196: 583)، فهو في درجة الحسن. وقد أخرجه الدارمي في سننه أيضًا (1/ 169)، عن أبي نعيم، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن عمرو بن وهب، عن المغيرة بنحوه. ورجاله كلهم ثقات. فهو في درجة الصحة إن شاء الله. وأما حديث عبد الرحمن بن أبي قراد. فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 106). وابن ماجه في سننه (1/ 66: 340)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشار. وأحمد في (4/ 224)، ومرة أخرى أيضًا عن محمد بن يحيى بن سعيد، وعن يحيى بن معين. وفي (3/ 443)، عن عفان. والنسائي في سننه: الطهارة، الإِبعاد عند قضاء الحاجة (1/ 17)، عن عمرو بن علي. سبعتهم عن يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الخطمي، عن عمارة بن خزيمة، والحارث بن فضيل، عن عبد الرحمن بنحوه. وأبو جعفر: صدوق. انظر: التقريب (2/ 87: 766)، وبقية رجاله ثقات. وأما حديث أنس فأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 27)، باب الإِبعاد لقضاء الحاجة (238)، عن السري، عن عاصم، عن عبد السلام بن حرب، عن الأعمش، عن أنس. بنحوه. لكن رواية الأعمش عن أنس مرسلة. وأما حديث بلال بن الحارث فأخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 67: 342)، عن =
= العباس بن عبد العظيم، عن عبد الله بن كثير بن جعفر، عن كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، عن بلال بن الحارث وذكر نحوه. وعبد الله بن كثير قال عنه في التقريب (1/ 442: 558)، مقبول. وقد أشار الهيثمي في المجمع (1/ 208)، إلى ضعفه. وكثير: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 132: 17)، وأبوه: مقبول. انظر: التقريب (1/ 437: 506). وأما حديث يعلي بن مرة فأخرجه ابن ماجه أيضًا (1/ 66: 339)، عن يعقوب بن حميد، عن يحيى بن سليم، عن ابن خثيم، عن يونس بن خباب، عن يعلى بنحوه. وفيه يونس: صدوق يخطئ. انظر: التقريب (2/ 384: 476). فحديثه في درجة الحسن. وبذا يتبين أن هذه الجملة في درجة الصحيح بانضمام الطرق إلى بعضها. وأما قصة الشجرتين فهي في صحيح مسلم من حديث جابر نفسه: كما في باب حديث جابر الطويل، وقصة أبي اليسر (5/ 859 - نووي). وأما قصة الصبي وأمه فلها شاهد من حديث ابن عباس، ويعلي بن مرة: فحديث ابن عباس أخرجه أحمد (1/ 239)، عن يزيد، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فذكرها بنحو القصة المذكورة في الحديث. وفرقد قال عنه في التقريب (2/ 108: 16)، صدوق عابد، لكنه لين الحديث، كثير الخطأ. اهـ. قال ابن كثير في البداية والنهاية (6/ 159)، وفرقد السبخي رجل صالح ولكنه سيء الحفظ، وقد روي عنه شعبة وغير واحد واحتمل حديثه، ولما رواه ههنا شاهد مما تقدم. اهـ. =
= وذكر أن البزّار أخرجه من الطريق نفسها. وحديث يعلى أخرجه أحمد أيضًا (1/ 171)، عن وكيع، عن الأعمش، عن المنهال، عن يعلي بن مرة بنحوه، وفي (1/ 172)، بالسند والمتن نفسه، ورجاله ثقات كلهم. فحديث ابن عباس، ويعلى يشهدان لقصة الصبي والمرأة في حديث الباب. وأما قصة البعير فلها شاهد من حديث عبد الله بن جعفر، وأنس، وابن عباس، وعائشة، وثعلبة بن أبي مالك، ويعلي بن مرة، وأبي هريرة، وغيم بن أوس. أما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه أبو داود في سننه: الجهاد، باب ما يؤمر به من القيام على الدواب والبهائم (3/ 50: 2549)، عن موسى بن إسماعيل، عن مهدي، عن ابن أبي يعقوب، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جعفر، بنحوه، وفيه أنه -صلى الله عليه وسلم- قال لصاحب الجمل: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكى إليَّ أنك تجيعه وتدئبه. وهو عند مسلم في صحيحه: كتاب الطهارة، باب التستر عند البول (1/ 645: 80 - نووي)، وفي الفضائل، فضائل عبد الله بن جعفر (5/ 290: 75)، عن شيبان بن فروخ، عن مهدي به، دون ذكر قصة الجمل. كما أخرجه ابن ماجه في السنن كتاب الطهارة، باب الارتياد للغائط والبول (1/ 67: 346)، من طريق مهدي، دون ذكر قصة الجمل، وأحمد في مسنده (1/ 204)، بالسند والمتن مع ذكرها. وأما حديث أنس فأخرجه أحمد في المسند (3/ 158)، عن خلف بن خليفة، عن حفص، عن أنس وذكر نحو قصة الجمل السابقة. وحفص بن أخي أنس: صدوق. انظر: التقريب (1/ 189: 471). وأخرجه البزّار. انظر: كشف الأستار (3/ 151: 2454)، باب أدب الحيوانات، وأبو نعيم في الدلائل (2/ 385: 287). =
= كلاهما من طريق خلف بن خليفة به بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (9/ 7)، رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح غير حفص بن أخي أنس وهو ثقة. اهـ. وأما ابن عباس فروى حديثه الأجلح، واختلف عليه في إسناده على وجهين: (أ) عنه، عن ذيال بن حرملة عن ابن عباس: أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 155: 12744)، عن بشر بن موسى، عن يزيد بن مهران، عن أبي بكر بن عياش، عنه به بنحوه. قال في المجمع بعد أن عزاه للطبراني (9/ 4)، ورجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف. اهـ. (ب) عنه، عن ذيال، عن جابر: أخرجه أحمد (3/ 310)، عن مصعب بن سلام، عن أبيه، وأبو نعيم في الدلائل (3/ 310)، من طريق أحمد. وابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الفضائل (11/ 473: 11768)، عن ابن نمير. وأبو نعيم في الدلائل (3/ 151: 2453)، عن محمد بن المنتشر، عن الوليد بن القاسم. ثلاثتهم عن الأجلح به بنحوه. والأظهر هو الوجه الثاني؛ لأن من رواه عن الأجلح في الوجه الثاني أوثق وأكثر ممن روى الوجه الأول عنه. والأجلح قال عنه في التقريب (1/ 49: 323)، صدوق شيعي. على أنه قد توبع، فقد رواه الطبراني في الكبير (3/ 150: 2452)، عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة، عن الذيال، عن جابر بنحوه. وإبراهيم: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 32: 171)، والذيال لم أجد من عدله أو جرحه. مع أن ابن أبي حاتم ذكره في الجرح (3/ 451). وقد روي عن ابن عباس من وجه آخر. فقد أخرجه الطبراني في الكبير =
= (11/ 356: 12003)، عن العباس بن الفضل الأسفاطي، عن أبي عون الزيادي، عن أبي عزة الدباغ، عن أبي يزيد المدني، عن عكرمة، عن ابن عباس بنحوه. وأبو يزيد المدني: مقبول. انظر: التقريب (2/ 490: 20). وأبو عون لم أجد له ترجمة. قال الهيثمي في المجمع (9/ 5)، وفيه أبو عزة الدباغ، وثقه ابن حبّان، واسمه الحكم بن طهمان. وبقية رجاله ثقات. اهـ. وفيه نظر؛ لأنه صدوق (اللسان 2/ 405). وأما حديث عائشة فأخرجه أحمد في المسند (6/ 76)، عن عبد الصمد وعفان، عن حماد، عن المعلى، عن علي بن زيد، عن سعيد، عن عائشة بنحوه، وعلي بن زيد بن جدعان، ضعيف. انظر: التقريب (2/ 37: 342). وأما حديث ثعلبة بن أبي مالك، فأخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 382: 282)، عن أبي بكر بن خلاد، عن أحمد بن إبراهيم بن ملحان، عن يحيى بن بكير، عن الليث، عن ابن الهاد، عنه بنحوه. ورجاله كلهم ثقات. وأحمد بن إبراهيم بن ملحان وثقه الدارقطني كما في السير (13/ 533)، وحديث يعلى أخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 383: 284)، عن مطلب بن زياد، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بن مرة، عن حكيمه، عن يعلي بن مرة بنحوه. وعمر بن عبد الله: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 59: 468). وحديث أبي هريرة أخرجه أبو محمد الفقيه في الدلائل كما نقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية (6/ 137)، عن أحمد بن حمدان، عن عمر بن محمد بن بجير، عن يوسف بن موسى، عن جرير، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة بنحوه. وكذا حديث غنيم بن أوس نقله عنه في (6/ 142)، عن أبي علي الفارسي، =
= عن أبي سعيد، عن عبد العزيز بن شهلان القواس، عن أبي عمرو عثمان بن خالد الراسبي، عن عبد الرحمن بن علي البصري، عن سلامة بن سعيد بن زياد بن أبي هند قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن غنيم بن أوس، وذكر نحوه لكن فيه زيادات. ولذا قال ابن كثير: هذا الحديث غريب جدًا، لم أر أحدًا من هؤلاء المصنفين في الدلائل أورده سوى هذا المصنف، وفيه غرابة ونكارة، في إسناده ومتنه. اهـ. وخلاصة القول أن الحديث الطويل، حديث جابر بشواهده في مرتبة الصحيح لغيره.
3801 - وقال الحارث: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ بحٍّ (¬1) الصُّدَائِيِّ، صَاحِبِ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، رَضِيَ اللَّهُ عنه أَنَّهُ قَالَ: قِيلَ للنبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إن قومي كفروا، وأخبرت (¬2) أَنَّهُ جهَّز إِلَيْهِمْ جَيْشًا، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: إن قومي على الإِسلام. فقال -صلى الله عليه وسلم-: أَكَذَلِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ (¬3). قَالَ: فاتَّبعته لَيْلَتِي إِلَى الصَّبَاحِ. فأذَّنت بِالصَّلَاةِ لَمَّا أَصْبَحْتُ، وَأَعْطَانِي إِنَاءً تَوَضَّأْتُ فِيهِ، فَجَعَلَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَصَابِعَهُ فِي الإِناء فَانْفَجَرَتْ (¬4) عُيُونًا، ثُمَّ قَالَ (¬5): مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَلْيَتَوَضَّأْ، فَتَوَضَّأْتُ، وصلَّيت، فَأَمَّرَنِي عَلَيْهِمْ، وَأَعْطَانِي صَدَقَتَهُمْ، فَقَامَ رَجُلٌ إِلَى النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا ظَلَمَنِي. فَقَالَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا خَيْرَ فِي الإِمرة (¬6) لرجل مسلم. ثم جاء رجل فسأل (¬7) صَدَقَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ الصَّدَقَةَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَحَرِيقٌ فِي الْبَطْنِ (¬8)، وَدَاءٌ. فَأَعْطَيْتُهُ صَحِيفَتَيَّ، صَحِيفَةَ إِمْرَتِي وصدقتي، فقال -صلى الله عليه وسلم-: مَا شَأْنُكَ؟ قُلْتُ كَيْفَ أَقْبَلُهَا، وَقَدْ سَمِعْتُ منك ما سمعت؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: هو ما سمعت. ¬
3851 - درجته: حسن لحال ابن لهيعة. وقد ذكره البوصيري وقال: رواه ابن أبي شيبة، وأحمد بسند ضعيف لجهالة بعض رواته، وضعف بعضهم. اهـ. وهو كلام فيه تعميم للحكم. وقال الهيثمي في المجمع (5/ 202)، باب كراهة الولاية: رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجال أحمد ثقات. اهـ.
تخريجه: الحديث مداره على زياد بن نعيم وقد اختلف عليه في إسناده على وجهين: 1 - روي عنه، عن حبّان بن بح الصدائي، وتقدم لفظه. أخرجه الحارث كما مر. عن الحسن، عن ابن لهيعة، عن بكر بن سواده. وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 168)، عن حسن به بنحوه وذكره بطوله. والطبراني في الكبير (4/ 36)، من طريقه بنحوه. وذكر الحافظ في الإِصابة (1/ 557)، أن الباوردي أخرجه من طريق عبد الله بن سليمان عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة. وفيه عبد الله بن سليمان بن زرعة: صدوق يخطئ. انظر: التقريب (1/ 421: 359). فهو في درجة الضعيف. وعليه تكون الطريقان بمجموعهما في درجة الصحيح لغيره. 2 - روي عنه، عن زياد بن الحارث الصدائي. بنحوه لكن زاد فيه قوله -صلى الله عليه وسلم- لبلال: "من أذن فهو يقيم". أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (1/ 475: 1833)، أبواب الأذان، باب من أذن فهو يقيم: عن الثوري، بجزء يسير وهو قصة الأذان. ورجاله ثقات إلَّا ما سيأتي من =
= الكلام في ابن زياد الإِفريقي. والطبراني في الكبير (5/ 263: 5286) عن إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق: بجزء يسير منه. وأحمد في المسند (4/ 169)، عن وكيع، عن سفيان الثوري. بجزء يسير منه كما عند عبد الرزاق. وابن سعد في الطبقات (1/ 326)، وفد صداء. عن محمد بن عمر، عن الثوري، وذكره كله. والدارقطني في السنن كتاب الزكاة، باب الحث على إخراج الصدقة (2/ 137: 9)، من طريقه مختصرًا. وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 265)، ترجمة الحسن بن علي بن يونس. من طريقه. بجزء يسير. والبيهقي في الكبرى (1/ 399)، باب الرجل يؤذن ويقيم غيره. من طريقه بجزء يسير. وأخرجه عبد الرزاق أيضًا (1/ 470: 1817)، باب الأذان راكبًا: عن يحيى بن العلاء بجزء يسير. والطبراني في الكبير (5/ 214: 5287)، عن الدبري، عن عبد الرزاق به. وأخرجه الحارث أيضًا في مسنده ما سيأتي في آخر هذا الباب. بأطول من هذا السياق. وأخرجه الطبراني في الكبير (5/ 262: 5285)، عن بشر بن موسى، عن الحميدي، عن أبي عبد الرحمن المقرئ. وذكره كاملًا. والفريابي في الدلائل (ص 74: 39)، عن محمد بن الجنيد، عن المقرئ. والبيهقي في الدلائل (4/ 125)، باب ذكر البيان أن خروج الماء من بين أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان غير مرة، من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ. وفي الكبرى (1/ 381)، كتاب الصلوات، باب السنَّة في الأذان لصلاة الصبح =
= قبل طلوع الفجر. وذلك من طريقين عن عبد الله بن يزيد، كاملًا. وابن عساكر في تاريخه (9/ 935)، ترجمة عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، والمزي في تهذيب الكمال (9/ 445)، ترجمة زياد بن الحارث. من طريق ابن يزيد. وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 216)، باب في الرجل يؤذن ويقيم غيره. عن يعلى، وذكر الأذان فقط. وابن ماجه في سننه: أبواب الأذان، باب السنَّة في الأذان (1/ 130: 702)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يعلى. والترمذي في السنن: أبواب الصلاة، باب ما جاء من أذن فهو يقيم (1/ 128: 199)، عن هناد، عن عبده ويعلى. وأخرجه كذلك أحمد في مسنده (4/ 169)، عن محمد بن يزيد الواسطي، بجزء يسير. وأبو داود في سننه: كتاب الصلاة، باب في الرجل يؤذن ويقيم غيره (1/ 352: 514)، عن عبد الله بن مسلمة، عن عبد الله بن عمر بن غانم. بجزء يسير ذكر فيه الأذان فقط. وفي الزكاة باب من يعطي من الصدقة (2/ 281: 1630). وذكر فيه الصدقة وقال في حديث طويل. وذكر ابن عساكر في تاريخه (9/ 937)، أن البغوي أخرجه في معجم الصحابة عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي، عن عيسى بن يونس. وأخرجه الفريابي في الدلائل (ص 72: 38)، عن الهيثم بن أيوب، عن عيسى بن يونس مختصرًا. ومن طريقه أبو نعيم في الدلائل (2/ 412: 321)، باب فوران الماء من بين أصابعه -صلى الله عليه وسلم-. تسعتهم عن الإِفريقي، عن زياد بن نعيم، به بنحوه. فمداره على عبد الرحمن بن زياد. وهو ضعيف انظر: التقريب (1/ 480: 938). ولأجل هذا ضعفه الترمذي فقال في السنن (1/ 128): وحديث زياد إنما نعرفه =
= من حديث الإِفريقي، والإِفريقي هو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره. قال أحمد: لا أكتب حديث الإِفريقي. قال: ورأيت محمد بن إسماعيل يقوي أمره ويقول: هو مقارب الحديث. قال والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، أن من أذن فهو يقيم. اهـ. والمختلفون على زياد: من روى الوجه الأول ثقة، ومن روى الثاني ضعيف. ولذا أرى رجحان الأول. وعلى كل حال فالقصة صحيحة. والظاهر أنها قصة واحدة، ولا تؤثر زيادة يسيرة في ضعفها من الوجه الثاني، على أن في الوجه الأول ما يشير إلى هذه الزيادة، وهو قوله، فأذنت بالصلاة لما أصبحت. وبهذا لا أرى وجهًا لما ذكره الشيخ الألباني. من ضعف هذا الحديث مطلقًا. وكذا الإِمام النووي في المجموع (3/ 121)، فإنه أشار إلى ضعفه. ولعل مقصودهما طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم فقط. وهي ضعيفة كما تقدم. وقد أشار الترمذي إلى ضعفها، وأما ابن عساكر في تاريخه (9/ 935)، فانه قال بعد أن رواه من طريق الإِفريقي: هذا حديث حسن، وقع لي عاليًا. اهـ. ولعله أراد الحسن المعنوي، أو أنه حسن حديث الإِفريقي. ولبعضه شاهد عن ابن عمر، وابن عباس: فالمروي عن ابن عمر لفظه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في مسير، فلما حضرت الصلاة نزل القوم فالتمسوا بلالًا ليؤذن فلم يجدوه، فقام رجل من القوم فأذن. ثم إن بلالًا جاء بعد ذلك فأراد أن يؤذن. فقال له القوم: قد أذن الرجل فلبث القوم هنيهة، ثم إن بلالًا أراد أن يقيم فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مهلًا يا بلال فإنما يقيم من أذن". أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 435: 1359). والبيهقي في الكبرى (1/ 399)، باب الرجل يؤذن ويقيم غيره. وعبد بن حميد في المنتخب (ص 258: 811). وابن عدي في الكامل (3/ 381)، ترجمة سعيد بن راشد. =
= كلهم من طريق سعيد بن راشد السماك. وهو متروك كما في اللسان (3/ 34)، قال الهيثمي في المجمع (2/ 6)، باب من أذن فهو يقيم: رواه الطبراني في الكبير، وفيه سعيد بن راشد السماك وهو ضعيف. اهـ. بل متروك. وقال الحافظ في التلخيص الحبير (1/ 220): والظاهر أن هذا المبهم هو الصدائي. وسعيد بن راشد هذا ضعيف. وضعف حديثه هذا أبو حاتم الرازي، وابن حبّان في الضعفاء. اهـ. ونص كلام أبي حاتم في العلل (1/ 122: 336): هذا حديث منكر، وسعيد ضعيف الحديث، وقال مرة: متروك الحديث. اهـ. وأخرجه الخطيب في تاريخه (14/ 60)، من طريق عبدان بن محمد المروزي عن الهيثم بن خلف، عن الهيثم بن جميل، عن عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا ولفظه: "من أذن فهو يقيم". عبدان لم أقف له على ترجمة. وقد قال الخطيب عقب إخراجه له: قال عبدان: دخلت مع أحمد بن السكري على هذا الشيخ فسأله عن هذا الحديث وسمعته منه واستغربه جدًا" اهـ. والهيثم بن جميل قال عنه في التقريب (2/ 326: 161): ثقة من أصحاب الحديث، وكأنه ترك فتغير. اهـ. فضعف هذه الطريق منجبر. وأما المروي عن ابن عباس فلفظه: "من أذن فهو الذي يقيم". أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 164)، ترجمة محمد بن الفضل: عن عبد الله، عن إسحاق، محمد بن أبي السريّ، عن عيسى الفنجار، عن محمد بن الفضل، عن مقاتل بن حيان، عن عطاء، عنه به. وفيه: محمد بن الفضل بن عطية: كذبوه. انظر: التقريب (2/ 200: 626). ولكن تكفينا صحة الطريق السابقة.
2 - باب جوده وكرمه -صلى الله عليه وسلم-
2 - باب جوده وكرمه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬1) 3802 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬2): حدّثنا زَكَرِيَّا، وَإِسْحَاقُ. قَالَا: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ، عن أبي هبيرة (¬3) الأنصاري، عن جابر رضي الله عنه .. فذكر حديث البعير (¬4) .. قال جابر رضي الله عنه: فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي كَانَ، فَجَعَلَ يَتَعَجَّبُ، وَيَقُولُ: أَعْطَاكَ الثَّمَنَ، وَرَدَّ عَلَيْكَ البعير. ¬
3802 - درجته: الحديث له إسنادان: 1 - إسناد زكريا وهو به شديد الضعف لأنه متروك. 2 - إسناد إسحاق. وهو ضعيف لعنعنة هثم، وهو مدلس من الثالثة. وقد عزاه البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 34 أ)، لإِسحاق وأبي يعلى، وسكت عليه. =
= تخريجه: الحديث أخرجه أحمد في مسنده (3/ 303)، عن هشيم به بنحوه. وهو صحيح. فرجاله ثقات، وهشيم صرح بالتحديث عن سيار. وعليه فيترقى طريق إسحاق إلى مرتبة الصحة. والحديث في الصحيحين وغيرهما بدون الزيادة الأخيرة. التي فيها سؤال اليهودي وتعجبه. أخرجه البخاري في عدة مواضع: في البيوع، باب شراء الدواب والحمير (2/ 88: 2097). وفي الشروط، باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة إلى مكان مسمى جاز (2/ 274: 2718). وفي الهبة، باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة (2/ 238: 2603 و 2604)، بجزء يسير فيه. ومسلم في المساقاة، باب بيع البعير واستثناء ركوبه (4/ 114: 106، 107، 108، 109، 110، 111). وفي الرضاع، باب استحباب نكاح البكر (3/ 652: 52، 53، 54، 55)، والترمذي في البيوع، باب ما جاء في اشتراط ظهر الدابة عند البيع (2/ 362: 1271). وفي المناقب، مناقب جابر بن عبد الله (5/ 354: 3942)، بجزء يسير منه. والنسائي في البيوع، باب البيع يكون فيه الشرط فيصح البيع والشرط (7/ 399)، كلهم عن جابر، من غير هذه الطريق، وبدون ذكر هذه الزيادة.
3803 - حدّثنا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبَّادَانِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ (¬2)، عَنِ الحسن، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إلا أخبركم عن الأجود؟ الله (¬3) الأجود، وأنا أجود ولى آدم -صلى الله عليه وسلم-. ¬
3853 - درجته: موضوع لحال العبَّاداني. وفيه سويد، ونوح، وأخوه أيوب. كلهم ضعفاء. قال البوصيري (3/ 34 أ)، رواه أبو يعلى، وفي سنده نوح بن ذكوان، وهو ضعيف. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 171)، باب فيمن نشر علمًا، فيه سويد بن عبد العزيز، وهو متروك. اهـ. وهو تساهل بعدم ذكر بقية الرجال الضعفاء في الإِسناد. خصوصًا العباداني.
تخريجه: أخرجه ابن حبّان في المجروحين في موضعين: الأول في ترجمة محمد بن إبراهيم الشامي (2/ 301)، عن أبي يعلى به بنحوه. والثاني: في ترجمة أيوب (1/ 168)، عن مكحول، عن محمد بن هاشم البعلبكي، عن سويد به. وهذا الثاني ضعيف. والأول موضوع. وقد زاد في الموضعين في متنه: "وَأَجْوَدُهُمْ مِنْ بَعْدِي رَجُلٌ عَلِمَ عِلْمًا فَنَشَرَ علمه، يبعث يوم القيامة أمة وحده، وَرَجُلٌ جَادَ بَنَفْسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يقتل".
3 - باب إنصافه من نفسه -صلى الله عليه وسلم-
3 - باب إنصافه من نفسه -صلى الله عليه وسلم- 3804 - قَالَ عَبْدٌ (¬1): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ ضَعِيفًا، وَكَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَرَادَ أَنْ يَلْقَاهُ عَلَى خَلَاءٍ فَيُبْدِيَ لَهُ حَاجَتَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُعَسْكِرًا بِالْبَطْحَاءِ (¬2)، وَكَانَ يَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَطُوفُ بِالْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الْفَجْرِ رَجَعَ فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْغَدَاةِ. قَالَ: فَحَبَسَهُ الطَّوَافُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ، فلما استوى -صلى الله عليه وسلم- عَلَى رَاحِلَتِهِ عَرَضَ لَهُ الرَّجُلُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ ناقته فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، أن لِي إِلَيْكَ حَاجَةً-، فَقَالَ: إِنَّكَ سَتُدْرِكُ حَاجَتَكَ. فَأَبَى (¬3)، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يَحْبِسَهُ خَفْقَهُ (¬4) بِالسَّوْطِ خَفْقَةً، ثُمَّ مَضَى، فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ. ¬
فلما انفتل أقبل -صلى الله عليه وسلم- (¬5) بِوَجْهِهِ عَلَى الْقَوْمِ، وَكَانَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ عَرَفُوا أَنَّهُ حَدَثَ أَمْرٌ، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ حَوْلَهُ، فقال (¬6) -صلى الله عليه وسلم-: "أَيْنَ الَّذِي خَفَقْتُ آنِفًا؟ فَأَعَادَهَا، إِنْ كَانَ فِي الْقَوْمِ فَلْيَقُمْ، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ: أعوذ بالله ثم برسوله، وجعل رسول (¬7) الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ادْنُهْ، ادْنُهْ، حَتَّى دَنَا (¬8) مِنْهُ. فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ يَدَيْهِ، وناوله السوط. فقال: خذ بمجلدك (¬9) فَاقْتَصَّ. فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ. قال -صلى الله عليه وسلم- (¬10): خُذْ بِمَجْلَدِكَ فَمَا بَأْسٌ عَلَيْكَ. قَالَ: أَعُوذُ بالله أن أجلد نبيه. قال -صلى الله عليه وسلم-: إِلَّا (¬11) أَنْ تَعْفُوَ (¬12) قَالَ: فَأَلْقَى السَّوْطَ وَقَالَ: قَدْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَامَ أَبُو ذر (¬13). فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- تَذْكُرُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، كُنْتُ أسوقُ بِكَ، وكنتَ نَائِمًا، وكنتُ إِذَا أبطأَتْ. وَإِذَا أخذتُ بِخِطَامِهَا أعَرَضَتْ، فخفقتُك خَفْقَةً بِالسَّوْطِ، فَقُلْتُ: قَدْ أَتَاكَ الْقَوْمُ. فَقُلْتَ: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ. خُذْ يَا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاقتص. قال -صلى الله عليه وسلم-: قد عفوت. قال: اقتص. فإنه ¬
أَحَبُّ إلىَّ. فَجَلَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَضَوَّرُ (¬14) مِنْهَا، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: أيها (¬15) الناس: اتقوا الله تعالى، فَوَاللَّهِ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا إِلَّا انْتَقَمَ الله تعالى له منه يوم القيامة. ¬
3804 - درجته: شديد الضعف لحال أبي هارون العبدي لأنه متروك. وقد أورده البوصيري وقال: فيه أبو هارون العبدي، وهو ضعيف، لكن له شواهد. اهـ. وهو تساهل.
تخريجه: لم أجده عند غير عبد بن حميد. وذلك بطوله. وقَوَدُه -صلى الله عليه وسلم- من نفسه أخرجه أبو داود والنسائي من حديث أبي سعيد قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقسم قسمًا أقبل رجل فأكب عليه، فطعنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعرجون كان معه، فجرح بوجهه. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تعال فاستقد. فقال: بل عفوت يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو داود في كتاب الديات، باب القود من الضربة (4/ 673: 4536)، عن أحمد بن صالح، عن ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بكير بن الأشج، عن عبيدة بن مسافع، عن أبي سعيد باللفظ المتقدم. وفيه عبيدة بن مسافع: مقبول. انظر: التقريب (1/ 547: 1599). وأخرجه النسائي في السنن الصغرى، القسامة، باب القود في الطعنة (8/ 32)، من طريقين، عن بكير به بنحوه. وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: اتقوا الله تعالى، فوالله .. إلخ، أصله فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء". =
= أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم (5/ 443: 60)، وهو عند الترمذي في أبواب القيامة، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص 4/ 37: 2535)، وعليه فاصل هذه الجملة في الصحيح.
4 باب بركة دعائه -صلى الله عليه وسلم-
4 باب بركة دعائه -صلى الله عليه وسلم- (¬1) (159) فيه حديث رافع بن خديج رضي الله عنه فِي مَسْحِ بَطْنِهِ فَمَا اشْتَكَاهُ (¬2) بَعْدُ (¬3). (160) وَحَدِيثُ أنس رضي الله عنه فِي بَابِ الْخِطْبَةِ؟ مِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ (¬4). 3805 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَامَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ (¬5): إِنَّ خَالَهَا حَبِيبَ بْنَ فُوَيْكٍ (¬6) حَدَّثَهَا: أَنَّ أَبَاهُ خَرَجَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَيْنَاهُ مبيضتان، ¬
لَا يُبْصِرُ بِهِمَا شَيْئًا. فَسَأَلَهُ مَا أَصَابَكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَمْرُنُ (¬7) جَمَلًا لِي فَوَضَعْتُ رِجْلِي عَلَى بَيْضَةِ حَيَّةٍ (¬8) فَأُصِبْتُ فَنَفَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي عَيْنَيْهِ فَأَبْصَرَ. قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يُدْخِلُ الْخَيْطَ فِي الإِبرة. وَإِنَّهُ لَابْنُ ثمانين. وإن عينيه لمبيضتان (¬9). ¬
3855 - درجته: فيه مبهمان لم أستطع معرفتهما وهما رجل من بني سلامان وأمه. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 38 أ)، أخرجه ابن أبي شيبة بسند ضعيف لجهالة بعض رواته. اهـ، وقال الهيثمي في المجمع (8/ 301)، باب في رده البصر -صلى الله عليه وسلم-: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الفضائل (11/ 150: 11850)، والطبراني في الكبير (4/ 25: 3546)، من طريقين. وأبو نعيم في الدلائل، باب ما أوتي عيسى عليه السلام (2/ 614: 556)، وباب دعائه برد بصر أعمى (2/ 466: 397). والبيهقي في الدلائل، (6/ 173)، باب ما جاء في نفثه في عينين كانتا مبيضتين لا يبصر صاحبهما بهما حتى أبصر. كلهم من طريق محمد بن بشر به بمثله. وعزاه السيوطي في الخصائص (2/ 287)، إلى ابن السكن، والبغوي. =
= وله شاهد من حديث سهل بن سعد وهو أنه-صلى الله عليه وسلم- أعطى عليًا الراية يوم خيبر وبصق في عينيه فبرئتا بإذن الله من الرمد. أخرجه البخاري في المغازي، باب غزوة خيبر (3/ 137: 4210). وفي الجهاد، باب فضل من أسلم على يديه رجل (2/ 361: 3009). وفي فضائل الصحابة باب مناقب علي (3/ 21: 3701). ومسلم في صحيحه الفضائل، فضائل علي رضي الله عنه (5/ 268: 32 - 34، 35، 36). والترمذي في سننه: المناقب (5/ 301: 3808)، وغيرهم. وعليه فمتن حديث الباب في درجة الصحيح لغيره.
3806 - وقال عبد (¬1): حدّثنا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الْحَفَرِيُّ، عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ، ثنا أبو عائشة، عن ابن عمر رضي الله عنهما (¬2): قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ غَدَاةٍ. فَقَالَ: رَأَيْتُ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ كَأَنَّمَا أُعْطِيتُ الْمَقَالِيدَ وَالْمَوَازِينَ. فَأَمَّا الْمَقَالِيدُ فَهَذِهِ الْمَفَاتِيحُ، وَأَمَّا الْمَوَازِينُ فَهِيَ الَّتِي (¬3) يُوزَنُ بها. وضعت (¬4) فِي إِحْدَى الْكِفَّتَيْنِ، وَوُضِعَتْ أُمتي فِي الأُخرى، فوزنت فرجحتهم. فجيء (¬5) بأبي بكر رضي الله عنه فوزن فوزنهم، ثم جيء بعمر رضي الله عنه فوزن فوزنهم، ثم جيء بعثمان رضي الله عنه فوزن فوزنهم، ثم استيقظت فرفعت. ¬
3806 - درجته: فيه عبيد الله بن مروان وأبو عائشة لم أجد من جرحهما أو عدلهما. سوى ذكر ابن حبّان لعبيد الله في الثقات. وقول البوصيري: هذا إسناد صحيح. اهـ. فيه تساهل. ومثله قول الهيثمي في المجمع (9/ 61)، باب فيما ورد في فضل أبي بكر وعمر: رجاله ثقات. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 17)، فضائل أبي بكر (12008)، وأخرجه أحمد في مسنده (2/ 76)، كلاهما عن عمر بن سعد الحفري به بنحوه، =
= وعبد الله بن أحمد في زيادات فضائل الصحابة (1/ 206: 228)، عن أبي معمر، عن الحفري به بنحوه. وعزاه في المجمع (9/ 62) إلى الطبراني. ولم أجده في المطبوع.
3807 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَذْرَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن عمران، عن عبد الرحيم بن (¬2) الحارث بن عبيدة، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أُصِيبَتْ (¬3) عَيْنُ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه يَوْمَ أُحد، فَبَزَقَ فِيهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فكانت أصح عينيه .. ¬
3857 - درجته: شديد الضعف لحال عبد العزيز فهو متروك. وفيه من لم أعرفه عبد الرحيم بن الحارث: لم أجد له ترجمة إلا أن يكون عبد الرحمن بن الحارث فقد ذكره ابن حبّان في الثقات (7/ 73)، وجده: لم أستطع معرفته. ولعله عبيد بن أبي عبيدة كما في التاريخ الكبير (5/ 453)، وقد سكت عليه البوصيريَّ في الإِتحاف (3/ ق 39 أ)، وذكره في المجمع (8/ 301)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عبد العزيز بن عمران، وهو ضعيف. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 390)، ترجمة قتادة بن النعمان من طريق أبي يعلى به بنحوه. لكن قال فيه: أصيبت عين أبي يوم أحد ... الحديث. والظاهر أنه الصحيح. إذ له شاهد من حديث قتادة بن النعمان أنه -صلى الله عليه وسلم-، رد عينه بعد أن أصيبت وسالت على خده. وهو مروى عن عاصم بن عمر بن قتادة. واختلف عليه في إسناده ومتنه على أوجه وهي: =
= 1 - روي عنه، عن أبيه عمر، عن أبيه قتادة بن النعمان، بنحوه وذكر أن ذلك كان في غزوة أحد. أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 8: 12)، عن الوليد بن حماد الرملي، عن عبد الله بن الفضل، عن أبيه، عنه به بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (6/ 116)، باب غزوة أُحد: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه اهـ. كما أخرجه أبو نعيم في الدلائل، باب غزوة أُحد (2/ 484: 417)، عن سليمان بن أحمد الطبراني به. وعبد الله بن الفضل، وأبوه. لم أعرفهم. ولعل ذلك مراد الهيثمي في كلامه السابق. 2 - روي عنه، عن محمود بن لبيد، عن قتادة بنحوه. أخرجه أبو نعيم في الدلائل، باب غزوة أحد (2/ 482: 416)، عن أبي بكر بن خلاد، عن إبراهيم بن إسحاق الحربي، عن يوسف بن بهلول، عن ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق عنه به. ورجاله كلهم ثقات إلَّا محمد بن إسحاق بن يسار: صدوق. وهو مدلس من الرابعة وقد عنعن. انظر: التقريب (2/ 144: 40). 3 - روي عن عاصم نفسه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رد عن قتادة. رواه البيهقي في الدلائل (3/ 251)، غزوة أُحد، باب ما ذكر في المغازي من وقوع عن قتادة على وجنتيه ورد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عينيه إلى مكانها. عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عنه بنحوه. وفيه إضافة إلى ما مر في ابن إسحاق، يونس بن بكير، قال عنه في التقريب (2/ 384: 472)، يخطئ. اهـ. وهو مرسل أيضًا فعاصم لم يحضر الوقعة. =
= 4 - عنه، عن جده قتادة بنحوه لكن قال إن ذلك كان في غزوة بدر. أخرجه البيهقي في الدلائل، الموضع السابق عن أبي سعيد الخليل بن أحمد بن محمد القاضي البستي، عن أبي العباس أحمد بن المظفر البكري، عن ابن أبي خيثمة، عن مالك بن إسماعيل، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ. عنه به بنحوه. وأحمد بن المظفر: ضعيف. انظر: اللسان (1/ 341). وابن الغسيل: صدوق فيه لين. انظر: التقريب (1/ 483: 964). 5 - عنه، عن أبيه، عن قتادة. وذكر أن ذلك كان في غزوة بدر. أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 215: 1546)، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن عبد الرحمن بن سليمان الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة به بنحوه. وابن الأثير الجزري في أسد الغابة (4/ 390)، ترجمة قتادة، عن أبي يعلى. والبيهقي في الدلائل، باب غزوة بدر، باب ما ذكر في رده -صلى الله عليه وسلم- عين قتادة إلى مكانها (3/ 100)، من طريقه. وكذلك في (3/ 252)، باب غزوة أُحد من طريق يحيى الحماني. وقال: وفي الروايتين جميعًا عن ابن الغسيل أن ذلك كان في بدر. اهـ. ويحيى بن عبد الحميد الحماني: حافظ إلَّا أنه اتهم بسرقة الحديث. انظر: التقريب (2/ 352: 116). قال الهيثمي في المجمع (8/ 300)، باب في رده البصر -صلى الله عليه وسلم-: وفي إسناده يحيى بن عبد الحميد الحماني، وهو ضعيف. اهـ. أما المختلف عليه، وهو عاصم بن عمر بن قتادة فهو: ثقة، عالم بالمغازي. وأما المختلفون عليه فهم: الفضل بن عاصم: لم أعرفه. ومحمد بن إسحاق: صدوق، مدلس. وابن الغسيل: صدوق فيه لين. =
= وأرى أن الحمل على الرواة عنه، ولذا روى ابن إسحاق وجهين، وروى ابن الغسيل وجهين مما يدل على وهمهما. والأوجه كلها لا تخلو من ضعف كما تقدم. وقد روي من وجه آخر عن قتادة. أخرجه البيهقي في الدلائل (3/ 253)، باب غزوة أُحد من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة. لكن إسحاق بن عبد الله: متروك. انظر: التقريب (1/ 59: 415). وقد روى ذلك عن زيد بن أسلم كما أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 187). ذكر علامات النبوة بعد نزول الوحي. وذلك عن علي بن محمد، عن أبي معشر، عن زيد بنحوه. لكنه مرسل كما ترى. وله شاهد من حديث رفاعة بن رافع بن مالك أنه أصيبت عينه في بدر فردها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وهو مروى عن عبد العزيز بن عمران .. واختلف عليه في إسناده على ثلاثة أوجه: (أ) روي عنه عن رفاعة بن رافع بن مالك. أخرجه البيهقي في الدلائل (3/ 100)، عن أبي عبد الله الحافظ، عن محمد بن صالح، عن الفضل بن محمد الشعراني، عن إبراهيم بن المنذر، عنه به بنحوه. (ب) عنه عن رفاعة بن يحيى، عن معاذ بن رفاعة، عن رافع. أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 42: 4535)، عن مسعدة بن سعد العطار، عن إبراهيم بن المنذر، عنه به بنحوه. (ج) عنه عن رفاعة بن يحيى، عن مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ بنحوه. أخرجه البزّار في مسنده. (انظر: كشف الأستار (2/ 316)، غزوة بدر (1771)، عن أحمد، عن يعقوب. عنه به بنحوه. والطبراني في الأوسطْ مجمع البحرين (5/ 94: 2751)، عن مسعدة بن سعد، عن ابن المنذر عنه به. عبد العزيز بن عمران تقدم أنه: متروك. =
= قال الهيثمي في المجمع (6/ 85)، باب غزوة بدر: رواه البزّار، والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عبد العزيز بن عمران، وهو ضعيف. اهـ. وعلى هذا فأمثل هذه الروايات رواية قتادة على ضعفها. والحديث بمجموع طرقه في درجة الحسن لغيره.
3808 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أنا خَارِجَةُ بن زيد قال: إن أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه (¬2) حَدَّثَهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حجَّته الَّتِي حَجَّهَا. فَلَمَّا هَبَطْنَا بَطْنَ الرَّوْحَاءِ (¬3) عَارَضَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- امرأة لها صبيٌّ، فسلمت عليه -صلى الله عليه وسلم- فوقف لها (¬4) فقالت: يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَذَا ابني فلان، والذي بعثك بالحق ما زال في حنق (¬5) (¬6) وَاحِدٍ مُنْذُ وَلَدْتُهُ إِلَى السَّاعَةِ، أَوْ كَلِمَةً تشبهها. فأكسع (¬7) إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَبَسَطَ يَدَهُ، فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّحل. ثُمَّ تفل -صلى الله عليه وسلم- فِي فِيهِ. ثُمَّ قَالَ: اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ فإني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم ناولها -صلى الله عليه وسلم- إِيَّاهُ فَقَالَ (¬8): خُذِيهِ، فَلَنْ تَرَيْ مَعَهُ شَيْئًا (¬9) يَرِيبُكِ بَعْدَ الْيَوْمِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. قال أسامة رضي الله عنه: وقضينا حجتنا (¬10)، ثم ¬
انْصَرَفْنَا، فَلَمَّا نَزَلْنَا بِالرَّوْحَاءِ. فَإِذَا تِلْكَ الْمَرْأَةُ أُمُّ الصبيِّ، فَجَاءَتْ وَمَعَهَا شَاةٌ مصلِّية. فَقَالَتْ: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنا أُمُّ الصبيِّ الَّذِي أَتَيْتُكَ بِهِ. قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا يَرِيبُنِي إلى هذه الساعة، قال أسامة رضي الله عنه: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا أُسَيْمُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَهَكَذَا (¬11) كَانَ يدعو به تحشمة (¬12) (¬13) ناولني ذراعها، قال: فامتلخت الذراع فناولته إياها (¬14) -صلى الله عليه وسلم- فأكلها -صلى الله عليه وسلم-. ثُمَّ قَالَ: يَا أُسَيْمُ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ (¬15)، فَامْتَلَخْتُ الذراع فناولته إياها (¬16) فأكلها -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ (¬17) يَا أُسَيْمُ: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَقُلْتُ: يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إِنَّكَ قَدْ قُلْتَ (¬18) نَاوِلْنِي، فَنَاوَلْتُكَهَا فَأَكَلْتَهَا، ثُمَّ قُلْتَ نَاوِلْنِي، فَنَاوَلْتُكَهَا فَأَكَلْتَهَا، ثُمَّ قُلْتَ: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ (¬19)، وإنما للشاة ذراعان؟. فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَهْوَيْتَ إِلَيْهَا مَا زِلْتَ تَجِدُ فِيهَا ذِرَاعًا ما قلت لك. قال -صلى الله عليه وسلم-: يَا أُسَيْمُ: قُمْ فَاخْرُجْ فَانْظُرْ هَلْ تَرَى مَكَانًا يُوَارِي رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَخَرَجْتُ، فَمَشَيْتُ حَتَّى حَسِرْتُ (¬20)، وَمَا قَطَعْتُ ¬
النَّاسَ وَمَا رَأَيْتُ (¬21) شَيْئًا أَرَى أَنَّهُ يُوَارِي أحدًا، وقد ملاء الناس ما بين السدين. فأخبرته فقال -صلى الله عليه وسلم-: فَهَلْ رَأَيْتَ شَجَرًا أَوْ رَجْمًا (¬22) (¬23)؟ قُلْتُ: بَلَى، قَدْ (¬24) رَأَيْتُ نَخَلَاتٍ صِغَارًا إِلَى جَانِبِهِنَّ رَجْمٌ (¬25) من حجارة. فقال -صلى الله عليه وسلم-: يَا أُسَيْمُ (¬26)، اذْهَبْ إِلَى النَّخَلَاتِ فَقُلْ لهنَّ: يأمركنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنْ يَلْحَقَ (¬27) بعضكنَّ بِبَعْضٍ حَتَّى تكنَّ (¬28) سُتْرَةً لِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقيل كذلك للرُّجم (¬29) فَأَتَيْتُ النَّخَلَاتِ فَقُلْتُ لهنَّ الَّذِي أَمَرَنِي به -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لكأني انظر تفاقرهن (¬30) (¬31) بعروقهنَّ وترابهنَّ حَتَّى لَصَقَ بعضهنَّ بِبَعْضٍ، فكنَّ كَأَنَّهُنَّ نَخْلَةٌ وَاحِدَةٌ، وَقُلْتُ ذَلِكَ (¬32) لِلْحِجَارَةِ. فَوَالَّذِي بعثه بالحق لكاني انظر إلى تفاقرهنَّ حَجَرًا حَجَرًا، حَتَّى عَلَا بَعْضُهُنَّ بَعْضًا. فكنَّ كانهن جدارٌ (¬33). ¬
فأتيته -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فقال -صلى الله عليه وسلم-: خُذِ الْإِدَاوَةَ، فَأَخَذْتُهَا، ثُمَّ انْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَلَمَّا دنونا منهن سبقته -صلى الله عليه وسلم- فوضعت الإِداوة ثم انصرفت إليه، فانصرف (¬34) -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى قَضَى (¬35) حَاجَتَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسلام، وهو يحمل الإداوة فأخذتها منه -صلى الله عليه وسلم-، ثم رجعنا. فلما دخل -صلى الله عليه وسلم- الخباء قال -صلى الله عليه وسلم- يَا أُسَيْمُ انْطَلِقْ إِلَى النَّخَلَاتِ، فَقُلْ لهنَّ (¬36): يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إن ترجع كل نخلة إلى مكانها، وقيل ذلك (¬37) للحجارة. فأتيت النخلات فقلت لهنَّ (¬38)، قال: فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تفاقرهنَّ (¬39) وترابهنَّ، حَتَّى عَادَتْ كُلُّ نَخْلَةٍ إِلَى مَكَانِهَا. وَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي انظر إلى تفاقرهن حَجَرًا حَجَرًا حَتَّى عَادَ كُلُّ حَجَرٍ إِلَى مكانه. فأتيته -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ. * هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ ضَعِيفٌ. وَلَكِنْ لِحَدِيثِهِ شَاهِدٌ (¬40) مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. ¬
3858 - درجته: ضعيف لضعف محمد بن يزيد بن رفاعة، ومعاوية بن يحيى الصدفي. وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 39 أ)، وقال: رواه أبو يعلى بإسناد حسن. اهـ.
= تخريجه: تقدم الكلام عليه في الحديث رقم (/162). لكن في هذا زيادة قصة ذراع الشاة. ولها شاهد من حديث أبي رافع، وشاهد من حديث أبي هريرة. وثالث من حديث أبي عبيد. ورابع من حديث رجل مبهم. 1 - حديث أبي رافع: لفظه: "صنع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- شاة مصلية، فأتى بها فقال لي: يا أبا رافع، ناولني الذراع، فناولته. فقال يا أبا رافع ناولني الذراع فناولته، ثم قال: يا أبا رافع ناولني الذراع، فقلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وهل للشاة إلَّا ذراعان؟ فقال: لو سكت لناولتني منها ما دعوت به". أخرجه أحمد في المسند (6/ 8)، عن مؤمل، عن حماد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عمته سلمى، عن أبي رافع باللفظ المتقدم. ومؤمل: صدوق سيء الحفظ. انظر: التقريب (2/ 290: 1531)، وهو ابن إسماعيل. وسلمى: مقبولة. انظر: التقريب (2/ 601: 8). وعبد الرحمن: مقبول. انظر: التقريب (1/ 479: 929). وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 393)، ذكر طعامه -صلى الله عليه وسلم-: عن عارم بن الفضل، عن حماد به بنحوه. وأبو نعيم في الدلائل (2/ 436: 346)، قصة أذرع وأكتاف الشاة: من طريق عارم به بنحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 300: 763)، عن عبد الله بن أحمد، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن فضيل بن سليمان، عن فَائِدٌ مَوْلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جدته سلمى، عن أبي رافع بنحوه. وفضيل: صدوق له خطأ كثير. انظر: التقريب (2/ 112: 63). وفائد مولى عبادل: صدوق. انظر: التقريب (2/ 107: 5). =
= وأبو يعلى في مسنده كما في البداية والنهاية (6/ 122)، عن المقدمي به. لكن قال: عن فائد، عن عبيد الله، عن جدته به. كما أخرجه أحمد (6/ 392)، عن خلف بن الوليد، عن أبي جعفر الرازي، عن شرحبيل، عن أبي رافع بنحوه. وشرحبيل بن سعد المدني: صدوق اختلط بآخره. انظر: التقريب (1/ 348: 39). والرازي: صدوق سيء الحفظ. انظر: التقريب (2/ 406: 19). فطرق حديث أبي رافع ضعيفة. لكن ضعفها منجبر. قال الهيثمي في المجمع (8/ 314)، باب قوله -صلى الله عليه وسلم- ناولني الذراع: رواه أحمد والطبراني من طرق. ورواه في الأوسط باختصار. وأحد إسنادي أحمد حسن. اهـ. 2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه أحمد (2/ 517)، عن الضحاك، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة بنحوه. ومحمد بن عجلان: صدوق. إلَّا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. انظر: التقريب (2/ 190: 524). وأبوه عجلان مولى فاطمة المدني: لا بأس به. انظر: التقريب (2/ 16: 130). وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 437: 347)، عن عبد الله بن محمد بن جعفر، عن عبدان. وسعيد بن راشد: ضعيف جدًا. انظر: اللسان (3/ 34). 3 - حديث أبي عبيد: أخرجه أحمد (3/ 484)، عن عفان، عن أبان العطار، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبي عبيد بنحوه. =
= وابن سعد في الطبقات (7/ 65)، ترجمة أبي عبيد: عن عفان ومسلم بن إبراهيم، عن أبان به بنحوه. والدارمي في سننه، باب ما أكرم به النبي -صلى الله عليه وسلم- في بركة طعامه (1/ 22)، عن مسلم بن إبراهيم به بنحوه. والطبراني في الكبير (22/ 335)، من طريق أبان به بنحوه. وشهر بن حوشب: صدوق. انظر: التقريب (1/ 355: 112). قال الهيثمي في المجمع (8/ 314): رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح غير شهر بن حوشب، وقد وثقه غير واحد. اهـ. 4 - حديث الرجل: أخرجه أحمد في مسنده (2/ 48)، عن إسماعيل، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن رجل من بني غفار، عن فلان وذكره. وفيه إبهام كما هو واضح. قال الهيثمي في المجمع (8/ 315). رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يسم. اهـ. وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (6/ 122): فيه انقطاع من هذا الوجه. اهـ. والحاصل أن طرق كل حديث ضعيفة ضعفًا منجبرًا. ولذا يمكن القول إن أقل أحوال هذا الحديث: الحسن لغيره.
3809 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (¬2) بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنه يُحَدِّثُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَايَعْتُهُ عَلَى الإِسلام، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ بَعَثَ جَيْشًا إِلَى قَوْمِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ارْدُدِ الْجَيْشَ، وَأَنَا لَكَ بِإِسْلَامِ قَوْمِي وَطَاعَتِهِمْ، فقال -صلى الله عليه وسلم- لِي: اذْهَبْ فَارْدُدْهُمْ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إن راحلتي قد كلَّت. فقال -صلى الله عليه وسلم- يَا أَخَا صُدَاءٍ، إِنَّكَ لَمُطَاعٌ فِي قَوْمِكَ. فقلت: بل الله تعالى هَدَاهُمْ (¬3) بِكَ للإِسلام. فَقَالَ لِي (¬4) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَفَلَا أُؤَمِّرُكَ (¬5) عَلَيْهِمْ. فقلت (¬6): بلى يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَكَتَبَ (¬7) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كتابًا لي فأمرني. قال: فقلت (¬8) يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر لي بشيء من صدقاتهم، فكتب لي عرو كتابًا آخر. قال الصدائي رضي الله عنه وكان ذلك في بعض أسفاره (¬9)، فنزل إليك مَنْزِلًا. فَأَتَاهُ أَهْلُ الْمَنْزِلِ (¬10) يَشْكُونَ عَامِلَهُمْ، وَيَقُولُونَ: يا رسول الله، أخذنا بشيء كان بينه وبين قومه (¬11) في ¬
الجاهلية، قَالَ (¬12) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَفَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬13) إِلَى أَصْحَابِهِ وَأَنَا فِيهِمْ. فَقَالَ: لَا خَيْرَ فِي الإِمارة لِرَجُلٍ مؤمن. قال الصدائي رضي الله عنه: فدخل قوله -صلى الله عليه وسلم- في نفسي. ثم أتاه فيهم آخر فسأله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أعطني. فقال (¬14) -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى فَصُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ. فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَاتِ (¬15) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إن الله جل وعلا لَمْ يَرْضَ فِيهَا بِحُكْمِ (¬16) نبيٍّ وَلَا غَيْرِهِ، حَتَّى حَكَمَ فِيهَا بِنَفْسِهِ. فجزَّأها، فَإِنْ كُنْتَ من تلك الأجزاء أعطيتك، أو أعطيناك بحقك (¬17)، قال الصدائي رضي الله عنه: فَدَخَلَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي، أَنِّي سَأَلْتُهُ وَأَنَا غنيٌّ. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَارَ بِنَا مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، فلزمته، وكنت قويًا، وكان أصحابه رضي الله عنهم يَنْقَطِعُونَ عَنْهُ وَيَسْتَأْخِرُونَ، حَتَّى لَمْ يبقَ مَعَهُ أحدٌ غَيْرِي، فَلَمَّا كَانَ أَوَانُ أَذَانِ الصُّبْحِ أمرني -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَذَّنْتُ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أقيم يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فينظر (¬18) -صلى الله عليه وسلم- إِلَى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ، إِلَى الْفَجْرِ، فَيَقُولُ: لَا، حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَبَرَّزَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إليَّ وقد تلاحق أصحابه رضي الله عنهم فقال -صلى الله عليه وسلم-: هَلْ مِنْ مَاءٍ يَا أَخَا صُدَاءٍ؟ قُلْتُ: لا، إلَّا شيء ¬
قليل لا يكفيك (¬19) قال -صلى الله عليه وسلم-: اجْعَلْهُ فِي [إِنَاءٍ ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ، فَفَعَلْتُ] (¬20) فوضع كفَّه -صلى الله عليه وسلم- فِي الإِناء، فَرَأَيْتُ بَيْنَ كُلِّ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أصابعه -صلى الله عليه وسلم- عينًا تفور (¬21)، فقال: يا أخا صداء، لولا أني استحيي من ربي عزَّ وجلّ لسقينا واستقينا، فَنَادِ فِي أَصْحَابِي، مَنْ كَانَ (¬22) لَهُ حَاجَةٌ في الْمَاءِ؟ فَنَادَيْتُ، فَأَخَذَ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ، ثُمَّ قام -صلى الله عليه وسلم- إلى الصلاة. فأراد بلال رضي الله عنه أَنْ يُقِيمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ أذَّن فَهُوَ يقيم (¬23). قال الصدائي رضي الله عنه: فأقمت الصلاة، فلما قضى -صلى الله عليه وسلم- الصَّلَاةَ أَتَيْتُهُ بِالْكِتَابَيْنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أعفني من هذين الكتابين. قال -صلى الله عليه وسلم-: وَمَا بَدَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ تَقُولُ: لَا خَيْرَ فِي الإِمارة لِرَجُلٍ مؤمن، وأنا أؤمن باللهِ وَرَسُولِهِ. وَسَمِعْتُكَ تَقُولُ لِلسَّائِلِ: مَنْ (¬24) سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى (¬25) فَهُوَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَدَاءٌ. فِي الْبَطْنِ. وَقَدْ سَأَلْتُكَ وَأَنَا غنيٌّ. قال -صلى الله عليه وسلم-؟ فَهُوَ ذَاكَ. فَإِنْ شِئْتَ فَاقْبَلْ، وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْ، فَقُلْتُ: بَلْ أَدَعُ. فَقَالَ لِي (¬26) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُؤَمِّرُهُ عَلَيْكُمْ، فَدَلَلْتُهُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِ فامَّره عَلَيْنَا. ثُمَّ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إنَّ لَنَا بِئْرًا إذا كان ¬
الشِّتَاءُ وَسِعَنَا مَاؤُهَا. وَاجْتَمَعْنَا عَلَيْهَا، وَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ قلَّ مَاؤُهَا. فتفرَّقنا عَلَى (¬27) مِيَاهٍ حَوْلَنَا، وقد أسلمنا، وكل من حولنا عدو (¬28)، فادع الله تعالى لَنَا فِي بِئْرِنَا أَنْ يَسَعَنَا مَاؤُهَا فَنَجْتَمِعَ عليها ولا نتفرق. فدعاء -صلى الله عليه وسلم- بست حصيات فتركهن في يده ودعا فيهن، ثم قال -صلى الله عليه وسلم- اذْهَبُوا بِهَذِهِ الْحَصَيَاتِ (¬29)، فَإِذَا أَتَيْتُمُ الْبِئْرَ فَأَلْقُوهَا واحدة واحدة، واذكروا اسم الله تعالى. قال الصدائي رضي الله عنه: فَفَعَلْنَا. قَالَ: فَمَا اسْتَطَعْنَا بَعْدُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى قَعْرِهَا. * أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ بَعْضَهُ مفرَّقًا. ¬
3809 - درجته: ضعيف لضعف الإفريقي. قال البوصيري: رواه البيهقي في الكبرى. ومدار طرق هذا الحديث على الإفريقي، وو ضعيف. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (5/ 207)، باب كراهية الولاية: قلت: في السنن طرف منه، ورواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف، وقد وثقه أحمد بن صالح. ورد على من تكلم فيه، وبقية رجاله ثقات. اهـ.
تخريجه: تقدم الكلام عليه في الحديث رقم (3801). ولكن ذكر هنا زيادة في آخره وهي قصة البئر. ولها شاهد في الصحيح من حديث البراء. ولفظه: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أربع عشرة مائة، والحديبية بئر. فنزحناها فلم نترك فيها قطرة. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأتاها فجلس على شفيرها، ثم دعا بإناء =
= من ماء فتوضأ ثم مضمض ودعا، ثم صبه فيها. فتركناها غير بعيد، ثم إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا. أخرجه البخاري في المناقب، باب علامات النبوة في الإِسلام (2/ 522: 3577)، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية (3/ 127: 4150، 4151)، بنحو اللفظ المتقدم.
3810 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ -وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى-، قَالَا: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، ثنا عبد الله بن عبد الله ابن أبي طلحة. عن أنس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ فِيمَا دَعَا لِي النَّبِيُّ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "اللهم آته مَالًا وَوَلَدًا"، فَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَصَابَ مِنْ لِينِ الْعَيْشِ أَفْضَلَ مِمَّا أَصَبْتُ. وَلَقَدْ دَفَنْتُ بِكَفَّيَّ هَاتَيْنِ مِنْ وَلَدِي أَكْثَرَ مِنْ مِائَةٍ. لَا أَقُولُ لَكُمْ: فِيهِ وَلَدُ وَلَدٍ، وَلَا سَقْطٌ. * هَذَا الْحَدِيثُ مُخَرَّجٌ عِنْدَهُمْ بِغَيْرِ هَذَا اللفظ. ¬
3810 - درجته: حسن لحال سعيد بن عبد الرحمن الجمحي لأنه صدوق. قال البوصيري: رواه أبو يعلى بسند صحيح على شرط مسلم.
تخريجه: الحديث في الصحيحين والترمذي من رواية أنس أيضًا. فقد أخرجه البخاري في: كتاب الصوم، باب من زار قومًا فلم يفطر عندهم (2/ 54: 1982)، ولفظه عن أنس: "فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلَّا دعا له به، اللهم ارزقه مالًا وولدًا. وبارك له، فإني لمن أكثر الأنصار مالًا، وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم الحجاج البصرة بضع وعشرون ومائة. وفي الدعوات، باب: "وصل عليهم" (4/ 160: 6334)، ولفظه: "اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته" (4/ 161)، باب دعوته -صلى الله عليه وسلم- لخادمه بطول العمر وبكثرة المال (6344)، باللفظ السابق. وفي باب الدعاء بكثر المال والولد مع البركة (4/ 168: 6378)، باللفظ السابق، وفي باب الدعاء بكثرة الولد مع البركة (4/ 198: 6380)، باللفظ السابق. =
= وهو عند مسلم في الصحيح، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أنس رضي الله عنه (5/ 348: 144)، و (145، 146)، ولفظ الأخير: إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون نحو المائة اليوم. وأخرجه الترمذي في سننه: المناقب، باب مناقب أنس (5/ 346: 2917)، ولفظه: "اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته". كلهم من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنس، إلَّا البخاري في الحديث رقم (1982)، فهو من طريق حميد، عن أنس، ومسلم في إحدى طرق الحديث رقم (144)، فهو من طريق شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس، ورقم (145)، فهو من طريق ثابت، عن أنس و (146)، فهو من طريق إسحاق عن أنس. واللفظ عندهم مختلف كما ترى.
3811 - حدّثنا (¬1) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: ذَكَرَ أَبِي (¬2) ولا أراني (¬3) سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ (¬4) الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عن جابر رضي الله عنهما قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي السُّوقِ، إِذِ (¬5) امْرَأَةٌ قَدْ أَخَذَتْ بِعَنَانِ دَابَّتِهِ -وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي لَا يقربني، ففرق بيني وبينه. قال -صلى الله عليه وسلم-: ومن زَوْجُهَا؟ فَدَعَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فقال: مالك وَلَهَا؟ جَاءَتْ تَشْكُو مِنْكَ جَفَاءً، تَشْكُو مِنْكَ أَنَّكَ لَا تَقْرَبُهَا. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، والذي أكرمك، إن عهدي بها لهذه اللَّيْلَةَ. فَبَكَتِ الْمَرْأَةُ، وَقَالَتْ: كَذَبَ. فَفَرِّقْ (¬6) بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَإِنَّهُ مِنْ أَبْغَضِ خَلَقِ اللَّهِ إِلَيَّ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ أَخَذَ بِرَأْسِهِ وَرَأْسِهَا (¬7)، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَدْنِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ. قال جابر رضي الله عنه: فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَلْبَثَ، ثُمَّ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالسوق. وإذا بامرأة (¬8) تحمل أُدمًا (¬9) فلما رأته -صلى الله عليه وسلم- طرحت الأدم، وأقبلت إلى النبي فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ منه، إلَّا أنت. ¬
= 3811 - درجته: ضعيف لضعف يوسف، وهو منقطع، إذ عبيد الله لم يسمعه من أبيه كما صرح هو. قال البوصيري (3/ ق 39 أ)، رواه أبو يعلى بسند منقطع. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 271)، باب بركة دعائه -صلى الله عليه وسلم-: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير يوسف بن محمد بن المنكدر. وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه جماعة. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 156)، ترجمة يوسف بن محمد، عن أبي يعلى به بمثله. وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 460: 387)، عن سليمان بن أحمد، عن بشر بن موسى، عن عبد الله بن الزبير الحميدي، عن أبي الحسن علي بن علي اللهبي، عن محمد بن المنذر، عن جابر بنحوه. وعلي بن علي: ضعيف جدًا. انظر: (4/ 282). وله شاهد عن ابن عمر بنحوه. أخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 428)، باب ما جاء في دعائه لزوجين، أحدهما يبغض الآخر بالألفة واستجابة الله دعاءه فيهما، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي عبد الله محمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسماعيل الترمذي، عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن علي بن علي اللهبي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذئب عن نافع، عن ابن عمر بنحوه وذكر أن الذي كان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- هو عمر رضي الله عنه. قال البيهقي: تفرد به علي بن علي اللهبي، وهو كثير الرواية للمناكير. اهـ. وعلي تقدم أنه ضعيف جدًا.
3812 - حدّثنا (¬1): مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ عبد الله بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن أبيه، عن أبي طلحة رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْجُوعَ، فَخَرَجْتُ حتى أتيت أم سليم رضي الله عنها وهي أم أنس بن مالك رضي الله عنهم (¬2)، كانت تحت مالك أبي أَنَسٍ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنِّي عَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ (¬3) عندي شيء، وأشارت بكفها. فقال لها: اصنعي وانعمي، فأرسلت أنسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ (¬4): سَارِّهِ فِي أُذُنِهِ، وَادْعُهُ. فَلَمَّا أَقْبَلَ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-]: (¬5) أرسلك أَبُوكَ يَدْعُونَا يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه رضي الله عنهم اذهبوا باسم الله. قال: فأدبر أنس رضي الله عنه يشتد حتى أتى (¬6) أبا طلحة رضي الله عنه. فقال: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد أتاك في الناس. قال رضي الله عنه: فَخَرَجْتُ أَنَا وَهُوَ حَتَّى لَقِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَ الْبَابِ عَلَى مستراح الدرجة. فقلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. مَاذَا صَنَعْتَ بِنَا، إِنَّمَا عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الجوع، فصنعنا لك شيئًا تأكله. قال -صلى الله عليه وسلم-: ادْخُلْ وَأَبْشِرْ، قَالَ: فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَمَعَهَا فِي الصَّحْفَةِ بِيَدِهِ، ثم أصلحها، فقال -صلى الله عليه وسلم-، هل من؟ ¬
-كأنه يعني الأدم- قال: فأتوه -صلى الله عليه وسلم- بِعُكَّةٍ فِيهَا شَيْءٌ أَوْ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فَقَالَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ. فَأَسْلَتَ مِنْهَا السَّمْنُ، ثُمَّ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً عَشَرَةً، فَأَكَلُوا كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلْفَضْلِ الَّذِي فَضَلَ: كُلُوا أَنْتُمْ وَعِيَالُكُمْ فَأَكَلُوا وشبعوا.
3812 - درجته: حسن لحال محمد بن عبّاد، وشيخه، وشيخ شيخه. وقد ذكره البوصيري في (الإِتحاف 3/ ق 40 ب)، وسكت عليه. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 309)، باب معجزته -صلى الله عليه وسلم- في الطعام: رواه أبو يعلى والطبراني وزاد (هم زهاء مائة)، ورجالهما رجال الصحيح. اهـ.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 103: 4729)، عن إبراهيم البغوي، عن محمد بن عبّاد به بنحوه. وهو في الصحيح من حديث أنس. أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب الأيمان والنذور، باب إذا حلف أن لا يأتدم فأكل تمرًا بخبز (6688: 4/ 226). وفي المناقب، باب علامات النبوة في الإِسلام (3578: 2/ 523). ومسلم في الأشربة، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يشق برضاه (146 - 4/ 728). والترمذي في المناقب (5/ 255: 3709). كلهم عن أنس بنحو حديث أبي طلحة.
3813 - حدّثنا (¬1) شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ البرجمي، عَنْ أَبِي ظِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عن أُمه رضي الله عنهما (¬2) قَالَتْ: كَانَتْ لِي شَاةٌ فَجَمَعْتُ مِنْ سَمْنِهَا فِي عُكَّةٍ فَمَلَأْتُ الْعُكَّةَ، ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا (¬3) مع ربيبة (¬4)، فقلت: يا ربيبة (¬5) أبلغي هذه العكة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتدم بها. فانطلقت بها ربيبة (¬6) حَتَّى أَتَتْ (¬7) رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا سَمْنٌ بعثت به إليك أم سليم رضي الله عنها قال (¬8) -صلى الله عليه وسلم-: فَرِّغُوا لَهَا عُكَّتَهَا، فَفُرِّغَتِ الْعُكَّةُ، فَدُفِعَتْ إِلَيْهَا، فانطلقت فجاءت أُم سليم رضي الله عنها فَرَأَتِ الْعُكَّةَ مُمْتَلِئَةً تَقْطُرُ، فَقَالَتْ أُم سُلَيْمٍ رضي الله عنها: يا ربيبة. أَلَيْسَ أَمَرْتُكِ أَنْ تَنْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهَا؟ قَالَتْ: قَدْ فَعَلْتُ. فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقِينِي فَانْطَلِقِي فَسَلِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَانْطَلَقَتِ أُم سليم رضي الله عنها ومعها ربيبة. فقالت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بَعَثْتُ إِلَيْكَ (¬9) مَعَهَا بِعُكَّةٍ فِيهَا سَمْنٌ (¬10)، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: قد فعلت. جاءت بها، فقالت: والذي بعثك بالحق ¬
وَدِينِ الْحَقِّ إِنَّهَا لَمُمْتَلِئَةٌ تَقْطُرُ سَمْنًا. فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم- (¬11): أَتَعْجَبِينَ أَنْ كَانَ اللَّهُ أَطْعَمَكِ كَمَا أَطْعَمْتِ نبيه، كلي وأطعمي، قالت رضي الله عنها: فجئت البيت فقست في قعب (¬12) (¬13) لنا كذا وكذا، وتركتها، فِيهَا (¬14) مَا ائْتَدَمْنَا بِهِ شَهْرًا أَوْ شَهْرَيْنِ. ¬
3813 - درجته: ضعيف لضعف أبي ظلال. وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ق 40 ب)، وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف محمد بن زياد اليشكري. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 312)، باب معجزته -صلى الله عليه وسلم- في الطعام: رواه أبو يعلى والطبراني إلَّا أنه قال: زينب، بدل ربيبة. وفي إسنادهما محمد بن زياد البرجمي وهو اليشكري. وهو كذاب. اهـ. وهو وهم منهما، فاليشكري من رجال الستة، والبرجمي غيره. ثم هو إغفال لحال أبي ظلال.
تخريجه: الحديث مروى عن أنس، وأم مالك، وأم أوس، وأبي هريرة، وحمزة بن عمرو. أما حديث أنس فأخرجه أبو يعلى كما مر، وأبو نعيم في الدلائل، في ذكر ما ظهر لأصحابه -صلى الله عليه وسلم- في حياته (2/ 558: 499)، من طريق شيبان به بنحوه. ولم أره عند الطبراني كما عزاه إليه الهيثمي. =
= وأما حديث أم مالك فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الفضائل (11/ 494: 11809)، عن ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ رجل حدثه عن أم مالك، فذكر نحو الحديث السابق. وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 559: 500)، من طريق ابن أبي شيبة. لكن قال فيه عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جعدة، عن جدته، عن أم مالك. وفيه عطاء بن السائب مختلط. وأما حديث أم أوس فأخرجه الطبراني في الكبير (25/ 151: 363)، عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، عن عصمة بن سليمان الحراز، عن خلف بن خليفة، عن أبي هاشم الرماني، عن أوس بن خالد، عن أم أوس فذكر نحوه. قال الهيثمي في المجمع (8/ 313)، وفيه عصمة بن سليمان، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. اهـ. وهو عند البيهقي في الدلائل، باب ما ظهر فيما خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على عائشة من الشعير وفيما أعطى الرجل من الشعير وفيما بقي عند المرأة من السمن في العكة (6/ 115)، من طريق خلف به بنحوه. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 123)، جماع أبواب دعوات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأطعمة والأشربة، باب فيما ظهر من الكرامات على أم شريك، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن عبد الأعلى، عن أبي المساور القرشي، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي هريرة، فذكر قصة طويلة لأم شريك، وفيها قصة العكة. وأما حديث حمزة بن عمرو: فأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 159: 2992)، عن محمد بن نضر الصائغ، عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن سفيان بن حمزة، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حمزة، عن أبيه فذكر نحوه. =
= وعن الحسين بن إسحاق التستري، عن حمزة بن مالك، عن سفيان به بنحوه. وبرقم (2993)، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن يزيد بن يحيى بن يزيد، عن أبي بكر بن محمد بن حمزة، عن أبيه، عن جده ومحمد بن حمزة قال عنه في التقريب (2/ 156: 157)، مقبول. ولما تقدم كله شاهد عن جابر رضي الله عنه في صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب معجزاته -صلى الله عليه وسلم- (5/ 138: 7)، (نووي)، ولفظه عنه: "إن أم مالك كانت تهدي للنبي -صلى الله عليه وسلم- في عكة لها سمنًا فيأتيها بنوها فيسألون الأدم وليس عندهم شيء، فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه للنبي -صلى الله عليه وسلم- فتجد فيه سمنًا، فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته. فأتت النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقال: عصرتيها؟ قالت: نعم. قال: لو تركتيها ما زال قائمًا. وعلى هذا فالحديث في درجة الصحيح لغيره.
5 - باب شهادة الشجرة بنبوته -صلى الله عليه وسلم- وطاعتها
5 - باب شهادة الشجرة بنبوته -صلى الله عليه وسلم- (¬1) وَطَاعَتِهَا 3814 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬2): حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ. ثنا أَبُو حيان التيمي، عن عطاء ابن أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ؟ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قال: ومن يشهد لك؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: هَذِهِ الشَّجَرَةُ. فَدَعَاهَا وَهِيَ عَلَى شَاطِئِ الْوَادِي، فجاءت تجد (¬3): السير حتى قامت بين يديه -صلى الله عليه وسلم- فَاسْتَشْهَدَهَا، فَشَهِدَتْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا. فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: آتِي قَوْمِي فَإِنْ تَابَعُونِي أَتَيْتُكَ بِهِمْ وإلاَّ رَجَعْتُ إِلَيْكَ فَأَكُونُ مَعَكَ. [2] وقال البزّار (¬4): حدّثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ. [3] وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ: حدّثنا عبد الله بن عمر الجعفي. ¬
قَالَا: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ بِهِ. * وَصَحَّحَهُ (¬5) ابْنُ حبّان. ¬
3814 - درجته: ضعيف لأمرين: 1 - أبو هشام ضعيف. 2 - رواية عطاء، عن ابن عمر مرسلة. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 38 ب)، رواه أبو يعلى بسند صحيح، والبزار، والطبراني، وابن حبّان في صحيحه. اهـ. وقال البيهقي في المجمع (8/ 295)، باب شهادة الشجرة بنبوته -صلى الله عليه وسلم-: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. ورواه أبو يعلى والبزار. اهـ. لكن تقدم أنه مرسل.
تخريجه: أخرجه الدارمي في السنن، باب ما أكرم الله به نبيه من إيمان الشجر به (1/ 9)، عن محمد بن طريف. وابن حبّان في صحيحه كما في الإِحسان، باب المعجزات، ذكر شهادة الشجر للمصطفى -صلى الله عليه وسلم- (8/ 150: 6471)، عن الحسن بن سفيان، عن عبد الله بن عمر الجعفي. والطبراني في الكبير (12/ 431: 13582)، عن الفضل بن أبي روح، عن ابن عمر الجعفي. والبيهقي في الدلائل، باب مشي العذق الذي دعاه محمد -صلى الله عليه وسلم- إليه (6/ 14)، من طريق ابن عمر الجعفي. كلاهما عن ابن فضيل به بنحوه. وقد خالف أحمد بن عمران الأخنسي بن فضيل في روايته عن أبي حيان لهذا الحديث. =
= فقد أخرجه القاضي عياض في الشفا (1/ 420)، باب في كلام الشجرة وشهادتها. عن أحمد بن محمد بن غلبون، عن أبي عمر الطلمنكي، عن أبي بكر ابن المهندس، عن أبي قاسم البغوي، عن أحمد بن عمران الأخنسي، عن أبي حيان، عن مجاهد، عن ابن عمر بلفظه السابق. لكن الأخنسي ضعيف كما في اللسان (1/ 254)، فرواية ابن فضيل أولى من روايته. وقد تقدم أن هذه الطريق عن ابن عمر ضعيفة. إذ عطاء يرسل عن ابن عمر، لكن ضعفها منجبر. وللمتن شاهد عن ابن عباس، وآخر عن بريدة. أما المروي عن ابن عباس فلفظه: "أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ من بني عامر، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أرني الخاتم الذي بين كتفيك فإني من أطب الناس. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "ألا أريك آية؟ قال: بلى. قال: فنظر إلى نخلة فقال: ادع ذلك العذق. قال؟ فدعاه. فجاء ينقز حتى قام بين يديه. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ارجع فرجع إلى مكانه، فقال العامري: يا آل بني عامر، ما رأيت كاليوم رجلًا أسحر". أخرجه أحمد (1/ 223)، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عنه بنحوه. ورجاله كلهم ثقات أئمة. وأخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 15)، من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن أبي معاوية. وأخرجه الدارمي في السنن (1/ 13)، عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير وأبي معاوية، عن الأعمش. به بنحوه. والبيهقي في الدلائل (6/ 16)، من طريق محمد بن عمير، عن ابن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش بنحوه. وقد تابع سماك الأعمش، عن أبي ظبيان. =
= أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 3)، ترجمة حصين بن جندب أبي ظبيان، عن محمد بن سعيد، عن شريك، عن سماك، عن أبي ظبيان به بنحوه. والترمذي في السنن، كتاب المناقب (5/ 254: 3707)، عن محمد بن إسماعيل به بنحوه. وقال حسن غريب صحيح. والحاكم في المستدرك (2/ 620)، كتاب التاريخ، باب نزول العذق من النخلة، من طريق علي بن عبد العزيز عن محمد بن سعيد به بنحوه. وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وسكت الذهبي. والبيهقي في الدلائل (6/ 15)، من طريقه أيضًا. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 182)، باب علامات النبوة بعد الوحي من طريق شريك، به بنحوه. إلَّا أن الأعمش قد روي عنه غير الوجه الأول: فقد روي عنه، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنِ ابْنِ عباس بنحوه. أخرجه أبو يعلى في المسند (3/ 13: 2346)، عن إبراهيم بن الحجاج، عن عبد الواحد بن زياد، عنه به بنحوه. قال في المجمع (9/ 13)، رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج وهو ثقة. اهـ. وأبو نعيم في الدلائل (2/ 393: 297)، من طريق عبد الواحد به بنحوه. والبيهقي في الدلائل (6/ 17)، من طريقه أيضًا. وعبد الواحد بن زياد قال عنه في التقريب (1/ 526: 1383)، ثقة. في حديثه عن الأعمش وحده مقال. اهـ. وعلى هذا فالراجح هو الوجه الأول، وهو صحيح كما تقدم. وأما المروى عن بريدة: فأخرجه البزّار في مسنده كما في كشف الأستار (3/ 132)، باب انقياد الشجر =
= له -صلى الله عليه وسلم- (2409)، عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ومحمد بن يزيد، عن عبد العزيز بن الخطاب، عن حبّان بن علي، عن صالح بن حبّان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، فذكر نحوه، ثم قال البزّار: لا نعلم من رواه عن صالح إلَّا حبّان. اهـ. وفيه حبّان بن علي قال عنه في التقريب (1/ 147: 98)، ضعيف. وصالح بن حبّان قال عنه في التقريب (1/ 358: 10)، ضعيف. قال الهيثمي في المجمع (9/ 13)، باب في معجزاته -صلى الله عليه وسلم- في الحيوانات والشجر، رواه البزّار وفيه صالح بن حبّان وهو ضعيف. اهـ. وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 390: 291)، ذكر ما روي في تسليم الأشجار وإطاعتهن له. من طريق حبّان بن علي، عن صالح به بنحوه. والخلاصة أن الحديث في درجة الصحيح لغيره بشاهده المروي عن ابن عباس ويشهد له أيضًا حديث جابر الذي في صحيح مسلم. وقد تقدم ذكره.
3815 - [1] وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا إبراهيم بن الحىاج ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أبي رافع، عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كَانَ بِالْحَجُونِ. وَهُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرِنِي الْيَوْمَ آيَةً لَا أُبالي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي، فَقِيلَ لَهُ: نَادِ شَجَرَةً. فنادى -صلى الله عليه وسلم- شَجَرَةً مِنْ قِبَلِ عَقَبَةِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ (¬2)، فَجَاءَتْ تَشُقُّ الْأَرْضَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ، ثم أمرها فذهبت. قال: فقال -صلى الله عليه وسلم-. مَا أُبالي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي. [2] وقال البزّار (¬3) حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا حماد به. [3] قال: وحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ فَذَكَرَهُ بِلَفْظٍ: كَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالحجون فرد عليه المشركون فقال -صلى الله عليه وسلم-: اللَّهُمَّ أَرِنِي آيَةً، فَقَالَ: ادْعُ شَجَرَةً. فَدَعَا -صلى الله عليه وسلم- شجرة. وقال فيه: ثم أمرها -صلى الله عليه وسلم- فَرَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يروى عن عمر رضي الله عنه إلَّا بهذا الإِسناد. (161) وحديث أُسامة (¬4) رضي الله عنه في الباب الذي قبله. ¬
3815 - درجته: ضعيف لضعف علي بن زيد. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 38 ب)، رواه =
= أبو يعلى والبزار. ومدار إسنادهما على علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 13)، باب في معجزاته -صلى الله عليه وسلم- في الشجر والحيوانات: رواه البزّار وأبو يعلى، وإسناد أبي يعلى حسن. اهـ. وهو تساهل.
تخريجه: أخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 289: 295). والبيهقي في الدلائل (6/ 13)، باب مشي العذق الذي دعاه محمد -صلى الله عليه وسلم- حتى وقف بين يديه ثم رجوعه إلى مكانه بإذنه. كلاهما من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ به بنحوه. وهو عند ابن سعد في الطبقات (1/ 170)، باب علامات النبوة بعد نزول الوحي، عن عفان، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن أبي زَيْدِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- دعا الشجرة، وذكره بنحوه. وعلي بن زيد ضعيف. لكن له شاهد من حديث جابر أنه -صلى الله عليه وسلم- أمر شجرتين فانقادتا له. تقدم ذكر هذا الشاهد في الحديث رقم (162)، وأنه عند مسلم في صحيحه (5/ 859). وعليه فقصة مشي الشجرة في درجة الصحة، كما في هذا الحديث الذي قبله. وفي هذا رد على الدكتور محمد خليل هراس في تحقيقه لكتاب الخصائص للسيوطي. حيث زعم في (1/ 302)، عدم صحة هذه الأحاديث. وعبارته: هذه كلها أحاديث لم يصح منها شيء. اهـ. وهذا قول باطل. وقد تكرر ذلك منه في غير ما موضع يجعل العقل حكمًا في مثل هذه الأحاديث والمعجزات النبوية. فغفر الله له.
6 - باب إطلاع الله تعالى إياه -صلى الله عليه وسلم- على ما يتكلم به أعداؤه وغيرهم في غيبته
6 - باب إطلاع الله تعالى إياه -صلى الله عليه وسلم- عَلَى مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ أَعْدَاؤُهُ وَغَيْرُهُمْ فِي غيبته (¬1) 3816 - قال الحارث: حدّثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي (¬2) الرِّجَالِ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كان أبو سفيان رضي الله عنه جَالِسًا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ بَعْضِ بُيُوتِهِ مُلْتَحِفًا في ثوب. فقال أبو سفيان رضي الله عنه وَهُوَ فِي مَكَانِهِ: لَيْتَ شِعْرِي بأيِّ شَيْءٍ غَلَبْتَنِي؟. قَالَ: فَأَقْبَلَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى ضَرَبَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: غلبتك بالله عزَّ وجلّ قال رضي الله عنه: أشهد أنك رسول الله. ¬
3816 - درجته: ضعيف لأنه مرسل، إذ عبد الله لم يحضر القصة. وقد أورده البوصيري في الإِتحاف (3/ق 33 ب)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن عساكر في تاريخه (8/ 257)، ترجمة أبي سفيان: من طريق ابن =
= أبي الرجال عن عبد الله بنحوه. وله شاهد من حديث وابصة الأسدي: لفظه: "جئت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسأله عن البر والإِثم. فقال: جئت تسأل عن البر والإِثم. فقلت: والذي بعثك بالحق ما جئتك أسألك عن غيره. فقال: البر ما انشرح له صدرك، والإِثم ما حال في صدرك وإن أفتاك الناس". أخرجه أحمد في مسنده (4/ 227)، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن وابصة باللفظ المتقدم. ورجاله ثقات. ومعاويه ثقه. وهذا يرقى أثر الباب إلى درجة الصحيح لغيره. والأخبار التي جاءت بإطلاع الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- على ما في نفوس بعض أصحابه رويت من غير وجه.
7 - باب إعلامه -صلى الله عليه وسلم- بالخلفاء بعده
7 - باب إعلامه -صلى الله عليه وسلم- بِالْخُلَفَاءِ بَعْدَهُ 3817 - قَالَ الْحَارِثُ وَأَبُو يَعْلَى (¬1) جَمِيعًا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ (¬2)، عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-, رضي الله عنه قال: لما بَنَى (¬3) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَسْجِدَ وَضَعَ حَجَرًا، ثُمَّ قَالَ: لِيَضَعْ أَبُو بكر حجره (¬4)، ثم ليضع عمر رضي الله عنه حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ قال -صلى الله عليه وسلم-: لِيَضَعْ عُثْمَانُ حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ (¬5) عُمَرَ رضي الله عنه، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: هؤلاء. .الخلفاء من بعدي. ¬
3817 - درجته: حسن من أجل الحماني، وحشرج. فهما صدوقان.
3818 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مطيع، ثنا هشيم، عن العوام، عن جدته (¬2)، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا أسَّس رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ جَاءَ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وجاء أبو بكر رضي الله عنه بحجر فوضعه، وجاء عمر رضي الله عنه بحجر فوضعه، وجاء عثمان رضي الله عنه بحجر فوضعه. قال: فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: "هَذَا أَمْرُ الْخِلَافَةِ مِنْ بعدي" (¬3). ¬
3818 - درجته: ضعيف لوجود مبهم في إسناده وهي جدة العوام ولعنعنة هشيم وهو مدلس من الثالثة. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ 76 أ): رواه الحارث وأبو يعلى الموصلي بسند صحيح. والبزار والحاكم وصححه بلفظ آخر. اهـ. وهذا تساهل. وذكر الهيثمي الثاني في كتاب الخلافة، باب الخلفاء الأربعة (5/ 179)، وقال: رجاله رجال الصحيح، غير التابعي فإنه لم يسم. اهـ.
تخريجه: الحديث مروي عن ثلاثة من الصحابة. 1 - عن سفينة رضي الله عنه. أخرجه الحارث، وأبو يعلى كما مر. وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 277)، ترجمة حشرج. عن أبي يعلى به. وابن عدي في الكامل (2/ 439)، ترجمة حشرج: عن محمد بن إبراهيم السراج، عن يحيى الحماني به بنحوه. =
= ونقل قول البخاري: وهذا لم يتابع عليه؛ لأن عمر وعليًا قالا: لم يستخلف النبي -صلى الله عليه وسلم-. اهـ. وهذا القول هو في الضعفاء الصغير للبخاري (ص 42: 99)، ترجمة حشرج. وتعقبه ابن عدي هنا بطريق قطبة وستأتي. وأخرجه ابن الجوزي في العلل (1/ 210: 331)، كتاب الفضائل، من طريق ابن عدي به. وقال: لا يصح. ونقل كلام البخاري وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 640)، من طريق السراج به. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 297)، ترجمة حشرج: عن محمد بن إسماعيل، عن يحيى به بنحوه. ونقل قول البخاري. وابن أبي عاصم في السنة (2/ 550: 1157)، عن أحمد بن الفرات، عن يحيى به بنحوه. وضعفه الألباني وقال: علته الحشرج بن نباتة. اهـ. وهو صدوق كما تقدم. كما أخرجه البيهقي في الدلائل، جماع أبواب المبعث، باب ما أخذ عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- عند بناء مسجده (2/ 553)، من طريق يحيى به بنحوه. والحاكم في المستدرك، كتاب الهجرة، باب إخباره -صلى الله عليه وسلم- بولاة الأمر من بعده (3/ 13)، من طريق عبد الله بن المبارك، عن حشرج به بنحوه. وقال: صحيح الإِسناد. ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وعن الحاكم أخرجه البيهقي في الدلائل، الموضع السابق. 2 - عن عائشة رضي الله عنها ولفظه قريب من الأول. أخرجه أبو يعلى كما سبق. وهو ضعيف لوجود مبهم في إسناده. ولعنعنة هشيم. لكنه يترقى بحديث سفينة السابق. كما أخرجه الحاكم في المستدرك- فضائل عثمان (3/ 96)، عن أبي علي =
= الحافظ، عن أبي بكر محمد بن سليمان، عن أبي عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عمه، عن يحيى بن أيوب، عن هشام بن محمد بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وإنما اشتهر بإسناد واهٍ من رواية محمد بن الفضل بن عطية، فلذلك هجر. اهـ. قال الذهبي: فيه أحمد ابن أخي ابن وهب، وهو منكر الحديث، وهو ممن نقم على مسلم إخراجه في الصحيح. ويحيى بن أيوب، وإن كان ثقة فقد ضعف. ثم لو صح هذا لكان نصًا في خلافة الثلاثة. ولا يصح بوجه، لأن عائشة لم تكن يومئذٍ دخل بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي محجوبة صغيرة، فقولها هذا يدل على بطلان الحديث. اهـ. والراويان المتكلم فيهما هما: أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: وثقه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وعبد الملك بن شعيب. وقال أبو حاتم: صدوق. لكن قال ابن عدي: رأيت شيوخ مصر مجمعين على ضعفه. وقال عبدان: كان مستقيم الأمر. وقال أبو حاتم: كتبنا عنه وأمره مستقيم، ثم خلط بعد. انظر: تهذيب التهذيب (1/ 47)، وقد ذكر الحافظ في التقريب (1/ 19: 78): صدوق تغير بآخره. اهـ. وعلى كل فأكثر ما يقال فيه: إنه ضعيف. وأما يحيى بن أيوب: فقد قال ابن معين، وأبو داود، والبخاري، ويعقوب بن سفيان، وإبراهيم الحربي: ثقة. وقال ابن معين: صالح وقال النسائي: ليس به بأس. وقال مرة: ليس بالقوي. وقال ابن سعد: منكر الحديث. وقال الدارقطني في بعض حديثه اضطراب. وقال الحاكم أبو أحمد: إذا حدث من حفظه يخطئ وما حدث من كتاب فليس به بأس. وقال ابن عدي: ولا أرى في حديثه إذا روى عن ثقة حديثًا منكرًا. وهو صدوق لا بأس به. انظر: التهذيب (11/ 163). =
= فالظاهر أنه صدوق. ولذا قال الحافظ في التقريب (2/ 343: 22)، صدوق ربما أخطأ. وعليه فآفة الحديث من أحمد بن عبد الرحمن. وتقدم أنه ضعيف. وضعفه منجبر بحديث عائشة عند أبي يعلى. فهو إن شاء الله في درجة الحسن لغيره. 3 - عن قطبة بن مالك: أخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 278)، ترجمة محمد بن الفضل. عن الحسن بن محمد بن أسلم. عن محمد بن الفضل، عن زياد بن علاقة، عن قطبة. وذكر نحو اللفظ المتقدم. وفيه محمد بن الفضل بن عطية. قال عنه في التقريب (2/ 200: 626)، كذبوه. ومن طريقه أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 440). وتعقب البخاري في تضعيف حديث سفينة السابق. تعقبه بإيراد هذه الطريق له. لكنها ضعيفة ضعفًا شديدًا كما هو واضح. كما أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 209: 330)، من طريقه. وقال: هذا حديث لا يصح. اهـ. ونقل قول بعض الأئمة في محمد بن الفضل. وخلاصة القول أن الحديث من طريق سفينة في درجة الحسن. وكذا من طريق عائشة رضي الله عنهما. ورد الحديث وتضعيفه من قبل الأئمة كان لأمور منها: 1 - ما قاله البخاري أن عمر وعليًا قالا: لم يستخلف رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَلَكِنْ لعل مرادهما رضي الله عنهما أنه لم يصرح بخلافة أبي بكر عند وفاته. ويمكن الجواب عن هذا مما ذكره شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنَّة (1/ 486)، حيث ذكر الخلاف في أمر الخلافة، هل ثبتت بالنص أو الاختيار. =
= ونقل عن القاضي أبي يعلى روايتين عن الإِمام أحمد: إحداهما: أنها ثبتت بالاختيار، قال: وبهذا قال جماعة من أهل الحديث. والمعتزلة، والأشعرية. والثانية: أنها تثبت بالنص الخفي والإِشارة. وبه قال الحسن البصري وجماعة من أهل الحديث. اهـ. ثم سرد النصوص الصحيحة التي تؤكد أن الخلافة ثبتت بالنص. ومنها ما أخرجه البخاري في الفضائل، باب: لو كنت متخذًا خليلًا (3/ 8)، حين قالت المرأة للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أرأيت إن جئت فلم أجدك؟ كأنها تريد الموت. قال: إن لم تجديني فأتي أبا بكر. وحديث نزع الذنوب من البئر، كما رأى -صلى الله عليه وسلم- في منامه. وهو حديث صحيح. وغيرهما من النصوص كاستخلافه في الصلاة، ونحو ذلك. ونقل ابن تيمية كلام ابن حزم في تأكيد كون الخلافة بالنص. ولعل المراد من هذا الحديث الذي رواه سفينة وعائشة رضي الله عنهما هو المراد من الأحاديث الصحيحة السابقة. وهو الإِشارة إلى الخلافة دون التصريح. قال الإِمام ابن تيمية في منهاج السنَّة (1/ 516): والتحقيق أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دل المسلمين على استخلاف أبي بكر، وأرشدهم إليه بأمور متعددة من أقواله وأفعاله -إلى أن قال:- فلو كان التعيين مما يشتبه على الأمة لبينه النبي -صلى الله عليه وسلم- بيانًا قاطعًا للعذر. لكن لما دلتهم دلالات متعددة على أن أبا بكر هو المتعين، وفهموا ذلك حصل المقصود. اهـ. وبين أنه -صلى الله عليه وسلم- ترك الكتاب لأبي بكر اكتفاء بعلم المؤمنين بذلك. وعلى هذا فرد الحديث لمجرد هذا القول فيه نظر. 2 - حديث عائشة وما قاله الذهبي من صغرها حينئذٍ. هذا قول مردود. إذ يمكن لعائشة أخذه من غيرها من الصحابة فيكون من باب مرسل الصحابي: وهو أمر معروف عند علماء المصطلح.
3819 - حدّثنا (¬1) أبو بهز، الصقر بن عبد الرحمن بن بِنْتِ (¬2) مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أنس رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَخَلَ إِلَى بُسْتَانٍ، فَجَاءَ آتٍ فدقَّ الْبَابَ، فقال -صلى الله عليه وسلم-: يَا أَنَسُ قُمْ فَافْتَحْ لَهُ وبشِّره بالجنَّة، وبشِّره بِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِي. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أعلمه؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: أعلمه. فإذا أبو بكر رضي الله عنه، قُلْتُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَأَبْشِرْ بِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ثم جاء آتٍ فدقَّ الباب، فقال -صلى الله عليه وسلم-: يَا أَنَسُ. فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً فَإِذَا عُمَرُ رضي الله عنه. فَقُلْتُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَبِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِ أبي بكر رضي الله عنه. قَالَ: ثُمَّ جَاءَ آتٍ فدقَّ الْبَابَ. فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: قم يَا أَنَسُ. قُمْ (¬3) فَافْتَحْ لَهُ وبشِّره بِالْجَنَّةِ، وبشِّره بالخلافة من بعد عمر رضي الله عنه وأنه مقتول. قال: فخرجت فإذا عثمان رضي الله عنه. فَقُلْتُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَبِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِ عمر رضي الله عنه وأنك مقتول. فدخل رضي الله عنه عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ له: يا رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَاللَّهِ مَا تغنَّيت وَلَا تمنَّيت (¬4) وَلَا مَسَسْتُ فَرْجِي منذ بايعتك. قال -صلى الله عليه وسلم-: هُوَ ذَاكَ يَا عُثْمَانُ". * هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ. ¬
قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ (¬5) أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ من طريق عبد الأعلى ابن أَبِي الْمُسَاوِرِ. وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ بَكْرِ بْنِ الْمُخْتَارِ. وَبَكْرٌ وَعَبْدُ الْأَعْلَى: وَاهِيَانِ. وَالصَّقْرِ أَوْهَى مِنْهُمَا. فَلَعَلَّهُ تَحَمَّلَهُ (¬6) عَنْ بَكْرٍ، أَوْ عَبْدِ الْأَعْلَى (¬7) فَقَلَبَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ لِيَرُوجَ (¬8)، وَلَوْ كَانَ هَذَا وَقَعَ مَا قال أبو بكر رضي الله عنه للأنصار رضي الله عنهم: قَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ الرَّجُلَيْنِ. عُمَرَ أَوْ أبو عبيدة رضي الله عنهما، ولا ما قال (¬9) عمر رضي الله عنه: الأمر شورى في ستَّة. ¬
3819 - درجته: موضوع لحال الصقر بن عبد الرحمن. كما قال الحافظ. وقال الهيثمي في المجمع (5/ 180). رواه أبو يعلى والبزار وفيه صقر بن عبد الرحمن وهو كذاب. اهـ. وقال البوصيري في الإِتحاف (2/ق 76 ب). رواه أبو يعلى، والبزار. وقال: ليس إسناده بالقوي. وله شواهد. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن حبّان في الثقات (8/ 322)، ترجمة صقر. عن أبي يعلى به بنحوه. =
= وابن عدي في الكامل (4/ 91)، عن أبي يعلى كذلك. والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 340)، ترجمة الصقر. من طريقه أيضًا. وكذا الحافظ في لسان الميزان (3/ 234)، ترجمة الصقر. من طريقه. ونقل عن ابن المديني أنه قال في الحديث: كذب موضوع. كما أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنَّة في باب ذكر خلافة عمر (2/ 557: 1168). وفي باب خلافة أبي بكر (2/ 546: 1150). وفي باب ذكر خلافة عثمان (2/ 558: 1170)، عن أبي بهز الصقر بن عبد الرحمن به بنحوه. وقال الشيخ الألباني في تخريجه: موضوع. وأبو نعيم في الدلائل، باب ما أخبر به -صلى الله عليه وسلم- من الغيوب (2/ 551: 488)، عن عبد الله بن محمد بن عطاء، عن ابن أبي عاصم به بنحوه. والحديث أخرجه البزّار كما في كشف الأستار، كتاب الإِمارة، باب الخلافة (2/ 226: 1573)، عن محمد بن المثنى، عن إبراهيم بن سليمان، عن بكر بن المختار، عن المختار به وذكر بعضه. ونقل عن البزّار قوله: إنما يعرف من حديث بكر بن المختار، ولم يتابع عليه. اهـ. وبكر بن المختار ضعيف كما تقدم. ومن طريق بكر أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 195)، ترجمة بكر. بنحوه. وابن الجوزي في العلل (1/ 208: 329)، كتاب الفضائل، باب أحاديث تجمع فضل أبي بكر وعمر وعثمان. وقال: هذا حديث لا يصح، ونقل كلام ابن حبّان عن بكر بن المختار. كما أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه كما في لسان الميزان (3/ 235)، عن سعيد بن سليمان، عن عبد الأعلي بن أبي المساور، عن المختار به بنحوه. =
= وعبد الأعلى متروك. وقد ذكر الحافظ في اللسان (3/ 235)، ترجمة الصقر، كلامًا نحو كلامه هنا. وهو أن الصقر سمعه من عبد الأعلى أو بكر، فجعله عن عبد الله بن إدريس ليروج له، أو سها. اهـ. وقد أخرجه البزّار في مسنده كما في كشف الأستار (2/ 225: 1572)، عن عمر بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن أبي عمر وعتبة بن أبي روق، عن أنس، فذكر نحوه. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنْ أَنَسٍ إلَّا من وجهين. أحدهما هذا، والآخر حدثناه محمد بن المثنى عن إبراهيم بن سليمان. فذكره. قال: وكلا الوجهين فليسا بالقويين، ولا نعلم روى أبو روق عن أنس إلَّا هذا. اهـ. وابن أبي روق لم أعرفه. مع أن الهيثمي في المجمع (5/ 180)، قال: وفي إسناد البزّار عتبة أبو عمرو ضعفه النسائي، وغيره، ووثقه ابن حبّان. وبقية رجاله ثقات. اهـ. والظاهر أنه غيره، فالذي ذكره الهيثمي من السادسة كما في التقريب (2/ 5: 28). وخلاصة القول أن الحديث من طريق أنس لا يثبت. قال أبو حاتم: هذا حديث باطل. انظر: العلل (2/ 387: 2671). وأصله في الصحيح من حديث أبي موسى بنحوه. لكن ليس فيه ذكر الخلافة. أخرجه البخاري في صحيحه الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر (4/ 320: 7096). وفي الآحاد باب "لا تدخلوا بيوت النبي" (4/ 355: 7262). وفي الفضائل، باب قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لو كنت متخذًا خليلًا" (3/ 12: 3674). وفي باب مناقب عثمان (3/ 18: 3695). ومسلم في صحيحه الفضائل، فضائل عثمان (5/ 263: 28 و 29). والترمذي في سننه المناقب، مناقب عثمان (5/ 214: 3794).
8 - باب حسن شمائله ووفاء عهده -صلى الله عليه وسلم-
8 - باب حسن شمائله (¬1) ووفاء عهده -صلى الله عليه وسلم- (162) حديث طارق بن عبد الله رضي الله عنه. تقدم في البيوع (¬2). 9 - باب معرفته -صلى الله عليه وسلم- بكلام البهائم 3820 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزبيري، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ رجل من جهينة، أو مزينة رضي الله عنه قَالَ: صلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْفَجْرَ، فَرَأَى قَرِيبًا مِنْ مِائَةِ ذِئْبٍ قَدْ أَقْعَيْنَ (¬3)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هَؤُلَاءِ وُفُودُ الذِّئَابِ تَسْأَلُكُمْ أَنْ ترضخوا (¬4) مِنْ فُضُولِ طَعَامِكُمْ، وَتَأْمَنُونَ (¬5) عَلَى مَا سِوَى ذلك. فشكوا ¬
إليه -صلى الله عليه وسلم- الحاجة، قال: فأذنوهن (¬6)، قال: فأذنوهن (¬7)، ولهن عواء. وتقدم في الذبائح حديث في الذئب (¬8). ¬
3825 - درجته: ضعيف؛ لأن المبهم إن كان صحابيًا، فلم يثبت لشمر لقاء أحد من الصحابة. إذ هو من السادسة. وإن لم يكن صحابيًا، فلم يحضر القصة.
تخريجه: أخرجه الدارمي في سننه (1/ 12)، باب ما أكرم الله به نبيه -صلى الله عليه وسلم- من إيمان الشجر به والبهائم. وأبو نعيم كما في البداية والنهاية (6/ 146). كلاهما من طريق سفيان به بنحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 480)، كتاب الفضائل (11785)، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن شمر قال: -صلى الله عليه وسلم- فذكره. وهو مرسل بلا ريب. وله شواهد. الأول: عن أبي هريرة رضي الله عنه، ولفظه: "جاء ذئب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأقعى بين يديه ثم جعل يبصبص بِذَنَبِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هذا وافد الذئاب جاء يسألكم أن تجعلوا له من أموالكم شيئًا". أخرجه البزّار في مسنده كشف الأستار، باب سؤال الذئب القوت، من كتاب علامات النبوة (3/ 143: 2432)، عن يوسف بن موسى، عن جرير بن عبد الحميد، =
= عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الأبرد الحارثي، عن أبي هريرة باللفظ المتقدم. قال البزّار: وهذا الذي زاده جرير لا نعلم أحدًا رواه غيره. وأبو الأبرد: مقبول. انظر: التقريب (1/ 271: 147). وأخرجه البيهقي في الدلائل، باب ما جاء في مجيء الذئب مجلس النبي -صلى الله عليه وسلم- يطلب شيئًا (6/ 39)، من طريق شعبة، وحبان بن علي، عن عبد الملك به بنحوه. وعزاه في الخصائص الكبرى (2/ 270)، إلى سعيد بن منصور. والثاني: عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ. بنحو اللفظ المتقدم، وفيه: قَالُوا: "يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ما تطيب أنفسنا له بشيء، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأصابعه الثلاث، أي خالسهم، فولى وله عَسَلان،، أي: اضطراب. أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 359)، في وقد السباع، قال فيه: قال محمد بن عمر، عن شعيب بن عبادة، عن المطلب. فذكره. وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 374: 272)، باب ذكر الأخبار من شكوى البهائم والسباع. عن أبي عمر ومحمد بن أحمد، عن الحسن بن الجهم، عن الحسين بن الفرج، عن محمد بن عمر الواقدي، عن رجل سماه، عن المطلب بنحوه. وفيه محمد بن عمر الواقدي: متروك. انظر: التقريب (2/ 194: 567). والثالث: عن حمزة بن أبي أسيد. ولفظه: "خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في جنازة رجل فإذا الذئب مفترش ذراعيه على الطريق، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هذا يستفرض فافرضوا له. قالوا: نرى رأيك يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: من كل سائمة شاة في كل عام. قالوا: كثير. فأشار إلى الذئب أن خالسهم، فانطلق الذئب". =
= أخرجه البيهقي في الدلائل -المكان المتقدم- عن الحسين بن الفضل، عن عبد الله بن جعفر، عن يعقوب بن سفيان، عن محمد بن وهب عمر بن أبي كريمة، عن مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عن الزهري، عن حمزة باللفظ المتقدم. وفيه محمد بن إسحاق بن يسار مدلس من الرابعة وقد عنعن. وبالنظر في مجموع الطرق نرى أنها منجبرة ما عدا طريق الواقدي. فهي بمجموعها إن شاء الله في درجة الحسن لغيره.
10 - باب طهارة دمه وبوله -صلى الله عليه وسلم-
10 - بَابُ طَهَارَةِ دَمِهِ وَبَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 3821 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا هُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ الله بن الزبير يحدث أن أباه رضي الله عنه حَدَّثَهُ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَحْتَجِمُ. فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: يَا عبد الله، اذهب بهذا الدم فادفنه (¬2) حَيْثُ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ، فَلَمَّا بَرَزَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَمَدَ إلى الدم فشربه، فلما رجع قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا عَبْدَ اللَّهِ (¬3). مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: جَعَلْتُهُ فِي أَخْفَى (¬4) مَكَانٍ علمت أنه يخفى عن الناس. قال -صلى الله عليه وسلم-: لعلك شربته؟ قال: نعم. قال -صلى الله عليه وسلم-: وَلِمَ شَرِبْتَ الدَّمَ، وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ (¬5): فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عَاصِمٍ فَقَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ (¬6) القوة التي به رضي الله عنه من ذلك الدم. [2] وقال البزّار (¬7): حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ به. ¬
3821 - درجته: الطريق الأول: ضعيف لضعف موسى بن محمد، وجهالة هنيد بن القاسم. الطريق الثاني: ضعيف لجهالة هنيد بن القاسم. وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 35 ب) وقال: رواه أبو يعلى والبزار بإسناد حسن. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 273)، باب من الخصائص: رواه أبو يعلى، والبزار باختصار، ورجال البزّار رجال الصحيح غير هنيد بن القاسم، وهو ثقة. اهـ. وهو تساهل.
3822 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عرعرة، ثنا ابن أبي فديك. [2] وقال البزّار (¬2): حدّثنا إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ -هُوَ ابنُ أَبِي فُدَيْكٍ- حَدَّثَنِي بُرَيَّهُ بْنُ عُمَرَ (¬3) بْنِ سَفِينَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي سفينة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- احْتَجَمَ، ثُمَّ قَالَ لِي: خُذْ هَذَا الدَّمَ وَادْفِنْهُ مِنَ الدَّوَابِّ والناس، فذهبت (¬4) فبغيت له ثم جئت. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ما صنعت؟ " قلت: شربته. فتبسم -صلى الله عليه وسلم-. ¬
3822 - درجته: الحديث ضعيف بالإِسنادين: أما إسناد أبي يعلى فلضعف بريه. وأما إسناد البزّار فلضعف إسحاق بن حاتم، وبريه. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 36 أ)، رواه أبو يعلى والبزار بسند ضعيف لجهالة بعض رواته. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 273)، رواه الطبراني والبزار باختصار الضحك. ورجال الطبراني ثقات.
تخريجه: الحديث مروى عن عبد الله بن الزبير، وسفينة، وعن غلام لبعض قريش، وعن أبي هند. 1 - حديث عبد الله بن الزبير: أخرجه أبو يعلى والبزار كما سبق من طريق =
= موسى بن إسماعيل. وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 414: 578)، عن محمد بن المثنى، عن موسى به بنحوه. كما أخرجه القرطبي في تفسيره (2/ 103)، تفسير قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ} "عنه به". وأبو نعيم في الحلية (1/ 330)، مناقب عبد الله، عن سليمان بن أحمد، عن دران بن سفيان البصري. ولم أقف عليه عند الطبراني كما عزاه إليه في المجمع إذ مسند عبد الله ليس في المطبوع. وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 554)، معرفة الصحابة، باب ذكر عبد الله بن الزبير، من طريق السري بن خزيمة. والبيهقي في السنن، كتاب النكاح، باب تركه -صلى الله عليه وسلم- الإِنكار على من شرب بوله ودمه (7/ 67)، من طريق محمد بن غالب. وابن عساكر في تاريخه، ترجمة عبد الله (9/ 242)، من ثلاث طرق. كلهم عن موسى به بنحوه. وهو ضعيف كما تقدم، من أصل موسى وهنيد. لكن له شواهد، عن أسماء، وعن سلمان رضي الله عنهما. أما المروى عن أسماء، فلفظه: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- احْتَجَمَ، فدفع دمه إلى ابني فشربه. فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخبره فقال: ما صنعت؟ قال: كرهت أن أصب دمك. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تمسك النار، ومسح على رأسه"، وقال: "وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ. وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ". قالت ذلك للحجاج. أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 228)، كتاب الطهارة، باب بيان الموضع الذي تجوز فيه الصلاة. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ العزيز، عن محمد بن حميد، عن علي بن =
= مجاهد، عن رباح، عن أسماء. وفيه علي بن مجاهد: متروك. انظر: التقريب (2/ 43: 403). ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (9/ 242)، ترجمة عبد الله. وأما المروى عن سلمان فلفظه أنه دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإذا عبد الله بن الزبير معه طشت يشرب ما فيه، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ما شأنك يا ابن أخي؟ قال: إني أحببت أن يكون من دم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جوفي. فقال: ويل لك من الناس وويل للناس منك. لا تمسك النار إلَّا قسم اليمين. أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 330)، ترجمة عبد الله عن محمد بن علي بن حبيش، عن أحمد بن حماد بن سفيان، عن محمد بن موسى الحرشي، عن سعد أبي عاصم مولى سليمان بن علي، عن كيسان مولى عبد الله بن الزبير، عن سلمان باللفظ المتقدم. وسعد أبو عاصم: ضعيف. انظر: اللسان (3/ 21). وكيسان لم أجد له ترجمة. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 242)، من طريق عبد الرحمن بن المبارك، عن سعد به بنحوه. وذكر الحافظ في التلخيص (1/ 42)، أن الحديث في جزء الغطريف، عن أبي خليفة، عن عبد الرحمن بن المبارك، عن سعد به بنحوه. وهذا الشاهد يشهد للمروي عن عبد الله. ويرتقي به إلى درجة الحسن لغيره. 2 - المروى عن سفينة. أخرجه أبو يعلى، والبزار كما سبق من طريق ابن أبي فديك. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 209)، ترجمة سفينة، عن عبد العزيز. وابن عدي في الكامل (2/ 64)، ترجمة برية. من طريق شريح بن يونس. والبيهقي في السنن (7/ 67)، كتاب النكاح، من طريقه. =
= وأخرجه ابن عدي في (5/ 53)، ترجمة عمر بن سفينة. من طريق الحسين بن عيسى والبيهقي في الشعب، باب في الملابس والأواني، فصل في دفنه الشعر والظفر والدم (5/ 233: 1489)، من طريق محمد بن عمر بن الوليد. أربعتهم عن ابن أبي فديك به بنحوه. وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 111)، ترجمة إبراهيم بن عمر. من طريق إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي، عن إبراهيم بن عمر بن سفينة به بنحوه. ويبقى فيه إبراهيم هذا ضعيف. 3 - المروى عن غلام لبعض قريش. لفظه عن ابن عباس: حجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غلام لبعض قريش، فلما فرغ من حجامته أخذ الدم فذهب به إلى ما وراء الحائط، فنظر يمينًا وشمالًا، فلما لم ير أحدًا تحسى دمه حتى فرغ، ثم أقبل، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في وجهه فقال: ويحك ما صنعت بالدم؟ قال: غيبته من وراء الحائط. قال: اين غيبته؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نفست على دمك أن أهرقه في الأرض، فهو في بطني. قال: اذهب فقد أحرزت نفسك من النار". أخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 59)، ترجمة نافع أبي هرمز: عن أيوب السختياني، عن شيبان، عن نافع أبي هرمز، عن عطاء، عن ابن عباس باللفظ المتقدم. ونافع هذا ضعيف كما في اللسان (6/ 174). 4 - المروى عن أبي هند الحجام، واسمه سالم. نحو الحديث السابق. ذكره الحافظ في التلخيص (1/ 41)، وعزاه لأبي نعيم في معرفة الصحابة، وقال: فيه أبو الحجاف. وفيه مقال. اهـ. وهو عند أبي نعيم في معرفة الصحابة (3/ ق 1293)، لكن ليس فيه أبو الحجاف هذا. وقد نقل في التلخيص (1/ 42)، عن ابن الصلاح في مشكل الوسيط قوله: لم نجد لهذا الحديث أصلًا بالكلية. قال: وهو متعقب. اهـ.
3823 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا محمد ابن أَبِي بَكْرٍ، ثنا سِلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُم أَيْمَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فخارة يبول فيها. فكان -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ: يَا أُم أَيْمَنَ. صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ. فَقُمْتُ لَيْلَةً وَأَنَا عَطْشَى فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا (¬2) فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا أُم أَيْمَنَ: صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. قُمْتُ وأنا عطشى فشربت ما فيها. قال -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّكِ لَنْ تَشْتَكِي بَطْنَكِ بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا أبدًا. ¬
3823 - درجته: فيه الحسن بن حرب لم أستطع معرفته. وبقية رجاله ثقات. وقد أورده البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 36 أ)، وسكت عليه. وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 284)، وقال: رواه الطبراني. وفيه أبو مالك النخعي، وهو ضعيف. اهـ. وهو ليس في سند أبي يعلى.
تخريجه: الحديث مروى عن أم أيمن بإسنادين: الأول: تقدم عند أبي يعلى. وقد ذكر الحافظ الإِصابة (4/ 433)، ترجمة أم أيمن أن ابن السكن أخرجه من طريق ابن حسين، عن نافع بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. والثاني: أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 89: 230)، من طريق أبي مالك، عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن أم أيمن بنحوه. وأبو مالك النخعي: متروك. انظر: التقريب (2/ 468: 11). =
= وعن الطبراني أخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 444: 365). كما أخرجه في الحلية (2/ 67)، ترجمة أم أيمن، من طريق شبابة. وكذا الحاكم في المستدرك (4/ 63)، فضائل الصحابة، ذكر أم أيمن، من طريقه. قال الحافظ في التلخيص (1/ 43)، وأبو مالك ضعيف، ونبيح لم يلحق أم أيمن. اهـ. وله شاهد من حديث أميمة بنت رقيقة. بنحوه. وَلَفْظُهُ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يبول في قدح من عيدان، ثم يوضع تحت سريره، فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة يقال لها بركة، كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: أين البول الذي كان في القدح؟ قالت: شربته، قال: صحة يا أم يوسف، وكانت تكنى أم يوسف. فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه". أخرجه أبو داود في السنن، كتاب الطهارة، باب في الرجل يبول بالليل في الإِناء ثم يضعه عنده. (1/ 28: 4)، عن محمد بن عيسى، عن حجاج، عن ابن جريج، عن حكيمة، عن أمها أميمة. فذكر جزأه الأول. ورجاله كلهم ثقات إلَّا حكيمة فقد قال عنها في التقريب (2/ 595: 11)، لا تعرف. ومن طريق أبي داود أخرجه البغوي في شرح السنَّة، كتاب الطهارة، باب البول في الإِناء (1/ 388: 194). به بنحوه. كما أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 189: 477)، عن أحمد بن زياد الحذاء الرقي. والنسائي في السنن" كتاب الطهارة، باب البول في الإِناء (1/ 31)، عن أيوب بن محمد الوزان. وابن حبّان في صحيحه الإِحسان، باب الاستطابة، ذكر الزجر عن أن يبول المرء =
= وهو قائم (2/ 348: 1423)، عن أبي حاتم، عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، عن يحيى بن معين. وابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 251)، ترجمة أم أيمن. من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الجبار به. والبيهقي في السنن (7/ 67)، كتاب النكاح، باب تركه الإِنكار على من شرب بوله ودمه، من طريقه أيضًا. والحاكم في المستدرك، كتاب الطهارة (1/ 167)، عن أبي بكر إسماعيل بن محمد، عن محمد بن الفرح الأزرق. وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد، وسنة غريبة، وأميمة بنت رقيقة صحابية مشهورة مخرج حديثها في الوحدان للأئمة ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. أربعتهم عن حجاج به بنحوه. وفيه ما تقدم من جهالة حكيمة. وقد ذهب بعض الأئمة إلى تصحيحه، لما روى النسائي عن عائشة رضي الله عنها في كتاب الطهارة، باب البول في الطست (1/ 32)، عن عمرو بن علي، عن أزهر، عن ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت: يَقُولُونَ إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أوصى إلى علي. لقد دعا بالطست ليبول فيها فانخنثت نفسه وما أشعر، فإلى من أوصى؟ ". فقالوا: هذا شاهد صحيح يرقى حديث الباب إلى الصحة. ذهب إلى ذلك القاضي عياض في الشفا (1/ 90)، وذكر أن الدارقطني ألزم مسلمًا والبخاري إخراجه في الصحيح. اهـ. أي حديث أم أيمن. دون تعرض لغيره. لكن كما هو واضح فحديث عائشة لا يشهد إلَّا للشطر الأول من حديث أميمة. وهو أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يبول في الإِناء. قال المناوي في فيض القدير (5/ 177: 6858)، بعد أن صححه تبعًا للسيوطي: قال عبد الحق عن الدارقطني: هذا الحديث ملحق بالصحيح، جار مجرى =
= مصححات الشيخين. وتعقبه ابن القطان بأن الدارقطني لم يقض فيه بصحة ولا ضعف. والخبر متوقف الصحة على العلم بحال الرواية فإن ثبت ثقتها صحت روايتها. وهي لم تثبت. اهـ. قال: وفي اقتفاء السنن: هذا الحديث لم يضعفوه، وهو ضعيف. ففيه حكيمه وفيها جهالة، فإنه لم يرو عنها إلَّا ابن جريج، ولم يذكرها إلاِّ ابن حبّان في الثقات. اهـ. قال: ونوزع مما فيه طول. والتوسط ما جزم به النووي من أنه حسن. اهـ. وعلى كل فبانضمام طريق أميمة إلى طريق أم أيمن يكون الحديث في درجة الحسن لغيره. ولكن بعد الجزم يكون بركة في الحديثين واحدة، إذ نقل الحافظ في الإِصابة (4/ 250)، ترجمة بركة وفي (4/ 432)، ترجمة أم أيمن عن ابن السكن الجزم بان القصتين مختلفتان، وأن بركة أم أيمن غير بركة أم يوسف، ولم يجزم الحافظ بشيء. ونقل في التلخيص الحبير (1/ 43)، عن ابن دحية تصحيح ذلك، وأيده. وهو الظاهر. والله أعلم.
11 - باب بركته حيا وميتا
11 - باب بركته حَيًّا وَمَيِّتًا 3824 - قَالَ الْحَارِثُ (¬1): ثنا الْحَسَنُ بْنُ حبيبة ثنا جَسْرُ (¬2) بْنُ فَرْقَدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ: تحدثون ويحدث لَكُمْ، وَمَوْتِي خَيْرٌ لَكُمْ: تُعْرَضُ عليَّ أَعْمَالُكُمْ فما كان من حسنة حمدت الله عليه، وما كان من شيء اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ. (163) حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فِي شَعْرِ نَاصِيَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في مناقب خالد بن الوليد (¬3). 12 - باب حياته فِي قَبْرِهِ (¬4) (164) فِي حَدِيثِ (¬5) أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ أَبِي يَعْلَى فِي ذِكْرِ عِيسَى: وَلَئِنْ قَامَ على قبري فقال: يا محمد لأجيبنه: - يأتي في أشراط الساعة. ¬
3824 - تخريجه: الحديث أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (230). =
= وأخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 2/2)، من طريق غالب القطان بن القطان عن بكر به. وأخرج إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- عن غالب القطان عن بكر، وعن هنيد بن أبي الفضل، عن بكر برقم (25 و 26). وورد هذا اللفظ من حديث أنس أخرجه ابن عدي (2/ 945)، ونسبه في كنز العمال (3/ 407: 31904)، للحارث وذكره الذهبي في الميزان (1/ 651)، وفي إسناده خراش بن عبد الله قال الذهبي ساقط عدم. كما ورد من حديث ابن مسعود أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 397: 845)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 24)، رواه البزّار ورجاله رجال الصحيح، وضعفه الألباني في الضعيفة (975)، بأن هذه اللفظة لم يروها في هذا الحديث أكثر رواته وأوثقهم ما يدل على شذوذ الزيادة.
درجته: الحديث مرسل، وإسناد الحارث فيه جسر بن فرقد ضعيف وقد اعتضد بمتابعاته عن بكر مرسلًا. (سعد).
13 - باب تواضعه -صلى الله عليه وسلم- وإنصافه
13 - بَابُ تَوَاضُعِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَإِنْصَافِهِ (¬1) 3825 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِنْ كَانَ (¬2) الرَّجُلُ مِنَ الْعَوَالِي (¬3) يَدْعُو (¬4) رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَطْرَ الليل على خبز الشعير فيجيبه. ¬
3825 - درجته: ضعيف لأنه مرسل. إذ مجاهد لم يحضر الواقعة.
تخريجه: الأثر مروي عن الأعمش، واختلف عليه في إسناده على وجهين: 1 - عنه، عن مجاهد. وقد تقدم عند مسدّد. 2 - عنه، عن مجاهد، عن ابن عباس باللفظ نفسه. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 65: 11059)، عن أبي الزنباع. وفي الأوسط. انظر: مجمع البحرين (3/ 326: 1900)، والصغير (1/ 22)، عن أحمد بن رشدين. كلاهما عن يحيى بن سليمان الجعفي، عن عمرو بن عثمان، عن =
= أبي مسلم، عنه به بنحوه. وقال في الصغير: لم يروه عن الأعمش إلَّا أبو مسلم، ولا عن أبي مسلم إلَّا عمرو بن عثمان، تفرد به يحيى بن سليمان. اهـ. وشيخ الطبراني أحمد بن رشدين ضعيف كما في اللسان (1/ 280)، ومنهم من كذبه. وتابعه أبو الزنباع؛ روح بن الفرج المصري كما في المعجم الكبير للطبراني (6/ 42). وعمرو بن عثمان لم أر من تكلم فيه. ولم أجد له راويًا غير يحيى. انظر: اللسان (4/ 428). وعبيد الله بن سعيد أبو مسلم: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 533: 1450). فقدل الهيثمي في المجمع (9/ 23)، في تواضعه -صلى الله عليه وسلم-: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، ورجاله ثقات، ورواه في الكبير باختصار. اهـ. فيه تساهل مع أنه قال في المجمع أيضًا (4/ 56)، باب الدعوة في الوليمة: فيه أبو مسلم قائد الأعمش، وثقه ابن حبّان وقال: يخطئ. وضعفه جماعة. اهـ. والظاهر أن الوجه الأول أرجح. إذ عيسى بن يونس. ثقة كما تقدم. ولمتنه أصل مخرج في الصحيح. أخرجه البخاري في الهبة (2/ 227: 2568)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ -صلى الله عليه وسلم- قال: "لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إلىَّ ذراع أو كراع لقبلت". وأخرجه في النكاح (3/ 381)، باب من أجاب إلى كراع. باللفظ المتقدم. وروى مسلم نحوه في الصحيح، كتاب النكاح، باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة. (3/ 604: 100)، عن ابن عمر أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دعيتم إلى كراع فأجيبوا".
3826 - حَدَّثَنَا (¬1) سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، عن يحيى بن جعدة رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمر عائشة رضي الله عنها أن تهيىء من أمر أسامة رضي الله عنه شيئًا، إما مخاط أَوْ غَيْرَهُ، فَكَأَنَّهَا (¬2) كَرِهَتْهُ، فَانْتَزَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- منها يتولَّى (¬3) ذلك منه. * له شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها، أخرجه من طريق البهيِّ عنها رضي الله عنها، صححه ابن حبّان. ¬
3826 - درجته: ضعيف لأنه مرسل. إذ يحيى لم يدرك القصة.
تخريجه: الحديث مروي عن يحيى بن جعدة، وعن عائشة رضي الله عنها. وعن أبي السفر. أما المروي عن يحيى فقد تقدم عند مسدّد. وأما المروي عن عائشة رضي الله عنها فله لفظان. الأول: "عثر أسامة بعتبة الباب فشج في وجهه، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أميطي عنه الأذى. فقذرته. فجعل يمص الدم ويمجه عن وجهه ويقول: لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه". أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الفضائل، باب ما جاء في أسامة، (12/ 139: 12356). =
= وابن ماجه في السنن، كتاب النكاح، باب الشفاعة في التزويج (1/ 363: 1984). عن أبي بكر بن أبي شيبة به. وأحمد في مسنده (6/ 139)، عن وكيع. وابن عساكر في تاريخه ترجمة أسامة من تاريخه (2/ 691). من طريق وكيع. وكذا أحمد في (6/ 222)، عن حجاج. وابن عساكر في تاريخه (2/ 691)، من طريقه. وأبو يعلى في مسنده (4/ 326: 4578)، عن محمد بن الصباح. وعنه ابن حبّان في صحيحه. انظر: الإحسان (8/ 98: 7016)، الفضائل، ذكر أسامة بن زيد. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في تاريخه (2/ 691). وأخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 61)، ترجمة أسامة، عن عفان بن مسلم، وهاشم بن عبد الملك وأبي الوليد الطيالسي ويحيى بن عبّاد. وابن عساكر في تاريخه (2/ 690)، من طريق خالد بن يزيد البصري، وعلي بن حكيم، ومحمد بن عيسى ويحيى الحماني. كلهم عن شريك، عن العباس بن ذريح، عن البهي، عن عائشة بنحوه. وشريك بن عبد الله: صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه بآخره. انظر: التقريب (1/ 351: 64). وعبد الله البهي: صدوق يخطئ. انظر: التقريب (1/ 463: 764). ثم هو لم يسمع من عائشة كما ذكر ذلك أحمد رحمه الله، وإخراج مسلم له عن عائشة بناء على قاعدته. انظر: جامع التحصيل (ص 218: 408). =
= وعليه فهو ضعيف كما ذكر الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 16: 1019)، قال ولا عبرة بقول العراقي، والبوصيري، إنه صحيح. وقد صححه العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء (2/ 194 هـ)، الإِحياء، باب حقوق الوالدين والولد. وكذا البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 344: 707)، وعبارته: صحيح إن كان البهي سمع من عائشة، وفي سماعه كلام. اهـ. لكن له طريق أخرى عن عائشة أخرجها أبو يعلى في مسنده (4/ 279: 4441)، عن زكريا بن يحيى الواسطي، عن هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، عن عائشة بنحوه. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (2/ 691)، من طريق أبي يعلى. لكن رواية الشعبي عن عائشة مرسلة. وقد أغفل الشيخ الألباني هذا عند كلامه على الحديث. مجالد بن سعيد: ليس بالقوي. وقد تغير في آخر عمره. انظر: التقريب (2/ 229: 919). لكن ضعف الطريقين منجبر. ويمكن أن يكونا بمجموعهما في مرتبة الحسن لغيره. واللفظ الثاني "أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ينحي مخاط أسامة. قالت عائشة: دعني حتى أنا الذي أفعل. قال: يا عائشة أحبيه فإني أحبه". أخرجه الترمذي في السنن: المناقب، مناقب أسامة (5/ 342: 3907)، عن الحسين بن حريث. عن الفضل بن موسى، عن طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة رضي الله عنها. وقال: حسن غريب. اهـ. ومن طريق الحسين أخرجه ابن عساكر في تاريخه (2/ 690)، بنحوه. وعزاه لمسلم، ولم أجده عنده. =
= ورجال الترمذي ثقات إلَّا طلحة بن يحيى بن طلحة فهو صدوق يخطئ كما في التقريب (1/ 380: 43). فهو إن شاء الله في درجة الحسن مما يرقي الحسن السابق إلى الصحيح لغيره. وأما المروي عن أبي السفر فهو نحو اللفظ السابق. وقد أخرجه ابن سعد (4/ 61)، عن يحيى بن عبّاد، عن يونس بن أبي إسحاق، عنه بنحوه. ورجاله ثقات، لكنه مرسل.
3827 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَبْدِ الله بنت نابل مَوْلَاةُ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ أبيها رضي الله عنهما، قَالَ (¬2): كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فوجد (ثفروقة) (¬3) (¬4) فيها تمر (¬5). فأخذ تمرة، وأعطاني تمرة. ¬
3827 - درجته: شديد الضعف لحال عثمان بن عبد الرحمن. وفيه عبيدة أم عبد الله مجهولة. قال الهيثمي في المجمع (4/ 173)، باب اللقطة: رواه البزّار وأبو يعلى وفيه عثمان بن عبد الرحمن، وهو ثقة، وفيه ضعف. اهـ. وهو تساهل واضح.
تخريجه: أخرجه البزّار كما في كشف الأستار، كتاب اللقطة، باب في القليل التافه (2/ 130: 1365)، عن أبي كريب ومحمد بن عبيد الله بن يزيد الحراني، عن عثمان به بنحوه. وقال: لا نعلمه عن سعد إلَّا من هذا الوجه. اهـ. وله أصل في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قسم النبي -صلى الله عليه وسلم- بيننا تمرًا فأصابني منه خمس. أربع تمرات وحشفة أخرجه في كتاب الأطعمة. الباب الذي يلي باب القثاء بالرطب (3/ 443: 5441).
3828 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عن النُّعْمَانُ بْنُ (¬1) ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بن المنتشر، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَا أَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ قَطُّ. وَلَا نَاوَلَ يَدَهُ أَحَدًا قَطُّ فَتَرَكَهَا حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَدَعُهَا. وَمَا جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَدٌ قط فقام حتى يقوم. ¬
3828 - درجته: حسن من أجل النعمان بن ثابت لأنه صدوق. وقد عزاه البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 34 ب)، إلى ابن أبي شيبة. والحارث وأبي يعلى وابن حبّان وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 418)، كتاب الأدب، باب في الرجل يجلس إلى الرجل قبل أن يستأذنه (ح 5721)، عن عبّاد به. واقتصر على قوله: ما جلس ... الخ. وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 318)، ترجمة عبد الحميد بن جعفر: عن محمد بن منير، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن رزوق، عن معلى بن عبد الرحمن الواسطي، عن عبد الحميد، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بنحوه وزاد فيه: وما وجدت ريح شيء قط أحسن من ريح رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وقال عقبه: وهذا لا يرويه عن يحيى بن سعيد غير عبد الحميد بن جعفر، ولا عن عبد الحميد غير معلى بن عبد الرحمن، ولعل البلاء من معلى لا منه، فإن معلى لين. اهـ. وذكره أيضًا في (6/ 373)، ترجمة معلى بالإِسناد والمتن نفسيهما. =
= ومعلى كما قال عنه في التقريب (2/ 265: 1280): متهم بالوضع. وأخرجه الترمذي في سننه، أبواب صفة القيامة (4/ 66: 2608)، عن سويد، عن عبد الله بن المبارك، عن عمران بن زيد التغلبي، عن زيد العمي، عن أنس بنحوه، وقال: غريب. وابن ماجه في الأدب، باب إكرام الرجل جليسه (2/ 318: 3760)، من طريق زيد العمي به بنحوه. قال البوصيري في المصباح (2/ 249: 1298). روى الترمذي بعضه عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ زَيْدٍ التغلبي، عن زيد العمي به. وقال غريب. وهذا الحديث ضعيف من الطريقين، لأن مداره على زيد العمي، وهو ضعيف. اهـ. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 378)، ذكر حسن خلقه وعشرته -صلى الله عليه وسلم-: عن هشام بن القاسم، وسعيد بن محمد الثقفي، عن عمران بن زيد التغلبي، به. فذكره بمعناه. وأخرجه البيهقي في الدلائل، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه -صلى الله عليه وسلم- (1/ 320)، من طريق عمران بن زيد به بنحوه. وزيد بن الحواري العمي. ضعيف. انظر: التقريب (1/ 274: 175). وعمران قال عنه في التقريب (2/ 83: 727)، لين. ولم أره عند ابن حبّان كما ذكر البوصيري، وإنما روى ابن حبّان الحديث الذي بعثه كما سيأتي. وهو بمعناه عن أنس، وكذا أبو يعلى. وله شاهد عن أبي هريرة بلفظ قريب من لفظ حديث أنس. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 158: 2473)، علامات النبوة، باب في حسن خلقه -صلى الله عليه وسلم- عن أحمد بن منصور، عن عبد الله بن صالح أبي صالح، عن =
= الليث، عن سعيد، عن أبي هريرة، فذكره. وعبد الله بن صالح كاتب الليث: صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. كما في التقريب (1/ 423: 381)، فالأثر ضعيف بسببه. وقد عزاه في المجمع (9/ 18)، باب في حسن خلقه -صلى الله عليه وسلم- إلى البزّار، والطبراني في الأوسط. وقال: وإسناد الطبراني حسن. اهـ.
3829 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عبيد، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لُطْفًا بِالنَّاسِ (¬2) وَاللَّهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- (¬3) يَمْتَنِعُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مِنْ عَبْدٍ وَلَا (¬4) أَمَةٍ وَلَا صَبِيٍّ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالْمَاءِ فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ. وَمَا سَأَلَ سَائِلٌ قَطُّ أَذِنَهُ إلَّا أَصْغَى إِلَيْهِ. وَلَا يَنْصَرِفُ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْصَرِفُ، وَمَا تَنَاوَلَ (¬5) آدَمِيٌّ يده -صلى الله عليه وسلم- قَطُّ إلَّا آتَاهُ إِيَّاهَا فَلَمْ يَدَعْهَا مِنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَدَعُهَا مِنْهُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬6): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَذْرَمِيُّ، ثنا أبو قطن، حدّثنا مُبَارَكُ بْنُ (¬7) فَضَالَةَ، ثنا ثَابِتٌ بِهِ. * صَحَّحَهُ ابن حبّان. ¬
3829 - درجته: الطريق الأول: شديد الضعف لحال عدي بن الفضل، فهو متروك. الطريق الثاني: حسن لحال مبارك بن فضالة. ولم يتكلم عليه البوصري في الإتحاف (3/ ق 34 ب).
تخريجه: أخرجه ابن حبّان في صحيحه كما في الإحسان (8/ 118)، باب صفته =
= وأخباره. ذكر ما يستعمل المصطفى -صلى الله عليه وسلم- من حسن التأني في العشرة مع أمته. (ح 6401)، عن أبي يعلى به واقتصر على قوله: ولا رأيت رجلًا قط أخذ بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيترك يده حتى يكون الرجل هو الذي يترك يده. كما أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب في حسن العشرة (5/ 146: 4794)، عن أحمد بن منيع، عن أبي قطن به. وذكر بعض المتن أيضًا. وأخرجه أبو نعيم في الدلائل، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه -صلى الله عليه وسلم- (1/ 320)، من طريق أبي قطن به بنحوه. وتقدم أن مبارك بن فضالة حسن الحديث. وقد أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 26)، ترجمة يونس بن عبيد، عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث به بنحوه. وقال: غريب من حديث ثابت، ويونس، تفرد به عبد الرحيم بن واقد، عن عدي. اهـ. وكذا أخرجه في الدلائل، باب في ذكر بعض أخلاقه وصفاته (1/ 182: 121)، من طريق الحارث، به بنحوه.
3830 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا جُبَارَةُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عمر رَضِيَ اللَّهُ عنهما (¬2) قَالَ: إِنَّ رَجُلًا نَادَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلَاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِ، لبيك، لبيك. ¬
3830 - درجته: ضعيف من أجل جبارة. وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ق 24) وقال: فيه جبارة بن المغلس وهو ضعيف. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 23)، باب في تواضعه -صلى الله عليه وسلم-. رواه أبو يعلى في الكبير عن شيخه جبارة بن المغلس، وثقه ابن نمير، وضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.
تخريجه: لم أجده عند غير أبي يعلى. وله شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها، لفظه "ما كان أحد أَحْسَنَ خُلُقًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. ما دعاه أحد من أصحابه، ولا أهل بيته إلَّا قال: "لبيك". أورده القاضي عياض في الشفا (1/ 157)، في حسن عشرته -صلى الله عليه وسلم-، وعزاه المحقق لأبي نعيم في الدلائل. كما أورده القسطلاني في المواهب اللدنية (2/ 341)، تواضعه وحسن عشرته -صلى الله عليه وسلم-. وذكر المحقق أن السيوطي عزاه في تخريج أحاديث الشفاء لأبي نعيم في الدلائل ولم أقف عليه عند أبي نعيم في المطبوع من الدلائل، كما لم أره عند غيره.
3831 - وقال ابن (¬1) أبي شيبة (¬2): حدّثنا ابْنُ (¬3) إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَهْمٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُتِيَ بِهَدِيَّةٍ فَنَظَرَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَضَعُهَا فِيهِ. فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: ضَعْهَا بِالْحَضِيضِ (¬4)، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَشْرَبُ كَمَا يَشْرَبُ الْعَبْدُ ... الْحَدِيثَ (¬5). ¬
3831 - درجته: ضعيف لوجود مبهم في إسناده. وهو رجل من بني فهم ولم يتضح كونه صحابيًا، ولم يذكره البوصيري.
تخريجه: الحديث مروي عن محمد بن عمارة، واختلف عليه في إسناده على وجهين: 1 - عنه، عن عبد الله، عن رجل من بني فهم. أخرجه ابن أبي شيبة كما مر، وهو في المصنف، كتاب الزهد، باب ما ذكر عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- من الزهد (13/ 225: 16171) بالإِسناد والمتن نفسيهما. 2 - عنه، عن عبد الله باللفظ السابق. أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 326: 10469)، باب في الزهد وقصر الأمل. من طريق أبي عاصم النبيل عنه به بنحوه. =
= والمختلف عليه صدوق، والمختلفان عليه ثقتان، ولذا فالحمل على ابن عمارة، والثاني مرسل. وله شاهد عن أبي هريرة باللفظ نفسه. دون قوله: إنما أنا عبد. أخرجه البزّار في مسنده كما في كشف الأستار (3/ 331)، كتاب الأطعمة، باب الأكل على الأرض (ح 2869)، عن سهل بن بحر، عن عبد الله بن رشيد، عن أبي عبيدة البصري، واسمه مجاعة. عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة. وقال البزّار: قد رواه الحسن مرسلًا وروي، عن ابن عمر، وأظن أن فيه: فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ. اهـ. وفيه مجاعة: ضعيف كما في اللسان (5/ 21)، وعبد الله بن رشيد: ضعيف أيضًا كما في اللسان (3/ 354). قال الهيثمي في المجمع (5/ 27)، باب الأكل على الأرض: رواه البزّار، وفيه عبد الله بن رشيد، ومجاعة أبو عبيدة البصري. ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وتقدم أنهما ضعيفان. وأما المروي عن ابن عمر فقد عزاه العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء (2/ 4)، الإِحياء: كتاب آداب الأكل للبزار. ولم أجده في الكشف وإنما أشار إليه كما تقدم. وقوله: "فإنما أنا عبد .. " الخ له شاهد من حديث أنس. أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 434)، ترجمة عبد الحكم بن عبد الله عن الحسين بن موسى بن خلف، عن إسحاق بن زريق، عن إبراهيم بن سليمان الزيات، عن عبد الحكم، عن أنس، باللفظ السابق. وعبد الحكم: ضعيف كما ذكره في التقريب تمييزًا (1/ 466: 800). وكذا إبراهيم بن سليمان: ضعيف كما في اللسان (1/ 56). وأما المروي عن الحسن فأخرجه أحمد في الزهد (ص 11)، عن =
= عبد الرحمن بن مهدي. عن جرير بن حازم، عن الحسن بمعنى الحديث السابق، ورجاله ثقات لكنه مرسل. والطرق المتقدمة كلها ضعيفة ضعفًا منجبرًا، ولذا يكون الأثر بمجموعها في مرتبة الحسن إن شاء الله. ولمتنه شاهد في الصحيح ولفظه: "لم يأكل النبي -صلى الله عليه وسلم- على خوان حتى مات. وما أكل خبزًا مرققًا حتى مات". أخرجه البخاري في الأطعمة، باب الخبز المرقق (3/ 433: 5386)، باب ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يأكلون (3/ 438: 5415). وفي الرقاق، باب فضل الفقر (4/ 182: 6450)، عن أنس رضي الله عنه. كما أخرجه الترمذي في سننه: الأطعمة، باب ما جاء على ما كان يأكل النبي -صلى الله عليه وسلم- (3/ 160: 1848)، عن أنس. وزاد: قال يونس: فعلى ما كانوا يأكلون. قال قتادة: على هذه السفر. اهـ. وأخرجه في الزهد، باب ما جاء في معيشة النبي -صلى الله عليه وسلم- (4/ 10: 2468). كما أخرجه ابن ماجه في الأطعمة، باب الأكل على الخوان والسفرة (2/ 238: 3335: 3336).
3832 - وقال الطيالسي (¬1)؛ حدّثنا حماد، عن أيوب، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رحيمًا بالعيال. ¬
3832 - درجته: ضعيف للانقطاع بين أيوب وأنس. وأورده المناوي في فيض القدير (5/ 171: 6836)، تبعًا للسيوطي. ورمز له بالضعف. لكن صححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 872: 4814). وفي الصحيحة (5/ 129: 2094)، ونفى علة الانقطاع التي فيه استنادًا إلى قول الحافظ في التهذيب إن أيوب رأى أنسًا. اهـ. وهذا لا يقتضي سماعه منه فقد نفى سماعه منه أحمد وأبو حاتم كما في جامع التحصيل (ص 148).
تخريجه: لم أره بهذا الإسناد عن أنس إلَّا عند الطيالسي. لكنه في الصحيح من حديث أنس من طريق أيوب، عن عمرو بن سعيد، عنه. ولفظه "ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" الحديث. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب رحمته -صلى الله عليه وسلم- وتواضعه (5/ 173: 58).
14 - باب طيب عرقه -صلى الله عليه وسلم-
14 - بَابُ طِيبِ عَرَقِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 3833 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حدّثنا بشر بن سيحان، ثنا حلبس (¬2) بن غالب، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي زَوَّجْتُ ابْنَتِي (¬3)، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُعِينَنِي بِشَيْءٍ. قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَا عِنْدِي شَيْءٌ. وَلَكِنْ إِذَا كَانَ غَدَاةَ غَدٍ (¬4) فَأْتِنِي (¬5) بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ، وَعُودِ شَجَرَةٍ. وإنه (¬6) بَيْنِي وَبَيْنِكَ أَنْ تَدُقَّ نَاحِيَةَ الْبَابِ. قَالَ: فأتاه -صلى الله عليه وسلم- بقارورة واسعة الرأس، وعود شجرة، فجعل -صلى الله عليه وسلم- يَسْلُتُ الْعَرَقَ مِنْ ذِرَاعَيْهِ حَتَّى امْتَلَأَتِ الْقَارُورَةُ. فقال -صلى الله عليه وسلم- خُذْهَا، وَمُرْ بِنْتَكَ أَنْ تَغْمِسَ هَذَا الْعُودَ فِي الْقَارُورَةِ وَتَطَيَّبَ بِهِ. فَقَالَ: فَكَانَتْ إِذَا تَطَيَّبَتْ بِهِ شَمَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ رَائِحَةَ ذَلِكَ الطيب. فسموا بيوت المطيبين. ¬
3833 - درجته: شديد الضعف لحال حلبس بن غالب. قال البوصيري في الإِتحاف (2/ق 35 ب)، رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف حلبس بن غالب. اهـ. وهو تساهل. وقال الهيثمي في المجمع (4/ 259)، باب الأمر بالتزويج والإِعانة عليه: فيه حلبس بن غالب، وهو متروك. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 457)، ترجمة حلبس، عن أبي يعلى به بنحوه. وقال منكر. وتبعه الذهبي في الميزان. فقال: منكر. وأخرجه الطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (6/ 200: 3586)، عن إبراهيم، عن بشر به بنحوه وقال لم يروه عن أبي الزناد إلَّا سفيان. ولا عنه إلَّا حلبس تفرد به بشر. اهـ. وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 291)، كتاب الفضائل، باب في فضل عرقه -صلى الله عليه وسلم-. من طريق بشر. وقال: هذا حديث موضوع، وهو مما عملته يدا جلبس. اهـ. ونقل قول الدارقطني وابن حبّان والأزدي في حلبس. وقال السيوطي في اللآلىء المصنوعة (1/ 274)، كتاب المناقب: موضوع، آفته حلبس. وبذا يتبين أن أقل أحواله الترك. وله أصل صحيح عن أنس رضي الله عنه. ولفظه .. دخل علينا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال عندنا. فعرق، وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب. =
= أخرجه البخاري في صحيحه: الاستئذان، باب من زار قومًا فقال عندهم (4/ 148: 6281)، بنحو هذا اللفظ. وأخرجه مسلم في صحيحه الفضائل، باب طيب ريحه -صلى الله عليه وسلم- ولين مسه (5/ 183: 78)، باللفظ السابق.
3834 - حدّثنا (¬1): مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عُمَرُ بْنُ سعد (¬2)، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا مَرَّ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وُجِدَ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ. فَيُقَالُ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. * أخرجه البزّار من هذا الوجه. ¬
3834 - درجته: ضعيف لأمرين: 1 - سعيد مختلط ولم تتميز رواية عمر بن سعد عنه. 2 - قتادة مدلس من الثالثة. وقد عنعن. وقد عزاه في المجمع (8/ 285)، باب منه في صفته وطيب رائحته -صلى الله عليه وسلم-: إلى البزّار وأبي يعلى والطبراني في الأوسط. وقال: رجال أبي يعلى وثقوا. اهـ. وهذا ليس حكمًا منه بصحة الحديث. وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 35 ب).
تخريجه: أخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 443: 362)، بَابُ طِيبِ عَرَقِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عن أبي محمد ابن حيان، عن أبي يعلى، عن كثير بن سيحان، عن عمر بن سعيد الأبح، عن سعيد بنحوه. وكثير لم أجد له ترجمة، وعمر بن سعيد نقل في اللسان (4/ 354)، قول البخاري: منكر الحديث. اهـ. ومن طريق عمر بن سعيد أخرجه البزّار في مسنده. انظر: كشف الأستار كتاب علامات النبوة. باب طيب رائحته -صلى الله عليه وسلم- (3/ 160: 2478)، والطبراني في الأوسط =
= (6/ 198: 3584)، مجمع البحرين. فهو ضعيف من هذين الطريقين. لحال عمر بن سعيد. ولحال قتادة وتدليسه، واختلاط سعيد. وقد أخرج ابن سعد نحوه في الطبقات الكبرى (1/ 398)، ذكر ما حبب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من النساء والطيب، عن موسى بن إسماعيل، أبي سلمة، عن أبي بشر صاحب البصري، عن يزيد الرقاشي. لكن يزيد الرقاشي: ضعيف. كما في التقريب (2/ 361: 219). وأبو بشر لم أستطع معرفته. والحديث بمجموع الطريقين في مرتبة الحسن لغيره. وله شاهد في جابر رضي الله عنه. ولفظه: "وكان فِي رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خصال، لم يكن في طريق فيتبعه أحد إلَّا عرف أنه سلكه من طيب عرقه أو ريح عرقه. أخرجه الدارمي في سننه (1/ 32)، باب في حسن النبي -صلى الله عليه وسلم-، عن مالك بن إسماعيل، عن إسحاق بن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي، عن المغيرة بن عطية، عن أبي الزبير عنه بنحوه. وفيه المغيرة: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وابن حبّان في الثقات، ولم أر من وثقه غير ابن حبّان. وأبو الزبير مدلس من الثالثة، وقد عنعن. كما أخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 443: 363)، من طريق إسحاق به بنحوه. وأصل حديث أنس في الصحيح. ولفظه عنه "ما شممت عنبرًا قط ولا مسكًا ولا شيئًا أطيب من ريح رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .. " الْحَدِيثَ. أخرجه البخاري في: المناقب، بَابُ صِفَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (2/ 518: 3561). وفي الصوم، باب ما يذكر من صوم النبي -صلى الله عليه وسلم- وإفطاره (2/ 51: 1973). ومسلم في الفضائل، باب طيب ريحه -صلى الله عليه وسلم- ولين مسه (5/ 182: 76، 77).
15 - باب حلمه -صلى الله عليه وسلم-
15 - باب حلمه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 3835 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا حَمَّادٌ، عَنِ الصَّقْعَبُ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يرده إلى ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ إِلَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ سِيجَانٍ (¬2) مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ. فَقَامَ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا يَرْفَعُ كُلَّ رَاعٍ ابْنِ (¬3) رَاعٍ. وَيَضَعُ كُلَّ فَارِسٍ ابْنِ فَارِسٍ. قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ (¬4)، وَقَالَ: اجْلِسْ، فَإِنِّي أَرَى عَلَيْكَ ثِيَابَ مَنْ لا عقل له. ما بعث الله تعالى نَبِيًّا قَبْلِي إلَّا وَقَدْ رَعَى (¬5)، قَالَ (¬6): قِيلَ: وأنت يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: نَعَمْ عَلَى الْقَرَارِيطِ وَأَنْصَافِ الْقَرَارِيطِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنَّ النَّبِيَّ نوحًا عليه السلام قَالَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ لِابْنِهِ، إِنِّي مُوصِيكَ بوصية ... " الحديث (¬7). ¬
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ ذَمِّ الْكِبْرِ مِنْ كِتَابِ الْأَدَبِ (¬8)، أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الصَّقْعَبُ بْنِ (¬9) زُهَيْرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسار، عن ابن عمر رضي الله عنهما، زاد فيه عطاء (¬10). ¬
3835 - درجته: ضعيف للانقطاع بين زيد بن أسلم وابن عمرو. قال البوصيري (3/ ق 12 أ). رواه البزّار والحاكم وصححه. اهـ. لكن سيأتي أن بينهما عطاء بن يسار.
تخريجه: أخرجه بطوله أحمد في المسند (2/ 169)، عن سليمان بن حرب، عن حماد، عن الصقعب، عن زيد، عن عطاء بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وعن سليمان أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص 190: 548)، به بنحوه. كما أخرجه الطبراني في الكبير (قطعة المفقود ح 1 ص 7) من طريق سليمان بن حرب به بنحوه. ورجاله كلهم ثقات. قال الهيثمي في المجمع (5/ 145)، رجال أحمد ثقات. اهـ. وقال نحوه أيضًا في (4/ 223). وأخرجه أحمد أيضًا في المسند (2/ 225)، عن وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الصَّقْعَبِ به بنحوه. ومن طريق حماد بن زيد وجرير أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 49)، كتاب الإِيمان به بنحوه. وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجا للصقعب بن زهير فإنه ثقة قليل الحديث. اهـ. وقال الذهبي: صحيح الإِسناد، والصقعب ثقة، ورواه =
= ابن عجلان، عن زيد بن أسلم مرسلًا. اهـ. فالحديث صحيح، وقد صححه المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 417). وأما رواية البزّار فقد ذكرها الهيثمي في المجمع أيضًا (10/ 87)، وهي عن ابن عمر لكن قال: فيه محمد بن إسحاق مدلس وهو ثقة. وبقية رجاله رجال الصحيح. ولقوله: مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا قَبْلِي إلَّا وَقَدْ رعى. شاهد من حديث أبي هريرة، ومن حديث جابر. الأول أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب الإِجارة، باب رعي الغنم على قراريط (2/ 130: 216)، وابن ماجه في السنن، كتاب التجارات، باب الصناعات (2/ 7: 2165). كلاهما بلفظ يشبهه. والثاني: أخرجه البخاري أيضًا في الصحيح، كتاب الأطعمة، باب الكباث (3/ 446: 5453). وكتاب الانبياء (2/ 477: 3406). ومسلم في الأشربة، باب فضيلة الأسود من الكباث (4/ 742: 173). وأحمد في مسنده (3/ 326)، بلفظ يماثله.
3836 - وقال أبو يعلى (¬1): حدثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ (¬2) عياش، عن سالم ابن أبي الجعد، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ. مَا أَقْبَحَ مَا صَنَعْتَ، وَلَا لِشَيْءٍ يُعْجِبُهُ. مَا أَحْسَنَ ما صنعت. * غريب بهذا اللفظ. ¬
3836 - درجته: ضعيف من أجل سفيان. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 33 ب)، رواه أبو يعلى، عن سفيان بن وكيع، وهو ضعيف. وقال نحوه الهيثمي في المجمع (9/ 19).
تخريجه: أخرجه البخاري في الصحيح بلفظ مقارب. في الأدب، باب حسن الخلق والسخاء (4/ 98: 6038)، ولفظه عن أنس رضي الله عنه: "خدمت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَشْرَ سِنِينَ فما قال لي أف. ولا لم صنعت؟ ولا ألا صنعت. وفي الديات، باب من استعان عبدًا أو صبيًا (4/ 276: 6911)، بنحو هذا اللفظ. وفي الوصايا، باب استخدام اليتيم في السفر والحضر (2/ 296: 2768)، بنحوه. وهو عند مسلم في الفضائل، باب حسن خلقه -صلى الله عليه وسلم- (5/ 466: 47، 48، 49)، بنحو اللفظ المتقدم. =
= وأخرجه أبو داود في الأدب، باب في الحلم وأخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (5/ 132: 4773 و 4774)، بنحوه. والترمذي في أبواب البر، باب ما جاء في خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- (3/ 48: 2084)، بنحوه. ولم أر هذا اللفظ عند غير أبي يعلى.
16 - باب إخباره -صلى الله عليه وسلم- بأن فارس تنقرض وأن الروم تبقى فكان كذلك
16 - بَابُ إِخْبَارِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَنَّ فَارِسَ تَنْقَرِضُ وَأَنَّ الرُّومَ تَبْقَى فَكَانَ كَذَلِكَ (¬1) 3837 - قَالَ الْحَارِثُ (¬2): حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى ابن أبي عمرو، عن ابن محيريز رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فَارِسُ نَطْحَةٌ أَوْ نَطْحَتَانِ (¬3)، ثُمَّ لَا فَارِسَ بَعْدَ هَذَا أَبَدًا. وَالرُّومُ ذَاتُ الْقُرُونِ كُلَّمَا هَلَكَ قَرْنٌ خَلْفَهُ (¬4) قرن. أهل صبر، وأهل (بحر) (¬5) لِآخِرِ الدَّهْرِ. هُمْ أَصْحَابُكُمْ مَا دَامَ فِي العيش خير". ¬
3837 - درجته: ضعيف لأنه مرسل، إذ ابن محيريز تابعي. وكل رجاله ثقات. وقد رمز له =
= المناوي في فيض القدير (4/ 420: 5832)، برمز السيوطي وهو الضعف. وسكت عليه. وقال البوصيري. رواه الحارث مرسلًا. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 298)، كتاب الجهاد، باب ما ذكر في فضل الجهاد، عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو، عن ابن محيريز باللفظ السابق.
17 - باب بركة يده -صلى الله عليه وسلم- ومسحه على وجوه الرجال والنساء وامتناعه -صلى الله عليه وسلم- من لمس المرأة الأجنبية
17 - بَابُ بَرَكَةِ يَدِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومسحه على وجوه الرجال والنساء وامتناعه -صلى الله عليه وسلم- مَنْ لَمْسِ الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ 3838 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدّثنا عَفَّانُ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا حَنْظَلَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ امْسَحْ وجهي، وادع الله عَزَّ وَجَلَّ لي. قال: فمسح (¬1) -صلى الله عليه وسلم- وجهها ودعا الله (¬2) تعالى لها. قالت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، سفِّل يدك. فسفَّل (¬3) -صلى الله عليه وسلم- يَدَهُ عَلَى صَدْرِهَا. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سفَّل يدك. فأبى -صلى الله عليه وسلم- وباعدها. ¬
3838 - درجته: ضعيف لضعف حنظلة.
3839 - [1] وقال مسدّد: حدّثنا حماد عن حينظلة السَّدُوسِيِّ قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ليمسح وجهها، فمسحه -صلى الله عليه وسلم- ودعا (¬1) لها. فقالت: يا رسول الله، طأطىء يَدَكَ بَعْدَمَا قَدْ وَضَعَهَا عَلَى صَدْرِهَا. فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬2): إِلَيْكِ عنِّي. كَذَا فيه، ليس فيه أنس رضي الله عنه (¬3). ¬
3839 - درجته: ضعيف لأمرين: 1 - حنظلة ضعيف. 2 - مرسل. إذ حنظلة من السابعة.
3839 - [2] ورواه أبو يعلى (¬1) (¬2): حدّثنا إسحاق ابن أبي إسرائيل، ثنا حماد، ثنا حَنْظَلَةُ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فمسح وجهها، وكنَّ يأتينه -صلى الله عليه وسلم- فَيَمْسَحُ وجوههنَّ. وَيَدْعُو لهنَّ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، طأطىء يدك. قال (¬3): فدفعها، وقال: إليك عنِّي. ¬
3839 - درجته: ضعيف لضعف حنظلة.
تخريجه: لم أره لغير المذكورين هنا. وواضح أنه اختلف على حنظلة فيه في إسناده. والظاهر أن وقفه على أنس هو الأرجح، لمتابعة عبد الوارث لحماد في هذا الوجه. والحمل على حنظلة نفسه. ومع ذلك فهو ضعيف من الوجهين لضعف حنظلة. وهو منكر المتن لما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: لا والله ما مست يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يد امرأة قط. أخرجه البخاري في عدة مواضع من صحيحه منها في الشروط (2/ 273: 2711)، وفي الطلاق (3/ 409: 5288). وفي الأحكام (4/ 345: 7214). ومسلم في صحيحه، تاب الإِمارة (4/ 530: 88، 89).
18 - باب قوته -صلى الله عليه وسلم- على الجماع
18 - بَابُ قُوَّتِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الجماع 3840 - قَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُعطي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي الْجِمَاعِ. ¬
3840 - درجته: موضوع: لحال عبد العزيز بن أبان فهو كذاب. قال البوصيري (2/ق 33 ب)، رواه الحارث منقطعًا. اهـ. وهو تساهل.
3841 - وَعَنْ (¬1) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ (¬2) أَبَانَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ يونس، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أُعطي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬3) قُوَّةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ رَجُلًا، كل رجل من أهل الجنة. ¬
3841 - درجته: موضوع أيضًا لحال عبد العزيز.
تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى، عن طاوس، ومجاهد. أما طاوس فأخرجه في (1/ 374)، ذكر ما أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من القوة على الجماع، عن محمد بن عبد الله الأسدي، وقبيصة بن عقبة، كلاهما عن سفيان، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، فذكر نحو ما تقدم. وسنده في درجة الصحة عن طاوس. وأما عن مجاهد فأخرجه في الموضع نفسه، عن مالك بن إسماعيل أبي غسان، عن إسرائيل، عن ليث، عن مجاهد ولفظه: "أعطى بُضع أربعين رجلًا، وأعطى كل رجل من أهل الجنة بضع ثمانين". وهو اختلاف واضح على إسرائيل، لكن يترجح هذا الوجه فابن أبان كذاب. ومالك بن إسماعيل ثقة متقن. كما في التقريب (2/ 223: 858). لكن فيه ليث بن أبي سليم: صدوق، اختلط أخيرًا، ولم يتميز حديثه فترك. كما في التقريب (2/ 138: 9). وأصله في البخاري من حديث أنس رضي الله عنه ولفظه: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة. قال قتادة قلت =
= لأنس: أو كان يطيقه؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين". أخرجه البخاري في كتاب الغسل، باب إذا جامع ثم عاد، ومن دار على نسائه في غسل واحد (1/ 105: 268). قال القسطلاني في المواهب اللدنية (2/ 290)، صفة جماعة -صلى الله عليه وسلم-: وعند الأسماعيلي عن معاذ: قوة أربعين. زاد أبو نعيم عن مجاهد: كل رجل من رجال أهل الجنة. اهـ. وقال الحافظ في الفتح (1/ 301)، في شرحه لحديث البخاري المتقدم: ووقع في رواية الإِسماعيلي من طريق أبي موسى، عن معاذ بن هشام أربعين بدل ثلاثين. وهي شاذة من هذا الوجه. لكن في مراسيل طاوس مثل ذلك، وزاد: في الجماع. وفي صفة الجنة لأبي نعيم من طريق مجاهد مثله. وزاد: من رجال أهل الجنة، ومن حديث عبد الله بن عمرو رفعه. أعطيت قوة أربعين في البطش والجماع. اهـ. وروى ابن عدي في الكامل (3/ 312)، ترجمة سلام بن سليمان، عن الحسين بن أبي معشر، عن أيوب الوزان، عن سلام بن سليمان، عن نهشل، عن الضحاك، عن ابن عباس قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أتاني جبريل بهريسة من الجنة فأكلتها فأعطيت قوة أربعين رجلًا في الجماع. لكن فيه نهشل بن سعيد: متروك، وكذبه إسحاق بن راهويه. انظر: التقريب (2/ 307: 157). وعليه فالذي في الصحيح ثلاثين رجلًا. ورواية الأربعين منكرة.
19 - باب
19 - باب 3842 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: قَدَّمْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- تمرًا فجثا (¬2) عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَأَخَذَ قَبْضَةً، فَقَالَ: اذْهَبْ بِهَذَا إلى فلانة، وأخذ قبضة وقال (¬3): اذهب بهذا إلى فلانة حتى قسم -صلى الله عليه وسلم- (¬4) بَيْنَ نِسَائِهِ قَبْضَةً قَبْضَةً. ثُمَّ أَخَذَ قَبْضَةً، يأكل منه وَيُلْقِي النَّوَى بِشِمَالِهِ، فَمَرَّتْ بِهِ دَاجِنَةٌ (¬5) فَنَاوَلَهَا إياه فأكلته. ¬
3842 - درجته: ضعيف من أجل أبي معشر فهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه ابن حبّان في صحيحه الإحسان (2/ 41: 694)، ذكر ما يستحب للمرء =
= أن يذود عن نفسه من هذه الغرارة الزائلة. عن الحسن بن سفيان، عن هدية بن خالد، عن همام، عن قتادة، عن أنس وذكر فيه قصة بعثه -صلى الله عليه وسلم- إلى أزواجه بشيء من الرطب ورجاله كلهم ثقات. فيترقى هذا الشطر من الحديث إلى الصحيح. وقد ذكر العراقي في تخريجه لأحاديث الإِحياء (2/ 328)، باب أخلاقه -صلى الله عليه وسلم- وآدابه في الطعام. ذكر قصة الداجن وعزاها لأبي بكر الشافعي في فوائده، عن أنس. وقال: بإسناد ضعيف.
3843 - حدّثنا (¬1) إبراهيم بن محمد ابن عَرْعَرَةَ، ثنا وَهْبُ (¬2) بْنُ جَرِيرٍ، نا (¬3) أَبِي. قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ (¬4) عَنْ أَبِي (¬5) عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ]، (¬6) بْنِ عَمَّارِ، عَنِ الربيع بنت معوذ رضي الله عنها، قالت: بعثتني عمتي رضي الله عنها إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَجِئْتُهُ وَعِنْدَهُ حِلْيَةٌ أَهْدَاهَا لَهُ صَاحِبُ الْبَحْرَيْنِ (¬7) فَأَخَذَ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ تِلْكَ الْحِلْيَةِ مِلْءَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يا بنية هذا لك. ¬
3843 - درجته: ضعيف لحال محمد بن إسحاق. لأنه لم يصرح بالسماع وهو مدلس من الرابعة.
تخريجه: أخرجه أحمد (6/ 359)، عن وكيع، وأبي سلمة الخزاعي فرقهما كلاهما، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن الربيع قالت: أهديت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قناعًا من رطب، وأجر زغب، فأعطاني ملء كفيه حليًا، أو قال: ذهبًا. فقال: تحلي بهذا، وابن سعد في الطبقات (1/ 394)، ذكر طعام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من طريق شريك به بنحوه. =
= وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 349)، ترجمة الربيع: من طريق شريك به بنحوه. وفيه ابن عقيل: صدوق في حديثه لين، ويقال تغير بآخره. انظر: التقريب (1/ 447: 607).
3844 - [1] حدّثنا (¬1) ابن نمير، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِهَذَا السند: "كان يعجبه (¬2) -صلى الله عليه وسلم- الْقِثَّاءُ، وَكَانَ يُحِبُّ الْقِثَّاءَ". [2] أَخْرَجَهُ (¬3) أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن الربيع رضي الله عنها مختصرًا (¬4). ¬
3844 - درجته: ضعيف من أجل محمد بن إسحاق، فلم يصرح بالسماع وهو مدلس من الرابعة. وقد ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 41)، باب القثاء والرطب: وعزاه للطبراني في الأوسط. وقال: فيه ابن إسحاق، وهو ثقة، لكنه مدلس. وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (7/ 80: 4078)، باب في القثاء من طريق ابن نمير به بنحوه. وعزاه الهيثمي في المجمع كما تقدم إليه. والحافظ في الفتح (9/ 471)، كذلك عزاه إليه، وأخرجه الترمذي في الشمائل (ص 171: 193)، من طريق ابن إسحاق بنحوه مطولًا. وفيه أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يحب القثاء. لكن فيه ابن إسحاق كما ذكره في المجمع وقد عنعن. وقد روي عن أنس رضي الله عنه ما لفظه: "كان يأخذ الرطب بيمينه والبطيخ بيساره فيأكل الرطب بالبطيخ. وكان أحب الفاكهة إليه". ذكره الحافظ في الفتح (9/ 471)، باب جمع اللونين أو الطعامين بمرة. وعزاه لأبي نعيم في الطب. وقال: سنده ضعيف. ثم قال: قد يكبر القثاء =
= فتصفر من شدة الحر فتصير كالخربز. والظاهر أن أكله البطيخ غير أكلة القثاء. والبحث الآن في الثاني. وقد ثبت في الصحيح أنه كان -صلى الله عليه وسلم- يأكل القثاء بالرطب أما كونه يحبه ويعجبه فلم أره إلَّا من حديث الربيع. وروي كذلك أنه كان يأكل البطيخ بالرطب وأكله القثاء رواه البخاري في الصحيح، كتاب الأطعمة، باب القثاء بالرطب (3/ 443: 5440)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يأكل الرطب بالقثاء". وهو في (3/ 445: 5447)، باب القثاء. وفي (3/ 445: 5449)، باب جمع اللونين والطعامين بمرة. عنه بنحوه. كما أخرجه مسلم في الأشربة (4/ 736: 157)، باب أكل القثاء بالرطب. وأبو داود في الأطعمة (4/ 176: 3835)، باب في الجمع بين لونين في الأكل. والترمذي في الأطعمة، باب ما جاء في أكل القثاء بالرطب (3/ 183: 1905). وابن ماجه، الأطعمة، باب القثاء والرطب يجمعان (2/ 244: 3368). وأما أكله البطيخ بالرطب: فأخرجه أبو داود في المكان المتقدم (4/ 176: 3836)، عن سعيد بن نضير، عن أبي أسامة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة رضي الله عنها أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يأكل البطيخ بالرطب ويقول: نكسر حر هذا ببرد هذا. وسعيد بن نضير: صدوق. انظر: (1/ 306: 268). والترمذي في المكان السابق باب ما جاء في أكل البطيخ بالرطب (3/ 183: 1904)، عن عبدة بن عبد الله الخزاعي، عن معاوية بن هشام، عن سفيان، عن هشام به بنحوه. وقال: حسن غريب. وفيه معاوية بن هشام: صدوق له أوهام. انظر: التقريب (2/ 261: 1244). وبانضمامه إلى طريق سعيد بن نضير، يكون الحديث صحيحًا إن شاء الله. =
= وقد أخرجه ابن ماجه في باب القثاء والرطب يجمعان (2/ 244: 3369)، عن محمد بن الصباح، وعمرو بن رافع، عن يعقوب بن الوليد بن أبي هلال، عن أبي حازم، عن سهل بنحوه. لكن يعقوب كذبه أحمد وغيره كما في التقريب (2/ 377: 390). وبهذا تبين أنه كان يكل البطيخ بالرطب، ويأكل القثاء بالرطب.
20 - باب صفته -صلى الله عليه وسلم-
20 - بَابُ صِفَتِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 3845 - قَالَ الطيالسي (¬1): حدّثنا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أم هانئ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ بَطْنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا ذَكَرْتُ الْقَرَاطِيسَ الْمَثْنِيَّةَ بعضها على بعض". ¬
3845 - درجته: شديد الضعف لحال جابر، إذ هو متهم، وقد عزاه الهيثمي في المجمع (8/ 283)، باب صفته -صلى الله عليه وسلم- إلى الطبراني، قال: وفيه جابر الجعفي، وهو ضعيف. اهـ. وهو تساهل.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 413: 1006)، من طريق أبي داود به بنحوه. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخه (1/ 495). وابن سعد في الطبقات الكبرى، باب ذكر صفة خلق النبي - صلى الله عليه وسلم (1/ 419)، عن محمد بن عمر، عن شيبان به بنحوه. كما أخرجه ابن عساكر في تاريخه (1/ 495)، من طريقين، عن جابر، وفيه ما تقدم من إتهام جابر.
21 - باب سعة علم النبي -صلى الله عليه وسلم-
21 - باب سعة علم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 3846 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ منيع: حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثنا فِطْرٌ -هُوَ ابْنُ (¬1) خَلِيفَةَ- عَنْ أَبِي يَعْلَى -هُوَ مُنْذِرٌ الثوري- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَقَدْ تَرَكَنَا رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَمَا تقلَّب (¬2) طَيْرٌ بِجَنَاحَيْهِ فِي السَّمَاءِ إلَّا ذكَّرنا مِنْهُ عِلْمًا. * رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، إلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ، وَاخْتُلِفَ عَلَى فِطْرٍ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬3): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا يَحْيَى، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عنه ... بهذا. ¬
3846 - درجته: ضعيف للانقطاع بين عطاء والمنذر وبين أبي الدرداء.
تخريجه: اختلف على فطر في إسناده على ثلاثة أوجه: 1 - روي عنه، عن المنذر، عن أبي الدرداء، أخرجه ابن منيع كما تقدم. =
= 2 - عنه، عن المنذر، عن أبي ذر. أخرجه أحمد في المسند (5/ 162)، عن حجاج، عنه به بنحوه. وابن سعد في الطبقات، ترجمة أبي ذر (1/ 354)، عن وكيع، عنه به بنحوه. 3 - عنه، عن عطاء، عن أبي الدرداء. رواه أبو يعلى كما تقدم. وكل هذه الأوجه ضعيفة لما فيها من الانقطاع. وفطر كما تقدم ثقة. والرواة عنه ثقات. وقد روي من غير الوجه الذي رواه منه فطر. فقد أخرجه أحمد في المسند (5/ 153)، عن ابن نمير، عن الأعمش، عن المنذر، عن أشياخ من التيم، عن أبي. ذر بنحوه. وفي (5/ 162)، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن المنذر، عن أشياخ لهم، عن أبي ذر بنحوه. وفيه من لم يسم. وقد عزاه الهيثمي في المجمع (8/ 266)، باب فيما أوتي من العلم -صلى الله عليه وسلم- إلى الطبراني وأحمد من رواية أبي ذر وأبي الدرداء. قال: ورجال الطبراني رجال الصحيح. اهـ. فالظاهر أن في الحديث اضطرابًا. ولا يترجح لي أي من الأوجه المذكورة. لكن له أصل صحيح، ولفظه عن سلمان رضي الله عنه قال: قال له بعض المشركين وهم يستهزئون به: إني أرى صاحبكم يعلمكم كل شيء حتى الخراءة. قال: أجل، أمرنا أن لا نستقبل القبلة، وألا نستنجي بأيماننا، الحديث. أخرجه مسلم في الطهارة، باب الاستطابة (1/ 545: 55) و (1/ 546: 56). وأبو داود في الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة (1/ 17: 7). =
= والترمذي في الطهارة، باب الاستنجاء بالحجارة (1/ 13: 16). والنسائي في الطهارة، باب النهي عن الاكتفاء في الاستطابة بأقل من ثلاثة أحجار (1/ 38)، وفي باب النهي عن الاستنجاء باليمين (1/ 44). وابن ماجه في الطهارة، باب الاستنجاء بالحجارة (1/ 63: 320). كلهم بنحو اللفظ المتقدم.
3847 - حدّثنا (¬1) إسحاق الْهَرَوِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أبي بردة ابن (¬2) أبي موسى الأشعري، عن أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْكَلَامِ، وخواتيمه. قلنا: يا رسول لله، عَلِّمْنَا [مِمَّا علَّمك] (¬3) اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ، فعلَّمنا. ¬
3847 - درجته: ضعيف من أجل عبد الرحمن بن إسحاق فهو ضعيف، وععنة هشيم، لأنه من الثالثة ولم يصرح بالسماع.
تخريجه: تقدم الكلام عليه في الحديث رقم (3799).
3848 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ (¬2) عُرْفُطَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ رضي الله عنه، فذكر حكايته طَوِيلَةً (¬3)، فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ أُوتِيتُ جوامع الكلم وخواتيمه، واختصر لي الكلام اختصارًا". ¬
3848 - درجته: ضعيف لحال عبد الرحمن بن إسحاق وشيخه. فهما ضعيفان وفيه عبد الغفار لم يوثقه غير ابن حبّان. وقد أورده الهيثمي بطوله في باب الاقتداء بالسلف (1/ 187)، وعزاه لأبي يعلى، وقال: فيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، ضعفه أحمد وجماعة. اهـ. وقال مثل ذلك بعد أن أورد بعضه في باب ليس لأحد قول مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (1/ 178).
تخريجه: أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 21)، ترجمة خليفة، عن بشر بن موسى، عن إسماعيل بن خليل، عن علي بن مسهر به بنحوه. وابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (2/ 404)، تفسير سورة يوسف من طريق عبد الرحمن بن إسحاق به بنحوه. قال ابن كثير: وهذا حديث غريب من هذا الوجه. =
= وذكر الشيخ الألباني في إرواء الغليل (6/ 36: 1589)، أن الضياء أخرجه في المختارة من طريقه. ويبقى الحديث ضعيفًا من هذه الطريق. وله شواهد كالتالي: 1 - شاهد من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، ولفظه "أن عمر بن الخطاب أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي -صلى الله عليه وسلم- فغضب وقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو كان موسى بين أظهركم ما حل له إلَّا أن يتبعني. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الأدب، باب من كره النظر في كتاب أهل الكتاب (9/ 47: 6472). وابن أبي عاصم في السنة (1/ 27: 50)، عن أبي بكر بن أبي شيبة. وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ص 339)، باب مختصر في مطالعة كتب أهل الكتاب من طريقه. وأحمد في المسند (3/ 387)، عن سريج بن النعمان. والبيهقي في الشعب، باب في الإِيمان بالقرآن، حديث جمع القرآن (1/ 200: 177)، من طريق أبي عبيد. والبغوي في شرح السنَّة (1/ 270)، باب حديث أهل الكتاب (ح 126)، من طريقه. والبزار في مسنده كما في كشف الأستار، كتاب الإِيمان، باب اتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (1/ 78: 124)، عن الحسن بن عرفة، أربعتهم عن هشيم. كما رواه أحمد (3/ 338)، عن يونس وغيره عن حماد بن زيد. والبزار في المكان المتقدم عن عبد الواحد بن غياث، عن حماد. وقال: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ جَابِرٍ إلَّا بِهَذَا الإِسناد، وقد رواه سعيد بن زيد، عن =
= مجالد. اهـ. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 426: 2132)، عن إسحاق، عن حماد. والبيهقي في الشعب، المكان المتقدم (ح 179)، من طريق حماد. وفي السنن الكبرى (2/ 11)، كتاب الصلاة، باب لا تسمع دلالة مشرك لمن كان أعمى، من طريقه مختصرًا. والدارمي في سننه (1/ 115)، باب ما يتقي من تفسير حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن محمد بن العلاء، عن ابن نمير. وأبو نعيم في الدلائل (1/ 46: 7)، من طريق محمد بن الدعاء. أربعتهم عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بنحو اللفظ المتقدم. فمداره على مجالد: وهو كما قال الحافظ في التقريب (2/ 229: 919) ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره. فقدل الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 198)، بعد أن نقل إسناد أحمد: إسناد صحيح. اهـ. وقوله في (2/ 133)، بعد أن نقله كذلك. تفرد به أحمد وإسناده على شرط مسلم. اهـ. فيه نظر. وقد قال الهيثمي في المجمع (1/ 179): رواه أحمد وأبو يعلى والبزار: وفيه مجالد بن سعيد ضعفه أحمد ويحيى بن سعيد وغيرهما. اهـ. لكنه يرقى أثر الباب إلى درجة الحسن لغيره. 2 - شاهد من حديث عبد الله بن ثابت. ولفظه نحو لفظ حديث جابر. أخرجه عبد الرزاق في المصنف، باب مسألة أهل الكتاب (6/ 113: 10164)، عن الثوري، عن جابر الجعفي، عن الشعبي، عن عبد الله بن ثابت الأنصاري فذكره. وعن عبد الرزاق أخرجه أحمد (3/ 470)، به بنحوه. ومن طريق سفيان أخرجه أيضًا البيهقي في الشعب (4/ 307: 5201)، باب في =
= حفظ اللسان، فصل في ترك قراءة كتب الأعاجم. وقد خالفه إسرائيل عن جابر، كما أخرج ذلك البزّار. انظر: كشف الأستار (1/ 79: 125)، عن إبراهيم بن عبد الله، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جابر، عن عبد الله بن ثابت، فذكره. وقال: لا نعلم روى ابن ثابت إلَّا هذا، وقد روي عن الشعبي، عن جابر. اهـ. والحمل في هذا الاختلاف على جابر الجعفي لأنه: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 123: 17)، والراويان عنه ثقتان. وقد عزاه في المجمع (1/ 178) إلى أحمد والطبراني قال: ورجاله رجال الصحيح إلَّا أن فيه جابر الجعفي، وهو ضعيف. اهـ. وأورد رواية البزّار وقال: رجاله رجال الصحيح إلَّا جابر الجعفي، وهو ضعيف اتهم بالكذب. اهـ. 3 - شاهد من حديث أبي الدرداء، بنحو اللفظ المتقدم. أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (1/ 179)، لكن قال: فيه أبو عامر القاسم بن محمد الأسدي، ولم أرَ من ترجمه، وبقية رجاله موثقون. اهـ. 4 - شاهد من حديث أبي قلابة بنحوه. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 111: 20062)، باب حديث أهل الكتاب. عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة أن عمر، فذكره. وأخرجه في كتاب أهل الكتاب من المصنف أيضًا، باب مسألة أهل الكتاب (6/ 112: 10163)، بالإِسناد والمتن نفسيهما. والبيهقي في الشعب، باب في حفظ اللسان، فصل في ترك قراءة كتب الأعاجم (4/ 307: 5202)، من طريق عبد الرزاق به بنحوه. وسماع أبي قلابة من عمر نفاه العلائي وقال: الظاهر أنه مرسل، لكن أثبته أحمد وقال: أظنه سمع منه. فهو صحيح إن سمع من عمر؛ لأن رجاله ثقات. =
= 5 - شاهد من حديث حفصة رضي الله عنها ولفظه: أنها جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بكتاب من قصص يوسف في كتف فجعلت تقرأه عليه وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَلَوَّنُ وَجْهُهُ. فقال: والذي نفسي بيده لو أتاكم يوسف وأنا بينكم فاتبعتموه وتركتموني لضللتم. أخرجه عبد الرزاق في المصنف، باب حديث أهل الكتاب (11/ 110: 20061)، عن معمر، عن الزهري عنها. وفي مسألة أهل الكتاب (6/ 113: 10165). والبيهقي في الشعب (4/ 308: 5205)، عن طريقه به بنحوه. لكن رواية الزهري عن حفصة منقطعة، بل جعلها الشيخ الألباني في الإِرواء (ح 1589)، معضلة. لأن حفصة رضي الله عنها توفيت سنة (45 هـ)، وولد الزهري سنة (50 هـ). وبالنظر في هذه الشواهد نجد ضعفها منجبرًا، على أن فيها ما يمكن القول إنه صحيح. وعليه فأقل أحوال هذا الحديث أنه حسن. وقد حسنه الشيخ الألباني في إرواء الغليل وفي تحقيق كتاب السنَّة لابن أبي عاصم. وذلك لطرقه. وقوله: إني قد أوتيت جوامع الكلم .. "تقدم في الحديث (3799)، أن أصل هذا في الصحيح.
22 - باب ما اختص به -صلى الله عليه وسلم- على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
22 - باب ما اختص به -صلى الله عليه وسلم- على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 3849 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "مَا أمن الله تعالى أحدًا (¬2) من خلقه إلَّا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} (¬3) وقال للملائكة عليهم السلام: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ} (¬4). * في إسناده نظر. ¬
3849 - درجته: ضعيف من أجل جهالة إبراهيم. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 38 ب).
تخريجه: أخرجه الدارمي في سننه (1/ 25)، عن إسحاق بن إبراهيم. =
= وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 239: 11610)، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن منجاب بن الحارث. كلاهما عن يزيد بن أبي حكيم، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابن عباس رضي الله عنهما. ولفظه: "إن الله فضل محمدًا على أهل السماء وعلى أهل الأرض". فقال رجل: يا أبا عباس، وبما فضله على أهل السماء والأرض؟ قال: إن الله عَزَّ وَجَلَّ يقول لأهل السماء {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ} الآية. وقال الله عزَّ وجلّ لمحمد -صلى الله عليه وسلم-: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ...} الآية. فقيل له: يا أبا عباس. فما فضله على الأنبياء؟ قال: إن الله عَزَّ وَجَلَّ قال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ}، وقال لمحمد -صلى الله عليه وسلم-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}. فأرسله الله إلى الإنس والجن". ويزيد: صدوق. انظر: التقريب (2/ 363: 239). وكذا الحكم بن أبان: صدوق عابد، وله أوهام. انظر: التقريب (1/ 190: 474). وشيخ الطبراني: ضعيف. ومنهم من كذبه. انظر: اللسان (5/ 317). قال الهيثمي في المجمع (8/ 258)، باب عظم قدره -صلى الله عليه وسلم-: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير الحكم بن أبان، وهو ثقة. ورواه أبو يعلى باختصار كثير. اهـ. وفيه تساهل كالعادة. لكنه يترقى برواية الدارمي إلى الحسن لغيره. وقد أخرجه البيهقي في الدلائل (5/ 486)، باب ما جاء في تحدث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنعمة ربه عزَّ وجلّ. وفي الشعب، باب في الإِيمان بالملائكة، فصل في معرفة الملائكة (1/ 173: 151)، عن أبي محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبارالسكري، عن إسماعيل بن محمد الصفار، عن عباس بن عبد الله الترقفي، عن حفص بن عمر، عن الحكم به بنحوه. وحفص بن عمر العدني: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 188: 458).
3850 - [1] وقال مسدّد: حدّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ طَارِقٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ (¬1) إلَّا وَمَعَهُ شَيْطَانٌ. قَالُوا: وَمَعَكَ؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: ومعي، إلَّا أن الله تعالى أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ (¬2)، وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ. قَالُوا: وَلَا أَنْتَ. قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: ولا أنا، إلَّا أن يتغمدني الله عَزَّ وَجَلَّ منه برحمته (¬3). ¬
3855 - [1] درجته: صحيح.
3850 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1) (¬2): حَدَّثَنَا سُفْيَانُ -هُوَ ابْنُ وَكِيعٍ- ثنا أَبِي، ثنا جَدِّي، هُوَ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ زِيَادِ بن علاقة. فذكر مثله، إلى قوله -صلى الله عليه وسلم-: فَأَسْلَمَ. وَهَكَذَا أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ (¬3)، عَنْ بِشْرِ (¬4) بْنِ مُعَاذٍ (¬5) عَنْ أَبِي عَوَانَةَ. وَقَالَ: مَا رَوَى شَرِيكٌ إلَّا هَذَا الْحَدِيثَ وَآخَرَ، يَعْنِي الَّذِي ذكره مسدّد. * هذا حديث صحيح. ¬
3855 - [2] درجته: ضعيف من أجل سفيان بن وكيع، خلافًا لما قاله الحافظ. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 32 ب)، رواه مسدّد وأبو يعلى والبزار: وقال: لا نعلم روى شريك إلَّا هذا وآخر. ورواه ابن حبّان في صحيحه مختصرًا. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 360)، باب ليس أحد ينجيه عمله: رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح.
تخريجه: أخرجه ابن حبّان في صحيحه. انظر: الإِحسان باب من صفته وأخباره -صلى الله عليه وسلم-، ذكر معونة الله جل وعلا لرسوله -صلى الله عليه وسلم- على الشيطان (8/ 110: 6372)، عن بكر بن محمد بن عبد الوهاب، عَنْ بِشْرِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ به بالشطر الأول منه فقط. =
= وأخرجه في الثقات (3/ 188)، ترجمة شريك بالإِسناد نفسه وبالجزء الثاني من المتن. وهو قوله: "وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ". وأخرجه الطبراني في الكبير (7/ 309: 7220)، عن أحمد بن عمرو القطراني، عن كامل بن طلحة، عن أبي عوانة به بالشطر الثاني و (7223) عنه بالشطر الأول. و (7218: 308)، عن عثمان بن عمر الضبي، عن عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل بالشطر الثاني، وأخرجه ابن قانع في معجمه (ق / 69 أ)، من طريق إسرائيل. كما أخرجه الطبراني (ص 7/ 309: 7220)، عن عبدان بن أحمد، عن جعفر بن حميد، عن الوليد بن أبي ثور، بالشطر الثاني و (7219) و (7223)، عن المقدام بن داود، عن أسد بن موسى، عن شيبان. الأول بالشطر الثاني منه، والثاني بالشطر الأول. وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (ق / 69 أ)، من طريق شيبان. كما أخرجه البخاري في تاريخه الكبير (4/ 239)، ترجمة شريك، عن الجعفي، عن هاشم بن القاسم، عن شيبان، بالشطرين. ثلاثتهم عن زياد بن علاقة به. وقد عزاه الحافظ في الإِصابة، ترجمة شريك (2/ 150) لحسين بن محمد القباني في الوحدان، والبغوي وكذا الباوردي، في معجميهما، وأبي يعلى. والحديث أصله في الصحيح من غير رواية شريك، وذلك كالتالي. شطره الأول، أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب تحريش الشيطان (5/ 680: 44)، عن ابن مسعود، و (45)، عن عائشة، بنحو اللفظ المتقدم. وأخرجه الترمذي في كتاب الرضاع، (2/ 319: 1182)، عن جابر. وكذا النسائي في عشرة النساء (7/ 72)، باب المغيرة. =
= وأما شطره الثاني. فأخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل (4/ 184: 6463 و 6464 و 6467)، عن أبي هريرة، وعائشة، بنحو اللفظ المتقدم. وفي المرض، باب تمني الموت للمريض (4/ 30: 5673)، عن أبي هريرة. ومسلم في صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله (5/ 681: 46)، إلى (53)، عن أبي هريرة، وعائشة، وجابر. وابن ماجه في الزهد، باب التوقي على العمل (2/ 32: 4254)، عن أبي هريرة.
3851 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله ابن أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: "إِنَّ أَكْرَمَ خَلْقِ اللَّهِ تعالى عَلَيْهِ أَبُو الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الْأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلَائِقَ أُمة أُمة وَنَبِيًّا نَبِيًّا. حَتَّى يَكُونَ أحمد -صلى الله عليه وسلم- وأُمته آخِرَ الأُمم مَرْكَزًا، ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرُ جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ؟ "فَيَقُومُ، وَتَتْبَعُهُ أُمته بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا". * هَذَا مَوْقُوفٌ. ¬
3851 - درجته: موضوع لحال عبد العزيز بن أبان، وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 33 أ).
تخريجه: أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 568)، كتاب الأهوال عن أبي بكر محمد بن أحمد بن بالويه، عن محمد بن غالب، عن عفان ومحمد بن كثير، عن مهدي بن ميمون به. ولفظه عن بشر عن عبد الله بن سلام: "وكنا جلوسًا في المسجد يوم الجمعة. فقال: إن أعظم أيام الدنيا، يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه تقوم الساعة، وإن أكرم خليقة الله -صلى الله عليه وسلم-: أَبُو الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: قلت: يرحمك الله، فأين الملائكة؟ قال: فنطر إلى، وضحك. وقال: يا ابن أخي، هل تدري ما الملائكة؟ إنما الملائكة خلق كخلق السماء والأرض والرياح والسحاب، وسائر الخلق، الذي لا يعصي الله شيئًا، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الْأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ الخليفة أُمَّةً أُمَّةً، وَنَبِيًّا نَبِيًّا، حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ، وأمته آخر الأمم مركزًا قال: فيقوم، =
= فتتبعه أمته، برها، وفاجرها، ثم يوضع جسر جهنم، فيأخذون الجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه، فيتهافتون فيها من شمال ويمين، وينجو النبي -صلى الله عليه وسلم-صلى الله عليه وسلم- والصالحون معه، فتتلقاهم الملائكة. فتريهم منازلهم من الجنة، على يمينك، على يسارك، حتى ينتهي إلى ربه عزَّ وجلّ، فيلقي له كرسي على يمين الله عزَّ وجلّ، ثم ينادي مناد: أين عيسى وأمته، فيقوم. فيتبعه أمته، برها وفاجرها، فيأخذون الجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه، فيتهافتون فيها من شمال ويمين، وينجو النبي -صلى الله عليه وسلم- والصالحون معه، فتتلقاهم الملائكة، فتريهم منازلهم في الجنة، على يمينك، على يسارك، حتى ينتهي إلى ربه، فيلقي له كرسي من الجانب الآخر، قال: ثم يتبعهم الأنبياء والأمم، حتى يكون آخرهم نوص، رحم الله نوحًا". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، وليس بموقوف، فإن عبد الله بن سلام على تقدمه في معرفة قديمة، من جملة الصحابة، وقد أسنده بذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غير موضع، والله أعلم. اهـ. قال الذهبي: صحيح. لكن تعقبه ابن الملقن في تلخيصه (7/ 3505: 1162)، فقال: غريب موقوف. اهـ. قلت: وهو الظاهر، فلم يذكر له أحد سندًا مرفوعًا، حتى الحاكم نفسه. ورجال الحاكم كلهم ثقات، إلَّا شيخه محمد بن أحمد بن بالويه. فهو صدوق. كما قال ذلك الحاكم في سؤالات السجزي له (ص 2: 14). وعليه فهو حسن بإسناد الحاكم، لكنه موقوف، ويحتمل أن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أخذه من بعض الكتب الإِسرائيلية، لكن لبعض فقراته شواهد كما سيأتي. وقد أخرجه ابن أبي الدنيا كما في النهاية لابن كثير (2/ 128)، فصل في ذكر الصراط، عن خالد بن خداش، عن مهدي بن ميمون، عن محمد بن أبي يعقوب. به بنحوه، قال ابن كثير: وهذا موقوف على ابن سلام رضي الله عنه. =
= وخالد بن خداش: صدوق يخطئ. انظر: التقريب (1/ 212: 23). كما أخرجه أبو نعيم في زيادات: الزهد لابن المبارك (ص 18: 398)، عن ابن المبارك، عن معمر، عمن سمع محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب به بنحوه. لكنه منقطع كما ترى. وقد ذكره ابن رجب في التخويف من النار (ص 243)، وقال: أخرجه ابن خزيمة. والخلاصة أنه حسن. لكنه موقوف على ابن سلام. وقوله: إن أعظم أيام الدنيا: يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه تقوم الساعة. له شاهد من حديث أوس بن أوس مرفوعًا، ولفظه: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه ... " الحديث. أخرجه أبو داود في سننه، باب فضل يوم الجمعة (1/ 635: 1047)، عن هارون بن عبد الله عن حسين بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بنحوه، وإسناده صحيح. كما أخرجه النسائي، في سننه كتاب الجمعة، باب إكثار الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، (3/ 91)، عن إسحاق بن منصور، عن حسين به بنحوه. وابن ما في أبواب إقامة الصلاة، باب في فضل الجمعة (1/ 195: 71). وفي الجنائز، باب ذكر وفاته ودفنه -صلى الله عليه وسلم- (1/ 300: 1637). عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن الحسين به بنحوه.
3852 - حدّثنا (¬1) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا شَيْخٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أنا سابق العرب". * إسناده ضعيف. ¬
3852 - درجته: موضوع لحال عبد العزيز بن أبان، وفيه رجل مبهم. ففول الحافظ فيه تساهل.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 34: 7288)، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي حذيفة عن عمارة بن زاذان، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ولفظه: "السباق أربعة، أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة". وعمارة: صدوق كثير الخطأ. انظر: التقريب (2/ 49: 367). وأبو حذيفة موسى بن مسعود: صدوق سيء الحفظ، وكان يصحف. انظر: التقريب (2/ 288: 1505). قال الهيثمي في المجمع (9/ 308)، باب في فضل صهيب: رواه الطبراني. ورجاله رجال الصحيح، غير عمارة بن زاذان وهو ثقة، وفيه خلاف. اهـ. وهو إغفال لحال موسى. وعن الطبراني أخرجه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (1/ 49)، ذكر سابق الفرس، به بنحوه. ومن طريق الطبراني أخرجه أيضًا ابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 455)، ترجمة بلال. والحاكم في المستدرك (3/ 402)، مناقب صهيب، عن علي بن حمشاذ، عن =
= علي بن عبد العزيز به بنحوه. وقال الذهبي عقب ذكره: عمارة واهٍ، ضعفه الدراقطني. اهـ. كما أخرجه في (3/ 285)، معرفة الصحابة، ذكر بلال عن علي بن حمشاذ، عن محمد بن غالب، عن أبي حذيفة به بنحوه. والبزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (3/ 219: 2607)، باب مناقب جماعة، من طريق عمارة بن زاذان به بنحوه، وقال: لا نعلم رواه عن ثابت، عن أن إلَّا عمارة. اهـ. كما أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 167)، ترجمة يوسف بن إبراهيم التميمي، عن النعمان بن أحمد الواسطي، عن محمد بن عبّاد، عن قرة بن عيسى، عن يوسف بن إبراهيم، عن أن بنحوه. ويو سف: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 379: 423). ومن طريق محمد بن عبّاد أخرجه بحشل في تاريخ واسط (ص 59)، من حدث عن أهل واسط، عن أنس. به بنحوه. كما أخرجه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (1/ 49)، ذكر سابق الفرس، عن محمد بن أحمد بن الحسين، عن عمر بن أيوب، عن محمد بن بكار، عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، عن محمد بن جحادة، عن أنس بنحوه. وفيه يحيى بن عقبة: ضعيف. انظر: اللسان (6/ 330). ويمكن القول إن المروى عن أنس في درجة الحسن لغيره. وله شاهد من حديث أبي أمامة، وأم هانئ. أما المروى عن أبي أمامة رضي الله عنه. فأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 131: 7526)، وفي الصغير (1/ 104)، عن أيوب بن أبي سليمان الصوري، عن عطية بن بقية بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة، بنحو اللفظ المتقدم. =
= وفيه شيخ الطبراني كذبه الدارقطني. (بلغة القاصي والداني ص 108). وعليه فقول الهيثمي في المجمع (9/ 308)، رواه الطبراني وإسناده حسن. اهـ. فيه تساهل. وقد أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 75)، ترجمة بقية، عن علي بن سراح المصري، عن عطية به بنحوه. وقال: وليس يعرف هذا الحديث إلَّا لبقية، عن محمد بن زياد. اهـ. وابن عساكر في تاريخه (3/ 456)، من طريق ابن عدي به. بنحوه، ثم ساق بسنده إلى محمد بن عوف أنه قال: منكر، رواه بقية عن بشر، عن عبد الله بن يسار .. ". اهـ. وعليه فالمروي عن أبي أمامة موضوع. ولذا قال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 353: 2577)، سمعت أبي وأبا زرعة جميعًا يقولان: هذا حديث باطل لا أصل له بهذا الإِسناد. اهـ. وأما المروي عن أم هانئ. فأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 435: 1062)، عن محمد بن محمد الجذوعي، عن عقبة بن مكرم العمي، عن أبي بكر الحنفي، عن فايد العطار، عن ذكوان أبي صالح، عنها بنحوه. لكن فيه فايد العطار: متروك، اتهموه. انظر: التقريب (2/ 107: 3). قال الهيثمي في المجمع (9/ 308)، رواه الطبراني، وفيه فايد العطار وهو متروك. اهـ. وقد روي عن الحسن مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 242: 20432)، باب أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عَنِ معمر عمن سمع عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-. فذكره. وابن أبي شيبة في المصنف (11/ 478)، كتاب الفضائل (11779)، عن =
= أبي أُسامة، عن هشام، عن الحسن ولفظه: "أنا سابق العرب". وابن سعد في الطبقات (1/ 21)، ذكر من انتمى إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عن إسماعيل بن إبراهيم الأسد، عن يونس، عن الحسن فذكره. وهو مرسل كما ترى. وعليه فهذه الشواهد لا تؤثر في رفع درجة الحديث عن الحسن فيبقى حديث أنس حسنًا.
3853 - حدّثنا (¬1) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَامِرُ بْنُ يساف (¬2)، عن أيوب بن عقبة (¬3)، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، أنت سيد العرب؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ، آدَمُ تَحْتَ لِوَائِي وَلَا فَخْرَ". * وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ أَيْضًا. ¬
3853 - درجته: موضوع لحال عبد العزيز بن أبان. وفيه أيوب ضعيف. وعليه فقول الحافظ فيه تساهل.
تخريجه: الحديث أصله في الصحيحين وغيرهما. فقد أخرجه البخاري في الأنبياء، باب: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا} (2/ 453: 3340). وفي تفسير سورة الإِسراء (3/ 250: 4712)، عن أبي هريرة في الموضعين. وذلك في حديث الشفاعة الطويل، ولفظه: "أنا سيد الناس يوم القيامة". كما أخرجه مسلم في الإِيمان، باب إثبات الشفاعة (1/ 469: 299 و 300)، عن أبي هريرة، بلفظ نحو اللفظ المتقدم عند البخاري. وفي الفضائل (5/ 135: 3)، بلفظ: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة". وأخرجه الترمذي في أبواب القيامة، باب ما جاء في الشفاعة (4/ 43: 2551)، بنحو اللفظ، عن أبي هريرة أيضًا. وفي تفسير سورة الإِسراء (4/ 370: 5156)، عن أبي عمر، عن سفيان، عن =
= علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، ولفظه: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذٍ آدم فمن سواه إلَّا تحت لوائي". وقال: هذا حديث حسن. وأخرجه ابن ماجه في الزهد، باب ذكر الشفاعة (2/ 450: 4363)، من طريق علي بن زيد به بنحو لفظ الترمذي.
3854 - [1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، هُوَ مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ. قَالَ: لَا يُفَضَّلُ على محمد -صلى الله عليه وسلم- أحد، ولا على إبراهيم عليه السلام خليل ربي عزَّ وجل أحد. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا سفيان، مثله.
3854 - درجته: الطريق الأول: موقوف صحيح. والطريق الثاني: موضوع بهذا الإِسناد. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 32 ب)، رواه مسدّد والحارث منقطعًا. اهـ. وهو كلام غير مسلم في الجملة.
تخريجه: لم أجده عند غير مسدّد والحارث، لكن لبعضه أصل مرفوع كما تقدم في الحديث الذي قبل هذا.
23 - باب شهادة أهل الكتاب بصدقه -صلى الله عليه وسلم-
23 - باب شهادة أهل الكتاب بصدقه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 3855 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدّثنا عفَّان، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنِ الْفَلْتَانِ (¬1) بْنِ عَاصِمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا مَعَ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَسْجِدِ، فَشَخَصَ (¬2) بَصَرُهُ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي فِي الْمَسْجِدِ. فَقَالَ: لبَّيك يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا يُنَازِعُهُ الْكَلَامَ إلَّا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَتَقْرَأُ التَّوْرَاةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: والإنجيل؟ قال: نعم، والقرآن وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَشَاءُ لَقَرَأْتُهُ. قَالَ: ثُمَّ نَاشَدَهُ: هَلْ تَجِدُنِي نَبِيًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ؟ قَالَ: سَأُحَدِّثُكَ. نَجِدُ مِثْلَكَ، وَهَيْئَتَكَ، وَمِثْلَ مخرجك، وكنَّا نرجوا أَنْ تَكُونَ فِينَا، فَلَمَّا خَرَجْتَ تخوَّفنا أَنْ تَكُونَ أَنْتَ هُوَ، فَنَظَرْنَا فَإِذَا لَيْسَ أَنْتَ هو، قال -صلى الله عليه وسلم-: هو الذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ (¬3) لَأَنَا هُوَ (¬4)، وَإِنَّهُمْ لَأُمَّتِي (¬5)، وَإِنَّهُمْ لَأَكْثَرُ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَسَبْعِينَ أَلْفًا. ¬
= 3855 - درجته: ضعيف للانقطاع بين عاصم، والفلتان، وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 29 ب)، وسيأتي وصله.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 333: 854)، عن أحمد بن محمد السطوي، عن عفان وعن الحسين بن إسحاق التستري، عن يحيى. كلاهما عن عبد الواحد، عن عاصم، عن أبيه، عن الفلتان، فذكره، وفي آخره: فلما خرجت تحيّرنا أن يكون أَنْتَ هُوَ، فَنَظَرْنَا فَإِذَا لَيْسَ أَنْتَ هُوَ. قال: ولم ذاك؟ قال: إن معه من أمته سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ومعك يسير. قال: فوالذي نفسي بيده لأنا هو .. " الحديث. وقد أورده الهيثمي في المجمع (8/ 245)، باب ما كان عند أهل الكتاب من أمر نبوّته -صلى الله عليه وسلم-، وعزاه للطبراني وقال: رجاله ثقات من أحد الطريقين. اهـ. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه كما في الإحسان، كتاب كتب النبي -صلى الله عليه وسلم-، باب عناد بعض أهل الكتاب (8/ 192: 6546)، عن الحسن بن سفيان، عن عبد العزيز بن سالم، عن العلاء بن عبد الجبار، عن عبد الواحد به بنحوه. وذكره الحافظ في الإصابة (3/ 209)، وعزاه للحسن بن سفيان في مسنده لكن قال: إنه أخرجه عن عبد الجبار بن العلاء، عن عبد الواحد به بنحوه. وأخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 273)، باب ما جاء في اليهودي الذي اعترف بصفة النبي -صلى الله عليه وسلم- في التوراة. من طريق صالح بن عمر، عن عاصم به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (1/ 538)، باب إخبار الأخبار بنبوته -صلى الله عليه وسلم- من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن عاصم بن كليب، به بنحوه. وبهذا تبيّن أن الحديث عن عاصم، عن أبيه، عن الفلتان. =
= وأبوه هو كليب بن شهاب بن المجنون، روي عنه ابنه، وروى هو عن خاله الفلتان وهو ثقة. كما في تهذيب التهذيب (8/ 400). وبذا يتبيّن اتصاله من هذه الطرق، ويكون في درجة الصحيح. وقد ذكر الحافظ في الإِصابة (3/ 209)، أن ابن منده أخرجه من طريق صالح بن عمر، عن عاصم، عن أبيه، عن خاله الفلتان، بنحوه. وأن سعد بن سلمة الأموي رواه عن عاصم، فقال: عن أبيه، عن جده الفلتان فوهم. وخلاصة القول أن الأثر صحيح.
3856 - وَقَالَ ابْنُ (¬1) أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: لمَّا كَانَ حِينَ فُتِحَتْ نَهَاوَنْدُ (¬2) أَصَابَ الْمُسْلِمُونَ (¬3) سَبَايَا مِنَ الْيَهُودِ، فَأَقْبَلَ رَأْسَ الْجَالُوتِ فتلقَّى سَبَايَا الْيَهُودِ. فَأَصَابَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَارِيَةً وَضِيئَةً صَبِيحَةً. فَقَالَ لِي: هَلْ لَكَ أَنْ تَمْشِيَ مَعِي إِلَى هَذَا الإِنسان عَسَى أَنْ يُثَمِّنَ لِي فِي هَذِهِ الْجَارِيَةِ (¬4)؟ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَدَخَلْنَا عَلَى شَيْخٍ مُسْتَكْبِرٍ لَهُ تُرْجُمَانٌ، فقال لرجل معه: سل هذه الجارية هل وقع عليها هذا العربيّ؟ قال: وَرَأَيْتُ أَنَّهُ غَارَ حِينَ رَأَى حُسْنَهَا، فَرَاطَنَهَا (¬5) بلسانه، ففهمت الذي قال، فقلت له: لقد أثمت (¬6) مما تَجِدُ فِي كِتَابِكَ بِسُؤَالِكَ هَذِهِ الْجَارِيَةَ عَمَّا وَرَاءَ ثِيَابِهَا. فَقَالَ لِي: كَذَبْتَ، وَمَا يُدْرِيكَ مَا فِي كِتَابِي (¬7)؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا أَعْلَمُ بِكِتَابِكَ مِنْكَ. قَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِكِتَابِي مِنِّي؟. قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا أَعْلَمُ بِكِتَابِكَ مِنْكَ. قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ. قال: فانصرفت ¬
من عنده ذلك اليوم، فأرسل لي رَسُولًا لَتَأْتِيَنِّي بِعَزْمَةٍ (¬8). وَبَعَثَ إليَّ بدابَّه (¬9) قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ احْتِسَابًا رَجَاءَ أَنْ يُسْلِمَ فَحَبَسَنِي عِنْدَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ أَقْرَأُ عَلَيْهِ التَّوْرَاةَ وَيَبْكِي. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ وَاللَّهِ لَهُوَ النبيُّ الَّذِي تَجِدُونَهُ فِي كِتَابِكُمْ. فَقَالَ لِي: فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِالْيَهُودِ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ الْيَهُودَ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا. فَأَبَى (¬10) أَنْ يُسْلِمَ، وغلب عليه الشقاء. * صحيح موقوف. ¬
3856 - درجته: صحيح موقوف كما قال الحافظ.
تخريجه: لم أجده.
24 - باب اعتراف القدماء بأعلام نبوته -صلى الله عليه وسلم-
24 - بَابُ اعْتِرَافِ الْقُدَمَاءِ بِأَعْلَامِ نُبُوَّتِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 3857 - قَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: إِنَّ نَاسًا مِنْ قُرَيْشٍ رَكِبُوا الْبَحْرَ عِنْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَأَلْقَتْهُمُ الرِّيحُ عَلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، فَإِذَا فِيهَا رجلٌ. فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ. قَالَ: وَمَا قُرَيْشٌ؟ قَالُوا: أَهْلُ الْحَرَمِ، وَأَهْلُ كَذَا. فلما عرف (¬2) قال: نحن أهلها لا أنتم. فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ مِنْ جُرْهُمَ (¬3). قَالَ: أَتَدْرُونَ لِأَيِّ شَيْءٍ سُمِّيَ أَجْيَادٌ (¬4)؟ كَانَتْ خُيُولُنَا جِيَادًا عَطَفَتْ عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَالُوا: إِنَّهُ خَرَجَ (¬5) فِينَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَذَكَرُوا لَهُ أَمْرَهُ. فَقَالَ: اتَّبِعُوهُ، فَلَوْلَا حَالِي (¬6) الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا لحقت (¬7) معكم به. ¬
3857 - درجته: ضعيف لإِرساله. إذ عكرمة لم يدرك القصة.
تخريجه: لم أجده لغير الحارث.
25 - باب نفع شفاعته
25 - باب نفع شفاعته (¬1) 3858 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: رَأَى عُمَرُ امْرَأَةً فِي زِيِّهَا، فَقَالَ لَهَا: أَتَرَيْنَ قَرَابَتَكِ مِنْ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يغني عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: إِنَّهُ ينفع شفاعتي (¬2). قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي خَلَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ تِلْكَ الْمَرْأَةَ أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا: إِنَّهُ ينفع شفاعتي وجًا وحكم. قال عبد الرحمن: وهما قبيلتان: وجا: قبيلة من جولان، وحكم بن سعد من مذحج. ¬
3858 - درجته: رجاله ثقات إلَّا أنه مرسل، قتادة لم يدرك العهد النبوي فالحديث ضعيف.
تخريجه: لم أجده عند غير إسحاق كما لم أجده في المطبوع من مسنده. (سعد).
26 - باب فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه
26 - باب فضل أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 3859 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أُنيس ابن أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَأَهْوَى قِبَلَ الْمِنْبَرِ، فَاتَّبَعْنَاهُ. فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لقائم على الحوض الساعة ... الحديث (¬1). وفيه: فضيلة أبي بكر رضي الله عنه. وفي آخره: ثم هبط -صلى الله عليه وسلم- فما قام حتى الساعة. ¬
3859 - درجته: حسن لحال حاتم، وسمعان فهما صدوقان. وقول البوصيري (3/ق 43 ب)، رواته ثقات. وهو في الصحيحين بنقص ألفاظ. اهـ. فيه تساهل.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 440)، كتاب الفضائل، باب ما أعطى الله تعالى محمدًا -صلى الله عليه وسلم- (11711)، بالإِسناد نفسه وببعض المتن. =
= وأخرجه أيضًا في المغازي (14/ 559)، باب ما جاء في وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- (18883)، بالإِسناد نفسه والمتن كاملًا. وأخرجه الدارمي في سننه، باب في وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- (1/ 36)، عن زكريا بن عدي بن حاتم به بنحوه. وأحمد في فضائل الصحابة (154: 165)، عن صفوان بن عيسى. ومكي عن أنيس به بنحوه. وأخرجه كذلك ابن سعد في الطبقات الكبرى، ذكر تخيير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (2/ 230)، عن أنس بن عياض الليثي، وصفوان بن عيسى الزهري، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك كلهم عن أنيس به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (9/ 655)، من طريق أنيس به بنحوه. ويبقى فيه سمعان صدوق كما تقدم. وأصل الحديث عن أبي سعيد في الصحيح ولفظه قريب من هذا. فقد أخرجه البخاري في المناقب (3/ 7: 3654)، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: سدوا الأبواب إلَّا باب أبي بكر: عن أبي سعيد، ولفظه. خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النَّاسَ، وقال: إن الله خير عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله، قال: فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عبد خير، فَكَانَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هُوَ المخير، وكان أبو بكر أعلمنا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن أمن الناس علىَّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلًا غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإِسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلَّا سد إلَّا باب أبي بكر". كما أخرجه في الصلاة، باب الخوخة والممر في المسجد (1/ 167: 466)، وفي المناقب، بَابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه إلى المدينة (2/ 67: 3904)، ومسلم في فضائل الصحابة، فضائل أبي بكر (5/ 243: 2). =
= والترمذي في المناقب، باب مناقب أبي بكر (5/ 269: 3740)، وقال: حسن صحيح. كلهم عن أبي سعيد بنحو اللفظ السابق. وقد روي مثل اللفظ الذي رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أبي سعيد، روي مثله عن أم سلمة، أخرج ذلك الواقدي كما في البداية والنهاية (5/ 229)، عن فروة بن زبيد بن طوسا، عن عائشة بنت سعد، عن أم درة، عن أم سلمة، فذكره. لكن الواقدي: متروك. انظر: التقريب (2/ 194: 567). وأخرجه البيهقي في الدلائل، باب ما جاء في استئذانه -صلى الله عليه وسلم- أزواجه أن يمرض في بيت عائشة (7/ 178)، من طريقه بنحوه.
3860 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أنا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بن محمد، عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ بِلَالٌ لأبي بكر رضي الله عنهما: قَدْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وَلَيْسَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَاهِدًا (¬1)، فَهَلْ لَكَ أَنْ أُؤذن وأُقيم، وتصلي بالناس؟ قال رضي الله عنه إن شئت. فأذن بلال رضي الله عنه، وأقام، وتقدم أبو بكر رضي الله عنه وصلَّى بالناس، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد ما فَرَغَ. فَقَالَ: أَصَلَّيْتُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ صَلَّى بِكُمْ؟ قَالُوا: أبو بكر رضي الله عنه. قال -صلى الله عليه وسلم-: أَحْسَنْتُمْ. لَا يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أن يؤمهم أحد غيره. ¬
3860 - درجته: ضعيف لضعف عيسى بن ميمون. وقد ضعفه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب)، من أجله.
تخريجه: أخرجه الترمذي في سننه، مناقب أبي بكر رضي الله عنه (5/ 276: 3755)، عن نصر بن عبد الرحمن الكوفي، عن أحمد بن بشير، عن عيسى بن ميمون، عن القاسم، عن عائشة بلفظ: "لَا يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يؤمهم غيره" وقال: هذا حديث غريب. اهـ. وأحمد: صدوق له أوهام. انظر: التقريب (1/ 12: 14)، وعيسى ضعيف. وقد أخرجه ابن عدي في الكامل في موضعين. الأول: =
= في (1/ 166)، ترجمة أحمد بن بشير، عن عبد الله بن محمد بن ناجية، عن نصر به بنحوه. ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 193)، باب في فضل أبي بكر رضي الله عنه (300)، من طريق ابن عدي، عن عبد الله بن ناجية به بنحوه، وقال: هذا حديث لا يصح، قال يحيى بن معين: أحمد بن بشير: متروك. وقال ابن حبّان: وعيسى بن ميمون منكر الحديث لا يحتج بروايته. اهـ. والثاني: في (5/ 240)، ترجمة عيسى بن ميمون، عن عمر بن سنان، عن نصر به بنحوه. ومن طريقه أخرجه أيضًا ابن الجوزي في الموضوعات، كتاب الإِمامة، باب تقديم من اسمه أبو بكر (2/ 100)، بإسناد ابن عدي ولفظه. وقال عقبة: هذا حديث موضوع، قال ابن حبّان: عيسى منكر الحديث لا يحتج بروايته، وقال يحيى: أحمد بن بشير متروك. اهـ. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 661)، من طريق أحمد بن بشير به بنحوه. وتعقب السيوطي في اللآلىء ابن الجوزي (1/ 299)، مناقب الخلفاء الأربعة، بعد ذكر كلامه، حيث قال: الحديث أخرجه الترمذي من هذا الطريق. وأحمد بن بشير من رجال البخاري، وأكثر على توثيقه، وعيسى قال فيه ابن معين مرة: لا بأس به، وقال حماد بن سلمة. ثقة، ومن ضعفه لم يتهمه بكذب، فمن أين يحكم على الحديث بالوضع مع ما يؤيده من قصة تقديمه المشهورة في الصحيح. وقد قال الحافظ عماد الدين بن كثير في مسند الصديق: إن لهذا الحديث شواهد تقضي صحته، ثم إن المؤلف ترجم على هذا الحديث باب إمامة من اسمه أبو بكر، ففهم أن المراد من الحديث كل من يكون اسمه أبا بكر، ولهذا استنكر، وحكم بوضعه. وهذا فهم عجيب، إنما المراد أبو بكر الصديق رضي الله عنه خاصة، ووقفت له على طريق آخر فيه ذكر السبب. قال أبو العباس الزوزني في كتاب شجرة العقل: حدّثنا يوسف بن =
= يعقوب بالبصرة، حدّثنا بكر بن محمد، حدّثنا عبد الله بن سعيد الأشج، حدّثنا ابن أبي غنية، عن داود بن وازع أنبأنا هشام بن عروة، وعيسى بن ميمون، وعبد الرحمن بن القاسم بن أبي بكر، عن القاسم قال: وقع بين الناس من الأنصار من أهل العوالي شيء فذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلح بينهم فرجع، وقد صلَّى الناس العصر، قال: من صلَّى بالناس العصر؟ قالوا: أبو بكر. قال: قد أحسنتم لا ينبغي لقوم يكون فيهم أبو بكر يصلي بهم غيره "في هذا الطريق متابعة داود بن وازع لأحمد بن بشير ومتابعة هشام بن عروة وعبد الرحمن بن القاسم لعيسى بن ميمون." اهـ. ثم سرد حديث ابن منيع السابق وقال عقبه: فهذه متابعة قوية من يزيد بن هارون لأحمد بن بشير. اهـ. ونقل ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 372: 90)، مناقب الخلفاء الأربعة، نقل كلام السيوطي إلى قوله: لم يتهمه بالكذب. وزاد هو: فالحديث حسن. اهـ. ولم أره في اللآلىء. ثم قال: قال الذهبي في تلخيص المستدرك عيسى بن ميمون متهم والله أعلم، وشاهده الأحاديث الصحيحة في تقديمه إمامًا للصلاة في مرض وفاته -صلى الله عليه وسلم-، بل قال الحافظ ابن كثير في مسند الصديق: إن لهذا الحديث شواهد تقتضي صحته، وتابع أحمد بن بشير يزيد بن هارون، أخرجه ابن منيع في مسنده. اهـ. وعلى هذا يبقى في الحديث عيسى بن ميمون، وهو ضعيف كما تقدم. وتقدم ذكر السيوطي أنه توبع من هشام بن عروة، وعبد الرحمن بن القاسم بن أبي بكر. وعبد الرحمن: ثقة. انظر: التقريب (1/ 495: 1080)، وهشام كذلك ثقة. انظر: التقريب (2/ 319: 92). لكن داود بن وازع: ضعيف. انظر: اللسان (2/ 522)، وشيخ المصنف وشيخه لم أجد لهما ترجمة. وبقية رجاله ثقات. وعليه يمكن أن يكون مع الذي قبله في درجة الحسن لغيره. فوضع ابن الجوزي =
= هذا الحديث في الموضوعات غير مسلم. وقد ذكره في موضع آخر غير السابق وهو في (1/ 318)، فضل أبي بكر. من طريق أبي جعفر محمد بن صالح بن ذريح، عن نصر بن عبد الرحمن، عن أحمد بن بشير به بنحوه. ثم قال: هذا حديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، أما عيسى فقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبّان: لا يحتج بروايته. وأما أحمد بن بشير فقال يحيى: هو متروك. اهـ. وفيه ما سبق. والحديث ورد عنه عائشة رضي الله عنها في الصحيح وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: "مروا أبا بكر فليصل بالناس" أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما في كثير من المواضع. ومنها في الأنبياء من صحيح البخاري، باب قول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ} (2/ 469: 3384)، والقصة مشهورة، فهذا يرقيه إلى درجة الصحة. لكن سياق الحديث في الصحيح يختلف عن هذا السياق. فالحديث مروى عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم. فحانت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر، فقال: أتصلي للناس فأقيم؟ قال: نعم، فصلى أبو بكر، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والناس في الصلاة، فتخلص حتى وقف في الصف. فصفق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته، فلما أكثر الناس التصفيق التفت فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن أمكث مكانك. فرفع أبو بكر رضي الله عنه يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ذلك، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف، وتقدم رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَصَلَّى. فلما انصرف قال: يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك؟ فقال أبو بكر: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق؟ من رابه شيء في صلاته فليسبح، فإنه إذا سبح التفت إليه، وأما التصفيق للنساء". أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإِمام الأول (1/ 226: 684)، وكتاب العمل في الصلاة، باب ما يجوز من التسبيح والتحميد في =
= الصلاة للرجال (1/ 371: 1201)، وفي باب رفع الأيدي في الصلاة لأمر ينز به (1/ 376: 1218). وفي كتاب السهو، باب الإشارة في الصلاة (1/ 381: 1234). وفي كتاب الصلح، باب ما جاء في الإصلاح بين الناس (2/ 265: 2690). وفي الفتن، باب الإِمام يأتي قومًا فيصلح بينهم (4/ 345: 7190). وفي بعضها التصريح بان المؤذن بلال. ومسلم في الصحيح كتاب الأذان، باب تقديم الجماعة من يصلي بهم إذا تأخر الإِمام ولم يخافوا مفسدة بالتقديم (2/ 66: 83). وأبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب التصفيق في الصلاة (1/ 578: 940، 941)، وفيه التصريح بانها كانت صلاة العصر. والنسائي في سننه، كتاب الإِمامة، باب إذا تقدم الرجل من الرعية ثم جاء الوالي هل يتأخر (2/ 77). وباب استخلاف الإِمام إذا غاب (2/ 82). وفي كتاب السهو، باب رفع اليدين وحمد الله (3/ 3). وفي آداب القضاة، باب مصير الحاكم إلى رعيته للصلح بينهم (8/ 243)، كلهم بنحو اللفظ المتقدم. فالظاهر من الحديث الأول أن الراوي أخطأ فأدخل حديثًا في حديث، أو أن ذلك محمول على تعدد الوقائع. والله أعلم.
3861 - وقال الحارث (¬1): حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو الْحَارِثِ الْوَرَّاقُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بن جبل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى يَكْرَهُ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُخَطَّأَ أَبُو بَكْرٍ (¬2) رضي الله عنه في الأرض". ¬
3861 - درجته: موضوع لحال محمد بن سعيد الشامي المصلوب. وفيه أبو الحارث متروك، وبكر ضعيف. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 44 أ).
تخريجه: أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على فضائل الصحابة (1/ 420: 659)، عن إبراهيم، عن أحمد بن يونس به بنحوه. وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 191: 297)، باب في فضل أبي بكر، من طريق إبراهيم بن شريك، عن أحمد بن يونس به بنحوه. وقال: هذا لا يصح، أبو الحارث بن حماد البجلي لا يروى عن بكر وغيره، قال يحيى: نصر كذاب، وقال مسلم بن الحجاج: ذاهب الحديث. وقال أبو زرعة: لا يكتب حديثه، وقال الدارقطني: وبكر بن خنيس متروك. قال: ومحمد بن سعيد: هو المصلوب، كان كذابًا يضع الحديث على الزندقة. اهـ. وأخرجه في الموضوعات (1/ 319)، من طريق إبراهيم به بنحوه. وقال: هذا حديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، لا يرويه عن بكر بن خنيس إلَّا أبو الحارث، واسمه نصر بن حماد، قال يحيى: هو كذاب، وقال مسلم بن الحجاج: ذاهب =
= الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. اهـ. وذكره السيوطي في اللآلىء المصنوعة تبعًا له (1/ 300)، مناقب الخلفاء الأربعة، ثم قال: له طريق آخر. قال ابن شاهين في السنة: حدّثنا إبراهيم بن حماد بن إسحاق القاضي، حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم، حدّثنا مصرف بن عمرو، حدّثنا أبو يحيى الحماني، عن أبي العطوف جراح بن المنهال، عن الوضين بن عطاء، عن عبادة بن نسي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بن جبل، فذكر نحوه في قصة طويلة في بعثه -صلى الله عليه وسلم- إياه إلى اليمن. [انظر شرح مذاهب أهل السنَّة لابن شاهين ص 152، فقد روى هذا الحديث بالإِسناد والمتن المشار إليهما]. وتعقبه ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 373: 91)، مناقب الخلفاء الأربعة، بقوله: فيه مصرف بن عمرو، قال ابن القطان: لا يعرف، وفيه أيضًا أبو العطوف، الجراح بن منهال، فلا يصلح شاهدًا. اهـ. وهذه الطريق التي عند ابن شاهين أخرجها الطبراني في الكبير (20/ 67: 124)، عن الحسين بن العباس الرازي، وعبد الرحمن بن سلم، والحسين بن إسحاق التستري. ثلاثتهم عن سهل بن عثمان، عن أبي يحيى الحماني به بنحوه. وفي مسند الشاميين (1/ 384: 668)، عن الحسين بن العباس، عن سهل به بنحوه. وفيه الجراح بن منهال، أبو العطوف: متروك. انظر: اللسان (2/ 126)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 593)، فقول الهيثمي في المجمع (1/ 183)، باب الاجتهاد: رواه الطبراني في الكبير، وفيه أبو العطوف، لم أر من ترجمه، يروى عن الوضين بن عطاء، وبقية رجاله موثقون. اهـ. كلا القولين غير مسلمين، فأبو العطوف هو الجراح كما تقدم. =
= وعليه فلا يثبت الحديث من الوجهين. وقد ذكره الشوكاني في الفوائد (ص 359/ 14)، وقال: موضوع اهـ. لكن روي عن سهل بن سعد نحوه كما أخرجه الطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (6/ 217: 3613)، عن علي بن سعيد الرازي، عن علي بن زنجة الرازي، عن زيد بن الحباب العكلي، عن عياش بن عقبة الرازي، عن يحيى بن ميمون، عن سهل بنحوه ويحيى بن ميمون: صدوق. انظر: التقريب (2/ 359: 187)، وكذا عياش بن عقبة. انظر: التقريب (2/ 95: 850)، وزيد بن الحباب: صدوق كذلك. انظر: التقريب (1/ 273: 168). فالمروى عن سهل في درجة الحسن.
3862 - حدّثنا (¬1) يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مخارق، عن طارق، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} (¬2)، قال أبو بكر رضي الله عنه: أَقْسَمْتُ أَنْ لَا أكلِّم النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- إلَّا كأخي السرار (¬3). ¬
3862 - درجته: شديد الضعف لحال حصين بن عمر. وقول البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 44 أ)، رواه الحارث بسند ضعيف، لضعف حصين بن عمرو. اهـ. فيه تساهل. وقد عزاه في المجمع (7/ 111)، تفسير سورة الحجرات إلى البزّار. قال: وفيه حصين بن عمر الأحمسي وهو متروك، وقد وثقه العجلي، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 396)، ترجمة حصين. عن محمد بن جعفر الإِمام، عن يحيى بن عبد الحميد. وأخرجه البزّار في مسنده كما في كشف الأستار (3/ 69: 2257)، تفسير سورة الحجرات. عن الفضل بن سهل، عن إسحاق بن منصور. وقال: لا نعلمه يروى متصلًا إلَّا عن أبي بكر. وحصين حدث بأحاديث لم يتابع عليها. ومخارق مشهور، ومن عداه أجلاء. اهـ. وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 74)، مناقب أبي بكر. من طريق منجاب بن الحارث. وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، قال الذهبي: حصين واهٍ. =
= ثلاثتهم عن حصين بن عمر به بنحوه، وتقدم أنه متروك. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 261: 16282)، كتاب الزهد، عن يزيد بن هارون، عن مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أبي بكر بنحوه. وهو حسن لحال محمد بن عمرو بن علقمة، فهو صدوق له أوهام. انظر: التقريب (2/ 196: 583)، وسيأتي أنه روي عنه من وجه آخر. وأخرجه ابن مردويه كما في الدر المنثور (6/ 884). وقد روي من حديث أبي هريرة بلفظه. أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 462)، تفسير سورة الحجرات. عن علي بن عبد الله الحكمي، عن العباس بن محمد بن حاتم الدوري، عن سعيد بن عامر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هريرة. فذكره. وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وسكت الذهبي. ومحمد بن عمرو بن علقمة: صدوق له أوهام. انظر: التقريب (2/ 196: 583). فهو في درجة الحسن إن شاء الله. ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في المدخل (ص 379: 653). كما أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 197: 1521)، باب في تعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم- وإجلاله من طريق عبّاد بن العوام، عن محمد بن عمرو به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (9/ 633) من طريق محمد بن عمرو به بنحوه. وأخرجه عبد كما في الدر (6/ 84). والظاهر أنه روي عنه بالوجهين وأن الوهم منه. وروي أيضًا من حديث عبد الرحمن بن عوف كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير في تفسيره (4/ 182)، تفسير سورة الحجرات. وذكر أنه بنحو رواية أبى بكر، لكن لم أجده من رواية ابن عوف. وأصل الحديث في صحيح البخاري ولفظه عن ابن أبي مليكة قال: كاد الخيران أن يهلكا -أبو بكر وعمر- لما قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وفد بني تميم أشار =
= أحدهما بالأقرع بن حابس التميمي الحنظلي. أخي بني مجاشع، وأشار الآخر بغيره، فقال أبو بكر لعمر: إنما أردت خلافي. فقال عمر: ما أردت خلافك، فارتضعت أصواتهما عند النبي -صلى الله عليه وسلم-. فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} الآية. قال ابن أبي مليكة عن ابن الزبير: فكان عمر بعد، ولم يذكر ذلك عن أبيه -يعني: أبا بكر- إذا حدث النبي -صلى الله عليه وسلم- بحديث حدثه كأخي السرار، ولم يسمعه حتى يستفهمه. أخرجه البخاري في الاعتصام، باب ما يكره من التعمّق والتنازع والغلو في الدين والبدع (4/ 363: 7302)، باللفظ السابق. وفي تفسير سورة الحجرات (3/ 295: 4845) بنحوه. كما أخرجه الترمذي في سننه. انظر: تفسير سورة الحجرات (4/ 63: 3319).
3863 - حدّثنا (¬1) خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، ثنا نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ، عن عطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (¬2) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْغَزْوِ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَابَةٌ مِنْ قبل النساء، وهو في بيت عائشة رضي الله عنها، فدخل فسلَّم. فقال -صلى الله عليه وسلم-: مَرْحَبًا بِرَجُلٍ سَلِمَ وَغَنِمَ، هَاتِ حَاجَتَكَ. فَقَالَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: هذه خلفي -وهي عائشة رضي الله عنها- قَالَ: لَمْ أَعْنِكَ مِنَ النِّسَاءِ. أَعْنِيكَ مِنَ الرجال. قال -صلى الله عليه وسلم-: أبوها رضي الله عنه. * نافع متروك. ¬
3863 - درجته: شديد الضعف لحال نافع أبي هرمز فهو متروك. قال البوصيري (3/ ق 44 أ)، في سنده نافع أبو هرمز الجمال، وهو ضعيف. اهـ. وفيه تساهل كالعادة.
تخريجه: لم أره بهذا اللفظ إلَّا عند الحارث. وأخرجه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (9/ 597)، ترجمة أبي بكر بنحوه. وله أصل في الصحيح من حديث عمرو بن العاص ولفظه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثه على جيش ذات السلاسل. قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال: عمر. فعد رجالًا. فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم. أخرجه البخاري في الصحيح: فضائل الصحابة، باب فضل أبي بكر (3/ 9: 3662). وفي المغازي، غزوة ذات السلاسل (3/ 164: 4358). وأخرجه مسلم في صحيحه: الفضائل، فضائل أبي بكر (5/ 246: 8).
3864 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ (¬2)، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا نَفَعَنَا مَالُ أَحَدٍ مَا نَفَعَنَا مال أبي بكر رضي الله عنه". ¬
4386 - [1] درجته: صحيح. قال الهيثمي في المجمع (9/ 54). رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير إسحاق بن أبي إسرائيل، وهو ثقة مأمون. اهـ. وقال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 44 أ). رواته ثقات. وله شاهد في السنن من حديث أبي هريرة. اهـ.
3864 - [2] حدّثنا (¬1) عمرو الناقد، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ نَحْوَهُ. وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عنه. ¬
3864 - [2] درجته: صحيح.
تخريجه: أخرجه الحميدي في مسنده (1/ 121: 250)، عن سفيان به بنحوه. وقال سفيان: ما سمعنا من الزهري إلَّا عن عروة، عن عائشة. اهـ. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على فضائل الصحابة لأبيه، فضائل أبي بكر (ص 68: 30)، عن محمد بن عبد الملك، عن الحميدي به. و (ص 189: 201)، عن عمرو بن محمد الناقد، عن سفيان به بنحوه. وفي (ص 67: 29)، عن محمد بن عبّاد المكي، عن سفيان به بنحوه. و (ص 67: 28)، عن يحيى بن معين، عن سفيان أيضًا. وابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 577)، باب ما ذكر من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه (ح 1230)، من طريق سفيان به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (9/ 553)، ترجمة أبي بكر، من عدة طرق عن سفيان به بنحوه. وله شاهد من حديث أبي هريرة. وآخر من حديث أبي سعيد، وثالث من حديث ابن عباس. أما المروي عن أبي هريرة فأخرجه أحمد في المسند (2/ 366)، عن معاوية، عن أبي إسحاق الفزاري، في حديث طويل. وأخرجه أيضًا أحمد في فضائل الصحابة =
= (ص 65: 25)، عن أبي معاوية. وأبو نعيم في الحلية (8/ 257)، ترجمة أبي إسحاق، من طريقه. وكذا في (2/ 253)، عن أبي معاوية. وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 6: 11976)، الفضائل عن أبي معاوية. وابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 577: 1229)، عن أبي بكر، عن أبي معاوية. وعبد الله بن أحمد في زياداته على فضائل الصحابة (ص 66: 26)، من طريق أبي بكر، وابن نمير، كلاهما عن أبي معاوية. وابن ماجه في سننه، فضائل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. انظر: المقدمة (ص 20: 183)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، عن أبي معاوية. وابن حبّان في صحيحه. انظر: الإحسان مناقب أبي بكر (9/ 4: 6819)، عن أبي خليفة، عن مسدّد، عن أبي معاوية. والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 230)، وفي شرح معاني الآثار (4/ 158)، باب الولد هل يملك مال ولده أم لا. عن فهد بن سليمان، عن محمد بن سعيد، عن أبي معاوية. والخطيب في تاريخه (12/ 135)، ترجمة العباس بن حماد. من طريقه عن أبي معاوية. وكذا أخرجه في تاريخه (10/ 364)، ترجمة عبد الله بن علي المركب، من طريق أبي بكر بن عياش. كما أخرجه النسائي في الكبرى، كتاب المناقب، باب مناقب أبي بكر (5/ 37: 8110)، عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزق، عن أبي عوانة. وابن عساكر في تاريخه (9/ 552)، ترجمة أبي بكر، من عدة طرق. كلهم عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة بنحوه. وأخرجه الترمذي في سننه. انظر: المناقب (5/ 270: 3741)، عن علي بن الحسن الكوفي، عن محبوب بن محرز القواريري، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ =
= أبيه، عن أبي هريرة، بنحوه وفيه زيادة يسيرة. وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وأما المروي عن أبي سعيد. فأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 341)، ترجمة موسى بن عمير من طريقه عن عطية العوفي، عن أبي سعيد، بنحوه. لكن موسى بن عمير: متروك. انظر: التقريب (2/ 287: 1491). والمروي عن ابن عباس أخرجه أيضًا في الكامل (5/ 75)، ترجمة عمار بن هارون عن محمد بن نوح بن عبد الله الجند يسابوري، عن جعفر بن محمد بن عيسى الناقد، عن عمار بن هارون المستملي، عن قزعة بن سويد، عن ابن أبي مليكة، عنه بنحوه. وفيه "لو كنت متخذًا خليلًا". وعن محمد بن جرير الطبري، عن بشر بن دحية، عن قزعة به بنحوه. وقزعة: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 126: 110). لكن الحديث صحيح كما تقدم.
3865 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عُثْمَانَ -هُوَ النَّاقِدُ- ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلَابِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ -هُوَ عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ- عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ (¬2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬3)، عَنْ أَبِي أمامة رضي الله عنه (¬4) قال: كان (¬5) بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما معاتبة، فاعتذر أبو بكر إلى عمر رضي الله عنهما، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ (¬6)، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ راح إليه عمر رضي الله عنه، فَجَلَسَ (¬7) فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ تحوَّل فَجَلَسَ (¬8) إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. ثُمَّ قَامَ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَرَى إِعْرَاضَكَ عَنِّي، وَلَا أَرَى ذلك إلَّا لشيء بلغك عني، فما خبر (¬9) جَثْوِي (¬10) وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي، وَاللَّهِ مَا أُبَالِي أن لا أَعِيشَ (¬11) فِي الدُّنْيَا سَاعَةً وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي. فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنْتَ الَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَقْبَلْ مِنْهُ؟ إني جئتكم جميعًا فقلتم: كذبت. وقال ¬
صاحبي: صدقت. ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: هَلْ أَنْتُمْ تَارِكِيَّ وَصَاحِبِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (¬12). * إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ. وَلَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ فِي الْبُخَارِيِّ مِنْ حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. ¬
3865 - درجته: ضعيف لضعف عمرو بن عثمان، والألهاني، فهو كما قال الحافظ: قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 44 أ): رواه أبو يعلى وأصله في الصحيح من حديث أبي الدرداء. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 580)، ترجمة أبي بكر رضي الله عنه، من طريق أبي يعلى به بنحوه. وأخرجه في (9/ 581)، من طريق مطرح، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يزيد به بنحوه. وفيه ضعف كما تقدم. وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدرداء بنحوه. أخرجه البخاري في مناقب أبي بكر، باب فضل أبي بكر (3/ 9: 3661). وفي تفسير سورة الأعراف (3/ 230: 4640)، باب قول الله تعالى: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعًا".
3866 - أَخْبَرَنَا (¬1) الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن سعيد ابن أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَمَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إلَّا وَجَدْتُ فيها: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مِنْ خلفي رضي الله عنه. ¬
3866 - درجته: شديد الضعف لحال عبد الله بن إبراهيم، وشيخه لأنهما متروكان، قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 44 أ)، رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. اهـ. وهو تساهل ظاهر. ومثله قول الهيثمي في المجمع (9/ 44). انظر: مناقب أبي بكر: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري، وهو ضعيف. اهـ.
تخريجه: الحديث أخرجه الحسن بن عرفة في جزئه (ص 44: 6)، والطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (6/ 215: 3609)، عن أحمد، عن الحسن بن عرفة به بنحوه. وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 190)، ترجمة عبد الله بن إبراهيم، عن موسى بن إبراهيم النوري، عن الحسن بن عرفة به بنحوه. وقال: لا يرويه عن عبد الرحمن غير عبد الله بن إبراهيم. ونقله الذهبي في الميزان (2/ 388)، ترجمة عبد الله. وقال: باطل. وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 318)، في فضل أبي بكر، من طريق ابن عدي به بنحوه. ثم قال: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبّان: الغفاري يضع الأحاديث، وأما عبد الرحمن فاتفقوا على تضعيفه. اهـ. وأورده الفتني في تذكرة =
= الموضوعات (ص 93)، باب فضل صحابته -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته. وقال: فيه عبد الله بن إبراهيم، يضع، عن عبد الرحمن بن زيد ضعيف. قلت: عبد الله أخرج له أبو داود والترمذي، والحديث له شواهد، عن ابن عمر، وابن عباس وأبي الدرداء، وأنس، والبراء، وأبي سعيد. اهـ. وذكره السيوطي في اللآلىء المصنوعة (1/ 296)، وقال: الذي أستخير الله فيه الحكم على هذا الحديث بالحسن لا بالوضع ولا بالضعف. لكثرة شواهده. اهـ. ثم. ذكر من أخرجه وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 372: 89)، ثم قال: تعقب، بأن الغفاري روى له أبو داود. والترمذي. والحديث له شواهد كثيرة، من حديث أبي سعيد، أخرجه الخطيب ومن حديث ابن عباس أخرجه ابن شاهين في السنة، والخطيب. قلت: قال الذهبي في الميزان: سند الخطيب ثقات، ولا أدري من تعس فيه. والله أعلم. ومن حديث ابن عمر أخرجه البزّار، ومن حديث أبي الدرداء، أخرجه الدارقطني في الأفراد والخطيب، ومن حديث أنس والبراء بن عازب، أخرجهما ابن عساكر، ومن مرسل الحسن أخرجه الختلي في الديباج. وأسانيدها ضعيفة يشد بعضها بعضًا فيلحق الحديث بدرجة الحسن. اهـ. والحديث أخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 445)، ترجمة محمد بن عبد الله المهري. من طريق الحسن بن عرفة به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (9/ 631)، ترجمة أبي بكر، من طريقه به بنحوه. وهو شديد الضعف بهذا الإِسناد كما تقدم. وله شواهد. من حديث ابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبي الدرداء، وأبي سعيد، وعلي، والحسن مرسلًا. كما سيأتي. أما المروى عن ابن عمر، فأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 162: 2482)، عن قتيبة بن المرزبان، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عنه بنحوه. وقال: عبد الله بن إبراهيم لم يتابع عليه، إنما يكتب عنه مالًا يحفظ عن غيره. =
= قال في المجمع (9/ 44)، رواه البزّار، وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري، وهو ضعيف. اهـ. وهو تساهل؛ لأن عبد الله متروك. وعليه فالحديث من طريق ابن عمر شديد الضعف. وأما المروى عن ابن عباس: فأخرجه ابن شاهين في السنَّة. (ص 95 ح 84)، عن إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد، عن الحسن بن عرفة، عن أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عنه بنحوه. ورجاله ثقات إلَّا أن شيخه لم أستطع معرفته. وورد عند الخطيب في (5/ 444)، واسمه إسماعيل بن حماد. كما سيأتي. وقد أخرجه من طريق ابن شاهين بن عساكر في تاريخه (9/ 630)، به بنحوه. كما أخرجه الخطيب ذكر ذلك السيوطي أيضًا في اللآلىء (1/ 297)، عن القاضي أبي العلاء الواسطي، عن أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج المقرئ، عن أبي حامد أحمد بن رجاء بن عبيدة، عن علي بن محمد البردعي، عن يحيى بن زكريا، عن أبي محمد خداش بن مخلد بن حسان البصري، عن عبيد بن عباس المكي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس بنحوه. وعلي البردعي، وخداش، وعبيد، لم أستطع معرفتهم. وأما المروى عن أنس فأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 631)، عن القاضي أبي المفضل يحيى بن علي، عن عبد الرزاق بن عبد الله بن الفضيل، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد السراج، عن أبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هشام، عن أبي الحسن محمد بن عامر بن مرداس بن هارون السمرقندي، عن أبي محمد عصام بن يوسف بن قدامة الباهلي، عن شعبة، عن حميد، عنه بنحوه. وأكثر رجاله لم أجد لهم ترجمة. وأما المروى عن أبي الدرداء فأخرجه الدارقطني في الأفراد، كما في اللآلىء =
= (1/ 297)، عن أبي حامد الحضرمي، عن عمر بن إسماعيل بن مجالد، وعن محمد بن أحمد بن أسد الهروي، عن السري بن عاصم، كلاهما عن محمد بن فضيل، عن ابن جريج، عن عطاء، عنه بنحوه. وقال الدارقطني عقبه: تفرد به ابن فضيل، عن ابن جريج لا أعلم أحدًا حدث به غير هذين. اهـ. لكن عمر بن إسماعيل بن مجالد: متروك. انظر: التقريب (2/ 52: 388). والسري بن عاصم: كذاب. انظر: اللسان (3/ 16). وأخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 204)، ترجمة عمر بن إسماعيل، من طريق الطبري، عنه هو والسري عن ابن فضيل به بنحوه. قال: واللفظ لحديث الدارقطني، ونقل كلامه المتقدم. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 631)، من طريق الخطيب به بنحوه. وقال: زاد الطبري عمر الفاروق. وفي (9/ 632)، من طريق السري به بنحوه. وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 187: 299)، عن ابن خيرون، عن الجوهري عن الدارقطني به بنحوه. ونقل قول ابن حبّان: لا يحل الاحتجاج بالسري بن عاصم، فالمروى عن أبي الدرداء شديد الضعف أو موضوع. وأما المروى عن أبي سعيد فأخرجه الديلمي في الفردوس كما في اللآلىء (1/ 298)، من طريق عبد المنعم بن بشير، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أبيه، عن عطاء، عنه بنحوه. وهو في المسند المطبوع (2/ 255: 3188). وعبد المنعم بن بشير: كذاب. انظر: اللسان (4/ 88). وله طريق أخرى عن أبي سعيد. أخرجها الخطيب في تاريخه (5/ 444)، عن القاضي أبي العلاء الواسطي، عن أبي بكر محمد بن خلف بن حبّان، عن محمد بن عبد الله بن يوسف المهري، عن الحسن بن عرفة، عن أبي معاوية الضرير، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد بنحوه. لكنه تعقب هذا السند بقوله: هذا حديث غريب من رواية الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. ومن رواية =
= أبي معاوية، عن الأعمش، تفرد بروايته محمد بن عبد الله المهري إن كان محفوظًا عنه، عن الحسن بن عرفة، ونراه غلطًا. وصوابه: ما أخبرناه الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، عن إسماعيل بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد، عن الحسن بن عرفة، حدّثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس. اهـ. فذكره وسكت عليه وتقدم أن إسماعيل بن حماد لم أعرفه وورد باسم إبراهيم بن حماد. وقد تعقب الذهبي هذه الطريق في الميزان (3/ 610)، بقوله: وهو أيضًا باطل، ما أدري من يغش فيه، فإن هؤلاء ثقات. ثم ذكر طريق أبي هريرة المتقدمة كما ذكرها الخطيب، وقال بعد ذكرها: قلت: الغفاري متهم بالكذب. فهذا عنه محتمل. وأما عن معاوية فلا والله. اهـ. ولعل مراده أبا معاوية. فهو الذي روى عنه الحسن بن عرفة كما روى هو عن الغفاري. وعلى هذا فطريق أبي سعيد لا تصح أيضًا، بل هي موضوعة. وأما المروى عن علي رضي الله عنه فأخرجه الخطيب في تاريخه (10/ 264)، من طريق عبد الرحمن بن عفان عن محمد بن مجيب الصائغ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده. بنحوه. وزاد: عمر الفاروق، عثمان ذو النورين يقتل مظلومان. ومحمد بن مجيب: متروك. انظر: التقريب (2/ 204: 669). وعبد الرحمن بن عفان: كذاب. انظر: اللسان (3/ 515)، وعزاه الحافظ إلى الختلي في الديباج. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 337)، باب في فضائل الثلاثة، عن أبي منصور القزاز، عن الخطيب به بنحوه. وقال: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأبو بكر الصوفي ومحمد بن مجيب كذابان. قاله يحيى بن معين. اهـ. =
= ونقل السيوطي في اللآلىء (1/ 320)، هذا عنه وسكت عليه. فالمروى عن علي موضوع أيضًا. وأما المروى عن الحسن فأخرجه الختلي في الديباج كما في اللآلىء (1/ 298)، عن نصر بن حريش، عن أبي سهل مسلم الخراساني، عن عبد الله بن إسماعيل، عنه بنحوه. ونصر: ضعيف. انظر: اللسان (6/ 182)، وعبد الله بن إسماعيل، لم أعرفه. وكذا مسلم الخراساني. وخلاصة القول أن الحديث بجميع طرقه ضعيف ضعفًا شديدًا. بل أكثرها موضوع، إلَّا ما قيل في إحدى الطرق عن ابن عباس أنها ضعيفة فقط، لكن استنكرها الذهبي، وقال: هي باطلة. اهـ. ثم هو مضطرب. إذ روي عن الغفاري مرة بإسناده إلى ابن عمر، ومرة إلى أبي هريرة. وروي عن الحسن بن عرفة مرة عن ابن عباس، ومرة عن أبي سعيد، ومرة عن أبي هريرة. وروي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس، ومرة، عن عطاء، عن أبي الدرداء. وروي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. مرة عن أبيه، عن ابن عمر، ومرة عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، ومرة عن أبيه، عن عطاء، عن أبي سعيد. كما رواه الختلي مرة عن علي مرفوعًا، ومرة عن الحسن مرسلًا. مما يجعل الحديث مضطربًا إضافة إلى ما تقدم. ومما يقدح في النفس بأن الحديث موضوع. وهذا فيه بيان وهم السيوطي وابن عراق في حكمهما عليه بالحسن. لأن ضعف الطريق غير منجبر. قال الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 358: 12)، فضائل أبي بكر، بعد أن ذكر كلام السيوطي، ثم ذكر -أي صاحب اللآلىء- له شواهد غير ذلك، كلها لا تخلو من مقال، لا تنتهض معه للاستدلال، وما كان هكذا فلا يكون من الحسن لغيره وإن كثرت طرقه. اهـ.
3867 - وقال مسدّد: حدّثنا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: أَبُو الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دخلت امرأة النار في هو. . . الْحَدِيثَ. وَفِيهِ يَشْهَدُ (¬1) عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وعمر. وليس ثمة أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما. قال -صلى الله عليه وسلم-: "وبينما رجل في غنمه إذ جاءه (¬2) الذئب فأخذ شاة. . . الْحَدِيثَ وَفِيهِ: يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وعمر رضي الله عنهما، مثله. وبينما (¬3) رجل راكب بقرة. . . الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وعمر. وليس ثمة (¬4) أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما. قَالَ: وَبَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ قَدْ أعجبته نفسه خسف الله تعالى بِهِ. . . الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بكر وعمر. وليس ثمة أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما. * هَذَا الْحَدِيثُ أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ مُتَفَرِّقًا (¬5). ولم يذكروا الشهادة إلَّا في قصة البقرة حسب. ¬
3867 - درجته: حسن من أصل يعقوب أبي يوسف فهو صدوق، وقد ذكره البوصيري في =
= الإِتحاف (3/ ق 45 أ). وقال: رواته ثقات. إلَّا أنه منقطع. اهـ. ولم يظهر لي هذا الانقطاع.
تخريجه: أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (1/ 179: 184)، عن يوسف بن يعقوب الماجشون، عن أبيه، عن أبي هريرة بقصة الهرة، والبقرة، والذئب. وفيها ذكر الشهادة. كما أخرجه في (1/ 122: 92)، بالإِسناد نفسه. لكن بذكر قصة الرجل صاحب الحلة فقط. مع ذكر الشهادة. والحديث أصله في الصحيح كما يلي: 1 - قصة الهرة: أخرجها البخاري في صحيحه: الأنبياء (2/ 500: 3482)، عن ابن عمر. وفي بدء الخلق باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم (2/ 447: 3318)، عنه. ومسلم في صحيحه كتاب قتل الحيات، باب تحريم قتل الهرة (5/ 99: 25)، عن ابن عمر و (26)، عن أبي هريرة. وفي البر، باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها (5/ 478: 130 و 131)، عن ابن عمرو (132)، عن أبي هريرة. وفي الكسوف، (2/ 568)، عن جابر في قصة صلاة الكسوف. وفي التوبة، باب سعة رحمه الله (5/ 599: 24)، عن أبي هريرة. والنسائي في السنن الكسوف، باب القول في السجود في صلاة الكسوف (3/ 149)، عن عبد الله بن عمرو. وابن ماجه في السنن الزهد، ذكر التوبة (2/ 439: 4310)، عن أبي هريرة. وليس عندهم جميعًا ذكر لشهادة أبي بكر وعمر. وعليه تبقى في درجة الحسن، أي: قصة الإِشهاد. 2 - قصة الذئب: أخرجها البخاري في صحيحه: الأنبياء (2/ 498: =
= 3471)، وفي فضائل الصحابة. فضل أبي بكر (3/ 9: 3663)، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وكذا في مناقب عمر (3/ 16: 3690)، عنه. ومسلم في صحيحه: فضائل الصحابة، فضائل عمر (5/ 249: 13)، عنه. والنسائي في السنن: المناقب، فضائل عمر (5/ 286: 3778)، عنه. وعندهم جميعًا ذكر الإِشهاد. وعليه فهو في درجة الصحيح. 3 - قصة البقرة: أخرجها البخاري في الصحيح: الحرث، باب استعمال البقر للحراثة (2/ 153: 2324)، عن أبي هريرة -وفي فضائل الصحابة- فضل أبي بكر (3/ 9: 3663)، عنه. وفي الأنبياء (2/ 498: 3471)، عنه. ومسلم في صحيحه: فضائل الصحابة، باب فضل أبي بكر (5/ 249: 13)، عنه. والترمذي في السنن: المناقب، مناقب عمر (5/ 279: 3762)، عنه. وعندهم أيضًا ذكر الإِشهاد. وعليه فهو صحيح. 4 - قصة الرجل: أخرجها البخاري في صحيحه: اللباس، باب من جر ثوبه من الخيلاء (4/ 54: 5789)، عن أبي هريرة، و (5790)، عن ابن عمر. والترمذي في أبواب صفة القيامة (5/ 66: 2609)، عن عبد الله بن عمرو. وليس عندهما ذكر الإشهاد. فيبقى الإِشهاد هنا في درجة الحسن. مع أني لم أجد من ذكر الإِشهاد هنا وفي قصة الهرة سوى مسدّد. وأحمد كما في الفضائل. وعليه فقول الحافظ: لم يذكروا الشهادة إلَّا في قصة البقرة حسب. اهـ. قول فيه نظر. لذكرها في قصة الذئب أيضًا.
3868 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ أبا بكر رضي الله عنه، رجلًا خفيف اللحم، أبيض.
3868 - درجته: صحيح. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 44 أ).
تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 188)، ذكر صفة أبي بكر عن يزيد به. ولفظه عن قيس قال: دخلت مع أبي على أبي بكر، وكان رجلًا نحيفًا، خفيف اللحم أبيض. كما أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 534)، من طريق عبد السلام بن حرب. عن إسماعيل به بنحوه. وقد روي مثله عن معاوية، وعن عائشة رضي الله عنهما. أما المروي عن معاوية فأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 57: 25)، عن القاسم بن عبّاد الخطابي البصري، عن محمد بن سليمان، عن ابن عيينة، عن إسماعيل، عن قيس، عن معاوية قال: دخلت مع أبي على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فرأيت أسماء قائمة على رأسه بيضاء، ورأيت أبا بكر رضي الله عنه أبيض نحيفًا، فحملني وأبي على فرسين، ثم عرضنا عليه وأجازنا. شيخ الطبراني لم أستطع معرفته، وبقية رجاله ثقات. وقد ذكره الهيثمي في المجمع، مناقب أبي بكر (9/ 45)، وقال: رجاله رجال الصحيح. وأما المروي عن عائشة رضي الله عنها. ففيه قولها: رجل أبيض نحيف، خفيف العارضين. أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 188)، عن محمد بن عمر الواقدي، عن شعيب بن طلحة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي بكر، عن أبيه، عن عائشة، =
= فذكره. وأخرجه ابن جرير في تاريخه (2/ 350)، عن ابن سعد به بنحوه. وفيه محمد بن عمر الواقدي: متروك. انظر: التقريب (2/ 194: 567). كما أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 56: 21)، وابن جرير في تاريخه (2/ 350)، وابن عساكر في تاريخه (9/ 534)، كلهم من طريقه به بنحوه. وقول الهيثمي في المجمع (9/ 45): رواه الطبراني، وفيه الواقدي، وهو ضعيف. اهـ. فيه تساهل. لكن الأثر صحيح من طريق قيس كما تقدم.
3869 - حَدَّثَنَا (¬1) الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ (¬2) لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يَذْكُرُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عبد يغوث قال: إن عائشة رضي الله عنها ذكرت أن أبا بكر رضي الله عنه كان يخضب بالحنَّاء. ¬
3869 - درجته: ضعيف من أجل عنعنة ابن لهيعة. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 44 ب).
تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 189)، ذكر صفة أبي بكر رضي الله عنه. عن يزيد بن هارون، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم، عن أبي سلمة به ولفظه عنه أن عبد الرحمن بن الأسود وكان جليسًا لهم. كان أبيض الرأس واللحية، فغدا عليهم ذات يوم وقد حمرها فقال له القوم: هذا أحسن. فقال: إن أمي عائشة أرسلت إليّ البارحة جاريتها نخيلة فأقسمت علي لأصبغن. وأخبرتني أن أبا بكر كان يصبغ، ورجاله كلهم ثقات. كما أخرجه في الموضع نفسه عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي أويس، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أبي عتيق وموسى بن عقبة. كلاهما عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: صبغ أبو بكر بالحناء والكتم. وفي (3/ 188)، عن يزيد بن هارون، عن سفيان بن الحسين، عن الزهري، به بنحوه. وفي (3/ 190)، عن معن بن عيسى، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب به بنحوه. =
= وفي (3/ 189)، عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بن أبي عمرو، عن القاسم بن محمد، عن عائشة بنحوه. وعليه فالمروي عن عائشة في درجة الصحيح. وله شاهد صحيح أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل، باب شيبة -صلى الله عليه وسلم- (5/ 191: 96)، من طريق ابن سيرين قال: سألت أنس بن مالك: هل كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خضب؟ فقال: لم يبلغ الخضاب، كان في لحيته شعرات بيض. قال: قلت له: أكان أبو بكر خضب؟ قال: فقال: نعم، بالحناء والكتم. والحديث في البخاري، كتاب اللباس، باب ما يذكر في الشيب (4/ 73: 5894)، دون ذكر أبي بكر وعمر. وقد أخرجه أبو داود في السنن، كتاب الترجّل، باب في الخضاب (4/ 417: 420)، بنحو لفظ مسلم.
3870 - [1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سوَّار، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قال: بينا عائشة بنت طلحة رضي الله عنها تَقُولُ لأمِّها أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما (¬1): أَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيكِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ أُمُّ المؤمنين رضي الله عنها: ألا أقضي بينكما؟ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ (¬2)، أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ من النار. قالت رضي الله عنها: فمن يومئذٍ سمِّي عتيقًا. ودخل طلحة رضي الله عنه عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَنْتَ (¬3) يَا طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ (¬4). * إِسْحَاقُ فِيهِ ضَعْفٌ. وَإِنْ كَانَ مُوسَى سَمِعَهُ مِنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ. أَوْ مِنْ (¬5) أُمِّ كُلْثُومٍ رضي الله عنهم وإلاَّ فهو منقطع أيضًا. وذكر طلحة رضي الله عنه فِيهِ أَخْرَجُوهُ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الطَّرِيقِ. وَقَدْ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طلحة رضي الله عنها بغير هذا السياق. ¬
3875 - [1] درجته: ضعيف لضعف إسحاق بن يحيى، وفيه شبهة انقطاع كما ذكر الحافظ. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب)، رواه إسحاق بسند ضعيف لضعف إسحاق بن يحيى بن طلحة. اهـ.
3870 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إسحاق، عن عائشة بنت طلحة رضي الله عنهما (¬2)، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي بَيْتِي ذَاتَ يَوْمٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الفناء هو (¬3) وأصحابه رضي الله عنهم، والسِّتر بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ سرَّه أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَتِيقِ اللَّهِ مِنَ النار (¬4) فلينظر إلى أبي بكر رضي الله عنه، وَإِنَّ اسْمَهُ الَّذِي سمَّاه أَهْلُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، فَغَلَبَ عَلَيْهِ اسْمُ عَتِيقٍ ... * رَوَاهُ الترمذي (¬5) من وجه آخر عن عائشة رضي الله عنها (¬6) مختصرًا بلفظ: أقبل أبو بكر رضي الله عنه. فقال -صلى الله عليه وسلم-: أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَسُمِّيَ مِنْ يومئذٍ (¬7) عتيقًا. ¬
3870 - [2] درجته: شديد الضعف لحال صالح بن موسى لأنه متروك. وفيه سويد مختلط. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 44 أ). رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف صالح بن موسى. ورواه الترمذي مختصرًا. اهـ. وهو قول فيه تساهل. ومثله قول الهيثمي في المجمع (9/ 44)، مناقب أبي بكر: بعضه رواه الترمذي. رواه أبو يعلى، وفيه صالح بن موسى وهو ضعيف. اهـ. =
= على أنه قال في (9/ 151)، مناقب طلحة: رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط، وفيه صالح بن موسى وهو متروك. اهـ.
تخريجه: الحديث مروي عن إسحاق بن يحيى، وقد اختلف عليه في إسناده على تسعة أوجه: الوجه الأول: روي عنه، عن موسى بن طلحة، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة رضي الله عنها باللفظ الأول. أخرجه إسحاق كما مر. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 415)، تفسير سورة الأحزاب. من طريق شبابة به بنحوه. وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. اهـ. وتعقبه الذهبي فقال: بل إسحاق متروك، قاله أحمد. اهـ. كما أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 530)، ترجمة أبي بكر، من طريق ابن مسنده، عن إسماعيل بن محمد، عن محمد بن عبيد الله بن أبي داود، عن شبابة، به بنحوه. وتقدم أن هذا الوجه ضعيف لضعف إسحاق، ولشبهة الانقطاع. وقد روي من وجه آخر عن عائشة بنت طلحة. عن عائشة رضي الله عنها. أخرجه أبو يعلى كما مر، عن سويد. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في تاريخه (8/ 555)، ترجمة طلحة. وفي (9/ 522)، ترجمة أبي بكر، به بنحوه. وأخرجه ابن سعد في الطبقات، ترجمة أبي بكر (3/ 170)، عن سعيد بن منصور. والطبراني في الكبير (1/ 54: 10)، من طريق سعيد. =
= وابن عدي في الكامل (4/ 69)، ترجمة صالح بن موسى، من طريق سعيد. وابن عساكر في تاريخه (9/ 522)، من طريقه أيضًا. والحاكم في المستدرك (3/ 61)، فضائل أبي بكر. من طريق شبابة. وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرَّجاه وتعقبه الذهبي فقال: صالح ضعفوه، والسند مظلم. وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 150: 49)، وفي الحلية (1/ 88)، من طريق عبد الكبير بن المعافا. أربعتهم عن صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة رضي الله عنها بنحو لفظ أبي يعلى السابق. لكن صالح بن موسى متروك كما تقدم. وقد أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 244)، ترجمة أبي بكر. من طريق صالح هذا وقال فيه عن موسى بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عائشة رضي الله عنها فذكره. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 530)، من طريق سعيد بن منصور، عن طلحة بن يحيى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طلحة، عن عائشة رضي الله عنها، فذكر أبا بكر فقط. وهو أيضًا في (9/ 522)، بالإِسناد نفسه والمتن. وقال: هذا وهم. اهـ. ثم ذكر الطريق السابقة وهي طريق سعيد بن منصور عن صالح بن موسى، عن معاوية. وقال: وهذا الإِسناد هو المحفوظ. اهـ. ورجال الثاني ثقات ما عدا طلحة بن يحيى فهو: صدوق يخطئ. انظر: التقريب (1/ 380: 43). والإِسناد متصل. فهو في درجة الضعيف من هذه الطريق. والخلاصة أن الوجه الأول بمجموع طريقي معاوية بن إسحاق هذه، وطريق إسحاق بن يحيى المتقدمة في درجة الحسن لغيره. =
= وقد أخرجه ابن عساكر من طريق أخرى عن عائشة بنت طلحة في تاريخه (9/ 529). من طريق أحمد بن عبد الرحمن الوهبي، أبو عبد الله، أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عائشة بنت طلحة، به بلفظ: "هذا عتيق الله من النار". وفيه أحمد بن عبد الرحمن الوهبي: صدوق. تغير بآخره. انظر: التقريب (1/ 19: 78)، ولم تتبين رواية موسى عنه متى هي؟ ولكن هذا يؤيد رفع الحديث من طريق عائشة بنت طلحة إلى درجة الحسن لغيره. الوجه الثاني: روي عن إسحاق بن يحيى، عن عيسى بن طلحة، عن عائشة بنحوه. أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 376)، مناقب محمد بن طلحة، عن محمد بن يعقوب، عن ربيع بن سليمان، عن عبد الله بن وهب، عنه به بحوه. وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وسكت الذهبي. لكن إسحاق ضعيف. الوجه الثالث: روي عنه، عن عمه إسحاق بن طلحة، عن عائشة، فذكره بنحوه. أخرجه الترمذي في السنن، باب مناقب أبي بكر (5/ 278: 3760)، عن الأنصاري، عن معن، عنه به ولفظه إِنَّ أَبَا بَكْرِ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال: أنت عتيق الله من النار فيومئذٍ سمي عتيقًا. وقال: هذا حديث غريب، وروى بعضهم هذا الحديث عن معن، وقال عن موسى بن طلحة، عن عائشة. اهـ. وإسحاق بن يحيى تقدم القول فيه، وأما إسحاق بن طلحة فهو مقبول. انظر: التقريب (1/ 58: 409). وقد أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 53: 9)، عن عبد الله بن محمد العمري، عن إسماعيل بن أبي أويس، عنه به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (8/ 554)، من طريق إسماعيل بن أبي أويس به بنحوه.=
= الوجه الرابع: روي عنه، عن معاوية بن إسحاق، عن أبيه، عن عائشة بنحوه. أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 169)، عن محمد بن عمر، عنه به بنحوه. ومحمد بن عمر هو الواقدي. وتقدم القول فيه وأنه متروك. وأخرجه الطبري في تاريخه (2/ 350). من طريق ابن سعد كما أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 529)، من طريقه به بنحوه. كما أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 151: 60) من طريق أبي شعيب الحراني. كلاهما عن سعيد بن سليمان، عنه به بنحوه. الوجه الخامس: روي عنه، عن معاوية بن إسحاق، عن أبيه بنحوه مرسلًا. أخرجه ابن عساكر في تاريخه (8/ 554)، من طريق أبي زرعة عن سعيد بن سليمان، عنه به بنحوه. فالظاهر أن الوهم من إسحاق. لأن سعيدًا روى عنه الوجهين. الوجه السادس: عنه، عن موسى بن طلحة، عن أسماء. بنحوه في أبي بكر رضي الله عنه. أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 554)، عن يوسف بن عبد الواحد، عن شجاع بن علي، عن أبي عبد الله بن منده، عن إسماعيل بن محمد، عن عبيد الله بن محمد بن أبي داود، عن شبابة، عنه به. ونقل قول ابن مسنده: هذا حديث غريب بهذا الإِسناد. وشيخ ابن عساكر، وعبيد الله بن محمد، لم أستطع معرفتهما. الوجه السابع: عنه، عن موسى بن طلحة، عن معاوية مرفوعًا أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "طلحة ممن قضى نحبه". أخرجه الترمذي في السنن، مناقب طلحة (5/ 308: 3824)، عن عبد القدوس بن محمد العطار، عن عمرو بن عاصم، عنه به بنحوه. وقال: هذا =
= حديث غريب، لا نعرفه من حديث معاوية إلَّا من هذا الوجه. وعبد القدوس: صدوق. انظر: التقريب (1/ 515: 1275). وهو في كتاب التفسير أيضًا، تفسير سورة الأحزاب (5/ 29: 3255)، بالإِسناد والمتن نفسه. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث معاوية إلَّا من هذا الوجه، وإنما روي هذا عن موسى بن طلحة، عن أبيه. وأخرجه ابن سعد (3/ 218)، ترجمة طلحة، عن عمرو بن عاصم الكلابي. وابن ماجه في المقدمة، فضل طلحة (1/ 25: 13)، عن أحمد بن الأزهر، عن عمر بن عثمان، عن زهير بن معاوية. وفي المكان نفسه (ح 14)، عن أحمد بن سنان، عن يزيد بن هارون. والطبراني في الكبير (19/ 324: 739)، من طريق معاوية بن عيسى. وابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (3/ 407)، عن أحمد بن عصام الأنصاري، عن أبي عامر العقدي. وابن أبي عاصم في السنة (2/ 613: 1401)، عن يعقوب بن حميد، عن معن بن عيسى. وابن جرير في تفسيره (21/ 147)، عن أبي كريب، عن عبد الحميد الحماني. ومن طريق الحماني أخرجه ابن عساكر (8/ 554). سبعتهم عن إسحاق به بنحوه. الوجه الثامن: عنه، عن عيسى بن طلحة، عن معاوية بنحوه. أخرجه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 613: 1402)، عن أحمد بن الفرات، عن الحماني، عنه به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (8/ 554)، من طريق يونس بن حبيب، عن أبي داود، عنه به بنحوه، ويبقى ضعيفًا لضعف إسحاق. الوجه التاسع: عنه، عن يحيى بن طلحة، عن موسى بن طلحة، عن طلحة. =
= أخرجه ابن جرير في تفسيره (21/ 147)، عن محمد بن عمرو بن تمام الكلبي، عن سليمان بن أيوب، عن أبيه، عنه به. وفيه أنه -صلى الله عليه وسلم- سئل وهو يخطب عمن قضى نحبه، فلما دخل طلحة المسجد أشار إليه وقال: هذا منهم. وأيوب هو ابن سليمان بن عيسى. ذكره في الجرح والتعديل (2/ 248)، دون ذكر جرح أو تعديل. فهذه الأوجه التسعة مدارها على إسحاق بن يحيى. والظاهر أن الحمل عليه. لأن الرواة عنه في درجة التوثيق ما عدا الوجه الأخير. وهو المروي عن طلحة. وأقوى الأوجه المروية عن عائشة رضي الله عنها هو الوجه الأول للمتابعة. وأما المروي عن معاوية فالوجهان قويان عن إسحاق. والمروي عن طلحة من هذا الوجه ضعيف. وسيأتي ذكر المروي عنه. وقد وردت شواهد لهذا الحديث كالتالي. أولًا: قوله: "أنت عتيق الله من النار" له شاهد من حديث ابن الزبير. أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 53: 7)، عن الحسين بن إسحاق التستري، عن حامد بن يحيى البلخي، عن ابن عيينة، عن زياد بن سعد، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن أبيه فذكره مرفوعًا. ورجاله كلهم ثقات. وأخرجه البزّار في مسنده. انظر: كشف الأستار (3/ 163: 2483)، مناقب أبي بكر، عن أحمد بن الوليد الكرخي وقال: لا نعلم أحدًا رواه بهذا الإِسناد إلَّا حامد عن ابن عيينة. اهـ. قال الهيثمي في المجمع (9/ 43)، رواه البزّار والطبراني بنحوه، ورجالهما ثقات. اهـ. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه. انظر: الإِحسان: مناقب أبي بكر (9/ 6: 6825)، عن إبراهيم الطرسوسي، وعمر بن سنان. =
= وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 71: 8)، وقال فيه: عن كهل من أصحابنا. والدولابي في الكنى والأسماء (1/ 6)، ترجمة أبي بكر، عن إبراهيم بن أبي داود الأسدي. وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 152: 11)، عن عبد الله بن محمد بن جعفر، عن موسى بن هارون. ستتهم عن حامد به بنحوه. وقد ذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 386: 2668)، ونقل عن أبيه قوله: هذا حديث باطل. اهـ. وما أدري ما وجه بطلانه مع كون رجاله ثقات. وقد ذكر الشيخ الألباني هذا القول عنه في الصحيحة (4/ 1003)، وقال: لا أدري وجه هذا القول. وقال: فإن من المعلوم من المصطلح أن تفرد الثقة بالحديث لا يجعله شاذًا، بله باطلًا. اهـ. وذكر أنه أخرجه غير من تقدم. وخلاصة القول أن هذا الشاهد صحيح. ثانيًا: قوله: "أنت يا طلحة ممن قضى نحبه" له شاهد من حديث طلحة، وآخر من حديث علي وثالث مرسل من حديث عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ. أما المروى عن طلحة فله طريقان: طريق طلحة بن يحيى واختلف عليه فروي مرة متصلًا، ومرة مرسلًا. أما المتصل فأخرجه الترمذي في سننه (5/ 308: 3825)، عن محمد بن العلاء. وقال: حسن غريب. لا نعرفه إلَّا من حديث أبي كريب، عن يونس بن بكر. وقد روي غير واحد من كبار أهل الحديث، عن أبي كريب هذا الحديث. وسمعت محمد بن إسماعيل يحدث بهذا عن أبي كريب ووضعه في كتاب الفوائد. اهـ. وأخرجه أيضًا في (5/ 29: 3256)، تفسير سورة الأحزاب: عن أبي كريب. =
= وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث يونس بن بكيره وأخرجه الطبري في تفسيره (21/ 147). وأبو يعلى في مسنده (1/ 319: 659)، وابن عساكر في تاريخه (8/ 555)، من طريق أبي يعلى. كلهم عن أبي كريب، عن يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عن موسى وعيسى ابني طلحة، عن أبيهما طلحة أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قالوا لأعرابي جاهل: سله عمن قضى نحبه من هو؟ وكانوا لا يجترئون على مسألته يوقرونه ويهابونه. فسأله الأعرابي فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه. ثم سأله فأعرض عنه. ثم إني اطلعت من باب المسجد وعليَّ ثياب خضر، فلما رآني النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أين السائل عمن قضى نحبه؟ قال الأعرابي: أنا يا رسول الله، قال: هذا ممن قضى نحبه". وأما المرسل فأخرجه أحمد في فضائل الصحابة (2/ 746: 1297). عن وكيع، عن طلحة بن يحيى، عن عيسى بن طلحة فذكره مرفوعًا. بدون ذكر القصة السابقة. وأخرجه الواحدي في أسباب النزول (ص 238)، من طريق أحمد به بنحوه. كما أخرجه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 612: 1399)، عن أبي بكر، عن عبد الله بن إدريس، عن طلحة بن يحيى به بنحوه. والظاهر أن المرسل أرجح؛ لأن المختلف عليه وهو طلحة ثقة. ومن روى عنه الوجه الأول وهو يونس بن بكير: يخطئ كما في القريب (2/ 384: 472)، وأما من روى عنه الوجه الثاني فهما وكيع، وعبد الله بن إدريس وكلاهما ثقة. وأما الطريق الثانية عن طلحة: فهي طريق سليمان بن أيوب بن سليمان عن أبيه، عن جده، عن موسى بن طلحة، عن أبيه بنحو القصة السابقة لكن فيها أن ذلك كان بعد مرجعه -صلى الله عليه وسلم- من أحد. =
= أخرج هذه الطريق ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 613: 1400)، عن الحسن بن علي. والطبراني في الكبير (1/ 117: 217)، عن يحيى بن عثمان بن صالح. وعن الطبراني أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 87)، ترجمة طلحة. ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (8/ 554)، وابن أبي حاتم كما ذهب تفسير ابن كثير (3/ 407)، عن أحمد بن الفضل العسقلاني. ثلاثتهم عنه به بنحوه. وسليمان بن أيوب: صدوق يخطئ. انظر: التقريب (1/ 321: 413). وأبوه ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 248)، دون ذكر تعديل أو تجريح فيه. فالحديث ضعيف بهذا الإِسناد، لكنه مع طريق طلحة بن يحيى في درجة الحسن إن شاء الله. وأما المروي عن علي رضي الله عنه فلفظه عنه: ذاك امرؤ نزلت فيه آية من كتاب الله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}، طلحة ممن قضى نحبه، لا حساب عليه فيما يستقبل". أخرجه الواحدي في أسباب النزول (ص 238)، من رواية إسماعيل بن يحيى البغدادي عن أبي سنان، عن الضحاك، عن النزال بن سبرة، عنه بنحوه. لكن فيه إسماعيل هذا: هو الشعيري: متهم بالكذب. انظر: التقريب (1/ 75: 563). وأما المروي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، فأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 219)، ترجمة طلحة، عن هشام أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، عن حصين، عن عبيد الله مرفوعًا بلفظ: "من أراد أن ينظر إلى رجل قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة". =
= وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (8/ 556)، من طريق ابن سعد به بنحوه. لكن حصين بن عبد الرحمن السلمي: ثقة. تغير حفظه في الآخر. انظر: التقريب (1/ 182: 411)، ولم تتميز رواية أبي عوانة عنه متى هي؟ وإنما أخرج البخاري حديثه عنه متابعة كما في هدي الساري (395)، فهذه الطريق ضعيفة للإِرسال واختلاط حصين. والخلاصة أن الحديث المروى في فضل أبي بكر في درجة الصحيح للشاهد المروى عن ابن الزبير. وأما في فضل طلحة فهو في درجة الحسن لغيره.
3871 - قَالَ إِسْحَاقُ (¬1): سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَقُولُ: "إِنْ لَمْ أُفَضِّلْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ على علي رضي الله عنهم (¬2) أكون قَدْ كَذَبْتُ عَلِيًّا، وَإِنِّي إِلَى تَصْدِيقِ عَلِيٍّ رضي الله عنه أحوج مني إلى تكذيبه. ¬
3871 - درجته: مقطوع صحيح.
تخريجه: لم أجده.
3872 - قَالَ (¬1) أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا مسعر (¬2)، عن أبي عَوْنٍ (¬3)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: رأيت أبا بكر رضي الله عنه فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ (¬4)، وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهَا لَهَبُ العرفج (¬5). ¬
3872 - درجته: ضعيف من أجل الإِبهام الوارد في السند. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 44 ب)، وأورده الهيثمي في المجمع (9/ 45)، مناقب أبي بكر. وقال عقبة: رواه الطبراني، ولم أعرف الرجل الذي من بني أسد، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 188)، ذكر صفة أبي بكر رضي الله عنه. عن جعفر بن عون ومحمد بن عبد الله الأسدي. والطبراني في الكبير (1/ 57: 24)، عن فضيل بن محمد الملطي، عن أبي نعيم. وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 165: 83)، عن سليمان بن أحمد به. وزاد: على ناقة له أدما أبيض خفيفًا. وابن عساكر في تاريخه (9/ 533)، من طريق أبي نعيم. =
= ومن طريق عمر بن علي، عن يحيى بن سعيد. أربعتهم عن مسعر به بنحوه. أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 87: 54)، عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن عبدة بن سليمان، عن إسماعيل، عن رجل من بني أسد، فذكره. وفيه ما تقدم من الإبهام في سنده. وروي مثله عن قيس بن أبي حازم، ولفظه: "كان أبو بكر يخرج إلينا وكأن لحيته ضرام عرفج من الحناء والكتم". أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 190)، عن هشام أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، عن حصين، عن المغيرة بن شبيل، عنه بنحوه. ورجاله كلهم ثقات. وسماع أبي عوانة من حصين بن عبد الرحمن كان قبل اختلاطه، ولذا أخرج له الشيخان عنه. وتابعه غيره. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 246: 5062)، كتاب الأدب، عن ابن فضل، عن حصين به. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 533)، من طريق جرير، عنه به بنحوه. ومن طريق عمر بن القاسم، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بنحوه. وعلى هذا يترقى الأثر إلى درجة الصحة. خصوصًا إذا ما انضاف إلى ذلك الشاهد الصحيح المروى عن أنس أن أبا بكر كان يخضب بالحناء والكتم. وهو عند مسلم. وقد تقدم ذلك في الحديث رقم (3869).
3873 - حدّثنا (¬1) ابْنُ (¬2) أَبِي زَائِدَةَ، ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ (¬3) عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي بكر رضي الله عنه: يا خليفة الله. قال رضي الله عنه: أنا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأرضى بذلك. ¬
3873 - درجته: صحيح. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب).
تخريجه: أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 679)، من طريق ابن أبي زائدة به بنحوه. وأخرجه أحمد في المسند (1/ 11)، عن محمد بن يزيد، عن نافع بن عمر الجمحي، عن عبد الله بن أبي مليكة قال: قيل لأبي بكر فذكره بنحوه. قال في المجمع (5/ 187)، كتاب الخلافة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. إلَّا أن ابن أبي مليكة لم يدرك الصديق. اهـ. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 568: 18894)، كتاب المغازي، عن وكيع، عن نافع به بنحوه. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 183)، ذكر بيعة أبي بكر رضي الله عنه، عن وكيع، عن نافع، عن عمر به بنحوه. كما أخرجه ابن عساكر في التاريخ، المكان المتقدم. من طريق محمد بن زيد. وموسى بن داود، عن نافع به بنحوه. وفيه التصريح بسماع ابن أبي مليكة من أبي بكر رضي الله عنه كما هو واضح. فكلام الهيثمي فيه نظر.
3874 - وقال أبو بكر: حدّثنا وكيع، ثنا إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس ابن أَبِي حَازِمٍ. قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه. بِيَدِهِ عَسِيبُ (¬1) نَخْلٍ، وَهُوَ يَقُولُ (¬2): "اسْمَعُوا لِخَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-". * صَحِيحٌ موقوف. ¬
3874 - درجته: موقوف صحيح كما قال الحافظ. وتال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب): رواته ثقات. اهـ.
تخريجه: أخرجه أحمد في المسند (1/ 37)، وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 573: 18903)، كتاب المغازي. كلاهما عن وكيع به بنحوه. ولفظه عندهما عن قيس: رأيت عمر رضي الله عنه، وبيده عسيب نخل وهو يجلس الناس، ويقول: اسمعوا لقول خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فجاء مولى لأبي بكر رضي الله عنه يقال له: سديد. بصحيفة فقرأها على الناس، فقال: يقول أبو بكر رضي الله عنه: اسمعوا وأطيعوا لما في هذه الصحيفة. فوالله ما ألوتكم قال قيس: فرأيت عمر رضي الله عنه بعد ذلك على المنبر. قال الهيثمي في المجمع (5/ 187)، كتاب الخلافة، باب الخلفاء الأربعة: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 85)، من طريق عبد الله بن أحمد به بنحوه. ومن طريق ابن عيينة، عن إسماعيل به بنحوه. كما أخرجه ابن جرير في تاريخه (2/ 353)، من طريق ابن عيينة به بنحوه.
3875 - وقال معاذ بن المثنى في زيادات مسدّد: حدّثنا أبو مكيس (¬1) الْخَادِمِ، ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ (¬2)، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عن هزيل بن شرحبيل، قَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لو وزن إيمان أبي بكر رضي الله عنه بايمان أهل الأرض لرجح بهم. ¬
3875 - درجته: موضوع لحال أبي مكيس فهو كذاب. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب).
تخريجه: الأثر مروى عن ابن شوذب، واختلف عليه في إسناده على وجهين: 1 - روي عنه، عن سلمة، عن هزيل، عن عمر موقوفًا. أخرجه معاذ بن المثنى في زيادات مسدّد كما تقدم. 2 - عنه، عن محمد بن جحادة، عن سلمة، به بنحوه. أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 378: 821)، عن هارون بن معروف، عن ضمرة، عنه به بنحوه. و (822)، عن أبيه، عن هارون به بنحوه. ورجاله كلهم ثقات. كما أخرجه في زياداته على الفضائل (1/ 418: 653)، عن عبد الله بن الحسن الحراني، عن أبي الأصبغ الرملي، عن أيوب بن سويد، عنه به بنحوه. والبيهقي في الشعب (1/ 69: 36)، القول في زيادة الإِيمان ونقصانه، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي بكر محمد بن إسحاق الفقيه، عن محمد بن عيسى بن السكن، عن موسى بن عمران، عن ابن المبارك عنه به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (9/ 593)، من ثلاث طرق عن ابن شوذب به بنحوه. =
= والظاهر أن الأرجح هو الوجه الثاني، فهو صحيح. وأما الأول فهو موضوع. وقد ذكر الدارقطني في العلل (2/ 223)، وجهين آخرين هما: 1 - ما رواه رواد بن الجراح، عن ابن شوذب، عن محمد بن جحادة، عن طلحة بن مصرف، عن هزيل، عن عمر. لكن رواد: صدوق، اختلط بآخره فترك. انظر: التقريب (1/ 253: 110). 2 - ما رواه ضمرة، عن ابن شوذب، عن ابن جحادة، عن سلمة، عن عمرو بن شرحبيل. ولم يقل: عن هزيل. لكن لم يتابع ضمرة أحد على هذا الوجه. ولذا وهمه الدارقطني. وصحح طريق ابن المبارك ومن تابعه. وعلى هذا فالأثر صحيح موقوف على عمر من طريق ابن المبارك ومن تابعه. وقد صححه من هذه الطريق السخاوي في المقاصد الحسنة (ص 352: 908)، والفتني في تذكرة الموضوعات (ص 93)، والعجلوني في كشف الخفاء (2/ 216: 2130)، والشوكاني في الفوائد (ص 360: 18). وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعًا: أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 201)، تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أبي رواد، عن محمد بن أحمد بن بخيت، عن أحمد بن عبد الخالق الضبعي، عن عبد الله بن عبد العزيز، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ أَهْلِ الأرض لرجح". لكن عبد الله بن عبد العزيز: متروك. انظر: اللسان (3/ 382). وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 591)، من طريق ابن عدي عن ابن بخيت قال: هذا مرفوع غريب وإنما يحفظ عن عمر قوله. وقد أخرجه ابن عدي أيضًا في (5/ 260)، ترجمة عيسى بن عبد الله، عن زيد بن عبد العزيز بن حبّان، عن عيسى بن عبد الله بن سلمان القرشي، عن رواد بن =
= الجراح، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نافع به بنحوه. ولفظه: "لو وضع إيمان أبي بكر على إيمان هذه الأمة لرجح بها". وعيسى بن عبد الله بن سليمان: صدوق. انظر: اللسان (4/ 463). وتقدم أن روادًا صدوق اختلط بآخره ترك. وعليه فالحديث ضعيف أيضًا من هذه الطريق. وقد روي نحو هذا عن ابن عمر أيضًا. وفيه: فجيء بأبي بكر رضي الله عنه فوزن فوزنهم. وقد تقدم الحديث برقم (168)، لكنه ضعيف أيضًا. وله شاهد من حديث الأسود بن هلال، عن رجل من الصحابة، وآخر عن أبي بكرة. أما الأول فأخرجه أحمد في مسنده (4/ 63)، عن أبي النضر، عن شيبان، عن أشعث، عن الأسود بن هلال، عن رجل من قومه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:"رأيت الليلة في المنام كأن ثلاثة من أصحابي وزنوا فوزن أبو بكر فوزن، ثم وزن عمر فوزن، ثم وزن عثمان فنقص صاحبنا وهو صالح". ورجاله كلهم ثقات. وأما الثاني: فأخرجه أبو داود في سننه، كتاب السنَّة، باب الخلفاء (5/ 29: 4634)، عن محمد بن المثنى، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن الأشعث، عن الحسن، عن أبي بكرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم: من رأى منكم رؤيا؟ فقال رجل: أنا رأيت كان ميزانًا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر، ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر، ووزن عمر وعثمان فرجح عمر، ثم رفع الميزان. فرأينا الكراهية فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ورجاله ثقات كلهم. وسماع الحسن من أبي بكرة ثابت، كما في الصحيح. وقد أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم- =
= الميزان والدول (3/ 368: 2389)، عن محمد بن بشار، عن الأنصاري به بنحوه. وقال: حسن صحيح. اهـ. وقد أشار ابن تيمية رحمه الله تعالى إلى هذا الشاهد في أحاديث القصاص (ص 81: 18)، وعلى هذا يكون المروى عن عمر موقوفًا عليه صحيحًا. والمروي مرفوعًا صحيحًا لغيره.
3876 - حدّثنا (¬1) أبو مَكِيسٌ (¬2)، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ الْبَجَلِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "وَدِدْتُ أَنِّي شَعْرَةٌ فِي صَدْرِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ". قُلْتُ: لِلْأَوَّلِ (¬3) (¬4) شاهد مرفوع من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عِنْدَ ابْنِ عَدِيٍّ، فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بن عبد العزيز ابن أبي رواد (¬5). ¬
3876 - درجته: موضوع لحال أبي مكيس. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب).
تخريجه: لم أجده. لكن أخرج ابن عساكر في تاريخه (13/ 150)، من طريق أبي يعلى، عن عبد الصمد بن يزيد قال: سمعت فضيلًا -يعني ابن عياض- يقول: زيّنوا مجالسكم بذكر عمر، وقال بعض علماء الشام: إن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة، وإن عمر تمنى أن يكون شعرة في صدر أبي بكر. اهـ. وواضح أن في إسناده إبهامًا.
3877 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ. عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ آلِ أَبِي هَيَّاجٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ (¬1) مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ (¬2)، إنَّ رَجُلًا خيَّره رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَعِيشَ، وَبَيْنَ لِقَاءِ ربِّه، فبكى أبو بكر رضي الله عنه .. الحديث. مثل حديث أبي سعيد رضي الله عنه، وفيه: ولكن ودُّ وإخاء إيمان. ¬
3877 - درجته: ضعيف لعنعنة عبد الملك لأنه مدلس من الثالثة. وشيخه لم أعرفه. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب)، رواه مسدّد ورواته ثقات. اهـ.
تخريجه: الحديث مروي عن عبد الملك بن عمير، واختلف عليه في إسناده. فروي مرة عنه، عن آل أبي الهياج كما تقدم. ولم أعرف آل أبي هياج. ومرة روي عنه، عن ابن أبي المعلى، عن أبيه بنحو اللفظ المتقدم مع الزيادة المذكورة. أخرجه الترمذي في السنن (5/ 269: 3739)، كتاب المناقب، عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن أبي عوانة، عن عبد الملك به بنحوه. وقال: وفي الباب عن أبي سعيد، هذا حديث غريب. وقد روي هذا الحديث عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير بإسناد غير هذا. اهـ. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على فضائل الصحابة (1235: 210)، عن ابن أبي الشوارب به بنحوه. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 656)، من طريقه به بنحوه. وأخرجه أحمد في المسند (4/ 211 و (3/ 478)، عن أبي الوليد هشام بن =
= عبد الملك، عن أبي عوانة به بنحوه. وعن أبي الوليد أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 209: 234). والطبراني في الكبير (22/ 328: 825)، عن محمد بن محمد التمار وعثمان بن عمر، عنه به بنحوه. والدولابي في الكنى والأسماء (1/ 55)، ترجمة أبي المعلى، عن إبراهيم بن يعقوب، عنه به بنحوه. كما أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 210: 236)، عن زكريا بن يحيى، عن شعيب بن صفوان، عن عبد الملك به بنحوه. وفي (1/ 211: 237)، عن بشار بن موسى، عن عبد الله بن عمرو، عن عبد الملك به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (9/ 656)، من طريق أبي الوليد به بنحوه. لكن ابن أبي المعلى: لم يسم، ولا يعرف. انظر: التقريب (2/ 536: 27). وفيه تدليس عبد الملك كما تقدم أنه من الثالثة. وأصل الحديث مروي عن أبي سعيد رضي الله عنه في الصحيح، دون هذه الزيادة التي ذكرها وهي: ود وإخاء إيمان. فلم ترو إلَّا من طريق عبد الملك. ولعل هذا مما حدث به بعد ما كبر وساء حفظه ولذا رواه عنه أبو عوانة بالوجهين. وقد تقدم تخريج حديث أبي سعيد في الحديث رقم (3859).
3878 - حدّثنا (¬1) أمية بن خالد بن (¬2) الأسود، عن ثابت، عن سمية، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي أبو بكر رضي الله عنه: مَا عِنْدَنَا مِنَ الْمَالِ غَيْرُ قَدَحٍ وَلَقْحَةٍ (¬3)، فإذا أنا من فابعثي بهما إلى عمر رضي الله عنه. فلما مات بعثت بهما إلى عمر رضي الله عنه، فقال: يَرْحَمُ (¬4) اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بعده. ¬
3878 - درجته: ضعيف لجهالة سمية. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 43 ب): فيه سمية. ولم أرَ من ذكرها بعدالة ولا جرح، وباقي رواة الإِسناد ثقات. اهـ. وهو كما قال.
تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 193)، ترجمة أبي بكر: من طريق ثابت عن سمية به بنحوه. وأخرجه أحمد في الزهد (ص 137)، زهد أبي بكر عن محمد بن بشر، عن عبد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها بنحوه. ورجاله كلهم ثقات. وأخرجه ابن سعد في ترجمة أبي بكر من الطبقات (3/ 192)، عن ابن نمير ومحمد بن عبيد، كلاهما عن عبيد الله بن عمر به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (9/ 751)، من طريق ابن سعد هذه عنهما به بنحوه.=
= كما أخرجه ابن سعد (3/ 192)، عن وكيع وابن نمير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها بنحوه، وفيه أنه ترك ناضحًا وعبدًا نوبيًا. وأخرجه من طريق الأعمش ابن عساكر في تاريخه (9/ 752). وأخرجه ابن سعد أيضًا في (3/ 194)، عن مسلم بن إبراهيم، عن القاسم بن الفضل، عن أبي الكياش الكندي، عن محمد بن الأشعث، أن أبا بكر لما أن ثقل قال لعائشة .. فذكره وفيه أنه ترك جارية ولقحتين. كما أخرجه في (3/ 196)، عن يعلى ومحمد ابني عبيد، عن موسى الجهني، عن أبي بكر بن حفص بن عمر، عن عائشة رضي الله عنها بنحوه، وفيه أنه ترك عبدًا وناضحًا. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 752)، من طريق ابن أبي مليكة، عن عائشة بنحوه. وكذا من طريق الزهري عن عائشة بنحوه أيضًا. وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 61: 38)، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن هارون بن موسى الفروي، عن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده الحسن بن علي فذكره عن عائشة رضي الله عنها بنحوه. وهذا شاهد عن الحسن. قال الهيثمي في المجمع (5/ 234)، باب فيما للإمام من بيت المال: رواه الطبراني ورجاله ثقات. اهـ. ولكن هارون بن موسى: لا بأس به. انظر: التقريب (2/ 313: 28)، وموسى بن عبد الله: صدوق. انظر: اللسان (6/ 144). وله شاهد آخر عن أنس: أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 192)، عن عمرو بن عاصم الكلابي، عن =
= سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ بنحوه وفيه أنه ترك خادمًا ولقحة ومحلبًا. وعمرو بن عاصم: صدوق في حفظه شيء. انظر: التقريب (2/ 72: 613). وأخرجه ابن سعد في تاريخه (9/ 751)، من هذه الطريق. والخلاصة أن الأثر بمجموع طرقه صحيح لغيره.
(165) وحديث أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما فِيمَا لَقِيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه رضي الله عنهم مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ. يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ (¬1). 3879 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ، ثنا أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أنس رضي الله عنه قَالَ: لَقَدْ ضَرَبُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّةً حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، قَالَ: فقام (¬2) أبو بكر رضي الله عنه فَجَعَلَ يُنَادِي: وَيْلَكُمْ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ. قَالُوا: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: ابْنُ (¬3) أبي قحافة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (¬4). وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬5): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا ابْنُ (¬6) أَبِي عُبَيْدَةَ بِهِ. وَفِي آخِرِهِ: "الْمَجْنُونُ". * صَحِيحٌ. أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ نُمَيْرٍ بِهِ. وَاخْتَارَهُ الضِّيَاءُ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن العاص رضي الله عنهما في البخاري. ¬
3879 - درجته: حسن لحال طلحة بن نافع. قال الهيثمي في المجمع (6/ 20)، كتاب =
= المغازي: رواه أبو يعلى والبزار. ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 30 ب).
تخريجه: أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 200: 218)، عن أبي بكر بن أبي شيبة. والبزار في مسنده. انظر: كشف الأستار، علامات النبوة، ما لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- من المشركين (3/ 125: 2396)، عن عباس بن عبد العظيم. وقال لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ إلَّا مِنْ هذا الوجه. ولا نعلم حدث به عن الأعمش إلَّا أبو عبيدة. ولا روى، عن أبي عبيدة إلَّا ابنه محمد. وابن عدي في الكامل (6/ 233)، ترجمة محمد بن أبي عبيدة. عن عبد الله بن محمد بن نصر الرملي، عن عباس بن عبد العظيم. وقال لا أعلم يرويه عن الأعمش غير أبي عبيدة. كما أخرجه في (4/ 113)، ترجمة طلحة بن نافع عن أبي يعلى، عن ابن نمير. وذكر نحوًا من الكلام المتقدم والحاكم في المستدرك (3/ 67)، كتاب معرفة الصحابة، من طريق ابن نمير. وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وسكت الذهبي. ثلاثتهم عن محمد بن أبي عبيدة به بنحوه. وهو حسن لما تقدم. وله شاهد في الصحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. ولفظه: "بينا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي فِي حجر الكعبة. إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ: "أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله". =
= أخرجه البخاري في صحيحه: فضائل الصحابة، مناقب أبي بكر (3/ 14: 3678). وفي مناقب الأنصار (3/ 55: 3856)، وفي تفسير سورة المؤمن (3/ 286: 4815). وعليه يكون حديث الباب صحيحًا لغيره.
3880 - وقال ابن (¬1) أبي عمر: حدّثنا الدراوردي. ثنا عبد الواحد ابن أَبِي عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: كان القاسم بن محمد رجلًا صدوقًا صَمُوتًا (¬2)، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رضي الله عنه قَالَ: الْيَوْمَ تَنْطِقُ (¬3) الْعَذْرَاءُ مِنْ خِدْرِهَا. سَمِعْتُ عَمَّتِي عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رضي الله عنها تَقُولُ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ارتدت العرب قاطبة، واشرأب (¬4) القوم، وعاد (¬5) أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَأَنَّهُمْ مِعْزَى (¬6) (¬7) طُيِّرَتْ فِي حَشٍّ. فَوَاللَّهِ مَا اخْتَلَفُوا فِي لَفْظَةٍ إلَّا طَارَ (¬8) أَبِي بِفِنَائِهَا. ثُمَّ ذكرت عمر رضي الله عنه فقالت: ومن رأى عمر رضي الله عنه علم أنه خلق عناء (¬9) للإِسلام، ثم قالت رضي الله عنها: كان رضي الله عنه والله أحوذيًا (¬10)، نسيج (¬11) وَحْدَهُ. قَدْ أَعَدَّ (¬12) لِلْأُمُورِ أَقْرَانَهَا، مَا رَأَيْتُ مثل خلقه رضي الله عنه، حتى تعد سبع خصال لا أحفظها. ¬
3880 - [1] درجته: فيه موسى بن مناح لم أعرفه بعدلة أو جرح.
3880 - [2] وقال الحارث (¬1): حدّثنا يحيى ابن أَبِي بُكَيْرٍ (¬2)، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ (¬3) عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عن القاسم قال: قالت عائشة رضي الله عنها: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَوَاللَّهِ لَوْ نَزَلَ بِالْجِبَالِ (¬4) الرَّاسِيَاتِ مَا نَزَلَ بِأَبِي .. فَذَكَرَهُ. [3] وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ أَحْمَدَ (¬5) بْنِ يُونُسَ، وَإِسْحَاقَ بْنِ بِشْرٍ. كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَقَدْ تَبَيَّنَ بِرِوَايَةِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ تقصير عبد العزيز. ¬
3880 - [2] درجته: إسناد أحمد بن يونس صحيح. وأما إسحاق فإن كان أبا حذيفة البخاري أو الكاهلي الكوفي فهو موضوع لأنهما كذابان. وإن كان إسحاق بن بشر لأنه صدوق. وقد عزاه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 45 أ)، لابن أبي عمر والحارث.
تخريجه: الأثر مروى عن عبد الواحد بن أبي عون، وقد اختلف عليه فيه في إسناده على وجهين: 1 - روي عنه، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها. أخرجه الحارث كما مر. عن يحيى بن أبي بكير، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون. =
= وعن الحارث أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات، كما ذكر ذلك الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/ 385)، ترجمة يحيى بن أبي بكير: حيث أخرجه عن جماعة، عن ابن طبرزد، عن ابن الحصين، عن ابن غيلان، عن أبي بكر الشافعي، عن الحارث به بنحوه. وأخرجه من طريق الغيلاني أيضًا ابن عساكر في تاريخه (9/ 689). وأخرجه أحمد في الفضائل (1/ 98: 68)، عن يزيد بن هارون، عن عبد العزيز به بنحوه. وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 572: 18901)، كتاب المغازي، عن يزيد بن هارون به بنحوه. ومن طريق الغيلاني، أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 689)، عنه، عن جعفر القاضي، عن ابن أبي سعيد به بنحوه. كما أخرجه الطبراني في الصغير (2/ 101)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 225: 3628)، عن محمد بن الحسن بن دريد النحوي، عن العباس بن الفرج الرياشي، عن الأصمعي، عن عبد العزيز به بنحوه. وقال: لم يروه عن الأصمعي إلَّا الرياشي. اهـ. قال في المجمع (9/ 53)، رواه الطبراني في الصغير والأوسط من طرق. ورجال أحدها ثقات. اهـ. وأخرجه الطبراني في الصغير (2/ 102)، عن علي بن عبد العزيز، عن أحمد بن يونس، عن عبد العزيز به بنحوه. وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 212: 185)، عن محمد بن علي بن حبيش، عن أحمد بن يحيى الحلواني، عن أحمد بن يونس به بنحوه. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 689)، من طريق أحمد بن يونس، وعثمان بن زفر، كلاهما عن عبد العزيز به بنحوه. =
= وابن عساكر في التاريخ (9/ 689)، من طريق الغيلاني، عن الشافعي، عن عمر بن الحسن القاضي، عن مصعب بن سعيد، عن زهير به بنحوه. وأخرجه أيضًا في الموضع نفسه من طريق الغيلاني، عن الشافعي، عن عمر بن حفص، عن عاصم بن علي. وعن الشافعي، عن بشر بن موسى، عن خلف بن الوليد، عن الثقة. وعنه، عن عبد الله بن محمد، عن نصر بن علي الأصمعي. وعن أحمد بن الوليد الواسطي، عن أحمد بن سنان، عن أبي النضر هاشم بن القاسم. أربعتهم عن عبد العزيز به بنحوه. وأخرجه في (9/ 688)، من طريق شعيب بن حرب عن عبد العزيز به بنحوه. وقد توبع عبد العزيز على هذا الوجه. تابعه عبد الله بن جعفر، كما توبع عبد الواحد أيضًا، تابعه عبيد الله بن عمر. أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 199: 217)، عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي، عن عبد الله بن جعفر المديني، عن عبد الواحد وعبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها فذكره بنحوه. وعن عبد الله بن أحمد أخرجه الطبراني في الصغير (2/ 102)، به بنحوه وقال: لم يروه عن عبيد الله بن عمر إلَّا عبد الله بن جعفر، تفرد به أبو معمر. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 689)، من طريق الغيلاني، عن الشافعي، عن عبد الله بن أحمد به بنحوه. وعبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن: ليس به بأس. انظر: التقريب (1/ 406: 229). وعبيد الله بن عمر بن حفص: ثقة ثبت. انظر: التقريب (1/ 537: 1488). كما تابع سليمان بن بلال عبد العزيز في روايته عن عبد الواحد. =
= اخرج ذلك ابن عساكر في تاريخه (9/ 688)، من طريق عمران بن أبان عنه به بنحوه. وسليمان: ثقة. انظر: التقريب (1/ 322: 416). وأخرجه كذلك في الموضع نفسه مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ العمري. عن أبيه، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة. ومن طريق أيوب بن سيار، عن عبد الرحمن بن القاسم، به بنحوه. فهذه متابعة من عبد الرحمن بن القاسم لعبد الواحد، في روايته عن القاسم عن عائشة. وهو: ثقة جليل. انظر: التقريب (2/ 495: 1080). وعلى هذا فهذا الوجه صحيح. 2 - روى عنه عن موسى بن مناح، عن القاسم، عن عائشة. أخرجه ابن أبي عمر كما تقدم. وابن عساكر في تاريخه (9/ 689)، من طريق الغيلاني، عن الشافعي، عن بشر بن موسى الحميدي، عن عد العزيز الدراوردي، عن عبد الواحد به بنحوه. وعبد العزيز الدراوردي صدوق. ولم يتابعه أحد فما رأيت على هذا الوجه. فالظاهر أن الوجه الأول هو الراجح. وأن الحمل على الدراوردي. وعليه فالتقصير منه لا من عبد العزيز بن عبد الله الماجشون. على أنه قد روي عن عبد الواحد وجه ثالث. فقد أخرجه ابن عساكر في التاريخ (9/ 689)، من طريق الغيلاني، عن الشافعي، عن أحمد بن جون الفرغاني، عن أبي عبد الله بن أخ ابن وهبٍ، عن عمه، عن الليث، عن عبد العزيز، عن عبد الواحد، عن القاسم موقوفًا عليه. والليث ثقة مشهور وكذا عبد العزيز الماجشون، فالذي يظهر أنه روي عنه موقوفًا على عائشة وعلى القاسم. والله أعلم.
27 - باب فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
27 - بَابُ فَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه 3881 - قال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ ذَكَرَ أبا بكر رضي الله عنه فأثنى عليه، وقال: ولدني مرتين (¬1). ¬
3881 - درجته: مقطوع صحيح. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 46 أ).
تخريجه: أخرجه المزي في تهذيب الكمال (5/ 81)، ترجمة جعفر. من طريق الدارقطني، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، عن محمد بن الحسين الحنيني، عن عبد العزيز بن محمد الأزدي، عن حفص بن غياث، عن جعفر بلفظ: "ما أرجو من شفاعة علي شيئًا إلَّا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله، ولقد ولدني مرتين".
3882 - حدثنا (¬1) يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كُسِرَ بَعِيرٌ مِنَ الْمَالِ، فنحره عمر رضي الله عنه، فدعا (¬2) عليه ناسًا (¬3) مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال له العباس رضي الله عنه: لَوْ صَنَعْتَ هَذَا كُلَّ يَوْمٍ تَحَدَّثْنَا عِنْدَكَ (¬4)؟ قال رضي الله عنه: لا أعود لِمِثْلِهَا، إِنَّهُ مَضَى لِي صَاحِبَانِ سَلَكَا طَرِيقًا، فَإِنِّي إِنْ عَمِلْتُ بِغَيْرِ عَمَلِهِمَا سُلِكَ بِي (¬5) غير طريقهما. ¬
3882 - درجته: رجاله ثقات لكنه مرسل، وعلى القول بصحة مراسيل سعيد يكون صحيحًا.
تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 288)، ترجمة عمر: عن يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد به بنحوه وابن عساكر في تاريخه (13/ 127)، من طريق يحيى بن سعيد به بنحوه. وأخرجه أحمد نحوه في الزهد (ص 45)، عن أبي روح بن عبادة، عَنْ مَالِكِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبيه، فذكر نحوه، عن عمر، وأن عمر نحو ناقة عمياء من إبل الصدقة فأطعم أمهات المؤمنين منها، ثم دعا على الباقي منها المهاجرين والأنصار. ولم يذكر قول العباس له. ولا بقية كلام عمر. وأخرج ابن عساكر نحوه في (13/ 139)، ترجمة عمر، من طريق مالك به.
3883 - [1] حدّثنا (¬1) حَمَّادٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا أَصْحَابَ محَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا نَشُكُّ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لسان عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدّثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ مُجَالِدٍ بِهِ نَحْوَهُ (¬2). ¬
3883 - درجته: حسن من أجل مجالد. وقد بالغ البوصيري في الإِتحاف (3/ق 46 أ)، حيث ضعفه لأجل مجالد، مع أنه صدوق.
تخريجه: أخرجه الفسوي في تاريخه (1/ 461)، ترجمة عمر. عن عبيد الله بن موسى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن علي بنحوه. وإسماعيل: ثقة ثبت. انظر: التقريب (1/ 68: 503). فمتابعته لمجالد ترقي الأثر إلى درجة الصحيح لغيره. والبغوي في الجعديات (ص 348: 2403)، عن علي بن الجعد، عن شريك. والبغوي في شرح السنَّة (14/ 86: 3877)، من طريق أبي القاسم البغوي به بنحوه. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 395: 601) عن محمد بن سليمان، عن الربيع بن ثعلب، عن أبي إسماعيل المؤدب. وفي (1/ 249: 310)، عن الحسن بن حماد سجادة، عن سفيان. وفي (1/ 401: 614)، عن الحسين، عن أبيه، عن ابن السماك. =
= أربعتهم عن إسماعيل به بنحوه. كما أخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 16)، من عدة طرق عنه به بنحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 23: 12023)، عن عبد الله بن إدريس، عن الشيباني وإسماعيل، عن الشعبي به بنحوه. ومن طريق ابن إدري أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 410: 634). كما أخرجه عبد الله (1/ 330: 470)، عن هارون بن سفيان، عن معاوية، عن زائدة، عن بيان، عن الشعبي به بنحوه. ومن طريق زائدة، وابن فضيل، وجرير عن بيان. أخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 15)، به بنحوه. وقد خالف الرواة عن إسماعيل، قيس بن الربيع، حيث رواه عن إسماعيل، عن أبي عمرو الشيباني، عن علي بنحوه. كما أخرجه عبد الله في زياداته على الفضائل (1/ 442: 707)، عن يحيى، عن حميد بن الأصبغ، عن آدم بن أبي أياس، عنه به. والرواية الأولى أرجح من روايته عن إسماعيل؛ لأن قيسًا صدوق تغير لما كبر. أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به. انظر: التقريب (2/ 128: 139)، بخلاف الوجه الأول فقد رواه عن إسماعيل ثقات. وقد خولف إسماعيل أيضًا عن الشعبي، فروي عنه، عن وهب السوائي.، عن علي بنحوه بزيادة يسيرة. أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند (1/ 106)، عن أبي صالح هدبة بن عبد الوهاب، عن محمد بن عبيد الطنافسي، عن يحيى بن أيوب البجلي، عنه به. والفضائل (1/ 84: 50)، عن هدبة به بنحوه. =
= وفي السنة (2/ 582: 1374)، عنه به بنحوه لكنه أسقط الشعبي، فلعله سقط من المطبوع. ومن طريق محمد بن عبيد أخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 15). وروى عنه، عن أبي جحيفة، عن علي بنحوه. أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 42)، ترجمة عمر. عن محمد بن أحمد بن الحسن، عن الحسن بن علي بن الوليد، عن عبد الرحمن بن نافع، عن مروان بن معاوية، عن يحيى بن أيوب البجلي، عنه به بنحوه. ورواية إسماعيل عن الشعبي أرجح؛ لأنه ثقة كما تقدم. أما يحيى البجلي الذي روى عن الشعبي الوجهين الآخرين فلا بأس به. انظر: التقريب (2/ 343: 21). وعليه فالأثر من طريق إسماعيل عن الشعبي، عن علي في درجة الصحيح. وقد توبع الشعبي عن علي. فقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 222)، باب أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- (ح 20380)، عن معمر، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ علي بنحوه. وفيه عاصم بن بهدلة: صدوق له أوهام. انظر: التقريب (1/ 383: 3). وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 358: 522)، عن جعفر، عن محمود بن غيلان، عن عبد الرزاق به بنحوه. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 152)، عن سعد الناقد، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن طاهر بن أحمد الزبيري، عن أبيه ويعقوب بن سفيان، في مسنده، كما في البداية والنهاية (6/ 201)، عن عبيد الله بن موسى كلاهما عن أبي إسرائيل، عن الوليد بن العيزار، عن عمرو بن ميمون، عن علي بنحوه. ومن طريق يعقوب أخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 370)، باب إخباره -صلى الله عليه وسلم- بمحدثين، به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (13/ 17)، من طريقه أيضًا به. كما أخرجه الفسوي في تاريخه (1/ 462)، عن عبيد الله به بنحوه. =
= وأبو نعيم في الحلية (1/ 42)، من طريق الوليد به بنحوه. وكذا ابن عساكر في تاريخه (13/ 17)، من طريقه أيضًا. والخلاصة أنه مروي عن علي من ثلاث طرق، طريق الشعبي، وطريق زر بن حبيش، وطريق عمرو بن ميمون. وله شاهد مروي عن ابن مسعود، وآخر عن طارق بن شهاب. أما المروي عن ابن مسعود فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 24: 12030)، عن شريك، عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله بلفظ: "ما كنا نتعاجم أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ ملكًا ينطق بلسان عمر". ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 17)، به بنحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 184: 8827)، عن أحمد بن زهير التستري، عن معمر بن سهل، عن أبي أحمد الزبيري، عن شريك، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عبد الله بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (9/ 70)، رواه الطبراني وإسناده حسن. اهـ. وأما المروي عن طارق بن شهاب فاختلف على شعبة فيه في إسناده. فروي عن قيس بن مسلم، عن طارق، عن علي بلفظ "أن ملكًا ينطق على لسان عمر". أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 42)، عن محمد بن أحمد بن مخلد، عن محمد بن يونس الكديمي، عن عثمان بن عمر، عنه به. باللفظ المتقدم. وروي عنه، عن قيس، عن طارق بنحو اللفظ السابق. أخرجه أحمد في الفضائل (1/ 263: 341)، عن محمد بن جعفر به بنحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 384: 8202)، عن أبي يزيد القراطيسي، عن أسد بن موسى، عنه به بنحوه. =
= وعن عمر بن حفص السدوسي، عن عاصم بن علي، عنه به بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (9/ 70)، رواه الطبراني ورجاله ثقات. والبيهقي في الدلائل (6/ 370)، عن محمد بن الحسين القطان، عن عبد الله بن جعفر، عن يعقوب بن سفيان، عن مسلم بن إبراهيم، عنه به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (13/ 17)، من طريق يعقوب به بنحوه. وروي عنه، عن يحيى بن حصين، عن طارق بنحوه. أخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 17)، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عنه به بنحوه. أما المختلف عليه فهو شعبة الثقة الإِمام. وأما المختلفون فهم: عثمان بن عمر بن فارس: ثقة وكان يحيى بن سعيد لا يرضاه. انظر: التقريب (2/ 13: 98)، روى الوجه الأول. أسد بن موسى: صدوق يغرب. انظر: التقريب (1/ 63: 458)، عاصم بن علي بن عاصم: صدوق ربما وهم. انظر: التقريب (1/ 384: 17). مسلم بن إبراهيم: ثقة مأمون. انظر: التقريب (2/ 244: 1070)، رووا الوجه الثاني. وأما عبد الصمد بن عبد الوارث: فهو صدوق، ثبت في شعبة. انظر: التقريب (1/ 507: 1202). فالظاهر أنه مروي عن شعبة بالأوجه الثلاثة. وأصله مروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدة ألفاظ تشبه هذا اللفظ لكن أصحها: ما أخرجه البخاري في صحيحه، فضائل الصحابة، فضائل عمر (3/ 16: 3689)، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر" قال: زاد زكريا بن أبي زائدة عن سعد، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لقد كان =
= فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء. فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر". وأخرجه أيضًا في الأنبياء (2/ 497: 3469)، عنه بنحو اللفظ السابق. وأخرجه مسلم في صحيحه: الفضائل، فضائل عمر (5/ 259: 23)، عن عائشة بنحوه. والترمذي في السنن: مناقب عمر، (5/ 285: 3776)، عنها بنحوه. وروي نحوه في غير الكتب الستة بأسانيد صحيحة.
3884 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا جَعْفَرٌ -هُوَ ابْنُ بُرْقَانَ- عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ رَجُلٍ قال: إن أبا سفيان (¬2) رضي الله عنه جَاءَ (¬3) فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى خَتَنَتِكَ (¬4) (¬5) خَطَبَهَا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأبته؟ فقال -صلى الله عليه وسلم- ما منعها من عمر رضي الله عنه، ما بالمدينة رجل إلَّا أن يكون (¬6) نبي أفضل من عمر رضي الله عنه. قَالَ. فَقُلْتُ لِلَّذِي حَدَّثَنِي: أَكَانَ بِالْمَدِينَةِ يومئذٍ أبو بكر (¬7) رضي الله عنه؟ قال: لا أدري. ¬
3884 - درجته: ضعيف لأجل المبهم الذي في الإِسناد، ولم أعرف هل هو صحابي أم لا؟ وبقية رجاله ثقات. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 46 ب)، رواه الحارث بسند ضعيف. اهـ.
تخريجه: أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 430: 680)، عن محمد، عن محمد بن يوسف، عن الفضل بن دكين، عن جعفر بن حيان، عن ثابت بن الحجاج فذكر نحوه. وهو منقطع لأن ثابتًا لم يدرك عمر. لكنه روى عن جابر، وعن الحسن بنحوه أيضًا. =
= أما المروي عن جابر رضي الله عنه فلفظه: قال عمر بن الخطاب ذات يوم لأبي بكر الصديق رضي الله عنهما: يا خير الناس بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال أبو بكر: أما أنك إن قلت ذاك فقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر". أخرجه الترمذي في السنن. انظر: مناقب عمر (5/ 281: 3767)، عن محمد بن المثنى، عن عبد الله بن داود الواسطي، عن عبد الرحمن بن أخي محمد بن المنكدر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عنه باللفظ المتقدم. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه، وليس إسناده بذاك. وابن أبي عاصم في السنة (2/ 586: 1274). والدولابي في الكنى والأسماء (2/ 99)، كلاهما عن أبي موسى محمد بن المثنى به بنحوه. وأخرجه ابن الجنيد في سؤالاته لابن معين (ص 319: 185)، عن داود بن مهران الدباغ، عن عبد الله بن داود به بنحوه. ونقل عن يحيى قوله: ما أعرف عبد الرحمن بن أخي محمد بن المنكدر، وأنكر الحديث ولم يعرفه. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 4)، ترجمة عبد الرحمن بن أخي بن المنكدر عن محمد بن إسماعيل، عن إبراهيم بن يعقوب، عن داود بن مهران به بنحوه. وقال: لا يتابع عليه، ولا يعرف إلَّا به. اهـ. وأخرجه ابن الجوزي من طريقه في العلل (1/ 195: 304)، فضائل عمر: به بنحوه. وقال: هذا الحديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولا يتابع عبد الرحمن عليه، ولا يعرف إلَّا به. وأما عبد الله بن داود فقال ابن حبّان: منكر الحديث جدًا، يروي المناكير عن المشاهير، لا يجوز الاحتجاج بروايته. اهـ. =
= وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 55)، من طريق داود بن مهران، عن عبد الله به بنحوه. وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 90)، عن محمد بن عبد الله الجوهري، عن محمد بن إسحاق، عن بشر بن معاذ، عن عبد الله به بنحوه. وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: عبد الله ضعفوه. وعبد الرحمن متكلم فيه والحديث شبه موضوع. اهـ. وابن عدي في الكامل (4/ 243)، ترجمة عبد الله بن داود. عن النعمان بن أحمد الواسطي، عن الفضل بن موسى البصري، عن عبد الله به بنحوه. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في التاريخ (13/ 56)، ومن طريق حمزة بن الحسين، عن الفضل بن موسى به بنحوه. فمداره على عبد الله بن داود الواسطي وهو: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 281:413). وعبد الرحمن بن أخي محمد بن المنكدر: مجهول. انظر: التقريب (1/ 503: 116). وعلى هذا فسند الحديث ضعيف. أما متنه فقال ابن معين إنه منكر، ولم يعرفه. كما مر. وقال العقيلي: لم يتابع عليه. وقال الذهبي في الميزان (2/ 415: 4294)، هذا كذب. وقال في تلخيص المستدرك كما مر: شبه موضوع. وقد أخرجه ابن عساكر في تاريخه أيضًا (13/ 56)، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر، وأخيه أبي بكر وأبي الفتوح عبد الوهاب بن الشاه بن أحمد الشاذياخي. كلهم عن أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري، عن الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي، عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الاسفراييني، عن جعفر بن محمد الخفاف، عن جابر، فذكره بنحوه. =
= وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 432: 685)، عن محمد، عن علي بن داود، عن عبد الله، عن ابن لهيعة، عن ابن الهاد، عن علي بن حسين، عَنْ جَابِرٍ قَالَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أقلت الغبراء بعد النبيين على رجل خير منك يا عمر". لكن ابن لهيعة صدوق اختلط في آخر عمره. التقريب (1/ 444: 574). وأما المروي عن الحسن فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 35: 12058)، عن معتمر، عن أبيه، عن الحسن وسيأتي لفظه وهو مرسل. وأخرجه السهمي في تاريخ جرجان (ص 295)، ترجمة عيسى بن محمد بن بكير عن أبي ذر جندب بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلبي، عن أبيه، عن جده، عن عيسى بن محمد بن بكير السلمي، عن محمد بن خالد المزني الشامي، عن معتمر بن سليمان، عن يونس، عن الحسن. قال: خطب المغيرة بن شعبة وعمر بن الخطاب امرأة. فزوج المغيرة، ومنع عمر. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لقد ردوا خير هذه الأمة". وأخرجه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (13/ 67)، بنحوه. وقال: هذا مرسل. وأبو ذر، وجده لم أجد فيهما جرحًا ولا تعديلًا. وعيسى بن محمد. ذكره السهمي في تاريخ جرجان (ص 294)، دون ذكر جرح أو تعديل فيه. هذا بالإِضافة إلى أن الحديث مرسل. ثم إن متن الحديث منكر. قال الشيخ الألباني في الضعيفة (3/ 533): ثم إن الحديث ظاهر البطلان لمخالفته لما هو مقطوع به من أن خير من طلعت عليه الشمس إنما هو نبينا -صلى الله عليه وسلم- ثم الرسل والأنبياء. ثم أبو بكر. اهـ. وذكر حديث أبي الدرداء =
= أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد أفضل أو أخير من أبي بكر، إلَّا أن يكون نبي". وهو حديث أخرجه عبد في المنتخب (ص 101: 212)، وفيه عنعنة ابن جريج. والأولى أن يذكر حديث ابن عمر: "كنا نقول فِي زَمَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا نعدل بأبي بكر أحدًا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لا نفاضل بينهم. أخرجه البخاري في صحيحه فضائل الصحابة، باب مناقب عثمان (3/ 19: 3697). وأبو داود في السنن، كتاب السنَّة، باب في التفضيل. (5/ 24: 4627). وغيره من الأحاديث التي فيها تفضيل أبي بكر على عمر رضي الله عنهما.
3885 - وَقَالَ مسدَّد: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عن الأعمش، عن سالم ابن أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: أَتَى (¬1) أَهْلُ نَجْرَانَ عليَّا رضي الله عنه فَقَالُوا (¬2): نَسْأَلُكَ خطَّك (¬3) بِيَدِكِ، وَشَفَاعَتَكَ بِلِسَانِكَ أَنْ تردَّنا. قال كان عمر رضي الله عنه رَشِيدَ الْأَمْرِ، فَلَوْ طُعِنَ عَلَيْهِ يَوْمًا لَطُعِنَ عليه يومئذٍ. ¬
3885 - درجته: ضعيف لأن سالمًا لم يسمع عن علي.
تخريجه: أخرجه أبو يوسف في كتاب الخراج (ص 80)، عن الأعمش، عن سالم بنحوه، وفيه زيادة وهي قوله: وكان عمر رضي الله عنه أجلاهم لأنه خافهم على المسلمين، وقد كانوا اتخذوا الخيل والسلاح في بلادهم، فأجلاهم عن نجران اليمن وأسكنهم نجران العراق. قال وكانوا يرون أن عليًا لو كان مخالفًا لسيرة عمر لردهم. ثم ذكر أن عليًا كتب لهم كتابًا. اهـ. وأخرجه ابن أبن أبي شيبة في المصنف، كتاب الفضائل، فضائل عمر (12/ 32: 12053)، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن سالم بنحوه. وفيه: أخرجنا عمر من أرضنا فأرددنا إليها. وأخرجه أبو عبيد في الأموال (ص 128: 273)، ما يجوز لأهل الذمة أن يحدثوا في أرض العنوة، عن أبي معاوية به بنحوه. كما أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا في المغازي، باب ما ذكر في أهل نجران (14/ 550: 18863)، عن وكيع، عن الأعمش به بنحوه وفيه بعض الزيادات. وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنَّة (2/ 559: 1307)، عن عثمان بن =
= أبي شيبة، عن شريك، أو رجل عن شريك، عن الأعمش به بنحوه. وابن عساكر في تاريخه (13/ 139)، من طريق الأعمش به بنحوه. وهو منقطع كما مر. وأخرجه في زيادات الفضائل (1/ 366: 537)، عن محمد بن سليمان، عن الربيع، عن أبي إسماعيل، عن إسماعيل، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن رجل، عن علي فذكر نحوه. والرجل مبهم لم يتميز. فالأثر بمجموع الطريقين في مرتبة الحسن لغيره.
3886 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ، عن إسماعيل العجلي (¬2)، عن حمَّاد ابن أَبِي سُلَيْمَانَ (¬3)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عن عمار بن ياسر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا عمَّار. أَتَانِي جبريل عليه الصلاة والسلام آنِفًا، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، حَدِّثْنِي بفضائلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَوْ حدَّثتك بِفَضَائِلِ عُمَرَ رضي الله عنه مَا لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ، أَلْفَ سَنَةٍ إلَّا خَمْسِينَ عَامًا مَا نَفِدَتْ فَضَائِلُ عُمَرَ. وإن عمر رضي الله عنه لَحَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. ¬
3886 - درجته: موضوع لحال الوليد بن الفضل لأنه كذاب. وفيه إسماعيل ضعيف. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 46)، وقال الهيثمي في المجمع (9/ 71)، فضائل عمر: رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه الوليد بن الفضل العنزي، وهو ضعيف جدًا. اهـ. وهو تساهل.
تخريجه: الحديث في جزء الحسن بن عرفة (ص 60: 35). وقد أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 79)، عن أبي يعلى به بنحوه. وأخرجه الإِمام أحمد في الفضائل (1/ 429: 678)، عن محمد، عن الحسن بن عرفة به بنحوه. وابن بلبان المقدسي في المقاصد السنية (ص 394)، بسنده عن ابن عرفة، وقال: انفرد بإخراجه الحسن بن عرفة من رواية عمار بن ياسر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. =
= وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 194: 303)، باب فضل عمر. من طريق الحسن بن عرفة به بنحوه وقال: قال الأزدي: إسماعيل ضعيف، قال أبو حاتم: الوليد مجهول، وقال ابن حبّان: كان يروي المناكير التي لا يشك أنها موضوعة. اهـ. كما أورده في الموضوعات (1/ 321)، فضل عمر من طريقه أيضًا. ثم نقل قول أحمد: هذا حديث موضوع، ولا أعرف إسماعيل، وقول الأزدي: هو ضعيف. اهـ. ونقل السيوطي كلامه في اللآلىء (1/ 303)، وذكر له طرقًا أخرى ستأتي. وذكره صاحب تنزيه الشريعة (1/ 346: 14)، وقال: فيه إسماعيل بن عبيد بن نافع البصري. ثم ذكر له شاهدًا عن أبي، وسيأتي ذكره. وذكر طرقًا أخرى عن غير أبي ستأتي أيضًا. وذكره الشوكاني في الفوائد (ص 361)، ونقل كلام ابن الجوزي. ثم قال: قال في اللآلىء إنه أخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة. قلت: أخرجه أبو نعيم فكان ماذا؟؟ فليس بمثل هذا يتعقب قول من قال: إنه موضوع. اهـ. ولم أجد هذا الكلام عند السيوطي في اللآلىء كما لم أجده عند أبي نعيم في معرفة الصحابة. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 590)، من طريق الحسن بن عرفة به بنحوه. وذلك بعد أن ذكر أنه روي عن شريك، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عثمان بنحو ذلك، ثم قال: وهذا الحديث إنما يروى عن عمار بن ياسر، فذكره. وقد أخرج الحديث أيضًا بن عدي في الكامل (7/ 79)، عن عبد الله بن محمد بن سلم عن الحسن بن إبراهيم البياضي، عن الوليد به بنحوه. =
= والطبراني في الكبير. كما ذكر ذلك السيوطي في الآلئ (1/ 303)، وفي الأوسط. انظر: مجمع البحرين (6/ 252: 3671)، عن أحمد بن القاسم، عن الوليد به بنحوه. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (19/ 30)، من طريق الوليد به بنحوه. فمداره على الوليد وهو كذاب كما مر. قال الذهبي في الميزان (1/ 238)، ترجمة إسماعيل: هو باطل. وكذا قال ابن حجر في اللسان (6/ 274)، في ترجمة الوليد. وقد روي عن إسماعيل بن عبيد من وجه آخر. فقد رواه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (1/ 340 ح 118)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (9/ 590)، عن أبي إسحاق إبراهيم بن أسباط، عن أبي إبراهيم إسماعيل بن عبد الرحمن الأعرج، عن إسماعيل بن عبيد العجلي، عن خلف بن خليفة، عن المغيرة بن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمار بنحوه. وفيه إسماعيل بن عبيد العجالي ضعيف كما تقدم، والمغيرة مدلس من الثالثة يصرح بالسماع. وقد روي الحديث أيضًا عن أبي، وزيد بن ثابت، وأبي سعيد، وعائشة، وعثمان. أما المروي عن أبي. فأخرجه تمام في فوائده، كما ذكر ذلك السيوطي في الآلئ (1/ 303)، عن إبراهيم بن محمد بن سنان، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، كلاهما عن زكريا بن يحيى، عن الفتح بن نصر بن عبد الرحمن الفارسي، عن حسان بن غالب، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي مرفوعًا بنحوه. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 29)، من طريق تمام به بنحوه. وأخرجه أيضًا في الموضع نفسه من طريق عبد الله بن أبي سفيان، عن فتح بن نصر به بنحوه. =
= كما أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من طريق حسان كما في تنزيه الشريعة (1/ 346: 14)، وقال: موضوع. اهـ. ونقل عنه هذا الحكم ابن حجر في اللسان (2/ 238). وذكر أنه حكم بوضعه. والآفة فيه من حسان بن غالب فإنه وضاع وخاصة عن مالك. انظر: اللسان (2/ 238)، وله طريق أخرى عن أبي: حيث أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 321)، من طريق محمد بن رزق الله، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن عامر الأسلمي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي بنحوه. قال: وهذا غير صحيح. قال يحيى بن معين: عبد الله بن عامر ليس بشيء. وقال ابن حبّان: كان يقلب الأسانيد والمتون. اهـ. وذكر السيوطي هذا الكلام عنه في اللآلىء (1/ 303)، وقال: هو من رجال ابن ماجه. اهـ. أي: عبد الله بن عامر. وقال في تنزيه الشريعة (1/ 346: 14)، وجاء من حديث أُبي بن كعب من طريقين، أخرج أحدهما ابن بطة، وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي ليس بشيء. قال ابن حبّان: يقلب الأسانيد والمتون. اهـ. ونقل أن ابن حجر في اللسان قال: ليست الآفة منه، وفي السند ابن بطة والنقاش المفسر وفيهما مقال صعب. اهـ. والنقاش هو محمد بن الحسن المفسر: ضعيف جدًا. ورماه بعضهم بالوضع. انظر: اللسان (5/ 149)، وذكر الحافظ الذهبي في الميزان (4/ 35)، أنه وضع حديثًا في فضائل أهل البيت. وعلى هذا يكون الحديث أيضًا موضوعًا عن أبي. وأما المروي عن زيد فأخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 29)، عن أبي الحسن علي بن المسلم وأبي الحسين عبد الرحمن بن عبد الله، كلاهما، عن أبي عبد الله بن أبي الحديد، عن عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن محمد بن عيسى بن الحسن التميمي العلاف، عن أبي العباس محمد بن يونس الكديمي، عن علي بن =
= علي الرفاعي، عن يحيى بن عبد الله، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيب، عن زيد بنحوه. قال: وفي حديث أبي الحسن: عن ابن قتيبة بدل علي بن علي. وهو الصواب. اهـ. ومحمد بن يونس الكديمي: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 222: 850). وعلي بن علي، وشيخه لم أستطع معرفهما. وأما المروي عن أبي سعيد فأخرجه ابن عساكر أيضًا (13/ 29)، عن أبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر، عن أبي طالب العشاري، عن أبي الحسين بن سمعون، عن محمد بن يونس المقرئ، عن محمد بن هشام، عن داود بن سليمان، عن خازم بن جبلة، عن أبيه، عن جده، عن أبي سعيد فذكره بنحوه. وخازم قال الدوري: لا يكتب حديثه. انظر: (2/ 455). وداود بن سليمان: ضعيف جدًا. قاله الأزدي. انظر: اللسان (2/ 513). وأما المروي عن عائشة: فأخرجه الخطيب في تاريخه (7/ 135)، ترجمة برية بن محمد. عن الحسين بن محمد أخي الخلال، عن برية، عن إسماعيل بن محمد الصفار، عن أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرت نحوه. قال الخطيب: وفي كتابه -أي برية- بهذا الإِسناد عدة أحاديث منكرة المتون جدًا. وذكره السيوطي في اللآلىء (1/ 304)، وقال: قال الخطيب: موضوع. وقد أخرجه ابن الجوزي في العلل (1/ 194: 302)، من طريق الخطيب به بنحوه. وقال: هذا حديث لا يصح. وكل رواته ثقات ما خلا بريه. قال الخطيب: له أحاديث باطلة موضوعة منكرة المتون جدًا. اهـ. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ 590)، من طريقه أيضًا بنحوه.
= وهو برية بن محمد: كذاب مدبّر. انظر: اللسان (2/ 15). والمروي عن عثمان أخرجه ابن عساكر في تاريخه أيضًا (9/ 589)، عن أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي الحسن الدارقطني، عن أبي عبيد القاسم بن إسماعيل المحاملي، عن أحمد بن داود بن يزيد بن ماهان، عن يحيى بن أحمد الكوفي، عن شريك، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عثمان فذكره بنحوه. لكنه قال: وهذا الحديث إنما يروى عن عمار بن ياسر. اهـ. والخلاصة أن الحديث لا يثبت بوجه. وقد نقل ابن أبي حاتم في العلل (4/ 385)، عن أبيه أنه قال: هذا حديث باطل موضوع، اضرب عليه. اهـ.
3887 - وقال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن أشعث، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ كَانَ أَحَدٌ لَا يَعْرِفُ الْكَذِبَ فعمر رضي الله عنه.
3887 - درجته: ضعيف لأنه مرسل. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 46 أ).
تخريجه: لم أجده.
3888 - حدّثنا (¬1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "لَوْ مَاتَ جَمَلٌ فِي عَمَلِي ضَيَاعًا خَشِيتُ أن يسألني الله تبارك وتعالى عنه". ¬
3888 - درجته: ضعيف لأنه مرسل.
تخريجه: أخرجه ابن جرير في تاريخه (2/ 566)، عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن جده، عن عمر بنحوه. وعبد الرحمن بن زيد: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 480: 941). وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 305)، عن محمد بن عمر، عن عاصم بن عمر، عن محمد بن عمرو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عن أبيه، عن عمر باللفظ المتقدم بزيادة: ضياعًا على شط الفرات. ومحمد بن عمر: متروك. انظر: التقريب (2/ 194: 567)، لكن أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 277: 16333)، كتاب الزهد، عن وكيع، عن أسامة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عنه نحو هذا لكن قال فيه: "لو هلك حمل من ولد الضأن". وأسامة بن زيد الليثي: صدوق يهم. انظر: التقريب (1/ 53: 358). ورواية حميد عن عمر مرسلة. انظر: التقريب (1/ 203: 603). وأخرج أبو نعيم في الحلية نحوه (1/ 53). عن محمد بن معمر، عن عبد الله بن الحسن الحراني، عن يحيى بن عبد الله البابلتي، عن الأوزاعي، عن داود بن علي، عن عمر: فذكره بلفظ: لو ماتت شاة. =
= وداود بن علي: مقبول (ت 133 هـ). انظر: التقريب (1/ 233: 29)، فروايته مرسلة. والأثر بمجموع الطرق في درجة الحسن لغيره. وقد روي ابن سعد في الطبقات (3/ 286) عن المعلي بن أسد، عن وهيب بن خالد، عن يحيى بن سعيد، عن سالم بن عبد الله أن عمر كان يدخل يده في دبرة البعير ويقول: إني لخائف أن أسال عما بك. لكنه مرسل أيضًا.
3889 - قَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وهو يشتكي فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ لَهُ: اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا عُمَرَ، وَقَدْ عَتَا عَلَيْنَا وَلَا سُلْطَانَ لَهُ فَكَيْفَ لَوْ مَلَكَنَا، كَانَ أَعْتَى وَأَعْتَى، فَكَيْفَ تَقُولُ لِلَّهِ إِذَا لَقِيتَهُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَجْلِسُونِي، فَأَجْلَسُوهُ، فَقَالَ: أَبَالِلَّهِ تَعْرِفُونِي؟ قَالَ: أَقُولُ إِذَا لَقِيتُهُ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ. * رِجَالُهُ ثِقَاتٌ. ¬
38852 - درجته: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، (سعد).
تخريجه: أخرجه إسحاق في المسند (5/ 43 برقم 2146). وأخرجه ابن جرير في التاريخ (3/ 433)، قال: حدّثنا ابن حميد قال حدّثنا سلمة عن ابن إسحاق، عن الزهري به. وأخرجه قال حدّثنا ابن حميد، قال حدّثنا سلمة عن ابن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن بن الحصين بمثل ذلك. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 274)، عن سعيد بن عامر أخبرنا صالح بن رستم عن ابن أبي مليكة، عن عائشة نحوه. (سعد).
3890 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى أَبُو همَّام، ثنا داود ابن أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيَّب قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ كَانَ أَعْلَمَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬1) من عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ¬
3895 - درجته: صحيح. وقد سكت عله البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 46 أ).
تخريجه: لم أجده عن ابن المسيب عند غير إسحاق. لكن يشهد له الحديث المرفوع في الصحيح في رؤياه -صلى الله عليه وسلم- اللبن وتأويله له بالعلم. ولفظه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "بينا أنا نائم أوتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب. قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم". أخرجه البخاري في الصحيح: العلم، باب فضل العلم (1/ 46: 82)، وفي مناقب عمر (3/ 14: 3681)، وفي التعبير، باب اللبن (4/ 301: 7006)، باب إذا جرى اللبن في أطرافه (4/ 301: 7007) وباب إذا أعطى فضله غيره في النوم (4/ 306: 7007)، وباب القدح في النوم (4/ 307: 7032). ومسلم في الصحيح: فضائل عمر (5/ 252: 16). والترمذي في سننه: الرؤيا (3/ 367: 2386). وفي المناقب (5/ 282: 3770). وقد أخرج ابن عساكر في تاريخه (13/ 98)، من عدة طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، أنه قال: لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان، ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح علمه بعلمهم. وقوله: "إني لأحسب عمر حين مات قد ذهب بتسعة أعشار علم الناس". وأخرج في (13/ 97)، بسنده إلى رجل من أهل المدينة أنه قال: دفعت إلى عمر بن الخطاب فإذا الفقهاء عنده مثل الصبيان، قد استعلى عليهم في فقهه وعلمه.
3891 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَالْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ أَخْبَرَنِي أَبِي (¬1) عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر رضي الله عنه: وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا -يَعْنِي الإِمارة- كَفَافًا لا علي ولا لي، الحديث. وسيأتي إن شاء الله تعالى بطوله في كتاب الخلافة (¬2). ¬
3891 - درجته: صحيح.
تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 288)، عن سعيد بن منصور، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، به بنحوه مطولًا. ورجاله ثقات. وسيأتي في قصة مقتله رضي الله عنه أن هذه الجملة الواردة في الحديث هنا أصلها في الصحيح.
3892 - وقال إسحاق: أخبرنا سُلَيْمَانَ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حنين (¬1)، عن الحسين بن عليٍّ رضي الله عنهما قال: صعدت إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِي، وَاذْهَبْ إِلَى منبر أبيك. قال رضي الله عنه: إِنَّ أَبِي لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْبَرٌ. قَالَ رضي الله عنه: ثم أخذني رضي الله عنه بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلْتُ أُقلِّب حَصًى فِي يديَّ، فَلَمَّا نَزَلَ ذَهَبَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَالَ: مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ فَقُلْتُ: مَا أَمَرَنِي بِهَذَا أَحَدٌ (¬2). قَالَ: جَعَلْتَ تَغْشَانَا، جَعَلْتَ تَأْتِينَا (¬3). قَالَ: فأتيته يومًا، وهو خالٍ بمعاوية رضي الله عنه، وجاء ابن عمر رضي الله عنهما فرجع، فلما رأيته رَجَعَ رَجَعْتُ. [فَلَقِيَنِي بَعْدُ فَقَالَ: لَمْ أَرَكَ تأتينا؟ فقلت: قد جئت وكنت خاليًا بمعاوية رضي الله عنه، وجاء ابن عمر رضي الله عنه فَرَجَعَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ رَجَعَ رَجَعْتُ] (¬4). فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه (¬5) أَنْتَ أَحَقُّ بالإِذن مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، إنما أنت على رؤوسنا، ما نرى إلَّا اللَّهَ (¬6) عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْتُمْ، قَالَ: وَوَضَعَ يَدَهُ رضي الله عنه على رأسه. ¬
3892 - درجته: صحيح. وقد سكت عليه البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 46 ب). =
= تخريجه: أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 799)، عن سليمان بن حرب به بنحوه. وكذا العجلي في الثقات (ص 119)، ترجمة الحسين عنه به بنحوه. كما أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 141)، من طريق حماد بن زيد به بنحوه. وفيه: "وإنما أثبت ما ترى في رؤوسنا الله ثم أنتم". ونقله الحافظ في الإِصابة (1/ 333)، وقال: صحيح. كما أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 798)، عن الخزامي، عن عبد الله بن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب أن الحسين بن علي قام إلى عمر رضي الله عنه .. فذكره بنحوه دون ذكر كلام عمر في آخره. وذكر الدارقطني في العلل (2/ 125: 156)، أن ابن عيينة رواه عن يحيى فلم يضبط إسناده وأرسله عن عمر. قال: والحديث لحماد بن زيد لأنه ضبط إسناده. اهـ. ولم أرَ رواية سفيان هذه.
3893 - أخبرنا (¬1) عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اللهمَّ لَا تَجْعَلْ قَتْلِي بِيَدِ رَجُلٍ صلَّى لَكَ سَجْدَةً. * هَذَا إِسْنَادٌ صحيح. ¬
3893 - درجته: موقوف صحيح كما قال الحافظ. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 46 ب)، رواه إسحاق بإسناد صحيح. اهـ.
تخريجه: أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 903)، عن القعنبي، عن مالك به بنحوه. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 53)، ترجمة عمر: من طريق الليث، عن هشام، عن زيد بن أسلم به بنحوه. وقد روي البخاري في صحيحه في قصة قتله رضي الله عنه، المناقب، مناقب عثمان رضي الله عنه (3/ 19: 3700)، روي قوله في هذه القصة: الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإِسلام.
3894 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬1): حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنْ رَجُلٍ من مزينة قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- رأى على عمر رضي الله عنه ثوبًا غسيلًا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: أجديد ثوبك هذا أم غسيل؟ قال رضي الله عنه: غسيل يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حُمَيْدًا، وتوفَّ شَهِيدًا. وَيُعْطِيكَ الله تعالى قرة عين في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. * هَذَا مُرْسَلٌ أَوْ مُنْقَطِعٌ، وَقَدْ روي موصولًا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. أخرجه أحمد وغيره دون آخره. ¬
3894 - درجته: ضعيف لأجل الإِبهام الوارد في سنده. فهو إما مرسل أو منقطع كما ذكر الحافظ.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف أيضًا، كتاب الدعاء، باب ما يدعو به الرجل ويؤمر به إذا لبس ثوبًا جديدًا (10/ 402: 9804). بالإِسناد نفسه والمتن. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 329)، عن عبد الله بن إدريس، به بنحوه. والدولابي في الكنى والأسماء (1/ 109)، ترجمة أبي الأشهب، عن أبي هاشم زياد بن أيوب، عن ابن إدريس به بنحوه. وهو ضعيف كما تقدم. وقد خالف إسماعيل بن أبي خالد عبد الله بن إدريس. فرواه عن أبي الأشهب بنحوه. أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 329)، عن ابن عيينة، عن إسماعيل، به فذكره. =
= وإسماعيل: ثقة ثبت. انظر: التقريب (1/ 68: 553). وابن إدريس، وأبو الأشهب ثقتان. فالظاهر أنه مروي بالوجهين. لكنه ضعيف لأنه مرسل. أما المروي عن ابن عمر فاختلف على عبد الرزاق في إسناده على وجهين: فروي عنه، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر بنحو الرواية المتقدمة إلَّا قوله: ويعطيك الله ... إلخ. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 223: 20382)، باب أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، هكذا. وأحمد في المسند (2/ 89)، وفي الفضائل (1/ 255: 322)، عن عبد الرزاق به بنحوه. والطبراني في الكبير (12/ 283: 13127)، وفي الدعاء، باب ما يقول من رأى على أخيه المسلم ثوبًا جديدًا. (2/ 980: 399)، وزاد: ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة. قال: وإياك يا رسول الله. وذلك عن إسحاق، عن عبد الرزاق به بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (9/ 76)، باب بشارته -صلى الله عليه وسلم- لعمر بالشهادة والجنة: رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح. اهـ. وأخرجه الترمذي في العلل الكبير (2/ 937)، مناقب عمر عن يحيى بن موسى، عن عبد الرزاق به بنحوه وقال: سألت محمدًا عن هذا الحديث قال: قال سليمان الشاذكوني قدمت على عبد الرزاق حدّثنا بهذا الحديث عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه، ثم رأيت عبد الرزاق يحدث بهذا الحديث عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر قال محمد: وقد حدثونا بهذا عن عبد الرزاق، عن سفيان أيضًا قال محمد: وكلا الحديثين لا شيء. وأما حديث سفيان فالصحيح ما حدّثنا به أبو بعيم عن سفيان، عن ابن أبي خالد، عن أبي الأشهب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى على عمر ثوبًا جديدًا، مرسل. =
= قال محمد: واسم أبي الأشهب زاذان. قال ابن إدريس: أنا ذهبت بابن أبي خالد إليه. اهـ. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (5/ 218: 5520) عن إسحاق الدبري به بنحوه. كما أخرجه ابن ماجه في السنن، كتاب اللباس، باب ما يقول الرجل إذا لبس ثوبًا جديدًا (2/ 291: 3603)، عن الحسين بن مهدي، عن عبد الرزاق به بنحوه. قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 228: 1243): هذا إسناد صحيح. ونقل عن حمزة بن محمد الكناني قوله: لا أعلم أحدًا رواه عن الزهري غير معمر، وما أحسبه بالصحيح. اهـ. كما أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ص 275: 311)، باب ما يقول إذا رأى على أخيه ثوبًا عن نوح بن أبي حبيب. عن عبد الرزاق به بنحوه. وقال: وهذا حديث منكر. أنكره يحيى بن سعيد القطان على عبد الرزاق، لم يروه عن معمر غير عبد الرزاق. وقد روي هذا الحديث عن معقل بن عبد الله واختلف عليه فيه، فروي عن معقل، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري مرسلًا. وهذا الحديث ليس من حديث الزهري، والله أعلم. اهـ. وقد ذكره صاحب تحفة الأشراف في (5/ 397)، وعزاه للنسائي ونقل قول حمزة بن محمد المتقدم. كما نقل الحافظ في النكت كلام النسائي، وقال: هكذا وقع في رواية ابن الأحمر. اهـ. وذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (1/ 620: 352)، ونقل قول الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 137)، هذا حديث حسن غريب، ورجال الإِسناد رجال الصحيح، لكن أعله النسائي فقال: هذا حديث منكر ... إلخ قال: وجدت له شاهدًا مرسلًا أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف عن عبد الله بن إدريس، عن أبي الأشهب، عن رجل فذكر المتن بنحو رواية أحمد. وأبو الأشهب اسمه جعفر بن حيان العطاردي، =
= وهو من رجال الصحيح، وسمع من كبار التابعين، وهذا يدل على أن للحديث أصلًا: وأقل درجاته أن يوسف بالحسن. اهـ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ والليلة (ص 85: 268)، باب ما يقول إذا رأى على أخيه ثوبًا جديدًا، عن النسائي به بنحوه. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات الفضائل (1/ 255: 323)، عن نوح بن حبيب، عن عبد الرزاق به بنحوه. والبزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (3/ 175: 2504)، عن الحسين بن مهدي، عن عبد الرزاق به بنحوه وقال: لا نعلم رواه بهذا الإِسناد إلَّا عبد الرزاق، ولم يتابع عليه. اهـ. وابن حبّان في صحيحه (9/ 22: 6858)، ذكر دعاء المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بالشهادة، عن ابن قتيبة، عن ابن أبي السري، عن عبد الرزاق به بنحوه. ونقل عن عبد الرزاق أنه قال: وزاد فيه الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد: ويعطيك الله قرة العين في الدنيا والآخرة. اهـ. ورجال عبد الرزاق كلهم ثقات. والوجه الثاني: روي عنه، عن الثوري، عن عاصم بن عبد الله، عن سالم، عن عبد الله، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى على عمر .. فذكره بزيادة: زادك الله قرة عين في الدنيا والآخرة. أخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 981: 400)، عن علي بن سعيد الرازي، عن حفص بن عمر المهرقاني، وعن أحمد بن محمد الجمال الأصبهاني، عن أبي مسعود الرازي. وعن أحمد بن زهير التستري، عن زهير بن محمد. ثلاثتهم عن عبد الرزاق به بنحوه. ونقل الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 138)، أن الطبراني قال: وهم فيه عبد الرزاق وحدث به بعد أن عمي، والصحيح عن معمر، =
= عن الزهري، ولم يحدث به أنه عن عبد الرزاق هكذا إلَّا هؤلاء الثلاثة. اهـ. قال محقق عمل اليوم والليلة للنسائي (ص 276): في هامش نتائج الأفكار: قال كاتبه: لا مانع من أن يكون عبد الرزاق روى الطريقين جميعًا، ولا ملجىء إلى توهيمه، لا سيما مع كون الراوي لذلك عنه ثلاثة، والله أعلم. اهـ. وهذا هو الظاهر. فحفص: صدوق. انظر: التقريب (1/ 187: 453). وأبو مسعود الرازي قال الحافظ: تكلم فيه بلا مستند. انظر: التقريب (1/ 23: 102). وزهير بن محمد بن قصير: ثقة. انظر: التقريب (1/ 264: 79). فالظاهر أنه مروي بالوجهين. لكن عاصم بن عبيد الله: ضعيف. انظر: التقريب (1/ 384: 15). وقد رواه عبد الله بن أحمد في زيادات الفضائل (1/ 256: 324)، عن نوح بن أبي حبيب، عن عبد الرزاق به بنحوه. لكن رواه عن سالم، وهو مرسل كما ترى. ونوح: ثقة. انظر: التقريب (2/ 308 ق 162). ولا مانع من روايته بالوجهين أيضًا. وعلى هذا فالمروي عن ابن عمر في درجة الصحيح. وأما المروي عن جابر فأخرجه البزّار في مسنده. انظر: كشف الأستار (3/ 174: 2503)، عن عبّاد، عن عمه، عن أبيه، عن جابر الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جابر بنحوه. وقال: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ جَابِرٍ إلَّا بِهَذَا الإِسناد. اهـ. وجابر الجعفي ضعيف. انظر: التقريب (1/ 123: 17). قال الهيثمي في المجمع (9/ 76): رواه البزّار: وفيه جابر بن يزيد الجعفي، وهو ضعيف. اهـ.
3895 - وقال ابن (¬1) أبي عمر: حدّثنا أَيُّوبُ بْنُ وَاصِلٍ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: بعث إليَّ عمر رضي الله عنه فَأَتَيْتُهُ، فَلَمَّا بَلَغْتُ الْبَابَ سَمِعْتُ نَحِيبَهُ (¬2). فَقُلْتُ: اعتري (¬3) أمير المؤمنين، فدخلت فأخذت بمنكبه، وَقُلْتُ: لَا بَأْسَ، لَا بَأْسَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: بَلْ أشدُّ الْبَأْسِ (¬4). فَأَخَذَ بِيَدَيْ فَأَدْخَلَنِي الْبَابَ فَإِذَا حَقَائِبُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، فَقَالَ: الْآنَ هَانَ آلُ الْخَطَّابِ عَلَى اللَّهِ تعالى. إن الله عَزَّ وَجَلَّ لَوْ شَاءَ لَجَعَلَ هَذَا إِلَى صاحبيَّ -يَعْنِي: النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبَا بَكْرٍ (¬5) رضي الله عنهما- فسنَّا لِي فِيهِ (¬6) سنَّة أَقْتَدِيَ بِهَا، فَقُلْتُ: اجْلِسْ بِنَا نفكِّر، اجْلِسْ بِنَا نفكِّر. فَجَعَلْنَا لأمهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ (¬7) أَرْبَعَةَ آلَافٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَجَعَلْنَا لِلْمُهَاجِرِينَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَلِسَائِرِ النَّاسِ أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ. ¬
3895 - درجته: ضعيف من أجل أيوب بن واصل فهو ضعيف، والمبهم الوارد في السند. قال البوصيري: فيه راوٍ لم يسم. =
= تخريجه: أخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 118)، من طريق البغوي، عن أبي عبيد القاسم بن سلام، عن معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن عمير، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي أمية، عن ابن عوف بنحوه. وعبد الله بن عبد الله صحابي. انظر: الإِصابة (2/ 336)، فهو المبهم الوارد في السند السابق. وأما ضعف أيوب فقد تابعه معاذ بن معاذ. وهو: ثقة. انظر: التقريب (2/ 257: 1209). وعليه فالأثر في درجة الصحيح بهذه المتابعة. وله شاهد عن ابن عباس بنحوه. أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 303)، عن عمرو بن عاصم الكلابي، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد، عن زهير بن حيان، عن ابن عباس فذكره بنحوه. وفيه أن الذهب كان بين يديه وأنه أمر ابن عباس فقسمه. وزهير بن حيان: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 587)، دون ذكر جرح أو تعديل. وذكره ابن حبّان في الثقات (4/ 263). وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (3/ 128)، من طريق ابن سعد به بنحوه. كما أخرج ابن سعد نحوه في (3/ 288)، عن سعيد بن منصور، عن سفيان، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عباس. وقد مر برقم (3891)، وأنه صحيح.
3896 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ حَبِيبِ (¬1) بْنِ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيِّ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ رضي الله عنه دخلت عليه حفصة رضي الله عنها، فَقَالَتْ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَا صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ. فَقَالَ عُمَرُ (¬2) لابن عمر رضي الله عنهما (¬3) أَجْلِسْنِي يَا عَبْدَ اللَّهِ أَجْلِسْنِي، فَلَا صَبْرَ لِي عَلَى مَا أَسْمَعُ. فَأَسْنَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ رضي الله عنه فقال لها: إني أحرِّج (¬4) عليك لما (¬5) لي عليك (¬6) من الحق ألاَّ تندبيني بعد مجلسك هذا. وأما (¬7) عينيك فلم (¬8) أملكهما، إنه ليس من ميت يندب مما ليس فيه إلَّا الملائكة تلعنه. ¬
3896 - درجته: صحيح. قال البوصيري: رواه ابن منيع، والحارث بلفظ واحد بإسناد صحيح.
تخريجه: أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 906). وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 361)، عن يزيد به بنحوه. وابن سعد عن عفان بن مسلم، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بنحوه مختصرًا. وابن شبة =
= في (3/ 912)، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد به بنحوه. وله شاهد مروي عن ابن عمر بنحوه. أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 912)، عن سالم بن نوح، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عنه فذكره. وأصله في الصحيح كما سيأتي في قصة مقتله.
3897 - وقال مسدد: حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا صَدَرَ عمر رضي الله عنه مِنْ مِنًى، أَنَاخَ بِالْأَبْطَحِ (¬1)، ثُمَّ كوَّم كُومَةً من البطحاء، ثم ألقى نفسه (¬2) عليه. فَلَزِقَ بِثَوْبِهِ، وَاسْتَلْقَى، ومدَّ يَدَهُ (¬3) إِلَى السَّمَاءِ، فقال: اللهم ضعفت قوتي وكبرت سنين، وَانْتَشَرَتْ رعيَّتي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مضيِّع وَلَا مفرِّط. ثم قدم رضي الله عنه المدينة فخطب فقال: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ سَنَنْتُ لَكُمُ السُّنَنَ، وَفَرَضْتُ لَكُمُ الْفَرَائِضَ، وَتَرَكْتُكُمْ عَلَى وَاضِحَةٍ -وصفَّق يَحْيَى بِيَدَيْهِ- إلَّا أَنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ يَمِينًا وشمالًا. وذكر (¬4) الْحَدِيثَ. قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا انْسَلَخَ ذُو الْحِجَّةِ حتى قتل عمر (¬5) رضي الله عنه. ¬
3897 - درجته: صحيح. وقد صححه البوصيري في الإِتحاف (3/ق 48 أ).
تخريجه: أخرجه مالك في الموطأ، كتاب الحدود، باب ما جاء في الرجم (ص 592: 1501)، عن يحيى بن سعيد الأنصاري به بنحوه كاملًا. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الزهد (13/ 271: 16309)، عن أبي خالد الأحمر، عن يحيى به مختصرًا. =
= وأخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 872)، وابن سعد في الطبقات (3/ 334)، عن يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب بنحوه. كاملًا وتمامه: ثم إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم. وأن يقول قائل: لا نحد حدين في كتاب الله فقد رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجم ورجمنا بعده، فوالله لولا أن يقول الناس: أحدث عمر في كتاب الله لكتبتها في المصحف، فقد قرأناها. "والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا انْسَلَخَ ذُو الْحِجَّةِ حَتَّى طعن. وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 173)، ترجمة عمر. وأبو نعيم في الحلية (1/ 54)، كلاهما من طريق يزيد به بنحوه مختصرًا. وابن عساكر في تاريخه (13/ 156)، من طريق يزيد بن هارون به بنحوه مختصرًا أيضًا. كما أخرجه في الموضع نفسه من طريق البغوي، عن مصعب بن عبد الله، عن مالك، عن يحيى، عن ابن المسيب بنحوه. وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 107: 90)، عن محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب، عن يحيى به بنحوه. والحاكم في المستدرك، فضائل عمر (3/ 91)، من طريق الحميدي، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد به بنحو. وسكت الحاكم والذهبي عليه. كما أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 109: 95) من طريق ابن شهاب، عن رجل من المهاجرين وابن المسيب بنحوه. وأخرجه ابن سعد في (3/ 335) من طريق عفان، عن عثمان بن أبي العاص، عن عمر بنحوه. وفي (3/ 335)، أيضًا عن عمرو بن عاصم، عن أبي الأشهب، عن الحسن بنحوه. كما أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات الفضائل (1/ 398: 608)، عن =
= إبراهيم بن محمد، عن أحمد بن يونس، عن محمد بن أبان، عن أبي عون محمد بن عبيد الله بنحوه، وفيه زيادة: فقام من مضجعه فلقيه رجل فقال له: جزى الله خيرًا من أمير وباركت ... يد الله في ذاك الإِهاب الممزق وذكر بعده ثلاثة أبيات. قال: ثم ولى عنه، فقال عمر: عليّ الرجل، فطلب فلم يوجد، فظن عمر أن الرجل من الجن نعى إليه نفسه، فما لبث بالمدينة إلَّا قليلًا حتى أصيب رضي الله عنه. والخلاصة أن الأثر صحيح.
3898 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ شَهِدْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه غَدَاةَ طُعِنَ، فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي. وَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ إلَّا هيبته. كان رضي الله عنه يَسْتَقْبِلُ الصَّفَّ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَإِنْ رَأَى إِنْسَانًا مُتَقَدِّمًا أَوْ مُتَأَخِّرًا أَصَابَهُ بالدُّرَّة، فَذَلِكَ الَّذِي مَنَعَنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ. فكنت في الصف الثاني، فجاء عمر رضي الله عنه يُرِيدُ الصَّلَاةَ فَعَرَضَ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ المغيرة بن شعبة، فناجاه عمر رضي الله عنه غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ تَرَكَهُ، ثُمَّ نَاجَاهُ ثُمَّ تَرَكَهُ. ثُمَّ نَاجَاهُ ثُمَّ تَرَكَهُ. ثُمَّ طَعَنَهُ. فرأيت عمر رضي الله عنه قَائِلًا بِيَدِهِ هَكَذَا. يَقُولُ: دُونَكُمُ الْكَلْبَ فَقَدْ قَتَلَنِي. فَمَاجَ النَّاسُ، فَقَالَ قَائِلٌ: الصَّلَاةُ عَبَادَ اللَّهِ، قَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. فصلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرحمن بن عوف رضي الله عنه بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ، وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. قَالَ: فَاحْتُمِلَ عُمَرُ رضي الله عنه، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ نَاوِلْنِي الْكَتِفَ، فَلَوْ أراد الله تعالى أَنْ يَمْضِيَ مَا فِيهَا أَمْضَاهُ (¬2). قَالَ عَبْدُ الله رضي الله عنه: أنا أكفيك أمحوها (¬3). فقال (¬4): لا وَاللَّهِ لَا يَمْحُوهَا أَحَدٌ غَيْرِي. فَمَحَاهَا عُمَرُ رضي الله عنه بِيَدِهِ. وَكَانَ فِيهَا فَرِيضَةُ الْجَدِّ. ثُمَّ قَالَ رضي الله عنه: ادعوا لي عليًا وعثمان رضي الله عنهما، وطلحة والزبير، وعبد الرحمن بن ¬
عوف، وسعدًا يرضى (¬5) الله عنهم قال: فدعوا، فلم يكلم رضي الله عنه أحدًا من القوم إلَّا عليًا وعثمان رضي الله عنهما. قَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لعلَّهم أَنْ يَعْرِفُوا لَكَ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، وما أعطاك الله تعالى مِنَ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ، فَإِنْ ولَّوك هَذَا الْأَمْرَ فاتَّق الله فيه، ثم قال رضي الله عنه يَا عُثْمَانُ لعلَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ أَنْ يَعْرِفُوا لك صهرك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وَشَرَفَكَ. فَإِنْ ولَّوك هَذَا الْأَمْرَ فاتَّق اللَّهَ، وَلَا تحملنَّ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ الناس. ثم قال رضي الله عنه: يَا صُهَيْبُ، صَلِّ بِالنَّاسِ ثَلَاثًا، وَأَدْخِلْ هَؤُلَاءِ في بيت. فإذا أجمعوا (¬6) عَلَى رَجُلٍ، فَمَنْ خَالَفَهُمْ فَلْيَضْرِبُوا رَأْسَهُ، فَلَمَّا خرجوا قال رضي الله عنه: إِنْ ولَّوا (¬7) الْأَجْلَحَ (¬8) سَلَكَ بِهِمُ الطَّرِيقَ. فَقَالَ له عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: فما يمنعك؟ قال رضي الله عنه؟ أَكْرَهُ أَنْ أَحْمِلَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا. * هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ بِأَتَمَّ مِنْ هَذَا السِّيَاقِ، وقد توخَّيت ما زاد عليه. ¬
3898 - درجته: ضعيف بسبب عنعنة أبي إسحاق -وهو مدلس من الثالثة- واختلاطه.
28 - باب ذكر قتل عمر
28 - باب ذكر قتل عمر 3899 - (¬1) قال إسحاق: ثنا قَيْسِ (¬2) بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ لما قتل عمر قالت أم أيمن: اليوم وهى الإِسلام. ذكره عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ قيس. ¬
3899 - درجته: رجاله ثقات وإسناده متصل.
تخريجه: أخرجه إسحاق في المسند (5/ 156: 2276). وأخرجه ابن سعد (8/ 226) من طريق الأسدي وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن قيس به. وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 24: 12027) قال: حدّثنا أبو أسامة عن سفيان به. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 369)، قال: أخبرنا وكيع بن الجراح، والفضل بن دكين، ومحمد بن عبد الله الأسدي، قالوا: أخبرنا سفيان به. =
= وأخرجه البخاري في التاريخ الصغير (1/ 88) قال: حدّثنا أبو نعيم، ثنا سفيان به. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ق 191 ج 13) من طريق جعفر بن عمر، وعبيد الله بن موسى، ووكيع، وأبي نعيم، كلهم عن سفيان به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد فضائل الصحابة (1/ 245: 303) قال: حدثني شجاع بن مخلد قال: حدّثنا يحيى بن يمان، عن سفيان به. وأخرجه الطبراني في الكبير (25/ 86: 221)، قال حدّثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم: ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سفيان به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 259)، رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف وذكر ذلك أيضًا في (9/ 77). ونسبه الحافظ في الإِصابة (4/ 416)، لابن سعد. (سعد).
3900 - قال ابْنُ أَبِي عُمَرَ (¬1): حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عُبَيْدَةَ العبدي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: لما طعن عمر رضي الله عنه دَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَهُو يَقُولُ: لَا تَعْجَلُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنْ أَعِشْ رَأَيْتُ فِيهِ رَأْيِي. وَإِنْ أَمُتْ (¬2) فَهُوَ إِلَيْكُمْ. قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. إِنَّهُ وَاللَّهِ قَدْ قُتِلَ وَقُطِّعَ. قَالَ رضي الله عنه: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. ثُمَّ قَالَ رضي الله عنه: وَيْحَكُمْ. مَنْ هُوَ؟ قَالُوا: أَبُو لُؤْلُؤَةَ. قَالَ رضي الله عنه: الله أكبر. ثم نظر رضي الله عنه إلى ابنه عبد الله رضي الله عنه فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، أَيُّ وَالِدٍ كُنْتُ لَكَ؟ قال: خير والد. قال رضي الله عنه: فأُقسم عليك لَمَا احْتَمَلْتَنِي حَتَّى تَلْصِقَ خَدِّي بِالْأَرْضِ، حَتَّى أَمُوتَ كَمَا يَمُوتُ الْعَبْدُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه: وَاللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لِيَشْتَدَّ عَلَيَّ يَا أَبَتَاهُ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: قُمْ فَلَا تُرَاجِعْنِي (¬3). قَالَ: فَقَامَ فَاحْتَمَلَهُ (¬4) حَتَّى أَلْصَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ. ثُمَّ قال رضي الله عنه: يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّ اللَّهِ تعالى، وَحَقِّ عُمَرَ إِذَا مُتُّ فَدَفَنْتَنِي لَمَا (¬5) لَمْ تَغْسِلْ رَأْسَكَ حَتَّى تَبِيعَ مِنْ رِبَاعِ آلِ عُمَرَ بِثَمَانِينَ أَلْفًا فَتَضَعَهَا فِي بَيْتِ مَالِ المسلمين. فقال (¬6) عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه -وَكَانَ عِنْدَ رَأْسِهِ- يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: وَمَا قدر هذه الثمانين ألفًا. قد أضررت بعيالك، أو بآل عمر. ¬
قال (¬7) رضي الله عنه: إِلَيْكَ عَنِّي يَا ابْنَ عَوْفٍ، فَنَظَرَ إِلَى عبد الله رضي الله عنه فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، وَاثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ أَلْفًا أَنْفَقْتُهَا (¬8)، فِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حَجَّةً حَجَجْتُهَا فِي وِلَايَتِي وَنَوَائِبَ (¬9) كَانَتْ تَنُوبُنِي فِي الرُّسُلِ تَأْتِيَنِي مِنْ قِبَلِ الْأَمْصَارِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عوف رضي الله عنه: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبْشِرْ، وَأَحْسِنِ الظَّنَّ بِاللَّهِ تعالى، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا (¬10)، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ إلَّا وَقَدْ أَخَذَ مِثْلَ الَّذِي أَخَذْتَ، مِنَ الْفَيْءِ الذي قد جعله الله تعالى لنا، وقد قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ. وَقَدْ كَانَتْ لَكَ (¬11) مَعَهُ -صلى الله عليه وسلم- سوابق. فقال رضي الله عنه: يَا ابْنَ عَوْفٍ. وَدَّ عُمَرُ أَنَّهُ لَوْ خَرَجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلَ فِيهَا. إِنِّي أَوَدُّ أن ألقى الله تعالى فَلَا تَطْلُبُونِي بِقَلِيلٍ وَلَا كَثِيرٍ. * ثُمَامَةُ تَكَلَّمَ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُ. وسيَاقُ قِصَّةِ عمر رضي الله عنه فِي الصَّحِيحَيْنِ لَيْسَ فِيهَا غَالِبٌ هَذَا الْمَذْكُورُ هنا. ¬
3900 - درجته: شديد الضعف لحال ثمامة فهو متروك، وفيه عنعنة أبي الزبير وهو مدلس من الثالثة. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ق 47 ب)، رواه ابن أبي عمر، عن ثمامة وهو ضعيف. اهـ. وفيه تساهل.
3901 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ (¬2) الْغُبَرِيُّ (¬3)، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ البناني، عن أبي رافع رضي الله عنه قال: كان أبو لؤلؤ عبدًا للمغيرة بن شعبة فكان (¬4) يصنع الرحا. وَكَانَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ يَسْتَغِلُّهُ كُلَّ يَوْمٍ أربعة دراهم، فلقي أبو لؤلؤة عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الْمُغِيرَةِ قَدْ أَثْقَلَ عَلَيَّ غَلَّتِي. فَكَلِّمْهُ يُخَفِّفْ عَنِّي. فَقَالَ له عمر رضي الله عنه: اتق الله تعالى، وأحسن إلى مولاك. ومن نية عمر رضي الله عنه أَنْ يَلْقَى الْمُغِيرَةِ فَيُكَلِّمَهُ فَيُخَفِّفَ (¬5) عَنْهُ، فَغَضِبَ الْعَبْدُ وَقَالَ: وَسِعَ النَّاسَ عِدْلُهُ كُلَّهُمْ غَيْرِي. فَأَضْمَرَ (¬6) عَلَى قَتْلِهِ. فَاصْطَنَعَ خِنْجَرًا لَهُ رَأْسَانِ، وَشَحَذَهُ (¬7) وَسَمَّهُ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْهُرْمُزَانَ (¬8)، فَقَالَ كَيْفَ تَرَى هَذَا؟ قَالَ: أَرَى أَنَّكَ لَا تَضْرِبُ بِهِ أَحَدًا إلَّا قَتَلْتَهُ. فَتَحَيَّنَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ فَجَاءَ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ، حَتَّى قَامَ وراء عمر رضي الله عنه، وكان عمر رضي الله عنه إِذَا أُقيمت الصَّلَاةُ فَتَكَلَّمَ يَقُولُ (¬9) أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، ¬
فَذَهَبَ يَقُولُ كَمَا كَانَ يَقُولُ، فَلَمَّا كَبَّرَ وَجَأَهُ (¬10) أَبُو لُؤْلُؤَةَ فِي كَتِفِهِ، وَوَجَأَهُ فِي خاصرته فسقط عمر رضي الله عنه. وَطَعَنَ بِخِنْجَرِهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَهَلَكَ مِنْهُمْ سبعة (¬11)، وجرح منهم ستة، وحمل عمر رضي الله عنه فذهب به إلى منزله، وماج النَّاسُ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسَ أَنْ تَطْلُعَ، فَنَادَى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ الصَّلَاةَ، الصَّلَاةَ. فَفَزِعُوا إِلَى الصلاة، فتقدم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فصلَّى بِهِمْ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ. فَلَمَّا قضى صلاته توجهوا إلى عمر رضي الله عنه، فَدَعَا بِشَرَابٍ لَيَنْظُرَ مَا قَدْرُ جُرْحِهِ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ (¬12) فَشَرِبَهُ. فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَلَمْ يَدْرِ أنبيذ هو أم دم. فدعا (¬13) رضي الله عنه بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ. فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَقَالُوا: لَا بأس عليك يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (¬14). فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنْ يَكُنِ الْقَتْلُ بَأْسًا فَقَدْ قُتِلْتُ. فَجَعَلَ الناس يثنون عليه، فقال: على مَا تَقُولُونَ (¬15)؟ وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا، وَأَنَّ صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- سلمت لي. فتكلم ابن عباس رضي الله عنهما فقال: لا والله ¬
لا تَخْرُجُ مِنْهَا كَفَافًا. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬16). قَالَ: وَكَانَ عمر رضي الله عنه يستريح إلى كلام ابن عباس رضي الله عنهما. فقال: كرر. فكرر عليه. فقال رضي الله عنه: على مَا تَقُولُ؟؟ لَوْ أَنَّ لِيَ طِلَاعَ الْأَرْضِ لافتديت به من هول المطلع. أخرجه ابن حبّان عَنْ أَبِي يَعْلَى بِطُولِهِ. وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ بقليل من هذا السياق، ومعظمه ليس فيه. ¬
3901 - درجته: حسن لحال قطن صدوق، وشيخه جعفر صدوق. وقد عزاه البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 48 أ)، إلى أبي يعلى وابن حبّان والحاكم، والبيهقي، وقال: له شاهد في الصحيح. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 79)، رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. اهـ.
تخريجه: قصة مقتل عمر رضي الله عنه مروية عن عمرو بن ميمون، ومعدان بن =
= أبي طلحة، وجابر وأبي رافع، وابن عمر، والمسور بن مخرمة، وابن شهاب، وأبي سلمة، ويحيى بن عبد الرحمن وأشياخ. وروي بعضه عن ابن عباس، وعن جويرية بن قدامة. أولًا: رواية عمرو بن ميمون. رويت عنه من أربع طرق. (أ) طريق حصين بن عبد الرحمن عنه. وهي التي في الصحيح. ولفظها عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عنه قبل أن يصاب بأيام بالمدينة ووقف على حذيفة وعثمان بن حنيف فقال: كيف فعلتما؟ أتخافان أن تكونا حملتما الأرض مالًا تطيق. قالا: لا. فقال عمر: لئن سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبدًا. قال: فما أتت عليه إلَّا رابعة حتى أصيب. قال: إني لقائم ما بيني وبينه إلَّا عبد الله بن عباس غداة أصيب وكان إذا مر بين الصفين قال: استووا حتى إذا لم ير فيهم خللًا تقدم فكبر. وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى، حتى يجتمع الناس. فما هو إلَّا أن كبر فسمعته يقول: قتلني، أو أكلني الكلب، حين طعنه، فطار العلج بسكين ذات طرفين. لا يمر على أحد يمينًا ولا شمالًا إلَّا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجلًا. مات منهم سبعة. فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسًا، فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه، وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه. فمن يلي عمر فقد رأى الذي أرى، وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون، غير أنهم قد فقدوا صوت عمر، وهم يقولون: سبحان الله، فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة، فلما انصرفوا قال: يا ابن عباس، انظر من قتلني. فجال ساعة ثم جاء فقال: غلام المغيرة، قال: الصنع؟ قال: نعم. قال: قاتله الله، لقد أمرت به معروفًا. الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإِسلام. قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة -وكان العباس أكثرهم رقيقًا فقال: إن شئت فعلت- أي إن شئت قتلنا. قال: كذبت، بعد ما تكلموا بلسانكم، =
= وصلوا قبلتكم، وحجوا حجكم؟ فاحتمل إلى بيته، فانطلقنا معه. وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذٍ. فقائل يقول: لا بأس. وقائل يقول: أخاف عليه. فأتى بنبيذ فشربه فخرج من جوفه، ثم أتى بلبن فشربه فخرج من جرحه. فعلموا أنه ميت. فدخلنا عليه وجاء الناس فجعلوا يثنون عليه، وجاء رجل شاب فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك، من صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقدم في الإِسلام ما قد علمت، ثم وليت فعدلت، ثم شهادة. قال: وددت أن ذلك كفاف لا علي ولا لي. فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض، قال: ردوا عليّ الغلام. قال: يا ابن أخي. ارفع ثوبك فإنه أبقى لثوبك وأتقى لربك. يا عبد الله بن عمر. انظر ما عليّ من الدين، فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفًا أو نحوه. قال: إن وفى له مال آل عمر فأده من أموالهم، وإلا فسل في بني عدي بن كعب، فإن لم تف أموالهم غسل في قريش، ولا تعدهم إلى غيرهم، فأدعني هذا المال. انطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل: يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست اليوم للمؤمنين أميرًا. وقيل: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه، فسلم واستأذن، ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي فقال: يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه، فقالت: كنت أريده لنفسي، ولأوثرنه به اليوم على نفسي. فلما أقبل قيل: هذا عبد الله بن عمر قد جاء. قال: ارفعوني، فأسنده رجل إليه فقال: ما لديك؟ قال: الذي تحب يا أمير المؤمنين أذنت قال: الحمد لله. ما كان من شيء أهم إليّ من ذلك. فإذا أنا قضيت فاحملوني، ثم سلم فقل: يستأذن عمر بن الخطاب. فإن أذنت لي فأدخلوني، وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين. وجاءت أم المؤمنين حفصة، والنساء تسير معها. فلما رأيناها قمنا فولجت عليه، فبكت عنده ساعة، واستأذن الرجال، فولجت داخلًا لهم. فسمعنا بكاءها من الداخل. فقالوا: أوص يا أمير المؤمنين، استخلف. قال: ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر -أو الرهط- الذين تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو عنهم راض فسمى عليها، وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعدًا. وعبد الرحمن. =
= وقال: يشهدكم عبد الله بن عمر، وليس له من الأمر -كهيئة التعزية له- فإن أصابت الإِمرة سعدًا فهو ذاك، وإلاَّ فليستعن به أيكم ما أمر، فإني لم أعز له عن عجز ولا خيانة، وقال: أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين، أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرًا، الذين تبؤوا الدار والإِيمان من قبلهم، أن يقبل من محسنهم، وأن يعفي عن مسيئهم، وأوصيه بأهل الأمصار خيرًا، فإنهم ردء الإِسلام، وجباة المال. وغيظ العدو، وأن لا يؤخذ منهم إلَّا فضلهم عن رضاهم، وأوصيه بالأعراب خيرًا، فإنهم أهل العرب، ومادة الإِسلام، أن يؤخذ من حواشي أموالهم، ويرد على فقرائهم، وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله -صلى الله عليه وسلم-. أن يوفي لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، ولا يكلفوا إلَّا طاقتهم، فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي، فسلم عبد الله بن عمر، قال: يستأذن عمر بن الخطاب. قالت: أدخلوه. فأدخل، فوضع هنالك مع صاحبيه، فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط. فقال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم، فقال الزبير: قد جعلت أمري إلى علي، فقال طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان، وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف. فقال عبد الرحمن: أيكم تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه. والله عليه والإِسلام لينظرن أفضلهم في نفسه؟ فأسكت الشيخان. فقال عبد الرحمن: أفتجعلونه إلىَّ والله عليَّ أن لا آلوا عن أفضلكم؟ قالا: نعم. فأخذ بيد أحدهما فقال: لك قرابة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والقدم في الإِسلام ما قد علمت. فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن. ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن، ثم خلا بالآخر فقال مثل ذلك. فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يديك يا عثمان. فبايعه. فبايع له علي. وولج أهل الدار فبايعوه. هذه رواية الصحيح. أخرجها البخاري: في مناقب عثمان (3/ 19: 3700)، عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، عن حصين، عن عمرو بن ميمون باللفظ المتقدم. =
= وفي الجهاد، باب يقاتل عن أهل الذمة (2/ 373: 3052)، عن موسى به وذكر قطعة يسيرة جدًا منه. وفي الجنائز (1/ 428: 1392)، عن قتيبة، عن جرير، عن حصين، عنه ببعضه أيضًا. وفي تفسير سورة الحشر (3/ 306: 4888)، عن أحمد بن يونس، عن أبي بكر ابن عياش، عن حصين به بقطعة يسيرة أيضًا. وأخرجه أيضًا بن حبّان في صحيحه. انظر: الإِحسان (9/ 32: 6878). وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 574)، المغازي (18905). والبيهقي في سننه الكبرى (8/ 47)، كتاب الجنايات. وابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 337)، وابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 898: 899)، وفي (3/ 934 و 935). وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 175)، وابن عساكر في تاريخه (13/ 162)، كلهم من طريق حصين، عن عمرو بن ميمون بنحوه مختصرًا أحيانًا. (ب) طريق أبي إسحاق السبيعي، عن عمرو بن ميمون. وهي التي تقدمت عند الحارث وتقدم لفظها. وبينها وبين رواية الصحيح بعض الفروق اليسيرة. وقد أخرجها أيضًا أبو نعيم في الحلية (4/ 151)، من طريق الحارث به بنحوه. وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 578)، المغازي (ح 18906)، عن وكيع، عن إسرائيل. وابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 896)، عن عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل. وابن سعد في الطبقات (3/ 340) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. وفي (3/ 339)، عن معاوية بن عمر والحسن بن موسى الأشيب وأحمد بن عبد الله بن يونس. كلهم عن زهير بن معاوية. وأخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 900)، عن معاوية، عن زهير. وابن أبي شيبة في المكان المتقدم (14/ 581: 8911)، عن أبي الأحوص. =
= كما أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 898)، من طريق سفيان وفي (ص 901)، عن شعبة. لكنه مختصر جدًا، خمستهم عن أبي إسحاق بنحوه. فقد توبع إسرائيل من زهير وأبي الأحوص وسفيان، في روايتهم عن أبي إسحاق. وأبو الأحوص سمع منه قبل الاختلاط. لكن بقيت عنعنة أبي إسحاق، إذ لم يصرح بالسماع. فتبقى هذه الطريق ضعيفة. (ج) طريق إبراهيم التيمي عن عمرو بن ميمون. أخرجها ابن سعد في الطبقات (3/ 348)، عن وكيع، وأبي معاوية الضرير فرقهما. عن الأعمش، عنه به مختصرًا جدًا. بزيادة أن عمر كان عليه إزار أصفر. (د) طريق عبيد الله بن عمر، ويونس بن أبي إسحاق عنه بقصة الشورى لكن بأطول مما مر. أخرجه ابن جرير في تاريخه (2/ 580)، عن عمر بن شبة، عن علي بن محمد، عن وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم ومحمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن أبي عروة، عن قتادة، عن شهر بن حوشب وأبي مخنف، عن يوسف بن يزيد، عن عباس بن سهل ومبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر ويونس عنه به بنحوه. وعمر بن شبة: صدوق. انظر: التقريب (2/ 57: 452). وشهر: صدوق، كثير الأوهام. انظر: التقريب (1/ 355: 112)، ومتابعة أبي مخنف له لا تؤثر فيه لأنه ضعيف بل تركه أبو حاتم. انظر: اللسان (4/ 584). ثانيًا: رواية معدان بن أبي طلحة. أخرجها مسلم في صحيحه، كتاب المساجد، باب نهي من أكل ثومًا أو بصلًا أو كراثًا عن حضور المسجد (2/ 199: 73)، ولفظه عنه أن عمر بن الخطاب خطب يوم الجمعة فذكر نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وذكر أبا بكر. قال: إني رأيت كأن ديكًا نقرني ثلاث =
= نقرات، وإني لا أراه إلَّا حضور أجلي، وإن أقوامًا يأمرونني أن أستخلف وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته، ولا الذي بعث به نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فإن عجل بي أمر. فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو عنهم راضيى، وإني قد علمت أن أقوامًا يطعنون في هذا الأمر أنا ضربتهم بيدي هذه على الإِسلام، فإن فعلوا ذلك فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال ثم إني لا أدع بعدي شيئًا أهم عندي من الكلالة، ما راجعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شيء ما راجعته في الكلالة، ولا أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بأصبعه في صدري فقال: يا عمر: ألا تكفيك آية الصيف في آخر سورة النساء، وإني إن أعش أقضي فيها بقضية يقضي بها من يقرأ القرآن، ومن لا يقرأ القرآن. ثم قال: اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار، وإني إنما بعثتهم عليهم ليعدلوا عليهم، وليعلموا الناس دِينَهُمْ وسنَّة نَبِيِّهِمْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ويقسموا فيهم فيئهم، ويرفعوا إلى ما أشكل عليهم من أمرهم، ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلَّا خبيثتين، هذا البصل والثوم، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع. فمن أكلهما فليمتهما طبخًا. كما أخرجه في الفرائض، باب ميراث الكلالة (4/ 140: 10)، وذكر فيه الكلالة فقط. وأخرجه النسائي في التفسير (1/ 422: 155)، تفسير آية الكلالة. وفي الكبرى، كتاب الأطعمة، باب الثوم. وفي المجتبى: كتاب المساجد، باب من يخرج من المسجد (2/ 43)، مختصرًا في الجميع. وابن ماجه في السنن، كتاب إقامة الصلاة، باب من أكل الثوم فلا يقربن المسجد (1/ 182: 1000). وفي الأطعمة، باب أكل الثوم (2/ 251: 3406). وفي الفرائض، باب الكلالة (2/ 120: 2758). مختصرًا في الكل. وأحمد في المسند (1/ 15) و (1/ 27) و (1/ 48). وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 90)، مطولًا. =
= وأبو يعلى في المسند (1/ 148: 251)، وفي (1/ 118: 1709)، مختصرًا. وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 579: 18908). وابن سعد في الطبقات (3/ 335). وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 200: 156). والطيالسي في مسنده (ص 11)، وابن أبي عاصم في الآحاد (1/ 102: 82)، وابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 889) و (895). ثالثًا: رواية جابر: تقدم لفظها عند ابن أبي عمر. وأنها شديدة الضعف. وأصلها في الصحيح. لكن باختلاف يسير في مقدار الدين الذي كان على عمر رضي الله عنه. ولم أرها عند غيره. رابعًا: رواية أبي رافع: تقدم لفظها عند أبي يعلى. وأنها في درجة الحسن. وفيها شيء من المخالفة لرواية الصحيح إذ أفادت أن الناس لم يصلوا الفجر إلَّا بعد أن كادت الشمس أن تطلع. وفيها زيادة قصة عمر مع أبي لؤلؤة وكلامه معه. وقصة أبي لؤلؤة مع الهرمزان. وقد أخرجه ابن حبّان في صحيحه كما في الإِحسان (9/ 25: 6866)، عن أبي يعلى به بنحوه. ومن طريقه أيضًا أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 177). وابن عساكر في تاريخه (13/ 163)، به بنحوه. وأخرجه أيضًا في (13/ 164)، من طريق ابن منيع عن قطن به بنحوه. وقد توبع قطن عن جعفر. فقد أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 91)، عن أبي سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، وأبي بكر محمد بن أحمد بن بالويه، عن الحسن بن علي بن شبيب، عن محمد بن عبيد بن حساب، عن جعفر به بنحوه. ولم يتكلم عنه بشيء وكذا الذهبي سكت عليه. =
= ورجاله ثقات ما عدا جعفر بن سليمان فهو صدوق كما تقدم. وقد أخرجه البيهقي في السنن (4/ 16)، كتاب الجنائز. وفي (8/ 48)، كتاب الجنايات. عن الحاكم من هذه الطريق بنحوه. كما أخرجه أحمد في المسند (1/ 20)، عن عفان، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن أبي رافع مختصرًا، ذكر فيه أمر الكلالة، والخلافة، وأن من أدرك وفاته من سبي العرب فهو حر. لكن علي بن زيد بن جدعان: ضعيف. انظر: التقريب (2/ 37: 342). خامسًا: المروي عن ابن عمر رضي الله عنه. ولفظه: لما طعن عمر رضي الله عنه وكانتا طعنتين فخشي أن يكون له ذنب إلى الناس ولا يعلمه فدعا ابن عباس وكان يحبه ويتمنه، فقال: أحب أن تعلم عن ملأ من الناس كان هذا؟ فخرج ابن عباس رضي الله عنه، ثم رجع إليه فقال: يا أمير المؤمنين ما أتيت على ملاء من المسلمين. فيكون كأنهم فقدوا اليوم أبناءهم. قال: فمن قتلني؟ قال؛ أبو لؤلؤة المجوسي عبد المغيرة بن شعبة، قال: فرأينا البشر في وجهه. وقال: الحمد لله الذي لم يقتلني رجل يحاجني بلا إله إلَّا الله يوم القيامة. . وذكر بقية الرواية قريبًا مما سبق. أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 903)، عن عمرو بن عاصم، عن حماد بن سلمة، عن أيوب وعبد الله بن نافع، عن ابن عمر بجزء منه ورجاله ثقات. وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 108: 93)، عن الحسن بن البزّار، عن شبابة، عن مبارك بن فضالة، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر مقتصرًا على الذي هنا. لكن فيه مبارك بن فضالة: مدلس من الثالثة، وقد عنعن. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 181)، من طريق شبابة به بنحوه. والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 253: 3673). وأخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 901)، عن يحيى القطان، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ =
= ابن عمر بنحو لفظ أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن الآتي بعد قليل. كما أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 349)، عن محمد بن عمر، عن عمر بن أبي عاتكة، عن أبيه، عن ابن عمر أنه قال: لما طعن عمر حمل فغشي عليه، فأفاق، فأخذنا بيده، قال: ثم أخذ عمر بيدي فأجلسني خلفه وتساند إلي وجراحة تثعب دمًا إني لأضع أصبعي هذه الوسطى فما تسد الرتق. فتوضأ ثم صلَّى الصبح فقرأ في الأولى، والعصر. وفي الثانية: قل يا أيها الكافرون. . لكن محمد بن عمر الواقدي: متروك كما تقدم غير مرة. [قارن الحافظ في الفتح (7/ 48)، باب قصة البيعة لعثمان. قارن بين رواية هؤلاء الخمسة وبين ما فيها من زوائد على رواية الصحيح]. سادسًا: المروي عن المسور بن مخرمة. فيه ما هو في الصحيح. كما في البخاري (4/ 343: 7207)، وفيه ذكر البيعة لعثمان وأمر الشورى فقط. وفيه أيضًا في (3/ 17: 3692)، وذكر فيه كلام ابن عباس لعمر وجواب عمر له، فقط. لكن أخرجها ابن جرير في تاريخه (2/ 559)، عن سلم بن جنادة، عن سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت بن عبد العزيز بن عمر بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن المسور قال: خرج عمر بن الخطاب يومًا يطوف في السوق، فلقيه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، وكان نصرانيًا، فقال: يا أمير المؤمنين. أعدني على المغيرة بن شعبة، فإن علي خراجا كثيرًا، قال: وكم خراجك؟ قال: درهمًا في كل يوم، قال: وأيش صناعتك؟ قال: نجار، نقاش، حداد، قال: فما أرى خراجك بكثير على ما تصنع من الأعمال، قد بلغني أنك تقول: لو أردت أن أعمل رحا تطحن بالريح فعلت. قال: نعم. قال: فاعمل لي رحا. قال: لئن سلمت لأعملن لك رحا يتحدث بها من بالمشرق والمغرب. ثم انصرف عنه. فقال عمر رضي الله عنه: لقد توعدني العبد آنفًا. قال: ثم انصرف عمر إلى منزله. فلما كان من الغد جاءه كعب الأحبار فقال له: يا أمير المؤمنين، اعهد. فإنك ميت في =
= ثلاثة أيام. قال: وما يدريك؟ قال: أجده في كتاب الله عزَّ وجلّ، التوراة. قال عمر: الله إنك لتجد عمر بن الخطاب في التوراة؟ قال: اللهم لا. ولكني أجد صفتك. وحليتك. وأنه قد فني أجلك. قال: وعمر لا يحس وجعًا ولا ألمًا. فلما كان من الغد جاءه كعب. فقال: يا أمير المؤمنين، ذهب يوم وبقي يومان. قال: ثم جاءه من غد الغد. فقال: ذهب يومان وبقي يوم وليلة. وهي تلك إلى صبيحتها. قال: فلما كان الصبح خرج عمر إلى الصلاة .. ثم ذكر بقية الرواية بنحو مما سبق، وفيها أنه طعنه ست طعنات، إحداهن تحت سرته، وهي التي قتلته، وأنه عهد بالأمر إلى ستة تكون فيهم شورى، وأنه بعث عبد الله بن عمر ليرى من قتله. وأنه نزل في قبره خمسة. لكن عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز: متروك، احترقت كتبه فحدث من حفظه فاشتد غلطه. انظر: التقريب (1/ 511: 1242)، وأخرجه في (2/ 584)، بأطول من هذا السياق. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 162)، من طريق سلم به بنحوه. كما أخرج ابن سعد في الطبقات (3/ 350)، عن وكيع، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ المسور أن ابن عباس دخل على عمر بعد ما طعن فقال: الصلاة، فقال: نعم لا حظ لامرىء في الإِسلام أضاع الصلاة فصلًّى والجرح يثعب دمًا. ورجاله ثقات. كما أخرج مثله في (3/ 350) أيضًا. عن إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، عن أيوب بن أبي مليكة، عن المسور. وعن عبد الملك بن عمرو، عن عبد الله بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور، عن أبيها. وفي (3/ 351)، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي أويس، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أبي عتيق، وموسى بن عقبة كلاهما عن ابن شهاب، عن سليمان بن يسار، عن المسور بنحوه. فلا يصح من حديث المسور إلَّا ما في الصحيح، وهذه القطعة اليسيرة. =
= سابعًا: المروي عن ابن شهاب: ولفظه كان عمر لا يأذن لسبي قد احتلم في دخول المدينة حتى كتب المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة يذكر له غلامًا عنده صنعًا. ويستأذنه أن يدخله المدينة ويقول: إن عنده أعمالًا كثيرة فيها منافع للناس. إنه حداد، نقاش، نجار، فكتب إليه عمر فأذن له أن يرسل به إلى المدينة، وضرب عليه المغيرة مائة درهم كل شهر، فجاء إلى عمر يشتكي إليه شدة الخراج. فقال له عمر: ماذا تحسن من العمل؟ فذكر له الأعمال التي يحسن. فقال له عمر: ما خراجك بكثير في كنه عملك، فانصرف ساخطًا يتذمر. فلبث عمر ليالي ثم أتى العبد ساخطًا عابسًا إلى عمر، ومع عمر رهط. فقال: لأصنعن لك رحى يتحدث بها الناس. ثم ذكر بقيته وهو كنحو مما تقدم، وأنه طعنه ثلاث طعنات إحداهن تحت السرة، وأنه أمر عبد الرحمن بالصلاة بالناس، واحتمل إلى بيته، واستدعي له ثلاثة من الأطباء. وأنه نهى عن النياحة عليه. أخرجه كذلك ابن سعد في الطبقات (3/ 345)، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب فذكره. ومن طريق ابن سعد أخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 165). ورجاله كلهم ثقات. إلَّا أنه مرسل كما ترى. ثامنًا: المروي عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وأشياخ ولفظه: رأى عمر بن الخطاب في المنام فقال: رأيت ديكًا أحمر نقرني ثلاث نقرات بين الثنة والسرة، قالت أسماء بنت عميس أم عبد الله بن جعفر. قولوا له فليوص. وكانت تعبّر الرؤيا. فلا أدري أبلغه أم لا. ثم ذكره بنحو مما تقدم. وفيه: فخرج عمر إلى الحج، فلما صدر اضطجع بالمحصب، وجعل رداءة تحت رأسه. فنظر إلى القمر فأعجبه استواؤه وحسنه، فقال: بدأ ضعيفًا. ثم لم يزل الله يزيده وينميه حتى استوى، فكان أحسن ما كان. ثم هو ينقص حتى يرجع كما كان. وكذلك الخلق كله، ثم رفع يديه فقال: اللهم إن رعيتي قد كثرت وانتشرت فاقبضني إليك غير عاجر ولا مضيع. فصدر =
= إلى المدينة فذكر له أن امرأة من المسلمين ماتت بالبيداء مطروحة على الأرض يمر بها الناس لا يكفنها أحد، ولا يواريها أحد، حتى مر بها كليب بن البكير الليثي فأقام عليها حتى كفنها وواراها. فذكر ذلك لعمر. فقال: من مر عليها من المسلمين؟ فقالوا: لقد مر عليها عبد الله بن عمر فيمن مر عليها من المسلمين. فدعاه وقال: ويحك. مررت على امرأة من المسلمين مطروحة على ظهر الطريق فلم توارها ولم تكفنها؟ قال: ما شعرت بها ولا ذكرها لي أحد. فقال: لقد خشيت أن لا يكون فيك خير. فقال: من واراها وكفنها؟ قالوا: كليب بن بكير الليثي قال: والله لحري أن يصيب كليب خيرًا ... ثم ذكر بقيته مطولًا. وفيه طعنه، وصلاة عبد الرحمن، وشربه اللبن، وأمر الشورى، واستئذانه من عائشة رضي الله عنها. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 585: 11921)، عن محمد بن بشر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، ويحيى بن عبد الرحمن، وأشياخ. لكنه مرسل أيضًا: فأبو سلمة بن عبد الرحمن: من الثالثة (ت 194هـ). انظر: التقريب (2/ 430: 63)، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب: من الثالثة. (ت 104هـ). لم يرو عن عمر. انظر: جامع التحصيل (ص 298). تاسعًا: المروي عن ابن عباس لفظه: أنا أول من أتى عمر رضي الله عنه حين طعن. فقال: احفظ عني ثلاثًا. . فذكر الكلالة، والخلافة، وأن كل مملوك له عتيق. ثم ذكر ثناء ابن عباس عليه. أخرجه أحمد في المسند (1/ 47)، وابن سعد في الطبقات (3/ 353)، كلاهما عن عفان بن مسلم، عن أبي عوانة، عن داود بن عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عن ابن عباس. ورجاله ثقات كلهم. وقد أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 923)، من طريق أبي عوانة به بنحوه. =
= كما أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 352)، عن هوذه، عن عوف بن محمد، عن ابن عباس، فذكر بعضه. وفي (3/ 353)، عن عفان، عن وهيب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن عباس: ببعضه أيضًا. وفي (3/ 351)، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس، عن كثير النواء، عن أبي عبيد مولى ابن عباس، عن ابن عباس، فذكره بنحوه. وعن عبد الملك بن عمرو، عن مسعر، عن سماك، عن ابن عباس، فذكره مختصرًا. وابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 902)، عن إبراهيم بن المنذر، عن ابن وهب، عن يونس، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عن ابن عباس. بأطول من هذا. وفي (3/ 903، 904)، من طريق ابن سيرين، عن ابن عباس مختصرًا. وفي (3/ 909)، من طريق ابن أبي مليكة، عن ابن عباس بنحوه. عاشرًا: المروي عن جويرية بن قدامة، لفظه. حججت فأتيت المدينة العام الذي أصيب فيه عمر رضي الله عنه. قال: فخطب فقال: إني رأيت كأن ديكًا نقرني نقرة أو نقرتين، فكان من أمره أنه طعن. فأذن للناس عليه، فكان أول من دخل عليه أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم أهل المدينة ثم أهل الشام، ثم أذن لأهل العراق فدخلت فيمن دخل. ثم ذكر بقيته وفيه وصيته رضي الله عنه بكتاب الله، وبالمهاجرين والأنصار، وبالأعراب، وأهل الذمة. أخرجه أحمد في مسنده (1/ 51)، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي جمرة الضبعي، عن جويرية فذكره. ورجاله كلهم ثقات. وفي الفضائل (1/ 306: 436)، وابن أبي عاصم في الآحاد (1/ 107: 91)، من طريق شعبة وابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 936)، عن عمرو بن مرزوق عنه به. =
= وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 581: 18915)، عن ابن إدريس، عن شعبة به بنحوه. وقد أخرج البخاري في صحيحه الجزية، باب الوصاة بأهل الذمة (2/ 408: 3162)، جزءًا يسيرًا منه جدًا، عن آدم، عن شعبة. وأشار إليها في التاريخ الكبير (2/ 241)، ترجمة جويرية من الطريق نفسها. هذه هي جملة الروايات في مقتل عمر، وقد رويت من طرق أخرى لكن ليس فيها زيادة على هذا، وهي قطع يسيرة جدًا.
3902 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ (¬1) رَبِيعَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطاب رضي الله عنه وَأَخَذَ تِبْنَةً. وَقَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي هَذِهِ، وَوَدِدْتُ أن أمي لم تلدني، وولدت أني كنت نسيًا منسيًا. ¬
3902 - درجته: ضعيف من أجل عاصم بن عبيد الله فهو ضعيف.
تخريجه: الأثر مروي عن عاصم، وقد اختلف عليه في إسناده على وجهين: الأول: روي عنه، عن عبد الله بن عامر، عن عمر. أخرجه مسدّد كما مر، وأخرجه ابن المبارك في الزهد (ص 79: 234) عن شعبة. وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 276: 16327) عن شبابة، عن شعبة. وأخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 920)، عن سعيد بن عامر، عن شعبة. وابن سعد في الطبقات (3/ 360)، عن يزيد بن هارون، عن وهب بن جرير، وكثير بن هشام، عنه أيضًا، عن عاصم به بنحوه. والثاني: عنه، عن سالم بن عبد الله، عن عمر بنحوه. أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 361)، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر، عنه به. والظاهر أن الوهم وقع من عاصم لأنه ضعيف كما تقدم، والرواة عنه ثقات.
3953 - وَبِهِ إِلَى عَاصِمٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: وَيْلٌ لِي وَوَيْلٌ لِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي. ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَقَضَى مَا بينهما كلام. (166) وأحاديث إسلام عمر رضي الله عنه ستأتي إن شاء الله تعالى في باب (¬1) السيرة (¬2). ¬
3903 - درجته: ضعيف أيضًا من أصل عاصم.
تخريجه: اختلف علي عاصم في إسناده على خمسة أوجه: فروى عنه، عن أبان، عن أبيه، عن عمر. أخرجه مسدّد كما مر. وأحمد في الزهد (ص 147). عن عبد الله بن الوليد وابن سعد في الطبقات (3/ 360)، عن قبيصة بن عقبة. كلاهما عن سفيان، عنه به بنحوه. وابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 919)، من طريق عبد الله بن عمر، عنه به بنحوه. وقد توبع عاصم عن أبان على هذا الوجه فقد أخرجه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الزُّهْدِ (ص 155)، عن داود بن عمرو الضبي، عن محمد بن مسلم الضبي، عن محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن أبان به بنحوه. ومحمد بن مسلم: صدوق يخطئ. انظر: التقريب (2/ 207: 701). =
= وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (13/ 182)، من طريق داود بن عمرو به بنحوه. كما أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 360)، عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، عن مالك، وعن سليمان بن حرب، وعارم بن الفضل، عن حماد بن زيد. كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن أبان، عن أبيه به بنحوه مطولًا. وابن عساكر في تاريخه (13/ 183)، من طريق ابن سعد به بنحوه. كما أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 918)، عن القعنبي به بنحوه وفي (3/ 919)، من طريق حماد عن يحيى بن سعيد به بنحوه. وعبد الرحمن بن أبان. ثقة. انظر: التقريب (1/ 471: 855). وهذا يرقى الأثر من هذه الطريق إلى درجة الصحة. كما توبع أبان، عن أبيه عثمان. فقد أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 361)، عن أبي بكر بن محمد بن أبي مرة المكي، عن نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن عثمان بنحوه. وابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 936)، عن خلاد، عن نافع به بنحوه. وابن عساكر في التاريخ (13/ 182)، من طريق داود بن عمر عن نافع بن عمر به بنحوه. وروي مرة عَنْ عَاصِمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أن عمر قال لعبد الله. . . فذكره. أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 360)، عن وهب بن جرير، عن شعبة، عنه به بنحوه. وفيه عاصم ضعيف، وبقية رجاله ثقات. وروى عنه، عن عبد الله بن عامر، عن ابن عمر. =
= أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 276 برقم 16328)، عن شبابة، عن شعبة، عنه به بنحوه. وروي عنه، عن ابن عمر، عن أبان، عن عمر. أخرجه ابن المبارك في الزهد (ص 79 رقم 236) عن سفيان، عنه به بنحوه. وروي عنه، عن سالم، عن ابن عمر. - أخرجه ابن الجعد في مسنده (ص 136 برقم 870) عن شعبة عنه به بنحوه. أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 52). وابن عساكر في تاريخه (13/ 183) كلاهما من طريق شعبة به بنحوه. ومن الملاحظ أن الأول هو أرجحها لأن عاصمًا توبع عليه، أما بقية الأوجه فلم يتابع عليها، فتبقى ضعيفة. وقد أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (3/ 918)، عن سعيد بن عامر، عن جويرية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر بنحوه. وجويرية بن أسماء صدوق. انظر: التقريب (1/ 136: 133).
الخاتمة وها أنا ألقي عصى التسيار لأسجل أهم ما توصلت إليه من نتائج في هذا البحث الذي استمتعت فيه بالبحث والقراءة في ثنايا كتب السنَّة وعلومها، وما أعظمها من متعة وفائدة يجدها الباحث في هذا العلم الشريف. وقد كانت أهم النتائج ما يلي: 1 - تحقيق هذا القدر من الكتاب. وإخراجه إلى عالم الوجود وقد حظي بشيء من الاهتمام، والدراسة. 2 - تخريج الأحاديث الواردة فيه، والحكم عليها، وهذا مفيد بالطبع في جانب الأحاديث التي فقدت مسانيدها مما يعد بحق ثروة حديثية في هذا الجانب. 3 - بهذا التخريج: بتوثق نص الكتاب، وتتحقق نسبته إلى مصنفه. 4 - بيان درجات الأحاديث التي تضمنها هذا القدر من الكتاب. وتبعًا لهذا تبين لي أن درجات الأحاديث كما يلي: (أ) الصحيح لذاته 33 نصًا. (ب) الصحيح لغيره 76 نصًا. (ج) الحسن لذاته نصان.
(د) الحسن لغيره 30 نصًا. (هـ) الضعيف 53 نصًا. (و) الضعيف جدًا 16 نصًا. (ز) الموضوع 9 نصوص. (ح) الموضوع الذي له أصل صحيح 8 نصوص. (ط) الموضوع الذي له أصل حسن نص واحد. (ي) شديد الضعف الذي له أصل صحيح 7 نصوص. 5 - ومن أهم نتائج هذا البحث معرفة ما كان عليه الحافظ رحمه الله من سعة علم، وتبحر في الحديث رواية ودراية. وعلم بالعلل والرجال، وما رزقه الله من قدرة علمية تظهر في استخراجه للزوائد، وتمييزها. فقد وفق في ذلك توفيقًا عظيمًا، يجعل كل من أتى بعده يعترف له بالفضل في ذلك. 6 - ما تضمنه البحث من دراسة عن هذه المسانيد الثمانية ومؤلفيها، وهذا بحد ذاته يعطينا صورة لما كان عليه السلف من اهتمام بالحديث، وصبر في طلب العلم، وتحصيله. كما يعطينا صورة عن منهج التأليف في الحديث في ذلك العصر. 7 - ما حواه القسم الذي بين النسخ الخطية، من دراسة لهذه النسخ، واختيار لأحسنها وأوفاها وأقدمها، ثم بيان لمنزلة هذه النسخة، واعتمادها أصلًا مما كشف عن منهج المؤلف. وطريقته في تصنيف كتابه. وهذا يدل على شخصية علمية. كيف لا، وهو الحافظ الذي اشتهرت مصنفاته وانتشرت بين طلاب الحديث.
8 - ومن أهم نتائج هذا البحث أيضًا ما استنتجته من أن الباحث في السنَّة وعلومها يحتاج إلى طول نفس، وعلم بالكتب والمصنفات، ودربة على دراسة الأسانيد والتخريج، وممارسة طويلة الأمد، حتى تتكون لديه الملكة والقدرة على الحكم، والاستنتاج. 9 - أنه لا عصمة إلَّا للمعصوم، وأن النقص من طبيعة البشر، يدل على ذلك ما قد يقع من أوهام للعلماء، والمصنفين، وأئمة الجرح والتعديل، وهذا لا ينزل من قدرهم ولا يقدح في علمهم. ويكفيهم أنهم مجتهدون، ولهم فضل السبق إلى كل خير وفضيلة. 10 - أن مجال الحكم على الأحاديث مجال واسع، تختلف فيه الأنظار، وتتفاوت فيه الاجتهادات وليس معنى اعتماد حكم تضليل صاحب الحكم الآخر، أو تخطئته، فلكل اجتهاده ونظرته، ما لم يصادم نصًا، أو يرتكب محظورًا. وقبل أن أختم هذا البحث أوصي إخواني الباحثين بتقوى الله عزَّ وجلّ، ثم الإِنصراف إلى تحقيق هذا التراث الضخم من تراث المسلمين. وإخراجه إلى حيز النور ودراسته دراسة وافية، وبذل الجهد في تنقيحه وتهذيبه، كي يستفيد منه جميع من أراد الفائدة، وكذا عدم صرف الأوقات والجهود في بحوث لا يحصل من ورائها عشر الفائدة المرجوة من مثل هذه المواضيع. وتزداد هذه الأمور أهمية إذا عرفنا قلة ما خدم وحقق من كتب السنَّة خاصة، بالنسبة لما هو في خزائن الكتب ودور المخطوطات، من موروث علمي تراكم عليه غبار السنين مع الحاجة الماسة إليه.
فالمسؤولية عظيمة جدًا أمام الله جل وعلا، ثم أمام أجيال المسلمين القادمة، التي تكتنفها أخطار جسيمة تهدد بمحو هويتها، وقطعها عن كل موروث من موروثات السلف الصالح. وعليه فلن يعفي طلبة العلم اليوم من هذه التبعة إلَّا إخلاصهم وتفانيهم في سبيل نشر العلم الشرعي. وبث ما تركه السلف الصالح لنا من علم نافع، ومحاولة تبليغه للأجيال القادمة. بشتّى الطرق. كما أوصي كل من أراد البحث في هذا المجال بعدم الاقتصار على الكتب المختصرة في الرجال والتخريج، والعودة إلى المطولات حتى تبرأ ذمة الباحث في الوقوف على كل ما قيل في الراوي، أو على أكثره، ومن هنا الحكم عليه عن بصيرة وعلم. ومن ثم الحكم على الحديث. وأخيرًا، أسأل الله جلا وعلا القبول والرضوان، وأن ينفع بهذا الجهد المتواضع، وأن يجعله علمًا نافعًا، وعملًا صالحًا، وأن يكون حجة لي لا عليَّ. وأن يوفق علماء المسلمين وطلبة العلم الشرعي إلى الاستزادة من هذا العلم الجليل، وأن يهيىء لنا من أمرنا رشدًا. ويغفر لنا خطيئاتنا، ويستر بمنه وفضله زلاتنا، وأن يرينا من أنفسنا خيرًا، ويجعل سرنا خيرًا من علانيتنا، إنه على كل شيء قدير. وصلَّى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع سنته واقتفى أثره وسلم تسليمًا. والحمد لله أولًا وآخر، وظاهرًا وباطنًا. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. • • •
فهرس المصادر والمراجع 1 - الآحاد والمثاني: ابن أبي عاصم (ت 287 هـ)، تحقيق الدكتور: باسم فيصل الجوابرة، الطبعة الأولى 1411 هـ، دار الراية- الرياض. 2 - آكام المرجان وأحكام الجان: الشبلي: بدر الدين عبد الله (ت 769 هـ)، تحقيق: إبراهيم محمد الجمل، دار الرياض للنشر والتوزيع- الرياض. 3 - إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين: الزبيدي: محمد بن محمد الحسيني (ت 1205 هـ)، دار إحياء التراث العربي- بيروت. 4 - أحاديث القصاص: ابن تيمية: تقي الدين أحمد بن عبد الحليم (ت 728 هـ)، تحقيق: محمد الصباغ، المكتب الإِسلامي، الطبعة الأولى 1392 هـ. 5 - الإِحسان بترتيب صحيح ابن حبّان: الفارسي: علاء الدين علي بن بلبان (ت 739 هـ)، قدم له وضبط نصه: كمال يوسف الحوت، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 6 - إحياء علوم الدين: الغزالي: أبو حامد محمد بن محمد بن محمد (ت 505 هـ) طبعة مطبعة الحلبي- مصر، الناشر: عالم الكتب.
7 - اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى: ابن رجب: عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (ت 795 هـ)، تحقيق: بشير محمد عيون، طبعة 1405 هـ، مكتبة دار البيان- دمشق. 8 - الأدب المفرد: للبخاري: محمد بن إسماعيل (ت 256 هـ)، ترتيب وتقديم: كمال يوسف الحوت، الطبعة الأولى 1404 هـ، عالم الكتب- بيروت. 9 - الأذكار النووية: النووي: محيي الدين يحيى بن شرف الدمشقي (ت 676 هـ)، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، منشورات دار الملاح 1391 هـ- بيروت. 10 - الإِرشاد في معرفة علماء الحديث: الخليلي: أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد (ت 446 هـ)، تحقيق: الدكتور محمد سعيد بن عمر إدريس، الطبعة الأولى 1409 هـ، مكتبة الرشد- الرياض. 11 - إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل: الألباني: محمد ناصر الدين، الطبعة الأولى 1399 هـ، المكتب الإِسلامي- بيروت. 12 - أسباب النزول: الواحدي: علي بن أحمد النيسابوري (ت 468 هـ)، عالم الكتب- بيروت، مصورة عن نسخة مطبوعة في مطبعة هندية، سنة 1316 هـ. 13 - الاستيعاب في أسماء الأصحاب: ابن عبد البر: يوسف بن عبد الله بن محمد (ت 463 هـ)، الطبعة الأولى 1328 هـ، بالمغرب، دار العلوم الحديثة، هامش الإِصابة. 14 - أسد الغابة في معرفة الصحابة: ابن الأثير الجزري: علي بن محمد (ت 630 هـ)، طبعة الشعب.
15 - الأسماء والصفات: البيهقي: أحمد بن الحسين بن علي (ت 458 هـ)، علق عليه محمد زاهد الكوثري، دار إحياء التراث العربي- بيروت. 16 - الإِصابة في تمييز الصحابة: ابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي (ت 852 هـ)، الطبعة الأولى 1328 هـ، بالمغرب، دار العلوم الحديثة. 17 - أصول السَّنة: الحميدي: عبد الله بن الزبير (ت 219 هـ). 18 - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: الشنقيطي: محمد الأمين بن محمد المختار (ت 1393 هـ)، الطبعة 1403هـ، طبعة مجانية على نفقة الأمير: أحمد بن عبد العزيز. 19 - الأعلام: الزركلي: خير الدين، الطبعة السادسة 1984 م، دار العلم- بيروت. 20 - الاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط: سبط ابن العجمي: برهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل (ت 841 هـ)، تحقيق: فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الكتاب العربي- بيروت. 21 - الأمالي الخميسية: الشجري: يحيى بن الحسين (ت 479 هـ)، عالم الكتب- بيروت، مكتبة المتنبي، القاهرة. 22 - الأموال: أبو عبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ)، تحقيق: محمد خليل هراس، الطبعة الأولى 1388 هـ، مكتبة الكليات الأزهرية. 23 - إنباء الغمر بأبناء العمر: ابن حجر: أحمد بن علي (ت 852 هـ)، نسخة مصورة عن طبعة مطبوعات دائرة المعارف العثمانية، دار الكتب العلمية- بيروت 1406 هـ.
24 - الأنباه على قبائل الرواة: ابن عبد البر: يوسف بن عبد الله، أبو عمر (ت 463 هـ)، تحقيق: إبراهيم الأبياري، الطبعة الأولى 1405 هـ- دار الكتاب العربي- بيروت. 25 - الأنساب: للسمعاني: عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي (ت 562 هـ)، تقديم وتعليق: عبد الله عمر البارودي، الطبعة الأولى 1408 هـ- دار الجنان- بيروت. 26 - إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون: إسماعيل باشا محمد أمين البغدادي، دار الفكر، طبعة 1402 هـ. 27 - الإِيمان: ابن أبي شيبة: أبو بكر عبد الله بن محمد (ت 235 هـ)، ضمن أربع رسائل حققها: محمد ناصر الدين الألباني دار الأرقم- الكويت، الطبعة الثانية 1405 هـ. 28 - بحر الدم فيمن تكلم فيه الإِمام أحمد بمدح أو ذم: ابن عبد الهادي: يوسف بن حسن (ت 909 هـ)، تحقيق: الدكتور أبو أسامة وصي الله بن محمد، الطبعة الأولى 1409 هـ، دار الراية- الرياض. 29 - (البحر الزخار) المعروف بمسند البزّار: البزّار: أحمد بن عمرو بن عبد الخالق (ت 292 هـ)، تحقيق: الدكتور محفوظ الرحمن زين الله، الطبعة الأولى 1409 هـ، مؤسسة علوم القرآن، مكتبة العلم والحكم. 30 - البحر المحيط: أبو حيان: محمد بن يوسف (ت 754 هـ)، الطبعة الثانية 1403 هـ، دار الفكر- بيروت. 31 - البداية والنهاية: ابن كثير: أبو الفداء إسماعيل (ت 774 هـ)، الطبعة الخامسة، مكتبة المعارف- بيروت.
32 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع: الشوكاني: محمد بن علي (ت 1250 هـ)، الطبعة الأولى 348 هـ، دار المعرفة- بيروت. 33 - البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة: عبد الفتاح القاضي، الطبعة الأولى 1401 هـ، دار الكتاب العربي- بيروت. 34 - البعث والنشور: البيهقي: أحمد بن الحسين (ت 458 هـ)، تحقيق: أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، الطبعة الأولى 1408 هـ، مؤسسة الكتب الثقافية- بيروت. 35 - بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث: الهيثمي (ت 807 هـ)، تحقيق: حسين أحمد الباكري. رسالة مكتوبة على الآلة الكاتبة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة عام 1404 هـ. 36 - (بغية الباحث) طبعة مركز خدمة السنَّة والسيرة بالجامعة الإِسلامية طبعة 1413هـ. 37 - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: السيوطي: جلال الدين، عبد الرحمن (ت 911 هـ)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية- بيروت. 38 - التاريخ: يحيى بن معين (ت 233 هـ)، رواية الدوري: دراسة وتحقيق: الدكتور أحمد محمد نور سيف، من منشورات مركز البحث العلمي بمكة، الطبعة الأولى 1399 هـ، مطابع الهيئة المصرية العامة. 39 - تاريخ أسماء الثقات: ابن شاهين: أبو حفص عمر بن شاهين (ت 385 هـ)، تحقيق: صبحي السامرائي، الطبعة الأولى 1404 هـ، الدار السلفية- الكويت.
40 - تاريخ الأمم والملوك (تاريخ الطبري): الطبري: محمد بن جرير (ت 310هـ.)، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 41 - تاريخ بغداد: الخطيب البغدادي: أحمد بن علي بن ثابت. (ت 463 هـ)، الناشر: دار الكتاب العربي- بيروت. 42 - تاريخ الثقات: العجلي: أحمد بن عبد الله بن صالح (ت 261 هـ)، ترتيب الهيثمي: علي بن أبي بكر، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، الطبعة الأولى 1405 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 43 - تاريخ جرجان: السهمي: حمزة بن يوسف بن إبراهيم (ت 437 هـ)، الطبعة الثالثة، الناشر: عالم الكتب- بيروت 1401 هـ. 44 - تاريخ خليفة بن خياط (ت 240 هـ): تحقيق: الدكتور أكرم ضياء العمري، الطبعة الثانية 1405 هـ، دار طيبة- الرياض. 45 - تاريخ دمشق: ابن عساكر: علي بن الحسين (ت 571 هـ)، نسخة مصورة عن المخطوطة المحفوظة بالمكتبة الظاهرية عام 1407 هـ، مكتبة الدار بالمدينة المنورة. 46 - التاريخ الصغير: البخاري: محمد بن إسماعيل (ت 256 هـ)، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 47 - التاريخ الكبير: البخاري: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم (ت 256 هـ)، نسخة مصورة عن الطبعة الهندية، دار الفكر- بيروت. 48 - تاريخ المدينة المنورة: ابن شبة: عمر بن شبة النميري (ت 262 هـ)، تحقيق: فهيم محمد شلتوت. مكتبة ابن تيمية- القاهرة.
49 - تاريخ مولد العلماء ووفاتهم: ابن زبر: محمد بن عبد الله بن أحمد (ت 379 هـ)، تحقيق: عبد الله بن أحمد بن سليمان، الطبعة الأولى 1410 هـ، دار العاصمة- الرياض. 50 - تأويل مختلف الحديث: ابن قتيبة: أبو محمد عبد الله بن مسلم (ت 276 هـ)، تحقيق: محمد زهري النجار، دار الجيل. 51 - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه: ابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي (ت 852 هـ)، تحقيق: علي بن محمد البجاوي. المكتبة العلمية- بيروت 1386 هـ. 52 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف: المزي: يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف (ت 742 هـ)، تصحيح: عبد الصمد شرف الدين، طبعة المطبعة القيمة- الهند. 53 - التخويف من النار: ابن رجب: زين الدين عبد الرحمن بن أحمد (ت 795 هـ)، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار الرشيد- دمشق- بيروت. 54 - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي: السيوطي: عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911 هـ)، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، الطبعة الثانية 1399 هـ، دار إحياء السنَّة- بيروت. 55 - تذكرة الحفاظ: الذهبي: أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد (ت 748 هـ)، النسخة المصورة عن المطبعة الهندية، دار إحياء التراث. 56 - تذكرة الموضوعات: الفتني: محمد بن طاهر بن علي (ت 986 هـ).
57 - الترغيب والترهيب: المنذري: عبد العظيم بن عبد القوي (ت 656 هـ)، تحقيق مصطفى محمد عمارة، الطبعة الثالثة 1388 هـ، دار الإِيمان- دمشق- بيروت. 58 - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة: ابن حجر أحمد بن علي (ت 852 هـ)، دار الكتاب العربي- بيروت. 59 - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس (طبقات المدلسين): ابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي بن محمد (ت 852 هـ)، راجعه وقدم له: طه عبد الرؤوف، الناشر: مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة. 60 - تعظيم قدر الصلاة: المروزي: محمد بن نصر (ت 394 هـ)، تحقيق الدكتور عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، الطبعة الأولى 1406 هـ، مكتبة الدار بالمدينة المنورة. 61 - التعليق المغني على الدارقطني: لأبي الطيب محمد آبادي، حاشية سنن الدارقطني. 62 - تغليق التعليق على صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي (ت 852 هـ)، تحقيق: سعيد عبد الرحمن القزقي، الطبعة الأولى 1405 هـ، المكتب الإِسلامي- بيروت. 63 - تفسير ابن أبي حاتم (ت 327 هـ): جزء يسير من المخطوط بجامعة أم القرى. 64 - تفسير سفيان الثوري: سفيان بن سعيد بن مسروق (ت 161 هـ)، رواية أبي جعفر النهدي، راجع النسخة: لجنة من العلماء، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت.
65 - تفسير سفيان بن عيينة (ت 198هـ): جمع وتحقيق ودراسة: أحمد صالح محايري، الطبعة الأولى 1403 هـ، المكتب الإِسلامي- بيروت. 66 - تفسير القرآن: عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 هـ)، تحقيق: الدكتور مصطفى مسلم محمد، الطبعة الأولى 1410هـ، مكتبة الرشد- الرياض. 67 - تفسير ابن كثير: ابن كثير إسماعيل أبو الفداء (ت 774 هـ)، صحح بإشراف: خليل الميس، الطبعة الثانية، دار القلم- بيروت. 68 - تفسير النسائي: أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 هـ)، تحقيق: سيد عباس، وصبري عبد الخالق، الطبعة الأولى 1410هـ.، مكتبة السنَّة- القاهرة. 69 - تقريب التهذيب: ابن حجر العسقلاني أحمد بن علي (ت 852 هـ)، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف. دار المعرفة- بيروت، الطبعة الثانية 1395 هـ. 70 - التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد: ابن نقطة: محمد بن عبد الغني (ت 629 هـ)، دار الحديث- بيروت 1407 هـ. 71 - تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير: ابن حجر: أحمد بن علي بن محمد (ت 852 هـ)، تحقيق: شعبان محمد إسماعيل، طباعة مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، الناشر: مكتبة ابن تيمية. 72 - تلخيص المستدرك: للذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ)، هامش المستدرك. دار المعرفة- بيروت.
73 - التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: ابن عبد البر: يوسف بن عبد الله بن محمد (ت 463 هـ)، تحقيق: مجموعة من العلماء. طبع بالمغرب. 74 - التنبيه على الأسباب التي أوجبت الاختلاف بين المسلمين: البطليوسي: عبد الله بن السيد البطليوسي (ت 521 هـ)، تحقيق: أحمد حسن كحيل، حمزة عبد الله النشرتي، الطبعة الأولى 1398 هـ، الناشر: دار الاعتصام. 75 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة: ابن عراق: علي بن محمد الكناني (ت 963 هـ)، تحقيق: عبد الوهاب، عبد اللطيف، عبد الله محمد الصديق، الطبعة الثانية 1401هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 76 - تهذيب التهذيب: ابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي (ت 852 هـ)، الطبعة الأولى 1404 هـ، دار الفكر- بيروت. 77 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال: المزي: جمال الدين يوسف (ت 742 هـ)، تحقيق: بشار عواد، الطبعة الأولى 1408 هـ، مؤسسة الرساله- بيروت. 78 - التوحيد وإثبات صفات الرب: ابن خزيمة: محمد بن إسحاق (ت 311 هـ)، الطبعة الثانية 1403هـ، دار الكتب السلفية- مصر. 79 - الثقات: ابن حبّان: أبو حاتم بن حبّان بن أحمد (ت 354 هـ)، الطبعة الأولى 1400 هـ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بالهند. 80 - جامع البيان (تفسير الطبري): الطبري: محمد بن جرير (ت 310هـ)، طبعة دار الفكر 1405هـ- بيروت.
81 - جامع بيان العلم وفضله: ابن عبد البر: يوسف بن عمر (ت 463 هـ)، قدم له: عبد الكريم الخطيب، الطبعة الثانية 1402 هـ، المطبعة الفنية- القاهرة. 82 - جامع التحصيل في أحكام المراسيل: العلائي: صلاح الدين بن خليل (ت 761 هـ)، حققه وقدم له: حمدي عبد المجيد السلفي، الطبعة الثانية 1407 هـ، عالم الكتب- بيروت. 83 - الجامع الصحيح: البخاري: محمد بن إسماعيل (ت 256 هـ)، طبعة محمد فؤاد عبد الباقي، الطبعة الأولى 1400 هـ،- المكتبة السلفية- القاهرة. 84 - الجامع لأحكام القرآن: القرطبي: محمد بن أحمد (ت 671 هـ)، صححه: أبو إسحاق إبراهيم أطفيش (ت 1373 هـ)، مطبعة دار الكتب المصرية. 85 - الجرح والتعديل: ابن أبي حاتم: عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس (ت 327 هـ)، الطبعة الأولى 1372 هـ، مطبعة دائرة المعارف- الهند. 86 - جزء الحسن بن عرفة (ت 257 هـ): تحقيق: الدكتور عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، الطبعة الأولى 1406 هـ، مكتبة دار الأقصى- الكويت. 87 - جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام: ابن القيم: محمد بن أبي بكر بن أيوب (ت 751 هـ)، الطبعة الأولى 1405 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت.
88 - جمان الدرر في اختصار الجواهر والدرر: عبد الله بن أحمد بن خليل، مخطوط مصور في مكتبة الدكتور محمود ميرة، عن دار الكتب المصرية. 89 - الجمع بين رجال الصحيحين: ابن القيسراني: محمد بن طاهر (ت 507 هـ)، الطبعة الثانية 1405 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 95 - الجواهر والدرر: الجزء الأول مطبوع، تحقيق: حامد عبد المجيد، وطه الزيني، نشر المجلس الأعلى للشؤون الإِسلامية- القاهرة لجنة إحياء التراث 1406 هـ. نسخة مصورة من المخطوط المحفوظ بمعهد المخطوطات العربية بالكويت من نسخة الأوقاف رقم 397. 91 - الجوهر النقي: ابن التركماني: علاء الدين بن علي بن عثمان (ت 745 هـ)، حاشية السنن الكبرى. 92 - حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع: النجدي: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم (ت 1392 هـ)، الطبعة الثانية 1403هـ. 93 - حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة: السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم. طبع البابي الحلبي وشركاه. مصر، الطبعة الأولى 1387 هـ. 94 - حلية الأولياء، وطبقات الأصفياء: الأصفهاني: أبو نعيم أحمد بن عبد الله (ت 430 هـ)، دار الفكر للطباعة. الناشر: دار الكتب العلمية- بيروت. 95 - الخراج: لأبي يوسف: يعقوب بن إبراهيم، الطبعة الخامسة 1396 هـ، المطبعة السلفية- القاهرة. نشر: قصي محب الدين الخطيب.
96 - الخصائص الكبرى- أو كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب: السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ)، تحقيق الدكتور محمد خليل هراس الناشر: دار الكتب الحديثة- مصر. مطبعة المدني. 97 - خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: الخزرجي: أحمد بن عبد الله (ت 923 هـ)، قدم له واعتنى به: عبد الفتاح أبو غدة، الطبعة الرابعة 1411 هـ، دار البشائر: بيروت- الناشر: مكتب المطبوعات الإِسلامية- حلب. 98 - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: ابن حجر العسقلاني: (ت 852 هـ)، تحقيق: محمد سيد جاد الحق، دار الكتب الحديثة بمصر. 99 - الدر المنثور في التفسير بالمنثور: السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ)، طبعة أحمد البابي الحلبي. الناشر: دار المعرفة- بيروت. 100 - درة الحجال في أسماء الرجال: الكناسي: أبو العباس أحمد بن محمد (ت 1025هـ)، تحقيق الدكتور محمد الأحمدي أبو النور. نشر دار التراث بالقاهرة- والمكتبة العتيقة بتونس. 101 - الدعاء: الطبراني: سليمان بن أحمد (ت 360 هـ)، تحقيق الدكتور محمد سعيد البخاري، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار البشائر الإِسلامية- بيروت. 102 - الدليل الشافي على المنهل الصافي: ابن تغرى بردي: جمال الدين أبو المحاسن يوسف (ت 874 هـ)، تحقيق: فهيم محمد شلتوت. طبعة: مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى.
103 - دلائل النبوة: الأصفهاني: أبو نعيم أحمد بن عبد الله (ت 430 هـ)، تحقيق: محمد رواس قلعة جي- عبد البر عباس، الطبعة الثانية 1406 هـ، دار النفائس- بيروت. 104 - دلائل النبوة: البيهقي: أحمد بن الحسين (ت 458 هـ)، تحقيق عبد المعطي قلعجي، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الريان- القاهرة. 105 - دلائل النبوة: الفريابي: جعفر بن محمد (ت 301 هـ)، تحقيق: عامر حسن صبري، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار حراء. 106 - ديوان الضعفاء والمتروكين: الذهبي: محمد بن أحمد (ت 748 هـ)، حققه: لجنة من العلماء، الطبعة الأولى 1408هـ، دار القلم- بيروت. 107 - ذكر أخبار أصبهان: الأصبهاني: أحمد بن عبد الله أبو نعيم (ت 430 هـ)، طبعة مطابع الفاروق الحديثة- القاهرة. الناشر: دار الكتاب الإِسلامي. 108 - ذيل طبقات الحفاظ للذهبي: السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ)، دار إحياء التراث العربي. 109 - الذيل على رفع الإِصر: السخاوي أحمد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ)، تحقيق: الدكتور جودة هلال، ومحمد صبيح. الدار المصرية للتأليف والترجمة. 110 - الرسالة التدمرية: ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم (ت 728 هـ)، مطبوعات جامعة الإِمام، الطبعة الثالثة 1403 هـ.
111 - الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة: الكتاني: محمد بن جعفر (ت 1345 هـ)، الطبعة الثانية 1400هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 112 - رفع الإِصر عن قضاة مصر: لابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق عدد من الأساتذة، المطبعة الأميرية- القاهرة 1957 م. 113 - زاد المسير في علم التفسير: ابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي (ت 597 هـ)، الطبعة الثالثة 1404 هـ، المكتب الإِسلامي- بيروت. 114 - الزهد: أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت 241 هـ)، الطبعة الأولى1403 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 115 - الزهد: ابن المبارك: عبد الله بن المبارك المروزي (ت 181 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية. 116 - زوائد مسند البزّار: (مختصر زوائد مسند البزّار على الكتب الستة ومسند أحمد) أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: صبري عبد الخالق أبو ذر. مؤسسة الكتب الثقافية- بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ. 117 - السبع السيارة النيرات: ابن حجر: أحمد بن علي بن محمد (ت 852 هـ)، تحقيق: محمد يوسف أيوب، طبعة 1413هـ، من إصدارات نادي أبها الأدبي. 118 - سلسلة الأحاديث الصحيحة: محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الرابعة 1405 هـ، الأول والثاني: المكتب الإِسلامي- بيروت. الثالث والرابع: عن المكتبة الإِسلامية- الأردن.
119 - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة: الألباني: محمد ناصر الدين، الطبعة الخامسة 1405هـ، الأول والثاني: المكتب الإِسلامي- بيروت. الثالث والرابع: المكتبة الإسلامية- عمان. 120 - السنن: الترمذي: محمد بن عيسى (ت 279 هـ)، تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، الطبعة الثانية 1403هـ، دار الفكر- بيروت. 121 - السنن: أبو داود: سليمان بن الأشعث (ت 275 هـ)، إعداد وتعليق: عزت عبيد دعاس، وعادل السيد، الطبعة الأولى 1394 هـ، دار الحديث- حمص. 122 - السنن: ابن ماجه: محمد بن يزيد (ت 273 هـ)، تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، الطبعة الثانية 1404هـ، شركة الطباعة العربية السعودية- الرياض. 123 - سنن الدارقطني: الدارقطني: علي بن عمر (ت 385 هـ)، الطبعة الرابعة 1456 هـ، دار عالم الكتب- بيروت. 124 - سنن الدارمي: الدارمي: عبد الله بن عبد الرحمن (ت 255 هـ)، طبع بعناية محمد أحمد دهمان. نشرته دار إحياء السنَّة. 125 - سنن سعيد بن منصور: سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني (ت 227 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي. دار الكتب العلمية- بيروت. 126 - السنن الكبرى: البيهقي: أحمد بن الحسين بن علي (ت 458 هـ)، الطبعة الأولى، مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية بالهند 1344هـ.
127 - السنن الكبرى: النسائي: أحمد بن شعيب (ت 303 هـ)، تحقيق: عبد الغفار سليمان البنداري. وسيد كسروي، الطبعة الأولى 1411 هـ. دار الكتب العلمية- بيروت. 128 - السنَّة: ابن أبي عاصم: عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد (ت 287 هـ)، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الأولى 1400 هـ، المكتب الإِسلامي- بيروت. 129 - السنَّة: عبد الله بن أحمد بن حنبل (ت 290 هـ)، تحقيق الدكتور محمد بن سعيد القحطاني، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار ابن القيم- الدمام. 130 - سؤالات ابن الجنيد لابن معين (ت 223 هـ): ابن الجنيد: إبراهيم بن عبد الله الختلي. تحقيق: أحمد محمد نور سيف، الطبعة الأولى 1408 هـ، مكتبة الدار- المدينة المنورة. 131 - سؤالات السجزي: الحاكم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله (ت 405 هـ)، تحقيق: موفق عبد الله، عبد القادر، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الغرب- بيروت. 132 - سير أعلام النبلاء: الذهبي: محمد بن أحمد (ت 748 هـ)، تحقيق: مجموعة من العلماء، الطبعة الأولى 1402هـ، مؤسسة الرسالة- بيروت. 133 - السيرة النبوية: لابن هشام (ت 218 هـ)، تحقيق: مصطفى السقا، إبراهيم الأبياري، عبد الحفيظ شلبي. مؤسسة علوم القرآن. 134 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب: ابن العماد: عبد الحي بن العماد الحنبلي (ت 1089 هـ)، دار إحياء التراث العربي- بيروت.
135 - شرح السنة: البغوي: الحسين بن مسعود الفراء (ت 516 هـ)، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، زهير الشاويش، الطبعة الثانية 1453 هـ، المكتب الإِسلامي. 136 - شرح علل الترمذي: ابن رجب: عبد الرحمن بن أحمد (ت 795 هـ)، تحقيق: الدكتور همام عبد الرحيم سعيد، الطبعة الأولى 1407 هـ، مكتبة المنار- الأردن. 137 - شرح معاني الآثار: الطحاوي: أحمد بن محمد بن سلامة (ت 321 هـ)، تحقيق: محمد زهري النجار، الطبعة الثانية 1407هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 138 - الشريعة: الآجري: محمد بن الحسين (ت 360 هـ)، تحقيق: محمد حامد الفقي. الناشر: أنصار السنَّة المحمدية- لاهور. 139 - شعب الإِيمان: البيهقي: أحمد بن الحسين (ت 458 هـ)، تحقيق: أبو هاجر محمد بسيوني زغلول، الطبعة الأولى 1410هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 140 - الشفا بتعريف حقوق المصطفى: القاضي: عياض بن موسى بن عياض (ت 544 هـ)، تحقيق: علي محمد البجاوي. مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه- القاهرة. 141 - شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل: ابن القيم: محمد بن أبي بكر (ت 751 هـ)، الطبعة الأولى 1323 هـ، مكتبة الرياض الحديثة. 142 - الشكر لله عزَّ وجلّ: ابن أبي الدنيا: عبد الله بن محمد (ت 281 هـ)، حققه ياسين السواس. راجعه وخرج أحاديثه: عبد القادر الأرناؤوط، الطبعة الثانية 1407 هـ، دار ابن كثير- دمشق- بيروت.
143 - الشمائل المحمدية: الترمذي: محمد بن عيسى بن سورة (ت 279 هـ)، إخراج وتعليق: محمد عفيف الزعبي، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار العلم للطباعة والنشر- جدة. 144 - صحيح الجامع الصغير: الألباني: محمد ناصر الدين، الطبعة الثانية 1406 هـ، المكتب الإِسلامي. 145 - صحيح سنن أبي داود: الألباني محمد ناصر الدين، مكتب التربية العربي لدول الخليج- الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ، المكتب الإِسلامي- بيروت. 146 - صحيح مسلم: مسلم بن الحجاج القشيري (ت 261 هـ)، تحقيق وإشراف: عبد الله أحمد أبو زينة. مع شرح النووي، طبعة الشعب- القاهرة. 147 - الضعفاء: الأصبهاني: أبو نعيم (ت 430 هـ)، تحقيق الدكتور فاروق حمادة، الطبعة الأولى 1405 هـ، دار الثقافة- الدار البيضاء. 148 - الضعفاء: العقيلي: محمد بن عمرو بن موسى (ت 322 هـ)، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، الطبعة الأولى 1404هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 149 - الضعفاء الصغير: البخاري: محمد بن إسماعيل (ت 256 هـ)، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار المعرفة- بيروت. 150 - الضعفاء والمتروكون: الدارقطني: علي بن عمر (ت 385 هـ)، تحقيق: موفق بن عبد الله، عبد القادر، الطبعة الأولى 1404هـ، مكتبة المعارف- الرياض.
151 - الضعفاء والمتروكون: ابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي (ت 597 هـ)، حققه: أبو الفداء عبد الله القاضي، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 152 - الضعفاء والمتروكون: النسائي: أحمد بن علي بن شعيب (ت 303 هـ)، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار المعرفة- بيروت. 153 - ضعيف الجامع الصغير وزيادته: الألباني: محمد ناصر الدين، الطبعة الثانية- المكتب الإِسلامي- بيروت 1399 هـ. 154 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع: السخاوي: محمد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ)، منشورات دار مكتبة الحياة بيروت. 155 - الطبقات: خليفة بن خياط العصفري (ت 240 هـ)، رواية موسى بن زكريا. تحقيق: الدكتور أكرم ضياء العمري، الطبعة الثانية 1402 هـ، دار طيبة- الرياض. 156 - طبقات الحفاظ: السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ)، راجع النسخة: لجنة من العلماء، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 157 - طبقات الشافعية الكبرى: السبكي: تاج الدين عبد الوهاب (ت 771 هـ)، الطبعة الثانية، دار المعرفة- بيروت. 158 - طبقات علماء الحديث: ابن عبد الهادي: محمد بن أحمد (ت 744 هـ)، تحقيق: إبراهيم الزيبق، الطبعة الأولى 1409 هـ، مؤسسة الرسالة- بيروت.
159 - الطبقات الكبرى: لابن سعد: محمد بن سعد (ت 230 هـ)، دار صادر، بيروت. 160 - عارضه الأحوذي بشرح صحيح الترمذي: ابن العربي: محمد بن عبد الله الإِشبيلي (ت 543 هـ)، دار الفكر- بيروت. 161 - العبر في خبر من غبر: الذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ)، تحقيق: محمد السعيد ابن بسيوني زغلول. دار الكتب العلمية. 162 - العظمة: أبو الشيخ: عبد الله بن محمد بن جعفر (ت 369 هـ)، دراسة وتحقيق: مصطفى عاشور، ومجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن- القاهرة. 163 - علل الترمذي الكبير: ترتيب أبي طالب القاضي. تحقيق ودراسة: حمزة ديب مصطفى، الطبعة الأولى 1406هـ، مكتبة الأقصى- عمان. 164 - علل الحديث: ابن أبي حاتم: عبد الرحمن بن محمد (ت 327 هـ)، طبعة 1405 هـ، دار المعرفة- بيروت. 165 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية: ابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي (ت 597 هـ)، قدم له وضبطه: خليل الميس، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 166 - العلل الواردة في الأحاديث النبوية: الدارقطني: علي بن عمر (ت 385 هـ)، تحقيق الدكتور محفوظ الرحمن السلفي، الطبعة الأولى 1405 هـ، 1412، دار طيبة- الرياض.
167 - عمل اليوم والليلة: ابن السنّي: أحمد بن محمد (ت 364 هـ)، خرج أحاديثه وعلق عليه: عبد الله حجاج، الطبعة الثالثة 1404هـ، مكتبة التراث الإِسلامي- القاهرة- دار الجيل- بيروت. 168 - عمل اليوم والليلة: النسائي: أحمد بن علي بن شعيب (ت 353 هـ)، تحقيق: الدكتور فاروق حمادة، الطبعة الثالثة 1407 هـ، مؤسسة الرساله- بيروت. 169 - عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران: البقاعي: برهان الدين إبراهيم بن عمر (ت 885 هـ)، مخطوط بدار الكتب المصرية. 170 - عوالي الحارث بن أبي أسامة: رواية أبي نعيم. تحقيق: عبد العزيز بن عبد الله الهليل، الطبعة الأولى 1411هـ، مطابع التقنية- الرياض. 171 - غاية النهاية في طبقات القراء: ابن الجزري: محمد بن محمد (ت 833 هـ)، عني بنشره برجستراسر، الطبعة الثالثة 1402 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 172 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري: ابن حجر: أحمد بن علي بن محمد (ت 852 هـ)، الطبعة الثانية 1402هـ، المطبعة البهية المصرية. الناشر: دار إحياء التراث- بيروت. 173 - الفتح الرباني: الساعاتي: أحمد بن عبد الرحمن البنا، الطبعة الثانية. الناشر دار إحياء التراث- بيروت. 174 - فتح القدير: الشوكاني: محمد بن علي (ت 1250 هـ)، طبعة 1403 هـ، الناشر: دار الفكر- بيروت.
175 - الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير: السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ)، ترتيب النبهاني: يوسف الناشر: دار الكتاب العربي- بيروت. 176 - فتح المغيث شرح ألفية الحديث: السخاوي: محمد بن عبد الرحمن (ت 952 هـ)، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 177 - فتح المغيث شرح ألفية الحديث: العراقي: عبد الرحيم بن الحسين (ت 806 هـ)، تحقيق: أحمد محمد شاكر، الطبعة الثانية 1408هـ، عالم الكتب- بيروت. 178 - الفردوس بمأثور الخطاب: الديلمي: شيرويه بن شهردار بن شيروية (ت 509 هـ)، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 179 - فضائل الصحابة: لأبي عبد الله أحمد بن حنبل (ت 241 هـ)، تحقيق: وصي الله بن محمد عباس، الطبعة الأولى 1403 هـ، مؤسسة الرساله- بيروت. 180 - فضائل القرآن: ابن الضريس: محمد بن أيوب (ت 295 هـ)، تحقيق: مسفر بن سعيد الغامدي، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار حافظ للنشر والتوزيع. 181 - فضائل القرآن: لأبي عبيد: القاسم بن سلام (ت 224 هـ)، تحقيق: وهبي سليمان، الطبعة الأولى 411 اهـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 182 - فضائل القرآن: الفريابي: جعفر بن محمد (ت 301 هـ)، تحقيق: يوسف عثمان فضل الله، الطبعة الأولى 1409هـ، مكتبة الرشد- الرياض.
183 - فهرس الفهارس والإِثبات: الكتاني: عبد الحي بن عبد الكبير. باعتناء الدكتور إحسان عباس، الطبعة الثانية 1402 هـ، دار الغرب الإِسلامي- بيروت. 184 - فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية: (المنتخب من مخطوطات الحديث). الألباني: محمد ناصر الدين، مجمع اللغة العربية- دمشق 1390 هـ. 185 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: الشوكاني: محمد بن علي (ت 1250هـ)، تحقيق: محمد عبد الرحمن عوض، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الكتاب العربي- بيروت. 186 - فيض القدير شرح الجامع الصغير: المناوي: محمد بن عبد الرؤوف (ت 1035 هـ)، دار الفكر- بيروت. 187 - القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية: ابن طولون: محمد بن طولون الصالحين (ت 953 هـ)، تحقيق: محمد أحمد دهان، الطبعة الثانية 1401 هـ- دمشق. 188 - قواعد في علوم الحديث: التهانوي: ظفر أحمد (ت 1394 هـ)، حققه وراجع نصوصه: عبد الفتاح أبو غدة، الطبعة الخامسة 1404 هـ - الرياض شركة العبيكان للطباعة والنشر الناشر: مكتب المطبوعات بحلب. 189 - الكاشف: الذهبي: محمد بن أحمد (ت 748 هـ)، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 190 - الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف: ابن حجر: أحمد بن علي بن محمد (ت 852 هـ)، حاشية الكشاف.
191 - الكامل في التاريخ: ابن الأثير الجزري: علي بن محمد (ت 630 هـ)، الطبعة الرابعة 1403 هـ، دار الكتاب العربي- بيروت. 192 - الكشاف: الزمخشري: محمود بن عمرو (ت 528 هـ)، رتبه وضبطه وصححه: مصطفى حسين أحمد، الطبعة الثالثة 1407 هـ، دار الريان للتراث. 193 - كشف الأستار عن زوائد البزّار: الهيثمي: نور الدين علي بن أبي بكر (ت 807 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، الطبعة الثانية 1404 هـ، مؤسسة الرسالة- بيروت. 194 - كشف الخفاء ومزيل الإِلباس: العجلوني: إسماعيل بن محمد (ت 1162هـ)، طبع تحت إشراف: أحمد القلاش، الطبعة الرابعة 1405 هـ، مؤسسة الرسالة- بيروت. 195 - كشف الظنون: حاجي خليفة: مصطفى بن عبد الله (ت 1067هـ)، دار الفكر- بيروت- 1410. 196 - الكلم الطيب: ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم (ت 728 هـ)، تحقيق: الألباني: محمد ناصر الدين، المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثالثة 1397 هـ. 197 - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: الهندي: علاء الدين المتقي بن حسام الدين (ت 975 هـ)، طبعة 1409هـ، مؤسسة الرسالة- بيروت. 198 - الكنى: البخاري: محمد بن إسماعيل (ت 256 هـ)، ملحق بالتاريخ الكبير، له دار الفكر- بيروت.
199 - الكنى والأسماء: الدولابي: محمد بن أحمد بن حماد (ت 310هـ)، الطبعة الثانية، دار الكتب العلمية- بيروت 1403 هـ. 200 - الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات: ابن الكيال: محمد بن أحمد (ت 939 هـ)، تحقيق ودراسة: عبد القيوم عبد رب النبي، الطبعة الأولى 1401هـ، دار المأمون للتراث -دمشق- بيروت. 201 - الكوكب الدري شرح سنن الترمذي: أبو محمود رشيد أحمد الأيوبي الأنصاري، المكتبة الحيوية- سهارنفور- الهند. 202 - اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة: السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ)، دار المعرفة- بيروت 1403 هـ. 203 - لحظ الألحاظ: ابن فهد: محمد بن فهد المكي (ت 871 هـ)، دار إحياء التراث العربي- بيروت. 204 - لسان العرب: ابن منظور: محمد بن مكرم (ت 711 هـ)، دار صادر. 205 - لسان الميزان: ابن حجر: أحمد بن علي (ت 852 هـ)، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الفكر- بيروت. 206 - مباحث في علوم القرآن: الشيخ: مناع القطان، الطبعة الثامنة 1401 هـ، مكتبة المعارف- الرياض. 207 - (المجتبى) سنن النسائي: النسائي: أحمد بن علي بن شعيب (ت 303 هـ)، الناشر: دار الكتاب العربي- بيروت. 208 - المجروحين: ابن حبّان: محمد بن حبّان (ت 354 هـ)، تحقيق: محمود إبراهيم زايد. توزيع: دار الباز- مكة المكرمة.
209 - مجمع البحرين في زوائد المعجمين: الهيثمي: نور الدين علي بن أبي بكر (ت 807 هـ)، تحقيق: عبد القدوس بن محمد نذير، الطبعة الأولى 1413 هـ، مكتبة الرشد- الرياض. 210 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: الهيثمي: علي بن أبي بكر (ت 807 هـ)، طبعة 1406 هـ، مؤسسة المعارف- بيروت. 211 - المجموع شرح المهذب. النووي محيي الدين يحيى بن شرف (ت 676 هـ)، دار الفكر- بيروت. 212 - مجموع فتاوى شيخ الإِسلام: ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم (ت 728 هـ)، جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم النجدي. دار المدني- جدة. 213 - مختار الصحاح: الرازي: محمد بن أبي بكر (ت 691 هـ)، إخراج: دائرة المعاجم في مكتبة لبنان 1986م. 214 - مختصر إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: البوصيري: شهاب الدين أحمد بن أبي بكر (ت 840 هـ)، مخطوط مصور محفوظ بمكتبة الدكتور محمود ميرة. 215 - مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك الحاكم: ابن الملقن: عمر بن علي بن أحمد (ت 804 هـ)، تحقيق: عبد الله بن حمد اللحيدان، وسعد عبد الله آل حميد، الطبعة الأولى 1411هـ، دار العاصمة- الرياض. 216 - مختصر سيرة ابن هشام: محمد عفيف الزعبي، الطبعة الثانية: 1402 هـ، الناشر: مكتبة المعرفة- حمص- دار العلم: جدة.
217 - مختصر قيام الليل للمروزي (ت 294 هـ): اختصره أحمد بن علي المقريزي (ت 845 هـ)، الطبعة الأولى 1408 هـ، عن النسخة الهندية. توزيع: دار الطحاوي- الرياض، الناشر: حديث أكادمي- باكستان. 218 - مختصر المختصر لابن خزيمة (الصحيح): ابن خزيمة: محمد بن إسحاق (ت 311 هـ)، تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، الطبعة الأولى 1395 هـ، المكتب الإِسلامي- بيروت. 219 - المدخل إلى السنن الكبرى: البيهقي: أحمد بن الحسين بن علي (ت 458 هـ)، تحقيق: محمد ضياء الرحمن الأعظمي، دار الخلفاء- الكويت. 220 - المدخل إلى الصحيح: الحاكم أبو عبد الله: محمد بن عبد الله (ت 405 هـ)، تحقيق: الدكتور ربيع بن هادي عمير، الطبعة الأولى 1404 هـ، مؤسسة الرسالة- بيروت. 221 - المراسيل: ابن أبي حاتم: عبد الرحمن بن محمد بن إدريس (ت 327 هـ)، علق عليه: أحمد عصام الكاتب، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 222 - مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع: البغدادي: صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق (ت 739 هـ)، تحقيق: علي محمد البجاوي، الطبعة الأولى: 1373 هـ، دار المعرفة- بيروت. 223 - المستدرك على الصحيحين: الحاكم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله (ت 405 هـ)، بإشراف: الدكتور يوسف المرعشلي. دار المعرفة- بيروت. توزيع: مكتبة المعارف الرياض.
224 - المسند: الحميدي: عبد الله بن الزبير (ت 219 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، عالم الكتب- بيروت. 225 - مسند أحمد: الإِمام أحمد بن حنبل (ت 241 هـ)، الطبعة الثانية: 1398 هـ، المكتب الإِسلامي عن النسخة المجنية. 226 - مسند ابن الجعد: علي بن الجعد بن عبيد الجوهري (ت 230 هـ)، رواية أبي القاسم البغوي، مراجعة وتعليق: عامر أحمد حيدر، الطبعة الأولى 1410 هـ، مؤسسة نادر- بيروت. 227 - مسند الشافعي: محمد بن إدريس 204. دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1400 هـ. 228 - مسند الشاميين: الطبراني: سليمان بن أحمد (ت 360 هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الطبعة الأولى 1409هـ، مؤسسة الرساله- بيروت. 229 - مسند أبي داود الطيالسي: الطيالسي: سليمان بن داود بن الجارود (ت 204 هـ)، دار المعرفة- بيروت. 230 - مسند أبي عوانة: أبو عوانة: يعقوب بن إسحاق الإِسفراييني (ت 316 هـ)، دار المعر فة- بيروت. 231 - مسند أبي يعلى الموصلي: أحمد بن علي بن المثنى الموصلي (ت 307 هـ)، تحقيق: إرشاد الحق الأثري، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار القبلة- جدة. مؤسسة علوم القرآن- بيروت. 232 - مشاهير علماء الأمصار: ابن حبّان: محمد بن حبّان البستي (ت 354 هـ)، عني بتصحيحه: م. فلايشهمر. دار الكتب العلمية- بيروت.
233 - المشترك وضعًا والمفترق صقعًا: الحموي: ياقوت بن عبد الله (ت 626 هـ)، الطبعة الثانية 1406 هـ، عالم الكتب- بيروت. 234 - مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه: البوصيري: أحمد بن أبي بكر الكناني (ت 840 هـ)، دراسة وتقديم: كمال يوسف الحوت، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الجنان- بيروت. 235 - المصنف: ابن أبي شيبة: عبد الله بن محمد (ت 235 هـ)، حققه وصححه: عبد الخالق الأفغاني. الناشر: دار المدني- جدة. 236 - المصنف: عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 هـ)، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، الطبعة الثانية 1403 هـ، المكتب الإِسلامي- بيروت. 237 - المطالب العالية: ابن حجر: أحمد بن علي بن محمد (ت 852 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي. دار المعرفة- بيروت. 238 - المعارف: ابن قتيبة: عبد الله بن مسلم (ت 276 هـ)، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 239 - معالم التنزيل: البغوي: الحسين بن مسعود الفراء (ت 516 هـ)، تحقيق: خالد العك، مروان سوار، دار المعرفة- بيروت، الطبعة الثانية 1407 هـ. 240 - معالم السنن: الخطابي: محمد بن محمد البستي (ت 388 هـ)، حاشية سنن أبي داود، إعداد وتعليق: عزت عبيد دعاس، الطبعة الأولى 1388 هـ. 241 - معجم البلدان: الحموي: ياقوت بن عبد الله الرومي البغدادي (ت 626 هـ)، دار صادر- بيروت.
242 - معجم الشيوخ: الذهبي: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ)، تحقيق: محمد الحبيب الهيلة، الطبعة الأولى 1408 هـ، مكتبة الصديق- الطائف. 243 - معجم الصحابة: ابن قانع: أبو الحسن عبد الباقي بن قانع (ت 351 هـ)، مخطوط: نسخة كوبريلي. 244 - المعجم الصغير: الطبراني: سليمان بن أيوب (ت 360 هـ)، الطبعة 1403 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 245 - المعجم في أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي: الإِسماعيلي: أحمد بن إبراهيم (ت 371 هـ)، رواية أبي بكر البرقاني، تحقيق: الدكتور زياد محمد منصور، الطبعة الأولى 1410هـ.، مكتبة العلوم والحكم- المدينة. 246 - معجم قبائل العرب القديمة والحديثة: تأليف: عمر رضا كحالة. مؤسسة الرسالة- بيروت. 247 - المعجم الكبير: الطبراني: سليمان بن أحمد (ت 360 هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الطبعة الأولى، 1400 هـ. 248 - المعجم المفهرس: (تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة)، ابن حجر: أحمد بن علي (ت 852 هـ)، من محفوظات دار الكتب المصرية. 249 - معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد: الذهبي: محمد بن أحمد (ت 748 هـ)، تحقيق: إبراهيم سعيداي إدريس، الطبعة الأولى: 1406 هـ، دار المعرفة- بيروت. توزيع: دار الباز- مكة المكرمة.
250 - معرفة الصحابة: الأصبهاني: أبو نعيم أحمد بن عبد الله (ت 430 هـ). (أ) - المطبوع: تحقيق: محمد رامي حاج عثمان، الطبعة الأولى 1408 هـ، مكتبة الدار- المدينة مكتبة الحرمين- الرياض. (ب) - المخطوط. 251 - المعرفة والتاريخ: الفسوي: يعقوب بن سفيان (ت 277 هـ)، تحقيق: أكرم ضياء العمري، الطبعة الأولى 1410هـ، مكتبة الدار بالمدينة المنورة. 252 - المغني شرح مختصر الخرقى: ابن قدامة: عبد الله بن أحمد المقدسي (ت 620 هـ)، تحقيق: الدكتور عبد الله التركي الدكتور عبد الفتاح الحلو، الطبعة الأولى 1410 هـ، هجر للطباعة والنشر- القاهرة. 253 - المغني عن حمل الأسفار في الأسفار: العراقي: عبد الرحيم بن الحسين (ت 806 هـ)، هامش الإِحياء. 354 - المغني في ضبط أسماء الرجال ومعرفة كنى الرواة وألقابهم وأنسابهم: الفتني: محمد بن طاهر بن علي الهندي (ت 986 هـ)، دار الكتاب العربي 1402 هـ. 255 - المغني في الضعفاء: الذهبي: محمد بن أحمد (ت 748 هـ)، حققه وعلق عليه: نور الدين عتر. 256 - المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة: السخاوي: محمد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ)، صححه: عبد الله بن محمد الصديق، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار الكتب العلمية.
257 - المقاصد السنية في الأحاديث الإِلهية: ابن بلبان: علي بن بلبان المقدسي (ت 739 هـ)، تحقيق: محيي الدين مستور، ومحمد العيد الخطراوي، الطبعة الأولى 1403 هـ، مكتبة دار التراث، الناشر: مؤسسة علوم القرآن. 258 - مقدمة الجرح والتعديل: ابن أبي حاتم: عبد الرحمن بن محمد بن إدريس (ت 327 هـ)، نسخة مصورة عن النسخة الهندية، دار إحياء التراث العربي- بيروت. 259 - مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث: ابن الصلاح: عثمان بن عبد الرحمن (ت 642 هـ)، الطبعة 1398 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 260 - المقصد العلي من زوائد مسند أبي يعلى الموصلي: الهيثمي: علي بن أبي بكر (ت 807 هـ)، مصور عن مخطوط محفوظ بمكتبة الجامعة الاسلامية. 261 - مكارم الأخلاق ومعاليها: الخرائطي: محمد بن جعفر (ت 327 هـ)، تحقيق: سعاد سليمان، الطبعة الأولى 1411هـ، مطبعة المدني- القاهرة. 262 - المنتخب من مسند عبد بن حميد: عبد بن حميد (ت 249 هـ)، تحقيق: السيد صبحي السامرائي، محمود محمد الصعيدي، الطبعة الأولى 1408 هـ، عالم الكتب- بيروت. 263 - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: ابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي (ت 597 هـ)، مصور بيروت في الطبعة الهندية.
264 - من كلام يحيى بن معين (الدقاق): يحيى بن معين (ت 233 هـ)، تحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف. دار المأمون للتراث- دمشق- بيروت. 265 - منهاج السنة النبوية: ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم (ت 728 هـ)، تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، الطبعة الأولى 1406هـ، دار الكتاب الإِسلامي. 266 - المنهاج شرح صحيح مسلم: النووي: يحيى بن شرف (ت 676 هـ)، تحقيق: عبد الله أحمد أبو زينة. طبعة الشعب- القاهرة. 267 - المواهب اللدنية بالمنح المحمدية: القسطلاني: أحمد بن محمد (ت 923 هـ)، تحقيق: صالح أحمد الشامي، الطبعة الأولى 1412 هـ، المكتب الإِسلامي- بيروت. 268 - موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف: إعداد: أبو هاجر محمد السعيد بسيوني زغلول، الطبعة الأولى 1410هـ، عالم التراث- بيروت. 269 - موضح أوهام الجمع والتفريق: الخطيب البغدادي: أحمد بن علي بن ثابت (ت 463 هـ)، نسخة مصورة عن المطبوعة بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية- الهند (ت 1378 هـ). 270 - الموضوعات: ابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي (ت 597 هـ)، تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، الطبعة الثانية 1403هـ، دار الفكر- بيروت. 271 - الموطأ للإمام مالك (ت 179 هـ): رواية يحيى بن يحيى الليثي. إعداد: أحمد راتب عرموش. دار النفائس- بيروت، الطبعة الخامسة 1401 هـ.
272 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال: الذهبي: محمد بن أحمد (ت 748 هـ)، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار المعرفة- بيروت. الذهبي: محمد بن أحمد (ت 748 هـ)، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار المعرفة- بيروت. 273 - نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 5852 هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي. مطبعة الإرشاد- بغداد. الناشر: ابن تيمية، طبعة 1406 هـ. 274 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: ابن تغري بردي: جمال الدين أبو المحاسن يوسف (ت 874 هـ)، نسخة مصورة عن طبعة الهيئة المصرية للتأليف والنشر، الطبعة 1391 هـ، تحقيق: إبراهيم طرخان. 275 - نصب الراية لأحاديث البداية: الزيلعي: عبد الله بن يوسف (ت 762 هـ)، دار الحديث. 276 - نظم العقيان في أعيان الأعيان: السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ)، حرره فيليب حتي، مصور المكتبة العلمية- بيروت 1927م. 277 - النهاية في غريب الحديث والأثر: ابن الأثير: مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد (ت 606 هـ)، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، محمود محمد الطناحي. المكتبة العلمية- بيروت. 278 - النهاية في الفتن والملاحم: ابن كثير: إسماعيل بن عمر (ت 774 هـ)، تحقيق: محمد أحمد عبد العزيز، دار الحديث- القاهرة.
279 - نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول: الترمذي: محمد الحكيم من علماء القرن الثالث الهجري، دار صادر- بيروت. 280 - هدي الساري مقدمة فتح الباري: الجزء الأول من الفتح، طبعة البابي الحلبي وشركاه 1402 هـ، دار إحياء التراث العربي- بيروت. 281 - هدية العارفين: البغدادي: إسماعيل باشا، طبعة دار الفكر- بيروت 1402هـ. • • •
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق عبد الله بن ظافر بن عبد الله الشهري تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد السادس عشر 31 - 32 من كتاب المناقب من مناقب عثمان بن عفان - إلى فضل الأنصار رضي الله عنهم (3904 - 4143) دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ 31 - 33
دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية/ تحقيق عبد الله ظافر الشهري - الرياض. 712 ص؛ 17× 34 سم. ردمك 1 - 68 - 749 - 9960 (مجمو عة) 3 - 70 - 749 - 9960 (ج 16) 1 - الحديث- مسانيد 2 - الحديث- تخر يج 3 - الحديث- شرح 4 - الحديث- زوائد أ- الشهري، عبد الله ظافر (محقق) ب - العنوان: 2370/ 18 ديوي 237.4 رقم الإيداع 2370/ 18 ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 3 - 70 - 749 - 9960 (ج 16) حقوق الطبع محفوظة للمنسق الطّبْعَة الأولى 1420 هـ - 2000 م دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض - ص ب 42507 - الرمز البريدي 11551 هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب: 32594 - الرياض: 11438 - تلفاكس: 2660 - 421
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المقَدّمَة إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومن يضلل فلا هادي له، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (¬1). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬2). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (¬3). أمّا بعد، فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بدعة ضلالة. ¬
لقد أكرم الله هذه الأمة المحمدية ببعثة نبيّه الأمين عليه صلوات الله وسلامه، وبإنزال كتابه المبين المهيمن على جميع ما سبقه من الكتب السماوية. وقد جعل الله تعالى سنَّة نبيه -صلى الله عليه وسلم- مبيِّنة لهذا الكتاب شارحةً له مفصِّلَةً لمجمله، فهي في المرتبة الثانية بعده. لذا كان الاهتمام بهذه السنَّة المطهَّرة والعناية بها والاشتغال بمتونها وأسانيدها من أفضل ما بذلت فيه الأوقات وأفنيت فيه الأعمار والساعات. ومن فضل الله جلَّ وعلا وعظيم منَّته على هذه الأمة المباركة أن قيَّض لها على مرِّ العصور والأجيال أئمَّة وحفَّاظًا وجهابذة أفذاذًا يخدمون هذه السنَّة المباركة، ويبذلون كل غالٍ ونفيس في المحافظة عليها ودراستها وتمييز صحيحها من سقيمها، حتى تركوا لهذه الأمة كنزًا ثمينًا يتمثَّل في تلك المصنفات الضخمة والأسفار العظيمة في مختلف فروع علوم السنَّة وما يتعلَّق بها. ومن هؤلاء الأئمة الحفَّاظ الذي قيَّضهم الله جل وعلا لخدمة سنَّة نبيه -صلى الله عليه وسلم- حافظ عصره ووحيد دهره الإِمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله، فقد خدم السنَّة النبوية، وصنَّف فيها كثيرًا من التصانيف النافعة المفيدة التي لا تزال عمدة في أبوابها، ومن ضمن تلك المصنفات الكثيرة التي ألَّفها كتابه الموسوم بـ "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية". وهو كتاب جَمّ الفوائد عظيم في بابه لم يسبق إليه مؤلفه؛ ولذا رأى قسم السنَّة وعلومها بكلِّية أصول الدين الحاجةَ ماسَّةً إلى خدمة هذا الكتاب وتحقيقه وإخراجه بالصورة اللائقة به، وبعد استشارة عدد من الشيوخ
الأفاضل المتخصِّصين في هذا المجال مضيت قُدُمًا في المشاركة في تحقيق جزء من هذا الكتاب، وكان نصيبي منه: من بداية مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه من كتاب المناقب إلى نهاية باب فضل الأنصار رضي الله عنهم كتاب المناقب. وقد دفعني إلى العمل في هذا القسم من الكتاب أمور، من أهمها: 1 - قيمة هذا الكتاب العلمية، فهو من أهم كتب الزوائد، بل كتب السنَّة عمومًا، وأجمعها للأحاديث، فقد جمعت فيه أحاديث مسانيد أكثرها في عداد المفقود. 2 - منزلة المؤلف رحمه الله، فهو شيخ الإِسلام في الحديث وحذام المحدِّثين، ولا شكّ أنَّ مؤلفًا كالحافظ رحمه الله سينتفع مَن يعمل في كتاب مِن كتبه ويشتغل بتحقيق شيء -ولو يسير- منه غاية الانتفاع. 3 - محاولة الإِسهام ولو بشيء يسير في خدمة ما خلفه أئمتنا من مؤلفات ضخمة تحمل في طيَّاتها علمًا جمًّا وفوائد غزيرة، والتي لا يزال الكثير منها مخطوطًا، ومن ثم التعرُّف على شيء من هذا العلم الواسع، ولعلَّ الله ييسِّر لي المزيد من خدمة هذه المخوطات في المستقبل. 4 - الحرص على اكتساب الخبرة والمران في دراسة الأسانيد والحكم على المتون وتتبُّع الطرق والتوصُّل إلى أحكام كلِّيَّه على الأحاديث بعد تخريجها وجمع طرقها. 5 - الرغبة في الاطِّلاع على كثير من المصادر في السنَّة وعلومها والتي تحتاج إلى بحث ودأب للاطِّلاع عليها ومعرفة ما فيها.
لهذه الأسباب وغيرها رأيت أن أشارك في تحقيق هذا الجزء من هذا الكتاب، مع أنه قد واجهتني بعض الصعاب والعقبات في أثناء عملي مما استدعى مزيد جهدٍ واهتمام. ومن هذه العقبات ما يتعلق بدراسة الأسانيد؛ إذْ كثيرًا ما يَمُرُّ راوٍ ليس من السهولة تمييزه، فقد يأتي باسمه، وقد يأتي بكنيته، وقد يأتي بلقبه أو قد يَمُرُّ بعض الرواة الذين لم أجد لهم ترجمة. ومنها فَقْدُ كثير من المصادر، والتعب في تحصيل بعضها الآخر، ولا سيَّما القسم الذي أقوم بالعمل فيه يقع في أبواب مناقب الصحابة رضي الله عنهم، وكثير من كتب الصحابة يُعدُّ من المفقودات. ومنها ما يتعلَّق بوقوع بعض التحريفات أو التصحيفات في النصِّ، وأحيانًا يصعب معرفة الوجه الصحيح لا سيما في نصوص المسانيد المفقودة. يضاف إلى ذلك ما يتعلِّق بالباحث نفسه من قصر الباع في العلم بالأسانيد والتخريج وممارسة البحث والتحقيق. وقد قمت بتقسيم البحث إلى قسمين رئيسين: القسم الأول: الدراسة: وقد نُسِّقت مع مثيلاتها في مقدمة الكتاب. القسم الثاني: النَّصُّ مُحَقَّقًا: وقد بَيَّنت طريقتي في تحقيق النص. ثم ختمت البحث بخاتمة بيَّنت فيها أهم النتائج التي توصَّلت إليها من خلال تحقيق هذا القسم من الكتاب وأتبعت ذلك بفهارس تفصيلية للبحث.
منهجي في التحقيق والتعليق أولًا- إثبات النصّ: سلكت في إثبات النص الخطوات التالية: 1 - أثبتُّ ما في النسخة (مح) في صلب الكتاب، لأنني اعتبرتها الأصل. 2 - اتَّبعت في نقل النص الرسم الإِملائي مطلقًا، إذ بعض النسخ بالرسم العثماني، ولم أثبت الفروق في مثل هذه الأمور، خشية الإِطالة. 3 - أثبتُّ فروق النسخ في الحاشية، بعد إثبات ما في النسخ الأصلية، إن كان هو الصواب أو كان محتملًا. 4 - إذا وجدت ما في إحدى النسخ الأخرى، التي اعتمدتُها هو الصواب أثبته في الأصل، وأشرف إلى ما في النسخة (مح) في الحاشية، مع بيان وجه الصواب في ذلك. 5 - إذا اتِّفقت النسخ على خطأ ظاهر، أثبتُّ الصواب في الأصل وجعلته بين معقوفتين، ونبَّهت في الحاشية على ما في النسخ، مع بيان وجه ما أثبت. 6 - إذا لم يتبين لي وجه الصواب من الأوجه المذكورة في النسخ، أثبتُّ ما في الأصل، ثم أشرت في الحاشية إلى ما أراه راجحًا، مع بيان ما في النسخ الأخرى. 7 - إذا وجدت في هامش إحدى النسخ إضافة، فإن كانت من صلب النص جعلتها في موضعها، وإلاَّ جعلتها في الحاشية ونبَّهت عليها.
8 - إذا وجدت بياضًا أو كلمة غير مقروءة في النسخة الأصلية، أثبتُّها من النسخ الأخرى إن وجدت، وإلاَّ فمن المصادر التي خرّجت الحديث، مع الاجتهاد في ذلك ما أمكن. 9 - ضبطت النَّصّ بالشكل، بحيث يزول اللبس، وإن احتمل ضبطين ضبطته بهما. ثانيًا- التعليق على النصّ: فقد أثبتُّ فيه فوارق النسخ، وما يتعلَّق بالكلام على إثبات النص، إن وجد شيء من ذلك. وخرَّجت الأحاديث وبيَّنت درجتها. أما فيما يتعلِّق بالنص، وبيان الفروق بين النسخ فقد تقدَّم الكلام على بعض ذلك في إثبات النص، وأما فيما يتعلَّق بالتعليق على النص، فقد سلكت ما يلي: (أ) بيَّنت مواضع الآيات من سورها بذكر اسم السورة ورقم الآية. (ب) شرحت الألفاط الغريبة من كتب اللغة وغريب الحديث. (ج) عرَّفت بالأعلام الواردة أسماؤهم في النص، إذا لم يكونوا من رجال الإِسناد. (د) عرَّفت بالأماكن والبقاع التي وردت في النص، واعتمدتُ في ذلك على الكتب المتخصصة في هذا الأمر. قد أعلِّق على بعض المسائل التي تحتاج إلى تعليق أو بيان، وأختصر في ذلك قدر الإِمكان. (هـ) عزوت الأبيات الشعرية إلى قائليها، وبيَّنت من أي بحر عروضي هي.
وكنت قد عرَّفت بالأعلام الواردة أسماؤهم في النص، إلَّا أنه رؤي أن لا يبقى منهم إلَّا مَن ليس له ترجمة في الجزء الأخير من الكتاب المتعلِّق بدراسة الأسانيد. أما فيما يتعلَّق بتخريج الحديث والحكم عليه، فقد سلكت الطرق التالية: 1 - بيَّنت درجة الإِسناد المدروس رجاله بناء على ما توصلت إليه في مراتب رواته، وذلك بعد دراسة اتصاله وانقطاعه بالرجوع إلى كتب المدلِّسين والمرسلين، وكذلك كتب العلل، وأبيِّن ما فيه من شذوذ أو علَّة في السند أو في المتن مع ذكر كلام أهل العلم في ذلك إن وجد. 2 - قارنت هذا الحكم الذي توصَّلت إليه بحكم البوصيري في الإِتحاف وبحكم الهيثمي في المجمع إن وُجد لهما حكم على الحديث مع ذكر كلام غيرهما إن وُجد، وأعتمد في نقل أحكام البوصيري على المختصر؛ إذ هو الذي فيه الحكم على الأحاديث. 3 - خرَّجت الحديث من مصادره التي أخرجته مع تتبُّع المتابعات والشواهد والتوسُّع في ذلك ما استطعت محاولًا ترقيته إن كان ضعيفًا أو حسنًا بتلك المتابعات والشواهد، وكذا تكثير طرقه إذا كان صحيحًا، وأمكنني ذلك. فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فلا أتوسَّع في تتبُّع متابعاته وشواهده. وفي كل هذا أستنير بأقوال الأئمة الكرام وأهل الاختصاص.
وفي نهاية التخريج أعطي حكمًا نهائيًا على الحديث بحسب ما يظهر من جميع الطرف التي ذكرتها مع عنايتي ببيان الاختلاف على الراوي إن وُجد، والترجيح بين أوجه الاختلاف بعد العودة إلى كتب العلل، وكلام أهل العلم. 4 - خرَّجت الروايات التي أشار إليها المصنف رحمه الله ولم يوردها كقوله: وهو في الصحيح من وجه آخر، أو: أصله في الصحيح، أو: في السنن، ونحو ذلك. 5 - عزوتُ النصوص إلى المسانيد الموجودة التي عزاها لها الحافظ رحمه الله أو إلى المصادر التي تلتقي معها في السند. 6 - نبَّهت على ما ظهر من وهم حصل للمصنِّف رحمه الله، أوتقديم، أو تأخير، مع اعترافي بقصور نظري وقلَّة علمي. 7 - إذا عزوت للمصادر عند التخريج ذكرت الباب والكتاب مع الجزء والصحيفة غالبًا؛ تسهيلًا على القارئ ومراعاة لاختلاف الطبعات. 8 - اقتصرت في بيان الحكم على الراوي بالنسبة للمتابعات والشواهد على حكم الحافظ رحمه الله في التقريب دون تتبُّع للأقوال في الراوي؛ إذ لو فعلت ذلك لطالت الرسالة جدًّا، وقد أتوسَّع أحيانًا بذكر ما في التهذيب، أو غيره إذا رأيت حاجة لذلك. وأحيانًا أكتفي بقولي في الإِسناد: رجاله ثقات، أو صحيح الإِسناد. بعد تتبُّعي ودراستي له لا سيَّما إن كان رجاله من المشهورين الثقات، أو خشية التكرار وكثرة ترديد الحكم على الرجل إذا تكرَّر اسمه في أكثر من موضع.
9 - اختصرت أسماء بعض المصادر حين العزو إليها، وذلك لشهرتها ومعرفتها؛ كالمستدرك على الصحيحيم للحاكم اختصرته إلى "المستدرك"، وكشف الأستار عن زوائد البزّار إلى "كشف الأستار"، ومجمع الزوائد ومنبع الفوائد إلى "المجمع" أو "مجمع الزوائد"، ومجمع البحرين في زوائد المعجمين إلى "مجمع البحرين"، وفتح الباري بشرح صحيح البخاري إلى "الفتح"، وإتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشراة إلى "الإِتحاف" وهو المختصر، وتهذيب الكمال في أسماء الرجال إلى "تهذيب الكمال" وقد اعتمدتُ النسخة المحقَّقة، وتقريب التهذيب إلى "التقريب"، وميزان الاعتدال في نقد الرجال إلى "الميزان"، وتهذيب تهذيب الكمال إلى "تهذيب التهذيب" أو "التهذيب"، ولسان العرب لابن منظور إلى "اللسان"، وسير أعلام النبلاء إلى "السير"، وتعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس إلى "طبقات المدلسين"، وجامع التحصيل في أحكام المراسيل إلى "جامع التحصيل"، والاستيعاب في أسماء الأصحاب إلى "الاستيعاب"، والإِصابة في تمييز الصحابة إلى "الإصابة"، وأذكر في كل صحابي القسم الذي ذكره فيه الحافظ رحمه الله، والنهاية في غريب الحديث والأثر إلى "النهاية"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي إلى "ضعفاء ابن الجوزي"، والكامل في ضعفاء الرجال إلى "الكامل"، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين إلى "ثقات ابن شاهين"، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال إلى "الخلاصة"، وحلية الأولياء وطبقات الأصفياء إلى "الحلية"، والدرّ المنثور في التفسير بالمأثور إلى "الدُّرّ المنثور". وهكذا مما لا يخفى على القارئ اللبيب.
هذا بيان مجمل لخطَّة سيري في البحث، وعلى الله التّكلان، ومنه العون والسداد وهو حسبي ونعم الوكيل. * * * هذا جهد المقلّ أفرغت فيه طاقتي وبذلت ما في وسعي، ولا أدَّعي أنني بلغت الكمال ولا كدت، فما كان من صواب فهو من توفيق الله جلَّ وعلا وله الحمد والمنَّة، وما كان من خطأ أو زلل أو سهو فمنِّي ومن الشيطان، وأستغفر الله من ذلك وأتوب إليه. وقد أبى الله جلَّ وعلا أن يسلم كتاب غير كتابه (¬1). وأشكر الله جلَّ وعلا الذي يسَّر لي إتمام هذا البحث وأعانني على إكماله، ثم أشكر كل من ساعدني ولو بكلمة فيه، وأوَّل أولئك فضيلة المشرف الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير، فإنَّ له الفضل بعد الله جلَّ وعلا في كل حسنة من حسنات هذا البحث، وقد بذل الكثير من الجهد وأبدى الكثير من النصح والتوجيه ولم يبخل بوقته رغم مشاغله على ما ألفيت فيه من علم جم وتواضع وسعة صدر واحتمال لزلاَّت تلميذه، فله من الله الأجر والجزاء الحسن، والله عنده حسن الثواب، وله الحمد أوَّلًا وآخرًا. سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا أنت أستغفرك وأتوب إليك، وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم. * * * ¬
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق عبد الله بن ظافر بن عبد الله الشهري تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد السادس عشر 31 - 32 من كتاب المناقب من مناقب عثمان بن عفان - إلى فضل الأنصار رضي الله عنهم (3904 - 4143)
29 - مناقب عثمان رضي الله عنه
[من كتاب المناقب] 29 - مناقب عثمان رضي الله عنه 3904 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: ذَكَرَ رَجُلَانِ عثمان رضي الله عنه، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: قُتِل شَهِيدًا (¬1). فَتَعَلَّقَهُ (¬2) الْآخَرُ، فَأُتِيَ به عليًّا رضي الله عنه فقال: هذا يزعم (¬3) أن عثمان رضي الله عنه قُتِل شهيدًا؟!. فقال له عليٌّ رضي الله عنه: أَقُلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَذْكُرُ يَوْمَ أتيتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَأَنْتَ فسألتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَعْطَانِي وسألتُ أَبَا بكر رضي الله عنه فأعطاني، وسألتُ عمرَ رضي الله عنه فأعطاني، وسألتُ عثمان رضي الله عنه فَأَعْطَانِي وسألتُك فَمَنَعْتَنِي فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: ادع الله (¬4) أن يبارك لي. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ومالك ألاَّ (¬5) يبارك لك وقد أعطاك نبيٌّ وصدِّيق ¬
وشهيدان" (¬6) ثلاث مرات. قال رضي الله عنه: دعوه. ¬
3904 - درجته: هذا الحديث صحيح بهذا الإِسناد إن ثبت سماع ابن سيرين من الرجل صاحب القصة، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 48/ أ)، وقال الهيثمي في المجمع (3/ 94): رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
تخريجه: يأتي في الحديث القادم (3905).
3905 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا هُدْبة، ثنا هَمّام عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: إنَّ رَجُلًا بِالْكُوفَةِ شَهِدَ أن عثمان رضي الله عنه قُتِلَ شَهِيدًا فَأَخَذْتُهُ الزَّبَانِيَةُ (¬2) فَرَفَعُوهُ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه وقالوا: لولا أن تنهانا أو نهيتنا (¬3) [أن نَقْتُلَ] (¬4) أَحَدًا قَتَلْنَاهُ (¬5) يَزْعُمُ أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ عثمان رضي الله عنه شهيد (¬6). فقال الرجل لعلي رضي الله عنه: وَأَنْتَ تَشْهَدُ أَوَ تَذْكُرُ أَنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فأعطاني، وأتيت أبا بكر رضي الله عنه فسألته فأعطاني. . . فذكر الحديث. ¬
3905 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة قتادة وهو مدلِّس، والله أعلم. وتقدم أن البوصيري سكت عنه وأن الهيثمي قال: رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 304)، عن أبي المظفّر القشيري، عن أبي سعد الأديب، عن أبي عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى به بنحوه. ورواه أيضًا من طريقه في المكان نفسه، عن أم المجتبى العلوية، عن =
= إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى به بنحوه. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 19: 12010)، عن أبي أسامة، عن هشام به بنحوه. ورواه ابن عساكر في الموضع المتقدم، عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ، عن محمد بن مخلد بن حفص، عن أبي العباس أحمد بن عبد الله الساباطي الحميري، عن محمد بن كناسة، عن مبارك بن فضالة، عن يونس بن عبيد، عن ابن سيرين بنحوه. ولهذا الحديث شاهد من حديث نعيم بن أبي هند: رواه ابن عساكر في التاريخ (11/ 305)، ولفظه: كان الناس بالكوفة إذا سمعوا أحدًا يذكر عثمان بخير ضربوه فقال لهم عليٌّ لا يفعلون ولكن ايتوني به، فقال أعرابي: قتل عثمان شهيدًا فأتوا به عليًّا رضي الله عنه فقالوا: إن هذا يقول: إن عثمان قتل شهيدًا ... فذكر بقية الحديث بنحو ما تقدم في حديث ابن سيرين حتى قال: فأعطاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوقية وأعطاني أبو بكر أوقية وأعطاني عمر أوقية فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يبارك لي. . . وفي آخره فقال عليٌّ رضي الله عنه: خلُّوا سبيل الرجل. فخرج يمشي بين السماطين. وفيه أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل وأبو القاسم أحمد بن محمد البلخي لم أجد من نصّ على توثيقهما، وكذا فيه أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي وأبو الدميك لم أجد لهما ترجمة. وله شاهد أيضًا من حديث الهُزيل بن شرحبيل: رواه ابن عساكر أيضًا في تاريخه (11/ 330)، ولفظه: عن الهزيل قال: إني لبالمدينة جالس في حلقة مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذ جاء أعرابي فقال: يا صاحب محمد -صلى الله عليه وسلم- ما تقول في قتل هذا الرجل؟ -يعني: عثمان بن عفان رضي الله عنه- فقام من مجلسه ذلك حتى فعل ذلك ثلاثًا إذ مرّ طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فقلنا له: =
= هذا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَلْهُ. فقام الأعرابي فقال: يا صاحب محمد -صلى الله عليه وسلم- ما تقول في قتل هذا الرجل؟ قال طلحة رضي الله عنه: ها أنا ذا داخل عليه فقال له الأعرابي: فأدخلني معك. قال: نعم. فدخل على عثمان ومعه الأعرابي فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال له عثمان رضي الله عنه: وعليك. ثم قال: أنشدك الله أنشدك الله يا طلحة هل تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان على حراء فقال: "اقرر حراء فإن عليك نبيًّا أو صدِّيقًا أو شهيدًا" وكان عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بكر وعمر وأنا وعليٌّ وأنت وَالزُّبَيْرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَسَعْدُ بْنُ مالك وسعيد بن زيد؟. ثم قال أنشدك بالله يا طلحة أتعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "النبيُّ في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة"؟. قال: اللهم نعم. قال: نشدتك بالله أتعلم أن سائلًا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- فأعطاه أربعين درهمًا ثم سأل أبا بكر رضي الله عنه فأعطاه أربعين درهمًا ثم سأل عمر رضي الله عنه فأعطاه أربعين درهمًا ثم سأل عليًّا رضي الله عنه فلم يكن عنده شيء فأعطيته أربعين عن عليٍّ وأربعين عنِّي فجاء بها إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يا رسول الله: ادع الله لي بالبركة. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "وكيف لا يبارك لك وإنما أعطاك نبيُّ أو صدّيقٌ أو شهيدٌ"؟. قال: اللهم نعم. وفيه أيضًا أبو عبد الله النشابي وأبو الحسن العتيقي لم أجد لهما ترجمة. وقد وردت أحاديث صحيحة أخرى في شهادة النبي -صلى الله عليه وسلم- لعثمان رضي الله عنه بالشهادة: منها: ما رواه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم- باب مناقب عثمان رضي الله عنه- البخاري مع الفتح (7/ 66: 3699)، عن أنس رضي الله عنه قال: "صَعِد النبي -صلى الله عليه وسلم- أُحُدًا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف =
= فقال -صلى الله عليه وسلم-: اسكن أحد -أظنه ضربه برحله- فليس عليك إلَّا نبيٌّ وصدِّيقٌ وشهيدان". ورواه أيضًا في باب فضل أبي بكر رضي الله عنه بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- البخاري مع الفتح (7/ 26: 3675). ورواه في مناقب عمر رضي الله عنه (7/ 51: 3686) ورواه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم- باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما (2417)، مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وجعل حراء بدل أحد وذكر معهم طلحة والزبير رضي الله عنهم جميعًا. قال الحافظ رحمه الله في الفتح (7/ 72): يمكن الجمع بالحمل على التعدد. اهـ. ورواه الترمذي في أبواب المناقب -باب مناقب عثمان- رضي الله عنه (5/ 287: 3781)، من حديث أبي هريرة أيضًا كما عند مسلم، ثم قال: وفي الباب عن عثمان وسعيد بن زيد وابن عباس وسهل بن سعد وأنس بن مالك وبريدة الأسلمي هذا حديث صحيح. اهـ. وعليه فإخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- وشهادته لعثمان رضي الله عنه بالشهادة ثابت صحيح والله أعلم.
3906 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُبَاب، ثنا ابْنُ لَهِيْعَة حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو المعافري قال: سمعت أبا ثور الفِهريَّ يحدِّث عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُدَيس (¬1) البَلَوي وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَصَعِد الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ ذكر عثمان رضي الله عنه فَوَقَعَ (¬2) فِيهِ. قَالَ أَبُو ثَوْرٍ: فَدَخَلْتُ عَلَى عثمان رضي الله عنه وَهُوَ مَحْصُورٌ فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ عُدَيْس قَالَ كذا وكذا. فقال عثمان رضي الله عنه: ومن أين وقد اختبأت (¬3) عند الله عزَّ وجلّ عَشْرًا: إِنِّي لَرَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِي الإِسلام وزوَّجني رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْنَتَهُ ثُمَّ ابْنَتَهُ (¬4)، وَبَايَعْتُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِي فما سترت (¬5) بها ذكري (¬6) ¬
وَلَا تغنَّيت (¬7) وَلَا تمنَّيت (¬8) وَلَا شَرِبْتُ خَمْرًا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ. . . الْحَدِيثَ. قُلْتُ: عِنْدَ بعضهم بعضه (¬9). ¬
3906 - درجته: موقوف ضعيف بهذا الإِسناد لضعف ابن لهيعة. قال البوصيري (3/ 48/ب): رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند فيه ابن لهيعة وعزاه الهيثمي في المجمع (9/ 89)، للطبراني، وقال عن شيخه المقدام بن داود: ضعيف. قلت: وابن لهيعة أيضًا ضعيف كما سبق، والله أعلم. =
= تخريجه: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 53: 12104) به، بنحوه، وزاد: وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من يشتري هذه الربعة ويزيدها في المسجد له بيت في الجنة فاشتريتها وزدتها في المسجد". ورواه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 595: 1308)، عن أبي بكر بن أبي شيبة به بنحوه. ورواه أيضًا في الآحاد والمثاني (1/ 125: 128)، عن أبي بكر به مقتصرًا على قوله: إني لرابع الإِسلام. ورواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 488)، عن يحيى بن عبد الله بن بكير، عن ابن لهيعة، به، وقال فيه: قال أبو ثور: قدمت على عثمان بن عفان فبينا أنا عنده قال: لقد اختبأت عند ربي عشرًا ... وذكره بنحوه وزاد: "ولا مرّت بي جمعة منذ أسلمت إلَّا وأنا أعتق فيها رقبة إلَّا أن لا يكون فأعتقها بعد ذلك، ولا كذبت في جاهلية ولا إسلام قط". ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 374)، في أول حديث طويل في قصة مقتل عثمان رضي الله عنه، عن ابن عائذ، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن لهيعة، به، بلفظ: كذب والله ابن عديس لولا ما ذكرت ما ذكرت لك إني لرابع أربعة في الإِسلام، ولقد أنكحني رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْنَتَهُ ثم توفيت فأنكحني الأخرى، والله ما زنيت، ولا شربت في جاهلية ولا إسلام، ولا تغنيت ولا تمنيت منذ أسلمت، ولا مسست فرجي بيميني منذ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولقد جمعت الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، ولا أتت عليّ جمعة إلَّا وأنا أعتق فيها رقبة منذ أسلمت إلَّا أن لا أجدها في تلك الجمعة فأجمعها في الجمعة الثانية. ورواه ابن شبَّه في تاريخ المدينة (1156)، عن إبراهيم بن المنذر، عن عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة به، بنحوه. =
= ورواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 85: 124)، عن المقدام بن داود المصري، عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة به، بنحوه. وقد روى الترمذي شراءه رضي الله عنه لبقعة المسجد من حديث ثمامة بن حزن القشيري في أبواب المناقب- مناقب عثمان رضي الله عنه (5/ 290: 3787)، في حديث حصر عثمان رضي الله عنه في الدار. وقال الترمذي بعده: هذا حديث حسن وقد روي من غير وجه عن عثمان رضي الله عنه. وروى ابن ماجه قوله: "ما تغنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعت بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-" في أبواب الطهارة- باب كراهية مسّ الذكر باليمين والاستنجاء باليمين (1/ 62). وفيه الصلت بن دينار قال عنه الحافظ في التقريب (277: 2947): متروك ناصبي. وروى أبو نعيم في الحلية (1/ 61) قوله: "ما أخذته بيمينى منذ أسلمت" وفيه الصلت أيضًا. وروى في المكان نفسه قوله: "وما زنيت في جاهلية ولا إسلام وما ازددت للإِسلام إلَّا حياءً". وفيه إبراهيم بن عبد الله لم يتبين لي من هو. ولهذا الحديث شاهد من حديث أبي أمامة عن عثمان رضي الله عنهما رواه أبو داود في سننه (4/ 640: 4502) - كتاب الديات. ورواه الترمذي في أبواب الفتن (3/ 312)، باب ما جاء: "لا يحل دم امرئ مسلم إلَّا بإحدى ثلاث" (ح 2247)، إن عثمان بن عفان رضي الله عنه أشرف يوم الدار فقال: "أنشدكم الله أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: لا يحل دم امرئ مسلم إلَّا بإحدى ثلاث: زنًى بعد إحصان، أو ارتداد بعد إسلام، أو قتل نفس بغير حق فقتل به"، فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام ولا ارتددت منذ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولا =
= قتلت النفس التي حرم الله فبم يقتلوني؟ ". وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وقد رواه النسائي في السنن الكبرى -كتاب المحاربة- ذكر ما يحل به دم المسلم (2/ 292: 3482)، عن أبي أمامة وعبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عثمان قال: "ولا تمنيت أن لي بديني بدلًا منذ هداني الله ولا قتلت نفسًا فبم تقتلوني؟ " وإسناد النسائي صحيح. ورواه ابن ماجه في كتاب الحدود، باب لا يحل دم امرئ مسلم إلَّا في ثلاث (2561)، عن أبي أمامة. وإسناده صحيح أيضًا. ورواه الإِمام أحمد في المسند (1/ 65)، بإسناد صحيح. ورواه ابن شبّة في تاريخ المدينة (1186). ورواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة له (1/ 465: 754، 755) و (1/ 495: 806) و (1/ 508: 830). وهو في المسند (1/ 63)، من طريق ابن عمر عن عثمان رضي الله عنهما وأيضًا في فضائل الصحابة (1/ 464: 752). ورواه أيضًا أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 275: 286). ومن شواهده: ما رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه - الفتح (7/ 66: 3696)، مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الخيار أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا: ما يمنعك أن تكلم عثمان لأخيه الوليد فقد أكثر الناس فيه؟ فقصدت لعثمان حتى خرج إلى الصلاة قلت: إن لي إليك حاجة وهي نصيحة لك. قال: يا أيها المرء منك -قال معمر: أراه قال: أعوذ بالله منك- فانصرفت فرجعت إليهما إذ جاء رسول عثمان =
= فأتيته فقال: ما نصيحتك؟ فقلت: إن الله سبحانه بعث محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بالحق وأنزل عليه الكتاب وكنتَ ممن استجاب لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- فهاجرتَ الهجرتين وصحبتَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورأيتَ هديه وقد أكثر الناس في شأن الوليد. قال: أدركتَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟. قلت: لا ولكن خلص إليّ من علمه ما يخلص إلى العذراء في سترها. قال: أما بعد: فإن الله بعث محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بالحق فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله وآمنتُ مما بعث به وهاجرتُ الهجرتين -كما قلت- وصحبتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبايعتُه فوالله ما عصيتُه ولا غششتُه حتى توفاه الله، ثم أبو بكر مثله، ثم عمر مثله، ثم استُخلِفتُ أفليس لي من الحق مثل الذي لهم؟. قلت بلى. قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم؟ أما ما ذكرت من شأن الوليد فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله، ثم دعا عليًّا فأمره أن يجلده فجلده ثمانين". ورواه البخاري أيضًا في كتاب مناقب الأنصار باب هجرة الحبشة (3872). وفي الكتاب نفسه باب مقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه المدينة (3927). والحاصل: أن بعض جمل حديث عثمان رضي الله عنه ترتقي مما تقدم من الشواهد إلى رتبة الحسن لغيره، كقوله: ما زنيت في جاهلية ولا إسلام. لكن الحديث في الجملة يبقى ضعيفًا، والله أعلم.
3907 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خالد ثنا [الزبير] (¬1) عمن حدثه قال: إن كان عثمان رضي الله عنه لَيَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ إلَّا هَجْعَةً (¬2) مِنْ أوله. ¬
3957 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن فيه الزبير وهو ضعيف كما تقدم وفيه أيضًا مُبْهم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 49/ب).
تخريجه: لم أجده بهذا اللفظ ولكن له شواهد. فمن شواهده ما رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 56)، عن محمد بن سيرين قال: لما أحاطوا بعثمان ودخلوا عليه ليقتلوه قالت امرأته: "إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن". وقد رواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 87: 130). ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 265: 275)، وفي الحلية (1/ 57). ورواه ابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1272). والأثر وإن كان رجاله ثقات إلَّا أن فيه انقطاعًا فإن ابن سيرين لم يشهد هذا؛ لأنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله عنه كما في طبقات ابن سعد (7/ 143)، وغيره. وقد روي نحو هذا عن عطاء بن أبي رباح رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 56)، ولكن فيه يوسف بن الغَرِق قال عنه ابن عدي كما في لسان الميزان (6/ 145)، كذاب. =
= وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال محمود بن غيلان: ضرب أحمد ويحيى بن معين وأبو خيثمة على حديثه وأسقطوه. وروى أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 264: 274)، عن أبي سلمة بنحو حديث ابن سيرين ولكن فيه أبو عمرو بن حمدان لم أر من ترجم له، وفيه أيضًا المسيب بن واضح ضعفه الدارقطني وغيره. ينظر: الميزان (5/ 241)، واللسان (6/ 40). وعليه فلا يرتقي الحديث ولكن يشهد له ما في الحديث رقم (3909)، وسيأتي أنه صحيح. فالحديث إذًا صحيح لهذا الشاهد، والله أعلم.
3908 - حَدَّثَنَا (¬1) النَّضْر بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيم قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْقَائِلِينَ عَدْلًا. . . وَبِالصَّلَاةِ مرحبًا وأهلًا (¬2) ¬
3908 - درجته: هذا موقوف ضعيف بهذا الإِسناد لضعف النضر بن إسماعيل وعبد الرحمن بن إسحاق، وهذا فإن حديث الثاني عن عبد الله بن عكيم منقطع. قال البوصيري: في سنده عبد الرحمن بن إسحاق.
تخريجه: رواه ابن أبي شيبة في المصنف -كتاب الآذان- باب ما يقول الرجل إذا سمع الأذان (1/ 228)، عن عبدة بن سليمان، عن سعيد، عن قتادة أن عثمان رضي الله عنه كان إذا سمع المؤذن يقول كما يقول في التشهد والتكبير كله فإذا قال: حيّ على الصلاة. قال: ما شاء اللَّهَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ. وإذا قال: قد قامت الصلاة. قال: =
= مرحبًا بالقائلين عدلًا ... وبالصلاة مرحبًا وأهلًا ثم ينهض إلى الصلاة. ورجاله ثقات ولكن قتادة لم يسمع من عثمان رضي الله عنه كما في جامع التحصيل (254). ورواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 87: 129)، عن أبي يزيد القراطيسي عن أسد بن موسى، عن أبي هلال الراسبي عن قتادة بنحوه مختصرًا. قال الهيثمي في المجمع (2/ 7، 8)، قتادة لم يسمع من عثمان رضي الله عنه. قلت: وهذه المتابعة وإن كانت ضعيفة للإِنقطاع إلَّا أنها ترقى حديث عبد الله بن عكيم فيرتقيان إلى رتبة الحسن لغيره، والله أعلم.
3909 - حَدَّثَنَا (¬1) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان قال: رأيت عثمان رضي الله عنه ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدَ الْمَقَامِ قَدْ تَقَدَّمَ فَقَرَأَ القرآن في ركعة ثم انصرف. ¬
3909 - درجته: موقوف حسن بهذا الإِسناد؛ لأن محمد بن عمرو صدوق. وقد حسّن البوصيري إسناده.
تخريجه: هذا الحديث رواه عن عبد الرحمن بن عثمان محمد بن إبراهيم التيمي، ومحمد بن المنكدر والسائب بن يزيد، وعثمان بن عبد الرحمن. أما حديث محمد بن إبراهيم التيمي فقد رواه: ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 502)، كتاب الصلاة باب من رخّص أن يقرأ القرآن في ليلة، عن يزيد بن هارون به، بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 56)، عن يزيد بن هارون به، قال: قمت خلف المقام وأنا أريد ألا يغلبني عليه أحد تلك الليلة فإذا رجل يغمزني فلم ألتفت ثم غمزني فنظرت فإذا عثمان فتنحيت فتقدم فقرأ القرآن في ركعة، ثم انصرف. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 24)، كتاب الصلاة -باب الوتر بركعة- عن عبد الله بن يوسف الأصبهاني، عن أبي سعيد الأعرابي، عن الحسن بن محمد الزعفراني، عن يزيد به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 266)، عن زاهر بن طاهر، عن البيهقي به، بنحوه. ورواه ابن عساكر أيضًا في المكان نفسه عن أبي عبد الله بن البنا، عن يوسف بن محمد، عن عبد الواحد بن محمد، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن =
= يعقوب، عن جده، عن يزيد به، بنحوه. وأما حديث محمد بن المنكدر فقد رواه: عبد الله بن المبارك في الزهد (45: 1276)، عن فليح بن سليمان، عن محمد بن المنكدر به، بنحو رواية ابن سعد وقال في آخره: فلما انصرف قلت: يا أمير المؤمنين إنما صليت ركعة؟ قال: أجل هي وتري. ورواه ابن عساكر في تاريخه (11/ 266)، عن أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمرو بن حيّويَّة، عن يحيى بن محمد بن صاعد، عن الحسين بن الحسن، عن ابن المبارك به، بنحوه. قلت: وفليح بن سليمان قال عنه الحافظ في التقريب (448: 5443)، صدوق كثير الخطأ. ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 294) -باب الوتر- عن أبي بكرة، عن أبي داود، عن فليح به، بنحوه. ورواه الدارقطني في السنن (2/ 34)، عن أحمد بن إسحاق بن بهلول، عن أبيه، عن زيد بن الحباب، عن فليح به، بنحوه. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 24)، كتاب الصلاة -باب الوتر بركعة- عن أبي طاهر الفقيه، عن أبي حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزّار، عن أبي الأزهر، عن يونس بن محمد، عن فليح به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في تاريخه (11/ 266)، عن أبي القاسم، عن أبي طاهر الفقيه، عن أبي حامد البزّار، عن يونس بن محمد به، بنحوه. وأما حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه فقد رواه: عبد الرزاق في المصنف (3/ 24: 4653) -أبواب الصلاة -باب كم الوتر- عن ابن جريج، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يزيد أن رجلًا سأل عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن صلاة طلحة بن عبيد الله قال: إن شئت أخبرتك عن =
= صلاة عثمان بن عفان؟ قال: نعم. قال: قلت: لأغلبن الليلة النّفر على الحجر يريد المقام قال: فلما قمت إذا رجل يزحمني متقنّعًا. قال: فنظرت فإذا هو عثمان. فتاخرت عنه فصلى، فإذا هو يسجد سجود القرآن حتى إذا قلت: هو أذان الفجر، أوتر بركعة لم يصلّ غيرها ثم انطلق. قلت: وهذا إسناد صحيح. ورواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل من طريق السائب كما في مختصر قيام الليل، باب الجمع بين السور في ركعة (ص 151، وص 286). ورواه ابن عساكر في تاريخه (11/ 266)، عن أبي القاسم السمرقندي، عن محمد بن أحمد بن الصقر، عن محمد بن الحسين بن يوسف، عن محمد بن أحمد بن عبد الله النقوي، عن إسحاق الدَّبري، عن عبد الرزاق به، بنحو لفظ عبد الرزاق. وأما حديث عثمان بن عبد الرحمن فقد رواه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 265: 276)، عن إبراهيم بن عبد الله، عن أبي العباس الثقفي، عن قتيبة، عن أبي علقمة عبد الله بن محمد الفروي، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بنحوه، وقال في آخره: ثم أخذ نعليه فلا أدري صلَّى قبل ذلك شيئًا أم لا. وتقدم أن متابعة السائب بن يزيد عند عبد الرزاق إسنادها صحيح. وعليه فالحديث صحيح بهذه المتابعة، والله أعلم.
3910 - حدّثنا (¬1) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى قَالَ: أَشْرَفَ (¬2) علينا عثمان رضي الله عنه يَوْمَ الدَّارِ (¬3) فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَقْتُلُونِي فَإِنَّكُمْ إِنْ قَتَلْتُمُونِي كُنْتُمْ هَكَذَا وَشَبَّكَ (¬4) بين أصابعه رضي الله عنه. ¬
3915 - درجته: هذا موقوف حسن بهذا الإِسناد؛ لأن عبد الملك بن أبي سليمان صدوق. قال البوصيري (3/ 49/ب): رواه أحمد بن منيع موقوفًا ورواته ثقات.
تخريجه: هذا الحديث رواه عن عثمان رضي الله عنه مع أبي ليلى الحسنُ البصري ومجاهد بن جبر وعبد الرحمن بن جبير. أما حديث أبي ليلى فقد رواه مع أحمد بن منيع: خليفة بن خياط في تاريخه (171)، به بنحوه. ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (11/ 334)، به بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 52)، عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن عبد الملك به قال: شهدت عثمان رضي الله عنه وهو محصور فاطّلع من كُوَّةٍ وهو يقول: يا أيها الناس لا تقتلوني واستبقوني فوالله لئن قتلتموني لا تصلُّون جميعًا. . . وقال في آخره: ثم قال: {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيد} [هود: 89 - 89]، وأرسل إلى عبد الله بن سلام فقال: ما ترى؟ فقال: الكفَّ الكفَّ فإنه أبلغ لك في الحجة. =
= ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (11/ 334)، عن أبي محمد بن عبد الباقي، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمرو بن حيّوية، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن ابن سعد به بنحوه. ورواه أيضًا في نفس الموضع عن أبي طالب بن أبي عقيل، عن أبي الحسن الخلعي، عن أبي محمد بن النحاس، عن أبي سعيد بن الأعرابي، عن الحسن بن علي بن عفان، عن أبي أسامة به بنحوه، وقال: واستعتبوني. وأما حديث الحسن فقد أخرجه: خليفة بن خياط في تاريخه (171)، عن أبي داود، عن سهل السرّاج، عن الحسن بنحوه. ثم قال: قال الحسن: فوالله إن صلّى القوم جميعًا إن قلوبهم لمختلفة. وإسناده حسن فإن سهل بن أبي الصلت السرّاج قال عنه الحافظ في التقريب (258: 2663)، صدوق له أفراد كان القطان لا يرضاه. وعليه فحديث أبي ليلى صحيح لغيره لهذا المتابع. ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (11/ 334)، عن أبي غالب محمد بن الحسن السيرافي، عن أحمد بن إسحاق، عن أحمد بن عمران، عن موسى، عن خليفة، به بنحوه. وأمّا حديث مجاهد فقد رواه: ابن سعد في الطبقات (3/ 49)، عن عمرو بن عاصم الكلابي، عن حفص بن أبي بكر، عن هيّاج بن سريع، عن مجاهد قال: أشرف عثمان رضي الله عنه على الذين حاصروه فقال: يا قوم لا تقتلوني فإني وَالٍ وأخٌ مسلم فوالله إن أردتُ إلَّا الإصلاح ما استطعت أصبت أو أخطأت وإنّكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعًا أبدًا ولا تغزوا جميعًا أبدًا ولا يُقسم فيؤكم بينكم. قال: فلما أبوا قال: أنشدكم الله هل دعوتم عند وفاة أمير المؤمنين مما دعوتم به وأمركم جميعًا لم يتفرق وأنتم أهل دينه وحقه =
= فتقولون إن الله لم يجب دعوتكم؟ أم تقولون: هان الدين على الله؟ أم تقولون: إني أخذت هذا الأمر بالسيف والغلبة ولم آخذه عن مشورة من المسلمين؟ أم تقولون: إن الله لم يعلم من أول أمري شيئًا لم يعلم من آخره؟ فلما أبوا قال: اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تبق منهم أحدًا. قال مجاهد: فقتل الله منهم من قتل في الفتنة وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفا فاباحوا المدينة ثلاثًا يصنعون ما شاؤوا لمداهنتهم. ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (11/ 334)، عن أبي بكر الحاسب، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمرو الجزار، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن اللهم، عن ابن سعد به بنحوه. وحفص بن أبي بكر وهيّاج بن سريع لم أجد لهما ترجمة. وأما حديث عبد الرحمن بن جبير فقد رواه: نعيم بن حمّاد في الفتن (1/ 185: 488)، عن أبي المغيرة، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن جبير أن عثمان رضي الله عنه قال يوم حُوصر: بم يستحلون قتلي وإنما يحل القتل على ثلاثة: من كُفْر بعد إيمان، وزنىً بعد إحصان، أو قتل نفس بغير نفس ولم آت من ذلك شيئًا، والله لئن قتلتموني لا تَصلُّوا جميعًا ولا تجاهدوا عدوًا جميعًا إلَّا عن أهواء متفرقة. ولم أجد من نصّ على سماع عبد الرحمن بن جبير، من عثمان رضي الله عنه. والحاصل في الحديث أنه صحيح لغيره لمتابعة الحسن البصري، والله أعلم.
3911 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا شَيْبان هُوَ ابْنُ فَرُّوخ ثنا بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبِيْدة بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عطاء [الكيخاراني (¬2)]، عن جابر اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "بَيْنَمَا (¬3) نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَيْتِ فِي نَفَرٍ (¬4) مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لِيَنْهَضْ كُلُّ رَجُلٍ إِلَى كُفْئِه" (¬5) وَنَهَضَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلى عثمان رضي الله عنه فَاعْتَنَقَهُ وَقَالَ: "أنتَ وَليِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ". * رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ (¬6) وَصَحَّحَهُ وذَهَل عَنْ ضعف (¬7) طلحة بن زيد فإنه متروك. ¬
3911 - درجته: هذا الحديث ضعيف جدًا بهذا الإِسناد؛ لأن طلحة بن زيد وعَبِيْدة بن حسّان شديد الضعف كما تقدم. =
= قال البوصيري: (3/ 49/ب)، رواه أبو يعلى والحاكم وقال: صحيح الإِسناد. قلت: مدار إسناديهما على طلحة بن زيد الرقّي وقد ضعّفه الدارقطني وغيره. وقال البخاري وغير واحد منكر الحديث. وقال أحمد بن حنبل وابن المديني وأبو داود يضع الحديث.
تخريجه: رواه ابن حبّان في المجروحين (1/ 383)، عن أبي يعلى به بنحوه. ورواه من طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 334)، عن ابن خيرون، عن الجوهري عن الدارقطني، عن أبي حاتم بن حبّان به بنحوه. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا أصل له ولا صحة. ونقل كلام ابن حبّان في طلحة بن زيد وقول الأزدي في عَبِيْدة: متروك الحديث. ورواه ابن عساكر في تاريخه (11/ 197)، عن أبي المظفر بن القشيري عن أبي سعيد الجنذرودي عن أبي عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى به بنحوه. ورواه أيضًا عن أم المجتبى العلوية، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى به بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 97) عن أبي بكر بن إسحاق عن محمد بن أيوب عن شيبان به بنحوه. وتقدم نقل كلامه وتعقب الذهبي له. ورواه ابن عساكر في التاريخ (8/ 522)، عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي، عن الحسن بن علي، عن أبي الحسين بن المظفر، عن محمد بن محمد الباغندي، عن شيبان به بنحوه. ورواه القطيعي في زياداته على الفضائل لأحمد (1/ 503: 821)، عن عباس بن إبراهيم القراطيسي، عن علي بن شعيب، عن الوضّاح بن حسّان الأنباري، =
= عن طلحة بن زيد به مقتصرًا على قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعثمان رضي الله عنه: "أنت وليّي في الدنيا والآخرة". ورواه أيضًا في زياداته على الفضائل (524: 868)، عن محمد بن أحمد القاضي، عن أحمد بن منصور، عن الوضاح به مقتصرًا على آخره أيضًا. ورواه أبو نعيم في فضائل الصحابة كما في اللآلي للسيوطي (1/ 317). وقد تعقب السيوطي الإِمام ابن الجوزي بحديثين أحدهما رواه ابن الجوزي في الموضوعات -الموضع المتقدم- من طريق خارجة بن مصعب، عن عبد الله الحميري عن أبيه قال: "كنت ممن حضر عثمان فأشرف علينا ذات يوم فقال: ها هنا طلحة؟ قال: نعم. قال: نشدتك الله أما تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- جاء ذات يوم ونحن جلوس فخرج علينا ثم سلم فَقَالَ: لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِيَدِ جَلِيسِهِ ووليه في الدنيا والآخرة فأخذت أنت بيد فلان وفلان بيد فلان، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيدي فقال: "هذا جليسي ووليّي في الدنيا والآخرة". قال طلحة: اللهم نعم. قال ابن الجوزي عقبه: هذا حديث لا يصح قال يحيى: خارجة ليس بشيء. وقال ابن حبّان: كان يدلّس عن الكذابين فوقع في حديثه الموضوعات. والحديث رواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 180: 2514). ورواه ابن أبي عاصم في السنّة (2/ 589: 1290). وخارجة بن مصعب أبو الحجّاج السّرخسي قال عنه الحافظ في التقريب (186: 1612)، متروك، وكان يدلّس عن الكذابين ويقال: إن ابن معين كذّبه. وعليه فالحديث شديد الضعف أيضًا. والحديث الثاني رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 74)، وفي زوائد الفضائل (1/ 482: 783)، من طريق القاسم بن الحكم بن إدريس الأنصاري، عن أبي عبادة الزرقي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: شهدت عثمان يوم حصر في =
= موضع الجنائز فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل فقال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فذكر الحديث بطوله ... إلى أن قال: أنشدك الله يا طلحة تذكر يوم كنت أنا وأنت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في موضع كذا وكذا ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك؟ قال: نعم. فقال لك رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا طلحة إنه ليس نبي إلَّا ومعه من أصحابه رفيق من أمته معه في الجنة وإن عثمان بن عفان هذا يعنيني رفيقي في الجنة؟ قال طلحة: اللهم نعم. ثم انصرف. قلت: وأبو عبادة الزُرَقي هو عيسى بن عبد الرحمن بن فروة الأنصاري وهو متروك كما قال الحافظ في التقريب (439: 5306). والحديث رواه أيضًا ابن أبي عاصم في السنة (2/ 589: 1288). ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 179: 2613). ورواه العقيلي في الضعفاء (3/ 479: 1536)، بلفظ مختصر. ورواه ابن الجوزي في العلل (1/ 204: 323) وقال: هذا حديث لا يصح، ونقل كلامهم في تضعيف أبي عبادة عيسى بن عبد الرحمن. ورواه أبو يعلى في الكبير كما في المجمع (9/ 94). وقال الهيثمي: في إسناد عبد الله والبزار أبو عبادة الزرقي وهو متروك وأسقطه أبو يعلى من السند. فالحاصل: أن هذا الحديث متروك ولا يصلح لا هو ولا حديث الحميري أن يكونا أصلين لحديث جابر رضي الله عنه، والله أعلم.
3912 - حَدَّثَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَر ثنا إبراهيم بن عمر بن أبان حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ: "بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- جالس وعائشة رضي الله عنها وراءه استأذن أبو بكر رضي الله عنه فدخل ثم استأذن عمر رضي الله عنه فدخل ثم استأذن علي رضي الله عنه فدخل ثم استأذن سعد رضي الله عنه فدخل ثم استأذن عثمان رضي الله عنه فَدَخَلَ (¬2) وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتحدث كاشفًا عن ركبته (¬3) فمد رُكْبَتَهُ وَقَالَ لِامْرَأَتِهِ (¬4): "استأخِرِي عَنِّي" فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً ثم خرجوا. قالت عائشة رضي الله عنها: فقلتُ (¬5): يَا رَسُولَ اللَّهِ: دَخَلَ عَلَيْكَ أَصْحَابُكَ فلم تُصْلِح ثوبك على ركبتيك ولم تؤخرني عنك حتى دخل عثمان رضي الله عنه؟! فقال -صلى الله عليه وسلم- (¬6): "ألا أستحيي من رجل يستحيي مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ وَلَوْ دَخَلَ وأنتِ قَرِيبٌ مِنِّي لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ وَلَمْ يَتَحَدَّثْ حَتَّى يخرج". ¬
3912 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف إبراهيم بن عمر بن أبان وأبيه عمر كما تقدم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 50/ أ). =
= وقال الهيثمي في المجمع (9/ 85)، رواه أبو يعلى والطبراني وفيه إبراهيم بن عمر بن أبان وهو ضعيف.
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (11/ 191)، عن أبي عبد الله محمد بن الفضل، عن أبي يعلى به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، عن أبي يعلى، به بنحوه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 327: 13253)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن محمد بن أبي بكر المقدمي به، بنحوه. وقال في آخره: "يَا عَائِشَةُ أَلَا أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحْيِي منه الملائكة، والذي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ إن الملائكة لتستحيي من عثمان كما تستحيي مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَوْ دَخَلَ وَأَنْتَ قَرِيبٌ مني لم يتحدث ولم يرفع رأسه حتى يخرج". وللحديث شاهدان عند مسلم رحمه الله في الصحيح، الأول من حديث أمنا عائشة رضي الله عنه، والثاني عنها وعن عثمان رضي الله عنهما. والحديثان في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه (2401 و 2402)، وهما بنحو لفظ حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إلَّا أنه اقتصر في حديث عائشة رضي الله عنها على قوله: "أَلَا أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ". وفي حديث عائشة وعثمان رضي الله عنهما قال: "إنَّ عثمان رجل حييٍّ وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يَبْلُغ إليّ في حاجته". وعلى هذا فحديث ابن عمر رضي الله عنهما صحيح لغيره بهذين الشاهدين وغيرهما. والله أعلم.
3913 - حَدَّثَنَا (¬1) زُهَيْرٌ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: لَقِيَ عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه الوليد بن عقبة رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جفوت أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه؟ فَقَالَ: أَبْلِغْهُ عَنِّي (¬2) أَنِّي لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْن -قَالَ عَاصِمٌ: هُوَ يَوْمُ أُحد- وَلَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ (¬3) رضي الله عنه: فانطلق يخبر ذاك (¬4) عثمان فقال عثمان رضي الله عنه: أَمَّا قَوْلُهُ: يَوْمَ عَيْنَيْن فَكَيْفَ يُعَيِّرني بِذَنْبٍ قد عفا الله تعالى عنه فقال عزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ...} الْآيَةَ (¬5). وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي تَخَلَّفْتُ يَوْمَ (¬6) بَدْرٍ كُنْتُ (¬7) أُمَرِّض (¬8) رُقْيَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى مَاتَتْ، وَقَدْ ضُرِبَ لِي بِسَهْمٍ، وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَهْمٍ فَقَدْ شَهِدَ (¬9)، وأما قوله: إني أترك (¬10) سنة عمر رضي الله عنه فَإِنِّي لَا أُطِيقُهَا أَنَا وَلَا هُوَ. فَأَتَيْتُهُ فحدثته بذلك. ¬
= 3913 - درجته: هذا موقوف حسن بهذا الإِسناد فإن رجاله كلهم ثقات كما تقدم إلَّا عاصم بن أبي النجود فإنه صدوق. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 50/ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 87)، رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني باختصار والبزار بطوله بنحوه وفيه عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات.
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 281)، عن أبي سهل بن سعدويه، عن إبراهيم سبط بحرويه، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى به، بنحوه. ورواه الإِمام أحمد في المسند (1/ 373) - ت/ أحمد شاكر- عن معاوية، به بنحوه. وفي آخره قال: فَأتِهِ فحَدِّثْهُ بذلك. وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح. ورواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (2/ 14: 556)، عن أبيه، عن معاوية، به بنحوه. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي خيثمة، عن معاوية به بنحوه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 188: 135) عن محمد بن النضر الأزدي عن معاوية به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في تاريخه (11/ 281)، عن عبد الله، عن محمد بن أحمد بن الجنيد، عن معاوية به، بنحوه. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 179: 2512)، عن إبراهيم بن المنتشر، عن عمرو بن عاصم، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عاصم به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في تاريخه (11/ 281)، عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن علي بن أبي عثمان، عن أحمد بن عثمان بن الفضل، عن عبيد الله بن محمد بن =
= إسحاق، عن عبد الله بن محمد، عن يوسف بن موسى، عن عبد الله الجهني الرازي، عن عمرو بن أبي قيس، عن عاصم به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي سهل محمد بن إبراهيم بن منصور أبو بكر بن المقرئ، عن أبي يعلي بن نمير بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن شقيق، قال: كان بين عثمان وبين عبد الرحمن بن عوف كلام فأرسل إليه عبد الرحمن: والله ما فررت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم عينين ... فذكره بنحوه. ورواه البغوي والضياء في المختارة كما في الكنز (36277). ولهذا الحديث شاهد من حديث عثمان بن مَوْهَب رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، البخاري مع الفتح (7/ 66: 3698)، والترمذي في أبواب المناقب (5/ 293: 3792) وقال: حسن صحيح. ونَصُّهُ عند البخاري: عن عثمان بن مَوْهَب قال: "جاء رجل من أهل مصر وحجّ البيت فرأى قومًا جلوسًا فقال: من هؤلاء القوم؟ فقالوا: هؤلاء قريش. قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: عبد الله بن عمر. قال: يا ابن عمر إنّي سائلك عن شيء فحدثني عنه: هل تعلم أن عثمان فرّ يوم أُحد؟ قال: نعم. فقال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد؟ قال: نعم. قال الرجل: هل تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: الله أكبر. قال ابن عمر: تعالى أبيَّن لك. أما فراره يوم أُحد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له. وأمّا تغيبُّه عن بدر فإنه كانت تحته بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكانت مريضة فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إن لك أجر رجل ممن شهد بدرًا وسهمه". وأمّا تغيُّبُه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعزُّ ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيده اليمنى: "هذه يد عثمان" فضرب بها على يده فقال: "هذه لعثمان، فقال له ابن عمر: اذهب بها الآن معك". وعلى هذا فحديث شقيق في درجة الصحيح لغيره لهذا الشاهد، والله أعلم.
3914 - وقال البزّار (¬1): حدّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مَخْلَد، ثنا سَلاَّم أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيّب قَالَ: رَفَعَ عثمان رضي الله عنه صوته على عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ (¬2): لِأَيِّ شَيْءٍ رَفَعْتَ صَوْتَكَ، وَقَدْ شهدتُ بَدْرًا وَلَمْ تَشْهَدْ، وبايعتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ تُبَايِعْ (¬3)، وفررتَ يَوْمَ أُحد وَلَمْ أفر (¬4)؟! قال عثمان رضي الله عنه: أما قولك: إنك شهدتَ بدرًا ولم أَشْهَدُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَلَّفنِي عَلَى بِنْتِهِ (¬5) وَضَرَبَ لِي بِسَهْمٍ وَأَعْطَانِي أَجْرِيَ (¬6)، وَأَمَّا قَوْلُكَ: بايعتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ أُبايع فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَنِي إلى ناس من المشركين وقد علمتَ ذلك فلما احتبستُ ضرب -صلى الله عليه وسلم- بِيَمِينِهِ (¬7) عَلَى شِمَالِهِ فَقَالَ: "هَذِهِ لِعُثْمَانَ" وَشِمَالُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير مِنْ يَمِينِي، وَأَمَّا قَوْلُكَ: فررتَ يَوْمَ أُحد وَلَمْ أَفِرَّ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ...} (¬8) الْآيَةَ. فَلِمَ تُعَيِّرني بِذَنْبٍ قَدْ عَفَا اللَّهُ تعالى عَنْهُ؟!. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ علي بن زيد إلَّا سَلاَّم. ¬
3914 - درجته: موقوف ضعيف بهذا الإِسناد؟ لضعف علي بن زيد بن جدعان لكن يشهد له ما تقدم في الذي قبله فيكون صحيحًا لغيره. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 50/ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 88)، رواه البزّار وإسناده حسن وقد تقدمت له طريق في هذا الباب وغيره.
تخريجه: رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 282)، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي، عن علي بن أحمد بن محمد الواحدي، عن سعيد بن محمد بن أحمد بن حيان، عن عبد الله بن محمد بن أحمد ابن حبّان، عن عبد الله بن محمد بن الحسين المروزي، عن أبي العباس محمد بن أحمد بن محبوب، عن محمد بن الليث، عن علي بن الحكم، عن سلام أبي المنذر به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي القاسم السمرقندي، عن أحمد بن عثمان، عن إسماعيل بن الحسن بن عبد الله، عن أبي عبد الله المحاملي، عن محمد بن عبد العزيز الفارسي، عن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح، عن يحيى بن محمد بن صاعد، عن محمد بن إسماعيل البخاري، عن علي بن الحكم، عن سلام به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي القاسم السمرقندى، عن أحمد بن محمد بن إبراهيم، عن إسماعيل بن الحسن، بالإِسناد المتقدم، بنحوه. ورواه أيضًا في نفس الموضع عن أبي عبد الله القصادي، عن أبيه أبي طاهر، عن إسماعيل بن الحسن به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي الفتح محمد بن علي المصري، عن محمد بن عبد العزيز الفارسي، عن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح، عن ابن =
= صاعد، عن محمد بن إسماعيل البخاري، عن علي بن الحكم، عن سلام به، بنحوه. ورواه في المكان المتقدم أيضًا عن أبي الحسن علي بن أبي طالب عن أحمد بن محمد بن عوانة وعن أبي صالح ذكوان بن سيار الدهان وعن أبي رشيد علي بن عثمان بن محمد الواعظ الهيصمي، كلهم، عن محمد بن عبد العزيز الفارسي به، بنحوه. وهذا الأثر لا يرتقي بهذه المتابعات ولكنه يرتقي مما تقدم في الحديث رقم (3913)، فيكون صحيحًا لغيره، والله أعلم.
3915 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بكر، [حدّثنا يوسف بن يزيد، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ] (¬2) قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه أَنَّهُ شَهِدَ ذَلِكَ حِينَ (¬3) أَعْطَى عُثْمَانُ بْنُ عفان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ما جهز به جيش العُسْرَةِ (¬4) فجاء رضي الله عنه بسبعمائة أُوْقِيَّهِ (¬5) ذَهَبِ. ¬
3915 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف إبراهيم بن عمر بن أبان. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 50/ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 88)، رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط، وفيه إبراهيم بن عمر بن أبان وهو ضعيف.
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (11/ 179)، عن أبي المظفر بن القشيري، عن أبي سعد الأديب، عن أبي عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي سهل بن سعدويه، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى به، بنحوه. =
= ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 260: 3682)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن محمد بن أبي بكر المقدّمي، عن أبي معشر، عن إبراهيم بن عمر به، بنحوه. وقال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلَّا إبراهيم بن أبان بن عثمان بن عفان، ولا عنه إلَّا أبو معشر تفرد به المقدّمي. وهذا الحديث وإن كان ضعيفًا إلَّا أنّ عثمان رضي الله عنه هو الذي جهّز جيش العسرة فقد روى البخاري تعليقًا في الوصايا، باب إذا أوقف أرضًا أو بئرًا أو اشترط لنفسه مثل دلاء المسلمين، البخاري مع الفتح (5/ 477: 2778). وقال الحافظ ابن حجر: وقد وصله الدارقطني والإِسماعيلي، وغيرهما من طريق القاسم بن محمد المروزي بتمامه. اهـ. ورواه الترمذي في جامعه في أبواب المناقب (5/ 288: 3783)، وقال بعده: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان. ورواه النسائي في السنن الكبرى في الأحباس باب وقف المساجد (4/ 97: 6437). ولفظه عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: "لما حُصِر عثمان رضي الله عنه أشرف عليهم فوق داره ثم قال: أذكركم بالله، هل تعلمون أن حراء حين انتفض قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أثبت حراء فليس عَلَيْكَ إلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ؟ قالوا: نعم. قال: أذكركم بالله هل تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في جيش العسرة: من ينفق نفقة متقبلة -والناس مجهدون مُعسرون- فجهزت ذلك الجيش؟ قالوا: نعم ... " الحديث. وفي رواية البخاري: ألستم تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من جهّز جيش العسرة فله الجنة فجهّزتهم؟ ... الحديث. والله أعلم.
3916 - حَدَّثَنَا (¬1) مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا بَشَّار ابن مُوسَى، ثنا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بأهله إلى الحبشة عثمان رضي الله عنه فَاحْتُبِسَ (¬2) عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خبره، فجعل -صلى الله عليه وسلم- يَخْرُجُ يَتَوَكَّفُ (¬3) الْأَخْبَارَ، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَدْ رَأَيْتُ خَتَنَك (¬4) مُتَوَجِّهًا فِي سَفَرِهِ وامرأتُه عَلَى حِمَارٍ مِنْ هَذِهِ الدَّبَّابَةِ (¬5)، وَهُوَ يَسُوقُ بِهَا يَمْشِي خَلْفَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صحبهما الله تعالى، إِنَّ عُثْمَانَ لَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بأهله بعد لوط عليه السلام". ¬
3916 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد: لأنه مرسل، ومع ذلك ففيه موسى بن حيّان وبشار بن موسى ضعيفان كما تقدم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 50/ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 84)، رواه الطبراني وفيه الحسن بن زياد البرجمي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه: هذا الحديث مداره على بشار بن موسى، واختلف عليه في إسناده فرواه مرسلًا كما هنا ورواه موصولًا عن الحسن بن زياد، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أبيه =
= أنس بن مالك رضي الله عنه كما عند ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 157)، عن أم المجتبى العلوية، عن إبراهيم بن منصور، عن محمد بن إبراهيم بن عليّ، عن أبي يعلى، عن موسى بن حيّان، عن بشار به، بنحوه. ورواه أيضًا يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (3/ 268)، عن العباس بن عبد العظيم العنبري عن بشار به، بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (1/ 90: 143)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن بشار به بنحوه. ورواه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 596: 1311)، عن محمد بن عبد الرحيم به بنحوه. ورواه في الآحاد والمثاني (1/ 123: 123)، به بنحوه. ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 24)، عن أحمد بن سعيد المروزي، عن محمد بن عبد الرحيم به بنحوه. ورواه ابن عساكر في التاريخ -الموضع السابق- عن أبي عبد الله الفراوي، عن أبي بكر البيهقي، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي ذر عبد الله بن إسحاق الخراساني، عن يحيى بن جعفر بن الزبرقان، عن بشار به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي عبد الله بن البنّا عن أبي القاسم المهرواني، عن أبي عمر بن مهدي، عن محمد بن أحمد بن يعقوب، عن جده، عن بشار به بنحوه. والراجح هو الموصول؛ لأنها رواية الأكثرين والحمل في المرسل على بشّار فإنه ضعيف كما تقدم. ومع ذلك فالموصول ضعيف أيضًا لضعف بشار، والله أعلم.
3917 - حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو وَائِلٍ خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الخير، عن شَدَّاد بن أوس رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "بينما أنا جالس إذ أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فَاحْتَمَلَنِي عَلَى جَنَاحِهِ الْأَيْمَنِ فَأَدْخَلَنِي جَنَّةَ عَدْنٍ، فبينا أنا فيها إذ [رقبت] (¬2) بِعَيْنَيَّ تُفَّاحَةً فَانْفَلَقَتِ التُّفَّاحَةُ نِصْفَيْنِ فَخَرَجَتْ مِنْهَا جَارِيَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهَا حُسْنًا، وَلَا أكمل منها جمالًا، تسبح الله تعالى بِتَسْبِيحٍ لَمْ يَسْمَعِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخَرُونَ بِمِثْلِهِ قُلْتُ: مَا أنتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الْحَوْرَاءُ (¬3) خَلَقَنِي رَبِّي جل جلاله مِنْ نُورِ عَرْشِهِ. قُلْتُ: لِمَنْ أنتِ؟ قَالَتْ: أنا لِلْأَمِينِ (¬4) الْأَمْعَرِ (¬5) الْخَلِيفَةِ الْمَظْلُومِ، عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه". ¬
3917 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ لأن خالد بن محمد البصري لم أجد من ذكره غير ابن حبّان وموسى بن إبراهيم لم يتميز لي. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 50/ب).
تخريجه: هذا الحديث مداره على الليث بن سعد، واختلف عليه في إسناده على ثلاثة أوجه: =
= الوجه الأول: عنه عن يزيد، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه كما هنا. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 201)، من طريق أبي يعلى، عن أبي عبد الله الحسن بن عبد الملك، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، عن إبراهيم بن منصور. كلاهما عن أبي يعلى به، بنحوه. الوجه الثاني: عنه عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدٍ بن عبد الله، عن أوس بن أوس الثقفي: رواه الطبراني في الكبير (1/ 219: 598)، عن الحسين بن إسحاق التستري عن إسحاق بن وهب العلاف، عن الفضل بن سوار البصري، عن ليث به، بنحوه. والفضل بن سوار هذا لم أجد له ترجمة. ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (11/ 201)، عن أبي علي الحداد، عن أبي بكر بن زائدة، عن سليمان بن أحمد الطبراني به، بنحوه. الوجه الثالث: عنه عن يزيد عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر الجهني: رواه العقيلي في الضعفاء (2/ 320)، عن محمد بن أحمد بن النضر الأزدي، عن عبد الرحمن بن عفان، عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، عن الليث به بلفظ: "لما عرج بي إلى السماء دخلت جنة عدن فوقعت في كفّي تفاحة فانفلقت عن حوراء مرضية كأن أشفار عينيها مقاديم أجنحة النسور فقلت: لمن أنت؟ فقالت: أنا للخليفة من بعدك المقتول عثمان بن عفان؟. قال العقيلي: عبد الرحمن بن إبراهيم دمشقي يحدث عن الليث بن سعد مجهول النقل وحديثه موضوع لا أصل له. ورواه من طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 329)، عن عبد الوهاب بن =
= المبارك، عن محمد بن المظفر، عن العقيقي، عن يوسف بن أحمد، عن أبي جعفر العقيلي به بنحوه. وقال عن عبد الرحمن بن عفان: مجهول. ورواه الطبراني في الكبير (17/ 285: 785)، عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن سليمان بن يوسف العبدي، عن الليث به بنحوه لكن قالت: "أنا للخليفة من بعدك" ولم تذكر عثمان رضي الله عنه. قال الهيثمي في المجمع (9/ 49)، بكر بن سهل قال الذهبي: مقارب الحديث عن عبد الله بن سليمان العبدي وثقه ابن حبّان وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: أمّا بكر بن سهل فقد ضعَّفه النسائي وذكر الحافظ ابن حجر له خبرًا موضوعًا وذكر عن مسلمة بن قاسم أنه قال: تكلم الناس فيه ووضعوه من أجل الحديث الذي حدّث به عن سعيد بن كثير، عن يحيى بن أيوب، عن مجمع بن كعب، عن مسلمة بن مخلد رفعه: "أعْرُوا النساء يلزمن الحجال". ينظر: الميزان (1/ 345)، ولسان الميزان (2/ 51). وأما عبد الله بن سليمان بن يوسف فقال عنه ابن عدي: ليس بذاك المعروف. وقال الخطيب البغدادي: الحديث منكر والآفة من عبد الله بن سليمان. وكذا عدّه الذهبي من مناكيره. ينظر: الكامل لابن عدي (4/ 230)، الميزان (3/ 146)، لسان الميزان (3/ 293)، اللآلي المصنوعة (1/ 313). وروى الحديث أيضًا الخطيب في تاريخ بغداد (9/ 464)، عن علي بن أبي علي البصري، عن عبد الله بن أحمد بن ماهيزد الأصبهاني، عن محمد بن سليمان الباغندي، عن عبد الله بن سليمان به بنحوه. ورواه من طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 329)، عن عبد الرحمن بن محمد القزاز، عن الخطيب به، بنحوه. =
= وقال ابن الجوزي: الأصبهاني لا يوثق به. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد -المكان نفسه- عن علي بن أبي بكر الطرازي، عن أبي حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ، عن أحمد بن عيسى الخشاب، عن عبد الله بن سليمان به بنحوه. ورواه خيثمة بن سليمان في فضائل الصحابة كما في اللآلي للسيوطي (1/ 313)، عن الخليل بن عبد القاهر الصيداوي، عن يحيى بن المبارك، عن الليث به. قال الذهبي في تلخيص الموضوعات كما في تنزيه الشريعة (1/ 374): ويحيى هذا من ضعفاء دمشق روى عنه جماعة، وما علمت فيه جرحًا، والخليل الصيداوي روى عنه غير واحد منهم ابن قتيبة العسقلاني، وأثنى عليه، والحديث منكر كما ترى. اهـ. وقد وصف الذهبي الرجل نفسه في الميزان (6/ 78)، فقال: تالف وذكر له حديثًا فقال: موضوع انفرد به إسماعيل بن موسى العسقلاني عنه قال الخطيب: وهما مجهولان. وزاد الحافظ ابن حجر في اللسان (6/ 274)، أن الدارقطني ضعّفه. ورواه الغسولي في جزئه كما في اللآلىء للسيوطي (1/ 313)، عن أسامة، عن عبد الله بن أحمد، عن زهير بن عباد، عن محمد بن تمام عن الليث به بنحوه. قلت: ومحمد بن تمام إن كان البَهْراني الحمصي فقد قال ابن منده: حدّث عن محمد بن آدم المصّيصي بمناكير. وإن كان غيره فلم أجد من ترجم له. ينظر: الميزان (4/ 414)، المغني في الضعفاء (2/ 560: 5340)، لسان الميزان (5/ 97). ورواه ابن بطة كما في اللَالىء أيضًا (1/ 313)، عن أبي القاسم عمر بن أحمد بن محمد العطار العسكري، عن أبي أحمد محمد بن عبدوس، عن الحسن بن =
= الحكم، عن حميد بن إسحاق الحذاء، عن عبد العزيز بن محمد الدمشقي، عن ليث به، بنحوه. قلت: عبد العزيز بن محمد الدمشقي لم أرَ من ذكره سوى ابن عساكر في تاريخه (10/ 387)، وقال: حدَّث عن الليث بن سعد روى حديثه الحسين بن الحكم، عن أحمد بن إسحاق الخزاعي قاله أبو عبد الله بن منده فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه. فالحاصل أن الحديث لا يرتقي بهذه المتابعات وهذه الوجوه الثلاثة لم يترجح عندي منها شيء. وقد روي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما: رواه الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 297)، مختصرًا بنحوه وقال بعده: هذا الحديث منكر بهذا الإِسناد وكل رجاله ثقات سوى محمد بن سليمان بن هشام والحمل فيه عليه. قلت: محمد بن سليمان بن هشام هو الشَّطَوي ابن بنت مطر قال عنه ابن عدي: وابن بنت مطر هذا أظهر أمرًا في الضعف وأحاديثه عامتها مسروقة سرقها من قوم ثقات ويوصل الأحاديث. وقال الذهبي في الميزان: اتّهمه بالوضع الخطيب ثم ساق خبره هذا وقال في آخره: قال ابن الجوزي: الحمل فيه على هذا. ذكره ابن عقدة فقال: في أمره نظر. وقد قال عنه الحافظ في التقريب: ضعيف. لكن الحديث من مناكيره كما تقدم. ينظر: الكامل لابن عدي (6/ 276)، الميزان (5/ 17)، التهذيب (9/ 201)، التقريب (482: 5931). ورواه من طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 329). ورواه من طريقه أيضًا ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 203). =
= وأورده السيوطي في اللآلىء المصنوعهَ (1/ 312)، وابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 374). وكذا ذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة (364)، وقال: هو موضوع والمتهم به محمد بن سليمان بن هشام الورّاق. وروي الحديث كذلك عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رواه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 409)، من طريق يحيى بن شبيب السلمي، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنه بنحو لفظ حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه. قلت: ويحيى بن شبيب هذا قال عنه ابن حبّان: لا يحتج به بحال. يروى عن الثوري ما لم يحدّث به قط. وقال الخطيب: روى أحاديث باطلة. وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش وأبو نعيم: يروى عن الثوري وغيره أحاديث موضوعات وحديث التفاحة رواه عنه أيضًا إبراهيم بن عبد الله الفارسي، وسمعنا من حديثه حديثًا عاليًا جدًا في مجلس أبي موسى المديني وهو ظاهر البطلان. وقال الذهبي بعد ذكر حديث التفاحة هذا: وهذا كذب. ينظر: الميزان (6/ 59)، لسان الميزان (6/ 261). ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 330)، من طريق يحيى هذا، ومن طريق العباس بن محمد العلوي. وكذا رواه عنه ابن حبّان كما في اللآلىء للسيوطي (1/ 314) وقال ابن حبّان في المجروحين (2/ 191)، وهذا شيء لا أصل له من كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا من حديث أنس ولا ثابت ولا حماد بن سلمة. وقال الإِمام الذهبي في الميزان (3/ 100)، العباس بن محمد العَلَوي، عن عمار بن هارون المستملي، عن حماد بن زيد بخبر موضوع: التفاحة التي انفلقت عن حوراء لعثمان. =
= ورواه ابن عساكر في التاريخ (11/ 202)، من طريق الخطيب البغدادي ومن طريق يحيى بن شبيب. ورواه الخطيب أيضًا في المتفق والمفترق كما في اللآلىء (1/ 315)، من طريق حميد بن هلال اللبان الواسطي ونقل السيوطي عن ابن لال أنه قال: سألني عن هذا الحديث أبو عبد الله البيِّع النيسابوري الحافظ فحدثته به ثم سألني عن حميد بن هلال فقلت: لا أعلم إلَّا خيرًا فجعل يتعجب ويستغرب هذا الحديث. ونقل عن الخطيب أنه قال: لعمري إن هذا الحديث لحديث يعجب منه لوروده بهذا الإِسناد وحميد بن هلال هذا مجهول وله أحاديث لا بأس بها، وهذا الحديث أنكر ما رأيت له. قال الإِمام ابن الجوزي في الموضوعات: وقد قلب هذا الحديث بعض الناس فجعله لعليٍّ رضي الله عنه ثم ساق إسناده عن أبي سعيد رضي الله عنه ثم قال: هذا حديث لا يصح وأحسبه انقلب على بعض الرواة أو أدخله بعضى المتعصبين على سليم وعطية قد ضعفه شعبة وأحمد ويحيى. وأورد السيوطي الحديث في اللآلىء (1/ 315)، ونقل كلام ابن الجوزي في قلب الحديث وسكت عنه وكذا أورده ابن عرَّاق في تنزيه الشريعة (1/ 374). وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة (365)، بعد ما ذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما: روي من طريق أخرى فيها من لا تقوم به الحجة وقد ذكر له في اللآلىء طرقًا كثيرة لا يصح منها شيء. فالحاصل: أن حديثي ابن عمر وأنس رضي الله عنهما حكم الأئمة رحمهم الله بوضعهما فلا يصلحان أن يكونا شاهدين. وأما حديث شدّاد بن أوس فأتوقف في الحكم عليه لما سبق مع أنه اختلف في إسناده على الليث رحمه الله ولم يترجح عندي شيء من أوجه الاختلاف فيه، والله أعلم.
30 - باب فضائل علي رضي الله عنه
30 - باب فضائل علي رضي الله عنه 3918 - قال أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمَّارٍ قَالَ: نَزَلَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى مَسْرُوقٍ فحدَّث عَنْ صَفِيَّةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: "قُمْتُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فقلت له (¬1): لَيْسَ مِنْ أَزْوَاجِكَ أَحَدٌ إلَّا لَهَا (¬2) قَرَابَةٌ وعشيرة (¬3) (¬4) فإلى من توصي بي؟. قال -صلى الله عليه وسلم-: "أُوصي بك إلى عليّ رضي الله عنه". ¬
3918 - درجته: ضعيف لعنعنة أبي إسحاق السبيعي وهو مدلِّس، وفيه أيضًا عمار الذي روى عنه أبو إسحاق لم يتميز لي، والشيخ الذي حدّث عن صفية رضي الله عنها لم أتمكن من تعيينه كما تقدم. =
= قال البوصيري (3/ 51/ب): رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند فيه راوٍ لم يُسمّ.
تخريجه: لم أجده.
3919 - حَدَّثَنَا (¬1) الْفَضْلُ هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا فِطْر بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنِي حَبِيب بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: سمعتُ ثَعْلَبة بْنَ [يَزِيدَ] (¬2)، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: والله إنه لعهد النبي الأمِّي: "سيَغْدِرُونَك من بعدي". ¬
3919 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لحال فطر بن خليفة، وثعلبة بن يزيد فإنهما صدوقان متشيّعان، وهذا الحديث يؤيد بدعتهما فهو ضعيف. قال البوصيري (3/ 51/ أ): رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد حسن والحارث بن أبي أسامة والبزار.
تخريجه: يأتي في الحديث رقم (3921).
3920 - وقال الحارث (¬1): حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا هُشَيْمٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ [سَالِمٍ] (¬2)، عَنْ أبي إدريس الأَوْدِيّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ ستغدر بك من بعدي". رواه البزّار وابن ماجه (¬3). ¬
3920 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن أبا إدريس الأودي مجهول الحال.
تخريجه: يأتي في الحديث رقم (3921).
3921 - (¬1) حدّثنا حَبِيبٍ (¬2) عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَزِيدَ الْحِمَّانِيِّ، عَنْ أبيه قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَهْدُ النبيِّ الأميِّ: "إن هذه الأمة ستغدر بي". ¬
3921 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة حبيب بن أبي ثابت وهو مدلّس؛ ولأن ثعلبة بن يزيد متشيّع وحديثه هذا يؤيد بدعته فهو مردود. وتقدم أن البوصيري حسّن إسناده. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 140): رواه البزّار وفيه علي بن قادم وقد وثّق وضعِّف. قلت: لعل البوصيري أراد أن الحديث حسن بطرقه. وأما رواية البزّار ففيها ما يأتي: 1 - شيخه هارون بن سفيان المُسْتَمْلي المعروف بمُكْحَلة. نقل الخطيب في ترجمته أنّ أبا نُعيمٍ قال له: يا هارون أطلب لنفسك صناعة غير الحديث فكأنّك بالحديث قد صار على مَزْبَلة. انظر: تاريخ بغداد (14/ 24)، الأنساب (5/ 288)، نزهة الألباب (2/ 194). 2 - ثلاثة من رواته -مع أن كُلاًّ منهم صدوق إلا أنه يتشيع- وهم ثعلبة (كما تقدم في ترجمته)، وعليّ بن قادم، والأجلح بن عبد الله الكنْدي كما في التقريب (404: 4785) و (96: 285). =
= تخريجه: هذا الحديث رواه عن علي رضي الله عنه اثنان هما ثعلبة بن يزيد وأبو إدريس الأودي: أما حديث ثعلبة فمداره على حبيب بن أبي ثابت، واختلف عليه في إسناده علي وجهين: الوجه الأول: عنه، عن ثعلبة، عن عليّ رضي الله عنه كما عند أبي بكر. الوجه الثاني: عنه، عن ثعلبة، عن أبيه يزيد، عن عليّ رضي الله عنه كما عند الحارث. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 203: 2569) عن هارون بن سفيان، عن علي بن قادم، عن شريك، عن الأجلح، عن حبيب، به بنحوه. قال البزّار: وأحسبه غلط إنما هو عن عليّ ... فذكره ثم قال: قد رواه فطر بن خليفة وغيره، عن حبيب، عن ثعلبة، عن عليّ رضي الله عنه. قلت: ولا يمتنع أن يكون حبيب رواه بالوجهين معًا فيكون ثعلبة سمعه من أبيه عن عليّ رضي الله عنه ثم سمعه من عليّ رضي الله عنه، مباشرة، والله أعلم. وأما حديث أبي إدريس فرواه الحاكم في المستدرك (3/ 140)، عن أبي حفص عمر بن أحمد الجمحي، عن عليّ بن عبد العزيز، عن عمرو بن عون، عن هشيم به ولفظه: إن مما عَهِدَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَنَّ هذه الأمة ستغدر بي بعده". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. قلت: بل فيه أبو إدريس الأودي وهو مجهول الحال. ومع أن الحديث ضعيف بالنظر إلى كل طريق على حدة لكن بالنظر إلى الطريقين معًا فالحديث حسن لغيره، والله أعلم.
3922 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: [حَدَّثَنَا (¬1) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ موسى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ جَبْرٍ]، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: "لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ انْصَرَفَ إِلَى الطَّائِفِ فَحَاصَرَهَا تِسْعَةَ عَشَرَ أَوْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ (¬2) فَلَمْ يَفْتَحْهَا (¬3) ثُمَّ أَوْغَلَ رَوْحَةً أَوْ غُدْوَةً فَنَزَلَ ثُمَّ هجَّر (¬4) فقال: يا أيها الناس إني فرطكم (¬5) (¬6) وَأُوصِيكُمْ بِعِتْرَتِي (¬7) خَيْرًا، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ فَوَالَّذِي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتنَّ الزكاة أو لأبعثنَّ إليكم رجلًا مني أو كنفسي (¬8) فَليَضْرِبَنَّ أعناق مقاتليهم، وليسْبينَّ ذرَارِيَهُم. قَالَ: فَرَأَى النَّاسُ أَنَّهُ أَبُو بكر أو عمر رضي الله عنهما. فأخذ -صلى الله عليه وسلم- يد (¬9) عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: "هَذَا". ¬
3922 - [1] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف موسى بن عبيدة وطلحة بن جبر وفيه أيضًا عنعنة المطلب بن عبد الله وهو كثير التدليس كما تقدم. قال البوصيري (3/ 51/ب): رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى الموصلي بسند فيه موسى بن عبيدة الزَّبذي وهو ضعيف. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 137): رواه أبو يعلى وفيه طلحة بن جبر وثقه ابن معين في رواية وضعّفه الجوزجاني وبقية رجاله ثقات.
تخريجه: يأتي في الطريق الآتي (3922 [2]).
3922 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي شيبة بهذا. ¬
3922 - [2] درجته: ضعيف أيضًا لضعف موسى بن عبيدة وطلحة بن جبر وعنعنة المطّلب بن عبد الله وهو مدلس، والله أعلم.
تخريجه: رواه البزّار في مسنده (3/ 258: 1050) من طريق عبيد الله بن موسى به، بنحوه. وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن عوف إلا من هذا الوجه بهذا الإِسناد، ولا نعلم روى مصعب عن أبيه إلا هذا الحديث. اهـ. وقد عزاه في الكنز (36496) لابن أبي شيبة فقط. وعزاه الهيثمي في المجمع (9/ 166): للبزار وقال: فيه طلحة بن جبر وهو ضعيف. وذكر ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 46)، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ المطلب بن عبد الله بن حنطب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لوفد ثقيف حين جاء: "لتسلمنّ أو لأبعثنّ رجلًا مني أو قال: مثل نفسي فليضربن أعناقكم وليسبينَّ ذراريكم وليأخذنّ أموالكم" قال عمر: فوالله ما تمنيت الإمارة إلَّا يومئذٍ وجعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول هو هذا. قال: فالتفت إلى عليّ رضي الله عنه فأخذ بيده ثم قال: "هو هذا هو هذا". ولبعض الحديث شاهد عند ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 68: 12142)، من حديث عبد الله بن شدّاد قال: قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفد أبي سرح من اليمن فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لتقيمنّ الصلاة ولتؤتنّ الزكاة ولتسمعنّ ولتطيعنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلًا لنفسي يقاتل مقاتلتكم ويسبي ذراريكم اللهم أنا أو كنفسي" ثم أخذ بيد علي. =
= لكنه مرسل؛ لأن عبد الله بن شداد تابعي كما قال الحافظ في التقريب (307: 3382). ومع ذلك فإنه يشهد لما في حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من قوله عليه الصلاة والسلام: "أو لأبعثنّ إليكم رجلًا مني أو كنفسي. فيرتقي هذا اللفظ إلى رتبة الحسن لغيره. وأما قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنا فرطكم على الحوض" فهو صحيح رواه البخاري في كتاب الرِّقاق، باب في الحوض، وقول الله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} - البخاري مع الفتح (11/ 471: 6575) و (6576)، من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا -صلى الله عليه وسلم- وصفاته (ح 2297). ورواه البخاري (ح 6583)، ومسلم (ح 2290)، من حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ورواه البخاري (ح 6589)، ومسلم (2289)، من حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه. وروياه أيضًا عن غير هؤلاء، والله أعلم.
3923 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1) أَيْضًا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عمرو، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ المِنْهال، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أُمِّ سلمة رضي الله عنهما قَالَتْ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لعلي رضي الله عنه: "أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي". * صحَّحه ابن حبّان (¬2). ¬
3923 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف محمد بن سلمة بن كهيل. قال البوصيري (3/ 52/ أ): رواه أبو يعلى وعنه ابن حبّان في صحيحه. قلت: حديث سعد في الصحيح وإنما أخرجته لانضمامه مع حديث أم سلمة. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 112)، من حديث أم سلمة رضي الله عنها فقط ثم قال بعده: رواه أبو يعلى والطبراني وفي إسناد أبي يعلى محمد بن سلمة بن كهيل وثقه ابن حبّان وضعّفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال: عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ أُمِّ سلمة، وقال الطبراني: عن عامر بن سعد، عن أبيه، عن أم سلمة، فالله أعلم. اهـ.
تخريجه: الحديث مداره على سلمة بن كهيل واختلف عليه في إسناده على وجهين: الوجه الأول: عنه، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه وأم سلمة كما عند أبي يعلى. =
= ورواه كذلك ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 600: 1333)، عن الأزرق بن علي، عن حسّان بن إبراهيم، به بنحوه. الوجه الثاني: عنه، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أبي وقاص، عن أم سلمة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: رواه الطبراني في الكبير (23/ 377: 982)، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن الحسن بن علي الحلواني، عن إسماعيل بن أبان، عن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، به بنحوه. والراجح عندي من الوجهين هو الأول، وأما الثاني فهو مرجوح والحمل فيه على يحيى بن سلمة بن كهيل فإنه متروك كما قال الحافظ وغيره (التقريب 591: 7561). ومما يرجح الوجه الأول: رواية الصحيحين وغيرهما التي فيها ثبوت سماع سعدٍ رضي الله عنه الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة. فقد رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم -باب مناقب علي رضي الله عنه- البخاري مع الفتح (7/ 88: 3706)، عن إبراهيم بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بنحو لفظه هنا. ورواه أيضًا في كتاب المغازي- باب غزوة تبوك (7/ 716: 4416) عن مصعب بن سعد، عن أبيه. ورواه مسلم في الصحيح- كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب بن أبي طالب رضي الله عنه (ح 2404)، عن عامر بن سعد ومصعب بن سعد وإبراهيم بن سعد، عن أبيهم رضي الله عنه وفي حديث عامر قال سعيد بن المسيب فأحببت أن أشافه به سعدًا فلقيت سعدًا فحدَّثته مما حدثني به عامر فقال: أنا سمعته. فقلت: آنت سمعته؟ فوضع اصبعه على أُذنيه فقال: =
= نعم وإلاَّ فاسْتَكَّتَا (¬1). فالحاصل: أن سماع سعد للحديث ثابت من النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا مما يرجح الوجه الأول كما تقدم. وتقدم أن الحديث ضعيف لضعف محمد بن سلمة لكن يشهد له ما في الصحيح من حديث سعد رضي الله عنه فيكون الحديث صحيحًا لغيره، والله أعلم. ¬
3924 - [1] وقال أحمد بن منيع: حدّثنا أَبُو قَطَن، ثنا شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عنه قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ مِنْ أَقْضَى أَهْلِ المدينة ابنُ أبي طالب (¬1) رضي الله عنه. [2] وقال البزّار (¬2): حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الجُنَيد، ثنا يَحْيَى بن محمد بن السَّكَن (¬3)، حدّثنا شعبة به. * وصححه الحاكم (¬4). ¬
3924 - درجته: ضعيف أيضًا بهذا الإِسناد لعنعنة أبي إسحاق وهو مدلّس. قال البوصيري: رواه البزّار والحاكم وصححه. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 119): رواه البزّار وفيه يحيى بن السكن وثقه ابن حبّان وضعفه صالح جزره، وبقية رجاله ثقات. قلت: فيه عنعنة أبي إسحاق وهو مدلس كما تقدم، والله أعلم.
تخريجه: هذا الأثر مداره على أبي إسحاق السبيعي، واختلف عليه في إسناده على وجهين: الوجه الأول: عنه، عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه كما عند ابن منيع والبزار. =
= ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 135)، عن عبد الرحمن بن الحسن القاضي، عن إبراهيم بن الحسين، عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة، به بنحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي. ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 39)، عن عبد الوارث، عن قاسم، عن أحمد بن زهير، عن مسلم بن إبراهيم، عن شعبة به لكن قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب. الوجه الثاني: عنه، عن أبي ميسرة، عن ابن مسعود رضي الله عنه: رواه ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 41)، عن يحيى بن آدم عن ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق به بلفظ: إن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب. ولا مانع من أن يكون الأثر مرويًّا بالوجهين معًا فسمعه من عبد الرحمن بن يزيد ومن أبي ميسرة معًا على أن الوجهين ضعيفان لعنعنة أبي إسحاق. لكن لهذا الأثر شاهد من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير- تفسير سورة البقرة، باب قول الله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا ...} الآية- البخاري مع الفتح (8/ 16: 4481)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قال عمر رضي الله عنه: (أقرؤنا أبيّ وأقضانا عليٌّ ... " الحديث. فيرتقي أثر ابن مسعود بهذا الشاهد الصحيح إلى درجة الصحيح لغيره، والله أعلم.
3925 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا الثَّوْرِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ عُلَيم الكندي، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أوَّلكم وَارِدًا عَلَى الْحَوْضِ أوَّلكم إِسْلَامًا، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه". ¬
3925 - درجته: هذا الحديث موضوع بهذا الإِسناد، فإن يحيى بن هاشم كذاب كما تقدم، والله أعلم. وقد سكت عليه البوصيري وعزاه للحارث والحاكم. (3/ 51/ب).
تخريجه: هذا الحديث مداره على سلمة بن كهيل واختلف عليه في إسناده على خمسة أوجه: الوجه الأول: عنه عَنْ أَبِي صَادِقٍ عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عن عُلَيم الكندي عن سلمان رضي الله عنه، وهو الذي عند الحارث. الوجه الثاني: عنه، عن أبي صادق، عن عُلَيم الكندي، عن سلمان رضي الله عنه: عزاه السيوطي في اللآلىء المصنوعة (1/ 326)، لابن عدي عن محمد بن جعفر بن يزيد، عن إسماعيل بن عبد الله بن ميمون، عن أبي معاوية الزعفراني عبد الرحمن بن قيس، عن سفيان، عن سلمة، به بنحوه. قال ابن عدي: وهذا يرويه أبو معاوية الزعفراني عن سفيان الثوري ورواه مع أبي معاوية سيف بن محمد بن أخت الثوري، وسيف لعلّه أشرُّ من أبي معاوية الزعفراني. =
= قلت: أبو معاوية الزعفراني قال عنه الحافظ في التقريب (349: 3989): متروك كذّبه أبو زرعة وغيره. اهـ. الوجه الثالث: عنه، عن أبي صادق، عن سلمان رضي الله عنه: رواه ابن عدي في الكامل (4/ 291) عن محمد بن جعفر بن يزيد، عن إسماعيل بن عبد الله بن ميمون، عن أبي معاوية الزعفزاني، عن سفيان، عن سلمة به بنحوه. ورواه عنه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 347)، عن محمد بن عبد الملك، عن إسماعيل بن مسعدة، عن حمزة بن يوسف، عن ابن عديّ، به بنحوه. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح ... ثم أورد أقوال الأئمة في أبي معاوية الزعفراني ونقل كلام ابن عدي المتقدم في متابعة سيف بن محمد لأبي معاوية. الوجه الرابع: عنه، عن أبي صادق، عن الأغرّ، عن سلمان رضي الله عنه: رواه الحاكم في المستدرك (3/ 136)، كتاب معرفة الصحابة- عن أبي بكر بن إسحاق، عن عبيد بن حاتم الحافظ، عن محمد بن حاتم المؤدب، عن سيف بن محمد، عن سفيان، عن سلمة، به بنحوه. وسكت عنه الحاكم. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 81)، عن أحمد بن محمد بن غالب، عن أبي بكر الإِسماعيلي، عن أحمد بن حفص السعدي، عن محمد بن أبان المخرمي، عن داود بن مهران، عن سيف، به بنحوه. وسيف بن محمد الكوفي هذا قال عنه الحافظ في التقريب (262: 2726): كذّبوه. وهذه الأوجه الأربعة كلها إمّا شديدة الضعف أو موضوعة؛ ولذا أورد الحديث ابن الجوزي في الموضوعات كما تقدم، ولكن تعقبه السيوطي في اللآلىء المصنوعة =
= (1/ 327)، فقال: والعجب من المصنف أنه قال في العلل: باب فضل عليٍّ ابن أبي طالب: قد وضعوا أحاديث خارجة عن الحدّ ذكرت جمهورها في كتاب الموضوعات وإنما أذكر هنا ما دون ذلك. ثم أورد هذا الحديث، وهذا يدل على أن متنه عنده ليس بموضوع فكيف يورده في الموضوعات؟: وقد عاب عليه الحفاظ هذا الأمر بعينه فقالوا: إنه يورد حديثًا في كتاب الموضوعات ويحكم بوضعه ثم يورده في العلل وموضوعه الأحاديث الواهية التي لم ينتهِ إلى أن يحكم عليها بالوضع، وهذا تناقض. اهـ. وأورده أيضًا ابن عزاق في تنزيه الشريعة (1/ 377)، ونقل كلام ابن الجوزي والسيوطي. وذكر هذا الحديث أيضًا الفتّني في تذكرته (ص 97)، وقال: فيه أبو معاوية الزعفراني كذّاب وتابعه سيف بن محمد وهو شرٌّ منه. وكذا ذكر الحديث الشوكاني في الفوائد المجموعة (346: 1085)، ونقل كلام السيوطي. وقد روي سفيان الثوري هذا الحديث عن قيس مسلم الجدلي، عن عُلَيم الكندي، عن سلمان رضي الله عنه: رواه أبو بكر بن مردويه- كما في العلل لابن الجوزي (1/ 211: 333)، عن أحمد بن القاسم بن صدقة المصري، عن محمد بن أحمد الواسطي، عن إسحاق بن الضيف، عن محمد بن يحيى المأربي، عن سفيان، به بنحوه. قال ابن الجوزي: محمد بن يحيى منكر الحديث، وأحاديثه مظلمة منكرة. قلت: هذا الكلام هو نفس ما قاله ابن عدي في محمد بن يحيى المأربي لكن الدارقطني قال عنه: ثقة وأبوه كذلك. وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن حزم: مجهول. وقال عنه الحافظ في التقريب (513: 6393): ليّن الحديث. =
= والذي يظهر لي أن الرجل صدوق لتوثيق الدارقطني وذكر ابن حبّان له في الثقات، والله أعلم. ينظر: تهذيب التهذيب (9/ 521). ولكن في الحديث رجل آخر هو أحمد بن القاسم بن صدقة المصري المعروف باللُّكِّي فقد ضعَّفه الدارقطني وابن ماكولا وقال الذهبي: له جزء سمعناه فيه ما ينكر. ينظر: الإِكمال لابن ماكولا (4/ 112)، السِّير (16/ 113)، شذرات الذهب (3/ 35). وهذه المتابعة مع كونها ضعيفة تجعل للحديث أصلًا. الوجه الخامس: عنه، عن أبي صادق، عن عُلَيم، عن سلمان رضي الله عنه موقوفًا عليه. رواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 76: 12161)، عن معاوية بن هشام، عن قيس، عن سلمة بن كهيل به بلفظ: أول هذه الأمة ورودًا على نبيهًا أوَّلها إسلامًا علي بن أبي طالب. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 149: 181)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، به بلفظه. وأخرجه في السنَّة له كما في اللآلىء المصنوعة (1/ 326) -ولم أقف عليه فيه- عن أبي مسعود، عن عبد الرزاق، عن سفيان، عن سلمة، به بنحوه. قال السيوطي: وهذه متابعة قويّة جدًا ولا يضر إيراده بصيغة الوقف؛ لأن له حكم الرفع. اهـ. قلت: إسناد ابن أبي شيبة حسن وقول السيوطي رحمه الله: إن له حكم الرفع صحيح؛ لأن هذا خبر عن مغيب لا يمكن أن يجزم به الصحابي إلَّا بتوقيف من صاحب الشريعة -صلى الله عليه وسلم-. وروى هذا الموقوف أيضًا الإمام عبد الغني بن سعيد في إيضاح الإِشكال كما =
= قال السيوطي في اللآلىء (1/ 327) -ولم أقف عليه فيه أيضًا- عن علي بن عبد الله بن الفضل، عن محمد بن جرير، عن محمد بن عماد الرازي، عن أبي الهيثم السندي، عن عمر بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن سلمة، به بنحوه. والراجح من هذه الوجوه هو الوجه الخامس، وهو الموقوف وإن كان له حكم الرفع. وأما بقية الوجوه فالحمل فيها على من تقدم الكلام عليه من رواتها فإنهم ما بين متهم ومتروك، والله أعلم.
3926 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثمة، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا فُضَيْل، عَنْ أبي حَرِيْز، عن الشعبي، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لي رسول الله عئئ حين رجعت من [جَنَازةٍ] (¬2) قولًا ما أجب أن لي به الدنيا جميعًا (¬3). ¬
3926 - درجته: هذا الحديث ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن الشعبي لم يسمع من علي رضي الله عنه سوى ما في الصحيح، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 52/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 126): رواه أبو يعلى وفيه أبو حريز وثقه أبو زرعة وغيره، وضعّفه ابن المديني وغيره، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه: روى هذا الحديث عن علي رضي الله عنه، الشعبي، وناجية بن كعب الأسدي، وأبو عبد الرحمن السلمي: أما حديث الشعبي فرواه الطيالسي في مسنده (ص 19) عن شعبة به بلفظ: قال علي: لما رجعت إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ دفنته -يعني: أبا طالب كما في الروايات الأخرى- قال لي قَوْلًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِهِ الدُّنْيَا. ورواه من طريقه أبو نعيم في الحلية (4/ 329)، عن عبد الله بن جعفر، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطيالسي، به، باللفظ المتقدم، وقال بعده: ورواه المعتمر عن الفضيل نحوه، لم يروه عن الشعبي إلَّا أبو حريز واسمه: عبد الله بن الحسن قاضي سجستان. =
= ورواه من طريقه أيضًا ابن عدي في الكامل (4/ 160)، عن الساجى، عن ابن المثنى، عن أبي داود الطيالسي، به بنحوه، وقال في آخره: يعني في أبي طالب حين مات. وأما حديث ناجية بن كعب فقد رواه أبو داود في سننه -كتاب الجنائز- باب الرجل يموت له قرابة مشرك (3/ 547: 3214) عن مسدّد، عن يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ ناجية بن كعب، عن علي، بنحو اللفظ المتقدم، وقال في آخره: فدعا لي. وفيه أبو إسحاق السبيعي عنعن وهو مدلس كما تقدم في ترجمته. ورواه النسائي في السنن (4/ 79)، كتاب الجنائز -باب مواراة المشرك- عن عبيد الله بن سعد، عن يحيى، به بنحو رواية أبي داود. ورواه الإِمام أحمد في المسند (1/ 131)، عن وكيع، عن سفيان، به بنحوه، وفي آخره: فدعا لي بدعوات ما أحبّ أن لي بهن ما عرض من شيء. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 269) -كتاب الجنائز- في المسلم يغسل المشرك يغتسل أم لا؟ عن وكيع، به، بلفظ: "لما مات أبو طالب أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يا رسول الله ان عمَّك الشيخ الضال قد مات. قال: فقال: انطلق فوارِه ثم لا تحدثن شيئًا حتى تأتيني. قال: فواريته، ثم أتيته فأمرني فاغتسلت ثم دعا لي بدعوات ما أحب أن لي بهن ما على الأرض من شيء". ورواه أيضًا في المصنف (12/ 67: 1213) عن وكيع، به، باللفظ المتقدم. ورواه الطيالسي في مسنده (ص 19) عن شعبة، عن أبي إسحاق، به، بلفظ: لما توفي أبي أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت: إن عمَّك قد توفي، قال: اذهب فواره. قلت: إنه مات مشركًا، قال: اذهب فواره ولا تحدثنَّ شيئًا حتى تأتيني، ففعلت، ثم أتيته فأمرني أن أغتسل. ورواه النسائي في السنن (1/ 110)، كتاب الغسل- الغسل من مواراة =
= المشرك، عن محمد بن المثنى، عن محمد، عن شعبة، به بنحوه، ولم يذكر الدعاء. ورواه ابن الجارود في المنتقى (ص 143: 550) -كتاب الجنائز- عن محمد بن يحيى، عن وهب بن جرير، عن شعبة، به بنحوه، ولم يذكر الدعاء أيضًا. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 304) -كتاب الطهارة- باب الغسل من غسل الميت، عن الحسين بن محمد الفقيه، عن عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب المقري، عن شعيب بن أيوب، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أبي إسحاق به، بلفظ: لما توفي أبو طالب أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يا رسول الله إن عمك الضال قد هلك قال: فانطلق فواره فقلت ما أنا بمواريه. قال: فمن يواريه؟: انطلق فواره ولا تحدثنِّ شيئًا حتى تأتيني فانطلقت فواريته فأمرني أن أغتسل ثم دعا لي بدعوات ولا يسرني بها ما على الأرض من شيء. قال البيهقي: ورواه أيضًا الثوري، وشعبة، وشريك عن أبي إسحاق، ورواه الأعمش عنه، عن رجل، عن علي، وناجية بن كعب الأسدي لم تثبت عدالته عند صاحبي الصحيح، وليس فيه أنه غسله. وأخرج عن ابن المديني أنه قال في هذا الحديث: لم نجده إلَّا عند أهل الكوفة، وفي إسناده بعض الشيء رواه أبو إسحاق عن ناجية ولا نعلم أحدًا روى عن ناجية غير أبي إسحاق. قال الإِمام أحمد وقد روى من وجه آخر ضعيف عن علي هكذا. قلت: أما ناجية بن كعب فهو الأسدي، وثقه العجلي، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال عنه الحافظ في التقريب: ثقة من الثالثة. ينظر: التهذيب (10/ 399، 400)، التقريب (557: 7065). لكن مدار حديثه على أبي إسحاق وقد عنعن فالحديث ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا. وأما حديث أبي عبد الرحمن السلمي فرواه البيهقي في السنن الكبرى =
= (1/ 305) عن أبي محمد عبد الله بن يوسف، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الديلمي، عن محمد بن علي بن زيد الصائغ، عن سعيد بن منصور، عن الحسن بن يزيد الأصم، عن السدي، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه بنحوه، وقال فيه: فدعا لي بدعوات ما يسرني بها حمر النعم. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن عمر بن عبد العزيز، عن العباس بن الفضل الهروي، عن أحمد بن نجدة، عن سعيد بن منصور، به بنحوه. قال البيهقي: تفرد به الحسن بن يزيد الأصم بإسناده هذا. ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 326) عن صدقة بن منصور، عن أبي معمر، عن الحسمن بن يزيد، به بنحوه. قال ابن عدي عند ترجمة الحسن بن يزيد: عن السُّدي ليس بالقوي وحديثه عنه ليس بالمحفوظ. وقال: وهذا لا أعلم يرويه عن السدي غير الحسن هذا، ومدار هذا الحديث المشهور على أبي إسحاق السبيعي عن ناجية بن كعب، عن علي رضي الله عنه. قلت: الحسن بن يزيد الكوفي الأصم قال عنه الإِمام أحمد: لا بأس به، ووثقه ابن معين، والدارقطني وقال الذهبي عنه: صدوق لكن له خبر منكر. ينظر: الجرح والتعديل (3/ 43)، الميزان (2/ 49)، المغني في الضعفاء (1/ 169: 1493). لكن شيخه إسماعيل بن عبد الرحمن السديّ قال عنه الحافظ في التقريب (108: 463): صدوق يهم ورمي بالتشيّع من الرابعة. وحديثه هذا يؤيد بدعته التي رمي بها فهو ضعيف. والحاصل أن الحديث ضعيف بالنظر إلى كل طريق على حدة لكنه بهذه الطرق كلها يرتقي إلى رتبة الحسن لغيره، والله أعلم.
3927 - حَدَّثَنَا (¬1) سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَة الرَّازِيُّ، ثنا الصَبَّاح بْنُ مُحَارب، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى (¬2) بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آخَى بَيْنَ النَّاسِ وَتَرَكَنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ آخَيْتَ بَيْنَ أصحابك وتركتني؟!. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "تَرَى (¬3) تَرَكْتُك؟ إِنَّمَا تَرَكْتُكَ لِنَفْسِي، أَنْتَ أَخِي وَأَنَا أَخُوكَ، قَالَ: فَإِنْ حَاجَّكَ أَحَدٌ فَقُلْ: إِنِّي عبد الله وأخو رسوله (¬4) -صلى الله عليه وسلم- لا يدعيها أحد بعدك إلا كذاب". ¬
3927 - درجته: هذا الحديث ضعيف جدًا بهذا الإِسناد، فإن فيه عمر بن عبد الله بن يعلى، وهو واهٍ كما تقدم. وفيه أبوه عبد الله وهو ضعيف، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 55/ أ).
تخريجه: رواه ابن أبي حاتم في كتاب المجروحين (2/ 92)، عن أبي يعلى به، بنحوه. وقال قبل ذكره: وروى عمر بن عبد الله بن يعلى نسخة أكثرها مقلوبة عن أبيه، عن جده منها بإسناده ... ثم ذكر الحديث. ورواه ابن الجوزي في العلل (1/ 216: 343)، عن إسماعيل بن أحمد، عن ابن مسعدة، عن أبي القاسم القرشي، عن ابن عدي، عن روح بن عبد المجيد، عن سهل بن زنجلة به، ولكن لم يذكر فيه علتًا رضي الله عنه، وذكره بنحو لفظه هذا. ثم قال ابن الجوزي رحمه الله: هذا حديث لا يصح. =
= وقد روى الترمذي حديث المؤاخاة عق ابن عمر رضي الله عنهما في سننه (5/ 300)، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه (3804)، بلفظ: "آخى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ أصحابه فجاء عليٌّ تدمع عيناه فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أنت أخي في الدنيا والآخرة". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وفيه عن زيد بن أبي أوفى. قلت: وإسناده ضعيف؛ لأن فيه حكيم بن جبير، وهو كما قال الحافظ في التقريب (176:1468)، ضعيف رمي بالتشيع. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 14) -كتاب الهجرة- بنحوه وهو ضعيف أيضًا لوجود حكيم فيه. ورواه الطبراني في المعجم (12/ 420: 13549)، ولفظه أطول مما هنا وسأذكره عند تخريج الحديث (3942)، ويأتي أنه ضعيف أيضًا. وقد ذكره الفتني في تذكرة الموضوعات (ص 97)، وقال: كل ما ورد في أخوة علي ضعيف. وروى الإِمام أحمد في المسند (1/ 230)، نحوه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي حديث بنت حمزة رضي الله عنهما وقال في آخره: "أنت أخي وصاحبي". ولكن فيه الحجاج بن أرطاة قال عنه الحافظ في التقريب (152: 1119)، صدوق كثير الخطأ والتدليس. وذكره في الطبقة الرابعة من المدلّسين (ص 49). وقد عنعن هنا فلا يحتج به. وقد قال الهيثمي في المجمع عند هذا الحديث (4/ 323، 324)، رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس. اهـ. فلا وجه عندي لقول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله. (المسند 3/ 330: 2040): إسناده صحيح. =
= وروى الحديث أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف مختصرًا (9/ 120) -كتاب الأدب- باب فيمن آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبينه (6753 و 12/ 86) -كتاب الفضائل- فضائل عليّ رضي الله عنه (12190)، وفيه الحجاج أيضًا. وروى البغوي في معجمه، والباوردي، وابن قانع، وابن عساكر كما في الدر المنثور (4/ 370)، من حديث زيد بن أبي أوفى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- جمع أصحابه وذكر فضائل لأناس منهم في حديث طويل قال في آخره لعلي رضي الله عنه: "ما أخرتك إلَّا لنفسي فأنت عندي بمنزلة هارون من موسى ووارثي فقال: يا رسول الله ما أرث منك؟ قال: ما ورّثت الأنبياء. قال: وما ورّثت الأنبياء قبلك؟ قال: كتابَ الله وسنَّة نبيهم وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي ثم تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الآية: {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} الأخلاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض". وقد رواه الطبراني في الكبير (5/ 220: 5146)، ولم يذكر فيه لفظ المؤاخاة. ورواه البخاري في التاريخ الصغير مختصرًا (1/ 250)، ثم قال: وهذا إسناد مجهول لا يتابع عليه، ولا يعرف سماع بعضهم من بعض رواه بعضهم عن إسماعيل بن خالد، عن عبد الله بن أَبِي أَوَفِي، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ولا أصل له. اهـ. وأورده الإِمام ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 217: 344)، ثم قال بعده: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونقل عن أبي حاتم الرازي قوله: عبد المؤمن ضعيف، فقد رواه نصر بن علي، عن ابن شرحبيل، عن رجل عن زيد، ولعل ذلك الرجل غير ثقة فقد أسقطه عبد المؤمن. اهـ. وهو عند الإِمام أحمد رحمه الله في فضائل الصحابة (1/ 525: 871)، مختصرًا و (2/ 638: 1085)، مختصرًا أيضًا. وقد تكلم الإِمام شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في منهاج السنَّة (7/ 277)، عن هذا الحديث بكلام حاصله: أنّ هذا الحديث مكذوب مفترى، وأنه انفرد به عبد المؤمن بن عبّاد أحد المجروحين ضعّفه أبو حاتم، عن يزيد بن معن، ولا =
= يدري من هو فلعله الذي اختلقه عن عبد الله بن شرحبيل وهو مجهول، عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى. ثم قال رحمه الله: أحاديث المؤاخاة بين المهاجرين بعضهم مع بعض، والأنصار بعضهم مع بعض كلها كذب والنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يؤاخ عليًّا، ولا آخى بين أبي بكر وعمر، ولا بين مهاجري ومهاجري لكن آخى بين المهاجرين والأنصار ... إلى أن قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد أثبت الأخوة لغير عليّ كما في الصحيحين أنه قال لزيد: "أنت أخبرنا ومولانا" وقال له أبو بكر لما خطب ابنته: ألست أخي؟ قال: (أنا أخوك، وبنتك حلال لي ... " الخ. كلامه رحمه الله. وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية (7/ 234)، وذكر ابن إسحاق وغيره من أهل السير والمغازي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخى بينه وبين نفسه، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة لا يصح شيء منها لضعف أسانيدها وركة بعض متونها فإن في بعضها: "أنت أخي ووارثي وخليفتي وخير من أُمِّرَ بعدي". وهذا الحديث موضوع مخالف لما ثبت في الصحيحين وغيرهما، والله أعلم. اهـ. وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/ 560)، في الكلام على هذا الحديث: له طرق عن عبد الله بن شرحبيل. ونقل عن ابن السكن أنه قال: روى حديثه -يعني زيدًا- من ثلاث طرق ليس فيها ما يصح. قلت: وقد روى ابن سعد في الطبقات (3/ 16)، حديث المؤاخاة عن محمد بن عمر بن علي بألفاظ مختلفة من طريقين لكن رواية محمد بن عمر، عن جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرسلة كما قال الحافظ في التقريب (498: 617). وفي إحدى الطريقين الواقدي وهو متروك. وهناك أحاديث أخرى في هذا المعنى أوردها ابن الجوزي في العلل وبيَّنَ ما فيها وأنه لا يصح منها شيء. فالحاصل: أن حديث المؤاخاة ليس له أصل يصح، والله تعالى أعلم.
3928 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ الْخُرَاسَانِيُّ ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمْ أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ -الشَّكُّ مِنْ حَمَّادٍ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لعلي (¬2) رضي الله عنه: "يَا عَلِيُّ خُذِ الْبَابَ فَلَا يَدْخُلَنَّ عليَّ أَحَدٌ فَإِنَّ عِنْدِي زَوْرًا (¬3) (¬4) مِنَ الْمَلَائِكَةِ اسْتَأْذَنُوا ربهم أن يزوروني". فأخذ علي رضي الله عنه الباب وجاء عمر رضي الله عنه فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال علي رضي الله عنه: لَيْسَ (¬5) عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذن. فرجع عمر رضي الله عنه، وَظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ سَخْطَةٍ (¬6) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يَصْبِرْ عمر رضي الله عنه أن رجع فقال: استأذن لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: لَيْسَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إذن. فقال رضي الله عنه: ولِمَ؟ قال رضي الله عنه: لأن زورًا من الملائكة عنده واستأذنوا ربهم أن يزوروه. قال رضي الله عنه: وكم هم يا علي؟ قال رضي الله عنه: ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا. ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِفَتْحِ الْبَابِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عمر رضي الله عنه لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّ زُورًا من الملائكة استأذنوا ربهم أَنْ يَزُورُوكَ وَأَخْبَرَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ عِدَّتَهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه: "أَنْتَ أَخْبَرْتَ بالزَّور"؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله. ¬
قال -صلى الله عليه وسلم-: "فأخبرته بعدَّتِهم؟. قال رضي الله عنه: نعم. قال -صلى الله عليه وسلم-: "فكم هم يا علي؟ قال رضي الله عنه: ثلاثمائة وستون ملكًا. قال -صلى الله عليه وسلم-: "وكيف علمت ذلك؟ قال رضي الله عنه: سَمِعْتُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ نَغَمَةً (¬7) فَعَلَمْتُ أَنَّهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا. فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ: "يَا علي زادك الله إيمانًا وعلمًا". ¬
3928 - درجته: مرسل موضوع بهذا الإِسناد؛ لأن حمّاد بن عمرو النصيبي كذَّاب. قال البوصيري: رواه الحارث، عن عبد الرحيم بن واقد وهو ضعيف. (3/ 56/ أ). قلت: فيه حمّاد بن عمرو كذّاب.
تخريجه: لم أجده.
3929 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيدة، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (¬1)، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: "بعَثَنا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في سرية واستعمل علينا عليًا رضي الله عنه فَلَمَّا جِئْنَاهُ (¬2) قَالَ: كَيْفَ رَأَيْتُمْ صَاحِبَكُمْ؟ قَالَ: فَإِمَّا شَكَوْتُهُ وَإِمَّا شَكَاهُ [غَيْرِي] (¬3) فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَكُنْتُ رَجُلًا مِكْبَابًا (¬4)، فَإِذَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ وَهُوَ يَقُولُ: "من كنت مولاه فعلي مولاه". ¬
3929 - درجته: هذا الحديث صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم.
تخريجه: رواه النسائي في خصائص علي، السنن الكبرى (5/ 130: 8465)، عن محمد بن العلاء، عن أبي معاوية به، بنحوه. ورواه أيضًا في السنن الكبرى، باب المناقب (5/ 45: 8144)، عن محمد بن العلاء به، مختصرًا بدون ذكر قصته بلفظ: من كنت وليّه فعليٌّ وليُّه. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 188: 2535)، عن محمد بن المثنى، عن أبي معاوية به، بنحوه. لكنه قال: فرفع رأسه وكنت رجلًا مكبابًا فقال: "من كنت وليه فصلى وليه" فقلت: لا أسوؤك فيه أبدًا. ورواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 358)، عن وكيع، عن الأعمش به، بلفظ: عن ابن بريدة عن أبيه أنّه مرّ على مجلس وهم يتناولون من علي فوقف عليهم فقال: =
= إنه قد كان في نفسي على عليٍّ شيء وكان خالد بن الوليد كذلك فَبَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في سريَّة عليها عليّ وأصبنا سبيًا قال: فأخذ عليٌّ جارية من الخمس لنفسه فقال خالد بن الوليد: دونك. قال: فلمّا قدمنا على النبي -صلى الله عليه وسلم- جعلت أحدثه بما كان ثم قلت: إن عليًّا أخذ جارية من الخمس قال: وكنت رجلًا مكبابًا قال: فرفعت رأسي فإذا وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد تغيّر فقال: "من كنت وليّه فعليّ وليه". ورواه الإِمام أحمد أيضًا في المسند (5/ 361)، عن وكيع به، بدون ذكر سببه بلفظ: "من كنت وليه فعلي وليه". ورواه النسائي في السنن الكبرى، خصائص عليّ (5/ 130: 8466)، عن محمد بن المثنى، عن أبي أحمد، عن عبد الملك بن أبي غنية، عن الحكم بن عتيبة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن بريدة، بلفظ: بعثني النبي -صلى الله عليه وسلم- مع عليّ إلى اليمن فرأيت منه جفوة فلما رجعت شكوته إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرفع رأسه إليّ وقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه". ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 188: 2533)، عن محمد بن المثنى به، بنحو لفظ النسائي المتقدم. ورواه النسائي أيضًا في السنن الكبرى، المناقب (5/ 45: 8145)، وفي الخصائص (5/ 130: 8467)، عن أبي داود، عن أبي نعيم، عن عبد الملك بن أبي غنية، به، بنحو اللفظ المتقدم. ورواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 347) عن الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي غَنِيَّةَ عن الحسن، عن سعيد بن جبير به، بنحوه، وقال: فرأيت وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتغيّر فقال: يا بريدة: ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى ... الحديث. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 188: 2534)، عن أحمد بن يحيى =
= الكوفي، عن خالد بن مخلد، عن أبي مريم، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير به، بنحوه. قال البزّار: لا نعلم أسند ابن عباس، عن بريدة إلَّا هذا. ورواه ابن جرير وأبو نعيم كما في الكنز (36422). وسيأتي في الحديث الذي بعده أنّ هذا الحديث متواتر عن نبيِّنا الأمين -صلى الله عليه وسلم-، والله أعلم.
3930 - حدّثنا (¬1) مُطَّلِب بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد بن عَقِيل، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا بالجُحْفَة (¬2) بِغَدِيرِ خُمّ (¬3)، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخذ يد علي رضي الله عنه فقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه". ¬
3935 - درجته: هذا الحديث حسن بهذا الإِسناد؛ لأن المطّلب بن زياد وعبد الله بن محمد بن عقيل صدوقان كما تقدم. قال البوصيري (3/ 56/ب)، رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وفي إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل.
تخريجه: رواه أبو بكر ابن أبي شيبة في المصنف له (12/ 59: 12121)، به بنحوه. ورواه ابن أبي عاصم في السنّة (2/ 604: 1356)، عن أبي بكر به، بنحوه مختصرًا. =
= ورواه البزّار كما في الكنز (36433)، ولم أجده في كشف الأستار. وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من كنت مولاه فعليٌّ مولاه" حديث متواتر نصّ على تواتره عدد من الأئمة الكرام منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله فقد قال في الفتح (7/ 93)، وأما حديث: "من كنت مولاه فعليٌّ مولاه" فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جدًا وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روينا عن الإِمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب. وكذا قال القسطلاني في المواهب اللدنية (3/ 365). ونقله المناوي في فيض القدير (6/ 218)، عن الحافظ ابن حجر. وذكره الكناني في نظم المتناثر (194)، كتاب المناقب (232)، وذكر أن السيوطي رحمه الله أورده في الأزهار من حديث عدد من الصحابة رضي الله عنهم، وسقاهم، وزاد عليهم فبلغوا خمسة وعشرين صحابيًّا قال: وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثون صحابيًّا وشهدوا به لِعَليٍّ رضي الله عنه لما نوزع أيام خلافته. والحاصل أن الحديث متواتر فيكون حديث جابر رضي الله عنه صحيحًا لغيره لشواهده، والله أعلم.
3931 - [1] حدّثنا (¬1) شَرِيك، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ أبيه قال: دخل أبو هريرة رضي الله عنه الْمَسْجِدَ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَقَامَ إِلَيْهِ شَابٌّ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالِاهُ، وَعَادِ من عاداه"؟ قال رضي الله عنه: "اللهم نعم". ¬
3931 - [1] درجته: هذا الحديث ضعيف بهذا الإِسناد فإن شريكًا اختلط ولم تتميز روايته، وكذا داود بن يزيد ضعيف كما تقدم. والله أعلم. قال البوصيري (3/ 56/ب)، رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى، والبزار، ومدار أسانيدهم على داود بن يزيد وهو ضعيف. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 109)، رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، والطبراني في الأوسط، وفي أحد إسنادي البزّار رجل غير مسمّى، وبقية رجاله ثقات في الآخر، وفي إسناد أبي يعلى داود بن يزيد وهو ضعيف.
تخريجه: يأتي في (3931 [4]).
3931 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. [3] وقال البزّار (¬2): حدّثنا علي بن شبرمة الباهلي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ، ثنا رَجُلٌ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ دَاوُدَ وإدريس، عن أبيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه به. ¬
3931 - [3] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا؛ لأن منصور بن أبي الأسود مع أنه صدوق فهو متشيّع والحديث في فضائل أهل البيت رضي الله عنهم، وفيه أيضًا مبهم لم أتمكن من تعيينه، والله أعلم.
تخريجه: يأتي في الذي بعده.
3931 - [4] وَقَالَ (¬1) (¬2): وَوَجَدْتُ فِي كِتَابِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ بِهِ. ¬
3931 - [4] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا من أجل عكرمة بن إبراهيم فإنه ضعيف، والله أعلم.
تخريجه: رواه الطبراني في المعجم الأوسط (2/ 68: 1115)، عن أحمد بن صالح المالكي، عن أبي جعفر، عن عكرمة به، مختصرًا، وقال بعده: لم يرو هذا الحديث عن إدريس إلَّا عكرمة، تفرد به النُّفيلي. والحاصل: أن هذا الحديث بالنظر إلى كل طريق من طرقه المتقدمة ضعيف لكن بالنظر إلى مجموع هذه الطرق يرتقي إلى درجة الحسن لغيره. على أن الجزء الأول من الحديث وهو قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من كنت مولاه فعليٌّ مولاه" متواتر كما تقدم فيرتقي هذا الجزء بشواهده الكثيرة إلى رتبة الصحيح، والله أعلم.
3932 - قَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ قَالَا: لَمَّا أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ الْحَدِيثَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ، وَفِيهِ: فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ إِنِّي لَمْ آلُ أَنْ أنكحك أحب أهلي إليَّ (¬2). ¬
3933 - [1] وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارة، ثنا الْفَضْلُ بْنُ عَمِيْرَة أَبُو قُتَيْبَةَ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي مَيْمُونٌ [الكُرْدِي] (¬2) أَبُو بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: "بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آخِذٌ بِيَدِي وَنَحْنُ نَمْشِي فِي بَعْضِ سِكَك (¬3) الْمَدِينَةِ إِذْ أَتَيْنَا عَلَى حَدِيقَةٍ (¬4)، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنُهَا مِنْ حَدِيقَةٍ! قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَكَ (¬5) فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا" حَتَّى مَرَرْنَا بِسَبْعِ حَدَائِقَ، كُلُّ ذَلِكَ أَقُولُ: مَا أَحْسَنُهَا! ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "لَكَ فِي الْجَنَّةُ أَحْسَنُ مِنْهَا"، فَلَمَّا خَلَا لِي الطَّرِيقُ اعْتَنَقَنِي ثُمَّ أجْهَشَ (¬6) بَاكِيًا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها (¬7) إلَّا مِنْ بَعْدِي". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله في سلامة من ديني؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "في سلامة من دينك". ¬
3933 - [1] درجته: هذا الحديث ضعيف بهذا الإِسناد؛ إذ فيه الفضل بن عَمِيْرة ضعيف كما تقدم، والله أعلم. =
= وقد عزاه البوصيري لأبي يعلى والبزار والحاكم وسكت عنه (3/ 52/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 121)، رواه أبو يعلى والبزار وفيه الفضل بن عَمِيرة وثقه ابن حبّان وضعّفه غيره، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه:
تخريجه يأتي في (3933 [2]).
3933 - [2] وقال البزّار (¬1): حدّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَر قَالَا: ثنا حَرَمِيُّ (¬2) بْنُ عُمَارَة بِهِ. لَا يُرْوَى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا بِهَذَا الإِسناد، وَلَا جَاءَ عَنْ أَبِي عثمان، عن علي رضي الله عنه غير هذا (¬3). ¬
3933 - [2] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا لضعف الفضل بن عَمِيْرة كما تقدم، والله أعلم.
تخريجه: هذا الحديث مداره على الفضل بن عَمِيْرة، وقد تقدم أنه ضعيف: رواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 651: 1109)، عن عبيد الله بن عمر، عن حرميّ، به بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 139)، مناقب علي، عن علي بن حمشاذ العدل، عن العباس بن الفضل الأسفاطي، عن علي بن عبد الله المديني، عن حرميّ به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع نفسه، عن علي بن حمشاذ، عن العباس بن الفضل، عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة، عن حرميّ به، بنحوه. وقال بعده: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي. قلت: تقدم أن الفضل بن عَمِيْرة ضعيف، والذهبي نفسه قال عنه كما تقدم: منكر الحديث. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف أيضًا. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 398)، عن الحسن بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق بن إبراهم البغوي، عن عبد الله بن أحمد بن كثير الدورقي =
= أبي العباس، عن الفيض بن وثيق بن يوسف بن عبد الله بن عثمان بن أبي العاص، عن الفضل به بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع السابق، عن الحسن بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق بن إبراهيم البغوي، عن أحمد بن زهير، عن الفيض بن وثيق، عن الفضل به، بنحوه. قال الخطيب: بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الفيض بن وثيق كذاب خبيث. ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 243: 388)، عن عبد الرحمن بن محمد، عن أحمد بن علي بن ثابت بإسناديه المتقدمين بنحوه، وقال في الثاني: بتسع حدائق. ورواه أبو الشيخ في كتاب القطع والسرقة وابن النجار كما في الكنز (36523). فالحديث لا يترقى بهذه المتابعات إذ مدارها جميعًا على الفضل وهو ضعيف؛ ولذا قال الإِمام الذهبي في الميزان (4/ 275)، بعد ما ذكر أن ابن حبّان ذكره في الثقات قال: قلت: بل هو منكر الحديث ثم ساق حديثه هذا. وللحديث شاهد مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَخْرَجَهُ ابن أبي شيبة في مصنفه (12/ 75، 76: 12160)، عن يحيى بن يعلى، عن يونس بن خباب، عن أن قال: "خرجت أنا وعلي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في حائط المدينة فمررنا بحديقة فقال علي: ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله ... فذكر الحديث بنحوه. وفي إسناده يحيى بن يعلى الأسلمي قال عنه الحافظ في التقريب (598: 7677)، ضعيف شيعي. فهذا الشاهد ضعيف بهذا الإِسناد: وله شاهد آخر من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه الطبراني في =
= المعجم الكبير (11/ 73: 11084)، عن الحسن بن علوية القطان، عن أحمد بن محمد السكري، عن موسى بن أبي سليم البصري، عن مندل، عن الأعمش، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: خرجت أنا والنبي -صلى الله عليه وسلم- وعلي رضي الله عنه في حشان المدينة فمررنا بحديقة فقال علي رضي الله عنه: ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله. فقال: "حديقتك في الجنة أحسن منها" ثم أومأ بيده إلى رأسه ولحيته. ثم بكى حتى علا بكاؤه. قيل: ما يبكيك؟ قال: ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني ومُنْدَل ضعيف كما قال الحافظ في التقريب (545: 6883). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 121)، رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم ومندل أيضًا فيه ضعف. اهـ. فالحاصل أن الحديث ضعيف بالنظر إلى كل شاهد على حدته لكن بمجموع هذه الشواهد يرتقي إلى رتبة الحسن لغيره. والله أعلم.
3934 - وقال الحارث (¬1): حدّثنا هَوْذَة، ثنا عَوْفٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن هِنْدٍ الجَمَلي قَالَ: لَمَّا كَانَتْ ليلةَ أُهْدِيت (¬2) فاطمة إلى علي رضي الله عنهما قَالَ (¬3) لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تُحْدِث (¬4) شَيْئًا حَتَّى آتِيَك" قَالَ (¬5): فَلَمْ يَلْبَثْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أن اتَّبعَهما، فقام -صلى الله عليه وسلم- على الباب فاستأذن فدخل فإذا علي رضي الله عنه مُعْتَزِلٌ (¬6) عَنْهَا فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ شهاب (¬7) الله ورسوله، فدعا -صلى الله عليه وسلم- بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي الإِناء ثُمَّ نضح (¬8) -صلى الله عليه وسلم- صدرها وصدره رضي الله عنهما وسَمَّت (¬9) عليهما، ثم خرج -صلى الله عليه وسلم- من عندهما (¬10). ¬
3934 - درجته: هذا حديث ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأنه أولًا مرسل والمرسل ضعيف عند جمهور المحدثين. وثانيًا فيه عوف بن أبي جميلة ثقة لكنه متشيع، وروي ما يؤيد به بدعته، والله أعلم. =
= قال البوصيري (3/ 53/ أ)، رواه الحارث بن أبي أسامة ورواته ثقات إلَّا أنه منقطع.
تخريجه: لم أجد هذا الحديث المرسل ولكن وجدت نحوه، مرفوعًا من حديث عليّ رضي الله عنه ولفظه: "عن علي رضي الله عنه قال: أردت أن أخطب إلى رسول الله في ابنته فقلت: ما لي من شيء، ثم ذكرت صلته وعائدته، فخطبتها إليه فقال: هل لك من شيء؟ قلت: لا. قال: فأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟ فقلت: هي عندي. قال فأعطها، فأعطيتها إياها فزوجنيها فلما أدخلها عليّ قال: لا تحدثا شيئًا حتى آتيكما، فجاءنا وعلينا كساء أو قطيفة، فلما رأيناه تخشخشنا (¬1) فقال: مكانكما، فدعا بإناء فيه ماء فدعا فيه ثم رشّه علينا، فقلت: يا رسول الله أهي أحبّ إليك أم أنا؟ قال: هي أحبُّ إليّ منك، وأنت أعزُّ إليّ منها". رواه الحميدي في مسنده (1/ 22: 38)، عن سفيان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أبيه قال: أخبرني من سمع من عليّ فذكره بنحوه. ففي إسناده من لم يسم. وروى الإِمام أحمد أوله فقط في المسند (1/ 80). وكذا رواه سعيد بن منصور في سننه (1/ 67: 600). والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 234)، كلهم من طريق عبد الله بن أبي نجيح به بنحوه. وعلى هذا فالحديث ضعيف مرسلًا ومتصلًا، والله أعلم. ¬
3935 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا قَطَن بْنُ نُسير (¬2)، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حَجَلٌ (¬3) مشوي بخبزة وظَبَابة (¬4) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي من هذا الطعام، فقالت عائشة رضي الله عنها: اللهم اجعله أبي. وقالت حفصة رضي الله عنها: اللهم اجعله أبي. قال أنس رضي الله عنه: فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ. قَالَ: فسمعت حركة بالباب فخرجت فإذا علي رضي الله عنه، فقلت: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حاجة. فانصَرَف، ثم سمعت حركة الباب فخرجت فإذا علي رضي الله عنه كَذَلِكَ فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَوْتَهُ فَقَالَ: "انْظُرْ مَنْ هَذَا؟ ". فَخَرَجْتُ فإذا (¬5) علي رضي الله عنه، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبرته فقال: "اللهم وَالِيَّ اللهم وَالِيَّ" (¬6). ¬
3935 - [1] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن جعفر بن سليمان مع أنه صدوق، فقد روى ما يؤيد =
= بدعته، وفيه عبيد الله بن أنس لم أجد فيه جرحًا أو تعديلًا. وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 53/ب)، ونقل قول البزّار: روي عن أنس من وجوه وكل من رواه عن أنس فليس بالقويّ. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 128)، رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وأبو يعلى باختصار كثير إلَّا أنه قال: فجاء أبو بكر فرده ثم جاء عمر فرده ثم جاء عليٌ فأذن له. وفي إسناد الكبير حمّاد بن المختار ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح، وفي أحد أسانيد الأوسط أحمد بن عياض بن أبي طيبة ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح ورجال أبي يعلى ثقات، وفي بعضهم ضعف.
تخريجه: يأتي في الطريق الثاني.
3935 - [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ (¬1): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا عبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَلْمَانَ الكحال الأزرق، عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أطيار فقَسَّمَها -صلى الله عليه وسلم- بين نسائه رضي الله عنهن فأصاب كل امرأة ... " الحديث. ¬
3935 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا لضعف إسماعيل بن سلمان الأزرق كما تقدم. قال الهيثمي في المجمع (9/ 129)، رواه البزّار وفيه إسماعيل بن سلمان وهو متروك.
تخريجه: أمّا حديث عبيد الله بن أنس فرواه ابن عدي في الكامل (7/ 151)، عن عبدان عن قطن بن نسير به بنحوه مختصرًا. وأما حديث إسماعيل الأزرق فرواه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 358)، عن عبيد الله بن موسى به مختصرًا. وقد تابعهما جماعة في رواية هذا الحديث عن أنس رضي الله عنه منهم: 1 - إسماعيل بن عبد الرحمن السدي: أخرج حديثه: الترمذي باختصار في كتاب المناقب -مناقب علي رضي الله عنه- (5/ 300)، عن سفيان بن وكيع، عن عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن عمر، به، مختصرًا وقال بعده: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدي إلَّا من هذا الوجه، وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن أنس، والسُّدي اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن وقد أدرك أنس بن مالك، ورأى الحسين بن علي. اهـ. وسفيان بن وكيع ضعيف كما في التقريب (245: 2456). ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 230: 363)، عن أبي القاسم =
= الجريري، عن أبي طالب العشاري، عن الدارقطني، عن محمد بن مخلد، عن أبي حاتم بن الليث، عن عبيد الله بن موسى به بنحوه مختصرًا أيضًا. قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح؛ لأن إسماعيل السُّدي قد ضعّفه عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن معين. قلت: إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدي قال عنه الحافظ في التقريب (108: 463)، صدوق. يَهِمْ ورمي بالتشيّع. ورواه النسائي في خصائص عليٌّ رضي الله عنه (34: 12)، عن زكريا بن يحيى، عن الحسين بن حمّاد، عن مسهر بن عبد الملك، عن عيسى بن عمر به بنحوه مختصرًا أيضًا. ومُسهر بن عبد الملك هذا قال عنه في التقريب (532: 6667): ليّن الحديث. ورواه أبو يعلى في مسنده (4/ 130: 4039)، عن الحسن بن حماد، عن مُسْهِر به، بنحوه مختصرًا. ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 457)، عن الحسن بن الطّيب، عن الحسن بن حمّاد الضبي، عن مسهر بن عبد الملك به، بنحوه مختصرًا. ورواه من طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 229: 362)، عن إسماعيل بن أحمد، عن ابن مسعدة، عن حمزة، عن ابن عدي به بنحوه. 2 - أبو الهندي: أخرج حديثه: الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 171)، عن الحسن بن أبي بكر، عن أبي بكر محمد بن العباس بن نجيح، عن محمد بن القاسم النحوي أبي عبد الله، عن أبي عاصم به، بنحوه. وقال الخطيب: غريب بإسناده لم نكتبه إلَّا من حديث أبي العيناء محمد بن القاسم، عن أبي عاصم وأبو الهندي مجهول واسمه لا يعرف. اهـ. ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 230: 364)، عن منصور القزاز، =
= عن أبي بكر بن ثابت (الخطيب) به، مختصرًا، وفيه: الرجل يحب قومه. قال ابن الجوزي: وقد روى نحوه يَغْنمُ بن سالم عن أنس. قال أبو حاتم بن حبّان: كان يَغْنم يضع الحديث. اهـ. 3 - عبد الملك بن عمير: أخرج حديثه: الطبراني في المعجم الكبير (1/ 253: 730)، عن عمرو بن أبي الطاهر ابن السرح المصري، عن يوسف بن عدي، عن حماد بن المختار، عن عبد الملك به، بنحوه مختصرًا. ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 231: 367)، عن إسماعيل بن مسعدة، عن حمزة، عن ابن عدي، عن عصمة، عن محمد بن أبي الهيثم، عن يوسف به، بنحوه. قال ابن الجوزي: وقد رواه أبو بكر بن مردويه فزاد فيه: فجاء علىٌّ فدق الباب فقلت: من ذا؟ قال: أنا علي. قلت: النبي -صلى الله عليه وسلم- على حاجة، فرجع ثلاث مرات كل ذلك يجيء، قال: فضرب برجله فدخل فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ حبسك؟ قال: قد جئت ثلاث مرات كل ذلك يقول: النبي -صلى الله عليه وسلم- على حاجة. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا حَمَلَكَ عَلَى ذلك؟ قال: كنت أحب أن يكون رجلًا من قومي. قال ابن الجوزي رحمه الله: وهذا لا يصح، قال ابن عدي: حماد شيعي مجهول، وقد رواه الحسين بن سليمان عن عبد الملك بن عمير، قال ابن عدي: ولا يتابع حسين على حديثه. اهـ. 4 - سالم مولى عمر بن عبيد الله: روى حديثه: ابن الجوزي في العلل (1/ 233: 371)، عن زاهر بن طاهر، عن أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، عن محمد بن عبد الله الأندلسي، عن سليمان بن أحمد البلخي، عن أحمد بن سعيد بن فرقد الجُدِّي، عن أبي حمة محمد بن يوسف اليمامي، عن أبي قرة موسى بن طارق، عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر به، =
= بنحوه وقال: بأخير خلقك. قال الذهبي في الميزان (1/ 100)، في ترجمة أحمد بن سعيد الجُدُّي: وعنه الطبراني فذكر حديث الطير بإسناد الصحيحين، فهو المتهم بوضعه. اهـ. ورواه ابن الجوزي أيضًا في نفس المكان، عن زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، عن محمد بن عبد الله الأندلسي به، بنحوه. 5 - مسلم أبو عبد الله الملائي: أخرج حديثه: البخاري في تاريخه الكبير (1/ 358)، عن عبيد الله بن موسى، عن سكين بن عبد العزيز، عن ميمون أبي خلف، عن مسلم، عن أنس مختصرًا. ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 307)، عن أبي يعلى، عن أبي هشام الرفاعي، عن ابن فضيل مختصرًا أيضًا. ورواه أيضًا في نفس الموضع عن أبي يعلى، عن وهب بن بقية، عن خالد، عن مسلم بنحوه مختصرًا. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن صالح بن أبي مقاتل، عن أحمد بن الحجاج بن الصلت، عن المنذر بن عمار، عن معن بن زائدة، عن الأعمش، عن مسلم بنحوه مختصرًا. ورواه الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 398)، عن أبي الحسن محمد بن أحمد الدقاق، عن أحمد بن القاسم الجوهري، عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة، عن يونس بن أرقم، عن مسلم به بنحوه مختصرًا. ورواه ابن مردويه كما في العلل لابن الجوزي (1/ 235: 375)، عن الحسن بن محمد السكوني، عن الحسن بن علي النسوي، عن إبراهيم بن مهدي المصيصي، عن علي بن مسهر، عن مسلم به، بنحوه مع اختلاف يسير في اللفظ. قال ابن الجوؤي: فيه إبراهيم بن مهدي، قال أبو بكر الخطيب: ضعيف الحديث. =
= قال ابن الجوزي في العلل (1/ 236)، رواه ابن مردويه من حديث مسلم الملائي، عن أنس قال الفلاس: مسلم منكر الحديث جدًا، وقال يحيى بن معين: لا شيء. وقال البخاري: ضعيف ذاهب الحديث لا أروي عنه. وقال علي بن الجنيد: هو متروك. ثم قال: ولا أظن مسلمًا أبا عبد الله في الحديث قبل هذا إلَّا الملائي. 6 - يحيى بن سعيد: أخرج حديثه: الحاكم في مستدركه (3/ 130)، عن أبي علي الحافظ، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أيوب الصفار، عن محمد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة، عن أبيه، عن يحيى بن حسان، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد به، بنحوه وقال: فرخ مشوي، وفي آخره: إن الرجل قد يحب قومه. ورواه أيضًا في المكان نفسه، عن أبي علي الحافظ، عن حميد بن يونس بن يعقوب الزيات به، بنحوه كما تقدم. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قال الذهبي: قلت ابن عياض لا أعرفه، ولقد كنت زمنًا طويلًا أظن أن حديث الطير لم يجسر الحاكم أن يودعه في مستدركه، فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهول من الموضوعات التي فيه فإذا حديث الطير بالنسبة إليها سماء. اهـ. وإن كان الحاكم صحح الرواية عن علي وأبي سعيد وسفينة فقد تعقبه الذهبي فقال كما في البداية والنهاية (7/ 364): لا والله ما صح شيء من ذلك. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 279: 3710)، عن محمد بن أبي غسان، عن أبيه، عن سليمان بن بلال، عن يحيى به، بنحوه مختصرًا. 7 - ثابت البناني: أخرج حديثه: الحاكم في المستدرك (1/ 131)، عن أبي القاسم، عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، عن عبد الله بن عمر بن أبان بن صالح، عن إبراهيم بن ثابت =
= البصري القصّار، عن ثابت به بلفظ: أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان شاكيًا فأتاه محمد بن الحجاج فقال أنس: من هذا؟ أقعدوني، فأقعدوه فقال: يا ابن الحجاج ألا أراك تنَقَّص من علي بن أبي طالب؟! والذي بعث محمد -صلى الله عليه وسلم- بالحق لقد كنت خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بين يديه، وكان كل يوم يخدم بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- غلام من أبناء الأنصار، فكان ذلك اليوم يومي فجاءت أم أيمن مَوْلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بطير فوضعته ... فذكر الحديث بنحوه. قال الذهبي: قلت: إبراهيم بن ثابت ساقط. اهـ. ورواه العقيلي في الضعفاء (1/ 46)، عن موسى بن إسحاق الأنصاري، عن عبد الله بن عمر بن أبان به، بنحوه مختصرًا. وقال العقيلي: ليس لهذا من حديث ثابت أصل وقد تابع هذا الشيخ مُعَلّي بن عبد الرحمن، ورواه، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ حدّثنا الصائغ، عن الحسن الحلواني عنه ومعلّى عندهم يكذب ولم يأت به ثقة عن حماد بن سلمة ولا عن ثقة عن ثابت، وهذا الباب الرواية فيها لين وضعف لا يعلم فيه شيء ثابت، وهكذا قال محمد بن إسماعيل البخاري. قلت: إبراهيم بن ثابت القصار ذكره الذهبي في المغني فقال: ضعيف واهٍ. المغني في الضعفاء (1/ 10: 43)، وذكره في الميزان (1/ 25)، فقال: ماذا بعمدة ولا أعرف حاله جيدًا. ورواه الحاكم في المستدرك أيضًا (1/ 131)، عن أبي القاسم الحسن بن محمد، عن محمد بن الفضل بن علية بن خالد السكوني من أصل كتابه، عن عبيد بن كثير العامري، عن عبد الرحمن بن دبيس، عن إبراهيم القصار به، بنحو لفظه المتقدم. 8 - إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: روى حديثه: أبو نعيم في الحلية (6/ 339)، عن علي بن حميد الواسطي، عن أسلم بن سهل، عن محمد بن صالح بن مهران، عن عبد الله بن محمد بن عمارة القدامى ثم =
= السعدي، عن مالك بن أنس، عن إسحاق به، بنحوه. وقال عنه: غريب من حديث مالك وإسحاق، رواه الجم الغفير، عن أنس، وحديث مالك لم نكتبه إلاّ من حديث القدامى تفرد به. اهـ. ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 229: 361)، عن محمد بن أبي القاسم البغدادي، عن حمد بن أحمد، عن أبي نعيم به، بنحوه. وقال فيه: بعثتني أم سليم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بطير مشوي ومعه أرغفة من شعير ... قال ابن الجوزي: تفرد به ابن عمارة، عن مالك. قال ابن حبّان: محمد بن صالح المدني يروي المناكير، عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج بأفراده. قلت: ليس هذا ابن مهران فابن مهران قال عنه الحافظ في التقريب (484: 5963): صدوق أخباري. وفيه عبد الله بن محمد بن عُمَارة قال عنه الحافظ في اللسان (3/ 336)، مستور ما وثق ولا ضعف وقلّ ما روى. وذكر إيراد الدارقطني لحديثه هذا في الغرائب وقال: وهو خبر منكر. اهـ. 9 - عبد الملك بن أبي سليمان: واختلف عليه على وجهين: أحدهما: عنه عن أنس، ذكره البخاري في التاريخ (2/ 3). الثاني: عنه عن عطاء، عن أنس: رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 279: 3711)، عن محمد بن شعيب، عن حفص بن عمر المهرقاني، عن النجم بن بشير، عن إسماعيل بن سليمان، عن عبد الملك به، بنحوه مختصرًا. ورواه ابن الجوزي في العلل (1/ 231: 365)، عن القزار، عن أحمد بن علي، عن عبد القاهر بن محمد الموصلي، عن أبي هارون موسى بن محمد الأنصاري، عن أحمد بن علي الخزاز، عن محمد بن عاصم الرازي، عن عبد الملك به، بنحوه مختصرًا أيضًا. قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح وفيه مجاهيل لا يعرفون. اهـ. =
= 10 - الحسن البصري: روى حديثه ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ (2/ 385)، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أحمد بن عاصم، عن ابن مصفّي، عن حفص بن عمر العدني، عن موسى بن سعد، عن الحسن، عن أنس بنحوه وقال: أُتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بطير جبلي ... الخ. ورواه من طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 231: 366)، عن إسماعيل بن أحمد، عن إسماعيل بن مسعدة، عن حمزة، عن ابن عدي به، بنحوه. قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح بهذا الإِسناد حفص عمر قال النسائي: ليس بثقة وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. قلت: قال عنه الحافظ في التقريب (173: 1420): ضعيف. 11 - خالد بن عبيد: روى حديثه ابن عدي في الكامل (3/ 24)، عن عبد الله بن محمد بن إبراهيم المروزي، عن عبد الله بن محمود، عن العلاء بن عمران، عن خالد به، بلفظ: بينا أنا ذات يوم عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذ جاء رجل بطبق مغطى فقال: هل من إذن؟ فقلت: نعم. فوضع الطبق بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وعليه طائر مشوي، وقال: أحب أن تملأ بطنك من هذا يا رسول الله. فقال: اللهم أدخل على من أحب خلقك إليّ ينازعني هذا الطعام فذكر الحديث. ورواه من طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 232: 368)، عن إسماعيل، عن ابن مسعدة، عن حمزة، عن ابن عدي به بنحوه. قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح قال ابن حبّان: خالد بن عبيد يروي عن أنس نسخة موضوعة لا يحل كتب حديثه إلَّا تعجبًا. اهـ. 12 - دينار خادم أنس: روى حديثه ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ (3/ 109)، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمد بن عامر، عن محمد بن إسماعيل الأصبهاني، عن أبي مكيس دينار بن عبد الله، عن أنس رضي الله =
= عنه، ولم يذكر متنه إنما قال: فذكر حديث الطير. ورواه من طريقه السهمي في أخبار جرجان (176)، عن عبد الله بن علي، عن جعفر بن محمد الدينوري، عن محمد بن إسماعيل الأصفهاني، عن دينار به بنحوه مختصرًا. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 382)، عن علي بن طلحة المقرئ، عن عمر بن محمد الصرفي، عن عبد الله بن محمد بن ناجية، عن دينار مختصرًا. ورواه ابن الجوزي في العلل (1/ 232: 369)، عن القزاز، عن أحمد بن علي، عن عبيد الله بن أحمد النحوي، عن أحمد بن كامل، عن محمد بن موسى البربري، عن شيخ أسود، عن أنس فذكره مختصرًا. وذكر أن اسم الشيخ الأسود دينار خادم أنس ونقل قول ابن عدي في دينار: منكر الحديث ذاهب شبه المجهول وقول ابن حبّان: يروى عن أنس أشياء موضوعة لا يحل ذكره إلَّا بالقدح فيه. اهـ. 13 - يعلي بن مرة عن أبيه وعن أنس رضي الله عنهما: رواه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 376)، عن أبي محمد عبد الله بن علي بن عياض، عن محمد بن أحمد بن جميع، عن محمد بن مخلد، عن أبي محمد علي بن الحسن بن إبراهيم، عن سهل بن زنجلة، عن الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الله بن يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ وعن أن ولفظه قالا: أُهدي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- طير ما نراه إلَّا حُبَارى فقال: "اللهم أبعث إليّ أحب أصحابي إليك يواكلني هذا الطير". وذكر الحديث. ورواه من طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 233: 370)، عن القزاز، عن أحمد بن علي الخطيب به، بنحوه قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح قال أحمد ويحيى: عمر بن عبد الله ضعيف، وقال الدارقطني: متروك. اهـ. =
= 14 - الحسن بن الحكم: أخرج حديثه ابن مردويه كما في العلل المتناهية (1/ 234: 372)، عن علي بن إبراهيم بن حمّاد، عن محمد بن خليد بن الحكم، عن محمد بن طريف، عن مفضل بن صالح، عن الحسن به، بنحوه. قال ابن الجوزي: في هذا الحديث مفضل بن صالح قال البخاري: هو منكر الحديث. وقال ابن حبّان: لا يحتج به، وفيه محمد بن طريف قال أبو حاتم الرازي: مجهول. اهـ. 15 - ثمامة بن عبد الله: أخرج حديثه أبو بكر بن مردويه أيضًا كما في العلل (1/ 234: 373)، عن فهد بن إبراهيم البصري، عن محمد بن زكريا، عن العباس بن بكار الضبي، عن عبد الله بن المثنى الأنصاري، عن ثمامة به بنحوه مع اختلاف يسير وفي آخره: قال أنس: فرأيت الغضب فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال: يا أنس ما حملك على رده؟ قلت: يا رسول الله سمعتك تدعو فأحببت أن تكون الدعوة في الأنصار، قال: لست بأول رجل أحب قومه أبى الله يا أنس إلَّا أن يكون ابن أبي طالب. قال ابن الجوزي: في هذا الحديث عبد الله بن المثنى وكان ضعيفًا. وفيه العباس بن بكار قال الدارقطني: هو كذاب. اهـ. 16 - جعفر بن محمد عن أبيه عن أنس: روى حديثه ابن مردويه أيضًا كلما في العلل (1/ 235: 374)، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، عن علي بن الحسن السمالي، عن محمد بن الحسن بن الجهم، عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه به، بنحوه مع اختلاف يسير في اللفظ. قال ابن الجوزي: في هذا الحديث عبد الله بن ميمون القداح قال البخاري: ذاهب الحديث. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن حبّان: لا يحتج به إذا انفرد. اهـ. =
= قلت: قال عنه الحافظ في التقريب (326: 3653)، منكر الحديث متروك. 17 - إبراهيم بن مهاجر: أخرج حديثه ابن مردويه أيضًا كما في العلل (1/ 236: 377)، من طريق خالد بن طهمان، عن أنس. وقال ابن الجوزي: كلاهما مقدوح فيه -يعي خالدًا وإبراهيم- ثم قال بعد ذلك: وقد ذكره ابن مردويه من نحو عشرين طريقًا كلها مظلم وفيها مطعن. اهـ. 18 - يحيى بن أبي كثير: أخرج حديثه الطبراني في الأوسط (2/ 442: 1765)، عن أحمد بن الجعد، عن سلمة بن شبيب، عن عبد الرزاق، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ به، بنحوه مع اختلاف يسير في اللفظ. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلَّا عبد الرزاق تفرد به سلمة. قلت: ويحيى بن أبي كثير حديثه عن أنس مرسل كما قال أبو حاتم وأبو زرعة والبخاري فإنه رآه ولم يسمع منه. ينظر: جامع التحصيل (299: 880)، والتهذيب (11/ 268). وتقدم قول ابن عدي في حماد أنه شيعي مجهول، وقوله في الحسين بن سليمان: لا يتابع على حديثه، وتقدم أيضًا قول الذهبي في ابن أبي طيبة: لا أعرفه. 19 - ميمون أبو خلف: أخرج حديثه العقيلي في الضعفاء (4/ 188)، عن أحمد بن محمد بن عاصم، عن إبراهيم بن الحجاج، عن سكين بن عبد العزيز، عن ميمون بنحوه مختصرًا. وقال العقيلي: طُرق هذا الحديث فيها لين. ورواه البخاري في التاريخ (1/ 358)، عن عبيد الله بن موسى، عن سكين به ولم يذكره بل قال: "في الطير". قلت: وميمون هذا قال عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 234)، =
= سألت أبا زرعة عنه فقال: منكر الحديث وترك حديثه ولم يقرأ علينا. 25 - يَغْنم بن سالم: أخرج حديثه ابن عدي في الكامل (7/ 284)، عن محمد بن أبي مقاتل، عن إبراهيم بن صدقة العامري الكوفي، عن يَغْنَم، عن أنس بنحوه مختصرًا. 21 - عثمان الطويل عن أنس: روى حديثه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 2)، عن محمد بن يوسف، عن أحمد، عن زهير، عن عثمان الطويل، عن أنس بنحوه مختصرًا أيضًا. وعثمان الطويل هذا لا يعرف له سماع عن أنس رضي الله عنه. ينظر: التاريخ الكبير (2/ 3) لسان الميزان (4/ 159). 22 - الزبير بن عدي عن أنس رضي الله عنه: رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 232)، عن أبي بكر بن خلاد، عن محمد بن هارون بن مجمّع، عن حجاج بن يوسف، عن بشر بن الحسين، عن الزبير، عن أنس بنحوه مختصرًا. وبشر بن الحسين هذا كذّبه أبو داود الطيالسي وأبو حاتم وقال عنه الدارقطني: متروك يروي عن الزبير بواطيل والزبير ثقة والنسخة موضوعة. ينظر: ضعفاء الدارقطني (126)، الميزان (1/ 315)، لسان الميزان (2/ 21). فهذه ثنتان وعشرون طريقًا غير الطريقين اللتين أخرجهما أبو يعلى والبزار لحديث أنس رضي الله عنه كلها لا تخلو من مقال أو متهم. وللحديث شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: رواه الطبراني في الكبير (10/ 343: 10667)، عن عبيد العجلي، عن إبراهيم بن سعد الجوهري، عن حسين بن محمد المروزي، عن سليمان بن قرم، عن محمد بن سعيد، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما بنحو الأول، مختصرًا. =
= قال الهيثمي في المجمع (9/ 129)، وفيه محمد بن سعيد شيخ يروي عنه سليمان بن قرم، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا، وفيه ضعف. قلت: وفيه محمد بن الحسين المَرْوزي قال عنه الحافظ في التقريب (168: 1346): مجهول. وسليمان بن قَرْم قال عنه الحافظ أيضًا في التقريب (253: 2600): سيءالحفظ يتشيّع. ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 90، 91)، عن القاسم المقرئ، عن إبراهيم بن سعيد، عن حسين بن محمد به، بنحوه، وقال: محمد بن شعيب. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن ابن صاعد، عن إبراهيم بن سعيد به، بنحوه ثم قال: وهذا يرويه عن داود محمد بن شعيب ومحمد بن شعيب هذا لا أعرفه، ويرويه عن محمد بن شعيب سليمان بن قرم، وعن سليمان بن قرم حسين بن محمد المروزي. اهـ. فالحديث ضعيف أيضًا: وله شاهد من حديث سفينة رضي الله عنه يأتي تخريجه بعد هذا وهو ضعيف أيضًا كما سيأتي في محله. ورُوي هذا الحديث أيضًا عن أبي سعيد الخدري ولكن قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 366)، إسناده مظلم وفيه ضعفاء. وكذا روي عن علي نفسه، وعن جابر بن عبد الله، وحبشي بن جنادة، قال الحافظ ابن كثير: ولا يصح أيضًا. ومن حديث يعلي بن مرة قال الحافظ ابن كثير: والإسناد إليه مظلم، وكذا من حديث أبي رافع. قال ابن كثير: وليس بصحيح. وبالجملة فالحديث ضعيف وقد قال الإِمام الذهبي رحمه الله كما في البداية والنهاية (7/ 366)، إسناده مظلم وفيه ضعفاء. وكذا روى عن علي نفسه، وعن جابر بن عبد الله، وحبشي بن جنادة، قال الحافظ ابن كثير، ولا يصح أيضًا. ومن حديث يعلي بن مرة قال الحافظ ابن كثير: =
= والإِسناد إليه مظلم، وكذا من حديث أبي رافع. قال ابن كثير: وليس بصحيح. وبالجملة فالحديث ضعيف وقد قال الإِمام الذهبي رحمه الله كما في البداية والنهاية (7/ 365)، في جزء جمعه في هذا الحديث بعد ما أورد طرقًا متعددة له: ويروى هذا الحديث من وجوه باطلة أو مظلمة وذكر عددًا ممن رواه ثم قال: الجميع بضعة وتسعون نفسًا أقربها غرائب ضعيفة، وأردؤها طرق مختلفة مفتعلة، وغالبها طرق واهية. اهـ. وقد حكم بعض الأئمة على الحديث بالوضع كالإمام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنَّة (7/ 371)، قال رحمه الله: حديث الطائر من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم والمعرفة بحقائق النقل. اهـ .. وأورده الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 400: 97)، وقال: ذكره ابن الجوزي في الموضوعات. ولم أقف عليه في الموضوعات، ولا في تنزيه الشريعة. وقد عابوا على الحاكم إيراد هذا الحديث في المستدرك وقد روى الإِمام الذهبي عنه في سير أعلام النبلاء في ترجمته (17/ 168)، أنه سئل عن حديث الطير فقال: لا يصح، ولو صحّ لما كان أحدّ أفضل من علىّ بعد النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال الذهبي: فهذه حكايته قوية فما باله أخرج حديث الطير في المستدرك؟ ثم أجاب عن هذا الاستشكال فقال: فكانه اختلف اجتهاده. ونقل عن ابن طاهر أنه قال: ورأيت أنا حديث الطير جمع الحاكم بخطه في جزء ضخم فكتبته للتعجب. اهـ. ونقل ابن الجوزي عن ابن طاهر كما في العلل (1/ 236)، أنه قال: حديث الطائر موضوع إنما يجيىء من سُقّاط أهل الكوفة عن المشاهير والمجاهيل عن أنس، وغيره. قال: ولا يخلو أمر الحاكم من أمرين إمّا الجهل بالصحيح فلا يعتمد على قوله، وإما العلم به ويقول به فيكون معاندًا كذابًا دسّاسًا. اهـ. =
= والظاهر لي والعلم عند الله أن الحاكم أورده في المستدرك جهلًا بحاله أو تساهلًا ولعله بعد ذلك ظهر له عدم صحته كما تقدم نقله عنه. وعلى آية حال فحديث الطائر وإن كان له طرق موضوعة إلَّا أن له طرفًا أخرى ضعيفة لا تصل إلىّ حدّ الوضع كما تبين مما سبق، والله أعلم. قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 366): وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنفات مفردة، منهم أبو بكر بن مردويه، والحافظ أبو طاهر محمد بن أحمد بن حمدان فيما رواه شيخنا أبو عبد الله الذهبي، ورأيت فيه مجلدًا في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ، ثم وقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سندًا ومتنًا للقاضي أبي بكر الباقلاني المتكلم. وبالجملة ففي القلب من صحة هذا الحديث نظر وإن كثرت طرقه. اهـ. وتقدمت الإشارة إلى أن الإِمام الذهبي رحمه الله صنف فيه جزءًا. ومما يدل على ضعف هذا الحديث أمور منها: 1 - الاختلاف في تسمية من فتح الباب هل هو سفينة أم أنس رضي الله عنهما. 2 - الاختلاف في عدد الطير، ففي روايات أنه واحد وفي أخرى اثنان وفي بعضها ثلاثة وفي بعضها لم تحدد بعدد. 3 - الاختلاف أيضًا في صفته فقيل: فرخ مشوي وقيل: حُبَارى وقيل: طير جبلي. وقيل: بين رغيفين، وقيل غير ذلك. 4 - الاختلاف فيمن قدّم الطير ففي بعض الروايات أنها أم سليم وفي بعضها أنها إحدى نسائه -صلى الله عليه وسلم- وفي بعضها أم أيمن وبعضها رجل وبعضها سفينة رضي الله عنه. وهذا الاختلاف إنما هو في شيء يسير من طرق الحديث فكيف لو جمعت طرقه التي ذكرها الذهبي؟ سيكون الاختلاف كثر قطعًا. وقد أعلّ الحديث جماعة من الأئمة كالبخاري والعقيلي كما تقدم عنهما في =
= بعض طرق هذا الحديث، وكذا البزّار والترمذي والدارقطني وابن الجوزي وأبو بكر الباقلاني وشيخ الإِسلام ابن تيمية وكذا الشيخ الألباني في تعليقه على مشكاة المصابيح (3/ 1721)، وغيرهم. لكن هناك من قال بصحة هذا الحديث أو حسنه كالحاكم أبي عبد الله وابن جرير الطبري الذي تقدم أنه جمع فيه جزءًا وظاهر هذا أنه يقول بصحته وإن لم يصرخ به. قال الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلّمي رحمه الله في أول كتاب التنكيل (ص 40): وحديث الطير مشهور روي من طرق كثيرة ولم ينكر أهل السنَّة مجيئه من طرق كثيرة وإنما ينكرون صحته وقد صححه الحاكم وقال غيره: إن طرقه كثيرة يدلُّ مجموعها أن له أصلًا. اهـ. والذي يترجح عندي عدم ثبوت هذا الحديث لما تقدم من الاختلاف الذي في ألفاظه ولما في أسانيده من الضعف أو الضعف الشديد أو الكذّابين وأيضًا لنصوص الأئمة الذين قالوا برده. ومن المقرر المعلوم أنّ شهرة الحديث أو كثرة طرقه لا تقتضي صحته. والعلم عند الله تعالى.
3936 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر، ثنا يونس ابن أَرْقَمَ، عَنْ [مُطَير] (¬2) بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ ثابت البجلي، عن سفينة رضي الله عنه، صاحب زاد النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: أَهْدَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَيْرَيْنِ بَيْنَ رَغِيفَيْنِ، وَكَانَ فِي الْمَسْجِدِ (¬3) -وَلَمْ يَكُنْ فِي البيت غيري وغير أنس رضي الله عنه، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَعَا بِالْغَدَاءِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: قَدْ أَهْدَتْ لَكَ امْرَأَةٌ هَدِيَّةً فقدَّمتُ إِلَيْهِ الطَّيْرَيْنِ فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ" -أَحْسَبُهُ قَالَ: "إِلَيْكَ وَإِلَى رَسُولِكَ" - قَالَ: فجاء علي رضي الله عنه فَضَرَبَ الْبَابَ ضَرْبًا خَفِيفًا فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو الْحَسَنِ. ثُمَّ ضَرَبَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ، فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ هَذَا؟ " قُلْتُ: علي. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "افْتَحْ لَهُ" فَفَتَحْتُ فَأَكَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الطَّيْرَيْنِ حَتَّى فَنِيَا (¬4). ¬
3936 - درجته: حديث ضعيف بهذا الإِسناد من أجل يونس بن أرقم، ومطير بن أبي خالد كلاهما ضعيف كما تقدم، وثابت لم يترجح عندي فيه شيء، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 53/ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 129): رواه البزّار والطبراني باختصار ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة. =
= تخريجه: روى هذا الحديث عن سفينة غير ثابت، بريدة بن سفيان، وعبد الرحمن بن أبي نُعْم: أما حديث ثابت فرواه الأمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 560: 945) عن عبد الله بن محمد، عن عبيد الله بن عمر، به، بنحوه. وأما حديث بريدة بن سفيان فأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 193: 2547) عن عبد الأعلى بن واصل، عن عون بن سلام، عن سهل بن شعيب، عن بريدة به، ولفظه: "أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طواير وصَنَعت له بعضَها، فلما أصبح أتيته بها فقال: من أين لك هذا؟ فقلت: من الذي أُتيتَ به أمس. قال: ألم أقل لك لا تدخرن لغد طعامًا، لكل يوم رزقه ثم قال: اللهم أدخل علي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فدخل علي رضي الله عنه، فقال: اللهم ولي". قلت: وهذا الإِسناد فيه سهل بن شعيب لم أجد من تكلّم فيه بجرح أو تعديل، وفيه بريدة بن سفيان قال عنه الحافظ في القريب (121: 661): ليس بالقوي وفيه رفض. اهـ. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف أيضًا. وأما حديث عبد الرحمن بن أبي نُعْم فرواه الطبراني في الكبير (7/ 82: 6437)، عن عبيد العجلي، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن حسين بن محمد، عن سليمان بن قرم، عن فطر بن خليفة، عن عبد الرحمن، به، بنحوه مختصرًا. وفي إسناده عبيد العجلي لم أجد له ترجمة، وسليمان بن قرم قال فيه الحافظ في القريب (253: 2600): سيء الحفظ يتشيع. وإن كان للحديث شواهد من حديث أنس، وابن عباس وغيرهما إلَّا أنها لا ترقيه، وانظر الكلام عليه في الذي قبله، والله أعلم.
3937 - حَدَّثَنَا (¬1) سُوَيد بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحيم بن شَرْوَس [الصَّنْعَاني] (¬2)، عن ابن مِيْنا، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- التزم عليًّا رضي الله عنه، وَقَبَّلَهُ وَهُوَ يَقُولُ: "بِأَبِيَ الوحيدُ الشَّهِيدُ، بِأَبِيَ الوحيدُ الشهيد". ¬
3937 - درجته: هذا الحديث فيه من لم يتبين لي حاله وهو: محمد بن عبد الرحيم بن شروس، وكذا ميناء. وفيه مجهول وهو عمر بن ميناء. فالحديث ضعيف بهذا الإِسناد، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 54/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 138): رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه.
تخريجه: أخرج أوله بحشل في تاريخ واسط (ص 71، 72)، عن أحمد بن عبد الله ابن زياد، عن سويد بن سعيد، به، ولم يذكر إلَّا قولها رضي الله عنها: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْتَزَمَ عليًّا وقبله". قال أبو الحسن الجُلَّابي صاحب الذيل على تاريخ واسط: ابن مينا اسمه عياش بن عبد الرحمن بن ميناء. اهـ. قلت: الرواية عن ابن مينا، عن أبيه فاسم الأب مينا ولم أجد من ذكر عياش بن عبد الرحمن هذا والمعروف برواية ابن شروس المتقدم هو عمر بن مينا كما سبق فلعل هذا سبق قلم، والله أعلم. فالحديث ضعيف بهذا الإِسناد، والله أعلم.
3938 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الفَزَاري، عَنْ قَنَان بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أبيه رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَجُلَيْنِ فتذاكرنا عليًّا رضي الله عنه، فَتَنَاوَلْنَا مِنْهُ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُغْضَبًا يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَا لَكُمْ وَلِي، مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي، يَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ" قَالَ: فَكُنْتُ أُوْتَى من بعدُ فيُقَال: إن عليًّا رضي الله عنه يُعَرِّض بِكَ يَقُولُ: اتَّقُوا فِتْنَةَ الأُخَيْنِس (¬1) فَأَقُولُ: هَلْ سَمَّانِي؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَأَقُولُ: إنَّ خَنَس الناس لكثير، معاذ الله أن أُوذِيَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ مَا سَمِعْتُ. [2]- وقَالَ الْبَزَّارُ (¬2): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَرْوَانُ بِهِ. وتال: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ [سَعْدٍ] (¬3) إلَّا بِهَذَا الإِسناد. [3]- وَقَالَ أبو يعلى (¬4): حدّثنا محمود بن خِدَاش، ثنا مروان به. ¬
3938 - درجته: هذا حديث حسن بهذا الإِسناد فإن قنَان بن عبد الله صدوق، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 54/ب): ورواته ثقات. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 132): رواه أبو يعلى والبزار باختصار ورجال =
= أبي يعلى رجال الصحيح غير محمود بن خِدَاش وقنَان وهما ثقتان.
تخريجه: رواه الإِمام أحمد بن فضائل الصحابة (2/ 633: 1078)، عن إبراهيم بن عبد الله، عن سليمان بن أحمد، عن مروان، به، بنحوه، ولم يذكر سبب الحديث عند الإِمام أحمد كما هنا. ورواه الحارث بن أبي أسامة من حديث زر بن حبش، وهو ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد كما سيأتي إن شاء الله في الحديث رقم (3941). وللحديث شاهد آخر من حديث عمرو بن (¬1) شاس رضي الله عنه من طريق محمد بن إسحاق رواه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 75: 21157)، والإمام أحمد في المسند (3/ 483)، وفي فضائل الصحابة (2/ 579: 981)، والحاكم في المستدرك في باب معرفة الصحابة (3/ 122)، والبخاري في تاريخه (6/ 307) معلقًا، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 329)، وابن حبّان في صحيحه كما في الإحسان (9/ 39)، والبزار في مسنده كما في كشف الأستار (3/ 200: 2561) ولفظه: عن عمرو بن شاس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "قد آذيتني" قال: قلت: يا رسول الله ما أحب أن أوذيك. قال: (من آذى عليًّا فقد آذاني". والحديث مختلف فيه على محمد بن إسحاق على ثلاثة وجوه: الأول: عنه، عن أبان بن صالح، عن الفضل بن معقل، عن عبد الله بن نيار، عن عمرو. ¬
= الثاني: عنه، عن الفضل بن معقل، عن عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن نيار، عن عمرو. الثالث: عنه، عن الفضل، عن عبد الله بن نيار، عن عمرو بن شأس. ومع ذلك فإن الحديث ضعيف لأمرين: أولهما: أن الفضل بن معقل هذا ذكره ابن حبّان في الثقات (7/ 317)، وقال: يروى عن عبد الله بن نيار، روى عنه أبان بن صالح ومحمد بن إسحاق، ومن قال الفضل بن معقل فقد نسبه إلى جده. اهـ. وقال عنه الحافظ في تعجيل المنفعة (334: 858): ليس بمشهور. وثانيهما: أن الحديث منقطع، فعبد الله بن نيار لم يسمع من عمر بن شاس قال يحيى بن معين كما في التاريخ له (1/ 322): حديث عبد الله بن نيار عن عمرو بن شاس ليس هو متصل؛ لأن عبد الله بن نيار يروي عنه ابن أبي ذئب، أو قال: يروي عنه القاسم بن عباس -شك أبو الفضل- لا يشبه أن يكون رأى عمرو بن شاس. اهـ. وعليه فلا يرتقي الحديث بهذا الشاهد بل هو حسن، والله أعلم.
3939 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬1): حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ عن شَقِيْق [بن] (¬2) أبي عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَالِدِ (¬3) بْنِ عُرْفُطَةَ قَالَ: أَتَيْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّكُمْ تَسُبُّونَ عَلِيًّا رضي الله عنه؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْنَا. قَالَ: فَلَعَلَّكَ قَدْ سَبَبْتَهُ؟. قَالَ: [قُلْتُ] (¬4): مُعَاذَ اللَّهِ. قَالَ: لَا تَسُبَّهُ فَلَوْ وُضِعَ المِنْشَار عَلَى مَفْرَِقي (¬5) عَلَى أَنْ أسُبَّ عليًّا رضي الله عنه مَا سَبَبْتُهُ أَبَدًا بَعْدَ مَا سَمِعْتُ (¬6) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ما سمعت. ¬
3939 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإسناد؛ لأن أبا بكر بن خالد بن عرفطة لم أجد من نص على توثيقه. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 54/ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 133): رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
تخريجه: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 80: 12171)، به، بنحوه. =
= وراه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 604: 1353)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، به، بنحوه. ورواه بو يعلى في مسنده (1/ 363: 773) عن أبي خثمة، عن عبيد الله بن موسى، عن شقيق، به، بنحوه. ورواه بقي بن مخلد كما في الكنز (4364). والحديث الذي قبله بمعناه فيمكن أن يكون هذا حسنًا لغيره، والله أعلم.
3940 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: "هَلَك فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُفْرِط، ومُبْغِضٌ مُفْتَري".
3940 - [1] درجته: موقوف ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى سيِّئ الحفظ. قال البوصيري (3/ 55/ أ): ورواته ثقات. قلت: بل فيه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى سيِّئ الحفظ وفي إسناده الآخر هلال بن خباب كما سيأتي.
3940 - [2] حَدَّثَنَا عَبَّاد بْنُ العَوَّام، ثنا هِلَالُ بْنُ خَبَّاب، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيفة، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى: هلك في رجلان، مُحِبُّ غالٍ ومبغض قَالٍ.
3940 - [2] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن هلال بن خباب اختلط بأخره ولم يتميز حديثه.
3940 - [3] وَعَنْ [عبَّادٍ] (¬1)، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: سمعته يحدث عن علي رضي الله عنه مِثْلَه (¬2) إلَّا أنه لم يذكر الاصبعين. ¬
3940 - [3] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا من أجل هلال بن خباب فإنه اختلط بآخره، ولم يتميز حديثه كما تقدم، والله أعلم.
تخريجه: لم أجد هذا الموقوف إلَّا في آخر حديث علي رضي الله عنه المرفوع، ولفظه: عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "فيك مثل من عيسى بن مريم، أبغضه يهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليست له". قال: -ربيعة بن ناجذ- ثم قال علي: يهلك في رجلان ... إلخ. وروى الحديث من طريق الحكم بن عبد الملك كما هنا: رواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 639: 1087) عن سريج بن يونس، عن أبي حفص الأبار، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي رضي الله عنه، بنحوه، وقال: يهلك في رجلان محب مفرط يقرظني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني. وفيه الحكم بن عبد الملك قال عنه الحافظ في التقريب (175: 1451): ضعيف. ورواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 160) عن سريج، عن أبي حفص الأبار. ورواه أيضًا في كتاب السنة له (1/ 190) برقم (1262) عن سريج، عن أبي حفص الأبار. =
= ورواه في زياداته على الفضائل لأبيه (2/ 639: 1087)، و (2/ 713: 1221)، عن سريج. ورواه أحمد في فضائل الصحابة (2/ 639: 1087) عن الحسن بن عرفة، عن أبي حفص الأبار. ورواه عبد الله في زياداته على الفضائل- المكان السابق عن الحسن بن عرفة، عن أبي حفص الأبار. ورواه أبو يعلى في مسنده (1/ 273: 530)، عن الحسن بن عرفة، عن أبي حفص الأبار. ورواه النسائي في خصائص علي رضي الله عنه (102: 100)، عن أبي جعفر محمد بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ معين، عن أبي حفص الأبار. ورواه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه (2/ 713: 1222)، عن سفيان بن وكع، عن خالد بن مخلد، عن أبي غيلان الشيباني. ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 227: 357)، عن ابن الحصين، عن ابن المذهب، عن أحمد بن جعفر، عن عبد الله بن أحمد، عن سفيان بن وكيع، عن خالد بن مخلد، عن أبي غيلان الشيباني، كلهم، عن الحكم بن عبد الملك، به، بنحوه، وقال في رواية ابن الجوزى: محب مطرىء يفرطني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني ألا وإني لست بنبي ولا يوحى إلى. قال ابن الجوزى: هذا حديث لا يصح. ثم نقل تضعيف الأئمة للحكم. وقال بعده: وأما سفيان بن وكيع فقال النسائي: ليس بشيء. وقال ابن عدي: كان إذا لقن تلقن. وقال أبو زرعة كان يتهم بالكذب. وروى المرفوع دون الموقوف من طريق الحكم أيضًا، وتابعه محمد بن كثير القرشي الكوفي: رواه البخاري في تاريخه الكبير (3/ 281) معلقًا عن مالك بن إسماعيل. =
= ورواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 484: 1004)، عن محمد بن إدريس أبي حاتم، عن أبي غسان. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 123)، عن أبي قتيبة، عن سالم بن الفضل ابن الآدمي، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن عمه أبي بكر، عن علي بن ثابت الدهان. كلهم عن الحكم، به دون ذكر الموقوف وفي المستدرك زيادة في آخر الموقوف. قال فيها: ألا وإني لست بنبي ولا يوحى إلي ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ما استطعت فما أمرتكم من طاعة الله تعالى فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم أو كرهتم وما أمرتكم بمعصية أنا وغيري فلا طاعة لأحد في معصية الله عَزَّ وَجَلَّ إنما الطاعة في المعروف. وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي فقال: قلت: الحكم وهاه ابن معين. وأما حديث محمد بن كثير القرشي فرواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 202: 2566) عن الحسن بن يونس الزيات، عن محمد بن كثير الملائي، عن الحارث بن حصيرة، به، مقتصرًا على المرفوع. وقال بعده: لا نعلمه عن علي مرفوعًا إلَّا بهذا الإِسناد. اهـ. ومحمد بن كثير القرشي قال عنه الحافظ في التقريب (504: 6253): ضعيف. قال الهيثمي في المجمع (9/ 136): رواه عبد الله والبزار باختصار وأبو يعلى أتم منه وفي إسناد عبد الله وأبي يعلى الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف وفي إسناد البزّار محمد بن كثير القرشي الكوفي، وهو ضعيف. اهـ. قلت: الحديث ضعيف بالنظر إلى كل طريق على حدة لكن بالنظر إلى الطريقين معًا يرتقي إلى رتبة الحسن لغيره، والله أعلم.
3941 - وقال الحارث (¬1): حدّثنا عبد الرحمن بن زياد، ثنا مروان [بن (¬2) معاوية الفزاري عَنْ قَنَان بْنِ عَبْدِ اللَّهِ]، عَنْ زِرِّ بن حُبَيش، عن سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مالي ولكم، من آذى عليًّا رضي الله عنه فقد آذاني". ¬
3941 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لعنعنة مروان بن معاوية وهو مدلس. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 54/ب).
تخريجه: تقدم في الحديث رقم (3938)، وتقدم بيان سببه هناك، والحديث حسن كما سبق وهو بسند الحارث ضعيف فيترقى هذا الضعيف بذلك الحسن إلى درجة الحسن لغيره، والله تعالى أعلم.
3942 - وقال أو يعلى (¬1): حدّثنا سُوَيد بْنُ سَعِيدٍ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [الصُّهْباني] (¬2)، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، عَنْ أَبِي المغيرة، عن علي رضي الله عنه، قَالَ: طَلَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فوجدني في جَدْولٍ (¬3) نائمًا، فقال -صلى الله عليه وسلم- (¬4): "قم ما ألأم (¬5) الناس يسمونك أبا تراب". قال: فرآني -صلى الله عليه وسلم- كَأَنِّي وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَاكَ (¬6) فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "قُمْ وَاللَّهِ لأرْضِينَّك أَنْتَ أَخِي، وَأَبُو وَلَدَيَّ، تُقَاتِل عن سنتي، وتبرىء ذمتي (¬7)، من مات في عهدي فهو أسير الله تعالى، وَمَنْ مَاتَ فِي عَهْدِكَ فَقَدْ قَضَى نَحْبَهُ، وَمَنْ مَاتَ يُحِبُّكَ بَعْدَ مَوْتِكَ خَتَمَ اللَّهُ تعالى لَهُ بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ أَوْ غربت، ومن مات يبغضد مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَحُوسِبَ بِمَا عَمِلَ فِي الإِسلام". ¬
3942 - درجته: لم يتبين لي المراد بعبد المؤمن على وجه الجزم، ولو كان السدوسي ففيه أيضًا زكريا بن عبد الله لم يوثقه إلَّا ابن حبّان كما تقدم. قال البوصيري (3/ 54/ب): رواه أبو يعلى بسند رواته ثقات. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 125): رواه أبو يعلى وفيه زكريا الأصبهاني -كذا- وهو ضعيف. =
= تخريجه: رواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 656: 1118)، قال: حدثني من سمع من أبي عوف عن سويد، به، بنحوه. وله شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند الطبراني في المعجم الكبير (12/ 420: 13549)، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن محمد بن يزيد الرفاعي، عن عبد الله بن محمَّد الطهوي عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: بينما أَنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي ظل بالمدينة وهو يطلب عليًّا رضي الله عنه إذ انتهينا إلى حائط فنظرنا فيه فنظر إلى علي وهو نائم في الأرض وقد اغبر فقال: لا ألوم الناس يكنونك أبا تراب فلقد رأيت عليًّا تغير وجهه واشتد ذلك فقال: ألا أرضيك يا علي؟ قال: بلى يا رسول الله قال: أنت أخي ووزيري ... فذكر الحديث، بنحوه. قلت: عبد الله بن محمد الطهوي لم أجد من ترجم له. قال الهيثمي في المجمع (9/ 124): رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. اهـ. وحديث المجهول يقبل الانجبار كما نص على ذلك الحافظ في شرح النخبة ص (42). وعليه فإن هذا الحديث يترقى بهذا الشاهد إلى رتبة الحسن لغيره، والله أعلم.
3943 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدي، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [عُمَرَ] (¬1) بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أبيه، عن علي رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَضَرَ الشَّجَرَةَ بِخُمِّ، ثُمَّ خَرَجَ آخِذًا بِيَدِ علي رضي الله عنه قال (¬2): "ألستم تشهدون أن الله تبارك وتعالى ربُّكُم؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَوْلَى بِكُمْ من أنفسكم وأن الله تعالى وَرَسُولَهُ أَوْلِيَاؤُكُمْ (¬3)؟ ". فَقَالُوا (¬4): بَلَى. قَالَ: "فَمَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ هَذَا مَوْلَاهُ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تضلوا كتاب الله تعالى، سببه بيدي (¬5)، وَسَبَبُهُ بِأَيْدِيكُمْ، وَأَهْلُ بَيْتِي". * هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ (¬6)، وحديث غَدِيرِ خُمٍّ قد أخرجه النسائي (¬7) ¬
مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقم، وعلي، وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم، وَفِي هَذَا زِيَادَةٌ لَيْسَتْ هُنَاكَ (¬8)، وَأَصْلُ الْحَدِيثِ أخرجه الترمذي أيضًا (¬9). ¬
3943 - درجته: حسن بهذا الإِسناد؛ لأن كثير بن زيد ومحمد بن عمر بن علي صدوقان ما تقدم. قال البوصيري (3/ 56/ أ): رواه إسحاق بسند صحيح ... ثم نقل كلام الحافظ المتقدم.
تخريجه: روى هذا الحديث عن علي رضي الله عنه ثلاثة: عمر بن علي بن أبي طالب، وأبو الطفيل، وزيد بن يثيع. أما حديث عمر بن علي فقد أخرجه أيضًا ابن أبي عاصم في السنة (2/ 605: 1361)، عن سليمان بن عبيد الله الغيلاني، عن أبي عامر العقدي، به، بنحوه. وأما حديث أبي الطفيل فقد رواه ابن أبي عاصم أيضًا في السنة (2/ 606: 1367)، عن أبي مسعود الرازي، عن عبد الرحمن بن مصعب، عن فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل، به، بنحوه مختصرًا. وفيه عبد الرحمن بن مصعب قال عنه ابن القطان كما في التهذيب (6/ 270): مجهول الحال. فهو ضعيف بهذا الإِسناد، والله أعلم. وأما حديث زيد بن يثيع فقد أخرجه ابن أبي عاصم أيضًا في السنة (2/ 606: 1370)، عن أبي مسعود، عن عبيد الله بن موسى، عن فطر، عن أبي إسحاق، عن =
= زيد بن يثيع، به، بنحوه، دون الزيادة التي في آخره. وفيه أبو إسحاق السبيعي ثقة اختلط بآخره كما في ترجمته، وهو مع ذلك مدلس ولم يصرح بالسماع فهو ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا، والله أعلم. لكن هذا الحديث يرتقي بشواهده الكثيرة، وقد سبق بيان أن الحديث متواتر في الجملة، وعليه فحديث علي رضي الله عنه هذا صحيح لغيره. ورواه المحاملي في أماليه كما في الكنز (36418). وابن جرير في تهذيب الآثار ولم أره في المطبوع منه، والله أعلم.
3944 - وقال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا شَبَابة بْنُ سوَّار الْمَدَائِنِيُّ، ثنا نُعَيم بْنُ حَكِيم، ثنا أبو مريم وبعض جلسائه، عن علي رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيُّ مَوْلَاهُ"، قَالَ: فَزَادَ الناس بعد: اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالِاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. (167) وحديث أم سلمة رضي الله عنها تقدم في الطهارة (¬1). ¬
3944 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن أبا مريم مجهول كما تقدم، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 56/ أ).
تخريجه: رواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 705: 1206). وهو في المسند من زيادات عبد الله بن أحمد (1/ 152)، كلاهما عن حجاج بن الشاعر، عن شبابة، به، بنحوه. وعزاه في الكنز (3/ 168: 36511) لابن جرير في تهذيب الآثار، ولم أقف عليه في المطبوع منه قال الهيثمي في المجمع (9/ 110): رواه أحمد ورجاله ثقات. اهـ. وتبعه الشيخ أحمد شاكر رحمه لله في تحقيقه للمسند (2/ 328: 1310) فقال: =
= إسناده صحيح وقوله: "رجل من جلساء علي" جهالة هذا الرجل لا تضر فإن الحديث موصول عن أبي مريم فهو عن معروف، وعن مجهول معًا، وصحة الإِسناد إنما هي للموصول. اهـ. قلت: وهذا كلام غير مسلم؛ فإن أبا مريم مجهول أيضًا ولكن يمكن أن يكون قوله: "من كنت مولاه فعلي مولاه". صحيحًا لغيره بشواهده الكثيرة، وأما الزيادة التي فيه فهي ضعيفة، والله أعلم.
3945 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبَّادٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقةَ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَارة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي سعيد، عن أبيه رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ (¬2) عِنْدَ بَيْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ رضي الله عنهم، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فإن خياركم المُوفُون (¬3)، المُطَيَّبُون (¬4): إن الله تعالى يحب الحَفِيّ (¬5) التَّقِي" (¬6) قَالَ: وَمَرَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فقال -صلى الله عليه وسلم-: " الْحَقُّ مَعَ ذَا، الْحَقُّ مَعَ ذَا" (¬7). (168) وَحَدِيثُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قِصَّةِ بِنْتِ حَمْزَةَ رضي الله عنهما تقدم في الحضانة (¬8). ¬
3945 - درجته: فيه صدقة بن الربيع لم يتبين لي حاله، فأتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 52/ أ).
تخريجه: لم أقف عليه.
3946 - وَقَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قتادة، عن جُرَيّ بن كُلَيب، قال: رأيت عليًا رضي الله عنه يأمر بشيء، وعثمان رضي الله عنه ينهى عنه فقلت لعلي رضي الله عنه: إن بينكما لشرًا. قال رضي الله عنه: مَا بَيْنَنَا إلَّا خَيْرٌ، وَلَكِنْ خيرُنا أتْبَعُنَا لهذا الدين.
3946 - درجته: هذا موقوف ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن قتادة عنعن وهو مدلس. ولم يذكره البوصيري.
تخريجه: لم أقف عليه.
3947 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ العلاء، عن أبيه، قال: خطب علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، وَاللَّهِ الَّذِي لَا إله إلَّا هو ما رَزَيْتُ (¬1) مِنْ مَالِكُمْ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا إلَّا هَذِهِ، وأخرج رضي الله عنه قَارُورَةً مِنْ كُمِّ قَمِيصِهِ فِيهَا طِيبٌ فَقَالَ: أهداها إليَّ دُِهْقَانٌ (¬2). ¬
3947 - درجته: لم يتبين لي حال العلاء بن عمار والد أبي عمرو بن العلاء؛ لذا أتوقف في الحكم على هذا الموقوف بهذا الإِسناد، والله أعلم. ولم يذكره البوصيري أيضًا.
تخريجه: رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 81)، عن أبي بكر بن خلاد، عن إسحاق بن الحسين الحربي، عن مسدّد. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن إبراهيم بن عبد الله، عن محمَّد بن إسحاق، عن قتيبة كلاهما، عن عبد الوارث، به، بنحوه. ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 49)، عن سعيد بن نصر، عن قاسم بن أصبغ، عن محمد بن عبد السلام الخشني، عن العباس بن فرج الرياشي، عن أبي عاصم الضحاك، عن معاذ بن العلاء، عن أبيه، عن جده، بنحوه وزاد فيه: ثم =
= نزل إلى بيت المال ففرق كل ما فيه ثم جعل يقول: أفلح من كانت له قوصرة يكل منها كل يوم مرة. والعلاء بن عمار ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم ولم يذكرا من روى عنه غير ابنه معاذ، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. ينظر: التاريخ الكبير (6/ 512)، الجرح والتعديل (6/ 359). ورواه عبد الرزاق والحاكم في الكنى وابن الأنباري في المصاحف كما في الكنز (36510) ولم أجده في مصنف عبد الرزاق. وله شاهد من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عند أبي عبيد في الأموال (ص 383)، عن يزيد، عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: لم يرزأ علي بن أبي طالب من بيت مالنا حتى فارقنا غير جبة محشوة، وخميصة درابجردية (¬1). ولم أجد من ترجم لعيينة هذا. وللحديث شاهد آخر من حديث هارون بن عنترة، عن أبيه عند أبي عبيد أيضًا في الأموال (ص 383)، عن عبّاد بن العوام، عن هارون، عن أبيه قال: "دخلت على علي بالخوَرْنق (¬2) وعليه سمل (¬3) قطيفة وهو يرعد (¬4) فيها فقلت: يا أمير المؤمنين: إن = ¬
= الله تبارك وتعالى قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال نصيبًا، وأنت تفعل هذا بنفسك؟. قال: فقال: "إني والله ما أرزؤكم شيئًا، وما هي إلَّا قطيفتي التي أخرجتها من بيتي، أو قال: من المدينة". ورجاله ثقات إلَّا هارون فإنه مختلف فيه. والظاهر لي من مجموع ما قيل فيه أن حديثه حسن (ينظر: التهذيب 11/ 9) فالحديث حسن بهذا الإِسناد، والله أعلم. وعليه فحديث علي يمكن أن يرتقي إلى درجة الحسين لغيره، والله أعلم.
3948 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا الْهَيْثَمُ، ثنا حَفْصٌ، عَنْ حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ جابر رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ مُضْطَجِعُونَ فِي الْمَسْجِدِ فضَرَبنا بِعَسِيبٍ كان بيده رطبًا فَقَالَ (¬1): "تَرْقُدُونَ فِي الْمَسْجِدِ؟!، إِنَّهُ لَا يُرْقَدُ في (¬2) المسجد" قال (¬3): فانجفلنا (¬4) وانجفل معنا علي رضي الله عنه فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "تَعَالَ يَا عَلِيُّ، إِنَّهُ يَحِلُّ لَكَ فِي الْمَسْجِدِ مَا يَحِلُّ لِي، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكَ لتذود (¬5) عن حوضي يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا يُذَاد الْبَعِيرُ الضَّالُّ عَنِ الماء بعصى لك من عَوْسَجٍ، ولَكَأَنِّي انظر إلى مقامك من حوضي". ¬
3948 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد من أجل حرام بن عثمان فهو واهٍ؟ وقد قال الذهبي في هذا الحديث: منكر جدًا، والله أعلم.
تخريجه: لم أجده لكن أخرج البزّار كما في كشف الأستار (3/ 198: 2557) من حديث =
= خارجة بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله لعلي رضي الله عنه: لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك. قال البزّار: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ سَعْدٍ إلَّا بِهَذَا الإِسناد ولا نعلم روى عن خارجة إلَّا الحسن. قلت: خارجة بن سعد لم أجد من ترجم له. قال الهيثمي في المجمع (9/ 118): رواه البزّار وخارجة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
31 - باب فضائل فاطمة صلى الله وسلم على أبيها وعليها "رضي الله عنها"، وفضل ابنيها رضي الله عنهما
31 - باب فضائل (¬1) فاطمة صلى الله وسلم على أبيها وعليها (¬2) "رضي الله عنها"، وفضل ابنيها رضي الله عنهما 3949 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬3): حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ النَّهْدِي، عن [المنهال عَمْرٍو] (¬4)، عَنْ زِرّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ خَرَجَ فاتَّبَعتُه، فَقَالَ: " [مَلَكٌ] (¬5) عَرَضَ لِي فَاسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ علي ويبشرني أن فاطمة رضي الله عنها سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رضي الله عنهما شباب أهل الجنة". ¬
3949 - درجته: حسن بهذا الإِسناد من أجل المنهال بن عمرو فهو صدوق كما سبق، والله أعلم ولم يذكر البوصيرى حديث حذيفة رضي الله عنه بل ذكره من حديث أبي سعيد الخدري وقال: رواه مسدّد وأبو بكر بن أبي شييبة واللفظ له ... وعزاه للنسائي في الكبرى والترمذي وغيرهما (3/ 60/ب).
تخريجه: رواه ابن أبي شيبة في المصنف له (12/ 127) باب فضل فاطمة رضي أنه عنها من كتاب الفضائل (ح 12321)، به، بنحوه. ورواه النساكي في السنن الكبرى (5/ 95: 8365)، عن القاسم بن زكريا بن دينار، عن زيد بن الحباب، به، بلفظ: عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن أمة قالت له: متى عهدك بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَقَالَ: مَا لي به عهد منذ كذا، فهمَّت أن تنال مني. فقلت: دعيني فإني أذهب فلا أدعه حتى يستغفر لي ويستغفر لك، وصليت معه المغرب ثم قام يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج فخرجت معه فإذا عارض قد عرض له ثم ذهب فرآني فقال "حذيفة؟ ". فقلت: لبيك يا رسول الله فقال: هل رأيت العارض الذي عرض لي؟ قلت: نعم، قال: فإنه ملك من الملائكة استأذن ربه ليسلم علي، وليبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب الجنة، وأنا فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سيدة نساء أهل الجنة. ورواه ابن حبّان كما في الإحسان (9/ 55: 6921)، عن الحسن بن سفيان، عن زيد، به، ولم يذكر منه فاطمة رضي الله عنها. ورواه ابن خزيمة في صحيحه (2/ 206: 6921) عن أبي عمر حفص بن عمرو الربالي، عن زيد بن الحباب، به، مقتصرًا على أوله فقط. ورواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 391)، عن حسين بن محمَّد، عن إسرائيل، =
= به، بنحو لفظ النسائي المتقدم في السنن، وقال في آخره: فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة. . . ورواه الترمذي في السنن- أبواب المناقب، مناقب الحسين والحسين رضي الله عنهما (5/ 326: 3870)، عن عبيد الله بن عبد الرحمن، عن محمَّد بن يوسف، عن إسرائيل، به، بنحو لفظ النسائي أيضًا وقال بعده: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من هذا الوجه إلَّا من حديث إسرائيل. ورواه المروزي في قيام الليل كما في مختصره ص (87)، عن إسحاق، عن عمرو بن محمَّد العنقزي، عن إسرائيل، به. إلى قوله غفر الله لك ولأمك ولم يذكر قصة الملك. ورواه أيضًا في قيام الليل كما في المختصر-المكان السابق- عن إسحاق، عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، بلفظه المشار إليه. ورواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 788: 1406)، عن العباس بن إبراهيم، عن محمَّد بن إسماعيل، عن عمرو العنقزي، عن إسرائيل، به، بنحو لفظ النسائي. ورراه الحاكم في المستدرك (3/ 151) -كتاب معرفة الصحابة-، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن الحسن بن علي العامري، عن إسحاق بن منصور السلولي، عن إسرائيل، به، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: نزل ملك من السماء فاستأذن الله أن يسلم علي لم ينزل قبلها فبشرني أن فاطمة سيدة أهل الجنة. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن علي بن عبد الرحمن بق عى عن الحسن بن الحكم الجيزي، عن الحسن بن الحسين العرني، عن أبي مري الأنصارى، عن المنهال، به، بلفظه المتقدم، وقال بعده: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. =
= ورواه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 37: 2607)، عن عبد العزيز بن يعقوب القيصراني، عن محمَّد بن يوسف الفريابي، عن إسرائيل، به، بنحوه، ولم يذكر فاطمة رضي الله عنها. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 372)، عن أبي محمَّد عبد الله بن علي بن عياض، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بدر القطر بلى، عن حسين المروذي، عن إسرائيل، به، بنحوه، ولم يذكر فاطمة أيضًا. وقد تابع المنهال بن عمرو عدي بن ثابت كما عند الطبراني في الكبير (3/ 37: 2606)، عن علي بن عبد العزيز، عن عاصم بن علي، عن قيس الربيع، عن ميسرة بن حبيب، عن عدي بن ثابت، عن زر، به، بنحوه مقتصرًا على الحسن والحسين رضي الله عنهما. ورواه أيضًا في الكبير (22/ 402: 1005)، به، بنحوه لفظ ابن أبي شيبة. وعدي بن ثابت قال عنه الحافظ في التقريب (388: 4539) ثقة رمي بالتشيع. ولهذا الحديث شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عند: الطبراني في الكبير (3/ 36: 2604) بلفظ: "إن ملكًا من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله عَزَّ وَجَلَّ في زيارتي فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة". ورواه في المعجم الكبير أيضًا (22/ 304: 1006) بلفظ: "إن ملكًا من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله في زيارتي فبشرني أو أخبرني أن فاطمة سيدة نساء أمتي". وإسناده حسن. وهناك شواهد أخرى لهذا الحديث منها: ما رواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 760: 1339) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "خط =
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأرض أربعة خطوط فقال: أتدرون ما هذا؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد -صلى الله عليه وسلم- ... " الحديث. وهو عند الحاكم في المستدرك (3/ 160) وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. قلت: وهو كما قالا. ومن شواهده أيضًا ما رواه الإِمام أحمد في المسند (3/ 3)، وفي فضائل الصحابة (2/ 780: 1384). عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شباب أهل الجنة". وإسناده صحيح أيضًا. وهو عند الترمذي- أبواب مناقب الحسن والحسين (ح 3856، 3857)، بإسناد صحيح. وعليه، فهذا الحديث يرتقي بهذه الشواهد إلى درجة الصحيح لغيره، والله أعلم.
3950 - وقال أبو بكر: حدّثنا الْأَحْوَصِ العَبْسَيّ (¬1)، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْم، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي السَّفَر، عَنْ خِيَرَة، عن أسماء بنت عُمَيس رضي الله عنها قالت: خطبني علي رضي الله عنه فبلغ ذلك فاطمة رضي الله عنها فَأَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: إن أسماء رضي الله عنها متزوجة عليًا رضي الله عنها فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا كَانَ لَهَا أَنْ تُؤْذِيَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ -صلى الله عليه وسلم- ". ¬
3950 - درجته: لم يتبين لي من هو هارون بن سعد ولا خيرة؛ ولذا أتوقف في الحكم على هذا الحديث بهذا الإِسناد، والله أعلم. ولم يذكره البوصيري. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 206): رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيهما من لم أعرفه.
تخريجه: رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 362: 2958)، عن أبي بكر، به، بنحوه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 405: 1015)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بن أبي شيبة، به، بنحوه. ورواه أيضًا في الكبير (24/ 152: 392)، به، بنحوه. ورواه أيضًا في الكبير (24/ 152: 392)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن الأحوص أبي الجواب، به، بنحوه. ورواه في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 346: 3816)، عن عيسى بن محمَّد السمار، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن سليمان بن قرم، به، بنحوه. وقال الطبراني: لم يروه عن هارون إلَّا سليمان تفرد به إبراهيم. اهـ.
3951 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا ابْنُ أَبِي زَنِيْم؟ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ المَخْرَمي، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ، عن المِسْوَر بن مخرمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تُقْطَع الأسبابُ والإنسابُ والأصهار إلَّا صِهْرِي، فاطمة رضي الله عنها شُِجْنَةٌ (¬2) منِّي، يقبِضُنِي ما قَبَضَهَا، ويبسُطُنِي مَا بَسَطَها" (¬3). ¬
3951 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ إذ لم يتبين لي من هو ابن زنيم ولا حال أم بكر. ولم يذكره البوصيري من حديث المسور رضي الله عنه. قال الهيثمي في المجمع (9/ 206): رواه الطبراني وفيه أم بكر بنت المسور ولم يجرحها أحد ولم يوثقها، وبقية رجاله وثقوا.
تخريجه: رواه الإِمام أحمد في المسند (4/ 323)، عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن عبد الله بن جعفر، به، بلفظ، عن المسور رضي الله عنه أنه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنةً له فقال له: قل له فليأتني في العتمة قال: فلقيه فحمد الله المسور وأثنى عليه وقال: أما بعد: أما والله ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلى من نسبكم وصهركم وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: فاطمة مضغة مني يقبضني ما قبضها ويبسطني ما =
= بسطها، وإن الأسباب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وصهري، وعندك ابنتها (¬1)، وهي زوج الحسن بن الحسن فاطمة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين. لو زوجتك لقبضها ذلك. فانطلق عاذرًا له. ورواه أيضًا في فضائل الصحابة (2/ 758: 1333) عن أبي سعيد به، بلفظه المتقدم. ورواه أيضًا في المسند (4/ 332)، عن محمَّد بن عبّاد المكي، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، به، بلفظه السابق. ورواه أيضًا في فضائل الصحابة (2/ 765: 1347)، عن محمَّد بن عبّاد، به، بنحو اللفظ المتقدم. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 158) من طريق الإِمام أحمد عن أحمد بن جعفر القطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، به، بنحو لفظه المتقدم وقال الحاكم: وهذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 27: 33)، عن أحمد بن داود المكي، عن إبراهيم بن زكريا العبدي، عن عبد الله بن جعفر، به، ولفظه: أن الحسن بن علي خطب إلى المسور بن مخرمة ابنته فزوجه وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ القيامة إلَّا سببي ونسبي". وقد تابع أم بكر هذه جعفر بن محمَّد الصادق روى حديثه: الإِمام أحمد في المسند (4/ 332)، عن محمَّد بن عبّاد المكي، عن أبي سعيد ¬
= مولى بني هاشم، عن عبد الله بن جعفر، عن جعفر بن محمَّد الصادق، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ المسور، بلفظه المتقدم. وإسناده حسن. ورواه أيضًا في فضائل الصحابة (2/ 765: 1347)، عن محمَّد بن عبّاد، به، بلفظه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 154) -كتاب معرفة الصحابة- عن أبي سهل أحمد بن محمَّد بن زياد القطان، عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن إسحاق بن محمَّد الفروي، عن عبد الله بن جعفر الزاهري، عن جعفر بن محمد، به، بلفظ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "إنما فاطمة شُِجْنة مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها" وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فاطمة شُِجْنة مني ... إلخ". أصله في الصحيحين وغيرهما من حديث المسور أيضًا في قصة نكاح بنت أبي جهل، وسيأتي في الحديث الذي بعده فيكون هذا الشطر من الحديث صحيحًا لغيره. وأما الشطر الأول وهو قوله عليه الصلاة والسلام: "تقطع الأسباب والأنساب ... إلخ". فهو حسن لغيره بالمتابعة التي عند أحمد وغيره. وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 142) ولفظه: "كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلَّا سببي ونسبي" وفيه قصة طويلة. وهو ضعيف للانقطاع بين علي بن الحسين وعمر رضي الله عنهما. لكن تابعه عبد الله بن عمر بن الخطاب عند الطبراني في الكبير (3/ 45: 2634) وأبي نعيم في أخبار أصبهان (1/ 199، 200)، وفي الإِسناد إليه عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب قال عنه الحافظ في التقريب (285: 3065): ضعيف. =
= وتابعهما في رواية الحديث عن عمر رضي الله عنه زيد بن أسلم عند الطبراني أيضًا في الكبير (3/ 44: 2633)، وأبي نعيم في الحلية (2/ 34). وفيه جعفر بن محمَّد بن سليمان النوفلي شيخ الطبراني لم أجد من ترجم له. وكذا فيه عبد الله بن زيد بن أسلم العدوي قال عنه الحافظ في التقريبه (304: 3330): صدوق فيه لين. وللحديث متابعات أخرى لا تخلو من مقال، وانظر تفصيل الكلام عليها في تحقيق مختصر استدرإك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد الله الحاكم لابن الملقن (3/ 1521) فما بعدها فقد بسط محققه القول في متابعات الحديث فيرتقي بطرقه إلى درجة الحسن لغيره. وعليه، فقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث المسور: "تقطع الأسباب والأنساب والأصهار إلَّا صهري" صحيح لغيره لهذا الشاهد، والله أعلم.
3952 - وقال الحارث (¬1): حدّثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عن علي بن الحسين رضي الله عنهما قال: إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أَرَادَ أَنْ يَخْطِب بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَقَالَ الناس: أتُرَون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَجِد مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ نَاسٌ: وَمَا ذَلِكَ إِنَّمَا هِيَ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ. وَقَالَ نَاسٌ: ليجدن مِنْ هَذَا، يَتَزَوَّجُ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ: فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَزْعُمُونَ أَنِّي لَا أَجِدُ لِفَاطِمَةَ رضي الله عنها وَإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعة (¬2) مِنِّي، إِنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ". * - هَذَا مُرْسَلٌ (¬3)، وَأَصْلُ الْحَدِيثِ فِي الصَّحِيحَيْنِ (¬4) مِنْ حَدِيثِ ¬
المسور رضي الله عنه أنه حدث به علي بن الحسين رضي الله عنهما، فانقلب على علي بن زيد (¬5) وهو سيء الحفظ. ¬
3952 - درجته: هذا الحديث مرسل، وفيه أيضًا علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف فالحديث ضعيف بهذا الإِسناد، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 61/ أ): رواه الحارث بن أبي أسامة بسند منقطع ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
تخريجه: لم أجده مرسلًا ولكن تقدم كلام الحافظ أن أصل الحديث في الصحيحين متصلًا من حديث علي بن الحسين عن المسور بن مخرمة وتقدم تخريجه فيكون هذا الحديث صحيحًا لغيره. والله أعلم.
3953 - حدّثنا (¬1) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد، هُوَ ابْنُ عَائِشَةَ (¬2)، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "خديجة رضي الله عنها خير نساء عالمها (¬3)، ومريم عليها السلام خير نساء عالمها، وفاطمة رضي الله عنها خَيْرُ نِسَاءِ عَالَمِهَا". * - هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الإِسناد (¬4)، وقد أخرجه الترمذي (¬5) مِنْ طَرِيقِ عُرْوَةَ، عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ] (¬6) بْنِ جعفر عن علي رضي الله عنهم بلفظ: "خير نسائها مريم، خير نِسَائِهَا فَاطِمَةُ". وَهَذَا الْمُرْسَلُ يُفَسِّرُ هَذَا الْمُتَّصِلَ. (169) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفِتَنِ فِي ذكر الحسين بن علي رضي الله عنهما أشياء كثيرة (¬7). ¬
(170) وحديث أبى الحمراء رضي الله عنه في ذكر أهل البيت وفاطمة رضي الله عنهم تقدم في تفسير (¬8) الأحزاب (¬9). ¬
3953 - درجته: هذا حديث مرسل مع أن إسناده حسن لأن العَيْشِيّ صدوق، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 60/ب).
تخريجه: لم أجده هكذا مرسلًا ولكن يشهد له ما أخرجه الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه، وئقدمت الإشارة إليه. فيكون هذا صحيحًا لغيره، والله أعلم.
3954 - [1] وقال الطيالسي (¬1): حدّثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه عن أبي فَاخِتَهْ قال: قال علي رضي الله عنه: زَارَنَا رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَاتَ (¬2) عندنا، والحسن والحسين رضي الله عنهما نائمان، فاستسقى الحسن رضي الله عَنْهُ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى قِرْبَةٍ (¬3) فَجَعَلَ يَعْتَصِرُهَا فِي الْقَدَحِ، ثُمَّ جاء يَسْقِيه، فتناول الحسين رضي الله عنه يشرب فمنعه وبدأ بالحسن، فقالت فاطمة رضي الله عنها: كأنه أحبُّهما إليك؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَا، وَلَكِنَّهُ اسْتَسْقَى أَوَّلَ مَرَّةٍ" ثُمَّ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "إني وإيَّاكِ وهَذَان (¬4) -وأحسبه قال-: وهذا الراقد يعني عليًّا رضي الله عنه يوم القيامة في مكان واحد". ¬
3954 - [1] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف عمرو بن ثابت. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 52/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 172، 173): رواه أحمد والبزار -وذكر لفظ البزّار ثم قال-: رواه الطبراني بنحوه. . . وأيو يعلى باختصار وفي إسناد أحمد قيس بن الربيع وهو مختلف فيه وبقية رجال أحمد ثقات.
3954 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ محمَّد، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي فَاخِتَة، عن علي رضي الله عنه، فذكره. ¬
3954 - [2] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا لضعف عمرو بن ثابت، والله أعلم. وتقدم أن البوصيري، سكت عنه. وكذا تقدم كلام الهيثمي في المجمع.
تخريجه: رواه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 40: 2622)، من طريق الطيالسي عن عبد الرحمن بن سلم الرازي عن عبد الله بن عمران، عن أبي داود، به، بنحوه. ورواه من طريقه أيضًا ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 39)، عن أبي علي الحداد، عن أبي القاسم السمرقندي، عن يوسف بن الحسن، عن أبي نعيم، عن عبد الله بن جعفر، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، به، بنحوه. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 223: 2616)، عن أحمد بن يحيى الكوفي الصوفي، عن أحمد بن المفضل، عن عمرو بن ثابت، به، بنحوه. وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن علي إلَّا بهذا الإِسناد. قلت: بل رواه الإِمام أحمد في المسند (2/ 792: 792) (ت: أحمد شاكر)، عن عفان، عن معاذ بن قيس بن الربيع، عن أبي المقدام، عن عبد الرحمن الأزرق، عن علي قال: دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا نائم على المنامة (¬1)، فاستسقى الحسن أو الحسين قال: فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى شاة لنا بكىء (¬2) فحلبها فدرَّت، فجاءه الحسن = ¬
= فنحّاه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت فاطمة: يا رسول الله: كَأَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ اسْتَسْقَى قبله، ثم قال: إني وإياك وهذين، وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة. وفيه: عبد الرحمن الأزرق لم يتبين لي من هو وإن كان الحافظ رحمه الله رجح في تعجيل المنفعة أنه عبد الرحمن بن بشر بن مسعود الأنصاري المدني الأزرق، وهو الذي قال عنه في التقريب (337): مقبول، من الثالثة، وأرسل حديثًا (م د س). ثم قال في التعجيل: ولعله: عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم الأزرق. وقد ترجمه في التعجيل أيضًا (ص 247)، وقال: روى عنه الشافعي. قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على المسند (2/ 128): وهو احتمال بعيد؛ لأن هذا متأخر روى عنه الشافعي. اهـ. وعبد الرحمن بن بشر لم أجد من نص على توثيقه سوى أن ابن حبّان ذكره في ثقاته وتقدم أن مسلمًا رحمه الله روى له، وقال الذهبي عنه: صدوق. ينظر: ثقات ابن حبّان (5/ 82)، رجال صحيح مسلم (1/ 405: 902)، الكاشف (2/ 157). ورواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 598: 1322)، عن الحسن بن علي، عن عفان، به، وقال: عن عبد الرحمن الأزرقي. ولفظه عنده قال: دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا نائم على منامة فاستسقى الحسن والحسين فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنِّي وإياك -يعني فاطمة- وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة. ورواه ابن عساكر في تاريخه من طريق الإِمام أحمد (5/ 40)، عن أبي علي ابن السبط، عن أبي محمد الجوهري، عن أحمد بن جعفر، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان نفسه من طريق الإِمام أحمد عن أبي القاسم ابن الحصين، عن أبي علي بن المذهب، عن أحمد بن جعفر، به، بنحوه. ورواه في نفس الموضع عن أبي محمَّد بن طاوس، عن أبي الغنائم ابن أبي عثمان، عن عبد الله بن عبيد الله المحاملي، عن الحسن الزعفراني، عن عفان، به =
= إلَّا أنه قال؟ عبد الرحمن الأودي، بنحو لفظ أحمد. ورواه أيضًا في الموضع السابق عن أبي القاسم السمرقندي، عن عمر بن عبيد الله بن عمر، عن أبي عثمان، به، وقال أيضًا في عبد الرحمن: الأودي ولفظه كما عند أحمد. وخلاصة القول: أن الحديث يرتقي بهذه المتابعة التي عند أحمد وغيره إلى درجة الحسن لغيره، والله أعلم.
3955 - قَالَ إِسْحَاقُ (¬1): أنا النَّضْرُ هُوَ ابْنُ شُمَيْلٍ ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو -هو ابن دينار- سمع يَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِفَاطِمَةَ، إِنَّهُ كَانَ يُعْرَضُ عليَّ القرآن في كل عام، وَإِنَّهُ عُرِضَ عليَّ الْعَامَ مَرَّتَيْنٍ وَإِنِّي مَيِّتٌ، فَبَكَتْ، فَقَالَ: إِنَّكِ أَوَّلُ (¬2) أَهْلِي لُحُوقًا بِي. * هَذَا مُرْسَلٌ، وَقَدْ وُصِلَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ. ¬
3955 - درجته: الحديث مرسل ورجاله ثقات وقد وصل من حديث عائشة عند الشيخين.
تخريجه: أخرجه إسحاق في المسند (5/ 6: 2101). وقد ورد متصلًا من حديث عائشة أخرجه البخاري (6285)، ومسلم (4/ 1905:3450). (سعد).
3956 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- رضي الله عنها قَالَتْ: أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى فاطمة رضي الله عنها، فَجَاءَتْ تَمْشِي مِشْيَة أَبِيهَا، فَحَدَّثَهَا فَبَكَتْ، فسُئِلَت رضي الله عنها فَقَالَتْ: لَا أُخْبِرُ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَدًا. * هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ أَخْرَجُوا (¬1) مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ، عن عائشة رضي الله عنها نَحْوَهُ مُطَوَّلًا، لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ الإِرسال فَيُحْتَمَلَ أن تكون امرأة أخرى. ¬
3956 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد إن لم يكن المراد ببعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- عائشة رضي الله عنها. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 60/ب).
تخريجه: هذا الحديث مداره على عامر الشعبي واختلف عليه في إسناده على وجهبن: الأول: عنه عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو الذي هنا. الثاني: عنه عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها: رواه البخاري في صحيحه -كتاب المناقب باب علامات النبوة في الإِسلام- البخاري مع الفتح (6/ 6، 7: 3623 و 3624)، عن أبي نعيم، عن زكرياء، عن فراس، عن الشعبي، به، ولفظه قالت رضي الله عنها: أقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي كأن مشيتها مشي النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "مرحبًا يا ابنتي -ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله- ثم أسر إليها حديثًا" فبكت فقلت لها: لم تبكين؛ ثم أسر إليها حديثًا فضحكت فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن فسألتها عما قال فقالت: =
= ما كنت لأفشي سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى قبض النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألتها فقالت: "أسر إلي أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلَّا حضر أجلي دهانك أول أهل بيتي لحاقًا بي" فبكيت. فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة -أو نساء المؤمنين؟ - فضحكت لذلك". ورواه الإِمام أحمد في المسند (6/ 282)، عن أبي نعيم، به، بنحوه. ورواه النسائي في خصائص علي رضي الله عنه (119: 128)، عن أحمد بن سليمان، عن أبي نعيم، به، بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (22/ 418: 1032) عن علي بن عبد العزيز عن أبي نعيم به، بنحوه. ورواه الإِمام مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة- فضائل فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ورضي الله عنها: ح (2450)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن زكرياء، به، بنحوه. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 357: 3943)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن نمير، عن زكريا، به، مختصرًا. ورواه ابن ماجة في السنن- كتاب الجنائز باب ما جاء في ذكر مرض رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ح (1621)، عن أبي بكر، به، بنحوه. ورواه الإِمام مسلم في الموضع المتقدم عن عبد الله بن نمير، به، بنحوه. ورواه أيضًا في نفس المكان عن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن زكريا، به، بنحوه. وذكره الحاكم في المستدرك (3/ 156) من طريق زكريا، به بلفظ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال وهو في مرضه الذي توفي فيه: يا فاطمة إلَّا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين. وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح ولم يخرجاه هكذا. =
= وأقره الذهبي. ورواه البيهقي في الدلائل (6/ 364)، عن الحاكم، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن محمَّد بن إسحاق الصغاني، عن أبي نعيم، عن زكريا، به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع ذاته أحمد بن الحسن القاضي، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، به، بنحوه. ورواه النسائي في السنن الكبرى (5/ 96: 8368)، عن علي بن حجر، عن سعدان بن يحيى، عن زكريا، به، بنحوه. ورواه البخاري في كتاب الاستئذان -باب من ناجى بين يدي الناس ولم يخبر بسر صاحبه فإذا مات أخبر به- البخاري مع الفتح (11/ 82: 6285، 6286)، عن موسى، عن أبي عوانة، عن فراغ، به، بنحوه. ورواه مسلم في كتاب الفضائل- باب فضائل فاطمة رضي الله عنها ح (2450)، عن أبي كامل الجحدري، عن فضيل بن حسين، عن أبي عوانة، به، بنحوه. ورواه البيهقي في الدلائل (7/ 164)، عن علي بن أحمد بن عبدان، عن أحمد بن عبيد الصفار، عن أبي مسلم، عن سهل بن بكار، عن أبي عوانة، به، بنحوه. فهذان وجهان روي الحديث بهما ولم يرد ذكر الإِرسال في الوجه الثاني؟ فلذلك يحتمل أن يكون الوجه الأول عن امرأة أخرى مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما قال الحافظ رحمه الله، وهذا جمع بين الوجهين، والله أعلم.
3957 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَام، ثنا يزيد بن زُرَيع، ثنا رَوْح بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قال: قالت عائشة رضي الله عنه: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَصْدَقَ مِنْ فَاطِمَةَ غير أبيها -صلى الله عليه وسلم-، وَكَانَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سلها فإنها لا تكذب. ¬
3957 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم. وقد عزاه البوصيري وسكت عنه (3/ 61/ أ). وقال الهيثمي (9/ 204): رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى. . . ورجالهما رجال الصحيح.
تخريجه: رواه الطبراني في الأوسط (3/ 348: 2742)، عن إبراهيم بن أحمد الوكيعي، عن أمية، به، بلفظ: "ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها ... الحديث". ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 154)، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب بن إسحاق الصغاني عن عثمان بن عمير، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ المنهال بن عمرو، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها قالت: "ما رأيت أحدًا كان أشبه كلامًا وحديثًا من فاطمة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت إذا دخلت رحب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسمها في مجلسه". قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه قال الذهبي: كذا قال بل صحيح. ورواه أيضًا في المستدرك (3/ 159، 160)، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن العباس بن محمَّد الدوري، عن عثمان بن عمير، به، بنحوه وقال في آخره: قامت إليه مستقبلة وقبلت يده. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
3958 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيْعَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدر، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَقَامَ أَيَّامًا لَمْ يَطْعَم طَعَامًا حَتَّى شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَطَافَ -صلى الله عليه وسلم- فِي مَنَازِلِ أَزْوَاجِهِ فَلَمْ يُصِب عِنْدَ وَاحِدَةٍ منهن شيئًا، فأتى فاطمة رضي الله عنها فقال: "يا بُنَيَّة هل عندك شَيْءٌ آكُلُهُ فَإِنِّي جَائِعٌ؟ " فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ بأبي أنت وأمي، فلما خرج من عندها بعثت جَارَةٌ لَهَا بِرَغِيفَيْنِ وَقِطْعَةِ لَحْمٍ، فَأَخَذَتْهُ مِنْهَا فوضعته في جَفْنَةٍ (¬2) لها وغطت عليها، وقالت: وَاللَّهِ لَأُوثِرَنَّ بِهَذَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى نَفْسِي وَمَنْ عِنْدِي، وَكَانُوا جَمِيعًا مُحْتَاجِينَ إِلَى شُبْعَةِ (¬3) طَعَامٍ، فَبَعَثَتْ حَسَنًا أو حسينًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- فَرَجَعَ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قد أتى الله تعالى بشيء فخَبَّأْتُه لك. قال -صلى الله عليه وسلم-: "هَلُمِّي به" (¬4) فأتته به فكشف عَنِ الْجَفْنَةِ فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ خُبْزًا وَلَحْمًا، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَيْهَا بَهِتَتْ (¬5) وَعَرَفَتْ أَنَّهَا بَرَكَةٌ من الله عَزَّ وَجَلَّ فحمدت الله تعالى، وصلت على نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وَقَدَّمَتْهُ (¬6) إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلما رآه حمد الله تعالى وقال: "من أين لك هذا با بُنَيَّة؟ " فقلت يا أبتِ: {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (¬7). ¬
فحمد الله تعالى وَقَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَكِ يَا بُنَيَّه شَبِيْهةً لِسَيِّدَةِ نِسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّهَا كَانَتْ إِذَا رزقها الله شيئًا فسُئِلت عنه قالت: {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ". فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- إلى علي رضي الله عنه ثُمَّ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ (¬8) وَجَمِيعُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأهلُ بَيْتِهِ رضي الله عنهم جَمِيعًا حَتَّى شَبِعُوا وَبَقِيَتِ الجَفْنَة كَمَا هِيَ، قَالَتْ: "فأَوْسَعْتُ بِبَقِيَّتِها عَلَى جَمِيعِ جِيرَانِي وَجَعَلَ الله تبارك وتعالى فيها بركة وخيرًا كثيرًا". ¬
3958 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف ابن لَهِيعة، والله أعلم. ولم يذكره البوصيري، وكذا لم أره في مجمع الزوائد.
تخريجه: لم أقف عليه.
3959 - وقال أبو يعلى والبزار (¬1): حدّثنا محمَّد بْنُ عُقْبَة السَّدوسي، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هشام، ثنا عمرو بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عاصمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"إن (¬2) فاطمة رضي الله عنها حصنت فرجها فحرم الله تعالى ذُرِّيَّتَهَا عَلَى النَّارِ" قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رواه كذا إلَّا عَمْرٌو، وَهُوَ كُوفِيُّ (¬3) ضَعِيفٌ (¬4)، وَقَدْ رُوِيَ عن عاصم عن زر مرسلًا. ¬
3959 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف محمَّد بن عقبة وعمرو بن غياث. وقد نقل البوصيري كلام البزّار وكلام الحاكم والذهبي الآتي وسكت عنه (3/ 61/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 205): رواه الطبراني والبزار بنحوه وفيه عمرو بن عتاب وقيل ابن غياث وهو ضعيف.
تخريجه: هذا الحديث مداره على عمرو بن غياث الكوفي، وقد اختلف عليه في إسناده على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كما هنا. =
= رواه أبو نعيم في الحلية (4/ 188)، عن محمَّد بن أحمد بن الحسن، عن إبراهيم بن هاشم القروي، عن محمَّد بن عقبة السدوسي، به، بلفظه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 406: 1018) - عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن أبي كريب، عن معاوية بن هشام، به، بلفظ: "إن فاطمة حصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار". ورواه العقيلي في الضعفاء (3/ 184)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي عن أبي كريب، به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 152)، عن أبي محمَّد المزني عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، به، بلفظه. وقال الحاكم بعده: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: قلت: بل ضعيف تفرد به معاوية، وفيه ضعف، عن ابن غياث وهو واهٍ بمرة. اهـ. ورواه الطبراني في الكبير أيضًا (22/ 406: 1018)، عن الحسين بن إسحاق التستري، عن أبي كريب، به، بلفظه المتقدم. ورواه الحاكم أيضًا في المستدرك -الموضع السابق- عن أبي محمَّد المزني، عن عبد الله بن غنام، عن أبي كريب، به، بلفظه. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 422)، عن عبد الوهاب بن المبارك، عن أبي المظفر الشامي، عن العتيقي، عن مطين، عن أبي كريب، به، بلفظ الطبراني. ويأتي نقل كلامه على الحديث. ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 59) عن ابن ناجية، عن علي ابن المثنى، عن معاوية بن هشام، به، بمثله. ومن طريقه رواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 422)، عن أبي منصور بن =
= خيرون، عن إسماعيل بن مسعدة، عن حمزة بن يوسف، عن أبي أحمد بن عدي، به، بنحوه. ورواه ابن عدي أيضًا في الموضع نفسه عن حاجب بن مالك، عن علي ابن المثنى، به، بمثله. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 152) عن أبي بكر محمَّد بن أحمد بن بالوية، عن علي بن محمَّد بن خالد المطرز، عن علي ابن المثنى الطوسي، به، بنحوه. وتقدم نقل كلامه وتعقب الذهبي له. ورواه أبو نعيم في الحلية (4/ 188)، عن محمَّد بن إبراهيم القاضي، عن محمَّد بن الفضل الفسطاني عن أبي كريب، عن أبيِ بكر الطلحي، عن جعفر بن محمَّد بن عمران، عن علي ابن المثنى، به، بمثله. ورواه أبو نعيم في الحلية في الموضع المتقدم عن محمَّد بن أحمد بن الحسن، عن إبراهيم بن هاشم القروي، عن محمَّد بن عمرو الزهري، عن معاوية، به، بلفظه. ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 59) عن أبي يعلى، عن محمَّد بن عقبة، عن محمَّد بن عمرو الزهري، عن معاوية، به، بلفظه. ورواه أبو نعيم في الحلية -الموضع السابق-، عن محمَّد بن إبراهيم الفاضي، عن محمَّد بن الفضل الفسطاني عن أبي كريب، عن أبي بكر الطلحي، عن جعفر بن محمَّد بن عمران، عن محمَّد بن العلاء، عن معاوية، به، بلفظه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 152)، عن أبي الحسين أحمد بن عثمان الآدمي، عن سعيد بن عثمان الأهوازي، عن محمَّد بن يعقوب السدوسي، عن محمَّد بن عمران القيسي، عن معاوية، به، بنحوه. ورواه أبو نعيم في الحلية أيضًا -الموضع السابق-، عن محمَّد بن أحمد بن إبراهيم القاضي، عن محمَّد بن الفضل الفسطاني عن أبي كريب، عن أبي بكر =
= الطلحي، عن جعفر بن محمَّد بن عمران، عن هارون بن حاتم، عن معاوية، به، بلفظه. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 422) عن أبي سعد أحمد بن محمَّد الزوزني، عن أبي علي محمَّد بن وشاح، عن عمرو بن شاهين، عن عبد الله بن سليمان، عن معاوية، به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع نفسه، عن أبي سعد أحمد بن محمَّد الزوزني، عن أبي علي محمَّد بن وشاح، عن عمر بن شاهين، عن محمَّد بن زهير بن الفضل، عن معاوية، به، بنحوه. قال الإِمام ابن الجوزي: مداره على عمرو بن غياث، ويقال فيه عمرو وقد ضعفه الدارقطني، وقال: كان من شيوخ الشيعة. وقال ابن حبّان: يروي عن عاصم ما ليس من حديثه، ولعله سمعه في اختلاط عاصم والاحتجاج بروايته ساقط إذا انفرد. وقال الدارقطني: إنما حدّث بهذا عمر عن عاصم، عن زر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فرواه عنه معاوية، عن هشام فأفسده ووهم فيه. ثم قال: ثم إن الحديث محمول على ذريتها الذين هم أولادها خاصة الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وكذلك فسره محمَّد بن علي بن موسى الرضى فقال: هو خاص للحسن والحسين. اهـ. قال ابن عراق: وهذا مما يدل على أن الحديث ليس موضوعًا جزمًا عند ابن الجوزي. وقد أورده الشوكاني في الفوائد المجموعة (409: 125). الوجه الثاني: عنه عن عاصم، عن زر مرسلًا، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي أشار إليه البزّار كما نقله المصنف عنه: رواه ابن عدي في الكامل (5/ 59)، عن عمر بن سنان، عن أحمد بن عثمان بن حكيم، عن عمرو بن غياث، به، بنحوه. =
= قال ابن عدي: وهذا يرويه عن عاصم، غير عمرو بن غياث، وعن عمر غير معاوية، ولم يسنده، عن معاوية غير أبي كريب وعلي ابن المثنى وغيرهما. الوجه الثالث: روى موقوفًا على ابن مسعود رضي الله عنه: رواه العقيلي في الضعفاء (3/ 184)، عن محمَّد بن عمار بن عطية، عن أحمد بن موسى الأزدي عن معاوية بن هشام، به، موقوفًا بلفظ: "إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار" ... قال العقيلي: وهذا أولى. قلت: الحمل فيه على عمرو بن غياث فإنه واهٍ كما تقدم وقد قال الدارقطني في العلل له (5/ 65:710) عندما سئل عن هذا الحديث: يرويه عمرو بن غياث واختلف عنه فرواه معاوية بن هشام عن عمرو غِيَاث الحضرمي، عَنْ عاصمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وخالفه أبو نعيم فرواه، عن عمرو بن غياث، عن عاصم، عن زر مرسلًا ويقال عمرو بن غياث وهو من شيوخ الشيعة من أهل الكوفة. اهـ. وقد تابع عمرًا هذا تليد بن سليمان كما قال السيوطي في اللآلىء (1/ 401) وقال أخرج حديثه ابن شاهين وابن عساكر من طريق محمَّد بن عبيد بن عتبة، عن محمَّد بن إسحاق البلخي، عن تليد، عن عاصم، به. ثم قال: وتليد روى له الترمذي لكته رافضي. قلت: وقد قال فيه الحافظ في التقريب (130: 797): رافضي ضعيف. وقد روى الحديث عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رواه المهرواني- كما في اللآلىء (1/ 401) بلفظ: "إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار". ونقل عن الخطيب في المهروانيات أنه قال: كذا روى هذا الحديث عن عاصم، =
= عن زر، عن حذيفة وخالفهما عمرو بن غياث فرواه عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود، وقوله: أشبه بالصواب. وللحديث شاهد آخر من حديث ابن عباس رضي الله عنهما رواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 263: 11685). قال عنه الهيثمي في المجمع (9/ 205): رواه الطبراني ورجاله ثقات. وأقره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 417). وتعقبهما الشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 463: 457) فقال: قلت: وفيه نظر من وجوه: الأول: أن إسماعيل -يعني ابن موسى وهو من رجال الإِسناد- لم يوثقه غير ابن حبّان ... وقد قال ابن أبي حاتم عن أبيه إنه مجهول. الثاني: أن محمَّد بن مرزوق وإن خرج له مسلم ففيه لين كما قال ابن عدي. الثالث: أن الأيذجي هذا -يعني شيخ الطبراني- أورده السمعاني في الإنساب ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. اهـ.
3960 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَين عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ يُحَنَّس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما، فقال: "اللَّهُمَّ إني أحبُّه فأحبَّه".
3965 - [1] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف يزيد بن أبي زياد. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 61/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 179): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن يُحَنَّس وهو ثقة. قلت: بل فيه يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف كما سبق، والله أعلم.
3965 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. ¬
3965 - [2] درجته: ضعيف أيضًا لضعف يزيد بن أبي زياد.
تخريجه: رواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 152: 351)، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، به، بلفظ: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتضن حسنًا فقال: "اللَّهُمَّ إني قد أحببته فأحبه". ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 229: 2633)، عن أحمد بن عثمان بن حكيم، عن أبي نعيم، به، بنحوه ولم يذكر الأخذ ولا الضم. وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن سعيد بن زيد إلَّا بهذا الإِسناد. وهذا الحديث لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عازب رضي الله عنه: رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة -باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما- البخاري مع الفتح (7/ 119) عن البراء رضي الله عنه قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والحسن بن عليٍّ على عاتقه يقول: "اللَّهُمَّ إني أحبُّه فأحبَّه". ورواه مسلم في كتاب فضائل الصحابة- باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما ح (2422). وله شاهد آخر مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عند مسلم في الموضع المتقدم ح (2421) بلفظ: "اللَّهُمَّ إني أحبُّه فأحبَّه وأحب من يحبه". وعليه فحديث سعيد بن زيد رضي الله عنه يرتقي بهذين الثاهدين إلى رتبة الصحيح لغيره، والله أعلم.
3961 - حدّثنا (¬1) عبيد الله، هو القواريري، ثنا حمَّاد بْنُ مَسْعَدَة، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عِلْبَاء بْنِ أَحْمَر، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: "خَطَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابنته فاطمة رضي الله عنها، فباع علي رضي الله عنه دِرْعًا لَهُ، وَبَعْضَ مَا بَاعَ مِنْ مَتَاعِهِ فَبَلَغَ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا (¬2). وَأَمَرَ النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَجْعَلَ ثُلُثَيه في الطيب وثُلُثًا في الثياب، ومَجَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي جَرَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَغْتَسِلُوا به، وأمرها -صلى الله عليه وسلم- أن لا تسبقه برضاع ولدها، قال: فسبقته -صلى الله عليه وسلم- برضاع الحسين رضي الله عنه. قال: وأما الحسن رضي الله عنه فإنه -صلى الله عليه وسلم- وَضَعَ (¬3) فِي فِيهِ شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هو، كان أعلم الرجلين". ¬
3961 - درجته: صحح بهذا الإِسناد إن ثبت سماع عِلْبَاءَ من علي رضي الله عنه. قال الهيثمي في المجمع (9/ 178): رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
تخريجه: روى ابن سعد في الطبقات (7/ 18) أن عليًّا رضي الله عنه تزوج فاطمة رضي الله عنها فباع بعيرًا له بثمانين وأربع مائة درهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم. "اجعلوا ثلثين في الطيب وثلثًا في الثياب". عن وكيع بن الجراح، عن المنذر بن ثعلبة، به. وعزاه في الكنز (37742) لسعيد بن منصور ولم أقف عليه في المطبوع منه. وتقدم في تخريج الحديث رقم (3934) ما يعارض هذا من أنه أمهرها درعه الحطمية لكنه منقطع كما تقدم، والله أعلم.
3962 - حدّثنا [ابن نمير (¬1)، حدّثنا أبي]، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سَعْدٍ الجُعْفي؟ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِط، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "مَن سرَّه أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ علي رضي الله عنهما؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقوله". ¬
3962 - درجته: حسن بهذا الإِسناد إذا ثبت سماع عبد الرحمن بن سابط من جابر وضي الله عنه. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 61/ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 190): رواه أبو يعلى ورجاله وجال الصحيح غير الربيع بن سعد وقيل ابن سعيد وهو ثقة.
تخريجه: رواه ابن حبّان في صحيحه كما في الإحسان -كتاب الفضائل- ذكر إثبات الجنة للحسين بن علي رضي الله عنهما (9/ 57: 6927) عن أبي يعلى، به، بنحوه. وللحديث شواهد منها ما تقدم في تخريج الحديث رقم (3949) من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة". وتقدم أنه عند أحمد وغيره بأسانيد صحيحة. وعليه فأقل أحوال حديث جابر وضي الله عنه أن يكون صحيحًا لغيره، والله أعلم.
3963 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَمَّار، قَالَ: إِنَّ أُمَّ سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت الجِنَّ (¬1) تنوح على الحسين رضي الله عنه. ¬
3963 - [1] درجته: هذا موقوف صحيح بهذا الإِسناد. وقد سكت البوصيري (3/ 61/ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 202): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
3963 - [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (¬1): حَدَّثَنَا [الحسن] (¬2) ابن موسى، ثنا حمَّاد، به. ¬
3963 - [2] درجته: صحيح بهذا الإِسناد أيضًا، والله أعلم.
تخريجه: رواه الطبراني في الكبير (3/ 121: 2862) عن علي بن عبد العزيز، عن حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، به، بمثله. ورواه ابن عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 308: 425) عن هدبة بن خالد، عن حماد، به، بلفظه. ورواه الطبراني في الكبير (3/ 122: 2867) عن عبد الله بن أحمد، عن هدبة، به، بمثله.
3964 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ (¬1): حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُطَير، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال في الحسن والحسين رضي الله عنهما: "مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ". أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ (¬2) بِمَعْنَاهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه. ¬
3964 - درجته: ضعيف جدًّا بهذا الإِسناد من أجل موسى بن مطير، فإنه ضعيف جدًا كما تقدم. قال البوصيري (3/ 62/ أ): رواه أبو داود الطيالسي والبزار بإسناد حسن، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، والنسائي في الكبرى، وابن ماجة بإسناد صحيح ... وذكر لفظه. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 182): رواه ابن ماجة باختصار، ورواه أحمد ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف، ورواه البزّار.
تخريجه: لم أجده من حديث موسى بن مطير عن أبيه، ولكن أصله من حديث أبي حازم وعبد الرحمن بن مسعود، عن أبي هريرة رضي الله عنه. أما حديث أبي حازم فقد رواه ابن ماجة كما تقدم، ورواه: الطبراني في الكبير (3/ 48: 2647)، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، عن سفيان، به، بنحوه. =
= ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 95: 1224) عن وكيع، عن سفيان، به، بلفظ: "اللهم إني أحبهما فأحبهما". ورواه الطبراني أيضًا في الكبير (3/ 48: 2648)، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، عن إسرائيل، عن سالم ابن أبي حفصة، عن أبي حازم، به، بنحوه. وهذا الإِسناد حسن. ورواه الطبراني أيضًا في نفس الموضع ح (2648)، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، عن إسرائيل، عن سالم ابن أبي حفصة، به، بنحوه. ورواه الطبراني أيضًا -في المكان نفسه- ح (2646)، عن إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق، عن إسحاق الثوري، عن محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن إبراهيم بن محمَّد بن ميمون، عن علي بن عابس، عن سالم، به، بلفظ: "اللهم إني أحبهما فاحبهما وأبغض من أبغضهما". ورواه البزّار كما في الكشف (3/ 227: 2628) عن محمَّد بن عمر بن هياج الكوفي، عن يحيى بن عبد الرحمن الأزدي الأرحبي، عن عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن طلحة بن مصرف، عن أبي حازم، به، بلفظ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول للحسن والحسين: "من أحبني فليحبهما". قال البزّار: لا نعلم روى طلحة عن أبي حازم، عن أبي هريرة إلَّا هذا. ورواه الطبراني في الكبير أيضًا (3/ 48: 2650)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن محمَّد بن عمر الهياجي، به، بلفظ: "من أحبني فقد أحبهما" يعني الحسن والحسين. ورواه الطبراني أيضًا في الموضع نفسه ح (2650)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن أبي كريب، عن يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، به، بلفظه. =
= ورواه أيضًا في الموضع المتقدم ح (2650)، عن علي بن سعيد الأزدي، عن أبي كريب، به، بلفظه. ورواه أيضًا في نفس المحل ح (2749)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن جمهور بن منصور، عن سيف بن محمَّد، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابث، عن أبي حازم، به، بنحوه. ورواه أيضًا في الكبير (3/ 47: 2645)، عن فضيل بن محمَّد الملطي. عن أبي نعيم، عن سلم الحذاء، عن الحسن بن سالم بن أبي الجعد، عن أبي حازم، به، بلفظ: "من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني". ورواه أيضًا في الكبير (3/ 49: 2651)، عن محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن إبراهيم بن محمَّد بن ميمون عن علي بن عابس عن كثير النواء، عن أبي حازم، به، بلفظ: "اللهم إني أحبهما فأحبهما وأبغض من أبغضهما". ورواه ابن عساكر في التاريخ (4/ 497)، عن أبي الحسين بن قيس، عن أبي منصور بن زريق، عن أبي بكر الخطيب، عن أبي عمر عبد الواحد بن محمَّد بن مهدي، عن أبي العباس أحمد بن محمَّد بن سعيد الحافظ، عن يحيى بن زكريا بن شيبان، عن أرطاة بن حبيب، عن أيوب بن واقد، عن يونس بن حباب، عن أبي حازم، به، بلفظ: "من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني". وأما حديث عبد الرحمن بن مسعود فقد رواه: الإِمام أحمد في المسند -ت أحمد شاكر- (18/ 200: 9671)، عن ابن نمير، عن حجاج بن دينار، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مسعود، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ومعه حسن وحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم هذا مرة ويلثم هذا مرة حتى انتهى إلينا فقال له رجل =
= يا رسول الله: إنك تحبهما؟ فقال: "من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني. قلت: ولا وجه عندي لقول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح، فإن حجاج بن دينار مختلف فيه، وقد قال عنه الحافظ في التقريب (153: 1125): لا بأس به. وقبله قال عنه الذهبي في الكاشف (1/ 206): صدوق. وعبد الرحمن بن مسعود اليشكري لم يوثقه غير ابن حبّان. (ينظر: الجرح والتعديل 5/ 285، ثقات ابن حبّان 5/ 106، تعجيل المنفعة 258). ورواه من طريقه الحاكم في المستدرك (3/ 166)، عن أحمد بن جعفر القطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به، بلفظ أحمد وقال الحاكم بعده: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 227: 2627)، عن إبراهيم بن زياد الصائغ، عن عبد الله بن نمير، به، بلفظه. قال البزّار: لا نعلم روى عبد الرحمن بن مسعود عن أبي هريرة إلَّا هذا. وعزا الحافظ في تعجيل المنفعة (258) هذا الحديث لابن حبّان في صحيحه ولم أقف عليه. ويمكن أن يرتقي الحديث بكثرة طرقه إلى درجة الصحيح، وبهذا يعلم أن لحديث موسى بن مطير عن أبيه أصلًا، والله أعلم.
3965 - وقال أبو بكر: حدّثنا أَبُو الأَحْوَص، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "الحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا شباب أهل الجنة". * رواته ثقات.
3965 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد من أجل عنعنة أبي إسحاق السبيعي. وقيل: لم يسمع أبو إسحاق من علي وقد روى الحديث عنه عن الحارث عن علي رضي الله عنه، كما سيأتي، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 62/ أ): ورجاله ثقات. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 185): رواه الطبراني بأسانيد وفيها الحارث الأعور وهو ضعيف.
تخريجه: روى هذا الحديث عن علي رضي الله عنه الحارث الأعور وشريح وزيد بن يثبع والحسين بن علي. أما حديث الحارث فمداره علي أبي إسحاق واختلف عليه في إسناده على وجهين: الأول: عنه عن علي رضي الله عنه كما هنا، ورواه أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 97: 12228)، به، بلفظه. الوجه الثاني: عنه عن الحارث، عن علي رضي الله عنه. رواه الطبراني في الكبير (3/ 35: 2599)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بن أبي شيبة، عن أبي الأَحْوَص، عن أبي إسحاق، به، بلفظه. ورواه أيضًا في الكبير (3/ 36: 2600)، عن أبي الزنباع روح بن الفرج المصري، عن يزيد بن موهب الرملي، عن مسروح أبي شهاب، عن سفيان، عن =
= أبي إسحاق، به، بلفظه. وتابعه على هذا الوجه الشعبي كما عند الطبراني في الكبير (3/ 36: 2601)، عن القاسم بن محمَّد الدلال الكوفي، عن مخول بن إبراهيم، عن منصور بن أبي الأسود، عن ليث، عن الشعبي، عن الحارث، به، بلفظه. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 22)، عن أبي القاسم تميم ابن أبي سعيد عن يحيى بن محمَّد بن صاعد، عن محمَّد بن يحيى بن كثير، عن آدم بن إياس، عن بكر بن حسين، عن أبي جناب الكلبي، عن عامر الشعبي، عن الحارث، به، بلفظه. ورواه أيضًا -في المكان نفسه- عن أبي القاسم تميم ابن أبي سعيد، عن أبي بكر بن العمري، عن أبي محمَّد بن أبي شريح، عن يحيى بن محمَّد بن صاعد، عن حميد بن الأصبغ بن عبد العزيز، عن آدم بن إياس، به، بلفظه. وأما حديث شريح فقد رواه: أبو نعيم في الحلية (4/ 140)، عن محمد بن علي بن حبيش، عن القاسم بن زكريا المقرئ، عن علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة، عن شريح، عن علي، بمثله، وذكر له قصة. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 12)، عن أبي عمرو عبد الواحد بن محمَّد بن عبد الله بن مهدي، عن محمَّد بن مخلد، عن علي بن عبد الله بن معاوية بن شريح، عن أبيه، عن جده معاوية بن ميسرة، عن شريح، به، بمثله. وعلي بن عبد الله هذا اتهمه أبو حاتم بالوضع كما في الجرح والتعديل (6/ 193)، والميزان (4/ 62). ورواه ابن عساكر في التاريخ (5/ 22)، عن أبي منصور محمَّد بن =
= عبد الملك، عن أحمد بن علي بن ثابت، عن أبي عمرو بن مهدي، به، بلفظه. ورواه أيضًا في نفس الموضع عن أبي محمَّد هبة الله بن أبي البركات، عن عاصم بن الحسن بن محمَّد، عن أبي عمرو بن مهدي، به، بلفظه. وأما حديث زيد بن يثيع فقد رواه: الطبراني في الكبير (3/ 36: 2602) عن القاسم بن محمَّد الدلال الكوفي، عن إبراهيم بن إسحاق الصيني، عن محمَّد بن أبان، عن أبي جناب، عن الشعبي، عن زيد بن يثيع، عن علي رضي الله عنه، بلفظه. وأبو جناب اسمه يحيى بن أبي حية قال عنه الحافظ في التقريب (589: 7537): ضعفوه لكثرة تدليسه. وفيه أيضًا القاسم بن محمَّد شيخ الطبراني لم أجد من ذكره. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 185)، عن محمَّد بن الحسين القطان، عن عبد الباقي بن قانع القاضي، عن محمَّد بن الحسن بن يعقوب، عن عبد الصمد بن حسان، عن محمَّد بن أبان، به، بلفظه. ورواه ابن عساكر في التاريخ (5/ 22)، من طريقه عن أبي القاسم علي بن إبراهيم، عن منصور بن خيرون، عن أبي بكر الخطيب، به، بلفظه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم، عن أبي الحسن علي بن أحمد، عن منصور بن خيرون، به، بلفظه. وأما حديث الحسين بن علي رضي الله عنهما عن أبيه: فرواه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 140) عن محمَّد بن أحمد بن رزق، عن عبد الصمد بن علي بن محمَّد، عن الحسين بن سعيد بن أزهر السلمي، عن قاسم بن يحيى بن الحسن بن زيد بن علي، عن أبي حفص الأعشى، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي رضي الله عنهم، =
= بمثله وزاد فيه: "وأبوهما خير منهما". قلت: وفيه الحسين بن سعيد بن أزهر وقاسم بن يحيى بن الحسن وأبو حفص الأعشى لم أجد من ترجم لهم. وهذا الحديث له شواهد كثيرة منها ما تقدم في تخريج الحديث رقم (3949) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند الإِمام أحمد وغيره بأسانيد صحيحة "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة". فيرتقي بهذا الشاهد وغيره إلى درجة الصحيح لغيره، والله أعلم.
3966 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا حُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، عَنْ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: اصطَرع الحسن والحسين رضي الله عنهما عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "هِيْ حَسَن" فقالت له فاطمة رضي الله عنها: يا رسول الله كَأَنَّهُ -يَعْنِي الْحَسَنَ- أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنَ الْحُسَيْنِ رضي الله عنهما؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ جِبْرِيلَ عليه الصلاة والسلام يُعِينُ الْحُسَيْنَ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أُعين الْحَسَنَ رضي الله عنهما". * هذا مرسل. ¬
3966 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد؛ لأن الحسن بن قتيبة ضعيف جدًا ومع ذلك فهو مرسل كما قال الحافظ رحمه الله. قال البوصيري (3/ 62/ أ)، رواه الحارث بن أبي أُسامة عن الحسن بن قتيبة وهو ضعيف.
تخريجه: لم أجده هكذا مرسلًا، ولكن ذكر صاحب كنز العمال (13/ 661: 37679)، عن علي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قاعدًا في موضع فجاء الحسن والحسين فاعتركا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعليٌّ جالس: "ويها حسين خذ حسنًا"، فقلت: تولب على حسن وهو أكبرهما يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "هذا جبريل قائم وهو يقول: ويها حسين خذ حسنًا". وعزاه المُتقي لابن شاهين وقال: سنده لا بأس به إلَّا أن فيه انقطاعًا. قلت: لم أقف على كتاب ابن شاهين، والاختلاف ظاهر بين الروايتين، والله أعلم.
3967 - حدّثنا (¬1) خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (¬2)، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّد، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: "بَصَرُ عَيْنِي وسَمْعُ (¬3) أُذُنِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ أَخَذَ بيد حسن أو حسين رضي الله عنهما وأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ حُسَيْنٌ، وَوَضَعَ قَدَمَيْهِ عَلَى قدميه ... الحديث" (¬4). ¬
3967 - درجته: فيه أبو مُزَرَّد لم يتبين لي حاله؛ ولذا أتوقف في الحكم عليه. والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 62/ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 179)، رواه الطبراني وفيه أبو مُزرّد، ولم أجد من وثقه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: رواه الطبراني في الكبير (3/ 49: 2653)، عن عبدان بن محمَّد المروزي، عن =
= قتيبة بن سعيد، عن حاتم بن إسماعيل به، بلفظ: "سمعت أذناي هاتان وأبصرت عيناي هاتان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بكفيه جميعًا ... الخ". ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (4/ 500)، عن أبي القاسم هبة الله بن عبد الله، عن أبي بكر الخطيب، عن أبي نعيم الحافظ، عن سليمان بن أحمد الطبراني به، بنحوه. ونقل عن أبي نعيم أنه قال: الحُزُقَّة المتقارب الخطا والقصير الذي يقرّب خطاه، وعين بقة أشار إلى البقة ولا شيء أصغر من عينها لصغرها ... الخ. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 101: 12241)، عن جعفر بن عون، عن معاوية بن أبي مزرّد به، بنحوه، ولم يقل: وأكثر ظني أنه حسين. قلت: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- للحسن: "اللهم إني أُحبه فأحبه" أصله في الصحيح من حديث البراء رضي الله عنه كما تقدم في تخريج الحديث (3960). وللترمذي في أبواب المناقب -مناقب الحسن والحسين- (5/ 326: 3871)، من حديث البراء أَيْضًا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبصر حسنًا وحسينًا فقال: "اللهم إني أُحبُّهما فأَحبُّهما". وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وعليه فأقل أحوال هذا الحديث أن يكون حسنًا لغيره. والله أعلم.
3968 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا حُسَيْنُ -يَعْنِي الأَشْقَر- عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنهم قال: "رأيت الحسن والحسين رضي الله عنهما على عاتِقَيْ رسول الله (¬2) -صلى الله عليه وسلم- فقلت: نِعْمَ الفَرَسُ تَحْتَكُمَا. فَقَالَ (¬3) النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "ونِعْمَ الفَارِسَانِ هُمَا". ¬
3968 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد؛ لأن محمَّد بن عبيد الله ابن أبي رافع ضعيف جدًا، وفيه حسين الأشقر ضعيف متشيع كما تقدم. قال البوصيري (3/ 62/ ب)، رواه أبو يعلى الموصلي، وله شاهد من حديث ابن عباس رواه الترمذي. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 185)، رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزّار بإسناد ضعيف. وقال الحافظ بن كثير في مسند الفاروق (2/ 680)، غريب من هذا الوجه وحسين بن حسن الأشقر هذا شيعي ضعيف.
تخريجه: رواه من طريقه ابن عدي في الكامل (2/ 362)، به بنحوه. قال ابن عدي: وهذا الحديث عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ من يرويه، يرويه ابن أبي رافع وهو محمَّد بن عبيد لله بن أبي رافع مولى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلي بن هاشم هو ابن البرَيد كوفي كثير الرواية، عن محمَّد بن عبيد الله هذا في فضائل أهل البيت، ورواه عنه حسين الأشقر، النبلاء فيه من علي بن هاشم لا من حسين. اهـ. =
= قلت: علي بن هاشم صدوق كما تقدم وحسين متشيّغ وهو ضعيف. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 225: 2621)، عن الجراح بن مخلد، عن الحسن بن عنبسة، عن علي بن هاشم بن البريد به، بنحوه. قال البزّار: لا يروى إلَّا عن عمر بهذا الإِسناد ولم يتابع محمَّد بن عبيد الله على هذا. ولهذا الحديث أصل رواه الترمذي في سننه في أبواب المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما (5/ 327: 3872)، من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حامِلَ الحسين بن عليٍّ على عاتقه فقال رجل: نعم المَرْكب ركبْتَ يا غلام. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَعَمْ الراكب هو". قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه وزمعة بن صالح قد ضعفه بعض أهل الحديث من قبل حفظه. قلت: ممن ضعّفه الإِمام أحمد وابن معين وأبو داود، وقال البخاري: يخالف في حديثه تركه ابن مهدي أخيرًا. وسئل أبو زرعة عنه: فقال: لين واهي الحديث حديثه عن الزهري كأنه يقول مناكير. قال عنه الحافظ: ضعيف وحديثه عند مسلم مقرون من السادسة. ينظر: التهذيب (3/ 338)، التقريب (217: 2035). وله شاهد مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه رواه الطبراني في المعجم الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 329: 3788)، ولفظه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يصلي فجاء الحسن والحسين أو أحدهما فركب على ظهره فكان إذا رفع رأسه قال بيده فأمسكه أو أمسكهما قال: "نعم المطيّة مطيَّتُكما. قال الهيثمي في المجمع (9/ 185)، وإسناده حسن. قلت: فيه عبّاد بن يعقوب قال عنه الحافظ في التقريب (291: 3153): صدوق رافضي حديثه في البخاري مقرون بالغ ابن حبّان فقال: يستحق الترك، من =
= العاشرة، مات سنة خمسين. وفيه أيضًا علي بن هاشم بن البريد، صدوق فيه تشيع. وفيه أيضًا فضيل بن مرزوق الأغرّ قال عنه الحافظ (488: 5437)، صدوق يهم ورمي بالتشيّع. وكذا فيه عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي ثقة رمي بالتشيع كما قال الحافظ رحمه الله في التقريب (388: 4539)، فرجال هذ الإِسناد بين ثقة وصدوق لكن أكثرهم رمي بالتشيّع والحديث في فضائل أهل البيت فهو ضعيف لهذا. ولكنه يشهد لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عند الترمذي فيرتقيان إلى رتبة الحسن لغيره. وبهذا يتبين أنّ لحديث عمر رضي الله عنه أصلًا. والله أعلم.
3969 - حدّثنا (¬1) عُثْمَانُ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَة، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى رضي الله عنهم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لِكُلِّ بَنِي أُمٍّ (¬2) عَصَبةٌ (¬3) يَنْتَمُونَ إِلَيْهِ إلَّا ولد فاطمة رضي الله عنها فأنا وليِّهُما وأنا عَصَبَتُهُمَا". ¬
3969 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لأمرين: 1 - شيبة بن نَعَامة ضعيف كما تقدم. 2 - حديث فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة الكبرى مرسل، فالحديث منقطع. قال البوصيري (3/ 62/ب)، رواه أبو يعلى الموصلي، وله شاهد من حديث جابر رواه الحاكم. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 176)، رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه شيبة بن نعامة ولا يجوز الاحتجاج به.
تخريجه: رواه الطبراني في الكبير (22/ 423: 1042). في المراسيل، عن فاطمة رضي الله عنها، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن عثمان بن أبي شيبة به، بنحوه. =
= ورواه أيضًا في الكبير (3/ 44: 2632)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي به، بلفظ: "كل بني أُمٍّ ينتمون إلى عُصْبة إلاّ ولد فاطمة فأنا وليُّهم وأنا عصبتهم". ورواه العقيلي في الضعفاء (3/ 223)، عن عبد الرحمن بن محمَّد بن مسلم، عن عبد الله بن الحسين المختار، عن محمَّد بن عمرو بن عتبة الرازي، عن حسين الأشقر، عن جرير به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن جعفر بن أحمد بن نعيم، عن محمَّد بن حميد، عن محمَّد بن عمرو الرازي به، بنحوه. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 285)، عن علي بن محمَّد بن عبد الله المعدل، عن عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، عن جعفر بن محمَّد الزعفراني، عن محمَّد بن حميد به، بنحوه. ورواه من طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 260: 418)، عن القزاز، عن أحمد بن علي، عن علي بن محمَّد المعدل به، بلفظ: "كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلَّا ولد فاطمة فإني أبوهم وأنا عصبتهم". قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله قال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج بشيبة بن نعامة. اهـ. ورواه الخطيب في المكان السابق عن الحسن بن أبي بكر، عن عبد الله ابن أبي إسحاق بن أبي العوام، عن أبيه، عن جرير به، بنحو لفظ ابن الجوزي السابق. وذكر العقيلي في الضعفاء (3/ 223)، وكذا الذهبي في الميزان (3/ 433)، عن عبد الله بن أحمد أنه رواه عن عثمان بن أبي شيبة به، بنحوه في سؤاله لأبيه عن أحاديث من حديث عثمان بن أبي شيبة كما تقدم في ترجمته. =
= ورواه الديلمي كما في الفردوس بمأثور الخطاب (3/ 264: 4787). وقد تعقب الإِمام السخاوي ابن الجوزي في تضعيفه للحديث فقال: في المقاصد الحسنة (327: 821): شيبة ضعيف ورواية فاطمة عن جدتها مرسلة، ولكن له شاهد عند الطبراني في ترجمة الحسن من الكبير أيضًا من طريق يحيى بن العلاء الرازي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر مرفوعًا: "إن الله جعل ذرية كل نبيٍّ في صلبه وإنّ الله جعل ذريتي في صلب علي". ويروى أيضًا عن ابن عباس ... وبعضها يقوي بعضًا، وقول ابن الجوزي في العلل المتناهية: إنه لا يصح ليس بجيد. اهـ. قلت: أمّا حديث جابر رضي الله عنه فهو في معجم الطبراني الكبير (3/ 43: 2630). قال الهيثمي في المجمع (9/ 175)، وفيه يحيى بن العلاء وهو متروك. وقال عنه الحافظ في التقريب (595: 7618)، رمي بالوضع. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 164)، من طريق يحيى بن العلاء، وقال: صحيح. وتعقبه الذهبي بقوله: ليس بصحيح فإن فيه يحيى بن العلاء قال أحمد: كان يضع الحديث والقاسم بن أبي شيبة وهو متروك. وأمّا حديث ابن عباس فهو في العلل لابن الجوزي (1/ 214: 338)، وقال عنه ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ثم نقل كلامهم في المرزباني -محمَّد بن عمران- وقال بعده: ومن فوق المرزبان في الإِسناد إلى المنصور بين مجهول وبين من لا يوثق به. اهـ. ولذا قال الشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 213: 801)، عن حديث جابر رضي الله عنه: وهذا موضوع آفته يحيى بن العلاء. وعليه فقول السخاوي رحمه الله غير مُسَلّم. وللحديث شاهد آخر رواه الطبراني في الكبير (3/ 44: 2631)، من حديث =
= عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنحو لفظ حديث فاطمة رضي الله عنها. قلت: وفيه محمَّد بن زكريا الغَلابي قال عنه الدارقطني: يضع الحديث. (الميزان 4/ 470)، وفيه أيضًا بشر بن مهران قال عنه ابن أبي حاتم: ترك أبي حديثه. (الميزان 1/ 325). فالحال أن الحديث يبقى ضعيفًا ولا يرتقي بهذه الشواهد. قال المناوي في فيض القدير (5/ 17)، أورده ابن الجوزي في الأحاديث الواهية وقال: لا يصح فقول المصنف (يعني السيوطي): هو حسن. غير حسن. اهـ. والله أعلم.
3975 - حَدَّثَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي، ثنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، ثنا محمَّد بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسجد فيجيء الحسن أو الحسين رضي الله عنهما، فيركب على ظهره -صلى الله عليه وسلم- فَيُطِيلُ السُّجُودَ، فَيُقَالُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أطلتَ السجود؟! فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "ارتحلني ابني فكرهتُ أن أُعْجِله". ¬
3975 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف محمَّد بن ذكوان، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 62/ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 184)، رواه أبو يعلى وفيه محمَّد بن ذكوان وثقه ابن حبّان وضعَّفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: لم أجده من حديث أنس رضي الله عنه لكن له شاهد من حديث عبد الله بن شدّاد عن أبيه رضي الله عنه أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 494 و 6/ 497)، بإسناد صحيح، ولفظه: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في إحدى صلاتي العشي وهو حاملٌ حَسَنًا أو حسينًا فتقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- فوضعه ثم كبّر للصلاة فصلَّى فسجد بين ظَهْرَي صلاته سجدت أطالها قال أبي: فرفعت رأسي فإذا الصبيُّ على ظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظَهْري صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر وأنه يوحى إليك؟ قال: "كل ذلك لم يكن ولكنّ ابني ارتحلني فكرهت أن أُعْجِلَه حتى يقضي حاجته". ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 100: 12239)، وعنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 187: 934)، ورواه النسائي في السنن الكبرى -في =
= الصلاة- كتاب التطبيق، باب هل يجوز أن تكون سجدة أطول من سجدة (1/ 243: 727). وكذا رواه الحاكم في المستدرك (3/ 165)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. فعليه يكون حديث أنس رضي الله عنه صحيحًا لغيره لهذا الشاهد، والله أعلم.
3971 - قال إسحاق (¬1): أخبرنا يعلي بن عبيد (¬2)، حدّثنا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَرْبَدَ النَّخَعِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: دَخَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْبَيْتَ وَأَنَا جَالِسَةٌ عِنْدَ الْبَابِ، فَاطَّلَعْتُ ورأيت رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقَلِّبُ شَيْئًا بِكَفِّهِ، وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُكَ تُقَلِّبُ شَيْئًا بِكَفِّكَ وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِكَ وَدُمُوعُكَ تَسِيلُ؟ فَقَالَ: "إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي بِالتُّرْبَةِ الَّتِي يُقْتَلُ فِيهَا، وأخبرني أن أمتك يقتلونه". وقال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا إِسْمَاعِيلُ (¬3) بْنُ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ يُصْلِحُ اللَّهُ به فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ". قُلْتُ: هُوَ فِي صَحِيحِ البخاري مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بكر. ¬
3971 - تخريجه: أخرجه إسحاق في المسند (4/ 130، 1897)، وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 97: 19213)، قال حدّثنا يعلى به. وأخرجه الطبراني (3/ 109: 2820)، بإسناده من طريق ابن أبي شيبة. كما أخرجه (3/ 108، 110)، عنها من طريق أبي وائل والمطلب بن عبد الله بن حنطب وعتبة بن عبد الله بن زمعة. =
= وأخرجه القطيعي في فضائل الصحابة لأحمد (1391)، من طريق شهر بن حوشب. وقد ورد هذا المعنى في عدد من الأحاديث فرواه أحمد في المسند (6/ 294)، من حديث عائشة أو أم سلمة وفي الفضائل (1357)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 187): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. ومن حديث أنس أخرجه أحمد (3/ 242)، وأبو يعلى (3402)، والطبراني (2813)، وابن حبّان (6742)، والبزار (2642)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (492)، والبيهقي فيها (6/ 469). ومن حديث علي أخرجه أحمد (1/ 85)، والبزار (884)، وأبو يعلى (363)، والطبراني (2811)، وابن أبي شيبة (15/ 98). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 187)، ورجاله ثقات. وعن أبي أمامة أخرجه الطبراني في الكبير (8096). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 189): ورجاله موثقون وفي بعضهم ضعف، وحسن الذهبي إسناده في سير أعلام النبلاء (3/ 289). ومن حديث أم الفضل بنت الحارث أخرجه الحاكم (3/ 176)، وفي سنده انقطاع وضعف. ومن حديث عائشة أخرجه الطبراني في الكبير (2814)، وفي الأوسط (7/ 170: 6312). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 188): وفي إسناد الكبير ابن لهيعة وفي إسناد الأوسط من لم أعرفه. ومن حديث زينب بنت جحش أخرجه الطبراني (24/ 54: 141). قال الهيثمي (9/ 188): رواه الطبراني بإسنادين وفيهما من لم أعرفه. ومن حديث معاذ بن جبل أخرجه الطبراني (2861)، و (20/ 38). =
= قال الهيثمي في المجمع (9/ 190): وفيه مجاشع بن عمرو وهو كذاب. ومن حديث أنس بن الحارث أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة (493)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 223: 835)، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 30)، وفيه سعيد بن عبد الملك ضعَّفه الدارقطني. ومن حديث أبي الطفيل ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 190)، وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
الحكم عليه: رجاله ثقات إلَّا صالح بن أربد مجهول، ورواية موسى الجهني عنه فيها انقطاع كما في التاريخ الكبير (4/ 273)، لكن يشهد له طرقه الأخرى. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 189)، رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات. (سعد).
32 - باب فضل أهل البيت صلوات الله عليهم
32 - باب فضل أهل (¬1) البيت صلوات الله (¬2) عليهم 3972 - [1] قال مسدّد: حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيدة، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السماء، وأهل بيتي رضي الله عنهم أمان لأمتي". ¬
3972 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لضعف موسى بن عُبَيدة. =
= قال البوصيري (3/ 59/ب): رواه مسدّد وأبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى، ومدار إسناد الحديث على موسى بن عُبَيدة، وهو ضعيف. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 177): رواه الطبراني وفيه موسى بن عُبَيدة الربذي وهو متروك.
تخريجه: يأتي في الطريق الآتي.
3972 - [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيدة بِهِ. 3972 - [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ. ¬
3972 - [2] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا؛ لضعف موسى بن عُبَيدة، والله أعلم ..
3972 - [3] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا؛ لضعف موسى بن عُبَيدة، والله أعلم.
تخريجه: رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 538)، عن عبيد الله بن معاذ، عن موسى بن عُبَيدة، به بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (7/ 22: 6260)، عن حفص بن عمر الرَّقي، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ موسى بن عُبَيدة، به بنحوه. وله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ: "النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس". أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 149). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: قلت: بل موضوع وابن أركون ضعفوه وهذا خليد ضعفه أحمد وغيره. وكذا له شاهد آخر من حديث علي رضي الله عنه عند الإِمام أحمد رحمه الله في فضائل الصحابة (2/ 671: 1145)، بلفظ: "النجوم أمان لأهل السماء إذا ذهبت =
= النجوم ذهب أهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض". قلت: فيه يوسف بن نفيس ذكره الخطيب في تاريخه وسكت عنه ولم أجد من ذكره غيره. وفيه عبد الملك بن هارون بن عنترة قال عنه يحيى بن معين: كذاب. وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث. وقال ابن حبّان: يضع الحديث. (ينظر: الميزان 3/ 380، ولسان الميزان 4/ 71). لكن الشطر الأول من الحديث أصله في صحيح مسلم -كتاب فضائل الصحابة- باب بيان أن بقاء النبي -صلى الله عليه وسلم- أمان لأصحابه، وبقاء أصحابه أمان للأمة (4/ 1961: 2531)، من حديث أبي بردة عن أبيه، وفيه: "النجوم أمَنةٌ للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما تُوْعَد وأنا أمَنَةٌ لأصحابي فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمَنَةٌ لأمّتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمَّتي ما يوعدون".
3973 - [1] حدّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُفَضَّل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَنَشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ آخِذٌ بحَلَقَة الْبَابِ (¬1) وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنْي، وَمَنْ أنكر أنكر، أنا أبو ذرٍّ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ دَخَلَهَا نَجَا، وَمَنْ تخلَّف عنها هلك". ¬
3973 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لضعف مُفَضَّل بن عبد الله؛ وعنعنة أبي إسحاق وهو مدلّس، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 59/ أ): رواه أبو يعلى والبزار بإسناد ضعيف. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 171): رواه البزّار والطبراني في الثلاثة وفي إسناد البزّار الحسن ابن أبي جعفر الجفري، وفي إسناد الطبراني عبد الله بن داهر وهما متروكان.
3973 - [2] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هلال، أخبرني أسلم المكي، أخبرني أبو الطُّفَيل أنه رأى أبا ذر رضي الله عنه قَائِمًا عَلَى الْبَابِ وَهُوَ يُنَادِي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تَعْرِفُونِي؟ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ لم يعرفني فأنا جُنْوَُب صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وَأنا (¬1) أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إنَّ مَثَل أهل بيتي فيكم مَثَلُ سفينة نوح من رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تخلَّف عَنْهَا غَرِقَ، وَإِنَّ مَثَلَ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَل بَابِ حِطَّة" (¬2). [3] أخرجه البزّار (¬3) من طريق الحسن ابن أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، عن أبي ذر رضي الله عنه، فذكر مثل حديث حنش. ¬
3973 - [2] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لجهالة عبد الكريم بن هلال، والله أعلم. =
= تخريجه: رواه القطيعي في زياداته على الفضائل لأحمد (2/ 785: 1402)، عن العباس بن إبراهيم، عن محمَّد بن إسماعيل الأحمسي، عن مُفَضَّل، به بنحوه. وفيه: وهو آخذ بباب الكعبة. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 150)، عن أحمد بن جعفر بن حمدان الزاهد، عن العباس بن إبراهيم القراطيسي، به بنحوه. ورواه الحاكم أيضًا في المستدرك (2/ 343)، عن ميمون بن إسحاق الهاشمي، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن المُفَضَّل، به بنحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: قلت: مُفَضَّل خرج له الترمذي فقط ضعفوه. قلت: يريد بذلك مُفَضَّل بن صالح الأسدي، وقد قال عنه الحافظ في التقريب (544: 6854)، ضعيف من الثامنة. وتقدم أنه ليس هو بل الذي روى عن أبي إسحاق هو ابن عبد الله وهو ضعيف أيضًا كما سبق. ورواه الطبراني في المعجم الصغير (1/ 139، 140)، عن الحسين بن أحمد ابن منصور سجَّادة البغدادي، عن عبد الله بن داهر الرازي، عن عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، به بنحوه. وفيه: "ومثلي باب حطة في بني إسرائيل". وقال الطبراني لم يروه عن الأعمش إلَّا عبد القدوس. ورواه أيضًا في الكبير (3/ 38: 2637)، به بنحو لفظ حديث أبي الطُّفَيل. ورواه في الأوسط ما في مجمع البحرين (6/ 332: 3793)، به بنحوه. ورواه الدولابي في الكنى (1/ 76) عن روح بن الفرج، عن يحيى بن سليمان =
= أبي سعيد الجعفي، عن عبد الكريم بن هلال، عن أسلم به لكن جعله من مسند أبي الطُّفَيل. وقد تابع أبا الطُّفَيل سعيد بن المسيب روى حديثه: الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 538)، عن مسلم بن إبراهيم، عن الحسن ابن أبي جعفر، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سعيد بن المسيب، عن أبي ذر رضي الله عنه بنحو لفظ البزّار المتقدم. ورواه الطبراني في الكبير (3/ 37: 2636)، عن علي بن عبد العزيز، عن مسلم بن إبراهيم، به بنحو لفظ البزّار أيضًا. ورواه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 273: 1343)، عن عبد الرحمن ابن أبي العباس المالكي، عن أحمد بن إبراهيم بن جامع، عن علي بن عبد العزيز، به بنحو لفظ البزّار. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 222: 2614)، مناقب أهل البيت عن عمرو بن علي، عن مسلم بن إبراهيم، به، باللفظ المتقدم. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن الجراح بن مخلد، عن مسلم بن إبراهيم، به، باللفظ المتقدِّم. ورواه أيضًا في نفس الموضع عن محمد بن معمر، عن مسلم بن إبراهيم، به، باللفظ المتقدم. وتقدم بيان أن الحسن ابن أبي جعفر ضعيف الحديث. ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 306)، عن محمد بن عثمان بن أبي سويد، عن مسلم بن إبراهيم، به بنحوه. ومن طريقه رواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 274: 1345)، عن محمد بن الحسين النيسابوري، عن القاضي أبي طاهر، عن ابن أبي سويد، به بنحوه. ورواه أيضًا في المكان المتقدم (ح 1344)، عن أبي علي الحسن ابن خلف =
= الواسطي، عن أبي حفص عمر بن إبراهيم الكناني، عن أبي محمد بن سليمان القاضي، عن محمد بن علي الوراق، عن مسلم بن إبراهيم، به بنحوه. ولكن يمكن أن يرتقي الحديث بمجموع هذه الطرق إلى درجة الحسن لغيره. وله شواهد من حديث ابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وأنس، وابن الزبير رضي الله عنهم. أما حديث ابن عباس فقد رواه أبو نعيم في الحلية (4/ 306)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 222: 2615)، والطبراني في الكبير (3/ 46: 2638) و (12/ 34: 12388)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 273: 1342). وفيه الحسن بن أبي جعفر وتقدم أنه ضعيف. وأما حديث أبي سعيد الخدري فرواه الطبراني في الصغير (2/ 22)، وعزاه في المجمع (9/ 171)، للأوسط أيضًا وقال: فيه جماعة لم أعرفهم. وأما حديث أنس فقد رواه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 91). وفيه أبان بن أبي عياش قال عنه في التقريب (87: 142): متروك. وأما حديث ابن الزبير فهو عند البزّار كما في كشف الأستار (2/ 222: 2613). قال الهيثمي في المجمع (9/ 171): وفيه ابن لهيعة وهو ليّن. وجملة القول أنّ حديث أبي ذرّ حسن بطرقه، والله أعلم.
3974 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا [سَهْلُ] (¬2) بْنُ زَنْجَلَةَ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ [أُثَالِ بْنِ قرَّة] (¬3)، عَنِ ابْنِ حَوْشَبٍ الْحَنَفِيِّ (¬4)، قال: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، رضي الله عنها وعليها الهيبة متورِّكة (¬5) الحسن والحسين رضي الله عنهما فِي يَدِهَا بُرْمَةٌ (¬6) لِلْحَسَنِ فِيهَا سَخِينٌ (¬7) حَتَّى أَتَتْ بِهَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فلما وضعتها قدَّامة قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَيْنَ أَبُو حَسَنٍ"؟ قَالَتْ: فِي الْبَيْتِ. فَدَعَاهُ فجلسوا جميعًا يأكلون، قالت أم سلمة رضي الله عنها: وَمَا سَامَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَمَا أَكَلَ طَعَامًا قَطُّ وَأَنَا عِنْدَهُ إلَّا سامنيه قبل ذلك اليوم- يعني دعاني إليه (¬8) فلما فرغ لفهم -صلى الله عليه وسلم- بثوبه (¬9). ¬
* أخرجه مختصرًا (¬10). ¬
3974 - درجته: ضعيف الإِسناد لعنعنة عكرمة بن عمار وهو مدلِّس، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 60/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 169): رواه أبو يعلى وإسناده جيد.
تخريجه: لم أجده هكذا موصولًا، ولكن رواه البخاري في تاريخه الكبير (2/ 69، 70)، معلقًا مختصرًا كما نبّه على هذا المصنف رحمه الله: فرواه عن النضر بن محمَّد، عن عكرمة، عن أثال به، بلفظ أن فاطمة رضي الله عنها جاءت وهي متوركة الحسن أو الحسين آخذة بيد آخر معها برمة فيها سخينة فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أين أبو حسن"؟. فقالت: في البيت. فأرسل: إليه قال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي". قال أبو عبد الله البخاري: شهر يتكلمون فيه. ورواه أيضًا في المكان ذاته عن النضر، عن عكرمة، عن شعيب بن أبي المنيع مقرونًا بأثال به، باللفظ المتقدم. وشعيب هذا لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل وإن كان قد ذكره البخاري في التاريخ الكبير (4/ 220)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 352)، وابن حبّان في الثقات (6/ 438)، فحاله كحال أثال تمامًا، وهذه الرواية معلقة أيضًا، والله أعلم.
3975 - وقال الحارث (¬1): حدّثنا خَلَف بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ قال: وبلغني أن علي بن الحسين رضي الله عنهما جَاءَهُ قَوْمٌ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ فَقَالَ: وَيْحَكُمْ (¬2) مَا أَكْذَبَكُم وأَجْرَأَكُم على الله تعالى، نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا، وَحَسْبُنَا أَنْ نكون من صالحي قومنا. ¬
3975 - درجته: هذا مقطوع ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأجل الانقطاع الذي بين الثورى وعلي ابن الحسين وقد سقط اثنان هما عبيد الله بن موهب، ومولى علي بن الحسين كما بينته رواية ابن عساكر. فالخبر معضل، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 61/ب): رواه الحارث بن أبي أسامة بسند منقطع.
تخريجه: رواه ابن عساكر في تاريخه (12/ 44)، عن أبي القاسم بن الحصين، عن أبي طالب بن غيلان، عن أبي بكر الشافعي، عن عبد الله بن ناجية، عن يوسف ابن موسى، عن أبي أسامة، عن سفيان، عن عبيد الله بن موهب، عن مولى لعلي ابن الحسين بنحوه. فتبين بهذا أنه سقط اثنان في رواية الحارث بين سفيان وعلي بن الحسين. ثم إن عبيد الله بن موهب قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب (372: 4314): ليس بالقوي. ومولى علي بن الحسين لم يتبين له من هو. ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (5/ 165)، عن قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به بنحوه. =
= ورواه ابن عساكر في الموضع المتقدم عن ابن عبد الرحمن، عن أبي علي الحداد، عن أبي نعيم الحافظ، عن عبد الله بن الحسن بن بندار، عن محمَّد ابن إسماعيل الصايغ، عن قبيصة، به بنحوه. ورواه أيضًا في نفس المكان عن أبي علي المقرئ، عن أبي نعيم الحافظ، عن أبي محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس، عن أبي مسعود أحمد بن الفرات، عن إبراهيم، عن سفيان، به بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع السابق عن أبي محمَّد بن طاوس، عن أبي علي المقرئ، به بنحوه. وذكر الذهبي في السِّير (4/ 395)، طرفًا منه.
33 - باب: فضل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
33 - باب: فضل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه 3976 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا (¬1) مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها وكانت من المهاجرات الْأُوَّلِ قَالَتْ: غُشِي عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف رضي الله عنه غَشْيَةً حَتَّى (¬2) ظنُّوا أَنَّهُ فَاضَتْ نَفْسُهُ، فَخَرَجَتْ أم كلثوم رضي الله عنها إلى المسجد تستعين مما أُمِرَتْ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: أُغْشِيَ عليَّ؟. قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: صَدَقْتُمْ إِنَّهُ جَاءَنِي مَلَكان فَقَالَا: انْطَلِقْ نُحَاكِمْك إِلَى العزيز الأمين فقال مَلَك آخر: أَرْجِعَناه فإن هذا ممن كُتِبَت له السَّعَادَةُ، وَهُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وسَيُمَتَّع بِهِ بنوه ما شاء الله تعالى، فعاش بعد ذلك شهرًا ثم مات رضي الله عنه. وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ (¬3): قَالَ رَجُلَانِ مَلَكَانِ كَانُوا يأتون في صورة الرِّجال قال الله عزَّ وجلّ: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا ...}، أي: في صورة رجل. ¬
3976 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن الزهري عنعن وهو مدلّس. قال الوصيري (3/ 58/ب): رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح. قلت: فيه عنعنة الزهري وهو مدلّس كما سبق والله أعلم.
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 112: 20065)، به. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 99، 100)، عن محمَّد بن حميد العبدي، عن معمر، به بنحوه دون قولها: فعاش بعد ذلك ... إلخ. وله شاهد من حديث إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 99)، والحاكم في المستدرك (3/ 307)، وابن عساكر في تاريخه (10/ 137، 138، 139)، بألفاظ مقاربة للفظ حديث أم كلثوم وأسانيدها مجتمعة في درجة الحسن فيكون هذا الحديث في درجة الحسن لغيره، والله أعلم.
3977 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا أَبُو المُعَلَّى الْجَزَرِيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ الله عنه قَالَ لِأَصْحَابِ الشُّورَى: هَلْ لَكُمْ أَنْ أَخْتَارَ (¬1) لكم وانقضى منها؟ فقال عليٌّ رضي الله عنه: نَعَمْ أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَضِيَ فإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "أَنْتَ (¬2) أَمِينٌ فِي أَهْلِ السَّمَاوَاتِ أَمِينٌ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ". (171) وَحَدِيثُ: "إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْبَسَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ" تقدم في اللباس (¬3). ¬
3977 - درجته: شديد الضعف بهذا الإِسناد من أجل أبي المُعَلَّى الجزري فهو واهٍ كما تقدم والله أعلم. قال البوصيري (3/ 59/ أ): رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف؛ لضعف أبي المُعَلَّى الجزري واسمه فرات بن السائب.
تخريجه: رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 99) عن يزيد بن هارون، به بنحوه. ورواه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 616: 1415) -فضائل عبد الرحمن بن عوف- عن الحسن بن علي، عن يزيد بن هارون، به بنحوه. ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 98)، عن محمَّد بن أحمد بن يعقوب، عن =
= أحمد بن عبد الرحمن، عن يزيد، به بنحوه. ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (10/ 135)، عن أبي علي الحداد، عن أبي نعيم، به بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 309، 310)، عن عبد الله بن إسحاق الخراساني العدل عن عبد الله بن روح المدائني، عن يزيد، به بنحوه. رواه ابن عساكر في تاريخه (10/ 135)، عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي الحسن بن النقور، عن عيسى بن علي، عن عبد الله بن محمَّد، عن جده، عن يزيد، به بنحوه.
3978 - وقال مسدّد: حدّثنا المُعْتَمِر هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الحَضْرَمي. قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- ليِّن الصوت، ليِّن الْقِرَاءَةِ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إلَّا فَاضَتْ عَيْنُهُ غَيْرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف رضي الله عنه فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنْ لَمْ يَكُنْ عبد الرحمن بن عوف فاضت عينه فقد فاض قلبه".
3978 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد من أجل الحضرمي فإنه لم يتبين لي من هو، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 58/ب).
تخريجه: رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 100)، عن محمَّد بن أيوب الرازي، عن مسدّد، به بنحوه. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 131)، عن أبي القاسم إسماعيل ابن محمَّد بن الفضل، عن أبي منصور بن شكرويه، عن أبي بكر بن مردويه، عن أبي بكر الشافعي، عن معاذ بن المثنى، عن مسدّد، به بنحوه.
3979 - وقال الحارث (¬1): حدّثنا ابْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، ثنا عاصم بن كليب، ثنا نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فقال: حدثني عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: حدثني أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَمْ يَمُتْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَؤُمَّهُ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِهِ"، يَعْنِي: في قصة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه (¬2). ¬
3979 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد من أجل ابن أبي أمية فلم يتبين لي من هو كما تقدم وكذلك لم يتبين لي النفر الذين رووا عن عبد الله بن الزُّبَير. قال البوصيري (3/ 59/ أ): رواه الحارث بن أبي أسامة والبزار بسند فيه راوٍ لم يسمّ.
تخريجه: هذا الحديث مداره على أبي عوانة، واختلف عليه في إسناده على وجهين: =
= أحدهما: عنه، عن عاصم بن كليب، عن النفر من بني تميم، عن عبد الله بن الزُّبَير، وهذا الوجه هو الذي رواه الحارث. الوجه الثاني: عنه، عن عاصم، عن شيخ من قريش، عن فلان وفلان ومنهم ابن الزُّبَير رواه الإِمام أحمد في المسند (1/ 13)، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن عاصم بن كليب، عن شيخ من قريش من بني تَيْم فلان وفلان ومنهم ابن الزُّبَير به في حديث طويل ذكره في آخره فقال: "إن النبي لا يموت حتى يؤمه بعض أمته". وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على المسند (1/ 187: 78): إسناده ضعيف؛ لجهالة الشيخ من قريش. ورواه من طريقه البزّار- البحر الزخار (1/ 55: 3)، عن محمد بن معمر، عن يحيى بن حماد، به بلفظ: "ما قبض نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَؤُمَّهُ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِهِ". وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلَّا بهذا الإِسناد ولا نعلم أحدًا سمّى الرجل الذي روى عنه عاصم؛ فلذلك ذكرناه. وذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 95)، عن الواقدي، والله أعلم.
34 - فضل الزبير رضي الله عنه
34 - فضل الزُّبَير رضي الله عنه 3980 - [1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هارون، أنا ابْنُ أَبِي عَرُوبة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما (¬1): إِنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: يَا ابْنَ حَوَارِيِّ (¬2) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "إِنْ كُنْتَ مِنْ آلِ الزُّبَير وإلاَّ فَلَا. ¬
3980 - [1] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة سعيد بن أبي عَرُوبة وهو مدلس. قال البوصيري (3/ 58/أ): رواه أحمد بن منيع والبزار بسند رجاله ثقات. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 154): رواه البزّار ورجاله ثقات. قلت: لكن فيه عنعنة سعيد وهو مدلس كما تقدم والأثر عند الطبراني أيضًا كما يأتي، والله أعلم.
3980 - [2] رواه البزّار (¬1): حدّثنا أحمد بن [سِنَان] (¬2)، ثنا يَزِيدُ بِهَذَا. وَقَالَ: مَا رَوَاهُ عَنْ أَيُّوبَ إلَّا سَعِيدٌ، وَلَا عَنْهُ إلَّا يَزِيدُ. ¬
3980 - [2] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا للعلة المتقدم ذكرها في الذي قبله، والله أعلم.
تخريجه: رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 78)، عن يزيد بن هارون، به، بلفظ: قال: سمع ابن عمر رضي الله عنهما رجلًا يقول: أنا حواري رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال ابْنُ عُمَرَ: (إِنْ كُنْتَ مِنْ آلِ الزُّبَير وإلاَّ فلا). ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 94: 12219)، عن يزيد بن هارون، به، بنحوه. ورواه من طريقه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 119: 225)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بن أبي شيبة، به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (6/ 365) عن أبي الحسن بن الفراء، عن أبي جعفر محمَّد بن أحمد، عن أبي طاهر المخلص، عن أحمد بن سليمان، عن الزُّبَير بن بكار، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هارون، به، بنحوه. ورواه ابن عساكر أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي غالب بن البنا، عن أبي جعفر محمَّد بن أحمد، به، بنحوه. رواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي عبد الله بن البنا، عن أبي جعفر محمَّد بن أحمد، به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي عبد الله الخلال عن إبراهيم بن منصور، =
= عن أبي بكر بن المقر، عن أبي يعلى الموصلي، عن أبي طالب عبد الجبار بن عاصم، عن شعيب بن إسحاق الدمشقي، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، به، بنحوه. وقد تابع نافعًا في رواية هذا الأثر هشام بن عروة: روى أثره ابن سعد في الطبقات (3/ 78) عن عمرو بن عاصم، عن همام بن يحيى، عن هشام، عن ابن عمر، بنحوه. وإسناده حسن. وأخرجه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (6/ 365، 366). فيرتقي أثر نافع بهذه المتابعة إلى رتبة الحسن لغيره. وأصل الحديث في الصحيحين أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة -باب مناقب الزُّبَير بن العوام رضي الله عنه- البخاري مع الفتح (7/ 99: 3718) عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إن لكل نبي حواريًا وإن حواريي الزُّبَير بن العوام)، وأخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم- باب من فضائل طلحة والزُّبَير رضي الله عنهما (4/ 1879: 2415)، والله أعلم.
3981 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا زُهَيْرٌ هُوَ [أَبُو خَيْثَمة] (¬2)، ثنا محمَّد بْنُ الْحَسَنِ المَدَني (¬3) حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوة فِيمَا أَحْسِبُ ابنةُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَير بْنِ الْعَوَّامِ عَنْ أبيها، عن جَدِّها الزُّبَير بن العوام رضي الله عنهم أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلِوَلَدِي وَلِوَلَدِ وَلَدِي، فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ (¬4) لِأُخْتٍ لِي كَانَتْ أَسَنَّ مني: إِنَّكِ ممَّن أَصَابَتْهُ دعوةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-. (172) وحديث [اللواء] (¬5) يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي غَزْوَةِ الفتح (¬6). ¬
3981 - درجته: موضوع بهذا الإِسناد من أجل محمَّد بن الحسن بن زبالة فإنه كذاب كما تقدم، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 58/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 155): رواه أبو يعلى وفيه محمَّد بن الحسن بن زبالة وهو متروك. =
= تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (6/ 374)، عن أبي المظفر القشيري، عن أبي سعيد الجنزرودي، عن أبي عمر بن حمدان، عن أبي يعلى، به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي سهل بن سعدوية، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر المقرئ، عن أبي يعلى، به، بنحوه.
35 - فضل طلحة رضي الله عنه
35 - فضل طلحة رضي الله عنه 3982 - قال ابن أبي عمر: حدّثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ القَدَّاح، عَنْ عثمانَ بْنِ سَاجٍ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ ذَهَبَ عَنِّي اسْمُهُ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ على علي بن أبي طالب رضي الله عنه فَأَدْنَاهُ حَتَّى أَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى الْفِرَاشِ ثُمَّ أخذ بذراع موسى فَغَمَزَها، ثُمَّ قَالَ: هَوِّن عَلَيْكَ يَا ابْنَ أخي، فوالله إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلّ وأباك -يعني طلحة رضي الله عنه- مِمَّنْ نَزَعَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إخوانًا على سُرُرٍ مُتَقَابلين.
3982 - درجته: ضعيف لأمرين: 1 - لأن عثمان بن عمرو بن ساج ضعيف كما تقدم. 2 - لأن فيه مبهمًا لم أتمكن من تعيينة، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 52/ب): رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بسند ضعيف لضعف عثمان بن عمرو بن ساج. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 152): رواه الطبراني في الأوسط والحارث ضعفه الجمهور وقد وثق وبقية رجاله ثقات. =
= تخريجه: رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 305: 3748) عن أحمد بن يحيى الحلواني، عن أحمد بن يونس، عن جابر بن يزيد بن رفاعة، عن نعيم بن أبي هند الأشجعي، عن الحارث الأعور قال: كنت عند علي بن أبي طالب؛ إذ جاءه ابن طلحة ... فذكره، بنحوه. والحارث ضعيف كما قال الهيثمي وانظر: الكامل لابن عدي (2/ 185)، والمغني في الضعفاء (1/ 141: 1236)، والتهذيب (2/ 145)، والتقريب (146: 1029). ولكن الأثر يرتقي بهذه المتابعة إلى رتبة الحسن لغيره. وقد أخرج ابن سعد في الطبقات (3/ 168) بسند صحيح عن أبي حبيبة مولى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: دخل عمران بن طلحة على علي رضي الله عنه بعد ما فرغ من أصحاب الجمل فرحب به وقال: إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك من الذين قال الله: {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47]. قال: ورجلان جالسان على ناحية البساط فقالا: الله أعدل من ذلك تقتلهم بالأمس وتكونون إخوانًا على سرر متقابلين في الجنة؟! فقال علي رضي الله عنه: قوما أبعد أرض وأسحقها فمن هو إذًا إن لم أكن أنا وطلحة؟. قال: ثم قال لعمران: كيف أهْلُك من بقي من أمهات أولاد أبيك؟. أما إنا لم نقبض أرضكم هذه السنين ونحن نريد أن ناخذها إنما أخذناها مخافة أن ينتهبها الناس. يا فلان اذهب معه إلى ابن قَرَظَة فَمُره فليدفع إليه أرضه وغلَّة هذه السنين. يا ابن أخي وأْتِنا في الحاجة إذا كانت لك. ورواه أيضًا من طريقين أخريين كلاهما حسنة. وأخرجه الطبري في تفسيره (14/ 36 - 37) عن ربعي بن حراش بإسناد حسن. =
= وكذا أخرجه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 747: 1300)، عن ربعي بن حراش بسند حسن أيضًا. وعليه فإن أثر عثمان بن ساج يرتقي بهذه الشواهد إلى رتبة الصحيح لغيره لكن يبقى الإِشكال فيمن دخل على علي رضي الله عنه من أولاد طلحة رضي الله عنه أهو موسى أم عمران، وتقدم أن الذي عند ابن سعد لإسناد صحيح أنه عمران ولكن لا مانع أن يكونا دخلا معًا أو تعددت القصة، والله أعلم.
3983 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا سُوَيد بْنُ سَعِيدٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي بَيْتِي ذَاتَ يَوْمٍ وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابُهُ رضي الله عنهم فِي الفِنَاءِ (¬2) والسِّترُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ إِذْ أَقْبَلَ طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ سرَّه أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ (¬3)، فَلْيَنْظُرْ إِلَى طلحة رضي الله عنه". (173) وحديث عائشة عن أبي بكر رضي الله عنهما في ذكر طلحة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالى في غزوة أحد (¬4). ¬
3983 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد؛ لأن صالح بن موسى متروك كما تقدم، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 58/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 151): رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه صالح بن موسى وهو متروك. =
= تخريجه: رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 163، 164)، عن سعيد بن منصور، عن صالح بن موسى، به، بنحوه. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 305: 3747) عن هيثم بن خالد، عن عبد الكريم بن المعافى، عن صالح، به، بنحوه مختصرًا. ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 88)، عن علي بن أحمد بن المصيصي، عن الهيثم، به، بنحوه. وهذا الحديث أصله في سنن الترمذي من حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه (5/ 308: 3825) ولفظه أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قالوا لأعرابي جاهل: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عمن قضى نحبه من هو؟ وكانوا لا يجترئون على مسألته وكانوا يوقرونه ويهابونه فسأله الأعرابي فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه. قال طلحة: ثم طلعت من باب المسجد وعلي ثياب خضر فلما رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أين السائل عمن قضى نحبه؟ ". قال الأعرابي: أنا يا رسول الله. فقال: "هذا ممن قضى نحبه". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث أبي كريب عن يونس بن بكير. وإسناده حسن كما قال، والله أعلم. ورواه أيضًا الطبري في تفسيره (21/ 147). وروى نحوه ابن سعد في الطبقات (3/ 164)، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من أراد أن ينظر إلى رجل قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله". وإسناده صحيح لكنه مرسل، والله أعلم.
3984 - وقال الطيالسي (¬1): حدّثنا أبو بكر الهُذَلِي، ثنا أبو المَلِيح (¬2)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: ذُكِر طلحةُ رضي الله عنه عند عمر رضي الله عنه فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ فِيهِ بَأْوٌ (¬3) مُنْذُ أُصِيبَتْ يَدَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ¬
3984 - درجته: شديد الضعف بهذا الإِسناد؛ لأن أبا بكر الهذلي متووك كما تقدم، والله أعلم. وقد سكت البوصيري (3/ 58/ أ).
تخريجه: لم أقف عليه، وانظر: الكنز (36591).
36 - فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
36 - فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه 3985 - وقال الطيالسي (¬1): حدّثنا عيسى بن عبد الرحمن أنا إِبْرَاهِيمُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سعد رضي الله عنه قَالَ: مَا مِنْ مَوْتَةٍ أَمُوتُهَا أحبَّ إِلَيَّ من أن أُقْتَل مظلومًا. ¬
3985 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد. قال البوصيري (3/ 58/ أ): رواه أبو داود الطيالسي عن عيسى بن عبد الرحمن الزرقي وهو ضعيف. قلت: عيسى بن عبد الرحمن هو السُّلَمي كما تقدم وليس الزرقي والأول ثقة كما سبق، والله أعلم.
تخريجه: رواه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 319) عن مالك بن إسماعيل، عن عيسى بن عبد الرحمن، به، بنحوه.
3986 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا شيخ لنا، عن عائشة بنت طلحة (¬2) رضي الله عنهما قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "اتقوا دعوة سعد". ¬
3986 - درجته: مرسل شديد الضعيف بهذا الإِسناد من أجل عبد العزيز بن أبان فقد تقدم أنه متروك، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 58/ب): رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا بسند فيه راوٍ لم يسم.
تخريجه: لم أجده من طريق عائشة بنت سعد ولا بنت طلحة. ولكن لهذا المرسل أصل مرسل أيضًا من حديث قيس بن أبي حازم أخرجه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 752: 1313) بسند صحيح ولفظه: "اتقوا دعوات سعد". وأخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح في المصنف (12/ 88: 12199). ودعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- لسعد أن يكون مجاب الدعوة أخرجها الترمذي في السنن -أبواب المناقب- مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (5/ 313: 3835) عن سعد رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم استجيب لسعد إذا دعاك". وإسناده صحيح. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 499)، وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. ولسعد رضي الله عنه قصص مشهورة في إجابة دعائه ذكرها أصحاب التراجم، والله أعلم.
37 - باب فضل الأصهار والأختان رضي الله عنهم
37 - باب فضل الأصهار (¬1) والأختان رضي الله عنهم 3987 - قال الحارث (¬2): حدّثنا إسحاق بن بِشْر ثنا عمَّار بن سيف الضَّبِّيُّ وصيُّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر أو عبد الله بن عمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "سألت ربي تبارك وتعالى أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أُمتي، وَلَا أُزوج أَحَدًا مِنْ أُمتي إلَّا كَانَ معي في الجنة فأعطاني ذلك". ¬
3987 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ لأن إسحاق بن بشر لم يتميز لي. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 64/ب). =
= وعزاه الهيثمي في المجمع (10/ 20)، للطبراني في الأوسط وقال: فيه يزيد بن الكميت وهو ضعيف. وقال الحافظ في الفتح (7/ 107)، سنده واهٍ.
تخريجه: رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 21: 3961)، عن علي بن سعيد الرازي، عن محمَّد بن أبي النعمان، عن يزيد بن الكميت، عن عمّار بن سيف الضبي به، بنحوه. ويزيد بن الكميت الكوفي قال عنه الدارقطني: متروك. ينظر: الميزان (6/ 112)، المغني في الضعفاء (2/ 752: 7138)، لسان الميزان (6/ 293). ورواه ابن عساكر في التاريخ (19/ 119)، عن أبي القاسم هبة الله بن عمر، عن محمَّد بن علي بن الفتح، عن أبي الحسن محمَّد بن أحمد بن إسماعيل الواعظ، عن أبي بكر محمَّد بن جعفر ابن أحمد بن يزيد العسكري، عن يحيى بن أبي طالب، عن محمَّد بن إبراهيم الشامي، عن عمّار بن سيف الضبي به، بنحوه. وانظر تخريج الحديث الذي بعده.
3988 - حدّثنا (¬1) داود بن رُشَيد ثنا جَرْوَل بن جندل (¬2)، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْزُوقٍ أَوِ ابْنِ رِزْقٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عزيمة (¬3) من ربي عزَّ وجلّ، وَعَهْدٌ عَهْدِهِ إِلَيَّ، أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ، وَلَا أُزَوِّجُ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِي إلَّا كانوا رفقائي في الجنة". ¬
3988 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد أيضًا لأن القاسم بن يزيد وأبا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْزُوقٍ أَوِ ابْنِ رِزْقٍ لم يتبين لي من هما، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 64/ب).
تخريجه: لم أجده من حديث أبي عبد الله هذا. وقد أخرج الحاكم في المستدرك شاهدًا له من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه بلفظ: سألت ربي عَزَّ وَجَلَّ ألا أزوج أحدًا من أُمتي ولا أتزوج إلَّا كان معي في الجنة فأعطاني. =
= قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقرَّه الذهبي. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 21: 3962). وله شاهد أيضًا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عزاه في الكنز (34148)، للشيرازي في الألقاب. وعليه فإن حديث الباب هذا حسن لغيره على أقل أحواله، والله أعلم.
3989 - [1] وقال إسحاق: أخبرنا (¬1) جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا تزوج عمرُ أُمَّ كُلْثُوم (¬2) بنت علي رضي الله عنهم قال: ألا تهنوني فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ القيامة غير سببي ونسبي". [2] قال: وأخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عُرْوَةَ الجُعْفي، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ قال: خرج عمر رضي الله عنه إلى أهل الضُّفَّة (¬3) فقال: أَلًا تُهَنُّوني؟ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ رضي الله عنه: تزوجت أُمَّ كلثوم رضي الله عنها لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلِفَاطِمَةَ ولعلي رضي الله عنهما، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:. . . فَذَكَرَهُ. قَالَ: فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ. * هذا منقطع (¬4). ¬
3989 - درجته: ضعيف أيضًا بهذا الإِسناد؛ لأنه منقطع فإن محمَّد بن علي بن الحسين لم يسمع =
= من عمر رضي الله عنه، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 64/ أ)، رواه إسحاق بن راهويه بسند منقطع.
تخريجه: هذا الحديث روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من سبع طرق: أولها: طريق جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه واختلف فيها على أبي جعفر على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن عمر وهو الذي هنا: ورواه سعيد بن منصور في سننه (1/ 146: 520)، عن عبد العزيز بن محمَّد بن جعفر به، بلفظ أن عمر رضي الله عنه خطب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابنته أم كلثوم فقال علي: إنما حبست بناتي على بني جعفر فقال: أَنكِحْنِيْها فوالله ما على الأرض رجل أرصدَ من حسن عشرتها ما أرصدت، فقال علي رضي الله عنه: قد أنكحتكها فجاء عمر رضي الله عنه إلى مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر وكان المهاجرون يجلسون ثَمَّ وعلي وعبد الرحمن بن عوف والزبير وعثمان وطلحة وسعد فإذا كان العَشِيّ يأتي عمرَ الأمرُ من الآفاق ويقضي فيه. جاءهم وأخبرهم بذلك واستشارهم كلهم فقال: رَفّؤني قالوا: بم يا أمير المؤمنين؟ قال بابنة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم أنشأ يحدثهم أن رسول الله قال: "كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلَّا نسبي وسببي". كنت قد صحبته فأحببت أن يكون لي أيضًا. ورواه ابن سعد في الطبقات (8/ 338) عن أنس بن عياض الليثي، عن جعفر يه، بنحو لفظ سعيد بن منصور. ورواه القطيعي في زياداته على الفضائل لأحمد (2/ 625: 1069)، عن محمَّد بن يونس، عن المعلَّى بن أسد، عن وهيب بن خالد، عن جعفر به، ينحوه. الوجه الثاني: جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن عمر رضي الله عنه. =
= رواه الحاكم في المستدرك (3/ 142)، عن الحسن بن يعقوب، عن السري بن خزيمة، عن معلي بن راشد، عن وهيب بن خالد، عن جعفر به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن إبراهيم بن عصمة، عن السري بن خزيمة به، بنحوه. قال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 63، 64)، كتاب النكاح -باب الإنساب كلها منقطعة يوم القيامة إلَّا نسبه- من طريق الحاكم بالإِسنادين السابقين بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن أبي جعفر، عن أبيه علي بن الحسين بنحوه. قال البيهقي: وقد روي من أوجه أُخر موصولًا ومرسلًا. الوجه الثالث: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ، عن عمر رضي الله عنهما: رواه الطبراني في الكبير (3/ 45: 2635)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن الحسن بن سهل الحناظ، عن سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمَّد به، بنحوه. الطريق الثانية: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عنهما: رواه الطبراني في الكبير (3/ 45: 2634)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن عبادة بن زياد الأسدي، عن يونس بن أبي يعفور، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ به، بنحوه مختصرًا. قلت: يونس بن أبي يعفور قال عنه الحافظ في التقريب (614: 7920)، صدوق يخطئ كثيرًا. ورواه أبو نعيم في تاريخ أصفهان (1/ 199)، عن أبي إسحاق بن حمزة، عن أبي جعفر محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن عبادة بن زياد الأسدي، عن يونس به، =
= بنحوه مختصرًا أيضًا. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 152: 2455)، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي أسامة، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ عُمَرَ بْنِ علي، عن عاصم بن عبيد الله، عن ابن عمر به، بنحوه مختصرًا، وزاد في آخره: "فإنهما لا ينقطعان يوم القيامة". وقال البزّار: لا نعلم رواه عن عاصم بن عبيد اله إلَّا عبد الله بن محمَّد ولا رواه عنه إلَّا أبو أسامة. قلت: عاصم بن عبيد الله بن عاصم قال عنه الحافظ في التقريب (285: 3565)، ضعيف. ورواه بحشل في تاريخ واسط (148، 149)، عن محمَّد بن عمران، عن عاصم بن عبيد الله، به بنحوه وقال في آخره: "فإنهما يشفعان لصاحبهما". الطريق الثالثة: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر رضي الله عنه. رواه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 44: 2633)، عن جعفر بن محمَّد بن سليمان النوفلي المدني، عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، عن زيد بن أسلم به ولفظه: دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسَارَّه ثم قام عليٌّ فجاء الصُّفّة فوجد العباس وعقيلًا والحسن فشاورهم في تزويج أم كلثوم عمر فغضب عقيل، وقال: يا علي ما تزيدك الأيام والشهور والسنون إلَّا العمى في أمرك. والله لئن فعلت ليكونن وليكونن لأشياء عددها ومضى يجرّ ثوبه. فقال علي للعباس: والله ما ذاك منه نصيحة ولكن درة عمر أخرجته إلى ما ترى أما والله ما ذاك رغبة فيك يا عقيل ولكن قد أخبرني عمر بن الخطاب رضي الله عنه إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فذكره ثم قال: فضحك عمر رضي الله عنه وقال: ويح عقيل سفيه أحمق. =
= قلت: فيه جعفر بن محمَّد بن سليمان شيخ الطبراني لم أجد من ذكره سوى الحافظ في لسان الميزان (2/ 123)، وقال: ذكره الطوسي في رجال الشيعة. ورواه أبو نعيم في الحلية (2/ 34)، عن سليمان بن أحمد، عن جعفر بن سليمان النوفلي به، بنحوه. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 152: 2456)، عن سلمة بن شبيب، عن الحسن بن محمَّد بن أعين، عن عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه به، بنحوه. وقال البزّار: قد رواه غير واحد عن زيد بن أسلم، عن عمر مرسلًا ولا نعلم أحدًا قال: زيد بن أسلم، عن أبيه إلَّا عبد الله بن زيد وحده. قلت: وعبد الله بن زيد بن أسلم قال عنه الحافظ في التقريب (304: 3330)، صدوق فيه لين. الطريق الرابعة: عقبة بن عامر الجهني، عن عمر رضي الله عنه: رواه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 182)، عن الحسن بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق بن إبراهيم البغوي، عن موسى بن هارون، عن أبي إسحاق بن إبراهيم بن مهران، عن الليث بن سعد، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ، عن أبيه، عن عقبة بن عامر به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان المتقدم عن محمَّد بن عمر بن القاسم النرسي، عن محمَّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، عن أحمد بن الحسين الصوفي به، بنحوه. قلت: إبراهيم بن مهران ذكره الخطيب في تاريخه (6/ 182)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا ولم أجد من ذكره سواه. الطريق الخامسة: عن أيوب، عن عكرمة، عن عمر رضي الله عنه: رواه عبد الرزاق في المصنف (6/ 163: 10354)، عن معمر، عن أيوب به، =
= بلفظ: تزوج عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وهي جارية تلعب مع الجواري فجاء إلى أصحابه فدعوا له بالبركة فقال: "إني لم أتزوج من نشاط بي ولكن سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... فذكره وقال: فأحببت أن يكون بيني وبين نبي الله -صلى الله عليه وسلم- سبب ونسب". قلت: عكرمة لم يسمع من علي ولا من عائشة رضي الله عنهم فضلًا عن أن يكون سمع من عمر رضي الله عنه. (وانظر المراسيل لابن أبي حاتم 131 رقم 288، جامع التحصيل 239: 532)، فهو منقطع. الطريق السادسة: عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن حسن بن حسن، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه: رواه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 64)، كتاب النكاح -باب الأنساب كلها منقطعة يوم القيامة إلاّ نسبه- عن أبي الحسين بن بشران، عن دعلج بن أحمد، عن موسى بن هارون، عن سفيان بن وكيع، عن روح بن عبادة، عن ابن جريج به، بلفظ: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب إلى علي رضي الله عنه أم كلثوم فقال له علي رضي الله عنه إنها تصغر عن ذلك فقال عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ القيامة إلَّا سببي ونسبي" فأحببت أن يكون لي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبب ونسب فقال علي رضي الله عنه لحسن وحسين: زوجا عمّكما. فقالا: هي امرأة من النساء تختار لنفسها فقام علي رضي الله عنه مغضبًا فأمسك الحسن رضي الله عنه بثوبه وقال: لا صبر على هجرانك يا أبتاه، فزوجاه. قلت: وهذه الطريق فيها سفيان بن وكيع قال عنه الحافظ في التقريب (245: 2456)، كان صدوقًا إلَّا أنه ابتلي بورّاقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه. ورواه ابن السكن في صحاحه كما في التلخيص (1/ 164). =
= الطريق السابعة: عن شبيب بن غرقدة، عن المستظل بن حصين، عن عمر رضي الله عنه: رواه القطيعي في زياداته على الفضائل لأحمد (2/ 626: 1070)، عن محمَّد بن يونس، عن بشر بن مهران، عن شريك، عن شبيب به بنحوه، وزاد فيه: "كل ولد أب فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم". ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 231: 214)، عن أبي أحمد بن جعفر، عن محمَّد بن يونس به، بنحوه. قلت: فيه محمد بن يونس الكُدَيمي ضعيف كما قال الحافظ في التقريب (515: 6419)، واتهمه الدارقطني بالوضع وكذَّبه أبو داود. (وانظر الميزان 5/ 199). وعليه فالحديث بالنظر إلى كل طريق على حدة ضعيف أو شديد الضعف وبالنظر في الطريقين الأولى والثانية يرتقي إلى درجة الحسن لغيره. وبالنظر إلى مجموع الطرق الأُخرى يكون صحيحًا لغيره، والله أعلم. وللحديث شاهد من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلَّا سببي ونسبي". رواه الطبراني في الكبير (11/ 243: 11621). قال الهيثمي في المجمع (9/ 176)، رجاله ثقات. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 271). ويشهد له أيضًا حديث المسور بن مخرمة المتقدم برقم (3951)، واللفظة التي تشهد لهذا الحديث من حديث المسور في درجة الصحيح لغيره كما سبق، والله أعلم.
38 - باب ما اشترك فيه جماعة من الصحابة رضي الله عنهم
38 - بَابُ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم 3990 - قال أحمد بن منيع: حدّثنا حَجَّاج بْنُ محمَّد، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، ثنا أبو حرب بن أبي الأسود [و] (¬1) عن ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ (¬2)، عَنْ زَاذَانَ قَالَا: بينا الناس ذات يوم عند عليٍّ رضي الله عنه إِذْ وَافَقُوا مِنْهُ طِيبَ نَفْسٍ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عن أصحابك يا أمير المؤمنين. قال رضي الله عنه: عَنْ أيِّ أَصْحَابِي؟ قَالُوا: أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ رضي الله عنه: كلُّ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَصْحَابِي فأيُّهم تُرِيدُونَ؟. قَالُوا: النَّفَر الَّذِي رَأَيْنَاكَ تُلَطِّفُهُم (¬3) بِذِكْرِكَ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ دُونَ الْقَوْمِ. قَالَ رضي الله عنه: أَيُّهُم؟ قالوا: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: عَلِم السنَّة وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، وَكَفَى بِهِ عِلْمًا. ثُمَّ خَتَم بِهِ عِنْده فَلَمْ يَدْرُوا على ما أراد (¬4) بقوله: كفى بِهِ عِلْمًا. كَفَى بِعَبْدِ اللَّهِ أَمْ كَفَى بالقرآن؟. ¬
قالوا: فحذيفة رضي الله عنه؟ قال رضي الله عنه: عَلِم أَوْ عُلِّم أَسْمَاءَ الْمُنَافِقِينَ، وَسَأَلَ عَنِ الْمُعْضِلَاتِ حَتَّى عَقَل عَنْهَا (¬5)، فَإِنْ سَأَلْتُمُوهُ عَنْهَا تجدونه (¬6) بها عالمًا. قالوا: فأبو ذر رضي الله عنه؟ قال رضي الله عنه: وعاء ملىء علمًا وكان رضي الله عنه شَحِيحًا حَرِيصًا، شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ، حَرِيصًا عَلَى الْعِلْمِ، وَكَانَ يُكْثِرُ السُّؤَالَ فيُعْطَى ويُمْنَع، أَمَّا إنه قد ملىء له في وعائه حتى امتلأ. ¬
قالوا: فسلمان رضي الله عنه؟ قال رضي الله عنه: امرؤٌ منَّا وَإِلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ (¬7)، مَنْ لَكُمْ بِمِثْلِ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ، عَلِم العِلْم الْأَوَّلَ وَأَدْرَكَ العِلْم الْآخِرَ (¬8) وَقَرَأَ الْكِتَابَ الْأَوَّلَ وَالْكِتَابَ الْآخِرَ وكان رضي الله عنه بَحْرًا لَا يُنْزَف. قَالُوا: فعمَّار بْنُ يَاسِرٍ رضي الله عنه؟ قال رضي الله عنه: ذاك امرؤٌ خلط الله تعالى الإِيمان بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ وَعَظْمِهِ وَشَعْرِهِ وَبَشَرِهِ لَا يُفَارِقُ الْحَقَّ سَاعَةً، حَيْثُ زَالَ زَالَ مَعَهُ، لَا يَنْبَغِي لِلنَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنْهُ شَيْئًا. قَالُوا: فَحَدِّثْنَا عَنْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ رضي الله عنه: مَهْلًا نَهَى اللَّهُ عَنِ التَّزْكِيَةِ. قَالَ: فَقَالَ قائل: فإن الله تعالى يقول: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (¬9)؟. قال رضي الله عنه: فإني أحدّثكم بنعمة ربّي تبارك وتعالى، كنت إذا سألت أُعْطِيتُ وإذا سكت ابتُدِيتُ، وبين الجوارح مني مُلِىء عِلْمًا جمًّا. ¬
3990 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأنه منقطع أبو حرب لم يسمع عليًّا رضي الله عنه وإن كان في رواية الطبراني أنه رواه عن أبيه، عن علي ولكنها ضعيفة كما سيأتي، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 55/ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 161): رواه الطبراني من طريقين وفي أحسنهما حبّان بن علي وقد اختلف فيه وبقية رجالهما رجال الصحيح. وأما الطريق الثانية فضعيف أيضًا؟ فيه مبهمًا، ولأنَّ ابن جريج مدلّس ولم يصرح بالسماع ولكن الأثر يرتقي بمجموع الطريقين إلى درجة الحسن لغيره، والله أعلم.
تخريجه: هذا الأثر روي عن عليّ رضي الله عنه من ثلاث طرق: الطريق الأولى: طريق ابن جريج عن أبي حرب بن أبي الأسود وعن زاذان، واختلف فيه على ابن جريج فروي عنه هكذا، وروي عنه، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أبيه، وعن رجل، عن زاذان: أخرج هذا الوجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 213: 6042)، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، عن حبّان بن علي العنزي، عن ابن جريج، به بنحوه. ورواه من طريقه أبو نعيم في الحلية (1/ 187)، به بنحوه لكنه اقتصر على ذكر سلمان رضي الله عنه. قلت: حبّان بن علي قال عنه في التقريب (149: 1076): ضعيف وكان له فقه وفضل. الطريق الثانية: طريق أبي البختري سعيد بن فيروز عن عليّ رضي الله عنه: رواه ابن سعد في الطبقات (4/ 64)، عن مسعر، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ مقتصرًا على ذكر سلمان رضي الله عنه. =
= ورجاله ثقات لكنه مرسل أبو البختري لم يسمع من علي رضي الله عنه (انظر: التهذيب 4/ 72). ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 187)، عن محمَّد بن أحمد بن الحسن، عن بشر بن موسى، عن خلاد بن يحيى، عن مسعر به قال: سئل عليّ بن أبي طالب عن سلمان رضي الله عنهما فقال: تابع العلم الأول والعلم الآخر ولا يدرك ما عنده. ورواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 540)، عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، به بلفظ: "سئل عليّ رضي الله عنه عَنْ أَصْحَابِ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: عن أيهم تسألوني؟ قالوا: عن عبد الله؟ قال: علم القرآن وعلم السنَّة ثم انتهى وكفى به علمًا. فقالوا: أخبرنا عن أبي موسى؟ قال: صُبِغ في العلم صبغًا. قالوا: أخبرنا عن حذيفة؟ قال: أعلم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمنافقين. قالوا: حدّثنا عن عمار؟ قال: مؤمن نسي وإذا ذكرته ذكر. قالوا: حدّثنا عن أبي ذر؟ قال: وعى علمًا عجز عنه. قالوا: حدّثنا عن سلمان؟ قال: عن لقمان الحكيم تسألوني عَلِمَ علْم الأولى وعلم الآخرة بحر لا يدرك قعره وهو منَّا أهل البيت. قالوا: حدّثنا عن نفسك؟ قال: كنت إذا سُئلت أعطيت وإذا سكتُّ ابتُديت". وروى ابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 56)، قوله في سلمان رضي الله عنه، عن خلف بن القاسم، عن ابن المفسر، عن أحمد بن علي بن سعيد، عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن الأعمش، به، مقتصرًا على ذكر سلمان كما تقدم. وأشار إلى رواية زاذان عن علي رضي الله عنه. الطريق الثالثة: طريق قيس بن أبي حازم عن عليٍّ رضي الله عنه: رواه الطبراني في الكبير (6/ 213: 6041)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن إبراهيم بن يوسف الصيرفي، عن علي بن عابس، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ =
= مرة، عن في بن أبي حازم بنحو لفظ الفسوي وزاد في آخره: وإن بين الذقنين لعلمًا جمًّا قلت: علي بن عابس الأسدي الكوفي ضعيف كما قال الحافظ رحمه الله في التقريب (402: 4757). ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن إبراهيم بن يوسف، عن علي بن عاب، عن الأعمش، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم باللفظ المتقدم أيضًا. وتقدم أن الأثر يرتقي بالطريقين اللتين أخرجهما أحمد بن منيع إلى درجة الحسن لغيره، وكذا يرتقي بمجموع طرقه إلى درجة الحسن لغيره، فإن كل طريق كما سبق لا تخلو من ضعف فيرتقي بمجموعها إلى الحسن، والله أعلم.
3991 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبْدِ الله الرزمي (¬2)، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سعيدٌ عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: افْتَخَرَ الحيَّان مِنَ الْأَنْصَارِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ فقالت الأوس: منَّا غسيل الملائكة حنظلة الرَّاهب (¬3) رضي الله عنه، ومنَّا مَنِ اهتزَّ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ سَعْدُ بن معاذ رضي الله عنه، ومنَّا مَنْ حَمَتْهُ الدَّبْر (¬4) عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بن أبي الأقلح رضي الله عنه، ومنَّا من أُجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت رضي الله عنه. وقال (¬5) الخزرج رضي الله عنهم: منَّا أَرْبَعَةٌ جَمَعُوا الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَجْمَعْهُ غَيْرُهُمْ: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ (¬6)، وأُبيُّ بن كعب، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم. ¬
رَوَاهُ الْبَزَّارُ (¬7) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عطاء. وأصله في البخاري (¬8). ¬
3991 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن قتادة عنعن وهو مدلّس، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 78/ ب): رواه أبو يعلى الموصلي والبزار والطبراني في الكبير بإسناد حسن وهو في الصحيح باختصار. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 44): رواه أبو يعلى والبزار والطبراني ورجالهم رجال الصحيح. قلت: فيه عنعنة قتادة وهو مدلّس.
تخريجه: رواه الطبراني في الكبير (4/ 10: 3488)، عن محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن يحيى بن معين، عن عبد الوهاب بن عطاء، به بنحوه. ورواه ابن عساكر في تاريخه (2/ 590)، عن المظفر بن القشيري، عن أبيه أبي القاسم، عن أبي نعيم عبد الملك بن الحسن، عن أبي عوانة، عن يعقوب بن إسحاق الصَغّاني، عن عبد الوهاب بن عطاء، به بنحوه. وقال: هذا حديث حسن صحيح. =
= ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 281)، عن عبد الوارث بن سفيان، عن قاسم بن أصبغ، عن محمَّد بن عبد السلام الخشني، عن أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن عبد الوهاب بن عطاء، به ينحوه لكنه قال في آخره: فقال الخزرجيون: منّا أربعة قرؤوا الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- لم يقرأه غيرهم ... فذكرهم. قال ابن عبد البر: لم يقرأه كله أحد منكم يا معشر الأوس ولكن قد قرأه جماعة من غير الأنصار منهم عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم. قلت: الشطر الثاني فيه وهو ما يتعلق بمن جمع القرآن عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أصله في الصحيح كما تقدم فيرتقي إلى درجة الصحيح لغيره. وأما الشطر الأول فمنه ما أصله في الصحيح كاهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار، باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه. البخاري مع الفتح (7/ 154: 3803)، من حديث جابر رضي الله عنه. وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه (1915: 2466)، ومن حديث أن رضي الله عنه (2467). وكذلك قصة عاصم بن ثابت وحماية الدَّبْر له أخرجها البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع ورِعْلِ وذكوان وبئر معونة وحديث عضل والقارة وعاصم بن ثابت وخبيب وأصحابه، البخاري مع الفتح (7/ 437: 4086)، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأما خزيمة بن ثابت وكون النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل شهادته بشهادة رجلين فصحيح كما يأتي في مناقبه إن شاء الله، والله أعلم.
3992 - وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي زِيَادَاتِ مُسْنَدِ مسدّد: حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأَمَر بالشورى دخَلَت عليه حفصة رضي الله عنها فقالت (¬1): يا أبة إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ السِّتَّةَ لَيْسُوا برضا (¬2). فقال رضي الله عنه: أسنِدوني. فأسندوه. قال رضي الله عنه: مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عَلِيِّ بْنِ أبي طالب رضي الله عنه؟! سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "يَا عَلِيُّ يَدَكُ فِي يَدِي، تَدْخُلُ مَعِي (¬3) يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَيْثُ أَدْخُلُ" مَا عَسَى أَنْ يقولوا في عثمان رضي الله عنه؟! سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "يوم (¬4) يموت عثمان رضي الله عنه تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: لِعُثْمَانَ خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟. قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "لعثمان رضي الله عنه خَاصَّةً"، مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي طَلْحَةَ بن عبيد الله رضي الله عنه؟! سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ لَيْلَةً وَقَدْ سَقَطَ رَحْلُهُ فَقَالَ: "مَنْ يُسَوِّي لِي رَحْلِي وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ" فَبَدَرَ طَلْحَةُ بن عبيد الله رضي الله عنه فسواه له -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى رَكِبَ، فَقَالَ [لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] (¬5) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا طَلْحَةُ هَذَا جبريل عليه الصلاة والسلام يقريك السَّلَامُ وَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ فِي أَهْوَالِ يَوْمِ القيامة حتى أنجيك منها". ¬
مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي الزُّبَيْرِ بْنِ العوام رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟! رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ نام فجلس الزبير رضي الله عنه يَذُبُّ عَنْ وَجْهِهِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ فَقَالَ لَهُ: "يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَمْ تَزَلْ؟ " قَالَ رضي الله عنه: لم أزل بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "هذا جبريل عليه الصلاة والسلام يقريك السَّلَامَ وَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى أذب عن وجهك شرر النار" (¬6). ما عسى أن يقولوا في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه؟! سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ يَوْمَ بَدْرٍ وَقَدْ أَوْتَرَ (¬7) قَوْسَهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً يَدْفَعُهَا إِلَيْهِ وَيَقُولُ: ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وأمي. وما عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف رضي الله عنه؟! رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يقول (¬8) في منزل فاطمة رضي الله عنها والحسن والحسين رضي الله عنهما يَبْكِيَانِ جُوعًا ويَتَضَوَّران (¬9) فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ يَصِلُنَا بِشَيْءٍ؟ " فَطَلَعَ عَبْدُ الرحمن بن عوف رضي الله عنه بصفحة فِيهَا حَيْسَة (¬10) وَرَغِيفَانِ بَيْنَهُمَا إِهَالة (¬11)، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كَفَاكَ اللَّهُ تعالى أَمْرَ دُنْيَاكَ، وَأَمَّا أَمْرُ آخِرَتِكَ فَأَنَا لَهَا ضامن". ¬
3992 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة الوليد بن مسلم وهو مدلس. قال البوصيري (3/ 52/ ب): رواه مسدّد بسند ضعيف لتدليس الوليد بن مسلم.
تخريجه: رواه من طريقه الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه ص (37)، عن أبي الحسن محمَّد بن أحمد بن رزقوية عن أبي بكر أحمد بن سلمان الفقيه، عن معاذ بن المثنى، به، بنحوه. وقال: لفظ الحديث لابن رزقويه. ورواه الديلمي كما في الفردوس (5/ 401: 8553) عن بنجير عن جعفر بن محمَّد الأبهري، عن محمَّد بن عبد الله القزويني، عن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، عن معاذ، به، مقتصرًا على قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا طَلْحَةُ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكَ السَّلَامُ وَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ فِي أهوال القيامة حتى أنجيك منها. وذكر قوله -صلى الله عليه وسلم-: "يَوْمَ يَمُوتُ عُثْمَانُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ". الفردوس (5/ 533: 8999). ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 416: 3916) عن بكر بن سهل، عن محمَّد بن عبد الله بن سليمان الخراساني، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر، به، بنحوه. مع تقديم وتأخير في ألفاظه ولم يذكر فيه سعدًا رضي الله عنه. وقال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلَّا معمر ولا عنه إلَّا ابن المبارك تفرد به عبد الله بن يحيى. قلت: بكر بن سهل قال عنه النسائي: ضعيف (ينظر: السير 13/ 425، لسان الميزان 2/ 51). =
= وروى الحديث كذلك أبو بكر الشافعي في الغيلانيات وأبو الحسن بن بشران في فوائده وأبو نعيم في الفضائل وابن عساكر كما في الكنز (36736) قال: وسنده صحيح. قلت: ولم أقف عليه في ابن عساكر. وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لسعد رضي الله عنه: "ارم فداك أبي وأمي" أصله في الصحيحين رواه البخاري في فضائل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (5/ 19)، عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى قال: سمعت سعدًا رضي الله عنه يقول: "جمع لي النبي -صلى الله عليه وسلم- أبويه يوم أحد". ورواه أيضًا في تاب المغازي- باب: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا ...} (5/ 81). ورواه مسلم في صحيحه -باب فضائل الصحابة- باب من فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ح (2412). ورواه البخاري في كتاب المغازي- باب: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا ...} (5/ 81)، عن سعد رضي الله عنه قال: نثل لي النبي -صلى الله عليه وسلم- كنانته يوم أحد فقال: "ارم فداك أبي وأمي" وعن علي رضي الله عنه قال: مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جمع أبويه لأحد إلَّا لسعد بن مالك فإني سمعته يقول يوم أحد: "يا سعد ارم فداك أبي وأمي". ورواه مسلم من حديث علي رضي الله عنه في الموضع المتقدم ح (2411).
3993 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ (¬2) بْنِ شَقِيقٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ النَّضْر بْنِ حُمَيد عَنْ سعدٍ الإِسْكَاف عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنه قال: أتى جبريل عليه الصلاة والسلام النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمَّد إن الله تعالى يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِكَ ثَلَاثَةً فَأَحِبَّهُمْ: عَلِيُّ بْنُ أبي طالب، وأبو ذر، والمقداد رضي الله عنهم قال: وأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فَقَالَ: يَا محمَّد: إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثلاثة من أصحابك، وعنده -صلى الله عليه وسلم- أنس بن مالك رضي الله عنه فَرَجَا أَنْ يَكُونَ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ، قَالَ: فَأَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْهُمْ فَهَابَهُ، فَخَرَجَ فَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آنِفًا فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فقال: إن الجنة تشتاق إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ، فَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ لبعض الأنصار، فهبت أن أسأله - صلى الله عليه وسلم - فهل لك أن تدخل فتسأله؟ فقال رضي الله عنه: إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَسْأَلَهُ فَلَا أَكُونُ مِنْهُمْ فَيَشْمَتُ بِي قَوْمِي. ثُمَّ لَقِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ له (¬3) مثل قوله لأبي بكر رضي الله عنه فقال (¬4) له مثل قول أبي بكر رضي الله عنه، فلقي عليًا رضي الله عنه فقال له علي رضي الله عنه: نَعَمْ أَنَا أَسْأَلُهُ فَإِنْ كُنْتُ مِنْهُمْ فَأَحْمَدُ الله تعالى، وإن لم أكن منهم يعني: فلا يضر (¬5)، فدخل عليٌّ (¬6) ¬
رضي الله عنه فقال: إن أنسًا رضي الله عنه حَدَّثَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ آنِفًا وَإِنَّ جِبْرِيلَ عليه الصلاة والسلام أَتَاكَ فَقَالَ: إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ من أصحابك فمن هم يا نبي الله؟ قال -صلى الله عليه وسلم-:"أَنْتَ مِنْهُمْ يَا عَلِيُّ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رضي الله عنه وَسَيَشْهَدُ مَعَكَ مَشَاهِدَ بيِّنٌ فَضْلُها، عظيمٌ خَيْرُها، وسلمان رضي الله عنه وَهُوَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ وَهُوَ نَاصِحٌ فَاتَّخِذْهُ لنفسك".
3993 - [1] درجته: شديد الضعف بهذا الإِسناد؛ لأن فيه النَّضْر بن سليمان وسعد بن طَرِيف وهما متروكان، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 54/ أ): رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف سعد بن طَرِيف الإسكاف ورواه البزّار من طريق سعد الإِسكاف عن محمَّد بن علي، عن أنس ... فذكر بعض لفظه. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 120): رواه أبو يعلى وفيه النَّضْر بن حُمَيد الكندي وهو متروك.
3993 - [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ (¬1): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَالِكٍ الْقُشَيْرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَذَكَرَهُ. وَقَالَ: النَّضْر وسعد لم يكونا قويين، وما رواه إلَّا جعفر. ¬
3993 - [2] درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد أيضًا: لأن النَّضْر بن حُمَيد وسعدًا الإِسكاف متروكان كما تقدم. والله أعلم.
تخريجه: الحديث مداره على جعفر بن سليمان واختلف عليه فروى عنه عن النَّضْر، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده كما عند أبي يعلى، وروى عنه، عن النَّضْر، عن سعد الإِسكاف، عن محمَّد بن علي، عن أنس كما عند البزّار. والحديث أصله في سنن الترمذي عن أنس رضي الله عنه -أبواب المناقب- مناقب سلمان رضي الله عنه (5/ 332: 3844) ولفظه: إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة علي وعمار وسلمان. وقال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث الحسن بن صالح. قلت: فيه سفيان بن وكيع تقدم أنه مع كونه صدوقًا لكنه ابتلي بوراقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه (وانظر: الميزان 2/ 363، والتقريب 245: 2456). ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 173)، وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. =
= ورواه البزّار كما تقدم. وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 284: 459)، وقال بعده: هذا حديث لا يصح وأبو ربيعة اسمه زيد بن عوف ولقبه فهد قال ابن المديني: ذاهب الحديث. وقال الفلاس ومسلم بن الحجاج: متروك الحديث. قلت: هذا وهم منه رحمه الله فإن أبا ربيعة الذي روى عن الحسن وروى عنه الحسن بن صالح بن حي قيل اسمه عمرو بن ربيعة وحسن الترمذي بعض أفراده وقال عنه الحافظ في التقريب: مقبول. (انظر: التهذيب 12/ 94، والتقريب 639: 8093). وعزاه الهيثمي في المجمع (9/ 347): للطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح غير أبي ربيعة الإِيادي وقد حسن الترمذي حديثه. ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 190) بلفظ: "اشتاقت الجنة إلى أربعة علي، والمقداد، وعمار، وسلمان". إلَّا أنه من طريق عمران بن وهب الطائي وروايته عن أنس معضلة كما قال أبو حاتم. (الجرح والتعديل 6/ 356). وعزاه في المجمع (9/ 310) للطبراني وقال: سلمة بن الفضل وعمران بن وهب اختلف في الاحتجاج بهما وبقية رجاله ثقات. قلت: فالحاصل أن حديث الباب لا يرتقي لكن أصله يرتقي بمجموع الطريقين السابقتين طريق أبي ربيعة الإِيادي، وعمران بن وهب إلى درجة الحسن لغيره. وروى أبو نعيم في الحلية أيضًا (9/ 310) من حديث بريدة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "نزل عليَّ الروح الأمين فحدثني أن الله تعالى يحب أربعة من أصحابي". فقال له من حضر: من هم يا رسول الله؟ فقال: "علي وسلمان وأبو ذر والمقداد". وفيه القاسم بن أحمد القاسم لم يتبين لي من هو، والله أعلم.
3994 - وقال عبد (¬1): حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّان (¬2)، عَنْ عطاء الخراساني، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَجْتَمِعُ حبَّ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ إلَّا فِي قلبُ مُؤْمِنٍ، أَبُو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم". * هذا منقطع (¬3). ¬
3994 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد للانقطاع بين عطاء الخراساني وأبي هريرة. قال البوصيري (3/ 45/ب): رواه عبد بن حميد ورواته ثقات.
تخريجه: رواه القطيعي في زياداته على الفضائل للإِمام أحمد (1/ 427: 675) عن محمَّد بن أحمد، عن العباس بن أبي طالب، عن هاشم بن القاسم، به، بلفظ: "لا يجمع حبَّ هؤلاء الأربعة إلَّا قلبُ مؤمن ... إلخ". ورواه أبو نعيم في الحلية (5/ 203) عن أبي بكر محمَّد بن جعفر بن الهيثم، عن أحمد بن الخليل البرجلاني، عن أبي النَّضْر هاشم بن القاسم، به، بنحوه. وقال أبو نعيم: رواه أحمد بن حنبل عن أبي النَّضْر مثله ورواه أبو عامر، عن الثوري، عن عطاء الخراساني، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مِثْلَهُ. ورواه ابن عساكر في تاريخه (11/ 210) عن أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي سعد الكنزودي، عن أبي الحسن محمَّد بن علي بن المديني، عن محمَّد بن جعفر بن محمَّد الأنباري، عن أبي العوام الرياحي، عن هاشم بن القاسم، به، بنحوه. =
= ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي سعد الكنزودي، عن أبي الحسن محمَّد بن علي بن الحسين، عن محمَّد بن جعفر، عن أحمد بن الخليل، عن هاشم بن القاسم، به، بنحوه. ورواه أيضًا في نفس الموضع عن أبي القاسم، عن أبي سعد المقري، عن أبي الحسن علي بن محمد بن يحيى، عن محمد بن عبد الله بن أحمد العبدي، عن محمَّد بن أحمد بن يزيد الرياحي، عن هاشم بن القاسم، به إلَّا أنه اسقط يزيد بن حَيَّان، بنحوه.
3995 - وقال (¬1) الحارث (¬2): حدّثنا المقرئ حدّثنا عمر بن عبيد الله (¬3)، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعْشَرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ نَقُولُ: أَفْضَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أبو بكر ثم عمر، ثم عثمان رضي الله عنهم، ثم نسكت. ¬
3995 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف عمر بن عبيد. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 45/ب).
تخريجه: رواه العقيلي في الضعفاء (3/ 181) عن عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به، بنحوه. ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 64) عن ابن منير، عن محمَّد بن أبي داود المناوي، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به، بنحوه. وقال بعده: وهذا لا أعلم قاله عن سهل، عن أبيه، عن أبي هريرة غير عمر بن عبيد وإنما يروى عن سهل، عن أبيه، عن ابن عمر وما أظن أن لعمر بن عبيد غير هذين الحديثين اللذين ذكرتهما. قلت: بل قد تابعه إسماعيل بن عياش. روى حديثه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 569: 1197) عن عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن سهيل، به، بنحوه. وفيه عبد الوهاب بن الضحاك قال عنه أبو داود: كان يضع الحديث. وقال عنه النسائي والعقيلي والبيهقي: متروك. (انظر: التهذيب 6/ 446: 447). =
= ورواه العقيلي في الضعفاء (3/ 181)، عن محمَّد بن علي، عن زهدم بن الحارث، عن عمر أبي حفص الخزاز، عن سهيل، عن أبيه، عن ابن عمر أو عن أبي هريرة شك زهدم، بنحوه. وقال العقيلي: فالحديث عن ابن عمر صحيح ثابت في تفضيل الثلاثة وإليه يذهب أحمد بن حنبل رحمه الله. قلت: وعليه فهذا الوجه ضعيف منكر والوجه المعروف الصحيح هو ما رواه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة- باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه- البخاري مع الفتح (7/ 66: 3697)، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كنا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا نعدل بأبي بكر أحدًا ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لا نفاضل بينهم". ورواه أيضًا الإِمام أحمد في المسند (2/ 14، 26)، وأبو داود (4628)، والترمذي (5/ 292)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 566) - باب في فضائل أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ح (1190) وما بعده. كلهم من طرق عن ابن عمر رضي الله عنهما. وهذا الأثر وغيره مما استدل به أهل السنة والجماعة على أن خير هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أبو بكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم، وهذا ما استقر عليه أمر أهل السنة والجماعة وان كانت مسألة عثمان وعلي رضي الله عنهما ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند أهل السنة لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة، فأهل السنة يؤمنون بأن الخليفة بعد رسول الله - أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ علي رضي الله عنهم. ولذا قال الإِمام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية: ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله. ينظر: الاعتقاد للبيهقي (197) فما بعدها، شرح العقيدة الواسطية (144)، شرح العقيدة الطحاوية ت/ الألباني (484)، والله أعلم.
3996 - حدّثنا (¬1) يزيد [ثنا] (¬2): سُفْيَانُ [بْنُ حُسَيْنٍ] (¬3) عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عن مجاهد، قال: قرأ عمر رضي الله عنه على المنبر {جَنَّاتُ عَدْنٍ} فقال لا يدخلها إلَّا نبي، هنيئًا لك يَا صَاحِبَ الْقَبْرِ، وَأَشَارَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَوْ صِدِّيقٌ، هَنِيئًا لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَوْ شَهِيدٌ، وَأَنَّى لعمر بالشهادة؟ وإن الذي أخرجني من منزني [بالحَثْمَة] (¬4) لقادر على أن يسوقها إليَّ. ¬
3996 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد للإِنقطاع الذي فيه فمجاهد لم يسمع من عمر رضي الله عنه. والله أعلم. قال البوصيري (3/ 45/ب)، رواه الحارث بن أبي أُسامة ورواته ثقات. قلت: لكن فيه انقطاعًا كما سبق.
تخريجه: رواه الطبراني في المعجم الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 234: 3645)، =
= عن هيثم بن خلف، عن عمر بن محمَّد بن الحسن الأسدي، عن أبيه، عن شريك، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم قال: خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس ذات يوم على منبر المدينة فقال في خطبته: إن في جنات عدن قصرًا له خمسمائة باب على كل باب خمسة آلاف من الحور العين لا يدخله إلَّا نبي ثم التفت إلى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: هنيئًا لك يا صاحب هذا القبر ثم قال: أو صدِّيق ثم التفت إلى قبر أبي بكر فقال: هنيئًا لك يا أبا بكر ثم قال: أوشهيد ثم أقبل على نفسه فقال: وأنّى لك الشهادة يا عمر؟! ثم قال: إن الذي أخرجني من مكة إلى هجرة المدينة قادرٌ أن يسوق إليّ الشهادة. قال ابن مسعود: فساقها الله إليه على يد شر خلقه عبد مملوك للمغيرة. قال الهيثمي في المجمع (9/ 58)، رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شريك النخعي وهو ثقة وفيه خلاف. قلت: عمر بن محمَّد بن الحسن بن الزبير الأسدي المعروف بابن التَلّ قال عنه الحافظ في التقريب (417: 4964)، صدوق ربما وهم من الحادية عشرة مات سنة خمسين ومائتين. وقال عن أبيه محمَّد بن الحسن بن الزبير في التقريب أيضًا (474: 5816)، صدوق فيه لين من التاسعة، مات سنة مائتين. أمّا شريك بن عبد الله فصدوق قبل اختلاطه. وعليه فالأثر في رتبة الحسن وهذه المتابعة ترقى حديث مجاهد إلى رتبة الحسن لغيره، والله أعلم.
3997 - حَدَّثَنَا (¬1) محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُنَاسَة، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: ذَكَرْنَا (¬2) عِنْدَهُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعَلِيًّا رضي الله عنهم فَقَالَ: نِعْمَ الرَّأْي (¬3) وَإِنِّي لَأَجِدُ لِعَلِيٍّ فِي قلبي من الليطة (¬4) مالًا أجد لهما. ¬
3997 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لتدليس حبيب بن أبي ثابت والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 45/ب).
تخريجه: لم أقف عليه.
3998 - حَدَّثَنَا (¬1) عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثنا بَشِيرُ بْنِ زَاذَانَ عَنْ رُكَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شداد بن أوس رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَبُو بَكْرٍ أَرْأَفُ أُمَّتِي وَأَرْحَمُهَا، وَعُمَرُ أجرأ أُمتي وأعدلها، وعثمان أحيا أُمَّتي وَأَكْرَمُهَا، وَعَلِيٌّ أَلَبُّ أُمتي وَأَشْجَعُهَا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَبَرُّ أُمَّتي وَآمَنُهَا، وَأَبُو ذَرٍّ أَزْهَدُ أُمتي وَأَصْدَقُهَا، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَعْذَرُ (¬2) أُمتي وأتقاها، ومعاوية أحلم أُمتي وأجودها". ¬
3998 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف عبد الرحيم بن واقد وبشير بن زاذان؛ ولأن حديث مكحول عن شداد رضي الله عنه مرسل. قال البوصيري (3/ 46/ أ)، رواه الحارث بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.
تخريجه: هذا الحديث مداره على بشير بن زاذان، واختلف عليه في إسناده على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: عنه عَنْ رُكَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أوس رضي الله عنه وهو هذا الذي هنا. الوجه الثاني: عنه عن عمر بن صبح، عن ركين، عن شداد بن أوس رضي الله عنه. رواه العقيلي في الضعفاء (1/ 145)، عن بشر بن موسى، عن عبد الرحيم بن واقد الواقدي، عن بشير به بلفظ: "أبو بكر أوزن أُمتي وأوجهها وعمر بن الخطاب =
= خير أُمتي وأكملها، وعثمان بن عفان أحيا أُمتي وأعدلها، وعلي بن أبي طالب وليُّ أُمتي وأوسمها، وعبد الله بن مسعود أمين أُمتي وأوصلها، وأبو ذرّ أزهد أُمتي وأرقّها وأبو الدرداء أعدل أُمتي وأرحمها ومعاوية بن أبي سفيان أحلم أُمتي وأجودها". قال العقيلي: ولا يتابع بشير على هذا الحديث لا يعرف إلاّ به. ورواه من طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 29)، عن عبد الوهاب بن المبارك، عن محمَّد بن المظفر، عن أبي الحسن أحمد بن محمَّد العتيقي، عن يوسف بن الدخيل، عن العقيلي، به بلفظه، ويأتي كلامه عليه. الوجه الثالث: عنه عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما. رواه ابن الجوزي في الموضوعات في الموضع المتقدم عن علي بن عبيد الله، عن علي بن أحمد، عن خلف بن عمرو العكبري، عن محمَّد بن إبراهيم، عن يزيد الخلال، عن أحمد بن القاسم بن بهرام، عن محمَّد بن بشير بن زاذان به، بنحوه. قال ابن الجوزي: هذا حديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وفي الطريقين جماعة مجروحون والمتهم به عندي بشير بن زاذان إما أن يكون من فعله أو تدليسه، عن الضعفاء وقد خلط في إسناده. فهذه ثلاثة وجوه مدارها على بشير والحمل فيها عليه، والله أعلم. وقد أورده السيوطي في اللآلي المصنوعة (1/ 428)، تبعًا لابن الجوزي في الموضوعات وذكر أن ابن عدي روى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "معاوية أُحلم أُمتي وأجودها". ولم أرَه في الكامل لابن عدي وإن كان السيوطي ذكر إسناده فيه لكن فيه إسحاق بن إبراهيم العوفي ويعقوب الفرج لم أجد لهما ترجمة. وأورد الحديث أيضًا ابن عرّاق في تنزيه الشريعة (2/ 17)، وتعقب ابن الجوزي بأنه قد ورد نحو هذا الحديث من طرق وذكر حديث أنس رضي الله عنه: =
= "أرحم أُمتي بأُمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياءًا عثمان ... الحديث". وكذا حديث ابن عمر رضي الله عنهما نحوه. وأشار إلى حديث شداد عند ابن عدي: "معاوية أحلم أُمتي وأجودها". قلت: سيأتي الكلام على حديث ابن عمر وأنس رضي الله عنهما في الحديث الذي بعد هذا ولفظه مختلف عن لفظ هذا. كما أورد هذا الحديث الشوكاني في الفوائد المجموعة (425: 168)، ونقل كلام ابن الجوزي وطرفًا من كلام السيوطي في اللآلىء. والله أعلم.
3999 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ يَحْيَى، ثنا محمَّد بْنُ الْحَارِثِ، ثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ البَيْلَمَاني (¬2) عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أرأف أُمتي بأُمتي أبو بكر رضي الله عنه، وأشدهم في الإِسلام عمر رضي الله عنه، وأصدقهم حياء عثمان رضي الله عنه، وأفضلهم علي رضي الله عنه، وأفرضهم زيد بن ثابت رضي الله عنه، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل رضي الله عنه، وأقرؤهم أُبي بن كعب رضي الله عنه، وَلِكُلِّ أُمة أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمة أَبُو عبيدة رضي الله عنه". ¬
3999 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد من أصل محمَّد بن عبد الرحمن بن البَيْلَمَاني فإنه واهٍ كما تقدم وفيه أيضًا محمَّد بن الحارث وعبد الرحمن بن البَيْلَمَاني ضعيفان والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 46/ أ).
تخريجه: رواه ابن عدي في الكامل (6/ 77)، عن صدقة بن منصور، عن أبي معمر، عن هشيم، عَنْ كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما بنحوه مختصرًا. وفيه كوثر بن حكيم قال عنه أحمد وابن معين: ليس بشيء. وقال عنه الدارقطني وغيره: متروك. (وانظر: الميزان 4/ 336). وروا. أيضًا في الموضع المتقدم عن الحسين بن أبي معشر، عن أبي فروة يزيد بن محمَّد بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن كوثر به، بنحوه وزاد فيه: "وإنّ أصدقهم لهجة أبو ذرّ -وفي آخر- وإنّ حبر هذه الأُمة عبد الله بن عباس". =
= ورواه أيضًا في نفس الموضع عن ابن صاعد، عن أبي فروة به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أحمد بن محمَّد بن ميمون، عن إسحاق بن إبراهيم بن الأخيل، عن مبشر بن إسماعيل، عن الكوثر به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 535)، عن عبد الرحمن بن حمدان الجلّاب، عن أبي حاتم الرازي، عن محمَّد بن يزيد بن سنان الرهاوي، عن الكوثر به، بنحو رواية ابن عدي، وسكت عليه لكن قال الذهبي في التلخيص: قلت: كوثر ساقط. وأصل الحديث من رواية أنس رضي الله عنه أخرجه الترمذي في السنن -أبواب المناقب- باب مناقب معاذ وزيد بن ثابت وأبيّ وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم. انظر: (5/ 330: 3879)، بلفظ: "أرحم أُمتي بأُمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أُبي بن كعب، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أُمة أمينًا وأمين هذه الأُمة أبو عبيدة بن الجراح". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وهو كما قال رحمه الله. ورواه أيضًا الإمام أحمد في المسند (3/ 184)، والحاكم في المستدرك (3/ 422)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 210)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 122)، وغيرهم. والله أعلم.
4555 - حَدَّثَنَا (¬1) محمَّد بْنُ الصَّبَّاح وَأَبُو الرَّبِيْع الزَّهْرَانِيُّ -وكتبته من حديث أبي الربيع- قالا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ثنا النَّضْر أَبُو عُمَرَ الخَزَّاز، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على حراء (¬2) فتزلزل الجبل فقال -صلى الله عليه وسلم-: "اثْبُتْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيق أَوْ شَهِيدٌ، وَعَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وعلي. وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وسعيد رضي الله عنهم. ¬
4000 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد لأجل النَّضْر بن عبد الرحمن أبي عمر فإنه متروك كما تقدم. والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 46/ أ).
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (7/ 239)، عن أم البهاء فاطمة بنت محمَّد، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر المقرئ، عن أبي يعلى به، بنحوه. ورواه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 622: 1446)، عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني به، بنحوه. ورواه ابن عدي في الكامل (7/ 20)، عن أبي العلاء عن أبي الربيع به، بنحوه. =
= وقال ابن عدي: وهذا عن النَّضْر بهذا الإِسناد يرويه عنه إسماعيل بن زكريا أبو زياد الخُلْقَاني كوفي. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 259: 11671)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن أبي الربيع به، بنحوه. ورواه في المكان نفسه عن محمَّد بن محمَّد الجذوعي القاضي. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن إبراهيم بن هاشم البغوي. ورواه أيضًا في نفس الموضع عن زكريا بن يحيى الساجي. كلهم عن أبي الربيع الزهراني به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في التاريخ (7/ 239)، عن أبي الأغَرِّ بن الأسعد، عن أبي محمَّد الجوهري، عن أبي حفص بن شاهين، عن عبد الله بن محمَّد البغوي. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي الحسن بن النقور، عن أبي الحسن الحربي، عن أبي القاسم عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي الفرج قوام بن زيد بن عيسى، عن أبي الحسن بن النقور، عن أبي الحسن الحربي، عن أبي القاسم عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز، كلاهما عن أبي الربيع الزهراني به، بنحوه. ونقل ابن عساكر عن ابن شاهين أنه قال: وهذا حديث غريب تفرد به النَّضْر أبو عُمَرَ الخَزَّاز ولا أعلم حدّث به عنه إلَّا إسماعيل بن زكريا ويعرف بالأسدي. وأصل هذا الحديث فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه: رواه مسلم في الصحيح (4/ 1880)، كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما- (2417)، بنحو لفظ حديث ابن عباس لكن لم يذكر فيه عبد الرحمن بن عوف ولا سعيد بن زيد رضي الله عنهما. ورواه الترمذي في أبواب المناقب -مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه- =
= (5/ 287: 3781)، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. وقد روي أيضًا من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه كما رواه الإِمام أحمد في مسنده (1/ 187، 188، 189)، والترمذي في سننه - (5/ 315: 3841) - مناقب سعيد بن زيد رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وروي أيضًا من حديث عثمان وأنس وبريدة بن الحصيب رضي الله عنهم.
39 - باب فضل عمار بن ياسر رضي الله عنه
39 - باب فضل عمار بن ياسر رضي الله عنه (174) تَقَدَّمَ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ غَيْرُ حَدِيثٍ فِيهِ (¬1). 4001 - وقال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الحسن يقول: قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: "قَاتَلَتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْجِنَّ والإِنس قِيلَ: وَكَيْفَ قَاتَلَتَ الْجِنَّ؟ قَالَ: نَزَلْنَا مَنْزِلًا فَأَخَذْتُ قِرْبَتِي (¬2) ودَلْوِي لأَسْتَقِيَ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّهُ سَيَأْتِيكَ عَلَى الْمَاءِ آتٍ يَمْنَعُكُ" فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى الْبِئْرِ أَتَانِي رَجُلٌ أَسْوَدُ كَأَنَّهُ [أمرس] (¬3) فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تَسْتَقِي الْيَوْمَ مِنْهَا ذَنُوبًا، فأخذني فأخذته فصرعته، ثم أخذت حَجَرًا فَكَسَرْتُ أنْفَهُ وَوَجْهَهُ ثُمَّ مَلَأْتُ قِرْبتي فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "هَلْ أَتَاكَ عَلَى الْمَاءِ أَحَدٌ؟ " فَقُلْتُ: رَجُلٌ أسود، فأخبرته بالذي صنعت فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ذاك الشيطان". ¬
* هَذَا إِسْنَادٌ مُنْقَطِعٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ (¬4). (175) [حَدِيثُ عَلِيٍّ فِي بَابِ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ] (¬5). (176) وَحَدِيثُ عمرو بن العاص رضي الله عنه فِي تَرْجَمَتِهِ (¬6). (177) وَالْأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي "تَقْتُلُ عَمَّارًا الفئة الباغية" (¬7) تأتي إن شاء الله في وقعة صفين، وكذا صفة قتله رضي الله عنه. ¬
4001 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد للإِنقطاع الذي بين الحسن وعمار رضي الله عنه. والله أعلم. قال البوصيري (3/ 72/ أ)، رواه إسحاق بن راهويه بسند رواته ثقات إلَّا أنه منقطع.
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 616)، عن أبي محمَّد بن طاوس، عن أبي بكر، عن أبي الحسين بن بشران، عن الحسين بن صفوان، عن عبد الله بن محمَّد القرشي، عن إسحاق به، بنحوه. =
= وراه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي محمَّد بن طاوس، عن عاصم بن الحسن، عن أبي الحسين بن بشران به، بنحوه. وراهـ ابن سعد في طبقاته (3/ 190)، عن وهب بن جرير به، بنحوه وقال: "ذاك الشيطان جاء يمنعك الماء". ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (6/ 617)، عن أبي بكر محمَّد بن عبد الباقي، عن الحسن، عن أبي عمر، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن محمَّد بن سعد به، بنحوه. ورواه ابن سعد أيضًا في المكان السابق، عن موسى بن إسماعيل، عن جرير به، بنحوه. ورواه من طريقه ابن عساكر في الموضع السابق، عن أبي بكر محمَّد بن عبد الباقي، عن الحسن، عن أبي عمر، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن محمَّد بن سعد به، بنحوه. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (7/ 134)، باب ما جاء في قتال عمار بن ياسر مع الجن وإخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه، عن أبي الحسن علي بن محمَّد المقرىء، عن الحسن بن محمَّد بن إسحاق، عن يوسف بن يعقوب، عن محمَّد بن أبي بكر، عن وهب به، بلفظ: "كان عمار بن ياسر يقول: قد قَاتَلَتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الجن والإنس فقيل: هذا الإنس قد قاتلت فكيف قاتلت الجن؟ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلى بئر أستقي منها فلقيت الشيطان في صورته حتى قاتلني فصرعته ثم جعلت أدمي أنفه بفهر معي أو حجر فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إنّ عمارًا لقي الشيطان عند بئرٍ فقاتله" فلما رجعت سألني فأخبرته بالأمر فقال: "ذاك شيطان". قال البيهقي: هذا الإِسناد صحيح إلى الحسن البصري. ثم قال: روينا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قال لأهل العراق: أليس فيكم =
= عمار بن ياسر الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم-. قلت: وهو في المستدرك للحاكم (3/ 392)، عن خيثمة بن أبي سبرة الجعفي قال: أتيت المدينة فسألت الله أن ييسر لي جليسًا صالحًا فيسر لي أبا هريرة فقال لي: ممن أنت؟ فقلت: من أرض الكوفة جئت ألتمس العلم والخير. فقال: أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة وعبد الله بن مسعود صاحب طهور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونعليه وحذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعمار بن ياسر الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- وسلمان صاحب الكتابين. قال قتادة: والكتابان الإِنجيل والفرقان. قال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقرّه الذهبي. وأصل الأثر في صحيح البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه، البخاري مع الفتح (7/ 114: 3743). ورواه البيهقي أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي الحسن علي بن محمَّد المقرئ، عن الحسن بن محمَّد بن إسحاق، عن يوسف بن يعقوب، عن محمَّد بن أبي بكر، عن إسماعيل بن سنان، عن الحكم بن عطية، عن ثابت، عن الحسن به، بلفظه المتقدم. ورواه من طريقه ابن عساكر عن الحسن به، بلفظه المتقدم. ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (6/ 617)، عن أبي عبد الله الفراوي، عن أبي بكر البيهقي به، بنحوه والله أعلم.
4002 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالبَطْحَاء (¬2) فأخذ بيدي. فانطلقت معه -صلى الله عليه وسلم- فمر بعمار وبأم عمار (¬3) رضي الله عنهما يُعَذَّبَانِ فَقَالَ: "صَبْرًا آلَ (¬4) يَاسِرٍ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ (¬5) إلى الجنة". ¬
4002 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإسناد؛ لأن عبد العزيز بن أبان متروك، وكذلك فإن سالم بن أبي الجعد لم يسمع من عثمان رضي الله عنه، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 72/ أ)، رواه الحارث بن أبي أسامة بسند منقطع.
تخريجه: هذا الحديث له طريقان: الطريق الأولى: عن الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ رضي الله عنه. رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 140)، من طريق الحارث، عن أبي بكر بن =
= خلاد، عن الحارث به، بنحوه. وأصل الحديث في مسند الإِمام أحمد ت/ أحمد شاكر (1/ 440: 439)، عن عبد الصمد، عن القاسم بن الفضل به، ولفظه: دعا عثمان نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فيهم عمار بن ياسر فقال: "إني سائلكم وإني أحب أن تصدقوني، نشدتكم الله أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان يؤثر قريشًا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش؟ " فسكت القوم. فقال عثمان: لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم فبعث إلى طلحة والزبير فقال عثمان: ألا أحدثكما عنه؟ -يعني عمارًا- أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آخذًا بيدي نتمشى في البطحاء حتى أتى على أبيه وأمه وعَلَيْهِ يُعذّبون فقال أبو عمار: يا رسول الله: الدهر هكذا. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صبرًا" ثم قال: "اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت". قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده ضعيف؛ لانقطاعه سالم بن أبي الجعد تابعي ثقة متأخر لم يدرك عثمان رضي الله عنه. قلت: هو كما قال وقد تقدم بيان هذا. ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 188)، عن مسلم بن إبراهيم، عن القاسم بن الفضل به، بنحو رواية أحمد ولم يذكر كلام عثمان رضي الله عنه في أوله. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن عمر بن الهيثم أبي قطن، عن القاسم به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 610)، عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن علي بن أحمد بن اليسرى، عن عبد الواحد بن محمَّد، عن محمَّد بن أحمد بن يعقوب، عن جده، عن مسلم بن إبراهيم به، بنحو لفظ ابن سعد. ورواه من طرق أُخرى عن مسلم بن إبراهيم به، بنحوه أيضًا. ورواه أيضًا (12/ 609)، عن عبد الله بن محمَّد، عن الحسن بن محمَّد بن الصباح، عن أبي قطن عمرو بن الهيثم، عن القاسم بن الفضل به، بنحوه. =
= ورواه أيضًا في تاريخه (12/ 610)، عن أبي الفضل محمَّد بن عبد الواحد، عن أبي محمَّد رزق الله بن عبد الوهاب، عن أبي الحسين أحمد بن محمَّد بن حماد، عن أبي القاسم علي بن محمد بن عبيد الحافظ، عن أحمد بن أبي خيثمة، عن موسى بن إسماعيل، عن القاسم بن الفضل به، بنحوه. الطريق الثانية: طريق الأعمش لكن اختلف عليه فيه على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: عنه عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أبي الجعد، عن عثمان رضي الله عنه: رواه ابن عساكر في التاريخ (12/ 609)، عن عبد الله بن محمَّد، عن عباس بن محمَّد، عن محمَّد بن الصلت، عن منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم من طرق، عن العباس بن محمَّد به، بنحوه. الوجه الثاني: عَنِ الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عثمان رضي الله عنه. رواه ابن عساكر أيضًا (12/ 609)، عن أبي صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن الحنوي، عن أبي محمَّد التميمي، عن أبي الحسن بن المتيم، عن علي بن محمَّد بن عبيد بن أحمد بن حازم الغفاري، عن عمرو بن حماد، عن حسين بن عيسى بن زيد، عن أببه، عن الأعمش به، بنحوه. ورواه في نفس الموضع من طرق عن حسين بن عيسى بن زيد به، بنحوه. الوجه الثالث: عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زناد، عن عبد الله بن الحارث، عن عثمان رضي الله عنه. رواه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 303: 769)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن إبراهيم بن سعيد الجوري، عن أسد بن خالد، عن سليمان بن قرم، عن الأعمش، به بلفظ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لأبي عمار وأم عمار: "اصبروا آل ياسر موعدكم الجنة". قال الهيثمي في المجمع (9/ 296)، ورجاله ثقات. =
= قلت: فيه أسد بن خالد قال في الميزان (1/ 206)، لا يدري من هو والخبر الذي رواه باطل. ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (12/ 611)، عن أبي صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن عن أبي محمَّد التميمي، عن أبي الحسن بن المتيم، عن علي بن محمَّد بن عبيد، عن الطبراني به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان السابق، عن أبي الفضل محمَّد بن عبد الواحد، عن أبي محمَّد التميمي به، بنحوه. وقد روي الحديث عن جابر رضي الله عنه. رواه الحاكم في المستدرك (3/ 388)، بِلَفْظِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مرّ بعمار وأهله وهم يعذبون فقال: أبشروا آل عمار وآل ياسر فإن موعدكم الجنّة". وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 282). ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 364: 3846). كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه. وأبو الزبير المكي محمَّد بن مسلم بن تَدْرُس قال عنه الحافظ في التقريب (506: 6291)، صدوق إلَّا أنه يدلّس من الرابعة، مات سنة ست وعشرين. وذكره في طبقات المدلسين في المرتبة الثالثة (45: 101). قلت: وقد عنعن عن جابر رضي الله عنه فالحديث ضعيف لهذا. لكنه يرتقي بحديث سالم بن أبي الجعد، عن عثمان رضي الله عنه الذي عند الإِمام أحمد وغيره. فعرف بهذا أن حديث الباب له أصل حسن. والله أعلم.
4003 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَبْنِي الْمَسْجِدَ فَإِذَا نقل الناس حجرًا نقل عمار رضي الله عنه حجرين، فإذا (¬2) نقلوا لبنة نقل لبنتين (¬3) ". ¬
4003 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف عبد الله بن جعفر المديني. والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 72/ أ).
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (12/ 631)، عن أبي عبد الله بن محمَّد بن الفضل. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي المظفر القشيري، كلاهما عن أبي سعيد الأديب، عن أبي عمرو الفقيه، عن أبي يعلى، به بنحوه. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي عبد الله الخلال، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى به، بنحوه. والحديث في سنن الترمذي دون قوله: "كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَبْنِي الْمَسْجِدَ فَإِذَا نقل الناس حجرًا نقل عمار حجرين وإذا نقلوا لبنة نقل لبنتين". أبواب المناقب (5/ 333: 3888)، مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه ولفظه: =
= قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أبشر عمار تقتلك الفئة الباغية". قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن. وحديث "تقتل عمَّارًا الفئةُ الباغية" تقدمت الإشارة إلى أنه حديث متواتر وهذه الزيادة التي في حديث أبي هريرة قد رواها البخاري في الصحيح -كتاب الصلاة- باب التعاون في بناء المسجد -البخاري مع الفتح (1/ 644: 447)، وفي كتاب الجهاد والسير، باب مسح الغبار عن الرأس في سبيل الله- البخاري مع الفتح (6/ 36: 2812)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "كنا ننقل لَبِن المسجد لَبِنَةَ لَبِنَةً وكان عمار رضي الله عنه ينقل لبنتين لبنتين فمرّ به النبي -صلى الله عليه وسلم- ومسح عن رأسه الغبار وقال: "ويح عمار تقتله الفئة الباغية عمارٌ يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار". ررواه غيره من حديث أبي سعيد وغيره. فهذا الحديث يرتقي بشواهد الصحيحة إلى درجة الصحيح لغيره. والله أعلم.
40 - باب فضل أبي موسى رضي الله عنه
40 - باب فضل أبي موسى رضي الله عنه 4004 - قال أبو يعلى: حدّثنا الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاح، ثنا أَبُو عُبَيْدَة، ثنا مُحْتَسِبٌ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: قعد أبو موسى رضي الله عنه فِي بَيْتِهِ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ فَأَنْشَأَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَأَتَى رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ألا أُعْجِبُك من أبي موسى رضي الله عنه قَعَدَ فِي بَيْتٍ (¬1)، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، وَأَنْشَأَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُقْعِدني مِنْ حيث لا يراني منهم أحد (¬2)؟ ". قَالَ: نَعَمْ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَأَقْعَدَهُ الرَّجُلُ (¬3) حَيْثُ لَا يراه منهم أحد، فسمع -صلى الله عليه وسلم- قراءة أبي موسى رضي الله عنه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّهُ يَقْرَأُ عَلَى مِزْمَارٍ (¬4) مِنْ مَزَامِيرِ آلِ داود". ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
4004 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف محتسب بن عبد الرحمن ويزيد الرقاشي. قال البوصيري (3/ 70/ أ): رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف لضعف يزيد الرقاشي. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 363): رواه أبو يعلى وإسناده حسن. قلت: لعله أراد بشاهده الذي سيأتي، والله أعلم.
تخريجه: لم أجده من حديث أنس رضي الله عنه. لكنه يرتقي بالذي بعده إلى درجة الحسن. ويرتقي بشاهده الذي في الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه إلى درجة الصحيح لغيره رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن -باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن- البخاري مع الفتح (8/ 710: 5048)، عن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال له: "يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود". ومسلم في كتاب صلاة المسافرين (ح 793)، من حديث أبي موسى وأبي هريرة وبريدة رضي الله عنهم.
4005 - حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ فَرَّقَهُمَا قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ [قَنَانَ] (¬1) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عن البراء رضي الله عنه قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبا موسى رضي الله عنه يقرأ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "كَأَنَّ صَوْتَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ". ¬
4005 - درجته: الطريق الأول: حسن بهذا الإِسناد؛ لأن عبد الرحمن بن صالح الأزدي وقنان النّهمي كلاهما صدوق والله أعلم. قال البوصيري (3/ 75/ب): رواه أبو يعلى الموصلي بسند رواته ثقات وأصله في الصحيحين من حديث أبي موسى وعائشة ورواه مسلم في صحيحه من حديث بريدة. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 363): رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وفيهم خلاف. والطريق الثاني: حسن بهذا الإِسناد أيضًا؛ لأن قنان بن عبد الله صدوق، والله أعلم.
تخريجه: طريق عبد الرحمن بن صالح أخرجه أبو يعلى في المسند (3/ 232: 1670)، وطريق عبد الله بن عمر بن أبان أخرجه أبو يعلى في المسند (3/ 275: 733) تحقيق حسين سليم. ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 59)، عن محمَّد بن علي بن داود عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي، به بلفظ: "كأن أصوات هذا من أصوات آل داود". =
= ورواه البخاري في خلق أفعال العباد (ص 79)، عن أحمد بن حميد، عن قنان بن عبد الله النهمي، به بلفظ: "كأن هذا من أصوات آل داود". ورواه ابن عساكر كما في كنز العمال (37552)، ولم أقف عليه. والحديث يرتقي بشواهده التي سبقت الإشارة إليها في الحديث قبله إلى درجة الصحيح لغيره، والله أعلم.
41 - ذكر خالد بن الوليد رضي الله عنه
41 - ذكر خالد بن الوليد رضي الله عنه 4006 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬1): حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: هَبَطْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- من ثنيَّه هَرْشَا (¬2)، فانقطع شِسْعُ (¬3) نعله -صلى الله عليه وسلم- فناولته شِسْعِي فأبى أن يقبله (¬4) وجلس -صلى الله عليه وسلم- في ظل شجرة لِيُصْلح نعله، فقال -صلى الله عليه وسلم- لِي: "انْظُرْ مَنْ تَرَى؟ " قُلْتُ: هَذَا فُلَانٌ. قال -صلى الله عليه وسلم-: "بئس عبد الله فلان"، ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِي: "انْظُرْ مَنْ تَرَى"؟ قُلْتُ: هَذَا فُلَانٌ قال -صلى الله عليه وسلم-: "بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ فُلَانٌ (¬5)، قَالَ: ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِي: "انْظُرْ: مَنْ تَرَى"؟ قُلْتُ: هَذَا فُلَانٌ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَعَمْ ¬
عبد الله فلان". والذي قال -صلى الله عليه وسلم- لَهُ: "نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ فُلَانٌ" خَالِدُ بْنُ الوليد رضي الله عنه، وَأَمَّا الْآخَرَانِ لَا أُخْبِرُ بِهِمَا أَحَدًا (¬6). * أَبُو معشر ضعيف. ¬
4006 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن، والله أعلم. ولم أره في الإِتحاف.
تخريجه: رواه من طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 24: 693)، عن أبي بكر، به بنحوه. والحديث في سنن الترمذي (5/ 352)، أبواب المناقب، مناقب لخالد بن الوليد رضي الله عنه (ح 3935)، عن زيد بن أسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نزلنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منزلًا فجعل الناس يمرون فيقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من هذا يا أبا هريرة؟ " فأقول: فلان، فيقول: "نِعْمَ عبد الله هذا" ويقول: "من هذا؟ " فأقول: فلان، فيقول: "بئس عبد الله هذا" حتى مرّ خالد بن الوليد فقال: "من هذا؟ " فقلت: هذا خالد بن الوليد، فقال: "نعم عبد الله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعًا من أبي هريرة وهو عندي حديث مرسل قال: وفي الباب عن أبي بكر الصديق. قلت: يرتقي الحديث بالإسنادين إلى درجة الحسن. وقد روى الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه من أربع طرق هي: سعيد المقبري وأبي صالح وإسحاق بن الحارث بن عبد الله بن كنانة وعطاء بن يسار، كلهم عن أبي هريرة رضي الله عنه. أما حديث المقبري فقد أخرجه: =
= ابن عساكر في التاريخ (5/ 548)، عن أبي عبد الرحمن بن إسماعيل بن عمر، عن أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن خلف، عن أبي محمَّد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، عن أبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن إسحاق الفاكهي، عن يحيى بن أبي مسرة، عن يعقوب بن محمَّد، عن عبد العزيز بن محمَّد، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ سعيد المقبري، به بلفظ: "نعم المرء خالد بن الوليد". ورواه من عن عبد العزيز بن محمَّد، به بنحوه. وأما حديث أبي صالح فرواه: ابن عساكر أيضًا في التاريخ (5/ 547)، عن أبي القاسم، عن أبي نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى، عن أبي زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، عن أبي حاتم مكي بن عبدان، عن محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي، عن إسحاق بْنُ محمَّد، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، عن أبي صالح، به بنحوه، وزاد فيه "سيف من سيوف الله". وأما حديث إسحاق بن الحارث بن عبد الله بن كنانة فرواه: الإِمام أحمد في الفضائل (2/ 817: 1483)، عن مكي بن إبراهيم، عن هاشم بن هاشم، عن إسحاق، عن أبي هريرة رضي الله عنه: ومن طريقه رواه ابن عساكر في الموضع المتقدم عن أبي القاسم بن الحصين، عن علي بن المذهب، عن أحمد بن جعفر، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به بلفظ: "خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حتى إذا كنّا تحت ثنية لَفَتْ طلع علينا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نعم عبد الله هذا" لكن إسحاق روايته عن أبي هريرة مرسلة (ينظر: الجرح والتعديل 2/ 226). وأما حديث عطاء بن يسار فرواه: ابن عساكر أيضًا في المكان السابق عن أبي القاسم، عن أبي نصر عبد الرحمن بن علي، عن أبي زكريا يحيى بن إسماعيل الحربي، عن أبي حاتم =
= مكي بن عبدان، عن محمَّد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي، عن إسحاق بْنُ محمَّد، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، به بنحوه. وتقدم أن الحديث يرتقي إلى درجة الحسن لغيره لكن له شواهد بمعناه: منها ما رواه الإِمام أحمد في المسند (1/ 8)، بسند صحيح من حديث أبي بكر رضي الله عنه، وفيه: "نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سلّه الله عَزَّ وَجَلَّ على الكفار والمنافقين". ورواه أيضًا في المسند (4/ 90)، من حديث أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه بلفظ: "خالد سيف من سيوف الله عزَّ وجلّ، ونعم فتى العشيرة". فيرتقي الحديث بشواهده إلى درجة الصحيح لغيره، والله أعلم.
4007 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، ثنا يَحْيَى بن زكريا، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ [أَبِي] (¬2) خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم رضي الله عنه قَالَ: أخْبِرت أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا تَسُبُّوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ مِنْ سيوف الله عزَّ وجلّ، سلّه (¬3) الله تعالى على الكفَّار". * صحيح الإِسناد (¬4). ¬
4007 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد وإن كان رجاله ثقات؛ لأنه مرسل، فقيس بن أبي حازم ما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم-، والله أعلم. وقد أشار البوصيري إلى إرساله (3/ 67/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 352): رواه أبو يعلى ولم يسم الصحابي ورجاله رجال الصحيح.
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (5/ 546)، عن أبي عبد الله محمَّد بن الفضل، عن أبي سعد محمَّد بن عبد الرحمن، عن أبي عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى، به بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، عن أبي سعد محمَّد بن عبد الرحمن، عن أبي عمرو بن حمدان، به بنحوه. ورواه أيضًا في المكان السابق عن أبي عبد الله الحسن بن عبد الملك، عن أبي القاسم السلمي، عن أبي بكر محمَّد بن إبراهيم، عن أبي يعلى، به بنحوه. =
= ورواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 815: 1479)، عن يحيى بن زكريا، به بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (7/ 277)، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خالد، به بلفظ: "إنما خالد سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الكفار". ورواه من طريقه ابن عساكر (5/ 546)، عن أبي بكر محمَّد بن عبد الباقي، عن أبي محمَّد الجوهري، عن أبي عمر، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن اللهم، عن محمَّد بن سعد، به بلفظه. ورواه ابن سعد أيضًا في الموضع نفسه عن يعلي بن عبيد، عن إسماعيل، به، بنحو لفظ أبي يعلى. ومن طريقه رواه ابن عساكر في التاريخ (5/ 547)، عن أبي بكر الحاسب، عن أبي محمَّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيويه، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن محمَّد بن سعد، به بنحوه. ورواه ابن سعد أيضًا في نفس المكان عن محمَّد بن عبيد، عن إسماعيل، به بنحوه. ورواه من طريقه أيضًا ابن عساكر في المكان ذاته عن أبي بكر الحاسب، عن أبي محمَّد الجوهري، عن أبي عمرو بن حيوية، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن محمَّد بن سعد، به بنحوه. وهذا المرسل يرتقي بالمتصل الذي بعده إلى درجة الحسن لغيره، ويرتقي مما تقدم في تخريج الحديث رقم (406)، من حديث أبي بكر رضي الله عنه إلى درجة الصحيح لغيره، والله أعلم.
4008 - لَكِنْ رَوَاهُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ (¬1) الْمُؤَدِّبُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ فَقَالَ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى (¬2)، عَنْ عبد الله بن عون الخزَّاز، عَنْهُ وأوَّلُه: "شَكَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه خالد بن الوليد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "يَا خَالِدُ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ" فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يقعون فيِّ فأردُّ (¬3) عليهم. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تُؤْذُوا خَالِدًا فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ الله تعالى، صبَّه الله على الكفَّار". ¬
4008 - درجته: حسن بهذا الإِسناد؛ لأن أبا إسماعيل المؤدب صدوق كما تقدم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 67/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 352): رواه الطبراني في الصغير والكبير باختصار والبزار بنحوه ورجال الطبراني ثقات.
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (5/ 546) عن أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر المقرئ، عن أبي يعلى، به بنحوه. ورواه عبد الله بن أحمد في زوائده على الفضائل لأبيه (1/ 56: 13)، عن عبد الله بن عون، به بنحوه. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 266: 2719)، مناقب خالد بن الوليد =
= عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، عن عبد الله بن عون الخزاز، به بنحوه إلَّا أنه قال: "يقعون فيّ فما أردُّ عليهم". ورواه الطبراني في المعجم الكبير (4/ 104: 3801)، عن العباس بن الربيع بن ثعلب، عن أبيه، عن إسماعيل المؤدب، به مختصرًا. ورواه في المعجم الصغير (1/ 209)، به مختصرًا أيضًا. وقال: لم يروه عن إسماعيل إلَّا أبو إسماعيل تفرد به الربيع. ورواه في الكبير -الموضع المتقدم- عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن الربيع بن ثعلب، به بنحوه. ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 407)، عن عبد الوارث بن سفيان، عن قاسم، عن أحمد بن زهير، عن الربيع بن ثعلب، به، بنحو رواية أبي يعلى. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 298)، عن علي بن حمشاذ، عن الحسن بن علي بن شبيب المعمري، عن الربيع بن ثعلب، به بنحوه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: قلت: رواه ابن إدريس عن أبي خالد، عن الشعبي مرسلًا وهو أشبه. قلت: روى حديثه ابن عساكر في التاريخ (5/ 546)، عن أبي بكر محمَّد بن عبد الباقي، عن الحسن بن علي، عن أبي عمر محمَّد بن العباس، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن محمد بن سعد، عن محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي قال: قال خالد بن الوليد: يا رسول الله إنهم يقعون في عرضي فلا أستطيع إلَّا أن أرد عليهم مثل ما يقولون لي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تُؤْذُوا خَالِدًا فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ الله سلّه الله على أعدائه". ورواه ابن عساكر أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن محمَّد بن الحسين بن محمَّد الطفّال، عن سهل بن بشر، عن علي بن منير =
= الخلال، عن محمَّد بن أحمد بن عبد الله الذهلي، عن أبي أحمد بن عبدوس، عن الربيع بن ثعلب، به بنحوه. ورواه أيضًا في المكان السابق عن أبي عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن جعفر المقرئ، عن سهل بن بشر، به بنحوه. وهذا الحديث يرتقي بحديث أبي بكر رضي الله عنه المتقدم في تخريج الحديث رقم (406)، إلى درجة الصحيح لغيره. وقد ثبت في صحيح البخاري في كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم. البخاري مع الفتح (7/ 126: 3757)، في خبر غزوة مؤتة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "حتى أخذها -يعني: الراية- سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم"، والله أعلم.
4009 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، ثنا يَحْيَى بن زكريا، حدَّثني إسماعيل، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رضي الله عنه: لقد منعني كثيرًا من القراءة الجهاد في سبيل الله تعالى. * صحيح. ¬
4009 - درجته: هو كما قال الحافظ رحمه الله: صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 67/ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 353): رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (5/ 551)، عن أبي عبد الله الفراوي، عن أبي سعد الأديب، عن أبي عمرو الفقيه، عن أبي يعلى، به بلفظه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي المظفر الصوفي، عن أبي سعد الأديب، بلفظه. ورواه أيضًا في نفس المكان عن أبي عبد الله الخلال، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي عمرو الفقيه، به بلفظه. ورواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 814: 1477)، عن يحيى بن زكريا، به بلفظه. ورواه أيضًا في المكان ذاته عن ابن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، به بلفظه. ورواه ابن عساكر في الموضع المتقدم عن أبي بكر محمَّد بن عبد الباقي، عن الحسن بن علي، عن أبي عمر محمد بن العباس، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن محمَّد بن سعد، عن ابن نمير، به بنحوه.
= ورواه أيضًا في الموضع السابق عن أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، عن عبد الرحمن بن الحسين بن محمَّد، عن محمد بن علي بن محمَّد السلمي، عن عبد الرحمن بن عمر بن نصر، عن أحمد بن محمَّد بن أبي الموت، عن أبي الحسن علي بن عبد العزيز البغوي، عن أبي عبيد القاسم بن سلام، عن ابن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالد، به بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي بكر محمَّد بن عبد الباقي، عن الحسن بن علي، عن أبي عمر محمد بن العباس، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن محمد بن سعد، عن الفضل بن دكين، عن الوليد بن عبد الله بن جميع، عن رجل أن خالد بن الوليد أم الناس بالحيرة فقرأ من سورٍ شتّى ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال: شغلني عن تعلّم القرآن الجهاد.
4010 - وبه (¬1) قال خالد رضي الله عنه: ما ليلة يُهْدَى إلى بيتي فيا عَرُوسٌ أَنَا لَهَا محبٌ، أَوْ أُبشَّرَ فِيهَا (¬2) بِغُلَامٍ بِأَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ لَيْلَةٍ شَدِيدَةِ الْجَلِيدِ في سرية من المجاهدين (¬3) أُصَبِّح با العدو. ¬
تخريجه: رواه من طريقه ابن حبّان في الثقات (3/ 101، 102)، عن أبي يعلى، به بلفظه. ورواه من طريقه أيضًا ابن عساكر في التاريخ (5/ 550)، عن أبي عبد الله محمَّد بن الفضل، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى، به بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، عن محمَّد بن عبد الرحمن به بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع السابق عن أبي عبد الله محمَّد الخلال، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر المقرى، عن أبي يعلى، به بنحوه. ورواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 814: 1476)، عن يحيى بن زكريا، بنحوه. وقد تابع قيس بن أبي حازم مولى لآل خالد بن الوليد يسمى زيادًا أخرج =
= حديثه: ابن سعد كما في الإصابة (1/ 414)، عن محمَّد بن عبيد الله، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد قال: قال خالد عند موته: "ما كان في الأرض من ليلة أحب إِلَيَّ مِنْ لَيْلَةٍ شَدِيدَةِ الْجَلِيدِ فِي سَرِيَّةٍ من المهاجرين أصبِّح بهم العدو فعليكم بالجهاد". ورواه من طريقه ابن عساكر أيضًا في الموضع السابق عن أبي بكر محمَّد بن عبد الباقي، عن الحسن بن علي، عن أبي عمر بن حيويه، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن اللهم، عن محمَّد بن سعد، به بنحوه. ورواه ابن عساكر أيضًا في الموضع السابق عن أبي غالب بن البنا، عن أبي الحسين بن الأبنوسي، عن إبراهيم بن محمَّد، عن محمَّد بن سفيان، عن سعيد بن رحمة، عن ابن المبارك، عن ابن عيينة، عن إسماعيل، به بنحوه.
4011 - حدَثنا سُرَيْجٌ (¬1)، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَر، قَالَ: نَزَلَ خَالِدُ بن الوليد رضي الله عنه عَلَى المَرَازِبَة (¬2) فَقَالُوا لَهُ: احْذَرِ السُّمَّ لَا تسقيكه الأعاجم. فقال رضي الله عنه: إيتوني بِهِ. فأُتِيَ بِهِ، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ اقْتَحَمَه (¬3) وقال: "بسم الله" فلم يضرَّه شيئاً. ¬
4011 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن أبا السفر لم يدرك خالد بن الوليد رضي الله عنه. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 67/ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 353): رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه واحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح، وهو مرسل ورجالهما ثقات إلاَّ أن أبا السفر وأبا بردة بن أبي موسى لم يسمعا من خالد، والله أعلم.
تخريجه: روى هذا الحديث عن خالد رضي الله عنه أبو السفر وقيس بن أبي حازم: أما حديث أبي السفر فمداره على يونس بن أبي إسحاق واختلف عليه في إسناده على وجهين: أحدهما: هذا الذي عند أبي يعلى: رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (5/ 551)، عن أبي عبد الله الخلال، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر المقرئ، عن أبي يعلى، به بنحوه. =
= ورواه أيضًا في الموضع المتقدِّم عن أبي عبد الله الفراوي عن أبي سعد محمَّد بن عبد الرحمن، عن أبي عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى، به بنحوه. ورواه أيضًا في المكان السابق عن أبي المظفر القشيري، عن أبي سعد محمَّد بن عبد الرحمن، به بنحوه. ورواه أبو نعيم في الدلائل (445: 368)، عن خالد بن شعيب، عن سُرَيْج بن يونس به، بنحوه. ورواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 815: 1478)، عن يحيى بن زكريا، به بنحوه. لكنه قال: على بني أم المرازبة. وقال الحافظ في الإِصابة (1/ 414): رواه ابن سعد من وجهين آخرين. قلت: لم أره في الطبقات ولكن أخرجه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (5/ 551)، عن أبي بكر محمَّد بن عبد الباقي، عن أبي محمَّد الجوهري، عن محمَّد بن العباس، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن محمَّد بن سعد، عن الفضل بن دكين، عن يونس بن أبي إسحاق، به بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم به، إلى ابن سعد عن محمَّد بن عبد الله الأسدي، عن يونس بن أبي إسحاق، به بنحوه. الوجه الثاني: يونس عن أبي بردة، عن خالد رضي الله عنه: رواه الطبراني في المعجم الكبير (4/ 105: 3808)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن هارون بن إسحاق، عن وكيع، عن يونس به، بلفظ: أن خالد بن الوليد لما أتى الحيرة قال: ائتوني بالسمّ، فأتي به فجعله في كفه ثم قال: بسم الله فاقتحمه فلم يضره. وأما حديث قيس بن أبي حازم فرواه: الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 816: 1482)، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن قيس بلفظ: أتي خالد بسمٍّ فقال: ما هذا؟ قالوا: سمّ. فشربه. =
= ورواه أيضًا في الموضع المتقدم (ح 1481) به، لكن بلفظ: عن خالد رضي الله عنه قال: لقد اندقت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فلم يبقَ في يدي إلَّا صفيحة يمانية وأتى بالسمّ فقال: ما هذا؟ قالوا: السم. قال: بسم الله فشربه. قلت: وإسنادهما صحيح فيرتقي بهما هذا الحديث إلى درجة الصحيح لغيره، والله أعلم. ورواه الطبراني في الكبير (4/ 106: 3809) عن محمَّد بن عبد الله عن سعيد بن عمرو الأشعثي، عن سفيان، به، بلفظ: رأيت خالد بن الوليد أتي بسمّ ... إلخ. ورواه ابن عساكر في تاريخه (5/ 551)، عن أبي بكر محمَّد بن عبد الباقي، عن الحسن بن علي، عن محمَّد بن العباس، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن محمَّد بن سعد، عن عبد الله بن الزبير الحميدي، عن سفيان، به، بنحو رواية الطبراني وزاد: وأشار سفيان بيده إلى فيه. قال عبد الله بن الزبير، وذلك بالحيرة.
4012 - حدّثنا (¬1) سُرَيْج، ثنا هُشَيم، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رضي الله عنه: اعْتَمَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في عمرة اعتمرها، فحلق شعره -صلى الله عليه وسلم-، فَسَبَقْتُ إِلَى النَّاصِيَةِ فَأَخَذْتُهَا (¬2)، فَاتَّخَذْتُ قَلَنْسُوَةً (¬3) فَجَعَلْتُهَا فِي مقدَّم الْقَلَنْسُوَةِ فَمَا وجَّهت فِي وَجْهٍ إلَّا فتح لي. ¬
4012 - درجته: ضعيف بهذا الإسناد؛ لعنعنة هُشَيم وهو مدلّس، وجعفر بن عبد الله لم يسمع فيما يظهر من خالد رضي الله عنه، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 67/ ب): رواه أبو يعلى بسند صحيح. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 352): رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح وجعفر سمع من جماعة من الصحابة فلا أدري سمع من خالد أم لا. قلت: حتى ولو ثبت سماع جعفر بن عبد الله من خالد رضي الله عنه ففيه عنعنة هُشَيم كما تقدم، والله أعلم.
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (5/ 548)، عن أبي عبد الله الفراوي، عن أبي سعيد الجنزرودي، عن أبي عمر بن حمدان، عن أبي يعلى، به بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي المظفر القشيري، عن أبي سعيد الجنزرودي، به بنحوه. ورواه أيضًا في المكان السابق عن أبي عبد الله الخلال، عن إبراهيم بن منصور =
= الجبار، عن أبي بكر المقرئ، عن أبي يعلى، به بنحوه. ورواه سعيد بن منصور كما في الإصابة (1/ 414)، عن هُشَيم، به، بلفظ: أن خالد بن الوليد رضي الله عنه فقد قلنسوته يوم اليرموك فقال: اطلبوها فلم يجدوها فلم يزل حتى وجدوها فإذا هي خَلِقة، فسئل عن ذلك فقال: اعتمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فحلق رأسه فابتدر الناس شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالًا وهي معي إلَّا تبين لي النصر. ورواه من طريقه الطبراني في الكبير (4/ 104: 3804)، عن علي بن عبد العزيز، عن سعيد بن منصور، به بنحوه. ورواه من طريق الطبراني أبو نعيم في دلائل النبوّة (445: 367)، عن سليمان بن أحمد -الطبراني- به بنحوه. ورواه من طريق سعيد بن منصور أيضًا الحاكم في المسمتدرك (3/ 299) عن علي بن عيسى، عن أحمد بن نجدة، عن سعيد بن منصور، به بنحوه. وسكت عنه الحاكم. قال الذهبي: قلت: منقطع. ورواه من طريق الحاكم البيهقي في دلائل النبوّة (6/ 249)، باب ما جاء في قلنسوة خالد بن الوليد واستنصاره مما جعل فيها مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن أبي عبد الله الحافظ، به بنحوه. ورواه من طريق البيهقي ابن عساكر في تاريخه (5/ 548)، عن أبي عبد الله الفراوي، عن البيهقي، به بنحوه. وعزاه السيوطي في الخصائص (1/ 170)، لابن سعد.
42 - باب فضل سلمان رضي الله عنه
42 - باب فضل سلمان رضي الله عنه 4013 - قال أبو يعلى (¬1): حدّثنا قَطَن بْنُ نُسَير، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "آخى رَسُولُ (¬2) اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ أصحابه، بين أبي الدرداء وسلمان رضي الله عنهما، وَبَيْنَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وَالصَّعْبِ بْنِ جَثَّامة رضي الله عنهما". ¬
4013 - درجته: حسن بهذا الإِسناد؛ لأن قَطن بن نُسير وجعفر بن سليمان صدوقان. ولم أره في الإِتحاف. قال الهيثمي في المجمع 8/ 174: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
تخريجه: أخرج طرفه الأول ابن عساكر في التاريخ (7/ 426)، عن أبي القاسم السمرقندي، عن أحمد بن محمَّد بن النقور، عن عيسى بن علي، عن عبد الله بن محمَّد، عن قَطَن بن نُسَير به، مقتصرًا على ذكر سلمان وأبي الدرداء رضي الله عنهما. ولهذا الشطر شاهد مرسل عند ابن سعد في الطبقات (4/ 63)، عن أبي عامر =
= العقدي، عن شعبة، عن سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قال: أُوْخِيَ بين سلمان وأبي الدرداء رضي الله عنهما فسكن أبو الدرداء الشام وسكن سلمان الكوفة. وهو في صحيح البخاري -كتاب الصوم- باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع، البخاري مع الفتح (4/ 246: 1968)، وفي كتاب الأدب، باب صنع الطعام والتكلّف للضيف (10/ 550: 6139)، من حديث عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "آخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ سلمان وأبي الدرداء ... الحديث". وعليه فهذا الشطر صحيح. وأمّا الشطر الثاني فقد نسب الحافظ ابن حجر رحمه الله في الإِصابة (2/ 178)، لأبي بكر بن لال أنه أخرج في كتاب المتحابين من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت قال: آخى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ عوف بن مالك والصعب بن جَثَّامة فقال: كلٌ منهما للآخر إن متّ قبلي فتَراءَ لي فمات الصعب قبل عوف فتراءى فذكر قصة.
4014 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا أبو دَاوُدُ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أشياخه قالوا: دخل سعد (¬1) على سلمان رضي الله عنهما يعوده فبكى (¬2) سلمان رضي الله عنه. فقال له سعد رضي الله عنه: مَا يُبْكِيكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ تُوُفِّيَ رَسُولُ (¬3) اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَنْكَ راض، وترد عليه الحوض، وتلقى أصحابك. (178) وحديث علي رضي الله عنه تَقَدَّمَ فِي بَابِ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ (¬4). ¬
4014 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ لأن أبا داود لم يتميز لي، والله أعلم. ولم أجده في الإِتحاف.
تخريجه: هذا الحديث أصله في سنن ابن ماجه -أبواب الزهد- باب الزهد في الدنيا (4156)، عن الحسن بن الربيع، عن عبد الرزاق، عن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال: اشتكى سلمان فعاده سعد فرآه يبكي فقال له سعد: ما يبكيك يا أخي أليس قَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ أليس ... أليس ... ؟ قال سلمان رضي الله عنه: ما أبكي واحدة من اثنتين ما أبكي ضنًّا للدنيا ولا كراهية للآخرة، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَهِدَ إلينا عهدًا ما أراني إلَّا قد تعدّيت، قال: وما عهد إليك؟ قال: عهد =
= إلينا "يكفي أحدكم مثل زاد الراكب" ولا أُراني إلَّا قد تعديت، وأمَّا أنت يا سعد فاتق الله عند حكمك إذا حَكَمْتَ، وعند قسمك إذا قَسَمْتَ وعند همّك إذا هممت. قال ثابت: فبلغني أنه ما ترك إلَّا بضعة وعشرين درهمًا مع نُفَيقة كانت عنده. ورواه ابن عساكر في التاريخ (7/ 431)، عن أنس رضي الله عنه بنحو رواية ابن ماجه. وهو عند الطبراني في الكبير (6/ 227: 6069)، عن أنس رضي الله عنه أيضًا. وعند عبد الرزاق في المصنف (11/ 313: 20632)، وأحمد في المسند (5/ 438)، عن الحسن رحمه الله. وعند الطبراني في الكبير (6/ 261: 6160)، والقضاعي في مسند الشهاب (728)، عن مورّق العجلي. وعند أبي نعيم في الحلية (1/ 96)، وابن سعد في الطبقات (4/ 68)، عن سعيد بن المسيب. ورواه ابن عساكر أيضًا في تاريخه (7/ 431)، فما بعدها من حديث من تقدم بألفاظ متقاربة، ولكن بدون ذكر هذه الزيادة التي عند أحمد بن منيع. والحديث صحيح بطرقه. وأمّا هذه الزيادة فرويت من حديث أبي سفيان على وجهين: أحدهما هذا، وأخرجه: ابن سعد في طبقات (4/ 68)، عن أبي معاوية الضرير، عن الأعمش به، بنحوه وذكر تتمة الحديث بنحو رواية ابن ماجه المتقدمة. ورواه الإِمام أحمد في الزهد (190)، عن أبي معاوية، به، بنحوه وذكر تتمة الحديث. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 317)، عن إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيى بن يحيى، عن أبي معاوية، به، بنحوه، وذكر تتمة وقال بعده: هذا =
= حديث صحيحٌ إسنادُه ولم يخرجاه. وأقره الذهبي: ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (7/ 432)، عن أبي القاسم الشحامي، عن أبي بكر البيهقي، عن أبي عبد الله الحاكم به، بنحوه. ورواه أبو نعيم في الحية (1/ 195)، عن محمَّد بن أحمد، عن عبد الله بن شيرويه، عن إسحاق بن راهويه، عن معاوية، به، بنحوه، كاملًا وزاد في آخره: وهذه الأساود حولي، وإنما حوله مطهرة أو إنجانة. الإجَّانة والإِنجانة: المِرْكن وهي آنية وأفصحها إجّانة، واحدة الأجاجين. يُنظر: القاموس 4/ 231، ولسان الميزان 13/ 8: أج ن. ونحوها. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم، عن عبد الله بن محمَّد بن جعفر، عن محمَّد بن شعيب التاجر، عن محمَّد بن عيسى الدامغاني، عن جرير، عن الأعمش به، بنحوه ولم يذكر ورود الحوض. والوجه الثاني: عن أبي: سفيان نفسه ولم يذكر أشياخه: رواه ابن عساكر في التاريخ (7/ 432)، عن أبي عبد الله محمَّد بن الفضل، عن أبي سعيد محمَّد بن علي الخشاب، عن أبي محمَّد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، عن أبي سعيد بن الأعرابي، عن أحمد بن عمرو القطراني، عن عمرو بن مرزوق، عن زائدة، عن الأعمش، عن أبي سفيان قال: دخل سعد على سلمان يعوده ... فذكره بنحوه. ورواه في التاريخ (7/ 433)، عن أبي عبد الله محمَّد بن الفضل، عن أبي سعيد محمَّد بن علي الخشاب، عن أبي محمَّد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، عن أبي سعيد بن الأعرابي، عن عبد الرحمن بن خلف، عن عمرو بن مرزوق به، بنحوه. =
= ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، عن أبي محمَّد الأصبهاني به، بنحوه. ورواه أيضًا في التاريخ (7/ 432)، عن أبي المعالي محمَّد بن يحيى القاضي، عن أبي الحسن عمر بن الحسن بن عتيق بن الروّاس، عن أبي محمَّد عبد الله بن يوسف بن نصر بن أحمد الشيباني، عن أبي بكر أحمد بن يوسف بن خلاد، عن الحارث بن أبي أُسامة، عن معاوية بن عمرو، عن زائدة، به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان السابق عن أبي المعالي محمَّد بن يحيى القاضي، عن أبي محمَّد علي بن زيد بن أحمد التنيسي، عن أبي محمَّد عبد الله بن يوسف بن نصر الشيباني به، بنحوه. ورواه أيضًا في نفس الموضع عن أبي سهل محمَّد بن إبراهيم، عن أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن، عن جعفر بن عبد الله بن يعقوب، عن محمَّد بن هارون الروياني، عن محمَّد بن المثنى، عن محمَّد بن عمار، عن الأعمش به، بنحوه. ورويت نحو هذه الزيادة أيضًا من حديث عامر بن عبد الله: رواها ابن حبّان في صحيحه -الإحسان (2/ 45: 704) - عن محمد بن الحسن بن قتيبة، عن يزيد ابن موهب الرملي، عن ابن وهب، عن أبي هانئ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عامر بن عبد الله أن سلمان الخير حين حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع قالوا: ما يجزعك يا أبا عبد الله وقد كانت لك سابقة في الخير شهدت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مغازي حسنة وفتوحًا عظامًا؟ ... فذكره بنحوه. ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 197)، عن أبي عمرو بن حمدان بن الحسن بن سفيان، عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في التاريخ (7/ 432)، عن محمَّد بن هارون، عن محمَّد بن إسحاق، عن أصبغ بن الفرج، عن ابن وهب به، بنحوه. =
= وروى نحوها أيضًا من حديث الحسن: رواها أبو نعيم في الحلية (1/ 196)، عن أبي يحيى محمَّد بن الحسن بن كوثر، عن بشر بن موسى، عن عبد الصمد بن حسان، عن السري بن يحيى، عن الحسن قال: لما حضر سلمان الوفاة جعل يبكي فقيل له: يا أبا عبد الله ما يبكيك أليس فارقت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنك راض ... فذكر نحوه. وهذه الزيادة ترتقي كأصلها إلى درجة الصحيح لغيره، والله أعلم.
43 - فضل زيد بن صوحان رضي الله عنه
43 - فضل زيد بن صَوحَان (¬1) رضي الله عنه 4015 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬2): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ محمَّد، عَنِ الهُذَيل بْنِ بِلال، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مسعود العَبْدِيّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَسْبِقُهُ (¬3) بَعْضُ أَعْضَائِهِ إِلَى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان رضي الله عنه". ¬
4015 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف الهذيل بن بلال وعبد الرحمن بن مسعود. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 68/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 401)، رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم. =
= تخريجه: رواه من طريقه ابن عدي في الكامل (7/ 123)، به بلفظه. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 416)، باب ما روي في إخباره -صلى الله عليه وسلم- عن قتل زيد بن صوحان شهيدًا فكان كما أخبر قتل يوم الجمل، عند أبي سعيد الماليني، عن أبي أحمد بن عدي به، بلفظه. ورواه ابن عساكر في تاريخه (6/ 628)، عن أبي القاسم إسماعيل بن أحمد، عن إسماعيل بن مسعدة، عن حمزة بن يوسف، عن أبي أحمد بن عدي به، بلفظه. ورواه من طريق أبي يعلى أيضًا الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 439، 440)، عن القاضي أبي الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، عن القاضي أبي بكر يوسف بن القاسم الميانجي، عن أبي يعلى به، بلفظه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم، عن أبي طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري، عن أبي بكر المقرئ، عن أبي يعلى به، بلفظه. ورواه من طريقه أيضًا ابن عساكر في التاريخ (6/ 628)، عن أبي المظفر القشيري، عن أبي سعيد الجنزرودي، عن أبي عمرو بن حمدان. ورواه أيضًا في المكان السابق، عن أبي سهل محمَّد بن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المهدي كلاهما عن أبي يعلى به، بلفظه. وتابع هذيلًا حسين بن الرماحس أخرج حديثه: ابن عساكر (6/ 633)، عن أبي عبد الله محمد بن غانم بن أحمد، عن عبد الرحمن بن محمَّد بن إسحاق، عن أبيه، عن سهل بن السري البخاري، عن عمر بن محمَّد البحيري، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن حسين بن محمَّد المروزي، عن حسين بن الرماحس به، بلفظه. قال: وقال حسين بن الرماحس: وحدَّثتني أم الأسود بنت زيد بن صوحان أنَّ زيد بن صوحان حدّثها عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بذلك.
44 - فضل حسان رضي الله عنه
44 - فضل حسان (¬1) رضي الله عنه 4016 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬2): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّار، ثنا حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى ابن عباس رضي الله عنهما فَقَالَ: قَدْ جَاءَ حَسَّانُ اللَّعِينُ. فَقَالَ ابْنُ عباس رضي الله عنهما: مَا هُوَ بِلَعِينٍ لَقَدْ جَاهَدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِلِسَانِهِ وَنَفْسِهِ. ¬
4016 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة أبي إسحاق السبيعي وهو مدلس ولضعف حُدَيج، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 67/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 380): رواه أبو يعلى وفيه حديج بن معاوية بن حديج وهو ضعيف وقد وثق.
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (4/ 366)، عن أبي المظفر القشيري عن أبي سعيد الجنزرودي، عن أبي عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى، به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي عبد الله الحسين بن طلحة الصالحاني، =
= عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر المقرئ، عن أبي يعلى، به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان السابق عن أم البهاء فاطمة بنت محمَّد، عن إبراهيم بن منصور، به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في التاريخ (4/ 367) عن أبي غالب بن البنا، عن أبي محمَّد الجوميري، عن أبي عمرو بن حيويه، عن عبد الله بن إسحاق المدائني، عن محمَّد بن سليمان لوين، عن حديج، به، بنحوه. ورواه في نفس الموضع من طرق كثيرة عن محمَّد بن سليمان لوين، عن حديج، به، بنحوه.
4017 - حَدَّثَنَا (¬1): عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر بْنِ أَبَانَ، ثنا عَبْدَة، عَنْ أَبِي حَيَّان التَّيْمِيّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: أَنْشَدَ حَسَّانُ بْنُ ثابت رضي الله عنه النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبْيَاتًا فَقَالَ: شهدتُ بِإِذْنِ اللَّهِ أَنَّ مُحَمَّدًا ... رسولُ الَّذِي فوق السموات مِنْ عَلُ وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى وَيَحْيَى كِلَاهُمَا ... [لَهُ] (¬2) عملٌ فِي دِينِهِ مُتَقَبّلُ وَأَنَّ أَخَا الْأَحْقَافِ إِذْ قَامَ فِيهِمْ ... يَقُولُ بِذَاتِ اللَّهِ فِيهِمْ ويَعْدِلُ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "وأنا". ¬
4017 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأنه مرسل فحبيب لم يدرك الحادثة، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 67/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (1/ 29): رواه أبو يعلى وهو مرسل.
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (3/ 371) عن أبي المظفر القشيري عن أبي سعد محمَّد بن عبد الرحمن، عن أبي عمرو بن حمدان. ورواه في الموضع المتقدم عن أبي منصور الحسن بن طلحة الصالحاني عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ. كلاهما عن أبي يعلى، به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أم البهاء فاطمة بنت محمَّد، عن إبراهيم بن منصور، به، بنحوه. =
= ورواه ابن أبي شيبة في المصنف -كتاب الأدب- باب الرخصة في الشعر- (8/ 507: 6068)، عن الفضل، عن عبدة بن سليمان، به، بنحوه. ورواه الحافظ ابن عساكر في التاريخ (4/ 371) من طريق ابن سعد من حديث عبد الملك بن عمير قال: جاء حسان بن ثابت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أسمعك يا رسول الله؟ قال: "قل حقًا". قال: ... فذكره بنحوه لكنه زاد قول النبي -صلى الله عليه وسلم- كل بيت منها: "وأنا أشهد".
45 - فضل صفوان بن المعطل رضي الله عنه
45 - فضل صَفْوَانَ بن المُعَطِّل رضي الله عنه 4018 - قال أبو يعلى (¬1): حدّثنا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا سَلِيْم بْنُ أَخْضَرَ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، أَنْبَأَنِي الْحَسَنُ، عَنْ صَاحِبٍ زَادَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ يُسَمَّى سَفِينَةَ- إِنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان فِي سَفَرٍ وَرَاحِلَتُهُ بِهَا زَادُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَاءَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ فقال: إني قد جُعْتُ. فقال (¬2): ما أنا بمعطيك حَتَّى يأمرنيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وينزل الناس فنأكل (¬3). قَالَ: فَقَالَ هَكَذَا بِالسَّيْفِ وَكَشَفَ عُرْقُوبَ (¬4) الرَّاحلة، قَالَ: وَكَانَ إِذَا حَزَبَهم أَمْرٌ قَالُوا: إحْبِسْ أَوَّلُ إِحْبِسْ أَوَّلُ (¬5)، فَسَمِعُوا فَوَقَفُوا، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا رَأَى مَا صَنَعَ صَفْوَانُ بْنُ المُعَطِّل، بِالرَّاحِلَةِ قَالَ لَهُ: "اخرُج" وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَسِيرُوا، فَجَعَلَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ يَتْبَعُهُمْ حَتَّى نَزَلُوا، فَجَعَلَ يَأْتِيَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ وَيَقُولُ: إِلَى أَيْنَ أَخْرَجَنِي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى النار ¬
أَخْرَجَنِي؟ [قَالَ: فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا زال صفوان بن المعطل يَتَحَوَّبُ (¬6) رِحَالَنَا مُنْذُ اللَّيْلَةَ وَيَقُولُ: إِلَى أَيْنَ أَخْرَجَنِي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى النَّارِ أَخْرَجَنِي؟] (¬7). فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ خبيثُ اللِّسان طيبُ القلب". ¬
4018 - درجته: صحح بهذا الإِسناد وسماع الحسن من سفينة ممكن وقد ذكر فيمن روى عن سفينة ولم أجد من ذكره بالإرسال عنه فالظاهر الاتصال، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 69/ أ).
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (8/ 350) عن أم المجتبى العلوية، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي بعلى، به، بنحوه. وعزاه للبغوي، وكذا فعل الحافظ في الإصابة (2/ 185) لكن جعله من حديث سعد مولى أبي بكر رضي الله عنهم.
46 - فضل خزيمة بن ثابت رضي الله عنه
46 - فضل خُزَيْمَةُ بن ثَابِتٍ رضي الله عنه 4019 - [1] قال ابن أبي عمر: حدّثنا حُسَيْنٌ الجُعْفِي، عَنْ زَائِدَةَ ثنا أَبُو فَرْوَة الجُهَني، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ خزيمة بن ثابت رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّهُ مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدِ اشْتَرَى فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ فجَحَدَه الْأَعْرَابِيُّ الْبَيْعَ، فَقَالَ: لَمْ أَبِعْك. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قَدْ بعْتَنِي" فَمَرَّ عليهم خزيمةُ بن ثابت رضي الله عنه، فَسَمِعَ قَوْلَهُمَا فَقَالَ: أَنَا أَشهد أّنَّك بِعْتَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وما عِلْمُكَ بذلك ولم تَشْهَدْنَا؟ ". فقال رضي الله عنه: قد شَهِدْنَا عَلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ. فَأَجَازَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شهادتَه بشهادةِ رَجُلَين (¬1) حتى مات خزيمة رضي الله عنه. ¬
4019 - [1] درجته: صحيح بهذا الإِسناد. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 67/ أ).
4519 - [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُبَاب، حَدَّثَنِي محمَّد بْنُ زُرَارَة بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا (¬1) عُمَارَةُ بْنُ خُزَيمةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اشْتَرَى فَرَسًا مِنْ سَوَاءِ (¬2) بْنِ قَيْسٍ الْمُحَارِبِيِّ فَجَحَدَهُ فَشَهِدَ لَهُ خزيمة بن ثابت رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"مَا حَمَلَك عَلَى الشَّهَادَةِ وَلَمْ تَكُنْ معنا حاضرًا؟! " فقال رضي الله عنه: صَدَّقتُك بِمَا جِئْتَ بِهِ، وعَلِمتُ أَنَّكَ لَا تَقُولُ إلَّا حَقًّا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ شَهِد لَهُ خُزَيمةُ أو عليه فهو حَسْبُه" (¬3). ¬
4019 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد لحال محمَّد بن زرارة بن خزيمة. لكن الحديث يرتقي بالذي قبله إلى درجة الصحيح لغيره.
4019 - [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. ¬
4019 - [3] درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد أيضًا لحال محمَّد بن زرارة. لكنه يرتقي إلى درجة الصحيح للمتابعة التي في الحديث رقم (4519) [1]. وتقدم أن البوصيري سكت عنه. وأمّا الهيثمي فقد قال عنه في المجمع (9/ 323)، رواه الطبراني ورجاله كلهم ثقات.
تخريجه: أصل الحديث في سنن أبي داود (4/ 31: 3607)، كتاب الأقضية، باب إذا علم الحاكم صدق الشاهد الواحد يجوز له أن يحكم به. وفي سنن النسائي الكبرى (4/ 48)، كتاب البيوع، باب التسهيل في ترك الإِشهاد في البيع. لكن من حديث عمارة بن خزيمة، عن عمه بلفظ: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ابتاع فرسًا من أعرابي، واستتبعه ليقبض ثمن فرسه فأسرع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبطأ الأعرابي وطفق رجال يتعرضون للأعرابي فيسومونه بالفرس وهم لا يشعرون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ابتاعه حتى زاد بعضهم في السوم على ما ابتاعه به منه فنادى الأعرابي النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّ كنت مبتاعًا هذا الفرس وإلَّا بعته فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- حين سمع نداءه فقال: "أليس قد ابتعتُه منك؟ " قال: لا والله ما بعْتُكَه. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قَدْ ابتعتُه منك" فطفق الناس يلوذون بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وبالأعرابي وهما يتراجعان وطفق الأعرابي يقول: هلمَّ شاهدًا يشهد أني قد بعتُكَه. قال خزيمة بن ثابت: أنا أشهد أنك قد بعته. قَالَ: فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على خزيمة فقال: بِمَ تشهد؟ قال: بتصديقك يا رسول الله قال: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَهَادَةُ خزيمة بشهادة رجلين. =
= وأما حديث خزيمة رضي الله عنه فقد رواه: ابن عساكر في تاريخه (5/ 611، 612)، من طريق أبي يعلى، عن أبي عبد الله الخلال، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى به، بنحوه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (4/ 87: 3730)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بن أبي شيبة به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم، عن الحسن بن إسحاق التستري، عن عثمان بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان السابق عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن ليث بن هارون العكلي، عن زيد به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 19)، عن أبي الوليد، عن إبراهيم بن أبي طالب، عن عبدة بن عبد الله الخزاعي، عن زيد بن الحباب به، بنحوه. ورواه أيضًا في نفس الموضع عن أبي الوليد، عن محمَّد بن إسحاق، عن عبدة بن عبد الله به، بنحوه. وروى الحديث أيضًا عن خزيمة رضي الله عنه، أبو عبد الله الجدلي. أخرج حديثه الدارقطني في الأفراد، كما قال الحافظ في الإِصابة (1/ 425)، وعزاه له في الكنز (3737)، من طريق أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- جعل شهادته بشهادة رجلين. وأخرجه من طريقة ابن عساكر (5/ 611، 612)، عن أبي غالب بن البنا، عن أبي الحسن بن الأبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني، عن سعيد بن أحمد العراد، عن يوسف بن إسماعيل بن عبدوية، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن أبي حنيفة به، بنحوه. =
= ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي محمَّد بن الأكفاني، عن عبد العزيز الكناني، عن أبي محمد بن أبي نصر، عن خيثمة بن سليمان، عن أبي يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن أبي حنيفة به، بنحوه. كما روي الحديث أيضًا عن خزيمة رضي الله عنه محمَّد بن عمارة أخرج حديثه: عبد الرزاق في المصنف (8/ 366: 15566)، عن ابن جريج، عن محمَّد بن عمارة، عن خزيمة رضي الله عنه بنحوه مع اختلاف يسير. والله أعلم.
4020 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اشْتَرَى مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَرَسًا فَجَحَدَهُ الْأَعْرَابِيُّ، فَجَاءَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ أَتَجْحَدُ؟ أَنَا أَشْهَدُ عَلَيْكَ أَنَّكَ بِعْتَهُ. فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: إِنْ شَهِدَ عَلَيَّ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فَأَعْطِنِي الثَّمَنَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا خُزَيْمَةُ إنا لم نشهدك فكيف تشهد؟ " فقال رضي الله عنه: أَنَا أَصَدِّقُكَ عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ، أَلَا أُصَدِّقُكَ عَلَى ذَا الْأَعْرَابِيِّ؟ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ (¬2)، فَلَمْ يَكُنْ فِي الإِسلام رَجُلٌ تَجُوزُ شَهَادَتُهُ بِشَهَادَةِ رجلين غير خزيمة بن ثابت رضي الله عنه. ¬
4020 - درجته: ضعيف جدًّا بهذا الإِسناد؛ لأن الخليل بن زكريا متروك كما تقدم، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 67/ ب)، رواه الحارث بن أبي أُسامة بسند ضعيف لضعف مجالد بن سعيد والراوي عنه الخليل بن زكريا.
تخريجه: لم أقف عليه ولكن أصله كما تقدم في سنن أبي داود والنسائي وغيرهما من حديث عمارة بن خزيمة، عن عمه، ومن حديث خزيمة رضي الله عنهم.
47 - فضل أبي هريرة رضي الله عنه
47 - فضل أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه 4021 - قَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَة قَالَ: قَالَ أبو هريرة رضي الله عنه: إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ مَرَّةَ، وَذَلِكَ على قدر ديته، أو قال: ديتي.
4021 - درجته: هذا الموقوف صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم.
تخريجه: رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 383)، عن أبي بكر بن مالك، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه به، بلفظه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي بكر بن مالك، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن إبراهيم بن زياد، عن إسماعيل بن علية به، بلفظه. وأخرجه ابن سعد كما قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (4/ 207)، عن عكرمة بسند صحيح. قلت: وأخرجه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (19/ 241)، عن أبي بكر محمَّد بن عبد الباقي، عن الحسن بن علي، عن أبي عمر بن حيويه، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن ابن سعد، عن المعلي بن أسد، عن عبد العزيز بن المختار، عن خالد بن مهران، عن عكرمة، بنحوه.
48 - فضل زيد بن عمرو بن نفيل وورقة رحمهما الله
48 - فضل زَيد بن عمرو بن نُفَيل وَوَرَقَةَ (¬1) رحمهما الله 4022 - قال الطَّيَالِسِيّ (¬2): حدّثنا المَسْعُودِيُّ عَنْ نُفَيْل (¬3) بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْل العَدَويُّ -عَدَوِيُّ قُرَيْشٍ- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو وَوَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ خَرَجَا يَلْتَمِسَانِ الدِّين حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى رَاهِبٍ بالمَوْصل (¬4) فَقَالَ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ يَا صَاحِبَ الْبَعِيرِ؟ قَالَ: مِنْ بَنِيَّةِ (¬5) إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: فَمَا تَلْتَمِسُ (¬6)؟ قَالَ: أَلْتَمِسُ الدِّين. قَالَ: ارْجِعْ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَظْهَرَ الَّذِي تَطْلُبُ فِي أَرْضِكَ، فَأَمَّا وَرَقَةُ فَتَنَصَّر، وَأَمَّا أَنَا فَعُرِضَتْ عليَّ النَصرانية فَلَمْ تُوَافِقْنِي، فَرَجَعَ وهو ¬
يقول: لبيك حقًا حقًّا، تعبدًا وَرِقًّا، البِرَّ أَبْغِي لَا الخَالَ (¬7) وَهَلْ تَرَى (¬8) [مُهَجِّرًا]، (¬9) كَمَنْ قَالَ: آمَنْتُ بِمَا آمَنَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ ثم يقول: أبغي لَكَ [اللَّهُمَّ] (¬10) عَانٍ رَاغِمُ ... مَهْمَا تُجَشِّمْنِي فَإِنِّي جَاشِمُ (¬11) ثُمَّ يَخِرُّ فَيَسْجُدُ. قَالَ (¬12): وَجَاءَ ابْنَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ كَمَا رأيت وكما بلغك أفأستغفر له؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "نَعَمْ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمة (¬13) وَحْدَهُ". وَأَتَى زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ حارثة رضي الله عنه (¬14) وَهُمَا يَأْكُلَانِ مِنْ سُفْرَةٍ (¬15) لَهُمَا، فَدَعَوَاهُ لِطَعَامِهِمَا. فقال زيد بن ¬
عَمْرٍو لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّا لا نأكل ما ذبح (¬16) على النصب (¬17). ¬
4022 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد لحال نفيل بن هشام بن سعيد وأبيه، والله أعلم.
تخريجه: رواه من طريق الطيالسي البزّار -كشف الأستار (3/ 282: 2753) - عن محمَّد بن يحيى القطيعي، عن أبي داود الطيالسي به، مختصرًا. وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن سعيد بن زيد إلَّا بهذا الإِسناد. وروى أيضًا الزيادة التي في آخره، كشف الأستار (3/ 282: 2754)، عن عمرو بن علي، عن أبي داود الطيالسي به، وزاد في آخرها: فما رُئِي النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ ذَلِكَ اليوم يأكل مما ذبح على النصب. ورواها البزّار أيضًا، كما في الكشف (3/ 282: 2754)، عن محمَّد بن المثنى، عن عبد الله بن رجاء، عن المسعودي به، بلفظها المتقدم. ورواه البيهقي في الدلائل (2/ 123)، عن أبي بكر محمَّد بن الحسن بن فورك، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطيالسي به، بنحوه ولم يذكر الزيادة التي في آخره. ورواه أيضًا من طريقه ابن عساكر في التاريخ (6/ 667)، عن أبي علي الحداد، =
= عن أبي نعيم، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم، عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن يوسف بن الحسن بن محمَّد، عن أبي نعيم به، بنحوه. ورواه الإِمام أحمد في المسند (أحمد شاكر 3/ 1646: 1648)، عن يزيد بن هارون، عن المسعودي به، مختصرًا وذكر الزيادة التي في آخره. وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح ... وإنما صححنا الحديث مع هذا؛ لأنه ثبت معناه من حديث ابن عمر بإسناد صحيح. قلت: والحديث الذي أشار إليه أخرجه البخاري في الصحيح -كتاب مناقب الأنصار، باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل- البخاري مع الفتح (7/ 176: 3826)، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بَلْدَح [وهو وادٍ قبل مكة من جهة المغرب. مراصد الاطلاع (1/ 217)]. قبل أن ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- الوحي فقدّمت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- سفرة فأبى أن يكل منها، ثم قال زيد: إني لستُ آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلَّا ما ذكر اسم الله عليه، وأنّ زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ... الحديث. ورواه أيضًا في كتاب الذبائح والصيد -باب ما ذبح على النصب والأصنام- البخاري مع الفتح (9/ 545: 5499)، لكن وقع بلفظ: "فقدّم إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سفرة لحم فأبى أن يأكل منها، ثم قال: ... إلخ". وهو عند الإِمام أحمد. (المسند ت أحمد شاكر 7/ 5366: 5369). وقد جمع ابن المنير بين هذا الاختلاف بأن القوم الذين كانوا هناك قدموا السفرة للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقدمها لزيد فقال زيد مخاطبًا لأولئك القوم ما قال. وقال ابن بطال: كانت السفرة لقريش قدموها للنبي -صلى الله عليه وسلم- فأبى أن يأكل منها فقدمها النبي -صلى الله عليه وسلم- لزيد بن عمرو فأبى أن يأكل منها، وقال مخاطبًا لقريش الذين قدموها أولًا: "إنا لا نأكل مما ذبح على أنصابكم". =
= قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وما قاله محتمل لكن لا أدري من أين له الجزم بذلك فإني لم أفف عليه في رواية أحد. ونقل عن الخطابي أنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يأكل مما يذبحون عليها -يعني النصب- للأصنام ويأكل ما عدا ذلك وإن كانوا لا يذكرون اسم الله عليه؛ لأن الشرع لم يكن نزل بعد، بل لم ينزل الشرع بمنع أكل ما لم يذكر اسم الله عليه إلَّا بعد المبعث بمدة طويلة. قال الحافظ رحمه الله: وهذا الجواب أولى مما ارتكبه ابن بطال، وعلى تقدير أن يكون زيد بن حارثة ذبح على الحجر المذكور فإنما يحمل على أنه إنما ذبح عليه لغير الأصنام. اهـ. (ينظر: الفتح الموضعان المتقدمان). قلت: وليس في الحديثين تصريح بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أكل مما ذبح على النصب سواء كان للأصنام أو لغيرها بخلاف الحديث الذي معنا فإنه يصرح بذلك، ولعل هذا من تصرف بعض الرواة، وتقدم أن الحمل فيه على نفيل بن هشام وأبيه. نعم هذا الحديث يشهد لكون زيد لم يأكل مما ذبح على النصب لكنه لا يفيد ما أفاده هذا من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أكل مما ذبح على النصب، والله أعلم. وروى طرفه الأخير ابن عساكر في التاريخ (6/ 672)، عن أبي القاسم بن الحصين، عن أبي علي بن المذهب، عن أحمد بن جعفر، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن يزيد بن هارون، عن المسعودي به، بلفظ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمكة هو وزيد بن حارثة، فمرّ بهما زيد بن عمرو بن نفيل فدعواه إلى سفرة لهما فقال: يا ابن أخي إني لا آكل مما ذبح على النصب قال: فما رآني رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ ذلك آكل شيئًا مما ذبح على النصب ... ثم ذكر بقية الحديث". ورواه الطبراني في الكبير (1/ 151: 350)، عن علي بن عبد العزيز، عن عبد الله بن رجاء، عن المسعودي به، بنحوه. وروى آخره الحاكم في المستدرك (3/ 439)، عن أبي العباس، محمَّد بن =
= يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن المسعودي به، فذكر سؤال سعيد بن زيد للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يستغفر لأبيه قال: "نعم فاستغفر له، وقال: فإنه يجيىء يوم القيامة أمة واحدة" ثم قال: فكان فيما ذكروا يطلب الدين ومات وهو في طلبه. وروى بعضه ابن عساكر في التاريخ (6/ 672)، عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي الحسين بن النقور، عن أبي طاهر المخلص، عن رضوان بن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن المسعودي به، بلفظ: أن سعيد بن زيد سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن أبيه زيد بن عمرو ... فذكره بنحو لفظ الحاكم. وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنه يبعث يوم القيامة أُمة وحده" يشهد له ما بعده فهو حسن. والله أعلم.
4023 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونس، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مْجَالدٍ، عن الشَّعْبِييِّ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيل، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم- "يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمة وَحْدَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ عيسى عليه السلام". وسئل -صلى الله عليه وسلم- عن ورقة بن نوفل قال: "أبصرته في بُطْنَانِ (¬2) الجنة عليه سُنْدُس". * إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ مُجَالِدٍ وَقَدْ تَابَعَهُ يَحْيَى [بْنُ] (¬3) سَعِيدٍ الأُموي. * أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ (¬4)، وَتَفَرَّدَ بِهِ مجالد وفيه ضعف. ¬
4023 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن مجالد بن سعيد ضعيف لكنه حسن مما قبله وما بعده. =
= قال البوصيري (3/ 74/ أ)، رواه أبو يعلى والبزار ومدار إسناديهما على مجالد وهو ضعيف. وقال الهيثمي في المجمع (3/ 419)، رواه أبو يعلى وفيه مجالد، وهذا مما مدح من حديث مجالد وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال في رواية البزّار التي أشار إليها المصنف رحمه الله: رجاله رجال الصحيح غير مجالد وقد وثق، وهذا من جيد حديثه وضعفه الجمهور.
تخريجه: رواه ابن عدي في الكامل (1/ 319)، عن محمَّد بن إبراهيم بن ميمون السراج، عن سريج بن يونس به، بلفظ أبي يعلى. ورواه ابن عساكر في التاريخ (6/ 673)، عن أبي البركات الأنماطي، عن أبي الفضل بن خيرون، عن عبد الملك بن محمَّد بن أحمد الصواف، عن محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن يوسف بن يعقوب الصفّار، عن يحيى بن سعيد الأُموي، عن مجالد به، مقتصرًا على ذكر زيد بن عمرو فقط. وعزاه الحافظ في الإصابة (3/ 598)، لابن السكن من طريق يحيى بن سعيد، عن مجالد بلفظ: "رأيت ورقة على نهر من أنهار الجنة". وقال أيضًا: أخرجه محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من هذا الوجه.
4024 - وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا محمَّد بْنُ بَشَّار، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِي أَمْلَاهُ عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ، ثنا محمَّد بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُسامة بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا حَارًّا مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ وَهُوَ مُرْدِفِي (¬2) إِلَى نُصُبٍ مِنَ الأَنْصَاب، وَقَدْ ذَبَحْنَا لَهُ شَاةً فَأَنْضَجْنَاهَا (¬3) قَالَ: فَلَقِيَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَحَيَّا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ تَحِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا زيد: مالي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ [شَنِفُوا] (¬4) لَكَ؟ " قَالَ: وَاللَّهِ يا محمَّد إن ذلك لغير نايلة (¬5) لِي مِنْهُمُ وَلَكِنِّي خَرَجْتُ أَبْتَغِي هَذَا الدِّينَ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى أَحْبَارِ فَدَك (¬6)، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ الله تعالى ويشركون به فقلت: ما هذا (¬7) بالذي أَبْتَغِي. فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُمْ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُ عَنْ دِينٍ مَا نَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا يَعْبُدُ اللَّهَ به ¬
تعالى إلَّا شَيْخًا بِالْحِيرَةِ (¬8)، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدُمَ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أهل بيت الله، ومن أهل الشرك وَالْقَرَظِ، فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ قَدْ ظَهَرَ بِبِلَادِكَ قَدْ بُعِث نبيٌّ قَدْ طَلَعَ نجمُه وَجَمِيعُ مَنْ رَأَيْتُهُمْ فِي ضَلَالٍ. فَلَمْ أُحِسَّ بِشَيْءٍ بعدُ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: فقرَّب إِلَيْهِ السُّفْرَةَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ شَاةٌ ذَبَحْنَاهَا لنصب من الأنصاب. فقال (¬9) -صلى الله عليه وسلم-: "مَا كُنْتُ لِآكُلَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ الله عليه". قال زيد بن حارثة رضي الله عنه: فَأَتَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْبَيْتَ فَطَافَ بِهِ وَأَنَا مَعَهُ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَكَانَ عِنْدَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ صَنَمَانِ مِنْ نُحَاسٍ أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ: يَسَافٌ (¬10)، وَالْآخَرُ يُقَالُ لَهُ: نَائِلَةُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا طَافُوا تَمَسَّحُوا بِهِمَا فَقَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تمسحنهما فإنهما رجس"، فقلت في نفسي: لأمسحنهما (¬11)، حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فمسحتهما فقال -صلى الله عليه وسلم-: "يا زيد ألم تُنْهَ"؟. وَمَاتَ (¬12) زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو وأُنْزِل عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِزَيْدٍ: "إِنَّهُ يُبْعَثُ أُمَّةً وحْدَه". ¬
4024 - درجته: حسن بهذا الإِسناد؛ لأن محمد بن عمرو بن علقمة صدوق كما تقدم لكن الزيادة التي تفيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "شاة ذبحناها لنصب من الأنصاب" زيادة منكرة، ولعلها من أوهام محمَّد بن عمرو لا سيما وقد قال عنه الحافظ: صدوق له أوهام. والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 421)، رواه أبو يعلى والبزار والطبراني ... ورجال أبي يعلى والبزار وأحد أسانيد الطبراني رجال الصحيح غير محمَّد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث.
تخريجه: رواه ابن عساكر في التاريخ (6/ 671)، عن أبي سهل محمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أحمد بن الحسن، عن جعفر بن عبد الله بن يعقوب، عن محمَّد بن هارون، عن محمَّد بن بشار به، بنحوه. ورواه ابن الأثير في أسد الغابة (2/ 295)، عن أبي منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد المؤدب، عن نصر بن محمَّد بن أحمد بن صفوان، عن أبي البركات سعد بن محمَّد بن إدريس، عن أبي الفرج محمَّد بن إدريس بن محمَّد بن إدويس، عن أبي منصور المظفر بن محمَّد الطوسي، عن أبي زكريا يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي، عن محمَّد بن يحيى بن بشار به، بنحوه مختصرًا. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي منصور بن مكارم بن أحمد المؤدب، عن نصر بن أحمد بن صفوان، عن الخطيب أبي الفضائل بن هبة الله، عن أبي الفرج محمَّد بن إدريس به، بنحوه مختصرًا أيضًا. ورواه أيضًا في المكان السابق، عن أبي منصور بن مكارم، عن نصر بن محمَّد بن أحمد بن صفوان، عن أبي البركات سعد بن محمَّد بن إدريس، عن =
= أبي الفرج محمَّد بن إدريس، عن أبي منصور المظفر بن محمَّد الطوسي، عن أبي زكريا يزيد بن محمَّد بن إياس بن القاسم الأزدي، عن عبد الله بن المغيرة مولى بني هاشم، عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن أبي أُسامة، عن محمَّد بن عمرو به، بنحوه مختصرًا أيضًا. ورواه في نفس المكان أيضًا عن أبي منصور بن مكارم، عن نصر بن محمَّد بن أحمد بن صفوان، عن الخطيب أبي الفضائل الحسن بن هبة الله عن أبي الفرج محمَّد بن إدريس به، بنحوه مختصرًا. ورواه النسائي في السنن الكبرى (5/ 54: 8188)، عن موسى بن حزام، عن أبي أسامة، عن محمَّد بن عمرو به، بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (5/ 86: 4663)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن أبي أُسامة حماد بن أُسامة، عن محمَّد بن عمرو به، بنحوه لكن لم يذكر الطواف ومسح زيد للأصنام. لكنه روي هذا الجزء في الموضع المتقدم أيضًا (ح 4665)، به بلفظ: طفت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذات يوم فلمست بعض الأصنام فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لا تمسهما" فقلت: لأعودنّ حتى أبصر ما يقول، ثم مسستها فقال: "ألم تُنْهَ عن هذا؟! قال: فوالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما مسّ منها صنمًا حتى أكرمه الله وأنزل عليه الكتاب. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 283: 2755)، عن بشر بن خالد العسكري، عن أبي أُسامة به، بنحوه، وقال: "أمة واحدة". ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 216، 217)، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن الحسن بن علي بن عفان، عن أبي أُسامة به، بنحو رواية الطبراني والزيادة التي عنده أيضًا. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ومن تأمل هذا الحديث =
= عرف فضل زيد وتقدمه في الإِسلام قبل الدعوة. وأقره الذهبي. قلت: وقد قال الذهبي في السيَّر (1/ 222)، عن الحديث ذاته: في إسناده محمَّد لا يحتج به، وفي بعضه نكارة بيِّنة. ولعله يشير إلى الزيادة التي فيها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذبح أوأكل مما ذبح على النصب، فإن هذه الزيادة منكرة، وتقدم أنها ربما كانت من أوهام محمَّد بن عمرو. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 124، 125)، عن أبي عبد الله الحاكم به، بنحوه، لكن لم يذكر مسح الأصنام. ورواه الطبراني في الكبير (5/ 87: 4664)، عن محمود بن محمَّد الواسطي، عن وهب بن بقية، عن خالد، عن محمَّد بن عمرو بن علقمة به، بنحوه. ورواه البيهقي في الدلائل (2/ 126)، عن أبي الحسن علي بن محمَّد المقرئ، عن الحسن بن محمَّد بن إسحاق، عن يوسف بن يعقوب القاضي، عن محمَّد بن أبي بكر، عن عمرو بن علي، عن محمَّد بن عمرو به، بنحوه مختصرًا، ولم يذكر فيه مسّ الأصنام. وعزاه الحافظ في الإِصابة (1/ 552)، للبغوي والروياني، وكذا السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 61)، عزاه للبغوي في المعجم ولأبي نعيم، والله أعلم.
49 - فضل أبي طلحة رضي الله عنه
49 - فضل أبي طلحة رضي الله عنه 4025 - قال الحارث (¬1): حدّثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيل، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنهما أو أنس (¬2) ابن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صَوتُ أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنه في الجيش خيرٌ من ألف رَجُل". ¬
4025 - درجته: حسن بهذا الإِسناد فإن قبيصة بن عقبة وعبد الله بن محمَّد بن عقيل صدوقان. قال البوصيري (3/ 75/ب): رواه الحارث بسند ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل. قلت: بل هو صدوق، فالحديث حسن، والله أعلم.
تخريجه: هذا الحديث روى عن جابر أو أنس على الشك كما هنا، وروي عن أنس رضي الله عنه. أما على الشك فقد أخرجه: ابن سعد في الطبقات (3/ 383)، عن قبيصة بن عقبة، به بلفظه. =
= ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (6/ 619)، عن أبي بكر بن عبد الباقي، عن أبي محمَّد الجوهري، عن أبي عمرو بن حيوية، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن محمَّد بن سعد، به بلفظه. ورواه ابن سعد أيضًا في الموضع المتقدم عن محمَّد بن عبد الله الأسدي، عن سفيان، به بلفظه. ورواه من طريقه ابن عساكر في الموضع المتقدم عن أبي بكر محمَّد بن عبد الباقي، عن أبي محمَّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن محمَّد بن سعد، به بلفظه. وأما حديث أنس رضي الله عنه فقد رواه عنه علي بن زيد بن جدعان وثابت البناني: فأمّا حديث علي بن زيد بن جدعان فروى بالقطع عن أنس رواه: الحميدي في مسنده (2/ 506: 1202) عن سفيان، عن ابن جدعان، عن أنس رضي الله عنه بلفظ: كان أبو طلحة ينثل كنانته بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ويجثو على ركبتيه ويقول: وجهي لوجهك الوقاء ونفسي لنفسك الفداء. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ من فئة". قال أنس: ورأيت ابن أم مكتوم ومعه لواء المسلمين في بعض مشاهدهم. ورواه من طريقه الحاكم في المستدرك (3/ 352)، عن علي بن حمشاذ العدل، عن بشر بن موسى، عن الحميدي، به بلفظه. وعلي بن زيد ضعيف كما تقدم. ورواه الإِمام أحمد في المسند (3/ 261)، عن حسين بن محمَّد، عن سفيان، به بنحوه مع تقديم وتأخير. ورواه أبو يعلى في المسند (4/ 108: 3970)، عن أبي خيثمة، عن سفيان، به بلفظ أحمد. =
= ورواه من طريقه ابن عسار (6/ 618)، عن أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، عن أبي القاسم إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى، به بلفظ أحمد أيضًا. ورواه في الموضع المتقدم عن أبي المظفر القشيري، عن أبي سعيد الجنزروذي، عن أبي عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى، به بلفظ أحمد أيضًا. ورواه أبو يعلى في المسند (4/ 111: 3978)، عن داود بن عمرو، عن سفيان، به بلفظ: "صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فئة". ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (6/ 618)، عن أبي المظفر القشيري، عن أبي سعد محمَّد بن عبد الرحمن، عن أبي عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى، به بلفظه. ورواه أيضًا في المكان السابق عن أم المجتبى، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى، به بلفظه. ورواه أبو يعلى في المسند أيضًا (4/ 112: 3980)، عن عبد الأعلى، عن سفيان، به بنحو لفظ الحميدي المتقدم. ورواه من طريقه ابن عساكر في الموضع المتقدم، عن أم المجتبى، عن أبي القاسم إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى، به بنحو لفظ الحميدي. ورواه أيضًا في نفس الموضع عن أبي المظفر القشيري، عن أبي سعد الجنزروذي، عن أبي عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى، به، بنحو لفظ الحميدي. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 352)، عن علي بن حمشاذ، عن محمَّد بن أيوب، عن إبراهيم بن بشار، عن سفيان، به بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن علي بن حمشاذ، عن محمَّد بن أيوب، عن علي بن عبد الله المديني، عن سفيان، به بنحوه. =
= ورواه ابن عساكر في المكان نفسه عن أبي القاسم بن الحصين عن أبي علي بن المذهب عن أحمد بن جعفر عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن سفيان، به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع ذاته عن أبي غالب أحمد بن الحسين، عن أبي سعيد محمَّد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله، عن أبي طاهر المخلص، عن يحيى بن محمَّد بن صاعد، عن عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي سعد محمَّد بن الحسين، به، بنحوه. وروي بالشك عن أنس، ومدار هذه الرواية على حماد بن سلمة وهو الذي حصل منه التردد كما قال ابن عساكر رحمه الله فرواه مرة عن ثابت، عن أنس: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 203)، عن يزيد بن هارون، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه بلفظ: "لصوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة". وهذا الإِسناد صحيح. ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (6/ 619)، عن أبي القاسم بن الحصين، عن أبي علي بن المذهب، عن أحمد بن جعفر، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه به، بلفظه. ورواه عبد بن حميد، المنتخب (407: 1384)، عن ابن أبي شيبة، عن يزيد به، بلفظه. ورواه مرة عن علي بن زيد قال: أظنه عن أنس رضي الله عنه: أخرجه الإِمام أحمد أيضًا في المسند (3/ 249)، عن عفان، عن حماد به، بلفظه المتقدم. ورواه من طريقه ابن عساكر (6/ 619)، عن أبي القاسم بن الحصين، عن أبي علي بن المذهب، عن أحمد بن جعفر، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه به، بلفظه. =
= ورواه أيضًا في المكان ذاته عن أبي غالب بن البنا، عن أبي سعد بن أبي علاثة، عن أبي طاهر المخلص، عن يحيى بن محمَّد، عن أحمد بن سنان القطان، عن يزيد بن هارون، عن حماد به، بلفظه وقال: عن أنس أو غيره. قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله: شك حماد في إسناده. ورواه أيضًا في المكان السابق عن أبي عبد الله بن البنا، عن أبي سعد بن أبي علاثة به، بنحوه. والحديث يرتقي بما رواه الإِمام أحمد في المسند (3/ 203)، عن يزيد بن هارون بإسناد صحيح كما تقدم فهو صحيح، والله أعلم.
4026 - [1] حدّثنا (¬1) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: إن أبا طلحة رضي الله عنه قَرَأَ سُورَةَ بَرَاءَةَ فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} (¬2) فقال: أَلًا أَرَى ربي يَسْتَنْفِرُيي شَابًّا وشَيْخًا؟ جَهِّزُوني. فَقَالَ لَهُ بَنُوهُ: قَدْ غزوتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى قُبض ومع أبي بكر رضي الله عنه حتى مات ومع عمر رضي الله عنه فَنَحْنُ نَغْزُو عَنْكَ. قَالَ: جَهِّزُونى. فجَهَّزُوه فَرَكِبَ الْبَحْرَ حَتَّى مَاتَ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ جَزِيرَةً يَدْفِنُوهُ فِيهَا إِلَّا بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ فَلَمْ يتغير. ¬
4026 - [1] درجته: صحيح بهذا الإِسناد. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 75/ ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 316)، رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
4026 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَّامٍ، ثنا حَمَّادٌ بِهِ. * صَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ (¬2) ¬
4026 - [2] درجته: حسن بهذا الإِسناد لحال عبد الرحمن بن سلَّام لكنه يرتقي بالذي قبه إلى الصحيح، والله أعلم.
تخريجه: هذا الحديث رواه عن أنس رضي الله عنه ثابت البناني وعلي بن زيد بن جدعان لكن روى عنهما مجتمعين وروى عن كل منهما على حدته: أمّا روايته عنهما معًا وعن ثابتٍ وحده فمدارها على حماد بن سلمة فرواه عن ثابت، عن أنس كما هنا، وأخرجه غير الحارث وأبي يعلى من طريق أبي يعلى ابن عساكر في التاريخ (6/ 626)، عن أبي المظفر القشيري، عن أبي سعد الجنزروذي، عن أبي عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى به، بنحوه. ورواه عن علي بن زيد وثابت، عن أنس رضي الله عنه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 383)، عن عفان بن مسلم، عن حماد به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 385)، عن علي بن حمشاذ، عن إبراهيم بن أبي طالب، عن الحسن بن عيسى، عن ابن المبارك، عن حماد به، بنحوه. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ورواه من طريقه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 21)، عن أبي عبد الله الحاكم به، بنحوه. =
= ورواه من طريقهما ابن عساكر في التاريخ (6/ 626)، عن أبي القاسم الشحامي، عن أبي بكر البيهقي به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي بكر الخطيب، عن أبي الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم، عن إسماعيل البزّار ابن الشيخ، عن أبي علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، عن يعقوب بن سفيان، عن حجاج بن منهال، عن حماد به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان السابق، عن أبي محمَّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، عن أبي الحسن بن الفضيل، عن عبد الله بن جعفر، عن يعقوب بن سفيان به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي بكر بن الطبري، عن أبي الحسن بن الفضل به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي الحسن علي بن محمَّد بن الخطيب، عن أبي منصور محمَّد بن الحسن، عن أبي العباس أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بن عبد الرحمن، عن محمَّد بن إسماعيل، عن موسى، عن حماد به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي غالب بن البنا، عن أبي الحسن بن الأبنوسي، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن الفتح المصيصي، عن أبي يوسف محمَّد بن سفيان بن موسى المصيصي الصفار، عن أبي عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي، عن عبد الله بن المبارك، عن حماد به، بنحوه. وأمّا رواية علي بن زيد وحده فمدارها على سفيان بن عيينة: رواه الطبراني في التفسير (10/ 138)، عن سفيان، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عنه بلفظ: عن أبي طلحة في قول الله: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}، قال: كهولًا وشبابًا ما أسمع الله عذر أحدًا فخرج إلى الشام فجاهد حتى مات. ورواه ابن عساكر في التاريخ (6/ 625)، عن أبي البنّا حامد بن عبد الله بن =
= أحمد المعرج القضاعي الماكسيني، عن أرحبة، عن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن سعدون، عن أبي عبد الله الحسين بن محمَّد بن طاهر بن يونس بن جعفر بن الصبّاح، عن أبي عمرو عثمان بن محمَّد بن القاسم الأدمي، عن يحيى بن محمَّد بن صاعد، عن أبي ثابت الخطاب، عن سفيان به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي علي الحسن بن المظفر بن السبط، عن إبراهيم بن عبد الله، عن أبي عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، عن سفيان به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي عمرو بن مطر، عن إبراهيم بن علي، عن يحيى بن يحيى، عن سفيان به، بنحوه.
50 - فضل سعد بن معاذ رضي الله عنه
50 - فضل سعد بن مُعَاذٍ رضي الله عنه (179) تَقَدَّمَ لَهُ حَدِيثٌ فِي الْجَنَائِزِ. (180) وَحَدِيثٌ فِي المغازي في حكمه (¬1) في بني قريظة. ¬
4027 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قال: اهتزّ العرش لحُبِّ الله تعالى لقاءَ سعد رضي الله عنه فَقَالَ: إِنَّمَا يَعْنِي السَّريرَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} (¬2) قال: تفسخت أعواده (¬3) ¬
قَالَ (¬4): وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْرَهُ فاحْتَبس فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ: يَا رسول الله ما حبسك؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "ضُمَّ سعدٌ رضي الله عنه في القبر ضَمَّةً فدعوت الله تعالى أن يكشف عنه". ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
4027 - [1] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن محمد بن فضيل يدخل في جملة من روى عن بن السائب بعد الاختلاط، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 68/ أ).
4027 - [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ (¬1): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا محمد بن فضيل به. وقال: هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا التَّفْسِيرِ لَا نَعْلَمُهُ إلَّا عن ابن عمر رضي الله عنهما (¬2). ¬
4027 - [2] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا؛ لأن محمَّد بن فضيل يدخل في جملة من روى عن عطاء بن السائب بعد الاختلاط. والله أعلم.
تخريجه: رواه من طريقه الحاكم في المستدرك (3/ 206)، عن عبد الله بن محمَّد بن موسى، عن إسماعيل بن قتيبة، عن أبي بكر به، بنحوه. وقال الحاكم: صحيح ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 331) به، بلفظه. وروى شطره الثاني وهو قوله: "وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبره ... " الخ. ابن حبّان كما في الإحسان (9/ 90: 6995)، عن الحسن بن سفيان، عن محمَّد بن عبد الله بن نمير، عن ابن فضيل به، بنحوه. وقد روي عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما لكن بلفظ آخر: أخرجه النسائي في السنن الكبرى -كتاب الجنائز- باب ضمة القبر =
= (1/ 606)، عن إسحاق بن إبراهيم، عن عمرو بن محمَّد، عن ابن إدريس، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "هذا الذي تحرّك له العرش وفُتِحَتْ له أبواب السماء وشهده سبعون ألفًا من الملائكة لقد ضُمّ ضَمَّةً ثم أفرج عنه". وإسناده صحيح. فيرتقي به حديث مجاهد لا سيما المرفوع منه وهو خبر الضمّة فهو صحيح لغيره. وأمّا تفسير ابن عمر لاهتزاز العرش فلا يرتقي؛ لأن دلالة هذه الرواية ليست صريحة على ما دلت عليه في حديث مجاهد. وأخرجه أيضًا ابن سعد في الطبقات (3/ 328)، عن إسماعيل بن مسعود، عن عبد الله بن إدريس به، بلفظه. وتقدم أن حديثًا "اهتز العرش لموت سعد" حديث صحيح، والله أعلم.
51 - فضل أبي برزة رضي الله عنه
51 - فضل أبي بَرْزَة رضي الله عنه (181) لَهُ حَدِيثٌ فِي بَابِ عَيْشِ السَّلَفِ مِنْ كتاب الزهد (¬1) والرقائق. ¬
52 - فضل عامر بن الأكوع رضي الله عنه
52 - فضل عامر بن الأكوع رضي الله عنه 4028 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ مَجْزَأةَ بْنِ زَاهِرٍ قَالَ: إن عامر بن الأكوع رضي الله عنه بَارَزَ رَجُلًا فَقَتَلَهُ وَجَرَحَ نَفْسَهُ قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "له أجران".
4028 - درجته: هذا الحديث ضعيف بهذا الإِسناد فإنه مرسل؛ لأن مجزأة بن زاهر لم يدرك القصة، والله أعلم.
تخريجه: رواه ابن سعد في الطبقات (4/ 227) عن الفضل بن دكين، عن الربيع بن أبي صالح، به، بنحوه. وزاد: فأنشأ يقول: قتلت نفسي فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: ... إلخ. ويشهد له ما في الصحيحين وغيرهما من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: رواه البخاري في كتاب المظالم -باب: هل تكسر الدنان التي فيها خمر أو تخرق الزقاق؟ - البخاري مع الفتح (5/ 145: 2477)، وفي كتاب المغازي -باب: غزوة خيبر (7/ 530: 4196) وفي كتاب الذبائح والصيد-، باب: آنية المجوس (9/ 538: 5497)، وفي كتاب الأدب -باب: ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه (10/ 553: 6148)، وفي الدعوات-، باب: قول الله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} ومن خص أخاه بالدعاء دون نفسه (11/ 139: 6331) =
= -وفي الديات-، باب: إذا قتل نفسه خطأ فلا دية عليه (12/ 227: 6891). وهو بطوله في صحيح مسلم -كتاب الجهاد والسير- باب غزوة ذي قرد وغيرها ح (1802 وح 1807)، وفيه: قال: فخرجت فإذا نفر مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقولون: بطل عمل عامر قتل نفسه. قال: فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا أبكي فقلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بطل عمل عَامِرٍ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من قال ذلك؟ " قال: قلت: ناس من أصحابك. قال: "كذب من قال ذلك بل أجره مرتين ... " إلخ. فهذا المرسل صحيح لشاهده الذي في الصحيح، والله أعلم.
4029 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْأَسْلَمِيُّ، ثنا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: إِنَّ عَمَّهُ جُرِحَ يَوْمَ خَيْبَرَ وَقَتَلَ رَجُلًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لك أجران".
4029 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا؛ لأنه مرسل، والله أعلم.
تخريجه: لم أجده مرسلًا عن إياس بن سلمة وقد رواه غيره لكن موصولًا عن سلمة أبيه، وحديث إياس مداره عليه، ورواه مرة بالإِرسال كما هنا ومرة بالوصل كما في صحيح مسلم ح (1807)، والموصول هو الراجح؛ لأن محمَّد بن بشر صدوق كما سبق، فالظاهر أن الحمل عليه في المرسل. والله أعلم.
53 - فضل صهيب رضي الله عنه
53 - فضل صُهَيبٍ رضي الله عنه 4030 - قال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيل ورَوْح بْنُ عُبَادة وَأَبُو سلمة (¬1) قَالُوا: ثنا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الْأَعْرَابِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِي قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: أَتَيْتَنَا صُعْلُوكًا (¬2) فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ ثُمَّ تُرِيدُ أَنْ (¬3) تَخْرُجَ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ؟، وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ. فَقَالَ لهم: أرأيتم إن أعطيتكم مالي تخلون سبيلي؟ فقالوا: نعم، فقال: أُشْهِدُكُم أن قَدْ جَعَلْتُ لَكُمْ مَالِي. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "رَبِحَ صُهَيْبٌ رَبِحَ صُهَيْبٌ". * هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ إِنْ كَانَ أَبُو عُثْمَانَ سَمِعَهُ مِنْ صُهَيْبٍ. وَقَدْ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ عَنْ عَوْفٍ، عن أبي عثمان، عن صهيب رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا أَرَدْتُ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ. فَصَحَّ اتِّصَالُهُ ولله الحمد. ¬
أخرجه ابن مردويه في التفسير للمسند (¬4) من حديث جعفر (¬5). (182) وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ صهيب رضي الله عنه تقدم في التفسير (¬6) للبقرة (¬7). ¬
4030 - درجته: صحيح بهذا الإسناد لا سيما وقد صح سماع أبي عثمان من صهيب رضي الله عنه كما قال الحافظ رحمه الله، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 69/ أ): رواه إسحاق بن راهويه وابن مردويه في تفسيره بسند صحيح.
تخريجه: رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 171)، عن هوذة بن خليفة، عن عوف، به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في التاريخ (8/ 381) عن أبي نصر أحمد بن عبد الله بن =
= رضوان، عن أبي محمَّد الجوهري، عن أبي بكر بن مالك، عن بشر بن موسى الأسدي، عن هوذة بن خليفة، به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي غالب بن البنا. ورواه عن أبي علي بن السبط كلاهما عن أبي محمَّد الجوهري، به، بنحوه. وأما حديث ابن المسيب فهو في التفسير كما قال المصنف رحمه الله.
4031 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي ثنا دَفَّاع بْنُ دَغْفَل، ثنا النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عنه لِصُهَيْبٍ: يَا صُهَيْبُ إِنَّ فِيكَ خِصَالًا ثَلَاثًا أكرهها لك. قال رضي الله عنه: إِطْعَامُكَ الطَّعَامَ وَلَا مَالَ لَكَ، وَاكْتِنَاؤُكَ وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ، وَادِّعَاؤُكَ إِلَى الْعَرَبِ وَفِي لِسَانِكَ لُكْنَه (¬2). قال رضي الله عنه: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الطَّعَامِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَفْضَلُكُمْ من أطعم الطعام" وأَيْمُ الله لا أترك إطعام الطعام أبدًا. وذكر [الكنية] (¬3) قَالَ: فَعَلَيْهَا أَحْيَا وَعَلَيْهَا أَمُوتُ، وَذَكَرَ الِادِّعَاءِ قَالَ: فَأَنَا صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ حَتَّى انْتَسَبَ إِلَى النَّمِرِ بْنِ قَاسِط، كُنْتُ أَرْعَى عَلَى أَهْلِي، وَإِنَّ الرُّومَ أَغَارَتْ فرَقَّتْنِي فعلَّمَتْني لُغَتَهَا فَهُوَ الَّذِي تَرَى مِنْ لُكنَتِي. قُلْتُ: هَذَا إِسْنَادٌ غَرِيبٌ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا ... فَذَكَرَ نحوه (¬4). وهذا السياق أوفى. ¬
وَفِي الْبُخَارِيِّ طَرَفٌ مِنْهُ (¬5). وَفِي ابْنِ مَاجَةَ طرف آخر. وإنما أخرجته لغرابة إسناده واستيفاء سياقه. ¬
4031 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ لأن النعمان بن عبد الله لم أجد له ترجمة وأبوه لم يتبين لي حاله. وقد سكت عنه البوصيري.
تخريجه: رواه ابن عساكر في التاريخ (8/ 389) من طريق أبي يعلى عن أم المجتبى العلوية، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى، به، بنحوه. وحديث جابر رضي الله عنه هذا يرتقي بما عند أحمد وغيره إلى درجة الحسن وقد نص الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (4/ 482) على أن طرقه يقوي بعضها بعضًا.
54 - فضل النابغة الجعدي رضي الله عنه
54 - فضل النَّابِغَة الجَعْدِيّ رضي الله عنه 4032 - قال الحارث (¬1): حدّثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي من سمع النابغة يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأنشدته قولي: وإِنَّا لَقَوْمٌ مَا نُعَوِّد خَيْلَنَا ... إِذَا مَا الْتَقَيْنَا أن تَحِيدَ وتَنْفِرَا وتُنكرُ يَوْمَ الرَّوعِ أَلْوَانَ خيلِنا ... مِنَ الطَّعْن حَتَّى تحسب (¬2) الجَوْنَ أَشْقَرا (¬3) وَلَيْسَ بمعروفِ لَنَا أَنْ نَرُدَّها ... صِحَاحًا ولا مُسْتَنكرٌ (¬4) أن يُعَفَّرا (¬5) ¬
بلغْنَا السماءَ مجدُنا وجُدُودُنا ... وإنَّا لنَبْغِي (¬6) فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرا قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِلَى أَيْنَ؟ " قُلْتُ: إِلَى الْجَنَّةِ. قال: "نعم إن شاء الله تعالى". قال رضي الله عنه: فلما أنشدته -صلى الله عليه وسلم-: ولا خَيْرَ في حِلْمٍ إذا لم يكن لَهُ ... بَوَادرُ تَحْمِي (¬7) صَفْوَه أَنْ يُكَدَّرا وَلَا خَيْرَ فِي جهلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... أَرِيبٌ إِذَا مَا أورَد الْأَمْرُ أَصْدَرا فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا [يفْضُضِ] (¬8) الله فاك". قال: فكان رضي الله عنه مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْرًا، وَكَانَ إِذَا سَقَطَتْ له سن نبتت. ¬
4032 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف العباس بن الفضل ومحمد بن عبد الله العَمِّي وإبهام من حدث عن النابغة، والله أعلم.
تخريجه: رواه من طريق الحارث ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 553) عن أبي الفضل أحمد بن قاسم، عن قاسم بن أصبغ، عن الحارث، به، بلفظه. =
= ورواه عن النابغة رضي الله عنه غير من هنا يعلي بن الأشدق أخرج حديثه: أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 73) عن أبي الحسن بن عمر الحافظ الوراق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَبْدِ العزيز، عن داود بن رشيد، عن يعلى، به، بنحوه. ولم يذكر إلَّا قوله: بلغنا السماء ... البيت. ورواه الحافظ في الإصابة (3/ 509) عن علي بن محمَّد الدمشقي، عن سليمان بن حمزة، عن علي بن الحسين، عن أبي القاسم بن البناء، عن أبي النصر الطوسي، عن أبي طاهر المخلص، عن أبي القاسم البغوي، عن داود بن رشيد، به، ولم يذكر الأبيات الثلاثة الأول. ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 73) عن القاضي أبي أحمد محمَّد بن أحمد بن إبراهيم، عن أحمد بن إسحاق الجوهري، عن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقى، عن يعلى، به، وذكر قوله: بلغنا السماء ... إلخ والبيتين الآخرين. ورواه في الموضع المتقدم عن أبي محمَّد بن حيان، عن أحمد بن إسحاق الجوهري، به، بلفظه. وقال أبو نعيم: ورواه داود بن رشيد وهاشم بن القاسم الحراني وعروة العزقي وأبو بكر الباهلي كلهم عن يعلى بن الأشدق وزاد داود بن رشيد: ولا خير في حلم ... البيت. ولم يذكر داود عمر النابغة وسقوط أسنانه. قلت: قد رواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 4: 2104) عن هاشم بن القاسم الحراني، عن يعلى لكنه جعل بينه وبين النابغة عبد الله بن جراد العقيلي، ولفظه عن النابغة: قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأنشدته من قولي: علونا العباد عفة وتكرمًا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرًا قال: "أين المظهر يا أبا ليلى؟ " قال: قلت: الجنة. قال: "أجل إن شاء الله" ثم قال: "أنشدني" فأنشدته من قولي: فذكر البيتين الآخرين وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-بعدهما: "أحسنت لا يفضض الله فاك". =
= ورواه الحسن بن سفيان في مسنده والشيرازي في الألقاب كما قال الحافظ رحمه الله في الإصابة (3/ 509). ويعلي بن الأشدق قال عنه أبو حاتم: ليس بشيء ضعيف الحديث. وسئل عنه أبو زرعة فقال: هو عندي لا يصدق ليس بشيء (ينظر: الجرح والتعديل 9/ 303). ولذا قال الهيثمي في المجمع (8/ 129): رواه البزّار وفيه يعلي بن الأشدق وهو ضعيف. ورواه عن النابغة أيضًا عبد الله بن جراد: روى حديثه الخطابي في غريب الحديث (1/ 189، 190)، عن ابن الفارسي، عن إسماعيل بن يعقوب الصفار، عن سوار بن سهل، عن سليمان بن أحمد الحرشي، عن عبد الله بن محمَّد بن حبيب الكعبي، عن مهاجر بن سليم، عن عبد الله بن جراد، عن النابغة بنحو رواية البزّار وفي آخره قال: فنظرت إليه وكأَنَّ فاه البَرَد المُنْهلّ تَرِفُّ غُرُوبُه. وعبد الله بن جراد قال عنه أبو حاتم: لا يعرف ولا يصح هذا الإِسناد (ينظر: الجرح والتعديل 5/ 21) ورواه أيضًا المرحبي في كتاب العلم كما قال الحافظ في الإِصابة (3/ 509). وممن تابعه أيضًا كريز بن سامة أخرج حديثه الدارقطني في المؤتلف والمختلف (1060، 1957) عن عبد الله بن العباس بن جبريل الشمعي، عن أبي يوسف الفلوسي، عن يحيى بن راشد، عن الرحال ابن المنذر، عن أبيه، عن جده، عن كريز به، وذكر أول الأبيات فقط. قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (3/ 277) في ترجمة كريز بن سامة: والرحال لا يعرف حاله ولا حال أبيه ولا جده. وممن تابعه أيضًا نصر بن عاصم الليثي، عن أبيه، عن النابغة، بنحوه. قاله الحافظ في الإصابة (3/ 510) وقال: رويناها في الأربعين البلدانية للسلفي من طريق أبي عمرو بن العلاء، عن نصر بن عاصم الليثي ... إلخ.
55 - فضل المقعد الذي مات في حياته -صلى الله عليه وسلم-
55 - فَضْلِ المُقْعَد (¬1) الَّذِي مَاتَ فِي حَيَاتِهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- 4033 - [1] قال عبد (¬2): حدّثنا أبو جابر. [2] وقال الحارث (¬3): حدّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، كِلَاهُمَا عَنْ فَائِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ الله عنه قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ مُقْعَد فَقَالَ لِأَهْلِهِ: ضَعُونِي عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى [مَسْجِدِهِ] (¬4) قَالَ: فوُضِع المُقْعَد عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَانَ إذا اختَلَف -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمَسْجِدِ سَلَّم عَلَى المُقْعَد، فَجَاءَ أَهْلُ المُقْعَد ليَرُدُّوه فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَبْرَحُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ مَا عَاشَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَابْنُوا لِي خُصًّا (¬5)، فَبَنَوْا لَهُ خُصًّا فَكَانَ فِيهِ، -فَكُلَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى الْمَسْجِدِ دَخَلَ الخُصَّ وَسَلَّمَ عَلَى المُقْعَد (¬6) - وَكُلَّمَا ¬
أصاب طُرْفة (¬7) من طعام بعث -صلى الله عليه وسلم- إِلَى المُقْعَد. قَالَ فَبَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ أَتَى آتٍ فَنَعَى لَهُ المُقْعَد فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَهَضْنَا مَعَهُ حَتَّى إذا دنا من الخُصِّ قال -صلى الله عليه وسلم- لِأَصْحَابِهِ: "لَا يقربنَّ الخُصَّ أحدٌ غَيْرِي". فَدَنَا -صلى الله عليه وسلم- من الخُصِّ فإذا جبريل عليه الصلاة والسلام قَاعِدٌ عِنْدَ المُقْعَد فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَأْتِنَا لَكَفَيْنَاكَ أَمْرَهُ فأما إذ جِئْتَ فَأَنْتَ أَوْلَى بِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله ي فَغَسَّله بِيَدِهِ وكَفَّنه وصلَّى عَلَيْهِ وَأَدْخَلَهُ الْقَبْرَ. * تَفَرَّدَ بِهِ فَائِدُ أَبُو الْوَرْقَاءِ وَهُوَ ضَعِيفٌ (¬8). ¬
4033 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد لأنَّ فائدًا متروك كما تقدَّم، والله أعلم.
تخريجه: لم أقف عليه.
56 - فضل ابن أم مكتوم رضي الله عنه
56 - فضل ابن أُمِّ مَكْتُوم رضي الله عنه 4034 - قال الحارث (¬1): حدّثنا يُونُسُ بْنُ محمَّد، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أُم مَكْتُومٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ (¬2)، وعليه درع وبيده راية. ¬
4034 - درجته: موقوف ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة قتادة وهو مدلِّس، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري.
تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 160)، عن عفان بن مسلم، عن يزيد بن زريع، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ به، بلفظ: أن عبد الله بن أُم مكتوم يوم القادسية كانت معه، رأية له سوداء وعليه درع له. وأخرجه أيضًا في الموضع المتقدم عن مسلم بن إبراهيم، عن أبي هلال الراسبي، عن قتادة به، بلفظ: أن ابن أُم مكتوم خرج يوم القادسية عليه درع سابغة. =
= ورواه في المكان السابق عن موسى بن إسماعيل، عن أبي هلال به، بنحوه. ورواه أيضًا عن محمَّد بن عمر، عن عامر، عن قتادة به، بلفظ: أن ابن أُم مكتوم شهد القادسية ومعه الراية. فمدار الخبر على قتادة وقد عنعن وهو مدلِّس كما تقدم، والله أعلم.
57 - فضل عويمر [أبي الدرداء] رضي الله عنه
57 - فضل عويمر [أبي الدرداء] (¬1) رضي الله عنه (183) له في ترجمة أبي ذر رضي الله عنه ذكر (¬2)، وقد تقدمت (¬3). ¬
58 - فضل جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة رضوان الله عليهما
58 - فَضْلُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدِ بْنِ حارثة رضوان الله عليهما (184) حديث علي رضي الله عنه في شأن بنت حمزة رضي الله عنهما تقدم في الحضانة (¬1). 4035 - وقال أبو يعلى (¬2): حدّثنا وَهْبٌ وهو ابْنُ بَقِيَّةَ، ثنا خَالِدٌ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُسَيْنٍ، يَعْنِي: ابْنَ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اعْتَمَرَ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ لَا يُخْرِج أَحَدًا مِنْ أَهْلِهَا، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عُمْرَتَهُ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِبِنْتِ حَمْزَةَ بْنِ عبد المطلب رضي الله عنهما فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَى مَنْ تَدَعُنِي؟ فلم يلتفت -صلى الله عليه وسلم- إِلَيْهَا لِلْعَهْدِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ، ومَرَّ بها زيد بن حارثة رضي الله عنه فقالت: إلى من تدعوني؟ فلم ¬
يلتفت عليها (¬3)، ومَرَّ بها جعفر رضي الله عنه فَنَاشَدَتْهُ. فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، ثُمَّ مَرَّ بِهَا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فَقَالَتْ: يَا أَبَا الْحَسَنِ إِلَى مَنْ تَدَعُنِي؟. فأخذها علي رضي الله عنه فألقاها خلف فاطمة رضي الله عنها، فَلَمَّا نَزَلُوا أَدْنَى مَنْزِلٍ أَتَى زيدٌ عَلِيًّا رضي الله عنه فَقَالَ: أَنَا أَوْلَى بِهَا مِنْكَ ... فَذَكَرَ بَاقِيَ (¬4) الْحَدِيثِ. وَهُوَ عِنْدَ أَحْمَدَ (¬5) مِنْ طَرِيقِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. ¬
4035 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد لكون حسين بن قيس متروكًا. والله أعلم. قال البوصيري: رواه ابن أبي شيبة ... وأبو يعلى بسند ضعيف واللفظ له.
تخريجه: لم أقف عليه من طريق عكرمة لكن له أصل من حديث مقسم، عن ابن عباس =
= أخرجه الإِمام أحمد وأبو يعلى وابن أبي شيبة. (انظر: التعليق على قول المصنف رحمه الله: وهو عند أحمد من طريق مقسم ... إلخ). وقال الحافظ رحمه الله في الفتح (7/ 577)، ذكره الحاكم في "الإكليل" وأبو سعيد في شرف المصطفى"، من حديث ابن عباس بسند ضعيف. وحديث ابن عباس رضي الله عنهمامان كان ضعيفًا لكن لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ ابن عازب رضي الله عنه في قصة الحديبية، وذكره في آخرها بنحو ما هنا. أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الصلح- باب كيف يُكتب هذا ما صالح فلانُ بن فلانٍ فلان ابنَ فلان- البخاري مع الفتح (5/ 357: 2699)، وفي كتاب المغازي، باب عمرة القضاء (7/ 570: 4251). وأخرج مسلم أوله في كتاب الجهاد والسير، باب صلح الحديبية في الحديبية (ح 1783)، فيرتقي حديث ابن عباس بهذا الشاهد الذي في الصحيح إلى درجة الصحيح، فيكون لحديث الباب أصلًا، والله أعلم.
4036 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أُصيب جعفرٌ وَكُنْتُ أُحب جعفرًا رضي الله عنه".
4036 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن أقل أحواله أن يكون مرسلًا فإن عاصم بن بَهْدَلَة معدود في صغار التابعين. والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 59/ب).
تخريجه: لم أقف عليه.
4037 - حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنها قَالَ: كَانَ حُصِر فِيمَا قِيلَ مِنْ جعفرَ رضي الله عنه تَسْعَوْنَ بَيْنَ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ وطَعْنَةٍ برُمح. * أَصْلُهُ في الصحيح (¬1). ¬
4037 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف أبي معشر المدني، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 59/ب).
تخريجه: رواه سعيد بن منصور في سننه (2/ 298: 2836)، عن أبي معشر به، لكن بلفظ: عددتُ بجعفر وهو قتيل خمسين بين طعنة وضربة. ورواه الطبراني في الكبير (2/ 106: 1463)، عن علي بن سعيد الرازي، عن =
= يعقوب بن حميد بن كاسب، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن نافع به، بلفظ: "أمّر النبي -صلى الله عليه وسلم- ... " فذكره بنحو لفظ البخاري الذي تقدم. ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 117)، عن محمَّد بن المظفر، عن عبد الله بن صالح البخاري، عن يعقوب بن حميد به، بلفظ: "كنت مع جعفر رضي الله عنه في غزوة مؤتة فالتمسنا جعفرًا فوجدنا في جسده بضعًا وسبعين ما بين طعنة ورمية". ورواه البيهقي في دلائل النبوة (4/ 360)، عن أبي الحسن علي بن أحمد بن عبدان، عن أحمد بن عبيد الصفّار، عن عباس الأسفاطي، عن يعقوب بن كاسب به، بنحو لفظ البخاري لكن قال: بضعًا وسبعين بين طعنة ورمية. ورواه أيضًا عن أبي عبد الله الحافظ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَبْدِ الله الصفّار، عن أبي إسماعيل الترمذي، عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن المغيرة بن عبد الرحمن به، فذكره بنحو لفظه المشار إليه أولًا إلى قوله: فكنت معهم في تلك الغزوة. ورواه عن أبي عمرو الأديب، عن أبي بكر الإسماعيلي، عن الهيثم الدوري، عن محمَّد بن إسماعيل البخاري، عن أحمد بن أبي بكر الزهري، عن المغيرة به، بلفظه السابق لكن زاد: فالتمسنا جعفرًا فوجدنا في جسده بضعًا وتسعين أو بضعًا وسبعين ما بين طعنة ورمية. ورواه في السنن الكبرى (8/ 154)، كتاب قتال أهل البغي -باب جواز تولية الإِمام من ينوب عنه وإن لم يكن قرشيًا- عن أبي عمرو البسطامي، عن أبي بكر الإسماعيلي، عن أبي يعلى، عن مصعب الزبيري، عن المغيرة به، بنحو روايته في الدلائل لكن قال: بضعًا وتسعين بين ضربة ورمية. ورواه الطبراني في الكبير (2/ 107: 1464)، عن أحمد بن عبد الكريم الزعفراني العسكري، عن عمر بن الخطاب السجستاني، عن إسماعيل بن أبان =
= الورّاق، عن أبي أُويس عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عن نافع به، بنحوه بلفظ: "نيفًا وتسعين ما بين ضربة بسيف وطعنة". ورواه ابن سعد في الطبقات (7/ 28)، عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أُويس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن حفص به، بلفظ: "بضع وتسعون فوجدنا ذلك فيما أقبل من جسده". ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 212)، عن علي بن عبد الرحمن السبيعي، عن الحسين بن الحاكم، عن إسماعيل بن أبان، عن أبي أُويس به، بلفظ: "بضعًا وسبعين جراحة. ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 117)، عن عبد الله بن محمَّد، عن علي بن إسحاق، عن أبي شيبة الكوفي، عن إسماعيل بن أبان به، بلفظ: "بضعًا وتسعين ووجدنا ذلك فيما أقبل من جسده". ورواه سعيد بن منصور في السنن (2/ 297: 2835)، عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن نافع به، في حديث طويل قال في آخره: فعددت به خمسين بين طعنة وضربة ليس فيها شيء في دبره. ورواه الطبراني في الكبير (2/ 107: 1465)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن أبي كريب، عن رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث به، بلفظ: "فعددتُ فيه خمسين بين طعنة وضربة ليس فيها شيء في دبره". ورواه ابن سعد في الطبقات (4/ 28)، عن الفضل بن دكين، عن أبي جعفر، عن نافع به، بلفظ: "وجد فيما أقبل من بدن جعفر بن أبي طالب ما بين منكبيه تسعين ضربة بين طعنة برمح وضربة بسيف". ورواه أيضًا عن محمَّد بن عمر، عن أبي جعفر به، بلفظ: "اثنتين وسبعين ضربة".
4038 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا [إِسْمَاعِيلُ] (¬2) بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْحَبَشَةِ عَانَقَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-". ¬
4038 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف مجالد بن سعيد، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 59/ ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 275)، رواه أبو يعلى وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: هذا الحديث مداره على الشعبي واختلف عليه فيه على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: مرفوعًا عنه عن جابر رضي الله عنه: رواه الحاكم في المستدرك (3/ 211)، عن علي بن عبد الرحمن بن عيسى السبيعي، عن الحسين بن الحاكم الحيري، عن الحسن بن الحسين العرني، عن أجلح بن عبد الله، عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- من خيبر قَدِمَ جَعْفَرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْحَبَشَةِ تلقاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقبّل جبهته ثم قال: "والله ما أدري بأيهما أنا أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر". ويأتي كلام الحاكم رحمة الله عليه عند ذكر المرسل. ورواه من طريقه البيهقي في الدلائل (4/ 246) به، بنحوه. ورواه الحاكم أيضًا في المستدرك (2/ 624)، في كتاب التاريخ، عن أبي الحسن علي بن محمَّد بن عقبة الشيباني، عن الهيثم بن خالد، عن أبي غسان =
= النهدي، عن الأجلح به، بنحوه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. وقد تابع الشعبي في روايته عن جابر أبو الزبير: أخرج حديثه البيهقي في الدلائل (4/ 246)، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي الحسن بن أبي إسماعيل العلوي، عن أحمد بن محمد البيروتي، عن محمَّد بن أحمد بن أبي طيبة، عن مكي بن إبراهيم الرُّعيني، عن سفيان الثوري، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه بنحوه. لكن قال البيهقي رحمه الله: في إسناده إلى الثوري من لا يعرف. الوجه الثاني: عن الشعبي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. رواه البيهقي في شعب الإِيمان (6/ 477)، عن أبي الحسين بن عبدان، عن أحمد بن عبيد، عن إسماعيل بن الفضل، عن خليفة بن خياط، عن زياد بن عبد الله البكائي، عن مجالد، عن الشعبي، عن عبد الله بن جعفر بنحوه لكن قال: فقبّل شفتيه. قال البيهقي: هكذا وجدته ورواية بين عينيه وإن كانت مرسلة أصح. ورواه في السنن الكبرى (7/ 101) -كتاب النكاح- باب ما جاء في قبلة ما بين العينين، عن أبي سعد الزاهد، عن علي بن بندار الصوفي، عن عبدان الجواليقي، عن خليفة بن خياط به، بنحوه مختصرًا. وقال: والمحفوظ هو الأول مرسل. ورواه البزّار في مسنده كما قال الزيلعي في نصب الراية (4/ 255)، عن أحمد بن عبد الله بن شبيب، عن إسماعيل بن أبي يونس، عن محمَّد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن عبد الرحمن بن أبي مليكة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ بنحوه. =
= ونقل عن البزّار أنه قال: لا نعلمه يروي عن عبد الله بن جعفر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا من هذا الوجه وقد رواه الشعبي عن عبد الله بن جعفر عن أبيه. الوجه الثالث: عن الشعبي مرسلًا. رواه ابن سعد في الطبقات (4/ 26)، عن عبد الله بن نمير، عن الأجلح، عن الشعبي بنحوه. ورواه أيضًا عن الفضل بن دكين، عن سفيان، عن الأجلح، عن الشعبي بنحوه لكنه قال: وضمّه إليه. ورواه أيضًا عن محمَّد بن ريعة الكلابي، عن سفيان به، بنحوه. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 101) -كتاب النكاح- باب ما جاء في قبلة ما بين العينين، عن أبي القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي، عن أبي جعفر محمَّد بن علي بن دحيم، عن إبراهيم بن إسحاق القاضي، عن قبيصة، عن سفيان به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي القاسم عبد الواحد بن محمَّد النجار المقرئ، عن أبي جعفر محمَّد بن علي بن دحيم به، بنحوه. وقال: هذا مرسل. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 433: 5780)، عن علي بن مسهر، عن الأجلح، عن الشعبي بنحوه. ورواه أيضًا في المصنف (12/ 106: 12254 و 12/ 535: 15529 و 14/ 349: 18490)، به بنحوه. ورواه من طريقه أبو داود في سننه (5/ 392: 5220) -كتاب الأدب- باب في قبلة ما بين العينين به، بلفظ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تلقى جعفر بن أبي طالب فالتزمه وقبل ما بين عينيه. ورواه الطبراني في الكبير (2/ 108: 1469)، عن محمَّد بن عثمان بن =
= أبي شيبة، عن عمه أبي بكر به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 211)، عن علي بن عيسى الحيري، عن إبراهيم بن أبي طالب، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن ابن أبي خالد، عن الشعبي، بنحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح إنما ظهر بمثل هذا الإِسناد الصحيح مرسلًا وقد وصله أجلح ابن عبد الله. وقال الذهبي: وهو الصواب. والراجح من هذه الأوجه الثلاثة هو: الإرسال كما رجَّحَ هذا الحاكمُ والبيهقي والذهبي فيما تقدم من كلامهم، والله أعلم. لكن لهذا المرسل شواهد مرفوعة من حديث أبي جحيفة وعائشة وعلي رضي الله عنهم. فحديث أبي جحيفة أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 108: 1470)، بنحو لفظ حديث الشعبي لكن لم يذكر التقبيل، ورواه أيضًا في الكبير (22/ 100: 244). ورواه في الأوسط كما في نصب الراية (4/ 255)، وفي الصغير (1/ 19)، وقال بعده: تفرد به الوليد بن عبد الملك. قلت: وأحمد بن خالد بن مسرِّح شيخ الطبراني فيه قال عنه الدارقطني: ليس بشيء. (وانظر: ميزان الاعتدال 1/ 95)، والمغني في الضعفاء (1/ 38: 280)، ولسان الميزان (1/ 165). وتابعه أبو عقيل أن بن سالم الخولاني عند الطبراني (22/ 100: 244). لكن قال الهيثمي في المجمع (9/ 275)، وفي رجال الكبير أنس بن سالم ولم أعرفه. وأما حديث عائشة رضي الله عنها فرواه البغوي وابن السكن، كما قال الحافظ في الإصابة (1/ 239)، من طريق محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما قدم جعفر وأصحابه استقبله =
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقبّل ما بين عينيه. ومحمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ الليثي المكي ضعفه ابن معين وقال عنه البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك. (وانظر: الميزان 5/ 36، 37). ورواه أيضًا ابن عدي في الكامل (6/ 220)، من طريق محمَّد بن عبد الله هذا. وقال ابن عدي: ورواه أبو قتادة الحراني، عن الثوري، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عائشة. ومن طريقه رواه البيهقي في شعب الإِيمان (6/ 477). قال الدارقطني في العلل- كما في نصب الراية (4/ 255)، هذا حديث يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه فرواه الثوري، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عائشة، رواه أبو قتادة الحراني عنه، وخالفه محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عمير فرواه عن يحيى، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها وكلاهما غير محفوظ وهما ضعيفان. اهـ. وأمّا حديث علي رضي الله عنه فرواه ابن عدي في الكامل (5/ 243)، من طريق عيسى بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه. وعيسى هذا قال عنه الدارقطني: متروك الحديث واتهمه ابن حبّان بالوضع. (وانظر: الميزان 4/ 235، واللسان 4/ 399). وحديث أبي جحيفة وحديث عائشة رضي الله عنهما وإن كانا ضعيفين فمرسل الشعبي يرتقي بهما إلى الحسن، والله أعلم.
4039 - وقال الحميدي (¬1): حدّثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "مَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرِيَّةً قَطُّ فِيهِمْ زَيْدُ بْنُ حارثة رضي الله عنه إلَّا أَمَّرَهُ عليهم" مختصرًا. ¬
4039 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد للإنقطاع بين الشعبي وعائشة رضي الله عنها. قال البوصيري (3/ 68/ أ)، رواه الحميدي ورواته ثقات.
تخريجه: اختلف فيه على سفيان فروي عنه عن إسماعيل، عن الشعبي، عن عائشة كما هنا، وروي عنه عن إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها رواه الحاكم في المستدرك (3/ 218)، عن أحمد بن سهل، عن سهل بن المتوكل، عن حامد بن يحيى البلخي، عن سفيان به، بنحوه. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قلت: وسهل بن المتوكل لم أجد من ذكره سوى ابن حبّان في الثقات (8/ 294)، لكن تابع الشعبي في هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها البهيّ مولى مصعب ابن الزبير. روى حديثه الإِمام أحمد في المسند (6/ 226)، عن محمَّد بن عبيد، عن وائل بن داود، عن البهيّ، عن عائشة رضي الله عنها بنحوه وزاد: ولو بقي بعده لاستخلفه. ورواه أيضًا في المسند (6/ 227، 254) به، بنحوه. والبهي اسمه عبد الله قيل: لم يسمع من عائشة أيضًا لكن مسلمًا رحمه الله أخرج حديثه عنها فحديثه هذا حسن إن شاء الله. =
= ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 23) به، بنحوه. ورواه النسائي في الكبرى (5/ 52: 8182) -كتاب المناقب- باب مناقب زيد بن حارثة رضي الله عنه، عن أحمد بن سليمان، عن محمَّد بن عبيد به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 215)، عن أبي الطيب محمَّد بن أحمد الزاهد، عن سهل بن عمار العتكي، عن محمَّد بن عبيد الطنافسي، عن وائل بن داود به، بنحوه. قال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. لكن قال الذهبي: سهل قال الحاكم في تاريخه: كذاب. وهنا يصحح له فأين الدين؟!. قلت: وعليه فحديث الشعبي رحمه الله يوتقي بهذه المتابعة إلى درجة الحسن لغيره. والله أعلم.
4040 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صالح الأَزْدي، ثنا يونس بن بُكَير، عن ابن [أَبِي] (¬2) إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ زيد بن حارثة رضي الله عنهم أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: آخَيْتَ بَيْنِي وبين حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه. ¬
4040 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة أبي إسحاق وهو مدلِّس. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 68/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (8/ 174)، رواه البزّار والطبراني ورجال البزّار رجال الصحيح وكذلك أحد إسنادي الطبراني.
تخريجه: هذا الحديث اختلف فيه على أبي إسحاق، فروي عنه عن البراء، عن زيد رضي الله عنهما، وروى عنه عن رجل من أصحاب علي، عن علي رضي الله عنه. أمّا الوجه الأول: فرواه غير أبي يعلى البزّار في مسنده -كما في كشف الأستار (2/ 388: 1917) - عن أبي كريب، عن يونس بن بكير به، بنحوه. وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن زيد بن حارثة إلَّا بهذا الإِسناد. ورواه الطبراني في الكبير (5/ 85: 4659)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن أبي كريب، عن يونس بن بكير به، بنحوه. ورواه أيضًا (3/ 141: 2927)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن محمَّد بن عبد الله بن نمير، عن يونس بن بكير به، بنحوه. ورواه أيضًا (5/ 85: 4658)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن عبيد بن يعيش، عن يونس بن بكير به، بنحوه. =
= وأمّا الوجه الثاني: فرواه الطبراني أيضًا في الكبير (3/ 141: 2928)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن عبد الله بن عمر بن أبان، عن يحيى بن عبد الملك بن أبي غَنِيَّه، عن أبي إسحاق به، بلفظ: "آخى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ حمزة بن عبد المطلب وبين زيد بن حارثة رضي الله عنهما". وكلا الوجهين ضعيف لعنعنة أبي إسحاق. والله أعلم.
59 - فضل أبي أمامة رضي الله عنه
59 - فضل أبي أمامة رضي الله عنه 4041 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْبَصْرِيُّ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ هُرْمُز القَسْمَلِيّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عنه قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلى قومي فانتهيتُ إليهم وأنا طَاوِيْ (¬2)، وَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِمْ وَهُمْ يَأْكُلُونَ الدَّمَ. فَقَالُوا: هَلُمَّ. فقلت: جِئْتُ أَنْهَاكُمْ عَنْ هَذَا، فَنِمْتُ وَأَنَا مَغْلُوبٌ فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي بِإِنَاءٍ فِيهِ شَرَابٌ فَقَالَ: خُذْ. فَأَخَذْتُهُ فَشَرِبْتُ فَشَبِعْتُ وَرُوِيتُ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَتَاكُمْ رَجُلٌ مِنْ سَرَاة (¬3) قَوْمِكُمْ فَلَمْ تُتْحِفُوهُ بمَذِيْقَةٍ (¬4). قَالَ: فَأْتُونِي بِمَذِيقَتِهِم فَقُلْتُ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا. قَالُوا (¬5): إِنَّا رأيناك بِجَهْد (¬6). فأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم رضي الله عنهم. ¬
4041 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف صدقة بن هرمز. =
= وقد سكت عنه البوصيري. قال الهيثمي في المجمع (9/ 390): رواه الطبراني بإسنادين وإسناد الأولى حسن فيها أبو غالب وقد وثق.
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 296) عن أم المجتبى العلوية عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر المقرئ، عن أبي يعلى، به، بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (8/ 335: 8073) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن عبد الله بن سلمة بن عياش العامري، عن صدقة، به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 641) عن علي بن حمشاذ العدل، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، به، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلى قومي أدعوهم إلى الله تبارك وتعالى وأعرض عليه شرائع الإِسلام فأتيتهم وقد سقوا إبلهم وحلبوها وشربوا فلما رأوني قالوا: مرحبًا بالصدى بن عجلان ثم قالوا: بلغنا أنك صبوت إلى هذا الرجل؟ قلت: لا ولكن آمنت بالله وبرسوله وبعثني رسول الله أعرض عليكم الإِسلام وشرائعه فبينا نحن كذلك إذ جاؤوا بقصعة دم فوضعوها واجتمعوا عليها يأكلوها فقالوا: هلم يا صدى. فقلت: ويحكم إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم مما أنزله الله عليه. قالوا: وما ذاك؟ قلت: نزلت عليه هذه الآية: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ ...} (1) إلى قوله: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة 3] فجعلت أدعوهم إلى الإِسلام ويأبون فقلت لهم: ويحكم ايتوني بشيء من ماء فإني شديد العطش. قالوا: لا ولكن ندعك تموت عطشًا. قال: فاعتممت وضربت رأسي في العمامة ونمت في الرمضاء في حر شديد فأتاني آتٍ في منامي بقدح زجاج لم ير الناس أحسن منه وفيه شراب لم ير الناس ألذ منه فأمكنني منها فشربتها فحيث فرغت من شرابي استيقظت ولا والله ما عطشت ولا عرفت عطشًا بعد تلك الشربة فسمعتهم يقولون: أتاكم رجل من سراة =
= قومكم فلم تمجعوه (¬1) بمذقة فَأْتُونِي بِمُذَيِّقَتِهِمْ فَقُلْتُ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا إن الله تبارك وتعالى أطعمني وسقاني فأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم. ورواه البيهقي في الدلائل (6/ 126) -باب ما جاء فيما ظهر على أبي أمامة حين بعث رسولًا إلى قومه من الكرامات- عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن محمَّد بن عبيد الله بن المنادي، عن يونس بن محمَّد المؤدب، عن صدقة بن هرمز، به، بنحوه. ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (8/ 296) عن أبي عبد الله الفراوي، عن أبي بكر البيهقي، به، بنحوه. ورواه البيهقي أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي صادق العطار، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، به، بنحوه. ورواه من طريقه ابن عساكر أيضًا عن أبي عبد الله الفراوي عنه، به، بنحوه. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 441: 1234) عن محمَّد بن علي بن الحسين ابن شقيق، عن أبيه عن الحسين بن واقد عن أبي غالب، به، بنحوه. قلت: ورجاله ثقات سوى أبي غالب فإنه صدوق كما سبق. وعليه فالحديث حسن بهذه المتابعة. ورواه الطبراني في الكبير (8/ 343: 8099) عن محمَّد بن عبدوس بن كامل السراج، عن محمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، به، بنحوه. ورواه البيهقي في المكان السابق عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العباس قاسم بن القاسم السبأي، عن إبراهيم بن هلال البوزنجردي، عن علي بن الحسين بن شقيق، به، بنحوه. = ¬
= ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (8/ 296) عن أبي عبد الله الفراوي، عن البيهقي، به، بنحوه. ورواه ابن عساكر أيضًا عن أبي علي الحسين بن المظفر، عن أبي الغنائم الدجاجي، عن علي بن معروف، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ محمَّد بْنِ عقيل، عن علي بن الحسن بن واقد، عن أبيه، عن أبي غالب، به، بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (8/ 335: 8074) عن زكريا بن يحيى الساجى، عن محمَّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن بشير بن سريج، عن أبي غالب، به، بنحو رواية الحاكم. ورواه أيضًا عن عبد العزيز بن محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عقيل المقرئ عن محمَّد بن عبد الملك به، بنحو رواية الحاكم أيضًا. قال الهيثمي في المجمع (9/ 390): رواه الطبراني وفيه بشير بن سريج وهو ضعيف. قلت: ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا وذكره ابن حبّان في الثقات، وذكر ابن الجوزي، عن يحيى أنه قال: لا يكتب حديثه. (وانظر: الجرح والتعديل 2/ 375، ثقات ابن حبّان 18/ 151، ضعفاء ابن الجوزي 1/ 145، الميزان 1/ 329). ورواه ابن عساكر في التاريخ (8/ 297) عن أبي بكر محمَّد بن الحسين المقرئ، عن أبي الغنائم ابن المأمون، عن علي بن عمر بن محمَّد الحربي، عن أبي حبيب العباس بن أحمد، عن محمَّد بن عبد الملك، به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي علي الحسن بن المظفر. وعن أبي عبد الله الحسين بن محمَّد بن عبد الوهاب. كلاهما عن أبي الغنائم بن المأمون، به، بنحوه.
4542 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا الْهَيْثَمُ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيمٌ (¬1) بْنُ عَامِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أمامة رضي الله عنه: ابن كم كنت عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟. قَالَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا غَيْرُكَ قَبْلَكَ، كُنْتُ ابْنَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي، وَحَضَرْتُ خُطْبةً فجعل يميل بصدر (¬2) راحلته فيكاد أَنْ تُزِيلَنِي (¬3) عَنِ السَّمَاعِ، فَأَضَعُ كَتِفَي فِي صدر راحلته فأزيلها. ¬
4042 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة الوليد بن مسلم، والله أعلم.
تخريجه: هذا الحديث اختلف في لفظه على سليم بن عامر على وجهين: الوجه الأول: بلفظ أنه كان ابن ثلاث وثلاثين سنة كما هنا. ورواه ابن عساكر في التاريخ (8/ 294، 295) عن أبي القاسم السمرقندي، عن حسين بن النقور، عن عيسى بن علي، عن عبد الله بن محمَّد، عن الحكم بن موسى، عن الوليد بن مسلم، به، بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (8/ 185: 7668) عن إبراهيم بن دحيم الدمشقي عن أبيه، عن الوليد به، لكن لم يذكر فيه السؤال، عن السنن، ولفظه: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم النحر على راحلته. الوجه الثاني: بلفظ أنه كان ابن ثلاثين سنة. رواه الطبراني في الكبير (8/ 181: 7664) عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر أنه سمع أبا أمامة الباهلي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في حجة الوداع على الجدعاء قد جعل رجليه في غرز الركاب =
= يتطاول ليسمع الناس فقال: "ألا تسمعون؟ " يطول صوته فقال قائل من طوائف الناس: ما تعهد إلينا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم". قال أبو يحيى: فقلت: يا أبا أمامة مثل من أنت يومئذٍ؟ قال: ابن ثلاثين سنة أزاحم العير حتى إني أزحمه قدمًا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قلت: وبكر بن سهل لم أجد له ترجمة. ورواه ابن عساكر في التاريخ (8/ 294) عن أبي الحسن علي بن محمَّد بن أحمد بن عبد الله، عن أبي منصور محمد بن الحسن بن محمد بن يونس، عن أحمد بن الحسن بن زنبيل، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَبْدِ الرحمن بن الجليل، عن محمَّد بن إسماعيل، عن عبد الله بن صالح، به، بنحوه. وعبد الله بن صالح كاتب الليث مع أنه صدوق لكنه يغلط كثيرًا كما قال الحافظ في التقريب (308: 3388). ورواه أيضًا عن أبي محمد بن الأكفاني، عن عبد العزيز بن أحمد، عن أبي محمَّد بن أبي نصر، عن أبي الميمون، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن صالح، به، بنحوه، مختصرًا. ورواه أيضًا عن أبي الوفاء عبد الواحد بن حمد، عن أبي طاهر أحمد بن محمود، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي العباس بن قتيبة، عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن معاوية بن صالح، به، لكن قال عن سليم، عن جدته. قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله: كذا وقع في الأصل وهذا تصحيف فاحش فإن سليمان سمعه من أبي أمامة نفسه ويدل عليه قوله في الحديث: يا ابن أخي ولو كان عن جدته لقال: يا بنت أخي. ورواه أيضًا عن أم المجتبى بنت ناصر، عن أبي طاهر أحمد بن محمود، به، بنحوه. ولم يترجح لي أحد الوجهين، والله أعلم.
60 - فضل عبد الله بن قيس الأنصاري رضي الله عنه
60 - فضل عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيِّ (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عنه 4043 - قال عبد: حدّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا (¬2) سَالِمُ بْنُ عُبَيد، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ (¬3): إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عباس رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ يَمُوتُ وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْكِبْرِ مِثْقَالُ حبَّة مِنْ خَرْدَلٍ إلَّا جعله الله تعالى فِي النَّارِ". فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عنه بَكَى، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ لِمَ تَبْكِي؟ " فَقَالَ: مِنْ كَلِمَتِكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَبْشِرْ فَإِنَّكَ فِي الْجَنَّةِ". قَالَ: فَبَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْثًا فَغَزَا فَقُتِلَ فِيهِمْ شَهِيدًا ... الْحَدِيثُ. وَقَدْ تَقَدَّمَ باقيه في الأدب في ذم الكبر (¬4). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
4043 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف سالم بن عبيد، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري.
تخريجه: عزاه في أسد الغابة (3/ 366) لابن مندة وأبي نعيم. وقال الحافظ في الإصابة (2/ 353): رواه الحسن الحلواني من هذا الوجه. وقال: أخرجه ابن منده من طريقه ورجاله ثقات. قلت: تقدم أن سالم بن عبيد ضعيف، ولكن أول الحديث يشهد له ما في صحيح مسلم كتاب الإِيمان، باب تحريم الكبر وبيانه (ح 91)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال ذرة من كبر" قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة. قال: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس".
61 - فضل عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما
61 - فَضْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طالب رضي الله عنهما 4044 - [1] قال أبو بكر: حدّثنا وكيع، عن مسعر، عن الوليد ابن سُرَيْع، عن فِطْر بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيث قَالَ: ثُمَّ مَرَّ، يَعْنِي: النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جعفر رضي الله عنهما وَهُوَ يَلْعَبُ بِشَيْءٍ يَبِيعُهُ وَهُوَ غُلَامٌ فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-، "اللهم بارك له في تجارته". [2] حدّثنا (¬1) ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ فِطْرٍ مِثْلَهُ. * إِسْنَادُهُ حَسَنٌ على شرط أبي داود (¬2). ¬
أُخْرِجَ بِهَذَا الإِسناد أَوَّلُ هَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ يذكر ما أوردته (¬3). [3] وقال أبو يعلى (¬4): حدّثنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عن فطر نحوه وقال: "بارك الله تعالى له في بيعه أو قال في صفقته". ¬
4044 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف خليفة أبي فطر. قال الهيثمي في المجمع (9/ 289)، رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات. قلت: بل فيه خليفة ضعيف كما تقدم، والله أعلم.
تخريجه: رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 37: 714)، عن أبي بكر، عن ابن نمير، به بنحوه. ورواه البغوي كما قال الحافظ في الإصابة (2/ 281)، عن القواريري به، بنحوه. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 220، 221)، عن أبي منصور المظفر بن محمَّد العلوي، عن أبي جعفر بن دحيم، عن أحمد بن حازم بن أبي غَرْزة عن الفضل بن دكين، عن فطر به، بلفظ: انطُلِق بي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا غلام شاب، فمرّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على عبد الله بن جعفر ... الخ، بنحوه. =
=ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (9/ 62)، عن أبي عبد الله الفراوي عنه به، بنحوه. ورواه من طرق أُخرى، عن أبي القاسم علي بن إبراهيم بن يعقوب، عن أبي زرعة، عن أبي نعيم به، بنحوه. وهذا الحديث له شاهد من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رواه الإِمام أحمد في المسند (3/ 192)، تحقيق أحمد شاكر (ح 1750)، بسند صحيح وهو حديث طويل في قصة بُعِثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ مؤتة، وفي آخره قال -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم اخلُف جعفرًا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه قالها ثلاث مرار ... " الحديث. ورواه مختصرًا أبو داود في السنن -كتاب الترجل- باب في حلق الرأس (4/ 409: 4192)، والنسائي في الكبرى -كتاب الزينة- باب حلق رؤوس الصبيان (5/ 407: 9295). فيرتقي هذا الحديث بهذا الشاهد إلى درجة الصحيح لغيره، والله أعلم.
4045 - وقال مسدد: حدثنا حَمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ محمَّد بْنِ سِيْرِين قَالَ: "إِنَّ رَجُلًا جلب سُكَّرًا لي الْمَدِينَةَ فَكَسَد (¬1) عَلَيْهِ فَقَالُوا لَهُ: ائْتِ عَبْدَ الله بن جعفر رضي الله عنهما، فأتاه (¬2) فاشتراه منه بِدَه وَازْدَه (¬3)، وَقَالَ: مَنْ شَاءَ أَخَذَ. فَقَالَ الرَّجُلُ: آخُذُ معهم؟ قال: خذ". ¬
4045 - درجته: موقوف صحيح بهذا الإِسناد. والله أعلم.
تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (9/ 75)، عن أبي القاسم إسماعيل بن محمَّد الحافظ، عن أبي منصور بن شكرويه، عن بكر بن مردويه، عن أبي بكر الشافعي، عن معاذ بن المثنى بن معاذ، عن مسدّد به، بنحوه. ورواه الدارقطني في الأفراد كما قال الحافظ في الإِصابة (2/ 281)، من طريق هشام بن حسان بلفظ: جلب رجل من التجار سكرًا إلى المدينة فكسد عليه فبلغ عبد الله بن جعفر فأمر قهرمانه أن يشتريه ويُنهبه الناس. ورواه من طريقه ابن عساكر في الموضع المتقدم، عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا عن أبي الحسين بن الأبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني، عن محمَّد بن مخلد، عن إبراهيم الحربي، عن رجل، عن حَمَّاد، به بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا، عن أبي الحسين بن الأبنوسي به، بنحوه. =
=ورواه أيضًا عن أبي الحسن علي بن أحمد بن الحسن، عن أبي الحسين به، بنحوه. ورواه أيضًا عن الحسن علي بن أحمد بن الحسن، عن أبي الحسن بن الأبنوسي، عن الدارقطني عن أبي صالح الأصبهاني، عن يحيى بن مدرك، عن أبي أُسامة، عن هشام به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي الحسن بن النقور، عن عيسى بن علي، عن عبد الله بن محمَّد، عن محمد بن قدامة الجوهري، عن أبي أُسامة به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن الحسن بن علي بن عفان، عن أبي أُسامة به، بنحوه.
62 - فضل أبي الدحداح رضي الله عنه
62 - فضل أبي الدَّحْدَاح رضي الله عنه 4046 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا مُحْرِز بْنُ عَوْن، ثنا خَلَف ابن خَلِيفة، عَنْ حُمَيدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ...} الآية (¬2)، قال أبو الدَّحْدَاح رضي الله عنه: يا رسول الله، إن الله تعالى يريد منا القرض؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "نَعَمْ يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ". قَالَ أَرِنِي (¬3) يَدَكَ. فناوله -صلى الله عليه وسلم- يَدَهُ. قَالَ: قَدْ أَقْرَضْتُ رَبِّي حَائِطِي. وَحَائِطَهُ فيه ستمائة نخلة. فجاء رضي الله عنه يمشي حتى أتى الْحَائِطِ وأُمُّ الدَّحْدَاحِ فِيهِ وعيالُها، فَنَادَى: يَا أُمَّ الدحداح. قالت: لبيك. قال: اخرجي فقد أقرضت ربي. * حميد ضعيف. ¬
4046 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف حميد بن عطاء الأعرج. =
=قال البوصيري (3/ 74/ب)، رواه أبو يعلى بسند ضعيف. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 327)، رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. قلت: بل فيه حميد بن عطاء وهو ضعيف كما تقدم وكأنه اشتبه على الهيثمي بابن قيس والله أعلم.
تخريجه: رواه الطبري في التفسير (2/ 593)، عن محمَّد بن معاوية الأنماطي النيسابوري، عن خلف بن خليفة به، بنحوه. ورواه البزّار، كما في كشف الأستار (3/ 43: 2195)، عن محمَّد بن معاوية به، بنحوه. لكن قال في آخره: فإني قد أقرضت ربي حائطًا فيه ستمائة نخلة. وقال البزّار: لا نعلمه يروي عن ابن مسعود إلَّا بهذا الإِسناد ولا رواه عن حميد إلاّ خلف. ورواه ابن أبي حاتم، كما في تفسير ابن كثير (1/ 259)، عن الحسن بن عرفة، عن خلف به، بنحوه. وقال الإِمام ابن كثير رحمه الله وقد رواه ابن مردويه من حديث عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر رضي الله عنه مرفوعًا بنحوه. ورواه البيهقي في شعب الإِيمان (2/ 249)، عن أبي علي الروذباري، عن إسماعيل بن محمَّد الصفّار، عن الحسن بن عرفة به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال. ورواه عن أبي الحسين بن الفضل القطان. ورواه عن أبي محمَّد السكري. كلهم عن إسماعيل بن محمَّد الصفار به، بنحوه. =
=ورواه الطبراني في الكبير (22/ 301: 764)، عن محمَّد بن علي الصائغ المكي، عن سعيد بن منصور، عن خلف به، بنحوه. وهذا الحديث له شاهد مرسل من حديث زيد بن أسلم بسند صحيح رواه عبد الرزاق في التفسير (1/ 98)، عن معمر، عن زيد بن أسلم قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}، جاء أبو الدحداح إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "يا نبي الله ألا أرى ربنا يستقرضنا بما أعطانا لأنفسنا وإن لي أرضين إحداهما بالعالية والأُخرى بالسافلة وإني قد جعلت خيرهما صدقة. قال: فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: كم من عذقٍ مذلل لأبي الدحداح في الجنة". فهذا المرسل يشهد لحديث ابن مسعود رضي الله عنه. وتقدم أن ابن كثير رحمه الله حكى أنه من حديث زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه وعزاه لابن مردويه. وقد أخرجه الطبري أيضًا من حديث زيد بن أسلم في التفسير (2/ 593)، عن عبد الرزاق به، بنحوه. فيرتقي الحديث إلى درجة الحسن وإن كان قول النبي -صلى الله عليه وسلم- قَه: "كم من عذقٍ مذلل ... " الحديث أصله في الصحيح كما تقدمت الإِشارة إلى ذلك، والله أعلم.
63 - فضل أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه
63 - فضل أبي سفيان صَخْر بن حَرْب رضي الله عنه 4047 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسامة: أَحَدَّثَكُم مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [عَنْ] (¬1) سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ صَوْتًا أَشَدَّ مِنْ صَوْتِهِ -يَعْنِي أَبَا سُفْيَانَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ (¬2) - وَهُوَ تَحْتَ رَايَةِ ابْنِهِ يَقُولُ: هَذَا يوم من أيام الله تعالى، اللهم أنزل نصرك. ¬
4047 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لوجود مبهم فيه، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 68/ ب).
4047 - [2] قَالَ (¬1): قَالَ مِسْعَر مَرَّةً أُخرى فِي هَذَا الْحَدِيثِ: حَدَّثَنَا مَنْ سَمِعَ أَبَا سُفْيَانَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ ... فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسامة. ¬
4047 - [2] تخريجه: رواه يعقوب بن سفيان وابن سعد -كما قال الحافظ في الإِصابة (2/ 173) - بإسناد صحيح عن سعيد بن المسيب، عن أبيه بنحوه. وانظر: المعرفة والتاريخ (3/ 379). ورواه ابن عساكر في التاريخ (8/ 261)، عن أبي بكر محمَّد بن عبد الباقي، عن الحسن بن علي، عن أبي عمر بن حيويه، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن محمَّد بن سعد، عن سليمان أبي داود الطيالسي عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه، بنحوه. وبهذا يتبين المبهم الذي في رواية إسحاق فيكون الأثر صحيحًا. والله أعلم. ورواه ابن عساكر أيضًا عن أبي القاسم السمرقندي، عن أبي الحسين بن النقور، عن أبي طاهر المخلص، عن أحمد بن عبد الله بن سعيد، عن السري بن يحيى، عن شعيب بن إبراهيم، عن سيف بن عمر، عن مسعر، عن رجل، بنحوه.
64 - فضل عمرو بن العاص رضي الله عنه
64 - فضل عمرو بن العاص رضي الله عنه 4048 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، ثنا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ [العُرَيْجي] (¬1)، قَالَ: لَمَّا حُضِر عَمْرُو بن العاص رضي الله عنه جَزِع جَزَعًا شَدِيدًا وَجَعَلَ يَبْكِي فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: لِمَ تَجْزَعُ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتَعْمِلُكَ ويُدْنِيْك؟! فَقَالَ: قد كان -صلى الله عليه وسلم- يَفْعَلُ ذَلِكَ وَلَا أَدْرِي أَحُبًّا ذَلِكَ لِي أم تأَلُفًا يَتأَلَّفني، وَلَكِنْ أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يُحِبُّهُمَا، ابن سمية يعني عمارًا (¬2) وابن مسعود رضي الله عنهما. فَلَمَّا جَدَّ بِهِ يَعْنِي النَّزْع جَمَعَ يَدَيْهِ ووضعهما مَوْضِعَ الغُلّ مِنْ عُنُقِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا فَلَا يَسَعُنَا إلَّا رَحْمَتُكَ. قَالَ: فَمَا زَالَتْ تِلْكَ هُجَيِّراه (¬3) حَتَّى قُبِض. ¬
4048 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 71/ أ). =
=تخريجه: رواه ابن المبارك في الزهد (147: 439)، عن الأسود بن شيبان به، بنحوه. ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (13/ 535)، عن أبي غالب بن البنا، عن أبي بكر محمد بن الجوهري، عن أبي عمر بن حيويه، عن أبي محمَّد بن يحيى بن صاعد، عن الحسين بن الحصين، عن عبد الله بن المبارك به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي غالب بن البنا، عن أبي بكر بن محمَّد الجوهري، عن أبي بكر بن إسماعيل، عن أبي محمَّد يحيى بن صاعد به، بنحوه. ورواه عن أبي محمَّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، عن أبي الحسين بن الفضل، عن عبد الله بن جعفر، عن يعقوب، عن الحجاج بن المنهال، عن الأسود بن شيبان به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي بكر بن الطبري، عن أبي الحسين بن الفضل به، بنحوه. ورواه (13/ 536)، عن أبي القاسم هبة الله بن محمَّد، عن أبي علي بن المذهب، عن أحمد بن جعفر، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن عفان، عن الأسود به، بنحوه.
65 - باب [يسار] رضي الله عنه
65 - باب (¬1) [يَسَارٍ] (¬2) رضي الله عنه 4049 - قال الطيالسي (¬3): حدّثنا جِسْر (¬4) بن فَرْقد، ثنا سَلِيط بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَار الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه قال: بايع جد أَبِي (¬5) رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ¬
4049 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف جسر بن فرقد وجهالة سليط بن عبد الله بن يسار، والله أعلم. ولم أره في الإِتحاف.
تخريجه: لم أقف عليه.
66 - فضل [حارثة] بن النعمان رضي الله عنه
66 - فضل [حَارِثة] (¬1) بن النعمان رضي الله عنه 4050 - [1] قَالَ الْحَارِثُ (¬2): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا المسعودي، عن الحكم، عن القاسم قال: جاء الحارث (¬3) بن النعمان الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى الله عليه وسلم- وهو يناجي جبريل عليه الصلاة والسلام، فجلس ولم يسلم فقال جبريل عليه السلام: "لو سلم هذا علينا لرددنا عليه". فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أتعرفه؟ " قال: "نعم. هذا من الثمانين الذي صبروا معك يوم حنين، أرزاقهم وأرزاق أولادهم على الله عَزَّ وَجَلَّ في الجنة". * كذا قال الحسن بن قتيبة وهو ضعيف. ¬
4050 - [1] درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد لضعف الحسن بن قتيبة ثم هو مرسل؛ لأن القاسم بن مخيمرة تابعي، والله أعلم. =
= تخريجه: هذا الخبر مداره على الحكم بن عتيبة واختلف عليه فيه على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: الحكم عن القاسم بن مخيمرة وقال فيه عن الحارث بن النعمان. الوجه الثاني: الحكم عن القاسم بن مخيمرة وقال فيه عن حارث بن النعمان. وقد رواه غير الحارث: ابن شاهين كما في الإِصابة (1/ 298) من طريق المسعودي. أما الوجه الثالث: فهو الذي رواه الطبراني وأورده الحافظ وهو عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، ومع ذلك خالف في المتن كما نبه عليه الحافظ رحمه الله، وقد رواه غير الطبراني: البزّار كما في كشف الأستار (3/ 262: 2711)، عن عبد الله بن أحمد، عن محمَّد بن عمران، عن أبيه، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، به، بنحوه بصيغة الماضي. وسيأتي أن هذا الوجه ضعيف. ورواه أيضًا (ح 2710) عَنْ مَحْمُودِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أبيه، عن عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن الحكم، به، بنحوه. ومحمود بن بكر شيخ البزّار لم أجد له ترجمة. ولكن الطريقين ترتقيان إلى درجة الحسن. وعليه فالوجه الثالث هو الراجح والحمل في الوجهين الأولين فيما يظهر على المسعودي؛ لأنه اختلط كما تقدم، والله أعلم. وكذا فإن الرواية التي بصيغة الماضي هي الراجحة لمتابعة عيسى بن المختار، عند البزّار، والله أعلم. وأول هذا الحديث أصله عند الإِمام أحمد في المسند (5/ 433)، وفي فضائل =
=الصحابة (2/ 827: 1508) بسند صحيح عن حارثة بن النعمان رضي الله عنه قال: "مررت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه جبريل عليه السلام جالس في المقاعد فسلمت عليه ثم أجزت، فلما رجعت وانصرف النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لي: هل رأيت الذي كان معي. قلت: نعم. قال: فإنه جبريل قد رد عليك السلام". قال الحافظ رحمه الله في الإِصابة (1/ 298): إسناده صحيح. ورواه أيضًا الطبراني في الكبير (3/ 288: 3226)، بنحوه.
4050 - [2] وخالفه (¬1) بشر بن المفضل فقال: عن المسعودي بهذا الإِسناد أن حارثة بن النعمان رضي الله عنه جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يناجي جبريل عليه الصلاة والسلام ... فذكره. رواه الطَّبَرَانِيُّ (¬2) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحَكَمِ فَخَالَفَ فِي إِسْنَادِهِ فَقَالَ: عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما ... فذكر نحوه وخالف المتن فقال؟ يفر النَّاسُ عَنْكَ غَيْرَ ثَمَانِينَ فَيَصْبِرُونَ مَعَكَ وَهُوَ مِنْهُمْ. فَالْأَوَّلُ جَعَلَهُ خَبَرًا عَمَّا مَضَى، وَالثَّانِي جعله خبرًا عما يأتي، والله أعلم. ¬
4050 - [2] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد للانقطاع الذي فيه بين القاسم وحارثة بن النعمان، والله أعلم. =
=قال البوصيري: (3/ 66/ب): رواه عبد بن حميد وأحمد بن حنبل وأبو يعلى بسند صحيح.
تخريجه: تقدم في الذي قبله.
67 - فضل معاوية رضي الله عنه
67 - فضل معاوية رضي الله عنه 4051 - قال أبو بكر: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَير، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بن عُمَير يقول: قال معاوية رضي الله عنه: مَا زِلْتُ أَطْمَعُ فِي الْخِلَافَةِ مُنْذُ قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما قال: "يا معاوية إنْ مَلَكْتَ فَأَحْسِن".
4051 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف إسماعيل بن المهاجر وعنعنة عبد الملك بن عمير وهو مدلس. قال البوصيري (3/ 73/ب)، رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف؛ لضعف إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر. وقال الهيثمي في المجمع (5/ 189)، وفيه إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر وهو ضعيف وقد وثق.
تخريجه: رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (11/ 147: 10764)، به بنحوه. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 381: 522)، عن أبي بكر به، بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (19/ 361، 362: 850)، عن محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن محمَّد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه به، بنحوه. =
=ورواه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 446)، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن العباس بن محمد بن سابق، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن إسماعيل بن المهاجر به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي بكر القاضي، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب به، بنحوه. وقال البيهقي: إسماعيل بن إبراهيم هذا ضعيف عند أهل المعرفة بالحديث غير أن لهذا الحديث شواهد. ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (16/ 699)، عن أبي بكر الشيروي، عن أبي بكر الحيري، عن أبي بكر البيهقي، عن أبي عبد الله الحافظ به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي بكر الشيروي، عن أبي بكر الحيري، عن أبي بكر البيهقي، عن أبي بكر القاضي به، بنحوه. ورواه بأسانيد أُخرى من طريق أبي بكر البيهقي بالإسنادين المتقدمين بنحوه. وقد روى أبو يعلى في مسنده (6/ 442: 7342)، نحو هذا الحديث عن معاوية رضي الله عنه من طريق عمرو بن يحيى بن سعيد، عن جده، عن معاوية قال: قال رسول الله: "توضؤوا" قال: فلما توضأ نظر إليّ فقال: "يا معاوية إن ولِّئيْت أمرًا فاتق الله واعدل"، فما زلت أظن أني مبتلىً بعمل لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى وُلِّيْتُ. وإسناده حسن. ورواه الإِمام أحمد مرسلًا أتم مما هنا (المسند 4/ 101). قال الهيثمي في المجمع (5/ 189)، رواه أحمد وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح ورواه أبو يعلى، عن سعيد، عن معاوية فوصله ورجاله رجال الصحيح. وعليه يرتقي الحديث بهذه المتابعة إلى درجة الحسن، والله أعلم.
68 - فضل بشير بن الخصاصيه رضي الله عنه
68 - فضل بَشِير بن الخَصَاصِيَه رضي الله عنه 4052 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ إِيَاد بْنِ لَقِيط، عَنِ الجَهْدَمَةِ امرأةُ بَشِير بن الخَصَاصِيَة، عن بَشِير بن الخَصَاصِيَة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مِمَّن أنتَ؟ " قُلْتُ: مِنْ رَبِيْعَةَ. قَالَ: "مِنْ رَبِيْعَةَ الفَرَس (¬2) الَّذِينَ يَقُولُونَ لَوْلَاهُمُ انتَقَلَتِ (¬3) الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا، أَحْمَدُ (¬4) اللَّهَ الَّذِي مَنَّ عَلَيْكَ من بين رَبِيْعَة". ¬
4052 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف يحيى بن أبي حية (أبي جَنَاب)، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 65/ ب)، رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف لضعف أبي جناب الكلبي. =
= تخريجه: رواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (3/ 379)، عن أم المجتبى العلوية فاطمة بنت ناصر، عن علي بن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر المقرئ، عن أبي يعلى به، بنحوه. ورواه أطول من هذا عن أبي علي الحداد، عن أبي نعيم الحافظ، عن محمد بن عبد الله بن بشير، عن الحسن بن علي بن نصر الطوسي، عن محمَّد عبد الكريم، عن الهيثم بن عدي، عن أبي جناب الكلبي، به بلفظ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فدعاني إلى الإِسلام ثم قال لي: "ما اسمك؟ " قلت: نذير. قال: "بل أنت بشير". قال: فأنزلني الصفة فكان إذا أتته هدية اشتركنا فيها وإذا أتته صدقة صرفنا إليها. قال: فخرج ذات ليلة فتبعته فأتى البقيع فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا بكم لاحقون وإنا لله وإنا إليه راجعون ... " ثم التفت إليّ فقال: "من هذا؟ " فقلت: بشير. فقال: "أما ترضى أن أخذ الله بسمعك وقلبك وبصرك إلى الإِسلام من بين ربيعة الفرس الذين يزعمون أن لولاهم لائتفكت الأرض عنهم بأهلها؟ ". قلت: بلى يا رسول الله. قال: "ما جاء بك؟ ". قلت: خفت أن تنكب أو تصيبك هامة من هوام الأرض. قال محمَّد بن عبد الكريم: إنما سمي الفرس؛ لأن أباه نزار بن معدّ كان له فرس وقبة من أدم وحمار فجعل الفرس لأكبر ولده ربيعة، والقبة الذي يتلوه وهو مضر، والحمار للثالث وهو إياد فلذلك يقال: ربيعة الفرس ومضر الحُمْر وإياد الحمار. قلت: لعله كان يقال لمضر الحُمْر؛ لأن القبة كانت حمراء. والله أعلم.
69 - فضل عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه
69 - فضل عَمْرو بن الحَمِق الخُزَاعِيّ رضي الله عنه 4053 - قال أبو بكر: حدّثنا المُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الحَمِق رضي الله عنه قَالَ: سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لبنًا فقال: "مَتَّعَهُ الله بِشَبَابِه" (¬1) (¬2). ¬
4053 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد؛ لأن إسحاق بن أبي فروة متروك ويوسف بن سليمان مجهول والله أعلم. وقد ضعّفه البوصيري بيوسف بن سليمان.
تخريجه: رواه أبو بكر بن أبي شيبة أيضًا في المصنف (11/ 494: 11808)، به بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (9/ 409)، رواه الطبراني وفيه إسحاق بن عبد الله بن =
=أبي فروة وهو متروك. وعزاه في الكنز (37288)، للبغوي والديلمي. ورواه ابن عساكر في التاريخ (13/ 434)، عن أبي القاسم بن أحمد، عن أبي الحسين بن النقور، عن عيسى بن علي، عن عبد الله بن محمَّد، عن الحكم بن موسى، عن محمَّد بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ به، بنحوه وزاد: فمرت به ثمانون سنة لم ير الشعرة البيضاء. وسمى جدة يوسف ناشرة. ورواه عن أبي القاسم السمرقندي، عن عبد الدائم بن الحسن، عن عبد الوهاب الكلابي، عن أبي بكر بن خريم، عن هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة به، بنحوه. وسمى جدة يوسف ميمونة. ورواه أيضًا عن أبي محمَّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد الدائم بن الحسن به، بنحوه. قال ابن عساكر: ورواه عبد الله بن أحمد، عن الحكم وسماها ميمونة أيضًا.
70 - فضل عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه
70 - فضل عَقِيْل بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 4054 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ هُوَ الجُعْفِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيل قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِعَقيلِ رضي الله عنه: "يَا أَبَا يَزِيدَ: إِنِّي لَأُحِبُّكَ حُبَّيْنِ، حُبُّ الْقَرَابَةِ، وحبٌّ لِحُبِّ أَبِي طالبٍ إيَّاك". * هَذَا إسناد ضعيف.
4054 - درجته: مرسل ضعيف جدًا لضعف جابر الجُعفي وأحمد بن أيوب. والله أعلم. قال البوصيري (3/ 59/ب)، رواه إسحاق بسند فيه جابر الجعفي.
تخريجه: مدار هذا الخبر على أبي حمزة السُّكَّري، واختلف عليه فروي عنه على ثلاثة أوجه: أحدها: عنه عن جابر الجعفي، عن محمَّد بن عقيل، وهو الذي هنا. الثاني: عنه عن جابر الجعفي، عن عبد الرحمن بن سابط. رواه ابن عساكر في التاريخ (11/ 732)، عن أبي الفضل يحيى بن علي القاضي، عن أبي القاسم ابن أبي العلاء، عن أبي الحسن بن السمسار، عن أبي بكر بن أبي الحديد، عن أبي القاسم جعفر بن محمَّد العلوي، عن أبي الحسين =
= يحيى بن الحسين بن جعفر، عن إبراهيم بن محمَّد بن يوسف، عن علي بن الحسن، عن إبراهيم بن رستم، عن أبي حمزة به، بنحوه. الثالث: عنه عن عبد الرحمن بن سابط، عن حذيفة رضي الله عنه. رواه الحاكم في المستدرك (3/ 576)، عن أبي بكر محمَّد بن عبد الله الجراحي، عن يحيى بن شاسوية، عن محمَّد بن علي، عن إبراهيم بن رستم، عن أبي حمزة به، بنحوه. وسكت عنه الحاكم وكذا الذهبي. وقد روي الخبر مرسلًا أيضًا عن أبي إسحاق: رواه ابن سعد في الطبقات (4/ 32، 33)، والحاكم في المستدرك (3/ 576)، والطبراني في الكبير (17/ 191: 510)، وابن عساكر في التاريخ (11/ 732). قال الهيثمي في المجمع (9/ 276)، رواه الطبراني مرسلًا ورجاله ثقات.
71 - فضل عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه
71 - فضل عُرْوة بن مَسْعود الثقَفِي رضي الله عنه (185) في المغازي، في الحُدَيْبِيَة (¬1) وفي حُنَين. ¬
72 - فضل عمرو بن حريث رضي الله عنه
72 - فضل عَمْرو بن حُرَيْثٍ رضي الله عنه 4055 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، ثنا إسماعيل قال: سمعت عَمْرو بن حُرَيثٍ رضي الله عنه يَقُولُ: "ذهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَسَحَ بِرَأْسِي وَدَعَا لي بالرِّزْق".
4055 - [1] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف يحيى بن يمان. والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 72/ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 408)، ورواه أبو يعلى. وفي رواية عنده أيضًا: ذهبت بي أُمّي أو أبي ورواهما الطبراني بأسانيد ورجال أبي يعلى وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح. والله أعلم.
4055 - [2] حدّثنا (¬1) وَهْبٌ (¬2) هُوَ ابْنُ بَقِيَّةَ، ثنا محمَّد بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن مولى عمرو بن حريث، عن عمرو بن حريث رضي الله عنهما قال: "ذهب بي أبي وأُمي .... " الحديث. ¬
4055 - [2] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا؛ لأن رواية إسماعيل، عن أصبغ بعد التغير. والله أعلم.
تخريجه: هذا الحديث مداره على إسماعيل بن أبي خالد واختلف عليه فيه على وجهين: الوجه الأول: عنه عن عمرو بن حريث، وهذا ما عند أبي يعلى في الطريق الأول. الوجه الثاني: عنه عن الأصبغ، عن عمرو رضي الله عنه رواه غير أبي يعلى ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 38: 717)، عن الحسن بن سهل، عن أبي أُسامة، عن إسماعيل به، بنحوه. ورواه ابن عدي في الكامل (1/ 408)، عن أبي العلاء الكوفي، عن عمرو بن السكن الواسطي، عن محمَّد بن يزيد الواسطي به، بنحوه. ورواه أبو يعلى في المسند (2/ 167: 1459)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، =
=عن عبدة بن سليمان، عن إسماعيل بن أبي خالد به، بنحوه. وتقدم أن الهيثمي عزاه للطبراني ولم أقف عليه عند الطبراني. والراجح عندي هو الوجه الثاني مع ضعفه، أمّا الوجه الأول فهو مرجوح والحمل فيه على يحيى بن يمان فإنه كثير الغلط كما تقدم في ترجمته، والله أعلم.
73 - فضل حذيفة رضي الله عنه
73 - فضل حُذَيْفَة رضي الله عنه 4056 - [1] قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا المُقْرِي، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مَعْمَر (¬1) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْب رجلٍ فَجَعَلْتُ أَدْعُو وَأَنَا مُمْسِكٌ بِحَصَاةٍ، فالْتَفَتَ إِليَّ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مسعود رضي الله عنه كَانَ يَقُولُ: إِذَا سَأَلْتَ رَبَّكَ فَلَا تُمْسِك بِيَدِك الحَجَر، فَلَمَّا سَمِعْتُهُ ذَكَرَ عَبْدَ اللَّهِ استَأْنَسْتُ إِلَيْهِ وانْتَسَبْتُ إِلَيْهِ، فأنْشَأَ يُحَدِّثني فَقَالَ: إِنَّ أَبَا بكر رضي الله عنه استأذن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ رضي الله عنه فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ عَبْدُ الله بن مسعود رضي الله عنه فأذن له وبشره، ثم جاء رجل آخر لو شئت لسميته فأَذِن له وبشَّره بالجنة وحذيفة رضي الله عنه جالس فقال حذيفة رضي الله عنه: فأين أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أنتَ في خَيْرٍ أو إلى خَيْرٍ". ¬
4056 - [1] درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ لأن فيه رجلين لم يتبين لي حالهما. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 45/ أ). =
=تخريجه: لم أقف عليه بهذا اللفظ لكن يشهد لأوله ما في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه الطويل وفيه قال: فقلت: لأكونن بواب رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَاءَ أبو بكر فدفع فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ فَقُلْتُ: على رسلك قال: ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن؟ قال: "ائذن له وبشره بالجنة" فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبشرك بالجنة ... إلى أن قال: فإذا إنسان يحرك الباب فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب. فقلت: على رسلك ثم جئت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسلمت عليه وقلت: هذا عمر يستأذن؟ فقال: "ائذن له وبشره بالجنة" فجئت عمر فقلت: ادْن ادخل ويبشرك رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْجَنَّةِ. ثم ذكر عثمان رضي الله عنه وبشارته بالجنة أيضًا على بلوى تصيبه. هذا الحديث رواه البخاري في الفتن -باب الفتنة تموج كالبحر- البخاري مع الفتح (13/ 52: 7097) وفي فضائل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لو كنت متخذًا خليلًا" البخاري مع الفتح (7/ 25: 3674) وفي مناقب عمر رضي الله عنه (7/ 53: 3693) وفي مناقب عثمان رضي الله عنه (7/ 65: 3695) وفي الأدب، باب من نكت العود في الماء والطين (10/ 612: 6216) وفي أخبار الآحاد، باب قول الله تعالى: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} (13/ 253: 7262). ورواه مسلم في فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب من فضائل عثمان رضي الله عنه (1867: 2403)، والله أعلم.
4056 - [2] وَبِهِ إِلَى مَعْمَرِ (¬1) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ رَجُلٍ فَحَدَّثَنِي أَنَّ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه كَانَ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَيْنَ أَنَا؟ ... فَذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا مِنَ الأول. ¬
4056 - [2] درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ لأن معمر بن عبد الرحمن ومن حدثه لم يتبين لي من هما.
تخريجه: تقدم في الحديث السابق.
74 - فضل رافع بن خديج رضي الله عنه
74 - فضل رَافع بن خَدِيْجٍ رضي الله عنه 4057 - قال الطيالسي: حدّثنا عمرو بن مرزوق، أخبرني يحيى بن عبد الحميد الأنصاري [حدثتني جدتي] (¬1) عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬2) أَنَّهُ أَصَابَهُ سَهْمٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ (¬3) فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا رَافعُ إِنْ شئتَ رفعتُ السَّهْمَ وتركتُ القُطْبَة (¬4) وَأَشْهَدُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بأَنَّك شهيد؟ ". قال: ففعل -صلى الله عليه وسلم-. ¬
4057 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم. قال البوصيري: رواه الطيالسي بإسناد حسن. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 349): رواه الطبراني وامرأة رافع إن كانت صحابية وإلاَّ فإني لم أعرفها وبقية رجاله ثقات. قلت: هي صحابية كما تقدم في ترجمتها، والله أعلم. =
=تخريجه: رواه الأمام أحمد في المسند (6/ 378) عن الحسن بن موسى، عن عمرو بن مرزوق، به، بنحوه. لكن قال عن عمرو: أن رافعًا رمي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم أحد أو يوم حنين قال: أنا أشك. ورواه أيضًا عن عفان، عن عمرو، به، بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (4/ 239: 4242) عن علي بن عبد العزيز، عن الحجاج بن المنهال، عن عمرو بن مرزوق، به، ولفظه: أن رافعًا رمي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم أحد أو يوم خيبر شك عمرو بسهم في ثَنْدُوته فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يا رسول الله انزع السهم. قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا رَافِعُ إِنْ شئت نزعت السهم والقطبة جميعًا، وَإِنْ شِئْتَ نَزْعَتَ السَّهْمَ وَتَرَكَتَ الْقُطْبَةَ وَشَهِدْتُ لك يوم القيامة أنك شهيد" قال: فنزع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السهم وترك القطبة فعاش بها حتى كان في خلافة معاوية رضي الله عنه فانتقض به الجرح فمات بعد العصر فأُتِي ابن عمر فقيل: يا أبا عبد الرحمن مات رافع بن خديج فترحَمَ عليه قال: إن مثل رافع لا يُخرَجُ به حتى يُؤْذَنَ مَن حول المدينة من القرى فلما خرجنا بجنازته فصلى عليه جاء ابن عمر حتى جلس على رأسِ القبر فصرخت مولاة لنا فقال ابن عمر: ما للسفيهة من أحد؟ لا تؤذي الشيخ فإنه لا يَدِين له بعذاب الله. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن محمَّد بن محمَّد التمار، عن أبي الوليد، عن عمرو بن مرزوق، به، بلفظه السابق. ورواه أيضًا عن محمَّد بن محمَّد، عن محمَّد بن كثير عن عمرو، به، بلفظه. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 463) -باب ما جاء في شهادة النبي -صلى الله عليه وسلم- لرافع بن خديج وظهور صدقة في ذلك زمن معاوية- عن محمَّد بن موسى بن الفضل، عن أبي عبد الله بن محمَّد الصفار، عن أحمد بن محمَّد البرتي، عن مسلم بن إبراهيم، عن عمرو، به، بنحو رواية الطبراني. وعزاه في أسد الغابة (7/ 362) لابن منده وأبي نعيم، والله أعلم.
75 - فضل أنس رضي الله عنه
75 - فضل أَنسٍ رضي الله عنه 4058 - [1] قال الطيالسي (¬1): حَدَّثَنَا الحَكَم بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال: إني لأرجو أن ألقى النبي -صلى الله عليه وسلم- (¬2) فأقول: يا رسول الله خُوَيدِمُكَ أَنَس. ¬
4058 - [1] درجته: موقوف حسن بهذا الإِسناد؛ لأن الحكم بن عطية صدوق. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 65/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 228): رواه أبو يعلى وفيه الحكم بن عطية وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
4058 - [2] وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا هارون، ثنا أبو داود بهذا. ¬
4058 - [2] درجته: حسن بهذا الإِسناد أيضًا؛ لأن الحكم صدوق.
تخريجه: رواه ابن عدي في الكامل (2/ 205) عن أبي يعلى، به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في تاريخه (3/ 165) عن أبي القاسم السمرقندي عن أبي الحسين ابن النقور، عن أبي طاهر المخلص، عن عبد الله بن محمَّد، عن محمود بن غيلان، عن أبي داود، به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي القاسم السمرقندي، عن أبي القاسم بن اليَسَري، عن أبي طاهر المخلص، به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي القاسم السمرقندي عن أبي نصر الزيني، عن أبي طاهر المخلص، به، بنحوه. ورواه أيضًا عَنْ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ، عَنْ أَبِي القاسم اليَسَري، به، بنحوه.
4059 - حدّثنا (¬1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَخُو المُقَدَّمِي، ثنا جَعْفَرٌ، ثنا ثَابِتٌ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا أتيت أنسًا رضي الله عنه يُخْبَر بِمَكَاني، فأدخل عليه فآخذ يديه فأُقَبِّلُهُما وَأَقُولُ: بِأَبِي هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ اللَّتَيْنِ مَسَّتَا رَسُولَ الله عي، وأُقبِّل عَيْنَيْهِ وَأَقُولُ. بِأَبِي هَاتَيْنِ [الْعَيْنَيْنِ] (¬2) اللَّتَيْنِ رَأَتَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ¬
4059 - درجته: مقطوع ضعيف بهذا الإِسناد لضعف عبد الله بن أبي بكر المقدمي، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 65/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 328): رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أبي بكر المقدمي وهو ثقة. والله أعلم. رواه ابن عساكر في تاريخه (3/ 164) عن أبي عبد الله الخلال، عن إبراهيم بن منصور السلمي، عن أبي بكر بن المقرئ، عن ابن أبي أزرعة عبد الله بن محمَّد بن عبد الكريم، عن أبي يوسف الفلوسي، عن أبي همام الخاركي، عن هزيل بن عقيل، عن ثابت قال: قلت لأنس بن مالك رضي الله عنه: أحب أن أقبل منك ما رأيت به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأمكنه من عينيه. ورواه أيضًا عن أبي عبد الله الخلال بن منصور السلمي، عن أبي بكر بن المقرئ، عن إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن زيد بن جدعان قال: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ لِأَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَسَسْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيدك؟. قال: نعم. قال: أعطني يدك، فأعطاه فقبلها. ورواه أيضًا عن أبي غالب بن البنا، عن أبي سعد محمَّد بن الحسن بن =
=أحمد بن عبد الله بن أبي علاقة، عن أبي طاهر المخلص، عن يحيى بن محمَّد بن صاعد، عن محمَّد بن زياد بن الربيع الزيادي، عن سفيان بن عيينة، عن أبي جدعان، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي عبد الله بن البنا، به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي غالب بن البنا، عن أبي سعد محمَّد بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن أبي علاقة، عن أبي طاهر المخلص، عن يحيى بن محمَّد بن صاعد، عن عبد الله بن محمَّد بن الزهري، عن سفيان، عن ابن جدعان، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي عبد الله بن البنا، به، بنحوه.
76 - فضل سفينة رضي الله عنه
76 - فضل سَفِيْنَة رضي الله عنه 4060 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَفِينَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: ركبتُ الْبَحْرَ فِي سَفِينةٍ فكُسِرت بِنَا، فركبتُ لَوْحًا مِنْهَا، فطَرَحَني (¬2) فِي أَجَمَةٍ (¬3) فِيهَا الْأَسَدُ فَلَمْ يرُعْنِي إلَّا بِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ: أَنَا سَفِينَةُ مَوْلَى رسول الله قَالَ: فَضَرَبَنِي بِمَنْكِبِهِ وطَأْطَأَ رَأْسَهُ وَجَعَلَ يَغْمِزُنِي بِمَنْكِبِهِ ثُمَّ مَشَى مَعِي حَتَّى أَقَامَنِي عَلَى الطَّرِيقِ، ثُمَّ ضَرَبَنِي بِيَدِهِ وهَمْهَم سَاعَةً فَرَأَيْتُ أنه يُوَدِّعني. [2] وقال البزّار (¬4): حدّثنا محمَّد بن بشار، ثنا عثمان بن عمر، به. ¬
4060 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن محمَّد بن المنكدر لم يثبت سماعه من سفينة رضي الله عنه. قال البوصيري (3/ 68/ ب): رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف. لضعف أسامة بن زيد ومن طريقه رواه البزّار ... ثم ذكر لفظه. وعزاه الهيثمي في المجمع (9/ 369): للبزار والطبراني وقال: ورجالهما وثقوا.
تخريجه: هذا الخبر مداره على أسامة بن زيد الليثي وقد اختلف عليه فيه على وجهين: أحديث: عنه عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَفِينَةَ رَضِيَ الله عنه كما هنا. ورواه أيضًا الطبراني في الكبير (7/ 81: 6433)، عن علي بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله الهروي، عن عبيد الله بن موسى، عن أسامة، به، بنحوه. ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 369) عن إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم، عن أبي عمرو بن أبي غرزة، عن عبيد الله بن موسى، به، بنحوه، ورواه أيضًا في معرفة الصحابة (خ 1/ 301/ أ)، به، بنحوه. الوجه الثاني: عنه عن محمَّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن ابن المنكدر، عن سفينة رضي الله عنه: رواه الطبراني في الكبير (7/ 80: 6432) عن إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري، عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب، عن أسامة بن زيد، به، بنحوه. ورواه من طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (خ 1/ 301/ أ)، عن سليمان بن أحمد الطبراني، به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 606) عن العباس، عن محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن وهب، به، بنحوه. =
= وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. ورواه البيهقي في دلائل النبوة، باب ما جاء في تسخير الله عَزَّ وَجَلَّ الأسد لسفينة مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كرامة لرسول -صلى الله عليه وسلم- (6/ 45) عن أبي نصر بن قتادة، عن أبي الحسن محمَّد بن أحمد بن زكريا، عن أبي عبد الله محمَّد بن إبراهيم البوشنجي، عن يوسف بن عدي، عن ابن وهب، به، بنحوه. ورواه أيضًا في الموضع ذاته عن أبي زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمَّد بن يحيى المزكى، عن أبي عبد الله محمَّد بن يعقوب، عن محمَّد بن عبد الوهاب، عن جعفر بن عون، عن أسامة، به، بنحوه. ولا مانع عندي من أن يكون أسامة بن زيد سمعه من ابن عمرو ثم سمعه من ابن المنكدر مباشرة لكن تبقى علة شوب الانقطاع فيه قائمة. وقد أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 281)، باب ما يجعل لأهل اليقين من الآيات (ح 20544)، عن معمر، عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي، عن ابن المنكدر، عن سفينة رضي الله عنه بلفظ: أن سفينة مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخطأ الجيش بأرض الروم أو أسر فانطلق هاربًا يلتمس الجيش فإذا بالأسد فقال له: يا أبا الحارث أنا مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وإن من أمري كيت وكيت فأقبل الأسد له بصبصة (¬1) حتى قام إلى جنبه، كلما سمع صوتًا أتى إليه ثم أقبل يمشي إلى جنبه فلم يزل حتى بلغ الجيش ثم رجع الأسد. ورواها من طريقه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 46) عن أبي الحسين بن بشران عن إسماعيل بن محمَّد الصفار، عن أحمد بن منصور، عن عبد الرزاق، به، بنحوه. وعزاه السيوطي في الخصائص الكبرى (2/ 65) لابن سعد وأبي يعلى والبزار وابن منده والحاكم وأبي نعيم كلهم عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والله أعلم. ¬
77 - فضل ابن مسعود رضي الله عنه
77 - فضل ابن مسعود رضي الله عنه (186) له رضي الله عنه في ترجمة حذيفة رضي الله عنه ذكر (¬1) (¬2). ¬
4061 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُم أَبُو طَلْقٍ ابن حَنْظَلَة حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَوْسِ بْنِ [ثُرَيْبٍ] (¬1) فذكر حديثًا قال: فضرب عمر رضي الله عنه بين كَتِفَي ابن مسعود رضي الله عنه وقال: لقد جعل الله تعالى فِي قَلْبِكَ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ مِنَ العِلْم غيرَ قليل. قال (¬2): فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ. وَالْحَدِيثُ بِتَمَامِهِ مَذْكُورٌ في عِشْرة النساء (¬3). ¬
4061 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ لأن فيه روايين لم يتبين لي حالهما وهما حنظلة بن نعيم وأوس بن ثريب، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري.
تخريجه: رواه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 18) عن زكريا بن يحيى، عن أبي أسامة، به، بلفظ: أَكْرَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْحَجِّ فقدم على عمر وسأله وضرب عمر بين كتفي ابن مسعود فقال: لقد جعل الله في قلبك من العلم غير قليل. ورواه الدولابي في الكنى (2/ 18)، بطوله عن بشر بن موسى، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، به.
4062 - وقال ابن أبي عمر: حدّثنا المُقْري، ثنا الْمَسْعُودِي عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَفْشَى (¬1) القرآنَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَكَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسعود رضي الله عنه. ¬
4062 - درجته: مرسل حسن بهذا الإِسناد؛ لأن رواية القاسم عن جده مرسلة. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 70/ ب).
تخريجه: رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 112) عن محمَّد بن عبيد عن المسعودي، به، بلفظ: كان أول من أفشى القرآن بمكة مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عبد الله بن مسعود. ورواه أيضًا عن الفضل بن دكين، عن المسعودي، به، بلفظه.
4063 - حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ [بْنُ أَبِي أَيُّوبَ] (¬1) ثنا النعمان ابن عَمْرِو [بْنِ] (¬2) خَالِدٍ اللَّخْمِيُّ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رباح، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إِنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَأَتَى سَارِيةً فَوَقَفَ إِلَيْهَا يصلي، قال: وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قائِدُنا (¬3) ابْنَ مَسْعُودٍ" وَهُوَ لَا يَسْمَعُهُ، فَقَرَأَ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَخْلِص يَا ابْنَ مَسْعُودٍ" فقرأ: {قُل هُوَ اللهُ (1)} ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ وَجَلَسَ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ادْعُ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ تُجَبْ، وسَلْ تُعْطَ". وهو رضي الله عنه فِي ذَاكَ (¬4) لَا يَسْمَعُهُ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى وَالنَّصِيبَ الْأَوْفَرَ مِنْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، وَأَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى (¬5) والعِفَّة والثَّرَى (¬6) وَالْبُشْرَى عِنْدَ انْقِطَاعِ الدُّنْيَا، وَأَسْأَلُكَ إِيمَانًا (¬7) لَا يَرْتَدَّ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْفَدُ، وَفَرَحًا لَا يَنْقَطِعُ وَتَوْفِيقًا لِلْحَمْدِ وَلِبَاسَ التَّقْوَى وَزِينَةَ الإِيمان ومرافقة نبيك محمَّد -صلى الله عليه وسلم- فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ. قَالَ: فَانْطَلَقَ رَجُلٌ فبشره. ¬
4063 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد للانقطاع الذي فيه بين عُلَيّ بن رباح وابن مسعود رضي الله عنه. وقد سكت عنه البوصيري.
تخريجه: لم أجده باللفظ نفسه لكن روى نحوه عن ابن مسعود رضي الله عنه. أخرجه الإِمام أحمد في المسند (6/ 128) ت/ أحمد شاكر (ح 4255) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أتاه بين أبي بكر وعمر وعبد الله يصلي فافتتح النساء فسحلها (¬1) فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد"، ثم تقدم يسأل فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "سل تعطه" فقال فيما سأل: اللهم إني أسألك إيمانًا لا يرتد ونعيمًا لا ينفد ومرافقة نبيك محمَّد -صلى الله عليه وسلم- في أعلى جنة الخلد. قال: فأتى عمر عبد الله ليبشره فوجد أبا بكر قد سبقه فقال: إن فعلت لقد كنت سباقًا بالخير. ورواه أيضًا في المسند (6/ 161: 4340 و 4341). ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 250: 2681)، مختصرًا. ورواه الطبراني في الكبير (9/ 62: 8417)، بنحو لفظ الإِمام أحمد. والحديث إسناده حسن وله شواهد: منها: ما رواه الإِمام أحمد في المسند (1/ 229: 175) عن عمر رضي الله عنه في حديث طويل قال في آخره: ثم جلس الرجل يعني ابن مسعود رضي الله عنه- يدعو فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول له: سَلْ تعطه قال عمر: والله لأغدون فلأبشرنه = ¬
= قال: فغدوت إليه لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره ولا والله ما سبقته إلى خير قط إلَّا وسبقني إليه. رواه الإِمام أحمد بإسنادين صحيحين. ومنها: ما رواه الحاكم في المستدرك (3/ 317) عن علي رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ أَبُو بكر رضي الله عنه ومن شاء الله من أصحابه فمررنا بعبد الله بن مسعود وهو يصلي فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ هَذَا؟ " فَقِيلَ: عبد الله بن مسعود. فقال: إن عبد الله يقرأ القرآن غضا كما أنزل فأثنى عبد الله على ربه وحمده فأحسن في حمده على ربه، ثم سأله فأجمل المسألة وسأله كأحسن مسألة سألها عبد ربه ثم قال: اللهم إني أسألك إيمانًا لا يرتد ونعيمًا لا ينفد ومرافقه محمد -صلى الله عليه وسلم- في أعلى عليين في جنانك جنان الخلد. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: سَلْ تُعْطَ مرتين فانطلقت لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني وكان سباقًا بالخير. قال الحاكم هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقره عليه الذهبي، والله أعلم.
4064 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ الْمَسْعُودِيِّ، عن سليمان بن مِيْنَا، عَنْ نُفَيعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَجْوَدِ النَّاسِ ثَوْبًا أَبْيَضَ، وأطيبِ النَّاسِ ريحًا. (187) وحديث عمرو بن العاص رضي الله عنه في ترجمته (¬1). (188) وحديث القاسم رضي الله عنه: "كان عبد الله رضي الله عنه إِذَا جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَزَعَ نَعْلَيْهِ مِنْ رِجْلَيْهِ" فِي كِتَابِ الأدب (¬2) ". ¬
4064 - درجته: موقوف ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن رواية المسعودي عن سليمان بن مِيْنا منقطعة، والله أعلم. =
=ولم أقف عليه في الإِتحاف. قال الهيثمي في المجمع (5/ 138): رواه الطبراني ونفيع هذا ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه وكذلك سليمان بن مِيْنا وبقية رجاله ثقات إلَّا أن ابن أبي حاتم قال: لم يسمع المسعودي من سليمان وهو مرسل وأبو نعيم سمع المسعودي قبل الاختلاط.
تخريجه: رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 116) عن يزيد بن هارون، عن المسعودي، به، بلفظه. ورواه الطبراني في الكبير (9/ 274: 9176) عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، عن المسعودي، به، بلفظه، والله أعلم.
4565 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ (¬1): حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عن عقبة (¬2) بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَا أَرَى رَجُلًا أَعْلَمَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- من ابن مسعود رضي الله عنه. فقال أبو موسى رضي الله عنه: لئن قلت ذاك لقد كان يَسْمَع حين لا يُسْمَع، ويدخل حيث لا نَدْخُل رضي الله عنه. ¬
4065 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 70/ ب): رواه أحمد بن منيع ورواته ثقات.
تخريجه: هذا الحديث في صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما- (1911: 2461) عن أبي الأحوص قال: شهدت أبا موسى وأبا مسعود حين مات ابن مسعود فقال أحدهما لصاحبه: أتُراه ترك بعده مثله؟ فقال: إن قلت ذاك إن كان ليؤذن له إذا حُجِبنا ويشهد إذا غبنا. وفي لفظ قال: كنا في دار أبي موسى مع نفرٍ من أصحاب عبد الله وهم ينظرون في مصحف فقام عبد الله فقال أبو مسعود ... فذكر نحوه. قال مسلم رحمه الله: وهذا أتم وأكثر. ورواه أيضًا بلفظ: أتيت أبا موسى فوجدت عبد الله وأبا موسى ... إلخ. وفي لفظ: كنت جالسًا مع حذيفة وأبي موسى ... وساق الحديث. ورواه بلفظ أحمد بن منيع الطبراني في الكبير (9/ 91: 8495) عن محمَّد بن النضر الأزدي، عن معاوية بن عمرو، به، بلفظه. =
= ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 316) عن أبي بكر بن بالويه، عن محمَّد بن أحمد بن النضر، به، بنحوه. ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 541) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن آدم، عن قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش، به، بلفظ: كنا في دار أبي موسى ... الحديث. بنحو لفظ مسلم المتقدم. ورواه الطبراني في الكبير (9/ 90: 8494) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن يحيى بن آدم، به، بنحو لفظ الفسوي في المعرفة. ورواه أيضًا في المكان نفسه (ح 8496) عن محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن محمَّد بن الجنيد، عن معاوية بن هشام، عن شيبان، عن الأعمش، به، بنحو لفظ الفسوي أيضًا، والله أعلم.
4066 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: تكلم ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ ربا، وبالإِسلام دينا، وبمحمد رسولًا، ثم قال رضي الله عنه: رَضِيتُ لَكُمْ مَا رَضِيَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَكَرِهْتُ لَكُمْ مَا كَرِهَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "رَضِيتُ لأمَّتِي مَا رضي لها ابن أم عبد".
4066 - درجته: هذا إسناد رجاله ثقات لكنه مرسل فالقاسم لم يحضر الحادثة لأنه تابعي، والله أعلم. ولم يذكره البوصيري في مناقب ابن مسعود رضي الله عنه.
تخريجه: هذا الحديث مداره على القاسم بن عبد الرحمن واختلف عليه فيه على وجهين: الوجه الأول: عن القاسم مرسلًا كما هنا: رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 549) عن سفيان، به، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لعبد الله: قم فتكلم، فحمد الله عَزَّ وَجَلَّ وأثنى عليه وشهد شهادة الحق وشهادة أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم- فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "اللهم إني قد رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عبد". ورواه الإِمام أحمد في الفضائل، فضائل عبد الله بن مسعود (2/ 838: 1536) عن وكيع، عن سفيان، به، مقتصرًا على قول النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "رَضِيتُ لِأُمَّتِي ما رضي لها ابن أم عبد وكرهت لأمتي ما كره لها ابن أم عبد". ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 318) عن محمَّد بن موسى بن عمران الفقيه عن إبراهيم بن أبي طالب، عن أبي كريب عن وكيع، عن سفيان، به مقتصرًا على قول النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "رَضِيتُ لِأُمَّتِي ما رضي لها ابن أم عبد". =
=ورواه الطبراني في الكبير (9/ 77: 8458) عن محمَّد بن النضر الأزدي، عن معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن منصور بن المعتمر، عن القاسم قال: حدثت أن رسول الله قال: "رضيت لأمتي بما رضي لها ابن أم عبد". ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 318) عن أبي عبد الله الصفار، عن أحمد بن مهران، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ منصور، به، بلفظه السابق. الوجه الثاني: عنه عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه مرفوعًا: رواه البزّار- كشف الأستار (3/ 249: 2679) عن محمَّد بن حميد، عن هارون بن المغيرة، عن عمرو بن أبي قبيس، عن منصور بن المعتمر، عن القاسم، به، بلفظ "رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عبد وكرهت لأمتي ما كره لها ابن أم عبد". قال البزّار: لا نعلم أسند منصور عن القاسم، عن أبيه، عن عبد الله إلَّا هذا ولا نعلمه مسندًا إلَّا بهذا الإِسناد، وروى عن منصور، عن القاسم بن عبد الرحمن مرسلًا. ورواه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين (6/ 364: 3845) - عن محمَّد بن إبراهيم الرازي، عن زنيج أبي غسان، عن هارون بن المغيرة، به، بلفظ: "رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عبد". وقال الطبراني: لم يروه عن منصور إلَّا عمرو. قال الهيثمي في المجمع (9/ 293): رواه البزّار والطبراني في الأوسط باختصار الكراهة ورواه في الكبير منقطع الإِسناد وفي إسناد البزّار محمَّد بن حميد الرازي وهو ثقة وفيه خلاف وبقية رجاله وثقوا. اهـ. قلت: قال عنه الحافظ في التقريب (475: 5834): حافظ ضعيف وكان ابن معين حسن الرأي فيه من العاشرة، مات سنة ثمان وأربعين. وقال الإِمام الدارقطني في العلل (5/ 201): يرويه منصور بن المعتمر عن القاسم بن عبد الرحمن واختلف عنه فرواه عمرو بن أبي قيس، عن منصور، عن =
= القاسم، عن أبيه، عن ابن مسعود قال ذلك محمَّد بن حميد الرازي، عن هارون بن المغيرة، عن عمرو وخالفه زائدة فرواه، عن منصور، عن القاسم قال: حدثت عن ابن مسعود مرسلًا والمرسل أثبت. اهـ. قلت: قد تابع على رفعه زيد بن وهب: روى حديثه الحاكم في المستدرك (3/ 317) عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن أبي جعفر محمَّد بن علي الوراق، عن يحيى بن يعلى المحاربي، عن زائدة، عن منصور، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رضي لها ابن أم عبد". قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وله علة من حديث سفيان الثوري. ثم ذكر المرسل. قلت: لا تعل الرواية المسندة بالمرسلة؛ لأن المسندة زيادة ثقة لا تعارض المرسلة لا سيما وللمسندة شاهد من حديث عمرو بن حريث أخرجه الحاكم أيضًا (3/ 319) في حديث طويل قال في آخِرَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد". وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. فالحال أن الوجهين مقبولان ولا تعارض بينهما فالقاسم مرة رفعه ومرة أرسله، والله أعلم.
4067 - [1] وقال الطيالسي (¬1): حدّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَهَبَ يَأْتِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالسِّوَاكِ فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَى دِقَّةِ سَاقِهِ وَيَعْجَبُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هُمَا أثقل في الميزان من أحد". ¬
4067 - [1] درجته: هذا إسناد رجاله ثقات لكنه مرسل والمرسل ضعيف عند جمهور المحدثين، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 70/ب): ورواته ثقات.
4067 - [2] رَوَاهُ الْبَزَّارُ (¬1) مِنْ طَرِيقِ سَهْلِ بْنِ حَمَّادٍ (¬2) شُعْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، وقال: تفرد به سهل. ¬
4067 - [2] درجته: هذا الحديث حسن بهذا الإِسناد؛ لأن سهل بن حماد صدوق وكونه مرسل صحابي لا يضره فإن قرة إياس من صغار الصحابة كما هو الظاهر ولم يدرك هذه الحادثة مع كون شعبة أنكر صحبته لكن الجمهور على أنه صحابي فمرسل الصحابي حجة على الصحيح. (ينظر في ذلك: الباعث الحثيث 41، التقييد والإيضاح 75، تدريب الراوي 1/ 207). وقد سكت عنه البوصيري (3/ 70/ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 292): رواه البزّار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.
تخريجه: هذا الحديث مداره على شعبة رحمه الله واختلف عليه فيه على وجهين: الوجه الأول: عنه عن معاوية بن قرة مرسلًا كما رواه الطيالسي. الوجه الثاني: عنه عن معاوية بن قرة، عن أبيه كما عند البزّار: رواه ابن جرير في تهذيب الآثار، مسند علي رضي الله عنه (163: 262) عن ابن المثنى، عن سهل، به، بلفظ: كان ابن مسعود رضي الله عنه على شجرة يجتني لهم منها فتهبّ ريح فكشفت لهم عن ساقيه فضحكوا من دقة ساقيه فقال =
= رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَالَّذِي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان يوم القيامة من أحدًا. ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 546) عن أبي بكر بندار محمَّد بن بشار، عن سهل، به، بنحو لفظ ابن جرير. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 317) عن أبي بكر أحمد بن سلمان الفقيه، عن عبد الملك بن محمَّد الرقاشي، عن سهل، به، بنحو لفظ ابن جرير أيضًا وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. والذي يظهر -والعلم عند الله- أن الوجهين لا معارضة بينهما؛ لأن المرفوع زيادة ثقة فهي مقبولة فالحديث روي مرسلًا مرة وروي مرفوعًا مرة، وللمرسل والمرفوع شاهدان من حديث علي وابن مسعود رضي الله عنهما: أما حديث علي رضي الله عنه فأخرجه الإِمام أحمد رحمه الله في المسند (2/ 919)، ت: أحمد شاكر، (ح 920) بإسناد صحيح ولفظه: أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن مسعود فصعد على شجرة أمره أن يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود حين صعد الشجرة فضحكوا من حموشة ساقيه فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ما تضحكون؟! لَرِجْلُ عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحدًا. ورواه أيضًا ابن سعد في الطبقات (3/ 115)، والطبراني في الكبير (9/ 97: 8516) وأبو يعلى في مسنده (1/ 275: 535) وابن جرير في تهذيب الآثار -مسند علي- (162: 20). وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه فرواه الإِمام أحمد أيضًا في فضائل الصحابة (2/ 843: 1552) وفي المسند ت: أحمد شاكر (6/ 39: 3991)، بنحو لفظ حديث علي رضي الله عنه وإسناده حسن. ورواه أيضًا البزّار- كشف الأستار (3/ 249: 2678)، وأبو يعلى في المسند (5/ 140، 141: 5289)، والطبراني في الكبير (9/ 75: 8452)، والفسوي في =
= المعرفة" (2/ 546)، وابن سعد في الطبقات (3/ 115)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 127). قال الهيثمي في المجمع (9/ 292): رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني من طرق وأمثل طرقها فيه عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث على ضعفه وبقية رجال أحمد وأبي يعلى، رجال الصحيح. والحاصل: أن حديث معاوية بن قرة يرتقي بوجهيه إلى درجة الصحيح، والله أعلم.
4068 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي المليح، عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَسْتُرُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا اغْتَسَلَ، وَأُوقِظُهُ إِذَا نَامَ، وأمشي معه في الأرض (¬2) ... الحديث. ¬
4068 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد لحال عبد العزيز بن أبان فإنه متروك كما تقدم، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 71/ أ).
تخريجه: له أصل رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 113) عن وكيع بن الجراح، عن المسعودي، به، بلفظ: كان عبد الله يستر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، ويمشي معه في الأرض وحشًا. وفيه عنعنة عبد الملك بن عمير وهو مدلس كما تقدم. ورواه ابن سعد أيضًا عن عبيد الله بن موسى، عن المسعودي، به، بلفظه. ولمعناه في الجملة شواهد منها ما عند البخاري في كتاب فضائل الصحابة- باب مناقب عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (ح 3761) - البخاري مع الفتح (7/ 128) عن أبي الدرداء رضي الله عنه وتقدمت الإشارة إليه في تخريج الحديث رقم (4001) وفيه أنه قال: أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟! ... الحديث. وأيضًا ما رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، المكان المتقدم (ح 3763) =
= عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: "قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينًا ما نرى إلَّا أن عبد الله بن مسعود رجل مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لما نرى من دخوله ودخول أمه عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-". وَقَدِ رواه أيضًا في كتاب المغازي -باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن- البخاري مع الفتح (7/ 699: 4384). وهو عند مسلم أيضًا -فضائل الصحابة-، باب فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما (ح 2460).
78 - فضل ابن عباس رضي الله عنهما
78 - فضل (¬1) ابن عباس رضي الله عنهما 4069 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، ثنا جَرِيرٌ هُوَ ابْنُ حَازِمٍ، عن يعلى هو ابن [حكيم] (¬2)، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: تَعَالَ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فإنهم اليوم كثير. فَقَالَ: وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَتَرَى النَّاسَ يَفْتَقِرُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- من فِيهِمْ؟! قَالَ: فَتَرَكْتُ ذَلِكَ فَأَقْبَلْتُ أَسْأَلُ (¬3) أَصْحَابَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن الْحَدِيثِ، فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي عَنِ الرَّجُلِ فَآتِيهِ وهو قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ ردائي على بابه يَسْفِي (¬4) الرِّيحُ عَلَيَّ مِنَ التُّرَابِ فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فَيَقُولُ: يا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مَا جَاءَ بِكَ؟ أَلَا أَرْسَلْتَ إلىَّ فَآتِيَكَ؟ فَأَقُولُ: لَا، أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ، فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ، فَعَاشَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلِي يَسْأَلُونَنِي فَقَالَ: كان هذا الفتى أعقل مني. ¬
4069 - درجته: موقوف صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم. قال البوصيري: ورجاله ثقات. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 280): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
تخريجه: رواه عنه الفسوي في المعرفة (1/ 542)، به، بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 280، 281) عن يزيد بن هارون، به، بنحوه. ورواه الدارمي في مسنده (1/ 141) -كتاب العلم-، باب الرحلة في طلب العلم، عن يزيد ابن هارون، به، بنحوه. ورواه الحارث -كما قال الحافظ في الإِصابة (2/ 323) -، عن يزيد، به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 106) عن عبد الله بن الحسين القاضي، عن الحارث، به، بنحوه. وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. ورواه أيضًا في المستدرك (3/ 538) عن أبي العباس محمَّد بن أحمد المحبوبي، عن سعيد بن مسعود، عن يزيد، به، بنحوه. ورواه الطبراني ني الكبير (10/ 299: 10592) عن إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، عن محمَّد بن أبي بكر المقدمي، عن وهب بن جرير، عن أبيه، به، بنحوه مع اختلاف يسير، والله أعلم.
4070 - وقال مسدّد: حدّثنا ابْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: جَالَسْتُ سَبْعِينَ أَوْ خَمْسِينَ شَيْخًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَا أَحَدٌ مِنْهُمْ خالف ابن عباس رضي الله عنهما فَيَلْتَقِيَانِ (¬1) إلَّا قَالَ: هُوَ كَمَا قُلْتُ. أَوْ قال: صدقت. * صحيح. ¬
4070 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد كما قال المصنف رحمه الله. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 70/ أ).
تخريجه: رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على الفضائل (2/ 979: 1931) عن إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي، عن عبد الله بن داود، به، بنحوه. ورواه أيضًا في الفضائل (2/ 982: 1943) عن أبي حفص الصيرفي عمرو بن علي، عن عبد الله بن داود، به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان نفسه (ح 1944) عن أبي معمر عن أبي أسامة، عن الأعمش، به، بنحوه. وقد روى عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل أيضًا (2/ 967: 1892) الأثر من طريق ليث بن أبي سليم قال: قيل لطاوس: أدركت أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وانقطعت إلى هذا الغلام من بينهم؟! قال: أدركت سبعين مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فكلهم إذا اختلفوا في شيء انتهوا فيه إلى قول ابن عباس. وليث بن أبي سليم قال عنه الحافظ في التقريب (464: 5685): صدوق اختلط جدًا ولم يتميز حديثه فترك. =
= قلت: لكن يشهد له حديث عبد الملك بن ميسرة. وقد رواه من طريق ليث أيضًا ابن سعد في الطبقات (2/ 280). وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 345)، وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 292). وعزا الحافظ ابن حجر رحمه الله الأثر بلفظه في الإِصابة (2/ 324) للبغوي، والله أعلم.
4071 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا قُتَيْبَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ الَّذِيَ هُوَ أَعْلَمُ من ابن عباس رضي الله عنهما، ولا أورع من ابن عمر رضي الله عنهما.
4071 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة ابن جريج وهو مدلس كما تقدم، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 75/ أ): ورواته ثقات.
تخريجه: رواه الفسوي في المعرفة (1/ 496) عن قبيصة، عن سفيان، به، بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 280) عن قبيصة بن عقبة، عن ابن جريج، عن طاوس مقتصرًا على ذكر ابن عباس رضي الله عنهما. ورواه أيضًا عن محمَّد بن عبد الله الأسدي، عن سفيان، عن ليث، عن طاوس مقتصرًا أيضًا على ذكر ابن عباس رضي الله عنهما. وفيه ليث بن أبي سليم قال عنه الحافظ في التقريب (464: 5685): صدوق اختلط جدًا ولم يتميز حديثه فترك. ورواه الإِمام أحمد في الفضائل (2/ 953: 1848) عن محمَّد بن عبد الله، عن أبي أحمد بن الزبيري، عن سفيان، به، مقتصرًا أيضًا على ذكر ابن عباس رضي الله عنهما. قلت: فإسناد الخبر حسن لغيره؛ لأن كلًا من الطريقين تتقوى بالأخرى، والله أعلم.
4072 - حدّثنا إسماعيل، ثنا أيوب قال: نُبِّئتُ عَنْ طاوسَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تعظيمًا لحرمات الله تعالى من ابن عباس رضي الله عنهما، والله لو أشاء إذا ذكرته أن أبكي لبكيت.
4072 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لعدم تسمية الذي حدث أيوب. قال البوصيري (3/ 75/ أ): رواه أحمد بن منيع بسند فيه راوٍ لم يسم.
تخريجه: رواه عنه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 542)، به، بلفظه. ورواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 950: 1838) عن إسماعيل، به، بلفظه. ورواه من طريقه أبو نعيم في الحلية (1/ 329) عن أبي بكر بن مالك، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به، بلفظه. ورواه أيضًا في معرفة الصحابة (خ 3/ 19/ أ)، به، بلفظه. وقد تابع المبهم الذي في هذه الرواية سفيان بن عيينة وإبراهيم بن ميسرة: أما متابعة سفيان فأخرجها الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 950: 1838)، عن سفيان، عن طاوس، بنحوه. وإسناده صحيح. وأما متابعة إبراهيم بن ميسرة فأخرجها الأمام أحمد أيضًا في المكان نفسه (ح 1839) عن عفان، عن حماد بن زيد، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، بلفظه. ورواه أيضًا عن عفان، عن أيوب، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس بلفظه أيضًا. ورواه الفسوي في المعرفة (1/ 541) عن أبي بكر، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طاوس، بنحوه. وهذان الإسنادان صحيحان أيضًا. وعليه: فرواية أحمد بن منيع ترتقي إلى الصحيح لغيره، والله أعلم.
4573 - قَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أنا وَكِيعٌ ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ ميسرة، عن طاووس قَالَ: مَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ خَالَفَهُ أَحَدٌ حتى يقرره ... الحديث تقدم في الحج (¬2). ¬
79 - مناقب أبي ذر رضي الله عنه
79 - مناقبُ (¬1) أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه 4074 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حدَّثني أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ محمَّد بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: حدَّثني بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنِ القُرَظِي قال: خرج أبو ذر رضي الله عنه إِلَى الرَّبَذَة (¬2) فَأَصَابَهُ قَدَرُهُ فَأَوْصَاهُمْ أَنِ اغْسُلُونِي وكفِّنوني، ثُمَّ ضَعُونِي عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، فَأَوَّلُ رَكْبٍ يَمُرُّونَ بِكُمْ فَقُولُوا: هَذَا أَبُو ذرٍّ صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فَأَعِينُونَا عَلَى غُسْلِهِ وَدَفْنِهِ، فَفَعَلُوا فَأَقْبَلَ عَبْدُ الله بن مسعود رضي الله عنه فِي رَكْبٍ مِنَ الْعِرَاقِ وَقَدْ وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ فَقَامَ إِلَيْهِ غُلَامٌ فَقَالَ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَبَكَى عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "تَمْشِي وَحْدَكَ، وَتَمُوتُ وَحْدَكَ، وَتُبْعَثُ وحدك". * القرظي ما عرفته، فإن كان محمَّد بن كعب فالحديث منقطع (¬3). ¬
4074 - [1] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لضعف بريدة بن سفيان، وللانقطاع إن كان القرظي محمَّد بن كعب كما قال المصنف رحمه الله، والله أعلم. قال البوصيري (75/ 3/ أ): والقرظي مَا عَرَفْتُهُ فَإِنْ كَانَ هُوَ محمَّد بْنَ كعب فالحديث منقطع. وقد أشار الحافظ رحمه الله في الإِصابة إلى قصة صلاة ابن مسعود رضي الله عه عليه وقال: رويت بإسناد لا بأس به. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 335)، بعد ما ذكر لفظ الطبراني: ومحمد بن كعب لم يدرك أبا ذر وابن إسحاق مدلّس
تخريجه: رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 169)، عن أبي حامد بن جبلة، عن أبي العباس السّراج، عن إسحاق، به بنحوه مختصرًا. ورواه ابن سعد في الطبقات (4/ 177)، عن أحمد بن محمَّد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد، عن محمَّد بن إسحاق، به، بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (2/ 148: 1621)، عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، عن عبد الملك بن هشام السدوسي، عن زياد بن عبد الله، عن محمَّد بن إسحاق به، لكن بلفظ: أن ابن مسعود رضي الله عنه أقبل في ركب غمار فمرّ بجنازة أبي ذرّ على ظهر الطريق فنزل هو وأصحابه فواروه وكان أبو ذزّ دخل مصر واختط بها دارًا. ورواه البيهقي في الدلائل (5/ 221)، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق به، لكن بسياق أطول ذكر فيه قصة مسير النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى تبوك وتخلف من تخلف عنه وقدوم أبي ذرّ رضي الله عنه عليهم وهم في الطريق إلى تبوك وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كن أبا ذرّ" فكان هو فلما تأمله القوم قالوا: يا رسول الله هو والله أبو ذرّ فقال =
= رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يرحم الله أبا ذرّ يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده". ثم قال: فضرب الدهر من ضربه وسيِّر أبو ذرّ رضي الله عنه إلى الرَّبذة فلما حضره الموت أوصى امرأته وغلامه إذا متُّ فاغسلاني وكفّناني ... فذكر بقية الخبر بنحوه. ورواه ابن عساكر في تاريخه (19/ 40)، عن أم البهاء بنت البغدادي، عن أبي طاهر بن محمود، عن أبي بكر بن المقرئ، عن محمد بن جعفر، عن عبيد الله بن سعد، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن إسحاق، به، بنحوه.
4074 - [2] وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ (¬1) مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ ذَرٍّ، عَنْ أبي ذر رضي الله عنهم، يعني (¬2) هذا. ¬
4074 - [2] درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد للتوقف في حال إبراهيم بن الأشتر والله أعلم. قال الهيثمي في المجمع (9/ 335): رواه أحمد من طريقين: أحدهما هذه، والأخرى مختصرة عن إبراهيم بن الأشتر، عن أم ذر، ورجال الطريق الأولى رجال الصحيح. =
= تخريجه: هذا الخبر مداره على عبد الله بن عثمان بن خثيم، واختلف عليه فيه على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: عنه، عن مجاهد، عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ ذرّ كما هنا. ورواه البزّار (كشف الأستار 3/ 264: 2716)، عن يوسف بن موسى، عن يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان، به، بلفظ أتمّ مما هنا. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 344)، عن أبي جعفر محمَّد بن عبد الله، عن إسماعيل بن إسحاق، عن علي بن المديني، عن يحيى بن سليم، به، بنحو لفظ البزّار. وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 215)، من طريق علي بن المديني، به، بنحوه. ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 169)، عن أبي عمرو بن حمدان، عن الحسن بن سفيان، عن عباس بن الوليد، عن يحيى بن سليم، به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أحمد بن سنان، عن محمَّد بن إسحاق الثقفي، عن الحسن بن الصباح، عن يحيى بن سليم، به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في تاريخه (19/ 41)، من طريق يحيى بن سليم، به، بنحوه. وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 358)، من طريق ابن إسحاق عن عفان بن مسلم، عن وهيب بن خالد، عن عبد الله بن عثمان، به، بنحوه. الوجه الثاني: عن عبد الله بن عثمان، عن مجاهد، عن إبراهيم بن الأشتر موقوفًا عليه: رواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 166)، عن عفان، عن وهيب، عن =
= عبد الله بن عثمان، به، بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (4/ 176)، عن عفان، به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في التاريخ (19/ 41)، من طريق ابن إسحاق عن عفان، به، بنحوه. الوجه الثالث: عن عبد الله بن عثمان، عن مجاهد، عن إبراهيم، عن أبيه دون ذكر أم ذر: رواه ابن سعد في الطبقات (4/ 176)، عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان، به، بنحوه. والذي يظهر أن الوجه الأول هو الراجح والحمل في الوجهين الآخرين على عبد الله بن عثمان فإنه مدار الخبر وهو صدوق كما تقدم، والله أعلم.
4574 - [3] أخبرنا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَة الْمَخْزُومِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ نُبَاتة قَالَ: خَرَجْنَا عُمَّارًا فعمَدْنا إلى منزل أبي ذر رضي الله عنه فَإِذَا هُوَ قَدْ أَقْبَلَ يَحْمِلُ عَظْمَ جَزُورٍ أَوْ (¬1) يُحْمَل مَعَهُ، فَأَتَى مَنْزِلَهُ ثُمَّ أَتَانَا فسلَّم عَلَيْنَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ لَهُمْ: فِي كل كذا وكذا جزورًا يَنْحَرُونَهَا فَيَأْكُلُونَهَا، وَلِيْ (¬2) فِي كُلِّ جَزُورٍ عَظْمٌ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا مالُك؟ فقال رضي الله عنه: لِي قَطِيعٌ مِنْ إِبِلٍ، وصَرِيْمَةٌ (¬3) مِنْ غَنَمٍ في إحداها ابْنِي، وَفِي (¬4) الْأُخْرَى غُلَامٌ أَسْوَدُ اشْتَرَيْتُهُ فَهُوَ عَتِيقٌ يخدِمُنِي إِلَى الْحَوْلِ ثُمَّ هُوَ عَتِيقٌ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا ذَرٍّ: وَاللَّهِ ما من الناس عندنا أحد أَكْثَرُ أَمْوَالًا مِنْ أَصْحَابِكَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا لَهُمْ فِي مَالٍ مِنَ الْحَقِّ إلَّا وَلِي مِثْلُهُ. قَالَ: فَجَعَلْنَا نَسْتَفْتِيهِ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا ذَرٍّ: عِنْدَنَا رَجُلٌ يَصُومُ الدَّهْرَ إلَّا الأضحى والفطر؟ قال رضي الله عنه: لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ. قَالَ: إِنَّهُ وَإِنَّهُ. قال: فأعادها (¬5) ... الحديث. ¬
4074 - [3] درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد للتوقف في حال سلمة بن نباتة، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 75/ أ).
تخريجه: لم أقف عليه.
4075 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا أظلَّت الْخَضْرَاءُ، وَلَا أقلَّت الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ من أبي ذر رضي الله عنه، مَنْ سرَّه أَنْ يَنْظُرَ إِلَى تَوَاضَعِ عِيسَى بن مريم عليه (¬1) السلام فلينظر إلى أبي ذر رضي الله عنه". ¬
4075 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد؛ لأن أبا أمية بن يعلى ضعيف جدًّا، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 75/ ب): رواه أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة بسند ضعيف؛ لجهالة أبي أمية بن يعلى.
تخريجه: رواه أبو بكر في المصنف (12/ 125: 12317)، به بلفظه. ورواه ابن سعد في الطبقات (4/ 172)، عن يزيد بن هارون، به، بنحوه. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة كما قال في الكنز (36898). ورواه أيضًا ابن عساكر كما في الإِصابة (4/ 65). ولحديث أبي هريرة هذا متابعة رواها العقيلي في الضعفاء (3/ 176)، عن أحمد بن داود، عن أبي كريب، عن عمرو بن حماد القناد، عن حسين بن عيسى، عن أبيه، عن عمر بن صبيح الكندي، عن الأحنف ابن قيس، عن أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه. وقال في آخره: "إن أردتم أن تنظروا إلى شبه الناس بعيسى بن مريم زهدًا وبرًا ونسكًا فعليكم به". وفيه عمر بن صبيح قال عنه العقيلي نفسه (3/ 175: 1170): حديثه ليس بالقائم، وليس بمعروف بالنقل ولا يبين سماعه من الأحنف. وقال الذهبي في الميزان (4/ 127): لا يعرف. =
= وهذا الحديث له أصل من رواية- أبي ذر نفسه وأبي الدرداء وعبد الله بن عمرو وعلي وجابر بن سمرة رضي الله عنهم. أما حديث أبي ذر رضي الله عنه فرواه الترمذي في سننه -المناقب- مناقب أبي ذر رضي الله عنه (5/ 334: 3890) ولفظه: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ على ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر شبه عيسى بن مريم". فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كالحاسد: يا رسول الله أفنعرف ذلك له؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "نعم فاعرفوه". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وقد روى بعضهم هذا الحديث فقال: "أبو ذر يمشي في الأرض بزهد عيسى بن مريم عليه السلام". قلت: وهو حسن كما قال رحمه الله. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 342)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وأما حديث أبي الدرداء رضي الله عنه فرواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 197) في قصة طويلة ذكر هذا في آخرها دون شبه عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام. وإسناده حسن. قال الهيثمي في المجمع (9/ 333): رواه أحمد والطبراني والبزار ورجال أحمد وثقوا وفي بعضهم خلاف. وقد رواه الإِمام أحمد أيضًا في المسند مختصرًا (6/ 442)، والحاكم في المستدرك (3/ 342)، وابن سعد في الطبقات (4/ 172)، والبزار (كشف الأستار 3/ 263: 2713)، وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 125: 12316). كلهم من طريق علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف كما في ترجمته. وأما حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فهو عند الترمذي في المناقب =
= - مناقب أبي ذر رضي الله عنه (5/ 334: 3989) بنحو لفظه السابق دون ذكر عيسى علي نبينا وعليه الصلاة والسلام. قال الترمذي: وهذا حديث حسن. قلت: لعله أراد بمجموع طرقه وإلاِّ ففيه عثمان بن عمير أبو اليقظان، ضعيف كما قال الحافظ في التقريب (386: 4507). وقد رواه الإِمام أحمد في المسند (2/ 163، 175، 223). وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 124: 12315). وابن سعد في الطبقات (4/ 172). والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 222). والبخاري في الكنى (23). والحاكم في المستدرك (3/ 342). والدولابي في الكنى (1/ 146)، (2/ 169). والطبري في تهذيب الآثار -مسند علي- (159: 259). كلهم من طريق أبي اليقظان وهو ضعيف كما تقدم. وأما حديث علي رضي الله عنه، فأخرجه الطبري في الموضع المتقدم (ح 18). والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 224). والحاكم في المستدرك (4/ 480). وأبو نعيم في الحلية (4/ 172). وفيه شريك بن عبد الله صدوق اختلط وتغيّر كما في ترجمته. وفيه حلّام الغفاري قال عنه الطبري: مجهول غير معروف في نقله الآثار. وأما حديث جابر بن سمرة فرواه الدولابي في الكنى (2/ 62) وفيه ناصح بن عبد الله المحلّمي ضعيف كما قال الحافظ في التقريب (577: 7076). فجملة القول: أن الحديث يرتقي بشواهده إلى الصحيح لغيره، والله أعلم.
4076 - وقال الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومي، ثنا النَّضْرُ بْنُ محمَّد، ثنا عكرمة، حدّثنا أَبُو زُمَيل، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ فِي الإِسلام، أَسْلَمَ قَبْلِي ثلاثة وأنا الرابع، فأتيت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬2) فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَرَأَيْتُ الِاسْتِبْشَارَ في وجهه -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "مَنْ أَنْتَ؟ ". قُلْتُ: جُنْدَب، رَجُلٌ مِنْ بني غِفَار (¬3). ¬
4076 - درجته: حسن بهذا الإِسناد لحال عكرمة بن عمار ومرثد بن عبد الله فهما صدوقان. والله أعلم. وقد سكت عنه الوصيري (3/ 75/ ب).
تخريجه: رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 157)، عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث به، مختصرًا ولفظه: "كنت رابع الإِسلام أسلم قبلي ثلاثة وأنا الرابع". ورواه الطبراني في الكبير (2/ 147: 1617)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن عبد الله بن الرومي اليمامي به، بنحوه لكن زاد في آخره: فكأنه -صلى الله عليه وسلم- ارتدع وودّ أنّي كنت من قبيلة غير التي أنا منهم وذاك أنّي كنت من قبيلة يسرقون الحاجّ بمحاجن لهم. =
= ورواه أيضًا عن الحسن بن علوية القطان، عن عبد الله بن الرومي به بلفظه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 342)، عن أبي عبد الله محمَّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمَّد بن زياد، عن عبد الله بن الرومى به، بنحو لفظ الحارث. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 230: 985)، عن العباس بن عبد العظيم العنبري، عن النضر به، بنحو لفظ الحارث. قلت: ومجيئه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وسلامه عليه وسؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- له ثابت في قصة إسلامه الطويلة عند مسلم في فضائل الصحابة -باب فضائل أبي ذرٍّ رضي الله عنه- (1919: 2473)، والله أعلم.
4077 - وبه (¬1) قال لي رسول الله: "يا أبا ذر [أرأيت (¬2) أَنِّي وُزِنتُ] بِأَرْبَعِينَ أنتَ فِيهِمْ فوزَنتُهُم". فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: كَأَنَّكَ قَدْ عِيْر (¬3) بِكَ. قَالَ: اسكتي (¬4) ملأ الله فاك ترابًا. ¬
4077 - درجته: حسن بهذا الإِسناد؛ لأن عكرمة بن عمار ومرثد بن عبد الله صدوقان، كما تقدم. والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 75/ ب). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 333)، رواه البزّار ورجاله ثقات.
تخريجه: رواه البزّار (كشف الأستار 3/ 265: 2717)، عن العباس بن عبد العظيم العنبري، عن النضر بن محمَّد به، بلفظ: "يا أبا ذرٍّ: رأيت كأني وُزِنْتُ بأربعين أنت فيهم فوزنتُهم". قال البزّار: وأحاديث النضر لا نعلم أحدًا شاركه فيها.
4078 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا محمَّد بْنُ عَمْرٍو (¬1)، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حِمَاس، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، قال: كنت أسمع بأبي ذر رضي الله عنه فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَرَاهُ وألقاه منه فكتب إليه عثمان رضي الله عنه أَنْ يقدُم عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ: إِنْ كَانَ لَكَ بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ حَاجَةٌ فَأَخْرِجْ أَبَا ذَرٍّ فَإِنَّهُ قَدْ ثَقُل الناسُ عِنْدِي (¬2). فَقَدِمَ أبو ذر رضي الله عنه وتصايَح النَّاسُ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ، هَذَا أَبُو ذَرٍّ. فَخَرَجْتُ أنظرُ إِلَيْهِ فِيمَنْ يَنْظُرُ، فَدَخَلَ المسجدَ وعثمانُ رضي الله عنه فِيهِ فَأَتَى سَارِيَةً فَصَلَّى عِنْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أتى عثمانَ رضي الله عنه فسلَّم فما سَبَّه ولا أَنَّبَه، فقال عثمان رضي الله عنه: أَيْنَ كُنْتَ يَوْمَ أُغير عَلَى لِقَاحِ (¬3) رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: كُنْتُ عَلَى الْبِئْرِ أَسْتَسْقِي (¬4). ثُمَّ رَفَعَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه بِصَوْتِهِ الْأَشَدِّ فَقَرَأَ: {وَالَّذِينَ (¬5) يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا} -إلى قوله-: {مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)}، فأمره عثمان رضي الله عنه أن يخرج إلى الرَّبَذَة. ¬
4078 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لجهالة أبي عمرو بن حِمَاس. والله أعلم.
تخريجه: لم أقف عليه.
4579 - وقال أحمد في الزهد (¬1): حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا محمَّد بْنُ عمرو، قَالَ: سَمِعْتُ عِرَاك بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ أبو ذر (¬2) رضي الله عنه: إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ مَجْلِسًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ تَرَكْتُهُ فِيهَا، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ من أحد إلَّا وقد تَشَبَّثَ منها بشيء غيري. ¬
4079 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن عراكًا لم يسمع من أبي ذرّ فيما يظهر فلم أجد له رواية عنه. والله أعلم. قال البوصيري (مختصر 3/ 75/ ب)، رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل ورواتهما ثقات. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 330)، ورجاله ثقات إلاّ أن عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر فيما أحسب. والله أعلم.
تخريجه: رواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 165)، به بلفظه. ورواه من طريقه أبو نعيم في الحلية (1/ 161)، عن أبي بكر بن مالك، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه به، بنحوه. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 125: 12318)، عن يزيد به بلفظه. ورواه ابن سعد في الطبقات (4/ 172: 173)، عن يزيد أيضًا به بلفظه. ورواه الطبراني في الكبير (2/ 149: 1627)، عن محمَّد بن عبد الله =
= الحضرمي، عن أبي كريب، عن عثمان بن سعيد، عن هياج بن بسطام، عن محمَّد بن عمرو به، بنحوه. ورواه الطبراني في المكان نفسه (1628)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن ليث بن هارون العكلي، عن زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عن محمَّد بن الوليد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عَنْ أَبِي ذرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن أحبكم إليّ وأقربكم منّي مجلسًا الذي يلحقني على العهد الذي فارقني عليه". قلت: فيه ليث بن هارون لم يذكره سوى ابن حبّان في الثقات (9/ 29). وفيه موسى بن عبيدة ضعيف كما في ترجمته. قال الهيثمي في المجمع (9/ 330)، رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في الإِصابة (4/ 65)، أن أبا يعلى أخرج معنى هذا الحديث من وجه آخر، عن أبي ذرٍّ متصلًا لكن سنده ضعيف. قلت: لم أره في مسند أبي يعلى المطبوع، لكن يظهر لي أن الحديث يرتقي بطرقه إلى رتبة الحسن لغيره. والله أعلم.
4080 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا محمَّد بْنُ حَرْبٍ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي المثنَّى المَلِيْكِي قَالَ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج إلى أصحابه رضي الله عنهم قَالَ: "عُوَيْمِرٌ حَكِيمُ أُمَّتي وجُنْدَب طَرِيد أُمَّتي يعيش وحده ويموت وحده والله عَزَّ وَجَلَّ يبعثه وحده". ¬
4080 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأنه مرسل فأبو المثنى الأُملوكي من صغار التابعين. والله أعلم. قال البوصيري (3/ 75/ أ)، رواه الحارث مرسلًا.
تخريجه: لم أقف عليه. قال في كنز العمال (33132): رواه الحارث، عن أبي المثنى المَلِيكي مرسلًا. ويشهد لقوله: "يعيش وحده ويموت وحده ... " الخ، ما تقدم في الحديث رقم (4074)، الذي فيه: "تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك".
4081 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أبي ذر رضي الله عنه قال: "وددت لو أني شجرةٌ تُعْضَدُ" (¬1). ¬
4081 - درجته: موقوف صحيح بهذا الإِسناد. والله أعلم.
تخريجه: مدار هذا الحديث على مجاهد واختلف عليه فيه على وجهين: الأول: عنه عن ابن أبي ليلى، عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه كما هنا: ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 164)، عن أبي محمَّد بن حيان، عن أبي يحيى الرازي، عن هنَّاد بن السري، عن أبي معاوية، عن الأعمش به لكن بلفظ: "والله لو تعلمون ما أعلم ما انبسطتم إلى نسائكم ولا تقاررتم على فرشكم والله لوددت أن الله عَزَّ وَجَلَّ خلقني يوم خلقني شجرة تعضد ويؤكل ثمرها". الوجه الثاني: عنه عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه: رواه الإِمام أحمد في الزهد (182)، عن وكيع، عن أبيه، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد به، بنحوه، وزاد: "وددت أني لم أخلق". ورواه ابن عساكر في التاريخ (19/ 39)، عن أبي القاسم الشحامي، عن أبي نصر عبد الرحمن بن محمَّد الشاهد، عن إسماعيل بن يحيى، عن عبد الله بن محمَّد، عن عبد الله بن هاشم، عن وكيع به، بنحو لفظ أحمد في الزهد. ورواه أيضًا عن أبي بكر الشحامي، عن أبي نصر الشاهد به، بنحوه. والراجح من الوجهين هو الأول: فإن مجاهدًا ثقة إمام وكذا من قبله كما تقدم =
= والحمل في الوجه الثاني على إبراهيم بن مهاجر فإنه كما قال عنه الحافظ في التقريب (94: 254)، صدوق فيه لين. وقد روى ابن عساكر أيضًا وجهًا ثالثًا عن إبراهيم بن المهاجر، عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه وهو وجه ضعيف والحمل فيه على ابن المهاجر. والله أعلم.
80 - مناقب ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه
80 - مناقب ثابت بن قَيْس بن شَمَّاسٍ رضي الله عنه 4082 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابن [بكر] (¬2) ثنا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَدْخَلَنِي رَجُلٌ عَلَى ابْنَةِ ثَابِتِ بن قيس بن شماس رضي الله عنهما فَحَدَّثَتْنِي بِقِصَّةِ ثَابِتٍ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ... قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "بَلْ [تَعِيشُ] (¬3) حَمِيدًا وتُقْتَل شَهِيدًا، ويُدْخِلُك (¬4) اللَّهُ الْجَنَّةَ"، فلما كان يومُ اليَمَامة (¬5) ¬
خرج مع خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى مسيلمة (¬6) الكذاب، قال (¬7): فَلَمَّا لَقِيَ أَصْحَابَ (¬8) رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- وحمل عليهم فانكشفوا قال (¬9): قال لسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه: مَا هَكَذَا كُنَّا نُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ حَفَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حُفْرَةً فَحَمَلَ عليهما القوم، فبقيا يقاتلان حتى قتلا رحمة الله عليهما، وكانت على ثابت رضي الله عنه دِرْعٌ لَهُ نَفِيسَةٌ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَخَذَهَا فَبَيْنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَائِمٌ إذ أتاه ثابت بن قيس رضي الله عنه فِي مَنَامِهِ فَقَالَ: إِنِّي أُوصيك بِوَصِيَّةٍ، إِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: هَذَا حُلُمٌ (¬10) فَتُضَيِّعَه، إِنِّي لَمَّا قُتِلْتُ أَمْسِ مَرَّ بِي رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينِ فَأَخَذَ دِرْعيِ، ومَنْزِلُه فِي أَقْصَى العَسْكَر وَعِنْدَ خِبَائِه فَرَسٌ يسْتَنُّ (¬11) فِي طِوَلهِ وَقَدْ كَفَأَ عَلَى الدِّرع بُرْمَةً وَجَعَلَ فَوْقَ البُرْمَة رَحْلًا (¬12)، ¬
فأتِ خالدَ بن الوليد رضي الله عنه فَمُره أَنْ يَبْعَثَ إِلَى دِرْعِي فَيَأْخُذَهَا، فَإِذَا قدمتَ عَلَى خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبِرْهُ أَنَّ علىَّ مِنَ الدَّيْنِ كذا وكذا، ولي من الدين كذا وكذا، وفلان رَقِيقِي عَتِيقٌ، وَفُلَانٌ. وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: هَذَا حُلُم فتضيِّعَهُ فَأَتَى الرَّجُلُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رضي الله عنه فَأَخْبَرَهُ فَبَعَثَ إليَّ الدِّرْعِ فَنَظَرَ إِلَى خِبَاءٍ فِي أَقْصَى الْعَسْكَرِ فَإِذَا عِنْدَهُ فَرَسٌ يستَنُّ فِي طِوَلِه فَنَظَرَ فِي الْخِبَاءِ فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ فَدَخَلُوا وَرَفَعُوا الرَّحْلَ وَإِذَا تَحْتَهُ بُرْمَةً فَرَفَعُوهَا فَإِذَا الدِّرع تَحْتَهَا فَأُتِيَ بِهِ خالد بن الوليد رضي الله عنه فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ حدَّث الرجلُ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه بِرُؤْيَاهُ فَأَجَازَ وَصِيَّته بَعْدَ مَوْتِهِ فَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ جُوِّزت وصيَّتُه بَعْدَ مَوْتِهِ غير ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه.
4082 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لجهالة ابنة ثابت بن قيس. قال البوصيري: أصله في صحيح البخاري والترمذي من حديث أنس. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 325)، رواه الطبراني وبنت ثابت بن قيس لم أعرفها وبقية رجاله رجال الصحيح، والظاهر أن بنت ثابت بن قيس صحابية فإنها قالت: سمعت أبي. قلت: قولها: سمعت أبي، لا يدل على كونها صحابية؛ لأن التابعي قد يقول ذلك. والله أعلم.
تخريجه: رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 170: 3399)، عن هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ به، مقتصرًا على ذكر أوله إلى أن قال: فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لَسْتَ مِنْهُمْ بَلْ تَعِيشُ حَمِيدًا وَتُقْتَلُ شَهِيدًا ويدخلك الله =
= الجنة" فلما كان الْيَمَامَةِ خَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مسيلمة ... فذكر الحديث. ورواه من طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (خ 3/ 393/ ب)، عن عبد الله بن محمَّد، عن ابن أبي عاصم به، مقتصرًا على ذكر أول الخبر. ومن طريق أبي نعيم ذكره ابن الأثير في أسد الغابة (7/ 415)، عن أبي موسى، عن أبي نعيم به، بنحوه وعزاه لأبي نعيم وأبي موسى. وأورده ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 195)، من طريق هشام بن عمار به، بنحوه. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 241: 314)، عن محمَّد بن مصفى، عن الوليد بن مسلم، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ به، وذكر أنه وسالمًا مولى أبي حذيفة حفرا لنفسيهما يوم اليمامة فقاتلا مقتصرًا على ذلك. ورواه أيضًا في الآحاد والمثاني (3/ 461: 1921)، عن محمَّد بن مصفَّى به، ولفظه قالت: سمعت أبي يقول لما أنزل الله تعالى على رسوله عليه الصلاة والسلام: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18]، اشتدت على ثابت وغلقَّ بابه وطفق يبكي فأُخبر رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأرسل إليه فسأله فأخبره مما كَبُر عليه منها فقال: أنا رجل أحب الجمال وأحب أن أسود قومي، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنك لَسْتَ مِنْهُمْ بَلْ تَعِيشُ بِخَيْرٍ وَتَمُوتُ بِخَيْرٍ ويدخلك الله عَزَّ وَجَلَّ الجنة". قالت: فلما أنزل الله عَزَّ وَجَلَّ على رسوله -صلى الله عليه وسلم-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 1، 2]، فعمل مثل ذلك فأُخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره بما كَبُر عليه منها فإنه جهير الصوت وإنه يتخوف أن يكون ممن حبط عمله فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنك لست منهم بل تعيش بخير وتقتل شهيدًا ويُدخلك الله عَزَّ وَجَلَّ الجنة" ... فذكر بقية الخبر في مسيره إلى اليمامة ومقتله ووصية بنحو ما تقدم. =
= ورواه ابن أبي عاصم أيضًا في كتاب الجهاد (2/ 560: 225)، عن ابن مصفى به بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (2/ 70: 1320)، عن أحمد بن المعلى، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر به، بنحوه مطولًا. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 235)، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن بحر بن نصر الخولاني، عن بشر بن بكر، عن ابن جابر به، بنحوه مطولًا أيضًا. وسكت عليه الحاكم وكذا الذهبي. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 356)، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن العباس بن الوليد بن فريد البيروتي، عن أبيه، عن ابن جابر به، بنحوه مطولًا. وأصل هذا الحديث في الصحيح كما تقدم في كلام البوصيري من حديث أنس رضي الله عنه. رواه البخاري في صحيحه في كتاب الأنبياء -باب علامات النبوة في الإسلام- البخاري مع الفتح (6/ 717: 3613)، ولفظه: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- افتقد ثابت بن قيس فقال رجل: يا رسول الله أنا أعلم لك علمه. فأتاه فوجده جالسًا في بيته منكسًا رأسه فقال: ما شأنك؟ فقال: شرٌّ، كان يرفع صوته فوق صوت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد حبط عمله وهو من أهل الأرض. فأتى الرجلُ فأخبره أنه قال كذا وكذا. فقال موسى بن أنس: فرجع المرّة الآخرة ببشارة عظيمة فقال: اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار ولكن من أهل الجنة". ورواه أيضًا في كتاب التفسير -تفسير الحجرات- البخاري مع الفتح (8/ 454: 4846)، بنحوه. ورواه مسلم في صحيحه، كتاب الأيمان (110: 119)، بلفظ مقارب فيه أن الذي أتاه فسأله هو جاره سعد بن معاذ رضي الله عنه، وفي رواية قال في آخره: " فكنّا =
= نراه يمشي بين أظهرنا رجلٌ من أهل الجنّة". وقد رواه الطبراني في الكبير (2/ 65: 1307)، عن أنس رضي الله عنه بلفظ أن ثابت بن قيس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ونشر أكفانه فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر مما صنع هؤلاء فقتل وكانت له درع فسرقت فرآه رجل فيما يرى النائم فقال: إنّ درعي في قدر تحت الكانون في مكان كذا وكذا وأوصاه بوصايا فطلبوا الدرع فوجدوها وأنفذوا الوصايا. قال الهيثمي في المجمع (9/ 326)، ورجاله رجال الصحيح. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 235)، بنحوه. وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي. وعليه فإن حديث بنت ثابت بن قيس رضي الله عنه يرتقي إلى درجة الصحيح لغيره. والله أعلم.
81 - مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه
81 - مناقبَ عبد الله بن سَلاَمٍ رضي الله عنه 4083 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدي، ثنا أَبُو معْشَرٍ الْمَدَنِيُّ، عن محمَّد بن كعب القُرَظي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أولُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ" فدخل (¬1) عبد الله بن سَلاَم رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ كَذَا وَكَذَا فَأَيُّ عَمَلٍ لَكَ أَوْثَقُ تَرْجُو بِهِ؟ قَالَ: إِنَّ عَمَلِي لضَعيفٌ وَإِنَّ أوثقَ عَمَلِي أَرْجُو بِهِ سلامةُ صَدْرِي، وَتَرْكِي مَا لَا يَعْنِينِي. * هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ (¬2) وَمُنْقَطِعٌ أَيْضًا. وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ (¬3) مِنْ رِوَايَةِ قَيْسِ بْنِ عُبَاد وخَرَشَة بْنِ الحُرِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَم رَضِيَ اللَّهُ عنه مُتَّصِلًا دُونَ مَا فِي آخِرِهِ مِنَ السُّؤَالِ. ¬
(189) وحديث جُنْدَب رضي الله عنه عَنْ أُبي بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَوْقُوفٌ مَضَى فِي الْعِلْمِ (¬4). (190) وَحَدِيثُ الْحَسَنِ الْمُرْسَلُ في تفسير الأحقاف (¬5). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
4083 - درجته: ضعيف لكونه مرسلًا وفيه أيضًا أبو معشر المدني ضعيف كما تقدم. والله أعلم. قال البوصيري في الإِتحاف (3/ 69/ب)، رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف ومنقطع أيضًا وأصله في الصحيح دون ما في آخره من السؤال.
تخريجه: لم أقف عليه، لكن أصله في الصحيح كما قال الحافظ رحمه الله. وانظر ما سبق من الكلام عليه.
82 - مناقب حنظلة بن حذيم رضي الله عنه
82 - مناقب حنظلة بن حِذْيَم (¬1) رضي الله عنه 4084 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬2): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا ابْنُ حَنْظَلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي حَنْظَلَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبِي حنيفةُ بْنُ حِذْيَم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رجل ذو بنين وهذا [أَخَصُّ] (¬3) بنيَّ فسمِّت [عليه] (¬4). فقال -صلى الله عليه وسلم-: "يَا غُلَامُ -وَأَخَذَ بِيَدِي وَمَسَحَ رَأْسِي- بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ". قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَم رضي الله عنه يُؤْتَى بالإِنسان الْوَارِمِ فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ: بسم الله. فيذهب الورم (¬5). ¬
= 4084 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف محمَّد بن عثمان القرشي، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 67/ أ).
تخريجه: رواه الطبراني في الكبير (4/ 13: 3501)، عن أحمد بن داود المكي، عن محمَّد بن أبي بكر المقدمي به ولفظه عن الذيال قال: سمعت جدي يقول: قال أبوه حِذيَم: يا رسول الله، إني ذو بنين وهذا أصغر بنيّ فسمّت عليه فقال: تعال يا غلام فأخذ بيدي ومسح رأسي وقال: "بارك الله فيك" قال: فرأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوَرِم فيمسح يده عليه ويقول: بسم الله، فيذهب الورم. ورواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 67، 68)، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن ذيال بن عتبة ابن حنظلة قال: سمعت حنظلة بن حِذْيَم جدي أن جده حنيفة قال لحِذْيَم: اجمع لي بنيّ فأوصاهم فقال: إنّ ليتيمي الذي في حجري مائة من الإبل فقال حِذْيَم: يا أبت إني سمعت بنيك يقولون: إنما نقر بهذا لِتَقَرّ عين أبينا فإذا مات رجعنا فارتفعوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاء حنيفة وحِذيَم ومن معهما ومعهم حنظلة وهو غلام وهو رديف أبيه حِذْيَم فقص على النبي -صلى الله عليه وسلم- قصته قال: فغضب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وقال: "لا لا الصدقة خمس وإلَّا فعشر وإلَّا فعشرون وإلَّا فثلاثون، فإن كثرت فأربعون". قال: فودعوه ومع اليتيم هراوة فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عظمت هذه هراوة يتيم" فقال حِذْيَم: إن لي بنين ذوي لحى وإن هذا أصغرهم -يعني حنظلة- فادع الله له فمسح رأسه وقال: "بارك الله فيك" أو قال: "بورك فيك". قال الذيال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإِنسان الوارم وجهه فيتفل على يديه ويقول: بسم الله ويضع يده على رأسه موضع كف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيمسحه ثم يمسح موضع الورم فيذهب الورم. =
= قال الهيثمي في المجمع (4/ 214): رواه أحمد ورجاله ثقات. ورواه يعقوب بن سفيان كما في المعرفة والتاريخ (3/ 462) به، بنحوه. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 412: 3911)، عن إبراهيم، عن محمَّد بن عبّاد المكي، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، به، مختصرًا. وقال الطبراني: لا يروى عن حنظلة إلَّا بهذا الإِسناد تفرد به أبو سعيد. ورواه ابن قانع في معجم الصحابة (خ 40/ب)، عن أحمد بن حاتم الفاسي، عن محمَّد بن عبّاد، به بنحو رواية الطبراني. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (خ 1/ 187/ أ)، عن أبي عمرو بن حمدان عن الحسن بن سفيان، عن عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي، عن هانئ بن يحيى، عن الذيال بن عبيد، عن جده حنظلة بنحو لفظ أحمد في المسند. ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 395)، عن الحكم بن محمَّد، عن أبي بكر أحمد بن محمَّد بن إسماعيل، عن أبيه، عن شعيب بن صالح بن حكيم، عن هانئ بن يحيى السلمي، به، بنحو لفظ أحمد مع اختلاف يسير فيه أن اسم اليتيم ضرس بن قطيعة وأن الذي طلب الدعاء لحنظلة هو حنيفة. ونقل عن أبي سليمان الخطابي أنه قال: قوله: هراوة يتيم. يريد شخصه وجثته فشبهه بالهراوة وهي عصا تكون مع الرعاة وتجمع على الهراوى، قال الشاعر: وتضربه الوليدة بالهراوى ... ولا غيرٌ لديه ولا نكير ورواه محمَّد بن يحيى الذهلي كما قال ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 398)، عن هانئ بن لحي بن سعيد عن الذيال بن عبيد، عن جده بنحو لفظ ابن عبد البر. =
= وقد ذكره البخاري رحمه الله في التاريخ معلقًا (3/ 37) فقال: قال يعقوب بن إسحاق: حنظلة ابن حنيفة بن حِذْيَم قال: قال حِذْيَم: يا رسول الله ... فذكره بنحوه مختصرًا. وعزاه ابن الأثير في أسد الغابة (2/ 64) لابن منده. وعزاه الحافظ ابن حجر في الإِصابة (1/ 358)، للحسن بن سفيان والمنجنيقي في مسنديهما. والحديث يرتقي بمتابعة أبي سعيد مولى بني هاشم عند الإِمام أحمد إلى درجة الحسن لغيره، والله أعلم.
83 - فضل أبي كعب الحارثي رضي الله عنه
83 - فضل أَبِي (¬1) كعْبٍ الحارثي رضي الله عنه 4085 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جَبَل، عَنْ أَبِي كَعْبٍ الْحَارِثِيِّ هُوَ ذُو الإِدَاوةِ (¬2) قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: خَرَجْتُ فِي طَلَبِ إِبِلٍ (¬3) لِي ضوالٍّ فَتَزَوَّدْتُ لَبَنًا فِي إِدَاوَةٍ ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا أَنْصَفْتُ فَأَيْنَ الْوَضُوءُ فَأَهْرَقْتُ اللَّبَنَ وَمَلَأْتُهَا مَاءً وَقُلْتُ: هَذَا وَضُوءٌ وَهَذَا شَرَابٌ، فَكُنْتُ أَبْغِي إِبِلِي فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَتَوَضَّأَ اصَطْبَبْتُ مِنَ الإِداوة مَاءً فَتَوَضَّأْتُ، وَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أشرب اصطببت لبنًا فشربته فمكثت بذلك ثلاثًا. فقالت له أسماء البحرانية (¬4): يا أبا كعب أحقيبًا (¬5) كَانَ أَمْ حَلِيبًا؟ فَقَالَ: إِنَّكِ لبطَّالة (¬6)، بَلْ كَانَ يَعْصِمُ مِنَ الْجُوعِ وَيَرْوِي مِنَ الظَّمَأِ. ¬
أَمَّا إِنِّي حَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ نَفَرًا مِنْ قَوْمِي فِيهِمْ عليُّ بْنُ الْحَارِثِ سَيِّدُ بَنِي قيان (¬7) قَالَ: مَا أظنُّ الَّذِي تَقُولُ كَمَا قُلْتَ. قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي فنِمت تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَإِذَا أَنَا بِهِ صلاةَ الصُّبْحِ عَلَى بَابِي فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ لم تعنَّيت إليَّ؟ ألا ارسلت إليَّ فآتيك؟ قَالَ: أَنَا أَحَقُّ بِذَلِكَ أَنْ آتِيَك، مَا نمتُ اللَّيْلَةَ إلَّا أَتَانِي آتٍ فَقَالَ: أَنْتَ الذي تُكَذِّب من يُحَدِّث بأنعم الله تعالى ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ عُثْمَانَ بن عفان رضي الله عنه فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ دِينِي فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَشْيَاءَ فَمُرْ حَاجِبَكَ أَنْ لَا يَحْجُبَنِي. فقال رضي الله عنه: يَا وثَّاب (¬8) إِذَا جَاءَ الحارثيُّ فَأْذن لَهُ. فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ فَقَرَعْتُ الْبَابَ فَقَالَ؛ مَنْ ذَا؟ فَقُلْتُ: الْحَارِثِيُّ قَالَ: ادْخُلْ. فَدَخَلْتُ فَإِذَا عثمان رضي الله عنه [جالس] (¬9) وَحَوْلَهُ نَفَرٌ سُكُوتٌ لَا يَتَكَلَّمُونَ كَأَنَّمَا (¬10) عَلَى رؤوسهم الطَّيْرُ فَسَلَّمْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ لِمَا رَأَيْتُ مِنَ حَالِهِمْ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. ¬
4085 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لجهالة زياد بن جبل، والله أعلم.
تخريجه: رواه عبد الرزاق في المصنف (11/ 353) - (356: 20732)، به، بنحو لفظه =
= هنا وتتمته قال: فبينا أنا كذلك إذ جاء نفر فقالوا: أبى أن يجيء. قال: فغضب وقال: أبى أن يجيء؟ اذهبوا فجيئوا به فإن أبى فجرّوه جرًا فمكثت قليلًا فجاؤوا فجاء معهم رجل آدم طوال أصلع في مقدم رأسه شعرات وفي قفائه شعرات فقلت: من هذا؟ قالوا: عمّار بن ياسر. فقال: أنت الذي يأتيك رسلنا فتأبى أن تأتيني؟ قال: فكلمه بشيء لا أدري ما هو قال: ثم خرج فما زالوا ينفضّون من عنده حتى ما بقي غيري، قال: فقام قال: فقلت: والله لا أسأل عن هذا أحدًا أقول: حدثني فلان حتى أرى ما يصنع قال: فتبعته حتى دخل المسجد فإذا عمار بن ياسر جالس إلى سارية وحوله نفر مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يبكون قال: فقال عثمان: يا وثّاب عليّ بالشُّرط. قال: فجاء الشرط فقال: فرّقوا بين هؤلاء قال: ففرقوا بينهم قال: ثم أقيمت الصلاة فتقدم عثمان فصلّى فلما كبّر قامت امرأة من حجرتها فقالت: أيها الناس اسمعوا قال: ثم تكلمت فذكرت رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَا بعثه الله به ثم قالت: تركتم أمر الله وخالفتم رسوله -أو نحو هذا- ثم صمتت فتكلمت أخرى مثل ذلك فإذا هي عائشة وحفصة. قال: فلما سلّم عثمان أقبل على الناس فقال: إن هاتان (¬1) الفتَّانتان فتنتا الناس في صلاتهم وإلاَّ تنتهيان أو لأسبنكما ما حلّ لي السباب وإني لأصلِكما لعالم قال: فقال له سعد بن أبي وقاص: أتقول هذا لحبائب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: وفيما أنت وما ها هنا؟ قال: ثم أقبل على سعد عامدًا إليه قال: وانسلّ سعد فخرج من المسجد فلقي عليًّا بباب المسجد فقال له عليٌّ: أين تريد؟. قال: أريد هذا الذي كذا وكذا -يعني سعدًا- فشتمه فقال له عليٌّ: أيها الرجل دع هذا عنك. قال: فلم يزل بهما الكلام حتى غضب عثمان فقال: ألست المتخلف عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم تبوك؟ قال فقال عليٌّ: ألست الفارّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم أحد؟ قال: ثم حجز الناس قال: ثم خرجت من المدينة حتى أتيت الكوفة فوجدتهم أيضًا قد وقع بينهم شيء ونشبوا في الفتنة = ¬
= وقال الحافظ ابن حجر في الإِصابة: وذكر معمر في جامعه ... ثم ساقه مختصرًا. قلت: وسياقه المتقدم فيه شيء من النكارة من حيث أن ما ذكر من الكلام والخصام بين هؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم يستبعد أن يقع منهم على هذا الوجه المذكور، والله أعلم.
84 - فضل البراء بن مالك رضي الله عنه
84 - فضل البَرَاء بن مالك رضي الله عنه 4086 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا هِشَامٌ، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: دخلت على البَرَاء بن مالك رضي الله عنه وَهُوَ مُسْتَلقٍ عَلَى فِرَاشِهِ وَهُوَ يُنْشِد أَبْيَاتًا مِنَ الشَّعْرِ كَأَنَّهُ يَتَغَنَّى بِهِنَّ فَقُلْتُ لَهُ: رَحِمَكَ اللَّهُ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ (¬1) مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، الْقُرْآنُ، فَقَالَ: أترْهَبُ أَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِي؟ لَا وَاللَّهِ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَحْرِمَنِي ذَلِكَ وَقَدْ قَتَلْتُ مِائَةً مُنْفَرِدًا سِوَى مَنْ (¬2) شَارَكْتُ فِي ذَلِكَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬3). ¬
4086 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 65/ ب): رواه أحمد بن منيع بسند صحيح والبغوي. =
= وقال الهيثمي في المجمع (9/ 327): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
تخريجه: رواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 233: 9469) عن معمر عن أيوب، عن ابن سيرين قال: استلقى البَرَاء بن مالك على ظهره فترنم فقال له أنس: اذكر الله يا أخي فاستوى جالسًا وقال: أي أنس: أتراني أموت على فراشي وقد قتلت مائة من المشركين مبارزة سوى ما شاركت في قتله؟! ورواه من طريقه الطبراني في الكبير (2/ 26: 1178) عن إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، به، بنحوه. ورواه عن الطبراني أبو نعيم في الحلية (1/ 350)، به، بنحوه مختصرًا. ورواه أيضًا في معرفة الصحابة (3/ 64: 1125)، عنه، به، مختصرًا. ورواه الطبراني في الكبير (2/ 27: 1179) عن أحمد بن محمَّد الخزاعي الأصبهاني، عن موسى بن إسماعيل، عن أبي هلال، عن ابن سيرين قال: دخل أنس على البَرَاء بن مالك وهو يقول الشعر ... فذكره، بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (9/ 327): رواه الطبراني وفيه أبو هلال الراسبي وضعفه جماعة وقد وثق ومحمد بن سيرين لم يسمع من البَرَاء بن مالك. قلت: قد بينت بقية روايات الحديث أن ابن سيرين سمعه من أنس رضي الله عنه. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 64: 1126) عن عبد الله بن محمَّد بن جعفر، عن أحمد بن علي الخزاعي، به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 291) عن أحمد بن عثمان بن يحيى المقرئ عن أبي قلابة عن أزهر ابن سعد، عن عبد الله بن عون، عن ثمامة بن أنس، عن أنس رضي الله عنه، بنحوه. =
= قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. ورواه البغوي كما تقدم في كلام البوصيري. قال الحافظ في الإِصابة (1/ 147): بإسناد صحيح. وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 142).
85 - باب: أخبار عبد خير
85 - بَابُ: أَخْبَارِ عَبْدِ خَيْرٍ 4587 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حمَّاد الْكُوفِيُّ، ثنا مُسْهِر بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْع، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ خَيْرٍ: كَمْ أَتَى عَلَيْكَ؟ قَالَ: عِشْرُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ. قُلْتُ: تَذْكُرُ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا بِبِلَادِ الْيَمَنِ فَجَاءَنَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُو النَّاسَ إِلَى خَيْرٍ وَاسِعِ، وَكَانَ أَبِي مِمَّنْ خَرَجَ وَأَنَا غُلَامٌ، فَلَمَّا رجع قال لأمي: مري بِهَذِي (¬2) القدر فَلْتُرَق للكلاب فإنّا قد أسلمنا فأَسْلَمَ. ¬
4087 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف مُسْهِر بن عبد الملك بن سَلْع، والله أعلم.
تخريجه: ذكره من طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 421) عن أبي الربيع سليمان بن محمَّد بن خميس، عن أبيه أبي البركات محمَّد عن أحمد بن عبد الباقي بن طوق، عن أبي القاسم نصر بن أحمد بن المرجى الفقيه، عن أبي يعلى، به، بنحوه. وزاد في آخره: وإنما أمر بإراقة القدور؛ لأنها كان فيها ميتة. =
= ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 457) عن إبراهيم بن أسباط عن الحسن بن حماد، به، بنحوه. وقال في آخره: فإنا قد أسلمنا فأسلمي. ورواه البخاري في تاريخه الكبير تعليقًا (6/ 134) عن يحيى بن موسى، عن مسهر، به، بلفظ مقارب قال في آخره: فكان أبي فيمن خرج فلما ارتفع النهار جاء أبي فقالت له أمي: ما حبسك وهذا القدر قد بلغت وهؤلاء عيالك يتضورون يريدون الغداء؟ فقال: يا أم فلان أسلمنا فأسلمي واستصبينا فاستصبى. فقلت له: ما قوله استبصينا؟ قال: هو في كلام العرب أسلمنا. قال: وأمرني بهذا القدر فلتهراق للكلاب كانت ميتة فهذا ما أذكر من أمر الجاهلية. ورواه الدولابي في الكنى (2/ 37)، عن أبي داود سليمان بن أشعث، عن الحسن بن علي الخلال الحلواني، عن مسهر، به، بنحوه مختصرًا. ورواه أيضًا عن أبي عمران موسى بن سهل الرملي، عن سوار بن عمارة أبو عمارة الربعي، عن ميسرة بن معبد اللخمي، عن مسهر، به، بنحوه مختصرًا. وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 440) معلقًا عن عبد الملك، بنحوه.
86 - باب سعيد بن المسيب
86 - بَابُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ 4088 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عن يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وُلِدْتُ لسنتين مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه.
4088 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم. ولم أره في الإِتحاف.
تخريجه: رواه ابن ابن سعد في الطبقات (5/ 90) عن سعيد بن منصور، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد، به، بلفظه وزاد في آخره: وكانت خلافته عشر سنين وأربعة أشهر.
87 - باب: أخبار أبي عثمان النهدي
87 - بَابُ: أَخْبَارِ أَبِي عُثْمَان النَّهْدِي 4089 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: سَأَلَ (¬1) صُبَيحٌ (¬2) أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِي وَأَنَا أَسْمَعُ فَقَالَ لَهُ: هَلْ أَدْرَكْتَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟. قَالَ: نَعَمْ أَسْلَمْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأَدَّيت لَهُ ثَلَاثَ صَدَقَاتٍ وَلَمْ أَلْقَهُ، وَغَزَوْتُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عِدَّةَ (¬3) غَزَوَاتٍ، شَهِدْتُ فَتْحَ الْقَادِسِيَّةِ (¬4) وجَلُولَاء (¬5)، ونِهَاونْد (¬6)، ¬
واليَرْمُوك (¬7)، وأَذَرْبِيجَان (¬8) (¬9)، ومِهْرَان (¬10)، ورُسْتُم (¬11) فَكُنَّا نَأْكُلُ السَّمْنَ وَنَتْرُكُ الوَدَك (¬12)، قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ الظُّرُوف (¬13) فَقَالَ: لم يكن يُسْأَلُ (¬14) عنها. يعني ظروفَ المشركين. ¬
= 4089 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم. ولم أره في الإِتحاف.
تخريجه: رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 233) عن أبي بكر بن أبي شيبة، به، بنحوه. ورواه من طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 204) عن ابن الفضل عن عبد الله بن جعفر، عن يعقوب بن سفيان، به، بنحوه، لكن قال فيه: سئل أبو عثمان. ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (10/ 225) عن أبي النجم عن الخطيب، به، بنحوه. ورواه أيضًا ابن عساكر عن أبي القاسم السمرقندي، عن أبي بكر بن الطبري، عن عبد الله بن جعفر، به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي علي الحداد، عن أبي نعيم، عن محمَّد بن أحمد بن الحسن، عن محمد بن عثمان ابن أبي شيبة، عن عمه أبي بكر وعن أبيه عن عبد الرحيم بن سليمان، به، بنحوه مختصرًا أيضًا. ورواه ابن سعد في الطبقات (7/ 68) عن عفان بن مسلم، عن ثابت بن يزيد، عن عاصم الأحول قال: سألت أبا عثمان رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: لا. قلت: رأيت أبا بكر؟ قال: لا. ولكن اتبعت عمر حين قام، وقد صدَّق إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات أي أخذ الصدقة منا. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 203) عن محمَّد بن أحمد بن رزق عن إسماعيل بن علي الخطبي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن عفان، به، بنحو لفظ ابن سعد. ورواه أيضًا عن محمَّد بن أحمد بن رزق، عن أبي علي الصواف، عن =
= عبد الله بن أحمد، به، بنحوه. ورواه أيضًا عن محمَّد بن أحمد بن رزق، عن أحمد بن جعفر بن حمدان، عن عبد الله بن أحمد، به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في تاريخه (10/ 220) عن أبي القاسم إسماعيل بن أحمد عن أبي محمَّد الصيرفيني، عن أبي القاسم بن حنابة، عن أبي القاسم البغوي، عن محمَّد بن إسحاق، عن عفان، به، بنحو لفظ ابن سعد. ورواه أيضًا عن أبي المعالي عبد الخالق بن علي بن محمد، عن أبي محمَّد الصيرفيني، به، بنحوه. ورواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 229، 230) عن أبي النعمان، عن ثابت، به، بنحو رواية ابن سعد. ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (10/ 221) عن أبي القاسم إسماعيل بن أحمد، عن أبي بكر الطبري، عن أبي الحسن بن الفضل، عن عبد الله بن جعفر، عن يعقوب، به، بنحوه، والله أعلم.
88 - فضل الأشج أشج عبد القيس واسمه المنذر
88 - فَضْلِ الأَشَجّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ وَاسْمُهُ المُنْذِر 4090 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ صُدْرَان، أبو جعفر ثنا طالب بن حُجَيرٍ العَبْدي، ثنا هُوْدُ العَصَريّ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ إِذْ قَالَ: "يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَكْبٌ مِنْ خَيْرِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ". فَقَامَ عُمَرُ بن الخطاب رضي الله عنه فَتَوَجَّهَ نَحْوَ ذَلِكَ الْوَجْهِ فَلَقِيَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَاكِبًا فَرَحَّب بِهِمْ وقَرَّب (¬2) وَقَالَ: مَن القَوْم؟ قَالُوا: قومٌ مِنْ عَبْد القَيْس. قَالَ: فَمَا أَقْدَمَكُمْ هَذِهِ الْبِلَادَ التجارةُ؟. قَالُوا: لَا. قَالَ: فَتَبِيعُونَ سُيُوفَكَمْ هَذِهِ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَلَعَلَّكُمْ إِنَّمَا قَدِمْتُمْ فِي طَلَبِ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالُوا: أجل. فمشى معهم يحدثهم حتى نظر إلى ¬
النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُمْ: هَذَا صَاحِبُكُمُ الَّذِي تَطْلُبُونَ. فَرَمَى الْقَوْمُ بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ رِحَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ سَعَى سَعْيًا، وَمِنْهُمْ مَنْ هَرْوَلَ هَرْوَلَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ مَشَى حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخَذُوا يَدَهُ يُقَبِّلُونَهَا وَقَعَدُوا إِلَيْهِ، وَبَقِيَ الْأَشَجُّ وَهُوَ أصغرُ الْقَوْمِ فَأَنَاخَ الإِبل وعَقَلها وَجَمَعَ مَتَاعَ الْقَوْمِ ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي عَلَى تُؤَدَةٍ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخَذَ (¬3) بِيَدِهِ فَقَبَّلَهَا فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فِيكَ خَصْلَتَانِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ تعالى ورسوله". قال: وما هما يَا رَسُولَ (¬4) اللَّهِ؟. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "الأنَاةُ والتُّؤَدَةُ (¬5) ". قَالَ: أَجِبِلًّا جُبِلتُ عَلَيْهِ أَوْ تَخَلُّقًا مِنِّي؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "بَلْ جِبِلٌّ". فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. وَأَقْبَلَ الْقَوْمُ قِبَلَ تَمَرَاتٍ يأكلُونها فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي التَّمْرِ البَرْنِيِّ. * وَاسْمُ جَدِّ هُود مَزِيْدَة، ¬
4090 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لجهالة هود بن عبد الله العَصَري. وقد سكت عنه البوصيري (مختصر 3/ 74/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 391)، رواه الطبراني وأبو يعلى ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف.
تخريجه: رواه الطبراني في الكبير (20/ 345: 812)، عن الحسين بن إسحاق التستري، عن محمَّد بن صُدْرَان به، بنحوه. وأورده ابن الأثير في أسد الغابة (5/ 151)، من طريق أبي بكر أحمد بن عمرو، عن محمَّد بن صدران به، بنحوه. وحديث وفد عبد القيس في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أخرجه البخاري في كتاب الإِيمان -باب أداء الخمس من الإِيمان- البخاري مع الفتح (1/ 157: 53)، ولفظه: إن وقد عبد القيس لما أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من القوم؟ أو من الوفد؟ قالوا: ربيعة. قال: مرحبًا بالقوم -أو بالوفد- غير خزايا ولا ندامى فقالوا: يا رسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك إلَّا في الشهر الحرام وبيننا وبينك هذا الحيّ من كفار مُضر فمُرنا بأمر فصلٍ نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة. وسألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع: أمرهم بالإِيمان بالله وحده. قال: أتدرون ما الإِيمان بالله وحده؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تُعطُوا من المغنم الخُمْس. ونهاهم عن أربع: عن الحنتم والدبَّاء والنّقير والمزفّت -وربما قال: المقيّر- وقال: احفظوهنّ وأخبروا بهنّ من وراءكم. =
= وأخرجه البخاري رحمه الله في عدة مواضع أخرى من صحيحه بألفاظ متقاربة ولم يذكر فيه مقالة النبي -صلى الله عليه وسلم- للأشج. لكن ذكرها مسلم رحمه الله في صحيحه في كتاب الإِيمان، باب الأمر بالإِيمان بالله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وشرائع الدين (ح 17)، فقال في آخره: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للأشجّ أشجّ عبد القيس: "إنّ فيك خصلتين يحبهما الله الحِلْم والأنَاةُ". وعليه فإن حديث هود عن جده عند أبي يعلى صحيح لغيره. والله أعلم.
89 - أخبار أبي عنبة الخولاني رحمة الله عليه
89 - أخبار أبي عِنَبَة الخَوْلَانِي رحمة الله عليه 4091 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ (¬1): حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ زُرْعَةَ الْخَوْلَانِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ مِمَّنْ أَكَلَ الدَّمَ في الجاهلية. ¬
4091 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد لتوقفي في الحكم على بكر بن زرعة الخولاني. والله أعلم.
تخريجه: رواه الإِمام أحمد في المسند (4/ 200)، عن الهيثم بن خارجة به بلفظ: عن بكر بن زرعة قال: سمعت أبا عنبة الخولاني يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسًا يستعملهم في طاعته). ورواه البخاري في الكنى (61)، عن الهيثم به بلفظ: قال بكر: سمعت أبا عنبة الخولاني مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من صلَّى القبلتين وكل الدم في الجاهلية قال: ... فذكر الحديث بنحو ما تقدم عند أحمد. ورواه ابن حبّان في الثقات (4/ 75)، عن الهيثم به، بنحوه. =
= ورواه الدولابي في الكنى (1/ 46)، عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، عن الهيثم به، بنحوه. ورواه أبو نعيم في المعرفة (خ 3/ 280/ب)، عن أحمد بن جعفر بن مسلم، عن أحمد بن علي الأبار، عن الهيثم به، بنحوه. ورواه ابن ماجه في سننه -المقدمة- باب اتباع سنِّة الرسول -صلى الله عليه وسلم- (1/ 6: 7)، عن هشام بن عمار، عن الجراح به، بلفظ: سمعت أبا عنبة الخولاني وكان قد صلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: سمعت ... فذكره بنحو رواية أحمد. قال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 44)، هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات وقد توبع هشام بن عمار عليه. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 444: 2497)، عن هشام بن عمار به، بنحوه. وذكره من طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (6/ 233). ورواه الدولابي في الكنى (1/ 46)، عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، عن هشام به، بنحوه. ورواه ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ (2/ 162)، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أحمد بن عاصم، عن هشام به، بنحوه. ورواه أبو نعيم في المعرفة (خ 3/ 280/ب)، عن أحمد بن جعفر بن مسلم، عن أحمد بن علي الأبار، عن هشام به، بنحوه. ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 445)، عن عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله المخزومي، عن الجراح به، بنحو لفظ البخاري في الكنى. ورواه الدولابي في الكنى (1/ 46)، عن يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد، عن عبد الرحمن بن يحيى به، بنحوه. وعزاه الحافظ في الإِصابة (4/ 142)، للبغوي. والله أعلم.
90 - أخبار عبد الله بن أنيس رحمه الله
90 - أخبار عبد الله بن أنَيسٍ رحمه الله 4092 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا يحيى بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أُنيس، حدثني عمي الحسن ابن يزيد، عن عبد الله بن أُنيس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَهُ سَرِيَّةً وَحْدَهُ. قلت: وهو مختصر من حديث طويل (¬2). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
4092 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لجهالة الحسن بن يزيد. والله أعلم. قال البوصيري (مختصر 3/ 69/ ب)، رواه أبو يعلى بسند ضعيف لجهالة الحسن بن يزيد.
تخريجه: رواه مختصرًا هكذا ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 78: 2032)، عن الصلت بن مسعود به، بنحوه. أمّا الحديث الطويل فقد أخرجه أبو داود في السنن (2/ 41: 1249)، في صلاة الخوف، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنيس، عَنْ أبيه قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلى خالد بن سفيان الهذلي وكان نحو عرنة وعرفات فقال: اذهب فاقتله قال: فرأيته وحضرت صلاة العصر فقلت: إني أخاف أن يكون بيني وبينه ما إن أؤخر الصلاة فانطلقت أمشي وأنا أصلي أومىء إيماءًا نحوه، فلما دنوت منه قال لي: من أنت؟ قلت: رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك في ذاك قال: إني لفي ذاك. فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى بَرَد. قال الإِمام الخطابي رحمه الله في معالم السنن (2/ 42) ... وابن عبد الله بن أُنيس اسمه عبد الله بن عبد الله بن أُنيس وقد جاء ذلك مبينًا في رواية محمَّد بن سلمة الحراني، عن محمَّد بن إسحاق وعُرَنة بضم ففتح وادٍ بإزاء عرفات وحتى بَرَد كناية عن زهوق روحه. اهـ. =
= ورواه الإِمام أحمد رحمه الله في المسند (3/ 496)، بطوله من طريق ابن إسحاق، عن محمَّد بن جعفر ابن الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنيس، عن أبيه بنحو رواية أبي يعلى المتقدمة. قال الهيثمي في المجمع (6/ 206)، روى أبو داود بعضه في صلاة الخوف. رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، وفيه راوٍ لم يسمّ وهو ابن عبد الله بن أُنيس وبقية رجاله ثقات. قلت: قد ورد التصريح به في رواية محمَّد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عند البيهقي في دلائل النبوة (4/ 42)، وكذا ورد التصريح بالسماع من ابن إسحاق في الرواية نفسها فقال: حدّثنا محمَّد بن جعفر، عن عبد الله بن أُنيس، عن أبيه فذكره بنحو رواية أحمد. ورواه البيهقي في الدلائل (4/ 40)، من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة مختصرًا. ورواه أيضًا من طريق ابن أبي أُويس، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة بنحو لفظ أبي يعلى المتقدم. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 77: 2031)، من طريق يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ محمَّد بن كعب، عن عبد الله بن أُنيس بنحو لفظ أبي يعلى. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (2/ 507)، بعد أن ذكر حديث أبي داود المتقدم: وإسناده حسن. قلت: وعليه فالمختصر يرتقي بأصله الطويل إلى رتبة الحسن لغيره. والله أعلم.
91 - أخبار مسلمة بن مخلد رحمه الله
91 - أخبار مَسْلَمَةَ بن مُخَلَّد رحمه الله 4093 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا مُوسَى بْنُ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدِ يَقُولُ: وُلِدْتُ مَقْدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ، وقبض النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ. ¬
4093 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد. والله أعلم.
تخريجه: هذا الحديث مدار. على موسى بن عُلَيّ بن رباح، واختلف عليه في متنه على وجهين: الوجه الأول: قال فيه: وُلِدْتُ مَقْدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ وقبض النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ. كما في رواية أبي يعلى هذه. ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (16/ 456)، عن أم المجتبى بنت ناصر، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر المقرئ، عن أبي يعلى الموصلي به، بنحوه. =
= ورواه الإِمام أحمد- كما قال الحافظ في الإِصابة (3/ 398)، عن وكيع به، بنحوه. ولم أره في شيء من كتب الإِمام أحمد رحمه الله المطبوعة. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (خ 2/ 184/ أ)، عن محمَّد بن علي بن حبيش، عن الهيثم ابن خلف، عن أبي كريب، عن وكيع به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في التاريخ (16/ 456)، عن أم البهاء بنت البغدادي، عن أبي الفضل الرازي، عن جعفر بن عبد الله، عن محمَّد بن هارون، عن أبي كريب به، بنحوه. الوجه الثاني: قال فيه: قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا ابن أربع سنين وتوفي وأنا ابن أربع عشرة سنة. رواه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 387)، عن عبد الله بن أبي الأسود، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن موسى بن عُلَيّ به، بنحوه. ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 444)، من طريق الإِمام أحمد، عن عبد الله بن محمَّد، عن عثمان بن أحمد الدقّاق، عن حنبل بن إسحاق، عن أحمد بن حنبل، عن ابن مهدي به، بلفظه. ورواه ابن عساكر في تاريخه (16/ 457)، عن أبي محمَّد بن طاهر بن سهل، عن أبي بكر الخطيب، عن محمَّد بن أحمد بن رزق، عن إسماعيل بن علي بن علي الخطبي، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه به، بلفظه. ورواه أيضًا عن أبي محمَّد طاهر بن سهل، عن أبي بكر الخطيب، عن محمَّد بن أحمد بن رزق، عن أبي علي الصواف. ورواه أيضًا عن أبي محمَّد طاهر بن سهل، عن أبي بكر الخطيب، عن محمَّد بن أحمد بن رزق، عن أحمد بن جعفر بن حمدان. =
= كلهم عن عبد الله بن أحمد به، بلفظه. ورواه أيضًا عن أبي بكر بن المرزني، عن أبي بكر الخطيب، عن ابن زرقويه، عن ابن السماك، عن حنبل، عن أبي عبد الله به، بلفظه. قال ابن عساكر: زاد حنبل: قال أبو عبد الله: إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن، فعبد الرحمن أثبت لأنه أقرب عهدًا بالكتاب. وقد تابع ابن مهدي في هذا الوجه معن بن عيسى لكنه قال مرة: أسلمت وأنا ابن أربع سنين. وقال مرة: قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ وأنا ابن أربع سنين. أما لفظ: أسلمت وأنا ابن أربع سنين. فرواه البخاري في تاريخه الكبير (7/ 387)، عن الخزامي، عن معن به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في التاريخ (16/ 457)، عن أبي الحسن علي بن محمَّد بن أحمد، عن محمد بن الحسن بن محمَّد، عن أحمد بن الحسن بن زنبيل، عن عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن الخليل، عن محمَّد بن إسماعيل، عن إبراهيم بن المنذر، عن معن به، بنحوه. وأمّا رواية: قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ وأنا ابن أربع سنين ... إلخ. فرواها ابن عساكر في التاريخ -الموضع السابق- عن أبي محمَّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، عن أبي الحسين بن الفضل عن أبي محمَّد بن درستويه، عن يعقوب بن سفيان، عن إبراهيم بن المنذر، عن معن به، بلفظه. ورواها أيضًا عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي بكر محمَّد بن هبة الله عن أبي الحسن بن الفضل به، بلفظه. ورواها أيضًا عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي سعيد محمَّد بن علي بن محمَّد، عن أبي الحسين بن الفضل به، بلفظه. =
= وهاتان الروايتان لا معارضة بينهما فإن إسلامه وقع عند مقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة. أمّا الوجهان المتقدمان فالراجح منهما -والله أعلم- هو الثاني وهو قوله: قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ وأنا ابن أربع سنين ... إلخ. والحمل في الوجه الأول على وكيع فإنه مع كونه ثبت ثقة إمام لكن وهم في هذا الوجه ورواية عبد الرحمن بن مهدي هي الراجحة لما تقدم عن الإِمام أحمد رحمه الله أنه أقرب عهدًا بالكتاب، ثم إنه قد تابعه معن بن عيسى. والله أعلم.
92 - أخبار زريب بن ثرملا
92 - أخبار زُرَيب بن ثَرْمَلَا (191) في الفتن (¬1). ¬
93 - باب ما يستدل به على أن بنات النبي -صلى الله عليه وسلم- أفضل من أزواجه رضي الله عنهن
93 - بَابُ مَا يُسْتَدَل بِهِ عَلَى أَنَّ بَنَاتِ (¬1) النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أفضلُ مِنْ أَزوَاجِه رضي الله عنهن 4094 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬2): حَدَّثَنَا سُوَيد بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الوليد ¬
ابن محمَّد، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تُزَوَّجُ حفصَةُ خيرًا من عثمان، ويُزَوَّجُ عثمانُ خَيْرًا مِنْ حَفْصَةَ" فَزَوَّجَهُ (¬3) -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ابنته (¬4). ¬
4094 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد؛ لأن الوليد بن محمَّد الموَقَّري متروك كما تقدم، والله أعلم.
تخريجه: لم أجده من رواية الوليد هذا لكن أصله في الصحيح دون قوله: "تزوج حفصة خيرًا من عثمان ... " إلخ. أخرجه البخاري في كتاب المغازي من صحيحه -بابٌ بعد باب شهود الملائكة بدرًا- البخاري مع الفتح (7/ 368: 4005)، بنحو لفظ أبي يعلى الذي تقدم. ورواه البخاري أيضًا في كتاب النكاح، باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير (9/ 81: 5122). وفي باب من قال لا نكاح إلَّا بولي (9/ 89: 5129)، مختصرًا وفي باب تفسير ترك الخطبة (9/ 108: 5145). ورواه النسائي في سننه الكبرى (3/ 277، 278)، باب عرض الرجل ابنته على من يرضي (ح 5363)، وباب إنكاح الرجل ابنته الكبيرة (ح 5364). ورواه الطبراني في الكبير (23/ 186: 302). كلهم من طريق الزهري، به ولفظه مقارب للفظ أبي يعلى الذي تقدم، والله أعلم.
94 - فضل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها
94 - فضل خَدِيجةَ أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها 4095 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيِّ أَبُو أَيُّوبَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَطِيَّةُ بْنُ يَعْلَى، حَدَّثَنِي يَزِيدُ مِنْ وَلَدِ أَبِي هريرة رضي الله عنه، عَنِ الضَّحَّاكِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ السَّعْدِيِّ، قَالَ: حدثني حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ فُلَانَةُ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها أول نساء المسلمين إسلامًا". ¬
4095 - درجته: هذا حديث ضعيف جدًا فإن فيه الشاذكوني وإسماعيل بن أبان وكلاهما متروك كما تقدم، والله أعلم. وقد سكت البوصيري عنه (3/ 63/ أ).
تخريجه: رواه الحاكم في المستدرك (3/ 184) من طريق ربيعة السعدي قال: أتيت حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وهو فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فسمعته يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: (خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إلى الإِيمان بالله وبمحمد -صلى الله عليه وسلم-". وسكت عنه الحاكم وكذا الذهبي. =
= لكن قال الذهبي في السير (2/ 116): في إسناده لين. وقد تقدم في ترجمتها رضي الله عنها أنها أول النساء إسلامًا مطلقًا. قال الإِمام ابن الأثير في أسد الغابة (7/ 78): أول امرأة تزوجها -صلى الله عليه وسلم- وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين لم يتقدمها رجل ولا امرأة. والذي ثبت في الصحيح هو قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد". أخرجه البخاري في تاب فضائل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-بَابُ تَزْوِيجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خديجة وفضلها- البخاري مع الفتح (7/ 165: 3815). وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ} (6/ 542: 3432). وأخرجه مسلم في الصحيح في تاب فضائل الصحابة- باب فضائل خديجة رضي الله عنها (1886: 2430). كلاهما من حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه.
4096 - حدّثنا (¬1) سُرَيجُ بْنُ يُونُس، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُجَالدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عن خديجة رضي الله عنها؛ لأنها ماتت قبل الفرائض. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أَبْصَرتُها فِي نَهْر مِنْ أَنْهَارٍ الْجَنَّةِ فِي بَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَب" (¬2). ¬
95 - فضل عائشة رضي الله عنها
95 - فضل عَائِشَة رضي الله عنها 4097 - قَالَ أحمدُ بْنُ مَنِيع: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ محمَّد، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عمِّار بن ياسر رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَت عَلَيْهِمْ (¬1) رُخْصَةُ التيمُّم بالصُّعُدَات (¬2)، دخل أبو بكر رضي الله عنه على عائشة رضي الله عنه فَقَالَ: إنَّكِ لمُبَارَكَةٌ أُنْزِلَت (¬3) عَلَيْنَا رُخْصَةُ التيمُّم (¬4). ¬
4096 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد للانقطاع الذي بين عبيد الله بن عبد الله وعمار بن ياسر فروايته عنه مرسلةكما تقدم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 63/ ب). =
= تخريجه: أصل هذا الحديث في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه لكن بدون هذه الزيادة التي هنا. أخرج الحديث أبو داود في السنن -كتاب الطهارة- باب التيمم (1/ 224: 318) و (319، 320). والنسائي في الكبرى -باب التيمم في السفر- (1/ 132: 300). وابن ماجه في التيمم (1/ 105: 582). لكن لم يذكروا هذه الزيادة التي أوردها المصنف هنا. ومدار الحديث على الزهري. واختلف عليه في سنده ومتنه، وسأذكر الاختلاف في هذه الزيادة وفي أصل الحديث مقتصرًا على اختلاف السند فقط؛ لأن الاختلاف في متنه يتعلق بباب التيمم، فاختلف في سنده على ثلاثة أوجه: الأول: عنه، عن عبيد الله، عن عمار كما عند أحمد بن منيع: رواه الإِمام الطبري في التفسير (5/ 112)، عن أبي كريب، عن صيفي بن ربعي، عن ابن أبي ذئب به بلفظ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فهلك عقد لعائشة رضي الله عنها فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى أضاء الصبح فتغيظ أبو بكر على عائشة فنزلت عليه الرخصة المسح بالصعيد فدخل أبو بكر فقال لها ... فذكر نحوه. ورواه الطيالسي في مسنده (88: 637)، عن ابن أبي ذئب، به، بنحوه دون ذكر هذه الزيادة. ورواه من طريقه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 208) به، بنحوه. ورواه أبو داود في السنن -الموضع المتقدم- (ح 318)، عن أحمد بن صالح، عن عبد الله بن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، به، بنحوه دون =
= ورواه أيضًا في المكان نفسه (ح 319)، عن سليمان بن داود المهري، عن ابن وهب، به بنحوه دون زيادته. ورواه أيضًا في نفس المكان (ح 319)، عن عبد الملك بن شعيب، عن ابن وهب، به بنحوه دون زيادته. ورواه ابن ماجه في السنن (1/ 105: 582)، في التيمم عن ابن وهب، به بنحوه ولم يذكر زيادته. الوجه الثاني: عنه، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابن عباس، عن عمار رضي الله عنهم: رواه الإِمام أحمد في المسند (4/ 263)، عن يعقوب، عن أبيه، عن صالح، عن ابن شهاب، به، ولفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عرّس بآلات الجيش (¬1) ومعه عائشة زوجته فانقطع عقد لها من جَزَع ظَفَار (¬2) فحبس الناس ابتغاء عقدها وذلك حتى أضاء الفجر وليس مع الناس ماء، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ على رسوله -صلى الله عليه وسلم- رخصة التطهّر بالصعيد الطيب فقام المسلمون مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فضربوا بأيديهم الأرض ثم رفعوا أيديهم ولم يقبضوا من التراب شيئًا فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب ومن بطون أيديهم إلى الآباط ولا يغتر بهذا الناس، وبلغنا أن أبا بكر قال لعائشة رضي الله عنهما: والله ما علمت إنك لمباركة، وإسناده صحيح. ورواه من طريقة البيهقي في السنن الكبرى (1/ 208) به، بنحوه دون زيادته. ورواه أبو داود في السنن -الموضع المتقدم- (ح 320)، عن محمَّد بن أحمد بن أبي خلف، عن يعقوب، به، بنحوه دون زيادته. ¬
= ورواه كذلك في المكان نفسه عن محمَّد بن يحيى النيسابوري، عن يعقوب، به، بنحوه. ورواه النسائي في الكبرى (1/ 132: 300)، باب التيمم في السفر عن محمَّد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري، به، بنحوه ولم يذكر زيادته. ورواه أيضًا في نفس المكان عن العباس بن عبد العظيم، عن عبد الله بن محمَّد بن أسماء، عن جويرية، عن مالك، عن الزهري، به، بنحوه مختصرًا دون زيادته. الوجه الثالث: عنه، عن عبيد الله، عن أبيه، عن عمار رضي الله عنهما: رواه البيهقي في السنن (1/ 208)، من طريق مالك عن الزهري، به، بنحوه ولم يذكر الزيادة .. هذا مجمل الاختلاف في سند الحديث على الزهري، والذي يظهر لي والعلم عند الله أن الحديث مروي بهذا الأوجه الثلاثة على أن أصحها هو الوجه الثاني. والحديث في الصحيحين وغيرهما من رواية أمِّنا عائشة رضي الله عنه: أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التيمم- البخاري مع الفتح (1/ 514: 334)، ولفظه: قالت: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء -أو بذات الجيش- انقطع عقد لي فأقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على التماسة وأقام الناس معه وليسوا على ماء فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- والناس وليسوا على ماءٍ وليس معهم ماء. فجاء أبو بكر ورسول الله واضع رأسه على فخذي قد نام فقال: حبست رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء. فقالت: عائشة: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلَّا مكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فخذي. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا فقال =
= أسيد بن الحضير: ما هي بأوّل بركتكم يا آل أبي بكر. قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته. ورواه أيضًا في الموضع ذاته، باب إذا لم يجد ماءً ولا ترابًا (1/ 524: 336). وفي فضائل الصحابة، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لو كنت متخذًا خليلًا" (7/ 24، 25): (ح 3672). وفي الموضع المتقدم أيضًا، باب فضل عائشة رضي الله عنها (7/ 133: 3773). وفي التفسير، باب: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} (8/ 100: 4583). وفي التفسير أيضًا، باب: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} (8/ 121: 4607) و (4658). وفي النكاح، باب استعارة الثياب للعروس وغيرها (9/ 135: 5164). في النكاح أيضًا، باب قول الرجل لصاحبه: هل أعرستم الليلة (9/ 256: 5250). وفي اللباس، باب استعارة القلائد (10/ 343: 5882). وفي الحدود، باب إذا رمى امرأته أو امرأة غيره بالزنى عند الحاكم والناس (12/ 180: 6844) و (6845). ورواه مسلم في صحيحه -كتاب الحيض- باب التيمم (279: 367). وقد رواه الإِمام أحمد رحمه الله في المسند (6/ 272)، من طريق يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها بنحوه لكن في آخره قالت: يقول أبي حين جاء من الله الرخصة للمسلمين: والله ما علمت يا بنيَّة إنك لمباركة ماذا جعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر. وإسناده حسن. فالحاصل: أن أصل الحديث في الصحيح وهذه الزيادة الموقوفة أقل أحوالها أنها حسنة، والله أعلم.
4098 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ المَرْزُبَان، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: تزوَّجني رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعليَّ حَوْفٌ (¬1) فَمَا هُوَ إلَّا أَنْ تزوَّجني فَأُلقِي عليَّ الحيَاءُ. ¬
4098 - [1] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف سعيد بن المَرْزُبان، والله أعلم. قال الهيثمي في المجمع (9/ 230): رواه أبو يعلى والطبراني باختصار وفيه أبو سعد البقَّال وهو مدلِّس.
4098 - [2] رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبَّادٍ، ثنا سفيان به. ¬
4098 - [2] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا لضعف سعيد بن المَرْزُبَان، والله أعلم.
4098 - [3] وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ (¬1) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمَّد المحاربي عن أبي سعيد البقَّال به وأتم منه. ¬
4098 - [3] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف أبي سعيد البقال، والله أعلم.
تخريجه: رواه من طريق ابن أبي عمر الطبراني في الكبير (23/ 120: 154) عن أحمد بن عمرو الخلال المكيّ، عن ابن أبي عمر، به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 9) عن علي بن عيسى، عن إبراهيم بن أبي طالب، عن ابن أبي عمر به، بنحو لفظ أبي يعلى. ونقل عن سفيان أنه قال: قال الزهري: الحوف سيور تكون في وسطها. ثم قال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي في التلخيص لكنه في السير (2/ 164)، خالف ذلك فقال: تفرد به أبو سعيد وهو سعيد بن المرزبان البقال ليّن الحديث. ورواه الحميدي في منده (1/ 114: 232) عن سفيان، به، بنحوه. ونقل عن سفيان أنه قال: والحوف ثياب من سيور تلبسه الأعراب أبناءهم. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 399: 3029)، عن يعقوب بن حميد، عن سفيان، به بنحوه. قلت: وبعضه ثابت في الصحيح كما قال الهيثمي وهو تزويجها بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وهي =
= ابن ست وبناؤه بها وهي بنت تسع. وكذا مجيء الملك بصورتها. أما تزويجه -صلى الله عليه وسلم- بها وهي بنت ست فقد أخرجه البخاريّ في مناقب الأنصار، بَابُ تَزْوِيجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها- البخاري مع الفتح (7/ 264: 3894)، من حديث أمِّنا عائشة رضي الله عنها، وفي الباب نفسه (ح 3896)، من حديث عروة بن الزبير رضي الله عنه. وأما مجيء الملك بصورتها فأخرجه البخاري أيضًا في الموضع ذاته (ح 3895) عن أمِّنا عائشة رضي الله عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أُريتك في المنام مرتين، أرى أنك في سَرَقةٍ من حرير ويقول: هذه امرأتك فأَكشف فإذا هي أنت فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه". وأخرجه أيضًا في عدة مواضع أخرى. ورواه مسلم في كتاب فضائل الصحابة- باب فضل عائشة رضي الله عنها (ح 2438)، والله أعلم.
4099 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْروفٍ، ثنا أَبُو أُسامة، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ عليَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: "مَا يُبْكِيكِ؟ " قلت: سبَّتني فاطمة رضي الله عنها. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "يَا فَاطِمَةُ سبَبْتِ عَائِشَةَ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَليْسَ تُحِبِّينَ مَن أُحِبُّ وتُبْغِضِينَ مَن أُبْغِض؟ " قالت: بلى. قال -صلى الله عليه وسلم-: "فإني أُحب عائشة فأَحِبِّيها". قالت فاطمة رضي الله عنها: لا نقول لعائشة رضي الله عنها شيئًا يؤذيها أبدًا. ¬
4099 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف مجالد بن سعيد. والله أعلم. قال البوصيري (3/ 63/ ب)، رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف مجالد بن سعيد. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 245): رواه أبو يعلى والبزار باختصار وفيه مجالد وهو حسن الحديث وبقيّة رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: رواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 240: 2661)، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي أُسامة به، بنحوه. قال الهيثمي: قلت: بعض ألفاظه في الصحيح. وقال البزّار: لا نعلم رواه عن مجالد هكذا إلَّا أبو أُسامة. قلت: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة: "أَلَيْسَ تُحِبِّينَ مَنْ أُحِبُّ وَتُبْغِضِينَ مَنْ =
= أبغض ... " إلخ. أصله في الصحيح بنحوه في قصة طويلة أخرجها البخاري في كتاب الهبة -باب من أهدى إلى صاحبه وتحرّى بعض نسائه دون بعض- البخاري مع الفتح (5/ 243: 2581)، وفيه: ثم إنّهن، يعني أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- دعون فاطمة رضي الله عنها بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأرسلت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تقول: إنّ نساءك ينْشُدْنَك العدل في بنت أبي بكر، فكلّمته فقال: يا بُنَيَّهُ: ألا تحبين ما أُحِبُّ؟. قالت: بلى ... الحديث. وأخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة- باب فضل عائشة رضي الله عنها (ح 2442)، بنحو لفظ البخاري الطويل وفيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها بعدما قالت: بلى قال: "فأحبّي هذِهِ" قالت: فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرجعت إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبرتهنّ بالذي قالت وبالذي قال لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلن لها: ما نُراكِ أغنيت عنّا من شيء فارجعي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقولي له: إنّ أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقالت فاطمة رضي الله عنها: والله لا أكلّمه فيها أبدًا ... الحديث. والله أعلم.
4100 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ قال: إن عائشة رضي الله عنها ذُكِرَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "دَعُوا عَائِشَةَ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، زَوْجَتِي في الدنيا والآخرة". ¬
4100 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأنه مرسل فإن ضمرة تابعي ولم يحضر القصة وكذلك فإن أبا بكر بن أبي مريم ضعيف وإسماعيل بن أبي إسماعيل لم يتبين لي من هو. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 63/ب).
تخريجه: لم أقف عليه. لكن كونها زوجه -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة ثابت في الصحيح من حديث عمار رضي الله عنه: أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة -باب فضل عائشة رضي الله عنها- البخاري مع الفتح (7/ 133: 3772)، عن أبي وائل قال: "لما بعث عليٌّ عمارًا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمارٌ فقال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها". ورواه أيضًا في كتاب الفتن، بابٌ يلي باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الفتنة من قبل المشرق" (13/ 58: 7100 و 7101). ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 10)، من حديث عائشة رضي الله عنها ولفظه: "أمّا ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟ " قلت: بلى والله قال: "فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة". =
= وصححه ووافقه الذهبي. وكذا كونها صوَّامة فقد روى ابن سعد في الطبقات (8/ 54)، بسند رجاله ثقات عن القاسم بن محمَّد أن عائشة رضي الله عنها كانت تصوم الدهر. ورواه من طريق أخرى (8/ 59)، عن القاسم بلفظ أن عائشة رضي الله عنها كانت تسرد الصوم. والله أعلم.
4101 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ (¬1): حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَمَّنْ سَمِعَ عَمَّارًا وَذَكَرَ [رجُلٌ] (¬2) عِنْدَهُ عَائِشَةَ رضي الله عنها فنال منها فقال عمار رضي الله عنه: اسْكُتْ مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا (¬3)، أَتُؤْذِي حَبِيبَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. ¬
4101 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة أبي إسحاق وهو مدلّس وأيضًا فيه رجل مبهم لم أتمكن من تعيينه. والله أعلم.
تخريجه: هذا الحديث مداره على أبي إسحاق السبيعي واختلف عليه في إسناده على ستة أوجه: الوجه الأول: عنه عمّن سمع عمارًا رضي الله عنه كما عند الطيالسي. الوجه الثاني: عنه عن عمرو بن غالب: رواه الترمذي في أبواب المناقب -فضل عائشة رضي الله عنها- (5/ 365: 3975)، عن محمَّد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق به، بنحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وفي نسخة العارضة (13/ 259) قال: هذا حديث حسن. قلت: سفيان هنا لم يتبين لي أهو ابن عيينة أم الثوري، فإن الأول سمع منه بعد الاختلاط وحتى لو كان الثوري فإنه تبقى عنعنة أبي إسحاق وهو مدلّس كما تقدم. وأيضًا فعمرو بن غالب ما رأيت أحدًا وثقه سوى ذكر ابن حبّان له في الثقات؛ ولذا وصفه الحافظ فقال: مقبول من الثالثة. (ينظر: التهذيب 8/ 88، والتقريب 425: 5091). =
= ورواه الطبراني في الكبير (23/ 40: 102)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن محمَّد بن أبان الواسطي، عن أبي شهاب الحفاظ، عن سفيان به، بنحوه. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن عبد الله بن أحمد، عن محمَّد بن أبان، عن أبي شهاب الحناط، عن عمرو بن قيس، عن أبي إسحاق به، بنحوه. الوجه الثالث: عنه عن عريب بن حميد: رواه الإِمام أحمد في الفضائل (2/ 876: 1647)، عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق به، ولفظه: رأى عمار يوم الجمل جماعة فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجل يسبّ عائشة رضي الله عنها ويقع فيها قال: فمشى إليه عمار فقال: اسكت مقبوحًا منبوحًا أتقع في حَبِيبَةَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّهَا لزوجته في الجنّة. ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 186)، عن أبي نعيم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق به، بنحوه. ورواه الإِمام أحمد أيضًا في الفضائل (2/ 780: 1631)، عن وكيع، عن أبيه، عن أبي إسحاق به، بنحوه. ورواه أبو نعيم في الحلية (2/ 44)، عن محمَّد بن أحمد بن الحسن، عن أبي عيسى موسى بن علي الختلي، عن جابر بن سعيد، عن محمَّد بن الحسن الفقيه، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إسحاق به، بنحوه. الوجه الرابع: عنه عن عمار رضي الله عنه: رواه الإِمام أحمد في الفضائل (2/ 868: 1625)، عن المطلب بن زياد، عن أبي إسحاق أنّ رجلًا وقع في عائشة رضي الله عنها فقال له عمار: ... الحديث. الوجه الخامس: عنه عن حميد بن عريب: رواه ابن سعد في الطبقات (8/ 52)، عن عبد اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إسحاق به، بنحوه. الوجه السادس: عنه عن عريب بن حميد، عن حميد بن عريب: =
= رواه الطبراني في الكبير (23/ 40: 103)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن علي بن الجعد، عن زهير، عن أبي إسحاق، به ولفظه: كان رجل عند عليٍّ فتناول عائشة فقال له عمار: من ذا الذي يتناول زوجة نبينا -صلى الله عليه وسلم- في الجنة اسكت مقبوحًا. قلت: والوجهان الخامس والسادس وهم من الراوي عن أبي إسحاق فإن الذي روى عنه أبو إسحاق هو عريب بن حُمَيد. (ينظر: التهذيب 7/ 191). وأمّا بقية الوجوه غير الأول فهي ضعيفة والحمل فيها على أبي إسحاق لاختلاطه. وأمّا الوجه الأول فهو الراجح عندي على أنه ضعيف كما تقدم ووجه ترجيح هذا الوجه أن شعبة سمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط. على أن بعض الحديث أصله في الصحيح كقوله: زوجته -صلى الله عليه وسلم- في الجنة فقد تقدم في تخريج الحديث رقم (4100)، أنه عند البخاري رحمه الله من حديث عمار رضي الله عنه. وأمّا كونها كانت أحبّ أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه فله شواهد منها ما رواه الإِمام أحمد في الفضائل (873: 1639)، وفي المسند (6/ 349)، عن ذكوان مولى عائشة أنه استأذن لابن عباس على عائشة وهي تموت ... فذكر الحديث بطوله وفيه أنّ ابن عباس قال لها: كنت أحبُّ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إليه ولم يكن ليحبّ إلَّا طيبًا ... الحديث. والحديث في صحيح البخاري -كتاب التفسير- باب {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ ...} الآية. البخاري مع الفتح (8/ 340: 4753)، وفيه أنه قال لها: زوجة رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ ينكح بكرًا غيرك ونزل عذرك من السماء ... الحديث. وروى الحديث أيضًا الحاكم في المستدرك (4/ 8)، وصححه ووافقه الذهبي. ورواه أبو نعيم في الحلية (2/ 45).
4102 - وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: "حَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- على عاتقه والحبشة يلعبون الدِّرِكْلَة" (¬2). ¬
4102 - درجته: موضوع بهذا الإِسناد؛ لأن يحيى بن هاشم كذّاب كما تقدم. والله أعلم. قال البوصيري (3/ 63/ ب)، رواه الحارث بن أبي أُسامة، عن يحيى بن هاشم السمسار وهو ضعيف. قلت: بل هو كذاب كما تقدم في ترجمته. والله أعلم.
تخريجه: رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (خ3/ 324/ب)، من طريق الحارث به، بنحوه، وزاد فيه: فقال: يا عائشة انظري هؤلاء الحبشة كيف يلعبون. وهذا الحديث أصله في الصحيحين وغيرهما من طريق الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها. رواه البخاري في كتاب المساجد -باب أصحاب الحراب في المسجد- البخاري مع الفتح (1/ 653: 454)، ولفظه: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يومًا على باب حُجرتي والحبشة يلعبون فِي الْمَسْجِدِ وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يسترني بردائه انظر إلى لعبهم". ورواه أيضًا في المكان نفسه (ح 455)، مختصرًا. وفي كتاب العيدين -باب الحراب والدَّرَق يوم العيد- (2/ 510: 950)، =
= ولفظه: قالت: وكان يومَ عيد يلعب فيه السُّودان بالدَّرق والحراب فإما سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- وإما قال: تشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم فأقامني وراءَه خدّي على خدّه وهو يقول: دونكم يا بني أرْفِدة حتى إذا مَلِلْتُ قال: حسبك؟ قلت: نعم. قال: "فاذهبي". وفي العيدين أيضًا -باب إذا فاته العيد- (2/ 550: 988). وفي الجهاد والسّير -باب الدَّرق- (6/ 111: 2907). وفي المناقب -باب قصة الحبش- (6/ 639: 3530). وفي النكاح -باب حسن المعاشرة مع الأهل- (9/ 164: 5190). وفي النكاح أيضًا -باب نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة- (9/ 248: 5236). وأخرجه مسلم في صحيحه -كتاب صلاة العيدين- (608: 892: 17، 18، 19، 20، 21). وأخرجه أحمد في المسند (6/ 84، 85 و 166، 270). والنسائي في الكبرى -كتاب العيدين- باب اللعب في المسجد يوم العيد ونظر النساء لذلك (1/ 553: 1800). والله أعلم.
4103 - وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ (¬1): حَدَّثَتْنَا أُم عَمْرِو بِنْتُ حَسَّان عَجُوز صِدْقٍ قَالَتْ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ، وَهُوَ زوجُها، عَنْ أبيه قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَتْ تَقُولُ: لَا يبغِضُنِي إِنْسَانٌ فِي الدُّنْيَا إلَّا تَبَرَّأتُ منه (¬2) في الآخِرَة. ¬
4103 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ لأنَّ سعيد بن يحيى لم أجد له ترجمة، وكذا أبوه لم يتبين لي من هو. والله أعلم.
تخريجه: رواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 868: 1626)، به بنحوه لكن قال فيه: لا ينتقصني إنسان ... إلخ. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 432، 433)، عن أبي الحسن أحمد بن محمَّد الزعفراني المؤدب، عن الحسن بن هارون الضبي، عن الحسين بن إسماعيل، عن علي بن مسلم، عن أم عمر بنت حسان به، بنحو لفظ أحمد في الفضائل.
4104 - وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ (¬1): قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، عَنْ محمَّد بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ هَارُونَ الْبَرْبَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيد بْنِ عُمَير، قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ بَعْدَ وَفَاةِ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَسَأَلَهُ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: كَيْفَ رَأَيْتَ وَجْدَ النَّاس عَلَيْهَا؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا اشْتَدَّ وجَدْهُم كُلَّ ذَاكَ. قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: إِنَّمَا يحزن على عائشة رضي الله عنها من كانت له أُمًّا. ¬
4104 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد إن ثبت سماع عبد الله بن عبيد من أبيه، والله أعلم.
تخريجه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 62)، عن يعلي بن عبيد، عن هارون، به بلفظ: قدم رجل فسأله أَبِي: كيف كان وجد الناس على عائشة؟ فقال: كان فيهم وكان. قال: أما إنه لا يحزن عليها إلَّا من كانت أمه. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن محمَّد بن عبيد، عن هارون، به، بلفظه.
4105 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ (¬1): حَدَّثَنَا زَمْعَةُ هُوَ ابْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: سَمِعَتْ أُمُّ سلمةَ رضي الله عنها الصَّرْخَةَ على عائشة رضي الله عنها فأرسلت جارِيَتَها انْظُرِي مَا صَنَعَتْ. فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: قَدْ قَضَتْ. فَقَالَتْ: يرحَمُها اللَّهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ كَانَتْ أحبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- إلَّا أباها. ¬
4105 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف زمعة بن صالح. قال البوصيري (3/ 63/ أ): رواه أبو داود الطيالسي بسند صحيح، وله شاهد من حديث ابن عباس. قلت: بل فيه زمعة وهو ضعيف كما تقدم، والله أعلم.
تخريجه: رواه من طريقه أبو نعيم في الحلية (2/ 44)، عن عبد الله بن جعفر، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 13، 14)، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن محمَّد بن سنان القزاز، عن أبي عامر العقدي، عن زمعة، به، بنحوه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قال الذهبي: قلت: فيه زمعة بن صالح وما روى له إلَّا مسلم مقرونًا بآخر معه. والحديث له شاهد أخرجه البخاري ومسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه وَلَفْظُهُ إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعثه على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت: أيُّ الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. فقلت من الرجال؟ قال: أبوها. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب فعدّ رجالًا. =
= رواه البخاري في فضائل الصحابة- باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لو كنت متخذًا خليلًا" البخاري مع الفتح (7/ 22: 3662). وفي المغازي- باب غزوة ذات السلاسل (7/ 673: 4358). ورواه مسلم في فضائل الصحابة- باب من فضائل أبي بكر رضي الله عنه (خ 2384). وعليه، فهذا الحديث صحيح لغيره لشاهده الذي في الصحيح، والله أعلم. وحديث ابن عباس رضي الله عنه الذي أشار إليه البوصيري تقدم في تخريج الحديث رقم (4100).
4106 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمَّد بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَان، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ وآخرُ مَعَهُ أَنَّهُمَا أَتَيَا عائشة رضي الله عنها فقالت رضي الله عنها: يا فلان، هل سمعت حديث حفصة رضي الله عنها؟ قال: نعم يا أم المؤمنين. فقال عبد الله ابن صفوان رضي الله عنه: وما ذاكِ يا أمَّ المؤمنين؟ قالت رضي الله عنها: فيَّ تِسْعٌ لَمْ تَكُنْ فِي أَحَدٍ مِنَ النساء إلَّا ما آتى الله عَزَّ وَجَلَّ مريم ابنة عمران رضي الله عنها، وَاللَّهِ مَا أَقُولُ هَذَا أَنِّي أَفْتَخِرُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ صَوَاحِبَاتي. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صفوان رضي الله عنه: وما هنَّ يا أم المؤمنين؟. قالت رضي الله عنها: نزل المَلَك بصورتي، وتزوَّجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لسبع سنين، وأهديت له -صلى الله عليه وسلم- لِتِسْعٍ، وتزوَّجني -صلى الله عليه وسلم- بِكْرًا لَمْ يُشْرِكْهُ فيَّ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وأتاه -صلى الله عليه وسلم- الْوَحْيُ وَأَنَا وإيَّاه فِي لِحَافٍ وَاحِدٍ، وَكُنْتُ أحب النساء إليه -صلى الله عليه وسلم-، ونزل فيَّ آيات من القرآن كادت الأمة أن تَهْلِك فيهنَّ، ورأيت جبريل عليه الصلاة والسلام ولم يره أحد من نسائه -صلى الله عليه وسلم- غيري، وقبض -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَيْتِي لَمْ يكن أحدٌ غيرُ المَلَك وأنا.
4106 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد لحال عبد الرحمن بن أبي الضحاك وعبد الرَّحْمَنِ بْنِ محمَّد بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ فلم يتبين لي حالهما، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 63/ أ)، ولم يعزه لابن أبي شيبة بل للحميدي وابن أبي عمر وأبي يعلى؛ ولم أره في مسند الحميدي. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 244): رواه الطبراني ورجال أحد أسانيد الطبراني رجال الصحيح. =
= تخريجه: هذا الحديث مداره على إسماعيل بن أبي خالد واختلف عليه في إسناده على أربعة أوجه: الوجه الأول: عنه، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عبد الرحمن بن زيد بن جدعان، عن عبد الله بن صفوان كما رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المسند. ورواه أيضًا في المصنف (12/ 129: 12328)، به بنحوه. ورواه عنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 402: 3036)، به، بنحوه لكن فيه. قالت: خلال فيّ سبع. وقالت: نزل الملك بعذري، بدل بصورتي. الوجه الثاني: عنه، عن عبد الرحمن بن الضحاك، عن عبد الله بن صفوان: رواه الحاكم في المستدرك (4/ 10)، عن أبي بكر محمَّد بن أحمد بن بالويه، عن موسى بن هارون، عن أبي الخطاب زياد بن يحيى الغساني، عن مالك بن سعير، عن إسماعيل، به، بنحوه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. الوجه الثالث: عنه، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عبد الرحمن بن محمَّد بن زيد، عن عائشة رضي الله عنها: رواه الطبراني في الكبير (23/ 31: 77)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بن أبي شيبة، عن عبد الرحيم، عن إسماعيل، به، بنحوه وقال: خلال فيّ سبع. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن موسى بن هارون، عن خلف بن هشام البزّار، عن أبي شهاب، عن إسماعيل، به، بنحوه. وذكر البخاري رحمه الله هذا الوجه في التاريخ الكبير (5/ 345) عن محمَّد بن بشر العبدي، عن إسماعيل، به. الوجه الرابع: عنه، عن ابن أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمَّد بن =
= جبير بن مطعم: ذكره البخاري في التاريخ الكبير (5/ 345)، عن سعيد بن سليمان، عن عبّاد بن عوام، عن إسماعيل، به. ولم يترجح عندي شيء من هذه الأوجه الأربعة. والحديث له متابعات منها ما يأتي في الحديث الذي بعده وإن كان ضعيفًا لكنهما يرتقيان ببعضهما إلى رتبة الحسن لغيره. وله متابعات أخرى منها ما رواه ابن سعدٍ في الطبقات (8/ 50)، من طريق عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمَّد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: فضِّلت عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعشر فذكر الحديث بنحوه وفيه: قالت: ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري ... وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري ... الحديث. وعيسى بن ميمون المدني قال عنه الحافظ في التقريب (441: 5335): ضعيف. وروى ابن سعد أيضًا في الطبقات (8/ 51) والطبراني في الكبير (23/ 29: 74)، من طريق أبي عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عائشة رضي الله عنها قالت: "أعطيت خصالًا ما أعطيتها امرأة" فذكر نحوه. وعبد الملك بن عمير معروف بالتدليس كما في ترجمته، ولم أجد من نص على سماعه من عائشة رضي الله عنها. وروى الطبراني في الكبير (23/ 30: 75)، من طريق عبد الله بن بزيع عن أبي حنيفة، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أعطيت سبعًا لم يعطها نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ... "، فذ نحوه. قال الهيثمي في المجمع (9/ 245): وفيه من ضعّف. قلت: عبد الله بن بزيع قال عنه الدارقطني: ليّن ليس بمتروك، وقال ابن عدي: =
= ليس بحجة وهو قاضي تستر وعامة أحاديثه ليست بمحفوظة. (ينظر: الميزان 3/ 110). فالحاصل: أن هذه المتابعات لا تخلو على انفرادها من ضعف لكنها بمجموعها ترتقي إلى رتبة الحسن. على أن لأكثر هذه الأمور التي ذكرت أصلًا وشاهدًا في الصحيح كمجيء الملك بصورتها رضي الله عنها فقد تقدم أنه في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها. (ينظر: تخريج الحديث رقم (4098) [3]). وكذا بناء النبي -صلى الله عليه وسلم- بها وهي بنت تسع. (ينظر: الموضع السابق أيضًا). وأما كونه لم ينكح بكرًا غيرها رضي الله عنها ونزول عذرها من السماء فقد ثبت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما عندما دخل على عائشة رضي الله عنها وهي في حال الموت وأثنى عليها فذكر هذين الأمرين وذكر أيضًا كونها أحب النساء إليه -صلى الله عليه وسلم-. (ينظر: تخريج الحديث رقم 4101). وأما نزول الوحي عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ فِي لحافها فهو ثابت في البخاري - كتاب فضائل الصحابة -باب فضل عائشة رضي الله عنها- البخاري مع الفتح (7/ 134: 3775)، في حديث عائشة رضي الله عنها الطويل، وفيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأم سلمة رضي الله عنها: "يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها". وأما نزول آيات من القرآن تتلى في براءتها رضي الله عنها فهذا ثابت في حديث الإفك الطويل الذي أخرجه البخاري في الشهادات -باب تعديل النساء بعضهن بعضًا- البخاري مع الفتح (5/ 319: 2661)، وفي المغازي باب حديث الإفك (7/ 496: 4141، وفي تفسير سورة النور باب: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ} (8/ 306: 4750). وأخرجه مسلم في التوبة- باب حديث الإِفك (ح 2770). =
= وأما رؤيتها لجبريل عليه الصلاة والسلام فالذي في الصحيح أنه رد عليها السلام: أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- باب فضل عائشة رضي الله عنها- البخاري مع الفتح (7/ 133: 3768)، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا: "يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام". فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى، أُرِيدُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ". وَرَوَاهُ أيضًا في بدء الخلق، باب ذكر الملائكة (6/ 352: 3217). وفي الأدب، باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفًا (10/ 597: 6201). وفي الاستئذان، باب تسليم الرجال على النساء (11/ 35: 6249). وأيضًا باب إذا قال فلان يقرئك السلام (11/ 40: 6253). ورواه مسلم في فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة رضي الله عنها (ح 2447) وكونه -صلى الله عليه وسلم- قبض في بيتها ثابت أيضًا في الصحيح. أخرجه البخاري في فضائل الصحابة -باب فضل عائشة رضي الله عنها- (7/ 134: 3774). ورواه مسلم في فضائل الصحابة، باب فضل عائشة رضي الله عنها (ح 2443). وعليه فأكثر الحديث له أصل أو شاهد في الصحيح فما كان له أصل أو شاهد فهو صحيح لغيره، والله أعلم.
4107 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَاني، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، عن عائشة رضي الله عنها قالت (¬2): أُعْطِيتُ تِسْعًا ما أعطيهنَّ (¬3) امْرَأَةٌ إلَّا مَرْيَمَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ فَقَالَتْ: وَإِنْ كَانَ الْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي أَهْلِهِ متفرقون عنه، وإن كان لينزل عليه -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا مَعَهُ فِي لِحَافِهِ، وَإِنِّي لَابْنَةُ خَلِيفَتِهِ وصدِّيقه، لَقَدْ خُلِقْتُ طيِّبة وَعِنْدَ طيِّب، وَلَقَدْ وُعِدت مغفرةً ورزقًا كريمًا. ¬
4107 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لضعف علي بن زيد بن جدعان وفيه أيضًا أبو جعفر، وجدة علي بن زيد لم تبين لي من هما. وقد سكت عنه البوصيري كما تقدم وقال الهيثمي في المجمع (9/ 244): رواه أبو يعلى وفي الصحيح وغيره بعضه وفي إسناد أبي يعلى من لم أعرفهم.
تخريجه: رواه الطبراني في الكبير (23/ 30: 76)، عن محمَّد بن السريّ بن سهل القنطري عن بشر بن الوليد، به، بنحوه. والحديث يرتقي بالذي قبله وأكثره له أصل أو شاهد في الصحيح. (ينظر: تخريج الحديث السابق)، والله أعلم.
(192) وحديث ذكوان مولى عائشة رضي الله عنها فِي قصَّة الدُّرْجِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ عُمَرُ رضي الله عنه إِلَيْهَا لِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِيَّاهَا يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى في الفتوح العُمَرِيَّة (¬1). ¬
96 - فضل أم ورقة رضي الله عنها
96 - فضل أُمِّ وَرَقَة رضي الله عنها 4108 - قال إسحاق: أخبرنا أبو نُعَيم الملائي، ثنا الوليد ابن جُمَيع، حَدَّثَتْنِي جَدَّتي عَنْ أُمِّ (¬1) وَرَقَة بِنْتِ عبد الله بن الحارث الأنصاري رضي الله عنهما، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَزُورُهَا ويسمِّيها الشَّهِيدَةَ، وَكَانَتْ قَدْ جَمَعَتِ الْقُرْآنَ والحديث فقام عمر رضي الله عنه فِي النَّاسِ فَقَالَ: إِنَّ أُمَّ وَرَقَةَ غَمَّها غُلامُها وجارِيَتُها فَقَتَلَاهَا وَإِنَّهُمَا هَرَبَا فَأُتِي بِهِمَا فصُلِبا فقال عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: "انطلِقوا نَزُورُ الشهِيدةَ". أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ طَرَفًا مِنْهُ سِوَى مَا ذَكَرْتُ (¬2) هُنَا. ¬
= 4108 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لجهالة جدة الوليد بن جميع. وقد عزاه البوصيري (3/ 64/ ب) لأبي داود وسكت عنه.
تخريجه: هذا الحديث مداره على الوليد بن عبد الله بن جميع واختلف عليه في إسناده على تسعة أوجه: الوجه الأول: عنه عن جدته أم ورقة كما رواه إسحاق: ورواه ابن سعد في الطبقات (8/ 334) عن الفضل بن دكين، به، بلفظ أتم مما عند أبي داود وإسحاق فذكر فيه استئذانها للخروج في بدر وإذن النبي -صلى الله عليه وسلم- لها في أن تؤم أهل دارها وقصة موتها وقول عُمَرُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يقول: "انطلقوا بنا نزور الشهيدة". ورواه الإِمام أحمد في المسند (6/ 405) عن أبي نعيم، به، مقتصرًا على إمامتها أهل دارها. ورواه الطبراني في الكبير (25/ 134: 326) عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، تامًا، بنحو لفظ ابن سعد. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 130)، كتاب الصلاة، باب إثبات إمامة المرأة عن أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ، عن أحمد بن سلمان النجاد، عن جعفر بن محمَّد بن شاكر، عن أبي نعيم، به، بنحو لفظ ابن سعد أيضًا. ورواه أيضًا في دلائل النبوة (6/ 381)، به، بنحوه. ورواه الدارقطني في سننه (1/ 403) عن أبي بكر النيسابوري عن أحمد بن منصور الزبيري، عن الوليد، به، مقتصرًا على إمامتها. الوجه الثاني: عنه عن جدته وعبد الرحمن بن خلاد الأنصاري عن أم ورقة: رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 139: 3366) عن أبي بكر بن =
= أبي شيبة، عن وكيع، عن الوليد، به، بنحو رواية أبي داود التي تقدم لفظها في ترجمة أم ورقة. ورواه الطبراني في الكبير (25/ 135: 327) عَنْ عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بن أبي شيبة، به، بنحوه. ورواه أبو داود في السنن -كتاب الصلاة-، باب إمامة النساء (ح 591) عن عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع بن الجراح، عن الوليد، به، وتقدم لفظه. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 381) عن أبي علي الروذباري عن أبي بكر بن داصة عن أبي داود، به، بنحوه. ورواه الحاكم في مستدركه (1/ 203) عن أبي عبد الله الصفار عن أحمد بن يونس الضبي، عن عبد الله بن داود الخريبي، عن الوليد، به، مصرحًا باسم جدته فقال ليلى بنت مالك وعبد الرحمن بن خلاد وَلَفْظُهُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يقول: "انطلقوا بنا إلى الشهيدة فنزورها" وأمر أن يؤذن لها ويقام وتؤم أهل دارها في الفرائض. قال الحاكم: وقد احتج مسلم بالوليد بن جميع وهذه سنة غريبة ... إلخ. قلت: الوليد ما احتي به مسلم بل أخرج له متابعة كما تقدم. ورواه من طريقه البيهقي في السنن (3/ 130)، به، بنحوه. ورواه الإِمام أحمد في المسند (6/ 405) عن أبي نعيم، عن الوليد، به، بنحو لفظ ابن سعد. وعبد الرحمن بن خلاد الأنصاري الذي قرن بجدة الوليد في هذا الوجه. قال عنه الحسن بن القطان: حاله مجهول. ووصفه بهذا الحافظ في التقريب. ينظر: الجرح والتعديل (5/ 230)، تهذيب التهذيب (6/ 168)، التقريب (339: 3855). الوجه الثالث: عنه عن عبد الرحمن بن خلاد وحده عن أم ورقة: رواه أبو داود في الموضع المتقدم (ح 592) عن الحسن بن حماد الحضرمي عن محمَّد بن فضيل، عن الوليد، به، وتقدم بيان لفظه أيضًا. =
= وعزاه في الإِصابة (4/ 481) لابن السكن من طريق محمَّد بن فضيل. الوجه الرابع: عنه عن جدته عن أمها أم ورقة: رواه أبو نعيم في فضائل الصحابة (خ 3/ 90/ب) عن أبي علي محمَّد بن أحمد بن الحسن، عن إسحاق بن الحسن الحربي، عن أبي نعيم، عن الوليد، به، بنحو رواية ابن سعد. ورواه أيضًا في الحلية (2/ 63)، به، بنحوه. الوجه الخامس: عنه عن جدته عن أمها عن أم ورقة: عزاه الحافظ في الإِصابة (4/ 481) لابن منده من طريق عبد الله بن داود، عن الوليد، عن ليلى بنت مالك، عن أمها، عن أم ورقة. وعزاه أيضًا لأبي نعيم. الوجه السادس: عنه عن جده، عن أم ورقة ليس بينهما أحد: ذكره المزي في تهذيب الكمال (35/ 391). والحافظ في التهذيب (12/ 482). الوجه السابع: عنه عن جدته ليلى بنت مالك، عن أبيها، عن أم ورقة: ذكره الحافظ في التهذيب أيضًا (12/ 482). الوجه الثامن: الوليد عن عبد الرحمن بن خلاد، عن أبيه، عن أم ورقة: ذكره المزي في تهذيب الكمال (35/ 391)، والحافظ في التهذيب (12/ 482)، وفي الإِصابة (4/ 481). الوجه التاسع: عنه عن جدته أم ورقة: وهذا الوجه تقدم أنه في نسخة (عم) من المطالب وأشار إليه الحافظ في التقريب (12/ 491) وقال: والأول أثبت. هذا ما تلخص عندي من الاختلاف على الوليد في سند هذا الحديث ولم يترجح لي شيء من هذه الوجوه، والله أعلم.
97 - فضل جمرة اليربوعية الحنظليه رضي الله عنها
97 - فضل جَمْرةَ اليَربُوعِيَّة الحَنْظَلِيّه رضي الله عنها 4109 - قال أبو يعلى (¬1): حدّثنا أَبُو مَعْمَرٍ هُوَ القَطِيعي، ثنا عَُطَْوان هُوَ ابن مُشْكَانَ، عن جَمْرَةَ الحنظلية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ فَمَسَحَ رَأْسِي ودعا لي (¬2). ¬
4109 - درجته: حسن بهذا الإِسناد؛ لأن عُطْوان بن مُشْكان صدوق، والله أعلم. قال الهيثمي في المجمع (9/ 269): رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف.
تخريجه: رواه الدولابي في الكنى (2/ 119) عن زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن خياط السنة، عن أبي معمر، به، بنحوه. ورواه الحسن بن سفيان في منده كما قال الحافظ في الإِصابة (4/ 252). ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 341/ أ) من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق، عن أبي معمر، به، بلفظ: ذهب بي أبي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- =
= بعد ما رددت الإبل على أبي فقال: يا رسول الله ادع الله لبنتي هذه بالبركة قالت: فأجلسني النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجره ثم وضع يده على رأسي فدعا لي بالبركة. ورواه الطبراني في الكبير (24/ 209: 537)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن يحيى الحماني، عن عطوان، عن جمرة، بنحو لفظ أبي نعيم. ورواه أيضًا في المكان نفسه عن الحسين بن إسحاق التستري، عن يحيى الحماني، به، بنحوه. وعزاه ابن الأثير في أسد الغابة (7/ 50) لابن منده، والله أعلم.
98 - فضل زينب بنت جحش رضي الله عنها
98 - فضل زَيْنَبَ بنت جَحْشٍ رضي الله عنها 4110 - قال أبو يعلى (¬1): حدّثنا جَعْفَرٌ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: بَنَى رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بزينبَ بنت جَحْش رضي الله عنها وَكَانَتْ قَدْ أُعطيت جَمَالًا (¬2)، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَدِيدَ الْحَيَاءِ ... الْحَدِيثَ. ¬
4110 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ لحال جعفر بن مهران شيخ أبي يعلى فلم ينص أحد على توثيقه أو جرحه كما تقدم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 64/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 250)، رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
تخريجه: هذا الحديث رواه الإِمام الطبري في تفسيره (22/ 37)، عن عمران بن موسى القزاز، عن عبد الوارث به، بنحو لفظ أبي يعلى. وعمران بن موسى القزاز قال عنه الحافظ في التقريب (430: 1572)، صدوق. وعليه فهذه الزيادة أقل أحوالها أنها حسنة. أمّا بقية الحديث فتقدم أنه في صحيح البخاري رحمه الله من طريق عبد الوارث به، بنحوه لكن بدون هذه الزيادة. رواه البخاري في كتاب التفسير، باب: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ...} الآية، البخاري مع الفتح (8/ 388: 4793). ورواه النسائي في السنن الكبرى -كتاب عمل اليوم والليلة- باب ما يقول صبيحة بنائه وما يقال له (6/ 75: 10101)، عن عمران بن موسى، عن عبد الوارث به، مختصرًا دون هذه الزيادة. والحديث في الصحيحين وغيرهما من رواية عدد من التابعين غير عبد العزيز، عن أنس رضي الله عنه دون هذه الزيادة أيضًا. رواه البخاري في الصحيح -كتاب التفسير- الموضع المتقدم (ح 4794). =
= وفي كتاب الأطعمة، باب قول الله تعالى: {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا} (9/ 499: 5466). ورواه مسلم في كتاب النكاح، باب زواج زينب بنت جحش (1428)، ورواه النسائي أيضًا في الموضع المتقدم (ح 10102). ورواه الطبراني في الكبير (24/ 46: 125)، فما بعده. ورواه ابن سعد في الطبقات (8/ 84). ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 428: 3090).
4111 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُنْيَةَ، عَنْ أَبِي بَرْزَة الأسلمي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تسع نسوة، فقال -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا: "خَيْرُكُنَّ أطولُكُنّ يَدًا" فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ تضع يدها على الجِدَار، فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَسْتُ أَعْنِي هَذَا ولكن أَصْنَعُكُن يَدَيْنِ" (¬1). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬2): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي شيبة بهذا. ¬
4111 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا؛ لجهالة منْيَة بنت عبيد. وسكت عنه البوصيري (3/ 64/ أ). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 251)، رواه أبو يعلى وإسناده حسن لأنه يعتضد مما يأتي.
تخريجه: لم أقف عليه من حديث أبي برزة رضي الله عنه. لكن الحديث في الصحيحين وغيرهما من حديث أُمِّنَا عائشة رضي الله عنها. رواه البخاري في كتاب الزكاة -باب بعد باب فضل صدقة الشحيح الصحيح- البخاري مع الفتح (3/ 335: 1420)، لكن وقع عنده سودة بدل زينب، وينظر: الفتح (3/ 336)، فما بعدها. ورواه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة- باب من فضائل زينب أم المؤمنين رضي الله عنها (2452)، ولفظه: عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أسرعُكُنَّ لحاقًا بي أطولُكُن يدًا". قالت: فكُنَّ يتطاولن أيَّتُهُنُّ أطول يدًا. =
= قالت: فكانت أطولنا يدًا زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتصَّدق. وعليه فالشطر الأول من حديث أبي برزة رضي الله عنه يرتقي إلى رتبة الصحيح لغيره لهذا الشاهد الذي في الصحيح. وأمّا الشطر الثاني وهو قوله: "لست أعني هذا ... " إلخ، فضعيف لما تقدم. والله أعلم.
99 - فضل ميمونة رضي الله عنها
99 - فَضْلُ مَيْمُونَة رضي الله عنها 4112 - قال أبو بكر: حدّثنا عفَّان، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأصَمِّ قَالَ: ثَقُلَت ميمونةُ رضي الله عنها بِمَكَّةَ وَلَيْسَ عِنْدَهَا مِنْ بَنِي أُختها أَحَدٌ. فَقَالَتْ: أَخْرِجُوني مِنْ مَكَّةَ فَإِنِّي لَا أَمُوتُ بها، أَخْبَزَبي (¬1) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنِّي لَا أموتُ بِهَا. حَتَّى أَتَوْا بِهَا [سَرَفَ (¬2) إِلَى الشَّجَرة] (¬3) الَّتِي بَنَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَحْتَهَا فِي مَوْضِعِ القُبّّه فَمَاتَت، فَلَمَّا وضَعْنَاها فِي لَحْدِها أَخَذْتُ رِدَائِي فوضعتُه تَحْتَ خدِّها فِي اللَّحْدِ، فأخَذَه ابن عباس رضي الله عنهما فرمى به. ¬
4112 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد. والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري وعزاه لأبي يعلى (3/ 64/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 252)، رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. =
= تخريجه: رواه أبو يعلى في المسند (6/ 322: 7074)، عن أبي خيثمة به، بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (8/ 110)، عن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأصَمِّ ولفظه: قال دفنَّا ميمونة بسرف في الظلة التي بني بها فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت يوم ماتت محلوقة قد حلقت (¬1) في الحج فنزلنا في قبرها أنا وابن عباس فلمَّا وضعناها مال رأسها فأخذت ردائي فوضعته تحت رأسها فانتزعه ابن عباس فألقاه ووضع تحت رأسها كذّانَة -بالنون- يعني حجرًا. ورواه أيضًا عن وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه به، بلفظه. والله أعلم. ¬
100 - فضل صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها
100 - فضل صَفِيَّة بنتِ عبد المطلب رضي الله عنها 4113 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْب، ثنا محمَّد ابن الحسن هو ابن زَبَالة، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ هِيَ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهَا (¬2) عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ بْنِ العوام رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا خلَّف رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نِسَاءَهُ يَوْمَ أُحُدٍ بِالْمَدِينَةِ خلَّفهنَّ (¬3) فِي فَارِعٍ (¬4) وفيهنَّ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنها وخلَّّف فيهنَّ حسان بن ثابت رضي الله عنه فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لِيَدْخُلَ عليهنَّ فَقَالَتْ صفية رضي الله عنها لحسَّان بن ثابت رضي الله عنه: دونك الرجل. فجَبُن حسان رضي الله عنه وأبى عليها فتناولت صفية رضي الله عنها السَّيْفَ فَضَرَبَتْ بِهِ الْمُشْرِكَ حَتَّى قَتَلَتْهُ فأُخبِر بِذَلِكَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَضَرَب لِصَفِيَّه رضي الله عنها بسهم كما ضرب للرجال (¬5). ¬
[2] تَابَعَ ابْنُ زُبَالَةَ عَلَيْهِ إِسْحَاقَ بْنَ محمَّد بن أبي فروة، وَهُوَ مِنْ رِجَالِ الْبُخَارِيِّ فَرَوَاهُ عَنْ أُمِّ عُرْوَةَ، أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ (¬6) مِنْ طَرِيقِهِ، وَسِيَاقُهُ أتمَّ. ¬
4113 - درجته: طريق ابن أبي شيبة: موضوع لأن محمَّد بن الحسن بن زبالة كذاب. وقد سكت عنه البوصيري: (3/ 64/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (6/ 137): رواه البزّار وأبو يعلى باختصار وإسنادهما ضعيف. وطريق البزّار: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد لحال عبد الله بن شبيب المدني فإني لم أجد له ترجمة، والله أعلم. =
= وقد سكت عنه البوصيري أيضًا (3/ 64/ أ). وتقدم أن الهيثمي ضعف إسناده.
تخريجه: عزاه الحافظ ابن حجر في الإِصابة (4/ 339، 340)، لابن أبي خيثمة وابن منده من رواية أم عروة عن أبيها، عن جدتها صفيّة وقال: لما خرج -صلى الله عليه وسلم- إلى الخندق بدل أحد وذكره بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 50) عن أبي جعفر أحمد بن عبيد بن إبراهيم الأسدي الحافظ، عن إبراهيم بن الحسن بن ديزيل، عن إسحاق بن إبراهيم الفروي، عن أم عروة بِنْتِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ، عن أمه صفية ... بنحو لفظ البزّار وقال فيه الخندق أيضًا. قال الحاكم: هذا حديث كبير غريب بهذا الإِسناد وقد روي بإسناد صحيح. وأقره الذهبي. والخبر له شاهد مرسل من حديث عروة عن صفية رضي الله عنها: رواه ابن سعد في الطبقات (8/ 34)، وَلَفْظُهُ إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إذا خرج لقتال عدوّه من المدينة رفع أزواجه ونساءه في أطم حسان بن ثابت؛ لأنه كان من أحصن آطام المدينة وتخلَّف حسان يوم أحد فجاء يهودي فلصق بالأطم يستمع ويتخبر فقالت صفية بنت عبد المطلب لحسان: أنزل إلى هذا اليهودي فاقتله: فكأنه هاب ذلك فأخذت عمودًا فنزلت فختلته حتى فتحت الباب قليلًا قليلًا ثم حملت عليه فضربته بالعمود فقتلته. والخبر رواه الطبراني في الكبير (24/ 319: 804)، ووقع عنده يوم الأحزاب. قال الهيثمي في المجمع (6/ 137): رواه الطبراني ورجاله إلى عروة رجال الصحيح ولكنه مرسل. =
= ورواه أيضًا الحاكم في المستدرك (4/ 51)، بنحوه ووقع عنده أيضًا الخندق. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قال الذهبي: قلت: عروة لم يدرك صفية. فالخبر مرسل لكنه مع حديث ابن أبي فروة يرتقيان إلى رتبة الحسن لغيره وبهذا يتبين أن للموضوع من حديث ابن زبالة أصلًا حسنًا. لكن متن هذا الحديث فيه شيء من النكارة؛ لأن حسانًا رضي الله عنه عرف عنه أنه كان يهجو المشركين ويعاديهم ولو كان جبانًا كما يفيده متن هذا الحديث لخاف من سطوة المشركين ولما تعرض لهم بشيء، والله أعلم.
101 - باب سودة
101 - باب سودة 4114 - قال إِسْحَاقُ (¬1): أنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي، حدثني القاسم ابن أَبِي بَزَّةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْسَلَ إِلَى سَوْدَةَ بِطَلَاقِهَا فَقَالَتْ: أَمِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ طَلَّقَنِي؟ فَجَلَسَتْ عَلَى طَرِيقِهِ مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ، فَمَرَّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَاصْطَفَاكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَطَلَّقْتَنِي مِنْ مَوْجِدَةٍ وَجَدْتَهَا عليَّ؟ وَأَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَاصْطَفَاكَ عَلَى الْخَلْقِ لَمَا راجعتني، فوالله لقد كبرت وما بي حاجة إلى الرجل (¬2) وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُبْعَثَ وَأَنَا مِنْ نِسَائِكَ، فراجعها، فقالت: فإني أهب يومي وليلتي بقرة عين رسول الله عائشة. ¬
4114 - درجته: الحديث مرسل ورجاله ثقات، قال الحافظ في فتح الباري (9/ 313): "وأخرج ابن سعد بسند رجاله ثقات من رواية القاسم بن أبي بزة مرسلًا وساقه.
تخريجه: أخرجه إسحاق (4/ 266)، (2094). =
= وأخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 54)، عن مسلم بن إبراهيم حدّثنا هشام الدستوائي به. لكن أخرج أبو داود (2/ 242: 2135)، والحاكم (2/ 186)، والبيهقي (7/ 74)، من حديث عائشة أن سودة خشيت الطلاق مما يفهم منه أنه لم يطلقها، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. كما روى ذلك الترمذي (5/ 232: 3040)، من حديث ابن عباس وقال؛ هذا حديث حسن غريب. (سعد).
102 - ذكر أم سلمة رضي الله عنها
102 - ذِكرُ أُمِّ سَلَمة رضي الله عنها 4115 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا [عَبْدُ الرَّحْمَنِ] (¬2) بْنُ صَالِحٍ الأزدي، حدثني عجلان بن عبد الله بن أبي عَدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ (¬3) بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك رضي الله عنه قال: لما حَضَر أبا سلمة رضي الله عنه الوَفَاةُ قالت أُم سلمة رضي الله عنها: إلى من تَكِلُنِي؟. فقال رضي الله عنه: اللَّهُمَّ أَبْدِل أُم سَلَمَةَ خَيْرًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ خَطَبَها رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: إِنِّي كَبِيرةُ السِّنِّ. قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَنَا أكبرُ مِنكِ سِنًّا، وَالْعِيَالُ عَلَى اللَّهِ تعالى ورسوله، وأما الغَيْرَةُ فسأدعو الله عَزَّ وَجَلَّ يُذْهِبُهَا". فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فأرسل إليها بِرَحَاءَيْنِ (¬4) وجَرَّةِ الماء. ¬
4115 - درجته: حسن بهذا الإِسناد؛ لأن عبد الرحمن بن صالح وعجلان بن عبد الله صدوقان. وقد ذكره البوصيري في كتاب النكاح وسكت عنه (2/ 20). =
= تخريجه: ذكره البخاري في التاريخ الكبير (7/ 62)، ونسبه لأحمد به، بنحوه لكن قال في آخره فأرسل إليها بردًا وجرة للماء. ويشهد للحديث ما بعده ويرتقي به إلى درجة الصحيح لغيره. والله أعلم.
4116 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، [قَالَا] (¬2): ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنِي عُمَر بْنُ أَبِي سَلَمة قال: جاء أبو سلمة رضي الله عنه ... فذكر الحديث في وفاته وأن أبا بكر رضي الله عنه خطبها فردته، ثم عُمَرُ رضي الله عنه فردَّته، ثم أرسل إليها ¬
رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُهَا فقالت رضي الله عنها: إن فِيَّ خِلالًا ثلاثًا. فسمع عمر رضي الله عنه مَا ردَّت بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَغَضِبَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَكْثَرَ مِمَّا غَضِبَ لِنَفْسِهِ فَأَتَاهَا فَقَالَ لَهَا: أَنْتِ الَّتِي تَرُدِّين رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بم تَرُدِّينه؟. قَالَتْ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّ فِيَّ كَذَا وَكَذَا، وَفِي الْحَدِيثِ: فَأَمَّا مَا ذكرتِ من الغيرة فإني أدعوا الله تعالى أَنْ يُذْهِبها. قَالَ: فَكَانَتْ فِي النِّساء كأنَّها ليست مِنهُن لا تَجِد ما يجدنَ النِّساءُ مِنَ الغَيْرة. * قُلْتُ: أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ (¬3) مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ بِدُونِ هذه الزيادة. ¬
4116 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد. والله أعلم.
تخريجه: هذا الحديث مداره على ثابت البناني واختلف عليه في إسناده على أربعة أوجه: الوجه الأول: عنه عن عمر بن أبي سلمة كما عند أحمد بن منيع وأبي يعلى. الوجه الثاني: عنه عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة رضي الله عنها: أخرجه الإِمام النسائي في السنن الكبرى -كتاب النكاح- باب إنكاح الابن أمة (3/ 286: 5396)، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن يزيد، عن حماد بن سلمة، عن ثابت به، بنحوه دون الزيادة التي في آخره. ورواه الإِمام أحمد في المسند (6/ 295)، عن يزيد به، بنحوه دون الزيادة أيضًا. =
= ورواه أيضًا في المسند (6/ 317) به، بنحوه. ورواه أيضًا في المسند (6/ 313)، عن عفان، عن حماد به، بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (8/ 71)، عن عفان به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 16، 17)، عن الحسن بن يعقوب بن يوسف، عن السري بن خزيمة، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد به، بنحوه. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقرّه الذهبي. الوجه الثالث: عنه عن ابن عمر عن أبيه: رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 423: 3081)، عن إبراهيم بن حجاج السامي، عن حماد، عن ثابت به، مختصرًا. الوجه الرابع: عنه عن عمر، عم أم سلمة: رواه الطبراني في الكبير (23/ 246: 497)، عن معاذ الحلبي، عن محمَّد بن كثير العبدي، عن حماد ابن سلمة، عن ثابت به، بنحوه دون زيادته. والذي يظهر لي أن الحديث مروي بهذه الأوجه كلها وثابت رواه مرة عن عمر، عن أمة ومرة، عن عمر بدون ذكر أمه، ورواه ثابت مرة أُخرى، عن ابن عمر، عن أبيه، ومرة عن ابن عمر، عن أبيه، عن أُم سلمة والذي يقوي ترجيح رواية الحديث بهذه الأوجه كلها أن ثابتًا ثقة وسليمان بن المغيرة ثقة ثقة كما وصفه الحافظ وغيره، وكذلك حماد بن سلمة فهو أثبت الناس في حديث ثابت كما تقدم في ترجمته. والله أعلم.
4117 - [1] وقال الطيالسي (¬1): حَدَّثَنَا الحَكَم بْنُ عَطِيَّهَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ الَّذِي تزوَّجَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أُمَّ سلمة رضي الله عنها على شيء قيمته عشرة دراهم. ¬
4117 - [1] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لثبوت وهم الحكم فيه وإن كان صدوقًا. والله أعلم. قال الهيثمي في المجمع (4/ 285)، رواه أبو يعلى والبزار والطبراني وفيه الحكم بن عطية، وهو ضعيف.
4117 - [2] وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا هارون الحمّال، ثنا أبو داود (¬2) به. ¬
4117 - [2] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لوهم الحَكَم فيه كما تقدم، والله أعلم.
تخريجه: رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 422: 3079) عن محمَّد بن أبي بكر المقدمي عن أبي داود، به، بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (23/ 247: 498) عن يوسف بن يعقوب القاضي عن محمَّد بن أبي بكر المقدمي، به، بنحوه. ورواه البزّار -كشف الأستار (2/ 161: 1426) - عن زيد بن أخرم عن أبي داود، به، بنحوه. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 327/ أ) عن عبد الله بن جعفر عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ أَبِي دَاوُدَ، به، بنحوه. ورواه الطبراني في الموضع السابق عن عبدان بن أحمد، عن أبي كامل الجحدري عن أبي داود، به، بنحوه، والله أعلم.
103 - ذكر حفصة رضي الله عنها
103 - ذكر حَفْصَة رضي الله عنها 4118 - قَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَبُو كُرُيب، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: دخل عمرُ رضي الله عنه على حَفْصَةَ رضي الله عنها وهي تبكي، فقال: مالك؟ أَطَلَّقك رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ إِنَّهُ كَانَ قَدْ طَلَّقَكِ مرةَ ثُمَّ راجعَكِ مِنْ أَجْلِي، وَاللَّهِ إِنْ كَانَ طَلَّقَك مَرَّةً أُخرى لا أُكلِّمُكِ أَبَدًا. ¬
4118 - درجته: حسن بهذا الإِسناد؛ لأن يونس بن بكير صدوق. والله أعلم. قال البوصيري: رجاله ثقات. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 247): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وقال أيضًا (4/ 336)، رواه أبو يعلى والبزار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح وكذلك رجال البزّار.
تخريجه: رواه البزّار -كشف الأستار (2/ 193: 1502) -، عن أبي كريب به، بنحوه. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 409: 3051)، عن محمَّد بن =
= عبد الله بن نمير، عن يونس به، بنحوه. ورواه من طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 325/ب) به، بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (23/ 187: 305)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن ابن نمير به، بنحوه. ورواه أبو نعيم في الحلية (2/ 51)، عن الطبراني به، بنحوه دون آخره. ورواه ابن حبّان كما في الإحسان (6/ 236: 4262)، باب الرجعة عن عبد الله بن أحمد، عن ابن نمير به، بنحوه. ورواه البزّار -كشف الأستار (2/ 194: 1503) -، عن أحمد بن يزداد الكوفي، عن عمر بن عبد الغفار، عن الأعمش به، بنحوه. وسيأتي أن طلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- لحفصة ومراجعته لها صحيح. والله أعلم.
4119 - [1] وقال الحارث (¬1): حدّثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا أَبُو عِمْرَان الجَوْنيّ، عن قيس بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- طلَّق حفصة رضي الله عنها فجاء خالاها قدامة وعثمان بن مظعون رضي الله عنهما، فَبَكَتْ وَقَالَتْ: أَمَا وَاللَّهِ مَا طلَّقَنِي عَنْ شِبَع. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فتجَلْبَبَت (¬2) فقال: إن جبريل عليه الصلاة والسلام قَالَ لِي: رَاجِعْ حَفْصَةَ فَإِنَّهَا صوَّامَةٌ قوَّامةٌ وإنها زوجتُك في الجنَّة. ¬
4119 - [1] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لأمرين: 1 - أنه مرسل فقيس بن زيد من صغار التابعين على الصحيح. 2 - أن قيسًا مجهول كما تقدم. والله أعلم. ثم إنّ الحديث قد وقع في سياق متنه وهم كما قال الحافظ في الإِصابة لأن عثمان بن مظعون مات قبل أن يتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- حفصة؛ لأنه مات قبل أحد بلا خلاف وزوج حفصة قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- مات بأُحُد فتزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أحد بلا خلاف. (الإصابة 3/ 267). قال البوصيري (3/ 63/ ب)، رواه الحارث بن أبي أُسامة مرسلًا ورواته ثقات. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 248)، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
4119 - [2] حَدَّثَنَا (¬1) يُونُسُ بْنُ محمَّد، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ أَوْ يَزِيدَ نحوه. ¬
4119 - [2] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا؛ لأنه مرسل؛ ولأن قيسًا مجهول كما تقدم. والله أعلم.
تخريجه: رواه أبو نعيم في الحلية (2/ 50)، عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث، عن يونس به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث، عن عفان به، بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (8/ 67)، عن عفان. ورواه أيضًا عن يزيد بن هارون. وعن سليمان بن حرب. وعن عبد الصمد بن عبد الوارث كلهم عن حماد بن سلمة به، بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (18/ 365: 934)، عن علي بن عبد العزيز، عن حجاج بن المنهال، عن حماد به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 15)، عن أبي بكر الشافعي، عن محمَّد بن غالب، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد به، بنحوه. ورواه أبو نعيم في الحلية (2/ 55)، عن محمَّد بن يحيى بن الحسن، عن علي بن محمَّد بن أبي الشوارب، عن موسى بن إسماعيل به، بنحوه. وذكره في معرفة الصحابة (خ 3/ 325/ب)، من طريق حماد به، بنحوه. وقوله في الحديث: "إن جبريل عليه الصلاة والسلام قَالَ لِي: رَاجِعْ حَفْصَةَ فَإِنَّهَا صوَّامة قوَّامة وإنها زوجتك في الجنة". معناه ثابت في حديث عمر رضي الله عنه =
= عند أبي داود في سننه (2/ 712: 2283)، كتاب الطلاق باب المراجعة ولفظه: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طلَّق حفصة ثم راجعها". وسنده صحيح. ورواه النسائي في الكبرى -كتاب الطلاق- باب الرجعة (3/ 403: 5755). وابن ماجه في أبواب الطلاق (1/ 372: 2026). وأيضًا فقد روى ابن سعد في الطبقات (8/ 68)، بسند صحيح، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما طلّق حفصة أمر أن يراجعها فراجعها. وعليه، فهذا الشطر من الحديث يرتقي بشواهده إلى الصحيح لغيره، والله أعلم.
104 - ذكر صفيه بنت حيي رضي الله عنها
104 - ذكر صَفِيَّه بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها 4120 - قال أبو يعلى (¬1): حدثنا أَبُو سَعِيدٍ الجُشَمِيّ، حَدَّثَتْنَا [عُلَيْلَةُ] (¬2) بِنْتُ الكُمَيت قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمي أُميْنَة تَقُولُ: حَدَّثتني أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ رَزِيْنَة عَنْ أُمِّها رَزِيْنه مَوْلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - سَبَى صَفيِّةَ رضي الله عنها يوم قريظة والنضير (¬3)، يوم فتح الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ، فَجَاءَ يَقُودُهَا مَسْبيَّه، فَلَمَّا رَأَتِ النِّسَاءَ قَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وأنك رسول الله، فَأَرْسَلَهَا فَكَان (¬4) ذراعها رضي الله عنها في يده - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ أَعْتَقَهَا، ثُمَّ خَطَبَهَا وَتَزَوَّجَهَا وَأَمْهَرَهَا رَزِينَة (¬5). ¬
* قُلْتُ: حَدِيثٌ مُنْكَرٌ عَنْ نِسْوَةٍ مَجْهُولَاتٍ، وَالَّذِي في الصحيح (¬6) عن أنس رضي الله عنه أنه جعل -صلى الله عليه وسلم- عِتْقَها صداقَها، وكذا تقدم عنها نفسِها رضي الله عنها في كتاب النكاح (¬7). ¬
4120 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لجهالة عاملة أو عُلَيْلَة وأمّها أمينة وأمة الله بنت رزينة. ثم إنّ متنه منكر لأنه مخالف لما في الصحيح من جعل عتقها صداقها. والله أعلم. قال البوصيري (3/ 64/ أ): وهو حَدِيثٌ مُنْكَرٌ عَنْ نِسْوَةٍ مَجْهُولَاتٍ، وَالَّذِي فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ جَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، وكذا تقدم عنها نفسها في كتاب الصداق. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 254): رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه من طريق عليلة بنت الكميت عن أمها أمينة عن أَمة الله بنت رزينة، وهؤلاء الثلاث لم أعرفهن وبقية إسناده ثقات، وهو مخالف لما في الصحيح. اهـ.
تخريجه: رواه الطبراني في الكبير (24/ 277:705)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن عبيد الله بن عمر القواريري به، بنحوه.
4121 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا شَيْبَان بْنُ فَرُّوخٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ هُوَ ابْنُ المغيرة، حدّثنا حُمَيد يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ قَالَ: إنَّ صَفِيَّةَ رضي الله عنها [قَالَتْ] (2): انتهيتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَكْرَهُ إليَّ منه فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن قَوْمَك صنعوا كذا وكذا" قالت رضي الله عنها: فما قُمْتُ من مَقْعَدِي ومن النَّاسِ أحدٌ أحبَّ إليَّ منه. (1) مسند أبي يعلى (6/ 324: 7078). (2) سقط لفظ: "قالت" من الأصل، وما أثبت من (عم).
4121 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد للإِنقطاع بين حميد بن هلال وصفية رضي الله عنها. وقد سكت عنه البوصيري. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 255): رواه أبو يعلى بأسانيد ورجال الطريق الأولى رجال الصحيح إلَّا أن حميد بن هلال لم يدرك صفية.
تخريجه: لم أقف عليه من حديث حميد بن هلال بهذا اللفظ. ولكن له شاهد من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 67: 177)، ولفظه: قال: كان بعيني صفية رضي الله عنها خضرة فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ما هذه الخضرة بعينيك؟ " فقالت: قلت لزوجي إني رأيت فيما يرى النائم قمرًا وقع في حجري، فلطمني وقال: أتريدين ملك يثرب. قالت: وما كان أبغض إليّ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قتل أبي وزوجي فما زال يعتذر إليّ فقال: "يا صفية إن أباك ألّب عليّ العرب وفعل وفعل" حتى ذهب ذاك من نفسي. بإسناده صحيح. قال الهيثمي في المجمع (9/ 254): ورجاله رجال الصحيح. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 441: 3113)، بنحوه. وعليه فهذا الحديث يرتقي بشاهده إلى رتبة الصحيح، والله أعلم.
4122 - [1] حَدَّثَنَا (¬1) أَبُو هِشَامٍ محمَّد بْنُ يَزِيدَ بْنِ رفَاعة، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَير، عَنْ [إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ] (¬2) بْنِ مُجَمِّع، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ ربيع، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (¬3)، قالت: -أَرْدَفَني رسول الله على عَجُزِ ناقَتِه، قالت رضي الله عنها:- فَجَعَلْتُ أنْعَس (¬4) فَيَمَسَّنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ ويقول: "يَا هَذِهِ، يَا بِنْتَ حُيَيٍّ"، وَجَعَلَ يَقُولُ: "يَا صَفِيَّةُ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكِ مِمَّا صَنَعْتُ بِقَوْمِكِ، إِنَّهُمْ قَالُوا لِي كَذَا إِنَّهُمْ قَالُوا لي كذا". ¬
4122 - [1] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لضعف محمَّد بن يزيد بن رفاعة وإبراهم بن إسماعيل بن مجمَّع وربيع الذي روى عن صفية لم أجد له ترجمة. وقد سكت عنه البوصيري. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 255): وفي رجال هذه ربيع ابن أخي صفية ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. قلت: بل محمَّد بن يزيد وإبراهيم بن إسماعيل ضعيفان كما تقدم. والله أعلم. =
= تخريجه: لم أجده من حديث صفية رضي الله عنها ولكن إرداف النبي -صلى الله عليه وسلم- لصفيّة رضي الله عنها ثابت في البخاري-كتاب الجهاد والسير -باب ما يقول إذا رجع من الغزو- البخاري مع الفتح (6/ 222: 3085)، وفي اللباس -باب إرداف المرأة خلف الرجل ذا محرم- (10/ 412: 5968). وأمّا آخر الحديث فيشهد له ما تقدم في تخريج الذي قبله فهو صحيح لغيره. والله أعلم.
4122 - [2] حَدَّثَنَا (¬1) ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا يُونُسُ، بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ وَكَانَ في حَيِّ صفية عن صفية رضي الله عنها قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ قطُّ أَحْسَنَ خُلُقًا مِنْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... فذكر نحوه. ¬
4122 - [2] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا لضعف إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع، وفيه أيضًا ربيع الذي حدث عن صفية لم أجد له ترجمة. وتقدم أن البوصيري سكت عنه. وتقدم أيضًا كلام الهيثمي.
تخريجه: لم أقف عليه، ولكن يشهد له ما تقدم في تخريج الحديث (4121). والله أعلم.
105 - ذكر أم أيمن رضي الله عنها
105 - ذكر أُمِّ أَيْمَن رضي الله عنها 4123 - قال أحمد بن منيع: حدّثنا رَوْحٌ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ قال: خَرَجَت أُمُّ أيمن رضي الله عنها مُهَاجِرَةً إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَهِيَ ماشِيةٌ لَيْسَ مَعَهَا زَادٌ وَهِيَ صائِمةٌ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَأَصَابَهَا عَطَش شَديدٌ حَتَّى كَادَتْ تموتُ مِنْ شِدِّة العَطَش، قَالَتْ: فَلَمَّا غَابَتِ الشمس إذا أنا بِخَفِيقِ (¬1) شيءٍ فوق رَأْسِي فرفَعْتُ رأسي فإذ أَنَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ بِرِشاءٍ أَبْيَضَ فَدَنَا منِّي حَتَّى إِذَا كَانَ منِّي حَيْثُ أَسْتَمْكِنُ تناولتُه فشربتُ منه حتى رَوِيتُ. لقد (¬2) كُنْتُ أَصُومُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ ثُمَّ أَطُوفُ فِي الشَّمْسِ كَيْ أَعْطَشَ فَمَا عطشت بعدها. ¬
4123 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ لأنه لم يتبين لي من هو عثمان بن القاسم، والله أعلم. وقد ضعفه البوصيري لجهالة عثمان هذا. =
= تخريجه: رواه أبو نعيم في الحلية (2/ 97) عن أبي عمرو عثمان بن محمَّد العثماني، عن أمية بن محمَّد الباهلي، عن محمَّد بن يحيى الأزدي، عن روح بن عبادة، به، بنحوه. وقال فيه: وهي بالروحاء أو قريبًا منها. وعزاه الحافظ في الإِصابة (4/ 415)، لابن السكن من طريق هشام بن حسّان. وقال في روايته: خرجت مهاجرة مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَهِيَ مَاشِيَةٌ لَيْسَ معها زاد. وقال فيه: فلما غابت الشمس إذ أنا بإناء معلّق عند رأسي، وقالت فيه: ولقد كنت بعد ذلك أصوم فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ ثُمَّ أَطُوفُ فِي الشَّمْسِ كي أعطش فما عطشت بعد. ورواه ابن سعد في الطبقات (8/ 179)، عن أبي أسامة حمّاد بن أسامة، عن جرير بن حازم، عن عثمان بن القاسم بنحوه، والله أعلم.
106 - ذكر زينب امرأة [ابن] مسعود رضي الله عنهما
106 - ذكر زَيْنَب امرأةِ [ابنِ] (¬1) مسعود رضي الله عنهما 4124 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وكيعٌ، عَنْ أبي العُمَيس، عن يزيد بْنِ جُعْدُبَة، عَنْ زينبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَتْ: إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ أَعْطَاهَا بِخَيْبَرَ جَذَاذَ خَمْسِينَ وَسْقًا تَمْرًا، وعشرين وَسْقًا شعيرًا. ¬
4124 - درجته: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد لعدم تبين حال يزيد بن جعدبة.
تخريجه: لم أقف عليه.
107 - ذكر أسماء بنت عميس
107 - ذِكْرِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ (¬1) (193) لَهَا فِي حَدِيثِ تَزْوِيجِ عَلِيٍّ بِفَاطِمَةَ تَقَدَّمَ فِي النِّكَاحِ، وَفِيهِ: قَالَتْ: فَدَعَا لِي بِدُعَاءٍ إِنَّهُ لَأَوْثَقُ عَمَلِي عِنْدِي (¬2). 108 - بَابُ أُمِّ هَانِئٍ 4125 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا عبيد الله بن موسى، ثنا إسرائيل عن السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَاسْمُهُ- بَاذَانَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: خَطَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاعْتَذَرْتُ إِلَيْهِ فَعَذَرَنِي ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} إلى قوله: {هَاجَرْنَ مَعَكَ} قَالَتْ: لَمْ أَكُنْ أَحِلُّ لَهُ وَلَمْ أَكُنْ هاجرت معه، كنت مع الطلقاء. ¬
4125 - درجته: الحديث ضعيف، أبو صالح مولى أم هانئ ضعيف.
تخريجه: أخرجه إسحاق في المسند (5/ 22: 2120). =
= وأخرجه الترمذي (5/ 331: 3214)، قال: حدّثنا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ موسى به. وأخرجه ابن جرير في التفسير (10/ 309: 28546)، قال: حدّثنا أبو كريب، ثنا عبيد الله بن موسى به. وأخرجه الحاكم (4/ 53)، قال: أخبرنا أبو العباس المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا عبيد الله بن موسى به. وأخرجه البيهقي (7/ 54)، قال: حدّثنا أبو عبد الله الحافظ (الحاكم) به. وأخرجه الطبراني (24/ 413: 1007)، قال: حدّثنا عبيد بن غنام، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عُبَيْدُ الله بن موسى به، وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن التستري، ثنا يوسف بن موسى، ثنا عبيد الله بن موسى به. وأخرجه مختصرًا ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 459: 3151)، قال: حدّثنا أبو بكر، نا عبيد الله بن موسى به. وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 413: 1005)، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني محمَّد بن حميد الرازي، ثنا إبراهيم بن المختار عن عنبسة بن الأزهر، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صالح بنحوه. (سعد).
109 - ذكر أم مالك الأنصارية رضي الله عنها
109 - ذكر أُمِّ مالك الأنصارية رضي الله عنها 4126 - قال أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيلٍ، عَنْ عَطَاءِ ابن السَّائِبِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَة، عَنْ رَجُلٍ حدَّثه، عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عنها قال: جاءت أم مالك رضي الله عنها بِعُكَّةِ (¬1) سَمْنٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بلالًا رضي الله عنه فعصرها ثم رفعها إليها فرجعت فإذا هي مملوءة سمنًا. فَأَتَيْتُ فَقُلْتُ: نَزَلَ فيَّ شَيْءٌ يَا رَسُولَ الله؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "وَمَا ذاكِ يَا أمَّ مَالِكٍ؟ ". قَالَتْ: رَدَدْتَ عليَّ هديَتي!. قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- بِلَالًا رضي الله عنه فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ عَصَرتُها حَتَّى استحيَيْت فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هنيئًا لك يا أمَّ مالك، هذه بركةٌ عجَّل الله لك ثوابها". ¬
4126 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن سماع محمَّد بن فضيل من عطاء بن السائب كان بعد اختلاطه، ثم إن فيه رجلًا لم أتمكن من تعيينه. وقد سكت عنه البوصيري. =
= وقال الهيثمي في المجمع (8/ 312): وفيه راوٍ لم يسمّ وعطاء بن السائب اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: رواه عنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 177: 3405)، به بنحوه، لكن قال: "هذه بركةٌ والله عُجِّل ثوابُها"، وزاد: ثُمَّ عَلَّمَهَا أَنْ تَقُولَ فِي دُبًرِ كَلِّ صلاة: سُبْحَانَ اللَّهِ عَشْرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَشْرًا، وَاللَّهُ أكبر عشرًا. ورواه من طريقه الطبراني في الكبير (25/ 145: 351)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن أبي بكر، به، بنحوه، وذكر التسبيح أيضًا. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ح3/ 388/ ب)، عن عبد الله بن محمَّد، عن أبي بكر، به، بنحوه، وذكر التسبيح. وذكره ابن الأثير ني أسد الغابة (7/ 389)، من طريق ابن أبي عاصم، به، بنحوه. وعزاه الحافظ في الإِصابة (4/ 470)، لابن أبي خيثمة من طريق عطاء مقتصرًا على آخره. ومعنى الحديث في الجملة ثابت في صحيح مسلم -كتاب الفضائل- باب معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- (ح 2280) عن جابر رضي الله عنه أن أم مالك كانت تهدي للنبي -صلى الله عليه وسلم- في عكة لها سمنًا فيأتيها بنوها فيسألون الأدم وليس عندهم شيء فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه للنبي -صلى الله عليه وسلم- فتجد فيه سمنًا فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته فأتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "عصرتيها"؟ قالت: نعم. قال: "لو تركتيها ما زال قائمًا". ولم يذكر التسبيح فيه، والله أعلم.
110 - باب: فضل قريش
110 - بَابُ (¬1): فَضْلِ قُرَيْشٍ (¬2) (194) تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الخلافة والإِمارة أحاديث (¬3) من هذا. ¬
4127 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قيس رضي الله عنه قال: كنت أسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يَقُولُ: لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي بابِ إلَّا دَخَلَ مَعَهُ نَاسٌ. وَلَا أَدْرِي ما تأويل قوله حتى طُعِن عمرُ رضي الله عنه فأمر صُهَيبًا رضي الله عنه أن يصلِّي بالناس (¬1)، وأمر أَنْ يَجْعَلَ لِلنَّاسِ طَعَامًا ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَدْ مضى في الجنائز (¬2). ¬
4127 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف علي بن زيد.
تخريجه: لم أقف عليه.
4128 - [1] وقال الحارث: حدّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا طَلْحَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قال رسول الله: فَذَكَرَ حَدِيثًا وَفِيهِ: "وَلَوْلَا أَنْ تَبْطَر قُرَيْشٌ لأخبرتُها بالذي لها عند الله عزَّ وجلّ، اللَّهُمَّ إنَّك أذقتَ أوَّلَها نَكَالًا فأَذِق آخِرَها نَوالًا".
4128 - [1] درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد؛ لأن طلحة بن عمرو الحضرمي متروك كما تقدم. وقد عزاه البوصيري للحارث وأبي يعلى وعزا أوله للترمذي وسكت عنه (3/ 76/ ب). وقال الهيثمي في المجمع (3/ 286): روى الترمذي بعضه، رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. قلت: بل فيه طلحة بن عمرو وهو متروك كما تقدم.
4128 - [2] وقال أبو يعلى (¬1): حدّثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا محمَّد بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا طلحة بهذا. ¬
4128 - [2] درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد أيضًا لحال طلحة بن عمرو، والله أعلم.
تخريجه: أخرج الترمذي قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم أذقت أول قريش نكالًا فأذق آخرها نوالًا" في كتاب المناقب -مناقب الأنصار وقريش- (5/ 374: 3999) عن أبي كريب عن أبي يحيى الحماني، عن الأعمش، عن طارق بن عبد الرحمن، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما. قال الإِمام الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. ورواه أيضًا عن عبد الوهاب الوراق عن يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش، به، بنحوه. قلت: وفيه طارق بن عبد الرحمن الأحمسي ضعفه أحمد ووثقه غيره. (ينظر: التهذيب 5/ 5). وقال عنه الحافظ في التقريب (281: 3003): صدوق لي أوهام. وعليه، فهذا الشطر من الحديث له أصل حسن. وأما الشطر الأول وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لولا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَهَا عِنْدَ الله عزَّ وجلّ" فله أصل أيضًا من حديث معاوية رضي الله عنه أخرجه الإِمام =
= أحمد في المسند (4/ 101)، وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 169: 12437) ولفظه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الْأَمْرِ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسلام إِذَا فَقُهُوا، والله لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لخيارها عند الله". وإسناده صحيح، والله أعلم.
4129 - وقال الطيالسي (¬1): حدّثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ [النَّّضْر بْنِ [حُمَيد] (¬2) الكِنْدِي أو العَبْدِيّ عن أبي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا تسبُّوا قريشًا فإن عِلْم عَالِمَهَا يَمْلَأُ الْأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أول قريش نكالًا (¬3) عقابًا أو وبالًا فأذِق آخرَها نوالًا". ¬
4129 - درجته: موضوع بهذا الإِسناد؛ لأن أبا الجارود كذاب كما تقدم، والله أعلم. قال البوصيري (3/ 76/ أ): رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف لضعف نضر بن معبد لكن له شاهد عن ابن عباس رواه الترمذي وصححه. قلت: النضر هو ابن حميد كما تقدم وهو متروك ولكن أبا الجارود كذاب فالحديث موضوع لا يرتقي.
تخريجه: رواه ابن أبي عاصم في السنة (انظر: 2/ 637: 1522) عن محمَّد بن عبد الله، عن جعفر بن سليمان، به، بنحوه. ورواه العقيلي في الضعفاء (4/ 289) عن بشر بن موسى، عن خالد بن أبي يزيد القرني، عن جعفر بن سليمان، به، بنحوه، وزاد في آخره: ولا يعجبنك رحب الذراعين بالدم فإن له عند الله عَزَّ وَجَلَّ قَاتِلًا لَا يَمُوتُ وَلَا يُعْجِبَنَّكَ امْرُؤٌ كَسَبَ مالًا من حرام فإن أنفق منه لم يتقبل منه وإن أمسكه لم يبارك له فيه، وإن مات كان =
= زاده إلى النار. ثم قال العقيلي: ولا يتابع عليه إلَّا من طريق يقاربه. ورواه الدارقطني في المعرفة كما في الكنز (33876). وآخر الحديث له أصل ضعيف مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 637: 1523). ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللهم أهد قريشًا فإن علم عالمها يملأ طباق الأرض". وفيه عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ. قال عنه الحافظ في التقريب (358: 4111): ضعيف ولم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش.
4130 - حدّثنا (¬1) مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "انْظُرُوا قُرَيْشًا فاسمعوا قولهم ودعوا فعلهم". ¬
4130 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف مجالد بن سعيد. وقد ضعف البوصيري إسناده لضعف مجالد (3/ 76/ أ). وسيأتي أن الحديث غلط بهذا الوجه وإنما هو عن عامر بن شهر رضي الله عنه.
تخريجه: هذا الحديث اختلف على الشعبي رحمه الله في إسناده على وجهين: الوجه الأول: عنه، عن معمر بن عبد الله بن نضلة كما هنا. قال أبو حاتم في العلل (2/ 362): هذا غلط إنما هو الشعبي عن عامر بن شهر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. الوجه الثاني: عنه عن عامر بن شهر رضي الله عنه: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 231: 19563) عن محمَّد بن بشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد، عن الشعبي، به، بلفظ: سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كلمة وسمعت من النجاشي كَلِمَةً سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "انظروا قريشًا فاسمعوا قولهم وذروا فعلهم" وكنت عند النجاشي إذ جاءه ابن له من الكتاب فقرأ آية من الإِنجيل ففهمتها فضحكت فقال: مم تضحك؟ أتضحك من كتاب الله عزَّ وجلّ؟ أما والله إنها لفي كتاب الله تعالى الذي أنزل على عيسى -صلى الله عليه وسلم- إن اللعنة تكون في الأرض إذا كان أمراؤها الصبيان. ورواه عنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 375: 2416)، به، بنحوه. =
=ورواه أيضًا في السنة (2/ 641: 1543)، به، بلفظ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "انظروا قريشًا واسمعوا قولهم وذروا فعلهم". ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 140) من طريق محمَّد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، به، مقتصرًا على قوله: "انظروا قريشًا فاسمعوا من قولهم وذروا فعلهم". ورواه الإِمام أحمد في المسند (4/ 260) عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مجالد، به، بلفظ: "خذوا من قريش ودعوا فعلهم". ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (4/ 205) من طريق مجالد، به، بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (6/ 104) عن أبي أسامة عن مجالد، به، ولفظه: كانت همدان قد تحصنت في جبل الحقْل من الحَبَش قد منعهم الله به حتى جاءت همدانَ أهلُ فارس فلم يزالوا لهم محاربين حتى هرّ القوم الحرب وطال عليهم الأمر وخرج عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالت لي همدان: يا عامر بن شهر إنك قد كنت نديمًا للملوك منذ كنت فهل أنت آتى هذا الرجل ومرتادًا لنا؟، فإن رضيت لنا شيئًا قبلناه، وإن كرهت لنا شيئًا كرهناه. قلت: نعم. فجئت حتى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فجلست عنده فجاءه رهط فقالوا: يا رسول الله أوصنا. قال: أوصيكم بتقوى الله وأن تسمعوا من قول قريش وتدعوا فعلهم. قال: فاجتزأت بذلك والله من مسألته ورضيت قوله، ثم بدا لي أن لا أرجع إلى قومي حتى أمر بالنجاشي وكان لي صديقًا فمررت به فبينا أنا جالس عنده إذ مر به ابن له صغير فاستقرأه لوحًا معه فقرأه الغلام فضحكت فقال النجاشي: مم ضحكت؟ قلت: مما قرأ هذا الغلام قبل. قال: فإنه والله مما أنزل على لسان عيسى بن مريم: إن اللعنة تكون في الأرض إذ كان أمراؤها الصبيان ... وذكر بقية الحديث. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (خ 2/ 98/ب) من طريق مالك بن إسماعيل عن جعفر ابن زياد، عن بيان أبي بشر عن الشعبي، به، بنحو، لفظ ابن أبي شيبة. =
=وتقدم أن مجالدًا ضعيف لكن في رواية عند الإِمام أحمد في المسند (3/ 428) جاء مقرونًا فقال: حدّثنا أبو النضر عن أبي سعيد المؤدب محمَّد بن مسلم، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَمُجَالِدٍ، عَنِ الشعبي، عن عامر، بنحو لفظ ابن أبي شيبة. ومحمد بن مسلم المؤدب قال عنه الحافظ في التقريب (507: 6298): صدوق يهم. ومجالد مقرون بإسماعيل بن أبي خالد، وهو ثقة، وبقية رجال السند ثقات. وعليه، فالحديث حسن بهذا الإِسناد. وقد روى الإِمام أحمد الحديث أيضًا في المسند (4/ 260) عن أسود بن عامر، عن شريك، عن إسماعيل، عن عطاء، عن عامر بن شهر، بنحوه. وهذا فيما يظهر خطأ من شريك بن عبد الله فقد جعل عطاء مكان الشعبي وشريك اختلط في آخر عمره كما تقدم في ترجمته. وعليه، فالحديث حسن، والوجه الثاني هو الصحيح، وأما الوجه الأول فغلط كما تقدم. وقد صحح الشيخ الألباني الحديث بهذا الوجه أيضًا. (ينظر: السلسلة الصحيحة: 1577).
4131 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّريِّ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَة، عَنْ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اطْلُبُوا القُوَّةَ وَالْأَمَانَةَ فِي الْأَئِمَّةِ مِنْ قُرَيش، فإنَّ قَويّ قُرَيْشٍ له فَضْلان على أقوى مَنْ سِوَاهُمْ، وَإِنَّ أَمِينَ قُرَيْشٍ لَهُ فَضْلَانِ على أمين من سواهم".
1431 - [1] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف علي بن زيد بن جدعان. وقد عزاه البوصيري لابن أبي عمر وأبي يعلى وقال: بسند فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. (3/ 76/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (10/ 29): رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى وإسناده حسن.
4131 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَر الوَكِيْعِيّ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا حماد، به. ¬
4130 - [2] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا لضعف علي بن زيد، والله أعلم. وتقدم كلام البوصيري وكذا الهيثمي.
تخريجه: رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 6: 3933) عن إبراهيم بن أحمد الوكيعي، عن أبيه، عن مؤمل، به، بنحوه. ولبعض الحديث شاهد من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه. أخرجه الإِمام أحمد في المسند (4/ 81، 83) بسند صحيح ولفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن للقرشي مثل قوة رجلين من غير قريش" قيل للزهري: ما عني بذلك؟ قال في نبل الرأي. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 168: 12435). والحاكم في المستدرك (4/ 72) في فضائل القبائل، فضائل قريش وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. وعليه، فإن قول النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هَذَا الحديث "فإن قوي قريش ... " إلخ. يرتقي إلى رتبة الصحيح لغيره لهذا الشاهد، والله أعلم.
4132 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّريِّ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عن زُرَارَة [بن أَوْفى] (¬1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ، خِيَارُهُمْ تَبَعٌ لِخِيَارِهِمْ وشرارهم تبع لشرارهم". ¬
4132 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف علي بن زيد بن جدعان. وقد ضعفه البوصيري إسناده لضعف علي بن زيد (3/ 76/ أ).
تخريجه: أما قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " (الناس تبع لقريش" فهو في الصحيحين مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رواه البخاري في كتاب المناقب -باب قول الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ....} الآية- البخاري مع الفتح (6/ 608: 3495). ورواه مسلم في صحيحه -كتاب الإِمارة- باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش (ح 1818). لكن لفظه في الصحيحين: "تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم". ولذا ذكره الحافظ هنا. وقد رواه بهذا اللفظ الذي هنا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أبو بكربن أبي شيبة في المصنف (12/ 168: 12434) عن يعلي بن عبيد، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ورواه من طريقه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 635: 1511) عن أبي بكر، به، بلفظ: "الناس تبع لقريش في الخير والشر". =
=وإسنادهما حسن. والحديث قد أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه في المكان السابق (ح 1819)، ولفظه: "الناس تبع لقريق في الخير والشر". وعليه، فحديث أبي هريرة رضي الله عنه بهذا اللفظ صحيح، والله أعلم.
4133 - وقال أبو بكر: حدّثنا عَبْدُ الأَعلى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سهل بن أبي حَثْمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تَعَلَّمُوا مِنْ قُرَيش وَلَا تُعَلِّمُوها (¬1)، وَقَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلَا تؤخِّروها فَإِنَّ للقُرَشي قوَّةُ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ". ¬
4133 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لأن رواية الزهري عن سهل بن أبي حثمة مرسلة. =
=وقد سكت عنه البوصيري (3/ 76/ب).
تخريجه: رواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 636:1515) عن أبي بكر، به، مقتصرًا على قوله -صلى الله عليه وسلم-: "تعلموا من قريش ولا تعلموها". وهذا الشطر من الحديث وهو قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تعلموا من قريش ولا تعلموها" له شاهد من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله- قال: "يا أيها الناس لا تعلموا قريشًا وتعلموا منها فإنهم أعلم منكم"، يعني قريشًا. أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 636: 1517) وفيه المطلب بن عبد الله بن حنطب الراوي عن جبير وهو كثير التدليس والإِرسال كما تقدم في ترجمته، وقد عنعن فالحديث ضعيف أيضًا لكنه يرقى الشطر المذكور في حديث سهل رضي الله عنه فيرتقي به إلى درجة الحسن لغيره. وأما الشطر الثاني من الحديث وهو قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وقدموا قريشًا ولا تؤخروها" فله شاهد من حديث عبد الله بن السائب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "قدموا قريشًا ولا تَقَدَّموها". رواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 637: 1519) بإسناد فيه أبو معشر نجيح المدني، وتقدم في ترجمته أنه ضعيف. لكن يرتقي الحديثان ببعضهما إلى رتبة الحسن. أما آخر الحديث فتقدم في تخريج الحديث رقم (4131) أن له شاهدًا صحيحًا من حديث جبير بن مطعم فهو صحيح لشاهده، والله أعلم.
111 - عدم قيام بني هاشم لأحد
111 - عدم قيام بني هاشم لأحد (¬1) 4134 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬2): حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا عبَّاد بْنُ عبَّاد، ثنا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَقُومُ الرَّجُلُ عَنْ مَجْلِسِهِ لِأَخِيهِ إلَّا بَنِي هَاشِمٍ فَإِنَّهُمْ لَا يقومون لأحد. ¬
4134 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد؛ لأن جعفر بن الزبير متروك كما سبق. قال البوصيري (3/ 76/ ب): رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف لضعف جعفر بن الزبير. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 43): وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك. =
= تخريجه: رواه الطبراني في الكبير (8/ 289: 7946)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن أحمد بن يونس، عن إسرائيل، عن جعفر بن الزبير، به، بنحوه. ورواه الخطيب كما في الكنز (33915). وقد عزا الشيخ الألباني الحديث لأبي جعفر الرزاز في أماليه وحكم على الحديث بالوضع. (ينظر: السلسلة الضعيفة (ح 345).
4135 - حدّثنا (¬1) شَبَاب بن خيَّاط، ثنا الفُضَيل بْنُ سُلَيْمَانَ (¬2) عَنْ محمَّد بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحبيل بْنِ حَسَنَة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أوَّلُ الناس فناءً قريشٌ، وأول قريش فناء بنو هاشم". ¬
4135 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف فضيل بن سليمان وفيه أيضًا عبد الله بن شرحبيل بن حسنة لم أجد من نص على توثيقه. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 76/ب).
تخريجه: عزاه السيوطي في الفتح الكبير (1/ 466)، لأبي يعلى. ووهم صاحب الكنز فعزاه للبخاري وأحمد في المسند (كنز العمال 38430). والحديث له شاهد من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه رواه إبراهيم بن طهمان في مشيخته كما في السلسلة الصحيحة (4/ 317: 1737)، عن عباد بن إسحاق، عن محمَّد بن زيد، عن أبي إسحاق مولى عبد الله بن شرحبيل بن جعشم، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قال الشيخ الألباني: وإسناده عن عمرو بن العاص ثقات أيضًا غير أبي إسحاق مولى عبد الله بن شرحبيل فلم أعرفه لكن يبدو أن له طريقًا أخرى عنه فقد عزاه السيوطي للطبراني في الكبير عنه. ونقل عن المناوي قوله: وكذا أبو يعلى وفيه ابن لهيعة ومقسم مولى ابن عباس أورده البخاري في كتاب الضعفاء الكبير وضعفه ابن حزم وغيره. =
= قلت: لم أجد الحديث في الطبراني، ولم أجد لأبي إسحاق هذا ترجمة. وانظر: الفتح الكبير (1/ 466). وله شاهد آخر من حديث أبي الرباب عن أبي ذر رضي الله عنه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 179)، في حديث طويل قال في أثنائه: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أول الناس هلاكًا قريش وأول قريش هلاكًا أهل بيتي ... " الحديث. وأبو الرباب هذا لم يتبين لي أهو مطرف بن مالك أم غيره فإن كان هو فلم أجد أحدًا ذكره بجرح أو تعديل سوى ابن حبّان فقد ذكره في الثقات. (وينظر: التاريخ الكبير (7/ 396)، والكنى للبخاري (88)، الجرح والتعديل (8/ 312)، ثقات ابن حبّان (5/ 4350)، وإن كان غيره فلم أجد له ترجمة. وقد جوّد الشيخ الألباني إسناده وصحح الحديث في الجملة بطرقه (الصحيحة 4/ 317)، وشطر الحديث الأول له شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 336)، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أسرع قبائل العرب فناءً قريش ويوشك أن تمر المرأة بالنعل فتقول: إن هذا نعل قرشيّ". قال الهيثمي في المجمع (10/ 31): رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ببعضه والطبراني في الأوسط. وقال: هذه بدل هذا، ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح. قلت: هو كما قال. وقد رواه أبو يعلى في منده (5/ 444: 6177). والبزار كما في الكشف (3/ 298: 2788). ولهذا الشطر أيضًا شاهد آخر من حديث أمنا عائشة رضي الله عنها رواه الإِمام أحمد في المسند (6/ 81) و (90) ولفظه: قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- وهو يقول: "يا عائشة قومك أسرع أمتي بي لحاقًا". قالت: فلما جلس قلت: يا رسول الله =
= جعلني الله فداك لقد دخلت وأنت تقول كلامًا ذعرني قال: "وما هو؟ ". قالت: تزعم أن قومي أسرع أمتك بك لحاقًا قال؛ "نعم". قالت وممّ ذاك؟ قال: "تستحليهم المنايا وتَنْفَس (¬1) عليهم أمتهم". قالت: فقلت: فكيف الناس بعد ذلك أو عند ذلك؟ قال: دَبَىً (¬2) يأكل شداده ضعافه حتى تقوم عليهم الساعة". قال أبو عبد الرحمن: فسّره رجل هو الجنادب التي لم تنبت أجنحتها. وإسناده صحيح. ورواه البزّار- كشف الأستار (3/ 298: 2789). والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 7: 3936). قال الهيثمي في المجمع (10/ 31): رواه أحمد والبزار ببعضه والطبراني في الأوسط ببعضه أيضًا وإسناد الرواية الأولى عند أحمد رجال الصحيح وفي بقية الروايات مقال. قلت: والحاصل أن شطر الحديث الأول يرتقي بهذين الشاهدين إلى رتبة الصحيح لغيره، وأمّا الشطر الثاني فلم أجد ما يقوي على ترقيته، والله أعلم. ¬
112 - فضل المهاجرين رضي الله عنهم
112 - فضل المهاجرين (¬1) رضي الله عنهم 4136 - قَالَ الْحَارِثُ (¬2): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا قَيْسٌ هُوَ ابْنُ الرَّبيع عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَة، عن مولاة لأبي موسى رضي الله عنه في قوله عزَّ وجلّ: {للمهاجرين الأولين} (¬3) قَالَ: مَنْ صلَّى القِبْلَتين مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ¬
4136 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف يحيى الحمّاني وقيس بن الربيع وفيه أيضًا مولاة أبي موسى مبهمة لم أستطع تعيينها. قال البوصيري (3/ 78/ أ): رواه الحارث فيه راوٍ لم يسمّ. =
= تخريجه: هذا الأثر مداره على عثمان بن المغيرة الثقفي واختلف عليه في إسناده على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: عنه، عن مولاة أبي موسى، عن أبي موسى كما هنا. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 112: 8)، عن محمَّد بن أحمد، عن محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أبي نعيم، عن سفيان، عن عثمان، به، بنحوه. الوجه الثاني: عنه، عن مولى لأبي موسى، عن أبي موسى رضي الله عنه: رواه ابن جرير في التفسير (11/ 7)، عن ابن وكيع، عن يحيى بن آدم، عن قيس بن الربيع، عن عثمان به، بنحوه. الوجه الثالث: عنه، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عن مولى لأبي موسى رضي الله عنه: رواه ابن جرير أيضًا في المكان نفسه، عن الحارث، عن عبد العزيز، عن قيس بن الربيع، عن عثمان، به، بنحوه. والراجح من هذه الأوجه الثلاثة هو الوجه الأول: فإن عثمان ثقة كما تقدم، والحمل في الوجهين الآخرين علي قيس بن الربيع الراوي عن عثمان، فإنه ضعيف كما سبق، ومع أن الوجه الأول هو الراجح فإنه يبقى فيه إبهام الراوي عن أبي موسى رضي الله عنه. وقد عزا السيوطي رحمه الله الأثر في الدر المنثور (3/ 269)، لابن أبي حاتم وأبي الشيخ، والله أعلم.
113 - باب فضل الأنصار رضي الله عنه
113 - باب فضل الأنصار (¬1) رضي الله عنه 4137 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُبَاب، عن هشام بن هارون الأنصاري، ثنا مُعَاذُ بْنُ رِفاعة بْنِ رَافِعٍ [عَنْ أَبِيهِ] (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، ولِذَرَاري الأنصار وذَرَاري ذَرَارِيهم، وموالِيهم وجِيْرَانِهم". ¬
(195) حديث في الوصية بالأنصار رضي الله عنهم في باب "الخلفاء (¬3) من قريش". ¬
4137 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لجهالة هشام بن هارون الأنصاري. قال البوصيري (3/ 77/ أ): رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند صحيح وابن حبّان في صحيحه والبزار إلَّا أنه قال عن رِفاعة بن رافع، عن أبيه مرفوعًا فذكره. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 43): رواه البزّار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير هشام بن هارون وهو ثقة.
تخريجه: رواه أبو بكر أيضًا في المصنّف (12/ 165: 12426)، به، بنحوه. ورواه عنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 357: 1751)، به، بنحوه. ورواه ابن حبّان كما في موارد الظمآن (571: 2295)، عن الحسن بن سفيان، عن أبي بكر بن أبي شيبة، به، بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (5/ 41: 4534)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، به، بنحوه. ورواه البزّار كلما بي كشف الأستار (3/ 306: 2810)، في مناقب الأنصار عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن زيد بن الحُبَاب، به بنحوه. وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن رِفاعة إلَّا بهذا الإِسناد. ورواه الطبراني في الكبير -الموضع السابق- عن إبراهيم بن هشام البغوي، =
= عن إبراهيم بن محمَّد بن أبي عرعرة، عن زيد بن الحُبَاب، به، بنحوه. وذكره المزّي في تهذيب الكمال (30/ 262). ذكره من طرق عن القاضي أبي بكر الأنصاري، عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني، عن أبي بكر محمَّد بن إسماعيل بن العباس الورّاق، عن أبي جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان، عن أبيه، عن زيد بن الحُبَاب، به، بنحوه. قلت: وقد تابع هشام بن هارون الأنصاري عبيد بن يحيى. روى هذا الوجه الطبراني في الكبير (5/ 41: 4533)، عن العباس بن الفضل الأسفاطي، عن إبراهيم بن يحيى الشَّجري، عن أبيه، عن عبيد بن يحيى، عن معاذٍ، به، بنحوه. وإبراهيم بن يحيى الشَّجري قال عنه الحافظ في التقريب (95: 268): ليّن الحديث. أمَّا أبوه يحيى بن محمد بن عبّاد الشَّجري فقد قال عنه في التقريب أيضًا (596: 7637): ضعيف. ومع ذلك فعبيد بن يحيى ذكره البخاري في التاريخ الكبير (6/ 7)، وأبو حاتم في الجرح والتعديل (6/ 5)، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره ابن حبّان في ثقاته (7/ 158)، ولم أجد لأحد فيه كلامًا غير ما ذكرت. ويمكن أن ترتقي رواية هشام بن هارون بهذه المتابعة إلى درجة الحسن. وقد روى الحديث أبو داود في فضائل الأنصار كما في تهذيب الكمال (30/ 261) وغيره. ورواة الورّاق في أماليه كما في الميزان (5/ 430). ورواه البغوي وابن قانع وسعيد بن منصور كما في الكنز (33769). وهذا الحديث له شاهد في الصحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه رواه =
= البخاري في الصحيح -كتاب التفسير- سورة المنافقين -باب قوله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} - البخاري (8/ 518: 4906)، ولفظه: عن أنس رضي الله عنه قال: حزنت على من أصيب بالحرّة فكتب إلى زيد بن أرقم -وبلغه شدة حزني- يذكر أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار". وشك ابن الفضل في أبناء أبناء الأنصار فسأل أنسًا بعض من كان عنده فقال: هو الذي يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هذا الذي أوفى الله له بأُذُنه. ورواه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم- باب فضائل الأنصار رضي الله عنهم (ح 2506)، بنحو لفظ البخاري وقال: "وأبناء أبناء الأنصار" دون شك. ورواه أيضًا (ح 2507)، بِلَفْظِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- استغفر للأنصار". قال الراوي عن أنس رضي الله عنه: وأحسبه قال: (ولِذَرَاري الأنصار ولموالي الأنصار" لا أشك فيه. وعليه، فحديث رِفاعة يرتقي بهذا الشاهد الذي في الصحيح إلى ربتة الصحيح لغيره لكن لم أجد لفظ الجيران في شيء من ألفاظ الحديث. أما بقية ألفاظه فشاهدها في الصحيح كما تقدم، والله أعلم.
4138 - قال (¬1) أبو بكر: ثنا عيسى (¬2) عن (¬3) بْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَقَدْ لَبِثْنَا فِي الْمَدِينَةِ سَنَتَيْنِ (¬4) قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَيْنَا نَعْمُرُ الْمَسَاجِدَ ونُقِيمُ الصَّلَاةَ. ¬
4138 - درجته: رجاله ثقات إلَّا ابن أبي ليلى محمد بن عبد الرحمن فهو سيّء الحفظ. قال البوصيري في الاتحاف: فيه محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى وهو ضعيف.
تخريجه: نسبه في كنز العمال (14/ 58:37931) لابن أبي شيبة ولم أجده عند غيره. (سعد).
4139 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا مُصْعَب بْنُ عَبْدِ الله، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ (¬2): رَأَيْتُ الحَجَّاج يَضْرِب عبَّاس بْنَ سَهْل فِي إِمْرَة ابن الزبير رضي الله عنهما، فأتاه سَهْل بن سعد (¬3) رضي الله عنه وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَهُ ضَفِيرَتَان، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ (¬4) إزار ورداء، فوقف بين يدي السِّمَاطَيْن (¬5) فَقَالَ: يَا حَجَّاجُ، أَلَا تَحْفَظُ فِينَا وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: وَمَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- فيكم؟ قال: أَنْ يُحْسَن إِلَى مُحْسِن الْأَنْصَارِ ويُعْفَى عَنْ مُسِيئِهم. قَالَ: فَأرَسَلَه. * أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يعلى (¬6). ¬
4139 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف عبد الله بن مصعب الزبيري. وقد سكت عنه البوصيري. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 39): رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط والكبير بأسانيد في أحدها عبد الله بن مصعب وفي الآخر عبد المهيمن بن عباس وكلاهما ضعيف. =
= تخريجه: رواه عنه ابن حبّان كما تقدم وكما في موارد الظمآن (570: 2294)، به، بلفظه. ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (8/ 897)، عن أبي عبد الله الفراوي. ورواه عن أبي المظفر القشيري كلاهما عن أبي سعد الأديب، عن أبي عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى، به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي عبد الله الخلال. ورواه عن أم المجتبى العلوية كلاهما عن إبراهيم، عن أبي بكر المقرئ، عن أبي يعلى، به، بنحوه. ورواه الطبراني في الكبير (6/ 208: 6028)، عن أحمد بن يحيى الحلواني، عن مصعب بن عبد الله به، بنحوه. ورواه في الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 14: 3947)، به بنحوه. ورواه ابن عساكر في التاريخ (الموضع السابق)، عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي الحسين بن النقور. ورواه عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي محمَّد الصيرفيني كلاهما عن أبي القاسم بن حبابة، عن عبد الله بن محمَّد، عن مصعب، به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي نصر الطوسي، عن أبي الحسين بن النقور، عن أبي القاسم بن حبابة، به، بنحوه. ورواه أيضًا عن أبي الفتح محمَّد بن علي. ورواه عن أبي نصر عبيد الله بن أبي عاصم. ورواه عن أبي محمَّد عبد السلام بن أحمد. ورواه عن أبي عبد الله سمرة بن جندب. ورواه عن أبي محمَّد عبد القادر بن جندب. =
= كلهم عن محمد بن عبد العزيز، عن عبد الرحمن بن أبي شريح، عن عبد الله بن محمَّد، عن مصعب بن عبد الله، به، بنحوه. ورواه أيضًا في التاريخ (8/ 898)، عن أبي سهل بن سعدويه، عن أبي الفضل الرازي، عن جعفر بن عبد الله، عن محمَّد بن هارون، عن محمَّد بن إسحاق، عن مصعب، به، بنحوه، وزاد فيه: قال: فأرسله وربما سمعته يقول: فرأيته أخذ بيده حتى خرج به من الصفين. وقد تابع قدامة بن إبراهيم على هذا الحديث عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سعد: أخرج حديثه الطبراني في الكبير (6/ 124: 5719)، عن عبدان بن أحمد، عن أبي مصعب وهو أحمد بن أبي بكر الزهري، عن عبد المهيمن، عن أبيه، عن جده سهل قال: "أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يحسن إلى محسننا وأن يتجاوز عن مسيئنا". وعبد المهيمن هذا قال عنه الحافظ في التقريب (366: 4235): ضعيف من الثامنة. اهـ. لكن مع ذلك فالحديث يرتقي بهذه المتابعة إلى رتبة الحسن لغيره. والحديث له شاهد في الصحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:"اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم"، البخاري مع الفتح (7/ 151: 3799)، ولفظه عن أنس قال: مرّ أبو بكر والعباس رضي الله عنهما بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس النبي -صلى الله عليه وسلم- منّا فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبره بذلك قال: فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد عصب على رأسه حاشية بُرد قال: فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أوصيكم بالأنصار، فإنهم كَرشِي وعَيْبَتِي وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فأقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم". ورواه أيضًا في المكان نفسه (ح 3801) ولفظه: "سيكثرون ويقلُّون فاقبلوا من =
= محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم". ورواه مسلم في الصحيح -كتاب فضائل الصحابة- باب فضائل الأنصار رضي الله عنهم (ح 2510). وللحديث أيضًا شاهد آخر رواه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الموضع السابق (ح 3800)، وفيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أمّا بعد أيها الناس إن الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام فمن وَلِيَ منكم أمرًا يضرُّ فيه أحدًا أو ينفعه فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم". وعليه، فإن حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يرتقي بهذين الشاهدين إلى رتبة الصحيح لغيره، والله أعلم.
4140 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النِّيْلِيّ، ثنا صالح المُرِّي، عن الحسن، عن بَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ نَزَلْنَا بِهِمْ، يَعْنِي: الْأَنْصَارَ لَقَدْ أَشْرَكُونَا فِي أَمْوَالِهِمْ، وَكَفَوْنَا الْمُؤْنَةَ وَلَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَكُونُوا قَدْ ذَهَبُوا بِالْأَجْرِ كلِّه. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "كلاَّ ما دعوتم الله عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كلِّه". ¬
4140 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لضعف صالح المرِّي.
تخريجه: لم أجده من حديث الحسن عن بعض المهاجرين لكن له شاهدًا من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 200، 204). ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 68:6561). ورواه الترمذي في السنن- أبواب صفة القيامة (4/ 65:2604). ورواه البيهقي في السنن الكبرى (6/ 183). كلهم من طريق حميد عن أنس رضي الله عنه. وحميد الطويل مع أنه ثقة لكنه مدلّس كثير التدليس عن أنس (ينظر: تقريب التهذيب (181: 1544)، وطبقات المدلسين (38: 71). وقد تابعه على رواية هذا الحديث عن أنس رضي الله عنه ثابت البناني. أخرج حديثه أبو داود في السنن (5/ 158)، كتاب الأدب، باب في شكر =
= المعروف (ح 4812)، بإسناد صحيح بنحو لفظ الحديث الذي هنا. ورواه أيضًا النسائي في الكبرى (6/ 53: 10009). ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 63)، وقال: صحيح على شرط مسلم. وعليه، فحديث أنس رضي الله عنه حديث صحيح ويرقّى هذا الحديث الذي هنا إلى رتبة الصحيح لغيره، والله أعلم.
4141 - حدّثنا (¬1) سعيد، ثنا رُشَيْدٌ، ثنا ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهُمَّ بارك فيهنَّ، يعني: جواري بني النجار" (¬2). ¬
4135 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لجهالة رُشَيد الزُّريري. قال البوصيري: (3/ 77/ أ)، رواه أبو يعلى ورواه ابن ماجه بسند صحيح دون قوله: "اللهم بارك فيهن". وقال الهيثمي في المجمع (10/ 45): رواه أبو يعلى من طريق رُشَيد عن ثابت ورُشَيد هذا قال الذهبي: مجهول.
تخريجه: هذا الحديث أصله في سنن ابن ماجه لكن بدون هذه الزيادة وهي قول النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهُمَّ بَارِكْ فيهن". =
= أخرجه ابن ماجه في أبواب النكاح، باب الغناء والدف (1/ 350: 1906)، عن هشام بن عمار، عن عيسى بن يونس، عن عوف، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه بنحو لفظه عند أبي يعلى دون زيادته لكن قال في آخره فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يعلم الله إني لأحبّكنّ". وهذا إسناد حسن. أما الحديث بهذه الزيادة التي هنا فقد رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة، باب السلام على الحرم والصبيان والجواري (74: 229)، عن أبي يعلى، به بنحوه. ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 159)، عن أبي يعلى، به بنحوه. ورواه ابن عدي أيضًا في المكان نفسه عن عبدان، عن سعيد بن أبي الربيع، به بنحوه. وتقدم ذكر كلام ابن عدي في ترجمة رُشَيد. والحاصل: أن أصل الحديث مقبول لكن هذه الزيادة ضعيفة لم أجد لها ما يرقيها، والله أعلم.
4142 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا همَّام، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا (¬1) عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُكثِر زيارة الأنصار خاصة وعامة، فكان -صلى الله عليه وسلم- إِذَا زَارَ خَاصًّا أَتَى الرَّجُلَ فِي مَنْزِلِهِ، وإذا زار عامًا أتى المسجد". ¬
4142 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لوجود مبهم فيه. قال البوصيري: (3/ 77/ ب)، رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 176): رواه أحمد في المسند وفيه راوٍ لم يسمّ وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه: رواه الإِمام أحمد في المسند (4/ 398)، عن عفان، به بنحوه. وزيارة النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلْأَنْصَارِ رَضِيَ الله عنهم ثبتت في غير هذا الحديث، ففي حديث أنس رضي الله عنه عند النسائي في الكبرى -كتاب عمل اليوم والليلة- باب التسليم على الصبيان والدعاء له م وممازحتهم (6/ 90: 10161)، قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يزور الأنصار فيسلم على صبيانهم ويمسح برؤوسهم ويدعو لهم". وإسناد هذا الحديث حسن؛ لأن فيه جعفر بن سليمان الضُّبعي وهو صدوق كما تقدم. ويشهد له ما أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 138)، بإسناد صحيح في قصة زيارة النبي -صلى الله عليه وسلم- لسعد بن عبادة واستئذانه عليه وفيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استأذن على سعد بن عبادة رضي الله عنه فقال: السلام عليكم ورحمة الله، وسمع سعد سلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخذ يرد عليه في نفسه وكرر النبي -صلى الله عليه وسلم- والاستئذان ثلاثًا ثم انصرف فلحقه سعد وقال: بأبي وأمي أنت يا رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاللَّهِ إن صوتك في أذني من أول وهلة =
= ولكن أردت أن تزيدني من السلام فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الاستئذان ثلاثًا فإن أذن لأحدكم وإلَّا انصرف ... " الحديث. وهو عند أبي داود في سننه -كتاب الأدب- باب كم يسلم الرجل في الاستئذان؟ (ح 5185)، من حديث قيس بن سعد بن عبادة بأطول مما عند أحمد. والحاصل: أن زيارة النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلْأَنْصَارِ رَضِيَ الله عنهم ثابتة صحيحة، والله أعلم.
4143 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى [زَحْمُوية] (¬2)، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ شَفِيْعٍ الطّبيبُ (¬3) قَالَ: دَعَانِي أُسَيد بْنُ حُضَير رضي الله عنه فقَطَعتُ لَهُ عِرْق النَّسَا (¬4) فَحَدَّثَنِي بِحَدِيثَيْنِ قَالَ: أَتَانِي أَهْلُ -بَيْتَيْنِ- (¬5) مِنْ قَوْمِي أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي ظَفَر (¬6)، وَأَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ [فَقَالُوا] (¬7): كلِّم رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- لنا (¬8)، أو نحو هذا، فكلَّمته فقال -صلى الله عليه وسلم-: "نَعَمْ أَقْسِمُ لِأَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ مِنْهُمْ بشَطْرٍ فإن عاد الله عَزَّ وَجَلَّ عُدْنا عَلَيْهِمْ" قَالَ: قُلْتُ (¬9): جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "وَأَنْتُمْ فَجَزَاكُمُ اللَّهَ خَيْرًا فَإِنَّكُمْ مَا علمتُ أَعِفَّةٌ صُبُر" قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَهً". ¬
فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ قسَّم حُلَلًا (¬10) بَيْنَ النَّاسِ فَبَعَثَ اليَّ مِنْهَا بحلَّة فَاسْتَصْغَرْتُهَا فَأَعْطَيْتُهَا ابني، فبينا أَنَا أصلِّي إِذْ مرَّ بِي شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ حلَّة مِنْ تِلْكَ الْحُلَلِ يجرُّها، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ فَجَاءَ وَأَنَا أصلِّي فَقَالَ: صلِّ يَا أُسيد. فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلَاتِي قَالَ: تِلْكَ حلَّة بَعَثْتُ بِهَا إِلَى فُلَانٍ وَهُوَ بَدْرِيٌّ أُحُدِي عَقَبيٌّ، فَأَتَاهُ هَذَا الْفَتَى فَابْتَاعَهَا مِنْهُ فَلَبِسَهَا فظننتَ أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ فِي زَمَانِي؟ قَالَ: قُلْتُ: قَدْ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ظَنَنْتُ أَنَّ ذلك لا يكون في زمانك. ¬
4143 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة محمَّد بن إسحاق وهو مدلِّس. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 78/ أ). وقال الهيثمي في المجمع (10/ 36): قلت في الصحيح وغيره إنكم ستلقون بعدي أثره: رواه أحمد ورجاله ثقات إلَّا أن ابن إسحاق مدلس وهو ثقة. قلت: الذي في مسند الإِمام أحمد من حديث أسيد هو قول النبي -صلى الله عليه وسلم- "إنكم ستلقون بعدي أثره". المسند (4/ 352)، وهو ثابت في الصحيح كما سيأتي.
تخريجه: رواه ابن حبّان في صحيحه كما في موارد الظمآن (571)، فضائل الأنصار رضي الله عنهم (ح 2298)، عن أبي يعلى، به، بنحوه. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 12)، عن أبي المظفر بن القشيري، عن أبي سعد محمَّد بن عبد الرحمن، عن أبي عمرو محمَّد بن أحمد. =
= ورواه أيضًا عن أم المجتبى فاطمة بنت ناصر عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ. كلاهما عن أبي يعلى، به، بنحوه. وذكره البخاري في التاريخ الكبير (8/ 439)، عن أبي يعلى، عن محمَّد بن الصلت، عن ابن أبي زائدة به، بنحوه لكن دون ذكر قصة الحُلَّة. ولهذا الحديث شاهد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أخرجه ابن حبّان في صحيحه كما في موارد الظمآن (571: 2297)، بنحو لفظ حديث أسيد لكن دون أن يذكر فيه قصة الحُلَّة. وفيه عاصم بن سويد بن زيد بن جارية قال عنه أبو حاتم: شيخ محلُّه الصدق روى حديثين منكرين. وقال ابن معين: لا أعرفه. ينظر: التاريخ الكبير (6/ 489)، والجرح والتعديل (6/ 344). لكن مع ذلك فإنه يرقِّي حديث أسيد رضي الله عنه دون قصة الحُلّة إلى رتبة الحسن. وقد رواه ابن عساكر في تاريخه (3/ 13)، من طريق الإِمام ابن خزيمة. وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- للأنصار: "إنكم ستلقون بعدي أثرة" ثابت في صحيح البخاري رحمه الله من حديث أنس رضي الله عنه -كتاب مناقب الأنصار- باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- البخاري مع الفتح (7/ 146: 3792) و (93 و94). ورواه أيضًا في الجهاد- باب ما أقطع النبي -صلى الله عليه وسلم- من البحرين (6/ 309: 3163)، فهذا الجزء من الحديث صحيح. وأما قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في وصف الأنصار "أعِفّةٌ صُبُر" فقد روى الترمذي هذا القول في حديث أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي كتاب المناقب -باب مناقب الأنصار وقريش- (5/ 372: 3993)، وفيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي طلحة رضي الله عنه: "أقرىء قومك السلام فإنهم ما علمت أعِفَّةٌ صبر". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. =
= قلت: فيه محمَّد بن ثابت البناني قال عنه الحافظ في التقريب (470: 5767): ضعيف. فالحديث ضعيف لكنه يرقّى هذا الجزء من حديث أسيد أيضًا كما ارتقى بشاهده الذي عند ابن حبّان إلى درجة الحسن. فالحاصل: أن حديث أسيد رضي الله عنه حسن لغيره إلَّا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنكم ستلقون بعدي أثرة" فهو صحيح، والله أعلم. انتهى تحقيق هذا الجزء من "المطالب العالية" ويليه: (باب فضل قبائل من العرب) والحمد لله أوَّلًا وآخرًا وصلَّى الله على نَبِيِّه محمَّد وآله وصحبه
الخاتمة اللهمَّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، ولك الحمد، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، والصلاة والسلام على نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان. وبعد: فقد أكرمني الله جل وعلا بإتمام تحقيق هذا الجزء من كتاب المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، للحافظ ابن حجر العسقلاني عليه رحمة الله، وقد توصلت من خلال تحقيق هذا القسم والعمل فيه إلى نتائج أوجزها فيما يلي: 1 - إخراج هذا القسم الذي حققته وإبرازه إلى عالم الوجود، وقد حظي بشيء من الاهتمام والعناية. 2 - تخريج الأحاديث التي جاءت فيه والحكم عليها، وهذا أمر مهم ومفيد، لا سيما تلك الأحاديث التي فُقدت مسانيدها. 3 - أنه تحقق بهذا العمل وما سبقه وما يأتي بعده من عمل إخواني الذين حققوا هذا الكتاب توثيق نصّ الكتاب، وصحة نسبته إلى مؤلفه. 4 - بيان درجات الأحاديث التي تضمنها هذا القدر من الكتاب، فقد تبين لي أن درجات الأحاديث التي فيه كما يلي:
(أ) الصحيح لذاته 32 نصًّا. (ب) الصحيح لغيره 60 نصًّا. (ج) الحسن لذاته 13 نصًّا. (د) الحسن لغيره 48 نصًّا. (هـ) الضعيف 53 نصًّا. (و) ضعيف لبعض ألفاظها ما يرقيها 23 نصًّا. (ز) الضعيف جدًا 10 نصوص. (ح) ضعيف جدًا له أصل صحيح أو حسن 14 نصًّا. (ط) الموضوع 4 نصوص. (ي) موضوع له أصل صحيح نص واحد. (ك) موضوع له أصل ضعيف نص واحد. وهناك ثلاثة عشر نصًّا توقفت في الحكم عليها للتوقف في أحوال بعض رجالها. 5 - ومن أهم نتائج هذا البحث معرفة ما كان عليه الإِمام الحافظ ابن حجر عليه رحمة الله من سعة في العلم وتبحر في الحديث وما يتعلق به، ومن ذلك ما رزقه الله من القدرة والدقة التي تظهر جلية في استخراجه لهذه الزوائد وتمييزها، فقد وفق في هذا الأمر توفيقًا عجيبًا، يجعل كل من جاء بعده يعترف له بالفضل في ذلك. 6 - ما تضمنه هذا البحث من دراسة مختصرة عن المسانيد التي خرّج الحافظ رحمه الله زوائدها وترجمة لمؤلفيها، وهذا يعطي صورة ولو موجزة عن هؤلاء الأئمة الكرام، وما كانوا عليه من اهتمام بالحديث وصبر في طلب العلم وتحصيله وكذا منهجهم في التأليف والتصنيف.
7 - ما حواه البحث في القسم الأول من دراسة للنسخ الخطية واختيار لأحسنها وأوفاها وأقدمها، ثم بيان منزلة هذه النسخة واعتمادها أصلًا وبيان ما في النسخ الأخرى من نقص. 8 - ومن أهم نتائج هذا البحث أيضًا ما تبين لي من أن الباحث في الحديث وما يتعلق به يحتاج إلى صبر وطول نفس واطلاع على الكتب والمصنفات ودربة ومران في تخريج الأحاديث ودراسة الأسانيد. 9 - أن العصمة لمن عصمه الله جل وعلا وأن النقص صفة البشر، والدليل على ذلك ما قد يقع للعلماء والحفاظ وأئمة الجرح والتعديل من وهم أو خطأ أو سهو، وهذا الأمر لا ينزل من قدرهم ولا يقدح فيهم، بل لهم الأجر والمثوبة إن شاء الله على اجتهادهم وسبقهم إلى ما لم يسبقوا إليه. 10 - أن باب الحكم على الأحاديث والتصدي للكلام فيها تصحيحًا وتضعيفًا باب واسع تختلف فيه الأنظار وتتفاوت فيه الاجتهادات، وليس معنى اعتماد حكم تضليل صاحب الحكم الآخر أو القدح فيه، فلِكُلٍّ اجتهاده ما لم يصادم نصًّا أو يرتكب محظورًا. وفي ختام هذا البحث أوصي نفسي وإخواني الباحثين بتقوى الله جل وعلا، ثم الانصراف إلى تحقيق وخدمة مثل هذه الكتب التي خلّفها سلفنا الكرام، وإخراجها إلى حيز الوجود وبذل الجهد في تنقيحها وتهذيبها والعناية بها، لتحصل بها الفائدة والخير الكثير. وكذا بعدم صرف الأوقات والجهود في موضوعات أو بحوث
لا يحصل منها كبير فائدة، وهذه الأمور تزداد أهميتها إذا عرف قلة ما خدم وحقق من كتب السلف الكرام مقارنة مما هو موجود في خزائن الكتب ودور المخطوطات من هذا التراث الضخم الذي تراكم عليه غبار السنين مع أن الحاجة ماسَّة إليه. فمسؤوليتنا عظيمة أمام الله جل وعلا، لا سيَّما وهناك دعوات قائمة الآن إلى نبذ كل ما هو قديم أو موروث حتى تقطع الأمة عن دينها وعقيدتها وعلمها وأخلاق سلفها. ولا يعفي طلبة العلم من هذه المسؤولية إلَّا إخلاص النية لله أولًا، ثم التفاني في سبيل نشر العلم الشرعي وإخراج مثل هذه الكتب التي صنّفها أئمتنا ونشرها وتبليغ ما فيها بكل أمر ممكن. ومن أهم الأمور التي استفدتها من هذا البحث، أن الباحث في الأسانيد وأحوال الرجال لا ينبغي له الاقتصار على الكتب المختصرة في هذا الفن بل لا بد من الرجوع إلى الكتب المطولة، واستقصاء جميع ما قيل في الراوي أو أكثره حتى تبرأ ذمة الباحث في ذلك وحتى يحكم على الراوي عن بصيرة وعلم ومن ثم يحكم على الحديث. وأخيرًا أسال الله جل وعلا أن يتقبل هذا العمل المتواضع، وأن ينفع به من قرأه أو رآه وأن يزيدنا علمًا نافعًا وعملًا صالحًا متقبلًا، وأن يجعل علمنا حجة لنا لا حجة علينا وأن يغفر ذنوبنا ويستر زلاتنا وأن يجعل سرّنا خيرًا من علانيتنا إنه ولينا وحسبنا. وصلَّى الله على نبيّنا محمَّد وعلى آله وصحبه ومن تبع سنَّته واقتفى أثره وسلم تسليمًا كثيرًا، "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين".
فهرس المصادر والمراجع 1 - الآحاد والمثاني: لابن أبي عاصم عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد (ت 287 هـ)، تحقيق: د. باسم فيصل الجوابرة، الطبعة الأولى 1411 هـ، دار الراية- الرياض. 2 - ابن حجر ودراسة مصنفاته وموارد. في الإِصابة شاكر عبد المنعم: القسم الأول: طبعة دار الرسالة- بغداد، الطبعة الأولى 1978 م، القسم الثاني: مطبوع على الآلة الكاتبة، وهي رسالة تقدَّم بها الباحث لنيل درجة الدكتوراه من قسم التاريخ الإِسلامي في كلية الآداب- جامعة بغداد. 3 - اجتماع الجيوش الإِسلامية على غزو المعطلة والجهمية: للإِمام ابن قيم الجوزية محمَّد بن أبي بكر شمس الدين (ت 751 هـ)، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 4 - الإِحسان بترتبب صحيح ابن حبّان: للفارسي علاء الدين علي بن بلبان (ت 739 هـ)، تقديم وضبط: كمال يوسف الحوت، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 5 - أحوال الرجال: للجوزجاني إبراهيم بن يعقوب، أبو إسحاق (ت 259 هـ)، تحقيق: السيد صبحي البدري السامرائي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1405 هـ.
6 - الأدب المفرد: للإمام البخاري محمَّد بن إسماعيل (ت 256 هـ)، ترتيب وتقديم: كمال يوسف الحوت، 1404 هـ، عالم الكتب- بيروت. 7 - الاستيعاب في أسماء الأصحاب (بهامش الإِصابة): لابن عبد البر يوسف بن عبد الله بن محمَّد (ت 463 هـ)، دار الكتاب العربي- بيروت. 8 - الإرشاد في معرفة علماء الحديث: للخليلي أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد (ت 446 هـ)، تحقيق: د. محمَّد بن سعيد عمر، الطبعة الأولى 1409 هـ، مكتبة الرشيد - الرياض. 9 - أسامي مشايخ الإِمام البخاري: لابن منده محمَّد بن إسحاق الأصبهاني (ت 395 هـ)، تحقيق: نظر محمَّد الفاريابي، مكتبة الكوثر، الطبعة الأولى 1412 هـ. 10 - الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار: للإِمام موفق الدين عبد الله بن قدامة المقدسي (ت 620 هـ)، تحقيق: علي نويهض، دار الفكر. 11 - أسد الغابة في معرفة الصحابة: لابن الأثير الجوزي أبي الحسن علي بن محمَّد الجزري (ت 630 هـ)، دار الشعب. 12 - الإصابة في تمييز الصحابة: لابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي (ت 852 هـ)، الناشر: دار الكتاب العربي - بيروت. 13 - الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنَّة والجماعة: للبيهقي أحمد بن الحسين أبي بكر (ت 458 هـ)، تصحيح: جماعة من العلماء، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 1404 هـ. 14 - الأعلام: للزركلي خير الدين، الطبعة السادسة 1984 م، دار العلم - بيروت.
15 - أعلام الموقعين عن رب العالمين: لابن القيم محمَّد بن أبي بكر شمس الدين أبو عبد الله (ت 751 هـ)، تعليق ومراجعة: طه عبد الرؤوف سعد، دار الجيل، بيروت- لبنان. 16 - الاعتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط: لسبط ابن العجمي برهان الدين إبراهيم بن محمَّد بن خليل (ت 841 هـ)، تحقيق: فواز أحمد زمرلي، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت. 17 - الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإِمام أحمد من الرجال سوى من ذكر في تهذيب الكمال: للحسيني محمَّد بن علي بن الحسن بن حمزة أبو المحاسين شمس الدين، (ت 765 هـ)، تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي، مطابع الوفاء - المنصورة. 18 - الإِكمال في رفع الإرتياب عن المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والإنساب: لابن ماكولا علي بن هبة الله بن علي (ت 486 هـ)، دار الكتاب الإِسلامي. 19 - الأمثال في الحديث النبوي: لأبي الشيخ الأصبهاني عبد الله بن محمَّد بن جعفر بن حبّان (ت 369 هـ)، تحقيق: د. عبد العلي عبد الحميد حامد، الدار السلفية، بومباي - الهند، الطبعة الثانية 1408 هـ. 20 - الأموال: لأبي عبيد القاسم بن سلّام (ت 224 هـ)، تحقيق: محمَّد خليل هراس، الطبعة الأولى 1388 هـ، مكتبة الكليات الأزهرية. 21 - إنباء الغُمر بأبناء العمر: لابن حجر أحمد بن علي (ت 852 هـ)، نسخة مصورة عن طبعة دائرة المعارف العثمانية، دار الكتب العلمية - بيروت 1406 هـ.
22 - إنباه الرواة على أبناه النحاة: للقفطي علي بن يوسف الوزير جمال الدين (ت 624 هـ)، تحقيق: محمَّد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي- القاهرة مؤمسسة الكتب الثقافية- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 23 - الأنساب: للسمعاني عبد الكريم بن محمَّد بن منصور التميمي (ت 562 هـ)، تقديم وتعليق: عبد الله عمر البارودي، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الجنان- بيروت. 24 - الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث: للحافظ ابن كثير (ت 774 هـ)، تأليف أحمد محمَّد شاكر، الطبعة الثالثة 1399 هـ، مكتبة دار التراث- القاهرة. 25 - البُغْيَة في ترتيب أحاديث الحلية: لعبد العزيز بن محمَّد بن الصدَّيق، دار القرآن الكريم- بيروت. 26 - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: للسيوطي جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ)، تحقيق: محمَّد أبو الفضلى إبراهيم، المكتبة العصرية- بيروت. 27 - بحر الدم فيمن تكلم فيه الإِمام أحمد بمدح أو ذم: لابن عبد الهادي يوسف بن حسن (ت 909 هـ)، تحقيق: د. أبو أُسامة وصي الله بن محمَّد، الطبعة الأولى 1409 هـ، دار الراية- الرياض. 28 - البحر الزخّار (المعروف بمسند البزّار): للبزار أحمد بن عمرو بن عبد الخالق (ت 292 هـ)، تحقيق: د. محفوظ الرحمن زين الله، الطبعة الأولى 1409 هـ، مؤسسة علوم القرآن- مكتبة العلوم والحكم. 29 - البداية والنهاية: لابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 هـ)، دار الريان، الطبعة الأولى 1408 هـ.
30 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن التاسع: للشوكاني محمَّد بن علي (ت 1250 هـ)، الطبعة الأولى 1348 هـ، تصوير دار المعرفة- بيروت. 31 - بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث: للهيثمي نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هـ)، تحقيق ودراسة: د. حسين أحمد الباكري، مركز خدمة السُنَّة من السيرة النبوية بالمدينة المنوَّرة، الطبعة الأولى 1413 هـ. 32 - تاج العروس: للسيد مرتضى الزبيدي، المطبعة الجمالية بمصر 1306. 33 - تاريخ أسماء الثقات: لابن شاهين أبو حفص عمر بن شاهين (ت 385 هـ)، تحقيق: صبحي السامرائي، الطبعة الأولى 1404 هـ، الدار السلفية- الكويت. 34 - تاريخ ابن خلدون (المسمى بكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر): لابن خلدون عبد الرحمن بن محمَّد الحضرمي المغربي (ت 808 هـ)، مؤسسة جمال للطباعة والنشر، بيروت- لبنان. 35 - تاريخ الأمم والملوك (تاريخ الطبري): للطبري محمَّد بن جرير (ت 310هـ.)، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت توزيع عباس الباز- مكة المكرمة. 36 - تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت (ت 463 هـ)، مصوِّر دار الفكر. 37 - تاريخ الثقات: للعجلي أحمد بن عبد الله بن صالح (ت 261 هـ)، بترتيب الهيثمي علي بن أبي بكر وتضمينات الحافظ ابن حجر أحمد بن =
علي، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، الطبعة الأولى 1405 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 38 - تاريخ جرجان: للسهمي حمزة بن يوسف بن إبراهيم (ت 427 هـ)، الطبعة الثالثة، الناشر: عالم الكتب- بيروت 1401 هـ. 39 - تاريخ الخلفاء: للسيوطي عبد الرحمن بن علي جلال الدين (ت 911 هـ)، تحقيق: قاسم الشماعي ومحمد العثماني، دار القلم، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 1406 هـ. 40 - تاريخ خليفة بن خياط ت 240 هـ: تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، الطبعة الثانية 1405 هـ، دار طيبة- الرياض. 41 - تاريخ دمشق: لابن عساكر أبي القاسم علي بن الحسين (ت 571 هـ)، نسخة مصورة عن المخطوطة المحفوظة بالمكتبة الظاهرية عام 1407 هـ، مكتبة الدار بالمدينة المنورة. 42 - التاريخ الصغير: للبخاري محمَّد بن إسماعيل (ت 256 هـ)، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة- بيروت الطبعة الأولى 1406 هـ. 43 - التاريخ الكبير: للبخاري محمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم. (ت 256 هـ)، نسخة مصورة عن الطبعة الهندية، دار الفكر- بيروت. 44 - تاريخ المدينة المنورة: لابن شبَّة عمر بن شبة النميري (ت 262 هـ)، تحقيق: فهيم محمَّد شلتوت، مكتبة ابن تيمية- بيروت. 45 - تاريخ مولد العلماء ووفياتهم: لابن زبر، محمَّد بن عبد الله بن أحمد، (ت 379 هـ)، تحقيق: عبد الله بن أحمد بن سليمان، الطبعة الأولى 1410هـ.، دار العاصمة- الرياض.
46 - تاريخ واسط: لبحشل أسلم بن سهل الرزاز الواسطي (ت 292 هـ)، تحقيق: كوركيس عوّاد، عالم الكتب، الطبعة الأولى 1406 هـ. 47 - التاريخ: ليحيى بن معين (ت 233 هـ)، رواية الدوري، دراسة وتحقيق د. أحمد محمَّد نور سيف من منشورات مركز البحث العلمي بمكة، جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1399 هـ، مطابع الهيئة المصرية العامة. 48 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف: للمزي يوسف بن الزكي عبد الرحمن يوسف (ت 742 هـ)، تصحيح عبد الصمد شرف الدين، المطبعة القيمة- الهند. 49 - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي: للسيوطي عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911 هـ)، دار إحياء السنَّة- بيروت. 50 - تذكرة الحفاظ: للذهبي أبو عبد الله شمس الدين محمَّد بن أحمد (ت 748 هـ)، النسخة المصورة عن الطبعة الهندية، دار أحياء التراث. 51 - تذكرة الموضوعات: للفتِّني محمَّد بن طاهر بن علي (ت 986 هـ). 52 - ترتيب أسماء الصحابة الذين خرج حديثهم أحمد بن حنبل في المسند: لابن عساكر علي بن الحسين بن هبة الله أبو القاسم (ت 571 هـ)، دراسة وتحقيق: د. عامر حسن صبري، دار البشائر الإِسلامية، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 1409 هـ. 53 - تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم وما انفرد به كل واحد منهما: للحاكم محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن البيع أبو عبد الله (ت 405 هـ)، تحقيق: كمال يوسف الحوت، مؤسسة الكتب الثقافية، دار الجنان، الطبعة الأولى 1407 هـ.
54 - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة: لابن حجر أحمد بن علي (ت 852 هـ)، دار الكتاب العربي- بيروت. 55 - التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح: لأبي الوليد الباجي، تحقيق: د. أبو لبابة حسين، دار اللواء. 56 - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصولين بالتدليس (طبقات المدلسين): لابن حجر أحمد بن علي بن محمَّد (ت 852 هـ)، تحقيق: د. عاصم بن عبد الله القريوتي، مكتبة المنار. 57 - تغليق التعليق على صحيح البخاري: لابن حجر العسقلاني أحمد بن علي بن محمَّد (ت 852 هـ)، تحقيق: سعيد عبد الرحمن القزقي، الطبعة الأولى 1405 هـ، المكتب الإِسلامي- بيروت. 58 - تفسير القرآن العظيم: لابن كثير إسماعيل بن عمر الدمشقي (ت 774 هـ)، صحيح بإشراف خليل الميس، الطبعة الثانية دار القلم،- بيروت. 59 - تفسير القرآن: لعبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 هـ)، تحقيق: د. مصطفى مسلم محمَّد، الطبعة الأولى 1410 هـ، مكتبة الرشد- الرياض. 60 - التفسير الكبير: للفخر الرازي محمَّد (ت 604 هـ)، دار الفكر- بيروت، الطبعة الثالثة. 61 - تقريب التهذيب: لابن حجر العسقلاني أحمد بن علي بن محمَّد (ت 852 هـ)، قدّم له وقابله بأصل مؤلفه محمَّد عوّامة، دار الرشيد- سوريا، الطبعة الثالثة 1411هـ.
62 - التقييد لمعرفة الرواة في السنن والمسانيد: لابن نقطة محمَّد بن عبد الغني (ت 629 هـ)، دار الحديث- بيروت 1407 هـ. 63 - التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح: للعراقي عبد الرحيم بن الحسين زين الدين (ت 806 هـ)، تحقيق: عبد الرحمن محمَّد عثمان، دار الفكر 1401هـ. 64 - تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير: لابن حجر أحمد بن علي بن محمَّد (ت 852 هـ)، تحقيق: شعبان محمَّد إسماعيل، طباعة مكتبة الكليات الأزهرية- القاهرة، الناشر: مكتبة ابن تيمية. 65 - تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم: للخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت، تحقيق: سكينة الشهابي، دار طلاس للنشر- دمشق، الطبعة الأولى 1985. 66 - تلخيص المستدرك: للذهبي محمَّد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ)، هامش المستدرك، دار المعرفة- بيروت. 67 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة: لابن عراق علي بن محمَّد الكناني (ت 963 هـ)، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، عبد الله محمَّد الصديق، الطبعة الثانية 1401هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 68 - التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل: للمعلّمي عبد الرحمن بن يحيى العتمي اليماني، المكتب الإِسلامي، الطبعة الثانية 1406 هـ. 69 - تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من الأخبار: لأبي جعفر الطبر محمد بن جرير بن يزيد (ت 310هـ)، قرأه وخرّج أحاديثه محمود أحمد شاكر، مطبعة المدني، المؤسسة السعودية بمصر- القاهرة.
70 - تهذيب الأسماء واللغات: للنووي محيي الدين يحيى بن شرف النووي (ت 676 هـ)، نشر: شركة العلياء بمساعدة إدارة الطباعة المنيرية، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان. 71 - تهذيب التهذيب: لابن حجر العسقلاني أحمد علي بن محمَّد (ت 852 هـ)، طبعة مصورة عن الطبعة الهندية 1327 هـ، دار الكتاب الاسلامي. 72 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال: المزي جمال الدين يوسف (ت 742 هـ)، تحقيق: د. بشار عوّاد معروف، الطبعة الأولى 1408 هـ، مؤسسة الرسالة- بيروت. 73 - التوحيد وإثبات صفات الربّ: لابن خزيمة: محمَّد بن إسحاق (ت 311 هـ)، الطبعة الثانية 1403هـ، دار الكتب السلفية- مصر. 74 - الثقات: لابن حبّان أبو حاتم بن حبّان بن أحمد (ت 354 هـ)، الطبعة الأولى 1393 هـ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد الدكن،- الهند، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية. 75 - جامع البيان (تفسير الطبري): للطبري محمَّد بن جرير (ت 310 هـ)، دار الفكر 1405 هـ - بيروت. 76 - جامع بيان العلم وفضله: ابن عبد البر يوسف بن عمر (ت 463 هـ)، قدم له: عبد الكريم الخطيب، الطبعة الثانية 1402 هـ، المطبعة الفنية- القاهرة. 77 - جامع التحصيل في أحكام المراسيل: للعلائي صلاح الدين بن خليل (ت 761 هـ)، حققه وقدم له: حمدي عبد المجيد السلفي، الطبعة الثانية 1407 هـ، عالم الكتب- بيروت.
78 - الجامع الصحيح: للإمام البخاري محمَّد بن إسماعيل (ت 256 هـ)، تقديم وتحقيق وتعليق محمود النواوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم ومحمد خفاجي، مكتبة النهضة الحديثة بمكة المكرمة 1376 هـ. 79 - الجامع لأحكام القرآن: للقرطبي محمَّد بن أحمد (ت 671 هـ)، صححه أبو إسحاق إبراهيم أطفيش، طبعة: 1373 هـ، مطبعة دار الكتب المصرية. 80 - الجرح والتعديل: لابن أبي حاتم عبد الرحمن بن أبي حاتم محمَّد بن إدريس (ت 327 هـ)، الطبعة الأولى 1372 هـ، مطبعة مجلس دائرة المعارف بالهند. 81 - جزء لحسن بن عرفة: 257 هـ، تحقيق: د. عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، الطبعة الأولى 1406 هـ، مكتبة دار الأقصى- الكويت. 82 - جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام: لابن القيم محمَّد بن أبي بكر ابن أيوب (ت 751 هـ)، الطبعة الأولى 1405هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 83 - الجمع بين رجال الصحيحين: لابن القيسراني محمَّد بن طاهر (ت 507 هـ)، الطبعة الثانية 1405 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 84 - جمهرة أشهار العرب: القرشي أبو زيد محمَّد بن أبي الخطاب، تحقيق: علي فاعور، الطبعة الأولى 1406 هـ - بيروت. 85 - جمهرة أنساب العرب: لابن حزم علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي أبو محمَّد (ت 456 هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 1403 هـ.
86 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر: للسخاوي محمَّد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ)، الجزء الأول مطبوع، تحقيق: حامد عبد الحميد وطه الزيني، نشر: المجلس الأعلى للشؤون الإِسلامية - القاهرة لجنة إحياء التراث 1406 هـ. - المخطوط نسخة مصورة عن المخطوط المحفوظ بمعهد المخطوطات العربية بالكويت عن نسخة الأوقاف رقم 397. 87 - حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع: للنجدي عبد الرحمن بن محمَّد بن قاسم (ت 1392 هـ)، الطبعة الثانية 1403هـ. 88 - حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة: للسيوطي جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ)، تحقيق: محمَّد أبو الفضل إبراهيم، طبع البابي الحلبي وشركاه- مصر، الطبعة الأولى 1387 هـ. 89 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: للأصفهاني أبو نعيم أحمد بن عبد الله (ت 430 هـ)، دار الفكر للطباعة، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت. 90 - خزانة الأدب ولب ألباب لسان العرب على شواهد شرح الكافية: للشيخ عبد القادر بن عمر البغدادي (ت 1093 هـ)، دار صادر. 91 - الخصائص الكبرى أو كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب: للسيوطي جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ)، تحقيق: محمَّد خليل هراس، الناشر: دار الكتب الحديثة - مصر مطبعة المدني. 92 - خصائص علي بن أبي طالب رضي الله عنه: للنسائي أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن (ت 303 هـ)، وبذيله كتاب الحُلِيّ بتخريج خصائص عليّ رضي الله عنه لأبي إسحاق الحويني، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى 1407 هـ.
93 - خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: الخزرجي أحمد بن عبد الله، (ت 923 هـ)، قدم له واعتنى به عبد الفتاح أبو غدة، الطبعة الرابعة 1411 هـ، الناشر: مكتب المطبوعات الإِسلامية- حلب. 94 - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: لابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: محمَّد سيد جاد الحق، دار الكتب الحديثة بمصر. 95 - درة الحجال في أسماء الرجال: للمكناسي أبو العباس أحمد بن محمَّد، (ت 1205 هـ)، تحقيق: د. محمَّد الأحمدي أبو النور، نشر: دار التراث بالقاهرة والمكتبة العتيقة بتونس. 96 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور: للسيوطي جلال الدين عبد الرحمن، (ت 911 هـ)، أحمد البابي الحلبي، الناشر: دار المعرفة - بيروت. 97 - الدليل الشافي على المنهل الصافي: لابن تغري بردى جمال الدين أبو المحاسن يوسف، (ت 874 هـ)، تحقيق: فهيم محمَّد شلتوت، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى. 98 - دلائل النبوة: لأبي نعيم أحمد بن عبد الله، (ت 430 هـ)، الطبعة الثانية 1406 هـ، دار النفائس - بيروت، تحقيق: محمَّد رواس قلعجي وعبد البر عباس. 99 - دلائل النبوة: للبيهقي أحمد بن الحسين، (ت 458 هـ)، ت. عبد المعطي قلعجي، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الريان- القاهرة. 100 - ديوان حسان بن ثابت: تحقيق: د. وليد عرفات، دار صادر.
151 - ديوان الضعفاء والمتروكين: للذهبي محمَّد بن أحمد (ت 748 هـ)، حققه لجنة من العلماء، الطبعة الأولى 408 اهـ، دار القلم - بيروت. 102 - ذكر أخبار أبهان: للأصبهاني أحمد بن عبد الله أبو نعيم، (ت 430 هـ)، طبعة مطابع الفاروق الحديثة - القاهرة، الناشر: دار الكتاب الإِسلامي. 103 - ذكر أسماء من تكلَّم فيه وهو مُوثَّق: للذهبي محمد بن أحمد بن عثمان، (ت 748 هـ)، تحقيق: محمَّد شكور بن محمود المياديني، مكتبة المنار - الأردن، الزرقاء، الطبعة الأولى 1406 هـ. 104 - ذيل طبقات الحفاظ للذهبي: للسيوطي جلال الدين عبد الرحمن، (ت 911 هـ)، دار إحياء التراث العربي. 105 - الذيل على رفع الإِصر: للسخاوي محمَّد بن عبد الرحمن، (ت 902 هـ)، ت. د. جودة هلال ومحمد صبيح، الدار المصرية للتأليف والترجمة. 106 - ذيل الكاشف: لأبي زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي، (ت 826 هـ)، تحقيق: بوران الضناوي، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 1406 هـ، يطلب من دار الباز بمكة المكرمة. 107 - رجال صحيح مسلم: لابن منجويه أحمد بن علي الأصبهاني أبو بكر، (ت 428 هـ)، تحقيق: عبد الله الليثي، دار المعرففة، بيروت - لبنان.
108 - الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة: للكتاني محمَّد بن جعفر (ت 1345 هـ)، الطبعة الثانية 1400هـ، دار الكتب العلمية - بيروت. 109 - رفع الإِصر عن قضاة مصر: لابن حجر العسقلاني، (ت 852 هـ)، تحقيق: عدد من الأساتذة، المطبعة الأميرية - القاهرة 1957 م. 110 - زاد المسير في علم التفسير: لابن الجوزي عبد الرحمن بن علي، (ت 597 هـ)، الطبعة الثالثة 1404 هـ، المكتب الإِسلامي - بيروت. 111 - زاد المعاد في هدي خير العباد: لابن القيم محمَّد بن أبي بكر شمس الدين، (ت 751 هـ)، تحقيق: شعيب وعبد القادر الأرناؤوط، الطبعة السابعة، مؤسسة الرسالة. 112 - الزهد: للإِمام أحمد بن محمَّد بن حنبل الشيباني، (ت 241 هـ)، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت. 113 - الزهد: لابن المبارك عبد الله بن المبارك المروزي، (ت 181 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية. 114 - سلسلة الأحاديث الصحيحة: للشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني، الطبعة الرابعة 1405 هـ، الجزء الأول والثاني، المكتب الإِسلامي. الجزء الثالث والرابع عن المكتبة الإِسلامية - الأردن. 115 - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة: للشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني، الطبعة الخامسة 1405 هـ، الجزء الأول والثاني، المكتب الإسلامي - بيروت. الجزء الثالث والرابع عن المكتبة الإِسلامية - الأردن.
116 - السنن: لأبي داود سليمان بن الأشعث، (ت 275 هـ)، إعداد وتعليق: عزت عبيد دعاس وعادل السيد، الطبعة الأولى 1394 هـ، دار الحديث - حمص. 117 - السنن: للترمذي محمَّد بن عيسى، (ت 279 هـ)، تحقيق: عبد الرحمن محمَّد عثمان، الطبعة الثانية 1403هـ، دار الفكر - بيروت. 118 - السنن: لابن ماجه محمد بن يزيد، (ت 273 هـ)، تحقيق: محمَّد مصطفى الأعظمي، الطبعة الثانية 1404هـ، شركة الطباعة العربية السعودية - الرياض. 119 - سنن سعيد بن منصور: لسعيد بن منصور بن شعبة الخراساني، (ت 227 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية - بيروت. 120 - سنن الدارمي: للدارمي عبد الله بن عبد الرحمن، (ت 255 هـ)، طبع بعناية محمَّد أحمد دهمان، نشرته دار إحياء السنة. 121 - سنن الدارقطني: علي بن عمر، (ت 385 هـ)، الطبعة الرابعة 1406 هـ، دار عالم الكتب - بيروت. 122 - السنن الكبرى: للنسائي أحمد بن شعيب، (ت 303 هـ)، تحقيق: عبد الغفار سليمان البنداري وسيد كسروى، الطبعة الأولى 1411 هـ -دار الكتب العلمية- بيروت. 123 - السنن الكبرى: للبيهقي أحمد بن الحسين بن علي، (ت 458 هـ)، الطبعة الأولى، مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية بالهند 1344 هـ.
124 - السنة: لابن أبي عاضم عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، (ت 287 هـ)، تحقيق: محمَّد ناصر الدين الألباني، الطبعة الأولى 1400 هـ، المكتب الإِسلامي - بيروت. 125 - السنَّة: لعبد الله بن أحمد بن حنبل، (ت 290 هـ)، تحقيق: د. محمَّد بن سعيد القحطاني، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار ابن القيم - الدمام. 126 - سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي للدارقطني في الجرح والتعديل: دراسة وتحقيق: د. سليمان آتش، دار العلوم للطباعة والنشر - الرياض 1408 هـ. 127 - سؤالات ابن الجنيد لابن معين (ت 223 هـ): لابن الجنيد إبراهيم بن عبد الله الخُتَّلي، تحقيق: د. أحمد محمَّد نور سيف، الطبعة الأولى 1408 هـ، مكتبة الدار، المدينة المنورة. 128 - سؤالات الحافظ السُلَفِي لخميس الحوزي عن جماعة من أهل واسط: تحقيق: مطاع الطرابيشي، دار الفكر- دمشق، الطبعة الأولى 1403هـ. 129 - سير أعلام النبلاء: للذهبي محمَّد بن أحمد، (ت 748 هـ)، تحقيق: مجموعة من العلماء، الطبعة السابعة 1401هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت. 130 - السيرة النبوية: لابن هشام، (ت 218 هـ)، تحقيق: مصطفى السقا، إبراهيم الأبياري، عبد الحفيظ شلبي، مؤسسة علوم القرآن. 131 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب: لابن العماد عبد الحي بن العماد الحنبلي، (ت 1098 هـ)، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
132 - شرح السنَّة: للبغوي الحسين بن مسعود الفراء، (ت 516 هـ)، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، وزهير الشاويش، الطبعة الثانية 1403 هـ، المكتب الإِسلامي. 133 - شرح العقيدة الطحاوية: تحقيق: جماعة من العلماء، وخرج أحاديثها الشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي، الطبعة الثامنة 1404هـ. 134 - شرح العقيدة الواسطية: لشيخ الإسلام ابن تيمية، تأليف: محمَّد خليل هراس، مراجعة عبد الرزاق عفيفي. 135 - شرح علل الترمذي: لابن رجب عبد الرحمن بن أحمد، (ت 795 هـ)، تحقيق: د. همام عبد الرحيم سعيد، الطبعة الأولى 1407 هـ، مكتبة المنار - الأردن. 136 - شرح معاني الآثار: للطحاوي أحمد بن محمَّد بن سلامة، (ت 321 هـ)، تحقيق: محمَّد زهري النجار، الطبعة الثانية 1407 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت. 137 - شرح النووي على صحيح مسلم: للنووي أبو زكريا يحيى بن شرف، (ت 676 هـ)، تحقيق واشراف: عبد الله أحمد أبو زينة، طبعة الشعب- القاهر. 138 - شروط الأئمة الخمسة: للحازمي محمَّد بن موسى أبو بكر، (ت 584 هـ)، طبع القدس بالقاهرة سنة 1357 هـ. 139 - شروط الأئمة الستة: للمقدسي محمَّد بن طاهر المقدسي، (ت 507 هـ)، طبع القدس بالقاهرة سنة 1357 هـ.
140 - شعب الإِيمان: للبيهقي أحمد بن الحسين، (ت 458 هـ)، تحقيق: أبو هاجر محمَّد بسيوني زغلول، الطبعة الأولى 1410 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت. 141 - الشعر والشعراء: للإِمام ابن قتيبة، تحقيق: أحمد شاكر، دار المعارف بمصر 1969 م. 142 - الشمائل المحمدية: للترمذي محمَّد بن عيسى بن سورة (ت 279 هـ)، إخراج وتعليق: محمَّد عفيف الزغبي، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار العلم للطباعة والنشر - جدة. 143 - صحيح مسلم: للإِمام مسلم بن الحجاج القشيري (ت 261 هـ)، تحقيق: محمَّد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي - بيروت. 144 - صفة الصفوة: لابن الجوزي عبد الرحمن بن علي أبو الفرج جمال (ت 597 هـ)، تحقيق: محمود فاخوري، وتخريج الأحاديث د. محمَّد رواس قعله جي، دار المعرفة: بيروت، الطبعة الرابعة 1406 هـ. 145 - الضعفاء الصغير: للبخاري محمَّد بن إسماعيل (ت 256 هـ)، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، الطبعة 1406 هـ، دار المعرفة - بيروت. 146 - الضعفاء الكبير: للعقيلي محمد بن عمرو بن موسى (ت 322 هـ)، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، الطبعة الأولى 1404 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت. 147 - الضعفاء والمتروكون: للنسائي أحمد بن علي بن شعيب (ت 303 هـ)، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار المعرفة - بيروت.
148 - الضعفاء والمتروكون: للدراقطني علي بن عمر (ت 385 هـ)، تحقيق: موفق بن عبد الله عبد القادر، الطبعة الأولى 1404 هـ، مكتبة المعارف - الرياض. 149 - الضعفاء والمتروكون: لابن الجوزي عبد الرحمن بن علي (ت 597 هـ)، حققه: أبو الفداء عبد الله القاضي، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت. 150 - الضعفاء: للأصبهاني أبو نعيم (ت 430 هـ)، ت د: فاروق حمادة، الطبعة الأولى 1405 هـ، دار الثقافة - الدار البيضاء. 151 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع: للسخاوي محمَّد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ)، منشورات دار مكتبة الحياة - بيروت. 152 - طبقات الحفاظ: للسيوطي جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ)، راجعها: لجنة من العلماء، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار الكتب العلمية- بيروت. 153 - طبقات الحنابلة: لابن أبي يعلى أبو الحسن محمَّد (ت 526 هـ)، دار المعرفة- بيروت. 154 - طبقات الشافعية الكبرى: للسبكي تاج الدين عبد الوهاب (ت 771 هـ)، الطبعة الثانية، دار المعرفة - بيروت. 155 - طبقات علماء الحديث: لابن عبد الهادي محمَّد بن أحمد (ت 744 هـ)، تحقيق: إبراهيم الزيبق وأكرم البوشي، الطبعة الأولى 1409 هـ، مؤسسة الرساله - بيروت. 156 - الطبقات الكبرى: لابن سعد محمَّد بن سعد (ت 230 هـ)، دراسة وتحقيق: محمَّد عبد القادر عطا، الطبعة الأولى 1410 هـ، دار الفكر الكتب العلمية - بيروت.
157 - الطبقات: خليفة بن خياط العصفري (ت 240 هـ)، رواية موسى بن زكريا، تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، الطبعة الثانية 1402 هـ، دار طيبة- الرياض. 158 - طبقات المفسرين: للداودي محمَّد بن علي بن أحمد، شمس الدين (ت 945 هـ)، مراجعة لجنة من العلماء، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان. 159 - عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي: لابن العربي محمَّد بن عبد الله الإشبيلي (ت 543 هـ)، دار الفكر - بيروت. 165 - العِبَر في خير من غَبَر: للذهبي محمَّد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ)، تحقيق: محمَّد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية. 161 - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين: للفاسي محمَّد بن أحمد الحسيني المكي (ت 832 هـ)، محمَّد حامد الفقي، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ. 162 - العلل ومعرفة الرجال: للإمام أحمد بن حنبل الشيباني (ت 241 هـ)، المكتبة الإِسلامية للطباعة والنشر والتوزيع مع تعليقات د. طلعت قوج ود. إسماعيل جر اح، استانبول - تركيا 1987 م. 163 - علل الحديث: لابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمَّد (ت 327 هـ)، طبعة 1405 هـ، دار المعرفة - بيروت. 164 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية: لابن الجوزي عبد الرحمن بن علي (ت 597 هـ)، قدم له وضبطه: خليل الميس، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
165 - العلل الواردة في الأحماديث النبوية: للدارقطني علي بن عمر (ت 385 هـ)، تحقيق: د. محفوظ الرحمن السلفي، الطبعة الأولى 1405 - 1412 هـ، دار طيبة - الرياض. 166 - عمدة القارئ شرح صحيح البخاري: للعيني محمود بن أحمد بدر الدين (ت 855 هـ)، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، محمَّد محمود الحلبي وشركاه، الطبعة الأولى 1392 هـ، توزيع مكتبة العنوم والحكم - المدينة المنورة. 167 - عمل اليوم والليلة: لابن السنّي أحمد بن محمَّد (ت 364 هـ)، خرّج أحاديثه وعلق عليه: عبد الله حجاّج، الطبعة الثالثة 1404هـ، مكتبة التراث الإِسلامي، القاهرة -دار الجيل- بيروت. 168 - عون المعبود شرح سنن أبي داود: للعظيم آبادي محمَّد شمس الحق أبو الطيب مع شرح الحافظ ابن القيم الجوزية، ضبط وتحقيق عبد الرحمن محمَّد عثمان، الطبعة الثانية 1388 هـ، مؤسسة قرطبة، شارع الخليفة مدينة الأندلس الهرم، الناشر: محمَّد عبد المحسن، صاحب المكتبة السلفية بالمدينة المنورة. 169 - عيون الأنباء في طبقات الأطباء: لأحمد بن القاسم بن خليفة أبو العباس موفق الدين ابن أبي أصيبعة، تحقيق: نزار رضا، دار مكتبة الحياة- بيروت. 170 - غاية النهاية في طبقات القراء: لابن الجوزي محمَّد بن محمَّد (ت 833 هـ)، عنى بنشره برجستراسر، الطبعة الثالثة 1402 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
171 - غريب الحديث: للإمام أبي سليمان حمد بن محمَّد بن إبراهيم الخطابي (ت 388 هـ)، تحقيق: عبد الكريم العزباوي، جامعة أم القرى (ت 1042 هـ). 172 - الفائق في غريب الحديث: للزمخشري محمود بن عمر جار الله (ت 538 هـ)، تحقيق: علي محمَّد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، الطبعة الثانية. 173 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري: لابن حجر أحمد بن علي بن محمَّد (ت 852 هـ)، تحقيق: محب الدين الخطيب، ومحمد فؤاد عبد الباقي، وقصي محب الدين الخطيب، الطبعة الثانية 1409هـ، دار الريان للتراث- القاهرة. 174 - فتح العزيز شرح الوجيز: للرافعي أبو القاسم عبد الكريم بن محمَّد (ت 623 هـ)، دار الفكر (حاشية المجموع). 175 - فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير: للشوكاني محمَّد بن علي (ت 1250هـ)، دار الفكر، بيروت - لبنان 1403هـ. 176 - الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير: للسيوطي جلال الدين عبد الرحمن 911 هـ، ترتيب النبهاني يوسف، الناشر: دار الكتاب العربي - بيروت. 177 - فتح المغيث شرح ألفية الحديث: للسخاوي محمَّد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ)، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت. 178 - الفتن: لنعيم بن حماد المروزي (ت 288 هـ)، تحقيق: سمير بن أمين الزهيري، مكتبة التوحيد، القاهرة، الطبعة الأولى 1412 هـ.
179 - الفردوس بمأثور الخطاب: للديلمي شيرويه بن شهردار بن شيرويه (ت 509 هـ)، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت. 180 - الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان: لشيخ الإِسلام ابن تيمية أحمد عبد الحليم (ت 728 هـ)، ت. عبد القادر الأرناؤوط، الطبعة الثالثة 1405هـ، مكتبة دار البيان- دمشق، توزيع: مكتبة المؤيد- الطائف. 181 - فضائل الصحابة: للإمام أحمد بن محمَّد بن حنبل أبو عبد الله (ت 241 هـ)، تحقيق: وصي الله بن محمَّد بن عباس، الطبعة الأولى 1403 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت. 182 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: للشوكاني محمَّد بن علي (ت 1250هـ)، تحقيق: محمَّد عبد الرحمن عوض، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الكتاب العربي - بيروت. 183 - فيض القدير شرح الجامع الصغير: للمناوي محمَّد بن عبد الرؤوف (ت 1035 هـ)، دار الفكر - بيروت. 184 - القاموس المحيط: للفيروزأبادي محمَّد يعقوب مسجد الدين (ت 817 هـ)، دار الجيل. 185 - قرة العين في ضبط أسماء رجال الصحيحين: للبحراني عبد الغني بن أحمد الشافعي، مكتبة التوبة - الرياض 1410 هـ. 186 - القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية: لابن طولون محمَّد بن طولون الصالحين (ت 953 هـ)، تحقيق: محمَّد أحمد دهان، الطبعة الثانية 1401 هـ - دمشق.
187 - القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع: للسخاوي محمَّد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ)، بشير محمَّد عيون، مكتبة المؤيد - الطائف. 188 - الكاشف: للذهبي محمَّد بن أحمد (ت 748 هـ)، الطبعة الأولى 1403 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت. 189 - الكامل في التاريخ: لابن الأثير الجوزي علي بز محمَّد (ت 630 هـ)، الطبعة الرابعة 1403 هـ، دار الكتاب العربي. 190 - كشف الأستار عن زوائد البزّار: للهيثمي نور الدين علي بن أبي بكر (ت 807 هـ)، الطبعة الثانية 1404 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت. 191 - كشف الظنون: حاجي خليفة مصطفى بن عبد الله (ت 1067هـ)، دار الفكر- بيروت 1410هـ. 192 - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: للهندي علاء الدين المتقي بن حسام الدين (ت 975 هـ)، طبعة 1409 هـ، مؤسسة الرسالة- بيروت. 193 - الكنى: للإمام البخاري: محمَّد بن إسماعيل (ت 256 هـ)، ملحق بالتاريخ الكبير للبخاري، دار الفكر - بيروت. 194 - الكنى والأسماء: للدولابي محمَّد بن أحمد بن حماد (ت 310هـ.)، الطبعة الثانية، دار الكتب العلمية - بيروت 1403 هـ. 195 - الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات: لابن الكيال محمَّد أحمد (ت 939 هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، المطبعة السلفية - القاهرة.
196 - اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة: للسيوطي جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ)، دار المعرفة - بيروت 1403 هـ. 197 - اللباب في تهذيب الإنساب: عز الدين بن الأثير أبو الحسن علي بن محمَّد (ت 630 هـ)، دار صادر. 198 - لحظ الألحاظ: لابن فهد محمد بن فهد المكي (ت 871 هـ)، دار إحياء التراث العربي - بيروت. 199 - لسان العرب: لابن منظور محمَّد بن مكرم (ت 711 هـ)، دار صادر. 200 - لسان الميزان: لابن حجر أحمد بن علي (ت 852 هـ)، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الفكر - بيروت. 201 - المجتبى (سنن النسائي): للنسائي أحمد بن علي بن شعيب (ت 303 هـ)، الناشر دار الكتاب العربي - بيروت. 202 - المجروحين: لابن حبّان محمَّد بن حبّان (ت 354 هـ)، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، توزيع دار الباز - مكة المكرمة. 203 - مجمع البحرين في زوائد المعجمين: للهيثمي نور الدين علي بن أبي بكر (ت 807 هـ)، تحقيق: عبد القدوس بن محمَّد نذير، الطبعة الأولى 1413 هـ، مكتبة الرشد - الرياض. 204 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: للهيثمي علي بن أبي بكر (ت 807 هـ)، طبعة 1406 هـ، مؤسسة المعارف - بيروت. 205 - المجموع شرح المهذب: للنووي محيي الدين يحيى بن شرف (ت 676 هـ)، دار الفكر - بيروت.
206 - مجموع فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية: لابن تيمية أحمد بن عبد الحليم (ت 728 هـ)، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم النجدي، دار المدني - جدة. 207 - المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث: للمديني أبو موسى محمَّد بن أبي بكر (ت 581 هـ)، تحقيق: عبد الكريم العزباوي، الطبعة الأولى - مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى. 208 - مختصر إتحاف المهرة الخيرة بزوائد المسانيد العشرة: للبوصيري شهاب الدين أحمد بن أبي بكر (ت 840 هـ)، مخطوط مصوّر محفوظ بمكتبة د. محمود ميرة. 209 - مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد الله الحاكم: لابن الملقن عمر بن علي بن أحمد (ت 854 هـ)، تحقيق: عبد الله بن حمد اللحيدان وسعد بن عبد الله آل حميد، الطبعة الأولى 1411هـ، دار العاصمة- الرياض. 215 - مختصر قيام الليل: للمروزي (ت 294 هـ)، اختصره أحمد بن علي المقريزي (ت 845 هـ)، الطبعة الأولى 1408 هـ، عن النسخة الهندية، توزيع دار الطحاوي- الرياض، الناشر: حديث أكاديمي- باكستان. 211 - مختصر المختصر لابن خزيمة (الصحيح): لابن خزيمة محمد بن إسحاق (ت 311 هـ)، تحقيق: محمَّد مصطفى الأعظمي، الطبعة الأولى 1395 هـ، المكتب الإِسلامي - بيروت. 212 - المراسيل: لابن أبي حاتم: عبد الرحمن بن محمَّد بن إدريس (ت 327 هـ)، علّق عليه: أحمد عصام الكاتب، الطبعة الأولى 1453 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
213 - مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع: للبغدادي صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق (ت 739 هـ)، تحقيق: علي محمَّد البجاوي، الطبعة الأولى 1373 هـ، دار المعرفة - بيروت. 214 - المستدرك على الصحيحين: للحاكم أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله (ت 405 هـ)، بإشراف د. يوسف المرعشلي، دار المعرفة - بيروت، توزيع مكتبة المعارف- الرياض. 215 - مسند أبي عوانة: لأبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإِسفراييني (ت 316 هـ)، دار المعرفة- بيروت. 216 - مسند أبي يعلى الموصلي: لأبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي (ت 307 هـ)، تحقيق: إرشاد الحق الأثري، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار القبلة- جدة- مؤسسة علوم القرآن- بيروت. 217 - مسند الإِمام أحمد: للإِمام أحمد بن حنبل الشيباني (ت 241 هـ)، الطبعة الثانية 1398 هـ، المكتب الإسلامي النسخة المحققة، تحقيق: الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، دار المعارف بمصر- 1377 هـ، الناشر: دار اللواء. 218 - مسند الشهاب: للقضاعي أبو عبد الله محمَّد بن سلامة (ت 454 هـ)، تحقيق: حمدي السلفي، الطبعة الأولى، دار الرساله - بيروت. 219 - مسند الطيالسي: للطيالسي أبو داود سليمان بن داود بن الجارود (ت 204 هـ)، دار المعرفة، بيروت، مصور عن الطبعة الهندية بحيدر آباد. 220 - المسند: للحميدي عبد الله بن الزبير (ت 219 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، عالم الكتب - بيروت.
221 - مسند الفاروق أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأقواله على أبواب العلم: لابن كثير إسماعيل بن عمر الشافعي الدمشقي (ت 774 هـ)، تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، المنصورة، الطبعة الأولى 1411 هـ. 222 - مشاهير علماء الأمصار: لابن حبّان محمَّد بن حبّان البستي (ت 354 هـ)، عني بتصحيحه م. فلا يشهمر، دار الكتب العلمية - بيروت. 223 - المشترك وضعًا والمفترق صقعًا: للحموي ياقوت بن عبد الله (ت 626 هـ)، الطبعة الثانية 1406 هـ، عالم الكتب - بيروت. 224 - المشتبه في الرجال أسمائهم وأنسابهم: للذهبي محمَّد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ)، تحقيق: علي محمَّد البحاوي، الدار العلمية، دلهي الهند، الطبعة الثانية 1987 م. 225 - مشكاة المصابيح: للتبريزي محمَّد بن عبد الله الخطيب، تحقيق: الألباني محمَّد ناصر الدين، المكتب الإِسلامي 1380 هـ. 226 - مشكل الآثار: للطحاوي أحمد بن محمَّد بن سلامة (ت 321 هـ)، دائرة المعارف - حيدر آباد (ت 1333 هـ). 227 - مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه: للبوصيري أحمد بن أبي بكر الكناني (ت 840 هـ)، دراسة وتقديم كمال يوسف الحوت، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الجنان - بيروت. 228 - المصنّف: لعبد الرزاق بن همّام الصنعاني (ت 211 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، الطبعة الثانية 1403 هـ، المكتب الإِسلامي- بيروت.
229 - المصنّف: لابن أبي شيبة عبد الله بن محمَّد (ت 235 هـ)، حققه وصححه: عبد الخالق الأفغاني، الناشر: دار المدني - جدة. 230 - المطالب العالية: لابن حجر أحمد بن علي بن محمَّد (ت 852 هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار المعرفة - بيروت. 231 - المعارف: لابن قتيبة عبد الله بن مسلم (ت 276 هـ)، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت. 232 - معالم التنزيل: للبغوي الحسين بن مسعود الفراء (ت 516 هـ)، تحقيق: خالد العك، مروان سوار، دار المعرفة - بيروت، الطبعة الثانية 1407 هـ. 233 - معالم السنن: للخطابي حمد بن محمَّد البستي (ت 388 هـ)، حاشية سنن أبي داود، إعداد وتعليق: عزت عبيد دعاس، الطبعة الأولى 1388 هـ. 234 - معجم الأدباء: ياقوت الحموي (ت 626 هـ)، الطبعة الثالثة 1400 هـ، دار الفكر. 235 - المعجم الأوسط: الطبراني سليمان بن أحمد أبو القاسم (ت 360 هـ)، تحقيق: د. محمود الطحان، الأجزاء الثلاثة الأول، مكتبة المعارف - الرياض، الطبعة الأولى 1405 هـ، 1407 هـ. 236 - معجم البلدان: للحموي ياقوت بن عبد الله الرومي البغدادي (ت 626 هـ)، تحقيق: فريد عبد العزيز الجندي، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1410هـ. 237 - المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية: لحمد الجاسر، منشورات دار اليمامة- الرياض.
238 - معجم الصحابة: لابن قانع أبو الحسن عبد الباقي بن قانع (ت 351 هـ)، مخطوط، مصورة عن نسخة كوبرلي. 239 - المعجم الصغير: للطبراني سليمان بن أحمد (ت 360 هـ)، الطبعة 1403 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت. 240 - المعجم في مشتبه أسامي المحدّثين: للهروي عبيد الله بن عبد الله بن أحمد أبو الفضل (ت 405 هـ)، تحقيق: نظر محمَّد الفاريابي، مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة الأولى 1411 هـ. 241 - معجم قبائل العرب: لعمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة. 242 - المعجم الكبير: سليمان بن أحمد (ت 360 هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الطبعة الأولى 1405هـ. 243 - المعجم المفهرس (تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة): لابن حجر أحمد بن علي (ت 852 هـ)، مصورة عن نسخة من محفوظات دار الكتب المصرية. 244 - معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع: للبكري عبد الله بن عبد العزيز (ت 487 هـ)، تحقيق: مصطفى السقا، عالم الكتب - بيروت، الطبعة الثالثة 1403 هـ. 245 - المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: وضعه محمَّد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان. 246 - المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الشريف: وضعه لفيف من المستشرقين، مطبعة بريل - لندن. 247 - معجم المؤلفين: تراجم مصنفي الكتب العربية، عمر رضا كحالة، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
248 - المعجم الوسيط: لمجموعة من المؤلفين، بإشراف المجمع اللغوي بالقاهرة، الطبعة الثانية، دار إحياء التراث العربي. 249 - معرفة الصحابة: للأصبهاني أبو نعيم أحمد بن عبد الله (ت 430 هـ)، المطبوع تحقيق: محمَّد راضي حاج عثمان، الطبعة الأولى 1408 هـ، مكتبة الدار - المدينة المنورة ومكتبة الحرمين بالرياض. - المخطوط: مصورة عن نسخة أحمد الثالث بتركيا ومصورتها في الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة تحت رقم 2758 و 2759. 250 - معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار: للذهبي محمَّد بن أحمد بن عثمان شمس الدين أبو عبد الله (ت 748 هـ)، ت. بشار عواد معروف وشعيب الأرناؤوط وصالح مهدي عباس، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1404 هـ. 251 - المعرفة والتاريخ: للفسوي يعقوب بن سفيان (ت 277 هـ)، تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، الطبعة الأولى 1410 هـ، مكتبة الدار بالمدينة المنورة. 252 - المغني على مختصر الخِرَقيّ: لابن قدامة عبد الله بن أحمد أبو محمَّد موفق الدين (ت 620 هـ). - ومعه الشرح الكبير: لابن قدامة عبد الرحمن بن محمَّد أبو الفرج شمس الدين (ت 682 هـ)، دار الكتاب العربي، بيروت- لبنان 1403. 253 - المغني في ضبط أسماء الرجال ومعرفة كنى الرواة وألقابهم وأنسابهم: للفتّني محمَّد ابن طاهر بن علي الهندي (ت 986 هـ)، دار الكتاب العربي 1402 هـ.
254 - المغني في الضعفاء: للذهبي محمَّد بن أحمد (ت 748 هـ)، حققه وعلق عليه: نور الدين عتر. 255 - مفتاح الترتيب لأحاديث تاريخ الخطيب: لأحمد بن محمَّد الصدِّيق الغماري، دار القرآن الكريم - بيروت. 256 - مفتاح كنوز السنَّة: للمستشرق ونسنك، ترجمة: محمَّد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث. 257 - المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة: للسخاوي محمد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ)، صححه عبد الله بن محمَّد الصدِّيق، الطبعة الأولى 1407 هـ، دار الكتب العلمية. 258 - مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث: لابن الصلاح عثمان بن عبد الرحمن (ت 642 هـ)، طبعة 1398 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت. 259 - مقدمة الجرح والتعديل: لابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمَّد بن إدريس (ت 327 هـ)، نسخة مصورة عن الطبعة الهندية، دار إحياء التراث العربي - بيروت. 260 - المنتخب من مسند عبد بن حميد: لعبدبن حميد (ت 249 هـ)، تحقيق: السيد صبحي السامرائي ومحمود الصعيدي، الطبعة الأولى 1408 هـ، عالم الكتب - بيرووت. 261 - المنتظم في تاريخ الأمم والملوك: لابن الجوزي عبد الرحمن بن علي (ت 597 هـ)، مصور - بيروت عن الطبعة الهندية. 262 - المنتقى: لابن الجارود أبو محمَّد عبد الله (ت 307 هـ)، فهرسه وعلق عليه: عبد الله عمر البارودي، الطبعة الأولى 1408 هـ، دار الجنان - بيروت.
263 - من كلام يحيى بن معين (الدَّقاق): ليحيى بن معين (ت 233 هـ)، تحقيق: أحمد محمَّد نور سيف، دار المأمون للتراث، دمشق - بيروت. 264 - منهاج السنَّه النبوية: لابن تيمية أحمد بن عبد الحليم (ت 728 هـ)، تحقيق: د. محمَّد رشاد سالم، الطبعة الأولى 1406 هـ، دار الكتاب الإِسلامي. 265 - المنهاج شرح صحيح مسلم: للنووي يحيى بن شرف (ت 676 هـ)، تحقيق: عبد الله أبو زينة، طبعة الشعب- القاهرة. 266 - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبّان: للهيثمي علي بن أبي بكر نور الدين (ت 807 هـ)، تحقيق: محمَّد عبد الرزاق حمزة، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان. 267 - المواهب اللدنية بالمنح المحمّدية: للقسطلاني أحمد بن محمَّد (ت 923 هـ)، تحقيق: صالح أحمد الشامي، الطبعة الأولى 1412 هـ، المكتب الإِسلامي - بيروت. 268 - المؤتلف والمختلف: للإِمام الدارقطني علي بن عمر (ت 385 هـ)، تحقيق: موفق بن عبد القادر، دار الغرب الإِسلامي. 269 - موسوعة أطراف الحديث النبوي: إعداد: أبو هاجر محمَّد السعيد بسيوني زغلول، الطبعة الأولى 1410هـ.، عالم التراث - بيروت. 270 - الموسوعة العربية الميسرة: لمجموعة من الخبراء، بإشراف محمَّد شفيق غربال، الطبعة الثامنة- الشعب- طبعة مصورة عن طبعة 1965 م.
271 - موضح أوهام الجمع والتفريق: للخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت (ت 463 هـ)، نسخة مصورة عن المطبوعة بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، الهند 1378 هـ. 272 - الموضوعات: لابن الجوزي عبد الرحمن بن علي (ت 597 هـ)، تحقيق: عبد الرحمن محمَّد عثمان، الطبعة الثانية 1403هـ، دار الفكر العربي. 273 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال: للذهبي محمَّد بن أحمد، (ت 748 هـ)، تحقيق: علي محمَّد البجاوي وفتحية علي البجاوي، دار الفكر العربي. 274 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: لابن تغري بردي جمال الدين أبو المحاسن يوسف (ت 874 هـ)، نسخة مصورة عن طبعة الهيئة المصرية للتأليف والنشر، الطبعة 1391 هـ، تحقيق: إبراهيم طرخان. 275 - نزهة الألباب في الألقاب: لابن حجر أحمد بن علي بن محمَّد العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: عبد العزيز بن محمَّد السديري، مكتبة الرشد- الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 276 - نصب الراية لاحاديث الهداية: للزيلعي عبد الله بن يوسف (ت 762 هـ)، دار الحديث. 277 - نظم العِقْيَان في أعيان الأعيان: للسيوطي جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ)، مصور المكتبة العلمية - بيروت ت 1927م. 278 - نظم المتناثر من الحديث المتواتر: للكتاني محمَّد بن جعفر أبو عبد الله (ت 1345 هـ)، الطبعة الثانية، دار السلفية للطباعة والنشر بمصر.
279 - النهاية في غريب الحديث والأثر: لابن الأثير مجد الدين أبي السعادات المبارك ابن محمَّد (ت 606 هـ)، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمَّد الطناحي، المكتبة العلمية - بيروت. 280 - نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب: للقلقشندي أحمد بن علي بن أحمد أبو العباس (ت 821 هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 1405 هـ، توزيع دار الباز للنشر والتوزيع، عباس أحمد الباز- مكة المكرمة. 281 - هدى الساري مقدمة فتح الباري: - الجزء الأول من الفتح، طبع دار الريان للتراث- القاهرة 1409 هـ. 282 - هدية العارفين: للبغدادي إسماعيل باشا، طبعة دار الفكر - بيروت 1402 هـ. 283 - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: لابن خلكان أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمَّد بن أبي بكر، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر - بيروت. • • •
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق خالد بن عبد الرحمن بن سالم البكر تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد السابع عشر 33 - 34 آخر كتاب المناقب - كتاب الفتن (4144 - 4363) دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ 33 - 34
(ح) دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية / تحقيق خالد عبد الرحمن سالم البكر- الرياض. 700 ص؛ 17× 34 سم. ردمك 1ـ 68 - 749 - 9960 (مجموعة) (2 - 76 - 749 - 9960) (ج 17) 1 - الحديث- مسانيد 2 - الحديث- تخر يج 3 - الحديث- شرح 4 - الحديث- زوائد أ- البكر، خالد عبد الرحمن سالم (محقق) ب- العنوان 2370/ 18 ديوي 237.4 رقم الإيداع: 2370/ 18 ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 2 - 76 - 749 - 9960 (ج 17) حقُوق الطّبْع محفُوظَة للِمُنَسّق الطّبعة الأولى 1420هـ - 2000م دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض - ص ب 42507 - الرمز البريدي 11551 هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب: 32594 - الرياض: 11438 - تلفاكس: 2660 - 421
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المقدمة إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يضلل فلا هادي له، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬1). {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (¬2). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (¬3). أما بعد: فإن أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِّ هَدْيُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وبعد: فإنَّ أشرف العلوم وأحسنها وأقومها ما كان متعلقًا بكتاب الله عزَّ وجلَّ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم ¬
حميد، وما كان أيضًا متعلقًا بسنة نبيه الذي وصفه الحق تبارك وتعالى بقوله: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} (¬1). وسنة رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ جاءت متممة للشرع الحكيم، مفسرة للقرآن الكريم، مبيّنة للناحية العملية من العبادات والفقه، ففصَّلت المجمل، ووضَّحت طريق الهدى والرشاد بوضوح وجلاء كالمحجة البيضاء ليلها كنهارها, لا يزيغ عنها إلَّا هالك. وإنَّ من فضل الله على هذه الأُمة أن قيض لها من قام بتدوينها وتهذيبها وتمييز صحيحها من سقيمها والدفاع عنها من العلماء العاملين والجهابذة المخلصين، فبذلوا الغالي والرخيص لنقلها وحفظها من عبث العابثين وجهالات المنحرفين وأباطيل الكاذبين، ولم يدعوا وسيلة من وسائل التثبُّت والتيقن إلَّا سلكوها، حتى تركوا لنا تراثًا ضخمًا من المصنفات في شتّى أنواع العلوم المختلفة المتعلقة بالسنة. ومن أولئك الحفّاظ الجهابذة الأعلام، حافظ عصره ووحيد دهره ابن حجر العسقلاني، ومن تلك المصنفات التي ألّفها: كتابه الموسوم "بالمطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية". وهو من أجل كتب الفوائد قدرًا، وأعظمها خَطَرًا، لما حواه من روايات عزيزة وفوائد غزيرة، ويكفي أنه حفظ لنا أحاديث أصول بأسانيدها من أمهات فُقِد أكثرها ولم يبق منها غير زوائدها التي جمعت في هذه المصنف. ولذا رأى قسم السنَّة وعلومها بكلية أصول الدين الحاجة الماسَّة لتحقيقه، والعمل فيه، وخدمته الخدمة العلمية اللائقة به. ¬
هذا وقد يسر الله عَزَّ وَجَلَّ لي أن أُشارك بتحقيق قسم من هذا الكتاب، وكان نصيبي منه يبتديء من: باب فضل قبائل من العرب- من كتاب المناقب- إلى نهاية باب عدد الفتن- من كتاب الفتن-. أسباب اختيار هذا الكتاب: 1 - أهميته العظيمة كما تقدم. 2 - أن هذا الكتاب لم يخدم خدمة علمية، بل طبع محذوف الأسانيد مع ما حواه المتن من أخطاء وتحريفات. 3 - مكانة المؤلف العلمية، ويتجلَّى ذلك في كونه أحد الأئمة الحفاظ، وممن شُهد له بالإمامة في علم الحديث. لهذه الأسباب المتقدمة وغيرها، رأيت المشاركة بتحقيق جزء من هذا الكتاب القيِّم. وقد واجهتني صعوبات جمة أثناء التحقيق، منها: 1 - وجود أخطاء كثيرة في الأسانيد والمتون وتحريفات وسقط فاستلزم تصويبها جهد كبير. 2 - أن القسم الأكبر من الجزء الذي عملت به ليس له إلَّا نسخة واحدة معتبرة، أما بقية النسخ فقد سقط منها أغلب القسم المراد تحقيقه، وهذا أمر لا يخفى قدرُ المشقة فيه على من مارس العمل على نسخة وحيدة. 3 - أن المؤلف رحمه الله تعالى قد ذكر رواة ليس من السهولة تمييزهم، فقد يأتي باسمه فقط، وقد يأتي بكنيته، وقد يأتي بلقبه، وقد ينسبه لأجداده، وهذا يتطلب مزيدًا من الوقت والجهد.
النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق: بعد البحث والتفتيش حصلت على ثلاث نسخ خطية للكتاب، هي: 1 - مصورة عن نسخة مودعة في خزانة المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة، وهي التي رمزت لها بالرمز "مح". 2 - مصورة عن نسخة محفوظة في جامعة دار السلام بعمر أباد، مدراس الهند، ورمزت لها بالرمز "عم". 3 - مصورة عن نسخة في مكتبة الرياض السعودية بالرياض، ورمزت لها بالرمز "سد". ولم أعتمد غيرها من النسخ في التحقيق للأسباب التالية: أما نسخة المكتبة السليمانية بتركيا فلكثرة الأوهام، والتحريفات، والجمل المقحمة التي لا علاقة لها بالحديث سندًا أو متنًا، وحَذْفٌ في الأسانيد وبياضات وتصرفات كثيرة من الناسخ، هذا مع تقديم وتأخير في الأبواب وفي الأحاديث أيضًا، فأعرضت عن اعتمادها؛ لأن اعتمادها يثقل حواشي الكتاب دون جدوى تذكر. وأما النسخة التركية المجردة فلكونها محذوفة الأسانيد، ولكثرة التحريفات والسقط. وأما نسخة المكتبة السعيدية ونسخة شستربي فلعدم احتوائهما على القدر الذي أحققه إذ إن النسخة السعيدية لا يوجد منها إلَّا الجزء الأول وهي بمقدار خمس عشرة ومائتا ورقة، وأما الجزء الثاني فلا يعرف له وجود. ونسخة شستربي تنتهي بقسم من أبواب الجهاد وما يتعلق به. والاختيار قد وقع على نسخة المكتبة المحمودية (مح) وجعلتها أصلًا للكتاب.
وقد قمت بكتابة النص ومقابلته حسب الخطوات التالية: 1ـ قمت بنسخ القدر المطلوب تحقيقه من الكتاب كاملًا، معتمدًا في ذلك نسخة المكتبة المحمودية (مح)، بحيث يكون موافقًا لقواعد الإِملاء الحديثة لأن الناسخ أخلَّ بهذه القواعد في بعض المواضع، فتجده يكتب "سفيان" هكذا: "سفين"، و "الحارث" هكذا: "الحرث"، تبعًا لقواعد المتقدمين. 2ـ قابلت باقي النسخ مع ما كتبت مقابلة دقيقة، حيث أثبت بالحاشية كل الفروق. 3ـ صوبت ما أخطأ فيه الناسخ من الآيات. 4ـ إذا وجدت الصواب في نسخة أخرى غير نسخة الأصل (مح) أثبت الصواب، وأشرت إلى ما في الأصل في الحاشية، مع بيان وجه التصويب فيما أثبته. 5ـ إذا اتفقت جميع النسخ على خطأ، وكان لا يحتمل وجه من الصواب، صوبته في الأصل، وأشرت في الحاشية إلى اتفاق النسخ على هذا الخطأ ذاكرًا مصدر أو مصادر التصويب. 6ـ أهملت التنبيه على الاختلاف في صيغة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أنها قد تكون محذوفة في بعض المواضع، وكذا الاختلاف في إثبات الترضي على الصحابة رضي الله عنهم، واخترت إثبات جملة -صلى الله عليه وسلم- وجملة (رضي الله عنه) لأن ذلك من باب الدعاء والثناء لا من باب الرواية، كما نص على ذلك في كتب المصطلح. 7 ـ وضعت خطًا مائلًا هكذا (/) للدالة على موضع بداية كل صفحة من صفحات نسخة المحمودية (مح)، وأضع بحذائه في الهامش،
رقم المجلد والورقة مع بيان ما إذا كانت تمثّل الوجه الأول أو الثاني منها، فأشرت بالرمز [ق] للورقة و [أ]، للوجه الأول منها و [ب]، للثاني. واضعًا ذلك بمحاذاة السطر الذي بدأت به أول كلمة من الصفحة، هكذا: 2: ق 1 أ ـــــ مح 8 - عزوت الآيات القرآنية الواردة في النص إلى مكانها في المصحف، بذكر اسم السورة ورقم الآية في الحاشية. ثم أضع عنوانًا جانبيًا هو: "تخريجه"، وتحت هذا العنوان أقوم بتخريج الحديث أو الأثر. واتبعت في ذلك المنهج التالي: 1 - أذكر أولًا موضعه في أصله الذي أخذ منه، إن وجد، أو في مصنف عزا الحديث لصاحب المصنف ثم ساق سنده ومتنه كاملًا ككتاب "بغية الباحث في زوائد مسند الحارث". 2 - ثم أذكر موضعه في كتاب البوصيري "إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة". 3 - بعد ذلك أذكر من رواه من طريق صاحب المسند الذي عزا الحافظ إليه، كأبي نعيم في "معرفة الصحابة"، أو الضياء في "المختارة" أو غيرهم. 4 - ثم أذكر متابعات الحديث، فأبدأ بمن تابع صاحب المسند على روايته عن شيخه، ثم من تابع شيخ صاحب المسند، وهكذا. 5 - إن كان المصدر المخرج منه مطبوعًا، فأحيل إلى رقم الجزء
والصفحة ورقم الحديث، إن كان متعدد الأجزاء، وأكتفي في بعض المصادر بذكر رقم الحديث إذا كان المصدر جزءًا واحدًا، أما إذا كان مخطوطًا، فأحيل إلى رقم الجزء، إن كان متعدد الأجزاء، ورقم الورقة ووجهها إن تيسر لي الوقوف على ذلك المخطوط، وإلاَّ أحلت إلى المرجع الذي نقلت منه. 6 - أدرس إسناد المتابعات وأكتفي بذكر خلاصة القول في حال الراوي، وغالبًا ما أقتصر على قول الحافظ ابن حجر في التقريب، وإذا كان الراوي من رجال أصحاب المسانيد في الجزء الذي أقوم بتحقيقه ففي الغالب أذكر ما تبين لي من حاله، وأحيل على موضع ترجمته. 7 - أنقل في تخريج الحديث كلام العلماء على الحديث كالترمذي، والبزار، والحاكم، وغيرهم، وأتعقب ما ترجح لي خلافه. بعد تخريج الحديث، أضع عنوانًا جانبيًا هو: "الحكم عليه"، وتحت هذا العنوان أقوم بالحكم عليه حسب الخطوات التالية: 1 - أبين أولًا درجة إسناد المؤلف المدروس بناءً على ما توصلت إليه في مراتب رواته. 2 - فإن كان ضعيفًا أو حسنًا أذكر ما يقويه من المتابعات المذكورة في تخريج الحديث بعبارة مختصرة. 3 - أنقل في الحكم على الحديث كلام العلماء عليه، وقد أشير إلى من ذكرتهم في تخريج الحديث بإشارات مختصرة. 4 - أتوسع في ذكر الشواهد خاصة إذا كان إسناد حديث الباب ضعيفًا أو حسنًا. وقد اختصر أحيانًا وذلك كأن يكون من شواهده في الصحيحين.
الرموز والاختصارات المستخدمة فى ثنايا الرسالة: الإبانة: عن شريعة الفرق الناجية ومجانبة الفرق المذمومة، لابن بطة. الإِتحاف: إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، للبوصيري، فإذا كان من المختصر بينت وإلَّا أطلقت. إتحاف الورى: إتحاف الورى بأخبار أم القرى، لابن فهد. الإِحسان: الإِحسان بترتيب صحيح ابن حبّان، لابن بلبان. الإِرشاد: الإِرشاد في معرفة علماء الحديث، للخليلي. الاستغناء: الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى لابن عبد البر. الاستيعاب: الاستيعاب في أسماء الأصحاب، لابن عبد البر. أُسد الغابة: أُسد الغابة في معرفة الصحابة، لابن الأثير. أسماء الثقات: تاريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم، لابن شاهين. الإصابة: الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر. أصول الاعتقاد: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين من بعدهم، لللالكائي. الإكمال: الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب، لابن ماكولا. بغية الباحث: بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، للهيثمي. تاج العروس: تاج العروس من جواهر القاموس، للزبيدي.
تحفة الأحوذي: تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذى للمباركفورى.
تخريج أحاديث ابن الحاجب: موافقة الخبر الخبر في تخريج أحاديث المختصر، لابن حجر. تعجيل المنفعة: تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة، لابن حجر. التقريب: تقريب التهذيب، لابن حجر. التقييد: التقييد لمعرفة الرواة السنن والمسانيد، لابن نقطة. التلخيص الحبير: التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، لابن حجر. التمهيد: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، لابن عبد البر. تنزيه الشريعة: تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، لابن عراق. التهذيب: تهذيب التهذيب، لابن حجر. الثقات: كتاب الثقات، لابن حبّان. جامع التحصيل: جامع التحصيل في أحكام المراسيل، للعلائي. الحلية: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم. الخلاصة: خلاصة تذهيب تهذيب الكمال، للخزرجي. الروض الأنف: الروض الأنف في شرح السيرة النبوية، للسهيلي. السير: سير أعلام النبلاء، للذهبي.
سيرة ابن إسحاق: المسماة بكتاب المبتدأ والمبعث والمغازي، لابن إسحاق. شرح العلل: شرح علل الترمذي، لابن رجب. الشعب: شعب الإيمان، للبيهقي. صحيح الجامع: صحيح الجامع الصغير وزيادته، للألباني. ضعفاء ابن الجوزي: كتاب الضعفاء والمتروكين، لابن الجوزي. ضعفاء الدارقطني: كتاب الضعفاء والمتروكين، للدارقطني. ضعفاء النسائي: كتاب الضعفاء والمتروكين، للنسائي. العبر: العبر في خبر من غبر، للذهبي. العلل المتناهية: العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، لابن الجوزي. غاية النهاية: غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجوزي. الفتح: فتح الباري في شرح صحيح البخاري، لابن حجر. الفردوس: الفردوس بمأثور الخطاب، للديلمي. فيض القدير: فيض القدير بشرح الجامع الصغير من أحاديث البشير، للمناوي. الكاشف: الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، للذهبي. الكامل: الكامل في ضعفاء الرجال، لابن عدي. كشف الأستار: كشف الأستار عن زوائد البزّار على الكتب الستة، للهيثمي.
الكنز: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، للمتقي الهندي. اللباب: اللباب في تهذيب الأنساب، لابن الأثير. اللسان: لسان الميزان, لابن حجر. المجروحين: كتاب المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، لابن حبّان. المجمع: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للهيثمي. مجمع البحرين: مجمع البحرين في زوائد المعجمين، للهيثمي. المجموع المغيث: المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث، لأبي موسى المديني. المختارة: الأحاديث المختارة، للضياء المقدسي. معرفة الرواة: معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد، للذهبي. المنتظم: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، لابن الجوزي. موارد الظمآن: موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبّان، للهيثمي. الموضح: موضح أوهام الجمع والتفريق، للخطيب البغدادي. الميزان: ميزان الاعتدال في نقد الرجال، للذهبي. نصب الراية: نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية، للزيلعي. النهاية: النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير. * * *
هذه هي الخطة التى سرت عليها في إعداد هذا البحث، وحسبي أنني بذلت قصارى جهدي، فما كان فيه من صواب فبتوفيق من الله سبحانه وتعالى أولًا وآخرًا، وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان، وأسأل الله عَزَّ وَجَلَّ أن يغفر لي الزلة فيما أخطأت فيه مما تجشمت، هو حسبي ونعم الوكيل. وفي الختام أتوجه بالشكر لجامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية التي أتاحت لي الفرصة لِإكمال دراستي، وأخص بذلك كلية أصول الدين ممثلة في عميدها ووكيله وقسم السنَّة وعلومها، كما أشكر فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير على تفضله بقبول الإِشراف على هذه الرسالة وقراءتها وإبداء الملاحظات عليها، والتي كان لها أطيب الأثر في نفسي، فأسأل الله تعالى أن يجزيه عني أفضل الجزاء. والشكر موصول لكل من فضيلة الشيخ د. عبد الله بن وكيل الشيخ، وفضيلة الشيخ د. عبد الواحد خميس، لقيامهما بمناقشة الرسالة. كما أشكر كل من أسدى إلي معروفًا، من نصح، أو توجيه أو غير ذلك من مشايخي الأفاضل، وزملائي الأعزاء. أسأل الله تعالى أن يجزل الجميع الأجر والثواب، وسبحانك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا أنت، أستغفرك وأتوب. المحقِّق
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق خالد بن عبد الرحمن بن سالم البكر تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد السابع عشر 33 - 34 آخر كتاب المناقب - كتاب الفتن (4144 - 4363)
114 - باب فضل قبائل من العرب
[من كتاب المناقب] (¬1) 114 - بَابُ فَضْلِ قَبَائِلَ مِنَ الْعَرَبِ 4144 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عمرو بن يحيى بن سعيد، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "قريش (¬2)، والأنصار (¬3)، ¬
وجُهينة (¬4)، ومُزينة (¬5)، وأسلَم (¬6)، وغِفار (¬7) , وأشجَع (¬8)، وَسُلَيْمٌ (¬9) أَوْلِيَاءُ لي (¬10)، ليس لهم ولي دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. قَالَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى: فلقيت إِسْحَاقَ بْنَ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي، عَنْ أَبِيكَ، فَذَكَرَهُ. فَقَالَ: إِنَّمَا هُمْ سَبْعَةٌ، لَا أَدْرِي الَّذِي (¬11) نقص منهم. ¬
قَالَ عَمْرٌو: وَقَدْ ذَكَرَ أَبِي عَنْ غَيْرِهِ أن الذي نقص منهم سليم. * قلت: الحديث في الصحيح بغير هذا السياق من طريق سعد بن إبراهيم، لكن قال عن الأعرج، عن أبي هريرة، وهو الأصح.
4144 - تخريجه: حديث الباب في مسند أبي يعلى (2/ 171: 767). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (4/ 253: 1475). وذكره أيضًا في المجمع (10/ 42)، وعزاه لأبي يعلى والبزار، بنحوه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 78 ب، مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى بإسناد حسن، والحديث في الصحيح بغير هذا السياق من طريق الأعرج عن أبي هريرة وهو الأصح. اهـ. وهذا الحديث يرويه سعد بن إبراهيم، واختلف عليه. فرواه عمرو بن يحيى بن سعيد عن أبيه, عن سعد بن إبراهيم, بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده. وخالفه سفيان وشعبة والمسعودي وعبد الرحمن بن إسحاق فجعلوه عن سعد بن إبراهيم عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة. فرواية عمرو بن يحيى بن سعيد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، رواها أبو يعلى في مسنده، كما تقدم. ورواها البزّار في البحر الزخار (3/ 229: 1018)، قال: حدّثنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ =
= العاص، به بلفظ مقارب ولم يذكر "سليمًا". -وقع في البحر الزخار: عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وكذا في كشف الأستار-. قال البزّار عقب هذا الحديث: وهذا الحديث قد رواه سعد بن إبراهيم عن الأعرج، عن أبي هريرة، وحديث سعد بن إبراهيم هذا عن أبيه، عن جده، لم يتابع عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن سعد، عن أبيه، عن جده بهذه الرواية. اهـ. وفي هذه الرواية، متابعة موسى بن إسماعيل لمحمد بن بحر البصري، وموسى هو المِنْقَري، ثقة ثبت (التقريب ص 549: 6943). وذكره الهيثمي في كشف الأستار (3/ 307: 2812)، وابن حجر في مختصر زوائد البزّار (2/ 378: 2048)، ونقل كلام البزّار، ثم قال عقبه: الشأن فيه من شيخ البزّار، فقد ضعف. اهـ. قلت: بل الشأن من عمرو أو من بعده، فقد رواه أبو يعلى عن محمد بن بحر، عن عمرو كما تقدم، ورواه أيضًا الدولابي من طريق معلى بن مهدي، عن عمرو، والخطيب من طريق سويد بن سعيد، عن عمرو وسيأتي. فكيف يعل الحافظ هذا الحديث بشيخ البزّار؟ وقال الهيثمي في المجمع (10/ 42) عن رواية البزّار: ورجال البزّار رجال الصحيح، غير عبد الملك بن محمد بن عبد الله، وهو ثقة، وفيه خلاف. اهـ. قلت: وفي كلامه نظر أيضًا، فيحيى بن سعيد ليس من رجال الصحيح كما علم سابقًا، وعبد الملك بن محمد بن عبد الله صدوق يخطيء، تغير حفظه لما سكن بغداد. (التقريب ص 365: 4210). وتابع محمد بن بحر البصري: معلى بن مهدي فرواه عن عمرو بن يحيى: رواه الدولابي في الكنى (2/ 170)، من طريق معلى بن مهدي قال: حدّثنا =
= عمرو، به، بنحوه ولم يذكر "سليمًا". وتابعه أيضًا سويد بن سعيد عند الخطيب، فقد رواه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 226)، من طريق سويد بن سعيد قال: حدّثنا عمرو، به، بنحوه، ولم يذكر سليمًا ولا أشجع. أما رواية سفيان عن سعد بن إبراهيم عن الأعرج، عن أبي هريرة. فرواها البخاري في صحيحه (6/ 626: 3512 الفتح)، ومسلم في صحيحه (4/ 1955: 2519)، وأحمد في مسنده (2/ 481)، وفي فضائل الصحابة (2/ 810: 1465، و881: 1467)، وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 162: 12420، و 196: 12527)، والدارمي في سننه (2/ 315: 2522)، والبغوي في شرح السنة (14/ 63: 3853). وأما رواية شعبة: فرواها مسلم في صحيحه (4/ 195)، وأحمد في مسند (2/ 467). ورواية المسعودي: رواها أحمد في مسنده (2/ 291). ورواية عبد الرحمن بن إسحاق: رواها أيضًا أحمد (2/ 388).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه: محمد بن بحر البصري، وهو ضعيف، ولكن تابعه موسى بن إسماعيل عند البزّار، ومعلى بن مهدي عند الدولابي، وسويد بن سعيد عند الخطيب. وفيه يحيى بن سعيد بن عمرو، ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. ولم يتابع عمرو بن يحيى عن أبيه بهذه الرواية, كما قال البزّار. وسئل الدارقطني عن هذا الحديث، فقال: يرويه سعد بن إبراهيم، واختلف عنه، فرواه عمرو بن يحيى بن سعيد عن أبيه، عن سعد بن إبراهيم بن =
= عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جده. وخالفه شعب وزكريا بن زائدة فروياه عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة. وهو الصواب. اهـ. واعتبر الحافظ ابن حجر والبوصيري ما رواه سعد بن إبراهيم عن الأعرج عن أبي هريرة هو الأصح. كما تقدم في تخريج الحديث. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإسناد معلول لا يصح، والصحيح ما رواه سعد بن إبراهيم عن الأعرج، عن أبي هريرة.
115 - بنو عامر وبنو تميم
115 - بنو عامر (¬1) وبنو تميم (¬2) 4145 - [1]، قال مسدّد: حدّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: مِنْ بَنِي عَامِرٍ (¬3) فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكُمْ، أَنْتُمْ مني. [2] قال أبو بكر: حدّثنا عباد بن العوام، حدّثنا حجاج نَحْوَهُ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا ابن نمير، عن حجاج، به (¬4). ¬
4145 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 51) وعزاه للطبراني في الكبير والأوسط =
= باختصار عنه، وأبي يعلى، وقال: وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 78 ب مختصر)، وعزاه لمسدد وأبي بكر بن أبي شيبة وأبي يعلى وابن حبّان في صحيحه. ومن طريق مسدّد: رواه الطبراني في الكبير (22/ 106: 265)، قال: حدّثنا معاذ بن المثنى، حدّثنا مسدّد، به، بلفظ مقارب. -وسقط من النسخة المطبوعة أبو جحيفة-. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 314: 2831)، قال: حدّثنا محمد بن زيد الرواس حدّثنا أبو معاوية، به، بنحوه مختصرًا. ورواه ابن أبي شيبة في مسنده -كما في المطالب هنا- وفي المصنف (12/ 199)، كتاب الفضائل: باب ما جاء في بني عامر: ومن طريقه الطبراني في الكبير (22/ 106: 264)، قال: حدّثنا عباد بن العوام، عن حجاج، به، بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (1/ 311)، قال: أخبرنا هشام بن محمد عن إبراهيم بن إسحاق العبدي، عن الحجاج، به، بنحوه مع قصة في آخره. ورواه أبو يعلى في مسنده (2/ 191: 894)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نمير، عن حجاج، به، بنحوه مع زيادة في آخره. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (4/ 254: 1478). وتابع حجاج بن أرطاة: مسعر بن كدام فرواه عن عون: رواه ابن حبّان، كما في الإحسان (9/ 202: 7249) قال: أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف، حدّثنا يوسف بن موسى، حدّثنا وكيع، حدّثنا مسعر، به بلفظ مقارب. وذكره الهيثمي في موارد الظمآن (ح 2300). قلت: ومسعر بن كدام قال عنه ابن حجر في التقريب (ص 528: 6605): ثقة =
= ثبت فاضل. فهذه متابعة قوية، إلَّا أن شيخ ابن حبّان لم أجد له ترجمة. وتابعه -أيضًا- قيس بن الربيع عن عون: رواه الطبراني في الكبير (22/ 114: 291) من طريق يحيى الحِمَّاني قال: حدّثنا قيس بن الربيع، به، بلفظ مقارب. وقيس هو الأسدي، قال الحافظ في التقريب (ص 457: 5573): صدوق تغير لما كبر.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه حجاج بن أرطاة، وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس. فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. إلَّا أن حجاج بن أرطاة قد توبع: تابعه مسعر بن كدام عند ابن حبّان، وقيس بن الربيع عند الطبراني.
4146 - قال الحارث: حدّثنا أبو النضر، حدّثنا سَلَّامُ بْنُ سُليم، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ، قَالَ: فَشُغِلَ عَنْهُمْ يَوْمَئِذٍ أَوْ شُغِلُوا عَنْهُ، إلَّا أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ عَنْ ثَلَاثِ قَبَائِلَ، سَأَلُوهُ عَنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: جَمَلٌ أَزْهَرُ، يَأْكُلُ (¬1) مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ. وسألوه عن غطفان، فقال: زهرة (¬2) تنبع (¬3) ماء. وَسَأَلُوهُ عَنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: هَضْبَةٌ حَمْرَاءُ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ عَادَاهُمْ وَقَالَ النَّاسُ فِيهِمْ (¬4). فَقَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم- أبى (¬5) الله لِبَنِي تَمِيمٍ إلَّا خَيْرًا، هُمْ ضِخَامُ الْهَامِّ، رُجُحُ الْأَحْلَامِ، ثَبْتُ الْأَقْدَامِ، أَشَدُّ النَّاسِ قِتَالًا للدجال، وأنصار الحق في آخر الزمان. ¬
4146 - تخريجه: هو في بغية الباحث (4/ 1240: 1017). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 43)، وعزاه للطبراني في "الأوسط" وقال: فيه سلام بن صَبيح وثقه ابن حبّان، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره -أيضًا- في (ص 47)، مختصرًا، وعزاه للبزار من طريق سلام، عن منصور بن زاذان. =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 79 أمختصر)، وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة بسند ضعيف، لضعف زيد العمي، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ. اهـ. قلت: وفي هذا قصور، فسلام بن سليم متروك، وهو أولى بالذكر. ومن طريق الحارث: رواه أبو نعيم في الحلية (3/ 60) قال: حدّثنا أبو بكر بن خلاد حدّثنا الحارث، به. وقال غريب من حديث منصور، تفرد به أبو النضر، عن سلام. اهـ. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 370: 1148) من طريق أبي المغيرة، عن سلام، عن أبي هريرة، فذكره. قلت: وهذا السند ضعيف لانقطاعه. ورواه ابن قتيبة في غريب الحديث (1/ 122) من طريق سلام بن سعد عن زيد العمي، به، بنحوه مختصرًا، إلَّا أنه أُسقط من إسناده ابن سيرين، فجعل الحديث عن منصور بن زاذان عن أبي هريرة. ورواه البزاركما في كشف الأستار (3/ 311: 2823) من طريق أبي معاوية، حدّثنا سلام، عن منصور بن زاذان، به، مختصرًا. وقال: سلام هذا، أحسبه سلام المدائني، وهو لين الحديث. اهـ. قلت: وسيأتي التعليق على كلام البزّار. ورواه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (7/ 18: 3956) - من طريق أبي معاوية، عن سلام بن صبيح، عن منصور بن زاذان، به، بنحوه. وقال: لم يروه عن ابن سيرين إلَّا منصور، ولا عنه إلَّا سلام، تفرد، به أبو معاوية. اهـ. ورواه الرامهرمزي في أمثال الحديث (ح 114) من طريق محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، عن أبي معاوية، به، بنحوه. =
= ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (9/ 195) من طريق أبي الأحوص محمد بن حيان عن أبي معاوية، به، بنحوه. أما قول البزّار السابق، إن سلامًا هو المدائني، ففيه إشكال، فهناك سلام بن سليم، وهو ما دلت عليه رواية الحارث وأبي عاصم، وهناك سلام بن صبيح، وهو ما صرحت به رواية الطبراني والرامهرمزي والخطيب، فكلاهما مدائني. انظر في ترجمة الأول: التاريخ الكبير (4/ 134)، وفي ترجمة الآخر: تاريخ بغداد (9/ 194). قال الذهبي في الميزان (2/ 179) في ترجمة سلام بن صبيح: شيخ مدائني، تفرد عنه أبو معاوية الضرير بإسناد قوي ... فذكر الحديث، ثم قال: وأنا أحسبه سلامًا الطويل الواثقي. اهـ. ونقل ابن حجر في اللسان (3/ 58) كلام الذهبي، ولم يعقب عليه، وقال: وقد ذكره ابن حبّان في الثقات، وساق له هذا الحديث مختصرًا. اهـ. قلت: والذي يظهر لي والله أعلم أنهما مختلفان، لما يلي: 1 - أن الراوي عن سلام بن صبيح هو أبو معاوية، وقد تفرد عنه، كما صرح بذلك الطبراني والذهبي، بينما لا تجد أبا معاوية من ضمن من روى عن سلام بن سليم. انظر: تهذيب الكمال (12/ 278). 2 - أن رواية سلام بن صبيح ذكرت هوازن بدلًا من غطفان، كما في رواية الطبراني والرامهرمزي والخطيب، وهي التي ذكرها الذهبي في الميزان في ترجمة سلام بن صبيح، وكذا ابن حجر في اللسان، أما رواية سلام بن سليم، فقد ذكرت غطفان كما عند الحارث وأبي نعيم وابن أبي عاصم. 3 - روى سلام بن صبيح هذا الحديث عن منصور، عن ابن سيرين، وقد تفرد =
= عنه، كما قال الطبراني، بينما رواه سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ منصور. مع العلم أن منصور بن زاذان شيخ لسلام بن سليم. ونتيجة لما سبق يظهر أنهما مختلفان، والله أعلم. وسلام بن صبيح ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال عنه الذهبي: "شيخ مدائني". (انظر في ترجمته: الثقات 8/ 295، الأنساب 5/ 230، الميزان 2/ 179، اللسان 3/ 58). وتابع سلام بن صبيح: محمد بن شجاع النبهاني، فرواه عن منصور بن زاذان، به. رواه العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 84) من طريق هَدِيّة بن عبد الوهاب، حدّثنا محمد بن شجاع النبهاني، به، بنحوه. ومن طريق العقيلي: رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 300). قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقال ابن المبارك والبخاري: محمد بن شجاع ليس بشيء. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - سلام بن سليم، وهو متروك. 2 - زيد العمي، وهو ضعيف. وعليه فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، أما المتابعات الواردة فلا تقويه. وقد ورد معنى هذا الحديث عن عمرو بن سليمان العوفي رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عليهم أنه قال: عرضت علي الجدود، فرأيت جد بني عامر جملًا أحمر، يأكل من أطراف الشجر، ورأيت جد غطفان صخرة خضراء تتفجر منها الينابيع، ورأيت جد بني تميم هضبة حمراء، لا يضرها من واناها، فقال رجل من القوم: إنهم إنهم، فقال =
= رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مه مه عنهم، فإنهم عظام الهام، ثبت الأقدام، أنصار الحق في آخر الزمان. رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 431: 1224) قال: حدّثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن بشر بن عبد الله، عن عمرو بن سليمان العوفي. ومن طريق ابن أبي عاصم: رواه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 110)، بنحوه. إلَّا أنه قال عمرو بن سليم العوفي. وعزاه الهندي في الكنز (12/ 87: 34111) للديلمي في الفردوس. وذكره ابن حجر في الإِصابة (2/ 534) في ترجمة عمرو بن سليم العوفي، وقال: وقد أخرجه ابن منده، ولكن قال: عمرو بن سفيان، أخرجه ابن أبي عاصم في الوحدان، وذكره البخاري في التابعين، لا يعرف له صحبة ولا رؤية. اهـ. الحديث في سنده عبد الوهاب بن الضحاك العرضي، متروك، كذبه أبو حاتم (التقريب ص 368: 4257). وعلى هذا فالشاهد ضعيف جدًا أيضًا. قال العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 84): الرواية في هذا الباب فيها لين وضعف وليس فيها شيء صحيح. اهـ.
116 - بنو حمير والسكون
116 - بنو حِمْيَر (¬1) والسُّكون (¬2) 4147 - قال ابن أبي عمر: حدّثنا المقريء، حدّثنا الإِفريقي، حدّثنا أبو الغازي (¬3) العَنْسي، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إنه سمع رسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: [إِنَّ] (¬4) مِنْ خِيَارِ النَّاسِ الأُملُوك: أَمْلُوكُ حِمْيَرَ، وشعبان (¬5) والسكون، والأشعريين (¬6). ¬
4147 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 45) وقال: رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 79 أمختصر)، وقال: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر والطبراني في الكبير، ومدار إسناديهما على الإِفريقي، وهو ضعيف. اهـ. ورواه الطبراني في الكبير (8/ 169: 7639) قال: حدّثنا بشر بن موسي، حدّثنا أبو عبد الرحمن المقريء، به، بلفظ مقارب.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل عبد الرحمن بن زياد الإِفريقي، وهو ضعيف، وفيه أبو الغازي العنسي لم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحًا ولا تعديلًا.
117 - بنو ناجية
117 - بنو ناجية (¬1) 4148 - [1] قال الطيالسي: حدّثنا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رجل، عن سَعْدٌ (¬2)، قَالَ: إِنَّ بَنِي نَاجِيَةَ ذُكِرُوا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هُمْ حَيٌّ مِنِّي، قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَأَنَا مِنْهُمْ. فإما أن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال غيرها (¬3)، يَعْنِي (¬4) سَامَةَ بْنَ لُؤَيٍّ (¬5)، فَقَالَ رَجُلٌ: عَلَّقَتْ ما بسامة (¬6) الْعَلَاقَةَ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ قَالَ ذَلِكَ، فَأَجَابَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬7). ¬
4148 - [1] تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 30: 222). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 50) وقال: رواه أحمد متصلًا ومرسلًا باختصار عن ابن أخ لسعد، لم يسم، وبقية رجالهما رجال الصحيح. اهـ. -وقع في المجمع هكذا: عن ابن المسند عن ابن أخ لسعد، وهو خطأ-. ورواه أحمد في مسنده (1/ 169) قال: حدّثنا أبو سعيد، حدّثنا شعبة، به، مقتصرًا عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال لبني ناجية: أنا منهم وهم مني. وفي إسناده ذكر للرجل وهو ابن أخ لسعد. ورواه -أيضًا- (1/ 169) قال: حدّثنا محمد بن جعفر، وذكر الحديث بقصة =
= فيه، فقال ابن أخي سعد بن مالك، قد ذكروا بني ناجية عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: هم حي مني. ولم يذكر فيه سعدًا. وذكره الدارقطني في العلل (4/ 402) وقال: وصله أبو سعيد مولى بني هاشم عن شعبة، وأرسله غندر فلم يقل عن سعد، ووصله أبو داود مرة، وأرسله أخرى، وكذلك رواه ابن سعيد، عن شعبة مثل قول أبي سعيد مولى بني هاشم. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي لم يسم، وهو ابن أخي سعد. قال أحمد شاكر في حاشية المسند (3/ 29): إسناده ضعيف، لجهالة ابن أخي سعد. اهـ.
4148 - [2]، وقال أبو يعلى: حدثنا موسى (¬1)، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ بَنِي (¬2) نَاجِيَةَ، فَقَالَ: هُمْ مِنَّا. قَالَ سَعْدٌ (¬3): يروون عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: هم حي مني. [قال شعبة] (¬4): وأحسبه قال: وأنا منهم. ¬
4148 - [2] تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 252: 958). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (4/ 254: 1479). وذكره -أيضاً- في المجمع (10/ 50)، وعزاه لأبي يعلى، وقال: رجاله الصحيح إلاَّ أن سعد ابن إبراهيم لم يسمع من سعيد بن زيد. اهـ. -وقع في المجمع: سعيد بن إبراهيم، وهو تحريف-. وذكره العراقي في القرب في محبة العرب (ق 11 ب)، وعزاه لأحمد وأبي يعلى. ومن طريق أبي يعلى: رواه الضياء في المختارة (3/ 306: 1108) من طريق محمد قال: أخبرنا أبو يعلى، به. ورواه أحمد في فضائل الصحابة (2/ 849: 1571)، قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج، حدثنا شعبة، به، بنحوه مع زيادة في آخره. ورواه الطيالسي في مسنده (ص 33:241)، قال: حدثنا شعبة، به، بنحوه. ورواه إسحاق -كما في المطالب هنا- قال: حدثنا عبد الصمد بن =
= عبد الوارث، حدّثنا شعبة، به، بنحوه. ولفظ إسحاق: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 179 مختصر)، وقال: رواه أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه واللفظ له وأبو يعلى الموصلي. اهـ.
الحكم عليه: قول سعد بن إبراهيم صحيح إسناده إليه. أما الجزء المرفوع منه فضعيف لانقطاعه، سعد بن إبراهيم لم يدرك سعدًا. انظر: تهذيب الكمال (10/ 224).
118 - ناجية
118 - نَاجِيَةَ (¬1) 4148 - [3] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الوارث، حدّثنا شُعْبَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: أَسَمِعْتَ مَا يُذْكَرُ فِي بَنِي نَاجِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنهم حَيٌّ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ، أَعَنْ (¬2) ثِقَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. يُرْوَى (¬3) ذَلِكَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نفيل رضي الله عنه. قَالَ: وَقَدْ أَتَوْا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رضي الله عنه، وأهدوا له رحالًا عِلافِيَّة. [4] قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي مُدْرِكَ (¬4) بْنَ الْمُهَلَّبِ فِي عَسْكَرِهِ، فَذُكِرَتْ بَنُو نَاجِيَةَ، وَثَمَّ رَجُلٌ جَدُّهُ سَعِيدٌ، فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: هم حي مني، وأنا منهم. ¬
119 - الأنصار رضي الله عنهم
119 - الأنصار رضي الله عنهم 4149 - قال إسحاق: أخبرنا النضر بن شميل، حدّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه يحدث عن أسيد بن حضير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: خَيْرُ دُورِ (¬1) الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ (¬2)، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ (¬3)، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ (¬4)، ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ (¬5)، وَفِي كُلِّ دور الأنصار خير. * هذا (¬6) حديث صحيح، رواه الشيخان (¬7) وغيرهما مِنْ حَدِيثِ غُندر، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يذكر أسيد بن حضير رضي الله عنه. وَهُوَ فِي الإِسناد الَّذِي سُقْنَاهُ ثَابِتٌ، وَالزِّيَادَةُ مِنْ مِثْلِ النَّضْرِ مَعَ حِفْظِهِ وَإِتْقَانِهِ مَقْبُولَةٌ. ¬
4149 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3 ق 77 أمختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح، والبخاري ومسلم وغيرهما دون ذكر أسيد بن حضير.
الحكم عليه: إسناده صحيح، وقد صرح قتادة بالسماع، فانتفى التدليس، كما أن الراوي عنه شعبة. وفي هذا الإِسناد زيادة ذكر أسيد بن حضير رضي الله عنه، وصحح ابن حجر والبوصيري هذا الإِسناد كما تقدم. وقد روى أنس هذا الحديث مباشرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أشار الحافظ في تعليقه على حديث الباب. ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ألاَّ أخبركم بخير دور الأنصار؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: بنو النجار، ثم الذين يلونهم بنو عبد الأشهل، ثم الذين يلونهم بنو الحارث بن الخزرج، ثم الذين يلونهم بنو ساعدة، ثم قال بيده، فقبض أصابعه، ثم بسطهن كالرامي بيده، ثم قال: وفي كل دور الأنصار خير. رواه البخاري (9/ 348: 5300 فتح)، ومسلم (4/ 1950)، والترمذي (5/ 716:3910)، جميعهم عن قتيبة، عن الليث، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس.
120 - أسلم
120 - أَسْلَمَ 4150 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ -هُوَ ابْنُ مُكْرَمٍ-، حَدَّثَنَا يُونُسُ -هُوَ ابْنُ بُكَيْرٍ-، حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ (¬1) بْنِ كَيْسَانَ، عن عروة، عن عائشة رضي لله عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: لَا أَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ. فَجَاءَتْهُ أُمُّ سُنْبُلَةَ الْأَعْرَابِيَّةُ بِقَعْبِ لَبَنٍ، أَهْدَتْهُ له، قال -صلى الله عليه وسلم-: أَفْرِغِي مِنْهُ فِي هَذَا الْقَعْبِ، فَأَفْرَغَتْهُ، فَتَنَاوَلَهُ -صلى الله عليه وسلم- فشرب، فقلت له: أَنْتَ قُلْتَ لَا أَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ، فقال -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ أَعْرَابَ أَسْلَمَ لَيْسُوا بِأَعْرَابٍ، وَلَكِنَّهُمْ أَهْلُ باديتنا ونحن أهل حاضرتهم، إن دعونا أجبانهم وإن دعوناهم أجابوا. ¬
4150 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 209: 4773). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (3/ 30:1029). وذكره -أيضًا- في المجمع (4/ 149) وعزاه لأحمد وأبي يعلى والبزار. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1 ق 182 ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لتدليس ابن إسحاق، لكنه لم ينفرد، فقد رواه أحمد من وجه آخر. اهـ. =
= ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 301)، قال: حدّثنا ابن أبي داود، حدّثنا محمد بن عبد الله بن عمير، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، به، مثله. ورواه -أيضًا- (2/ 300)، قال: حدّثنا ابن أبي داود، حدّثنا أحمد بن خالد الوهبي، حدّثنا محمد بن إسحاق، به، مثله. ورواه أحمد في مسنده (6/ 133)، قال: حدّثنا يحيى بن غيلان، حدّثنا المفضل، حدثني يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، عن عبد الله بن نيار، عن عروة، عن عائشة. فذكر الحديث، بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (4/ 149): ورجال أحمد رجال الصحيح. اهـ. قلت: وهو كما قال، ويحيى بن أيوب، صدوق ربما أخطأ (التقريب ص 588: 7511)، وكذا عبد الرحمن بن حرملة (التقريب ص 339: 3840). ورواه ابن سعد في الطبقات (8/ 294)، قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عبد الله بن جعفر، عن عبد الرحمن بن حرملة، به، بنحوه مطولًا. ورواه البزّار -كما في كشف الأستار (2/ 395: 1940) - قال: حدّثنا بشر بن معاذ العقدي، حدّثنا عبد الله بن جعفر، عن عبد الرحمن بن حرملة، به، فذكر الحديث مطولًا. ورواه -أيضًا- (2/ 396: 1941) قال: حدّثنا محمد بن إسحاق، حدّثنا سعيد بن عفير -وهو ابن كثير- حدّثنا سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن بن حرملة، به. ولم يسق لفظه، إنما قال: فذكر، نحوه. قال البزّار: قد رواه -أيضًا- يحيى بن أيوب عن ابن حرملة. اهـ. ورواه ابن السكن -كما في الاستيعاب (4/ 441) - ومن طريقه ابن عبد البر: من طريق إسماعيل ابن أبي أويس قال: حدّثنا أبي عن عبد الرحمن بن حرملة، به، بنحوه. =
= ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 128) من طريق عبد العزيز بن حازم، عن عبد الرحمن بن حرملة، به، بنحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد. اهـ. ووافقه الذهبي. وذكره الحافظ في الإِصابة (4/ 444)، وعزاه لابن منده وأبي نعيم. ورواه النسائي في الكنى -كما في الإصابة (4/ 444) - من طريق عمر بن قيظي، عن سليمان وزرعة عن أم سنبلة، فذكره. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (25/ 163: 396) من طريق عمر بن قيظي، عن سليمان وزرعة ومحمد بني الحصين بن سنان عن أم سنبلة، بنحوه مختصرًا. قال الهيثمي في المجمع (4/ 149): وفيه عمر بن قيظي وتابعيه (هكذا) وفيه ثلاثة لم أعرفهم. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، محمد بن إسحاق صدوق يدلس وقد عنعن، لكن الحديث قد روي من وجه آخر عند أحمد بسند حسن، فيرتقي الحديث إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
121 - عبد القيس
121 - عَبْدِ الْقَيْسِ (¬1) 4151 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَبَّابٌ (¬2) خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ، حدّثنا هشام، عن محمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خير أهل المشرق عبد القيس. ¬
4151 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (10/ 449: 6062). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 49) مرفوعًا: وقال: رواه الطبراني في الأوسط, ورجاله ثقات. اهـ. ورواه الطبراني في الأوسط (2/ 367: 1638) ولكنه رفعه، قال: حدّثنا أحمد بن القاسم الطائي، حدّثنا شباب، به، بلفظه. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام إلَّا عون. اهـ. وهو في مجمع البحرين (7/ 32: 3984). ورواه ابن الأعرابي في معجمه (5/ 170: 874) قال: حدّثنا أحمد بن نصر المخرمي، حدّثنا خليفة بن خياط، به مرفوعًا مثل الطبراني. =
= وقد علق الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 458) على رواية أبي يعلى الموقوفة على أبي هريرة، فقال: لا أدري أهكذا وقعت الرواية له، أو سقط رفعه من بعض النساخ. اهـ.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد فيه عون بن كهمس قال عنه الحافظ: مقبول. وعليه فالأثر بهذا الإِسناد ضعيف. وقد حسن الرواية المرفوعة الحافظ العراقي في "محجة القرب في فضل العرب" -كما في السلسلة الصحيحة (4/ 458) - وقال الألباني في المصدر السابق: "إسناده حسن". وله شاهد من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: خير أهل المشرق عبد القيس. رواه ابن حبّان -كما في الإِحسان (9/ 202: 7250)، والطبراني في المعجم الكبير (12/ 230: 12970)، والبزار- كما في كشف الأستار (3/ 310: 2821) من طريق وهب بن يحيى بن زمام قال: حدّثنا محمد بن سواء، حدّثنا شُبيل بن عزرة، عن أبي جمرة، عن ابن عباس. زاد ابن حبّان في آخره: أسلم الناس كرهًا وأسلموا طائعين. قال الهيثمي في المجمع (10/ 49): وهب بن يحيى بن زمام لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وله شاهد آخر، رواه أحمد في مسنده (4/ 206) قال: حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا عوف، عن أبي القموص، حدثني أحد الوفد الذين وفدوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكر قصة. وفيه قوله: إن خير أهل المشرق عبد القيس. قال الألباني في المصدر السابق: "إسناده صحيح". وعلى ذلك فالأثر بهذه الشواهد يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
122 - أحمس
122 - أَحْمَسَ (¬1) 4152 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عن طارق أنه سمعه يقول: قدم وقد بَجِيلَةَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ابدءوا بالأحمسين، ودعا لنا. ¬
4152 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص181: 1280). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 48) مطولًا، وقال: رواه كله أحمد، وروى الطبراني بعضه، ورجالهما رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 78 ب مختصر)، قال: رواه أبو داود الطيالسي بسند صحيح. اهـ. ورواه أحمد في مسنده (4/ 315) قال: حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، به. بنحوه مطولًا. وأوله: اكسوا البجليين وابدءوا بالأحمسيين. ورواه -أيضًا- (4/ 315) قال: حدّثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله، حدّثنا =
= سفيان عن مخارق، عن طارق قال: قدم وفد أحمس ووفد قيس ... فذكر الحديث، بنحو روايته السابقة. وذكر العراقي رواية أحمد الثانية في "القرب في محبة العرب" (ق/ 9 أ) وقال: حديث صحيح. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 387: 8211) قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سفيان، عن مخارق، به، بنحو رواية أحمد. وذكره الحافظ في الإصابة (2/ 212) وعزاه للطيالسي، وجعله من طريق شعبة، عن قيس بن مسلم عن طارق، وهذا وهم منه، رحمه الله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد من مراسيل الصحابة مقبول عند الجمهور، وقد تقدم قول النووي وابن حجر في هذه المسألة. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد صحيح، وقد صححه العراقي والبوصيري كما في تخريج الحديث.
123 - ربيعة ومضر
123 - رَبِيعَةَ (¬1) وَمُضَرَ (¬2) 4153 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬3): حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن، عن عبد الله بن المؤمل، عن عطاء، عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ، فَالْحَقُّ فِي مُضَرَ، وَإِذَا عَزَّتْ (¬4) رَبِيعَةُ، فَذَلِكَ ذُلُّ الإِسلام. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهِ (¬5). ¬
4153 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 78 ب، مختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى الموصلي بإسناد حسن، والطبراني في الكبير، ولفظه "إذا اختلف الناس فالعدل في مضر". اهـ. قلت: بل فيه عبد الله بن المؤمل وهو ضعيف. ورواه ابن أبي شيبة -أيضًا- في المصنف (12/ 982: 12533) كتاب الفضائل: باب ما جاء في قيس. بسنده ومتنه كما هنا، إلَّا أنه لم يذكر قوله: وإذا عزَّت ربيعة، فذلك ذل الإِسلام. ومن طريق ابن أبي شيبة: رواه أبو يعلى في مسنده (4/ 396: 2519) بسنده ومتنه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 178: 11418) قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا ابن الأصبهاني، حدّثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، به، إلَّا أنه قال: عن عبد الله بن المؤمل عن المثنى بن الصباح عن عطاء. ولفظه: إذا اختلف الناس فالعدل في مضر. وذكر رواية الطبراني: العراقي في القرب في محبة العرب (ق/11 أ)، وعزاه إليه، وقال: حديث غريب. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 52): عبد الله بن المؤمل عن المثنى بن الصباح، كلاهما ضعيف، وقد وثقا. اهـ. وقال الألباني في ضعيف الجامع (رقم 402): ضعيف. ورواه ابن عبد البر في الإِنباه على قبائل الرواة (ص 38) من طريق ابن الأصبهاني، عن حميد بن عبد الرحمن، به، بلفظ الطبراني. وقد سقط من إسناده عبد الله بن المؤمل، فلعله سهو من الناسخ أو من الطابع. ورواه ابن عدي في الكامل (4/ 1455) من طريق سعيد بن خيثم، عن =
= عبد الله بن المؤمل، عن عكرمة، عن ابن عباس. فذكر نحوه مختصرًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لضعف عبد الله بن المؤمل. وقد ضعفه الألباني كما تقدم. وروى ابن عدي في الكامل (4/ 1455) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مرفوعًا: "إذا تفرق الناس فالعدل في مضر". وفيه عبد الله بن المؤمل السابق.
124 - بكر بن وائل
124 - بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ (¬1) 4154 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حدّثنا معتمر، حدّثنا مَسْلَمَةُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ كتب إلى معاوية رضي الله عنه مِنْ خُرَاسَانَ: أَنَّ الْمُشْرِكِينَ -يَعْنِي- قَدْ تَكَاثَرُوا عَلَيْهِ (¬2)، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنِ اجْعَلْ بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ يَلُونَهُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِنَّ الْعَدُوَّ (¬3) لَا يظهر على بكر بن وائل. ¬
4154 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 79 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 356:834) من طريق عون بن =
= كهمس، عن مسلمة بن محارب، عن أبيه، قال: كتب معاوية إلى زياد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ... فذكر نحوه. قال الهيثمي في المجمع (5/ 322): رجاله ثقات. اهـ. قلت: مسلمة بن محارب تقدم الكلام عنه، أما والده محارب الزيادي فقد ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكتا عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات. انظر في ترجمته: التاريخ الكبير (8/ 29)، الجرح والتعديل (8/ 417)، الثقات (5/ 452). وذكره البخاري في التاريخ الكبير (7/ 387) في ترجمة مسلمة بن محارب. عنه عن أبيه، أن معاوية، فذكره مختصرًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف لأجل الراوي المبهم، وفيه مسلمة بن محارب الزيادي ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكتا عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات.
125 - باب ذم العباد، وهم طائفة من نصارى العرب
125 - بَابُ ذَمِّ الْعُبَّادِ (¬1)، وَهُمْ طَائِفَةٌ مِنْ نَصَارَى الْعَرَبِ 4155 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أبو إسحاق -يعني الفزاري-، عن سفيان، عن موسى بن [أبي عا] (¬2) ئشة، عن سليمان (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ الإِسلام العباد من الروم. ¬
4155 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 811: 628). وذكره البوصيري في الإِتحاف المسند (3 ق 86) وسكت عنه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد: رجاله ثقات، إلَّا أن رواية موسى بن أبي عائشة عن =
= سليمان بن صرد مرسلة. (انظر: تهذيب الكمال 3/ 1388). وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف لانقطاعه، والله أعلم.
126 - باب ذم البربر
126 - بَابُ ذَمِّ الْبَرْبَرِ (¬1) 4156 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدّثنا المقريء، حدّثنا حيوة، حدّثنا (¬2) ابن لهيعة، حدّثنا أبو هاني، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ القرشي، أخبره [عمن أخبره] (¬3)، عن عثمان رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: الْخَبَثُ (¬4) أَحَدٌ وَسِتُّونَ جُزْءًا، فَجُزْءٌ في الجن والإِنس، وستون في البربر. ¬
156 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 153 أمختصر)، وقال: رواه ابن أبي عمر بسند فيه راو لم يسم. اهـ. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (4/ 29: 2043) قال: حدّثنا مطلب بن شعيب، حدّثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث عن يزيد بن =
= أبي حبيب، حدّثنا أبو هاني حميد بن هاني، عن عبد الله بن يعمر الكلاعي، عن أبي بكر بن أبي قيس، عن أبيه، عن عثمان بن عفان، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ولفظه "قسم الله الخبث على سبعين جزءًا، فجعل في البربر تسعة وستين جرءًا، وللثقلين جزء واحد". قال الطبراني: لا يروى عن عثمان إلَّا بهذا الإِسناد تفرد به يزيد عن أبي هاني. اهـ. ورواه -أيضًا- في الأوسط كما في مجمع البحرين (4/ 29: 2044) بسنده السابق إلى يزيد بن أبي حبيب، فجعله عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، عن عثمان. فذكره. وأوله: "الخبث سبعون جزءًا". قال الهيثمي في المجمع (4/ 234): رواه الطبراني في الأوسط، وفي رواية عنده أيضًا ... وفي إسناد الأول عبد الله بن صالح كاتب الليث، وقد ضعفه جماعة ووثقه آخرون، وبقية رجاله ثقات، وفيه أيضًا ابن شعيب، قال ابن عدي: لم أر له حديثًا منكرًا سوى حديث ... اهـ. قلت: عبد الله بن صالح كاتب الليث، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 308: 3388): "صدوق كثير الغلط". وأورده الديلمي في الفرودس (3/ 209: 4594) عن عثمان بن عفان. فذكره بلفظ رواية الطبراني الأولى.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - ضعف عبد الله بن لهيعة. 2 - رجل مبهم: ويحتمل أن يكون والد أبي بكر بن أبي قيس كما في رواية الطبراني. =
= وفيه: أبو بكر بن أبي قيس، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف، وأما متابعة الطبراني ففيها عبد الله بن صالح، كاتب الليث، وهو صدوق كثير الغلط، وقد اضطرب في إسناده كما تقدم. فهذه متابعة ضعيفة. وقد روي نحو هذا الحديث عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الخبث سبعون جزءًا، للبربر تسعة وستون جزءًا، وللجن والإنس جزء واحد. رواه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 229: 824) قال: حدّثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري، حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، حدّثنا وهب الله بن راشد المعافري، حدّثنا حيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو المعافري، عن مشرح بن هاعان عن عقبة. قال الهيثمي في المجمع (4/ 235): وفيه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف. اهـ. وتعقبه ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 177)، وقال: وعبد الرحمن هذا أظنه ابن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين، أبا القاسم المصري، أحد رجال التهذيب، وإنما الآفة شيخه وهب بن راشد، فقد قال ابن حبّان: لا يحل الاحتجاج، به. وقدمنا عن أبي حاتم أنه قال: منكر الحديث حدث ببواطيل، والله أعلم. اهـ. قلت: كلام ابن عراق عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحكم، هو كما قال، فعبد الرحمن ثقة، من رجال النسائي (كما في التقريب ص 334: 3915). وأما كلامه عن وهب بن راشد، فقد اختلط عليه، فوهب المراد به في هذا الحديث هو وهب الله بن راشد المصري، يدل عليه أمران: =
= الأول: تصريح رواية الطبراني باسمه. والآخر: ما وقع في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، حيث ذكر من شيوخه وهب الله بن راشد. ووهب الله بن راشد المصري غمزه سعيد بن أبي مريم وغيره. وقال أبو حاتم: "محله الصدق". وقال ابن حبّان في الثقات: "يخطيء". وقال أبو سعيد بن يونس: "لم يكن أحمد بن شعيب النسائي يرضى وهب الله بن راشد". انظر في ترجمته: الجرح والتعديل (9/ 27)، الثقات (9/ 228)، الميزان (4/ 352)، اللسان (6/ 235). ومشرح بن هاعان المعافري، قال عنه الحافظ في التقريب (ص532: 6679): "مقبول". ولذا قال الألباني في ضعيف الجامع (ح 2934): "ضعيف". وقد عزاه إلى السلسلة الضعيفة (ح 2535).
127 - باب فضل الصحابة والتابعين على الإجمال
127 - بَابُ فَضْلِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ عَلَى الإِجمال 4157 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي نُسَيْرُ بن ذعلوق، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يقول: لا تسبوا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فلمقام أحدهم أفضل من عمل أحدكم عمره.
4157 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 85 أمختصر)، وقال: رواه مسدّد موقوفًا بسند صحيح. اهـ. ورواه أحمد في فضائل الصحابة (1/ 57: 15) قال: حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، به، بلفظ مقارب. وفيه: فلمقام أحدهم ساعة. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 178: 12463) كتاب الفضائل: باب ما ذكر في الكف عن أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: حدّثنا وكيع، به، بلفظ أحمد. ورواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 484: 1006) قال: حدّثنا أبو بكر، حدّثنا وكيع، به، باللفظ السابق. ورواه ابن ماجه في سننه (1/ 31: 149) في المقدمة: باب فضائل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: حدّثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله، قالا: حدّثنا وكيع، به، فذكره بلفظ أحمد. ورواه اللالكائي في أصول الاعتقاد (7/ 1249: 2350) من طريق الحسن بن قتيبة، عن سفيان، به، بنحوه. =
= وقد ذكره شيخ الإِسلام ابن تيمية في منهاج السنة (2/ 23)، وعزاه لأحمد. وذكره -أيضًا- في الصارم المسلول (ص 580)، وعزاه لللالكائي.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد رجاله ثقات، عدا نسير بن ذعلوق فهو صدوق. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد حسن.
4158 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن علي، عن سلام الطويل، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَثَلُ أَصْحَابِي فِي أُمَّتِي مَثَلُ النُّجُومِ يَهْتَدُونَ بها (¬1) إذا غابت تحيروا. * إسناده ضعيف. ¬
4158 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 90 أمختصر)، وقال: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بسند ضعيف، لضعف يزيد الرقاشي والراوي عنه. اهـ. قلت: كان الأولى ذكر سلام لأنه متروك. ومن طريق ابن أبي عمر: رواه ابن حجر في تخريج أحاديث ابن الحاجب (1/ 147) من طريق إسحاق بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن يحيى، به، بلفظ مقارب. ورواه ابن طاهر كما في الكاف الشاف (4/ 95) من طريق بِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عن أنس. قال الحافظ ابن حجر عقبه: بشر كان متهمًا. اهـ. ورواه الحسين بن محمد بن خسرو البلخي- كما في لسان الميزان (2/ 357) من طريق الدقيقي عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس. والحسين قال فيه ابن ناصر: كان فيه لين، وكان صاحب ليل، ويذهب إلى الاعتزال.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه ثلاث علل: =
= 1 - سلام بن سليم السعدي، وهو متروك. 2 - زيد العمي، وهو ضعيف. 3 - يزيد الرقاشي، وهو ضعيف. وفيه عبد الله بن علي لم أعرفه. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث ابن الحاجب (1/ 147): وفي إسناده ثلاثة ضعفاء في نسق سلام وزيد ويزيد، وأشدهم ضعفًا سلام. اهـ. وقال في التلخيص الحبير (4/ 191): إسناده واهٍ. وانظر بقية كلام أهل العلم حول هذا الحديث في الحديث الآتي.
4159 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ يونس، حدّثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ حَمْزَةَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: مَثَلُ أَصْحَابِي مَثَلُ النُّجُومِ يُهْتَدَى بهم، فايهم أخذتم بقوله اهتديتم. * حمزة ضعيف جدًا.
4159 - تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (2/ 28: 781). وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 80 أمختصر)، وعزاه لعبد بن حميد. ومن طريق عبد بن حميد: رواه ابن حجر في تخريج أحاديث ابن الحاجب (1/ 145) من طريق إبراهيم بن خزيم قال: أخبرنا عبد بن حميد، به، بلفظه. ررواه ابن عدي في الكامل (2/ 785: 786)، وابن بطة في الإِبانة (2/ 564: 701) من طريق عمرو بن عثمان، قال: حدّثنا أبو شهاب، به، بلفظ مقارب. ورواه -أيضًا- ابن عدي (2/ 785) من طريق غسان بن عبيد، قال: حدّثنا حمزة الجزري، به، بلفظ مقارب. دون قوله: "يهتدي بهم". ورواه الدارقطني في الفضائل -كما في الكاف الشاف (ص95)، وأبو ذرّ في السُّنَّة- كما في المعتبر (ص 81)،كلاهما من طريق حمزة الجزري عن نافع. وأورده ابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 90) معلقًا من طريق أبي شهاب الحناط، به. وقال: هذا إسناد لا يصح، ولا يرويه عن نافع من يحتج، به. اهـ. وساق الذهبي في الميزان (1/ 607) في ترجمة حمزة الجزري هذا الحديث من الأحاديث التي استنكرت عليه. وذكره العراقي في تخريج أحاديث منهاج البيضاوي (ص82)، وعزاه لعبد بن حميد وابن عدي، ثم قال عقبه: إسناده ضعيف من أجل حمزة فقد أتهم بالكذب. اهـ. =
= وذكره الحافظ في التلخيص الحبير (4/ 190) وقال: "حمزة ضعيف جدًا". وقال في الكاف الشاف (4/ 95): "حمزة اتهموه بالوضع". وقال في تخريج أحاديث ابن الحاجب (1/ 146): "متفق على تركه". وبه أعله العلائي في إجمال الصحابة (ص 59).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه حمزة الجزري، وهو متروك ومتهم بالوضع. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. قال البزار كما في جامع بيان العلم (2/ 90): هذا الكلام لا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. اهـ. وقال ابن حزم في الأحكام (6/ 244): فقد ظهر أن هذه الرواية لا تثبت أصلًا، بل لا شك أنها مكذوبة. اهـ. وحكم الألباني عليه بالوضع كما في السلسلة الضعيفة (1/ 82). وقد تقدم كلام غيرهم عن هذا الحديث كما في تخريجه.
4160 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَوْ أَنَّ لِرَجُلٍ أحدًا ذهبًا، فأنفقه في سبيل الله تعالى وفي الْأَرَامِلِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْيَتَامَى (¬1) لَيُدْرِكَ فَضْلَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِي سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ مَا أَدْرَكَهُ أَبَدًا. ¬
160 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 327: 2505). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 80 أمختصر)، وقال: رواه أبو داود الطيالسي عن موسى بن مطير، وهو ضعيف. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - موسى بن مطير، وهو متروك أيضًا. 2 - مطير بن أبي خالد. وهو متروك أيضًا. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. وقد ثبت هذا المعنى من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه. رواه البخاري في صحيحه (7/ 25: 3673 الفتح)، وأبو داود في سننه (4/ 214: 4658)، والترمذي في سننه: (5/ 965: 3861)، وأحمد في مسنده (3/ 11)، وفي فضائل الصحابة (1/ 51)، وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 174: 12454).
4161 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ جَعْدَةَ بن هبيرة رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الآخرون أردى. 4161 - [2]، وقال عبد: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا (¬1). 4161 - [3]، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حدّثنا ابن إدريس فذكره. ¬
4161 - [1] تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 20)، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، إلَّا أن إدريس بن يزيد الأودي لم يسمع من جعدة، والله أعلم. اهـ. قلت: إدريس لم يرو عن جعدة، بل والد إدريس: يزيد بن عبد الرحمن هو الراوي عن جعدة. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 80 أمختصر)، وَقَالَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ بن حميد وأبو يعلى الموصلي مرسلًا. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة -أيضًا- في المصنف (12/ 176: 12458) كتاب الفضائل: باب ما ذكر في الكف عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بسنده كما هنا, ولفظه "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الذين يلونهم، ثم الآخر أردى". قلت: لا أدري هل اللفظة الثالثة "ثم الذين يلونهم" سقطت من الناسخ أو الطابع، أم وقعت هكذا، مع العلم أن غالب الروايات وهي من طريق ابن أبي شيبة =
= قد ذكرت اللفظة الثالثة. ومن طريق ابن أبي شيبة: رواه عبد بن حميد في المنتخب من المسند (1/ 345: 383) قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ، بلفظ مقارب: وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 47: 726) قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ، بلفظه. والطبراني في المعجم الكبير (2/ 285: 2187) قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ، بنحوه. وفيه "أرذل" مكان "أردى". وابن قانع في معجمه (ق/ 27 ب) قال: حدّثنا محمد بن العباس المؤدب، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ. وفي لفظه سقط واختلاف يظهر أنه من الناسخ. والحاكم في المستدرك (3/ 191) من طريق أحمد بن محمد بن عبد الحميد الجعفي، قال: حدّثنا أبو بكر، به، بلفظه، إلَّا أن اللفظة الثالثة ساقطة من الرواية. قلت: وقع في رواية الحاكم هكذا (عن جعدة بن هبيرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وهذا سهو من الناسخ أو الطابع، لما علم سابقًا أن جعدة بن هبيرة لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلم-، والله أعلم. ورواه أبو يعلى في مسنده -كما في المطالب هنا- قال: حدّثنا زكريا بن يحيى، حدّثنا ابن إدريس. ولم يسق لفظه، إنما قال: فذكره. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 285: 2188) من طريق أبي كريب قال: حدّثنا ابن إدريس، به، مختصرًا. =
= وذكره الحافظ في الإِصابة (1/ 238) وعزاه -أيضًا- لأحمد بن منيع والبغوي والبارودي.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه يزيد بن عبد الرحمن الأودي، قال عنه الحافظ: مقبول، وجعدة بن هبيرة مختلف في صحبته. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وقال الحافظ في الفتح (7/ 10)، والعيني في عمدة القاري (13/ 238): رجاله ثقات، إلَّا أن جعدة مختلف في صحبته. اهـ. وضعفه الألباني كما في السلسلة الضعيفة (4/ 20)، وقال: فهو متصل، لكنه مرسل لما عرفت من الاختلاف في صحبة جعدة. اهـ. قلت: وعلى ذلك لم يثبت في هذا الحديث القرن الرابع، بل دلت الروايات الصحيحة على ذكر القرن الثالث، وقد شك بعض الرواة هل ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد قرنه قرنين أو ثلاثة. ومن هذه الروايات الصحيحة: 1 - عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "خيركم قرني، ثم الذين يلونهم" قال عمران: لا أدري أذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد قرنين أو ثلاثة، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ بعدكم قومًا يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن. رواه البخاري (5/ 356 الفتح)، ومسلم (4/ 1964)، وأبو داود (4/ 214)، والترمذي (4/ 548)، بنحوه. 2 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته. =
= رواه البخاري (5/ 306 الفتح)، ومسلم (4/ 1962)، وأحمد (1/ 378، 417). 3 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: خير أمتي القرن الذي بعثت منهم، ثم الذين يلونهم، والله أعلم أذكر الثالث أم لا. قال: ثم يخلف قوم يحبون السمانة، يشهدون قبل أن يستشهدوا". رواه مسلم (4/ 1963)، وأحمد (2/ 228: 410)، والطيالسي (ص 332: 2550).
4162 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حدّثنا عبد الله بن العلاء بن زيد، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ واثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: "لاتزالون بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَنِي، وَاللَّهِ لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ [مَا دَامَ فِيكُمْ] (¬1) مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي [وَصَاحَبَ مَنْ] (¬2) صَاحَبَنِي. ¬
4162 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 20)، وقال: رواه الطبراني من طرق، ورجال أحدها رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 80 ب مختصر)، وعزاه لابن أبي شيبة. ورواه ابن أبي شيبة -أيضًا- في المصنف (12/ 178: 4: 12463) كتاب الفضائل: باب ما ذكر في الكف عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بسنده ومتنه. ومن طريق ابن أبي شيبة: رواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 630: 1481) قال: حدّثنا أبوبكر، به، بلفظه مع زيادة في آخره. والطبراني في الكبير (22/ 85: 207) قال: حدّثنا عبيد بن غنام، حدّثنا أبو بكر، به، مختصرًا. ورواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 630: 1482) قال: حدّثنا الحوطي، حدّثنا الوليد بن مسلم حدّثنا عبد الله بن العلاء، به، ولم يسق لفظه، إنما قال: نحوه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 86: 207) قال: حدّثنا أبو مسلم الكشي، حدّثنا سليمان بن أحمد الواسطي، حدّثنا الوليد بن مسلم، به، مختصرًا. وعنه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 133: 37) قال: حدّثنا أحمد بن إبراهيم، أبو عبد الملك الدمشقي، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر، حدثني =
= أبي، به، مختصرًا. وفي مسند الشاميين (1/ 45: 799)، بنحوه. ورواه تمام في فوائده (1/ 96: 219) من طريق أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء، به، بنحوه مع زيادة في آخره.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، عدا زيد بن الحباب فهو صدوق. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد حسن. وقد حسن إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 7). وقال العلائي في تحقيق منيف الرتبة (ص 82): إسناده صحيح. اهـ.
4163 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو معاوية (¬1)، حدّثنا (¬2) رجل، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لا تسبوا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَ بِالِاسْتِغْفَارِ لهم، وهو يعلم أنهم سيحدثون ويفعلون. ¬
4163 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 80 ب مختصر)، وقال: رواه أحمد بن منيع موقوفًا، بسند فيه راو لم يسم. اهـ. ورواه أحمد في فضائل الصحابة (1/ 59: 18) قال: حدّثنا أبو معاوية، به، بنحوه. ومن طريق أحمد: رواه اللالكائي في أصول الإعتقاد (7/ 1245: 2339 و1250: 2353) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به بلفظ أحمد. وذكره شيخ الإِسلام ابن تيمية في منهاج السنة (2/ 22)، وقال: روى ابن بطة بالإِسناد الصحيح عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا رجاء، عن مجاهد، عن ابن عباس. اهـ. قلت: والذي يظهر أن رجاء مصحف في الأصل من رجل. والأثر ورد في الشرح والإِبانة لابن بطة (ص 119) في النسخة المختصرة الخالية من الأسانيد، ولم أجده في الجزء المطبوع من الإِبانة الكبيرة المسندة. وأورده -أيضًا- ابن تيمية في الصارم المسلول (ص 74)، وعزاه لأحمد.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف؛ لوجود راوٍ مبهم.
4164 - حدّثنا (¬1) منصور بن عمار، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عن أبي الخير، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يَكُونُ لِأَصْحَابِي مِنْ بَعْدِي زَلَّةٌ، يَغْفِرُهَا اللَّهُ تعالى لِسَابِقَتِهِمْ مَعِي، يَعْمَلُ بِهَا قَوْمٌ مِنْ بَعْدِي يكبهم الله تعالى في النار على مناخرهم. ¬
4164 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 80 ب مختصر)، وقال: رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف لضعف ابن لهيعة. اهـ. وذكره الذهبي في الميزان (2/ 480) في ترجمة ابن لهيعة، وقال عقبه: منصور صاحب مناكير. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 206: 4320) من طريق إبراهيم ابن أبي الفياض، حدّثنا أشهب بن عبد العزيز، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر، عن حذيفة، فذكره، بنحوه. وقال الطبراني: لم يروه عن مشرح إلَّا ابن لهيعة، ولا عنه إلَّا الأشهب، تفرد به إبراهيم. اهـ. قال الهيثمي في المجمع (7/ 233): [فيه إبراهيم بن أبي الفياض. قال ابن يونس: يروي عن أشهب مناكير، قلت: وهذا مما رواه عن أشهب". اهـ. ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 2460) من طريق إبراهيم بن أبي الفياض، به، بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - منصور بن عمار. وهو ضعيف منكر الحديث. 2 - ابن لهيعة، وهو ضعيف أيضًا. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف منكر، وقد أشار إلى نكارته الذهبي والهيثمي كما في تخريجه.
4165 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ (¬1)، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يَخْرُجُ الْجَيْشُ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَيَطْلُبُونَهُ فَلَا يَجِدُونَهُ. ثُمَّ يَخْرُجُ الْجَيْشُ، فَيُقَالُ: هل فيكم من رأى أحدًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيطلبونه فلا يجدونه، فلوكان أحد من أصحابي وراء البحر لأتوه". ¬
4165 - [1] تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 18)، وقال: رواه أبو يعلى من طريقين، ورجالهما رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 80ب مختصر)، وقال: رواه ابن أبي شيبة وأبو يعلى بإسناد حسن، وهو في الصحيح من حديث جابر، عن أبي سعيد. اهـ. هذا الحديث مروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، فرواه عنه أبو سفيان فجعله من مسنده، وخالفه عمرو بن دينار، وأبو الزبير فجعلاه عن جابر، عن أبي سعيد الخدري. أما رواية أبي سفيان عن جابر: فرواها ابن أبي شيبة في مسنده كما في حديث الباب. ورواها عبد بن حميد في منتخب من مسنده (3/ 14: 1018) قال: أخبرنا جعفر بن عون، به، بنحوه. ورواها الهيثم بن كليب في مسنده -كما في المطالب هنا- قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ، حدّثنا جعفر بن عون به، ولم يسق لفظه. قال الحافظ عقبه: وَهَذَا الإِسناد صَحِيحٌ، لَكِنْ قَصُرَ بِهِ أَبُو سفيان. اهـ. =
= قلت: بل الإِسناد حسن، لحال جعفر بن عون وأبي سفيان، فكلاهما صدوق. ورواها أبو يعلى في مسنده (4/ 132: 2182) قال: حدّثنا عقبة، حدّثنا يونس، حدّثنا سليمان الأعمش، به، بنحوه. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (4/ 242: 1454). ورواها -أيضًا- أبو يعلى (4/ 200: 2356) قال: حدّثنا محاضر، عن الأعمش، به، بنحوه. وزاد في آخره: ثم يبقى قوم يقرؤون القرآن لا يدرون ما هو. وهو في المقصد العلي (4/ 242: 1453). قال البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 81 أمختصر): رواته ثقات. اهـ. قلت: أبو سفيان صدوق كما تقدم. ورواه -أيضًا- أبو يعلى في مسنده -كما في المطالب هنا- من طريق يحيى بن إسحاق قال: حدّثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، فذكره مختصرًا. ثم قال الحافظ عقبة: هَكَذَا قَصُرَ ابْنُ لَهِيعَةَ فِي إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ معًا. اهـ. قلت: والرواية المحفوظة عن أبي الزبير رواها عن جابر، عن أبي سعيد الخدري وسوف تأتي. فالحمل على ابن لهيعة كما قال الحافظ. وذكره الديلمي في الفردوس (2/ 320: 3453) عن جابر، مختصرًا. وأما رواية عمرو بن دينار عن جابر، عن أبي سعيد الخدري: فرواها البخاري في صحيحه (6/ 104: 2897 الفتح) كتاب الجهاد والسير: باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب، و (6/ 756: 3594 الفتح) كتاب المناقب: باب علامات النبوة في الإِسلام و (7/ 5: 3649 الفتح) كتاب فضائل الصحابة: باب فضائل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه. ومسلم في صحيحه (4/ 1962: 2532 [208]) كتاب فضائل الصحابة: باب فضل الصحابة، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. =
= وأحمد في مسنده (3/ 7)، والحميدي في مسنده (2/ 328: 743)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 263: 974) كلهم من طريق سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن جابر، عن أبي سعيد الخدري. وأما رواية أبي الزبير عن جابر، عن أبي سعيد. فرواها مسلم في صحيحه (4/ 1962: 2532 [209]) في الكتاب والباب السابق. من طريق ابن جريج عن أبي الزبير، عن جابر قال: زعم أبو سعيد الخدري. قلت: وقد خالف ابن لهيعة ابن جريج فجعله عن أبي الزبير، عن جابر، ولم يذكر أبا سعيد الخدري. كما في رواية أبي يعلى الأخيرة، والحمل على ابن لهيعة كما تقدم. وابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز، ثقة فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل. (التقريب ص 363: 4193). وقد رجح الحافظ ابن حجر رواية جابر عن أبي سعيد، فقال بعد أن ذكر رواية أبي سفيان، عن جابر: فَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَمُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الزُّبَيْرِ، كِلَاهُمَا عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عنه، وهو الصواب. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد حسن، لحال جعفر بن عون وأبي سفيان، فكلاهما صدوق. ولكن قصر به أبو سفيان فلم يذكر أبا سعيد الخدري. والصواب أن هذا الحديث عن جابر، عن سعيد الخدري، كما قال الحافظ.
4165 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، نَحْوَهُ، وَلَفْظُهُ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَخْرُجُ الْجَيْشُ مِنْ جُيُوشِهِمْ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ محمد -صلى الله عليه وسلم- فَتَسْتَنْصِرُونَ [بِهِ] (¬1) فَتُنْصَرُوا؟ فَيُقَالُ: لَا. فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَهُ؟ وَيُقَالُ: مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَهُ؟ فَلَوْ سَمِعُوا بِهِ مِنْ وراء البحار (¬2) لأتوه. 4165 - [3] حَدَّثَنَا (¬3) ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ (¬4)، عَنِ الْأَعْمَشِ [فذكره] (¬5)، بِلَفْظِ: يُبْعَثُ بَعْثٌ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ صحب محمدًا -صلى الله عليه وسلم- فيقال: نعم، فيلتمس، فيوجد الرَّجُلُ، فَيُسْتَفْتَحُ بِالرَّجُلِ. ثُمَّ يُبْعَثُ بَعْثٌ (¬6)، فَيُقَالُ: هل فيكم من رأى أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فَيُلْتَمَسُ، فَلَا يُوجَدُ حَتَّى لَوْ كَانَ مِنْ وراء البحر لأتيتموه، ثم يبقى (¬7) قوم يقرؤون القرآن لا يدرون ما هو (¬8). ¬
4165 - [4] وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حازم (¬1) بن أبي غرزة (¬2)، حدّثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ [بِهِ] (¬3). *وَهَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ، لَكِنْ قَصُرَ (¬4) بِهِ أَبُو سُفْيَانَ. فَقَدْ رَوَاهُ البخاري (¬5) ومسلم (¬6) من طريق عمرو [ابن دِينَارٍ] (¬7)، وَمُسْلِمٌ (¬8)، مِنْ طَرِيقِ أَبِي الزُّبَيْرِ [كِلَاهُمَا] (¬9) عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه وهو الصواب. ¬
4165 - [5] وقال أبو يعلى: حدّثنا إسحاق، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَوْ (¬1) يَسْمَعُونَ بِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِي مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ لَأَتَوْهُ (¬2). * هَكَذَا قَصُرَ ابْنُ لَهِيعَةَ فِي إِسْنَادِهِ ومتنه معًا. ¬
4167 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَأَصْحَابِي يَقِلُّونَ، فلا تسبوهم، لعن الله من سبهم.
4167 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 133: 2184). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (4/ 243: 1455). وذكره -أيضًا- في المجمع (10/ 21) وقال: رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن الفضل بن عطية وهو متروك. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 81 أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى. ورواه الخطيب في تاريخه (3/ 149) من طريق أسد بن موسى عن محمد بن الفضل بن عطية، به، مختصرًا. ورواه -أيضًا- (3/ 149) من طريق ابن عون وعباد بن يعقوب، كلاهما عن محمد بن الفضل، به، بنحوه. إلَّا أنه قال: عن أبيه، عن عمرو بن دينار. وقد تابع محمد بن الفضل: أبو الربيع السمان فرواه عن عمرو بن دينار. رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 154)، والخلال في أماليه (ح 73)، كلاهما من طريق أبي الربيع السمان عن عمرو، به، بنحوه مع زيادة في آخره. وأبو الربيع السمان هو أشعث بن سعيد البصري، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 113: 523): متروك. فهذه المتابعة ضعيفة جدًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه محمد بن الفضل بن عطية، وهو متهم بالكذب. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. =
= قال الألباني في ضعيف الجامع (ح 1802): ضعيف. وعزاه لسلسلته الضعيفة (ح 3517). وقد روى الخطيب في تاريخه (3/ 150) عن ابن عمرو مرفوعًا: إن الناس يكثرون وأصحابي يقلون، ولا تسبوا أصحابي، لعن الله من سب أصحابي. وفيه محمد بن الفضل السابق.
4168 - وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حدّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْتَغَى الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِي كَمَا تُبْتَغَى الضالة، فلا يوجد.
4168 - تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (1/ 22: 69). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 18) وعزاه لأحمد والبزار، وقال: وفيه الحارث الأعور، وهو ضعيف، وقد وثق على ضعفه. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 80 أمختصر)، وقال: رواه عبد بن حميد بسند فيه الحارث الأعور، وهو ضعيف. اهـ. ورواه البزّار في البحر الزخار (3/ 81: 849) قال: حدّثنا يوسف بن موسى، حدّثنا عبيد الله، به، بلفظه. وذكره الهيثمي في كشف الأستار في موضعين (3/ 292: 2772، وص 293: 2775). ورواه أحمد في مسنده (1/ 89) قال: حدّثنا أبو سعيد، حدّثنا إسرائيل، به، بلفظ مقارب. وفيه "يلتمس " بدلًا من "يبتغي". ورواه -أيضًا- (1/ 93) قال: حدّثنا خلف بن الوليد، حدّثنا إسرائيل، به، بلفظه السابق. ورواه ابن عدي في الكامل (1/ 416) من طريق أسد بن موسى، عن إسرائيل، به، بلفظ أحمد.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - عنعنة أبي إسحاق السبيعي، وهو مدلس. وقد قال شعبة: لم يسمع من الحارث إلَّا أربعة أحاديث، والباقي إنما هو كتاب. =
= 2 - الحارث الأعور: وهو ضعيف جدًا. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. وقد ضعفه أحمد شاكر، كما في حاشية المسند (2/ 77: 675، وص 96: 720).
4169 - وقال الحارث: حدّثنا خالد بن القاسم، حدّثنا رشدين بن سعد، حدّثنا أبو هاني حميد بن هاني الخولاني، عن الغفاري، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْمَدِينَةِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- لأصحابه رضي الله عنهم: كَيْفَ بِكُمْ إِذَا شَبِعْتُمْ مِنَ الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ؟ فَضَجُّوا (¬1) وَكَبَّرُوا سَاعَةً، ثُمَّ قَالُوا: مَتَى يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا فُتِحَتِ الْأَمْصَارُ. ثُمَّ قَالَ لِهَمِّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: كيف بكم إذا اختلفت عليكم الألوان (¬2)، وَغَدَوْتُمْ بِثِيَابٍ وَجِئْتُمْ (¬3) بِأُخْرَى؟ قَالُوا: مَتَى ذَلِكَ (¬4) يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا فُتِحَتِ الْأَمْصَارُ، وفتحت فارس والروم. وقالوا: فَهُمْ خَيْرٌ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُدْرِكُونَ الْفُتُوحَ، قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَأَبْنَاؤُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَبْنَائِهِمْ، وَأَبْنَاءُ أَبْنَائِكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَبْنَاءِ أَبْنَائِهِمْ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ، لَمْ يَأْخُذُوا بشكر، لم يأخذوا بشكر. ¬
4169 - تخريجه: هو في بغية الباحث (4/ 1235:1012). وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 80 أمختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة بسند ضعيف. لضعف رشدين بن سعد. اهـ. قلت: بل فيه خالد بن القاسم وهو متروك، وهو أولى بالذكر.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: =
= 1 - خالد بن القاسم وهو متروك. 2 - ضعف رشدين بن سعد. وفيه أبو سعد الغفاري، أورده البخاري في "الكنى" وسكت عنه، وبيض له ابن أبي حاتم، وذكره ابن حبّان في الثقات. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا.
4170 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَثَلُ أَصْحَابِي مَثَلُ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ، لا يصلح الطعام إلَّا بالملح.
4170 - [1] تخريجه: هو مسند أبي يعلى (5/ 151: 2762) وذكره الهيثمي في المقصد العلي (4/ 242: 1452). وذكره -أيضًا- في المجمع (10/ 18) وقال: رواه أبو يعلى والبزار، بنحوه، وفيه إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 81 أمختصر)، وقال: رواه أبو يعلى والبزار، وله شاهد من حديث سمرة بن جندب، رواه البزّار والطبراني. اهـ. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 291: 2771) قال: حدّثنا طليق بن محمد الواسطي، حدّثنا أبو معاوية، به، بلفظ مقارب. قال البزّار: لا نعلم رواه عن الحسن إلَّا إسماعيل، ولا عنه إلَّا أبو معاوية، وإسماعيل روى عنه الأعمش والثوري وجماعة كثيرة، على أنه ليس بحافظ، وقد احتمل الناس حديثه، تفرد بهذا الحديث أنس. اهـ. وتعقبه الهيثمي، فقال: رواه (يعني البزّار) عن سمرة كما تراه قبل هذا. اهـ. وذكره ابن حجر في مختصر زوائد البزّار (2/ 265: 2021). ورواه ابن المبارك في الزهد (ح 572) قال: أخبرنا إسماعيل المكي، به، بلفظ مقارب. وزاد في آخره: قال الحسن: فقد ذهب ملحنًا فكيف نصلح. ومن طريق ابن المبارك: رواه البغوي في شرح السنة (14/ 73: 3863)، وفي معالم التنزيل (2/ 241)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 275: 1347)، وأبو القاسم الحلبي في حديثه (3/ 1) كما في السلسلة الضعيفة (4/ 245) كلهم من طريق ابن مبارك، به. =
= ورواه أبو طاهر عمربن شعيب النسوي كما في السلسلة الضعيفة (4/ 245) عن علي بن الحسن بن شقيق، وسلمة بن سليمان، وعبدان عن ابن المبارك عن سالم المكي، عن الحسن، به. قال ابن أبي حاتم (2/ 354): قال أبي: هذا خطأ، إنما هو إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وأخطأ فيه أبو طاهر. أهـ. وعلق الألباني على كلام أبي حاتم، فقال: وهو صدوق كما قال ابن أبي حاتم في الجرح (1/ 1/ 419 - 420)، فروايته شاذة. اهـ. ورواه البغوي في شرح السنة (14/ 73) من طريق محمد بن فضيل عن إسماعيل بن مسلم بإسناده. ولم يسق لفظه، إنما قال: مثله، ولم يذكر قول الحسن. ورواه معمر في الجامع (11/ 221: 20377) عمن سمع الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، فذكره بنحوه مختصرًا. ومن طريق معمر: رواه أحمد في فضائل الصحابة (1/ 58: 16) قال: حدّثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر، به، بلفظه. قلت: إسناده ضعيف، لجهالة شيخ معمر وإرسال الحسن. ورواه -أيضًا- في فضائل الصحابة (1/ 59: 17) قال: حدّثنا حسين بن علي الجعفي، عن أبي موسى -يعني إسرائيل- عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- ولفظه: أنتم في الناس كمثل الملح في الطعام. قلت: ورجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل. ورواه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 276: 1348) من طريق أبي هدبة قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. وأبو هدبة هو إبراهيم بن هدبة الفارسي، ثم البصري. قال عنه أبو حاتم في الجرح والتعديل (2: 143): كذاب. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه ثلاث علل: 1 - سويد بن سعيد، وهو صدوق لكنه عمي فكان يقبل التلقين. 2 - إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. 3 - عنعنة الحسن البصري، وهو مدلس. وقد تابع سويد بن سعيد: طليق بن محمد الواسطي كما في رواية البزّار. فتبقى علتان. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وقد ذكر البوصيري أن لهذا الحديث شاهد من حديث سمرة بن جندب. قلت: وَلَفْظِهِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول لنا: يوشك أن تكونوا في الناس كالملح في الطعام، لا يصلح الطعام إلَّا بالملح. رواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 291)، والطبراني في المعجم الكبير (7/ 268: 7098) من طريق جعفر بن سعد بن سمرة بن خبيب بن سليمان عن أبيه، عن سمرة. قال الهيثمي في المجمع (10/ 18): وإسناد الطبراني حسن. اهـ. قلت: بل الإِسناد ضعيف، فجعفر بن سعد بن سمرة قال عنه الحافظ في التقريب (ص 140: 941) ليس بالقوي، وخبيب بن سليمان قال في التقريب (192: 1700): مجهول. وسليمان بن سمرة، قال في التقريب (ص 252: 2569): مقبول. وعليه فحديث سمرة ضعيف. لا يقوي حديث الباب.
4170 - [2] وقال البزّار: حدّثنا طليق (¬1) بن محمد، حدّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، بِهِ. وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ، وليس بالحافظ (¬2). ¬
4171 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: يا ليتني لقيت إخواني، قالوا: يارسول اللَّهِ! أَلَسْنَا إِخْوَانَكَ وَأَصْحَابَكَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ قَوْمًا يَجِيئُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ، يُؤْمِنُونَ بِي إِيمَانَكُمْ، وَيُصَدِّقُونِي تَصْدِيقَكُمْ، وَيَنْصُرُونِي نَصْرَكُمْ، فَيَالَيْتَنِي لَقِيتُ إِخْوَانِي. (196) وحديث عمر رضي الله عنه تقدم في الإِيمان (¬1). ¬
4171 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف في موضعين (1/ ق 8 أ، 3/ ق 81 أمختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند فيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور (1/ 33)، وعزاه لابن أبي شيبة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لضعف موسى بن عبيدة الربذي. والأحاديث المروية حول هذا المعنى ذكرت أن لفظ الأخوة أطلق على من يأتون بعد، أما الصحابة فقد أطلق عليهم الصحبة دون الأخوة، ومن هذه الأحاديث. 1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى المقبرة، فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. وددت أنا قد رأينا إخواننا". قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي. وإخواننا الذي لم يأتوا بعد. فقالوا: كيف تعرف من لم يأت من أمتك يا رسول الله؟ فقال: أرأيت لو أن رجلًا له خيل غر محجلة. بين ظهري خيل دهم بهم. ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلم، =
= فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: سحقًا سحقًا. رواه مسلم في صحيحه (1/ 218: 249)، والنسائي في سننه (1/ 93:150)، وابن ماجه في سننه (2/ 450: 4361)، ومالك في الموطأ (ص 28: 28)، وأحمد في مسنده (2/ 300: 408)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 78). 2 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: متى ألقى إِخْوَانِي؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ قال: بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين آمنوا بي ولم يروني. رواه أحمد في مسنده (3/ 155)، وأبو يعلى في مسنده (6/ 118: 3390)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 49: 4013). قال الهيثمي في المجمع (10/ 66): رواه أحمد وأبو يعلى -وساق لفظه- وفي رجال أبي يعلى محتسب أبو عائذ وثقه ابن حبّان، وضعفه ابن عدي، وباقي رجال أبي يعلى رجال الصحيح غير الفضل بن الصباح وهو ثقة. وفي إسناده أحمد جسر وهو ضعيف، ورواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير محتسب. اهـ. ومن الأحاديث التي تدل على خيرية من يأتون بعد: 3 - عن أبي جمعة، قال: تغديت مع النبي -صلى الله عليه وسلم-ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال له أبو عبيدة: يا رسول الله! أحد خير منا؟ أسلمنا معك، وجاهدنا معك؟ قال: نعم قوم يكونون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني. رواه أحمد في مسنده (4/ 106)، والدارمي في سننه (2/ 398: 2744)، وأبو يعلى في مسنده (3/ 128: 1559)، والطبراني في المعجم الكبير (4/ 22: 3537، 3538، 3539)، والحاكم في مستدركه (4/ 85). قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. اهـ. ووافقه الذهبي. وقال الحافظ في الفتح (7/ 9): إسناده حسن.
128 - باب الزجر عن ذكر الصحابة رضي الله عنهم بسوء
128 - باب الزجر عن ذكر الصحابة رضي الله عنهم بِسُوءٍ 4172 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الرَّقِّيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ أبي وقاص رضي الله عنه في نفر (¬1)، فذكروا عليًا رضي الله عنه فشتموه، فقال سعد رضي الله عنه: مَهْلًا (¬2) عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِنَّا أَصَبْنَا ذَنْبًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)} (¬3) وأرجو أن تكون رحمة من الله تعالى سبقت لنا، فقال بعضهم: إن كان والله يبغضك ويسميك (¬4) الأخينس (¬5)، فضحك سعد رضي الله عنه حتى استعلاه الضحك، ثم قال: أوليس الرَّجُلُ قَدْ يَجِدُ (¬6) عَلَى أَخِيهِ فِي الْأَمْرِ (¬7)، يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، ثُمَّ لَا يَبْلُغُ ذَلِكَ أَمَانَتَهُ، وَذَكَرَ كَلِمَةً أُخْرَى. *هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وقد اشتمل على فوائد جليلة. ¬
4172 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 80 أمختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بإسناد حسن. اهـ. ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 329) من طريق محمد بن شاذان الجوهري، عن زكريا بن عدي، به، بنحوه. قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين. اهـ. ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور (3/ 221)، وعزاه لابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد صحيح. قال الحافظ ابن حجر كما في المطالب هنا: هذا إسناد صحيح. اهـ.
4173 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا شبابة، حدّثنا فضيل (¬1) بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: صَحِبْنَا أَنَسَ بْنَ مالك رضي الله عنه وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: دَعُوا أَصْهَارِي وَأَصْحَابِي، فَإِنَّهُ مَنْ حَفِظَنِي فِيهِمْ كَانَ مَعَهُ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَمَنْ لَمْ يَحْفَظْنِي فِيهِمْ، تَخَلَّى اللَّهُ مِنْهُ، وَمَنْ تخلى الله منه يوشك أن يأخذه. ¬
4173 - تخريجه: وذكره السيوطي في الجامع الصغير (3/ 531 الفيض)، وعزاه لابن عساكر وصححه. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (16/ 696) في ترجمة معاوية من طريق وكيع، عن فضيل بن مرزوق عن رجل من الأنصار عن أنس. ولفظه: دعوا لي أصحابي وأصهاري. وذكره الديلمي في الفردوس (2/ 211: 3034).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل الرجل المبهم. قال المناوي في فيض القدير (3/ 532): وفضيل إن كان هو الرقاشي، فقد قال الذهبي: ضعفه ابن معين وغيره، وإن كان الكوفي فقد ضعفه النسائي وغيره، وعيب على مسلم إخراجه له في الصحيح، والرجل مجهول. اهـ. وقد ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (ح 2983). وقد ورد هذا الحديث عن عياض الأنصاري -وكانت له صحبة- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: احفظوني في أصحابي وأصهاري، فمن حفظني فيهم حفظه الله في الدنيا والآخرة، وَمَنْ لَمْ يَحْفَظْنِي فِيهِمْ تَخَلَّى اللَّهُ مِنْهُ، ومن تخلى الله منه أوشك أن يأخذه. =
= رواه الطبراني في المعجم الكبير (369/ 17: 1012)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 1122). قال الهيثمي في المجمع (10/ 16): وفيه ضعفاء جدًا، وقد وثقوا. اهـ. وذكره الهندي في الكنز (11/ 531: 32481) وعزاه -أيضًا- للبغوي وابن عساكر.
129 - باب حق الصحابي رضي الله عنه في بيت المال زيادة على حق المسلم
129 - باب حق الصحابي رضي الله عنه فِي بَيْتِ الْمَالِ زِيَادَةٌ عَلَى حَقِّ الْمُسْلِمِ (197) حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما فِي كِتَابِ الْخُلَفَاءِ فِي بَابِ الإِمامة فِي قريش (¬1). ¬
130 - [باب] فضل القرون الأول
130 - [باب] (¬1) فضل القرون (¬2) الأول 4174 - [1] قال الطيالسي: حدّثنا حَمَّادُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ المزني، قال: أتيت المدينة في (¬3) زَمَنَ الْأَقِطِ وَالسَّمْنِ، وَالْأَعْرَابُ يَأْتُونَ بِالزِّقَاقِ (¬4) يَسْتَقُونَ بِهَا، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ طَامِحِ (¬5) الْبَصَرِ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ غَرِيبٌ، فَدَنَوْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عليَّ السَّلَامَ، وَقَالَ لِي: مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَجَلَسْتُ مَعَهُ، فَقُلْتُ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ بَنِي هِلَالٍ، وَاسْمِي كَهْمَسٌ، ثُمَّ قَالَ لِي: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا شَهِدْتُهُ مِنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَهُ، فذكر القصة (¬6)، فقال: ثم قال عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: خير أمتي القرن الذي أنا منه (¬7)، ثُمَّ الثَّانِي، ثُمَّ الثَّالِثُ، ثُمَّ يَنْشَأُ قَوْمٌ تسبق أيمانهم شهادتهم، ¬
يَشْهَدُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا، لَهُمْ لَغَطٌ في أسواقهم. قال معاوية: قال كَهْمَسٌ: أَتَخَافُ أَنْ يَكُونَ هَؤُلَاءِ مِنْ أُولَئِكِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَدْ سَبَقَ طَرَفٌ مِنْهُ فِي الصوم (¬8)، وطرف في النكاح (¬9). *وإسناده قوى. [2] وروى ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ (¬10) عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، بِهِ. [3] وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ (¬11)، وَسَمَوْيَهِ فِي فَوَائِدِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ يَزِيدَ، مِثْلَهُ. [4] وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْكُنَى مِنْ طَرِيقِ مُوسَى، بِهِ. ¬
174 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 7). وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 197)، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه حماد بن يزيد المنقري، ولم أجد من ذكره. اهـ. قلت: حماد ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وذكره ابن حبّان في الثقات. (انظر: ترجمته في دراسة رجال السند). وذكره -أيضًا- في المجمع (10/ 19) وقال: رواه البزّار واللفظه، وله عند الطبراني في الأوسط ... ورجال البزّار ثقات، وفي رجال الطبراني إسحاق بن =
= إبراهيم صاحب الباب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 115ب مختصر)، وعزاه للطيالسي، وقال: رواته ثقات. اهـ. وذكره الحافظ في الفتح (7/ 10) وعزاه للطيالسي. وذكره -أيضًا- في الإِصابة في موضعين: في (3/ 291)، وعزاه للسيوطي وابن قانع من طريقه، وفي (4/ 94)، وعزاه لابن أبي عاصم، وأبى أحمد الحاكم. ومن طريق الطيالسي: رواه البزّار في البحر الزخار (1/ 370: 248) قال: حدّثنا محمد بن بشار، حدّثنا أبو داود، به، فذكر المرفوع منه فقط. قال البزّار: ولا نعلم أسند كهمس الهلالي عن عمر إلَّا هذا الحديث، وكهمس قد روى عن النب -صلى الله عليه وسلم- حديثًا واحدًا. اهـ. وهو في كشف الأستار (3/ 289: 2764). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 123: 1445) قال: حدّثنا يونس بن حبيب حدّثنا أبو داود، به، فذكر طرفًا من الحديث. والضياء في المختارة (1/ 392: 272) من طريق عبيد الله بن جعفر، عن يونس بن حبيب، به، بنحوه. وابن قانع في معجمه (ق 153 أ) قال: حدّثنا علي بن أحمد الأزهر، حدّثنا أحمد بن وزير القاضي حدّثنا أبو داود، به بلفظ ابن أبي عاصم. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 238) قال: قال لنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا حماد بن يزيد، به، بنحو لفظ السابق. ورواه سمويه في فوائده -كما في المطالب هنا- عن موسى بن إسماعيل، به، ولم يسق لفظه، إنما قال: مثله. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 194: 435) قال: حدّثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، حدّثنا موسى بن إسماعيل، به، بنحو لفظ ابن أبي عاصم. =
= ورواه الحاكم في الكنى -كما في المطالب هنا- من طريق موسى، به، ولم يسق لفظه. ورواه الضياء في المختارة (1/ 391: 271) من طريق إسماعيل بن عبد الله، عن موسى بن إسماعيل، به، بنحوه. قال الضياء عقبه: حماد بن يزيد ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا، وذكر أنه روى عنه جماعة. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه حماد بن يزيد ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكتا عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات، إلَّا أن لهذا الحديث شواهد عن عدد من الصحابة كعمران بن الحصين وابن مسعود وأبي هريرة وغيرهم. (انظر: هذه الشواهد في الحكم على الحديث رقم (4161). وعليه يكون الحديث حسن لغيره، والله أعلم.
4175 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ الْحِمْصِيِّ، عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ (¬1) صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيْسَ إِلَى عَذَابِكُمْ بِسَرِيعٍ، وَسَيَأْتِي قوم لا حجة لهم. ¬
175 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 63)، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه بقية ولكنه صرح بالتحديث. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 90 ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف لتدليس بقية بن الوليد. اهـ. وعزاه الهندي في الكنز (3/ 44: 5398) إلى أبي يعلى والطبراني في الكبير، إلى سعيد بن منصور. ولم أجده في المطبوع من معجم الطبراني الكبير؛ لأن مسند عبد الله بن بسر ضمن الأجزاء المفقودة. ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 351) قال: حدّثنا آدم، حدّثنا بقية بن الوليد، حدّثنا محمد بن عبد الرحمن اليحصبي، قال: سمعت عبد الله بن بسر يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فذكره. وقد صرح بقية في هذه الرواية بالتحديث. وكذلك شيخه محمد.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد حسن، فقد صرح بقية بالتحديث كما في رواية الفسوي. وكذلك شيخه محمد بن عبد الرحمن صرح بالسماع من عبد الله بن بسر. فانتفى ما نخشاه من تدليس بقية والذي لا يقبل حديثه حتى يصرح هو بالسماع من شيخه، ويصرح شيخه بالسماع من شيخ شيخه. لكون بقية يدلس تدليل تسوية.
4176 - وَبِهِ (¬1): طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي، طُوبَى لَهُمْ وحسن مآب. ¬
4176 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 20) -دون قوله: وطوبى لمن آمن بي ولم يرني. وزاد: طوبى لمن رآى من رآني- وقال: رواه الطبراني، وفيه بقية، وقد صرح بالسماع، فزالت الدلسة (هكذا). وبقية رجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 8 أمختصر)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي وسنده ضعيف، لتدليس بقية بن الوليد. اهـ. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (4/ 280 الفيض)، وعزاه للطبراني والحاكم وحسنه. ولم أجده في المطبوع من المعجم الكبير؛ لأن مسند عبد الله بن بسر ضمن الأجزاء المفقودة. ولكن قال الألباني في السلسله الصحيحة (253/ 3): وقد وقفت على إسناده، أخرجه الضياء في المختارة (ق 113/ 2) من طريق أبي يعلى والطبراني بإسناديهما عن بقية ..... وقال الطبراني عنه: ثنا محمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي، عن عبد الله بن بسر، به. قلت (القائل الألباني): وهذا إسناد حسن، رجاله معروفون غير اليحصبي هذا، فقد ترجمه ابن أبي حاتم (3/ 2 /316) برواية جماعة عنه، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، والظاهر أنه وثقه ابن حبّان، يدل عليه كلام الهيثمي السابق، والله أعلم ... وبالجملة فالحديث حسن -إن شاء الله تعالى- من أجل بقية التي أخرجها الضياء في المختارة، والله أعلم. اهـ. قلت: محمد بن عبد الرحمن اليحصبي، صدوق كما علم سابقًا، وقد ترجم له عدد من أهل العلم. (انظر الكلام عنه في دراسة رجال السند). =
= ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 351) قال: حدّثنا آدم، حدّثنا بقية بن الوليد، حدّثنا محمد بن عبد الرحمن اليحصبي، قال: سمعت عبد الله بن بسر، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: فذكره. وفي هذه الرواية: صرح بقية بالتحديث، وكذا شيخه محمد. ومن طريق الفسوي: رواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 630: 1486) قال: حدّثنا يعقوب بن سفيان، به، إلَّا أنه وقع في سنده "محمد بن زياد" بدلًا من "محمد بق عبد الرحمن". ولم يذكر: طوبى لمن آمن بي ولم يرنى، ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 86) من طريق جميع بن ثوب، عن عبد الله بن بسر. فذكره مطولًا مع اختلاف يسير في ألفاظه. قال الذهبي: جميع واه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد حسن كسابقه، وقد صرح بقية بالتحديث، كما في رواية الفسوي، وكذلك شيخه محمد بن عبد الرحمن، فانتفى ما نخشاه من تدليس بقية، لكونه يدلس تدليس التسوية. وقد حسنه السيوطي والألباني كما تقدم في تخريج الحديث.
4177 - [1] وقال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: جاء رجل إلى ابن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْتُمْ نَظَرْتُمْ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بِأَعْيُنِكُمْ (¬1)؟ قَالَ: (نَعَمْ) (¬2)، قَالَ: وَكَلَّمْتُمُوهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَبَايَعْتُمُوهُ بِأَيْمَانِكُمْ هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ طُوبَى لَكُمْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: أَفَلَا أُخْبِرُكَ عَنْ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي ثَلَاثًا. [2] وقال عبد: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، به (¬3). ¬
4177 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 252: 1845) إلَّا أنه وقع في المسند: حدّثنا "العمري" بدلًا من "طلحة بن عمرو". وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 8 أمختصر)، وقال: رواه أبو داود الطيالسي وعبد بن حميد، ومدار إسناديهما على طلحة بن عمرو الحضرمي وهو ضعيف. اهـ. وذكره -أيضًا- في (3/ ق81 ب مختصر)، وقال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ بْنُ حميد بسند ضعيف، لضعف طلحة بن عمرو الحضرمي. اهـ. ورواه عبد بن حميد في المنتخب من المسند (2/ 23: 767) قال: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، به، بنحوه. ورواه ابن حبّان في المجروحين (1/ 383)، وابن عدي في الكامل (4/ 1427) =
= من طريق صدقة بن خالد عن طلحة بن عمرو، به، بنحوه، ولم يذكر القصة في أوله. ومن طريق ابن حبّان: رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 302: 484)، وقال عقبه: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، لأجل طلحة بن عمرو وهو متروك.
4178 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا الْخَيْرِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلَيْنِ أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، فقال: مذحجيان (¬1) أو كنديان (¬2). ثم قال -صلى الله عليه وسلم- بَلْ كِنْدِيَّانِ، فَأَتَيَاهُ فَإِذَا هُمَا كِنْدِيَّانِ، قَالَ أَحَدُهُمَا: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ اتَّبَعَ مَا أُرْسِلْتَ بِهِ وَصَدَّقَكَ وَلَمْ يَرَكَ، قَالَ: طُوبَى لَهُ ثُمَّ طُوبَى لَهُ. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبيد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أبي عبد الرحمن الجهني رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ طَلَعَ رَاكِبَانِ، فَلَمَّا رَآهُمَا، قَالَ: كِنْدِيَّانِ مَذْحِجِيَّانِ، حَتَّى أَتَيَا، فَإِذَا رَجُلَانِ مِنْ مَذْحِجٍ، قَالَ: فَدَنَا أَحَدُهُمَا إِلَيْهِ لِيُبَايِعَهُ، فَلَمَّا أَخَذَ بِيَدِهِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَأَيْتَ مَنْ آمَنَ بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ فَمَاذَا لَهُ؟ قَالَ: طُوبَى لَهُ. فَمَسَحَ عَلَى يده فانصرف، ثُمَّ أَقْبَلَ الْآخَرُ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ لِيُبَايِعَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَأَيْتَ مَنْ آمَنَ بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ وَلَمْ يَرَكَ، قَالَ: طُوبَى له ثم مسح على يده وانصرف. ¬
4178 - تخريجه: هوفي مسند ابن أبي شيبة (2/ 239: 730). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 18)، وقال: رواه البزّار والطبراني وإسناده =
= حسن، وله طريق عند أحمد، تأتي فيمن آمن به ولم يره. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 8 أمختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لتدليس ابن إسحاق، ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر مختصرًا، وفي إسناده ابن لهيعة. اهـ. ومن طريق أبي بكر: رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 39: 2578) قال: حدّثنا أبو بكر، به، بنحوه. - وقع في المطبوع: حدّثنا ابن بكرة محمد بن عبيد، وهو خطأ-. ورواه أحمد في مسنده (4/ 152) قال: حدّثنا محمد بن عبيد، به، بنحوه. وذكر في آخره "طوبى له" ثلاث مرات. قال الهيثمي في المجمع (10/ 67): ورجاله رجال الصحيح، غير محمد بن إسحاق، وقد صرح بالسماع. اهـ. قلت: وقد رواه أحمد في مسند عقبة بن عامر الجهني، وفيه إشارة إلى أن أبا عبد الرحمن الجهني هو عقبة بن عامر، وهو ما ألمح إليه الحافظ ابن كثير (انظر: كلامه في ترجمة أبي عبد الرحمن الجهني). ورواه الدولابي في الكنى (1/ 42) قال: حدّثنا إبراهيم بن يعقوب، حدّثنا محمد بن عبيد، به، بنحوه. وقد صرح ابن إسحاق بالسماع في هذه الرواية أيضًا. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 290: 2768) من طريق عبد الرحمن بن مغراء الدوسي، عن محمد بن إسحاق، به، بنحوه. وذكر في آخره "طوبى له" مرة واحدة. وذكره ابن حجر في مختصر زوائد البزّار (2/ 366: 2024). ورواه الدولابي في الكنى (1/ 42) من طريق يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، به، بنحوه. =
= ورواه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 289: 742) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن محمد بن إسحاق، به، مختصرًا. وذكره الحافظ في الإِصابة (4/ 127) وعزاه للبغوى من طريق ابن إسحاق. ورواه ابن أبي عمر-كما في المطالب هنا- مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، به، مختصرًا. قلت: وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف.
الحكم عليه: إسناد أبي بكر: رجاله ثقات عدا محمد بن إسحاق، فهو صدوق يدلس وقد عنعن هنا، إلَّا أنه صرح بالسماع، كما في رواية أحمد والدولابي. فيكون الحديث بهذا الإِسناد حسنًا. قال الحافظ في مختصر زوائد البزّار (2/ 366): إسناده حسن. اهـ. أما إسناد ابن أبي عمر: ففيه ابن لهيعة وهو ضعيف، إلَّا أن إسناد أبي بكر يعضد هذا الإِسناد.
131 - باب فضل هذه الأمة
131 - باب فضل هذه الأمة 4179 - قال إسحاق: أخبرنا يعلي بن عبيد، حدّثنا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، عن مكحول، قال: كان لعمر رضي الله عنه عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ حَقٌّ، فَأَتَاهُ يَطْلُبُهُ، فَلَقِيَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- عَلَى الْبَشَرِ لَا أُفَارِقُكَ وَأَنَا أَطْلُبُكَ بِشَيْءٍ، فقال اليهودي: والله ما اصطفى [إليه] (¬1) مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ، فَلَطَمَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَبُو الْقَاسِمِ، فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ قَالَ: لَا وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ، قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا اصْطَفَى اللَّهُ مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ، فلطمني. فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَمَّا أَنْتَ يَا عُمَرُ! فَأَرْضِهِ مِنْ لَطْمَتِهِ، بَلْ يَا يَهُودِيُّ! آدَمُ صَفِيُّ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ، وَمُوسَى نَجِيُّ اللَّهِ، وَعِيسَى رُوحُ اللَّهِ، وَأَنَا حَبِيبُ اللَّهِ، بَلْ يَا يَهُودِيُّ! تسمى (¬2) الله عَزَّ وَجَلَّ باسمين سمى بِهِمَا أُمَّتِي: هُوَ السَّلَامُ، وَسَمَّى بِهَا أُمَّتِي الْمُسْلِمِينَ، وَهُوَ الْمُؤْمِنُ، وَسَمَّى بِهَا أُمَّتِي الْمُؤْمِنِينَ. بل يا يهودي! طلبتم يومًا [ذخر لنا] (¬3)، لنا اليوم ولكم غدًا، وبعد ¬
غَدٍ لِلنَّصَارَى. بَلْ يَا يَهُودِيُّ! أَنْتُمُ الْأَوَّلُونَ وَنَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَلْ وَالْجَنَّةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى أَدْخُلَهَا (¬4)، وَهِيَ مُحَرَّمَةٌ على الأمم حتى تدخلها أمتي. ¬
4179 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 82 أمختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 510: 11851) كتاب الفضائل: باب ما أعطي الله تعالى محمد -صلى الله عليه وسلم-: قال: حدّثنا يعلي بن عبيد، به، بلفظ مقارب. بدون قوله "آدم صفي الله" إلى قوله "وأنا حبيب الله". وروى آخره الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 512: 946) من طريق صدقة، عن زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطاب. ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"الجنة حرمت على الأنبياء حتى أدخلها، وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي". قال الهيثمي في المجمع (10/ 69): وفيه صدقة بن عبد الله السمين، وثقه أبو حاتم وضعفه جماعة. فإسناده حسن. اهـ. قلت: بل إسناده ضعيف. وفيه ثلاث علل: 1 - صدقة بن عبد الله السمين، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 275: 2913): ضعيف. 2 - زهير بن محمد التميمي، رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها. التقريب (ص 217: 2049). 3 - عبد الله بن محمد بن عقيل، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 321: 3592): صدوق في حديثه لين، ويقال تغير بأخرة. =
= وقد ذكره الهيثمي -أيضًا- في مجمع البحرين (7/ 47: 4011).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف لإِرساله، فمكحول لم يدرك عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مالك لم أستطع تمييزه.
480 - وقال أبو بكر: حدّثنا سريج (¬1) بن النعمان، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله، عن محمد بن المنكدر، عن يَزِيدَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: سَأَلْتُ ربي عَزَّ وَجَلَّ لِأُمَّتِي مِنْ دُونِ الْبَشَرِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ فأعطانيها. ¬
4180 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 82 ب مختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف. اهـ. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (4/ 75 الفيض) وعزاه لابن أبي شيبة والدارقطني في الأفراد والضياء. ورواه أبو القاسم البغوي في مسند علي بن الجعد (2/ 1039: 3013). قال: حدثني صالح بن مالك، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله، به، ولفظه "سألت ربي عَزَّ وَجَلَّ ألا يعذب اللاهين من ذرية البشر، فأعطانيهم". ورواه أبو يعلى في مسنده (7/ 138: 4102) قال: حدّثنا صالح بن مالك، به، بنحو رواية البغوي السابقة. ورواه -أيضًا- (7/ 148: 4101) من طريق حجين بن المثنى عن عبد العزيز، به، بنحوه. وقد وردت روايات أسقطت يزيد الرقاشي، فجعلت الحديث من رواية ابن المنكدر عن أنس، فقد قال الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 502) عن هذه الرواية: [رواه المخلص (9/ 23، 24) عن أحمد بن يوسف التغلبي، قال: ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد، ثنا عبد الرحمن بن حسان الكتاني، ثنا محمد بن المنكدر عن أنس مرفوعًا. ومن طريق المخلص رواه الضياء في المختارة (224/ 1). قلت: (والقائل الألباني): وهذا إسناد ضعيف، ورجاله ثقات، لكن الوليد هو =
= ابن مسلم، وصفوان كانا يدلسان تدليس التسوية، ويأتي قريبًا أن بين ابن المنكدر وأنس ضعيفًا، فكأنه أسقطه أحدهما. وتابعه ابن سمعان عن ابن المنكدر عن تمام في "فوائده" (163/ 1، مجموع 27)، وابن بشران في "الأمالي" (18/ 121/ 2) وابن لال في "حديثه" (117/ 1)،.اهـ. قلت: ورواه ابن الأعرابي في معجمه (4/ 126: 814) من طريق عبد الله بن رياد عن محمد ابن المنكدر، به، بنحوه. وفيه: قيل: يا رسول الله وما اللاهون؟ قال: ذرية المشركين. ورواه أبو يعلى في المسند (6/ 267: 3570)، وابن عدي في الكامل (4/ 1610) عن عبد الرحمن بن المتوكل، حدّثنا فضيل بن سليمان النميري، حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أنس بن مالك، فذكره. قال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن الزهري غير عبد الرحمن بن إسحاق، وعن عبد الرحمن، فضيل بن سليمان. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (7: 219): رواه أبو يعلى من طرق، ورجال أحدها رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن المتوكل وهو ثقة. اهـ. فضيل بن سليمان قال عنه الحافظ: صدوق له خطأ كثير (التقريب ص 447: 5427). وعبد الرحمن بن المتوكل ذكره ابن حبّان في الثقات (8/ 379). وخالفه عمرو بن مالك البصري، فقد رواه أبو يعلى في مسنده (6/ 316: 3636) قال: حدّثنا عمرو بن مالك حدّثنا الفضيلى بن سليمان، حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق القرشي عن محمد بن المنكدر عن أنس، فذكره. وعمرو بن مالك الراسبي قال عنه الحافظ: ضعيف. (التقريب ص 426: 5103). وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 290) وعزاه لأبي يعلى، وحسن إسناده. =
= وقال الألباني في السلسله الصحيحة (4/ 504): وجملة القول أن الحديث حسن عندي بمجموع طرقه، والله أعلم. اهـ. واللاهون: قال ابن الأثير في النهاية (4/ 283): قيل هم البله الغافلون، وقيل هم الأطفال الذين لم يقترفوا ذنبًا. هـ. وتفسيرها بالأطفال هو ما ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 290)، وهو الأرجح دل عليه حديث ابن عباس عند الطبراني في المعجم الكبير (11/ 330: 11906)
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، ضعيف يزيد بن أبان الرقاشي، ولكنه يرتقي إلى الحسن لغيره بمجموع طرقه، والله أعلم.
4181 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمر بلالًا، فنادى بالصلاة جامعة قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَارْتَقَى الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ادْنُوَا وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَدَنَا النَّاسُ، [وَانْضَمَّ] (¬1) بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ. [وَالْتَفَتُوا] (¬2) فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا، [ثم] (¬3) قال -صلى الله عليه وسلم-:"ادنوا وأوسعوا لمن خلفكم" فَدَنَا [النَّاسُ] (¬4)، وَانْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَالْتَفَتُوا فلم يروا أحدًا، فقال -صلى الله عليه وسلم- ذَلِكَ فِي الثَّالِثَةِ، فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا، فَقَامَ رجل، فقال: لمن نوسع، للملائكة؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: لا إنهم إذا كانوا (¬5) معك لم يكونوا بين أيديكم ولا خلفكم، ولكن (¬6) عن يمينكم وعن شمالكم، فقال: ولم يكونوا بين أيدينا ولا خلفنا، أهم أفضل منا؟ قال -صلى الله عليه وسلم- "بَلْ أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، اجْلِسْ". فَجَلَسَ (¬7). ¬
4181 - تخريجه: ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 270: 200)، باب في خطبة قد كذبها داود بن المحبر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال الهيثمي بعد أن ساق الحديث بتمامه: هذا حديث موضوع، وإن كان بعضه في أحاديث حسنة بغير هذا الإِسناد، فإن داود بن المحبر كذاب. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 89 ب مختصر)، باب في خطبة كذبها داود بن المحبر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعزاه للحارث. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 181) من طريق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن خراش البلخي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا يزيد بن عبد الله الهنائي، حدّثنا محمد بن عمرو بن علقمة، حدثني عمر بن عبد العزيز، حدثني أبو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فذكره ابن الجوزي مختصرًا. قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، أما محمد بن عمرو بن علقمة، فقال يحيى: ما زال الناس يتقون حديثه. وقال السعدي: ليس بالقوي. ومحمد بن خراش مجهول، والحمل فيه على الحسن بن عثمان؛ قال ابن عدي: كان يضع الحديث. قال عبدان: هو كذاب. ومحمد بن الحسن هو النقاش، قال طلحة بن محمد: كان النقاش يكذب. انتهى كلام ابن الجوزي. وأورده السيوطي في الآلىء المصنوعة (2/ 360) وقال: هذا الحديث أخرجه بطوله الحارث بن أبي أسامة في مسنده, ثم ذكر الحديث. وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 338)، ونقل كلام السيوطي السابق. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد موضوع؛ لأن في إسناده داود بن المحبر متهم بالوضع، وميسرة بن عبد ربه وضاع. قال الحافظ في المطالب (1/ ق9 ب): هَذَا مَوْضُوعٌ اخْتَلَقَهُ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، فقبحه الله فيما افترى. اهـ.
4182 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يدرى أوله أنفع أو آخره.
4182 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 68)، وقال: رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 82 أمختصر)، وقال: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بسند فيه الإفريقي، وهو ضعيف، ولكن له شاهد من حديث أنس بن مالك، رواه أبو يعلى والترمذي وحسنه، وقال: وفي الباب عن عمار وعبد الله بن عمرو وابن عمر، وفي الباب مما لم يذكره الترمذي عن عمران بن الحصين، رواه الطبراني في الأوسط والبزار. اهـ. ولم أجده في المعجم الكبير للطبراني؛ لأن مسند عبد الله بن عمرو ضمن الأجزاء المفقودة، ولكن قال حمدي السلفي في تحقيقه لمسند الشهاب (2/ 277): ورواه الطبراني (ص 10) من قطعة بخط يدي من حديث عبد الله بن عمرو، وفيه عبد الرحمن الأفريقي، وهو ضعيف. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف لأجل عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف. وللحديث شواهد عديدة يرتقي بها إلى الحسن لغيره ومنها: 1 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَثَلُ أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخرها". رواه الترمذي (5/ 152: 2869)، وأحمد (3/ 130، 143)، والطيالسي (ص 270: 2023)، وأبو يعلى (6/ 190: 3475) والرامهرمزي في المحدث الفاصل (ح 346)، وفي أمثال الحيث (ح 109)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 330، =
= 331)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 277: 1352)، والبيهقي في الزهد في الزهد (ح 398)، والبغوي في تفسيره (2/ 91). قال الحافظ في الفتح (7/ 8): هو حديث حسن، له طرق قد يرتقي بها إلى الصحة، وأغرب النووي فعزاه في فتاويه إلى مسند أبي يعلى من حديث أنس بإسناد ضعيف، مع أنه عند الترمذي بإسناد أقوى منه من حديث أنس وصححه ابن حبّان من حديث عمار. اهـ. وقال الألباني في تخريج المشكاة (3/ 1770): وهو صحيح لطرقه. اهـ. 2 - عن عمار بن ياسر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خير أم آخره". رواه أحمد (4/ 319)، والطيالسي (ص 90: 647)، وابن حبّان كما في الإحسان (9/ 176: 7281)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 320: 2843)، والبيهفي في الزهد (ح 397). وعزاه الهيثمي في المجمع (10/ 68) إلى الطبراني في الكبير، وقال: رجال البزّار رجال الصحيح غير الحسن بن قزعة وعبيد بن سليمان الأغر وهما ثقتان، وفي عبيد خلاف لا يضر. اهـ. 3 - عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مثل أمتي المطر، لا يدري أوله خير، أم آخره". رواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 320: 2844). وعزاه الهيثمي في المجمع (10/ 68) إلى الطبراني في الأوسط, وقال: إسناد البزّار حسن، وقال لا يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بإسناد أحسن من هذا. اهـ. 4 - وعن ابن عمر رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "مثل أمتي كالمطر، لا يدري أوله خير أم آخره". رواه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 276: 1349، 1350)، وأبو نعيم فى =
= الحلية (2/ 231)، وابن الأعرابي في المعجم (6/ 326: 1122)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص 430). وعزاه الهيثمي في المجمع (10/ 68) للطبراني في الكبير، وقال: فيه عيسى بن ميمون، وهو متروك. اهـ. قال الألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 358): وهذا إسناد صحيح، فإن عيسى بن ميمون الذي روى عنه أبو عاصم، هو الحرشي المكي، صاحب التفسمير، وهو ثقة، وبكر بن عبد الله المزني تابعي ثقة جليل. اهـ.
4183 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ هُوَ ابْنُ فرّوخ، حدّثنا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ (¬1)، حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ يَزِيدَ العتيكة، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:إِنَّ الْأُمَمَ السَّالِفَةَ، الْمِائَةُ أُمَّةٍ، إِذَا شَهِدُوا لِعَبْدٍ بِخَيْرٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَإِنَّ أمتي، الخمسون مِنْهُمْ أُمَّةٌ، فَإِذَا شَهِدُوا لِعَبْدٍ بِخَيْرٍ، وَجَبَتْ له الجنة". ¬
4183 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 332: 4369). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (4/ 487: 2004). وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 82 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه حرب بن سريج وهو صدوق يخطئ. وزينب بنت يزيد العتيكة لم أقف لها على ترجمة.
4184 - حدّثنا (¬1) عبيد بن جناد الحلبي، حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: قَالَ لِي ثابت الأعرج، أخبرني أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا إِذَا قَالَتْ صَدَقَتْ، وَإِذَا حَكَمَتْ عَدَلَتْ، وَإِذَا اسْتُرْحِمَتْ رحمت. ¬
4184 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 98: 4040). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 385: 863). وذكر -أيضًا- في المجمع (5/ 196)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط، وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 82ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى. ورواه الطبراني في الأوسط (1/ 443: 799) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدّثنا عبيد بن جناد الحلبي، به، بلفظه. قال الطبراني: لم يرو ثابت الأعرج عن أنس حديثًا غير هذا ولارواه عن ثابت إلَّا إسحاق بن يحيى بن طلحة، تفرد، به عبد الرحمن بن أبي الرجال. اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع البحرين (4/ 329: 2551). ورواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص601) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الحلواني، به، بلفظه. وذكره الهندي في الكنز (15/ 85: 43383) وعزاه لأبي يعلى والخطيب في المتفق المفترق.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو ضعيف. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
4185 - حَدَّثَنَا (¬1) وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يونس، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، عن رجل عن الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: عقوبة هذه الأمة بالسيف. ¬
4180 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 225)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. ولم أجده في المطبوع من المعجم الكبير. لأن مسند عبد الله بن يزيد الخطمي ضمن الأجزاء المفقودة من المعجم. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 82ب، 27أمختصر)، وعزاه لابن أبي شيبة. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 346: 2917) قال: حدّثنا هدبة بن خالد حدّثنا حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد، به، بلفظه مع قصة في أوله.
الحكم عليه: إسناده صحيح. ورواه الخطيب في تاريخه (1/ 317) من طريق المؤمل، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال، عن نصر بن عاصم عن عقبة بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عُقُوبَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَّيْفِ. قال الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 333): وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير المؤمل وهو ابن إسماعيل البصري. قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ، لكن يشهد له حديث أبي برده. اهـ. باختصار. وذكره الديلمي في الفردوس (3/ 54: 4140) من حديث معقل بن يسار.
4186 - حَدَّثَنَا (¬1) عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه قال: إن هذه الأمة مرحومة، لا عذاب عليها، إلَّا ما عذبت بِهِ أَنْفُسَهَا، قُلْتُ: وَكَيْفَ تُعَذِّبُ أَنْفُسَهَا؟ قَالَ: أما كان يوم النهر (¬2) عذاب، أما كان يوم الجمل (¬3) عذاب، أما كان يوم صفين (¬4) عذاب. ¬
4186 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (11/ 67: 6204). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 82 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى. وخالف سعيد بن مسلمة الأموي: ابن أبي زائدة فرفعه. رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 213: 4334) من طريق =
= علي بن ميمون الرقي قال: حدّثنا سعيد بن مسلمة الأموي، عن سعد بن طارق، به، مرفوعًا ولفظه: أمتي أمة مرحومة، قد رفع عنهم العذاب إلَّا عذاب أنفسهم بأيديهم. قال الطبراني: لم يروه عن سعد بن طارق إلَّا سعيد بن مسلمة. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 224): فيه سعيد بن مسلمة الأموي، وهو ضعيف، ووثقه ابن حبّان وقال: يخطئ، وبقية رجاله ثقات. اهـ.
الحكم عليه: إسناده صحيح، وهو في حكم المرفوع.
132 - باب فضل أهل اليمن
132 - بَابُ فَضْلِ أَهْلِ الْيَمَنِ 4187 - قَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثني عبد الله بن عيسى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرٍ (¬1)، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ، فَإِذَا هُوَ بِعَمْرِو بن العاص رضي الله عنه فَقَالَ لِي: مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ لِي: ادْنُ مِنِّي أُحَدِّثْكَ بِحَدِيثٍ تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ، قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ عمرو رضي الله عنه: بَيْنَمَا (¬2) نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسًا، إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَعَدَ إِلَيْنَا، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وهم مني، أدخل الجنة، و [هم]، (¬3) يدخلون معي؟ "، ثم قام فذهب، [فما لبث أن رجع فَقَعَدَ. ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي، أَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَيَدْخُلُونَ مَعِي؟ ". ثُمَّ قَامَ فَذَهَبَ] (¬4)، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: لَوْ أنا سألناه، أوَ غيرنا هُمْ (¬5) يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَمَا كَانَ إلَّا قَلِيلًا أَنْ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ:" أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مني، أدخل ¬
الجنة ويدخلون [الجنة] (¬6) معي؟ "، فقلنا: يا رسول [الله] (¬7)، أوَ غيرنا هم؟ قال: (نعم هم أهل اليمن، الْمَطْرُحُونَ (¬8) فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ، الْمَدْفُوعُونَ (¬9) عَنْ أَبْوَابِ السُّلْطَانِ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَمْ يقضها". ¬
4187 - تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (1/ 265: 296). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق83ب، 169أمختصر)، وقال: رواه عبد بن حميد بسند فيه راوٍ لم يسم. اهـ. قلت: وليس في إسناده راو لم يسم. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 56)، ولكن جعله من حديث ابنه عبد الله بن عمرو بن العاص، وقال: رواه الطبراني، وفيه جماعة فيهم خلاف. اهـ. وذكره الهندي في الكنز (12/ 50: 33953) وعزاه للطبراني مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف لأجل إبراهيم بن الحكم، وهو ضعيف، وفيه عبد الله بن عيسى بن بحير ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكتا عنه، وأبوه لم أقف على ترجمته.
4188 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حدّثنا حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن أبي حازم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَدِينَةِ (¬1)، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، قَدْ جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَجَاءَ أَهْلُ اليمن، قيل (¬2): ياسول اللَّهِ! وَمَا أَهْلُ الْيَمَنِ؟ قَالَ: قَوْمٌ رَقِيقَةٌ قلوبهم، لينة طاعتهم (¬3) الإِيمان يمان، والحكمة يمانية (¬4). [2]، وقال البزّار: حدّثنا عبد الله بن سعيد، حدّثنا حُسَيْنٌ، فَذَكَرَهُ (¬5). وَقَالَ: لَمْ يُسْنِدِ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ غَيْرَ هَذَا. *قُلْتُ: حُسَيْنٌ ضَعِيفٌ. ¬
4188 - [1] تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 384: 2505). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 55)، وقال: رواه البزّار، وفيه الحسين بن عيسى بن مسلم الحنفي، وثقه ابن حبّان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 83ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى، =
= والبزار، وقال: مدار إسناديهما على حسين بن عيسى بن مسلم وهو ضعيف. اهـ. ومن طريق أبي يعلى: رواه ابن عدي في الكامل (2/ 766) قال: حدّثنا أبو يعلى، به، بلفظ مقارب. ورواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (30/ 332)، قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى، به بلفظ مقارب. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 316: 2837) قال: حدّثنا عبد الله بن سعيد، حدّثنا الحسين بن عيسى، به، بنحوه. قال البزّار: لا نعلم أسند الزهري عن أبي حازم غير هذا. اهـ. وذكره الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزّار (2/ 384) وقال: الحسين بن مسلم الحنفي ضعفه الجمهور. اهـ. ورواه ابن حبّان كما في الإِحسان (9/ 204: 7254) قال: أخبرنا محمد بن عمرو بن عباد، حدّثنا أبو سعيد الأشج، به، بنحوه. وذكره الهيثمي في موارد الظمآن (2299). ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 766) قال: حدّثنا محمد بن محمد بن أحمد بن هلال الشطوي، عن إسحاق بن بهلول، عن حسين، عن معمر، عن الزهري، عن عكرمة، عن ابن عباس. ورواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (30/ 332)، قال: حدّثنا ابن عبد الأعلى، حدّثنا ابن ثور، عن معمر، عن عكرمة مرسلًا. ورواه الدارمي في سننه (1/ 51: 79) في المقدمة: باب في وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أخبرنا سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، فذكره، بنحوه مع قصة في أوله. قلت: هلال بن خباب قال عنه الحافظ: صدوق تغير بأخرة (التقريب ص 575: 7334)، وبقية رجاله ثقات. وعليه فإسناد الدارمي حسن. =
= وحسنه الألباني في تخريج المشكاة (3/ 1684). ورواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 329: 11904)، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدّثنا سعيد بن سليمان، به، بنحوه، ولم يذكر قصة في أوله. ورواه -أيضًا- (11/ 328: 11903) من طريق أبي عوانة عن هلال بن خباب، به.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد، فيه علتان: 1 - حسين بن عيسى بن مسلم الحنفي، وهو ضعيف جدًا. 2 - الإنقطاع. إن كان أبو حازم هو سلمة بن دينار فيكون الحديث منقطعًا؛ لأن سلمة لم يدرك ابن عباس. قال يحيى بن صالح الوحاظي: قلت لابن أبي حازم: أبوك سمع من أبي هريرة؟ قال: من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد فقد كذب. اهـ. (تهذيب الكمال 11/ 275). وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. قال ابن عدي بعد أن رواه من طريق أبي حازم وعكرمة عن ابن عباس: وهذا الحديث ... سواء عن عكرمة أو عن أبي حازم، عن ابن عباس، منكر جدًا. اهـ. وفي الباب ما رواه مسلم في صحيحه (1/ 71: 52) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "جاء أهل اليمن، هم أرق أفئدة، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية".
133 - باب فضل العجم وفارس
133 - باب فضل العجم وفارس 4189 - [1]، قال إسحاق: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرٍ مِنَ الْآجُرِّ، وَخَلْفِي صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ، فَكَلَّمَهُ رَجُلٌ بِشَيْءٍ خَفِيٍّ عَلَيْنَا، فَعَرَفْنَا الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ فسكت، فجاء الأشعت بْنُ قَيْسٍ، فَجَعَلَ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى كَانَ قَرِيبًا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْحَمْرَاءُ (¬1) عَلَى وَجْهِكَ، فَضَرَبَ صَعْصَعَةُ بَيْنَ كَتِفَيَّ بِيَدِهِ، فَقَالَ (¬2): إِنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، لَيُبْدِيَنَّ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ الْعَرَبِ أَمْرًا كَانَ يَكْتُمْهُ، قَالَ: فَغَضِبَ غَضَبًا، وَقَالَ: مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ هَؤُلَاءِ الضَّيَاطِرَةِ (¬3)، يَتَمَرَّغُ أَحَدُهُمْ (¬4) عَلَى حشاياه، ويهجر أقوام تذكر الله عزَّ وجلَّ، فيأمرني أَنْ أَطْرُدَهُمْ وَأَكُونُ مِنَ الظَّالِمِينَ، وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَقَدْ سَمِعْتُ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: وَاللَّهِ لَيَضْرِبَنَّكُمْ عَلَى الدين عودًا ¬
كَمَا ضَرَبْتُمُوهُمْ (¬5) عَلَيْهِ بَدْءًا. قَالَ إِسْحَاقُ: وَسَمَّاهُ غَيْرُ جَرِيرٍ: عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ. *قلت: وهو كما قال. ¬
= حدّثنا محمد بن معمر، حدّثنا محاضر، به، بنحوه. إلَّا أنه قال: زيد بن صوحان بدلًا من صعصعة بن صوحان. وذكره الهيثمي في كشف الأستار (4/ 93: 3271). وقال الحافظ في مختصر زوائد البزّار (2/ 173): ومحاضر لين لكن لم يتفرد به. اهـ. وأما رواية أبي معاوية: فرواها الحارث كما في بغية الباحث (1/ 261: 193) قال: حدّثنا أبو النضر، حدّثنا أبو معاوية، به، بنحوه. وذكره الدارقطني في العلل (4/ 23)، وقال: يرويه أبو معاوية الضرير، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي موقوفًا. ورفعه أبو عوانة ويحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش. ورواه شريك، عن الأعمش فنحا به نحو الرفع، ولم يصرح به. ورفعه صحيح. اهـ. وأورده الهندي في الكنز (3/ 614: 11772)، وعزاه أيضًا للدورقي ولابن جرير وصححه، وإلى سعيد بن منصور.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه رجل مبهم، وهو عباد بن عباد بن عبد الله الأسدي، كما في بقية الروايات، وهو ضعيف. كما سيأتي قريبًا ومداره عليه. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
4189 - [2] وقال الحارث: حدّثنا أبو النضر، حدّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيِّ، قال: كان علي رضي الله عنه [يَخْطُبُ] (¬1)، وَقَدْ أَحْدَقَتْ بِهِ الْمَوَالِي. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬2) [بتمامه] (¬3). [3] وأخرجه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ شَرِيكٍ، عن الأعمش، عن المنهال، عن عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬4). [4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ (¬5). ¬
4190 - [1] وقال أبو بكر: حدّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أبيه، عن قيس بن سعد رضي الله عنه رواية, قال: لوكان الإِيمان معلقًا بالثريا، لناله ناس من أهل فارس. = = = 4190 - [1]، تخريجه: وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 64)، وصرح برفعه وقال: رواه أبو يعلى والبزار والطبراني، ورجالهم رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 79 ب مختصر)، وصرح برفعه أيضًا، وقال: رواه البزّار وأبو بكر بن أبي شيبة وعنه أبو يعلى الموصلي بسند صَحِيحٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هريرة. اهـ. ورواه ابن أبي شيبة -أيضًا- في المصنف (12/ 106: 12561) كتاب الفضائل: باب ما جاء في العجم. قال: حدّثنا ابن عيينة، به، بلفظ مقارب. وذكر فيه "الدين" بدلًا من "الإيمان". -وقد سقط من إسناده أبو نجيح-. ومن طريق ابن أبي شيبة: رواه أبو يعلى في مسنده (3/ 23: 1433) قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ، بلفظه. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (4/ 260: 1494). والطبراني في المعجم الكبير (18/ 353: 901)، وقال: حدّثنا عبيد بن غنام، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ، بلفظ مقارب. وقد وردت روايات صرحت برفعه. فرواه أبو يعلى في مسنده (3/ 27: 1438) قال: حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا سفيان، به، بلفظ مقارب. قلت: وقد جمع الحافظ -كما في المطالب هنا- بين إسناد أبي يعلى هنا وإسناد روايته السابقة مع أن هذه الرواية صرحت بالرفع دون الأولى. وهو في المقصد العلي (4/ 260: 1493). =
= ورواه البزاركما في كشف الأستار (3/ 316: 2835) قال: حدّثنا أحمد بن عبده، أخبرنا سفيان، به، بلفظ مقارب. وفيه: "وربما قال: من بني الحمراء الموالي". وذكره الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزّار (2/ 387: 2568)، وصححه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (353/ 18: 900) من طريق يعقوب بن حميد عن سفيان، به بلفظ مقارب. ورواه أبو نعيم في أخبر أصبهان (1/ 8) من طريق ابن كاسب عن سفيان، به، بنحوه. ورواه -أيضًا- (1/ 9) من طريق يحيى الحماني عن سفيان، به، بمثل روايته السابقة، إلَّا أنه قال: أناس من بني الحمراء.
الحكم عليه: رجاله ثقات، ولكن رواية أبي نجيج عن قيس بن سعد مرسلة. (انظر ترجمة أبي نجيج في دراسة رجال السند). وقد صححه الحافظ -كما في المطالب-، وفي مختصر زوائد البزّار كما تقدم. وصحح إسناده البوصيري، كما تقدم في تخريج الحديث. قلت: وهذا الحديث بهذا السند من المرفوع حكمًا. ويشهد له حديث أبي هريرة رضي الله عنه فيرتقي إلى الحسن لغيره. قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فأنزلت عليه سورة الجمعة: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}. قال: قلت: من هم يا رسول الله؟ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثًا -وفينا سلمان الفارسي، وضع رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ على سلمان- ثم قال: لو كان الإيمان عند الثريا لناله =
= رجال -أو رجل- من هؤلاء. رواه البخاري (8/ 510: 4897 الفتح)، ومسلم (4/ 1972)، والترمذي (5/ 413: 3310)، والنسائي في السنن الكبرى (6/ 490: 11592).
4190 - [2]، وقال أبو يعلى: حدّثنا أبو بكر وهارون بن معروف (¬1)، قالا: حدّثنا سُفْيَانُ، بِهِ. وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ وَصَرَّحَ بِرَفْعِهِ وَقَالَ فِيهِ: "وَرُبَّمَا قَالَ مِنْ بَنِي الْحَمْرَاءِ بَنِي الموالي" (¬2) *صحيح. ¬
41 - فضل البلدان
41 - فضل الْبُلْدَانِ 1 - بَابُ عَسْقَلَانَ (¬1) 4191 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَخِي الْمِسْوَرِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- جالسًا بين ظهري أصحابه إذ (¬2) قال: "صَلَّى اللَّهُ عَلَى تِلْكَ الْمَقْبَرَةِ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يَسْأَلْهُ أَحَدٌ أَيُّ مَقْبَرَةٍ هِيَ، وَلَمْ يُسَمِّ لَهُمْ شَيْئًا (¬3). فَدَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ عَلَى بعض أزواجه كأنها عائشة، فقال لها، فدخل (¬4) رسول الله فسألته عنها، فقال: هي مقبرة بعسقلان. ¬
4191 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 216: 913). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (4/ 259: 1491). =
= وذكره -أيضًا- في المجمع (10/ 61)، وعزاه لأبي يعلى والبزار، وقال: وفي إسناد أبي يعلى علي بن عبد الله بن بحينة، وفي إسناد البزّار مالك بن عبد الله بن بحينة، وكلاهما لم أعرفه، وبقية رجالهما ثقات، وفي بعضهم خلاف يسير. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق83ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى، وهو حديث ضعيف، وذكره الفسوي في تاريخه. اهـ. ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 300) قال: حدّثنا آدم، حدّثنا عطاف بن خالد المخزومي، عن أخيه المسور بن خالد، عن مكي بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ، عَنْ أَبِيهِ، فذكره بنحوه. - وقع في سند الفسوي: مكي بن عبد الله، فلعلها تصحفت عن مالك-. ورواه البزاركما في كشف الأستار (3/ 324: 2853) قال: حدّثنا محمد بن المثنى، حدّثنا محمد بن زريق، حدّثنا عطاف بن خالد، حدّثنا مالك بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ، عَنْ أَبِيهِ. وَلَفْظُهُ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- استغفر وصلى على أهل مقبرة بعسقلان". قال البزّار: عطاف ضعيف، ومحمد بن زريق لا يعرف بكثير حديث. اهـ. وذكره الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزّار (2/ 386: 2067)، وقال: ليس بصحيح. وذكره -أيضًا- الحافظ في القول المسدد (ص 44) وعزاه لأبي يعلى، وقال: أورده ابن مردويه في تفسيره من هذا الوجه، وسمى الزوجة عائشة. اهـ. وذكره السيوطي في اللآلىء المصنوعة (1/ 461)، وابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 49)، ونقلا كلام الحافظ في القول المسدد. وذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 430) وعلّق عليه المعلمي بقوله: عطاف صدوق يهم، وأخوه وشيخه لا يعرفان إلَّا في هذا الخبر. اهـ. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد، فيه علتان: 1 - المسور بن خالد، لا يعرف حاله، ولم يرو عنه غير أخيه. 2 - علي بن عبد الله بن بحينة، لم أجد له ترجمة، وقال الهيثمي: لم أعرفه. وقد تابع عليًا: مالك بن عبد الله بن بحينة. وهو أيضًا لم أجد له ترجمة، وقال الهيثمي أيضًا: لم أعرفه. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وقد ضعفه الذهبي والبوصيري، وقال الحافظ: هذا باطل. كما تقدم في تخريج الحديث.
4192 - حَدَّثَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، [عَنْ عمر] (¬2) رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَذْكُرُ أَهْلَ مَقْبَرَةٍ [يَوْمًا، فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَأَكْثَرَ الصَّلَاةَ عَلَيْهَا، فَسُئِلَ عَنْهَا، فَقَالَ: أَهْلُ مَقْبَرَةِ] (¬3) عَسْقَلَانَ، يُزَفُّون إِلَى الْجَنَّةِ، كَمَا تزف العروس إلى زوجها. ¬
4192 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 160: 175). وذكره أيضًا الهيثمي في المقصد العلي (4/ 259: 1490). وذكره -أيضًا- في المجمع (10/ 61)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه بشر بن ميمون وهو متروك. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 83 ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى بإسناد ضعيف، لضعف بشير بن ميمون الخراساني. اهـ. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (2: 52) من طريق محمد بن إسحاق السراج، قال: حدّثنا محمد بن بكار الزيات، به، بنحوه، إلَّا أنه جعل الحديث عن ابن عمر لا عن أبيه. قال ابن الجوزي: [أما حديث ابن عمر، فطريقه الأول بشير بن ميمون، قال يحيى بن معين: اجتمع الناس على طرح حديثه، وقال أحمد: ليس بشيء. وقال السعدي: غير ثقة]. اهـ. وذكره الذهبي في الميزان (1/ 330) للتنبيه على نكارته من طريق محمد بن بكار بهذا الإِسناد. =
= وأورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة (1/ 460)، وابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 48) عن ابن عمر. وأورده الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 429) وقال: رواه ابن عدي عن ابن عمر، وفي إسناده بشير بن ميمون، وليس بشيء. اهـ. وذكره الهندي في الكنز (14/ 165: 38250)، وعزاه لأبي يعلى، وإلى الخطيب في المتفق والمفترق، وقال: قال الخطيب: هذا حديث غريب، لا أعلم حدث به غير بشير بن ميمون الواسطي، يكنى بأبي صيفي. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، لأجل بشير بن ميمون وهو متروك، وعبد الله بن يوسف لم أجد له ترجمة.
2 - باب البصرة والكوفة
2 - بَابُ الْبَصْرَةِ (¬1) وَالْكُوفَةِ (¬2) 4193 - [1]، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الزُّهْدِ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنِي أُنَيْسُ (¬3) بن سوار، حدّثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قال أتيت المدينة في إمارة عثمان رضي الله عنه فإذا رجل كث اللحية قعد لهم وأغلظ، فَتَفَرَّقُوا، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! مَا أَرَاكَ إلَّا قَدْ أَسَأْتَ، قَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ مُدَاهِنُونَ، أَتَعْرِفُنِي؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ، فَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: بلايا (¬4) بِالْعِرَاقِ [وَذَلِكَ] (¬5) بِالْكُوفَةِ (¬6)، فَأَمَّا أَهْلُ الْبَصْرَةِ فَأَقْوَمُ الْأَمْصَارِ قِبْلَةً، وَأَكْثَرُهُ مُؤَذِّنًا، يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُمْ ما يكرهون. ¬
4193 - [1] تخريجه: رواه عبد الله بن أحمد -أيضًا- في زيادات الزهد -كما في المطالب هنا-، قال: حدّثنا أبو إسحاق الطبري، حدّثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ سعيد الربعي، عن مالك بن دينار، به، بنحوه، بدون قصة في أوله. قلت: وفيه صالح المري وهو ضعيف، وسعيد الربعي مقبول. (انظر: دراسة رجال السند للطريق التالية: رقم4193 [2]). ورواه أبو نعيم في الحلية (6/ 249) قال: حدّثنا أبو بكر بن خلاد، حدّثنا محمد بن يونس، حدّثنا محمد بن عباد المهلبي، حدّثنا صالح المري، عن المغيرة بن حبيب صهر مالك، قال: قلت لمالك بن دينار: يا أبا يحيى لو ذهبت بنا إلى بعض جزائر البحر فكنا فيها حتى يسكن أمر الناس؟ فقال ما كنت بالذي أفعل، حدثني الأحنف بن قيس عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول. فذكره، بنحوه. وفي آخره: يدفع عنها من البلاء ما لم يدفع عن سائر البلاد. قال أبو نعيم: غريب من حديث المغيرة وصالح، رواه الجراح بن مخلد عن محمد بن عباد، ورواه القاسم بن محمد بن عباد عن أبيه. اهـ. ومن طريق أبي نعيم: رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 312: 500) من طريق حمد بن أحمد قال: حدّثنا أبو نعيم الحافظ، به. قال ابن الجوزي: [هذا حديث لا يصح، وفيه محمد بن يونس الكديمي قال ابن حبّان: كان يضع الحديث عن الثقات، لعله قد وضع أكثر من ألف حديث]. اهـ. قلت: وفيه أيضًا صالح المري وهو ضعيف. وذكره الديلمي في الفردوس (1/ 59: 165) بلفظ مقارب لرواية أبي نعيم. وأورده ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 58)، وعزاه لابن قانع، وفيه الكديمي. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه يحيى بن بسطام وهو صدوق له مناكير، وأنيس بن سوار ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكتا عنه؛ وذكره ابن حبّان في الثقات. وعليه فالإسناد ضعيف. وأما رواية عبد الله بن أحمد الثانية ففيها صالح المري، وهو ضعيف منكر الحديث، وسعيد الربعي وهو مقبول. فالمتابعة ضعيفة أيضًا.
4193 - [2] حدّثنا (¬1) أبو إسحاق الطبري، حدّثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الرَّبَعِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الأحنف، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ أهل الكوفة، فذكر أنه ستنزل بهم بلايا عظام (¬2). ثُمَّ ذَكَرَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ، فَذَكَرَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ أَهْلِ الْأَمْصَارِ قِبْلَةً، وَأَكْثَرُهُمْ مُؤَذِّنًا، يُدْفَعُ عَنْهُمْ ما يكرهون. ¬
4193 - [2] تخريجه والحكم عليه: تقدَّما في الطريق السابقة.
4194 - وقال الطيالسي: حدّثنا سَلَّامٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ (¬1) مَسْرُوقٍ، عَنْ نُعَيْمِ بن أبي هند، قال: قال حذيفة رضي الله عنه: مَا رَأَيْتُ أَخْصَاصًا إلَّا أَخْصَاصًا كَانَتْ مَعَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا يَدْفَعُ عن هذه -يعني بالكوفة-. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: الْأَخْصَاصُ بُيُوتٌ عِنْدَنَا مِنْ قصب. ¬
4194 - [2] تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 59: 440). ورواه أحمد في مسنده (5/ 384)، وابن سعد في الطبقات (6/ 6، 7). قال: حدّثنا محمد بن عبيد، حدّثنا يوسف -يعني ابن صُهَيْبٍ-، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي الْمُخْتَارِ، عَنْ بلال العبسي، قال: قال حذيفة. ولفظه: ما أخبية بعد أخبية كانت مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ببدر يدفع عنهم ما يدفع عن أهل هذه الأخبية، ولا يريد بهم قوم سوء إلَّا أتاهم ما يشغلهم عنهم. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 324: 2854) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الكوفي، حدّثنا محمد بن عبيد، به، بنحوه. قال البزّار: يعني الكوفة، وقال: ولا نعلمه يُرْوَى عَنْ بِلَالٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ إلَّا بِهَذَا الإِسناد. اهـ. قال الهيثمي في المجمع (10/ 64): ورجال أحمد والبزار ثقات. اهـ. قلت: موسى بن أبي المختار ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبّان في الثقات. (انظر: الجرح والتعديل 8/ 164، الثقات 7/ 456). وبلال بن يحيى العبسي صدوق، مختلف في سماعه من حذيفة، قال ابن معين: روايته عن حذيفة مرسلة. اهـ وقال ابن أبي حاتم: وجدته يقول: بلغني عن =
= حذيفة. اهـ. (انظر: الجرح والتعديل 2/ 396، التهذيب 1/ 443، التقريب ص 129: 786). وعليه فإسناد أحمد ضعيف. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 43: 4002) من طريق مصعب بن سلام عن الزبرقان، عن موسى بن أبي المختار، به، بنحوه مختصرًا. قال الطبراني: لم يروه عن الزبرقان إلَّا مصعب. اهـ. ورواه ابن سعد (6: 6) من طريق الركين الفزاري عن أبيه، عن حذيفة بنحو لفظ أحمد. ورواه أيضًا (6: 6) من طريق عمرو بن مرة عن سالم عن حذيفة.
الحكم عليه: رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع، فنعيم بن أبي هند يظهر أنه لم يدرك حذيفة. فحذيفة توفي سنة ست وثلاثين، ونعيم سنة عشر ومائة. ولم يذكر المزي حذيفة من ضمن شيوخ نعيم. (انظر: تهذيب الكمال 29/ 498). وعليه فالأثر بهذا الإِسناد ضعيف.
3 - باب أهل مصر
3 - باب أهل مصر 4195 - [1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حدّثنا عبد الله بن يزيد، حدّثنا حيوة، أخبرني أبو هاني حميد بن هاني الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ وَعَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ وَغَيْرَهُمَا يَقُولُونَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّكُمْ ستقدمون على قوم جعدة رؤوسهم، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ قُوَّةٌ لَكُمْ، وَبَلَاغٌ إلى عدوكم بإذن الله تعالى -يَعْنِي قِبْطَ مِصْرَ-. [2] رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ (¬1) عَنْ أَبِي يَعْلَى. *وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَابِعِيٌّ بِلَا رَيْبٍ، وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ لَيْسَ هُوَ الْمَخْزُومِيُّ، بَلْ هُوَ آخَرٌ مُخْتَلِفٌ فِي صحبته. ¬
4195 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 51: 1473). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 64)، وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ق 84أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى وابن =
= حبّان في صحيحه. وقد وقع في هامشه: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ هُوَ أَبُو عَبْدِ الرحمن الحبلي تابعي ليست له صحبة، فصوابه عن عمرو بن حريث. اهـ. ومن طريق أبي يعلى: رواه ابن حبّان في صحيحه كما في الإحسان (8/ 238: 6642) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، به، بلفظ مقارب. إلَّا أنه لم يذكر في سنده "وغيرهما". وذكره الهيثمي في موارد الظمآن (ح 2315). وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 98)، وعزاه لأبي يعلى، ثم قال عقبه: ولا شك أن أبا خيثمة وأبا يعلى حيث رأيا هذا يروي عنه المصريون في فضل مصر، ظنه غير المخزومي، فإن المخزومي سكن الكوفة، والله أعلم. اهـ. وذكره ابن معين في تاريخه (2/ 441) في ترجمة عمرو بن حريث، وقال: عمرو بن حريث لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلم- شيئًا. اهـ.
الحكم عليه: رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل. أبو عبد الرحمن الحبلي تابعي، وعمرو بن حريث مختلف في صحبته. (انظر: ترجمته في دراسة رجال السند). وللحديث شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره. ومن هذه الشواهد. 1 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قال رسول الله: "إنكم ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا، فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها. رواه مسلم (4/ 1970: 2543)، وأحمد (5/ 173، 174)، والطحاوي في مشكل الآثار (3/ 123 - 124). 2 - عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرًا، فإن لهم ذمة ورحما". =
= رواه الحاكم في المستدرك (2: 553)، والطحاوي في مشكل الآثار (3: 124)، والطبراني في المعجم الكبير (19/ 61:113,112,111). قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي وأقرهما الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 362) فقال: وهو كما قالا. وقال -أيضًا- عن رواية الطحاوي: إسناده صحيح. 3 - عن أم سلمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-أوصى عنده وفاته، فقال: "الله الله في قبط مصر، فإنكم ستظهرون عليهم، ويكون لكم عدة وأعوانًا في سبيل الله". رواه الطبراني في المعجم الكبير (23/ 265: 561). قال الهيثمي في المجمع (10/ 63): ورجاله رجال الصحيح. اهـ.
4 - باب فضل من نزل حمص من الصحابة رضي الله عنهم
4 - بَابُ فَضْلِ مَنْ نَزَلَ حِمْصَ (¬1) مِنَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم 4196 - قال الحارث: حدّثنا داود بن رشيد، حدّثنا أَبُو حَيْوَةَ، عَنْ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ، قال: أتيت ابن عمر رضي الله عنهما فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ: مِنْ أَيِّ أَهْلِ الشَّامِ؟ قُلْتُ: مِنْ حِمْصَ، قَالَ: من حمص جئت تطلب العلم ها هنا! قلت: ما يمنعي أَنْ أَطْلُبَ الْعِلْمَ مِنْ مِثْلِكَ، وَأَنْتَ صَاحِبُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟! قال: فَأُخْبِرُكَ أَنَّ الْقَاصِيَةَ (¬2) الْأُولَى سَارُوا تِلْوَ رَسُولِ الله حَتَّى نَزَلُوا الشَّامَ، ثُمَّ جُنْدُكَ خَاصَّةً، فَانْظُرْ ما كانوا عليه، فإنه السنة (¬3). ¬
4196 - تخريجه: هو في بغية الباحث (86/ 1: 53). وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 20أمختصر)، وعزاه للحارث. =
= الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد، فيه أبو الضحاك: يوسف الألهاني ذكره البخاري في تاريخه. وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وسكتا عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات.
5 - باب فضل الشام
5 - باب فضل الشام (198) حديث النواس رضي الله عنه عَقْرُ (¬1) دَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِالشَّامِ. يَأْتِي -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- فِي الْفِتَنِ (¬2). ¬
4197 - وقال أبو يعلى: حدّثنا عبد الجبار بن عاصم أبو طالب، حدّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الخولاني، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أبواب دمشق وما حوله، وعلى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهُ، وَعَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ، ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.
4197 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (11/ 302: 6417). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (258/ 4: 1488). وذكره -أيضًا- الحافظ ابن حجر في موضع آخر من المطالب العالية (2/ 18)، وعزاه لأبي يعلى وتمام في فوائده، وابن عدي وعبد الجبار في تاريخ داريا. ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 61: 47) من طريق أبي الجماهر قال: حدّثنا إسماعيل بن عياش، به، بنحوه. قال الطبراني: لم يروه عن عامر الأحول إلَّا الوليد بن عباد، تفرد به إسماعيل ابن عياش. اهـ. قال الهيثمي في المجمع (7/ 288): وفيه الوليد بن عباد، وهو مجهول. اهـ. قلت: وفي هذا مخالفة لكلامه السابق، فقد حكم على إسناد أبي يعلى بأن رجاله ثقات مع أن في سنده الوليد بن عباد. وهو في مجمع البحرين (7/ 253: 4405). ورواه ابن عدي في الكامل (7/ 2545) من طريق هشام بن عمار قال: حدّثنا إسماعيل بن عياش، به بلفظ مقارب. =
= قال ابن عدي عقبه: وهذا الحديث بهذا اللفظ لا يرويه غير ابن عياش عن الوليد بن عباد. اهـ. ورواه تمام في فوائده (2/ 289: 1773) وعنه: أبو الحسن الربعي في فضائل الشام (رقم 115) قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ حَذْلَمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرحمن، حدّثنا ابن عياش، به، بلفظ مقارب. ورواه أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْجَبَّارِ فِي تَارِيخِ دَارَيَّا (ص 60) قال: حدّثنا أحمد بن سليمان، به. إلَّا أنه قال: عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ. وتعقب ذلك الحافظ ابن حجر في المطالب (2/ 18) بعد ذكره لرواية عبد الجبار، فقال: إلَّا أنه قلب إسناده، جعله عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، وَالصَّوَابُ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عن أبي صالح. اهـ. وذكره الهندي في الكنز (12/ 283: 35051)، وعزاه أيضًا لابن عساكر.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه الوليد بن عباد، وهو مجهول، وإسماعيل بن عياش ضعيف إلَّا في روايته عن الشاميين، ولا أدري هذه منها أم لا؛ لأن شيخه الوليد بن عباد لم ينتسب إلى بلد معين. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. ولذا قال الألباني في تخريج فضائل الشام (ص 62): حديث ضعيف بهذا السياق. اهـ.
4198 - وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ -هُوَ الْفَزَارِيُّ- عَنْ سَعِيدِ (¬1) بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّكُمْ ستجندون (¬2) أجنادًا ... الحديث في فضل الشام (¬3). ¬
4198 - تخريجه: هو في بغية الباحث (4/ 1242: 1019). ويأتي تخريج الحديث والحكم عليه في الحديث رقم (4200).
4199 - قال سعيد (¬1): وحدثنا ابْنُ حَلْبَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (¬2) رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنِّي رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي [فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ] (¬3) عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، ألاَّ وَإِنَّ الإِيمان حين (¬4) تقع الفتن بالشام (¬5) ". ¬
4199 - تخريجه: هو في بغية الباحث (4/ 1242: 1019). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 58)، وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد، وفي أحدها ابن لهيعة، وهو حسن الحديث، وقد توبع على هذا، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 84 أمختصر)، وقال: وكذا رواه الطبراني في الكبير والأوسط والحاكم وصححه من حديث عبد الله بن عمرو. اهـ. ورواه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 180: 309) قال: حدّثنا محمد بن النضر الأزدي، حدّثنا معاوية بن عمرو، به، بلفظ مقارب. ورواه ابن المبارك في الجهاد (ح 190) عن سعيد بن عبد العزيز، به، بلفظ مقارب. =
= ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 300)، ومن طريقه: البيهقي في الدلائل (6/ 448) قال: حدثثا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم وصفوان بن صالح، قالا: حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، به، بلفظ مقارب. ورواه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 181: 310) من طرق عن الوليد بن مسلم، به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 509) من طريق عمرو بن أبي سلمة، قال: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، به، بلفظ مقارب. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. اهـ. ووافقه الذهبي. وتعقبهما الألباني في تخريج فضائل الشام (ص 15) فقال: وقد وهما في قولهما "إنه على شرطهما" وإنما هو صحيح فقط؛ لأن في السند يونس بن ميسرة بن حلبس، ولم يخرج له الشيخان شيئًا، وهو ثقة. اهـ. ورواه الطبراني -أيضًا- في مسند الشاميين (1/ 179: 308)، وعنه: أبو نعيم في الحلية (5/ 252) ومن طريق أبي نعيم: الذهبي في سير أعلام النبلاء (8/ 37) قال: حدّثنا أبو زرعة، وأحمد بن يحيى بن حمزة الدمشقيان، قالا: حدّثنا يحيى بن صالح الوحاظي، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، به، مختصرًا. ورواه تمام في فوائده (2/ 109: 1278)، وأبو الحسن الربعي في فضائل الشام (رقم11)، والبيهقي في الدلائل (6/ 448) جميعهم من طريق عقبة بن علقمة، قال: حدثني سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَذَكَرَهُ بلفظ مقارب. ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (3/ 333: 2710) من طريق مؤمل بن إسماعيل، قال: حدّثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-: فذكره، بنحوه. =
= قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلَّا معمر، ولا عن معمر إلَّا محمد بن ثور، تفرد به مؤمل. اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع البحرين (7/ 41: 3999). ورواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 291) من طريق العباس بن سالم، عن مدرك بن عبد الله عن ابن عمرو مرفوعًا.
الحكم عليه الحديث بهذا الإِسناد صحيح، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي كما تقدم. وقال الألباني في تخريج فضائل الشام (ص 15): حديث صحيح.
4200 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ خَوْلِيٌّ (¬1)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إنكم ستجندون (¬2) أَجْنَادًا، جُنْدًا بِالشَّامِ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ. فَقَالَ لَهُ خَوْلِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! خِرْ لِي قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: عليك بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه، وليسق (¬3) بغدره (¬4)، فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله. ¬
4200 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (/ 3 ق 84 أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى والحارث بن أبي أسامة. ورواه أبو الفتح الأزدي في الوحدان من الصحابة كما في الإِصابة (1/ 397) من طريق وَكِيعٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ حولي -بالحاء المهملة- وساق جزءًا من لفظه. قال الحافظ ابن حجر في المصدر السابق في ترجمة حولي: ذكره أبو الفتح الأزدي في الوحدان من الصحابة، فأخطأ لأنه ابن حوالة، واسمه عبد الله. اهـ. وقال ابن عساكر في مقدمة تاريخه كما في الإِصابة (1/ 397) وهم فيه وكيع، فأسقط فيه رجلًا، وصحف اسم الصحابي. اهـ. قلت: أسقط أبا إدريس الخولاني، وصحف عبد الله بن حوالة. =
= ورواها عبد الأعلي بن مسهر في نسخته (ص 24) ومن طريقه: الطبراني في مسند الشاميين (1/ 192: 337)، وأبو الفتح الأزدي كما في الإِصابة (1/ 397) قال: حدّثنا سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد الله بن حوالة الأزدي عن رسول الله قال: فذكره بلفظ مقارب. وزاد: وجندًا بالعراق. ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 302) قال: حدّثنا الوليد، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ وربيعة بن يزيد عن عبد الله بن حوالة الحوالي، فذكره، بنحوه. قلت: سقط من إسناده أبو إدريس الخولاني. ورواه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 172: 292) من طريق دحيم وسليمان بن عبد الرحمن، قالاة حدّثنا الوليد بن مسلم، به. إلَّا أنه ذكر أبا إدريس الخولانى في إسناده فجعله هكذا: عن مكحول وربيعة عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 510) من طريق بشر بن بكر، قال: أخبرني سعيد بن عبد العزيز عن مكحول، به، بنحوه. قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. ووافقه الذهبي. وصححه الذهبي -أيضًا- في السيرة من تاريخ الإِسلام (ص 378). ورواه أحمد في مسنده (5/ 33) من طريق محمد بن راشد، قال: حدّثنا مكحول، عن عبد الله بن حوالة. فذكره، بنحوه. وذكر فيه "عليك بالشام" ثلاث مرات. ورواه الحارث كما في بغية الباحث (4/ 1242: 1019) قال: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ -وهو الْفَزَارِيُّ- عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-، فذكره مرسلًا. =
= ورواه أبو داود في سننه (3/ 4: 2483) كتاب الجهاد: باب في سكنى الشام من طريق ابن أبي قتيلة عن ابن حوالة. فذكره. وفيه: فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده. ورواه أحمد في مسنده (4/ 110) من طريق أبي قتيلة عن ابن حوالة. فذكره بلفظ مقارب من رواية أبي داود. قال الألباني عن إسناد أحمد كما في تخريج فضائل الشام (ص 14): إسناده صحيح. ورواه أحمد -أيضًا- (5/ 288) من طريق سليمان بن شمر عن ابن حوالة الأزدي. فذكره، بنحوه. ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 288)، والطحاويِ في مشكل الآثار (2/ 35) مطولًا من طريق جبير بن نفير عن عبد الله بن حوالة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد وهم فيه وكيع، فأسقط منه رجلًا وهو أبو إدريس الخولاني، وصحف اسم الصحابي وهو عبد الله بن حوالة. كما تقدم في تخريج الحديث. وعليه فالإِسناد ضعيف. وقد صح هذا الحديث من الطرق الأخرى موصولًا.
4201 - (¬1) قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، حدّثنا محمد بن مسلم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: وَجٌّ وَادٍ مُقَدَّسٌ. *قُلْتُ: هُوَ بفتح الواو، وتشديد الجيم وهو بالطائف. ¬
4251 - تخريجه: هو في مسند إسحاق (5: 46 - 47 رقم 2150). ورواه عبد الرزاق في مصنفه (134:11 رقم 20126) عن محمد بن مسلم الطائفي به بلفظه وفي آخره قال: هذا في حديث عمر. قلت: هذا الأثر في كتاب الجامع لمعمر بن راشد وهو مطبوع في نهاية مصنف عبد الرزاق، إلَّا أن إسناده لا يوجد فيه ذكر لمعمر، فلذا عزوته لعبد الرزاق، فليتنبه لذلك.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد حسن، لحال محمد بن مسلم الطائفي فهو صدوق وبقية رجاله ثقات. وانظر الحديث التالي.
6 - فضل الطائف
6 - فضل الطائف (¬1) 4202 - قال الحميدي: حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، حدثني محمد بن عبد الله ابن إِنْسَانٍ (¬2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ [عَبْدِ الرَّحْمَنِ]، (¬3) بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ وَجًّا مقدس، منذ عرج الرب إلى السماء يَوْمِ قَضَى الْخَلْقَ. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَجٌّ (¬4) بِالطَّائِفِ. ¬
4202 - تخريجه: هو في مسند الحميدي (1/ 160: 335). وذكره أبو موسى المديني في المجموع المغيث (3/ 386)، وابن الأثير في =
= النهاية (5/ 155)، وابن منظور في لسان العرب (8/ 4768) ونسبوه لكعب. قال الخطابي في معالم السنن (2/ 529) عن رواية كعب: لا يعجبني أن أحكيه وأعظم أن أقوله، وهو كلام لا يصح في دين ولا نظر. اهـ.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِنْسَانٍ الثَّقَفِيِّ وهو لين. وفيه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ الْحَكَمِ، ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وذكره ابن حبّان في الثقات. وقد تقدم قول الخطابي أن هذا الكلام لا يصح في دين ولا نظر.
7 - فضل نعمان
7 - فضل نعمان (¬1) 4203 - قال ابن أبي عمر: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيِّ (¬2)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نِعْمَ الْمُرْضِعُونَ أهل نعمان. ¬
4203 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 80 ب مختصر)، وقال: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بسند ضعيف، لضعف طلحة بن عمرو الحضرمي وجهالة الراوي عنه. اهـ. وقد ورد موصلًا من طريق ابن جريج قال: أخبرنا عنبسة مولى طلحة بن داود، أنه سمع طلحة ابن داود يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ولفظه: نعم المرضعون أهل عمان. فالراوية هنا من مسند طلحة بن داود. رواه عبد الرزاق في المصنف (7/ 485: 13987)، باب نعم المرضعون. قال: أخبرنا ابن جريج، به. ومن طريق عبد الرزاق: رواه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 373: 8164) =
= قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، أخبرنا عبد الرزاق، به. ومن طريق الطبراني: رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ ق 333 أ) قال: حدّثنا سليمان بن أحمد، به. ومن طريق أبي نعيم: رواه ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 58) عن عبد الله بن أحمد، عن عباس بن يزيد، عن عبد الرزاق. قال ابن الأثير: فخالف فيه خلافًا بعيدًا، وقال: نعم المرضعون أهل نعمان. ونعمان واد بعرفات. اهـ. قلت: ولا أدري أهكذا وقع حديث الباب عن طلحة بن عمرو أم أن هناك تحريفًا في السند؟ والذي أوجد هذا الشك أمران: الأول: أن من أخرج الحديث جعله من طريق ابن جريج عن مولى طلحة عن طلحة بن داود، وسند حديث الباب عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ طَلْحَةَ بن عمرو الحضرمي. الثاني: أن ابن جريج من الطبقة السادسة وهي متقدمة على طبقة طلحة بن عمرو السابعة، ومع ذلك يرويه ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عمرو.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه أربع علل: 1 - طلحة بن عمرو الحضرمي، وهو متروك. 2 - الإِنقطاع بين طلحة والرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو سند معضل. 3 - جهالة الراوي المبهم. 4 - ابن جريج مدلس، وقد عنعن. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا.
8 - فضل مكة شرفها الله تعال
8 - فضل مكة شرَّفها الله تعال 4204 - قال مسدّد: أحدثنا، (¬1) خالد، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ سَابِطٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، قَالَ: لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها. ¬
4254 - تخريجه: لم أجده موقوفًا إلَّا من رواية خالد بن عبد الله الطحان عن يزيد كما في حديث الباب، أما بقية أصحابه فرووه مرفوعًا. وقد ورد مرفوعًا من حديث عياش بن أبي ربيعة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: فرواه ابن ماجه في سننه (2/ 200: 3147) المناسك: باب فضل مكة. قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا علي بن مسهر وابن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، به، بلفظه. وزاد في آخره: فإذا ضيعوا ذلك، هلكوا. قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 151): إسناد حديثه ضعيف، لضعف يزيد بن أبي زياد، واختلاطه بأَخَرة، رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده هكذا. اهـ. وقال الألباني في ضعيف ابن ماجه (ص 244): ضعيف. =
= ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 20: 689) قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ، بلفظ مقارب. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 133 أ) من طريق علي بن مسهر عن يزيد بن أبي زياد، به، بنحوه. ورواه أحمد في مسنده (4/ 347) من طريق شريك ويزيد بن عطاء عن يزيد بن أبي زياد، به بلفظ مقارب. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 20: 690)، والفاكهي في أخبار مكة (2/ 252: 1458) من طريق جرير بن عبد الحميد، قال: حدّثنا يزيد بن أبي زياد، به، إلَّا أنه قال: عن عبد الرحمن بن سابط عن رجل، عن عياش بن أبي ربيعة. ورواه ابن قانع في معجم الصحابة (ق 138أ) من طريق عبد الرحيم، عن يزيد بن أبي زياد، به، بنحوه. وذكره الحافظ في الفتح (3/ 525)، وعزاه لأحمد وابن ماجه وعمر بن شبة في "كتاب مكة" وحسن إسناده. وذكره السيوطي في الجامع الكبير (1/ ق 888)، وعزاه للطبراني من حديث عياش بن أبي ربيعة.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد فيه يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف. وعبد الرحمن بن سابط يظهر أنه لم يدرك عياش بن أبي ربيعة. وعليه فالأثر بهذا الإِسناد ضعيف. وقد حسن الحافظ الرواية المرفوعة، وهذا ليس بحسن، لما علم من حال يزيد وعلة الانقطاع.
42 - كتاب السيرة والمغازي
42 - كِتَابُ السِّيرَةِ وَالْمَغَازِي 1 - بَابُ مَوْلِدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 4205 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي صالح بن إبراهيم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أسعد بن زرارة، حَدَّثَنِي مَنْ شِئْتَ (¬1) [مِنْ] (¬2) رِجَالِ قَوْمِي، عَنْ حسان بن ثابت رضي الله عنه قَالَ: إِنِّي لَغُلَامٌ يَفْعَةٌ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ أَوْ ثَمَانٍ، أَسْمَعُ مَا أَرَى وَأَعْقِلُ، إِذْ أَشْرَفَ يَهُودِيٌّ عَلَى أُطُمٍ يَصْرُخُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ! فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالُوا: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: طَلَعَ اللَّيْلَةَ نَجْمُ أَحْمَدَ الَّذِي وُلِدَ بِهِ. قَالَ: فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: ابْنُ كَمْ كَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ مَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ؟ فَقَالَ: ابْنُ ستين سنة. ¬
4255 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 24ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه راو لم يسم. اهـ. وهو في علامات النبوة من الإِتحاف المسندة (ص 46). =
= وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 248) عن محمد بن إسحاق. ورواه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (1/ 184) قال: حدثني صالح بن إبراهيم، به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 486) وعنه: البيهقي في دلائل النبوة (1/ 109 - 110) من طريق يونس بن بكير، قال: حدثني محمد بن إسحاق، به، بنحوه. دون قوله "فسالت سعيد بن عبد الرحمن .... ". ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة (ح 35) من طريق سلمة بن الفضل، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق وأحمد بن صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الله به بنحو رواية الحاكم. وقد تابع ابن إسحاق -أيضًا-: إبراهيم بن محمد، عن صالح بن إبراهيم. فرواه ابن الجوزي في المنتظم (2/ 246)، إلَّا أنه قال: عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرحمن عن حسان بن ثابت. قلت: وهي متابعة ضعيفة جدًا، ففي إسناده محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي: قال ابن معين: كذاب خبيث لم يكن بثقة ولا مأمون، يسرق. اهـ. وقال أبو حاتم وأبو زرعة: واهي الحديث. (انظر: التهذيب 9/ 102). وذكر الحديث أبو القاسم الأصبهاني في دلائل النبوة (ح 181) بدون سند.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، لجهالة الراوي المبهم بين يحيى بن عبد الله، وحسان بن ثابت.
4206 - [1]، أخبرنا (¬1) وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ (¬2) حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي جَهْمُ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جعفر أو عن من حدثه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ: لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدِمَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ يَلْتَمِسْنَ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ، قَالَتْ حَلِيمَةُ: فَخَرَجْتُ فِي أَوَائِلِ النِّسْوَةِ عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ، وَمَعِي زَوْجِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى، أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بن بكر، ثم أحد بني ناصرة (¬3)، قَدْ أَدْمَتْ أَتَانُنَا، وَمَعِي بِالرَّكْبِ شَارِفٌ، وَاللَّهِ مَا تَبِضُّ بِقَطْرَةٍ مِنْ لَبَنٍ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ، قَدْ جَاعَ النَّاسُ حَتَّى خَلَصَ إِلَيْهِمُ الْجَهْدُ، وَمَعِي ابْنٌ لِي، وَاللَّهِ مَا يَنَامُ لَيْلَنَا وَمَا أَجِدُ فِي (¬4) ثَدْيَيَّ شَيْئًا أُعَلِّلُهُ به، إلَّا أنا نرجو الغيث (¬5)، وكانت لَنَا (¬6) غَنَمٌ، فَنَحْنُ نَرْجُوهَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، فَمَا بَقِيَ مِنَّا أَحَدٌ إلَّا عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَرِهَتْهُ، فَقُلْنَا: إِنَّهُ يَتِيمٌ وَإِنَّمَا (¬7) يُكْرِمُ الظِّئْرَ وَيُحْسِنُ إِلَيْهَا الْوَالِدُ، فَقُلْنَا: مَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ بِنَا أُمُّهُ أَوْ عَمُّهُ أَوْ جَدُّهُ؟ فَكُلُّ صواحبي أخذ رضيعًا، ولم أجد شَيْئًا، فَلَمَّا لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذْتُهُ، وَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ إلَّا أَنِّي لَمْ أجد غيره، فقلت لصاحبي: والله لآخذن الْيَتِيمَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ، وَلَا أَرْجِعُ مِنْ بَيْنِ صواحبي ولا آخذ شيئًا، فقال: قد ¬
أَصَبْتِ، قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ الرَّحْلَ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إلَّا أَنْ أَتَيْتُ بِهِ الرَّحْلَ، فأمسيت أفتل ثَدْيَايَ بِاللَّبِنِ حَتَّى أَرْوَيْتُهُ، وَأَرْوَيْتُ أَخَاهُ، وَقَامَ (¬8) أَبُوهُ إِلَى شَارِفِنَا تِلْكَ يَلْمَسُهَا، فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ، فَحَلَبَهَا، فَأَرْوَانِي وَرَوِيَ، فَقَالَ: يَا حَلِيمَةُ! تعلمين، والله لقد أصبت نسمة مباركة، ولقد أعطى الله تعالى عليهما مَا لَمْ نَتَمَنَّ، قَالَتْ: فَبِتْنَا بِخَيْرِ لَيْلَةٍ شباعًا، وكنا لا ننام ليلنا مَعَ صَبِيِّنَا، ثُمَّ اغْتَدَيْنَا رَاجِعِينَ إِلَى بِلَادِنَا أَنَا وَصَوَاحِبِي، فَرَكِبْتُ أَتَانِيَ الْقَمْرَاءَ فَحَمَلْتُهُ مَعِي، فَوَالَّذِي نَفْسُ حَلِيمَةٍ بِيَدِهِ (¬9)، لَقَطَعْتُ بِالرَّكْبِ، حَتَّى إِنَّ النِّسْوَةَ لَيَقُلْنَ (¬10): أَمْسِكِي عَلَيْنَا، أَهَذِهِ أَتَانُكِ الَّتِي خَرَجْتِ عَلَيْهَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالُوا: إِنَّهَا كَانَتْ أَدْمَتْ حِينَ أَقْبَلْنَا، فَمَا شَأْنُهَا؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ حَمَلْتُ عَلَيْهَا غُلَامًا مُبَارَكًا. قالت: فخرجنا فما زال يزيدنا الله تعالى فِي كُلِّ يَوْمٍ خَيْرًا، حَتَّى قَدِمْنَا وَالْبِلَادُ سنة، فَلَقَدْ كَانَتْ رُعَاتُنَا يَسْرَحُونَ، ثُمَّ يُرِيحُونَ، فَتَرُوحُ أَغْنَامُ بَنِي سَعْدٍ جِيَاعًا، وَتَرُوحُ غَنَمِي شِبَاعًا بطانًا حفلًا، فتحلب وَنَشْرَبُ، فَيَقُولُونَ: مَا شَأْنُ غَنَمِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَغَنَمِ حَلِيمَةَ، تَرُوحُ شِبَاعًا حُفَّلًا، وتروح غنمكم جياعًا، ويلكم اسرحوا حيث تسرح رعاؤكم، فَيَسْرَحُونَ مَعَهُمْ، فَمَا تَرُوحُ إلَّا جِيَاعًا كَمَا كَانَتْ، وَتَرْجِعُ غَنَمِي كَمَا كَانَتْ. قَالَتْ: وَكَانَ -صلى الله عليه وسلم- يَشِبُّ شَبَابًا مَا يَشِبُّهُ أَحَدٌ مِنَ الْغِلْمَانِ، يِشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الْغُلَامِ (¬11) فِي الشَّهْرِ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ شَبَابَ السَّنَةِ، فَلَمَّا اسْتَكْمَلَ -صلى الله عليه وسلم- سنتين، أقدمناه مكة، أنا ¬
وَأَبُوهُ، فَقُلْنَا: وَاللَّهِ لَا نُفَارِقُهُ أَبَدًا وَنَحْنُ نَسْتَطِيعُ، فَلَمَّا أَتَيْنَا أُمَّهُ، قُلْنَا لَهَا: أَيُّ ظِئْرٍ! وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا صَبِيًّا قَطُّ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ، وَأَنَّا نَتَخَوَّفُ عَلَيْهِ وَبَاءَ مَكَّةَ وَأَسْقَامَهَا، فَدَعِيهِ نَرْجِعُ بِهِ حَتَّى تَبْرُئِي مِنْ دائك، فَلَمْ نَزَلْ بِهَا حَتَّى أَذِنَتْ، فَرَجَعْنَا بِهِ، فأقمنا أشهرًا ثلاثة أو أربعة، فبينا هُوَ يَلْعَبُ خَلْفَ الْبُيُوتِ هُوَ وَأَخُوهُ فِي غنم لهم، إِذْ أَتَى أَخُوهُ يَشْتَدُّ، وَأَنَا وَأَبُوهُ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: إِنَّ أَخِي الْقُرَشِيَّ أَتَاهُ رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ (¬12)، فَأَخَذَاهُ فَأَضْجَعَاهُ (¬13)، فَشَقَّا بَطْنَهُ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُوهُ نَشْتَدُّ، فَوَجَدْنَاهُ قَائِمًا، قَدِ انْتُقِعَ (¬14) لَوْنُهُ، فَلَمَّا رَآنَا أَجْهَشَ إِلَيْنَا، وَبَكَى، قَالَتْ: فَالْتَزَمْتُهُ أَنَا وَأَبُوهُ فَضَمَمْنَاهُ (¬15) إِلَيْنَا، فَقُلْنَا: مالك بأبي أنت [أمي] (¬16)؟ فقال: أتاني رجلان فاضجعاني (¬17)، فشقا بطني، فصنع (¬18) بِهِ شَيْئًا، ثُمَّ رَدَّاهُ كَمَا هُوَ (¬19)، فَقَالَ أَبُوهُ: وَاللَّهِ مَا أَرَى ابْنِي إلَّا وَقَدْ أُصِيبَ، الْحَقِي بِأَهْلِهِ، فَرُدِّيهِ إِلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ يظهر به ما يتخوف (¬20) منه. قالت: فاحتملناه، فقدمنا (¬21) عَلَى أُمِّهِ، فَلَّمَا رَأْتَنَا أَنْكَرَتْ شَأْنَنَا، وَقَالَتْ: مَا رَجَعَكُمَا بِهِ قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَكُمَاهُ، وَقَدْ كُنْتُمَا حَرِيصَيْنِ عَلَى حَبْسِهِ؟ فَقُلْنَا: لَا شَيْءَ إلَّا أن الله تعالى قد قضى الرضاعة، ¬
وَسَرَّنَا مَا تَرَيْنَ، وَقُلْنَا نُؤَدِّيهِ كَمَا تُحِبُّونَ أحب إلينا، قال: فقلت: إِنَّ لَكُمَا لَشَأَنًا، فَأَخْبِرَانِي مَا هُوَ؟ فَلَمْ تدعنا حتى أخبرناها، فقالت: كلا والله لا يَصْنَعُ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِ، إِنَّ لَابْنِي شَأْنًا، أَفَلَا أُخْبِرُكَمَا خَبَرَهُ، إِنِّي حَمَلْتُ بِهِ فَوَاللَّهِ مَا حَمَلْتُ حَمْلًا قَطُّ، كَانَ أَخَفَّ عَلَيَّ مِنْهُ، وَلَا أَيْسَرَ مِنْهُ، ثُمَّ رَأَيْتُ حِينَ حَمَلْتُهُ أَنَّهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ مِنْهُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى (¬22) -أَوْ قَالَتْ: قُصُورَ بُصْرَى- ثُمَّ وَضَعْتُهُ حِينَ وَضَعْتُهُ، فَوَاللَّهِ مَا وَقَعَ كما يقع الصبيان (¬23)، لقد وقع معتمدًا بيديه عَلَى الْأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَدَعَاهُ عنكما، فقبضته وانطلقنا. ¬
4206 - [1] تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 220)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني، بنحوه ... ورجالهما ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 824 ب مختصر)، وعزاه لإسحاق، وأبي يعلى الموصلي وعنه ابن حبّان في صحيحه. ومن طريق إسحاق: رواه ابن حبّان كما في الإحسان (8/ 84: 6301) قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، حدّثنا إسحاق، به، ولم يسق لفظه، إنما قال: نحوه. ورواه -أيضًا- إسحاق -كما في المطالب هنا- قال: أخبرنا يحيى بن آدم، أنبأنا ابن إدريس حدّثنا محمد بن إسحاق، به، بنحوه. ورواه أبو يعلى في مسنده (93/ 13: 7163) وعنه: ابن حبّان -كما في الإِحسان (8/ 82: 6301) - قال: حدثا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ الْكُوفِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ =
= حماد ونسخته من حديث مسروق، حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثنا محمد بن إسحاق، به، إلَّا أن قال عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ حَلِيمَةَ. بدون شك. ورواية ابن حبّان من طريق مسروق وحده. وذكره الهيثمي في موارد الظمآن (ح 2094). وقع في إسناده جهضم بن أبي جهضم وهو تحريف. وقد نبّه محقق الموارد إلى هذا التحريف في النسخة المحققة (6/ 437). وذكره -أيضًا- في المقصد العلي (3/ 133: 1241). وذكره الحافظ في الإِصابة (4/ 266)، وقال: أخرجه أبو يعلى وابن حبّان في صحيحه، وصرح فيه بالتحديث بين عبد الله وحليمة. اهـ. قلت: وفي كلامه نظر، إذ أنه عندهما بالعنعنة، كما تقدم سابقًا، وقد رواه بالتحديث الطبراني في المعجم الكبير (24/ 213: 545) فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا مسروق بن المرزبان، به، بنحوه. وفيه: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قال: حدثتني حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية. ورواه أبو نعيم في دلائل (ح 94) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدّثنا مسروق بن المرزبان، به، بنحوه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 212: 545)، وعنه: أبو نعيم في دلائل النبوة (ح 94) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ، عن محمد بن إسحاق، به، بنحوه. ورواه ابن الجوزي في المنتظم (2/ 261) من طريق عبد الرحمن المحاربي، به، بنحوه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 213: 545) من طريق زياد بن عبد الله =
= البكائي، عن محمد بن إسحاق، به، بنحوه. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 132) وابن الأثير في أسد الغابة (5/ 427) من طريق يونس بن بكير، قال: حدّثنا ابن إسحاق، به، إلَّا أنه قال: حدثني جهم بن أبي جهم -مولى لامرأة من بني تميم كانت عند الحارث بن حاطب- قال: حدثني من سمع عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يقول: حدثت عن حليمة، فذكره. ومن طريق ابن إسحاق هذا: أورده ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 254)، وقال: وهذا الحديث قد روي من طرق أخر، وهو من الأحاديث المشهورة المتداولة بين أهل السير والمغازي. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - شك أحد الرواة، حيث قال: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَوْ عَمَّنْ حدثه عن عبد الله بن جعفر، ولم يعين ذلك، فيكون في إسناده مبهم. 2 - جهم بن أبي جهم، قال عنه الذهبي: لا يعرف. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. أورده الذهبي في السيرة من تاريخ الإِسلام (ص 46) من طريق يحيى بن زكريا، وقال: هذا حديث جيد الإِسناد. اهـ. قلت: جود إسناده مع أنه قال عن جهم بن أبي الجهم لا يعرف.
4206 - [2] أخبرنا (¬1) يحيى بن آدم، أنبأنا (¬2) ابن إدريس، حدّثنا محمد بن إسحاق، حدّثنا جَهْمُ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جعفر، أو عن من حدثه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ: قَالَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- السَّعْدِيَّةُ: قَدِمْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، نلتمس الرضعاء بمكة ... فذكر، نحوه. ¬
4206 - [2] تخريجه: تقدما في الطريق السابقة.
4206 - [3]، وقال أبو يعلى: حدّثنا مسروق بن المرزبان وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ وَنَسَخْتُهُ مِنْ حَدِيثِ مَسْرُوقٍ، حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن جهم ابن أَبِي الْجَهْمِ (¬1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما عَنْ حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ... فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ. ¬
4206 - [3] تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (13/ 93: 7163). وتقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق الأولى.
4207 - وقال أبو يعلى: حدّثنا يحيى بن عمر (¬1) بن النعمان الشامي، حدّثنا محمد بن يعلى الكوفي، حدّثنا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ (¬2)، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عن مكحول، عن شداد بن أوس رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ، مِنْ بَنِي عَامِرٍ، وَهُوَ سَيِّدُ قَوْمِهِ وَكَبِيرُهُمْ ومدرههم، يتوكأ على عصا، فقام بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وَنَسَبَ النَّبِي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى جَدِّهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلَبِ! إِنِّي نبئت أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ، أَرْسَلَكَ بِمَا أَرْسَلَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى، وَغَيْرَهُمْ مِنَ الأنبياء، ألا إنك تَفَوَّهْتَ بِعَظِيمٍ، إِنَّمَا كَانَ الْأَنْبِيَاءُ وَالْمُلُوكُ فِي بَيْتَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ بَيْتِ نُبُوَّةٍ، وَبَيْتِ مُلْكٍ، وَلَا أَنْتَ مِنْ هَؤُلَاءِ وَلَا مِنْ هَؤُلَاءِ، إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْعَرَبِ مِمَّنْ يَعْبُدُ الْحِجَارَةَ وَالْأَوْثَانَ، فَمَا لَكَ وَالنُّبُوَّةَ؟ وَلِكُلِّ أَمْرٍ حقيقة، فأتني (¬3) بِحَقِيقَةِ قَوْلِكِ، وَبَدْءِ شَأْنِكَ. قَالَ: فَأَعْجَبَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- مسألته، ثم قال: إِنَّ لِلْحَدِيثِ [الَّذِي] (¬4) تَسْأَلُ عَنْهُ نَبَأً وَمَجْلِسًا، فَاجْلِسْ. فَثَنَى رِجْلَهُ (¬5) وَبَرَكَ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ! إِنَّ حَقِيقَةَ قُولِي وبدء شأني دعوة أبي إبراهيم، وبشر (¬6) بي أخي عيسى بن مريم، وإني كُنْتُ بِكْرًا لِأُمِّي، وَإِنَّهَا حَمَلَتْنِي كَأَثْقَلِ مَا تَحْمِلُ النِّسَاءُ، حَتَّى جَعَلَتْ تَشْتَكِي إِلَى صَوَاحِبِهَا (¬7) ¬
بِثِقَلِ (¬8) مَا تَجِدُ، وَإِنَّ أُمِّي رَأَتْ فِي الْمَنَامِ أَنَّ الَّذِيَ فِي بَطْنِهَا نُورٌ، قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أُتْبِعُ بَصَرِي النُّورَ، فَجَعَلَ النُّورُ يَسْبِقُ بَصَرِي، حَتَّى أَضَاءَ لِي مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، ثُمَّ إِنَّهَا وَلَدَتْنِي، فَلَمَّا نَشَأْتُ بغِّض (¬9) إِلَيَّ الْأَوْثَانُ، وَبُغِّضَ إلىَّ الشِّعْرُ، فَاسْتُرْضِعْتُ فِي بَنِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ، فَبَيْنَمَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فِي بَطْنِ وَادٍ مَعَ أَتْرَابٍ لِي مِنَ الصِّبْيَانِ، إِذَا (¬10) أَنَا بِرَهْطٍ ثَلَاثٍ، مَعَهُمْ طَشْتٌ مِنْ ذَهَبٍ، مَلْآنُ (¬11) نُورٍ وَثَلْجٍ، فَأَخَذُونِي مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي، وَانْطَلَقَ أَصْحَابِي هِرَابًا، حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي، فَأَقْبَلُوا عَلَى الرَّهْطِ، وَقَالُوا: مَا لَكُمْ وَلِهَذَا الْغُلَامِ؟ أَنَّهُ غُلَامٌ لَيْسَ مِنَّا، وَهُوَ مِنْ بَنِي سَيِّدِ قُرَيْشٍ، وَهُوَ مُسْتَرْضَعٌ فِينَا مِنْ غُلَامٍ يَتِيمٍ، لَيْسَ لَهُ أَبٌ، فَمَاذَا يَرُدُّ عَلَيْكُمْ قَتْلُهُ (¬12)؟ وَلَكِنْ إِنْ كنتم لا بد فاعلين، فاختاروا منا أينا شئتم، فلنأتكم (¬13)، فَاقْبَلُونَا مَكَانَهُ، وَدَعُوا هَذَا الْغُلَامَ، فَلَمْ يُجِيبُوهُمْ، فَلَمَّا رَأَى الصِّبْيَانُ أَنَّ الْقَوْمَ لَا يُجِيبُونَهُمْ، انْطَلَقُوا هِرَابًا مُسْرِعِينَ إِلَى الْحَيِّ، يُعَلِّمُونَهُمْ، وَيَسْتَصْرِخُونَهُمْ عَلَى الْقَوْمِ، فَعَمَدَ إليَّ أَحَدِهِمْ، فَأَضْجَعَنِي إِلَى الْأَرْضِ إِضْجَاعًا لَطِيفًا، ثُمَّ شَقَّ مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي، وَأَنَا أَنْظُرُ، فَلَمْ أَجِدْ لِذَلِكَ شَيْئًا، ثُمَّ أَخْرَجَ أَحْشَاءَ بَطْنِي، فَغَسَلَهُ بِذَلِكَ الثَّلْجِ، فَأَنْعَمَ غَسْلَهُ، ثُمَّ أَعَادَهَا في مكانها، ثم قام الثاني، وقال لِصَاحِبِهِ: تَنَحَّ. ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَوْفِي، فَأَخْرَجَ قَلْبِي، وَأَنَا أَنْظُرُ، فَصَدَعَهُ، [فَأَخْرَجَ مِنْهُ ¬
مُضْغَةً سَوْدَاءَ رَمَى بِهَا، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ يمنة منه، كأنه يتناول شيئًا، (¬14) ثم أتى بالخاتم في يده من نُورِ النُّبُوَّةِ وَالْحِكْمَةِ، يَخْطَفُ أَبْصَارَ النَّاظِرِينَ دُونَهُ، فختم قلبي، فامتلأ نورًا، وختمه، ثُمَّ أَعَادَهُ مَكَانَهُ، فَوَجَدْتُ بَرْدَ ذَلِكَ الْخَاتَمِ فِي قَلْبِي دَهْرًا، ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ، فَنَحَّى صاحبه، فأمر يده بين ثديي وَمُنْتَهَى عَانَتِي، فَالْتَأَمَ ذَلِكَ الشِّقُّ بِإِذْنِ اللَّهِ تعالى، ثم أخذ بيدي، فَأَنْهَضَنِي مِنْ مَكَانِي إِنْهَاضًا لَطِيفًا، ثُمَّ قَالَ الْأَوَّلُ الَّذِي شَقَّ بَطْنِي (¬15): زِنُوهُ بِعَشَرَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُونِي، فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنُوهُ بِمِائَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُونِي، فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنُوهُ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُونِي، فَرَجَحْتُهُمْ، قَالَ: دَعُوهُ، فَلَوْ وَزَنْتُمُوهُ بِأُمَّتِهِ جَمِيعًا لَرَجَحَ بِهِمْ، ثُمَّ قَامُوا إليَّ، فَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ، وَقَبَّلُوا رَأْسِي وَمَا بَيْنَ عَيْنِي، ثُمَّ قَالُوا: يَا حَبِيبُ! لِمَ تُرَعْ، إِنَّكَ لَوْ تَدْرِي مَا يُرَادُ بك من الخير، لقرّت عينك، قال: فبينما نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ الْحَيُّ بِحَذَافِيرِهِمْ، فَإِذَا ظِئْرِي أَمَامَ الْحَيِّ، تَهْتِفُ بِأَعْلَى صَوْتِهَا، وَهِيَ تقول: يا ضعيفاه! قال: فأكبّوا عليّ يقبلوني، ويقولون: يا حبذا أنت مِنْ ضَعِيفٍ! ثُمَّ قَالَتْ: وَاوَحِيدَاهُ! قَالَ: فَأَكَبُّوا علي يقبلوني، ويقولون: يا حبذا أنت مِنْ وَحِيدٍ! مَا أَنْتَ بِوَحِيدٍ، إِنَّ اللَّهَ معك وملائكته والمؤمنون مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا يَتِيمَاهُ! اسْتُضْعِفْتَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِكَ، فَقُتِلْتَ (¬16) لِضَعْفِكَ، فَأَكَبُّوا عَلَيَّ وَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ، وَقَبَّلُوا رَأْسِي، وَقَالُوا: يَا حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ يَتِيمٍ، مَا أَكْرَمَكَ على الله عزَّ وجلَّ، لَوْ تَعْلَمُ مَاذَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ، قَالَ: فَوَصَلُوا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي، فَلَمَّا بَصُرَتْ ¬
بِي ظِئْرِي، قَالَتْ: يَا بُنَيَّ! أَلَا (¬17) أَرَاكَ حَيًّا بَعْدُ. فَجَاءَتْ حَتَّى أَكَبَّتْ عليَّ، فَضَمَّتْنِي إِلَى صَدْرِهَا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَفِي حِجْرِهَا، قَدْ ضَمَّتْنِي إِلَيْهَا، وَإِنَّ يَدِي لَفِي يَدِ بَعْضِهِمْ، فَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ يُبْصِرُونَهُمْ، [فَإِذَا هم لا يبصرون] (¬18) فَجَاءَ بَعْضُ الْحَيِّ، فَقَالَ: هَذَا الْغُلَامُ أَصَابَهُ لَمَمٌ، أَوْ طَائِفٌ مِنَ الْجِنِّ، فَانْطَلَقُوا بِهِ (¬19) إِلَى الْكَاهِنِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيُدَاوِيهِ [فَقُلْتُ لَهُ: يا هذا! ليس بي شيء بما تَذْكُرُونَ، أَرَى نَفْسِي سَلِيمَةً، وَفُؤَادِي صَحِيحًا، وَلَيْسَ بي قَلْبَهُ] (¬20)، فَقَالَ أَبِي -وَهُوَ زَوْجُ (¬21) ظِئْرِي-: أَلَا تَرَوْنَ ابْنِي كَلَامُهُ صَحِيحٌ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ بِابْنِي بَأْسٌ، فَاتَّفَقَ الْقَوْمُ عَلَى أَنْ يَذْهَبُوا بِي إِلَى الْكَاهِنِ، فَاحْتَمَلُونِي، حَتَّى ذَهَبُوا بِي إِلَيْهِ، فَقَصُّوا عَلَيْهِ قِصَّتِي، فَقَالَ: اسْكُتُوا، حَتَّى أَسْمَعَ مِنَ الْغُلَامِ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِهِ. فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ أَمْرِي مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، فَلَمَّا سَمِعَ مَقَالَتِي ضَمَّنِي إِلَى صَدْرِهِ، ونادى بأعلى صوته: يا آل العرب! اقتلوا هذا الغلام، واقتلوني معه، فواللات وَالْعُزَّى لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ لَيُبَدِّلَنَّ دِينَكُمْ، وَلَيُسَفِّهَنَّ أَحْلَامَكُمْ وَأَحْلَامَ آبَائِكُمْ، وَلْيُخَالِفَنَّ أَمْرَكُمْ، وَلَيَأْتِيَنَّكُمْ بِدِينٍ لَمْ تَسْمَعُوا بِمِثْلِهِ، قَالَ: فَانْتَزَعَنِي ظِئْرِي مِنْ يَدِهِ، قَالَ: لَأَنْتَ أَعْتَهُ مِنْهُ، وَأَجَنُّ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ [هَذَا] (¬22) يَكُونُ مِنْ قَوْلِكَ مَا أَتَيْتُكَ بِهِ، ثُمَّ احْتَمِلُونِي وَرُدُّونِي إِلَى أَهْلِي، فَأَصْبَحْتُ معزى مما فعل بي، وأصبح أثر الشق ¬
مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي، كَأَنَّهُ شِرَاكٌ، فَذَاكَ حَقِيقَةُ قَوْلِي وَبَدْءُ شَأْنِي. فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ أَمْرَكَ حَقٌّ، فَأَنْبِئْنِي بِأَشْيَاءَ، أَسْأَلُكَ عَنْهَا. قال -صلى الله عليه وسلم-: سل عنك. قال: وكان إليك يقول لِلسَّائِلِينَ قَبْلَ ذَلِكَ: سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ، فَقَالَ يَوْمَئِذٍ لِلْعَامِرِيِّ: سَلْ عَنْكَ. فَكَلَّمَهُ بِلُغَةِ بَنِي عَامِرٍ، فَكَلَّمَهُ بِمَا يَعْرِفُ، فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: أَخْبِرْنِي يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (¬23)! مَاذَا يَزِيدُ في الشر (¬24)؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: التمادي، قال: فهل ينفع البر بعد الفجور؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: نَعَمْ التَّوْبَةُ تَغْسِلُ الْحَوْبَةَ، إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ، وَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ فِي الرَّخَاءِ، أعانه عند النبلاء، قَالَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ -تعالى- يَقُولُ: لَا أَجْمَعُ لِعَبْدِي أَمْنَيْنِ، وَلَا أَجْمَعُ له خوفين، قال: إلى ما تدعو، قال -صلى الله عليه وسلم-: أدعو إلى عبادة الله تعالى وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنْ تَخْلَعَ الْأَنْدَادَ وَتَكْفُرَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، وَتُقِرُّ بِمَا جَاءَ مِنَ الله تعالى مِنْ كِتَابٍ وَرَسُولٍ، وَتُصَلِّي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ بِحَقَائِقِهِنَّ، وَتَصُومُ شَهْرًا مِنَ السَّنَةِ، وَتُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِكَ، فيطهرك (¬25) الله تعالى بِهِ، وَيَطِيبُ لَكَ مَالَكَ، وَتَقِرُّ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ. قَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! فَإِنْ أَنَا فَعَلْتُ ذَلِكَ (¬26)، فَمَا لِي؟ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ، قَالَ: فَهَلْ مع هذا من الدنيا شيء؛ فإنه تعجبنا الوطاءة في (¬27) العيش، فقال النبي إليك نَعَمْ، النَّصْرُ وَالتَّمْكِينُ فِي الْبِلَادِ، قَالَ: فَأَجَابَ العامري وأناب. ¬
4207 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 25ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف، لضعف عمر بن صبح والراوي عنه محمد بن يعلى. اهـ. وهو في علامات النبوة من الإتحاف المسندة (ص 53). وتابع محمد بن يعلى: محمد بن عبيد السلمي عن عمر بن صبح. فرواه الآجري في الشريعة (ص 379) قال: حدّثنا أبو بكر عبد الله بن محمد الواسطي، حدّثنا أبو علي الحسين بن علي الصدائي، حدّثنا محمد بن عبيد السلمي، به، بنحوه. ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة كما في البداية والنهاية (2/ 256) من طريق عمر بن الصبح، به. قال ابن كثير عقبه: هذه القصة مطولة جدًا، ولكن عمر بن صبح هذا متروك كذاب متهم بالوضع، فلهذا لم نذكر لفظ الحديث إذ لا يفرح به. اهـ. ورواه ابن عساكر كما في الكنز (12/ 456: 35559). وقال: "مكحول لم يدرك شدادًا. ورواه -أيضًا- ابن عساكر كما في الكنز (12/ 456: 35558) من طريق الوليد بن مسلم قال: حدّثنا صاحب لنا، عن عبد الله بن مسلم، حدثني عبادة بن نسي قال: سمعت أبا العجفاء، حدثني شداد بن أوس، فذكره، بنحوه. وقال: هذا حديث غريب وفيه من يجهل، وقد روي عن شداد من وجه آخر فيه انقطاع. اهـ. وهو في مختصر تاريخ دمشق (2/ 83). =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه ثلاث علل: 1 - محمد بن يعلى السلمي، وهو ضعيف جدًا. 2 - عمر بن الصبح التميمي، وهو متروك. 3 - مكحول لم يدرك شداد بن أوس رضي الله عنه، قاله ابن عساكر. وفيه يحيى بن عمر بن النعمان الشامي لم أجد له ترجمة. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا.
2 - باب محبة عبد المطلب جده فيه وبركته -صلى الله عليه وسلم- في صغره
2 - بَابُ مَحَبَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَدِّهِ فِيهِ وَبَرَكَتِهِ -صلى الله عليه وسلم- في صغره 4208 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ (¬1) بَقِيَّةَ، أنبأنا خالد، عن داود، عن عبّاس (¬2)، عَنْ كنديرِ (¬3) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَجَجْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا رَجُلٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَرْتَجِزُ: ردَّ إليَّ رَاكِبِي مُحَمَّدَا ... رُدَّهُ إِلَيَّ وَاصْطَنِعْ عِنْدِي يَدَا قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قالوا: هذا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ ضَلَّتْ إِبِلٌ لَهُ (¬4)، فَأَرْسَلَ فِي أَثَرِهَا ابْنًا لَهُ فِي طَلَبِهَا، فَاحْتُبِسَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يُرْسِلْهُ فِي حَاجَةٍ قَطُّ إلَّا جَاءَ بِهَا، قَالَ: فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى جَاءَ مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَاءَ بِالْإِبِلِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! وَاللَّهِ لَقَدْ حَزِنْتُ عَلَيْكَ هَذِهِ الْمَرَّةَ حُزْنًا، لَا تُفَارِقُنِي أَبَدًا. *أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ (¬5) نَحْوَهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: لَقَدْ جزعت عليك يا بني جزءًا لَمْ أَجْزَعْهُ عَلَى شَيْءٍ، وَاللَّهِ لَا أَبْعَثُكَ (¬6) فِي حَاجَةٍ أَبَدًا، وَلَا تُفَارِقُنِي بَعْدَ هَذَا أبدًا. ¬
4208 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 53: 1478). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (3/ 136: 1242). وذكره -أيضًا- في المجمع (8/ 224)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني وإسناده حسن. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 24 أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى والحاكم. وهو في علامات النبوة من الإتحاف المسندة (ص 30). ورواه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 64: 5524)، وابن قانع في معجم الصحابة (ق 51 ب)، كلاهما عن الحضرمي قال: حدّثنا وهب بن بقية، به، بنحوه. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ ق 281 ب) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثنا وهب بن بقية، به، بنحوه. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 20) من طريق الحسن بن علي البغدادي، قال: حدّثنا وهب، به، بنحوه. وقال في آخره: يا بني! لقد جزعت عليك جزعًا لم أجزعه على شيء قط، والله لا بعثتك فِي حَاجَةٍ أَبَدًا، وَلَا تُفَارِقُنِي بَعْدَ هَذَا أبدًا. ورواه ابن سعد في طبقاته (1/ 112)، قال: أخبرنا سعيد بن سليمان الواسطي، أخبرنا خالد بن عبد الله، به، بنحوه مختصرًا. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 64: 5524)، والحاكم في المستدرك (2/ 603) وعنه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 151) من طريق علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا خالد بن عبد الله، به، بنحو رواية البيهقي السابقة. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".=
= ووافقه الذهبي. قلت: وفيه نظر، فعباس بن عبد الرحمن وكندير بن سعيد ليسا من رجال مسلم. ورواه ابن قانع في معجم الصحابة (ق 51 ب)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ ق 281ب)، والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 20) من طريق عمرو بن عون قال: حدّثنا خالد بن عبد الله، به، بنحوه. ورواه -أيضًا- ابن قانع في معجم الصحابة (ق 51ب) من طريق الحسن بن علي الواسطي، عن خالد بن عبد الله، به، بنحوه. ورواه ابن سيد الناس في عيون الأثر (1/ 100) من طريق مهدي بن عيسى، قال: حدّثنا خالد بن عبد الله، به، بنحوه. وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 173)، وجعله من قول كندير بن سعيد. فتعقبه الحافظ في الإِصابة (3/ 294)، وقال: وهم في ذلك وهمًا شنيعًا، فإنه أسقط منه ذكر والده سعيد. وقد ذكره في سعيد بن حيوة على الصواب. اهـ. وعن رؤية سعيد بن حيوة للنبي -صلى الله عليه وسلم- قال الحافظ في الإِصابة (2/ 43): لم أره في شيء من طرق حديثه أنه لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد البعثة، والله أعلم. اهـ.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، لأجل عباس بن عبد الرحمن وهو مستور، وفيه كندير بن سعيد ذكره البخاري في تاريخه وسكت عنه، وبيض له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وذكره ابن حبّان في الثقات.
3 - باب أولية النبي -صلى الله عليه وسلم- وشرف أصله
3 - بَابُ أَوَّلِيَّةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَشَرَفِ أَصْلِهِ (¬1) 4209 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عمر بن خالد، حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الفرات، عن عثمان بن (¬2) الضحاك، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ نُورًا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفَيْ عام، يسبح ذَلِكَ النُّورُ فَتُسَبِّحُ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِيحِهِ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ جَعَلَ ذَلِكَ النُّورَ فِي صُلْبِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَأَهْبَطَهُ اللَّهُ إِلَى الْأَرْضِ فِي صُلْبِ آدَمَ، فَجَعَلَهُ فِي صُلْبِ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ، وَقُذِفَ فِي النَّارِ فِي صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ يَزَلْ ينقلني (¬3) من أصلاب الكرام إلى الأرحام، حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنْ بَيْنِ أَبَوَيَّ، لَمْ يَلْتَقِيَا على سِفاح قط. ¬
4209 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 24 أمختصر)، وعزاه لابن أبي عمر. وهو في علامات النبوة من الإِتحاف المسندة (ص 35). =
= ومن طريق ابن أبي عمر: رواه الآجري في الشريعة (ص 377) قال: حدّثنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري، حدّثنا محمد بن أبي عمر العدني، به، بنحوه. ورواه ابن عساكر كما في البداية والنهاية (2/ 241) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن سنان قال: حدّثنا سلام بن سليمان أبو العباس المكفوف المدائني، حدّثنا ورقاء بن عمر عن ابن أبي نجيح، عن عطاء ومجاهد، عن ابن عباس، وأوله: سألت رسول -صلى الله عليه وسلم- فقلت: فداك أبي وأمي أين كنت وآدم في الجنة؟ ... فذكر المرفوع منه، بنحوه، مطولًا. قال ابن عساكر كما في مختصر تاريخه (2/ 29): هذا حديث غريب. اهـ. أما ابن كثير والهندي في الكنز (11/ 428) فقد نقلا عنه أنه قال: هذا حديث غريب جدًا. اهـ. فتعقبه ابن كثير بقوله: بل منكر جدًا. اهـ. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 281) قال: أنبأنا علي بن أحمد الموحد، أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفي، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن بكران، أنبأنا أو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل، حدّثنا الحسين بن الحسن بن الوضاح ومحبوب بن يعقوب، قالا: حدّثنا يحيى بن جعفر بن أعين، حدّثنا علي بن عاصم، عن عطاء بن السايب، عن قرة الهمداني، عن ابن عباس، بنحو رواية ابن عساكر. قال ابن الجوزي عقبه: هذا حديث موضوع، وقد وضعه بعض القصاص، وهناد لا يوثق به، ولعله من وضع شيخه، أو من شيخ شيخه على أن علي بن عاصم قد قال فيه يزيد بن هارون: ما زلنا نعرفه بالكذب، وقال يحيى: ليس بشيء إلَّا أن التهمة به للمتأخرين أليق. اهـ. كلام ابن الجوزي. وذكره السيوطي في الآلي المصنوعة (1/ 264) ونقل بعض كلام ابن الجوزي السابق، ثم قال: قال في الميزان: علي بن محمد بن بكران شيخ لهناد النسفي جاء بخبر سمج أحسبه باطلًا. وقال الخليلي: خلف ضعيف جدًا. روى متونًا لا تعرف، والله أعلم. اهـ. كلام السيوطي. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - عمر بن خالد، قال عنه أبو حاتم: لا أعرفه. 2 - محمد بن عبد الله الحلبي، قال عنه أبو حاتم: لا أعرفه. وفيه عبد الله بن الفرات وعثمان بن الضحاك لم أجد من ترجم لهما. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. قال محمد حامد فقي في حاشية الشريعة للآجري (ص 377): هذا الإِسناد كله مجاهيل، وهو أشبه بالإسرائيليات، التي دس سمومها كعب الأحبار وإخوانه الذين لبسوا الإِسلام لأمور الله أعلم بها!. قلت: كعب الأحبار ممن اختلف فيه، انظر الحديث رقم ().
4210 - قال (¬1): وحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ، وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني (¬2) [أبي] (¬3) وأمي، فلم يصبني من سفاح الجاهلية شيء. ¬
4210 - تخريجه ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 214)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه محمد بن جعفر بن محمد، صحح له الحاكم في المستدرك وقد تكلم فيه، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 24 أمختصر)، وعزاه لابن أبي عمر. وهو في علامات النبوة من الإتحاف المسندة (ص 35). والحديث مداره على جعفر بن محمد، واختلف عليه. فرواه محمد بن جعفر عن أبيه، عن جده، عن علي مرفوعًا. رواه ابن أبي عمر العدني -كما في حديث الباب- قال: حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد، به. ومن طريقه: الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ح 562) قال: حدّثنا أبو أحمد هارون بن يوسف بن زياد، حدّثنا ابن أبي عمر، به، بلفظ مقارب. -وقع في السند يوسف بن هارون وهو خطأ-. وأبو نعيم في دلائل النبوة (ح 14) من طريق هارون بن يوسف قال: حدّثنا =
= محمد بن أبي عمر، به، بلفظه. والطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (6/ 125: 3483) - قال: حدّثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي، حدّثنا محمد بن أبي عمر العدني، به، بلفظه، ولم يذكر آخره. والآجري في الشريعة (ص 376) قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري، حدّثنا محمد بن أبي عمر العدني، به، بلفظه. وابن عدي -كما في البداية والنهاية (2/ 238) -، وعنه: السهمي في تاريخ جرجان (ص 361) قال: حدّثنا أحمد بن حفص، حدّثنا محمد بن أبي عمر العدني، به، بلفظه. ورواه -أيضًا- السهمي في الموضع السابق من طريق أبي عبد الله محمد بن عبيد الله العمري المصيصي، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ العدني، به، بلفظ مقارب. وذكره الديلمي في الفردوس (2/ 190: 2949) من حديث علي بن أبي طالب. وأورده ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 238)، وعزاه لابن عدي وساق إسناده، ثم قال عقبه: هذا غريب من هذا الوجه ولا يكاد يصح. اهـ. وقد عزاه في التفسير (2/ 418) للرامهرمزي وساق إسناده وذكره السيوطي في الدر المنثور (3/ 318)، وعزاه للعدني في مسنده, والطبراني في الأوسط, وأبي نعيم وابن عساكر. وخالفه سفيان بن عيينة وحاتم بن إسماعيل وأنس بن عياض وابن جريج وعبد الغفار ابن القاسم، جميعهم عَنْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:. . . فذكر الحديث. =
= أما رواية ابن عيينة: فرواها عبد الرزاق كما في الدر المنثور (3/ 318)، والبداية والنهاية (2/ 238)، ومن طريقه: ابن جرير الطبري في جامع البيان (76/ [1])، ورواه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 190)، وكذا ابن أبي حاتم وأبو الشيخ كما في الدر المنثور. مختصرًا وفي أوله ذكر قول محمد بن علي بن الحسين في تفسير قول الله عزَّ وجلَّ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ}. قال ابن كثير: هذا مرسل جيد. اهـ. وأما رواية حاتم: فرواها ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 431: 11687)، كتاب الفضائل: باب ما أعطى الله تعالى محمد -صلى الله عليه وسلم-, بنحوه مع حذف بعض ألفاظه. وأما رواية أنس: فرواها ابن سعد في الطبقات (1/ 60)، بنحوه مع زيادة في آخره. وأما رواية ابن جريج: فرواها الآجري في الشريعة (ص 376)، مختصرًا. وأما رواية عبد الغفار: فرواها البيهقي في شعب الإيمان (2/ 140: 1396)، مختصرًا. وقد وردت رواية أخرى عن ابن عيينة فجعلها، عن جعفر بن محمد، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، رواها عبد الرزاق في التفسير (2/ 391)، وابن جرير الطبري في جامع البيان (11/ 76) بلفظ مقارب للروايات السابقة.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - محمد بن جعفر بن محمد، وهو ضعيف. 2 - الانقطاع بين محمد بن علي بن الحسين وجده علي بن أبي طالب. قال أبو زرعة: محمد بن علي بن الحسين بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهم لم يدرك هو ولا أبوه علي عليًا رضي الله عنه. (انظر: المراسيل ص 186). وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. =
= قال الذهبي في السيرة من تاريخ الإِسلام (ص41): وهو منقطع إن صح عن جعفر بن محمد، ولكن معناه صحيح. اهـ. وتقدم قول ابن كثير: هذا غريب من هذا الوجه، ولا يكاد يصح. قلت: والمرسل أصح، والله أعلم.
4211 - حَدَّثَنَا (¬1) سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قال: قال عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ، غَيْرُ نَسَبِي وسببي. وحديث المسور، في مناقب فاطمة رضي الله عنها (¬2). ¬
4211 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 24 أمختصر)، وقال: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر، ورواته ثقات. اهـ. وهو في علامات النبوة من الإِتحاف المسندة (ص 39). والحديث له عن عمر رضي الله عنه ثماني طرق: الأولى: طريق أبي جعفر محمد بن علي، وللحديث عنه ثلاث طرق: 1 - يرويها ابنه جعفر، عنه. رواه سفيان بن عيينة، وإسحاق بن راهويه، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وأنس بن عياض، أربعتهم عن جعفر، عن أبيه. أما رواية سفيان: فرواها ابن أبي عمر في مسنده -كما في المطالب هنا-. وأما رواية إسحاق فرواها في مسنده كما في المطالب في الحديث رقم (3989)، بنحوه مع قصة في أوله. وأما رواية الدراوردي فرواها سعيد بن منصور في سننه (1/ 146: 520)، بنحوه مع قصة في أوله. وأما رواية أنس: فرواها ابن سعد في الطبقات (8/ 463)، بنحوه مع قصة في أوله. =
= قال الحافظ في الموضع السابق من المطالب: "هذا منقطع". ورواه محمد بن يونس الكديمي، عن معلى بن أسد عن وهيب بن خالد عن جعفر، عن أبيه، عن عمر. رواه القطيعي في زياداته على فضائل الصحابة لأحمد (2/ 625: 1069)، بنحوه مع قصة في أوله. وخالفه السري بن خزيمة عن معلى، عن وهيب، عن جعفر، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن عمر. وذكر علي بن الحسين. رواه الحاكم في المستدرك (3/ 142)، وعنه: البيهقي في السنن الكبرى (7/ 63)، بنحو رواية القطيعي. قال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد". فتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: منقطع". وقال البيهقي في الموضع السابق: "هو مرسل حسن". ورواه البيهقي في مناقب الشافعي (1/ 64) من طريق موسى بن إسماعيل أبي سلمة التبوذكي، عن وهيب بن خالد، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر، فذكر الحديث ولم يذكر علي بن الحسين. 2 - طريق عروة الجعفي، عن محمد بن علي. رواه إسحاق بن راهويه في الموضع السابق قال: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُرْوَةَ الْجُعْفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ محمد بن علي، قال: خرج عمر رضي الله عنه إلى أهل الصفة ... فذكر الحديث بنحوه مع قصة في أوله. 3 - طريق ابن إسحاق، قال: حدثني أبو جعفر، عن أبيه علي بن الحسين، قال: لما تزوج عمر بن الخطاب ... فذكر الحديث بنحوه مع قصة في أوله. رواه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 63). =
= الطريق الثانية: طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عنهما وللحديث عن ابن عمر ثلاث طرق: 1 - طريق يونس بن أبي يعفور، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، به بلفظ مقارب. رواه الطبراني في الكبير (3/ 45: 2634)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 199)، وفي إسناده يونس بن أبي يعفور، واسم أبي يعفور: وقدان، العبدي، الكوفي، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 614: 7920): صدوق يخطئ كثيرًا. 2 - طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ علي، عن عاصم بن عبيد الله، عن ابن عمر، به، بنحوه. رواه البزّار -كما في كشف الأستار (3/ 152: 2455) -، وبحشل في تاريخ واسط (ص 148)، ورواية بحشل فيها قصة في أوله. -وقع في إسناد بحشل تصحيف، لا أدري من الطباعة، أو من الأصل المخطوط؟ -. وفي إسناده عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 285: 3065): ضعيف. وعبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال في التقريب (321: 3595): مقبول. 3 - طريق محمد بن سعد كاتب الواقدي، عن عصمة بن محمد الأنصاري، عن يحيى بن سعيد الأنصاري عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، به، بنحوه. رواه ابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (ص 338). وفي إسناده عصمة بن محمد بن فضالة بن عبيد الأنصاري، قال عنه ابن معين: كذاب يضع الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال الدارقطني وغيره: متروك. انظر في ترجمته: الكامل (5/ 2009)، الميزان (3/ 68)، اللسان (4/ 170). =
= الطريق الثالثة: طريق زيد بن أسلم، عن أبيه. رواه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 44: 2633)، وعنه: أبو نعيم في الحلية (2/ 34). ورواه الدولابي في الذرية الطاهرة (ح 219) كلاهما من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه علي بن أبي طالب ... فذكر قصة وفي آخرها ذكر الحديث بلفظ مقارب. ورواه البزّار في البحر الزخار (1/ 397: 274) من طريق عبد الله بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، عن عمر، به. فاقتصر على المرفوع منه. قال البزّار: وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن زيد بن أسلم، عن عمر مرسلًا، ولا نعلم أحدًا قال: عن زيد، عن أبيه إلَّا عبد الله بن زيد وحده. اهـ. قلت: وإسناد الطبراني والدولابي فيهما عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي، تأتي ترجمته في الحديث (رقم 4256)، وهو صدوق، كان يحدث من كتب غيره فيخطىء. أما إسناد البزّار ففيه عبد الله بن أسلم العدوي، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 304: 3330): صدوق فيه لين. الطريق الرابعة: طريق عكرمة، قال: تزوج عمر بن الخطاب أم كلثوم ... الحديث بنحوه مع قصة في أوله وزيادة في آخره. رواه عبد الرزاق في المصنف (6/ 163: 10354) عن معمر، عن أيوب. عن عكرمة. وهذا الإِسناد منقطع، فعكرمة لم يسمع من علي، وسعد بن أبي وقاص، وعائشة، فمن باب أولى لم يسمع من عمر. (انظر: المراسيل ص 158). الطريق الخامسة: رواها الدولابي في الذرية الطاهرة (ح 218) قال: حدّثنا أحمد بن عبد الجبار، حدّثنا يونس بن بكير، عن خالد بن صالح، عن واقد بن =
= محمد بن عبد الله بن عمر، عن بعض أهله، قال: خطب عمر ... الحديث، بنحوه مع قصة في أوله وزيادة في آخره. وفي الإِسناد أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 81: 64): ضعيف وسماعه للسيرة صحيح. اهـ. والراوي عن عمر مبهم. الطريق السادسة: رواها الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 182) من طريق إبراهيم بن مهران، عن الليث بن سعد، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ، عن أبيه، عن عقبة بن عامر الجهني، قال: خطب عمر ... الحديث، بنحوه مع قصة في أوله وزيادة في آخره. وفي إسنادها إبراهيم بن مهران بن رستم المروزي، ذكره الخطيب في الموضع السابق، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. الطريق السابعة: رواها القطيعي في زياداته على فضائل الصحابة لأحمد (2/ 626: 1070) قال: حدّثنا محمد، حدّثنا بشر بن مهران، عن شريك، عن شبيب بن غرقدة، عن المستظل، أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ... الحديث، بنحوه مع قصة في أوله وزيادة في آخره. قلت: ومحمد وهو ابن يونس الكديمي، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 515: 6419): ضعيف. الطريق الثامنة: رواها البيهقي في السنن الكبرى (7/ 64) من طريق سفيان بن وكيع، عن روح بن عبادة، عن ابن جريج، عن ابن مليكة، عن حسن، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب ... الحديث مع قصة في أوله وزيادة في آخره. وفيه سفيان بن وكيع، وتأتي ترجمته في الحديث (رقم 4280)، وهو ضعيف، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 4203)، وهو ثقة فقيه إلَّا أن يدلس. وقد عنعن. =
= الحكم عليه الحديث بهذا الإِسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لم يسمع من عمر، قال أبو زرعة: محمد بن علي بن الحسين عن عمر، مرسل. (انظر: المراسيل ص 185). والحديث من طريق ابن عمر عن أبيه له ثلاث طرق، الطريق الأولى ضعيفة، لأجل يونس بن أبي يعفور وهو صدوق يخطئ كثيرًا، والثانية ضعيفة أيضًا، لضعف عاصم بن عبيد الله بن عاصم. فيكون الحديث بهذين الطريقين حسنًا لغيره، أما الطريق الثالثة فضعيفة جدًا لا يعتد بها. وبالإِضافة إلى طريقين عن ابن عمر فهناك طرق أخرى تقوي هذا الحديث، وهي الطريق الثالثة والرابعة والسادسة. وللحديث شاهد من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة، إلَّا سببي ونسبي. رواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 243: 11621)، والخطيب في تاريخ بغداد (10/ 271) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن بشر بن الحكم المروزي، عن موسى بن عبد العزيز العدني، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابن عباس. قال الهيثمي في المجمع (9/ 173): رجاله ثقات.
4 - باب عصمة الله تبارك وتعالى رسوله محمدا -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة
4 - باب عصمة الله تبارك وتعالى رَسُولَهُ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْلَ البعثة 4212 - قال إسحاق: أخبرنا وهب بن جرير، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ما هممت بقبيح بما كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَهُمُّونَ بِهِ، إلَّا مَرَّتَيْنِ من الدهر، كلتيهما يعصمني الله تعالى منها، قُلْتُ لَيْلَةً لِفَتًى كَانَ مَعِي مِنْ قُرَيْشٍ بأعلى مكة في أغنام لأهلها يَرْعَاهَا: أَبْصِرْ إِلَى غَنَمِي حَتَّى أَسْمُرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِمَكَّةَ، كَمَا [يَسْمُرُ الْفِتْيَانُ]، (¬1) قَالَ: نَعَمْ. فَخَرَجْتُ، [فَجِئْتُ] (¬2) أَدْنَى دَارٍ مِنْ دُورِ مَكَّةَ، سَمِعْتُ غَنَاءً، وَضَرْبَ دُفُوفٍ وَمَزَامِيرَ، فَقُلْتُ: مَا هذا؟ فقالوا: فُلَانٌ تَزَوَّجَ فُلَانَةَ، لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَهَوْتُ بِذَلِكَ الْغِنَاءِ وَبِذَلِكَ الصَّوْتِ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَمَا أَيْقَظَنِي إلَّا مَسُّ الشَّمْسِ، فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، [قَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ. ثُمَّ قُلْتُ لَهُ لَيْلَةً أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، فَفَعَلَ، فَخَرَجْتُ فَسَمِعْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقِيلَ لِي مِثْلَ مَا قِيلَ لِي، فَلَهَوْتُ بِمَا سَمِعْتُ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَمَا أَيْقَظَنِي إلَّا مَسُّ الشَّمْسِ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، [فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: مَا فَعَلْتُ شَيْئًا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ¬
فوالله، ما هممت بعدها بسوء بما يعمل أهل الجاهلية، حتى أكرمني الله عَزَّ وَجَلَّ بِنُبُوَّتِهِ. *قُلْتُ (¬1): هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي السِّيرَةِ، وَهَذِهِ الطَّرِيقُ حَسَنَةٌ جَلِيلَةٌ، وَلَمْ أره في شيء من المسانيد إلَّا في مسند إسحاق هذا، وهو حديث حسن متصل، ورجاله ثقات]، (¬2). ¬
4212 - تخريجه: ذكره الهيثمي -مختصرًا- في المجمع (8/ 226)، وقال: رواه البزّار ورجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 32 أمختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بإسناد حسن، وابن حبّان في صحيحه. اهـ. وهو في علامات النبوة من الإتحاف المسندة (ص 166). وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 267)، وعزاه للبيهقي، وقال عقبه: هذا حديث غريب جدًا، وقد يكون عن علي نفسه، ويكون قوله في آخره "حتى أكرمني الله عَزَّ وَجَلَّ بنبوته" مقحمًا، والله أعلم. اهـ. ومن طريق إسحاق: رواه أبو نعيم في دلائل النبوة (ح 128) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شيرويه. قال: حدّثنا إسحاق، به، بنحوه. ورواه ابن حبّان كما في الإحسان (8/ 56: 6239) من طريق أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدّثنا وهب بن جرير، به، بنحوه. وذكره الهيثمي في موارد الظمآن (ح 2100). =
= ورواه البزّار في البحر الزخار (2/ 240: 640)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 130) كلاهما من طريق بكر بن سليمان، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق، به، مختصرًا جدًا. وذكره -أيضًا- الهيثمي في كشف الأستار (3/ 129: 2403). ورواه ابن جرير الطبري في تاريخ الأمم والملوك (1/ 520) قال: حدّثنا ابن حميد، حدّثنا سلمة، حدثني محمد بن إسحاق، به، بنحوه. ورواه الفاكهي في أخبار مكة (3/ 21: 2721) قال: حدّثنا عبد الملك بن محمد، عن زياد بن عبد الله، قال: قال محمد بن إسحاق، به، بنحوه. ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة (ح 128)، والحاكم في المستدرك (4/ 245)، وعنه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 33) كلاهما من طريق يونس بن بكر، عن محمد بن إسحاق، به، بنحوه. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. اهـ ووافقه الذهبي. قلت: محمد بن عبد الله بن قيس لم يخرج له مسلم. (انظر: ترجمته في دراسة رجال السند). وذكره الديلمي مختصرًا جدًا في الفردوس (4/ 90: 6280). والسيوطي في الجامع الكبير (1/ ق 733)، وعزاه لابن عساكر. والصالحي في سبل الهدى والرشاد (2/ 199 - 200)، وقال: رواه ابن إسحاق وإسحاق بن راهويه والبزار وابن حبّان. قال الحافظ: وإسناده حسن متصل. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه محمد بن عبد الله بن قيس، وهو مقبول. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وقد ضعفه الألباني -كما في حاشية فقه السيرة (ص 75) -. وتقدم قول ابن كثير: هذا حديث غريب جدًا. =
= إلَّا أن الحافظ -كما في المطالب هنا- قد حسن الحديث، فقال: هو حديث حسن متصل، ورجاله ثقات. اهـ. هذا مع كون الحافظ نفسه قد حكم على أحد رجال السند بأنه مقبول!
4213 - وقال الطيالسي: حدّثنا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما. وَطَلْحَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نُهِيتُ عَنِ التَّعَرِّي. وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ عليه النبوة. = = = = 4213 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 346: 2659). - وقد سقط من النسخة المطبوعة عكرمة، فلعله من الطباعة، أو من الأصل المخطوط-. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 179) من طريق أبي يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن، قال: حدّثنا النضر أبو عمر الخزار، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أبو طالب يعالج زمزم، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- ممن ينقل الحجارة، وهو يومئذ غلام، فأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- إزاره فتعرى، واتقى به الحجر، فغشي عليه، فقيل لأبي طالب: أدرك ابنك فقد غشي عليه، فلما أفاق -صلى الله عليه وسلم- من غشيته سأله أبو طالب عن غشيته، فقال: أتاني آت عليه ثياب بيض، فقال لي: استتر، فقال ابن عباس: فكان ذلك أول ما رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- من النبوة: أن قيل له: استتر، فما رؤيت عورته يومئذ. قال الحاكم: "صحيح الإسناد". فتعقبه الذهبي بقوله: "النضر، ضعفوه". قلت: والنضر هذا هو ابن عبد الرحمن، أبو عمر الخزاز قال عنه الحافظ في التقريب (ص 562: 7144): متروك. ورواه ابن سعد في الطبقات (1/ 157)، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 45: 1167)، وابن عدي في الكامل (7/ 2487)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (ح 135)، جميعهم من طريق النضر، به، ولفظ ابن سعد، والبزار، وابن عدي، مختصرًا، ولفظ أبي نعيم، بنحوه. =
= قال الهيثمي في المجمع (3/ 287): رواه البزّار، وفيه النضر أبو عمر، وهو متروك. اهـ. وقال الحافظ في الفتح (3/ 516): والنضر ضعيف، وقد خبط في إسناده وفي متنه، فإنه جعل القصة في معالجة زمزم بأمر أبي طالب وهو غلام. اهـ. وورد هذا الحديث من طريق سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ. قَالَ: كُنَّا نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ إلى البيت ... فذكر الحديث بنحو رواية الحاكم. رواه أبو يعلى في مسنده كما في المطالب في الحديث رقم (4221)، وعنه: ابن عدي في الكامل (7/ 2657) قال: حدّثنا موسى عن محمد بن أبي الوزير، حدّثنا يحيى بن العلاء، حدّثنا شعيب بن خالد عن سماك، به. قلت: وفيه يحيى بن العلاء البجلي وقد رمي بالوضع (انظر: ترجمته في الحديث رقم 4221). ورواه البزّار في البحر الزخار (4/ 124: 1295)، والطبراني كما في الفتح (3/ 516)، والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 32) جميعهم من طريق عمرو بن قيس عن سماك، به، بنحوه. قال البزّار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن العباس إلَّا بهذا الإِسناد، وعمرو بن أبي قيس مستقيم الحديث. وروى عنه جماعة من أهل العلم، ورواه عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عمرو بن أبي قيس وقيس بن الربيع. اهـ. وقد ذكره الهيثمي في كشف الأستار (2/ 41: 1158)، وابن حجر في مختصر زوائد البزّار (1/ 471: 805). ورواه -أيضًا- البزّار في البحر الزخار (4/ 125: 1296)، وأبو نعيم فى =
= معرفة الصحابة (2/ ق 113 ب)، وفي دلائل النبوة (ح 134) من طريق قيس بن الربيع عن سماك، به، بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (3/ 290): وفيه قيس بن الربيع، وثقة شعبة والثوري والطيالسي وضعفه جماعة. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 56 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى والبزار والطبراني في الكبير. ورواه الطبري في التهذيب كما في الفتح (3/ 516) من طريق هارون بن المغيرة عن سماك، به. وتابع سماكًا: الحكم بن أبان. فرواه أبو نعيم كما في الفتح (3/ 516) من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة. قلت: وهذه متابعة جيدة، إلَّا أني لم أجده في معرفة الصحابة، ولا الدلائل المطبوع لكي أطلع على بقية الإِسناد، فلعل هناك علة أخرى، والله أعلم.
الحكم عليه: ورد هذا الحديث من طريقين: الطريق الأولى فيها علتان: 1 - عمرو بن ثابت، وهو ضعيف جدًا. 2 - ورواية سماك بن حرب عن عكرمة مضطربة. والطريق الثانية: فيها طلحة بن عمرو الحضرمي وهو متروك. وعليه فالطريق الأولى ضعيفة جدًا، وكذلك الثانية. وأصل الحديث في الصحيحين بغير هذا السياق: فقد رواه البخاري (1/ 565: 364 الفتح) في الصلاة: باب كراهية التعري في الصلاة وغيرها و (3/ 513: 1582 الفتح) في الحج: باب فضل مكة وبنيانها. و (7/ 180: 3829 الفتح) في مناقب الأنصار: باب بنيان الكعبة. =
= ورواه مسلم (1/ 267 - 268: 76، 77) في الحيض: باب الاعتناء بحفظ العورة، كلاهما من طريق عمرو بن دينار، قال: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان ينقل معهم الحجارة للكعبة، وعليه إزاره، فقال له العباس عمه: يا ابن أخي! لو حللت إزارك فجعلته على منكبيك دون الحجارة، قال: فحله فجعله على منكبيه، فسقط مغشيًا عليه، فما رؤي بعد ذلك عريانا -صلى الله عليه وسلم-. وفي الباب: من حديث أبي الطفيل رضي الله عنه وفيه: فَنُودِيَ يَا مُحَمَّدُ، خَمِّرْ عَوْرَتَكَ. فَلَمْ يُرَ عريانًا بعد ذلك. إسناده حسن. ويأتي هذا الحديث برقم (4220).
5 - باب شهوده -صلى الله عليه وسلم- مشاهد المشركين قبل البعثة منكرا عليهم
5 - باب شهوده -صلى الله عليه وسلم- مَشَاهِدَ الْمُشْرِكِينَ قَبْلَ الْبَعْثَةِ مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ 4214 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ، قَالَ: فَسَمِعَ مَلَكَيْنِ خَلْفَهُ وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا حَتَّى نَقُومَ خَلْفَ رَسُولِ الله فقال: كيف نقوم خَلْفَهُ وَإِنَّمَا عَهْدُهُ بِاسْتِلَامِ الْأَصْنَامِ قَبْلُ؟ فَلَمْ يَعُدْ بَعْدَ ذَلِكَ يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ. *قُلْتُ (¬1): هَذَا الْحَدِيثُ أَنْكَرَهُ النَّاسُ عَلَى عُثْمَانَ بن أبي شيبة، فبالغوا، والمنكر فيه قَوْلُهُ عَنِ الْمَلَكِ أَنَّهُ قَالَ "عَهْدُهُ بِاسْتِلَامِ الأصنام" فإن ظاهره [أنه] (¬2) -صلى الله عليه وسلم- بَاشَرَ الِاسْتِلَامَ. وَلَيْسَ ذَلِكَ مُرَادًا، بَلِ الْمُرَادُ أن الملك أنكر شهوده لمباشرة المشركين استلامهم أصنامهم. ¬
4212 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 398: 1877). =
= وذكره الهيثمي في المقصد العلي (3/ 136: 1243). وذكره -أيضًا- في المجمع (6/ 23)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، ولا يحتمل هذا من مثله إلَّا أن يكون يشهد تلك المشاهد للإنكار، وهذا يتجه. وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (2/ ق 92 أمختصر)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند فيه عبد الله بن محمد بن عقيل. اهـ. وهو في علامات النبوة من الإتحاف المسندة (ص 169). ورواه ابن عدي في الكامل (4/ 1447) قال: حدّثنا إبراهيم بن أسباط، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، به، بلفظ مقارب. قال ابن عدي: إنما نحفظ عن الثوري حديث جرير عنه، وعن جرير، عثمان بن أبي شيبة، وهذا الحديث بهذا الإِسناد يعرف بابن أبي شيبة. اهـ. ورواه -أيضًا- أبو يعلى في مسنده (3/ 399: 1878) قال: حدّثنا عثمان، به. إلَّا أنه قال: عن سفيان، عن عبد الله بن زياد بن حدير، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَمْ يسق لفظه، إنما قال: مثله.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو صدوق سيء الحفظ وفي حديثه لين. وقد حكم بنكارة متنه غير واحد من الأئمة: قال ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 268) بعد أن ذكر هذا الحديث: هو حديث أنكره غير واحد من الأئمة على عثمان بن أبي شيبة، حتى قال الإِمام أحمد فيه: لم يكن أخوه يتلفظ بشيء من هذا. اهـ. وقال الحافظ -كما في المطالب هنا-: هَذَا الْحَدِيثُ أَنْكَرَهُ النَّاسُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ أبي شيبة، فبالغوا، والمنكر فيه قَوْلُهُ عَنِ الْمَلَكِ أَنَّهُ قَالَ: عَهْدُهُ بِاسْتِلَامِ =
= الأصنام، فإن ظاهره أنه - صلى الله عليه وسلم - بَاشَرَ الِاسْتِلَامَ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مُرَادًا، بَلِ الْمُرَادُ أن الملك أنكره شهوده لمباشرة المشركين استلام أصنامهم. اهـ. قال الهيثمي في المجمع (8/ 226): روى الطبراني برجال الصحيح عن زيد بن حارثة، قال: طفت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذات يوم فمسست بعض الأصنام ... وهذا يفسر ما تقدم من أن شهوده للِإنكار عليهم. اهـ. بتصرف.
4215 - وقال (¬1) أبو بكر: حدّثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: دخل جبريل عليه السلام الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَطَفِقَ يَتَقَلَّبُ، فَبَصُرَ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَائِمًا فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فأيقظه، فقام -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ مِنَ التُّرَابِ، فَانْطَلَقَ بِهِ نَحْوَ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ (¬2)، فَتَلَقَّاهُمَا مِيكَائِيلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ لِمِيكَائِيلَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَافِحَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَجِدُ من يده ريح النحاس، فكأن جبريل عليه السلام أنكر ذلك، فقال: أفعلت ذلك؟ فَكَأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَسِيَ، ثُمَّ ذَكَرَ، فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي، مَرَرْتُ أَوَّلَ مِنْ أَمْسِ (¬3) عَلَى إِسَافٍ وَنَائِلَةَ (¬4)، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى أَحَدِهِمَا، فَقُلْتُ: إِنَّ قَوْمًا رَضُوا بِكُمَا إِلَهًا مَعَ اللَّهِ قَوْمُ سُوءٍ. (200) وَقَدْ مَضَى فِي مَنَاقِبِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رضي الله عنه، حديث زيد بن حارثة رضي الله عنه، أَنَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نُهِيَ فِي الجاهلية عن مس الصنم (¬5). ¬
4215 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 32 ب مختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن =
= أبي شيبة بسند ضعيف، لضعف صالح بن حيان. اهـ. وهو في علامات النبوة من الإتحاف المسندة (ص 175). ورواه ابن حبّان في المجروحين (1/ 370) قال: حدّثنا محمد بن المسيب بن الوليد القرشي، حدّثنا محمد بن عبيد، حدّثنا صالح بن حيان، به، بمعناه مختصرًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه صالح بن حيان، وهو ضعيف.
6 - باب صفة النبي -صلى الله عليه وسلم-
6 - بَابُ صِفَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 4216 - قَالَ أَبُو داود: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَبْحَ (¬1) الذِّرَاعَيْنِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ؛ أَشْفَارِ الْعَيْنِ (¬2)، لَمْ يَكُنْ سَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَمْ يَكُنْ فاحشًا (¬3) ولا متفحشًا، كان -صلى الله عليه وسلم- يقبل جميعًا، ويدبر جميعًا. ¬
4216 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 304: 2313). وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 26ب مختصر)، وقال: رواه أبو داود الطيالسي، ورواته ثقات. اهـ. وهو في علامات النبوة من الإتحاف المسندة (ص 61). ورواه أحمد في مسنده (2/ 328، 448) عن جمع من الرواة، عن ابن أبي ذئب، به، بنحوه مع تقديم وتأخير. ورواه ابن سعد في الطبقات (1/ 414) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ =
= أبي فديك وموسى بن داود عن ابن أبي ذئب، به، بنحوه مع تقديم وتأخير. ورواه ابن عدي في الكامل (4/ 1374) من طريق عاصم قال: حدّثنا ابن أبي ذئب، به، بنحوه مع تقديم وتأخير. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 244) من طريق آدم وعاصم بن علي، قالا: حدّثنا ابن أبي ذئب، به، مختصرًا. وذكره ابن الجوزي في الوفا (ح 630)، مختصرًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه صالح مولى التوأمة، وهو صدوق في رواية من سمع منه قبل اختلاطه، وابن أبي ذئب الراوي عنه ممن سمع منه قديمًا. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد حسن. ولذا قال الألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 130): هذا إسناد جيد. اهـ. ولبعضه شواهد، منها: عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخابًا في الأسواق، ولا يجزئ بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح". رواه الترمذي في سننه (4/ 369: 2016)، وقال: حديث حسن صحيح. وفي الشمائل (ح 341)، والطيالسي في مسنده (ص 214: 1520)، وأحمد في مسنده (6/ 174، 236، 246). قال الألباني في مختصر شمائل الترمذي (ص 182): سنده صحيح.
4217 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النكري (¬1)، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ (¬2)، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْعَدَوِيَّةَ (¬3)، حَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَنَزَلْتُ عِنْدَ الْوَادِي، فَإِذَا رَجُلَانِ بَيْنَهُمَا عَنْزٌ وَاحِدَةٌ، وإذا الْمُشْتَرِي يَقُولُ لِلْبَائِعِ: أَحْسِنْ مُبَايَعَتِي. فَلَمْ أَلْبَثْ إذ دَعَا الْمُشْتَرِيَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قُلْ لَهُ يُحْسِنُ مُبَايَعَتِي. فَمَدَّ يَدَهُ، وَقَالَ: أَمْوَالُكُمْ تملكون، إني أرجو الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَطْلُبُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشَيْءٍ من ظَلَمْتُهُ فِي مَالٍ، وَلَا دَمٍ، وَلَا عِرْضٍ، إلَّا بحقه، رحم الله امرءًا سَهْلَ الْبَيْعِ، سَهْلَ الشِّرَاءِ، سَهْلَ الْأَخْذِ، سَهْلَ الْعَطَاءِ، سَهْلَ الْقَضَاءِ، سَهْلَ التَّقَاضِي. ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا الْهَاشِمِيُّ الَّذِي أَضَلَّ الناس، لهو هو (¬4). فنظرت، فإذا رَجُلٌ حَسَنُ الْجِسْمِ، عَظِيمُ الْجَبْهَةِ، دَقِيقُ الْأَنْفِ، دقيق الحاجبين، فإذا ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى سُرَّتِهِ مِثْلُ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ شَعْرٌ (¬5) أَسْوَدُ، وَإِذَا هُوَ بَيْنَ طِمْرَيْنِ. قَالَ: فَدَنَا مِنَّا، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ، فلم ألبث، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأُقَصَّنَّ (¬6) هَذَا، فَإِنَّهُ حَسَنُ الْقَوْلِ، فَتَبِعْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ! فَالْتَفَتَ إِلَيَّ بِجَمِيعِهِ، فَقَالَ: مَا تَشَاءُ؟ فَقُلْتُ: أَنْتَ الَّذِي أَضْلَلْتَ النَّاسَ وَأَهْلَكْتَهُمْ وَصَدَدْتَهُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ؟ قال: ¬
ذاك (¬7) الله. قلت: ما تدعو إِلَيْهِ. قَالَ: أَدْعُو عِبَادَ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ. قال: قلت: ما تقول؟ قال: أتشهد (¬8) أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عليَّ، وَتَكْفُرُ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الزَّكَاةُ؟ قَالَ: يَرُدُّ غَنِيُّنَا عَلَى فَقِيرِنَا. قَالَ: قُلْتُ: نِعْمَ الشَّيْءُ تَدْعُو إِلَيْهِ. قَالَ: فَلَقَدْ كَانَ (¬9) وَمَا فِي الْأَرْضِ أَحَدٌ يَتَنَفَّسُ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ، فَمَا بَرِحَ حَتَّى كَانَ أحبَّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي وَوَالِدَيَّ وَمِنَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ. قَالَ: قُلْتُ: قَدْ عَرَفْتُ. قَالَ: قَدْ عَرَفْتَ؟ قُلْتُ. نَعَمْ، قَالَ: تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرِدُ مَاءً عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَأَدْعُوهُمْ إِلَى مَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَتَّبِعُوكَ. قَالَ: نَعَمْ، فَادْعُهُمْ. فَأَسْلَمَ أَهْلُ ذَلِكَ الْمَاءِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ. فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رأسه. ¬
4217 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (12/ 211:6830). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (3/ 149: 1264). وذكره -أيضًا- في المجمع في ثلاثة مواضع: في (4/ 74)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه راو لم يسم. اهـ. وفي (8/ 272)، وقال: رواه أبو يعلى، والذي من العدويه لم أعرفه، وبقية =
= رجاله وثقوا. اهـ. وفي (9/ 18)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله وثقوا. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 27ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي، وروى البخاري والترمذي وابن ماجة قصة البيع من حديث جابر بن عبد الله، وروى النسائي وابن ماجه من حديث عثمان بن عفان. اهـ. وهو في علامات النبوة من الإتحاف المسندة (ص 67). ورواه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 248) من طريق محمد بن المثنى، قال: حدّثنا عثمان بن عمر، به، فساقه مختصرًا. وذكره الهندي في الكنز (13/ 620: 37582)، وعزاه لأبي يعلى وابن عساكر.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لجهالة الرجل العدوي، وحرب بن سريج صدوق يخطئ.
4218 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الشَّامِيِّ (¬1)، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ مَوْلَايَ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعْرًا أَحْمَرَ، فَقَالَتْ: هَذَا شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ¬
4218 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 35ب مختصر)، وعزاه لمسدد. وهو في دلائل النبوة من الإتحاف المسندة (ص 267).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد فيه أبو سعيد الشامي، وهو مجهول، وقد روى له مسلم في صحيحه. وعليه فالأثر بهذا الإِسناد ضعيف. وقد ثبت هذا المعنى من حديث عثمان بن عبد الله بن موهب قال: دخلت على أم سلمة فأخرجت إلينا شعرًا من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- مخضوبًا. رواه البخاري في صحيحه (10/ 364: 5896، 5897، 5898) كتاب اللباس: باب ما يذكر في الشيب. وابن ماجه في سننه (2/ 30:3667) كتاب اللباس: باب الخضاب بالحناء. وأحمد في مسنده (6/ 296، 319، 322)، والبيهقي في دلائل النبوة (1/ 236). وهذا أحد ألفاظ البخاري.
7 - باب بناء الكعبة
7 - باب بناء الكعبة 4219 - [1]، قال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، فَذَكَرَ قِصَّةً فِيهَا: ثم حدث -يعني عليًّا -رضي الله عنه قال: إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أُمِرَ بِبِنَاءِ الْبَيْتِ، فَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، فَلَمْ يدر كيف يبني، فأنزل الله عزَّ وجلَّ السَّكِينَةَ وَهِيَ رِيحٌ خَجُوجٌ، فَتَطَوَّقَتْ لَهُ مِثْلَ الْحَجَفَةِ، فَبَنَى عَلَيْهَا، فَكَانَ كُلَّ يَوْمٍ يَبْنِي سَاقًا -يَعْنِي بِنَاءً- وَمَكَّةُ شَدِيدَةُ الْحَرِّ، فَلَمَّا بلغ عليه السلام موضع الحجر، قال لإسماعيل عليه الصلاة والسلام: اذهب فالتمس حجرًا، فذهب إسماعيل عليه السلام يطوف في الجبال، ونزل جبريل عليه السلام بالحجر، فجاء إسماعيل عليه السلام وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ فَقَالَ: مِنْ عِنْدِ من لا يتكل على بنائي وبائك، فَوَضَعَهُ. ثُمَّ انْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ، ثُمَّ انْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ جُرْهُمُ، ثُمَّ انْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَضَعُوا الْحَجَرَ تَنَازَعُوا فِيهِ، فَقَالُوا: أَوَّلُ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَابِ، بَابُ بَنِي شَيْبَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إليك فقالوا: هذا الأمين. فأمر -صلى الله عليه وسلم- بِثَوْبٍ، فَبَسَطَهُ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، وَأَمَرَ مِنْ كُلِّ قَوْمٍ رَجُلًا، فَأَخَذَ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ، فَرَفَعَهُ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَضَعَهُ (¬1). ¬
4219 - [1]، تخريجه والحكم عليه: ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 56 أمختصر)، وعزاه للطيالسي وإسحاق والحارث، وقال: ومدار أسانيد هذا الحديث على خالد بن عرعرة وهو مجهول. اهـ. وذكره -أيضًا- (1/ ق 157 ب مختصر)، وعزاه -أيضًا- للبيهقي في الكبير. وهو في علامات النبوة من الإِتحاف المسندة (ص 73). ورواه الطيالسي في مسنده (18/ 113)، ومن طريقه: ابن جرير الطبري في جامع البيان (1/ 551)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 72)، وفي دلائل النبوة (2/ 57) قال: حدّثنا حماد بن سلمة وقيس وسلام كلهم عن سماك، به، فذكر آخر الحديث. -وقع في مسند الطيالسي "سماك" بدل "سلام"، وهو خطأ، والصحيح سلام. ووقع في جامع البيان "شعبة" مكان "قيس"-. ورواه الأزرقي في أخبار مكة (1/ 61) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مولى بني هاشم قال: أخبرنا حماد، به، بنحوه مع زيادته في أوله. ورواه الحارث -كما في بغية الباحث (2/ 493: 380) - قال: حدّثنا العباس بن الفضل العبدي الأزرق، حدّثنا حماد، به، مطولًا. ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 458) من طريق سريج بن النعمان الجوهري، قال: حدّثنا حماد، به، بنحوه مع قصة في أوله. قال الحاكم عقبه: قد اتفق الشيخان على إخراج الحديث الطويل عن أيوب السختياني وكثير بن كثير عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قصة بناء الكعبة أول ما بناه إبراهيم الخليل عليه السلام وهذا غير ذاك. اهـ. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده -كما في المطالب هنا- قال: حدّثنا الأحوص عن سماك، به، فذكر آخر الحديث. =
= ورواه أبو القاسم التيمي في دلائل النبوة (ح 272) من طريق يوسف بن عدي الكوفي، قال: حدّثنا أبو الأحوص، به، فذكر آخره. ورواه ابن جرير الطبرى في جامع البيان (1/ 551)، والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 56) من طريق أبي الأحوص، به. ورواه الفاكهي في أخبار مكة (5/ 138: 33)، والحاكم في المستدرك (2/ 292)، والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 55) جميعهم من طريق إسرائيل، قال: حدّثنا سماك، به، بنحوه. ورواية الفاكهي مختصرة. قال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. ورواه الطبري في جامع البيان (1/ 551) من طريق سعيد عن سماك، به، ولم يسق لفظه، إنما قال: نحوه. ورواه -أيضًا- الطبري في تاريخ الأمم والملوك (1/ 153) من طريق الحسن بن عمارة عن سماك، به، بمعناه. وذكره ابن الجوزي في المنتظم (1/ 269)، وابن كثير في البداية والنهاية (2/ 278)، وعزاه للطيالسي والبيهقي.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه خالد بن عرعرة التيمي وهو مجهول الحال. وقد تقدم قول البوصيري: ومدار أسانيد هذا الحديث على خالد بن عرعرة، وهو مجهول. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
4219 - [2] وقال الطيالسي: حدّثنا حماد، وقيس -وهو ابن الربيع-، وسلام -هو أبو الْأَحْوَصِ- كُلُّهُمْ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خالد بن عرعرة، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا (¬1) هُدِمَ الْبَيْتُ بَعْدَ جُرْهُمٍ، بَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَضَعُوا الْحَجَرَ تَشَاجَرُوا، مَنْ يَضَعُهُ؟ فَاتَّفَقُوا أَنْ يَضَعَهُ أَوَّلُ مَنْ يدخل من هذا الباب، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، فَأَمَرَ بِثَوْبٍ فَوَضَعَ الْحَجَرَ فِي وَسَطِهِ، وَأَمَرَ كُلَّ فَخِذٍ أَنْ يَأْخُذُوا بِطَائِفَةٍ مِنَ الثَّوْبِ، فَرَفَعُوهُ (¬2)، وَأَخَذَهُ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-. ¬
4219 - [2] تخريجه والحكم عليه: تقدما في الطريق السابقة.
4219 - [3] وقال أبو بكر: حدّثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عرعرة، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَرْفَعُوا الْحَجَرَ -يَعْنِي قُرَيْشًا- اخْتَصَمُوا فِيهِ، فَقَالُوا: نَحْنُ نُحَكِّمُ بَيْنَنَا أَوَّلَ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ السِّكَّةِ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَجَعَلُوهُ فِي مِرْطٍ، ثُمَّ رَفَعَهُ جَمِيعُ الْقَبَائِلِ كُلِّهَا، وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يوْمَئِذٍ رَجُلٌ شَابٌّ. يَعْنِي قَبْلَ الْبَعْثَةِ. 4219 - [4] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَزْرَقُ ببغداد إملاء، حدّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عن خالد، قال: فقال رجل لعلي رضي الله عنه: أخبرني عن بنائه، قال: أوحى الله -تعالى- إِلَى إِبْرَاهِيمَ، أَنِ ابْنِ لِي بَيْتًا، قَالَ: فضيق على إبراهيم عليه السلام ذرعًا، فأرسل الله تعالى ريحًا يقال لها: السكينة، ويقال (¬1): الخجوج، لها عينان ورأس، فأوحى الله -تعالى- إِلَى إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَسِيرَ إِذَا سَارَتْ، وَيَقِيلُ إذا قالت، فَسَارَتْ، حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ، فَتَطَوَّقَتْ عَلَيْهِ، مِثْلَ الْحُجْفَةِ، وَهِيَ بِإِزَاءِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، يدخله كُلِّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ يَبْنِيَانِ كُلَّ يَوْمٍ سَاقًا فَإِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِمَا الْحَرُّ، اسْتَظَلَّا فِي ظِلِّ الْجَبَلِ، فَلَمَّا بَلَغَا مَوْضِعَ الْحَجَرِ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ لإِسماعيل: ائْتِنِي بِحَجَرٍ أَضَعُهُ، يَكُونُ عَلَمًا لِلنَّاسِ، فَاسْتَقْبَلَ إِسْمَاعِيلُ الْوَادِيَ، وجاء بِحَجَرٍ، فَاسْتَصْغَرَهُ إِبْرَاهِيمُ، وَرَمَى بِهِ، وَقَالَ: جِئْنِي بغيره، فذهب إسماعيل، وهبط جبريل على إبراهيم الْأَسْوَدِ، فَجَاءَ إِسْمَاعِيلُ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: قَدْ ¬
جَاءَنِي مَنْ لَمْ يَكِلْنِي فِيهِ إِلَى حَجَرِكَ، قَالَ: فَبَنَى الْبَيْتَ، وَجَعَلَ يَطُوفُ حَوْلَهُ، وَيَطُوفُونَ وَيُصَلُّونَ، حَتَّى مَاتُوا وَانْقَرَضُوا (¬2)، فَتَهَدَّمَ الْبَيْتُ [فَبَنَتْهُ] الْعَمَالِقَةُ، فَكَانُوا يَطُوفُونَ بِهِ حَتَّى مَاتُوا وَانْقَرَضُوا]، (¬3)، فنبذته قُرَيْشٌ، فَلَمَّا بَلَغُوا مَوْضِعَ الْحَجَرِ اخْتَلَفُوا فِي وَضْعِهِ، فَقَالُوا: أَوَّلُ مَنْ يَطْلُعُ مِنَ الْبَابِ ... الحديث. ¬
4225 - وقال إسحاق: حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَتِ الْكَعْبَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَبْنِيَّةً بِالرَّضْمِ لَيْسَ فِيهِ مَدَرٌ، وَكَانَتْ قَدْرَ مَا يَقْتَحِمُهَا العناق، وكانت غير مهولة، إنما يوضع ثِيَابُهَا عَلَيْهَا، ثُمَّ تُسْدَلُ سَدْلًا عَلَيْهَا، وَكَانَ الرُّكْنُ الْأَسْوَدُ مَوْضُوعًا عَلَى سُورِهَا، بَادِيًا، وَكَانَتْ ذَاتَ رُكْنَيْنِ، كَهَيْئَةِ الْحَلَقَةِ، مُرَبَّعَةً مِنْ جَانِبٍ، وَمُدَوَّرَةً مِنْ جَانِبٍ، فَأَقْبَلَتْ سَفِينَةٌ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا قَرِيبًا مِنْ جُدَّةَ، انكسرت السفينة، فخرجت قريش ليأخذوا خَشَبَهَا، فَوَجَدُوا رُومِيًّا عِنْدَهَا، فَأَخَذُوا الْخَشَبَ، فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا، وَكَانَتِ السَّفِينَةُ تُرِيدُ الْحَبَشَةَ، وَكَانَ الرُّومِيُّ الَّذِي فِي السَّفِينَةِ تَاجِرًا (¬1)، فَقَدِمُوا بِالْخَشَبِ، وَقَدِمُوا بِالرُّومِيِّ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: نَبْنِي بِهَذَا الْخَشَبِ بَيْتَ رَبِّنَا. فَلَمَّا أَرَادُوا هَدْمَهُ، إِذَا هُمْ بِحَيَّةٍ عَلَى سُوَرِ الْبَيْتِ، بَيْضَاءَ الْبَطْنِ، سَوْدَاءَ الظَّهْرِ، فَجَعَلَتْ كُلَّمَا دَنَا أَحَدٌ إِلَى الْبَيْتِ لِيَهْدِمَهُ، يأخذ من حِجَارَتَهُ، سَعَتِ إلَيْهِ فَاتِحَةً فَاهَا، فَاجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ عند المقام، فعجوا إلى الله -تعالى-، قَالَ: وَقَالُوا: رَبَّنَا، لَمْ تُرَعْ، أَرَدْنَا تَشْرِيفَ بَيْتِكَ، وَتَزْيِينَهُ، فَإِنْ كُنْتَ تَرْضَى بِذَلِكَ، وإلاَّ فَمَا بَدَا لَكَ فَافْعَلْ، فَسَمِعُوا جَوَابًا (¬2) فِي السماء، فإذا بِطَائِرٍ أَعْظَمَ مِنَ النَّسْرِ، أَسْوَدَ الظَّهْرِ، أَبْيَضَ الْبَطْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَغَرَزَ مَخَالِبَهُ (¬3) فِي بَطْنِ (¬4) الْحَيَّةَ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهَا، يَجُرُّهَا، وَذَنَبُهَا سَاقِطٌ، حَتَّى انْطَلَقَ بِهَا نَحْوَ جِيَادٍ، فَهَدَمَتْهَا قُرَيْشٌ، فَجَعَلُوا يَبْنُونَهَا بِحِجَارَةِ الْوَادِي، تَحْمِلُهَا قُرَيْشٌ عَلَى رِقَابِهَا، ورفعوها في السماء عشرين ¬
ذراعًا، فبينا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَحْمِلُ حِجَارَةً مِنْ أَجْيَادٍ، وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ، فَضَاقَتْ عَلَيْهِ النَّمِرَةُ، فَذَهَبَ (¬5) بَعْضُ (¬6) النَّمِرَةِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَتُرَى عَوْرَتُهُ مِنْ صِغَرِ النَّمِرَةِ، فَنُودِيَ: يَا مُحَمَّدُ! خَمِّرْ عَوْرَتَكَ، فَلَمْ يُرَ عُرْيَانًا بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَانَ بَيْنَ بِنَائِهَا وَبَيْنَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمَّا كَانَ جَيْشُ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ ... فَذَكَرَ حَرِيقَهَا فِي زَمَانِ ابْنِ الزبير رضي الله عنهما. قَالَ ابْنُ خُثَيْمٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ سَابِطٍ أَنَّهُ لما بناها ابن الزبير رضي الله عنهما كَشَفُوا عَنِ الْقَوَاعِدِ، فَإِذَا الْحَجَرُ فِيهَا، مِثْلُ الحلقة، مشبكة (¬7) بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، إِذَا حُرِّكَتْ بِالْعَتَلَةِ تَحَرَّكَ الَّذِي مِنَ النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى. قَالَ ابْنُ سَابِطٍ: فَأَرَانِيهِ زَيْدٌ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، قَالَ: فرأيتها أمثال الحلقة، مشبكة (7) أَطْرَافُ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ. قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: لَمَّا هَدَمُوا الْبَيْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا مَوْضِعَ الرُّكْنِ، خَرَجَتْ عَلَيْهِمْ حَيَّةٌ، كَأَنَّمَا عُنُقُهَا عُنُقَ بَعِيرٍ، فَهَابَ النَّاسُ أَنْ يَدْنُوا مِنْهَا، فجاء طائر ظلل نصف مكة، فأخذها برجليه (¬8)، ثُمَّ حَلَّقَ بِهَا، حَتَّى قَذَفَهَا فِي الْبَحْرِ. قَالَ مُجَاهِدٌ: وَخَرَجُوا يَوْمًا، فَنَزَعَ رَجُلٌ مِنَ الْبَيْتِ حَجَرًا، فَسَرَقَ مِنْ حِلْيَةِ الْبَيْتِ، ثُمَّ عاد فسرق فلَصِق الحجرعلى رأسه. ¬
4220 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (3/ 289)، وقال: رواه الطبراني في الكبير بطوله، =
= وروى أحمد طرفًا منه، ورجالهما رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 56 أمختصر)، وعزاه لإسحاق. وذكره الحافظ في الفتح (3/ 516)، وعزاه لعبد الرزاق ومن طريقه الحاكم والطبراني. ورواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 11: 9105)، (5/ 102: 9106)، ومن طريقه الذهبي في السيرة من تاريخ الإِسلام (ص75) عن معمر، به، بطوله. قال الذهبي عقبه: هذا حديث صحيح. ورواه أحمد في مسنده (5/ 455) من حديث أبي الطفيل، قال: حدّثنا عبد الرزاق، به، مختصرًا. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 179) من حديث أبي الطفيل من طريق إبراهيم بن عباد قال: أنبأنا عبد الرزاق، به، مختصرًا. قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. اهـ. ووافقه الذهبي والألباني، كما في السلسلة الصحيحة (5/ 492) قلت: بل الإِسناد حسن، لحال عبد الله بن عثمان بن خثيم وهو صدوق، كما تقدم في دراسة رجال السند. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 54) من حديث أبي الطفيل من طريق داود العطار، قال: حدثني ابن خثيم، به، بنحوه.
الحكم عليه: الإِسناد الأول رجاله ثقات إلَّا عبد الله بن عثمان بن خثيم فهو صدوق، وعليه فالإسناد حسن. وكذلك الإِسناد الثاني. أما الإِسناد الثالث ففيه علتان: 1 - يزيد بن أبي زياد القرشي، وهو ضعيف. 2 - الإِرسال حيث إن مجاهدًا تابعي لم يدرك القصة.
4221 - وقال أبو يعلى: حدّثنا موسى، عن (¬1) محمد بن [أبي] (¬2) الوزير، حدّثنا يحيى بن العلاء، حدّثنا شُعَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عن عكرمة، قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول عن أبيه العباس رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ إِلَى الْبَيْتِ، حِينَ بَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَكَانَتِ الرِّجَالُ تَنْقُلُ (¬3) الْحِجَارَةَ، وَالنِّسَاءُ يَنْقُلْنَ الشيِّد (¬4)، والشيِّد مَا يُجْعَلُ بَيْنَ الصَّخْرِ، قال العباس رضي الله عنه: كُنْتُ أَنْقُلُ أَنَا وَابْنُ أَخِي مُحَمَّدٌ، فَكُنَّا نَنْقُلُ عَلَى رِقَابِنَا، وَنَجْعَلُ أُزُرَنا تَحْتَ الصَّخْرِ، فَإِذَا غَشِينَا النَّاسُ، اتّزرْنا، فَبَيْنَا أَنَا، وَمُحَمَّدُ بَيْنَ يَدَيَّ، إِذْ وَقَعَ، فَانْبَطَحَ، فَجِئْتُ أَسْعَى، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَامَ فَاتَّزَرَ، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: نهيت أن أمشي عريانًا. فقال العباس رضي الله عنه: فَكَتَمْتُ ذَلِكَ النَّاسَ، خَشْيَةَ أَنْ يَرْوَهُ جُنُونًا. ¬
4221 - تخريجه والحكم عليه: تقدما في الحديث رقم (4213).
8 - باب البعث
8 - باب البعث (¬1) 4222 - [1]، قال الطيالسي: حدّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ الجَوْني، عن رجل، عن عائشة رضي الله عنها قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- اعتكف هو وخديجة شهرًا، فَوَافَقَ ذَلِكَ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وسمع: السلام [عليك]، (¬2)، قالت: قال: "وقد ظننت أنه فجأَةُ الجن] (¬3). فقالت: أبشر، فإن السلام خير. ثم رأى -صلى الله عليه وسلم- يومًا آخر جبريل عليه السلام عَلَى الشَّمْسِ (¬4)، جَنَاحٌ لَهُ بِالْمَشْرِقِ، وَجَنَاحٌ [لَهُ] (¬5) بالمغرب، "فهِبْت منه". قالت (¬6): فانطلق، يريد أهله، فإذا هو بجبريل عليه السلام بينه وبين الباب، قال: فكلمني حتى أنست به (¬7)، ثُمَّ وَعَدَنِي مَوْعِدًا، فَجِئْتُ لِمَوْعِدِهِ، وَاحْتُبِسَ عليَّ جبريل عليه السلام فلما أراد (¬8) أن ¬
يرجع إذا به (¬9) وميكائيل عليهما السلام، فهبط جبريل عليه السلام إِلَى الْأَرْضِ، وَبَقِيَ مِيكَائِيلُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ. قال: فأخذني جبريل عليه السلام فَصَلَقَنِي لِحَلَاوَةِ (¬10) الْقَفَا، وَشَقَّ عَنْ بَطْنِي، فَأَخْرَجَ منه ما شاء الله تعالى، ثُمَّ غَسَلَهِ فِي طَشْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهِ، ثُمَّ كَفَأَنِي كَمَا يُكْفَأُ الْإِنَاءُ، ثُمَّ خَتَمَ فِي ظَهْرِي، حَتَّى وَجَدْتُ مَسَّ الْخَاتَمِ، ثُمَّ قَالَ لِي: [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ. وَلَمْ أَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ، فَأَخَذَنِي بِحَلْقِي، حَتَّى أجهشت بالبكاء، ثم قال، (¬11): {قْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، إلى قوله عزَّ وجلَّ: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} (¬12)، قال -صلى الله عليه وسلم- فما نسيت شيئًا بعد (¬13)، فقال ميكائيل عليه السلام: تَبِعْتُهُ أُمَّتُهُ (¬14) وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. حَتَّى جِئْتُ إِلَى منزلي، فما تلقا [أني]، (¬15) حَجَرٌ وَلَا شَجَرٌ إلَّا قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، فقالت: السلام عليك يا رسول الله (¬16). ¬
4222 - [1] تخريجه: هو في مسند الطيالسي (215: 1539). وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 24 أمختصر)، وقال: رواه أبو داود الطيالسي بسند فيه راو لم يسم، والحارث عن داود بن المحبر وهو ضعيف، واللفظ له. اهـ. =
= وهو في علامات النبوة من الإِتحاف المسندة (ص 44). ورواه الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (4/ 1118: 190) ومن طريقه: أبو نعيم في دلائل النبوة (ح 163) قال: حدّثنا داود بن المحبر، حدّثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بن بابنوس، عن عائشة. فذكره. قلت: وفي إسناده داود بن المحبر وهو متهم بالوضع. (انظر ترجمته في الحديث رقم 4181). ويزيد بن بابنوس: مقبول. وذكر الحديث السيوطي في الخصائص الكبزى (1/ 96)، وعزاه للطيالسي والحارث وأبي نعيم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه راوٍ مبهم، وقد صرّحت رواية الحارث الآتية قريبًا باسمه وهو يزيد بن بابنوس، وهو مقبول. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. أما رواية الحارث ففي إسنادها أيضًا داود بن المحبر وهو متهم بالوضع، وعليه فإسناد الحارث ضعيف جدًا.
4222 - [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المُحبَّر، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْران الجَوْني، عَنْ يَزِيدَ بن بَابَنُوس، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَذَر أَنْ يَعْتَكِفَ شَهْرًا، هُوَ وَخَدِيجَةُ، فَوَافَقَ ذَلِكَ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَسَمِعَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ، [قَالَ] (¬1): فَظَنَنْتُهَا فَجْأَةَ الْجِنِّ (¬2)، فَجِئْتُ مُسْرِعًا، حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، فسجَّتْني ثَوْبًا، وَقَالَتْ: مَا شَأْنُكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَذَكَرَ الحديث بنحوه، إلى أن قال: حتى انتهينا (¬3) إِلَى خَمْسِ آيَاتٍ (¬4) مِنْهَا، فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِرَجُلٍ، فَوَزَنْتُهُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِآخَرَ، فَوَزَنْتُهُ، حَتَّى وُزِنْتُ بِمِائَةِ رَجُلٍ، فَقَالَ ميكائيل عليه السلام من فوقه: تبعته أمته (¬5) ورب الكعبة. ¬
4222 - [2] تخريجه والحكم عليه: هو في بغية الباحث (4/ 1118: 190). وتقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق السابقة.
4223 - وقال مسدّد: حدّثنا أبو الأحوص، حدّثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ: بُعث النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ.
4223 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 28 أمختصر)، وقال: رواه مسدّد، ورواته ثقات، والحاكم مرسلًا من طريق سعيد بن المسيب، قال: أنزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن ثلاث وأربعين. اهـ. وهو في علامات النبوة من الإِتحاف المسندة (ص 78). أما مرسل سعيد بن المسيب: فرواه الحاكم في المستدرك (2/ 610)، والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 132) كلاهما من طريق أحمد بن حنبل قال: حدّثنا يحيى بن سعيد الْقَطَّانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سعيد بن المسيب، قال: فذكره، وزاد البيهقي: فمكث بمكة عشرًا وبالمدينة عشرًا، ومات وهو ابن ثلاث وستين. قال البيهقي: انما أراد والله أعلم ما قاله عامر الشعبي مفسرًا. اهـ. ثم ذكر بسنده إلى عامر الشعبي أنه قال: نزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة، فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين، فكان يعلمه الكلمة والشيء، ولم ينزل القرآن، فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل عليه السلام، فنزل القرآن على لسانه عشرين: عشرًا بمكة، وعشرًا بالمدينة، فمات وهو ابن ثلاث وستين. قلت: ورواه ابن سعد في الطبقات (1/ 191) ومن طريقه: ابن الجوزي في المنتظم (2/ 353). قال ابن سعد: فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر (يعني الواقدي) فقال: ليس يعرف أهل العلم ببلدنا أن إسرافيل قرن بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وإن علماءهم وأهل السيرة منهم يقولون: لم يقرن به غير جبريل من حيث أنزل عليه الوحي إلى أن قبض. اهـ. وقد حكم النووي على روايات ثلاث وأربعين بالشذوذ، كما في شرحه على =
= صحيح مسلم (15/ 99) فقال: وحكى القاضي عياض عن ابن عباس وسعيد بن المسيب رواية شاذة أنه -صلى الله عليه وسلم- بُعثَ على رأس ثلاث وأربعين سنة. اهـ. وقد وردت أحاديث في الصحيحين وغيرها تدل على أنه -صلى الله عليه وسلم- بُعث وعمره أربعون سنة. منها ما رواه البخاري في صحيحه (7/ 199: 3851 الفتح) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أُنزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن أربعين، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة، ثم أمر بالهجرة فهاجر إلى المدينة، فمكث بها عشر سنين، ثم توفي -صلى الله عليه وسلم- قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (15/ 99): وهذا الذي ذكرناه أنه بعث على رأس أربعين سنة وهو الصواب المشهور الذي أطبق عليه العلماء. اهـ. وقال السُهيلي في الروض الأنف (2/ 384): وهو صحيح عند أهل السير والعلم بالأثر. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه رواية شاذة خالفت الأحاديث الصحيحة، وقد تقدم كلام النووي في ذلك.
9 - باب أذى المشركين في أصنامهم
9 - بَابُ أَذَى الْمُشْرِكِينَ فِي أَصْنَامِهِمْ 4224 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرني شَبَابة بن سَوَّار المدائني، حدّثنا نُعيم بن حكيم، حدّثنا أبو مريم، أنه حدّثه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَنْطَلِقُ أَنَا وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى أَصْنَامِ قُرَيْشٍ الَّتِي حَوْلَ الْكَعْبَةِ، فَنَأْتِي العَذِرات، فنأخذ حريراق (¬1) بأيدينا، فَنَنْطَلِقُ بِهِ إِلَى أَصْنَامِ قُرَيْشٍ، فَنُلَطِّخُهَا، فَيُصْبِحُونَ (¬2)، فيقولون: من فعل هذا بِآلِهَتِنَا؟ فَيَنْطَلِقُونَ (¬3) إِلَيْهَا، وَيَغْسِلُونَهَا باللَبَن وَالْمَاءِ. *إِسْنَادُهُ صحيح. ¬
4224 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (2/ ق 92 أمختصر)، وعزاه لإِسحاق وصحح إسناده. وذكره الهندي في الكنز (14/ 111: 38084) وعزاه لإسحاق وقال: هو صحيح. =
= الحكم عليه: إسناده ضعيف، فيه أبو مريم قيس الثقفي وهو مجهول، ونُعيم بن حكيم صدوق له أوهام، وقد قال الحافظ -في المطالب هنا-: إسناده صحيح. اهـ. قلت: صحح إسناده مع أن في إسناده أبا مريم الثقفي. وقد حكم عليه الحافظ نفسه بالجهالة.
4225 - أخبرنا (¬1) عثمان بْنُ عُمَرَ، [حَدَّثَنَا]، (¬2) ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، [عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ]، (¬3) قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْكَعْبَةَ، فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ، فَقَالَ لِي: ابتغ لي ماء. فأتيته-صلى الله عليه وسلم- بِمَاءٍ فِي دَلْو، فَجَعَلَ يبلُّ بِهِ الثَّوْبَ، ثُمَّ يَضْرِبُ بِهِ الصُّوَرَ، وَيَقُولُ: قَاتَلَ اللَّهُ أقوامًا يصورون ما لا يخلقون. ¬
4225 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (2/ 147ب مختصر). وذكره الحافظ في الفتح (7/ 611). ورواه الطيالسي في مسنده (87: 623): ومن طريقه الضياء في المختارة (4/ 125: 1336) قال: حدّثنا ابن أبي ذئب، به، بنحوه. ورواه الواقدي في المغازي (2/ 834) قال: حدثني ابن أبي ذئب، به، بلفظ مقارب. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف في موضعين: في (8/ 296)، كتاب العقيقة، باب في المصورين وما جاء فيهم. وفي (14/ 490)، كتاب المغازي، باب حديث فتح مكة قال: حدّثنا شبابة بن سوار، حدّثنا ابن أبي ذئب، به، بنحوه. ورواه أبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (2/ 1008: 2921) قال: حدّثنا علي، حدّثنا ابن أبي ذئب، به، إلَّا أنه قال: عن عمير أو كريب مولى ابن عباس عن أسامة. فذكره. ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 283) قال: حدّثنا ابن أبي داود حدّثنا علي بن الجعد به. فذكره بدون شك. =
= ورواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 166: 407) ومن طريقه الضياء في المختارة (4/ 125: 1337) قال: حدّثنا الأسفاطي، حدّثنا خالد بن زيد العمري، حدّثنا ابن أبي ذئب، به، بنحوه. قال الضياء: لم نعتمد في رواية هذا الحديث على خالد العُمري، بل على رواية أبي داود. اهـ. قال الهيثمي في المجمع (5/ 173): وفيه خالد بن يزيد العُمري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. اهـ. قلت: خالد بن يزيد كذّبه أبو حاتم ويحيى، وقال ابن حبّان: يروي الموضوعات عن الأثبات. (انظر اللسان 2/ 389). ورواه البيهقي في الشعب (5/ 190: 6316) من طريق ابن وهب قال: أخبرني ابن أبي ذئب، به، بلفظ مقارب. ورواه الضياء في المختارة (4/ 138: 1351) من طريق أحمد بن عبد الرحمن قال: حدّثنا عمي ابن وهب، حدثني ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن عن كريب مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ. فذكره. قال الضياء: أحمد بن عبد الرحمن قد تُكلم فيه، وقد أخرج له مسلم في صحيحه وقد تقدّم هذا الحديث في رواية عُمَيْر مولى ابن عباس. اهـ. قلت: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري: صدوق تغيّر بأَخَرةٍ. انظر التقريب (82: 67).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل عبد الرحمن بن مهران المديني قال عنه الحافظ: مجهول، ولكنه يتقوى بمتابعة كريب مولى ابن عباس عن أسامة، كما في رواية الضياء وإسنادها حسن. وقد صحح الحديث الألباني، كما في صحيح الجامع (ح 4168).
10 - باب ما آذى المشركون به النبي -صلى الله عليه وسلم-وثباته على أمره
10 - بَابُ مَا آذَى الْمُشْرِكُونَ بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-وَثَبَاتِهِ عَلَى أَمْرِهِ 4226 - قَالَ أبو بكر: حدثنا عبد الله بن نمير، حدّثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد، حدّثنا أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ طَارِقِ بن عبد الله المحاربي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مرتين بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ (¬1)، وَأَنَا فِي بِيَاعَةٍ لِي أبيعها، ومرّ (¬2) وعليه جبة له حمراء، وهو -صلى الله عليه وسلم- يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا: لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، تُفْلِحُوا. قَالَ: وَرَجُلٌ يَتَّبِعُهُ بِالْحِجَارَةِ، قَدْ أَدْمَى كَعْبَيْهِ وَعُرْقُوبَيْهِ (¬3) وَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تُطِيعُوهُ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا غُلَامٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قُلْتُ: فَمَنْ هَذَا الَّذِي يَتْبَعُهُ يَرْمِيَهُ؟ قَالُوا: عَمُّهُ عَبْدُ الْعُزَّى، وَهُوَ أَبُو لَهَبٍ، قَالَ: فَلَمَّا ظَهَرَ الإِسلام قِبَلَ الْمَدِينَةِ، أَقْبَلْنَا فِي رَكْبٍ مِنَ الرَّبَذَةَ (¬4)، حَتَّى نَزَلْنَا قريبًا من المدينة ... فذكر الحديث (¬5). ¬
4226 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 22)، وقال: رواه الطبراني وفيه أبو جناب الكلبي وهو مدلس، وقد وثقه ابن حبّان، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (2/ ق 70 أمختصر) وقال: ورواه أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له بسند صحيح، وأبو يعلى الموصلي والحاكم، ورواه النسائي وابن ماجه مختصرًا. اهـ. ورواه -أيضًا- ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 300: 18414)، كتاب المغازي، باب في أذى قريش للنبي -صلى الله عليه وسلم- وما لقي منهم. بسنده وبلفظ مختصر. ومن طريق ابن أبي شيبة: رواه ابن ماجه في سننه (2/ 109: 2702) أبواب الديات، باب لا يجني أحد على أحد. قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ، مختصرًا جدًا. قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 89): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. اهـ. وصححه الألباني كما في صحيح ابن ماجه (2/ 102). ورواه الدارقطني في سننه (3/ 44: 186)، كتاب البيوع. قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل، حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، حدّثنا ابن نمير، به، بنحوه مطولًا. قال أبو الطيب في التعليق المغني: رواته كلهم ثقات. اهـ. ورواه النسائي في سننه (5/ 61: 2532)، كتاب الزكاة، باب أيتهما اليد العليا؟ =
= وفي (8/ 55: 4839)، كتاب القسامة، باب هل يؤخذ أحد بجريرة غيره. قال: أخبرنا يوسف بن عيسى، أنبأنا الفضل بن موسى، أنبأنا يزيد -وهو ابن زياد بن أبي الجعد-، به، مختصرًا جدًا. وفي كل موضع لفظ مختلف عن الآخر. ورواه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 82: 159)، كتاب الوضوء، باب الدليل على أن الكعبين هما العظمان الناتئان في جانبي القدم. قال: حدّثنا أبو عمار، حدّثنا الفضل بن موسى، به، مختصرًا. ورواه ابن حبّان كما في الإحسان (8/ 183: 6528) من طريق إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، به، بطوله. وذكره الهيثمي في موارد الظمآن (ح 1683). ورواه البخاري في خلق أفعال العباد (ح 49) من طريق بيان، قال: حدّثنا يزيد بن أبي الجعد، به، مختصرًا جدًا. ورواه أبو يعلى في المفاريد (ح 109)، وابن المبارك في الزهد (ح 1164)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ ق 333 ب) جميعهم من طريق سنان بن هارون، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، به، بطوله. ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 611) وعنه: البيهقي في السنن الكبرى (1/ 76)، كتاب الطهارة، باب الدليل على أن الكعبين هما الناتيان في جانبي القدم (6/ 20)، كتاب البيوع، باب جواز السلم الحال. قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. اهـ. ووافقه الذهبي. ورواه ابن سعد في الطبقات (6/ 42)، والطبراني في المعجم الكبير (8/ 376: 8175)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 380) جميعهم من طريق أبي جناب الكلبي، قال: حدّثنا جامع بن شداد، به، بطوله. وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 49) وعزاه لابن منده وأبي نعيم وابن عبد البر. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، عدا يزيد بن زياد بن أبي الجعد وهو صدوق. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد حسن.
4227 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن نمير، حدّثنا يونس بن بكير، حدّثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، حدّثنا عقيل بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ، فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ! إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يُؤْذِينَا فِي نَادِينَا، وَفِي مَسْجِدِنَا، فانهَهُ عَنْ أَذَانَا، فَقَالَ: يَا عَقِيلُ! ائْتِنِي بِمُحَمَّدٍ [فَذَهَبْتُ]، (¬1) فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! إِنَّ بَنِي عمك يزعمون أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ، فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: فحلَّق رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ. فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَنَا بِأَقْدَرَ عَلَى أَنْ أَدَعَ لَكُمْ ذَلِكَ مِنْ أَنْ تُشْعِلُوا (¬2) مِنْهَا شُعْلَةً، قَالَ: فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: مَا كَذَبَنَا ابن أخي. فارجعوا. *هذا إسناد حسن (¬3). ¬
4227 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (12/ 176: 6804). وذكره الهيثمي في المقصد العلى (3/ 139: 1248). وذكره -أيضًا- في المجمع (6/ 14)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير ... وأبو يعلى باختصار يسير في أوله، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 28 ب مختصر)، وقال: رواه أبو لعلى بسند رواته ثقات، وله شاهد من حديث جابر. اهـ. وهو في علامات النبوة من الإتحاف المسندة (ص 85). =
= ومن طريق أبي يعلى: رواه أبو جعفر البختري في حديث أبي الفضل أحمد بن ملاعب (47/ 1 - 2)، وابن عساكر (11/ 363: 1 و 19/ 44: 201) - كما في السلسلة الصحيحة (1/ 147) كلاهما عن يونس، نا طلحة بن يحيى بن موسى، حدثني عقيل بن أبي طالب. قال الألباني عقبه: وهذا إسناد حسن، رجاله رجال مسلم، وفي يونس بن بكير وطلحة بن يحيى كلام لا يضر. اهـ. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 192: 511) قال: حدّثنا عبدان بن أحمد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، به، بنحوه. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 50) معلقًا، قال: قال محمد بن العلاء، حدّثنا يونس، به، بنحوه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 50) معلقًا، قال: قال محمد بن العلاء، حدّثنا يونس، به، بنحوه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 191: 511) من طرق عن يونس، به، بنحوه. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 186) من طريق أحمد بن عبد الجبار، قال: حدّثنا يونس بن بكير، به، بنحوه. ورواه الطبراني في المعجم الأوسط, كما في مجمع البحرين (6/ 139: 3502) من طريق إبراهيم بن أبي زياد، قال: حدّثنا طلحة بن يحيى، به، بنحوه. قال الطبراني: لا يروى عن عقيل إلَّا بهذا الإِسناد. اهـ. وأورده ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 40)، وعزاه للبخاري في التاريخ والبيهقي في الدلائل. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد حسن. قال الحافظ -كما في المطالب هنا-: هذا إسناد حسن. اهـ. وقد تقدم تحسين الألباني لهذا الحديث.
4228 [1]- وقال الحميدي: حدّثنا سفيان -هو ابن عيينة-، حدّثنا الوليد بن كثير. [2] وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَتْ: إِنَّهُمْ قَالُوا لَهَا: مَا أَشَدُّ مَا رَأَيْتِ الْمُشْرِكِينَ بَلَغُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ يَتَذَاكَرُونَ (¬1) رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَا يَقُولُ فِي آلِهَتِهِمْ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَامُوا إِلَيْهِ بِأَجْمَعِهِمْ، فَأَتَى الصَّريخ إلى أبي بكر رضي الله عنه فَقَالُوا: أَدْرِكْ صَاحِبَكَ. فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا وَإِنَّ لَهُ لَغَدَائِرَ أَرْبَعٌ، وَهُوَ يَقُولُ: وَيْلَكُمْ {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} (¬2)، قَالَ: فلَهَوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَقْبَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَتْ: فَرَجَعَ إلينا أبو بكر رضي الله عنه فَجَعَلَ لَا يَمَسُّ شَيْئًا مِنْ غَدَائِرِهِ إلَّا جَاءَ مَعَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجلال والإِكرام. ¬
4228 - تخريجه: هو في مسند الحميدي (1/ 155: 324). وفي مسند أبي يعلى (1/ 52:52). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (3/ 137: 1244). وذكره -أيضًا- في المجمع (6/ 16)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه تدرس جد أبي الزبير ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. اهـ. =
= قلت: ولم أجد من سمّاه تدرس غير الهيثمي، أما بقية كتب التخريج فسمته ابن تدرس. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 35 ب مختصر) وقال: رواه الحميدي، وأبو يعلى بسند رواته ثقات. اهـ. وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 207)، وقال: أخرجه أبو يعلى بإسناد حسن مطولًا. اهـ. ومن طريق الحميدي: رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 31) من طريق بشر بن موسى قال: حدّثنا الحميدي، به، مختصرًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات إلَّا ابن تدرس فلم أعرفه، فيحتمل أنه جد أبي الزبير، ويحتمل أنه أبو الزبير نفسه، كما رجّح ذلك محقق مسند الحميدي. فيتوقف في الحكم على هذا الإِسناد، وقد حسن الحافظ هذا الإِسناد، كما تقدم. ولكن هذا الحديث له شواهد تقويه، منها: 1 - عن عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: رَأَيْتُ عقبة بن أبي معيط جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يصلي فوضع رداءه في عنقه، فخنقه به خنقًا شديدًا، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه، فقال: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ، وَقَدْ جاءكم بالبينات من ربكم؟ رواه البخاري (7/ 26: 3678)، (7/ 203: 3856)، (8/ 416: 4815 الفتح)، وأحمد في مسنده (2/ 204). 2 - قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 207): ولقصة أبي بكر هذه شاهد من حديث علي، أخرجه البزّار من رواية محمد بن علي عن أبيه، أنه خطب فقال: من أشجع الناس؟ فقالوا: أنت. قال: أما إني ما بارزني أحد إلَّا أنصفت منه، ولكنه =
= أبو بكر، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أخذته قريش، فهذا يجؤه وهذا يتلقاه ويقولون له: أنت تجعل الآلهة إلهًا واحدًا؟! فوالله ما دنا منا أحد إلَّا أبو بكر، يضرب هذا ويدفع هذا، ويقول: وَيْلَكُمْ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ، ثم بكى عليِّ، ثم قال: أنشدكم الله أمؤمن آل فرعون أفضل أم أبو بكر؟ فسكت القوم، فقال عليّ: والله لساعة من أبي بكر خير منه، ذاك رجل يكتم إيمانه، وهذا يعلن إيمانه. قلت: لم أجده في البحر الزخار من طريق محمد بن علي عن أبيه، بل رواه البزّار في البحر الزخار (3/ 14: 761) من طريق محمد بن عقيل قال: خطبنا علي بن أبي طالب، فذكره. وهذا الطريق أورده الهيثمي في كشف الأستار (3/ 161: 2481). وقال في المجمع (9/ 46): وفيه من لم أعرفه. اهـ. 3 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَقَدْ ضَرَبُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- مرة حتى غُشي عليه، فقام أبو بكر رضي الله عنه فَجَعَلَ يُنَادِي: وَيْلَكُمْ! أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ ربي الله، فقال: من هذا؟ قال: ابن أبي قُحافة المجنون. رواه أبو يعلى في مسنده (6/ 362: 3691)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 125: 2396)، والحاكم في المستدرك (3/ 67)، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم. اهـ. ووافقه الذهبي. وصحح إسناده الحافظ ابن حجر كما في الفتح (7/ 207).
11 - باب إسلام عمر رضي الله عنه
11 - باب إسلام عمر رضي الله عنه 4229 - قال أبو بكر: حدّثنا يحيى بن يعلى، حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر رضي الله عنه قال: كان أول إسلام عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عنه: ضَرَبَ أُخْتِي المَخَاض لَيْلًا، فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ، فَدَخَلْتُ فِي أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فِي لَيْلَةٍ قَارَّةٍ (¬1)، قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيَّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَخَلَ الحِجْر وَعَلَيْهِ نَعْلَاهُ، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ. قَالَ: فَسَمِعْتُ شَيْئًا لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهُ، فَخَرَجْتُ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قال: عمر، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا عُمَرُ! مَا تَتْرُكُنِي لَيْلًا وَلَا نَهَارًا، قال: فخشيت أن يدعو عليّ، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنك رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا عُمَرُ! اسْتُرْهُ، قُلْتُ: لَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحق، لأعلننَّه كما أعلنت بالشرك. ¬
4229 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 46 ب مختصر)، وقال: رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ يحيى بن العلاء الأسلمي (كذا)، وهو ضعيف. اهـ. =
= ورواه أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف في موضعين (14/ 103: 17728)، كتاب الأوائل: باب أول ما فعل ومن فعله. وفي (14/ 319: 18448)، كتاب المغازي: باب إسلام عمر بسنده ومتنه. ومن طريقه: رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 39)، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا عمي أبو بكر بن أبي شيبة به. وذكره ابن الجوزي في مناقب عمر (ص 25)، والذهبي في السيرة النبوية من تاريخ الإِسلام (ص 173)، وذكر إسناد ابن أبي شيبة. وذكره الهندي في الكنز (12/ 550: 35741)، وعزاه أيضًا لابن عساكر، وقال: وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي عن عبد الله بن المؤمل ضعيفان. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه ثلاث علل: 1 - يحيى بن يعلى الأسلمي، وهو ضعيف. 2 - عبد الله بن المؤمل المخزومي، وهو ضعيف أيضًا. 3 - أبو الزبير المكي، وهو ثقة يدلس، وقد عنعن. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا.
4230 - [1] وقال أبو يعلى: حدّثنا محمود بن خداش، حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدّثنا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْعَلَاءِ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ لَقِيَ عُمَرَ رضي الله عنه قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ، وَهُوَ مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ، فَقَالَ: أَيْنَ تَعْمِد يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أُقْتَلَ مُحَمَّدًا، قَالَ: وَكَيْفَ تَأْمَنُ فِي بَنِي هَاشِمٍ، أَوْ بَنِي زُهْرَةَ وَقَدْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا؟ قَالَ: مَا أَرَاكَ إلَّا قَدْ صَبَوْتَ، وَتَرَكْتَ دِينَكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى العَجَب يَا عُمَرُ؟ إِنَّ خَتَنَكَ وَأُخْتَكَ قَدْ صَبَوا، وَتَرَكَا دِينَهُمَا الَّذِي هُمَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَشَى إِلَيْهِمَا ذَامِرًا -قَالَ إِسْحَاقُ: يَعْنِي مُتَغَضِّبًا- حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ وَعِنْدَهُمَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ خَبَّابٌ، يُقْرِئِهُمَا سُورَةَ طه، قَالَ: فلما سمع خبّاب رضي الله عنه حسَّ عُمَرَ، دَخَلَ تَحْتَ سَرِيرٍ لَهُمَا، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ (¬1) الَّتِي سَمِعْتُهَا عِنْدَكُمْ؟ قَالَا: مَا عِنْدَنَا حَدِيثٌ تَحَدَّثْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ: لَعَلَّكُمَا صَبَوْتُمَا، وَتَرَكْتُمَا دِينَكُمَا الَّذِي أَنْتُمَا عَلَيْهِ؟ فَقَالَ خَتَنُهُ: يَا عُمَرُ! أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى خَتَنِهِ، فَوَطِئَهُ وَطْئًا شَدِيدًا، قَالَ: فَدَفَعَتْهُ أُخْتُهُ عَنْ زَوْجِهَا، فَضَرَبَ وَجْهَهَا، فدمِّي وَجْهُهَا، فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محمدًا عبده ورسوله، قال: فقال عمر رضي الله عنه: أروني هذا الكتاب الذي كنتم تقرؤون، قال: وكان عمر رضي الله عنه يَقْرَأُ الْكُتُبَ، فَقَالَتْ أُخْتُهُ: لَا، أَنْتَ رِجْسٌ، أعطنا موثقًا من الله تعالى لتردنَّه عَلَيْنَا، وَقُمْ فَاغْتَسِلْ وَتَوَضَّأْ، قَالَ: فَفَعَلَ، قال: فقرأ {طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} إلى قوله: ¬
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} (¬2). فقال عمر رضي الله عنه: دلوني على محمد، فلما سمع خبَّاب رضي الله عنه كلام عمر رضي الله عنه، خَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا عُمَرُ، فَإِنِّي أرجوا أَنْ تَكُونَ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- لك عشية الخميس: اللهم أعز الدين بعمر بن الْخَطَّابِ أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، فَقَالُوا: هُوَ فِي الدَّارِ الَّتِي فِي أَصْلِ الصَّفَا -يَعْنِي: النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- يُوحَى إِلَيْهِ، فانطلق عمر رضي الله عنه [وعلى الباب حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فلما رأى حمزة رضي الله عنه وجل القوم من عمر رضي الله عنه]، (¬3) قَالَ: نَعَمْ، هَذَا عُمَرُ، فَإِنْ يُرِدُ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُسْلِمُ وَيَتَّبِعُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَإِنْ يَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ يَكُنْ قَتْلُهُ عَلَيْنَا هَيِّنًا، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثوبه وحمائل السيف، فقال: ما أنت منتهي يا عمر حتى ينزل الله تعالى بك الْخِزْيِ وَالنَّكَالِ مَا أَنْزَلَ بِالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، اللَّهُمَّ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، اللَّهُمَّ أَعِزِّ الدين بعمر، فقال عمر رضي الله عنه: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَالَ رضي الله عنه: اخرج يا رسول الله. [2] حدّثنا مجاهد بن موسى، حدّثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ. [3] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بالبصرة، حدّثنا إسحاق. فذكره نحوه. وأوله: قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ: اللَّهُمَّ أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام. قال: فقلّد عمر رضي الله عنه السَّيْفَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ وَهُوَ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ ... الحديث. ¬
4230 - [1] تخريجه: ذكره الهيثمي -مختصرًا جدًا- في المجمع (9/ 62)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط, وفيه القاسم بن عثمان المصري وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 46 ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف، لضعف القاسم بن عثمان المصري. اهـ. ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 267)، ومن طريقه: البلاذري في أنساب الأشراف (ص 145). وابن الجوزي في المنتظم (4/ 132)، قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق به بلفظ مقارب. ورواه ابن شبة في تاريخ المدينة (2/ 657)، قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق، به، بنحوه. ورواه أيضًا أبو يعلى في مسنده -كما في المطالب هنا- قال: حدّثنا مجاهد بن موسى، حدّثنا إسحاق الأزرق به، ولم يسق لفظه، إنما قال: فذكر نحوه. ورواه أيضًا في مسنده -كما في المطالب هنا- قال: حدّثنا عبد الرحمن بالبصرة، حدّثنا إسحاق به، ولم يسق لفظه كاملًا، إنما قال: فذكر نحوه، وأوله قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ: اللَّهُمَّ أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام. ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (2/ 512: 1881)، من طريق محمد بن حرب النسائي قال: حدّثنا إسحاق بن يوسف به مختصرًا جدًا. قال الطبراني: لا تروى هذه الأحاديث الثلاثة عن أنس إلَّا بهذا الإِسناد، تفرَّد بها القاسم. اهـ. وقال أيضًا كما في مجمع البحرين (6/ 240: 3654)، لا يروى عن أنس إلَّا بهذا الإِسناد، تفرّد به إسحاق. اهـ. =
= وقد وقع في نسخة طس وهي من نسخ مجمع البحرين: القاسم بدلًا من إسحاق، قاله المحقق. قلت: كان من الأولى أن يثبت القاسم في المتن، لما علم من قول الطبراني في الأوسط وهو الأصل، والله أعلم. ورواه الدارقطني في سننه (1/ 123)، من طريق محمد بن عبيد الله المنادي قال: حدّثنا إسحاق الأزرق به محتصرًا. قال الدارقطني: القاسم بن عثمان ليس بالقوي. اهـ. ورواه البيهقي في دلائل النبوّة (2/ 219)، من طريق أبي جعفر محمد بن عمرو الرزاز قال: حدّثنا محمد بن عبيد الله المنادي، به، بنحوه. وذكره الذهبي في السيرة النبوية من تاريخ الإِسلام (ص 174)، عن محمد بن عبيد الله بن المنادي وساق السند والمتن، ثم قال عقب ذلك: وقد رواه يونس بن بكير عن ابن إسحاق، وقال فيه: زوج أخته سعيد بن زيد بن عمرو. اهـ. ورواه أيضًا الدارقطني في سننه (1/ 123)، من طريق الحسن بن الجنيد قال: حدّثنا إسحاق الأزرق به مختصرًا. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 59)، من طريق علي بن خشرم قال: حدّثنا إسحاق بن يوسف به بنحو. وقد ذكره ابن الجوزي في مناقب عمر (ص 26).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل القاسم بن عثمان وهو ضعيف.
12 - باب الهجرة إلى الحبشة
12 - باب الهجرة إلى الحَبَشة (¬1) 4231 - قال أبو يعلى: حدّثنا أبو يعقوب (¬2) إسحاق بن أبي إسرائيل، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ جَعْفَرُ بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: ائذنْ لِي أنْ آتِيَ أَرْضًا أَعْبُدُ اللَّهَ تعالى فِيهَا لَا أَخَافُ أَحَدًا، فَأَذِنَ لَهُ، فَأَتَى النجاشي. قال: فحدثني عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: فلما رأيت مكانه حسدته، قلت: والله لأستَقْتِلَنَّ (¬3) لِهَذَا وَأَصْحَابِهِ، فَأَتَيْتُ النَّجَاشِيَّ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنَّ بِأَرْضِكَ رَجُلًا ابْنُ عَمِّهِ بِأَرْضِنَا، وَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَأَنَّكَ وَاللَّهِ إِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ، لَا أَقْطَعُ إِلَيْكَ هَذِهِ النُّطفة أَبَدًا، لَا أَنَا وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: ادْعُهُ. قلت: إنّه لايجيىء مَعِي، فَأَرْسِلْ مَعِي رَسُولًا. فَجَاءَ فَلَمَّا انْتَهَى إلى الباب، ¬
نَادَيْتُ: ائْذَنْ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَنَادَى هُوَ مِنْ خَلْفِي: ائْذَنْ لِعَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: فَسَمِعَ صوته، فأذن له قبلي. قال: فدخل هو وأصحابه. قال: فأذن لِي، فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، فَذَكَرَ أَيْنَ كَانَ مَقْعَدُهُ مِنَ السَّرِيرِ (¬4)، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ جِئْتُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَجَعَلْتُهُ خَلْفَ ظَهْرِي، وَأَقْعَدْتُ بَيْنَ كُلِّ رَجُلَيْنِ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: نَحَرُوا نَحَرُوا، أَيْ: تَكَلَّمُوا، فَقَالَ عَمْرُو: إِنَّ ابْنَ عمِّ هَذَا بِأَرْضِنَا، وَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَأَنَّكَ وَاللَّهِ إِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ لا أقطع هذه النطفة إليك أبدًا، وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: فتشهَّد، فَأَنَا أول ما سمعت التشهُّد يومئذِ، فقال: صدق ابْنُ عَمِّي، وَأَنَا عَلَى دِينِهِ، قَالَ: فَصَاحَ، وَقَالَ: أوِّه، حَتَّى قُلْتُ: إِنَّ الْحَبَشَةَ لَا تتكلم، قَالَ: أَنَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسِ مُوسَى، مَا يَقُولُ فِي عِيسَى؟ قَالَ: يَقُولُ: هُوَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ: مَا أَخْطَأَ شَيْئًا مِمَّا قَالَ وَلَا هَذِهِ، وَلَوْلَا مُلْكِي لَتَبِعْتُكُمْ، وَقَالَ لِي: مَا كُنْتُ لأبالي أن لا تَأْتِيَنِي أَنْتَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ أَبَدًا، وقال لجعفر رضي الله عنه: اذْهَبْ فَأَنْتَ آمِنٌ بِأَرْضِي، فَمَنْ ضَرَبَكَ قَتَلْتُهُ، وَمَنْ سَبَّكَ غَرَّمْتُهُ، وَقَالَ لِآذِنِهِ: مَتَى أَتَاكَ هَذَا يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ فَأْذَنْ لَهُ، إلَّا أَنْ أكون عند أهلي، فإن كنت عند أهلي فَأَخْبِرْهُ، فَإِنْ أَبِي فَأَذَنْ لَهُ، قَالَ: وَتَفَرَّقْنَا فلم يكن أحد أحب إلي من أَكُونَ لَقِيتُهُ خَالِيًا مِنْ جَعْفَرٍ، فَاسْتَقْبَلَنِي فِي طَرِيقٍ مَرَّةً، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، وَنَظَرْتُ خَلْفِي فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، قَالَ: فَدَنَوْتُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَقُلْتُ: تَعْلَمْ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فقال: هداك الله تعالى، فاثْبُت، قال: وتركني وذهب. ¬
قَالَ: فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي، فَكَأَنَّمَا شَهِدُوا مَعِي، فَأَخَذُونِي فألقوا علىّ قطيفة أو ثوبًا، فجعلوا يغممونني، فَجَعَلْتُ أُخْرِجُ رَأْسِي مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ مَرَّةً، وَمِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ مَرَّةً، حَتَّى أَفْلَت وَمَا عَلَيَّ قِشْرَةٌ، قَالَ: فَلَقِيتُ حَبَشِيَّةً، فَأَخَذْتُ قِنَاعَهَا، فَجَعَلْتُهُ عَلَى عَوْرَتِي، فَقَالَتْ: كَذَا وَكَذَا، فَقُلْتُ: كذا وكذا، فأتيت جعفرًا رضي الله عنه فَقَالَ: مَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: ذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ لِي، حَتَّى مَا تُرِكَ عَلَيَّ قِشْرَةٌ، وَمَا الَّذِي تَرَى عَلَيَّ إلَّا قِنَاعُ حَبَشِيَّةٍ، قَالَ: فَانْطَلَقَ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى بَابِ الْمَلِكِ، فَقَالَ: ائْذَنْ لِحِزْبِ اللَّهِ، قَالَ آذِنْهُ: إِنَّهُ مَعَ أَهْلِهِ، قَالَ: اسْتَأْذِنْ، فَأَسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ عَمْرًا قَدْ تَابَعَنِي عَلَى دِينِي، قَالَ: كَلَّا، قَالَ: بَلَى، قَالَ: كَلَّا، قَالَ: بَلَى، فَقَالَ لِإنسان: اذْهَبْ مَعَهُ، فَإِنْ كَانَ فَعَلَ، فَلَا يَقُولُ شَيْئًا إلَّا كَتَبْتُهُ، قَالَ: نَعَمْ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ مَا أَقُولُ، حَتَّى ما تركت شيئًا، حتى القدح، ولو شاء أَنْ آخُذَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَى مَالِي لَفَعَلْتُ. *هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، إلَّا أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلْمَشْهُورِ أن إسلام عمرو رضي الله عنه كَانَ عَلَى يَدِ النَّجَاشِيِّ نَفْسِهِ. تَفَرَّدَ بِهِ عُمَيْرُ بْنُ إِسْحَاقَ وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَا يُسَاوِي شَيْئًا، وَوَثَّقَهُ مَرَّةً، وَفِي الْجُمْلَةِ يَكْتُبُ حَدِيثَهُ. وَقَالَ الْبَزَّارُ (¬5): لَا نَعْلَمُهُ يروى عن عمرو رضي الله عنه إلَّا بهذا الإِسناد. ¬
4231 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (13/ 335: 7352). وذكره الهيثمي في المجمع (6: 27)، وقال: رواه الطبراني والبزار، وعمير بن =
= إسحاق، وثقه ابن حبّان وغيره وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله رجال الصحيح، وروى أبو يعلى بعضه، ثم قال: فذكر الحديث بطوله. اهـ. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 297: 1740)، قال: حدّثنا محمد بن المثنى، حدّثنا معاذ بن معاذ، حدّثنا ابن عون، به، بنحوه. قال البزّار: لا نعلمه يروى عن جعفر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، إلَّا بهذا الإِسناد. اهـ. قال الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزّار (2/ 8): عمير بن إسحاق ضعيف، وقد ذكره ابن حبّان في ثقاته، لكن هذا السياق مخالف لما رواه الثقات في هذه القصة مخالفة كثيرة، فهو شاذ أو منكر. اهـ. قلت: يظهر هنا أن الحافظ يُضعّف عمير بن إسحاق، ولكنه في تعليقه على المطالب يحسنه، فقال -كما في المطالب هنا-: هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، إلَّا أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلْمَشْهُورِ أن إسلام عمرو رضي الله عنه كَانَ عَلَى يَدِ النَّجَاشِيِّ نَفْسِهِ تَفَرَّدَ بِهِ عُمَيْرُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَا يُسَاوِي شَيْئًا وَوَثَّقَهُ مَرَّةً، وَفِي الجملة يُكتب حديثه. اهـ. وقال الذهبي في السيرة النبوية من تاريخ الإِسلام (ص 184): قال البغوي في تاسع "المخلصيات": وروى ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عمرو بن العاص بعض هذا الحديث. اهـ.
الحكم عليه: صدر الحديث -وهو طلب جعفر من النبي -صلى الله عليه وسلم-- أن يأذن له، هو من رواية عمير بن إسحاق، عن جعفر، وهذا منقطع؛ لأن عميرًا لم يسمع من جعفر؛ لأن جعفرًا رضي الله عنه استشهد في مؤتة سنة ثمان. أما بقية الحديث فهو من رواية عمير بن إسحاق، عن عمرو بن العاص، وهي رواية متصلة وإسنادها حسن، إلَّا أنها شاذة، كما قال الحافظ ابن حجر، وذلك أَنَّ إَسْلَامَ عَمْرٍو كَانَ عَلَى يَدِ النَّجَاشِيِّ نفسه.
4232 - (¬1) قال إسحاق: أنا الملائي (¬2) ثنا زكريا (¬3) قَالَ: كَانَتِ الْهِجْرَةُ مِنَ الْحَبَشَةِ لَيَالِي خَيْبَرَ. ¬
4232 - تخريجه: هذا الأثر أخرجه إسحاق في المسند (5/ 138: 2260).
الحكم عليه: هذا الأثر صحيح الإِسناد رجاله ثقات يروي بعضهم عن بعض. (سعد).
13 - باب دعاء النبي إلى الإسلام وإقتراح قريش عليه الآيات
13 - باب دعاء النبي إِلَى الإِسلام وَاقْتِرَاحِ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ الْآيَاتِ (201) [حَدِيثُ الزبير رضي الله عنه، تقدم في تفسير الشعراء]، (¬1). ¬
14 - [باب اعتراف القدماء بأعلام النبوة]
14 - [باب اعتراف القدماء بأعلام النبوة] (¬1) 4233 - [1]، قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الذَّيَّالِ بن حرملة الأسدي، عن جابر رضي الله عنه، قَالَ: اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ يَوْمًا، فَقَالُوا: انْظُرُوا أَعْلَمَكُمْ بِالسِّحْرِ وَالْكَهَانَةِ وَالشِّعْرِ، فَلْيَأْتِ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي قَدْ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وشتَّتَ أَمْرَنَا، وَعَابَ دِينِنَا، فَلْيُكَلِّمْهُ وَلْيَنْظُرْ مَاذَا يَرُدُّ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: مَا نَعْرِفُ أَحَدًا غَيْرَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَقَالُوا: أنت يَا أَبَا الْوَلِيدِ! فَأَتَاهُ عُتْبَةُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ هَؤُلَاءِ خَيْرٌ مِنْكَ، فَقَدْ عَبَدُوا الْآلِهَةَ الَّتِي عِبت، وَإِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْهُمْ فَتَكَلَّمْ حَتَّى نَسْمَعَ قَوْلَكَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا سَخْلَةً قَطُّ، أَشْأَمَ عَلَى قَوْمِكَ مِنْكَ، فَرَّقْتَ شَمْلَنَا، وَشَتَّتَ أَمْرَنَا، وَعِبْتَ دِينَنَا وَفَضَحْتَنَا فِي الْعَرَبِ، حَتَّى لَقَدْ طَارَ فِيهِمْ أَنَّ فِيَ قُرَيْشٍ سَاحِرًا، وَأَنَّ فِي قُرَيْشٍ كَاهِنًا، وَاللَّهِ مَا نَنْتَظِرُ إلَّا مثل صيحة الحبلى (¬2) أن يقدم بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ، حَتَّى نَتَفَانَى، أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْحَاجَةُ، جَمَعْنَا لك حتى تكون أغنى قريشٍ رجلًا ¬
وَاحِدًا، وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الباءَة، فَاخْتَرْ أيَّ نساء قريش شئت، فلنُزَوجك عَشْرًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَفَرَغْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} {حَم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} حَتَّى بَلَغَ: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} (¬3) فَقَالَ لَهُ عُتْبَةُ: حَسْبُكَ، حَسْبُكَ، مَا عِنْدَكَ غير هذا؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: لَا. فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّكُمْ تُكَلِّمُونَهُ به إلَّا قد كَلَّمْتُهُ بِهِ، قَالُوا: فَهَلْ أَجَابَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَالَّذِي نَصَبَهَا بَنِيّه مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ، غَيْرَ أَنَّهُ أَنْذَرَكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ، قَالُوا: وَيْلَكَ، يُكَلِّمُكَ رَجُلٌ بِالْعَرَبِيَّةِ لَا تَدْرِي مَا قَالَ! قَالَ: لَا والله ما فهمت شيئًا بما قال غير ذكر الصاعقة. [2، 3]- رواه عبد (¬4) وَأَبُو يَعْلَى (¬5) جَمِيعًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ (¬6) مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ، عَنِ الأجلح. ¬
4233 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 19)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه الأجلح الكندي، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (2/ ق 167 أمختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعنه عبد بن حميد وأبو يعلى الموصلي، ورواه الحاكم وصححه. اهـ. ورواه أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 295: 1849)، كتاب المغازي، باب في أذى قريش للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وما لقي منهم بسنده وبلفظ مقارب. =
= ومن طريق أبي بكر: رواه أبي يعلى في مسنده (3/ 349: 1818)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ بلفظ مقارب. وزاد أنت خير أم عبد المطلب. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (3/ 139: 1249). ورواه عبد بن حميد في المنتخب من مسنده (3/ 1121)، قال: حدثني ابن أبي شيبة به بلفظ مقارب لرواية أبي يعلى. ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة (ح 182)، من طريق مِنْجاب بن الحارث قال: حدّثنا علي بن مُسْهر به بلفظ مقارب. وزاد: أنت خير أم هاشم. ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 253)، من طريق جعفر بن عون قال: حدّثنا الأجلح بن عبد الله به مختصرًا. قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. ووافقه الذهبي. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 202)، من طريق محمد بن الفضيل قال: حدّثنا الأجلح، به، بنحوه. ورواه البغوي في معالم التنزيل (7/ 167)، من طريق الحماني قال: حدّثنا ابن فضيل، به، بنحوه. وذكره الذهبي في السيرة النبوية من تاريخ الإِسلام (ص 157)، عن محمد بن الفضيل، وساق السند والمتن، ثم قال: رواه يحيى بن معين عنه. وذكره ابن كثير في التفسير (4/ 98)، وساق سند عبد بن حميد ومتنه، ثم قال: وهكذا رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده عن أبي بكر بن أبي شيبة بإسناده، مثله سواء، وقد ساقه البغوي في تفسيره بسنده، عن محمد بن فضيل، عن الأجلح وهو ابن عبد الله الكندي الكوفي، وقد ضعف بعض الشيء، عن الذيال بن حرملة، عن جابر بن عبد الله (فذكر الحديث) وقال: هذا السياق أشبه من سياق البزّار وأبي يعلى والله تعالى أعلم، وقد أورد هذه القصة الإِمام محمد بن إسحاق بن يسار في كتاب السيرة على خلاف هذا النمط، (وساق الحديث) ثم قال: وهذا السياق أشبه =
= من الذي قبله، والله أعلم. اهـ. بتصرف. وأورده السيوطي في الدر المنثور (5/ 393)، وعزاه أيضًا لابن مردويه وابن عساكر.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد، فيه الذيّال بن حرملة، ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكتا عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات. فيتوقف في الحكم على الحديث. إلَّا أن للحديث شاهدًا مرسلًا حسن الإِسناد، يقوي الحديث. رواه ابن إسحاق في سيرته (ح 268)، قال: حدّثنا يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة كان سيدًا حليمًا. قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش، وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسٌ وحده في المسجد: يا معشر قريش، ألا أقوم إلى هذا فأكلمه أمورًا لعله أن يقبل بعضها، فنعطيه أيها شاء، ويكف عنا؟ وذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب، ورأوا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزيدون ويكثرون. فقالوا: يا أبا الوليد، فقم فكلمه. فقام عتبة حتى جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فقال: "يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السلطة في العشيرة، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت من مضى من آبائهم، فاستمع مني أعرض عليك أمورًا تنظر فيها. لعلك أن تقبل منها بعضها. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قل يا أبا الوليد أسمع، فقال: "يا ابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالًا، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت إنما تريد شرفًا، شرفناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك. وإن كنت تريد ملكًا، ملكناك. وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا تراه ولا تستطيع أن ترده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه. فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه. ولعل هذا الذي يأتي به شعر جأش به صدرك، فإنكم =
= لعمري يا بني عبد المطلب. تقدرون منه على ما لا يقدر عليه أحد". حتى إذا فرغ عتبة. ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستمع منه. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أفرغت، يا أبا الوليد؟ قال: نعم. قال: فاستمع مني. قال: أفعل. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقرؤها عليه. فلما سمعها عتبة أنصت له، وألقى بيده خلف ظهره معتمدًا عليها يستمع منه. حتى انتهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى السجدة، فسجد فيها. ثم قال قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك. فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض، يحلف باللهِ: لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به. فلما جلس إليهم، قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ فقال: ورائي أني والله قد سمعت قولًا ما سمعت لمثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهانة. يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، واعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب، فملكه ملككم، وعزه عزكم، كنتم أسعد الناس به قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه. فقال: هذا رأيي لكم، فاصنعوا ما بدا لكم. قال الألباني عنه: إنه حسن مرسل، كما في حاشية فقه السيرة (ص114).
15 - باب الإسراء
15 - باب الإسراء 4234 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حدّثنا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ مِقْلَاصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أسعد بن زرارة، عن أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، انْتُهِيَ بِي إِلَى قَصْرٍ مِنْ لؤلؤ فيه فرايص (¬1) مِنْ ذَهَبٍ يَتَلَأْلَأُ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَوْ [فَأَمَرَنِي فِي عَلِيٍّ] (¬2) بِثَلَاثِ خِصَالٍ: بِأَنَّكَ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينِ، وإمام المتقين، وقائد الغُرِّ المحجلين. ¬
4234 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 31 أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى. والحديث يرويه هلال، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عن أبيه، مرفوعًا. وهلال هذا في نسبه اختلاف، وقد تقدم ذكره في دراسة رجال السند، وقد اختلف عليه في هذا الحديث، ويرويه عنه أربعة هم: جعفر بن زياد الأحمر، والمثنى بن القاسم الحضرمي، ويحيى بن العلاء، وعيسى بن سوادة الرازي. =
= أما رواية جعفر بن زياد الأحمر، فقد اختلف فيها عليه: فرواه نصر بن مزاحم العطاء، عنه، عن هلال، عن عبد الله بن أسعد, عن أبيه، وهي التي رواها أبو يعلى هنا. ورواها ابن قانع في معجمه (ق 12 أ)، من طريق محمد بن علي بن خلف، قال: حدّثنا نصر به بلفظ مقارب. ورواها الخطيب في الموضح (1/ 189)، من طريق حسين بن نصر، قال: حدثني أبي به بلفظ مقارب. ورواه يحيى بن أبي كثير، وأحمد بن المفضل الكوفي، كلاهما عن جعفر، عن هلال، عن أبي كثير الأنصاري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وليس في هذه الرواية ذكر لأسعد بن زرارة، وفيها زيادة أبي كثير الأنصاري. أما رواية يحيى: فرواها البزّار- كما في كشف الأستار (1/ 49: 60)، قال: حدّثنا عيسى بن موسى، حدّثنا يحيى به، ولفظه: ليلة أسري بي انتهيت إلى قصر من لؤلؤة تتلألأ نورًا، وأعطيت ثلاثًا: إنك سَيِّدُ الْمُرْسَلِينِ، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ. والخطيب في الموضح (1/ 188)، من طريق عيسى بن أبي حرب قال: حدّثنا يحيى به ولفظه: انتهيت إلى ربي، فأوحى إليَّ -أو أمرني، جعفر شك- في علي بثلاث: إنه سيد المسلمين، وولي المتقين، وقائد الغر المحجلين. قال الهيثمي في المجمع (1/ 78): فيه هلال الصيرفي، عن أبي كثير الأنصاري، لم أرَ من ذكرهما. اهـ. وذكره الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزّار (1/ 95: 35). وأما رواية المثنى بن القاسم الحضرمي للحديث عن هلال، فيرويها ابن عقدة أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن الفضل بن إبراهيم الأشعري، عن أبيه، عن =
= مثنى بن القاسم، عن هلال، واختلف على ابن عقدة. فرواه الحسين بن هارون الضبي القاضى، عنه بالسياق السابق إلى هلال، عن أبي كثير الأنصاري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عن أنس، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ فذكره مختصرًا، وفيه زيادة أنس وأبي أمامة. رواه الخطيب في الموضح (1/ 191). ورواه ابن جُميع الصيداوي، عن ابن عقدة بالسياق السابق أيضًا إلى هلال، عن أبي كثير، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عن أبيه به مختصرًا. رواه الخطيب في الموضع السابق. وأما رواية يحيى بن العلاء، فيرويها عنه عمرو بن الحصين، واختلف على عمرو. فرواه محمد بن أيوب وأبو يعلى، كلاهما عنه، عن يحيى بن العلاء، عن هلال، عن عبد الله بن أسعد عن أبيه. أما رواية محمد بن أيوب، فرواها الحاكم في المستدرك (3/ 137)، قال: حدّثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأنا محمد بن أيوب به، ولفظه: أوحي إليّ في علي ثلاث: أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغرّ المحجلين. قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. اهـ. فتعقبه الذهبي بقوله: أحسبه موضوعًا، وعمرو وشيخه متروكان. اهـ. والخطيب في الموضح (1/ 192)، من طريق أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، قال: حدّثنا محمد بن أيوب به بمثل لفظ الحاكم. وأما رواية أبي يعلى: فرواها ابن عدي في الكامل (7/ 2657)، قال: أخبرنا أبو يعلى به بنحو لفظ الحاكم. وخالفهما أبو معشر الدارمي، فرواه عن عمرو، عن يحيى بن العلاء؟ عن حماد بن هلال، عن محمد بن أسعد بن زرارة، عن أبيه، عن جده. =
= رواه الخطيب في الموضع السابق بنحو لفظ الحاكم. وأما رواية عيسى بن سوادة الرازي للحديث عن هلال، فرواها الخطيب (1/ 195) من طريق مجاشع بن عمرو، قال: حدّثنا عيسى بن سوادة الرازي، حدّثنا هلال بن أبي حميد الوزان، عن عبد الله بن عكيم الجهني، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فذكره بنحو لفظ الحاكم. والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في الإِصابة (2/ 266)، وعزاه أيضًا لأبي بكر بن أبي شيبة والبغوي وابن السكن. ولخص الحافظ فيه كلام الخطيب في الموضح (1/ 186 - 192)، حول هذا الحديث وما وقع في سنده من اضطراب شديد، فقال ابن حجر: وقد ذكر الخطيب الاختلاف في سند هذا الحديث في الموضح؟ قال الخطيب: هكذا رواه أحمد بن المفضل ويحيى بن أبي بكير الكرماني، عن جعفر الأحمر، وخالفهما نصر بن مزاحم، عن جعفر، فزاد في السند: عن أبيه، فصار من مسند أسعد بن زرارة. وخالف جعفر: المثنى بن القاسم، فقال: عن هلال، عن أبي كثير الأنصاري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عن أنس، عن أبي أمامة، رفعه. وقيل: عن المثنى، عن هلال، كرواية نصر بن مزاحم. ورواه أبو معشر الدارمي، عن عمرو بن الحصين، عن يحيى بن العلاء، عن حماد بن هلال، عن محمد بن أسعد بن زرارة، عن أبيه، عن جده. وقال محمد بن أيوب الضُّريس: عن عمرو بن الحصين، بهذا السند، مثل رواية نصر بن مزاحم. انتهى كلام الخطيب ملخصًا. ثم قال الحافظ: ويمكن الجمع بأن يكون عبد الله بن أسعد ليس ولدًا لأسعد لصلبه، بل هو ابن ابنه، ولعل أباه هو محمد، فيوافق رواية نصر، وهذه الرواية الأخيرة، ويكون قوله: رواية المثنى بن القاسم، عن أنس تصحيفًا، وإنما هي: عن أبيه، وأما أبو أسامة، فهو أسعد بن زرارة، هكذا كان يُكنَّى، والله أعلم. اهـ. =
= وذكره الهندي في الكنز (11/ 619 - 620: 33010، 33011)، وعزاه أيضا للباوردي وابن النجار.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، لأجل نصر بن مزاحم العطار وهو متروك. وهو من الطرق الأخرى ضعيف جدًا أيضًا لاضطرابه، وما في رواته من كلام، ومتنه منكر جدًا. قال الحافظ في الإِصابة (2/ 266)، بعد محاولة الجمع بين الروايات: ومعظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء، والمتن منكر جدًا، والله أعلم. اهـ. ونقل عنه السيوطي- كما في الكنز (11/ 619)، أنه قال أيضًا: ضعيف جدًا، منقطع. اهـ. ونقل أيضًا عن الحاكم قوله: غريب المتن في الإِسناد. اهـ. ونقل أيضًا عن ابن العماد قوله: هذا حديث منكر جدًا، ويشبه أن يكون من بعض الشيعة الغلاة، وإنما هذه صفات رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا صفات علي. اهـ. وتقدم كلام المعلمي عن هذا الحديث.
4235 - حدّثنا (¬1) محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري، حدّثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمرو الشيباني (¬2)، عن أبي صالح مولى أم هانئ، عن أم هاني رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِغَلَسٍ، فَجَلَسَ وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي، فقال -صلى الله عليه وسلم-: شَعَرْتُ أَنِّي بِتُّ اللَّيْلَةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فأتاني جبريل عليه السلام، فَذَهَبَ بِي إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ، فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، مُضْطَرِبِ (¬3) الْأُذُنَيْنِ، فركبت، وكان يَضَعُ حَافِرَهُ مَدَّ بَصَرِهِ، إِذَا أَخَذَنِي فِي هُبُوطٍ، طَالَتْ يَدَاهُ وَقَصُرَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا أَخَذَنِي فِي صُعُودٍ، طَالَتْ رِجْلَاهُ وَقَصُرَتْ يَدَاهُ، وَجِبْرِيلُ عليه السلام لا يفوتني، حتى انتهينا إلى بَيْتِ (¬4) الْمَقْدِسِ، فَأَوْثَقْتُهُ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ تُوثِقُ بِهَا، فَنُشِرَ لِي (¬5) رَهْطٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، منهم إبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام فَصَلَّيْتُ بِهِمْ، وَكَلَّمْتُهُمْ، وأُتيت بِإِنَاءَيْنِ أَحْمَرَ وَأَبْيَضَ، فشربت الأبيض، فقال لي جبريل عليه السلام: شَرِبْتَ اللَّبَنَ وَتَرَكْتَ الْخَمْرَ، لَوْ شَرِبْتَ الْخَمْرَ لارتدَّت أُمَّتُكَ. ثُمَّ رَكِبْتُهُ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وصليت به الغداة، قالت: فتعلقت بردائه [وقلت] (¬6): أنشدك الله يا ابن عم! أن تحدِّث بِهَذَا قُرَيْشًا، فيكذَّبك مَنْ صدَّقك. فَضَرَبَ بيده (¬7) على ردائه، فانتزعه من ¬
يَدِي، فَارْتَفَعَ عَنْ بَطْنِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى عُكَنِهِ فَوْقَ إِزَارِهِ كَأَنَّهَا طَيُّ الْقَرَاطِيسِ، فَإِذَا نُورٌ ساطع عند فؤاده كاد يَخْطَفُ بَصَرِي، فَخَرَرْتُ سَاجِدَةً. فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِي إذا هو -صلى الله عليه وسلم- قَدْ خَرَجَ. فَقُلْتُ لِجَارِيَتِي نَبْعَةَ: وَيْلَكِ (¬8)! اتْبَعِيهِ فَانْظُرِي مَاذَا يَقُولُ، وَمَاذَا يُقَالُ لَهُ! فَلَمَّا رَجَعَتْ نَبْعَةُ أَخْبَرَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- انْتَهَى إِلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْحَطِيمِ، فِيهِمُ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ، وعمرو بن هشام، والوليد بن مغيرة، فقال -صلى الله عليه وسلم-: إِنِّي صَلَّيْتُ اللَّيْلَةَ الْعِشَاءَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، وَصَلَّيْتُ بِهِ الْغَدَاةَ، وَأَتَيْتُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بيت المقدس، فنشر (¬9) لي وهي من الأنبياء: منهم إبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم الصلاة والسلام وصليت بهم، وكلَّمتهم. فقال عمرو بن هشام كالمستهزىء به: صفهم لي! فقال -صلى الله عليه وسلم-: أما عيسى عليه السلام ففوق الرَّبْعَة ودون الطويل، عريض الصَّدْرِ، ظَاهِرُ الدَّمِ، جَعْدُ الشَّعْرِ، تَعْلُوهُ صُهْبَةُ،/ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ. وَأَمَّا مُوسَى عليه السلام فَضَخْمٌ آدَمُ، طُوَالٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، مُتَرَاكِبُ الْأَسْنَانِ، مقلَّص الشَّفَةِ، خَارِجُ اللِّثَةِ، عَابِسٌ. وأما إبراهيم عليه السلام فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَأَشْبَهُ النَّاسِ بِي خُلُقًا وَخَلْقًا. قَالَ: فضجُّوا، وَأَعْظَمُوا ذَلِكَ. فَقَالَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ: كُلُّ أَمْرِكَ قَبْلَ الْيَوْمِ كَانَ أَمَمًا غَيْرَ قَوْلِكَ الْيَوْمَ، أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنَّكَ كَاذِبٌ، نَحْنُ نَضْرِبُ أَكْبَادَ الإِبل إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، نَصْعَدُ (¬10) شَهْرًا، وَنَنْحَدِرُ (¬11) شَهْرًا تَزْعُمُ أَنَّكَ أَتَيْتَهُ فِي لَيْلَةٍ، وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَا أُصَدِّقُكَ وما كان الذى تقوله قط. وكان ¬
لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ حَوْضٌ عَلَى زَمْزَمَ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، فَهَدَمَهُ، وَأَقْسَمَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَا يَسْقِي مِنْهُ قَطْرَةً أَبَدًا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا مُطْعِمُ، بِئْسَ مَا قُلْتَ لِابْنِ أَخِيكَ! جَبَهْتَهُ! وكذَّبته! أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ صَادِقٌ. فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ! فَصِفْ لَنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ. قَالَ: دَخَلْتُهُ لَيْلًا وَخَرَجْتُ مِنْهُ لَيْلًا. فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام فصيَّره (¬12) فِي جَنَاحِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: بَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا، وَبَابٌ مِنْهُ كَذَا في موضع كذا، وأبو بكر رضي الله عنه يقول: صدقت، صدقت. قالت نبعة رضي الله عنها: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ يومئذٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي قَدْ سميتك الصّدِّيق (¬13)، قَالُوا: يَا مُطْعِمُ! دَعْنَا نَسْأَلُهُ عَمَّا هو أغنى لَنَا مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، يَا مُحَمَّدُ! أَخْبِرْنَا عن عيرنا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: أَتَيْتُ عَلَى عِيرِ بَنِي فُلَانٍ بالرَّوحاء (¬14)، قَدْ أَضَلُّوا نَاقَةً لَهُمْ، فَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِهَا، فَانْتَهَيْتُ إِلَى رِحَالِهِمْ (¬15)، لَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَإِذَا قَدَحُ مَاءٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ، فَاسْأَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ، قالوا: هذا وَالْإِلَهِ آيَةٌ. ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلَانٍ، فَنَفَرَتْ مِنِّي الإِبل، وَبَرَكَ (¬16) مِنْهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ، عَلَيْهِ جَوَالِقُ مَخِيطٌ (¬17) بِبَيَاضٍ، لَا أَدْرِي أكُسر الْبَعِيرُ، أَمْ لَا، فَاسْأَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ. فقالوا: هذه ¬
والإِله آيَةٌ. ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فلان في التنعيم، يقدمها جمل أورق، هِيَ ذِهِ تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنَ الثَّنِيَّةِ. فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: سَاحِرٌ! فَانْطَلَقُوا، فَنَظَرُوا، فَوَجَدُوا الأمر كما قال -صلى الله عليه وسلم-، فَرَمَوْهُ بِالسِّحْرِ، وَقَالُوا: صَدَقَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فِيمَا قَالَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} (¬18). قلت لأم هانئ رضي الله عنها مَا الشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَتِ: الَّذِينَ خُوِّفوا فلم يزدهم التخويف إلَّا طغيا وكفرًا (¬19). ¬
4235 - تخريجه: ورواه أبو يعلى في معجم شيوخه (63: 10)، بهذا الإِسناد. وقد أشار ابن كثير في التفسير (3/ 24)، إلى رواية أبي يعلى. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 31 أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى. ومن طريق أبي يعلى: رواه ابن سيد الناس في عيون الأثر (1/ 241). والذهبي في السيرة النبوية من تاريخ الإسلام (ص 245). وقال الذهبي عقبه: وهو حديث غريب، والوساوسي ضعيف تفرّد به. اهـ. وذكره الحافظ ابن حجر في الإِصابة (4/ 403)، وعزاه لأبي يعلى، وقال: وهذا أصح من رواية الكلبي، فإن في روايته من المنكر أنه صلَّى العشاء الآخرة والصبح معهم، وإنما فرضت الصلاة ليلة المعراج، وكذا نومه تلك الليلة في بيت أم هاني، وإنما نام في المسجد. اهـ. ورواية الكلبي: رواها الطبري في جامع البيان (15/ 2)، قال: حدّثنا ابن =
= حميد، حدّثنا سلمة، حدّثنا محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن السائب، عن أبي صالح باذام به مختصرًا. وذكر رواية الكلبي ابن كثير في التفسير (3/ 24)، وقال: الكببي متروك بمرة ساقط. اهـ. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 432: 1059) ومن طريقه: أورده ابن كثير في التفسير (3/ 24)، من طرق عن عبد الأعلي بن أبي المساور، عن عكرمة، عن أم هاني بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (1/ 75): رواه الطبراني في المعجم الكبير، وفيه عبد الأعلي بن أبي مساور متروك كذاب. اهـ. ثم ذكره مختصرًا في المجمع (9/ 41)، وقال: رواه الطبراني، وفهي عبد الأعلي بن أبي المساور وهو متروك. اهـ. ورواه ابن سعد في الطبقات (1/ 213)، قال: قال محمد بن عمر، حدثني إسحاق بن حازم عن وهب بن كيسان، عن أبي مرة مولى عقيل، عن أم هاني. قلت: وفيه محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك. انظر ترجمته في الحديث (رقم 4250). وذكره الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف (4/ 97)، وقال: وأورده ابن سعد وأبو يعلى والطبراني من حديث أم هاني مطولًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - محمد بن إسماعيل الوساوسي وهو ضعيف. 2 - باذام مولى أم هاني، وهو ضعيف أيضًا. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وقد تقدم قول الذهبي: هو حديث غريب، الوساوسي ضعيف تفرّد به. =
= وقد وردت أحاديث عديدة في الإِسراء والمعراج. منها: ما رواه البخاري (6/ 348: 3207)، (6/ 488: 3393)، (6/ 539: 3430)، (7/ 241: 3887)، (13/ 486: 7517). ومسلم (1/ 149: 164)، والترمذي (5/ 442: 3346)، والنسائي (1/ 217: 448)، من حديث مالك بن صعصعة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان -وذكر، يعني: رجلًا بين الرجلين- فأتيت بطست من ذهب ملآن حكمة وإيمانًا، فشق من النحر إلى مراق البطن، ثم غسل البطن بماء زمزم، ثم ملىء حكمة وإيمانًا. وأتيت بدابة أبيض دون البغل وفوق الحمار البراق، فانطلقت مع جبريل، حتى أتينا السماء الدنيا، قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: من معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قال: مرحبًا به، ولنعم المجيء جاء. فأتيت على آدم فسلمت عليه فقال: مرحبًا بك من ابن ونبي. فأتينا السماء الثانية. قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: من معك. قال: محمد -صلى الله عليه وسلم-، قيل: أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبًا به، ولنعم المجيء جاء، فأتيت على عيسى، ويحيى، فقالا: مرحبًا بك من أخ ونبي. فأتينا السماء الثالثة. قيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل من معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبًا به، ولنعم المجيء جاء. فأتيت على يوسف فسلمت، فقال: مرحبًا بك من أخ ونبي. فأتينا السماء الرابعة، قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: من معك؟ قيل: محمد -صلى الله عليه وسلم-. وقيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء. فأتيت على إدريس فسلمت عليه فقال: مرحبًا بك من أخ ونبي. فأتينا السماء الخامسة، قيل من هذا؟ قيل: جبريل. قيل: ومن معك؟ قيل: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل مرحبًا به. ولنعم المجي جاء. فأتينا على هارون، فسلمت عليه، فقال؟ مرحبًا بك من أخ ونبي. فأتينا على السماء السادسة، قيل من هذا؟ قيل جبريل. قيل من معك؟ قيل محمد -صلى الله عليه وسلم-. قيل: وقد أرسل إليه؟ مرحبًا به، =
= نعم المجيء جاء. فأتيت على موسى فسلمت عليه فقال: مرحبًا بك من أخ ونبي. فلما جاوزت بكى، فقيل: ما أبكاك؟ قال: يا رب، هذا الغلام الذي بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي. فأتينا السماء السابعة، قيل من هذا؟ قيل: هذا جبريل. قيل: من معك؟ قيل: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ مرحبًا به، ولنعم المجيء جاء. فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه فقال: مرحبًا بك من ابن ونبي. فرفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل فقال: هذا البيت المعمور، يصلى فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم. ورفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها كأنه قلال هجر، وورقها كأنه آذان الفيول، في أصلها أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران. فسألت جبريل فقال: أما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران النيل والفرات. ثم فرضت علىَّ خمسون صلاة، فأقبلت حتى جئت موسى فقال: ما صنعت؟ قلت فرضت علىَّ خمسون صلاة. قال: أنا أعلم بالناس منك، عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وإن أمتك لا تطيق، فارجع إلى ربك فسله. فرجعت فسألته فجعلها أربعين، ثم مثله ثم ثلاثين، ثم مثله فجعل عشرين، ثم مثله فجعل عشرًا. فأتيت موسى فقال مثله فجعلها خمسًا: فأتيت موسى فقال: ما صنعت قلت جعلها خمسًا. فقال مثله. قلت فسلمت. فنودي: إني قد أمضيت فريضتي. وخففت عن عبادي، وأجزي الحسنة عشرًا".
4236 - [1]، وقال الحارث: حدّثنا الحسن بن موسى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُتي بِالْبُرَاقِ، فَرَكِبَهُ خلف جبريل عليه السلام، فَسَارَ (¬1) بِهِمَا، فَكَانَ إِذَا أَتَى عَلَى جَبَلٍ ارْتَفَعَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا هَبَطَ ارْتَفَعَتْ يَدَاهُ، فَسَارَ بنا في أرض غُمَّة منتنة، فسار بنا حتى أفضينا إلى أرض فيحاء طيبة، [فقلت: يا جبريل! إنا كنا نسير في أرض غمَّة منتنة حَتَّى أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيِّبَةٍ] (¬2)، فَقَالَ جبريل عليه السلام: تِلْكَ أَرْضُ النَّارِ، وَهَذِهِ أَرْضُ الْجَنَّةِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلَى رَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ مَعَكَ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ محمد، فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَقَالَ: سَلْ لأمتك اليسر، قلت: من هذا يا جبريل؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ عِيسَى، قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَسَمِعْنَا صَوْتًا وَزَئِيرًا (¬3)، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: من هذا يا جبريل؟ قال: قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ. قَالَ: فَرَحَّبَ وَدَعَا لي بالبركة، وقال: سل لأمتك اليسر، قلت: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى، قَالَ: قُلْتُ عَلَى مَنْ تَذَمُّرُهُ وَصَوْتُهُ قَالَ: عَلَى رَبِّهِ، [قُلْتُ: عَلَى رَبِّهِ؟!] (¬4)، قَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُ يَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ وَحِدَّتَهُ، ثُمَّ سِرْنَا، فَرَأَيْنَا مَصَابِيحَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جبريل؟ قال: هذه شجرة أبيك إبراهيم، أتدنوا مِنْهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَنَوْنَا مِنْهُ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى دَخَلْنَا بيت المقدس، فربط الدابّة بالحلقة التي ¬
تربط بها الأنبياء، ثم دخلت بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَنُشِرَتْ لِي الْأَنْبِيَاءُ، مَنْ سَمَّى الله تعالى مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يُسَمِّ، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ إلَّا هؤلاء الثلاثة: موسى وعيسى وإبراهيم عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَا: حدّثنا حماد بن سلمة (¬5). ¬
4236 - تخريجه: هو في بغية الباحث (1/ 32: 22). وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 74)، وقال: رواه البزّار وأبو يعلى والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 13 أمختصر)، وعزاه للحارث وأبي يعلى الموصلي. ورواه أبو يعلى في مسنده (8/ 449: 5036)، ومن طريقه: ابن عساكر- كما في تهذيبه (1/ 386)، قال: حدّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَا: حدّثنا حماد بن سلمة، به، بنحوه. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (3/ 144: 1252). ورواه البزّار في البحر الزخار (5/ 14: 1568)، قال: حدّثنا محمد بن معمر، حدّثنا روح بن أسلم، حدّثنا حماد بن سلمة، به، بنحوه. قال البزّار: وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه بهذا اللفظ إلَّا حماد بن سلمة عن أبي حمزة بهذا الإِسناد، عن عبد الله. اهـ. وذكره الهيثمي في كشف الأستار (1/ 48: 59). وقال الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزّار (1/ 94): وأبو حمزة هو ميمون الأعور، متروك. اهـ. =
= ورواه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 84: 9976)، من طريق حجاج بن المنهال، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 606)، من طريق عبيد الله بن محمد التيمي قال: حدّثنا حماد بن سلمة، به، بنحوه. قال الحاكم: هذا الحديث تفرّد به أبو حمزة ميمون الأعور، وقد اختلف أقاويل أئمتنا فيه، وقد أتى بزيادات لم يخرجها الشيخان رضي الله عنهما في ذكر المعراج. أهـ. وتعقبه الذهبي بقوله: ضعفه أحمد وغيره. اهـ. وقد ذكره الذهبي في السيرة النبوية من تاريخ الإِسلام (ص 243) وقال عقبه: هذا حديث غريب, وأبو حمزة هو ميمون، ضُعِّف. اهـ. وذكره السيوطي في الدر المنثور (4/ 163)، وفي الخصائص (1/ 163) وعزاه أيضًا لابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لضعف ميمون الأعور.
16 - باب هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة
16 - بَابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الْمَدِينَةِ 4237 - قَالَ إِسْحَاقُ: حُدثت عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَلَمَّا انْطَلَقَ سُرَاقَةُ رَاجِعًا مِنْ طَلَبِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَطَلَبِ أبي بكر رضي الله عنه، جَعَلَ يَذْكُرُ مَا رَأَى مِنَ الفَرَس وَيُذْكَرُ مَا أَصَابَهُ مِنَ الجَهْد فِي طَلَبِهِمَا، فَسَمِعَ أَبُو جَهْلٍ بِذَلِكَ، فَخَشِيَ أَنْ يُسْلم حِينَ رأى ما رآه (¬1)، فقال في ذلك أبياتًا: بَنِي مُدلج إِنِّي أَخَافُ سَفِيهَكُمْ ... سُرَاقَةَ يَسْتَغْوِي (¬2) لنصر محمد عليكم به ألا يفارق (¬3) جَمْعَكُمْ ... فَيُصْبِحَ شَتَّى بَعْدَ عزٍّ وَسُؤْدُدِ يَظُنُّ سَفِيهُ الحىِّ أَنْ جَاءَ بِشُبْهَةٍ (¬4) ... عَلَى وَاضِحٍ من سنّة الحق مهتد فَأَنَّى يَكُونُ الْحَقُّ مَا قَالَ إِنْ غَدَا ... وَلَمْ يَأْتِ بِالْحَقِّ الْمُبِينِ الْمُسَدِّدِ وَلَكِنَّهُ وَلَّى غريبًا بسخطه ... إلى يثرب منا، فيا بَعْدَ مَوْلِدِ وَلَوْ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ يَثْرِبَ هاربًا ... لأشجاه وَقْعُ الْمَشْرَفِيِّ الْمُهَنَّدِ فَأَجَابَهُ سُرَاقَةُ فِيمَا قَالَ، فقال: أبا الحكم والله لو كنت شاهدًا ... لأمر جواد إذ تسيخ قوائمه ¬
عَجِبْتَ وَلَمْ تَشْكُكْ بِأَنَّ مُحَمَّدًا ... أَتَانَا (¬5) بِبُرْهَانٍ فَمَنْ ذَا يُكَاتِمُهْ (¬6) عَلَيْكَ فكفَّ (¬7) الْقَوْمَ عَنْهُ فإنني ... (أرى أمْرَه يومًا) (¬8) ستبدوا معالمه بأمر يود النصر (¬9) فيه ويالها (¬10) ... لوأن جميع الناس طُرَّا تسالمه ¬
4237 - تخريجه: ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 184)، وقال: ذكر هذا الشعر الأموي في مغازيه بسنده عن (ابن) إسحاق، وقد رواه أبو نعيم بسنده من طريق زياد عن ابن إسحاق، وزاد في شعر أبي جهل أبياتًا تتضمن كفرًا بليغًا. اهـ. ورواه الفاكهي في أخبار مكة (4/ 84: 2418) قال: حدّثنا عبد الملك بن محمد عن زياد بن عبد الله، عن ابن إسحاق قال: فذكره بنحوه. ولم يذكر شعر أبي جهل. ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة (ح 237) من طريق إبراهيم بن يوسف قال: حدّثنا زياد بن عبد الله به. وفي أوله أبيات لأبي بكر رضي الله عنه. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 489) من طريق يونس بن بكير قال: قال ابن إسحاق فذكره، وانظر الروض الأنف (4/ 217)، فتح الباري (7/ 286)، الإِصابة (2/ 18)، إتحاف الورى (1/ 389).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: =
= 1 - رجل مبهم بين إسحاق وابن إسحاق. 2 - والإِسناد بعد ابن إسحاق يظهر أنه معضل. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا.
4238 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بن حيّان، حدّثنا أبوعلي الحنفي، حدّثنا مُوسَى بْنُ مُطير، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قالت: حدثني أبو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، حَتَّى اسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَوْرَتِهِ يَبُولُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلَيْسَ الرَّجُلُ يرانا؟ قال -صلى الله عليه وسلم-:"لَوْ رَآنَا لَمْ يَسْتَقْبِلْنَا بِعَوْرَتِهِ". يَعْنِي وَهُمَا في الغار.
4238 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 46: 46). وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 54)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه موسى بن مطير وهو متروك. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 32 ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف، لضعف موسى بن مُطير. اهـ. قلت: بل هو متروك، وكذلك والده. وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 185)، والهندي في الكنز (16/ 661: 46285) ونسباه لأبي يعلى. وقال الهندي: ضُعِّف.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - موسى بن مطير وهو متروك. 2 - وأبوه مطير بن أبي خالد وهو متروك أيضًا. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. وفي الباب: عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه، أنا أبا بكر رضي الله عنه قال: رأيت رجلًا مواجه الغار، فقلت: يا رسول الله! إنه لو نظر إلى قدميه لرآنا، قال: كلا! إن الملائكة تستره، فلم ينشب الرجل إنه قعد يبول مستقبلنا، فقال =
= رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا أبا بكر! لو كان يراك ما فعل هذا. رواه أبو نعيم في دلائل النبوة كما في الخصائص الكبرى (1/ 185)، والدر المنثور (3/ 260)، وكنز العمال (16/ 661: 46281). ولم أجده في المطبوع من الدلائل.
4239 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ جُدْعَانَ، قَالَ: كَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ الله يَعْنِي فِي الْهِجْرَةِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وسَهْل (¬1) بن بيضاء رضي الله عنهما. ¬
4239 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 45 ب مختصر)، وقال: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر، عن سفيان عنه به. اهـ. ولم أجده عن ابن جدعان مرسلًا، بل وجدته عنه عن أنس. فرواه البزار كما في كشف الأستار (3/ 165: 2488) قال: حدّثنا عبد الله بن محمد الزهري، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد، عن أنس. ولفظه: كَانَ أسنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وسُهيل بن عمرو. قال الهيثمي في المجمع (9/ 60): رواه البزّار وإسناده حسن. اهـ. قلت: بل فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. وقال الحافظ ابن حجر في الإِصابة (2/ 84) في ترجمة سهل بن بيضاء القرشي: قال البغوي في ترجمة أبي بكر: حدثني محمد بن عبّاد، حدثني سفيان -يعني ابن عيينة-، وسئل من أكبر أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يَعْنِي في السن- فقال حسين بن جدعان (كذا) أظنه عن أنس، قال: أبو بكر وسهل بن بيضاء. اهـ. قلت: وقد علّق الأعظمي محقق المطالب على إسناد البغوي السابق، وأشار إلى أن هناك تحريفًا في النص، فقال كما في المطالب العالية (4/ 207): في رواية البغوي: قال سفيان، حدثني ابن جدعان أظنه عن أنس، كذا في الإِصابة، وفيه تحريف في النص. اهـ.
الحكم عليه: إسناده ضعيف، لأجل ابن جدعان وهو ضعيف، وإرساله. أما رواية البزّار عن أنس ففيها ابن جدعان أيضًا، فالخبر مداره عليه.
17 - باب بيعة العقبة
17 - باب بيعة العقبة (¬1) 4240 - قال أبو بكر: حدّثنا عِيسَى هُوَ ابْنُ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قَالَ: لَقَدْ لَبِثْنَا بِالْمَدِينَةِ سَنَتَيْنِ، قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نعمّر المساجد، ونقيم الصلاة. ¬
4240 - تخريجه: ذكره السيوطي في الجامع الكبير (2: ق 325)، وعزاه لابن أبي شيبة.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - محمد بن عبد الله بن أبي ليلى وهو صدوق سيء الحفظ جدًا. 2 - أبو الزبير المكي، وهو ثقة يدلس، وقد عنعن. وعلى ذلك فالأثر بهذا الإِسناد ضعيف.
4241 - [1]، حَدَّثَنَا (¬1) مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: لما لقي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النُّقباء مِنَ الْأَنْصَارِ، قال:"تُؤووني وتمنعوني"، قالوا: فما لنا؟ قال -صلى الله عليه وسلم- "لكم الجنة". *مختصر صحيح، أخرجوه مطولًا (¬2). [2]، قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة (¬3). ¬
= قال البزّار: لا نعلمه يروى عن الشعبي، عن جابر إلَّا بهذا الإِسناد. اهـ. وقال الحافظ في مختصر زوائد البزّار (2/ 9): جابر هو الجعفي ضعيف، وداود هو ابن أبي هند ثقة، والحديث على شرط مسلم. اهـ. قلت: جابر بن يزيد الجعفي ليس من رجال مسلم. انظر: التقريب (137: 878). ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 626)، من طريق العباس بن محمد الدوري، قال: حدّثنا قبيصة بن عقبة، به، بنحوه. قال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. ورواه أحمد -مطولًا- في مسنده (3/ 322)، قال: حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ. قال الحافظ في الفتح (7/ 273): عند أحمد بإسناد حسن. اهـ. ورواه البزّار، كما في كشف الأستار (2/ 307: 1756)، قال: حدّثنا الحسين بن مهدي، أنبأنا عبد الرزاق به. قال البزّار: قد رواه غير واحد عن ابن خثيم، ولا نعلمه عن جابر إلَّا بهذا الإِسناد. اهـ. ورواه ابن حبّان، كما في الإِحسان (8/ 57: 6241)، من طريق إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرزاق به. ورواه أحمد في مسنده (3/ 323)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 9)، ودلائل النبوة (2/ 442)، من طريق داود العطار. قال ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 157)، هذا إسناد جيد على شرط مسلم. اهـ. ورواه أيضًا أحمد في مسنده (3/ 323: 339)، والبيهقي في الدلائل (2/ 443)، من طريق يحيى بن سليم. =
= ورواه البزّار، كما في كشف الأستار (2/ 307: 1756)، من طريق يوسف بن خالد، جميعهم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ به.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد حسن، لأجل معاوية بن هشام القصّار فهو صدوق ربما أخطأ، وقد تابعه قبيصة بن عقبة عند البزّار والحاكم، فيرتقي الحديث إلى الصحيح لغيره. وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي. وصححه الحافظ ابن حجر، كما في تعليقه على حديث الباب.
18 - من باب الهجرة
18 - من باب الهجرة 4242 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: إِنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيَّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ قُرَيْشًا جَعَلَتْ فِي رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ، إِذْ جَاءَنِي رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ جعلت فيهما قريش ما جعلت، قريبًا مِنْكَ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَأَتَيْتُ فَرَسِي وَهُوَ فِي الْمَرْعَى، فَنَفَرْتُ بِهِ، ثُمَّ أَخَذْتُ رُمْحِي، فَرَكِبْتُهُ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَجْرَ الرُّمْحِ مخافة أن يشركني فيهما أَهْلُ الْمَاءِ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُمَا، قَالَ أَبُو بكر رضي الله عنه: بَاغٍ يَبْغِينَا، قَالَ: فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ، قَالَ: فَوَحَلَ بِي فَرَسِي، وَإِنِّي لَفِي جَلْدٍ من الأرض، فوقعت على حجر، فانقلبت (¬1)، فقلت: ادع الذي فعل ما أرى أن يخلصه، وعاهده ألاَّ يعصيه أبدًا، قال: فدعا -صلى الله عليه وسلم- لَهُ، فَخَلَّصَ الْفَرَسَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- له: أواهبه (¬2) أنت لي؟ قال (¬3): نعم، فقال: ها هنا، عمَّ عنا النَّاسِ. وَأَخَذَ السَّاحِلَ مِمَّا يَلِي الْبَحْرَ، قَالَ: فكنت لهم أول النهار طالبا وآخر النهار (¬4) ¬
لَهُمْ مَسْلَحَةً. وَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا اسْتَقْرَرْنَا بِالْمَدِينَةِ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْتِيَنَا فأتنا. فلما قدم -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ، وَظَهَرَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ وَأُحُدٍ، وَأَسْلَمَ من حوله، قال سراقة: وبلغني أنه يريد أن يبعث -صلى الله عليه وسلم- خالد بن الوليد رضي الله عنه إِلَى بَنِي مُدْلِجٍ، أَتَيْتُهُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ الْمَاضِيَ في تفسير سورة النساء (¬5). ¬
4242 - [1] تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 36 ب مختصر)، وقال: (رواه ابن أبي شيبة والحارث، ومدار إسنادهما على علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، ورواه البخاري، مختصرًا". ورواه -أيضًا- ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 331) كتاب المغازي: باب ما قالوا في مهاجر النبي عليه الصلاة والسلام وأبي بكر وقدوم من قدم. بهذا الإِسناد. ورواه الحارث كما في بغية الباحث (3/ 849: 662) قال: حدّثنا بشر بن عمر الزهراني، حدّثنا حماد بن سلمة، به، بطوله. وذكره الحافظ ابن حجر -مختصرًا- في الفتح (7/ 286). وذكره السيوطي في الجامع الكبير (2/ ق 401)، وعزاه أيضًا لابن أبي حاتم وابن مردويه، وأبي نعيم في الدلائل. وقال: سنده حسن. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. 2 - الانقطاع بين الحسن البصري وسراقة بن مالك. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. قال الحافظ ابن حجر: وقد أخرج البخاري هذا الحديث المذكور بمعناه من =
= وجه آخر عن سراقة رضي الله عنه، وفي هذا مغايرة في مويضعات. اهـ. قلت: ولفظه في البخاري -كما في الفتح (281/ 7: 3906) -: عن سراقة بن جعشم قال: جاءنا رُسل كفار قريش يجعلون فِي رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بكر دية كل واحد منهما لمن قتله أو أسره. فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج، إذ أقبل رجل منهم، حتى قام علينا ونحن جلوس فقال: يا سراقة، إني قد رأيت آنفًا أسودة بالساحل أراها محمدًا وأصحابه. قال سراقة: فعرفت أنهم هم، فقلت له: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلانًا وفلانًا انطلقوا بأعيننا. ثم لبثت في المجالس ساعة، ثم قمت فدخلت فأمرت جارتي أن تخرج بفرسي -وهي من وراء أكمة- فتحسبها علىَّ وأخذت رمحي، فخرجت به من ظهر البيت فخططت بزجه الأرض، وخفضت عاليه، حتى أتيت فرسي فركبتها، فرفعتها تقرب بي، حتى دنوت منهم، فعثرت بي فرسي، فخررت عنها، فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي، فاستخرجت منها الأزلام، فاستقسمت بها: أضرّهم أم لا؟ فخرج الذي أكره، فركبت فرسي -وعصيت الأزلام- تقرب بي، حتى إذا سمعت قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات، ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها، ثم زجرتها، فنهضت فلم تكد تخرج يديها، فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان، فاستقسمت بالأزلام، فخرج الذي أكره، فناديتهم بالأمان، فوقفوا، فركبت فرسي حتى جئتهم، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم أخبارًا ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع، فلم يرزآني، ولم يسألاني إلَّا أن قال: أخف عنا، فسألته أن يكتب لي كتاب أمين، فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أدم، ثم مضى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَرَوَاهُ أحمد في مسنده (4/ 175)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (ح 236)، والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 485).
4242 - [2] وقال الحارث: حدّثنا بشر بن عمر الزهراني، حدّثنا حماد بن سلمة بطوله. وقد أخرج البخاري (¬1) هذا الحديث المذكور بمعناه من وجه آخر عن سراقة رضي الله عنه، وفي هذا مغايرة في مويضعات. ¬
4242 - [2] تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 849: 662). وتقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق السابقة.
4243 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، حدّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قيس بن النعمان رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا انْطَلَقَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه مُسْتَخْفِيَيْنِ (¬1) فِي الْغَارِ، مَرَّا بِعَبْدٍ يَرْعَى غَنَمًا، فاستسقا (¬2) مِنَ اللَّبَنِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا لِي شَاةٌ تُحْلَبُ، غَيْرَ أَنَّ هَاهُنَا عَنَاقًا حَمَلَتْ أَوَانَ (¬3) الشِّتَاءِ، فَمَا بَقِيَ لَهَا لَبَنٌ، وَقَدِ اهْتُجِنَتْ (¬4)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ائْتِنَا بِهَا" فَدَعَا عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ حَلَبَ عَسًّا، فسقى أبا بكر رضي الله عنه، ثُمَّ حَلَبَ آخَرَ، فَسَقَى الرَّاعِيَ، ثُمَّ حَلَبَ فشرب -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ الْعَبْدُ: بِاللَّهِ مَنْ أَنْتَ؟ مَا رَأَيْتُ مثلك قط، قال: "وتراك (¬5) إِنْ أَخْبَرْتُكَ تَكْتُمُ عَلَيَّ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "فَإِنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ " قَالَ: أَنْتَ الَّذِي تزعم قريش أنك صابىء، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ ذَلِكَ"، قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ، وَأَنَّهُ لَيْسَ يَفْعَلُ مَا فَعَلْتَهُ إلَّا نَبِيٌّ، ثم قال: أتبعك؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: لَا، حَتَّى تَسْمَعَ (¬6) أَنَّا قَدْ ظَهَرْنَا، فَإِذَا بَلَغَكَ ذَلِكَ فَاخْرُجْ، فَتَبِعَهُ بَعْدَ مَا خَرَجَ من الغار. ¬
4243 - تخريجه: ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 192)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي =
= عن جعفر بن حميد الكوفي، عن عبد الله بن إياد بن لقيط، به. اهـ. وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 58)، وقال: رواه البزّار، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 36 ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى بإسناد رواته ثقات. اهـ. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 301: 1743) قال: حدّثنا محمد بن معمر، حدّثنا هشام بن عبد الملك، حدّثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط، به بسياق أقصر. قال البزّار: لا نعلم روى قيس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا هذا ولا نعلمه بهذا اللفظ إلَّا عنه، وهو يخالف سائر الأحاديث في قصة أم معبد، ولكن هذا حدث به عبيد الله بن إياد. اهـ. وتعقبه الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزّار (2/ 11)، وقال: ويمكن الجمع بينهما، وهذا الإِسناد صحيح على شرط مسلم. اهـ. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 343: 874)، وعنه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ف 147 أ) قال: حدّثنا محمد بن محمد التمار، حدثا أبو الوليد الطيالسي، به، بنحوه. قال الحافظ في الإِصابة (3/ 250): أخرجه الطبراني وسنده صحيح. اهـ. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 8) قال: حدّثنا أبو بكر بن إسحاق، حدّثنا أبو الوليد، به، بنحوه. قال الحاكم: (حديث صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 497) من طريق محمد بن غالب قال: حدّثنا أبو الوليد، به، بنحوه. =
= وذكره الذهبي في السيرة النبوية من تاريخ الإِسلام (ص 330) عن أبي الوليد الطيالسي فساق السند والمتن. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 343: 874) قال: حدّثنا عمر بن حفص السدوسي، حدّثنا عاصم بن علي، حدّثنا عبد الله بن إياد بن لقيط، به، بنحوه. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 147 أ) قال: حدّثنا حبيب بن الحسن، حدّثنا عمر بن حفص. بالإسناد السابق.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد صحيح، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وابن حجر والبوصيري كما تقدم.
19 - باب سرية نخلة
19 - بَابُ سَرِيَّةِ نَخْلَةَ (202) حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ في قصة عمرو بن سراقة رضي الله عنه، تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ، فِي بَابِ عَيْشِ السلف (¬1). ¬
20 - باب غزوة بدر
20 - باب غزوة بدر 4244 - قال مسدّد: حدّثنا يَحْيَى أَوْ خَالِدٌ -شَكَّ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى (¬1) الراوي عن مسدّد- حدّثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه، قَالَ: كَانَتْ صَبِيحَةُ بَدْرٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِسَبْعَ عشرة مضت من رمضان. ¬
4244 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 94 ب مختصر)، وقال: رواه مسدّد، وله شاهد من حديث ابن عباس. رواه أحمد بن حنبل ... اهـ. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 353: 18501)، كتاب المغازي، باب غزوة بدر الكبرى قال: حدّثنا عفان، حدّثنا خالد بن عبد الله، به بلفظ مقارب. ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 20)، قال: أخبرنا عفّان بن مسلم وسعيد بن سليمان قالا: أخبرنا خالد بن عبد الله، به بلفظ مقارب. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 358)، من طريق أحمد بن حبّان قال: حدّثنا =
= سعيد بن سليمان، به ولفظه: كانت بدر صبيحة ست عشرة من رمضان. قلت: هكذا وقعت الرواية: ست عشرة، فلعل هناك خطأ. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 128)، من طريق أبي زرعة الدمشقي قال: أخبرنا سعيد بن سليمان به، بلفظ مقارب، ولم يذكر "يوم الاثنين". (وورد الحديث من مسند عامر بن عبد الله البدري). رواه الطبراني: كما في الإِصابة (2/ 245)، من طريق عمرو بن يحيى، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عبد الله البدري. قال الهيثمي في المجمع (6/ 93)، رواه الطبراني، وفيه راوٍ لم أعرفه. اهـ. قلت: ولم أجده في المطبوع من المعجم الكبير، لأن مسند عامر بن عبد الله الأجزاء المفقودة. قال الحافظ في الإِصابة (2/ 245): أخرجه أبو نعيم وأبو موسى. اهـ. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 100 أ)، وابن الأثير في أسد الغابة 3/ 86)، من طريق معاذ بن المثنى قال: حدّثنا مسدّد، حدّثنا خالد بن عبد الله بدون شك قلت: رواية مسدّد المذكورة في المطالب من "مسند عامر بن ربيعة"، لا من "مسند عامر بن عبد الله"، كما في رواية أبي نعيم وابن الأثير، فلعل له روايتين، والله أعلم. ورواه أبونعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 100أ)، وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 86)، من طريق مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا خالد بن عبد الله، به بلفظ مقارب.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف، للإِنقطاع بين عامر بن عبد الله بن الزبير وعامر بن ربيعة، وفيه عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير، سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبّان في الثقات. =
= قلت: وقد صرحت هذه الرواية أن غزوة بدر كانت يوم الاثنين، وهذا غير صحيح. قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (4/ 89). قال ابن عساكر "والمحفوظ أنها كانت يوم الجمعة" وروى أنها كانت يوم الاثنين، وهو شاذ، ثم الجمهور على أنها كانت سابع عشرة، وقيل: ثاني عشرة، وجمع بينهما بان الثاني (عشر) ابتداء الخروج، والسابع عشر يوم الواقعة. اهـ. وقد وردت روايات دلت على أن غزوة بدر كانت في السابع عشر منها: ما رواه أحمد في مسنده (1/ 248)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إن أهل بدر كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا، وكان المهاجرون ستة وسبعين، وكان هزيمة أهل بدر لسبع عشرة مضين يوم الجمعة في شهر رمضان. قال أحمد شاكر في حاشية المسند (4/ 54)، إسناده صحيح. اهـ. قلت: فيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس، وقد عنعن.
4245 - وقال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ: يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بَعْضِ بَنِي سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِي أُسيد مالك بن ربيعة رضي الله عنه أنه قال بعد ما ذَهَبَ بَصْرُهُ: لَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ لَأَرَيْتُكَ الْآنَ بِبَدْرٍ الشِّعْبَ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ، لَا أشك ولا أتمارى.
4245 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 93 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق بسند فيه راوٍ لم يسم. اهـ. ورواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (4/ 77)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عن محمد بن إسحاق، به، بنحوه. رواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 52)، من طريق أحمد بن عبد الجبار قال: حدّثنا يونس بن بكير، به، بنحوه. ورواه أيضًا ابن جرير في جامع البيان (4/ 77)، قال: حدّثنا ابن حميد، حدّثنا سلمة، قال: قال ابن إسحاق به. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 515)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 175 ب)، من طريق إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق به، ورواية الحاكم مختصرة. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 81)، من طريق يزيد بن هارون قال: قال محمد بن إسحاق، به، بنحوه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 260: 578)، قال: حدّثنا موسى بن هارون وزكريا بن يحيى الساجي، قالا: حدّثنا محمد بن عُزَيز الأبلي، حدّثنا سلامة بن روح، عن عقيل وخالد، عن ابن شهاب، أخبرني أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قال لي أبو أسيد الساعدي بعد ما ذهب بصره: فذكره. =
= قال الهيثمي في المجمع (6/ 84): فيه سلامة بن روح، وثقه ابن حبّان وضعفه غيره لغفلة فيه. اهـ. قلت: سلامة بن رَوْح بن خالد الأيلي، صدوق له أوهام، وقيل لم يسمع من عمه، وإنما يحدّث من كتبه. انظر: التقريب (261: 2713)، ومحمد بن جرير بن عُزَيز بن عبد الله، فيه ضعف، وقد تكلموا في صحة سماعه من عمه سلامة. انظر: التقريب (496: 6139)، فهو أولى بالذكر من عمه. ورواه التيمي في دلائل النبوة (229: 336)، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أخبرنا أبو بكر بن مردويه، حدّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدّثنا محمد بن أبان، حدّثنا محمد بن عبادة، حدّثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدّثنا عبد الله بن عثمان قال: سمعت مالك بن حمزة بن أبي أُسيد الساعدي يحدّث عن أبيه، عن أبي أُسيد. فذكره. قلت: إسناده ضعيف، يعقوب بن محمد الزهري صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء. انظر: التقريب (608: 7834)، وعبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص، مستور. انظر: التقريب (313: 3464)، ومالك بن حمزة بن أبي أُسيد الساعدي، مقبول. انظر: التقريب (516: 6432). وانظر: سيرة ابن هشام (2/ 275)، عيون الأثر (1/ 400)، المغازي من تاريخ للذهبي (ص 60).
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد فيه راوٍ مبهم، وهو رجل من بني ساعدة. وعليه فالأثر بهذا الإِسناد ضعيف.
4246 - أخبرنا (¬1) عمرو بن محمد، حدّثنا أبو بكر الهذلي، عن أبي المَليح، حَدَّثَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عن أبيه رضي الله عنه، قَالَ: دَفَعْتُ (¬2) الَى أَبِي جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ، فدنوت منه، فضربته، فقتله الله تعالى، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَدَّثْتُهُ، وَوَجَدْتُ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عِنْدَهُ أَسِيرًا، فَقَالَ: أَنْتَ قَتَلْتَهُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، فَقُلْتُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَأَنْتَ تُكَذِّبُنِي؟ قَالَ: فَمَا رَأَيْتَ بِهِ؟ قُلْتُ: رَأَيْتُ بِفَخِذِهِ حَلَقَةً مِثْلَ حَلَقَةِ الْبَعِيرِ، قَالَ: صَدَقْتَ، هِيَ كيَّه نَارٍ اكْتَوَى بِهَا مِنَ الشَّوْكَةِ. قَالَ: وَأَبُو جَهْلٍ يَقُولُ: مَا تَنْقِمُ الْحَرْبُ الْعَوَانُ (¬3) مِنِّي ... بازل عامين سَدِيسٌ سِنّي لِمِثْلِ هَذَا وَلَدَتْنِي أُمِّي * قُلْتُ (¬4): قصة أَبِي جَهْلٍ رَوَاهَا أَبُو دَاوُدَ (¬5) وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ بِغَيْرِ هَذَا السياق. *وهذا الإِسناد ضعيف. ¬
4246 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 94 أمختصر)، وقال: رواه إسحاق بسند ضعيف، لجهالة بعض رواته. اهـ. ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 1171)، من طريق شبابة بن سوار قال: حدّثنا أبو بكر الهذلي، به، بنحوه ولم يذكر أبيات أبى جهل في آخره. =
= قال الحافظ -كما في المطالب- هذا الإِسناد ضعيف. اهـ. قلت: بل هو ضعيف جدًا، فأبو بكر الهذلي متروك الحديث. وقال الحافظ هنا: قِصَّةُ قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ رَوَاهَا أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بغير هذا السياق. اهـ. وهو ما رواه أحمد في مسنده (1/ 444)، ومن طريقه: ابن الجوزي في المنتظم (3/ 116)، قال: حدّثنا وكيع، حدّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قال: قال عبد الله: انتهيت إلى أبي جهل يوم بدر، وقد ضربت رجله، وهو صريع، وهو يَذُبُّ الناس عنه بسيف له، فقلت: الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله! فقال: هل هو إلَّا رجل قتله قومه؟ قال: فجعلت أتناوله بسيف لي غير طائل، فأصبت يده، فنَدَر سيفه، فأخذته فضربته به حتى قتلته، قال: ثم خرجت حتى أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، كأنما أقلُّ من الأرض، فأخبرته، فقال: الله الذي لا إله إلَّا هو؟ قال: فرددها ثلاثًا، قال: قلت: الله الذي لا إله إلَّا هو، قال: فخرج يمشي معي، حتى قام عليه، فقال: الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله، هذا كان فرعون هذه الأمة. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 373: 18044)، كتاب المغازي، باب غزوة بدر الكبرى، قال: حدّثنا وكيع، حدّثنا أبي وإسرائيل، به بلفظ مقارب. وفي (12/ 232: 12659)، كتاب الجهاد: باب ما قالوا فيمن استعان بالسلاح من الغنيمة بسنده السابق بنحوه. ورواه أيضًا مختصرًا (12/ 373: 14039)، كتاب الجهاد، باب من جعل السلب للقاتل. ورواه أيضًا أحمد في مسنده (1/ 422)، قال: حدّثنا أُمية بن خالد، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، به مختصرًا. ورواه النسائي في السنن الكبرى (5/ 304: 8670)، كتاب السير، باب البشارة قال: أنبأنا عمرو بن يزيد، حدّثنا أُمية بن خالد به مختصرًا. =
= ورواه أيضًا: أحمد في مسنده (1/ 403)، قال: حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، به، بنحوه. ورواه أبو داود في سننه (3/ 67: 2709)، كتاب الجهاد، باب في الرخصة في السلاح يقاتل به في المعركة قال: حدّثنا محمد بن العلاء، أخبرنا إبراهيم، يعني: ابن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبعي، عن أبيه، عن أبي إسحاق السبيعي، به مختصرًا. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 88)، من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، به، بنحوه. وقد ضعّف هذا الحديث أحمد شاكر وأعله بالإنقطاع، كما في حاشية مسند أحمد (6/ 124).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه أبو بكر الهذلي وهو متروك، وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، وفي سماع عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ من أبيه خلاف.
4247 - [1]، أخبرنا (¬1) عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَا: حدّثنا إسرائيل. فذكره. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حدّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} (¬2). قَالَ: لَقَدْ قَلُّوا فِي أَعْيُنِنَا حَتَّى قُلْتُ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِي: أَتُرَاهُمْ سَبْعِينَ؟ فَقَالَ: أُرَاهُمْ مِائَةً، حَتَّى أَخَذْنَا رَجُلًا [مِنْهُمْ] (¬3) فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: كنا ألفًا. *قلت (¬4): هذا إسناد صَحِيحٌ، إِنْ كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ سَمِعَهُ مِنْ أبيه، فقد اختلف في سماعه منه. ¬
4247 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 84) وقال: رواه الطبراني. اهـ. وذكره البوصيري، في الإِتحاف (2/ ق 92 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه وأحمد بن منيع بسند صَحِيحٌ، إِنْ كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ سَمِعَهُ مِنْ أبيه، فقد اختلف في سماعه منه اهـ ورواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (10/ 13) قال: حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أبو أحمد، به، بنحوه. ورواه إسحاق كما في المطالب هنا وفي الكافي الشاف (4/ 70) قال: أخبرنا عمرو بن محمد ويحيى بن آدم، حدّثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عبد الله بن مسعود. فذكره. =
= ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 374: 18045)، كتاب المغازي، باب غزوة بدر الكبرى قال: حدّثنا عبيد الله، أخبرنا إسرائيل، به، بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 22)، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، به، مختصرًا. ورواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (10/ 13)، قال: حدثني ابن بزيع البغدادي، حدّثنا إسحاق بن منصور عن إسرائيل، به، بنحوه. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 67) من طريق يحيى بن أبي طالب قال: حدّثنا إسحاق بن منصور، به، بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 21) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى عن شيبان، عن أبي إسحاق، به، مختصرًا. وذكره ابن كثير في التفسير (2/ 328)، وابن حجر في الكافي الشاف (4/ 70)، ونسباه لابن أبي حاتم وابن جرير الطبري. وساق الحافظ ابن حجر إسناد إسحاق كاملًا. وذكره الشوكاني في فتح القدير (2/ 314) وعزاه أيضًا لأبي الشيخ وابن مردويه.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - أبو إسحاق السبيعي، وهو ثقة يدلس، وقد عنعن. 2 - الانقطاع بين أبي عبيدة بن عبد الله وأبيه. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. قال الحافظ ابن حجر -كما في المطالب هنا-: هذا إسناد صَحِيحٌ، إِنْ كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ سَمِعَهُ مِنْ أبيه، فقد اختلف في سماعه منه. اهـ.
4248 - وقال إسحاق: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عن عطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: افترض الله تعالى عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَاتِلَ الْوَاحِدُ الْعَشَرَةَ، فَثَقُلَ ذَلِكَ عليهم، وشق ذلك عليهم، فوضع الله تعالى عَنْهُمْ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ الرَّجُلُ الرَّجُلَيْنِ، فَأَنْزَلَ الله تعالى فِي ذَلِكَ: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} (¬1) إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ، فَقَالَ: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (¬2) يَعْنِي: غَنَائِمَ بَدْرٍ، يَقُولُ: لَوْلَا أَنِّي لَا أُعَذِّبُ مَنْ عَصَانِي حَتَّى أَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى (¬3) ...} الآية. فقال العباس رضي الله عنه: فيَّ وَاللَّهِ نَزَلَتْ حِينَ أَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِإِسْلَامِي، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُحَاسِبَنِي بِالْعِشْرِينَ الْأُوقِيَّةِ الَّتِي أَخَذْتُ مَعِي، فَأَعْطَانِي بِهَا عِشْرِينَ عَبْدًا، كُلُّهُمْ قَدْ تَاجَرَ بِمَالٍ فِي يَدِهِ، مَعَ مَا أَرْجُو مِنْ مَغْفِرَةِ اللَّهِ تَعَالَى. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي التَّفْسِيرِ الْمُسْنَدِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ هَكَذَا. وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بن هارون، عن ابن إسحاق. ¬
4248 - تخريجه: هو في مسند إسحاق (ق 298 أ).
= وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 28) وقال: قلت -في الصحيح بعضه- رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار، ورجال الأوسط رجال الصحيح، غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 92 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح، وابن مردويه في تفسيره والطبراني. اهـ. ومن طريق إسحاق: رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 27: 3327)، قال: حدّثنا موسى بن هارون، حدّثنا إسحاق، به، بنحوه. قال الطبراني: لم يروه عن ابن إسحاق بهذا التمام إلَّا جرير بن حازم، تفرّد به ابنه. اهـ. ورواه ابن مردويه في التفسير -كما في المطالب هنا- من طريق عبد الله بن محمد، عن إسحاق، ولم يسق لفظه، إنما قال: هكذا. ورواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (10/ 39) قال: حدّثنا ابن حميد، حدّثنا سلمة قال: قال محمد بن إسحاق، به، مختصرًا. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 76)، كتاب السير، باب تحريم الفرار من الزحف وصبر الواحد مع الإِثنين. من طريق سفيان عن ابن أبي نجيح، به، بمعناه مختصرًا جدًا. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 171: 11396، 11397، 11398) من طريق عبد الأعلى قال: حدثني محمد بن إسحاق، به، بنحوه. وقد فصل بين ابن عباس والعباس في موضعين مختلفين. وبنفس الإِسناد موصولًا. قال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 163): وفي سند عطا: محمد بن إسحاق، وليست هذه القصة عنده مسندة بل معضلة، وصنيع ابن إسحاق، وتبعه الطبراني وابن مردويه يقتضي أنها موصولة، والعلم عند الله تعالى. اهـ. ورواه ابن المبارك في الجهاد (ح 235)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 309: =
= 2538)، كتاب الجهاد، باب لا يفر الرجل من الرجلين من العدو. عن سفيان بن عيينة عن ابن نجيح، به، مختصرًا. وأورده ابن كثير في التفسير (2/ 340) وعزاه لابن إسحاق. قال الهيثمي في المجمع (7/ 28): في الصحيح بعضه. اهـ. قلت: ولفظه: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لما نزلت {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} شقّ ذلك على المسلمين حين فَرضَ عليهم أن لا يفر واحد من عشرة، فجاء التخفيف، فقال: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} قال: فلما خفف الله عنهم من العدَّة، نقص من الصبر بقدر ما خُفّف عنهم. رواه البخاري في صحيحه (8/ 163: 4653 الفتح)، كتاب التفسير: باب {خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُم}، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الله السلمي، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا جرير بن حازم، أخبرني الزبير بن الخرّيت، عن عكرمة، عن ابن عباس. ورواه أبو داود في سننه (3/ 46: 2646)، كتاب الجهاد، باب في التولي يوم الزحف. قال: حدّثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدّثنا ابن المبارك، بهذا الإِسناد. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 76) كتاب السير، باب تحريم الفرار من الزحف وصبر الواحد مع الاثنين، من طريقين عن جرير بن حازم، به. قال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 163): ولجرير بن حازم راوي هذا الحديث عن الزبير بن الخرّيت شيخ آخر (يعني محمد بن إسحاق) ... ثم قال: وهو مما يؤيد أن لجرير فيه طريقين. اهـ. وتابع عكرمة: عمرو بن دينار عن ابن عباس. رواه البخاري في صحيحه (8/ 161: 4652)، كتاب التفسير، باب {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}. =
= وابن الجارود في المنتقى (ح 1049)، كتاب الجهاد، باب العدد الذي لا يخرج المرء بالفرار منه. وابن جرير الطبري في جامع البيان (10/ 38). والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 76)، كتاب السير، باب تحريم الفرار يوم الزحف. كلهم من طريق عمرو بن دينار، به.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا محمد بن إسحاق فهو صدوق، وقد صرح بالسماع. قال الحافظ -كما في المطالب هنا-: هذا إسناد صحيح. اهـ. وهذا قال البوصيري. قلت: بل هو إسناد حسن لما علمت من حال ابن إسحاق. ولكن قول ابن عباس قد رواه البخاري وغيره فيرتقي إلى الصحيح لغيره، أما قول العباس فيبقى على تحسينه.
4249 - أخبرنا (¬1) وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ قَبْلَ هَزِيمَةِ الْقَوْمِ، وَالنَّاسُ يَقْتَتِلُونَ مِثْلَ البِجَاد (¬2) الْأَسْوَدِ، أَقْبَلَ مِنَ السَّمَاءِ مِثْلُ النَّمْلِ الْأَسْوَدِ، فَلَمْ أَشُكَكَّ أَنَّهَا الْمَلَائِكَةُ، فَلَمْ يكن إلَّا هزيمة القوم. *إِسْنَادُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ سَمِعَهُ من جبير. ¬
4249 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 93 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق ورواته ثقات. اهـ. وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 281) وساق سند إسحاق ومتنه. ومن طريق إسحاق: رواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 61) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شيرويه، قال: حدّثنا إسحاق الحنظلي، به، بلفظه. قال البيهقي عقبه: تابعه ابن المبارك عن محمد بن إسحاق. اهـ. وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 363) وعزاه لإسحاق. وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 202)، وعزاه لابن راهويه والبيهقي وأبي نعيم. وقال: سنده حسن. قلت: وقد صرحت بعض الروايات أن هذا الأمر حدث في غزوة حنين عن جبير بن مطعم نفسه. رواه ابن جرير الطبري في تاريخ الأمم والملوك (2/ 169) قال: حدّثنا ابن حميد، حدّثنا سلمة، حدثني محمد بن إسحاق عن أبيه، أنه حدّث عن جبير بن مطعم، قال: فذكره. =
= ورواه الطبراني في الأوسط, كما في مجمع البحرين (5/ 125: 2796) من طريق حماد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أبيه قال: سمعت جبير بن مطعم. فذكره، وأوله: رأيت يوم حين. قال الطبراني: لا يروى عن جبير إلَّا بهذا الإِسناد، تفرد به ابن إسحاق. اهـ. قلت: وفي هذه الرواية التصريح بسماع إسحاق من جبير بن مطعم. ورواه -أيضًا- كما في مجمع البحرين (5/ 126: 2797) من طريق عباد بن آدم قال: حدّثنا حماد بن سلمة. ولم يسق لفظه. قال الهيثمي في المجمع (6/ 183): رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين في أحدهما عباد بن آدم، ولم يوثقه أحد ولم يجرحه. اهـ. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 146) من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: حدّثنا والدي إسحاق بن يسار، عمّن حدثه عن جبير بن مطعم. فذكره. وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (4/ 332)، عن محمد بن إسحاق، وساق السند والمتن، ثم عزاه للبيهقي. قلت: قال محقق مرويات غزوة حين (1/ 211): [والظاهر أن في الحديث انقطاعًا بين إسحاق بن يسار وبين جبير بن مطعم، وأن رواية الطبراني الوارد فيها التصريح بسماع إسحاق بن يسار من جبير بن مطعم "خطأ" ولعلها تحرفت من حدّث عن جبير بن مطعم إلى حدثني، فرواها بعض الرواة بالمعنى "سمعت". وذلك لأن المزي وابن حجر لم يذكرا في شيوخ إسحاقٍ جبيرَ بن مطعم، كما لم يذكرا أيضًا إسحاق في تلاميذ جبير بن مطعم].اهـ.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف؛ لأن إسحاق بن يسار لم يسمع من جبير بن مطعم. قال الحافظ -كما في المطالب هنا-: إِسْنَادُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ سَمِعَهُ من جبير. اهـ.
4250 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ علي، حدّثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ شِعار النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يوم بدر يا منصور أَمِتْ.
4250 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 671). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 93 ب مختصر)، وقال: رواه الحارث عن الواقدي، وهو ضعيف. اهـ. ورواه الواقدي في المغازي (1/ 71)، قال: حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ علي، به، بلفظه. ورواه أبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 135) من طريق يحيى الحِمَّاني، قال: حدّثنا سعيد بن خثيم، عن زيد بن علي. فذكره بلفظه. وذكره البغوي في شرح السنة (11/ 52) بدون سند. وذكره الصالحين في سبل الهدى والرشاد (4/ 69) وعزاه للحارث.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه ثلاث علل: 1 - محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك. 2 - إسحاق بن سالم، وهو مجهول الحال. 3 - الانقطاع؛ زيد بن علي لم يدرك القصة. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا.
4251 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الحميد، حدّثنا عبد الله بن جعفر، عن أبي عون (¬1)، عن المِسْوَربن مَخْرَمة، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه: أيْ خال، أخبرني عن قصتك يوم بدر، قال رضي الله عنه: اقْرأْ بَعْدَ الْعِشْرِينَ وَالْمِائَةِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ تَجِدْ قِصَّتَنَا: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} (¬2)، إلى قوله: {أَنْ تَفْشَلَا} (¬3)، قَالَ: هُمُ الَّذِينَ طَلَبُوا الْأَمَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إلى قوله: {وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} (¬4)، قَالَ: هُوَ تَمَنِّي الْمُؤْمِنِينَ لِقَاءَ الْعَدُوِّ، إِلَى قوله: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} (¬5). ¬
4251 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 836:148). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 426: 953). وذكره أيضًا في المجمع (6/ 111)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني، وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 93 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى. ورواه ابن أبي حاتم في التفسير (2/ 513: 1327)، قال: حدّثنا الفضل بن شاذان حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، به، مختصرًا. ولكن قال: "يوم أُحد"، بدل "يوم بدر". ورواه الواحدي في أسباب النزول (ص 120)، من طريق أبي القاسم البغوي =
= قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، به، مختصرًا وقال: يوم أحد. وذكره السيوطي في الدر المنثور (2/ 74)، وعزاه أيضًا لابن المنذر.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد فيه علتان. 1 - يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، وهو ضعيف. 2 - أبو عون بن أبي حازم، وهو مجهول. وعليه فالأثر بهذا الإِسناد ضعيف.
4252 - حدّثنا (¬1) عبيد الله بن عمر، حدّثنا (يوسف بن خالد) (¬2)، حدّثنا هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أنْ أُعَوِّر (¬3) آبارها، يعني: يوم بدر. ¬
4252 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 422: 558). وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 80)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه يوسف بن خالد السمتي، وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 93 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى. ورواه أبو نعيم في الحلية (4/ 367)، من طريق علي بن إبراهيم بن مطر، قال: حدّثنا عبيد الله بن عمر، به، بلفظ مقارب. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 84)، كتاب السير، باب قطع الشجر وحرق المنازل. من طريق أبي ربيعة العامري قال: حدّثنا أبو عوانة، عن هارون بن سعد، به، بلفظ مقارب. قال البيهقي: وكذلك رواه يوسف بن خالد بن عمير، ويوسف وأبو ربيعة محمد بن عوف ضعيفان. اهـ. ورواه أيضًا أبو نعيم في الحلية (4/ 367)، من طريق قيس بن الربيع، عن هارون بن سعد، به، بلفظ مقارب. وذكره الهندي في الكنز (10/ 400: 29954)، وعزاه أيضًا لابن جرير والدورقي.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، لأجل يوسف بن خالد السَّمْتي، وهو متروك.
4253 - حَدَّثَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حدّثنا محمد بن خالد الحنفي، حدّثنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزِّمْعي، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ أَمْتَحُ (¬2)، أَوْ أَمِيحُ (¬3) مِنْهُ، فَجَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَمْ أرَ [رِيحًا]، (¬4) أَشَدَّ مِنْهَا إلَّا الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَكَانَتِ الْأُولَى مِيكَائِيلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَالثَّانِيَةُ إِسْرَافِيلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَنْ يَسَارِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والثالثة جبريل عليه السلام فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، عَنْ يَمِينِهِ، وَكُنْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَلَمَّا هَزَمَ الله تعالى الْكُفَّارَ حَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى فَرَسٍ، فَلَمَّا اسْتَوَيْتُ عَلَيْهَا (¬5)، حَمَلَنِي فَصِرْت على عنقه فدعوت الله تعالى فثبِّتني عَلَيْهِ، فَطُعِنْتُ بِرُمْحِي حَتَّى بَلَغَ الدَّمُ إبطي. ¬
4253 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 379: 489). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 424: 950). وذكره أيضًا في المجمع (6/ 76)، وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. اهـ. =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 93 ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف، لضعف أبي الحويرث، واسمه عبد الرحمن بن معاوية. اهـ. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 68)، وعنه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 54)، من طريق إبراهيم بن عبد الله السعدي قال: حدّثنا محمد بن خالد بن عَثْمة، به، بنحوه. قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. اهـ. فتعقبه الذهبي وقال: بل منكر عجيب، وأبو الحويرث عبد الرحمن، قال مالك: ليس بثقة، وموسى فيه شيء. اهـ. ورواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (9/ 192)، من طريق عبد العزيز بن عمران، عن الزمعي، به، مختصرًا. وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 275)، وعزاه لابن جرير والبيهقي في "الدلائل" وقال: وفي إسناده ضعف. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - أبو الحويرث: عبد الرحمن بن معاوية، وهو صدوق سيء الحفظ. 2 - موسى بن يعقوب الزِّمعي، وهو صدوق سيء الحفظ أيضًا. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وقد ضعف إسناد الحديث الذهبي وابن كثير والبوصيري، كما سبق، وكذلك أحمد شاكر وأخوه محمود في حاشية تفسير ابن جرير (13/ 417).
4254 - حدّثنا (¬1) عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثابت الجزري، حدّثنا الْوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، إذْ تبسَّم -صلى الله عليه وسلم- فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، قُلْنَا: يَا رسول الله! رأيناك تبسَّمت؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: مرَّ بي ميكائيل عليه السلام، وعلى جناحه أثر غبار، وَهُوَ رَاجِعٌ مِنْ طَلَبِ الْقَوْمِ، فَضَحِكَ إليَّ فتبسَّمت إليه. ¬
4254 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (4/ 49: 2060). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 425: 951). وذكره أيضًا في المجمع (6/ 83)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه الوازع بن نافع، وهو متروك. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ 93 ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لضعف الوازع بن نافع. اهـ. ومن طريق أبي يعلى: رواه ابن حبّان في المجروحين (3/ 84)، وابن عدي في الكامل (7/ 2556)، ومن طريق ابن عدي: رواه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 252)، كتاب الصلاة، باب من تبسم في صلاته أو ضحك فيها. كلاهما عن أبي يعلى به، وفي لفظ ابن حبّان: مرّ بي "جبريل" بدلًا من "ميكائيل". قال البيهقي: الوازع بن نافع الجزري تكلموا فيه. اهـ. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 188: 1767)، وابن قانع في معجم الصحابة (ق 24 أ)، من طريق محمد بن يحيى بن أبي سمينة قال: حدّثنا علي بن ثابت الجزري، به، مختصرًا. وفيه: مرّ بي جبريل. قال الهيثمي في المجمع (2/ 82)، فيه الوازع، وهو ضعيف. اهـ. =
= ورواه الطبراني في الأوسط، كما في مجمع البحرين (2/ 175: 910)، من طريق محمد بن مهران الجمال الرازي قال: حدّثنا علي بن ثابت الجزري، به، بنحوه. قال الطبراني: لم يروه عن جابر إلَّا أبو سلمة، ولا عنه إلَّا الوازع، تفرّد به علي. اهـ. ورواه أبو نعيم، كما في الجامع الكبير (2/ ق 341)، من طريق الصلت بن مسعود الجحدري قال: حدّثنا علي بن ثابت، به، بلفظ مقارب مع تقديم وتأخير. ورواه البغوي وابن السكن، كما في الإِصابة (1/ 214)، من طريق الوازع بن نافع به. قال البغوي: الوازع ضعيف جدًا، وقال أيضًا: لا أعرف لجابر مسندًا غيره. اهـ. فتعقبه الحافظ ابن حجر وقال: بل له غيره. اهـ. ثم ذكر حديثين. وذكره الهندي في الكنز (6/ 141: 15171)، وعزاه أيضًا للباوردي.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، لأجل الوازع بن نافع العقيلي وهو ضعيف جدًا.
21 - ذكر فضائل شهد بدرا
21 - ذكر فضائل (¬1) شهد بدرًا 4255 - قال الحارث: حدّثنا يعقوب بن محمد، حدّثنا عَبْدُ الْمُهَيْمنِ بْنُ عَبَّاسٍ (¬2)، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أبيه، قال: إن أباه سعدًا رضي الله عنه خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ تُوُفِّيَ، فَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ فِي آخِرِ رَحْلِهِ، وَأَوْصَى لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِرَاحِلَتِهِ وَرَحْلِهِ، وَثَلَاثَةَ أَوْسُقٍ مِنْ شَعِيرٍ، فَقَبِلَهَا، ثُمَّ ردَّها عَلَى ورثته (¬3)، وضرب له بسهمه. ¬
4255 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 858: 667). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 93 أمختصر)، وقال: رواه الحارث، وعبد المهيمن ضعيف. اهـ. ومن طريق الحارث: رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ ق 274 ب)، قال: حدّثنا أبو بكر بن خلاد، حدّثنا الحارث بهذا الإِسناد. ورواه الواقدي في المغازي (1/ 168): وعنه: ابن سعد في الطبقات (3/ 625)، قال: حدثني عبد المهيمن بن عباس، به، مختصرًا. =
= ورواه أيضًا ابن سعد (3/ 625)، قال: أخبرنا يحيى بن محمد البخاري، حدثني عبد المهيمن ابن عباس، به، بنحوه. ورواه الواقدي في المغازي (1/ 168): وعنه: ابن سعد (3/ 625)، قال: حدثني أُبيّ بن عباس بن سهل عن أبيه، به، مختصرًا. وذكره الحافظ ابن حجر في الإِصابة (2/ 32)، وأورد حديث الواقدي عن أُبي بن العباس كما أورد حديث الحارث بإسناده أيضًا. وأورده الذهبي في المغازي من تاريخ الإِسلام (ص 142)، بدون إسناد، وذكره بصيغة تمريض.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف. 2 - يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف أيضًا. وقد تابع يعقوب: يحيى بن محمد الجاري، كما في رواية ابن سعد، وهو صدوق يخطئ. (التقريب ص 596: 7638). وتابع عبد المهيمن: أخوه أُبي بن العباس، كما في رواية الواقدي وابن سعد، وهو فيه ضعف. (التقريب ص 96: 281)، والواقدي متروك. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فلا ينجبر به الضعف.
4256 - حَدَّثَنَا (¬1) يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه، ضَرَب رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه بسهمه يوم بدر. (203) وحديث حاطب رضي الله عنه مضى في تفسير الممتحنة (¬2). ¬
4256 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 859: 668). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 93 أمختصر)، وعزاه للحارث. وذكره الصالحين في سبل الهدى والرشاد (4/ 95)، وعزاه للحارث بن أبي أسامة والحاكم. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 341): قيل إن جعفر بن أبي طالب ممن ضرب له بسهم، نقله الحاكم. اهـ.
الحكم عليه الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - يعقوب بن محمد الزهري، وهو ضعيف. 2 - والإِرسال، حيث إن محمد بن علي بن الحسين من التابعين. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
22 - ذكر من قتل ببدر
22 - ذكر من قتل ببدر 4257 - قال الحارث: حدّثنا عبيد الله بن محمد، حدّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ أوتي بعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ أَسِيرًا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَأَقْتُلَنَّكَ". فقال: تقتلنى من بين قريش، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَعَمْ". ثُمَّ أَقْبَلَ على أصحابه رضي الله عنهم فقال: "إنه أتاني وأنا ساجد فوطىء عَلَى عُنُقِي، فَوَاللَّهِ مَا رَفَعَهَا حَتَّى ظَنَنْتُ أن عيني ستقعان، وأتى بسلى جَزُورٍ، فَأَلْقَاهُ عَلَيَّ، حَتَّى جَاءَتْ فَاطِمَةُ، فَأَمَاطَتْهُ عَنْ رَأْسِي". [قَالَ] (¬1): ثُمَّ أُمر بِهِ فَقُتِلَ. ¬
4257 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 806: 669). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 93 أمختصر)، وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا. اهـ. وقال في الإِتحاف المسندة (4/ ق 95 أ): هذا إسناد مرسل، ورجاله ثقات. اهـ. وذكره الذهبي في المغازي من تاريخ الإِسلام (ص 65)، وابن كثير في البداية والنهاية (3/ 306)، عن حماد بن سلمة به. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - الإرسال. 2 - عطاء بن السائب مع كونه ثقة، إلَّا أنه اختلط، واختلف في رواية حماد بن سلمة عنه، هل هي قبل الاختلاط أم بعده؟. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
4258 - وقال مسدّد: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ، يَقُولُ: ضَرَبَه ابنا عفراء (¬1)، وذفف عليه ابن مسعود رضي الله عنه، يعني: أبا جهل. ¬
4258 - تخريجه: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 373: 18542)، كتاب المغازي: باب غزوة بدر الكبرى. قال: حدّثنا وكيع عن جرير بن حازم، به، بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 493)، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرني جرير بن حازم، به، بنحوه. وذكره الهندي في الكنز (10/ 418: 3000)، وعزاه لابن أبي شيبة. وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (2/ 359) في ترجمة مُعوِّذ بن الحارث، وبدأها بصيغة تمريض. وذكره أيضًا في (2/ 360) في ترجمة رفاعة، عن جرير بن حازم قال: سمعت محمد بن سيرين. فذكره. ثم قال: وفي رواية صالح بن إبراهيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده: أن الذين سألاه، وقتلا أبا جهل: معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ ابن عفراء. وهو أصح. اهـ. قلت: وهذه الرواية أخرجها البخاري في صحيحه (6/ 283 - 284: 3141)، كتاب فرض الخمس: باب من لم يُخَمِّس الأسلاب. قال: حدّثنا مسدّد، حدّثنا يوسف بن الماجشون عن صالح بن إبراهيم بهذا الإِسناد.
الحكم عليه: رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل، وعليه فالإِسناد ضعيف.
23 - باب قتل كعب بن الأشرف
23 - بَابُ قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ 4259 - [1]، قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّهُمُ اجْتَمَعُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فمشى معهم حتى بلغ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ (¬1) فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، فَقَالَ: انْطَلِقُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ. وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى بَيْتِهِ، قَالَ: فَأَقْبَلُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى حِصْنِهِ -يَعْنِي: كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ- فَهَتَفَ أَبُو نَائِلَةَ بِهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ وَهُوَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: إِنَّكَ مُحَارِبٌ وَإِنَّ صَاحِبَ الْحَرْبِ لَا يَنْزِلُ فِي مِثْلِ هَذِهِ السَّاعَةِ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّهُ أَبُو نَائِلَةَ، وَاللَّهِ لَوْ وَجَدَنِي نَائِمًا مَا أَيْقَظَنِي، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ فِي صَوْتِهِ الشَّرَّ، فَقَالَ لَهَا: لَوْ يُدْعَى الْفَتَى لِطَعْنَةٍ لَأَجَابَ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ، فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً، ثُمَّ قَالُوا: لَوْ مَشَيْنَا إِلَى شِعْب الْعَجُوزِ (¬2) فَتَحَدَّثْنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ، فَإِنَّهُ لَا عَهْدَ لَنَا بِذَلِكَ، قَالَ: نَعَمْ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ. ثُمَّ إِنَّ [أبا نائلة] (¬3) ¬
شَامَ (¬4) يَدَهُ فِي فَوْدِ رَأْسِهِ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَاللَّيْلَةِ عِطْرًا أَطْيَبَ، ثُمَّ مَشَى سَاعَةَ، ثم عاد بمثلها حَتَّى اطْمَأَنَّ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي فَوْدِ (¬5) رَأْسِهِ، فَأَخَذَ شَعْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: اضْرِبُوا عَدُوَّ اللَّهِ، قال: فاختلفت عليه أسيافهم، قال: وصاح عدوالله صَيْحَةً فَلَمْ يَبْقَ حِصْنٌ إلَّا أُوقِدَتْ عَلَيْهِ نَارٌ، قَالَ: وَأُصِيبَتْ رِجْلُ الْحَارِثِ. قَالَ مُحَمَّدُ بن مسلمة: فلما رأيت السيوف لا تغني شَيْئًا، ذَكَرْتُ مِغْولًا فِي سَيْفِي، فَأَخَذْتُهُ فَوَضَعْتُهُ عَلَى سُرَّتِهِ، فَتَحَامَلْتُ عَلَيْهِ، حَتَّى بَلَغَ عَانَتَهُ فَوَقَعَ، ثُمَّ خَرَجْنَا فَسَلَكْنَا عَلَى بَنِي أُمية، ثُمَّ عَلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ عَلَى بُعَاثَ (¬6)، ثُمَّ أَسْرَيْنَا فِي حَرَّةِ العُريض (¬7)، وَأَبْطَأَ الْحَارِثُ وَنَزَفَ الدَّمُ، فَوَقَفْنَا لَهُ، ثُمَّ احْتَمَلْنَاهُ حَتَّى جِئْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَخَرَجَ علينا فأخبرناه بقتل عدو الله، فَتَفَلَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى جُرْحِ الْحَارِثِ، فَرَجَعْنَا بِهِ إِلَى بَيْتِهِ، وَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ إِلَى رِحَالِهِمْ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا خَافَتْ يَهُودُ لِوَقْعَتِنَا بِعَدُوِّ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ وَجَدْتُمُوهُ مِنْ رِجَالِ يَهُودَ فَاقْتُلُوهُ، فَوَثَبَ مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى ابْنِ سَنِينَةَ رَجُلٍ مِنْ تُجَّارِ يَهُودَ، وَكَانَ يُبَايِعُهُمْ وَيُخَالِطُهُمْ، فَقَتَلَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ حُوَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ وَهُوَ يومئذٍ مُشْرِكٌ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ، يَضْرِبُهُ وَيَقُولُ: أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ! أَقَتَلْتَهُ؟ وَاللَّهِ لَرُبَّ شَحْمٍ فِي بَطْنِكَ مِنْ مَالِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَمَرَنِي بِقَتْلِهِ رَجُلٌ لَوْ أَمَرَنِي بِقَتْلِكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، قَالَ: آللَّهِ لَوْ أَمَرَكَ مُحَمَّدٌ بقتلي لقتلتني؟ قال: نعم، ¬
والله، فقال: والله إن دينًا بلغ بك هَذَا لَدِينٌ عَجَبٌ، فَكَانَ أَوَّلُ إِسْلَامِ حُوَيْصَةَ مِنْ قِبَلِ قَوْلِ أَخِيهِ، فَقَالَ مُحَيِّصَةُ فِي ذَلِكَ شِعْرًا. *هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ مُتَّصِلٌ، أَخْرَجَ أَحْمَدُ (¬8) مِنْهُ إِلَى قَوْلِهِ: "اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ، فَقَطْ، وَهُوَ الْمَرْفُوعُ مِنْهُ الْمَوْصُولُ، وَالْبَاقِي مُدْرَجٌ، وَلَهُ شاهد في الصحيح (¬9) من حديث عمرو عن جابر رضي الله عنه. ¬
4259 - [1] تخريجه: ذكره الهيثمي -مختصرًا- في المجمع (6/ 196)، وعزاه لأحمد والبزار والطبراني وقال: وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. قلت: صرح ابن إسحاق بالتحديث كما في رواية إسحاق وأحمد. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 94 ب مختصر)، وقال: رواه الحميدي وإسحاق بن راهويه بإسناد صحيح. اهـ. ورواه ابن إسحاق في السيرة (ص 298: 502)، بهذا الإِسناد. ومن طريق ابن إسحاق: رواه أحمد في المسند (1/ 266)، قال: حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي عن ابن إسحاق، به، مختصرًا. قال الحافظ ابن حجر -كما في المطالب هنا-: أخرج أَحْمَدُ مِنْهُ إِلَى قَوْلِهِ "اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ" فَقَطْ، وهو المرفوع منه الموصول، والباقي مدرج. اهـ. ورواه البزّار- كما في كشف الأستار (2/ 330: 1801)، من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق، به، مختصرًا. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 199)، من طريق أحمد بن عبد الجبار، قال: حدّثنا يونس بن بكير، به، مختصرًا. ورواه البزّار- كما في كشف الأستار (2/ 331: 1852)، من طريق زياد بن عبد الله قال: حدّثنا ابن إسحاق به. ولم يسق لفظه، إنما قال: فذكره. =
= قال البزّار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلَّا من هذا الوجه. اهـ. ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 98)، من طريق عمرو بن زرارة، قال: حدّثنا زياد بن عبد الله، به، مختصرًا. قال الحاكم: قد احتج البخاري بثور بن يزيد وعكرمة، واحتج مسلم بمحمد بن إسحاق، وهذا حديث غريب صحيح. اهـ. ووافقه الذهبي. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 221: 11554)، من طريق إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق، به، مختصرًا. قلت: وقد وقع في إسناد البزّار والطبراني والبيهقي "ثور بن زيد" بدلًا من "ثور بن يزيد" فيحتمل أن لابن إسحاق في هذا الحديث شيخين، وهما ثور بن يزيد الحمصي وثور بن زيد الدّيلي، فكلا الرجلين روى عنهما ابن إسحاق. انظر: تهذيب الكمال (4/ 417، 420)، ويحتمل أن يزيد تصحفت إلى زيد، والله أعلم. ورواه الحميدي في المسند (2/ 527: 1251)، قال: حدّثنا سفيان، حدّثنا العبسي، عن عكرمة مرسلًا مختصرًا. وقع في مسند الحميدي "العسي" والتصحيح من الفتح (7/ 393)، والمطالب العالية. وأورده ابن سيد الناس في عيون الأثر (1/ 450)، والذهبي في المغازي من تاريخ الإِسلام (ص 163)، وابن كثير في البداية والنهاية (4/ 8).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا محمد بن إسحاق فهو صدوق وقد صرح بالتحديث. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد حسن. وقد حسن إسناده الحافظ ابن حجر كما في تعليقه على حديث الباب، وكذا في الفتح (7/ 392). =
= وبين الحافظ أن المرفوع منه إلى قوله "اللهم أعنهم" والباقي مدرج من كلام الراوي. وقد صحح إسناد هذا الحديث الحاكم ووافقه الذهبي كما سبق، وأحمد شاكر كما في حاشية المسند (4/ 125). قال الحافظ- كما في المطالب هنا: وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو عن جابر رضي الله عنه. اهـ. قلت: رواه البخاري في صحيحه (7/ 390 - 391: 4037)، ومسلم في صحيحه (3/ 1425: 1801) بنحوه. فيرتقي الحديث بهذا الشاهد إلى الصحيح لغيره.
4259 - [2] وقال الحميدي: حدّثنا سفيان، حدّثنا العبسي (¬1)، عن عكرمة، قال: قالت امْرَأَتُهُ: إِنِّي أَسْمَعُ صَوْتًا أَجِدُ مِنْهُ رِيحَ الدَّمِ، قَالَ: إِنَّمَا هُوَ أَبُو نَائِلَةَ أَخٌ لِي، لَوْ وَجَدَنِي نَائِمًا مَا أَيْقَظَنِي، وَإِنَّ الْكَرِيمَ إِذَا دُعِيَ إِلَى طَعْنَةٍ لَأَجَابَ. وَسَمَّى الَّذِينَ أَتَوْهُ مَعَ أَبِي نَائِلَةَ: مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ مُعَاذٍ، وأبو عبيس (¬2) بن جابر. ¬
4259 - [2] تخريجه والحكم عليه: هو في مسند الحميدي (2/ 527: 1251). وتقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق السابقة.
24 - باب وقعة أحد
24 - بَابُ وَقْعَةِ أُحُد 4260 - [1]، قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بن عباد، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير رضي الله عنه قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ يومئذٍ إِلَى خَدَم النِّسَاءِ، مُشَمِّرَاتٍ يَسْعَيْنَ حِينَ انْهَزَمَ الْقَوْمُ، وَمَا أَرَى دُونَ أَخْذِهِنَّ شَيْئًا، وَإِنَّا لَنَحْسَبُهُمْ قَتْلَى مَا يَرْجِعُ إِلَيْنَا مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُصِيبَ أَصْحَابُ اللِّوَاءِ، [وَصَبَرُوا عِنْدَهُ حَتَّى صَارَ إِلَى عبدٍ له حَبَشِيٍّ، يُقَالُ لَهُ "صَوَابٌ" ثُمَّ قُتِلَ صَوَابٌ فَطُرِحَ اللِّوَاءُ]، (¬1) فَمَا يَقْرَبُهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ الله تعالى، حتى وثبت إليه عَمْرة بنت علقمة الحارثية، فَرَفَعَتْهُ لَهُمْ، وَثَابَ إِلَيْهِ النَّاسُ. قَالَ الزُّبَيْرُ رضي الله عنه: فَوَاللَّهِ إِنَّا لَكَذَلِكَ قَدْ عَلَوْنَاهُمْ وَظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ، إِذْ خَالَفَتِ الرُّمَاةُ عَنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَقْبَلُوا إِلَى الْعَسْكَرِ حِينَ رَأَوْهُ مُخْتَلًّا قَدْ أَجْهَضْنَاهُمْ عَنْهُ، فَرَغَبُوا إلى الْغَنَائِمِ، وَتَرَكُوا عَهْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ الْأَمْتِعَةَ، فأتَتْنا الْخَيْلُ مِنْ خَلْفِنَا، فَحَطَّمَتْنَا، وَكَرَّ النَّاسُ مُنْهَزِمِينَ، فَصَرَخَ صَارِخٌ يَرَوْنَ أَنَّهُ الشَّيْطَانُ: إِلَّا إِنَّ مُحَمَّدًا قد قتل. فأعظم النَّاسُ، وَرَكِبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَصَارُوا أَثْلَاثًا: ثُلُثًا ¬
جريحًا، وثلثًا مَقْتُولًا، وَثُلُثًا مُنْهَزِمًا (¬2)، قَدْ بَلَغَتِ الْحَرْبُ، وَقَدْ كَانَتِ الرُّمَاةُ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ رَأَوُا النَّاسَ وَقَعُوا فِي الْغَنَائِمِ، وَقَدْ هَزَمَ الله تعالى الْمُشْرِكِينِ، وَأَخَذَ الْمُسْلِمُونَ الْغَنَائِمَ: فَمَاذَا تَنْتَظِرُونَ؟ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: قَدْ تَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَهَاكُمْ أَنْ تُفَارِقُوا مَكَانَكُمْ إِنْ كَانَتْ عَلَيْهِ أوْ لَهُ، فَتَنَازَعُوا فِي ذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّ الطَّائِفَةَ الْأُولَى مِنَ الرُّمَاةِ أَبَتْ إِلَّا أَنْ (¬3) تَلْحَقَ بِالْعَسْكَرِ، فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ، وَتَرَكُوا مَكَانَهُمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ حَمَلَتْ خَيْلُ الْمُشْرِكِينَ. *هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ (¬4) من حديث البراء رضي الله عنه. ¬
4260 - [1] تخريجه: حديث الباب ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 95 أمختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند صَحِيحٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ. اهـ. ورواه إسحاق، كما في المطالب هنا بالسند السابق. وأوله: وَاللَّهِ إِنَّ النُّعَاسَ لَيَغْشَانِي إِذْ سَمِعْتُ ابْنَ قُشَيْرٍ يَقُولُهَا وَمَا أَسْمَعُهَا مِنْهُ إلَّا كَالْحُلْمِ، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} ثم ساق إسحاق كلامًا مطولًا لابن إسحاق بغير إسناد. ورواه أيضًا كما في المطالب هنا بالسند السابق، ولم يسق لفظه، إنما قال: فذكر الحديث. ثم ساق زيادة في آخره. =
= ورواه أيضًا كما في المطالب هنا، قال: أخبرنا يحيى بن آدم، حدّثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، به، مختصرًا. ومن طريق إسحاق: رواه ابن حبّان، كما في الإحسان (9/ 62: 6940)، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدّثنا إسحاق به فذكر طرفًا من الحديث. وذكره الهيثمي في موارد الظمآن (ح 2212). ورواه البزّار في البحر الزخار (3/ 189: 973)، قال: حدّثنا يوسف بن حماد المعني، حدّثنا عبد الأعلي بن عبد الأعلى، حدّثنا محمد بن إسحاق، به، مختصرًا. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 227)، من طريق يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، به، مختصرًا.
الحكم عليه: الحديث بأسانيد إسحاق، مدارها على محمد بن إسحاق وهو صدوق يدلس، وقد صرح بالتحديث، وبقية رجاله ثقات. وعليه فالحديث بتلك الأسانيد حسن. قال الحافظ ابن حجر: كما في المطالب هنا: "هذا إسناد صحيح". وصحح إسناده أيضًا البوصيري كما تقدم. قلت: تصحيح ابن حجر والبوصيري لهذا الإِسناد ليس بحسن، لما علم من حال ابن إسحاق. وقد أشار الحافظ، كما في المطالب هنا، إلى أن للحديث بالإِسناد الأول شاهدًا في الصحيح من حديث البراء رضي الله عنه يرتقي به إلى الصحيح لغيره. وهو ما رواه البخاري في صحيحه (7/ 405: 4043)، عن البراء رضي الله عنه قال: لقينا المشركين يومئذٍ، وأجلس النبي -صلى الله عليه وسلم- جيشًا من الرماة، وأمَّرَ عليهم عبد الله، وقال: لا تبرحوا، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم =
= ظهروا علينا فلا تُعينونا. فلما لقينا هربوا، حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل، رفعن عن سوقهن قد بدت خلاخِلُهنَّ، فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة. فقال عبد الله: عَهِدَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ لا تبرحوا، فأبوا، فلما أبوا صُرف وجوههم، فأصيب سبعون قتيلًا. وأشرف أبو سفيان، فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: لا تجيبوه، فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: لا تجيبوه، فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا. فلم يملك عمر نفسه، فقال: كذبت يا عدو الله، أبقى الله عليك ما يخزيك. قال أبو سفيان: اعلُ هبل. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أجيبوه، قالوا ما نقول؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجلّ. قال أبو سفيان: لنا العُزَّى ولا عُزى لكم. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أجيبوه، قال: ما نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم. قال أبو سفيان يوم بيوم بدر، والحرب سجال، وتجدون مُثْلةً لم آمُرْ بها ولم تَسُؤْني.
4260 - [2] وبهذا الإِسناد إلى الزبير رضي الله عنه قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ النُّعَاسَ لَيَغْشَانِي، إِذْ سَمِعْتُ ابْنَ قُشَيْرٍ (¬1) يَقُولُهَا وَمَا أَسْمَعُهَا مِنْهُ إلَّا كَالْحُلْمِ، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (¬2). قَالَ: وَالَّذِينَ تَوَلَّوْا عِنْدَ جَوْلَةِ النَّاسِ: عُثْمَانُ بن عفان، وسعد بْنُ عُثْمَانَ الزُّرَقِيُّ، وَأَخُوهُ عُقْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ، حَتَّى بَلَغُوا جَبَلًا بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ: "الحاجب" بِبَطْنِ الْأَعْوَصِ (¬3)، فَأَقَامُوا بِهِ ثَلَاثًا، فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ لَمَّا رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَقَدْ ذَهَبْتُمْ فِيهَا عَرِيضة. ثُمَّ قَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا}، يَعْنِي: الْمُنَافِقِينَ {وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} (¬4) الآية. قال: ابتغاءً وَتَحَسُّرًا، وَذَلِكَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ شَيْئًا. ثُمَّ كانت القصة فيما يأمر به نبيه -صلى الله عليه وسلم- وَيَعْهَدُ إِلَيْهِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} يَعْنِي: يَوْمَ بَدْرٍ فِيمَنْ قُتِلُوا وَأُسِرُوا {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}، الَّتِي كَانَتْ مِنَ الرُّمَاةِ، قَالَ: فَقَالَ {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ}، يقول: علانية ¬
أمرهم، ويظهر أمرهم ويعلم الذين نافقوا، فيكون أمرهم علانية، ويعني عبد الله بن أُبَىّ ومن مَعَهُ، مِمَّنْ رَجَعَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ سَارَ إِلَى عَدُوِّهِ {وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ} وَذَلِكَ لِقَوْلِهِمْ (¬5) حِينَ قَالَ لَهُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُمْ سَائِرُونَ إلى أُحُد حين انصرفا عَنْهُمْ: أَتَخْذِلُونَنَا وَتُسَلِّمُونَنَا لِعَدِوِّنَا، فَقَالُوا: مَا نَرَى أَنْ يَكُونَ قِتَالًا، لَوْ نَرَى أَنْ يَكُونَ قتالًا لاتبعناكم، يقول الله عزَّ وجلَّ: {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ}، مِنْ ذَوِي أَرْحَامَهُمْ، ولم يَعْنِ تعالى إِخْوَانَهُمْ فِي الدِّينِ {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}، قَالَ اللَّه عزَّ وجلَّ: {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (¬6). قَالَ إِسْحَاقُ: هَكَذَا حَدَّثَنَا بِهِ وَهْبٌ، وَأَظُنُّ بَعْضَ التَّفْسِيرِ مِنَ ابْنِ إِسْحَاقَ، يَعْنِي: قَوْلَهُ كَذَا يَعْنِي كذا. قلت (¬7): بل انتهى حديث الزبير رضي الله عنه إلى قوله تبارك وتعالى: {غَفُورٌ حَلِيمٌ} , وَمِنْ قَوْلِهِ: قَالَ وَالَّذِينَ تَوَلَّوْا إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِغَيْرِ إِسْنَادٍ. ¬
4260 - تخريجه والحكم عليه: تقدما في الطريق السابقة.
4260 - [3] أخبرنا (¬1) يحيى بن آدم، [حدّثنا] (¬2) ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عنه، قال: لقد رأيتني مع رسول -صلى الله عليه وسلم- ويوم أُحُد حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْنَا (¬3) الْخَوْفُ، وَأُرْسِلَ عَلَيْنَا النوم، فما منّا أحد إلَّا وذَقْنه، أَوْ قَالَ: ذَقَنُهُ فِي صَدْرِهِ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْمَعُ كالحُلُم قَوْلَ مُعَتِّب بْنِ قُشير (¬4): "لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا ها هنا" فحفظتها، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا}، إلى قوله: {مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا}، حتى بلغ {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (¬5). ¬
4260 - [3] تخريجه والحكم عليه: تقدما في الطريق الأولى.
4260 - [4] أخبرنا (¬1) وهب، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُصْعِدين فِي أُحُد ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَأْتِي المِهْراس، فَأَتَاهُ (¬2) بِمَاءٍ فِي دَرَقَتِهِ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَرَادَ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ، فَوَجَدَ لَهُ رِيحًا فَعَافَهُ، فَغَسَلَ بِهِ وَجْهَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الدِّمَاءِ الَّتِي أَصَابَتْهُ، وَهُوَ يَقُولُ: اشْتَدَّ غضب الله على من أدمى وجه رسول الله. وكان الذي أدماه يومئذ عتبة بن أبي وقاص. ¬
4260 - [4] تخريجه والحكم عليه: تقدما في الطريق السابقة.
4261 - أَخْبَرَنَا (¬1) حَمْزَةُ بْنُ الْحَارِثِ، يَعْنِي: ابْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، قال: لما كان يوم أُحُد فخمش (¬2) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكُسِرت ثنيّته، فجاءه علي رضي الله عنه فأكبَّ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ائْتِنِي بِمَاءٍ، فأتاه بماء في حجفة (¬3) مِنَ المِهراس، فَلَمَّا أَدْنَاهُ مِنْهُ عَافَهُ، فَجَعَلَ يَغْسِلُ عَنْهُ الدَّمَ، وَيَقُولُ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ كَلَموا وَجْهَ نَبِيِّهِ. ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا مَا صَنَعَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ؟ فَإِنِّي رأيت اثنى عشر رمحًا شرعى (¬4) فِيهِ. فَأَتَاهُ رسولُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَنْظُرَ مَا صَنَعْتَ، فَقَالَ رضي الله عنه: اقْرَأْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مني السلام، وأخبره بأني بآخر رَمَق، واقرأ على قومك السلام، وقيل لَهُمْ: إِنْ هَلَكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- ومنكم شُفْرُ تَطْرِف، فإنه لا عذر لكم عند الله تعالى. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ قَالَ: فَهَذَا الْحَدِيثُ يُحَدِّثُهُ الزُّبَيْرُ عَنْ نَفْسِهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا. فَأَعْرَضَ عَنِّي مَرَّةً، فَقُلْتُ مَا أَعْرَضَ عَنِّي إلَّا مِنْ شَرٍّ هُوَ فِيَّ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ فَقُلْتُ: أَنَا. فَأَعْرَضَ عني مرتين أو ثلاثًا (¬5)، فقال أبو دجانة رضي الله عنه: أَنَا آخُذُهُ، فَأَضْرِبَ بِهِ حَتَّى يَنَثَنِيَ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، فَأَعْطَاهُ السَّيْفَ، قَالَ الزُّبَيْرُ: فَاتَّبَعْتُهُ لِأَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ؟ فَجَعَلَ لَا يَأْتِي رَجُلًا (¬6) من المشركين ¬
إلَّا قتله، فأتى رجلًا كان عاطبًا فِي الْقِتَالِ، فَقَتَلَهُ، وَأَتَى عَلَى امْرَأَةٍ (¬7) وَهِيَ تقول: إن تقبلوا نعانق ... ونفرش النَّمَارقْ أَوْ تُدْبِرُوا نُفَارِقْ ... فِرَاقَ غَيْرِ وَامِقْ فَشَهَرَ عَلَيْهَا السَّيْفَ، ثُمَّ كَفَّ يَدَهُ عَنْهَا، فقلت: يا أبا دجانة! فعلت كذا وكذا (¬8)، حَتَّى أَتَيْتَ الْمَرْأَةَ فَشَهَرْتَ عَلَيْهَا السَّيْفَ، ثُمَّ كَفَفْتَ يَدَكَ عَنْهَا، قَالَ: أَكْرَمْتُ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عنها. ¬
4261 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 95 ب مختصر)، وعزاه لإسحاق بن راهويه. ورواه البزّار موصولًا في البحر الزخار (3/ 193: 979)، قال: حدّثنا بشر بن آدم، حدّثنا عمرو بن عاصم الكلابي، حدثني عبيد الله بن الوازع، عن هشام بن عروة، عن أبيه. فذكر آخره. قال البزّار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ متصلًا إلَّا عن الزبير بهذا الإِسناد، ولا نعلم رواه عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الزبير إلَّا عبيد الله بن الوازع. اهـ. وذكره الهيثمي في كشف الأستار (2/ 322: 1787)، وابن حجر في مختصر زوائد البزّار (2/ 25: 1367). =
= وقال الهيثمي في المجمع (6/ 159): رواه البزّار، ورجاله ثقات. اهـ. قلت: بشر بن آدم البصري، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 122: 675)، صدوق فيه لين. وعمرو بن عاصم الكلابي، قال عنه الحافظ (ص 423: 5055)، صدوق في حفظه شيء. وعبيد الله بن الوازع، قال عنه الحافظ (ص 375: 4348). مجهول. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 232)، من طريق أبي قلابة القرشي، قال: حدّثنا عمرو بن عاصم الكلابي به بنحو رواية البزّار.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - الحارث بن عمير البصري، وفيه ضعف. 2 - الانقطاع بين عمرو بن يحيى المازني والزبير بن العوام. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
4262 - أَخْبَرَنَا (¬1) عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ صَاحَ يَوْمَ أُحُدٍ: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، قَالَ كعب بن مالك رضي الله عنه: وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ عَرَفَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، رَأَيْتُ عَيْنَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْمِغْفَرِ، فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اسكت، فأنزل الله عزَّ وجلَّ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} (¬2) الآية. *رجاله ثقات، ولكنه مرسل أو معضل. ¬
4262 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 95 ب مختصر)، وعزاه لإسحاق بن راهويه. ورواه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 134)، قال: أخبرني معمر، به، بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 45)، قال: أخبرنا محمد بن حميد عن معمر به بلفظ مقارب. ورواه الواقدي في المغازي (1/ 236)، قال: حدثني معمر بن راشد عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عن أبيه قال: فذكره بنحوه. ورواه الطبراني في الأوسط- كما في مجمع البحرين (5/ 105: 2768)، من طريق مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، به، بنحوه. قال الهيثمي في المجمع (6/ 112): رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار، ورجال الأوسط ثقات. اهـ. وذكره السيوطي في الجامع الكبير (2/ ق 594)، وعزاه أيضًا لابن عساكر. =
= ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 237)، من طريق يونس قال: حدّثنا ابن إسحاق قال: ذكر الزهري عن كعب. فذكره بمعناه مطولًا. ورواه الواقدي في المغازي (1/ 236)، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (2/ 524)، قال: حدثني موسى بن شيبة، عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن أبيها، قال: فذكره بمعناه مطولًا. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 100: 200)، من طريق يعقوب بن محمد الزهري، قال: حدّثنا موسى بن شيبة، عن عمرو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قال: حدثتني عميرة بنت عبيد الله بن كعب عن أبيها قال: فذكره بنحوه. وذكره السيوطي أيضًا في الجامع الكبير (2/ ق 594)، وعزاه كذلك لابن عساكر.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا أن هناك انقطاعًا بين الزهري وكعب بن مالك. قال الحافظ ابن حجر: رجاله ثقات، ولكنه مرسل أو معضل. اهـ. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
4263 - أَخْبَرَنَا (¬1) الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ سَعْدِ (¬2) بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُدٍ، حَتَّى إِذَا خَلَّفَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ (¬3) نَظَرَ وَرَاءَهُ فَإِذَا كَتِيبَةٌ خَشْنَاءُ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هذا عبد الله بن أُبيّ بن سَلُولَ فِي مَوَالِيهِ مِنَ الْيَهُودِ [مِنْ بَنِي] (¬4) قَيْنُقَاعَ، وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، فقال: أوَ قد أسلموا؟ قال (¬5): إنهم (¬6) عَلَى دِينِهِمْ، قَالَ: قُلْ لَهُمْ فَلْيَرْجِعُوا، فَإِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ. * هَذَا إِسْنَادٌ حسن. ¬
= عيسى المروزي، قال: حدّثنا الفضل بن موسى السيناني، به، بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه سعد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي، وهو مقبول. وللحديث شواهد تقويه إلى الحسن لغيره. فقد ذكر الحاكم هذا الحديث شاهدًا لحديث خبيب بن عبد الرحمن عن أبيه، عن جده، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وهو يريد غزوًا، أنا ورجل من قومي، ولم نسلم، فقلنا: إنا نستحي أن يشهد قومنا مشهدًا لا نشهده معهم، قال: أو أسلمتما، قلنا: لا، قال: فلا نستعين بالمشركين على المشركين، قال: فأسلمنا، وشهدنا معه، فقتلت رجلًا وضربني ضربة، وتزوجت بابنته بعد ذلك، فكانت تقول: لا عدمت رجلًا وشحك هذا الوشاح، فأقول: لا عدمت رجلًا عجل أباك إلى النار. رواه أحمد في مسنده (3/ 454)، والطحاوي في مشكل الآثار (3/ 239)، وابن سعد في الطبقات (3/ 534)، والحاكم في المستدرك (2/ 121)، وصححه. قال الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 92): رجاله ثقات غير عبد الرحمن هذا، وهو ابن خبيب ابن أساف، أورده ابن أبي حاتم (5/ 230)، من رواية ابنه خبيب هذا فقط، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقد ذكره ابن حبّان في الثقات أيضًا (7/ 79). اهـ. وله شاهد آخر من حديث عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قبل بدر، فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين رأوه، فلما أدركه قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: جئت لأتبعك وأصيب معك، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: تؤمن بالله ورسوله؟ قال: لا، قال: فارجع، فلن أستعين بمشرك. قالت: ثم مضى، حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل، فقال له كما قال أول مرة، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما قال أول مرة، قال: فارجع فلن أستعين بمشرك، قال: ثم =
= رجع فأدركه بالبيداء، فقال له كما قال أول مرة: تؤمن بالله ورسوله؟ قال: نعم، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: انطلق. رواه مسلم (3/ 1449: 1817)، وأحمد (6/ 68، 149)، والطحاوي في مشكل الآثار (3/ 236). وقد ورد هذا الحديث مختصرًا عن عائشة. رواه أبو داود (3/ 75: 2732)، والترمذي (4/ 127: 1558)، والنسائي في الكبرى (5/ 279: 8886)، وابن ماجه (2/ 142: 2859)، والدارمي (2/ 305: 2496)، وابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 111: 4706).
4264 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُدٍ وَعَلَيْهِ (دِرْعَانِ، وَقَالَ: لَيْتَ أَنِّي غُودِرْتُ مَعَ أَصْحَابِي بنُحْص (¬1) الجبل. يعني: شهداء أحد (¬2). ¬
4264 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 865: 673). وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 108)، وقال: رواه البزّار، وفيه إسحاق بن أبي فروة، وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 96 أمختصر)، وقال: رواه الحارث عن الواقدي، وهو ضعيف، ورواه البزّار بإسناد حسن. اهـ. ورواه البزّار في البحر الزخار (3/ 311: 1103)، قال: حدّثنا محمد بن عيسى التميمي، حدّثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه. فذكره. دون قوله: ليت أني غودرت ... قال البزّار في مسند سعد بن أبي وقاص (ص 83): وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعلى من سعد، ولا نعلم يروى عن سعد إلَّا من هذا الوجه. اهـ. وقد سقط أول كلام البزّار من مسند "البحر الزخار" لذا نقلت كلامه من مسند سعد بن أبي وقاص للبزار انتقاء الحويني. وذكره الهيثمي في كشف الأستار (2/ 322: 1786). وقد تعقب الحافظ ابن حجر الهيثمي في تضعيفه للحديث، فقال في مختصر زوائد البزّار (2/ 25): هو إسناد حسن، وقد ظن الشيخ أن إسحاق هو ابن عبد الله بن =
= أبي فروة، فقال. إنه ضعيف. وليس به، بل هو متأخر عنه، وقد أخرج له البخاري، وتكلم فيه بعضهم بكلام لا يقدح فيه. اهـ. وذكره الصالحين في سبل الهدى والرشاد (4/ 369)، وعزاه للحارث.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، لأجل محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك. أما رواية البزّار فحسن إسنادها ابن حجر، ويشهد لها: ما رواه أحمد في مسنده (3/ 375)، قال: حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عاصم بن عمرو بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن جابر بن عبد اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: إذا ذكر أصحاب أحد: أما والله لوددت أني غودرت مع أصحاب نحص الجبل، يعني سطح الجبل. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 28)، وعنه: البيهقي في دلائل النبوة (3/ 304)، من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق به. قال الهيثمي في المجمع (6/ 123): رجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع. اهـ.
4265 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حدّثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ مُعَاذٌ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ظَاهَرَ يوم أحد بين درعين.
4265 - [1] تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 24: 660). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 427: 954). وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 108)، وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 96 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى الموصلي. ورواه أبو الفتح الأزدي في المخزون (ص 58)، قال: حدّثنا محمد بن عبدة بن حرب وعبد الله بن محمد بن عبد الله، قالا: حدّثنا سويد بن سعيد، به، بلفظه. ورواه أبو داود في سننه (3/ 31: 2590)، كتاب الجهاد: باب في لبس الدروع. قال: حدّثنا مسدّد، حدّثنا سفيان قال: حسبت أني سمعت يزيد بن خصيفة يذكر عن السائب بن يزيد، عن رجل قد سماه. فذكره. قلت: وقد سماه سويد بن سعيد معاذًا كما في رواية أبي يعلى والأزدي. وقد روى هذا الحديث عن سفيان جمع من أصحابه، ولكن جعلوه من حديث السائب بن يزيد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. رواه النسائي في السنن الكبرى (5/ 171: 8583)، كتاب السير: باب التحصين من الناس. قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن الضعيف، حدّثنا سفيان، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يزيد. وَلَفْظُهُ: "إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ظاهر بين درعين يوم أحد". ورواه الترمذي في الشمائل (ح 104)، ومن طريقه: البغوي في شرح السنة (10/ 400: 2658)، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عمر، حدّثنا سفيان به. =
= قال الألباني في مختصر الشمائل (ح 90): حسن. اهـ. ورواه ابن ماجه في سننه (2/ 137: 2833)، كتاب الجهاد: باب السلاح قال: حدّثنا هشام ابن عمار، حدّثنا سفيان به. قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 115: 993): هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط البخاري. اهـ. ورواه أحمد في مسنده (3/ 449)، ومن طريقه: الطبراني في المعجم الكبير (7/ 153: 6669)، قال: حدّثنا سفيان به. وقع في مسند أحمد قال: حدّثنا يزيد بن خصيفة وهو خطأ، فقد سقط ذكر سفيان شيخ أحمد فيه. ورواه ابن الجارود في المنتقى (ح 1060)، قال: حدّثنا عبد الله بن هاشم، حدّثنا سفيان به. قلت: وقع في إسناد ابن ماجه وأحمد وابن جارود: عن السائب بن يزيد إن شاء الله. ورواه أبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (ص 124)، من طريق علي بن المديني، قال: حدّثنا سفيان به. ورواه البغوي في شرح السنَّة (10/ 400: 2659)، من طريق يحيى بن الربيع المكي، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة به. وخالفهم بشر بن السري، فرواه عن ابن عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يزيد، عمن حدَّثه، عن طلحة. رواه أبو يعلى في مسنده (2/ 24: 259). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 427: 955)، وأشار إليه برمز "ك" ومراده أنه في مسند أبي يعلى الكبير. =
= وقال في المجمع (6/ 108): وفيه راوٍ لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. وقال البوصيري في الإِتحاف (2/ 96 ب مختصر)، رواه أبو يعلى بسند فيه راوٍ لم يسم. اهـ. قلت: يظهر أن الذي كان يشك: هل هو عن السائب أو عن السائب، عن رجل هو سفيان بن عيينة، دل على ذلك رواية أبي داود. والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل سويد بن سعيد فهو صدوق في نفسه إلَّا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، أما معاذ راوي الحديث، فالذي يظهر أنه صحابي؛ لأن السائب بن يزيد صحابي صغير، وجهالة الصحابي لا تضر. والحديث يرتقي إلى الحسن لغيره بالمتابعات السابقة. والله أعلم.
4265 - [2] وحدثنا (¬1) عبد الأعلي بن (¬2) حماد، حدّثنا بشر بن السّري، حدّثنا ابن عيينة، لَكِنْ قَالَ: عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَمَّنْ حدَّثه، عن طلحة. ¬
4265 - [2] تخريجه والحكم عليه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 24: 259). وتقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق السابقة.
4266 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ مَوْلَى أَبِي (¬1) أُسيد السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِي أُسيد رضي الله عنه، قَالَ: أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على قبر حمزة رضي الله عنه، فمُدَّت النَمِرة عَلَى رَأْسِهِ فَانْكَشَفَتْ رِجْلَاهُ، فمُدَّت عَلَى رِجْلَيْهِ فَانْكَشَفَ رَأْسُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مُدُّوها عَلَى رَأْسِهِ، واجعلوا على رجليه من شجر الحَرْمَل. ¬
4266 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 96 ب مختصر)، وعزاه لابن أبي شيبة. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 393: 18603)، كتاب المغازي، باب ما حفظ أبو بكر في أحد وما جاء بها. بسنده وبلفظ مقارب. ورواه أيضًا في المصنف (3/ 260)، كتاب الجنائز، باب ما قالوا في كم يكفن الميت. قال: حدّثنا ابن حيان، حدّثنا محمد بن صالح، به، بلفظ مقارب. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 335)، قال: قال لنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صالح، به، مطولًا. ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 15)، قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب به، مطولًا. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 144: 2940)، و (19/ 265: 587)، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا القعنبي به، مطولًا. قال الهيثمي في المجمع (3/ 301): إسناده حسن. اهـ. وقال أيضًا في (6/ 119): رجاله ثقات. اهـ. وذكره الهندي في الكنز (15/ 709: 42820)، وعزاه لابن أبي شيبة. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ مَوْلَى أَبِي أُسيد السَّاعِدِيِّ سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبّان في ثقاته، وحكم عليه الدارقطني بالجهالة. إلَّا أن للحديث شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره. منها: 1 - حديث أنس، ولفظه: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أتى على حمزة فوقف عليه فرآه قد مُثِّل به، فقال: لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية، ثم دعا بنمرة فكفنه فيها، قال: وكانت إذا مدت على رأسه بدت قدماه وإذا مدت على قدميه بدا رأسه، قال: وكثر القتلى وقلّت الثياب، قال: وكان يكفن أو يكفن الرجلين -شك صفوان- والثلاثة في الثوب الواحد، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسأل عن أكثرهم قرآنًا فيقدمه إلى القبلة، قال: فدفنهم رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يصل عليهم. قال زيد بن الحباب: فكان الرجل والرجلان والثلاثة يكفنون في ثوب واحد. رواه أحمد (3/ 128)، واللفظ له، وأبو داود (3/ 195: 3136) والترمذي (326/ 3: 1016)، وابن سعد في الطبقات (3/ 14)، وأبو يعلى في مسنده (6/ 264: 3568)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 502)، والطبراني في المعجم الكبير (3/ 144: 2939)، والحاكم في المستدرك (1/ 365)، (2/ 130)، (3/ 196)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 10)، من طرق عن أُسامة بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ. قال الترمذي: حديث أنس حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث أنس إلَّا من هذا الوجه. اهـ. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. اهـ. ووافقه الذهبي، والألباني كما في السلسلة الضعيفة (2/ 28). =
= 2 - عن حارثة بن مضرب، قال: دخلت على خباب، وقد اكتوى سبعًا، فقال: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "لا يتمنين أحدكم الموت " لتمنيته. ولقد رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا أملك درهمًا، وإن في جانب بيتي الآن لأربعين ألف درهمٍ، ثم أتي بكفنه، فلما رآه بكى، وقال: ولكن حمزة لم يوجد له كفن إلَّا بردة ملحاء، إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه، وجعل على قدميه الإِذخر. رواه أحمد في مسنده (6/ 395)، بهذا التمام، والترمذي في سننه (3/ 292: 970)، دون قوله: ثم أتي بكفنه. وقال: حديث حسن صحيح. اهـ. وصحح إسناده الألباني كما في أحكام الجنائز (ص 59).
4267 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أبو موسى، حدّثنا محمد بن مروان العقيلي، عن عمارة ابن أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ لِي علي (¬1) رضي الله عنه: لَمَّا انْجَلَى النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحد، نَظَرْتُ إِلَى الْقَتْلَى (فَلَمْ أرَ) (¬2) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهِمْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليفرَّ، وَمَا أُرَاهُ في القتلى، ولكني أرى أن الله عَزَّ وَجَلَّ غضب علينا (¬3)، فرفع نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فَمَا لِي (¬4) خَيْرٌ [مِنْ] (¬5) أَنْ أُقَاتِلَ حَتَّى أُقتل، فَكَسَرْتُ جَفْنَ سَيْفِي ثُمَّ حَمَلْتُ عَلَى القوم، فأخرجوا لِي، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بينهم. ¬
4267 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 415:546). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 430: 959). وذكره أيضًا في المجمع (6/ 112)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن مروان العقيلي وثقه أبو داود وابن حبّان، وضعفه أبو زرعة وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 96 ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى بإسناد حسن. اهـ. ورواه ابن أبي عاصم في الجهاد (2/ 643: 270)، قال: حدّثنا أبو موسى به بلفظ مقارب. =
= وذكره الهندي في الكنز (10/ 426: 30037)، وعزاه أيضًا للبورقي وإلى سعيد بن منصور.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، حديث عكرمة، عن علي بن أبي طالب مرسل، قاله أبو زرعة الرازي. انظر: التهذيب (7/ 242)، جامع التحصيل (ص 239). قلت: وقد أشكل قول عكرمة في هذه الرواية: (قال لي علي) مما يدل على سماعه منه، وكذا وقع في الإِتحاف والمقصد العلي، إلَّا أنه عند الرجوع إلى مسند أبي يعلى لم تُذكر كلمة "لي" فلا أدري هل أصل الرواية هكذا بدون "لي"، كما في مسند أبي يعلى، أم أنها كما في حديث الباب بإثباتها. ومع ذلك فالراجح ما حكم به الحفاظ من عدم سماعه من علي رضي الله عنه. وفيه محمد بن مروان العقيلي، وهو صدوق له أوهام.
4268 - [1] وحدثنا (¬1) عبد الرحمن بن صالح، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ عُقْبَةَ مَوْلَى جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، قَالَ: شَهِدْتُ أُحُدًا مَعَ مَوَالِي، فَضَرَبْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا قَتَلْتُهُ، قُلْتُ: خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الرَّجُلُ الْفَارِسِيُّ، فَبَلَغَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: أَلَا قُلْتَ خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ؟ فإن مولى القوم من أنفسهم. ¬
4268 - [1] تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 211: 910). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 428: 957). وذكره أيضًا في المجمع (6/ 115)، وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 96 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 120 ب)، من طريق مصرّف بن عمرو، قال: حدّثنا يونس بن بكير، به، بلفظ مقارب. ورواه ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 311)، من طريق يونس بن بكير، به، بلفظ مقارب. ورواه الحسن بن سفيان -كما في المطالب هنا- ومن طريقه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 56 ب)، قال: حدّثنا شيبان بن أبي شيبة، حدّثنا يحيى بن العلاء، عن داود بن الحصين، عن عقبة بن عبد الرحمن، عن أبيه. ولم يسق لفظه، إنما قال: فذكره. قال الحافظ ابن حجر: كذا وقع عنده، وهو مقلوب، والصواب رواية يونس بن بكير. اهـ. ورواه ابن قانع في معجم الصحابة (ق / 104 أ)، قال: حدّثنا أبو ميسِرة =
= محمد بن الحسين بن أبي العلاء، حدّثنا شيبان به، وقد سمى الصحابي عبد الرحمن الأزرق الفارسي. قال ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 311): ذكره ابن قانع فقال: عبد الرحمن الأزرق الفارسي، وهو هذا، والله أعلم. اهـ. وأورده ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 311)، وعزاه أيضًا لأبي موسى. ورواه أحمد في مسنده (5/ 295)، وأبو داود في سننه (4/ 332: 5123)، كتاب الأدب، باب في العصبية، وابن ماجه في سننه (2/ 133: 2811)، كتاب الجهاد، باب النية في القتال، والدولابي في الكنى (1/ 45)، وابن أبي خيثمة وابن منده، كما في الإِصابة (2/ 486)، والمزي في تهذيب الكمال (34/ 95)، من طرق عن جرير بن حازم، عن محمد بن إسحاق بهذا الإسناد، إلَّا أنهم قالوا: عبد الرحمن بن أبي عقبة، عن أبي عقبة -وكان مولى من أهل فارس- الحديث. قال الألباني في ضعيف ابن ماجه (ص 226): ضعيف. اهـ. قال الحافظ في الإِصابة (2/ 486): وقد مضى النقل عن الواقدي (المغازي 1: 261)، أنه جعل هذه القصة لرشيد الفارسي، فإن لم يكونا اثنين، وإلاَّ فالصواب مع ابن إسحاق. اهـ. ثم علّق على رواية جرير بن حازم، عن ابن إسحاق التي في إسنادها عبد الرحمن بن أبي عقبة، فقال: الذي في المغازي عبد الرحمن بن عقبة اسم لا كنية، فإن كان جرير ضبطه، فيحتمل أن يكون رشيد اسمه، وأبو عقبة كنيته، والله أعلم. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد، فيه عبد الرحمن بن عقبة وهو مقبول. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
4268 - [2] وقال الحسن بن سفيان: حدّثنا شيبان بن أبي شيبة، حدّثنا يحيى بن العلاء، عن داود بن الحصين، عن عقبة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: شهدت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُحُدًا. فذكره. 4268 - [3] وقال أبو نعيم: حدّثنا أبو عمرو بن حمدان، حدّثنا الحسن به. فلزم من هذا أن ترجم أبو نعيم وسلمة بن نافع لعبد الرحمن بن عقبة في الصحابة، ولا أصل له، والله أعلم. = = = = 4268 - [3] تخريجه والحكم عليه: هو في معرفة الصحابة (2/ ق 56 ب). وتقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق الأولى.
4269 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يَوْمَ أُحد: مَنْ رَأَى مَقْتَلَ حَمْزَةَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ أَعْزَل (¬1): أَنَا رَأَيْتُ مَقْتَلَهُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ فأرناه. فخرج حتى وقف على حمزة رضي الله عنه، فَرَآهُ وَقَدْ شُقَّ بَطْنُهُ وَقَدْ مُثِّل بِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-! مُثِّل بِهِ وَاللَّهِ. فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، إن ينظر إليه، ووقف - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْقَتْلَى، فَقَالَ: أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ، كَفِّنُوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ فَإِنَّهُ لَيْسَ جُرْحٌ يُجْرَحُ فِي اللَّهِ إلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ، قَدِّموا أكثرهم قرآنًا فاجعلوه في اللحد. ¬
4269 - تخريجه: هو في مسند ابن أبي شيبة (1: 340 رقم 502). وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 119)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 96 ب مختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقات. اهـ. ورواه أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 405: 18634)، كتاب المغازي، باب ما حفظ أبو بكر في أحد وما جاء فيها، بسنده وبلفظ مقارب. ورواه أيضًا في المصنف (5/ 340)، كتاب الجهاد، باب ما ذكر في فضل الجهاد والحث عليه، بسنده وبلفظ مختصر. =
= ومن طريق ابن أبي شيبة، رواه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 82: 167)، وابن عدي في الكامل (4/ 1597)، بهذا الإِسناد. ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 13)، قال: أخبرنا خالد بن مخلد، به، بلفظ مقارب. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 11)، كتاب الجنائز، باب جماع أبواب الشهيد من طريق أبي الأزهر. قال: حدّثنا خالد بن مخلد القطواني، به، بلفظ مقارب. قال البيهقي: وفي هذا زيادات ليست في رواية الليث، وفي رواية الليث زيادة ليست في هذه الرواية, فيحتمل أن تكون روايته عنه عن جابر، وعنه أبيه صحيحتين، وإن كانتا مختلفتين، فالليث بن سعد إمام حافظ، فروايته أولى والله أعلم. اهـ. وقد ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 352: 1038)، وقال: قال أبي: يُروى هذا الحديث عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عن جابر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعبد الرحمن هذا شيخ مدني مضطرب الحديث. اهـ. قلت: رواية الليث: رواها البخاري في صحيحه (3/ 248: 1343 الفتح)، كتاب الجنائز، باب الجنائز، باب الصلاة على الشهيد و (3/ 251: 1345)، باب دفن الرجلين والثلاثة في قبر، و (3/ 251: 1346)، باب من لم ير غسل الشهداء، و (3/ 252: 1347)، باب من يقدم في اللحد، و (3/ 258: 1353)، باب اللحد والشق في القبر، و (7/ 433: 4079)، كتاب المغازي، باب من قتل من المسلمين يوم أُحد. وأبو داود في سننه (3/ 196: 3138: 3139)، كتاب الجنائز، باب في الشهيد يغسل. والترمذي في سننه (3/ 345: 1036)، كتاب الجنائز، باب ما جاء في ترك الصلاة على الشهيد. =
= والنسائي في سننه (4/ 62: 1955)، كتاب الجنائز، باب ترك الصلاة على الشهيد. من طرق عن الليث بن سعد، عن الزُّهَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مالك، عن جابر.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري، وهو صدوق يخطئ، وقد أخطأ في هذا الحديث. قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 250): ابن عبد العزيز ضعيف، وقد أخطأ في قوله: "عن أبيه". اهـ.
4270 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ محمد. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قالا: حدّثنا أبو معشر، حدّثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي أُمامة بْنِ سَهْلِ بْنِ حنيف، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ عَلِيٌّ بِسَيْفِهِ إِلَى فَاطِمَةَ يَوْمَ أُحد، فَقَالَ: اغْسِلِي سَيْفِي هَذَا فَقَدْ أَحْسَنْتُ الضِرَاب الْيَوْمِ، فَقَالَ (¬1) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬2): لئِن كُنْتَ أَحْسَنْتَ الْقِتَالَ فَقَدْ أحسنه عاصم بن ثابت، وسهل بن حنيف، والحارث بن الصمة. ¬
4270 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 122)، وقال: رواه الطبراني، وفيه أيوب بن أبي أُمامة، قال: لا أدري منكر الحديث. اهـ. قلت: هكذا وقعت الجملة في المجمع, والصواب "قال الأزدي". (وانظر ترجمة أيوب بن أبي أُمامة). ورواه أحمد بن منيع -كما في المطالب هنا- قال: حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا أبو معشر بهذا الإِسناد. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 76: 5564)، من طريق عاصم بن علي، قال: حدّثنا أبو معشر، به، بلفظ مقارب. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 410)، من طريق عمر بن حفص السدوسي، قال: حدّثنا عاصم بن علي، به، بلفظ مقارب. =
= (وانظر البداية والنهاية 4/ 48).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - أبو معشر المدني، وهو ضعيف. 2 - أيوب بن أبي أُمامة قال الأزدي: منكر الحديث، وقال ابن حبّان: يروي المقاطيع والمراسيل. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وفي الباب: 1 - عن ابن عباس ولفظه: دخل علي بسيفه على فاطمة رضي الله عنهما وهي تغسل الدم عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فقال: خذيه فلقد أحسنت به الْقِتَالُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إن كنت أحسنت القتال اليوم، فلقد أحسن سهل بن حنيف وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وأبو دجانة. وهذا اللفظ: رواه الحاكم في المستدرك (3/ 409)، من طريق أحمد بن صالح قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس. قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري. اهـ. وقال أيضًا: سمعت أبا علي الحافظ، يقول: لم نكتبه موصولًا إلَّا عن أبي يعقوب بإسناده، والمشهور من حديث ابن عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مرسلًا، وإنما يعرف هذا المتن من حديث أبي معشر، عن أيوب بن أبي أُمامة بن سهل، عن أبيه عن جده. اهـ. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 104: 6507)، (11/ 251: 11644)، قال: حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا منجاب بن الحارث، حدّثنا سفيان بن عيينة، به، غير أنه ليس فيه إلَّا ذكر سهل وأبي دجانة. =
= قال الهيثمي في المجمع (6/ 123): رجاله رجال الصحيح. اهـ. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 283)، من طريق علي بن محمد الثقفي قال: حدّثنا منجاب بن الحارث، به، بنحوه. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 205: 12557)، (14/ 401: 18627)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 306: 2851)، عن سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مرسلًا.
4271 - [1] وقال الطيالسي: حدّثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بن طلحة، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا ذَكَرَ يَوْمَ أُحُد، قَالَ: ذَلِكَ يَوْمٌ كَانَ كُلُّهُ يَوْمَ طَلْحَةَ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ، قَالَ: كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُد، فَرَأَيْتُ رَجُلًا يُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دُونَهُ، قَالَ: أُرَاهُ يَحْمِيهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: كُنْ طَلْحَةَ حَيْثُ فَاتَنِي مَا فَاتَنِي، فَقُلْتُ: يَكُونُ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي أَحَبَّ إِلَيَّ، وَبَيْنِي وَبَيْنَ [المشرق] (¬1) رجلًا (¬2) لا أعرفه وأنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَقْرَبُ مِنْهُ، وَهُوَ يَخْطَفُ الْمَشْيَ خَطْفًا لَا أَخْطَفُهُ، فَإِذَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَقَدْ كُسرت رَباعيته وشُجَّ فِي وَجْهِهِ، وقد دخل في وجنتيه حلقتان من حلق المغفر، فَقَالَ (¬3) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عَلَيْكُمَا صَاحِبَكُمَا.-يُرِيدُ طَلْحَةَ- وَقَدْ نَزَفَ، فَلَمْ نَلْتَفِتْ إِلَى قَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وذهبت لأنزع ذلك من وجهه-صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَّا تركتني، فتركته فَكَرِهَ أَنْ يَتَنَاوَلَهَا بِيَدِهِ فَيُؤْذِي النَّبِيَّ -صَلَّى الله عليه وسلم-، فأزَمَ (¬4) عَلَيْهِ بِفِيهِ فَاسْتَخْرَجَ إِحْدَى الْحَلَقَتَيْنِ، وَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ مَعَ الْحَلَقَةِ، وَذَهَبْتُ لِأَصْنَعَ مَا صَنَعَ، فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَّا تَرَكْتَنِي، فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى، فَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ الْأُخْرَى مَعَ الْحَلَقَةِ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ [مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ] (¬5) هَتْمًا، فَأَصْلَحْنَا مِنْ شَأْنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، ¬
ثم أتينا طلحة في بعض الْجِفَارِ (¬6) فَإِذَا بِهِ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ أَقَلُّ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ (¬7) طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ وَرَمْيَةٍ وَإِذَا قد قطع أصبعه، فأصلحنا من شأنه. [2] أخرجه ابن حَبَّانَ (¬8) مِنْ طَرِيقِ شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ إسحاق بن يحيى، به. ¬
4271 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 3). وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 112)، وقال: رواه البزّار، وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة، وهو متروك. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 57 ب مختصر)، وعزاه للطيالسي وابن حبّان. ومن طريق الطيالسي: رواه أبو نعيم في الحلية (8/ 174)، قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يوسف بن حبيب، حدّثنا أبو داود، به، بنحوه. ورواه أيضًا مختصرًا في معرفة الصحابة (1/ 326: 368)، وفي الحلية (1/ 87)، بسنده السابق. قال أبو نعيم: غريب من حديث إسحاق بن يحيى بن طلحة، لم يسق هذا لسليمان إلَّا ابن المبارك. اهـ. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 263)، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك، أخبرنا عبد الله بن جعفر، به، بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 226)، من طريق أبي سلمة بن موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا عبد الله بن المبارك، به، بنحوه. قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين. اهـ. =
= ورواه البزّار في البحر الزخار (1/ 132: 63)، قال: حدّثنا الفضل بن سهل، حدّثنا شبابة بن سوار، حدّثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، به، بنحوه. قال البزّار: هذا الحديث لا نعلم أن أحدًا رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا أبو بكر الصديق، ولا نعلم له إسنادًا غير هذا الإِسناد، وإسحاق بن يحيى قد روى عنه عبد الله بن المبارك وجماعة واحتمل حديثه، وإن كان فيه، ولا نعلم شاركه في هذا الحديث غيره. اهـ. وهو في كشف الأستار (2/ 324: 1791)، ومختصر زوائد البزّار (2/ 26: 1368). ورواه ابن حبّان، كما في الإحسان (9/ 62: 6941)، من طريق إسماعيل بن أبي الحارث قال: حدّثنا شبابة بن سوار، به، بنحوه. ورواه الضياء في المختارة (1/ 136: رقم 49)، من طريق الهيثم بن كليب الشاشي قال: حدّثنا محمد بن عبد الله بن المنادي، حدّثنا شبابة، به، بنحوه. قال الضياء: لا أعرف هذا الحديث إلَّا من رواية إسحاق بن يحيى، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة، وقد روى عنه غير واحد من الأئمة، ولكن قصة طلحة وثبوته مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم أُحد مشتهرة، والله أعلم. اهـ. ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 410)، قال: حدّثنا محمد بن عمر، حدثني إسحاق بن يحيى، به. ورواه الضياء في المختارة (1/ 135: 48)، من طريق الطبراني قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدّثنا سعيد بن سليمان الواسطي، حدّثنا إسحاق بن يحيى، به. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 26)، من طريق علي بن أبي بكر الرازي، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن موسى بن طلحة، عن عائشة فذكره بنحوه. =
= قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. اهـ. فتعقبه الذهبي بقوله: إسحاق متروك. اهـ. قلت: وتعقب الذهبي يدلا على أن هناك خطأ في الإِسناد، فقد وقع في سند الحاكم: محمد بن إسحاق بن طلحة، وفي سند التلخيص قال: حدّثنا ابن إسحاق بن يحيى بن طلحة، والذي يظهر أن الصواب إسحاق بن طلحة؛ لأنه المذكور في تعقب الذهبي، وكذا ورد باسم إسحاق بن طلحة عند كل من روى هذا الحديث، والله أعلم. وأورده السيوطي في الجامع الكبير (1/ ق 1024)، وعزاه أيضًا للشاشي. والدارقطني في الأفراد وابن عساكر.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو ضعيف.
25 - باب غزوة الأحزاب وقريظة
25 - باب غزوة الأحزاب وقريظة 4272 - قال إسحاق: أخبرنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَرْزُوقِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عنه، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ طَلَبِ الْأَحْزَابِ وَنَزَلَ الْمَدِينَةَ اغْتَسَلَ وَاسْتَجْمَرَ وَوَضَعَ عَنْهُ لأَمَتَه. *هَذَا إِسْنَادٌ حسن.
4272 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 140)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط, ورجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 أمختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بإسناد حسن. اهـ. ومن طريق إسحاق: رواه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (5/ 108: 2775) -. قال: حدّثنا موسى بن هارون، حدّثنا إسحاق بن راهويه به. قال الحافظ ابن حجر -كما في المطالب هنا-: هذا إسناد حسن. اهـ. قلت: وفي تحسينه نظر، لأن مرزوق بن أبي هذيل لين الحديث، وقد لينه الحافظ نفسه، وفيه أيضًا الوليد بن مسلم وهو ثقة يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن. =
= ورواه العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 209)، والطبراني في المعجم الكبير (19/ 80: 160)، من طرق عن علي بن بحر القطان قال: حدّثنا الوليد بن مسلم به، إلَّا أنهما قالا: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ. فذكره. وقد صرح الوليد بن مسلم في رواية الطبراني بالسماع. قال العقيلي: وقال معمر: وسمعت الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن كعب، عن عمه أن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَذْكُرْ كعبًا، وهما أولى من مرزوق. اهـ. وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب (10/ 78)، في ترجمة مرزوق بن أبي الهذيل: ذكره العقيلي في الضعفاء، وذكر حديثًا خولف في سنده. اهـ. قلت: وهو حديث الباب. ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 2438)، من طريق علي بن بحر، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم به، إلَّا أنه قال عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بن مالك فذكره. وقد وقع في الإِسناد عبد الرحمن بن عبيد الله بن كعب وهو خطأ. ولم تذكر هذه الرواية كعبًا مع أنها من طريق مرزوق بن أبي هذيل، فلعل هناك سقطًا، والله أعلم. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 79: 160)، قال: حدّثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي، حدّثنا أبي، حدّثنا الوليد بن مسلم بإسناده السابق مطولًا. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (4/ 7)، وذكره الذهبي في المغازي من تاريخ الإِسلام (ص 308)، وابن كثير في البداية والنهاية (4/ 119)، من طريق بشر بن شعيب عن أبيه قال: حدّثنا الزهري به مطولًا، إلَّا أنه قال: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كعب بن مالك، عن عمه عبيد الله بن كعب. وقع في إسناد البيهقي عبد الله بدلًا من عبيد الله وهو خطًا. =
= وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 472)، وقال: أخرجه الطبراني والبيهقي في "الدلائل" بإسناد صحيح إلى الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن كعب بن مالك، عن عمه عبيد الله بن كعب. فذكره ... ثم قال: وأخرجه الطبراني من هذا الوجه موصولًا بذكر كعب بن مالك فيه. اهـ. وأورده الهندي في الكنز (10/ 447: 30086)، من حديث كعب بن مالك وعزاه لابن عساكر. وقال ابن عساكر: رجاله ثقات والحديث غريب. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - الوليد بن مسلم وهو ثقة يدلس تدليس التسوية، وهو تدليس لا ينتفي حتى يصرح المدلس بالسماع وكذلك شيخه. وقد صرح الوليد بن مسلم بالسماع من شيخه كما في رواية الطبراني، أما شيخه فلم يصرح. 2 - مرزوق بن أبي الهذيل وهو لين الحديث، وقد خولف في إسناده. والحديث يعرف عن عبيد الله بن كعب، كما قال معمر. وقد روى حديث عبيد الله البيهقي. وصحح إسناده الحافظ كما تقدم.
4273 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حدّثنا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي المختار، عن بلال، عن حذيفة رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النَّاسِ تَفَرَّقُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَأَتَانِي رسول وَأَنَا جَاثِمٌ مِنَ الْبَرْدِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الْيَمَانِ!، قُمْ فَانْطَلِقْ إِلَى عَسْكَرِ الْأَحْزَابِ فَانْظُرْ إِلَى حَالِهِمْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا قُمْتُ إِلَيْكَ إلَّا حَيَاءً، من البرد -قال: وبرد الحرَّة (¬1) وبرد الَصَّبَخَة (¬2) -: انْطَلِقْ يَا ابْنَ الْيَمَانِ، فَلَا بَأْسَ عَلَيْكَ مِنْ بَرْدٍ وَلَا حَرٍّ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى آتِيَ عَسْكَرَهُمْ، فَوَجَدْتُ أَبَا سُفْيَانَ يُوقِدُ النَّارَ فِي عُصْبَةٍ حَوْلَهُ، وَقَدْ تَفَرَّقَ عَنْهُ الْأَحْزَابُ، فَجِئْتُ حَتَّى أَجْلِسَ فِيهِمْ، فَحَسَّ أَبُو سُفْيَانَ أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ فِيهِمْ منْ غَيْرِهِمْ، فَقَالَ: لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِيَدِ جَلِيسِهِ، قَالَ: فَضَرَبْتُ بِيَمِينِي عَلَى الَّذِي عَنْ يَمِينِي، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، وَضَرَبْتُ بِشِمَالِي عَلَى الَّذِي عن يساري، فأخذت بيده، فكنت فيهم هُنَيْهَة (¬3)، ثُمَّ قُمْتُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو قائم يصلي، فأومى إِلَيَّ بِيَدِهِ أَنِ ادْنُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى أَرْسَلَ عَلَيَّ مِنَ الثَّوْبِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ لِيُدْفِئَنِي، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ: يَا ابن اليمان! اقعد، فأخبر (¬4) النَّاسِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ (¬5) أَبِي سُفْيَانَ فَلَمْ يَبْقَ إلَّا فِي عُصْبَةٍ (¬6) تُوقِدُ النَّارَ، وَقَدْ صَبَّ اللَّهُ تعالى عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَرْدِ مِثْلَ الَّذِي صَبَّ عَلَيْنَا ولكن نرجو من الله ما لا يرجون. ¬
*هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ (¬1) وَفِي هَذَا زِيَادَاتٌ. قَالَ الْبَزَّارُ (¬2) لَمَّا أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ هَذَا: لَا يُرْوَى عَنْ بِلَالٍ، عن حذيفة رضي الله عنه إلَّا بهذا الإِسناد. ¬
4273 - [1] تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 136) وقال: رواه البزّار ورجاله ثقات، وفي الصحيح لحذيفة حديث بغير هذا السياق. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 أمختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة والبزار وأصله في الصحيحين، وفي هذا زيادة ظاهرة. اهـ. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 31): وعنه: البيهقي في دلائل النبوة (3/ 450)، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، حدّثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي، حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين به بلفظ مقارب. قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. اهـ. ووافقه الذهبي. وأقره ابن الملقن كما في مختصر استدراك الذهبي (2/ 114). وأورده الذهبي في المغازى من تاريخ الإِسلام (ص 302)، عن أبي نعيم وساق السند والمتن. ورواه البزّار- كما في كشف الأستار (2/ 335: 1809)، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاني، حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا يوسف بن صهيب، به، بلفظ مقارب. قال البزّار: لا نعلمه عَنْ بِلَالٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ إلَّا بِهَذَا الإِسناد. اهـ. =
= وقال الهيثمي: حديث حذيفة في الصحيح، وفي هذا زيادة، منها أنه قال: "فَلَمْ يبقَ مَعَهُ إلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا"، ومنها: "ما قمت لك إلَّا حياء" وغير ذلك. اهـ. قال الحافظ ابن حجر في تعليقه على إسناد ابن أبي شيبة: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ، وَفِي هذا زيادات. اهـ. ورواه مسلم في صحيحه (3/ 1414: 1788)، كتاب الجهاد والسير: باب غزوة الأحزاب قال: حدّثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم جميعًا، عن جرير. قال زهير: حدّثنا جرير، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قال: كنا عند حذيفة. فذكره بمعناه. ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة (ح 432)، من طريق خالد بن عبد الله البقال، عن إبراهيم التيمي به. ورواه ابن أبي عمر -كما في المطالب هنا- قال: حدّثنا المقرئ، حدّثنا المسعودي، عن القاسم، عن حذيفة، فذكره بمعناه. قلت: القاسم بن عبد الرحمن لم يسمع من حذيفة. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 451)، من طريق عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبيد أبي قدامة الحنفي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة. ورواه أيضًا في دلائل النبوة (3/ 454)، من طريق هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مولى عمر بن الخطاب، أن رجلًا قال لحذيفة: فذكره بمعناه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه موسى بن أبي المختار، ذكره ابن أبي حاتم =
= وسكت عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات، وفي سماع بلال بن يحيى من حذيفة خلاف، ولكن الحديث يرتقي إلى الحسن لغيره مما رواه مسلم وغيره، والله أعلم. وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي وابن الملقن، وحسنه ابن حجر كما تقدم.
4273 - [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا المسعودي، عن القاسم، عن حذيفة رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْأَحْزَابِ أَصَابَ النَّاسَ جَهْدٌ شَدِيدٌ، وَأَصَابَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ مَا لَمْ (¬1) يُصِبْهُمْ مِثْلُهُ قَطُّ، وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَائِمٌ يُصَلِّي، فصلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَقُومُ الْآنَ فَيَعْلَمُ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ بِيَّضَ (¬2) اللَّهُ وَجْهَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا اسْتَطَاعَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَقُومَ لِمَا بِهِمْ مِنَ الشدة، ثم صلَّى -صلى الله عليه وسلم- مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَقُومُ الْآنَ فَيَعْلَمُ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا اسْتَطَاعَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَقُومَ لِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ، ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا فُلَانُ! قُمْ، قَالَ: وَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ لَا أَقُومُ إِلَيْكَ الآن، ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا حُذَيْفَةُ! قُمْ، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَحْلِفَ كَمَا حَلَفَ صَاحِبِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّكُمْ لحُلَّف، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ لِي: انْطَلِقْ فَاعْلَمْ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ، وَلَا تُحدثنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَدَعَا لِي أَنْ يَحْفَظَنِيَ اللَّهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَانْطَلَقْتُ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ سَبِخَةٌ يَابِسَةٌ (¬3)، فَلَمْ أنشَب أَنْ قَطَعْتُهَا فَإِذَا هُمْ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصْطَلِي عَلَى نَارٍ لَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ، وَإِذَا نُوَيْرَةٌ لَهُمْ تُضِيءُ أَحْيَانًا وَتَخْبُو أَحْيَانًا، فَإِذَا أَضَاءَتْ رَأَيْتُ مَنْ حَوْلَهَا، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَظِرُ؟ لَهَذَا عَدُوُّ اللَّهِ قَدْ رَأَيْتُ مَكَانَهُ، فَأَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي، فَوَضَعْتُهُ فِي كَبِد الْقَوْسِ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ¬
لَا تحدثنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعِ إِلَيَّ، فَأَلْقَيْتُهُ فِي الْكِنَانَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا هُمْ فِيهِ، فجعل -صلى الله عليه وسلم- يحمد الله تعالى، فأرسل الله عزَّ وجلَّ الرِّيحَ وَذَكَرَ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} (¬4) الآية. ¬
4273 - [2] تخريجه والحكم عليه: تقدما في الطريق السابقة.
4274 - وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فِي الْخَنْدَقِ بِيَدَيْهِ (¬1)، ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَبِهِ بَدَيْنَا ... وَلَوْ عبدنا غيره شقينا حبذا ربا (¬2) وحبذا دينًا ¬
4274 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 866: 674). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 أمختصر)، وقال: رواه الحارث مرسلًا. اهـ. وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 458)، وعزاه للحارث. وقد ورد هذا الحديث موصولًا عن أبي عثمان، عن سلمان. رواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 414)، من طريق المسيب بن شريك، عن زياد بن زياد، عن أبي عثمان، عن سلمان فذكره. وذكر ابن كثير رواية البيهقي في البداية والنهاية (4/ 98)، وقال عقبة: هذا حديث غريب من هذا الوجه. اهـ. قلت: وفيه المسيب بن شريك التميمي، قال أحمد: ترك الناس حديثه. وقال مسلم وجماعة: متروك. وقال البخاري: سكتوا عنه. انظر: "الجرح والتعديل 8/ 294، الكامل 6/ 2382، الميزان 4/ 114، اللسان. 6/ 38). =
= وأورده الصالحين في سبل الهدى والرشاد (4/ 517)، وعزاه للبيهقي عن سلمان، ولابن أبي أسامة عن أبي عثمان النهدي.
الحكم عليه: رجاله ثقات إلَّا أنه مرسل، وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
4275 - وبه (¬1) إلى أبي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْخَنْدَقِ: اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ ... فَارْحَمِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ وَالْعَنْ عَضْلًا وَالْقَارَةَ (¬2) ... هَمْ كَلَّفُونَا نَقْلَ (¬3) الْحِجَارَةِ (¬4) ¬
4275 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 867: 675). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 أمختصر)، وقال: رواه الحارث مرسلًا. اهـ. ورواه عبد الرزاق في المصنف (11/ 62: 19912)، وعنه: أحمد في فضائل الصحابة (2/ 798: 1429)، قال: عن معمر، عن ابن طاوس، به، مثله. وذكره الحافظ في الفتح (7/ 456)، وعزاه للحارث.
الحكم عليه: رجاله ثقات إلَّا أنه مرسل، وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وروى الواقدي في المغازي (2/ 453)، وذكره الصالحي في سبل الهدى والرشاد (4/ 518)، قال: حدثني ابن سبرة، عن صالح بن محمد بن زائدة، عن =
= أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي واقد الليثي، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فذكره مطولًا. وفيه ذكر للبيتين السابقين. قلت: وفيه الواقدي، وهو متروك. فالشاهد ضعيف جدًا لا يقوي حديث الباب. وسيأتي الكلام عن البيت الأول في الحديث رقم (4281)، فانظره هناك.
4276 - وبه (¬1) إلى أبي إسحاق، حدّثنا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْعُمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ (¬2)، عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو رضي الله عنهما، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بَالْخَنْدَقِ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَأَتَاهُ قَوْمٌ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ وَجَدُوا صَفَاةً لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَنْقُبُوهَا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَقُمْنَا مَعَهُ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فَضَرَبَ، فَلَمْ أَسْمَعْ ضربة من رجل كانت أكبر (¬3) [أصوتًا] (¬4) مِنْهَا، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُتِحَتْ فَارِسُ، ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُتِحَتِ الرُّومُ، ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اللَّهُ أَكْبَرُ، جَاءَ الله بحمير أعوانًا وأنصارًا. ¬
4276 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 868: 676). وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 13)، وقال: رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما حيي بن عبد الله، وثقه ابن معين، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق97 أمختصر)، وقال: رواه الحارث بسند فيه راوٍ لم يسم. اهـ. ورواه الطبراني، كما في البداية والنهاية (4/ 102)، قال: حدّثنا هارون بن ملول، حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو. فذكره. =
= قال ابن كثير عقبه: هذا غريب من هذا الوجه، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي فيه ضعف، فالله أعلم. اهـ. وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 228)، وعزاه لأبي نعيم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف؛ لأجل الرجل المبهم، وهو عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، كما في رواية الطبراني، وهو ضعيف. ولكن للحديث شواهد تشهد لهذا الحديث فيرتقي بها إلى الحسن لغيره، ومنها: 1 - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: لما أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن نحفر الخندق، عرض لنا فيه حجر لا يأخذ فيه المعول، فاشتكينا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فألقى ثوبه وأخذ المعول، وقال: "بسم الله" فضرب ضربة فكسر ثلث الصخرة، قال: "الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحُمر الآن من مكاني هذا". قال: ثم ضرب أخرى وقال: "بسم الله" وكسر ثلثًا آخر، وقال: "الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن"، ثم ضرب ثالثة، وقال: "بسم الله" فقطع الحجر، قال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر باب صنعاء". رواه النسائي في السنن الكبرى (5/ 269: 8858)، وأحمد في مسنده (4/ 303)، وأبو بكر ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 421: 18667)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (خ 430). والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 421)، من طرق عن عوف، عن ميمون أبي عبد الله، عن البراء. قال ابن كثير في البداية والنهاية (4/ 103)، هذا حديث غريب، تفرّد به ميمون بن أستاذ هذا، وهو بصري. اهـ. =
= وقال الهيثمي في المجمع (6/ 131)، فيه ميمون أبو عبد الله، وثقه ابن حبّان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وقال الحافظ في الفتح (7/ 458)، إسناده حسن. اهـ. قلت: ميمون، أبو عبد الله البصري، مولى ابن سمرة، قيل اسم أبيه أستاذ، وفرق بينهما ابن أبي حاتم، وهو ضعيف. انظر في ترجمته: (الجرح والتعديل 8/ 233: 234) انظر: التقريب (ص 556: 7051). فتحسين الحافظ لهذا الإِسناد فيه نظر. 2 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: احتفر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخندق وأصحابه ... فذكر قصة مطولة، ثم قال: ثم تمشوا إلى الخندق، فقال: اذهبوا بنا إلى سلمان، فإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها، فقال نبي الله لأصحابه: دعوني، فأكون أول من ضربها، فقال: "بسم الله" فضربها فوقعت فلقة ثلثها، فقال: "الله أكبر، قصور الروم ورب الكعبة"، ثم ضرب بأخرى فوقعت فلقة، فقال "الله أكبر، قصور فارس ورب الكعبة"، فقال عندها المنافقون: نحن نخندق على أنفسنا وهو يعدنا قصور فارس والروم. رواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 376: 12052)، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني سعيد بن محمد الجرمي، حدّثنا أبو تميلة، حدّثنا نعيم بن سعيد العبدي، أن عكرمة حدّث عن ابن عباس فذكره. قال الهيثمي في المجمع (6/ 131): رجاله رجال الصحيح، غير عبد الله بن أحمد بن حنبل ونعيم العبدي وهما ثقتان. اهـ. وقد ذكر الحافظ ابن كثير عددًا من الروايات، فانظرها في البداية والنهاية (4/ 101)، وما بعدها.
4277 - قال (¬1) إسحاق: ثنا روح هو ابن عبادة، ثنا (¬2) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ الزبير ورجلًا آخر في ليلة قمرة فَنَظَرَا ثُمَّ جَاءَا وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مِرْطٍ لِأُمِّ سَلَمَةَ فَأَدْخَلَهُمَا فِي الْمِرْطِ وَلَزَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأُمِّ سَلَمَةَ. *قُلْتُ: هَذَا مُرْسَلٌ صحيح السند، ذكر (¬3) فيه نظر. ¬
4277 - تخريجه: الحديث أخرجه هكذا إسحاق في المسند (4/ 182: 1977). وأخرج الحاكم (3/ 364)، قال حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن سنان القزاز، ثنا إسحاق بن إدريس، ثنا محمد بن خازم، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غداة باردة وهو مع بعض نسائه في لحافه فأدخلني في اللحاف فصرنا ثلاثة. وقال هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي صحيح .. قلت: محمد بن سنان ضعيف، وإسحاق واهٍ كما في الميزان (1/ 184). وأخرج البزّار كما في كشف الأستار (3/ 212: 2595)، قال: حدّثنا محمد بن المثنى والحسن بن يحيى الأرزي قالا: حدّثنا إسحاق بن إدريس، ثنا أبو معاوية، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ليلة باردة أو في غداة باردة، فذهبت ثم جئت ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- معه بعض نسائه في لحاف فطرح عليَّ طرف ثوبه، أو طرف الثوب. وقال: لا نعلم رواه إلَّا الزبير، ولا نعلم له إسنادًا غير هذا ولا نعلم تابع إسحاق عليه أحد. =
= قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 152)، (رواه البزّار وفيه إسحاق بن إدريس وهو متروك". وأخرج البخاري (3720)، في باب مناقب الزبير من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الله بن الزبير، عَنِ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم فانطلقت فلما رجعت جمع لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبويه فقال: فداك أبي وأمي. وأخرج مسلم برقم (2416). كما أخرج البخاري في كتاب الجهاد باب فضل الطليعة ومسلم (4/ 1879: 2415)، من حديث جابر قال: ندب رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النَّاسُ يوم الخندق فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لكل نبي حواري، وحواريي الزبير". وأخرجه أحمد (3/ 307).
الحكم عليه: إسناد إسحاق مرسل، عروة لم يدرك العهد النبوي، ويشهد له حديث جابر عند الشيخين. (سعد).
26 - ذكر قريظة
26 - ذكر قريظة (¬1) 4278 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عنه، قَالَ: حَكَمَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ يومئذٍ أَنْ يُقْتَلَ مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ المُوسَى (¬2)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قَدْ حَكَمْتَ فيهم بحكم الله تعالى من فوق سبع سماوات. ¬
4278 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 869: 677). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 أمختصر)، وقال: رواه الحارث عن الواقدي. اهـ. ورواه النسائي في السنن الكبرى (5/ 62: 8223)، كتاب المناقب: باب سعد بن معاذ سيد الأوس رضي الله عنه. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، أخبرنا أبو عامر، عن محمد بن صالح، وأخبرنا هارون بن عبد الله، أخبرنا أبو عامر، عن محمد بن صالح، به، بنحوه. ورواه الدورقي في مسند سعد بن أبي وقاص (ح 20): ومن طريقه: الذهبي في سير أعلام النبلاء (12/ 131)، قال: حدّثنا أبو عامر القيسي، به، بنحوه. =
= ورواه البزّار في البحر الزخار (3/ 301: 1091)، قال: حدّثنا محمد بن المثنى، حدّثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، به، بنحوه. ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 216)، قال: حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدّثنا أبو عامر العقدي، به، بنحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 426)، وعبد بن حميد في المنتخب (1/ 182: 149)، ومن طريقه: ابن حجر في تخريج أحاديث ابن الحاجب (2/ 439)، كلاهما عن خالد بن مخلد قال: حدثني محمد بن صالح التمار، به، بنحوه. قال الحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن. ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 38)، من طرق عن محمد بن صالح، به، بمعناه. ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 123)، وعنه: البيهقي في السنن الكبرى (9/ 63)، كتاب السير: باب ما يفعله بذراري من ظهر عليه. وفي الأسماء والصفات (2/ 161)، من طريق إسحاق بن محمد الفروي وإسماعيل بن أبي أويس قالا: حدّثنا محمد بن صالح التمار، به، بنحوه. قال الذهبي في التلخيص (2/ 124): صحيح. اهـ. وذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 325: 971)، عن خالد بن عبد الرحمن، عن محمد بن صالح التمار كاملًا، وقال: قال أبي: كلام الأول قوله: "قوموا إلى سيدكم " رواه شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- وهو أشبه، وذلك خطأ، ومحمد بن صالح شيخ لا يعجبني حديثه. اهـ. وذكره الدارقطني في العلل (4/ 332)، وقال: حدّث به سعد بن إبراهيم، واختلف عنه، فرواه محمد بن صالح التمار عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سعد. =
= عن سعد، وخالفه عياض بن عبد الرحمن، فرواه عن سعد بن إبراهيم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف، وكلاهما وهم، وخالفهما شعبة، فرواه عن سعد، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عن أبي سعيد الخدري، وهو الصواب. اهـ. وقد اختلف على سعد بن إبراهيم في إسناده. فرواه محمد بن صالح التمار عنه، فجعله من مسند"سعد بن أبي وقاص" كما في الرواية التي معنا. وخالفه عياض بن عبد الرحمن الفهري، فرواه عنه، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فذكره. رواه البزّار- كما في كشف الأستار (3/ 256: 2696)، والطبراني في المعجم الكبير (6/ 6: 5324)، من طريق صدقة بن عبد الله عن عياض بن عبد الرحمن. قال الدارقطني في الأفراد (ق 58): غريب من حديث سعد بن إبراهيم عن أبيه، عن جده، تفرّد به عياض بن عبد الرحمن عنه، وتفرّد به صدقة بن عبد الله، عن عياض. اهـ. قلت: صدقة بن عبد الله السمين، ضعيف. وعياض بن عبد الرحمن الفهري، فيه لين. التقريب (ص 275: 2913)، (ص 437: 5278). وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 366: 2614)، وألصق أبو حاتم الوهم في هذا الحديث بعياض، وقال أبو زرعة: لا أدري ممن هو. اهـ. وذكره الدارقطني في العلل (4/ 290)، ورجّح أن الوهم من صدقة. وخالفهما شعبة بن الحجاج، فرواه عن سعد بن إبراهيم، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عن أبي سعيد الخدري. رواه البخاري (6/ 191: 4043)، (7/ 154: 3804)، (7/ 475: 4121)، (11/ 51: 6262 الفتح)، ومسلم (3/ 1388: 1768)، وأبو داود (4/ 355: 5215، 5216)، والنسائي في الكبرى (5/ 62: 8222)، وفي فضائل الصحابة =
= (118)، وأحمد (3/ 22، 71)، وابن أبي شيبة (14/ 425: 18677)، وعبد بن حميد (2/ 107: 993)، والطيالسي (ص 396: 2240)، وسعيد بن منصور (2/ 343: 2964)، وابن حبّان- كما في الإحسان (9/ 85: 6987)، والطبراني في المعجم الكبير (6/ 6: 5323)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 405: 1188)، وابن سعد في الطبقات (3/ 424)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 171)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 57)، (9/ 63، 96)، وفي دلائل النبوة (4/ 18)، والبغوي في شرح السنَّة (11/ 91)، من طرق عن شعبة. قال أبو نعيم: حديث متفق على صحته. اهـ. وقال البخاري في التاريخ الكبير (4/ 291): رواية شعبة عن سعد، عن أبي أمامة، عن أبي سعيد أصح. اهـ. وقال الحافظ في الفتح (7/ 475): رواية شعبة أصح، ويحتمل أن يكون لسعد بن إبراهيم فيه إسنادان. اهـ. ورجح رواية شعبة، أبو حاتم في العلل (2/ 366: 2614)، والدارقطني أيضًا في العلل (4/ 292).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، لأجل الواقدي، وهو متروك. وقد تقدم تحسين الحافظ لهذا الحديث من غير طريق الواقدي. وهذا الطريق الوهم فيه من محمد بن صالح التمار كما قال الدارقطني. والصواب ما رواه شعبة عن سعد بن إبراهيم، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عن أبي سعيد الخدري. كما تقدم في تخريج الحديث.
4279 - وقال مسدّد: حدّثنا يحيى، عَنْ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَوَّاتَ بْنَ جُبَيْرٍ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ يَدْعُوهُمْ، فَقَالُوا (¬1): إِنَّمَا مَثَلُنَا مَثَلُ رَجُلٍ، كَانَ لَهُ جَنَاحَانِ، فَقَطَعَ أَحَدُهُمَا وبقي الآخر، فأبوا. *مرسل صحيح إسناده. ¬
4279 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (4/ ق 116 أ)، وعزاه لمسدد، وقال: هذا إسناد مرسل رواته ثقات. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات إلَّا أنه مرسل. قال الحافظ -كما في المطالب هنا-: مرسل صحيح إسناده. اهـ. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. انظر: دلائل النبوة للبيهقي (3/ 403)، والبداية والنهاية (4/ 105).
4280 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ -هُوَ ابْنُ وكيع-، حدّثنا أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ -هُوَ الْجُعْفِيُّ-، عَنْ عَامِرٍ -هُوَ الشَّعْبِيُّ-، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: لما كان بنو قُرَيْظَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ادعو إِلَيَّ سَيِّدَكُمْ يَحْكُمُ فِي عِبَادِهِ (¬1)، يَعْنِي: سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ (¬2) قَالَ: فَجَاءَ، فَقَالَ لَهُ: احْكُمْ. قَالَ: أَخْشَى أَلَّا أُصِيبَ فِيهِمْ حُكْمَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: احْكُمْ فِيهِمْ. فَحَكَمَ. فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَصَبْتَ حكم الله عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ. * هَذَا إِسْنَادٌ كُوفِيٌّ، فِيهِ ضَعِيفَانِ جَابِرٌ وسفيان. ¬
4285 - تخريجه: رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان 1/ 67)، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي، حدّثنا عبدان بن أحمد، حدّثنا سفيان بن وكيع، به، بلفظ مقارب. وقد تابع سفيان: عبيد الله بن موسى. رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 424)، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، به، بلفظ مقارب.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - ضعف سفيان بن وكيع الرُّواسي. 2 - جابر بن يزيد الجعفي، وهو متروك. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. =
= قال الحافظ -كما في المطالب هنا-: هَذَا إِسْنَادٌ كُوفِيٌّ، فِيهِ ضَعِيفَانِ جَابِرٌ وَسُفْيَانُ. اهـ. وقد ثبت معنى هذا الحديث من غير هذا الطريق. انظر: (تخريج الحديث رقم 4278)
4281 - [1]، وقال أبو يعلى: حدّثنا القواريري، حدّثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ الْحَسَنِ، قَالَتْ: قَالَتْ أُمُّ المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها: مَا نَسِيتُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يُعَاطِيهِمُ اللَّبَنَ وَقَدِ اغبرَّ شَعْرُهَ (¬1)، يَعْنِي: النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقُولُ: إنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الآخرة ... فاغفر للأنصار والمهاجرة ¬
4281 - [1] تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 259: 1645). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 432: 964). وذكره أيضًا في المجمع (6/ 133)، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 أمختصر)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي، وأم الحسن لم أقف لها على ترجمة، وباقي رجال الإِسناد ثقات. اهـ. ورواه أحمد في مسنده (6/ 289)، قال: حدّثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون، به، بنحوه. مع زيادة في آخره. ورواه أيضًا (6/ 315)، قال: حدّثنا معاذ، حدّثنا ابن عون، به، بنحوه. مع زيادة في آخره. ورواه أبو يعلى -كما في المطالب هنا- قال: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عفان، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا ابن عون. ولم يسق لفظه، إنما قال: نحوه. قال الحافظ عقبه: والأول أتم. (يعني: رواية أبي يعلى الأولى). ورواه أبو نعيم في الحلية (3/ 43)، من طريق أزهر بن سعد، قال: حدّثنا عبد الله بن عون، به، بلفظ مقارب. قال أبو نعيم: غريب من حديث ابن عون عن الحسن. اهـ. =
= وذكره الهندي (10/ 454: 30098)، وعزاه لابن عساكر.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه أم الحسن البصري: خيرة مولاة أم سلمة، وهي مقبولة، وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. ولكن للحديث شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره، منها: 1 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع، قال: اللهم إن العيش عيش الآخرة ... فاغفر للأنصار والمهاجرة هذا الحديث رواه عن أنس رضي الله عنه جماعة: فمن طريق معاوية بن قرة عن أنس: رواه البخاري في صحيحه (7/ 148: 3795)، (11: 233: 6413 الفتح)، ومسلم في صحيحه (3/ 1431: 1805)، (127)، وأحمد في مسنده (3/ 172)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 301). بلفظ: اللهم لا عيش إلَّا عيش الآخرة ... فاغفر للأنصار والمهاجرة ومن طريق قتادة عن أنس: رواه مسلم (3/ 1431: 1805)، (128)، والترمذي في سننه (5/ 694: 3857)، وأحمد (3/ 276). باللفظ السابق إلَّا أنه قال: فاكرم. ومن طريق حميد عن أنس: رواه البخاري (6/ 54: 2834)، (6/ 137: 2961)، (7/ 148: 3796)، (7/ 453: 4099)، (13/ 204: 7251 الفتح)، والنسائي في السنن الكبرى (5/ 85: 8316، 8317). وفيه قول الأنصار: نحن الذين بايعوا محمدًا. =
= ومن طريق عبد العزيز عن أنس: رواه البخاري (6/ 54: 835)، (7/ 453: 1400 الفتح). وفيه قول الأنصار السابق. ومن طريق ثابت عن أنس: رواه مسلم (3/ 1432: 1805)، (130). وأبو يعلى في مسنده (6/ 70: 3324)، (6/ 84: 3337). 2 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: جاءنا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ نحفر الخندق وننقل التراب على أكتافنا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللهم لا عيش إلَّا عيش الآخرة، فاغفر للمهاجرين والأنصار". رواه البخاري (7/ 148: 3797)، (7/ 453: 4098 الفتح)، ومسلم (3/ 1431: 1804)، والنسائي في السنن الكبرى (5/ 84: 8312).
4281 - [2] حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عفان، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا ابن عون نحوه. والأول أعم. (204) وتقدم حديث صفية رضي الله عنها في فضلها (¬1). ¬
4282 - [2] تخريجه والحكم عليه: تقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق السابقة.
27 - باب قصة العرنيين
27 - بَابُ قِصَّةِ العُرَنيين 4282 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هارون، أخبرنا محمد بن عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ بْنِ الْحَدَثَانِ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ لِأَبِي ذَرٍّ رضي الله عنهما: أَيْنَ كُنْتَ يَوْمَ أُغير عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: كُنْتُ على البئر أسقي.
4282 - تخريجه: ذكره الهندي في الكنز (4/ 611: 11767)، وعزاه لأحمد بن منيع.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه محمد بن عمرو بن حماس لم أجد له ترجمة. فيتوقف في الحكم عليه.
28 - باب بعث بني لحيان
28 - بَابُ بَعْثِ بَنِي لَحْيَان 4283 - [1]، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سليمان الرازي، حدّثنا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: إنَّ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ لَهُمْ فِي غَزْوَةٍ أَغْزَاهَا بَنِي لحيان: لينبعث مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ رَجُلٌ، وَالْأَجْرُ بَيْنَهُمَا. [2]، وقال أحمد بن منيع: حدّثنا خمسين بن محمد، حدّثنا شيبان مثله. = = = 4283 - [1]، تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 104 أمختصر)، وعزاه لابن أبي شيبة وأحمد بن منيع. ورواه أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 454: 18710)، كتاب المغازي: باب غزوة بني لحيان. بسنده ومتنه. ورواه أحمد بن منيع في مسنده -كما في المطالب هنا- وقال: حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا شيبان. ولم يسق لفظه، إنما قال: مثله. وورد هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير أيضًا إلَّا أنه قال: عن أبي سعيد مولى المهري، عن أبي سعيد الخدري. =
= رواه مسلم في صحيحه (3/ 1507: 1896)، (137)، كتاب الإمارة: باب فضل إعانة المغازي في سبيل الله، وأحمد في مسنده (3/ 35، 49، 91)، والطيالسي في مسنده (ص 293: 2204)، وابن سعد في الطبقات (2/ 79)، وابن الجارود في المنتقى (ح 1038)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 463: 1282، 1284)، وابن حبّان - كما في الإِحسان (7/ 112: 4709)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 40)، والمزي في تهذيب الكمال (33/ 360). وخالفه يزيد بن أبي حبيب، فرواه عن يزيد بن أبي سعيد مولى المهري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري. رواه مسلم في صحيحه (3/ 1507: 1896)، (138)، وأبو داود في سننه كتاب الجهاد: باب ما يجزئ من الغزو، وأحمد في مسنده (3/ 55)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 128: 2326)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 40)، والمزي في تهذيب الكمال (32/ 142). والطريقان محفوظان، ولذا أودعهما مسلم في "صحيحه"، والله أعلم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه سعيد مولى أبي سعيد لم أستطع معرفته. والذي يظهر أن هذا الإِسناد غير محفوظ، بل المحفوظ ما رواه مسلم في "صحيحه" كما تقدم في التخريج، والله أعلم.
29 - باب كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى قيصر
29 - بَابُ كِتَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى قيصر 4284 - قال الحارث: حدّثنا أبو عبيد، حدّثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرحمن، [عن عبد الله بن شداد رفعه] (¬1)، قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-إِلَى هِرَقْلَ صَاحِبِ الرُّومِ: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلى هِرَقْلَ صَاحِبِ الرُّومِ، [إِنِّي] (¬2) أَدْعُوكَ إِلَى الإِسلام، فَإِنْ أَسْلَمْتَ فَلَكَ مَا لِلْمُسْلِمِينَ، وَعَلَيْكَ مَا عَلَيْهِمْ، فَإِنْ لَمْ تَدْخُلْ فِي الإِسلام فَأَعْطِ الجزية، فإن الله تعالى يقول: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (¬3). الْآيَةَ، وإلاَّ فَلَا تَحُل بَيْنَ الْفَلَّاحِينَ وَبَيْنَ الإِسلام أَنْ يَدْخُلُوا فِيهِ أَوْ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ. ¬
4284 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 808: 625). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 104 ب مختصر)، وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا. اهـ.
= الحكم عليه: رجاله ثقات إلَّا أنه مرسل. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وقد روي هذا الحديث بغير هذا اللفظ: انظر صحيح البخاري (1/ 42: 7 الفتح)، ومسلم (3/ 1393: 1773).
30 - باب بعث عمرو بن أمية الضمري
30 - باب بعث عمرو بن أُمية الضمري (¬1) 4285 - [1] قال إسحاق: حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ عَمْرِو بْنِ أُمية الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَعْمَامِهِ وَأَهْلِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمية الضمري رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وبعث معي رجلًا من الأنصار، فَقَالَ: "ائْتِيَا (¬2) أَبَا سُفْيَانَ فَاقْتُلَاهُ بِفِنَائِهِ" فنذِروا بِنَا، فَصَعِدْنَا فِي الْجَبَلِ، فَجَاءَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ دَخَلْتُ غَارًا، فَجَاءَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي دِيلِ (¬3) بْنِ بَكْرٍ، فَدَخَلَ مَعَنَا، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ بَنِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ: وَأَنَا مِنْ بَنِي بَكْرٍ، فَاضْطَجَعَ ورفع عقيرته يتغنى، فقال: لست (¬4) بِمُسْلِمٍ مَا دُمْتُ حَيًّا ... وَلَا دَانٍ بِدَيْنِ المسلمين فقلت: نم فستعلم. فنام فقتله. ثُمَّ خَرَجْتُ فَوَجَدْتُ رَجُلَيْنِ بَعَثَتْهُمَا قُرَيْشٌ، فَقُلْتُ لَهُمَا: اسْتَأْسِرَا، فَأَبَى أَحَدُهُمَا فَقَتَلْتُهُ، وَاسْتَأْسَرَ الْآخَرُ. فَقَدِمْتُ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ¬
4285 - [1] تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 103 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه راوٍ لم يسم، ورواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حنبل. اهـ. ورواه -أيضًا- إسحاق في مسنده -كما في المطالب هنا-، قال: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، به، مطولًا. قلت: وفيه راويان مبهمان. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده -كما في المطالب هنا-، ومن طريقه: عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (4/ 139، 5/ 287)، والطبراني في المعجم الكبير (4/ 223: 4193)، قال: حدّثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمية الضَّمْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، فذكره، مختصرًا. قلت: وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري وهو ضعيف. ورواه أحمد في مسنده (4/ 139، 5/ 287) قال: حدّثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، به، بلفظ مقارب. إلَّا أنه لم يذكر الزهري. قال عبد الله بن أحمد عقبه: وقال ابن أبي شيبة لنا فيه عن الزهري، أما أبي فحدثناه عنه لم يذكر الزهري. اهـ. ورواه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 355: 3064) كتاب المناسك: باب الرخصة من دخل مكة بغير إحرام. قال: حدّثنا محمد بن عيسى، حدّثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن جعفر بن الفضل بن الحسن بن أُمية الضمري، عن أبيه، عن جده. قال: فذكره مختصرًا. قال محقق صحيح ابن خزيمة: إسناده ضعيف. اهـ. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 333) من طريق الواقدي، قال: حدّثنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه. قال: وحدثنا عبد الله بن أبي عبيدة، عن جعفر بن عمرو بن أُمية الضمري، قال: وحدثنا عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون =
= -وزاد بعضهم على بعض- قالوا: كان أبو سفيان بن حرب ... فذكروه مطولًا مع قصة في أوله. وأورده ابن كثير في البداية والنهاية (4/ 71) من طريق الواقدي. ثم قال عقبه: رواه البيهقي، وقد تقدم أن عمرًا لما أهبط خبيبًا لم ير له رمة ولا جسدًا، فلعله دفن مكان سقوطه، والله أعلم، وهذه السرية إنما استدركها ابن هشام على ابن إسحاق وساقها بنحو من سياق الواقدي لها, لكن عنده أن رفيق عمرو بن أُمية في هذه السرية جبار بن صخر، فالله أعلم، ولله الحمد. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه راويان مبهمان. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف، وبقية المتابعات ضعيفة أيضًا.
4285 [2]- أخبرنا (¬1) وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يقول: حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ عَمْرِو بْنِ أُمية الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَعْمَامِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمية الضَّمْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إليك وبعث معي رجلًا من الأنصار بعدما قتل خبيب (¬2) وأصحابه رضي الله عنهم، فَقَالَ: "اقْتُلَا أَبَا سُفْيَانَ بِفِنَائِهِ" فَخَرَجْتُ أَنَا وَصَاحِبِي حَتَّى قَدِمْنَا بَطْنَ يَأْجَجَ (¬3) مِنْ قِبَلِ الشِّعْبِ، قَالَ: وَكَانَ صَاحِبِي رَجُلًا سُهَيْلًا (¬4)، لَيْسَتْ لَهُ رُحلة (¬5)، فَقُلْتُ لَهُ: إِنْ خِفْتَ (¬6) شَيْئًا، فَانْطَلِقْ إِلَى بَعِيرِكَ، فَارْكَبْهُ حَتَّى تَلْحَقَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: فَقَالَ لِي صَاحِبِي: هَلْ لَكَ أَنْ تَطُوفَ بِالْبَيْتِ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أَعْلَمُ بِأَهْلِ مَكَّةَ، إِنَّهُمْ إِذَا أَظْلَمُوا رشُّوا أَفْنِيَتَهُمْ، فَجَلَسُوا فِيهَا وَأَنَا أَعْرَفُ فِيهِمْ مِنَ الْفَرَسِ الْأَبْلَقِ، فَلَمْ يَزَلْ عَنِّي حتى طُفْنَا سَبْعًا، ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى مَرَرْنَا بِمَجَالِسِهِمْ، فَقَالُوا: هَذَا عَمْرٌو، وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِهِ خير، وكان عمرو رضي الله عنه رجلًا فاتكًا، يسمى ¬
"الْخُلَيْعَ"، قَالَ: فَشَدَّدْنَا حَتَّى صَعِدْنَا الْجَبَلَ، فَدَخَلْتُ غارًا فإذا عثمان بن مالك -أو عُبَيْدُ اللَّهِ (¬7) بْنُ مَالِكٍ التَّيْمِيُّ- يَخْتَلِي لِفَرَسٍ (¬8)، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْغَارِ، قُلْتُ لِصَاحِبِي: وَاللَّهِ لَئِنْ رَآنَا هَذَا لَيَدُلَنَّ عَلَيْنَا، قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَوَجَأْتُهُ بِالْخِنْجَرِ تَحْتَ ثَدْيِهِ، فَأَعْطَيْتُهُ الْقَاضِيَةَ، فَصَرَخَ صَرْخَةً أَسْمَعَهَا أَهْلَ مَكَّةَ، قَالَ: فَجَاءُوا، وَرَجَعْتُ إِلَى مَكَانِي، فَدَخَلْتُ فِيهِ، فَجَاءَ أَهْلُ مَكَّةَ فَوَجَدُوا بِهِ رَمَقًا، فَقَالُوا: مَنْ طَعَنَكَ؟ فَقَالَ: عَمْرُو بْنُ أُمية، ثُمَّ مَاتَ، فَمَا أَدْرَكُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يُخْبِرَهُمْ بِمَكَانِنَا، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا فَإِذَا نَحْنُ بِخُبَيْبٍ عَلَى خَشَبَتِهِ، فَقَالَ لِي صَاحِبِي: هَلْ لَكَ أَنْ تُنْزِلَ خُبَيْبًا عَنْ خَشَبَتِهِ فَتَدْفِنَهُ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَتَنَحَّ عَنِّي، فَإِنْ أَبْطَأْتُ عَلَيْكَ فَخُذِ الطَّرِيقَ، فَعَمَدْتُ لِخُبَيْبٍ، فَأَنْزَلْتُهُ عَنْ خَشَبَتِهِ، فَحَمَلْتُهُ عَلَى ظَهْرِي، فَمَا مَشَيْتُ بِهِ عِشْرِينَ ذِرَاعًا حَتَّى بَدَرَنِي الْحَرَسُ، وَكَانُوا قَدْ وَضَعُوا عَلَيْهِ الْحَرَسَ، قال: فطرحته فما أنس وَجْبته بِالْأَرْضِ حِينَ طَرَحْتُهُ، ثُمَّ أَخَذْتُ عَلَى الصَّفْرَاوَاتِ (¬9) حَتَّى انْصَبَبْتُ عَلَى الْعَلِيلِ عَلِيلَ ضَجْنَانَ (¬10)، وَهُمْ يَتْبَعُونَنِي، فَدَخَلْتُ غَارًا -فَذَكَرَ قِصَّةَ الَّذِي قَتَلَهُ- ثُمَّ خَرَجْتُ مِنَ الْغَارِ عَلَى بِلَادٍ أنا بها عالم، ثم ¬
أخذت على ركوبة (¬11)، فرأيت رجلين بعثتهما قريش يتجسسان الْأَخْبَارَ، فَقُلْتُ لِأَحَدِهِمَا: اسْتَأْسِرْ، فَأَبَى، فَرَمَيْتُهُ فَقَتَلْتُهُ، واستأسِر الْآخَرُ، فَقَدِمْتُ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. ¬
4285 - [2] تخريجه والحكم عليه: تقدما في الطريق السابقة.
4285 - [3] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمية الضَّمْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَهُ وحده عينًا إلى قريش، فَجِئْتُ إِلَى خَشَبَةِ خُبَيْبٍ وَأَنَا أَتَخَوَّفُ الْعُيُونَ، فرقيت فيها فحليت خبيبًا، فوقع على الأرض، فانتبذت (¬1) غَيْرَ بَعِيدٍ، وَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ خُبَيْبًا، وَلَكَأَنَّمَا ابتلعته الأرض، قال: فما رئي خبيب رُمَّةٌ حَتَّى السَّاعَةِ. [4] وَقَدْ كَانَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمية، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهم. ¬
31 - باب الحديبية
31 - باب الحديبية 4286 - قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا عكرمة بن عمار، أخبرنا أَبُو زُمَيل سِمَاك الْحَنَفِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عباس رضي الله عنهما يَقُولُ: كَاتِبُ الْكِتَابِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. *هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ (¬1) من حديث المسور رضي الله عنه وغيره. ¬
4286 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه موقوفًا بسند صحيح. اهـ. ورواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 342: 9721)، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية بهذا الإِسناد.
الحكم عليه: رجاله ثقات، إلَّا سماك الحنفي فهو صدوق. وعليه فالأثر بهذا الإِسناد حسن. قال الحافظ -كما في المطالب هنا- لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ بن مخرمة وغيره. اهـ. قلت: رواه البخاري في صحيحه (5/ 388: 2721، 2732)، من حديث =
= المِسْوَر بن مَخْرَمة ومروان بن الحكم. فذكره مطولًا. انظر: تخريج الحديث رقم (4288). فيرتقي حديث الباب بهذا الشاهد إلى الصحيح لغيره. وقد صحح إسناد حديث الباب الحافظ ابن حجر -كما في المطالب هنا- والبوصيري كما تقدم.
4287 - أخبرنا (¬1) عبد الرزاق، أخبرنا معمر، قال: سألت الزهري: من كَاتِبُ الْكِتَابِ يومئذٍ؟ فَضَحِكَ، وَقَالَ: هُوَ عَلِيٌّ رضي الله عنه، وَلَوْ سَأَلْتُ هَؤُلَاءِ، يَعْنِي: بَنِي أُمية، لَقَالُوا: هو عثمان رضي الله عنه. ¬
4287 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 ب مختصر)، وعزاه لإسحاق بن راهويه. وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (5/ 454)، وعزاه لإسحاق. ورواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 343)، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية، به، بلفظ مقارب.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد مرسل، وعليه فالإِسناد ضعيف. ويشهد له عدة أحاديث يرتقي بها إلى الحسن لغيره، منها: 1 - حديث ابن عباس رضي الله عنه السابق ورقمه 4286. 2 - حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لما صالح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل الحديبية كتب علي بن أبي طالب رضوان الله عليه بينهم كتابًا، فكتب "محمد رسول الله" فقال المشركون: لا تكتب مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لَوْ كنت رسولًا لم نقاتلك. فقال لعلي: امْحُه. فقال علي: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ، وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام، ولا يدخلها إلَّا بِجُلُبّان السلاح. فسألوه: ما جُلُبّان السلاح؟ فقال: القِراب مما فيه. رواه البخاري (5/ 357: 2698 الفتح)، واللفظ له، ومسلم (3/ 1410: 1783، 91)، وأبو داود (2/ 167: 1832)، مختصرًا.
4288 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالسَّيْفِ، وَهُوَ مُتَلَثِّمٌ، فَجَعَلَ عُرْوَةُ، يَعْنِي: ابْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ، يَتَنَاوَلُ لِحْيَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-وَهُوَ يُكَلِّمُهُ، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ: لَتَكُفَّنَّ يَدَكَ أَوْ لَا تَرْجِعُ إِلَيْكَ يَدُكَ، وَالْمُغِيرَةُ مُتَقَلِّدٌ سَيْفًا، فَقَالَ عُرْوَةُ: مَنْ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ (¬1)؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "هَذَا ابْنُ أَخِيكَ الْمُغِيرَةِ"، قَالَ: أَجَلْ يَا غُدَر، مَا غَسَلْتُ رَأْسِي مِنْ غَدْرتك (¬2). *هَذَا إِسْنَادٌ فِي نهايَةِ الصِّحَّةِ، وَهُوَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ (¬3) مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ فِي الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ فِي قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَعُمْرَةِ القضية، وفيه إرسال، وهذا أحسن اتصالًا، فلهذ اسْتَدْرَكْتُهُ. (205) وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ (¬4) فِي بَابِ القيام على رأس الأمير بالشيف. ¬
4288 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 83 ب مختصر)، وقال: رواه =
= أبو بكر بن أبي شيبة بسند صحيح. وقال -أيضًا-: في حديث البخاري إرسال، وهذا أحسن اتصالًا ولهذا استدركته، ورواه ابن خزيمة وعنه ابن حبّان. اهـ. ومن طريق ابن أبي شيبة: رواه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 404: 964)، قال: حدّثنا عبيد بن غنام، حدّثنا أبو بكر به بلفظ مقارب. ورواه ابن حبّان -كما في الإِحسان (7/ 53: 4564) - قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا أبو عمار، حدّثنا وكيع، به، بنحوه. قال الحافظ عن إسناد أبي بكر -كما في المطالب هنا-: هَذَا إِسْنَادٌ فِي نهايَةِ الصِّحَّةِ، وَهُوَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ فِي الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ فِي قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَعُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ، وَفِيهِ إِرْسَالٌ، وَهَذَا أَحْسَنُ اتِّصَالًا، فَلِهَذَا استدركته. اهـ. وأورد الحافظ في الفتح (5/ 402)، طرفًا منه، وقال: وكذا أخرجه ابن أبي شيبة من حديث المغيرة بن شعبة نفسه بإسناد صحيح، وأخرجه ابن حبّان. اهـ. أما ما ذكره الحافظ من رواية الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ والمسور بن مخرمة، فقد رواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 330: 9720)، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية، ومن طريقه: أحمد في مسنده (4/ 328)، والبخاري في صحيحه (5/ 388: 2731، 2732 الفتح)، كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة من أهل الحرب وكتابة الشروط. والبيهقي في دلائل النبوة (4/ 99)، قال: عن معمر، قال: أخبرني الزهري، أخبرني عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم -صدّق كل منهما صاحبه- قالا: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زمن الحديبية ... فذكر حديثًا طويلًا. ورواه أحمد في مسنده (4/ 323)، من طريق محمد بن إسحاق، عن الزهري بالإِسناد السابق. =
= قال الحافظ في الفتح (5/ 392): هذه الرواية بالنسبة إلى مروان مرسلة؛ لأنه لا صحبة له، وأما المسور فهي بالنسبة إليه مرسلة؛ لأنه لم يحضر القصة، وقد تقدم في أول الشروط من طريق أخرى عن الزهري، عن عروة، أنه سمع المسور ومروان يخبران عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكر بعض هذا الحديث. وقد سمع المسور ومروان من جماعة من الصحابة شهدوا هذه القصة كعمر وعثمان وعلي والمغيرة وأم سلمة وسهل بن حنيف وغيرهم، ووقع في نفس هذا الحديث شيء يدل على أنه عن عمر. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد صحيح وقد صحح إسناده الحافظ ابن حجر والبوصيري كما تقدم.
4289 - وقال أبو يعلى: حدّثنا حوثرة بن أشرس، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَ: إِنَّ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ لِقَوْمِهِ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، أَيْ قَوْمُ! قَدْ رَأَيْتُ الْمُلُوكَ وَكَلَّمْتُهُمْ فَابْعَثُونِي إِلَى مُحَمَّدٍ فَأُكَلِّمُهُ، فَأَتَاهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَجَعَلَ عُرْوَةُ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَيَتَنَاوَلُ لِحْيَةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ شَاكٌ فِي (¬1) السِّلَاحِ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ: كُفَّ يدك من قبل أن لا تَصِلَ إِلَيْكَ، فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَنْتَ هُوَ؟ وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي غَدْرَتِكَ مَا خَرَجْتُ مِنْهَا بَعْدُ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: أيْ قوم! إني رَأَيْتُ الْمُلُوكَ وَكَلَّمْتُهُمْ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدٍ قَطُّ، مَا هُوَ مَلِكٌ (¬2)، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الْهَدْيَ معكوفًا، وَمَا أَرَاكُمْ إلَّا سَتُصِيبُكُمْ قَارِعَةٌ. فَانْصَرَفَ هُوَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ قَوْمِهِ، فَصَعِدَ سُوَرَ الطَّائِفِ، فَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَرَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمتي (¬3)، مِثْلَ صَاحِبِ يَاسِينَ (¬4). *هَذَا مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ، وَأَصْلُهُ فِي الْبُخَارِيِّ (¬5) أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ وَمَرْوَانَ دُونَ مَا في آخره، والذي في آخره هذا خطأ، إنما رُمِي (¬6) ¬
بِالسَّهْمِ عَقِبَ غَزْوَةِ الطَّائِفِ بَعْدَ أَنْ رَحَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْهُمْ، فَجَاءَ إِلَيْهِ عُرْوَةُ فَأَسْلَمَ، وَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أسلموا بعد.
4289 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 173: 1598). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (4/ 237: 1444). وذكره -أيضًا- في المجمع (9/ 386)، وقال: رواه أبو يعلى مرسلًا، وإسناده حسن. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى. وقد حكم الحافظ على إسناد ابن أبي شيبة -كما في المطالب هنا-: فقال: هو مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ، وَأَصْلُهُ فِي الْبُخَارِيِّ -أَيْضًا- مِنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ وَمَرْوَانَ دُونَ مَا فِي آخره، والذي في آخر هذا خطأ، إِنَّمَا رُمي بِالسَّهْمِ عَقِبَ غَزْوَةِ الطَّائِفِ بَعْدَ أَنْ رَحَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْهُمْ، فَجَاءَ إِلَيْهِ عُرْوَةُ فَأَسْلَمَ، وَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فقتلوه، ثم أسلموا بعد. اهـ. قلت: ويؤيد كلام الحافظ ابن حجر أن إسلام عروة كان متأخرًا عن الحديبية عدة أحاديث، منها: 1 - عن عروة بن الزبير، قال: لما أنشأ الناس الحج سنة تسع قدم عروة بن مسعود على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسلمًا، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يرجع إلى قومه. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إني أخاف أن يقتلوك. فقال: لو وجدوني نائمًا ما أيقظوني، فأذن لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فرجع إلى قومه عشاء، فجاءته ثقيف يحيونه فدعاهم إلى الإِسلام فاتهموه وأغضبوه وأسمعوه ما لم يكن يحتسب، ثم خرجوا من عنده حتى إذا أسحروا وطلع الفجر، قام على غرفة في داره فأذن بالصلاة وتشهد، فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مثل عروة مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه." رواه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 144: 374)، قال: حدّثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة. =
= ورواه ابن شبة في تاريخ المدينة (2/ 471)، قال: حدّثنا الحزامي، حدّثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، به، فذكره مختصرًا. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 386)، وقال: رواه الطبراني، وروى عن الزهري نحوه، وكلاهما مرسل، وإسنادهما حسن. اهـ. قلت: وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف. انظر: ترجمته في الحديث رقم (4156)، مع كون الحديث مرسلًا. 2 - عن الزهري قال: لما صدر أبو بكر رضي الله عنه وقد أقام الناس حجهم، فقدم عروة بن مسعود على النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلم، ثم استأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يرجع إلى قومه، فقال: إني أخاف أن يقتلوك. فقال: لو وجدوني نائمًا ما أيقظوني، فأذن لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، الحديث. رواه ابن شبة في تاريخ المدينة (2/ 470)، قال: حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حدثني محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 126 أ)، من طريق إبراهيم بن المنذر، به، بنحوه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 148: 375)، قال: حدّثنا الحسن بن هارون بن سليمان الأصبهاني، حدّثنا محمد بن إسحاق المسيبي، حدّثنا محمد بن مفلح، به، بنحوه. قلت: وإسناد ابن شبة حسن، إلَّا أنه مرسل. 3 - عن الليث بن سعد قال: إن عروة بن مسعود استأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يأتي قومه ... الحديث. رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة (2/ 471)، قال: حدّثنا الحزامي، حدّثنا ابن وهب، حدثني الليث. قلت وبمجموع الطرق واختلاف المخرج يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. 2 - الإِرسال. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف، مع ما في آخره في قصة إسلام عروة من مخالفة، والله أعلم. وأصله في الصحيح إلَّا آخره، كما تقدم في تخريجه.
4290 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ -هُوَ ابْنُ سَعْدٍ-: عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بالسُّقيا (¬1) قَالَ مُعَاذٌ: مَنْ يَسْقِينَا فِي أَسْقِيَتِنَا؟ قَالَ: فخرجت مع فَتْيَانٍ مَعِي حَتَّى أَتَيْنَا الْأُثَايَةَ (¬2)، فَأَسْقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ عَتَمَةٌ مِنَ اللَّيْلِ إذا رَجُلٌ يُنَازِعُهُ بَعِيرُهُ الْمَاءَ، قَالَ: فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَخَذْتُ رَاحِلَتَهُ فَأَنَخْتُهَا، قَالَ: فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ وَأَنَا عَنْ يمينه، ثم صلى ثلاث عشرة ركعة. *إسناده حسن. ¬
4290 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (2/ 273)، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار باختصار، وفيه شرحبيل بن سعد، وثقه ابن حبّان وضعفه جماعة. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 ب مختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد حسن. اهـ. ورواه أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 491)، كتاب الصلوات: في فضل صلاة الليل بسنده وبلفظ مقارب. ورواه عبد الرزاق في المصنف (3/ 35: 4704)، كتاب الصلاة، باب صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- من الليل ووتره. قال: عن ابن جريج، حدثني يحيى بن سعيد، عن مولى الأنصار، عن جابر. فذكره. قلت: مولى الأنصار شرحبيل بن سعد. =
= ورواه أحمد في مسنده (3/ 380)، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا يحيى بن سعيد، به، بنحوه. ورواه أبو يعلى في مسنده (4/ 151: 2216)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، به، بنحوه. وقد ذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 179: 410). ورواه البزّار -كما في كشف الأستار (1/ 349: 729) - قال: حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به، مختصرًا. قال البزّار: تفرّد به يحيى الأموي. اهـ. قال الساعاتي في الفتح الرباني (21/ 159): لم أقف عليه لغير الإِمام أحمد، وسنده صحيح ورجاله ثقات، وهو من ثلاثيات الإِمام أحمد -رحمه الله تعالى-. اهـ. وقد نقل قول الساعاتي السابق محقق مرويات غزوة الحديبية (ص 274)، فتعقبه، وقال: قول الساعاتي رحمه الله: إن هذا الحديث من ثلاثيات أحمد، وهم منه رحمه الله وسببه: أنه وقع سقط في سند أحمد فهو في المطبوع من المسند هكذا: "حدّثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يحيى بن سعيد، أن شرحبيل بن سعد أخبره عن جابر ... الحديث". والناظر في هذا السند لأول وهلة يظنه متصلًا لأنه لم يوصف أحد من رواته بالتدليس. ولذلك قال الساعاتي رحمه الله إنه من ثلاثيات أحمد، لكن بالتأمل في تواريخ وفيات رجال السند يتبين السقط. وقد رجعت إلى ثلاثيات المسند فلم أجده في مسند جابر، ثم رجعت إلى غاية المقصد فتبين أن الساقط من المسند شيخ أحمد، وهو يزيد بن هارون، وقد أثبته في تخريج الحديث. ويبدو أنه سقط على أحد النساخ، والله أعلم. اهـ. قلت: فندرك أن قول محقق مسند أبي يعلى (4/ 152): إن هذا الحديث مما =
= فات السفاريني رحمه الله في "ثلاثيات أحمد" خطأ منه أيضًا؛ لأن الحديث ليس من الثلاثيات كما تقدم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه شرحبيل بن سعد وهو ضعيف. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وقد حسنه الحافظ ابن حجر -كما في المطالب هنا- والبوصيري كما في تخريج الحديث، وليس هذا بحسن، لما علم من حال شرحبيل.
32 - قصة قتل [ابن] أبي الحقيق
32 - قِصَّةِ قَتْلِ [ابْنِ] (¬1) أَبِي الْحُقَيْقِ 4291 - قَالَ أَبُو يعلى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا يونس بن بكير، حدّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّع الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي: أَبِي أُمِّي، عَنْ (¬2) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أنيس رضي الله عنه، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبَا قَتَادَةَ وَحَلِيفًا لَهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ إِلَى ابْنِ أَبِي الحقيق لنقتله، فخرجنا ليلًا، فتتبعنا أبوابهم، فعلَّقناها عليهم من خارج، ثم جمعنا المفاتيح، فصعد (¬3) الْقَوْمُ فِي النَّخْلِ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بن عتيك فِي دَرَجَةِ ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، فَتَكَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ عَبْدَ اللَّهِ! أَنَّى لَكَ بِهَذِهِ البلدة، قُومِي فَافْتَحِي لَهُ، فَإِنَّ الْكَرِيمَ لَا يُرَدُّ عَنْ بَابِهِ هَذِهِ السَّاعَةَ، فَقَامَتْ، فَقُلْتُ لِعَبْدِ الله بن عتيك: دونك، فشهر عليهم السيف، فذهبت امرأته لتصيح، ¬
فَأَشْهَرَ عَلَيْهَا السَّيْفَ، فَأَدْرَكَهُ (¬4) قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، فَأَكَفَّ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي مَشْرُبة لَهُ، فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَى شِدَّةِ بَيَاضِهِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، فَلَمَّا رَآنِي أَخَذَ وِسَادَةً فَاسْتَتَرَ بِهَا، فَذَهَبْتُ أَرْفَعُ السَّيْفَ لِأَضْرِبَهُ، فَلَمْ أَسْتَطِعْ مِنْ قِصَر الْبَيْتِ، فَوَخَزْتُهُ وَخْزًا (¬5)، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَقَالَ صَاحِبِي: فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَدَخَلَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجْنَا فَانْحَدَرْنَا مِنَ الدَّرَجَةِ، فَسَقَطَ عَبْدُ الله بن عتيك في الدَّرَجَةِ، فَقَالَ: وَارِجْلَاهُ! كُسرت رِجْلِي. فَقُلْتُ: لَيْسَ برجلك بَأْسٌ (¬6)، وَوَضَعْتُ قَوْسِي فَاحْتَمَلْتُهُ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ قَصِيرًا ضَئِيلًا، فَأَنْزَلْتُهُ فَإِذَا رِجْلُهُ لَا بَأْسَ بِهَا، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى لَحِقْنَا أَصْحَابَنَا، وَصَاحَتِ الْمَرْأَةُ وَابَيَاتَاهُ! فَيَثُورُ أَهْلُ خَيْبَرَ لِقَتْلِهِ، فَذَكَرْتُ مَوْضِعَ قوسي، فَقُلْتُ: لَا أَرْجِعُ حَتَّى آخُذَ قَوْسِي، فَرَجَعْتُ فَإِذَا أَهْلُ خَيْبَرَ، قَدْ ثَوَّرُوا، وَإِذَا مَا لَهُمْ كَلَامٌ إلَّا مَنْ قَتَلَ ابْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ؟ [فَجَعَلْتُ لَا أَنْظُرُ فِي وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَلَا يَنْظُرُ فِي وَجْهِي إلَّا قُلْتُ كَمَا يَقُولُ: مَنْ قَتَلَ ابْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ؟] (¬7) حَتَّى جِئْتُ الدَّرَجَةَ، فَصَعِدْتُ مَعَ النَّاسِ، فَأَخَذْتُ قَوْسِي، ثُمَّ لَحِقْتُ بِأَصْحَابِي، فَكُنَّا نَسِيرُ بِاللَّيْلِ، وَنَكْمُنُ بالنهار، فإذا كمنَّا النهار أقعدنا ناطورًا ينظُرُنا (¬8) حَتَّى إِذَا اقْتَرَبْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَكُنَّا بِالْبَيْدَاءِ كنت أنا ناطِرَهم، ثُمَّ إِنِّي أَلَحْتُ لَهُمْ بِثَوْبِي، فَانْحَدَرُوا، فَخَرَجُوا جَمْزًا، وَانْحَدَرْتُ أَنَا فِي آثَارِهِمْ، فَأَدْرَكْتُهُمْ حَتَّى بلغنا المدينة، فقال لي ¬
أَصْحَابِي: هَلْ رَأَيْتَ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: لَا, وَلَكِنْ رأيت ما أدرككم من العياء (¬9)، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَحْمِلَكُمُ الْفَزَعُ. وَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ: أَفْلَحَتِ الْوُجُوهُ، فَقُلْنَا: أَفْلَحَ وَجْهُكَ يَا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: أقتلتموه؟ قلنا: نعم، بِالسَّيْفِ الَّذِي قُتِلَ بِهِ، فَقَالَ: هَذَا طَعَامُهُ في ظُبات السيف. ¬
4291 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 204: 907). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 434: 968). وذكره -أيضًا- في المجمع (6/ 197)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف. اهـ. وأشار البيهقي في دلائل النبوة (4/ 34) إلى هذه الرواية. وقد ورد هذا الحديث عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، مرسلًا، يرويه عن الزهري: ابن إسحاق ومعمر وابراهيم بن سعد. أما رواية ابن إسحاق: فرواها في سيرته كما في سيرة ابن هشام (3/ 218) مطولًا وسمى ابن كعب: عبد الله. أما رواية معمر: فرواها عبد الرزاق في المصنف (5/ 407: 9747) عن معمر، به، بنحوه مطولًا، إلَّا أنه سمى ابن كعب: عبد الرحمن. وأما رواية إبراهيم بن سعد: فرواها البيهقي في السنن الكبرى (3/ 221) من طريق أبي مروان قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد، به، مختصرًا. وسمى ابن كعب: عبد الرحمن. قال البيهقي عقبه: هذا مرسل جيد. اهـ. =
= وقال -أيضًا- في معرفة السنن والآثار (4/ 382): هذا وإن كان مرسلًا فهو مشهور فيما بين أهل العلم بالمغازي. اهـ. ورواه -أيضًا- البيهقي في السنن الكبرى (3/ 222) من طريق يحيى بن سعيد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عبد الله بن أنيس، عن أبيه، فذكر آخره. قال البيهقي عقبه: وروي ذلك بتمامه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كعب عن عبد الله بن أنيس موصولًا. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري، وهو ضعيف، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله لم أجد له ترجمة. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. قلت: والذي ورد في الصحيح أن الذي قتل ابن أبي الحقيق هو عبد الله بن عتيك. رواه البخاري في صحيحه (7/ 395: 4038، 4039، 4040 الفتح) كتاب المغازي: باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق، ويقال سلام بن أبي الحقيق.
33 - باب غزوة خيبر
33 - باب غزوة خيبر 4292 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ -هُوَ الْفَزَارِيُّ-، عَنْ بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ: مَنْ كَانَ مُضْعِفًا أَوْ مُصْعِبًا فَلْيَرْجِعْ، وَأَمَرَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُنَادِيًا فَنَادَى بِذَلِكَ، فَرَجَعَ نَاسٌ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ عَلَى بَكْرٍ صعب، فمر من الليل على سواد (¬1)، فَنَفَرَ بِهِ، فَصَرَعَهُ، فَوَقَصَهُ، فَلَمَّا جِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: مَا شَأْنُ صَاحِبِكُمْ؟ قَالُوا: كَانَ مِنْ أَمْرِهِ كذا كذا، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا بِلَالُ مَا كُنْتَ أَذَّنْتَ فِي النَّاسِ: مَنْ كَانَ مُضْعِفًا أَوْ مُصْعَبًا فَلْيَرْجِعْ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فأبى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ. *بشر ضعيف جدًا. ¬
4292 - تخريجه: هو في بغية الباحث (2/ 361: 271). وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 41)، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، ولكنه ثقة. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 117 ب مختصر)، وقال: رواه الحارث =
= بسند ضعيف، لضعف بشير بن نمير. اهـ. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 227: 7792)، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن خلاد الدورقي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الشهيدي، حدّثنا المعتمر، قال: سمعت ليثًا يحدّث عن ثابت بن عجلان، عن أبي أمامة، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في غزوة ... فذكره مع زيادة في آخره. قلت: فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. (انظر ترجمته في الحديث رقم 4333).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه بشر بن نمير القشيري وهو متروك. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. وفي الباب: عن ثوبان رضي الله عنه مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في مسير له: إنا مدلجون فلا يدلجن مصعب ولا مضعف، فأدلج رجل على ناقة له صعبة، فسقط، فاندقت فخذه، فمات. فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالصلاة عليه، ثم أمر مناديًا ينادي في الناس: إن الجنة لا تحل لعاص. ثلاث مرات. رواه أحمد في مسنده (5/ 275)، واللفظ له، والطبراني في المعجم الكبير (2/ 98: 1436)، وفي مسند الشاميين له (2/ 150: 1085)، وابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 504: 1059)، مختصرًا، والحاكم في المستدرك (2/ 145)، والبيهقي في دلائل النبوَّة (6/ 282). قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد. اهـ. وقال الهيثمي في المجمع (3/ 41): وإسناد أحمد حسن. اهـ. إلَّا أن الألباني ضعفه في ظلال الجنة (2/ 504)، فقال: إسناده ضعيف، لضعف راشد بن داود. اهـ.
4293 - حدّثنا (¬1) محمد بن عمر، حدّثنا خَالِدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مروان، عن أبيه، قال: سمعت أم المطاع الْأَسْلَمِيَّةَ، وَكَانَتْ قَدْ شَهِدَتْ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْبَرَ، قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ أَسْلَمَ حِينَ شَكَوْا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- من شدّة الحال، فندب -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النَّاسَ، فَنَهَضُوا، فَرَأَيْتُ أسلم أول من انتهى إلى الحصين، فَمَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى فتحه الله تعالى عَلَيْنَا، وَهُوَ حِصْنُ الصَّعْبِ بْنُ مُعَاذٍ، بالنَّطَاة (¬2). ¬
4293 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 872: 679) .. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 98 ب مختصر)، وقال: رواه الحارث عن الواقدي، وهو ضعيف. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك. وفيه خالد بن ربيعة بن أبي هلال، ذكره البخاري في تاريخه وسكت عنه، وبيض له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وذكره ابن حبّان في الثقات .. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا.
4294 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي صَالِحِ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم خيبر للفارس ثلاثة أسهم، وللرَّاجل سهمًا.
4294 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 98 أمختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف، لضعف الحجاج بن أرطاة، لكن له شواهد. اهـ. ومن طريق ابن أبي شيبة: رواه أبو يعلى في مسنده (4/ 407: 2528)، قال: حدّثنا أبو بكر به، إلَّا أنه قال: "يوم حنين" بدلًا من "يوم خيبر".
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه: حجاج بن أرطاة وهو صدوق كثير الوهم والتدليس، وقد عنعن. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. ولكن له شاهد يرتقي به إلى الحسن لغيره. فقد روى البخاري في صحيحه (6/ 79: 2863)، (7/ 553: 4228 الفتح)، ومسلم في صحيحه (3/ 1383: 1762)، وأبو داود في سننه (3/ 75: 2733)، والترمذي في سننه (4/ 124: 1554)، وابن ماجه في سننه (2/ 146: 2883)، وأحمد في مسنده (2/ 2، 62، 72، 80)، والدارمي في سننه (2/ 297: 2472)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 325)، كلهم من طريق عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رضي الله عنه قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم خيبر للفرس سهمين، وللرَّاجل سهمًا. وهذا أحد ألفاظ البخاري.
4295 - وقال الحارث: حدّثنا داود بن عمرو، حدّثنا الْمُثَنَّى بْنُ زُرْعَةَ أَبُو رَاشِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إسحاق، حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ فَرْوَةَ الْأَسْلَمِيُّ، عن أبيه، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ بِرَايَتِهِ إِلَى بَعْضِ حُصُونِ خَيْبَرَ، فَقَاتَلَ، وَرَجَعَ وَلَمْ يَكُنْ (¬1) فَتَحَ (¬2)، وَقَدْ جُهِد، ثُمَّ بَعَثَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ [من الغد] (¬3) فقاتل، ثم (¬4) رَجَعَ وَلَمْ يَكُنْ فَتَحَ (¬5)، وَقَدْ جُهِد، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ دَعَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بعليّ، فتفل في عينه، ثُمَّ قَالَ: خُذْ هَذِهِ الرَّايَةَ، فَامْضِ (¬6) بِهَا حَتَّى يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْكَ. قَالَ: يَقُولُ سَلَمَةُ: فَخَرَجَ بِهَا وَاللَّهِ يُهَرْوِلُ هَرْوَلَةً، وَنَحْنُ (¬7) خَلْفَهُ نَتَّبَّعُ أَثَرَهُ، حَتَّى رَكَزَ رَايَتَهُ فِي رَضْمِ مِنْ حِجَارَةٍ تَحْتَ الْحِصْنِ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ (¬8) يَهُودِيٌّ مِنْ رَأْسِ الْحِصْنِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: علي بن أبي طالب، قال اليهودي لِأَصْحَابِهِ: غَلَبْتُمْ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى -أَوْ كما قال- فما رجع حتى فتح الله على يديه. ¬
4295 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 873: 680). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 98 ب مختصر)، وعزاه للحارث. ومن طريق الحارث: رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 62)، قال: حدّثنا أبو بكر بن خلّاد، حدّثنا الحارث، به، بنحوه. قال أبو نعيم: ولسلمة طرق، فمن أغربها- ثم ساق هذا الحديث. ثم قال عقبه: هذا حديث غريب من حديث بريدة عن أبيه، فيه زيادات لم يتابع عليها، وصحيحه من حديث يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع. اهـ. وذكره الذهبي في المغازي من تاريخ الإِسلام (ص 409)، وابن كثير في البداية والنهاية (4/ 187)، عن يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ به. وأورده السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 252)، وعزاه للحارث وأبي نعيم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه ثلاث علل: 1 - بريدة بن سفيان الأسلمي، وهو متروك. 2 - وأبوه: سفيان بن فروة، قال عنه الهيثمي: لم أعرفه. 3 - المثنى بن زرعة، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكت عنه. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. وفي الباب: عن بريدة رضي الله عنه قال: حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر، فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد، فخرج، فرجع، ولم يفتح له، وأصاب الناس يومئذٍ شدة وجهد، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إني دافع اللواء غدًا إلى رجل يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له، فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدًا، =
= فلما أن أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلَّى الغداة، ثم قام قائمًا، فدعا باللواء والناس على مصافهم، فدعا عليًا وهو أرمد، فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء، وفتح له. قال بريدة: وأنا فيمن تطاول لها. رواه أحمد في مسنده (5/ 353)، وفي فضائل الصحابة (2/ 593: 1009)، قال: حدّثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين بن واقد، حدثني عبد الله بن بريدة، حدثني أبي. ورواه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 21)، من طريق يحيى بن أبي طالب قال: أنبأنا زيد بن الحباب، به، بنحوه. إلَّا أنه ذكر عمر بن الخطاب في المرة الثانية. ورواه النسائي في خصائص علي (15)، من طريق معاذ بن خالد، قال: أخبرني الحسين بن واقد به. قلت: إسناد أحمد حسن.
34 - باب غزوة مؤتة
34 - بَابُ غَزْوَةِ مُؤْتَةَ 4296 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هارون، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: جَاءَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ، فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ، فَقَامَ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم- لَهُ: أُلَاقِي مِنْكَ الْيَوْمَ مَا لَقِيتُهُ مِنْكَ أَمْسِ. هَذَا صُورَتُهُ مُرْسَلٌ، فَإِنْ كَانَ قَيْسٌ سمعه من أسامة رضي الله عنه فهو صحيح على شرط الشيخين.
4296 - تخريجه: رواه أحمد في فضائل الصحابة (2/ 836: 1530)، قال: حدّثنا يزيد به بلفظ مقارب. ورواه ابن سعد في الطبقات (4/ 63)، قال: أخبرنا يزيد بن هارون به بلفظ مقارب.
الحكم عليه: رجاله ثقات، وصورته مرسل. كما قال الحافظ رحمه الله.
35 - باب غزوة الفتح
35 - باب غزوة الفتح 4297 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عن عائشة رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: "لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَضِبَ (¬1) فِيمَا كَانَ مِنْ شَأْنِ بَنِي كَعْبٍ غَضَبًا لَمْ أَرَهُ غَضِبَه مُنْذُ زَمَانٍ. وَقَالَ: "لَا نَصَرَنِي اللَّهُ إنْ لَمْ أَنْصُرْ بَنِي كَعْبٍ" (¬2). وَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قُولِي لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ فَلْيَتَجَهَّزَا لِهَذَا الْغَزْوِ. قَالَ: فَجَاءَا إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَا لَهَا: أَيْنَ يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ غَضِبَ فِيمَا كَانَ مِنْ شَأْنِ بَنِي كَعْبٍ غَضَبًا لَمْ أره غضبه (¬3) منذ زمان من الدهر. ¬
4297 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (7/ 343: 4380). =
= وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 438: 972). وذكره -أيضًا- في المجمع (6/ 161) وقال: رواه أبو يعلى عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ أبيه، عنهما، وقد وثقهما ابن حبّان، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 99 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى. وذكره الديلمي مختصرًا في الفردوس (5/ 134: 7730). وأورده الصالحين في سبل الهدى والرشاد (5/ 308)، وعزاه لأبي يعلى وجوّد إسناده.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه هشام بن حبيش، ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكتا عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات. فيتوقف في الحكم على الحديث.
4298 - حدّثنا (¬1) زهير، حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ، عَنْ أُخْتِهَا عَائِشَةَ بِنْتِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جدها الزبير رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنَّهُ أَعْطَاهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِوَاءَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَدَخَلَ الزُّبَيْرُ مَكَّةَ بلواءَيْن. *" [مُحَمَّدٌ هو ابن زبالة ضعيف جدًا] (¬2). ¬
4298 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (2/ 44: 684). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 440: 974). وذكره -أيضًا- في المجمع (6/ 169) وقال: رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن الحسن بن زبالة، وهو ضعيف جدًا. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 100 أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى. ورواه الفاكهي في أخبار مكة (5/ 217: 177) قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، حدّثنا محمد بن الحسن به. إلَّا أنه قال: حدثتني أم عروة عن أمها عن جدها عن الزبير. وذكره الحافظ في الفتح (7/ 601) وعزاه لأبي يعلى، وقال: إسناده ضعيف جدًا. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك. =
= وأم عروة بنت جعفر ذكرها البخاري في التاريخ الصغير ولم يذكر فيها جرحًا ولا تعديلًا. وأختها عائشة لم أجد لها ترجمة. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. وقد تقدم قول الحافظ إن إسناد الحديث ضعيف جدًا.
4299 - [1] وقال أبو بكر: حدّثنا إسحاق بن منصور، حدّثنا الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ أنس رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ، أمَّن النَّاسَ إلَّا أَرْبَعَةً.
4299 - [1] تخريجه: ذكره الهيثمي -مطولًا- في المجمع (6/ 167)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحكم بن عبد الملك، وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 100 ب مختصر)، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة والحارث. ورواه الطبراني في الأوسط، كما في مجمع البحرين (5/ 120: 2790) قال: حدّثنا محمد بن جعفر بن أعين البغدادي بمصر، حدّثنا الحسن بن بشر البجلي، حدّثنا الحكم بن عبد الملك به مطولًا. قال الطبراني عقبه: لم يروِ القصة عن قتادة، عن أنس، إلَّا الحكم، تفرد به الحسن بن بشر. اهـ. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 60) من طريق أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، قال: حدّثنا الحسن بن بشر الكوفي، حدّثنا الحكم بن عبد الملك به مطولًا. وأورده العقيلي في الضعفاء (1/ 257) في ترجمة الحكم بن عبد الملك، وذكر أنه لم يتابع عليه. ورواه الحارث، كما في بغية الباحث (3/ 876: 682) قال: حدّثنا أبو سلمة، قال: ابن خطل، يقال له: عبد الله بن خطل ... فذكره مع زيادات في ألفاظه. قلت: وهذا الإِسناد معضل. وذكره الهندي -مطولًا- في الكنز (10/ 519: 35190) وعزاه لابن عساكر.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: =
=
1 - الحكم بن عبد الملك، وهو ضعيف. 2 - تدليس قتادة، وقد عنعن. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وقد تقدم قول العقيلي: إنه لم يتابع عليه.
4299 - [2] وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله الحافظ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي، حدّثنا الحسن بن بشر، حدّثنا الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ عَنِ أنس رضي الله عنه، قَالَ: أمَّن رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النَّاسُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ إلَّا أَرْبَعَةً مِنَ النَّاسِ: عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ خَطَل، ومِقْيَس بن صُبَابة، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، وَأُمُّ سَارَةَ، فَأَمَّا عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ خَطَل فَإِنَّهُ قُتِلَ وَهُوَ آخِذٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، قَالَ: وَنَذَرَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَقْتُلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ إِذَا رَآهُ، وَكَانَ أَخَا عُثْمَانَ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيَشْفَعُ لَهُ، فَلَمَّا بصُر بِهِ الْأَنْصَارِيُّ اشْتَمَلَ عَلَى السَّيْفِ ثُمَّ آتَاهُ، فَوَجَدَهُ فِي حَلَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَجَعَلَ الْأَنْصَارِيُّ يتردَّد وَيَكْرَهُ أَنْ يُقْدم عَلَيْهِ لِأَنَّهُ فِي حَلَقَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَبَسَطَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[يده] (¬1) فبايعه. ثم قال الأنصاري: قَدِ انْتَظَرْتُكَ أَنْ تُوُفِّيَ بِنَذْرِكَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- هِبْتُك أَفَلَا أَوْمَأْتَ إِلَيَّ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: إنه ليس للنبي أن يكون يُومِئَ. قَالَ وَأَمَّا مِقْيَس بْنُ صُبابة فَإِنَّهُ كَانَ لَهُ أَخٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُتِلَ خَطَأً، فَبَعَثَ مَعَهُ رسول الله رَجُلًا مِنْ بَنِي فِهْرٍ لِيَأْخُذَ عَقْله مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا جَمَعَ لَهُ العَقْل وَرَجَعَ، نَامَ الفهري فوثب مقيس فأخذ حجرًا (¬2) فجلد (¬3) به رأسه، فقتله، وأقبل يقول: شَفَى النَّفْسَ مَنْ (¬4) قَدْ بَاتَ بِالْقَاعِ مُسندًا ... يضرِّج ثوبيه دماء الأخادع وكانت هموم النفسى مِنْ قَبْلِ قَتْلِهِ ... تُلمّ وَتُنْسِينِي وِطَاءَ الْمَضَاجِعِ ¬
قَتَلْتُ بِهِ فِهْرًا وغرَّمت (¬1) عَقْلَهُ ... سَرَاةُ بَنِي النَّجَّارِ أَرْبَابُ فَارِعِ حَلَلْتُ بِهِ نَذْرِي وَأَدْرَكْتُ ثؤْرَتي (¬2) ... وَكُنْتُ إِلَى الْأَوْثَانِ أَوَّلَ رَاجِعِ وَأَمَّا [أم] (¬3) سارة فإنها كانت مولاة قريش، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَشَكَتْ إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَأَعْطَاهَا شَيْئًا، ثُمَّ أَتَاهَا رجل فبعث معها بكتاب إلى مَكَّةَ ... فَذَكَرَ قِصَّةَ حَاطِبٍ. كَذَا فِي الْأَصْلِ. ¬
4299 - [2] تخريجه والحكم عليه: هو في دلائل النبوة (5/ 60). وتقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق السابقة.
4299 - [3] وقال الحارث: حدّثنا أبو سلمة -هو الخزاعي-، قَالَ: اسْمُ ابْنِ خَطَل: عَبْدُ اللَّهِ، كَانَتْ لَهُ جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِهِجَاءِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النَّاسُ كُلَّهُمْ آمِنِينَ، إلَّا ابْنَ خَطَلٍ وَقَيْنَتَيْهِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، وَمَقِيسَ بْنَ صُبَابَةَ (¬1) اللَّيْثِيَّ، فإنه -صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَجْعَلْ لَهُمُ الْأَمَانَ، فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ، إلَّا إحدى القينتين فإنها أسلمت. ¬
4299 - [3] تخريجه والحكم عليه: هو في بغية الباحث (3/ 876: 682). وتقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق الأولى.
4300 - وقال مسدّد: حدّثنا أُمية بن خالد، حدّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عن محمد بن عبّاد بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى قُرَيْشٍ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكُمْ إِنْ (¬1) تَبْرَءُوا مِنْ حِلْفِ بَنِي بَكْرٍ، أَوْ تَدُوا (¬2) خُزَاعَةَ، وَإِلَّا أُوذِنَكُمْ بِحَرْبٍ. فَقَالَ قَرَظَةُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ صِهْرُ مُعَاوِيَةَ: إِنَّ بَنِي بَكْرٍ قوم مشائيم فلا (¬3) نَدي ما قتلوا، لا يَبْقَى لَنَا سَبَد وَلَا لَبَد، وَلَا نَبْرَأُ مِنْ حِلْفِهِمْ فَلَمْ يبقَ عَلَى دِينِنَا أَحَدٌ غير [هم، ولكنّا نؤذنه] (¬4) بحرب. *هذا مرسل صحيح إسناده. ¬
4300 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 100 ب مختصر)، وقال: رواه مسدّد مرسلًا. اهـ. وذكره الحافظ في الفتح (7/ 598) وعزاه لمسدد. وأورده الصالحي في سبل الهدى والرشاد (5/ 310)، وعزاه لمسدد وصحح إسناده.
الحكم عليه الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل. قال الحافظ -كما في المطالب هنا-: هذا مرسل صحيح إسناده. اهـ. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
4301 - وقال [إسحاق: أخبرنا وهب بن جرير، حدثني] (¬1) أبي، حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى مَكَّةَ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، فَصَامَ، وَصَامَ النَّاسُ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ (¬2)، أَفْطَرَ، فنزل -صلى الله عليه وسلم- مر ظهران (¬3)، فِي عَشَرَةِ آلَافٍ مِنَ النَّاسِ، فِيهِمْ أَلْفٌ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَسَبْعُمِائَةٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَقَدْ عَمِيَتِ الْأَخْبَارُ عَلَى قُرَيْشٍ، فَلَا يَأْتِيهِمْ خَبَرٌ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إليك، وَلَا يَدْرُونَ مَا هُوَ فَاعِلُهُ، وَقَدْ خَرَجَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ، يَتَحَسَّسُونَ الْأَخْبَارَ، قَالَ الْعَبَّاسُ: فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَيْثُ نَزَلَ، قُلْتُ: وَاصَبَاحَ قُرَيْشٍ، وَاللَّهِ لَئِنْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ عَنْوَةً، لَيَكُونَنَّ هَلَاكُهُمْ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ، فَرَكِبْتُ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْبَيْضَاءَ حَتَّى جِئْتُ الْأَرَاكَ رَجَاءَ أَنْ أَلْتَمِسَ بَعْضَ الْحَطَّابَةِ، أَوْ صَاحِبَ لَبَنٍ، أَوْ ذَا حَاجَةٍ يَأْتِي مَكَّةَ، فَيُخْبِرُهُمْ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَخْرُجُوا إِلَيْهِ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لِأَسِيرُ ألتمس ما جئت له، إذا سَمِعْتُ كَلَامَ أَبِي سُفْيَانَ وَبُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَاللَّهِ مَا رأيت كالليلة نيرانًا ولا عسكرًا، فقال بديل: هذه والله خزاعة، قد خمشتها (¬4) الْحَرْبُ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: خُزَاعَةُ وَاللَّهِ أَقَلُّ وأذل من أن تكون ¬
هَذِهِ نِيرَانُهَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَنْظَلَةَ! فَعَرَفَ صَوْتِي، فَقَالَ: أَبُو الْفَضْلِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مالك فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، فَقُلْتُ: هَذَا وَاللَّهِ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فِي النَّاسِ، وَاصَبَاحَ قُرَيْشٍ، قَالَ: فَمَا الْحِيلَةُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟ قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّهِ لَئِنْ ظَفِرَ بِكَ لَيَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ، فَارْكَبْ عَجُزَ هَذِهِ الْبَغْلَةَ، فَرَكِبَ وَرَجَعَ صَاحِبَاهُ، فَخَرَجْتُ بِهِ، فَكُلَّمَا مَرَرْتُ بِنَارٍ مِنْ نِيرَانِ الْمُسْلِمِينِ، فَقَالُوا: مَا هذا؟ فَإِذَا رَأَوْا بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالُوا: هَذِهِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَيْهَا عَمُّهُ، حَتَّى مَرَرْتُ بِنَارِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ وَقَامَ إِلَيَّ، فَلَمَّا رَآهُ عَلَى عَجُزِ الْبَغْلَةِ عَرَفَهُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ عَدُوُّ اللَّهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمْكَنَ مِنْكَ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَدَفَعْتُ الْبَغْلَةَ فَسَبَقْتُهُ بِقَدْرِ مَا تَسْبِقُ الدَّابَّةُ الْبَطِيئَةُ الرَّجُلَ الْبَطِيءَ، فَاقْتَحَمْتُ عَنِ الْبَغْلَةِ، فَدَخَلْتُ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وَدَخَلَ عُمَرُ، فَقَالَ: هَذَا عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو سُفْيَانَ قَدْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُ، فِي غَيْرِ عقد ولا عهد، فدعني أضرب عُنُقَهُ، فَقُلْتُ: قَدْ أَجَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ جَلَسْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخَذْتُ بِرَأْسِهِ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا يُنَاجِيهُ اللَّيْلَةَ [رَجُلٌ] (¬5) دُونِي، فَلَمَّا أَكْثَرَ عُمَرُ، قُلْتُ: [مَهْلًا] (¬6) يَا عُمَرُ، فَوَاللَّهِ لَوْ كَانَ رَجُلًا (¬7) مِنْ بَنِي عَدِيٍّ مَا قُلْتَ هَذَا، وَلَكِنَّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، فَقَالَ: مَهْلًا يَا عَبَّاسُ، لَا تَقُلْ هَذَا، فَوَاللَّهِ لِإسلامك حِينَ أَسْلَمْتَ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِسْلَامِ أبي الخطاب لَوْ أَسْلَمَ، وَذَلِكَ أَنِّي عَرَفْتُ أَنَّ إِسْلَامَكَ أَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ إِسْلَامِ الْخَطَّابِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا عَبَّاسُ! اذْهَبْ به إلى رحلك، فإذا أصبحت فأتنا ¬
به، فذهب بِهِ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ بِهِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، قال: يَا أَبَا سُفْيَانَ! أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ؟ فَقَالَ: بأبي وأمي ما أحلمك، و [ما] (¬8) أَكْرَمَكَ، وَأَوْصَلَكَ وَأَعْظَمَ عَفْوَكَ، لَقَدْ كَادَ (¬9) أَنْ يَقَعَ فِي نَفْسِي أَنْ لَوْ كَانَ إِلَهٌ غَيْرَهُ لَقَدْ أَغْنَى شَيْئًا بَعْدُ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ، أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ، أَنِّي رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي مَا أَحْلَمَكَ، وَأَكْرَمَكَ، وَأَوْصَلَكَ، وَأَعْظَمَ عَفْوَكَ، أَمَّا [هَذِهِ] (¬10) فَإِنَّ فِي النَّفْسِ مِنْهَا حَتَّى الْآنَ شَيْءٌ، قَالَ الْعَبَّاسُ: فَقُلْتُ: [وَيْلَكَ، أَسْلِمْ، وَاشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-] (¬11) قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عُنُقُكَ، فَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال العباس: فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ الْفَخْرَ، [فَاجْعَلْ لَهُ شَيْئًا] (¬12)، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نَعَمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فهو آمن. أفلما انصرف، (¬13) إلى مكة ليخبرهم (¬14)، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: احْبِسْهُ بِمَضِيقٍ مِنَ الْوَادِي [عِنْدَ حَطْمِ الْخَيْلِ (¬15)، حَتَّى تَمُرَّ بِهِ جُنُودُ] (¬16) اللَّهِ، فَحَبَسَهُ الْعَبَّاسُ حَيْثُ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فمرت ¬
[القبائل على راياتها، فكلما مرت راية، قال: من هذه، (¬17)؟ فأقول: بني سُلَيْمٍ، فَيَقُولُ: مَا لِي وَلِبَنِي سُلَيْمٍ، ثُمَّ تمر أخرى، فيقول: من (¬18) هؤلاء؟ أفأقول: مُزَيْنَةُ، فَيَقُولُ: مَا لِي وَلِمُزَيْنَةَ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ] (¬19) ذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ كَتِيبَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْخَضْرَاءُ، فِيهَا الْمُهَاجِرُونَ [والأنصار، لا يرى منهم إلَّا الحدق] (¬20)، قال. من هذا؟ فقلت: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَقَالَ: مَا لِأَحَدٍ [بِهَؤُلَاءِ قِبَلٌ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَصْبَحَ] (¬21) مُلْكُ ابْنِ أَخِيكَ الْيَوْمَ لَعَظِيمٌ، فَقُلْتُ: وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ! إنها النبوة، قال: فنعم إذًا، فقلت: [النَّجَاءُ إِلَى قَوْمِكَ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَاهُمْ] (¬22) بِمَكَّةَ، فجعل يصيح بأعلى صوته: يامعشر قُرَيْشٍ! هَذَا مُحَمَّدٌ، قَدْ أَتَاكُمْ بِمَا لَا قِبَلَ [لَكُمْ بِهِ، فَقَامَتِ امْرَأَتُهُ] (¬23) هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ، فَأَخَذَتْ بِشَارِبِهِ فَقَالَتِ: اقْتُلُوا الحَميت الدَّسِمَ حمس الْبَعِيرِ مِنْ طَلِيعَةِ [قَوْمٍ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَا] (¬24) تَغُرَّنَّكُمُ هَذِهِ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، فَقَالُوا: قَاتَلَكَ الله، (وما يغنى عَنَّا دَارُكَ) (¬25)، قَالَ: وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمن. *هذا حديث صحيح. ¬
وَرَوَى مَعْمَرٌ (¬26) وَابْنُ عُيَيْنَةَ (¬27) وَمَالِكٌ (¬28) عَنِ الزُّهْرِيِّ طَرَفًا مِنْهُ فِي قِصَّةِ الصَّوْمِ، وَأَخْرَجَ ذَلِكَ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا. وَرَوَى أَحْمَدُ (¬29) طَرَفًا مِنْهُ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ (¬30) إِسْحَاقَ. وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ (¬31) طَرَفًا مِنْهُ، مِنْ قِصَّةِ أَبِي سُفْيَانَ مُخْتَصَرًا جِدًّا. وَلَمْ يَسُقْهُ أَحَدٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ السِّتَّةِ وَأَحْمَدُ بتمامه. ورواه الذهلي بتمامه بالزهريات من طريق أبي إدريس، عن محمد ابن إِسْحَاقَ، لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ تصريحُ ابْنِ إِسْحَاقَ بِسَمَاعِهِ لَهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ. وَالسِّيَاقُ الَّذِي هُنَا حسن جدًا. ¬
4301 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 98 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح، ورواه أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وأبو داود في سننه مختصرًا. اهـ. ورواه أحمد في مسنده (1/ 266، 315) قال: حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، به، فذكر طرفًا منه في قصة الصوم. ورواه أبو داود في سننه (3/ 162: 3021) كتاب الخراج والإمارة والفيء: باب ما جاء في خبر مكة. من طريق ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، به، فذكر طَرَفًا مِنْهُ مِنْ قِصَّةِ أَبِي سُفْيَانَ، مُخْتَصَرًا جدًا. ورواه الذهلي في الزهريات -كما في المطالب هنا- من طريق أبي إدريس (كذا)، عن محمد بن إسحاق، به، بتمامه. =
= قال الحافظ ابن حجر عقبه: لَيْسَ فِيهِ تصريحُ ابْنِ إِسْحَاقَ بِسَمَاعِهِ لَهُ من الزهري. اهـ. ورواه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار "مسند ابن عباس" (ح 130) من طريق يونس بن بكير، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق، به، فذكر طرفًا منه في قصة الصوم. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 43) من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به، مختصرًا. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. ورواه -أيضًا- ابن جرير الطبري (ح 129) من طريق عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، به، فذكر طرفًا منه في قصة الصوم. وقد رواه عن الزهري جماعة آخرون، منهم: 1 - مالك، عنه. رواه مالك في الموطأ (1/ 294: 21) كتاب الصيام: باب ما جاء في الصيام في السفر. فذكر طرفًا منه في قصة الصوم. ومن طريقه: البخاري في صحيحه (4/ 213: 1944 الفتح) كتاب الصيام: باب إذا صام أيامًا من رمضان ثم سافر. والدارمي في سننه (2/ 16: 1708) كتاب الصوم: في السفر. وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار "مسند ابن عباس" (ح 132، 133، 135)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 64)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 240)، كتاب الصيام: باب جواز الفطر في السفر القاصد دون القصير، والبغوي في شرح السنة (6/ 310: 1766) من طرق عن مالك، به. 2 - سفيان، عنه. رواه البخاري في صحيحه (6/ 134: 2953 الفتح) كتاب الجهاد والسير: باب الخروج في رمضان، ومسلم في صحيحه (2/ 784) كتاب الصيام: باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر من غير معصية، والنسائي في سننه (4/ 189: =
2313) كتاب الصيام: باب الرخصة للمسافر أن يصوم بعضا ويفطر بعضًا، وأحمد في مسنده (1/ 219)، والحميدي في مسنده (1/ 238: 514)، وابن خزيمة في صحيحه (3/ 262: 2035)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار "مسند ابن عباس" (ح 127، 128)، وابن الجارود في المنتقى (ح 398) من طرق عن سفيان، به، فذكر طرفًا منه في قصة الصوم. 3 - معمر، عنه. رواه عبد الرزاق في المصنف (2/ 563: 4471) عن معمر، به، فذكر طرفًا منه في قصة الصوم. ومن طريقه: البخاري في صحيحه (7/ 595: 4276 الفتح)، كتاب المغازي: باب غزوة الفتح في رمضان، ومسلم في الموضع السابق، وأحمد في مسنده (1/ 334، 366)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 240)، ودلائل النبوة (5/ 21)، ومن طرق عن عبد الرزاق، به. 4 - وابن جريج، عنه. رواه أحمد في مسنده (1/ 348)، وعبد الرزاق في المصنف (2/ 563: 4427)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 64)، من طرق عن ابن جريج، به، فذكر طرفًا منه في قصة الصوم. 5 - عقيل، عنه. رواه البخاري في صحيحه (7/ 595: 4275 الفتح) في الموضع السابق. وابن جرير الطبري (ح 134)، من طريقين عن عقيل، به، فذكر طرفًا منه في قصة الصوم. 6 - يونس، عنه. رواه مسلم في الموضع السابق. وابن جرير الطبري (ح 135) فذكر طرفًا منه في قصة الصوم. 7 - الليث بن سعد، عنه. =
= رواه مسلم في الموضع السابق. وابن جرير الطبري (ح 135)، باللفظ السابق. 8 - جعفر بن برقان، عنه. رواه ابن جرير الطبري (ح 131) من طريق يونس، عن جعفر بن برقان، به، فذكر طرفًا منه في قصة الصوم. والحديث ورد من طريق منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس. رواه البخاري في صحيحه (4/ 220: 1948 الفتح)، كتاب الصوم: باب من أفطر في السفر ليراه الناس، و (7/ 595: 4279)، كتاب المغازي: باب غزوة الفتح في رمضان، ومسلم في صحيحه (2/ 785) في الموضع السابق، وأبو داود في سننه (2/ 316: 2404)، كتاب الصوم: باب الصوم في السفر. والنسائي في سننه (4/ 184: 2291)، كتاب الصيام: باب ذكر الاختلاف على منصور، وأحمد في مسنده (1/ 259، 291، 325)، وابن خزيمة في صحيحه (3/ 263: 2536)، كتاب الصيام: باب ذكر البيان على أن هذه الكلمة "وإنما يؤخذ بالآخر" ليس من قول ابن عباس، وابن جرير في تهذيب الآثار "مسند ابن عباس" (ح 114، 115، 116، 117، 121)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 243) كتاب الصيام: باب الرخصة في الصوم في السفر، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 69) من طرق عن منصور، به، فذكر طرفًا منه في قصة الصوم. وقد اختلف فيه على منصور: فرواه النسائي في الموضع السابق (ح 2295)، وأحمد (1/ 345)، والطيالسي في مسنده (ص344: 2644)، وابن جرير الطبري (ح 118, 119، 120)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 65) من طريق منصور عن مجاهد، عن ابن عباس. قال الحافظ في الفتح (4/ 220): يحتمل أن يكون مجاهد أخذه عن طاوس، =
= عن ابن عباس، ثم لقي ابن عباس فحمله عنه، أو سمعه من ابن عباس، وثبته فيه طاوس. اهـ. وله طريق آخر عن ابن عباس. رواه النسائي في سننه (4/ 183: 2287)، كتاب الصيام: باب الصيام في السفر، وأحمد (1/ 244،342، 344، 350)، والطيالسي (ص 352: 2701)، من طريق الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس. ورواه أحمد (1/ 261) من طريق بشير بن يسار، مولى بني حارثة، عن ابن عباس.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، عدا محمد بن إسحاق وهو صدوق يدلس، إلَّا أنه صرح بالتحديث. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد حسن. قال الحافظ -كما في المطالب هنا-: هذا حديث صحيح. اهـ. وصحح إسناده -أيضًا- الصالحي في سبل الهدى والرشاد (5/ 326). وتقدم في تخريج الحديث تصحيح البوصيري لهذا الإِسناد.
4352 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عرعرة، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا يَعْقُوبُ القُمي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا فَتَحَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ، رنَّ إِبْلِيسُ رنة، فاجتمعت إليه ذريته، فقال: ايأسوا أَنْ تَرُدُّوا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ إِلَى الشِّرْكِ بَعْدَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَلَكِنْ أَفْشُوا فِيهِمْ -يَعْنِي بِمَكَّةَ- (¬1) النوح والشعر. ¬
4352 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 99 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى الموصلي. وذكره الصالحي في سبل الهدى والرشاد (5/ 350)، وعزاه لأبي يعلى، وأبي نعيم.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد فيه جعفر بن أبي المغيرة وهو صدوق، إلَّا أن روايته عن سعيد بن جبير فيها وهم، وفيه يعقوب القمي وهو صدوق يهم. وعليه فالأثر بهذا الإِسناد ضعيف.
4303 - وقال أبو بكر: حدّثنا شَبَابَةُ -هُوَ ابْنُ سوَّار-، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مسلم، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ وَفِي الْبَيْتِ أَوْ حَوْلَ الْبَيْتِ ثَلَاثُمِائَةٍ وستون صنمًا، تعبد من دون الله تعالى، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأُكِبَّت لِوَجْهِهَا، ثُمَّ قَالَ: {جَآءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (¬1) ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْبَيْتَ، فصلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنٍ، فَرَأَى فِيهِ تِمْثَالَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ، وَقَدْ جَعَلُوا فِي يَدِ إِبْرَاهِيمَ الْأَزْلَامَ يَسْتَقْسِمُ [بِهَا] (¬2) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَسْتَقْسِمُ (¬3) بِالْأَزْلَامِ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِزَعْفَرَانٍ، فلطَّخه بتلك التماثيل. * إسناده حسن. ¬
4303 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 99 مختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد حسن. اهـ. ورواه أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 487: 18751)، كتاب المغازي: باب حديث فتح مكة. بسنده وبلفظ مقارب. قال الحافظ ابن حجر -كما في المطالب هنا-: إسناده حسن. اهـ. قلت: فيه أبو الزبير المكي وهو ثقة يدلس، وقد عنعن. وأورده الحافظ في الفتح (7/ 610)، وعزاه لابن أبي شيبة. وذكره الهندي في الكنز (10/ 499: 30161)، وعزاه لابن أبي شيبة. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه أبو الزبير المكي وهو ثقة يدلس، وقد عنعن وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وللحديث شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره. منها: ما رواه البخاري في صحيحه (7/ 609: 4287 الفتح)، واللفظ له، ومسلم في صحيحه (8/ 1403: 1781)، من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مكة يوم الفتح، وحول البيت ستون وثلاثمائة نُصُب، فجعل يطعنها بعود في يده. ويقول: جاء الحق وزهق الباطل، جاء الحق وما يبدىء الباطل وما يعيد. وما رواه البخاري (7/ 609: 4288 الفتح)، واللفظ له، وأحمد في مسنده (1/ 334)، من حديث ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: قاتلهم الله، لقد علموا ما استقسما بها قط. ثم دخل البيت فكبَّر في نواحي البيت، وخرج ولم يصل فيه.
4304 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إسماعيل، حدّثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ، أَرْسَلَ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ أَنَّهُ يُرِيدُ مَكَّةَ (¬1)، مِنْهُمْ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ، وَفَشَا فِي النَّاسِ أَنَّهُ يُرِيدُ حُنَيْنًا، قَالَ: فَكَتَبَ حَاطِبٌ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُرِيدُكُمْ، قَالَ: فَبَعَثَنِي (¬2) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَا وَأَبَا مَرْثَدٍ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ [الْكِتَابِ الَّذِي مَعَ الْمَرْأَةِ بِرَوْضَةِ خاخ] (¬3)، وفيه قال حبيب ابن أبي ثابت: فأخرجته من [قُبُلها] (¬4). ¬
4304 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (1/ 319: 397). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 439: 973). وذكره أيضًا في المجمع (6/ 162)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه الحارث الأعور، وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 99 ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند فيه الحارث الأعور، وهو في الصحيح وغيره، وفي هذا زيادة ظاهرة. اهـ. ورواه الطبري في جامع البيان (28/ 59)، قال: حدّثنا ابن حميد، حدّثنا مهران، عن أبي سنان سعيد بن سنان، به، بنحوه. =
= وذكره الزيلعي في تخريجه لأحاديث الكشاف (3/ 450)، وابن حجر في الكافي الشاف (4/ 167)، ونسباه للطبراني وابن أبي حاتم وأبي يعلى. وقع في كتاب الزيلعي زيادة أبي إسحاق، فكان السند هكذا: عن عمرو بن مرة الجملي، عن أبي إسحاق، عن أبي البختري، وهو خطأ. وأورده السيوطي في الدر المنثور (6/ 224)، وعزاه لأبي يعلى وابن المنذر.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه الحارث بن عبد الله الأعور وهو ضعيف جدًا. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. وقد ثبت معنى هذا الحديث من غير هذا الطريق. فقد روى البخاري في صحيحه (6/ 166: 3007 الفتح)، كتاب الجهاد والسير: باب الجاسوس و (7/ 592: 4274 الفتح)، كتاب المغازي: باب غزوة الفتح و (8/ 502: 4895)، كتاب التفسير: باب {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} ومسلم في صحيحه (4/ 1941: 2494)، كتاب فضائل الصحابة: باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة، وأبو داود في سننه (3/ 47: 2650)، كتاب الجهاد: باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلمًا، والترمذي في سننه (5/ 409: 3305)، كتاب تفسير القرآن: باب ومن سورة الممتحنة، والنسائي في السنن الكبرى (6/ 487: 11585)، كتاب التفسير: باب قوله تعالى: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}، كلهم من طريق سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قال: أخبرني الحسن بن محمد بن علي أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع يقول: سمعت عليًا رضي الله عنه يقول: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنا والزبير والمقداد فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوا منها، قال: فانطلقنا تعادي بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظَّعينة، قلنا لها: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي كتاب. قلنا: لتخرجنَّ الكتاب أو لنلقينَّ الثياب. قال: فأخرجته من عقاصها، فأتينا به =
= رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَإِذَا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة -إلى ناس بمكة من المشركين- يخبرهم ببعض أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يا حاطب ما هذا؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا تعجل عليّ, إني كنت امرءًا ملصقًا في قريش -يقول: كنت حليفًا- ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين من لهم بها قرابات يحمون أهليهم وأموالهم، فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادًا عن ديني ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أما إنه قد صدقكم. فقال عمر: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدرًا قال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. فأنزل الله السورة [الممتحنة: 1] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1)}.
4355 - وقال أمسدد، (¬1): حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، [عَنْ أَيُّوبَ] (¬2)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَوْ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يؤذِّن يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمية قَاعِدَانِ، أَحَدُهُمَا بِجَنْبَيْ صَاحِبِهِ، يُشِيرَانِ إِلَى بِلَالٍ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا: انْظُرْ إِلَى هَذَا الْعَبْدِ، فَقَالَ الْآخَرُ: إِنْ يَكْرَهَهُ الله يغيِّره (¬3). (206) وحديث حاطب رضي الله عنه مضى في الممتحنة (¬4). ¬
4305 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 54 أمختصر)، وعزاه لمسدد وقال: وله شاهد من حديث عائشة. اهـ. ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 234) قال: أخبرنا عارم بن الفضل، أخبرنا حماد بن زيد، به، بنحوه. ورواه معمر في الجامع (10/ 393: 19464)، باب: رسالة السلام: ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوَّة (5/ 79) قال: عن أيوب، به، بنحوه. وبدون شك في الراوي.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - شك أحد الرواة حيث قال: عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَوْ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ مكة، ولم يعين ذلك. فيكون في إسناده مبهم. =
= 2 - الإرسال، لأن ابن أبي مليكة تابعي ولم يشهد القصة. وأيوب لم يسمع من أحد الصحابة رضي الله عنهم. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. ولهذا الحديث شاهد مرسل، يتقوى به إلى الحسن لغيره. رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (1/ 224)، وأبو داود في المراسيل (ح22)، والبيهقي في دلائل النبوَّة (78/ 5)، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بلالًا أن يؤذن يوم الفتح فوق الكعبة. قلت: إسناد أبي داود صحيح.
4306 - قَالَ (¬1) إِسْحَاقُ: أنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: لَمَّا وَقَفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِذِي طُوًى؛ قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِأَصْغَرِ بَنَاتِهِ: اصْعَدِي بِي عَلَى الْجَبَلِ، وَكَانَ يومئذٍ أَعْمَى، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، وَفِيهَا: وَكَانَ فِي عُنُقِ الْجَارِيَةِ طَوْقٌ لَهَا مِنْ وَرِقٍ فَمَرَّ عَلَيْهَا رَجُلٌ فَاقْتَطَعَهُ؛ وفي آخره: قول أبي بكر: يا أخته احْتَسِبِيهِ؛ فَوَاللَّهِ إِنَّ الْأَمَانَةَ فِي النَّاسِ لَقَلِيلَةٌ. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بِطُولِهِ إلَّا قَوْلَ أَبِي بَكْرٍ الأخير (¬2). ¬
4306 - تخريجه: الحديث أخرجه إسحاق (5/ 131)، (2245)، بهذا المتن والإِسناد. وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 89)، (237)، قال حدّثنا محمد بن علي بن الأحمر الناقد، ثنا محمد بن يحيى القطعي، ثنا وهب بن جرير به. وأخرجه ابن هشام في السيرة القسم الثاني (ص 405)، من طريق ابن إسحاق بهذا الإِسناد. وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 46)، قال: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكيرعن ابن إسحاق به، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 95)، من طريق الحاكم وأبي بكر القاضي قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب به. وأخرجه الطبراني في الكبير (14/ 88)، (236)، قال حدّثنا علي بن =
= عبد العزيز، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق به. وأخرجه ابن حبّان (16/ 187)، (7208)، قال: أخبرنا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بن إبراهيم بن سعد عن أبيه به. وأخرجه أحمد في المسند (6/ 349)، قال: ثنا يعقوب به ولم يذكر قول أبي بكر في آخره. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (5/ 451)، وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 582). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 174) رواه أحمد والطبراني وزاد: فوالله إن الأمانة اليوم في الناس قليلة ورجالهما ثقات.
الحكم عليه: الحديث حسن الإِسناد، ابن إسحاق صدوق صرح بالتحديث وبقية رجاله ثقات. (سعد).
36 - باب غزوة حنين
36 - باب غزوة حنين 4307 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حدّثنا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (¬1) يوم حنين انْكَشَفَ عَنْهُ النَّاسُ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ، آخِذٌ بِلِجَامِ (¬2) بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ويحك يا زيد، ادع المهاجرين، فإن لله تعالى في أعناقهم بيعة، فحدثني بريدة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: أَقْبَلَ مِنْهُمْ أَلْفٌ، قَدْ طَرَحُوا الجُفُون وَكَسَّرُوهَا، ثُمَّ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ. ¬
4307 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 181)، وقال: رواه البزّار، ورجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 101 أمختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة والبزار واللفظ له، وروته ثقات. اهـ. ورواه -أيضًا- ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 524: 18836)، كتاب المغازي، باب غزوة حنين وما جاء فيها، قال: حدّثنا الفضل بن دُكين به، إلَّا أنه =
= قال: عن عبد الله بن بريدة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره بنحوه مطولًا. قلت: قال محقق مصنف ابن أبي شيبة، والأصح عن أبيه. وراه البزّار، كما في كشف الأستار (2/ 347: 1828)، من طريق عبيد الله بن موسى، قال: حدّثنا يوسف بن صهيب، به، بنحوه مطولًا. قال البزّار: لا نعلم رواه إلَّا بريدة ولا رواه عن عبد الله إلَّا يوسف بن صهيب، وهو كوفي مشهور. اهـ. وحكم عليه الحافظ في مختصر زوائد البزّار (2/ 47)، بأن رجاله ثقات. وذكره ابن كثير -مختصرًا- في البداية والنهاية (4/ 331)، عن عبد الله بن بريدة، وعزاه ليونس بن بكير في مغازيه. وقد وقع عنده: يوسف بن صهيب بن عبد الله، وهو خطأ، والصواب "عن" عبد الله، كما تقدم في سند هذا الحديث.
الحكم عليه: إسناده صحيح، والراجح أن عبد الله بن بريدة سمع من أبيه. وقد تقدم قول الهيثمي وابن حجر والبوصيري بأن رجاله ثقات.
4308 - [1] حدّثنا (¬1) محمد بن الحسن، حدّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ [طَهْمَانَ] (¬2)، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عُتْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- من الطائف نزل (¬3) الْجِعْرَانَةِ (¬4) قَسَمَ بِهَا الْغَنَائِمَ، ثُمَّ اعْتَمَرَ مِنْهَا، وَذَلِكَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ شَوَّالٍ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا (¬5). ¬
4308 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (3/ 279)، وقال: رواه أبو يعلى من رواية عتبة مولى ابن عباس، ولم أعرفه. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 154، مختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعنه أبو يعلى. اهـ. ومن طريق ابن أبي شيبة: رواه أبو يعلى في مسنده (4/ 261: 2374)، قال: حدّثنا أبو بكر، به، بلفظه. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 263: 602). ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 171)، قال: أخبرنا محمد بن سابق، أخبرنا إبراهيم بن طهمان، به، بلفظه. =
= ورواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 431: 12223)، من طريق عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الأسدي، به، بلفظه. إلَّا أنه قال: عمير مولى ابن عباس، عن ابن عباس. قلت: لذا عزاه الهيثمي لأبي يعلى، ولم ينسبه للطبراني. وذكر ابن كثير في البداية والنهاية (4/ 366)، رواية الطبراني، ثم قال عقبه: غريب جدًا، وفي إسناده نظر، والله أعلم. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل أبي الزبير وهو ثقة يدلس، وقد عنعن. ومحمد بن الحسن الأسدي صدوق فيه لين، وعتبة مولى ابن عباس لم أعرفه. وتقدم قول ابن كثير عن هذا الحديث بأنه غريب جدًا، وفي إسناده نظر. قلت: وقد وقع في هذا الحديث أن عمرة الجعرانة كانت في شوال. والصحيح أنها كانت في ذي القعدة، فعن أنس رضي الله عنه قال: اعتمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربع عمر كلهن في ذي القعدة إلَّا التي كانت مع حجته: عمرة الحديبية في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته. رواه البخاري (3/ 702: 1780)، (6/ 210: 3066)، (7/ 504: 4148 الفتح)، واللفظ له، ومسلم (2/ 916: 1253)، وأبو داود (2/ 206: 1994)، والترمذي (3/ 170: 815)، وأحمد (3/ 134، 245، 298)، وابن سعد في الطبقات (2/ 171)، وأبو يعلى في مسنده (5/ 253: 2872)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 358: 3071)، وابن حبّان، كما في الإحسان (6/ 31: 3756)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 345: 357)، وفي دلائل النبوة (5/ 455)، والبغوي في شرح السنَّة (7/ 11: 1846).
4309 - وقال مسدّد: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عَوْفٍ، حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَاحِبُ السِّقَايَةِ، حدَّثني رَجُلٌ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَالَ: لَمَّا الْتَقَيْنَا نَحْنُ وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَقُومُوا لَنَا حَلْبَ شَاةٍ أن كشفناهم، فبينا نحن نَسُوقُهُمْ فِي أَدْبَارِهِمْ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى صَاحِبِ البغلة البيضاء أوالشهباء فَنَلْقَى عِنْدَهَا رِجَالًا بِيضَ الْوُجُوهِ، فَقَالَ: شاهَت الوجوه، ارجعوا فانهزمنا من قولهم، فركبوا أكتافنا فكانت إياها.
4309 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 101 أمختصر)، وقال: رواه مسدّد، عن يحيى، عن عون، عنه به. اهـ. ومن طريق مسدّد: رواه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 143)، وذكره ابن كثير في والنهاية (4/ 331)، إلَّا أنهما قالا: قال مسدّد: حدَّثنا جعفر بن سليمان، حدَّثنا عوف. ورواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (10/ 103)، قال: حدَّثنا القاسم، الحسين، حدَّثني جعفر بن سليمان، عن عوف، به، بنحوه. ورواه أيضًا (10/ 103)، من طريق المعتمر بن سليمان، عن عوف، به،. إلَّا أنه قال: عبد الرحمن مولى أم برثن أو أم مريم. وذكره الذهبي في المغازي من تاريخ الإسلام (ص 583)، وقال: إسناده جيد. اهـ. وأورده السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 269)، وعزاه أيضًا لابن عساكر.
الحكم عليه: رجاله ثقات، إلَّا عبد الرحمن صاحب السقاية فهو صدوق. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد حسن، وجهالة الرجل لا تضر؛ لأن الظاهر أنه أسلم وحدَّث عبد الرحمن بهذه القصة. =
= وقد قال الحافظ ابن حجر في التهذيب (6/ 122)، في ترجمة عبد الرحمن صاحب السقاية، روى عن رجل من الصحابة لم يسمه. اهـ. قلت: والظاهر أنه هذا، والله أعلم.
4310 - وقال عبد: حدَّثنا موسى بن مسعود، حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ الطَّائِفِيُّ، حدَّثني أَبِي (¬1) السَّائِبِ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ السُّوَائِيَّ، قَالَ (¬2): وَكَانَ شَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ أَسْلَمَ، فَنَحْنُ نَسْأَلُهُ عَنِ الرُّعْبِ الَّذِي ألقاه الله تعالى فِي قُلُوبِ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَيْفَ كَانَ؟ قَالَ: كُنَّا نَأْخُذُ [الْحَصَاةَ] (¬3)، فَنَرْمِيهَا فِي الطَّسْتِ (¬4) فيه الماء فيطنّ، قَالَ: كُنَّا نَجِدُ فِي أَجْوَافِنَا مِثْلَ هَذَا. ¬
4310 - تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (1/ 402: 438). وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 183)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 101 أمختصر)، وعزاه لعبد بن حميد. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 237: 623)، قال: حدَّثنا علي بن عبد العزيز، حدَّثنا أبو حذيفة، به، بنحوه. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 144)، من طريقين، عن أبي حذيفة، به، بلفظ مقارب. وقد تابع أبا حذيفة: معن بن عيسى. فرواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (10/ 103)، قال: حدَّثنا محمد بن يزيد الآدمي، حدَّثنا معن بن عيسى، عن سعيد بن السائب الطائفي، به، بنحوه. قلت: ومعن بن عيسى بن يحيى الأشجعي مولاهم، قال عنه الحافظ في =
= التقريب (ص 542 رقم 6820)، ثقة ثبت. وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (4/ 331)، والتفسير (2/ 359)، وقال عقبه: له شاهد من حديث الفهري يزيد بن أُسيد، فالله أعلم. اهـ. وأورده السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 269)، وعزاه لعبد بن حميد والبيهقي.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه موسى بن مسعود النهدي وهو صدوق سيء الحفظ، والسائب بن يسار الطائفي، ذكره البخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وسكتا عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: كان يروي عن يزيد المراسيل. وقد تابع موسى بن مسعود: معن بن عيسى كما في رواية الطبري، فتبقى العلة الثانية، ويتوقف في الحكم على الحديث، إلَّا أن للحديث شاهدًا من حديث الفهري. كما قال ابن كثير. يرتقي فيه الحديث إلى الحسن لغيره. وهو ما رواه أحمد في مسنده (5/ 286)، قال: حدَّثنا بهز، حدَّثنا حماد بن سلمة، أخبرني يعلي بن عطاء، عن أبي همام -قال أبو الأسود، هو عبد الله بن يسار- عن أبي عبد الرحمن الفهري، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في غزوة حنين، فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظلال الشجر، فلما زالت الشمس، لبست لأمتي وركبت فرسي. فانطلقت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في فسطاطه، فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، حان الرواح؟ فقال: أجل، فقال: يا بلال، فثار من تحت سمرة كأن ظله ظل طائر، فقال: لبيك وسعديك وأنا فداؤك، فقال: اسرج لي فرسي. فأخرج سرجًا دفتاه من ليف ليس فيهما أشر ولا بطر، قال: فأسرج. قال: فركب وركبنا فصاففناهم عشيتنا وليلتنا، فتشامت الخيلان، فولى المسلمون مدبرين، كما قال الله عزَّ وجلَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله، ثم قال: يا =
= معشر المهاجرين: أنا عبد الله ورسوله، قال: ثم اقتحم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن فرسه، فأخذ كفًا من تراب، فأخبرني الذي كان أدنى إليه مني أنه ضرب به وجوههم، وقال: شاهت الوجوه. فهزمهم الله عزَّ وجلَّ. قال يعلي بن عطاء: فحدَّثني أبناؤهم عن آبائهم أنهم قالوا: لم يبق منا أحد إلَّا امتلأت عينه وفمه ترابًا، وسمعنا صلصلة بين السماء والأرض كإمرار الحديد على الطست الحديد. ورواه أبو داود في سننه (4/ 359: 5233)، والدارمي في سننه (2/ 289: 4252)، والطيالسي في مسنده (195: 1371)، وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 529: 18844)، وابن سعد في الطبقات (2/ 156)، وابن جرير الطبري في جامع البيان (10/ 102)، والبزار، كما في كشف الأستار (2/ 350: 1833)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 141)، قال الهيثمي في المجمع (6/ 181 - 182)، روى أبو داود منه إلى قوله: "ليس فيه أشر ولا بطر"، ورواه البزّار والطبراني، ورجالهما ثقات. اهـ. وقال الحافظ في مختصر زوائد البزّار (2/ 48)، أصله في سنن أبي داود، ورجاله ثقات. اهـ. وقال الألباني في صحيح أبي داود (3/ 983)، حسن. اهـ. قلت: الحديث بجميع طرقه مداره على أبي همام، عبد الله بن يسار، قال عنه ابن المديني: شيخ مجهول. اهـ. وذكره ابن حبّان في الثقات. انظر في ترجمته: الثقات (5/ 51)، التهذيب (6/ 77). التقريب (ص 330: 3718).
4311 - وَبِهِ (¬1) إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: فَذَكَرَ انْكِشَافَةً انْكَشَفَهَا الْمُسْلِمُونَ، فَتَبِعَهُمُ الْكُفَّارُ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْضَةً (¬2) مِنَ الْأَرْضِ (¬3)، ثُمَّ أَقْبَلَ بِهَا عَلَى الْمُشْرِكِينِ، فَرَمَى بها في وجوههم، فَقَالَ: ارْجِعُوا شَاهَتِ الْوُجُوهُ، قَالَ: فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَلْقَى أَخَاهُ، إلَّا وَهُوَ يَشْكُو القَذَى في عينيه. ¬
4311 - تخريجه: هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (1/ 402: 439). وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 182)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 101 ب مختصر)، وعزاه لعبد بن حميد. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 237: 622)، قال: حدَّثنا علي بن عبد العزيز، حدَّثنا أبو حذيفة، به، بنحوه. وزاد في آخره: ويمسح عينيه. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 143)، من طريق الكُدَيمي، قال: حدَّثنا موسى بن مسعود، به، بنحو رواية الطبراني. وقد تابع موسى بن مسعود: معن بن عيسى، فرواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (10/ 103)، قال: حدَّثنا محمد بن يزيد الآدمي، حدَّثنا معن بن عيسى، عن سعيد بن السائب الطائفي، به، بنحوه. وزاد: وهم يتبعون المسلمين. قلت: ومعن بن عيسى ثقة ثبت، كما تقدم ذلك في تخريج الحديث السابق رقم (4310). وأورده السيوطي في الدر المنثور (3/ 245)، وعزاه للبخاري في التاريخ الكبير =
= وابن مردويه والبيهقي، وبمراجعة التاريخ الكبير (4/ 155)، قال البخاري: قال لي إبراهيم بن المنذر، عن معن: حدَّثني سعيد بن السائب، عن أبيه، عن يزيد بن عامر، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يذكر له متنًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد كسابقه، فيه موسى بن مسعود وهو صدوق سيء الحفظ، وقد تابعه معن بن عيسى كما في رواية الطبري. والسائب الطائفي ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكتا عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: يروى عن يزيد المراسيل. فيتوقف في الحكم في الحديث. ولكن للحديث شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره، منها: 1 - عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حنينًا، فلما واجهنا العدو، تقدمت، فأعلو ثنية، فاستقبلني رجل من العدو فأرميه بسهم، فتوارى عني، فما دريت ما صنع ونظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى، فالتقوا هم وصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فولّى صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأرجع منهزمًا وعليّ بردتان متزرًا بأحدهما مرتديًا بالأخرى، فاستطلق إزاري، فجمعتهما جميعًا ومررت على رسول الله منهزمًا وهو على بغلته الشهباء، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لقد رأى ابن الأكوع فزعًا، فلما غشوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَزَلَ عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب من الأرض، ثم استقبل به وجوههم، فقال: شاهت الوجوه. فما خلق الله منهم إنسانًا إلَّا ملأ عينيه ترابًا بتلك القبضة، فولوا مدبرين فهزمهم الله عَزَّ وَجَلَّ وقسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غنائمهم بين المسلمين. رواه مسلم في صحيحه (2/ 1403: 1777)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 140). 2 - ويشهد له أيضًا الحديث التالي، وهو حديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
4312 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بكر، حدَّثنا عمرو بن عاصم، [حدَّثنا] (¬1) أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْعَبَّاسَ أَنْ يُنَادِيَ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ! يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ! ثُمَّ اسْتَحَثَّ النداء في بني الحارث بن الخزرج، فَلَمَّا سَمِعُوا النِّدَاءَ أَقْبَلُوا، فَوَاللَّهِ مَا شَبِهَتْهُمْ إلَّا الإِبل تحن (¬2) إلى أولادها، (فلما التقوا التحم القتال) (¬3) فقال: الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ، وَأَخَذَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَفًّا مِنْ حَصًى أَبْيَضَ، فَرَمَى بِهَا، [وَقَالَ: هُزِمُوا وَرَبِّ] (¬4) الْكَعْبَةِ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ [يومئذٍ أَشَدُّ] (4) النَّاسِ (¬5) [قِتَالًا بَيْنَ يديه] (¬6) -صلى الله عليه وسلم-. ¬
4312 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (6/ 289: 3606). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 442: 979). وذكره أيضًا في المجمع (6/ 180)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط" ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن دَاوَر وهو أبو العوام، وثقه ابن حبّان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 101 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى. =
= ورواه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (5/ 124: 2795) - قال: حدَّثنا إبراهيم، حدَّثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، به، بنحوه. قال الطبراني: لم يروه عن معمر، عن الزهري، عن أنس، إلَّا عمران، تفرّد به عمرو. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه أبو العوام، عمران بن داود القطان، وهو صدوق يهم وللحديث شاهد يرتقي به إلى الحسن لغيره. عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: شهدت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم حنين، فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ نفارقه، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي، فلما التقى المسلمون والكفار، ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يركض بغلته قبل الكفار، قال عباس: وأنا آخذ بلجام بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أكفها إرادة أن لا تسرع، وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي عباس ناد أصحاب السمرة. فقال عباس -وكان رجلًا صيتًا-: فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: فوالله! لكأن عطفتهم، حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك! قال: فاقتتلوا والكفار، والدعوة في الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار! يا معشر الأنصار! ثم قصر الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج! يا بني الحارث بن الخزرج! فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو على بغلته كالمتطاول عليها، إلى قتالهم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هذا حين حمي الوطيس. قال: ثم أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حصيات فرمى بهن وجوه الكفار. ثم قال: انْهَزَموا، ورب محمد. قال: فذهبت انظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى. قال: فوالله! ما هو إلا أن رماهم بحصياته. فما زلت أرى حَدَّهم دليلًا وأمرهم مدبرًا. =
= رواه مسلم في صحيحه (3/ 1398: 1775)، والنسائي في السنن الكبرى (5/ 194: 8647)، (5/ 197: 8653)، وأحمد في مسنده (1/ 257)، والحميدي في مسنده (1/ 218: 1459)، وعبد الرزاق في المصنف (5/ 379: 9741)، والطبري في جامع البيان (10/ 101)، وأبو يعلى في مسنده (12/ 66: 6708).
37 - باب غزوة [الطائف]
37 - باب غزوة [الطائف] (¬1) (207) تقدم في غزوة الحديبية قصة عروة بن مسعود (¬2) رضي الله عنه. ¬
38 - باب غزوة تبوك
38 - باب غزوة تبوك 4313 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، -هُوَ ابْنُ حَفْصِ (¬1) بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ-، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى إِذَا كُنَّا بِعَيْنِ الرُّومِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا [غَزْوَةُ] (¬2) تَبُوكَ، أَصَابَنَا جُوعٌ شديد، فقلت: يا رسول الله! إنا نلقى العدو غدًا، وهم شباع، ونحن جياع، فخطب -صلى الله عليه وسلم- النَّاسَ، ثُمَّ قَالَ: "مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ طَعَامٍ، فَلْيَأْتِنَا بِهِ" وَبَسَطَ نِطْعًا، فَأُتِيَ بِبِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ صَاعًا، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ دَعَا النَّاسُ، فَقَالَ: "خُذُوا"، فَأَخَذُوا حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَرْبِطُ كُمَّ قَمِيصَهُ فَيَأْخُذُ فِيهِ (¬3) فَفَضَلَ فَضْلَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَلَا يَقُولُهَا رَجُلٌ مُحِقٌّ فَيَدْخُلُ النَّارَ". ¬
4313 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 304)، وقال: رواه أبو يعلى في الصغير والكبير، =
= وفيه عاصم بن عبيد الله العمري، وثقه العجلي وضعفه آخرون، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 101 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله بن حفص. اهـ. وهذا الحديث يرويه يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عبيد الله، واختلف عليه. فرواه جرير بن عبد الحميد ومحمد بن فضيل، عن يزيد، عن عاصم بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عمر. أما رواية جرير: فرواها إسحاق كما في حديث الباب، والفريابي في دلائل النبوة (ح 4)، قال: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدَّثنا جَرِيرٌ بن عبد الحميد، به، بلفظ مقارب. وأما رواية محمد بن فضيل: فرواها ابن أبي عمر -كما في الإِتحاف- علامات النبوة (ص 381)، قال: حدَّثنا محمد بن فضيل بن غزوان، به، بنحوه. -وقع في السند عاصم بن عبيد الله بن عمر-. ورواها أبو يعلى في مسنده (1/ 199: 230)، قال: حدَّثنا أبو هشام، حدَّثنا ابن فضيل، به، بنحوه. ورواه محمد بن إسحاق، عن يزيد، عن عاصم بن عبيد الله، عن عاصم بن عمر، عن عمر. رواه أبو القاسم التيمي في دلائل النبوة (ح 223)، من طريق يحيى بن إبراهيم، عن محمد بن إسحاق، به، بنحوه، ولم يذكر في آخره قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَشْهَدُ أَنْ لَا إله إلَّا الله ... وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 274)، وعزاه أيضًا لأبي نعيم. وذكره الهندي في الكنز (12/ 353: 35359)، وعزاه أيضًا لأبي أحمد الحاكم في الكنى. =
= وذكره الدارقطني في العلل (2/ 183)، وأورد وجوه الاختلاف. وقال عقبه: والاضطراب فيه عن عاصم بن عبيد الله، وقد تقدم ذكرنا له بسوء حفظه وقلة ضبطه للِإسناد. اهـ. ثم قال: ورواه الزهري والأوزاعي جميعًا، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، عن أبيه. وهو الصحيح. اهـ. قلت: ولفظه: عن أبي عمرة الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزَاةٍ فأصاب الناس مخمصة فاستأذن الناس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نحو بعض ظهورهم وقالوا: يبلغنا الله به، فلما رأى عمر بن الخطاب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد هم أن يأذن لهم في نحر بعض ظهورهم قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كَيْفَ بنا إذا نحن لقينا القوم غدًا جياعًا رجالًا، ولكن إن رأيت يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تدعو لنا ببقايا أزوادهم فتجمعها ثم تدعو الله فيها بالبركة، فإن الله تبارك وتعالى سيبلغنا بدعوتك، أو قال يبارك لنا في دعوتك، فدعا النبي -صلى الله عليه وسلم- ببقايا أزوادهم فجعل الناس يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك وكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر، فجمعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قام فدعا ما شاء الله أن يدعو ثم دعا الجيش بأوعيتهم فأمرهم أن يحثوا، فما بقي في الجيش وعاء إلَّا ملؤه وبقي مثله، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى بدت نواجده فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ الله، لا يلقى الله عبد مؤمن بهما إلَّا حجبت عنه النار يوم القيامة. رواه عن الأوزاعي، الوليد بن مسلم، وعمرو بن أبي سلمة، وابن المبارك، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعبد الله بن العلاء بن زبر، ومحمد بن شعيب بن شابور. أما رواية الوليد بن مسلم: فرواها الفريابي في دلائل النبوة (ح 1)، وابن حبّان، كما في الإحسان (1/ 221: 221). وأما رواية عمرو بن أبي سلمة: فرواها الحكم في المستدرك (2/ 618)، والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 12). =
= قال الحاكم: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي. وأما رواية ابن المبارك: فرواها أحمد في مسنده (3/ 417)، والنسائي في السنن الكبرى (5/ 244: 8793)، كتاب السير، باب جمع زاد الناس إذا فني زادهم وقسم ذلك كله بين جميعهم، وابن سعد في الطبقات (2/ 18)، وأبو القاسم التيمي في دلائل النبوة (ح224). وأما رواية محمد بن يوسف الفريابي، رواها الطبراني في المعجم الكبير (1/ 211:575). وأما رواية عبد الله بن العلاء بن زبر، عن الزهري والأوزاعي، رواها الطبراني في المعجم الكبير (20/ 376: 880)، وابن عبد البر في التمهيد (11/ 125)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 211: 575)، وفي الأحاديث الطوال (25/ 303: 52) قال الهيثمي في المجمع (1/ 20)، رجاله ثقات. اهـ. وأما رواية محمد بن شعيب بن شابور، فرواها ابن حبّان، كما في الإِحسان (1/ 221: 221).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه ثلاث علل: 1 - يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف. 2 - عاصم بن عبد الله العمري، وهو ضعيف. 3 - عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، قال الحسيني: لا يعرف. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. وقد ثبت معنى هذا الحديث من غير هذا الطريق، كما في تخريجه.
4314 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا زَيْدُ بْنُ الحباب، حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي قتادة، عن أبيه رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا أَقْبَلْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَفِيهِ "فَمَنْ لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ فَلَا يكلّمه ولا يجالسه". وَفِيهِ: "هَذِهِ طَيْبَةٌ أَسْكَنَنِيهَا رَبِّي، تَنْفِي خَبَثَ أَهْلِهَا، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، فَمَنْ لَقِيَ أَحَدٌ مِنْكُمْ (¬1) مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ فَلَا يُكَلِّمُهُ ولا يجالسه". ¬
4314 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 102 أمختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وفي سنده موسى بن عبيدة الربذي. اهـ. وذكره الصالحي في سبل الهدى والرشاد (5/ 673)، وعزاه لابن أبي شيبة في مسنده.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه موسى بن عبيدة الرَّبذي وهو ضعيف. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
4315 - حدَّثنا (¬1) يزيد بن هارون، أخبرنا (¬2) دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ فَضَالَةَ الزَّهْرَانِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَبَيْنَا [نَحْنُ] (¬3) نَسِيرُ مَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ إِذْ مَالَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَاحِلَتُهُ، فَاتَّبَعْتُهُ فَلَمَّا رَآنِي، قَالَ: أَيْنَ النَّاسُ؟ قُلْتُ: تَرَكْتُهُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَأَنَاخَ [رَسُولُ اللَّهِ] (¬4) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ نَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، فَاحْتُبِسَ قَدْرَ مَا يَقْضِي الرَّجُلُ حَاجَتَهُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬5) فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: ثُمَّ قَالَ: حَاجَتُكَ؟ قُلْتُ: مَا لِي حَاجَةٌ، فَرَكِبْنَا حَتَّى أدركنا الناس. *إسناده صحيح. ¬
4315 - تخريجه: رواه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 425: 1029)، قال: حدَّثنا إدريس بن جعفر العطار، حدَّثنا يزيد بن هارون، به، بنحوه. ورواه أيضًا (20/ 425: 1028)، من طريق خالد، عن داود بن أبي هند، به، مختصرًا. وورد هذا الحديث عن الزهري، عن عباد بن زياد، عن عروة بن المغيرة، عن المغيرة. وقد رواه عن الزهري جماعة، منهم. ابن جريج عنه: رواه مسلم في صحيحه (1/ 317: 274)، والنسائي في السنن =
= الكبرى (1/ 101: 166)، وأحمد في مسنده (4/ 251)، وأبو عوانة في مسنده (2/ 214)، والشافعي في الأُم (1/ 32)، وفي المسند (ص 17)، وعبد الرزاق في المصنف (1/ 191: 192: 748)، وعبد بن حميد في المنتخب (1/ 360: 397)، وابن خزيمة في صحيحه (3/ 9: 1515)، والطبراني في المعجم الكبير (20/ 376: 880)، وابن عبد البر في التمهيد (11/ 125)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 274)، (2/ 295)، والبغوي في شرح السنة (1/ 455)، والمزي في تهذيب الكمال (14/ 121)، من طرق عن ابن جريج، به، بنحوه مع زيادة في آخره. صالح بن كيسان، عنه: رواه أحمد (4/ 249)، وأبو عوانة (2/ 215)، وابن عبد البر (11/ 124)، من طريق يعقوب بن إبراهيم -زاد أحمد: وسعد بن إبراهيم- قالا: حدَّثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: حدَّثني عباد بن زياد -قال سعد: ابن أبي سفيان- عن عروة بن المغيرة، عن أبيه المغيرة بن شعبة. فذكره. ورواه النسائي في السنن الكبرى (1/ 100: 165)، قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، حدَّثنا عمي، حدَّثنا أبي، عن صالح بن كيسان، به. عقيل بن خالد، عنه: رواه الدارمي في سننه (1/ 353: 1335)، قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، حدَّثني الليث بن سعد، حدَّثني عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني عبّاد بن زياد، عن عروة بن المغيرة وحمزة بن المغيرة، عن المغيرة فذكره. وقد خولف الدارمي في سنده، خالفه يعقوب بن سفيان، فقال في المعرفة والتاريخ (1/ 398)، حدَّثنا أبو صالح [عبد الله بن صالح] حدَّثنا الليث، حدَّثني يونس، عن ابن شهاب، به، فجعل شيخ الليث هو "يونس" بدل "عقيل". مالك، ويونس، وعمرو بن الحارث، وابن سمعان، عنه: رواه ابن وهب في موطئه، كما في التمهيد (11/ 123). قال ابن عبد البر عقبه: ولم يذكر مالك عروة بن المغيرة، ولم يذكر ابن سمعان عبادًا، هكذا قال ابن وهب عن هؤلاء كلهم، جمعهم في إسناد واحد، ولفظ واحد =
= كما ترى، إلَّا ما خصَّ من ذلك مالك في عروة، وذكر ابن سمعان في عباد بن زياد من ولد المغيرة إلَّا من رواية ابن وهب هذه، وإنما يعرف هذا لمالك، وأظن ابن وهب حمل لفظ بعضهم على بعض، وكان يتساهل في مثل هذا كثيرًا، وقد كان ابن شهاب ربما أرسل الحديث عن عروة بن المغيرة، ولا يذكر عباد بن زياد في ذلك، فمن هنالك لم يذكر ابن سمعان عباد بن زياد، والله أعلم. اهـ. ورواه النسائي في سننه (1/ 62: 79)، كتاب الطهارة، باب صب الخادم الماء على الرجل للوضوء من طريق ابن وهب عن مالك ويونس وعمرو بن الحارث، عن الزهري، به، مختصرًا. ولم يذكر ابن سمعان. ورواه أبو داود في سننه (1/ 37: 149)، كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين. وابن حبّان، كما في الإحسان (3/ 320: 2221)، كلاهما من طريق ابن وهب، عن يونس بن يزيد وحده، عن الزهري به. ورواه ابن عبد البر في التمهيد (11/ 123)، من طريق سليمان بن بلال، عن يونس، به، وزاد "حمزة بن المغيرة" مع "عروة بن المغيرة". وقد خالف مالك من تقدم ذكرهم، فرواه عن الزهري، عن عباد بن زياد، من ولد المغيرة، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة. رواه في الموطأ (1/ 35: 41)، كتاب الطهارة، باب ما جاء في المسح على الخفين. برواية يحيى بن يحيى الليثي، عنه. ومن طريق مالك: رواه أحمد في مسنده (4/ 247)، وعنه: ابن عبد البر في التمهيد (11/ 122)، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، به. ورواه أيضًا أحمد (4/ 247)، وابن عبد البر (11/ 121)، عن مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: حدَّثني مالك به. وفي آخر الحديث: قال مصعب: أخطأ فيه مالك خطأ قبيحًا. اهـ. =
= وقال الشافعي: وهم مالك رحمه الله فقال: عباد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة، وإنما هو مولى المغيرة بن شعبة. اهـ. ذكره البيهقي في مناقب الشافعي (1/ 490). وقال البخاري في التاريخ الكبير (6/ 32)، وقال مالك: عباد بن زياد، من ولد المغيرة ... ويقال: إنه وهم. اهـ. وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 69): سمعت أبي، وذكر الحديث الذي رواه مالك بن أنس، عن ابن شهاب، ... فذكره فسمعت أبي يقول: وهم مالك في هذا الحديث في نسب عباد بن زياد، وليس هو من ولد المغيرة، ويقال له: عباد بن زياد بن أبي سفيان، وإنما هو: عباد بن زياد، عن عروة وحمزة ابني المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. اهـ. وقال ابن عبد البر في التمهيد (11/ 120): هكذا قال مالك في هذا الحديث: عن عباد بن زياد وهو من ولد المغيرة بن شعبة، لم يختلف رواة الموطأ عنه في ذلك، وهو وهم وغلط منه، ولم يتابعه أحد من رواة ابن شهاب ولا غيرهم عليه، وليس هو من ولد المغيرة عند جميعهم. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا فضالة بن عمير الزهراني، ذكره البخاري في التاريخ الكبير وسكت عنه، وبيض له ابن أبي حاتم، وذكره ابن حبّان في الثقات. فيتوقف في الحكم عليه، إلَّا أن للحديث متابعات رواها مسلم وغيره يرتقي بها الحديث إلى الحسن لغيره، والله أعلم. وقد حكم الحافظ ابن حجر على حديث الباب، كما في المطالب هنا بصحة إسناده.
4316 - وقال الْحَارِثُ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -هُوَ الْمُزَنِيُّ- قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من يَذْهَبُ بِهَذَا الْكِتَابِ إِلَى قَيْصَرَ، وَلَهُ الْجَنَّةُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: وَإِنْ لَمْ يُقْتَلْ (¬1)؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَإِنْ لَمْ (1) يُقْتَلْ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ، فَأَتَاهُ بِالْكِتَابِ فَقَرَأَهُ (¬2)، فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى نَبِيِّكُمْ فَأَخْبِرْهُ أَنِّي مُتَّبِعُهُ (¬3) وَلَكِنْ لَا أُرِيدُ أن أدع ملكي، وبعث معه بدنانير إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرجع فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كذب. وقسم الدنانير. ¬
4316 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 809: 626). وذكره البوصيري في الإِتحاف المسندة (4/ ق 70 ب)، وقال: سيأتي شاهد لهذا الحديث في كتاب الجزية من حديث عبد الله بن شداد مرسلًا. ثم قال: هذا الإِسناد مرسل رواته ثقات. اهـ. ورواه أبو عبيد في الأموال (ح 628)، ومن طريقه: حميد بن زنجويه في الأموال (2/ 584: 959)، قال: حدَّثنا مروان بن معاوية ويزيد بن هارون، عن حميد الطويل، به، بمعناه، ولم يذكر أول الحديث. وأورد الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 50)، طرفًا منه، وعزاه لأبي عبيد في الأموال من مرسل بكر بن عبد الله المزني، وصحح إسناده. وذكره القسطلاني في المواهب اللدنية (1/ 633)، ونقل كلام الحافظ السابق.
الحكم عليه: رجاله ثقات إلَّا أنه مرسل. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. =
= قال الألباني في حاشية فقه السيرة (ص 373)، إسناده صحيح، لكنه مرسل. اهـ. وللحديث شاهد يرتقي به إلى الحسن لغيره. فعن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: من ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر وله الجنة؟ فقال رجل من القوم: وإن لم يقتل؟ قال: وإن لم يقتل. فانطلق الرجل به فوافق قيصر وهو يأتي بيت المقدس قد جعل له بساط لا يمشي عليه غيره، فرمى بالكتاب على البساط وتنحى، فلما انتهى قيصر إلى الكتاب، أخذه ثم دعا رأس الجاثليق وأقرأه، فقال: ما علمي في هذا الكتاب إلَّا كعلمك. فنادى قيصر: من صاحب الكتاب؟ فهو آمن، فجاء الرجل، فقال: إذا قدمت فأتني. فلما قدم، أتاه فأمر قيصر بأبواب قصره فغُلقت، ثم أمر مناديًا فنادى: ألا إن قيصرًا اتبع محمدًا وترك النصرانية. فأقبل جنده وقد تسلّحوا حتى أطافوا بقصره، فقال لرسول رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قَدْ ترى أني خائف على مملكتي ثم أمر مناديًا فنادى: ألا إن قيصر قد رضي عنكم، وإنما اختبركم لينظر كيف صبركم على دينكم، فارجعوا فانصرفوا. وكتب قيصر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إني مسلم، وبعث إليه بدنانير، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين قرأ الكتاب: كذب عدو الله، ليس بمسلم، وهو على النصرانية. وقسم الدنانير. رواه ابن حبّان -كما في الإحسان (7/ 16: 4487) -، وأبو حاتم -كما في زاد المعاد (1/ 121) -. قال الأرناؤوط كما في حاشية زاد المعاد (1/ 121): سنده صحيح. اهـ.
39 - باب بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى أكيدر دومة
39 - باب بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى أُكَيْدِر دومة (¬1) 4317 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قيس بن النعمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،، قَالَ: خَرَجَتْ خَيْلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَسَمِعَ بِهَا أُكَيْدِرَ (¬2) دُومَةِ الْجَنْدَلِ (¬3)، فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! بَلَغَنِي أَنَّ خَيْلَكَ انْطَلَقَتْ، [وَإِنِّي] (¬4) خِفْتُ عَلَى أَرْضِي وَمَالِي، فَاكْتُبْ لِي كِتَابًا لَا يُتعرض لِشَيْءٍ هُوَ لِي، فَإِنِّي مُقِرٌّ بِالَّذِي عَلَيَّ مِنَ الْحَقِّ، فَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ¬
4317 - تخريجه: ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (5/ 274)، وقال: روى أبو يعلى لإسناد قوي من حديث قيس بن النعمان فذكر طرفًا منه. =
= ورواه ابن قانع في معجم الصحابة (ق 147 أ) قال: حدَّثنا محمد بن بشر أخو خطاب، حدَّثنا جعفر بن حميد، به، بنحوه مع زيادة في آخره. وذكره الذهبي في المغازي من تاريخ الإِسلام (ص 646).
الحكم عليه: إسناده صحيح، وقد قوى إسناده الحافظ ابن حجر كما تقدم.
40 - [باب وفد الحبشة]
40 - [باب وفد الحبشة] (¬1) 4318 - وقال الحارث: [حدَّثنا سريج بن يونس (¬2)، حدَّثنا مَرْوَانُ -هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ-، حدَّثني [خُصَيْفٌ] (¬3)، عَنْ]، (¬4) سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: بَعَثَ النَّجَاشِيُّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَفْدًا [مِنْ أَصْحَابِهِ] (¬5)، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْقُرْآنَ، فَأَقَرُّوا، وَأَسْلَمُوا، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} إلى قوله: {الشَّاهِدِينَ} (¬6) ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِلَغَتْهُ وَفَاتُهُ، فَصَلُّوا (¬7) عَلَيْهِ، كَمَا يُصَلَّى عَلَى الْمَيِّتِ. ¬
4318 - تخريجه: هو في بغية الباحث (4/ 1236: 1013). =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 81 ب مختصر)، وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا، بإسناد حسن. اهـ. ورواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (7/ 1) قال: حدَّثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، حدَّثنا عبد الواحد بن زياد، حدَّثنا خصيف، به، بنحوه. ورواه الواحدي في أسباب النزول (ص 204) من طريق البغوي، قال: حدَّثنا علي بن الجعد، حدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا} قَالَ: بَعَثَ النَّجَاشِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- من خيار أصحابه ثلاثين رجلًا، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سورة "يس" فبكوا فنزلت هذه الآية. وأورده السيوطي في الدر المنثور (2/ 322)، وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد مرسل، وفيه خُصيف بن عبد الرحمن الجزري وهو صدوق سيء الحفظ، خلط بأخرة. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
41 - باب وفاة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
41 - بَابُ وَفَاةِ سَيِّدَنَا رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- 4319 - قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا (¬1) مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ [عَنْ عِكْرِمَةَ] (¬2) قَالَ: قَالَ العباس رضي الله عنه: لأعلمنَّ مَا بقاءُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِينَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-! لَوِ اتَّخَذْتَ شَيْئًا تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَدْفَعُ عَنْكَ الْغُبَارَ، وَيَرُدُّ عَنْكَ الْخَصْمَ، فَقَالَ: [وَاللَّهِ] (¬3) لأدعنَّهم ينازعوني رِدَائِي، وَيَطِئُونَ عَقِبِي، وَيَغْشَانِي غُبَارُهُمْ، حَتَّى يَكُونَ (¬4) الله تعالى هُوَ الَّذِي يُرِيحُنِي مِنْهُمْ. قَالَ: فَعَلِمْتُ أَنَّ بَقَاءَهُ فِينَا قَلِيلٌ، قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِي رِجَالٍ وَأَلْسِنَتَهُمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، يَقُولُونَ: قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ أَوْ عَقْدٌ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فَقَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَمُتْ حَتَّى قَطَعَ الْحِبَالَ (¬5) وَوَصَلَ، وَحَارَبَ وَسَالَمَ، وَنَكَحَ النِّسَاءَ وَطَلَّقَ، ¬
وَتَرَكَكُمْ عَلَى مَحَجَّةٍ بَيِّنَةٍ، وَطَرِيقٍ نَاهِجَةٍ (¬6)، وَلَئِنْ (¬7) كَانَ كَمَا قَالَ عُمَرُ، لَمْ يُعْجِزِ اللَّهَ تعالى أن يحثو عنه، فيخرجه لنا، فخلِّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، فَلْنَدْفِنَهُ، فَإِنَّهُ يأسُن كَمَا يأسُن النَّاسُ. قُلْتُ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس [عن العباس] (¬8) رضي الله عنه نحوه. ¬
4319 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 126 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق ورجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع، ورواه الطبراني من طريق ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، عن العباس فهو متصل صحيح الإِسناد. اهـ. ورواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 433 - 434)، كتاب المغازي: باب بدء مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذا الإِسناد. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 256: 16273)، كتاب الزهد: باب ما ذكر عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- في الزهد. قال: حدَّثنا ابن علية، عن أيوب به مختصرًا. ورواه الدارمي في سننه (1/ 49: 75)، في المقدمة: باب في وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: حدَّثنا سليمان بن حرب، أخبرنا حماد بن زيد، عن أيوب، به، مختصرًا. ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 266)، قال: أخبرنا عارم بن الفضل، أخبرنا حماد بن زيد، عن أيوب، به، بمعناه. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 157: 2467)، قال: حدَّثنا أحمد بن عبدة، أنبأنا سفيان بن عيينة، عن أيوب، به. ولم يسق لفظه، إنما عزاه للحديث الذي قبله، فقال: ثم ذكر نحوه، ولم يذكر ابن عباس. =
= وقد رواه البزّار -موصولًا- كما في كشف الأستار (3/ 156: 2466)، قال: حدَّثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، حدَّثنا أبو غسان، حدَّثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب، به، مختصرًا، إلَّا أنه قال: عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ العباس. قال الهيثمي في المجمع (9/ 21): رواه البزّار، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. ورواه أيضًا موصولًا الطبراني -كما في المطالب هنا- من طريق ابن عيينة به، ولم يسق لفظه، إنما قال: نحوه. قال الحافظ ابن حجر عقبه: هو متصل صحيح الإِسناد. اهـ. ولم أجده في المطبوع من المعجم الكبير؛ لأن مسند العباس ضمن المسانيد المفقودة. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 81)، في تخريج قول الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ متعمدًا. من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب السختياني، به، مختصرًا، وزاد في آخره: فمن كذب عليّ فموعده النار. وذكره السيوطي في تحذير الخواص (ح 91)، وملا علي قاري في الأسرار المرفوعة (ح 87).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع بين عكرمة والعباس. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف، ولكن ورد موصولًا عند البزّار والطبراني، وقد صحح الحافظ ابن حجر إسناد الطبراني كما تقدم.
4320 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حدَّثنا مَيْسَرَةُ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عباس رضي الله عنهم، قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خُطْبَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ، وَهِيَ آخِرُ خُطْبَةٍ خطبها بالمدينة، حتى لحق بالله تعالى، فذكر الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَفِيهِ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قد كبرت سنِّي، ودقَّ عَظْمِي، وأُنهك جِسْمِي، وَنُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، وَاشْتَقْتُ إِلَى رَبِّي، أَلَا وَإِنَّ هَذَا آخِرُ الْعَهْدِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، فَمَا دُمْتُ حَيًّا فَقَدْ تَرَوْنِي، فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ ورحمة الله وبركاته (¬1). ¬
4321 - قال أبو يعلى: حدَّثنا كامل، حدَّثنا ابن لهيعة، حدَّثنا أبو الْأَسْوَدِ ,عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قَالَتْ: مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ (¬1). *هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ منكرات ابن لهيعة. ¬
4321 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (8/ 258: 4843). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 199: 457)، وقال: هذا حديث منكر. فقد ثبت في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ذاك داء ما كان الله ليقذفني به. اهـ. وذكره أيضًا في المجمع (9/ 34)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى بنحوه، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 125 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى وذكر ما قاله الهيثمي في المقصد العلي بلفظه. ورواه الطبراني في المعجم الأوسط -كما في مجمع البحرين (2/ 384: 228) - من طريق أبي الأسود، قال: حدَّثنا ابن لهيعة به بلفظ مقارب. قال الطبراني: لم يروه عن أبي الأسود، إلَّا ابن لهيعة. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف منكر.
= قال الحافظ ابن حجر -كما في المطالب هنا-: هذا الحديث من منكرات ابن لهيعة. اهـ. وقد حكم عليه بالنكارة أيضًا الهيثمي والبوصيري كما تقدم. قلت: وهذا الحديث قد تعارض مع أحاديث أخرى صحيحة، منها: 1 - ما رواه أحمد في مسنده (6/ 118)، وابن سعد في الطبقات (2/ 235)، وأبو يعلى في مسنده (8/ 353: 4936)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 382)، كلهم من طريق عبد الرحمن ابن أبي الزناد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قال لي أبي، إن عائشة قالت له: يا ابن أختي لقد رأيت من تعظيم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرًا عجيبًا، وذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت تأخذه الخاصرة فيشتد به جدًا، فكنا نقول: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عرق الكلية لا نهتدي أن نقول الخاصرة. ثم أخذت رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا فاشتدت به جدًا حتى أغمي عليه، وخفنا عليه. وفزع الناس إليه، فظننا أن به ذات الجنب، فلددناه، ثم سري عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأفاق، فعرف أنه قد لدّ ووجد أثر اللدود، فقال: ظننتم أن الله عَزَّ وَجَلَّ سلطها عليّ، ما كان الله يسلطها عليّ والذي نفسي بيده لا يبقى في البيت أحد إلَّا لدّ إلَّا عمّي، فرأيتهم يلدونهم رجلًا رجلًا. قالت عائشة: ومن في البيت يومئذِ فتذكر فضلهم، فلدّ الرجال أجمعون، وبلغ اللدود أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- فلددن امرأة امرأة، حتى بلغ اللدود امرأة منا. قال ابن أبي الزناد: لا أعلمها إلَّا ميمونة، قال: وقال بعض الناس أم سلمة، قالت: إني والله صائمة، فقلنا: بئسما ظننت أن نتركك وقد أقسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلددناها والله يا ابن أختي إنها لصائمة. قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 755): وفي رواية ابن أبي الزناد هذه، بيان ضعف ما رواه أبو يعلى بسند فيه ابن لهيعة من وجه آخر عن عائشة -فذكر حديث الباب-. =
= 2 - ما رواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 428: 9754): ومن طريقه أحمد في مسنده (6/ 438) عن معمر، عن الزهري، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن، عن أسماء بنت عميس، قالت: فذكر الحديث بنحو الحديث السابق مختصرًا. قال الحافظ في الفتح (7/ 755): رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح. اهـ.
4322 - حدَّثنا (¬1) عبيد بن جنّاد، حدَّثنا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرقان، عن عطاء، عن الفضل بن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَرَضِهِ، وَعِنْدَهُ عِصَابَةٌ حَمْرَاءُ، أَوْ قَالَ: صَفْرَاءُ. فَقَالَ: ابْنَ عَمِّ، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي، فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ، قَالَ: ثُمَّ تَوَكَّأَ عَلَيَّ حَتَّى دَخَلْنَا (¬2) الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَرَبَ مِنِّي الرَّحِيلُ مِنْ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، فَمَنْ كُنْتُ قَدْ أَصَبْتُ مِنْ عِرْضِهِ، أَوْ مِنْ بَشَره، أَوْ مِنْ شَعْرِهِ، أَوْ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا، فَهَذَا عِرْضُ مُحَمَّدٍ، وَشَعْرُهُ، وبَشَره، وَمَالُهُ، فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ، وَلَا يقولنَّ (¬3) أَحَدٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَتَخَوَّفُ مِنْ مُحَمَّدٍ الْعَدَاوَةَ وَالشَّحْنَاءَ، إِلَّا إِنَّهُمَا لَيْسَا مِنْ طَبِيعَتِي وَلَيْسَا مِنْ خُلُقِي، قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ [الْغَدِ أَتَيْتُهُ]، (¬4)، فَقَالَ: ابْنَ عَمِّي، لَا أَحْسَبُ أَنَّ مَقَامِيَ بِالْأَمْسِ أَجْزَأَ عَنِّي (¬5)، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي، قَالَ: فشددت بها رأسه، قال: ثم توكأ -صلى الله عليه وسلم- عَلَيَّ [حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ بالأمس، ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (¬6) إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيْنَا (¬7) مَنِ اقْتَصَّ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-! أَرَأَيْتَ يَوْمَ أَتَاكَ السَّائِلُ، فَسَأَلَكَ، فَقُلْتَ: مَنْ معه شيء يقرضنا؟ فأقرضتك ثلاثة دراهم، فقال -صلى الله عليه وسلم-: يا فضل أعطه، فأعطيته، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: وَمَنْ غُلِب عَلَيْهِ فَلْيَسْأَلْنَا نَدْعُ (¬8) لَهُ، قَالَ: فقام رجل، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-! إني رجل جبان كثير النوم، قَالَ الْفَضْلُ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَشْجَعَنَا، وَأَقَلَّنَا نَوْمًا. قال: ثم أتى -صلى الله عليه وسلم- بيت عائشة، فقال للنساء مثلما قال للرجال. ¬
4322 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (12/ 201: 6824). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 199: 458). وذكره أيضًا في المجمع (9/ 25)، وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى بنحوه، وقال في آخره ... وفي إسناد أبي يعلى عطاء بن مسلم، وثقه ابن حبّان وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجال أبي يعلى ثقات، وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 125 ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي، وله شاهد من حديث ابن عمرو. اهـ. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 281: 719)، من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني، قال: حدَّثنا عطاء بن مسلم الخفاف به، إلَّا أنه قال: عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل. فذكره مختصرًا جدًا. ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 255)، قال: أخبرنا كثير بن هشام، أخبرنا جعفر بن بُرقان، حدَّثني رجل من أهل مكة، قال: دخل الفضل بن عباس على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكره بنحوه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 280: 718) وفي الأوسط (3/ 298: 2650)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 482)، والبيهقي في دلائل النبوة (7/ 179)، من طرق عن معن بن عيسى القزّاز، قال: حدَّثنا الحارث بن عبد الملك بن عبد الله =
= الليثي، عن القاسم بن عبد الله بن يزيد بن قسيط، عن أبيه، عن عطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قال فذكره بنحوه مع زيادات في أثناء متنه. قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن الفضل إلَّا بهذا الإِسناد، تفرد به الحارث بن عبد الملك. اهـ. وقال العقيلي: قال الصائغ: قال علي بن المديني: ... وليس لهذا الحديث أصل من حديث عطاء ابن أبي رباح، ولا عطاء بن يسار، وأخاف أن يكون عطاء الخرساني؛ لأن عطاء الخرساني يرسل عن عبد الله بن عباس، والله أعلم. اهـ. وذكره الذهبي في الميزان (3/ 382)، ونقل كلام ابن المديني السابق، ثم قال: أخاف أن يكون كذبًا مختلقًا. اهـ. وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (5/ 203)، عن البيهقي، ثم قال عقبه: وفي إسناده ومتنه غرابة شديدة. اهـ. وقال الألباني في حاشية فقه السيرة (ص 486): ضعيف جدًا. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه عطاء بن مسلم الخفّاف، وهو صدوق يخطئ كثيرًا. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. أما المتابعات الأخرى فهي ضعيفة جدًا لا تقوي الحديث، والله أعلم.
4323 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبِ الزَّمْعِيِّ، حدَّثني أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: سيُعزِّي النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ بَعْدِي لِلتَّعْزِيَةِ بِي (¬1)، فَكَانَ النَّاسُ، يَقُولُونَ: مَا هذا؟ فلما قبض رسول -صلى الله عليه وسلم- لقي الناس بعضهم [بعضًا] (¬2) يعزي [بعضهم] (¬3) بعضًا بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. *هَذَا إسناد حسن. ¬
4323 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (9/ 38)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير موسى بن يعقوب الزمعي، ووثقه جماعة. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 123 أمختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد حسن. اهـ. ومن طريق ابن أبي شيبة: رواه أبو يعلى في مسنده (13/ 541: 7547) قال: حدَّثنا أبو بكر بهذا الإِسناد. والطبراني في المعجم الكبير (6/ 135: 5757)، قال: حدَّثنا عبيد بن غنام، حدَّثنا أبو بكر بن شيبة به بلفظه. وابن عدي في الكامل (6/ 2341) قال: حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، حدَّثنا عبد الله بن أبي شيبة به مختصرًا. ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 274) قال: أخبرنا خالد بن مخلد البجلي به بلفظه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 135: 5757) من طريق عثمان بن =
= أبي شيبة، قال: حدَّثنا خالد بن مخلد به بلفظ مقارب. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 198: 455). وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى (2/ 279) وحسن إسناده.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد حسن. قال الحافظ ابن حجر -كما في المطالب هنا-: هذا إسناد حسن. اهـ. وقد حسَّنه -أيضًا- البوصيري والسيوطي كما تقدم.
4324 - وقال الطيالسي: حدَّثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عنه دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ميت، فقبّل جبهته (¬1). ¬
4324 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (237: 1712). وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 110 ب مختصر)، وقال: رواه أبو داود الطيالسي بسند فيه صالح بن أبي الأخضر، وهو ضعيف. اهـ. ورواه ابن عدي في الكامل (4/ 1383) قال: أخبرنا الفضل بن الحباب، حدَّثنا مسدّد، عن محمد بن أبي عدي، أخبرنا صالح بن أبي الأخضر به بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه صالح بن أبي الأخضر وهو ضعيف. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
4325 - وقال مسدّد: حدَّثنا عبد الواحد، حدَّثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قال: [قال علي] (¬1): وَوَلِيَ دُفِنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وإخفاؤه دُونَ النَّاسِ أَرْبَعَةٌ: عَلِيٌّ، وَالْعَبَّاسُ، وَالْفَضْلُ، وَصَالِحٌ رضي اللَّه عنهم، وأُلحد لَهُ لَحْدًا، ونُصب عَلَيْهِ اللَّبِن نَصْبًا. ¬
4325 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 126 أمختصر)، وقال: رواه مسدّد بسند صحيح والحاكم والبيهقي، ورواه ابن ماجه مختصرًا. اهـ. ومن طريق مسدّد: رواه الحاكم في المستدرك (1/ 362)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 388)، كتاب الجنائز، باب ما يؤمر به من تعاهد بطنه وغسل ما كان به من أذى، و (4/ 53)، باب الميت يدخله قبره الرجال، ومن يكون منهم أفقه وأقرب بالميت رحمًا، من طريق يحيى بن محمد بن يحيى قال: حدَّثنا مسدّد به بلفظ مقارب مع زيادة في آخره. قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين. اهـ. وتعقبه الذهبي بقوله: قلت: فيه انقطاع. اهـ. وتعقب الألباني كلام الذهبي، فقال في أحكام الجنائز (ص 50): قلت: وهذا مما لا وجه له، فإن الحديث من رواية مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عن علي، وهذا سند متصل معروف رواية بعضهم عن بعض، أما معمر عن الزهري، والزهري عن سعيد فأشهر من أن يذكر، وأما رواية سعيد عن علي فموصولة أيضًا كما أشار إلى ذلك الحافظ في التهذيب، بل ذهب إلى أنه سمع من عمر أيضًا. اهـ. =
= ورواه البيهقي في دلائل النبوة (7/ 253) من طريق زياد بن خليل، قال: حدَّثنا مسدّد به. ورواه البزّار في البحر الزخار (2/ 153: 519) من طريق الحسن بن الربيع، قال: حدَّثنا عبد الواحد بن زياد به بمعناه. قال البزّار: وهذا الحديث رواه الزهري عن سعيد عن علي، وقد رواه بعض أصحاب الزهري عن الزهري عن سعيد أن عليًا رضي الله عنه لما غسل النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يقل عن علي رضي الله عنه. اهـ. وتوبع عبد الواحد بن زياد: فتابعه صفوان بن عيسى. رواه ابن ماجه في سننه (1/ 270: 1466)، كتاب الجنائز، باب ما جاء في غسل النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: حدَّثنا يحيى بن حِذَام، حدَّثنا صفوان بن عيسى، أنبأنا معمر به بمعناه. قال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 263): هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. اهـ. وصححه الألباني كما في صحيح ابن ماجه (1/ 247). وتابع عبد الواحد أيضًا: حماد بن زيد. فرواه الحاكم في المستدرك (3/ 59)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 388) من طريق سليمان بن حرب، قال: حدَّثنا حماد بن زيد، عن معمر به بمعناه. قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين. اهـ. ووافقه الذهبي. قلت: ولم يتعقبه الذهبي كما في الموضع الأول، حيث حكم عليه بالانقطاع هناك، بل وافقه كما ترى! وخالفهم ابن المبارك وعبد الرزاق وعبد الأعلى فجعلوه مرسلًا. =
= فرواه عبد الرزاق في المصنف (3/ 475: 6381)، كتاب الجنائز، باب اللحد، قال: عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، قال: ولي غسل النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكره. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 324)، كتاب الجنائز، باب ما قالوا في القبر كم يدخله و (14/ 556: 18875)، كتاب المغازي، باب ما جاء في وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: حدَّثنا عبد الأعلى عن معمر به بلفظ مقارب. ورواه -أيضًا- في المصنف (3/ 246)، (14/ 558: 18879) في الموضع السابق، قال: حدَّثنا عبد الأعلى وابن المبارك، عن معمر به بمعناه. ورواه أبو داود في المراسيل (ح 378)، قال: حدَّثنا هناد عن ابن المبارك عن معمر، به، بمعناه. ورواه الضياء في المختارة (2/ 102: 476) من طريق أحمد بن منيع، قال: حدَّثنا ابن المبارك، به، بمعناه. وتابع معمرًا: محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري. رواه ابن سعد في الطبقات (2/ 279)، قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدَّثني محمد بن عبد الله، عن الزهري، به، مرسلًا. وذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 354: 1048)، وقال: قال أبي: الصحيح مرسل، وحديث عبد الواحد خطأ. اهـ. وذكره الدارقطني في العلل (3/ 219)، وقال: حدَّث به سليمان بن أرقم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ علي. وقال عبد الواحد بن زياد وصفوان بْنُ عِيسَى، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قال: قال علي: وأرسله ابن المبارك وعبد الرزاق عن معمر، وكذلك قال صالح بن كيسان والأوزاعي عن الزهري، والمرسل أصح. اهـ. وذكره الهندي في الكنز (7/ 249: 18783) وعزاه -أيضًا- للمروزي في الجنائز. =
= وذكر الهندي الرواية المرسلة (7/ 248: 18777)، وعزاه أيضًا لابن منيع والمروزي في الجنائز ولسعيد بن منصرر.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد صححه الحاكم ووافقه الذهبي في موضع، والبوصيري والألباني. قلت: بل الحديث بهذا الإِسناد المتصل معلول، والصحيح المرسل كما قال أبو حاتم والدارقطني.
4326 - [1] وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَذْكُرُهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه، قَالَ: إِنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: أَلَا أحدَّثكم عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: لَمَّا كَانَ [قَبْلَ] (¬1) وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِثَلَاثٍ (¬2)، أَهْبَطَ اللَّهُ [إِلَيْهِ] (¬3) جِبْرِيلَ عليه السلام، فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ! إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إكرامًا لك، وتفضلًا لَكَ، وَخَاصَّةً لَكَ أَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ به منك، يقول: كيف تجدك؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا (¬4). [ثُمَّ جَاءَهُ الْيَوْمَ الثَّانِيَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، ثُمَّ جَاءَهُ] (¬5) الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، [وَزَادَ: وَأَجِدُنِي يَا جبريل مغمومًا، قال: وهبط مع جبريل عليه السلام] (¬6) مَلَكٌ فِي الْهَوَاءِ يُقال (¬7) لَهُ [إِسْمَاعِيلُ عَلَى سبعين ألف ملك] (¬8)] (¬9) فقال له جبريل عليه السلام: يَا أَحْمَدُ! هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ، وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ عَلَى آدَمَيٍّ قَبْلَكَ، وَلَا (¬10) يَسْتَأْذِنُ عَلَى آدَمَيٍّ بَعْدَكَ، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ، فَأَذِنَ له جبريل عليه السلام، فَقَالَ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ: يَا أَحْمَدُ! إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي أَنْ أطيعك، إن أمرتني ¬
بِقَبْضِ نَفْسِكَ قَبَضْتُهَا، وَإِنْ كَرِهْتَ تَرَكْتُهَا، فَقَالَ جبريل عليه السلام: إن الله تعالى قَدِ اشْتَاقَ إِلَى لِقَائِكَ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ! امْضِ لِمَا أمرت له، فقال جبريل عليه السلام: يَا أَحْمَدُ! عَلَيْكَ السَّلَامُ هَذَا آخِرُ وَطْئِي الْأَرْضَ، إِنَّمَا كُنْتَ حَاجَتِي [مِنَ الدُّنْيَا] (¬11)، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَاءَتِ التَّعْزِيَةُ، جَاءَ آتٍ يَسْمَعُونَ حِسَّهُ (¬12) وَلَا يرون شخصه، فقال: السلام عليكم وَرَحْمَةُ اللَّهِ (¬13)، فِي اللَّهِ عَزَاءٌ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، [وَخَلَفٌ مِنْ] (¬14) كُلِّ هَالِكٍ، وَدَرَكٌ (¬15) مِنْ كل ما فات، فبالله فثقوا (¬16)، وإياه فارجو، فَإِنَّ الْمَحْرُومَ مَنْ حُرم الثَّوَابَ [وَإِنَّ الْمُصَابَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. ¬
4326 - [1] تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 126 أمختصر)، وعزاه لابن أبي عمر، وقال: رجاله ثقات. اهـ. ومن طريق ابن أبي عمر: رواه أبو نعيم في دلائل النبوة (ح 508)، من طريق محمد بن عبد الله بن مصعب، قال: حدَّثنا محمد بن أبي عمر، به، مختصرًا. وابن حجر في الإِصابة (1/ 440)، من طريق إسحاق بن أحمد الخزاعى، قال: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ، به. وهذا الحديث يرويه جعفر بن محمد واختلف عنه. =
= فرواه محمد بن جعفر وعلي بن أبي علي الهاشمي عن جعفر بن محمد، فجعلاه من حديث علي ابن أبي طالب. فرواية محمد بن جعفر، رواها ابن أبي عمر كما تقدم. ولمحمد بن جعفر طريق أخرى جعلها من حديث الحسين بن علي وستأتي. وأما رواية علي بن أبي علي: فرواها ابن أبي حاتم في التفسير -كما في الإِصابة (1/ 439) - من طريق علي بن أبي علي الهاشمي عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، أن علي بن أبي طالب، قال: لما توفي النبي -صلى الله عليه وسلم-وجاءت التعزية- فذكره مختصرًا. قلت: والطريقان منقطعان، قال أبو زرعة: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، لم يدرك هو ولا أبوه عليًا. اهـ. انظر: المراسيل (ص 186). وأرسله القاسم بن عبد الله عن جعفر، إلَّا قصة التعزية فجعلها عن علي بن أبي طالب. رواه الشافعي في السنن (2/ 45: 487)، ومن طريقه: البيهقي في دلائل النبوة (7/ 267)، قَالَ: عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رجالًا دخلوا على أبيه، علي بن الحسين- فذكره بنحوه مع اختلاف في بعض ألفاظه. وقد ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (5/ 242)، مطولًا، وعزاه للبيهقي وساق سنده من طريق الطحاوي عن المزني، عن الشافعي، ثم قال: هذا الحديث مرسل، وفي إسناده ضعف بحال القاسم العمري هذا، فإنه قد ضعفه غير واحد من الأئمة وتركه بالكلية آخرون. اهـ. وقال الألباني في حاشية المشكاة (2/ 1685): إسناده واهٍ، وكل حديث فيه حياة الخضر إلى عهده -صلى الله عليه وسلم- لا يصح. اهـ. ورواه أيضًا الشافعي في الأم (1/ 278)، والمسند (ص 361)، ومن طريقه: =
= البيهقي في السنن الكبرى (4/ 60)، كتاب الجنائز: باب ما يقول في التعزية من الترحم على الميت والدعاء له ولمن خلف. وفي معرفة السنن والآثار (5/ 337)، كتاب الجنائز: باب التعزية وما يهيأ لأهل الميت. وفي دلائل النبوة (7/ 268)، قال: أخبرنا القاسم بن عبد الله، به، مختصرًا. ولم يذكر فيه إلَّا التعزية التي في آخر حديث الباب. قال البيهقي في السنن الكبرى: وقد روي معناه من وجه آخر عن جعفر، عن أبيه، عن جابر، ومن وجه آخر، عن أنس بن مالك، وفي أسانيده ضعف، والله أعلم. اهـ. وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 309)، وعزاه للشافعي في مسنده، ثم قال: شيخ الشافعي القاسم العمري متروك ... ثم هو مرسل، ومثله لا يعتمد عليه ههنا، والله أعلم. اهـ. ورواه مرسلًا ابن سعد في الطبقات (2/ 260)، قال: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا رجل، عن جعفر، به، مختصرًا. قلت: وفيه الواقدي وهو متروك. انظر: (ترجمته في الحديث رقم 4264) وفي الإِسناد أيضًا رجل مبهم. وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى (2/ 273)، وعزاه لابن سعد والشافعي في سننه، وقال: وهو مرسل. ووصله عبد الله بن ميمون، عن جعفر، فجعله من حديث الحسين بن علي بن أبي طالب. رواه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 128: 2890)، من طريق عبد الله بن ميمون القداح، قال: حدَّثنا جعفر بن محمد، عن أبيه: عن علي بن الحسين، قال: سمعت أبي، يقول: فذكره. قال الهيثمي في المجمع (9/ 35): رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن ميمون القداح وهو ذاهب الحديث. اهـ. =
= ورواه محمد بن منصور الجزار -كما في الإِصابة (1/ 439) - عن محمد بن جعفر بن محمد وعبد الله بن ميمون القداح جميعًا عن جعفر، به، مختصرًا. قال ابن الجوزي- كما في الإِصابة (1/ 440): تابعه محمد بن صالح، عن محمد بن جعفر، ومحمد بن صالح ضعيف. اهـ. ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 275) قال: أخبرنا أنس بن عياض، قال: حدَّثونا عن جعفر بن محمد، عن أبيه: فذكره مختصرًا، ولم يذكر فيه قصة التعزية. قال السيوطي في الخصائص الكبرى (2/ 273): هذا إسناد معضل. اهـ. قلت: وفيه رواة مبهمون. ورواه أنس بن عياض عن جعفر، فجعل الحديث من مسند جابر. رواه الحاكم في المستدرك (3/ 57)، ومن طريقه: البيهقي في دلائل النبوة (7/ 269)، من طريق أنس بن عياض عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر رضي الله عنه قال: لما تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عزتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص .. الحديث. قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. اهـ. ووافقه الذهبي. قال البيهقي: هذا الإِسناد، (يعني: رواية القاسم بن عبد الله وحديث جابر هذا)، وإن كانا ضعيفين، فأحدهما يتأكد بالآخر، ويدلك على أن له أصلًا من حديث جعفر، والله أعلم. اهـ. قلت: القاسم بن عبد الله متروك، وقد اتهمه الإِمام أحمد بالوضع، فحديثه ضعيف جدًا.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - محمد بن جعفر الصادق، تكلم فيه ولم يترك. =
= 2 - الانقطاع، فعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لم يدرك عليًا رضي الله عنه. انظر: المراسيل (ص 139)، تهذيب الكمال (20/ 383). وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف لا يصح. وقد ضعفه ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 309)، وقال: لا يصح. قال ابن القيم في المنار المنيف (ص 67): الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته، كلها كذب، ولا يصح في حياته حديث واحد. اهـ. قلت: ومسألة حياة الخضر من المسائل التي اختلف فيها أهل العلم قديمًا وحديثًا. وانظر في هذه المسألة الإِصابة (1/ 428)، وما بعدها في ترجمة الخضر، فتح الباري (6/ 497)، البداية والنهاية (1/ 303)، وما بعدها.
4326 - [2] رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْآثَارِ الَّتِي سَمِعَهَا الطَّحَاوِيُّ [عن (¬1) الْمُزَنِيِّ عَنْهُ، قَالَ: عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ [عَنْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ] (¬3) عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ دَخَلُوا عَلَى: أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، [فَقَالَ: (¬4) أَلَا] (¬5) أحدَّثكم عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالُوا: بَلَى، فحدَّثنا، قال: لما مرض -صلى الله عليه وسلم- جَاءَهُ جِبْرِيلُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، إلَّا أَنَّهُ قَالَ: يُقَالُ [لَهُ إِسْمَاعِيلُ عَلَى (¬6) مِائَةِ] (¬7) أَلْفِ ملك، كل ملك منهم مِائَةِ أَلْفٍ. وَقَالَ فِيهِ بَعْدُ "تَرَكْتُهَا" فَقَالَ: أو تفعل يَا مَلَكَ الْمَوْتِ؟ قَالَ نَعَمْ، بِهَذَا أُمرت وأمرت أن أطيعك، قال: فنظر -صلى الله عليه وسلم- إلى جبريل، فقال جبريل: يا محمد ... فذكره نَحْوَهُ. وَقَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ: "الثَّوَابُ"، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا الخضر عليه السلام. ¬
4326 - [2] تخريجه والحكم عليه: هو في سنن الشافعي (2/ 45: 487). وتقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق السابقة.
4327 - وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الزُّهْدِ: حدَّثنا أبو كامل الجحدري، حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} (¬1)، حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ، نُعيت لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَفْسُهُ حِينَ أُنزلت (¬2)، فَأَخَذَ في أشد ما كان قط اجتهادًا في أمر الآخرة. ¬
4327 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (9/ 22) وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد ... واحد أسانيده رجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 174 أمختصر)، وقال: رواه أبوبكر بن أبي شيبة وأبو يعلى الموصلي بسند رواته ثقات. اهـ. وذكره الحافظ في الفتح (8/ 608)، وعزاه للطبراني. وذكره السيوطي في الدر المنثور (6/ 455)، وعزاه للنسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 328: 11903)، قال: حدَّثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدَّثنا أبو كامل الجحدري، به، بلفظه مع زيادة في آخره. ورواه النسائي في السنن الكبرى (6/ 525: 11712)، كتاب التفسير: باب سورة النصر. من طريق محمد بن محبوب، قال: حدَّثنا أبو عوانة به بلفظ مقارب مع زيادة في آخره. ونقله ابن كثير في التفسير (4/ 601)، عن الطبراني والنسائي. =
= ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (3/ 14: 2017)، من طريق عبد الواحد بن غياث، قال: حدَّثنا أبو عوانة به بلفظ مقارب مع زيادة في آخره. وذكره الهيثمي في مجمع البحرين (2/ 377: 1222). ورواه الدارمي في سننه (1/ 51: 79)، في المقدمة: باب في وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أخبرنا سعيد بن سليمان، عن عبّاد بن العوام، به، بنحوه مع زيادة في آخره. ولم يذكر: فأخذ في أشد ما كان ... قال الألباني في حاشية المشكاة (3/ 1684): وإسناده حسن. قلت: وفي تحسينه نظر، فهلال بن خبّاب لم يصرح بمن روى عنه قبل الاختلاط ومن روى بعده. ورواه أيضًا الطبراني في المعجم الكبير (11/ 329: 11904)، (11/ 330: 11907)، وفي الأوسط (1/ 486: 887)، من طريق سعيد بن سليمان به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عكرمة إلَّا هلال. اهـ. قال الهيثمي في المجمع (9/ 23): رجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة وفيه ضعف. اهـ. وقال في موضع آخر (7/ 144: وفي إسناده هلال بن خباب، قال يحيى: ثقة مأمون لم يتغير، ووثقه ابن حبّان، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (7/ 167)، من طريق الأسفاطي، قال: حدَّثنا سعيد بن سليمان به. ورواه أحمد في مسنده (1/ 217)، وابن جرير الطبري في جامع البيان (30/ 334)، عن محمد بن فضيل، حدَّثنا عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. ولفظه: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نعيت إليّ نفسي نأني مقبوض في تلك السنة". =
= ونقله ابن كثير في التفسير (4/ 601)، عن المسند، وقال: تفرّد به أحمد. اهـ. قال الهيثمي في المجمع (7/ 144): في إسناد أحمد: عطاء بن السائب وقد اختلط. اهـ. وقال أحمد شاكر في حاشية المسند (3/ 1874): إسناده صحيح. اهـ. قلت: وفي إسناده عطاء بن السائب وهو ثقة اختلط، وليس محمد بن فضيل ممن سمع منه قبل اختلاطه. انظر: (في ترجمته: الحديث رقم 4257)، الكواكب النيرات (ص 319). قال الحافظ في الفتح (8/ 608): ووهم عطاء بن السائب فروى هذا الحديث عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: فذكر الحديث. ثم قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه من طريقه، والصواب رواية حبيب بن أبي ثابت التي في الباب الذي قبله "نعيت إليه نفسه". اهـ. قلت: يريد الحافظ برواية حبيب، ما رواه البخاري (8/ 606: 4969 الفتح)، من طريق حبيب ابن أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ "أن عمر رضي الله عنه سألهم عن قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}، قالوا: فتح المدائن والقصور، قال: ما تقول يا ابن عباس؟ قال: أجل، أو مثل ضُرِب لمحمد -صلى الله عليه وسلم- نعيت له نفسه. قال ابن كثير في التفسير (4/ 600): تفرّد به البخاري. اهـ. ورواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (30/ 334)، قال: حدَّثنا مهران عن سفيان، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عباس. فذكره بنحوه. وذكره الحافظ في الفتح (8/ 608)، وعزاه لأحمد. ومهران هو ابن أبي عمر العطار، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 549: 6933): صدوق له أوهام، سيء الحفظ. =
= وعاصم هو ابن أبي النجود الأسدي مولاهم، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 285: 3054): صدوق له أوهام. وبقية رجاله ثقات.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا هلال بن خبّاب فهو صدوق اختلط، ولا أدري هل رواية أبي عوانة عنه قبل الاختلاط أم بعده. إلَّا أن متابعة أبي رزين عن ابن عباس تقوي هذا الطريق. ويشهد له رواية البخاري من طريق حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ المتقدمة في تخريج الحديث. وتدل هذه المتابعة وذلك الشاهد على احتمال أن هلال بن خبّاب قد روى عنه هذا الحديث قبل اختلاطه، وهو احتمال كبير. وعليه فأقل أحوال هذا الحديث أنه حسن لغيره، إن لم يكن حسن لذاته، والله أعلم.
42 - باب غسل النبي -صلى الله عليه وسلم-
42 - بَابُ غُسْلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 4328 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يزيد بن أبي حكيم العدني، حدَّثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: سَمِعُوا صَوْتًا عِنْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فأسرع العباس، فأصاب رِجْلُهُ ظَهْرَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا أُمَّتاه، يَا أُمَّتاه، يا أُمَّتاه، لا تلومينني هذه، فَأَدْرَكَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَقُولُ: الرَّفِيقِ الْأَعْلَى، قَالَ الْعَبَّاسُ: فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خُيِّر، فلما قضى على نبيه -صلى الله عليه وسلم- الْمَوْتُ، غَسَّلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ يُنَاوِلُهُمُ الْمَاءَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ، فَقَالَ: مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُغَسِّلَهُ إلَّا أَنَّا كُنَّا صِبْيَانًا نَحْمِلُ الْحِجَارَةَ فِي الْمَسْجِدِ ... الْحَدِيثُ. * فِيهِ انْقِطَاعٌ. [2] أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، حدَّثني أبي نحوه.
4328 - [1] تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 126 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه انقطاع. اهـ. ورواه -أيضًا- إسحاق -كما في المطالب هنا- قال: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، حدَّثني أبي، به، ولم يسق لفظه، إنما قال: نحوه. =
= قال الحافظ -كما في المطالب هنا-: فيه انقطاع. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد منقطع، عكرمة لم يسمع من العباس. وقد حكم عليه بالانقطاع ابن حجر والبوصيري كما تقدم في تخريج الحديث. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
4329 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: سَمِعْتُ (¬1) سَلَمَةَ بْنَ صَالِحٍ، يحدَّث عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عن الأشعت بن طليق، إِنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ الْعُرَنِيَّ، يحدَّث عَنْ مُرَّةَ، عن ابن مسعود رضي الله عنه، نَعَى لَنَا نَبِيُّنَا وَحَبِيبُنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَفْسَهُ -وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ- قَبْلَ مَوْتِهِ بشهر، فلما دنا الفراق جمعنا -صلى الله عليه وسلم- في بيت أمنا عائشة رضي الله عنها، فنظر -صلى الله عليه وسلم- إِلَيْنَا، فَدَمَعَتْ عَيْنُهُ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِكُمْ، حَيَّاكُمُ اللَّهُ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، آوَاكُمُ اللَّهُ، حَفِظَكُمُ اللَّهُ، نَصَرَكُمُ اللَّهُ، نَفَعَكُمُ اللَّهُ، هَدَاكُمُ اللَّهُ، وَفَّقَكُمُ اللَّهُ، سَلَّمَكُمُ اللَّهُ، قَبِلَكُمُ اللَّهُ، رَزَقَكُمُ اللَّهُ، رَفْعَكُمُ اللَّهُ. أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأُوصِي (¬2) اللَّهَ بِكُمْ وَأَسْتَخْلِفُهُ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أني لكم نذير مبين، أن لا تَعْلُوا عَلَى اللَّه فِي عِبَادِهِ وَبِلَادِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِي وَلَكُمْ: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ} (¬3) الآية. وقال عزَّ وجلَّ: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} (¬4). قُلْنَا: فَمَتَى الْأَجَلُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: دَنَا الْأَجَلُ، وَالْمُنْقَلَبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَإِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى، وَإِلَى الْكَأْسِ الْأَوْفَى، وَالرَّفِيقِ الْأَعْلَى، وَالْعَيْشِ الْأَهْنَا. قُلْنَا: فَمَنْ يغسلك؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، الْأَدْنَى فَالْأَدْنَى. قُلْنَا: ففيم نكفنك؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: في ثيابي هذه أو (¬5) ثياب (¬6) مصر أو (¬7) حلة يمانية. ¬
قلنا: فمن يصلي عليك؟ قال: فبكى -صلى الله عليه وسلم- وبكينا. فقال: مَهْلًا غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا، إِذَا غَسَّلْتُمُونِي وَكَفَّنْتُمُونِي، فَضَعُونِي عَلَى سَرِيرِي فِي بَيْتِي هَذَا، عَلَى شَفِيرِ قَبْرِي هَذَا، ثُمَّ اخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً، فَأَوَّلُ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ خَلِيلِي وَحَبِيبِي جِبْرِيلُ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ، ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ وَجُنُودُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِأَجْمَعِهَا، ثُمَّ ادْخُلُوا عليَّ فَوْجًا فَوْجًا، فَصَلُّوا عليَّ وسلموا تسليمًا، ولا تؤذوني بتزكية، ولا صيحة، وَلَا رَنَّةٍ، وَلْيَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عليَّ رِجَالُ أَهْلِ بَيْتِي وَنِسَاؤُهُمْ، ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدُ، وَمَنْ غَابَ عَنِّي مِنْ أَصْحَابِي، فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلَامَ، وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ فِي دِينِي مِنْ إِخْوَانِي، فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلَامَ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ سَلَّمْتُ على من يتبعني (¬8) على ديني من اليوم إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قُلْنَا: فَمَنْ يُدْخِلُكَ قَبْرَكَ؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: أهلي مع ملائكة كثيرة يَرَوْنَكُمْ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ. *قُلْتُ: فِي هَذَا تُعَقِّبُ عَلَى الْبَيْهَقِي (¬9)، حَيْثُ قَالَ: إِنَّ سَلَّامًا الطَّوِيلَ تَفَرَّدَ بِهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن عبد الرحمن. ¬
4329 - [1] تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (9/ 24)، وعزاه للبزار، وقال: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، وهو ثقة، ورواه الطبراني في الأوسط, بنحوه ... وذكر في إسناده ضعفاء، منهم: أشعت بن طليق، قال الأزدي: لا يصح حديثه، والله أعلم. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 127 أمختصر)، وعزاه لأحمد بن منيع =
= والبزار، ثم ساق لفظ البزّار، وقال عقبه: ورواه الحاكم مختصرًا، وقال: فيه عبد الملك بن عبد الرحمن لا أعرفه بعدالة ولا جرح، والباقون كلهم ثقات. قلت: (والقائل البوصيري): عبد الملك هذا قال فيه الفلاس: كذاب، وقال البخاري: منكر الحديث، ولم ينفرد به عبد الملك، فقد رواه البزّار في مسنده بسند رواته ثقات. اهـ. وذكره -أيضًا- البوصيوي في موضع آخر من الإِتحاف (3/ ق 41 ب مختصر)، وذكر كلامه السابق. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 60)، وعنه: البيهقي في دلائل النبوة (7/ 231) من طريق سلام بن سليمان المدائني، قال: حدَّثنا سلام بن سليم الطويل، عن عبد الملك بن عبد الرحمن، به، مختصرًا. ورواية البيهقي بنحو رواية ابن منيع، قال الحاكم: عبد الملك بن عبد الرحمن الذي في هذا الإِسناد مجهول، لا نعرفه بعدالة ولا جرح، والباقون ثقات. اهـ. فتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: بل كذبه الفلاس. قال: والباقون ثقات، قلت (والقائل الذهبي): وهذا شأن الموضوع يكون كل رواته ثقات سوى واحد، فلو استحى الحاكم لما أورد مثل هذا. اهـ. وقد ذكره ابن الملقن في مختصر استدراك الذهبي (2/ 132)، ونقل كلام الحاكم والذهبي ولم يعقب عليهما. وقال البيهقي: إسناده ضعيف بالمرة. اهـ. وقال -أيضًا- عقب روايته للحديث: تابعه أحمد بن يونس عن سلام الطويل، وتفرد به سلام الطويل. اهـ. فتعقبه ابن حجر -كما في المطالب هنا- بقوله: في هذا (يعني رواية ابن منيع) تُعَقِّبُ عَلَى الْبَيْهَقِي، حَيْثُ قَالَ: إِنَّ سَلَّامًا الطَّوِيلَ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عبد الرحمن. اهـ. =
= ورواه أبو نعيم في الحلية (4/ 168) من طريق سلام بن سليم، عن عبد الملك بن عبد الرحمن، به، بنحوه. قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث مرة عن عبد الله، لم يروه متصل الإِسناد إلَّا عبد الملك بن عبد الرحمن -وهو ابن الأصبهاني-. اهـ. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (2/ 382: 1227) من طريق عمرو بن محمد العنقزي، قال: حدَّثنا عبد الملك بن الأصبهاني، به. إلَّا أنه قال: عن عبد الملك بن الأصبهاني، عن خلاد الصفار، عن الأشعث. قال الطبراني: لم يجود إسناده، إلَّا عمر العنقزي، ورواه المحاربي عن عبد الملك الأصبهاني، عن مرة، عن عبد الله، فلم يذكر خلادًا، ولا الأشعث، ولا الحسن العرني. اهـ. ورواه البزّار في البحر الزخار (5/ 394: 2028) قال: حدَّثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ مرة، عن عبد الله. فذكره. قال البزّار: وهذا الكلام قد روي عن مرة، عن عبد الله من غير وجه، وأسانيدها عن مرة، عن عبد الله متقاربة، وعبد الرحمن بن الأصبهاني لم يسمع هذا من مرة، وإنما هو عن من أخبره عن مرة، ولا أعلم أحدًا رواه عن عبد الله غير مرة. اهـ. وتعقبه العراقي في المغني عن حمل الاسفار (4/ 469) بقوله: "قلت: وقد روي من غير ما وجه، رواه ابن سعد في الطبقات من رواية ابن عون عن ابن مسعود، ورويناه في مشيخة القاضى أبي بكر الأنصاري من رواية الحسن العرني عن ابن مسعود، ولكنهما منقطعان وضعيفان، والحسن العرني إنما يرويه عن مرة، كما رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط. اهـ. وذكره الهيثمي في كشف الأستار (1/ 398: 847). =
= ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 256) قال: أخبرني محمد بن عمر، حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي العون، عن ابن مسعود، فذكره. قلت: وفي إسناده محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك. (انظر: ترجمته في الحديث رقم 4264). وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (5/ 232)، وعزاه للبيهقي والبزار، وقال: وفي صحته نظر، والله أعلم. اهـ. وذكره الذهبي في الميزان (1/ 265) في ترجمة أشعث بن طليق. وابن حجر في اللسان (1/ 456)، وعزاه للحاكم والبيهقي. وأورده السيوطي في الجامع الكبير (1/ ق 850)، وعزاه لابن سعد والحاكم، وأشار إلى أن هذا الحديث تعقب.
الحكم عليه: الحديث بإسناد أحمد بن منيع، فيه علتان: 1 - سلمة بن صالح الجعفي، وهو ضعيف. 2 - عبد الملك بن عبد الرحمن، وهو ضعيف جدًا. فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. أما إسناد البزّار ففيه انقطاع بين عبد الرحمن الأصبهاني ومرة. قال البزّار: عبد الرحمن لم يسمع هذا من مرة، إنما أخبره عن مرة. اهـ. وعبد الرحمن المحاربي لا بأس به، ولكنه يدلس، وقد عنعن. فيكون الحديث بإسناد البزّار ضعيف. وأما طريق ابن سعد ففيه الواقدي، وهو متروك. وعليه فالحديث بتلك الطرق لا يتقوى، والله أعلم.
4329 - [2] وَقَدْ رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيِّ، عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عبد الله رضي الله عنه قَالَ: نَعَى لَنَا حَبِيبُنَا وَنَبِيُّنَا -بِأَبِي هُوَ نفسي لَهُ الْفِدَاءُ- نَفْسَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ، فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ فِي دِينِكُمْ بَعْدِي، فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أَقْرَأُ السَّلَامَ -أَحْسَبُهُ قَالَ-: عَلَيْهِ وعلى كل مَنْ تَابَعَنِي (¬1) عَلَى دِينِي مِنْ يَوْمِي هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ الْبَزَّارُ: رُوِيَ هَذَا عَنْ مُرَّةَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، وَالْأَسَانِيدُ عَنْ مُرَّةَ مُتَقَارِبَةٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَصْبَهَانِيُّ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا مِنْ مُرَّةَ، إِنَّمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْهُ، ولا نعلم رواه عن ابن مسعود رضي الله عنه غير مرة. ¬
4329 - [2] تخريجه والحكم عليه: هو في البحر الزخار (5/ 394: 2028). وتقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق السابقة.
43 - باب دفن النبي -صلى الله عليه وسلم-
43 - بَابُ دَفْنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 4330 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بشر بن عمر (¬1) الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ بِلَالٍ، يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يُحَدِّثُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ اخْتَلَفُوا فِي دَفْنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَا مِنْ نَبِيٍّ [يَمُوتُ] (¬2) إلَّا يُدْفَنُ حين يُقْبَضُ. فخُطّوا حَوْلَ فِرَاشِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ ادْفِنُوهُ حَيْثُ قُبِضَ. رَوَاهُ أحمد (¬3) بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ ضَعِيفٍ فِي أَثْنَاءِ حَدِيثٍ، وَأَخْرَجَهُ (¬4) أَيْضًا بِسَنَدٍ مُعْضَلٍ، وَهَذِهِ الطَّرِيقُ الْمُرْسَلَةُ أَصَحُّ مَخْرَجًا، وَهِيَ تُعْضَدُ ذَلِكَ الْمُتَّصِلَ، وَتُشْعِرُ أَنَّ له أصلًا. ¬
4330 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 126 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق=
= مرسلًا، وأحمد بن حنبل بسند متصل ضعيف، وبسند معضل، وطريق إسحاق أصح إسنادًا، وهي تعضد المتصل وتشعر أن له أصلًا. اهـ. وأشار إلى هذا الطريق البيهقي في دلائل النبوَّة (7/ 261).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع، القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أرسل عن جده أبي بكر. انظر: جامع التحصيل (ص 253). وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وللحديث شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره، منها: 1 - عن حسين بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس. وفيه: لقد اختلف المسلمون في المكان الذي يحفر له، فقال قائلون: يدفن في مسجده، وقال قائلون: يدفن مع أصحابه، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: ما قبض نبي إلَّا دفن حيث قبض. رواه أحمد في مسنده (1/ 8، 260، 292)، وابن ماجه في سننه (1/ 298: 1628)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 31: 22)، (1/ 32: 23)، والمروزي في مسند أبي بكر (ح 26)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 407). وفي دلائل النبوة (7/ 260)، وابن عدي في الكامل (2/ 76). قلت: وفي إسناده الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 167: 1326): ضعيف. 2 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- اختلفوا في دفنه، فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئًا ما نسيته. قال: ما قبض الله نبيًا إلَّا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه. ادفنوه في موضع فراشه. رواه الترمذي في سننه (3/ 329: 1018)، وفي الشمائل (ح 372)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 46: 45)، والمروزي في مسند أبي بكر (ح 43). =
= قال الترمذي: هذا حديث غريب، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه. اهـ. فتعقبه الألباني في مختصر الشمائل (ص 194)، وقال: استغربه المؤلف لأن فيه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، لكن الحديث صحيح بما له من الشواهد. اهـ. 3 - عن ابن جريج، قال: أخبرني أبي: أن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يدروا أين يقبرون النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى قال أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: لن يقبر نبي إلَّا حيث يموت، فأخروا فراشه وحفروا له تحت فراشه. رواه أحمد في مسنده (1/ 7)، وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (14/ 553: 18868)، والمروزي في مسند أبي بكر (ح 105). قال أحمد شاكر في حاشية المسند (1/ 27): إسناده ضعيف لانقطاعه، وابن جريج: هو عبد الملك ابن عبد العزيز بن جريج، وأبوه عبد العزيز متأخر لم يدرك هذه القصة، واختلف في سماعه من عائشة، فأولى أن لم يسمع من أبي بكر. اهـ. 4 - وقد ورد موقوفًا على أبي بكر رضي الله عنه. رواه النسائي في السنن الكبرى (4/ 263: 7119)، والترمذي في الشمائل (ح 379)، والطبراني في المعجم الكبير (7/ 56: 6367)، والبيهقي في دلائل النبوة (7/ 259). قال الحافظ في الفتح (1/ 631): إسناده صحيح لكنه موقوف. اهـ. وقال الألباني في أحكام الجنائز (ص 138): وهو في حكم المرفوع. اهـ.
4331 - أخبرنا (¬1) الفضل بن موسى السّيناني (¬2)، حدَّثنا محمد بن عمرو، أخبرنا (¬3) أشياخنا، عن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وُضِعَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، فجعل الناس يصلون عليه أفواجًا [أفواجًا] (¬4). ¬
4331 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 126 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق بسند ضعيف لجهالة التابعي. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف؛ لأجل الراوي المبهم. وفي الباب: 1 - عن ابن المسيب، قال: لما تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وضع على سريره، فكان الناس يدخلون زمرًا زمرًا يصلون عليه ويخرجون ولم يؤمهم أحد، وتوفي يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء -صلى الله عليه وسلم-. رواه ابن سعد في الطبقات (2/ 288)، وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 562: 18887). 2 - وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، وفيه: وصُلِّي عليه بغير إمام. رواه عبد الرزاق في المصنف (3/ 474: 6377). قال ابن كثير في البداية والنهاية (5/ 232): إن صلاتهم عليه فرادى لم يؤمهم أحد عليه، أمر مجمع عليه لا خلاف فيه، وقد اختلف في تعليله. اهـ.
4332 - [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬1): حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مجالد، أخبرنا (¬2) عامر -وهو الشعبي- قال: قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: إني لآخر الناس عهدًا بالنبي (¬3)، وإنا حَفَرْنَا لَهُ وَلَحَدْنَا، فَلَمَّا دَفَنُوهُ وَخَرَجُوا، أَلْقَيْتُ الْفَأْسَ فِي الْقَبْرِ، فَقُلْتُ: الْفَأْسَ، الْفَأْسَ، فَدَخَلْتُ، فَأَخَذْتُهُ، وَمَسَحْتَ يَدَيَّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. * قلت: مجالد ضعيف (¬4). ¬
4332 - [1] تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (9/ 360)، وقال: رواه الطبراني، وفيه مجالد وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 126 ب مختصر)، وقال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ منيع وأبو يعلى ... ومدار الإِسناد على مجالد وهو ضعيف. اهـ. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 414: 993)، من طريق عثمان بن أبي شيبة، قال: حدَّثنا أبو أسامة ومحاضر بن المورع، كلاهما عن مجالد، به، بنحوه مع تقديم وتأخير. ورواه أحمد بن منيع -كما في المطالب هنا- قال: حدَّثنا هشيم، أخبرنا مجالد، به، بنحوه، إلَّا أنه قال: "ألقيت خاتمي" بدلا من "ألقيت الفأس". ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 203)، قال: أخبرنا سُريج بن النعمان، أخبرنا هشيم به. ورواه أبو يعلى -كما في المطالب هنا- قال: حدَّثنا شجاع بن مخلد، حدَّثنا =
= هشيم، حدَّثنا مجالد به، ولم يسق لفظه إنما قال: بهذا. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 414: 993)، من طريق عمرو بن عون، قال: حدَّثنا هشيم به. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (7/ 257)، من طريق يونس، عن ابن إسحاق، قال: كان المغيرة يدعي، قال: أخذت خاتمي ... فذكره. قال الذهبي في السيرة من تاريخ الإِسلام (582): هذا حديث منقطع. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل مجالد بن سعيد وهو ضعيف. قال الحافظ -كما في المطالب هنا-: مجالد ضعيف. اهـ. وقد تقدم تضعيف البوصيري له. وقال الحاكم أبو أحمد -كما في تهذيب الأسماء واللغات (1/ 23) -: ويقال نزل المغيرة في قبره ولا يصح. اهـ.
4332 - [2] وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا هشيم، أخبرنا (¬1) مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه قال: كان يحدَّثنا هاهنا بِالْكُوفَةِ، [فَقَالَ: أَنَا آخِرُ النَّاسِ عَهْدًا] (¬2) بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْقَبْرِ، [وَدُفِنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-] (¬3) أَلْقَيْتُ خَاتَمِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْحَسَنِ! خَاتَمِي، قَالَ: أنزل فخذ خاتمك، فنزلت وأخذت خاتمي، ووضعته عَلَى الْكَفَنِ ثُمَّ خَرَجْتُ (¬4). 4332 - [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، حدَّثنا هشيم، حدَّثنا مجالد بهذا (4). ¬
43 - كتاب الفتن
43 - كِتَابُ الْفِتَنِ 1 - بَابُ بَيَانِ بَدْءِ [الْفِتْنَةِ] 4333 - قَالَ إسحاق: أخبرنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ صَدَقَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأثنى عليه، ثم ذكر أبا بكر رضي الله عنه فأثنى عليه، ثم ذكر عمر رضي الله عنه، فَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: بَعْدَ الثَّلَاثِينَ (¬1) اصْرِفْ وَجْهَكَ حَيْثُ شِئْتَ، فَإِنَّكَ لَنْ تَصْرِفَهُ إلَّا إِلَى عَجْز أَوْ فُجُور. * قُلْتُ: فِيهِ انْقِطَاعٌ مع ضعف ليث. ¬
4333 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 113 أمختصر). وقال: رواه إسحاق بسند ضعيف، لضعف ليث بن أبي سليم، وفيه انقطاع. اهـ.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - ليث بن أبي سُليم وهو صدوق سيِّء الحفظ، اختلط جدًا فلم يتميز حديثه، فحديثه ضعيف. =
= 2 - الانقطاع بين الشعبي وأبي ذر، فالشعبي لا يعرف له رواية عن أبي ذر. انظر: تهذيب الكمال (14/ 29). وصدقة لم أستطع معرفته. وعليه فالأثر بهذا الإِسناد ضعيف.
4334 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا ابْنُ [نُمَيْرٍ] (¬1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ .. فَذَكَرَ حديث حذيفة (¬2) رضي الله عنه الذي [تقدم في صلاة الضحى] (¬3). ¬
4334 - تخريجه: وهو في كتاب النوافل، باب صلاة الضحى، حديث رقم (652).
4335 - وقال إسحاق: أخبرنا المقرئ، أخبرنا (¬1) [شَرِيكٌ] (¬2)، عَنِ الْمُجَالِدِ، عَنْ [مَسْرُوقٍ] (¬3)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ] (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ [لَنَا] (¬5) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: ستدور رحى الإِسلام [بَعْدَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ] (¬6) سَنَةً، فَإِنِ اصْطَلَحُوا بَيْنَهُمْ (¬7) عَلَى غَيْرِ قِتَالٍ، أَكَلُوا الدُّنْيَا سَبْعِينَ عَامًا (¬8). * قُلْتُ: رَوَاهُ أَحْمَدُ (¬9) وَأَبُو دَاوُدَ (¬10) مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، بِلَفْظِ: [[فَإِنْ يَهْلِكُوا فَسَبِيلُ] (¬11) مَنْ هَلَكَ] (¬12)، وَإِنْ يقم لهم دينهم، يقم لهم سبعين عامًا. ولم يذكر: فإن اصطلحوا [بينهم] (¬13) على غير قتال. ¬
= 4335 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق113 أمختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف لضعف مجالد بن سعيد، ورواه من وجه آخر أبو داود الطيالسي، ومسدد، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ حنبل، وأحمد بن منيع، وابن حبّان في صحيحه، وأبو داود في سننه والحاكم ... اهـ. ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 236) قال: حدَّثنا فهد، حدَّثنا أبو نعيم، حدَّثنا شريك به، إلَّا أنه قال: عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عبد الله، فذكره بنحوه، وزاد في آخره: وأن يقتتلوا يركبوا سنن من كان قبلهم. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 195: 10311)، قال: حدَّثنا فضيل بن محمد الملطي، حدَّثنا أبو نعيم، حدَّثنا شريك به بنحوه، وفيه: فإن هلكوا فسبيل من هلك. وقد ورد هذا الحديث عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن البراء بن ناجية، عن ابن مسعود. رواه أبو داود في سننه (4/ 98: 4254)، كتاب الفتن والملاحم، باب ذكر الفتن ودلائلها، وأحمد في مسنده (1/ 393، 395)، والطيالسي في مسنده (ص 50: 383)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 236)، وأبو يعلى في مسنده (9/ 186: 5281)، ونعيم بن حماد في الفتن (2/ 692: 1963)، والهيثم بن كليب في مسنده (2/ 308: 888)، وابن الأعرابي في معجمه (5/ 145: 834، 835)، وابن عدي في الكامل (2/ 742)، والدارقطني في العلل (5/ 44)، والحاكم في المستدرك (3/ 101)، (4/ 521)، والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 393)، والخطابي في غريب الحديث (1/ 549)، والخلال في الجامع (205/ ب) كما في حاشية معجم ابن الأعرابي (5/ 146)، والبغوي في شرح السنَّة (15/ 17: 4225). =
= قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد. اهـ. ووافقه الذهبي. وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 704): وهو كما قالا، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير البراء بن ناجية وهو ثقة. اهـ. وقال الحاكم في الموضع الآخر (101/ 3): حديث صحيح على شرط مسلم. اهـ. ووافقه الذهبي. قال الدارقطني في العلل (5/ 43): حدَّث به منصور بن المعتمر عن ربعي عن البراء بن ناجية عن ابن مسعود، حدَّث به عنه الأعمش والثوري وشعبة وشيبان. ورواه عطاء بن عجلان عن منصور عن البراء، لم يذكر ربعيًا. ورواه إسحاق بن أبي إسرائيل عن ابن عيينة عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عن البراء بن ناجية عن ابن مسعود، ووهم فيه، وإنما هو ربعي مكان سالم. اهـ. قلت: ورواية عطاء بن عجلان: رواها نعيم بن حماد في الفتن (2/ 693: 1965) من طريق إسماعيل بن عياش عن عطاء بن عجلان، به. وقد ورد هذا الحديث عن منصور عن ربعي عن عبد الله. ولم يذكر "البراء". رواه ابن الأعرابي في معجمه (5/ 144: 833) ومن طريقه: الخطابي في غريب الحديث (1/ 549). وورد -أيضًا- من طريق القاسم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مسعود. رواه أحمد في مسنده (1/ 390، 451)، وأبو يعلى في مسنده (8/ 425: 5009)، (9/ 201: 5298)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 236)، وابن حبّان، كما في الإحسان (8/ 231: 6629)، والطبراني في المعجم الكبير (10/ 211: 10356) من طرق عنه. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه ثلاث علل: 1 - شريك بن عبد الله القاضي، وهو صدوق يخطئ. 2 - ضعف مجالد بن سعيد. 3 - الانقطاع بين مجالد ومسروق، وإنما المشهور أنه يروي عنه بواسطة الشعبي، وقد جاء متصلًا عند الطحاوي والطبراني -كما في تخريج الحديث- من طريق مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا بهذه العلل الثلاث. ولكن رواية الطحاوي والطبراني المتصلة تتقوى بالطرق الأخرى عن ابن مسعود، والله أعلم.
4336 - أخبرنا (¬1) سويد بن عبد العزيز الدمشقي، أخبرنا (¬2) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: "ألا وإن رحى الْإِيمَانِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ يَدُورُ ... " الحديث (¬3). ¬
4337 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حدَّثنا العلاء (¬1) بن [المنهال] (¬2) العتوي (¬3)، حدَّثنا مُهَنَّدٌ الْقَيْسِيُّ -وَكَانَ ثِقَةً-، حدَّثني قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّكُمْ فِي نُبُوَّةٍ وَرَحْمَةٍ، وَسَتَكُونُ خِلَافَةٌ وَرَحْمَةٌ، وَيَكُونُ (¬4) كَذَا وَكَذَا، وَيَكُونُ مُلْكًا عَضُوضًا، يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، وَيَلْبَسُونَ الْحَرِيرَ، ومع ذلك ينصرون إلى قيام الساعة. ¬
4337 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 188) مطولًا، وقال: رواه أحمد في ترجمة النعمان، والبزار أتم منه، والطبراني ببعضه في الأوسط، ورجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 127 أمختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو داود الطيالسي بسند صحيح. اهـ. ومن طريق ابن أبي شيبة: رواه الطبراني في الأوسط، كما في مجمع البحرين (4/ 303: 2506)، قال: حدَّثنا محمد بن جعفر بن أعين، حدَّثنا أبو بكر به بلفظ مقارب. قال الطبراني: لم يروه عن العلاء إلَّا زيد. اهـ. وذكره الدارقطني في الأفراد، كما في أطراف الأفراد (ق 138 أ)، وقال: تفرّد به مهند بن هشام القيسي عن قيس بن مسلم، عن طارق، وتفرد به العلاء بن المنهال، وتفرد عنه زيد بن الحباب. اهـ. ورواه الطيالسي في مسنده (ص 58: 438) ومن طريقه: أحمد في مسنده =
= (4/ 273)، والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 491)، ومن طريق أحمد: العراقي في محجة القرب إلى محبة العرب (2/ 17)، كما في السلسلة الصحيحة (1/ 8)، قال: حدَّثنا داود الواسطي -وكان ثقة- قال: سمعت حبيب بن سالم، قال: سمعت النعمان بن بشير، قال: كنا قعودًا في المسجد، وكان بشير رجلًا يكف حديثه، فجاء أبو ثعلبة الخشني، فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الأمراء؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته. فجلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة، فذكره مع زيادة في آخره. قال العراقي: هذا حديث صحيح، وداود بن إبراهيم الواسطي، وثقه أبو داود الطيالسي وابن حبّان وباقي رجاله محتج بهم في الصحيح. اهـ. قلت: إسناده حسن، حبيب بن سالم الأنصاري، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 151: 1092): لا بأس به. ورواه البزّار، كما في كشف الأستار (2/ 231: 1588) من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال: حدَّثنا إبراهيم بن داود به بنحو الرواية السابقة. وهكذا وقع في السند "إبراهيم بن داود"، ويظهر أنه هكذا: إبراهيم عن داود، ويدل عليه قول البزّار: لا نعلم أحدًا قال فيه النعمان عن حذيفة إلَّا إبراهيم، عن داود. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، وقد صحح إسناده البوصيري كما تقدم. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد صحيح.
4338 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدَّثنا طلحة بن عمرو، حدَّثنا [عَاصِمُ] (¬1) بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيِّ، عن زيد بن خالد الجهني (¬2)، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنِّي خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَتَوَجَّهْنَا نَحْوَ (¬3) حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ، فَأَتَيْتُهُ بِطَهُورٍ، فَلَمَّا جَاءَ وَضَعْتُهُ له، فجعل -صلى الله عليه وسلم- (يُصَعِّد) (¬4) بَصَرَهُ (فِيَّ) (¬5) ويُصَوِّبه، قَالَ: وَيْحَكَ بَعْدِي، فبكيت، فقلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! فإني لباق بعدك؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: نَعَمْ، فَإِذَا رَأَيْتَ الْبِنَاءَ عَلَى جَبَلِ سَلْع (¬6)، فَالْحَقْ بِالْعَرَبِ أَرْضَ قُضَاعَةَ، فَإِنَّهُ سَيَأْتِي يَوْمٌ قَابَ قَوْسٍ أَوْ قَوْسَيْنِ، أَوْ رُمْحٍ أَوْ رمحين. ¬
= وإسناد ابن الأعرابي حسن، محمد: هو ابن عبيد الله بن يزيد البغدادي، أبو جعفر ابن المنادي. قال عنه الحافظ في التقريب (ص 495: 6113): صدوق. وصالح بن عمر الواسطي ثقة. (التقريب ص 273: 2881). وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء (2/ 70) عن عاصم بن كليب، ولم يعزه لأحد. وذكره الهندي في الكنز (11/ 187: 311159)، وعزاه لابن عساكر.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، لأجل طلحة بن عمرو الحضرمي وهو متروك. وقد تابعه صالح بن عمر الواسطي عند ابن الأعرابي، وإسناد ابن الأعرابي حسن.
4339 - وقال إسحاق: أخبرنا يحيى بن يحيى، حدَّثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ، عَنْ أَبِي حريز (¬1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا نَجِدُكَ قائمًا عند ربك، محمارة وجنتاك، مستحييًا مِنْ رَبِّكِ مِمَّا أحدَّثت أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ. *هذا إسناد حسن. ¬
4339 - تخريجه: لم أجد من رواه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه أربع علل: 1 - عنعنة هشيم، وهو ثقة كثير التدليس. 2 - ضعف أبي إسحاق الكوفي. 3 - أبو حريز: عبد الله بن الحسين وهو صدوق يخطئ. 4 - أبو جرير لم يلق عبد الله بن سلام. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. وقول الحافظ -كما في المطالب هنا-: هذا إسناد حسن، ليس بحسن، والله أعلم.
2 - باب الأمر باتباع الجماعة
2 - بَابُ الْأَمْرِ بِاتِّبَاعِ الْجَمَاعَةِ (208) تَقَدَّمْتُ مِنْهُ أَحَادِيثُ في الإيمان (¬1). 4340 - [1] قال إسحاق: أخبرنا جرير، عن الشيباني، عن ابْنِ يَسِيرَ (¬2) بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: إِنَّ أبا مسعود الأنصاري رضي الله عنه خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ، وَأَنَا مَحْمُومٌ، فَرَكِبْتُ فَلَحِقْتُهُ بِالسَّالِحِينَ (¬3)، فَإِذَا هُوَ فِي بُسْتَانٍ، فَدَخَلْتُ فِي الْبُسْتَانِ، فَإِذَا نَفَرٌ جُلُوسٌ فِي أَقْصَى الْبُسْتَانِ قَدْ تَوَضَّأَ وَالْمَاءُ يَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ، قَالَ: فَتَلَقَّيْتُهُ، قَالَ: فَحَمِدْتُ اللَّهَ تعالى وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ [لَهُ]: (¬4) إِنَّهُ كَانَ لَكَ صَاحِبَانِ، إِلَيْهِمَا الْمَفْزَعُ، حُذَيْفَةُ وَأَبُو مُوسَى، وأنشدك الله تعالى وَأَنْشُدُكَ بالإِسلام إِنْ كُنْتَ سَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هَذِهِ الْفِتْنَةِ شَيْئًا إلَّا حدَّثتني بِهِ، وإلاَّ اجْتَهَدْتَ رَأْيَكَ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: عليك بعُظم أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكُنْ لَيَجْمَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، عَلَى ضَلَالَةٍ، وَاصْبِرْ حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ أَوْ يستراح من فاجر. ¬
4340 - [1] تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 218 - 219)، من طريقين، وقال: رواه كله الطبراني، ورجال هذه الطريقة الثانية ثقات. اهـ. ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 244)، من طريق أبي عوانة عن سليمان الشيباني، به، بنحوه. ولم يذكرابن يسير. فجعل الحديث عن سليمان الشيباني، عن أسير بن عمرو.-وقع في سند الفسوي: أسير بن عمير-. ورواه أيضًا الفسوي (3/ 244): ومن طريقه: الطبراني في المعجم الكبير (17/ 140: 666)، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 450)، وفي الفقيه والمتفقه (1/ 167)، من طريقين عن أبي إسحاق الشيباني، به، بنحوه. ولم يذكر قصة في أوله. -وقع في الفقيه والمتفقه "بشير" مكان "يسير" وهو تصحيف-. ورواه إسحاق -كما في المطالب هنا- قال: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ قيس بن يسير، به، بمعناه مختصرًا. قلت: وشريك هو ابن عبد الله القاضي صدوق يخطئ. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 239: 665)، من طريق ابن الأصبهاني، قال: حدَّثنا شريك به. ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 245)، والطبراني في المعجم الكبير (17/ 240: 667)، من طريق عريف الشيباني عن يسير بن عمرو، به، بنحوه. ورواه ابن أبي عاصم في السنَّة (1/ 41: 85)، من طريق الأعمش عن المسيب بن رافع، عن يسير بن عمرو، به، مختصرًا جدًا. =
= قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث ابن الحاجب (1/ 115): موقوف صحيح. اهـ. وقال الألباني في ظلال الجنة (1/ 42): إسناده جيد موقوف، رجاله رجال الشيخين. اهـ. ورواه اللالكائي في أصول الاعتقاد (1/ 109: 162)، من طريق أبي أسامة عن الأعمش، به، إلَّا أنه لم يذكر يسير بن عمرو، فجعل الحديث هكذا: عن المسيب بن رافع، قال: سمعت أبا مسعود حين خرج، فنزل في طريق القادسية، فقلنا: اعهد إلينا فإن الناس قد وقعوا في الفتنة فلا ندري أنلقاك بعد اليوم أم لا. فقال: فذكره. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 506)، من طريق أبي مالك الأشجعي عن أبي الشعثاء، قال: خرجنا مع أبي مسعود الأنصاري، فقلنا له: اعهد إلينا، فقال: فذكره بنحوه مع زيادات في ألفاظه. قال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم. اهـ. ووافقه الذهبي. قلت: وهو كما قالا. ورواه اللالكائي في أصول الاعتقاد (1/ 109: 163)، من طريق واصل الأحدب عن أبي وائل، عن أبي مسعود البدري، قال: خرج معه أصحابه يشيعونه حتى بلغ القادسية ... الحديث.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإسناد فيه قيس بن يسير ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكتا عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقد تابعه عريف الشيباني كما في رواية الفسوي، والمسيب بن رافع كما في رواية ابن أبي عاصم. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد يرتقي إلى الحسن لغيره.
4340 - [2] أَخْبَرَنَا (¬1) يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ يَسِيرَ (¬2) بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَلِيٌّ (¬3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَقِيتُ أَبَا مَسْعُودٍ (¬4) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بَيْتِ دِهْقَانَ بِالسَّالِحِينَ، فَقُلْتُ لَهُ: حدَّثني بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَا تَكْتُمْنِي، فَقَالَ: إِنَّا لا نكتم شيئًا أَيُّهَا الْفَتَى، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، وَإِيَّاكَ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّهَا الفتنة والضلالة، وإن اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَكُنْ لَيَجْمَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- على ضلالة. ¬
4340 - [2] تخريجه والحكم عليه: تقدم في الطريق السابقة.
4341 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ، قَالَ: حدَّثني شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، حدَّثني جُنْدُبُ بْنُ سُفْيَانَ -رجل من بجيلة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ستكون بَعْدِي فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، تَصْدِمُ الرَّجُلَ كَصَدْمِ جِبَاهِ فُحُولِ الثِّيرَانِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُسْلِمًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا (¬1) وَيُصْبِحُ كَافِرًا، فَقَالَ رَجُلٌ: فَكَيْفَ نَصْنَعُ عِنْدَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ادخلوا بيوتكم، وأخملوا ذكركم. فقال رجل: أَرَأَيْتَ إِنْ دُخل عَلَى أَحَدِنَا بَيْتَهُ، قَالَ: فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ، وَلْيَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ (¬2) الْمَقْتُولَ، وَلَا يكن عبد الله (¬3) القاتل، فإن الرجل يكون في قُبّة الإِسلام فيأكل مال أخيه، ويسفك دمه، ويعصي رَبَّهُ، وَيَكْفُرُ بِخَالِقِهِ، وَتَجِبُ لَهُ جَهَنَّمُ (¬4). *إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حدَّثنا عبد الحميد بن بهرام به (¬5). ¬
4341 - [1] تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 294)، وقال: رواه أبو يعلى وفيه عبد الحميد بن بهرام وشهر بن حوشب وقد وثقا، وفيهما ضعف. اهـ. وذكره في موضع آخر (7/ 303)، وقال: رواه الطبراني، وفيه شهر بن حوشب =
= وعبد الحميد بن بهرام وقد وثقا، وفيهما ضعف. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 117 ب مختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد حسن، وكذا أبو يعلى. اهـ. وذكره الحافظ في الفتح (13/ 32)، وعزاه للطبراني. ورواه أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 121: 19277)، كتاب الفتن: باب من كره الخروج في الفتنة وتعوذ عنها. بسنده وبلفظ مقارب. ورواه أبو يعلى في مسنده (3/ 92: 1523)، وفي المفاريد له (ح 35)، قال: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حدَّثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بن بهرام، به، بلفظ مقارب مع قصة في أوله. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (4/ 416: 1844). ورواه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 177: 1724)، من طريق سعيد بن سليمان وأبي الوليد، قالا: حدَّثنا عبد الحميد بن بهرام، به، بلفظ مقارب.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه شهر بن حوشب وهو صدوق كثير الأوهام. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف، والله أعلم.
4342 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرم، حدَّثنا يونس، حدَّثنا (¬1) ابْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أنس رضي الله عنه، قال: إن رسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ، فَيَقُولُ: مَنْ يبيعنا دينه بكف من دراهم. ¬
4342 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 118 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى. ومن طريق أبي يعلى: رواه ابن عدي في الكامل (3/ 1047)، قال: حدَّثنا أبو يعلى، به، بلفظه. ورواه العقيلي في الضعفاء (4/ 286)، في ترجمة نافع بن الحارث، ومن طريقه: ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 189)، قال: حدَّثنا محمد بن موسى بن حماد، حدَّثنا عقبة بن مُكْرم به بلفظه. قال العقيلي: لا يتابع عليه ولا يعرف إلَّا به. اهـ. وقد نقل العقيلي قول البخاري عن نافع بأنه لا يصح حديثه. وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح والمتهم به زياد بن المنذر، قال يحيى: هو كذاب عدو الله لا يساوي فلسًا. اهـ. وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 346)، وقال: هذا الحديث لم يذكره السيوطي وهو في تلخيص الموضوعات لابن درباس، وقال عَقِبه: قال أبو الفرج: لا يصح والمتهم به زياد بن المنذر، والله تعالى أعلم. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: =
= 1 - زياد بن المنذر الهمداني، وهو متروك. 2 - ضعف نافع بن الحارث الهمداني. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا.
4343 - وقال أبو بكر: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ (¬1)، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطائي، عن ابن أم مكتوم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بعد ما ارتفعت، وناس عند الحجرات، فقال -صلى الله عليه وسلم-: يَا أَهْلَ الْحُجُرَاتِ، سعِّرت النَّارُ، وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كقطع الليل المظلم، لوتعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلًا. ¬
4343 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 229 - 330) وقال: رواه الطبراني في الكبير و"الأوسط" ورجالهما رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 117 ب مختصر)، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة. ومن طريق ابن أبي شيبة: رواه أبو نعيم في الحلية (2/ 4)، وفي معرفة الصحابة (2/ ق 85 ب)، قال: حدَّثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدَّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدَّثنا عمي أبو بكر وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، قَالَا: حدَّثنا إسحاق بن سليمان، به، بلفظ مقارب. ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 487: 891)، من طريق سعيد، عن إسحاق بن سليمان الرازي، به، بنحوه. قال الطبراني: لا يروي هذا الحديث عن ابن أم مكتوم إلَّا بِهَذَا الإِسناد، تفرَّد بِهِ إِسْحَاقُ بْنُ سليمان. اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع البحرين (8/ 253: 5061). ولم أجده في المعجم الكبير للطبراني كما قال الهيثمي، وقد عزاه أيضًا للطبراني الهندي في الكنز (11/ 156: 31016). =
= ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 635)، من طريق إسحاق بن أحمد الجزار، حدَّثنا إسحاق بن سليمان الرازي، به، بنحوه.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف؛ لأن أبا البختري الطائي لم يسمع من ابن أم مكتوم، وللحديث شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره، والله أعلم، ومنها: 1 - عن عبيد بن عمير، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إلى أهل الحجرات، فقال: سُعِّرت النار، وجاءت الفتن كأنها قطع الليل المظلم، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كثيرًا. رواه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 36: 19041)، قال: حدَّثنا أبو أسامة، عن زائدة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن عبيد. ورواه هنَّاد في الزهد (1/ 271: 472)، قال: حدَّثنا قبيصة، عن سفيان، عن عبيد. قلت: إسناده ضعيف للإرسال. 2 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: يا أهل الحجرات، سعِّرت النار، ولو تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا. رواه البزّار كما في كشف الأستار (4/ 70: 3220)، والطبراني في المعجم الكبير (10/ 225: 15393)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (8/ 252: 5060)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 121)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 173)، من طريق عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله. قال البزّار: لا نعلمه يروى عن عبد الله إلَّا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه إلَّا عبيد الله. اهـ. وأعله الهيثمي في المجمع (10/ 229)، وابن حجر في مختصر زوائد البزّار (2/ 453)، بقائد الأعمش وهو ضعيف.
3 - باب ترك العطاء مخافة الفتنة والحث على طاعة الله تبارك وتعالى
3 - بَابُ تَرْكِ الْعَطَاءِ مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ وَالْحَثِّ عَلَى طاعة الله تبارك وتعالى 4344 - قال إسحاق: أخبرنا سويد بن عبد العزيز الدمشقي، حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: خُذُوا الْعَطَاءَ مَا دَامَ عَطَاءً فَإِذَا صَارَ رِشْوَةً عَلَى الدِّينِ، فَلَا تَأْخُذُوا وَلَسْتُمْ بِتَارِكِيهِ، يَمْنَعُكُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَخَافَةُ وَالْفَقْرُ، أَلَا وإِنَّ رحى الْإِيمَانِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ يَدُورُ، أَلَا وإِنَّ السلطان والكتاب سيفترقان، فَلَا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلَا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ، وَإِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، قالوا: فكيف نصنع يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: كما صنع أصحاب عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، حُملوا عَلَى الْخَشَبِ وَنُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرِ، مَوْتٌ فِي طاعة الله عَزَّ وَجَلَّ خير من حياة في معصيته.
4344 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 227، 238)، وقال: رواه الطبراني، ويزيد بن مرثد لم يسمع من معاذ، والوضين بن عطاء وثقه ابن حبّان وغيره، وبقية رجاله ثقات. اهـ. =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 128 أمختصر)، وقال: رواه إسحاق عن سويد بن عبد العزيز الدمشقي، وهو ضعيف، ورواه أحمد بن منع ورواته ثقات، ولفظهما واحد. اهـ. ورواه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 379: 658)، ومن طريقه: أبو نعيم في الحلية (5/ 165) قال: حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدَّثنا الهيثم بن خارجة، حدَّثنا عبد الله بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ، به، بنحوه. قال أبو نعيم: ورواه إسحاق بن راهويه عن سويد، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن يزيد من دون الوضين. اهـ. -وقع في الحلية: عن سويد بن عبد الله بن عبد الرحمن، عن يزيد، وهذا خطأ، والصواب عبد الرحمن بن يزيد-. ورواه الطبراني في المعجم الصغير (1/ 264) قال: حدَّثنا الفضل بن محمد بن القاسم، حدَّثنا الهيثم بن خارجة، به، بنحوه. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 398) من طريقين، عن الهيثم بن خارجة، به. ورواه الطبراني -أيضًا- في مسند الشاميين (1/ 379: 658)، وفي المعجم الكبير (90/ 20: 172) من طريق هشام بن عمار، قال: حدَّثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به، بنحوه. ورواه -أيضًا- في مسند الشاميين (1/ 379: 658)، وفي المعجم الكبير (20/ 90: 172)، وأبو العلاء الهمذاني في ذكر الاعتقاد (ح 6) من طريق علي بن حجر المروزي، قال: حدَّثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به، بنحوه. وقد عزاه البوصيري -أيضًا- لأحمد بن منيع، وقال: رواته ثقات. اهـ. =
= قلت: ولم أطلع على إسناد ابن منيع، وقوله: "رواته ثقات" لا ينفي الانقطاع كما هو معروف.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد في علتان: 1 - سويد بن عبد العزيز الدمشقي وهو ضعيف. 2 - الانقطاع، يزيد بن مرثد لم يسمع من معاذ. (انظر: جامع التحصيل ص 302). وقد توبع سويد بن عبد العزيز: تابعه الوضين بن عطاء وهو صدوق سيء الحفظ (التقريب ص 581: 7408)، فتبقى العلة الثانية. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. ولذا قال الألباني في تخريج أحاديث مشكلة الفقر (ص 11): ضعيف. وفي الباب: عن سُليم بن مطير من أهل وادي القرى عن أبيه، أنه حدَّثه، قال: سمعت رجلًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في حجة الوداع، فأمر الناس ونهاهم ثم قال: اللهم هل بلغت؟ قالوا: اللهم نعم، ثم قال: إذا تجاحفت قريش على الملك فيما بينها وعاد العطاء أو كان رشا فدعوه. فقيل: من هذا؟ قالوا: هذا ذو الزوائد صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. رواه أبو داود في سننه (1/ 137: 2958)، (1/ 138: 2959) واللفظ له، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 359)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 235)، والطبراني في المعجم الكبير (4/ 238: 4239)، (22/ 356: 894)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 27). قلت: في إسناده سُليم بن مطير قال عنه الحافظ في التقريب (ص 294: 2529): لين الحديث. وأبوه مطير بن سليم الوادي، قال عنه الحافظ (ص 535: 6715): مجهول الحال، وعليه فالحديث ضعيف. ولذا قال الألباني في ضعيف أبي داود (ص 292): ضعيف.
4 - باب البيان بأن سبب الفساد والفتن تأمير ولاة السوء
4 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ سَبَبَ الْفَسَادِ وَالْفِتَنِ تَأْمِيرُ ولاة السوء 4345 - قال أبو بكر: حدَّثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حدَّثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ، عن أبي هريرة (¬1) رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِنَّ بَعْدِي أَئِمَّةً، إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ، كفّروكم، وإن عصيتموهم قتلوكم، أئمة الكفر ورؤوس الضلالة. ¬
4345 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 79 ب مختصر)، من حديث أبي هريرة، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند فيه نافع بن الحارث وهو ضعيف. اهـ. ولم أجده من حديث أبي هريرة، بل ورد من حديث أبي برزة بالإِسناد السابق. (انظر العليق على حديث الباب). ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 238)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني، وفيه زياد بن المنذر، وهو كذاب متروك. اهـ. =
= ورواه أبو يعلى في مسنده (436/ 131: 7440) ومن طريقه: ابن عدي في الكامل (3/ 1047) قال: حدَّثنا عقبة بن مكرم، به، بلفظه. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 392: 879). وذكره السيوطي في الجامع الكبير (1/ ق 234)، وعزاه لأبي يعلى والطبراني. ولم أجده في المطبوع من المعجم الكبير.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإسناد فيه علتان: 1 - زياد بن المنذر الهمْداني، وهو متروك. 2 - ضعف نافع بن الحارث الهمْداني. وعليه فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا. قال الألباني في ضعيف الجامع (ح 1844): موضوع.
4346 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حدَّثنا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ السُّلَمِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ تُفْسِدُهُ (¬1)، وإنَّ آفَةَ هذا الدين ولاة السوء. ¬
4346 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 769: 599). وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 80 أمختصر)، وقال: رواه الحارث بسند فيه انقطاع. اهـ. وعزاه للحارث كل من: الهندي في الكنز (6/ 23: 14672)، والعجلوني في كشف الخفا (2/ 191).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه أربع علل: 1 - إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدب وهو ضعيف. 2 - إسماعيل بن عياش روايته عن العراقيين ضعيفة، وهذه منها. 3 - مبارك بن حسان السلمي وهو لين الحديث. 4 - الانقطاع، فالحسن البصري لم يسمع من عبد الله بن مسعود. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا.
4347 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَعْشَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُكْمِل، عَنْ أَزْهَرَ بن عبد الله، قال: أقبل عبادة رضي الله عنه، [حَاجًّا] (¬1) مِنَ الشَّامِ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَى (¬2) عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: سيكون [عليكم] (¬3) أمراء يأمرونكم مما تَعْرِفُونَ، وَيَعْمَلُونَ مَا تُنْكِرُونَ، فَلَيْسَ لِأُولَئِكَ عَلَيْكُمْ طاعة. ¬
4347 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 227) وقال: رواه الطبراني، وفيه الأعشى بن عبد الرحمن لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 81 ب مختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة والبزار ورواه أبو يعلى ... اهـ. ورواه -أيضًا- ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 223: 19567)، كتاب الفتن، باب ما ذكر في عثمان بسنده ومتنه. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 458) معلقًا، قال: قال خالد بن مخلد، به، بنحوه، بدون قصة في أوله. ولم أجده في معجم الطبراني الكبير؛ لأن مسند عبادة ضمن الأجزاء التي لم تطبع. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 357) قال: حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا العباس بن محمد الدوري، حدَّثنا خالد بن مخلد، به. ولم يذكر =
= لفظه، إنما ساق قصة في أوله، ثم قال: فذكر الحديث، وقع في سند الحاكم: عبد الرحمن بن مكمل، والصواب أعشى بن عبد الرحمن بن مكمل. وقد ورد هذا الحديث من عدة طرق عن عبادة، وهذه الطرق مدارها على عبد الله بن عثمان بن خثيم، واختلف عليه. فرواه عبد الله بن واقد، عنه، عن أبي الزبير عن جابر عن عبادة. رواها الحاكم في المستدرك (3/ 356)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 312) بنحوه، ولم يذكر قصة في أوله، إلَّا أنه سقط من سند العقيلي عبد الله بن عثمان بن خثيم، فجاء الحديث من رواية عبد الله بن واقد، عن أبي الزبير. قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. اهـ. فتعقبه الذهبي بقوله: تفرّد به عبد الله بن واقد وهو ضعيف. اهـ. وقال العقيلي: وقد رُوي في هذا رواية من غير هذا الوجه أصلح من هذه الرواية بخلاف هذا اللفظ. اهـ. ورواه إسماعيل بن عياش، عنه، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن عبادة. رواها أحمد في مسنده (5/ 325) بنحوه مع قصة في أوله. قال الهيثمي في المجمع (5/ 226 - 227): رواه أحمد بطوله، ولم يقل: عن إسماعيل، عن أبيه، ورواه عبد الله، فزاد: عن أبيه، وكذلك الطبراني، ورجالهما ثقات، إلَّا أن إسماعيل بن عياش رواه عن الحجازيين وروايته عنهم ضعفية. اهـ. ورواه يحيى بن سليم ويوسف بن خالد السَّمتي، عنه، عن إسماعيل بن عبيد، عن أبيه، عن عبادة، أما رواية يحيى بن سليم، فرواها عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 329) بنحوه بدون قصة. وأما رواية يوسف بن خالد السَّمتي، فرواها البزّار، كما في كشف الاستار (3/ 243: 1612)، بنحو رواية أحمد. =
= قال الهيثمي في المجمع (5/ 227): وفيه يوسف بن خالد السَّمتي، وهو ضعيف اهـ. وذكره ابن حجر في مختصر زوائد البزّار (1/ 682). ورواه زهير بن معاوية ومسلم بن خالد عن إسماعيل بن عبيد عنه. فقد قال الحاكم بعد أن أخرج الحديث من طريق عبد الله بن واقد: وقد رواه زهير بن معاوية، ومسلم بن خالد الزنجي، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ بزيادات فيه. ثم ساق إسناده إلى زهير عن إسماعيل بن عبيد. ولم يسق لفظه، إنما قال: بنحوه. ثم قال: وأما حديث مسلم بن خالد، فأخبرناه ... فذكر الحديث من طريق مسلم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، عن عبادة. قلت: إسماعيل بن عبيد بن رفاعة العجلاني، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 109: 467): مقبول. قال الحاكم عقب رواية مسلم بن خالد: وقد روي هذا الحديث بإسناد صحيح على شرط الشيخين في ورود عبادة بن الصامت على عثمان بن عفان متظلمًا بمتن مختصر. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه الأعشى بن عبد الرحمن، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكت عنه، وقال الهيثمي: لم أعرفه. وفيه أزهر بن عبد الله سكت عنه البخاري في تاريخه، وقال أبو حاتم: لا أدري من هو. وذكره ابن حبّان في الثقات. ولكن للحديث متابعات لا تخلو من علة، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إنه سيلي أمركم من بعدي رجال يطفئون السنة، ويحدَّثون بدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، قال ابن مسعود: يا =
= رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-! كيف بي إذا أدركتهم؟ قال: ليس -يا ابن أم عبد- طاعة لمن عصى الله. قالها ثلاث مرات. رواه أحمد في مسنده (1/ 399)، واللفظ له، وابن ماجه في سننه (2/ 149: 2895)، والطبراني في المعجم الكبير (10/ 213: 10361)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 127)، جميعهم من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه، عن عبد الله. قال أحمد شاكر في حاشية مسند أحمد (5/ 3790): إسناده صحيح. وقال الألباني في السلسلة الصسحيحة (139/ 2): إسناده جيد على شرط مسلم. اهـ. وصححه في صحيح ابن ماجه (2/ 142). وعليه فالحديث يرتقي إلى الحسن لغيره بما ذكر له من متابعات وبهذا الشاهد، والله أعلم.
4348 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، حدَّثنا أبوعامر الْعَقَدِيُّ، حدَّثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ-، يَقُولُ: يَكُونُ (¬1) أُمَرَاءُ لَا يُرَدُّ عَلَيْهِمْ، يتهافتون في النار، يتبع بعضهم بعضًا. ¬
4348 - [1] تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (13/ 367: 7377). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 393: 880). وذكره أيضًا في المجمع (5/ 236)، مطولًا، وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وأبو يعلى ورجاله ثقات. اهـ. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 341: 790)، من طريقين عن عبد الله بن صالح، قال: حدَّثني الليث، حدَّثني هشام بن سعد به بلفظ مقارب مع قصة في أوله. ورواه أيضًا أبو يعلى في مسنده (13/ 373: 7382)، عن سويد بن سعيد، عَنْ ضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، قَالَ: خَطَبَنَا مُعَاوِيَةُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ ... فذكره مطولًا. قلت: وفي إسناده سويد بن سعيد وفيه ضعف. وهذه الرواية ذكرها الحافظ في المطالب بعد حديث الباب بسنده ومتنه. وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 393: 880). ورواه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 393: 925)، قال: حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدَّثنا سويد بن سعيد، به، بنحو رواية أبي يعلى الثانية. ورواه ابن عدي في الكامل (4/ 1424)، قال: أخبرنا بهلول بن إسحاق، حدَّثنا سويد، به، بنحو الرواية السابقة. =
= وروى المرفوع منه الطبراني في الأوسط- كما في مجمع البحرين (4/ 346: 2578)، من طريق هاني بن المتوكل الإسكندراني، قال: حدَّثنا ضمام بن إسماعيل به. وقال: لم يروه عن أبي قبيل إلَّا ضمام. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه محمد بن عقبة القرظي، وهو مستور. ولكنه توبع من طريق أبي قبيل عن معاوية، فيرتقي الحديث إلى الحسن لغيره. قال الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 398): "وهذا إسناد حسن لولا أن ابن عقبة لم أعرفه، لكنه قد توبع، فأخرجه أبو يعلى ... " ثم ساق طريق أبي قبيل.
4348 - [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي عَنْ سويد بن سعيد، فَشَكَكْتُ فِيهِ، وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْهُ عن ضمام بن إسماعيل، عن أبي قبيل (¬1)، قال: خطبنا معاوية رضي الله عنه فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَقَالَ: إِنَّمَا الْمَالُ مَالُنَا، وَالْفَيْءُ فَيْئَنَا، مَنْ شِئْنَا أَعْطَيْنَا، وَمَنْ شِئْنَا مَنَعْنَا، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ. فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الثَّانِيَةُ، قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ. فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الثَّالِثَةُ، قَالَ [مِثْلَ] (¬2) مَقَالَتِهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِمَّنْ شَهِدَ، فَقَالَ: كَلَّا، بَلِ الْمَالُ مَالُنَا، وَالْفَيْءُ فَيْئَنَا، فَمَنْ حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ حَاكَمْنَاهُ بِأَسْيَافِنَا، فَلَمَّا صلَّى أَمَرَ بِالرَّجُلِ فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، ثُمَّ أَذِنَ لِلنَّاسِ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي تَكَلَّمْتُ فِي أَوَّلِ جُمُعَةٍ، فَلَمْ يَرُدَّ أَحَدٌ عَلَيَّ، وَفِي الثَّانِيَةِ فَلَمْ يَرُدَّ أَحَد ٌعَلَيَّ، فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ أَحْيَانِي هَذَا، أَحْيَاهُ اللَّهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _، يَقُولُ: سَيَأْتِي قَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ، فَلَا يُرَدُّ عَلَيْهِمْ، يَتَقَاحَمُونَ فِي النَّارِ تَقَاحُمَ الْقِرَدَةِ، فَخَشِيتُ أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مِنْهُمْ، فَلَمَّا رَدَّ علىَّ هَذَا أَحْيَانِي، أَحْيَاهُ الله، ورجوت (¬3) الله أن لا يجعلني منهم. ¬
4348 - [2] تخريجه والحكم عليه: هو في مسند أبي يعلى (13/ 373: 7382). وتقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق السابقة.
5 - باب البيان بأن لا يبقى من الصحابة أحد إلى بعد المائة من الهجرة
5 - باب البيان بأن لا يبقى من الصحابة أحد إلى بَعْدَ الْمِائَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ 4349 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَشِيرُ بْنُ: الْمُهَاجِرِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: إِلَى مِائَةِ سَنَةٍ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً طَيِّبَةً، يَقْبِضُ فِيهَا رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ. [2] وَقَالَ الرُّويَانِي: حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حدَّثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا (¬1) بشير به. *إسناده حسن. ¬
4349 - [1] تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 199)، وقال: رواه البزّار ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 114 ب مختصر)، وقال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى الموصلي والروياني بإسناد حسن. اهـ. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 101) في ترجمة بشير بن مهاجر، قال: حدَّثنا خلاد، حدَّثنا بشير بن المهاجر، به، بنحوه. =
= قال البخاري: يخالف في بعض حديثه هذا. اهـ. ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 167: 1236) من طريق بشر بن موسى، قال: حدَّثنا خلاد بن بحر، به، بنحوه. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 122: 229) قال: حدَّثنا محمد بن معمر، حدَّثنا عبيد الله بن موسى، حدَّثنا بشير بن المهاجر، به، بنحوه. قال البزّار: لَا نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ إلَّا بِهَذَا الإِسناد عن بريدة. اهـ. وذكره ابن حجر في مختصر زوائد البزّار (1/ 148: 139). ورواه الروياني -كما في المطالب هنا- قال: حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بن موسى، به، ولم يسق لفظه. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 457) من طريق أبي حاتم الرازي، قال: حدَّثنا عبيد الله بن موسى، به، بنحوه. قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. اهـ. ووافقه الذهبي. ورواه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 121: 228) من طريق جعفر بن عون، قال: حدَّثنا بشير بن المهاجر، به، بمعناه. وذكره ابن حجر في مختصر زوائد البزّار (1/ 148: 138).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا بشير بن المهاجر وهو حسن الحديث. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد حسن، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي وحسنه البوصيري كما تقدم، وقال الحافظ -كما في المطالب هنا-: إسناده حسن. اهـ.
6 - باب العزلة في الفتن
6 - بَابُ الْعُزْلَةِ فِي الْفِتَنِ 4350 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حدَّثنا مُحَمَّدُ [بْنُ سُلَيْمَانَ [الْمَسْمُولِيُّ] (¬1)] (¬2)، حدَّثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُخَوَّل الْبَهْزِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يحدَّثنا (¬3)، قَالَ: سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، خَيْرُ الْمَالِ فِيهِ غَنَمٌ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ (¬4)، تَأْكُلُ الشَّجَرَ، وَتَرِدُ الْمَاءَ، يَأْكُلُ صَاحِبُهَا مِنْ رِسلها، وَيَشْرَبُ مِنْ أَلْبَانِهَا، ويلبس من صوفها -أَوْ قَالَ: أَشْعَارِهَا- وَالْفِتَنُ تَرْتَكِسُ بَيْنَ جَرَاثِيمِ العرب، والله ما يعبؤون (¬5). يَقُولُهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثلاثًا. ¬
4355 - تخريجه: هو في مسند أبي يعلى (3/ 137: 1568) مطولًا. وفي المفاريد له (ح 80). وذكره الهيثمي في المقصد العلي (4/ 409: 1828). =
= وذكره -أيضًا- في المجمع (7/ 304) مطولًا، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني باختصار في الأوسط، وفي إسناد أبي يعلى محمد بن سليمان بن مسمول وهو ضعيف، وفي إسناد الطبراني سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 177 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى. ومن طريق أبي يعلى: رواه ابن حبّان كما في الإحسان (7/ 551: 5852) قال: أخبرنا بن علي بن المثنى، به، مطولًا. وابن الأثير في أسد الغابة (4/ 339) من طريق ابن المرجي، قال: أخبرنا أبو يعلى، به. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 322: 763)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 210 أ) من طرق عن محمد بن عباد، به، مطولًا. ورواه -أيضًا- الطبراني في المعجم الكبير (20/ 322: 763)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 210 أ) من طريق يونس بن موسى السلمى، قال: حدَّثنا محمد بن سليمان بن مسمول، به، مطولًا. ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 276: 4451) من طريق الشاذكوني، قال: حدَّثنا محمد بن سليمان بن مسمول المخزومي، به، بنحوه. قال الطبراني: لا يروى عن مُخوَّل البهزي إلَّا بهذا الإِسناد، تفرّد، به، الشاذكوني. اهـ. وذكر الهيثمي في المجمع (7/ 303) رواية الطبراني هذه، ثم قال: وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو متروك. اهـ. وذكر الحافظ ابن حجر في الإِصابة (3/ 373) طرفًا من رواية أبي يعلى. قال الحافظ: وأخرجه ابن السكن من طريق -يعني ابن مسمول-: ليس لمُخَوَّل رواية بغير هذا الإِسناد. اهـ. =
= وأعله الحافظ بابن مسمول فقال: وابن مسمول ضعيف.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف لأجل محمد بن سليمان بن مسمول، وهو ضعيف. وفيه القاسم بن مُخَوَّل ذكره البخاري في تاريخه وسكت عنه، وبيض له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وذكره ابن حبّان في الثقات.
4351 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ حَبِيبِ بْنِ شهاب (¬1)، قال: حدَّثني أبي، قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَخَطَبَ النَّاسَ بِتَبُوكَ: مَا فِي النَّاسِ مِثْلُ رَجُلٍ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ مُجَاهِدًا فِي سبيل الله تعالى، وَيَجْتَنِبُ شُرُورَ النَّاسِ، وَمِثْلُ رَجُلٍ بَادٍ (¬2) فِي نعمة يَقري ضيفه ويعطي حقه. ¬
4351 - تخريجه: من طريق مسدّد: رواه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 212: 12924) قال: حدَّثنا معاذ بن المثنى، حدَّثنا مسدّد، به، بلفظ مقارب. ورواه أحمد في مسنده (1/ 226)، ومن طريقه: أبو نعيم في الحلية (8/ 386) قال: حدَّثنا يحيى به، بلفظ مقارب. ورواه -أيضًا- أحمد (1/ 311) من طريقه: الحاكم في المستدرك (2/ 67) قال: حدَّثنا روح حدَّثنا حبيب بن شهاب، به، بنحوه مع قصة في أوله، وزيادة في آخره. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد. اهـ. ووافقه الذهبي. ورواه -أيضًا- الحاكم (1/ 311)، من طريق الحارث بن أبي أسامة، قال: حدَّثنا روح بن عبادة، به، باللفظ السابق. ورواه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 341: 1011) من طريق مكي بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنِ أبيه، عن ابن عباس، فذكره. قال ابن أبي حاتم: فسمعت أبي يقول: ليس هذا الحبيب بن الشهيد، إنما هو حبيب بن شهاب المدلجي عن أبيه عن ابن عباس. اهـ. ورواه أحمد في مسنده (1/ 237، 319، 322) عن يزيد وأبي النضر =
= وعثمان بن، قالوا أخبرنا ابن أبى ذئب عن سعيد بن خالد، عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ولفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج عليهم وهم جلوس، فقال: إلَّا أحدثكم بخير الناس منزلة؟ فقالوا: بلى يا رسول الله، قال: رجل ممسك برأس فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل، أفأخبركم بالذي يليه؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: امرؤ معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس، أفأخبركم بشر الناس منزلة؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: الذي يسئل بالله ولا يعطي به. قال أحمد شاكر في حاشية المسند (3/ 359): إسناده صحيح. اهـ. ورواه النسائي في سننه (5/ 83: 2569) كتاب الزكاة: باب من يسأل بالله عَزَّ وَجَلَّ ولا يعطي، قال: أخبرنا محمد بن رافع، حدَّثنا ابن أبي فديك. ورواه الدارمي في سننه (2/ 265: 2395) كتاب الجهاد: باب أفضل الناس رجل ممسك برأس فرسه في سبيل الله، قال: أخبرنا عاصم بن علي. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 383: 10767) من طريق عاصم بن علي. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 294) كتاب الجهاد، قال: حدَّثنا شبابة. ورواه ابن حبّان كما في الإحسان (1/ 404: 603) من طريق عبد الله. جميعهم قالوا: حدَّثنا ابن أبي ذئب بهذا الإِسناد. وقد صحح الألباني إسناد النسائي كما في صحيح النسائي (2/ 543). ورواه مالك مرسلًا في الموطأ (2/ 445) كتاب الجهاد: باب الترغيب في الجهاد. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ معمر الأنصاري عن عطاء بن يسار، أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فذكره. ورواه الترمذي -موصولًا- في سننه (4/ 182: 1652)، كتاب فضائل =
= الجهاد: باب ما جاء أي الناس خير. قال: حدَّثنا قتيبة حدَّثنا ابن لهيعة عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ويروى هذا الحديث من غير وجه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-. اهـ. وتابع ابن لهيعة: عمرو بن الحارث. فرواه ابن حبّان كما في الإحسان (1/ 405: 604) مِنْ طَرِيقِ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بكير، به.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد صحيح، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقال أحمد شاكر في حاشية مسند أحمد (3/ 306): إسناده صحيح.
7 - باب نصرة أهل الحق حتى يأتي أمر الله
7 - بَابُ نُصْرَةِ أَهْلِ الْحَقِّ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله 4352 - [1] قال إسحاق: أخبرنا معاذ بن هشام صاحب الدستوائي، حدَّثني أبي، عن قتادة، عن أبي الأسود [[الديلي] (¬1)، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَزُرْعَةُ بْنُ ضَمْرَةَ [مَعَ الأشعري إلى عمر بن الخطاب، فلقيت عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ:] (¬2) يُوشِكُ أَنْ لَا يَبْقَى فِي أَرْضِ [الْعَجَمِ] (¬3) مِنَ الْعَرَبِ] (¬4) إلَّا قَتِيلٌ أَوْ أَسِيرٌ [يُحْكَمُ (¬5) فِي دَمِهِ] (¬6). فَقَالَ لَهُ زُرْعَةُ: أَيَظْهَرُ الْمُشْرِكُونَ عَلَى أَهْلِ الإِسلام؟ فَقَالَ: مِمَّنْ (¬7) أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ بَنِي عامر ابن صَعْصَعَةَ، فَقَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَدَافَعَ مَنَاكِبُ نِسَاءِ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ عَلَى ذي الخلصة (¬8)، [وثن] (¬9) ¬
كَانَ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَذَكَرْنَا لِعُمَرَ قول عبد الله بن عمرو، فقال: عبد اللَّهُ [أَعْلَمُ بِمَا] (¬10) يَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، قال: لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورَةٌ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ. [قَالَ] (¬11): فَذَكَرْنَا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَوْلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: صَدَقَ نَبِيُّ (¬12) اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[إِذَا أَتَى] (¬13) أمر الله عزَّ وجلَّ] (¬14) كَانَ الَّذِي قُلْتُ. قُلْتُ: فِيهِ انْقِطَاعٌ بَيْن قتادة وأبي الأسود، ورجاله ثقات. ¬
4352 - [1] تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 112 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه وأبو يعلى الموصلي، ورواته ثقات، إلَّا أنه منقطع بين قتادة وأبي الأسود الديلي. اهـ. ورواه أبو يعلى في مسنده -كما في المطالب هنا- ومن طريقه: الضياء في المختارة (1/ 250: 141) قال: حدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، به، ولم يسق لفظ أبي يعلى، إنما قال: نحوه، أما الضياء فاقتصر على ذكر المرفوع فقط، بنحوه. ورواه -أيضًا- أبو يعلى في مسنده -كما في المطالب هنا- ومن طريقه =
= -أيضًا-: الضياء في المختارة (1/ 250: 142) قال: حدَّثنا أبو سعيد حدَّثنا معاذ، به، ولم يسق لفظ أبي يعلى، ولفظ الضياء بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 550) من طريق عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدَّثنا معاذ بن هشام، به، بلفظ مقارب. - وقع في سند الحاكم: عبد الله بن عمر بن ميسرة وهو تصحيف-. قال الحاكم حديث صحيح على شرط مسلم. وفي التلخيص للذهبي: على شرط البخاري ومسلم. وكذا نقلها ابن الملقن عن الذهبي في مختصر استدراك الذهبي (7/ 3449)، فتعقبه محقق المختصر، وقال: الحديث أخرجه الحاكم، وقال: "وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، وكذا في المستدرك المخطوط، والتلخيص المطبوع، والمخطوط، لكن آخر الحديث عبارته كالآتي: صَدَقَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا كَانَ ذلك كالذي قلت"، فآخر كلمة في متن الحديث: "قلت"، وبعدها قال الذهبي على عادته: (خ م)، فالتبس الأمر على ابن الملقن، وظنه تعقيبًا من الذهبي، فأورد الحديث هكذا، والاَّ فالصواب أن الحديث من الأحاديث التي وافق الذهبي الحاكم في الحكم عليها. اهـ. وورد هذا الحديث من طريق سليمان بن الربيع العدوي، عن عمر مرفوعًا، ولفظه: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة. ذكره الحافظ في المطالب هنا بعد حديث الباب. رواه الطيالسي في مسنده (ص 9) قال: حدَّثنا همام عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة، عن سليمان بن الربيع، به، بنحوه مع قصة في أوله. ومن طريق الطيالسي: رواه الدارمي في سننه (2/ 280: 2433)، كتاب =
= الجهاد: باب لا يزال طائفة من هذه الأمة يقاتلون على الحق. قال: أخبرنا أبو بكر بن بشار، حدَّثنا أبو داود، به، واقتصر على ذكر المرفوع فقط، بنحوه. وأبويعلى في مسنده -كما في المطالب هنا- قال: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حدَّثنا أبو داود، به، ولم يسق لفظه. ومن طريقه: الضياء في المختارة (1/ 231: 127) من طريق محمد بن إبراهيم بن علي، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، به واقتصر على المرفوع أيضًا، بلفظه. ومن طريق الطيالسي: رواه -أيضًا- الضياء (1/ 232: 128) من طريق يونس بن حبيب قال: حدَّثنا أبو داود، به فذكر بداية رواية الطيالسي فقط. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 12) من طريق همام، به، بنحوه. قال البخاري عقبه: ولا يعرف سماع قتادة من ابن بريدة، ولا ابن بريدة من سليمان. اهـ. ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 449) من طريق أبي الوليد، قال: حدَّثنا همام، به، بلفظه. قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. اهـ. ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 288)، وقال: رواه الطبراني في الصغير والكبير، ورجال الكبير رجال الصحيح. اهـ. قلت: ولم أجده في مسند عمر من المعجم الكبير المطبوع، ولا في الصغير. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 112 ب مختصر)، وقال: رواه أبو داود الطيالسي وأبو يعلى الموصلي والحاكم وقال: صحيح الإِسناد، وله شاهد من حديث معاوية. اهـ.
الحكم عليه: الحديث بإسناد إسحاق فيه علتان: 1 - عنعنة قتادة وهو مدلس. =
= 2 - الانقطاع بين قتادة وأبي الأسود الديلي. قال الحافظ -كما في المطالب هنا-: فِيهِ انْقِطَاعٌ بَيْن قَتَادَةَ وَأَبِي الْأَسْوَدِ، وَرِجَالُهُ ثقات. اهـ. وكذا قال البوصيري كما تقدم في تخريج الحديث. وعليه فالحديث بإسناد إسحاق ضعيف. أما إسناد الطيالسي ففيه علتان: 1 - عنعنة قتادة. 2 - ما ذكره البخاري من عدم معرفة سماع قتادة من ابن بريدة، وسماع ابن بريدة من سليمان. وفيه سليمان بن الربيع العدوي ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكتا عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات. وعليه فالحديث بإسناد أبي داود الطيالسي ضعيف أيضًا. وللحديث شواهد عديدة يرتقي بها الحديث إلى الحسن لغيره، منها: ما رواه البخاري في صحيحه (6/ 731: 3640)، (13/ 306: 7311)، (13/ 451: 7459 الفتح)، ومسلم في صحيحه (3/ 1523: 171)، وأحمد في مسنده (4/ 244، 248، 252) من حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين، حتى يأتيهم أمر الله، وهم ظاهرون. وهذا أحد ألفاظ البخاري. وللحديث طرق أخرى عن عدة من الصحابة، منها ما هو في صحيح البخاري، وأكثرها في صحيح مسلم. وانظر: السلسلة الصحيحة للألباني (1/ 478: 270، 4/ ص 597)، وما بعدها.
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حدَّثنا معاذ بن هشام، به، بنحوه (¬1) [3] وحدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ، حدَّثنا مُعَاذٌ، بِهِ (1). [4] وَقَالَ أبو داود: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عن سليمان بن الربيع، عن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ (¬2). [5] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ الْبَصْرِيُّ، حدَّثنا أَبُو دَاوُدَ، به (¬3). ¬
8 - باب الأمر بترك القتال في الفتنة
8 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَرْكِ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ 4353 - قَالَ إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ الْيَمَامِيِّ (¬1)، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ عَمْرٌو، حدَّثني عَمِّي، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ، فَلَمَّا حَاذَيْنَا بِوَادٍ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، أَرْسَلَنِي إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَأْتِكَ؟ قَالَ: فَأْتِنِي بِرَأْسِهِ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَجِبِ الْأَمِيرَ، فَقَالَ: مَنِ الْأَمِيرُ؟ فَقُلْتُ: مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ، فَقَالَ: وَمَا يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَ بِيَ الْأَمِيرُ، وَقَدْ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِي هَذِهِ، فَمَا نَكَثْتُ وَلَا بَدَّلْتُ. فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي، فَقُلْتُ: آتِيهِ بِرَأْسِكَ، قَالَ: فَهَاتِ، قُلْتُ: فَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى ذَلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، عَهِدَ إِلَيَّ، فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يُبَايِعُونَ الْأَمِيرَيْنِ فَخُذْ سَيْفَكَ الَّذِي جَاهَدْتَ بِهِ [مَعِي، فَاضْرِبْ بِهِ] (¬2) أُحُدًا حَتَّى يَنْكَسِرَ، ثُمَّ اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ أَوْ منية قاضية. قلت: روى أَحْمَدُ (¬3) مِنْ طَرِيقِهِ حَدِيثًا (¬4) فِي الْمَعْنَى غَيْرَ هذا، ¬
وليس هذا بالسياق، وَلَا فِيهِ: حَتَّى تَأْتِيَكَ [يَدٌ] (¬5) ... إِلَى آخِرِهِ, وَهَذَا إِسْنَادٌ لَيِّنٌ، فِيهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ حاله. ¬
4353 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 122 أمختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه من لا يعرف حاله، وروى الإِمام أحمد بن حنبل حَدِيثًا فِي الْمَعْنَى غَيْرَ هَذَا, وَلَيْسَ بِهَذَا السِّيَاقِ، وَلَا فِيهِ: حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ ... إِلَى آخره. اهـ. ورواه أحمد في مسنده (4/ 225)، قال: حدَّثنا زيد بن الحباب، أخبرني سهل بْنُ أَبِي الصَّلْتِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: إن عليًا بعث إلى محمد بن مسلمة، فجيء به، فقال: ما خلفك عن هذا الأمر، قال: دفع إليّ ابن عمك، يعني: النبي -صلى الله عليه وسلم- سيفًا، فقال: قاتل به ما قوتل العدو، فإذا رأيت الناس يقتل بعضهم بعضًا، فاعمد به إلى صخرة فاضربه بها، ثم الزم بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يد خاطئة. قال: خلوا عنه. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 22: 18996)، كتاب الفتن: باب من كره الخروج من الفتنة وتعوذ منها. ونعيم بن حماد في الفتن (1/ 155: 397)، كلاهما عن ابن المبارك، عن هشام، عن الحسن، قال: قال محمد بن مسلمة. فذكره بنحو رواية أحمد. ورواه ابن شاهين كما في الإِصابة (3/ 364)، من طريق هشام، عن الحسن، أن محمد بن مسلمة. قال، فذكره. قال الحافظ ابن حجر عقبه: ورجال هذا السند ثقات، إلَّا أن الحسن لم يسمع من محمد بن مسلمة. اهـ. ورواه أحمد في مسنده (3/ 493)، وابن أبي شيبة في المصنف (15/ 37: 19045) في نفس الكتاب والباب. وعنه: ابن ماجه في سننه (2/ 371: 4010)، كتاب الفتن: باب التثبت في الفتنة. عن يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة، =
= عن ثابت بن زيد، عن أبي بردة، قال: دخلت على محمد بن مسلمة، فقلت له: رحمك الله! إنك من هذا الأمر بمكان، فلو خرجت إلى الناس فأمرت ونهيت؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "إنها ستكون فتنة وفرقة واختلات، فإذا كان ذلك فأت بسيفك أحدًا، فاضربه .... " وقع في سنن ابن ماجه هكذا: عن ثابت، أو علي بن زيد بن جدعان -شك أبو بكر-، عن أبي بردة. قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 291: 1392): هذا إسناد صحيح إن كان مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ البناني. اهـ. ورواه نعيم بن حماد في الفتن (1/ 156: 398)، قال: حدَّثنا ابن المبارك، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ بن جدعان، به، بنحوه مع قصة في آخره. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 50: 19086)، في نفس الكتاب والباب قال: حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، أن عليًا أرسل إلى محمد بن مسلمة ... فذكره بنحو رواية أحمد الأولى. ورواه الطبراني في الأوسط (2/ 170: 1311)، من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه، عن محمد بن مسلمة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكره. قال الهيثمي في المجمع (7/ 300): رواه الطبراني في الأوسط" ورجاله ثقات. اهـ. ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 117)، وعنه: البيهقي في السنن الكبرى (8/ 191)، من طريق محمد بن لبيد، عن محمد بن مسلمة، قال: قلت: يا رسول الله! كيف أصنع إذا اختلف المصلون، قال: تخرج بسيفك إلى الحرة، فتضربها
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه رجل مهمل، وآخر مبهم. =
= وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف، ولا يتقوى بالمتابعات الأخرى. إلَّا أن هذه المتابعات تتقوى فيما بينها فيكون الحديث حسنًا لغيره دون حديث الباب. قال الحافظ ابن حجر -كما في المطالب هنا- عن حديث الباب: هذا إِسْنَادٌ لَيِّنٌ، فِيهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ حَالُهُ. اهـ.
4354 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عن عبد الرحمن، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: أيعجز (¬1) أحدكم إذا أتاه الرجل يقتله -يَعْنِي مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ- أَنْ يَكُونَ (¬2) هَكَذَا، فَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ (¬3) عَلَى الْأُخْرَى، فَيَكُونُ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ (¬4) فَإِذَا هُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِذَا بقاتله في النار. ¬
4354 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 121 ب مختصر)، وعزاه لابن أبي شيبة. ورواه أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 121: 19278)، كتاب الفتن: باب من كره الخروج في الفتنة وتعوذ منها. بسنده والمتن بنحوه. وذكره البخاري في التاريخ الكبير (5/ 291)، قال: عمران بن ميسرة، حدَّثنا عبد الوارث، حدَّثنا ليث به، ولم يسق لفظه، إنما ذكره بعد طرق أخرى للحديث. قلت: وفيها التصريح بسماع عبد الرحمن من ابن عمر. ورواه أحمد في مسنده (2/ 100)، ومن طريقه: المزي في تهذيب الكمال (17/ 161)، قال: حدَّثنا إسماعيل بن عمر، حدَّثنا سفيان عن عون بن أبي جحيفة، به، بنحوه. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 291)، معلقًا، قال: قال محمد بن حوشب، حدَّثنا إسماعيل أبو المنذر الواسطي، به، بنحوه. ورواه ابن منده كما في الإِصابة (3/ 151)، من طريق السري بن يحيى عن =
= قبيصة، عن سفيان، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن سميرة أو سمير، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ ابن منده: لا تصح له صحبة (يعني عبد الرحمن بن سميرة). قلت: فهذه الرواية مرسلة. ورواه أبو نعيم موصولًا في معرفة الصحابة (2/ ق 47 ب)، من طريق حفص بن عمر، قال: حدَّثنا قبيصة، به، بنحوه. ورواه أحمد في مسنده (2/ 96)، قال: حدَّثنا يحيى بن حماد، حدَّثنا أبو عوانة عن رقبة، عن عون بن أبي جحيفة، به، بمعناه مع قصة في أوله. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 191)، معلقًا، قال: قال علي بن الحكم، أخبرنا أبو عوانة به، ولم يسق لفظه. ورواه أبو داود في سننه (4/ 100: 426)، كتاب الفتن والملاحم: باب في النهي عن السعي في الفتنة. قال: حدَّثنا أبو الوليد الطيالسي، حدَّثنا أبو عوانة به بالمتن السابق. ثم قال أبو داود عقبه: رواه الثوري عن عون، عن عبد الرحمن بن سمير أو سميرة، ورواه ليث بن أبي سليم، عن عون بن عبد الرحمن بن سميرة. قال أبو داود: قال لي الحسن بن علي: حدَّثنا أبو الوليد -يعني بهذا الحديث- عن أبي عوانة، وقال: هو في كتابي: ابن سبرة، وقالوا: سمرة، وقالوا: سميرة، هذا كلام أبي الوليد. اهـ. وقع في سنن أبي داود هكذا: هو في كتاب ابن سيرة، والتصحيح من عون المعبود (11/ 339). قال المنذري- كما في المصدر السابق: وقال الدارقطني: تفرَّد به أبو عوانة عن رقبة، عن عون ابن أبي جحيفة، عنه -يعني عن عبد الرحمن بن سمير-. اهـ. وقد ضعف الحديث الألباني كما في ضعيف أبي داود (ص 422)، وضعيف الجامع رقم (5869)، وعزاه إلى السلسلة الضعيفة رقم (4664)، وهي لم تطبع بعد. =
= وذكره الديلمي في الفردوس (1/ 396: 1599).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه ثلاث علل: 1 - عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وهو لا بأس به يدلس، وقد عنعن. 2 - ليث بن أبي سليم وهو صدوق سيء الحفظ، اختلط جدًا فلم يتميز حديثه، فحديثه ضعيف. 3_ عبد الرحمن بن سمير وهو مقبول. وقد تابع عبد الرحمن المحاربي: عبد الوارث بن سعيد كما في رواية البخاري في التاريخ الكبير، وهو ثقة ثبت. انظر: التقريب (ص 367: 4251). وتابع ليثًا: سفيان الثوري ورقبة بن مصقلة وهو ثقة. انظر: التقريب (ص 210: 1954)، فبقيت العلة الثالثة. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف، وقد ضعفه الألباني كما تقدم.
9 - باب كراهية الاختلاف
9 - باب كراهية الاختلاف 4355 - قال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حدَّثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ أَنَّهُ سَمِعَ الْحُسَيْنَ بن علي رضي الله عنهما، يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خبأ لابن صايد (¬1) دُخَانًا، فَسَأَلَهُ عَمَّا خَبَأَ لَهُ، فَقَالَ [لَهُ] (¬2): دُخ، فَقَالَ: اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُو قَدْرَكَ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا قال؟ فقال بعضهم: دُخٌّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: دُيخ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قَدْ اخْتَلَفْتُمْ وَأَنَا بَيْنَ أظهركم، وأنتم بعدي أشد اختلافًا. ¬
4355 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 5)، وقال: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 122 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح. اهـ. ورواه معمر في الجامع (11/ 389: 20818)، ومن طريقه: الطبراني في =
= المعجم الكبير (3/ 134: 2908)، قال: عن الزهري به بلفظ مقارب. ورواه نعيم بن حماد في الفتن (2/ 550: 1544)، قال: قال الزهري به بلفظ مقارب. وذكره الهندي في الكنز (14/ 615: 3973)، وعزاه للطبراني.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد صحيح، وقد صحح إسناده البوصيري كما تقدم.
4356 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهرام، حدَّثنا الْحَسَنُ، حدَّثنا جُنْدُبٌ الْبَجَلِيُّ فِي هذا المسجد، قال: إن حذيفة رضي الله عنه، حدَّثه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ (¬1) بَهْجَتَهُ عَلَيْهِ، وَكَانَ [رِدْءًا] (¬2) لِلْإِسْلَامِ] (¬3) انْسَلَخَ مِنْهُ وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَسَعى عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ، قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ! أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ الرامي، أو المرمي؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: بل الرامي. ¬
4356 - تخريجه: رواه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 301)، قال: قال لنا علي، حدَّثنا محمد بن بكر به، إلَّا أنه سمى والد الصلت:"مهران" لا "بهرام". وقد ذكر ابن حبّان في الثقات (6/ 471)، في ترجمة الصلت بن بَهرام: بأنه روى عن الحسن، وروى عنه محمد بن بكر المقرئ الكوفي، ليس بالبرساني. ثم قال: ومن قال إنه الصلت بن مهران فقد وهم، إنما هو الصلت بن بَهرام. اهـ. إلَّا أن البخاري في التاريخ الكبير (4/ 301)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 439)، قد فرقا بينهما، فقالا في ترجمة الصلت بن مهران. روى عن الحسن وشهر بن حوشب، وعنه: محمد ابن بكر البرساني، وسكتا عنه، وذكر له البخاري هذا الحديث. =
= الحكم عليه: الحديث بهذ الإِسناد فيه انقطاع، الحسن البصري لم يسمع من جندب بن عبد الله، قاله أبو حاتم. انظر: تهذيب الكمال (6/ 122). وقد وقع الخلاف في الصلت أهو ابن مهران أم ابن بَهرام؟ وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
10 - باب النهي عن بيع السلاح في الفتنة
10 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ السِّلَاحِ فِي الْفِتْنَةِ 4357 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هارون، أخبرنا (¬1) بحر بن كنيز (¬2) السَّقَّا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ اللَّقِيطِيِّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عن بيع السلاح في الفتنة. ¬
4357 - تخريجه: ذكره الهيثمي في المجمع (4/ 87)، 7/ 290)، وقال: رواه البزّار، وفيه بحر بن كنيز السقا وهو متروك. اهـ. وذكره أيضًا في المجمع (4/ 108)، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه بحر بن كنيز وهو متروك. اهـ. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 175 ب مختصر)، وقال: رواه أحمد بن منيع والحاكم وعنه البيهقي بسند ضعيف، لضعف بحر بن كنيز السقا، ثم رواه البيهقي موقوفًا، وقال: رفعه وهم، والموقوف أصح، وإنما يعرف مرفوعًا من حديث بحر بن كنيز السقا. اهـ. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 327)، من طريق الحسن بن مكرم، قال: =
= حدَّثنا يزيد بن هارون، به، بلفظه. وقع في سند البيهقي: عبيد الله القبطي وهو خطأ. قال البيهقي: وبحر السقا ضعيف لا يحتج به. اهـ. ورواه البزّار- كما في كشف الأستار (4/ 117: 3333)، وابن عدي في الكامل (2/ 483)، وابن حجر في تغليق التعليق (3/ 226)، من طريق مسلم بن إبراهيم، قال: حدَّثنا بحر بن كنيز، به، بلفظه. وقع في سند ابن عدي: عبيد الله بن القبطي وهو خطأ. قال البزّار: لا نعلمه يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا عمران، وبحر بن كنيز ليس بالقوي، واللقيطي ليس بمعروف، وقد رواه مسلم بن زرير عن أبي رجاء، عن عمران موقوفًا. اهـ. ورواه العقيلي في الضعفاء (4/ 139)، ومن طريقه: ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 89: 590)، من طريق عمر بن سهل المازني، قال: حدَّثنا بحر بن كنزي، به، بلفظه. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. اهـ. ورواه أيضًا العقيلي في الضعفاء (4/ 139)، من طريق المعافى عن بحر السقا به، ولم يسق لفظه، إنما قال: مثله. ثم قال: ولا يصح إلَّا عن أبي رجاء. اهـ. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 136: 286)، من طريق ياسين بن حماد المخزومي، قال: حدَّثنا بحر بن كنيز السقا، به، بلفظه. وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (4/ 378)، وعزاه للطبراني، وقال: إسناده ضعيف. اهـ. ورواه أبو عمرو الداني في الفتن (1/ 372: 150)، من. طريق محمد بن يزيد الواسطي، عن بحر، به، بلفظه. وقال الحافظ في تغليق التعليق (3/ 226): ورواه ابن أبي عاصم في كتاب البيوع مرفوعًا أيضًا، والصواب وقفه، وبحر بن كنيز متروك. اهـ. =
= قلت: لم يتفرد به بحر بن كنيز، فقد ورد هذا الحديث عن محمد بن مصعب عن أبي الأشهب، عن أبي رجاء، عن عمران بن الحصين مرفوعًا. رواه العقيلي في الضعفاء (4/ 139)، وابن عدي في الكامل (6/ 2269)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 327)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 278)، من طرق عن محمد بن مصعب به، قال البيهقي: رفعه وهم، والموقوف أصح. اهـ. قلت: ومدار هذا الإِسناد على محمد بن مصعب القرقساني، وهو صدوق كثير الغلط. انظر: التقريب (ص 507: 6302). وقد ورد هذا القول موقوفًا على عمران بن الحصين. ذكره البخاري في صحيحه معلقًا (4/ 378 الفتح)، كتاب البيوع: باب بيع السلاح في الفتنة وغيرها. ووصله ابن عدي في الكامل (6/ 2669)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 327)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 277 - 278)، وابن حجر في تعليق التعليق (3/ 225)، من طريق أبي الأشهب عن أبي رجاء، عن عمران بن الحصين موقوفًا. وذكره الحافظ في تلخيص الحبير (3/ 18)، مرفوعًا، وقال: وهو ضعيف، والصواب وقفه، وكذلك ذكره البخاري تعليقًا. اهـ. (وانظر: نصب الراية 3/ 391). ويرى ابن معين أنه من كلام أبي رجاء، كما في الجرح والتعديل (8/ 103)، وكذلك العقيلي كما تقدم. وقال البيهقي في السنن الكبرى (5/ 327): ويروى ذلك عن أبي رجاء من قوله. اهـ. =
= الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - بحر بن كنيز وهو ضعيف. 2 - عبد الله اللقيطي، قال عنه البزّار: ليس بمعروف. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف، وقد رجح البيهقي وابن حجر وقفه على عمران كما تقدم.
11 - باب علامة أول الفتن
11 - باب علامة أول الفتن 4358 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي [ذِئْبٍ] (¬1)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: إِنَّ رَجُلَيْنِ اختصما إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فِي شِبْرٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، يَقُولُ: إِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ، فَسَمِعْتَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِي شِبْرٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَاخْرُجْ مِنْهَا. قال: فخرج أبو الدرداء، فأتى الشام. ¬
4358 - تخريجه: هو في مسند الطيالسي (ص 132: 983). وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 174)، وقال: رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح، إلَّا أن يزيد بن أبي حبيب لم يسمع من أبي الدرداء. اهـ. ولم أجده في المطبوع من المعجم الكبير؛ لأن مسند أبي الدرداء ضمن الأجزاء المفقودة. وذكره السيوطي في الجامع الكبير (1/ ق 60)، وعزاه للطبراني.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع، فيزيد بن أبي حبيب لم يسمع من أبي الدرداء، وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
12 - باب جواز الترهب في أيام الفتن
12 - بَابُ جَوَازِ التَّرَهُّبِ فِي أَيَّامِ الْفِتَنِ 4359 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بن عياش، حدَّثنا روَّاد، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ ربعي، عن حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: خَيْرُكُمْ فِي رَأْسِ الْمِائَتَيْنِ الْخَفِيفُ الْحَاذِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-! مَا خِفَّةُ الْحَاذِ؟ قَالَ: مَنْ لَا أَهْلَ له ولا مال.
4359 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 7 أمختصر)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي وابن الجوزي في الموضوعات بلفظ غير هذا اللفظ. اهـ. ورواه العقيلي في الضعفاء الكبير (2/ 69)، قال: حدَّثنا محمد بن أحمد الأنطاكي، حدَّثني أبي حدَّثنا رواد، به، بنحوه. ورواه ابن الأعرابي في الزهد (ح 106)، وعنه: الخطابي في العزلة (ص 120)، قال: حدَّثنا الترقفي، حدَّثنا رواد، به، بنحوه. ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 1037)، من طريق الحسن بن حماد الخرساني، قال: حدَّثنا عباس الترقفي، به، بنحوه. ورواه الخليلي في الإِرشاد (2/ 471)، من طريق إسحاق بن محمد الكيساني، قال: حدَّثنا العباس بن عبد الله الترقفي، به، بنحوه. =
= قال الخليلي: وهذا لا يعرف من حديث سفيان إلَّا من هذا الوجه، وقد خطَّئوه فيه. اهـ. ورواه البيهقي في شعب الإيمان (7/ 292: 10350)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 225)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 146: 1552)، من طريق إسماعيل بن محمد الصفار قال: حدَّثنا عباس، به، بنحوه. قال البيهقي: تفرَّد به رواد بن الجراح العسقلاني عن سفيان الثوري. اهـ. ورواه أيضًا الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 197 - 198)، ومن طريقه: ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 146: 1051)، من طريق إبراهيم بن النضر، قال: حدَّثنا عباس الترقفي، به، بنحوه. قال ابن الجوزي: قال الدارقطني: تفرَّد به رواد وهو ضعيف، وقد أدخله البخاري في الضعفاء، وقال: كان قد اختلط لا يكاد يقوم حديثه، وقال أحمد بن حنبل: حدّث رواد عن سفيان أحاديث مناكير، وقد روى مطلقًا من غير ذكر المائتين. اهـ. كلام ابن الجوزي. ورواه أيضًا الخطيب (11/ 225)، من طريق أبي بكر عمر بن العلاء بن مالك، قال: حدَّثنا الترقفي، به، بنحوه. وذكره الديلمي في الفردوس (2/ 170: 2852). وذكره العراقي في المغني عن حمل الأسفار (2/ 24)، والسخاوي في المقاصد الحسنة (ح 452)، والسيوطي في الدرر (ح 206)، والعجلوني في كشف الخفا (1/ 464: 1235)، وعزوه لأبي يعلى، وضعفه العراقي. وقال السخاوي: وعلّته روَّاد. وذكره أيضًا السيوطي في الجامع الصغير (3/ 497 الفيض)، وصححه، وتعقبه المناوي وأعله بروّاد. وذكره أيضًا في الجامع الكبير (1/ ق 519)، وعزاه لأبي يعلى والبيهقي في الشعب والخطيب وابن عساكر وضعفه. =
= وانظر الحديث في التذكرة للزركشي: باب الأحكام رقم 27، والفتاوى الحديثية (213)، وتمييز الطيب من الخبيث (ص 76)، والأسرار المرفوعة (ص 461)، والكشف الإِلهي (1/ 386)، ومختصرًا المقاصد الحسنة (ح 423)، وأسنى المطالب (ح621).
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه روّاد بن الجرَّاح العسقلاني وهو صدوق اختلط في آخره فترك، وإبراهيم بن عياش لم أجد له ترجمة. قال أبو حاتم في العلل (2/ 132: 1890): هذا حديث باطل. وقال في موضع آخر (2/ 420: 2765): هذا حديث منكر. ونقل الذهبي في الميزان (2/ 560) كلام أبي حاتم الأخير، وزاد فيه قوله: لا يشبه حديث الثقات، وإنما كان بدو هذا الخبر فيما ذكر لي أن رجلًا جاء إلى روّاد فذكر له هذا الحديث فاستحسنه، وكتبه، ثم بعد حدّث به، يظن أنه من سماعه. اهـ. وقال الذهبي في المغني (1/ 233): خبر منكر. وقد حكم على هذا الحديث بالوضع: الصغاني في موضوعاته (ح 98)، والألباني في ضعيف الجامع (ح 2918). وقال ابن القيم في المنار المنيف (ص 127): أحاديث مدح العزوبة كلها باطلة. اهـ. وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، والله أعلم.
4360 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حدَّثنا مَسْعَدَةُ بْنُ صَدَقَةَ، حدَّثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: سيأتي على الناس زمان، يحل فيه العُزبة (¬1)، وَلَا يَسْلَمُ لِذِي دِينٍ دِينُهُ إِلَّا مَنْ فَرَّ بِدِينِهِ، مِنْ شَاهِقٍ إِلَى شَاهِقٍ، وَمِنْ جُحْرٍ إِلَى جُحْرٍ كَالطَّائِرِ يَفِرُّ بِفِرَاخِهِ، وكالثعلب بأشباله، فأقام الصلاة وَآتَى الزَّكَاةَ، وَاعْتَزَلَ النَّاسَ إلَّا مِنْ خَيْرٍ، وَلَمِائَةُ شَاةٍ عَفْرَاءَ أَرْعَاهَا بِسَلْعٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُلْكِ بَنِي النَّضِيرِ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ كذا وكذا. ¬
4360 - تخريجه: هو في بغية الباحث (3/ 967: 756). وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 122 ب مختصر)، وقال: رواه الحارث عن عبد الرحيم بن واقد وهو ضعيف، وله شاهد من حديث حذيفة، تقدم في أول النكاح. اهـ. ومن طريق الحارث: رواه ابن خلاد في فوأئده (ق 9) -كما في حاشية بغية الباحث (3/ 67) - وعنه: أبو نعيم في الحلية (2/ 118)، قال: حدَّثنا أبو بكر بن خلاد، حدَّثنا الحارث بن أبي أسامة به. قال أبو نعيم: غريب من حديث الربيع، ومن حديث الثوري، ولم يروه عنه إلَّا مسعدة ولا كتبناه إلَّا من حديث عبد الرحيم بن واقد عاليًا. اهـ. ورواه الخطابي في العزلة (ص 66)، من طريق محمد بن يونس الكُديمي، قال: حدَّثنا محمد بن منصور الجشمي، حدَّثنا سلم بن سالم، حدَّثنا السري بن =
= يحيى، عن الحسن، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود. فذكره بنحوه مع زيادات في آخره. قال العراقي في المغني عن حمل الأسفار (2/ 24): أخرجه الخطابي في العزلة من حديث ابن مسعود نحوه، وللبيهقي في الزهد نحوه في حديث أبي هريرة، وكلاهما ضعيف. اهـ. قلت: وفي إسناد الخطابي: محمد بن يونس الكُديمي ضعفه الحافظ في التقريب (ص 515: 6419)، وسلم بن سالم البلخي، ضعفه ابن معين والنسائي، وقال أحمد: ليس بذاك، وقال أبو زرعة: لا يكتب حديثه. انظر: في ترجمته: الجرح والتعديل (4/ 266)، الميزان (2/ 185). وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة (ص 329)، وعزاه للحارث، وجعله ضمن الأحاديث الواهية. وانظر الأسرار المرفوعة (ص 462)، وكشف الخفا (1/ 464). وذكره السيوطي في الجامع الكبير (1/ ق 983)، وعزاه أيضًا للبيهقي في الزهد والخليلي والرافعي عن ابن مسعود. قلت: الذي في كتاب البيهقي الزهد الكبير (ح 439)، عن أبي هريرة، وليس عن ابن مسعود، وقد أشار إلى ذلك أيضًا العراقي كما تقدم.
الحكم عليه: الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان: 1 - ضعف عبد الرحيم بن واقد الخراساني. 2 - مسعدة بن صدقة العبدي، وهو متروك. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. وقد تقدم قول ابن القيم أن أحاديث مدح العزوبة كلها باطلة. انظر: الحكم على الحديث السابق (ح 211).
13 - باب عدد الفتن
13 - بَابُ عَدَدِ الْفِتَنِ 4361 - قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أسامة: أحدَّثكم الأعمش، عن منذر الثوري، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ (¬1) رَضِيَ الله عنه قال: [جعل الله عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَمْسَ فِتَنٍ] (¬2): فِتْنَةٍ خَاصَّةٍ، ثُمَّ فِتْنَةٍ عَامَّةٍ، ثُمَّ فِتْنَةٍ خَاصَّةٍ، ثُمَّ فِتْنَةٍ عَامَّةٍ، ثُمَّ تَجِيءُ فِتْنَةٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ، فيصير النَّاسُ فِيهَا كَالْبَهَائِمِ. فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ، وقال: نعم. ¬
4361 - تخريجه: ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 127 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه، ورواته ثقات. اهـ. ورواه نعيم بن حماد في الفتن (1/ 52: 77) قال: حدَّثنا أبو أسامة، به، بنحوه، إلَّا أنه ذكر في أوله: فتنة عامة. مع زيادة في آخره. قلت: وقد صرح الأعمش في هذه الرواية بالتحديث. وتابع الأعمش: طارق بن شهاب. فرواه معمر في الجامع (11/ 356: 20733)، ومن طريقه: نعيم بن حماد في الفتن (1/ 52: 78)، والحاكم في المستدرك (4/ 437)، عن طارق، عن منذر =
= الثوري، به، بنحوه. وذكر في أوله -أيضًا-: فتنة عامة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد. اهـ، ووافقه الذهبي.
الحكم عليه: الأثر بهذا الإِسناد فيه الأعمش وهو ثقة يدلس وقد عنعن، إلا أنه قد صرح بالتحديث كما في رواية نعيم بن حماد، وعليه فالحديث بهذا الإِسناد حسن، لأجل عاصم بن ضمرة وهو صدوق. وهذا الحديث في حكم المرفوع لأنه لا مجال للرأي فيه، والله أعلم.
14 - باب مبدأ الفتن وقصة استخلاف عثمان بن عفان رضي الله عنه
ورد بين هذا القسم والقسم الآتي في جميع النسخ ما يأتي: 14 - بَابُ مَبْدَإِ الْفِتَنِ وَقِصَّةُ اسْتِخْلَافِ عُثْمَانَ بْنِ عفان رضي الله عنه (209) [تَقَدَّمَ فِي مَنَاقِبِ عُمَرَ] (¬1) حديثُ جعلهِ الأمرَ شُورَى فِي سِتَّةٍ (¬2). 4362 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ حدَّثه عَنِ المسور (¬3) بن مخرمة رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي فِي صَبِيحَتِهَا (¬4) يَفْرُغُ (¬5) النَّفَرُ الَّذِينَ اسْتَخْلَفَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنهم (¬6) - مِنَ الْخِلَافَةِ؛ صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي (¬7)؟ فَنِمْتُ فَأَيْقَظَنِي مِنَ النَّوْمِ صَوْتُ خَالِي عبد الرحمن بن عوف رحمة الله عليه: يَا مِسْوَرُ!، قَالَ: فَخَرَجْتُ مُشْتَمِلًا بِثَوْبِي، قَالَ: أَنِمْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ؛ قَدْ نِمْتُ، قَالَ: خُذْ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ ثُمَّ الْحَقْنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَفَعَلْتُ [فَلَمَّا انْتَهَيْتُ] (¬8) إِلَيْهِ قَالَ لِي: ادْعُ (¬9) لِي الزبير وسعد] أو أحدهما ¬
[فَانْطَلَقْتُ] (¬10) فَدَعَوْتُهُ (¬11)، فَلَمَّا [انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَيْهِ قَالَ] (¬12): اسْتَأْخِرْ عَنَّا قَدْرَ مَا لَا تَسْمَعُ كَلَامَنَا، قال: ففعلت [فتناجيا] (¬13) شَيْئًا (¬14) يَسِيرًا، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي [الْآخَرَ، فَلَمَّا] (¬15) انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَيْهِ قَالَ: اسْتَأْخِرْ عَنَّا (¬16) قَدْرَ مَا لَا تَسْمَعُ كَلَامَنَا، قَالَ: فَتَنَاجَيَا شَيْئًا يَسِيرًا، ثُمَّ نَادَى: يَا مِسْوَرُ (¬17) اذْهَبْ (¬18) فَادْعُ لِي عَلِيًّا، وَذَلِكَ حِينَ ذَهَبَتْ فَحْمَةُ (¬19) الْعِشَاءِ، قَالَ: فَجِئْتُ بِعَلِيٍّ، فَقَالَ: اسْتَأْخِرْ عَنَّا قَدْرَ مَا لَا تَسْمَعُ كَلَامَنَا، قَالَ: فَلَمْ يَزَالَا يَتَكَلَّمَانِ مِنَ الْعِشَاءِ حَتَّى كَانَ السَّحَرُ، إلَّا أنني (¬20) لم أسمع من فيهما (¬21) ما أظنني أنهما قد أقبلا (¬22)، فلما كان السحر ناداني، وعلي رضي الله عنه عنده، فقال: اذهب فادع لي عثمان رضي الله عنه، قال: ففعلت؛ فتناجيا، وأذن الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ، قَالَ: فَتَفَرَّقُوا لِلْوُضُوءِ، وَقَدْ عَلِمَ الناس أنها صبيحة الخلافة فاجتمعوا للصبح ¬
كما يجتمعون للجمعة، فأمر عبد الرحمن رضي الله عنه (¬23) النَّفَرَ أَنْ يَجْلِسُوا بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا أَبْصَرَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ عبد الرحمن رضي الله عنه إلى جنب المنبر (¬24) فحمد الله تعالى وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِي كَانَ مِنْ وَفَاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَاسْتِخْلَافِهِ إِيَّانَا أَيُّهَا النَّفْرُ، وَرَضِيَ أَصْحَابِي أَنَّ ذَلِكَ إليَّ، فَأَخْتَارُ (¬25) رَجُلًا منهم؛ وهؤلاء هم (¬26) بَيْنَ أَيْدِيكُمْ. ثُمَّ (¬27) اسْتَقْبَلَهُمْ (¬28) رَجُلًا رَجُلًا، فَقَالَ: أَيْ فُلَانُ عَلَيْكَ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ لِمَنْ وَلَّيْتُ (¬29) وَلَتَرْضَيَنَّ وَلَتُسَلِّمَنَّ، فَيَقُولُ: (¬30) نَعَمْ؛ رَافِعًا صَوْتَهُ يُسْمِعُ النَّاسَ، حَتَّى فَرَغَ مِنْهُمْ رجلًا رجلًا: عثمان وعلي والزبير وسعد رضي الله عنهم قَالَ: أَمَّا طَلْحَةُ فَأَنَا حَمِيلٌ (¬31) بِرِضَاهُ، ثُمَّ قال: إني لم أزل دأبًا (¬32) مُنْذُ ثَلَاثٍ أَسْأَلُكُمْ عَنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ، ثُمَّ سَأَلْتُهُمْ عَنْ أَنْفُسِهِمْ، فَوَجَدْتُكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَإِيَّاهُمُ اجتمعتم (¬33) على عثمان رضي الله عنه: قُمْ يَا عُثْمَانُ، فَلَمْ يَقُلْ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَلَا الْأَنْصَارِ وَلَا وُفُودِ الْعَرَبِ وَلَا صالحي الناس: ¬
إِنَّكَ لَمْ تَسْتَشِرْنَا وَلَمْ تَسْتَأْمِرْنَا، فَرَضُوا وَسَلَّمُوا؟ فَلَبِثُوا سِتَّ سِنِينَ لَا يَعِيبُونَ شَيْئًا، قَالَ: كان طائفة منهم يفضلونه على عمر رضي الله عنه يَقُولُونَ: الْعَدْلُ مِثْلُ عُمَرَ، وَاللِّينُ أَلْيَنُ مِنْ عمر، ثم حدَّث ما حدَّث.
4362 - تخريجه: وأخرجه بنحو من هذا السياق ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 244)، [الظاهرية] من طريق يزيد بن عبد ربه نا محمد بن حارث، عن الزبيدي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أن المسور بن مخرمة أخبره. وأخرجه مختصرًا البخاري في التاريخ الصغير (1/ 75)، قال حدَّثنا عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن المسور بن مخرمة، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (11/ 243). وأخرجه ابن جرير الطبري في تاريخه (4/ 234)، قال حدَّثني مسلم بن جنادة أبو السائب قال: حدَّثنا سفيان بن عبد العزيز بن أبي ثابت بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، قال: حدَّثنا أبي عن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة، عن أم بكر بنت المسور، عن أبيها ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (11/ 245). كما أخرجه الطبري في تاريخه (4/ 227)، قال: حدَّثني عمر بن شبة، قال: حدَّثنا علي بن محمد، عن وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن شهر بن حوشب وأبي مخنف، عن يوسف بن يزيد، عن عباس بن سهل ومبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، ويونس بن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي به.
الحكم عليه: رجاله ثقات، إلَّا أن الزهري لم يثبت له سماع عن المسور، فروايته عنه مرسلة إلَّا أنه قد اعتضد بما ورد من إدخال حميد بن عبد الرحمن بينهما. (سعد).
4363 - وبه (¬1) قال اللَّيْثُ: عَنْ أُسامة بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ منهم: أنه (يعني عبد الرحمن- رضي الله عنه)، كَانَ كُلَّمَا دَعَا رَجُلًا مِنْهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، ذَكَرَ مَنَاقِبَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ لَهَا لَأَهْلٌ، فإن (¬2) أخطاتك فمن؟ فيقول: إن أخطأتني فعثمان رضي الله عنه. ¬
4363 - تخريجه: انظر تخريج الحديث السابق، فقد ورد هذا اللفظ في بعض طرقه.
الحكم عليه: رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل إذ لم يثبت لليث سماع عن أُسامة. (سعد).
الخاتمة في ختام هذه الرسالة أذكر أهم ما توصلت إليه من نتائج من خلال بحثي هذا، فمن ذلك: 1 - بيان مكانة الحافظ ابن حجر العلمية، وتظهر قدرته العلمية في استخراجه لزوائد المسانيد التي ذكرها في مقدمة كتابه، وقد وفق في ذلك توفيقًا كبيرًا، بالإضافة إلى ما رزقه الله من دقة في الفقه تظهر في تلك التراجم الجيدة التي افتتح بها الأبواب. 2 - بيان القيمة العلمية لهذا الكتاب، إذ حفظ لنا أصول كتب غالبها اليوم في عداد المفقود، مما يدلك على أهميته. 3 - كثرة الأحاديث من مسند أبي يعلى، إذ بلغت في القسم الذي حققته قرابة الثلث. ارتفاع نسبة الآثار في مسند مسدّد. 4 - يتميز مسند الحارث بكثرة الضعيف والضعيف جدًا والموضوع. 5 - قلة الزوائد من مسند الحميدي، وعبد بن حميد. هذا، وأسأل الله تعالى أن يرزقني العلم النافع والعمل الصالح، إنه نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. • • •
فهرس المصادر والمراجع أولًا- المخطوطة 1 - "إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة": أحمد بن أبي بكر البوصيري، المكتبة الأزهرية، (حديث 91)، وعنه الجامعة الإِسلامية برقم (232 - 243). 2 - "أطراف الغرائب والأفراد للدارقطني": محمد بن طاهر المقدسي، دار الكتب المصرية (697/ حديث)، وعنه جامعة الإِمام محمد بن سعود (809/ ف). 3 - "إكمال تهذيب الكمال في تهذيب الرجال: علاء الدين مغلطاي، نسخة مكتبة قليج علي رقم (191). 4 - "تاريخ دمشق": علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر، نسخة المكتبة الظاهرية، صورته مكتبة الدار بالمدينة المنورة 1407 هـ. 5 - "تجريد أسانيد الكتب المشهورة": ابن حجر، "المعجم المفهرس". 6 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال": يوسف بن عبد الرحمن المزي، دار الكتب المصرية، مصورة دار المأمون، دمشق 1402 هـ. "الجامع الكبير": عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، دار الكتب المصرية رقم (95/ حديث).
8 - "جمان الدرر في اختصار الجواهر والدرر": عبد الله بن أحمد الدمشقي، مصورة عن مكتبة الشيخ محمود ميرة. 9 - "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر": محمد بن عبد الرحمن السخاوي، مصورة عن مكتبة الشيخ محمود ميرة. 10 - "العلل الواردة في الأحاديث النبوية": علي بن عمر الدارقطني، نسخة مصورة عن دار الكتب المصرية ومحفوظة بقسم المخطوطات بالجامعة الإسلامية تحت رقم (2550/ حديث). 11 - "عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران": برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي، مصورة عن مكتبة الشيخ محمود ميرة. 12 - "القرب في محبة العرب": عبد الرحمن بن الحسين العراقي، مصورة بالجامعة الإِسلامية برقم (2728)، عن المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة. 13 - "الكنى والأسماء": مسلم بن الحجاج القشيري، تقديم مطاع الطرابيشي، تصوير دار الفكر عن النسخة المحفوظة بالمكتبة الظاهرية، 1404 هـ. 14 - "محجة القُرَب إلى محبة العرب": "القرب في محبة العرب". 15 - "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، منه نسخة مصورة بالجامعة الإِسلامية برقم (1274، 1275)، عن الأصل المحفوظ بالمكتبة الأحمدية بحلب. 16 - "مختصر إتحاف الخيرة": أحمد بن أبي بكر البوصيري، منه نسخة مصورة بجامعة الإِمام برقم (8141، 8143 ف). 17 - "مسند إسحاق بن راهويه": يوجد منه المجلد الرابع، دار الكتب المصرية رقم (454)، وعنه مصورة الجامعة الإِسلامية رقم (379).
18 - "معجم الصحابة": عبد الباقي بن قانع، مصور من المكتبة الظاهرية في قسم المخطوطات بالجامعة الإِسلامية برقم (963). 19 - "معرفة الصحابة": أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، من محفوظات مكتبة أحمد الثالث، تركيا رقم (497)، وعنه جامعة الإِمام برقم (2758، 2759). ثانيًا- المطبوعة 1 - " الآحاد والمثاني": أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، تحقيق: الدكتور باسم بن فيصل الجوابرة، دار الراية- الرياض، الطبعة الأولى 1411 هـ. 2 - "آداب الشافعي ومناقبه": أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، تحقيق: الدكتور عبد الغني بن عبد الخالق، مصورة دار الكتب العلمية بيروت. 3 - "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير": حسين بن إبراهيم الجوزقاني، تحقيق: عبد الرحمن الفريوائي، نشر إدارة البحوث الإِسلامية والدعوة والإفتاء بالجامعة السلفية بنارس- الهند، الطبعة الأولى 1403 هـ. 4 - "الإِبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة": عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري، تحقيق ودراسة رضا بن نعسان معطي، دار الراية- الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 5 - "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين": الزبيدي، محمد مرتضى الحسيني، دار الفكر. 6 - "إتحاف الورى بأخبار أم القرى": محمد بن محمد بن محمد القرشي
الهاشمي الشهير بعمر بن فهد، تحقيق: وتقديم فهيم محمد شلتوت، جامعة أم القرى بمكة المكرمة. 7 - "إجمال الإِصابة": خليل بن كيكلدي العلائي، تحقيق: الدكتور محمد سليمان الأشقر، دار إحياء التراث- الكويت. 8 - "الأحاديث الطوال": سليمان بن أحمد الطبراني، مطبوع بآخر المعجم الكبير، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، وزارة الأوقاف- العراق، الطبعة الثانية. 9 - "الأحاديث المختارة": ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي، تحقيق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، مكتبة النهضة الحديثة، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1410 هـ. 10 - "أحاديث الهجرة": سليمان بن علي السعود، مركز الدراسات الإِسلامية- بريطانيا، الطبعة الأولى 1411هـ. 11 - "الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان": ح ترتيب علي بن بلبان الفارسي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 12 - "الإِحسان بترتيب صحيح ابن حبّان": ضبط كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 13 - "أحكام الجنائز وبدعها": محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الأولى 1388 هـ. 14 - "الإحكام في أصول الأحكام": علي بن أحمد بن حزم الأندلسي، حققه لجنة من العلماء، دار الجيل - بيروت، الطبعة الثانية 1407 هـ.
15 - "أحوال الرجال": إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، تحقيق: صبحي البدري السامرائي مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1405 هـ. 16 - "إحياء علوم الدين": أبو حامد محمد بن محمد الغزالي، دار المعرفة- بيروت. 17 - "أخبار أصبهان": ذكر أخبار أصبهان. 18 - "أخبار القضاة": القاضي وكيع؛ محمد بن خلف بن حيان، عالم الكتب- بيروت. 19 - "أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه": محمد بن إسحاق الفاكهي، دراسة وتحقيق عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، مكتبة النهضة الحديثة- مكة، الطبعة الأولى 1407 هـ. 20 - "أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار": أبو الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي، تحقيق: رشدي الصالح ملحسن، دار الأندلس- بيروت. 21 - "أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم-: أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني، دراسة وتحقيق الدكتور السيد الجميلي، دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الثالثة 1409 هـ. 22 - "الأدب المفرد": محمد بن إسماعيل البخاري، ترتيب وتقديم كمال يوسف الحوت، عالم الكتب - بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ. 23 - "إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق": يحيى بن شرف النووي، تحقيق: عبد الباري فتح الله السلفي، مكتبة الإيمان بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1408 هـ.
24 - "الإرشاد في معرفة علماء الحديث": أبو يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي، دراسة وتحقيق وتخريج الدكتور محمد سعيد بن عمر إدريس، مكتبة الرشد- الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 25 - "ارواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل": محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الأولى 1399هـ. 26 - "أساس البلاغة": أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري، تحقيق: عبد الرحيم محمود، دار المعرفة - بيروت 1399 هـ. 27 - "الأسامي والكنى": أحمد بن محمد بن حنبل، تحقيق: عبد الله ابن يوسف الجديع، دار الأقصى الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 28 - "أسباب النزول": أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، تخريج وتدقيق عصام بن عبد المحسن الحميدان، دار الإصلاح- الدمام، الطبعة الأولى1411هـ. 29 - "الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى": أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر، تحقيق: عبد الله بن مرحول السوالمة، دار ابن تيمية- الرياض، الطبعة الأولى 1405هـ. 30 - "الاستيعاب في معرفة الأصحاب": أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر، بحاشية "الإِصابة" لابن حجر، دار الكتاب العربي - بيروت. 31 - "أسد الغابة في معرفة الصحابة": أبو الحسن علي بن محمد بن الأثير الجزري، دار إحياء التراث العربي - بيروت. 32 - "الأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة": نور الدين علي بن محمد بن سلطان القاري، تحقيق: محمد بن لطفي الصباغ، المكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ.
33 - "الأسماء والصفات": أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: عماد الدين أحمد حيدر، دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 34 - "أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب": محمد بن درويش الحوت، اعتنى به وعلق عليه محمود الأرناؤوط، دار الفكر- بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ. 35 - "أسواق العرب في الجاهلية والإِسلام": سعيد الأفغاني، دار الفكر- دمشق، الطبعة الثانية 1379 هـ. 36 - "الإِصابة في تمييز الصحابة": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار الكتاب العربي، بيروت. 37 - "أطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار ابن كثير- دمشق، بيروت، ودار الكلم الطيب- دمشق، بيروت، الطبعة الأولى 1414 هـ. 38 - "الأعلام": خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين - بيروت، الطبعة السابعة 1986 م. 39 - "إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين": محمد بن طولون الدمشقي، تحقيق: مؤسسة الرساله- بيروت، عام 1403 هـ. 40 - "أعلام النبوة": علي بن محمد الماوردي، دار الفرجاني- القاهرة، طرابلس، لندن. 41 - "الاغتباط بمن رمي بالاختلاط ": سبط ابن العجمي؛ إبراهيم بن محمد بن خليل، دار الحديث- القاهرة، الطبعة الأولى 1408هـ.
42 - "الاكتفاء في مغازي المصطفى والثلاثة" الخلفاء: أبو الربيع سليمان بن موسى الكلاعي، تحقيق: مصطفى عبد الواحد، مكتبة الخانجي- القاهرة، سنة 1387 هـ. 43 - "الإِكمال في ذكر من له رواية في مسند الإِمام أحمد من الرجال": محمد بن علي بن الحسن الحسيني، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، جامعة الدراسات الإِسلامية بكراتشي- باكستان، الطبعة الأولى 1409 هـ. 44 - "الإِكمال في رفع الإرتياب عن المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والإنساب": ابن ماكولا أبو النصر علي بن هبة الله، تصحيح عبد الرحمن المعلمي، مجلس دائرة المعارف- الهند، الطبعة الثانية. 45 - "ألفية الحديث ": عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تعليق: أحمد بن محمد بن شاكر، دار المعرفة- بيروت. 46 - "الأم": أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، أشرف على طبعه وباشر تصحيحه محمد زهوي النجار، دار المعرفة- بيروت. 47 - "الأمالي": أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، تحقيق: الدكتور إبراهيم إبراهيم القيسي، المكتبة الإسلامية- عمان، ودار ابن القيم- الدمام، الطبعة الأولى 1412 هـ. 48 - "الأمالي": الحسن بن محمد الخلال، تحقيق: مجدي فتحي السيد، دار الصحابة للتراث- طنطا، الطبعة الأولى 1411 هـ. 49 - "إمتاع الأسماع بما للرسول -صلى الله عليه وسلم- من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع": أحمد بن علي المقريزي، صححه وشرحه محمود محمد شاكر، لجنة التأليف والترجمة والنشر- القاهرة.
50 - "أمثال الحديث": أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي، حققه وعلق عليه الدكتور عبد العلي عبد الحميد الأعظمي، الدار السلفية- الهند، الطبعة الأولى 1404 هـ. 51 - "الأمثال في الحديث النبوي": أبو الشيخ وأبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني، تحقيق: الدكتور عبد العلي عبد الحميد حامد، الدار السلفية- الهند، الطبعة الثانية 1458 هـ. 52 - "الأموال": أبو عبيد القاسم بن سلام، تحقيق وتعليق: محمد خليل هراس، مكتبة الكليات الأزهرية ودار الفكر- مصر، الطبعة الثالثة 1401 هـ. 53 - "الأموال": حميد بن زنجويه، تحقيق: الدكتور شاكر ذيب فياض، مركز الملك فيصل للبحوث- الرياض، الطبعة الأولى 1406 هـ. 54 - " إنباء الغمر بأبناء العمر": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بالهند، الطبعة الأولى 1387 هـ. 55 - "إنباه الرواة على أنباه النحاة": علي بن يوسف القفطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي- القاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية- بيروت 1406 هـ. 56 - "الإنباه على قبائل الرواة": أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة الأولى 1405 هـ. 57 - "الأنساب": أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي، دار الجنان - بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ.
58 - "أنساب الأشراف": أحمد بن يحيى البلاذري، الجزء الأول منه بتحقيق الدكتور محمد حميد الله، دار المعارف- القاهرة. 59 - إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون": علي بن إبراهيم الحلبي، دار المعر فة- بيروت، عام 1400 هـ. 60 - "الأنوار في شمائل النبي المختار": الحسين بن مسعود البغوي، تحقيق: إبراهيم اليعقوبي، دار الضياء- الرياض. 61 - "الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير": أحمد محمد شاكر، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 62 - "بحر الدم فيمن تكلم فيه أحمد بمدح أو ذم": يوسف بن حسن بن عبد الهادي، تحقيق وتعليق الدكتور وصي الله بن محمد بن عباس، دار الراية- الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 63 - "البحر الزخار": أبو بكر أحمد بن عمرو البزّار، تحقيق: الدكتور محفوظ الرحمن زين الله السلفي، مؤسسة علوم القرآن- بيروت، ومكتبة العلوم والحكم- المدينة، الطبعة الأولى 1409 هـ. 64 - "البدابة والنهاية": إسماعيل بن عمر بن كثير، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 65 - "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن التاسع": محمد بن علي الشوكاني، مكتبة ابن تيمية- القاهرة. 66 - "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث": علي بن أبي بكر الهيثمي، تحقيق: حسين أحمد الباكري، أطروحة دكتوراه بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، عام 1404 هـ/ 1405 هـ.
67 - "بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس": أحمد بن يحيى الضبي، دار الكتاب العربي - بيروت 1967 م. 68 - "بغية الوعاة في طبقات النحويين والنحاة": عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية- بيروت. 69 - "بهجة المحافل وبغية الأماثل في تلخيص السير والمعجزات والشمائل": يحيى بن أبي بكر العامري، نشر النمنكاني، صاحب المكتبة العلمية بالمدينة المنورة. 70 - "البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح وقد مس بضرب من التجريح ": أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي، تحقيق: كمال يوسف الحوت، دار الجنان- بيروت. 71 - "تاج العروس من جواهر القاموس": الزبيدي، محمد مرتضى الحسيني، تحقيق: عبد الستار أحمد فراج، ابتدىء في طبعه سنة 1385 هـ ونشرته وزارة الإرشاد في الكويت. 72 - "تاريخ أسماء الثقات": أبو حفص عمر بن شاهين، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ. 73 - "تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين": أبو حفص عمر بن شاهين، تحقيق: الدكتور عبد الرحمن محمد القشقري، الطبعة الأولى 1409هـ. 74 - " تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام": محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: الدكتور عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ.
75 - "تاريخ الأمم والملوك": أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1407هـ. 76 - "تاريخ بغداد": أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، دار الكتب العلمية- بيروت. 77 - "تاريخ الثقات": أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، ترتيب الهيثمي وتضمين ابن حجر، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 78 - "تاريخ جرجان": حمزة بن يوسف السهمي، تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، عالم الكتب- بيروت، الطبعة الرابعة 1407 هـ. 79 - "تاريخ الخلفاء": عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية - بيروت 1409هـ 80 - "تاريخ خليفة": خليفة بن خياط العصفري، تحقيق: أكرم ضياء العمري، دار طيبة- الرياض، الطبعة الثانية 1405 هـ. 80 - "تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس": حسين بن محمد الديار بكري، مؤسسة شعبان- بيروت. 82 - "تاريخ داريا ومن نزل بها من الصحابة والتابعين وتابع التابعين": القاضي عبد الجبار الخولاني، تحقيق: سعيد الأفغاني. 83 - "تاريخ دمشق": علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر، تحقيق: مجموعة من المحققين، المجمع العلمي العربي- دمشق. 84 - "تاريخ أبي زرعة الدمشقي": عبد الرحمن بن عمرو النصري، تحقيق: شكر الله بن نعمة الله القوجاني، مجمع اللغة العربية- دمشق.
85 - "التاريخ الصغير": محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة - بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 86 - "تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي عن أبي زكريا يحيى بن معين": تحقيق: الدكتور أحمد محمد نور سيف، دار المأمون للتراث- دمشق وبيروت. 87 - "التاريخ الكبير": محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، مصورة مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت. 88 - "تاريخ المدينة المنورة": عمر بن شبّة النميري، تحقيق: فهيم محمد شلتوت. 89 - "تاريخ مولد العلماء ووفياتهم": ابن زبر الربعي، محمد بن عبد الله، دراسة وتحقيق الدكتور عبد الله بن أحمد الحمد، دار العاصمة- الرياض، الطبعة الأولى 1410 هـ. 90 - "تاريخ واسط": بحشل، أسلم بن سهل الواسطي، تحقيق: كوركيس عواد، عالم الكتب - بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 91 - "تاريخ يحيى بن معين": رواية عباس بن محمد الدوري، تحقيق: أحمد بن محمد نور سيف، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1399 هـ. 92 - "تاريخ يعقوب بن سفيان": "المعرفة والتاريخ. 93 - "تبصير المنتبه بتحرير المشتبه": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: علي محمد البجاوي، المكتبة العلمية - بيروت. 94 - "التبيين لأسماء المدلسين": سبط ابن العجمي، إبراهيم بن محمد بن خليل، تحقيق: يحيى شفيق، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ.
95 - "تثبيت دلائل النبوة": القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني، تحقيق الدكتور عبد الكريم عثمان، الدار العربية- بيروت. 96 - "تجريد أسماء الرواة الذين تكلم فيهم ابن حزم جرحًا وتعديلًا ": عمر بن محمود أبو عمر وحسن محمود أبو هنية، مكتبة المنار- الأردن، الطبعة الأولى 1408 هـ. 97 - "تجريد أسماء الصحابة": محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، دار المعرفة- بيروت. 98 - "تحذير الخواص من أكاذيب القصاص": عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: محمد بن لطفي الصباغ، المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثانية 1404 هـ. 99 - "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري، عناية عبد الوهاب بن عبد اللطيف، مكتبة ابن تيمية- القاهرة، الطبعة الثالثة 1407 هـ. 100 - "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف": يوسف بن عبد الرحمن المزي، تصحيح عبد الصمد بن شرف الدين، الدار القيمة- الهند، والمكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 101 - "تحقيق منيف الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة": خليل بن كيكلدي العلائي، تحقيق الدكتور محمد سليمان الأشقر، مؤسسة الرسالة- بيروت، دار البشير- عمان، الطبعة الأولى 1412 هـ. 102 - "تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق للربعي": محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الرابعة 1405 هـ.
153 - "تخريج أحاديث فقه السيرة": محمد ناصر الدين الألباني، بهامش فقه السيرة، دار الكتب الحديثة- مصر، الطبعة السابعة 1976 م. 104 - "تخريج أحاديث مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام": محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ. 105 - "تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري": عبد الله بن يوسف الزيلعي، اعتنى به سلطان بن فهد الطبيشي، دار ابن خزيمة- الرياض، الطبعة الأولى 1414 هـ. 106 - "تخريج الأحاديث والآثار الواقعه في منهاج البيضاوي": عبد الرحيم بن الحسين العراقي، تحقيق: محمد بن ناصر العجمي، دار البشائر - بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ. 107 - "تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي": عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الفكر - بيروت. 108 - "التدوين في أخبار قزوين": عبد الكريم بن محمد الرافعي، تحقيق: عزيز الله العطاري، دار الكتب العلمية - بيروت، عام 1408 هـ. 109 - "تذكرة الحفاظ": محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، دار الكتب العلمية - بيروت. 110 - "التذكرة في الأحاديث المشتهرة": محمد بن عبد الله الزركشي، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت. 111 - "تذكرة الموضوعات": محمد طاهر بن علي الفتني، نشر أمين دمج- بيروت.
112 - "ترتيب القاموس المحيط للفيروزآبادي ": رتبه الطاهر أحمد الزاوي، طبعه عيسى البابي الحلبي وشركاه، الطبعة الثانية. 113 - "ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك": القاضي عياض بن موسى السبتي، تحقيق: الدكتور أحمد بكير محمود، دار مكتبة الحياة -بيروت، ودار مكتبة الفكر- ليبيا. 114 - "ترتيب مسند الشافعي": رتبه محمد عابد السندي، نشر يوسف الزواوي وعزت العطار، دار الكتب العلمية- بيروت. 115 - "الترغيب والترهيب من الحديث الشريف": عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، تحقيق: مصطفى محمد عمارة، دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثالثة 1388 هـ. 116 - تصحيفات المحدَّثين": الحسن بن عبد الله العسكري، تحقيق: الدكتور محمود أحمد ميرة، الطبعة الأولى 1402 هـ. 117 - "تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار الكتاب العربي- بيروت. 118 - "التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح": أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، تحقيق: الدكتور أبو لبابة حسين، دار اللواء- الرياض، الطبعة الأولى 1406 هـ. 119 - "التعليق المغني على سنن الدارقطني": شمس الحق العظيم آبادي، مطبوع بحاشية سنن الدارقطني، عالم الكتب - بيروت. 120 - "تغليق التعليق على صحيح البخاري": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: سعيد بن عبد الرحمن القزقي، المكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ.
121 - "تفسير ابن جرير الطبري": "جامع البيان". 122 - "تفسير ابن أبي حاتم": "تفسير القرآن العظيم". 123 - "تفسير ابن كثير": "تفسير القرآن العظيم". 124 - "تفسير البغوي": "معالم التنزيل". 125 - "تفسير الشوكاني": "فتح القدير". 126 - "تفسير القرطبي": "الجامع لأحكام القرآن". 127 - "تفسير القرآن العظيم": أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، تحقيق: الدكتور أحمد عبد الله العماري الزهراني، الناشرون مكتبة الدار- المدينة، دار طيبة- الرياض، ودار ابن القيم- الدمام، الطبعة الأولى 1408. 128 - "تفسير القرآن العظيم ": إسماعيل بن عمر بن كثير، دار المعرفة- بيروت، الطبعة الثانية 1407 هـ. 129 - "تفسير القرآن": عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق: الدكتور مصطفى مسلم، مكتبة الرشد، الطبعة الأولى 1410 هـ. 130 - "التفسير": أحمد بن شعيب النسائي، وهو قطعة من "السنن الكبرى"، تحقيق: سيد الحليمي وصبري الشافعي، مكتبة السنة- مصر، الطبعة الأولى 1410 هـ. 131 - "تقريب "التهذيب": أحمد بن علي بن حجر السقلاني، تحقيق: محمد عوامة، دار البشائر- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 132 - "التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد": ابن نقطة؛ أبو بكر محمد بن عبد الغني، دار الحديث- بيروت، عام 1407 هـ.
133 - "التقييد والإِيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح": عبد الرحيم بن الحسين العراقي، تحقيق: عبد الرحمن عثمان، دار الفكر- بيروت عام 1401هـ. 134 - "تكملة الإكمال": ابن نقطة، أبو بكر محمد بن عبد الغني، تحقيق: الدكتور عبد القيوم عبد رب النبي، جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1408 هـ. 135 - "التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: عبد الله هاشم اليماني، دار المعرفة- بيروت، عام 1384 هـ. 136 - "تلخيص المستدرك": محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، مطبوع في ذيل مستدرك الحاكم، دار الكتاب العربي - بيروت. 137 - "تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير": عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، تحقيق: ونشر مكتبة الآداب- القاهرة. 138 - "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد": أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر، تحقيق: جماعة من المحققين، وزارة الأوقاف- المغرب. 139 - "تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث": ابن الديبع؛ عبد الرحمن بن علي الشيباني، دار الكتاب العربي- بيروت. 140 - "تنزيه الشريعة المرفوعة من الأحاديث الشنيعة الموضوعة": علي بن محمد بن عراق الكناني، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الله محمد الصديق، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية 1401 هـ.
141 - "تهذيب الآثار": أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق: محمود محمد شاكر، مطبعة المدني- القاهرة. 142 - "تهذيب الأسماء واللغات": محيي الدين بن شرف النووي، عنيت بنشره إدارة الطباعة المنيرية، دار الكتب العلمية- بيروت. 143 - "تهذيب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر": عبد القادر بدران، دار المسيرة- بيروت، الطبعة الثانية 1399 هـ. 144 - "تهذيب التهذيب": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار الفكر- بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 145 - "تهذيب سنن أبي داود": ابن القيم، محمد بن أبي بكر، تحقيق: أحمد محمد شاكر وحامد محمد الفقي، بحاشية "مختصر سنن أبي داود" للمنذري، دار المعرفة- بيروت. 146 - "تهذيب الكمال في أسماء الرجال": يوسف بن عبد الرحمن المزي، تحقهيق: بشار بن عواد بن معروف، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى. 147 - "تهذيب اللغة": محمد بن أحمد الأزهري، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، المؤسسة المصرية العامة للتأليف، عام 1384 هـ. 148 - "توجيه القاري لفوائد فتح الباري": جمع وترتيب حافظ ثناء الله الزاهدي، جامعة العلوم الأثرية- باكستان، الطبعة الأولى 1406 هـ. 149 - "توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار": محمد بن إسماعيل الصنعاني، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار إحياء التراث العربي- بيروت، الطبعة الأولى 1366 هـ.
150 - "الثقات": لابن شاهين "تاريخ أسماء الثقات". 151 - "الثقات": للعجلي "تاريخ الثقات". 152 - "الثقات": أبو حاتم محمد بن حبّان البستي، طبع دائرة المعارف العثمانية- الهند، الطبعة الأولى 1393 هـ. 153 - "الجامع": معمر بن راشد الأزدي، المطبوع مع مصنف عبد الرزاق، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 154 - "جامع الأصول في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-": ابن الأثير، أبو السعادات المبارك بن محمد، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، مكتبات الحلواني ودار البيان ومطبعة الملاح، 1392 هـ. 155 - "جامع بيان العلم وفضله": أبو عمر يوسف بن عبد البر، طبعه وصححه إدارة الطباعة المنيرية، دار الكتب العلمية - بيروت. 156 - "جامع البيان في تأويل آي القرآن ": أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، دار الفكر - بيروت، 1408 هـ. 157 - "جامع البيان في تأويل آي القرآن ": لابن جرير أيضًا، تحقيق: أحمد ومحمد ابني محمود شاكر، دار المعارف- مصر. 158 - "جامع التحصيل في أحكام المراسيل": خليل بن كيكلدي العلائي، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية - بيروت، الطبعة الثانية 1407 هـ. 159 - "الجامع الصحيح": الترمذي "السنن". 160 - "الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير": محمد بن أبي بكر السيوطي، المطبوع مع شرحه فيض القدير، دار المعرفة - بيروت.
161 - "الجامع لأحكام القرآن": محمد بن أحمد القرطبي، دار القلم عن طبعة دار الكتب المصرية، الطبعة الثالثة. 162 - "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع": أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، تحقيق: محمود الطحان، مكتبة المعارف- الرياض، الطبعة الأولى 1403 هـ. 163 - "الجامع لشعب الإيمان": أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ. 164 - "الجامع لشعب الإيمان": للبيهقي أيضًا، تحقيق: الدكتور عبد العلي بن عبد الحميد، الدار السلفية- الهند. "الجرح والتعديل": عبد الرحمن بن محمد بن أبي حاتم الرازي، تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، دار الكتب العلمية عن الطبعة الأولى بمجلس دائرة المعارف العثمانية- الهند 1381 هـ. 165 - "الجمع بين رجال الصحيحين": أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، المعروف بابن القيسراني، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ. 166 - "جمهرة أنساب العرب": علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، تحقيق لجنة من العلماء، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1403هـ. 167 - "جمهرة النسب": أبو المنذر هشام الكلبي، تحقيق: ناجي حسن، مكتبة النهضة العربية - بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ.
169 - "الجهاد": أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، تحقيق: مساعد بن سليمان الراشد، دار القلم- دمشق، الطبعة الأولى 1409هـ. 170 - "الجهاد": عبد الله بن المبارك، المكتبة العصرية - بيروت، صيدا. 171 - "جوامع السيرة": علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، دار إحياء السنة- باكستان. 172 - "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر": محمد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق: الدكتور حامد عبد المجيد والدكتور طه الزيني، نشر وزارة الأوقاف المصرية، 1406 هـ. 173 - "الجواهر المضيّه في طبقات الحنفية": عبد القادر بن محمد بن محمد القرشي، تحقيق: الدكتور عبد الفتاح الحلو، دار العلوم- الرياض 1398 هـ. 174 - "الجوهر النقي": علي بن عثمان المارديني، الشهير بابن التركماني، طبع بحاشعة "السنن الكبرى" للبيهقي، مجلس دائرة المعارف- الهند، الطبعة الأولى 1344 هـ. 175 - "ابن حجر ودراسة مصنفاته وموارده في الإِصابة": الدكتور شاكر محمود عبد المنعم، دار الرسالة- بغداد 1978 م. 176 - "حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة": محمد بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، طبع البابي الحلبي وشركاه- مصر، الطبعة الأولى 1387 هـ. 177 - "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء": أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الخامسة 1407 هـ.
178 - "خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب": أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق: أحمد ميرين البلوشي، مكتبة المعلا- الكويت، عام 1406 هـ. 179 - "الخصائص الكبرى": محمد بن أبي بكر السيوطي، دار الكتاب العربي- بيروت. 180 - "خلق أفعال العباد": محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: محمد السعيد بن بسيوني، مكتبة التراث الإِسلامي- القاهرة. 181 - "خلاصة تذهيب تهذيب الكمال": أحمد بن عبد الله الخزرجي، مكتبة ابن الجوزي- الدمام، عن طبعة المطبعة الكبرى الميرية ببولاق- مصر، الطبعة الأولى. 182 - "خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى": علي بن عبد الله السمهودي، المكتبة العلمية- المدينة المنورة، عام 1392 هـ. 183 - "الدر المنثور في التفسير بالمأثور": عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، مطبعة الأنوار المحمدية. 184 - "الدر في اختصار المغازي والسير": أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر، تحقيق: الدكتور شوقي ضيف، طبع المجلس الأعلى للشؤون الإِسلامية بمصر، عام 1386 هـ. 185 - "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار إحياء التراث العربي - بيروت. 186 - "الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة": عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ.
187 - "درة الحجال في أسماء الرجال": أحمد بن محمد المكناسي، الشهير بابن القاضي، تحقيق: الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، دار التراث- القاهرة والمكتبة العتيقة- تونس. 188 - "الدليل الشافي على المنهل الصافي": أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي، تحقيق: فهيم محمد شلتوت، جامعة أم القرى. 189 - "دور الحجاز في الحياة السياسية العامة في القرنين الأول والثاني للهجرة": أحمد إبراهيم شريف، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى 1968 م. 190 - "دول الإِسلام": محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: فهيم محمد شلتوت ومحمد مصطفى إبراهيم، الهيئة المصرية العامة للكتاب. 191 - "دلائل النبوة": جعفر بن محمد الفريابي، تخريج أم عبد الله بنت محروس العسلي، دار طيبة- الرياض. 192 - "دلائل النبوة": أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، تحقيق الدكتور محمد رواس قلعجي وعبد البر عباس، دار النفائس، الطبعة الثانية 1406هـ. 193 - "دلائل النبوة": إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني، إعداد محمد بن محمد الحداد، دار طيبة- الرياض، الطبعة الأولى 1409هـ. 194 - "دلائل النبوة ومعرفة أحوال أصحاب الشريعة": أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ.
195 - "الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب": إبراهيم بن علي بن فرحون المالكي، تحقيق: محمد الأحمدي أبو النور، دار التراث- القاهرة. 196 - "ديوان الضعفاء والمتروكين": محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: حماد بن محمد الأنصاري، مكتبة النهضة الحديثة- مكة، الطبعة الأولى 1387 هـ. 197 - "الذرية الطاهرة النبوية": أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي، تحقيق: سعد المبارك الحسن، الدار السلفية- الكويت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 198 - "ذكر أخبار أصبهان": أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، الدار العلمية- الهند، الطبعة الثانية 1405هـ. 199 - "ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم ممن صحت روايته عن الثقات عند البخاري ومسلم": أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، تحقيق: بوران الضناوي وكمال يوسف الحوت، مؤسسة الكتب الثقافية- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 200 - "ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق": للذهبي، "معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد". 201 - "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل": أحمد بن محمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، دار القرآن الكريم - بيروت، الطبعة الثالثة 1400 هـ. 202 - "الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك": عبد القادر حبيب الله السندي، مكتبة المعلا- الكويت، عام 1406 هـ.
203 - "ذيل تذكرة الحفاظ": أبو المحاسن محمد بن علي الحسيني، دار الكتب العربية - بيروت. 204 - "ذيل ديوان الضعفاء والمتروكين": أحمد بن محمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: حماد بن محمد الأنصاري، مكتبة النهضة الحديثة- مكة، الطبعة الأولى 1406 هـ. 205 - "ذيل طبقات الحفاظ": عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، دار الكتب العلمية - بيروت. 206 - "الذيل على رفع الإصر": محمد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق: الدكتور جودة هلال ومحمد صبح، الدار المصرية للتأليف والترجمة. 207 - "ذيل الكاشف" أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي، تحقيق: بوران الضناوي، دارالكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ. 208 - "ذيل ميزان الاعتدال": عبد الرحيم بن الحسين العراقي، تحقيق: الدكتور عبد القيوم بن عبد رب النبي -صلى الله عليه وسلم-، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1406 هـ. 209 - "رجال صحيح البخاري": أبو نصر أحمد بن محمد الكلاباذي، تحقيق: عبد الله الليثي، مكتبة المعارف- الرياض 1407 هـ. 210 - "رجال صحيح مسلم": أحمد بن علي بن منجويه، تحقيق: عبد الله الليثي، دار المعرفة - بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 211 - "الرحيق المختوم": صفي الرحمن المباركفوري، دار القلم- بيروت، الطبعة الثانية 1408 هـ.
212 - "الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة": محمد بن جعفر الكناني، تقديم محمد المنتصر الكناني، دار البشائر - بيروت، الطبعة الرابعة 1406 هـ. 213 - "رفع الإِصر عن قضاة مصر": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: جماعة من الباحثين، المطبعة الأميرية- القاهرة، عام 1957 م. 214 - "الرفع والتكميل في الجرح والتعديل": محمد عبد الحي اللكنوي، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإِسلامية- حلب، الطبعة الثالثة 1407 هـ. 215 - "الرواة الذين وثقهم الإِمام الذهبي في الميزان": محمد إبراهيم الموصلي، دار القبلة. 216 - "الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام": عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي، تحقيق: عبد الرحمن الوكيل، مكتبة ابن تيمية- القاهرة، الطبعة الأولى 1410 هـ. 217 - "الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام": جاسم بن سليمان الفهيد الدوسري، دار البشائر - بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 218 - "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء": أبو حاتم محمد بن حبّان البستي، علق عليه وصححه مصطفى السقا، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، الطبعة الأولى 1374 هـ. 219 - "زاد المعاد في هدي خير العباد": ابن القيم؛ محمد بن أبي بكر، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة ومكتبة المنار - بيروت، الطبعة الثانية 1402 هـ.
220 - "الزهد": أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول، دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ. 221 - "الزهد": هنَّاد بن السري، تحقيق: عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، دار الخلفاء- الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 222 - "الزهد الكبير": أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: عامر أحمد حيدر، مؤسسة الكتب الثقافية ودار الجنان- بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 223 - "الزهد والرقائق": عبد الله بن المبارك، تحقيق: حبيب الله الأعظمي، دار الكتب العلمية - بيروت. 224 - "الزهد وصفة الزاهدين": ابن الأعرابي، أحمد بن محمد بن زياد، تحقيق: مجدي فتحي السيد، مكتبة الصحابة- طنطا، الطبعة الأولى 1408 هـ. 225 - "زوائد سنن ابن ماجه": البوصيري، "مصباح الزجاجة". 226 - "زوائد المسند": عبد الله بن أحمد، "المسند": أحمد بن محمد بن حنبل. 227 - "الزيادات على فضائل الصحابة": القطيعي، "فضائل الصحابة": أحمد بن محمد بن حنبل. 228 - "السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة الراويين عن شيخ واحد": أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، تحقيق: محمد مطر الزهراني، دار الطيبة- الرياض، الطبعة الأولى 1402 هـ.
229 - "سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب": محمد أمين السويدي، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 230 - "سبل السلام شرح بلوغ المرام": محمد بن إسماعيل الصنعاني، تحقيق: فواز أحمد زمزلي وإبراهيم محمد الجمل، دار الريان للتراث- القاهرة، ودار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الرابعة 1407 هـ. 231 - "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد": محمد بن يوسف الصالحي الشامي، تحقيق: الدكتور مصطفى عبد الواحد، طبع المجلس الأعلى للشؤون الإِسلامية- مصر، عام 1392 هـ. 232 - "سلسلة الأحاديث الصحيحة": محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي- بيروت، ومكتبة المعارف- الرياض. 233 - "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة": محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي- بيروت، ومكتبة المعارف- الرياض. 234 - "سنن الترمذي": أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، تحقيق: أحمد محمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي وإبراهيم عطوة، مطبعة مصطفى الحلبي- مصر، الطبعة الثانية 1398 هـ. 235 - "سنن الدارقطني": أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، عالم الكتب- بيروت. 236 - "سنن الدارمي": أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، تحقيق فواز أحمد زمزلي وخالد السبع العلمي، دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ.
237 - "سنن أبي داود": سليمان بن الأشعث السجستاني، تعليق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الباز- مكة المكرمة. 238 - "سنن سعيد بن منصور": سعيد بن منصور، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 239 - "سنن الشافعي": أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، تحقيق: الدكتور خليل ملا خاطر، دار القبلة- جدة، ومؤسسة علوم القرآن- دمشق، الطبعة الأولى 1409 هـ. 240 - "سنن ابن ماجه": محمد بن يزيد القزويني؛ ابن ماجه، تحقيق: محمد الأعظمي، شركة الطباعة السعودية- الرياض، الطبعة الثانية 1404هـ. 241 - "سنن النسائي": أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، ترقيم وفهرسة عبد الفتاح أبو غدة، مصورة دار البشائر - بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ. 242 - "السنن الصغير": أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، جامعة الدراسات الإِسلامية- كراتشي، الطبعة الأولى 1410 هـ. 243 - "السنن الكبرى": أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، مجلس دائرة المعارف - بيروت، الطبعة الأولى 1344 هـ. 244 - "السنن الكبرى": أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق: عبد الغفار البنداري وسيد كسروي، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1344هـ.
245 - "السنن الواردة في الفتن": أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، دراسة وتحقيق: رضا الله محمد إدريس، أطروحة دكتوراه بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة 1408 - 1409 هـ. 246 - "السنة": أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الأولى 1400هـ. 247 - "سؤالات البرقاني للدارقطني": تحقيق: عبد الرحيم بن محمد القشقري، كتب خانة بلاهور- باكستان، الطبعة الأولى 1404 هـ. 248 - "سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين": إبراهيم بن عبد الله الختَّلي، تحقيق: الدكتور أحمد بن محمد نور سيف، مكتبة الدار- المدينة، عام 1408 هـ. 249 - "سؤالات الحاكم للدارقطني": تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، مكتبة المعارف- الرياض، الطبعة الأولى 1404 هـ. 250 - "سؤالات حمزة السهمي للدارقطني وغيره": تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، مكتبة المعارف- الرياض، الطبعة الأولى 1404هـ. 251 - "سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي للدارقطني": تحقيق: الدكتور سليمان آتشي، دار العلوم، الرياض. 252 - "سؤالات عثمان الدارمي لابن معين": "تاريخ عثمان بن سعيد". 253 - "سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لعلي بن المديني": دراسة وتحقيق موفق بن عبد الله بن عبد القادر، مكتبة المعارف- الرياض، الطبعة الأولى 1404هـ.
254 - "سؤالات ابن الهيثم لابن معين": "من كلام أبي زكريا". 255 - "سير أعلام النبلاء ": محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وجماعة، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الثانية 1402هـ. 256 - "سيرة ابن إسحاق": "المبتدأ والمبعث والمغازي". 257 - "السيرة الحلبية": "إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون". 258 - "السيرة الذهبية": محمد بن رزق بن طرهوني، "صحيح السيرة النبوية". 259 - "السيرة الشامية": "سبل الهدى والرشاد في سير خير العباد". 260 - "السيرة النبوية": عبد الملك بن هشام، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الثالثة 1410 هـ. 261 - "السيرة النبوية دروس وعبر": الدكتور مصطفى السباعي، المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة السابعة 1404 هـ. 262 - "السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية": الدكتور مهدي رزق الله أحمد، مركز الملك فيصل للبحوث- الرياض، الطبعة الأولى 1412هـ. 263 - "السيرة النبوية وأخبار الخلفاء": أبو حاتم محمد بن حبّان البستي، تحقيق: عزيز بك وجماعة، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 264 - "شذرات الذهب في أخبار من ذهب": عبد الحي بن العماد الحنبلي، دار الكتب العلمية - بيروت.
265 - "شرح أصول اعتقاد أهل السنَّه والجماعة": هبة الله بن الحسن اللالكائي، تحقيق: أحمد بن سعد الحمدان، دار طيبة- الرياض، الطبعة الثانية 1411هـ. 266 - "شرح الزرقاني على المواهب اللدنية": محمد بن عبد الباقي الزرقاني، دار المعرفة - بيروت، عام 1414 هـ. 267 - "شرح السنة ": الحسين بن مسعود الفراء البغوي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وزهير الشاويش، المكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 268 - "شرح السيرة النبوية ": أبو ذر بن محمد بن مسعود الخشني، المكتبة الإِسلامية- تركيا. 269 - "شرح صحيح مسلم ": يحيى بن شرف النووي، دار إحياء التراث- بيروت. 270 - "شرح العقيدة الطحاوية": محمد بن أبي العز الحنفي، تخريج محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة السابعة 1403 هـ. 271 - "شرح علل الترمذي": أبو الفرج عبد الرحمن بن رجب، تحقيق: الدكتور همام سعيد، مكتبة المنار- الأردن، الطبعة الأولى 1407 هـ. 272 - "شرح مشكل الآثار": أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، مجلس دائرة المعارف- الهند، عام 1333 هـ. 273 - "شرح معاني الآثار": أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، تحقيق: محمد زهري النجار، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية 1407 هـ.
274 - "الشرح والإبانة على أصول السنَّه والديانة": ابن بطة؛ عبيد الله بن محمد العبكري، تحقيق وتعليق: الدكتور رضا بن نعسان معطي، المكتبة الفيصلية- مكة المكرمة، عام 1404 هـ. 275 - "الشريعة": أبو بكر محمد بن الحسين الآجري، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار الفيحاء- دمشق، بيروت، الطبعة الأولى 1413 هـ. 276 - "شعب الإيمان للبيهقي": "الجامع". 277 - "الشفا بتعريف حقوق المصطفى": القاضي عياض بن موسى السبتي، دار الفكر - بيروت، عام 1409 هـ. 278 - "شفاء الغرام بأخبار البيت الحرام": محمد بن أحمد الفاسي، تحقيق: الدكتور عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 279 - "الشمائل المحمدية": أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، تعليق عزت عبيد الدعّاس، دار الحديث - بيروت، الطبعة الثانية 1405هـ. 280 - "الصارم المسلول على شاتم الرسول": أبو العباس أحمد بن تيمية، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية- صيدا، بيروت، عام 1411هـ. 281 - "الصحاح": إسماعيل بن حماد الجوهري، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين - بيروت، الطبعة الثانية 1399 هـ. 282 - "صحيح البخاري": أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، مع شرحه "فتح الباري، لابن حجر العسقلاني، المكتبة السلفية- مصر، الطبعة الرابعة 1408 هـ.
283 - "صحيح الجامع الصغير": محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الثالثة 1402 هـ. 284 - "صحيح ابن حبّان": "الإحسان". 285 - "صحيح ابن خزيمة": أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، المكتب الإِسلامي- بيروت. 286 - "صحيح سنن الترمذي": محمد ناصر الدين الألباني، مكتب التربية العربي لدول الخليج- الرياض، الطبعة الأولى 1408 هـ. 287 - "صحيح سنن أبي داود": محمد ناصر الدين الألباني، مكتب التربية العربي لدول الخليج- الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 288 - "صحيح سنن ابن ماجه ": محمد ناصر الدين الألباني، مكتب التربية العربي لدول الخليج- الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 289 - "صحيح سنن النسائي": محمد ناصر الدين الألباني، مكتب التربية العربي لدول الخليج- الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 290 - "صحيح السيرة النبوية": محمد بن رزق بن طرهوني، دار ابن تيمية- القاهرة، الطبعة الأولى 1410 هـ. 291 - "صحيح مسلم": أبو الحسين مسلم بن حجاج القشيري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر رئاسة إدارات البحوث العلمية والإِفتاء- السعودية، عام 1400 هـ. 292 - "صفة الصفوة": أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، تحقيق: محمد فاخوري، دار المعرفة- بيروت، الطبعة الرابعة 1406هـ.
293 - "الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة": أحمد بن حجر الهيثمي المكي، تعليق: عبد الوهاب عبد اللطيف، مكتبة القاهرة- مصر، الطبعة الثانية 1385 هـ. 294 - "ضعفاء أبي زرعة": أبو عثمان سعيد بن عمرو البرذعي، تحقيق: الدكتور سعدي الهاشمي، دار الوفاء- مصر، الطبعة الثانية 1409هـ. 295 - "الضعفاء الصغير": أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة- بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ. 296 - "الضعفاء الكبير": أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1404هـ. 297 - "الضعفاء والمتروكون": أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، دراسة وتحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، مكتبة المعارف، الطبعة الأولى 1404 هـ. 298 - "الضعفاء والمتروكون": أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة- بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ. 299 - "الضعفاء والمتروكون": أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، تحقيق: عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ.
300 - "ضعيف الجامع الصغير وزيادته": محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثانية 1399 هـ. 301 - "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع": محمد بن عبد الرحمن السخاوي، مكتبة الحياة - بيروت. 302 - "الطبقات ": خليفة بن خياط العصفري، تحقيق: الدكتور أكرم ضياء العمري، دار طيبة- الرياض، الطبعة الثانية 1402 هـ. 303 - "طبقات الأسماء المفردة من الصحابة والتابعين وأصحاب الحديث": أبو بكر أحمد بن هارون البرديجي، تحقيق: سكينة الشهابي، دار طلاس- دمشق، الطبعة الأولى 1987 م. 304 - "طبقات الحفاظ ": عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: لجنة من العلماء، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 305 - "طبقات الحنابلة": القاضي أبو حسين محمد بن أبي يعلى، دار المعرفة- بيروت. 306 - "الطبقات السنية في تراجم الحنفية": عبد القادر التميمي الداري الغزي، تحقيق: الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو، دار الرفاعي- الرياض، الطبعة الأولى 1403 هـ. 307 - "طبقات الشافعية": عبد الرحيم بن الحسن الأسنوي، تحقيق: كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1407هـ. 308 - "طبقات الشافعية الكبرى": تاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي، تحقيق: محمود الطناحي وعبد الفتاح الحلو، دار إحياء الكتب العربية- مصر.
309 - "طبقات علماء الحديث ": محمد بن أحمد بن عبد الهادي، تحقيق: أكرم البوشي، مؤسسة الرساله - بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ. 310 - "طبقات الفقهاء": أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، تحقيق: إحسان عباس، دار الرائد العربي - بيروت، الطبعة الثانية 1401 هـ. 311 - "الطبقات الكبرى": محمد بن سعد، دار صادر - بيروت. 312 - "الطبقات الكبرى الجزء المتمم": تحقيق: الدكتور زياد محمد منصور، مكتبة العلوم والحكم- المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1408 هـ. 313 - "طبقات المحدَّثين بأصبهان والواردين عليها": أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني، تحقيق: عبد الغفور عبد الحق البلوشي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1407 هـ. 314 - "طبقات المدلسين": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: الدكتور محمد زينهم محمد عزب، دار الصحوة- القاهرة، الطبعة الأولى 1407 هـ. 315 - "طبقات المفسرين": محمد بن علي الداودي، تحقيق: لجنة من العلماء، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 316 - "ظلال الجنة في تخريج السنَّة": محمد ناصر الدين الألباني، مطبوع مع كتابا "السنَّة" لابن أبي عاصم، المكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الأولى 1400 هـ. 317 - "العبر في خبر من غبر": محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ.
318 - "العزلة": حمد بن محمَّد الخطابي، تحقيق ياسين محمَّد السّوّاس، دار ابن كثير- دمشق، الطبعة الثانية 1410 هـ. 319 - "العظمة": أبو الشيخ عبد الله بن محمَّد بن جعفر بن حيان الأصبهاني، تحقيق: رضا الله بن محمَّد إدريس المباركفوري، دار العاصمة- الرياض، الطبعة الأولى 1408 هـ. 320 - "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين": محمد بن أحمد الفاسي، تحقيق: محمَّد حامد الفقي، مطبعة السنَّة المحمدية- القاهرة، عام 1378 هـ. 321 - "علل الحديث": أبو محمَّد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، تجقيق: محب الدين الخطيب، دار المعرفة - بيروت، عام 1405هـ. 322 - "العلل المتناهية في الأحاديث الواهية": أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، تحقيق: إرشاد الحق الأثري، دار نشر الكتب الإِسلامية بلاهور- باكستان. 323 - "العلل الواردة في الأحاديث النبوية": أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، تحقيق: محفوظ الرحمن السلفي، دارسة طيبة- الرياض، الطبعة الأولى 1405 هـ. 324 - "العلل ومعرفة الرجال": أحمد بن محمَّد بن حنبل، تحقيق: الدكتور طلعت قوج بيكيت والدكتور إسماعيل جراح أوغلي، المكتبة الإِسلامية- إستانبول، عام 1987 م. 325 - "عمدة القاري شرح صحيح البخاري": بدر الدين محمود بن أحمد العيني، مطبعة مصطفى البابي الحلبي- مصر، الطبعة الأولى 1392 هـ.
326 - "عوالي مسند الحارث": رواية أبي نعيم الأصبهاني، عن ابن خلاد، تحقيق: عبد العزيز بن عبد الله الهليل، الطبعة الأولى 1411هـ. 327 - "عون المعبود شرح سنن أبي داود": أبو الطيب محمَّد شمس الحق العظيم آبادي، تحقيق: عبد الرحمن محمَّد عثمان، دار الفكر- بيروت، الطبعة الثالثة 1399 هـ. 328 - "علامات النبوة": أحمد بن أبي بكر البوصيري، تحقيق: أم عبد الله بنت محروس العسلي، مكتبة السوادي- جدة، الطبعة الأولى 1411هـ. 329 - "عيون الأثر في فنون المغازي والسير": ابن سيد الناس؛ محمَّد بن محمَّد بن محمَّد اليعمري، تحقيق: الدكتور محمَّد العيد الخطراوي ومحيي الدين مستو، دار ابن كثير- دمشق، بيروت، ومكتبة دار التراث- المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1413 هـ. 330 - "عيون التواريخ ": محمَّد بن شاكر الكتبي، تحقيق: حسام الدين القدسي، مكتبة النهضة- مصر. 331 - "الغاية في القراءات العشر": أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران النيسابوري، تحقيق: محمَّد غياث الجنباز، طبعة شركة العبيكان- الرياض، الطبعة الأولى 1405 هـ. 332 - "غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام": عبد العزيز بن عمر بن محمد بن فهد الهاشمي، تحقيق: فهيم محمَّد شلتوت، مركز إحياء التراث الإِسلامي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1409هـ.
333 - "غاية النهاية في طبقات القراء": محمَّد بن محمَّد بن الجزري، نشر برجستراسر، مصورة عن دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثالثة 1402هـ. 334 - "غريب الحديث": أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي، تحقيق: الدكتور سليمان بن إبرهيم العايد، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1405 هـ. 335 - "غريب الحديث": حمد بن محمَّد الخطابي، تحقيق: عبد الكريم العزباوي، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1402هـ. 336 - "غريب الحديث": عبيد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 337 - "غريب الحديث": أبو عبيد القاسم بن سلام، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 338 - "غزوة الأحزاب": محمَّد أحمد باشميل، دار الفكر- بيروت، الطبعة الثالثة 1391 هـ. 339 - "غزوة بدر الكبرى": محمَّد أحمد باشميل، دار الفكر- بيروت، الطبعة الرابعة 1388 هـ. 340 - "غزوة حنين": محمَّد أحمد باشميل، دار الفكر- بيروت، الطبعة الثانية 1397 هـ. 341 - "الفائق في غريب الحديث": جار الله محمود الزمخشري، تحقيق: علي البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، مطبعة عيسى البابي الحلبي.
342 - "الفتاوى": أبو العباس أحمد بن تيمية، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمَّد بن قاسم، مكتبة ابن تيمية- مصر. 343 - "فتح الباري بشرح صحيح البخاري": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، ومعه "صحيح البخاري"، تحقيق: محب الدين الخطيب، المكتبة السلفية- القاهرة، الطبعة الرابعة 1408 هـ. 344 - "الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد بن حنبل الشيباني": أحمد عبد الرحمن البنا دار إحياء التراث العربي - بيروت. 345 - "فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير": محمَّد بن علي الشوكاني، دار الفكر- بيروت، عام 1403هـ. 346 - "فتح المغيث شرح ألفية الحديث": محمَّد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق: عبد الرحمن محمَّد عثمان، المكتبة السلفية- المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1388 هـ. 347 - "فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب": أحمد بن محمَّد الغماري، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية - بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 348 - "الفتن": نعيم بن حماد المروزي، تحقيق: سمير بن أمين الزهيري، مكتبة التوحيد- القاهرة، الطبعة الأولى 1412 هـ. 349 - "فتيا وجوابها في ذكر الاعتقاد وذم الاختلاف": أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، دار العاصمة- بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ.
350 - "الفردوس بمأثور الخطاب": شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي، تحقيق: السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 351 - "الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم": عبد القاهر بن طاهر البغدادي الإسفراييني، تحقيق: محمَّد محيي الدين عبد الحميد، دار المعرفة- بيروت. 352 - "الفصل في الملل والأهواء والنحل": علي بن أحمد بن حزم، تحقيق: الدكتور محمَّد إبراهيم نصر والدكتور عبد الرحمن عميرة، دار الجيل - بيروت، عام 1405 هـ. 353 - "فضائل الصحابة": أحمد بن شعيب النسائي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 354 - "فضائل الصحابة": أحمد بن محمَّد بن حنبل، تحقيق: وصي الله بن محمَّد عباس، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1403هـ. 355 - "فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد": فضل الله الجيلاني، الصدف، كراتشي- باكستان. 356 - "فقه السيرة": محمَّد الغزالي، تخريج محمَّد ناصر الدين الألباني، دار الكتب الحديثة- مصر، الطبعة السابعة 1976 م. 357 - "فقه السيرة النبوية": منير محمَّد الغضبان، مركز بحوث الدراسات الإِسلامية بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1410 هـ.
358 - "الفقيه والمتفقه": أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، تحقيق: إسماعيل بن محمَّد الأنصاري، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية 1400 هـ. 359 - "فهرس الفهارس والأثبات": عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، تحقيق: الدكتور إحسان عباس، دار الغرب الإِسلامي- بيروت، عام 1402هـ. 360 - "الفهرست": محمَّد إسحاق النديم الوراق، دار المعرفة- بيروت. 361 - "الفوائد": تمام بن محمَّد الرازي، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، مكتبة الرشد- الرياض، الطبعة الأولى 1412 هـ. 362 - "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة": محمَّد بن علي الشوكاني، تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، مطبعة الستة المحمدية- مصر. 363 - "فوات الوفيات ذيل وفيات الأعيان": محمَّد بن شاكر الكتبي، تحقيق: الدكتور إحسان عباس، دار صادر - بيروت، عام 1973 م. 364 - "فيض القدير بشرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير": محمَّد عبد الرؤوف المناوي، دار المعرفة- بيروت. 365 - "قاعدة في الجرح والتعديل": تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي، تحقيق: عبد الفتاح أبوغدة، دار الوعي- سوريا، الطبعة الثانية 1398 هـ. 366 - "القِرى لقاصد أم القرى": محب الدين أحمد بن عبد الله بن محمَّد الطبري، تحقيق: مصطفى السقا، طبعه مصطفى الحلبي- القاهرة عام 1390 هـ.
367 - "قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة": عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: خليل محيي الدين الميس، المكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 368 - "قواعد في علوم الحديث": ظفر أحمد التهانوي، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإِسلامية- حلب، الطبعة الخامسة 1404هـ. 369 - "القول المسدد في الذب عن مسند الإِمام أحمد": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، عالم الكتب - بيروت، الطبعة الأولى 1404هـ. 370 - "القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية": محمَّد بن طولون، تحقيق: محمَّد أحمد دهمان، مجمع اللغة العربية- دمشق، الطبعة الثانية 1401هـ. 371 - "الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة": محمَّد بن أحمد بن عثمان الذهبي, راجع النسخة لجنة من العلماء، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 372 - "الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار المعرفة - بيروت. 373 - "الكامل في التاريخ": عز الدين علي بن محمَّد، ابن الأثير الجزري، دار الفكر - بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 374 - "الكامل في ضعفاء الرجال": أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، تحقيق: لجنة من المختصين، دار الفكر - بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ.
375 - "كشف الأستار عن زوائد البزّار على الكتب الستة": علي بن أبي بكر الهيثمي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة- الطبعة الثانية 1404 هـ. 376 - "كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس": إسماعيل بن محمَّد العجلوني، تحقيق: أحمد القلاش، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الخامسة 1408 هـ. 377 - "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون": حاجي خليفة مصطفى بن عبد الله، المكتبة الفيصلية- مكة المكرمة. 378 - "الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها": مكي بن أبي طالب القيسي، تحقيق: الدكتور محيي الدين رمضان، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الثالثة 1404 هـ. 379 - "الكفاية في علم الرواية": أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، المكتبة العلمية- المدينة المنورة. 380 - "الكنى": أبو عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاري، مؤسسة الكتب الثقافية- بيروت. 381 - "الكنى والأسماء": أبو بشر محمَّد بن أحمد بن حماد الدولابي، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 382 - "الكنى": لابن عبد البر "الاستغناء". 383 - "كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال": المتقي بن حسام الدين الهندي، تحقيق: بكري حيّاني وصفوت السقا، مؤسسة الرسالة- بيروت عام 1405 هـ.
384 - "الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات": أبو البركات محمَّد بن أحمد الشهير بابن كيال، تحقيق: عبد القيوم بن عبد رب النبي، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1401 هـ. 385 - "الآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة": عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، دار المعرفة - بيروت، الطبعة الثالثة 1401هـ. 386 - "لب اللباب في تحرير الأنساب ": عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: محمَّد أحمد عبد العزيز وأشرف أحمد عبد العزيز، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1411 هـ. 387 - "اللباب في تهذيب الأنساب": ابن الأثير الجزري الملقب مجد الدين، دار صادر - بيروت، عام 1400 هـ. 388 - "لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ": تقي الدين محمَّد بن فهد المكي، دار الكتب العلمية - بيروت. 389 - "لسان العرب": محمَّد بن مكرم بن منظور، تحقيق: نخبة من الأساتذة، دار المعارف- بيروت. 390 - "لسان الميزان": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، مؤسسة الأعلمي - بيروت، الطبعة الثالثة 1406 هـ. 391 - "المؤتلف والمختلف": أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، تحقيق: الدكتور موفق عبد الله عبد القادر، دار الغرب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ.
392 - "المبتدأ والمبعث والمغازي": محمَّد بن إسحاق بن يسار، تحقيق: محمَّد حميد الله، الناشر: معهد الدراسات والأبحاث للتعريف في الرباط- المغرب، عام 1396 هـ. 393 - "المتكلم فيهم من رجال التقريب": عبد العزيز التخيفي، أطروحة دكتوراه بجامعة الإِمام بالرياض، عام 1405 هـ. 394 - "المجرد في أسماء رجال سنن ابن ماجه": محمَّد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: الدكتور باسم الجوابرة، دار الراية- الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 395 - "كتاب المجروحين من المحدَّثين والضعفاء والمتروكين": أبو حاتم محمَّد بن حبّان البستي، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة- بيروت. 396 - "مجمع البحرين في زوائد المعجمين": علي بن أبي بكر الهيثمي، تحقيق: عبد القدوس بن محمَّد نذير، مكتبة الرشد- الرياض، الطبعة الأولى 1412 هـ. 397 - "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد": علي بن أبي بكر الهيثمي، دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الثالثة 1402 هـ 398 - "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد": للهيثمي أيضًا، تحقيق: حسين سليم أسد، دار المأمون- دمشق، بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ. 399 - "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي، دار المعرفة - بيروت، الطبعة الأولى 1413 هـ.
400 - "المجموع شرح المهذب": محيي الدين بن شرف النووي، دار الفكر- بيروت. 401 - "مجموع فتاوى شيخ الإِسلام": "الفتاوى". 402 - "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة": عبد العزيز بن عبد الله بن باز، جمع وإشراف محمَّد بن سعد الشويعر، مكتبة المعارف- الرياض، عام 1413 هـ. 403 - "المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث": أبو موسى محمَّد بن أبي بكر المديني، تحقيق: عبد الكريم العزباوي، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1406 هـ. 404 - "محاسن لاصطلاح بحاشية مقدمة ابن الصلاح": سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني، تحقيق: الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، دار الكتب- مصر، عام 1974 م. 405 - "المحدَّث الفاصل بين الراوي والسامع": الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي، تحقيق: الدكتور محمَّد عجاج الخطيب، دار الفكر- بيروت، الطبعة الثالثة 1404 هـ. 456 - "المحلى": علي بن أحمد بن حزم الأندلسي، تحقيق: أحمد محمَّد شاكر، دار الفكر - بيروت. 407 - "محمَّد رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منهج ورسالة": محمَّد الصادق إبراهيم عرجون، دار القلم- دمشق، الطبعة الأولى 1405 هـ. 408 - "مختار الصحاح": محمَّد بن أبي بكر الرازي، دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الأولى 1979م.
409 - "مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد الله الحاكم": سراج الدين عمر بن علي المعروف بابن الملقن، تحقيق: عبد الله اللحيدان وسعد الحمّيد، دار العاصمة- الرياض، الطبعة الأولى 1411هـ. 410 - "مختصر تاريخ دمشق": محمَّد بن مكرم بن منظور، تحقيق: مجموعة من المحققين، دار الفكر- دمشق، الطبعة الأولى 1404 هـ. 411 - "مختصر سنن أبي داود": عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، تحقيق: أحمد محمَّد شاكر ومحمد حامد الفقي، دار المعرفة- بيروت، عام 1400هـ. 412 - "مختصر الشمائل المحمدية": محمَّد بن عيسى بن سورة الترمذي، اختصار وتحقيق محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتبة الإِسلامية- الأردن، الطبعة الأولى 1405 هـ. 413 - "مختصر قيام الليل": محمَّد بن نصر المروزي، اختصار أحمد بن علي المقريزي، الناشر حديث أكادمي- باكستان، الطبعة الأولى 1408هـ. 414 - "المختلف فيهم": أبوحفص عمر بن شاهين، طبع بـ"ذيل تاريخ جرجان" للسهمي، عالم الكتب - بيروت، الطبعة الرابعة 1407هـ. 415 - "المدخل إلى السنن الكبرى": أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: الدكتور محمَّد ضياء الرحمن الأعظمي، نشر دار الخلفاء- الكويت. 416 - "مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان": عبد الله بن سعد اليافعي، تحقيق: عبد الله الجبوري، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ.
417 - "المراسيل": أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، تحقيق: محمَّد عبده الفلّاح السلفي، المكتبة العلمية- باكستان. 418 - "المراسيل ": أبو محمَّد عبد الرحمن بن أبي حاتم، تحقيق: شكر الله قوجاني، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الثانية 1402 هـ. 419 - "مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع": عبد المؤمن عبد الحق البغدادي، تحقيق: علي محمَّد البجاوي، دار المعرفة - بيروت، عام 1373 هـ. 420 - "مروج الذهب ومعادن الجوهر": أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ. 421 - "مرويات غزوة أُحد": حسين أحمد الباكري، أطروحة ماجستير بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، عام 1400 هـ. 422 - "مرويات غزوة بدر": أحمد محمَّد العليمي باوزير، مكتبة طيبة- الرياض، الطبعة الأولى 1400 هـ. 423 - "مرويات غزوة بني المصطلق": إبراهيم بن إبراهيم قريبي، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، الطبعة الأولى 1413 هـ. 424 - "مرويات غزوة الحديبية": الدكتور حافظ محمَّد الحكمي، دار ابن القيم- الدمام، الطبعة الأولى 1411 هـ. 425 - "مرويات غزوة حنين وحصار الطائف": الدكتور إبراهيم بن إبراهيم قريبي، مركز البحث العلمي بالجامعة الإِسلامية- المدينة المنورة. 426 - "مرويات غزوة الخندق": إبراهيم بن محمَّد عمير، أطروحة ماجستير بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، عام 1452 هـ.
427 - "مرويات غزوة خيبر": عوض أحمد سلطان الشهري، أطروحة ماجستير بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، عام 1400 هـ. 428 - "مرويات غزوة فتح مكة": محسن أحمد الدوم، أطروحة ماجستير بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة عام 1400 هـ. 429 - "المستدرك على الصحيحين": أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الحاكم، دار الكتاب العربي - بيروت. 430 - "المسند": أبو عبد الله أحمد بن محمَّد بن حنبل، تحقيق: أحمد محمَّد شاكر، دار المعارف- مصر، عام 1377 هـ. 431 - "المسند": لأحمد بن حنبل أيضًا، تصوير المكتب الإِسلامي- بيروت. 432 - "مسند إسحاق بن راهويه ": تحقيق: الدكتور عبد الغفور البلوشي، مكتبة الإيمان- المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1410 هـ. 433 - "مسند أبي بكر": أبو بكر أحمد بن علي المروزي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، المكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الرابعة 1406 هـ. 434 - "مسند الحميدي": عبد الله بن الزبير الحميدي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، عالم الكتب - بيروت. 435 - "مسند سعد بن أبي وقاص": أحمد بن إبراهيم الدورقي، تحقيق: عامر حسن صبري، دار البشائر - بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 436 - "مسند سعد بن أبي وقاص": أبو بكر أحمد بن عمرو البزّار، وهو جزء من كتابه: "البحر الزخار"، استخرجه وحققه أبو إسحاق الحويني، مكتبة ابن تيمية- القاهرة، الطبعة الأولى 141هـ.
437 - "مسند الشاشي": أبو سعيد الهيثم بن كليب، تحقيق: الدكتور محفوظ الرحمن زين الله، مكتبة العلوم والحكم- المدينة المنورة الطبعة الأولى 1410 هـ. 438 - "مسند الشافعي": محمَّد بن إدريس الشافعي، دار الكتب العلمية- بيروت. 439 - "مسند الشاميين": سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى 1409هـ. 440 - "مسند الشهاب": محمد بن سلامة القضاعي، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ. 441 - "مسند الطيالسي": أبو داود سليمان بن داود الطيالسي، دار المعرفة- بيروت. 442 - "مسند الطيالسي": لأبي داود أيضًا، دراسة وتحقيق محمَّد بن عبد المحسن التركي، أطروحة ماجستير من بداية المسند إلى نهاية مسند سعيد بن زيد بجامعة الإِمام بالرياض، عام 1406 هـ. 443 - "مسند علي بن الجعد": عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز البغوي، تحقيق: عبد الهادي بن عبد القادر، مكتبة الفلاح- الكويت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 444 - "مسند أبي عوانة": أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإِسفراييني، دار المعرفة- بيروت.
445 - "مسند أبي يعلى": أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، تحقيق: حسين سليم أسد، دار المأمون - بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 446 - "مشاهير علماء الأمصار": أبو حاتم محمَّد بن حبّان البستي، حققه مرزوق علي إبراهيم، دار الوفاء- مصر، الطبعة الأولى 1411 هـ. 447 - "المشتبه في الرجال": محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق: علي البجاوي، دار إحياء الكتب العربية- مصر، الطبعة الأولى 1962 م. 448 - "مشكاة المصابيح": محمَّد بن عبد الله الخطيب التبريزي، تحقيق: محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثانية 1399هـ. 449 - "مشكل الآثار": "شرح مشكل الآثار". 455 - "المشيخة": إبراهيم بن طهمان، تحقيق: الدكتور محمَّد طاهر مالك، مجمع اللغة العربية- دمشق، عام 1403 هـ. 451 - "مصادر السيرة النبوية وتقويمها": الدكتور فاروق حمادة، دار الثقافة- المغرب، الطبعة الثانية 1410 هـ. 452 - "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه": أحمد بن أبي بكر البوصيري، تحقيق: كمال يوسف الحوت، دار الجنان - بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ. 453 - "المصباح المنير": أحمد بن محمَّد الفيومي، مكتبة لبنان - بيروت، عام 1987م. 454 - "المصنف في الأحاديث والآثار": أبو بكر عبد الله بن محمَّد؛ ابن أبي شيبة، تحقيق: عبد الخالق الأفغاني، الدار السلفية- الهند، الطبعة الثانية 1399هـ.
455 - "المصنف": عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 456 - "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الباز- مكة. 457 - "معالم التنزيل": الحسين بن مسعود الفراء البغوي، تحقيق: محمَّد عبد الله النمر وعثمان ضميرية وسليمان الحرش، دار طيبة- الرياض، عام 1409هـ. 458 - "معالم السنن": حمد بن محمَّد الخطابي، تحقيق: أحمد محمَّد شاكر ومحمد حامد الفقي، دار المعرفة - بيروت، عام 1400 هـ. 459 - "معالم مكة التاريخية والأثرية": عاتق بن غيث البلادي، دار مكة- مكة الطبعة الثانية 1403هـ. 460 - "المعجم": أبو سعيد أحمد بن محمَّد بن زياد بن الأعرابي، تحقيق: الدكتور أحمد بن مير البلوشي، مكتبة الكوثر- الرياض، الطبعة الأولى 1412 هـ. 461 - "معجم الأدباء": ياقوت بن عبد الله الحموي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1411 هـ. 462 - "المعجم الأوسط": سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق: الدكتور محمود الطحان، مكتبة المعارف- الرياض، الطبعة الأولى 1405هـ. 463 - "معجم البلدان": ياقوت بن عبد الله الحموي، دار صادر - بيروت. 464 - "معجم الشيوخ": عمر بن فهد الهاشمي، تحقيق: محمَّد الزاهي، دار اليمامة- السعودية.
465 - "معجم الشيوخ": محمَّد بن أحمد بن جميع الصيداوي، تحقيق: الدكتور عمر بن عبد السلام تدمري، مؤسسة الرسالة - بيروت ودار الإيمان- طرابلس- لبنان، الطبعة الثانية 1407 هـ. 466 - "معجم شيوخ أبي يعلى": أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، تحقيق: حسين سليم أسد وعبده علي كوشك، دار المأمون- بيروت، الطبعة الأولى 1410هـ. 467 - "المعجم الصغير": سليمان بن أحمد الطبراني، دار الكتب العلمية- بيروت، عام 1403 هـ. 468 - "معجم قبائل العرب": عمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الخامسة 1405هـ. 469 - "المعجم الكبير": سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، وزارة الأوقاف- العراق، الطبعة الثانية 1404هـ. 470 - "معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع": عبد الله بن عبد العزيز البكري، تحقيق: مصطفى السقا، عالم الكتب - بيروت، الطبعة الثالثة 1403 هـ. 471 - "معجم ما ألف عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-": الدكتور صلاح الدين المنجد، دار الكتاب الجديد- بيروت، الطبعة الأولى 1402 هـ. 472 - "معجم المؤلفين": عمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى 1414 هـ. 473 - "معجم المصنفات الواردة في فتح الباري": مشهور بن حسن بن سلمان، دار الهجرة بالثقبة والرياض، الطبعة الأولى 1412 هـ.
474 - "معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية": عاتق بن غيث البلادي، دار مكة- مكة، الطبعة الأولى 1402هـ. 475 - "معجم معالم الحجاز": عاتق بن غيث البلادي، دار مكة- مكة، الطبعة الأولى 1400 هـ. 476 - "المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي": جماعة من المستشرقين، مكتبة بريل- ليدن، عام 1936 م. 477 - "المعجم الوسيط": الدكتور إبراهيم أنيس وجماعة، المكتبة الإِسلامية- تركيا، الطبعة الثانية 1392 هـ. 478 - "المعرفة والتاريخ": يعقوب بن سفيان الفسوي، تحقيق: أكرم ضياء العمري، مكتبة الدار- المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1410 هـ. 479 - "معرفة الرجال لابن معين": رواية أحمد بن محمَّد بن محرز، تحقيق: محمَّد القصار، مجمع اللغة العربية- دمشق، عام 1405 هـ. 480 - "معرفة الرواة المتكلم فيهم مما لا يوجب الرد": محمَّد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: إبراهيم سعيداي إدريس، دار المعرفة- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 481 - "معرفة السنن والآثار": أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الوفاء- مصر، الطبعة الأولى 1412 هـ. 482 - "معرفة الصحابة": أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، تحقيق: الدكتور محمَّد راضي عثمان، مكتبة الدار- المدينة المنورة، ومكتبة الحرمين- الرياض، الطبعة الأولى 1408 هـ. 483 - "معرفة علوم الحديث": أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الحاكم، صححه الدكتور معظم حسين، المكتبة العلمية- المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1397 هـ.
484 - "معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار": محمَّد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: بشار عواد معروف وشعيب الأرناؤوط وصالح مهدي عباس، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى 1404هـ. 485 - "المغازي": محمَّد بن عمر الواقدي، تحقيق: الدكتور مارسدن جونس، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت. 486 - "المغازي النبوية": محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، تحقيق: الدكتور سهيل زكار، دار الفكر- دمشق، عام 1401 هـ. 487 - "المغني": عبد الله بن أحمد بن قدامة، تصوير مكتبة الرياض الحديثة- الرياض، عام 1401 هـ. 488 - "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الأحياء من الأخبار": عبد الرحيم بن الحسين العراقي، المطبوع بحاشية "إحياء علوم الدين"، دار المعرفة - بيروت. 489 - "المغني في ضبط أسماء الرجال ومعرفة كنى الرواة وألقابهم وأنسابهم": محمَّد بن طاهر الهندي، دار الكتاب العربي - بيروت، عام 1402 هـ. 490 - "المغني في الضعفاء": محمَّد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: نور الدين عتر، دار المعارف- سورية. 491 - "المفاريد عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-": أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، مكتبة دار الأقصى- الكويت، الطبعة الأولى 1405هـ. 492 - "المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة":
محمَّد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق: محمَّد عثمان الخشت، دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 493 - "المقتنى في سرد الكنى": محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: محمَّد صالح مراد، نشره المجلس العلمي بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، عام 1408 هـ. 494 - "مقدمة الجرح والتعديل": أبو محمَّد عبد الرحمن بن أبي حاتم، مع كتاب "الجرح والتعديل" له، مجلس دائرة المعارف- الهند، الطبعة الأولى 1371 هـ. 495 - "مقدمة في علوم الحديث": أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن الصلاح، دار الكتب العلمية بيروت، عام 1398 هـ. 496 - "المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي": علي بن أبي بكر الهيثمي، تحقيق: سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1413 هـ. 497 - "المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي": للهيثمي أيضًا، تحقيق: الدكتور نايف الدعيس، الناشر: تهامة- جدة، الطبعة الأولى 1402هـ. 498 - "المقنع في علوم الحديث": سراج الدين عمر بن علي، المشهور بابن الملقن، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، دار فواز- الإحساء، الطبعة الأولى 1413 هـ. 499 - "الملل والنحل": محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، تحقيق: محمَّد سيد كليلاني، طبعه مصطفى البابي الحلبي وشركاه- مصر، عام 1396 هـ.
500 - "من كلام أبي زكريا يحيى بن معين": رواية يزيد بن الهيثم بن طهمان البادي، تحقيق: الدكتور أحمد محمَّد نور سيف، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى. 501 - "المنار المنيف في الصحيح والضعيف": ابن القيم؛ محمَّد بن أبي بكر، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإِسلامية- حلب، الطبعة الثانية 1403 هـ. 502 - "مناقب الشافعي": أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: سيد أحمد صقر، دار التراث- مصر، الطبعة الأولى 1391 هـ. 503 - "مناقب عمر بن الخطاب": عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، تحقيق: الدكتور السيد الجميلي، دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 504 - "المنتخب من مسند عبد بن حميد": عبد بن حميد الكشي، تحقيق: مصطفى بن العدوي شلباية، دار الأرقم- الكويت، الطبعة الأولى 1405هـ. 505 - "المنتظم في تاريخ الأُمم والملوك": عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، تحقيق: محمَّد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ. 506 - "المنتقى من السنن المسندة عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عبد الله بن الجارود، علق عليه عبد الله عمر البارودي، دار الجنان ومؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 507 - "منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبو داود": أحمد عبد الرحمن البناء المكتبة الإِسلامية - بيروت، الطبعة الثانية 1400هـ.
508 - "منهاج السنَّة النبوية": أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، تحقيق: الدكتور محمَّد رشاد سالم، دار الكتاب الإِسلامي، الطبعة الأولى 1406 هـ. 509 - "المنهج الحركي للسيرة النبوية": منير محمَّد الغضبان، مكتبة المنار- الأردن، الطبعة الثانية 1406 هـ. 510 - "المنهل الصافي": يوسف بن تغري بردي، تحقيق: محمَّد أمين وعبد الفتاح عاشور، الهيئة المصرية العامة للكتاب، عام 1984 م. 511 - "موافقة الخبر الخبر في تخريج أحاديث المختصر": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي وصبحي السامرئي، مكتبة الرشد- الرياض، الطبعة الأولى 1412 هـ. 512 - "موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبّان": علي بن أبي بكر الهيثمي، تحقيق: محمَّد عبد الرزاق حمزة، دار الكتب العلمية - بيروت. 513 - "موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبّان": للهيثمي أيضًا، تحقيق: حسين سليم أسد وعبده علي كوشك، دار الثقافة العربية- دمشق، الطبعة الأولى 1411 هـ. 514 - "المواهب اللدنية بالمنح المحمدية": أحمد بن محمَّد القسطلاني، تحقيق: صالح أحمد الشامي، المكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ. 515 - "موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف": محمَّد السعيد بن بسيوني زغلول، عالم التراث - بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ. 516 - "الموضح لأوهام الجمع والتفريق": أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، دار الكتب العلمية- بيروت.
517 - "الموضوعات ": عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، تحقيق: عبد الرحمن محمَّد عثمان، مكتبة ابن تيمية- القاهرة، الطبعة الثانية 1407هـ. 518 - "موضوعات الصغاني": الحسن بن محمَّد بن الحسن الصغاني، حققه نجم عبد الرحمن خلف، دار المأمون- دمشق، بيروت، الطبعة الثانية 1455 هـ. 519 - "الموطأ": أبو عبد الله مالك بن أنس، رواية يحيى بن يحيى، تحقيق محمَّد فؤاد عبد الباقي، دار الحديث- مصر. 520 - "الموقظة في علم مصطلح الحديث": محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر - بيروت، الطبعة الثانية 1412 هـ. 521 - "ميزان الاعتدال في نقد الرجال": محمَّد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: علي محمَّد البجاوي، دار المعرفة - بيروت. 522 - "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة": يوسف بن تغري بردي، تحقيق: أحمد زكي البدوي وجماعة، وزارة الثقافة بمصر. 523 - "نزهة الألباب في الألقاب": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: عبد العزيز بن محمَّد السديري، مكتبة الرشد- الرياض، الطبعة الأولى 1459 هـ. 524 - "نزهة النظر شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، مكتبة طيبة- المدينة المنورة، عام 1404 هـ. 525 - "نسخة أبي مسهر": عبد الأعلي بن مسهر الغساني، تحقيق: مجدي فتحي السيد، دار الصحابة- مصر، الطبعة الأولى 1410 هـ.
526 - "نصب الراية لأحاديث الهداية": عبد الله بن يوسف الزيلعي، المكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الثانية 1393 هـ. 527 - "نظم العقيان في عيان الأعيان": عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، حرره فيليب حتي، مصورة المكتبة العلمية - بيروت. 528 - "النفح الشذي في شرح جامع الترمذي": ابن سيد الناس؛ محمَّد بن محمَّد اليعمري، تحقيق: الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، دار العاصمة- الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 529 - "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب": أحمد المقري التلمساني، تحقيق: الدكتور إحسان عباس، دار صادر - بيروت، عام 1388 هـ. 530 - "النكت الظراف": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تصحيح عبد الصمد بن شرف، طبع بحاشية: "تحفة الأشراف" للمزي، الدار القيمة- الهند، والمكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الثانية 1403هـ. 531 - "النكت على كتاب ابن الصلاح": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق الدكتور ربيع بن هادي عمير، دار الراية- الرياض، الطبعة الثانية 1408 هـ. 532 - "نكت الهميان في نُكت العميان": خليل بن أيبك الصفدي، مصورة دار المدينة- مصر، عام 1329 هـ. 533 - "نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب": أحمد بن علي القلقشندي، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب المصري واللبناني، الطبعة الثالثة 1411 هـ.
534 - "النهاية في غريب الحديث والأثر": ابن الأثير الجزري؛ المبارك بن محمَّد، تحقيق: طاهر الزاوي ومحمود الطناحي، المكتبة العلمية- بيروت. 535 - "النهاية في الفتن والملاحم": إسماعيل بن عمر بن كثير، تحقيق: طه الزيني، دار الكتب الحديثة- مصر، الطبعة الأولى. 536 - "نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول": محمَّد الحكيم الترمذي، دار صادر - بيروت. 537 - "نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار": محمَّد بن علي الشوكاني، مصورة دار الجيل ودار الفكر - بيروت. 538 - "هدي الساري مقدمة فتح الباري": أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب، المكتبة السلفية- القاهرة، الطبعة الرابعة 1408 هـ. 539 - "هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين": إسماعيل باشا البغدادي، المكتبة الفيصلية- مكة المكرمة. 540 - "الوافي بالوفيات": صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، تحقيق: عدد من المحققين، نشر النشرات الإسلامية لجمعية المستشرقين الألمانية. 541 - "الوفا بأحوال المصطفى": عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى 1408 هـ. 542 - "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان": أحمد بن محمَّد بن خلكان، تحقيق: الدكتور إحسان عباس، دار صادر- بيروت.
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق عبد القادر بن عبد الكريم بن عبد العزيز جوندل تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد الثامن عشر 35 - 36 بقية كتاب الفتن (الفتوح , الملآحم, أشراط الساعة, البعث, الجنة والنار) (4364 - 4627) دار العاصمة للنشر والتوزيع دار الغيث للنشر والتوزيع
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ 35 - 36
ح دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية / تحقيق عبد القادر بن عبد الكريم بن عبد العزيز جوندل - الرياض. 784 ص؛ 17 × 34 سم. ردمك 1ـ68 - 749 - 9960 (مجموعة) (9 - 81 - 749 - 9960) (ج 18) 1 - الحديث- مسانيد 2 - الحديث- تخريج 3 - الحديث- شرح 4 - الحديث- زوائد أ-جوندل, عبد القادر عبد الكريم (محقق) ب- العنوان 2370/ 18 ديوي 237.4 رقم الإيداع: 2370/ 18 ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة) 9 - 81 - 749 - 9960 (ج 18) حقُوق الطّبْع محفُوظَة للِمُنَسّق الطبعة الأولى 1420هـ ـ2000م دار العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض - ص ب 42507 - الرمز البريدي 11551 هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154 دار الغيث المملكة العربية السعودية ص ب: 32594 - الرياض: 11438 - تلفاكس: 2660 - 421
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المقدمة إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه ونستغفره، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يضلل فلا هادي له، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬1). {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (¬2). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (¬3). أما بعد: فإن أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِّ هَدْيُ محمَّد -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ محدَّثاتها، وَكُلَّ محدَّثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ¬
وبعد: فإنَ السنَّة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع الإِسلامي بعد كتاب الله ... وهما معًا متلازمان تلازم شهادة أن لا إله إلَّا الله، وشهادة أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَمَنْ لم يؤمن بالسنَّة لم يؤمن بالقرآن، وعليه فإن الاشتغال بها جمعًا وتخريجًا ودراسة من أهم ما صرفت إليه الهمم، وأفنيت فيه الساعات. ولقد أعدّ الله لحفظ هذه السنَّة المطهرة وصيانتها رجالًا صنعهم على عينه، وأمدّهم بشتى المواهب النفسية، والعقلية، والذكاء المتوقد، والحفظ المستوعب، ما يبهر العقول، ويستنفد العجب. فكان من آثار هؤلاء العظماء ما تزخر به المكتبة الإِسلامية اليوم وقبل اليوم من مؤلفات وضعت على المسانيد، وجوامع، وسنن على الأبواب العقائدية والفقهية، ومستخرجات، وأجزاء وتخريجات، وجمع زوائد وغيرها من أنواع علوم الحديث. وكان من هؤلاء الأئمة الأفذاذ أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني، الذي ساهم في خدمة السنَّة النبوية، بحظ وافر، وكان من آثاره العظيمة في الحديث كتابه: "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية". وهو كتاب جم الفوائد لاحتوائه على زوائد عشرة مسانيد -معظمها في عالم المفقود- وجمعها في مكان واحد على الترتيب الفقهي، ولاشتماله في كثير من المواضع على بيان درجة الحديث، من صحة وضعف، واتصال وانقطاع.
وهذا رأى قسم السنَّة وعلومها بكلية أصول الدين الحاجة الماسَّة لتحقيقه، والعمل فيه، وخدمته الخدمة العلمية اللائقة به. هذا، وقد وفقني الله سبحانه وتعالى أن أشارك في تحقيق قسم من هذا الكتاب، وكان نصيبي منه الجزء الأخير، وهو: من باب ذكر فتوح العراق من كتاب الفتن، إلى نهاية الكتاب. ومن أسباب اختياري لهذا الكتاب ما يلي: 1 - أهميته العظيمة كما تقدم. 2 - إن هذا الكتاب لم يخدم خدمة علمية، حيث لم يطبع كاملًا بأسانيده ويضاف إلى ذلك قيام بعض المعاصرين بطبعه اعتمادًا على نسخة سقيمة مجردة الأسانيد، مما شوّه صورته، وقلّل أهميته. 3 - إن الكتاب من تأليف عالم فذ، متخصص، متقن، قد شهد له الجميع بذلك. 4 - الرغبة في المشاركة في إحياء التراث الإِسلامي، والحرص على اكتساب الخبرة في تحقيق المخطوطات. وقد واجهتني أثناء العمل عقبات كثيرة أعانني الله عَزَّ وَجَلَّ على تخطي بعضها: ومنها ما يلي: أ- إن الكتاب يجمع أحاديث زوائدة على الكتب الستة ومسند أحمد، وهذا يتطلب مزيدًا من بذل الجهد والعناء في تخريجها وجمع طرقها من الموسوعات الحديثية المتنوعة من مصنفات ومسانيد، وأجزاء حديثية.
2 - إن أحاديث الفتن والملاحم -وهي الجزء الأخير من الكتاب الذي قمت بتحقيقه- قَلَّ التأليف فيها في كتب مستقلة، وقيل من عمل فيها بالتحقيق والتخريج من المعاصرين. 3 - أكثر الأبواب التي أوردها الحافظ ابن حجر في الملاحم من مقتل عثمان، ومقتل علي، ومقتل الحسين، وذكر الخوارج، ووقعة الجمل وصفين، جمع فيها آثار الصحابة والتابعين، وهذا يتطلب البحث عنها في كتب التواريخ والأعلام وكتب الطبقات وغيرها. 4 - ما واجهته من كثرة التصحيفات والتحريفات في النصوص الذي استلزم تصويبها الجهد الكبير. منهجي في التحقيق والتعليق: 1 - اعتمدت في تحقيق الكتاب على ثلاث نسخ خطية، واخترت النسخة المحمودية (ح) أصلًا، لما لها من المميزات. 2 - جعلت لكل نسخة من هذه النسخ رمزًا خاصًا بها، فنسخة المكتبة المحمودية رمزها (ح) والنسخة العمرية رمزها (ع) ونسخة المكتبة السعودية بالرياض رمزها (س). 3 - نسخت النص كاملًا من (ح) بحيث يكون موافقًا لقواعد الإِملاء، مع مراعاة علامات الترقيم التي تساعد على فهم النص على قدر الإستطاعة، وقد ميّزت النص بأمرين: كتابة النص بخط أعرض من غيره، ووضع خط متصل أسفل كل نص.
4 - قابلت الأصل ببقية النسخ، وأثبت الفروق بالحاشية، وكذلك ما يقع من المفارقات الهامة بينها وبين الموجود من أصول المسانيد. 5 - إذا وجدتُ الصواب في نسخة أخرى -غير نسخة الأصل (ح) - أثبت الصواب، وأشرف إلى ما في الأصل في الحاشية مع بيان وجه التصويب. 6 - إذا اتفقت كل النسخ بما فيها الأصل على خطأ ظاهر، وكان لا يحتمل وجهًا من الصواب، صوّبتُه في الأصل، ونبهت في الحاشية على اتفاق النسخ على هذا الخطأ مع بيان وجه التخطئة، ذاكرًا مصادر التصويب. 7 - نبهت على الفروق الحاصلة بين النسخ حتى ولو كان الاختلاف في صيغة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك الاختلاف في الترضي على الصحابة رضي الله عنهم أو الاختلاف في صيغ الأداء والتحمل مثل "حدَّثنا" و"نا" ولو كانت الثانية اختصارًا للأولى، وذلك مراعاة للدقة في بيان الفروف. 8 - نبهت على البياضات التي وقعت في النسخ داخل الأسانيد أو المتون وكذلك السقط الذي استغرق أحاديث متعددة، بل أبوابًا كثيرة، وبينت بداية السقط في كل نسخة ونهايته. 9 - رقمت الأحاديث ترقيمًا متسلسلًا، وجعلته في بداية النص من جهة اليمين. 10 - بينت بداية كل صفحة من المخطوط، فأضع قبل بداية أول كلمة من الصفحة خطًا مائلًا (/) وأكتب مقابله في الهامش رمز النسخة ورقم الصفحة.
11 - عزو الآيات إلى سورها بذكر اسم السورة ورقم الآية. 12 - أذكر درجة الإِسناد بمتابعاته، بناء على ما ظهر لي من دراسة رجاله، فإن كان رجاله ثقات، وسلم من الشذوذ والعلة القادحة، واتصل سنده، حكمت بصحته، وإن ظهر خلاف ذلك بينته مجملًا أو بالتفصيل، حسب ما يقتضيه المقام، ثم أنقل كلام العلماء عليه، وخاصة الهيثمي في كتابه: "مجمع الزوائد" والبوصيري في كتابه: "الإِتحاف" مع التعليق على ما يحتاج إلى تعليق منها. 13 - اعتمدت في العزو إلى كتاب البوصيري: "الإِتحاف" على المختصر، لأن القسم المسند الذي أقوم بتحقيقه منه مفقود. 14 - أذكر موضع الحديث من أصله الذي أخذ منه -إن وجد- أو في مصنف أخرج فيه زوائد أحاديث أصل الكتاب، كـ"بغية الباحث في زوائد مسند الحارث" .. ثم أذكر من أخرج الحديث من طريق صاحب المسند الذي عزا الحافظ الحديث إليه، كأبي نعيم في "الحلية" والحاكم في "المستدرك". ثم أذكر متابعات الحديث باعتبار تمام المتابعة لحديث الأصل، وقصورها وطريقتي في ذلك كالآتي: (أ) أبدأ بذكر من تابع صاحب المسند على روايته عن شيخه، ثم من تابع شيخ صاحب المسند، وهكذا، إلى أن أذكر من رواه من طريق صحابي الحديث. (ب) إذا اتحد مخرج جماعة ممن خرج الحديث، أحذف أسانيدهم إلى ما قبل المخرج المتحد، وأسوق باقي السند، ولا أحيد عن هذا إلَّا لحاجة.
(ج) أسوق إسناد المتابع فإذا اجتمع بإسناد الأصل قلت: "به"، أي: بإسناد الأصل، وإن كان لذكره كاملًا فائدة، ذكرته. (د) أشير إلى لفظ المتابع بالألفاظ الاصطلاحية المعروفة "بلفظه" أو "بمعناه" أو "بلفظ مقارب"، أو "بنحوه"، وأبين الزيادة والنقص ومكانهما، وإن اقتضى الأمر ذكر المتن أو جزء منه، ذكرته. (هـ) أدرس إسناد المتابعات، ولا أتوسع في الكلام على الرجال، بل أقتصر على ذكر الخلاصة. 15 - أذكر شواهد الحديث تقوية للحديث -إن كان ضعف حديث الأصل منجبرًا- وبيانًا لحال المتن -إن لم يكن حديث الأصل قابلًا للانجبار- ومنهجي في ذكر الشواهد كالآتي: (أ) أبدًا بأقرب الشواهد لفظًا من لفظ حديث الأصل، فإن تساويا في اللفظ أوكانا بعيدين عن لفظ الأصل، فغالبًا أقدم الأقوى. (ب) أذكر اسم راوي الشاهد، وأبين حال الشاهد من حيث الرفع والوقف. (ج) أذكر لفظ الشاهد، وأحيانًا أشير إليه بقولي: بلفظه أو بنحوه ... أو غير ذلك. (د) أدرس إسناد الشاهد إن كان في غير الصحيحين، وأحكم عليه، وإن كان بعض الشواهد في الصحيحين وبعضها في غيرها، والمعنى قريب فربما أكتفي بصحة أحاديث الصحيحين في إثبات متن الحديث، ولا أذكر الحكم على الشواهد الأخرى.
(هـ) إذا كان متن الشاهد مخرجًا في الصحيحين، لا أتوسع في الغالب في تخريجه. وأختم تخريج الحديث في الغالب بذكر خلاصة الحكم عليه بمجموع المتابعات والشواهد، إلَّا أن يكون الحديث صحيحًا بإسناد صاحب المسند. اصطلحت في هذه الرسالة على اختصار أسماء بعض الكتب كما يلي: الإتحاف: إتحاف: إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة - النسخة المختصرة-. الإِحسان: الإِحسان بترتيب صحيح ابن حبّان. الاستيعاب: الاستيعاب في أسماء الأصحاب، لابن عبد البر. الإرواء: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، للألباني. الإِصابة: الإِصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر. الإِكمال: الإِكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والإنساب، لابن ماكولا. البداية: البداية والنهاية، لابن كثير. بذل الماعون: بذل الماعون في فضل الطاعون، لابن حجر العسقلاني. بغية الباحث: بغية الباحث في زوائد مسند الحارث. التحفة: تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي.
التعجيل: تعجيل المنفعة، لابن حجر. التقريب: تقريب التهذيب: التهذيب، لابن حجر. التلخيص: تلخيص الحبير، لابن حجر. التمهيد: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، لابن عبد البر. تهذيب التهذيب، لابن حجر. الثقات: كتاب الثقات، لابن حبّان. الجرح: الجرح والتعديل, لابن أبي حاتم. الجعديات: مسند أبي الجعد، لعلي بن الجعد. الحلية: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم الأصبهاني. الخلاصة: خلاصة تذهيب تهذيب الكمال، للخزرجي. السير: سير أعلام النبلاء، للذهبي. شرح العلل: شرح علل الترمذي، لابن رجب. صحيح الجامع: صحيح الجامع الصغير وزيادته، للألباني. الصغير: المعجم الصغير، للطبراني. ضعفاء ابن الجوزي: كتاب الضعفاء والمتروكين، لابن الجوزي. ضعفاء الدارقطني: كتاب الضعفاء والمتروكين، للدارقطني. ضعيف الجامع: ضعيف الجامع الصغير وزيادته، للألباني.
الضعيفة: سلسلة الأحاديث الضعيفة، للألباني. الطبقات: الطبقات الكبرى، لابن سعد. العبر: العبر في خبر من غبر، للذهبي. الفتح: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر. الكاشف: الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، للذهبي. الكامل: الكامل في ضعفاء الرجال، لابن عدي. الكبير: المعجم الكبير، للطبراني. الكشف: كشف الأستار عن زوائد البزّار على الكتب الستة. الكنز: كنز العمال، لعلاء الدين الهندي. اللسان: لسان الميزان, لابن حجر، هذا إذا كان في التراجم، وأما إذا كان في شرح الغريب، فهو لسان العرب، لابن منظور. المجروحين: كتاب المجروحين من المحدِّثين والضعفاء والمتروكين، لابن حبّان. المجمع: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للهيثمي. المستدرك: المستدرك على الصحيحين، للحاكم. المشاهير: مشاهير علماء الأمصار، لابن حبّان. معرفة القراء: معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، للذهبي.
المعرفة لأبي نعيم: معرفة الصحابة، لأبي نعيم الأصبهاني. المغني: المغني في الضعفاء, للذهبي، إذا كان الكلام عن حال رجل، وإن كان الكلام عن مسألة فقهية، فهو المغني لابن قدامة. الميزان: ميزان الاعتدال في نقد الرجال، للذهبي. النهاية: النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير. تنبيه: إذا عزوت إلى تهذيب الكمال، فإن أطلقت، فالمراد المخطوط، وإذا كتبت كلمة (المحقق) بين القوسين فالعزو إلى المطبوع. * * * هذا ولا يسعني في هذا المقام إلَّا أن أعترف بقصوري وقلة بضاعتي في مجال التحقيق والبحث، وهذا أول عمل قمت به في هذا المجال، وحسبي أنني بذلت قصارى جهدي، وأفرغت ما في وسعي، فما كان من صواب فهو من توفيق الله عزَّ وجلَّ، وله الحمد والشكر، وما كان فيه من خطأ أو سهو أو خلل فهو مني ومن الشيطان، وأستغفر الله. وفي الختام أتوجه بخالص الشكر والامتنان، وبالغ التقدير والدعاء بالتوفيق لكل من أعانني على إخراج هذا العمل بصورته الحالية، وأخص بذلك فضيلة أستاذي وشيخي الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير، الذي تفضل مشكورًا بقبول الإِشراف على هذه الرسالة ولم يأل جهدًا في تقديم الإِرشادات والتوجيهات لتقويم هذه الرسالة، وقراءتها حرفًا حرفًا، وقد ألفيته أستاذًا مخلصًا، حريصًا على إفادة طلابه في جميع الأوقات، ولم يضايقه كثرة مراجعتي له طول مدة إعداد الرسالة، فأسأله سبحانه أن
يجزيه خير الجزاء، والله عنده حسن الثواب. كما أشكر كلًا من فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الشريف وفضيلة الشيخ الخشوعي الخشوعي محمَّد لتفضلهما بمناقشة هذه الرسالة وتقويمها. كما أشكر قسم السنَّة وعلومها، وكلية أصول الدين، وجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية على رعايتهم وعنايتهم بالعلم الشرعي، وتيسير سبل تحصيله، وإعطاء الفرصة لطلاب المنح بمواصلة دراساتهم العليا في جميع التخصصات الشرعية. وسبحانك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا أنت، سبحانك أستغفرك وأتوب إليك، وصلَّى الله على نبينا محمَّد وصحبه أجمعين. المحقِّق
المَطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانِيدِ الثّمَانِيَةِ لِلحَافِظِ أحْمَد بْنِ عَليِّ بْنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ 773 - 852 هجْريّة تحقيق عبد القادر بن عبد الكريم بن عبد العزيز جونْدل تَنْسيْق د. سَعْد بْن نَاصِر بْنِ عَبْدِ العَزِيْز الشَّثري المجلد الثامن عشر 35 - 36 بقية كتاب الفتن (الفتوح , الملَاحم, أشراط الساعة, البعث, الجنّة والنّار) (4364 - 4627)
15 - ذكر فتوح العراق
[كِتَابُ الْفُتُوحِ] (¬1) 15 - ذِكْرُ فُتُوحِ الْعِرَاقِ 4364 - (قَالَ) (¬2) أَبُو دَاوُدَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ (¬3)، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نضرة، عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: قال زيد بن ثابت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[نَظَرَ قبل العراق، فقال: "اللهم (أقبل) (¬4) بقلوبهم"] (¬5). ¬
4364 - درجته: الحديث إسناده صحيح، رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ل 103)، وعزاه لأبي داود الطيالسي، وسكت عليه. =
= تخريجه: اختصر المؤلف هذا الحديث من مسند الطيالسي، وما أورده الحافظ ابن حجر هنا سقط من نسخة الطيالسي، وترك مكانه بياض مقدار سطر. (انظر: مسند الطيالسي ص 84: برقم 602). وفيه: عن أبي سعيد قال: لما تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قام خطباء الأنصار، فجعل بعضهم يقول: يا معشر المهاجرين! أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا بعث رجلًا منكم قرنه برجل منا فنحن نرى أن يلي هذا الأمر رجلان: رجل منكم ورجل منا، فقام زيد بن ثابت، فقال: ... (الحديث). وذكره البوصيري في الإِتحاف بتمامه. وله طريق آخر عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: أخرجه الطيالسي كما في البداية لابن كثير (6/ 177)، ومن طريقه الإِمام أحمد (5/ 180)، والبيهقي في الدلائل (6/ 236)، عن عمران القطان عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن زيد بن ثابت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- نظر قبل اليمن، فقال: اللهم أقبل بقلوبهم، ثم نظر قبل الشام، فقال: اللهم أقبل بقلوبهم، ثم نَظَرَ قِبَلَ الْعِرَاقِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَقْبِلْ بِقُلُوبِهِمْ، وبَارِكْ لنا في صاعنا ومدنا. ولفظ أحمد: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اطلع قبل اليمن، فقال: اللهم أقبل بقلوبهم، واطلع من قبل كذا فقال، اللهم أقبل بقلوبهم، وبارك لنا في صاعنا ومدنا. وأخرجه الترمذي في جامعه (5/ 386)، باب في فضل اليمن، ولم يذكر فيه العراق، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث زيد بن ثابت لا نعرفه إلَّا من حديث عمران القطان. وأخرجه الطبراني في الكبير (5/ 116)، من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن عمران القطان به بنحو لفظ الطيالسي المتقدم. قلت: إسناده ضعيف، فيه عمران بن دَوَّار القطان، قال عنه الحافظ في التقريب =
= (429: 5154): "صدوق يهم" وفيه قتادة، وهو مدلس من المرتبة الثالثة، وقد عنعن. وله شواهد من حديث جابر بن عبد الله، وأنس بن مالك رضي الله عنهما: 1 - حديث جابر رضي الله عنه: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا ونظر إلى الشام فقال: اللهم أقبل بقلوبهم، ونظر إلى العراق، فقال: نحو ذلك، ونظر قبل كل أفق، ففعل ذلك، وقال: اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض، وبَارِكْ لنا في مدنا وصاعنا. أخرجه أحمد في المسند (3/ 342)، ثنا حسن، ثنا ابن لهيعة، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به. قلت: في إسناده ابن لهيعة وهو صدوق، إلَّا أنه خلط بعد احتراق كتبه، كما في التقريب (3564)، ولكنه لم يتفرد به، بل تابعه موسى بن عقبة، فقد أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1/ 574: 485)، والبزار كما في الكشف (2/ 51: 1184)، باب الدعاء لأهل المدينة بالبركة، كلاهما من طريق موسى بن عقبة، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه (بنحو لفظ أحمد). وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 304)، وقال: رواه أحمد والبزار وإسناده حسن. قلت: في إسناده أبو الزبير المكي، وهو مدلس من أصحاب المرتبة الثالثة، وقد عنعن، ولكن يشهد له حديث الباب وحديث أنس الآتي. 2 - حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظر قبل العراق، والشام، واليمن، قال: لا أدري بأيتهن بدأ، ثم قال: اللهم أقبل بقلوبهم إلى طاعتك وحط من ورائهم. أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 173: 273 - الروض الداني)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 39: 3996)، ومن طريق الطبراني أخرجه السمعاني في فضائل الشام رقم (9)، وأخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 236)، كلاهما من طريق علي بن بحر القطان، حدَّثنا هشام بن يوسف، حدَّثنا معمر، أخبرني ثابت، وسليمان =
= التيمي، عن أنس رضي الله عنه، به. قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 57)، وقال: رواه الطبراني في الصغير، والأوسط، ورجاله رجال الصحيح غير علي بن بحر بن بري، وهو ثقة. وأخرجه الطبراني في الكبير (5/ 116: 4791)، من طريق مستلم بن سعيد، عن منصور بن زإذان، عن أنس رضي الله عنه قال: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأمته فقال: "اللهم أقبل بقلوبهم إلى دينك وحط مَنْ وراؤهُم برحمتك".
4365 - [وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: (حدَّثنا بِشْرُ بْنُ السَّريّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ،] (¬1) عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنِ معقل بن يسار رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ شَاوَرَ الْهُرْمُزَانَ في أصبهان، وفارس، وأذربيجان (¬2)، بأيهم يبدأ (¬3) بِهَا؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَصْبَهَانَ الرَّأْسُ، وَفَارِسٌ وأَذْرَبِيْجان، الْجَنَاحَانِ، فَإِنْ قُطِعَتْ أَحَدُ (¬4) الْجَنَاحَيْنِ لَاذَ الرَّأْسُ بِالْجَنَاحِ الْآخَرِ، وَإِنْ قُطِعَتِ الرأس وقع الجناحان، فأبدأ بأصبهان. [قال: (ودخل)]، (¬5) عمر، رضي الله عنه الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِالنُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ يُصَلِّي، فانتظره (¬6) حتى قضى صلاته، (فقال) (¬7): إلي مُسْتَعْمِلُكَ، فَقَالَ: أَمَّا جَابِيًا فَلَا وَلَكِنْ غَازِيًا، قَالَ: فَإِنَّكَ غَازٍ: قَالَ: فَسَرَّحَهُ وَكَتَبَ (إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ) (¬8) أَنْ يَلْحَقُوا بِهِ، وَفِيهِمُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو (وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ) (¬9) وَالْأَشْعَثُ بْنُ قيس، وعمرو بن معد يكرب رضي الله عنهم، قال: فأتاهم النعمان (¬10) رضي الله عنه، [وبينه وبينهم ¬
نهر] (¬11) فبعث إليهم المغيرة بن شعبة، وَمَلِكُهُمْ ذُو الْجَنَاحَيْنِ (¬12) [فَاسْتَشَارَ أَصْحَابَهُ، فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ، أَقْعُدُ لَهُمْ فِي هَيْئَةِ الْحَرْبِ، أَمْ أَقْعُدُ لَهُمْ فِي هَيْئَةِ الْمُلْكِ وَبَهْجَتِهِ؟ قَالُوا: لَا، بَلِ اقْعُدْ لَهُمْ فِي هَيْئَةِ الْمُلْكِ وبهجته] (¬13). ¬
4365 - درجته: الأثر صحيح بهذا الإِسناد، رواته ثقات. وذكره الهيثمي في "المجمع (6/ 215) -القصة كاملة-، وقال: "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، غير علقمة بن عبد الله المزني، وهو ثقة". قلت: لم أجده في المعجم الكبير، ولعله في الجزء المفقود منه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (القصة كاملة في فتح نهاوند وشهادة النعمان بن مقرن فيه)، وقال: رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه ابن أبي عمر في مسنده" كما في المطالب العالية هنا، وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 8، 12)، في كتاب التاريخ. وخليفة بن خياط في تاريخه (ص 148)، والبلاذري في فتوح البلدان (2/ 371)، والطبري في تاريخه (2/ 533)، وأبو الشيخ الأنصاري في طبقات المحدَّثين بأصبهان (1/ 178)، والحاكم في المستدرك (3/ 293 و 578) في معرفة الصحابة، كلهم من طريق حماد بن سلمة، به، نحوه. وزاد ابن أبي شيبة، وخليفة بن خياط، والبلاذري، والحاكم في الموضع =
= الأول، قصة فتح نهاوند وشهادة النعمان بن مقرن فيه بطولها في آخره. وله طريق آخر عند الطبري في تاريخه (2/ 520)، قال: حدَّثنا الربيع بن سليمان، قال حدَّثنا أسد بن موسى، قال حدَّثنا المبارك بن فضالة، عن زياد بن جرير، قال: حدَّثني أبي، إن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ للهرمزان حين آمنه: لا بأس، انصح لي، قال: نعم ... فذكره بمعناه. قلت: وأصل هذه القصة أخرجها الإِمام البخاري في "صحيحه" كما في الفتح (6/ 298: 3159)، كتاب الجزية والموادعة، باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب، من حديث جبير بن حية قال: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار، يقاتلون المشركين، فأسلم الهرمزان فقال: إني مستشيرك في مغازي هذه، قال: نعم، مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين، مثل طائر له رأس، وله جناحان، وله رجلان، فإن كسر أحد الجناحين، نهضت الرجلان بجناح، والرأس، فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس، وإن شدخ الرأس ذهبت الرجلان، والجناحان، والرأس، فالرأس، كسرى، والجناح قيصر، والجناح الآخر فارس، فمر المسلمين، فلينفروا إلى كسرى، وقال فندبنا عمر، واستعمل علينا النعمان بن مقرن، ... فذكر القصة بنحو قصة الباب.
4366 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ [بْنِ بَهْدَلَةَ (¬1)، عَنْ أَبِي وائل قال: كتب] (¬2) خالد بن الوليد رضي الله عنه إِلَى مِهْرَانَ (¬3) وَرُسْتُمَ وَبِلَادِ فَارِسٍ: مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مِهْرَانَ وَرُسْتُمَ: سَلَامٌ عَلَى مَنِ أَتبع الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْكُمَا الإِسلام، [فَإِنْ (أَقْرَرْتُمَا) (¬4) بالإِسلام] (¬5) فَلَكُمَا مَا للِإسلام، وَعَلَيْكُمَا مَا عَلَى الإِسلام، وَإِنْ أَبَيْتُمَا فَإِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْكُمَا (الْجِزْيَةَ) (¬6) فَإِنْ أَبَيْتُمَا، فَإِنَّ عِنْدِي رِجَالًا يُحِبُّونَ الْقِتَالَ كَمَا تُحِبُّ فَارِسٌ الخمر. ¬
366 - درجته: إسناده ضعيف؛ لأن عاصمًا يضطرب في حديث أبي وائل، وهذا الأثر من روايته عنه، وعاصم بن أبي النجود، صدوق، حسن الحديث، وبقية رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ل 103)، وعزاه لمسدد وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه مسدّد في مسنده كما في المطالب العالية هنا. وابن أبي شيبة في المصنف (555/ 12: 15585)، وابن زنجويه في كتاب الأموال (1/ 138: 127)، والحاكم في المستدرك (3/ 299) في معرفة الصحابة، كلهم من طريق عاصم بن أبي النجود، به، نحوه. إلَّا أنهم قالوا: (وملأ فارس)، مكان: (وبلاد فارس). =
= وروى هذا الأثر من طريق آخر: فقد رواه مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، قال: كتب خالد إلى مرازبة فارس وهو بالحيرة، ودفعه إلى ابن بقيلة، قال عامر: وأنا قرأته عند ابن بقيلة: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مَرَازِبَةِ فَارِسٍ، سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتبع الهدى، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إلَّا هو، أما بعد: أحمد الله الذي فض خدمتكم، وفرق كلمتكم، ووعن بَأْسَكُمْ، وَسَلَبَ مُلْكَكُمْ، فَإِذَا جَاءَكُمْ كِتَابِي هَذَا فابعثوا إلى بالرهن، واعتقدوا مني الذمة، وأجيبوا إلى الجزية، فإن لم تفعلوا، فوالله الذي لا إله إلَّا هو، لأسيرن إليكم بِقَوْمٍ يُحِبُّونَ الْمَوْتَ، كَحُبِّكُمُ الْحَيَاةَ، وَالسَّلَامُ عَلَى من اتبع الهدى. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 552)، كتاب التاريخ، باب قدوم خالد بن الوليد الحيرة وصنيعه، قال: حدَّثنا أبو أسامة. وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (ح 186)، وأبو يعلى في مسنده (13/ 146: 7190)، من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. وأخرجه سعيد بن منصور في السنن (2/ 204) من طريق سفيان الثوري. ثلاثتهم عن مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، به، بنحوه (وهذا لفظ ابن أبي شيبة). قلت: هذا إسناد ضعيف، لأن مداره على مجالد بن سعيد وهو متفق على ضعفه. (انظر في ترجمته: ميزان الاعتدال 3/ 438، التهذيب 10/ 39، التقريب ص 520: 6478). ولكنه لم يتفرد به بل تابعه خالد بن سلمة القرشي: أخرجه ابن أبي شيبة، في المصنف (12/ 553)، قال: حدَّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن زكريا بن أبي زائدة، عن خالد بن سلمة القشي، عن عامر الشعبي، قال: كتب خالد بن الوليد زمن الحيرة إلى مرازبة فارس ... فذكره بنحوه. =
= قلت: هذا إسناد حسن، رواته ثقات، ما عدا خالد بن سلمة القرشي، وهو صدوق، رمى بالإِرجاء والنصب، كما في التقريب (ص 188: 1641). فالخلاصة: إن أثر الباب ضعيف بإسناد مسدّد، ولكنه بهذا الطريق يرتقي إلى الحسن لغيره، وهو موقف على خالد بن الوليد. وله شواهد مرفوعة في أخذ الجزية من المجوس، ومنها: 1 - حديث بجالة بن عبدة، قال: كنت كاتبًا لجزء بن معاوية، عم الأحنف، فأتانا كتاب عمر بن الخطاب قبل موته بسنة: فرقوا بين كل ذي محرم من المجوس، ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذها من مجوس هجر. أخرجه البخاري في صحيحه, كما في الفتح (6/ 297: 3156)، كتاب الجزية والموادعة، والإِمام أحمد في المسند (1/ 190)، وأبو عبيد في الأموال (ح 77)، وأبو داود في السنن (3/ 168)، والترمذي (4/ 147)، وابن زنجويه في الأموال (1/ 137: 123)، كلهم من طريق سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن بجالة بن عبدة، به. 2 - حديث عبد الرحمن بن عوف، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:يقول: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب". أخرجه مالك في الموطأ- رواية أبي مصعب الزهري (1/ 289: 742)، ومن طريقه، الإِمام الشافعي في المسند (ح 209)، وأبو عبيد في الأموال (ح 78)، وابن زنجويه في كتاب الأموال (1/ 136: 122)، كلهم من طريق جعفر بن محمَّد، عن أبيه، إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذكر المجوس، فقال: ما أدري كيف أصنع في أمرهم؟ فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ... فذكره. قال ابن عبد البرقي التمهيد (2/ 114): "هذا حديث منقطع، لأن محمَّد بن علي، لم يلق عمر ولا عبد الرحمن بن عوف. رواه أبو علي الحنفي عن مالك، فقال =
= فيه: عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده، وهو مع هذا أيضًا منقطع، لأن علي بن حسين لم يلق عمر ولا عبد الرحمن بن عوف". اهـ. قلت: يشهد له حديث بجالة بن عبدة المتقدم آنفًا وهو حديث صحيح، وعليه فإنه يرتقي إلى الحسن لغيره. وجملة القول: إن قصة خالد بن الوليد، بإرسال الكتاب إلى أهل فارس ضعيفة بإسناد الباب، ولكن روي هذا الأثر من طريق أخرى عن عامر الشعبي، عن خالد بن الوليد، به، وهو حسن لذاته، وعليه، فإن الأثر يرتقي إلى الحسن لغيره، ولكن أخذ الجزية من المجوس ورد مرفوعًا من طرق أخرى صحيحة كما تقدم ذكرها.
4367 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أَبُو الْحَارِثِ (¬1)، سُرَيْجٌ بن يونس، ثنا يَحْيَى (¬2) بْنُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي [زَائِدَةَ، ثنا مُجَالِدٌ] (¬3) عَنْ عَامِرٍ (يعني الشعبي)، قال: وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى خالد رضي الله عنه (يَعْنِي يَوْمَ (¬4) الْيَمَامَةِ (وَقَتْلِ) (¬5) أَهْلِ الرِّدَّةِ) أَنْ يَسِيرَ (¬6) إِلَى الْحِيرَةِ، ثُمَّ يَمْضِي (6) إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا نَزَلَ الْحِيرَةَ، كَتَبَ إِلَى (أَهْلِ فَارِسٍ، ثُمَّ) (¬7)، قَالَ: إِنِّي لَأُحِبُّ (¬8) أَنْ لَا أَبْرَحَ حتى أفزعهم (¬9)، فأغار عليهم، حتى (¬10) انتهى إلى سورا فَقَتَلَ وَسَبَى، ثُمَّ أَغَارَ عَلَى عَيْنِ التَّمْرِ، فَقَتَلَ وَسَبَى، ثُمَّ مَضَى إِلَى الشَّامِ. قَالَ عَامِرٌ (يَعْنِي الشَّعْبِيَّ): فَأَخْرَجَ إِلَى ابنُ بُقَيْلَةَ (¬11) (يعني عبد المسيح الحميري) كتاب خالد بن الوليد رضي الله عنه إِلَيْهِمْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مَرَازِبَةِ فَارِسٍ، سَلَامٌ عَلَى من أَتبع ¬
الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ بِالْحَمْدِ الَّذِي هُوَ أَهْلُهُ، الَّذِي فَصَلَ حَرَمَكُمْ (¬12)، وَفَرَّقَ جَمَاعَتَكُمْ، وَوَهَّنَ بَأْسَكُمْ، وَسَلَبَ مُلْكَكُمْ، فَإِذَا جَاءَكُمْ كِتَابِي هَذَا، فَاعْتَقِدُوا مِنِّي الذِّمَّةَ، وَأَدُّوا الْجِزْيَةَ، وَابْعَثُوا إِلَيَّ بِالرَّهْنِ (¬13)، وإلاَّ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ، لَأُقَاتِلَنَّكُمْ بِقَوْمٍ، يُحِبُّونَ الْمَوْتَ كَحُبِّكُمُ الْحَيَاةَ، وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ أَتبع الْهُدَى. (210) وَحَدِيثُ نَضْلَةَ بْنِ عَمْرٍو فِي فَتْحِ حُلْوَانَ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفِتَنِ (¬14). ¬
4367 - درجته: هذا الأثر ضعيف بهذا الإِسناد، فيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف، وذكره الهيثمى فى المجمع (6/ 220)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه مجالد وهو ضعيف، وقد وثق"
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (13/ 146:7190)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (ح 86)، وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 552)، كتاب التاريخ، وسعيد بن منصور في السنن (2/ 204)، كتاب الجهاد. والطبري في تاريخه (2/ 308، 320) كلهم من طريق مجالد بن سعيد، به، نحوه. فالخلاصة أن مدار هذه الطرق على مجالد بن سعيد، وهو ضعيف، ولكنه لم ينفرد به، بل تابعه خالد بن سلمة القرشي: =
= فقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 553)، قال: حدَّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن زكريا بن أبي زائدة، عن خالد بن سلمة القرشي، عن عامر الشعبي، قال: كتب خالد بن الوليد زمن الحِيْرة إلى مرازبة فارس ... فذكره بنحوه. قلت: هذا إسناد حسن، رواته ثقات ما عدا خالد بن سلمة القرشي وهو صدوق رمي بالإِرجاء والنصب، كما في التقريب (ص 188: 1641). وجملة القول إن أثر الباب ضعيف بإسناد أبي يعلى، ولكنه بهذه المتابعة يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم. وكتاب خالد بن الوليد هذا يفيد أخذ الجزية من المجوس، وله شواهد مرفوعة من حديث بجالة بن عبدة، وعبد الرحمن بن عوف، تقدم تخريجهما في الحديث المتقدم (4366).
16 - باب ما وقع في خلافة عمر رضي الله عنه من الفتوح
16 - باب ما وقع في خلافة عمر رضي الله عنه مِنَ الْفُتُوحِ (¬1) 4368 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عن بشر بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا بَعَثَ إِلَى الشَّامِ بَايَعَهُمْ عَلَى الطَّعْنِ والطاعون. ¬
4368 - درجته: هذا الأثر ضعيف، فيه بشر بن أبي إسحاق، ولم أقف على ترجمته، وبقية رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ل 103)، وعزاه لمسدد، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه مسدّد في مسنده كما في المطالب العالية هنا، ولم أجد من أخرج هذا الأثر غير مسدّد بهذا اللفظ والإِسناد، والله تعالى أعلم. وذكره الهندي في الكنز (4/ 598)، وعزاه لمسدد. وقد روى هذا الأثر من طريق آخر عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فقد أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 148)، باب الوباء والطاعون، عن معمر، عن قتادة أن أبا بكر رضي الله عه كان إذا بعث جيوشًا إلى الشام، قال: اللهم =
= ارزقهم الشهادة طعنًا وطاعونًا. قلت: إسناده ضعيف، لأن قتادة بن دعامة لم يسمع من صحابي غير أنس بن مالك، قاله الإِمام أحمد بن حنبل وغيره، وعليه فإنه منقطع. (انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص 168). لكن إذا انضم هذا الطريق الضعيف إلى الطريق الضعيف الأول يرتقي الأثر بمجموعهما إلى الحسن لغيره، والله تعالى أعلم. وأخرجه أبو بكر الرازي في أحكام القرآن كما في بذل الماعون في فضل الطاعون (ص 128). عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه لما جهز الجيوش إلى الشام، قال: اللهم افنهم بالطعن والطاعون. وروى ابن أبي الدنيا كما في بذل الماعون (ص 128)، عن كردوس الثعلبي، قال: لما وقع الطاعون بالكوفة، قال المغيرة بن شعبة: إن هذا العذاب قد وقع، فأخرجوا عنه، قال: فذكرته لأبي موسى، فقال: لكن العبد الصالح أبا بكر الصديق، قال: اللهم طعنًا وطاعونًا في مرضاتك. والدعاء بالشهادة في الطعن والطاعون، روى مرفوعًا من حديث أبي موسى الأشعري، وأبي بردة بن قيس أخي أبي موسى الأشعري، رضي الله عنهما. 1 - حديث أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم اجعل فناء أمتي في الطعن والطاعون؟، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَدْ عرفنا الطعن، فما الطاعون؟ قال: "وخز أعدائكم من الجن، وفيه شهادة". أخرجه أحمد (4/ 417)، وأبو يعلى في مسنده (13/ 194: 7226) كلاهما من طريق أبي بكر النهشلي، عن زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، به. ورواه زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، عن أبي موسى الأشعري، به، =
= أخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 395) من طريق أبي بكر النهشلي، عن زياد بن علاقة، به. ورواه زياد بن علاقة، عن رجل، عن أبي موسى الأشعري، أخرجه الإِمام أحمد (4/ 395) من طريق زياد بن علاقة، عن رجل (قال شعبة: كنت أحفظ اسمه) عن أبي موسى الأشعري، به. قال الهيثمي في المجمع (2/ 311 - 312): "رواه أحمد بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى، والبزار، والطبراني، فى الثلاث". وصححه الحافظ ابن حجر في بذل الماعون (ص 114)، وصححه الشيخ الألباني في الإِرواء (6/ 70: 1637). 2 - حديث أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "اللهم اجعل فناء أمتي قتلًا في سبيلك بالطعن والطاعون". أخرجه أحمد (3/ 437) و (4/ 238)، والبخاري في تاريخه (9/ 14)، والدولابي في الكنى (1/ 18)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 450)، والطبراني في الكبير (22/ 314: 792)، والحاكم في المستدرك (2/ 92)، والبيهقي في الدلائل (6/ 384) كلهم من طريق عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، ثنا كريب بن الحارث، عن أبي بردة بن قيس، به. قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير (1/ 270: 1258). وجملة القول: إن أثر الباب ضعيف بإسناد مسدّد، ولكنه روى من طرق أخرى، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وهذه الطرق بمجموعها ترتقي إلى الحسن لغيره، ومعناه ورد مرفوعًا من حديث أبي موسى الأشعري، وأبي بردة بن قيس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
4369 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا زُهَيْرٌ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حسين، ثنا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَ: إنَّ دَرَجًا أَتَى بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فنظره (¬1) أَكْثَرُ أَصْحَابُهُ، فَلَمْ يَعْرِفُوا قِيمَتَهُ، فَقَالَ: أَتَأْذَنُونَ أَنْ أَبْعَثَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِيَّاهَا، قَالُوا: نَعَمْ، فَأَتَى بِهِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَفَتَحَتْهُ، فَقِيلَ: هَذَا أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَاذَا فُتِحَ عَلَيَّ ابْنُ الْخَطَّابِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، اللهم لا تبقني لعطية قابل. ¬
4369 - درجته: إسناده صحيح، رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 6)، وقال: "رواه أبو يعلى في الكبير، ورجاله رجال الصحيح". وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ل 95)، وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي بسند صحيح".
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير. وأخرجه أحمد في الفضائل (2/ 875: 1642)، وعبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 84 - 85)، والحاكم في المستدرك (4/ 8) في معرفة الصحابة، باب تسمية زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-، كلهم من طريق زيد بن الحباب، به، بنحوه، لكن جاء في رواية أحمد إثبات واسطة بين ذكوان، وعمر بن الخطاب، وهي عائشة =
= رضي الله عنها فكأنّ ذكوان سمع القصة من عائشة رضي الله عنها. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إذا صح سماع ذكوان أبي عمرو"، وتعقبه الذهبي بقوله: "فيه إرسال"، وذكر القصة في سير أعلام النبلاء (2/ 190)، وقال: "هذا مرسل". قلت: لعل الذهبي يقصد ما أشار إليه الحاكم آنفًا، أي أن ذكوان أبا عمرو مولى عائشة لم يشهد الحادثة، بمعنى أنه لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد تقدم أن ذكوان سمع القصة من عائشة رضي الله عنها كما في رواية أحمد في الفضائل، وعليه فلا وجه للِإرسال، ولعل الإِمام الذهبي لم يقف على رواية أحمد. ويؤيد ذلك أنني لم أقف على من صرح بالإِرسال غير الذهبي، والله أعلم.
17 - باب فتح الإسكندرية
17 - بَابُ فَتْحِ الإِسكندرية 4375 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، ثنا خَالِدٌ - (هُوَ) (¬1) الطَّحَّانُ-، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ - (هُوَ) (¬2) عَمْرُو بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ-، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ العاص رضي الله عنهما: خَرَجَ جَيْشٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَا أَمِيرُهُمُ، حَتَّى نَزَلْنَا الإِسكندرية، فَقَالَ عَظِيمٌ مِنْ عُظَمَائِهِمْ: أَخْرِجُوا إِلَيَّ رَجُلًا أُكَلِّمْهُ (وَيُكَلِّمْنِي) (¬3) فَقُلْتُ: لَا (¬4) يَخْرُجُ إِلَيْهِ غَيْرِي: فَخَرَجْتُ مَعِيَ بِتُرْجُمَانٍ (¬5) وَمَعَهُ تَرْجُمَانُهُ (¬6)، حتى وضع لنا منبران. فقال: ما أنتم؟ قلنا: نَحْنُ الْعَرَبَ مِنْ أَهْلِ الشَّوْكِ وَالْقَرَظِ (¬7)، وَنَحْنُ أهل بيت الله (عزَّ وجلَّ) (¬8) كُنَّا أَضْيَقَ النَّاسِ أَرْضًا، وَشَرَّهُ عَيْشًا، نَأْكُلُ الْمَيْتَةَ (وَالدَّمَ) (¬9) وَيُغِيرُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، كُنَّا بشرّ عيش عاش به ¬
النَّاسُ، حَتَّى خَرَجَ فِينَا رَجُلٌ لَيْسَ بَأَعْظَمِنَا يومئذٍ شَرَفًا، وَلَا أَكْثَرِنَا مَالًا، قَالَ: "أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ" يَأْمُرُنَا بِمَا لَا نَعْرِفُ، وَيَنْهَانَا عَمَّا كُنَّا عَلَيْهِ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ آبَاؤُنَا، فَشَنَّعنا به، وكَذَّبنا، وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ مَقَالَتَهُ [حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِ (¬10) قَوْمٌ مِنْ غَيْرِنَا، فَقَالُوا: نَحْنُ نصدِّقك، وَنُؤْمِنُ بِكَ، ونتبعك، ونقاتل من قاتلك] (¬11) فخرج إليهم (¬12)، وَخَرَجْنَا (¬13) إِلَيْهِ، (وَقَاتَلَنَا) (¬14) وَقَاتَلْنَاهُ، فَقَتَلَنَا، وَظَهَرَ عَلَيْنَا، وَغَلَبَنَا، وَتَنَاوَلَ مَنْ يَلِيَهُ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَاتَلَهُمْ (حَتَّى) (¬15) ظَهْرَ عَلَيْهِمْ، فَلَوْ يَعْلَمُ مَنْ وَرَائِي (¬16) مِنَ الْعَرَبِ مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إلَّا جَاءَكُمْ حَتَّى يُشْرِكَكُمْ فِيمَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ، فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَكُمْ قَدْ صَدَقَ، وَقَدْ جَاءَتْنَا رُسُلُنَا بِمِثْلِ الَّذِي جَاءَ بِهِ رَسُولُكُمْ، وَكُنَّا عَلَيْهِ، حَتَّى ظَهَرَتْ (¬17) فِينَا مُلُوكٌ، فَجَعَلُوا يَعْمَلُونَ فِينَا بِأَهْوَائِهِمْ، وَيَتْرُكُونَ أَمْرَ الْأَنْبِيَاءِ فَإِنْ أَنْتُمْ أَخَذْتُمْ بِأَمْرِ نَبِيِّكُمْ، لَمْ يُقَاتِلْكُمْ أَحَدٌ إلَّا غَلَبْتُمُوهُ، وَلَمْ يُشَارِفْكُمْ أَحَدٌ إلَّا ظَهَرْتُمْ عَلَيْهِ، فَإِذَا فَعَلْتُمْ مِثْلَ الَّذِي فَعَلْنَا، فَتَرَكْتُمْ أَمْرَ نَبِيِّكُمْ، وَعَمِلْتُمْ مِثْلَ الَّذِي عَمِلُوا بِأَهْوَائِهِمْ، فَخُلِّيَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ، لَمْ تَكُونُوا أَكْثَرَ عَدَدًا مِنَّا، وَلَا أَشَدَّ قُوَّةً مِنَّا، قَالَ عَمْرُو بْنُ العاص رضي الله عنه: فما كلمت رجلًا قط أمكر منه. ¬
4370 - درجته: إسناده ضعيف، فيه عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، ولم أجد من ذكره بجرح أو تعديل وذكره ابن حبّان في الثقات، وفيه محمَّد بن عمرو بن علقمة، وهو صدوق، وبقية رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 218)، وقال: رواه الطبراني، وفيه محمَّد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات. قلت: فيه عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي وهو ضعيف كما تقدم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ 103)، وقال: "رواه أبو يعلى وعنه ابن حبّان في صحيحه" وسكت عليه.
تخريجه أخرجه أبو يعلى في مسنده (13/ 337: 7353) بنحوه. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في صحيحه كما في الإحسان (14/ 522: 6563)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ ل 515). وأخرجه الطبراني كما في المجمع (6/ 218)، باب وقعة الإِسكندرية. قلت: لا يوجد مسند عمرو بن العاص في المعجم الكبير للطبراني، ولعله في الجزء المفقود منه، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (3/ 70)، من طريق خالد بن عبد الله الطحان به. وجملة القول إن قصة الباب بهذا الإِسناد ضعيفة لأجل عمرو بن علقمة الليثي، ولم أجد لها طريقًا آخر يرقيه، فيبقى الأثر ضعيفًا، وأما فتح عمرو بن العاص الإِسكندرية سنة إحدى وعشرين من الهجرة فمشهور عند أهل التاريخ. (انظر الحديث القادم).
4371 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا مُوسَى بْنُ عُلَيّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَمَّا صدَّ أَهْلُ الإِسكندرية عَمْرَو بن العاص رضي الله عنه، نصب عليها المنجنيق.
4371 - درجته: إسناده صحيح، رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ 102)، وعزاه للحارث وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الحارث في مسنده، كما في بغية الباحث (3/ 836: 6050)، كتاب الجهاد، باب نصب المنجنيق. قلت: ولم أجد من أخرج هذا الأثر غير الحارث بن أبي أسامة في مسنده. وذكره البيهقي في السنن (9/ 84) بقوله: "وذكر الشافعي في القديم حديث ابن المبارك عن موسى بن علي عن أبيه" فذكره بنحوه.
18 - باب مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه
18 - بَابُ مَقْتَلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنه 4372 - قال إسحاق: أخبرنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا (¬1) أَبِي، أنا (1) أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي (¬2) أُسيد الأنصاري رضي الله عنه، قال: سمع عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ وَفْدَ أَهْلِ مِصْرَ قَدْ أَقْبَلُوا، فَاسْتَقْبَلَهُمْ، وكان رضي الله عنه فِي قَرْيَةٍ خَارِجًا مِنَ الْمَدِينَةِ -أَوْ كَمَا قَالَ- فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ، أَقْبَلُوا نَحْوَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي هُوَ فِيهِ، قَالُوا (¬3): كَرِهَ أَنْ يقدموا (¬4) عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، فَأَتَوْهُ فَقَالُوا له: ادع بالمصحف قَالَ: فَدَعَا بِالْمُصْحَفِ، فَقَالُوا لَهُ: افْتَحِ السَّابِعَةَ، وَكَانُوا يُسَمَّوْنَ سُورَةَ يُونُسَ السَّابِعَةَ، فَقَرَأَ حَتَّى أتى هَذِهِ الْآيَةِ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: 59] فَقَالُوا لَهُ: قِفْ، أَرَأَيْتَ مَا حمي من حمى الله ¬
(تعالى) (¬5) (آللَّهُ) (¬6) (أَذِنَ لَكَ) (¬7) أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرِي؟ فَقَالَ: أَمْضِهْ، نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا، وَأَمَّا الحمى، فإن عمر رضي الله عنه حَمَى الْحِمَى قَبْلِي لِإبل الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا وُلِّيتُ حَمَيْتُ لِإبل الصَّدَقَةِ، أَمْضِهْ، فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَهُ بِالْآيَةِ، فَيَقُولُ: أَمْضِهْ نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا قَالَ: وكان الذي (يلي) (¬8) عثمان رضي الله عنه في سِنِّك (قال: يقول أبو نضرة (¬9) ذلك لي أبو سعيد وَأَنَا فِي سِنِّكَ، قَالَ أَبِيْ: وَلَمْ يَخْرُجْ وَجْهِي يَوْمَئِذٍ، لَا أَدْرِي لَعَلَّهُ قَالَ: مَرَّةً أُخْرَى وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً). قَالَ: ثُمَّ أَخَذُوهُ بِأَشْيَاءَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا مَخْرَجٌ، فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ أثم قَالَ لَهُمْ: (مَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: فَأَخَذُوا مِيثَاقَهُ وكتب عليهم شرطًا، ثم أخذ عليهم أن لا يَشُقُّوا عَصًا, وَلَا يُفَارِقُوا جَمَاعَةً) (¬10) مَا قَامَ لَهُمْ بِشَرْطِهِمْ] (¬11) أَوْ كَمَا أَخَذُوا عَلَيْهِ- فَقَالَ لهم: ما تريدون؟ قالوا: نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء، فإنما هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ، وَلِهَذِهِ (¬12) الشُّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَرَضُوْا، وأقبلوا معه إلى المدينة راضين. ¬
قال: فقام (رضي الله عنه) (¬13) (فَخَطَبَهُمْ) (¬14)، فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ وَفْدًا فِي الْأَرْضِ هُوَ خَيْرٌ مِنْ هَذَا الْوَفْدِ الَّذِي مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، أَلَا مَنْ (¬15) كَانَ لَهُ زَرْعٌ فَلْيَلْحَقْ بِزَرْعِهِ، وَمَنْ كَانَ لَهُ ضَرْعٌ فَيَحْتَلِبْ، أَلَا إِنَّهُ لَا مَالَ لَكُمْ عندنا، قَالَ: فَغَضِبَ النَّاسُ وَقَالُوا (¬16): هَذَا مَكْرُ بَنِي أُمية. ثُمَّ رَجَعَ الْوَفْدُ الْمِصْرِيُّونَ رَاضِينَ، فَبَيْنَمَا هُمْ فِي الطَّرِيقِ إِذَا هُمْ بِرَاكِبٍ (¬17) يَتَعَرَّضُ لَهُمْ وَيُفَارِقُهُمْ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ يُفَارِقْهُمْ وَيَسُبُّهُمْ، قَالُوا لَهُ: مَا لَكَ؟ إِنَّ لَكَ لَأَمْرًا [(مَا شَأْنُكَ) (¬18)؟ فَقَالَ: أَنَا] (¬19) رَسُولُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ، فَفَتَّشُوْه، فَإِذَا هُمْ بالكتاب معه على لسان عثمان رضي الله عنه، عَلَيْهِ خَاتَمُهُ إِلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ (أَنْ يَقْتُلَهُمْ أَوْ يُصَلِّبَهُمْ) (¬20) أَوْ يُقَطِّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ [(مِنْ خِلَافٍ) (¬21) فَأَقْبَلُوا] (¬22) حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَأَتَوْا عَلِيًّا رضي الله عنه، فَقَالُوا: أَلَمْ تَرَ إِلَى عَدُوِّ اللَّهِ يَكْتُبُ فِينَا [(كَذَا وَكَذَا (¬23)، وَإِنَّ] اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ دمه، (قم معنا إليه) (¬24)، ¬
قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَقُومُ مَعَكُمْ إِلَيْهِ، قَالُوا: فَلِمَ كَتَبْتَ [(إِلَيْنَا)؟ قَالَ] (¬25): وَاللَّهِ مَا كتبتُ إِلَيْكُمْ كِتَابًا قَطُّ، قَالَ: فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا: لِهَذَا تُقَاتِلُونَ (¬26) (أَمْ لِهَذَا تَغْضَبُونَ) (¬27) فانطلق علي رضي الله عنه يَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى قَرْيَةٍ. فَانْطَلَقُوا حَتَّى دخلوا إلى عثمان رضي الله عنه، فَقَالُوا لَهُ: كَتَبْتَ فِينَا كَذَا وَكَذَا وَإِنَّ الله قد أحل دمك (فقال رضي الله عنه: إنهما اثنتان) (¬28): أَنْ تُقِيمُوا (¬29) عَلَيَّ رَجُلَيْنِ (¬30) مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ يَمِينِي بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ، مَا كتبتُ، (وَلَا أمليتُ) (¬31) وَلَا علمتُ، وَقَدْ تعلمون أن الكتاب يكتب على كتاب الرَّجُلِ، وَقَدْ يُنْقَشُ الْخَاتَمُ عَلَى الْخَاتَمِ، قَالُوا: فَوَاللَّهِ، لَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ دَمَكَ بِنَقْضِ الْعَهْدِ والميثاق. قال: (فحاصروه رضي الله عنه، فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ) (¬32) وَهُوَ مَحْصُورٌ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: "السلام عليكم" (قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (فَوَاللَّهِ) (¬33) مَا أَسْمَعُ (¬34) أَحَدًا مِنَ النَّاسِ رَدَّ عليه السلام، إلَّا أن يرد الرجل ¬
فِي نَفْسِهِ)، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ هَلْ عَلِمْتُمْ؟ قَالَ: فَذَكَرَ شَيْئًا فِي شَأْنِهِ (¬35)، وَذَكَرَ أَيْضًا (أُرَى) (كِتَابَتَهُ) (¬36) المفصل فَفَشَا النَّهْىُ، فَجَعَلَ يَقُولُ النَّاسُ: مَهْلًا عَنْ أمير المؤمنين، ففشا النهي فقام الأشتر (¬37) (فَلَا أَدْرِي أَيَوْمُئِذٍ أَمْ يَوْمٌ آخَرُ) قَالَ: فَلَعَلَّهُ قَدْ مُكِرَ (¬38) بِهِ (وَبِكُمْ) (¬39)، قَالَ: فَوَطِئَهُ النَّاسُ حَتَّى لَقِيَ كَذَا وَكَذَا. ثُمَّ إِنَّهُ رضي الله عنه أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مَرَّةً أُخْرَى، فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ، فَلَمْ تَأْخُذْ فِيهِمُ الْمَوْعِظَةُ، وَكَانَ النَّاسُ تَأْخُذُ فِيهِمُ الموعظة أول ما يسمعون (¬40) بها، فإذا أعيدت عليهم (¬41) لم تأخذ فيهم، قال: ثم أنه رضي الله عنه فَتَحَ الْبَابَ وَوَضَعَ الْمُصْحَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ لَهُ: "يَا عُثْمَانُ، أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ". قَالَ أَبِي، فحدَّثني الْحَسَنُ أَنَّ محمَّد بْنَ أبي بكر رضي الله عنه دخل عليه، فأخذ بلحيته، فقال رضي الله عنه: لَقَدْ أَخَذْتَ مِنِّي مَأْخَذًا، أَوْ قَعَدْتَ مِنِّي مَقْعَدًا -مَا كَانَ أَبُوكَ لِيَقْعُدَهُ- أَوْ قَالَ: ليأخذه- فخرج وتركه، ودخل عليه رضي الله عنه رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ (الْمَوْتُ الْأَسْوَدُ) فَخَنَقَهُ، ثُمَّ خَنَقَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ خَنَقْتُهُ فما رأيت شيئًا قط ألين من حلقه، حَتَّى رَأَيْتُ نَفَسَهُ يَتَرَدَّدُ (¬42) فِي جَسَدِهِ كَنَفَسِ الجانّ، قال: فخرج وتركه. ¬
قال: وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه: وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ (فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى) (43) وَالْمُصْحَفُ بين يديه، فأهوى بالسيف، فاتقاه عثمان رضي الله عنه بيده فقطعها، فما أدري أبانها، أم/ قطعها، ولم يُبْنِها، قال عثمان رضي الله عنه: أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهَا لَأَوَّلُ كَفٍّ خَطَّتِ الْمُفَصَّلَ (¬44). قَالَ: وَقَالَ فِي غَيْرِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه: فدخل عليه التجيبي، فأشعره مشقًا، فَانْتَضَحَ (¬45) الدَّمُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة 137] (قَالَ) (¬46) فَإِنَّهَا فِي المصحف ما حُكَّت بعد، قال: وأخذت بنت الفرافصة رضي الله عنها حُلِيَّها (في حديث أبي سعيد رضي الله عنه) فَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ رضي الله عنه، فَلَمَّا أَشْعَرَ -أَوْ قُتِلَ- تَفَاجَّتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَاتَلَهَا اللَّهُ مَا أَعْظَمُ عَجِيزَتَهَا! فَقَالَ أبو سعيد رضي الله عنه: فَعَلِمْتُ أَنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ لَمْ يُرِيدُوا إلَّا الدُّنْيَا. *قُلْتُ: رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، سَمِعَ بَعْضُهُمْ مِنْ بعض. ¬
4372 - درجته: الأثر بهذا الإِسناد صحيح، رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 228)، وقال: "قلت: روى الترمذي بعضه، ورواه البزّار، ورجاله رجال الصحيح، غير أبي سعيد مولى أبي أُسيد، وهو ثقة". =
= وقال الحافظ ابن حجر هنا في المطالب: "رجاله ثقات، سمع بعضهم من بعض"، وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 107)، وقال: رواه إسحاق بن راهوية ورواته ثقات".
تخريجه: أخرجه خليفة بن خياط في تاريخه (ص 168، 172، 174)، مفرقًا إلى قوله: (فهو في المصحف ما حكت بعد) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ص 327: ترجمة عثمان بن عفان)، وابن أبي شيبة (15/ 215)، كتاب الفتن، والإِمام أحمد في الفضائل (1/ 473)، وعبد الله بن أحمد في زوائده في الفضائل (1/ 470: 765)، وابن شبَّة في تاريخ المدينة المنورة (3/ 1132، 1149، 1285) مفرقًا في ثلاثة مواضع، والبزار في البحر الزخار (2/ 42: 389)، إلى قوله: (مهلًا عن أمير المؤمنين)، وابن حبّان كما في الإِحسان (15/ 357: 6919) بكامل القصة، والطبري في تاريخه (2/ 655) في موضعين مفرقًا، معظم قصة مقتل عثمان، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 254: (254، 255)، كلهم من طريق المعتمر بن سليمان، به، بنحوه. ولفظ أحمد في الفضائل، وأبي نعيم، في معرفة الصحابة مختصر، ولفظ ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في الفضائل بنحوه مطولًا. وأما الجزء المرفوع من هذه القصة وهو قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "يا عثمان أفطر عندنا الليلة" روى من حديث نائلة بنت الفرافصة، وحديث عبد الله بن سلام، وحديث عبد الله بن عمر كلهم عن عثمان رضي الله عنه أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المنام فقال له: ... (الحديث). (انظر الأحاديث القادمة برقم 4378 و 4383 و 4385). وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بشهادة عثمان، وأشار أيضًا إلى البلوى التي أصابت عثمان يوم الدار، ومن هذه الأحاديث: أولًا: حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَعِدَ أُحُدًا، وأبو بكر، =
= وعمر، وعثمان، فرجف بهم، فقال: "اُثْبُتْ أحد فإنّ عليك نبي وصديق وشهيدان". أخرجه البخاري كما في الفتح (7/ 26: 3675) كتاب "فضائل الصحابة" باب فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه. ثانيًا: حديث أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ حائطًا، وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن، فقال: ائذن له وبشّره بالجنة، فإذا أبو بكر، ثم جاء آخر يستأذن، فقال: ائذن له وبشّره بالجنة، فإذا عمر، ثم جاء آخر يستأذن، فسكت هُنَيْهَةَ، ثم قال: ائذن له وبشّره بالجنة على بلوى ستصيبه، فإذا عثمان بن عفان رضي الله عنه. أخرجه البخاري كما في الفتح (7/ 56: 3695)، باب مناقب عثمان رضي الله عنه. قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 46): "وأشار النبي -صلى الله عليه وسلم- بالبلوى المذكورة إلى ما أصاب عثمان رضي الله عنه في آخر خلافته من الشهادة يوم الدار". ثالثًا: حديث عبد الله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فتنة فمر رجل فقال: "يقتل فيها هذا المقنّع مظلومًا"، قال (عبد الله بن عمر): فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه. أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 115)، والترمذي في السنن (4/ 323)، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 46): إسناده صحيح.
4373 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا (¬1) مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سلام رضي الله عنه قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَ مِصْرَ، يَدْخُلُ عَلَى رؤوس قُرَيْشٍ، فَيَقُولُ لَهُمْ: لَا تَقْتُلُوا هَذَا الرَّجُلَ (يعني: عثمان رضي الله عنه) فَيَقُولُونَ: وَاللَّهِ مَا نُرِيدُ قَتْلَهُ، فَيَخْرُجُ وَهُوَ متكئ على يدي، يقول: والله، ليقتلنه، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: لَا تَقْتُلُوهُ، فَوَاللَّهِ لَيَمُوتَنَّ إِلَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَأَبَوْا، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ (بَعْدَ أَيَّامٍ) (¬2) فَقَالَ (¬3) لَهُمْ: لَا تَقْتُلُوهُ، فَوَاللَّهِ لَيَمُوتَنَّ إِلَى خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً. * هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. ¬
4373 - درجته: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف، رواته ثقات، لكن رواية الزهري عن كثير بن أفلح من قبيل الإِرسال الخفي، وقد نقل الذهبي في تاريخ الإِسلام (61 - 80) ص (220) عن النسائي قوله: روى عنه الزهري مرسلًا لم يلحقه، فإن كثيرًا أصيب يوم الحرة. اهـ. وقال أيضًا في الكاشف (3/ 3): وعنه الزهري مرسلًا. قلت: وعلى ذلك فإنه إرسال خفي على التعريف الراجح فيه، إذ أنه عاصره ولم يلقه، حيث ولد الزهري سنة (50 هـ)، وتوفي كثير سنة (63 هـ) كما تقدم، وهو نوع من الانقطاع، وقال الحافظ ابن حجر عقب ذكره هنا: هذا إسناد حسن. قلت: إن كان يقصد الحسن لذاته فلا، وإن كان يقصد الحسن لغيره، فنعم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 108 ل)، وقال: رواه إسحاق بإسناد حسن. =
= تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 444: 20962) بهذا الإِسناد، بنحوه، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص 354) (ترجمة عثمان بن عفان)، به، بنحوه. وأخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة المنورة (4/ 1178) عن هوذة بن خليفة، عن عوف، عن محمَّد كثير بن أفلح، به شطره الأول، بمعناه. وروي موقوفًا على كثير بن أفلح أبي أيوب الأنصاري: أخرجه ابن عساكر في المصدر المذكور (ص 353) من طريق أبي ثور، عن مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، موقوفًا عليه، بنحوه. فالخلاصة أن مدار هذا الطريق على الزهري، وروايته عن كثير بن أفلح منقطعة. وروي هذا الأثر من طريق آخر بمعناه: أخرجه الإِمام أحمد في الفضائل (1/ 747: 769) حدَّثنا وكيع، حدَّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن عبد الله بن سلام قال: لا تقتلوا عثمان، فإنكم إن فعلتم لم تصلوا جميعًا أبدا. قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وأبو صالح: هو ذكوان بن عبد الله السمان وهو ثقة، حجة، إمام. (انظر: الكاشف 1/ 229، التقريب ص 203: 1841). ولهذا الأثر طرق أخرى متعددة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، وروى عنه بألفاظ مختلفة، كلها ترجع إلى معنى واحد. انظر: الأحاديث الثلاثة القادمة. وجملة القول: إن هذا الأثر بالإِسناد المتقدم ضعيف، ولكنه بهذا الطريق يرتقي إلى الحسن لغيره.
7374 - أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا (¬1) مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حميد بن هلال، عن ابن سلام رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَمْ تَزَلْ (مُحِيطَةٌ) (¬2) بِمَدِينَتِكُمْ هَذِهِ مُنْذُ قَدِمَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الْيَوْمِ، وَاللَّهِ لئن قتلتموه (ليذهبن) (¬3) ثم لا يعود (¬4) إِلَيْكُمْ أَبَدًا، وَإِنَّ السَّيْفَ لَّمْ يَزَلْ مَغْمُودًا فيكم، فوالله ليِّن قتلتموه ليسلّنه (¬5) الله عليكم (¬6)، ثم لا يغمد (عَنْكُمْ) (¬7) أَبَدًا -أَوْ قَالَ: إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ- وَمَا قُتِلَ نَبِيُّ إلَّا قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَلَا قُتِلَ خَلِيفَةٌ إلَّا قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا، وَذَكَرَ أَنَّهُ قُتِلَ عَلَى دم يحيى بن زكريا سبعون ألفا. ¬
4374 - درجته: الأثر صحيح بهذا الإِسناد، رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 108)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح.
تخريجه: الأثر مداره على حميد بن هلال واختلف عليه على وجهين: الوجه الأول: رواه أيوب السختياني، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن سلام رضي الله عنه، أخرجه إسحاق في مسنده كما في المطالب العالية هنا. وأخرجه =
= عبد الرزاق في المصنف (11/ 445: 2093)، به، بلفظه، إلَّا أنه زاد في وسطه قوله: فوالله لا يقتله رجل منكم إلَّا لقي الله أجذم لا يد له. الوجه الثاني: رواه كل من سليمان بن المغيرة، وأيوب بن عايد، وأبو هلال، وإسماعيل بن المغيرة، وأيوب بن حوط، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مغفل، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، به بألفاظ مختلفة بمعناه. وتخريج هذا الوجه ولفظ كل راو من هؤلاء سيأتي ذكرها مفصلًا في تخريج حديث رقم (4376) لأن المؤلف ذكره من رواية سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، به، بأطول من هذا فالأولى أن يذكر تخريجه ومتابعاته في هذا الموضع تحت رقمه. وروى هذا الأثر من طرق أخرى متعددة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، به، ومنها ما يلي: 1 - أخرجه الإِمام أحمد في الفضائل (1/ 491: 795)، حدَّثنا أبو المغيرة، حدَّثنا صفوان قال: حدَّثني شريح بن عبيد وغيره أن عبد الله بن سلام كان يقول: يا أهل المدينة، لا تقتلوا عثمان، فوالله إن سيف الله مغمود عنكم، وإن ملائكة الله ليحرسون المدينة من كل ناحية، ما من نقاب المدينة من نقب إلَّا وعليه ملك سال سيفه، فلا تسلوا سيف الله المغمود عنكم، ولا تنفروا ملائكة الله الذين يحرسونكم. قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وأبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني أبو المغيرة الحمصي، ثقة، وثقه العجلي، وابن حبّان، والدارقطني، وقال النسائي: ليس به بأس. (انظر: التهذيب 6/ 396، التقريب ص 360: 4145). 2 - رواه عبد الملك بن عمير، عن رجل، حدَّثه عن محمَّد بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، عن جده عبد الله بن سلام، أنه دخل على عثمان، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، وفيه: أنه خرج إلى القوم، فلما رأوه عظموه وظنوا أنه قد =
= جاء ببعض الذي يسرهم، فقام خطيبًا ثم قال: ثم إنه كان من قبلكم من الأمم إذا قتل النبي -صلى الله عليه وسلم- بين ظهرانيهم كانت ديته سبعين ألف مقاتل، كلهم يقتل، به، وإذا قتل الخليفة كانت ديته خمسة وثلاثين ألف مقاتل، كلهم يقتل، به، فلا تعجلوا إلى هذا الشيخ أمير المؤمنين بقتل اليوم، ثم قال: وقد أقسم لكم بالله ما زالت الملائكة بهذه المدينة منذ دخلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى اليوم، وما زال سيف الله مغمودا عنكم منذ دخلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلا تسلوا سيف الله بعد إذ غمد عنكم، ولا تطردوا جيرانكم من الملائكة، فلما قال ذلك لهم، قاموا يسبونه ... القصة بطولها. أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده في الفضائل (1/ 476: 774) حدَّثني أبو إبراهيم الترجماني قال: حدَّثني شعيب بن صفوان، عن عبد الملك بن عمير، به. قلت: إسناده ضعيف لجهالة شيخ عبد الملك، وفيه محمد بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وهو مقبول، لم أجد من ذكره جرح أو تعديل، وذكره ابن حبّان في الثقات. (انظر: التاريخ الكبير 1/ 262، التهذيب 9/ 534، التقريب ص 515: 6413). وأخرجه الطبراني في الكبير بطوله كما في المجمع (9/ 92)، وقال: "رجاله ثقات". قلت: بل فيه روا مبهم، ومحمد بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ضعيف، كما تقدم. ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 127)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 262)، والترمذي مع تحفة الأحوذي (10/ 207: 4055) كلهم من طريق شعيب بن صفوان، عن عبد الملك بن عمير، عن محمَّد بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، به، بلفظ مختصر. وقال الترمذي: قد رواه شعيب بن صفوان هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير، عن عمر بن محمَّد بن عبد الله بن سلام، عن جده عبد الله بن سلام. فالخلاصة أن الرواية جاءت عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عن محمَّد بن =
= يوسف، وعن عبد الملك بن عمير، عن محمَّد بن يوسف، بدون ذكر الرجل، وعن عبد الملك بن عمير، عن عمر بن محمَّد بن عبد الله بن سلام، عن جده. قلت: الرواية من جميع الطرف ضعيفة، لأن محمَّد بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ضعيف كما تقدم، وعمر بن محمَّد بن عبد الله بن سلام، لم أقف على ترجمته، والله أعلم. 3 - رواه قتادة، عن أبي المليح، عن عبد الله بن سلام، قال: "ما قتل نبىٌّ قط إلَّا قتل به سبعون ألفا من أمته، وَلَا قُتِلَ خَلِيفَةٌ إلَّا قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وثلاثون ألفًا". أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 83) وابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1178) كلاهما من طريق همام، عن قتادة، به، بلفظه. قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه عنعنة قتادة، وهو مدلس من أصحاب المرتبة الثالثة، ورواته ثقات، وهمام: هو ابن يحيى بن دينار العوذي. 4 - رواه علي بن زيد، عن بشر بن شغاف قال: سألني عبد الله بن سلام عن الخوارج فقلت: ... وفيه: قال (عبد الله بن سلام): أما إني قد قلت لهم: لا تقتلوا عثمان، دعوه، فوالله ليِّن تركتموه إحدى عشرة ليموتن على فراشه موتًا، فلم يفعلوا، وإنه لم يقتل نبي إلَّا قتل به سبعون ألفا من الناس، ولم يقتل خَلِيفَةٌ إلَّا قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا". أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 223) عن أسود بن عامر، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، به، بلفظه. قلت: إسناده ضعيف، فيه علي بن زيد بن عبد الله بن جدعان التيمي، وهو ضعيف. (انظر: التاريخ الكبير 6/ 275، الضعفاء الكبير 3/ 229، الميزان 3/ 127، التهذيب 7/ 322، التقريب ص 400: 4734). وجملة القول إن الأثر بإسناد إسحاق بن راهوية صحيح كما تقدم، وروى من طريق أخرى بعضها صحيحة وبعضها ضعيفة، وانظر أيضًا الأحاديث القادمة (4375)، (4376).
4375 - أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حدَّثني أَبِي، عَنْ أيوب (¬1) الأحمر، وهو أيوب بن عايد عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مغفل، قال: كان عبد الله بن سلام رضي الله عنه يَأْتِي عَلَى أَتَانٍ مِنْ أَرْضٍ لَهُ يَوْمَ الجمعة فذكر الحديث نحو حديث معمر (¬2). ¬
4375 - درجته: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف، فيه أيوب الأحمر، ولم أقف على ترجمته، وفيه معاذ بن هشام الدستوائي، وهو صدوق، ربما وهم، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه: لم أجد له من أخرجه غير إسحاق بهذا الإِسناد. وتابع أيوب الأحمر كل من سليمان بن المغيرة، وأيوب بن أبي تميمة، وأبو هلال وإسماعيل بن المغيرة، وأيوب بن حوط: أما حديث أيوب بن أبي تميمة: فقد تقدم تخريجه مفصلًا في الحديث المتقدم وتخريج باقي المتابعات سيأتي مفصلًا في الحديث القادم لأنه من رواية سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، به. وروى الأثر من طرق أخرى متعددة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، تقدم تخريجها في الحديث المتقدم. والأثر بهذه المتابعات والطرق يرتقي إلى الحسن لغيره، والله تعالى أعلم.
4376 - حدَّثنا النضر بن شميل، ثنا سليمان -وهو ابن المغيرة- ثنا (1) حميد -وهو ابن هلال العدوي- ثنا عبد الله بن مغفل، قال: كان عبد الله بن سلام (رضي الله عنه) (2) يَجِيءُ مِنْ أَرْضٍ لَهُ عَلَى أَتَانٍ أَوْ حِمَارٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَيُبَكِّرُ (3)، فَإِذَا قَضَى الصَّلَاةَ أتى (4) أرضه، فلما هاج الناس بعثمان رضي الله عنه، قال لهم عبد الله بن سلام رضي الله عنه: لَا تَقْتُلُوهُ، وَاسْتَعْتِبُوهُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا قَتَلَتْ أُمَّةٌ نَبِيَّهَا، فَأَصْلَحَ اللَّهُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ حتى يهريقوا دم (5) سَبْعِينَ أَلْفًا، وَمَا قَتَلَتْ أُمَّةٌ خَلِيفَةً، فَأَصْلَحَ الله ذات بينهم حتى يهريقوا دم (5) أَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَمَا هَلَكَتْ أُمَّةٌ قَطُّ حَتَّى يَرْفَعُوا الْقُرْآنَ عَلَى السُّلْطَانِ، ثُمَّ (قَالَ لَهُمْ) (6): لَا تَقْتُلُوهُ وَاسْتَعْتِبُوهُ، قَالَ: فَمَا (7) نَظَرُوا فِيمَا قَالَ فَقَتَلُوهُ. قَالَ: فَجَلَسَ عَلَى طَرِيقِ عَلِيِّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) (8) حتى أتاه علي رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ (فَقَالَ: الْعِرَاقَ) (9) فَقَالَ: لَا تَأْتِ الْعِرَاقَ، وَعَلَيْكَ بِمِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَالزَمْهُ، وَلَا أَدْرِي هل = = = (1) في (س): "حدثني"، وفي (ع): "حدَّثنا". (2) ما بين الهلالين ساقط من الأصل. (3) هكذا في (س) و (ع)، وهو الصواب، وفي الأصل: "فبكر". (4) هكذا في (س)، وهو الصواب، وفي الأصل: "يرجع أرضه"، وفي (ع): "يرجع إلى أرضه". (5) هكذا في (س)، وهو الصواب، وفي الأصل وفي (ع): "دمًا". (6) ما بين الهلالين ساقط من (ع). (7) في (س) و (ع): "فانظروا فيما قال". (8) ما بين الهلالين ساقط من (س)، (ع). (9) ما بين الهلالين زيادة من (س)، (ع)، وبقية المصادر.
ينجيك، فوالله ليِّن تَرَكْتَهُ لَا تَرَاهُ أَبَدًا، فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ: دعنا فلنقتله (¬10)، قال علي رضي الله عنه: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ مِنَّا رَجُلٌ صَالِحٌ. قَالَ ابْنُ مُغَفَّلٍ: وَكُنْتُ اسْتَأْذَنْتُ ابْنَ سَلَامٍ فِي أَرْضٍ إِلَى جَنْبِ أَرْضِهِ أَنْ أَشْتَرِيَهَا فَقَالَ لِي بَعْدَ ذَلِكَ: هَذَا رَأْسُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَسَيَكُونُ بَعْدَهَا (¬11) صُلْحٌ، فَاشْتِرِهَا، قَالَ سُلَيْمَانُ، فَقُلْتُ لِحُمَيْدٍ: كَيْفَ يَرْفَعُونَ الْقُرْآنَ عَلَى السلطان، فقال: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْخَوَارِجِ كَيْفَ يَتَأَوَّلُونَ الْقُرْآنَ على السلطان. ¬
4376 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد، رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 108)، وقال: رواه إسحاق ورواته ثقات.
تخريجه: الأثر مداره على حميد بن هلال، واختلف عليه على وجهين: الوجه الأول: رواه كل من سليمان بن المغيرة، وأيوب الأحمر، وأبو هلال، وإسماعيل بن المغيرة، وأيوب بن حوط، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مغفل، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه. أما حديث سليمان بن المغيرة: فقد أخرجه إسحاق في مسنده كما في المطالب العالية هنا وابن عساكر في تاريخه (ص 354، 356) (ترجمة عثمان بن عفان) ونعيم بن حماد في الفتن (1/ 153) كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، به، بنحو لفظ إسحاق الذي تقدم في الباب (ولفظ نعيم بن حماد مختصر). وأما حديث أيوب الأحمر: فقد أخرجه إسحاق كما في المطالب العالية، انظر: حديث رقم (4375). =
= وأما حديث أبو هلال: فقد أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1176) من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبي هلال، عن حميد بن هلال، به شطره الأول، بنحوه. وأما حديث إسماعيل بن المغيرة: فقد أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1176) من طريق عمرو بن عاصم، عن إسماعيل بن المغيرة، عن حميد بن هلال، به، شطره الأول، بنحوه إلى قوله: (فلم ينظروا فيما قال وقتلوه). وأما حديث أيوب بن حوط: فقد أخرجه أبو العرب التيمي في كتاب المحن (ص 68) من طريق أيوب بن حوط، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مغفل، أن عبد الله بن سلام كان يجيء يوم الجمعة، فيبكر، فلما ثار الناس بعثمان قام: فقال: "يا أيها الناس استبقوا عثمان، ولا تقتلوه ... فذكر القصة بنحو قصة الباب بطولها. قلت: هذا الوجه صحيح كما تقدم في الحكم على الأثر، وسليمان بن المغيرة القيسي، ثقة، وقد تابعه عليه كل من أيوب الأحمر وأبو هلال الراسبي، وإسماعيل بن المغيرة، وأيوب بن حوط، وهؤلاء وإن كان بعضهم ضعيفًا إلَّا أن الأثر بمجموع هذه الطرق صحيح، والله تعالى أعلم. الوجه الثاني: رواه أيوب بن أبي تميمة, عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن سلام رضي الله عنه. وتقدم لفظه وتخريجه في حديث رقم (7374). قلت: مما تقدم يتبين أن الوجهين صحيحان، لأن حميد بن هلال العدوي مرة رواه عن عبد الله بن مغفل، عن عبد الله بن سلام، ومرة رواه عن عبد الله بن سلام مباشرة بدون واسطة.
4377 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ زِيَادٍ الزَّيَّاتُ، حدَّثني زُرْعَةُ بْنُ عَمْرٍو (¬1)، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ أَبِي رَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِيمَنْ دَفَنَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الدَّارِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخرة بالبقيع. ¬
4377 - درجته: إسناده ضعيف، فيه زرعة بن عمرو وأبوه، ولم أقف فيهما على جرح أو تعديل. وذكره البوصيرى في الإِتحاف (1/ ل 124)، كتاب الجنائز، باب هل يجوز دفن الميت ليلًا وعزاه لمسدد، وسكت عليه. وليس هذا الحديث في (ك).
4378 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا شَبَابَةُ بْنُ سوار، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي رَاشِدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أُسيد، وَرَجُلٍ آخَرَ سماه، كلاهما عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: حدَّثتني نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ الْكَلْبِيَّةُ امْرَأَةُ عثمان رضي الله عنهما قالت: لما حوصر عثمان رضي الله عنه [ظَلَّ (¬1) يَوْمَهُ صَائِمًا، فَلَمَّا كَانَ (عِنْدَ) (¬2) الإِفطار سَأَلَهُمُ الْمَاءَ الْعَذْبَ، فَقَالُوا: دُونَكَ هَذَا الرَّكِيِّ (وإذا ركيّ يلقى فيه النَّتَنَ، فَبَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى حَالِهِ) (¬3) لَمْ يطعم، فلما كان (من السحر، أتيت جارة لنا) (¬4) على أحاجين (يَعْنِي: أَسْطِحَةٍ مُتَوَاصِلَةٍ) فَسَأَلْتُهُمُ (¬5)] الْمَاءَ الْعَذْبَ، فَجِئْتُهُ بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ، فَلَمَّا نَزَلْتُ إِذَا هُوَ رضي الله عنه نَائِمٌ فِي أَسْفَلِ الدَّرَجَةِ يَغِطُّ، فأيقظتُه، فَقُلْتُ: هَذَا مَاءٌ عَذْبٌ قَدْ أتيتُك بِهِ، فَرَفَعَ رضي الله عنه رَأْسَهُ، فَنَظَرَ إِلَى الْفَجْرِ، فَقَالَ: إِنِّي (¬6) صَائِمٌ أَصْبَحْتُ صَائِمًا، فَقُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ، وَلَمْ أَرَ أَحَدًا أَتَاكَ بِطَعَامٍ وَلَا شَرَابٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اطَّلَعَ عَلَيّ مِنْ هَذَا السَّقْفِ، وَمَعَهُ دَلْوٌ مِنْ ماء، فقال: اشرب يا عثمان، فشربت، فرويت (¬7)، ثُمَّ قَالَ: ازْدَدْ، فَشَرِبْتُ حَتَّى تَمَلَّأْتُ، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم- (¬8): "إن القوم سينكرون عَلَيْكَ [فَإِنْ (تَرَكْتَهُمْ) (¬9)] أَفْطَرْتَ عِنْدَنَا" قَالَتْ: فَدَخَلُوا عَلَيْهِ مِنْ يَوْمِهِ، فَقَتَلُوهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ¬
4378 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه يَحْيَى بْنُ أبيِ رَاشِدٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حريث، وشيخه عقبة بن أُسيد، ولم أقف فيهما على جرح أو تعديل. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 49)، وعزاه لأحمد بن منيع وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الهيثم بن كليب في مسنده كما في البداية والنهاية لابن كثير (7/ 191). وابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 593: 1302)، باب في فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ص 393): ترجمة عثمان بن عفان، وأيضًا (ص 395)، كلهم من طريق شبابة بن سوار، به، بنحوه مطولًا. والرجل المبهم في الإِسناد سمّي عند ابن أبي عاصم، وابن عساكر: أنه يحيى بن عبد الرحمن الجرشي، وعند الهيثم بن كليب محمد بن عبد الرحمن الجرشي ولم أقف له على ترجمة. فالخلاصة أن قصة الحديث بهذا الإِسناد ضعيفة، ولكن الجزء المرفوع منه وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن القوم سينكرون عليك، فإن تركتهم أفطرت عندنا" روى من طرق أخرى عن نائلة بنت الفرافصة وغيرها من الرواة، عن عثمان رضي الله عنه. الطريق الأول: رواه داود بن أبي هند، عن زياد بن عبد الله، عن أُم هلال بنت وكيع، عن نائلة بنت الفرافصة، امرأة عثمان قالت: أغفى عثمان فلما استيقظ قال: إن القوم يقتلونني، فقلت: كلا، يا أمير المؤمنين، قال: أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبا بكر وعمر، فقالوا: "أفطر عندنا الليلة، أو قالوا: إنك تفطر عندنا الليلة". أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 74 - 75)، وعبد الله بن أحمد في زوائده في الفضائل (1/ 497)، كلاهما من طريق داود بن أبي هند، عن زياد بن عبد الله، به. =
= قلت: إسناده ضعيف، فيه زياد بن عبد الله بن حدير الأسدي، وقال ابن حجر: حريز بدل حدير، ذكره البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال عنه الحافظ ابن حجر في التعجيل: فيه نظر. (انظر: التاريخ الكبير 3/ 360، الجرح والتعديل 3/ 536، الثقات 4/ 256، تعجيل المنفعة ص 141). وفيه أيضًا أم هلال بنت وكيع قال عنها الحافظ في التعجيل (ص 564)، لا تعرف، وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 232)، وقال: "رواه عبد الله وفيه من لم أعرفهم". الطريق الثانية: رواه يونس بن أبي اليعفور العبدي، عن أبيه، عن مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان، إن عثمان بن عفان أعتق عشرين مملوكًا، ودعا بسراويل، فشدّها عليه، ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام، وقال: أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- البارحة في المنام ورأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وأنهم قالوا لي: اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة" ثم دعا بمصحف، فنشره بين يديه، فقتل وهو بين يديه. أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده في المسند (1/ 72)، وأبو يعلى الموصلي كما في البداية والنهاية (7/ 191)، عن عثمان بن أبي شيبة، ثنا يونس بن أبي اليعفور، به، بلفظه. قلت: إسناده ضعيف، فيه يونس بن أبي اليعفور العبدي، وهو ضعيف، ضعّفه ابن معين، وأحمد بن حنبل، والنسائي، والساجي، وابن حبّان، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: "صدوق يخطئ كثيرًا". (انظر: الميزان 4/ 485، التهذيب 11/ 452، التقريب ص 614: 7920)، وفيه مسلم أبو سعيد مولى عثمان، لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل، وذكره ابن حبّان في الثقات على قاعدته. (انظر: الثقات 5/ 394، تعجيل المنفعة ص 402). =
= وقال الهيثمي في المجمع (7/ 232): "ورواه عبد الله وأبو يعلى في الكبير، ورجالهم ثقات". قلت: بل فيه يونس بن أبي اليعفور، وهو ضعيف كما تقدم. الطريق الثالثة: رواه أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: إن عثمان رضي الله عنه أَصْبَحَ يحدَّث النَّاسَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: يا عثمان، أفطر عندنا، فأصبح رضي الله عنه صائمًا، وقُتِلَ من يومه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ في المصنف (14/ 592)، والبزار كما في الكشف (3/ 181)، والحاكم في المستدرك (3/ 103)، كلهم من طريق أبي جعفر الرازي، عن أيوب السختياني، به، بنحوه. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه أبو جعفر الرازي، وهو عيسى بن أبي عيسى ماهان وهو ضعيف بسبب سوء حفظه، وقال الحافظ في التقريب: "صدوق سيء الحفظ". (انظر: الميزان 3/ 319، التهذيب 12/ 59، التقريب ص 629: 8019)، وسيأتي هذا الحديث تحت رقم (4385). الطريق الرابعة: رواه مروان بن أُبي أُمية، عن عبد الله بن سلام قال: أتيت عثمان وهو محصور، أُسَلِّم عليه، فقال: مرحبًا بأخي، مرحبًا بأخي، ما يسرني أني وراءك، ألا أحدَّثك ما رأيت الليلة في المنام؟ قلت: بلى، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في هذه الخوخة ... فذكر القصة، وفيها: فقال لي: "إن شئت نصرت عليهم، وإن شئت أفطرت عندنا"، فاخترتُ أن أفطر عنده قال: فقتل في ذلك اليوم. أخرجه الإِمام أحمد في الفضائل (1/ 489)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 365)، وابن أبي الدنيا كما في البداية والنهاية (7/ 190)، كلهم من طريق يزيد بن هارون، عن فرج بن فضالة، عن مروان بن أُمية، به. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه فرج بن فضالة بن النعمان التنوخي، ضعّفه أكثر الأئمة أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، وابن المديني، والدارقطني، وغيرهم، وقال =
= البخاري: منكر الحديث. (انظر: الجرح والتعديل 6/ 85، الميزان 3/ 343، التهذيب 8/ 260). الطريق الخامسة: رواه مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ الصلت قال: نام عثمان في اليوم الذي قتل فيه، وذلك يوم الجمعة، وفيه: قال (أي عثمان): أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فِي مَنَامِي هَذَا فَقَالَ: "إِنَّكَ شَاهِدٌ مَعَنَا الجمعة". قلت: إسناده ضعيف، فيه أبو علقمة مولى عبد الرحمن، لم أجد له ترجمة، وسيأتي هذا الحديث تحت رقم (4384). وحاصل القول إن حديث الباب ضعيف بإسناد أحمد بن منيع، والجزء المرفوع منه ورد من طرق أخرى متعددة لا يخلو واحد منها عن ضعف، إلَّا أنه بمجموع هذه الطرق حسن لغيره إن شاء الله، والله تعالى أعلم.
4379 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي (سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ) (¬1) قَالَ: أَشْرَفَ (¬2) (عَلَيْنَا) (¬3) عثمان رضي الله عنه يَوْمَ الدَّارِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَقْتُلُونِي [فَإِنَّكُمْ إِنْ قَتَلْتُمُونِي كُنْتُمْ هَكَذَا وَشَبَّكَ بين أصابعه رضي الله عنه] (¬4). ¬
4379 - درجته: الأثر صحيح بهذا الإِسناد، رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 49)، وقال: "رواه أحمد بن منيع موقوفًا ورواته ثقات".
تخريجه أخرجه خليفة بن خياط في تاريخه (ص 171)، ومن طريق خليفة أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص 351: ترجمة عثمان بن عفان)، عن يزيد بن هارون، به، بلفظه. وقد تابع يزيد بن هارون كل من أبي أُسامة، وسعيد بن محمَّد بن الورّاق. 1 - تابعه أبو أُسامة حماد بن أبي أُسامة، عن سليمان بن عبد الملك، به، أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 71)، وابن أبي شيبة في المصنف (15/ 203)، وابن شبة في تاريخ المدينة المنورة (4/ 1189)، كلهم من طريق أبي أُسامة حماد بن أُسامة، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به. ولفظ ابن سعد: "يا أيها الناس لا تقتلوني واستتيبوني، فوالله لئِن فتلتموني، =
= لا تصلون جميعًا أبدًا، ولا تجاهدون عدوًا جميعًا أبدًا، ولتختلفن حتى تصيروا هكذا، وشبك بين أصابعه، ثم قال: {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)} وأرسل إلى عبد الله بن سلام فقال: ما ترى؟ فقال: الكف الكف، فإنه أبلغ لك في الحجة، (هذا لفظ ابن سعد ولفظ غيره بنحوه). 2 - تابعه سعيد بن محمَّد الوراق: أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1188)، عن محمَّد بن حاتم، عن سعيد بن محمَّد بن الوراق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به (وأحال بمتنه على الذي قبله بمثله). وروي هذا الأثر من طرق أُخرى، عن عثمان رضي الله عنه. الطريق الأولى: رواه هياج بن سريع، عن مجاهد، قال: أشرف عثمان على الذين حاصروه، فقال: يا قوم، لا تقتلوني، فإني والٍ، وأخ مسلم، فوالله إن أردت إلَّا الإِصلاح ما استطعت، أصبت أو أخطأت، وإنكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعًا أبدًا، ولا تغزو جميعًا أبدًا ولا يقسم فيئكم بينكم ... القصة بطولها. أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 49)، أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: أخبرنا حفص ابن أبي بكر قال: أخبرنا هياج بن سريع، به. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سلام رضي الله عنه موقوفًا عليه. تقدم لفظه وتخريجه مفصلًا. انظر الأحاديث رقم (4374، 4375، 4376).
4385 - وَقَالَ الْحَارِثُ، حدَّثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا أَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ هِشَامِ (بن عروة) (¬1)، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن عثمان رضي الله عنه اسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَذِنَ له، فدخل وإزاره محلول، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ادن مني يا عثمان" فدنا منه، ثم (¬2) قَالَ: "ادْنُ مِنِّي يَا عُثْمَانُ" فَدَنَا مِنْهُ، حتى أصابت ركبته رضي الله عنه ركبة النبي -صلى الله عليه وسلم- (¬3)، فزرّر عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (¬4): يَا عُثْمَانُ، إِنَّكَ تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوْدَاجُكَ تَشْخَبُ دَمًا، فَأَقُولُ: مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا؟ فَتُسَمِّي وَتَشْتَكِي، بَيْنَ آمِرٍ وَمَاكِرٍ (وَخَاذِلٍ) (¬5) فَبَيْنَمَا أَنْتَ كَذَلِكَ، إِذْ تَسْمَعُ هَاتِفًا يَهْتِفُ مِنَ السَّمَاءِ: ألا إن عثمان (رضي الله عنه في حكم أعدائه ولّي) (¬6) فَكَيْفَ أَنْتَ يَا عُثْمَانُ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ رضي الله عنه: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ (¬7) (ثَلَاثًا) (¬8). ¬
4380 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد، فيه داود بن المحبر، وأبو المقدام هشام بن زياد، وكلاهما متروك عند أهل العلم. =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 49)، وقال: رواه الحارث، عن داود بن المحبر وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه الحارث في مسنده كما في بغية الباحث (4/ 1166: 953)، ولم أجد من أخرجه غير الحارث بهذا الإِسناد. وله شاهد من حديث زيد بْنِ أَبِي أَوْفَى، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مسجد المدينة فجعل يقول: "أين فلان بن فلان" ويبعث إليهم حتى اجتمعوا عنده ... ، فذكر حديث مؤاخاته بين أصحابه، وفيه: ثم دعا عثمان فقال: "ادن يا أبا عمرو، ادن يا أبا عمرو" فلم يزل يدنو منه حتى ألصق ركبتيه بركبة رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى السماء فقال: "سبحان الله العظيم ثلاث مرات، ثم نظر إلى عثمان، وكانت إزاره محلولة، فَزَرَّها رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ، ثم قال: "اجمع عطفي ردائك على نحرك، إن لك لشأنًا في أهل السماء، أنت ممن يرد على الحوض وأوداجه تَشْخَبُ دَمًا، فَأَقُولُ: مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا؟ فيقول: فلان بن فلان، وذلك كلام جبريل إذا هاتف يهتف من السماء فقال: ألا إن عثمان أمير على كل مخذول" ثم تنحّى عثمان. أخرجه أبو بكر القطيعي في زوائده في الفضائل (1/ 525: 871)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 170: 2707)، والطبراني في الكبير (5/ 220: 5146)، كلهم من طريق عبد المؤمن بن عباد بن عمرو العبدي قال: حدَّثني يزيد بن معن، عن عبد الله بن شرحبيل، عن رجل من قريش، عن زيد بن أبي أوفى، به. قلت: إسناده ضعيف: فيه عبد المؤمن بن عباد العبدي، ضعّفه أبو حاتم وقال البخاري: لا يتابع على حديثه، وذكره الساجي، وابن الجارود، في الضعفاء, وذكره =
= ابن حبّان في الثقات. (انظر: التاريخ الكبير 6/ 117، الميزان 2/ 670، اللسان 4/ 76). وفيه يزيد بن معن ولم أجده، وفيه راوٍ مبهم, ولا يعرف من هو. وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 325)، بتمامه وقال: في إسناده ضعف. وجملة القول إن حديث الباب ضعيف جدًا، فيه داود المحبر وهو متروك، وعليه فلا يمكن أن يرتقى بالشاهد المذكور إلى فوق.
4381 - حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا حُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، عن نافع، قال: لبس ابن عمر رضي الله عنهما (الدرع) (¬1) يوم (¬2) الدار دار عثمان رضي الله عنهما، مَرَّتَيْنِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَكُنْتُ أَعْرِفُ لَهُ حَقَّ النُّبُوَّةِ، وَحَقَّ الْوِلَايَةِ، وَصَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه، فَكُنْتُ أَعْرِفُ لَهُ حَقَّ الْوِلَايَةِ، ثُمَّ صَحِبْتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فَكُنْتُ أَعْرِفُ لَهُ حَقَّ الْوِلَايَةِ، وَحَقَّ الْوَالِدِ، وأنا أعرف لك مثل ذلك، فقال رضي الله عنه: جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا (¬3) يَا آلَ عُمَرَ، اقْعُدْ في بيتك حتى يأتيك أمري. ¬
4381 - درجته: الحديث ضعيف جدًا، فيه الحسن بن قتيبة الخزاعي، وهو متروك. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 49)، وقال: رواه الحارث، عن الحسن بن قتيبة وهو ضعيف. قلت: بل هو ضعيف جدًا كما تقدم في ترجمته.
تخريجه: أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (4/ 1167: 954)، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (ص 399، ترجمة: عثمان بن عفان)، من طريق الحسن بن مكرم، عن الحسن بن قتيبة، به، بنحوه مطولًا. ولم أجد من أخرجه غير الحارث وابن عساكر بطوله. وروي من طرق أخرى عن نافع بلفظ مختصر، ومنها ما يأتي: الطريق الأولى: رواه عبد الله بن عون، عن نافع، أنه قَالَ: "لَبِسَ ابْنُ عُمَرَ الدِّرْعَ =
= يوم الدار مرتين" ولم يذكر بقية القصة. أخرجه أحمد في الفضائل (1/ 469: 763)، حدَّثنا روح، وأخرجه خليفة بن خياط في تاريخه (ص 173)، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عون، ومن طريقة أخرجه ابن عساكر في تاريخه (ص 398: ترجمة عثمان بن عفان). وأخرجه ابن شبّة في تاريخ المدينة (4/ 1270)، عن عفان، عن سليم بن أخضر. وأخرجه ابن عساكر أيضًا في المصدر المذكور (ص 398)، من طريق أزهر بن سعد. أربعتم عن عبد الله بن عون، عن نافع به، بلفظه. قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات. الطريق الثانية: رواه عثمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر أنه لبس الدرع يوم الدار مرتين، وقال: والله لنقاتلن عن عثمان. أخرجه ابن عساكر في المصدر المذكور (ص 399)، من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن عثمان بن موسى، عن نافع، به، بلفظه. الطريق الثالثة: رواه محمَّد بن عوف الطيالسي، عن نافع، أنه قال: ... فذكر كما تقدم في الطريق الأولى. أخرجه أبو نعيم في تثبيت الإِمامة (ص 168)، من طريق محمَّد بن عمرو الباهلي، حدَّثنا ابن أبي عدي، عن ابن عوف، به. وجملة القول إن أثر الباب ضعيف جدًا بإسناد الحارث، ولم أجد له متابعة ولا شاهدًا، لكن معنى الأثر ورد من طرق أخرى، بلفظ مختصر، كما تقدم، وعليه فإن لفظه ضعيف: ومعناه صحيح. وقد ورد عن عدد من الصحابة أنهم طلبوا من عثمان رضي الله عنه السماح لهم بالدفاع عنه ومقاتلة الأعداء، ولكنه رفض ذلك.
4382 - حدَّثنا (¬1) خالد بن القاسم، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ، يحدَّث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: كُنْتُ مَحْصُورًا فِي الدَّارِ مَعَ عُثْمَانَ رضي الله عنه فَرَمَوْا رَجُلًا مِنَّا، فَقَتَلُوهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! طَابَ الضِّرَابُ، قَتَلُوا مِنَّا رَجُلًا، فَقَالَ رضي الله عنه: عَزَمْتُ عَلَيْكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لَمَا رَمَيْتَ بِسَيْفِكَ، فَإِنَّمَا تُرَادُ (¬2) نَفْسِي، وَسَأَقِي الْمُسْلِمِينَ بِنَفْسِي، قال أبو هريرة رضي الله عنه: فَرَمَيْتُ بِسَيْفِي فَمَا أَدْرِي أَيْنَ هُوَ حَتَّى الساعة. ¬
4382 - درجته: الأثر ضعيف جدًا بهذا الإِسناد، فيه خالد بن القاسم المدائني، وهو متروك، وشيخه، أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 49)، وعزاه للحارث وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الحارث في مسنده كما في بغية الباحث (4/ 11170: 957). وقد رواه عبد الله بن المارك، وعبد الله بن إدريس، عن أبي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه بنحوه. أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (1/ 154: 391)، عن ابن المارك، وأخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1207)، من طريق ابن إدريس، كلاهما عن أبي معشر، عن سعيد المقبري (بدل أبي سعيد المقبري)، عن أبي هريرة به. قلت: لعل هذا الوجه هو الراجح فقد رواه ثقات مثل ابن المبارك، وابن إدريس، عن أبي معشر، أما الوجه الأول فقد تفرّد به خالد بن القاسم المدائني، وهو =
= متروك، إلَّا أن الأثر من كلا الوجهين ضعيف، لأن مداره على أبي معشر وهو ضعيف كما تقدم. وقد روي هذا الأثر من طرق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه، به. الطريق الأولى: رواه الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: دخلت على عثمان يوم الدار، فقلت: يا أمير المؤمنين، طاب أم ضرب، فقال: يا أبا هريرة أيسرُكَ أن تقتل الناس جميعًا وإياي؟ قال: قلت: لا، قال: فإنك والله إن قتلت رجلًا واحدًا فكأنما قتل الناس جميعًا، قال: فرجعت، ولم أقاتل. أخرجه خليفة في تاريخه (ص 176)، وابن سعد في الطبقات (3/ 70) وابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1206)، وأبونعيم الأصبهاني في تثبيت الإِمامة (ص 169)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ص 401: ترجمة عثمان). كلهم من طرق، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به. قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات. الطريق الثانية: رواه عثمان بن حكيم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، أخرجه ابن عساكر في المصدر المذكور (ص 401)، من طريق عثمان بن حكيم، به. ولفظه: قال: أتيت عثمان بن عفان يوم الدار، فقلت: جئت أقاتل معك. قال: أيسرك أن تقتل الناس كلهم؟ قلت: لا، قال: فإنك إن قتلت نفسًا واحدة كأنك قتلت الناس كلهم فقال: انصرف مأذونًا غير مأزور. وجملة القول إن أثر الباب ضعيف جدَّا بإسناد الحارث، ولكن معناه صحيح، روى من طرق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه.
4383 - حدَّثنا الحسن بن قتيبة، ثنا ابْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُهَاجِرِ (¬1) بْنِ حَبِيبٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مَصْقَلَةَ، قَالَا: بَعَثَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه إلى عبد الله بن سلام (رضي الله عنه) (¬2) وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، تَرَى هَذِهِ الْكُوَّةَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَشْرَفَ مِنْهَا اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: "يَا عُثْمَانُ، أَحَصَرُوكَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَدْلَى لي دلوا شربت منه، فإني أَجِدُ بَرْدَهُ عَلَى كَبِدِي، ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (¬3): "إِنَّ شِئْتَ دعوتُ اللَّهَ تعالى، فَنَصَرَكَ عَلَيْهِمْ، وَإِنْ شئتَ أفطرتَ عِنْدَنَا" قَالَ عبد الله رضي الله عنه: فَقُلْتُ لَهُ: مَا الَّذِي اخْتَرْتَ؟ قَالَ (¬4): الْفِطْرَ عنده -صلى الله عليه وسلم-، فانصرف عبد الله رضي الله عنه إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ، قَالَ لِابْنِهِ: اخرج، فانظر ما صنع عثمان رضي الله عنه فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذِهِ السَّاعَةَ حَيًّا، فَانْصَرَفَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ قُتِلَ الرَّجُلُ. ¬
4383 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد، فيه ثلاث علل: 1 - فيه الحسن بن قتيبة الخزاعي، وهو متروك. 2 - فيه فرج بن فضالة بن النعمان التنوخي، وهو ضعيف بالاتفاق. 3 - فيه مهاجر بن حبيب وإبراهيم بن مصقلة ولم أجد لهما ترجمة. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 49)، وقال: "رواه الحارث عن =
= الحسن بن قتيبة وهو ضعيف". قلت: بل هو متروك كما تقدم.
تخريجه: أخرجه الحارث في مسنده كما في بغية الباحث (4/ 1172: 959) ولم أجد من خرجه غير الحارث بهذا الإِسناد. وذكره الهندي في الكنز (15/ 73)، من حديث مهاجر بن حبيب، وإبراهيم بن مصقلة، وعزاه للحارث فقط. قلت: رواه يزيد بن هارون، عن فرج بن فضالة، عن مروان بن أُمية، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: أتيت عثمان وهو محصور أُسَلِّمُ عليه، فقال: مرحبًا بأخي، مرحبًا بأخي، ما يسرني أني وراءك، ألا أحدَّثك ما رأيت الليلة في المنام؟ قلت: بلى: قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- من هذه الخوخة، وإذا خوخة في البيت، فقال: حصروك؟ قلت: نعم، قال أعطشوك؟ قلت: نعم: قال: فأدلى لي دلوًا من ماء، فشربت منه حتى رويت، فإني لأجد برده بين كتفي وبين يدي، قال: إن شئت نصرتَ عليهم وإن شئتَ أفطرتَ عندنا" فاخترت أن أفطر عنده، قال: فقتل في ذلك اليوم رضي الله عنه. أخرجه الإِمام أحمد في الفضائل (1/ 489: 792)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 365)، وابن أبي الدنيا كما في البداية والنهاية (7/ 190 - 191)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ص 391: ترجمة عثمان)، كلهم من طرق عن يزيد بن هارون، عن فرج بن فضالة، عن مروان بن أُمية، به. (وهذا لفظ أحمد في الفضائل، ولفظ غيره بنحوه). قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه فرج بن فضالة، وهو ضعيف كما تقدم في ترجمته آنفًا ومروان بن أُمية لم أجده، ولعل هذا الوجه هو الراجح، لأنه رواه يزيد بن هارون، عن فرج بن فضالة، أما الوجه الأول فقد رواه الحسن بن قتيبة الخزاعي وهو متروك، =
= إلَّا أن الحديث من كلا الوجهين ضعيف، لأن مداره على فرج بن فضالة وهو ضعيف. والجزء المرفوع من هذه القصة روي من طرق أخرى عن عثمان رضي الله عنه، فقد رواه كل من نائلة بنت الفرافصة، ومسلم أبي سعيد مولى عثمان، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما كلهم عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في رؤيته النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَنَامِ وقوله له: "أفطر عندنا الليلة"، وقد تقدم تخريج هذه الطرق بالتفصيل في حديث رقم (4378)، وانظر أيضًا حديث رقم (4384 و 4385). وجملة القول إن حديث الباب ضعيف جدًا بإسناد الحارث، والجزء المرفوع منه ورد من طرق أخرى متعددة لا يخلو واحد منها عن ضعف، إلَّا أنه بمجموع هذه الطرق حسن لغيره، والله تعالى أعلم.
4384 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عُبَيْدُ (¬1) اللَّهِ بْنُ عمر، ثنا عفان، ثنا وُهَيْبٌ (¬2)، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ كثير بن الصلت قال: نام (¬3) عثمان رضي الله عنه فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ، وَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: لَوْلَا أَنْ يقول الناس: تمنى عثمان (رضي الله عنه) (¬4) أُمْنِيَةً، لحدَّثتكم حَدِيثًا، قَالَ، قُلْنَا: حَدِّثنا أَصْلَحَكَ اللَّهُ، فَلَسْنَا نَقُولُ كَمَا يَقُولُ النَّاسُ، قَالَ (رضي الله عنه: (4)) رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَنَامِي هَذَا فَقَالَ: "إِنَّكَ شَاهِدٌ مَعَنَا الْجُمُعَةَ". [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدَّثنا محمَّد بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا المغيرة بن مسلمة (¬5)، ثنا وهيب، عن موسى، حدَّثنا أبو علقمة، به. [3] وأخرجه الحاكم. ¬
4384 - درجته: الأثر ضعيف بهذا الإِسناد، فيه أبو علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف، ولم أجد له على ترجمة، وبقية رجاله ثقات. وقال الهيثمي في "المجمع (7/ 232): "رواه أبو يعلى في الكبير، وفيه أبو علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف، لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 50 و 108)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع وهو في المقصد العلي (ق 163). أخرجه موسى بن عقبة في المغازي كما في البداية والنهاية (7/ 190)، حدَّثني أبو علقمة مولى لعبد الرحمن بن عوف، به، بنحوه. وأخرجه ابن شبّة في تاريخ المدينة (4/ 1226)، عن مسلم بن إبراهيم، وعفان بن مسلم وإسحاق بن إدريس. وابن سعد في الطبقات (3/ 75)، عن عفان بن مسلم. والبزّار في البحر الزخار (2/ 68: 412)، من طريق المغيرة بن سلمة المخزومي، والحاكم في المستدرك (3/ 99)، في فضائل عثمان من طريق مسلم بن إبراهيم، ومن طريقه البيهقي في الدلائل (7/ 47)، باب ما جاء في رؤية النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَنَامِ وابن عساكر في تاريخه (ص 390: ترجمة عثمان بن عفان)، أربعتهم عن وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي، به، بنحوه. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. ورواه عبد الملك بن عمير قال: قال كثير بن الصلت: دخلت على عثمان -وهو محصور- فقال: يا كثير، لا أراني إلَّا مقتولًا من يومي هذا قال: قلت: ينصرك الله على عدوك، قال: ثم أعاد علي، فقلت له: قيل لك فيه شيء؟ قال: لا، ولكن سهرتُ هذه الليلة، فلما كان عند الصبح رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبا بكر وعمر، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يا عثمان، لا تحبسنا فإنا ننتظرك" فَقُتِلَ من يومه ذلك. أخرجه البزّار في البحر الزخار (2/ 69 - 70: 413)، وابن أبي الدنيا كما في البداية والنهاية (7/ 190)، كلاهما من طريق خلف بن تميم، ثنا إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عبد الملك بن عمير قال: ... فذكره. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر البجلي وهو =
= ضعيف، ضعّفه ابن معين، والنسائي، وأبو داود، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: ليس بقويّ، يكتب حديثه، وقال ابن حبّان: كان فاحش الخطأ. (انظر: الميزان 1/ 212، التهذيب 1/ 279، التقريب ص 105: 417). والجزء المرفوع في هذه القصة روي من طرق أخرى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فقد رواه كل من نائلة بنت الفرافصة، ومسلم أبي سعيد مولى عثمان، وعبد الله بن سلام، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم، عن عثمان رضي الله عنه، تقدّم تخريج هذه الطرق مفصلًا في حديث رقم (4378)، انظر أيضًا حديث رقم (4385). وجملة القول إن حديث الباب بإسناد أبي يعلى ضعيف، ولكنه بمجموع هذه الطرق يرتقي إلى الحسن لغيره، والله تعالى أعلم.
4385 [1]- وقال أبو يعلى أيضًا: ثنا (¬1) إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (الرَّازِيُّ) (¬2) يَذْكُرُ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما. قال: إن عثمان رضي الله عنه أَصْبَحَ [يُحَدِّثُ النَّاسَ] (¬3) قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ: "يا عثمان، أفطر عندنا" فأصبح رضي الله عنه صائمًا، وقُتِلَ من يومه رضي الله عنه (¬4). [2] رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ، بِهِ (¬5). [3] وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طريق إسحاق بن سليمان (¬6)، وصححه. ¬
4385 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه أبو جعفر الرازي، وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 232)، وقال: "رواه أبو يعلى في الكبير والبزار، وفيه من لم أعرفه" وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 49)، وسكت عليه.
تخريجه: هذا الحديث مداره على نافع مولى ابن عمر، واختلف عليه من وجهين: الوجه الأول: رواه أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما. أخرجه أبو يعلى، كما في المقصد العلي (ق 164)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ص 390: ترجمة عثمان). =
= وأخرجه أيضًا من طريق أبي نعيم الحافظ، عن عبد الله بن جعفر، عن إسحاق بن إسماعيل، به. وتابع إسحاق بن إسماعيل مجموعة من الرواة: 1 - ابن أبي شيبة: فقد أخرجه في المصنف (14/ 592)، كتاب المغازي، باب في خلافة عثمان عن إسحاق بن إسماعيل الرازي، به، بنحوه. 2 - إبراهيم بن زياد: أخرجه البزّار في البحر الزخار (2/ 10: 747)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سليمان، به، بنحوه. 3 - إسحاق بن أحمد بن مهران، أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 103)، من طريق إسحاق بن أحمد بن مهران، عن إسحاق بن سليمان، به، وقال: "هذا حديث صحيح الإِسناد" ووافقه الذهبي. قلت: فيه أبو جعفر الرازي، وهو ضعيف كما تقدم. 4 - أحمد بن بديل: أخرجه ابن عساكر في تاريخه (ص 389: ترجمة عثمان). من طريق أحمد بن بديل عن إسحاق بن سليمان، به، بنحوه. وجملة القول إن هذه الطرق مدارها على أبي جعفر الرازي وهو ضعيف. الوجه الثاني: وروى هذا الأثر موقوفًا على نافع مولى ابن عمر، فاقد رواه يعلي بن حكيم عن نافع قال: أصبح عثمان بن عفان يوم قُتِلَ، يقص رؤيا على أصحابه رآها فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- البارحة فقال لي: "يا عثمان أفطر عندنا"، قال: فأصبح صائمًا، وقتل في ذلك اليوم، رحمه الله. أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 74)، وابن عسكر في تاريخ دمشق (389: ترجمة عثمان)، كلاهما من طريق يزيد بن هارون قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة، عن يعلي بن حكيم، عن نافع، به. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه انقطاع بين نافع وعثمان بن عفان، لأن نافعًا لم يدرك عثمان رضي الله عنه، قال أبو زرعة: "نافع مولى ابن عمر عن عثمان مرسل". =
= (انظر: جامع التحصيل ص 290)، ورواته ثقات، وسعيد بن أبي عروبة وإن كان مدلسًا واختلط، لكنه لا يضر، لأن الحافظ ابن حجر عدّه من أصحاب المرتبة الثانية من المدلسين الذي احتمل الأئمة تدليسهم، وأما اختلاطه فإن يزيد بن هارون سمع منه قبل اختلاطه. وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (7/ 48)، ومن طريق البيهقي ابن عساكر في تاريخه (ص 390: ترجمة عثمان بن عفان)، عن علي بن أحمد بن عبدان، عن أحمد بن عبيد، عن إبراهيم بن عبد الله، عن سليمان بن حرب، عن جرير، عن يعلي بن حكيم، عن نافع قال، فذكره بنحوه. وجملة القول إن حديث الباب من كلا الوجهين ضعيف، إلَّا أن الوجه الثاني هو الراجح، لأن رواته ثقات، أما الوجه الأول ففيه أبو جعفر الرازي وهو ضعيف، وعليه فإن الحمل عليه. وروى هذا الحديث من طرق أخرى عن عثمان رضي الله عنه فقد رواه كل من نائلة بنت الفرافصة، ومسلم أبي سعيد مولى عثمان، وعبد الله بن سلام، كلهم عن عثمان رضي الله عنه، وتقدم تخريج هذه الطرق في حديث رقم (4378)، وعليه فإن حديث الباب ضعيف بإسناد أبي يعلى، ولكنه بمجموع الطرق يرتقي إلى الحسن لغيره. * وتقدم هذا الحديث على الذي قبله في (ك).
4386 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ محمَّد بن عَرْعَرَة، ثنا محمَّد بن عباد الهُنَائي، حدَّثنا (¬1) ابن (¬2) أَبِي فَضَالَةَ، أنا (¬3) الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ بن رَضِيعِ الْجَارُودِ، قَالَ: كُنْتُ بِالْكُوفَةِ، فَقَامَ الْحَسَنُ بن علي رضي الله عنهما خَطِيبًا فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ فِي مَنَامِي عَجَبًا! رَأَيْتُ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ عَرْشِهِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى قَامَ عِنْدَ قَائِمَةٍ مِنْ قوائم العرش، فجاء أبو بكر رضي الله عنه، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-، ثم جاء عمر رضي الله عنه، فوضع يده على منكب أبي بكر رضي الله عنه، ثم جاء عثمان رضي الله عنه، فَكَانَ نُبْذَةً، فَقَالَ: يَا رَبِّ، سَلْ عِبَادَكَ فِيمَ (¬4) قَتَلُونِي؟ قَالَ: فَانْبَعَثَ مِنَ السَّمَاءِ مِيزَابَانِ (¬5) مِنْ دَمٍ فِي الْأَرْضِ قَالَ: فَقِيلَ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه: ألا ترى ما يحدث به الحسن (رضي الله عنه (¬6))؟ قال (رضوان الله تعالى عليه:) (6) يحدَّث بما رأى. ¬
4386 - درجته: هذا الأثر أتوقف في الحكم عليه، لأن فيه ثلاثة من رواة الإِسناد لم أقف على تراجمهم، وهم: 1 - ابن أبي فضالة. 2 - الحضرمي. =
= 3 - أبو مريم بن رضيع الجارود. وذكره الهيثمي في "المجمع (9/ 96)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه من لم أعرفه، وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 50)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: رواه أبو يعلى في مسنده (12/ 137: 6767)، بلفظه. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في تاريخه (ص 494: ترجمة عثمان بن عفان). قلت: لم أجد من خرجه غير أبي يعلى بهذا الإِسناد، وروي هذا الأثر من طرق أخرى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، به، بنحوه. الطريق الأولى: رواه مجالد بن سعيد بن طحرب العجلي، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَا أُقَاتِلُ بَعْدَ رُؤْيَا رَأَيْتُهَا، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاضِعًا يده على العرش، ورأيت أبا بكر رضي الله عنه وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ورأيت عمر رضي الله عنه واضعًا يده على أبي بكر رضي الله عنه، ورأيت عثمان رضي الله عنه واضعًا يده على عمر رضي الله عنه، وَرَأَيْتُ دَمًا بَيْنَهُمْ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الدَّمُ؟ قيل: دم عثمان يطلب الله تعالى به. أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 138)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ص 494)، عن سفيان بن وكيع، ثنا جميع بن عمير العجلي، عن مجالد بن سعيد، به. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه سفيان بن وكيع بن الجراح، ومجالد بن سعيد، وكلاهما ضعيف. (انظر تخريجه ودراسة إسناده مفصلًا في الحديث القادم برقم 4387). الطريق الثانية: رواه أبو المغيرة الذهلي، حدَّثنا فلفلة الجعفي، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنهما يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المنام متعلقًا بالعرش، =
= ورأيت أبا بكر رضي الله عنه أخذ بحقوي النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَأَيْتُ عُمَرَ رضي الله عنه أخذ بحقوي أبي بكر رضي الله عنه، ورأيت عثمان رضي الله عنه أخذ بحقوي عمر رضي الله عنه ورأيت الدم ينصبّ من السماء إلى الأرض ... الحديث. أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 92: 2759)، وفي الأوسط كما في "المجمع (9/ 96) حدَّثنا محمَّد بن راشد الأصبهاني، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا سعيد بن محمَّد الوراق، ثنا فضيل بن غزوان، حدَّثنا أبو المغيرة الذهلي، به. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه فلفة بن عبد الله الجعفي، لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال الحافظ ابن حجر: مقبول. (انظر: الثقات لابن حبّان 5/ 300، التهذيب 8/ 302، التقريب ص 448: 5442)، وفيه أبو المغيرة الذهلي لم أجد له ترجمة. وذكره الهيثمي في "المجمع (9/ 96)، مطولًا وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط" وإسناده حسن. قلت: إن أراد الحسن لذاته فلا، وإن أراد الحسن لغيره فنعم. وجملة القول إن أثر الباب ضعيف بإسناد أبي يعلى، وروى من طرق أخرى لا يخلو واحد منها عن ضعف، إلَّا أن الأثر بمجموع هذه الطرق حسن لغيره، والله تعالى أعلم.
4387 - حدَّثنا سفيان بن وكيع، ثنا جُمَيْعُ بْنُ عُمَيْرٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَوْ مُجَالِدٍ، عَنْ طُحْرُبٍ الْعِجْلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَا أُقَاتِلُ بَعْدَ رُؤْيَا رَأَيْتُهَا، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاضِعًا يده على العرش، ورأيت أبا بكر رضي الله عنه وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ورأيت عمر رضي الله عنه واضعًا يده على أبي بكر رضي الله عنه، ورأيت عثمان رضي الله عنه واضعًا يده على عمر رضي الله عنه، وَرَأَيْتُ دَمًا بَيْنَهُمْ (¬1)، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الدَّمُ؟ قيل: دم عثمان رضي الله عنه يطلب الله تعالى، به (¬2). ¬
4387 - درجته: الحديث ضعيف، إسناده مسلسل بالضعفاء. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 96)، وقال: وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 50)، وضعّفه لأجل سفيان هذا.
تخريجه: من طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في تاريخه (ص 494: ترجمة عثمان بن عفان). وأخرجه ابن عساكر أيضًا في المصدر المذكور (ص 493 - 494)، من طريق زكريا بن يحيى، وعمر بن سنان، وابن ذريح، ثلاثتهم عن سفيان بن وكيع بن الجراح، به. وأخرجه ابن عساكر أيضًا في المصدر المذكور (ص 493) من طريق حبّان بن =
= علي العنزي، عن مجالد بن سعيد، أحسبه عن الشعبي، عن طحرب العجلي، به، بنحوه. وقال: "كذا رواه بالشك. ورواه جميع بن عمر عن مجالد بن طحرب بدون وجملة القول أن الأثر بهذا الإِسناد ضعيف، لأن مداره على مجالد، وطحرب العجلي، وتقدم حالهما. والأثر روي من طرق أخرى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عليِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تقدم ذكرها في الحديث المتقدم، وهذه الطرق كلها ضعيفة إلَّا أن الأثر بمجموع هذه الطرق حسن لغيره، والله تعالى أعلم.
4388 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الأعرابي، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ محمَّد يَقُولُ: اللهمَّ اغْفِرْ لأبي ذنبه في عثمان رضي الله عنه.
4388 - درجته: إسناده صحيح، رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 48)، وعزاه لمسدد وسكت عليه.
تخريجه: لم أجد من خرجه غير مسدّد. وأورده الهندي في الكنز (15/ 74)، في فضائل عثمان، وعزاه لمسدد فقط. * تأخر هذا الحديث للباب الذي بعده في (ك)، وكذلك الأحاديث التي بعده إلى نهاية الباب.
4389 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: إنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ (¬1)، كَانَ على صنعاء، فلما قتل عثمان رضي الله عنه خطب، فبكا بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: الْيَوْمَ انْتُزِعَتْ خلافة النبوة مِنْ أُمَّةِ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَصَارَتْ مُلْكًا وَجَبْرِيَّةً، مَنْ غَلَبَ عَلَى شَيْءٍ أكله (¬2). ¬
4389 - درجته: الأثر صحيح بهذا الإِسناد، رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 48)، وعزاه لابن أبي عمر، وسكت عليه.
تخريجه: الأثر مداره على أبي قلابة، واختلف عليه على وجهين: الوجه الأول: رواه أيوب عن أبي قلابة، عن ثمامة بن عدي به أنه قال: ... فذكره. ورواه عنه كل من عبد الوهاب بن عبد المجيد، ومعمر، وإسماعيل بن علية، وحماد بن زيد. أما رواية عبد الوهاب: فقد أخرجها ابن أبي عمر في مسنده كما في المطالب هنا وابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1273)، كلاهما عن عبد الوهاب عن أيوب به بلفظه. =
= وأما رواية معمر: فقد أخرجها عبد الرزاق في المصنف (11/ 447)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (2/ 90: 1404)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 293) عن معمر عن أيوب به بنحوه. وأما رواية إسماعيل بن علية: فقد أخرجها ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 43) عن ابن علية، عن أيوب، به، وأخرجها أيضًا في المصنف (11/ 91)، كتاب الامراء، وأخرجه أبو نعيم في المعرفة (3/ 293) من طريق عمر بن زرارة، عن ابن علية، به. وأما رواية حماد بن زيد: فقد أخرجها ابن سعد في الطبقات (3/ 80) عن عارم بن الفضل عن حماد بن زيد، عن أيوب، به، بنحوه. الوجه الثاني: رواه أيوب، وأبو قحذم النضر بن معبد، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن ثمامة بن عدي بمثله سواء. أما رواية أيوب: فقد أخرجها ابن سعد في الطبقات (3/ 80) وابن شبَّة في تاريخ المدينة (4/ 1273)، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 176)، كلهم من طريق وهيب بن خالد، عن أيوب عن أبي قلابة، به. قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، ووهيب بن خالد ثقة، تغيَّر قليلًا بآخره. وأما رواية أبي قحذم: فقد أخرجها ابن مندة كما في الإِصابة (1/ 205)، والطبراني في الكبير (2/ 90: 1405)، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (292/ 3) من طريق داود بن المحبر عن أبي قحذم، عن أبي قلابة، به، بنحوه. قلت: هذا إسناد ضعيف جدًّا، وفيه داود بن المحبر وهو متهم بالكذب، وفيه أبو قحذم النضر بن معبد، قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال ابن معين: ليس بشيء. (انظر: ميزان الاعتدال 4/ 263). وجملة القول إن الوجه الأول هو الراجح فقد رواه مجموعة من الثقات عن =
= أيوب. أما الوجه الثاني فقد تفرّد به وهيب بن خالد، عن أيوب وهو وإن كان ثقة لكنه تغيَّر قليلًا بآخره، أما رواية أبي قحذم عن أبي قلابة فهي ضعيفة جدًا. وعليه فإن الوجهين صحيحان، والراجح هو الوجه الأول، أما الوجه الثاني فهو من باب المزيد في متصل الأسانيد. وروي هذا الأثر من طريق آخر: فقد أخرجه ابن شبَّة في تاريخ المدينة في الموضع المذكور عن مسلم بن إبراهيم، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قتادة عن ثمامة بن عدي، به، بمعناه.
4390 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا يَزِيدُ -هُوَ ابن هارون- أخبرنا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: لقد رأيت الذين (¬1) تكلموا في عثمان رضي الله عنه وَتَخَاصَمُوا فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى مَا أَرَى أَدِيمَ السَّمَاءِ، وَإِنَّ إِنْسَانًا مِنْ حُجَرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَشَارَ بِمُصْحَفٍ، وَقَالَ: أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بريء ممن فارق دِينَهُ وَكَانُوا شِيَعًا: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ...} الآية (¬2). ¬
4390 - درجته: الأثر صحيح بهذا الإِسناد رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 49)، وقال: "رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف، لضعف أبي الأشهب واسمه جعفر بن الحارث الواسطي". قلت: لَعَلَّ البوصيري رحمه الله وَهِمَ في أبي الأشهب، فقد تبين لي بعد النظر في كتب التراجم بأنه جعفر بن حيان البصري، وهو ثقة كما تقدم، وليس كما قاله البوصيري، لأن جعفر بن الحارث الواسطي لا يروى عن الحسن البصري، فالرجل بصري ليس بواسطي، فقد اشتركا في الكنية والاسم، وافترقا في البلد والأب كما قال الذهبي، وعليه فإن الإِسناد صحيح كما تقدم.
تخريجه: الأثر روي من طرق متعددة عن الحسن البصري: الطريق الأولى: رواه أبو الأشهب، عن الحسن البصري به: أخرجه أحمد بن منيع في مسنده كما في المطالب هنا عن يزيد بن هارون، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ص 329: ترجمة عثمان) عن أبي بكر محمَّد بن الحسين =
= عن أبي الغنائم بن المأمون، عن أبي القاسم بن حبابة، عن أبي القاسم البغوي، عن شيبان: كلاهما عن أبي الأشهب عن الحسن البصري، به. الطريق الثانية: رواه عقبة بن أبي الصهباء عن الحسن قال: رأيت كف امرأة من نساء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذراعها، فقد خرجت من بين الحائط والستر وهي تقول: إن الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- قد برئا من الذين فَرَّقوا دينهم وكانوا شيعًا، وذلك يوم قتل عثمان رضي الله عنه. أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1313) عن إبراهيم بن بكر الشيباني، عن عقبة بن أبي الصهباء، عن الحسن، به، بلفظه. الطريق الثالثة: أخرجه ابن شبَّة أيضًا في تاريخ المدينة (4/ 1314) عن محمَّد بن حاتم، عن الحزامي، عن إسماعيل بن داود بن مهران، عن أبي مودود، عن رجل، عن الحسن، قال: رأيت أم المؤمنين أم حبيبة أو صفية -شك إسماعيل- حين قتل عثمان رضي الله عنه خارجة أصبعها من الحجاب تقول: برىِء الله ورسوله من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا. الطريق الرابعة: أخرجه ابن عساكر في تاريخه (ص 329: ترجمة عثمان) من طريق أبي القاسم البغوي، عن شيبان، عن سلام بن مسكين، عن الحسن، به، بنحوه وزاد قصة في أوله.
4391 - حدَّثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: إن معك في الدار عصبة مستنصرة، ينصر الله تعالى بأقل منها، فأذن لي فلأقاتل، فقال رضي الله عنه: أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا أَهْرَاقَ فيَّ دَمِهِ، أَوْ قال: أهراق فىَّ دمًا.
4391 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد، رواته جميعهم ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 49)، وقال: رواه أحمد بن منيع موقوفًا، ورواته ثقات.
تخريجه: أخرجه أحمد بن منيع في مسنده كما في المطالب العالية هنا. وخليفة بن خياط في تاريخه (ص 173)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص 400: ترجمة عثمان)، وابن سعد في الطبقات (3/ 70)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ص 400)، وأبو نعيم في تثبيت الإِمامة (ص 169)، كلهم من طريق ابن علية، عن أيوب به بنحوه. وأخرجه ابن شبَّة في تاريخ المدينة (4/ 1108) عن سعيد بن عامر، عن صخر بن جويرية، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، به، نحوه. وروى هذا الأثر من طريق أخرى عن عبد الله بن الزبير بمعناه. طريق أخرى: أخرجه أحمد في الفضائل (1/ 475: 772)، وفي الزهد (ح 129)، وابن سعد في الطبقات (3/ 70) عن أبي أسامة حماد بن أسامة، قال: أخبرنا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الله بن الزبير قال: قلت لعثمان يوم الدار: قاتلهم، فوالله لقد أحل الله لك قتالهم، فقال: لا، والله لا أقاتلهم أبدًا، قال: فدخلوا =
= عليه وهو صائم، قال: وقد كان عثمان أمر عبد الله بن الزبير على الدار، وقال عثمان: من كانت لي عليه طاعة فليطع عبد الله بن الزبير. قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات. هذا وقد ورد عن عدد من الصحابة أنهم طلبوا من عثمان رضي الله عنه بالسماح لهم بالدفاع عنه، ومقاتلة الأعداء ولكنه رفض ذلك.
4392 - (¬1) قال إسحاق: ثنا أبو عامر العقدي عن محمَّد وهو ابْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ حدَّثني كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ أَنَّهُ شَهِدَ مَقْتَلَ عُثْمَانَ قَالَ: أَنَا يومئذٍ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، قَالَ: أَمَرَتْنَا صَفِيَّةُ أَنْ نُرَحِّلَ بَغْلَةً بِهَوْدَجٍ فَرَحَّلْنَاهَا ثُمَّ مَشَيْنَا حَوْلَهَا إِلَى الْبَابِ فَإِذَا الْأَشْتَرُ وَنَاسٌ مَعَهُ فَقَالَ لَهَا الْأَشْتَرُ ارْجِعِي إِلَى بَيْتِكِ فَأَبَتْ فَرَفَعَ قَنَاةً مَعَهُ أَوْ رمحًا فضرب عجز البغلة فثبت (¬2) الْبَغْلَةُ وَمَالَ الْهَوْدَجُ حَتَّى كَادَ أَنْ يَقَعَ فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ قَالَتْ: رُدُّونِي، رُدُّونِي، قَالَ: قَدْ خَرَجَ مِنَ الدَّارِ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ مِنْ قريش مضروبين محمولين كانوا يدرؤون عَنْ عُثْمَانَ فَذَكَرَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَابْنَ حَاطِبٍ وَمَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، قُلْتُ: فَهَلْ تَدَمَّى محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ دَمِهِ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ، دَخل عليه، فقال عُثْمَانُ: لَسْتُ بِصَاحِبِهِ، وَكَلَّمَهُ بِكَلَامٍ فَخَرَجَ وَلَمْ يدر مِنْ دَمِهِ بِشَيْءٍ، قُلْتُ: فَمَنْ قَتَلَهُ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يُقَالُ لَهُ: جَبَلَةُ فَجَعَلَ يَقُولُ: أَنَا قَاتِلُ نَعْثَلٍ، قُلْتُ: فَأَيْنَ عثمان يومئذٍ؟ قال في الدار (¬3). ¬
4392 - درجته: إسناده حسن؛ محمَّد بن طلحة صدوق وكنانة مقبول ووثق.
تخريجه: هكذا أخرجه إسحاق (4/ 262: 2088)، وأخرجه ابن سعد (8/ 128) مختصرًا، قال في الإِصابة (4/ 339): بسند حسن. (سعد).
19 - باب براءة علي من قتل عثمان رضي الله عنه
19 - باب براءة علي من قتل عثمان رضي الله عنه 4393 - قال مسدّد: حدَّثنا عبد الله، عن ربيح، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي سفيان، قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إن بني أُمَيّة يقاتلونني، يزعمون أني قتلتُ عثمان رضي الله عنه، وَكَذَبُوا، إِنَّمَا يُرِيدُونَ الْمُلْكَ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ يُذْهِبُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ أَنِّي أَحْلِفُ لَهُمْ عند المقام: والله ما قتلتُ عثمان رضي الله عنه، وَلَا أمرتُ بِقَتْلِهِ، لفعلتُ، وَلَكِنْ إِنَّمَا يُرِيدُونَ الْمُلْكَ وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَعُثْمَانُ رضي الله عنه ممن قال الله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ....} الآية (¬1). ¬
4393 - درجته: الأثر ضعيف بهذا الإِسناد، فيه ربيح وأبو موسى الهمداني، وكلاهما ضعيف. ولكن للأثر طرق أخرى متعددة يتقوى بها.
تخريجه: روي من طريق مسدّد ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص 463: ترجمة عثمان بن =
= عفان رضي الله عنه)، ولم أجد من خرجه غير مسدّد بهذا الإِسناد. وروي هذا الأثر من طرق أخرى متعددة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومنها ما يلي: الطريق الأولى: رواه محمَّد بن قيس الأسدي، عن علي بن ربيعة الوالبي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: لو أعلم بني أُمية، يقبلون مني، لنفلتُهم خمسين يميًا قسامة من بني هاشم، ما قتلتُ عثمان ولا مالأتُ على قتله. أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1269) عن يحيى بن سعيد القطان، عن ابن إدريس. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص 463: ترجمة عثمان بن عفان) من طريق سفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح. ثلاثتهم عن محمَّد بن قيس الأسدي به، وهذا لفظ ابن شبة ولفظ ابن عساكر بنحوه. قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات. الطريق الثانية: رواه طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب رضي الله عنه، ورواه عنه كل من ليث، ومعمر، وعبد الكريم بن أبي المخارق البصري. أما رواية ليث: فقد أخرجها ابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1260) عن عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ص 462: ترجمة عثمان) من طريق سفيان، وأبي معاوية. ثلاثتهم عن ليث، عن طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت عليًا رضي الله عنه يقول: "والله ما قتلتُ ولا أمرتُ ولكن غلبتُ". قلت: هذا إسناد صحيح، رواته كلهم ثقات، إلَّا عبد الله بن رجاء، فإنه صدوق يهم ولكنه توبع كما تقدم. أما رواية معمر: فقد أخرجها ابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1267) عن =
= هارون بن عبد الله، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن طاووس به، بلفظ: (والله ما أمرتُ ولا قتلتُ، ولكن غلبت). أما رواية عبد الكريم بن أبي المخارق: فقد أخرجها ابن شبة أيضًا في تاريخ المدينة (4/ 1260)، وابن عساكر في ترجمة عثمان من تاريخه 462، كلاهما من طريق مسعر بن كدام، عن عبد الكريم، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: أشهد على عليّ أنه قال في عثمان: لقد نهيتُ عنه ولقد كنتُ له كارهًا، ولكن غلبتُ. الطريق الثالثة: أخرجها ابن عساكر في تاريخه (ص 463: ترجمة عثمان) من طريق مجاهد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب رضي الله عنهم قال: إن شاء الناس قمتُ لهم خلف مقام إبراهيم فحلفت لهم بالله: ما قتلتُ عثمان ولا أمرتُ بقتله، ولقد نهيتُهم فعصوني. الطريق الرابعة: أخرجها ابن عساكر في الموضع المذكور (ص 464) من طريق موسى، وسيف بن خليد، عن أبيهما، عن عليّ بن أبي طالب -وهو على منبر الكوفة- يقول: أي بني أُمية، من شاء نفلتُ له يميني بين المقام والركن، ما قتلتُ عثمان، ولا شركتُ في دمه. الطريق الخامسة: أخرجها ابن عساكر في تاريخه (ص 464) من طريق الفضل بن دكين، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بنحوه. الطريق السادسة: أخرجها ابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1263)، وابن عساكر في الموضع المذكور من طريق جويرية بن بشير، عن أبي خلدة الحنفي، عن علي بن أبي طالب، به، بنحوه. وجملة القول إن الأثر روي من طرق متعددة عن علي بن أبي طالب، بعضها صحيحة، وبعضها ضعيفة، وعليه فإنه بهذه الطرق حسن لغيره، والله أعلم.
20 - باب قتال أهل البغي
20 - باب قتال أهل البغي 4394 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا سَالِمٌ الْمُرَادِيُّ أَبُو الْعَلَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ رضي الله عنه يقول: لما قدم علي رضي الله عنه البصرة في أمر طلحة وأصحابه رضي الله عنهم، قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْكَوَّاءِ وَابْنُ عَبَّادٍ فَقَالَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِكَ هَذَا، أَوَصِيَّةً أَوْصَاكَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَمْ عَهْدًا عَهِدَهُ عِنْدَكَ، أَوْ رَأَيًا رَأَيْتَهُ حِينَ تَفَرَّقَتِ الأُمة وَاخْتَلَفَتْ كلمتها؟ فقال رضي الله عنه: ما أكون أول كاذب عليه -صلى الله عليه وسلم-، وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَوْتَ فَجْأَةٍ، وَلَا قُتِلَ قَتْلًا، ولقد مكث -صلى الله عليه وسلم- فِي مَرَضِهِ، كُلَّ ذَلِكَ يَأْتِيهِ الْمُؤَذِّنُ، فَيُؤْذِنُهُ بالصلاة، فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ"، وَلَقَدْ تَرَكَنِي وهو -صلى الله عليه وسلم- يَرَى مَكَانِي، وَلَوْ عَهِدَ إِلَيَّ شَيْئًا لقمتُ بِهِ، حَتَّى عَارَضَتْ فِي ذَلِكَ امْرَأَةٌ مِنْ نسائه -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: إن أبا بكر رضي الله عنه رَجُلٌ رَقِيقٌ، إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ الناس، فلو أمرتَ عمرَ رضي الله عنه فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ" فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَظَرَ الْمُسْلِمُونَ فِي أَمْرِهِمْ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد وَلَّى أبا بكر رضي الله عنه أَمْرَ دِينِهِمْ، فَوَلَّوْهُ أَمْرَ دُنْيَاهُمْ، فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ، وبايعتُه مَعَهُمْ، فَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي وَآخُذُ إذا أعطاني، وكنت سوطًا بين يديه رضي الله عنه في إقامة
الحدود، فلو كان محاباة عند حضور موته رضي الله عنه لجعلها في ولده، فأشار بعمر رضي الله عنه، وَلَمْ يَأْلُ، فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ، وبايعتُه مَعَهُمْ، وَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي، وَكُنْتُ سوطًا بين يديه رضي الله عنه فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ، فَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةً عِنْدَ حضور موته رضي الله عنه، لجعلها في ولده، وكره أن يتخير من مَعْشَرَ قُرَيْشٍ رَجُلًا، فَيُوَلِّيهِ أَمْرَ الأُمة، فَلَا يكون فِيهِ إِسَاءَةٌ مِنْ بَعْدِهِ إلَّا لَحِقَتْ عُمَرَ رضي الله عنه فِي قَبْرِهِ، فَاخْتَارَ مِنَّا سِتَّةً. أَنَا فِيهِمْ، لِنَخْتَارَ لِلْأُمَّةِ رَجُلًا، فَلَمَّا اجْتَمَعْنَا وَثَبَ عَبْدُ الرحمن بن عوف رضي الله عنه، فَوَهَبَ لَنَا نَصِيبَهُ مِنْهَا عَلَى أَنْ نُعْطِيَهُ مواثيقًا على أن يختار من الخمسة رجلًا فيولّيه أَمْرَ الأُمة، فَأَعْطَيْنَاهُ مَوَاثِيقَنَا، فَأَخَذَ بِيَدِ عُثْمَانَ رضي الله عنه فَبَايَعَهُ، وَلَقَدْ عَرَضَ فِي نَفْسِي عِنْدَ ذَلِكَ، فَلَمَّا نظرتُ فِي أَمْرِي، فَإِذَا عَهْدِي قَدْ سَبَقَ بَيْعَتِي، فبايعتُ وسلمتُ، وَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يديه رضي الله عنه في إقامة الحدود، فلما قتل عثمان رضي الله عنه، نظرتُ فِي أَمْرِي، فَإِذَا الْمَوْثِقَةُ الَّتِي كَانَتْ في عنقي لأبي بكر، وعمر رضي الله عنهما قد انجلت، وإذا العهد لعثمان رضي الله عنه قَدْ وَفَّيْتُ بِهِ، وَأَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي دَعْوَى، وَلَا طَلِبَةٌ، فَوَثَبَ فيها من ليس مثلي (يعني معاوية رضي الله عنه) لَا قَرَابَتُهُ قَرَابَتِي، وَلَا عِلْمُهُ كَعِلْمِي، وَلَا سَابِقَتُهُ كَسَابِقَتِي، وَكُنْتُ أَحَقُّ بِهَا مِنْهُ، قَالَا: صَدَقْتَ، فَأَخْبِرْنَا عَنْ قِتَالِكَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ (يَعْنِيَانِ طلحة والزبير رضي الله عنهما) صَاحِبَاكَ فِي الْهِجْرَةِ، وَصَاحِبَاكَ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، وصاحباك في المشورة، فقال رضي الله عنه: بَايَعَانِي بِالْمَدِينَةِ، وَخَالَفَانِي بِالْبَصْرَةِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا ممن بايع أبا بكر رضي الله عنه خَلَعَهُ لَقَاتَلْنَاهُ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ بَايَعَ عمر رضي الله عنه خلعه لقاتلناه.
[2] أَخْبَرَنَا محمَّد بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ سَالِمٍ المرادي، عن الحسن رضي الله عنه مثله سواء. * قلت: روى أبو داود والنسائي طَرَفًا مِنْهُ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بن عباد.
4394 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه سالم بن عبد الواحد المرادي، الأنعمي، وهو ضعيف. وبقية رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ل 32)، وقال: رواه إسحاق بسند صحيح وأبو داود، والنسائي مختصرًا. قلت: هذا تساهل من الإِمام البوصيري، فالأثير ضعيف كما تقدم.
تخريجه: أخرجه إسحاق في مسنده كما في المطالب هنا. ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (12/ 352)، (مخطوط). وأخرجه إسحاق أيضًا في مسنده كما ذكره الحافظ ابن حجر في نهاية الأثر، عن محمَّد بن عبيد بن أبي أُمية الطنافسي وابن عساكر في المصدر المذكور (12/ 351)، من طريق يعلي بن عبيد الطنافسي، كلاهما عن سالم بن عبد الواحد المرادي، به، بنحوه مطولًا. وتابع أبو بكر الهذلي سالم بن عبد الواحد الأنعمي: أخرجه الذهبي في تاريخ الإِسلام (عهد الخلفاء) (ص 639)، من طريق عبد الله بن روح، عن شبابة، عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن البصري، به، بنحوه مطولًا. قلت: أبو بكر الهذلي: قيل: اسمه سُلْمى. بضم المهملة، ابن عبد الله، وقيل: =
= روْح، أخباري متروك الحديث. (انظر: التهذيب 12/ 45، التقريب ص 625: 8002). وعليه فإن متابعته لسالم بن عبد الواحد لا يفيده شيئًا. وروى هذا الأثر مختصرًا من طرق أُخرى عن الحسن البصري، به. الطريق الأولى: رواه علي بن زيد، عن الحسن، عن قيس بن عباد قال: كنا مع علي رضي الله عنه، فكان إذا شهد مشهدًا أو أشرف على أكمة أو هبط واديًا قال: سبحان الله، صدق الله ورسوله، فقلت لرجل من بني يشكر: انطلق بنا إلى أمير المؤمنين حتى نسأله عن قوله: صدق الله ورسوله، قال: فانطلقنا إليه، فقلنا: يا أمير المؤمنين، رأيناك إذا شهدت مشهدًا، أو هبطت واديًا أو أشرفت على أكمة، قلت: صدق الله ورسوله، فهل عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليك شيئًا في ذلك؟ قال: فأعرض عنا وألححنا عليه، فلما رأى ذلك قال: والله ما عهد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهدًا إلَّا شيئًا عهده إلى الناس، ولكن الناس وقعوا على عثمان رضي الله عنه، فقتلوه، فكان غيري فيه أسوأ حالًا وفعلا مني، ثم أني رأيت أن أحقهم بهذا الأمر، فوثبت عليه، فالله أعلم أصبنا أم أخطأنا. أخرجه أحمد في المسند (1/ 142)، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن علي بن زيد، عن الحسن، به، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (12/ 350). قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. الطريق الثانية: رواه يونس، عن الحسن، عن قيس بن عباد قال: قلت لعلي: أرأيت مسيرك هذا، أعهد عهده إليك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أم رأي رأيته؟ قال: ما تريد إلى هذا؟ قلت: ديننا ديننا. قال: ما عهد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه شيئًا، ولكن رأي رأيته. أخرجه عبد الله في زائده على المسند (1/ 148)، وفي السنَّة (1266)، وأبو داود في سننه (5/ 50)، كتاب السنَّة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة، والخطيب البغدادي في الموضح (1/ 393)، كلهم من طريق إسماعيل بن إبراهيم =
= أبي معمر، عن ابن علية، عن يونس، عن الحسن، به. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو صدوق يهم قليلًا. (انظر: التهذيب 11/ 433، التقريب ص 613: 7899). الطريق الثالثة: رواه الجريري، عن أبي نضرة قال: قام رجل إلى عليّ يوم صفين، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن مخرجك هذا، أعهد عهد إليك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منه أو رأي رأيته؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لم يمت فجأة ولم يقبض قبضًا ... فذكر القصة بنحو قصة الباب. قلت: هذا إسناد صحيح، ورواته ثقات. وجملة القول إن الأثر بإسناد إسحاق ضعيف، ولكنه روي من طريق أُخرى بعضها ضعيفة، وبعضها صحيحة، بألفاظ مختصرة، فالأثر بهذه الطرق حسن لغيره إن شاء الله.
4395 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ النَّسَائِيُّ، عَنْ كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هَلْ تَدْرِي كَيْفَ حُكْمُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الأُمة؟ قَالَ: قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: لَا يُجْهَزْ عَلَى جَرِيحِهَا، وَلَا يُقْتَل أَسِيرُهَا, وَلَا يُتْبَعُ هاربها.
4395 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد، فيه كوثر بن حكمِم، وهو متروك، وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 243)، وقال: "رواه البزّار، والطبراني، وفيه كوثر بن حكيم وهو ضعيف، متروك". وأورده البوصيري في الإِتحاف (2/ ل 32)، وعزاه لأحمد بن منيع، والحارث، وقال: مدار إسناديهما على الكوثر بن حكيم، وهو ضعيف. قلت: بل هو متروك كما تقدم في ترجمته.
تخريجه: الحديث روي من وجهين بهذا الإِسناد: الوجه الأول: رواه كوثر بن حكيم، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره، أخرجه أحمد بن منيع في مسنده كما في المطالب العالية هنا, ولم أجد من خرجه غير أحمد بن منيع من هذا الوجه. الوجه الثاني: رواه كوثر بن حكيم، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: يا ابن أم عبد، هل تدري ... فذكره بنحوه. أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 359: 1849)، والحاكم في المستدرك (2/ 155)، والبيهقي في السنن (2/ 182)، كلهم من طريق عبد الملك بن عبد العزيز، به، بنحوه وزاد البزّار في آخره (ولا يقسم فيئهم): وسكت عنه الحاكم وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: كوثر متروك". =
= وأما البيهقي فقال: تفرد به كوثر بن حكيم، وهو ضعيف. وأخرجه الحارث كما في بغية الباحث (3/ 885)، عن عبد المنعم بن إدريس، عن كوثر بن حكيم، عن نافع، به، بنحوه وزاد في آخره: "وَلَا يُقْسَمُ فَيْئَهُمْ" هَذَا حُكْمُ اللَّهِ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الأُمة وَهُمْ عِنْدَنَا الْخَوَارِجُ. (انظر: الحديث القادم برقم 4396). وجملة القول إن الحديث بهذا الإِسناد روي من وجهين، فقد روي مرة من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وروى أخرى من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ومدار هذين الوجهين على كوثر بن حكيم وهو متروك، وعليه فإن الحديث ضعيف جدًا من كلا الوجهين. وللحديث شواهد متعددة من آثار الصحابة رضي الله عنهم، فقد روي من حديث علي، وأبي أُمامة، وعمار رضي الله عنهم، موقوفًا عليهم: أولًا- حديث علي رضي الله عنه: فقد روي عنه هذا الأثر من عدة طرق وهي: 1 - رواه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وحفص بن غياث، كلاهما عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه، أنه سمعه يقول: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا يذفف على جريح، ولا يقتل أسير، ولا يتبع مدبر، وكان لا يأخذ مالًا لمقتول يقول: من اعترف شيئًا فليأخذه. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 123)، عن ابن جريج، وابن أبي شيبة في المصنف (15/ 280)، عن حفص بن غياث، كلاهما عن جعفر بن محمَّد، به. قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وإن كان موصوفًا بالتدليس، لكنه لا يضر، لأنه صرح بالإِخبار في إسناد عبد الرزاق، وتابعه عليه حفص ابن غياث. 2 - رواه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 263)، عن يحيى بن آدم، عن شريك، عن السدي، عن عبد خير، عن علي رضي الله عنه أنه قال يوم الجمل: =
= "لا تتبعوا مدبرًا ولا تجهزوا على جريح، ومن ألقى سلاحه فهو آمن". 3 - رواه ابن أبي شيبة أيضًا في المصنف (15/ 266)، عن عبدة بن سليمان، عن جويبر، عن الضحاك، أن عليًا لما هزم طلحة وأصحابه أمر مناديه: أن لا يُقْتَل مقبل ولا مدبر، ولا يفتح باب، ولا يستحل فرج ولا مال. ئانيًا- حديث أبي أُمامة رضي الله عنه: أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 155)، ومن طريقه البيهقي في السنن (8/ 182)، من طريق الحارث بن أبي أُسامة، أن كثير بن هشام حدَّثهم، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مهران، عن أبي أُمامة، قال: شهدت صفين، فكانوا لا يجهزون على جريح، ولا يقتلون موليًا، ولا يسلبون قتيلًا". وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي. وقال الشيخ الألباني في الإِرواء (8/ 114) "هو كما قالا". ثالثًا- حديث عمار رضي الله عنه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 124)، عن ابن جريج، عن يحيى بن العلاء، عن جويبر قال: أخبرتني امرأة من بني أسد قالت: سمعت عمارًا بعد ما فرغ عليّ من أصحاب الجمل ينادي: لا تقتلوا مقبلًا ولا مدبرًا، ولا تذففوا على جريح، ولا تدخلوا دارًا، من ألقى السلاح فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ، فَهُوَ آمِنٌ". قلت: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه يحيى بن العلاء البجلي، وهو متروك. انظر: التقريب (ص 595: 7618). وجملة القول إن حديث الباب شديد الضعف، لأن فيه كوثر بن حكيم، وهو متروك، وعليه فإنه لا يقبل الإنجبار بهذه الشواهد، إلَّا أن معناه صحيح، كما تقدم في الآثار المختلفة عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهي وإن كانت موقوفة إلَّا أنها في حكم المرفوع لأن مثلها لا يقال بالرأي.
4396 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ بن سنان، عن الْكَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ ... ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظٍ: قَالَ لِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ: هَلْ تَعْلَمُ ... إِلَى آخِرِهِ، وَزَادَ: "وَلَا يُقْسَمُ فَيْئَهُمْ" هَذَا حُكْمُ اللَّهِ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهُمْ عِنْدَنَا الْخَوَارِجُ.
4396 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد، فيه عبد المنعم بن إدريس، وكوثر بن حكيم، وكلاهما متروك، وبقية رواته ثقات.
تخريجه: أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (3/ 885)، والحديث روي من وجهين بهذا الإِسناد، تقدم تخريجهما مفصلًا في الحديث المتقدم آنفًا برقم (4395). وجملة القول: إن الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا لا يقبل الإِنجبار، ولكن معناه صحيح روي من حديث علي، وأبي أُمامة، وعمار رضي الله عنهم، موقوفًا عليهم، وهو وإن كان موقوفًا إلَّا أنه في حكم المرفوع لأن مثله لا يقال بالرأي.
4397 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، ثنا الربيع بن سهل، حدَّثني سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ ربيعة، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين مالي أُرَاكَ تَسْتَحِيلُ (¬1) النَّاسَ اسْتِحَالَةَ الرَّجُلِ إِبِلَهُ، أَبِعَهْدٍ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو شيئًا رأيته؟ قال رضي الله عنه: وَاللَّهِ مَا كَذَبتُ، وَلَا كُذِّبْتُ، وَلَا ضَلَلْتُ ولا ضل بي، بل عهد من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد خاب من افترى. ¬
4397 - درجته: إسناده ضعيف، فيه الربيع بن سهل الفزاري، وهو ضعيف، وفيه إسماعيل بن موسى الفزاري، وهو صدوق لكنه غال في التشيع، والحديث في فضل علي رضي الله عنه، وبقية رواته ثقات. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 135): رواه أبو يعلى، وفيه الربيع بن سهل، وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 397: 518) بلفظه إلَّا أنه قال: (بل عهد من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهده إلى)، ولم أجد من خرجه غير أبي يعلى بهذا اللفظ والإِسناد. وذكره الهندي في الكنز (11/ 327) وعزاه لأبي يعلى. ويشهد لمعناه الحديثان القادمان، إلَّا أن الحديث ضعيف، من جميع طرقه.
4398 - وبه (¬1): عَهِدَ إِلَىَّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ أقاتل الناكثين، والقاسطين، المارقين. رواه (¬2) البزّار: حدَّثنا عباد بن يعقوب، ثنا الربيع، ... وقال: لا نعلمه عن علي رضي الله عنه إلَّا بهذا الإِسناد. ¬
4398 - درجته: الحديث ضعيف بهذا الإِسناد، لأن مداره في جميع الطرق على الربيع بن سهل الفزاري، وهو ضعيف، وفي إسناد البزّار عباد بن يعقوب الرواجني وهو شيعي محترق، والحديث في فضل علي رضي الله عنه. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 238)، وقال: رواه البزّار والطبراني في الأوسط, وأحد إسنادي البزّار رجاله رجال الصحيح، غير الربيع بن سعيد، ووثقه ابن حبّان. قلت: هو الربيع بن سهل كما تقدم وليس الربيع بن سعيد. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ل 33)، وعزاه لأبي يعلى: والبزار، وسكت عليه. وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 316): "إنه حديث غريب ومنكر، على أنه قد روى من طرق عن علي وغيره، ولا تخلو واحدة منها عن ضعف".
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 397: 519)، والبزار في البحر الزخار (3/ 26: 774)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 51)، والطبراني في الأوسط كما في المجمع (7/ 238) كلهم من طريق الربيع بن سهل، به، بنحوه.
= وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخه، طرقًا أخرى متعددة لحديث علي رضي الله عنه ومنها: الطريق الأولى: أخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 367) من طريق أبي عوانة، عن أبي الجارود، عن زيد بن علي بن الحسين، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. قلت: هو موضوع بهذا الإِسناد، فيه أبو الجارود زياد بن المنذر الأعمى، رافضي، كذّبه يحيى بن معين وأبو داود، وقال ابن حبّان: كان رافضيًا يضع الحديث في مناقب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. (انظر: التهذيب 3/ 386، التقريب ص 221). الطريق الثانية: أخرجه ابن عساكر في المصدر المذكور من طريق هارون بن إسحاق، عن أبي غسان، عن جعفر، أحسبه الأحمر، عن عبد الجبار الهمداني، عن أنس بن عمرو، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه بنحوه. قلت: فيه أنس بن عمرو، قال الحافظ عبد الرحمن بن خراش: مجهول، وذكره ابن حبّان دي الثقات. (انظر: الميزان 1/ 77، اللسان 1/ 469). وفيه جعفر بن زياد الأحمر، وهو صدوق، يتشيع. (انظر: التقريب ص 145: الطريق الثالثة: أخرجه ابن عساكر (12/ 368) من طريق عبد الله بن عدي، عن أحمد بن جعفر البغدادي، عن سليمان بن سيف، عن عبيد الله بن موسى، عن مطر، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم بن علقة، عن علي رضي الله عنه بنحوه. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه حكيم بن جبير الأسدي، قال أحمد: ضعيف، منكر الحديث. قال البخاري: كان شعبة يتكلم فيه، وقال الدارقطني: متروك، ولهذا قال الحافظ ابن حجر: ضعيف ورمي بالتشيع. (انظر: الميزان 1/ 583، التهذيب 2/ 445، التقريب (ص 176: 1468). =
= الطريق الرابعة: أخرجه ابن عساكر (12/ 368) من طريق أبي بكر الخطيب البغدادي، عن الأزهري، عن محمَّد بن المظفر، عن محمَّد بن أحمد بن ثابت، قال: وجدت في كتاب جدي محمَّد بن ثابت، عن أشعث بن الحسن السلمي، عن جعفر الأحمر، عن يونس بن أرقم، عن أبان عن خليد القصري، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ يوم النهروان، فذكره، بنحوه. وجملة القول: إن الحديث روى من طرق متعددة عن علي رضي الله عنه بعضها ضعيفة وبعضها موضوعة. وللحديث شواهد من حديث عمار بن ياسر، وأبي أيوب الأنصاري، وعبد الله بن مسعود، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم. 1 - حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه، أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 194: 1623) عن الصلت بن مسعود الجحدري، عن جعفر بن سليمان، عن الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ: أُمِرْتُ بِقَتْلِ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ، والمارقين. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه الخليل بن مرة، وهو ضعيف، وفيه الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قال العقيلي: لا يصح حديثه، وفيه جعفر بن سليمان الضبعي، وهو صدوق، لكنه كان يتشيع، والحديث يؤيد بدعته. وذكره الحافظ في المطالب العالية. (انظر التفصيل في الحكم عليه في الحديث القادم). 2 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 112) عن الهيثم بن خالد الدوري، عن محمَّد بن عبيد المحاربي، عن الوليد بن حماد، عن أبي عبد الرحمن الحارثي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قال: أمر علي بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين. قلت: فيه أبو عبد الرحمن الحارثي ولم أقف له على ترجمة، والوليد بن حماد، لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبّان في الثقات، وأورده الحافظ في =
= اللسان. (انظر: الثقات 9/ 226، اللسان 6/ 221). وقال الهيثمي في المجمع (6/ 235): "رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه". وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 368)، والبغوي في شرح السنَّة (10/ 234) من طريق الحاكم عن الإِمام أبي بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، عن الحسن بن علي، عن زكريا بن يحيى الحرار المقرئ، عن إسماعيل بن عباد المقرئي، عن شريك، عن منصور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: فأتى منزل أم سلمة فجاء علي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا أم سلمة هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين بعدي". قلت: إسناده ضعيف فيه شريك بن عبد الله النخعي، وهو صدوق يخطئ كثيرًا وتغير حفظه في آخر عمره. (انظر: التهذيب 4/ 194، التقريب ص 266: 2787). 3 - حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: وله عن أبي أيوب طرق متعددة: الأولى: أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 206: 4049)، حدَّثنا الحسين بن إسحاق السدي، ثنا محمد بن الصباح الجرجراني، ثنا محمد بن كثير، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن محنف بن سليم، عن أبي أيوب الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أمرني بقتال ثلاثة: "الناكثين، والقاسطين، والمارقين". وزاد قصة في آخره. قال الهيثمي في المجمع (6/ 235): "رواه الطبراني وفيه محمَّد بن كثير الكوفي وهو ضعيف". قلت: وفيه أيضًا الحارث بن حصيرة، وهو ضعيف، غال في التشيع، وقال ابن عدي: هو أحد من المحترقين بالكوفة في التشيع، وعلى ضعفه يكتب حديثه. اهـ. (انظر: الكامل 2/ 606، التهذيب 2/ 140، التقريب ص 145: 1018). الثانية: أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 139) عن أبي سعيد أحمد بن =
= يعقوب الثقفي، ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، ثنا محمد بن حميد، ثنا سلمة بن الفضل، حدَّثني أبو زيد الأحول، عن عتاب بن ثعلبة، حدَّثني أبو أيوب الأنصاري، به، بنحوه. قلت: في إسناده عتاب بن ثعلبة، وسلمة بن الفضل، ومحمد بن حميد الرازي، أما عتاب بن ثعلبة: فذكره الذهبي في الميزان (3/ 27)، وقال: "عداده من التابعين روى عنه أبو زيد الأحول حديث قتال الناكثين، والإِسناد مظلم، والمتن منكر، وأقرّه الحافظ ابن حجر في اللسان (4/ 127). وأما سلمة بن الفضل الأبرش: فإنه صدوق إلَّا أنه كثير الخطأ، فقد وثقه ابن معين، وابن سعد، وأبو داود، وقال أبو حاتم: صالح، محله الصدق، في حديثه إنكار، ليس بالقوي، لا يمكن أن أطلق لساني فيه بأكثر من هذا، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال البخاري: عنده مناكير، وهّنه علي، وضعّفه إسحاق والنسائي. وقال ابن عدي: عنده غرائب وأفراد، ولم أجد في حديثه حديثًا قد جاوز الحد في الإِنكار وأحاديثه متقاربة محتملة. (انظر: الجرح والتعديل 4/ 168، التهذيب 4/ 153، التقريب ص 248: 2505). وأما محمَّد بن حميد الرازي: فقد رماه غير واحد بالكذب، منهم أبو زرعة، وأبو حاتم والنسائي، وابن خراش، وصالح بن محمَّد الأسدي، وأثنى عليه الإِمام أحمد، ووثقه ابن معين، وقال الحافظ ابن حجر: حافظ، ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه. (انظر: الجرح والتعديل 7/ 232، التهذيب 9/ 127، التقريب ص 485: 5834). الثالثة: أخرجه الحاكم (3/ 139) من طريق محمَّد بن يونس القرشي، عن عبد العزيز بن الخطاب، عن علي بن غراب بن أبي فاطمة، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، به. =
= قلت: في إسناده أصبغ بن نباته، متروك، رمي بالرفض. (التقريب ص 113: 537). وفي إسناده أيضًا محمَّد بن يونس بن موسى بن سليمان الكديمي، وهو متهم بوضع الحديث، فقد كذّبه أبو داود، والقاسم بن مطرز، وقال ابن حبّان: كان يضع الحديث. ولعله قد وضع على الثقات أكثر من ألف حديث، وقال ابن عدي: قد اتهم بالوضع، وادعى الرواية عمن لم يرهم، ترك عامة مشايخنا الرواية عنه، ومن حدَّث عنه نسبه إلى جده لئلا يعرف. (انظر: الكامل لابن عدي 6/ 2294، الميزان 4/ 74، التهذيب 9/ 539، التقريب ص 515: 6419). ولهذا قال الذهبي في تلخيص المستدرك عقب هذين الطريقين: لم يصح، وساقه الحاكم بإسنادين مختلفين إلى أبي أيوب ضعيفين". الرابعة: أخرجه الخطيب في تاريخه (13/ 186 - 187)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 369) من طريق أحمد بن عبد الله المؤدب، عن المعلي بن عبد الرحمن، عن شريك عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، والأسود قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين: فقلنا له: يا أبا أيوب، إن الله أكرمك بنزول محمَّد -صلى الله عليه وسلم- وبمجيء ناقته تفضلًا من الله، وإكرامًا لك حتى أناخت ببابك دون الناس، ثم جئت بسيفك على عاتقك، تضرب به أهل لا إله إلَّا الله؟! فقال: يا هذا، إن الرائد لا يكذب أهله، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمرنا بقتال ثلاثة مع علي: بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين، فأما الناكثون فقد قابلناهم: أهل الجمل، طلحة والزبير، وأما القاسطون، فهذا منصرفنا من عندهم يعني معاوية وعمروًا، وأما المارقون فهم أهل الطرقات وأهل السعيفات، وأهل النخيلات، وأهل النهروانات، والله ما أدري أين هم، ولكن لا بد من قتالهم، إن شاء الله. قلت: في إسناده المعلي بن عبد الرحمن الواسطي، وهو متهم بالوضع، ورمي بالرفض، سئل عنه ابن معين فقال: أحسن أحواله عندي أنه قيل له عند موته: ألا =
= تستغفر الله تعالى؟ فقال: ألا أرجو أن يغفر لي، وقد وضعتُ في فضل علي سبعين حديثًا؟ وذهب ابن المديني إلى أنه كان يكذب، ويضع الحديث، وقال الدارقطني، ضعيف كذاب، وقال أبو حاتم: متروك الحديث. (انظر: الجرح والعديل 8/ 334، التهذيب 10/ 238، التقريب ص 541: 6805). والراوي عن معلى هذا هو أحمد بن عبد الله المؤدب، نسب إلى وضع الحديث. قال ابن عدي: كان يضع الحديث، وقال ابن حبّان: يروى عن عبد الرزاق والثقات الأوابد والطامات، وقال الدارقطني: يحدَّث عن عبد الرزاق وغيره بالمناكير، يترك حديثه، وقال الخطيب: في بعض أحاديثه نكرة. (انظر: المجروحين 1/ 152، الكامل 1/ 195، تاريخ بغداد 4/ 218، الميزان 1/ 109، اللسان 1/ 197 - 198). وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 2/ 12، وقال: "هذا حديث موضوع بلا شك". الخامسة: أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 174) ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 12)، ثنا محمَّد بن المسيب، ثنا علي بن المثني الطهوي، ثنا يعقوب بن خليفة، عن صالح بن أبي الأسود، عن علي بن الحزور، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه بنحو لفظ الباب. قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح، قال يحيى: الأصبغ، لا يساوي فلسًا، وقال ابن حبّان: متروك، وأما علي بن الحزور فذاهب، وقال البخاري: عنده عجائب". وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 387) بعد ذكر الحديث: "وتعقب بأن له طرقًا أخرى غير هذه، أخرجه الحاكم في الأربعين من طريقين، وأخرجه من حديث علي بلفظ: أمرت بقتال ثلاثة، فذكره، وأخرجه من حديث أبي سعيد الخدري بسند ضعيف، ومن حديث ابن مسعود، وكذا الطبراني من طريقين، أخرجه أبو يعلى، والخطيب، والحافظ عبد الغني في إيضاح الإِشكال من حديث علي". اهـ. =
= قلت: سبق الكلام على معظم هذه الطرق وتبين أنها ضعيفة، وأما حديث أبي سعيد الخدري فهو كالآتي: 4 - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أخرجه الحاكم في الأربعين، كما في تنزيه الشريعة (1/ 387)، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 368) عن أبي جعفر محمَّد بن دحيم الشيباني، عن الحسن بن الحكم الحيري، عن إسماعيل بن أبان عن إسحاق بن إبراهِم الأزدي، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فقلنا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من؟ قال: "مع علي بن أبي طالب، معه يقتل عمار بن ياسر". قلت: في إسناده أبو هارون العبدي: وهو عمارة بن جُوَيْن البصري، ضعّفه أبو زرعة، وأبو حاتم، وشعبة، وابن سعد، وتركه يحيى القطان، وقال أحمد والنسائي: متروك الحديث، وكذّبه ابن معين، وعثمان بن أبي شيبة، وعليه فهو متروك الحديث، ورمي بالتشيع. (انظر: الجرح والتعديل 6/ 363، المجروحين 2/ 177، الميزان 3/ 173، التهذيب 7/ 412، التقريب ص 408: 4840). وجملة القول: إن الحديث روي من حديث جملة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وله طرق متعددة من حديث علي رضي الله عنه، وأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ولكن لا يخلو طريق منها عن ضعف، بل أكثرها ضعيفة جدًا، وسبب ضعفه في الغالب أن أحد رواة الإِسناد شيعي والحديث في فضل علي رضي الله عنه، لذا لا يقبل حديثه في بدعته عند علماء هذا الشأن، وقد أطلق بعض العلماء القول بوضعه مثل شيخ الإِسلام ابن تيمية كما سيأتي قريبًا، ولكن يستثنى من ذلك الجزء الأخير وهو قوله: (المارقين) لأنه ورد من طرق أخرى قتال علي رضي الله عنه الخوارج كما سيأتي بعد قليل. أقوال العلماء في الحديث: أطلق مجموعة من العلماء القول بعدم صحته، ومنهم من حكم عليه بالضعف، =
= وآخرون قالوا بأنه موضوع. 1 - أبو جعفر العقيلي رحمه الله: أخرج الحديث في الضعفاء (2/ 51)، من طريق الربيع بن سهل، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الوالبي، عن علي رضي الله عنه، به، ثم قال: "الأسانيد في هذا الحديث عن علي ليّنة الطرق، والرواية عنه في الحرورية صحيحة". وأخرجه أيضًا (3/ 480) من طريق الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قال: سمعت عمار بن ياسر يقول، فذكره بنحوه، ثم قال: "ولا يثبت في هذا الباب شيء". 2 - ابن حبّان رحمه الله: ذكر الحديث في كتابه المجروحين (1/ 174)، وقد تقدم الكلام عليه آنفًا. 3 - ابن الجوزي رحمه الله: أما ابن الجوزي رحمه الله فقد حكم عليه بالوضع، وذكره في الموضوعات (2/ 12 - 13)، وقال: هذا حديث موضوع بلا شك ... وقال أيضًا: هذا حديث لا يصح. 4 - الذهبي رحمه الله: قال في تلخيص المستدرك (3/ 140) عن هذا الحديث كما سبق: "لم يصح، وساقه الحاكم بإسنادين مختلفين إلى أبي أيوب ضعيفين". 5 - الحافظ ابن كثير رحمه الله: قال في البداية والنهاية (7/ 316) بعد أن أورد الحديث: فإنه حديث غريب ومنكر، على أنه قد روي من طرق عن علي، وعن غيره، ولا تخلو واحدة منها عن ضعف". 6 - أبو العباس أحمد بن تيمية رحمه الله: أما شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله فقال في منهاج السنَّة (6/ 111 - 112): =
= لم يرو علي رضي الله عنه في قتال الجمل وصفين شيئًا، كما رواه في قتال الخوارج، بل روى الأحاديث الصحيحة، هو وغيره من الصحابة في قتال الخوارج المارقين، وأما قتال الجمل وصفين، فلم يرو أحد منهم إلَّا القاعدون، فإنهم رووا الأحاديث في ترك القتال في الفتنة، وأما الحديث الذي يروي أنه أمر بقتل الناكثين والقاسطين، والمارقين، فهو حديث موضوع على النبي -صلى الله عليه وسلم-". وقال أيضًا في المنهاج (5/ 50) ردًا على حديث عامر بن واثلة وفيه: قال علي: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: تقاتل الناكثين والفاسقين والمارقين، على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم- غيري؟ قالوا: لا ... الحديث. قال شيخ الإِسلام: "هذا كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث". الأحاديث التي وردت في قتال المارقين، وهم الخوارج: 1 - عن سويد بن غفلة، قال: قال علي رضي الله عنه، إِذَا حدَّثتكم عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حديثًا، فوالله لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدَّثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة. أخرجه البخاري كما في الفتح (12/ 295: 6935)، باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم، ومسلم في صحيحه (2/ 746)، وأبو داود 5/ 124، والنسائي في خصائص علي (ص 185: 178)، وعبد الرزاق في المصنف (10/ 157)، وأحمد في المسند (1/ 81)، وابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 443). كلهم من طرق، عن الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، به. 2 - حديث أبي سعيد الخدري في الصحيحين، (انظر: لفظه وتخريجه مفصلًا في الحديث رقم (4434). =
= 3 - أخرج الإِمام النسائي في خصائص علي (ص 166)، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن قدامة واللفظ له، عن جرير، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: كنا جلوسًا ننتظر رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَخَرَجَ إلينا قد انقطع شسع نعله، فرمى بها إلى علي، فقال: "إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله"، فقال أبو بكر: أنا؟ قال: لا، قال عمر: أنا، قال: لا، "ولكن صاحب النعل". قلت: هذا إسناد حسن، رواته ثقات إلَّا رجاء بن ربيعة الزبيدي، أبو إسماعيل الكوفي، وهو صدوق كما في التقريب (ص 208: 1921). وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 33،82) من طريق مطر بن خليفة، عن إسماعيل بن رجاء، به، بنحوه، وأحد ألفاظه: إن منكم من يقاتل على تأويله، كما قاتلت على تنزيله، قال: فقام أبو بكر وعمر، فقال: لا, ولكن خاصف النعل، وعلي يخطف نعله، قال الهيثمي في المجمع (9/ 133): "رجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة، وهو ثقة". فالخلاصة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بقتال عليّ الخوارج، ولهذا ترجم الإِمام ابن كثير على الحديث الأخير بقوله: "حديث في مدح علي رضي الله عنه على قتال الخوارج"، وسيأتي في الحديث رقم (4434) جملة من الأحاديث في هذا الموضوع. وعليه فإن الجزء الأخير من حديث الباب حسن لغيره بهذه الشواهد.
4399 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الجحدري، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بن ياسر رضي الله عنه يقول: أُمِرْتُ بقتل الناكثين، والقاسطين، والمارقين.
4399 - درجته: الحديث ضعيف بهذا الإِسناد، فيه علل: 1 - فيه جعفر بن سليمان الضبعي، وهو ثقة لكنه متشيع، والحديث في فضل علي رضي الله عنه. 2 - فيه الخليل بن مرة الضبعي، وهو ضعيف. 3 - فيه الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قال العقيلي: لا يصح حديثه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ل 33)، وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف الخليل بن مرة.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (3/ 194: 1623)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (3/ 480)، وابن عساكر في تاريخه (12/ 653). كلهم من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، به. وأخرجه الطبراني في الكبير كما في المجمع (7/ 238)، وقال الهيثمي: "رواه الطبراني وأبو سعيد متروك". قلت: لم أجده في المعجم الكبير، ولعله في الجزء المفقود منه، وللحديث شواهد متعددة تقدمت في حديث رقم (4398) ولكنها ضعيفة لا ترقى الحديث.
21 - باب وقعة الجمل
21 - بَابُ وَقْعَةِ الْجَمَلِ 4400 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ، حدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ عِصَامِ بْنِ قُدَامَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ (¬1) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أيتكن صاحبة الجمل الأديب (¬2)، يقتل حولها قتلى كثيرة، تنجو بعد ما كادت. ¬
4400 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد، رواته ثقات. ولهذا قال البوصيري في الإِتحاف (3/ 111): "رواه ابن أبي شيبة ورواته ثقات". وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 234) من رواية البزّار وقال: ورجاله ثقات". وقال الحافظ في الفتح (13/ 59): "رواه البزّار ورجاله ثقات". =
= ولكن أورده ابن أبي حاتم في العلل (2/ 426)، عن الأشج، عن عقبة بن خالد، عن ابن قدامة به، وقال: "قال أبي: لم يرو هذا الحديث غير عصام وهو حديث منكر، لا يروى من طريق غيره". قلت: تقدم الكلام على رواة هذا الحديث وأنهم كلهم ثقات، وقد صرح بذلك الهيثمي والحافظ ابن حجر والبوصيري رحمهم الله، وعلى ذلك فالسند صحيح. فلا وجه عندي لقول أبي حاتم: أنه منكر، إلَّا إن كان يعني به أنه حديث غريب فرد، ويؤيده قوله عقبة: (لا يروى من طريق غيره) وإن أراد التضعيف، فلا وجه له.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 265)، عن وكيع به. وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 94) عن سهل بن بحر، عن أبي نعيم، عن عصام، به، ولفظه: قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لنسائه: ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، تخرج، فينبحها كلاب الحوأب، يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير، ثم تنجو بعد ما كادت. وللحديث شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها، رواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم، قال: لما بلغت عائشة رضي الله عنها بعض ديار بني عامر ليلًا، نبحت الكلاب، فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، قالت ما أظنني إلَّا راجعة، قالوا: مهلًا، يرحمك الله، تقدمين، فيراك المسلمون فيصلح الله بك، قالت: ما أظنني إلَّا راجعة، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب"؟. أخرجه أحمد (6/ 52، 97)، وابن أبي شيبة في المصنف (15/ 259)، وأبو يعلى (4868)، وابن حبّان كما في الإِحسان (15/ 126: 6732)، والبزار كما في الكشف (4/ 94: 3275)، والحاكم (3/ 120)، والبيهقي في الدلائل =
= (6/ 410)، كلهم من طرق، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم، به. قال الهيثمي في المجمع (7/ 234): "رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح". وقال الحافظ في الفتح (13/ 55): "صححه ابن حبّان والحاكم وسنده على شرط الصحيح" وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (1/ 223 - 232: 475)، ورد على من طعن في صحة هذا الحديث، وبيّن من أخرجه من الأئمة. قلت: وقد أنكر الإِمام أبو بكر بن العربي حديث (الحوأب)، في كتابه: "العواصم من القواصم" (ص 161)، وتابعه في ذلك الشيخ محب الدين الخطيب في تعليقه على العواصم وذكر أن هذا الحديث ليس له موضع في دواوين الإسلام المعتبرة، ولكن الحديث صحيح، صححه الهيثمي، والحافظ ابن حجر، والبوصيري، كما سبق. وانظر التفصيل (السلسلة الصحيحة 1/ 223 - 232: 475). =
4401 - [1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سمعت حصينًا، يحدَّث عن عمر بْنُ جَاوَانَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ، خَرَجْنَا حُجَّاجًا فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَبَيْنَا نَحْنُ فِي منازلنا، نَضَعُ رِحَالَنَا، إِذْ أَتَانَا آتٍ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ فَزِعُوا وَقَدِ اجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِدِ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ -فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي مُنَاشَدَةِ عثمان رضي الله عنه الصحابة وإقرارهم رضي الله عنهم بِمَنَاقِبِهِ- قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: وَلَقِيتُ طَلْحَةَ والزبير رضي الله عنهما، فَقُلْتُ: لَا أَرَى هَذَا إلَّا مَقْتُولًا، فَمَنْ تأمرانّي أن أبايع؟ قالا: عليًا رضي الله عنه فقلت: أتأمرانّي بذلك وترضيانه لي؟ فقالا: نَعَمْ، فخرجتُ حَتَّى قدمتُ مَكَّةَ، فَأَنَا لَكَذَلِكَ إذ قيل: قُتِلَ عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، فأتيتُها، فقلت لها: أنشدك الله من تأمرينّي أن أبايع؟ قالت رضي الله عنها: عليًا، فقلت: أتأمريني بذلك وترضينه (¬1) لِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَقَدِمْتُ عَلَى علي رضي الله عنه بالمدينة فبايعته، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي بِالْبَصْرَةِ، وَلَا أَرَى إلَّا أَنَّ الْأَمْرَ قَدِ اسْتَقَامَ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كذلك إذ أتانا آتٍ، فَقَالَ: هَذِهِ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، وَطَلْحَةُ، والزبير رضي الله عنهم قَدْ نَزَلُوا جَانِبِ الخُرَيْبَة، فَقُلْتُ: فَمَا جَاءَ بهم؟ قالوا: أرسلوا إليك يستنصرون (¬2) على دم عثمان رضي الله عنه، قُتِلَ مَظْلُومًا، فَأَتَانِي أَفْظَعُ أَمْرٍ (أَتَانِي) (¬3) قَطُّ فَقُلْتُ: إِنَّ خُذْلَانِي قَوْمًا مَعَهُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَشَدِيدٌ، وَإِنَّ قِتَالِيَ رَجُلًا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أمروني ¬
بِبَيْعَتِهِ (¬4) لَشَدِيدٌ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُمْ، قُلْتُ لَهُمْ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ فَقَالُوا: جِئْنَا نَسْتَنْصِرُ عَلَى دَمِ عثمان رضي الله عنه، قُتِلَ مَظْلُومًا، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْشُدُكِ اللَّهَ! أَقُلْتُ لَكِ: بِمَنْ تَأْمُرِينِي؟ فَقُلْتِ: عَلِيًّا، فقلت: أتأمرينّي به وترضينه (¬5) لِي؟ فَقُلْتِ: نَعَمْ، فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَقُلْتُ لِلزُّبَيْرِ رضي الله عنه: يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيَا طَلْحَةُ! أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ، أَقُلْتُ لَكُمَا: مَنْ تَأْمُرَانِي أَنْ أُبَايِعَ؟ فَقُلْتُمَا: لِعَلِيّ، فَقُلْتُ: أَتَأْمُرَانِي بِهِ وَتَرْضَيَانِهِ لِي؟ فَقُلْتُمَا: نَعَمْ؟ فَقَالَا: نَعَمْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُكُمْ وَمَعَكُمْ (¬6) أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- والله لا أقاتل ابن عم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا أَمَرْتُمُونِي بِبَيْعَتِهِ، اخْتَارُوا مِنِّي إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تَفْتَحُوا لِي بَابَ الْجِسْرِ، فَأَلْحَقَ بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا (يَعْنِي بِأَرْضِ الْعَجَمِ) حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِي أَمْرِهِ مَا قَضَى، أَوْ أَلْحَقَ بِمَكَّةَ، أَوْ أَعْتَزِلَ فَأَكُونَ قَرِيبًا مِنْكُمْ، لَا مَعَكُمُ وَلَا عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: نَأْتَمِرُ، ثُمَّ نُرْسِلُ إِلَيْكَ، قَالَ: فأتمروا، فقالوا: إما أن يفتح لَهُ بَابَ الْجِسْرِ فَيَلْحَقَ بِأَرْضِ الْأَعَاجِمِ فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ الْمُفَارِقُ وَالْخَاذِلُ، وَأَمَّا أَنْ يَلْحَقَ بِمَكَّةَ ليتعجبنّكم فِي قُرَيْشٍ، وَيُخْبِرُهُمْ بِأَخْبَارِكُمْ، لَيْسَ ذَلِكَ لَكُمْ بأمر ولكن اجعلوه قريبًا ها هنا، حيث تطؤون (¬7) على صماخه، فاعتزل بالجلحاء (¬8) مِنَ الْبَصْرَةِ عَلَى فَرْسَخَيْنِ، فَاعْتَزَلَ مَعَهُ نَاسٌ زهاء ستة ¬
آلَافٍ، ثُمَّ الْتَقَى النَّاسُ، فَكَانَ أَوَّلُ قَتِيلٍ طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، قَالَ: وَكَانَ كَعْبُ بْنُ سُورٍ يَقْرَأُ الْمُصْحَفَ، وَيَذْكُرُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ حَتَّى قُتِلَ كَعْبٌ، وقُتِلَ من قُتِلَ منهم، وبلغ الزبير رضي الله عنه سَفَوَانَ مِنَ الْبَصْرَةِ بِمَكَانِ الْقَادِسِيَّةِ مِنْكُمْ، قَالَ: فلقيه الشعر، رَجُلٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ، فَقَالَ: أَيْنَ تَذْهَبُ يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إِلَيَّ، فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي، لَا يُوصَلُ إِلَيْكَ فَأَقْبَلَ مَعَهُ، قَالَ: فَأَتَى إِنْسَانٌ الْأَحْنَفَ بْنَ قيس رضي الله عنه، فَقَالَ: هَا هُوَ ذَا الزُّبَيْرُ قَدْ لَقِيَ سَفَوَانَ قَالَ: فَمَا يَأْمَنُ؟ جَمَعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى ضَرَبَ بَعْضُهُمْ حَوَاجِبَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ ثُمَّ لحق ببنيه (¬9) وأهله، قال: فسمعه عويمر بْنُ جُرْمُوزٍ، وَفَضَالَةُ بْنُ حَابِسٍ وَنُفَيْعٌ، فَرَكِبُوا في طلبه، فلقوه مع الشعر. [2] وَأَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يحدَّث عن حصين، ثنا عمر بْنُ جَاوَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَذَاكَ أَنِّي قُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ اعْتِزَالَ الْأَحْنَفِ بْنِ قيس رضي الله عنه، مَا كَانَ، فَقَالَ سَمِعْتُ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ رضي الله عنه يَقُولُ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ وَأَنَا حَاجٌّ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ. قَالَ: فَسَمِعَهُ غُوَاةٌ مِنَ النَّاسِ مِنْهُمُ ابْنُ جُرْمُوزٍ، وَفَضَالَةُ، وَنُفَيْعٌ، فَانْطَلَقُوا في طلبه، فلقوه مقبلًا مع الشعر، فَأَتَاهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ مِنْ خَلْفِهِ، فَطَعَنَهُ طَعْنَةً ضَعِيفَةً، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ ضَعِيفٌ، فحمل عليه الزبير رضي الله عنه عَلَى فَرَسٍ لَهُ، يُقَالُ لَهُ، ذُو الْخِمَارِ، فلما ظن ابن جرموز أن الزبير رضي الله عنه قَاتِلَهُ، نَادَى فَضَالَةَ وَنُفَيْعًا، فَحَمَلَا عَلَى الزُّبَيْرِ رضي الله عنه، فقتلاه. ¬
4401 - درجته: ضعيف، لأن فيه عمر بن جاوان وهو مجهول. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 110)، وعزاه لإسحاق بن راهويه وسكت عليه، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (38/ 13): "أخرج الطبري بسند صحيح عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن جاوان ... فذكره بمعناه مختصرًا. قلت: لا أرى وجهًا لقول الحافظ: "بسند صحيح" لأن عمر بن جاوان مجهول.
تخريجه: أخرجه إسحاق في مسنده كما في المطالب العالية هنا، وابن أبي شيبة في المصنف (15/ 270)، والطبري في تاريخه (3/ 34)، عن عبد الله بن إدريس. وأخرجه إسحاق في مسنده كما في المطالب هنا من طريق سليمان التيمي. كلاهما عن حصين بن عبد الرحمن السلمي، به، بطوله. وأخرجه أبو بكر بن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 160: 200)، ومن طريقه أبو نعيم في المعرفة (1/ 350: 423)، حدَّثنا يعقوب الدورقي، ثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن حصين بن عبد الرحمن السلمي به، واقتصر فيه على قصة قتل الزبير رضي الله عنه، ولم يذكر اعتزال الأحنف بن قيس عن الفتنة. وأخرجه أبو العرب في كتاب المحن (ص 88)، من طريق أبي عوانة عن حصين بن عبد الرحمن، به، واقتصر على قصة قتل الزبير رضي الله عنه. وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه (المعرفة والتاريخ 3/ 401)، من طريق حصين بن عبد الرحمن عن عمر بن جاوان، به (قصة قتل الزبير رضي الله عنه). وجملة القول أن الأثر بهذا الإِسناد ضعيف، لأن مداره على عمر بن جاوان وهو مجهول كما عرفت. وأصل قصة اعتزال الأحنف بن قيس عن القتال ثابتة في الصحيحين وغيرهما من =
= حديث أبي بكرة رضي الله عنه، ولفظه: عن الأحنف بن قيس قال: خرجت بسلاحي ليالي الفتنة، فاستقبلني أبو بكرة، فقال: أين تريد؟ قلت: أريد نصرة ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: فقال لي: يا أحنف! ارجع، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار، قيل: فهذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه أراد فتل صاحبه". أخرجه البخاري في صحيحه كما في الفتح (13/ 35: 7083)، كتاب الفتن، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما، ومسلم في صحيحه (13/ 224: 2888)، كلاهما من طريق حماد ابن زيد، عن أيوب، ويونس بن عبيد، عن الحسن البصري، عن الأحنف بن قيس، به. قلت: هذا الحديث يدل على أن الأحنف بن قيس اعتزل القتال، وسبب ذلك أن أبا بكرة رضي الله عنه منعه من ذلك وذكر له هذا الحديث، وهذا السبب يخالف مع ما ورد في أثر الباب من أن الأحنف بن قيس اختار الاعتزال في أول الأمر، وقد جمع الحافظ ابن حجر رحمه الله بين هذين السببين فقال: "ويمكن الجمع بأنه هَمَّ بالترك، ثم بدا له في القتال مع علي رضي الله عنه، ثم ثبطه عن ذلك أبو بكرة، أو هَمَّ بالقتال مع علي رضي الله عنه ط فثبطه أبو بكرة، وصادف مراسلة عائشة له فرجح عنده الترك، وأخرج الطبري أيضًا من طريق قتادة قال: نزل علي بالزاوية فأرسل إليه الأحنف، إن شئت أتيتك وإن شئت كففت عنك أربعة آلاف سيف، فأرسل إليه: كف من قدرت على كفه". (انظر: فتح الباري 13/ 38). وقصة قتل الزبير رضي الله عنه يوم الجمل ثابتة من طرق أخرى متعددة ومنها ما يلي: 1 - أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 81)، قال: أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب قال: أخبرنا ثابت بن يزيد، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس =
= أنه أتى الزبير، فقال: أين صفية بنت عبد المطلب حيث تقاتل بسيفك علي بن أبي طالب بن عبد المطلب؟ قال: فرجع الزبير، فلقيه ابن جرموز فقتله، فأتى ابن عباس عليًا، فقال. إلى أين قاتل ابن صفية؟ قال علي: إلى النار. قلت: هذا إسناد حسن، رواته ثقات، ما عدا هلال بن خباب العبدي مولاهم، وهو صدوق، تغير بآخرة، كما في التقريب (ص 575: 7334). 2 - أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 82)، قال: أخبرنا عبد الملك بن عمرو، أبو عامر العقدي، قال: أخبرنا الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير، أنه ذكر الزبير في حديث رواه قال: فركب الزبير فأصابه أخو بني تميم بوادي السباع. فذكر قصة قتله رضي الله عنه نحو قصة الباب مطولًا. قلت: هذا إسناد حسن، فيه خالد بن سمير السدوسي، البصري، وهو صدوق، يهم قليلًا، كما في التقريب (ص 188: 1642)، وبقية رواته ثقات.
4452 - أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدَّثني رَجُلٌ مِنْ مَوَالِي بَنِي تَمِيمٍ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو سُفْيَانَ: إن عاتكة امرأة عمر قالت: غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوزٍ بِفَارِسِ بُهْمَةٍ ... يَوْمَ اللِّقَاءِ، وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ يَا عَمْرُو، لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ، لَا ... طَائِشًا رَعْشَ الْيَدَيْنِ وَلَا الْيَدِ شُلَّتْ يَمِينُكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُؤْمِنًا ... حَلَّتْ عَلَيْكَ عقوبة المتعمد
4402 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه رجل من موالي بني تميم، وهو مبهم لا يعرف عن اسمه ولا عن حاله شيء.
تخريجه: أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 161:201)، حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم الدروقي، عن المعتمر بن سليمان، به. وأخرجه أبو العرب في كتاب المحن (ص 89 - 90)، عن أبي بكر البغدادي، عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن المعتمر بن سليمان، به. وروى بعض هذه الأبيات من طريق أخرى. أخرجها الحاكم في المستدرك (3/ 367)، عن أبي طاهر محمَّد بن أحمد الجويني، عن أبي بكر ابن رجاء ابن السندي، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أُسامة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ورثت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل الزبير بن العوام، وكانت زوجته فبلغ حصتها من الميراث ثمانين ألف درهم، وقالت ترثيه: فذكر البيتين (الأول والثاني) وزاد بيتين آخرين وهما: ثكلتك أمك إن ظفرت بفارس ... فيما مضى مما يروح ويغتدي كم غمرة قد خاضها لم يثنه ... عنها طرادك يابن فقع الفدفد وذكر الذهبي في التلخيص خمسة أبيات. =
= قلت: في هذا الإِسناد أبو طاهر محمَّد بن أحمد الجويني، وأبو بكر بن رجاء ابن السندي ولم أقف على ترجمتها، وبقية رواته ثقات. والأبيات ذكرها ابن سعد في الطبقات (3/ 112)، مع خلاف يسير في بعض الكلمات، وزاد بيتين آخرين كما تقدم ذكرها عند الحاكم، وابن كثير في البداية والنهاية (7/ 260)، والتبريزي في شرح ديوان الحماسة (3/ 71)، وابن عقيل في شرح ابن عقيل (1/ 381).
4403 - [1] أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، أنا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَلِ وَاصْطَفُّوا، دعا علي رضي الله عنه الزبير رضي الله عنه، فأتاه فقال: أنشدك الله تعالى أَمَا تَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ"؟ قال رضي الله عنه: اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَمَا ذَكَرْتُهُ قَبْلَ مَقَامِي هَذَا، فَانْطَلَقَ رَاجِعًا، فَلَمَّا رَآهُ صَاحِبُهُ تَبِعَهُ، يَعْنِي: طلحة رضي الله عنه، فرماه مروان بسهم، فشدّ فخذه بحديد السَّرْجِ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا أبو إسرائيل، به.
4403 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه علتان: 1 - فيه أبو إسرائيل الملائي، وهو صدوق سيّء الحفظ، ونسب إلى الغلو في التشيع، والحديث في بدعته. 2 - الإِسناد منقطع، لأن الحكم بن عتيبة ولد بعد وقعة الجمل، فقد ولد سنة ست وأربعين كما في سير أعلام النبلاء (5/ 208)، وكانت وقعة الجمل سنة ست وثلاثين. وللحديث شواهد صحيحة يرتقى بها، كما سيأتي في التخريج.
تخريجه: أخرجه إسحاق في مسنده, كما في المطالب العالية هنا, ولم أجد من أخرجه غير إسحاق بهذا الإِسناد. وهذا الحديث يتضمن أمرين: 1 - قول علي رضي الله عنه للزبير يوم الجمل وانصراف الزبير عن القتال، وهذا ورد عن علي رضي الله عنه من طرق متعددة، وسيأتي الكلام عليه بالتفصيل في حديث رقم (4404). 2 - قتل مروان طلحة رضي الله عنه حيث رماه بسهم فقتله، وقد ورد هذا =
= المعنى عن قيس بن أبي حازم وغيره من التابعين وهو كالآتي: 1 - رواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم قال: رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة بن عبيد الله يومئذِ بسهم، فوقع في ركبته، فما زال يسبح إلى أن مات. أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 223)، قال: أخبرنا أبو أُسامة. والحاكم في المستدرك (3/ 371)، من طريق يحيى بن سليمان الجعفي، عن وكيع. والطبراني في الكبير (1/ 72: 201)، من طريق يحيى بن سليمان، عن وكيع. كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، به، بنحوه (وسياق ابن سعد أطول من قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 105)، "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح" وقال الحافظ ابن حجر في الإِصابة (3/ 22)، "سنده صحيح". 2 - رواه قتادة عن الجارود بن أبي سبرة قال: نظر مروان بن الحكم إلى طلحة بن عبيد الله يوم الجمل فقال: لا أطلب بثأري بعد اليوم، فرماه بسهم فقتله. أخرجه خليفة بن خياط في تاريخه (ص 181)، عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، به. قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وقال الحافظ في الإِصابة (2/ 222)، إسناده صحيح. 3 - أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 223)، عن روح بن عبادة، عن ابن عون، عن نافع قال: كان مروان مع طلحة في الخيل، فرأى فرجة في درع طلحة، فرماه بسهم فقتله. 4 - أخرجه ابن سعد أيضًا في الطبقات (2/ 223)، عن روح بن عبادة، عن =
= عوف قال: بلغني أن مروان بن الحكم رمى طلحة يوم الجمل. وجملة القول إن أثر الباب ضعيف بإسناد إسحاق، ولكنه روي من طريق أخرى صحيحة، وعليه فإن أثر الباب بهذه الشواهد حسن لغيره. موقف أبي بكر بن العربي من هذا الخبر: ذهب العلامة أبو بكر بن العربي في كتابه: "العواصم من القواصم" (ص 157)، إلى إنكار هذا الخبر حيث يقول: "من يعلم هذا الإعلام الغيوب ولم ينقله ثبت". اهـ. وعلق عليه الأستاذ الكبير محب الدين الخطيب قائلًا: وهذا الخبر عن طلحة ومروان "لقيط" لا يعرف أبوه ولا صاحبه، وما دام لم ينقله ثبت بسند معروف عن رجال ثقات، فإن للقاضي ابن العربي أن يقول بملء فيه: "ومن يعلم هذا إلَّا علام الغيوب"!!. ولكن هذا الموقف من العالمين الجليلين غير صحيح، فقد ثبت هذا الخبر من طرق متعددة، وقد حكم عليه بالصحة كل من الإِمام الذهبي كما في تلخيص المستدرك (3/ 370)، والهيثمي كما في المجمع (9/ 150)، والحافظ ابن حجر كما في الإِصابة (2/ 222).
4454 - وقال إسحاق: أخبرنا يعلي بن عبيد، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ رَجُلٍ مِنْ حَيَّةَ، قَالَ: خَلَا عَلِيٌّ بِالزُّبَيْرِ رضي الله عنهما يوم الجمل فقال: أنشدك الله تعالى، كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ وَأَنْتَ لَاوِي يَدِي فِي سَقِيفَةِ بَنِي فُلَانٍ: "لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ لَهُ ظَالِمٌ، ثُمَّ لَيُنْصَرَنَّ عَلَيْكَ" فَقَالَ: قَدْ سمعتُ، لَا جَرَمَ، لا أقاتلك.
4404 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه علتان: 1 - فيه عبد السلام رجل من حية، لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا. 2 - فيه انقطاع، لأن عبد السلام لم يثبت سماعه من علي والزبير رضي الله عنهما كما قال البخاري، وقال العقيلي في الضعفاء (3/ 65)، "لا يروى هذا المتن من وجه يثبت". وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 364)، هذا حديث لا يصح، لأن عبد السلام مجهول" وقال الدارقطني في العلل (4/ 246)، عبد السلام هذا لم يدرك الزبير وهو مرسل.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 283)، عن يعلي بن عبيد، به، بمثله. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 65)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 364). حدَّثنا محمَّد بن إسماعيل، عن يعلي بن عبيد، به، وقال العقيلي: "لا يروى هذا المتن من وجه يثبت". وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (6/ 386)، من طريق يعلي بن عبيد، به. وروى هذا الحديث من طرق متعددة، عن علي رضي الله عنه ومنها ما يلي: الطريق الأول: رواه يحيى بن آدم، عن أبي إسرائيل الملائي، عن الحكم بن عتيبة، عن علي رضي الله عنه أنه قال: فذكره بنحوه. =
= أخرجه إسحاق بن راهويه كما في المطالب العالية. (انظر: حديث رقم 4403). قلت: هذا إسناد ضعيف، وقد تقدمت دراسته في حديث رقم (4403). الطريق الثانية: رواه عبد الرزاق في المصنف (11/ 241)، عن معمر، عن قتادة قال: لما ولى الزبير يوم الجمل بلغ عليًا فقال: لو كان ابن صفية يعلم أنه على حق، ما ولّى، قال: وذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقيهما في سقيفة بني ساعدة فقال: أتحبه يا زبير؟ فقال: وما يمنعني؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فكيف أنت إذا قاتلته وأنت ظالم له"؟ قال: فيرون إنما ولى لذلك. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 414)، وقال: هذا مرسل. قلت: هذا إسناد ضعيف، لأنه مرسل، فقد رواه قتادة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة وهو تابعي ولهذا قال البيهقي هذا مرسل". الطريق الثالثة: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 284)، عن يزيد بن هارون، عن شَرِيكٌ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، حدَّثني مَنْ رأى الزبير رضي الله عنه يقعص الخيل بالرمح قعصًا، فثوب به علي: يا عبد الله، يا عبد الله، قال: فأقبل حتى التقت أعتاق دوابهما. قال: فقال له علي: أنشدك بالله فذكره بمعناه. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه علتان: 1 - فيه راوٍ مبهم، غير مسمى، وهو الذي روى القصة. 2 - فيه شريك بن عبد الله النخعي، وهو صدوق كثير الخطأ كما في التقريب (ص 266: 2787). (وانظر: درجته في حديث رقم (4409). الطريق الرابعة: رواه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الرقاشي، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي جِرْو الْمَازِنِيِّ، قَالَ: شهدت عليًا والزبير رضي الله عنهما حين توافقا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا زبير: أنشدك الله ... فذكره بنحوه. أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 30: 666)، وأبو العرب في كتاب المحن =
= (ص 93)، والحاكم (3/ 367)، ومن طريقه البيهقي في الدلائل (6/ 415)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 364)، كلهم مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الملك الرقاشي، به. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه ثلاث علل: 1 - فيه أبو جرو المازني، وهو مجهول كما في الميزان (4/ 510: 10061). (وانظر: التهذيب 12/ 54 رقم 213). 2 - فيه عبد الملك بن مسلم الرقاشي، وذكره البخاري في تاريخه (5/ 413)، وأشار لحديثه هذا، وقال: "لم يصح حديثه" وذكره العقيلي وابن عدي والذهبي في "الضعفاء" اعتمادًا على كلمة البخاري هذه. (انظر: الضعفاء الكبير 3/ 35، الكامل لابن عدي 5/ 1944، الميزان 2/ 664، التهذيب 6/ 425). 3 - فيه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مسلم الرقاشي، وهو الذي قال عنه البخاري "فيه نظر" وقال أبو حاتم "في حديثه نظر". (انظر: الجرح والتعديل 5/ 157 الضعفاء الكبير 2/ 300، الميزان 2/ 488، التهذيب 6/ 12، رقم 17). الطريق الخامسة: أخرجه أبو العرب في كتاب المحن (ص 96)، من طريقه عن إسماعيل بن أبان، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يقول يوم الجمل فذكره بمعناه. قلت: فيه يزيد بن أبي زياد الهاشمي، مولاهم، الكوفي، وهو ضعيف، كبر فتغير، وصار يتلقن، وكان شيعيًا. (انظر: التقريب ص 601: 7717، التهذيب 11/ 329). الطريق السادسة: أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 366)، من طريق محمَّد بن سليمان العابد، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم قال: قال علي للزبير: أما تذكر يوم كنت أنا وأنت في سقيفة قوم من الأنصار- فذكره بنحوه. =
= قلت: سكت عنه الحاكم وأعله الذهبي بقوله: "العابد لا يعرف، والحديث فيه نظر". والعابد هذا هو محمَّد بن سليمان، ولم أجد من ترجم له سوى ابن حجر في اللسان (5/ 184) رقم (645) اعتمادًا على كلام الذهبي هنا حيث قال: "لا يعرف" ومع جهالة العابد هذا فإنه وَهِمَ في الحديث، فقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: "وليس هذا من حديث قيس، وإنما رواه إسماعيل، عن عبد السلام، رجل من حية، كذا قال يعلى عن إسماعيل". (انظر: العلل للدارقطني 4/ 246). الطريق السابعة: أخرجه الحاكم أيضًا (3/ 366)، من طريق عبد الله بن الأجلح، عن أبيه، عن يزيد الفقير، وفضل بن فضالة، كلاهما عن أبي حرب بن الأسود الديلي، به. قلت: في إسناده أجلح بن عبد الله الكندي، وثقه ابن معين، وأحمد بن عبد الله العجلي. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي يكتب حديث ولا يحتج به، وقال النسائي: ضعيف ليس بذاك وكان له رأي سوء. وقال ابن عدي: شيعي صدوق. وقال أبو داود: ضعيف. وقال ابن سعد: كان ضعيفًا جدًا. وقال العقيلي: روي عن الشعبي أحاديث مضطربة، لا يتابع عليها وقال ابن حبّان: كان لا يدري ما يقول: جعل أبا سفيان أبا الزبير. (انظر: الميزان 1/ 78، التهذيب 1/ 189، التقريب ص 196). وجملة القول أنه ضعيف، لأن الجرح مفسر. ومع ذلك فقد اختلف الحاكم وشيخ البيهقي في سند الحديث، فكلاهما يرويه، عن أبي عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر لكن زاد شيخ البيهقي كما في الدلائل (6/ 414 - 415)، في الإِسناد والد يزيد، ووالد أبي حرب. وبالجملة، فليس في طرق الحديث طريق تسلم من الضعف، وقد يقال إن الحديث بمجموع هذه الطرق يرتقي لدرجة الحسن لغيره، والجواب أن الحديث معلول المتن كما يظهر من عبارات من سبق من الأئمة، ومن ضمنهم العقيلي حيث قال في الضعفاء =
= (2/ 300)، بعد أن ذكر الحديث: "الأسانيد في هذا لينة" وذكر قول البخاري عن حديث عبد الملك الرقاشي: "لم يصح حديثه" وقال في الضعفاء (3/ 65)، "لا يروى هذا المتن من وجه يثبت". وذكر ابن الجوزي بعض طرقه في العلل المتناهية (2/ 364 - 365)، وقال: "هذا حديث لا يصح" وهذا الذي عناه الذهبي بقوله: (كما سبق): "والحديث فيه نظر" والله تعالى أعلم.
4405 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حدَّثني أَبُو عَوْنٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: قَالَ سليمان بن ورد للحسن بن علي رضي الله عنهما: اعْذُرْنِي (¬1) عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ الْحَسَنُ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ الْجَمَلِ وَهُوَ يَلُوذُ بِي، وَهُوَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي متُّ قَبْلَ هَذَا بِكَذَا وَكَذَا سَنَةٍ. قَالَ شُعْبَةُ: فَلَقِيتُ مَنْصُورًا فَقَالَ: مَا يَدْرِي ذَلِكَ الْأَعْوَرُ، يَعْنِي: أَبَا عَوْنٍ. ¬
4405 - درجته: الأثر صحيح بهذا الإِسناد، رواته ثقات، والله أعلم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 109)، وقال: "رواه مسدّد موقوفًا ورواته ثقات".
تخريجه: أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (1/ 80: 177)، وابن أبي شيبة في المصنف (15/ 288)، والحارث كما في بغية الباحث (3/ 950)، كلهم من طريق شعبة، به. ولفظ الحارث: عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَد قَالَ: جِئْتُ إِلَى الحسن رضي الله عنه فَقُلْتُ: اعْذُرْنِي عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَيْثُ لَمْ أحضر الوقعة، فقال الحسن رضي الله عنه: مَا تَصْنَعُ بِهَذَا؟ لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَلُوذُ بِي وَهُوَ يَقُولُ: (يَا حَسَنُ! لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا بعشرين سنة). والأثر مروي عن علي رضي الله عنه من طرق متعددة، ومنها: الطريق الأول: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 282)، عن يحيى بن =
= ادم، عن أبي بكر، عن عاصم، عن أبي صالح قال: قال علي يوم الجمل: وددت أني كنت متُّ قبل هذا بعشرين سنة. وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن (1/ 78: 170)، حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صالح، به. الطريق الثانية: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 269)، حدَّثنا ابن إدريس، عن ليث، عن طلحة بن مصرف، أن عليًا أجلس طلحة يوم الجمل ومسح عن وجهه التراب؛ ثم التفت إلى الحسن فقال: إني وددت أني متُّ قبل هذا. وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 113: 202)، والحاكم في المستدرك (3/ 372)، كلاهما من طريق ليث، عن طلحة بن مصرف، به. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 150)، وإسناده حسن. الطريق الثالثة: أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 114: 203)، من طريق قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عباد، قال سمعت عليًا رضي الله عنه يوم الجمل يقول لابنه الحسن: يا حسن، وددت أني كنت متُّ منذ عشرين سنة. وقال الهيثمي في المجمع (9/ 150)، "رواه الطبراني وإسناده جيد". وانظر مزيدًا من طرق هذا الأثر في الفتن لنعيم بن حماد (1/ 80 - 81).
4406 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، عَنْ شعبة، عن محمَّد بن عبيد الله بن أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ (عَنْ أَبِي الضُّحَى) (¬1) عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ: جِئْتُ إِلَى الْحَسَنِ رضي الله عنه فَقُلْتُ: اعْذُرْنِي عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَيْثُ لَمْ أحضر الوقعة، فقال الحسن رضي الله عنه: مَا تَصْنَعُ بِهَذَا، لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَلُوذُ بِي وَهُوَ يَقُولُ: يَا حَسَنُ لَيْتَنِي متُّ قَبْلَ هذا بعشرين سنة. ¬
4406 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد، رواته ثقات.
تخريجه: أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (3/ 950). والأثر مروي من طرق متعددة عن الحسن رضي الله عنه، تقدم تخريجها في الحديث المتقدم.
4407 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صالح، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ سعيد، عن جميع بن عمير، قَالَ: إِنَّ أُمَّهُ وَخَالَتَهُ دَخَلَتَا عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها ... فذكر الحديث، قالتا: فأخبرينا عن علي رضي الله عنه قالت: أي شيء تسألينني عَنْ رَجُلٍ وَضَعَ يَدَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَوْضِعًا فَسَالَتْ نَفْسُهُ فِي يَدِهِ، فَمَسَحَ بِهَا وجهه، قالتا: فلم خرجت عليه؟ قالت رضي الله عنها: أمر قضي، فوددت أني أفديه مما على الأرض. ¬
4407 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه صدقة بن سعيد، وجميع بن عمير، وكلاهما ضعيف، ولأن فيه عبد الرحمن بن صالح وجميع بن عمير وكلاهما رمي بالتشيع، والحديث في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
تخريجه: رواه أبو يعلى في مسنده كما في المقصد العلي (ق 125) كتاب المناقب، باب مناقب أهل البيت. ولم أجد من خرجه غير أبي يعلى، والله تعالى أعلم.
4408 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُمَرَ (¬1) بْنِ الْهَجَنَّعِ، عَنْ أبي بكرة رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ لَهُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُقَاتِلَ مع نُصْرَتِكَ يَوْمَ الْجَمَلِ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "يَخْرُجُ قَوْمٌ هَلْكَى لَا يُفْلِحُونَ، قَائِدُهُمُ امْرَأَةٌ، قَائِدُهُمْ فِي الجنة". [2] وقال البزّار: حدَّثنا محمَّد بن عمر، وأحمد بن منصور قالا: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ، بِهِ، وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْجَبَّارِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ بلاك بن يقطر، عن أبي بكرة رضي الله عنه. ¬
4408 - [1] درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه ثلاث علل: 1 - عبد الجبار بن العباس، صدوق شيعي، والحديث يؤيد بدعته. 2 - عطاء بن السائب، ثقة، اختلط في آخر عمره، ولم أجد من صرح بأن عبد الجبار بن العباس أخذ عنه قبل الاختلاط أو بعده، فيتوقف فيه. 3 - فيه عمر بن الهجنع، وهو مجهول. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 111)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة والبزار: وسكت عليه. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 234): رواه البزّار، وفيه عمر بن الهجنع ذكر الذهبي في ترجمته هذا الحديث في منكراته، وعبد الجبار بن العباس قال أبو نعيم: =
= لم يكن بالكوفة أكذب منه، ووثقه أبو حاتم. اهـ. وذكره الشيخ الألباني في السلسة الضعيفة (16/ 2 ح 531)، وقال: "إنه منكر".
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 265)، والبزار كما في الكشف (4/ 95: 3276)، والبيهقي في الدلائل (6/ 412)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 10)، كلهم من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، به. وقال ابن الجوزي: "هذا حديث موضوع، والمتهم بوضعه عبد الجبار، فإنه كان من كبار الشيعة، قال أبو نعيم، الفضل بن دكين: لم يكن بالكوفة أكذب منه". اهـ. قلت: هذه مبالغة من الإِمام ابن الجوزي فقد حكم على الحديث بالوضع لأجل عبد الجبار، وذلك لأن الأئمة يرون الاحتجاج بحديث المبتدع إن كان صدوقًا أو ثقة، والحديث لا يؤيد بدعته، وعبد الجبار هذا ليس وضاعًا عند جمهور الأئمة، وعليه فإن حديثه لا يكون موضوعًا، بل هو ضعيف كما تقدم في درجة الحديث، لذا تعقبه السيوطي في اللآلي المصنوعة (1/ 408) ثم ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 422) بأن العقيلي أورده في ترجمة عمر بن الهجنع وقال: لا يتابع عليه ولا يعرف إلَّا به. وأصل هذا الحديث ثابت عن أبي بكرة رضي الله عنه بلفظ آخر في الصحيح وغيره. قال أبو بكرة رضي الله عنه، لقد نفعني الله بكلمة سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أيام الجمل بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل. فأقاتل معهم، قال: لما بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال: "لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة". =
= أخرجه البخاري كما في الفتح (58/ 13: 7099) كتاب الفتن، وفي كتاب المغازي (8/ 732: 4425)، بَابُ: كِتَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى كسرى وقيصر، وأحمد في المسند (5/ 43، 47)، والترمذي (2262) في الفتن، باب رقم (75)، والنسائي في سننه (8/ 227) في آداب القضاء، باب النهي عن استعمال النساء في الحكم، وابن حبّان كما في الإِحسان (10/ 375: 4516)، والحاكم في المستدرك (8/ 113) و (4/ 291) كلهم من طرق عن الحسن عن أبي بكرة رضي الله عنه. وجملة القول أن حديث الباب ضعيف بإسناد الباب، ولكن معناه صحيح، ورد من طريق أخرى صحيحة في صحيح البخاري وغيره.
4408 - وقال أبو بكر: حدَّثنا يزيد، ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، حدَّثني مَنْ رأى الزبير رضي الله عنه يقعص الخيل (يعني يوم الجمل) فنوّه به علي رضي الله عنه يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ! فَأَقْبَلَ حَتَّى الْتَقَتْ أعناق دوابهما، فقال له علي رضي الله عنه: نشدتك بالله عَزَّ وَجَلَّ أَتَذْكُرُ يَوْمًا أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا أُنَاجِيكَ، فَقَالَ: "أَتُنَاجِيهِ، وَاللَّهِ ليقاتلنك وهو لك ظالم " قال: فضرب الزبير رضي الله عنه وجه دابته وانصرف.
4409 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه علتان. 1 - فيه راو مبهم غير مسمى، وهو الذي روى القصة. 2 - فيه شريك بن عبد الله النخعي، وهو ضعيف من جهة حفظه.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 283: 19674)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (6/ ق 382). والحديث روى عن علي رضي الله عنه من طرق متعددة تقدم تخريجهما مفصلًا في حديث رقم (4404)، ولا يخلو طريق منها عن ضعف.
4410 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي جِرْو الْمَازِنِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا والزبير رضي الله عنهما حين توافقا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "يَا زُبَيْرُ، أَنْشُدُكَ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِنَّكَ تُقَاتِلُ عَلِيًّا وأنت ظالم؟ " قال رضي الله عنه: نَعَمْ، وَلَمْ أَذْكُرْ ذَاكَ إلَّا فِي مَقَامِي هذا، ثم انصرف رضي الله عنه.
4410 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه علل: 1 - فيه أبو جرو المازني وهو مجهول. 2 - فيه عبد الملك بن مسلم الرقاشي وهو لين الحديث. 3 - فيه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الرقاشي وهو ضعيف. قال الهيثمي في المجمع (7/ 235): رواه أبو يعلى، وفيه عبد الملك بن مسلم قال البخاري: (لم يصح حديثه).
تخريجه: الحديث مداره على عبد الله بن محمَّد الرقاشي ورواه عنه اثنان: أبو عاصم النيل، وجعفر بن سليمان. 1 - أما رواية أبي عاصم النيل عن عبد الله الرقاشي، فقد اختلف فيها على أبي عاصم على وجهين: الوجه الأول: رواه أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الدروقي، عنه عن عبد الله، عن جده عبد الملك، عن أبي جرو المازني، به، نحو الرواية السابقة. أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 29: 30: 666)، ومن طريقه أخرجها ابن عساكر في تاريخه (6/ ق 383). الوجه الثاني: رواه أبو قلابة عبد الملك بن محمَّد الرقاشي، عنه، عن عبد الله =
= عن جده عبد الملك، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي قال: شهدت الزبير ... الحديث، بنحوه. أخرجها الحاكم (3/ 366)، وقال: "هذا حديث صحيح عن أبي حرب بن أبي الأسود". قلت: مما تقدم يتبين أن الوجه الأول هو الراجح، لأن يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن أفلح العبدي مولاهم، ثقة، حجة، ومخالفة أبي قلابة له لا يعتد بها، فإنه صدوق، يخطئ تغير حفظه لما سكن بغداد، وشيخ الحاكم روى عنه هذا الحديث ببغداد. (انظر: تاريخ بغداد 10/ 425، 427، التهذيب 6/ 419، التقريب ص 365: 4210). 2 - أما رواية جعفر بن سليمان، أخرجها الحاكم، (3/ 367) من طريق قطن بن بشير، وخالد بن يزيد العرني، كلاهما عن جعفر، عن عبد الله، به، بنحوه، ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 415). وأخرجها العقيلي في الضعفاء (2/ 300 و 3/ 35) من طريق خالد بن يزيد أيضًا عن جعفر، عن عبد الله، به، بنحوه. ومن طريق العقيلي أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 364 - 365)، وجملة القول أن الحديث ضعيف بهذا الإِسناد، لأن مداره على عبد الله بن محمَّد الرقاشي، وهو ضعيف، وجده عبد الملك بن مسلم الرقاشي لين الحديث. وللحديث طرق أخرى عن علي رضي الله عنه وكلها ضعيفة، والحديث معلول المتن. (انظر: التفصيل في حديث رقم (4404).
22 - باب مقتل عمار رضي الله عنه بصفين وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "تقتل عمارا الفئة الباغية"
22 - باب مقتل عمار رضي الله عنه بِصِفِّينَ وَقَوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ" 4411 - [1] قَالَ مُسَدَّدٌ حدَّثنا عَبْدُ الوارث (¬1) عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي الهذيل قال: إن عمار بن ياسر رضي الله عنه كَانَ رَجُلًا ضَابِطًا، وَكَانَ يَحْمِلُ حَجَرَيْنِ حَجَرَيْنِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَلَقَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ فَقَامَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَيَقُولُ: "وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ". [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا عبد الوارث بِهَذَا. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ، ثنا عبد الوارث فذكره في حديث. ¬
4411 - درجته: هذا الحديث ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن ابن أبي الهذيل لم يدرك القصة، وقد =
= رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة، وعلى هذا فهو إرسال. أما إسناد الحارث فهو ضعيف جدًا، لأن فيه العباس بن الفضل، وهو ذاهب الحديث. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 109)، وقال: "رواه مسدّد والحارث مرسلًا".
تخريجه: أخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 633: مخطوط)، من طريق مسدّد بن مسرهد، به بلفظه. وأخرجه الحارث في بغية الباحث (4/ 1213: رسالة دكتوراه)، عن العباس بن الفضل، عن عبد الوارث، به. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 193: المختصر)، (4180، 4181)، عن جعفر بن مهران، عن عبد الوارث، عن أبي التياح الضبعي، عن أنس بن مالك قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- المدينة نزل في علو المدينة. فذكر قصة بناء المسجد فلما فرغ منه قال: "قال أبو يحيى: فحدَّثني ابن أبي الهذيل إِنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ كَانَ رَجُلًا ضَابِطًا .. فذكره بنحو حديث الباب. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 240)، عن عفان بن مسلم عن عبد الوارث، به. وللحديث شواهد متعددة وبعضها في الصحيحين وقد رواه أكثر من خمسة وعشرين صحابيًا: 1 - أخرجه البخاري في صحيحه مع الفتح (1/ 644)، كتاب الصلاة، باب التعاون في بناء المسجد، عن عكرمة، عن أبي سعيد الخدري نحوه، ومسلم في صحيحه (4/ 2235)، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن أبي قتادة نحوه. =
= ويتبين مما سبق إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لم يسمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- وإنما سمعه من أبي قتادة فروايته عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلة، ومراسيل الصحابة صحيحة، وبالأخص إذا علم أنه يرويه عن صحابي آخر، والله أعلم. 2 - أخرجه الإِمام مسلم في صحيحه (4/ 2236)، كتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، وأحمد في مسنده (6/ 311)، والنسائي في الخصائص (ص 168، عن أم سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال لعمار: "تقتلك الفئة الباغية". 3 - أخرجه الترمذي (5/ 333)، وابن عدي (4/ 1495)، من طريق الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه. 4 - أخرجه أبو يعلى في معجمه (ص 311)، والطبراني في الصغير (1/ 187)، والخطيب في تاريخه (11/ 218)، من طريق يحيى ابن عيسى الرملي عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به. 5 - أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (4/ 1212: رسالة دكتوراه)، ومن طريق الحارث أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 361)، والذهبي في السير (4/ 171) عن عمار بن ياسر. وهو الحديث القادم في المطالب. 6 - أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 240)، وأحمد في مسنده (4/ 199)، والحاكم (2/ 155)، (3/ 386)، والبيهقي في السنن (8/ 189)، من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ محمَّد بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم عن أبيه، عن عمرو بن حزم وعمرو بن العاص وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وأخرجه أحمد في المسند (4/ 197)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 198)، من طريق عمرو بن دينار عن رجل من أهل مصر، عن عمرو بن العاص وحده، به. =
= 7 - أخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 641)، من طريق محمَّد المنكدر عن جابر. وأخرجه أيضًا (12/ 642)، من طريق سعيد بن المرزبان عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر رضي الله عنه به. 8 - أخرجه الخطيب (5/ 315)، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 642)، من طريق أبي عوانة عن أبي عمرو بن العلاء، عن الحسن، عن أنس. 9 - أخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 639)، من طريق عبد المؤمن بن عباد، عن يزيد بن معن، حدَّثني عبد الله بن شرحبيل، عن رجل من قريش، عن زيد بن أبي أوفى جابر رضي الله عنه به. 10 - أخرجه البزّار (253/ 3: كشف الأستار)، وابن جرير في تاريخه (3/ 98)، والحاكم (2/ 148)، (3/ 391)، من طريق مسلم الأعور، عن حبَّة العرني، عن حذيفة جابر رضي الله عنه به. وهو ضعيف جدًا، لأن فيه حبة بن جوين وهو متروك. 11 - أخرجه ابن عدي (7/ 2511)، وابن عساكر في تاريخه (12/ 639)، من طريق ناصح بن عبد الله عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة. 12 - أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 259)، وأحمد في المسند (5/ 214)، والطبراني في الكبير (4/ 98)، وابن عساكر (12/ 641)، من طريق محمَّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال: ما زال جدي كافا سلاحه يوم الجمل حتى قتل عمار بصفين، غسل سيفه فقاتل حتى قتل، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تقتل عمارًا الفئة الباغية". وهو مرسل، ورجاله ثقات، إلَّا محمَّد بن عمارة ترجم له ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه شيئًا (الجرح: 8/ 44). 13 - أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 300)، وابن عساكر (12/ 638)، من =
= طريق محمَّد بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، عن أبيه، عن جده، به. 14 - أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 200)، والخطيب في تاريخه (12/ 186)، من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه به. وفيه: المعلي بن عبد الرحمن الواسطي، قال عنه الدارقطني: ضعيف، كذاب. 15 - أخرجه أبو يعلى في مسنده (13/ 353: 7364)، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 319)، من طريق جرير سمعت شيخًا يحدَّث عن مغيرة، عن ابنة هشام بن الوليد، عن معاوية، به. وإسناده ضعيف، لأن الشيخ مبهم، وابنة هشام مجهولة. 16 - أخرجه ابن عساكر (12/ 636)، من طريق عبد الله بن أبي نجيح، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه به. 17 - أخرجه ابن عساكر (12/ 638)، عن ابن مسعود كما أخرجه البزّار في كشف الأستار (3/ 253) وذكر الحافظ في المطالب حديث رقم (4413)، أن أبا يعلى أخرجه. 18 - أخرجه الخطيب (7/ 414)، من طريق يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عمر. ويزيد بن أبي زياد هو الهاشمي، قال عنه الحافظ بن حجر في التقريب: "ضعيف كبر فتغير وصار يتلقن به". 19 - أخرجه ابن عساكر (12/ 641)، من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أبيه، به. 20 - أخرجه ابن-صلى الله عليه وسلم- (12/ 642)، من طريق جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أمامة. وجعفر بن الزبير هو الحنفي، قال الذهبي: متهم تركه أحمد وغيره. =
= 21 - فقد أخرجه ابن عساكر (12/ 641)، من طريق يحيى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أبي بكر بن حفص، عن رجل، عن أبي اليسر (كعب بن عمرو) ويحيى بن سلمة قال عنه النسائي وغيره: متروك. 22 - أخرجه ابن عساكر (12/ 642)، من طريق أمه الأعلى بنت الخلف عن خالتها، عن عائشة. قلت: ولا ريب أن هذا الحديث متواتر، فقد رواه جمع غفير من الصحابة وقد صرح بتواتره الإِمام ابن عبد البر فى الاستيعاب (2/ 474)، فقال: "وتواترت الآثار عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قال: تقتل عمارًا الفئة الباغية". وهذا من إخباره بالغيب، وإعلام نبوّته -صلى الله عليه وسلم- وهو من أصح الأحاديث". وكذلك صرح بتواتره الذهبي في السير (1/ 421)، وابن حجر في الإِصابة (2/ 506)، وغيرهم من الأئمة. وأما ما نقله ابن الجوزي في العلل (2/ 365)، عن الخلال أن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وأبا خيثمة، والمعيطي ذكروا هذا الحديث "تقتل عمارًا الفئة الباغية"، فقال أحمد: قد روي في عمار تقتله الفئة الباغية، ثمانية وعشرون حديثًا ليس فيها حديث صحيح، فقد نقل شيخ الإِسلام ابن تيمية عن أحمد ما يدل على أنه رجع عن قوله ذلك وصحح الحديث، فقال في منهاج السنَّة (4/ 414)، "الحديث ثابت في الصحيحين، وقد صححه أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة، وإن كان قد روي عنه أنه ضعفه، فآخر الأمرين منه تصحيحه, قال يعقوب بن شيبة في مسنده في المكيين في مسند عمار بن ياسر لما ذكر أخبار عمار: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في عمار: "تقتلك الفئة الباغية"، فقال أحمد: قتلته الفئة الباغية كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: في هذا غير حديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكره أن يتكلم في هذا بأكثر من هذا".
4412 - وقال الحارث: حدَّثنا عبيد الله (¬1) بن محمَّد، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الباغية". ¬
4412 - درجته: هذا الحديث صحيح بهذا الإِسناد، لأن جميع رواته ثقات، وحماد بن سلمة وإن كان حفظه تغير في آخر عمره، إلَّا أن ذلك التغيير لا يخل بحديثه، فقد قال ابن معين: "حديثه في أول أمره وآخره واحد" وخاصة أنه لم يخالف الثقات في هذا الحديث، بل وافقهم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 109)، وسكت عليه).
تخريجه: أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (4/ 1212: رسالة دكتوراه). ومن طريق الحارث أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 361)، والذهبي في السير (4/ 171: في ترجمة عمار بن ياسر)، وقال الذهبي: تابعه عبد الوارث عن أبي التياح. قلت: سبق الكلام على حديث عبد الوارث ولكنه حديث مرسل، حيث رواه ابن أبي الهذيل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة، وأما حديث الباب فهو متصل، ويستفاد منه أن ابن أبي الهذيل روى هذا الحديث بواسطة عمار عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والله أعلم. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 635: مخطوط)، من طريق عبيد الله بن محمَّد بن حفص، به، بنحوه. =
= والحديث له شواهد متعددة حيث رواه أكثر من خمسة وعشرين صحابيًا، وقد تقدم الكلام على هذه الشواهد. طريق أخرى: أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 252)، عن الفضل، عن أسود بن عامر، عن شريك، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الهذيل، به.
4413 - وقال أبو يعلى: حدَّثنا أبو سعيد، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ حبَّة، قال: قال ابن مسعود لحذيفة رضي الله عنهما، إِنَّ الْفِتْنَةَ قَدْ وَقَعَتْ فحدَّثني مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ، قَالَ رضي الله عنه: سمعته -صلى الله عليه وسلم- يقول لابن سمية رضي الله عنه: "ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية".
4413 - درجته: ضعيف جدًا، بهذا الإِسناد، فيه علتان: 1 - فيه مسلم بن كيسان الأعور، وهو متروك الحديث. 2 - فيه حبَّة بن جوين العرني، وهو ضعيف غال في التشيع، والحديث في بدعته. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 297)، من حديث حذيفة وقال: "رواه الطبراني وفيه مسلم بن كيسان الأعور وهو ضعيف" قلت: بل هو متروك الحديث كما تقدم.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع، ولا في "المقصد العلي" ولعله في مسنده الكبير. وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 253)، عن علي بن المنذر، عن محمَّد بن فضيل، عن مسلم الأعور، عن حبَّة، قال: اجتمع حذيفة وأبو مسعود، فقال أحدهما لصاحبه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تقتل عمارًا الفئة الباغية" وصدقه الآخر. وأخرجه الطبري في تاريخه (3/ 98)، عن محمَّد بن عباد بن موسى عن محمَّد بن فضيل، عن مسلم الأعور، به، بنحوه، وزاد في آخره. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 148) و (391)، من طريق مسلم الأعور، به، بنحوه. =
= وقال: "هذا حديث له طرق بأسانيد صحيحة أخرجا بعضها ولم يخرجا بهذا اللفظ" وقال الذهبي: مسلم بن كيسان تركه أحيد وابن معين. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 639)، من طرق عن مسلم الأعور، به، بنحوه. وجملة القول أن حديث الباب ضعيف جدًا بإسناد أبي يعلى، وعليه فإنه لا يتقوى بغيره ومعناه صحيح، رواه أكثر من خمسة وعشرين صحابيًا.
4414 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تقتل عمارًا رضي الله عنه الفئة الباغية" (1).
4414 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن فيه الليث بن أبي سليم بن زنيم، وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات، وقد روي هذا الحديث من طرق متعددة مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنهما وأكثرها صحيحة وسيأتي الكلام عليها في تخريج الحديث.
تخريجه: أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (4/ 9)، عن عمرو بن علي ومحمد خلف كلاهما عن المعتمر بن سليمان به، بلفظه. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 638)، من طريق معتمر بن سليمان به. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 638)، من طريق معتمر بن سليمان به. وروى هذا الحديث من طرق أخرى وفي بعضها زيادات، مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنه ومنها ما يلي: الطريق الأولى: أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (15/ 291: 19691)، عن يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: حدَّثني الْأَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه إِذْ دَخَلَ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ رضي الله عنه وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنه: لِيَطِبْ أَحَدُكُمَا بِهِ نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "تقتله الفئة الباغية"، فقال معاوية رضي الله عنه، أَلَا تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَكَ يَا عَمْرُو؟ فَمَا بَالُهُ مَعَنَا؟ قَالَ: إِنِّي مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ، إِنَّ أَبِي شَكَانِي فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا وَلَا تَعْصِهِ" فأنا معكم ولست أقاتل. وأخرجه أيضًا ابن سعد في الطبقات (3/ 253)، أحمد في المسند (2/ 164)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 39)، والنسائي في الخصائص (ص 172)، وابن =
= عساكر في تاريخه (12/ 636)، كلهم من طريق يزيد بن هارون، به، بنحوه. قلت: هذا الحديث صحيح، رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 244)، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات. والطريق الثانية: رواها أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ رضي الله عنه قال: إني لأسير مع معاوية رضي الله عنه مُنْصَرَفَهُ مِنْ صِفِّينَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنه إذ قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، يا أبت! أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الفئة الباغية". أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 253)، وأحمد في المسند (2/ 161)، والنسائي في الخصائص (ص 174)، كلهم من طريق أبي معاوية عن الأعمش به. ورواه جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما بنحوه. أخرجه النسائي في الخصائص (ص 173). ولكن إسناده منقطع، لأن عبد الرحمن لم يسمع من عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه. وبينهما عبد الله بن الحارث كما رواه أبو معاوية وغيره من الثقات وقد تقدم ذلك آنفًا. وحيث أن أبا معاوية أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد رواه بواسطة عبد الله بن الحارث فيقدّم على غيره. الطريق الثالثة: أخرجها ابن عساكر في تاريخه (12/ 661)، من طريق أبي يعلى عن عمرو بن مالك، عن يوسف ابن عطية، عن كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْغَادِيَةِ الجهني يقول: حملت على عمار ابن ياسر رضي الله عنه يَوْمَ صِفِّينَ فَدَفَعْتُهُ فَأَلْقَيْتُهُ عَنْ فَرَسِهِ وَسَبَقَنِي إليه رجل من أهل الشام فاحتز رأسه، فاختصمنا إلى معاوية رضي الله عنه فِي الرَّأْسِ، وَوَضَعْنَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، كِلَانَا يَدَّعِي قَتْلَهُ، وَكِلَانَا يَطْلُبُ الْجَائِزَةَ عَلَى رَأْسِهِ وَعِنْدَهُ عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو =
= رضي الله عنهما: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لعمار رضي الله عنه: "تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ بَشِّرْ قَاتِلَ عَمَّارٍ بِالنَّارِ"، إلى آخره. وجملة القول إن الحديث روي من طرق متعددة مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنه وهو بهذه الطرق صحيح لغيره، والله تعالى أعلم. وقد تقدم الكلام على أصل الحديث وهو قوله -صلى الله عليه وسلم- لعمار: "تقتلك الفئة الباغية" في حديث رقم (4411) حيث أنه ثبت في الصحيحين، وقد بلغ حد التواتر عند المحدَّثين.
4415 - وبه إلى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: أتى عمرو بن العاص رضي الله عنه رجلان يختصان في دم عمار وسلبه، فقال عمرو رضي الله عنه: خَلِّيَا عَنْهُ، وَاتْرُكَاهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "أولعت قريش بعمار، قاتل عمار وسالبه رضي الله عنه في النار".
4415 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، لأن فيه الليث بن أبي سليم بن زنيم، وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 297): وقال: (رواه الطبراني وقد صرح ليث بالتحديث ورجاله رجال الصحيح). قلت: لم أجده في المعجم الكبير للطبراني، ولعله في الجزء المفقود منه. وقول الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح" تساهل منه لأن ليث بن أبي سليم روى له البخاري معلقًا وروى له مسلم مقرونًا وهو ضعيف كما تقدم، إلَّا أن للحديث شواهد صحيحية يرتقي بها إلى الصحيح لغيره. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 109) وعزاه لمسدد وأبي بكر بن أبي شيبة وسكت عليه.
تخريجه: هذا الطريق مداره على المعتمر بن سليمان، واختلف عليه فيه على وجهين: الوجه الأول: رواه مسدّد وصالح بن حاتم عنه عن الليث بن أبي سليم بن زنيم، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به. أخرجه مسدّد في مسنده كما في المطالب العالية هنا. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 638)، من طريق صالح بن حاتم عن معتمر، به، بنحوه، وزاد في آخر قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الباغية". الوجه الثاني: رواه عبد الرحمن بن المبارك، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، =
= عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عن عمر بن العاص رضي الله عنهما، به. أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 387) عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، عن يحيى بن محمَّد بن يحيى، عن عبد الرحمن بن المبارك، به. وقال: "تفرّد به عبد الرحمن بن المبارك وهو ثقة مأمون، عن معتمر، عن أبيه، فإن كان محفوظًا فإنه صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وإنما رواه الناس عن معتمر، عن ليث، عن مجاهد". ووافقه الذهبي. قلت: مما تقدم يتبين أن الرواة المختلفين عن المعتمر بن سليمان كلهم ثقات، ولا يمكن ترجيح بعضهم على بعض في التوثيق أو في رواية بعضهم عن المعتمر بن سليمان، لذا نجد الإِمام الحاكم قد علق الحكم بقوله: "فإن كان محفوظًا" ولم يرجح وجهًا على آخر. ولعل الأولى أن يقال: إن الوجه الأول رواه اثنان من الثقات وعليه فإنه أرجح وأما الوجه الثاني فقد تفرّد بن عبد الرحمن بن المبارك. وعلى كل فإن الحديث ضعيف بإسناد مسدّد لضعف الليث بن أبي سليم. طريق آخر عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (4/ 198)، وابن سعد في الطبقات (3/ 260)، عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن أبي حفص وكلثوم بن جبر، عن أبي غادية قال: قتل عمار بن ياسر فأخبر عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن قاتله وسالبه في النار". فقيل لعمرو: فإنك هو ذا تقاتله؟ قال: إنما قال: "قاتله وسالبه". وهذا لفظ أحمد، وزاد ابن سعد قصة قتل أبي غادية عمارًا يوم صفين. قلت: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، وهذا الطريق يقوي حديث الباب فيكون حسنًا لغيره وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 244)، وقال: "رواه أحمد والطبراني بنحوه ... ورجال أحمد ثقات". =
= وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن العاص رضي الله عنه: أخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 661)، من طريق أبي يعلى، عن عمرو بن مالك، عن يوسف بن عطية، عن كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْغَادِيَةِ الْجُهَنِيِّ يَقُولُ: حَمَلْتُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنه يوم صفين، فدفعته فألقيه عَنْ فَرَسِهِ، وَسَبَقَنِي إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشام، فاحتز رأسه، فاختصمنا إلى معاوية رضي الله عنه فِي الرَّأْسِ، وَوَضَعْنَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ كِلَانَا يَدَّعِي قَتْلَهُ، وَكِلَانَا يَطْلُبُ الْجَائِزَةَ عَلَى رَأْسِهِ، وَعِنْدَهُ عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لعمار رضي الله عنه: "تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، بَشِّرْ قَاتِلَ عَمَّارٍ بِالنَّارِ" فتركته من يدي وقلت: لَمْ أَقْتُلْهُ، وَتَرَكَهُ صَاحِبِي مِنْ يَدِهِ فَقَالَ: لم أقتله. فلما رأى ذلك معاوية رضي الله عنه أقبل على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا يَدْعُوكَ إِلَى هَذَا؟. قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول قولًا فأحببت أن أقوله. قلت: وهو ضعيف جدًا لأن فيه يوسف بن عطية وهو متروك. وأخرجه ابن حجر في المطالب العالية (4/ 306)، وعزاه إلى أبي يعلى وسيأتي تحت رقم (4419).
4416 - وقال س أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الحارث رضي الله عنه، قال: إني لأسير مع معاوية رضي الله عنه، مُنْصَرَفَهُ مِنْ صِفِّينَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنه إذ قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: يا أبت! أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ الفئة الباغية".
4416 - درجته: هذا الحديث حسن بهذا الإِسناد، لأن جميع رواته ثقات، ما عدا عبد الرحمن بن زياد، فإنه مختلف فيه، والراجح في أمره أنه لا ينزل عن مرتبة صدوق، والله أعلم. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 241)، في حديث طويل وقال: رواه الطبراني وأحمد باختصار، وأبو يعلى بنحو الطبراني، والبزار بقوله: "تقتل عمارًا الفئة الباغية" عن عبد الله بن عمرو وحده. وذكره الهيثمي أيضًا في المجمع (9/ 296). وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 109)، وعزاه لابن أبي شيبة.
تخريجه: هذا الحديث مداره على الأعمش واختلف عليه على وجهين: الوجه الأول: روى كل من أبي معاوية الضرير، وسفيان الثوري، وأسباط، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنه. أما حديث أبي معاوية: لم أجده في المصنف لابن أبي، شيبة، ولعله في مسنده. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 253)، أحمد في المسند (2/ 161)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (12/ 638)، عن أبي معاوية، عن الأعمش، به، وزاد أحمد: فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟ فقال معاوية لا تزال تأتينا بهنة، أنحن قتلناه، إنما قتله الذين جاؤوا به. =
وأخرجه الإِمام النسائي في الخصائص (174)، من طريق أبي معاوية، به. أما حديث سفيان الثوري: فقد أخرجه أحمد في مسنده (2/ 206)، عن الفضل بن دكين، عن سفيان، به، بنحوه، وأخرجه النسائي في الخصائص (ص 174: 168)، من طريق أبي نعيم، عن سفيان، به، بنحوه. إلَّا أنه قال: "عبد الرحمن بن أبي زياد" وكلاهما واحد كما تقدم في ترجمته. أما حديث أسباط: فقد أخرجه أبو يعلى في مسنده المختصر (13/ 333)، عن إسماعيل بن موسى بن بنت السدي، عن أسباط بن محمَّد، به، بنحوه إلا أنه قال: "عبد الرحمن بن أبي زياد" وسيأتي تحت رقم (4421). الوجه الثاني: رواه جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهم، فقد أخرجه الإِمام النسائي في الخصائص (ص 173: برقم 166)، عن محمَّد بن قدامة، عن جرير، به، بنحوه مختصرًا. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 637)، من طريق أبي يعلى (ولم أجده في مسنده). وأورده الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (4/ 307)، وسيأتي برقم (4420). قلت: يتبين مما سبق أن الوجه الأول هو الصحيح فقد رواه جماعة ثقات عن الأعمش، وأبو معاوية أحفظ الناس لحديث الأعمش، والثوري إمام، أما الوجه الثاني فقد تفرّد به جرير وقد خالف الثقات، وعلى هذا فإن الوجه الأول هو المحفوظ، والوجه الثاني شاذ، ومن هنا يتبين أن الإِسناد الثاني منقطع لأن عبد الرحمن بن زياد لم يسمع هذا الحديث من عبد الله بن عمرو بن العاص، وإنما سمعه من عبد الله بن الحارث بن نوفل عنه.
4417 - حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: حدَّثني الْأَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ معاوية رضي الله عنه إِذْ دَخَلَ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ رضي الله عنه، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنه: لِيَطِبْ أَحَدُكُمَا بِهِ نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "تقتله الفئة الباغية" فقال معاوية رضي الله عنه: أَلَا تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَكَ يَا عَمْرُو، فَمَا بَالُهُ مَعَنَا، قَالَ: إِنِّي مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ، إِنَّ أَبِي شَكَانِي فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"أَطِع أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا، وَلَا تعصِه"، فأنا معكم ولست أقاتل.
4417 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد؛ لأن جميع رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 244)، وقال: (رواه أحمد ورجاله ثقات). وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 109) (المختصرة) وعزاه لابن أبي شيبة وصححه.
تخريجه: هذا الحديث مداره على حنظلة بن خويلد واختلف عليه فيه: فقد رواه يزيد بن هارون وهشيم، عن العوام بن حوشب، عن الْأَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ كما تقدم، وخالفهما شعبة فرواه عن العوام بن حوشب، عن رجل، عن حنظلة بن سويد، هكذا خالفهما شعبة في موضعين من الإِسناد.
تخريج الوجه الأول: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (15/ 291: 19691)، وابن سعد في الطبقات (3/ 253)، والإِمام أحمد في مسنده (2/ 164)، عن يزيد بن هارون، به، بنحوه. =
= قلت: وعلى هذا فالحديث ليس من الزوائد، لأنه في المسند بالإِسناد والمتن وأخرجه الإِمام البخاري في تاريخه (3/ 39)، والإِمام النسائي في الخصائص (ص 172)، من طريق يزيد بن هارون، به، مختصرًا. وقال النسائي: "خالف شعبة فقال عن العوام، عن رجل عن حنظلة بن سويد" ثم ذكره وأخرجه الذهبي في معجم شيوخه (ص 96 ترجمة: عبد المؤمن الدمياطي) من طريق يزيد بن هارون، به، وقال: "إسناده جيد فإن الأسود هذا وثقه ابن معين". وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 637)، من طريق يزيد بن هارون، به. أما رواية هشيم، فقد نقله ابن كثير في البداية (7/ 280)، عن الحافظ إبراهيم بن الحسين بن ديزيل قال: حدَّثني يحيى، عن عدي بن عمر، عن هشيم، عن العوام بن حوشب، به، بنحوه. فالخلاصة أن كلًا من يزيد بن هارون وهشيم يرويان هذا الوجه، وكلاهما ثقات.
تخريج الوجه الثاني: فقد أخرجه الإِمام النسائي في الخصائص (ص 172)، عن محمَّد بن المثنى، عن محمَّد بن جعفر، عن شعبة، عن العوام بن حوشب، عن رجل من بني شيبان، عن حنظلة بن سويد قال: جيء برأى عمار فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٌو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "تَقْتُلُهُ الفئة الباغية". وأخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 198)، من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به. قلت: هكذا روى شعبة هذا الإِسناد وتفرد به، وقد خالف غيره في موضعين في الإِسناد، فقد قال يزيد بن هارون وهشيم: "عن العوام عن الْأَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ" وقال شعبة: "عن رجل من بني شيبان" بدلًا من الأسود بن مسعود، وقال: "حنظلة بن سويد" بدلًا من حنظلة بن خويلد. =
= وذهب بعض العلماء إلى الجمع بين الروايتين بأن يقال: إن الرجل المبهم في رواية شعبة هو الأسود بن مسعود المسمى في رواية يزيد بن هارون، وأما كون الأسود عنزيًا وهذا شيباني فيقال: إنه عنزي نزل في شيبان فنسب إليهما، وهذا الاحتمال أقوى من أن يقال: إن للعوام في هذا الإِسناد شيخين، وهذان الاحتمالان أرجح من الحكم بالغلط، وأما الاختلاف في والد حنظلة فغير قادح، لأن سويدًا والده وخويلد جده أو العكس فأحدهما نسبه إلى أبيه والثاني إلى جده والله أعلم. (انظر: تعليق المعلمي على التاريخ الكبير 3/ 39)، وذهب آخرون إلى ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى فقد قال الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (10/ 49)، "بل نرجح رواية يزيد بن هارون لمتابعة هشيم إياه عليها، فاثنان أقرب إلى الحفظ والتثبت من واحد، وما في الحكم على شعبة بالغلط بأس". قلت: الذي يظهر لي أن الترجيح أولى من الجمع لأن يزيد بن هارون وهشيمًا حافظان ثقتان، وأما شعبة وإن كان ثقة ولكنه تفرّد، والله أعلم.
4418 - حدَّثنا (¬1) وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَطْعَنْ بِرُمْحٍ، وَلَمْ أَضْرِبْ بِسَيْفٍ، وَلَمْ أَرْمِ بِسَهْمٍ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: لِمَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِي: أَطِعْ أَبَاكَ فأطعته. ¬
4418 - درجته: هذا الإِسناد ضعيف، لأن فيه شخصًا مبهمًا، وبقية رجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 109)، وعزاه لابن أبي شيبة وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده في المصنف لابن أبي شيبة ولعله في مسنده. وأخرجه أبو بكر الخلال في السنَّة (ص 471)، عن وكيع بن الجراح، به، بنحوه. قلت: روي هذا المعنى من وجه آخر صحيح كما تقدم في حديث رقم (4417)، من حديث عبد الله بن عمرو أيضًا، وعلى هذا فالمعنى صحيح بهذا الطريق.
4419 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، ثنا يوسف بن عطية، ثنا كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْغَادِيَةِ الْجُهَنِيِّ يَقُولُ: حَمَلْتُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنه يَوْمَ صِفِّينَ، فَدَفَعْتُهُ فَأَلْقَيْتُهُ عَنْ فَرَسِهِ، وَسَبَقَنِي إليه رجل من أهل الشام، فاحتز رأسه فاختصمنا إلى معاوية رضي الله عنه فِي الرَّأْسِ وَوَضَعْنَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، كِلَانَا يَدَّعِي قَتْلَهُ، وَكِلَانَا يَطْلُبُ الْجَائِزَةَ عَلَى رَأْسِهِ، وَعِنْدَهُ عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم، فقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لعمار رضي الله عنه: "تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، بَشِّرْ قَاتِلَ عَمَّارٍ بِالنَّارِ" فَتَرَكْتُهُ مِنْ يَدَيَّ فَقُلْتُ: لَمْ أَقْتُلْهُ، وَتَرَكَهُ صَاحِبِي مِنْ يَدِهِ فَقَالَ: لَمْ أَقْتُلْهُ، فَلَمَّا رأى ذلك معاوية رضي الله عنه أقبل على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا يَدْعُوكَ إِلَى هَذَا؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول قولًا فأحببت أن أقوله.
4419 - درجته: ضعيف جدًا، لأن فيه يوسف بن عطبة وهو متروك، وفيه عمرو بن مالك الراسي وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 109)، (المختصر) وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى، ولا يوجد مسند عبد الله بن عمرو في المطبوع منه، ولم أجده في المقصد العلي، ولعله في المسند الكبير لأبي يعلى، ومن طريقه، أخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 661). =
= والجزء المرفوع من الحديث له شاهد من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه تقدم في حديث رقم (4415)، وهو شاهد صحيح أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (4/ 198)، وابن سعد في الطبقات (3/ 260)، وعليه فالمعنى صحيح، والإِسناد ضعيف جدًا.
4420 - حدَّثنا (¬1) أبو خيثمة، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قال: لما كان يوم صفين انصرفوا، قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ" قَالَ عَمْرٌو لمعاوية رضي الله عنهما: أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى ابْنِ أَخِيكَ مَا يَقُولُ؟ قَالَ: أُعِيذُكَ باللهِ مِنَ الشَّكِّ، أَفِي الشَّكِّ أَنْتَ؟ أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ به. ¬
4420 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، لأنه منقطع بين عبد الرحمن بن أبي زياد وعبد الله بن عمرو بن العاص، وبينهما عبد الله بن الحارث، كما رواه أبو معاوية الضرير والثوري وأسباط، وأبو معاوية أحفظ الناس لحديث الأعمش، أما جرير بن عبد الحميد فقد تفرد بهذا الإِسناد، فهو شاذ، وقد تقدم ذكر هذه الوجوه وترجيح الوجه الذي رواه جماعة من الثقات في حديث رقم (4416). وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 159)، (المختصر) وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى، لأن مسند عبد الله بن عمرو مفقود منه، ولم أجده في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير. ومن طريق أبي يعلى هذا، أخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 637). وأخرجه النسائي في الخصائص (ص 173)، عن محمَّد بن قدامة، عن جرير، عن الأعمش، به، مختصرًا. طرق أخرى لهذا الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنه: رواه كل من أبي معاوية الضرير وسفيان الثوري وأسباط عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ =
= عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الحارث، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما بنحوه. 1 - أما حديث أبي معاوية: فقد أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 253)، والإِمام أحمد في مسنده (2/ 161)، عن أبي معاوية، عن الأعمش، به، ولفظ أحمد: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنِّي لأسير مع معاوية في مُنْصَرَفَهُ مِنْ صِفِّينَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ العاص قال: فقال عبد الله بن عمرو بن العاص: يا أبت ما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ويحك يابن سمية تقتلك الفئة الباغية". قال: فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟ فقال معاوية: لا تزال تأتينا بهنة أنحن قتلناه؟ إنما قتله الذين جاؤوا به. قلت: هذا حديث حسن، وقد تقدم برقم (4416). 2 - أما حديث سفيان الثوري: فقد أخرجه أحمد في المسند (2/ 206)، عن الفضل بن دكين، عن سفيان، عن الأعمش، به. ولفظه: "قال إني لأساير عبد الله بن عمرو بن العاص، ومعاوية فقال عبد الله بن عمرو لعمرو: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تقتله الفئة الباغية"، يعني: عمارًا، فقال عمرو لمعاوية: أسمعت ما يقول هذا، فحدَّثه فقال: أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ، إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ. قلت: هذا حديث حسن، لأن فيه عبد الرحمن بن أبي زياد، وهو صدوق، وبقية رجاله ثقات فالخلاصة أن حديث الباب يرتقي بهذه الطرق إلى الحسن لغيره، والله أعلم. 3 - أما حديث أسباط: فقد أخرجه أبو يعلى في مسنده (13/ 33)، عن إسماعيل بن موسى السدي، عن أسباط بن محمَّد، عن الأعمش، به، بنحوه، وسيأتي برقم (4421). وللحديث شاهد من حديث عمرو بن حزم وعمرو بن العاص رضي الله عنهما. =
= أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 240)، عن معمر، عن ابن طاووس، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ محمَّد بْنِ عَمْرِو بن حزم، عن أبيه دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال: قتل عمار وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "تقتله الفئة الباغية" فدخل عمرو على معاوية فقال: قتل عمار، قال معاوية: قتل عمار فماذا؟ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تقتله الفئة الباغية" قال: دحضت في بولك، أو نحن قتلناه، إنما قتله علي وأصحابه". ومن طريق عبد الرزاق أخرجه كل من الإِمام أحمد في مسنده (4/ 199)، والبيهقي في الدلائل (2/ 551)، وأبو يعلى في مسنده (13/ 123)، والحاكم في المستدرك (2/ 155، 3/ 386)، وقال الحاكم: "صحيح على شرطهما ولم يخرجاه بهذه السياقة" ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 241، 242)، "وقال رواه أحمد وهو ثقة". قلت: هكذا وجدته في المجمع، ولعل الصواب "رواه أحمد ورواته ثقات".
4421 - حدَّثنا إسماعيل بن موسى، ثنا أسباط، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نوفل قال: رجعت مع معاوية رضي الله عنه، مِنْ صِفِّينَ، فَكَانَ مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ يَسِيرُونَ فِي جَانِبٍ، وَعَمْرٌو وَابْنُهُ يَسِيرَانِ فِي جَانِبٍ، فَكُنْتُ بَيْنَهُمْ، لَيْسَ أَحَدٌ غَيْرِي، فَكُنْتُ أَحْيَانًا أُوضَعُ إِلَى هَؤُلَاءِ وَأَحْيَانًا أُوضَعُ إِلَى هؤلاء، فسمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يَقُولُ لِأَبِيهِ: يَا أَبَتِ. أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ لِعَمَّارٍ رضي الله عنه حِينَ كَانَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ: "إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الأجر"؟ قال: أجل، رضي الله عنه، وقال -صلى الله عليه وسلم-:"إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ" قَالَ: بَلَى، قَدْ سَمِعْتُهُ قَالَ: فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ؟ قال: فالتفت إلى معاوية رضي الله عنه فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬1)، أَلَا تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: فَذَكَرَهُ، قَالَ: ويحك، ما تزال تدحض في قولك (¬2)، أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ، إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ. ¬
4421 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، لأن فيه إسماعيل بن موسى الفزاري، وهو شيعي، والحديث في فضل علي رضي الله عنه، إلَّا أن للحديث طرقًا أُخرى تقدمت في حديث رقم (4420)، يرتقى بها إلى الحسن لغيره. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 297)، من حديث عمرو بن العاص بنحوه، ولم يذكر قصة في أوله. وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات. =
= وذكره البصيرى فى الإتحاف (ل 3/ 109) , وعزاه لأبى يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (13/ 333، 334)، عن إسماعيل بن موسى، به، وزاد في وسطه وللحديث طرق أُخرى تقدم تخريجها من حديث رقم (4420)، وكذلك (4416).
4422 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ (¬1) قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ وَاشْتَدَّ الحر، قال عمار رضي الله عنه: إيتوني بِشَرَابٍ أَشْرَبُهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "آخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا شَرْبَةُ لَبَنٍ" ثُمَّ تَقَدَّمَ، فقتل. [2] وقال أبو يعلى: حدَّثنا القواريري ثنا ابن مهدي، عن سفيان نحوه. ¬
4422 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، للِإنقطاع بين أبي البختري وعمار رضي الله عنه، لأن أبا البختري لم يدرك عليًا ولا أبا ذر ولا أبا سعيد الخدري، ولا عائشة، وقد تأخرت وفاة بعضهم عن وفاة عمار رضي الله عنه، فمن باب أولى أنه لم يدركه، والله أعلم. وأيضًا فيه عنعنة حبيب بن أبي ثابت ولا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع، ولم أجد من صرح بذلك، ورجال هذا الإِسناد كلهم ثقات. والله أعلم. وذكر الهيثمي في المجمع (7/ 243)، وقال: "رواه أحمد والطبراني وبين أن الذي سقاه هو أبو المخارق وزاد فيه، ثم نظر إلى لواء معاوية فقال: قاتلت صاحب هذه الراية مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ورجال أحمد رجال الصحيح إلَّا أنه منقطع".
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (15/ 302: 19723)، ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 421)، وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 319)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (12/ 658)، وأخرجه ابن سعد في =
= الطبقات (3/ 258)، كلهم عن وكيع، به، بنحوه. وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 389)، من طريق سفيان، به، بنحوه وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. قلت: تقدم الكلام على درجته بأنه ضعيف، لأنه منقطع، وفيه عنعنة حبيب بن أبي ثابت، وأما رجاله فهم ثقات من رجال الصحيحين كما قال الحاكم. طريق آخر لهذا الحديث: أخرجه أبو يعلى في مسنده (3/ 196)، عن وهب بن بقية، عن خالد، عن عطاء بن السائب عَنْ مَيْسَرَةَ وَأَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَا: إِنَّ عَمَّارًا رضي الله عنه يَوْمَ صِفِّينَ جَعَلَ يُقَاتِلُ فَلَا يُقْتَلُ. فَيَجِيءُ إلى علي رضي الله عنه فَيَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ أَلَيْسَ هَذَا الْيَوْمَ كَذَا وَكَذَا هُوَ؟ فَيَقُولُ: أَذْهِبْ عَنْكَ، فَقَالَ ذلك مرارًا، ثم أتى رضي الله عنه بلبن فشربه فقال عمار رضي الله عنه: إن هذا لَآخِرُ شَرْبَةٍ أَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا" ثُمَّ تَقَدَّمَ فقاتل حتى قتل رضي الله عنه. قلت: هذا الإِسناد ضعيف، لأن فيه عطاء بن السائب وقد تغيّر، وخالد بن عبد الله الواسطي أخذ عنه بعد الاختلاط كما تقدم في حديث رقم (4408) وميسرة "مقبول" كما في التقريب. وعلى هذا فالحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
4423 - وقال أبو يعلى: حدَّثنا الفضل بن سكين، ثنا أحمد بن محمَّد الرملي، ثنا يحيى بن عيسى الرملي، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: كَانَ عمار بن ياسر رضي الله عنه، ولع بقريش وولعت به فغدوا عليه وضربوه، فخرج عثمان رضي الله عنه مُغْضَبًا، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ؟ مَا لِي ولقريش، فعل الله بقريش وفعل، غدوا على رجل فضربوه، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول لعمار رضي الله عنه: "تقتلك الفئة الباغية".
4423 - درجته: ضعيف جدًا، لأن فيه الفضل بن السكين وهو متروك، وفيه أيضًا يحيى بن عيسى الرملي، وهو ضعيف، وفيه أحمد بن محمَّد الرملي ولم أقف على ترجمته. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 242)، وقال: "رواه أبو يعلى والطبراني وفيه أحمد بن بديل وثقه النسائي وغيره وفيه ضعف".
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في معجمه (ص 311)، عن الفضل بن السكين، به، وفي المقصد العلي (ق 164)، ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 636). وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير (1/ 187)، عن عمر بن محمد بن عمروية المخرمي، عن أحمد بن بديل القاضي، عن يحيى بن عيسى الرملي، به، مختصرًا (الجزء المرفوع فقط) ومن طريقه أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 218). وأحمد بن بديل القاضي أبو جعفر اليامي، صدوق له أوهام كما في التقريب (ص 77: 12)، وعمر بن محمَّد بن عمرويه لم أجده. وعلى هذا فالحديث ضعيف، إلَّا أن الجزء المرفوع منه صحيح كما تقدم في حديث رقم (4411).
4424 - حدَّثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ عطاء (¬1) بن السائب، عَنْ مَيْسَرَةَ وَأَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَا: إِنَّ عَمَّارًا رضي الله عنه يَوْمَ صِفِّينَ جَعَلَ يُقَاتِلُ فَلَا يُقْتَلُ، فَيَجِيءُ إلى علي رضي الله عنه فَيَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ! أَلَيْسَ هَذَا الْيَوْمَ كَذَا وَكَذَا هُوَ؟ فَيَقُولُ: أَذْهِبْ عَنْكَ. فَقَالَ ذلك مرارًا، ثم أتى رضي الله عنه بلبن فشربه، فقال عمار رضي الله عنه: إن هذا لآخر شربة أشربها في الدنيا، ثم تقدم فقاتل حتى قتل رضي الله عنه. ¬
4424 - درجته: ضعيف؛ لأن فيه عطاء بن السائب وهو ثقة، إلَّا أنه اختلط في آخر عمره، وخالد بن عبد الله الواسطي الطحان أخذ عنه بعد الاختلاط. (انظر: ترجمته في حديث رقم 4408). وفيه ميسرة وهو مقبول كما تقدم آنفًا، وعليه فالأثر ضعيف بهذا الإِسناد. وأورده الهيثمي في المجمع (9/ 297)، وقال: "رواه الطبراني وأبو يعلى بأسانيد، وفي بعضها عطاء بن السائب، وقد تغير، وبقية رجاله ثقات، وبقية الأسانيد ضعيفة". قلت: بل ميسرة لم يوثقه أحد، وإنما ذكره ابن حبّان في الثقات.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (3/ 196)، عن وهب بن بقية، به، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 659). قلت: هذا الأثر تقدم مرفوعًا من حديث عمار رضي الله عنه في حديث رقم (4422)، وهو ضعيف أيضًا لكن بمجموع الطرق يرتقي الحديث إلى الحسن لغيره.
4425 - حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قال: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: سَمِعْتُ شَيْخًا يحدَّث مُغِيرَةَ، عَنْ بِنْتِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وكانت تمرض عمارًا رضي الله عنه قالت: جاء معاوية إلى عمار بن ياسر رضي الله عنهما يَعُودُهُ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ مَنِيَّتَهُ بِأَيْدِينَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "تَقْتُلُ عمارًا الفئة الباغية".
4425 - درجته: ضعيف؛ لأن فيه شيخًا وهو مبهم، وفيه ابنة هشام بن الوليد بن المغيرة وهي مجهولة، وبقية رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 296)، وقال: "رواه أبو يعلى والطبراني، وابنة هشام، والراوي عنها لم أعرفهما، وبقية رجالهما رجال الصحيح". والحديث صحيح وله عدة شواهد تقدمت في حديث رقم (4411).
تخريجه: رواه أبو يعلى في مسنده (13/ 353: 7364)، عن عثمان بن أبي شيبة، به، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 636). وللحديث شواهد متعددة تقدمت في تخريج حديث رقم (4411)، فانظرها هناك.
4426 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ (¬1) بْنُ شُعَيْبٍ أَخُو عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ بِالشَّامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ عَبْدِ الله بنت منبه (¬2) بْنِ الْحَجَّاجِ تُلْطِفُ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَتَاهَا (¬3) ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: "كَيْفَ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟ " قَالَتْ: بِخَيْرٍ. فكيف أَنْتَ بِأَبِي وأُمي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ [قَالَ: بِخَيْرٍ] (¬4) قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَكَيْفَ عَبْدُ اللَّهِ"؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ رَجُلٌ تَرَكَ الدُّنْيَا، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ يَوْمَ صِفِّينَ: اخْرُجْ فَقَاتِلْ، فَقَالَ: يَا أَبَتِ! كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُقاتل؟ وَقَدْ كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا قَدْ سَمِعْتَ. قَالَ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ، أَتَعْلَمُ أَنَّ آخِرَ مَا كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أَخذ بِيَدِكَ فَوَضَعَهَا فِي يَدِي، فَقَالَ: "أَطِعْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ" قال: نعم، قال: آمرك أن تقاتل، فَخَرَجَ فَقَاتَلَ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْحَرْبُ أَنْشَأَ عَمْرٌو رضي الله عنه يقول: شَبَّتِ الْحَرْبُ فَأَعْدَدْتُ لَهَا ... مُفْرِعَ الْحَارِكِ مَرْوِيَّ الثَّبَجْ يَصِلُ الشَّدَّ بِشَدٍّ وَإِذَا ... وَثَبَ الْخَيْلُ من الشد معج جرشع أعظمه جفرته ... فإذا وثب من الماء حدج ¬
وقال عمرو رضي الله عنه أيضًا: لَوْ شَهِدَتْ جَمْلٌ مَقَامِي وَمَشْهَدِي ... بِصِفِّينَ يَوْمًا، شَابَ مِنْهَا الذَّوَائِبُ عَشِيَّةَ جَاءَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كَأَنَّهُمْ ... سَحَابُ رَبِيعٍ رَفَّعَتْهُ الْجَنَائِبُ وَجِئْنَاهُمْ تَرَدَّى كَأَنَّ سُيُوفَنَا ... مِنَ الْبَحْرِ مَدٌّ مَوْجُهُ مُتَرَاكِبُ إِذَا قُلْتُ قَدْ وَلَّوْا سِرَاعًا بَدَتْ لَنَا ... كَتَائِبُ مِنْهُمْ، وَارْجَحَنَّتْ كَتَائِبُ فَدَارَتْ رَحَانَا وَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمُ ... سَرَاةَ النَّهَارِ مَا تَوَلَّى الْمَنَاكِبُ فَقَالُوا لَنَا: إِنَّا نَرَى أَنْ تُبَايِعُوا ... عَلِيًّا فَقُلْنَا: بل نرى أن نضارب
4426 - درجته: الإِسناد ضعيف، فيه عبد الملك بن قدامة الجمحي وهو ضعيف وفيه عمر بن شعيب، وهو مجهول. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 240)، في حديث طويل وقال: "قلت: في الصحيح بعض أوله رواه الطبراني من رواية عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن عمرو بن شعيب، وعبد الملك وثقه ابن معين وضعّفه أبو حاتم وغيره". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 111)، وقال: "رواه الحارث بن أبي أسامة وسكت عليه.
تخريجه: هذا الحديث مداره على شعيب بن محمَّد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، واختُلف عليه، فيه وجهين، وهما كالآتي: الوجه الأول: رواه يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن قدامة، عن عُمَرُ بْنُ شُعَيْبٍ أَخُو عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (3/ 948)، رسالة دكتوراه، عن يزيد بن هارون، به. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 382). وأخرجه ابن سعد في الطبقات (المتمم) (ص 122)، عن يزيد بن هارون، به. =
= وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (ترجمة عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ) فِي جزء خاص بترجمة العبادلة (ص 253)، من طريق الحسن بن مكرم، عن يزيد بن هارون، به، بنحوه. الوجه الثاني: رواه يزيد بن هارون وإسماعيل بن أبي أُويس، عن عبد الملك بن قدامة، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 297: 19713)، و (8/ 709: 6106)، عن يزيد بن هارون، به، قال: لما رفع الناس أيديهم عن صفين قال عمرو بن العاص (ثم ذكر الأبيات) .. وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار (مسند عمر بن الخطاب السفر الثاني) (ص 672)، من طريق إسماعيل بن أبي أُويس، به، بنحوه. وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 527)، من طريق الحارث، عن يزيد بن هارون، به، وذكر القطعة الثانية من الأبيات (ثلاثة أبيات فقط). ورواه الطبراني أيضًا من رواية عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن عمرو بن شعيب كما ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 240). وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن عمرو (ص 255)، من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد الملك بن قدامة، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده بمعناه. قلت: يظهر لي مما سبق أن الوجه الثاني هو المحفوظ وذلك لما يأتي: 1 - إن عبد الملك بن قدامة يروي عن عمرو بن شعيب، ولم أجد في كتب التراجم من صرح بأنه يروى أيضًا عن عمر بن شعيب. 2 - إن الوجه الثاني رواه يزيد بن هارون وتابعه عليه إسماعيل بن أبي أُويس، وإسماعيل بن أبي أُويس وإن كان ضعيفًا إلَّا أن حديثه ينجبر بمتابعة يزيد بن هارون له، أما الوجه الأول فقد تفرّد به يزيد بن هارون. وعلى كل فالإِسناد ضعيف، لأن مداره على عبد الملك بن قدامة الجمحي وهو ضعيف.
4427 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا صَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بن وردان، ثنا أَبِي، حدَّثني عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، حدَّثني رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا بِصِفِّينَ إلى جنب الأحنف رضي الله عنه، والأحنف إلى جنب عمار رضي الله عنه فسمعت عمارًا رضي الله عنه يَقُولُ: عَهِدَ إِلَيَّ خَلِيلِي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ آخِرَ زَادِي مِنَ الدُّنْيَا ضَيْحَةُ (¬1) لَبَنٍ، قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَطَعَ الْغُبَارُ وَقَالُوا: جَاءَ أَهْلُ الشَّامِ وَقَامَتِ السُّقَاةُ يَسْقُونَ النَّاسَ فَجَاءَتْهُ جَارِيَةٌ مَعَهَا قَدَحُ لَبَنٍ، فناولته عمارًا رضي الله عنه فشربه، ثم ناول عمار رضي الله عنه فضله الأحنف بن قيس رضي الله عنه، ثُمَّ نَاوَلَنِي الْأَحْنَفُ فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ صَاحِبُكَ صَادِقًا فَخَلِيقٌ أَنْ يُقْتَلَ الْآنَ، قَالَ: فَغَشِيَنَا القوم فتقدم عمار رضي الله عنه فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: الْجَنَّةُ تَحْتَ الْأَسِنَّةِ ... الْيَوْمَ أَلْقَى الْأَحِبَّةَ ... مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ ثُمَّ كَانَ آخِرَ الْعَهْدِ به رضي الله عنه. ¬
4427 - درجته: ضعيف؛ لأن فيه علي بن زيد بن عبد الله بن جدعان وهو ضعيف كما تقدم، وفيه أيضًا رجل من بني سعد، وهو مجهول.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع، ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 659). وتابع صالح بن حاتم بن وردان، المعلي بن أسد: =
= أخرجه أبو العرب في تاريخ المحن (ص 98)، عن عيسى بن مسكين، عن محمَّد بن عبد الله بن سنجر، عن المعلي بن أسد، عن حاتم بن وردان، به، بنحوه. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 659)، من طريق المعلي بن أسد، به، بنحوه. والأثر روي مختصرًا من طرق أُخرى منها ما يلي: الطريق الأول: أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 258)، عن محمَّد بن عمر الواقدي حدَّثني من سمع سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ ربيعة بن ناجد قال: سمعت عمار بن ياسر وهو بصفين يقول: الجنة تحت البارقة والظمآن يرد الماء المورد، اليوم ألقى الأحبة، محمدًا وحزبه، لقد قاتلت صاحب هذه الراية ثلاثًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهذه الرابعة كإحداهن. ومن طريق ابن سعد أخرجه ابن عساكر في تاريخه (2/ 57). وفيه محمَّد بن عمر الواقدي متروك مع سعة علمه كما في التقريب (ص 498: 6175)، وشيخه مجهول، ولكن لم ينفرد به الواقدي، بل تابعه عليه عبيد الله بن موسى، وأما شيخه فهو يحيى بن سلمة بن كهيل. فقد أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 253)، عن يوسف بن موسى، عن عبيد الله بن موسى، عن يحيى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد قال: لما كان يوم صفين قال عمار: اليوم ألقى الأحبة ... محمدًا وحزبه لقد قالت بهذه الراية ثلاثًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهذه الرابعة. قال البزّار: لا نعلم روى ربيعة عن عمار إلَّا بهذا. قلت: هذا الإِسناد ضعيف جدًا، لأن فيه يحيى بن سلمة بن كهيل وهو متروك كان يتشيع. (انظر: الكاشف 3/ 226، التقريب ص 591: 7561). الطريق الثانية: فقد أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 394)، في معرفة =
= الصحابة، من طريق علي بن خشرم، عن أبي مخلد عطاء بن مسلم، عن الأعمش، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: شهدنا صفين فذكر قصة وفي آخرها (قال عمار: يا هاشم؟ الجنة تحت الأبارقة، اليوم ألقى الأحبة محمدًا وحزبه) وزاد في آخره. قلت: هذا الإِسناد ضعيف، لأن فيه عطاء بن مسلم أبا مخلد الكوفي وهو صدوق يخطئ كثيرًا. (انظر: التقريب 392, 4599). فالخلاصة: إن هذا الأثر بمجموع هذه الطرق يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
23 - باب
23 - بَابٌ 4428 - قَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: اجْتَمَعَ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومنهم ابْنُ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَعْدٌ، وَابْنُ عُمَرَ، وَعَمَّارٌ رضي الله عنهم فذكر حذيفة رضي الله عنه فِتْنَةً، فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَإِنْ أَدْرَكْتُهَا عَلِمْتُ المخرج منها، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: وَأَنَا إِنْ أَدْرَكْتُهَا عَلِمْتُ الْمَخْرَجَ مِنْهَا، فَقَالَ سعد رضي الله عنه: أما أنا إن أَدْرَكْتُهَا فَوَجَدْتُ سَيْفًا، يَقُولُ: هَذَا مُؤْمِنٌ فَدَعْهُ، وَهَذَا كَافِرٌ فَاقْتُلْهُ، قاتلتُ وإلاَّ لَمْ أُقَاتِلْ، قال ابن عمر رضي الله عنهما: وأنا معك، فقال عمار رضي الله عنه: أما أَنَا فَإِنْ أَدْرَكْتُهَا أخذتُ سَيْفِي فَوَضَعْتُهُ عَلَى عَاتِقِي، ثُمَّ قَصَدْتُ نَحْوَ جُمْهُورِهَا الْأَعْظَمِ فَضَرَبْتُ حتى يتفرق" (¬1) * هذا منقطع. ¬
4428 - درجته: ضعيف، لأن فيه انقطاعًا بين هشام بن حسان الأزدي وراوي هذه القصة، لأن هشامًا لم يدرك هؤلاء الصحابة، ولذا قال الحافظ: "هذا منقطع". =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 113)، وعزاه للحارث وسكت عليه
تخريجه: أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (3/ 947) (رسالة علمية) عن سعيد بن عامر، به، ولم أجد من أخرجه غيره.
4429 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرَادِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ شَاعِرٌ، لَيْلَةَ صِفِّينَ، يُنْشِدُ هِجَاءَ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رضي الله عنه يَقُولُ: الزِّقُّ بِالْفُجُورَيْنِ، فَقَالَ رَجُلٌ: هَذَا وَأَنْتُمْ أصحاب محمَّد -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال عمار رضي الله عنه: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَجْلِسَ فَاجْلِسْ، وَإِنْ شِئْتَ أن تذهب فاذهب.
4429 - درجته: ضعيف؛ لأن فيه عبد الله بن سَلِمة المرادي وهو ضعيف، وفيه شريك بن عبد الله القاضي، وقد اختلط والراوي عنه يحيى بن آدم، ولا يعرف هل أخذ عنه قبل الاختلاط أو بعده؟
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (11/ 129)، كتاب الأمراء عن يَحْيَى بْنُ آدَمَ، به، نحوه. ولفظه: "بينا شاعر يوم صفين ينشد هجاءً لمعاوية وعمرو بن العاص، قال: وعمار، يقول: الزق بالفجورين، قال: فقال رجل: سبحان الله؟ تقول: هذا وأنتم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَجْلِسَ فاجلس، وإن شئت أن تذهب فاذهب". ولم أجده عند غيره، والله تعالى أعلم.
24 - باب الإشارة إلى العفو عمن قاتل من الصحابة رضي الله عنهم في هذه المواطن
24 - بَابُ الإِشارة إِلَى الْعَفْوِ عَمَّنْ قَاتَلَ مِنَ الصحابة رضي الله عنهم فِي هَذِهِ الْمَوَاطِنِ 4430 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، قال: إن هذه الأُمة أُمة مرحومة، لا عَذَابَ عَلَيْهَا إلَّا مَا عَذَّبَتْ هِيَ أَنْفُسَهَا، قالت: قلت: وكيف تعذب نفسها؟ قال: أما كان يوم الجمل عذاب؟ أما كان يوم صفين عذاب؟ أما كان يوم النهر عذاب؟.
4430 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد؛ لأن جميع رواتد ثقات. وقال الحافظ ابن حجر في بذل الماعون (ص 214)، "إسناده صحيح " وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (3/ 370). وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 224)، من حديث أبي هريرة بمعناه مختصرًا، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه سعيد بن مسلمة الأموي وهو ضعيف ووثقه ابن حبّان وقال: يخطئ، وبقية رجاله ثقات". حديث الباب صحيح بإسناد أبي يعلى المتقدم، أما إسناد الطبراني الذي أشار إليه الهيثمي فهو ضعيف. =
= تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (11/ 67/ 6204)، عن عثمان بن أبي شيبة، به. وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (4/ 410)، وأبو داود في السنن (4/ 468: 4278)، والحاكم (4/ 444)، من طريق المسعودي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا، ولفظ أحمد: "إن أُمتي أُمة مرحومة ليس عليها في الآخرة عذاب، إنما عذابها في الدنيا القتل والزلازل والفتن". وفيه المسعودي وكان قد اختلط ولكنه توبع، وذكر الشيخ الألباني هذه المتابعات في الصحيحة (2/ 285: 959)، وقال الحافظ ابن حجر في بذل الماعون (ص 213)، أخرجه أبو داود بسند حسن".
4431 - حدَّثنا (¬1) وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ يونس، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، عن رجل من المهاجرين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "عقوبة هذه الأُمة بالسيف". ¬
4431 - درجته: صحيح، لأن جميع رواته ثقات. وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 224)، من حديث أبي بردة قال: خرجت من عند عبيد الله بن زياد فرأيته يعاقب عقوبة شديدة فجلست إلى رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "عقوبة هذه الأُمة بالسيف". وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وقال الحافظ ابن حجر في بذل الماعون (ص 214)، (رجاله ثقات)، وذكره الألباني في الصحيحة (3/ 333: (1347).
تخريجه: لم أجد في مسند أبي يعلى ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير. وله شاهد من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه. أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 202: 1460، عن عبدان بن أحمد، عن عقبة بن مكرم، عن عبد الله بن عيسى، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن معقل بن يسار أنه دخل على عبيد الله بن زياد يعوده فقال له معقل: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن عقوبة هذه الأُمة السيف، وموعدهم الساعة، والساعة أدهى وأمر". وله شاهد من حديث عقبة بن مالك رضي الله عنه. أخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 317)، من طريق يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال، عن نصر بن عاصم، عن عقبة بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- فذكر بمثل حديث الباب. وله شواهد من حديث أبي هريرة وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما تقدم تخريجهما في الحديث المتقدم برقم (4430).
4432 - قال إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَاتَلَ خزيمة بن ثابت رضي الله عنه الذي يدعى ذو الشهادتين، يوم صفين مع علي رضي الله عنه.
4432 - درجته: ضعيف؛ لأن الزهري لم يدرك صفين، فإنه وُلِدَ سنة خمسين، وقيل: إحدى وخمسين وكانت صفين سنة سبع وثلاثين، وعليه فإن الأثر منقطع الإِسناد.
تخريجه: أخرجه إسحاق في مسنده كما في المطالب العالية هنا، ولم أجده بهذا الإِسناد عند غيره. وله شاهد من حديث محمَّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت. أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (5/ 214)، عن يونس وخلف بن الوليد قالا حدَّثنا أبو معشر، عن محمَّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: ما زال جدي كافًا سلاحه يوم الجمل حتى قتل عمار بصفين، غسل سيفه فقاتل حتى قتل قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تقتل عمارًا الفئة الباغية". وأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 94: 3711)، من طريق أبي معشر، عن محمَّد بن عمارة بن خزيمة، قال: قاتل خزيمة بن ثابت يوم صفين حتى قتل. قلت: هذا الإِسناد ضعيف، لأن فيه أبا معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، وهو ضعيف، وشيخه محمَّد بن عمارة بن خزيمة الأنصاري ذكره البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا وذكره ابن حبّان في الثقات على قاعدته، وعليه فهو مجهول. (انظر في ترجمته: التاريخ الكبير 1/ 186، الجرح والتعديل 8/ 44، الثقات لابن حبّان 7/ 436، تعجيل المنفعة ص 273). وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 242)، بلفظ أحمد: وقال: "رواه أحمد والطبراني وفيه أبو معشر وهو لين". =
= وروي أيضًا من حديث عمارة بن خزيمة: أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 259)، عن محمَّد بن عمر، عن عبد الحارث بن الفضيل، عن أبيه، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفًا. وشهد صفين وقال: أنا لا أصلي أبدًا حتى يقتل عمار، فانظر من يقتله، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "تقتله الفئة الباغية" قال: فلما قتل عمار بن ياسر قال خزيمة: قد بانت لي الضلالة، واقترب فقاتل حتى قتل (وزاد قصة في آخره). قلت: فيه محمَّد بن عمر الواقدي، وهو متروك. وجملة القول أن الأثر بإسناد الباب ضعيف، ويشهد له حديث محمَّد بن عمارة بن خزيمة. وهو بهذا الشاهد حسن لغيره، والله تعالى أعلم.
25 - باب
25 - باب 4433 - قال ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا مُجَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا رَأَيْتُمْ فُلَانًا (¬1) يخطب على منبري فاقتلوه". ¬
4433 - درجته: ضعيف، لأن فيه مجالد بن سعيد الئهمداني وهو ضعيف بالاتفاق، ورمي بالتشيع، وعلى هذا فلا يقبل حديثه فيما يؤيد بدعته. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 24)، والسيوطي في اللآلي المصنوعة (1/ 424)، وابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 8)، والشوكاني في الفوائد المجموعة برقم (1198).
تخريجه: لم أجده في المصنف لابن أبي شيبة ولعله في مسنده. وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 422) (ترجمة مجالد) من طريق محمَّد بن بشر، به، ولفظه: "إذا رأيتم معاوية على منبري يخطب فاقتلوه". وتابعه الوليد بن القاسم عن مجالد: فقد أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات =
= (2/ 24)، ومن طريق الوليد بن القاسم عن مجالد، به، وضعفه لأجل مجالد والوليد بن القاسم ونقل أقوال الأئمة فيهما. وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 8): "سبق لابن الجوزي مثل هذا في مجالد، وذكرنا هناك أن مجالدًا روى له مسلم مقرونًا بغيره، وأن الذهبي قال في ذلك الحديث "موضوع على مجالد" والظاهر أن الأمر هنا كذلك، والله تعالى أعلم". وللحديث طريق أخرى عن أبي سعيد رضي الله عنه: أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 200) ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 25) عن محمَّد بن سعيد بن معاوية النصيبي، عن سليمان بن أيوب عن سفيان بن عيينة، عن علي ابن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد رضي الله عنه، بنحوه. قلت: في إسناده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف تقدمت ترجمته في حديث رقم (4427). وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن مسعود: أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 209) من طريق عباد بن يعقوب، ثنا الحكم بن ظهير عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه، بنحوه. قلت: فيه الحكم بن ظهير، قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال مرة: تركوه، وقال أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي: متروك الحديث، وقال الحافظ في التقريب: متروك. (انظر: التهذيب 2/ 427، التقريب ص 175: 1445). وروى الحديث عن الحسن البصري مرسلًا كما في البداية والنهاية (8/ 135)، أرسله عمرو بن عبيد وقال أيوب: "هذا كذب". وجملة القول أن هذا الحديث لم يثبت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من وجه صحيح، غالب الظن أنه موضوع مختلق، ولأجل ذلك أورده ابن الجوزي في الموضوعات كما =
= تقدم، وتبعه السيوطي في الآلي المصنوعة (1/ 424)، وابن عراق في التنزيه (2/ 8) وذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة برقم (1198)، ولهذا صرح بعض أهل العلم بأنه موضوع. - أقوال أهل العلم بالحكم بوضعه: 1 - قال العقيلي في الضعفاء الكبير (1/ 259): "لا يصح في هذا المتن عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شيء يثبت". اهـ. 2 - قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في منهاج السنَّة (4/ 380): "فهذا الحديث ليس في شيء من كتب الإِسلام التي يرجع إليها في علم النقل، وهو عند أهل المعرفة بالحديث كذب، موضوع مختلق، على النبي -صلى الله عليه وسلم-". اهـ. وقال أيضًا: "ومما يتبين كذبه أن منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- قد صعد عليه بعد معاوية من كان معاوية خيرًا منه باتفاق المسلمين، فإن كان يجب من صعد عليه لمجرد الصعود على المنبر وجب قتل هؤلاء كلهم، ثم هذا خلاف المعلوم بالاضطرار من دين الإِسلام فإن مجرد صعود المنبر لا يبيح قتل مسلم، وإن أمر بقتله لكونه تولى الأمر وهو لا يصلح، فيجب قتل كل من تولى بعد معاوية ممن معاوية أفضل منه، وهذا خلاف ما تواترت به السنن عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ نهيه عن قتل ولاة الأمور، وقتالهم كما تقدم بيانه". اهـ. 3 - وقال الحافظ ابن كثير في البداية (8/ 135): وهذا الحديث كذب بلا شك ولو كان صحيحًا لبادر الصحابة إلى فعل ذلك لأنهم كانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم". اهـ.
26 - باب أخبار الخوارج
26 - بَابُ أَخْبَارِ الْخَوَارِجِ (211) تقدَّم فِي بَابِ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ حَدِيثُ عَلِيٍّ وَعَمَّارٍ (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. 4434 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، ثنا أَفْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ حُنَيْنٍ وَهُوَ يُقَسِّمُ الْغَنِيمَةَ ... الْحَدِيثَ. فِي قَوْلِ الرَّجُلِ: "هَذِهِ قِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ". قَالَ: فَحَضَرْتُ بَعْدَ ذلك مع علي رضي الله عنه حين قتلهم بالنهروان، فالتمس علي رضي الله عنه (يَعْنِي الْمُخْدَجَ) (¬2) قَالَ: فَلَمْ يَجِدْهُ، ثُمَّ وَجَدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ تَحْتَ جِدَارٍ عَلَى هَذَا النَّعْتِ، فقال علي رضي الله عنه: أيكم يعرف هذا الرجل؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: نَحْنُ نَعْرِفُهُ، هَذَا حرقوص وأمه ها هنا، قال: فأرسل علي رضي الله عنه إِلَى أُمِّهِ: فَقَالَ لَهَا، مِمَّنْ هَذَا؟ قَالَتْ: ما أدري يا أمير المؤمنين، إلَّا كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَرْعَى غَنَمًا لِي بِالرَّبَذَةِ، فَغَشِيَنِي شَيْءٌ كَهَيْئَةِ الظُّلْمَةِ، فَحَمَلْتُ مِنْهُ، فَوَلَدْتُ هذا. ¬
4434 - درجته: ضعيف، فيه أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن وهو ضعيف، وفيه أفلح بن عبد الله بن المغيرة، لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وبقية رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 234)، وقال: رواه أبو يعلى مطولًا، وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف يكتب حديثه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ل 34)، وقال رواه أبو يعلى وهو في الصحيح، وليس له طريق شبيه هذه، وسيأتي بتمامه في الفتن). وحكم الحافظ ابن حجر على هذه الرواية بالشذوذ حيث قال في فتح الباري (12/ 305): "وقد شذ أَفْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ الزهري فروى هذا الحديث عنه -يعني عن الزهري- فقال: "عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة عن أبي سعيد أخرجه أبو يعلى".
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 298)، عن محمد بن بكار، به، وهو في المقصد العلي (ق 85)، وأخرجه ابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة (2/ 54) رقم الخبر (182) من طريق محمَّد بن بكار، به، بنحوه. فالخلاصة: أن قصة الحديث ضعيفة بهذا الإِسناد، وأما أصل حديث أبي سعيد الخدري فهو صحيح، وروى عنه من عدة طرق. أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (3/ 5) والبخاري في صحيحه كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإِسلام (6/ 714: 3610)، وفي كتاب استتابة المرتدين باب من ترك قتال الخوارج للتآلف (12/ 303: 6933) (البخاري مع الفتح)، ومسلم في صحيحه كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم (2/ 744: 148) وعبد الرزاق في =
= مصنفه (10/ 146)، والنسائي في الخصائص (ص 181: 175)، وابن أبي عاصم (2/ 449: 923)، والبيهقي في السنن (8/ 171)، والبغوي في شرح السنَّة (10/ 224)، كلهم من طرق عن الزهري عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه مالك في الموطأ في كتاب القرآن باب ما جاء في القرآن (1/ 204) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري، به. ومن طريق مالك أخرجه البخاري كما في الفتح (8/ 718)، كتاب فضائل القرآن، باب من رأى بقراءة القرآن. وأخرجه ابن ماجة في مقدمة السنن (1/ 60: 169) من طريق يزيد بن هارون عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بنحوه. ولفظه عند البخاري: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهو يقسم قسمًا إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أعدل، فقال: "ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل" فقال عمر: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ائذن لي فيه فأضرب عنقه، فقال: دعه فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه -وهو قدحه- فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس". قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس، فأتي به، حتى نظرت إليه على نعت النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي نعته.
4435 - [1] وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا إسماعيل بن مسلم، حدَّثني أبو كثير (¬1)، قال: كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالب رضي الله عنه حِينَ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، فَكَأَنَّ النَّاسَ قَدْ وجدوا في أنفسهم من قتله. فقال علي رضي الله عنه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حدَّثني: "أَنَّ نَاسًا يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا، ألَا وَإِنَّ آيَةَ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا أَسْوَدَ مُخْدَجَ الْيَدِ (¬2)، إِحْدَى يَدَيْهِ كَثَدْيِ امْرَأَةٍ، لَهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ الْمَرْأَةِ" قَالَ: وَأَحْسِبُ قَالَ: "حَوْلَهَا سَبْعُ هُلْبَاتٍ" فَالْتَمِسُوهُ، فَإِنِّي لَا أُرَاهُ إلَّا مِنْهُمْ، فَوَجَدُوهُ عَلَى شَفِيرِ النَّهَرِ، تَحْتَ الْقَتْلَى، فَقَالَ: صَدَقَ الله ورسوله، وإن عليا رضي الله عنه لمتقلدًا قوسًا له عربية، يطعن بها في مخرجه قَالَ: فَفَرِحَ النَّاسُ حِينَ رَأَوْهُ، وَاسْتَبْشَرُوا، وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَجِدُونَهُ. [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، حدَّثني أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى الأنصار، قال: كنت مع سيدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فذكره. ¬
4435 - درجته: ضعيف، بهذا الإِسناد، لأن فيه أبا كثير مولى الأنصار، ولم أقف فيه على جرح =
= أو تعديل. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 109)، وعزاه إلى الحميدي وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الحميدي في مسنده (1/ 31) عن عبد الملك بن إبراهيم، به، بنحوه، وتابعه أبو سعيد مولى بني هاشم، وعلي بن نصر الجهضمي. * أما حديث أبي سعيد: فقد أخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 88) ومن طريقه الخطيب في تاريخه (14/ 363) عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن إسماعيل بن مسلم، به، بنحوه. * أما حديث علي بن نصر الجهضمي: فقد خرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 372: 478) عن نصر بن علي الجهضمي، عن أبيه، به، بنحوه. قلت: لقد فات الحافظ ابن حجر عزو الحديث إلى أبي يعلى، حيث عزاه للحميدي فقط مع أن طريق كل منهما يلتقي في إسماعيل بن مسلم العبدي. وجملة القول أن هذا الحديث ضعيف بهذا الإِسناد، لأن فيه أبا كثير مولى الأنصار وهو مجهول ومعناه صحيح روى عن علي رضي الله عنه من طرق متعددة ومنها ما يلي: الطريق الأولى: أخرجه البخاري كما في الفتح (12/ 295: 6930) عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة قال علي رضي الله عنه: إِذَا حدَّثتكم عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حديثًا، فوالله لأن أخر من السماء أحب إليَّ من أن أكذب عليه وإذا حدَّثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة". =
= وأخرجه مسلم (2/ 746) وأبو داود (5/ 124)، والنسائي في الخصائص (ص 185: 178) وعبد الرزاق (10/ 157)، وأحمد في المسند (1/ 81: 131) وابن أبي عاصم (2/ 443) كلهم من طرق عن الأعمش، به، بنحوه. الطريق الثانية: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 147) عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: حدَّثنا سلمة بن كهيل قال: أخبرني زيد بن وهب الجهني أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي رضي الله عنه، الذين ساروا إلى الخوارج فقال: أيها الناس! إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن، ليست قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم -صلى الله عليه وسلم- لا تكلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلًا له عضد، وليس له ذراع، على عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعرات بيض ... الحديث. وفيه: فقال علي رضي الله عنه: التمسوا فيهم المخدج، فلم يجدوه قال: فقام علي بنفسه حتى أتى ناسًا قد قتل بعضهم على بعض فقال: أخرجوهم، فوجدوه مما يلي الأرض فكبر ثم قال: صدق الله وبلغ رسوله -صلى الله عليه وسلم- ... الحديث. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 478)، وأبو داود (5/ 126)، والنسائي في الخصائص (186)، وابن أبي عاصم في السنَّة (917)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 175)، والبغوي في شرح السنَّة (10/ 235). وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 91) من طريق يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية عن عبد الملك بن أبي سليمان، به. فالخلاصة: أن هذا الحديث روى عن علي رضي الله عنه من طرق متعددة صحيحة، وقد أورده ابن كثير في البداية (7/ 301) من اثني عشر طريقًا عنه وقال: =
= "مثل هذا يبلغ حد التواتر". وممن رواه عن علي رضي الله عنه زيادة عما تقدم طارق بن زياد، وعبد الله بن شداد، وعبيد بن أبي رافع، وعبيدة بن عمرو السلماني، وكليب أبو عاصم، وأبو مريم. وأبو الوضيء عباد بن نسيب، وأبو المؤمن الوائلي، ومالك بن الحارث، وكثير البجلي، وقيس بن أبي حازم، وعمارة بن جوين، وسلمان، وجندب الأزدي، وشقيق بن سلمة. وله أيضًا شواهد متعددة: فقد روى من حديث كل من: أنس، وجابر بن عبد الله، وابن عباس، وابن عمر، وابن مسعود، وابن عمرو، وسهل بن حنيف، وعقبة بن عامر، أبي أمامة الباهلي وأبي برزة الأسلمي، وأبي بكرة، وأبي ذر الغفاري، ورافع بن عمرو والغفاري. وقد أخرج الإِمام النسائي بعض هذه الطرق من حديث علي رضي الله عنه في الخصائص (ص 184 - 194: 177، 189) انظر: التفصيل في معرفة طرق الحديث في "خصائص علي رضي الله عنه" للِإمام النسائي (ص 184 - 199). وهذا الحديث مما فات السيوطي فلم يورده في الأزهار المتناثرة، واستدركه الكتاني في نظم المتناثر (ص 34).
4436 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عمر القواريري، ثنا عبد الرحمن بن العريان الحارثي، ثنا الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ القيس، قال: شهدت يوم قتل أهل النهراون ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: فَلَوْ خَرَجَ رُوحُ إِنْسَانٍ مِنَ الْفَرَحِ لَخَرَجَ رُوحُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب رضي الله عنه يَوْمَئِذٍ، قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، مَنْ حدَّثني أَنَّهُ رَآهُ فِي النَّاسِ مِنْ قَبْلِ مَصْرَعِهِ هذا فأنا كذاب.
4436 - درجته: ضعيف، لأن فيه شيخ الأزرق وهو مبهم لم أعرفه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 110)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 371: 476). ولفظه: عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ: شَهِدْتُ عليًا يوم قتل أهل النهروان قال: قال علي حين قتلوا "علي بذي الثدي أو المخدج، ذكر من ذلك شيئًا لا أحفظه، قال: فطلبوه فإذا هم بحبشي مثل البعير، في منكبه مثل ثدي المرأة، عليه -قال عبد الرحمن أراه قال- شعر، فَلَوْ خَرَجَ رُوحُ إِنْسَانٍ مِنَ الْفَرَحِ لَخَرَجَ روح علي بن أبي طالب ... إلى آخره. وأخرجه عبد الله بن الإِمام في زوائد السنَّة (2/ 629: 1499) عن عبيد الله بن عمر القواريري، به، بنحوه. وجملة القول أن الحديث ضعيف بهذا الإِسناد، إلَّا أن معناه صحيح، فقد ثبت ذلك في حديث أبي سعيد برقم 44341)، وحديث علي رضي الله عنه برقم (4435) وهما شاهدان له. لكن قوله في الأخير: "فلو خرج روح إنسان ... "إلى آخره لم أجد ما يشهد له فيبقى ضعيفًا، والله أعلم.
27 - باب فضل من قتل الحرورية
27 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَتَلَ الْحَرُورِيَّةَ 4437 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ (¬1) سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمٍ بْنِ كُلَيْبٍ، قَالَ: حدَّثني أَبِي، قَالَ: كَانَتْ مَجَالِسُ النَّاسِ الْمَسَاجِدَ، حتى رجعوا من صفين، وبرؤوا من القضية، فاستخف الناس فقعدوا فِي السِّكَكِ يَتَخَبَّرُونَ الْأَخْبَارَ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ عند علي رضي الله عنه، إِذْ قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: ائْذَنْ لِي أَنْ أتكلم، فشغل مما كَانَ فِيهِ، قُلْنَا لَهُ: مَا الَّذِي أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَنْهُ؟ فَقَالَ: إِنِّي كنت في العمرة، فدخلت على عائشة رضي الله عنها، فقالت: ما هؤلاء الذين خروا قبلكم يقال لهم: حروراء؟ فقالت: أشهدتَ هلكتهم، أما إن علي بن أَبِي طَالِبٍ لَوْ شَاءَ حدَّثكم حَدِيثَهُمْ، فَلَمَّا فرغ علي رضي الله عنه مِمَّا كَانَ فِيهِ قَالَ: أَيْنَ الرَّجُلُ؟ فَقَصَّ عليه فأهل علي رضي الله عنه وكَبَّر. ثُمَّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَيْسَ عِنْدَهُ غَيْرُ عائشة رضي الله عنها فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كَيْفَ أَنْتَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَقَوْمُ كَذَا وَكَذَا؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: قوم يخرجون من قبل ¬
المشرق يقرؤون الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ اليد، كأن يده ثدي حبشية"، فقال رضي الله عنه: أنشدكم الله قد أخبرتكم أن فِيهِمْ، فَقُلْتُمْ، لَيْسَ فِيهِمْ، ثُمَّ أَتَيْتُمُونِي بِهِ، تسحبونه، فقالوا: اللهم نعم، فأهلّ رضي الله عنه وكبّر.
4437 - درجته: صحيح، رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع 6/ 238 عن كليب بن شهاب بمعناه وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات ورواه البزّار نحوه). قلت: رواية أبي يعلى، بنحوه ستأتي في حديث رقم (4438). وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 116) من حديث عاصم بن كليب، عن أبيه، وعزاه إلى إسحاق بن راهويه وأبي بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 362)، عن محمَّد بن معمر، عن أبي هشام المخزومي المغير بن سلمة، به، بنحوه إلى قوله: إلا يجاوز تراقيهم). وقد تابع عبد الواحد بن زياد كل من سعيد بن مسلمة، ومحمد بن فضيل بن غزوان، والقاسم بن مالك المزني، وعبد الله بن إدريس. أما حديث سعيد بن مسلمة، فقد أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 362) من طريق سعيد بن مسلمة، عن عاصم بن كليب، به، بنحوه. وقال: (قلت: لم أره بتمامه وفي الصحيح بعضه). أما حديث محمد بن فضيل بن غزوان: فقد أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 363: 472)، و (1/ 375: 482)، وابن أبي عاصم في السنَّة (4/ 442: 913)، وعبد الله بن الإِمام أحمد في السنَّة (2/ 623: 1484)، والنسائي في الخصائص (189: 183)، كلهم من طرق عن مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ =
= عاصم بن كليب، به، بنحوه. أما حديث القاسم بن مالك المزني: فقد أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 160)، والسنة (2/ 623)، والفضائل (2/ 714)، من طريق القاسم بن مالك، عن عاصم بن كليب، بنحوه. أما حديث عبد الله بن إدريس: فقد أخرجه عبد الله بن أحمد في السنَّة (2/ 633) من طريقه عن عاصم بن كليب، به، بنحوه. فالخلاصة: أن هذا الطريق هي إحدى الطرق التي روي بها حديث علي رضي الله عنه في ذم الخوارج والأمر بقتالهم وقد تقدم ذكر بعض هذه الطرق في حديث رقم (4435)؛ وسيأتي أيضًا برقم (4438)؛ وله شواهد متعددة تقدمت الإِشارة إليها في حديث رقم (4435).
4438 - [1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا محمَّد بْنُ فُضَيْلٍ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنت جالسًا عند علي رضي الله عنه، وَهُوَ فِي بَعْضِ أَمْرِ النَّاسِ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابُ السَّفَرِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المؤمنين، فشغل علي رضي الله عنه مَا كَانَ فِيهِ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، قَالَ أَبِي: فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ حاجًا -أو معتمرًا- فمررت على عائشة رضي الله عنها. فَقَالَتْ لِي، وَسَأَلَتْنِي عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ خرجوا فيكم يقال لهم الحرورية، فقلت: خَرَجُوا فِي مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ حَرَوْراء، فَسُمُّوا بذلك الحرورية، فقالت رضي الله عنها، طُوبَى لِمَنْ شَهِدَ هَلَكَتَهُمْ، قَالَتْ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شَاءَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ لَأَخْبَرَكُمْ خَبَرَهُمْ، فمن ثمة جئت أسأله عن ذلك، قال: وفرغ علي رضي الله عنه فقال: أين السائل؟ فقام إليه، فقصّ عليه، فأهلّ علي رضي الله عنه وَكَبَّرَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَذَكَرَ مِثْلَهُ. وَقَالَ فِي آخِرِهِ: تَسْحَبُونَهُ كَمَا نَعَتُّ لَكُمْ قَالَ: ثم قال رضي الله عنه: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. * قُلْتُ: أَصْلُ قِصَّةِ الْمُخْدَجِ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ، وَلَمْ يُخَرِّجُوهُ بهذه السياق، ولا من حديث عائشة رضي الله عنها. [2] وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أبي شيبة به. [3]، وَعَنْ أَبِي هِشَامٍ عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ نَحْوَهُ. [4]، ورواه البزّار نحوه.
4438 - درجته: صحيح بإسناد أبي بكر بن أبي شيبة، لأن جميع رواته ثقات. =
= أما إسناد أبي يعلى فقد أخرجه من طريقين عن ابن فضيل. الأول: أخرجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن ابن فضيل، وهذا صحيح، لأن رواته ثقات. الثاني: أخرجه عن أبي هشام الرفاعي عن ابن فضيل، وهذا ضعيف لضعف أبي هشام ولكنه يرتقي إلى الصحيح لغيره لمتابعة أبي بكر بن أبي شيبة له. وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 238)، عن كليب بن شهاب وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات ورواه البزّار، بنحوه".
تخريجه: لم أجد في مصنف ابن أبي شيبة في مظانه ولعله في مسنده" ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى (1/ 363: 472). وأخرجه أيضًا في (1/ 375)، عن هشام الرفاعي عن ابن فضيل، به، بنحوه. وقد تابع محمَّد بن فضيل بن غزوان كل من عبد الواحد بن زياد وسعيد مسلمة والقاسم بن مالك المزني وعبد الله بن إدريس، تقدمت هذه المتابعات في تخريج حديث رقم (4437).
4439 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ حَيِّهِ فَاعْتَزَلْنَا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الذين قتلهم علي رضي الله عنه، فيم فارقوه وفيم اسْتَجَابُوا لَهُ حِينَ دَعَاهُمْ، وَحِينَ فَارَقُوهُ، فَاسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ؟ قَالَ: لَمَّا كُنَّا بِصِفِّينَ اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ في أهل الشام ... فذكر قصة. قال: فرجع علي رضي الله عه إلى الكوفة، وقال فيه الخوارج مما قَالُوا، وَنَزَلُوا حَرَوْراء وَهُمْ بَضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا، فأرسل عليٌّ رضي الله عنه إِلَيْهِمْ، يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ تَعَالَى: ارْجِعُوا إِلَى خَلِيفَتِكُمْ، فيم نقمتم عليه؟ قِسْمَةٍ أَوْ قَضَاءٍ؟ قَالُوا: نَخَافُ أَنْ نَدْخُلَ في فتنة، قَالَ: فَلَا تَعْجَلُوا ضَلَالَةَ الْعَامِ مَخَافَةَ فِتْنَةِ عام قابل، فرجعوا، فقالوا: يكون عَلَى نَاحِيَتِنَا، فَإِنْ قَبِلَ الْقَضِيَّةَ قَاتَلْنَاهُ عَلَى مَا قَاتَلْنَا عَلَيْهِ أَهْلَ الشَّامِ بِصِفِّينَ، وَإِنْ نَقَضَهَا قَاتَلْنَا مَعَهُ، فَسَارُوا حَتَّى قَطَعُوا نَهْرَوَانَ، وافترق مِنْهُمْ فِرْقَةٌ يَقْتُلُونَ النَّاسَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُمْ: مَا عَلَى هَذَا فَارَقْنَا عَلِيًّا، فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا رضي الله عنهم صَنِيعُهُمْ قَامَ فَقَالَ: أَتَسِيرُونَ إِلَى عَدُوِّكُمْ، أَوْ تَرْجِعُونَ إِلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ خَلَّفُوكُمْ فِي دِيَارِكُمْ؟ قَالُوا: بَلْ نَرْجِعُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: فَحَدَّثَ عَلِيٌّ رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ طَائِفَةً تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ عند اختلاف الناس، لا يرون جِهَادَكُمْ مَعَ جِهَادِهِمْ شَيْئًا، وَلَا صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ شَيْئًا، وَلَا صِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ شَيْئًا، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، عَلَامَتُهُمْ رَجُلٌ عَضُدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ، يَقْتُلُهُمْ أقرب الطائفتين من الحق". فسار علي رضي الله عنه إليهم، فاقتتلوه قتالًا شديدًا، فجعلت خيل علي رضي الله عنه تَقُومُ لَهُمْ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَهُمْ
فيّ، فوالله ما عندي ما أخبركم به، وإن كنتم إنما تقاتلون لله تعالى، فلا يكونن هذا قتالكم، فاقبلوا عليهم، فقتلوهم كلهم، فقال: ابتغوه، فطلبوه، فلم يوجد، فركب علي رضي الله عنه دَابَّتِهِ، وَانْتَهَى إِلَى وَهْدَةٍ (¬1) مِنَ الْأَرْضِ، فَإِذَا قَتْلَى، بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَاسْتُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهِمْ، فجر برجله يراه الناس، قال علي رضي الله عنه: لَا أَغْزُو الْعَامَ، فَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ فَقُتِلَ. واستخلف الناس الحسن بن علي رضي الله عنهما، فبعث الحسن بالبيعة إلى معاوية رضي الله عنه وَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَسَنُ إِلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنهما، فَقَامَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يا أيها الناس، أتاكم أمران، لا بد لكم من أحدهما: دخول في فتنة، أَوْ قَتْلٌ مَعَ غَيْرِ إِمَامٍ، فَقَالَ النَّاسُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ أَعْطَى الْبَيْعَةَ مُعَاوِيَةَ فَرَجَعَ النَّاسُ، فَبَايَعُوا مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه وَلَمْ يَكُنْ لِمُعَاوِيَةَ هَمٌّ إلَّا الَّذِينَ بِالنَّهْرَوَانِ فَجَعَلُوا يَتَسَاقَطُونَ عَلَيْهِ فَيُبَايِعُونَهُ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَنَيِّفٍ، وَهُمْ أَصْحَابُ النَّخِيلَةِ". قُلْتُ: هَذَا الإِسناد صحيح. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نمير، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ بِهِ. [3]، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ. * وَأَصْلُ الْمَرْفُوعِ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ (¬2) وَغَيْرِهُ، وَإِنَّمَا سُقْتُ هَذَا لِأَنَّ فِيهِ زِيَادَاتٌ عَلَى الطُّرُقِ الَّتِي خَرَّجَهَا أَصْحَابُ الْكُتُبِ وَأَحْمَدُ أَيْضًا. ¬
4439 - درجته: صحيح، رواته ثقات، وقال ابن حجر في آخره: "قلت: هذا الإِسناد صحيح". والحديث صحيح بالطرق المذكورة كلها, لأن رواة كل طريق من هذه الطرق ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 238)، وقال: "في الصحيح بعضه، ورواه أبو يعلى ورجال رجال الصحيح". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 115)، وقال: "رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح، وكذا أبو بكر بن أبي شيبة وعنه أبو يعلى"، وذكر لفظ أبي يعلى.
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (15/ 316)، ومن طريقه أبو يعلى في مسنده (1/ 364)، بنحوه وزادا قصة في وسطه. وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (3/ 485)، عن يعلي بن عبيد، عن عبد العزيز بن سياه به مختصرًا.
4445 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، أُرَاهُ عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قال: كَفَّ علي رضي الله عنه عن قتال أهل النهر (¬1) حتى يحدَّثوا، فَانْطَلَقُوا، فَأَتَوْا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، وَهُوَ فِي قَرْيَةٍ لَهُ، قَدْ تَنَحَّى عَنِ الْفِتْنَةِ، فَأَخَذُوهُ، قَالَ: فَرَأَوْا تَمْرَةً وَقَعَتْ مِنْ رَأْسِ نَخْلَةٍ، فَأَخَذَهَا رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالُوا: تَمْرَةٌ مِنْ تَمْرِ أَهْلِ الْعَهْدِ، أَخَذْتَهَا بِغَيْرِ ثَمَنٍ، قَالَ: فَلَفَظَهَا، قَالَ: وَأَتَوْا عَلَى خِنْزِيرٍ، فَبَعَجَهُ أَحَدُهُمْ بِسَيْفِهِ، فَقَتَلَهُ، فَقَالُوا: خِنْزِيرٌ مِنْ خَنَازِيرِ أَهْلِ الْعَهْدِ قَتَلْتَهُ، فَقَالَ لهم عبد الله بن خباب رضي الله عنه: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ أَوْ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ هُوَ أَعْظَمُ عَلَيْكُمْ حَقًّا مِنْ هَذِهِ التَّمْرَةِ وَهَذَا الْخِنْزِيرِ؟ قَالُوا: مَنْ؟ قَالَ: أَنَا (أُرَاهُ قَالَ) مَا تَرَكْتُ صَلَاةً، مُنْذُ بَلَغْتُ وَلَا صِيَامَ رَمَضَانَ، وَعَدَّدَ أَشْيَاءَ، فَقَرَّبُوهُ، فَقَتَلُوهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا رضي الله عنه، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالْمَسِيرِ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ: أَقِيدُونَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، قَالُوا: كَيْفَ نُقِيدُكَ بِهِ وَكُلُّنَا قَتَلَهُ؟ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: اسْطُوا عَلَيْهِمْ فَوَاللَّهِ لَا يُقْتَلُ مِنْكُمْ عَشَرَةٌ، ولا يفر منهم عشرة، فكان ذلك، فقال علي رضي الله عنه: اطْلُبُوا رَجُلًا، صِفَتُهُ كَذَا وَكَذَا فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يجدوه، ثم طلبوه، فوجدوه، فقال علي رضي الله عنه: مَنْ يَعْرِفُ هَذَا؟ فَلَمْ يُعْرَفُ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا رَأَيْتُ هَذَا بِالنَّجَفِ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ هذا المصر، وليس فيه ذو نسب ولا معرفة، فقال علي رضي الله عنه: صَدَقْتَ، هُوَ رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ. (212) وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ جابر رضي الله عنه فِي بَابِ الزَّجْرِ عَنْ مُعْتَقَدِ الْخَوَارِجِ مِنْ كتاب القدر (¬2). ¬
= 4440 - درجته: الأثر صحيح بهذا الإِسناد، جميع رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ل 31)، وقال: رواه مسدّد بسند رجاله ثقات، واللفظ له ورواه الدارقطني والبيهقي.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (15/ 358 و 323)، عن يزيد بن هارون وابن علية. وأخرجه الدارقطني في السنن (3/ 31)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (8/ 184) من طريق يزيد بن هارون. كلاهما عن سليمان التيمي، به، بنحوه، إلَّا أن الدارقطني والبيهقي لم يذكرا قيس بن عبادة.
4441 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا موسى بن عبيدة، ثنا هود بن عطاء اليمامي، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ فِينَا شَابٌّ ذُو عِبَادَةٍ وَزُهْدٍ وَاجْتِهَادٍ، قَالَ: فَسَمَّيْنَاهُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يَعْرِفْهُ، وَوَصَفْنَاهُ بِصِفَتِهِ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ، فَقُلْنَا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هو هذا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: إِنِّي لَأَرَى عَلَى وَجْهِهِ سَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ" فَجَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَجَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ أَنْ ليس في القوم أحد خيرًا منك"، فقال: اللهم نعم، ثم ولّى ودخل الْمَسْجِدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أنا، فدخل فإذا هو قائم يصلي، فقال: أَقْتُلُ رَجُلًا يُصَلِّي وَقَدْ نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من يقتل الرجل؟ فقال عمر رضي الله عنه: أنا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ، فَقَالَ مِثْلَ أبي بكر رضي الله عنهما، وَزَادَ: لَأَرْجِعَنَّ فَقَدْ رَجَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَهْ يَا عُمَرُ" فَذَكَرَ لَهُ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "أَنْتَ تَقْتُلُهُ إِنْ وَجَدْتَهُ" فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ, فَوَجَدَهُ قد خرج، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أما والله لو قتلته، لَكَانَ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ وَمَا اخْتَلَفَ فِي أُمَّتِي اثْنَانِ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ. [3]، وحدَّثنا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، ثنا أبي، ثنا مُوسَى بِهِ. [4]، وحدَّثنا محمَّد بْنُ الْفَرَجِ أَبُو جعفر ببغداد، ثنا محمَّد بن الزبرقان (¬1)، حدَّثني موسى بن عبيدة به. ¬
= 4441 - درجته: ضعيف؛ لأن فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف بالاتفاق، وشيخه هود بن عطاء اليمامي، ذكره ابن حبّان، وقال: لا يحتج به. وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 226 - 227) من حديث أنس بن مالك، بنحوه وقال: "رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة وهو متروك، ورواه البزّار باختصار ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم"، ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 812 - 813) من طريق محمَّد بن الفرج به. وأعله بموسى بن عبيدة.
تخريجه: لم أجده في المصنف لابن أبي شيبة ولعله في مسنده. ومن طريق أبي أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 88 - 89: 88) مختصرًا ولفظه: "قال أبو بكر: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن ضرب المصلين". ورواه الآجري في الشريعة (ص 30) من طريق فضل بن سهل الأعرج، عن زيد بن الحباب، به، بنحوه. وتابع زيد بن الحباب كل من محمَّد بن الزبرقان والضحاك بن مخلد أبي عاصم أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 90)، و (7/ 168)، عن محمَّد بن الفرج، عن محمَّد بن الزبرقان. وأخرجه أيضًا في مسنده (1/ 89)، عن عمرو بن الضحاك، عن أبيه. كلاهما عن موسى بن عبيدة به، إلَّا أن أبا يعلى أورد الحديث بطوله في الموضع الأول واختصره في الموضع الثاني بلفظ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن ضرب المصلين". قلت: فالخلاصة أن الحديث مداره في الطرق المذكورة على موسى بن عبيدة وشيخه هود بن عطاء وتقدم الكلام عليهما فالحديث ضعيف، وله طرق أخرى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. والحديث روى من طرق أخرى متعددة ومنها ما يلي: =
= الطريق الأولى: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 154 - 156: 4127)، عن أبي خيثمة، عن عمر بن يونس، عن عكرمة، عن يزيد الرقاشي حدَّثني أنس رضي الله عنه، بنحوه. قلت: هذا إسناد ضعيف، لأن فيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف، وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 226)، وقال: "رواه أبو يعلى، ويزيد الرقاشي ضعفه الجمهور"، وأورد الحافظ ابن حجر هذا الحديث في المطالب العالية، انظر حديث رقم (4442). الطريق الثانية: أخرجه أبو يعلى في مسنده أيضًا (6/ 340: 3668)، عن محمَّد بن بكار، عن أبي مَعْشَرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بنحوه وزاد في آخره. ورواه الآجري في الشريعة (ص 28) من طريق محمَّد بن بكار، به، بنحوه. قلت: فيه أبو معشر نجيح، وهو ضعيف، وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 257) وقال: "رواه أبو يعلى وفيه أبو معشر نجيح وفيه ضعف". الطريق الثالثة: أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 360) كتاب أهل البغي، عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد الْكُوفِيُّ، عن عبد الرحمان بن شريك، عن أبيه، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بن مالك به مختصرًا. قلت: فيه شريك بن عبد الله النخعي، وهو ضعيف لسوء حفظه. وللحديث شواهد من حديث جابر، وأبي بكرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم: 1 - أما حديث جابر: فقد أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 150: 2215)، عن أبي خيثمة، عن يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عن طلحة بن نافع، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل، فقالوا فيه وأثنوا عليه، فقال: من يقتله؟ قال أبو بكر:، أنا، فانطلق فوجده قد خطّ على نفسه خطة، فهو قائم يصلي فيها، فلما رآه على ذلك الحال رجع ولم يقتله، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من يقتله؟ فقال =
= عمر: أنا، فذهب فرآه في خطة قَائِمًا يُصَلِّي، فَرَجَعَ وَلَمْ يَقْتُلْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من له أو من يقتله؟ فقال علي: أنا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أنت ولا أراك تدركه" فانطلق فوجده قد ذهب. قلت: هذا إسناد صحيح، وجميع رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 227)، وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح"، وأشار إليه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (12/ 312)، وقال: "أخرجه أبو يعلى ورجاله ثقات". 2 - أما حديث أبي بكرة: فقد أخرجه أحمد في مسنده (5/ 42)، عن روح، عن عثمان الشحام، عن مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه أن نبي اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِرَجُلٍ ساجد وهو ينطلق إلى الصلاة، فقضى الصلاة ورجع عليه وهو ساجد، فقام النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَنْ يقتل هذا؟ فقام رجل فحسر عن يديه، فاخترط سيفه وهزه، ثم قال: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي كيف أقتل رجلًا ساجدًا يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبده ورسوله، ثم قال: من يقتل هذا؟ فقام رجل فقال: أنا، فحسر عن ذراعيه واخترط سيفه وهزه حتى أرعدت يده، فقال: يا نبي الله، كيف أقتل رجلًا ساجدًا يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبده وَرَسُولُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: والذي نفس محمَّد بيده لو قتلتموه لكان أول فتنة وآخرها". وأخرجه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 457)، عن الحسين بن البزّار، عن روح بن عبادة به. قلت: هذا الإِسناد صحيح، ورواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 225)، وقال: "رواه أحمد والطبراني من غير بيان شاف، ورجال أحمد رجال الصحيح". وقال الألباني: "إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات مسلم، غير شيخ المصنف (ابن أبي عاصم)، وهو الحسين بن محمَّد بن شنبة أبو عبد الله البزّار وهو ثقة". =
= انظر: السنَّة لابن أبي عاصم (2/ 457). 3 - أما حديث أبي سعيد الخدري: فقد أخرجه أحمد في مسنده (3/ 15)، عن بكر بن عيسى، عن جامع بن مطر الحبطي، عن أبي روبة شداد بن عمران القيسي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بنحوه. وذكره ابن حجر في فتح الباري (12/ 312)، وقال: "إسناده جيد". وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 225)، وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات". وجملة القول أن حديث الباب ضعيف بإسناد ابن أبي شيبة، وله شواهد صحيحة وهو بهذه الشواهد حسن لغيره، والله أعلم.
4442 - [1] حدَّثنا أبو خيثمة، ثنا عمر (¬1) بن يونس، ثنا عِكْرِمَةُ -هُوَ ابْنُ عَمَّارٍ- عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، حدَّثني أنس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَغْزُو مَعَنَا، فَإِذَا رَجَعَ وَحَطَّ عَنْ رَاحِلَتِهِ، عَمَدَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَعَلَ يُصَلِّي فِيهِ فَيُطِيلُ الصَّلَاةَ، حَتَّى جَعَلَ بَعْضُ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَرَوْنَ أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَيْهِمْ، فَمَرَّ يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَاعِدٌ في أصحابه، فقال له -صلى الله عليه وسلم- بَعْضُ أَصْحَابِهِ: هُوَ ذَاكَ فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيْهِ، وإما جاء مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُقْبِلًا قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ لَسَفْعَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ"، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى الْمَجْلِسِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:"قلت فِي نَفْسِكَ حِينَ وَقَفْتَ: لَيْسَ فِي الْقَوْمِ خَيْرٌ مِنِّي؟ "، قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ انْصَرَفَ. فَأَتَى ناحية المسجد، فخط خطة برجله، ثم صف كَعْبَيْهِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. (213) وَقَدْ تقدَّم فِي كِتَابِ الْقَدَرِ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بن أسلم عن أنس رضي الله عنه (¬2). ¬
4442 [1]- درجته: ضعيف، وفيه علتان: 1 - عكرمة بن عمار اليمامي، مدلس من المرتبة الثالثة، وقد عنعن. 2 - يزيد الرقاشي، ضعيف كما تقدم. وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 226)، وقال: "رواه أبو يعلى، ويزيد الرقاشي ضعّفه الجمهور وفيه توثيق لين، وبقية رجاله رجال الصحيح". =
= أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 154 - 156: 4127)، وهو في المقصد العلي (ق 84). وله شواهد من حديث جابر بن عبد الله وأبي بكرة، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وكلها صحيحة، تقدمت في تخريج حديث رقم (4441)، وعلى هذا فالحديث حسن لغيره، والله أعلم.
4442 - [2] قال (¬1) الْبَزَّارُ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد الكوفي، ثنا عبد الرحمن بن شريك، ثنا أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ أَقْبَلَ رجلٌ حسن الصمت وذكر نحوه، وقال: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ إلَّا مِنْ هذا الوجه. * قلت، وقد علمت أن له وجهًا غير ذلك. ¬
4442 [2]- درجته: قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 227): رواه البزّار باختصار ورجاله وثقوهم على ضعف في بعضهم.
تخريجه: أخرجه بهذا الإِسناد والمتن البزّار كما في كشف الأستار (3601: 1851). وأخرج نحوه أبو يعلى في المسند (6/ 340: 3668)، قال حدَّثنا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، حدَّثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ زيد بن أسلم، عن أنس. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 258): رواه أبو يعلى وفيه أبو معشر نجيح وفيه ضعف. وذكره ابن كثير في تفسير (2/ 87) أن ابن مردويه، أخرجه حدَّثنا عبد الله بن جعفر، حدَّثنا أحمد بن يونس الضبي، حدَّثنا عاصم بن علي، حدَّثنا أبو معشر به وقال: هذا حديث غريب جدًا من هذا الوجه وبهذا السباق .. وأخرجه أبو يعلى (1/ 90: 90)، قال: حدَّثنا محمَّد بن الفرج، حدَّثنا محمَّد بن الزبرقان، حدَّثنا موسى بن عبيدة، أخبرني هود بن عطاء، عن أنس، بنحوه. ورواه كذلك (7/ 169: 4143). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 227): رواه أبو يعلى، وفيه موسى بن عبيدة متروك. (سعد).
28 - باب قتل علي رضي الله عنه
28 - باب قتل علي رضي الله عنه 4443 - قال الحميدي: حدَّثنا سفيان، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ، قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ يحدَّث، عَنْ أبيه، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: أتاني عبد الله بن سلام رضي الله عنه وَقَدْ أَدْخَلْتُ رِجْلَيَّ فِي الْغَرْزِ، فَقَالَ لِي: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: الْعِرَاقَ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ إِنْ جِئْتَهَا لَيُصِيبَنَّكَ بِهَا ذُبَابُ السَّيْفِ، قَالَ علي رضي الله عنه: وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْلَهُ يَقُولُهُ، فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: فَعَجِبْتُ مِنْهُ وَقُلْتُ: رَجُلٌ مُحَارِبٌ يحدَّث عَنْ نَفْسِهِ بِمِثْلِ هَذَا. [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدَّثنا سُفْيَانُ بِهَذَا. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ. [4] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ قَالَا: أنا سُفْيَانُ بِهِ، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ إلَّا عبد الملك عَنْ أَبِي حَرْبٍ، وَلَا عَنْهُ إلَّا ابْنُ عيينة. * وصححه ابن حبّان والحاكم.
4443 - درجته: هو حسن بهذا الإِسناد، لأن فيه عبد الملك بن أعين وهو صدوق، إلَّا أنه =
= شيعي، فحديثه حسن إلَّا فيما فيه نصرة لاعتقاد الشيعة، وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 138)، وقال: "رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، ورجال أبي يعلى رجال الصحيحين، غير إسحاق بن أبي إسرائيل، وهو ثقة، مأمون". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 56) وعزاه للحميدي، وابن أبي عمر والبزار، وابن حبّان في صحيحه والحاكم.
تخريجه: أخرجه الحميدي في مسنده (1/ 30: 53)، عن سفيان به، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في المعرفة (1/ 294: 327). وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 620)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 144)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 381: 491)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 403)، (مناقب علي، باب من قتله)، وابن حبّان في الإحسان (15/ 127: 6733)، والحاكم في المستدرك (3/ 140) كلهم من طرق عن سفيان، به، بنحوه. وقال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله: "ابن بشار ذو مناكير، وابن أعين غير مرضي"، وذكره ابن الملقن في المختصر (3/ 1499)، وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 116) من طريق سفيان بن عبد الملك بن أعين، به، بنحوه.
4444 - وقال عبد: حدَّثنا محمَّد بن بشر، ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ يَزِيدَ بْنِ أُمية، قال: مرض علي رضي الله عنه مَرَضًا خِفْنَا عَلَيْهِ مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّهُ نَقِهَ وَصَحَّ، فَقُلْنَا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَصَحَّكَ يَا أمير المؤمنين! قد كنا خفنا عليك من مرضك هذا، قال رضي الله عنه: لَكِنِّي لَمْ أَخَفْ عَلَى نَفْسِي، حدَّثني الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ: "لَا تَمُوتُ حَتَّى يُضْرَبَ هَذَا مِنْكَ، وَيَقْتُلَكَ أَشْقَاهَا، كَمَا عَقَرَ نَاقَةَ اللَّهِ تعالى أَشْقَى بَنِي فُلَانٍ، خَصَّهُ إِلَى فَخِذِهِ الدُّنْيَا دون ثمود".
4444 - درجته: ضعيف، لأن فيه عبد الرحمان بن أبي الزناد، وقد تغيّر حفظه لما قدم بغداد، فحديثه ضعيف ببغداد، والراوي عنه هنا محمَّد بن بشر العبدي وهو كوفي. وذكر البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 57)، وعزاه لعبد بن حميد والحاكم بنحوه وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ص 60: 92) وفيه زيادة بعد قوله: "يضرب هذا منك"، قال: (يعني رأسه -وتخضب هذه دمًا- يعني لحيته). وتابع عبد الرحمان بن أبي الزناد كل من عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي، وسعيد بن أبي هلال والأعمش. * أما حديث عبد الله بن جعفر: فقد أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 430: 569)، عن عبيد الله القواريري عن عبد الله بن جعفر، عن زيد بن أسلم، به، بنحوه. قلت: فيه عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي، وهو ضعيف، كما في التقريب (ص 298: 3255)، وبقية رجاله ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 137)، وقال: "رواه أبو يعلى، وفيه والد علي بن المدني وهو ضعيف". =
= * أما حديث سعيد بن أبي هلال: فقد أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 146: 174)، عن الحسن بن علي، نا أبو صالح، نا الليث بن سعد، حدَّثني خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال، عن زيد بن أسلم، به، بنحوه. قلت: فيه أبو صالح عبد الله بن صالح، كاتب الليث، صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه وفيه غفلة، كما في التقريب (ص 308: 3388). وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 63: 173)، من طريق عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد، به، بنحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 137)، وقال: "رواه الطبراني وإسناده حسن". قلت: إن أراد حسنًا لغيره فنعم، وإلاَّ فلا، لأن فيه عبد الله بن صالح، وهو صدوق كثير الغلط. وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 113)، من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، به، بنحوه، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. *: أما حديث الأعمش: فقد أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 116) من طريق الأعمش عن زيد بن أسلم، به، بنحوه. وجملة القول إن حديث الباب ضعيف بإسناد عبد بن حميد، ولكنه بهذه المتابعات يرتقي إلى الحسن لغيره. والله تعالى أعلم. وروى هذا الحديث من طرق متعددة عن علي رضي الله عنه ولا يخلو واحد منها من ضعف، ومنها ما يلي: الطريق الأولى: 1 - أخرجه أحمد في المسند (1/ 130)، والخطيب (12/ 75)، وابن المغازلي (ص 205) مِنْ طَرِيقِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عبد الله بن سبع، عن علي رضي الله عنه نحوه. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 137)، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن سبع وهو ثقة. قلت: فيه عبد الله بن سبع وقيل: ابن سبع، ذكره البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبّان في الثقات، ولهذا قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: مقبول. انظر في ترجمته: التاريخ الكبير (5/ 98)، الجرح والتعديل (5/ 68)، الثقات (5/ 22)، التقريب (ص 305: 3340). الطريق الثانية: أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 377: 485)، والطبراني في الكبير (8/ 45)، وابن الأثير في أسد الغابة (4/ 117) كلهم من طريق سويد بن سعيد، عن رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ صُهَيْبٍ، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه نحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 136)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني وفيه رشدين بن سعد، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات". قلت: رشدين بن سعد، ضعيف، سيِّئ الحفظ. الطريق الثالثة: أخرجه أحمد في المسند (4/ 263)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 351، 352)، والنسائي في الخصائص (ص 162: 153)، والحاكم في المستدرك (3/ 140 - 141) من طريق محمَّد بن إسحاق، حدَّثني يزيد بن محمَّد بن خيثم المحاربي، عن محمَّد بن كعب القرظي، عن محمَّد بن خيثم، عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة ... وفيه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا أحدَّثكما بأشقى الناس رجلين، قلنا: بلى، يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي، على هذه -يعني قرنه- حتى تبل منه هذه -يعني لحيته-". قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه محمَّد بن خيثم أبو يزيد المحاربي، لم أجد من =
= ذكره بجرح أو تعديل، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: مقبول. انظر: التقريب (ص 476: 5857). الطريق الرابعة: روى موقوفًا من كلام علي رضي الله عنه: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (10/ 154)، عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين، عن عبيدة قال: سمعت عليًا رضي الله عنه يخطب ... فذكر نحوه. قلت: إسناده صحيح، رواته أعلام ثقات، وهو وإن كان موقوفًا فله حكم الرفع؛ لأن هذا مما لا مجال للرأي فيه، والله أعلم. الطريق الخامسة: أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 25) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عبيد الله بن أنس أو أيوب بن خالد أو كليهما، أخبرنا عبيد الله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي ... فذكر نحوه. قلت: هذا إسناد مرسل ضعيف، لأن فيه أبا بكر بن عبيد الله بن أنس، وهو مجهول الحال كما في التقريب (ص 623: 7978). الطريق السادسة: أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 252)، عن الحسن بن يحيى، عن حفص بن عمر، عن بكار بن أخي موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن عبيدة، عن عمار أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي: إن أشقى الأولين عاقر الناقة، وإن أشقى الآخرين لمن يضربك ضربة على هذه -وأومأ إلى رأسه، يخضب هذه- وأومأ إلى لحيته. الطريق السابعة: أخرجه الحارث كما في البغية (4/ 180)، عن الحسن بن موسى، عن محمَّد بن راشد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ، عن فضالة، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه به. انظر تخريجه تحت رقم (4450). فالخلاصة أن الحديث بمجموع هذه الطرق والشواهد حسن لغيره، والله أعلم. وقد ذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (3/ 78: 1088)، وصححه بشواهده المذكورة. قلت: لعله يقصد أنه صحيح لغيره.
4445 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا رِشْدين بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ صُهَيْبٍ، عن أبيه، قال علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ"؟ قُلْتُ: عَاقِرُ النَّاقَةِ، قَالَ: "صَدَقْتَ، فَمَنْ أَشْقَى الْآخِرِينَ؟ " قُلْتُ: لَا علم لي، قال -صلى الله عليه وسلم-: "الذي يضربك على هذه، وَأَشَارَ إِلَى يَافُوخِهِ. وَكَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ لَوْ قَدِ انْبَعَثَ أَشْقَاكُمْ فَخَضَّبَ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ -يعني لحيته من دم رأسه-.
4445 - درجته: ضعيف، فيه ثلاث علل: 1 - فيه سويد بن سعيد، وقد عمي في آخر عمره، فكان يلقن فيتلقن. 2 - فيه، رِشْدَيْن بن سعد وهو ضعيف بالاتفاق. 3 - فيه عثمان بن صهيب، وهو مجهول، لم أطلع فيه على جرح ولا تعديل غير ذكر ابن حبّان له في الثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 136) بنحوه وقال: "رواه الطبراني وأبو يعلى، وفيه رشدين بن سعد وقد وثق، وبقية رجاله ثقات". قلت: بل فيه رشدين بن سعد وهو ضعيف، وفيه عثمان بن صهيب وهو مجهول. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 57) وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لجهالة عثمان بن صهيب وضعف رشدين". وللحديث طرق متعددة وشواهد تقدمت في حديث رقم (4444)، وهو بمجموع هذه الطرق حسن لغيره. والله تعالى أعلم.
تخريجه أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 337: 485). وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 45)، وابن الأثير في أسد الغابة (4/ 117) من طريق سويد بن سعيد، به، بنحوه.
4446 - وحدَّثنا إسماعيل بن موسى، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ علي رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَنَامِي، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ مَا لَقِيتُ مِنْ أمته من التكذيب والأذى، فبكيت، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تبك يا علي" والتفت، فالتفت فإذا رجلان يتصعدان، وإذا جلاميد ترضخ رؤوسهما حتى تفضح، ثم تعود. فغدوت إلى علي رضي الله عنه كَمَا كُنْتُ أَغْدُو عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي الْحَرَارِيقِ (¬1) لَقِيتُ النَّاسَ فَقَالُوا: قتل. ¬
4446 - درجته: إسناده ضعيف فيه شريك النخعي، وهو ضعيف، وقد اختلط. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 138)، وقال: (رواه أبو يعلى هكذا, ولعل الرائي هو أبو صالح، رآه لعلي، وإن اللذين رآهما ابن ملجم القاتل، ورفيقه، والله أعلم، ورجاله ثقات). وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 157)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 398: 520).
4447 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنِ الْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لقيني حبيبي -صلى الله عليه وسلم- (يَعْنِي فِي الْمَنَامِ) نَبِيِّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ مَا لَقِيتُ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ بعده، فوعدني الراحة منهم، فما لبث رضي الله عنه إلَّا ثلاثًا.
4447 - درجته: ضعيف، لأن فيه راويًا مبهمًا، وبقية رجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 57) وقال: "رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر بسند فيه راو لم يسم).
تخريجه: لم أجده في مسند الحميدي برواية بشر في مظانها ولم أجد من خرّجه سواه. والله أعلم. وأورده الهندي في الكنزى (15/ 170)، من حديث الحسن أو الحسين بلفظه، وعزاه إلى مسند العدني.
4448 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السامي (¬1)، ثنا سُكَيْن بن عبد العزيز، ثنا جَعْفَرُ بْنُ محمَّد (¬2)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قام الحسن بن علي رضي الله عنه خطيبًا فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: وَاللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتُمُ اللَّيْلَةَ رَجُلًا فِي لَيْلَةٍ نَزَلَ فيها القرآن وفيها رفع عيسى بن مَرْيَمَ، وَفِيهَا قُتِلَ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ فَتَى موسى عليهم السلام. ¬
4448 - درجته: الأثر حسن بهذا الإِسناد، لأن فيه سكين بن عبد العزيز وهو صدوق، وبقية رجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 57)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 124: 6757)، عن إبراهيم بن الحجاج به. قلت: روي هذا الحديث من ثلاثة أوجه من طريق أبي يعلى وقد نقلها الحافظ ابن عساكر في تاريخه (12/ 430) ومداره على سُكَيْن بن عبد العزيز، واختلف عليه. الوجه الأول: يرويه أبو عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى، عن إبراهيم بن الحجاج السامي، عن سكين بن عبد العزيز عن جعفر، عن أبيه، عن جده، به، بلفظه، وهو في مسند أبي يعلى (12/ 124). الوجه الثاني: يرويه أبو بكر محمَّد بن إبراهيم المقرئ، عن أبي يعلى، عن إبراهيم بن الحجاج السامي، عن سُكَيْن بن عبد العزيز، عن حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ =
= أبيه، عن جده، به، بلفظه، ولم أجده في مسند أبي يعلى، وذكره ابن عساكر في تاريخه (12/ 430). الوجه الثالث: يرويه كل من أبي عمرو بن حمدان وأبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى، عن إبراهيم بن الحجاج، عن سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الحسن رضي الله عنه، به، بلفظه. مع زيادة في آخره وأخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 125). انظر بقية تخريجه وطرقه الأخرى في الحديث القادم رقم (4449).
4449 - [1] وحدَّثنا إبراهيم، ثنا سُكَيْن، حدَّثني أَبِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَابِرٍ، عن أبيه، عن الحسن رضي الله عنه مِثْلَهُ، وَزَادَ، وَفِيهَا تِيبَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. وزاد: وأنه مَا سَبَقَهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلَا يَلْحَقْهُ أَحَدٌ كَانَ بَعْدَهُ، وَإِنْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيَبْعَثُهُ فِي السَّرِيَّةِ، جِبْرِيلُ عليه السلام عن يمينه، وميكائيل عليه السلام عن يساره، والله ما ترك رضي الله عنه صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إلَّا ثَمَانِمِائَةٍ أَوْ سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، أَرْصَدَهَا لِخَادِمٍ يَشْتَرِيهَا. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدَّثنا عمرو بن علي، ثنا أبو عاصم، ثنا سُكَيْن به (¬1)، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا إلَّا الحسن ولا حدّث به عن جعفر إلَّا سُكَيْن (¬2). ¬
4449 - درجته: الحديث ضعيف، لأن فيه خالد بن جابر وأباه، وكلاهما مجهول. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 57)، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة والبزار، وابن حبّان في صحيحه والحاكم، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 125) ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 430)، وتابع عبد العزيز بن قيس العبدي، حفص بن خالد بن جابر. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 205)، عن عمرو بن علي، حدَّثني =
= أبو عاصم، ثنا سُكَيْن بن عبد العزيز، حدَّثني حفص بن خالد، حدَّثني خالد بن جابر، قال: لما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه قام الحسن خطيبًا فقال: (فذكر مثل حديث (4448) ثم قال): قال سكين: حدَّثني رجل قد سماه قال: وفيها تيب على بني إسرائيل، ثم رجل إلى حديث حفص بن خالد فقال: والله ما سبقه أحد ... فذكره نحوه. قلت: في إسناد البزّار هنا تنبيهان: 1 - جاء في كشف الأستار (3/ 205)، وفي مختصر زوائد البزّار (2/ 321): (حفص بن خالد حدَّثني أبي خالد بن حيان عن الحسن)، ولعله تحريف، والصواب خالد بن جابر، عن أبيه جابر، عن الحسن. لأنني لم أجد ترجمة "حفص بن خالد بن حيان" وقد وجدت ترجمة "حفص بن خالد بن جابر" كما في التاريخ الكبير (2/ 362)، والجرح والتعديل (3/ 172). 2 - إن إسناد البزّار منقطع، لأنه ذكر الأثر من رواية خالد بن جابر، عن جده، عن الحسن رضي الله عنه، والراجح أنه من رواية خالد بن جابر، عن أبيه جابر، عن الحسن رضي الله عنه. قال البخاري في التاريخ الكبير (2/ 362) في ترجمة حفص بن خالد بن جابر: "سمع أباه عن جده قال الحسن بن علي: قتل علي ليلة نزل القرآن ... سمع منه سكين بن عبد العزيز". وتابعه عليه ابن حبّان في الثقات، وعدّد الحافظ المزي جابرًا من الرواة عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في تهذيب الكمال (268/ 1)، وأخرج ابن عساكر في تاريخه (12/ 430) هذا الحديث من طريق أبي يعلى، عن إبراهيم السامي، عن سُكَيْن بن عبد العزيز، عن حفص بن خالد بن جابر، عن أبيه، عن جده، عن الحسن رضي الله عنه. وعلى كل فالإِسناد ضعيف، لأن فيه خالد بن جابر وأباه، وكلاهما مجهول، =
= وحفص بن خالد وثقه ابن حبّان. والحديث روى عن الحسن رضي الله عنه من طرق أخرى متعددة ومنها: الطريق الأولى: 1 - رواه وكيع عن إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حبشي، عن الحسن رضي الله عنه، أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (1/ 199)، وفي الفضائل (2/ 595: 1513)، وابن أبي شيبة في مصنفه (12/ 75)، عن وكيع، به. ولفظ أحمد: (عن عمرو بن حبشي قال: خطبنا الحسن بن علي رضي الله عنه بعد قتل علي رضي الله عنه فقال: "لقد فارقكم رجل أمس ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليبعثه، ويعطيه الراية، فلا ينصرف حتى يفتح له، ما ترك من صفراء ولا بيضاء، إلَّا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله. قلت: إسناده ضعيف، فيه عمرو بن حبشي، ذكره البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبّان في الثقات، ولهذا قال عنه الحافظ في التقريب: "مقبول". انظر في ترجمته: التاريخ (6/ 322)، الجرح والتعديل (6/ 226)، الثقات (5/ 173)، التقريب (ص 420: 5006). الطريق الثانية: رواه إسماعيل بن أبي خالد، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به، بنحوه. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 73 - 74) ومن طريقه ابن حبّان كما في الإِحسان (15/ 383: 6936)، وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 38)، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خالد به. قلت: هذا إسناده حسن، رواته ثقات ما عدا هبيرة بن يريم، قال أحمد: لا بأس به، وقال النسائي: أرجو أن لا يكون به بأس، وقال أبو حاتم: مجهول. وقال =
= الحافظ ابن حجر في التقريب: "صدوق" وهو كما قال إن شاء الله. انظر في ترجمته: الجرح والتعديل (9/ 109)، التهديب (11/ 24)، التقريب (ص 570: 7268). وأخرجه أحمد في المسند (1/ 199)، وفي الفضائل (ص 1514)، والطبراني في الكبير (ص 2718) من طريق شريك بن عبد الله. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (38/ 3)، والطبراني في الكبير (ص 2725)، من طريق الأجلح بن عبد الله، والطبراني في الكبير (2717) من طريق يزيد بن عطاء والنسائي في "الخصائص" (ص 23) من طريق يونس بن أبي إسحاق، أربعتهم عن أبي إسحاق السبيعي به. الطريق الثالثة: أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 172) من طريق علي بن جعفر بن محمَّد، حدَّثني الحسن بن زيد، عن عمر بن علي، عن أبيه علي بن الحسين قال: خطب الحسن بن علي رضي الله عنه، به، بنحوه مع زيادة في آخره وتعقبه الذهبي بقوله: "ليس بصحيح". قلت: فيه علي بن جعفر بن محمَّد بن علي بن الحسين بن علي وهو مقبول كما في التقريب (2/ 33). وفيه علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وهو الذي يرويه عن الحسن رضي الله عنه. لم يدرك القصة وإنما سمعها بواسطة، ولم يذكر الواسطة، لأن مولده في سنة أربعين أو إحدى وأربعين كما في التهذيب (9/ 351)، وخطبة الحسن هذه عند وفاة علي رضي الله عه. وجملة القول أن حديث الباب بهذه الطرق قد يرتقي لدرجة الحسن لغيره، لولا أن قوله: "لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون" ظاهره تفضيل علي رضي الله عنه على كل أحد حتى الشيخين رضي الله عنهما ولذا فإن الحافظ ابن كثير رحمه الله حينما قال عن هذا الحديث: "هذا حديث غريب جدًا وفيه نكارة" في البداية والنهاية (7/ 333)، إنما قاله عن إدراك لما يتبادر للذهن من متن هذا الحديث. والله أعلم.
4450 - وقال أبو بكر والحارث: حدَّثنا الحسن بن موسى، ثنا محمد بن راشد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن فضالة، قال: خرجت مع أبي إلى ينبوع عائدًا لعلي رضي الله عنه، وكان مريضًا بها، فقال له أبي. ما يقيمك بهذا المنزل؟ لو هلكت به لم يلك إلَّا أعراب جهينة، احتمل إلى المدينة، فإن أصابك أجلك وَلِيَكَ أصحابك، وصلوا عليك -وكان أبو فضالة رضي الله عنه من أهل بدر- فقال له علي رضي الله عنه: إني لست بميت من وجعي هذا، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إليّ أن لا أموت حتى أؤمّر، ثم تخضب هذه -يعني لحيته- من دم هذه -يعني هامته- فقتل أبو فضالة رضي الله عنه بصفين. رواه البزّار عن محمَّد بن عبد الرحيم عن الحسن رضي الله عنه، قال: ولا نعلم فضالة رضي الله عنه روى عن علي رضي الله عنه إلَّا هذا.
4450 - درجته: ضعيف، لأن فيه عبد الله بن محمَّد بن عقيل وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 57) وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة والحارث بن أبي أسامة والبزار بسند مداره على عبد الله بن محمَّد بن عقيل وهو ضعيف، وشيخه فضالة وثقه ابن حبّان، وقال ابن خراش: مجهول".
تخريجه: لم أجده في مصنف ابن أبي شيبة ولعله في مسنده" ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 145: 173). ورواه الحارث كما في بغية الباحث (4/ 1180) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (1/ 295). وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده في المسند (1/ 102)، والإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 694)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 252)، وابن عبد البر =
= في الاستيعاب (4/ 154)، والبيهقي في الدلائل (6/ 438) كلهم من طرق عن محمَّد بن راشد، به، بنحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 137) وقال: رواه البزّار وأحمد بنحوه ورجاله موثقون. قلت: فيه عبد الله بن محمَّد بن عقيل لم يوثقه أحد. فالخلاصة: أن حديث الباب ضعيف بهذا الإِسناد، لأن مداره في هذه الطرق على عبد الله بن محمَّد بن عقيل وهو ضعيف، ولكن له طرق أخرى وشواهد تقدمت في تخريج حديث رقم (4444) وهو بهذه الطرق والشواهد حسن لغيره، والله أعلم.
29 - باب مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما
29 - باب مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 4451 - [1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي (¬1) عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ، قَالَ: شهدت عليًا رضي الله عنه حِينَ نَزَلَ كَرْبَلَاءَ فَانْطَلَقَ فَقَامَ فِي نَاحِيَةٍ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ، فَقَالَ: مُنَاخُ رِكَابِهِمْ أَمَامَهُ، وَمَوْضِعُ رحالهم عن يساره، فضرب رضي الله عنه بِيَدِهِ الْأَرْضَ، فَأَخَذَ مِنَ الْأَرْضِ قَبْضَةً فَشَمَّهَا، فقال: واها، وَاحَبَّذَا الدِّمَاءُ تُسْفَكُ فِيهِ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ رضي الله عنه، فَنَزَلَ كَرْبَلَاءَ، قَالَ الضَّبِّيُّ، فَكُنْتُ فِي الْخَيْلِ الذي بعثها ابن زياد إلى الحسين رضي الله عنه، فَلَمَّا قَدِمْتُ فَكَأَنَّمَا نَظَرْتُ إِلَى مُقَامِ عَلِيٍّ رضي الله عنه وَأَشَارَ بِيَدِهِ، فقلبتُ فَرَسِي، ثُمَّ انصرفتُ إِلَى الحسين بن علي رضي الله عنهما، فسلَّمْتُ عليه وقلت له: إن أباك رضي الله عنه كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ، وَإِنِّي شَهِدْتُهُ فِي زَمَنِ كَذَا وَكَذَا قَالَ كَذَا وَكَذَا، وَإِنَّكَ وَاللَّهِ لمقتول الساعة، فقال: فَمَا تُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ أَنْتَ، أَتَلْحَقُ بِنَا أم تلحق بأهلك؟ فقلت: وَاللَّهِ إِنَّ عَلَيَّ لَدَيْنًا وَإِنَّ لِي لَعِيَالًا وما أظنني إلَّا سألحق بأهلي قال: أمالًا، فخذ من هذا المال حاجتك ¬
(وَإِذَا مَالٌ مَوْضُوعٌ بَيْنَ يَدَيْهِ) قَبْلَ أَنْ يحرم عليك، ثم، النجا، فَوَاللَّهِ لَا يَسْمَعُ الدَّاعِيَةَ أَحَدٌ، وَلَا يَرَى البارقة أحد ولا يعيننا إلَّا كَانَ مَلْعُونًا عَلَى لِسَانِ محمَّد -صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَجْمَعُ الْيَوْمَ أَمْرَيْنِ: آخُذُ مَالَكَ، وَأَخْذُلُكَ، فَانْصَرَفَ وَتَرَكَهُ. (214) وَحَدِيثُ زَيْنَبَ بِنْتِ جحش رضي الله عنه فِي إِخْبَارِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَتْلِ الحسين رضي الله عنه مَضَى فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ، فِي بَابِ إِزَالَةِ النَّجَاسَةِ (¬2)، وَتَقَدَّمَ شَيْءٌ مِنْهُ فِي فَضْلِهِ فِي المناقب (¬3). ¬
4451 [1]- درجته: ضعيف، لأن فيه أبا يحيى، وشيخه رجل من بني ضبة، ولم أقف على ترجمته. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 111)، وقال: "رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف".
تخريجه: لم أجده بهذا الإِسناد. وروى هذا المعنى بكامله من طريق أخرى. فقد أخرجه ابن عساكر في تاريخه (5/ ق 72 - 73) من طريق قدامة الضبي، عن جرداء بنت سمير، عن زوجها هرثمة بن سلمة قال: خرجنا مع علي في بعض غزوة، فسار حتى انتهى إلى كربلاء فنزل إلى شجرة فصلى إليها، فأخذ تربة من الأرض فشمّها ثم قال: واها لك تربة، ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب، قال فقفلنا من غزواتنا، وقتل علي، ونَسِيْتُ الحديث، قال: وكنت في الجيش الذي ساروا إلى الحسين، فلما انتهيت إليه نظرتُ إلى الشجرة، فذكرتُ الحديث، فتقدمت على فرس لي، فقلت، أبشّرك ابن بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وحدّثتُه الحديث. قال: معنا أم =
= علينا؟ قلت: لا معك ولا عليك تركتُ عيالًا وتركت، قال: أما لا فولّ في الأرض، فوالذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلَّا دخل جهنم، فانطلقت هاربًا موليًا في الأرض حتى خفي علي مقتله. قلت: في إسناده قدامة بن حماطة الضبي، ذكره البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا وذكره ابن حبّان في الثقات. انظر: التاريخ الكبير (7/ 178)، الجرح والتعديل (7/ 127)، الثقات (7/ 341). وفيه جرداء بنت سمير، وزوجها أبو هرثمة لم أقف على ترجمتها في كتب الرجال، والله أعلم. وأخرجه ابن عساكر أيضًا مختصرًا (ق 176) وما بعده "ترجمة الإِمام الحسين من تاريخ دمشق" من طرق عن أبي عبيد الضبي، عن أبي هرثم الضبي به. وأخرجه الطبراني: الكبير (3/ 111) مختصرًا، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن عثمان بن أبي شيبة عن الأعمش، عن سلام بن شرحبيل، عن أبي هرثمة قال: كنت مع علي رضي الله عنه بنهري كربلاء، فمر بشجرة تحتها بعر غزلان، فأخذ منه قبضة فَشَمَّها ثم قال: يحشر من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 191)، وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات. قلت: فيه أبو هرثمة لم أقف على ترجمته، وبقية رواته ثقات. وقد ورد عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ أخبر بقتل الحسين بن علي رضي الله عنه، ومن هذه الأحاديث ما يلي: 1 - حديث علي رضي الله عنه مرفوعًا: أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (1/ 85) عن محمَّد بن عبيد، عن شرحبيل بن مدرك، عن عبد الله بن نجى، عن أبيه =
= أنه سار مع علي رضي الله عنه، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين، فنادى علي رضي الله عنه: اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: وماذا؟ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله، أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بلى، قام من عندي جبريل قبل فحدَّثني أن الحسين يقتل بشط الفرات قال: فقال: هل لك إلى أن أشمك من تربته قال: قلت: نعم، فمدّ يده، فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 298: 363)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 231) كلاهما من طريق محمَّد بن عبيد، به، بنحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 187) وقال: "رواه أحمد، وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات". قلت: فيه نُجَيّ -بالتصغير- الحضرمي الكوفي، ذكره البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال الذهبي: "لا يدرى من هو؟ " وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: "مقبول". انظر في ترجمته: التاريخ الكبير (8/ 121)، الجرح والتعديل (8/ 503)، تاريخ الثقات (ص 448)، الثقات (5/ 480)، ميزان الاعتدال (4/ 248)، التقريب (ص560: 7102). 2 - حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (3/ 242)، عن مؤمل، عن عمارة بن زاذان، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إن ملك القطر استأذن ربه أن يأتي النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأَذِنَ لَهُ: فقال لأم سلمة: "املكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، قال: وجاء الحسين ليدخل فمنعته، فوثب، فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى منكبه =
= وعلي عاتقه قال، فقال الملك للنبي: أتحبه؟ قال: نعم، قال: أما إن أمتك ستقتله، وإن شئت أرأيتك المكان الذي يقتل فيه؟ فضرب بيده فجاء بطينة حمراء فأخذتها أم سلمة. قال ثابت: بلغنا أنها كربلاء. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 129)، وابن حبّان كما في الإِحسان (15/ 142: 6742)، والطبراني في الكبير (3/ 106: 2813)، والبزار كما في الكشف (3/ 232: 2642)، والبيهقي في الدلائل (6/ 469)، وكذا أبو نعيم (492) كلهم من طرق عن عمارة بن زاذان به. قلت: فيه عمارة بن زاذان، ضعّفه الدارقطني وابن عمار الموصلي والساجي، وقال الأثرم عن أحمد: يروى عن أنس مناكير، وقال البخاري: ربما يضطرب في حديثه، وقال أبو داود. ليس بذاك، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، ليس بالمتين، ووثقه العجلي ويعقوب بن سفيان. وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: "صدوق كثير الخطأ" وعليه فإنه ضعيف. انظر في ترجمته: التاريخ الكبير (6/ 505)، الجرح والتعديل (6/ 365)، ميزان الاعتدال (3/ 176)، التقريب (ص 409: 4847). وقال الهيثمي في المجمع (9/ 187): "رواه أحمد والبزار والطبراني بأسانيد، وفيها عمارة بن زاذان وثّقه جماعة وفيه ضعف". 3 - حديث عائشة أو أم سلمة رضي الله عنهما: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (6/ 294) عن وكيع، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة أو أم سلمة -شك عبد الله بن سَعِيدٍ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لإِحداهما: لقد دخل على البيت ملك لم يدخل علي قبلها فقال لي: إن ابنك هذا حسين مقتول، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها قال: فأخرج تربة حمراء. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 187)، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. 4 - حديث أبي الطفيل رضي الله عنه: قال استأذن مَلَكُ القطر أن يُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بيت أم سلمة ... فذكر نحو حديث أنس المتقدم. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 190)، وقال: "رواه الطبراني وإسناده حسن". 5 - حديث أم سلمة رضي الله عنها: قالت: دخل الحسين عَلَيَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا جالسة على الباب، فتطلعت فرأيت في كف النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا يقلّبه وهو نَائِمٌ عَلَى بَطْنِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-! تطلعت فرأيتك تقلب شيئًا في كفك وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِكَ وَدُمُوعُكَ تَسِيلُ، فَقَالَ: إن جبريل أتاني بالتربة التي يقتل عليها، وأخبرني أن أمتي يقتلونه. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 97)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (3/ 109: 2802)، حدَّثنا يعلي بن عبيد، عن موسى بن صالح الْجُهَنِيُّ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَرْبَدَ النَّخَعِيِّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِهِ. (وهذا لفظ ابن أبي شيبة ولفظ الطبراني بنحوه). وجملة القول إن إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتل الحسين رضي الله عنه روى عنه من طرق متعددة، وقد ذكرها ابن عساكر في ترجمة الإِمام الحسين في تاريخ دمشق من (ص 165 - 180): "ترجمة الإِمام الحسين المأخوذة من تاريخ دمشق". وذكر هذه الأحاديث الهيثمي في المجمع (9/ 186 - 190) وحَسَّنَ بعضها. وذكرها الشيخ الألباني في (الصحيحة) (3/ 159 - 162) وقال: "وبالجملة فالحديث صحيح بمجموع هذه الطرق، وإن كان مفرداتها لا تخلو من ضعف ولكنه ضعف يسير، لا سيّما بعضها قد حسَّنه الهيثمي". اهـ. وعليه فإن أثر الباب بهذه الطرق والشواهد حسن لغيره، والله تعالى أعلم.
4452 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا علي بن محمَّد أبو محمَّد القرشي، ثنا أبو عبد الرحمان الْغَنَوِيُّ, عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ رأيت رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما أُتِيَ بِهِ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، وَرَأَيْتُ رَأْسَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ أُتِيَ به إلى المختار بن أبي عبيد، ورأيت رأس المختار بن أبي عبيد أُتِيَ بِهِ إِلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَرَأَيْتُ رأس مصعب بن الزبير أُتِيَ بِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
4452 - درجته: ضعيف، لأن فيه محمَّد بن عقبة السدوسي، وهو ضعيف وشيخه علي بن محمَّد أبو محمَّد القرشي، وشيخ شيخه أبو عبد الرحمن الغنوي لم أقف فيهما على جرح أو تعديل. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 61) وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (5/ 53، 54: 2643)، وقال في آخره: ما كان لهؤلاء عمل إلَّا الرؤوس!؟ وله طريق آخر عند الطبراني أخرجه في المعجم الكبير (3/ 125: 2877)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن عبيد بن إسماعيل الهباري، عن سعيد بن سويد، عن عبد الملك بن عمير قال: دخلت على عبيد الله بن زياد، وإذا رأس الحسين بن علي رضي الله عنه قدامه على ترس، فوالله ما لبثت إلَّا قليلًا حتى دخلتُ على المختار، فإذا رأس عبيد الله بن زياد على ترس، فوالله ما لبثث إلَّا قليلًا حتى دخلتُ على مصعب بن الزبير، وإذا رأس المختار على ترس، فوالله ما لبثت إلَّا قليلًا حتى دخلت على عبد الملك بن مروان، وإذا رأس المصعب بن الزبيبر على ترس". قلت: فيه سعيد بن سويد ذكره البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح =
= والتعديل ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبّان في الثقات. انظر: التاريخ الكبير (3/ 477)، الجرح والتعديل (4/ 30)، الثقات (362). ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال الذهبي فيه في الميزان: وثقه الناس وما أصغوا إلى ابن أبي شيبة. انظر في ترجمته: طبقات الحنابلة (1/ 300)، سير أعلام النبلاء (14/ 41)، ميزان الاعتدال (3/ 607)، لسان الميزان (5/ 233). وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 169) وقال: "رواه الطبراني وأبو يعلى، ورجال الطبراني ثقات". قلت: فيه سعيد بن سويد لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا وذكره ابن حبّان في الثقات. وعليه فإن أثر الباب بهذا الطريق حسن لغيره، والله تعالى أعلم. وللجزء الأول منه شاهد من حديث أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي البخاري وغيره، أخرجه البخاري في الفضائل باب مناقب الحسن والحسين (7/ 119: 3748)، مع الفتح والإِمام أحمد في مسنده (3/ 261)، وأبو يعلى في مسنده (5/ 228) من طرق عن حسين بْنُ محمَّد، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ عَنِ محمَّد بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال: أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي فجعل في طست، فجعل ينكت وقال في حسَّنه شيئًا، فقال أنس: كان أشبههم برسول الله -صلى الله عليه وسلم- مخضوبًا بالوسمة.
30 - باب استخلاف معاوية رضي الله عنه ولده يزيد
30 - باب استخلاف معاوية رضي الله عنه وَلَدَهُ يَزِيدَ 4453 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بن شقيق، ثنا جَعْفَرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ قال: لما أراد معاوية رضي الله عنه أَنْ يَسْتَخْلِفَ يَزِيدَ، بَعَثَ إِلَى عَامِلِ الْمَدِينَةِ أَنْ أَوْفِدْ إِلَيَّ مَنْ شَاءَ، قَالَ: فَوَفَدَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ يَسْتَأْذِنُ، فَجَاءَ حاجب معاوية رضي الله عنه يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: هَذَا عَمْرٌو قَدْ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِهِمْ إِلَيَّ؟ قَالَ: يَا أمير المؤمنين! يطلب معروفك، فقال معاوية رضي الله عنه: إن كان صادقًا، فليكتب إليّ، أعطيه بما سأل وَلَا أُرَاهُ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْحَاجِبُ فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ اكْتُبْ مَا شِئْتَ، فَقَالَ، سُبْحَانَ اللَّهِ أَجِيءُ إِلَى بَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ، فَأُحْجَبُ عَنْهُ، أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاهُ فَأُكَلِّمَهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه لِلْحَاجِبِ: عُدْهُ إِلَيَّ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا إِذَا صلى الغداة فليجىء، قال: فلما صلى معاوية رضي الله عنه الْغَدَاةَ أَمَرَ بَسَرِيرِهِ فَجُعِلَ فِي الإِيوان ثُمَّ أخرج النَّاسُ عَنْهُ (¬1)، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ أَحَدٌ إلَّا كرسي وضع لعمرو، فجاء عمرو رضي الله عنه، فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ على الكرسي، فقال له معاوية رضي الله عنه: حاجتك؟ قال: فحمد الله تعالى ¬
وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: لَعَمْرِي لَقَدْ أَصْبَحَ يزيد بن معاوية رضي الله عنه واسط الحسب في قريش، غَنِيٌ عن المال، غني (¬1) إلَّا عَنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- هو يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَسْتَرْعِ عَبْدًا رَعِيَّةً إلَّا وَهُوَ سَائِلُهُ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كيف صنع؟ وَإِنِّي أُذَكِّرُكَ اللَّهَ (¬2) يَا مُعَاوِيَةَ فِي أُمَّةِ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ تَسْتَخْلِفُ عليها، قال: فأخذ معاوية رضي الله عنه ربوٌ ونفسٌ (¬3) فِي غَدَاةٍ قَرٍّ، حَتَّى عَرَقَ، وَجَعَلَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ مَلِيًّا، ثُمَّ أفاق، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّكَ امْرُؤٌ نَاصِحٌ، قُلْتَ بِرَأْيِكَ بَالِغَ مَا بَلَغَ، وَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إلَّا ابْنِي (¬4) وَأَبْنَاؤُهُمْ، فَابْنِي أَحَقُّ مِنْ أَبْنَائِهِمْ، حَاجَتُكَ؟ قَالَ: مَا لِي حَاجَةٌ، قَالَ: قُمْ، فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ: إِنَّمَا جِئْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ نَضْرِبُ أَكْبَادَهَا مِنْ أَجْلِ كلمات، قال: ما جئت إلا للكلمات، فأمر لهم بجوائزهم، وأمر لعمرو بمثليها. ¬
4453 - درجته: حسن بهذا الإِسناد، فيه الحسن بن عمر بن شقيق الجرمي، وهو صدوق، وبقية رجاله ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 248 - 249، وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. =
= تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (13/ 122: 7174)، ولم أجد من أخرجه غيره. ويشهد للمرفوع مه حديث معقل بن يسار رضي الله عنه: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (5/ 25) بلفظ: "أيما راع استرعى رعية فغشها فهو في النار". وأخرجه البخاري في صحيحه كما في الفتح (13/ 135)، ومسلم (1/ 125: 142)، ولفظه: "ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة".
31 - باب لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحكم بن أبي العاص وبنيه وبني أمية
31 - بَابُ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحكم بن أبي العاص وبنيه وبني أُمية 4454 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَرَفَ كَلَامَهُ، فَقَالَ: ائْذَنُوا لَهُ، لَعَنَهُ اللَّهُ وَكُلَّ مَا خرج من صلبه إلَّا مؤمنيهم، وقليل ما هم، يسرفون في الدنيا، ويوضعون في الآخرة، ذو مَكْرٍ وَخَدِيعَةٍ، يُعْطَوْنَ فِي الدُّنْيَا، وَمَا لَهُمْ في الآخرة من خلاق.
4454 - درجته: ضعيف، لأن فيه أبا الحسن الجزري، وهو مجهول، وبقية رجاله ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 242)، وقال: (رواه الطبراني هكذا ... وفيه أبو الحسن الجزري وهو مستور، وبقية رجاله ثقات).
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 481) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، والبيهقي في الدلائل (512/ 6) من طريق سعيد بن زيد، كلاهما عن علي بن الحكم، به. =
= ولفظ الحاكم: إن الحكم بن أبي العاص اسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فعرف النبي -صلى الله عليه وسلم- صوته وكلامه فقال: "ائذنوا له عليه لعنة الله، وعلى من يخرج من صلبه، إلَّا المؤمن منهم، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ، يُشَرَّفُونَ فِي الدُّنْيَا، وَيُوضَعُونَ فِي الْآخِرَةِ، ذَوُو مَكْرٍ وَخَدِيعَةٍ، يُعْطَوْنَ فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبي بقوله: "لا والله، فأبو الحسن من المجاهيل"، وقال الذهبي في تاريخ الإِسلام: (عهد الخلفاء) (ص 367) "إسناده فيه من يجهل". وعليه فالحديث ضعيف بهذا الإِسناد، لأن مداره على أبي الحسن الجزري وهو مجهول. وللحديث شواهد متعددة ومنها ما يلي: 1 - حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عنه: أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (4/ 5) عن عبد الرزاق، عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد، عن الشعبي قال: سمعت عبد الله بن الزُّبَيْرِ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: ورب هذه الكعبة لقد لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلانًا وما ولد من صلبه. وأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 247: 1623) عن أحمد بن منصور بن سيار عن عبد الرزاق، به. إلَّا أنه قال: (لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه). وكذا رواه الطبراني كما في المجمع (5/ 241). ورواة هذا الإِسناد ثقات، وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 241)، وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني، بنحوه، وعنده رواية كرواية أحمد، ورجال أحمد رجال الصحيح". 2 - حديث عبد الرحمن بن عوف: أخرجه الحاكم (4/ 470) من طريق ميناء مولى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ =
= عبد الرحمن بن عوف قال: كان لا يولد لأحد مولود إلَّا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فدعا له، فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال: "هو الوزغ بن الوزغ، الملعون بن الملعون". وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: "لا والله وميناء كذبه أبو حاتم". قلت: الحديث موضوع بهذا الإِسناد، لأن فيه ميناء بن أبي ميناء الخزار وهو متروك، كذّبه أبو حاتم، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال يعقوب بن سفيان: غير ثقة ولا مأمون يجب ألاَّ يكتب حديثه، وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبّان: "منكر الحديث، قليل الرواية" روى أحرفًا يسيرة، لا تشبه أحاديث الثقات، وجب التنكب عن روايته، وقال ابن عدي: "يبين على حديثه أنه يغلو في التشيع". انظر: الجرح والتعديل (8/ 395: 1811) المجروحين (3/ 22)، الكامل (6/ 2450 - 2451)، الميزان (4/ 237)، التهذيب (10/ 397: 714)، التقريب (2/ 293: 1564). وكذا حكم عليه الشيخ الألباني في سلسلته الضعيفة (1/ 353 - 354: 348). 3 - حديث عائشة رضي الله عنها: أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 481)، من طريق محمَّد بن زياد قال: لما بايع معاوية لابنه يزيد، قال مروان: سنة أبي بكر وعمر، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر، سنة هرقل وقيصر، فقال: أنزل الله فيك: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا ....} الآية قال، فبلغ عائشة رضي الله عنها فقالت: كذب، والله ما هو به، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لعن أبا مروان، ومروان في صلبه، فمروان قصص من لعنة الله عزَّ وجلَّ. وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه " وتعقبه الذهبي بقوله: فيه انقطاع، محمَّد لم يسمع من عائشة". =
= ومحمد: هو ابن زياد القرشي، الجمحي، مولاهم أبو الحارث، المدني، وهو ثقة، ثبت، وقد نص المزي على أنه روى من عائشة، ونقله عنه الحافظ ابن حجر، ولم أجد من نص على أنه لم يسمع منها غير الذهبي هنا, ولم أجد في كتب التراجم من نص على سنة وفاته. (انظر: الجرح والتعديل 7/ 257، تهذيب الكمال 3/ 1198، والتهذيب 9/ 149). وفي إسناد الحاكم أبو بكر أحمد بن محمَّد بن إبراهيم الصيرفي المعروف بـ: ابن الخنازيري: ذكر الخطيب في التاريخ (4/ 384) والسمعاني في الأنساب (5/ 199)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا ولكنه لم ينفرد بالحديث، فقد تابعه الإِمام النسائي في الكبرى في التفسير (6/ 458: 11491) عن علي بن الحسين، عن أُمية بن خالد، عن شعبة، عن محمَّد بن زياد قال: لما بايع معاوية لابنه (فذكر نحوه)، وفيه: (فمروان فضض من لعنة الله). 4 - حديث الحسن بن علي رضي الله عنه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 135) عن إبراهيم بن الحجاج، عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، قَالَ: كُنْتُ بَيْنَ الحسين والحسن ومروان يتشاتمان، فجعل الحسن يكف الحسين، فقال مروان: أهل بيت ملعونون، فغضب الحسن فقال، أَقُلْتَ: أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ لَعَنَكَ الله على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- وأنت في صلب أبيك. قلت: فيه عطاء بن السائب وقد تغير ولكنه لا يضر، لأن حماد بن سلمة سمع منه قبل اختلاطه، (انظر: الكواكب النيرات ص 325). وأبو يحيى: هو زياد المكي، وهو ثقة، كما في التقريب ص 221. وهذا الحديث رواته ثقات، وسيأتي برقم (4455)، وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 240)، وقال: (رواه أبو يعلى واللفظ له، وفيه عطاء بن السائب، وقد تغير). موقف العلماء من الأحاديث الواردة في لعن الحكم وأولاده: =
= 1 - قال ابن القيم في المنار المنيف (ص 117: 261: 262): وحديث عدد الخلفاء من ولد العباس كذب، وكذلك أحاديث ذم الوليد، وذمّ مروان بن الحكم ... اهـ. 3 - وقال ابن الأثير في أسد الغابة (2/ 38) (في ترجمة الحكم): "وقد روى في لعنه ونفيه أحاديث كثيرة لا حاجة إلى ذكرها، إلَّا أن الأمر المقطوع به أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مع حلمه وإغضائه على ما يكره، ما فعل به ذلك إلَّا لأمر عظيم". 3 - وقال الذهبي في تاريخ الإِسلام (عهد الخلفاء) ص (366): "ورويت أحاديث منكرة في لعنه لا يجوز الاحتجاج بها, وليس له في الجملة خصوص الصحبة، بل عمومها". 4 - وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/ 13): "وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد، أخرجها الطبراني وغيره، غالبها فيها مقال، وبعضها جيد". قلت: وقد ساق الحافظ ابن كثير الحديث، ولم يتكلم عنه بشيء، وقد سبق أن الحديث بمجموع الطرق والشواهد حسن لغيره، وقد حسن الهيثمي في المجمع (5/ 241)، حديث عائشة المذكور ومن هنا يتبين أن الحديث له أصل، وقد روى من طرق متعددة وغالبها فيها مقال، ولكن بعضها يرتقي إلى الحسن لغيره. وأما متنه وهو لعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحكم وما ولد من صلبه فهو مشكل، وهو يعارض قوله تعالى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} الآية [سورة النجم: 38] إذ لو صح لعن الحكم فما ذنب ولده حتى تشملهم اللعنة؟ خاصة وفيهم من عده أهل السنَّة خامس الخلفاء الراشدين وهو: عمر بن عبد العزيز رحمه الله وفيهم من عرف بالتقى والصلاح كيزيد بن الوليد بن عبد الملك المعروف بـ: الناقص، بل إن بني أُمية ممن نصر الله بهم الدين فنشروه في سائر المعمورة، ورفعوا رايات الجهات، وهو الذين اتسعت الفتوحات في وقتهم. =
= قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (9/ 93): "فكانت سوق الجهاد قائمة في بني أُمية ليس لهم شغل إلَّا ذلك، قد علت كلمة الإِسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وبرها وبحرها، وقد أذلوا الكفر وأهله، وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعبًا، لا يتوجه المسلمون إلى قطر من الأقطار إلَّا أخذوه، وكان في عساكرهم وجيوشهم في الغزو، الصالحون والأولياء والعلماء، من كبار التابعين، في كل جيش منهم شرذمة عظيمة، ينصر الله بهم دينه، فقتيبة بن مسلم يفتح في بلاد الشرك، يقتل ويسبي، ويغنم، حتى وصل إلى تخوم الصين، وأرسل إلى ملكه يدعوه، فخاف منه، وأرسل له الهدايا، وتحفا، وأموالًا كثيرة، هدية، وبعث يستعطفه مع قوته وكثرة جنده، بحيث إن ملوك تلك النواحي كلها تؤدي إليه الخراج خوفًا منه. ولو عاش الحجاج لما أقلع عن بلاد الصين، ولم يبق إلَّا أن يلتقي مع ملكها، فلما مات الحجاج رجع الجيش كما مر، ثم إن قتيبة قتل بعد ذلك، قتله بعض المسلمين، ومسلمة بن عبد الملك بن مروان، وابن أمير المؤمنين الوليد، وأخوه الآخر، يفتحون في بلاد الروم ويجاهدون بعساكر الشام حتى وصلوا القسطنطينية، وبني بها مسلمة جامعًا يعبد الله فيه، وامتلأت قلوب الفرنج منهم رعبًا. ومحمد بن القاسم بن أخي الحجاج يجاهد في بلاد الهند، ويفتح مدنها في طائفة من جيش العراق وغيرهم. وموسى بن نصير يجاهد في بلاد المغرب، ويفتح مدنها وأقاليمها في جيوش الديار المصرية وغيرهم، وكل هذه النواحي إنما دخل أهلها في الإِسلام، وتركوا عبادة الأوثان. وقبل ذلك قد كان الصحابة في زمن عمر، وعثمان فتحوا غالب هذه النواحي، ودخلوا في مبانيها بعد هذه الأقاليم الكبار، مثل الشام، ومصر والعراق، واليمن وأوائل بلاد الترك إلى ما وراء النهر وأوائل بلاد المغرب، وأوائل بلاد الهند، فكان سوق الجهاد قائمًا في القرن الأول من بعد الهجرة، إلى انقضاء دولة بني أُمية، وفي =
= أثناء خلافة بني العباس مثل أيام المنصور وأولاده، والرشيد وأولاده، في بلاد الروم والترك والهند. وفتح محمود بن سبكتكين وولده في أيام ملكهم بلادًا كثيرة من بلاد الهند. ولما دخل طائفة ممن هرب من بني أُمية إلى بلاد المغرب وتملكوها، أقاموا سوق الجهاد في الفرنج بها، ثم لما بطل الجهاد من هذه المواضع رجع العدو إليها، فأخذو منها بلادًا كثيرة وضعف الإِسلام فيها". اهـ. قلت: ولا شك أن هذه الأعمال الجليلة التي قام بها بنو أُمية كان لها الأثر الكبير في نشر الإِسلام وفتح البلاد الكافرة، ومن هنا تضايق أعداء الإِسلام وحالوا الطعن في من كان هدفه نشر الإِسلام، ومنهم بنو أُمية، فمثل هذه الأحاديث انتقدها بعض من سبق من الأئمة مثل الذهبي وابن القيم، وغيرهما، وها هو البخاري رحمه الله يخرج حديث عائشة المذكور في صحيحه (8/ 439) بدون ذكر اللعن، وها هو الإِمام أحمد رحمه الله تعالى يخرج حديث عبد الله بن الزبير فلا يفصح باسم الحكم وإنما قال: "فلان". وعلى كل فالحديث بمجموع طرقه وشواهده حسن لغيره، وقد أشار الحافظ ابن حجر إلى أن بعض طرقه جيد، ولذلك يجاب عن الحديث بأنه محمول على قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر: "اللهم إني أتخذ عندك عهدًا لن تخلفنيه فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فأي المؤمنين آذيتُه، شتمتُه، لعنتُه، جلدتُه، فاجعلها له صلاة، وزكاة، وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة". أخرجه البخاري في صحيحه (11/ 175) كتاب الدعوات، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- "من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة" وأخرجه مسلم (4/ 2007 - 2009: 89، 90، 91، 92، 93). في البر والصلة باب من لعنه النبي -صلى الله عليه وسلم- أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك، كلاهما مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (واللفظ لمسلم). وإليه أشار الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتابه: تثبيت الإِمام وترتيب الخلافة =
= (ص 216)، "فإن قيل: فمن لعنه رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَلْ يجوز أن لا تلحقه لعنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعوته؟ قيل له: إنا وإن خفنا عليه للعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمعصيته فنرجو له غفر الله بدعاء رسوله وليست اللعنة له بأكثر من الدعاء له مع أنا نعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد بعثه الله يدعو في صلاته لأمته ويستغفر لهم، لأحيائهم وأمواتهم، فلو كان كل دعوة مجابة لما كان أحد من أمته معذبًا أو دخل النار ... ثم قال: مع أن لعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- على معنيين: * أحدهما: في غير غضب، يريد بذلك إعلام أمته بعظم ما عظم الله والتحذير مما حذر الله كلعنه من أكل الربا، ومن أحدَّث حدثًا، لعن فاعليها في حال الرضا تأكيدًا لما أكد الله. * والمعنى الثاني: أن يلعن في حال غضب وموجدة، فذلك مرفوع عنهم، ولا يلحقهم بقوله "إنما أنا بشر مثلكم ... " ذكر الحديث المتقدم بمعناه.
4455 - وقال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادٍ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي يَحْيَى قال: كنت بين الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومروان يشتم الحسين، والحسن ينهى الحسين رضي الله عنهما، إِذْ غَضِبَ مَرْوَانُ، فَقَالَ: أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ، فغضب الحسن رضي الله عنه، وَقَالَ: أَقُلْتَ أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ لَعَنَكَ اللَّهُ وَأَنْتَ فِي صُلْبِ أَبِيكَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا حماد، به.
4455 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد, لأن جميع رواته ثقات، وعطاء بن السائب ثقة، اختلط في آخر عمره، ولكنه لا يضر, لأن حماد بن سلمة سمع منه قبل اختلاطه. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 240)، وقال: "رواه أبو يعلى واللفظ له، وفيه عطاء بن السائب وقد تغير". وذكره أيضًا في المجمع (10/ 72)، وقال: "رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 124)، وعزاه لإسحاق بن راهويه وأبي يعلى وسكت عليه. أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 135) في مسند الحسن بن علي رضي الله عنه. وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 85: 2740) من طريقين فرقهما عن حماد بن سلمة، به، بنحوه. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (16/ 347) من طريق ابن سعد عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، به. قلت: لم أجده في الطبقات لابن سعد في ترجمة مروان بن الحكم، ولعله في ترجمة الحسن أو الحسين ولكنهما في الجزء الساقط من المطبوع. وذكره الذهبي في تاريخ الإِسلام (عهد الخلفاء) ص (366) وفي السير (3/ 478)، وقال: "أبو يحيى النخعي مجهول". قلت: أبو يحيى: هو زياد المكي، كما تقدم في دراسة الإِسناد، وهو ثقة.
4456 - وقال إسحاق: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أبي يَحْيَى، قَالَ: كُنْتُ يَوْمًا مَعَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما، فَسَبَّهُمَا مَرْوَانُ سَبًّا قَبِيحًا، حَتَّى قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَأَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ، فَقَالَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رضي الله عنهما أَوْ أَحَدُهُمَا: وَاللَّهِ، وَاللَّهِ، ثُمَّ وَاللَّهِ، لَقَدْ لعنك الله عزَّ وجلَّ على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- وَأَنْتَ فِي صُلْبِ الْحَكَمِ، فَسَكَتَ مَرْوَانُ. [2] وَقَالَ أبو يعلى: حدَّثنا أبو معمر، ثنا جرير، به.
4456 - درجته: ضعيف, لأن فيه جرير بن عبد الحميد وقد سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه حماد بن سلمة كما تقدم في حديث الساعة وحماد سمع من عطاء قبل اختلاطه، وعليه فإن الحديث بهذه المتابعة حسن لغيره، والله أعلم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 124)، وعزاه لإسحاق بن راهويه أبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 136) عن أبي معمر عن جرير، به، بنحوه. ولتمام تخريجه انظر الحديث السابق. وللحديث شواهد متعددة تقدم ذكرها مفصلًا في حديث رقم (4454).
4457 - وقال إسحاق: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ أَمِيرًا عَلَيْنَا سِنِينَ، فَكَانَ يَسُبُّ عليًا رضي الله عنه كُلَّ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ عُزِلَ مَرْوَانُ، وَاسْتُعْمِلَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ سِنِينَ، فَكَانَ لَا يَسُبُّهُ، ثُمَّ عُزِلَ سَعِيدٌ، وَأُعِيدَ مَرْوَانُ، فَكَانَ يسبه، فقيل للحسن بن علي رضي الله عنهما: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ مَرْوَانُ؟ فَلَا تَرَدُّ شَيْئًا؟ فَكَانَ يَجِيءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَيَدْخُلُ حُجْرَةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَكُونُ فِيهَا، فَإِذَا قُضِيَتِ الْخُطْبَةُ، خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ، فَلَمْ يَرْضَ بِذَلِكَ مَرْوَانُ، حَتَّى أَهْدَى لَهُ فِي بَيْتِهِ، فَإِنَّا لَجُلُوسٌ مَعَهُ، إِذْ قِيلَ لَهُ: فُلَانٌ عَلَى الْبَابِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ فَقَالَ: إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ سُلْطَانٍ، وَجِئْتُكَ بِعَزْمَةٍ، فَقَالَ: تَكَلَّمْ، فَقَالَ: أَرْسَلَ مَرْوَانُ بِعَلِيٍّ وَبِعَلِيٍّ وَبِكَ وَبِكَ، وَمَا وَجَدْتُ مَثَلَكَ إلَّا مَثَلَ الْبَغْلَةِ، يُقَالُ لَهَا: مَنْ أَبُوكِ؟ فَتَقُولُ: أُمِّي الْفَرَسُ. فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: وَاللَّهِ لَا أَمْحُو عَنْكَ شَيْئًا مِمَّا قُلْتَ بِأَنِّي أَسُبُّكَ، وَلَكِنْ مَوْعِدِي وَمَوْعِدَكَ اللَّهُ، فَإِنْ كُنْتَ صَادِقًا يَأْجُرُكَ اللَّهُ بِصِدْقِكَ، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا، فَاللَّهُ أَشَدُّ نِقْمَةً، قَدْ أَكْرَمَ اللَّهُ تَعَالَى جَدِّي أَنْ يَكُونَ مَثَلِي مَثَلُ الْبَغْلَةِ، ثُمَّ خَرَجَ، فلقي الحسين رضي الله عنه فِي الْحُجْرَةِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: قَدْ أُرْسِلْتُ بِرِسَالَةٍ وَقَدْ أَبْلَغْتُهَا، قَالَ: وَاللَّهِ لَتُخْبِرَنِّي بِهَا، أَوْ لآمرن أن تضرب حتى لايدرى مَتَى يَفْرُغُ عَنْكَ الضَّرْبُ، فَلَمَّا رَآهُ الْحَسَنُ رضي الله عنه قَالَ: أَرْسِلْهُ، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: قَدْ حَلَفْتُ، قَالَ: أَرْسَلَ مَرْوَانُ بِعَلِيٍّ وَبِعَلِيٍّ وَبِكَ وَبِكَ، وَمَا وَجَدْتُ مَثَلَكَ إلَّا مَثَلَ الْبَغْلَةِ، يُقَالُ لَهَا: مَنْ أَبُوكِ؟ فَتَقُولُ: أمي الفرس، فقال الحسين رضي الله عنه: أَكَلْتَ بَظْرَ أُمِّكَ إِنْ لَمْ تُبْلِغْهُ عَنِّي مَا أَقُولُ لَهُ، قُلْ لَهُ: بِكَ وَبِأَبِيكَ
وَبِقَوْمِكَ، وَآيَةِ مَا بَيْنِي وَبَيْنِكَ أَنْ تَمْسِكَ مَنْكِبَيْكَ مِنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
4457 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه عمير بن إسحاق وهو ضعيف، وبقية رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 124)، وعزاه لإسحاق بن راهوية وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن عساكر في تاريخه (16/ 346) من طريق ابن سعد، عن إسماعيل بن إبراهيم السدي عن ابن عون، به، بنحوه. قلت: لم أجده في ترجمة مروان بن الحكم في الطبقات الكبرى, ولعله في ترجمة الحسن أو الحسين رضي الله عنهما. وهما غير موجودتين في الجزء المطبوع من الطبقات. وذكره الذهبي بطوله في تاريخ الإِسلام (61 - 80) (في ترجمة مروان) (ص 231) وسكت عليه وللحديث شواهد متعددة في لعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بني أُمية، تقدم تخريجها في حديث رقم (4454)، وعليه فإن حديث الباب بهذه الشواهد حسن لغيره، والله أعلم.
4458 - أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عمير بن إسحاق، فذكره، نَحْوَهُ. وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: قَدْ أَكْرَمَ اللَّهُ تعالى جَدِّي أَنْ يَكُونَ مَثَلَهُ مَثَلُ الْبَغْلَةِ، قَالَ: فخرج الرسول فاستقبله الحسين رضي الله عنه، وَكَانَ لَا يَتَعَوَّجُ عَنْ شَيْءٍ يُرِيدُهُ، وَقَالَ: فقال الحسين رضي الله عنه إني قد حلفت، قال الحسن رضي الله عنه: فَأَخْبِرْهُ، فَإِنَّهُ إِذَا لَجَّ فِي شَيْءٍ لَجَّ. وقال: فاشتد على مروان قوله رضي الله عنه جِدًّا، يَعْنِي قَوْلَهُ: "أَنْ تُمْسِكَ مَنْكِبَيْكَ" إِلَى آخره.
4458 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه عمير بن إسحاق، وهو ضعيف، وبقية رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 124)، وعزاه لإسحاق بن راهوية وسكت عليه.
تخريجه: تقدم تخريجه في الحديث المتقدم آنفًا.
4459 - أخبرنا عبد الرزاق، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد، والمجالد عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْحَكَمَ وَمَنْ يَخْرُجُ مِنْ صلبه.
4459 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد, لأنه مرسل، ورواته ثقات ما عدا مجالد بن سعيد فإنه ضعيف، ولكنه توبع، فقد تابعه إسماعيل بن أبي خالد (وهو ثقة) كما تقدم في إسناد هذا الحديث. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 124)، وقال: رواه إسحاق مرسلًا، ورواته ثقات. قلت: روى هذا الحديث بإسناد متصل، وقد أخرجه أحمد وغيره، انظر: الحديث القادم.
4460 - رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَمُجَالِدٍ، عن الشعبي، قال: سمعت ابن الزبير رضي الله عنه وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَهُوَ يَقُولُ وَرَبِّ هذه الكعبة، فذكره.
4460 - درجته: هو صحيح, لأن جميع رواته ثقات، ما عدا مجالد بن سعيد فهو ضعيف، ولكنه توبع، فقد تابعه إسماعيل بن أبي خالد وهو ثقة. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 241)، وقال: رواه أحمد والبزار ... والطبراني بنحوه، وعنده رواية كرواية أحمد، ورجال أحمد رجال الصحيح. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 124)، وعزاه لأحمد وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (4/ 5) عن عبد الرزاق، به. ولفظه: عن الشعبي قال: سمعت عبد الله بن الزُّبَيْرِ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: ورب هذه الكعبة لقد لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلانًا وما ولد من صلبه. وأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 247)، عن أحمد بن منصور بن سيار عن عبد الرزاق، به، بنحوه. وأخرجه الطبراني كما في المجمع (5/ 241). وهذا الحديث شاهد لحديث رقم (4454). وقد تقدمت شواهده هناك بالتفصيل.
4461 - وقال إسحاق: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ، وَآفَةُ هَذَا الدِّينِ بنو أُمية.
4461 - درجته: الأثر ضعيف, لأن فيه علي بن علقمة الأنماري وهو ضعيف، وبقية رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 125)، وقال: "رواه إسحاق بن راهوية موقوفًا بسند ضعيف، لضعف علي بن علقمة".
تخريجه: أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (1/ 129: 313) حدَّثنا محمَّد بن فضيل، عن الأعمش، به، بلفظ "إن لكل شيء آفة تفسده، وآفة هذا الدين بنو أُمية". والأثر روى مرفوعًا من طريق أخرى من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (3/ 769)، عن إسماعيل بن أبي إسماعيل، عن إسماعيل ابن عياش، عن مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ السُّلَمِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عن ابن مسعود رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ تُفْسِدُهُ، وَإِنَّ آفَةَ هذا الدين ولاة السوء". قلت: إسناده ضعيف، فيه إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدب، قال الدارقطني: ضعيف لا يحتج، به، وقال الأزدي: ضعيف، منكر الحديث، وعليه فإنه ضعيف. انظر في ترجمته: (الجرح والتعديل 2/ 156، الميزان 1/ 215، اللسان 1/ 438). وفيه مبارك بن حسان السلمي، قال أبو داود عنه: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بالقوي في حديثه شيء، وقال الأزدي، متروك يرمى بالكذب. وقال =
= الحافظ ابن حجر في التقريب: لين الحديث. انظر في ترجمته: (الجرح والتعديل 8/ 340، ميزان الاعتدال 3/ 430، التهذيب 10/ 26، التقريب ص 518: 6460). ولهذا قال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير (5/ 23): ضعيف جدًا. وله شاهد من حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه موقوفًا عليه: أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (1/ 129: 312) حدّثنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك، قال: قال لي النزال بن سبرة: ألاَّ أحدثك حديثًا سمعته من أبي حسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قلت: بلى، قال: سمعته يقول: لكل أمة آفة، وآفة هذه الأمة بنو أُمية. قلت: إسناده ضعيف جدًا، فيه جويبر بن سعيد الأزدي، قال ابن معين: ليس بشيء وقال النسائي، وابن الجنيد، والدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: "ضعيف جدًا". وهو كما قال. انظر في ترجمته: التاريخ الكبير 2/ 257، الجرح والتعديل 2/ 540، المجروحين 1/ 217، الميزان 1/ 427، التهذيب 2/ 123، التقريب ص 143: 987). وفي الإِسناد أيضًا هشيم بن بشير الواسطي، وهو كثير التدليس والإِرسال الخفي، وقد عدّه الحافظ ابن حجر ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع، وقد عنعن هنا ولم يصرح. وجملة القول أن هذا الطريق والشاهد لا يصلحان لتقوية أثر الباب لشدة ضعفهما، وعليه فإن الأثر يبقى ضعيفًا، والله تعالى أعلم.
4462 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَمِيرًا بِالشَّامِ، غَزَا الْمُسْلِمُونَ، فَسَلِمُوا وَغَنِمُوا، وَكَانَ فِي غَنِيمَتِهِمْ جَارِيَةٌ نَفِيسَةٌ، فَصَارَتْ لِرَجُلٍ من المسلمين، فأرسل إليها يزيد، فانتزعها منه، وأبو ذر رضي الله عنه يومئذ بالشام، فاستعان الرجل بأبي ذر رضي الله عنه عَلَى يَزِيدَ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ، فَقَالَ لِيَزِيدَ: رُدَّ عَلَيْهِ جَارِيَتَهُ، فَتَلَكَّأَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ أَبُو ذر رضي الله عنه: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُبَدَّلُ سُنَّتِي لَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمية" ثُمَّ وَلَّى عَنْهُ، فَلَحِقَهُ يَزِيدُ، فَقَالَ: أذكرك الله تعالى أَنَا هُوَ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ لَا، وَرَدَّ عَلَى الرجل جاريته.
4462 - درجته: الحديث رجاله ثقات، ما عدا هوذة بن خليفة الثقفي فهو صدوق، وعليه فهو حسن. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 125)، وقال: "رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى"، وسكت عليه. قلت: ذكر ابن معين في تاريخه (2/ 166) أن أبا العالية لم يسمع من أبي ذر رضي الله عنه، وإنما رواه أبو العالية عن أبي مسلم عنه، وسئل ابن معين عن أبي مسلم هذا من هو؟ فقال: "لا أدري". ولكني وجدت أن الحافظ الذهبي وغيره نص بأن أبا العالية سمع من أبي ذر رضي الله عنه. (انظر: السير 4/ 207) ويحتمل أنه روى عنه مرة مباشرة، ومرة بواسطة أبي مسلم، عنه، كما سيأتي في بعض طرقه في التخريج. وأعله الإِمام البخاري في التاريخ الصغير (1/ 70) بأن أبا ذر كان بالشام زمن عثمان، وعليها معاوية، ويزيد بن أبي سفيان مات زمن عمر، ولا يعرف لأبي ذر قدوم الشام زمن عمر رضي الله عنه. =
= ولكني رأيت أن المؤرخين مثل الإِمام الذهبي وابن كثير ذكروا بأن أبا ذر قدم الشام زمن عمر رضي الله عنه. فقد ذكر الذهبي في السير بأنه شهد فتح بيت المقدس مع عمر رضي الله عنه، وذكر ابن كثير في البداية أنه خرج إلى الشام بعد موت أبي بكر رضي الله عنه، فكان فيه حتى وقع بينه وبين معاوية فاستقدمه عثمان إلى المدينة. انظر: (السير 7/ 47، البداية والنهاية 7/ 127).
تخريجه: هذا الإِسناد مداره على عوف بن أبي جميلة الأعرابي، واختلف عليه على عدة أوجه: الوجه الأول: رواه هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي مجلز، عن أبي العالية، عن أبي ذر رضي الله عنه، به، وقد تقدم لفظه. أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة كما في المطالب العالية هنا ولم أجده في مصنفه، ولعله في مسنده. الوجه الثاني: رواه عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن عوف، عن مهاجر بن مخلد أبي مخلد، عن أبي العالية، عن أبي مسلم الجذمي، عن أبي ذر رضي الله عنه، به، بنحوه. أخرجه البخاري في التاريخ الصغير (1/ 70) عن محمَّد بن المثنى، وأبو يعلى في مسنده كما في المطالب العالية. (انظر: الحديث الآتي رقم (4463) عن محمَّد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وابن خزيمة كما في البداية والنهاية (8/ 234)، عن محمَّد بن بشار (بندار) وابن عساكر في تاريخه (18/ 312) من طريق محمَّد بن بشار (بندار). ثلاثتهم عن عبد الوهاب بن عبد المجيد، به، بنحوه القصة المذكورة في أول الحديث، إلَّا أن البخاري ذكر اللفظ المرفوع فقط. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه مهاجر بن مخلد أبو مخلد، قال أبو حاتم: لين =
= الحديث، ليس بذاك، شيخ يكتب حديثه. اهـ. وذكره ابن حبّان في الثقات، ولهذا قال الحافظ في التقريب: مقبول. انظر: في ترجمته: (الجرح والتعديل 8/ 262، الثقات 7/ 486، ميزان الاعتدال 4/ 194، التقريب ص 548). الوجه الثالث: رواه معاذ بن نصر، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ أَبِي مَخْلَدٍ، عَنْ أبي العالية، عن أبي ذر رضي الله عنه. أخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" رقم الحديث (63) عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن عوف، به، بلفظ: "أول من يغير سنتي رجل من بني أمية"، ولم يذكر القصة في أوله. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه المهاجر أبو مخلد وهو ضعيف، وقد تقدم حاله آنفًا. وذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (4/ 329: 1749)، وقال: "هذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المهاجر وهو ابن مخلد أبو مخلد" ونقل أقوال الأئمة فيه، ثم قال. "فمثله لا ينزل حديث عن مرتبة الحسن". قلت: إن أراد به الحسن لغيره فنعم، وإلاَّ فلا. الوجه الرابع: رواه هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي خلدة، عن أبي العالية، عن أبي ذر رضي الله عنه، به، بنحو القصة المذكورة في الباب. أخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 466) من طريق محمَّد بن العباس المؤدب، عن هوذة، به. وقال: "وفي هذا الإِسناد إرسال بين أبي العالية وأبي ذر". قلت: أما الإِرسال فقد تقدّم أن أبا العالية سمع من أبي ذر رضي الله عنه، فقد أدرك زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو شاب، وأسلم في خلافة أبي بكر الصديق كما ذكره الذهبي في ترجمته في السير (4/ 207)، وأبو ذر رضي الله عنه تأخر وفاته سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنه، وعليه فإن السماع محتمل. =
= الوجه الخامس: رواه النضر بن شميل، عن عوف، عن أبي المهاجر، عن أبي خالد، عن أبي العالية عن أبي ذر رضي الله عنه، به. (الجزء المرفوع فقط). أخرجه الدولابي في الكنى (1/ 163) من طريق النضر بن شميل، به. الوجه السادس: رواه سفيان الثوري، عن عوف، عن خالد بن أبي المهاجر، عن أبي العالية، عن أبي ذر رضي الله عنه، بنحو. قصة الباب مطولًا. أخرجه أبو يعلى كما في البداية والنهاية (8/ 234) عن عثمان بن أبي شيبة، عن معاوية بن هشام عن سفيان، به. قلت: فيه خالد بن أبي المهاجر، لم أقف على ترجمته في كتب الرجال، وبقية رواته ثقات. ولعل الراجح من هذه الأوجه هو الوجه الثاني لعدة أسباب، منها: أولًا: رواه عبد الوهاب بن عبد المجيد وهو ثقة ثم كثرت الطرق عنه، فقد رواه كل من محمَّد بن بشار ومحمد بن المثنى ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وهؤلاء كلهم ثقات معرفون، يروون الحديث بهذا الإِسناد. ثانيًا: فيه زيادة واسطة بين أبي العالية وأبي ذر رضي الله عنه، وهي أبو مسلم الجذمي، وهذا يزيل تردد الانقطاع بين أبي العالية وأبي ذر، كما قاله ابن معين وغيره، إلا أن هذا الوجه ضعيف لأجل مهاجر بن مخلد، كما تقدم. ويشهد له حديث أبي عبيدة بن الجراح رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ قَائِمًا بِالْقِسْطِ حَتَّى يثلمه رجل من بني أُمية". أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 175: 870) عن الحكم بن موسى، عن يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، عن مكحول عن أبي عبيدة رضي الله عنه، به. قلت: هذا إسناد ضعيف. انظر: درجته بالتفصيل في حديث رقم (4466). وجملة القول أن حديث الباب روى من طرق متعددة، وبعضها جيدة الإِسناد، وهو بهذه الطرق والشاهد حسن لغيره، والله أعلم.
4463 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا محمَّد بْنُ إِسْمَاعِيلَ بن أبي سمينة، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ أَبِي مخلد، عن أبي العالية، ثنا أبو مسلم (¬1)، قال: كان أبو ذر رضي الله عنه بِالشَّامِ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَغَزَا الْمُسْلِمُونَ، فَغَنِمُوا وَأَصَابُوا جَارِيَةً نَفِيسَةً فَصَارَتْ لِرَجُلٍ من المسلمين في سهم ... فذكر، نحوه. ¬
4463 - درجته: ضعيف، لأن فيه مهاجر بن مخلد أبا مخلد، وهو ضعيف، وبقية رواته ثقات، ولكن مهاجر بن مخلد لم ينفرد به، بل تابعه عليه أبو مجلز لاحق بن حميد كما تقدم في الحديث السابق برقم (4462)، وعليه فالإِسناد بهذه المتابعة حسن لغيره، والله تعالى أعلم.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير، والحديث مداره على عوف بن أبي جميلة الأعرابي واختلف عليه فيه على عدة أوجه، تقدم تخريج هذه الأوجه كلها في الحديث السابق برقم (4462). وذكره الذهبي في تاريخ الإِسلام من (61 - 80) (في ترجمة يزيد بن معاوية)، وعزاه للروياني في مسنده, وذكره في السير (1/ 330) (ترجمة يزيد بن أبي سفيان)، وعزاه للروياني في مسنده, إلَّا أنه لم يذكر واسطة "أبي مسلم" في الإِسناد.
4464 - حدَّثنا مصعب بن عبد الله، ثنا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى فِي الْمَنَامِ، كَأَنَّ بَنِي الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ، فَأَصْبَحَ كالمتغيظ، وَقَالَ: "مَا لِي رَأَيْتُ بَنِيَ الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِي نَزْوَ الْقِرَدَةِ" فَمَا رُئِيَ ضَاحِكًا بعد ذلك حتى مات.
4462 - درجته: حسن لذاته، رواته ثقات ما عدا العلاء بن عبد الرحمن الحرقي، وهو صدوق. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 243 - 244)، وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير مصعب بن عبد الله بن الزبير وهو ثقة". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 124)، وعزاه لأبي يعلى وقال: "رواته ثقات". قلت: تقدم في دراسة إسناد الحديث بأن العلاء بن عبد الرحمن مختلف فيه، والراجح فيه أنه حسن الحديث، والله أعلم.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 348: 6461) بلفظه إلَّا قوله: "فما رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مستجمعًا، ضاحكًا بعد ذلك حتى مات". وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 480) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن العلاء بن عبد الرحمن، به، بنحوه، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 511) من طريق الزنجي أيضًا عن العلاء بن عبد الرحمن، به، بنحوه. قلت: وللحديث شواهد في ذم الحكم بن أبي العاص وأولاده تقدمت في تخريج حديث رقم (4454). انظر أيضًا حديث رقم (4465).
4465 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ -هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ- عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ ثَلَاثِينَ، كَانَ دَيْنُ اللَّهِ دَغَلًا، وَمَالُ اللَّهِ دِوَلًا، وعباد الله خولا.
4465 - درجته: حسن لذاته، ورواته ثقات ما عدا العلاء بن عبد الرحمن، فهو صدوق. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 241)، وقال: "رواه أبو يعلى من رواية إسماعيل عن ابن عجلان ولم أعرف إسماعيل، وبقية رجاله رجال الصحيح". قلت: إسماعيل: هو ابن جعفر كما تقدمت ترجمته، وشيخه هو العلاء بن عبد الرحمن وليس ابن عجلان كما ذكره الهيثمي، والله أعلم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 124)، وقال: "رواه أبو يعلى بسند صحيح".
تخريجه: مداره على العلاء بن عبد الرحمن واختلف عليه في السند والمتن على وجهين: الوجه الأول: يرويه إسماعيل بن جعفر عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفًا عليه بلفظ: "إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين ... الحديث. أخرجه أبو يعلى في مسنده (11/ 402: 6523) إلَّا أنه قال: (كان دين الله دخلا) والخطابي في غريب الحديث (2/ 436) من طريق علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، به، ولفظه: "إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ ثَلَاثِينَ، كَانَ دين الله دخلا، ومال الله نحلا، وعباد الله خولا". وذكر الشيخ الألباني في الصحيحة (2/ 379) أن ابن خزيمة رواه من طريق علي بن حجر، به وعنه ابن عساكر. الوجه الثاني: يرويه سليمان بن بلال، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ =
= أبي هريرة مرفوعًا أخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 507) من طريق سليمان بن بلال، به. ولفظه: "إذا بلغ بنو أبي العاص أربعين رجلًا ... بدلًا من "ثلاثين" فذكره، بنحوه. وذكر الشيخ الألباني في الموضع السابق بأن تمامًا أخرج الحديث في فوائده من طريق سليمان بن بلال ولم يذكر هذا الفرق. أقول: إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الرزقي، ثقة، ثبت، تقدمت ترجمته آنفًا في هذا الحديث، وسليمان بن بلال التيمي مولاهم أبو محمَّد، ثقة، كما في التقريب (ص 250: 2539) وعلى هذا فرواية إسماعيل بن جعفر أرجح من رواية سليمان بن بلال، لأن إسماعيل أوثق، وهي كانت موقوفة، إلَّا أنها في حكم المرفوع، لأن أبا هريرة رضي الله عنه يخبر عن أمر ليس للرأي فيه مجال. وللحديث شواهد من حديث أبي سعيد، وأبي ذر، ومعاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنهم. 1 - حديث أبي سعيد رضي الله عنه: أخرجه الإِمام أحمد وعبد الله ابنه في الزوائد (3/ 80) وأبو يعلى في مسنده (2/ 383: 1152) والبزار كما في الكشف (2/ 245: 1620)، والحاكم في المستدرك (4/ 480)، والبيهقي في الدلائل (6/ 507)، جميعهم من طرق عن عطية العوفي، عن أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذا بلغ بنو أبي فلان ثلاثين رجلًا، اتخذوا مال الله دولًا، ودين الله دخلا وعباد الله خولًا". قلت: فيه عطية العوفي، وهو ضعيف، فالحديث ضعيف بهذا الإِسناد لأجله، والله أعلم. 2 - حديث أبي ذر رضي الله عنه، وله عن أبي ذر رضي الله عنه طريقان: الطريق الأولى: أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (ل 30) عن بقية بن الوليد =
= وعبد القدوس، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ راشد بن سعد، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا بلغت بنو أُمية أربعين، اتخذوا عباد الله خولا، ومال الله نحلا، وكتاب الله دغلا". ومن طريقه أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 479)، به، بلفظه. وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبي بأنه "على ضعف ابن أبي مريم منقطع". قلت: أما الانقطاع فيقصد به بين راشد بن سعد وأبي ذر، بين وفاتيهما نحوا من ثلاثين عامًا، كما يتضح من ترجمتهما في التهذيب (3/ 195، 12/ 98) وقد نص الحافظ ابن كثير على هذا الانقطاع، فقال في البداية والنهاية (6/ 247): "وهذا منقطع بين راشد ابن سعد وأبي ذر". وأما أبو بكر بن أبي مريم فهو ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط، كما في التقريب (ص 623)، وعليه فإن الحديث ضعيف بهذا الإِسناد. الطريق الثانية: أخرجه الحاكم (4/ 479) من طريق شريك، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن حلام بن جذل الغفاري، عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِذَا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلًا، اتخذوا مال الله دولا، وعباد الله خولا، ودين الله دغلا، قال حلام: فأنكر ذلك على أبي ذر، فشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذي لهجة أصدق من أبي ذر"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: فيه شريك بن عبد الله، وهو صدوق يخطئ كثيرًا، والراوي عن أبي ذر هو حلام الغفاري مجهول، قال ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (ص 159) من مسند علي بن أبي طالب: "إن حلاما الغفاري عندهم مجهول، غير معروف في نقله الآثار، ولا يجوز الاحتجاج بمجهول في الدين". =
= وقد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 308)، وقال: حلام بن جزل -بالزاي- وبيض له وذكر أن أبا الطفيل روى عنه، وهنا يروي عنه شقيق بن سلمة فهو مجهول الحال. وعليه فإن الحديث ضعيف بهذا الإِسناد. 3 - أما حديث معاوية رضي الله عنه: فقد أخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 507) من طريق ابن لهيعة عن أبي قبيل، أن ابن موهب أخبره، فذكر الحديث وفيه قصة، ورفع الحديث بمثل لفظ شريك إلَّا أنه قال: "إذا بلغ بنو الحكم". وعبد الله بن لهيعة، ضعيف كما في التقريب (ص 319). وبالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح لغيره، وصححه الألباني في الموضع السابق.
4466 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خارجة. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (¬1): حدَّثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قالا: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الغاز، عن مكحول، عن أبي عبيدة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ قَائِمًا بِالْقِسْطِ، حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمية". رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إلَّا أنه منقطع. [3] وَقَالَ الْحَارِثُ وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا: حدَّثنا الْحَكَمُ بن موسى، ثنا الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي عبيدة نحوه، وزاد: "يقال له: يزيد". ¬
4466 - درجته: الحديث ضعيف بالإِسنادين لأسباب، وهي: 1 - لأنه منقطع بين مكحول وأبي عبيدة بن الجراح، وقد نص على هذا الانقطاع جماعة من المحدَّثين، قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (8/ 234): "وهذا منقطع بين مكحول وأبي عبيدة بل معضل". وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 241)، وقال: "رواه أبو يعلى والبزار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح إلَّا أن مكحول لم يدرك أبا عبيدة، قلت تحرفت فيه "عبيدة إلى عبادة". وقال الحافظ ابن حجر هنا في المطالب العالية: "رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 125)، وقال: "رواه أحمد بن منيع والحارث وأبو يعلى بسند منقطع". =
= 2 - في الإِسناد الثاني الوليد بن مسلم القرشي وهو مدلس من المرتبة الرابعة وقد عنعن.
تخريجه: مداره على مكحول الشامي واختلف عليه على وجهين: الوجه الأول: رواه هشام بن الغاز، والأوزاعي، عن مكحول عن أبي عبيدة بن الجراح، رضي الله عنه. أما حديث هشام بن الغاز: فقد أخرجه أحمد بن منيع كما في المطالب العالية هنا عن الهيثم بن خارجة، وأبو يعلى في مسنده (2/ 175: 870) كلاهما عن الحكم بن موسى عن يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، به. وأما حديث الأوزاعي: فقد أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 176: 871) والحارث كما في بغية الباحث (3/ 771) عن الحكم بن موسى، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن مكحول، به، بنحوه، مع زيادة قوله في آخر الحديث (يقال له يزيد). الوجه الثاني: رواه سليمان بن أبي داود، وهشام بن الغاز، عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة، به. أما حديث سليمان: فقد أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 245) عن سليمان بن سيف الحراني، عن محمَّد بن سليمان بن أبي داود، عن أبيه، عن مكحول، به. وأما حديث هشام بن الغاز: فقد أخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 467) من طريق ابن غنيم البعلبكي عن هشام بن الغاز، به. أخرجه ابن عساكر كما في البداية والنهاية 8/ 234 من طريق صدقة بن عبد الله الدمشقي عن هشام بن الغاز به. قلت: وهو منقطع أيضًا بين مكحول وأبي ثعلبة الخشني, لأن مكحولًا لم =
= كما في التهذيب (10/ 258). وقد نص عليه الحافظ ابن عساكر كما في البداية والنهاية (8/ 234)، وعليه فالحديث ضعيف من وجهين، لأن منقطع فيهما. وله شاهد من حديث ابن عمر ذكره الهندي في الكنز (11/ 168: 31070)، وعزاه لأبي يعلى، ونعيم بن حماد في الفتن وقال: "فيه سعيد بن سنان واه". قلت: ثم أجده في مسند أبي يعلى المختصر ولا في المقصد العلي ولعله في مسنده الكبير ولم أجده في الفتن لنعيم بن حماد. ويشهد لمعناه حديث أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُبَدَّلُ سُنَّتِي لَرَجُلٌ مِنْ بني أُمية" وقد تقدم برقم (4462)، وهو حسن لذاته. وحديث الباب بهذا الشاهد حسن لغيره، والله أعلم.
32 - باب الإشارة إلى الحجاج والمختار وغيرهما
32 - بَابُ الإِشارة إِلَى الْحَجَّاجِ وَالْمُخْتَارِ وَغَيْرِهِمَا 4467 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا محمَّد بن الحسن الأسدي، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا، مِنْهُمْ مُسَيْلِمَةُ، وَالْعَنْسِيُّ، وَالْمُخْتَارُ، وَشَرُّ قَبَائِلِ العرب بنو أُمية، وبنو حنيفة، وثقيف".
4467 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه علتان: 1 - فيه شريك النخعي، وهو ضعيف. 2 - فيه أبو إسحاق السبيعي، وهو مدلس من المرتبة الثالثة، لم يصرح بالسماع. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 71)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه محمَّد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف". قلت: هذا وهم من الهيثمي, لأنه محمَّد بن الحسن هو الأسدي، وليس محمَّد بن الحسن بن زبالة. وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 713)، وقال:"وروى أبو يعلى بإسناد حسن، عن عبد الله بن الزبير تسمية بعض الكذابين المذكورين"، فذكره بلفظه. =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 124)، وقال: "رواه أبو يعلى بإسناد حسن". قلت: فيه تدليس أبي إسحاق السبيعي وقد عنعن، وتلميذه شريك النخعي ضعيف، وعليه فالإِسناد ضعيف، إلَّا أن يحمل الحسن في قولهما بأنه لغيره، والله أعلم.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 197: 6820)، ومن طريقه أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 173) في ترجمة محمَّد بن الحسن الأسدي، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 104)، كتاب الأمراء عن محمَّد بن الحسن الأسدي، به، بعضه، ولفظه: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا منهم العنسي، ومسيلمة، والمختار". قلت: الحديث ضعيف بهذا الإِسناد كما تقدم، إلَّا أن له شواهد صحيحة بمعناه، وهذا المتن يشتمل على ثلاثة أمور ورد ذكرها متفرقًا في أحاديث أخرى، لذا أورد كل واحد منها على حدة. أولًا- إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- بخروج ثلاثين كذابًا من أمته: روى هذا الخبر عن عدد مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- منهم أبو هريرة، وجابر بن سمرة، وثوبان مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. 1 - أما حديث أبي هريرة: فقد روى عنه من طرق وألفاظ متعددة، أقربها إلى حديث الترجمة رواية همام عنه، أخرجه البخاري في صحيحه مع الفتح (6/ 712)، ومسلم (4/ 2240: 2923)، والإِمام أحمد في المسند (2/ 236 - 237، 313، 530)، بلفظ: "لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون، كذابون، قريبًا من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله". 2 - وأما حديث جابر بن سمرة فيرويه سماك عنه مرفوعًا أخرجه مسلم =
= (4/ 2249: 2923)، وأحمد في المسند (5/ 86، 90، 92، 94، 96، 100, 101، 106، 107) بلفظ: "إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم". 3 - وأما حديث ثوبان: لقد أخرجه أحمد في المسند (5/ 278)، وأبو داود برقم (4252) وابن ماجة (3952) بلفظ: "إن الله زوى لي الأرض ... " وفيه: "وإنه سيكون في أمتي كذابون، ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي" وذكره الألباني في الصحيحة (4/ 252)، وقال: "صحيح على شرط مسلم". ثانيًا- إخباره -صلى الله عليه وسلم- بظهور مسيلمة، والأسود، والأسود العنسي، والمختار بن أبي عبيد: ورد في الصحيحين ذكر إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- بكذب مسيلمة، والأسود العنسي، فقد أخرجه البخاري مع الفتح (6/ 725) كتاب المناقب، باب علامات النبوة (ح 3620) وأخرجه مسلم كتاب الرؤيا باب رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم- (4/ 1780: 2274) حديث ابن عباس قال: "قدم مسيلمة الكذاب عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ... وفيه: "فأخبرني أبو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "بينما أنا نائم رأيت في يدي سوراين من ذهب، فأهمني شأنهما، فأوحى إلي في المنام أن انفخهما فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان بعدي، فكان أحدهما العنسي، والآخر مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة". وأخرجه البخاري أيضًا في المغازي، باب وفد حنيفة (7/ 690: 4374) وفي التعبير باب إذا طار الشيء في المنام (12/ 438: 7033). وروى أيضًا من حديث عبد الله بن الزبير وجابر بن عبد الله والحسن مرسلًا: أما حديث عبد الله بن الزبير: فقد أخرجه أبو يعلى (12/ 197) والبزار كما في الكشف (4/ 133)، والطبراني كما في المجمع (7/ 333) عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابًا، منهم الأسود العنسي صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة. وقال الهيثمي: "رواه الطبراني وأبو يعلى والبزار باختصار، وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه جماعة". =
= قلت: إسناد أبي يعلى ليس فيه قيس بن الربيع كما تقدم في حديث الباب. وأما حديث جابر: فقد أخرجه الإِمام أحمد (3/ 345) عن موسى بن أبي لهيعة، عن ابن الزبير، عن جابر أنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول: "بين يدي الساعة كذابون منهم صاحب اليمامة، ومنهم صاحب صنعاء، ومنهم صاحب حمير، ومنهم الدجال وهو أعظمهم فتنة". وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 133) عن يوسف بن موسى، عن عبد الرحمن بن مفراء، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر، به، بنحوه. أما حديث الحسن مرسلًا: فقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 161) عن يزيد بن هارون قال: أخبرنا مبارك عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "إن بين يدي الساعة كذابين، منهم صاحب اليمامة، ومنهم الأسود العنسي، ومنهم صاحب حمير، منهم الدجال وهو أعظمهم فتنة". إما إخباره -صلى الله عليه وسلم- بكذب المختار بن أبي عبيد: فقد روى من حديث أسماء بنت أبي بكر، وابن عمر وسلامة بنت الحر، وسيأتي الكلام عليه في الحديث الآتي برقم (107). ثالثًا- إخباره -صلى الله عليه وسلم- بأبغض الأحياء إليه وهم بنو أُمية، وثقيف، وبنو حنيفة: روى من حديث أبي برزة الأسلمي مرفوعًا بأن أبغض الأحياء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثقيف بنو أُمية وبنو حنيفة. أخرجه أحمد (4/ 420) ومن طريقه الحاكم (4/ 481) عن حجاج، عن شعبة، عن أبي حمزة جارهم قال: سمعت حميد بن هلال يحدَّث عن عبد الله بن مطرف، عن أبي برزة قال: كان أبغض الناس أو أبغض الأحياء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثقيف، وبنو حنيفة. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (13/ 417: 7421) من طريق حجاج بن محمَّد، به، بنحوه وجاءت زيادة لفظ (بنو أُمية) عند أبي يعلى والحاكم في أوله. =
= وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 71)، وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى وزاد ... وكذلك الطبراني ورجالهم رجال الصحيح غير عبد الله بن مطرف بن الشخير وهو ثقة". قلت: فيه أبو حمزة البصري، وهو عبد الرحمن بن عبد الله، جار شعبة، لم يوجد فيه جرح ولا تعديل، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقد أخرج له مسلم في صحيحه.
4468 - حدَّثنا أحمد بن عمر الوكيعي، ثنا وَكِيعٌ، حدَّثتنا أُمُّ غُرَابٍ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لها: عقيلة (¬1)، عن سلامة بنت الحر رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "في ثقيف مبير". ¬
4468 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، لأن فيه أم غراب، وعقيلة الفزارية، ولا يعرف عن حالها شيء. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 334)، وقال: "رواه الطبراني وفيه نسوة مساتير". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 124)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المختصر ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (9/ 127) من طريق أبي يعلى، به. وقال: "تفرّد به أبو يعلى". قلت: لم يتفرد به أبو يعلى، بل أخرجه الطبراني أيضًا في الكبير (24/ 310) عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن عبد الله بن حماد الحضرمي مقرونًا، عن وكيع، به. ولفظه: "في ثقيف كذاب ومبير". وللحديث شواهد من حديث أسماء بنت أبي بكر، وابن عمر رضي الله عنهما. 1 - أما حديث أسماء: فقد روى عنها من طرق متعددة: *فقد روى عنها أبو نوفل بن أبي عقرب، أخرجه مسلم في الفضائل، باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها (4/ 1971: 2545)، والطبراني في الكبير (24/ 102، 103)، والحاكم (3/ 553)، والبيهقي في الدلائل (6/ 481، 485) كلهم من طريق =
= عن الأسود بن شيبان، عن نوفل بن أبي عقرب، به في قصة قتل الحجاج عبد الله بن الزبير وإهانة أمه أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما وفيه: أما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "حدَّثنا أن في ثقيف كذابًا ومبيرًا" فأما الكذاب فرأينا، وأما المبير فلا أخالك إلَّا إياه. * وروى عنها أيضًا أبو الصديق الناجي، أخرجه أحمد في المسند (6/ 351) عن إسحاق بن يوسف، عن عوف، عن أبي الصديق الناجي أن الحجاج بن يوسف دخل على أسماء بنت أبي بكر بعد ما قتل ابنها عبد الله بن الزبير فقال: إن ابنك ألحد في هذا البيت وإن الله عَزَّ وَجَلَّ أذاقه من عذاب أليم وفعل به ما فعل، فقالت: كذبت كان برًا بالوالدين، صوامًا، قوامًا، والله لقد أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه سيخرج من ثقيف كذابان، الآخر منهما شر من الأول وهو مبير. وأخرجه أبو يعلى كما في البداية والنهاية (9/ 126) وفيه عن (عون) بدل (عوف) ولعله تصحيف. *رواه سفيان بن عيينة عن أبي المحيا، عن أمه، عن أسماء بنت أبي بكر. أخرجه البيهقي في الدلائل 6/ 482 من طريق سفيان بن عيينة به، فذكر نحوه. *ورواه أيضًا يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ الأحنف، عن الأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، أخرجه أبو يعلى كما في البداية والنهاية (9/ 126) عن زهير بن جرير، عن يزيد بن أبي زياد، به. قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- نهى عن المثلة، وسمعته يقول: "يخرج من ثقيف رجلان كذاب ومبير". 2 - أما حديث ابن عمر: فقد روى عنه أبو وائل عبد الله بن عصمة، أخرجه أحمد في المسند (2/ 26) والترمذي في الفتن باب ما جاء في ثقيف كذاب ومبير (3/ 338: 2317)، والبيهقي في الدلائل (6/ 482) كلهم من طرق عن شريك عن عبد الله بن عصمة، به، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إن في ثقيف مبيرًا وكذابًا". وأخرجه أبو يعلى كما في البداية والنهاية (9/ 126) من طريق إسرائيل، عن عبد الله بن عصمة، به. =
= وقال الترمذي: حديث حسن غريب من حديث ابن عمر، لا نعرفه إلَّا من حديث شريك وشريك يقول: عبد الله بن عصم، وإسرائيل يقول: عبد الله بن عصمة، ويقال: الكذاب المختار بن أبي عبيد، والمبير: الحجاج بن يوسف. فالخلاصة: أن حديث الباب بشواهده المذكورة حسن لغيره، والله أعلم.
4469 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، حدَّثني مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَيَرْعَفَنَّ جَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ بَنِي أُمية عَلَى مِنْبَرِي هَذَا" قَالَ: فحدَّثني مَنْ رَأَى عَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، رَعَفَ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى سأل الدم على درج المنبر".
4469 - درجته: ضعيف جدًا بهذا الإِسناد، فيه ثلاث علل: 1 - فيه داود بن المحبر بن قحذم وهو متروك. 2 - فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. 3 - فيه واسطة بين علي بن زيد وأبي هريرة، وهي مبهم لم أستطع تعيينه. وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 240)، وقال: "رواه أحمد وفيه راو لم يسم". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 125)، وقال: "رواه الحارث عن داود بن المحبر وهو ضعيف وفي إسناده أيضًا من لم يسم".
تخريجه: أخرجه الحارث كما في البغية (3/ 773). وتابع داود بن المحبر كل من عبد الصمد وصفان: أخرجه أحمد في المسند (2/ 385) عن عفان بن مسلم، وأخرجه أيضًا (2/ 522) عن عبد الصمد، كلاهما عن حماد بن سلمة، به، بنحوه. ولفظه: "ليرعفن على منبري جبار من جبابرة بني أُمية يسيل رعافه قَالَ: فحدَّثني مَنْ رَأَى عَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بن العاص رعف على مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى سال رعافه". وعليه فالحديث ضعيف، لأن مداره على علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، وشيخه مبهم، لا يعرف اسمه ولا حاله، والله تعالى أعلم.
4470 - وقال أبو يعلى: حدَّثنا أبو بكر، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَرِيزِ (¬1) بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي الْأَعْوَرِ السُّلَمِيِّ: وَيْحَكَ، أَلَمْ يَلْعَنْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رعلا، وذكوان، وعمرو بن سفيان. ¬
4470 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد، رواته كلهم ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 113)، وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي عوف وهو ثقة". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 125)، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في المسند (12/ 139: 6769)، ولم أجد من خرجه غير أبي يعلى. وللحديث شواهد صحيحة، من حديث أبي هريرة، وأنس، وخفاف بن إيماء الغفاري، وابن عمر رضي الله عنهم. 1 - أما حديث أبي هريرة: فقد أخرجه البخاري مع الفتح (8/ 74) في التفسير، باب ليس لك من الأمر من شيء، ومسلم (1/ 466) في المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة. ولفظ مسلم: عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة يكبر ويرفع رأسه "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد" ثم يقول وهو قائم: "اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليها =
= كسني يوسف، اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله ... الحديث". ولفظ البخاري، بنحوه إلَّا أنه قال: "اللهم العن فلانًا وفلانًا لأحياء من العرب". 2 - أما حديث أنس: فقد أخرجه البخاري مع الفتح (2/ 568: 1003) بلفظ: "قنت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رعل وذكوان". ورواه مسلم (1/ 469) في المساجد، والإِمام أحمد في المسند (3/ 259)، بلفظ: "قنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهرًا يلعن رعلًا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله". 3 - أما حديث خفاف بت إيماء: فقد أخرجه مسلم (1/ 470، 4/ 1953)، وأحمد (4/ 157)، بلفظ: "اللهم العن بني لحيان، ورعلا، وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله. غفار، غفر الله لها، وأسلم سلمها الله". 4 - أما حديث ابن عمر: فقد رواه أحمد (2/ 126)، بلفظ: "اللهم العن رعلا وذكوان بني لحيان".
33 - باب ظهور الفساد في آخر الزمان وفضل الأمر بالمعروف ذلك الوقت
33 - بَابُ ظُهُورِ الْفَسَادِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَفَضْلِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ الْوَقْتَ 4471 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا يَزِيدُ (هُوَ ابْنُ هارون) ثنا محمَّد بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ، حدَّثنا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إن لكل شيء إقبلًا وَإِدْبَارًا وَإِنَّ لِهَذَا الدِّينِ إِقْبَالًا وَإِدْبَارًا، وَإِنَّ مِنْ إِقْبَالِ هَذَا الدِّينِ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ به، حتى أن القبيلة لَتَفْقَهُ مِنْ عِنْدِ آخِرِهَا، حَتَّى لَا يَبْقَى إلَّا الفاسق أو الفاسقان، فَهُمَا مَقْهُورَانِ، مَقْمُوعَانِ، ذَلِيلَانِ، إِنْ تَكَلَّمَا أَوْ نَطَقَا قُمِعَا، وَقُهِرَا، وَاضْطُهِدَا، ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ إِدْبَارِ هَذَا الدِّينِ أَنْ تَجْفُوَ الْقَبِيلَةُ كُلُّهَا مِنْ عِنْدِ آخِرِهَا حَتَّى لَا يَبْقَى فِيهَا إلَّا الفقيه أو الفقيهان، فَهُمَا مَقْهُورَانِ، مَقْمُوعَانِ، ذَلِيلَانِ، إِنْ تَكَلَّمَا أَوْ نَطَقَا قُمِعَا وَقُهِرَا، وَاضْطُهِدَا، وَقِيلَ لَهُمَا أَتَطْغَيَانِ علينا؟ حتى يشرب الخمر في ناديهم المنكر، وَمَجَالِسِهِمْ، وَأَسْوَاقِهِمْ، وَتُنْحَلُ الْخَمْرُ غَيْرَ اسْمِهَا، حَتَّى يَلْعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا، إلَّا حَلَّتْ عليه اللَّعْنَةُ وَيَقُولُونَ: لَا بَأْسَ بِهَذَا الشَّرَابِ. يَشْرَبُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ مَا بَدَا لَهُ، ثُمَّ يَكُفُّ عَنْهُ، حَتَّى تَمُرَّ الْمَرْأَةُ فَيَقُومُ إِلَيْهَا، فَيَرْفَعُ ذَيْلَهَا فَيَنْكِحُهَا وَهُمْ يَنْظُرُونَ، كَمَا يَرْفَعُ ذَيْلَ النَّعْجَةِ، وَرَفَعَ ثَوْبًا عَلَيْهِ مِنْ =
هَذِهِ السُّحُولِيَّةِ فَيَقُولُ الْقَائِلُ مِنْهُمْ: لَوْ تَجَنَّبْتُمُوهَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَذَلِكَ فِيهِمْ كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ وَأَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ فَلَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ مِمَّنْ صَحِبَنِي وآمن بي وصدقني. * في هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، فِيهِ أَرْبَعَةٌ فِي نَسَقٍ.
4471 - درجته: ضعيف جدًا، كما قال الحافظ ابن حجر، مسلسل بثلاثة ضعفاء. قال ابن حبّان في كتابه المجروحين (2/ 63)، في ترجمة عبيد الله بن زحر: إذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن، لا يكون متن ذلك الخبر إلَّا مما عملت أيديهم، فلا يحل الاحتجاج بهذه الصحيفة. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 261 - 262)، بنحوه وقال: "رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد متروك".
تخريجه: أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (4/ 963) عن يزيد بن هارون، به، بنحوه. والخطيب البغدادي في كتاب "الفقيه والمتفقه" (1/ 42) من طريق الحارث بن محمَّد التميمي عن يزيد بن هارون، به، بنحوه مختصرًا، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (ص 241) من طريق عبيد الله بن زحر، به، مختصرًا، والطبراني في الكبير (8/ 234) من طريق مطرح بن يزيد عن علي بن يزيد، به. قلت: أخبر النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هَذَا الحديث ببعض الأمور التي تقع قبل قيام الساعة، وهي قلة العلم ورفعه، وثبوت الجهل وتفشيه، وظهور الزنا، والمجاهرة بالفاحشة، وشرب الخمر وتسميتها بغير اسمها، وكل هذا وردت فيه أحاديث صحيحة. 1 - حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا". =
= أخرجه البخاري كما في الفتح (1/ 213) كتاب العلم، باب رفع العلم وظهور الجهل، ومسلم في صحيحه (56/ 204: 2671) كتاب العلم، والإِمام أحمد في مسنده (3/ 151). كلهم من طريق عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس مرفوعًا. 2 - وعن أنس رضي الله عنه أيضًا، قال: لأحدَّثنكم حديثًا لا يحدثكم أحد بعدي، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من أشراط الساعة أن يقل العلم، ويظهر الجهل، ويظهر الزنا، وتكثر النساء، ويقل الرجال، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد". أخرجه البخاري في الفتح (1/ 214: 81)، كتاب العلم (9/ 241: 5231)، كتاب النكاح، ومسلم في صحيحه (4/ 2056)، كتاب العلم. 3 - عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، قال: حدَّثني أبو عامر -أو أبو مالك الأشعري- والله ما كذبني: سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم -الفقير- لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدًا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة". ذكره الإِمام البخاري معلقًا كما في الفتح (10/ 53: 5590) كتاب الأشربة، وقد وصله الإِمام البيهقي في السنن الكبرى (10/ 221)، وقال الحافظ ابن حجر: "والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" وذكره الألباني في الصحيحة (1/ 139: 91). 4 - عن عبادة بن الصامت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ليستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه" وفي رواية "يسمونها غير اسمها". رواه أحمد في مسنده (5/ 318) وابن ماجة (2/ 1123: 3385)، كتاب الأشربة، باب الخمر يسمونها بغير اسمها، وابن أبي الدنيا في ذم المسكر (ق 4/ 2) =
= كلهم إلى سعد بن أوس الكاتب، عن بلال بن يحيى العبسي، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ محيريز، عن ثابت بن السمط، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، به. قال الحافظ في الفتح (10/ 54): "وسند جيد". وذكره الألباني في الصحيحة (1/ 136: 90)، وقال: هذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات، وأخرجه النسائي (8/ 314: 5658)، كتاب الأشربة باب منزلة لخمر، والإِمام أحمد في مسنده (4/ 237) من وجه آخر عن ابن محيريز فقال: عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، وله شواهد من حديث أبي أمامة عند ابن ماجة وغيره، ومن حديث ابن عباس عند الطبراني، ومن حديث عائشة رضي الله عنها ذكرها جميعًا الشيخ الألباني في الصحيحة (1/ 137 - 139). أما المجاهرة بالفاحشة، وظهور الزنا في الطرقات، فقد وردت فيها جملة من أحاديث منها: 1 - عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -في حديث الدجال- مرفوعًا: "ويبقى شرار الناس، يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة. رواه مسلم في صحيحه (4/ 225)، كتاب الفتن باب ذكر الدجال (ح 2937)، والإِمام أحمد في مسنده (4/ 181، 182)، والحاكم في المستدرك (4/ 492 - 493). 2 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى يتسافد الناس في الطرقات تَسَافُدَ الْحَمِيرِ" قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ؟ قَالَ: نعم، ليكونن. رواه البزّار كما في الكشف (ط/ 148) دون قوله "قلت" وما بعدها، وابن حبّان في صحيحه كما في الموارد (1889) كلاهما من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عثمان بن حكيم، عن أبي أمامة سهل بن حنيف، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، =
= به، مرفوعًا. قال الألباني في الصحيحة: (1/ 245: 481) "وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات، على شرط مسلم". 3 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "والذي نفسي بيده، لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق، فيكون خيارهم يومئذ من يقول: لو واريتها وراء هذا الحائط". رواه أبو يعلى في مسنده (1/ 431: 6183) عن داود بن رشيد، عن خلف بن خليفة عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عنه، به. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 331) "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح". قال الألباني في الصحيحة (1/ 246): "ورجال إسناده ثقات رجال مسلم، إلَّا أن خلفا هذا كان اختلط في الآخر، وادّعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي، فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد". أما فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الزمان، وأن القائم، به له أجر خمسين له شواهد، منها: 1 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه مرفوعًا قال: "إن من ورائكم زمان صبر للتمسك فيه أجر خمسين شهيدًا، فقال عمر: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منا أو منهم؟ قال: منكم، أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 225: 10394) من طريقين عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، ثنا سهل بن عثمان البجلي، ثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب عنه. قال الألباني في الصحيحة (1/ 268: 494): "وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم". ورواه البزّار كما في الكشف (1/ 378) من طريق أحمد بن عثمان، به، إلَّا أنه قال: سهل بن عامر البجلي. ولفظه: "إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن كقبض =
= على الجمر، للعامل فيها أجر خمسين، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أجر خمسين منهم أو خمسين منا؟ قال: "خمسين منكم". قال الهيثمي في المجمع (7/ 282): "ورجال البزّار رجال الصحيح غير سهل بن عامر البجلي، وثقه ابن حبّان". 2 - عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعًا: "بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحًا مطاعًا، وهوى متبعًا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك، ودع عنك العوام، فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل قبض على الجمر، للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلًا يعملون مثل عمله". أخرجه أبو داود (2/ 437)، والترمذي (4/ 99)، وابن ماجة (2/ 487)، والطحاوي في المشكل (2/ 64 - 65) وابن حبّان في صحيحه (185) كلهم من طرق عن عتبة بن أبي حكيم، قال: حدَّثني عمرو بن جارية اللخمي، قال: حدَّثني أبو أُمية الشعباني قال: سألت أبا ثعلبة الخشني، به (وذكر قصة في أوله). قال الترمذي: "حديث حسن غريب" وتعقبه الألباني في الضعيفة (3/ 94): "كذا قال وفيه عندي نظر، فإن عمرو بن جارية وأبا أُمية لم يوثقهما أحد من الأئمة المتقدمين، غير ابن حبّان وهو متساهل في التوثيق كما هو معروف عند أهل العلم، ولذلك لم يوثقهما الحافظ في "التقريب" وإنما قال في كل منهما: "مقبول" يعني عند المتابعة، وإلاَّ فلين الحديث". قلت: إن تحسين الترمذي للحديث لا يمنع أن يكون في إسناده راو ضعيف غير متهم بالكذب كما هو معروف من تعريف الإِمام الترمذي للحديث الحسن، وعليه فإن حكم الإِمام الترمذي موافق لقاعدته، فلا وجه للنظر في حكمه. وجملة القول أن الحديث بهذه الشواهد صحيح لغيره، والله أعلم.
4472 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، عن موسى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يمكّن الله تعالى لَكُمْ فِي الْأَرْضِ، تَعْمَلُونَ فِيهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَعْمَلُوا، فَإِذَا عَمِلْتُمْ فِيهَا بِالْمَعَاصِي أُدِيلَ مِنْكُمْ عَدُوُّكُمْ فَرَدُّوكُمْ إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ، قَالَ: فَقُلْتُ عِنْدَ ذلكَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، كَيْفَ تَحْمِلُنَا أَرْضُ الْعَرَبِ، وَقَدْ حَدَّثَتْنَا بِكَثْرَةِ المسلمين؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: يُنَزِّلُ اللَّهُ لَكُمْ فِيهَا رِزْقًا، كَمَا أَنْزَلَ لبني إسرائيل إذ تاهوا".
4472 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، لأن غسان بن الربيع ضعيف، وموسى بن مطير متهم بالكذب، وأباه مطير ضعيف.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى، ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير، ولم أجد من خرّجه غيره. ولم أجد ما يشهد لمعناه، وعليه فإن متنه غريب بهذا الإِسناد.
4473 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا [مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ (¬1)] ثنا إِسْمَاعِيلُ (¬2) بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أبي عياش، قال: حدَّثني أبو الجلد (¬3) عن معقل بن يسار المزني رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتَّى يَخْلَقَ الْقُرْآنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَا تَخْلَقُ الثِّيَابُ، وَيَكُونُ غَيْرُهُ أَعْجَبَ إِلَيْهِمْ، وَيَكُونُ أَمَرُهُمْ طَمَعًا كُلُّهُ، لَا يُخَالِطُهُ خَوْفٌ، إِنْ قَصَّرَ عَنْ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى مَنَّتْهُ نَفْسُهُ الْأَمَانِيَّ، وَإِنْ تَجَاوَزَ إِلَى نَهْيِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ: أَرْجُو أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنِّي، يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أفضلهم في أنفسهم المداهن". قيل: ومن الْمُدَاهِنُ؟ قَالَ: "الَّذِي لَا يَأْمُرُ وَلَا يَنْهَى". ¬
4473 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، لأن فيه أبان بن أبي عياش، وهو متروك، وأيضًا فيه إسماعيل بن عياش وحديثه في غير الشاميين ضعيف، وشيخه هنا بصري. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 112)، وعزاه للحارث وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (4/ 960)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (6/ 59). وللحديث شاهد من كلام أبي العالية مقطوعًا بلفظ: "يأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن، ولا يجدون له حلاوة، ولا لذاذة، إن قصروا عما أمروا =
= به قالوا: إن الله غفور رحيم، وإن عملوا مما نهوا عنه قالوا: سيغفر لنا إنا لم نشرك بالله شيئًا، أمرهم كله طمع، ليس معه صدق، يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أَفْضَلُهُمْ في دينه المداهن". أخرجه الإِمام أحمد في الزهد (ص 367) عن عبد الصمد، حدَّثنا هشام الدستوائي، عن جعفر يعني صاحب الأنماط، عن أبي العالية، به. قلت: هذا أثر ضعيف، لأن فيه جعفر بن ميمون صاحب الأنماط، وهو "صدوق يخطئ" كما في التقريب (ص 141: 961) أبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي، أدرك الجاهلية، وأسلم بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنتين، وعليه فالأثر مقطوع. ولقوله: (يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أَفْضَلُهُمْ في أنفسهم المداهن). شاهد من حديث أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا اقترب الزمان، كثر لبس الطيالسة، وكثرت التجارة، وكثر المال ... ". الحديث، وفي آخره: "يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، أمثلهم في ذلك الزمان المداهن". أخرجه الحاكم (4/ 343) من طريق سيف بن مسكين الأسواري، ثنا المبارك بن فضالة، عن المنتصر بن عمارة بن أبي ذر الغفاري، عن أبيه، عن جده، به. قال الحاكم: تفرّد به سيف بن مسكين. وتعقبه الذهبي بقوله: "وهو واه، ومنتصر وأبوه مجهولان". قلت: أما منتصر بن عمارة بن أبي ذر وأبوه فلم أجد من ذكرهما، وأما سيف بن مسكين الأسواري السلمي البصري، فإنه ضعيف، قال عنه ابن حبّان: "يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعة، لا يحل الاحتجاج، به، لمخالفته الأثبات في الروايات على قلتها". انظر: (المجروحين 1/ 347، الميزان 2/ 257، 258). ويشهد لبعض معناه حديث حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يدرس الإِسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يدري ما صيام، ولا صلاة، ولا =
= نسك، ولا صدقة، وليسرى على كتاب الله في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس، الشيخ الكبير والعجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة، لا إله إلَّا الله، فنحن نقوله". أخرجه ابن ماجة (2/ 1344: 4098) في الفتن، باب ذهاب القرآن والعلم، والحاكم في المستدرك (4/ 473)، كلاهما من طريق أبي معاوية عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن خراش، عن حذيفة رضي الله عنه، به. قلت: إسناده صحيح، رواته ثقات. وقال الحاكم في المستدرك: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (3/ 254) "إسناده صحيح، رواته ثقات". وجملة القول أن حديث الباب ضعيف جدًا بإسناد الحارث، ويشهد لشطره الأول حديث حذيفة رضي الله عنه المتقدم، فيكون المعنى صحيحًا، وما عداه فلم أجد ما يشهد له فيبقى على ضعفه.
34 - باب بقاء الإسلام إلى أن يأتي أمر الله
34 - بَابُ بَقَاءِ الإِسلام إِلَى أَنْ يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ 4474 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ محمَّد بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جبير بن نفير، عن النواس ابن سمعان رضي الله عنه قَالَ: فُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتْحٌ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، سيبت الخيل ووضع السِّلَاحُ، وَقَدْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا وَقَالُوا: لَا قِتَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ، لَا يَزَالُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يزيغ قلوب أقوام يقاتلونهم، يَرْزُقُ اللَّهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ على ذلك، وعقر دار المؤمنين بالشام".
4474 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأن فيه الوليد بن مسلم القرشي، وهو مدلس، من المرتبة الرابعة الذين لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع، وقد عنعن.
تخريجه: الحديث مداره على الوليد بن عبد الرحمن الجرشي واختلف عليه على وجهين: الوجه الأول: تفرّد محمَّد بن مهاجر فرواه عنه، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقد أخرجه أبو يعلى كما في المطالب العالية هنا، ولم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع ولا في المقصد العلي في مسنده الكبير، ومن =
= طريقه أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (9/ 207: 7263) وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 53). وتابعه أبو القاسم البغوي، أخرجه ابن عساكر في الموضع السابق. الوجه الثاني: رواه كل من إبراهيم بن أبي عبلة، وإسماعيل بن عياش، وإبراهيم بن سليمان الأفطس، ومحمد بن مهاجر، ونصر بن علقمة، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل الحضرمي رضي الله عنه مرفوعًا. أما حديث إبراهيم بن أبي عبلة، فقد أخرجه النسائي في سننه كتاب الخيل (6/ 178) والطبراني في الكبير (7/ 52: 6357)، ومسند الشاميين (ح 57) كلهم من طريق إبراهيم، به. ولفظه: "قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فقال: "يوحى إليَّ أني مقبوض، غير ملبث وأنكم متبعي أفنادًا يضرب بعضكم رقاب بعض، ولا يزال من أمتي ناس يقاتلون على الحق، ويزيغ الله بهم قلوب أقوام، ويرزقهم الله منهم حتى تقوم الساعة وحتى يأتي وعد الله، والخيل مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وعقر دار المؤمنين بالشام". قلت: هذا إسناد حسن، رواة إسناد النسائي كلهم ثقات ما عدا أحمد بن عبد الواحد بن واقد التميمي وهو صدوق. انظر: التقريب (ص 82: 75). وحديث إسماعيل بن عياش: أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 52: 6358)، بنحو حديث إبراهيم بن أبي عبلة السابق. أما حديث إبراهيم بن سليمان الأفطس: فقد أخرجه أحمد في المسند (4/ 104) والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 336)، والطبراني في الكبير (7/ 52): 6358) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 411) في ترجمة (سلمة بن نفيل) والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 209) عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، به، بنحوه إلَّا أن لفظ أحمد (يرفع الله قلوب أقوام). أما حديث محمَّد بن مهاجر: فقد أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 298) , =
= والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 70)، والفسوي أيضًا في تاريخه (2/ 298)، والحربي في غريب الحديث (3/ 991)، والطبراني في الكبير (7/ 53: 6359) كلهم من طريق محمَّد بن مهاجر، به. ولفظ ابن سعد: "كذبوا، الآن جاء القتال، الآن جاء القتال، لا يزال الله يزيغ قلوب أقوام تقاتلونهم، ويرزقكم الله عَزَّ وَجَلَّ منهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك وعقر دار الإِسلام بالشام". قلت: هذا الإِسناد حسن؛ لأن فيه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وهو صدوق، وبقية رواته ثقات. أما حديث نصر بن علقمة: فقد أخرجه النسائي في الكبرى (5/ 218)، كتاب السير (متى تضع الحرب أوزارها)، والطبراني في الكبير (7/ 53: 6360). فالخلاصة: أن الحديث بهذا الطريق مداره على الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، وروى عنه بوجهين: 1 - تفرّد به محمَّد بن مهاجر، فرواه عنه عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 2 - ورواه عدد من الرواة الثقات عنه، عن جبير بن نفير، عن سلمة بن نفيل الحضرمي، وهذا هو الراجح وذلك لما يأتي: أولًا: أن الذين رووه هم عدد من الرواة، كلهم ثقات ما عدا نصر بن علقمة أبو علقمة فهو مقبول، وأما الوجه الأول فقد تفرّد بن محمَّد بن مهاجر، وهو وإن كان ثقة إلَّا أن حديثه شاذ، وحديث الجماعة محفوظ. ثانيًا: أن الوليد بن مسلم القرشي لم يصرح بالسماع في الوجه الأول، وهو مدلس من المرتبة الرابعة بينما نجد في الوجه الثاني أنه صرح بالسماع من محمَّد بن مهاجر كما هو عند ابن سعد في الطبقات، وعليه فإن الوجه الأول ضعيف، والوجه الثاني صحيح.
4475 - [1] حدَّثنا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا إسماعيل بن عياش الحمصي أبو عتبة، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهُ، وَعَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ". وَزَادَ ابْنُ حَمْدَانَ: "لَا يَضُرُّهُمُ خُذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ إِلَى أَنْ تَقُومَ الساعة (¬1). [2] وَقَالَ تَمَّامٌ فِي فَوَائِدِهِ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ سليمان بن أيوب بن خذلم، حدَّثنا أبي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا ابن عياش، ثنا الوليد بن عباد، به (¬2). [3] وَأَخْرَجَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ عَنْ جَعْفَرِ بن أبي عَاصِمٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ وَقَالَ: لَا يَرْوِيهِ بِهَذَا اللَّفْظِ غَيْرُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْوَلِيدِ (¬3). [4] قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْجَبَّارِ فِي تَارِيخِ "دَارَيَّا" عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ بن خذلم، إلَّا أنه قلب إسناده، جعله عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، وَالصَّوَابُ: عَامِرٍ الْأَحْوَلِ عن أبي صالح (¬4). [5] وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أبي صالح ذكوان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، مُخْتَصَرًا، وَلَفْظُهُ: "لَا يَزَالُ لِهَذَا الْأَمْرِ عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمُ خِلَافُ مَنْ خَذَلَهُمْ حتى يأتي أمر الله عزَّ وجلَّ" (¬5). ¬
4475 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه الوليد بن عباد، وعامر الأحول، وكلاهما ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 288)، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الوليد بن عباد وهو مجهول". وذكره أيضًا في المجمع (10/ 61)، وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات". قلت: إن إسناد أبي يعلى فيه الوليد بن عباد وهو ضعيف كما تقدم، وعامر الأحول "صدوق ربما وهم" وعليه فإن الإِسناد ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 114)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه. وقال الشيخ الألباني في "تخريج أحاديث فضائل الشام": حديث ضعيف بهذا السياق.
تخريجه: تقدم تخريج جميع الروايات في التعليق أصل الحديث صحيح، فقد ورد في الصحيحين وغيرهما ما يدل على وجود الطائفة المنصورة، وجاء في بعض الروايات تعيين محلهم فوصفوا بأنهم ببيت المقدس أو أنهم بالشام أو أنهم على أبواب دمشق كما في حديث الباب. =
= أما الأحاديث الدالة على وجود الطائفة الحقة إلى أن تقوم الساعة فمنهما ما يلى: 1 - حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- منه قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون". أخرجه البخاري في صحيحه (6/ 632: 3640) في المناقب، باب منه (13/ 293: 7312) في الاعتصام، باب قَوْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق (13/ 442: 7459) في التوحيد، باب قول الله تعالى: إنما قولنا لشيء إذا أردناه. وأخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1523: 171) في الإِمارة باب قوله -صلى الله عليه وسلم- لا تزال ... إلخ. 2 - حديث ثوبان رضي الله عنه مرفوعًا: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك. أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1523: 170)، وأبو داود في سننه (4/ 450 - 452)، كتاب الفتن باب ذكر الفتن ودلائلها، والترمذي في سننه كتاب الفتن، باب مَا جاء في الأئمة المضلين (4/ 504: 2229). وللحديث طرق أخرى عن عدة من الصحابة. انظر: صحيح مسلم في الموضع المذكور. أما الروايات التي فيها تعيين بأن هذه الطائفة تكون في دمشق أو أنها بالشام فهي كالآتي: 1 - حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مرفوعًا: "لا يزال أهل الغرب ظاهرين حتى تقوم الساعة" رواه مسلم في صحيحه (3/ 1525: 1925)، كتاب الإِمارة، باب قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ، عن يحيى بن يحيى، أخبرنا هشيم، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي عثمان، عن سعيد بن أبي وقاص، به. =
= وأخرجه البزّار في مسنده (ح 1222)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 118: 783)، وأبو عوانة في مسنده (5/ 109 - 110) والهيثم بن كليب في مسنده (ص 204: 159)، وابن الأعرابي في المعجم (1/ 334: 297)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص 467) وأبو نعيم في الحلية (3/ 95)، كلهم من طرق عن داود بن أبي هند، به. قال الإِمام أحمد بن حنبل: "أهل الغرب هم أهل الشام" وأيده شيخ الإِسلام ابن تيمية في مناقب الشام وأهله (ص 79) لوجهين: الأول: ورود ذلك صراحة في بعض الأحاديث. الثاني: إن لغته -صلى الله عليه وسلم- ولغة أهل مدينته في "أهل الغرب" أنهم أهل الشام، كما أن لغتهم في "أهل المشرق" هم أهل نجد والعراق، لأن المغرب والمشرق من الأمور النسبية. انظر: مناقب الشام وأهله لابن تيمية (ص 79 - 80). وقال الشيخ الألباني في الصحيحة (2/ 690) "وأعلم أن المراد بأهل الغرب في هذا الحديث أهل الشام، لأنهم يقعون في الجهة الغربية الشمالية بالنسبة للمدينة المنورة التي فيها نطق عليه الصلاة والسلام بهذا الحديث الشريف ففيه بشارة عظيمة لمن كان فيها من أنصار السنَّة". اهـ. 2 - وعن مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعًا: "لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك " قال عمير بن هانئ، فقال مالك بن يخامر: قال معاذ: "وهم بالشام" قال معاوية: هذا مالك يزعم أنه سمع معاذًا يقول: "وهم بالشام" رواه البخاري في صحيحه مع الفتح (6/ 731: 3641)، كتاب المناقب، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي -صلى الله عليه وسلم- آية. 3 - حديث أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعًا: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلَّا ما أصابهم من لأواه، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف =
= بيت المقدس". رواه عبد الله بن أحمد عن خط أبيه وجادة كما في المسند (5/ 269)، والطبراني كما في المجمع (7/ 288)، وقال الهيثمي: "رجاله ثقات". 4 - يشهد لمعناه أيضًا الحديث المتقدم برقم (4474). فالخلاصة أن الحديث بشواهده صحيح لغيره، والله تعالى أعلم.
4476 - وقال مسدّد: حدَّثنا خالد، ثنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الحضرمي أيام ابن الأشعت يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الشَّامِ، أَبْشِرُوا، فَإِنَّ فُلَانًا أَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "يكون قوم في آخِرِ أُمَّتِي يُعْطَوْنَ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَ مَا يُعْطَى أَوَّلُهُمْ يُقَاتِلُونَ أَهْلَ الْفِتَنِ، يُنْكِرُونَ الْمُنْكَرَ" وأنتم هم، فقال له أبو البختري: أخطأت استك الحفرة.
4476 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه عطاء بن السائب، اختلط في آخر عمره، والراوي عنه إن كان خالد بن عبد الله الواسطي فهو ممن رووا عنه بعد اختلاطه، وإن كان خالد بن الحارث الهجيمي فهو ممن لم يعرف عنه هل كانت روايته عنه قبل الاختلاط أو بعده. وفيه عبد الرحمن الحضرمي لم أعرفه. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 261)، وقال: "رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب سمع منه الثوري في الصحة، وعبد الرحمن بن الحضرمي لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح". وذكره أيضًا (7/ 271)، وقال: "عبد الرحمن لم أعرفه وبقية رجاله ثقات". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 128)، وعزاه لمسدد وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (4/ 62 - ، و 5/ 375) عن زيد بن الحباب عن سفيان، عن عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن الحضرمي يقول: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلم-: (فذكر الجزء المرفوع فقط). وأخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 513) من طريق حماد عن عطاء بن السائب، به، بنحوه، ولفظه "إنه سيكون في آخر هذه الأمة قوم، لهم مثل أجر أولهم، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقاتلون أهل الفتن". قلت: للحديث شواهد صحيحة تقدمت في تخريج حديث رقم (4471)، والحديث بهذه الشواهد صحيح لغيره.
35 - باب الزجر عن قتال الترك لما يخشى من تسلطهم على بلاد الإسلام
35 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ قِتَالِ التُّرْكِ لِمَا يُخشى مِنْ تَسَلُّطِهِمْ عَلَى بِلَادِ الإِسلام 4477 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى (¬1) الْبَصْرِيُّ، حدَّثنا محمَّد بن يعقوب، قال: حدَّثني أحمد بن إبراهيم قال: [حدَّثني إسحاق (¬2) بن إبراهيم] بن الغمر مولى سموك، قال: حدَّثني أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ حُدَيْجٍ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ جَاءَهُ كِتَابُ عَامِلِهِ يُخْبِرُهُ أَنَّهُ وَقَعَ بالترك وهزمهم، وكثرة مَنْ قَتَلَ مِنْهُمْ، وَكَثْرَةُ مَا غَنِمَ، فَغَضِبَ معاوية رضي الله عنه في ذَلِكَ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ فهمت ما ذكرته مِمَّا قَتَلْتَ وَغَنِمْتَ، فَلَا أَعْلَمَنَّ مَا عُدْتَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَلَا قَاتَلْتَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أمري، قلت له: لِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ الترك تجلي العرب حتى تلحقها بمنابت الشيح والقيصوم" فأكره قتالهم لذلك. ¬
= 4477 - درجته: أتوقف في الحكم على الحديث، لأن فيه أربعة رواة لم أقف على تراجمهم هم إسحاق بن إبراهيم الغمر، وأبوه، وجده، وأحمد بن إبراهيم. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 311)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 125)، وعزاه لأبي يعلى، وسكت عليه.
تخريجه: رواه أبو يعلى في مسنده (13/ 366: 7376)، ولفظه: "لتظهرن الترك على العرب حتى تلحقها بمنابت الشيح والقيصوم". وللحديث عن معاوية طريق آخر: أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (2/ 682) عن رشدين، عن ابن لهيعة، حدَّثني كعب بن علقمة، حدَّثني حسان بن كريب، أنه سمع ابن ذي الكلاع يقول: كنت عند معاوية، فجاءه بريد من أرمينية من صاحبها، فقرأ الكتاب فغضب، ثم دعا كاتبه، فقال: اكتب إليه جواب كتابه تذكر أن الترك أغاروا على طرف أرضك فأصابوا منها، ثم بعثت رجالًا في طلبهم فاستنقذوا الذي أصابوك، ثكلتك أمك! فلا تعودن لمثلها, ولا تحركنهم بشيء ولا تستنقذ منهم شيئًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "إنهم سيلحقونا بمنابت الشيح". قلت: فيه رشدين بن سعد، وهو ضعيف، وعبد الله بن لهيعة، قال الحافظ عنه في التقريب (ص 319): "خلط بعد احتراق كتبه". وأخرجه من طريق آخر (2/ 685) حدَّثنا بقية، عن أم عبد الله عن أخيها عبد الله بن خالد، عن أبيه خالد بن معدان قال: اتركوا الرابضة ما تركوكم، فإنهم =
= سيخرجون، حتى ينتهوا إلى الفرات، فيشرب منهم أولهم، ويجيء آخرهم فيقولون: قد كان ها هنا ماء". قلت: فيه بقية بن الوليد الحمصي، وهو صدوق، ومدلس، من أصحاب المرتبة الرابعة، وقد عنعن، وعليه فإن حديثه ضعيف وفيه أم عبد الله لم أقف لها على ترجمة. وللحديث شواهد من حديث بريدة بن الحصيب، وابن مسعود، وحذيفة رضي الله عنهم: 1 - حديث بريدة بن الحصيب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فسمعت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ أمتي يسوقها قوم، عراض الأوجه صغار الأعين، كأن وجوههم الحجف، ثلاث مرار، حتى يلحقوهم بجزيرة العرب، أما السابقة الأولى فينجو من هرب منهم، وأما الثانية فيهلك بعض وينجو بعض، وأما الثالثة فيصطلمون كلهم من بقي منهم" قالوا: يا نبي الله من هم؟ قال: "هم الترك" قال: "أما والذي نفسي بيده ليربطن خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين" قال: وكان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة ومتاع السفر، والأسقية، بعد ذلك للهرب مما سمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- من أمراء الترك". أخرجه أحمد في المسند (5/ 348 - 349) ونعيم بن حماد في الفتن (2/ 678) وأبو داود في السنن (4/ 487: 4305)، والحاكم (4/ 474). كلهم من طريق بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بريدة، عن أبيه، به. وهذا لفظ أحمد، وألفاظ غيره، بنحوه، إلَّا أن رواية أبي داود تختلف عن رواية الإِمام أحمد، فإن ظاهر رواية أبي داود تدل على أن المسلمين هم اللذين يسوقون الترك ثلاث مرات حتى يلحقوهم بجزيرة العرب ففيها (تسوقونهم ثلاث مرات حتى تلحقوهم بجزيرة العرب). وقد رجح صاحب عون المعبود رواية أحمد حيث قال: "وعندي أن الصواب هي رواية أحمد، وأما رواية أبي داود فالظاهر أنه قد وقع =
= الوهم فيه من بعض الرواة، ويؤيده ما في رواية أحمد من أنه كان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة، ومتاع السفر، والأسقية بعد ذلك للهرب مما سمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- من البلاء من أمر الترك، ويؤيده أيضًا أنه وقع الشك لبعض رواة أبي داود، ولذا قال في آخر الحديث: أو كما قال، ويؤيده أيضًا أنه وقعت الحوادث على نحو ما ورد في رواية أحمد". اهـ. انظر: (عون المعبود 6/ 179 - 180). وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 311): "رواه أبو داود مختصرًا، رواه أحمد والبزار باختصار، ورجاله رجال الصحيح". قلت: فيه بشير بن المهاجر الكوفي الغنوي، وهو صدوق، وقال فيه الإِمام الذهبي: "ثقة فيه شيء". وعليه فإن الإِسناد حسن لذاته، والله تعالى أعلم. 2 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: موقوفًا عليه، وله عنه ثلاث طرق: الطريق الأولى: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 175)، عن جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ شداد بن معقل، قال: قال عبد الله بن مسعود: "يوشك أن لا تأخذوا من الكوفة نقدًا ولا درهمًا، قلت: وكيف يا عبد الله بن مسعود!! قال: "يجيء قوم كأن وجوههم المجان المطرقة، حتى يربطوا خيولهم على السواد فيجلوكم إلى منابت الشيح، حتى يكون البعير والزاد أحب إلى أحدكم من قصوركم هذه". قلت: فيه شداد بن معقل وهو صدوق، كما في التقريب (ص 264: 2758)، وبقية رواته ثقات، وعليه فإنه حسن لذاته. الطريق الثانية: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 186)، عن غندر، عن شعبة، عن الحكم بن عتيبة قال: سمعت أبا صادق، يحدَّث عن ربيعة بن ناجذ عن ابن مسعود قال: "يأتيكم من قبل المشرق عراض الوجوه، صغار العيون، كأنما ثقب =
= أعينهم في الصخر، أن وجوههم المجان المطرقة، حتى يوثقوا خيولهم بشط الفرات". قلت: في إسناده أبو صادق الأزردي وهو صدوق كما في التقريب (ص 649: 8167)، وبقية رواته ثقات. الطريق الثالثة: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 380) ومن طريقه نعيم بن حماد في الفتن (2/ 683) والطبراني في الكبير (9/ 192)، والحاكم (4/ 475) عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن ابن مسعود رضي الله عنه كان يقول: "كأني بالترك قد أتتكم على براذين، مخرمة الآذان، حتى تربطها بشط الفرات". قال الهيثمي في المجمع (7/ 312): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إِنْ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ سَمِعَ مِنَ ابْنِ مسعود". قلت: هذا الإِسناد منقطع، لأن ابن سيرين لم يسمع من عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وذلك أن ابن سيرين ولد سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة، لأن أخاه أنسًا قال: "ولد أخي محمَّد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان وولدت بعده بسنة"، ومن المعروف أن عثمان رضي الله عنه استشهد سنة خمس وثلاثين، وعليه فإن ولادة ابن سيرين كانت سنة ثلاثين وأما عبد الله بن مسعود فإنه توفي سنة اثنتين وثلاثين، أي: توفي قبل ولادة ابن سيرين بسنة. (انظر: سير أعلام النبلاء 4/ 656، التقريب ص 323: 3613). 3 - حديث حذيفة رضي الله عنه موقوفًا عليه، قال لأهل الكوفة: "ليخرجنكم منها قوم صغار الأعين، فطس الأنف، كأن وجوههم المجان المطرقة، ينتعلون الشعر، يربطون خيولهم بنخل جوخًا، ويشربون من فرض الفرات". أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (2/ 680) حدَّثنا أبو المغيرة، عن ابن عياش، عن أبي وهب الكلاعي، عن بسر، عن حذيفة رضي الله عنه، به. قلت: فيه إسماعيل بن عياش وهو صدوق في روايته عن الشاميين، وهنا رواه =
= عن أبي وهب وهو عبيد الله بن عبيد دمشقي، وعليه فإن الإِسناد حسن. هذا، وما تقدم من حديث ابن مسعود وحذيفة رضي الله عنهما فقد وردا موقوفًا عليهما ولهما حكم الرفع، لأنه من الأمور الغيبية التي لا مجال للرأي فيه. وجملة القول أن حديث الباب يرتقي بهذه الطرق والشواهد لدرجة الحسن لغيره، والله أعلم.
36 - باب جواز ترك النهي عن المنكر لمن لا يطيق
36 - بَابُ جَوَازِ تَرْكِ النَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ لِمَنْ لَا يُطِيقُ 4478 - قَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! إِنَّ الْحَجَّاجَ قَدْ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى قَرُبْنَا من العصر، فقم إليه، وأمره بتقوى الله تعالى، قَالَ الْحَسَنُ: إِذًا يَقْتُلْنِي، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أليس قال الله تعالى عزَّ وجلَّ: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} الآية (¬1)، قال الحسن: حدَّثني أبو بكرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ" قَالُوا: وكيف يذلها يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: "يتكلف من النبلاء مَا لَا يُطِيقُ". رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إلَّا الْخَلِيلُ، وَهُوَ عِنْدَ أَبِي يَعْلَى فِي قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ طَرِيقِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ الْقُرْدُوسِيِّ عَنِ الحسن البصري أنه حدَّث بِحَدِيثَيْنِ: أَحَدُهُمَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالثَّانِي: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فذكر هنا (¬2) المتن (¬3). ¬
4478 - درجته: الحديث ضعيف جدًا بهذا الإِسناد؛ لأن فيه الخليل بن زكريا، وهو متروك =
= الحديث، وبقية رواته ثقات، لهذا قال الحافظ في آخره: "رواته ثقات إلَّا الخليل". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 88)، كتاب المواعظ، باب مثل من يعمل الحسنات وقال: "رواه الحارث بن أبي أسامة عن الخليل بن زكريا وهو ضعيف".
تخريجه: رواه الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (4/ 966: 755). ولم أهتد إلى من رواه غير المؤلف بهذا اللفظ والإِسناد، وهو إسناد ضعيف كما تقدم وله شاهد من حديث ابن عمر، وابن عباس، وحذيفة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم. 1 - عن عبد الله بن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه. قيل: يا رسول الله، وكيف يذل نفسه؟ قال: "أن يتعرض من البلاء لما لا يطيق". رواه البزّار كما في الكشف (4/ 112)، والطبراني (12/ 408: 13507). وإسناد الطبراني: حدَّثنا محمَّد بن أحمد بن أبي خيثمة، ثنا زكريا بن يحيى المداني، ثنا شبابة بن سوار، ثنا ورقاء بن عمر، عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابن عمر رضي الله عنه، به. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 274)، وقال: رواه البزّار والطبراني في الأوسط والكبير ... وإسناد الطبراني في الكبير جيّد، ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير، ذكره الخطيب، روى عن جماعة وروى عنه جماعة ولم يتكلم فيه أحد". وذكره الألباني في الصحيحة (2/ 172)، وقال: وهذا إسناد صحيح إن كان زكريا بن يحيى هو أبو أيوب اللؤلؤي، الفقيه الحافظ، وبقية رجاله رجال الشيخين غير ابن أبي خيثمة وهو ثقة، حافظ ... اهـ. 2 - حديث حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لا ينبغي لمسلم أن يذل نفسه، قيل: وكيف يذل نَفْسَهُ قَالَ: يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يطيق". =
= رواه الترمذي كتاب الفتن (3/ 356: 2355) وابن ماجة في سننه كتاب الفتن (2/ 1332: 4016)، وأحمد في المسند (5/ 405)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني مختصرًا (2/ 466: 1271)، كلهم من طريق عمرو بن عاصم نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن الحسن، عن جندب، عن حذيفة، به. قلت: فيه علي بن زيد بن جدعان فيه تشيع، وأعله أبو حاتم بالانقطاع بين الحسن وحذيفة، ووصف ذكر جندب بينهما بأنه غير محفوظ وقال أيضًا: هذا حديث منكر. (انظر: العلل 2/ 138 - 306). 3 - حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ" قِيلَ: وَمَا إِذْلَالُهُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: "يتعرض من البلاء لما لا يطيق". رواه أبو يعلى في مسنده (2/ 536: 1411) عن قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، حدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدَّثنا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ قَالَ: لَمَّا هَزَمَ يزيد بن المهلب أهل البصرة ... فذكر قصة في مجيئه إلى منزل الحسن البصري وفيه: أن الحسن حدَّث بحديثين وذكر منهما هذا الحديث. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 372 - 274)، وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح". قلت: في إسناده قطن بن نسير، أبو عباد البصري، وهو ضعيف، وبقية رواته ثقات. انظر: درجة الحديث مفصلة في حديث رقم (4479). 4 - حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قالوا: يا رسول الله وما الإِذلال؟ قال: يتعرض للسلطان، وليس له منه النصف". أخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن" (1/ 363: 148) من طريق محمَّد بن زياد عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، به. =
= قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه محمَّد بن زياد اليشكري الأعور، كذبوه كما في التقريب (ص 479) وجملة القول أن حديث الباب ضعيف جدًا بإسناد الحارث، وعليه فإنه لا يتقوى بهذه الشواهد، ومعناه صحيح، روى عن جملة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
4479 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا قَطَنُ (¬1) بْنُ نُسَيْرٍ، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: لَمَّا هَزَمَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ أَهْلَ الْبَصْرَةِ خَشِيتُ أَنْ أَجْلِسَ فِي حَلْقَةِ الْحَسَنِ، فَأُوجَدَ فِيهَا فَأُعْرَفَ، فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ فِي مَنْزِلِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، كَيْفَ بِهَذِهِ الْآيَةِ؟ قَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَوْلُهُ عزَّ وجلَّ: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} الْآيَةُ، قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّ الْقَوْمَ عَرَضُوا السَّيْفَ فَحَالَ السَّيْفُ دُونَ الْكَلَامِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، فَهَلْ تَعْرِفُ لِمُتَكَلِّمٍ فَضْلًا؟ قَالَ: لَا، قَالَ الْمُعَلَّى: ثُمَّ حدَّث بِحَدِيثَيْنِ، قَالَ: حدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ، وَلَا يُبَعِّدُ مِنْ رِزْقٍ". قَالَ: ثُمَّ حدَّث الْحَسَنُ بِحَدِيثٍ آخَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، قِيلَ: وَمَا إِذْلَالُهُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ" قِيلَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! فَيَزِيدُ الضَّبِّي فِي كَلَامِهِ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ، قَالَ الْمُعَلَّى: فَأَقُومُ مِنْ مَجْلِسِ الْحَسَنِ، فَأَتَيْتُ يَزِيدَ الضَّبِّي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مودود، بينما أنا والحسن نتذاكر إذا نَصَبْتَ أَمْرَكَ نَصْبًا، فَقَالَ: مَهْ يَا أَبَا الحسن! قُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَ: فَمَا قَالَ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ عَلَى مَقَالَتِهِ، قَالَ يَزِيدُ: مَا نَدِمْتُ عَلَى مَقَالَتِي، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ قُمْتُ مَقَامًا أَخْطِرُ فِيهِ بِنَفْسِي، قَالَ يَزِيدُ: أَتَيْتُ الْحَسَنَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، عَلَى كُلِّ شَيْءٍ نغلب، فنغلب على صلاتنا؟ فقال: يا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّكَ تُعَرِّضُ بِنَفْسِكَ لَهُمْ، ثُمَّ إِنَّكَ لَا تَصْنَعُ شَيْئًا، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ فقال في مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقُمْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الْمَسْجِدِ والحكم بن أيوب يخطب، فقلت: الصلاة ¬
رحمك اللَّهُ، فَلَمَّا قُلْتُ ذَلِكَ احْتَوَشَنِي الرِّجَالُ، فَأَخَذُوا بلحيتي، ورأسي، وتلبيتي، وَجَعَلُوا يَجِئُّونَ بَطْنِي بِنِعَالِ سُيُوفِهِمْ، وَمَضَوْا بِي إلى نحو المقصورة، فدخلت، فقمت بين الْحَكَمِ وَهُوَ سَاكِتٌ، فَقَالَ: أَمَجْنُونٌ أَنْتَ؟ أَوَ مَا كُنَّا فِي صَلَاةٍ؟ فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ هَلْ مِنْ كَلَامٍ أَفْضَلُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوَ أَنَّ رَجُلًا نَشَرَ مُصْحَفًا يَقْرَؤُهُ غُدْوَةً إِلَى اللَّيْلِ أَكَانَ ذَلِكَ قَاضِيًا عَنْهُ صَلَاتَهُ؟ قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَحْسَبُكَ مَجْنُونًا، قَالَ: وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ جَالِسٌ تَحْتَ مِنْبَرِهِ سَاكِتٌ، فَقُلْتُ: يَا أَنَسُ! يَا أَبَا حَمْزَةَ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ تعالى فَقَدْ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَصَحِبْتَهُ، أَبِمَعْرُوفٍ قُلْتُ أَمْ بِمُنْكَرٍ؟ أَبِحَقٍّ قُلْتُ أَمْ بِبَاطِلٍ؟ قَالَ: فَلَا وَاللَّهِ مَا أَجَابَنِي بِكَلِمَةٍ، فَقَالَ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ: يَا أَنَسُ، قَالَ: لَبَّيْكَ، أَصْلَحَكَ اللَّهُ، قَالَ: أَكَانَ وَقْتُ الصَّلَاةِ قَدْ ذَهَبَ؟ قَالَ: بَلْ بقي بقية، فقال الْحَكَمُ: احْبِسُوهُ. قَالَ يَزِيدُ: فَأُقْسِمُ لَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ، لَمَا لَقِيتُ مِنْ أَصْحَابِي كَانَ أَشَدُّ عَلَيَّ مِمَّا لَقِيتُ مِنَ الْحَكَمِ، قَالَ بعضهم: مرائي، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَجْنُونٌ، قَالَ: وَكَتَبَ الْحَكَمُ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي ضَبَّةَ قَامَ إليَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَأَنَا أَخْطُبُ، فَقَالَ: الصَّلَاةَ، وَقَدْ شَهِدَ عِنْدِي الْعُدُولُ أَنَّهُ مَجْنُونٌ، فَكَتَبَ إليه الحجاج، إن شَهِدَ الشُّهُودُ الْعُدُولُ أَنَّهُ مَجْنُونٌ فَخَلِّ سَبِيلَهُ، وإلاَّ فاقطع يديه ورجليه، وسمر عَيْنَيْهِ، وَاصْلُبْهُ، قَالَ: فَشَهِدُوا عِنْدَ الْحَكَمِ أَنِّي مَجْنُونٌ، فَخَلَّى عَنِّي. قَالَ الْمُعَلَّى: عَنْ يَزِيدَ الضبي، ثُمَّ مَاتَ أَخٌ لَنَا فَتَبِعْنَا جَنَازَتَهُ، فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا دُفِنَ تَنَحَّيْتُ فِي عِصَابَةٍ، فَذَكَرْنَا الله تعالى عزَّ وجلَّ، وَذَكَرْنَا مَعَادَنَا، فَإِنَّا لَكَذَلِكَ إِذْ رَأَيْنَا نَوَاصِيَ الْخَيْلِ وَالْحِرَابِ، فَلَمَّا رَآهُ
أَصْحَابِي تَفَرَّقُوا وَتَرَكُونِي وَحْدِي، فَجَاءَ الْحَكَمُ حَتَّى وَقَفَ عليَّ فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، مَاتَ صَاحِبٌ لَنَا، فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ وَدَفَنَّاهُ وَقَعَدْنَا نَذْكُرُ رَبَّنَا، وَنَذْكُرُ مَعَادَنَا، وَنَذْكُرُ مَا صَارَ إِلَيْهِ، قَالَ: مَا مَنَعَكَ أن تفر كما فروا؟ قلت: أصلحك الله، أَنَا أَبْرَأُ سَاحَةً مِنْ ذَلِكَ، أَوَ مِنَ الأمير أفر؟ فَسَكَتَ الْحَكَمُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ المهلب -كان عَلَى شُرْطَتِهِ- أَتَدْرِي مَنْ هَذَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: هَذَا الْمُتَكَلِّمُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: فَغَضِبَ الْحَكَمُ، وَقَالَ أَمَا إِنَّكَ لَجَرِيءٌ، خُذْهُ فَأُخِذْتُ، فضربني أربعمائة سوط، فما دريت متى تَرَكَنِي مِنْ شِدَّةِ مَا ضَرَبَنِي قَالَ: وَبَعَثَ بِي إِلَى وَاسِطٍ، فَكُنْتُ فِي دِيمَاسِ الْحَجَّاجِ حَتَّى مَاتَ الْحَجَّاجُ (¬1). *وَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِي، وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْوَ حَدِيثِ الحسن، عن أبي بكرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬2)، وَهُوَ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ أَصْلَحُ حَالًا مِنَ الْخَلِيلِ بْنِ زكريا، والله أعلم. ¬
4479 - درجته: حديث الباب بهذا الإِسناد ضعيف، فيه قطن بن نسير أبو عباد البصري، وهو ضعيف. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 265 و 272) بطوله، وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 125 - 126)، وقال: "رواه أبو يعلى بسند صحيح". قلت: بل إن إسناده ضعيف كما تقدم، لأن قطن بن نسير لم يوثقه غير ابن حبّان، وتوثق ابن حبّان عند تفرده به غير معتبر لدى علماء الشأن كما تقدم مرارًا.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 536: 1411)، ولم أجد من خرجه غير أبي يعلى. أما الجزء المرفوع من القصة فله طرق متعددة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وهذا الجزء المرفوع يشتمل على حديثين: الطريق الأول: وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بحق إذا رآه ... الحديث روى هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري من طريقين: 1 - رواه جعفر بن سليمان عن المعلي بن زياد عن الحسن البصري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أخرجه أبو يعلى كما في المطالب العالية هنا وفي مسنده (2/ 536) عن قطن بن نسير عن جعفر، به. وإسناده ضعيف كما تقدم. وتابع قطن بن نسير محمَّد بن الحسن بن أتش اليماني عن جعفر بن سليمان، به. أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 50) عن محمَّد بن الحسن عن جعفر بن سليمان، به. ولفظه: "ألَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بحق إذا رآه وشهده، فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو يذكر بعظيم". قلت: محمَّد بن الحسن بن أتش -فتح الهمزة والتاء- اليماني "صدوق فيه =
= لين" ورمي بالقدر كما في التقريب (ص 473)، وعليه فالإِسناد ضعيف أيضًا. وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 87) عن خلف بن الوليد بن عباد، عن المعلي بن زياد، عن الحسن البصري عن أبي سعيد الخدري، به، بنحوه. قلت: هذا الإِسناد رواته ثقات، وخلف بن الوليد وثقه ابن معين وأبو زرعة، وأبو حاتم كما في تعجيل المنفعة (ص 117) وعباد بن عباد بن خبيب الأزدي قال الحافظ في التقريب (ص 290): "ثقة ربما وهم". 2 - رواه كل من المستمر بن الريان الإِيادي، وقتادة أبو سلمة، وسليمان التيمي، وعلي بن زيد بن جدعان، والجريري عن أبي نضرة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أما حديث المستمر بن الريان الإِيادي، فقد أخرجه أحمد (3/ 46) وأبو يعلى في المسند (2/ 419) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث حدَّثنا المستمر بن الريان الإِيادي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، بنحوه. قلت: هذا الإِسناد حسن، لأن عبد الصمد بن عبد الوارث، وهو صدوق كما في التقريب (ص 356) وبقية رواته ثقات. وحديث قتادة: أخرجه أحمد (3/ 92) من طريق شعبة عن قتادة عن أبي نضرة، به، بنحوه. وحديث أبي سلمة أخرجه أحمد (3/ 44) عن محمَّد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي سلمة عن أبي نضرة، به، بنحوه. وحديث سليمان التيمي: أخرجه أحمد (3/ 5) عن ابن أبي عدي، عن سليمان التيمي، عن أبي نضرة، به، بنحوه. وحديث الجرري: أخرجه أحمد (3/ 87) عن خلف بن الوليد ثنا خالد عن الجرري، عن أبي نضرة، به. وحديث علي بن جدعان: أخرجه أحمد (3/ 19)، وأبو يعلى في المسند =
= (2/ 352: 1101)، والترمذي مع تحفة الأحوذي (6/ 356: 2286)، كتاب الفتن، باب ما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه مما هو كائن إلى يوم القيامة. وابن ماجة في الجهاد (ح 2873). كلهم من طرق عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ بن جدعان، عن أبي نضرة، أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلى الله عليه وسلم - خطبة بعد صلاة العصر إلى مغيربان الشمس، حفظها من حفظها، ونسيها من نسيها فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بعد: فإن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها" ... وفيه: "ألا لا يمنعن رجلًا مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه" الحديث. قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. فالخلاصة أن هذا الجزء من الحديث يرتقي بهذه المتابعات والطرق إلى الحسن لغيره. الحديث الثاني: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أليس لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ" قِيلَ: وَمَا إِذْلَالُهُ نفسه؟ قال: "يتعرض من النبلاء لما لا يطيق". تقدمت شواهد هذا الحديث في تخريج حديث رقم (4478) وهو بهذه الشواهد يرتقي إلى الحسن لغيره.
4480 - وقال أبو يعلى (¬1): حدَّثنا أحمد بن المقدام، ثنا عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَسْجِدِ الْخَيْفِ، وَقَالَ لِي أَصْحَابُهُ: إِلَيْكَ يَا وَاثِلَةُ، أَيْ تَنَحَّ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: دَعُوهُ فَإِنَّمَا جَاءَ لِيَسْأَلَ، فَدَنَوْتُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، أَفْتِنَا عَنْ أَمْرٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ مِنْ بَعْدِكَ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لِتَفْتِكَ نَفْسُكَ" قُلْتُ: وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ" قُلْتُ: وَكَيْفَ لِي بِعِلْمِ ذَلِكَ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَضَعُ يَدَكَ عَلَى فُؤَادِكَ فَإِنَّ الْقَلْبَ يَسْكُنُ إِلَى الْحَلَالِ، وَلَا يَسْكُنُ لِلْحَرَامِ، وَإِنَّ وَرَعَ الْمُسْلِمِ أَنْ يَدَعُ الصَّغِيرَ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ فِي الْكَبِيرِ" قُلْتُ: فَمَنِ الْحَرِيصُ؟ قَالَ: الَّذِي يَطْلُبُ الْمَكْسَبَ فِي غَيْرِ حِلِّهَا، قُلْتُ، فَمَنِ الْوَرِعُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الَّذِي يَقِفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ" قُلْتُ: فَمَنِ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: "مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَدِمَائِهِمْ" قُلْتُ: فَمَنِ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ" قُلْتُ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ". *الْعَلَاءُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ (¬2). ولآخره شاهد من حديث أبي عبدة (¬3) رضي الله عنه أخرجه البزّار. ¬
4480 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فيه عبيد بن القاسم وهو متروك، وشيخه العلاء بن ثعلبة مجهول، وبقية رواته ثقات. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 294)، وقال: "رواه أبو يعلى والطبراني، وفيه عبيد بن القاسم، وهو متروك".
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 78: 193) من طريق جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي عن أحمد بن المقدام العجلي، به، بنحوه. وله طريق آخر عند الطبراني في الكبير (22/ 81) قال: "حدَّثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، ثنا هشام بن عمار، ثنا بقية بن الوليد، حدَّثنا إسماعيل بن عبد الله الكندي، عن طاؤوس، عن واثلة، قال: قلت: يا نبي الله، نبئني، قال: "إن شئت أنبأتك بما تسأل عنه، وإن شئت فسل" قال: قلت: بل نبئني يا رسول الله، فإنه أطيب لنفسي، قال: "جئت تسأل عن اليقين والشك" قال: هو ذاك يا رسول الله، قال: "فإن اليقين ما استقر في الصدر واطمأن إليه القلب، وإن أفتاك المفتون، دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فإن الخير طمأنينة والشك ريبة وإذا شككت فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك" قلت: يا نبي الله بأبي وأمي فما العصبية؟ قال: أن تعين قومك على الظلم، والورع الذي يقف على الشبهات، والحريص على الدنيا الذي يطلبها من غير حل، والإِثم ما حاك في الصدر". قلت: فيه إسماعيل بن عبد الله الكندي، قال الذهبي في الميزان: "وعنه بقية بخبر عجيب منكر". وقال الحافظ في اللسان: "وهذا ذكره الأزدي فأورد من طريق بقية عنه عن أبان عن أنس رضي الله عنه رفعه "لا يقبل فعل إلَّا بعمل، ولا عمل إلَّا بنية ... " الحديث قال النباتي بعد ذكره: أحاديث بقية ليست نقية. قلت: (أي الحافظ) وأبان في التضعيف أشد منهما بكثير ويحتمل عندي أن يكون هو البصري نسيب ابن سيرين، وقال الحافظ في التهذيب بعد ذكره الخبر المتقدم: "فالحمل فيه على أبان". قلت: على احتمال الحافظ بأن إسماعيل بن عبد الله البصري قريب ابن سيرين =
= فإنه ليس بضعيف لأن الأزدي ضعفه بسبب هذا الخبر المنكر عن بقية عنه، والحمل فيه على أبان أولى ممن دونه، كما قال الحافظ ابن حجر أما إسماعيل بن عبد الله البصري، فهو صدوق كما قال الحافظ في التقريب (ص 108). وبقية بن الوليد الحمصي: "صدوق كثير التدليس عن الضعفاء" وهو من المرتبة الرابعة من المدلسين إلَّا أن تدليسه لا يضر، لأنه صرح بالسماع هنا، وفيه هشام بن عمار بن نصير السلمي، وهو صدوق لكنه اختلط كما ذكره ابن الكيال في الكواكب (ص 424) ولا يعرف حال أحمد بن المعلى هل أخذه عنه قبل الاختلاط أو بعده؟ وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 294)، وقال: "رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عبد الله الكندي وهو ضعيف". فالخلاصة أن الحديث بهذين الطريقين ضعيف، إلَّا أن للحديث شواهد سأذكرها بحسب فقرات الحديث المختلفة: ولقوله في الحديث: (دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ) شواهد من حديث أبي هريرة والحسن بن علي وأنس والنعمان بن بشير رضي الله عنهم. 1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أرم بها أما علمت أنا لا نأكل الصدقة". أخرجه مسلم (2/ 751: 1069)، كتاب الزكاة، باب تحريم الزكاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. 2 - حديث الحسن بن علي رضي الله عنه، قال: أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة فألقيتها في فمي، فانتزعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلعابها، فألقاها في التمر، فقال له رجل: ما عليك لو أكل هذه التمرة، قال: إنا لا نأكل الصدقة، قال: وكان يقول: "دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة، قال: وكان يعلمنا هذا الدعاء اللهم اهدني فيمن هديت ... " الحديث. أخرجه أحمد (1/ 200) عن يحيى القطان ومحمد بن جعفر عن شعبة قال: =
= حدَّثني بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي ما تذكر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ... فذكره بلفظه. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 117: 4984) عن الحسن بن عمارة، ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 76: 2711)، وأخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (2/ 498) من طريق شعبة، وأخرجه الطبراني أيضًا (3/ 75: 2708) وأبو نعيم في الحلية (8/ 264) من طريق الحسن بن عبيد الله. ثلاثتهم عن بريد بن أبي مريم، به. بنحو القصة المذكورة. وروي بلفظ: "دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ فإن الصدق طمأنينة والشر ريبة" بدون القصة. أخرجه الطيالسي (1178)، والترمذي (2518) في صفة القيامة، وأبو يعلى في المسند (12/ 132: 6762)، والحاكم في المستدرك (2/ 13 و 4/ 99) كلهم من طرق عن شعبة، به، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وروى بلفظ: "دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ". أخرجه النسائي (8/ 327) في الأشربة، باب الحث على ترك الشبهات، والدارمي في سننه (2/ 319) في البيوع، باب دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، والبغوي في شرح السنَّة (2032) من طريق شعبة، به. قلت: هذا الحديث صحيح، رواته ثقات، وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 90) القصة بكاملها، وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الكبير، ورجال أحمد ثقات. 3 - حديث أنس رضي الله عنه، مرفوعًا: "اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجاب، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ". =
= أخرجه أحمد (3/ 153) عن يحيى بن إسحاق قال: أخبرني أبو عبد الله الأسدي، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَهُ. 4 - حديث النعمان بن بشير، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الحلال بين والحرام بين، وبينهما مشتبهات، لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشتبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألاَّ وإن لكل ملك حمى ألَا إن حمى أرضه محارمه ألَا وإن في الجسد مضغة صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، إلَا وهي القلب". أخرجه البخاري كما في الفتح في الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه وعرضه (1/ 153: 52)، والإِمام مسلم في صحيحه (3/ 1219: 1599)، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، به، بنحوه. ولقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَضَعُ يَدَكَ عَلَى فُؤَادِكَ فَإِنَّ الْقَلْبَ يَسْكُنُ إِلَى الْحَلَالِ وَلَا يسكن للحرام" شواهد من حديث وابصة بن معبد، والنواس بن سمعان: 1 - حديث وابصة بن معبد الأسدي، قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وأنا أريد أن لا أدع شيئًا من البر والإِثم إلَّا سألته عنه، وحوله عصابة من المسلمين يستفتونه ... وذكر قصة سؤاله الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بنحو قصة واثلة بن الأسقع. وفيه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا وابصة: استفت قلبك واستفت نفسك ثلاث مرات، البر ما أطمأنت إليه النفس، والإِثم، ما حال في النفس، وتردّد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك". أخرجه أحمد في المسند (4/ 228) عن يزيد بن هارون وعفان فرّقها كلاهما عن حماد بن سلمة أنا الزبير أبو عبد السلام، عن أيوب بن عبد الله بن مكرز، عن وابصة بن معبد رضي الله عنه، به. وأخرجه الدارمي في البيوع، باب دع ما يريبك (2/ 325) عن سليمان بن حرب، وأبو يعلى في مسنده (3/ 160: 1586) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، =
= وأبو يعلى أيضًا (3/ 162: 1587) عن علي بن حمزة المعولي، والطبراني في الكبير (22/ 148) من طريق إبراهيم بن حيان السامي. أربعتهم عن حماد بن سلمة، به، بنحوه. وهذا الإِسناد ضعيف، فيه أيوب بن عبد الله بن مكرز وهو مستور، كما قال الحافظ في التقريب (ص 118). وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 175)، وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى وفيه أيوب بن عبد الله بن مكرز وقال ابن عدي: لا يتابع على حديثه، ووثقه ابن حبّان". وله طريق آخر عند أحمد (4/ 227) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: سمعت وابصة بن معبد صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: جئت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أسأله, عن البر والإِثم، فقال: جئت تسأل، عن البر والإِثم، فقلت: والذي بعثك بالحق ما جئتك أسألك عن غيره فقال: "البر ما انشرح له صدرك، والإِثم ما حاك في صدرك وإن أفتاك عنه الناس". وأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 147) من طريق معاوية بن صالح، به. إلَّا أنه قال: أبو عبد الله السلمي بدل أبو عبد الرحمن السلمي". وهذا الطريق رواته ثقات ما عدا معاوية بن صالح بن حدير فهو "صدوق له أوهام" كما في التقريب (ص 538)، وعليه فإن الحديث بهذين الطريقين حسن لغيره، والله أعلم. 2 - حديث النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن البر والإِثم؟ فقال: "البر حسن الخلق، والإِثم ما حال في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس". أخرجه مسلم (4/ 1980: 2553)، وأحمد في المسند (4/ 182)، والترمذي: (ح 2389)، والدارمي (2/ 322) من طرق عن النواس بن سمعان، به. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم، والمسلم من سلم =
= المسلمون من لسانه ويده". له شواهد من حديث أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وجابر، وأنس بن مالك رضي الله عنهم. 1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم". أخرجه الترمذي كما في تحفة الأحوذي (7/ 317: 2762) في الإيمان، باب ما جاء في أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والنسائي (8/ 104، 105) في الإيمان، باب صفة المؤمن، عن قتيبة بن سعيد، وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (1/ 406: 180) من طريق عيسى بن حماد، والحاكم في المستدرك (1/ 10) من طريق يحيى بن بكير. ثلاثتهم عن الليث، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، به. وقال الحاكم: قد اتفقا على إخراج طرف حديث (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) ولم يخرجا هذه الزيادة وهي صحيحة على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وهذا إسناد حسن، رواته ثقات، ما عدا محمَّد بن عجلان المدني، وهو صدوق. انظر: (التقريب ص 496: 6136). 2 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه". أخرجه البخاري مع الفتح (1/ 69: 10)، كتاب الإيمان: باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأبو داود في السنن (ح 2481)، كتاب الجهاد، باب في الهجرة هل انقطعت، والنسائي (8/ 105) في الإيمان، والدارمي (2/ 300) في الرقاق، باب في حفظ اليد، والبيهقي في السنن (10/ 187)، والبغوي في شرح السنَّة (1/ 26: 12). كلهم من طرق عن عامر الشعبي، قال: سيعت عبد الله بن عمرو بن العاص، به. =
= وفي الباب عن جابر وأنس بن مالك رضي الله عنهم. وقوله -صلى الله عليه وسلم- آخر الحديث: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) يشهد له حديث أبي سعيد الخدري وأبي أمامة وطارق بن شهاب رضي الله عنهم. 1 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر. أخرجه أبو داود في السنن (4/ 514: 4344) في الملاحم باب الأمر والنهي، والترمذي مع تحفة الأحوذي (6/ 329 - 330: 2265) في الفتن، باب أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر، وابن ماجة (2/ 1329: 4011) في الفتن، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثلاثتهم من طريق إسرائيل، عن محمَّد بن جحادة، عن عطية العوفي عن أبي سعيد، به، نحوه. قلت: فيه عطية بن سعد العوفي، ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وغيرهم، وعليه فإنه ضعيف. انظر: الكاشف (2/ 235)، التهذيب (7/ 224)، التقريب (ص 393: 4616). وقد روى من طريق أخرى، فقد أخرجه الحاكم (4/ 505 - 506) والحميدي في مسنده (752)، وأحمد في المسند (3/ 19 - 61) كلهم من طريق علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به. قلت: فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، ولكن الحديث بمجموع الطريقين حسن لغيره، وله شواهد من حديث أبي أمامة وطارق بن شهاب وجابر بن عبد الله ومرسل للزهري، ذكرها الشيخ الألباني في سلسلته الصحيحة (1/ 262: 491) وصحح الحديث بمجموعها. وجملة القول أن حديث الباب ضعيف جدًا بإسناد أبي يعلى، لأجل عبيد بن القاسم، وعليه فإنه لا يتقوى بهذه الشواهد، ولكن معناه صحيح، ورد عن جملة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
37 - باب الإشارة إلى غلبة الأعاجم على المماليك الإسلامية وذهاب زينة الدنيا بذل العرب
37 - باب الإِشارة إلى غلبة الأعاجم على المماليك الإِسلامية وَذَهَابِ زِينَةِ الدُّنْيَا بِذُلِّ الْعَرَبِ 4481 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبيه، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تُرْفَعُ زِينَةُ الدُّنْيَا سنة خمس وعشرين ومائة" (¬1). ¬
4481 - درجته: الإِسناد ضعيف، فيه مصعب بن مصعب وهو ضعيف كما تقدم، وفيه انقطاع أيضًا لأن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه، وعليه فإن الحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 257)، وقال: "رواه أبو يعلى والبزار وفيه مصعب بن مصعب وهو ضعيف". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 114 ل)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه. وذكره السيوطي في اللالئ المصنوعة (2/ 290) وتبعه الكتاني في تنزيه =
= الشريعة المرفوعة (2/ 348).
تخريجه: أخرجه البزّار في مسنده (البحر الزخار) (3/ 239) عن رزق الله بن موسى عن ابن أبي فديك، به. وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلَّا عن عبد الرحمن بن عوف ولا نعلم له طريقًا غير هذا الطريق، وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 308: 1458) من طريق أبي الطهر، عن ابن أبي فديك، به. وقال بعد ذكر الحديثين في ترجمة عبد الملك بن زيد: "هذان الحديثان منكران بهذا الإِسناد ولم يروهما غير عبد الملك بن زيد وعن عبد الملك بن أبي فديك". وله طريق آخر عند ابن عدي في الكامل (2/ 48) في ترجمة (بركة بن محمَّد الحلبي) عن عبد الله بن أبي سفيان، ثنا بركة بن محمَّد الحلبي، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ الزهري، عن أبي سلمة، عن أبيه، به، وذكره السيوطي تبعًا لابن الجوزي في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 390)، وقال: "بركة كذاب".
4482 - حدَّثنا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب عن حديج بْنِ أَبِي عَمْرٍو قَالَ سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ بْنَ شداد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ، وَإِنَّ أَجَلَ أُمَّتِي مِائَةُ سَنَةٍ، فَإِذَا مَرَّ عَلَى أُمَّتِي مائة سنة أتاها ما أوعدها الله عزَّ وجلَّ" (¬1). ¬
4482 - درجته: والحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وفيه حديج بن أبي عمرو ولا يعرف حاله. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 257)، وقال: "رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير، بنحوه ... ". وفيه ابن لهيعة وحديج بن أبي عمرو أو خديج بن عمرو كما هو في إحدى روايتي الطبراني وثقة ابن حبّان ولكن ابن لهيعة ضعيف". وذكره أيضًا في المجمع (7/ 307)، وقال: "رواه الطبراني وفيه لهيعة وهو حسن الحديث على ضعف". قلت: لعله أراد بالحسن هنا الحسن لغيره، أي: بالمتابعات والشواهد. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 113 ل)، وقال: "رواه أبو يعلى وفي سنده ابن لهيعة". وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير (2/ 171: 1920).
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 307) عن موسى بن هارون عن كامل بن طلحة، به، بنحوه وأخرجه أيضًا (20/ 306) من طريق الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ الحارث بن يزيد عن حديج بن عمرو، عن المستورد بن شداد، به، بنحوه. =
= ويشهد لمعناه حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه إن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، ما مدة رجاء أمتك، قال: فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حتى سأله ثلاث مرات ثم وَلَّى الرجل، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمتي رجاء أمتي مائة سنة" قال: فقال: يا رسول الله فهل لتلك من أمارة أو أية علامة؟ قال: "نعم القذف والخسف والرجف، وإرسال الشياطين الملجمة عن الناس". أخرجه أحمد في المسند (5/ 325) ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (2/ 369: 1426)، والحاكم في المستدرك (4/ 418)، والقاضي عبد الجبار في تاريخ (داريا) (ص 98) كلهم من طريق يزيد بن سعيد بن ذي عصوان عن يزيد بن عطاء، عن معاذ بن سعد السكسكي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، به. وهذا إسناد ضعيف، فيه يزيد بن عطاء ويقال: ابن أبي عطاء وهو مقبول كما في التقريب (ص 604) ومعاذ بن سعد السكسكي وهو مجهول كما في التقريب (ص 536).
4483 - [1] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِلَى مائة سنة يبعث الله تعالى رِيحًا بَارِدَةً طَيِّبَةً، يَقْبِضُ فِيهَا رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ" (¬1). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. [3] حدَّثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبِي، ثنا بشير بن المهاجر، نحوه (¬2). [4] وقال الروياني: حدَّثنا الحسن بن إبراهيم، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا بشير، فذكره. * إسناد حسن. ¬
4483 - درجته: الحديث بإسناد أبي بكر بن أبي شيبة حسن لذاته، لأن جميع رواته ثقات، ما عدا بشير بن المهاجر الغنوي، وهو صدوق كما تقدم، وهو بإسناد أبي يعلى ضعيف، لأن فيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف، وفي إسناد الروياني الحسن بن إبراهيم، لم أجد له ترجمة. وقال الحافظ عقب ذكر الحديث: إسناده حسن. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 114)، وقال: "رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى الموصلي والروياني بإسناد حسن". وذكره أيضًا (3/ ل 149)، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له والحاكم وصححه". =
= تخريجه: أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 122: 229) عن محمَّد بن معمر، عن عبيد الله بن موسى، عن بشير بن المهاجر، به. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 198 - 199)، وقال: "رواه البزّار ورجاله رجال الصحيح". وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 457) عن الحسين بن الحسن ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا عبيد الله بن موسى، عن بشير بن المهاجر، به. ولفظه: "إن لله تعالى ريحًا يبعثها على رأس مائة سنة تقبض روح كل مؤمن". وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو نعيم في المعرفة (3/ 167: 1231) عن محمَّد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشير بن موسى، ثنا خلاد بن بحر بن بشير بن المهاجر، به. ولفظه: "رأس مائة سنة يبعث ريح طيبة باردة يقبض فيها روح كل مؤمن". قلت: سيأتي ذكر شواهد هذا الحديث في حديث رقم (4529) ولا أرى وجهًا لذكر هذا الحديث في هذا الباب لأن قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إلى مائة سنة يبعث الله تعالى ريحًا" المقصود، به، قرب الساعة كما قال السيوطي، وليس المائة الأولى من الهجرة كما ظنه ابن الجوزي، والأحاديث الواردة في هبوب الريح التي تقبض أرواح المؤمنين في آخر الزمان كثيرة، وبعضها في الصحيحين كما سيأتي الكلام في حديث رقم (4529)، وحديث الباب من تلك الأحاديث التي تدل على هبوب الريح في آخر الزمان، والله أعلم.
38 - باب في المهدي وغيره من الخلفاء العادلين
38 - بَابٌ فِي الْمَهْدِيِّ وَغَيْرِهِ مِنَ الْخُلَفَاءِ الْعَادِلِينَ 4484 - قال مسدّد حدَّثنا يحيى، عن أبي يونس، ثنا أبو بحر، أن أبا الجلد حدَّثه وَحَلَفَ عَلَيْهِ: أَنَّهُ لَا تُهْلَكُ هَذِهِ الْأُمَّةُ حَتَّى يَكُونَ فِيهَا اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، كُلُّهُمْ يَعْمَلُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، مِنْهُمْ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَعِيشُ أَحَدُهُمَا أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَالْآخَرُ ثَلَاثِينَ سنة، ويكون خلفاء بعدهم ليسوا منهم".
4484 - درجته: هو أثر مقطوع لأنه من كلام أبي الجلد، وذكر عنه أنه كان ينظر في كتب التوراة وغيرها من كتب المتقدمين، وهو ضعيف بهذا الإِسناد، فيه أبو بحر وهو مجهول. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 131)، وعزاه لمسدد وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 523) أخبرنا أبو الحسن بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمَّد الصفار، حدَّثنا سعدان بن نصر، حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حدَّثنا حاتم بن أبي صغيره عن أبي بحر قال: كان أبو الجلد جارًا لي، قال فسمعته يقول يحلف عليه: "إن هذه الأمة لن تهلك حَتَّى يَكُونَ فِيهَا اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ يَعْمَلُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، مِنْهُمْ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحدهما يعيش أربعين سنة والآخر ثلاثين سنة". =
= وله طريق آخر: أخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (1/ 448: 198) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خالد قال: حدَّثنا عبد الله بن إبراهيم بن قياس البغدادي قال: حدَّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، قال: حدَّثنا محمَّد بن عبد الله الأنصاري قال: حدَّثنا أبو يحيى قال: كان أبو الجلد يحلف ولا يستثنى ... فذكره، بنحوه. قلت: يشهد لبعض هذا الأثر حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه مرفوعًا: "لايزال الدين قائمًا حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش". أخرجه البخاري كما في الفتح (13/ 224: 7223)، ومسلم في صحيحه (3/ 1452، 1453: 1821، 1822)، عن جابر بن سمرة، به، بنحوه وهذا لفظ مسلم. وجمع الحافظ ابن حجر رحمه الله طرقه ورواياته في جزء سماه: "لذة العيش في طرق حديث الأئمة من قريش". وذكره الألباني في الصحيحة (2/ 690: 964 و 1/ 106: 376). وعليه فإن قوله: "إنه لن تُهْلَكُ هَذِهِ الْأُمَّةُ حَتَّى يَكُونَ فِيهَا اثْنَا عشر خليفة" صحيح لغيره بالشاهد المذكور. وأما قوله: "مِنْهُمْ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- يعيش أحدهما أربعين والآخر ثلاثين سنة" فلم أجد ما يشهد له فيبقى ضعيفًا.
4485 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ (¬1): حدَّثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمٍ، حدَّثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَحْذَمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَتُمْلَأُ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا، فَإِذَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا بَعَثَ اللَّهُ تعالى رجلًا مني، اسمه اسمي أو اسم نبي، يملأها قِسْطًا وَعَدْلًا، فَلَا تَمْنَعُ السَّمَاءُ شَيْئًا مِنْ قطرها, ولا الأرض من نباتها فيلبث فِيهِمْ سَبْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً فَإِنْ كَثُرَ فَتِسْعَةً" يعني سنين. [2] وقال البزّار (¬2): حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السُّوسِيُّ، قَالَا: حدَّثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، فَذَكَرَهُ وَقَالَ: رَوَاهُ مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عن أبي سعيد رضي الله عنه. ¬
4485 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فيه داود بن المحبر وهو متروك كما تقدم ومحبر بن قحذم، وأبوه قحذم بن سلمان كلاهما ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 314)، وقال: "رواه البزّار والطبراني في الكبير والأوسط من طريق داود بن المحبر بن قحذم عن أبيه وكلاهما ضعيف". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 132)، وقال: "رواه الحارث والبزار ومدار إسناديهما على داود بن المحبر، وهو ضعيف". قلت: داود بن المحبر متروك عند علماء الجرح والتعديل كما تقدم عليه فالحديث ضعيف جدًا. =
تخريجه: أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 259) في ترجمة (محبر بن قحذم) عن محمَّد بن يحيى الواسطي والبزار كما في مختصر زوائد مسند البزّار" (2/ 180: 1651) عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السوسي، والطبراني في الكبير (19/ 32: 68) من طريقين، جميعهم عن داود بن المحبر، به. قلت: روى معاوية بن قرة هذا الحديث عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه، أخرجه عبد الرزاق كما في جامع معمر الملحق بمصنفه (11/ 371 - 372: 20770) قال: أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بلاءً يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجا إليه من الظلم، فيبعث الله رجلًا من عترتي من أهل بيتي، فيملأ به الأرض قسطًا كما ملئت ظلمًا وجورًا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدع السماء من قطرها شيئًا إلَّا صبته مدارًا، ولا تدع الأرض من مائها شيئًا إلَّا أخرجته حتى تتمنى الأحياء الأموات، يعيش في ذلك سبع سنين أو ثمان أو تسع سنين. قلت: فيه أبو هارون العبدي، وهو عمارة بن جوين، وهو متروك ومن العلماء من كذبه. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 465)، من طريق عمر بن عبيد الله العدوي، عن معاوية بن قرة، به، بنحوه وقال الحاكم: "صحيح الإِسناد ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبي بقوله: "سنده مظلم". وتابع معاوية بن قرة في هذا الإِسناد كل من عوف الأعرابي، وزيد العمي، والعلاء بن بشير، وسليمان بن عبيد أبو واصل، ومطر الوراق، وأبو هارون العبدي. أما حديث عوف الأعرابي: فقد أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 36) عن محمَّد بن جعفر وأبو يعلى في مسنده (2/ 274: 987) عن زهير بن حرب بن شداد =
= حدَّثنا يحيى بن سعيد القطان كلاهما عن عوف، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لا تقوم الساعة حتى تمتلىء الأرض ظلمًا وعدوانًا، ثم يخرج من أهل بيتي أو قال: من عترتي فيملؤوها قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا". قلت: رواه هذا الإِسناد ثقات، وعليه فإن الحديث بهذا الإِسناد صحيح، والله أعلم. وأما حديث زيد العمي: فقد أخرجه أحمد في المسند (3/ 21 - 22 و 26 - 27)، والترمذي في سننه (4/ 404: 2333)، في الفتن باب ما جاء في المهدي، وابن ماجة في سننه (2/ 1366: 4083) في الفتن، باب خروج المهدي، والحاكم في المستدرك (4/ 558) جميعهم من طرق عن زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري، به. وأحد لفظي أحمد: "يكون في أمتي المهدي، فإن طال عمره أو قصر عمره، عاش سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا، وتخرج الأرض نباتها وتمطر السماء قطرها". ولفظ الترمذي: "إن في أمتي المهدي يخرج يعيش خمسًا أو سبعًا أو تسعًا" زيد الشاك، قال: قلنا وما ذاك؟ قال: سنين، قال "فيجي إليه الرجل فيقول: يا مهدي أعطني أعطني، قال فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله" قال الترمذي: هذا حديث حسن. قلت: فيه زيد العمي قال عنه الحافظ في التقريب (ص 223): "ضعيف". وأما حديث العلاء بن بشير: فأخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 37, 55) من طريق المعلى ابن زياد، عن العلاء بن بشير، به. ولفظه: "أبشركم بالمهدي، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطًا وعدلًا، كما ملئت جورًا وظلمًا، يرضى عنه ساكن السماء، =
= وساكن الأرض، يقسم المال صحاحًا، فقال له رجل: ما صحاحًا؟ قال: بالسوية بين الناس، قال: ويملأ الله قلوب أمة محمَّد -صلى الله عليه وسلم- غنى، ويسعهم عدله، حتى يأمر مناديًا فينادي فيقول: من له في مال حاجة؟ ... إلخ. وفيه: "فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده أو قال ثم لا خير في الحياة بعده". قلت: العلاء بن بشير قال الحافظ في التقريب (ص 434): "مجهول". أما حديث سليمان بن عبيد: فقد أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 557) من طريق سليمان بن عبيد ولفظه: "يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحًا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعًا أو ثمانيا، يعني حجاجًا". وقال: "صحيح الإِسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وذكره الألباني في الصحيحة (2/ 336: 711). أما حديث أبي واصل: فقد أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 47: 1079) ومن طريقه الضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (ص 72: 44). أما حديث مطر الوارق: فقد أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 70، 71) وأبو يعلى في مسنده (2/ 367: 1148) من طريق عن مطر الوراق، عن أبي الصديق الناجي، به، بنحوه. وجملة القول أن حديث الباب ضعيف جدًا بإسناد الحارث، وعليه فإنه لا يتقوى بهذه المتابعات، ومعناه صحيح، فقد روى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. هذا والأحاديث الواردة في خروج المهدي في آخر الزمان كثيرة جدًا، منها ما هي في الصحيحين ومنها ما هي في السنن، وفي الجملة أن خروج المهدي في آخر الزمان أصبح متواترًا لا شك فيه، وقد صرح بتواتره مجموعة من العلماء.
4486 - وقال أبو يعلى: حدَّثنا أبو بكر ابن أبي النضر، ثنا أبو النَّضْرِ (¬1)، حدَّثني الْمُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ الْيَشْكُرِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: حدَّثني خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَيَضْرِبَهُمْ حتى يرجعوا إلى الحق، قال: قلت: وكم يملك؟ قال: خمس واثنتين، قلت وما خمس واثنتين؟ قال: لا أدري (¬2). ¬
4486 - درجته: والحديث بهذا الإِسناد حسن لذاته، فيه مرجى بن رجاء اليشكري، وعيسى بن هلال وكلاهما بمرتبة "صدوق" وباقي رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 315)، وقال: "رواه أبو يعلى، وفيه المرجى بن رجاء وثقه أبو زرعة، وضعفه ابن معين وبقية رجاله ثقات". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 132 ل)، وعزاه لأبي يعلى، وسكت عليه.
تخريجه: رواه أبو يعلى كما في المقصد العلي (ص 169). ولم أجد من خرجه غيره، والله أعلم.
39 - باب الآيات التي قبل قيام الساعة كالدابة، وطلوع الشمس من مغربها
39 - باب الْآيَاتِ الَّتِي قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ كَالدَّابَّةِ، وَطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا 4487 - [1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ (¬1): حدَّثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْن عُمَيْرٍ، قَالَ طَلْحَةُ: أخبرني عبد الله بن عبيد أَنَّ أبَا الطُّفَيْلِ حدَّثه، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسيد الْغِفَارِيِّ أَبِي سَرِيحَةَ. وَأَمَّا جَرِيرٌ: فَقَالَ: عن عبد الله بن عبيد عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَحَدِيثُ طلحة أتمها وأحسنها قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الدَّابَّةَ فَقَالَ: "لَهَا ثَلَاثُ خَرَجَاتٍ مِنَ الدَّهْرِ، فَتَخْرُجُ فِي أَقْصَى الْبَادِيَةِ لَا يَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ -يَعْنِي مَكَّةَ- ثُمَّ تَكْمُنُ زَمَانًا طَوِيلًا، ثُمَّ تَخْرُجُ خَرْجَةً أُخْرَى دُونَ ذَلِكَ، فَيَعْلُو ذِكْرُهَا فِي الْبَادِيَةِ وَيَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ -يَعْنِي مَكَّةَ- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ثُمَّ بَيْنَمَا النَّاسُ فِي أَعْظَمِ المساجد على الله حرمة أجرها، خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، لَمْ يَرُعْهُمْ إلَّا وهي ترغو بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، تَنْفُضُ عَنْ رَأْسِهَا التُّرَابَ، فانفض الناس عنها شتى ومعا، وثبت عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَرَفُوا أَنَّهُمْ لَنْ يُعِجِزُوا الله تعالى. فَبَدَأَتْ بِهِمْ، فَجَلَتْ وُجُوهَهُمْ حَتَّى جَعَلَتْهَا كَأَنَّهَا الكوكب الدري، وولت في الأرض لا يدركها طَالِبٌ وَلَا يَنْجُو مِنْهَا هَارِبٌ، حَتَّى إِنَّ الرجل ليتعوذ منها ¬
بِالصَّلَاةِ، فَتَأْتِيَهُ مِنْ خَلْفِهِ، فَتَقُولُ: الْآنَ يَا فُلَانُ تُصَلِّي، فَيُقْبِلُ عَلَيْهَا، فَتَسِمُهُ فِي وَجْهِهِ ثم تنطلق، ويشترك الناس في الأموال، ويصطحبون فِي الْأَمْصَارِ يُعْرَفُ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْكَافِرِ، حَتَّى إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَقُولُ: يَا كَافِرُ أَقْضِنِي حَقِّي، وَحَتَّى إِنَّ الْكَافِرَ يَقُولُ: يَا مُؤْمِنُ أَقْضِنِي حقي". [2] أخرجه الحاكم من طريق العبقري (¬1) عن طلحة وحده بطوله (¬2). *وطلحة ضعيف. ¬
4487 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فيه ثلاث علل. 1 - فيه طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي، وهو متروك. 2 - كون جرير بن حازم (وهو أثبت بلا شك من طلحة) روى الحديث، عن عبد الله بن عبيد عن رجل من آل ابن مسعود، وهذا الرجل مبهم. 3 - كون الحديث روي موقوفًا على حذيفة عند الإِمام الحاكم في المستدرك (4/ 485). وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 7)، وقال: "رواه الطبراني وفيه طلحة بن عمرو، وهو متروك". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 130)، وقال: "رواه أبو داود الطيالسي والحاكم ... وفي إسناديهما طلحة بن عمرو الحضرمي وهو ضعيف".
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 173: 3035) وفي الأحاديث الطوال المطبوع مع الكبير (25/ 262) كلاهما من طرق عن طلحة بن عمرو الحضرمي، به، بنحوه. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد وهو أبين حديث في ذكر دابة =
= الأرض ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبي بقوله: "فيه طلحة بن عمرو ضعفوه وتركه أحمد". وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" وعبد بن حميد في تفسيره كما في الكنز (14/ 623). قلت: لم أجده في كتاب "البعث والنشور" للبيهقي، ولعله في الجزء المفقود منه. والحديث روى موقوفًا على حذيفة بن أُسيد بإسناد صحيح: أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 484 - 485) حدَّثنا أبو زكريا يحيى بن محمَّد العنبري، ثنا محمَّد بن عبد السلام، ثنا يحيى بن يحيى، أنبأنا عبد الأعلى، عن هشام بن حسان، عن قيس بن سعد، عن أبي الطفيل قال: كنا جلوسًا عند حذيفة فذكرت الدابة، فقال حذيفة رضي الله عنه: "إنها تخرج ثلاث خرجات، في بعض البوادي، ثم تكمن، ثم تخرج في بعض القرى، حتى يذعروه حتى يهريق فيها الأمراء الدماء، ثم تكمن، قال فبينما الناس عند أعظم المساجد وأفضلها، وأشرفها حتى قلنا: المسجد الحرام وما سماه، إذا ارتفعت الأرض ويهرب الناس، ويبقى عامة المسلمين يقولون: إنه لن ينجينا من أمر الله شيء، فتخرج، فتجلو وجوهم حتى تجعلها كالكواكب الدرية، وتتبع الناس جيران في الرباع، وشركاء في الأموال، وأصحاب في الإِسلام". قلت: هذا الإِسناد رواته ثقات، وصححه الحاكم على شرط الشيخين وأقره الذهبي، وعليه فان هذا الطريق صحيح، وهو موقوف على حذيفة بن أُسيد رضي الله عنه، وله حكم الرفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنه إخبار عن أمر غيبي، لا مجال للرأى فيه. وأخرجه أيضًا ابن جرير في تفسيره (20/ 14، 15) من طريقين عن أبي الطفيل، به، بنحوه. وابن أبي شيبة في المصنف (15/ 66 - 67) من طريق عبد العزيز بن رفيع عن =
= أبي الطفيل، به، بمعناه مختصرًا. ولبعض الحديث شواهد من حديث أبي أمامة وأبي هريرة رضي الله عنهما: 1 - حديث أبي أمامة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم، ثم يعمرون فيكم، حتى يشتري الرجل البعير، فيقول: ممن اشتريته؟ فيقول اشتريته من أحد المخطمين". أخرجه الإِمام أحمد في المسند (5/ 268) من طريق حجين بن المثنى، ثنا عبد العزيز -يعني ابن أبي سلمة الماجشون- عن عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني، لا أعلمه إلَّا حدَّثه عن أبي أمامة رضي الله عنه، به. قلت: فيه عمر بن عبد الرحمن بن عطية، ذكره البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. انظر: التاريخ الكبير (6/ 172)، الجرح والتعديل (6/ 121)، تعجيل المنفعة (ص 298). وقال الهيثمي في المجمع (8/ 6): "رجاله رجال الصحيح، غير عمر بن عبد الرحمن بن عطية، وهو ثقة" وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (322) وفي الجامع الصغير (3/ 37). 2 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: تخرج الدابة ومعها عصا موسى عليه السلام، وخاتم سليمان عليه السلام، فتخطم الكافر - (قال عفان): أنف الكافر- بالخاتم، وتجلو وجه المؤمن بالعصا، حتى أن أهل الخوان ليجتمعون على خوانهم، فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر. أخرجه أحمد (2/ 295)، والترمذي (4/ 158)، وابن ماجه في السنن (ح 4066)، والحاكم (4/ 485 - 486) كلهم من طريق حماد بن سلمة وعفان عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. =
= وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (15/ 79): "إسناده صحيح". قلت: هذا تساهل من الشيخ رحمه الله، فيه علي بن زيد ضعيف. وجملة القول أن حديث الباب ضعيف جدًا بإسناد الطيالسي، فهو لا يتقوى بطريق الحاكم المذكور، ومعناه صحيح، لأن شطره الأول يصح بطريق الحاكم، وشطره الثاني يشهد لمعناه حديث أبي أمامة وأبي هريرة رضي الله عنهما. وعموم خروج الدابة في آخر الزمان ثابت بالكتاب والسنة. أما الكتاب: فقوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)} سورة النمل: الآية 82. وأما السنَّة فما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- يقول "أول الآيات خروجًا: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيتهما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريب". أخرجه مسلم (4/ 2260: 2941) في الفتن وأشراط الساعة، باب خروج الدجال ومكثه في الأرض، وأبو داود (ح 4311) في الملاحم، باب أمارات الساعة، والترمذي (ح 2184). ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين. انظره: في تخريج حديث رقم (4490).
4488 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا ابْنُ فضيل، عن ليث -هو ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ- عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما، أَنَّهُ قَالَ: "أَلَا أُرِيَكُمُ الْمَكَانَ الَّذِي قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أن دَابَّةَ الْأَرْضِ تَخْرُجُ مِنْهُ" فَضَرَبَ بِعَصَاهُ الشِّقَّ الَّذِي فِي الصَّفَا فَقَالَ: "وَإِنَّهَا ذَاتُ رِيشٍ وَزَغَبٍ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ ثُلُثُهَا حُضْرُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلَاثَ لَيَالٍ، وَإِنَّهَا لَتَمُرُّ عَلَيْهِمْ وَإِنَّهُمْ لَيَفِرُّونَ مِنْهَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، فَتَقُولُ لَهُمْ: أترون المساجد تنجيكم مني؟ فتخطمهم، فيساقون فِي الْأَسْوَاقِ وَيَقُولُونَ: يَا مُؤْمِنُ! يَا كَافِرُ (¬1)!. ¬
4488 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف كما تقدم في ترجمته. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 6)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 130)، وعزاه لأبي يعلى، وسكت عليه.
تخريجه: لم أجد من أخرجه غيره. وقوله في آخر الحديث: "وَإِنَّهَا لَتَمُرُّ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّهُمْ لَيَفِرُّونَ مِنْهَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، فَتَقُولُ لَهُمْ: أَتَرَوْنَ الْمَسَاجِدَ تُنْجِيكُمْ مِنِّي. فتخطمهم، فيساقون إلى الأسواق، ويقولون: يا مؤمن! يا كافر! ". له شواهد من حديث أبي أمامة، وأبي هريرة رضي الله عنهما تقدم تخريجهما في الحديث المتقدم برقم (4487) وهو بهذه الشواهد حسن لغيره، وما عداه فلم أجد ما يشهد له فيبقى على ضعفه.
4489 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْتَقِيَ الشَّيْخَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَتَى وُلِدْتَ؟ فَيَقُولُ: يَوْمَ طَلَعَتِ الشمس من المغرب" (¬1). ¬
4489 - درجته: ضعيف جدًا فيه أربع علل: 1 - فيه محمَّد بن السائب الكلبي وهو متهم بالكذب. 2 - فيه إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدب، وهو ضعيف. 3 - فيه أبو صالح بإذام مولى أم هانئ وهو متفق على ضعفه. 4 - رواية أبي صالح باذام عن ابن عباس مرسلة، وهذا من روايته عن ابن عباس رضي الله عنهما. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 130)، وعزاه للحارث وقال: "في سنده الكلبي وهو ضعيف واسمه محمَّد بن السائب.
تخريجه: أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 117) في ترجمة (محمَّد بن السائب الكلبي) من طريق إسماعيل بن عياش، به.
4495 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر بن أبان، ثنا ابن فضيل، عن سليمان بن أَبِي إِدَامٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّهُ سَيَأْتِي مِثْلُ ثَلَاثِ لَيَالٍ مِنْ لَيَالِيكُمْ هَذِهِ، فَإِذَا عَرَفَهَا الْمُتَهَجِّدُونَ يَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، ثُمَّ يَنَامُ ثُمَّ يَقُومُ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، ثُمَّ يَنَامُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَقْرَأُ حزبه، فبينما هم كذلك إذا هَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ يَقُولُونَ: مَا هَذَا؟ فَيَفْزَعُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ فَإِذَا هُمْ بِالشَّمْسِ قد طلعت من ها هنا من مغربها، فتجي حتى إذا توسطت السماء رجعت فذلك: {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} الآية (¬1). ¬
4490 - درجته: الحديث ضعيف جدًا، فيه سليمان بن أبي إدام وهو ضعيف جدًا. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 130)، وقال: "رواه أبو يعلى وفي سنده سليمان بن زيد أبو إدام وهو ضعيف".
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن مردويه في تفسيره كما في النهاية لابن كثير (ص 112) من طريق ضرار بن صرد عن ابن فضيل، به. ولفظه: "ليأتين على الناس ليلة تعدل ثلاث ليال من لياليكم هذه، فإذا كان ذلك عرفها المتنفلون يقوم أحدهم فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، ثُمَّ يَنَامُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَقْرَأُ حزبه ثم ينام، فبينما هم كذلك صاح الناس بعضهم في بعض، فقالوا: مَا هَذَا؟ فَيَفْزَعُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ، فَإِذَا هُمْ بالشمس قد طلعت، حتى صارت في وسط السماء رجعت وطلعت من مطلعها قال: فحينئذ "لا ينفع نفسا إيمانها". ثم أورد الحافظ ابن كثير في "النهاية" (ص 112) حديثًا موقوفًا على حذيفة بن =
= اليمان رضي الله عنه، بنحوه، وعزاه إلى ابن مردويه أيضًا لكن لم يسق إسناده كاملًا. ويشهد لمعنى الحديث جملة من الأحاديث ومنها ما يلي: 1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا جميعًا، فذاك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرًا". أخرجه البخاري مع الفتح (11/ 360: 6506)، كتاب الرقاق، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بعثت أنا والساعة كهاتين" ومسلم في صحيحه (1/ 137: 157) في الإِيمان، باب بيان الزمن الذي يقبل فيه الإِيمان من طرق، عن أبي هريرة رضي الله عنه، به. 2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، بلفظ: "ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرًا، طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض". أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 138: 158) من طريق ابن فضيل عن أبيه عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، به. 3 - حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه، ذكر في أشراط الساعة الكبرى، فذكر منها: (طلوع الشمس من مغربها). انظر الحديث في تخريج حديث رقم (4503). وجملة القول أن حديث الباب بهذا السياق ضعيف جدًا، ومعناه صحيح بالشواهد المذكورة، والله تعالى أعلم.
4491 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "للجنة ثمانية أبواب، سبعة مغلقة وباب مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها". = = = = 4491 - درجته: الحديث ضعيف بهذا الإِسناد، فيه شريك بن عبد الله النخعي وقد اختلط ولا يعرف هل أخذ عنه معاوية بن هشام قبل اختلاطه أو بعده؟ وقال الهيثمي في المجمع (10/ 198): "رواه أبو يعلى والطبراني وإسناده جيد". قلت: وشريك النخعي ضعيف لسوء حفظه فأين الجودة؟! إلَّا أن يقصد في المتابعات والشواهد فممكن. وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير (5/ 27: 4745).
تخريجه: لم أجده في المصنف لابن أبي شيبة ولعله في مسنده. ومن طريقه أخرجه أبو يعلى في مسنده (8/ 429: 5012)، بلفظه، إلا أنه قال: "حتى تطلع الشمس من نحوه". وأخرجه الدارمي (2/ 239) والطبراني في الكبير (10/ 254: 10479)، والحاكم في المستدرك (4/ 261)، وأبو نعيم في صفة الجنة (169) كلهم من طريق معاوية بن هشام، به، بنحوه، وللدارمي الفقرة الأولى فقط. ولقوله: "للجنة ثمانية أبواب" شواهد من حديث سهل بن سعد الساعدي، وعمر بن الخطاب، وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم. 1 - حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مرفوعًا: "في الجنة ثمانية أبواب منها باب يسمى الريان لا يدخله إلَّا الصائمون". أخرجه البخاري مع الفتح (6/ 378: 3257) في بدء الخلق، باب صفة أبواب =
= الجنة، والطبراني في الكبير (6/: 5795)، والبيهقي في البعث (229)، والبغوي في شرح السنَّة (6/ 219) من طريق أبي غسان محمَّد بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، به. 2 - حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مرفوعًا: "من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله فتحت له ثمانية أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء". أخرجه مسلم (3/ 118، 119) (مع النووي)، وأبو داود (169)، والترمذي (55)، وابن ماجة (470)، والدارمي (1/ 147 - 148)، وعبد الرزاق (142)، وابن خزيمة (1/ 110)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 162: 180)، كلهم من طرق عن عقبة بن عامر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، به. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (باب مَفْتُوحٌ لِلتَّوْبَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا) له شواهد من حديث أبي هريرة وأبي موسى الأشعري، وصفون بن عسال وغيرهم رضي الله عنهم: 1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، تقدم تخريجه في الحديث المتقدم (4490). 2 - حديث أبي موسى رضي الله عنه، مرفوعًا "إن الله عَزَّ وَجَلَّ يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار، ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها. أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2113: 2759)، كتاب، باب قبول التوبة من الذنوب، حدَّثنا محمَّد بن المثنى، حدَّثنا محمَّد بن جعفر، حدَّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا عبيدة يحدَّث عن أبي موسى رضي الله عنه، به. 3 - حديث صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه، مرفوعًا: ما من خارج يخرج من بيته ... إلخ الحديث في فضل طلب العلم، وفيه: "إن بالمغرب بابًا مفتوحًا، مسيرته سبعون سنة، لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه". =
= أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 204: 793)، وأحمد (4/ 239)، والترمذي مع التحفة (9/ 362 - 364: 3765: 3766)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 149: 1321) كلهم من طريق عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش عن صفوان رضي الله عنه، به. قلت: هذا إسناد حسن لأجل عاصم بن أبي النجود، وهو حسن الحديث. وجملة القول أن حديث الباب ضعيف بإسناد ابن أبي شيبة، ولكنه بهذه الشواهد صحيح لغيره، والله تعالى أعلم.
40 - باب أول من يهلك من الأمم
40 - بَابُ أَوَّلِ مَنْ يَهْلِكُ مِنَ الْأُمَمِ (215) تقدَّم حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بَابِ الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ، "أَوَّلُ شَيْءٍ يَهْلِكُ مِنْ هَذِهِ الأمم الجراد" (¬1). ¬
درجته: الحديث ضعيف بهذا الإِسناد، فيه عبيد بن واقد القيسي، ومحمد بن عيسى بن كيسان وكلاهما ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 322)، وقال: "رواه أبو يعلى في الكبير وفيه عبيد بن واقد القيسي وهو ضعيف". وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ل 164)، وقال: "رواه أبو يعلى وسنده ضعيف لضعف محمَّد بن عيسى بن كيسان".
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع، وهو في المقصد العلي (ق 174) ومن طريقه ابن حبّان في المجروحين (2/ 256). وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن (1/ 238: 674)، وأبو الشيخ في "العظمة" (ح 938 و 1217)، وابن عدي في الكامل (5/ 352) في ترجمة (عبيد بن واقد القيسي)، والخطيب البغدادي في تاريخه (11/ 217، 218)، وأبو عمر الداني في =
= "السنن الواردة في الفتن" (2/ 927: 527) كلهم من طرق عن عبيد بن واقد القيسي، به، بنحوه، إلَّا نعيم بن حماد وأبا الشيخ في الموضع الثاني وأبا عمرو الداني فإنهم ذكروا اللفظ المرفوع منه فقط. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 13 - 14) من طريق آخر، وحكم عليه بالوضع، وتعقبه السيوطي في حكمه عليه بالوضع وقال: "لم يتهم محمَّد بن عيسى بكذب، بل وثقه بعضهم فيما نقله الذهبي، وقال ابن عدي: أنكر عليه هذا الحديث وحديث آخر ... واقتصر الحافظ على تضعيفه" الآلي المصنوعة (1/ 81 - 82). قلت: فالحديث في نظره ضعيف، لا موضوع، وإليه يميل ابن كثير في تفسيره (1/ 24).
4492 - وقال مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ هِلَالِ بن خباب قال: سألت سعيدًا رضي الله عنه، ما علامة هلكة الناس؟ قال: إذا هلك علماؤهم.
4492 - درجته: ضعيف، لأن فيه هلال بن خباب وقد اختلط. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 129)، وعزاه لمسدد وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 458)، عن أبي أسامة قال: حدَّثنا ثابت بن زيد عن هلال بن خباب، به، بنحوه. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (6/ 272) أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدَّثنا حزم قال: حدَّثنا هلال بن خباب قال: لقيت سعيد بن جبير بمكة، فقلت: من أين هلاك الناس؟ قال: من قبل علمائهم. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 276) من طريق عباد بن العوام عن هلال بن خباب، به، بنحوه. وجملة القول أن الأثر ضعيف بهذا الإِسناد، لأن مداره على هلال بن خباب وهو ضعيف لأجل اختلاطه.
41 - باب الأشراط وعلامات الساعة
41 - باب الأشراط وعلامات الساعة 4493 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حدَّثني حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، عَنْ شفي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الْأَعَاجِمِ، قِيلَ: وَمَا قُلُوبُ الْأَعَاجِمِ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا، سُنَّتُهُمْ سُنَّةُ الْأَعْرَابِ، مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ، يَرَوْنَ الجهاد ضرارًا والصدقة مغرمًا" (¬1). [2] وقال الحارث: حدَّثنا الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حدَّثني ابْنُ هَانِئٍ حدَّثني شُفَيٌّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما قوله بهذا (¬2). *قلت: وهذا أصح. ¬
4493 - درجته: الحديث بإسناد أبي يعلى ضعيف، فيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وهو بإسناد =
= الحارث حسن لذاته، لأن فيه حميد بن هانئ وهو صدوق، وبقية رجاله ثقات، إلَّا أنه موقوف على عبد الله بن عمرو بن العاص، والموقوف هنا له حكم الرفع، لأن مثله لا يقال من قبل الرأي، وإنما يقال عن توقيف، وقد جاء التصريح بالرفع في بغية الباحث (2/ 379). فالخلاصة أن إسناد أبي يعلى بهذه المتابعة يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (3/ 65) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعًا: "ليأتين على الناس زمان، قلوبهم قلوب العجم، قلت: وما قلب العجم؟ قال: حب الدنيا، قال: سُنَّتُهُمْ سُنَّةُ الْأَعْرَابِ، مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ، يَرَوْنَ الْجِهَادَ ضِرَارًا، والزكاة مغرمًا". وقال: "رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية بن الوليد وهو ثقة، لكنه مدلس، وبقية رجاله ثقات". قلت: لم أجده في المعجم الكبير، ولعله في الجزء المفقود منه. ويشهد لمعنى الحديث ما يأتي: 1 - حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم لا يدركني زمان، ولا تدركوا زمانًا، لا يتبع فيه العلم، ولا يُستحي فيه من الحليم، قلوبهم قلوب الأعاجم، وألسنتهم ألسنة العرب". أخرجه الإِمام أحمد (5/ 340) وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (1/ 485: 221) من طريق ابن لهيعة عن جميل الأسلمي عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عنه، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه ابن لهيعة وقد تقدم حاله آنفًا في هذا الحديث. وذكره الألباني في الضعيفة (3/ 551: 1371) وذكر أن له ثلاث علل، =
= وألخصها في الآتي: الأولى: الانقطاع، فإن جميلًا هذا لم يثبت لقاؤه لأحد من الصحابة مع كونه مجهول الحال. الثانية: جهالة حال جميل هذا. الثالثة: سوء حفظ ابن لهيعة. 2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا: "اللهم لا يدركني زمان، أو لا أدرك زمان قوم لا يتبعون العلم، ولا يستحيون من الحليم، قلوبهم قلوب الأعاجم، وألسنتهم ألسنة العرب". أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 510) من طريق عمرو بن الحارث عن جميل بن عبد الرحمن الحذاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، به، وقال: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قلت: جميل بن عبد الرحمن الحذاء، ترجمة ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 517) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا وأورده ابن حبّان في ثقات أتباع التابعين (6/ 147)، وقال: "شيخ يروى المراسيل روى عنه عمرو بن الحارث. وعليه فهو مجهول الحال، إلَّا أن الحديث بمجموع الطرق والشواهد حسن لغيره، والله أعلم.
4494 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ، عَنْ أبيه عن أبي هريرة رضي الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَرْجِعَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي إِلَى أَوْثَانٍ كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ الله عزَّ وجلَّ" (¬1). ¬
4494 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فيه موسى بن مطير وهو متهم بالكذب، وأبوه مطير متروك. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 128)، وقال:"رواه أبو داود الطيالسي عن موسى بن مطير وهو ضعيف".
تخريجه: له طريق آخر عن أبي هريرة، أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (3/ 992: 778) عن دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعْبُدَ الْعَرَبُ مَا كانت تعبد آباؤها مائة وخمسين عامًا". قلت: إسناده ضعيف جدًا أيضًا، فيه داود بن المحبر، وهو متروك. وسيأتي هذا الحديث مع تخريجه برقم (4495). قلت: إن عودة هذه الأمة أو بعضها إلى الشرك وعبادة الأوثان قد وردت فيه أحاديث صحيحة منها ما يلي: 1 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة" وكانت صنمًا تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة، (وهذا لفظ مسلم). أخرجه البخاري كما في الفتح (13/ 82: 7116)، كتاب الفتن، باب تغير الزمان حتى تعبد الأوثان، من طريق شعيب، عن الزهري قال: قال سعيد بن المسيب أخبرني أبو هريرة رضي الله عنه ... فذكره. =
= وأخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2230: 2906)، كتاب الفتن وأشراط الساعة (ح 51)، والإِمام أحمد في المسند (2/ 271)، وابن حبّان في صحيحه كما في "الإحسان (8/ 164) كلهم من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابن المسيب، عن أبي هريرة، به. 2 - ومنها حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى"، فقلت: إن كنت لأظن حين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} إن ذلك تامًا. قال: "إنه سيكون في ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحًا طيبة، فتوفى كل من في قلبه مثال حبَّة من خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم". أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2230: 2907) كتاب الفتن، وأبو يعلى في مسنده (4/ 313: 4546)، والحاكم في المستدرك (4/ 446 - 447)، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" وأقره الذهبي، وهو وهم في استدراكه على مسلم. 3 - حديث ثوبان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان، وأنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي". أخرجه أبو داود في سننه (4/ 450 - 451: 4252)، كتاب الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، والترمذي في سننه (4/ 499)، كتاب الفتن، باب ما جاء لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون، والإِمام أحمد في مسنده (5/ 284)، والطيالسي في مسنده (ص 133: 991) كلهم من طريق عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أسماء الرحبي، عن ثوبان رضي الله عنه، مرفوعًا. وجملة القول أن حديث الباب ضعيف جدًا لأجل موسى بن مطير وأبيه، وعليه فإنه لا يتقوى بهذه الشواهد، ولكن معناه صحيح، روى عن جملة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
4495 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعْبُدَ الْعَرَبُ مَا كانت تعبد آباؤها مائة وخمسين عامًا" (¬1). ¬
4495 - درجته: هو ضعيف جدًا؛ لأن فيه محمَّد بن السائب الكلبي وداود بن المحبر، وكلاهما متروك، وفيه سلمة بن السائب الكلبي وهو ضعيف كما تقدّم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 128)، وقال: "رواه الحارث عن داود بن المحبر وهو ضعيف".
تخريجه: تقدَّمت شواهد هذا الحديث في حديث رقم (4494) ولم أجد من أخرجه بهذا الإِسناد غيره.
4496 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عن حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا إِمَامَكُمْ، وَتَجْتَلِدُوا بِأَسْيَافِكُمْ، وَيَرِثَ دُنْيَاكُمْ شراركم" (¬1). ¬
4496 - درجته. والحديث ضعيف بهذا الإِسناد، رجاله ثقات، لكن لم أجد من صرح بسماع المطلب بن عبد الله بن خطب عن حذيفة رضي الله عنه، وهو كثير الإِرسال، وتابعه عليه عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي كما سيأتي في التخريج. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 128)، وعزاه لأبي داود الطيالسي، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 59: 439)، ولفظه: (لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم ...). قلت: هذا الإِسناد مداره على عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، واختلف عليه فيه على وجهين: 1 - يرويه إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ حذيفة رضي الله عنه أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 59: 439). 2 - يرويه إسماعيل بن جعفر وعبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، له. أما حديث إسماعيل: فقد أخرجه أحمد في المسند (5/ 349)، والبغوي في =
= شرح السنَّة (14/ 345: 4154)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (1/ 245: 69) كلهم من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به، بنحوه. وأما حديث عبد العزيز الدراوردي: فقد أخرجه الترمذي مع تحفة الأحوذي (6/ 326: 2261)، كتاب الفتن، باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وابن ماجة في سننه (2/ 1342: 4042)، ونعيم بن حماد في الفتن (1/ 49: 71) كلهم من طرق عن عبد العزيز الدراوردي، به، بنحوه. قلت: هذا الإِسناد رواته ثقات، ما عدا عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي، فإنه لم يوثقه غير ابن حبّان، ولهذا قال الحافظ في التقريب (ص 311): "مقبول". وعلى كل فإن الوجه الثاني يرويه إسماعيل بن جعفر وعبد العزيز الدراوردي هو الراجح وذلك لما يأتي. أولًا: إنه يرويه إسماعيل بن جعفر، وتابعه عليه في الثاني عبد العزيز الدراوردي ولكنه تفرّد في الوجه الأول. ثانيًا: إن المطلب بن عبد الله بن حنطب كثير الإِرسال، ولم أجد من صرح بسماعه من حذيفة بن اليمان في الوجه الأول. وعليه فإن الوجهين لا يخلو واحد منهما عن ضعف، إلَّا أن الوجه الثاني هو الراجح لمتابعة عبد العزيز الدراوردي والحديث بمجموع الطرق حسن لغيره، والله أعلم. ويشهد لمعنى الحديث أحاديث صحيحة منها ما يلي: 1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى تقتل فئتان عظيمتان، وتكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة". أخرجه البخاري كما الفتح (13/ 88: 7121)، ومسلم في صحيحه (4/ 2214: 17)، والإِمام أحمد في مسنده (2/ 313). =
= 2 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مرفوعًا: "لا تقوم الساعة إلَّا على شرار الناس". أخرجه مسلم (4/ 2268:2949)، كتاب الفتن، والإِمام أحمد في المسند (1/ 394 و 453)، وابن حبّان في صحيحه كما في الإِحسان (8/ 300)، والطبراني في الكبير (9/ 119 و 10/ 127)، والخطيب في تاريخه (14/ 442) كلهم من طريق شعبة عن علي بن الأقمر سمعت أبا الأحوص، يحدَّث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، به. 3 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مرفوعًا: "لا تقوم الساعة إلَّا على شرار الخلق، هم شر من أهل الجاهلية، لا يدعون الله بشيء إلَّا رده عليهم" ... الحديث. أخرجه مسلم في ص حيحه (4/ 1524: 1924)، كتاب الإِمارة (ح 74). وجملة القول أن حديث الباب بشواهده المذكورة صحيح لغيره، إلَّا قوله: (حتى تقاتلوا إمامكم) لم أجد ما يشهد له فيبقى حسنًا لغيره، والله تعالى أعلم.
4497 - [1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ، يحدَّث عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ الْبُرْجُمِيِّ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عبد الله رضي الله عنه مِنْ دَارِهِ والإِمام رَاكِعٌ، فَرَكَعْنَا، ثُمَّ مَشَيْنَا حَتَّى اتَّصَلْنَا بِالصَّفِّ، فَمَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلَاةَ، قُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَأَنَّهُ رَاعَكَ تَسْلِيمُ الرَّجُلِ، قَالَ: أَجَلْ، كَانَ يُقَالُ: "إِنَّ من أشراط الساعة أن يتخذ الْمَسَاجِدُ طُرُقًا، وَأَنْ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ بِالْمَعْرِفَةِ، وَأَنْ تَتَّجِرَ الْمَرْأَةُ وَالرَّجُلُ جَمِيعًا، وَأَنْ تغلوا النِّسَاءُ وَالْخَيْلُ جَمِيعًا، ثُمَّ تَرْخُصُ، فَلَا تَغْلُو أبدًا". [2] أخبرنا النَّضْرُ: أنا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ بِهَذَا الإِسناد، مثله. [3] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، نَحْوَهُ (¬1). [4] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا هُشَيْمٌ، ثنا حصين، نحوه. [5] وقال الحارث: حدَّثنا داود، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْرُوقٍ، فَمَرَّ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ، فَضَحِكَ ابْنُ مسعود رضي الله عنه فسئل، قال: فذكره، نَحْوَهُ (¬2). [6] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الخطاب ثنا مؤمل، ثنا سفيان، عن حصين، نحوه (¬3). ورواه أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابن مسعود رضي الله ¬
عنه، بِمَعْنَاهُ، مُخْتَصَرًا، وَمِنْ طَرِيقِ طَارِقٍ عَنِ ابْنِ مسعود رضي الله عنه، بمعناه أيضًا (¬1). ¬
4497 - درجته: الحديث بالطرق المتقدمة جميعها ضعيف، لأن مدار هذه الطرق كلها ما عدا طريق الحارث على عبد الأعلي بن الحكم الكلبي، وهو مجهول الحال، وفي طريق أبي يعلى زيادة على عبد الأعلى، فيه مؤمل بن إسماعيل وهو ضعيف بسبب سوء حفظه، أما طريق الحارث ففيه داود بن المحبر وهو متروك، كما أن فيه أبا حمزة ميمون بن الأعور وهو ضعيف، والحديث بهذه الطرق جميعها موقوف على ابن مسعود إلَّا أن له حكم الرفع. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 128)، وقال: "رواه أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه ... وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ منيع، والحارث بن أبي أسامة، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن حنبل، والحاكم وقال: صحيح الإِسناد".
تخريجه: الحديث بالطرف المتقدمة كلها ما عدا طريق الحارث مداره على حصين بن عبد الرحمن السلمي واختلف فيه على وجهين: الوجه الأول: يرويه كل من عبد الله بن إدريس، وشعبة، وزائدة، وهشيم، وسفيان الثوري، عن حصين بن عبد الرحمن السلمي عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ خَارِجَةَ بن الصلت، عن ابن مسعود رضي الله عنه. =
= أخرجه إسحاق بن راهويه كما هو هنا عن عبد الله بن إدريس. وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 52: 393)، وإسحاق بن راهويه كما في المطالب العالية هنا، والحاكم في المستدرك (4/ 446) كلهم من طريق شعبة. وأخرجه أحمد بن منيع في مسنده كما في المطالب هنا عن هشيم بن بشير. وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 343: 9487) من طريقه عن زائدة. وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده كما في المطالب العالية هنا من طريق سفيان الثوري. خمستهم عن حصين بن عبد الرحمن السلمي، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ خَارِجَةَ بن الصلت عن ابن مسعود موقوفًا عليه بنحو لفظ إسحاق المتقدم، ما عدا الطبراني فقد رواه مختصرًا، ولفظه: "كان يقال: إن من اقتراب الساعة أن تتخذ المساجد طرقًا". وذكره الطيالسي بدون ذكر القصة في أوله، وقال: "وأن تغلوا مهر النساء والخيل، ثم ترخص فلا تغلوا إلى يوم القيامة". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد .. ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبي بقوله: "موقوف". الوجه الثاني: رواه سفيان الثوري، عن حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن عبد الأعلي بن الحكم عن ابن مسعود مباشرة بدون واسطة خارجة بن الصلت. أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 343: 9486) عن إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، به. قلت: الراجح منهما هو الوجه الأول، وذلك لما يأتي: 1 - رواه جماعة منهم شعبة وزائدة وعبد الله بن إدريس وغيرهم من الثقات، أما الوجه الثاني فقد تفرّد به سفيان الثوري، ولأنه تابع الجماعة في الوجه الأول. 2 - الوجه الثاني يرويه سفيان الثوري، وعنه عبد الرزاق وعن عبد الرزاق =
= إسحاق الدبري، وإسحاق له عن عبد الرزاق أحاديث منكرة، نقل ابن حجر في اللسان (1/ 349 - 355)، عن ابن الصلاح أنه قال: "ذكر أحمد أن عبد الرزاق عمي، فكان يلقن ليتلقن، فسماع من سمع منه بعد ما عمي لا شيء، قال ابن الصلاح: وقد وجدت فيما روى الدبري عن عبد الرزاق أحاديث استنكرها جدًا، فأحلت أمرها على الدبري، لأن سماعه منه متأخر". فالخلاصة: أن هذا الطريق مداره على عبد الأعلي بن الحكم الكلبي وهو ضعيف كما تقدم وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود رضي الله عنه منها: 1 - رواه علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: أخرجه الحارث كما في "بغية الباحث" (3/ 988: 774)، والطبراني في الكبير (9/ 343 - 344: 9490) من طريق ميمون أبي حمزة، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة قال: لقي عبد الله بن مسعود أعرابي ونحن معه فقال: السلام عليكم يا أبا عبد الرحمن فضحك، فقال: صدق الله ورسوله سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة"، وإن هذا عرفني من بينكم فسلّم علىَّ، "وحتى تتخذ المساجد طرقًا فلا يسجد لله فيها، وحتى يبعث الغلام الشيخ بريدًا بين الأفقين، وحتى يبلغ التاجر بين الأفقين فلا يجد ربحًا" وهذا لفظ الطبراني. قلت: إسناده ضعيف، فيه ميمون أبو حمزة الأعور، وهو ضعيف. 2 - رواه الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود رضي الله عنه، مرفوعًا: أخرجه أحمد في المسند (1/ 387)، والطبراني في الكبير (9/ 344: 949) من طريق عبد الله بن نمير، عن مجالد، عن عامر، عن الأسود بن يزيد، فذكر قصة دخولهم المسجد، وسلام الرجل، وفيه: فلما انصرف (أي ابن مسعود) سأله بعض القوم: لم قلت حين سلم عليك الرجل: صدق الله ورسوله؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول: "إن من أشراط الساعة إذا كانت التحية على المعرفة". قلت: إسناده ضعيف، فيه مجالد بن سعيد بن عمير، وهو متفق على ضعفه. =
= 3 - رواه سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، عن ابن مسعود مرفوعًا: أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2/ 283: 1326)، والطبراني في الكبير (9/ 343: 9489) من طريق الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ سالم بن أبي الجعد عن أبيه فذكر سلام الرجل ثم قال: قال ابن مسعود: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين، وأن لا يسلم الرجل إلَّا على من يعرف، وأن يبرد الصبي الشيخ". قلت: إسناده ضعيف، فيه الحكم بن عبد الله الملك القرشي، وهو ضعيف (التقريب ص 175). 4 - رواه الأسود بن هلال، عن ابن مسعود رضي الله عنه، مرفوعًا: أخرجه أحمد في المسند (1/ 405 - 406)، من طريق شريك عن عياش العامري، عن الأسود بن هلال، عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن من أشراط الساعة أن يسلّم الرجل على الرجل لا يسلّم عليه إلَّا للمعرفة". قلت: إسناده ضعيف، فيه شريك بن عبد الله القاضي، وهو صدوق يخطئ كثيرًا. 5 - رواه طارق بن شهاب عن ابن مسعود رضي الله عنه، مرفوعًا: أخرجه أحمد في المسند (1/ 407 - 408)، والحاكم في المستدرك (4/ 445)، من طريق بشير بن سلمان عن سيار أبي الحكم، عن طارق بن شهاب، فذكر قصة دخول المسجد وسلام الرجل وقول ابن مسعود: "صدق الله وبلغ رسوله" وفيه: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشوة التجارة، حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وحتى يخرج الرجل بماله إلى أطراف الأرض فيرجع فيقول: لم أربح شيئًا". وهذا لفظ الحاكم ولفظ أحمد، بنحوه. قلت: فيه سيار أبو الحكم وهو خطأ، والصواب أنه سيار أبو حمزة، وذلك أن =
= بشير بن سلمان أخطأ في اسم شيخه فقال: سيار أبو الحكم، وإنما هو سيار أبو حمزة وهو الذي يروى عن طارق بن شهاب أبو الحكم ثقة، وأما أبو حمزة فمقبول كما في التقريب (ص 262)، وقد نبّه على وهم بشير بن سلمان غير واحد من الأئمة. انظر: تهذيب الكمال (1/ 565) (في ترجمة سيار أبي حمزة). وعليه فإن هذا الإِسناد ضعيف لضعف سيار أبي حمزة الكوفي، وقد خفيت هذه العلة على الشيخين أحمد شاكر والألباني فصحّح كل منهما الحديث لذاته بإسناد الإِمام أحمد. أما أحمد شاكر: ففي حاشيته على المسند (5/ 333: 3870) وأما الألباني ففي السلسلة الصحيحة (2/ 250: 647). وللحديث شاهد من حديث العداء بن خالد رضي الله عنه. أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 13: 17) عن أحمد بن عبد الله بن مهدي ثنا محمَّد بن مرزوق، ثنا فهد بن البختري بن شعيب، حدَّثني جدي، حدَّثني شعيب بن عمرو قال سمعت العداء بن خالد يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "لا تقوم الساعة حتى لا يسلّم الرجل إلَّا على من يعرف، وحتى تتخذ المساجد طرقًا، وحتى تتجر المرأة وزوجها، وحتى ترخص النساء والخيل، فلا تغلو إلى يوم القيامة. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 329)، وقال: "رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم". فالخلاصة: أن الطرق المذكورة لحديث ابن مسعود كلها ضعيفة، لأنه لا يخلو واحد منها من ضعف إلَّا أن الحديث بمجموع الطرق حسن لغيره. فقوله: (إن من أشراط الساعة أن يتخذ المساجد طرقًا) يشهد له الطريقان، الأولى والثالثة وحديث العداء بن خالد المتقدم، فيكون حسنًا لغيره. وقوله: "وأن يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة" يشهد له جميع الطرق المتقدمة وحديث العداء بن خالد. =
وقوله: (وأن تتجر المرأة والرجل جميعًا) تشهد له الطريق الخامسة وحديث العداء بن خالد المتقدم. وقوله: (وأن تغلوا النساء والخيل ثم ترخص فلا تغلوا أبدًا) لم أجد ما يشهد له، إلَّا حديث العداء بن خالد. والحديث في أصله موقوف، لكن له حكم الرفع وذلك لما يأتي: 1 - قول ابن مسعود في الحديث: "صدق الله ورسوله" بعد أن سئل عن سبب قوله هذا ذكر الحديث، فهذه قرينة قوية على أن ابن مسعود قصد تفسير قوله هذا بما يناسبه. 2 - بقية الطرق الأخرى فيها التصريح برفع ابن مسعود الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. 3 - لو سلمنا أنه موقوف فإنه مرفوع حكمًا، لأن هذا أمر غيبي لا يقال من قبل الرأي، والله أعلم.
4498 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ ابن سيرين، عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَدْ رَأَيْنَا غَيْرَ أَرْبَعٍ، طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ، وَالدَّجَّالُ، وَخُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ. * فِيهِ انْقِطَاعٌ.
4498 - درجته: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف، رواته ثقات، لكنه منقطع، لأن ابن سرين لم يسمع من عبد الله بن مسعود، وذلك أن ابن سرين ولد سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة، لأنه ورد أن أخاه أنسًا قال: "ولد أخي محمَّد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان وولدت بعده بسنة" والمعروف أن عثمان رضي الله عنه استشهد سنة خمس وثلاثين من الهجرة، وعليه فإن ولادة ابن سيرين كانت سنة (33) وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه توفي سنة اثنتين وثلاثين، أي توفي قبل ولادة ابن سرين بسنة، ولهذا قال الحافظ ابن حجر هنا: فيه انقطاع.
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 179 - 180) عن وكيع عن ابن عون، عن ابن سرين قال: قال ابن مسعود: كل ما وعد الله ورسوله قد رأينا غير أربع، فذكره، بلفظه. وأخرجه الطبري في التفسير (12/ 260) من طريق عوف عن ابن سرين، به. وجملة القول أن الأثر ضعيف بهذا الإِسناد، وأما ما تضمنه من أشراط الساعة الكبرى فقد جاء ذكرها مفرقًا في أحاديث أخرى.
4499 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سلمة بن الأكوع، عن أبيه رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لأمتي". * هذا إسناد ضعيف.
4499 - درجته: الإِسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي، ولذلك حكم عليه الحافظ ابن حجر هنا في المطالب بالضعف. وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 174)، وقال: "رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة، وهو متروك". وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير (6/ 19: 5999) وأحال على الضعيفة (4699).
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 22: 6260) من طريق سفيان عن موسى بن عبيدة الربذي، به، ولفظه: "النجوم جعلت أمانا لأهل السماء، وأن أهل بيتي أمان لأمتي". وأخرجه مسدّد وابن أبي شيبة وأبو يعلى في مسانيدهم كما في الكنز (12/ 101). وللحديث شواهد من حديث أبي موسى، وابن عباس، وجابر، وعلي رضي الله عنهم: 1 - حديث أبي موسى رضي الله عنه، قال: صلينا المغرب مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكر قصة في انتظارهم بعد صلاة المغرب لصلاة العشاء وفيه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تامًا قال: "النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا =
= يُوعَدُونَ". أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 1961: 2531)، كتاب "فضائل الصحابة" باب بيان أن بقاء النبي -صلى الله عليه وسلم- أمان لأصحابه وبقاء لأصحابه أمان لأمته. وأخرجه أحمد في المسند (4/ 398 - 399)، وأبو يعلى في مسنده (13/ 260: 7276) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن مجمع بن يحيى، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبيه قال ... فذكره، بنحوه. 2 - حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ الأرض في الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس". أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 149)، وقال: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه". وتعقبه الذهبي بقوله: "بل موضوع، وابن أركون ضعّفوه، وكذا خليد ضعفه أحمد وغيره". قلت: في إسناده إسحاق بن سعيد بن أركون وخليد بن دعلج السدوسي، البصري، وكلاهما ضعيف. 3 - حديث جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وإنه لعلم للساعة" فقال: النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت أتاها ما يوعدون وأهل بيتي أمان لأمتي، فإذا ذهب أهل بيتي أتاهم ما يوعدون". أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 448) من طريق عبيد بن كثير العامري، عن يحيى بن محمَّد بن عبد الله الدارمي عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ محمَّد بْنُ سُوقَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عنه، به. وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "أظنه موضوعًا، وفيه عبيد متروك، والآفة منه". =
= قلت: فيه عبيد بن كثير بن عبد الواحد العامري، قال الأزدي، والدارقطني: "متروك الحديث" (اللسان 4/ 123) وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا. 4 - حديث علي رضي الله عنه، مرفوعًا: "النجوم أمان لأهل السماء، إذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض. أخرجه القطيعي في زياداته على الفضائل لأحمد (2/ 671: 1145) من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه، به. قلت: الحديث موضوع بهذا الإِسناد، فيه عبد الملك بن هارون بن عنترة وهو كذاب يضع الحديث كذّبه ابن معين وقال السعدي: دجال كذاب، وقال ابن حبّان: يضع الحديث (الميزان 2/ 666، اللسان 4/ 71 - 72). فالخلاصة أن حديث الباب ضعيف بإسناد إسحاق، وشواهده كلها أضعف منه إلَّا قوله -صلى الله عليه وسلم- في أوله: (النجوم أمان لأهل السماء) يشهد له حديث أبي موسى رضي الله عنه في صحيح مسلم وغيره، وهو بهذا الشاهد صحيح لغيره، وقوله: (وأهل بيتي أمان لأمتي) لم أجد له شاهد صحيحًا أو حسنًا فيبقى على ضعفه، والله أعلم.
4555 - أخبرنا الملائي، ثنا الْوَلِيدُ وَهُوَ ابْنُ جُمَيْعٍ، حدَّثني أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَابْنُ رُمَّانَةَ مَوْلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ قَدْ نَصَبْنَا لَهُ أَيْدِيَنَا وهو متكئ علينا، فدخلنا مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَفِيهِ ابْنُ نِيَارٍ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بكر رضي الله عنه أَنِ ائْتِنِي، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: رَأَيْتُكُمَا وَابْنَ رُمَّانَةَ بينكما متكئ عليك وعلى زيد بن الحسن، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ الدنيا عند لكع بن لكع".
4500 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد صحيح، رواته ثقات كما تقدم. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 320)، وقال: "رواه كله أحمد والطبراني باختصار، ورجاله ثقات". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 120)، وقال: "رواه إسحاق وأحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى الموصلي، ورواته ثقات".
تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 466) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، به، بنحو القصة المذكورة ولفظه المرفوع: "لن تذهب الدنيا حتى تكون عند لكع بن لكع". وأخرجه أيضًا (3/ 466) عن وكيع بن الجراح، وابن أبي شيبة في المصنف (15/ 242) عن جعفر بن عون، والطبراني في المعجم الكبير (22/ 195) من طريق فضيل بن محمَّد. ثلاثتهم عن الوليد بن جميع، به، مختصرًا، بدون ذكر القصة، ولفظهم: "لا تذهب الدنيا حتى تكون للكع بن لكع". =
= وللحديث شواهد من حديث حذيفة بن اليمان وأبي هريرة، وأنس بن مالك وغيرهم. 1 - حديث حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى يكون أسعد الناس لكع بن لكع". أخرجه أحمد في المسند (5/ 389)، والترمذي (4/ 493)، كتاب الفتن، باب (36)، والبيهقي في الدلائل (6/ 392) كلهم من طريق عمرو بن أبي عمرو، حدَّثني عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، به. 2 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ رأس السبعين ومن إمارة الصبيان، وقال: لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع ابن لكع. أخرجه أحمد في المسند (2/ 326 و 2/ 358) من طريق كامل بن العلاء، ثنا أَبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، مرفوعًا، به. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 220)، وقال: رواه أحمد، والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير كامل بن العلاء، وهو ثقة". 3 - حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "لا تذهب الليالي والأيام حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع". أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (8/ 255)، والطبراني في الأوسط (1/ 368) كلاهما من طريق الوليد بن عبد الملك بن مسرح، ثنا مخلد بن يزيد، عن حفص بن ميسرة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس رضي الله عنه، به. وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 325)، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير الوليد بن عبد الملك بن مسرح وهو ثقة".
4501 - وَقَالَ الْحُمَيْدِي: حدَّثنا سُفْيَانُ، أنا محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ محمَّد بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ، يحدَّث عَنْ بُقَيْرَةَ امْرَأَةِ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حدرد الأسلمي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: "يَا هَؤُلَاءِ إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَيْشٍ قَدْ خُسِفَ بِهِ قَرِيبًا، فَقَدْ أظلت الساعة" (¬1). ¬
4501 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد حسن، رواته ثقات، ما عدا محمَّد بن إسحاق فهو صدوق، ولا يضر تدليسه لأنه صرح بالسماع في إسناد الحميدي هنا. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 9)، وقال: "رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 126)، وقال: "رواه الحميدي ورجاله ثقات". وذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (3/ 340)، وقال: هذا إسناد حسن، رجاله ثقات، رجال الشيخين غير ابن إسحاق، وهو حسن الحديث إذ أمنا تدليسه كما هنا فقد صرح بالتحديث. اهـ.
تخريجه: هذا الحديث مداره على محمَّد بن إسحاق واختلف عليه على وجهين: الوجه الأول: رواه سفيان بن عيينة عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ محمَّد بْنِ إبراهيم التيمي عَنْ بُقَيْرَةَ امْرَأَةِ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ، به. أخرجه الحميدي في مسنده (1701)، والإِمام أحمد في مسنده (6/ 378)، والطبراني في الكبير (24/ 203: 522) كلهم من طريق سفيان بن عيينة، به، بمثل لفظ الحميدي المذكور. =
= الوجه الثاني: رواه إسحاق بن إبراهيم الرازي، وسلمة بن الفضل، وأبو شهاب الحفاظ عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمَّد بْنِ عمرو بن عطاء، عَنْ بُقَيْرَةَ امْرَأَةِ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ، به. أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 233: 3466) من طريق إسحاق بن إبراهيم الرزاي. والإِمام أحمد في المسند (6/ 379) عن إسحاق بن إبراهيم الرازي، عن سلمة بن الفضل، والطبراني في الكبير (24/ 204: 523) من طريق سلمة بن الفضل وأبي شهاب الحفاظ. ثلاثتهم عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمَّد بْنِ عمرو بن عطاء، عَنْ بُقَيْرَةَ امْرَأَةِ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ قالت: إني جالسة في صفة النساء فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخطب وهو يشير بيده اليسرى فقال: "يا أيها الناس إذا سمعتم بخسف ها هنا قريبًا فقد أظلت الساعة" هذا لفظ أحمد ولفظ ابن أبي عاصم والطبراني، نحوه. قلت: الراجح والله أعلم هو الوجه الأول، وذلك لأمرين. 1 - إنه يرويه سفيان بن عيينة وهو ثقة، ثبت، إمام، وأما الوجه الثاني فيرويه كل من إسحاق بن إبراهيم الرازي، وسلمة بن الفضل، وأبو شهاب الحفاظ، وليسوا مثل سفيان في التوثيق. أما إسحاق بن إبراهيم الرازي: ذكره الحافظ في تعجيل المنفعة (ص 28) ولم يذكر أحدًا وثقه. وأما سلمة بن الفضل الأبرش: قال عنه الحافظ في التقريب (248): صدوق كثير الخطأ. وأما أبو شهاب الحفاظ فهو عبد ربه بن نافع، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 335) "صدوق يهم". وعليه فإن الوجه الأول الذي تفرّد به سفيان بن عيينة فهو معروف، والوجه =
= الثاني منكر. 2 - إن محمَّد بن إسحاق صرّح بالسماع، عن محمَّد بن إبراهيم التيمي في الوجه الأول، ولم يصرّح به في الوجه الثاني، وهو مدلس كما تقدم، ولا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع. قلت: وبناء على ما تقدم تبيّن أن الوجه الأول هو الراجح، وأما الوجه الثاني فهو مرجوح. وقد وهم الشيخ الألباني في الصحيحة (3/ 340) حيث خلط بين الوجهين وقال: "وسفيان هو ابن عيينة وقد تابعه سلمة بن الفضل عند أحمد" والواقع أن سلمة بن الفضل يروي وجهًا آخر كما تقدم. وللحديث شواهد متعددة فيها التصريح بأن هذا الجيش الذي ذكر في الحديث هو الجيش الذي يغزو الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم. 1 - حديث عائشة رضي الله عنها، مرفوعًا: "يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم قالت: قلت يا رسول الله! كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: "يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم". أخرجه البخاري في كتاب البيوع، باب ما ذكر في الأسواق، كما في الفتح (4/ 397: 2118)، وابن حبّان كما في الإِحان (8/ 266)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 11) كلهم من طرق عن إسماعيل بن زكريا عن محمَّد بن سوقة، عن نافع بن جبير بن مطعم قال: حدَّثتني عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ... فذكره. 2 - حديث حفصة أم المؤمنين رضي الله عنه، أنها سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوسطهم، وينادى أولهما آخرهم ثم يخسف بهم، فلا يبقى إلَّا الشريد الذي يخبر عنهم". =
= أخرجه مسلم (4/ 2209: 2883)، كتاب الفتن، باب (ح 6)، وأحمد في المسند (6/ 285 - 286)، والنسائي في سننه (5/ 207: 2880)، كتاب الحج، باب حرمة الحج، وابن ماجة في السنن (2/ 1350)، كتاب الفتن، باب جيش البيداء وغيره: فلما جاء جيش الحجاج ظننا أنهم هم. والحاكم في المستدرك (4/ 429)، وقال: "صحيح الإِسناد ولم يخرجاه" وأقره الذهبي وهو عند مسلم!! كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن أُمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان سمع جده عبد الله بن صفوان يقل: أخبرتني حفصة، به. 3 - حديث أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث إليه بعث فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم" فقلت: يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَيْفَ بمن كان كارها؟ قال: "يخسف به معهم، ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته" وقال أبو جعفر: هي بيداء المدينة. أخرجه مسلم (4/ 2208: 8282)، كتاب الفتن (ح 4)، وأحمد في المسند (6/ 290)، بنحوه، وأبو داود في السنن (4/ 476: 4289)، كتاب المهدي، باب (ح 1)، وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (15/ 44)، والحاكم في المستدرك (4/ 429) جميعهم من طريق جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن القبطية قال: دخل الحارث بن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان وأنا معهما على أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها فسألها عن الجيش الذي يخسف به، وكان ذلك أيام ابن الزبير، فقالت، به. وفي الباب عن أبي هريرة، وصفية، وحذيفة، وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم. وحديث الباب بهذه الشواهد صحيح لغيره إن شاء الله، والله أعلم.
4502 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ جَعْفَرِ بن زيد، عن أبي زيد الأنصاري رضي الله عنه قال: إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ يَوْمٌ يُمْسُونَ فِيهِ، يَتَسَاءَلُونَ: بِمَنْ خُسِفَ اللَّيْلَةَ؟ كَمَا يَتَسَاءَلُونَ: مَنْ بَقِيَ مِنْ آلِ فُلَانٍ؟ وَمَنْ بَقِيَ مِنْ آل فلان (¬1)؟. ¬
تخريجه: لم أجد من أخرجه غيره بهذه اللفظ والإِسناد. ويشهد لمعنى الحديث ما ورد من حديث صحار بن صخر العبدي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل، حتى يقال: من بقي من بني فلان". أخرجه أحمد في المسند (3/ 483 و 5/ 31)، وابن أبي شيبة في المصنف (15/ 41)، وأبو يعلى في مسنده (12/ 219 - 220: 6843)، والبزار كما في كشف الأستار (4/ 145 - 146)، والطبراني في المعجم الكبير (8/ 87)، والحاكم في المستدرك (4/ 445)، وأبو عمرو الداني (1/ 668: 343) كلهم من طريق سعيد بن إياس الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صُحَارٍ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. =
= وفي إسناده عبد الرحمن بن صحار العبدي ذكره البخاري في التاريخ (5/ 297)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 245) دون جرح أو تعديل، ولم يذكر عنه راويًا غير أبي العلاء هذا وذكر ابن حبّان في الثقات (5/ 95). والحديث صحّح إسناده، ووافقه الذهبي، كما صححه ابن حجر في فتح الباري (8/ 292). وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 9)، وقال: "رواه أحمد والطبراني أبو يعلى والبزار، ورجاله ثقات". وورد في عموم المسخ والخسف في آخر الزمان أحاديث متعددة أشار إليها الشيخ الألباني في الصحيحة (4/ 392: 1787) وقد تقدم ذكر بعض الأحاديث الواردة فيه في تخريج حديث رقم (4471)، وسيأتي ذكر بعضها تحت رقم (4503). والخلاصة أن حديث الباب ضعيف جدًا، لكن معناه صحيح، والله أعلم.
4503 - قال (¬1): [حدَّثنا دَاوُدُ] (¬2) بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ شَيْخٍ حدَّثه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَكُونُ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ" قِيلَ: الْخَسْفُ بِأَرْضٍ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا كَانَ أكثر عملهم الخبث". ¬
4503 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فيه داود بن المحبر وهو متروك و"شيخ" مبهم لم أستطع معرفته. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 127)، وعزاه للحارث، وسكت عليه.
تخريجه: لم أجد من أخرجه غير الحارث بهذا اللفظ والإِسناد. وحديث الباب يدل على وقوع الخسف بالمشرق، وقد ورد أن الخسوف ثلاثة، خسف بالمشرق وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، أما الخسف بالمشرق فإنه ورد في أحاديث متعددة منها: 1 - حديث حُذَيْفَةَ بْنِ أُسيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: اطلع النبي -صلى الله عليه وسلم- علينا ونحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة قال: أنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم -صلى الله عليه وسلم-، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم. =
= أخرجه مسلم (4/ 2225: 2901)، والترمذي في جامعة (4/ 477: 2183)، كتاب الفتن، باب ما جاء في الخسف، وابن ماجة في سننه (2/ 1341 - 1347: 4041، 4055). 2 - حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذكر فِي زَمَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خسف قبل المشرق، فقال بعض الناس: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! أيخسف بأرض فيها المسلمون؟ فقال: نعم، إذا كان أكثر أهلها الخبث". أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (1/ 82)، وأبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (1/ 667: 342) من طريق محمَّد بن إسحاق المنسيء، عن أنس بن عياض، عن يحيى بن سعيد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 269): وقال: "رواه الطبراني في الصغير والأوسط" ورجاله رجال الصحيح". 3 - حديث واثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تقوم الساعة حتى يكون عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب. الحديث فذكر بمثل حديث حذيفة المتقدم. أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 79: 195)، والحاكم في المستدرك (4/ 428) كلاهما من طريق صدقة بن المنتصر، حدَّثني يحيى بن أبي عمرو السيباني، قال: حدَّثني عمرو بن عبد الله الحضرمي قال: حدَّثني واثلة بن الأسقع قال: سمعت، فذكره. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وجملة القول أن حديث الباب ضعيف جدًا، ومعناه صحيح، روى عن جملة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقد تقدم الكلام على وقوع الخسف عمومًا في آخر الزمان في حديث رقم (4471).
4504 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا عبد الواحد، ثنا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سهل، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَسَافَدُوا فِي الطَّرِيقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ، قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ؟ قال: نعم ليكونن".
4504 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد صحيح، رواته ثقات كما تقدم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 129)، وقال: "رواه أبو يعلى وعنه ابن حبّان"، وسكت عليه. وذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (1/ 245: 481)، وقال: "هذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات ... ". اهـ.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى ولا في المقصد العلي ولعله في مسنده الكبير. وعنه أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (15/ 169 - 170: 6767)، وقال (حتى تتسافدوا). وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 148: 340) من طريق عبد الواحد بن زياد، به. وأخرجه ابن أبي سيبة في المصنف (15/ 64) عن عبدة بن سلمان عن عثمان بن حكيم، به. وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 327)، وقال: "رواه البزّار والطبراني ورجال البزّار رجال الصحيح". وللحديث طرق أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنه منها ما يلي: 1 - أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 115)، قال: حدَّثنا عبيد الله بن موسى، عن حسن بن صالح، عن معاوية بن إسحاق قال: حدَّثني رجل من الطائف =
= عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: لا تقوم الساعة حتى يتهارجون في الطرق تهارج الحمير، فيأتيهم إبليس فيصرفهم إلى عبادة الأوثان. قلت: إسناده لا بأس به لولا الرجل المبهم، فإن معاوية بن إسحاق بن طلحة قال عنه الحافظ في التقريب (ص 537): "صدوق ربما وهم" وهو من رجال البخاري، وبقية رجاله ثقات. 2 - أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 455 - 456)، من طريق عمران القطان، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن آدم، عن عبد الله بن عمرو موقوفًا عليه قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ ريحًا، لا تدع أحدًا في قلبه مثقال ذرة من تقى أو نهى إلَّا قبضته، ويلحق كل قوم مما كان يعبد آباؤهم في الجاهلية ويبقى عجاج من الناس، لا يأمرون بمعروف، ولا ينهون عن منكر، يتناكحون في الطرق كما تتناكح البهائم، فإذا كان ذلك اشتد غضب الله على أهل الأرض، فأقام الساعة". 3 - أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 457)، من طريق أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن عبد الله بن عمرو موقوفًا عليه بنحو اللفظ السابق، وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وفي الباب عن النواس بن سمعان عند مسلم وغيره، وأبي هريرة رضي الله عنه تقدما في حديث رقم (4471).
4505 - حدَّثنا (¬1) أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ أبي صخر قال: إن سعيد المقبري أخبره أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: والذي نفس أبي القاسم -صلى الله عليه وسلم- بيده لينزلن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: "وَلَيُصْلِحَنَّ ذَاتَ الْبَيْنِ وَلَيُذْهِبَنَّ الشحناء، وليقرضن المال. ثُمَّ لَئِنْ قَامَ عَلَى قَبْرِي فَقَالَ: يَا محمَّد! لأجيبنَّه". ¬
4505 - درجته: الحديث حسن بهذا الإِسناد، رواته ثقات، ما عدا أبا صخر حميد بن زياد وأحمد بن عيسى المصري فهما بمرتبة صدوق، كما تقدم. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 211)، وقال: "هو في الصحيح باختصار، رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح".
تخريجه: رواه أبو يعلى في مسنده (11/ 462: 6584)، وأصل الحديث بدون هذه الزيادة في الصحيحين وغيرهما مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ولفظه: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا مقسطًا، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد". أخرجه البخاري في صحيحه كما في الفتح (4/ 483: 2222) ومسلم في صحيحه (1/ 135: 242)، كتاب الإيمان، باب نزول عيسى بن مريم حاكمًا، والترمذي في جامعه، (4/ 506: 2233)، كتاب الفتن، باب ما جاء في نزول =
= عيسى بن مريم عليه السلام، وابن ماجه في سننه (2/ 1363: 4078)، كتاب الفتن، باب فتنة الدجال وخروج عيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج، وابن الجعد في المسند (2/ 1025) كلهم من طريق ابن شهاب، عن ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، به، مرفوعًا. أما حديث الباب الذي رواه أبو يعلى وفيه هذه الزيادة، فقد ورد في صحيح مسلم وأحمد ما يشهد لبعضه: أما قوله -صلى الله عليه وسلم-: "وليذهبن الشحناء" يشهد له ما جاء في صحيح مسلم وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: "والله لينزلن ابن مريم حكمًا عادلًا فليكسرن الصليب، وليقتلن الخنزير، وليضعن الجزية، ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد". أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 136: 243)، كتاب الإيمان، باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام، والإِمام أحمد في المسند (2/ 493، 494) كلاهما من طريق ليث حدَّثني سعيد بن أبي سعيد، عن عطاء بن ميناء، مولى ابن أبي ذباب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، به. وأما قوله في الحديث: (ثُمَّ لَئِنْ قَامَ عَلَى قَبْرِي فَقَالَ: يَا محمَّد لأجيبنه) يشهد له. ما أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 595) من طريق يعلي بْنُ عُبَيْدٍ ثنا محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عطاء مولى أم حبيبة، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "ليهبطن عيسى بن مريم حكمًا عدلًا، وإمامًا مقسطًا، وليسلكن فجًا، حاجًا، أو معتمرًا أو بنيتهما, وليأتين قبري حتى يسلم علي، ولأردن عليه". وقال: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة" ووافقه الذهبي وقال: سمعه يعلي بن عبيد من محمَّد بن إسحاق. =
= وفيه محمَّد بن إسحاق أبو بكر المطلبي وهو مدلس من المرتبة الرابعة وعنعنته لا تقبل، وقد عنعن في هذا الإِسناد، وعليه فإن الإِسناد ضعيف. فالخلاصة أن قوله في الحديث: (وليذهبن الشحناء، وليقرضن المال) صحيح لغيره بطريق مسلم وغيره. وقوله: (ثُمَّ لَئِنْ قَامَ عَلَى قَبْرِي فَقَالَ: يَا محمَّد! لأجيبنه) يبقى حسنًا لذاته بإسناد أبي يعلى. هذا والأحاديث الواردة في نزول عيسى بن مريم عليه السلام متواترة. انظر: كتاب (أشراط الساعة) لصاحبه يوسف الوابل (348 - 355).
4506 - حدَّثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا ريحان بن سعيد، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قلابة، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "لَيُدْرِكَنَّ رجال من أمتي عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وليشهدن قتال الدجال" (¬1). ¬
4506 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه عباد بن منصور الناجي، وهو ضعيف، وعنعنته غير مقبوله، وقد تغير بآخره. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 288)، وقال: "رواته أبو يعلى وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 112)، وعزاه لأبي يعلى، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه ابن خزيمة كما في الكنز (14/ 335) ومن طريقه الحاكم في المستدرك (4/ 544) عن محمَّد بن حسان الأزرق، عن ريحان بن سعيد، به، وقال: "سيدرك"، فذكره بنحوه. وتعقبه الذهبي بقوله: "منكر وعباد ضعيف". ورواه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (7/ 349)، وقال: "فيه معاوية بن واهب ولم أعرفه". قلت: والأحاديث الواردة في نزول عيسى بن مريم متواترة كما تقدمت الإِشارة في الحديث السابق برقم (4505).
4507 - [1] وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى رَاوِي مُسْنَدِ مُسَدَّدٍ فِيمَا زَادَ فِيهِ: حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي شعيب، ثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني، ثنا مُنْتَصِرُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: وَجَّهَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وقاص رضي الله عنه نضلة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه فِي ثَلَاثِمِائَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَأَغَارُوا عَلَى حلوان فافتتحها، فأصاب غنائم كثيرة وسبيا كثيرًا، فجاؤوا يَسُوقُونَ مَا مَعَهُمْ وَهُمْ بَيْنَ جَبَلَيْنِ، حَتَّى أرهقتهم العصر، فقال لهم نضلة رضي الله عنه: اصرفوا إِلَى سَفْحِ الْجَبَلِ، فَفَعَلُوا، ثُمَّ قَامَ نَضْلَةُ رضي الله عنه فَنَادَى بِالْأَذَانِ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، فَأَجَابَهُ صَوْتٌ مِنَ الْجَبَلِ لَا يُرَى مَعَهُ صُورَةٌ، كَبَّرْتَ كَبِيرًا يَا نَضْلَةُ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، قَالَ: أَخْلَصْتَ يَا نَضْلَةُ إِخْلَاصًا، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: نَبِيٌّ بُعِثَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، قَالَ: حَيِّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: فَرِيضَةٌ فُرِضَتْ، قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَالَ: أَفْلَحَ مَنْ أَتَاهَا وَوَاظَبَ عَلَيْهَا قَالَ: قَدْ قَامَتِ الصلاة، قال: البقاء لأمة محمَّد -صلى الله عليه وسلم- وعلى رؤوسها تقوم الساعة، فلما صلوا، قام نضلة رضي الله عنه فقال: أيها الْكَلَامَ الْحَسَنَ الطَّيِّبَ الْجَمِيلَ قَدْ سَمِعْنَا كَلَامًا حَسَنًا، أَفَمِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ أَنْتَ، أَمْ طَائِفٌ، أم ساكن؟ أبرز لنا فكلمنا، فإنا وقد اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَوَفْدُ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: فبرز له شَيْخٌ مِنْ شِعْبٍ مِنْ تِلْكَ الشِّعَابِ أَبْيَضُ الرأس واللحية، له هامة كأنها رحى، طَوِيلُ اللِّحْيَةِ فِي طِمْرَيْنِ مِنْ صُوفٍ أَبْيَضَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَامَ، فَقَالَ لَهُ نَضْلَةُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ الله؟ قال: أنا زرنب (¬1) بن ثرملا ¬
وصيّ العبد الصالح عيسى بن مَرْيَمَ، دَعَا لِي بِالْبَقَاءِ إِلَى نُزُولِهِ مِنَ السَّمَاءِ، فَقَرَارِي فِي هَذَا الْجَبَلِ، فَاقْرَأْ عَلَى عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: اثْبُتْ وَسَدِّدْ وَقَارِبْ، فَإِنَّ الْأَمْرَ قَدِ اقْتَرَبَ، وَإِيَّاكَ يَا عُمَرُ، إِنْ ظهرت خصال فِي أُمَّةِ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنت فيهم، فالهرب (¬2) الهرب، فقال نضلة رضي الله عنه يا زرنب! رحمك الله، أخبرنا بِهَذِهِ الْخِصَالِ، نَعْرِفُ بِهَا ذَهَابَ دُنْيَانَا وَإِقْبَالَ آخِرَتِنَا، قَالَ: "إِذَا اسْتَغْنَى رِجَالُكُمْ بِرِجَالِكُمْ، وَنِسَاؤُكُمْ بِنِسَائِكُمْ، وَكَثُرَ طَعَامُكُمْ فَلَمْ يَزْدَدْ سِعْرُكُمْ بِذَلِكَ إلَّا غَلَاءً، وَكَانَتْ خِلَافَتُكُمْ فِي صِبْيَانِكُمْ، وَكَانَ خُطَبَاءُ مَنَابِرِكُمْ عَبِيدَكُمْ، وَرَكَنَ فُقَهَاؤُكُمْ إِلَى وُلَاتِكُمْ، فَأَحَلُّوا لَهُمُ الْحَرَامَ وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمُ الْحَلَالَ، وَأَفْتَوْهُمْ مما يَشْتَهُونَ (¬3)، وَاتَّخَذُوا الْقُرْآنَ أَلْحَانًا، وَمَزَامِيرَ بِأَصْوَاتِهِمْ، وَزَوَّقْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ وَأَطَلْتُمْ مَنَابِرَكُمْ، وَحَلَّيْتُمْ مَصَاحِفَكُمْ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَرَكِبَتْ نِسَاؤُكُمُ السُّرُوجَ، وَكَانَ مُسْتَشَارُ أَمِيرِكُمْ خِصْيَانُكُمْ، وقتل البريء لتوعظ بِهِ الْعَامَّةُ، وَبَقِيَ الْمَطَرُ قَيْظًا، وَالْوَلَدُ غَيْظًا، وحرمتم العطاء، وأخذه الْعَبِيدُ وَالسُّقَّاطُ، وَقَلَّتِ: الصَّدَقَةُ حَتَّى يَطُوفَ الْمِسْكِينُ من حول إلى حول لَا يُعْطَى عَشَرَةُ دَرَاهِمَ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ نَزَلَ بِكُمُ الْخِزْيُ وَالْبَلَاءُ"، ثُمَّ ذَهَبَتِ الصُّورَةُ فَلَمْ تُرَ، فَنَادَوْا فَلَمْ يُجَابُوا، فَلَمَّا قَدِمَ نضلة على سعد رضي الله عنه أخبره مما أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَبِمَا كَانَ مِنْ شَأْنِ زَرْنَبَ، فَكَتَبَ سَعْدٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يخبره، ¬
فكتب عمر رضي الله عنه: لِلَّهِ أَبُوكَ سَعْدٌ! ارْكَبْ بِنَفْسِكَ حَتَّى تَأْتِيَ الجبل، فركب سعد رضي الله عنه حَتَّى أَتَى الْجَبَلَ، فَنَادَى أَرْبَعِينَ صَبَاحًا فَلَمْ يجابوا، فكتب إلى عمر رضي الله عنه، وَانْصَرَفُوا. *هَذَا مَوْقُوفٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، ما رأيت بِطُولِهِ إلَّا بِهَذَا الإِسناد. [2] وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الرحمن بن إبراهيم الراسي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، فذكره وليس بطوله، وَسَمَّى الْأَمِيرَ نَضْلَةَ بْنَ مُعَاوِيَةَ أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ مِنْ طَرِيقِهِ. وَوَقَعَ لَنَا بِإِسْنَادٍ آخَرَ فَسَمَّى جَعْوَنَةَ بْنَ نَضْلَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَقَدْ شَرَحْتُ أَمْرَهُ فِي تَرْجَمَةِ جَعْوَنَةَ فِي حَرْفِ الْجِيمِ مِنْ كِتَابِي (¬4) فِي الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم. ¬
4507 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد، فيه الحسن بن أبي شعيب ومنتصر بن دينار، ولم أجد لهما ترجمة وهو موقوف على زريب بن ثرملًا، وهو ممن أدركوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يروه كما تقدم في ترجمته، وذكره الذهبي في الميزان (3/ 54)، مختصرًا، وعزاه لابن أبي داود في كتابه شريعة المغازي بهذا الإِسناد، وقال: "لم يصح وسنده مظلم". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 114)، وقال: رواه المعاذ بن المثنى عن مسدّد موقوفًا وفيه منتصر بن دينار ما علمت بعدالة ولا جرح، وباقي رواة الإِسناد ثقات.
تخريجه: أخرجه ابن أبي داود في كتاب شريعة المغازي كما في ميزان الاعتدال (3/ 45) عن الحسن بن أحمد الحراني، عن عثمان بن عبد الرحمن الحراني، به، مختصرًا، وقال: "لم يصح وسنده مظلم". =
= وله طرق أخرى لا يخلو واحد منها عن ضعف. الطريق الأولى: رواه البارودي في الصحابة كما في الإِصابة (1/ 240) من طريق أبي معروف عبد الله بن معروف عن أبي عبد الرحمن الأنصاري عن محمَّد بن حسن بن علي بن أبي طالب أن سعد بن أبي وقاص فتح حلوان العراق ... فذكر بنحوه، مختصرًا. قلت: فيه أبو معروف عبد الله بن معروف وأبو عبد الرحمن الأنصاري لم أجد لهما ترجمة وقال الحافظ في الإِصابة: "هذا الإِسناد ضعيف". الطريق الثانية: رواه الدارقطني في غرائب مالك كما في المطالب العالية هنا، والخطيب البغدادي في تاريخه (10/ 255) من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عن نافع، عن ابن عمر، به، بنحو القصة المذكورة، مختصرًا. قلت: فيه عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي، وهو ضعيف، قال أبو نعيم: فيه ضعف ولين. وقال الخطيب: روى عن مالك حديثًا منكرًا وساق هذا الحديث وقال الدراقطني: "ضعيف". وقال الذهبي في الميزان: عن مالك أتى بخبر باطل طويل هو المتهم، به. اهـ. انظر في ترجمته: (تاريخ بغداد 10/ 255، وميزان الاعتدال 2/ 545، ولسان الميزان 3/ 402). وعليه فإن هذا الإِسناد ضعيف، ولهذا قال الحافظ في الإِصابة (1/ 241): إسناده ضعيف. الطريق الثالثة: رواه أبو نعيم في الدلائل كما في الإِصابة (1/ 561) (ترجمة زريب بن ثرملا) من طريق زيد بن أسلم عن أبيه، به. قال الحافظ: في إسناده النضر بن سلمة وهو متروك. =
= وجملة القول أن حديث الباب روى من طرق متعددة إلَّا أنها ضعيفة بأجمعها لا يصح منها طريق واحد، بالإِضافة إلى أن متنه فيه نكارة، فقوله: أَنَا زَرْنَبُ بْنُ ثَرْمَلَا، وَصِيُّ الْعَبْدِ الصَّالِحِ عيسى بن مَرْيَمَ، دَعَا لِي بِالْبَقَاءِ إِلَى نُزُولِهِ مِنَ السماء ... الحديث، ليس بصحيح، لأنه يخالف ما ورد في الكتاب والسنة، ولهذا قال الذهبي في الميزان (2/ 546): "هذا شيء ليس بصحيح".
4508 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ (¬1)، عَنْ مشيخة من الأنصار رضي الله عنهم أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ يَعْنِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "بُعِثْتُ فِي نَسَمِ السَّاعَةِ" قَالَ سفيان: يعني نفس الساعة. ¬
4508 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه قيس بن أبي حازم، وروايته عن أبي جبيرة مرسلة. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 129)، وعزاه لابن أبي عمر، وسكت عليه.
تخريجه: هذا الإِسناد مداره على أبي جبيرة بن الضحاك، واختلف عليه على وجهين: الوجه الأول: رواه قيس بن أبي حازم وشبل بن عوف عن أبي جبيرة بن الضحاك عن مشيخة من الأنصار رضي الله عنهم أنهم سمعوا النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ... فَذَكَرَهُ. أما حديث قيس: فقد أخرجه ابن أبي عمر العدني في مسنده كما في المطالب العالية هنا عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ، عَنْ مَشْيَخَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ رضي الله عنهم، مرفوعًا، به. قلت: تقدم في دراسة رجال الإِسناد أن قيس بن أبي حازم روايته عن أبي جبيرة مرسلة، وعليه فهو ضعيف، وتابعه شبل بن عوف عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ، عَنْ مَشْيَخَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده كما في المطالب العالية. انظر: حديث رقم (4509)، وأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 391: 972) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (4/ 161) من طريق معتمر بن سليمان، عن إسماعيل بن =
= أبي خالد، عن شبل بن عوف، به. ولفظه ابن أبي شيبة: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، فَسَبَقْتُهَا فِي نَفْسِ الساعة" ولفظ الطبراني، بنحوه. قلت: هذا الإِسناد رواته ثقات، وشبل بن عوف ويقال: شبيل بن عوف أبو الطفيل الكوفي. قال عنه الحافظ في التقريب (ص 264): "مخضرم، ثقة، لم تصح صحبته، وشهد القادسية". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 312)، وعزاه للطبراني وقال: رجال هذه الطريق رجال الصحيح، غير شبل أو شبيل بن عوف، وهو ثقة. وعليه فإن الحديث بهذا الإِسناد صحيح لغيره. الوجه الثاني: رواه قيس بن أبي حازم وشبل بن عوف أيضًا عن أبي جبيرة بن الضحاك، مرفوعًا، به. أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (4/ 68: 3215)، والدولابي في الكنى (1/ 23)، وابن مندة في المعرفة كما في الصحيحة للألباني (2/ 467)، وابن أبي الدنيا كما في النهاية لابن كثير (ص 125)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 161) كلهم من طرف عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أبي جبيرة، مرفوعًا. ولفظه: "بعثت في نسم الساعة". قلت: هذا الإِسناد رواته ثقات، إلَّا أن رواية قيس بن أبي حازم عن أبي جبيرة مرسلة، كما تقدم، وذكره الألباني في الصحيحة (2/ 467: 808)، وقال "هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، وفي صحبة أبي جبيرة خلاف، ورجح الحافظ في التقريب أن له صحبة". قلت: هو كما قال: إلَّا أن رواية قيس عن أبي جبيرة مرسلة.=
= وتابعه شبل بن عوف أيضًا: أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 150: 2133)، والطبراني في الكبير (22/ 390: 971) كلاهما من طريق مروان بن معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد، عن شبل بن عوف، عن أبي جبيرة مرفوعًا، بلفظ: "بعثت أنا والساعة هكذا" وجمع بين الوسطى والسبابة "فسبقتها كما سبقت هذه هذه". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 312)، وقال: "رواه الطبراني بإسناد حسن". قلت: يتبين مما تقدم أن الوجهين صحيحان، وذلك لما يأتي: 1 - إن كلًا من الوجهين يرويهما قيس بن أبي حازم وتابعه عليهما شبل بن عوف، وعليه فإن الوجهين على مرتبة واحدة من الصحة. 2 - إن أبا جبيرة بن الضحاك مختلف في صحبته، والراجح أن له صحبة، وعليه فإنه مرة يروى الحديث مباشرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومرة يرويه عن مشيخه من الأنصار عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وللحديث شواهد أخرى صحيحه من حديث أنس، وسهل بن سعد، وأبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وجابر بن سمرة، وبريدة، والمستورد بن شداد رضي الله عنهم أجمعين. أما حديث أنس بن مالك: فقد أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 355)، كتاب الرقاق، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بعثت أنا والساعة كهاتين" ومسلم في صحيحه (4/ 2268: 2951)، كتاب الفتن (ح 33)، ولفظه: "بعثت أنا والساعة كهاتين". وحديث سهل بن سعد: أخرجه البخاري في الموضع السابق، والإِمام أحمد في المسند (5/ 330 - 331، 335)، ولفظه "بعثت أنا والساعة كهاتين" ويشير بأصبعيه فيمدهما. وقد جمع الحافظ ابن كثير شواهد هذا الحديث في كتابة "النهاية" (ص 123 - 125).
4509 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ شبل بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ، عَنْ بَعْضِ أشياخ الأنصار رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، فَسَبَقْتُهَا فِي نفس الساعة".
4509 - درجته: صحيح بهذا الإِسناد، جميع رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 312)، وعزاه للطبراني وقال: "رجال هذه الطريق رجال الصحيح غير شبل بن عوف وهو ثقة". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 129)، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده في مصنف ابن أبي شيبة ولعله في مسنده. وأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 391) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (4/ 161) من طريق معتمر بن سليمان، عن إسماعيل بن أبي خالد، به، ولفظه: (بعثت والساعة هكذا، وجمع بين الوسطى والسبابة، فسبقتها كما سبقت هذه هذه). وقد تقدم أن مدار هذا الحديث على أبي جبيرة الأنصاري، واختلف عليه على وجهين تقدم تخريجهما والكلام على طرقهما في الحديث السابق آنفًا برقم (4508).
4515 - حدَّثنا (¬1) محمَّد بن الحسن الأسدي، ثنا هارون بن صالح، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الجلاس، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ لعبد الله ابن سبأ السبيء: ويلك! والله ما أفضى إليَّ بشيء [كتمه] (¬2) أحدًا من الناس، والله سمعته يقول: " (¬3) بين يدي الساعة كذابين ثلاثين" وإنك أحدهم (¬4). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا (¬5). [3] وحدَّثنا (¬6) أبو كريب، ثنا محمَّد بن الحسن الأسدي، به. ¬
4510 - درجته: والحديث إسناده ضعيف، فيه هارون بن صالح الهمداني، وأبو الجلاس، وكلاهما مجهول، وفيه الحارث بن عبد الرحمن أبو هند، وهو مقبول. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 333)، وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 130)، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي يعلى، وسكت عليه.
تخريجه: تقدم تخريجه في التعليق. وللحديث شواهد من حديث أبي هريرة، وجابر بن سمرة، وثوبان رضي الله عنهم، تقدم في حديث رقم (4467)، وهو بهذه الشواهد حسن لغيره، والله أعلم.
4511 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبِي عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السائب، عن أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سَبْعُونَ كَذَّابًا" (¬1). ¬
4511 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لعدة أمور منها ما يلي: 1 - فيه علي بن عاصم بن صهيب الواسطي وهو ضعيف بسبب سوء حفظه. 2 - فيه عطاء بن السائب، وقد اخلط في آخر عمره، وعلي بن عاصم سمع منه بعد اختلاطه. 3 - السائب بن مالك أو ابن زيد، تابعي لم يسمع الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه فهو منقطع. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 131)، وقال: "رواه الحارث بسند فيه علي بن عاصم، وهو ضعيف".
تخريجه: لم أجد من أخرجه سواه. وللحديث شواهد لا يخلو واحد منها عن ضعف، وهي كالآتي: 1 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى يخرج سبعون كذابًا". أخرجه الطبراني كما في المجمع (7/ 333)، وقال: "فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف"، وصرح بضعف إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 93). 2 - حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَكُونُ قَبْلَ خروج الدجال نيف وسبعون دجالًا، أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 108: 4055). قلت: هو ضعيف، فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، وسيأتى تخريجه والحكم عليه في حديث رقم (4512).
4512 - وقال أبو يعلى: نا زهير، نا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ بِشْرٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَكُونُ قَبْلَ خُرُوجِ الدجال نيف وسبعون دجالًا" (¬1). ¬
4512 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، وبشر مجهول. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 333)، وقال: "رواه أبو يعلى، وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبشر صاحب أنس لم أعرفه". وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 93)، وقال: "سنده ضعيف". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 131)، وعزاه لأبي يعلى، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (2/ 519: 1456) عن جرير بن عبد الحميد بن قرط، به، بمثله. وأخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (2/ 815: 445) من طريق معتمر بن سليمان عن ليث، به. قلت: للحديث شواهد من حديث السائب بن مالك، وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، تقدمت في تخريج حديث رقم (4511) وكلها ضعيفة. ولهذا قال الحافظ في الفتح بعد ذكرها (13/ 93): "وهو محمول إن ثبت على المبالغة في الكثرة لا على التحديد".
42 - ذكر ابن صياد والتردد في كونه الدجال
42 - ذِكْرُ ابْنُ صَيَّادٍ وَالتَّرَدُّدِ فِي كَوْنِهِ الدَّجَّالَ 4513 - قال إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَقِيتُ ابْنَ صَيَّادٍ يَوْمًا، وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَإِذَا عَيْنُهُ قد طفئت وَكَانَتْ خَارِجَةً مِثْلَ عَيْنِ الْجَمَلِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهَا قلت: ابن صياد! أنشدك الله متى طفئت (¬1) عَيْنُكَ؟ فَمَسَحَهَا، وَقَالَ: لَا أَدْرِي وَالرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ: كَذَبْتَ، لَا تَدْرِي وَهِيَ فِي رَأْسِكَ، فَزَعَمَ لي اليهودي أني ضربت بيدي على صدره وَلَا أَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: اخْسَأْ (¬2) فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ، قَالَ: أَجَلْ، لَا أَعْدُو قدري، قال: وذكر شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ، قَالَ: فذكرتُ ذَلِكَ لِحَفْصَةَ رضي الله عنها، فَقَالَتْ: اجْتَنِبْ هَذَا الرَّجُلَ فَإِنَّا نتحدَّث أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ عِنْدَ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا. قُلْتُ: أَخْرَجَ مسلم (¬3) حديث نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه عن حفصة رضي الله عنها قَالَتْ: "إِنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ عِنْدَ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا"، وَلَمْ يُخَرِّجْ أَوَّلَ الْقِصَّةِ الْمَذْكُورَةِ هُنَا بِهَذَا السياق. ¬
4513 - درجته: حديث الاب بهذا الإِسناد صحيح، رواته ثقات. =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 134)، وقال: "رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح". قلت: هذا الحديث موقوف على حفصة رضي الله عنها, وله حكم الرفع وقد جاء مصرحًا في رواية أبي يعلى والطبراني بهذا الإِسناد، ولأن قولها: "فإنا كنا نتحدَّث ... " فيه دليل على أنه من كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
تخريجه: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 396: 2083) عن معمر، به، بمثله. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 468) من طريق سليمان بن أبي كريمة عن الزهري، به ولم يذكر القصة في أوله ولفظه: عن حفصة قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- منه يقول: "الدجال لا يخرجه إلَّا غضبة يغضبها". قلت: فيه سليمان بن أبي كريمة وهو ضعيف، ولكنه توبع، كما تقدم في إسناد عبد الرزاق وبما سيأتي، وأخرجه الطبراني في الكبير (23/ 210: 370) من طريق صالح بن كيسان عن الزهري، به (ولم يذكر القصة)، ولفظه: قالت (حفصة): اجتنب هذا الرجل فإنا كنا نتحدَّث أن الدجال يخرج من غضبة يغضبها. وللحديث طريق آخر: فقد رواه نافع عن ابن عمر رضي الله عنه عن حفصة رضي الله عنها، بنحوه. أخرجه الإِمام مسلم في صحيحه (4/ 2246: 98)، كتاب الفتن، باب ذكر ابن صياد، مرتين. أولاهما: قال: أخبرنا عبد بن حميد، عن روح بن عبادة، حدَّثنا هشام، عن أيوب، عن نافع قال: لقي ابن عمر ابن صائد في بعض طرق المدينة، فقال له قولًا أغضبه، فانتفخ حتى ملأ السكة، فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها فقالت له: رحمك الله! ما أردت من ابن صائد؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "إنما يخرج من غضبة يغضبها". =
= ومن طريق مسلم أخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة (2/ 1133: 660). ثانيتها: قال: حدَّثنا محمَّد بن المثنى، حدَّثنا حسين (يعني ابن حسن بن يسار) حدَّثنا ابن عون، عن نافع، قال: قال ابن عمر: لقيته مرتين، قال: فلقيته فقلت لبعضهم: هل تحدَّثون أنه هو؟ قال: لا، والله! قال: قلت: كذبتني، والله لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالًا وولدًا، فكذلك هو زعموا اليوم، قال: فحدَّثنا، ثم فارقته، قال: فلقيته لقية أخرى، وقد نفرت عينه، قال: فقلت: متى فعلت عينك ما أرى! قال لا أدري قال: قلت: لا تدري وهي في رأسك؟ قال: إن شاء الله خلقها في عصاك هذه، قال: فنحر كأشد نخير حمار سمعت، قال: فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت، وأما أنا فوالله ما شعرت، قال: وجاء حتى دخل على أم المؤمنين، فحدثتها فقالت: ما تريد إليه؟ ألم تعلم أنه قد قال: "إن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه". وأخرجه أحمد في المسند (6/ 283)، وأبو يعلى في مسنده (12/ 484) من طريق حماد بن سلمة عن أيوب وعد الله، عن نافع، به، مرفوعًا بنحو القصة المذكورة، مختصرًا. وأخرجه الطبراني في الكبير (23/ 195: 336) و (23/ 211: 373) من طريق حفص بن غياث عن عبيد الله عن عمر بن نافع، به، مرفوعًا ولفظه: "إنما خروج ابن صياد لغضبة يغضبها"، ولم يذكر القصة في أوله.
4514 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "ابْنُ صَيَّادٍ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مَسْرُورًا أَعْوَرَ، مختونًا".
4514 - درجته: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف، فيه عنعنة عبد الملك بن عمير اللخمي، وهو مدلس من أصحاب المرتبة الثالثة، وهو مختلط أيضًا، وسماع سفيان الثوري عنه، لا يعرف هل كان قبل اختلاطه أو بعده؟ وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 133)، وقال: "رواه أحمد بن منيع موقوفًا ورواته ثقات".
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 159: 19373) عن الفضل بن دكين، به، ولفظه: "قالت: ولدته أمه مسرورًا، مختونًا، تعني ابن صياد". ولقوله: "أعور، مختونًا"، شاهد من كلام عروة بن الزبير رضي الله عنه. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 396: 2083) عن معمر عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "ولد ابن صياد أعور مختتن". ورواه الحارث كما في "بغية الباحث" (3/ 981: 769) من طريق هشام بن عروة عن أبيه مرسلًا، وفيه: قالت (أمه) ولدته أعور مختونًا، وسيأتي هذا الحديث بطوله برقم (4518). قلت: هذا الإِسناد رواته ثقات، وعليه فإن الأثر صحيح، وهو موقوف على عروة بن الزبير. وجملة القول أن أثر الباب ضعيف بإسناد أحمد بن منيع، ولكنه بهذا الشاهد يرتقي إلى الحسن لغيره، إلَّا قوله: (مسرورًا) لم أجد ما يشهد له فيبقى ضعيفًا.
4515 - قال الحارث: حدَّثنا الحكم بن موسى، ثنا عَبَّادٍ (¬1)، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عنه قَالَ: لَمَّا سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِابْنِ صَيَّادٍ، قَامَ إِلَيْهِ فِي بعض أصحابه، فَقَالَتْ أُمُّهُ: هُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، قَالَتْ (¬2): ولدته أعور، مختونًا، فَدَعَا بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فقال: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: آمَنْتُ باللهِ وَرُسُلِهِ، [قال: قد خبأت (¬3)، لك شيئًا (¬4) فما هو؟ قال: دخ، قال: "أخسأ" فقال: انْظُرْ مَا تَرَى قَالَ: أَرَى إِعْصَارًا وِعَرْشًا عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ: لُبِسَ عَلَيْهِ، قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: ألا أَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إن يكن هو الدجال لاتسلط على قتله، وإن لا يكن الدجال فلا يحل قتله". ¬
4515 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، رواته ثقات لكنه مرسل، لأن عروة بن الزبير بن العوام لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- وللحديث شواهد سيأتي في التخريج يرتقي بها إلى الصحة. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 134)، وقال: "رواه الحارث مرسلًا ورواته ثقات".
تخريجه: أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (3/ 981: 769) مع زيادة في أوله. وللجزء المرفوع من الحديث شواهد صحيحة من حديث ابن عمر، وابن مسعود =
= وأبي سعيد الخدرى، وجابر بن عبد الله وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين. 1 - حديث ابن عمر رضي الله عنه: إن عمر انطلق في رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل ابن صياد، حتى وجده يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة، وقد قارب يومئذ ابن صياد يحتلم، فلم يشعر بشيء، حتى ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- ظهره بيده، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أتشهد أني رسول الله؟ فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين، فقال ابن صياد للنبي: أتشهد أني رسول الله؟ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: آمنت بالله ورسله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ماذا ترى؟ قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "خلط عليك الأمر، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إني قد خبأت لك خبيئًا" قال ابن صياد: هو الدخ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اخسأ فلن تعدو قدرك" قال عمر: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ائذن فيه أضرب عنقه، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ يكنه فلن تسلّط عليه، وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله". أخرجه البخاري كما في الفتح (6/ 171: 3055) و (10/ 560: 6173) و (11/ 513: 6618)، ومسلم في صحيحه (4/ 2244: 2935)، وأبو داود (ح 4329)، والترمذي (ح 2235). 2 - حديث ابن مسعود رضي الله عنه، أخرجه الإِمام مسلم في صحيحه (4/ 2240: 2924)، كتاب الفتن، باب ذكر ابن صياد، بنحوه القصة المذكورة. 3 - حديث أبي سعيد الخدري، أخرجه مسلم أيضًا (4/ 2241: 2925)، بنحو القصة المذكورة. 4 - حديث جابر بن عبد الله، أخرجه مسلم (4/ 2241)، بنحو القصة المذكورة. فالخلاصة أن القصة المذكورة في حديث الباب بهذه الشواهد صحيح لغيره، والله أعلم.
4516 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬1): حدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بن عمرو لحذيفة رضي الله عنهما: ألاَّ تحدَّثنا مما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: بلى، سمعته -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءٌ ونارًا، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ، فَنَارٌ تُحْرِقُ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ نَارٌ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهُ نَارٌ، فَإِنَّهُ ماء بارد" فقال عقبة رضي الله عنه: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ. * قُلْتُ: حَدِيثُ حُذَيْفَةَ عندهم (¬2). ¬
4516 - درجته: وحديث الباب بهذا الإِسناد ضعيف، فيه عبد الملك بن عمير وقد اختلط، وسماع زائدة عنه لا يعرف هل كان قبل اختلاطه أو بعده؟ لكن تابعه عليه نعيم بن أبي هند، كما في صحيح مسلم، وفيه عنعنة عبد الملك بن عمير أيضًا وهو من أصحاب المرتبة الثالثة، لكني وجدت في الصحيحين أن الشيخين أخرجا له هذا الحديث مما يدل على أن عنعنته لا تضر في هذا الإِسناد، لأنهما لم يخرجاه بهذا الإِسناد إلَّا بعد انتقائه وتأكد سماعه من ربعي بن حراش. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 136)، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة وحديث حذيفة عندهم وإنما ذكرته لانضمامه مع عقبة".
تخريجه: تابع زائدة بن قدامة كل من أبي عوانة، وشعيب بن صفوان. أما رواية أبي عوانة فقد أخرجه البخاري كما في الفتح (6/ 570: 3455)، =
= كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، عن موسى بن إسماعيل، حدَّثنا أبو عوانة، حدَّثنا عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو لِحُذَيْفَةَ: إلَّا تحدَّثنا مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-؟ قال: إني سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ ماءً ونارًا ... فذكره بنحوه وزاد حديثين آخرين، وفي آخرها قال: قال عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ. وقال الحافظ في الفتح: "ظاهره أن الذي سمعه أبو مسعود هو الحديث الأخير فقط، لكن تبيّن من رواية شعبة عن عبد الملك بن عمير (وهي الرواية الآتية) أنه سمع الجميع". اهـ. وأما رواية شعبة: فقد أخرجه البخاري كما في الفتح (13/ 97:7130)، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال ومسلم في صحيحه (4/ 2249: 106)، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال وصفته، كلاهما من طريق شعبة عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رِبْعِيِّ بن خراش، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال في الدجال: إن معه ماءً ونارًا، فناره ماء بارد وماؤه نار". قال أبو مسعود: وأنا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. قلت: تحرف أبو مسعود إلى ابن مسعود في فتح الباري. وأما رواية شعيب بن صفوان: فقد أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2250: 107) حدَّثنا علي بن حجر، حدَّثنا شعيب بن صفوان، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بن حراش، عن عقبة بن عمرو، أبي مسعود الأنصاري قال: انطلقت معه إلى حذيفة بن اليمان فقال له عقبة: حدَّثني مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في الدجال، قال: ... فذكره بنحوه وفي آخره: "فقال عقبة: وأنا قد سمعته، تصديقًا لحذيفة". وتابع عبد الملك بن عمير، نعيم بن أبي هند: أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2250: 108) من طريق المغيرة، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ رِبْعِيِّ بن حراش، قال: اجتمع حذيفة وأبو مسعود، فقال حذيفة: لأنا =
= بما مع الدجال أعلم منه، فذكر الحديث بنحوه وفي آخره قال أبو مسعود: هكذا سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ. فالخلاصة أن الحديث بهذا الإِسناد موجود في الصحيحين، وجاء التصريح في الروايات أن أبا مسعود رضي الله عنه قال: "أنا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كما تقدم في الصحيحين، وعليه فإن الحافظ ابن حجر رحمه الله قد وهم في إيراد هذا الحديث في الزوائد، والله أعلم.
4517 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَكُونُ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنُونَ خَوَادِعَ، يَكْثُرُ فِيهَا الْمَطَرُ، وَيَقِلُّ فِيهَا النَّبْتُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وتنطق فيها الرويبضة، قيل: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما الرويبضة؟ قال -صلى الله عليه وسلم- "مَنْ لَا يُؤْبَهُ لَهُ" (¬1). [2] رَوَاهُ الْبَزَّارُ: حدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، بِهِ، وَقَالَ فِي إِسْنَادِهِ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حدَّثني (¬2) إِبْرَاهِيمُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: "الْمَرْءُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أمر العامة" (¬3). ¬
4517 - درجته: الحديث بهذين الطريقين ضعيف، فيه عنعنة ابن إسحاق وهو مدلس، وأبو عبلة شمر بن يقظان لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 248)، وقال: رواه البزّار وقد صرح ابن إسحاق بالسماع من عبد الله بن دينار وبقية رجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ل 132)، وقال: رواه أبو يعلى والبزار بسند واحد، ورواته ثقات". =
= قلت: أبو عبلة شمر بن يقظان، لم أجد من ذكره بجرح أو توثيق.
تخريجه: الحديث مداره على إبراهيم بن أبي عبلة واختلف عليه على وجهين. الوجه الأول: رواه محمَّد بن إسحاق، ومسلمة بن علي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ عَنْ أَبِيهِ، عن عوف بن مالك، به. أخرجه أبو يعلى كما في المطالب العالية هنا، والبزار كما في الكشف (4/ 132: 3373) عن أبي كريب عن يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، به. وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 67: 125) من طريق أبي كريب محمَّد بن العلاء، به بنحوه، وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 330)، وقال: "رواه الطبراني بأسانيد، وفي أحسنها ابن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله ثقات". قلت: تقدم في دراسة هذا الإِسناد أن فيه عنعنة ابن إسحاق، وجهالة أبي عبلة، وعليه فهو ضعيف. أما رواية مسلمة بن علي: فقد أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 67: 123) من طريق هشام بن عمار عن مسلمة بن علي، عن إبراهيم بن أبي عبلة، به، ولفظه بنحو لفظ البزّار، إلَّا أنه لم يذكر المطر. قلت: فيه مسلمة بن علي الخشني، وهو متروك. انظر: (الكاشف 3/ 127 التقريب ص 531). فالخلاصة أن هذا الوجه ضعيف لما تقدم. الوجه الثاني: رواه إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن عوف بن مالك مباشرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 67: 124) حدَّثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ثنا أبي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أبي عبلة، به وأحال بمتنه على الحديث الذي قبله، (وهو بنحو لفظ البزّار المتقدم بدون ذكر المطر). =
= قلت: هذا الإِسناد رواته ثقات، ما عدا أحمد بن عبد الوهاب الحوطي، وهو صدوق انظر. التقريب (ص 82)، وإسماعيل بن عياش ثقة في الشاميين، وإبراهيم بن أبي عبلة شامي، ثقة. إلَّا أنني لم أجد من صرح بأن إبراهيم بن أبي عبلة سمع من عوف بن مالك، وذكره ابن أبي حاتم في المراسيل وقال: إنه لم يسمع من عبادة بن الصامت، وقد تقدم في الوجه الأول أنه يرويه عن أبيه عن عوف بن مالك، وعليه فإنه إرسال خفي، ويتأيد ذلك مما قال الهيثمي في المجمع (7/ 330): "رواه الطبراني بأسانيد وفي أحسنها ابن إسحاق وهو مدلس" وهو الإِسناد الذي تقدم في الوجه الأول، فقوله "وفي أحسنها" يشير إلى ضعف هذا الطريق، وعليه فإنه ضعيف بهذا الإِسناد. وللحديث شواهد من حديث أنس بن مالك، وأبي هريرة. 1 - حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن أمام الدجال سنين خداعة يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرويبضة قيل: وما الرويبضة؟ قال: "الفويسق يتكلم في أمر العامة". أخرجه أحمد (3/ 220)، وكذلك ابنه عبد الله في زوائده على المسند في الموضع نفسه، وأبو يعلى في مسنده (6/ 378: 3715) كلهم من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ محمَّد بْنِ إسحاق، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فذكره، ولفظ أبي يعلى، بنحوه. قلت: هذا الإِسناد رواته ثقات، لولا عنعنة ابن إسحاق وهو مدلس، كما تقدم. وقد صرح محمَّد بن إسحاق بالتحديث عند البزّار كما في كشف الأستار (4/ 132) كما تقدم ذكره، ولهذا قال الهيثمي في المجمع (7/ 284): "رواه البزّار وقد صرح ابن إسحاق بالسماع من عبد الله بن دينار وبقية رجاله ثقات". وعليه فإن الحديث صحيح بهذا الإِسناد إن شاء الله، وهو يقوي حديث الباب. =
= وله طريق آخر عند أحمد (3/ 220) عن أبي جعفر المدائني، وهو محمَّد بن جعفر، حدَّثنا عباد بن العوام، ثنا محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ محمَّد بْنِ المنكدر، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بمثل اللفظ المذكور. 2 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: "السفيه يتكلم في أمر العامة". أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 291)، وابن ماجة في سننه (2/ 1339: 4036)، كتاب الفتن، باب شدة الزمان، والحاكم في المستدرك (4/ 465 - 466) كلهم من طريق عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن إسحاق بن بكر بن أبي الفرات -وينسب إلى جده، فيقال: ابن أبي الفرات- عن سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، به. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: هذا الإِسناد ضعيف، فيه عبد الملك بن قدامة الجمحي، وهو ضعيف. وفيه إسحاق بن أبي الفرات قال الذهبي في الكاشف (1/ 64)، وابن حجر في التقريب (ص 102): مجهول، وصحّحه الشيخ أحمد شاكر في المسند (15/ 37 - 38). قلت: حديث الباب يرتقي إلى درجة الصحة بالشاهد السابق عن أنس رضي الله عنه، والله أعلم.
4518 - وقال مسدّد: حدَّثني يحيى، هو القطان، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَبِيْح، أَوْ صُبَيْح مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقول: الدَّجَّالَ إِذَا خَرَجَ يَخْرُجُ مِنْ نَحْوِ الْمَشْرِقِ، فَتَكْثُرُ جُنُودُهُ، وَمَسَالِحُهُ فَلَا يَخْلُصُ إِلَيْهِ إلَّا من قال: أنا وافد، فيجيء الرجل فَيَقُولُ: أَنَا وَافِدٌ، فَإِذَا رَآهُ الدَّجَّالُ قَالَ: ابْنَ آدَمَ! ألستَ تَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ؟ قَالَ: لَا، أَنْتَ عَدُوُّ اللَّهِ الدَّجَّالُ، قَالَ: فَإِنِّي قَاتِلُكَ، قَالَ: وَإِنْ قَتَلْتَنِيْ، قَالَ: فَيَأْخُذُ الْمِنْشَارَ، فيضعه بين ثنته، فيشقه شقتين، ثُمَّ يَقُولُ لِمَنْ حَوْلَهُ: كَيْفَ تَرَوْنَ إِذَا أنا أحييته؟، قالوا: فذاك حين نستيقين أَنَّكَ رَبُّنَا، قَالَ: فَيُحْيِيهِ، قَالَ: فَيَقُولُ لَهُ: ابْنَ آدَمَ، زَعَمْتَ أَنِّي لَسْتُ رَبَّكَ، قَالَ: مَا كُنْتُ قَطُّ أَشَدُّ بَصِيرَةً مِنِّي فِيكَ الْآنَ، قَالَ: إِنِّي ذَابِحُكَ قَالَ: وَإِنْ ذَبَحْتَنِي، قَالَ: فَيُرِيدُ ذَبْحَهُ فَلَا يَسْتَطِيعُ ذَبْحَهُ، فَيَقُولُ مِنْ تَحْتِهِ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَلْتَذْبَحْنِي، فَعِنْدَ ذلك يرتاب فيه جنوده، وينزل عليه ابن مريم عليه السلام، فَإِذَا رَآهُ وَوَجَدَ رِيحَهُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرصاص.
4518 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَبِيْح أَوْ صُبَيْح مَوْلَى بني ليث وهو ضعيف وهو أيضًا موقوف على أبي هريرة. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 133)، وقال: "رواه مسدّد موقوفًا ورواته ثقات، والحاكم مرفوعًا وصححه". قلت: فيه عبد الله بن صبيح ولم أجد أحدًا وثقه.
تخريجه: لم أجد من أخرجه بهذا الطريق غيره، وهو موقوف على أبي هريرة رضي الله عنه. وقول أبي هريرة: الدَّجَّالَ إِذَا خَرَجَ يَخْرُجُ مِنْ نَحْوِ الْمَشْرِقِ)، روي مرفوعًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. =
= أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (15/ 202: 6792)، والحاكم في المستدرك (4/ 528) من طريق عمرو بن أبي قيس، عن مطرف، عن الشعبي، عن بلال بن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يخرج الدجال من ها هنا، وأشار نحو المشرق" هذا لفظ ابن حبّان ولفظ الحاكم بنحوه. قلت: فيه بلال بن أبي هريرة لم يروِ عنه غير الشعبي، ولم يوثقه غير ابن حبّان، وعليه فهو ضعيف، وعمرو بن أبي قيس، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 426): صدوق له أوهام، وصحّحه الحاكم ووافقه الذهبي. وله طريق آخر عن أبي هريرة. أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 136: 3383) من طريق مجالد، عن الشعبي عن المحرر بن أبي هريرة، عن أبي هريرة، سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الدجال فقال: أحسبه قال: يخرج من نحو المشرق. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 348)، وقال: فيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف، وقد وثق. ولهذا الجزء شواهد صحيحة من حديث فاطمة بنت قيس وأبي بكر رضي الله عنهما. 1 - حديث فاطمة بنت قيس في قصة الجساسة والدجال، وفي آخره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا أنه يخرج من بحر الشام أو بحر اليمن، لا، بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو"، وأما بيده إلى المشرق، قالت، فحفظتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. رواه مسلم في صحيحه (4/ 2261: 2942)، كتاب الفتن باب قصة الجساسة. 2 - حديث أَبِي بَكْرٍ الصدِّيق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان يتبعه أقوام كأن وجوهم المجان المطرقة". أخرجه الإِمام أحمد (1/ 4 و 7)، والترمذي (3/ 243)، وابن ماجه =
= (2/ 506)، والحاكم (4/ 527) من طريق أبي التياح عن المغيرة بن سبيع، عن عمرو بن حريث، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ به بلفظه، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وقال الحاكم: "صحيح الإِسناد"، ووافقه الذهبي. وذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (4/ 122، رقم 1591)، وقال: رجاله ثقات رجال الشيخين غير المغيرة بن سبيع وهو ثقة، وعمرو بن حريث صحابي صغير. فالخلاصة أن هذا الجزء من قول أبي هريرة رضي الله عنه يرتقي بهذه الشواهد والطرق إلى الصحيح لغيره، والله أعلم. وأما قصة الرجل المؤمن مع الدجال، المذكورة في هذا الأثر فله شواهد صحيحه متعددة منها ما يلي: 1 - حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يخرج الدجال فيتوخه قبله رجل من المؤمنين، فتلقاه المسالح مسالح الدجال، فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج، فيقولون له: أوما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء، فيقولون: اقتلوه، فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحد دونه؟ قال فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس، هذا الدجال الذي ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: فيأمر الدجال به فيشج، فيقول: خذوه وشجوه فيوسع ظهره وبطنه ضربًا، قال: فيقول: أوما تؤمن بي؟ قال: فيقول: أنت المسيح الكذاب، قال: فيؤمر به فيوشر بالمنشار من مفرقه، حتى يفرق بين رجليه قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ثم يقول له: قم، فيستوي قائمًا، قال: ثم يقول له، أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلَّا بصيرة، قال، ثم يقول: يا أيها الناس! إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس قال، فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسًا فلا يستطيع إليه سبيلًا، قال: فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به، فيحسب الناس إنما قذفه إلى النار وإنما ألقي في الجنة" فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين". =
= أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2256: 2938)، كتاب الفتن، باب صفة الدجال بلفظه. وأخرجه البخاري أيضًا كما في الفتح (13/ 109)، كتاب الفتن، باب لا يدخل الدجال المدينة ومسلم في الموضع السابق مختصرًا، وذكره في أوله أنه لا يدخل المدينة. 2 - حديث النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الدجال ذات غداة، فذكر الحديث، وفيه: "ثم يدعو رجلًا ممتلئًا شابًا فيضربه بالشيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه"، أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2250: 2937). وأما قوله في آخر الحديث: "وينزل عيسى بن مريم عليه السلام فَإِذَا رَآهُ وَوَجَدَ رِيحَهُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرصاص" له شواهد صحيحة منها ما يلي: 1 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لقيت ليلة أسري به إبراهيم وموسى وعيسى ... وفيه: قال عيسى عليه السلام: ومعي قضيبان فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص". أخرجه الإِمام أحمد (1/ 375)، وابن ماجه (2/ 1365)، والحاكم (4/ 488 و 545)، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وأقرّه الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 79). 2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق ... " وفيه: "فينزل عيسى بن مريم فَأَمَّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكنه يقتله الله بيده فيريهم دمه بحربته". أخرجه مسلم (4/ 2221: 2897)، كتاب الفتن، باب فتح قسطنطينية. فالخلاصة أن حديث الباب وإن كان إسناده ضعيفًا، وهو موقوف على أبي هريرة رضي الله عنه إلَّا أن معناه صحيح لغيره بهذه الشواهد، والله أعلم.
4519 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَذَكَرَ قِصَّةً (¬1)، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما: "أبأرضكم أرضًا يقال لها: كوثى ذَاتُ سِبَاخ وَنَخْلٍ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ فَإِنَّ الدجال يخرج منها". ¬
4519 - درجته: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف، فيه عنعنة عبد الملك بن عمير، وهو مدلس من أصحاب المرتبة الثالثة، وفيه العريان بن الهيثم، وهو مقبول، وهو موقوف على عبد الله بن عمرو. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 133)، وعزاه لمسدد وسكت عليه.
تخريجه: هذا الأثر روي من ثلاثة طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما. الطريق الأولى: رواه أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن العريان بن الهيثم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو رضي الله عنهما أخرجه مسدّد في مسنده كما في المطالب العالية هنا, ولم أجده عند غيره. الطريق الثانية: رواه أبو معاوية محمَّد بن خازم، عن الأعمش، عن أبي قيس، عن الهيثم بن الأسود، قال: خرجت وافدًا في زمان معاوية، فإذا معه على السرير رجل أحمر، كثير غصون الوجه، فقال لي معاوية: تدري من هذا؟ هذا عبد الله بن عمرو، قال: فقال لي عبد الله: ممن أنت؟ فقلت: من أهل العراق، قال: هل تعرفون =
= أرضًا قبلكم كثير السباخ، يقال لها كوثى، قال: قلت: نعم، قال: منها يخرج الدجال، قال: ثم قال: إن للأشرار بعد الأخيار عشرين ومائة سنة، لا يدري أحد من الناس من يدخل أولها. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 150)، ونعيم بن حماد في الفتن (2/ 532: 1504)، كلاهما عن أبي معاوية به، هذا لفظ ابن أبي شيبة، ولفظ نعيم بن حماد مختصر ولم يذكر قصة قدومه إلى معاوية. وتابع أبا معاوية، عيسى بن يونس: أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (2/ 531: 1502) عن عيسى بن يونس، عن الأعمش، به، مختصرًا. قلت: هذا الإِسناد حسن، رواته ثقات، ما عدا أبي قيس وهو عبد الرحمن بن ثروان الأودي، الكوفي، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 337): "صدوق ربما خالف"، وقال الذهبي في الكاشف (2/ 141): ثقة، وفيه الهيثم بن الأسود وهو صدوق كما تقدم في ترجمته آنفًا. الطريقة الثالثة: رواه عبد الرزاق عن معمر، عن محمَّد بن شبيب، عن العريان بن الهيثم، عن عبد الله بن عمرو، فذكر قصة قدوم العريان بن الهيثم على معاوية بنحو ابن أبي شيبة المتقدم. وفي آخره، ثم قال لي (عبد الله بن عمرو) ممن أنت؟ قال: قلت: من أهل العراق أو قال من أهل الكوفة، قال: تعرف كوثى؟ قال: قلت: نعم قال: منها يخرج الدجال. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 395: 20829)، ونعيم بن حماد في الفتن (2/ 532: 1503)، كلاهما عن معمر، به، هذا لفظ عبد الرزاق، ولفظ نعيم بن حماد مختصر ولم يذكر القصة في أوله. وأخرجه الطبراني في الكبير كما في المجمع (7/ 350)، عن العريان بن الهيثم، قال: دخلت على يزيد بن معاوية ... فذكره بنحوه. =
= قلت: رواة هذا الإِسناد ثقات، ما عدا العريان بن الهيثم، فإنه مقبول كما تقدم في ترجمته. والخلاصة أن هذا الأثر روي من طرق متعددة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، بعضها ضعيف، وبعضها حسن، وعليه فإن أثر الباب بمجموع طرقه حسن لغيره، والله أعلم. وله شاهد من حديث ابن مسعود موقوفًا عليه قال: "يخرج الدجال من كوثى". أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 162)، ونعيم بن حماد في الفتن (2/ 531)، وكلاهما عن وكيع، عن سفيان، عن أبي المقدام، عن زيد بن وهب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه به بلفظه. قلت: هذا الإِسناد ضعيف جدًّا، فيه أبو المقدام هشام بن زياد بن أبي يزيد وهو متروك.
4525 - [حدَّثنا (¬1) يحيى، ثنا فِطْرٌ، حدَّثني أَبُو الطُّفَيْلِ قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيثًا فِي الدَّجَّالِ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ حَدِيثًا أَشْرَفَ مِنْهُ، إِنَّهُ يَجِيءُ عَلَى حِمَارٍ، يَأْتِي الرَّجُلُ عَلَى صُورَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ: إِنِّي] (¬2) أَدْعُوكَ إِلَى الْحَقِّ، إِنَّ أمري حق. ¬
4520 - درجته: الأثر بهذا الإِسناد حسن، رواته ثقات ما عدا فطر بن خليفة المخزومي، وهو صدوق، وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 135)، وقال: "رواه مسدّد ورواته ثقات". قلت: هو موقوف على بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وله حكم الرفع، لأن مثله لا يقال بالرأي.
تخريجه: وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 161: 19382). عن وكيع، عن فطر، عن أبي الطفيل، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: يخرج الدجال على حمار، رجس على رجس". وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعًا، ومن حديث حذيفة بن أُسيد رضي الله عنه موقوفًا عليه. 1 - حديث جابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يخرج الدجال في خفة من الدين وإدبار من العلم، وله أربعون ليلة يسيحها في الأرض، اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه، وله حمار يركبه، عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعًا"، الحديث. أخرجه الإِمام أحمد (3/ 367)، والحاكم في المستدرك (4/ 530)، كلاهما =
= من طريق إبراهم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: "وهو على شرط مسلم". وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 344)، وقال: "رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح". 2 - حديث حُذَيْفَةَ بْنِ أُسيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: "لو خرج الدجال اليوم إلَّا ودفنه الصبيان بالخذف، ولكنه يخرج في قلة من الناس ونقص من الطعام وسوء ذات بين، وخفقة من الدين، فتطوى له الأرض ... " الحديث. وفيه: "لا يسخر له من المطايا إلَّا الحمار، فهو رجس على رجس". أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 394: 20827) عن معمر، عن قتادة قال: نادى منادٍ بالكوفة: الدجال قد خرج، فجاء رجل إلى حذيفة بن أُسيد، فقال له: أنت جالس ها هنا وأهل الكوفة يقاتلون الدجال، فقال له حذيفة: اجلس ... ثم قال: إنها كذبة صباغ ثم ذكر الحديث. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 529) من طريق هشام عن قتادة عن أبي الطفيل قال: كنت بالكوفة، فقيل: خرج الدجال ... فذكر قصة بنحو عبد الرزاق، ثم أنه جاء إلى حذيفة بن أُسيد فقال ... فذكر نحوه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: هذا موقوف على حذيفة بن أُسيد، وله حكم الرفع كما تقدم لأنه لا يقال با لرأي. فالخلاصة أن حديث الباب بهذه الشواهد صحيح لغيره، والله أعلم.
4521 - وقال مسدّد أيضًا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عن عبيد بن عمير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أُحَذِّرُكُمُ الدَّجَّالَ ... (¬1) الْحَدِيثَ. *خالفه مُحَاضِرٌ، فَقَالَ: عَنْ هِشَامٍ عَنْ وَهْبٍ، عَنْ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ (¬2)، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ مَعَ إِرْسَالِهِ. ¬
4521 - درجته: حديث الباب بهذا الإِسناد ضعيف، لأنه مرسل، عبيد بن عمير تابعي. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 153)، وقال: رواه مسدّد مرسلًا، وابن حبّان في صحيحه مرفوعًا من طريق وهب بن كيسان عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-.
تخريجه: الحديث مداره على وهب بن كيسان واختلف عليه على وجهين: الوجه الأول: يرويه عبد الله بن داود، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عن عبيد بن عمير، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخرجه مسدّد في مسنده كما في المطالب هنا, ولم أجد من أخرجه غيره وهو مرسل، لأن عبيد بن عبيد لم يسمع من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ورواته ثقات. الوجه الثاني: يرويه محاضر عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه مرفوعًا. أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (15/ 183: 6780)، أخبرنا الحسن بن سفيان، حدَّثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حدَّثنا محاضر، عن هشام بن عروة، به، ولفظه: "ما من نبي إلَّا وقد أنذر أمته من الدجال، وإني سأبين لكم شيئًا تعلمون أنه كذلك، إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، وان بين عينيه مكتوب كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب". =
= قلت: هذا إسناد حسن، رواته ثقات، ما عدا محاضر بن مشروع الهمداني، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 521): "صدوق له أوهام"، ولهذا قال الحافظ في آخر الحديث: "والأول أصح من إرساله". قلت: يتبين مما تقدم أن الوجه الأول هو الراجح، لأنه رواه عبد الله بن داود وهو ثقة، وخالفه محاضر بن مورع الهمداني وهو صدوق له أوهام، إلَّا أن الوجه الأول مرسل كما تقدم، وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. وله طريق آخر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: "إني لأنذركموه، وما من نبي إلَّا أنذر قومه، لقد أنذر نوح قومه، ولكني أقول لكن قولًا لم يقله نبي لقومه، تعلمون أنه أعور وإن الله ليس بأعور". أخرجه البخاري كما في الفتح (6/ 427: 3337) و (6/ 199: 3057)، ومسلم في صحيحه (4/ 2245: 2931). وقوله: "مكتوب بين عينه كافر، يقرؤها كل مؤمن"، يشهد له حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الدجال ممسوح العين، مكتوب بين عينيه كافر، ثم تهجاها (ك ف ر)، يقرؤه كل مسلم". أخرجه البخاري كما في الفتح (13/ 97: 7131)، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال، ومسلم في صحيحه (4/ 2248: 2933)، في الفتن، باب: ذكر الدجال وصفة ما معه (وهذا لفظ مسلم). وجملة القول أن حديث الباب ضعيف بإسناد مسدّد، إلَّا أنه صحيح لغيره مما تقدم. فقوله: (أحذركم الدجال ... " إلى قوله: (إنه أعور)، يشهد له حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وقد تقدم تخريجه. وقوله: (مكتوب بين عينيه كافر) يشهد له حديث أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
4522 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ (¬1) سليمان المخزومي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي أمامة رضي الله عنه، فذكر الحديث (¬2) فِي قِصَّةِ الدَّجَّالِ. *وَهُوَ عِنْدَ ابْنِ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي أمامة رضي الله عنه، وزاد هشام فيه: "فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه" (¬3). ¬
4521 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه إسماعيل بن رافع وهو ضعيف، وهو منقطع بين يحيى بن أبي عمرو وأبي أمامة الباهلي كما قال أبو حاتم وأبو زرعة، لأنه لم يسمع من أحد من الصحابة. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 135)، وقال: رواه ابن أبي عمر والحاكم وصححه.
تخريجه: مدار الحديث على يحيى بن أبي عمرو السيباني واختلف عليه على وجهين. الوجه الأول: رواه عطاء الخراساني وضمرة بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عن عمرو بن عبد الله الحضرمي، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه. =
= أخرجه الحاكم في المستدرك (536/ 4) من طريق يونس بن يزيد عن عطاء الخراساني، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ حديث عمرو الحضرمي، عن أبي أمامة الباهلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يومًا، فكان أكثر خطبته ذكر الدجال، يحدَّثنا عنه حتى فرغ من خطبته فكان فيما قال لنا ... فذكر الحديث في قصة الدجال. وفيه: "فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه وليقرأ فواتح سورة الكهف". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السابقة"، ووافقه الذهبي. أما حديث ضمرة بن ربيعة الفلسطيني: فقد أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 172:7645) من طريق ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمرو، عن عمرو بن عبد الله الحضرمي، به، بنحوه. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه عمرو بن عبد الله الحضرمي، قال عنه الحافظ في التقريب: "مقبول". الوجه الثاني: رواه عطاء الخراساني عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ عَنْ حريث بن عمرو الحضرمي، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه فذكر قصة خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- وذكره الدجال بنحو ما تقدم. أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 171: 7644) من طريق ابن وهب عن يونس بن يزيد عن عطاء الخراساني، به. قلت: هذا إسناد ضعيف فيه حريث بن عمرو الحضرمي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا وذكره ابن حبّان في الثقات، وعليه فهو مجهول. انظر الجرح والتعديل (3/ 263)، والثقات لابن حبّان (4/ 174). فالخلاصة أن الحديث روي من أوجه مختلفة لا يخلو واحد منها عن ضعف، إلَّا أنه بمجموع الطرق حسن لغيره، والله أعلم. وقد صححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي كما تقدم.
4523 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: إِنَّهُ سَأَلَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه عَنِ الدَّجَّالِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ (¬1): إِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ، أَلَا وَإِنَّهُ قَدْ أكل الطعام، ألا وإني عَاهِدٌ إِلَيْكُمْ فِيهِ عَهْدًا لَمْ يَعْهَدْهُ نَبِيٌّ إِلَى أُمَّتِهِ. أَلَا وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُمْنَى مَمْسُوحَةٌ كَأَنَّهَا نُخَاعَةٌ فِي جَانِبِ حَائِطٍ، ألَا وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ. مَعَهُ مِثْلُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَالنَّارُ رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ، وَالْجَنَّةُ غَبْرَاءُ ذَاتُ دُخَانٍ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلَانِ يُنْذِرَانِ أَهْلَ القرى، كلما دخلا قرية أنذار أهلها، فإذا (¬2) خرجا منه دَخَلَ أَوَّلُ أَصْحَابِ الدَّجَّالِ، فَيَدْخُلُ الْقُرَى كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ حُرِّمَتَا عَلَيْهِ، وَالْمُؤْمِنُونَ مُتَفَرِّقُونَ في الأرض، فيجمعهم الله تعالى، فَيَقُولُ رَجُلٌ (مِنْهُمْ) (¬3): وَاللَّهِ لَأَنْطَلِقَنَّ فَلَأَنْظُرَنَّ هَذَا الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَيَقُولُ لَهُ أَصْحَابُهُ: إِنَّا لَا نَدَعُكَ تَأْتِيهِ وَلَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لَا يَفْتِنُكَ لَخَلَّيْنَا سَبِيلَكَ، وَلَكِنَّا نَخَافُ أَنْ يَفْتِنَكَ فَتَتَّبِعَهُ، فَيَأْبَى إلَّا أَنْ يَأْتِيَهُ، فَيَنْطَلِقُ حَتَّى إِذَا أَتَى أَدْنَى مَسْلَحَةٍ مِنْ مَسَالِحِهِ، أَخَذُوهُ، فَسَأَلُوهُ مَا شَأْنُهُ؟ وَأَيْنَ يُرِيدُ؟ فَيَقُولُ: أُرِيدُ الدَّجَّالَ الكذَّاب، فيقولون: أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ، فَيَكْتُبُونَ إِلَيْهِ، إِنَّا أَخَذْنَا رجلًا يقول كذا وكذا، فنقتله أَمْ نَبْعَثُ بِهِ إِلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: أَرْسِلُوا بِهِ إليَّ، فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ عَرَفَهُ بِنَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال له: أنت الدجال الكذاب الذي أنذرنا مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال له الدجال: أنت تقول ذلك؟ ¬
لتطيعني (¬4) فيما آمرك به أو لأشقَّنك شقتين، فَيُنَادِي الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فِي النَّاسِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ! هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ، فَيَأْمُرُ بِهِ فَمَدَّ رجليه (¬5) ثم أمر بحديدة فوضعت على عجيب ذنبه فشقه شقتين، ثُمَّ قَالَ الدَّجَّالُ لِأَوْلِيَائِهِ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَحْيَيْتُ لَكُمْ هَذَا، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَبُّكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَأْخُذُ عَصًا فَيَضْرِبُ (¬6) (بِهَا) (¬7) إِحْدَى شِقَّيْهِ أَوِ الصَّعِيدِ، فَاسْتَوَى قَائِمًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أولياؤه صدقوه، وأحبوه وأيقنوا به أَنَّهُ رَبُّهُمْ وَاتَّبَعُوهُ، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ: أَلَا تُؤْمِنُ بِي؟ فَقَالَ: أَنَا الْآنَ أَشَدُّ بَصِيرَةً فِيكَ مِنِّي، ثُمَّ نَادَى فِي النَّاسِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ، مَنْ أَطَاعَهُ فَهُوَ فِي النَّارِ وَمَنْ عَصَاهُ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ الدَّجَّالُ: لَتُطِيعَنِّي أَوْ لَأَذْبَحَنَّكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أُطِيعُكَ أَبَدًا، إِنَّكَ لَأَنْتَ الكذاب، فأمر به، فاضطجع وَأَمَرَ بِذَبْحِهِ فَلَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، لَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ إلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، فَأَخَذَ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فألقي في النار وهي غير (¬8) ذَاتُ دُخَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ذَلِكَ الرَّجُلُ أَقْرَبُ أُمَّتِي (مِنِّي) (¬9) وأرفعهم درجة" قال أبو سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قُلْتُ: فَكَيْفَ يَهْلِكُ؟ قَالَ: الله أعلم. قلت: إن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام هُوَ يُهْلِكُهُ؟ [قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ (¬10)، غَيْرَ أَنَّ الله تعالى مهلكه (¬11) ومن معه. قلت: فماذا يكون بعده؟ ¬
قَالَ: حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أَنَّ النَّاسَ يَغْرِسُونَ بَعْدَهُ الْغُرُوسَ، وَيَتَّخِذُونَ مِنْ بَعْدِهِ الْأَمْوَالَ" قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! أَبْعَدَ الدَّجَّالِ؟: قَالَ: نَعَمْ، فَيَمْكُثُونَ فِي الْأَرْضِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثُوا، ثُمَّ يُفْتَحُ (¬12) يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، فَيَهْلِكُونَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إلَّا مَنْ تَعَلَّقَ بِحِصْنٍ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَقَالُوا: إِنَّمَا بَقِيَ من في الحصون ومن في السماء، فيمرون بسهامهم، فخرت عليه متغيرة (¬13) دَمًا، فَقَالُوا: قَدِ اسْتَرَحْتُمْ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ، وَبَقِيَ مَنْ فِي الْحُصُونِ، فَحَاصَرُوهُمْ حَتَّى اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْحَصَرُ وَالْبَلَاءُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أرسل الله تعالى عَلَيْهِمْ نَغَفًا (¬14) فِي أَعْنَاقِهِمْ، فَقَصَمَتْ أَعْنَاقَهُمْ، فَمَالَ بعضهم على بعض موتى، فقال رجل: قتلهم رب الكعبة، قال: إنما يفعلون ذلك مُخَادَعَةً، فَنَخْرُجُ إِلَيْهِمْ فَيُهْلِكُونَا كَمَا أَهْلَكُوا إِخْوَانَنَا، فَقَالَ: افْتَحُوا لِيَ الْبَابَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: لَا نَفْتَحُ فَقَالَ: دَلُّونِي بِحَبْلٍ، فَلَمَّا نَزَلَ وَجَدَهُمْ مَوْتَى، فَخَرَجَ النَّاسُ مِنْ حُصُونِهِمْ. فحدَّثني أَبُو سعيد رضي الله عنه أن مواشيهم (جعلها) (¬15) الله تعالى لَهُمْ حَيَاةً يَقْتَضِمُونَهَا، مَا يَجِدُونَ غَيْرَهَا، قَالَ: وحدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَنَّ النَّاسَ يَغْرِسُونَ بَعْدَهُمُ الْغُرُوسَ، وَيَتَّخِذُونَ الْأَمْوَالَ، قال: قلت: فسبحان اللَّهِ! أَبَعْدَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَبَيْنَمَا هم في تجاراتهم (¬16) إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَتَى أَمْرُ الله ففزع أهل الأرض حين ¬
سَمِعُوا الدَّعْوَةَ، وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَى تِجَارَتِهِمْ (¬17) وَأَسْوَاقِهِمْ وَصِنَاعَتِهِمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نُودُوا مَرَّةً أُخْرَى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أَتَى أَمْرُ اللَّهِ، فَانْطَلَقُوا نَحْوَ الدَّعْوَةِ الَّتِي سَمِعُوا، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَفِرُّ مِنْ غَنَمِهِ وسلعه قبل الدعوة [إذ لقوا الله، وَذُهِلُوا فِي مَوَاشِيهِمْ، وَعِنْدَ ذَلِكَ عُطِّلَتِ الْعِشَارُ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ يَسْعَوْنَ قِبَلَ الدَّعْوَةِ؟ (¬18)] إِذْ لَقُوا اللَّهَ تَعَالَى فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ، ونفخ في الصور فصعق من في السماوات وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ، فَمَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ مرة أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ تَجِيءُ جَهَنَّمُ لَهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ثُمَّ يُنَادَى"، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. * وَقَدْ أَخْرَجَ أَصْحَابُ السُّنَنِ مِنْهُ قِصَّةَ الشَّفَاعَةِ، وَقِصَّةَ بَعْثِ النَّارِ وَغَيْرَ ذَلِكَ، وَفِي سِيَاقِ هَذَا بَعْضُ مُخَالَفَةٍ وَمَا فِي الصحيح أصح، وبالله التوفيق. ¬
4523 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأنه مسلسل بالضعفاء، وعطية العوفي مدلس أيضًا، وقد وضعه الحافظ من أصحاب المرتبة الرابعة من المدلسين وعليه فإن عنعنته لا تقبل وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 337)، بنحوه مختصرًا، وقال: "هو في الصحيح باختصار، ورواه أبو يعلى والبزار ... ، وعطية ضعيف وقد وثق". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 136 - 137)، (بطوله)، وقال: "رواه أبو يعلى والحاكم ومدار طرق حديث أبي سعيد على عطية العوفي وهو ضعيف".
تخريجه: لم أجد من أخرجه بهذا الإِسناد بطوله. وقد أخرجه عبد بن حميد في المنتخب في مسنده (ص 282: 897)، والبزار =
= كما في الكشف (4/ 140 - 142) وأبو يعلى في مسنده (2/ 332: 1074) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة، عن الحجاج بن أرطاة. وأخرجه البزّار في نفس الموضع من طريق عبد العزيز بن مسلم، ثنا الأعمش. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 537 - 539) من طريق أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن عن فراس. ثلاثتهم عن عطية العوفي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنه لم يكن نبي إلَّا وقد أنذر الدجال أمته، وإني أنذركموه، إنه أعور ذو حدقة جاحظة، ولا تخفى كأنها نخاعة في جنب جدار، وعينه اليسرى كأنها كوكب دري، ومعه مثل الجنة ومثل النار، وجنته غبراء ذات دخان، وناره روضة خضراء ... الحديث، فذكروا الحديث مختصرًا في قصة الدجال ولم يذكروا قصة خروج يأجوج ومأجوج في آخره، وسياق الحاكم أطول من غيره. وقال الحاكم: "هذا أعجب حديث في ذكر الدجال، تفرّد به عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري ولم يحتج الشيخان بعطية"، وقال الذهبي: "عطية ضعيف". فالخلاصة أن الحديث بهذا الإِسناد مداره على عطية العوفي وهو ضعيف. وله طريق آخر: أخرجه الإِمام أحمد (3/ 79) عن عبد المتعال بن عبد الوهاب، ثنا يحيى بن سعيد الأموي، ثنا مجالد، عن أبي الوداك. قال: قال لي أبو سعيد: هل يقر الخوارج بالدجال؟ قلت: لا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-"إني خاتم ألف نبي، وأكثر ما بعث نبي يتبع، إلَّا وقد حذر أمته الدجال، وإني قد بيّن لي من أمره ما لم يتبين لأحد، وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، وعينه اليمنى عوراء جاحظة، ولا تخفى كأنها نخامة في حائط مجصص وعينه اليسرى كأنها كوكب دري. معه من كل لسان، ومعه صورة الجنة خضراء يجري فيها الماء، وصورة النار سوداء تداخن". =
= قلت: هذا إسناد ضعيف أيضًا، فيه مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، ضعيف، وفيه شيخ الإِمام أحمد، عبد المتعال بن عبد الوهاب، ذكره الحافظ في تعجيل المنفعة (ص 176)، وذكر أنه روى عنه ثلاثة ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا وعليه فهو مجهول. قد جاء بعض الحديث في صحيح مسلم، فقد أخرجه مسلم (4/ 2256: 2938) في الفتن، باب في صفة الدجال وتحريم المدينة عليه، وقتله المؤمن، وإحيائه، ومن طريق عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وأبي الودّاك كلاهما عن أبي سعيد رضي الله عنه رفعه (تقدم لفظه في تخريج حديث رقم 4518). ولقوله في أول الحديث: (إِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ) شاهد من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخرجه البخاري مع الفتح (6/ 427: 3337) ومسلم في صحيحه (4/ 2245: 2931)، وأحمد في المسند (2/ 148) كلهم من طرق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر، به بنحوه، وتقدم لفظه في تخريج حديث رقم (4521). ولقوله: "ثُمَّ يُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ فَيَهْلِكُونَ مَنْ فِي الأرض ... إلى قوله: فخرت عليهم متغيرة دمًا) شاهد من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه في حديث الدجال الطويل وفي آخره: (ويبعث الله يأجوج ومأجوح، وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء ... ثم يسيرن حتى ينتهوا إلى جبل الخمرة، وهو جبل بيت المقدس، فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دمًا". أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2254: 2937)، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال، من طريق يحيى بن جابر، الطائي قاضي حمص، حدَّثني عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نفير الحضرمي، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به. =
= وجملة القول أن حديث الباب ضعيف بإسناد أحمد بن منيع، وكثير من لفظه أخرجه مسلم ولبعضه شواهد صحيحة فهو صحيح لغيره، وبعضه مما لم يخرجه مسلم ولا شاهد له أخرجه الإِمام أحمد في الطريق الأخرى، وهي وإن كانت ضعيفة لضعف مجالد، وجهالة شيخ الإِمام أحمد إلَّا أنها تتقوى بطريق عطية فيكون لفظها حسنًا لغيره، واللفظ الزائد عما في الطريقتين اللتين أخرجهما مسلم والطريق الذي أخرجه الإِمام أحمد، ولا شاهد له، هذا اللفظ يبقى على ضعفه، ولهذا قال الحافظ ابن حجر في آخره: "وفي سياق هذا بعض مخالفة".
4524 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ (أَبِي) (¬1) إسرائيل، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الدجال قد أكل ومشى في الأسواق". ¬
4524 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 138)، وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
تخريجه لم أجده في مسند أبي يعلى المختصر ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير. وللحديث شواهد من حديث عمران بن حصين، وأبي سعيد الخدري، ومعقل بن يسار رضي الله عنهم. 1 - حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "النقد أكل الطعام ومشى في الأسواق" (يعني الدجال). أخرجه الحميدي في مسنده (2/ 368: 832)، والإِمام أحمد في المسند (4/ 444)، والطبراني في الكبير (18/ 155: 339) والآجري في الشريعة (ص 374) كلهم من طريق سفيان عن ابْنُ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين رضي الله عنه، مرفوعًا، به. هذا لفظ أحمد، وألفاظ غيره بنحوه إلَّا الحميدي فقد زاد في أوله قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أما أنا فلا آكل متكئًا، وأما إنه قد أكل الطعام"، فذكره، بنحوه. قلت: هذا الإِسناد ضعيف، لأن فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، =
= وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 2)، وقال: "رواه أحمد والطبراني، وفي إسناد أحمد علي بن زيد وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح، وفي إسناد الطبراني محمَّد بن منصور النحوي، ولم أعرفه وبقية رجال رجال الصحيح". قلت: لم أجد "محمَّد بن منصور" في إسناد الطبراني، وإنما رواه بنفس إسناد أحمد والحميدي كما تقدم أنفًا، وأما قوله: بأن حديث علي بن زيد حسن، فلعله يقصد حسنًا لغيره بالمتابعات، وإلَّا فهو ضعيف، وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير (3/ 18: 4792). وله طريق آخر: أخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (1/ 184: 25) حدَّثنا عبد الرحمن بن عبد الله قراءة عليه، قال: حدَّثنا أبو الحسن علي بن محمَّد بن زيد العلوي، الكوفي، قال: حدَّثنا محمَّد بن عبد الله بن سليمان المعروف بمطين، قال: حدَّثنا عيسى بن سالم البغدادي، قال: حدَّثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنِ ثلاثة وهي من قومه منهم أبو قتادة قال: كنا نمر على هشام بن عامر إلى عمران بن حصين فقال: إنكم لتجاوزنني إلى رجال ما كانوا أحضر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مني، ولا أعلم بأحاديثه، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أكبر من الدجال، قد أكل الطعام ومشى في الأسواق". قلت: هذا الإِسناد صحيح رواته ثقات، وعليه فإن الحديث من رواية عمران بن حصين صحيح بهذا الإِسناد. 2 - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، في قصة الدجال تقدم برقم (4523) وفيه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدجال، ألا وإنه قد أكل الطعام" ... الحديث. 3 - حديث مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لقد أكل الطعام ومشى في الأسواق يعني الدجال". =
= رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد (8/ 2)، وقال: رجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد بن جدعان وهو لين، وثقه العجلي وغيره وضعّفه جماعة. قلت: تقدم أن علي بن زيد بن جدعان ضعيف، وعليه فإن هذا الإِسناد ضعيف فالخلاصة أن حديث الباب بهذه الشواهد حسن لغيره، ومعناه صحيح من طرق أخرى، والله أعلم.
4525 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ مطير، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عَنْهُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لم يسلط على الدجال إلَّا عيسى بن مريم عليه السلام" (¬1). ¬
4525 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فيه موسى بن مطير وأبوه، وكلاهما متروك. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 138)، "رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف لضعف موسى بن مطير". وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير (3/ 31: 4764)، وقال: "ضعيف جدًا"، وأحال بمتنه على الضعيفة (ح 4327).
تخريجه: ولم أجد من أخرجه سواه. للحديث شواهد صحيحة منها ما يلي: 1 - حديث النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- الدجال ذات غداة، وفيه: "أن المسيح ابن مريم يطلب الدجال حتى يدركه بباب لُدّ فيقتله" أخرجه مسلم (4/ 2250)، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال. 2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق ... الحديث، وفيه: فينزل عيسى بن مريم فَأَمَّهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لأنذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده". =
= أخرجه مسلم (4/ 2221: 2987)، كتاب الفتن، باب فتح قسطنطينية. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، ومجمع بن جارية، وأبي أمامة الباهلي، وغيرهم من الصحابة. فالخلاصة أن حديث الباب وإن كان ضعيفًا جدًا بهذا الإِسناد، إلَّا أن معناه صحيح بهذه الشواهد، والله أعلم.
4526 - [1] قال (¬1) إسحاق، أنا جرير، أنا (¬2) المغيرة، أنا (¬3) الشَّعْبِيِّ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ فِي قِصَّةِ الدجال قالت: وأنه فيكم أيتها الأمة. [2] أنا معاذ بن هشام، حدَّثنا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ، فِي قِصَّةِ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ مَعَ الدَّجَّالِ، وَفِي أَوَّلِهِ حدَّثني تَمِيمٌ بِحَدِيثٍ فَرِحْتُ بِهِ، فَأَرَدْتُ (¬4) أَنْ أحدَّثكموه فَتَفْرَحُوا (¬5) بِهِ كَمَا فَرِحَ بِهِ نبيّكم. [3] وفيه: أنا أبو أسامة، ثنا (¬6) الْمُجَالِدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِالْحَدِيثِ. وَفِيهِ: أن تميمًا أتاني وأخبرني خبرًا مَنَعَنِي الْقَيْلُولَةَ مِنَ الْفَرَحِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ. [4] وَفِيهِ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: فَلَقِيتُ الْمُحَرَّرَ بْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ: حدَّثني أَبِي، بِهِ. وَزَادَ: فَخَبَطَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ قريب من عشرين مرة. [5] أنا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حدَّثني مَنْ سَمِعَ الشَّعْبِيَّ زَادَ فِيهِ. أَنَّهُ سَأَلَهُمْ هَلْ بَنَى الناس ثقة (¬7)، وَفِيهِ أَنَّهُ ضَرَبَ قَدَمُهُ بَاطِنَ قَدَمِهِ، وَفِيهِ أنه قال من قبل العراق. ¬
4526 - درجته: الطريق الأولى: ذكرها إسحاق في مسنده (5/ 219: 2360). ونسبها المزي في تحفة الأشراف (12/ 466: 18027)، للنسائي في الكبرى (356: 5)، عن محمَّد بن قدامة، عن جرير، به. وأخرجها البغوي (65/ 15: 4268)، من طريق جعفر بن محمَّد بن الحجاج بن فرقد، نا عبد الله بن جعفر، نا عيسى بن يونس، نا عمران بن سليمان عن الشعبي، به. والطبراني في الكبير (24/ 391: 959)، من طريق أبي شعيب الحراني، ثنا عبد الله بن جعفر، به. وابن حبّان (15/ 195: 6788)، قال: أخبرنا عمر بن محمَّد الهمداني، قال: حدَّثنا عبد الملك ابن سليمان القرقساني، قال: حدَّثنا عيسى بن يونس، به. هذا الطريق رجاله ثقات عند إسحاق. الطريق الثانية: ذكرها إسحاق (5/ 220: 2361). وأخرجها الترمذي (4/ 452: 2253)، قال: حدَّثنا محمَّد بن بشار، حدَّثنا معاذ بن هشام.
تخريجه: هذا الطريق رجاله ثقات، وقتادة مدلس وقد عنعن، ومع ذلك صححه الترمذي. الطريق الثالثة: ذكرها إسحاق (5/ 221: 2362). وأخرج أحمد (6/ 373)، هذا اللفظ من طريق يحيى بن سعيد، ثنا مجالد، به. =
= وابن أبي شيبة (15/ 154) من طريق علي بن مسهر عن مجالد، به. والحميدي (1/ 177: 464)، من طريق سفيان ثنا مجالد، به. وابن ماجه (2/ 1354: 4074)، من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا أبي، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، ثنا مجالد، به والآجري في الشريعة (2/ 200: 940)، قال حدَّثنا أبو جعفر الحلواني، حدَّثنا خلف البزّار، حدَّثنا أبو شهاب الحناط. مجالد فيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. الطريق الرابعة: ذكرها إسحاق (5/ 223: 2364). موافقة محرر عن أبي هريرة أخرجها أحمد (6/ 374) من طريق يحيى بن سعيد، ثنا مجالد، حدَّثنا الشعبي، به. والطبراني في الكبير (24/ 393: 961)، من طرق عن مجالد، به. والحميدي (1/ 178: 364)، من طريق سفيان، ثنا مجالد عن الشعبي، به. أخرج الإِشارة للمشرق الطبراني في الكبير (24/ 392: 960)، قال: حدَّثنا الحسين بن إسحاق، ثنا عثمان بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا محمَّد بْنُ فُضَيْلٍ عن الشيباني، عن الشعبي، به. وأخرجه ابن منده في الإيمان (2/ 951: 1057)، قل: أخبرنا محمَّد بن الحسين بن الحسن، نا أحمد بن الأزهر بن منيع، ثنا أسباط بن محمَّد عن سليمان الشيباني، عن عامر الشعبي، به، مجالد فيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. الطريق الخامسة: ذكرها إسحاق (5/ 224: 2365). وأخرجه مسلم (4/ 2264: 2942)، من طريق الحسين بن ذكوان حدَّثنا ابن بريدة، حدَّثنا الشعبي عن فاطمة وفيه: "إلَّا أنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق وأومأ بيده إلى المشرق. =
= وأخرجه أبو داود (4/ 118: 4326)، من طريق حسين المعلم، ثنا ابن بريدة، به. والطبراني في الكبير (2/ 3884: 958)، من طريق حسين المعلم به. كما أخرجه في الكبير (24/ 386: 957)، من طريق جعفر بن حيان عن الشعبي. إسناد إسحاق فيه رجل مجهول. (سعد).
43 - [باب يأجوج ومأجوج]
43 - [باب يأجوج ومأجوج] (¬1) 4527 - حدَّثنا المغيرة بن مسلم، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ (¬2) جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما فَذَكَرَ حَدِيثًا مَرْفُوعًا، قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ يحدَّثنا: أَنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِنْ وَلَدِ آدَمَ، وَأَنَّهُمْ لو أرسلوا على الناس لأفسدوا معايشهم، وَلَنْ يَمُوتَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إلَّا تَرَكَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَلْفًا فَصَاعِدًا، وَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِمْ ثَلَاثَ أمم: تأويل (¬3)، وتاريس، ومنسك" (¬4). ¬
4527 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه أبو إسحاق السبيعي وقد اختلط، ولا يعرف سماع المغيرة بن مسلم عنه هل كان قبل اختلاطه أو بعده، كما أنه مدلس من المرتبة =
= الثالثة وقد عنعن، وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 139)، وعزاه لأبي داود الطيالسي وسكت عليه. قلت: الظاهر من سياق الحديث أنه موقوف على عبد الله بن عمرو بن العاص.
تخريجه: الحديث مداره على أبي إسحاق السبيعي واختلف عليه على أربعة أوجه وهي كالآتي: الوجه الأول: رواه كل من المغيرة بن مسلم، وسفيان الثوري، وشعبة، ومعمر، عن أبي إسحاق السبيعي، عن وهب بن جابر الخيواني، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنه موقوفًا عليه. أما حديث المغيرة بن مسلم: فقد أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 351: 2282)، عنه، به. وأما حديث سفيان الثوري: فقد أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (17/ 88)، من طريق سفيان الثوري عن أبي إسحاق، به. وأما حديث معمر: فقد أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 384: 208810)، ومن طريقه نعيم بن حماد في الفتن (2/ 590: 1642)، والحاكم في المستدرك (4/ 500)، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر الخيواني قال: كنت عند عبد الله بن عمرو بن العاص فقدم عليه قهرمان من الشام، وقد بقيت ليلة من رمضان، فقال له عبد الله: هل تركت عند أهلي ما يكفيهم؟ قال: قد تركت عندهم نفقة، فقال عبد الله: عزمت عليك لما رجعت، وتركت لهم ما يكفيهم فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "كفى إثمًا أن يضيع الرجل من يقوت" قال، ثم أنشأ يحدَّثنا قال: ... فذكر الحديث. وفيه: قال، وذكر يأجوج ومأجوج قال: "ما يموت الرجل منهم حتى يولد له من صلبه ألف، وإن من ورائهم ثلاث أمم، ما يعلم عدتهم إلَّا الله: منسك، وتأويل، وتاويس" هذا لفظ عبد الرزاق ولفظ الحاكم بنحوه، ولفظ نعيم بن حماد مختصر، =
= ولم يذكر إلَّا قصة يأجوج ومأجوج بنحوه، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وأما حديث شعبة: فقد أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (2/ 595: 1656)، عن محمَّد بن جعفر، والحاكم في المستدرك (4/ 490) من طريق عاصم بن علي، كلاهما عن شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو قال: إن يأجوج ومأجوج يمرّ أولهم بنهر مثل الدجلة، فيمز آخرهم فيقولون: قد كان في هذه مرة ماء، ولا يموت رجل منهم إلَّا وترك من ذريته ألفا فصاعدًا، ومن بعدهم ثلاث أمم، ولا يعلم عدتهم إلَّا الله، تأويل وتاريس، وناسك أو نسك" الشك من شعبة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، ولا يضر اختلاط أبي إسحاق السبيعي، لأن الذين رووا عنه هذا الوجه هم من القدماء الذين سمعوا منه قبل اختلاطه مثل سفيان الثوري، وشعبة، وغيرهما, ولا يضر تدليسه أيضًا لأنه صرح بالسماع بينه وبين وهب بن جابر، كما تقدم ذلك في حديث شعبة عنه، وقد تقدم ذكره في "الفتن" لنعيم بن حماد وفي "المستدرك" للحاكم، ثم إن شعبة إذا روى عنه فهي مقبولة ولو كانت بالعنعنة؛ لأنه كفانا تدليسه. الوجه الثاني: رواه المغيرة بن مسلم، عن أبي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنه مرفوعًا. أخرجه الطبراني كما في "النهاية في الفتن والملاحم" (ص 103)، من طريق أبي داود الطيالسي عن المغيرة بن مسلم، به، ورواه عبد بن حميد في التفسير، وابن المنذر وابن مردويه، والبيهقي في البعث والنشور كما في كنز العمال (14/ 341)، ولفظه مثل لفظ حديث الباب. وفيه أبو إسحاق السبيعي وهو مختلط ومدلس، والراوي عنه المغيرة بن مسلم =
= لم ينص أحد أنه سمع عنه قبل اختلاطه، ولم يصرّح أبو إسحاق فيه بالسماع بينه وبين وهب بن جابر الخيواني، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 6)، وقال: "رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله ثقات". وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (5/ 196): "هذا حديث غريب بل منكر ضعيف". وقال في "النهاية في الفتن والملاحم" (ص 103)، وهذا حديث غريب، وقد يكون من كلام عبد الله بن عمرو، والله أعلم. ويؤيده ما تقدم من الوجه الأول، وقد رواه جماعة ثقات، ومنهم القدماء الذين رووا عنه قبل اختلاطه. الوجه الثالث: رواه معمر، عن أبي إسحاق السبيعي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه موقوفًا عليه، أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (17/ 89)، من طريق معمر، به. الوجه الرابع: رواه زيد بن أبي أنيسة عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: " إن يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفا من الذرية، وإن من ورائهم أممًا ثلاثة: منسك وتأويل، وتاريس، لا يعلم عددهم إلَّا الله". أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (15/ 240: 6828)، من طريق زيد بن أبي أنيسة عنه، به. ويتبين من دراسة هذه الأوجه أن الوجه الأول منها هو الراجح، وذلك لأسباب تالية: 1 - إن الوجه الأول يرويه جماعة ثقات، ومنهم القدماء الذين رووا عن أبي إسحاق قبل اختلاطه، مثل شعبة وشفيان الثوري، بخلاف الأوجه الأخرى فقد تفرّد في كل وجه منها راوٍ واحد، ولم ينص على أن هؤلاء رووا عن أبي إسحاق قبل اختلاطه. =
= 2 - إن أبا إسحاق مدلس من المرتبة الثالثة، وقد جاء التصريح بالسماع بينه وبين وهب بن جابر في الوجه الأول كما تقدم في رواية شعبة عنه، بخلاف الأوجه الأخرى فإنه رواها عن وهب بن جابر بالعنعنة، وعليه فإن الوجه الأول صحيح، والأوجه الأخرى ضعيفة. فالخلاصة: أن حديث الباب صحيح موقوفًا على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وله حكم الرفع؛ لأنه من الأمور الغيبية التي لا يقال فيها بالرأي، والله أعلم. ولقوله: (إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم) شاهد من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يوم القيامة: يا آدم! يقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، فيقول: اخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد، قالوا: وأينا ذلك الواحد؟ قال: ابشروا، فإن منكم رجلًا ومن يأجوج ومأجوج ألف، ثم قال: والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، ... الحديث. أخرجه البخاري في صحيحه كما في الفتح (6/ 440: 3348)، كتاب الأنبياء، باب قصة يأجوج ومأجوج.
4528 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ معاوية، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه قال: "يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم" (¬1). ¬
4528 - درجته: والحديث بهذا الإِسناد حسن، فيه عاصم بن أبي النجود الأسدي، وهو صدوق، وبقية رجاله ثقات، وهو موقوف على أبي هريرة رضي الله عنه وروى عنه مرفوعًا كما سيأتي في التخريج. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل139)، وقال: "رواه أبو يعلى موقوفًا وابن حبّان في صحيحه مرفوعًا".
تخريجه: والحديث روي مرفوعًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي السد قال: "يحفرونه كل يوم، حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم: ... ارجعوا فستخرقونه غدًا، قال: فيعيده الله كأشد ما كان، حتى إذا بلغ مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدًا إن شاء الله، واستثنى، قال فيرجعون فيجدونه كهيئته حين تركوه، فيخرقونه ويخرجون على الناس" ... الحديث. أخرجه أحمد في المسند (2/ 510 - 511)، والترمذي مع التحفة (8/ 474: 3161)، في تفسير القرآن، باب ومن سورة الكهف، وابن ماجه (2/ 136: 4050)، في الفتن، باب: فتنة الدجال وابن حبّان كما في الإِحسان (15/ 242: 6829)، والحاكم في المستدرك (4/ 488). كلهم من طرق عن قتادة، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه مرفوعًا به، وهذا لفظ الترمذي وألفاظ غيره بنحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين =
= ووافقه الذهبي. قلت: هذا الإِسناد صحيح، رجاله ثقات، إلَّا أن قتادة مدلس من أصحاب المرتبة الثالثة، ولكن تدليسه لا يضر هنا فقد جاء التصريح بالتحديث بينه وبين أبي رافع في رواية سليمان التيمي عند ابن حبّان، ورواية سعيد بن أبي عروبة عند أحمد في الموضع المذكور، وقد أشار إليه الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 116). فالخلاصة أن حديث الباب بهذا الطريق صحيح لغيره، والله أعلم.
4529 - حدَّثنا غسان (¬1) وهو ابن الربيع، ثنا موسى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تقوم الساعة على مؤمن، يبعث الله تعالى رِيحًا، فَتَهُبُّ فَلَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إلَّا مَاتَ" (¬2). ¬
4529 - درجته. الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فيه موسى بن مطير وأبوه وكلاهما متروك. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 139)، وقال: "رواه أبو يعلى وفي سنده موسى بن مطير وهو ضعيف".
تخريجه: ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 339)، ترجمة (موسى بن مطير) بمثله، وأخرجه أيضًا في الموضع المذكور عن حمران بن عمر، ثنا غسان بن الربيع، به، بمثله. وللحديث شواهد صحيحة من حديث أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، والنواس بن سمعان وغيرهم. 1 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يبعث ريحًا من اليمن ألين من الحرير، فلا تدع أحدًا في قلبه مثقال حبَّة -وفي رواية مثقال ذرة- من إيمان إلَّا قبضته". أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 109: 117)، كتاب الإيمان رقم (185) والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 109)، وابن منده في كتاب الإيمان (2/ 534: 450) والحاكم في المستدرك (4/ 455) وأبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (2/ 952: 539)، كلهم من طريق صفوان، عن عبد الله بن سلمان الأغر، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، به، قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، =
= ووافقه الذهبي. 2 - حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه، في ذكر الدجال ونزول عيسى عليه السلام مرفوعًا قال: ثم يرسل الله ريحًا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثال ذرة من خير -أو إيمان- إلَّا قبضته، حتى لو كان أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه" قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2259: 2940)، كتاب الفتن رقم (116)، والإِمام أحمد في المسند (2/ 166)، كلاهما من طريق شعبة، عن النعمان بن سالم، قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي، يقول سمعت عبد الله بن عمرو وجاءه رجل ... فذكر قصة ثم ذكره مرفوعًا. 3 - حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه، مرفوعًا في ذكر الدجال وما يكون من الرخاء بعد نزول عيسى عليه السلام وقتل الدجال، قال: "فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحًا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس، يتهارجون فيها تهارج الحمير فعليهم تقوم الساعة". أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2255)، في آخر الحديث (2937)، كتاب الفتن رقم (110) والإِمام أحمد في المسند (4/ 181)، والإِمام الترمذي في جامعه (5/ 513: 2240)، كتاب الفتن، باب ما جاء في فتنة الدجال، وابن ماجه في سننه (2/ 1359: 4075)، كتاب الفتن، باب فتنة الدجال وخروج يأجوج ومأجوج، والحاكم في المستدرك (4/ 493 - 494)، كلهم من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حدَّثني يحيى بن جابر الطائي، حدَّثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ذات غداة ... الحديث. فالخلاصة أن حديث الباب ضعيف جدًا بالإِسناد المتقدم لكن معناه صحيح بالشواهد المذكورة، والله أعلم.
4530 - حدَّثنا عبد الغفار، ثنا علي بن مسهر، عن سعد بن طارف، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه أُرَاهُ عَنِ (¬1) النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ ريحًا حمراء من اليمن، فيكفت الله عَزَّ وَجَلَّ بها [كل نفس تؤمن] (¬2) باللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَمَا [يُنْكِرُهَا النَّاسُ مِنْ قلة] (¬3) من يموت فيها، مَاتَ شَيْخٌ فِي بَنِي فُلَانٍ (مَاتَتْ) (¬4) عَجُوزٌ في بني فلان. (ويسرى) (¬5) على (¬6) كتاب الله تعالى، فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ فَمَا يَبْقَى عَلَى [الْأَرْضِ (مِنْهُ)] (¬7) (¬8) آيَةٌ، وَتُلْقِي الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَلَا يُنْتَفَعُ بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ [اليوم، فيمر بها، (¬9) الرجل، فيضربها برجليه، فيقول: في هذه كان يقتل من قبلنا، وأصبحت اليوم لا ينتفع بها". ¬
4535 - درجته: إسناده ضعيف، فيه عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الموصلي، ولم أجد من ذكره بجرح أو تعديل، وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 139)، وقال: "رواه =
= أبو بكر بن أبي شيبة وعنه ابن حبّان في "صحيحه" وسكت عليه. قلت: عزوه لأبي بكر بن شيبة وَهْمٌ منه، فقد عزاه الحافظ ابن حجر إلى أبي يعلى، ورواه ابن حبّان عنه لا عن أبى بكر بن أبي شيبة، انظر تخريجه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (11/ 66: 6203)، إلى قوله: (مات عجوز في بني فلان) بنحوه مختصرًا، ومن طريقه أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (15/ 266: 6853)، وأصل حديث أبي هريرة في الريح التي تقبض أرواح المؤمنين، أخرجه مسلم (1/ 109)، تقدم تخريجه في حديث رقم (4529). وقوله في الحديث: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رِيحًا حمراء ...) له شواهد صحيحة متعددة تقدم ذكرها في تخريج حديث رقم (4529)، وهو بهذه الشواهد صحيح لغيره. وقوله في الحديث: (ويُسْرَى على كتاب الله تعالى فيرفع إلى السماء ...) له شاهد من حديث حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: يدرس الإِسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يدرى ما صيام، ولا صلاة، ولا نسك ولا صدقة، وليسرى على كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية: ... الحديث. أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1344: 4049)، والحاكم في المستدرك (4/ 473)، من طريق أبي معاوية، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به، مرفوعًا. قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وصححه الحاكم على شرط مسلم، وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه (3/ 254): إسناده صحيح. =
= وقوله: (وَتُلْقِي الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ... إلى قوله: (لا ينتفع بها). أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 701: 1013)، من طرق عن محمد بن فضيل، عن أبيه، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه مرفوعًا بنحوه. فالخلاصة أن الحديث ضعيف بإسناد أبي يعلى، إلَّا أن معناه صحيح لغيره بالشواهد المتقدمة، والله أعلم.
44 - باب فتنة القبر وعذاب القبر
44 - بَابُ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ 4531 - قَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا سعد (¬1) بن إبراهيم، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: يَا عُمَرُ (¬2)، كَيْفَ بِكَ إِذَا أَنْتَ متَّ، فَقَاسُوا لَكَ ثَلَاثَةَ أَذْرُعٍ وَشِبْرًا، فِي ذِرَاعٍ وشبر، ثم رجعوا إليك فَغَسَّلوا وكَفَّنوك وحَنَّطوك، ثُمَّ احْتَمَلُوكَ حَتَّى يَضَعُوكَ فِيهِ، ثُمَّ هَيَّلوا عَلَيْكَ التُّرَابَ، فَإِذَا انْصَرَفُوا عَنْكَ أَتَاكَ فَتَّانَا الْقَبْرِ: مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، أَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ القاصف، وأبصارهما مثل البرق الخاطف [فتلتلاك] (¬3) وثرثراك، وهَوَّلاك، فَكَيْفَ بِكَ عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ! قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ومعي عقلي؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نَعَمْ، قَالَ رضي الله عنه: إذًا أكفيكهما. *رجاله ثقات مع إرساله. ¬
4531 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، رجاله ثقات، لكن مرسل من عطاء بن يسار وهو =
= تابعي. ولهذا قال الحافظ عقب ذكره: رجاله ثقات مع إرساله. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ل 123)، وقال: رواه الحارث بن أبي أُسامة مرسلًا، ورواته ثقات". قلت: الحديث روي مرفوعًا من طرق متعددة كما سيأتي ذكرها في التخريج، وهو بهذه الطرق حسن لغيره.
تخريجه: الحديث أخرجه الحارث كما في "بغية الباحث" (2/ 368: 276). وأخرجه الآجري في الشريعة (ص 366)، والبيهقي في عذاب القبر (ص 105)، كلاهما من طريق منصور بن أبي مزاحم عن إبراهيم بن سعد، به بنحوه مرسلًا. وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب القبور كما في "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار بذيل الإِحياء" (4/ 535) ". وللحديث شواهد مرفوعة من حديث عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وابن عباس وغيرهم. 1 - حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر فتاني القبر، فقال عمر بن الخطاب: أتردّ علينا عقولنا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: "نعم كهيئتكم اليوم" قال: فبفيه الحجر. أخرجه أحمد في المسند (2/ 172)، حدَّثنا الحسن، حدَّثنا ابن لهيعة، وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 855)، وابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 384: 3115)، والآجري في الشريعة (ص 367)، من طريق ابن وهب كلاهما عن حيي بن عبد الله المعافري أن أبا عبد الرحمن الجبلي حدَّثه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فذكره. قلت: هذا الإِسناد حسن، فيه حيي بن عبد الله المعافري وهو صدوق يهم، كما في التقريب (ص 185: 1605)، وأما عبد الله بن لهيعة فهو ضعيف، وهو مدلس من =
= المرتبة الخامسة، لكنه صرح بالتحديث في رواية أحمد، وتابعه عليه غيره. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 47)، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح". 2 - حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "كيف أنت إذا كنت في أربعة أذرع في ذراعين ورأيت منكرًا ونكيرًا؟!! قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، وما منكر ونكير؟ قال: فتانا القبر يبحثان الأرض بأنيابهما، ويطآن في أشعارهما، أصواتهما كالرعد القاصف، وأبصارهما كالبرق الخاطف؛ معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل منى لم يطيقوا رفعها، هي أيسر عليهما من عصائي هذه" قال قلت: يا رسول الله، وأنا على حالي هذه؟ قال: نعم، قلت: إذا أكفيكهما. رواه ابن أبي داود في كتاب البعث رقم (7)، ومن طريقه ابن الجوزي في المقلق (ص 88)، عن محمد بن إسماعيل الأحمسي، عن مفضل بن صالح، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي شهر، عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: فذكره. قلت: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه مفضل بن صالح أبو جميلة، قال فيه البخاري وأبو حاتم، (منكر الحديث) وفيه أبو شهر اختلف في اسمه، قال الذهبي في الميزان (4/ 537)، أبو شهر عن عمر، وعنه ابن أبي خالد بخبر منكر في منكر ونكير، لا يعرف، وقيل: مصحف أبو شهم، وقيل: أبو شمر، وقيل: أبو سهيل. وقد رواه البيهقي في الاعتقاد (ص 148)، من طريق مفضل بن صالح، عن إسماعيل، عن أبي خالد بن أبي سهل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عنه، به. وقال: "غريب بهذا الإِسناد تفرد به مفضل هذا، وقد رويناه من وجه آخر عن ابن عباس". ورواه البيهقي في "عذاب القبر" (ص 157)، من طريق مفضل بن صالح، عن =
= إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي سهيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عنه، به. 3 - حديث عبد الله بن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَيْفَ أَنْتَ يَا عمر إذا انتهى بك إلى الأرض فحفر لك ثلاثة أذرع وشبَّر ... الحديث فذكره بنحوه. أخرجه البيهقي في عذاب القبر (ص 196)، من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الفضيل بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن أبي غطفان، عن ابن عباس رضي الله عنه، به. 4 - حديث عمرو بن دينار مرسلًا، أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 582 - 583)، عن معمر، عن عمرو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال لعمر: كيف بك يا عمر بفتاني القبر؟ فذكر الحديث بنحوه. فالخلاصة أن الحديث بهذه الشواهد حسن لغيره، والله أعلم.
4532 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلَّى عَلَى صَبِيٍّ أَوْ صَبِيَّةٍ فَقَالَ: "لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ لَنَجَا هَذَا الصَّبِيُّ" (¬1). * إسناد صحيح. ¬
4532 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد صحيح، رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 47)، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون". وقال الحافظ عقب ذكر الحديث هنا: "إسناده صحيح". وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ل 124)، وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي ورجاله ثقات".
تخريجه: هذا الحديث مداره على حماد بن سلمة، واختلف عليه على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: رواه إبراهيم السامي عن حماد بن سلمة، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: به. أخرجه أبو يعلى كما هنا, ولم أجده في مسند أبي يعلى، ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير، ومن طريقه ابن عدي في الكامل (2/ 109). وأخرجه الطبراني في الأوسط والضياء المقدسي في المختارة، كما في الصحيحة (5/ 196)، بهذا الإِسناد. الوجه الثاني: رواه وكيع عن حماد بن سلمة، عن ثمامة بن عبد الله، عن البراء بن عازب، عن أبي أيوب رضي الله عهما مرفوعًا، أخرجه الطبراني في الكبير =
= (4/ 121:38580)، حدَّثنا الحسين بن إسحاق التستري، عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن حماد، به، ولفظه: "لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبيّ". وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 47)، وقال "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح". وذكره الألباني في الصحيحة (5/ 195)، وقال: رجاله ثقات رجال مسلم غير التستري ترجمه الذهبي في الأعلام (14/ 57)، وقالا. "كان من الحفاظ الرحالة". الوجه الثالث. رواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل، ووكيع، وأبو عمرو الحوضي، عن حماد، عن ثمامة مرسلًا، لم أجد من أخرج الحديث بهذا الطريق، وإنما أشار إليه المقدسي في المختارة والدارقطني في العلل. قال المقدسي: رواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل، عن حماد، عن ثمامة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا، وقال الدارقطني في العلل (4/ ل 44)، بعد ذكر الوجه الأول "وخالفهما وكيع وأبو عمرو الحوضي، روياه عن حماد، عن ثمامة مرسلًا وهو الصحيح". قلت: ويتبين بعد النظر في الأوجه المذكورة أن الوجه الأول هو الراجح، وذلك لما يأتي: 1 - رواه إبراهيم بن الحجاج السامي وهو ثقة، وتابعه عليه حرمي بن عمارة، وسعيد بن عاصم الملحي، كما أشار إليه الدارقطني في العلل (4/ ل 44). 2 - إن رواية ثمامة هذه عن أنس أرجح من روايته عن البراء كما قال ابن عدي في الكامل (2/ 109)، "ثمامة بن عبد الله أنه لا بأس به، وأحاديثه قريبة من غيره، وهو صالح فيما يرويه عن أنس عندي". وللحديث شواهد من حديث عائشة وابن عمر وغيرهما رضي الله عنهما: 1 - حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ". =
= أخرجه أحمد في المسند (6/ 55 و 98)، وابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 379)، والبغوي في الجعديات (1601)، والطحاوي في مشكل الآثار (274، 275)، كلهم من طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم قال سمعت نافعًا عن صفية، عن عائشة رضي الله عنه مرفوعًا، (وهذا لفظ ابن حبّان وألفاظ غيره بنحوه). قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وصفية: هي بنت أبي عبيد مسعود الثقفي، ذكرها ابن حبّان في إسناده؛ وجاء في إسناد أحمد "إنسان" بدل صفية، وجاء عند الطحاوي والبغوي "امرأة ابن عمر" مكان صفية، وامرأة ابن عمر هي صفية بنت أبي عبيد. والحديث ذكره الألباني في الصحيحة (4/ 268 - 1695)، وسرد هناك جميع شواهد الحديث. 2 - حديث ابن عمر رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "هذا الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألف من الملائكة، لقد ضم ضمة ثم فرج عنه". أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 430)، أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس قال: أخبرنا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَمَا فذكره. قلت: هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، رجال الشيخين غير إسماعيل بن مسعود، وهو أبو مسعود الجحدري، وهو ثقة، وتابعه عليه عمرو بن محمَّد العنقزي، أخرجه النسائي في سننه (4/ 100: 2055).
4533 - وقال مسدّد: حدَّثنا بشر بن الْمُفَضَّلِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ الْمَعِيشَةَ الضَّنْكَ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تعالى هو (¬1) عذاب القبر. ¬
4533 - درجته. الأثر بهذا الإِسناد حسن، وفيه عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث وهو صدوق، وبقية رجاله ثقات، وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ل 127)، وعزاه لمسدد وسكت عليه.
تخريجه: الأثر مداره في هذا الطريق على أبي حازم الأعرج، واختلف عليه على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: رواه كل من عبد الرحمن بن إسحاق، وحماد بن سلمة، ومحمد بن جعفر وابن أبي حازم عنه، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أبيِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به، موقوفًا عليه. أخرجه الطبري في تفسيره (9/ 227)، من طريق بشر بن المفضل وخالد بن عبد لله كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق. وأخرجه البيهقي في "عذاب القبر" (ص 72: 73)، من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن حماد بن سلمة. وأخرجه ابن جرير في التفسير (9/ 228)، من طريق محمَّد بن جعفر، وابن أبي حازم. أربعتهم عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عياش، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به. =
= الوجه الثاني: رواه سفيان بن عيينة، عن أبي حازم، عن أبي سلمة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ موقوفًا. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 581: 6741)، عن سفيان بن عيينة، به. وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (9/ 228)، والبيهقي في "عذاب القبر" (ص 72: 73)، من طريق سفيان بن عيينة به، ولفظه: عن أبي سعيد الخدري في قوله: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} قال: يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه. الوجه الثالث: رواه ابن أبي هلال، عن أبي حازم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مباشرة موقوفًا. أخرجه الطبري في تفسير (9/ 228) من طريق الليث، قال: ثنا خالد بن زيد، عن ابن أبي هلال، عن أبي حازم به، عن أبي سعيد كان يقول: المعيشة الضنك: عذاب القبر، إنه يسلّط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينًا، تنهشه وتخدش لحمه حتى يبعث، وكان يقال: لو أن تنينًا منها نفخ الأرض لم تنبت زرعًا". الوجه الرابع: رواه حماد بن سلمة، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عياش، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بنحوه. أخرجه الحاكم (2/ 381)، ومن طريقه البيهقي في "عذاب القبر" (ص 71) من طريق إسحاق بن راهويه عن النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة به. قلت: يظهر بعد النظر في الطرق المتقدمة أن الوجه الأول هو الراجح، لأنه رواه جماعة ثقات منهم حماد بن سلمة، وابن أبي حازم، وغيرهما، أما الوجه الثاني، فقد تفرّد به سفيان بن عيينة، وهو وإن كان ثقة، ولكنه خالف الجماعة، وأما الوجه الثالث فقد تفرّد به سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم وهو صدوق، لكنه اختلط كما في التقريب (ص 242)، وأما الوجه الرابع فقد تفرّد به أيضًا حماد بن سلمة. فالخلاصة أن أثر الباب بهذه المتابعات صحيح لغيره، والله أعلم إلَّا أنه موقوف على أبي سعيد الخدري. =
= وقد روى هذا التفسير مرفوعًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وموقوفًا من كلام أبي هريرة، وابن مسعود رضي الله عنهم: 1 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ في قبره لفي روضة خضراء ويرحّب له قبره سبعون ذِرَاعًا، وَيُنَوَّرُ لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، أَتَدْرُونَ فيما أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)} أتدرون ما العيشة الضنك؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: عَذَابُ الْكَافِرِ في قبره ... الحديث وسيأتي برقم (4538)، وإسناده حسن، فيه درّاج أبو السمح وهو صدوق. وروي بلفظ مختصر: فقد أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 388)، والحاكم في المستدرك (1/ 381)، والبيهقي في "عذاب القبر" (ص 71: 69)، كلهم من طريق أبي الوليد الطيالسي قال: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي قوله جلّ وعلا: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}، قال: "عذاب الكافر". قلت: هذا الإِسناد حسن، فيه محمَّد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، وهو حسن الحديث. 2 - حديث أبي هريرة موقوفًا: أخرجه هنَّاد في الزهد (2/ 214)، والطبري في تفسيره (9/ 227)، من طريق محمَّد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، به. 3 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ موقوفًا: أخرجه هنَّاد في الزهد (4/ 212)، والطبري في تفسيره (9/ 228)، كلاهما من طريق أبي عميس، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُخَارِقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنه، بنحوه. فالخلاصة أن أثر الباب بهذه الشواهد وخصوصًا ما تقدم مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعًا صحيح لغيره، والله تعالى أعلم.
4534 - قال (¬1): وحدَّثنا عبد العزيز، ثنا عَبْدُ اللَّهِ الدَّانَاجُ، قَالَ: شَهِدْتُ أَنَسَ بْنَ مالك رضي الله عنه، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ! إِنَّ قومًا يكذبون بالشفاعة، قال (رضي الله عنهما (¬2): لَا تُجَالِسُوهُمْ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ قَوْمًا يكذبون بعذاب القبر، قال رضي الله عنه: لا تجالسوهم. ¬
4534 - درجته: الأثر بهذا الإِسناد صحيح، رواته ثقات، وهو موقوف عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وتشهد له أحاديث مرفوعة متعددة في إثبات الشفاعة كما سيأتي في باب مستقل، وأحاديث مرفوعة في إثبات عذاب القبر. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ل 127)، وعزاه لمسدد، وسكت عليه.
تخريجه: ولم أجد من أخرجه سواه.
4535 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ، ثنا عَدِيُّ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ، ثنا زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ (¬1) رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَعَوَّذُوا (¬2) بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لقد رأيت كيف يعذّبون في قبورهم" (¬3). ¬
4535 - درجته: والحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فيه محمَّد بن بحر الهجيمي وهو ضعيف جدًا، وفيه عدي بن أبي عمارة، وزياد النميري وكلاهما ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ل 127)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أصل حديث أنس رضي الله عنه في عذاب القبر صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه وغيره. وَلَفْظُهُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر". أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2200: 2868)، والإِمام أحمد في المسند (3/ 176 - 273)، وأبو يعلى في مسنده (5/ 353: 2994)، وابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 402: 3131). من طريق محمد بن جعفر، حدَّثنا شعبة، عن قتادة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ =
= رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: فذكره، بلفظه. ولقوله: (تعوذوا بالله من عذاب القبر)، وشواهد من جملة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. 1 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُو: "اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال". أخرجه البخاري مع الفتح (3/ 284: 1377) في الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر، ومسلم في صحيحه (1/ 412: 588) في المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، كلاهما من طريق عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، به. 2 - عن عائشة رضي الله عنها، أن يهودية دخلت عليها، فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر، قالت عائشة: فسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر، فقال: نعم، عذاب القبر حق، قالت: فما رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد صلى صلاة إلَّا تعوذ من عذاب القبر. أخرجه البخاري كما في الفتح (3/ 274: 1372) في الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر. قلت: وفي الباب عن أنس، وعمر بن الخطاب، وابن عباس، وغيرهم رضي الله عنهم. وجملة القول أن حديث الباب بإسناد أبي يعلى ضعيف جدًا فهو لا يتقوى مطلقًا، ومعناه صحيح مما تقدم من الشواهد وبما سيأتي في حديث رقم (4536).
4536 - [1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ وَكَانَ قَدْ لَقِيَ بِضْعَةَ عَشَرَ صَحَابِيًّا، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ عذب. [2] حدَّثنا روح، ثنا (¬1) شعبة عن (¬2) (كذا) (¬3). ¬
4536 - درجته: الإِسناد ضعيف جدًا، فيه أبو داود نفيع بن الحارث وهو متروك بالإِجماع، وفيه الهيثم بن جماز وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ل 127)، وقال: "رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف لضعف الهيثم بن جماز".
تخريجه: لم أجد من أخرجه بهذا الإِسناد واللفظ. وللحديث شواهد صحيحة متعددة ومنها حديث عائشة رضي الله عنها تقدم تخريجه في الحديث المتقدم. وفي الباب عن أبي هريرة، وابن عباس، وأبي أيوب، وسعد، وزيد بن أرقم، وأم خالد في الصحيحين، وعن جابر عند ابن ماجة، وأبي سعيد عند ابن مردويه، أشار إليها الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 283). وقال السيوطي رحمه الله: "قد تواترت الأحاديث بذلك، مؤكدة من رواية أنس، والبراء، وتميم الداري، وبشير بن الكمال، وثوبان، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن رواحة، وعبادة بن الصامت، وحذيفة، وابن عباس، وابن عمر، وابن مسعود، =
= وعثمان بن عفان، وعمر بن الخطاب وعمر بن العاص، ومعاذ بن جبل، وأبي أمامة، وأبي الدرداء، وأبي رافع، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم أجمعين". ثم أورد هذه الأحاديث بالتفصيل وذكر من خرجها من الأئمة في كتابه: "شرح الصدور 117 - 142). وألَّف الإِمام البيهقي كتابًا مستقلًا في إثبات عذاب القبر وجمع معظم هذه الأحاديث.
4537 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ وَلَيْسَ بالزهراني، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ مَالِكٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الثمالي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَقُولُ الْقَبْرُ لِلْمَيِّتِ حِينَ يُوضَعُ فِيهِ، وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ! مَا غَرَّكَ بِي، أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي بَيْتُ الْفِتْنَةِ، وَبَيْتُ الظُّلْمَةِ، مَا غَرَّكَ بِي إِذْ كُنْتَ تَمُرُ بِي فَدَّادًا، فَإِنْ كَانَ مُصْلِحًا أجاب عنه مجيب للقبر: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ الْقَبْرُ: إِذًا (أَعُودُ) (¬1) عَلَيْهِ خضرًا، وَتَصْعَدُ رُوحُهُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ". فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَائِذٍ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ، وَمَا الْفَدَّادُ؟ قَالَ: الَّذِي يُقَدِّمُ رِجْلًا وَيُؤَخِّرُ أُخْرَى كَمِشْيَتِكَ يَا ابْنَ أَخِي أَحْيَانًا، قَالَ: وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يلبس (¬2) ويتهيأ. ¬
4537 - درجته: الحديث ضعيف بهذا الإِسناد، فيه علتان: 1 - فيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف. 2 - فيه بقية بن الوليد، وهو مدلس من أصحاب المرتبة الرابعة ولا يقبل حديثه إلَّا إذا صرّح بالسماع وهنا لم يصرح به. ذكره الهيثمي في المجمع (3/ 45)، وقال: "رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير وفيه أبو بكر ابن أبي مريم، وفيه ضعف لاختلاطه". وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ل 127)، وقال: "رواه أبو يعلى بسند =
= ضعيف لتدليس بقية ابن الوليد".
تخريجه: الحديث أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 285: 6870) ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (6/ 69). كما أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 371: 2412)، والطبراني في الكبير (22/ 277: 942) كلاهما من طريق بقية بن الوليد، به، بنحوه. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 90) من طريق أبي اليمان، عن أبي بكر بن أبي مريم، به، بنحوه وقال: غريب من حديث الهيثم عن عبد الرحمن. وذكره السيوطي في "شرح الصدور" (ص 113)، وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا، والحكيم الترمذي، وأبي أحمد الحاكم في الكنى. وللحديث شواهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعًا، ومن حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، موقوفًا عليه. 1 - حديث أبي هريرة، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في جنازة، فجلس إلى قبر منها فقال: "ما يأتي على هذا القبر من يوم إلَّا وهو ينادى بصوت طلق ذلق: يا ابن آدم! كيف نسيتني؟ ألم تعلم أني بيت الوحدة، وبيت الغربة، وبيت الوحشة، وبيت الدود، وبيت الضيق، إلَّا من وسّعني الله عليه" ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "القبر إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار". أخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (3/ 46)، وقال: "فيه محمَّد بن أيوب بن سويد وهو ضعيف". 2 - حديث عبد الله بن عمرو، قال: "إن العبد إذا وضع في القبر كلَّمه، فقال: يا ابن آدم! ألم تعلم أني بيت الوحدة، وبيت الظلمة، وبيت الحق؟ يا ابن آدم، ما غرّك بي قد كنت تمشي حولي فدادًا، فإن كان مؤمنًا وُسِّعَ له، وجعل منزله أخضر، وعرج بنفسه إلى الجنة". =
= أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 352)، حدَّثنا زيد بن الحباب، قال: حدَّثنا معاوية بن صالح، قال: أخبرنا يحيى بن سعد الكلاعي، عن عمرو بن عائذ الأزدي، عن غطيف بن الحارث الكندي، قال: جلست أنا وأصحاب لي إلى عبد الله بن عمرو وقال: فسمعته يقول: .... فذكره. قلت: فيه يحيى بن سعد الكلاعي وعمرو بن عائذ الأزدي، لم أجد لهما ترجمة. 3 - كلام عبيد بن عمير، موقوفًا عليه قال: "إن القبر ليقول: يا ابن آدم: ماذا أعددت لي، ألم تعلم أني بيت الغربة، وبيت الوحدة، وبيت الأكلة، وبيت الدود". أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 443)، عن عبد الله بن نمير، ثنا مالك بن مغول، عن الفضل، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه قال: فذكره. قلت: هذا إسناد رواته ثقات، وعبيد بن عمير تابعي. فالخلاصة أن حديث الباب بهذه الشواهد حسن لغيره، وهو وإن جاء موقوفًا من كلام عبد الله بن عمرو ومن كلام عبيد بن عمير، لكن له حكم الرفع؛ لأن مثله لا يقال بالرأي.
4538 - حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا السَّمْحِ أَخْبَرَهُ عن ابن (¬1) حجيرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ رسول الله قَالَ: "الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ فِي رَوْضَةٍ، وَيُرْحَبُ (له) (¬2) في قبره سبعون (¬3) ذِرَاعًا، وَيُنَوَّرُ لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، أَتَدْرُونَ فيما أنزلت هذه الآية: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)} قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "عَذَابُ الْكَافِرِ (¬4) فِي قَبْرِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا، أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّينُ؟ قَالَ: تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ حَيَّةً، لِكُلِّ حَيَّةٍ سَبْعَةُ رؤوس يَنْفُخُونَ فِي جِسْمِهِ (¬5) وَيَلْسَعُونَهُ، وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْمِ القيامة". ¬
4538 - درجته: الحديث حسن بهذا الإِسناد، فيه أحمد بن عيسى بن حسان وهو صدوق، وفيه أبو السمح دراج بن سمعان وهو مختلف فيه، وبقية رجاله ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 55)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه دراج، وحديثه حسن، واختلف فيه". وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ل 128)، وعزاه لأبي يعلى وابن حبّان في صحيحه وسكت عليه. =
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (11/ 521: 6644)، وتابعه الفريابي، أخرجه الآجري في الشريعة (ص 358). وأخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 392: 3122)، والإِمام الطبري في تفسيره (9/ 228)، والإِمام البيهقي في "عذاب القبر" (ص 76: 80)، كلهم من طرق عن عبد الله وهب، به، بنحوه تمامًا. وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 58 - 59: 2233)، حدَّثنا محمَّد بن يحيى الأزدي، عن محمَّد بن عمر، ثنا هشام بن سعيد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ حجيرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في قول الله تبارك وتعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}، قال: المعيشة الضنك الذي قال الله تبارك وتعالى أنه يسلّط عليه سبعة وسبعون حية، ينهشون لحمه حتى تقوم الساعة". وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 67)، وقال: "رواه البزّار وفيه من لم أعرفه". وذكره السيوطي في الدر المنثور (5/ 607 و 608)، وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا في "ذكر الموت" والحكيم الترمذي وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. وقوله في الحديث: "ويرحب له في قبره سبعون ذراعًا" روي من طريق آخر عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذا قبر أحدكم أو الإِنسان أتاه ملكان أسودان، أزرقان ... ". الحديث في عذاب القبر وسؤال الملكين. وفيه: (ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعًا وينوّر له فيه). أخرجه ابن أبي عاصم في السنَّة رقم (864)، وابن حبّان في صحيحه كما في الإِحسان (7/ 386: 3117)، والآجري في الشريعة (ص365)، والإِمام البيهقي في "عذاب القبر" (ص 69: 68)، كلهم من طرق عن يزيد بن زريع، حدَّثنا عبد الرحمن بن إسحاق حدَّثني سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، به. =
= قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (3/ 379: 1391). وقوله في الحديث: (أتدرون فيما أُنزلت هذه الآية ... إلى قوله: عذاب القبر) روي أيضًا من طريق آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، تقدم تخريجه في حديث رقم (4533). وإسناده صحيح أيضًا، وله شواهد أُخرى تقدمت في الموضع المذكور. وأما قوله في الحديث: "فوالذي نفسي بيده أنه ليسلط عليه" إلى آخر الحديث. له شاهد من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينًا، تنهشه وتلدغه، حتى تقوم الساعة، فلو أن تنينًا منها نفخ في الأرض ما أنبتت خضرًا". أخرجه أحمد (3/ 38)، والدارمي (2/ 331)، وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 175)، وابن حبّان في صحيحه كما في الإِحسان (7/ 391)، والآجري في الشريعة (ص 359). كلهم من طريق دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه، به. قلت: هذا إسناد ضعيف لأن رواية دراج عن أبي الهيثم ضعيفة كما تقدم في ترجمته في هذا الحديث. فالخلاصة أن الجزئين (الأول والثاني) من الحديث يرتقيان إلى الصحيح لغيره، بالطرق المتقدمة، أما الجزء الأخير فيبقى حسنًا، والله أعلم.
45 - باب صفة البعث
45 - باب صفة البعث 4539 - قال إسحاق: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، ثنا قَيْسُ بْنُ السَّكَنِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (¬1)، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه حدَّث (¬2) عمر بن الخطاب رضي الله عنه هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: "إِذَا حُشِرَ النَّاسُ يَوْمَ القيامة، قاموا أربعين، على رؤوسهم الشَّمْسُ، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، يَنْتَظِرُونَ الْفَصْلَ كُلُّ بَرٍّ مِنْهُمْ وَفَاجِرٍ، لَا يَتَكَلَّمُ مِنْهُمْ بَشَرٌ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَلَيْسَ عَدْلًا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَصَوَّرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ ثُمَّ عَبَدْتُمْ غَيْرَهُ، أَنْ يُوَلِّيَ كُلَّ قَوْمٍ مَا تَوَلَّوْا، فَيَقُولُونَ: بَلَى فَيُنَادِي بِذَلِكَ مَلَكٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَمْثُلُ لِكُلِّ قَوْمٍ آلِهَتُهُمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا، فَيَتَّبِعُونَهَا، حَتَّى تُورِدَهُمُ النَّارَ، فَيَبْقَى الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُنَافِقُونَ، فَيَخِرُّ الْمُؤْمِنُونَ سُجَّدًا، وَتُدْمَجُ أَصْلَابُ الْمُنَافِقِينَ، فَتَكُونُ عَظْمًا وَاحِدًا، كَأَنَّهَا صَيَاصِي الْبَقَرِ، وَيَخِرُّونَ على أقفيتهم، فيقول الله تعالى لهم: ارفعوا رؤوسكم إِلَى نُورِكُمْ بِقَدْرِ أَعْمَالِكُمْ، فَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ، وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْجَبَلِ، وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْقَصْرِ، وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ الْبَيْتِ، حَتَّى ذَكَرَ مِثْلَ الشَّجَرَةِ، فَيَمْضُونَ عَلَى الصِّرَاطِ كالبرق وَكَالرِّيحِ، وَكَحُضْرِ الْفَرَسِ، وَكَاشْتِدَادِ الرَّجِلِ. حَتَّى يَبْقَى آخِرُ النَّاسِ نُورُهُ عَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ مِثْلُ ¬
السِّرَاجِ، فَأَحْيَانًا يُضِيءَ لَهُ وَأَحْيَانًا يَخْفَى عَلَيْهِ، فتشعب (¬1) مِنْهُ النَّارُ، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ، فيقول: ما يدري (¬2) مَا نَجَا مِنْهُ غَيْرِي. وَلَا أَصَابَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أَصَبْتُ، إِنَّمَا أَصَابَنِي حَرُّهَا ونجوتُ منها، قال: فيفتح له باب في الجنة فيقول: يا رب! ادخلني هذا، فَيَقُولُ: عَبْدِي لَعَلِّي إِنْ أَدْخَلْتُكَ (¬3) تَسْأَلْنِي غَيْرَهُ، قال: فيدخله، فبينما هو يعجب (¬4) بما هو فيه، إذ فتح له بَابٌ آخَرُ، فَيُسْتَحْقَرُ فِي عَيْنِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ! أَدْخِلْنِي هَذَا، فَيَقُولُ: أو لم تَزْعُمْ أَنَّكَ لَا تَسْأَلْنِي غَيْرَهُ، فَيَقُولُ: وَعِزَّتِكَ وجلالك لئن أدخلتينه لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، قَالَ: فَيُدْخِلُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ أَرْبَعَةَ أَبْوَابٍ كُلُّهَا يَسْأَلُهَا, ثُمَّ يَسْتَقْبِلُهُ رَجُلٌ مثل النور، فإذا رآه هوى، فسجد لَهُ، فَيَقُولُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَيَقُولُ: أَلَسْتَ بِرَبِّي؟ فَيَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا قَهْرَمَانٌ، لَكَ فِي الْجَنَّةِ أَلْفُ قَهْرَمَانٍ عَلَى أَلْفِ قَصْرٍ، بَيْنَ كُلِّ قَصْرَيْنِ مَسِيرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ، يُرَى أَقْصَاهَا كَمَا يَرَى أَدْنَاهَا، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا سَبْعُونَ بَابًا فِي كُلِّ بَابٍ مِنْهَا أَزْوَاجٌ وَسُرُرٌ وَمَنَاصِفُ فَيَقْعُدُ مَعَ زَوْجَتِهِ، فَتُنَاوِلُهُ الْكَأْسَ، فَتَقُولُ: لَأَنْتَ مُنْذُ نَاوَلْتُكَ الْكَأْسَ أَحْسَنُ مِنْكَ قَبْلَ ذَلِكَ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا، عليها (¬5) سَبْعُونَ حُلَّةً، أَلْوَانُهَا شَتَّى، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا، ويلبس الرجال ثِيَابَهُ عَلَى كَبِدِهَا وَكَبِدُهَا مِرْآتُهُ". * هَذَا إِسْنَادٌ صحيح متصل رجاله ثقات. ¬
4539 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد صحيح، رواته ثقات، وأبو عبيدة وإن لم يصح سماعه من أبيه، فإنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه قيس بن السكن الأسدي كما تقدم في هذا الإسناد. ولهذا قال الحافظ عقبه: "هذا إسناد صحيح متصل، رجاله ثقات". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 142 - 143)، وقال: "رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح".
تخريجه: هذا الحديث مروي من طريقين من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. الطريق الأول: رواه قيس بن السكن الأسدي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه موقوفًا عليه. أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده كما هنا, ولم أجده عند غيره. وهو موقوف لكنه في حكم المرفوع، لأن مثله لا يقال بالرأي، وروى مرفوعًا كما في الطرق الآتية. الطريق الثاني: رواه أبو عبيدة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، واختلف على أبي عبيدة فيه على أوجه: 1 - رواه المنهال بن عمرو، ونعيم بن أبي هند، عن أبي عبيدة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه. أما حديث المنهال: فقد أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده كما في المطالب العالية هنا. أما حديث نعيم بن أبي هند: فقد أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 421: 9764)، من طريق كرز بن وبرة، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي عبيدة بن =
= عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يقوم الناس لرب العالمين أربعين سنة، شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء ... فذكره بطوله. قلت: هذا الطريق ضعيف، لأن فيه انقطاعًا بين أبي عبيدة وأبيه، لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه كما تقدم. 2 - رواه المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 416 - 421: 9763)، من طريق أبي خالد الدالاني وزيد بن أبي أنيسة فرّقهما كلاهما عن المنهال بن عمرو، به. ولفظه: "يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم، قيامًا أربعين سنة، شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء، فذكره بنحوه بأطول من هذا. وزاد في آخره. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 589 - 592)، من طريق أبي خالد الدالاني، عن المنهال بن عمرو، به، وقال: "رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات، غير أنهما لم يخرجا أبا خالد الدالاني في الصحيحين لما ذكر من انحرافه عن السنَّة، في ذكر الصحابة، فأما الأئمة المتقدمون فكلهم شهدوا لأبي خالد بالصدق والإِتقان، والحديث صحيح ولم يخرجاه، أبو خالد الدالاني ممن يجمع حديثه من أئمة أهل الكوفة". وتعقبه الذهبي بقوله: "ما أنكره حديثًا، على جودة إسناده، وأبو خالد شيعي منحرف". قلت: إن أبا خالد الدالاني لم ينفرد به، بل تابعه زيد بن أبي أنيسة كما تقدم عند الطبراني وهو ثقة. وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (ص. انظر: 252 - 254)، من طريق زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو، به بنحوه. =
= قلت: هذا الإِسناد صحيح، رواته ثقات، واندفعت علة الإِنقطاع لأن أبا عبيدة رواه عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه. فالخلاصة أن الحديث بالطريق الأول وبهذا الوجه صحيح، رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 341 - 343)، بلفظ الطبراني مطولًا، وقال: "رواه كله الطبراني من طرق. ورجال أحدهما رجال الصحيح، غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة". وأصل الحديث في آخر الناس خروجًا من النار في صحيح مسلم من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فقد أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 173 أو 174 - 175: 308 و 309 و 310)، في الإيمان، باب آخر أهل النار خروجًا من طرق عن ابن مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة، ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال: تبارك الذي نجّاني منك، لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاه أحدًا من الأولين والآخرين، فترفع له شجرة، فيقول: أي رب، ادنني من هذه الشجرة. فلأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول الله عزَّ وجلَّ: "يا ابن آدم! لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها، فيقول: لا يا رب! ويعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه. فيدنيه منها، فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى. فيقول: أي رب! ادنني من هذه، لأشرب من مائها، وأستظل بظلها, لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها. ويشرب من مائها، ثم ترفع شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين، فيقول: يا رب! ادنني من هذه لأستظل بظلها، وأشرب من مائها, لا أسألك غيرها؟ فيقول: يا ابن آدم! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى يارب، هذه لا أسألك غيرها، وربه =
= يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليها. فيدنيه منها، فإذا أدناه منها، فيسمع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب، ادخلنيها، فيقول: يا ابن آدم! ما يصريني منك؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ قال: يا رب! أتستهزىء مني وأنت رب العالمين؟ فضحك ابن مسعود فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ فقالوا: مم تضحك؟ قال: هكذا ضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: مم تضحك يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: "من ضحك رب العالمين حيث قال: أتستهزىء مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: "إني لا أستهزىء منك، ولكني على ما أشاء قادر". ويشهد للنصف الأول من الحديث حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قلنا يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-! هَلْ نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: "هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوًا؟ قلنا: لا. قال: فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذٍ إلَّا كما تضارون في رؤيتهما، ثم قال: ينادي مناد: ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون، فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم وأصحاب الأوثان مع أوثانهم وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم، حتى يبقى من كان يجد الله من بر أو فاجر، وغبرات من أهل الكتاب ... الحديث. وفي آخره: "ثم يؤتى بالجسر، فيجعل بين ظهراني جهنم" فقلنا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! وما الجسر؟ قال: مدحضة مزلة، عليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة، لها شوكة، عقيفاء، تكون بنجد يقال لها: السعدان، المؤمن عليها كالطرف. وكالبرق، وكالريح، وكأجاويد الخيل، والركاب. فناج مسلّم، وناج مخدوش، ومكدوس في نار جهنم ... الحديث. أخرجه البخاري كما في الفتح (13/ 430: 7439)، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)}، والآجري في الشريعة (ص 260 - 261)، وابن مندة في الإيمان (817)، وابن حبّان كما في الإِحسان (16/ 377 - 380: 7377)، والبيهقي في الأسماء والصفات (ص 344 - 345)، من طرق، عن الليث، عن =
= خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عنه به، وفي الباب حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 453: 6573)، كتاب الرقاق، باب: الصراط جسر جهنم، وفي كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)}، (13/ 430: 7437)، ومسلم في صحيحه (1/ 163 - 166)، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية (182).
4540 - قال مسدّد: حدَّثني يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزعراء، عن عبد الله رضي الله عنه قال: "الصور كهيئة القرن ينفخ فيه" *صحيح، موقوف.
4540 - درجته: الأثر بهذا الإِسناد صحيح، رواته ثقات، وهو موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه، ولهذا قال الحافظ في آخره: صحيح موقوف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 140)، وقال: "رواه مسدّد موقوفًا ورواته ثقات".
تخريجه: أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 412: 9755)، من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، به بلفظه. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ونسبه إلى مسدّد وعبد بن حميد وابن المنذر. وروي الحديث مرفوعًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنه، أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ما الصور؟ قال: "قرن ينفخ فيه". أخرجه الإِمام أحمد (2/ 162، 192)، والدارمي (2/ 325)، والترمذي (2430)، كتاب صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الصور، وأبو داود (4742)، في كتاب السنَّة، باب في ذكر البعث والصور والنسائي في الكبرى (6/ 448: 11456)، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ}، وابن حبّان كما في الإِحسان (16/ 303: 7312)، والحاكم (2/ 436 و 506 و 4/ 506)، كلهم من طرق عن سليمان التيمي عن أسلم العجلي، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو، به. =
= وحسّنه الترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (3/ 68: 1080)، وقال: "رجاله ثقات". قلت: وفي الباب عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أوردها الحافظ في الفتح (11/ 376)، وقال: "وفي أسانيد كل منهما مقال".
4541 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى، حدَّثنا محمَّد بْنُ أَبِي بكر، ثنا عبد الرحمن بن أبي الصهباء، ثنا أَبُو غَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ زِيَادٍ، قال لأنس رضي الله عنه: كيف يبعث الناس يوم القيامة؟ قال رضي الله عنه: "يبعثون والسماء تطش عليهم".
4541 - درجته: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف، فيه عبد الرحمن بن أبي الصهباء، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل وبقية رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 334)، مرفوعًا، وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه عبد الرحمن بن أبي الصهباء، ذكره ابن أبي حاتم ولم يذهبر فيه جرحًا ولا تعديلًا وبقية رواته ثقات". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 145)، وعزاه لأبي يعلى الموصلي وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 99: 4041)، وهو موقوف عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ولكن له حكم الرفع، لأن مثله لا يقال بالرأي. وقد روي مرفوعًا بهذا الإِسناد. أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 266 - 267)، ثنا أحمد بن عبد الملك، ثنا عبد الرحمن بن أبي الصهباء، به بنحوه مرفوعًا. وفي الباب حديث أبي هريرة، وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. 1 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما بين النفختين أربعون، قالوا: يا أبا هريرة! أربعون يومًا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت، ثم ينزل الله من السماء ماءً فينبتون كما ينبت البقل، قال: وليس من الإِنسان شيء إلَّا يبلى إلَّا عظمًا واحدًا وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلائق يوم القيامة". أخرجه البخاري كما في الفتح (8/ 558: 4935)، كتاب التفسير، باب: =
= {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا}، ومسلم في صحيحه (4/ 2270: 2955)، كتاب الفتن، باب ما بين النفختين. 2 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في خروج الدجال، وفيه: "ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلَّا أصغي ليتا ورفع ليتا، قال: وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله قال: فيصعق، ويصعق الناس، ثم يرسل الله -أو قال: ينزل الله- مطرًا كأنه الطل أو الظل، فتنبت منه أجساد الناس ... الحديث. أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 166)، ومسلم في صحيحه (4/ 2258: 2940)، فالخلاصة أن حديث الباب ضعيف بالإِسناد المتقدم، لكن معناه صحيح ثبت في أحاديث أخرى صحيحة.
4542 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا أَبُو عَقِيلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ، عن يزيد بن سنان الرهاوي، أنا (¬1) أَبُو يَحْيَى الْكَلَاعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمامة الباهلي رضي الله عنه قال (¬2): سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ رَجُلٍ مِنْ أُمتي يَجُوزُ الصِّرَاطَ، رَجُلٌ يَتَلَوَّى عَلَى الصِّرَاطِ كَالْغُلَامِ حِينَ يُقَرِّبُهُ (¬3) أَبُوهُ، تَزِلُّ يَدُهُ مَرَّةً، فتصيبها النار، وتزلّ رجله مرة، فتصيبها النار، قال: فيقول (¬4) له الملائكة: أرأيت إن بعثك الله تعالى في مَقَامِكَ هَذَا فَمَشَيْتَ سَوِيًّا أَتُخْبِرُنَا بِكُلِّ عَمَلٍ عَمِلْتَهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: إِي وَعِزَّتِهِ لَا أَكْتُمُ (¬5) مِنْ عَمَلِي (¬6) شَيْئًا، قَالَ: فَيَقُولُونَ لَهُ: قُمْ، فامش سويًا، فَيَقُومُ، فَيَمْشِي حَتَّى (¬7) يُجَاوِزَ الصِّرَاطَ، فَيَقُولُونَ لَهُ: أَخْبِرْنَا بِعَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَ فَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ: إن أخبرتهم مما عملت ردوني إلى مكاني، قال: فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِهِ، مَا أَذْنَبْتُ ذَنْبًا قَطُّ، قَالَ: فَيَقُولُونَ لَهُ: لَنَا عَلَيْكَ بَيِّنَةٌ، قَالَ: فَيَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا هَلْ يَرَى مِنَ الْآدَمِيِّينَ ممن (¬8) كاد يشهد (¬9) فِي الدُّنْيَا أَحَدًا، فَلَا يَرَى أَحَدًا، فَيَقُولُ: هاتوا بينتكم، فيختم الله تعالى على فيه، وتنطق يداه ورجلاه وفخذه بِعَمَلِهِ، فَيَقُولُ: إِي (¬10) وَعِزَّتِكَ لَقَدْ عَمِلْتُهَا فَإِنَّ عندي العظائم الموبقات، قال: فيقول الله تعالى له، اذهب فقد غفرتها لك". ¬
4542 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه يزيد بن سنان التميمي، وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 146)، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد حسن". قلت: إسناده ضعيف لضعف يزيد بن سنان، ولعله يقصد أنه حسن بالشواهد.
تخريجه: لم أجده في المصنف لابن أبي شيبة ولعله في مسنده. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 168: 7670)، بلفظه: (ذكر الجزء الأول وأحال ببقية متنه على الذي قبله كما سيأتي). وأخرجه الطبراني أيضًا (8/ 185: 7669)، من طريق يزيد بن محمَّد بن سنان الرهاوي، عن أبيه حدَّثني أبي به، ولفظه: "إن آخر رجل يدخل الجنة، رجل يتقلب على الصراط ظهر لبطن، كالغلام يضربه أبوه وهو يفر منه يعجز عنه عمله أن يسعى، فيقول: يا رب! بلّغ بي الجنة، ونجّني من النار، فيوحي الله تعالى إليه، عبدي إن أنا أنجيتك من النار وأدخلتك الجنة أتعترف لي بذنوبك وخطاياك؟ فيقول العبد: نعم، يا رب وعزتك وجلالك لئن تنجيني من النار لأعترفن لك بذنوبي وخطاياي، فيجوز الجسر، ويقول العبد فيما بينه وبين نفسه: لئن اعترفت له بذنوبي وخطاياي ليردّني إلى النار، فيوحي الله إليه عبدي! اعترف لي بذنوبك وخطاياك أغفرها لك، وأدخلك الجنة، فيقول العبد: لا وعزتك ما أذنبت ذنبًا قط ولا أخطأت خطيئة قط، فيوحي الله تعالى إليه، عبدي! إن لي عليك بينة، فيلتفت العبد يمينًا وشمالًا، فلا يرى أحدًا، فيقول: يا رب! أرني بينتك فيستنطق الله جلده بالمحقرات، فإذا رأى ذلك العبد =
= يقول: يا رب! عندي وعزتك العظائم المضمرات، فيوحي الله عَزَّ وَجَلَّ إليه، عبدي! أنا أعرف بها منك، اعترف لي بها، أغفرها لك وأدخلك الجنة، فيعترف العبد بذنوبه فيدخل الجنة" ثم ضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه، يقول: "هذا أدنى أهل الجنة منزلة، فكيف بالذي فوقه". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 402)، وقال: "رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم، وضعفاء فيهم توثيق لين". وللحديث شواهد من حديث ابن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم في آخر رجل يدخل الجنة. أما حديث ابن مسعود: فقد أخرجه مسلم وغيره، تقدم تخريجه في حديث رقم (4539). وأما حديث أبي هريرة وحديث أبي سعيد الخدري فقد أخرجهما الشيخان وسيأتي تخريجهما في حديث رقم (4543). فالخلاصة أن حديث الباب ضعيف بإسناد أبي بكر بن أبي شيبة. إلَّا أنه بشواهده هذه يرتقي إلى الصحيح لغيره. وقوله في الحديث: (فيختم الله تعالى على فيه، وتنطق يداه ورجلاه وفخذه بعمله) له شاهد من حديث أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة، ليست في سحابة؟ ... الحديث. وفيه: (ثم يقال له: الآن نبعث شاهدنا عليك، ويتفكر في نفسه: من ذا الذي يشهد عليّ؟ فيختم على فيه، ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انطقي، فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله. وذلك ليعذر من نفسه" ... الحديث. أخرجه الإِمام مسلم في صحيحه (4/ 2280: 6968). قلت: وفي الباب عن أنس وعقبة بن عامر ومعاوية وغيرهم رضي الله عنهم.
4543 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَيْضًا: حدَّثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، ثنا محمَّد بن كعب، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا (الْجَنَّةَ) (¬1) رَجُلٌ كَانَ يَسْأَلُ الله تعالى أَنْ يُزَحْزِحَهُ عَنِ النَّارِ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ! أَدْنِنِي مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، [فَقِيلَ: يَا ابْنَ آدَمَ! أَلَمْ تَسْأَلْ أَنْ تُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ؟ فَقَالَ: يَا رب! ومن مثلك، ادنني مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ (¬2)، فَيُدْنَى مِنْهَا، فَيَنْظُرُ إِلَى شَجَرَةٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ! أَدْنِنِي مِنْهَا أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَآكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا، فقال (جلا وعلا (¬3): يَا ابْنَ آدَمَ! أَلَمْ تَقُلْ، قَالَ: يَا رَبِّ! ومَنْ مِثْلُكَ، فَأَدْنِنِي (¬4) مِنْهَا، فَرَأَى أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا رَبِّ! أَدْنِنِي مِنْهَا، فقال جل جلاله: يَا ابْنَ آدَمَ! أَلَمْ تَقُلْ، قَالَ: يَا رَبِّ! وَمَنْ مِثْلُكَ فَأَدْنِنِي (¬5) فَقِيلَ لَهُ: اعْدُ (¬6)، ذلك مَا بَلَغَتْهُ قَدَمَاكَ وَرَأَتْهُ عَيْنَاكَ، قَالَ: فَيَعْدُو (¬7)، حَتَّى إِذَا بَلَّحَ (يَعْنِي أَعْيَا)، قَالَ: يَا رب! هذا لي وهذا؟ فيقول: لك مثله وأضعافه، فيقول: قد رضي عني ربي، فَلَوْ أَذِنَ لِي فِي كِسْوَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وطعامهم لأوسعتهم". ¬
4543 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف، وباقي =
= رواته ثقات، وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 401)، وعزاه للطبراني، وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 163)، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة. وقالا: أعني الهيثمي والبوصيري: "فيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف".
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (13/ 116 - 117: 15859)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (18/ 77: 143)، وأبو نعيم الأصبهاني في صفة الجنة (ص 175: 453)، وأخرجه المروزي في زيادات الزهد لابن المبارك (ص 446: 1265)، عن عبد العزيز بن أبي عثمان الرازي. قال: أخبرنا موسى بن عبيدة الربذي، به. ولفظه: "قد علمت آخر أهل الجنة دخولًا الجنة ... " فذكره بنحوه. وله شواهد من حديث ابن مسعود أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم في الصحيحين أو أحدهما. 1 - حديث ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: " آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة، وتسعفه النار مرة" ... الحديث، تقدم ذكره بطوله في حديث رقم (4539). 2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: إن الناس قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-! هَلْ نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال هل تضارون في القمر ليلة البدر؟ ... الحديث. وفيه: "ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار هو آخر أهل النار دخولًا الجنة، فيقول: أي رب! اصرف وجهي عن النار، فإنه قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها، فيدعو الله تعالى ما شاء أن يدعوه، ثم يقول الله: هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره. ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء، فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب. قدّمني إلى باب الجنة، فيقول الله له: ألست قد أعطيت =
= عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير الذي أعطيت أبدًا، ويلك يا ابن آدم. ما أغدرك، فيقول: أي رب! ويدعو الله، حتى يقول: هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره فيقول: لا، وعزتك لا أسألك غيره، ويعطي ما شاء من عهود ومواثيق فيقدّمه الله إلى باب الجنة فإذا قام إلى باب الجنة انفهقت له الجنة، فرأى ما فيها من الحبرة والسرور، فيسكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب. ادخلني الجنة، فيقول الله، ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت، فيقول: يا ابن آدم! ويلك ما أغدرك فيقال: أي رب! لا أكون أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يضحك الله منه، فإذا ضحك منه قال له: ادخل الجنة، فإذا دخلها قال الله له: تمنه، فسأل ربه وتمنى، حتى إن الله ليذكره يقول: كذا وكذا حتى انقطعت به الأماني، قال الله: ذلك لك ومثله معه". أخرجه البخاري مع الفتح (1/ 4531)، كتاب الرقاق، و (13/ 430)، كتاب التوحيد ومسلم في صحيحه (1/ 163 - 166)، انظر: تخريجه مطولًا في حديث رقم (178). 3 - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أخرجه البخاري ومسلم بعد ذكر حديث أبي هريرة المذكور أنفًا بقولهما: "قال عطاء: وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة، لا يغير عليه شيئًا من حديثه حتى انتهى إلى قوله: (هذا لك ومثله معه) قال أَبُو سَعِيدٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يقول: "هذا لك وعشرة أمثاله" قال أبو هريرة: حفظت (مثله معه). وجاء في آخر الحديث: قال أبو هريرة: "وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولًا الجنة".
4544 - وقال أبو يعلى: حدَّثنا يعقوب الدورقي، ثنا أبو عاصم، ثنا عبد الحميد بن جعفر، ثنا أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ (¬1) عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنهم، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "يَبْلُغُ الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّاسِ" قَالَ أَحَدُهُمَا: إِلَى شَحْمَةِ أُذُنِهِ، وَقَالَ الْآخَرُ: إِلَى أَنْ يُلْجِمَهُ الْعَرَقُ، فَقَالَ ابن عمر رضي الله عنهما: هكذا. ووصف أَبُو عَاصِمٍ فَأَمَرَّ إِصْبِعَهُ مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إلى فيه، هذا وذاك سويٌّ (¬2). رَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَاصِمٍ وَقَالَ فيه: فقال ابن عمر رضي الله عنهما: "بِإِصْبِعِهِ تَحْتَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ" وَقَالَ: صَحِيحُ الإِسناد. ¬
4544 - درجته: الحديث حسن بهذا الإِسناد، رواته ثقات ما عدا سعيد بن عمير بن نيار وهو حسن الحديث. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 335)، وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير سعيد بن عمير وهو ثقة". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 146)، وقال: "رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل والحاكم وصححه" وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 90)، أخبرنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد به بلفظه. =
= وعليه فإن الحافظ وَهِمَ في إيراد هذا الحديث في الزوائد، فقد رواه أحمد في الموضع المذكور. وأخرجه ابن حبّان في الثقات (4/ 287)، ثنا عبد بن حميد، عن أبي عاصم به. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 571)، من طريق أبي قلابة، ثنا أبو عاصم به بنحوه، وقال: "صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وفي إسناده سعيد بن عمير، ولم أجد من وثقه، وأقل أحواله أنه حسن الحديث. وهذا الحديث روي من طريق آخر صحيح، من حديث ابن عمر رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} قال: "يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه". أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 400: 6531)، كتاب الرقاق، ومسلم في صحيحه (4/ 2195: 2862)، كتاب الجنة، باب في صفة يوم القيامة، وأحمد في المسند (2/ 125)، وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 233)، والترمذي (2422)، وابن ماجة (4278)، كلهم من طرق عن ابن عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه، به. وللحديث شواهد صحيحة من حديث أبي هريرة، والمقدام بن الأسود، وغيرهما. 1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم". أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 400: 6532)، كتاب الرقاق، ومسلم في =
= صحيحه (4/ 2196: 2863)، كتاب الجنة، باب في صفة يوم القامة. 2 - حديث المقدام بن الأسود قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق ... وفيه: "فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يُلْجمه العرق إلجامًا". أخرجه مسلم (4/ 2196: 2864)، وانظر: الأحاديث الآتية برقم (186، 187، 189). فالخلاصة أن حديث الباب بهذه الشواهد صحيح لغيره، والله أعلم.
4545 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا حُسَيْنٌ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الصِّرَاطُ كَحَدِّ السَّيْفِ، دحض مزلة، ذا حسك وكلاليب".
4545 - درجته: الحديث ضعيف بهذا الإِسناد، فيه أبو معشر نجيح بن عبد لرحمن السندي، وهو ضعيف، وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 146)، وعزاه لأحمد بن منيع وسكت عليه.
تخريجه: لم أجد من أخرجه بهذا اللفظ والإِسناد. ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري، وحديث ابن مسعود رضي الله عنهما وغيرهما: 1 - حديث أبي سعيد الخدري، قال: قلنا يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَلْ نرى ربنا يوم القيامة؟ ... الحديث، وفيه: " ثم يؤتى بالجسر، فيجعل بين ظهراني جهنم"، فقلنا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما الجسر؟ قال: "مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة، لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها السعدان". قال أبو سعيد: بلغني أن الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف. أخرجه الشيخان وغيرهما، تقدم تخريجه مفصلًا في حديث رقم (4539). كما يشهد لقوله: (وكلاليب) حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين، تقدم تخريجه في حديث رقم (4539). وقوله في الحديث: (كحد السيف) يشهد له حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: "يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قيامًا أربعين سنة ... " الحديث. وفيه: "فيمرون على الصراط، والصراط كحد السيف دحض مزلة ... " أخرجه الطبراني والحاكم وغيرهما. تقدم تخريجه مفصلًا في حديث رقم (4539) وإسناده صحيح، وصححه الحاكم. =
= ويشهد له أيضًا حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-! هَلْ يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة؟ قال: يا عائشة! أما عند ثلاث فلا ... الحديث. وفيه: (ولجنهم جسر أدق من الشعر واحد من السيف عليه كلايب وحسك)، أخرجه الإِمام أحمد في المسند (6/ 110) وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. فالخلاصة أن حديث الباب ضعيف بإسناد ابن منيع، ولكن له شواهد صحيحة، وبعضها في الصحيحين، وعليه فهو بهذه الشواهد صحيح لغيره، والله أعلم.
4546 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خَالِدٌ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِيَدْعُو الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فيذكِّره آلَاءَهُ وَنِعَمَهُ حَتَّى يَقُولَ فِيمَا يَقُولُ: سَأَلْتَنِي يَوْمَ كَذَا وَكَذَا أَنْ أزوّجك فلانة يسميها، فَتَزَوَّجْتَها".
4546 - درجته: الحديث ضعيف، فيه إبراهيم بن مسلم الهَجَري، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 147)، وقال: رواه مسدّد بسند فيه الهجري وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه ابن أبي الدنيا كما في النهاية في الفتن والملاحم (ص 245)، من طريق عبدة بن حميد عن إبراهيم بن مسلم الهجري، به، بلفظه. ويشهد لمعنى الحديث حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-! هَلْ نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة ... الحديث. وفيه قال: "فيلقى (الله) العبد فيقول: أي فل! ألم أكرمك وأسوّدك، وأزوّجك، وأسخّر لك الخيل والإِبل ..) الحديث. أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2279: 2968)، كتاب الزهد والرقاق. وفي لفظ آخَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "ليلقين أحدكم ربه يوم القيامة، فيقول له: ألم أسخّر لك الخيل والإِبل؟ ألم أذرك ترأس وتربع؟ ألم أزوجك فلانة خطبها الخطاب، فمنعتهم وزَوَّجْتُكَ". أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (ص 154)، وابن حبّان كما في الإِحسان =
= (367/ 16: 7367)، عن محمَّد بن ميمون الخياط قال: حدَّثنا سفيان بن عيينة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه. قلت: هذا إسناد حسن، رواته ثقات، إلَّا محمَّد بن ميمون الخياط، قال عنه الحافظ في التقريب: (صدوق ربما أخطأ). فالخلاصة أن حديث الباب بهذه الشواهد حسن لغيره، والله أعلم.
4547 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (¬1)، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الْكَافِرَ لَيُلْجِمُه الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: أرحني ولو إلى النار". ¬
4547 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لثلاثة أمور: 1 - فيه بشر بن الوليد الكندي، الفقيه، وهو ضعيف لاختلاطه. 2 - فيه شريك النخعي، وهو ضعيف بعد اختلاطه، ولا يعرف سماع بشر بن الوليد عنه هل كان قبل اختلاطه أو بعده؟ وعليه فإن روايته عنه تكون ضعيفة. 3 - فيه تدليس أبي إسحاق السبيعي، وقد عنعن. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 148)، وقال: "رواه أبو يعلى وعنه ابن حبّان في "صحيحه" وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (8/ 398:. انظر: 4982)، ومن طريقه ابن حبّان كما في الإِحسان (16/ 330: 7335). وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 122 - 123)، من طريق بشر بن الوليد وأبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن شريك، به، ولفظه: (إن الرجل ليلجمه ...) الحديث. وأخرجه أيضًا في الكبير (10/ 131)، من طريق محمد بن إسحاق، عن إبراهيم بن المهاجر، عن أبي الأحوص، به، بلفظ: إِنَّ الْكَافِرَ لَيُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُلْجِمَه العرق، حتى أنه يقول: يا رب، أرحني ولو إلى النار. =
= قلت: هذا الإِسناد ضعيف، لأن فيه محمَّد بن إسحاق وهو مدلس من المرتبة الرابعة، وقد عنعن وسيأتي هذا الحديث برقم (4548). وأخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 109)، من طريق الثوري، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، به. قلت: في إسناده إبراهيم بن مسلم الهَجَري، وهو ضعيف. وروى موقوفًا من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 170: 8779)، من طريق إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الله قال: "إن الكافر ليلجم بعرقه يوم القيامة من طول ذلك اليوم حتى يقول: رب أرحني ولو إلى النار". قلت: في إسناده إبراهيم الهجري وهو ضعيف. فالخلاصة أن حديث الباب ضعيف بالطرق المتقدمة، لا يخلو طريق منها عن ضعف إلَّا أنه بمجموع هذه الطرق حسن لغيره، ومعناه صحيح ثبت في أحاديث أخرى صحيحة. فقوله في الحديث: (إن الكافر ليلجمه العرق) تقدمت شواهده في حديث رقم (4544). وقوله: "يقول: أرحني ولو إلى النار" ستأتي شواهده. انظر حديث رقم (4549 و 4550).
4548 - حدَّثنا (¬1) عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الْكَافِرَ لَيُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُلْجِمَه الْعَرَقُ، حَتَّى أنه ليقول: أرحني ولو إلى النار". ¬
4548 - درجته: الحديث ضعيف بهذا الإِسناد، فيه عنعنة ابن إسحاق وهو مدلس كما تقدم. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 336)، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمَّد بن إسحاق وهو ثقة، لكنه مدلس". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 148)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى ولا في المقصد العلي ولعله في مسنده الكبير. وهذا الطريق أحد الطرق عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه وقد تقدم تخريجه. وذكر طرقه في الحديث المتقدم رقم (4547)، والحديث بمجموع طرقه حسن لغيره. ومعناه صحيح، ثبت في أحاديث أخرى تقدمت الإِشارة إليها في الحديث المتقدم برقم (4547).
4549 - حدَّثنا الحارث بن سريج، ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى، حدَّثني محمَّد بْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: إِنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله رضي الله عنهما حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْعَارُ وَالتَّخْزِيَةُ تَبْلُغُ مِنَ ابْنِ آدم في القيامة بين يدي الله عَزَّ وَجَلَّ ما يتمنى المرء أن يؤمر به إلى النار".
4549 - درجته: إسناده ضعيف جدًا، فيه الفضل بن عيسى الرقاشي، وهو ضعيف جدًا. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 350)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو مجمع على ضعفه". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 148) وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف الفضل بن عيسى بن أبان".
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (3/ 311: 1776). وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 13)، من طريق الحارث بن سريج، به بنحوه. وأخرجه المروزي في زيادات الزهد لابن المبارك (ص 465: 1320)، أخبرنا المعتمر بن سليمان، به، ولفظه: "والذي نفسي بيده إن العار ليبلغ في المقام بين يدي الله عَزَّ وَجَلَّ من ابن آدم حتى يتمنى أن ينصرف به، وقد علم أن المنصرف، به، إلى النار". وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 152: 3423)، من طريق عبد الوهاب بن عطاء عن الفضل بن عيسى، به، بنحوه. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 577) من طريق الفضل بن عيسى، به، بنحوه وقال: "صحيح الإِسناد" وتعقّبه الذهبي بقوله: "الفضل واهٍ". فالخلاصة أن حديث الباب مداره على الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف جدًا، ومعناه صحيح ثبت في أحاديث أخرى، انظر حديث رقم (4547)، وحديث رقم (4548).
4550 - وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدَّثنا محمَّد بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، ثنا الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الْعَرَقَ لَيَلْزَمُ الْمَرْءَ فِي الْمَوْقِفِ حَتَّى يَقُولَ: يَا رَبِّ! إِرْسَالُكَ بِي إِلَى النَّارِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِمَّا أَجِدُ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا فِيهَا مِنْ شِدَّةِ الْعَذَابِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى (¬1) إلَّا بِهَذَا الإِسناد". ¬
4550 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو متروك. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 336)، وقال: "رواه البزّار وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو ضعيف جدًا". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 148)، وعزاه للبزار وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 152: 3423)، كتاب البعث، وهذا الطريق أحد الطرق لهذا الحديث عن الفضل بن عيسى الرقاشي، وقد تقدم تخريجه وذكر طرقه في الحديث المتقدم برقم (4549)، ومداره على الفضل بن عيسى، وهو ضعيف جدًا، ومعناه صحيح، انظر حديث رقم (4547 و 4548).
4551 - وَقَالَ عَبْدٌ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، ثنا أَبِي، قَالَ: إِنَّ أَبَا هَارُونَ الْغِطْرِيفِ حدَّثه، أَنَّ أبا الشعثاء (¬1) حدَّثه، أن ابن عباس رضي الله عنهما حدَّثه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- حدَّثه، أن الروح الأمين عليه السلام حدَّثه، أن الله عَزَّ وَجَلَّ قَضَى لَيُؤْتَى بِعَمَلِ الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسَنَاتِهِ وسيئاته فيقص بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، فَإِذَا بَقِيَتْ لَهُ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ وَسَّعَ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مَا شَاءَ". قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ أَبِي: فَقُلْتُ لِأَبِي سَلَمَةَ يَزْدَادُ: فَإِنْ ذَهَبَتِ الْحَسَنَةُ فَلَمْ يبقَ شَيْءٌ؟ فَقَالَ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ} (¬2) الآية: ¬
4551 - درجته: إسناده ضعيف، فيه إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو ضعيف كما تقدم. وفيه الغطريف أبو هارون العماني، ولم أجد فيه توثيقًا. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 147)، وعزاه لعبد بن حميد وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه عبد بن حميد في مسنده كما في المنتخب (ص 221: 661). وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 113)، والبزار كما في الكشف (4/ 164)، وابن أبي داود في كتاب البعث (ص 67: 30)، والحاكم في المستدرك =
= (252/ 4)، وابن جرير في تفسيره (26/ 12/ 13)، كلهم من طرق عن الحكم بن أبان، به، (الجزء المرفوع فقط) وقال الحاكم: "صحيح الإِسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، فالخلاصة أن مداره على الغطريف أبي هارون، وهو غير موثق. ومعنى الحديث في الاقتصاص يوم القيامة صحيح، ثبت في أحاديث أخرى، انظر حديث رقم (4582).
4552 - وَقَالَ عَبْدٌ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "يَأْتِي مِنْ أُمَّتِي يوم الفيامة كَالسَّيْلِ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: لَمَّا جَاءَ مَعَ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مما جاء مع عامة الأنبياء". * ضعيف.
4552 - درجته: الحديث ضعيف بهذا الإِسناد، فيه موسى بن عبيدة الربذي وأيوب بن خالد بن صفوان وكلاهما ضعيف، ولهذا قال الحافظ عقبه: "ضعيف". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 149)، وقال: "رواه عبد بن حميد بسند فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف".
تخريجه: أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ص 424: 1453)، وفيه (عبيد الله بن رافع) ولفظه: "يأتي من أمتي يوم القيامة مثل الليل والسيل ... " فذكر. وأخرجه ابن المبارك في الزهد في زيادات نعيم بن حماد (ص 112: 377)، حدَّثنا موسى بن عبيدة، به. وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 156: 3432)، من طريق موسى بن عبيدة، به. ولفظه: "يأتي معي من أمتي يوم القيامة مثل الليل والسيل، فيحطمهم الناس حطمة، فتقول الملائكة: لما جاء مع محمَّد أكثر مما جاء مع سائر الأمم أو الأنبياء" وقال: "لا نعلمه يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا من هذا الوجه". فالخلاصة أن مدار هذا الإِسناد على موسى بن عبيدة وهو ضعيف. وله شاهد من حديث أبي مالك الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ "أما والذي نفس محمَّد بيده ليبعثن منكم يوم القيامة إلى الجنة مثل =
= الليل الأسود زمرة جميعها يحيطون الأرض، تقول الملائكة، لما جاء مع محمَّد أكثر مما جاء مع الأنبياء" أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 297: 3455)، وفي "مسند الشاميين" (1677)، من طريق محمَّد بن إسماعيل بن عياش، حدَّثنا أبي، حدَّثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري، به. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 404)، وقال: "رواه الطبراني وفيه محمَّد بن إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف". قلت: إن حديث الباب بهذا الشاهد يرتقي إلى الحسن لغيره. ومعنى الحديث صحيح ورد في أحاديث أخرى صحيحة ومنها ما يلي: 1 - حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قال رسول الله: "أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة". أخرجه الإِمام مسلم في صحيحه (1/ 188: 331)، من طريق سفيان، عن مختار بن فلفل، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 2 - حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-: -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "عُرِضَتْ عَلَيّ الأمم، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه الرهيط، والشعبي معه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى -صلى الله عليه وسلم- وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سواد عظيم،: فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب" الحديث. أخرجه البخاري كما في الفتح (10/ 155، 211) و (11/ 405 - 406)، ومسلم في صحيح (1/ 199: 220)، والإِمام أحمد في المسند (1/ 271)، وابن منده في الإيمان (981، 982، 983، 984). وفي الباب عن ابن مسعود وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما.
4553 - [1] وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حدَّثنا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه رَفَعَهُ قَالَ: "الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فِي النَّارِ" (¬1). [2] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا دُرُسْتٌ بِهِ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مُوسَى بْنُ محمَّد بْنِ حيان، ثنا درست، به ¬
4553 - درجته: الحديث بالأسانيد المتقدمة ضعيف، فيها درست بن زياد، ويزيد الرقاشي، وكلاهما ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 390)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه ضعفاء قد وثّقوا". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 158)، وقال: "رواه أبو داود الطيالسي، ومسدد، وأبو يعلى الموصلي ومدار أسانيدهم على يزيد الرقاشي، وهو ضعيف".
تخريجه: أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 281: 2103)، عن درست بن زياد، به. وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 67)، وأبو يعلى في مسنده (7/ 147: 4116)، وابن حبّان في المجروحين (1/ 293)، وابن عدي في الكامل (3/ 102)، =
= وأبوالشيخ في العظمة كما في اللآلئ المصنوعة (1/ 82)، كلهم من طرق عن درست بن زياد، به. وتابع درست بن زياد حماد بن سلمة: أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" كما في اللآلئ المصنوعة (1/ 82)، حدَّثنا أبو معشر الدارمي، حدَّثنا هَدْبَةُ، حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يزيد الرقاشي، به، وقال السيوطي: "هذه متابعة جليلة". قلت: لكن فيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف، وعليه فإن الحديث بهذا الإِسناد ضعيف. ويشهد له حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الشمس والقمر ثوران مكوران في النار يوم القيامة". أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 66 - 67) حدَّثنا محمَّد بن خزيمة، حدَّثنا معلي بن أسد العمي، حدَّثنا عبد العزيز بن المختار، عن عبد الله الداناج قال: شهدت أبا سلمة بن عبد الرحمن جلس في مسجد في زمن خالد بن عبد الله بن خالد بن أُسيد قال: فجاء الحسن، فجلس إلينا، فتحدَّثنا، فقال أبو سلمة: حدَّثنا أبو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكره. قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وقد ذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (1/ 32: 124)، وصحّحه. وأخرجه البزّار والإِسماعيلي والخطابي كما في الفتح (6/ 346)، كلهم من طريق يونس بن محمَّد عن عبد العزيز بن المختار، به. وقد أخرجه البخاري في صحيحه مختصرًا كما في الفتح (6/ 343: 3200)، حدَّثنا مسدّد، حدَّثنا عبد العزيز بن المختار، به. ولفظه: "الشمس والقمر مكوران يوم القيامة". فالخلاصة أن حديث الباب بهذا الشاهد يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
4554 - وقال أبو يعلى: حدَّثنا ابن مطيع، ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً، عُرَاةً، غُرْلًا"، فَقَالَتْ عائشة رضي الله عنها: وَالنِّسَاءُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ قَالَ: "نَعَمْ" فَقَالَتْ: واسوأتاه! فقال: "ومن أي شيء عجبت، يا بنت أَبِي بَكْرٍ" (¬1)؟ قَالَتْ: عَجِبْتُ مِنْ حَدِيثِكَ، يَنْظُرُ بعضهم إلى بعض، قال: فضرب -صلى الله عليه وسلم- على منكبها وقال: "يا بنت أبي قحافة، قد شُغِلَ النَّاسُ يومئذٍ عَنِ النَّظَرِ، وَتَسْمُو أَبْصَارُهُمْ إِلَى فَوْقِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، لَا يَأْكُلُونَ وَلَا يشربون، شاخصين بأبصارهم، فيهم مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ قَدَمَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ بَطْنَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ مِنْ طُولِ الْوُقُوفِ، ثُمَّ يَرْحَمُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْعِبَادَ، فَيَأْمُرُ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ، فيحملون عرشه من السموات إلى أَرْضٍ بَيْضَاءَ، لَمْ يُسْفَكْ عَلَيْهَا دَمٌ، وَلَمْ يُعْمَلْ فِيهَا خَطِيئَةٌ، كَأَنَّهَا الْفِضَّةُ الْبَيْضَاءُ، ثُمَّ تَقُومُ الْمَلَائِكَةُ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ، وَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ نَظَرَتْ فِيهِ عَيْنٌ إِلَى اللَّهِ عزَّ وجلَّ، ثُمَّ يَأْمُرُ مُنَادِيًا، فَيُنَادِي بِصَوْتٍ يسمعه الثقلان الجن والإِنس: أين فلان ابن فُلَانٍ، فَيَشْرَئِبُّ لِذَلِكَ، وَيَخْرُجُ مِنَ الْمَوْقِفِ، فَيُعَرِّفُهُ الله تعالى النَّاسَ ثُمَّ يُقَالُ: تَخْرُجُ مَعَهُ حَسَنَاتُهُ، فَيُعَرِّفُ الله تعالى أَهْلَ الْمَوْقِفِ تِلْكَ الْحَسَنَاتِ، فَإِذَا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينِ، قِيلَ: أَيْنَ أَصْحَابُ الْمَظَالِمِ؟ فيجيئون رجلًا رجلًا، فيقال: أظلمت فلانًا كذا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، يَا رَبِّ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الذي تشهد عليهم ألسنتهم وأرجلهم وأيديهم مما كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَتُؤْخَذُ حَسَنَاتُهُ، فَتُدْفَعُ إِلَى مَنْ ظَلَمَهُ يَوْمَ لَا دِرْهَمٌ وَلَا دِينَارٌ، إلَّا أخذٌ مِنَ الْحَسَنَاتِ وردٌّ مِنَ السَّيِّئَاتِ، فَلَا يزال أهل الْمَظَالِمِ يَسْتَوْفُونَ مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى لَا يَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ، ثُمَّ يَقُومُ مَنْ بَقِيَ مِمَّنْ لم يأخذ ¬
شَيْئًا، فَيَقُولُونَ: مَا بَالُ غَيْرِنَا، اسْتَوْفَى وَبَقِينَا؟ فيقال لهم: لا تعجلوا، يؤخذ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَيْهِ، حَتَّى لَا يَبْقَى أحد ظُلِمَ بمظلمة، فيعرف الله تعالى أَهْلَ الْمَوْقِفِ أَجْمَعِينَ ذَلِكَ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حسناته، قيل: ارجع إلى أمك الهاوية، لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ، إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ، فلا بقى يومئذٍ مَلَكٌ وَلَا نَبِيُّ مُرْسَلٌ وَلَا صِدِّيقٌ ولا شهيد ولا بشر، إلَّا ظن مما رأى من شدة العذاب أَنَّهُ لَا يَنْجُو، إلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ".
4554 - درجته: ضعيف جدًا، فيه كوثر بن حكيم، وهو متروك الحديث، وفيه عنعنة هشيم وهو مدلس، وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 145)، وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي بسند فيه كوثر بن حكيم وهو ضعيف".
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير. وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 77)، من طريق ابن مطيع بهذا الإِسناد، ولفظه: "يحشر الناس يوم القيامة كما ولدتهم أمهاتهم حفاة، عراة، غرلا ... فذكره بنحوه. وقد تابع كَوْثَرَ بن حكيم، كرزُ التيمي. أخرجه أبو يعلى كما في "النهاية في الفتن والملاحم" لابن كثير (ص 162)، قال: حدَّثنا روح بن حاتم، حدَّثنا هشيم، عن كرز عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا "يحشر الناس كما ولدتهم أمهم، حفاة، عراة، غرلا، فقال عائشة .. " فذكره بنحوه. وقال الحافظ ابن كثير: "هذا حديث غريب من هذا الوجه". قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه روح بن حاتم قال عنه ابن معين: ليس بشيء، =
= (انظر: اللسان 2/ 465)، وفيه عنعنة هشيم بن القاسم، وهو مدلس من أصحاب المرتبة الثالثة. فالخلاصة أن الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، ومعناه صحيح ورد مفرقًا في أحاديث أخرى صحيحة. فقوله في صدر الحديث: "يحشر الناس يوم القيام حفاة، عراة، غرلا ... إلى قوله: قد شغل الناس" يشهد له حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "تحشرون حفاة، عراة غرلا، قالت عائشة رضي الله عنها: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-! الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: الأمر أشد من أن يهمهم ذلك". أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 385: 6527)، كتاب الرقائق، باب الحشر، ومسلم في صحيحه (4/ 2194: 65)، كتاب الجنة، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، وهذا لفظ البخاري ولفظ مسلم بنحوه. وفي الباب عن سهل بن سعد، وأم سلمة رضي الله عنهما أخرجهما الطبراني في الأوسط. وقوله في الحديث: "وتسموا أبصارهم إلى فوق أربعين سنة .. " يشهد له حديث ابن مسعود تقدم تخريجه تحت رقم (4539). وقوله: "فيهم مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ قَدَمَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ ساقيه .. " يشهد له حديث المقدام بن الأسود، وحديث عبد الله بن عمرو، وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم، تقدمت في تخريج حديث رقم (4544). وقوله: "فيحملون عرشه من السماوات إلى أرض بيضاء، لم يسفك عليها دم .. " يشهد له حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعًا: (يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء، عفراء كقرصة نقي، ليس فيها معلم لأحد". أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 372)، ومسلم في صحيحه (2790)، وابن حبّان كما في الإِحسان (16/ 313)، وأبو نعيم في صفة الجنة (143)، =
= والطبراني في الكبير (5831). أما الجزء الأخير من الحديث في القصاص وردّ المظالم يوم القيامة فله شواهد كثيرة تأتي في حديث رقم (4582). فالخلاصة أن حديث الباب ضعيف بالإِسناد المتقدم، ومعناه صحيح ورد مفرقًا في أحاديث أخرى.
4555 - حدَّثنا (¬1) عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عن أسماء بنت يزيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: "إذا جمع الله الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَاءَ مُنَادٍ يُنَادِي بِصَوْتٍ يُسْمِعُ جَمِيعَ الْخَلَائِقِ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي: لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانَتْ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} الْآيَةَ (¬2) فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي: أين الذي كَانُوا {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} الْآيَةَ (¬3)، فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي: ليقم الذين كانوا يحمدون فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يحاسب سائر الناس" (¬4). ¬
4555 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وهو مقبول. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 145)، وقال "رواه أبو يعلى الموصلي" وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع ولا في المقصد العلي ولعله في مسنده الكبير. وتوبع عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. فقد أخرجه ابن أبي حاتم كما في ابن كثير (3/ 286)، عن أبيه حدَّثنا سويد بن سعيد حدَّثنا علي بن مسهر، به.
قلت: سويد بن سعيد ضعيف، لأنه عمي في آخر عمره، فكان يُلَقّن فيتلقن، إلَّا أن الحديث بهذه المتابعة يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم. وأخرجه هنَّاد في الزهد (1/ 134: 176)، حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إسحاق به، ولفظه: "يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ واحد، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، قال: فيقوم مناد، فينادي: أين الذين كانوا يحمدون الله تبارك وتعالى في السرّاء والضرّاء؟ قال: فيقومون وهم قليل، فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم يعود، ينادي: ليقم الذين كانو ا {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16)} فيقومون، وهم قليل، فيدخلون الجنة بغير حساب، قال: ثم يقوم ينادي: ليقم الذين كانوا {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)} قال فيقومون وهم قليل، فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم يؤمر بسائر الناس فيحاسبون!. قلت: هذا إسناد حسن، وأبو معاوية، محمَّد بن خازم الضرير، وهو ثقة. وللحديث شاهد من حديث عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كنا في سفر، فكنا نتناوب الرعية، فلما كانت نوبتي، سرحت إبلي، ثم رجعت، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يخطب الناس فسمعته يقول: ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء ... الحديث. وفيه: ثم قال: "يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي، فينادي مناد: سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم، ثم يقول: أين الذين {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}، ثم يقول: أين الذين كانوا {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}، إلى آخر الآية، ثم ينادي مناد: سيعلم أهل الجمع اليوم، ثم يقول: أين الحمّادون الذين كانوا يحمدون ربهم". أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 398)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 9)، من طريق أبي الأحوص، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عطاء، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به. =
= وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح، وله طرق عن أبي إسحاق ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي". قلت: فيه أبو إسحاق السبيعي وهو مدلّس، من أصحاب المرتبة الثالثة وقد عنعن، وهو مختلط، وسماع أبي الأحوص، عنه غير متميز هل كان قبل اختلاطه أو بعده، وعليه فإن الإِسناد ضعيف. فالخلاصة أن حديث الباب بالمتابعة المتقدمة، وطريق هنَّاد، وهذا الشاهد، يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم، ويشهد له أيضًا حديث ابن عباس موقوفًا عليه سيأتي برقم (4557).
4556 - حدَّثنا (¬1) زهير، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تَأْكُلُ الْأَرْضُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الإِنسان إلَّا عَجْب ذنبه، قيل: ومثل ما هو يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: "مثل حبَّة الْخَرْدَلِ مِنْهُ يَنْبُتُونَ". * أَخْرَجَهُ ابْنُ (¬2) حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّ دَرَّاجًا حدَّثه بِهِ، وَسَمِعْنَاهُ بِعُلُوٍّ في البعث (¬3) لابن أبي داود. ¬
4556 - درجته: ضعيف بهذا الإِسناد لأسباب: 1 - فيه ابن لهيعة وهو ضعيف بسبب سوء حفظه. 2 - فيه درّاج أبو السمح، وحديثه عن أبي الهيثم ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 140)، وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي وأحمد بن حنبل وابن حبّان في صحيحه والحاكم صححه" وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 523: 1382)، ولفظه: "يأكل التراب كل شيء" فذكره وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 28)، عن الحسن بن موسى، به في آخر الحديث بنحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 232)، وقال: "رواه أحمد وإسناده حسن". قلت: في إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف كما تقدم، ودرّاج أبو السمح، وهو ضعيف في حديثه عن أبي الهيثم، وهذا مما يستدرك على الحافظ في ذكره في الزوائد، وهو في المسند بهذا الإِسناد. =
= وتوبع ابن لهيعة فقد أخرجه ابن أبي داود في كتاب "البعث" (ص 48: 17)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 409: 3140)، والحاكم في المستدرك (4/ 609)، كلهم من طرق عن ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ درّاج أبي السمح بهذا الإِسناد، وقال الحاكم: "صحيح الإِسناد" ووافقه الذهبي. فالخلاصة أن مداره على درّاج عن أبي الهيثم، وحديث درّاج عنه ضعيف. وله شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ما بين النفختين أربعون"، قالوا: يا أبا هريرة! أربعون يومًا؟ أبيت، قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت "ثم ينزل الله من السماء ماءً فينبتون كما ينبت البقل، قال: "وليس من الإِنسان شيء إلَّا يبلى، إلَّا عظمًا واحدًا وهو عَجْب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة". (هذا لفظ مسلم). أخرجه البخاري مع الفتح (8/ 414: 4814)، ومسلم في صحيحه (4/ 2271)، برقم (2295)، وأبو داود في السنَّة (4743)، وابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 408: 3139)، وعليه فإن حديث الباب بهذا الشاهد يرتقي إلى الصحيح لغيره، والله أعلم.
4557 - قال الحارث (¬1): حدَّثنا هَوْذَة، ثنا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُدَّتِ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ فِي سَعَتِهَا كَذَا وَكَذَا، وَجَمِيعُ الْخَلَائِقِ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ جِنِّهِمْ وِإِنْسِهِمْ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ قِيْضَتْ (¬2) هذه السماء الدنيا عن أهلها، فينثرون عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَلأهْلُ السَّمَاءِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ، وِجِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ بِالضِّعْفِ، فإذا نثروا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ، وقالوا: فيكم ربنا؟ فيفزعون من قولهم، يقولون: سُبْحَانَ رَبِّنَا لَيْسَ هُوَ فِينَا، وَهُوَ آتٍ، ثم يقبض أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَلأَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالضِّعْفِ، فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى أَهْلِ وَجْهِ الْأَرْضِ فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ وَقَالُوا: فِيكُمْ رَبُّنَا؟ فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ، وَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ ربنا ليس فينا وهو آت، ثم تقاض السماوات كُلِّهَا، فَتُضَعَّفُ كُلُّ سَمَاءٍ عَلَى السَّمَاءِ الَّتِي تحتها وجميع أهل الأرض، كلّما نثروا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ ويقولون لهم مثل ذلك، ويرجعون إليهم مثل ذلك، ثم تقاض أهل السماوات السَّابِعَةِ، فَلأَهْل السَّمَاءِ السَّابِعَةِ أَكْثَرُ أَهْلًا مِنَ السَّمَاوَاتِ السِّتِّ، وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالضِّعْفِ، فيجيء الله تبارك وتعالى فِيهِمْ، والأُمم جُثًا (¬3) صُفُوفًا، فَيُنَادِي مُنَادٍ: سَتَعْلَمُونَ اليوم من أصحاب الكرم، ¬
لِيَقُمِ الْحَمَّادُونَ رَبَّهُمْ عَلَى كُلِّ حَالٍ، فَيَسْرَحُونَ إلى الجنة، ثم ينادي ثانية: سيعلمون الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ، لِيَقُمِ الَّذِينَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} الْآيَةَ، فَيَقُومُونَ فَيَسْرَحُونَ إِلَى الجنة، ثم ينادي ثالثة: ليقم الذين {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} الْآيَةَ: فَيَقُومُونَ فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، فَإِذَا أُخِذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةٌ خَرَجَ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ، فَأَشْرَفَ عَلَى الْخَلَائِقِ، لَهُ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ، وَلِسَانٌ فَصِيحٌ، فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ، إِنِّي وُكِلْتُ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لقط الطير حب السمسم، فيجلس بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُ ثَانِيَةً، فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِلْتُ بِمَنْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ (قَالَ) فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السُّمْسُمِ، فيجلس بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُ ثَالِثَةً (أَحْسِبُهُ قَالَ) فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِلْتُ بِأَصْحَابِ التَّصَاوِيرِ، فَيَلْتَقِطُهُمْ من الصفوف لقط الطير حب السمسم، فيجلس بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، فَإِذَا أَخَذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةً وَمِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةً، نُشِرَتِ الصُّحُفُ، وَوُضِعَتِ الْمَوَازِينُ، وَدُعِيَ الْخَلَائِقُ لِلْحِسَابِ. * هَذَا مَوْقُوفٌ، إِسْنَادُهُ حسن.
4557 - درجته: إسناده حسن، فيه هوذة بن خليفة، وشهر بن حوشب وكلاهما بمرتبة صدوق، وبقية رواته ثقات، وهو وإن كان موقوف على ابن عباس، ولكن له حكم الرفع لأن مثله لا يقال بالرأي. قال الحافظ عقب ذكره: "هذا موقوف، إسناده حسن". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 144)، وقال: "رواه الحارث موقوفًا وإسناده حسن".
تخريجه: أخرجه الحارث كما في "بغية الباحث" (4/ 1334: 1097)، كتاب البعث، =
= ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 62). وأخرجه ابن المبارك في الزهد في زيادات نعيم بن حماد (ص 101: 353)، أنا عوف به بطوله. وأخرجه ابن أبي الدنيا كما في النهاية لابن كثير (ص 215)، من طريق عوف، به بنحوه. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 61 - 62)، من طريق مسلم بن خالد، عَنِ ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ أنه حدَّثه قال: ولفظه: (كان يقال: إذا كان يوم القيامة مدّت الأرض، فذكره). ولبعض ما تضمّنه الحديث شواهد صحيحة، فقوله في أوله: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُدَّتِ الْأَرْضُ مَدَّ الأديم"، له شواهد من حديث جابر بن عبد الله وغيره وسيأتي تخريجه تحت رقم (4578). وقوله: (فَيُنَادِي مُنَادٍ: سَتَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ إلى قوله: فيقومون فيسرحون إلى الجنة) له شواهد من حديث أسماء بنت يزيد بن السكن، وعقبة بن عامر، تقدم تخريجهما تحت رقم (4555). وقوله في الأخير: (خرج عنق من النار .. فيقول إني وُكِّلْتُ بثلاثة) إلى آخره، يشهد له حديث أبي سعيد الخدري وحديث أبي هريرة رضي الله عنه سيأتي تخريجهما تحت رقم (4559).
(¬1) 4558 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدورقي، ثنا محمَّد بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَاصِمٍ الْحَبَطِيُّ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وكان من أصحاب حرم وسالم بن أبي مطيع، قال: ثنا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ تميم الداري رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ: انْطَلِقْ إِلَى وَلِيِّي، فَأْتِنِي بِهِ، فَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُه بِالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، فَوَجَدْتُهُ حَيْثُ أُحِبُّ، ائْتِنِي بِهِ، فَلأُريحنّه، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ، وَمَعَهُ خَمْسُمِائَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَعَهُمْ أَكْفَانٌ وَحَنُوطٌ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَعَهُمْ ضَبَائِرُ الرَّيْحَانِ، أَصْلُ الرَّيْحَانَةِ وَاحِدٌ، وَفِي رَأْسِهَا عِشْرُونَ لَوْنًا، لِكُلِّ لَوْنٍ مِنْهَا رِيحٌ سِوَى رِيحِ صَاحِبِهِ، مَعَهُمُ الْحَرِيرُ الْأَبْيَضُ فِيهِ الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، قَالَ: فَيَجْلِسُ مَلَكُ الْمَوْتِ عند رأسه، وتحفّه الملائكة، ويضع كل مِنْهُمْ يَدَهُ عَلَى عُضْو مِنْ أَعْضَائِهِ، وَيُبْسَطُ ذَلِكَ الْحَرِيرُ الْأَبْيَضُ وَالْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، مِنْ تَحْتِ ذقنه ويفتح له باب إلى الجنة، فإن نَفْسَهُ لَتُعَلَّلُ عِنْدَ ذَلِكَ بِطُرَفِ الْجَنَّةِ، مَرَّةً بِأَزْوَاجِهَا، وَمَرَّةً بِكِسْوَتِهَا، وَمَرَّةً بِثِمَارِهَا، كَمَا يُعَلِّلُ الصبي أهله إذا بكى، وإن أزواجه لينهسنه عند ذلك انتهاسًا، وقال: وتبرز الروح (قال البرساني، يريد الخروج سرعة لما يرى مما يحب) قَالَ: وَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا الرُّوحُ الطَّيِّبَةُ إِلَى سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ، وَظِلٍّ ممدود، وماء مسكوب، قال: ومَلَكُ الْمَوْتِ أَشَدُّ بِهِ لُطْفًا مِنَ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا، يعرف أن ذلك الروح حبيب إلى ربه، فهو يتلمس لُطْفَهُ تحبُّبا لِرَبِّهِ، وَرِضَا لِلرَّبِّ عَنْهُ، فَتُسَلُّ روحه كما تسل الشعرة ¬
من العجين، قال: وقال الله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} وقال عزَّ وجلَّ: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89)} قَالَ: (رَوْحٌ) مِنْ جَهْدِ الْمَوْتِ (وَرَيْحَانٌ) يُتَلَقَّى به و (جنة نَعِيمٍ) تُقَابِلُهُ، قَالَ: فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ، قَالَ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ: جَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي خَيْرًا، فَقَدْ كُنْتَ سَرِيعًا بِي إِلَى طَاعَةِ الله تعالى بطيئًا بي عن معصية الله عزَّ وجلَّ، فقد نَجَيْتَ فأنجيت قَالَ: وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: وَتَبْكِي عَلَيْهِ بِقَاعُ الْأَرْضِ الَّتِي كَانَ يُطِيعُ الله تعالى فِيهَا، وَكُلُّ بَابٍ مِنَ السَّمَاءِ يَصْعَدُ مِنْهُ عمله، وينزل مِنْهُ رِزْقُهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ: فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ أَقَامَ الْخَمْسُمِائَةِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عِنْدَ جَسَدِهِ، فَلَا يُقَلِّبُهُ بَنُو آدَمَ لِشِقٍّ إلَّا قلبته الملائكة قبلهم، وعَلَتْه بِأَكْفَانٍ قَبْلَ أَكْفَانِ بَنِي آدَمَ، وَحَنُوطٍ قَبْلَ حنوط بني آدم، ويقوم من بَابِ بَيْتِهِ إِلَى بَابِ قَبْرِهِ صَفَّانِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، يَسْتَقْبِلُونَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ، قَالَ: فَيَصِيحُ عِنْدَ ذَلِكَ إبليس صيحة يتصدع مِنْهَا عِظَامُ بَعْضِ جَسَدِهِ وَيَقُولُ لِجُنُودِهِ: الْوَيْلُ لَكُمْ كَيْفَ خَلُصَ هَذَا الْعَبْدُ مِنْكُمْ، قَالَ: فَيَقُولُونَ: هَذَا الْعَبْدُ كَانَ مَعْصُومًا، قَالَ فَإِذَا صعد الملك بروحه إلى السماء استقبله جبريل عليه الصلاة والسلام في سبعين ألفًا من الملائكة، كُلٌّ يَأْتِيهِ بِبِشَارَةٍ مِنْ رَبِّهِ سِوَى بِشَارَةِ صَاحِبِهِ، قَالَ: فَإِذَا انْتَهَى مَلَكُ الْمَوْتِ بِرُوحِهِ إِلَى الْعَرْشِ خَرَّ الرُّوحُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ: انْطَلِقْ بِرُوحِ عَبْدِي هَذَا، فَضَعْهُ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ, وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ. قَالَ: فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ جَاءَتْهُ الصَّلَاةُ فَكَانَتْ عَنْ يَمِينِهِ، وَجَاءَهُ الصِّيَامُ فَكَانَ عَنْ يَسَارِهِ، وَجَاءَهُ الْقُرْآنُ والذكر فكانا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَجَاءَهُ مَشْيُهُ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَانَ عن رِجْلِهِ، وَجَاءَهُ الصَّبْرُ فَكَانَ فِي نَاحِيَةِ الْقَبْرِ،
قال: فيبعث الله تَعَالَى عَذَابًا مِنَ الْعَذَابِ، فَيَأْتِيهِ عَنْ يَمِينِهِ، فَتَقُولُ الصَّلَاةُ: وَرَاءَكَ، وَاللَّهِ مَا زَالَ دَائِبًا عُمْرَهُ كُلَّهُ، وَإِنَّمَا اسْتَرَاحَ الْآنَ حِينَ وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، قَالَ: فَيَأْتِيهِ عَنْ يَسَارِهِ فَيَقُولُ الصيام مثل ذلك، ثم يأتيه من رَأْسِهِ، فَيَقُولُ الْقُرْآنُ وَالذِّكْرُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يأتيه من عند رجله، فَيَقُولُ مَشْيُهُ إِلَى الصَّلَاةِ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: فَلَا يَأْتِيهِ الْعَذَابُ مِنْ نَاحِيَةٍ يَلْتَمِسُ هَلْ يجد مساغًا إلَّا وجد ولي الله تعالى قد احدحسه، قَالَ فَيَنْدَفِعُ الْعَذَابُ عِنْدَ ذَلِكَ. فَيَخْرُجُ، وَيَقُولُ الصَّبْرُ لِسَائِرِ الْأَعْمَالِ: أَمَّا أَنَا لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُبَاشِرَ أَنَا بِنَفْسِي إلَّا أَنِّي نَظَرْتُ مَا عِنْدَكُمْ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ كُنْتُ أَنَا صَاحِبُهُ، فَأَمَّا إِذَا أَجْزَأْتُمْ عَنْهُ، فَأَنَا لَهُ ذُخْرٌ عِنْدَ الصِّرَاطِ وَالْمِيزَانِ. قَالَ: وَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكَيْنِ، أَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ، وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ، وَأَنْيَابُهُمَا كَالصَّيَاصِي وَأَنْفَاسُهُمَا كَاللَّهَبِ، يَطَآنِ فِي أَشْعَارِهِمَا، بَيْنَ مَنْكِبِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَسِيرَةُ كَذَا وَكَذَا، قَدْ نُزِعَتْ مِنْهُمَا الرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ، يُقَالَ لَهُمَا: مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ منهما مطرقة، لو اجتمع عليهما ربيعة ومضر لم يقلوها، قال: فيقولان له: اجْلِسْ، قَالَ: فَيَسْتَوِي جَالِسًا، وَتَقَعُ أَكْفَانُهُ فِي حِقْوَيْهِ قَالَ: فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دينك؟ ومن نبيّك؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-! وَمَنْ يُطِيقُ الْكَلَامَ عِنْدَ ذَلِكَ وَأَنْتَ تَصِفُ مِنَ الْمَلَكَيْنِ مَا تَصِفُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)} قَالَ: فَيَقُولُ: اللَّهُ رَبِّي وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَدِينِيَ الإِسلام الَّذِي دَانَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ، ونبيي محمَّد -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين، قال: فيقولان: صَدَقْتَ قَالَ: فَيَدْفَعَانِ الْقَبْرَ فَيُوَسِّعَانِهِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَمِنْ خَلْفِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَعَنْ يَمِينِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا وَعَنْ
شِمَالِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَمِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ أَرْبَعِينَ ذراعًا قال فيوسّعان أربعين ذراعًا (قَالَ الْبُرْسَانِيُّ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ) وَأَرْبَعِينَ تُحَاطُ بِهِ. ثُمَّ يَقُولَانِ لَهُ: انْظُرْ فَوْقَكَ، قَالَ: فَيَنْظُرُ فَوْقَهُ، فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: يَا وَلِيَّ اللَّهِ! هَذَا مَنْزِلُكَ إِذْ أطعت الله تعالى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ يَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ فَرْحَةٌ لَا تَرْتَدُّ أَبَدًا" ثم يقال لَهُ. انْظُرْ: تَحْتَكَ، فَيَنْظُرُ تَحْتَهُ، فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: يَا وَلِيَّ الله! هذا منزلك لو عَصَيْتَ الله، فنجوت أخرها عَلَيْكَ" فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَالَّذِي نَفْسُ محمَّد بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَصِلُ إلى قلبه عند ذلك فرحة لا يزيد أبدًا قال: وقالت عائشة رضي الله عنها: يُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ يَأْتِيهِ رِيحُهَا وَبَرْدُهَا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وتعالي. وهذا الإِسناد إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ: انْطَلِقْ إِلَى عَدُوِّي فَأْتِنِي بِهِ، فَإِنِّي قَدْ بسطت له من رِزْقِي وَسَرْبَلْتُهُ نِعْمَتِي فَأَبَى إلَّا مَعْصِيَتِي، فَأْتِنِي بِهِ لِأَنْتَقِمَ مِنْهُ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ (¬1) فِي أَكْرَهِ صُورَةٍ رَآهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ، لَهُ اثْنَا عَشَرَ عَيْنًا، وَمَعَهُ سَفُّودٌ مِنْ حَدِيدٍ كَثِيرُ الشَّوْكِ، وَمَعَهُ خَمْسُمِائَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، مَعَهُمْ نُحَاسٌ وَجَمْرٌ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ، وَمَعَهُمْ سِيَاطٌ مِنْ نَارٍ، لِينُهَا لِينُ السِّيَاطِ وَهِيَ نَارٌ تَأَجَّجُ، قَالَ: فَيَضْرِبُهُ مَلَكُ الموت بذلك ¬
السفود ضربة تغيب (¬1) أَصْلُ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْ ذَلِكَ السَفُّود فِي أَصْلِ كُلِّ شَعْرَةٍ وَعِرْقٍ وَظُفْرٍ، ثُمَّ يَلْوِيهِ لَيًّا شَدِيدًا فَيَنْزِعُ رُوحَهُ مِنْ أَظْفَارِ قَدَمَيْهِ، فَيُلْقِيهَا فِي عَقِبَيْهِ، قَالَ: فَيُسْكَرُ عَدُوُّ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ سَكْرَةً فَيُرَوِّحُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ، فَتَضْرِبُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ، ثُمَّ تنثره الملائكة نَثْرَةً، فَتُنْزَعُ رُوحُهُ مِنْ عَقِبَيْهِ، فَيُلْقِيهَا (¬2) فِي ركبتيه، ثم يسكر عدو الله عَزَّ وَجَلَّ سَكْرَةً عِنْدَ ذَلِكَ فَيُرَفِّهُ (¬3) مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ، قَالَ فَتَضْرِبُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ فينثره ملك الموت نثرة فتنتزع رُوحَهُ مِنْ رُكْبَتَيْهِ فَيُلْقِيهَا فِي حِقْوَيْهِ قَالَ: فَيُسْكَرُ عَدُوُّ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ سَكْرَةً، فَيُرَفِّهُ (¬4) مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ، فَتَضْرِبُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ قَالَ: فَكَذَلِكَ إِلَى صَدْرِهِ إِلَى حَلْقِهِ، فَتَبْسُطُ الْمَلَائِكَةُ النُّحَاسَ وَجَمْرَ جَهَنَّمَ تَحْتَ ذَقْنِهِ، وَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا الرُّوحُ (¬5) اللعينة الملعونة إلى سموم جهنم وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ. قَالَ: فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ، قَالَ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ: جَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي شَرًّا قَدْ كنت بطيئًا (¬6) بي عن طاعة الله تعالى، سريعًا بي إلى معصية الله عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ هَلَكْتَ وَأُهْلَكْتَ، قَالَ وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَتَلْعَنُهُ بِقَاعُ الْأَرْضِ الَّتِي كَانَ يعصي الله عَزَّ وَجَلَّ عليها، قال: وينطلق ¬
جُنُودُ إِبْلِيسَ يُبَشِّرُونَهُ بِأَنَّهُمْ (¬1) قَدْ أَوْرَدُوا عَبْدًا مِنْ وَلَدِ آدَمَ النَّارَ، فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ضُيِّقَ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلَاعُهُ، وتدخل اليمنى في اليسرى (وتدخل) (¬2) اليسرى في اليمنى، فيبعث الله تعالى إِلَيْهِ أَفَاعِيَ كَأَعْنَاقِ الإِبل، يَأْخُذُونَهُ (¬3) بِأَرْنَبَتِهِ وَإِبْهَامَيْ قَدَمَيْهِ، فَتَقْرِضُهُ (¬4) حَتَّى يَلْتَقِينَ فِي وَسَطِهِ، وَيَبْعَثُ الله تعالى بملكين (¬5) أَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ وَأَنْيَابُهُمَا كالصياصي، وأنفاسهما كاللهب، يطآن شُعُورِهِمَا، بَيْنَ مَنْكِبَيْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، مَسِيرَةَ كَذَا وَكَذَا، قَدْ نُزِعَتْ مِنْهُمَا الرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ، يُقَالَ لَهُمَا: مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِطْرَقَةٌ، لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا رَبِيعَةُ ومضر لم يقلُّوها، قال: فيقولان له: اجلس قَالَ: فَيَجْلِسُ (¬6)، فَيَسْتَوِي جَالِسًا وَتَقَعُ أَكْفَانُهُ إِلَى حِقْوَيْهِ قَالَ: فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ قَالَ: فَيَضْرِبَانِهِ ضَرْبَةً يَطِيرُ شَرَارُهَا فِي قَبْرِهِ، ثُمَّ يَعُودَانِ فَيَقُولَانِ لَهُ: انْظُرْ فَوْقَكَ، فَيَنْظُرُ فَإِذَا بَابٌ مفتوح من الجنة، فيقولان له: عَدُوَّ اللَّهِ! هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ كُنْتَ أَطَعْتَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَالَّذِي نَفْسُ محمَّد بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَسْرَةٌ لا يزيد (¬7) أبدًا" قال: فيقولان له: انظر تحتك فينظر فإذا باب مفتوح إلى النار، ¬
فَيَقُولَانِ: عَدُوَّ اللَّهِ! هَذَا مَنْزِلُكَ إِذْ عَصَيْتَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَالَّذِي نَفْسُ محمَّد بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَسْرَةٌ ولا تزيد أبدًا". وقالت عائشة رضي الله عنها: وَيُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا إِلَى النَّارِ، يأتيه حرّها وسمومها حتى يبعث اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهَا. *هَذَا حَدِيثٌ عَجِيبُ السِّيَاقِ، وَهُوَ شَاهِدٌ لِكَثِيرٍ مِمَّا ثَبَتَ فِي حديث البراء رضي الله عنه الطويل المشهور، ولكن هذا الإِسناد غريب، لَا نَعْرِفُ أَحَدًا رَوَى عَنْ أَنَسٍ، عَنْ تميم الداري رضي الله عنهما إلَّا من هذا الوجه، ويزيد الرقاشي سَيِّءُ الْحِفْظِ جِدًّا، كَثِيرُ الْمَنَاكِيرِ، كَانَ لَا يَضْبُطُ الإِسناد فيلزق بأنس رضي الله عنه كُلَّ شَيْءٍ يَسْمَعُهُ مِنْ غَيْرِهِ، وَدُونَهُ أَيْضًا مَنْ هُوَ مِثْلَهُ، أَوْ أَشَدَّ ضَعْفًا. (216) وَقَدْ تقدم حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الأشراط (¬1). ¬
4558 - درجته: إسناده مسلسل بالضعفاء، هم بكر بن خُنَيْس، وضرار بن عمرو الملطي، ويزيد الرقاشي، وفيه أبو عاصم الحبطي، لم أجد له ترجمة، وعليه فإن الحديث ضعيف بهذا الإِسناد، ولهذا قال الحافظ بعد ذكره: "ويزيد الرقاشي سيء الحفظ جدًا، كثر المناكير ... وَدُونَهُ أَيْضًا مَنْ هُوَ مِثْلَهُ أَوْ أَشَدَّ ضعفًا". وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ل 115)، كتاب الجنائز، باب قبض روح المؤمن والكافر، بطوله، وقال "رواه أبو يعلى الموصلي، وفي سنده يزيد الرقاشي وهو ضعيف". =
= تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المختصر، ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير. وأخرجه ابن أبي الدنيا كما في "شرح الصدور" (ص 56)، من طريق يزيد الرقاشي، به، بنحوه مطولًا. وللحديث شاهد مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأنصار فانتهينا إلى القبر ولم يلحد، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود، ينكت به في الأرض، قال: فرفع رأسه، فقال: "استعيذوا بالله من عذاب القبر" مرتين أو ثلاثًا ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه الملائكة من السماء، بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، قال: ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة! اخرجي إلى رضوان الله قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فم السقاء، حتى يأخذها ملك الموت، فإذا أخذها لم يدعها في يده طرفة عين، حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن، وذلك الحنوط، ثم يصعدوا بها، قال وتخرج روحه كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، قال: فيمرون بها على ملأ من الملائكة، فيقولون: ما هذا الريح الطيب! فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتى ينتهي به إلى سماء الدنيا، فيستفتح له، فيفتح له، فيشيعه من كل سماء مُقَربُوْها إلى السماء التي يليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة، قال: فيقول الله تبارك وتعالى: اكتبوا كتاب عبدي في عليّين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال فيعاد روحه إلى جسده، قال: ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول ديني الإسلام، =
= فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيقولان له: ما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به، وصدقت، قال فينادى منادٍ من السماء: أن قد صدق عبدي فأفرشوا له من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره قد بصره: قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب! أقم الساعة، رب! أقم الساعة حتى أرجح إلى أهلي ومالي. وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال على الآخرة فتنزل إليه الملائكة من السماء، سود الوجوه، معهم المسوح حتى يجلسوا منه مد البصر قال: ثم يجيء ملك الموت، حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة! اخرجي إلى سخط من الله، وغضبه قال: فتنفرق في جسده فتنزعها، فتقطع منه العروق والعصب كما ينزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعها في يده طرفة عين، حتى يأخذوها فيجعلوها في تلك المسوح، فيصعدون بها، ويخرج منها أنتن ريح جيفة، وجدت على وجه الأرض، قال: ولا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلَّا قالوا: ما هذا الروح الخبيث! قال: فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يُسَمّى بها في الدنيا، حتى ينتهي به إلى سماء الدنيا فيستفتح له قال: ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} قال: فيقول الله: اكتبوا كتابه في سجين الأرض السفلى، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال: فيطرحوه طرحًا، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31)} فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فينادى منادِ من السماء أن كذب فافرشوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابًا إلى النار فيأتيه من حرِّها
وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف عليه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه، منتن الريح، قبيح الثيارب، فيقول: أبشر بالذي يسوءك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: ومن أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث قال: فيقول: رب لا تقم الساعة، رب لا تقم الساعة". أخرجه الإِمام أحمد في المسند (4/ 287)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 380)، والمروزي في زوائد الزهد (430 - 430)، وهناد في الزهد (1/ 255: 339)، كلهم عن أبي مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عن زاذان، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به، بألفاظ متقاربة. قلت: هذا الإِسناد صحيح، رواته ثقات، المنهال بن عمرو الأسدي والراجح فيه إنه ثقة، وزاذان أبو عمر الكندي، قال الذهبي عنه في الكاشف (1/ 246): "ثقة". وأخرجه أيضًا أبو داود في سننه، كتاب السنَّة، باب في المسألة في القبر وعذاب القبر وعذاب القبر (5/ 115 - 116)، والطيالسي كما في المنحة (1/ 154)، والآجري في الشريعة (ص 379)، والنسائي في الجنائز في الكبرى كما في تحفة الأشراف (2/ 467)، والحاكم في المستدرك (1/ 37 - 38)، والبيهقي في عذاب القبر رقم (2)، كلهم من طرق عن الأعمش به. فالخلاصة أن حديث الباب بهذا الشاهد يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
4559 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يونس (هو ابن بكير)، ثنا محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ (¬1)، وَكَانَ يتيمًا لأبي سعيد، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا جمع الله تعالى النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَقْبَلَتِ النَّارُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَخَزَنَتُهَا يكفُّوْنها وَهِيَ تقول: وعزة ربي لتخلين (¬2) بَيْنِي وَبَيْنَ أَزْوَاجِي أَوْ لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عَنَقًا وَاحِدًا، فَيَقُولُونَ: وَمَنْ أَزْوَاجُكِ؟ فَتَقُولُ: كُلُّ مُتَكَبِّرٍ جبّار، فتخرج لسانها، فتلتقطهم بها (¬3) مِنْ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ، فَتَقْذِفُهُمْ فِيهَا ثُمَّ تَسْتَأْخِرُ، ثُمَّ تُقْبِلُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَخَزَنَتُهَا يكفونها وهي تقول: وعزة ربي لتخلين (¬4) بَيْنِي وَبَيْنَ أَزْوَاجِي أَوْ لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عَنَقًا واحدًا، فيقولون ومن أزواجك؟ فتقول: كل مختار فَخُورٍ، فَتَلْتَقِطُهُمْ بِلِسَانِهَا فَتَقْذِفُهُمْ فِي جَوْفِهَا، ثُمَّ تستأخر، ويقضي الله عَزَّ وَجَلَّ بين العباد". ¬
4559 - درجته: إسناده ضعيف، فيه محمَّد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 392) وقال: "رواه أبو يعلى: ورجاله وثقوا، إلَّا أن ابن إسحاق مدلّس". =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 157)، وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لتدليس محمَّد بن إسحاق".
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 379: 1145)، بلفظه مع الزيادة في وسطه. وللحديث طريق آخر عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بلفظ مختصر، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "يخرج عنق من النار يتكلم، يقول: وُكِّلْتُ اليوم بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبمن جعل مع الله إلهًا آخر، وبمن قتل نفسًا بغير نفس، فينطوي عليهم، فيقذفهم في غمرات جهنم". أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 40)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 375: 1138)، من طرق: عن عطية العوفي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به. قلت: فيه عطية العوفي، وهو ضعيف. وأصل حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي صحيح مسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "احتجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبّرين والمتجبّرين، وقال الجنة، فمالي لا يدخلني إلَّا ضعفاء الناس، وسقطهم، وغرتهم، قال الله للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي" الحديث. أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2187: 36)، كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون. وله شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبّرين والمتجبرين، وقالت الجنة: فمالي لا يدخلني إلَّا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم ... الحديث. =
= أخرجه البخاري في صحيحه كما في الفتح (13/ 443)، كتاب التوحيد باب ما جاء في قوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ} ومسلم في صحيحه (4/ 2186)، كتاب الجنة، باب النار يدخلها الجبارون. وعليه فإن حديث الباب ضعيف بالإِسناد المتقدم، ولكن معناه صحيح بهذا الأصل والشاهد المذكورين، والله أعلم.
4560 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "يُخْرِجُ الله تعالى قَوْمًا مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا إمْتَحَشُوا فِيهَا، وَصَارُوا فَحْمًا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرٍ عَلَى بَابِ الجنة، يسمى نهر الحياة، فينبتون فيها كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، أَوْ كَمَا تَنْبُتُ الثَّعَارِيرُ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيُقَالَ: هَؤُلَاءِ عتقاء الله عَزَّ وَجَلَّ من النار". وقال رجل متهم برأي الخوارج يقال له هَارُونَ أَبُو مُوسَى أَوْ أَبُو مُوسَى بْنُ هارون: ما هذا الذي تحدث به أبا عَاصِمٍ؟ فَقَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي يَا عِلْجُ! فَلَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَكْثَرِ مِنْ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ. * (صَحِيحٌ)، وَقَدْ أَخْرَجَهُ (¬1) الْبُخَارِيُّ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جابر رضي الله عنه. ¬
4560 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد صحيح، رواته ثقات، وعبيد بن عمير وإن كان تابعيًا إلَّا أنه صرّح بأنه سمعه مِنْ أَكْثَرِ مِنْ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-. وعليه فإن =
= الإِسناد متصل. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 161)، وقال: "رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر بسند صحيح".
تخريجه: هذا الحديث مداره على عمرو بن دينار وروي عنه من وجهين: الوجه الأول: رواه سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن عبيد بن عمير، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهِ، أخرجه ابن أبي عمر كما في المطالب العالية هنا، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (1/ 294: 324)، من طريق نعيم بن حماد، عن سفيان بن عيينة، به، ولفظه: "يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة" ثم ذكر قصة الرجل بنحوه. الوجه الثاني: رواه سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، به أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 178: 318)، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، عن سفيان بن عيينة، به بلفظ: "إن الله يخرج ناسًا من النار فيدخلهم الجنة". وأخرجه البيهقي في الشعب (1/ 294)، من طريق نعيم بن حماد، عن ابن عيينة، به، بلفظ تقدم في الوجه الأول. قلت: يظهر مما تقدم أن الوجهين صحيحان، وعمرو بن دينار مرة يرويه عن عبيد بن عمير ومرة عن جابر بن عبد الله. وللحديث شواهد من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة وغيرهما: 1 - حديث أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يدخل الله أهل الجنة الجنة، يدخل من يشاء برحمته، ويدخل أهل النار النار، ثم يقول: انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبَّة من خردل من إيمان فأخرجوه، فيخرجون منها حممًا قد إمْتَحَشُوا، فيلقون في نهر الحياة أو الحيا، فينبتون فيه كما تنبت الحبة إلى جانب السيل، ألم تروها كيف تخرج صفراء ملتوية". =
= أخرجه البخاري كما في الفتح (1/ 91)، كتاب الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان في الاعمال ومسلم في صحيحه (1/ 172: 184)، كتاب الإيمان، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحّدين من النار. وقد ورد نحو هذا اللفظ في حديث أبي سعيد الطويل في رؤية الله عزَّ وجلَّ، تقدم تخريجه في حديث رقم (4539). 2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال أناس: يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-! هَلْ نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب ... الحديث، وفيه: "وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج ممن كان يشهد أن لا إله إلَّا الله. أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له: ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حَمِيْل السيل" ... الحديث. أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 453: 6573)، ومسلم في صحيحه (1/ 163: 166)، كتاب الإيمان. وقد تقدم تخريجه بالتفصيل في حديث رقم (4539). وفي الباب عن حذيفة، وأنس بن مالك، وعمران بن حصين رضي الله عنهم سيأتي تخريجها في الحديث القادم.
46 - باب الشفاعة، وفيه أحاديث من البعث
46 - باب الشفاعة، وفيه أحاديث من البعث 4561 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ رِبْعي، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ليخرجن من النار قوم منتون، قَدْ مَحَشَتْهُمُ النَّارُ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ، يسمون فيها الجهنميون". * (حسن صحيح).
4561 - درجته: إسناده حسن، رواته ثقات، ما عدا حماد بن أبي سليمان وهو صدوق قبل اختلاطه، وقد توبع كما سيأتي في التخريج، ولهذا قال الحافظ عقب ذكره: "حسن صحيح" أي حسن بهذا الإِسناد، وصحيح بالمتابعة. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 153)، وعزاه لأبي داود الطيالسي وأبي بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل، وقال: رواتهم ثقات.
تخريجه: لم أجده في المصنف لابن أبي شيبة ولعله في مسنده. وأخرجه الإِمام أحمد (5/ 402)، والآجري في الشريعة (346)، من طريق شعبة، عن حماد بن أبي سليمان، به، بنحوه. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 402)، برقم (835: 836)، من طريق حماد بن سلمة، ومعاذ بن هشام، عن أبيه فرقها، كلاهما عن حماد بن أبي سليمان، به. =
= ولفظه: "ليخرجن الله من النار قومًا منتنين" فذكره بلفظه. فالخلاصة أن مدار هذا الإِسناد على حماد بن أبي سليمان وهو صدوق، وقد تابعه أبو مالك الأشجعي. أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 56)، حدَّثنا أبو عوانة، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أحيانًا يرفعه وأحيانًا لا يرفعه) قال: "ليخرجن قوم من النار منتنين قد محشتهم النار، فيدخلون الجنة برحمة الله وشفاعة الشافعين فيسمون الجهنميين". قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وهو متابعة صحيحة لحديث الباب. وعليه فإن حديث الباب بهذه المتابعة يرتقي إلى الصحيح لغيره. وله شواهد صحيحة أخرى من حديث أنس بن مالك، وعمران بن حصين رضي الله عنهما وغيرهما. 1 - حديث أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: "ليصيبن أقوامًا سفع من النار بذنوب أصابوها، عقوبة، ثم يدخلهم الله الجنة بفضل رحمته، يقال لهم: الجهنميون". أخرجه البخاري كما في الفتح (13/ 444: 7455)، كتاب التوحيد باب ما جاء في قول الله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)}، وفي كتاب الرقاق (11/ 424: 6559)، باب صفة الجنة والنار. 2 - حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يخرج قوم من النار بشفاعة محمَّد -صلى الله عليه وسلم- فيدخلون الجنة، يسمون الجهنميين". أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 425: 6566)، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم كلها شواهد صحيحة تقدم تخريجها في الحديث السابق.
4562 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ وَكَانَ قَدْ لَقِيَ بِضْعَةَ عَشَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَغَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ يؤمن بها, لم يكن من أهلها (¬1) ". ¬
4562 - درجته: الإِسناد ضعيف جدًا، فيه أبو داود نفيع بن الحارث وهو متروك، وفيه الهيثم بن جماز وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ل 127)، في كتاب الجنائز وقال: "رواه أحمد بن منع بسند ضعيف لضعف الهيثم بن جماز". قلت: ذكر البوصيري هذا الحديث وحديث رقم (4536) في سياق واحد، في كتاب الجنائز، باب عذاب القبر، وفَرَّق الحافظ ابن حجر بينهما، فذكر الشطر الأول في باب عذاب القبر والشطر الأخير في هذا الباب.
تخريجه: لم أجد من أخرجه بهذا اللفظ والإِسناد. وله شواهد صحيحة متعددة في إثبات شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته يوم القيامة، وجمع الحافظ ابن كثير الأحاديث الواردة في ذلك في "النهاية" (ص 316 - 336)، من حديث أبي بن كعب، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وعبادة بن الصامت، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعلي بن أبي طالب، وأبي بكر الصديق وغيرهم من الصحابة، وسيأتي بعض هذه الأحاديث تحت رقم (4575). وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 434): "وجاءت الأحاديث في إثبات الشفاعة المحمدية متواترة، ودلّ عليه قَوْلُهُ تَعَالَى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا =
= مَحْمُودًا (79)}، والجمهور على أن المراد به الشفاعة". اهـ. ثم ذكر الحافظ أنواع الشفاعة فبلغت تسعة أنواع. انظر: الفتح (11/ 436 - 437). أما قوله: (فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهَا, لَمْ يَكُنْ مِنْ أهلها) لم أجد ما يشهد له فيبقى ضعيفًا جدًا، بهذا الإِسناد.
5063 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ (¬1) مَيْمُونٍ، ثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: "إن أكرم خليقة الله تعالى عَلَيْهِ، أَبُو الْقَاسِمِ، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الْأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ (اللَّهُ) (¬2) الْخَلِيقَةَ (أُمة أُمة، وَنَبِيًّا نبيًا) (2) حتى يكون محمَّد -صلى الله عليه وسلم- آخِرَ الْخَلَائِقِ مَرْكَزًا، ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرٌ عَلَى جهنم، ثم ينادي: أين محمَّد وأُمته؟ فيقوم -صلى الله عليه وسلم- وتتبعه أمته برها وفاجرها". ¬
4563 - درجته: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فيه عبد العزيز بن أبان، وهو متروك، واهٍ، ولكنه توبع، وهو موقوف على عبد الله بن سلام رضي الله عنه. وقال البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 145)، "رواه الحارث مختصرًا والحاكم واللفظ له" وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الحارث كما في "بغية الباحث" (4/ 1125)، كتاب علامات النبوة (ح 917). وتابع عبد العزيز بن أبان كل من عفان بن مسلم، ومحمد بن كثير، وخالد بن خداش، وعبد الله بن محمَّد بن أسماء. أما حديث عفان بن مسلم ومحمد بن كثير: فقد أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 568). حدَّثنا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمَّد بن غالب، ثنا عفان، ومحمد بن كثير قالا: ثا مهدي بن ميمونه، به. ولفظه ت "إن أعظم أيام الدنيا يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه تقوم الساعة، =
= وإن أكرم خليقة الله على الله أبو القاسم ... " فذكره بنحوه وزاد في وسطه وفي آخره. قلت: هذا إسناد حسن لذاته، رواته ثقات ما عدا شيخ الحاكم محمَّد بن أحمد بن بالويه، وهو صدوق، وقال الحاكم عقبه: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، وليس بموقوف، فإن عبد الله بن سلام على تقدمه في معرفة قديمة، من جملة الصحابة، وقد أسنده بذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غير موضع" ووافقه الذهبي في التلخيص المطبوع، وفي نسخة ابن الملقن قال: "غريب موقوف". أما حديث خالد بن خداش: فقد أخرجه ابن أبي الدنيا كما في النهاية لابن كثير (ص 276)، حدَّثنا خالد بن خداش حدَّثنا مهدي بن ميمونه، به، ولفظه: "إن أكرم خليقة الله على الله هو أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم- ... " فذكره بنحوه، وزاد في آخره. وقال ابن كثير عقبه: "هذا موقوف على ابن سلام رضي الله عنه". أما حديث عبد الله بن محمَّد بن أسماء: فقد أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (1/ 331)، مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ أسماء عن مهدي بن ميمون، به، بنحوه مع الزيادة في آخره. وأخرجه نعيم بن حماد كما في زياداته على الزهد لابن المبارك (ص 118: 398)، أنا معمر، عمن سمع محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، به، بنحوه، مع الزيادة في آخره. وجملة القول أن الأثر ضعيف جدًا بإسناد الحارث، ومعناه روي من طرق أخرى لا بأس بها، وهو موقوف على عبد الله بن سلام كما صرّح به الذهبي، وابن كثير، وأما ترجيح الحاكم لكونه مرفوعًا وأن ابن سلام رضي الله عنه رفعه في موضع آخر فإنه لم يذكر له طريقًا مرفوعًا، ولم أجد من رواه عن عبد الله بن سلام مرفوعًا. والظاهر أن الحديث بهذا السياق لا يكون له حكم الرفع، لاحتمال كون عبد الله بن سلام رضي الله عنه حدَّث به من بعض الكتب الإِسرائيلية التي هو من أعلم الناس بها, لكونه كان يهوديًا ثم أسلم.
4564 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا (يونس هو ابن بكير)، ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زرٍّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يُعَرِّفُنِي اللَّهُ نَفْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَسْجُدُ سَجْدَةً يَرْضَى بِهَا عَنِّي، ثُمَّ أَمْدَحُهُ مِدْحَةً يَرْضَى بِهَا عَنِّي، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي بِالْكَلَامِ، ثُمَّ تَمُرُّ أُمتي عَلَى الصِّرَاطِ، وَهُوَ مَضْرُوبٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَيَمُرُّونَ أَسْرَعَ مِنَ الطَّرْفِ وَالسَّهْمِ، ثُمَّ أَسْرَعَ مِنْ أَجْوَدِ الْخَيْلِ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ مِنْهَا حَبْوًا، وَهِيَ الْأَعْمَالُ، وَجَهَنَّمُ تَسْأَلُ الْمَزِيدَ حَتَّى يضع قَدَمَهُ فِيهَا، فَيَنْزَوِي (¬1) بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ (¬2): قَطْ، قَطْ، وَأَنَا عَلَى الْحَوْضِ" قِيلَ: وَمَا الحوض يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ شَرَابَهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، وَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ (¬3)، لَا يَشْرَبُ مِنْهُ إِنْسَانٌ فَيَظْمَأَ أبدًا، ولا يصرف فيروي أبدًا". ¬
4564 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فيه عبد الغفار بن القاسم أبو مريم، وهو متروك وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 146)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي، وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير =
= وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره (4/ 228)، عن أبي يعلى بهذا الإِسناد بلفظه. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 368: 790)، عن عقبة بن مكرم به، (الجزء الأول فقط)، إلى قوله: (ثم يؤذن لي بالكلام)، وقال: "وفيه كلام طويل كثير". وأخرجه في السنَّة أيضًا (2/ 331: 717)، عن عقبة بن مكرم به، الجزء الأخير (ما يتعلق بالحوض فقط). وأخرجه الطبراني كما في "النهاية" لابن كثير (ص 188)، من طريق محمَّد بن الصلت، عن عبد الغفار بن القاسم، به. ولفظ الطبراني: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر الحوض، فقال أبيُّ بن كعب: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! ما الحوض؟ فقال: أشد بياضًا من اللبن، وأبرد من الثلج، وأحلى من العسل، وأطيب ريحًا من المسك، من شرب منه شربة لم يظما أبدًا، ومن صرف عنه لم يرو أبدًا". فالخلاصة أن مدار هذا الإِسناد على عبد الغفار بن القاسم أبو مريم الأنصاري، وهو متروك. وما تضمّنه الحديث ورد مفرقًا في أحاديث أُخرى صحيحة. فقوله: "يعرفني الله نفسه ... إلى قوله: ثم يؤذن لي بالكلام" يشهد له الأحاديث الواردة في شفاعة النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وقد تقدمت الإِشارة إليها في حديث رقم (4562)، وسيأتي ذكر بعض هذه الأحاديث تحت رقم (4575). وانظر: الأحاديث القادمة برقم (4572، 4575، 4577، 4578). وأما قوله في الحديث: (ثم تمر أُمتي على الصراط ... إلى قوله وهي الأعمال) يشهد له حديث أبي سعيد الخدري وحديث أبي هريرة رضي الله عنهما تقدم تخريجهما في حديث رقم (4539) والحديثان في الصحيحين. وأما قوله: (وجهنم تسأل المزيد حتى يضع قدمه فيها ... قط، قط) يشهد له =
= قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)} (ق رقم 30)، وحديث أبي سعيد الخدري وأنس وأبي هريرة رضي الله عنهم. 1 - حديث أَنَسٍ رضىِ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يلقى في النار وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع قدمه فتقول: قط قط". أخرجه البخاري كما في الفتح (8/ 460: 4848)، كتاب التفسير، باب (وتقول هل من مزيد). ومسلم في صحيحه (4/ 2187: 2848)، كتاب الجنة، باب النار يدخلها الجبارون (هذا لفظ البخاري ولفظ مسلم بنحوه). 2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه رفعه "يقال لجهنم: هل امتلأت؟ وتقول: هل من مزيد؟ فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول: قط قط". أخرجه البخاري كما في الفتح (8/ 460: 4849)، ومسلم في صحيحه (4/ 2186: 2846)، هذا لفظ البخاري ولفظ مسلم بأطول من هذا. 3 - حديث أبي سعيد الخدري بنحو حديث أبي هريرة، أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2187: 2847). وقوله في الحديث: (وأنا على الحوض ... إلى قوله: لا يشرب منه إنسان فيظمأ أبدًا) تشهد له الأحاديث الواردة في إثبات الحوض يوم القيامة، وقد رواه جماعة من الصحابة، منهم أبيّ بن كعب، وجابر بن سمرة، وجابر بن عبد الله وجندب بن عبد الله البجلي، وزيد بن أرقم وغيرهم، وذكر هذه الأحاديث وجَمَعَها الحافظ ابن كثير في كتابه. انظر: النهاية في الفتن والملاحم (188 - 96). ومن الأحاديث الواردة في الصحيحين حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبدًا. أخرجه البخاري كما في الفتح (1/ 472: 6579)، كتاب الرقاق، باب في الحوض. =
= وأخرجه مسلم في صحيحه (4/ 1793: 2292)، كتاب الفضائل باب إثبات حوض نبينا -صلى الله عليه وسلم-. وأما الجملة الأخيرة في الحديث وهي قوله: (ولا يصرف فيروى أبدًا)، يشهد له حديث ابن مسعود رضي الله عنه في المقام المحمود، وفي آخره: (من شرب منه مشربًا لم يظمأ بعده، وإن حرمه لم يرو بعده). أخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 398 - 399)، من طريق عثمان بن عمير، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا، به. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 362)، وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني وفي أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير وهو ضعيف". وقال عنه الحافظ في التقريب (ص 386)، "ضعيف واختلط وكان يدلس". وخلاصة الكلام أن حديث الباب ضعيف جدًا بإسناد أبي يعلى، فهو لا يتقوى بهذه الشواهد ومعناه صحيح. إلَّا قوله: (ولا يصرف فيروى أبدًا) لم أجد له شاهدًا صحيحًا فيبقى على ضعفه، والله تعالى أعلم.
4565 - حدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَالِحٍ، ثنا سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ قَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ غَرِقُوا فِي النَّارِ بِرَحْمَةِ الله تعالى وشفاعة الشافعين" (¬1). ¬
تخريجه: من طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 331)، في ترجمة (سلمة بن صالح الأحمر) بلفظه. وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 264: 10509)، حدَّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو الربيع به. بلفظه إلَّا أنه قال: (قد عذبوا) بدل (قد غرقوا). وله شواهد صحيحة من حديث أنس بن مالك، وعمران بن حصين، وحذيفة رضي الله عنهم تقدمت في حديث رقم (4561). وانظر: أيضًا حديث رقم (4560).
4566 - [1] وقال أبو بكر والحارث جميعًا: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أنس، عن أم سلمة رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله: "قَدْ رَأَيْتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، فأخّرت (¬1) شفاعتي يَوْمِ الْقِيَامَةِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا أبو معاوية، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي عياش الزرقي (¬2)، عن أنس، عن أم سلمة رضي الله عنهما، به. [3] حدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا محمَّد (¬3) بْنُ خَازِمٍ، فذكر نحوه. ¬
4566 - درجته: إسناده ضعيف، فيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف، وفيه سعيد بن عبد الرحمن بن أبي عياش الزرقي، ولم أجد من وثقه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 151)، وقال: "رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى ومدار إسناديهما على موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف، وهو في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس".
تخريجه: لم أجده في المصنف لابن أبي شيبة ولعله في مسنده. ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 372: 801)، والطبراني في الكبير (23/ 250: 508). ولفظ ابن أبي عاصم: "رأيت ما يلقى أمتي من بعدي، فأحزنني، فَأخَّرْتُ =
= شفاعتي إلى يوم القيامة" ولفظ الطبراني بنحوه. وأخرجه الحارث كما في "بغية الباحث" (4/ 1347: 1108)، كتاب البعث، باب في الشفاعة. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 382: 6949)، عن مجاهد بن موسى الختلي، به، بلفظ: "رأيت ما تعمل أمتي بعدي، فأخّرت لهم الشفاعة يوم القيامة". وأخرجه في مسنده أيضًا (12/ 435: 7002)، عن أبي خيثمة، عن محمَّد بن خازم، به، بنحو اللفظ المتقدم. وأخرجه المروزي في زيادات الزهد لابن المبارك (ص 563: 16229)، وابن أبي عاصم في السنَّة في الموضع المذكور أنفًا برقم (802)، وابن أبي داود في كتاب (البعث) (ص 88: 47)، والطبراني في الكبير (23/ 250 ت 508)، كلهم من طرق عن موسى بن عبيدة الربذي، به بنحوه، وزاد ابن أبي عاصم قصة في أوله. فالخلاصة أن مدار هذه الطرق على موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف كما أسلفت. وقوله في الحديث: (فأخّرت شفاعتي إلى يوم القيامة). له شواهد صحيحة من حديث أنس، وأبي هريرة وغيرهما، رضي الله عنهم. 1 - حديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "لكل نبي دعوة دعاها لأمته وإني اختبأت دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة" (هذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري بنحوه) أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 99: 6305)، كتاب الدعوات، باب: لكل نبي دعوة مستجابة بنحوه، ومسلم في صحيحه (1/ 190: 341)، كتاب الإيمان، باب: اختباء النبي -صلى الله عليه وسلم- دعوة الشفاعة. 2 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لكل نبي دعوة دعا بها في أمته فأستجيب له، وإني أريد إن شاء الله أن أؤخّر دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة. =
= أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 99: 6304)، كتاب الدعوات، باب: لكل نبي دعوة مستجابة، ومسلم في صحيحه (1/ 190: 345)، كتاب الإيمان (واللفظ له) ويشهد لعموم الحديث ما يأتي: 3 - حديث أم حبيبة رضي الله عنها، مرفوعًا "رأيت ما تلقى أمتي بعدي، وسفك بعضهم دماء بعض، وسبق ذلك من الله تعالى كما سبق في الأمم قبلهم، فسألته أو يوليني شفاعته يوم القيامة فيهم، ففعل". أخرجه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 372: 800)، والطبراني في الكبير (23/ 221: 409)، والحاكم في المستدرك (1/ 68)، من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، ثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري، عن أنس، عن أم حبيبة رضي الله عنها مرفوعًا، (هذا لفظ أحمد ولفظ غيره بنحوه). قلت: إسناده صحيح رواته ثقات، وذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (3/ 434 - 427: 1440)، وهو يشهد لحديث الباب بجميع ما تضمنه. وعليه فإن حديث الباب بهذه الشواهد يرتقي إلى الحسن لغيره، وانظر: أيضًا الحديث القادم برقم (4574).
4567 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عبد الله بن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وعمر رضي الله عنهما، ثم أذهب إلى أهل بقيع الغرقد، فيبشون مَعِي ثُمَّ أَنْتَظِرُ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى يَأْتُونِي فأبعث بين أهل الحرمين".
4567 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد موضوع، مرسل، فيه إسحاق بن بشر أبو يعقوب الكاهلي وهو وضاع، وفيه الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حفص العمري، وهو متروك، وسالم بن عبد الله بن عمر تابعي، وروايته عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلة. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 144)، وقال: "رواه الحارث بسند فيه القاسم بن عبد الله العمري وهو ضعيف". قلت: بل إنه متروك، وفيه إسحاق بن بشر وهو كذّاب وضّاع.
تخريجه: أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (4/ 1333: 1095)، كتاب البعث، باب: كيف البعث، ولم أجد من أخرجه غيره بهذا الإِسناد واللفظ. والحديث روى موصولًا من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بإسناد ضعيف، مداره على عاصم بن عمر العمري، واختلف فيه على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: رواه عاصم بن عمر العمري، عن عبد اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر رضي الله عنهما، أخرجه الترمذي كما في تحفة الأحوذي (10/ 124: 3939)، كتاب المناقب، باب: مناقب عمر رضي الله عنه، حدَّثنا سلمة بن شبيب، حدَّثنا عبد الله بن نافع الصائغ، أخبرنا عاصم بن عمر العمري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَنَا أَوَّلُ من تنشق عنه الأرض =
= ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي، ثم أنتظر أهل مكة حتى أحشر بين الحرمين" وقال: "هذا حديث حسن غريب، وعاصم بن عمر العمري، ليس عندي بالحافظ عند أهل الحديث". ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 432)، وضعفه بعبد الله بن نافع وعاصم بن عمر العمري. الوجه الثاني: رواه عاصم، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما. أخرجه ابن أبي الدنيا كما في النهاية لابن كثير (ص 159)، والطبراني في الكبير (12/ 305: 13190)، وأبو نعيم في الدلائل (1/ 74)، من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عمر العمري، به، (بنحو لفظ الترمذي المتقدم). الوجه الثالث: رواه عاصم، عن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 465)، من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عمر العمري، به، بنحوه، وزاد في آخره: وتلا عبد الله بن عمر {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44)}. وقال الحاكم عقبه: "صحيح الإِسناد ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبي بقوله: "عبد الله ضعيف". فالخلاصة أن مدار هذه الطرق جميعها هو عبد الله بن عمر العمري، وهو ضعيف كما في التقريب (ص 286: 3068)، وقال الذهبي في الميزان (2/ 466): "وهو حديث منكر جدًا".
4568 - حدَّثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَسْمَعُ الصَّيْحَةَ فَأَخْرُجُ إلى البقيع، فأحشر معهم".
4568 - درجته: إسناده ضعيف جدًا، فيه عبد العزيز بن أبان الأموي، وهو متروك. وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، والحديث مرسل، لأن محمَّد بن المنكدر تابعي، وقد رواه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 144)، وقال: "رواه الحارث بسند ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان". قلت: بل إنه ضعيف جدًا، فيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك.
تخريجه: أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (4/ 1334: 1096)، كتاب البعث. ولم أقف على تخريجه في غير هذا الموضع، والله أعلم.
4569 - حدَّثنا محمَّد بْنُ عُمَرَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: تُمْطِرُ السَّمَاءُ حَتَّى تَنْشَقَّ الأرض عن الموتى، فيخرجون.
4569 - درجته: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فيه محمَّد بن عمر الواقدي وهو متروك الحديث. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 144)، وقال: "رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف".
تخريجه: أخرجه الحارث كما في "بغية الباحث" (4/ 1332: 1094)، كتاب البعث. ولم أجد من أخرجه غير الحارث بهذا اللفظ والإِسناد. وله شواهد صحيحة من حديث أبي هريرة في الصحيح، وحديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم تقدم تخريجهما في حديث رقم (4541). وعليه فإن سند الحديث ضعيف جدًا، ومتنه حسن لغيره بالشواهد المشار إليها.
4570 - حدَّثنا داود، ثنا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ (¬1)، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ بَيْنَ كفتي (¬2) الميزان، ويُؤكَّلُ بِهِ مَلَكٌ، فَإِنْ ثَقُلَ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلَائِقَ: سَعِدَ فُلَانٌ سَعَادَةً لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا، وَإِنْ خَفَّ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلَائِقَ: شَقِيَ فُلَانٌ شَقَاوَةً لا يسعد بعدها أبدًا". في رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي الْحَارِثِ، عَنْ دَاوُدَ وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إلَّا صَالِحٌ (¬3)، ولا عن جعفر إلَّا صالح. ¬
4570 - درجته: الحديث بالطريق المتقدم ضعيف جدًا، لأن مداره على داود بن المحبر بن قحذم وهو متروك وفيه صالح المرى، وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 350)، وقال: "رواه البزّار وفيه صالح المرى وهو مجمع على ضعفه". وذكره البوصيرى في الإِتحاف (3/ ل 144)، وقال: "رواه الحارث والبزار ومدار إسناديهما على صالح المرى وهو ضعيف". قلت: بل إنه ضعيف جدًّا لأن فيه داود بن المحبر وهو متروك كما تقدم. =
= تخريجه: أخرجه الحارث كما في "بغية الباحث" (4/ 1339: 1100)، كتاب البعث، باب ما جاء في الميزان، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 174). وأخرجه البزّار كما في "كشف الأستار" (4/ 160: 3445)، حدَّثنا إسماعيل بن أبي الحارث، ثنا داود بن المحبر، ثنا صالح المري، عن ثابت البناني وجعفر بن زيد، ومنصور بن زاذان، عن أنس يرفعه قال: "ملك موكل بالميزان فيؤتى بابن آدم يوم القيامة فيوقف، فذكر بنحوه وَقَالَ: "لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إلَّا صَالِحٌ، ولا عن جعفر أيضًا إلَّا صالح". وأخرجه ابن أبي الدنيا كما في النهاية لابن كثير (ص 227)، واللالكائي في سننه (6/ 1171: 2205)، والبيهقي كما في النهاية لابن كثير (ص 227)، كلهم من طريق داود بن المحبر، به. ولفظ اللالكائي: "إن ملكًا موكل بالميزان، فيؤتى بابن آدم فيوقف، فذكره بنحوه، وألفاظ غيره بنحو حديث الباب. فالخلاصة أن مدار هذه الطرق جميعها على داود بن المحبر وهو متروك. وأصل الميزان ثابت في القرآن الكريم في آيات متعددة، منها: 1 - قوله تعالى: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)} [الأعراف: 8، 9]. 2 - قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)} [الأنبياء: 47]. 3 - قوله تعا لي: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10)} [القارعة: 7 - 10].
4571 - [1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا بَشِيرُ (¬1) بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن بريدة (¬2)، عن أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلَّا سَيَسْأَلُهُ (¬3) رَبُّ الْعَالَمِينَ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلَا تُرْجُمَانٌ". [2] رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ صفوان المفلس، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَشَارَ إِلَى تَفَرُّدِهِ بِهِ (¬4). ¬
4531 - درجته: ضعيف جدًا، فيه عبد العزيز بن أبان بن محمَّد الأُموي، وهو متروك واهٍ. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 346)، وقال: "رواه البزّار وفيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 144)، وقال: رواه الحارث والبزار ومدار إسناديهما على عبد العزيز بن أبان وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (4/ 1338: 1098)، كتاب البعث، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 166: 1233). وأخرجه البزّار كما في "كشف الأستار" (4/ 159: 3440)، حدَّثنا صفوان بن المفلس، به. وقال: "لا نعلم رواه عن بشير إلَّا عبد العزيز، وليس بالقوي". وله شاهد في الصحيحين من حديث عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أحد إلَّا وسيكلّمه الله يوم القيامة، ليس بين الله وبينه =
= ترجمان" الحديث. أخرجه البخاري كما في الفتح (111/ 408: 6539)، كتاب الرقاق، باب من نوقش الحساب عذّب، ومسلم في صحيحه (3/ 702: 67)، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة. وعليه فإن إسناد حديث الباب ضعيف جدًا، ولكن متنه صحيح بهذا الشاهد وغيره.
4572 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حدَّثني أبو إسحاق، عن صلة، عن حذيفة، رضي الله عنه، قَالَ: يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَيُسْمِعُهُمُ الداعي وينفذهم البصر، فأول مدعو محمَّد -صلى الله عليه وسلم-، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، وَالْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ، عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، أَنَا مِنْكَ وَإِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إلَّا إِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، سُبْحَانَكَ رب البيت، فهو قوله عزَّ وجلَّ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)} (¬1). ¬
4572 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد موقوف صحيح، رواته ثقات، فيه أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس، واختلط، لكن صرّح بالسماع في إسناد الطيالسي ورواية شعبة عنه كانت قبل اختلاطه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 377)، وقال: "رواه البزّار موقوفًا، ورجاله رجال الصحيح". وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ل 161)، في كتاب التفسير، وعزاه لأبي داود الطيالسي ومسدد والحارث، وأبي يعلى والبزار، والنسائي في "الكبرى" وقال: "رواته ثقات". قلت: ولكنه في حُكْمُ الْمَرْفُوعِ، إِذْ لَا مَجَالَ لِلرَّأَيِ فِي مثل هذه الأمور.
تخريجه: الحديث مداره على أبي إسحاق السبيعي واختلف عليه على وجهين: الوجه الأول: رواه شعبة ومعمر وإسرائيل وسفيان الثوري، وأبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق السبيعي، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عنه موقوفًا عليه: =
= أما حديث شعبة: فقد أخرجه مسدّد وأبو يعلى، كما في المطالب العالية هنا. انظر: الحديث القادم برقم (4573)، والبزار كما في كشف الأستار (4/ 167: 3462)، والطيالسي في مسنده (ص 55: 414)، والنسائي في الكبرى (6/ 381: 11294)، كلهم من طرق عن شعبة، به، بنحوه، وعند البزّار والطيالسي والنسائي (ولا تكلم نفس) بدل قوله: (فيسمعهم الداعي ونفذهم البصر). وقال البزّار: "هكذا رواه شعبة، ورواه غيره عن أبي إسحاق، عن غير صلة، عن حذيفة". قلت: لم أجده في مسند أبي يعلى ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير. أما حديث معمر: فقد أخرجه ابن أبي عمر في مسنده كما في المطالب العالية. انظر: الحديث القادم برقم (4573)، وعبد الرزاق كما في تفسير ابن كثير (3/ 54)، عن معمر، عن أبي إسحاق، به، بنحوه. أما حديث إسرائيل: فقد أخرجه الحارث كما في "بغية الباحث" (4/ 1343: 1104)، كتاب البعث، باب في المقام المحمود، والحاكم في المستدرك (2/ 363)، من طريق إسرائيل بن يونس، ولفظ الحاكم: "يجمع الناس في صعيد واحد يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، حفاة، عراة، كما خلقوا سكوتًا، لا تتكلم نفس إلَّا بإذنه ... فذكره بنحوه، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" ووافقه الذهبي. أما حديث سفيان الثوري: فقد أخرجه ابن كثير في تفسيره (3/ 54)، واللالكائي في سننه (6/ 1113: 2095)، كلاهما من طريق عن سفيان، عن أبي إسحاق، به، بنحوه. أما حديث أبي بكر بن عياش، فقد أخرجه اللالكائي في سننه (6/ 1110: 2086)، من طريقه عن أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، به، بنحوه. =
= قلت: هذا الوجه رواته ثقات، وأبو إسحاق السبيعي، وإن كان مدلسًا لكنه صرّح بالسماع كما جاء عند الطيالسي (ص 55)، قال: "حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ صلة بن زفر يحدَّث عن حذيفة، به". ورواية شعبة عنه صحيحة وقد أخذ عنه قبل اختلاطه، وعليه فإن الإِسناد صحيح لذاته والله أعلم. الوجه الثاني: رواه عبد الله بن المختار وليث بن أبي سليم، عن أبي إسحاق السبيعي، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. أما حديث عبد الله بن المختار: فقد أخرجه ابن أبي عاصم في السُنَّة (2/ 376)، واللالكائي في سننه (6/ 1113: 2092)، كلاهما من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المختار، عن أبي إسحاق، به. ولفظ ابن أبي عاصم: "يجمع الله الخلق في صعيد واحد فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي، فذكره بنحوه وفي آخره: قال حذيفة رضي الله عنه: فذلك إلى مقام المحمود الذي يغبطه الأولون والآخرون. أما حديث ليث بن أبي سليم: فقد أخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (10/ 377)، والحاكم في المستدرك (4/ 573)، كلاهما من طريق ليث بن أبي سليم، عن أبي إسحاق، به. ولفظ الحاكم: "أنا سيد الناس يوم القيامة، يدعوني ربي فأقول: لبيك وسعديك، تباركت لبيك وحنانيك، والمهدي من هديت، وعبدك بين يديك، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إلَّا إِلَيْكَ، تباركت رب البيت، قال: وإن قذف المحصنة ليهدم عمل مائة سنة. وقال الحاكم: وقد أخرج مسلم حديث ليث بن أبي سليمان شاهدًا ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 377)، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط", =
= وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات". وذكره الحافظ في الفتح (11/ 445)، وزاد عزوه مرفوعًا لعبد الرزاق في المصنف والنسائي في الكبرى. قلت: لم أجده مرفوعًا عند عبد الرزاق والنسائي في "الكبرى" بل روياه موقوفًا كما تقدم آنفًا. وهذا إسناد ضعيف، لأن مداره على أبي إسحاق السبيعي وهو مدلس، وقد عنعن، ولم أجد التصريح بالتحديث بينه وبين صلة بن زفر في هذا الطريق، كما أنه مختلط ورواية عبد الله بن المختار وليث بن أبي سليمان لم تتميز هل كانت قبل اختلاطه أو بعده. ومما سبق تبيّن أن الوجه الأول صحيح، والوجه الثاني ضعيف، وذلك لأسباب تالية: 1 - إن مدار الطريقين على أبي إسحاق وهو مدلس، وقد صرّح بالتحديث في الوجه الأول، وعنعن في الوجه الثاني. 2 - إنه اختلط بآخرة ورواية شعبة والثوري عنه كانت قبل اختلاطه، بينما رواية عبد الله بن المختار وليث لم تتميز هل كانت قبل اختلاطه أو بعده. 3 - إن الذين رووا عنه الوجه الأول هم أئمة ثقات كشعبة والثوري، أما الذين رووا الوجه الثاني فهو إما ضعيف كليث بن أبي سليم أو أنه بمرتبة صدوق كعبد الله بن المختار. وعليه فإن الوجه الأول هو الراجح، وهو وإن كان موقوفًا لكنه في حكم المرفوع، لأن مثله لا يقال بالرأي.
4573 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، أَخْبَرَنَا (¬1) مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَر، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عنه قال: يجمع الله تعالى النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، حُفَاةً عُرَاةً (¬2) كَمَا خُلِقُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وينفذهم البصر، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ شُعْبَةَ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إسرائيل، ثنا معتمر بن سليمان، ثنا شعبة، به. [4] وقال البزّار: حدَّثنا (¬3) محمَّد (ثنا محمَّد) (¬4) ثنا شعبة، به. * وصححه (¬5) الحا كم. ¬
4573 - درجته: الحديث بالأسانيد المتقدمة جميعها صحيح، ما عدا رواية الحارث، فإن في إسنادها عبد العزيز بن أبان الأموي، وهو متروك، أما الأسانيد الأخرى فمدارها على أبي إسحاق السبيعي، وهو مدلس، واختلط، ويجاب عنه مما يلي: =
= أما تدليسه فإنه صرّح بالتحديث كما جاء عند الطيالسي. وأما اختلاطه فشعبة روى عنه قبل اختلاطه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 377)، وقال: رواه البزّار موقوفًا، ورجاله رجال الصحيح. وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ل 161)، وعزاه لابن أبي عمر والمصادر المذكورة وقال: "رواته ثقات". قلت: هو موقوف على حذيفة رضي الله عنه، ولكنه في حكم المرفوع، لأن مثله لا يقال بالرأي.
تخريجه: الحديث مداره على أبي إسحاق السبيعي واختلف عليه على وجهين، تقدم تخريجه بالتفصيل مع بيان وجه الراجح منهما في الحديث المتقدم برقم (4572).
4574 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله (¬1)، ثنا زهير، ثنا أبو خالد يزيد الأسدي، ثنا عون بن أبي جحيفة، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: انطلقتُ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَقَمْنَا بِالْبَابِ (¬2) وَمَا فِي النَّاسِ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ نَلِجُ (¬3) عَلَيْهِ، فَمَا (¬4) خَرَجْنَا وفي الناس أحب إلينا من رجل ندخل عَلَيْهِ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنَّا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلَا سَأَلْتَ رَبَّكَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ؟ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ: "لَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ الله تعالى أفضل من ملك سليمان، إن الله تعالى لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إلَّا أَعْطَاهُ دَعْوَةً، فَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَ بِهَا دُنْيَا، فَأُعْطِيَهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ إِذْ عَصَوْهُ فَأُهْلِكُوا بها، وإن الله عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَانِي دَعْوَةً فَاخْتَبَأْتُهَا شَفَاعَةً عِنْدَ رَبِّي لأُمتي يوم القيامة". [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا عبد الجبار بن العباس الشبامي، ثنا (¬5) عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ نَحْوَهُ. [3] وَقَالَ أَبُو يعلى: حدَّثنا زهير، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، فَذَكَرَهُ. [4] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدَّثنا الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَذَكَرَهُ. وَقَالَ: لَا نعلم لابن أبي عقيل إلَّا هذا. ¬
4574 - درجته: الحديث بالطرق المتقدمة جميعها ما عدا الحارث ضعيف، لأن مدار هذه الطرق على أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، وهو ضعيف بسبب سوء حفظه، وأما إسناد الحارث فهو ضعيف جدًا، لأن فيه عبد العزيز بن أبان الأُموي، وهو متروك. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 370)، وقال: "رواه البزّار والطبراني ورجالهما ثقات". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 151)، وقال: "رواه ابن أبي شيبة والحارث وأبو يعلى والبزار، والطبراني ورواته ثقات". وأُبيّ خالد يزيد الأسدي الدالاني وضعيف بسبب سوء حفظه، وعليه فإن الحديث ضعيف بهذه الطرق، ولا أرى وجهًا لقول الهيثمي والبوصيري: رواته ثقات. وذكره ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم (ص 325)، وقال: "إسناده غريب وحديث غريب".
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 482 - 483)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 393: 824)، و"الآحاد والمثاني" (2/ 239: 1600). وأخرجه أبو يعلى في مسنده كما في المطالب هنا, ولم أجده في مسنده المطبوع ولا في المقصد العلي ولعله في مسنده الكبير، والبزار كما في كشف الأستار (4/ 165: 3459)، وابن سعد في الطبقات (6/ 41)، والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 249)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 288)، والطبراني كما دي المجمع (10/ 370)، كلهم من طرق عن أحمد بن عبد الله بن يونس، به، بنحوه. وتابع أبا خالد الدالاني عبدُ الجبار بن العباس الشبامي: =
= أخرجه الحارث كما في "بغية الباحث" (4/ 1348: 1109)، كتاب البعث، باب في الشفاعة. قلت: في إسناده عبد العزيز بن أبان بن محمَّد الأُموي، تقدمت ترجمته في حديث رقم (252)، وهو متروك. وله طريق آخر، أخرجه ابن خزيمة (175)، كما في السُنَّة لابن أبي عاصم (2/ 394)، من طريق علي بن هاشم بن البريد قال: ثنا عبد الجبار بن العباس الشبامي، عن عون بن أبي جحيفة به. قال الألباني: وهذا إسناد جيد، وعلي بن هاشم بن البريد قال عنه الحافظ في التقريب (ص 406: 4815)، صدوق، يتشيع. وللحديث شواهد صحيحة من حديث أنس وأبي هريرة وجابر بن عبد الله وغيرهم رضي الله عنهم. أما حديث أنس وأبي هريرة فقد تقدم تخريجهما في حديث رقم (4566)، وكلاهما في الصحيحين. أما حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لِكُلِّ نبي دعوة قد دعا بها في أُمته، وخبأتُ دعوتي شفاعة لأمتي، يوم القيامة". أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 190: 201)، كتاب الإيمان، باب اختباء النبي -صلى الله عليه وسلم- دعوة. وأحمد في المسند (3/ 384)، وأبو يعلى (4/ 166 - 167)، وابن مندة في الإيمان (919). وفي الباب عن ابن عباس وأبي ذر، وعبادة بن الصامت، وابن مسعود، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم. فالخلاصة أن حديث الباب ضعيف بالطرق المتقدمة، ويرتقي بالمتابعة إلى الحسن لغيره، ولكنه بهذه الشواهد الصحيحة يرتقي إلى الصحيح لغيره.
4575 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ عاصم، عن أبي عثمان، عن سلمان رضي الله عنه قال: يأتون محمدًا -صلى الله عليه وسلم- فَيَقُولُونَ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! أَنْتَ الَّذِي فَتَحَ اللَّهُ بِكَ وَخَتَمَ بِكَ، وَغَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، جِئْتَ فِي هَذَا الْيَوْمِ (¬1) آمِنًا، وَتَرَى مَا نَحْنُ فيه، فقم فاشفع لنا إلى ربنا، فيقول (-صلى الله عليه وسلم-): (¬2) أَنَا صَاحِبُكُمْ، فَيَخْرُجُ فَيَحُوشُ (¬3) النَّاسَ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَأْخُذُ بِحَلْقَةٍ فِي الْبَابِ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْرَعُ الْبَابَ، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: محمَّد، فَيُفْتَحُ لَهُ حَتَّى يَقُومَ بَيْنَ يدي الله عزَّ وجلَّ، فيستأذن في السجود فيؤذن له، فَيُنَادَى: يَا محمَّد! ارْفَعْ رَأْسَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَادْعُ تُجَبْ، قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُ (بَابٌ) (¬4) مِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ مَا لَمْ يُفْتَحْ لِأَحَدٍ مِنَ الْخَلَائِقِ، فَيُنَادَى: يَا محمَّد! ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَادْعُ تُجَبْ، فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَيَقُولُ: رَبِّ أُمَّتِي، رَبِّ أُمَّتِي، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا (¬5). قَالَ سَلْمَانُ رضي الله عنه: فَيَشْفَعُ فِي كُلِّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال حبَّة من حنطة من إيمان، أومثقال شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، أَوْ مِثْقَالُ حبَّة مِنْ خردل من إيمان، فذلك هو المقام المحمود. * صحيح موقوف. ¬
4575 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد صحيح، رواته ثقات، وهو موقوف لكنه في حكم =
= المرفوع، إذ لا يقال مثله بالرأي. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 371)، وقال: "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح". وقال الحافظ عقب ذكره هنا: "صحيح موقوف". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 151)، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة والطبراني بإسناد صحيح". تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 447: 11721)، كتاب الفضائل، باب: ما أعطي الله تعالى محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، في آخر الحديث، وأول لفظه: (تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين، ثم تدني من جماجم الناس حتى تكون قاب قوسين، قال: فيعرقون حتى يرشح العرق في الأرض قامة ... فذكر الحديث في طلب الناس الشفاعة واعتذار الأنبياء، ثم قال: "فأتون محمدًا -صلى الله عليه وسلم-"فذكره بنحوه. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في السُنَّة (2/ 383: 813)، والطبراني في الكبير (6/ 248: 6117)، وسياق الطبراني مختصر، ولفظ ابن أبي عاصم بنحو لفظ ابن أبي شيبة في المصنف. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 371): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح". وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد (191)، من طريق أبي معاوية، به، بنحوه. قلت: الحديث موقوف بهذا الوجه، ولكنه في حكم المرفوع لأنه أمر غيبي، لا يمكن أن يقال بالرأي ولا هو من الإِسرائيليات. ويشهد له حديث أنس وحديث أبي هريرة رضي الله عنهما في الصحيحين في الشفاعة العامة يوم القيامة: 1 - أما حديث أنس رضي الله عنه، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "يجمع الله =
= الناس يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا ربنا حتى يريحنا من مكاننا، فيأتون آدم، فيقولون: أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا عند ربنا ... إلخ الحديث في إتيان الناس الأنبياء. وفي آخره "فيقول: (عيسى عليه السلام) لست هناكم، ائتوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتون فأستأذن على ربي، فإذا رأيته وقعت له ساجدًا، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال لي: ارفع رأسك، وسل تعطه وقل يسمع، واشفع تشفع، فارفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمني، ثم أشفع فيحد لي حدا، ثم أخرجهم من النار وأدخلهم الجنة. ثم أعود فأقع ساجدا مثله في الثالثة أو الرابعة حتى ما يبقى في النار إلَّا من حبسه القرآن". أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 425: 6565)، كتاب الرقاق، باب: صفة الجنة والنار. ومسلم في صحيحه (1/ 181: 193)، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها. 2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا بنحوه بأطول منه، ولفظه: "أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد ... الحديث في الشفاعة العامة مطولًا. أخرجه البخاري كما في الفتح (8/ 248: 7142)، كتاب التفسير، باب: (ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا)، ومسلم في صحيحه (1/ 184: 194)، كتاب الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها. وقوله في آخره: "فَيَشْفَعُ فِي كُلِّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال حبَّة من حنطة، إلى قوله: من خردل من إيمان " له شواهد من حديث أنس وأبي سعيد رضي الله عنهما سيأتي تخريجهما في الحديث القادم برقم (4576). وقوله: (فذلك هو المقام المحمود) تقدم الكلام عليه في الحديث المتقدم برقم (4572)، وانظر: أيضًا الحديث القادم برقم (4579).
4576 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حدَّثنا شُجَاعٌ الْبَلْخِيُّ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، عَنِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا أَزَالُ أَشْفَعُ لِأُمَّتِي حَتَّى يُقَالَ: يَا محمَّد! أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ" إِلَى أَنْ قَالَ: "فَيُقَالُ يَا محمَّد! أَخْرِجْ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِقْدَارُ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ مِنْ إِيمَانٍ".
4576 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه الهيثم بن جماز، ويزيد الرقاشي، وكلاهما ضعيف، وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 152): وقال: رواه أحمد بن منيع بسند فيه يزيد الرقاشي، وهو ضعيف.
تخريجه: لم أجد من أخرجه غير أحمد بن منيع كما في المطالب بهذا اللفظ والإِسناد. والحديث روي في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس رضي الله عنه بنحوه بغير هذا السياق. 1 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يخرج من النار من قال: لا إله إلَّا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلَّا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلَّا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير" وفي رواية أبان عن قتادة (من إيمان) مكان (من خير). أخرجه البخاري كما في الفتح (1/ 127: 44)، كتاب الإيمان، باب: زيادة الإيمان ونقصانه، وغيره من المواضع، ومسلم في صحيحه (1/ 182: 193)، كتاب الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، به، (وهذا لفظ البخاري). 2 - حديث أنس رضي الله عنه، الطويل في الشفاعة العامة ولفظه: "إذا كان يوم القيامة ماج الناس في بعض فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فيقول: =
= لست لها, ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن ... الحديث، وفي آخره: فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فانطلق فافعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدًا، فيقال: يا محمَّد! ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعط واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي، فيقال: انطلق فأَخْرِجْ منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان ... (حتى قال) فيقول: انطلق فأَخْرِجْ من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبَّة خردل من إيمان ... الحديث. وفي لفظ: "فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلَّا الله". أخرجه البخاري كما في الفتح (13/ 481: 7510)، كتاب التوحيد، باب: كلام الرب عَزَّ وَجَلَّ يوم القيامة مع الأنبياء، ومسلم في صحيحه (1/ 182: 326)، كتاب الإِيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها. كلاهما من طرق عن حماد بن زيد، عن معبد بن هلال العنزي، عن الحسن، عن أنس رضي الله عنه. 3 - حديث أنس رضي الله عنه، سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إذا كان يوم القيامة شفعت، فقلت: يا رب! ادخل الجنة من كان في قلبه خردلة، فيدخلون ثم أقول. ادخل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء". فقال أنس: كأني أنظر إلى أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخرجه البخاري كما في الفتح (13/ 481: 7509)، كتاب التوحيد، باب: كلام الرب عَزَّ وَجَلَّ يوم القيامة، من طريق أبي بكر بن أبي عياش عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به. وفي الباب حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه موقوفًا وله حكم المرفوع، تقدم تخريجه آنفًا في الحديث السابق برقم (4575)، وحديث أبي سعيد الخدري =
رضي الله عنه بمعناه، أخرجه أحمد (3/ 94)، والترمذي (2601)، عن عبد الرزاق أخبرنا معمر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسار، عن أبي سعيد الخدري، به، وذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (5/ 579: 2450). فالخلاصة أن حديث الباب بهذه الطرق والمتابعات يرتقي إلى الحسن لغيره. وروى هذا الحديث بلفظ آخر عند أبي يعلى كما سيأتي بعد هذا الحديث تحت رقم (4577).
4577 - وقال أبو يعلى: حدَّثنا عبد الصمد (¬1)، ثنا أبو شهاب، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ قَالَ، قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ، فَيُفْتَحُ بَابٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَحِلَقُه مِنْ فِضَّةٍ (¬2)، فَيَسْتَقْبِلُنِي النُّورُ الْأَكْبَرُ فَأَخِرُّ ساجدًا، فألقى من الثناء على الله عَزَّ وَجَلَّ مَا لَمْ يُلْقِ أَحَدٌ (¬3) قَبْلِي، فَيُقَالُ: ارْفَعْ رأسك، وسل تعطه، وقيل يسمع، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: أُمَّتِي، فَيُقَالُ: لَكَ مَنْ في قلبه مثقال شعيرة" إِلَى أَنْ قَالَ: "خَرْدَلَةً، إِلَى أَنْ قَالَ: "من قال لا إله إلَّا الله". ¬
4577 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه عبد الصمد بن عبد الله لم أقف على ترجمته. وفيه يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 373)، وقال: رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 152)، وعزاه لأبي يعلى، وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 158: 4130)، وفيه (حدَّثنا عبد الغفار بن عبد الله) بدل (حدَّثنا عبد الصمد بن عبد الله). والحديث روى في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس رضي الله عنه بغير هذا السياق، تقدم تخريجه بالتفصيل في الحديث المتقدم برقم (4576). وحديث الباب بهذه الطرق والمتابعات المذكورة في الحديث السابق آنفًا يرتقي إلى الحسن لغيره.
4578 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا محمَّد بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ (¬1)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، حدَّثني رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تُمَدُّ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ، لِعَظَمَةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، فَلَا يَكُونُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فِيهَا إلَّا مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ أُدْعَى أَوَّلَ النَّاسِ، فَأَخِرُّ سَاجِدًا، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فأقول: يا رب، أخبرني هذا -وجبريل عليه السلام عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، وَاللَّهِ مَا رَآهُ قَطُّ قَبْلَهَا- أَنَّكَ أَرْسَلْتَهُ إِلَيَّ، وَجِبْرِيلُ سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَدَقَ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فِي الشَّفَاعَةِ، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، عِبَادُكَ عَبَدُوكَ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ وَذَلِكَ الْمَقَامُ المحمود. * صحَّحه الحاكم (¬2). ¬
4578 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، رواته ثقات، إلَّا أن فيه رجلًا مبهمًا، ولهذا قال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 252): "رجاله ثقات، وهو صحيح إن كان الرجل صحابيًا". وصححه الحاكم في المستدرك لأنه ذكره من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه كما سيأتي في التخريج. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 152)، وقال: "رواه الحارث ورواته ثقات".
تخريجه: الحديث مداره على الزهري واختلف عليه على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: رواه إبراهيم بن سعد، ومعمر، وصالح بن كيسان، ويونس بن =
= زيد عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن رجل من أهل العلم، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أما حديث إبراهيم بن سعد: فقد أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (4/ 1345: 1106)، كتاب البعث، باب في الشفاعة، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في الحلية، (6/ 145)، وقال: "صحيح تفرّد بهذه الألفاظ علي بن الحسين، ولم يرو عنه إلَّا الزهري ولا عنه إلَّا إبراهيم بن سعد، وعلي بن الحسين هو أفضل وأتقى من أن يرويه عن رجل لا يعتمده فينسبه إلى العلم ويطلق القول به". وأما حديث معمر بن راشد: فقد أخرجه ابن المبارك في الزهد (زيادات نعيم بن حماد ص 111: 375)، أنا معمر عن الزهري، به، بنحو لفظ الحارث. وأما حديث صالح بن كيسان، فقد أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (1/ 282: 303)، من طريق صالح بن كيسان عن الزهري، به، بنحوه، إلَّا أنه قال: (حدَّثني رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-) بدل قوله: (حدَّثني رجل من أهل العلم). وأما حديث يونس بن يزيد: فقد أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 571)، من طريق ابن وهب، أخبرني يونس عن ابن شهاب، به، بنحوه. قلت: هذا الوجه رواته ثقات، وهو صحيح، لأن الإِبهام الذي وقع في إسناد الحارث صرّح به صالح بن كيسان بأنه رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كما تقدم عند البيهقي في شعب الإيمان وعليه فإن الحديث صحيح بهذا الإِسناد. الوجه الثاني: رواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بن الحسين، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 570)، من طريق إبراهيم بن حمزة، عن إبراهيم بن سعد، به، بنحو حديث الباب. وقال: "هذا حديث صحيح الإِسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. قلت: هذا الوجه صحيح، رواته ثقات، وقد صرّح فيه إبراهيم بن سعد بذكر =
= الصحابي الذي روى الحديث. الوجه الثالث: رواه معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بنحوه. أخرجه ابن أبي الدنيا كما في "النهاية" لابن كثير (ص 218)، والحاكم في المستدرك (4/ 571)، كلاهما من طريق معمر عن الزهري، به، بنحوه. قلت: هذا إسناد ضعيف لأن علي بن الحسين أرسله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وتفرد به معمر، عن بقية الرواة. ومما تقدم يتبين أن الوجه الأول هو الراجح، لأنه يرويه جماعة كلهم ثقات عن الزهري، ووقع التصريح عند البيهقي في الشعب، بأن المبهم صحابي، ويؤيده الوجه الثاني الذي صرح فيه اسم هذا الصحابي وهو جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وعليه فإن الحديث صحيح، بالوجهين الأول والثاني. أما الوجه الثاني: فكما تقدم أنه لا يتعارض مع الوجه الأول، ولكن يبقى مرجوحًا لأنه تفرّد به إبراهيم بن سعد. أما الوجه الثالث فإنه ضعيف، وقد تفرّد به معمر. فالخلاصة أن حديث الباب بإسناد الحارث ضعيف كما تقدم، ولكنه بهذه المتابعات يرتقي إلى الحسن لغيره. وللحديث شواهد بعضها تقدمت. فقوله: (تمدّ الأرض مد الأديم) يشهد له حديث ابن عباس رضي الله عنه موقوفًا عليه وله حكم المرفوع تقدم برقم (4557). وقوله: "ثُمَّ أُدْعَى أَوَّلَ النَّاسِ فَأَخِرُّ سَاجِدًا ثُمَّ يؤذن لي" يشهد له حديث حذيفة رضي الله عنه تقدم برقم (4572). وقوله: "ثم يؤذن لي في الشفاعة ... إلى قوله: وذلك المقام المحمود" يشهد له حديث حذيفة الذي تقدم برقم (4572)، وحديث سلمان الذي تقدم برقم (4575).
47 - باب أول من يكسى يوم القيامة
47 - بَابُ أَوَّلِ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ 4579 - [1] قَالَ إسحاق: أخبرنا عبيد بن (¬1) سعيد الأموي، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ) (¬2) الْحَارِثِ، عن علي رضي الله عنه قَالَ: "أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ عليه الصلاة والسلام قُبْطِيَّتَيْنِ (¬3)، ثُمَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، ثنا محمَّد بن عبد الله بن الزبير، ثنا سفيان بهذا. * هو فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ مِنْ مُسْنَدِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أخرجه أحمد (¬4). ¬
4579 - درجته: حديث الباب بالأسانيد المتقدمة صحيح، رواته ثقات، وهو موقوف على =
= علي بن أبي طالب وله حكم المرفوع لأنه من الأمور الغيبية ولا مجال للرأي فيها. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 149)، وقال: "رواه إسحاق وأبو يعلى"، وسكت عليه.
تخريجه: الحديث مداره على المنهال بن عمرو الأسدي، واختلف عليه على وجهين: الوجه الأول: رواه عمرو بن قيس الملائي ويزيد بن أبي زياد عن المنهال، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه موقوفًا عليه. أما رواية عمرو بن قيس: فقد أخرجه إسحاق في مسنده كما في المطالب وأبو يعلى في مسنده (1/ 427: 566)، والإِمام أحمد في الزهد (413)، ونعيم بن حماد في زياداته على المروزي في الزهد لابن المبارك (ص 105: 364)، وابن أبي عاصم في الأوائل (ص 21: 22)، كلهم من طرق عن سفيان الثوري، عن عمرو بن قيس، به. ولفظ أبي يعلى: (أول من يكسى من الخلائق إبراهيم قبطيتين، ويكسى محمَّد بردة حبرة (قال): وهو عن يمين العرش) وألفاظ غيره بمثله إلَّا ابن أبي عاصم في الأوائل فذكره بنحوه، وفيه (حلة يمنية) مكان (قبطيتين). أما حديث يزيد بن أبي زياد، فقد ذكره الدارقطني في العلل (3/ 255)، وقال: "وهو الصواب". الوجه الثاني: رواه عمران بن مثم عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الحارث، عن علي رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهِ. ذكره الدارقطني في العلل (3/ 255). ومما تقدم يتبين أن الوجه الأول هو الصواب حيث رواه جماعة ثقات عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عمرو وأما الوجه الثاني فقد تفرّد به عمران بن ميثم، عن المنهال، وهو ضعيف، قال العقيلي في الضعفاء (3/ 306): "من كبار الرافضة، =
= يروى أحاديث سوء كذب" وأقره الذهبي في الميزان (3/ 244). وعليه فإن الوجه الأول أقوى وهو الصواب كما قال الدارقطني في العلل (3/ 255)، وهو وإن كان موقوفًا لكنه في حكم المرفوع لأن مثله لا يقال بالرأي. وللحديث شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب فقال: إنكم محشورون حفاة عراة غرلا {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} الآية، وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم الخليل، وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال .. الحديث. أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 385: 6526)، كتاب الرقاق، باب الحشر، ومسلم في صحيحه (4/ 2194: 2860)، كتاب الجنة، باب: فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة. وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم.
48 - باب المظالم
48 - باب المظالم 4580 - قَالَ عَبْدٌ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، الرازي، ثنا أبو هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا إلَّا انْتَقَمَ الله منه يوم القيامة".
4580 - درجته: إسناده ضعيف جدًّا، فيه أبو هارون العبدي وهو متروك الحديث، وأبو جعفر الرازي ضعيف، وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 154)، (وزاد قصة طويلة في أوله) وقال: "رواه عبد بن حميد بسند فيه أبو هارون العبدي وهو ضعيف، واسمه عمارة بن جوين". وذكره الألباني في ضعيف الجامع الصغير (1/ 272: 2257).
تخريجه: أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ص 296: 955)، في آخر الحديث، وزاد قصة رجل في أول الحديث. وللحديث شواهد في الاقتصاص من الظالمين يوم القيامة. انظر: الأحاديث القادمة برقم (4581 - 4582). ويشهد له حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقص لبعضهم من =
= بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمَّد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا". أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 403: 6535)، كتاب الرقاق، باب القصاص يوم القيامة وسيأتي بعض شواهده في تخريج حديث رقم (4582).
4581 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حدَّثنا الرَّبِيعُ، عَنْ يَزِيدَ هُوَ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الظلم ثلاثة: فظلم لا يتركه الله تعالى، وَظُلْمٌ يُغْفَرُ وَظُلْمٌ لَا يُغْفَرُ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يُغْفَرُ، فَالشِّرْكُ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يُغْفَرُ، فَظُلْمُ الْعَبْدِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عزَّ وجلَّ، وَأَمَّا الَّذِي يُتْرَكُ، فَيَقُصُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْضَهُمْ مِنْ بعض".
4581 - درجته: إسناده ضعيف، فيه الربيع بن صبيح، ويزيد بن أبان الرقاشي، وكلاهما ضعيف. وذكره البوصيري مما في الإِتحاف (3/ ل 88) وقال: "رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف لضعف يزيد الرقاشي.
تخريجه: أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 282: 2109)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (6/ 309)، ورواه البيهقي كما في النهاية في الفتن والملاحم (ص 244)، من طريق يزيد الرقاشي، به، بنحوه. وله طريق آخر عن أنس رضي الله عنه: أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (4/ 158: 3439)، حدَّثنا أحمد بن مالك القشيري، ثنا زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره، وظلم لا يتركه، فأما الظلم الذي لا يغفره الله، فالشرك، قال الله: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)} وأما الظلم الذي يغفره الله، فظلم العباد لأنفسهم، فيما بينهم وبين ربهم، وأما الظلم الذي لا يتركه الله، فظلم العباد بعضهم بعضًا، حتى يدين لبعضهم من بعض. قلت: إسناده ضعيف جدًا، فيه زائدة بن أبي الرقاد الباهلي، أبو معاذ وهو منكر الحديث، كما في التقريب (ص 213). وفيه زياد بن عبد الله النميري وهو ضعيف كما في التقريب (ص 220: 2087). =
= وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 348)، وقال: "رواه البزّار عن شيخه أحمد بن مالك القشيري ولم أعرفه، وبقية رجالهم قد وثقوا على ضعفهم". وللحديث شواهد من حديث سلمان وعائشة رضي الله عنهما. 1 - أما حديث سلمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ذنب لا يغفر، وذنب لا يترك، وذنب يغفر، فأما الذي لا يغفر: فالشرك بالله، وأما الذي يغفر، فذنب العبد بينه وبين الله عزَّ وجلَّ، وأما الذي لا يترك، فظلم العباد بعضهم بعضًا". أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 310: 6133)، وفي الصغير (1/ 40)، وابن حبّان في المجروحين (3/ 102)، كلاهما من طريق أبي الربيع عبيد الله بن محمَّد الحارثي، عن يزيد بن سفيان بن عبد الله بن رواحة، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان رضي الله عنه، به. قال الهيثمي في المجمع (10/ 348): "فيه يزيد بن سفيان بن عبد الله وهو ضعيف، تكلم فيه ابن حبّان، وبقية رجاله ثقات". 2 - حديث عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- "الدواوين عند الله عَزَّ وَجَلَّ ثلاثة: ديوان لا يعبأ الله به شيئًا، وديوان لا يترك الله منه شيئًا، وديوان لا يغفره الله فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله، قال الله عزَّ وجلَّ: {مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} [المائدة: 72) وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئًا، فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم تركه، أو صلاة تركها فإن الله عَزَّ وَجَلَّ يغفر ذلك، ويتجاوز إن شاء، وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئًا فظلم العباد بعضهم بعضًا القصاص لا محالة". أخرجه الإِمام أحمد في المسند (6/ 240)، والحاكم في المستدرك (4/ 575 - 576)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 2)، كلهم من طريق صدقة بن موسى، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بابنوس، عن عائشة رضي الله عنها، به، (وهذا لفظ =
= أحمد ولفظ الحاكم بنحوه، ولفظ أبي نعيم مختصر). قلت: في إسناده صدقة بن موسى وهو ضعيف كما في التقريب (ص 275)، والكاشف (2/ 25)، ويزيد بن بابنوس قال الدارقطني: لا بأس به، وذكره ابن حبّان في الثقات كما في التهذيب (11/ 316). فالخلاصة أن حديث الباب ضعيف بإسناد الطيالسي، ولكنه بهذين الشاهدين يرتقي إلى الحسن لغيره.
4582 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: يَجِيءُ الرَّجُلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْحَسَنَاتِ أَمْثَالُ الْجِبَالِ الرُّوَاسِي، فَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَطْلُبُهُ بِمَظْلَمَةٍ، وَيَأْخُذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى مَا تَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ، وَحَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِ (¬1) مِنْ سَيِّئَاتِهِ، فَقُلْتُ لِأَبِي عُثْمَانَ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ فَذَكَرَ سِتَّةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حَفِظْتُ مِنْهُمُ ابْنُ مَسْعُودٍ وحذيفة وسلمان رضي الله عنهم. ¬
4582 - درجته: الأثر بهذا الإِسناد ضعيف، فيه انقطاع؛ لأن خالد الحذاء لم يسمع من أبي عثمان النهدي، وهو موقوف على سِتَّةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 88)، وقال: "رواه مسدّد والبيهقي في كتاب البعث بإسناد جيد". ولم أجده في "كتاب البعث" المطبوع ولعله في الجزء المفقود منه، وإسناده ضعيف بسبب الانقطاع.
تخريجه: لم أجد من أخرجه بهذا اللفظ والإِسناد، وروى مرفوعًا من حديث سلمان رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في الكبير (258/ 6: 6153)، من طريق خالد بن حمزة العطار، ثنا عثمان بن أبي غياث، ثنا أبو عثمان، عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يجيء الرجل يوم القيامة من الحسنات مما يظن أنه ينجو بها، فلا يزال رجل يجيء قد ظلمه بمظلمة، فيؤخذ من حسناته، فيعطى المظلوم حتى لا يبقى له حسنة، ثم يجيء من يطلبه ولم يبق من حسناته شيء، فيؤخذ من سيئات المظلوم فيوضع على سيئاته". وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 353)، وقال: "رواه الطبراني والبزار عن =
= عبد الله بن إسحاق العطار، عن خالد بن حمزة ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح". قلت: لم أجد الحديث في "كشف الأستار" ولعله في مسنده. وللحديث شواهد في القصاص من الظالمين يوم القيامة، وبعضها في الصحيحين ومنها ما يلي: 1 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من كانت له مظلمة لأخيه في عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. أخرجه البخاري كما في الفتح (5/ 121: 2449)، كتاب المظالم، باب من كانت له مظلمة عند الرجل، وفي الرقاق (11/ 492: 6534)، كتاب الرقاق، باب القصاص يوم القيامة. والترمذي (2419)، كتاب القيامة، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص والطيالسي في مسنده (2327). 2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم، فطرحت عليه، ثم طرح في النار". أخرجه الإِمام مسلم في صحيحه (4/ 1997: 2581)، كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم. فالخلاصة أن حديث الباب ضعيف بإسناد مسدّد بسبب الإنقطاع، ولكن معناه صحيح، ومتنه يرتقي بهذه الشواهد إلى الصحيح لغيره، والله أعلم.
49 - باب شفاعة المؤمنين
49 - باب شفاعة المؤمنين 4583 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدَّثني أَبُو ظِلَالِ، حدَّثني أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: سَلَكَ رَجُلَانِ مَفَازَةً، أَحَدُهُمَا عَابِدٌ، وَالْآخَرُ بِهِ رَهَقٌ، فَعَطِشَ الْعَابِدُ حَتَّى سَقَطَ فَجَعَلَ صَاحِبُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَهُوَ صَرِيعٌ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ مَاتَ هَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ عَطَشًا وَمَعِيَ ماء، لا أصبت مِنَ اللَّهِ خَيْرًا، وَإِنْ سَقَيْتُهُ مَائِي لَأَمُوتَنَّ، فتوكل على الله تعالى وَعَزَمَ، ورَشَّ عَلَيْهِ مِنْ مَائِهِ وَسَقَاهُ مِنْ فضله، فقام حتى قطعا الْمَفَازَةَ، قَالَ: فَيُوقَفُ (¬1) الَّذِي بِهِ رَهَقٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْحِسَابِ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَتَسُوقُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَيَرَى الْعَابِدَ فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ! أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا فُلَانٌ الَّذِي آثَرْتُكَ عَلَى نَفْسِي يَوْمَ الْمَفَازَةِ، قَالَ: فيقول: بلى أعرفك، فيقول للملائكة: قِفُوا، فَيُوقَفُ وَيَجِيءُ حَتَّى يَقِفَ وَيَدْعُوَ رَبَّهُ، فَيَقُولُ (¬2): يَا رَبِّ قَدْ تَعْرِفُ يَدَهُ عِنْدِي، وَكَيْفَ آثَرَنِي عَلَى نَفْسِهِ، يَا رَبِّ هَبْهُ لي فيقول جل وعلا: هُوَ لَكَ، قَالَ: فَيَجِيءُ فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ. قَالَ جَعْفَرٌ: قُلْتُ لَهُ: حدَّثك أَنَسٌ رضي الله عنه؟ قال نعم. ¬
4583 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه أبو ظلال القسملي، وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 382)، وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير أبي ظلال القسملي. وقد وثقه ابن حبّان وغيره، وضعَفه غير واحد". قلت: لم يوثقه ابن حبّان وإنما هو هلال بن أبي هلال غير أبي ظلال، أبو ظلال هذا ذكره في المجروحين، وقد نبَّه عليه الحافظ في التهذيب (11/ 85). وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 154)، وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف أبي ظلال القسملي".
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 215: 4212). وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (3/ 132). وأخرجه البيهقي كما في النهاية لابن كثير (ص 335)، من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، به، بنحوه. وللحديث طرق أُخرى من حديث أنس رضي الله عنه بغير هذا السياق. انظر: الأحاديث القادمة (4584 - 4585)، ولا يخلو واحد منها عن ضعف، إلَّا أن ضعف بعض الطرق ينجبر وعليه فإن الحديث بمجموع هذه الطرق يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم. وأصل شفاعة المؤمنين يوم القيامة ثابت في الصحيحين من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قلنا: يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، هَلْ نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارون ... الحديث. وفيه: (وإذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم يقولون: ربنا إخواننا الذين كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويعملون معنا، فيقول الله تعالى: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، ويحرم الله تعالى صورهم على النار فيأتونهم، =
= وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه وإلى أنصاف ساقيه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار، فأخرجوه، فيخرجون من عرفوا ثم يعودون فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه فيخرجون من عرفوا ... فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون" الحديث. أخرجه البخاري كما في الفتح (13/ 431)، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)}. تقدم تخريجه بالتفصيل في حديث رقم (4539). وعليه فإن متن الحديث بهذا الشاهد يرتقي إلى الصحيح لغيره.
4584 [1]- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، ثنا الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَخْرُجُ (¬1) صُفُوفُ أَهْلِ النَّارِ، فَيَمُرُّ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ! أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي اسْتَوْهَبْتَنِي وَضُوءًا (¬2) فَوَهَبْتُ لَكَ، فَيَشْفَعُ لَهُ، فَيُشَفَّعُ فِيهِ، وَيَمُرُّ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ! أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَمَا بَعَثْتَنِي فِي حَاجَةِ كَذَا وَكَذَا فَقَضَيْتُهَا لَكَ، فَيَشْفَعُ لَهُ، فَيُشَفَّعُ فِيهِ". * (فِيهِ الرَّقَاشِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ). [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النرسي، ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهِ (¬3). * (يُوسُفُ متروك الحديث). ¬
4584 - درجته: الحديث ضعيف بإسناد مسدّد، فيه يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف. والحديث ضعيف جدًا بإسناد أبي يعلى، لأن فيه يوسف بن خالد السمتي وهو متروك الحديث. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 382)، وقال: "رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن خالد وهو كذّابٌ". =
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 153)، وعزاه لمسدد وابن أبي شيبة والحارث، وقال: مدار أسانيدهم على يزيد الرقاشي وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 78: 4006)، وفي المقصد العلي (ق 179). ولفظه: "يعرض أهل النار يوم القيامة صفوفًا، فيمر بهم المؤمنون، فيرى الرجل من أهل النار الرجل من المؤمنين قد عرفه في الدنيا، فيقول: يا فلان! أما تذكر يوم استعنتني في حاجة كذا وكذا؟ قال: فيذكر ذلك المؤمن فيعرفه، فيشفع له إلى ربه، فيشفعه فيه". وأخرجه هنَّاد بن السري في الزهد (1/ 142: 187)، حدَّثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، به ولفظه: "يصف أهل الجنة والنار يوم القيامة صفوفًا، فيمر بهم الرجل من أهل الجنة ... فذكره بنحوه. وأخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 1215)، كتاب الأدب، باب فضل صدقة الماء، من طريق وكيع. وأخرجه البغوي في شرح السُنَّة (15/ 184: 4352)، من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، به، بنحوه. فالخلاصة أن مدار هذه الطرق جميعها على يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف، وبه أعلّه البوصيري في الإِتحاف كما تقدم، والشيخ الألباني في الضعيفة (1/ 130: 93). وله طريق آخر عن أنس رضي الله عنه. أخرجه البيهقي كما في النهاية لابن كثير (ص 336)، والبغوي في شرح السُنَّة (15/ 185)، من طريق أحمد بن عمران الأخنسي، سمعت أبا بكر بن عياش، يحدَّث عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إذا كان يوم القيامة جمع الله سبحانه أهل الجنة صفوفًا وأهل النار صفوفًا، فينظر الرجل عن صفوف أهل النار =
= إلى الرجل من صفوف الجنة، فيقول له: يا فلان! أما تذكر يوم اصطنعتُ إليك معروفًا؟ قال: فيقول: اللهم إن هذا اصطنع إليّ في الدنيا معروفًا، قال: فيقال له: خذه بيده، فأدخله الجنة برحمة الله تعالى، قال أنس: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقوله. قلت: إسناده ضعيف جدًا، فيه أحمد بن عمران الأخنسي، وهو متروك وهو مترجم في ميزان الاعتدال (1/ 123)، وفي اللسان (1/ 234). ونقل الحافظ في اللسان هذا الحديث وقال: "تفرّد به أحمد وهو خبر منكر بهذا السند". وللحديث شاهد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في شفاعة المؤمنين يوم القيامة تقدم تخريجه في الحديث السابق رقم (4582)، ويشهد له أيضًا حديث أنس رضي الله عنه المتقدم أنفًا برقم (4582)، وهو ضعيف، لكن الحديث بمجموع هذه الطرق والشواهد يرتقي إلى الحسن لغيره.
4585 - حدَّثنا روح بن عبد المؤمن، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أن الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُشْرِفُ عَلَى الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُنَادِي مَنْ فِي النَّارِ: يَا فُلَانُ! أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ لا أَعْرِفُكَ، مَنْ أَنْتَ (وَيْحَكَ) (¬1)؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي مَرَرْتَ بِي فِي الدُّنْيَا فَاسْتَسْقَيْتَنِي شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ فسقيتُك، فَاشْفَعْ لِي بِهَا عِنْدَ رَبِّكَ، قال: فدخل ذلك الرجل على الله في زوره (¬2) فَقَالَ: يَا رَبِّ! إِنِّي أَشْرَفْتُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَنَادَى: يا فلان! أما تعرفني؟ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُكَ وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي مَرَرْتَ بِي فِي الدُّنْيَا فَاسْتَسْقَيْتَنِي فَسَقَيْتُكَ، فَاشْفَعْ لِي بِهَا عِنْدَ رَبِّكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ فيه ويخرجه من النار". ¬
4585 - درجته: إسناده ضعيف جدًا، فيه علي بن أبي سارة الشيباني وهو متروك. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 382)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه علي بن أبي سارة وهو متروك". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل153)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 210: 3490). =
= وأخرجه البيهقي كما في النهاية لابن كثير (ص 335)، من طريق علي بن أبي سارة، به، بنحوه. وللحديث طريق آخر عن أنس رضي الله عنه تقدم برقم (4584) لكن الحديث غير قابل للانجبار. وشفاعة المؤمنين يوم القيامة ثابت في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في الصحيحين تقدم في حديث رقم (4582).
4586 - حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، ثنا روح بن المسيب، ثنا يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فذكره ...) (¬1). وزاد: قال، وقال: وتصديق هَذَا فِي الْقُرْآنِ {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)} (¬2) الْآيَةَ، فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ الْكَبَائِرَ، وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقَعُونَ فِيهَا، ثَبَتَتْ لَهُمْ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ-صَلَّى الله عليه وسلم-". ¬
4586 - درجته: إسناده ضعيف، فيه روح بن المسيب، ويزيد بن أبان الرقاشي، وكلاهما ضعيف، وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 153)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 147: 4115)، وقد تقدم لفظه في أول الحديث. وأخرجه الطبراني في الصغير (2/ 244: 1101)، من طريق روح بن المسيب، به، مختصرًا ولفظه: "إنما جعلت الشفاعة لأهل الكبائر من أُمتي". وأخرجه هنَّاد في الزهد (1/ 143: 188)، من طريق الأعمش، عن يزيد الرقاشي، به، بنحوه مختصرًا. فالخلاصة أن مدار هذه الطرق على يزيد الرقاشي، وهو ضعيف، وقد روى الجزء المرفوع من الحديث من طرق أخرى صحيحة عن أنس رضي الله عنه منها ما يلي: =
= 1 - رواه ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أخرجه الترمذي (2435)، في صفة القيامة، باب ما جاء في الشفاعة، وابن خزيمة في التوحيد (ص 270)، وابن حبّان كما في الإِحسان (14/ 387: 6468)، والحاكم في المستدرك (1/ 69)، كلهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعًا "شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي". قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي. 2 - رواه أشعث الحراني عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أخرجه أحمد (3/ 213)، وأبو داود في السُنَّة (4739)، باب في الشفاعة والآجري في الشريعة (238)، والحاكم في المستدرك (1/ 69)، من طريق سليمان بن حرب، ثنا بسطام بن حريث، عن أشعث الحراني، به، ولفظه: "شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي". قلت: هذا إسناد حسن، فيه أشعث الحراني وهو صدوق كما في التقريب (ص 113: 527)، وبقية رواته ثقات. ويشهد له حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أخرجه الترمذي (2438)، وابن ماجه في الزهد، باب ذكر الشفاعة، والطيالسي (2801)، والحاكم في المستدرك (1/ 69). فالخلاصة أن قوله في الحديث (شفاعتي لأهل الكبار من أُمتي) روي من طرق أخرى صحيحة عن أنس رضي الله عنه، وله شواهد أيضًا من حديث جابر وغيره، وعليه فإن هذا الجزء من الحديث يرتقي بهذه الطرق والشواهد إلى الحسن لغيره، ويشهد لمعناه أحاديث أُخرى تقدمت رقم (4576)، وأما قول أنس رضي الله عنه: وتصديق هذا في القرآن ... إلى آخره فيبقى ضعيفًا.
4587 - وقال مسدّد: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمتي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ".
4587 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، رواته ثقات، لكنه مرسل. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 153)، وقال: "رواه مسدّد مرسلًا ورواته ثقات".
تخريجه: لم أجد من أخرجه بهذا اللفظ والإِسناد. وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن أبي الجدعاء قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمتي أَكْثَرُ من بني تميم " قلنا: سواك يا رسول الله؟ قال: سواي. أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 469، 470، 5/ 366)، والدارمي (2/ 328)، في الرقاق، والترمذي (2438)، كتاب صفة القيامة باب 12، وابن ماجه في الزهد (4316)، باب ذكر الشفاعة، والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 26)، وابن خزيمة في التوحيد (ص 313)، والحاكم (1/ 70 و 71)، كلهم من طرق عن خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قال: جلست إلى رهط أنا رابعهم بإيلياء، فقال أحدهم: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ... فذكره. وفي آخره: قلت: أنت سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: نعم، فلما قام، قلت: من هذا؟ قالوا: أبن الجدعاء، أو ابن أبي الجدعاء، وقال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح غريب). قلت: هذا إسناد صحيح رواته ثقات، وصححه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي. وعليه فإن حديث الباب بهذا الشاهد يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
4588 - وقال أبو يعلى: حدَّثنا خلف، ثنا أبو المطرف الْمُغِيرَةُ الشَّامِيُّ، عَنِ الْعَرْزَمِيَّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ؟ فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الجنة سراعًا. فتلقاهم (¬1) الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: إِنَّا رَأَيْنَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَمَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الْفَضْلِ، فَيَقُولُونَ: وما فضلكم؟ فيقولون: كنا إذا ظُلِمنَا صَبَرْنَا، وَإِذَا أُسِيءَ إِلَيْنَا عَفَوْنَا وَإِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا حَلُمْنَا، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فنعم أجر العاملين. ثم (¬2) ينادي مناد: أين أهل الصبر؟ فيتقدم (¬3) نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ سِرَاعًا، قال: فتلقاهم (¬4) الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ (¬5): إِنَّا نَرَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فمن (¬6) أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ فَيَقُولُونَ: وَمَا صَبْرُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَصْبِرُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ تعالى، وكنا نصبر عن (¬7) معاصي الله عَزَّ وَجَلَّ فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ. ثُمَّ (¬8) يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ تعالى -أو قال: في ذات الله عزَّ وجلَّ- (شَكَّ أَبُو محمَّد)؟ فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ سِرَاعًا، فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَيَقُولُونَ: رَأَيْنَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ فَمَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نحن المتحابون في الله عزَّ وجلَّ -أو في ذات الله عزَّ وجلَّ- فَيَقُولُونَ: وَمَا كَانَ تَحَابُّكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَتَحَابُّ في الله، ونتزاور في الله تعالى، ونتعاطف في الله تعالى، ونتناول في الله تعالى، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ، قال ¬
رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ثم يضع الله عَزَّ وَجَلَّ الموازين للحساب، بعد ما يدخل هؤلاء الجنة". * ضعيف.
4588 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فيه محمَّد بن عبيد الله العرزمي وهو متروك، وفيه أبو المطرف المغيرة الشامي وهو واهٍ .. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 154)، وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي وفي سنده العرزمي وهو ضعيف". قلت: بل هو متروك وعليه فإن إسناده ضعيف جدًا.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى ولا في المقصد العلي ولعله في مسنده الكبير. ولم أجد من أخرج هذا الحديث غير أبي يعلى بهذا اللفظ والإِسناد.
50 - باب معرفة أول ما يخاطب الله تعالى به المؤمنين
50 - باب معرفة أول ما يخاطب (¬1) الله تعالى بِهِ الْمُؤْمِنِينَ 4589 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زُحْر، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي (¬2) عَيَّاشٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنْ شِئْتُمْ أَنْبَأْتُكُمْ (بِأَوَّلِ) (¬3) مَا يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَبِأَوَّلِ مَا يَقُولُونَ، قَالُوا: نَعَمْ يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَحْبَبْتُمْ لِقَائِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، يَا رَبَّنَا [فيقول: لم؟ فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك (¬4)] فيقول: فإني قد أوجبت لكم (¬5) رحمتي". ¬
4589 - درجته: إسناده ضعيف، فيه عبد الله بن زُحْر وهو ضعيف، وفيه أبو عياش المعافري، =
= وهو مقبول، وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 155)، وعزاه لأبي داود الطيالسي وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 77: 564)، وابن المبارك في الزهد (276)، به. وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (5/ 238)، وابن أبي عاصم في الأوائل (ص 47: 128). والطبراني في الأوائل (66)، وفي المعجم الكبير (20/ 125)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 179)، والبغوي في شرح السُنَّة (5/ 269)، كلهم من طريق عبد الله بن المبارك، به، بنحوه. ولفظ أحمد وابن أبي عاصم "فقد وجبت لكم مغفرتي" مكان (فقد وجبت لكم رحمتي)، وله طريق أُخرى عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 94: 184)، حدَّثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا علي بن بحر، ثنا قتادة بن الفضل بن قتادة الرهاوي، قال سمعت ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "أتدرون ما يقول الله للمؤمنين يوم القيامة وأول ما يقولون؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: يقول للمؤمنين يوم القيامة: ما أحببتم لقائي؟ قالوا: نعم يا ربنا، رجونا عفوك ومغفرتك، قال: فقد أوجب لكم عفوي ومغفرتي. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 358)، وقال: "رواه الطبراني بسندين أحدهما حسن". قلت: لعله يقصد بأن هذا الإِسناد حسن، ولكنه ضعيف، فيه قتادة بن الفضل الرهاوي، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 453: 5519)، مقبول، وفيه انقطاع بين خالد بن معدان ومعاذ بن جبل رضي الله عنه، قال ابن أبي حاتم في المراسيل =
= (ص 56)، "خالد بن معدان عن معاذ مرسل، لم يسمع منه، وربما كان بينهما اثنان". وعليه فإن الحديث بهذا الوجه ضعيف أيضًا لكن الحديث بمجموع الطريقين يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم. ويشهد لمعناه في تكليم الرب تبارك وتعالى يوم القيامة لعموم المؤمنين حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن الله يقول لأهل الجنة، يا أهل الجنة فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك، فيقول: ألا أَعطيكم أفضل من ذلك، فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا". أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 496: 7518)، كتاب التوحيد، باب كلام الرب مع أهل الجنة، ومسلم في صحيحه (4/ 2176: 2829)، كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب إحلال الرضوان على أهل الجنة وأبو نعيم في الحلية (6/ 342)، وفي صفة الجنة (282)، والبيهقي في البعث (445)، فالخلاصة أن حديث الباب بالسياق المتقدم حسن لغيره بمجموع الطريقين، ومعناه صحيح بالشواهد التي وردت في الصحيحين وغيرهما.
51 - باب العفو عن المظالم
51 - باب العفو عن المظالم 4590 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا عبد الله بن بكر (¬1)، ثنا عَبَّادُ بْنُ شَيْبَةَ الْحَبَطِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أنس، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسٌ، إِذْ رَأَيْنَاهُ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ ثناياه، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (مَا أضحكك) (¬2) يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأبي أنت وأمي؟ فقال (¬3) -صلى الله عليه وسلم-: "رجلان جثيا (¬4) من أُمتي بين يدي رب العزة جل جلاله، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَبِّ، خُذْ لِي مَظْلَمَتِي مِنْ أَخِي، قَالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: أَعْطِ أخاك مظلمته، قال: يا رب لم يبق من حسناتي شَيْءٌ، قَالَ: رَبِّ، فَلْيَحْمِلْ عَنِّي مِنْ أَوْزَارِي " قال: وفاضت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ ذَلِكَ لِيَوْمٌ عَظِيمٌ، يحتاج الناس فيه أَنْ يُحْمَلَ عَنْهُمْ مِنْ أَوْزَارِهِمْ، فَقَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى لِلطَّالِبِ: ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ فِي الْجِنَانِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَرَى مَدَائِنَ مِنْ فضة، وقصورًا من ذهب، مكلَّلة باللؤلؤ لِأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا، لِأَيِّ صِدِّيقٍ هَذَا، لِأَيِّ شَهِيدٍ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ، قَالَ: يَا رَبِّ وَمَنْ يَمْلِكُ ذَلِكَ؟ قَالَ جل وعلا: أَنْتَ تَمْلِكُهُ، قَالَ: بِمَاذَا يَا رَبِّ؟ قَالَ: تَعْفُو (¬5) عَنْ أَخِيكَ قَالَ: يَا رَبِّ، فَإِنِّي قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: خُذْ بِيَدِ أَخِيكَ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ" ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ ذَلِكَ: "فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله ¬
عَزَّ وَجَلَّ يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". * ضَعِيفٌ جِدًّا.
4590 - درجته: الإِسناد ضعيف جدًا فيه عباد بن شيبة الحبطي، وهو منكر الحديث، وشيخه سعيد بن أنس مجهول. ولهذا قال الحافظ عقب ذكره: ضعيف جدًا. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 154)، وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف سعيد بن أنس وعباد بن شيبة.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير. وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره (2/ 273)، وفي النهاية له (ص 246)، عن أبي يعلى بهذا الإِسناد، به، وقال: "إسناد غريب، وسياق غريب، ومعنى حسن عجيب، وقد رواه البيهقي من حديث عبد الله بن أبي بكر". وأخرجه ابن أبي داود في كتاب البعث (ص 70: 32)، والحاكم في المستدرك (4/ 576)، كلاهما من طريق عبد الله بن بكر، به بنحوه مطولًا، وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "عباد ضعيف وشيخه لا يعرف". وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق كما في الكنز (3/ 824 - 825)، وذكره =
= المنذري في الترغيب (3/ 210)، وعزاه للبيهقي في البعث والنشور. قلت: لم أجده في مكارم الأخلاق المطبوع ولا في البعث والنشور المطبوع. فالخلاصة أن الحديث مداره على عباد بن شيبة وهو منكر الحديث. ومعناه صحيح ورد في أحاديث أخرى صحيحة، وقد بوّب الإِمام البخاري في صحيحه كما في الفتح (5/ 120)، بقوله: (باب عفو المظلوم) واستشهد ببعض الآيات ولم يورد فيه حديثًا، ومن الآيات ما يلي: 1 - {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149)} [النساء/ 149]. 2 - {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44)} [الشورى: 40 - 44]. أما الأحاديث التي تشهد لمعنى الحديث فمنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا شتم أبا بكر والنبي -صلى الله عليه وسلم-،جالس فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يعجب ويبتسم، فلما أكثر ردّ عليه بعض قوله، فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم-وقام، فلحقه أبو بكر فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت، قال: إنه كان معك ملك يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال: "يا أبا بكر! ثلاث كلهن حق: ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عَزَّ وَجَلَّ إلَّا أعز الله بها نصره ... الحديث. أخرجه الإِمام أحمد (2/ 436)، عن يحيى، عن ابن عجلان قال: ثنا سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، به. =
= قلت: هذا إسناد صحيح رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 190)، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح". وعليه فإن معنى الحديث بهذا الشاهد صحيح لغيره، وانظر أيضًا الأحاديث القادمة برقم (4591 - 4592).
4591 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا أَبُو نصر التمار، ثنا كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهم قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الْعَفْوِ؟ قَالَ: فَيُكَافِئُهُمُ الله تعالى مما كان من عفوهم عن الناس.
4591 - درجته: إسناده ضعيف جدًا، فيه كوثر بن حكيم وهو متروك. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 155)، وقال: رواه أحمد بن منيع وفي سنده كوثر بن حكيم وهو ضعيف.
تخريجه: أخرجه أحمد بن منيع في مسنده كما في المطالب، وفي الكنز (3/ 776: 8726). ولم أقف على تخريجه عند غيره، وإسناده غير قابل للانجبار. ومعناه صحيح، ثبت في الآيات والأحاديث الصحيحة تقدم تخريجها في الحديث المتقدم برقم (4590).
4592 [1]،- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ سَدُوسٍ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ (¬1) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا الْتَقَى الْخَلَائِقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَدَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى منادٍ يُسْمِعُ الْخَلَائِقَ: يَا أَهْلَ الْجَمْعِ، تَتَارَكُوا الْمَظَالِمَ وَثَوَابُكُمْ عَلَيَّ". [2] حدَّثنا محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا الحكم بن سنان نحوه. ¬
4592 - درجته: إسناده مسلسل بالضعفاء وهم: سويد بن سعيد، والحكم بن سنان الرهاوي، وسدوس صاحب السابري، وعليه فهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 356)، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحكم بن سنان أبو عون، وقال عنه أبو حاتم: عنده وهم كثير وليس بالقوي، ومحله الصدق، وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 155)، وقال: "رواه أبو يعلى وفي سنده سدوس السابري وهو ضعيف".
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير. وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (10/ 356)، ولم أجد من أخرجه غيرهما بهذا الإِسناد. وهو ضعيف لأن فيه ثلاثة من "الضعفاء" ولكن معناه صحيح، ورد في الآيات والأحاديث "الصحيحة" تقدم تخريجها في الحديث المتقدم رقم (4590).
52 - باب صفة النار وأهلها أعاذنا الله منها
52 - بَابُ صِفَةِ النَّارِ وَأَهْلِهَا أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْهَا 4593 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "دخلتُ الْجَنَّةَ، فرأيتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ في النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْأَغْنِيَاءَ وَالنِّسَاءَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا ثَلَاثَةً يُعَذَّبُونَ: (امْرَأَةً) (¬1) مِنْ حِمْيَرِ طُوَالَةَ رَبَطَتْ هِرَّةً (لَهَا) (¬2) فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَسْقِهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، فَهِيَ تَنْهَشُ قُبُلَهَا وَدُبُرَهَا، وَرَأَيْتُ فِيهَا أَخَا بَنِي دعدع (¬3) الَّذِي كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ، فَإِذَا فُطِنَ لَهُ قَالَ: إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي، وَالَّذِي سَرَقَ بدنتي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-". * هَذَا إسناد حسن. ¬
4593 - درجته: إسناده ضعيف، فيه علتان: =
= 1 - شريك بن عبد الله النخعي، اختلط ورواية أبي بكر بن أبي شيبة عنه لم تتميز هل كان قبل اختلاطه أو بعده. 2 - فيه تدليس أبي إسحاق السبيعي، وهو من أصحاب المرتبة الثالثة وقد عنعن، أما اختلاطه فهو لا يضر؛ لأن رواية شريك عنه كانت قبل اختلاطه. وأما قول الحافظ عقب ذكره: "هذا إسناد حسن" فلعله يقصد أنه حسن لغيره، والله أعلم.
تخريجه: لم أجده في المصنف لابن أبي شيبة ولعله في مسنده. ومن طريقه أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (16/ 534: 7489)، به بطوله. وقد تابع عطاء بن السائب أبا إسحاق السبيعي: أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 159)، عن ابن فضيل، والنسائي في السنن (3/ 137)، في الكسوف، باب نوع آخر، من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، وابن خزيمة (1389) و (1392)، وابن حبّان في صحيحه كما في الإِحسان (1/ 796: 2838)، من طريق جرير وابن خزيمة (1393)، من طريق سفيان الثوري. أربعتهم عن عطاء بن السائب، عن أبيه السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنه مرفوعًا. ولفظه: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فإذا انكسفا فأفزعوا إلى ذكر الله، ثم قال: "لقد عرضت على الجنة حتى لو شئت لتعاطيت قطفًا من قطوفها، وعرضت علي النار حتى جعلت أتقيها حتى خشيت أن تغشاكم ... قال: فرأيت فيها الحميرية السوداء صاحبة الهرة، كانت حبستها، فلم تطعمها ولم تسقها, ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض فرأيتها كلما أدبرت نهشت في النار، ورأيت فيها صاحب بدنتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخا دعدع، يدفع في النار بقضيبين ذي شعبتين، ورأيت صاحب المحجن، فرأيته في النار على محجنه متكئًا" (هذا لفظ ابن حبّان وألفاظ غيره =
= بنحوه). قلت؟ هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وعطاء بن السائب اختلط بآخرة، وممن روى عنه سفيان الثوري وهو ممن سمع منه قبل اختلاطه، وعليه فإن الحديث بهذا الإِسناد صحيح لذاته، وهو متابعة قوية لحديث الباب ما عدا الجزء الأول منه. وقد أخرجه أبو داود في السنن (1194)، من طريق حماد، والحاكم في المستدرك (1/ 329)، من طريق الثوري كلاهما عن عطاء بن السائب، به مختصرًا (مما يتعلق بالكسوف) وأشارا في آخره إلى بقية الحديث بقولهما: (ثم ساق الحديث). وللحديث شواهد أخرى صحيحة في الصحيحين غيرهما، وهي كالآتي: أما الجزء الأول: وهو قوله: (دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ... إلى النساء) دون كلمة (الأغنياء) يشهد له حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء". أخرجه البخاري في صحيحه كما في الفتح (11/ 423: 6546)، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، وأخرجه أيضًا (5198)، في النكاح، باب كفران العشير، (3241)، في بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، و (6449)، في الرقاق، باب فضل الفقر، وأخرجه الإِمام أحمد (4/ 429)، والترمذي (2603)، في صفة جهنم، باب ما جاء في أكثر أهل النار النساء، والطبراني (18/ 278: 279)، كلهم من طرق عن عوف، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به، وهذا لفظ البخاري. وأما قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (ورأيت فيها ثلاثة يعذبون ...) إلى آخر الحديث. 1 - يشهد له حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ =
= عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يوم مات إبراهيم بن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منه فقال الناس ... (الحديث في صلاة الكسوف) وفيه: "لقد جيء بالنار، وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها، وحتى رأيت فيها صاحب الحجن يجن قصبه في النار، كان يسرق الحاج بمحجنه، فإن فطن له قال: إنما تعلق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به، وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها, ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعًا ... الحديث. أخرجه الإِمام مسلم في صحيحه (2/ 623: 904)، كتاب الكسوف، باب ما عرض عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار. 2 - ويشهد له حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها, ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض". أخرجه البخاري في صحيحه كما في الفتح (9/ 406: 338)، كتاب بدء الخلق، باب خمس من الدواب فواسق. فالخلاصة أن حديث الباب ضعيف بالإِسناد المتقدم. ولكنه بمتابعة عطاء بن السائب يرتقي إلى الحسن لغيره، ومعناه صحيح بالشواهد المذكورة، وأما كلمة (الأغنياء) فلم أجد ما يشهد له فيبقى ضعيفًا، والله تعالى أعلم.
4594 - [1] وقال أبو بكر: حدَّثت عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْ أَنَّ حَجَرًا قُذِفَ بِهِ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ لَهَوَى سَبْعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَسْتَقِرَّ فِي قَعْرِهَا". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. [3]، وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا جرير. وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ (¬1) مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ، بِهِ. ¬
4594 - درجته: حديث الباب بالأسانيد المتقدمة جميعها ضعيف، لأن مدارها على عطاء بن السائب، وقد اختلط ورواية جرير بن عبد الحميد عنه بعد اختلاطه، وعليه فإن الحديث ضعيف، ولكنه توبع، فقد تابع جريرًا كل من أبي الأحوص وسليمان التيمي كلاهما عن عطاء بن السائب، به. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 155)، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة وأبي يعلى والبزار وابن حبّان وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده في المصنف لابن أبي شيبة ولعله في مسنده. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (13/ 217: 7241)، عن عثمان بن أبي شيبة. وأخرجه البزّار كما في الكشف 4/ 182: 3494)، عن يوسف بن موسى القطان. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه كما في الإِحسان (16/ 509: 7468)، من طريق علي بن المديني. =
= ثلاثتهم عن جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، به، بنحوه، وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن أبي موسى إلَّا من هذا الوجه، ولا روى عطاء عن أبي بكر، عن أبيه إلَّا هذا" وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 389)، وقال: "رواه البزّار والطبراني وفيه محمَّد بن أبان الجعفي وهو ضعيف". وهذا وَهْمٌ من الحافظ الهيثمي لأن إسناد البزّار ليس فيه محمَّد بن أبان في حديث أبي موسى الأشعري وإنما هو في إسناده في حديث بريدة بن الحصيب، انظر (كشف الأستار 4/ 182). وقد تابع جريرًا كل من أبي الأحوص وسليمان التيمي. أما حديث أبي الأحوص: فقد أخرجه هنَّاد في الزهد (1/ 175: 251)، حدَّثنا أبو الأحوص عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن أبي موسى، عن أبيه، به، بنحوه. قلت: أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي، قال عنه الحافظ في التقريب (261): "ثقة، متقن" إلَّا أن روايته عن عطاء لم تتميز هل كانت قبل اختلاطه أو بعده وعليه فإن حديثه عنه ضعيف. أما حديث سليمان التيمي: فقد أخرجه البيهقي في البعث والنشور (483)، من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عطاء بن السائب، به، بنحوه. قلت: سليمان التيمي ثقة، إلَّا أن روايته عن عطاء لم تتميز هل كانت قبل اختلاطه أو بعده، وعليه فإن حديثه عنه ضعيف. قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري (ص 446): "وتحصل لي من مجموع كلام الأئمة أن رواية شعبة وسفيان الثوري وزهير بن معاوية وزائدة وأيوب وحماد بن زيد عنه (أي عطاء بن السائب) قبل الاختلاط، وأن جميع من روى عنه غير هؤلاء فحديثه ضعيف؛ لأنه بعد اختلاطه" اهـ. فالخلاصة أن حديث الباب بالطرق المقدمة جميعها ضعيف، إلَّا أنه بمجموع =
= الطرق يرتقي إلى الحسن لغيره. وله شواهد من حديث أبي هريرة وأنس وأبي سعيد الخدري وغيرهم رضي الله عنهم. 1 - أما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذ سمع وجبة فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تدرون ما هذا" قال: قلنا: الله ورسوله أعلم قال: "هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفًا، فهو يهوى في النار الآن، حتى انتهى إلى قعرها". أخرجه الإِمام مسلم في صحيحه (4/ 2184 - 2185: 2844)، في الجنة، باب في شدة حر نار جهنم، والإِمام أحمد في المسند (2/ 371)، وابن حبّان في صحيحه كما في الإِحسان (16/ 510: 7469)، والحاكم في المستدرك (4/ 606)، كلهم من طرق عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه، به. 2 - حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، سيأتي برقم (4596 - 4597). 3 - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، سيأتي برقم (4598). وفي الباب عن بريدة بن الحصيب، وعتبة بن غزوان، ومعاذ بن جبل وغيرهم. انظر (السلسلة الصحيحة 4/ 145 - 148: 1612). والحديث بمجموع طرقه المتقدمة وهذه الشواهد صحيح لغيره إن شاء الله.
4595 - [1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إسرائيل، ثنا أبو عبيدة، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ محمَّد (¬1) بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَوْ كَانَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، وَفِيهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَتَنَفَّسَ فَأَصَابَ نَفَسُهُ، لَاحْتَرَقَ الْمَسْجِدُ بِمَنْ فِيهِ". * رَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. 4596 - حدَّثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ (¬2)، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ أَبِي سَعِيدٍ، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: [سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِذَا جَمَعَ اللَّهُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ] (¬3) أَقْبَلَتِ النَّارُ يَرْكَبُ بعضها بعضًا، وخزنتها يكفونها ... " الحديث. وقد تقدم في البعث (¬4). ¬
4595 - درجته: إسناده صحيح، رواته ثقات، ولهذا قال الحافظ عقب ذكره: رجاله ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 391)، وقال: "رواه أبو يعلى عن شيخه =
= إسحاق ولم ينسبه، فإن كان ابن راهويه فرجاله رجال الصحيح، وإن كان غيره فلم أعرفه". قلت: تقدم في إسناد أبي يعلى أنه إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 155)، وقال: رواه أبو يعلى، واللفظ له، والبزار بإسناد حسن. قلت: إسناد البزّار فيه عبد الرحيم بن هارون وهو ضعيف، كنا سيأتي في التخريج.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 22: 6670). وأخرجه أبو نعيم في إلحلية (4/ 307)، من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، به، بنحوه وقال: "غريب من حديث سعيد، تفرّد به أبو عبيدة عن هشام". وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (653)، من طريق أبي عبيدة الحداد، به، بنحوه. وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 185)، حدَّثنا محمَّد بن موسى القطان الواسطي، ثنا عبد الرحيم بن هارون عن هشام بن حسان، به. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 391): "رواه البزّار وفيه عبد الرحيم بن هارون وهو ضعيف وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: يعتبر بحديثه إذا حدَّث من كتابه، فإن في حديثه من حفظه بعض مناكير وبقية رجاله رجال الصحيح". فالخلاصة أن حديث الباب صحيح لذاته بإسناد أبي يعلى.
4597 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال: سمع رسول الله (يومًا) (¬1) (¬2) دَوِيًّا، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ! مَا هَذَا؟ قَالَ ألقي حجر من شفير جهنم منذ سبعين خريفًا، الآن استقر في قعرها". ¬
4597 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 155)، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة وفي سنده يزيد الرقاشي وهو ضعيف".
تخريجه: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (13/ 161 - 162: 15994 - 15995)، بلفظين بهذا الإِسناد. ولفظه في الموضع الأول: (لو أن حجرًا مثل سبع خلفات ألقى في شفر جهنم لهوى فيها سبعين عامًا لا يبلغ قعرها). ولفظه في الموضع الثاني بمثل حديث الباب. وأخرجه هنا في الزهد (1/ 174: 249: 252)، والآجري في الشريعة (394)، والبيهقي في البعث والنشور (484)، والبغوي في شرح السُنَّة (15/ 253)، كلهم من طريق أبي معاوية، به، ولفظ الآجري والبغوي بمثل حديث الباب، وذكره هنَّاد والبيهقي بلفظين كما تقدم عند ابن أبي شيبة. وتابع أبا معاوية جرير: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 138: 4103)، ولفظه مثل لفظ أبي معاوية في الموضع الأول. انظر: الحديث القادم. =
= وللحديث شواهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أخرجه مسلم وغيره تقدم تخريجه في الحديث المتقدم برقم (4594). وعليه فإن حديث الباب ضعيف؛ لأن مداره على يزيد الرقاشي، وهو ضعيف، ومعناه صحيح ورد في أحاديث أخرى صحيحة. انظر: السلسلة الصحيحة (4/ 145 - 148 - 1612).
4598 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْ أَنَّ حَجَرًا كَسَبْعِ خَلِفَاتٍ بِشُحُومِهِنَّ وَأَوْلَادِهِنَّ أُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ، لَهَوَى سَبْعِينَ عَامًا، لَا يبلغ قعرها".
4598 - درجته: إسناده ضعيف بسبب ضعف يزيد الرقاشي، وبقية رجاله ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 389)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف، وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 155)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 138: 4103). وقد تابع أبو معاوية جريرًا: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (13/ 161: 15994)، بنحو لفظ الباب، وهناد في الزهد (1/ 174)، والآجري في الشريعة (394)، والبيهقي في البعث والنشور (484)، كلهم من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به، بنحو لفظ الباب. وقد تقدم تخريجه بالتفصيل في الحديث المتقدم برقم (4596). فالخلاصة أن الحديث مداره على يزيد الرقاشي وهو ضعيف، وله شواهد صحيحة من حديث أبي هريرة وغيره رضي الله عنهم، تقدم تخريجها في الحديث رقم (4594). وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، سيأتي الكلام عليه في حديث رقم (4598). وعليه فإن معنى الحديث بهذه الشواهد صحيح لغيره، والله أعلم.
4599 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا محمَّد بْنُ بِشْرٍ، ثنا هارون (¬1) بن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ (¬2) قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَأَيْنَاهُ كَئِيبًا، فَقَالَ بَعْضُنَا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بِأَبِي أَنْتَ وأُمي، مَا لَنَا نَرَاكَ كَئِيبًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "سَمِعْتُ هَدَّة (¬3) لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهَا فَأَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام، فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَقَالَ: هَذَا صَخْرٌ قُذِفَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَالْيَوْمَ اسْتَقَرَّ قراره". وقال أبو سعيد رضي الله عنه: والذي ذهب بنفس (محمَّد) (¬4) نبينا -صلى الله عليه وسلم- رَأَيْنَاهُ ضَاحِكًا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى وَارَيْنَاهُ التراب. ¬
4599 - درجته: إسناده صحيح، رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 156)، وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة ورواته ثقات".
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 162: 15996). ولم أجد من أخرج الحديث غير ابن أبي شيبة بهذا اللفظ والإِسناد. وله طريق أخرى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قَالَ: سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صوتًا فَهَالَه ذلك، فأتاه جبريل فقال: ما هذا الصوت يا جبريل؟ قال: هذه صخرة هوت من شفير جهنم منذ سبعين عامًا، فهذا حين بلغت قعرها، أحب الله يُسمِعُك صوتها". =
= أخرجه أبو نعيم كما في النهاية لابن كثير (ص 293)، من طريق إسماعيل بن قيس، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الحباب سعيد بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عنه، به. وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (10/ 389)، وقال: "فيه إسماعيل بن قيس الأنصاري هو ضعيف". فالخلاصة أن حديث الباب صحيح بالإِسناد المتقدم، وله شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أخرجه مسلم وغيره تقدم تخريجه في الحديث المتقدم برقم (4594).
4600 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى، حدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا معلّى بن منصور، ثنا محمَّد بن مسلمًا (¬1) أَبُو سَعِيدٍ، حدَّثني زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: اشتكت النار إلى ربها عزَّ وجلَّ، فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَجَعَلَ لَهَا نفسين: نَفَسٌ في الشتاء، وَنَفَسٌ في الصيف، فشدة ما تجدونه من الحر من حرها، وشدة ما تجدونه من البرد من زمهريرها". ¬
4600 - درجته: إسناده ضعيف، فيه زياد بن عبد الله النميري، وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 388)، وقال: "رواه أبو يعلى وفيه زياد النميري وهو ضعيف عند الجمهور". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 156)، وقال: "رواه أبو يعلى بسند فيه لين".
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 280: 4303). وله شواهد من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وابن مسعود وغيرهم رضي الله عنهم. أما حديث أبي هريرة: فقد أخرجه الشيخان وغيرهما قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بعضي بعضًا، فَأَذِنَ لها بنفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فأشدّ ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير" (وهذا لفظ البخاري). وفي رواية لمسلم: "فما وجدتم من برد أو زمهرير فمن نفس جهنم، وما وجدتم من حر أو حرور فمن نفس جهنم". =
= أخرجه البخاري كما في الفتح (6/ 380: 3260)، كتاب بدء الخلق، باب صفة النار وأنها مخلوقة، وأخرجه أيضًا (2/ 23: 537)، كتاب مواقيت الصلاة، باب الإِبراد بالظهر في شدة الحر، ومسلم في صحيحه (1/ 432: 617)، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب الإِبراد بالظهر، عن أبي هريرة رضي الله عنه، به. وعليه فإن حديث الباب ضعيف بإسناد أبي يعلى، ولكنه بهذا الشاهد يرتقي إلى الحسن لغيره، ومعناه صحيح، والله أعلم.
4601 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عمران بْنُ زَيْدٍ، ثنا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ! ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا، فَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكُونَ فِي النَّارِ حَتَّى تَسِيلَ دُمُوعُهُمْ فِي خُدُودِهِمْ (¬1)، كَأَنَّهَا جَدَاوِلُ، حَتَّى تَنْقَطِعَ (¬2) الدُّمُوعُ فَيَسِيلُ -يَعْنِي الدم- فيقرح (¬3) العين". ¬
4601 - درجته: إسناده ضعيف جدًّا، فيه محمَّد بن حميد بن حيان الرازي وهو متروك، وفيه عمران بن زيد ويزيد الرقاشي، وكلاهما ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 391)، وقال: "رواه أبو يعلى، وأضعف من فيه يزيد الرقاشي وقد وُثَّقَ على ضعفه". قلت: بل أضعف من فيه محمَّد بن حميد الرازي؛ لأنه منكر الحديث، وقد رماه أبو زرعة وغيره بالكذب. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 257)، وقال: "رواه أبو يعلى بسند فيه يزيد الرقاشي، وهو ضعيف".
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 161 - 162 - 4134)، وفيه زيادة في آخر الحديث، وهي قوله: (فلو أن سفنا أرخيت فيها لجرت). وأخرجه عبد الله بن المبارك في زيادات نعيم بن حماد في الزهد (ص 85: 295)، عن عمران بن زيد، به، بنحوه. =
= وأخرجه البغوي في شرح السُنَّة (15/ 253)، من طريق ابن المبارك، به، بنحوه. وتابع الأعمشُ عمران بن زيد التغلبي: أخرجه هنَّاد في الزهد (1/ 194 - 311، 312)، وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 156)، وابن ماجه (2/ 1446)، والبيهقي في البعث والنشور (593). وابن عدي في الكامل (4/ 246)، كلهم من طرق عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك رضي الله عنه مرفوعًا به. ولفظه: "يلقى البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنفد الدموع، ثم يبكون الدماء حتى أنه ليطير في وجوههم أخدود، ولو أرسلت فيه السفن لجرت" (هذا لفظ هنَّاد وألفاظ غيره بنحوه). قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه يزيد الرقاشي، وتقدم أنه ضعيف. وللحديث طريق آخر عن أنس رضي الله عنه، أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 283)، من طريق عثمان بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عفان، حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، به. قلت: في إسناده عثمان بن عبد الله بن عمرو، وهو متهم بالكذب. انظر: ميزان الاعتدال (3/ 41)، لسان الميزان (4/ 143). وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن قيس أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أهل النار ليبكون، حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت، وأنهم ليبكون الدم"، يعني: مكان الدمع. أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 605)، من طريق أبي النعمان محمَّد بن فضل، ثنا سلام بن مسكين، قال: حدَّث أبو بردة عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. قلت: في إسناده أبو النعمان محمَّد بن الفضل ولقبه عارم، وهو ثقة، لكنه تغير =
= في آخر عمره ولا يعرف هل روى عنه علي بن عبد العزيز ومحمد بن غالب قبل اختلاطه أو بعده. انظر: التقريب (ص 502)، الكواكب (ص 394). وقد ذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (4/ 245)، وأعلَّه باختلاط أبي النعمان عارم. قلت: وقد خالف أبو النعمان محمَّد بن الفضل يزيد بن هارون، فقد رواه يزيد بن هارون عن سلام بن مسكين، عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه موقوفًا عليه (بنحو لفظ الحاكم). أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 156)، عن يزيد بن هارون، به. وعليه فإن رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليس بمحفوظ، لأن الذي رفعه هو أبو النعمان وقد اختلط، وقد خالفه فيه يزيد بن هارون بن زاذان السلمي، فقد رواه موقوفًا على أبي موسى الأشعري وبزيادة واسطة قتادة بين سلام بن مسكين وأبي بردة، ويزيد بن هارون ثقة، ثبت، متقن، فيكون حديثه هو المحفوظ، وعليه فالراجح أن الحديث بهذا الإِسناد موقوف على أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وله حكم الرفع لأن مثله لا يقال بالرأي. وجملة القول أن الحديث بمتابعة الأعمش المتقدم ذكرها وحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه المذكور آنفًا يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
53 - باب صفة الجنة وأهلها
53 - باب صفة الجنة وأهلها 4601 - [1] قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، ثنا الثوري ومعمر -يزيد كل مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ- عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عن علي رضي الله عنه، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا} [الزمر: /73] وَجَدُوا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ شَجَرَةً (قَالَ مَعْمَرٌ:) يَخْرُجُ مِنْ سَاقِهَا، (وَقَالَ الثَّوْرِيُّ:) مِنْ أَصْلِهَا -عَيْنَانِ، فَعَمَدُوا إِلَى إِحْدَاهُمَا (¬1)، فَكَأَنَّمَا أُمِرُوا بِهَا (قال معمر:) فاغتسلوا بها (وقال الثوري:) فتوضؤوا منها- فلا تشعث رؤوسهم بَعْدَ ذَلِكَ أَبَدًا، وَلَا تُغَيَّرُ جُلُودُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَدًا، كَأَنَّمَا ادَّهَنُوا بِالدِّهَانِ، وَجَرَتْ (¬2) عَلَيْهِمْ نَضْرَةُ النَّعِيمِ، ثُمَّ عَمَدُوا إِلَى الْأُخْرَى فَشَرِبُوا مِنْهَا، فَطَهَّرَتْ أَجْوَافَهُمْ، فَلَا يَبْقَى (¬3) فِي بُطُونِهِمْ قذى ولا أذى ولا سوءًا إلَّا خَرَجَ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)} [الزمر/73]، وَتَتَلَقَّاهُمُ الولدان كاللؤلؤ المكنون، كاللؤلؤ المنثور، يخبرونهم مما أعد الله تعالى لهم، يطيفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا ¬
بِالْحَمِيمِ (يَجِيءُ) (¬4) مِنَ الْغَيْبَةِ (يَقُولُونَ) (¬5): أَبْشِرْ أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ كَذَا وَكَذَا، وأَعَدَّ لَكَ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ يَذْهَبُ الْغُلَامُ مِنْهُمْ إِلَى الزَّوْجَةِ مِنْ أَزْوَاجِهِ، فَيَقُولُ (¬6): قَدْ جَاءَ فُلَانٌ بِاسْمِهِ الَّذِي (¬7) يُدْعَى (بِهِ) (¬8) فِي الدُّنْيَا، فَيَسْتَخِفُّهَا الْفَرَحُ، حَتَّى تَقُومُ (¬9) عَلَى أُسْكُفَّةِ بَابِهَا فَتَقُولُ (¬10): أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: فَيَجِيءُ فَيَنْظُرُ إِلَى تَأْسِيسِ بُنْيَانِهِ عَلَى جَنْدَلِ اللُّؤْلُؤِ بَيْنَ أَخْضَرَ وَأَصْفَرَ وَأَحْمَرَ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ فَإِذَا زَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ، وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَيَنْظُرُ إِلَى سَقْفِ بِنَائِهِ، فَلَوْلَا أَنَّ الله تعالى (قَالَ مَعْمَرٌ:) قَدَّرَ ذَلِكَ لَهُ (وَقَالَ الثَّوْرِيُّ:) (¬11) سَخَّرَ ذَلِكَ لَهُ، لَأَلَمَّ أَنْ يُذْهَبَ بِبَصَرِهِ، إِنَّمَا هُوَ مِثْلُ الْبَرْقِ، فَيَقُولُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا} الآية [الأعراف/ 43] الآية. [2] أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ (¬12)، ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ فَعَظَّمَ أَمْرَهَا، ثُمَّ قَالَ: يُسَاقُ (¬13) الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زمرًا، فذكر نحوه قال: ¬
فَإِذْ (¬14) جَنْدَلُ اللُّؤْلُؤِ فَوْقَهُ صَرْحٌ (¬15)، أَحْمَرُ وَأَخْضَرُ وَأَصْفَرُ، قَالَ: ثُمَّ نَظَرُوا إِلَى تِلْكَ النِّعْمَةِ واتكؤوا (¬16) عَلَيْهَا وَقَالُوا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا}. [3]، أخبرنا يحيى، ثنا (¬17) إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بِهَذَا الإِسناد نَحْوَهُ وقال: ثم يتكئ (¬18) على أريكة من أرائك (¬19)، ثُمَّ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. [4]، قَالَ يَحْيَى: حدَّثنا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عن علي رضي الله عنه قَالَ: أَنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ، فَذَكَرَ مِنْهَا مَا شاء الله أن يذكر، ثم قال: في عمد ممدود، ثُمَّ قَالَ: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} [الزمر: 73 - 73] [الزمر/ 73] فذكر نحو حَدِيثُ زُهَيْرٍ. *هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَحُكْمُهُ حُكْمُ الْمَرْفُوعِ، إِذْ لَا مَجَالَ لِلرَّأَيِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأُمُورِ. [5] وَقَدْ رَوَاهُ (¬20) الْبَغَوِيُّ فِي الْجَعْدِيَّاتِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ، عَنْ زُهَيْرٍ بِتَمَامِهِ. [6]، وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ (¬21) فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ عَنِ ابْنِ فَارِسٍ، عَنْ محمَّد بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبي يحيى الحماني، عن حمزة الزيات بتمامه. ¬
= 4601 - درجته: إسناد حديث الباب بالطرق المتقدمة جميعها حسن، لأن مدار هذه الطرق على عاصم بن ضمرة السلولى وهو صدوق، أما أبو إسحاق فإن اختلاطه لا يضر؛ لأن رواية الثوري وإسرائيل بن يونس عنه كانت قبل اختلاطه، وأما تدليسه فقد صَرَح بالتحديث في رواية الثوري وغيره، وفي الطريق الرابع حمزة الزيات وهو صدوق، وبقية رجال الطرق المذكورة جميعها ثقات. وقال الحافظ هنا في المطالب: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَحُكْمُهُ حُكْمُ الْمَرْفُوعِ، إِذْ لَا مَجَالَ لِلرَّأَيِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأُمُورِ". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 165)، وقال: "رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح وحكمه حكم المرفوع إذ ليس للرأي فيه مجال". قلت: إن قصدا الصحيح لغيره فنعم، وإن قصدا لذاته فلا، لأن فيه عاصم بن ضمرة السلولي وهو صدوق، ووثقه بعض الأئمة.
تخريجه: الحديث مداره على أبي إسحاق السبيعي، واختلف عليه على وجهين: الوجه الأول: رواه أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، موقوفًا عليه. ورواه عنه كل من معمر، وسفيان الثوري، وزهير بن معاوية وإسرائيل، وحمزة الزيات، وسفيان بن عيينة، وزكريا بن أبي زائدة، وشريك. أما حديث معمر: فقد أخرجه إسحاق في مسنده عن عبد الرزاق كما في المطالب هنا, ولم أجده في المصنف لعبد الرزاق. وأما حديث الثوري: فقد أخرجه إسحاق كما في المطالب العالية هنا، وأبو نعيم في صفة الجنة (280)، بنحو لفظ إسحاق، وفي آخره: "قال أبو إسحاق: هكذا حدَّثنا". وأما حديث زهير بن معاوية: فقد أخرجه إسحاق في مسنده كما في المطالب العالية هنا عن يحيي بن آدم. =
= والبغوي في الجعديات، كما في المطالب هنا، ومن طريقه البيهقي في "البعث والنشور" (246)، عن علي بن الجعد. وأبو نعيم في صفة الجنة (280)، من طريق علي بن الجعد وأحمد بن يونس فزقهما. ثلاثتهم عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق السبيعي، به. ولفظه: "يُسَاقُ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ... فذكره بنحو ما تقدم، وزاد في آخره عند البيهقي وأبي نعيم قوله: " ثم ينادي مناد: تحيون فلا تموتون أبدًا، وتقيمون فلا تظعنون أبدًا، وتصحون فلا تمرضون أبدًا ". قلت: وفي هذا الطريق جاء التصريح بالتحديث بين أبي إسحاق وعاصم بن ضمرة، حيث قال أبو نعيم في صفة الجنة بعد ذكر الحديث: " قال أبو إسحاق، هكذا حدَّثناه "وقال البيهقي في البعث والنشور: "قال أبو إسحاق: كذا قال". وأما حديث إسرائيل بن يونس: فقد أخرجه إسحاق في مسنده كما في المطالب العالية هنا عن يحيى بن آدم. وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 112: 15851)، ومن طريقه أبو نعيم في صفة الجنة (281)، عن وكيع. والمروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك (1450)، من طريق خلف بن تميم، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (4/ 69)، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل. أربعتهم عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عاصم بن ضمرة، به، بنحوه. مع الزيادة في وسطه وهي قوله: "ثم ينظر إلى أزواجه من الحور العين، ثم يتكئ على أريكة من أرائكه". وأما حديث حمزة الزيات: فقد أخرجه إسحاق في مسنده كما في المطالب هنا عن يحيى بن آدم، وأبو نعيم في صفة الجنة، كما في المطالب العالية هنا عن أبي يحيى الحماني، ولم أجده في "صفة الجنة" المطبوع. =
= كلاهما عن حمزة بن حبيب الزيات، عن أبي إسحاق به، بنحو حديث زهير المتقدم. وأما حديث سفيان بن عيينة: فقد أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (281)، من طريق ابن أبي عمر، ثنا سفيان بن عيينة، عن أبي إسحاق به، وفيه (عاصم بن صخرة) ولعله تصحيف. ولفظه: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، استقبلهم عينان تجريان من ساق شجرة، فيشربون من إحداهما، فيغسل ما في البطون من قذى، وأذى، ثم يشربون من الأخرى، فتجري عليهم نضرة النعيم ... بنحوه. وأما حديث زكريا بن أبي زائدة: فقد أخرجه المروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك (1450)، من طريق الفضل بن موسى، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق السبيعي به، بنحو حديث إسرائيل المتقدم. وأما حديث شريك: فقد أخرجه الطبري في تفسيره (24/ 22)، من طريق شريك، عن أبي إسحاق السبيعي، به بنحوه. فالخلاصة أن الحديث من هذا الوجه حسن، لأن مداره على عاصم بن ضمرة السلولي وهو صدوق، وأبو إسحاق السبيعي وإن اختلط ولكن سماع الثوري وإسرائيل بن يونس عنه كان قبل اختلاطه، وتدليسه لا يضر، لأنه صَرَح بالحديث في رواية الثوري وزهير كما تقدم. الوجه الثاني: رواه حمزة الزيات عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه موقوفًا عليه أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (281)، من طريق جرير، عن حمزة الزيات، به. وقال أبو نعيم: " وذكر نحو حديث عاصم بن ضمرة". قلت: هذا الوجه ضعيف، فيه الحارث بن عبد الله الأعور صاحب علي =
= رضي الله عنه، وفي حديثه ضعف، وكَذَّبه الشعبي في رأيه ورُمِيَ بالرفض، كما في التقريب (ص 146: 1529). مما تقدم يتبين أن الوجه الأول هو المحفوظ لأمرين: 1 - رواه عدد من رواة أبي إسحاق السبيعي عنه، وهم ثقات، ومنهم من روى عنه قبل اختلاطه كالثوري، وإسرائيل، وغيرهما. 2 - إن الوجه الثاني تفرّد به حمزة الزيات، وهو صدوق، ولا يعرف سماعه عن أبي إسحاق هل كان قبل اختلاطه أو بعده. وعليه فإن الحديث من الوجه الأول محفوظ وإسناده حسن لذاته، وهو موقوف على عَلِيّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ولكنه في حُكْمُ الْمَرْفُوعِ، إِذْ لَا مَجَالَ لِلرَّأَيِ فِي مثل هذه الأمور، وقد صَرَّح به بعض الأئمة مثل الحافظ ابن حجر، والبوصيري كما تقدم في درجة الحديث. وقد روى مرفوعًا من طرق أخرى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومنها ما يلي: الطريق الأولى: أخرجه ابن أبي حاتم كما في التفسير (4/ 69)، وفي النهاية لابن كثير (ص 274، 4/ 69)، حدَّثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، حدَّثنا مسلمة بن جعفر البجلي، قال: سمعت أبا معاذ البصري، يقول: إن عليًا رضي الله عنه كان ذات يوم عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون أو يؤتون بنوق لها أجنحة، وعليها رحال الذهب، شراك نعالهم نور يتلألأ، كل خطوة منها مد البصر، فينتهون إلى شجرة ينبع من أصلها عينان، فيشربون من إحداهما فتغسل ما في بطونهم من دنس، ويغتسلون من الأخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعارهم بعدها أبدًا، وتجري عليهم نضرة النعيم، فينتهون -أو فيأتون- باب الجنة فإذا حلقه من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب، فيضربون بالحلقة على الصفيحة، فيسمع لها طنين يا علي! فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل، فتبعث قيمها، =
= فيفتح له، فإذا رآه خرَّ له (قال سلمة أراه قال: ساجدًا) فيقول: ارفع رأسك فإنما أنا قَيِّمُكَ وكلت بأمرك، فيتبعه ويقفو أثره، فستخف الحوراء العجلة ... الحديث بمعنى حديث الباب مع بعض الزيادات. قلت: إسناده ضعيف، فيه أبو معاذ البصري، وهو سليمان بن أرقم، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 250/ 2532): "ضعيف". وقال الحافظ ابن كثير بعد ذكره في التفسير: "هذا حديث غريب، وكأنه مرسل". وقال في "النهاية في الفتن والملاحم" بعد ذكره: "وقد رويناه، في الجعديات من كلام علي موقوفًا عليه وهو أشبه بالصحة". الطريق الثانية: أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة، كما في حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص 198)، حدَّثني محمَّد بن عباد بن موسى العكلي، حدَّثنا يحيى بن سليم الطائفي، حدَّثنا إسماعيل بن موسى المكي، حدَّثني أبو عبد الله، أنه سمع الضحاك بن مزاحم يحدَّث عن الحارث الأعور، عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فذكره بنحو ما تقدم من حديث علي مرفوعًا. قلت: إسناده ضعيف، فيه محمَّد بن عباد العكلي، ويحيى بن سليم الطائفي، والحارث الأعور وكلهم ضعفاء. وقال ابن القيم بعد ذكره: "هذا حديث غريب، وفي إسناده ضعف، وفي رفعه نظر، والمعروف أنه موقوف على علي رضي الله عنه". فجملة القول أن هذا الحديث حسن لذاته، وهو موقوف علي علي بن أبي طالب رضي الله عنه وحكمه حكم المرفوع، وأما الطرق التي ورد فيها التصريح بالرفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنها كلها ضعيفة.
4602 - وقال عبد والحارث: حدَّثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُخَارِقٌ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا (¬1): يَا محمَّد، أفي (¬2) الجنة فاكهة؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "نَعَمْ، فِيهَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ"، قَالُوا: فَيَأْكُلُونَ كما يأكلون في الدنيا؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "نَعَمْ، وَأَضْعَافُ ذَلِكَ" قَالُوا: فَيَقْضُونَ الْحَوَائِجَ؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا وَلَكِنَّ يَعْرَقُونَ ثُمَّ يَرْشَحُوْن، فَيُذْهِبُ اللَّهُ تعالى ما في بطونهم من أذى". ¬
4602 - درجته: إسناده ضعيف جدًّا، فيه حصين بن عمر الأحمسي، وهو متروك، ويحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 162) وقال: "رواه عبد بن حميد والحارث كلاهما عن يحيى بن عبد الحميد عن حصين بن عمر الأحمسي وهو ضعيف". قلت: بل هو متروك كما تقدم في ترجمته.
تخريجه: أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ص 43: 35) بلفظه. وأخرجه الحارث كما في "بغية الباحث" في الملحق (4/ 1354: 3) بلفظه. وذكره الهندي في الكنز (14/ 647) وزاد نسبته إلى ابن مردويه. وللحديث شواهد صحيحة من حديث زيد بن أرقم وجابر بن عبد الله وغيرهما رضي الله عنهما. 1 - حديث زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ من اليهود، =
= فقال: يا أبا القاسم: ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون؟ وقال لأصحابه: إن أَقرَّ لي بهذا خصمتُه قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "بلى والذي نفسي بيده، وإن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع" قال: فقال اليهودي، فإن الذي يأكل، ويشرب تكون له الحاجة؟ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "حاجة أحدهم عرق، يفيض من جلودهم مثل ريح المسك، فإذا البطن قد ضمر". أخرجه الإِمام أحمد (4/ 367 و 371)، وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 158 - 109)، والبزار (3522)، والبيهقي في البعث (317)، وأبو نعيم في صفة الجنة (329) كلهم من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن ثمامة بن عقبة، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ به. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 108)، وأحمد (4/ 381)، والدارمي (2/ 334)، وهناد في الزهد (90)، والحسين المروزي في زياداته على الزهد (1459)، وابن حبّان كما في الإِحسان (16/ 443: 7424)، والبزار (3523)، والطبراني (5004، 5005)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 116)، وأبو نعيم في صفة الجنة (329) من طرق عن الأعمش به. قلت: هذا إسناد صحيح رواته ثقات، ولا يضر تدليس الأعمش، لأنه من المرتبة الثانية من المدلسين. وذكره الهيثمي في "المجمع (10/ 216) وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير ثمامة بن عقبة وهو ثقة. 2 - حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ولا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتمخطون، قالوا: فما بال الطعام؟ قال: "جشاء، ورشح كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس" أخرجه الإِمام مسلم في صحيحه (4/ 2180: 2835)، كتاب الجنة، باب في صفات الجنة وأهلها، والطيالسي في مسنده =
= (1776)، والإِمام أحمد في المسند (3/ 316، 364)، وهناد في الزهد (62)، وأبو داود (4741) في السنة، باب الشفاعة، وابن حبّان في صحيحه كما في الإِحسان (16/ 462)، وأبو نعيم في صفة الجنة (274: 333)، والبيهقي في البعث (316)، كلهم من طرق عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله رضي الله عنه به. وأما قوله في أول الحديث (نعم فيها فاكهة ونخل ورمان) تشهد له الآية من سورة الرحمن وهي قوله تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68)} (الرحمن: 68). وجملة القول أن حديث الباب ضعيف جدًّا بإسناد عبد بن حميد والحارث؛ لأن مداره على حصين بن عمر الأحمسي وهو متروك. ومعناه صحيح ثبت في الآيات والأحاديث الصحيحة الأخرى، والله تعالى أعلم.
4603 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدَّثنا الْمُقْرِئُ، ثنا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْأَفْرِيقِيِّ، حدَّثني عمارة بن رَاشِدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكِنَانِيُّ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ سُئِلَ هَلْ يَمَسُّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَزْوَاجَهُمْ؟ قَالَ: "نَعَمْ بِذَكَرٍ لَا يَمَلُّ، وَفَرْجٍ لَا يُحْفَى، وَشَهْوَةٍ لَا تَنْقَطِعُ". [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدَّثنا محمَّد بن معمر، ثنا المقرئ، به.
4603 - درجته: إسناده ضعيف فيه علتان: 1 - فيه عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْأَفْرِيقِيِّ، وهو ضعيف. 2 - فيه انقطاع، لأن عمارة بن راشد الكناني لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 417): رواه البزّار وفيه عبد الرحمن بن زياد، وهو ضعيف بغير كذب، وبقية رجاله ثقات. وذره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 162)، وقال: رواه ابن أبي عمر والبزار بسند واحد مداره على الأفريقي، وهو ضعيف.
تخريجه: الحديث مداره على عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، واختلف عليه على وجهين: الوجه الأول: رواه عبد الله بن يزيد المقرئ، عن عبد الرحمن الأفريقي، عن عمارة بن راشد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، به. أخرجه ابن أبي عمر في مسنده كما في المطالب العالية هنا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئِ، بِهِ. وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 197: 3524)، عن محمَّد بن معمر، عن عبد الله بن يزيد، به، وقال: "عمارة لا نعلم روى عنه إلَّا عبد الرحمن بن زياد، =
= وعبد الرحمن كان حسن العقل، ولكنه وقع على شيوخ مجاهيل، فحدَّث عنهم بأحاديث مجاهيل، فضعف حديثه، وهذا مما أنكر عليه مما لم يشاركه فيه غيره". وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (366)، من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ عن عبد الرحمن بن زياد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور (1/ 40)، وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا وعبد بن حمد. الوجه الثاني: رواه عبدة، وجعفر بن عون، عن عبد الرحمن الأفريقي، عن عمارة بن راشد، عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفًا عليه. أما حديث عبدة: فقد أخرجه هنَّاد في الزهد (1/ 86: 87)، حدَّثنا عبدة عن الافريقي، به، بلفظه. وأما حديث جعفر بن عون: فقد أخرجه البيهقي في البعث والنشور (ص 222: 366)، من طريق جعفر بن عون عن عبد الرحمن بن زياد الافريقي، به، بنحوه. قلت: هذا إسناد ضعيف؛ لأن فيه عبد الرحمن بن زياد الافريقي وقد تقدم أنه ضعيف، فالخلاصة أن مدار الحديث من الوجهين على عبد الرحمن بن زياد الافريقي وهو ضعيف، وعمارة بن راشد الكناني لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه. وللحديث شواهد من حديث زيد بن أرقم، وأبي أمامة، وابن عباس، وأبي هريرة رضي الله عنه. 1 - حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه، تقدم تخريجه بالتفصيل في حديث رقم (4602)، وفيه (إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع ...). وهو حديث صحيح، رواته ثقات، كما بينت عند تخريجه. 2 - حديث أبي أمامة رضي الله عنه، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- هل يتناكح أهل الجنة؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نعم: دحامًا دحامًا لا مني ولا منية". =
= أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 113: 7479)، وأبو نعيم في صفة الجنة (367)، والبيهقي في البعث والنشور (367)، كلهم من طريق خالد بن يزيد بْنُ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بن معدان، عن أبي أمامة رضي الله عنه، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه خالد بن يزيد بن أبي مالك، وهو ضعيف، وقد اتهمه ابن معين. انظر: التقريب (ص 191: 1688)، وسيأتي الحديث تحت رقم (4605). 3 - حديث ابن عباس رضي الله عنه، انظر: لفظه وتخريجه تحت رقم (4606). 4 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، سيأتي لفظه وتخريجه تحت رقم (4606). فالخلاصة أن حديث الباب ضعيف لضعف عبد الرحمن الافريقي، وانقطاع في إسناده، ولكنه بهذه الشواهد يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
4604 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا محمَّد بْنُ هِلَالٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنِ الْهَيْثَمِ الطَّائِيِّ وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَا: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ (¬1) عَنِ البضع في الجنة، فقال: نعم، مقيل (¬2) شهي، وذكر لا يمل، وإن الرجل ليتكىء فيه الْمُتَّكَأَ مِقْدَارَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، لَا يَتَحَوَّلُ عَنْهُ وَلَا يَمَلُّهُ، يَأْتِيهِ فِيهِ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ وقرت (¬3) عينه. ¬
4604 - درجته: إسناده ضعيف، فيه علتان: 1 - فيه محمَّد بن هلال الخولاني، ولم أقف على ترجمته. 2 - فيه انقطاع؛ لأن الهيثم الطائي وسليم بن عامر روياه مرسلًا. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 162)، وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا.
تخريجه: أخرجه الحارث كما في الملحق في آخر "بغية الحارث" (4/ 1353: 2)، بلفظه، إلَّا أنه قال: (ولذت عينه) مكان (وقرت عينه). ولم أجد من أخرجه غير الحارث بهذا اللفظ والإِسناد. وللحديث شواهد: أما الجزء الأول وهو قوله: (نعم مقيل شهي وذكر لا يمل) يشهد له حديث زيد بن أرقم وأبي أمامة وابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم، تقدم تخريجها في الحديث المتقدم آنفًا برقم (4603). أما الجزء الثاني وهو قوله: (إن الرجل ليتكىء فيها المتكأ ..) إلى آخره يشهد =
= له حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "إن الرجل في الجنة ليتكىء سبعين سنة قبل أن يتحول، ثم تأتيه المرأة فتقرب منه ... الحديث. أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 75)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 525: 1386)، وابن أبي داود في كتاب البعث (80)، وابن حبّان كما في الإِحسان (16/ 409: 7397)، كلهم من طريق دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه، به. قلت: هذا إسناد ضعيف، لأن دراجًا ضعيف في روايته عن أبي الهيثم. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 419): رواه أحمد وأبو يعلى وإسنادهما حسن. فالخلاصة أن حديث الباب ضعيف بإسناد الحارث، ولكنه بهذه الشواهد يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
4605 - وقال أبو يعلى: حدَّثنا سويد، ثنا خَالِدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خالد بن معدان، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَلْ يُجَامِعُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: "نَعَمْ دحامًا (¬1) دحامًا، ولكن لا مني ولا منية". ¬
4605 - درجته: إسناده ضعيف، فيه علتان: 1 - فيه سويد بن سعيد الهروي، كان قد عمي فكان يُلَقَّن فيتلقن، وتدليسه لا يضر لأنه صَرَّح بالتحديث. 2 - فيه خالد بن أبي مالك الهمداني، وهو ضعيف، واتهمه ابن معين بالكذب. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 162)، وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لجهالة خالد بن أبي مالك. قلت: هو ليس بمجهول، ولكنه ضعيف.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع، ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير. وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 138: 7479)، من طريق سويد بن سعيد، ولفظه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-سئل، أيجامع أهل الجنة؟ قال: دحامًا دحامًا، ولكن =
= لا مني ولا منية". وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (367) من طريق سويد بن سعيد، به. ولفظه: هل يتناكح أهل الجنة؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نعم، دحامًا دحامًا، لا مني ولا منية". وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (367) من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك به. ولفظه بمثل لفظ أبي نعيم المتقدم. وذكره السيوطي في الدر المنثور (1/ 36) وزاد نسبته إلى ابن عدي في الكامل وابن أبي حاتم. فالخلاصة أن مدار الحديث من هذه الطرق على خالد بن أبي خالد بن أبي مالك وهو ضعيف. وللحديث طرق أخرى عن أبي أمامة رضي الله عنه ومنها ما يلي: 1 - رواه صفوان بن عمرو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يتناكح أهل الجنة؟ فقال: "نعم، بذكر لا يمل، وشهوة لا تنقطع، دحمًا دحمًا". أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 178: 7674) ومن طريقه أبو نعيم في صفة الجنة (368)، من طريق سليمان بن سلمة الخبائري، ثنا بقية، ثنا صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر به. قلت: هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك، واتهم بالكذب. انظر ترجمته في ميزان الاعتدال (2/ 209)، اللسان (3/ 93). 2 - رواه عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أمامة رضي الله عنه، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يتناكح أهل الجنة؟ قال: أي والذي بعثني بالحق دحامًا دحامًا، =
= وأشار بيده، ولكن لا مني ولا منية". أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (369) من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن زيد به. قلت: إسناده ضعيف جدًّا، فيه علي بن يزيد أبو عبد الملك الألهاني الدمشقي، وهو منكر الحديث. 3 - رواه هاشم بن زيد عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، به، بمثل لفظ الطريق الأول. أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 202: 7721)، وأبو نعيم في صفة الجنة (368) كلاهما من طريق صدقة، عن هاشم بن زيد به. قلت: إسناده ضعيف، فيه هاشم بن زيد الدمشقي وهو ضعيف. انظر ترجمته في اللسان (6/ 184). وعليه فإن حديث الباب ضعيف بإسناد أبي يعلى، ولكنه روى من طرق أخرى عن أبي أمامة رضي الله عنه ولا يخلو واحد منها عن ضعف، إلَّا أن الحديث بإسناد الباب وبالطريق الثالث من الطرق المتقدمة يرتقي إلى الحسن لغيره. وله شواهد من حديث زيد بن أرقم وابن عباس وأبي هريرة تقدمت في حديث رقم (4603)، وانظر الأحاديث (4603، 4604، 4606).
4606 - حدَّثنا (¬1) أبو همام (¬2)، ثنا حماد بن أسامة، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي الحواري (¬3)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قيل: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَنُفْضِي إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ كَمَا نُفْضِيْ إليهن في الدنيا؟ قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَالَّذِي نَفْسُ محمَّد بِيَدِهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُفْضِي الْغَدَاةَ الْوَاحِدَةَ إِلَى مائة عذراء". ¬
4606 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، فيه زيد بن الحواري العمي، وهو ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 416) وقال: "رواه أبو يعلى وفيه زيد بن أبي الحواري، وقد وثق على ضعف، وبقية رجاله ثقات". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 162)، وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف زيد العمي".
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 326: 2436)، حدَّثنا أبو همام به. وأخرجه هنَّاد في الزهد (1/ 87: 88)، عن أبي أسامة (حماد بن أسامة) عن هشام بن حسان به بنحوه، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (374)، والبيهقي في البعث والنشور (365). فالخلاصة أن مدار الحديث على زيد العمي وهو ضعيف. وذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (367) وقال: "رجاله ثقات غير زيد فهو ضعيف". =
= وللحديث شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قيل: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنفضي إلى نسائنا في الجنة؟ قال: "إي والذي نفسي بيده إن الرجل ليفضي في اليوم الواحد إلى مائة عذراء". أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 198: 3525)، والطبراني في الصغير (2/ 68: 795)، وأبو نعيم في صفة الجنة (373)، كلهم من طريق حسين بن علي الجعفي عن زائدة عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (وهذا لفظ البزّار ولفظ غيره بنحوه). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 417) وقال: "رواه البزّار والطبراني، ورجال هذه الرواية رجال الصحيح غير محمَّد بن ثواب وهو ثقة". وذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (367) وقال: "فالسند صحيح، ولا نعلم له علة". قلت: وقد أعل أبو حاتم وأبو زرعة حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ففي العلل لابن أبي حاتم (2/ 213) "سألت أبي وأبا زرعة، عن حديث رواه حسين الجعفي عن زائدة، عن هشام، عن محمَّد، عن أبي هريرة قال: قيل: يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-! كَيْفَ نفضي إلى نسائنا في الجنة؟ فقالا: هذا خطأ إنما هو هشام بن حسان، عن زيد العمي، عن ابن عباس، قلت لأبي: الوهم ممن هو؟ قال من حسين". وعلى كل فإن معنى الحديث ورد في أحاديث أخرى منها حديث زيد بن أرقم، وحديث أبي أمامة، وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم، تقدم تخريجها في الحديث المتقدم برقم (4603)، وعليه فإن الحديث بهذه الشواهد حسن لغيره، والله تعالى أعلم.
4607 - حدَّثنا (¬1) أبو الحارث سريج (¬2) بن يونس، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عنه قَالَ: جَاءَ إعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ثِيَابُنَا فِي الْجَنَّةِ نَنْسُجُهَا بأيدينا؟ فضحك أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لِمَ تَضْحَكُونَ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عالمًا (¬3)؟! فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صَدَقْتَ يا أعرابي ولكنها ثمرات". ¬
4607 - درجته: إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد بن عمير، وابنه إسماعيل صدوق، وبقية رجاله ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 414) وقال؟ "رواه أبو يعلى والبزار، والطبراني في الصغير والأوسط وإسناد أبي يعلى والطبراني رجاله رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وقد وثق"، وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 162) وقال: "رواه أبو يعلى وفي سنده مجالد وهو ضعيف".
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 40: 2046)، وفيه (لم تضحكون من جاف ...) الحديث. وأخرجه الطبراني في الصغير (1/ 90: 120) من طريق سريج بن يونس به. ولفظه: "جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، ثيابنا في الجنة ننسجها بأيدينا؟ فضحك القوم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مم تضحكون؟ من جاهل يسأل عالمًا؟ لا يا أعرابي ولكنها تشقق عنها ثمار الجنة"، وقال: لم يروه عن مجالد إلَّا ابنه =
= إسماعيل ولا يروي عن جابر إلَّا بهذا الإِسناد. وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 196: 3250) من طريق إسماعيل بن مجالد، عن مجالد به (بنحو لفظ أبي يعلى). وأخرجه ابن المبارك كما في زيادات نعيم بن حماد في الزهد (264)، عن مجالد عن الشعبي به (بنحو لفظ الطبراني). وفي لفظ البزّار: (لا ولكنها يخلق خلقًا، أو ينشق عنها ثمار أهل الجنة)، وقال الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ جَابِرٍ إلَّا بهذا الإِسناد. فالخلاصة أن الحديث مداره في هذه الطريق على مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني وهو ضعيف. وللحديث شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن العاص رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ إعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فقال يا رسول الله -، أخبرنا عن ثياب أهل الجنة: خلقًا تخلق أم نسجًا تنسج؟ فضحك بعض القوم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مم تضحكون؟ من جاهل يسأل عالمًا؟ ثم أكب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: أين السائل؟ قال: ها هو ذا أنا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: "لا بل تشقق عنها ثمر الجنة، ثلاث مرات". أخرجه الإِمام أحمد (2/ 225)، والطيالسي (2277)، والبخاري في تاريخه (3/ 112)، والنسائي في الكبرى (3/ 441)، كتاب العلم باب الضحك عند السؤال، والبزار كما في الكشف (4/ 196 - 197)، والبيهقي في البعث والنشور (295)، وأبو نعيم في صفة الجنة (355)، كلهم من طريق العلاء بن عبد الله بن رافع عن حَنَانُ بْنُ خَارِجَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ به. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه حنان بن خارجة قال فيه ابن القطان: مجهول الحال، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال الحافظ في التقريب: مقبول (يعني عند المتابعة). انظر: التهذيب (3/ 56)،التقريب (ص 183). =
= وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 415)، وقال: "رواه البزّار في حديث طويل ورجاله ثقات". وله طريق آخر عند الإِمام أحمد: فقد أخرجه في المسند (2/ 203)، من طريق العلاء بن رافع عن الفرزدق بن حنان القاص، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه بنحو ما تقدم. قلت: في إسناده الفرزدق بن حنان القاص، قال عنه الحافظ في تعجيل المنفعة (ص 333) (مجهول) وعليه فإن هذا الإِسناد ضعيف، وصحَّحَ إسناده الشيخ أحمد شاكر (7095). وجملة القول أن حديث الباب ضعيف لضعف مجالد بن سعيد بن عمير، ولكنه بهذا الشاهد يرتقي إلى الحسن لغيره، والله تعالى أعلم.
4608 - حدَّثنا (¬1) سريج (¬2)، ثنا محمَّد بْنُ خَازِمٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ قَيْسٍ (¬3)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ (¬4) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ أَخْرَجَتْ يَدَهَا, لَوَجَدَ رِيحَهَا كُلُّ ذِي رُوحٍ" فَأَنَا أَدَعُهُنَّ لَكَ؟ بالحري أن أدعك لهن. ¬
4608 - درجته: إسناده صحيح، رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 162)، وعزاه لأبي يعلى وغيرهم وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى، ولا في المقصد العلي ولعله في مسنده الكبير، وذكره الحافظ ابن حجر في الإِصابة (2/ 47)، عن أبي يعلى بهذا الإِسناد. وأخرجه الطبراني في الكبير (6/ 59: 5511)، وعنه أبو نعيم في الحلية (1/ 246 - 247)، من طريق أبي معاوية محمَّد بن خازم، عن موسى الصغير به، وزاد قصة في أوله كما تقدم ذكرها فهب أول الحديث. ولفظه المرفوع: "لو أن حورًا اطلعت أصبعًا من أصابعها, لَوَجَدَ رِيحَهَا كُلُّ ذِي رُوحٍ " فَأَنَا أَدَعُهُنَّ لكن، والله لأنتن أحق أن أدعكن لهن منهن لكن. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 124)، وقال: "رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات". ونسبه الحافظ ابن حجر في الإِصابة (2/ 47) إلى أبي أحمد الحاكم، وابن سعد، ولم أجده في الطبقات. وللحديث طريق آخر عن سعيد بن عامر بن حذيم. أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 199)، وابن أبي داود في كتاب البعث (79)، والطبراني في الكبير (6/ 59: 5512) من طريق حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق، ثنا سيار بن حاتم عن جعفر بن سليمان، عن مالك بْنِ دِينَارٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ، قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى أهل الأرض لملأت الأرض ريح مسك، ولأذهبت ضوء الشمس والقمر". وإني والله ما كنت لأختارك عليهن، ودفع يده في صدرها يعني امرأته. (هذا لفظ ابن أبي داود، ولفظ الطبراني بنحوه، ولفظ البزّار مختصر). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 417) وقال: رواه الطبراني مطولًا، والبزار باختصار كثير، وفيهما الحسن بن عنبسة الوراق، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف. قلت: كذا قال الهيثمي رحمه الله!! وليس في الإِسناد الحسن هذا، وإنما فيه حماد بن الحسن فلعل نظره انتقل، وحماد بن الحسن ثقة، مشهور، لكن فيه سيار بن حاتم، وشهر بن حوشب وكلاهما في مرتبة صدوق، لهما أوهام. انظر التقريب (ص 261: 2714)، و (ص 269: 2830). وقال المنذري في الترغيب (4/ 533): "رواه الطبراني والبزار، وإسناده حسن في المتابعات". وللحديث شاهد من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "غدوة في سبيل الله أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا, ولقاب قوس أحدكم -أو =
= موضع قدم- في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحًا، ولنصيفها -يعني الخمار- على رأسها خير من الدنيا وما فيها". أخرجه الإِمام أحمد (3/ 263)، والبخاري في صحيحه كما في الفتح (11/ 425: 6568)، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، وفي الجهاد (2796)، باب الحور العين وصفتهن، والترمذي (1651)، وأبو يعلى في مسنده (6/ 411)، وابن حبّان كما في الإِحسان (16/ 411 - 412: 7398)، والبيهقي في البعث (336)، وأبو نعيم في صفة الجنة (55) كلهم من طريق حميد الطويل عن أنس به.
4609 - حدَّثنا أبو خيثمة، ثنا إسماعيل بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ فُلَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهٌ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الْحُورَ الْعَيْنَ لَيَتَغَنَّيْنَ، فِي الْجَنَّةِ، يَقُلْنَ: نَحْنُ خَيِّرَاتٌ حسان ... خبئنا لأزواج كرام
4609 - درجته: إسناده ضعيف، فيه عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع وهو مجهول الحال، وبعض ولد أنس مبهم. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 162) وقال: "رواه أبو يعلى وابن أبي الدنيا، والطبراني بإسناد متقارب".
تخريجه: الحديث مداره على ابن أبي ذئب واختلف عليه على عدة أوجه: الوجه الأول: رواه إسماعيل بن عمر عن ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ فُلَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ أَنَسِ، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا. أخرجه أبو يعلى في مسنده كما في المطالب هنا وفي التفسير لابن كثير (4/ 294)، عن أبي خيثمة عن إسماعيل بن عمر به. قلت: ولم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع ولا في المقصد العلي ولعله في الكبير. الوجه الثاني: رواه ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع، عن ابن لأنس، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا. أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 16)، ودحيم كما في التفسير لابن كثير (4/ 294)، وابن أبي داود في كتاب البعث (75)، والطبراني في الأوسط (477) مجمع البحرين، وأبو نعيم في صفة الجنة (432)، والبيهقي في البعث والنشور =
= (378)، كلهم من طرق عن ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب به بنحوه، إلَّا أن ابن أبي داود قال: (عون بن عبد الله بن رافع). قلت: ابن أبي فديك، هو محمَّد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك المدني. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 419) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا". وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير (1/ 331: 1602). الوجه الثالث: رواه شبابه بن سوار وآدم، عن ابن أبي ذئب عمن سمع أنسًا، عن أنس رضي الله عنه موقوفًا عليه. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 106)، عن شبابة بن سوار، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 16) عن آدم، كلاهما عن ابن أبي ذئب به بنحوه. قلت: مما تقدم يتبين أن الوجه الأول والثاني يرجعان إلى وجه واحد، لأن الراوي المبهم في الوجه الأول سمي في الوجه الثاني بأنه عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع، وعليه فإن الوجه الأول هو رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، والوجه الثاني أنه موقوف على أنس رضي الله عنه. ولكن الحديث من كلا الوجهين ضعيف، لأن مداره على راوي مبهم لم يسم، وهو الراوي عن أنس رضي الله عنه، ففي الوجه الأول عبر عنه "عن ابن لأنس بن مالك" وفي الوجه الثاني عمن سمع أنسًا، كما أن الوجه الأول ضعيف لجهالة عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع. وللحديث طريق آخر عن أنس رضي الله عنه. أخرجه ابن أبي الدنيا كما في النهاية لابن كثير (ص 399)، حدَّثنا خيثمة، حدَّثنا إسماعيل، عن عمرو بن أبي ذؤيب، عن عبد الله بن رافع، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أن الحور العين تغنين في الجنة: نحن الحور الحسان ... خلقنا لأزواج كرام "
= قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه خيثمة بن أبي خيثمة أبو نصر البصري، وهو لين الحديث، انظر: التقريب (ص 197: 1773). وفيه عمرو بن أبي ذؤيب لم أجد له ترجمة. وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أخرجه الطبراني في الصغير (2/ 35: 734) قال: حدَّثنا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات المصري، حدَّثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأنا محمَّد بن جعفر بن أبي كثير، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات يسمعها أحد قط، إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان!! وإن مما يغنين: نحن الخالدات فلا يمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يظعنه". ومن طريق الطبراني هذا أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (ص 430). قال الطبراني: لم يروه عن زيد بن أسلم إلَّا محمَّد، تفرّد به ابن أبي مريم. قلت: هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، حاشا شيخ المصنف فلم أظفر بشيء من حاله، وقد ذكره ابن كثير في البداية (11/ 96)، وقال: "صاحب التاريخ على السنين، ولد بمصر، وحدَّث عن أبي صالح كاتب الليث وغيره. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 419)، وقال: "رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح". وذكره المنذري في الترغيب (4/ 538)، وقال: "رواه الطبراني في الصغير والأوسط" ورواتهما رواة الصحيح". وجملة القول أن حديث الباب ضعيف بإسناد أبي يعلى وبالطرق الأخرى، ولكنه بمجموع الطرق وشاهده حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يرتقي إلى الحسن لغيره، والله تعالى أعلم.
4610 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يقول: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى السُّوقِ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى مَنَابِرَ مِنْ كُثْبَانٍ مِنْ مِسْكٍ -أَوْ جِبَالٍ مِنْ مِسْكٍ- فَإِذَا رَجَعُوا إِلَى أزواجهم يقول أَزْوَاجُهُمْ: إِنَّا لَنَجِدُ مِنْكُمْ رِيحًا مَا وَجَدْنَاهَا حِينَ -أَوْ حَتَّى- خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدِنَا قَالَ: ويقول (¬1) هَؤُلَاءِ: إِنَّا لَنَجِدُ مِنْكُمْ رِيحًا مَا وَجَدْنَاهَا (¬2) حِينَ -أَوْ حَتَّى- خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكُمْ، أَوْ كما قال. ¬
4610 - درجته: إسناده صحيح، رواته ثقات، إلَّا أنه موقوف على أنس رضي الله عنه، وله حُكْمُ الْمَرْفُوعِ إِذْ لَا مَجَالَ لِلرَّأَيِ فِي مثل هذه الأمور، وقد روي مرفوعًا من طرق أخرى كما سيأتي في التخريج. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 162) وقال: "رواه مسدّد وابن أبي الدنيا بإسناد جيد".
تخريجه: أخرجه مسدّد في مسنده كما في المطالب العالية هنا عن معتمر بن سليمان، وأخرجه نعيم بن حماد في زيادات الزهد (ص 241) عن ابن المبارك، وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 102)، والبيهقي في البعث والنشور (ص 375)، من طريق يزيد بن هارون. ثلاثتهم عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه موقوفًا عليه بنحوه. والحديث روى مرفوعًا وموقوفًا من طرق عن أنس رضي الله عنه. 1 - رواه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن في الجنة لسوقًا، يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال، =
= فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسنًا وجمالًا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنًا وجمالًا، فيقول لهم أهلوهم: والله! لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالًا، فيقولون: وأنتم والله! لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالًا". أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2178: 2833) في الجنة، باب في سوق الجنة وما ينالون فيها .. والإِمام أحمد في المسند (3/ 284)، وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 150)، والدارمي (2/ 339)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 253)، والبيهقي في البعث والنشور (ص 374)، والبغوي في شرح السُنَّة (227/ 15) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة به بنحوه. 2 - رواه يزيد بن هارون، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه. أخرجه الدارمي (2/ 338) عن يزيد بن هارون به. 3 - رواه قتادة عن أنس رضي الله عنه، موقوفًا عليه. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 418) قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: يَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى السُّوقِ، فينطلقون إلى كثبان من مسك، فيجلسون عليها ويتحدَّثون، وتهب عليهم تلك الريح فيرجعون. 4 - رواه حميد عن أنس رضي الله عنه، موقوفًا عليه، أخرجه المروزي في زياداته في الزهد لابن المبارك (ص 524: 4191)، أخبرنا محمَّد بن أبي عدي، حدَّثنا حميد، عن أنس قال: "إن في الجنة لسوقًا على كثبان من مسك، يخرجون إليها، ويلتقون عندها، فيبعث الله تعالى ريحا، فتدخلهم بيوتهم، فيقولون لهم أهلوهم إذ رجعوا إليهم: ازددتم بعدنا حسنًا، ويقولون لأهليهم: قد ازددتم بعدنا حسنًا".
4611 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا علي بن صالح، عن عمر (¬1) بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْجَنَّةِ كَيْفَ هِيَ؟ قَالَ: "مَنْ يدخل [الجنة يحيى (¬2)، لَا يَمُوتُ، وَيَنْعَمُ (حَتَّى) (¬3) لَا يَبْأَسُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ " قِيلَ: يَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كَيْفَ بناؤها؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، مِلَاطُهَا مسك (¬4)، أذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران". ¬
4611 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد حسن لذاته، فيه معاوية بن هشام القصار، وعمر بن ربيعة، وكلاهما صدوق، وبقية رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 397) وقال: "رواه الطبراني بإسناد حَسَّن الترمذي لرجاله". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 160) وقال: "رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ أَبِي الدنيا والطبراني بإسناد حسن".
تخريجه: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 95 - 96: 15802) بلفظه إلَّا أنه قال: (ولا يبلى شبابه) مكان (ولا يفني شبابه) ولم يذكر كلمة (أذفر). ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (ص 96). =
= وأخرجه الطبراني كما في المجمع (10/ 397) ومن طريقه أبو نعيم في صفة الجنة (ص 96). وأخرجه أبو بكر بن مردويه، كما في صفة الجنة لابن كثير (56). كلهم من طريق علي بن صالح به بنحوه. وللحديث شواهد من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما. فقوله: "من يدخل الجنة ... إلى قوله: ولا يفني شبابه" يشهد له من الأحاديث ما يأتي: 1 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من يدخل الجنة ينعم لا يباس، ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه". أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2181: 2836)، كتاب الجنة ونعيمها: باب في دوام نعيم أهل الجنة، والإِمام أحمد في المسند (2/ 369، 407، 416، 462)، والحسين المروزي في زوائد "الزهد" لابن المبارك (ص 1456)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 97)، وأبو الشيخ في العظمة (ص 605) من طرق عن حماد بن سلمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه به. وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (ص 104)، وفي الحلية (6/ 275)، من طريق محمد بن مروان العقيلي عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعًا، بلفظ: "من اتقى الله عزَّ وجلَّ، دخل الجنة ينعم فيها, ولا يباس فيها، يخلد فيها لا يموت، لا يفنى شبابه، ولا تبلى ثيابه". 2 - حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا، وإن لكن أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا، فذلك قوله عزَّ وجلَّ: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)} [الأعراف: 43]. أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2182: 283) في الجنة، باب في دوام نعيم =
= أهل الجنة. والإِمام أحمد (3/ 95)، والترمذي (ص 3346) في التفسير باب وفي سورة الزمر، والدارمي (2/ 334)، والطبري في جامع البيان (14668) كلهم من طرق عن أبي إسحاق عن أبي مسلم الأغر، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما. أما جزء الثاني وهو قوله: "الجنة لبنة من فضة ولبنة من ذهب ... وترابها الزعفران " يشهد له حديث أبي هريرة وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما. 1 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: بناء الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك. أخرجه أحمد (2/ 362)، والبزار كما في الكشف (4/ 190: 3509)، والطبراني في المعجم الأوسط (2553)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 137)، وفي الحلية (2/ 248)، كلهم من طرف عن عمران القطان، عن قتادة، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه به (وهذا لفظ البزّار). وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 396) وقال: "رواه البزّار والطبراني في الأوسط" ورجاله رجال الصحيح". 2 - حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَنَا جنات عدن بيده، وبناها لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وجعل ملاطها المسك الأذفر وترابها الزعفران وحصباؤها اللؤلؤ ... الحديث. أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 189: 3508)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 140)، وفي الحلية (ص 6/ 204) من طريق عدي بن الفضل عن الجريري عن أبي نضرة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ به. وهذا لفظ أبي نعيم، وفيه عدي بن الفضل وهو متروك، إلَّا أن البزّار أخرجه أيضًا كما في الكشف (4/ 189: 3507)، عن محمد بن المثنى، عن حجاج بن المنهال، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نضر، عن أبي سعيد موقوفًا. =
= قلت: هذا إسناد صحيح، وحماد بن سلمة سمع من الجريري قبل الاختلاط. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 397) وقال: "رواه البزّار مرفوعًا وموقوفًا والطبراني في الأوسط ورجال الموقوف رجال الصحيح، أبو سعيد لا يقول هذا إلَّا بتوقيف". وجملة القول أن حديث الباب بإسناد ابن أبي شيبة حسن لذاته، ولكنه بهذه الشواهد يرتقي إلى الصحيح لغيره، والله تعالى أعلم.
4612 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: {جَنَّاتُ عَدْنٍ} (¬1)، بُطْنَانُ الْجَنَّةِ، قُلْتُ: مَا بُطْنَانُ (¬2) الْجَنَّةِ؟ قَالَ سُلَيْمَانُ: وَسَطُهَا. ¬
4612 - درجته: إسناده صحيح، رواته ثقات، وهو موقوف على مسروق بن الأجدع، وذكره البوصيري في الإِتحاف (6/ ل 161)، وقال: "رواه مسدّد ورواته ثقات".
تخريجه: لم أجد من أخرجه غير مسدّد بهذا اللفظ والإِسناد. وهذا التفسير روي من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ موقوفًا عليه: جنات عدن: قال: بطنان الجنة- يعني وسطها. أخرجه ابن المبارك في زيادات نعيم في الزهد (425) عن سفيان. والمروزي في زيادات الزهد لابن المبارك (ص 1455)، أخبرنا الهيثم بن جميل، حدَّثنا شريك، وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 126)، حدَّثنا وكيع، ثنا سفيان. وهناد في الزهد (1/ 66: 511)، حدَّثنا وكيع، عن سفيان. والطبري في التفسير (11/ 110) من طريق جرير والأعمش. أربعتهم عن منصور، عن أبي الضحى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه. قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وهو موقوف على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
4613 [1]- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَعُمُدًا مِنْ يَاقُوتٍ، عَلَيْهَا غُرَفٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ، لَهَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، تُضِيءُ كَمَا يُضِيءَ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ، قِيلَ: مَنْ يَسْكُنُهَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ، وَالْمُتَجَالِسُونَ فِي اللَّهِ، وَالْمُتَبَاذِلُونَ في الله". [2] وَقَالَ عَبْدُ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثنا محمَّد بن أبي حميد به. ضعيف.
4613 - درجته: إسناده ضعيف، محمَّد بن أبي حميد ضعيف كما تقدم في ترجمته. ولهذا قال الحافظ ابن حجر هنا عقب ذكره: "ضعيف". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 161) وقال: "رواه أحمد بن منيع وعبد بن حميد، ومدار إسناديهما على محمَّد بن أبي حميد، وهو ضعيف".
تخريجه: أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ص 1432) وفيه (حماد بن أبي حميد)، وهو محمَّد ولقبه حماد بلفظه إلَّا أنه قال: (والمتلاقون في الله)، مكان (المتباذلون في الله). وأخرجه المروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك (ص 1481)، وعبد الملك القرطبي في وصف الفردوس (ص 33)، والبزار كما في الكشف (4/ 228)، وأبو الشيخ في العظمة (ص 587)، وابن الأعرابي في المعجم (1/ 466: 497)، كلهم من طرق عن محمد بن أبي حميد به بنحوه، وفيها جميعها (المتلاقون في الله). =
= وقال البزّار: لا نعلم رواه عن أبي هريرة إلَّا موسى، ولا عنه إلَّا محمَّد بن أبي حميد، ومحمد مدني مشهور روى عن جماعة من أهل العلم، ولم يكن بالحافظ. وذكره الهندي في الكنز (9/ 5)، وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا في كتاب الاخوان والبيهقي. وللحديث شواهد من أحاديث أخرى مختلفة، أذكر بعضها وهي كالآتي: 1 - حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تِلْكَ منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصَدَّقُوا المرسلين". أخرجه البخاري في صحيحه كما في الفتح (6/ 386: 3265) في بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، ومسلم في صحيحه (4/ 2177: 2831) كتاب الجنة ونعيمها، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف. 2 - أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 87) بلفظ: "إن المتحابين لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي، فيقال: من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء المتحابون في الله عزَّ وجلَّ". أخرجه أحمد (3/ 87)، حدَّثنا علي بن عياش، حدَّثنا محمَّد بن مطرف، حدَّثنا أبو حازم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ به. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 422) وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". 3 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة كما تراءون أو ترون الكوكب الدرِّي الغارب في الأفق الطالع في تفاضل المدرجات" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أولئك النبيون؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده وأقوام آمنوا بالله، وصدقوا المرسلين". =
= أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 339): حدَّثنا فزارة، أخبرني فليح، عن هلال- يعني ابن علي عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه. قلت: فيه فزارة بن عمرو، قال عنه الحافظ في تعجيل المنفعة (ص 333) "فيه نظر". والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير (1/ 406: 2027). وجملة القول: أن حديث الباب ضعيف بإسناد أحمد بن منيع وعبد بن حميد، ولكنه بهذه الشواهد يرتقي إلى الحسن لغيره، والله تعالى أعلم.
4614 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنِ (¬1) اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ، نَهْرُ النِّيلِ نَهْرُ الْعَسَلِ فِي الْجَنَّةِ، وَنَهْرُ (¬2) دِجْلَةَ نَهَرُ اللَّبَنِ فِي الْجَنَّةِ، وَنَهْرُ الْفُرَاتِ نَهْرُ الْخَمْرِ فِي الْجَنَّةِ، وَنَهْرُ سَيْحَانَ نَهْرُ الْمَاءِ فِي الجنة، قال: فأطفا الله تعالى نورهن ليصيرهن في الجنة. ¬
4614 - درجته: إسناده حسن، فيه سعد بن شرحبيل وهو صدوق، وبقية رواته ثقات، إلَّا أنه موقوف على كعب الأحبار. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 161)، وقال: "رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفًا، ورواته ثقات".
تخريجه: أخرجه الحارث كما في الملحق في آخر البغية (4/ 1356: 5) ومن طريق الحارث هذا أخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 55) وفيهما (ليصيرهن إلى الجنة). وأخرجه عبد الملك القرطبي في وصف الفردوس (ص 64) من طريق يزيد بن أبي حبيب عن كعب به، ولفظه: النيل من أنهار العسل في الجنة، والفرات من أنهار الخمر في الجنة، وسيحان من أنهار الماء في الجنة، وجيحان من أنهار اللبن في الجنة، وذكر أن محله معهم. وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (ص 264) من طريق الليث بن سعد به بنحوه إلى قوله: "وسيحان نهر الماء في الجنة". =
= وللحديث شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "سيحان وجيحان، والفرات والنيل، كل من أنهار الجنة". أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2183: 2839) في الجنة، باب ما في الدنيا من أنهار الجنة، وأحمد في المسند (2/ 289: و 400)، والبيهقي في البعث والنشور (ص 263)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 305)، والخطيب في تاريخه (1/ 54، 55)، والبغوي في تفسيره (6/ 177)، كلهم من طريق حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه به بنحوه. وزاد الخطيب (ودجلة) في هذا الحديث. ورواه أحمد (2/ 261)، وأبو يعلى في مسنده (10/ 327)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 303)، والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 54، 8/ 145) كلهم من طريق مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (فجرت أربعة أنهار من الجنة، الفرات والنيل، وسيحان وجيحان). قلت: وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو بن علقمة، وصحَّحَ إسناده الشيخ أحمد شاكر في المسند (13/ 293)، إلَّا أنه ذكر هناك أن لفظة (السيحان) بزيادة لام التعريف والتي وقعت في النسخة المطبوعة من "المسند" خطأ، والصواب بدونها كما هو في النسخة الكتانية، والطبعة الهندية، وكأنه لم ينتبه لذلك الشيخ الألباني فذكره بإثباتها (السلسلة الصحيحة رقم 111). ويشهد لبعض الحديث حديث مالك بن صعصعة رضي الله عنه أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- حدَّثهم قال: ثم رفعت لي سدرة المنتهى قال: وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران، فسألت جبريل، فقال: أما الباطنان، ففي الجنة، وأما الظاهران: النيل والفرات". أخرجه البخاري كما في الفتح (6/ 348: 3207)، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ومسلم في صحيحه (1/ 149: 164)، كتاب الإيمان، باب الإسراء =
= برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 305)، والنسائي (1/ 217، 223)، وأحمد (4/ 207)، والطبراني في الكبير (19/ 270 - 274) كلهم من طرق عن قتادة عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه به. وجملة القول أن حديث الباب موقوف على كعب الأحبار، وإسناده حسن لذاته، لكنه روي مرفوعًا من طرق أخرى من حديث أبي هريرة ومالك بن صعصعة رضي الله عنهما وعليه فإن حديث الباب بهذه الشواهد صحيح لغيره.
4616 - وقال أبو يعلى: حدَّثنا عقبة، قال: نا (¬1) يونس، نا ابْنُ (¬2) إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ، فَذَهَبْتُ أَتَنَاوَلُ مِنْهَا قِطَفًا (¬3) أُرِيَكُمُوهُ فَحِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ" فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِثْلُ مَا فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْعِنَبِ؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "كأعظم دلو فرت (¬4) أمك قط". ¬
4616 - درجته: إسناده ضعيف، فيه محمَّد بن إسحاق وهو مدلّس من المرتبة الرابعة، وقد عنعن. وفيه عقبة بن مكرم، ويونس بن بكير، وكلاهما بمرتبة صدوق، وبقية رواته ثقات. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 414)، وقال: "رواه أبو يعلى وإسناده حسن". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل161) وعزاه لأبي يعلى الموصلي. وقال الحافظ المنذري: "وإسناده حسن". قلت: إن كان المراد أنه حسن لغيره فَنَعَمْ، أما لذاته فلا.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 380: 1147) بلفظه إلَّا أنه قال: (مثل ما الحبة من العنب؟) ومن طريق أبي يعلى هذا، أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (ص 350). =
= وما تضمنَّه الحديث ورد مفرقًا في أحاديث أخرى صحيحة. فقوله: (عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ، فَذَهَبْتُ أَتَنَاوَلُ مِنْهَا قِطْفًا فحيل بيني وبينه) يشهد له حديث عبد الله بن عباس وجابر عبد الله وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم وغيرهم من الصحابة. 1 - حديث ابن عباس رضي الله عنه، قال: انخسفت الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: (فذكر الحديث في صلاة الكسوف) قال فيه: يا رسول الله! رأيناك تناولت شيئًا في مقامك، ثم رأيناك كعكعت قال: "إني رأيت الجنة، فتناولتُ عنقودًا، ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ... " الحديث. أخرجه البخاري في صحيحه كما في الفتح (2/ 637: 1052) كتاب الكسوف، باب صلاة الكسوف الجماعة، ومسلم في صحيحه (2/ 626: 907) في الكسوف، باب ما عرض عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الكسوف من أمر الجنة والنار، وأبو داود (ص 1189)، والنسائي (3/ 118، 119). 2 - حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال كسفت الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في يوم (فذكر الحديث في صلاة الكسوف)، وفيه ثم قال: إنه عرض عَلَي كل شيء تولجونه، فعرضت على الجنة حتى تناولت منها قطفًا أخذته، (أو قال تناولت منها قطفًا) فقصرت يدي عنه، ... الحديث. أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 622: 954) في الكسوف باب ما عرض عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صلاة الكسوف. 3 - حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، مرفوعًا قَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ الله، فإذا انكسفا فافزعوا إلى ذكر الله"، ثم قال: "لقد عرضت علي الجنة حتى لو شئت لتعاطيت قطفًا من قطوفها ... " الحديث. تقدم تخريجه بالتفصيل في الحديث المتقدم برقم (4593). وأما قوله: (كأعظم دلو فرت أمك قط) يشهد له حديث عتبة بن عبد السلمي =
= يقول: قام أعرابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أفيها عنب -يعني الجنة- يا رسول الله؟ قال: نعم، قال: فما عظم العنقود فيها؟ قال: مسيرة شهر للغراب الأبقع لا ينثني ولا يفتر، قال فما عظم الحبة منها؟ قال: هل ذبح أبوك تيسًا من غنمه عظيمًا؟ قال: نعم، قال: فسلخ إهابه فأعطاه أمك، وقال: ادبغي لنا هذا، ثم افري لنا منه دلوًا نروي به ماشيتنا؟ قال: نعم، قال: فإن ذلك كذلك، قال: فإن تلك الحبة تشبعني وأهل بيتي؟ قال: نعم وعامة عشيرتك. أخرجه الإِمام أحمد (4/ 183 - 194)، وابن حبّان كما في الإحسان (16/ 432: 7416)، والطبري في تفسيره (13/ 149)، وابن عبد البر في التمهيد، (3/ 320، 321)، والطبراني في الكبير (17/ 127)، والبيهقي في البعث والنشور (ص 274)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 346)، كلهم من طريق عامر بن زيد البكالي أنه سمع عقبة بن عبد السلمي به في آخر الحديث الطويل. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 414) وقال: "وفيه عامر بن زيد البكالي وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات". قلت: قد ذكر الحافظ في التعجيل (ص 503) عامر هذا -ووقع في النسخة عاصم! - فقال: "بل هو معروف، ذكره البخاري فقال: سمع عتبة بن عبد، روى عنه أبو سلام حديثه في الشاميين، ولم يذكر فيه جرحًا وتبعه ابن أبي حاتم وأخرج ابن حبّان في صحيحه من طريق أبي سلام عنه أحاديث صَرَح فيها بالتحديث، ومقتضاه أنه عنده ثقة، ولم أر له ذكرًا في النسخة التي عندي من الثقات له، فما أدري هل أغفله أو سقط من نسختي ولا ترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق". قلت: بل سقط من نسخة الحافظ، فقد رأيته في النسخة المطبوعة منه (5/ 191)، وإنما نقلت كلام الحافظ بتمامه، لأنه قد يستفاد منه أنه يرى سكوت ابن أبي حاتم والبخاري عن الشخص نوعًا من التوثيق له. =
= وعليه فالإِسناد ثابت عند ابن حجر، (وانظر: الرفع والتكميل ص 160، 161). أما القرطبي فقد صحًحَ إسناده (التذكرة ص 529). وعلى كل فإن هذا الإِسناد يقوّي حديث الباب في الجزء الأخير. وجملة القول أن حديث الباب ضعيف بإسناد أبي يعلى، لكنه بهذه الشواهد يرتقي إلى الحسن لغيره.
4616 [1]،- وقال أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (بْنِ الْحَارِثِ) (¬1) عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّكَ لَتَنْظُرُ (إِلَى الطَّيْرِ) (¬2) فِي الْجَنَّةِ، فَتَشْتَهِيهِ فَيَخِرُّ بَيْنَ يَدَيْكَ مَشْوِيًّا". [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا خلف بهذا وقال: لا نعلم إلَّا مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ. وَحُمَيْدٌ هُوَ ابْنُ عَطَاءٍ كُوفِيٌّ ضَعِيفٌ. * قُلْتُ: سَمِعْنَاهُ بِعُلُوٍّ فِي جزء الحسن بن عرفة (¬3). ¬
4616 - درجته: وحديث الباب إسناده ضعيف جدًّا، فيه ثلاث علل: 1 - خلف بن خليفة الأشجعي، اختلط بآخره، ولا يعرف سماع أحمد بن حاتم عنه هل كان قبل اختلاطه أو بعده. 2 - فيه حميد الأعرج، وهو واه متروك، كما تقدم في ترجمته. 3 - عبد الله بن الحارث لم يسمع من ابن مسعود، وعليه فإنه منقطع. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 414)، وقال: رواه البزّار، وفيه حميد بن عطاء الأعرج وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 161)، وعزاه لأبي يعلى الموصلي والبزار وابن أبي الدنيا والبيهقي، وقال: ومدار إسناديهم على حميد الأعرج وهو ضعيف. قلت: هذا قصور منهما في الحكم على الحديث بالضعف، وإنما هو ضعيف جدًا، أو موضوع. =
= تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع، ولا في المقصد العلي، ولعله في مسنده الكبير، وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 200: 3532)، والحسن بن عرفة في جزئه (ص 53: 22)، والحسين المروزي في زيادات الزهد لابن المبارك (ص 1452)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 341)، والبيهقي في البعث والنشور (ص 318)، وابن أبي الدنيا كما في الترغيب (4/ 527). كلهم من طريق خلف بن خليفة به بنحوه. وقال البزّار: "لا نعلم رواه إلَّا ابن مسعود، ولا له عنه إلَّا هَذَا الطَّرِيقِ: وَحُمَيْدٌ هُوَ ابْنُ عَطَاءٍ كُوفِيٌّ، وليس بحميد المكي الذي روى عن مجاهد، ولا نعلمه يروى إلَّا عن عبد الله بن الحارث". قلت: الحديث ذكره ابن حجر في الفتح (6/ 374)، وعزاه للترمذي، ولم أجده فيه، فلعله وَهِمَ رحمه الله، وذكره السيوطي في الدر المنثور (8/ 10)، وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا وابن مردويه. وجملة القول أن الحديث مداره في هذه الطرق على حميد بن عطاء الأعرج وهو تروك. وله شاهد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه موقوفًا عليه قال: "إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الطير من طيور الجنة، فيقع في يده منفلقًا نضجًا". أخرجه ابن أبي الدنيا كما في الترغيب (4/ 527).
4617 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ (¬1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: "ليس في الدنيا مما في الجنة إلَّا الأسماء". ¬
4617 - درجته: إسناده صحيح رواته ثقات، وهو موقوف على ابن عباس وله حكم الرفع لأنه من الأمور التي لا مجال فيها للرأي، وقد أورده السيوطي في الجامع الصغير، وعَلَّق عليه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير (ص 5415)، بقوله: "إنما أورده السيوطي على خلاف عادته لأنه في حكم المرفوع".
تخريجه: أخرجه مسدّد كما هنا، والطبري في تفسيره (1/ 135)، من طريق سفيان الثوري عن الأعمش به بنحو لفظ الباب. ولفظ الطبري في إحدى الطريقين (لا يشبه شيء مما في الجنة ما في الدنيا إلَّا الأسماء)، وتابع سفيان الثوري كل من وكيع ومحمد بن عبيد وأبي معاوية. أما حديث وكيع، فقد أخرجه هنَّاد في الزهد (1/ 49: 3)، ومن طريقه أبو نعيم في صفة الجنة (ص 124)، والبيهقي في البعث والنشور (ص 332)، من طريق وكيع به بنحوه. ولفظ هنَّاد: (ليس في الجنة مما في الدنيا إلَّا الأسماء). وأما حديث محمَّد بن عبيد: فقد أخرجه هنَّاد في الزهد (1/ 51: 8)، والطبري في تفسيره (1/ 135) من طريق محمَّد بن عبيد به، بنحوه. وأما حديث أبي معاوية: فقد أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير =
= (1/ 91)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 124) من طريق أبي معاوية عن الأعمش به بنحوه. وجملة القول أن الحديث صحيح، رواته ثقات، وهو موقوف على ابن عباس ولكنه في حُكْمُ الْمَرْفُوعِ، إِذْ لَا مَجَالَ لِلرَّأَيِ فِي مثل هذه الأمور، والله تعالى أعلم. وذكره السيوطي في الدر المنثور (1/ 38)، وزاد نسبته إلى ابن المنذر.
4618 - حدَّثنا (¬1) يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قال: سمعت جابرًا رضي الله عنه يَقُولُ: لَمَّا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: (الله عز وجل) (¬2) أُعْطِيكُمْ خَيْرًا مِنْ هَذَا؟ قَالُوا: رَبَّنَا، مَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا؟ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: رِضَائِي. ¬
4618 - درجته: إسناده صحيح، رواته ثقات، وهو موقوف عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 171) وقال: رواه مسدّد موقوفًا، ورواته ثقات.
تخريجه: الحديث مداره على سفيان الثوري واختلف عليه على وجهين: الوجه الأول: رواه يحيى القطان، ووكيع، عنه، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه موقوفًا عليه. أخرجه مسدّد في مسنده كما في المطالب العالية هنا عن يحيى القطان به. أما حديث وكيع: فقد ذكره أبو نعيم في صفة الجنة (ص 283)، بقوله: (رواه وكيع وغيره فلم يرفعوه). الوجه الثاني: رواه محمَّد بن يوسف الفريابي، وأبو أحمد الزبيري، وعبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي عن سفيان الثوري عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أدخل أهل الجنة الجنة قال الله: أتشتهون شيئًا فأزيدكم، فيقولون: ربنا، وما فوق ما أعطيتنا؟ قال: فيقول: بلى رضائي أكثر" (هذا لفظ ابن حبّان). أما حديث محمد بن يوسف: فقد أخرجه البزّار كما في النهاية لابن كثير =
= (ص 386) (ولم أجده في الكشف)، وابن حبّان كما في الإِحسان (16/ 469: 7439)، والضياء المقدسي في صفة الجنة كما في التفسير لابن كثير (4/ 118)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 283)، وفي أخبار أصبهان (1/ 282)، والحاكم في المستدرك (1/ 82)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص 115). كلهم من طرق عن محمَّد بن يوسف الفريابي به، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وأقرهما الشيخ الألباني في الصحيحة (ص 1336). وأما حديث أبي أحمد الزبيري: فقد أخرجه الطبري في تفسيره (ص 6751). وأما حديث عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي: فقد أخرجه الحاكم (1/ 82، 83)، وابن الأعرابي في المعجم (3/ 146: 836) من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي به. قلت: مما سبق يتبين أن الوجهين كليهما صحيح، ثابت، فالحديث روى موقوفًا ومرفوعًا من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه. وله شاهد من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك وسعديك والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك، ليقولون: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: "أحلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا". أخرجه البخاري مع الفتح (13/ 496: 7518)، كتاب التوحيد، باب كلام الرب مع أهل الجنة وأخرجه أيضًا برقم (ص 6549)، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار. ومسلم في صحيحه (ص 2829) في الجنة، ونعيمها، باب إحلال الرضوان على أهل الجنة، وأحمد في المسند (3/ 88)، وابن المبارك في الزهد برواية نعيم بن حماد (ص 430)، والترمذي (ص 2555)، في صفة الجنة باب (18)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 342)، وفي صفة الجنة (ص 282).
4619 - وقال عبد: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ النِّيلِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَسْفَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: رَجُلٌ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَتَلَقَّاهُ غِلْمَانُهُ فَيَقُولُونَ: مَرْحَبًا بِكَ يَا سَيِّدَنَا، قد آن لك أن تؤوب، قال: فقد لَهُ الزَّرَابِيُّ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فَيَرَى الْجِنَانَ، فَيَقُولُ: لِمَنْ ما ها هنا (¬1)؟ فَيُقَالُ: لَكَ، حَتَّى إِذَا انْتَهَى رُفِعَتْ لَهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ أَوْ زُمُرُّدَةٌ خَضْرَاءُ (لَهَا) (¬2) سَبْعُونَ شِعْبًا، فِي كُلِّ شِعْبٍ سَبْعُونَ غُرْفَةً، فِي كُلِّ غُرْفَةٍ سَبْعُونَ بَابًا، فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَارْقَ، قَالَ: فَيَرْتَقِي، حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى سَرِيرِ مُلْكِهِ اتَّكَأَ عَلَيْهِ، سَعَتُهُ مِيلٌ فِي ميل، وله عنه فضول (¬3)، يسعى (¬4) إليه بسبعين ألف صحفة من ذهب، ليس فيها صحفة مِنْ لَوْنِ صَاحِبَتِهَا، فَيَجِدُ لَذَّةً آخِرَهَا كَمَا يجد لذة أولها، ثم يسعى عليه بألوان الأشربة، فيشرب منها ما يشتهي (¬5) ثم يقول الغلمان: ذروه وأزواجها (قال أبو شهاب: أحسب قال:) فيتجافى عنه العلماء، فَإِذَا الْحَوْرَاءُ قَاعِدَةً عَلَى سَرِيرِ مُلْكِهَا، فَيُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ وَالدَّمِ، فَيَقُولُ لَهَا: مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا مِنَ الْحُورِ العين اللاتي خبئن لك، فينظر إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَرْفَعُ بَصَرَهُ (¬6) عَنْهَا، ثُمَّ يَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَى الْغُرَفِ فَوْقَهُ فَإِذَا أخرى أجمل منها، فتقول له: أم ¬
آن (¬7) أَنْ يَكُونَ لَنَا مِنْكَ نَصِيبٌ؟ فَيَرْتَقِي إِلَيْهَا، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَصْرِفُ بَصَرَهُ عَنْهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَ النَّعِيمُ مِنْهُمْ كُلَّ مبلغ، وظنوا أن لا أَفْضَلَ مِنْهُمْ، تَجَلَّى لَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فنظروا إلى (وجه) (¬8) الرحمن، فَنَسُوا كُلَّ نُعَيْمٍ عَايَنُوهُ حِينَ نَظَرُوا إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ، فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، هَلِّلُوْني، فَيَتَجَاوَبُونَ بِالتَّهْلِيلِ، فَيَقُولُ: يَا دَاوُدُ! مَجِّدْني كَمَا كُنْتَ تُمَجِّدُنِي فِي الدُّنْيَا، فَيُمَجِّدُ دَاوُدُ رَبَّهُ عزَّ وجلَّ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: قُلْتُ لِأَبِي شهَاب (¬9)، حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ فِي ذكر الجنة مرفوع؟ قال: نعم. ¬
4619 - درجته: إسناده ضعيف، لأن حماد بن جعفر لا يعرف له سماع من عبد الله بن عمر رضي الله عنه، وفيه خالد بن دينار النيلي وحماد بن جعفر وكلاهما بمرتبة صدوق، وبقية رواته ثقات. وذكره المنذري في الترغيب (4/ 506، 507)، وعزاه لابن أبي الدنيا وقال: "وفي إسناده من لا أعرفه الآن". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 162)، وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي الدنيا، ونقل كلام المنذري الذي تقدم آنفًا.
تخريجه: أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ص 268: 851). وأخرجه ابن أبي الدنيا كما في الترغيب (4/ 506، 507). وللحديث شواهد في أدنى أهل الجنة منزلة فيها من حديث عبد الله بن مسعود، =
= وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم. أما حديث ابن مسعود فقد تقدم تحت رقم (4539). وأما حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عهما فقد تقدم تخريجهما في حديث رقم (4543). وقوله في الحديث: (تَجَلَّى لَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَنَظَرُوا إِلَى وجه الرحمن ...) يشهد له حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما في الصحيحين تقدم تخريجهما في حديث رقم (4539). وجملة القول أن الحديث ضعيف بإسناد عبد بن حميد وبهذا السياق، ومعناه صحيح ورد مفرقًا في أحاديث أخرى صحيحة.
4625 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ فِي زِيَادَاتِ مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بن قتيبة، ثنا صفوان بن صالح، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خالد الواسطي، ثنا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا كَانَ يَوْمُ القيامة فَرَّق الله تعالى بين أهل الجنة وبين أهل النَّارِ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ إِثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ وُضِعَتْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ حَوْلَ الْعَرْشِ، وَمَنَابِرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ الموكَّلون بِهَا: رَبِّ، لِمَنْ وَضَعْتَ هَذِهِ الْمَنَابِرَ؟ فَيُلْقِي عَلَى أَفْوَاهِهِمْ: لِلْغُرَبَاءِ، فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ فَيُلْقِي على أفواههم: قوم تحابوا في الله عَزَّ وَجَلَّ من غير أن يروه (¬1)، فبينما كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَعْلَمُ بمجلسه من أحدكم بمجلسه في قبته عِنْدَ زَوْجَتِهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا، وَدُنُوُّهُمْ (¬2) مِنَ الرب تبارك وتعالى عَلَى قَدْرِ دَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا تَتَامَّ الْقَوْمُ فَيَقُولُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ: عَبِيدِي وَخَلْقِي وزُوَّارِيْ وَالْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يروني أَطْعِمُوْهم، فيطعمونهم (¬3)، ثم يقول: فكهوههم، ثُمَّ يُؤْتَوْنَ بِفَاكِهَةٍ فِيهَا مِنْ كُلِّ شَهْوَةٍ وَلَذَّةٍ وَرِيحٍ طَيِّبَةٍ، ثُمَّ يَقُولُ الرَّبُّ: اسْقُوهُمْ، فَيُؤْتَوْنَ بِآنِيَةٍ لَا يُدْرَى (¬4) الإِناء أَشَدُّ بَيَاضًا أَوْ مَا فِيهِ؟ ثُمَّ يَقُولُ: اكْسُوهُمْ، فَيُؤْتَوْنَ بثمرة [تَخُدُّ (¬5) الْأَرْضَ، (¬6) كَثَدْيِ الْأَبْكَارِ مِنَ النِّسَاءِ فِي كُلِّ ثَمَرَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً، لَا تُشْبِهُ (¬7) الْحُلَّةُ أُخْتَهَا، ثُمَّ يَقُولُ: طَيِّبُوْهم، فَتَهُبُّ رِيحٌ فَتَمْلَؤُهُمْ مسكًا أذفر، لابشر شَمَّ (¬8) مِثْلَهُ، فَيَقُولُ: اكْشِفُوا لَهُمُ الْغِطَاءَ، وَبَيْنَ الله تعالى وَبَيْنَ أَدْنَى خَلْقِهِ مِنْهُ (¬9) سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ، لَا يَسْتَطِيعُ أَدْنَى خَلْقِهِ مِنْهُ مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ إِلَى أَدْنَى حِجَابٍ مِنْهَا، فَتُرْفَعُ تِلْكَ الْحُجُبُ، فَيَقَعُ الْقَوْمُ سُجَّدًا مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ تعالى، فيقول الرب جل وعلا: ارفعوا رؤوسكم، فلستم في دار عمل، ¬
بل أنتم في دار نعمة ومقام، فلكم مِثْلُ الَّذِي أَنْتُمْ فِيهِ، وَمِثْلُهُ مَعَهُ هَلْ رَضِيتُمْ عَبِيدِي؟ فَيَقُولُونَ: رَضِينَا رَبَّنَا إِنْ (¬1) رَضِيْتَ عَنَّا، فَيَرْجِعُ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ، وَقَدْ أُضْعِفُوا مِنَ الْجَمَالِ وَالْأَزْوَاجِ وَالْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ، وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِمْ عَلَى ذَلِكَ النَّحْوِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَا شَيْءٌ إِلَى جَانِبِهِ قَدْ أَضَاءَ عَلَى صِمَاخَيْهِ لَهُ مِنَ الْجَمَالِ، فَيَقُولُ: مَنْ أنت؟ فيقول: أنا الذي قال الله تعالى: (ولدينا مزيد) فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ إِلَى كُلِّ عَبْدٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، مَعَ كُلِّ مَلَكٍ إِنَاءٌ لَا يُشْبِهُ صَاحِبَهُ، وَعَلَى إِنَائِهِ شَيْءٌ لا يشبه صاحبه، يتشاورون أيهم يؤخذ مِنْهُ، يَقُولُونَ: هَذَا أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكَ رَبُّكَ، وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ. قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ عبدين تواخيًا في الله تعالى إلَّا ومنزلهما مُتَوَاجِهَانِ، يَنْظُرُ الْعَبْدُ إِلَى أَقْصَى مَنْزِلِ أَخِيهِ، غَيْرَ أَنَّهُمْ إِذَا أَرَادُوا (¬2) شَيْئًا مِنْ شَهَوَاتِ النساء، أرخيت بينهم الحجب. ¬
4620 - درجته: الحديث بهذا الإِسناد موضوع، فيه علتان: =
= 1 - فيه عمرو بن خالد الواسطي، وهو وضَّاعٌ كذَّابٌ، يروى عن زيد بن علي عن آبائه أحاديث موضوعةٌ. 2 - فيه سويد بن عبد العزيز السلمي، وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ل 168) وقال: "رواه ابن المقرئ في زياداته ... بسند ضعيف لضعف عمرو بن خالد الواسطي وغيره". قلت: بل إنه موضوع؛ لأن عمرو بن خالد الواسطي كذابٌ عند الأئمة.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى ولا في المقصد العلي ولعله في مسنده الكبير. ولم أجد من أخرجه غير ابن المقرئ بهذا اللفظ والإِسناد وهو موضوع بهذا الإِسناد. والحديث يدل على زيارة أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى يوم القيامة، وقد وردت أحاديث في هذا المعنى لا يخلو واحد منها عن ضعف، إلَّا أنها بمجموع طرقها وشواهدها ترتقي إلى الحسن لغيره، ومن هذه الأحاديث ما يلي: 1 - حديث علي رضي الله عنه، قال: "إذا سكن أهل الجنة، أتاهم ملك يقول: إن الله يأمركم أن تزوروه، فيجتمعون، فيأمر الله تعالى داود عليه السلام فيرفع صوته بالتسبيح والتهليل، ثم توضع مائدة الخلد، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وما مائدة الخلد؟ قال: زاوية من زواياها أوسع ما بين المشرق والمغرب، فيطعمون، ثم يسقون، ثم يكسون، فيقولون: لَمْ يبق إلَّا النظر في وجه ربنا عزَّ وجلَّ، فيتجلى لهم، فيخرون سجدًا، فيقال لهم: لستم في دار عمل، إنما أنتم في دار جزاء". أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (ص 397)، من طريق خالد بن يزيد، ثنا سعيد الجذامي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه به. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه ثلاث علل: فيه خالد بن يزيد البجلي وهو ضعيف (كما في الميزان 1/ 647)، وأبو إسحاق =
= السبيعي مدلس، وقد عنعن، وفيه الحارث بن عبد الله الأعور وفي حديثه ضعف كما في التقريب (ص 1029). 2 - حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أتاني جبريل بمثل المرأة البيضاء فيها نكتة سوداء، قلت: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ الْجُمُعَةُ، جعلها الله عيدًا لك ولأمتك، فأنتم قبل اليهود والنصارى، فيها ساعة لا يوافقها عبد يسأل الله فيها خيرًا إلَّا أعطاه إياه، قال: قلت: ما هذه النكتة السوداء؟ قال: هذا يوم القيامة تقوم في يوم الجمعة، ونحن ندعوه عندنا "المزيد" قال: قلت: ما يوم المزيد؟ قال: إن الله جَعَلَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ وَجَعَلَ فِيهِ كثبانًا من المسك الأبيض، فإذا كان يوم القيامة، ينزل الله فيه، فوضعت فيه منابر من ذهب للأنبياء وكراسي من در للشهداء، وينزلن الحور العين من الغرف، فحمدوا الله ومجدوه، قال، ثم يقول الله: اكسوا عبادي، فيكسون، ويقول: أطعموا عبادي فيطعمون، ويقول: اسقوا عبادي، فيسقون، ويقول: طيبوا عبادي، فيطيبون، ثم يقول: ماذا تريدون؟ فيقولون: ربنا رضوانك قال: يقول رضيت عنكم، ثم يأمرهم فينطلقون، وتصعد الحور العين الغرف وهي من زمردة خضراء ومن ياقوتة حمراء". أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 228: 4228)، حدَّثنا شيبان بن فروخ، حدَّثنا الصعق بن حزن، حدَّثنا علي بن الحكم الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ به بلفظه. قلت: فيه شيبان بن فروخ أبو شيبة الحبطي، والصعق بن حزن وكلاهما في مرتبة "صدوق يهم". انظر: التقريب (ص 269: 2834، وص 276: 2931). وعليه فإن الإِسناد ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 421) بلفظ البزّار بأطول من هذا وقال: رواه البزّار والطبراني في الأوسط بنحوه، وأبو يعلى باختصار، ورجال أبي يعلى رجال =
= الصحيح، واحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وقد وثقه غير واحد وضَعَّفه غيرهم، وإسناد البزّار فيه خلاف". قلت: أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 195: 3519)، حدَّثنا محمَّد بن المثنى، ثنا عمر بن يونس اليمامي، ثنا جهضم بن عبد الله، ثنا أبو طيبة، عن عثمان بن عمير، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ به بنحوه مطولًا. وقد أخرجه عبد الله بن أحمد في السُنَّة (273)، حدَّثنا أبو طيبة به. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه عثمان بن عُمَيْر -بالتصغير- ويقال: ابن قيس، ضعيف مختلط وكان يدلس وقد عنعن. انظر: التهذيب (7/ 145)، التقريب (ص 386: 4507)، مراتب المدلسين، الملحق (ص 64). وجملة القول أن حديث الباب موضوع بإسناد ابن المقرئ ولهذا لا ينجبر بهذه الشواهد، إلَّا أن معناه في زيارة أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى يوم القيامة ثابت في أحاديث أخرى لا يخلو واحد منها عن ضعف ولكنها بمجموع طرقها وشواهدها ترتقي إلى الحسن لغيره. أما رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة، فهو صحيح لغيره، وقد تقدم حديث أبي سعيد الخدري، وحديث أبي هريرة رضي الله عنهما في الصحيحين وغيرهما، في تخريج حديث رقم (4539).
54 - باب
54 - باب 4621 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيْك، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَ: جِئْتُ أَزُورُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- وعائشة رضي الله عنها، فَإِذَا هُوَ يُوحَى إِلَيْهِ، فَلَمَّا سُرِىّ عَنْهُ قال -صلى الله عليه وسلم- لِعَائِشَةَ: "نَاوِلِينِي رِدَائِي" فَخَرَجَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا فِيهِ قَوْمٌ، لَيْسَ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمٌ غَيْرُهُمْ، فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ، حَتَّى إِذَا قَضَى المذكر تذكرته (¬1) قرأ تنزيل السجدة، فعجز الناس عن المسجد، فأرسلت عائشة رضي الله عنها إِلَى أَهْلِهَا: احْضُرُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا لَمْ أَرَهْ، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- رأسه، فقال أبو بكر رضي الله عنه: أَطَلْتَ السجود يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال-صلى الله عليه وسلم-: "سَجَدْتُ شُكْرًا لِرَبِّي فِيمَا أَعْطَانِي مِنْ أُمَّتِي سبعين (¬2) ألفا يدخلون الجنة"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أُمَّتُكَ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ فَاسْتَكْثِرْ لَهُمْ، حَتَّى قَالَ مرتين أو ثلاثًا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي أَنْتَ يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَدْ استوعبتك أمتك. ¬
4621 - درجته: إسناده ضعيف، فيه عبد الله بن عتيك، وهو مقبول -أي عند المتابعة- وفيه موسى بن وردان القرشي وهو صدوق ربما أخطأ، وبقية رواته ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 165) وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة ورواته ثقات، قلت: بل عبد الله بن عتيك أو ابن عتيق لم أجد من ذكره بتوثيق غير ابن حبّان.
تخريجه: لم أجده في المصنف لابن أبي شيبة ولعله في مسنده. ولم أجد من أخرج الحديث بهذا اللفظ والإِسناد، غير ابن أبي شيبة كما في المطالب هنا. وأخرجه الطبراني في الكبير كما في المجمع (2/ 289) بلفظه، وقال: رواه الطبراني في الكبير وفيه موسى بن عبِيدة الربذي وهو ضعيف. قلت: لم أجده في المعجم الكبير ولعله في الجزء المفقود منه، والله تعالى أعلم. والحديث روى مختصرًا من طريق آخر عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- قال: "إن ربي أعطاني سبعين ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب"، فقال عمر: يا رسول الله! فهلا استزدته؟ قال: "قد استزدته فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفا"، قال عمر: فهلا استزدته؟ قال: "قد استزدته فأعطاني هكذا"، وفَرَّجَ عبد الله بن بكر بين يديه، وقال عبد الله: وبسط باعيه وحثا عبد الله، وقال هشام، وهذا من الله لا يدري ما عدده. أخرجه أحمد في المسند (1/ 197)، والبزار كما في الكشف (4/ 208: 3546)، والطبراني كما في المجمع (10/ 410) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، ثنا هشام بن حسان، عن القاسم بن مهران، عن موسى بن عبيد، عن ميمون بن =
= مهران، عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما به (وهذا لفظ أحمد ولفظ غيره بنحوه). قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه القاسم بن مهران وهو مجهول، قال الذهبي في الميزان (3/ 385): (لا يعرف). وفيه موسى بن عبيد: جَهَّلَه الحسيني فيما نقله الحافظ في التعجيل (ص 415). وقال الهيثمي في المجمع (10/ 410): "رواه أحمد والبزار بنحوه، والطبراني بنحوه، وفي أسانيدهم القاسم بن مهران عن موسى بن عبيد، وموسى بن عبيد هذا هو مولى خالد بن عبد الله بن أُسيد، ذكره ابن حبّان في الثقات، والقاسم بن مهران ذكره الذهبي في الميزان وأنه لم يرو عنه إلَّا سليم بن عمرو النخعي وليس كذلك، فقد روى عنه هذا الحديث هشام بن حسان، وباقي رجال إسناده محتج بهم في الصحيح. وجملة القول أن الجزء المرفوع من حديث الباب يرتقي بهذا الطرق إلى الحسن لغيره. وقوله: (سبعون ألفا يدخلون الجنة): روى في الصحيحين وغيرهما أكثر من عشرين صحابيًا. ومنها ما يلي: 1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول: "يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفا، تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر"، وقال أبو هريرة: فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة له، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: "اللَّهُمَّ اجعله منهم"، ثم قام رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ -صَلَّى الله عليه وسلم- "سبقك بها عكاشة". أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 413: 6542)، كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب، ومسلم في صحيحه (1/ 197: 216)، في الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب، وأحمد في المسند =
= (2/ 400 - 401)، وابن مندة في الإيمان (ص 970، 971)، والبيهقي في السنن (10/ 139) من طريق الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هريرة به. 2 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عُرِضَتْ علي الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة والنبي يمر وحده، فنظرتُ فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل، هؤلاء أمتي؟ قال: لا, ولكن انظر إلى الأفق، فنظرتُ فإذا سواد كثير، قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفا قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب، قلت: ولم؟ قال: كانوا لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام إليه عكاشة بن محصن فقال: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ" قَالَ: اللَّهُمَّ اجعله منهم، ثم قام إليه رجل آخر، فقال: أدع الله أن يجعلني منهم، قال: سبقك بها عكاشة". أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 413: 6541)، وانظر أيضًا (ص 3410: 5705)؛ و (ص 5752: 6472)، ومسلم في صحيحه (1/ 199: 220)، وابن مندة في الإيمان (877، 878). 3 - حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب"، قالوا: ومن هم يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: هم الذين لا يكتوون، ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون، فقام عكاشة فقال: ادع الله أن يجعلني منهم قال: "أنت منهم"، قال: فقام رجل فقال: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهم، قال: "سبقك بها عكاشة". أخرجه البخاري كما في الفتح (10/ 163) في الطب، باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو، ومسلم في صحيحه (1/ 198: 218) في الإيمان، والإِمام أحمد في المسند (1/ 401 و 4/ 436)، والطبراني في الكبير (ص 424، 425، 426، 427). قلت: وفي الباب عن سهل بن سعد، وأبي أمامة وأبي بكر الصديق وابن =
= مسعود، وجابر بن عبد الله، وأبي أيوب الأنصاري وثوبان، وحذيفة بن اليمان، وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، ورفاعة الجهني، والفلتان بن عاصم، وسمرة بن جندب، وعمرو بن حزم، وأبي سعد الأنصاري، وأسماء بنت أبي بكر، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين. ذكرها أبو عبد الله الكتاني في "النظم المتناثر في الحديث المتواتر" (ص 309). انظر أيضًا: النهاية لابن كثير (ص 253 - 260)، الإِتحاف للبوصيري (3/ ل 163 - 170).
4622 - حدَّثنا (¬1) بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عِيسَى، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم: "يدخل الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عليهم"، فقال عكاشة رضي الله عنه: يا نبي الله، ادع الله تعالى أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ"، فقال رجل آخر: ادع الله تعالى أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ" ثُمَّ سَكَتَ الْقَوْمُ ساعةً، وتحدَّثوا، فقال بعضهم: لو (¬2) قلنا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ادع الله أن يجعلنا منهم فقال -صلى الله عليه وسلم-: "سَبَقَكُمْ عُكَّاشَةُ وَصَاحِبُهُ، إِنَّكُمْ لَوْ قُلْتُمْ لَقُلْتُ، ولو قُلْتُ لوجبت". ¬
4622 - درجته: إسناده ضعيف، فيه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى وعطية العوفي، وكلاهما ضعيف. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 407) (بلفظ البزّار)، وقال: "رواه البزّار وفيه عطية وهو ضعيف، وقد وثق، ومحمود بن بكير لم أعرفه". وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 165) وقال: "رواه ابن أبي شيبة والبزار بسند مداره على عطية العوفي وهو ضعيف.
تخريجه: لم أجده في المصنف لابن أبي شيبة ولعله في مسنده. وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 210: 3550) من طريق بكر بن عبد الرحمن به بنحوه. =
= وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 420)، وزاد نسبته إلى أبي يعلى، ولم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع ولعله في مسنده الكبير. وللحديث شواهد من حديث عبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وعمران بن حصين رضي الله عنهم في الصحيحين وغيرهما، تقدم تخريجها بالتفصيل في الحديث المتقدم برقم (4621)، إلَّا أن في حديث الباب زيادة وهي قوله: "فقام رجل فقال: ادع الله أن يجعلني منهم"، وقال في آخره: "سبقكم بها عكاشة وصاحبه، أما لو قلتم لقلت، ولو قلت لوجبت"، وهذه الزيادة لم أجد ما يشهد لها فتبقى على ضعفه، وباقي الحديث صحيح لغيره بالشواهد المتقدمة، والله تعالى أعلم.
4623 - وقال أبو يعلى: حدَّثنا المقدمي، ثنا عبد القاهر بن السري، ثنا حميد، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا"، قَالُوا: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "لِكُلِّ رَجُلٍ سَبْعُونَ أَلْفًا"، قَالُوا: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَانَ عَلَى كَثِيبٍ فَحَثَا بِيَدِهِ، قَالُوا: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "هَذِهِ"، فَحَثَا بِيَدَيْهِ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَبْعَدَ اللَّهُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ هَذَا.
4623 - درجته: إسناده ضعيف، لأجل عبد القاهر بن السري، فإنه مقبول كما قال الحافظ رحمه الله، وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 404)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 166) وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي، ورواته ثقات" قلت: فيه عبد القاهر بن السري، ولم أجد فيه توثيقًا.
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 417: 3783)، بلفظه: إلَّا أن فيه (بيده) مكان (بيديه)، ولم أجد من أخرجه غير أبي يعلى بهذا اللفظ والإِسناد. وما تَضَمَّنه الحديث ورد مفرقًا في أحاديث أخرى مختلفة: فقوله في الحديث: (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا) يشهد له حديث ابن عباس، وأبي هريرة وعمران بن حصين رضي الله عنهم، تقدم تخريجها مفصلًا في الحديث المتقدم برقم (4621). وقوله: (مع كل رجل سبعون ألفًا) يشهد له حديث أبى بكر الصديق، وعبد الرحمن بن أبي بكر وأنس بن مالك، وغيرهم رضي الله عنهم. 1 - حديث أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: "أعطيت سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، وقلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدتُ ربي عزَّ وجلَّ، فزادني مع كل واحد سبعين ألفًا". =
= أخرجه الإِمام أحمد (1/ 6)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 104: 112)، كلاهما من طريق المسعودي قال: حدَّثني بكير بن الأخنس، عن رجل، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ به (وهذا لفظ أحمد). قلت: إسناده ضعيف لجهالة الرجل الذي روى عنه بكير بن الأخنس، والمسعودي: هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة: صدوق، اختلط قبل موته، ولم يتميز حديثه. وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 410) وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى وفيهما المسعودي وقد اختلط، وتابعيه لم يسم، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح". 2 - حديث عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، أخرجه أحمد والبزار وغيرهما، تقدم تخريجه في تخريج حديث رقم (4621)، وإسناده ضعيف. 3 - حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا مع كل واحد من السبعين سبعون ألفًا". أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 209: 3541)، حدَّثنا محمَّد بن عبد الملك، حدَّثني أبو عاصم العباداني، ثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه به. قلت: إسناده ضعيف فيه أبو عاصم العباداني، هو عبد الله بن عبيد الله أو بالعكس، لين الحديث، انظر: التقريب (ص 653: 8195)، وضَعَّفه الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 419). قلت: وفي الباب عن عمرو بن حزم، وعائشة رضي الله عنهما بأسانيد ضعيفة، انظر: فتح الباري (11/ 419). ومما تقدم يتبين أن الأحاديث الواردة كلها ضعيفة الأسانيد لكنها بمجموعها ترتقي إلى الحسن لغيره. وقوله في الحديث: (فحثا بيده ... فحثا بيديه) يشهد له حديث أبي أمامة وعتبة بن عبد رضي الله عنهما. =
= 1 - حديث أبي أمامة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله وعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب، فقال يزيد بن الأخنس السلمي، والله ما أولئك في أمتك يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلَّا كالذباب الأصهب في الذباب، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن ربي قد وعدني سبعين ألفا، مع كل ألف سبعين ألفا وزادني حثيات". أخرجه أحمد (5/ 250)، وابن أبي عاصم في السُنَّة (ص 588)، وابن حبّان كما في الإِحسان (16/ 230: 7246)، والطبراني في الكبير (ص 7672)، كلهم من طريق صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر وأبي اليمان الهوزي، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه به. وهذا لفظ ابن حبّان ولفظ غيره بنحوه إلَّا أنهم قالوا: (وزادني ثلاث حثيات). قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات. قال الهيثمي في المجمع (10/ 362، 363): "رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح". وصحَّحَه الشيخ الألباني في السُنَّة (1/ 260: 588). 2 - حديث عتبة بن عبد رضي الله عنه، ولفظه: "ثم يتبع كل ألف بسبعين ألفا، ثم يحثي بكفه ثلاث حثيات"، فكَبَّر عمر رضي الله عنه فقال -صلى الله عليه وسلم-: إن السبعين ألفًا الأول يشفعهم الله في آبائهم وأمهاتهم وعشائرهم وأرجو أن يجعل أمتي أدنى الحثوات الأواخر". أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (16/ 231 - 233: 7247)، والطبراني في الكبير (17/ 126 - 137)، والبيهقي في البعث والنشور (ص 274)، من طريق عامر بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلمي به. قلت: فيه عامر بن زيد البكالي لم يذكره أحد بجرح أو تعديل، وذكره ابن حبّان في الثقات (5/ 119). =
= وعليه فإن الجزء الأخير من حديث الباب بهذين الشاهدين يرتقي إلى الحسن لغيره. وجملة القول أن جميع ما تضمَّنَه الحديث ورد مفرقًا في أحاديث أخرى، منها ما هي صحيحة ومنها ما هي ضعيفة، لكن الحديث في الجملة بجميع هذه الشواهد يرتقي إلى الحسن لغيره.
4624 - ثنا (¬1) أُمية بن بسطام، ثنا معتمر (¬2)، ثنا أَبِي (¬3)، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أُنَيْسَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ أَبِيهَا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَى زَيْدٍ يَعُودُهُ من مرض كان به فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْ مَرَضِكَ هَذَا بَأْسٌ وَلَكِنْ كَيْفَ بِكَ إِذَا عُمِّرْتَ بَعْدِي فَعَمِيتَ قَالَ: إِذًا أَحْتَسِبُ وَأَصْبِرُ، قَالَ: إِذًا تَدْخُلُ الجنة بغير حساب، قال: فعمي بعد ما مَاتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ رد الله عليه بصره ثم مات. ¬
4624 - درجته: إسناد أبي يعلى ضعيف لجهالة بعض رواته، لكن هذا المتن ورد من طرق أخرى.
تخريجه: الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 211: 5126)، قال: حدَّثنا موسى بن هارون وإبراهيم بن هاشم البغوي قالا: ثنا أُمية بْنُ بِسْطَامٍ، ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدَّثنا نباتة بنت برير، عن حمادة، عن أنيسة به. وأخرجه الحارث كما في بغية الباحث (1/ 351: 247) قال: حدَّثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو إسحاق، ثنا زيد بن أرقم، قال: اشتكيت عيني فغادني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما عوفيت قال: يا زيد أرأيت لو كانت عيناك لما بها كنت صابرًا؟ قال: كنت أصبر وأحتسب، قال: لو كانت عيناك لما بهما فصبرت واحتسبت للقيت الله ولا ذنب لك"، وفي إسناده عبد العزيز بن أبان متروك. =
= ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ص 255)، عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث به. وأخرجه الطبراني في الكبير (5/ 190: 5052)، قال: حدَّثنا محمَّد بن محمَّد التمار البصري، ثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي، ثنا سالم بن قتيبة، ثنا يونس بن أبي إسحاق به. وأخرجه أحمد (4/ 375)، قال: ثنا حجاج، عن يونس بن أبي إسحاق وإسماعيل بن عمر قال: ثنا يونس به. وهذا لفظ حجاج، ولفظ إسماعيل: "لأوجب الله تعالى لك الجنة". وأخرجه الطبراني في الكبير (5/ 204: 5098)، قال حدَّثنا عبيد بن غنام، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عُبَيْدُ الله بن موسى (ح)، وحدَّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبوكريب قالا، ثنا وكيع كلاهما عن سفيان، عن جابر، عن خيثمة، عن زيد بن أرقم به. وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 366: 770)، قال: حدَّثنا الحسن بن يحيى، ثنا ابن عبيد الله بن عبد المجيد، ثنا إسرائيل، عن جابر، عن خيثمة، عن زيد مرفوعًا بلفظ: "ما حتى يلقى الله لقي الله تبارك وتعالى ولا حساب عليه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 308) وقال: "رواه البزّار وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثق". وأخرجه أبو داود في سننه (3/ 186: 3102)، قال: حدَّثنا عبد الله بن محمَّد النفيلي، ثنا حجاج بن محمَّد بن يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ زيد قال: عادني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من وجع كان بعيني، وأخرجه الحاكم (1/ 342)، قال: أخبرني أبو بكر محمَّد بن المؤمل، ثنا الفضل بن محمَّد بن المسيب، ثنا عبد الله النفيلي به، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
4625 - حدَّثضا (¬1) زهير (¬2)، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاج، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ (¬3)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (شَكَّ زُهَيْرٌ) "مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا يُرَدُّونَ إِلَى سِتِّينَ سَنَةً، لَا يزيدون علمِها، أبدًا، في الجنة، وكذلك أهل النار". ¬
4625 - درجته: ضعيف، فيه علتان: 1 - فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف بسبب سوء حفظه، ومدلس وقد عنعن. 2 - فيه دراج أبو السمح، وروايته عن أبي الهيثم ضعيفة، كما هو الحال هنا. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 158)، وقال: "رواه أبو يعلى وفي سنده ابن لهيعة".
تخريجه: أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 532: 1405) بلفظه، إلَّا أنه قال: (يردون إلى ستين سنة في الجنة، لا يزيدون عليه أبدًا). وأخرجه الطبراني كما في المجمع (10/ 399)، وقال:"رواه الطبراني بإسناد ضعيف، فيه ابن لهيعة وهو مخالف للثقات، فيما رووه، والله أعلم". قلت: قوله في الحديث: (يردون إلى ستين سنة)، تفرَّد به ابن لهيعة، وخالفه عمرو بن الحارث فقد رواه عن دَرَّاج بهذا الإِسناد، وقال فيه: (يردون إلى بني ثلاثة وثلاثين سنة)، وفي رواية أخرى: (يردون بني ثلاثين سنة)، وفي لفظ: (يردون أبناء =
= ثلاثين سنة). ويؤيده حديث أبي هريرة، وأنس بن مالك، ومعاذ بن جبل، وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين. انظره في الحديث القادم. وابن لهيعة ضعيف، وخالف الثقات في هذه اللفظة حيث رووها بلفظ آخر. وعليه فإن حديث الباب من طريق ابن لهيعة منكر، وحديث غيره هو المحفوظ. أما حديث عمرو بن الحارث: فقد أخرجه ابن المبارك في الزهد (ص 423): (في زوائد نعيم بن حماد)، ومن طريقه الترمذي في صفة الجنة (ص 2562)، باب (23)، والبغوي في شرح السُنَّة (15/ 217)، عن رِشْدَيْن بن سعد. وأخرجه ابن أبي داود في كتاب البعث (ص 78)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 259) من طريق ابن وهب. كلاهما عن عمرو بن الحارث، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سعيد رضي الله عنه به بنحوه، ولفظ ابن المبارك والترمذي والبغوي وأبي نعيم (يردون بني ثلاثين سنة). ولفظ ابن أبي داود: (يردون بني ثلاثة وثلاثين سنة). قلت: فيه رشدين بن سعد، وهو ضعيف، ولكن تابعه ابن وهب، كما عند ابن أبي داود وأبي نعيم، إلَّا أن رواية دراج عن أبي الهيثم ضعيفة كما تقدم. ومما تقدم يتبين أن قوله: (ستين سنة)، تفرّد به ابن لهيعة وهو ضعيف، وخالفه عمرو بن الحارث فقد رواه عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سعيد مرفوعًا وفيه: (يردون بني ثلاثين سنة)، وفي رواية: (ثلاثة وثلاثين سنة). وله شواهد من حديث أبي هريرة، وأنس بن مالك، ومعاذ بن جبل، وابن عباس وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم، سيأتي تخريجها مفصلًا في الحديث القادم (ص 2626). =
= وهذا الاختلاف في الروايات، في تحديد الأعمال وهو قوله: (أبناء ثلاثين سنة)، وفي رواية: (أبناء ثلاث وثلاثين)، لا يؤثر ولا تعارض بينهما. قال ابن القيم رحمه الله: "فإن العرب إذا قَدَّرت بعدد له نيف فإن له طريقين: تارة يذكرون النيف للتحرير، وتارة يحذفونه، وهذا معروف من كلامهم، وخطاب غيرهم من الأمم". انظر: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (س 253).
4626 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عبد الله، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، حدَّثنا أَبُو يَحْيَى الْكَلَاعِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ معد يكرب فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا يَزِيدَ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَأَنَا أَمْشِي مَعَ عَمِّي، فَأَخَذَ بِأُذُنِي هَذِهِ، فَقَالَ لِعَمِّي: "أَتَرَى هَذَا يَذْكُرُ أُمَّهُ أَوْ (¬1) أَبَاهُ؟ " فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "يُحْشَرُ السِّقْطُ إِلَى الشَّيْخِ الْفَانِي، أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ (¬2) وَثَلَاثِينَ فِي خَلْقِ آدَمَ، وَحُسْنِ يُوسُفَ وَقَلْبِ أَيُّوبَ جُرْدًا مُكَحَّلِينَ" قُلْتُ: فَكَيْفَ بِالْكَافِرِ؟ قَالَ: "يُعَظَّم لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ جِلْدُهُ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَحَتَّى يَصِيرَ (كل) (¬3) ناب من أنيابه مثل أحد". ¬
4626 - درجته: إسناده ضعيف. 1 - فيه عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وهو مقبول. 2 - فيه يزيد بن سنان الرهاوي وهو ضعيف. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 169)، وعزاه لأبي يعلى والبيهقي وسكت عليه.
تخريجه: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع ولا في المقصد العلي ولعله في مسنده الكبير. =
= وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 281)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 258)، والبيهقي في "البعث والنشور" (ص 421)، كلهم من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن يزيد بن سنان به بنحوه. وفي هذه المصادر (يا أبا كريمة) مكان (يا أبا يزيد) وفيها أيضًا (يحشر ما بين السقط إلى الشيخ الفاني)، ولفظ أبي نعيم مختصر. وتابع يزيد بن سنان، عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (ص 258) من طريق الوليد بن مسلم، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ سليم بن عارم، عن المقدام بن معد يكرب، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (يحشر الناس يوم القيامة ما بين السقط إلى الشيخ الفاني، وهم كأبناء ثلاث وثلاثين سنة". قلت: إسناده ضعيف، فيه الولد بن مسلم القرشي. وهو كثير التدليس والتسوية، وقد عنعن، ورجاله ثقات. وللحديث طريق آخر عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه. أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 280: 663)، والبيهقي في البعث والنشور (ص 422) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، حدَّثني عمرو بن الحارث، حدَّثني عبد الله بن سالم، حدَّثني الزبيدي محمَّد بن الوليد بن عامر أن المقدام بن معد يكرب حدَّثهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: ما من أحد يموت سقطًا ولا هرمًا، وإنما الناس فيما بين ذلك إلَّا بعث ابن ثلاثين سنة، فإن كان من أهل الجنة كان مسحة آدم، وصورة يوسف، وقلب أيوب، ومن كان من أهل الناس عظموا وفخموا كالجبال". هذا لفظ البيهقي، ولفظ الطبراني بنحوه، إلَّا أنه قال في الإِسناد (عن الزبيدي، ثنا سليم بن عامر). قلت: إسناده ضعيف، فيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 330): "صدوق يهم". =
= وحَسَّنَ الهيثمي هذه الرواية في المجمع (10/ 334) حيث قال: "رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن". وجملة القول أن حديث الباب بالمتابعة المذكورة وبهذا الطريق يرتقى إلى الحسن لغيره. وله شواهد من حديث أبي هريرة وأنس بن مالك، ومعاذ بن جبل، وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم. 1 - حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يبعث أهل الجنة على صورة آدم من ميلاد ثلاث وثلاثين سنة، جردًا مردًا مكحلين، ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة، فيكسون منها لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم". أخرجه ابن أبي داود في البعث (ص 64)، والطبراني في الصغير (2/ 140)، وفي الأوسط كما في المجمع (10/ 398)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 255)، وفي الحلية (3/ 56)، كلهم من طريق عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، عن هارون بن رئاب، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا به. وقال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلَّا عمر بن عبد الواحد، تفرّد به محمود بن خالد!! قلت: كَلَّا، فلم يتفرد به محمود بن خالد، فقد تابعه عباس بن الوليد الخلال كما هو عند ابن أبي داود، وهذا إسناد صحيح، رواته ثقات. 2 - حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يُدْخِلُ أهل الجنة الجنة جردًا مردًا بيضًا جعادًا مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، وهم على خلق آدم ستون ذراعًا من عرض سبعة أذرع". أخرجه أحمد في المسند (2/ 295)، وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 114: 15853)، والطبراني في الصغير (2/ 17)، وفي الأوسط كما في المجمع (10/ 399)، وابن أبي داود في البعث (ص 63)، وابن عدي في الكامل =
= (5/ 1842)، كلهم من طريق عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا به. قلت: إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 399): "إسناده حسن". 3 - حديث معاذ بن جبل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "يدخل أهل الجنة الجنة جردًا مردًا مكحلين بني ثلاثين أو قال ثلاث وثلاثين سنة". أخرجه أحمد في المسند (5/ 232، 239 - 240، 243)، والترمذي (ص 2545) في صفة الجنة، باب ما جاء في سن أهل الجنة والزيادة، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 257)، كلهم من طريق قتادة عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عنه مرفوعًا به. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه علتان: 1 - فيه شهر بن حوشب وهو ضعيف. 2 - فيه قتادة وهو مدلس من المرتبة الثالثة، وقد عنعن. وفي الباب عن عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، انظر تخريجه في صفة الجنة لأبي نعيم (ص 260، 261). وجملة القول أن حديث الباب بهذه الشواهد والمتابعات يرتقي إلى الحسن لغيره.
55 - باب آخر من يدخل الجنة
55 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ 4627 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ الْجَنَّةِ دُخُولًا فِيهَا: رَجُلًا كَانَ يَسْأَلُ اللَّهَ تعالى أن يزحزحه عن النار ... " الحديث. وقد تقدم بيانه في باب (¬1) صفة البعث. وأسأل الله تعالى أن يزحزحني عن النار، ويدخلني الجنة، بمنه وكرمه آمين. ¬
تمَّ الجزء الثاني وبتمامه كمل جميع كتاب "المطالب العالية في زوائد المسانيد الثمانية" تخريج الإِمام العلاَّمة، شيخ الإِسلام، خاتمة الحفاظ، قاضي القضاة شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المصري، الشافعي، تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنته آمين. وصلَّى الله على سيَّدنا محمَّد وآله وسلَّم، وحسبنا الله ونعم الوكيل. • • •
الخاتمة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله وجوده تبلغ الغايات، وتنال الدرجات العاليات من الجنات، وأشهد أن لا إله إلَّا الله هو رب العرش والسماوات وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمَبْعُوثُ بِالْآيَاتِ البينات، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فقد أنعم الله عليّ بالانتهاء من تحقيق هذا القسم من كتاب "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية" وهو القسم الأخير الذي انتهى به العمل من إنجاز هذا المشروع الكبير تحت إشراف قسم السُنَّة وعلومها، أرجو من الله -عزَّ وجلَّ- أن أكون قد وفقت في خدمته، الخدمة اللائقة به. وقد ظهر لي من خلال معايشتي هذا الكتاب بعض النقاط، أحببت أن أسجلها في الختام وهي كالآتي: 1 - عظم المسؤولية التي تحملها المحدَّثون لنشر السُنَّة النبوية وحرصهم الشديد على جمع الأحاديث والآثار المروية وتبليغها للأجيال
القادمة، فرحلوا في سبيل ذلك إلى شرق الدنيا وغربها، ثم ألفوا الكتب على شتى أنواع تصنيفها لتبقى السُنَّة المطهرة محفوظة، مدونة، مرتبة على الأبواب، والمسانيد، والسنن وغيرها من أنواع الترتيب ... 2 - إن جزءًا كبيرًا من تراث سلفنا الصالح يُعَدُّ الآن في عداد المفقود، وما ذلك إلَّا بسبب ما لاقته هذه الأمة من النكبات، وما حَلَّ بها من الأزمات، وخاصة في عصورها المتأخرة. إن هذا الكتاب يُعَدُّ موسوعة من الموسوعات الحديثية الجامعة، إذ أن مؤلفه جمع فيه أصول كتب -غالبها اليوم في عداد المفقود- مما يدلك على أهمية هذا الكتاب وقيمته العلمية، والذي يستحق كل اهتمام وخدمة، فإننا بخدمته- نخدم المسانيد التي خرج المصنف زوائدها. 4 - رسوخ قدم الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في شتى علوم الحديث، وما كان عليه في سعة من العلم، ودراية في الحديث، وتبحر في معرفة العلل، وفنون المصطلح فهو إمام المتأخرين في كل ذلك. 5 - عظم ما قدمه الحافظ ابن حجر -رحمه الله- للحديث وعلومه من خدمات تقصر العبارة عن وصفها، فقد استطاع أن يميز زوائد المسانيد -التي على شرطه- على الكتب الستة ومسند أحمد، مما يدلك على اهتمامه ومعرفته التامة بالمصنفات الحديثية، فإنه -رحمه الله- رُزِقَ حافظة قوية، وذاكرة واعية، وحسن استحضار عجيب.
6 - من نتائج هذا التحقيق بيان درجات أحاديث هذا الجزء من الكتاب بعد دراسة رجال أسانيده، فتبين أن درجات أحاديث هذا القسم منه كما يلي: بلغ عدد الأحاديث الصحيحة في هذا القسم: (33) حديثًا وبلغ عدد الأحاديث الحسنة فيه: (16) حديثًا. وبلغ عدد الأحاديث الضعيفة فيه: (123) حديث وهي ضعيفة بأسانيدها. وبلغ عدد الأحاديث الضعيفة جدًا: (42) حديثًا أما متونها فجلها صحيحة. وبلغ عدد الأحاديث الموضوعة فيه: (2) وبلغ عدد الآثار الصحيحة فيه: (15) أثرًا عن الصحابة وبعض التابعين رضي الله عنهم. وبلغ عدد الآثار الحسنة فيه: (3) آثار وبلغ عدد الآثار الضعيفة فيه: (23) أثرًا وبلغ عدد الآثار الضعيفة جدًا فيه: (3) آثار وختامًا أسأل الله جل وعلا أن ينفع بهذا الجهد، وأن يجعله حجة لي لا عليّ، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة، وأن يحسن عاقبتي وإخواني المسلمين في الأمور كلها، والحمد لله أولًا وآخرًا. • • •
فهرس المصادر والمراجع أولًا- الكتب المطبوعة 1 - القرآن الكريم. 2 - آثار البلاد وأخبار العباد، تأليف: زكريا بن محمَّد بن محمود القزويني، دار بيروت للطباعة والنشر، 1404 هـ - 1984م. 3 - الآحاد والمثاني، لابن أبي عاصم، ت: الدكتور باسم فيصل الجوابرة، دار الراية- الرياض، الطبعة الأولى 1411 هـ. 4 - الأباطيل والمناكير، للحافظ أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الجوزقاني، ت: الدكتور عبد الرحمن الفريوائي، طبعة الجامعة السلفية، بنارس- الهند، الطبعة الأولى 1403 هـ. 5 - إتحاف الجماعة مما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، للشيخ حمود بن عبد الله التويجري، مطابع الرياض، الطبعة الأولى 1394 هـ. الإِتقان في علوم القرآن، للحافظ جلال الدين السيوطي، ويذيله إعجاز القرآن، للقاضي أبي بكر الباقلاني، مطبعة مصطفى البابي الحلبي- مصر، الطبعة الرابعة 1398 هـ. 6 - إثبات عذاب القبر وسؤال الملكين، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، ت: المكتب السلفي للتراث الإِسلامي، طبعة مكتبة التراث الإِسلامي.
8 - الأحاديث الطوال (المطبوع في نهاية المعجم الكبير للطبراني)، تأليف: الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني، ت: حمدي عبد المجيد السلفي، نشر: وزارة الأوقاف العراقية، الطبعة الثانية. 9 - الأحاديث الواردة في فضائل المدينة، جمعا ودراسة، تأليف: الدكتور صالح بن حامد الرفاعي، نشر: مركز خدمة السُنَّة والسيرة النبوية بالجامعة الإِسلامية، بالمدينة المنورة الطبعة الأولى 1413 هـ. 10 - أحداث التاريخ الإِسلامي بترتيب السنين، تأليف: الدكتور عبد السلام الترمانيني طبعة طلاس للدراسات والترجمة والنشر، الطبعة الثانية 1408 هـ. 11 - الإِحسان في تقريب صحيح ابن حبّان، ترتيب: الأمير علاء الدين علي بن بلبان. (أ) تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة -بيروت- الطبعة الأولى 1408هـ. (ب) تحقيق: كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية -بيروت- الطبعة الأولى. 12 - أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، لشمس الدين محمَّد بن أحمد بن أبي بكر البناء، الشامي، مطبعة بويل في مدينة ليدن، 1909م. 13 - إحياء علوم الدين، لأبي حامد محمَّد بن محمَّد الغزالي، وبذيله المغني عن حمل الأسفار في الأسفار، لأبي الفضل عبد الرحيم العراقي، دار الكتب العلمية -بيروت- الطبعة الأولى 1406 هـ. 14 - أحوال الرجال، لأبي إسحاق الجوزجاني، ت: السيد صبحي بدر السامرائي، مؤسسة الرسالة -بيروت- الطبعة الأولى 1405 هـ.
15 - أخبار أصبهان، للحافظ أبي نعيم الأصبهاني- الدار العلمية- الهند- الطبعة الثانية- 1405 هـ. 16 - الأدب المفرد، للِإمام محمَّد بن إسماعيل البخاري. (ت) محمَّد فؤاد عبد الباقي، نشر: قصي الخطيب 1379 هـ. أشرف عليه عبد الوهاب الخلجي. 17 - الإِذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة، تأليف: السيد محمَّد صديق خان، قدم لها وكتب حواشيها: إبراهيم يحيى أحمد، مطبعة المدني، الطبعة الثانية 1406 هـ. 18 - إرواء الغليل بتخريج أحاديث منار السبيل، للمحدَّث محمَّد ناصر الدين الألباني: المكتب الإِسلامي، الطبعة الثانية 1405 هـ. 19 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب، -مطبوع بهامش الإِصابة- لأبي عمر يوسف بن عبد البر القرطبي، دار الكتاب العربي- بيروت. 20 - أسد الغابة في معرفة الصحابة،- للعلامة أبي الحسن علي بن محمَّد المعروف بابن الأثير. دار الفكر- بيروت- 1409 هـ. دار إحياء التراث العربي - بيروت. 21 - الإِشاعة لأشراط الساعة، تأليف: السيد الشريف محمَّد بن رسول الحسيني، البرزنجي، مكتبة الثقافة، المدينة المنورة. 22 - أشراط الساعة، تأليف: يوسف بن عبد الله الوابل، طبعة: دار ابن الجوزي- الدمام- الطبعة الثانية 1411 هـ.
23 - الإِصابة في تمييز الصحابة، للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار الكتاب العربي - بيروت. 24 - الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، ت: كمال يوسف الحوت، دار عالم الكتب، 1403 هـ. 25 - الأعلام، لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين- بيروت. 26 - أعلام النساء، تأليف: عمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الرابعة، 1402 هـ. 27 - الاغتباط بمن رمي بالاختلاط، لأبي إسحاق سبط ابن العجمي، ومعه نهاية الاغتباط لعلاء الدين علي رضا، دار الحديث- القاهرة، الطبعة الأولى 1408هـ. 28 - الإِكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى، للأمير الحافظ ابن ماكولا، ت: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، الناشر: مطبعة الفاروق الحديثية- القاهرة. 29 - الإِلزامات والتتبع، للِإمام أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، ت: مقبل الوادعي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الثانية 1405هـ. 30 - الأنساب، لأبي سعد عبد الكريم السمعاني، ت: عبد الله عمر البارودي، دار الجنان، الطبعة الأولى 1408 هـ. 31 - الأوائل، لأبي بكر أحمد بن أبي عاصم النبيل، ت: عبد الله الجبوري، المكتب الإِسلامي، الطبعة الأولى 1405 هـ. 32 - الأوائل، لأبي هلال العسكري، ت: وليد قصاب/ ومحمد المصري، دار العلوم- الرياض.
33 - الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث، تأليف: أحمد شاكر، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 34 - البحر الزخار، المعروف بمسند البزّار، للِإمام أبي بكر أحمد بن عمرو البزّار، ت: محفوظ الرحمن زين الله، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1409 هـ. 35 - البدر الطالع، للعلامة محمَّد بن علي الشوكاني، الناشر: دار المعرفة- بيروت. 36 - بذل الماعون في فضل الطاعون، للحافظ ابن حجر العسقلاني، ت: أحمد عصام عبد القادر الكاتب، دار العاصمة- الرياض، النشرة الأولى 1411 هـ. 37 - بلدان الخلافة الشرقية، تأليف لسترنج، تعريب: بشير فرنسيس وكوركيس عواد، مطبعة الرابطة- بغداد 1373هـ -1954 م. 38 - تاج العروس من جواهر القاموس، تأليف محمَّد مرتضى الزبيدي. (أ) الناشر: مكتبة الحياة- بيروت. (ب) تحقيق: مجموعة من المحققين، الناشر: وزارة الِإعلام بالكويت. 39 - تاريخ ابن معين، رواية العباس بن محمَّد الدروي، ت: أحمد محمَّد نور سيف. الناشر: جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1399 هـ. 40 - تاريخ أسماء الثقات، للحافظ أبي حفص ابن شاهين، ت: عبد المعطى أمين قلعجي، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ - 1986 م. 41 - تاريخ الإِسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للحافظ شمس الدين محمَّد بن أحمد الذهبي، ت: الدكتور/ عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ.
42 - تاريخ الأمم والملوك، للِإمام محمَّد بن جرير الطبري. (أ) الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر 1399 هـ. (ب) دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الثانية 1408 هـ. 43 - تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت، دار الكتاب العربي- بيروت. 44 - تاريخ التراث العربي، لفؤاد سزكين ترجمة: محمود فهمي حجازي، الناشر: جامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية- الرياض، 1403 هـ. تاريخ الثقات، -بترتيب الهيثمي- تأليف: الحافظ أحمد بن عبد الله العجلي، ت: عبد المعطى قلعجي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ. 46 - تاريخ جرجان، للحافظ أبي القاسم حمزة بن يوسف السهمي، ت: محمَّد عبد العيد خان عالم الكتب- بيروت، الطبعة الثالثة. 47 - تاريخ خليفة بن خياط، تأليف خليفة بن خياط العصفري، ت: الدكتور أكرم ضياء العمري، دار طيبة- الرياض، الطبعة الثانية 1405 هـ. 48 - تاريخ داريا ومن نزل بها من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، للقاضي عبد الجبار الخولاني، ت: سعيد الأفغاني، دار الفكر- دمشق، تاريخ الدارمي، للحافظ عثمان بن سعيد الدارمي، ت: الدكتور/ أحمد محمَّد نور سيف. (أ) الناشر: دار المأمون للتراث- دمشق. (ب) الناشر: مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي، جامعة الملك عبد العزيز مكة المكرمة.
50 - تاريخ دمشق، لأبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر، (بعض الأجزاء المطبوعة من حرف العين ومنها الجزء المخصص لترجمة عثمان بن عفان رضي الله عنه). تحقيق: مجموعة من الباحثين، الناشر: مجمع اللغة العربية- دمشق. 15 - تاريخ الطبري، انظر: تاريخ الأمم والملوك. التاريخ الكبير، للِإمام البخاري، ت: عبد الرحمن المعلمي، مؤسسة الكتب الثقافية- بيروت. 53 - تاريخ المدينة المنورة، تأليف: أبي زيد عمر بن شبة النميري، ت: فهيم محمَّد شلتوت، الناشر: مكتبة ابن تيمية- القاهرة، الطبعة الأولى 1403 هـ -1983م. 54 - تاريخ اليعقوبي. 55 - التبصرة والتذكرة،- لأبي الحسين عبد الرحيم بن الحسين العراقي، دار الكتب العلمية- بيروت. 56 - تثبيت الإِمامة وترتيب الخلافة، للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، ت: إبراهيم على التهامي، دار الإِمام مسلم- بيروت، الطبعة الأولى 1407هـ - 1986م. 57 - تجريد أسماء الصحابة، للحافظ شمس الدين الذهبي، دار المعرفة- بيروت. 58 - تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي، تأليف، محمَّد بن عبد الرحمن المباركفوري، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ - 1990م.
59 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، لأبي الحجاج يوسف المزي، ت: عبد الصمد شرف الدين، الدار القيمة- الهند، المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ. 60 - تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق، تخريج الشيخ/ محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي - بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ. 61 - تدريب الراوي،- للحافظ جلال الدين السيوطي، ت: عبد الوهاب عبد اللطيف، طبعة دار الفكر- بيروت. 62 - تذكرة الحفاظ، للحافظ شمس الدين محمَّد بن أحمد الذهبي، دار الكتب العلمية- بيروت. 63 - تذكرة الطالب المعلم بمن قيل فيه إنه مخضرم، لبرهان الدين سبط ابن العجمي، نشرة عبد الوهاب الخلجي، طبعة: الدار العلمية- الهند، الطبعة الثانية 1406هـ. 64 - التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، تأليف: شمس الدين أبي عبد الله محمَّد بن أحمد القرطبي، دار الريان للتراث- القاهرة، الطبعة الثانية 1407هـ. 65 - الترغيب والترهيب، لزكي الدين المنذري، ت: مصطفى محمَّد عمارة، طبعة: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثالثة 1388 هـ. 66 - التصريح بما تواتر في نزول المسيح، للِإمام محمَّد أنور شاه الكشميري، ت: الشيخ عبد الفتاح أبو غده، مكتب المطبوعات الإِسلامية- حلب، الطبعة الخامسة، 1412 هـ.
67 - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة، للحافظ ابن حجر العسقلاني، طبعة دار الكتاب العربي- بيروت. 68 - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، للحافظ ابن حجر العسقلاني، ت: عبد الغفار البنداري، ومحمد أحمد عبد العزيز، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 69 - تغليق التعليق، لابن حجر العسقلاني، ت: سعيد عبد الرحمن القزقي، المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 70 - تفسير القرآن العظيم، لأبي الفداء إسماعيل بن كثير، دار الحديث- القاهرة، الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م. 71 - تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر العسقلاني، ت: محمد عوامة، دار الرشيد، سوريا، الطبعة الأولى 1406 هـ. 73 - التقصي لحديث الموطأ وشيوخ الإِمام مالك، لأبي عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي نشر: دار الكتب العلمية - بيروت. 73 - التقييد والإِيضاح لما أطلق وأغلق من مقدمة ابن الصلاح، للحافظ زين الدين العراقي، ت: عبد الرحمن عثمان، دار الفكر- بيروت. 74 - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، للحافظ ابن حجر العسقلاني، تعليق: السيد عبد الله هاشم المدني، طبعة دار المعرفة- بيروت. 75 - تلخيص المستدرك، (على هاشم المستدرك) للحافظ محمَّد بن أحمد الذهبي، دار المعرفة- بيروت. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، لأبي عمر يوسف بن عبد البر القرطبي، ت: مجموعة من المحققين، الناشر: وزارة الأوقاف المغربية ابتداء من سنة 1387 هـ.
77 - التمهيد في الرد على الملحدة والمعطلة والرافضة والخوارج، للِإمام أبي بكر محمَّد بن الطيب الباقلاني، ت: محمود محمَّد الخضيري، ومحمد عبد الهادي أبو ريدة، طبعة: دار الفكر العربي- القاهرة. 78 - التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان، تأليف: محمَّد بن يحيى بن أبي بكر الأشعري، المالقي، ت: محمود يوسف زايد، دار الثقافة- الدوحة، الطبعة الأولى. 79 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، لأبي الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني، ت: عبد الوهاب عبد اللطيف و: عبد الله محمَّد الصديق، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الثانية 1401هـ - 1981م. 80 - التنكيل بما في تأنيب الكوثري في الأباطيل، تأليف: عبد الرحمن بن يحيى اليماني، المعلمي، ت: محمَّد ناصر الدين الألباني، الطبعة الثانية. 81 - تهذيب الآثار، لأبي جعفر الطبري، لأبي محمود محمَّد شاكر، مطبعة المدني- القاهرة، نشر: جامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية. 82 - تهذيب الأسماء واللغات، لأبي زكريا محيي الدين النووي، دار الكتب العلمية- بيروت. 83 - تهذيب تاريخ دمشق الكبير، تأليف: عبد القادر بدران، دار المسيرة- بيروت، الطبعة الثانية 1399 هـ. 83 - تهذيب التهذيب، لابن حجر العسقلاني: (أ) طبعة دار الكتاب الإِسلامي- القاهرة، مصورة عن الطبعة الهندية الأولى 1325 هـ. (ب) طبعة دار الفكر- بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ.
85 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للحافظ جمال الدين يوسف المزي. (أ) نسخة مصورة عن النسخة الخطية المحفوظة بدار الكتب المصرية، تصوير: دار المأمون للتراث- دمشق وبيروت. (ب) قسم بتحقيق الدكتور بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة- بيروت. 86 - تهذيب اللغة، لأبي منصور محمَّد بن أحمد الأزهري، ت: عبد السلام محمَّد هارون وغيره، النشر: المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر 1384 هـ. 87 - توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار، لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، ت: محمَّد محيي الدين عبد الحميد، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى 1366 هـ. 88 - الثقات، للِإمام محمَّد بن حبّان بن أحمد البستي، دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد- الهند، مصورة عن الطبعة الأولى 1393 هـ. 89 - الجامع، لمعمر بن راشد الأزدي، رواية عبد الرزاق الصنعاني (المطبوع من المصنف لعبد الرزاق) من منشورات المجلس العلمي، الطبعة الأولى 1390 هـ. 90 - الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله محمَّد بن أحمد الأنصاري، القرطبي، دار إحياء التراث العربي- بيروت. 91 - جامع الأصول في أحاديث الرسول، تأليف: مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمَّد بن الأثير الجزري، ت: عبد القادر الأرناؤوط، مكتبة دار البيان 1389.
92 - جامع بيان العلم وفضله، لأبي عمر يوسف بن عبد البر القرطبي، دار الكتب العلمية - بيروت 1398 هـ. 93 - جامع البيان في تأويل القرآن، لأبي جعفر الطبري، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ - 1992 م. 94 - جامع التحصيل في أحكام المراسيل، للحافظ صلاح الدين بن خليل العلائي، ت: حمدي عبد المجيد السلفي، مكتبة النهضة العربية، الطبعة الثانية 1407 هـ. 95 - جامع الشمل في حديث خاتم الرسل، للعلامة محمد بن يوسف المغربي، ت: محمَّد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1407هـ. 96 - الجامع لشعب الإيمان، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، ت: محمَّد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1410هـ. 97 - الجرح والتعديل، للِإمام أبي محمَّد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، ت: عبد الرحمن بن يبيح المعلمي، دار إحياء التراث العربي- بيروت، مصور عن الطبعة الأولى الهندية. 98 - جزء الحسن بن عرفة العبدي، (150 - 257)، ت: الدكتور عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، مكتبة دار الأقصى- الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 99 - الجمع بين رجال الصحيحين، لأبي الفضل القسيراني، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ.
100 - جمهرة أنساب العرب، لأبي محمَّد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي، دار الكتب العلمية- بيروت. 101 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر، لشمس الدين محمَّد السخاوي، ت: حامد عبد المجيد وغيره، لجنة إحياء التراث الإِسلامي- مصر 1406 هـ. 102 - حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح أو صفة الجنة، للِإمام محمَّد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية، ت: علي الشربجي، وقاسم النووي، مؤسسة الرساله، الطبعة الأولى 1412 هـ - 1992م. 103 - حاشية السندي على سنن النسائي، لأبي الحسن نورالدين بن عبد الهادي السندي (المطبوع بحاشية سنن النسائي) عناية: عبد الفتاح أبو غدة، مكتبة المطبوعات الإِسلامية- حلب، الطبعة الثانية 1409هـ. 104 - حاشية السيوطي على سنن النسائي، لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي (المطبوع بهامش سنن النسائي) عناية: عبد الفتاح أبو غدة، مكتبة المطبوعات الإِسلامية- حلب، الطبعة الثانية 1409 هـ. 105 - الحافظ ابن حجر العسقلاني، أمير المؤمنين في الحديث، تأليف: عبد الستار الشيخ، دار القلم- دمشق، الطبعة الأولى 1412 م. 106 - ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته وموارده في الإِصابة، تأليف: الدكتور/ شاكر محمود عبد المنعم، طبعة دار الرساله- بغداد، 1978 م. 107 - حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، للِإمام جلال الدين السيوطي، ت: محمَّد أبو الفضل إبراهيم، طبع البابي الحلبي وشركاه- مصر، الطبعة الأولى 1387 هـ.
158 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، للحافظ أبي نعيم الأصبهاني. (أ) الناشر، دار الريان للتراث- القاهرة، الطبعة الخامسة 1407 هـ. (ب) الناشر، دار الكتاب العربي- بيروت الطبعة الثالثة 1400 هـ. 109 - خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، للإمام أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، ت: أحمد ميرين البلوشي، مكتبة العلاء- الكويت، الطبعة الأولى. 110 - خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال، لصفي الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي، مكتبة المطبوعات الإِسلامية- حلب. 111 - دائرة المعارف الإِسلامية، تأليف: مجموعة من المستشرقين، ترجمها إبراهيم زكي، وأحمد الشنتناوي وعبد الحميد يونس، وزارة المعارف العمومية. 112 - الدر المنثور في التفسير المأثور، للسيوطي، تحقيق، محمَّد الزهري الغمراوي، الناشر، محمَّد أمين دمج- بيروت، مصورة عن طبعة الحلبي 1314 هـ. 113 - درة الحجال في أسماء الرجال، لأبي العباس أحمد بن محمَّد المكناسي، ت: محمَّد الأحمدي أبو النور، نشر: دار التراث- القاهرة، والمكتبة العتيقة تونس. 114 - دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، ت: الدكتور عبد المعطي قلعجي، دار الريان للتراث- القاهرة، الطبعة الأولى 1408 هـ.
115 - دلائل النبوة، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، الناشر: عالم الكتب- بيروت الطبعة الأولى 1409 هـ. 116 - الدليل الشافي على المنهل الصافي، لجمال الدين أبي المحاسن يوسف بن تغري بردي، ت: فهيم محمَّد شلتوت، طبعة: مركز البحث العلمي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة. 117 - دول الإِسلام، للحافظ شمس الدين الذهبي، منشورات مؤسسة الأعلمي- بيروت 1405 هـ. 118 - الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، تأليف: إبراهيم بن علي بن فرحون، ت: محمَّد الأحمدي أبو النور، دار التراث للطبع والنشر- القاهرة. 119 - ديوان الضعفاء والمتروكين وخلق من المجهولين، وثقات فيهم لين، للحافظ شمس الدين الذهبي، ت: حماد بن محمَّد الأنصاري، مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة، مكة، 1387 هـ. 120 - ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق، للحافظ شمس الدين الذهبي، ت: محمَّد شكور المياديني، مكتبة المنار، الأردن، الطبعة الأولى 1406هـ. 121 - ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل، (مطبوع مع قاعدة في الجرح والتعديل) للحافظ شمس الدين الذهبي، ت: الشيخ عبد الفتاح أبو غده، مكتب المطبوعات الإِسلامية بحلب، الطبعة الخامسة 122 - ذيل تذكرة الحفاظ، المسمى لحظ الألحاظ، للحافظ تقي الدين بن فهد المكي، دار إحياء التراث العربي- بيروت.
123 - الذيل على رفع الإِصر، لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي، ت: جودة هلال، ومحمد صبح، الدار المصرية للتأليف والترجمة. 124 - ذيل الكاشف، للحافظ أبي زرعة ابن الحافظ العراقي، ت: بدران الضناوي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 125 - ذيل ميزان الاعتدال، للحافظ أبي الفضل العراقي، ت: عبد القيوم عبد رب النبي، جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1406 هـ. 126 - رجال صحيح البخاري، للِإمام أبي نصر الكلاباذي، ت: عبد الله الليثي طبعة: دار المعرفة- بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 127 - رجال صحيح مسلم، للِإمام أحمد بن علي بن منجوية الأصبهاني، ت: عبد الله الليثي، دار المعرفة- بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 128 - الرحلة في طلب الحديث، للخطيب البغدادي، ت: الدكتور/ نور الدين عتر، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1395 هـ. 129 - الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السُنَّة المشرفة، للِإمام الشريف محمَّد الكتاني، دار الكتب العلمية- بيروت 1400هـ. 130 - رفع الإِصرعن قضاء مصر، للحافظ ابن حجر العسقلاني، ت: عدد من الأساتذة، المكتبة الأميرية- القاهرة 1957 م. 131 - الرواة الثقات المتكلم فيهم مما لا يوجب ردهم، للحافظ شمس الدين الذهبي، ت: محمَّد إبراهيم الموصلي، دار البشائر الإِسلامية- بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ. 132 - الرواة المختلف فيهم، للحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري (الملحق في آخر الترغيب والترهيب)، ت: مصطفى محمَّد عمارة، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثالثة.
133 - الرواة من الإِخوة والأخوات، للِإمامين علي بن المديني وأبي داود السجستاني، ت: الدكتور باسم فيصل الجوابرة، دار الراية- الرياض، الطبعة الأولى 1408 هـ. 134 - الروض المعطار في خبر الأقطار، لمحمد بن عبد المنعم الحميري، ت: الدكتور إحسان عباس، طبعة: مكتبة لبنان- بيروت، 1395 هـ. 135 - رياض الصالحين، للِإمام النووي، ت: جماعة من العلماء، تخريج/ محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتب إلِإسلامي- بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ. 136 - زوائد عبد الله بن أحمد بن حنبل في المسند، ترتيب وتخريج وتعليق: الدكتور عامر حسن صبري، دار البشائر الإِسلامية- بيروت، الطبعة الأولى 1410هـ. 137 - الزهد، للِإمام وكيع بن الجراح، ت: الدكتور عبد الرحمن الفريوائي، مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1404 هـ. 138 - الزهد، للِإمام أحمد بن حنبل، ت: محمَّد السعيد بسيوني زغلول، دار الريان للتراث ودار الكتاب العربي، الطبعة الأولى 1408 هـ -و 1409هـ. 139 - الزهد، للِإمام هنَّاد بن السري الكوفي، ت: الدكتور عبد الرحمن الفريوائي، دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي- الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 140 - الزهد والرقائق، للِإمام عبد الله بن المبارك، ت: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية- بيروت.
141 - زوائد نعيم بن حماد على زهد ابن المبارك، ت: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية- بيروت. 142 - سنن الترمذي، للِإمام أبي عيسى محمَّد بن عيسى بن سورة الترمذي. (أ) المطبوع مع تحفة الأحوذي، للإمام عبد الرحمن المباركفوري، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ - 1990 م. (ب) ت: أحمد محمَّد شاكر مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة الثانية 1397 هـ. (ج) ت: عبد الرحمن محمَّد عثمان، دار الفكر- بيروت، الطبعة الثانية 1394 هـ. 143 - سنن الدارمي، للإمام أبي محمَّد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ت: فواز أحمد زمرلي، وخالد السبع، دار الريان للتراث- القاهرة، ودار الكتب العربي- بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. 144 - سنن الدارمي، للإمام أبي محمَّد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عناية: محمَّد أحمد دهمان، دار إحياء السُنَّة النبوية. 145 - سنن الدارقطني، للحافظ أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، ومعه التعليق المغني، للعظيم آبادي، حديث أكادمي، نشاط آباد، فيصل آباد، باكستان. 146 - سنن أبي داود، لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، ت: عزت الدعاس، نشر وتوزيع محمَّد علي السيد، الطبعة الأولى 1389 هـ. 147 - السنن الكبرى، للحافظ أبي بكر أحمد بن علي البيهقي وفي ذيله الجوهر النقي للعلامة علاء الدين علي بن عثمان المارديني ابن التركماني، دار الفكر- بيروت.
148 - سنن ابن ماجه، للِإمام أبي عبد الله محمَّد بن يزيد الربعي المعروف بابن ماجه، ت: محمَّد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي- بيروت 1395 هـ. 149 - سنن ابن ماجه، للِإمام أبي عبد الله محمَّد بن يزيد الربعي المعروف بابن ماجه، ت: محمَّد مصطفى الأعظمي، شركة الطباعة السعودية، الطبعة الثانية 1404 هـ. 150 - سنن سعيد بن منصور، للِإمام سعيد بن منصور الخرساني، المكي، ت: حبيب الرحمن الأعظمي، من منشورات المجلس العلمي، الدار السلفية- الهند 1387هـ. 151 - السنن الكبرى، للِإمام أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، ت: الدكتور عبد الغفار البنداري وسيد كسروي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1411 هـ. 152 - سنن النسائي، للِإمام أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، مع شرح السيوطي وحاشية السندي. (أ) عناية: عبد الفتاح أبو غدة، مكتبة المطبوعات الإِسلامية- حلب، الطبعة الثانية 1409هـ. (ب) طبعة: دار الفكر- بيروت، سنة 1398 م. 153 - السُنَّة، لأبي بكر عمرو بن أبي عاصم الشيباني، ت: محمَّد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي- بيروت 1405 هـ. 154 - السُنَّة، لأبي بكر أحمد بن محمَّد بن هارون الخلال، ت: الدكتور عطية الزهراني، دار الراية- الرياض، الطبعة الأولى 1410 هـ.
155 - سلسلة الأحاديث الصحيحة، لمحمد ناصر الدين الألباني (الأول والثاني من المكتب الإِسلامي- بيروت)، (الثالث والرابع والخامس من مكتبة المعارف- الرياض). 156 - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، لمحمد ناصر الدين الألباني الجزء الأول من المكتب الإِسلامي- بيروت، والثاني والثالث والرابع من مكتبة المعارف- الرياض. 157 - سؤالات الآجري لأبي داود السجستاني في "الجرح والتعديل" ت: محمَّد علي قاسم العمري، إحياء التراث الإِسلامي، الطبعة الأولى 1403هـ. 158 - سير أعلام النبلاء، للِإمام شمس الدين الذهبي، ت: شعيب الأرناؤوط وغيرهم، مؤسسة الرسالة، الطبعة الرابعة 1406 هـ. 159 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لأبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي، دار المسيرة- بيروت. 160 - شرح أصول اعتقاد أهل السُنَّة والجماعة، للِإمام أبي القاسم هبة الله بن الحسن اللالكائي، ت: أحمد سعد حمدان، دار طيبة- الرياض. 161 - شرح ديوان الحماسة، لأبي زكريا يحيى بن علي التبريزي الشهير بالخطيب، عالم الكتب- بيروت. 162 - شرح السُنَّة، للِإمام حسين بن مسعود البغوي، ت: شعيب الأرناؤوط وزهير الشاويش، المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثانية 1403هـ.
163 - شرح صحيح مسلم، للِإمام أبي زكريا النووي، دار الفكر- بيروت. 164 - شرح صحيح مسلم، للِإمام أبي زكريا النووي، دار الكتاب العربي- بيروت 1407 هـ. 165 - شرح الصدور لشرح حال الموتى والقبور، للحافظ جلال الدين السيوطي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الثانية 1458 هـ. 166 - شرح علل الترمذي، لابن رجب الحنبلي، ت: الدكتور همام سعيد، مكتبة المنار، الأردن، الطبعة الأولى 1407 هـ. 167 - شرح ابن عقيل، لقاضي القضاة عبد الله بن عقيل الهمداني، ت: محمَّد محيي الدين عبد الحميد، دار العلوم الحديثة- بيروت، الطبعة الرابعة عشر 1384 هـ. 168 - الشريعة، للِإمام أبي بكر محمَّد بن الحسين الآجري، ت: محمَّد حامد الفقي، أنصار السُنَّة المحمدية، لاهور باكستان، وأحيانًا، مكتبة دار السلام- الرياض، الطبعة الأولى 1413 هـ. 169 - الصحاح، لِإسماعيل بن حماد الجوهري، ت: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين- بيروت، الطبعة الأولى 1376هـ. 170 - صحيح أشراط الساعة ووصف ليوم البعث وأهوال يوم القيامة، تأليف: مصطفى أبو النصر الشلبي، مكتبة السواري للتوزيع الطبعة الأولى 1376هـ. 171 - صحيح ابن حبّان -رتبه ابن بلبان- لمحمد بن حبّان البستي، ت: كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ.
172 - صحيح الجامع الصغير وزيادته، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ. 173 - صحيح ابن خزيمة، للِإمام أبي بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، ت: الدكتور محمَّد مصطفى الأعظمي، شركة الطباعة العربية السعودية- الرياض. 174 - صحيح البخاري "مطبوع مع شرحه فتح الباري" لمحمد بن إسماعيل البخاري، ت: محب الدين الخطيب ومحمد فؤاد عبد الباقي دار الريان للتراث- القاهرة، الطبعة الأولى 1407 هـ. 175 - صحيح البخاري "مطبوع مع شرحه فتح الباري" لمحمد بن إسماعيل البخاري، ت: محمَّد فؤاد عبد الباقي، المكتبة السلفية- مصر. 176 - صحيح مسلم، لأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، ت: محمَّد فؤاد عبد الباقي، المكتبة الإِسلامية، استانبول، تركيا. 177 - الصحيح المسند من دلائل النبوة، تأليف وتحقيق: مقبل بن هادي الوادعي، دار الأرقم- الكويت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 178 - صفة الجنة، لأبي نعيم الأصبهاني. (أ) ت: سعيد اللحام، دار الفكر- بيروت، الطبعة الأولى 1991م. (ب) ت: علي رضا عبد الله، دار المأمون للتراث- دمشق، الطبعة الأولى 1406 هـ. 179 - صفة الجنة وما فيها من النعيم المقيم، المأخوذ من كتاب (النهاية) لأبي الفداء إسماعيل بن كثير، ت: أبو عبد الرحمن محمَّد عبد المنعم، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1412 هـ.
180 - الضعفاء الصغير، للِإمام محمَّد بن إسماعيل البخاري، ت: بوران الضناوي، عالم الكتب- بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 181 - الضعفاء الكبير، لأبي جعفر محمد بن حماد العقيلي، ت: عبد المعطي أمين قلعجي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى. 182 - الضعفاء والمتروكون، لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، ت: بوران الضناوي وكمال الحوت، مؤسسة الكتب الثقافية، الطبعة الأولى 1405 هـ. وأحيانًا من المطبوع ضمن كتاب: المجموع في الضعفاء والمتروكون، ت: عبد العزيز السيروان. 183 - الضعفاء والمتروكون، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، ت: محمد بن لطفي الصباغ، المكتب الإِسلامي، الطبعة الأولى 1400هـ. وأحيانًا من المطبوع ضمن كتاب: المجموع في الضعفاء والمتروكون، ت: عبد العزيز السيروان. 184 - الضعفاء والمتروكون، لجمال الدين أبي الفرج بن الجوزي، ت: أبو الفداء عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 185 - ضعيف الجامع الصغير وزيادته، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثانية 1399 هـ. 186 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، للحافظ محمَّد بن عبد الرحمن السخاوي، منشورات مكتبة الحياة- بيروت.
187 - الطبقات، لخليفة بن خياط العصفري، ت: الدكتور أكرم ضياء العمري، دار طيبة- الرياض، الطبعة الثانية 1402 هـ. 188 - طبقات الحفاظ، لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 189 - طبقات الحنابلة، للقاضي أبي الحسين محمَّد بن أبي يعلى، دار المعرفة- بيروت. 190 - طبقات الفقهاء، لأبي إسحاق الشيرازي، ت: إحسان عباس، دار الرائد العربي- بيروت، الطبعة الثانية 1401 هـ. 191 - الطبقات الكبرى، للِإمام محمَّد بن سعد، دار صادر- بيروت. 192 - الطبقات الكبرى، للِإمام محمَّد بن سعد، ت: محمَّد عبد القادر عطار، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ. 193 - الطبقات الكبرى (القسم المتمم)، للِإمام محمَّد بن سعد، ت: زياد محمَّد منصور، مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة، الطبعة الثانية 1408هـ. 194 - طبقات المحدَّثين بأصبهان، لأبي محمَّد عبد الله بن حيان المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني، ت: عبد الغفور بلوشي، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الثانية 1412 هـ. 195 - طبقات المدلسين أو تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، للحافظ ابن حجر العسقلاني، ت: الدكتور عاصم القريوتي، مكتبة المنار، الأردن، الطبعة الأولى. 196 - ظلال الجنة في تخريج السُنَّة، لمحمد ناصر الدين الألباني، نشر: المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الأولى 1400هـ (ضمن كتاب السنّة، لابن أبي عاصم).
197 - عارضة الأحوذي شرح جامع الترمذي، لابن العربي المالكي، دار الكتاب العربي- بيروت. 198 - العبر في خبر من غبر، للحافظ الذهبي، ت: أبو هاجر محمَّد زغلول، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1400 هـ. 199 - العظمة، تأليف: أبي الشيخ الأصبهاني، ت: رضا الله المباركفوري، دار العاصمة- الرياض الطبعة الأولى 1408 هـ. 200 - العلل، لعلي بن عبد الله المديني، ت. عبد المعطي قلعجي، دار الوعى- حلب، الطبعة الأولى 1400 هـ. 201 - علل الترمذي الكبير، ترتيب أبي الطالب القاضي، ت: حمزة ديب مصطفى، مكتبة الأقصى الأردن، الطبعة الأولى 1406 هـ. 202 - علل الحديث، لأبي محمَّد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، دار المعرفة- بيروت 1405 هـ. 203 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، لأبي الفرج ابن الجوزي، ت: إرشاد الحق الأثري، دار نشر الكتب الإِسلامية، لاهور، باكستان. 204 - العلل ومعرفة الرجال، للِإمام أحمد بن حنبل، رواية المروذي وغيره، ت: وصي الله بن محمَّد عباس، الدار السلفية- الهند، الطبعة الأولى 1408هـ. 205 - العلل ومعرفة الرجال، للِإمام أحمد بن حنبل، رواية أبي علي محمَّد بن أحمد الصواف عن عبد الله بن أحمد، ت: وصي الله بن محمَّد عباس، المكتب الإِسلامي- بيروت، ودار الخاني- الرياض.
206 - العلل الواردة في الأحاديث النبوية، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، ت: محفوظ الرحمن زين الله السلفي، دار طيبة- الرياض، الطبعة الأولى 1406 هـ. 207 - علم زوائد الحديث، تأليف: الدكتور خلدون الأحدب، دار القلم- دمشق، الطبعة الأولى 1413 هـ. 208 - علوم الحديث، لابن الصلاح عثمان بن عبد الرحمن. انظر: التقييد والإِيضاح. 209 - عمدة القاري شرح صحيح البخاري، للِإمام بدر الدين العيني، مكتبة مصطفى البابي الحلبي بمصر، الطبعة الأولى 1392هـ. 210 - عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران، لبرهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي. 211 - العواصم من القواصم، للقاضي أبي بكر العربي، ت: محب الدين الخطيب، توزيع: الرئاسة العامة لِإدارات البحوث والعلمية والأفتاء والدعوة والإِرشاد 1404 هـ. 212 - عون المعبود شرح سنن أبي داود، للعلامة شمس الحق العظيم آبادي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1410هـ. 212 - غريب الحديث، لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي، دار الكتاب العربي- بيروت. 213 - غريب الحديث، لأبي إسحاق إبراهيم الحربي، ت: سليمان بن إبراهيم العايد، جامعة أم القرى الطبعة الأولى 1405 هـ. 215 - غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة، لأبي القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال، ت: عز الدين علي السيد ومحمد كمال الدين، عالم الكتب، الطبعة الأولى 1407 هـ.
216 - الفائق في غريب الحديث، تأليف: جار الله محمود الزمخشري، ت: محمَّد أبو الفضل إبراهيم، دار المعرفة- بيروت، الطبعة الثانية. 217 - فتح الباري في شرح صحيح البخاري، للحافظ ابن حجر العسقلاني، ت: محمَّد فؤاد عبد الباقي، دار الريان للتراث- القاهرة، الطبعة الأولى 1407 هـ. 218 - فتح الباري في شرح صحيح البخاري، للحافظ ابن حجر العسقلاني، ت: محمَّد فؤاد عبد الباقي، تصحيح: الشيخ عبد العزيز بن باز، المكتبة السلفية بمصر. 219 - الفتح الرباني في ترتيب مسند إمام أحمد، لأحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي طبعة دار الفكر- بيروت. 220 - فتح المغيث شرح ألفية الحديث، لشمس الدين محمَّد بن عبد الرحمن السخاوي، أم القرى للطباعة والنشر- القاهرة. 221 - فتوح البلدان، تأليف أحمد بن يحيى بن جابر المعروف بالبلاذري، ت: الدكتور صلاح الدين المنجد، مكتبة النهضة المصرية. 222 - الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم، لأبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي، ت: محمَّد محيي الدين عبد الحميد، دار المعرفة- بيروت. 223 - فضائل بيت المقدس، للِإمام محمَّد بن عبد الواحد المقدسي، ت: محمَّد مطيع الحافظ دار الفكر للطباعة والتوزيع- دمشق، الطبعة الأولى 1405 هـ. 224 - فضائل الشام، للحافظ أبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، ت: عمرو علي عمر، دار الثقافة العربية- دمشق، الطبعة الأولى 1412هـ.
225 - فضائل الصحابة، للِإمام أحمد بن حنبل، ت: الدكتور وصي الله عباس، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1403 هـ. 226 - فضائل القدس، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، ت: جبرائيل سليمان، دار الآفاق الجديدة 1400هـ. 227 - الفقيه والمتفقه، لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، تعليق: الشيخ إسماعيل الأنصاري دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الثانية 1400هـ. 228 - الفهرست لابن النديم، محمَّد بن إسحاق، دار المعرفة- بيروت، الطبعة الأولى 1398 هـ. 229 - فهرس الفهارس والإِثبات، تأليف: عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، ت: إحسان عباس دار الغرب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الثانية 1402 هـ. 230 - الفوائد، للحافظ أبي القاسم تمام بن محمَّد الرازي، ت: حمدي بن عبد الحميد السلفي، مكتبة الرشد- الرياض، الطبعة الأولى 1412 هـ. 231 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، للعلامة محمَّد بن علي الشوكاني، ت: محمَّد عبد الرحمن عوض، دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 232 - فيض القدير في شرح الجامع الصغير، للِإمام محمَّد عبد الرؤوف المناوي، المكتبة التجارية مصطفى أحمد الباز مكة المكرمة.
233 - القاموس المحيط، لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، دار الجيل- بيروت. 234 - القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية، لمحمد بن طولون الصالحي، ت: محمد أحمد دهمان، الطبعة الثانية 1401، مطبوعات: مجمع اللغة العربية- دمشق. 235 - القناعة فيما يحسن الإِحاطة به من أشراط الساعة، لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي، ت: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة الساعي- الرياض. 236 - قواعد في علوم الحديث، لظفر أحمد العثماني، ت: عبد الفتاح أبو غدة، شركة العبيكان- الرياض، الطبعة الخامسة 1404 هـ. 237 - القول المسدد في الذب عن المسند، للحافظ ابن حجر العسقلاني، إدارة ترجمان السنة لاهور باكستان. 238 - القيامة الصغرى، تأليف: الدكتور عمر سليمان الأشقر، مكتبة الفلاح- الكويت، سنة 1406 هـ. 239 - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، للحافظ الذهبي. (أ) مراجعة وضبط لجنة من العلماء، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. (ب) ت: عزت علي عطية وموسى محمد الموشى، دار الكتب الحديثية- مصر، الطبعة الأولى 1392 هـ. 240 - الكامل في التاريخ، لابن الأثير الجزري، ت: الدكتور محمد يوسف الدقاق، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ.
241 - الكامل في ضعفاء الرجال، للِإمام أبي محمَّد عبد الله بن عدي الجرجاني. (أ) ت: يحيى مختار غزاوى، دار الفكر- بيروت، الطبعة الثانية 1405هـ. (ب) ت: لجنة من المختصين، دار الفكر- بيروت، الطبعة الأولى 1404هـ. 242 - كتاب الأموال، للِإمام أبي عبيد القاسم بن سلام، ت: محمَّد خليل هراس، مكتبة الكليات الأزهرية 1401 هـ. 243 - كتاب الأموال، لابن زنجوية حميد بن زنجوية، ت: الدكتور شاكر ذيب فياض، الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإِسلامية، 1406هـ. 244 - كتاب البعث، للِإمام أبي بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، ت: أبو إسحاق الحويني دار الكتاب العربي - بيروت، 1408 هـ. 245 - كتاب البعث والنشور، للحافظ أبي بكر أحمد بن حسين البيهقي، ت: الشيخ عامر أحمد حيدر، مركز الخدمات والأبحاث الثقافية- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 246 - كتاب التمييز، لأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، ت: محمَّد مصطفى الأعظمي، شركة الطباعة العربية السعودية المحدودة- الرياض، الطبعة الثانية 1402 هـ. 247 - كتاب الحدائق في علم الحديث والزهديات، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، ت: مصطفى السبكي، دار الكتب العلمية- بيروت 1408 هـ.
248 - كتاب الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب، دار المعرفة- بيروت. 249 - كتاب الزهد، للِإمام هنَّاد بن السري، ت: الدكتور عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي 1406 هـ. 250 - كتاب سر الروح، تأليف: إبراهيم بن عمر بن حسن البقاعي، ت: محمود محمَّد نصار، مكتبة التراث الإِسلامي. 251 - كتاب السُنَّة، تأليف: عبد الله بن الإِمام أحمد، ت: الدكتور محمَّد بن سعيد بن سالم القحطاني، دار ابن القيم، الطبعة الأولى 1406 هـ. 252 - كتاب الفتن، للحافظ أبي عبد الله نعيم بن حماد المروذي، ت: سمير الزهيري مكتبة التوحيد- القاهرة، الطبعة الأولى 1412هـ. 253 - كتاب المحن، تأليف: لأبي العرب محمد بن أحمد بن تميم التميمي، ت: الدكتور يحيي وهيب الجبوري، دار الغرب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 254 - كتاب وصف الفردوس، تأليف: عبد الملك بن حبيب السلمي القرطبي، دار الكتب العلمية- بيروت، 1407 هـ. 255 - كشف الأستار عن زوائد البزّار، للحافظ نور الدين الهيثمي، ت: حبيب الرحمن الأعظمي مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الثانية 1404 هـ. 256 - الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث، لبرهان الدين الحلبي، ت: صبحي السامرائي، عالم الكتب مكتبة النهضة العربية، الطبعة الأولى 1407 هـ.
257 - كشف الخفاء ومزيل الإِلباس، لِإسماعيل بن محمَّد العجلوني، دار إحياء التراث العربي- بيروت، الطبعة الثالثة 1351 هـ. 258 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، لمصطفى بن عبد الله القسطنطيني، دار الفكر- بيروت، 1402 هـ. 259 - الكنى والأسماء، لأبي بشر الدولابي، دائرة المعارف العثمانية- الهند. 260 - الكنى والأسماء، لمسلم بن الحجاج القشيري، ت: عبد الرحيم القشقري، الطبعة الأولى 1404 هـ، نشر: المجلس العلمي بالجامعة الإِسلامية، بالمدينة المنورة. 261 - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، تأليف: علاء الدين علي المتقي الهندي، مؤسسة الرسالة- بيروت 1409 هـ. 262 - الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة "الثقات"، لأبي البركات بن الكيال، جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1401 هـ. 263 - الآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، للِإمام جلال الدين السيوطي، دار المعرفة- بيروت 1403 هـ. 264 - لسان العرب، لأبي الفضل جمال الدين بن منظور المصري. (أ) دار صادر- بيروت. (ب) ت: عبد الله علي بكير، ومحمد أحمد حسب الله، وهاشم محمَّد الشاذلي، دار المعارف، كورنيش النيل- القاهرة. 265 - لسان الميزان، للحافظ ابن حجر العسقلاني، مصور عن الطبعة الهندية، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات- بيروت، الطبعة الثالثة 1406 هـ.
266 - لسان الميزان، للحافظ ابن حجر العسقلاني، دار الفكر- بيروت، الطبعة الأولى 1407هـ. 267 - اللباب في تهذيب الأنساب، للعلامة ابن الأثير الجزري، دار صادر- بيروت 1400 هـ. 268 - المجرد في رجال سنن ابن ماجه، للِإمام الذهبي، ت: الدكتور باسم فيصل الجوابره، دار الراية الطبعة الأولى 1409 هـ. 269 - المجروحين من المحدَّثين والضعفاء والمتروكين، لمحمد بن حبّان البستي، ت: محمود إبراهيم زايد، دار المعرفة- بيروت. 270 - مجمع البحرين في زوائد المعجمين، للحافظ نور الدين الهيثمي، ت: عبد القدوس بن محمَّد نذير، مكتبة الرشد- الرياض، الطبعة الأولى 1413هـ. 271 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، لنور الدين الهيثمي، دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الثالثة 1452 هـ. 272 - المجموع في الضعفاء والمتروكلين، (عبارة عن ضعفاء الدارقطني والنسائي والبخاري) جمع وتحقيق: عبد العزيز السيروان، دار القلم- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 273 - المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث، لأبي موسى محمَّد بن المديني الأصفهاني، ت: عبد الكريم العزباوي، جامعة أم القرى، الطبعة الأولى 1406هـ. 274 - المحبر. 275 - مختار الصحاح، للِإمام محمَّد بن أبي بكر الرازي، مكتبة البنان- بيروت.
276 - المختار من أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، للمقدسي، اختيار وتعليق: غازي طليمات، وزارة الثقافة، ودمشق 1400 هـ. 277 - مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد الله الحاكم، لسراج الدين عمر بن علي بن الملقن، ت: الدكتور سعد الحميد، دار العاصمة- الرياض، الطبعة الأولى 1411 هـ. 278 - مختصر زوائد مسند البزّار على الكتب الستة ومسند أحمد، للحافظ ابن حجر العسقلاني، ت: صبري عبد الخالق، مؤسسة الكتب الثقافية- بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ. 279 - مختصر سنن أبي داود، للحافظ عبد العظيم المنذري، ت: محمَّد حامد الفقي، مكتبة السُنَّة المحمدية- القاهرة. 280 - المختلف فيهم، لابن شاهين، مطبوع بآخر تاريخ جرجان. 281 - المراسيل، لأبي محمَّد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، ت: شكر الله بن نعمة الله القوجاني، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الثانية 1402هـ. 282 - مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، لصفي الرحمن عبد المؤمن البغدادي، ت: علي محمَّد البجاوي، دار إحياء الكتب العربية، الطبعة الأولى 1372 هـ. 283 - مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، تأليف: علي بن سلطان الملا على القاري، ت: صدقي محمَّد جميل، المكتبة التجارية، مكة المكرمة. 284 - مروج الذهب ومعادن الجوهر، لأبي الحسن علي بن حسن المسعودي، عناية: يوسف أسعد داغر دار الأندلس- بيروت، الطبعة الثانية 1393 هـ.
285 - المستدرك على الصحيحين، لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري، دار المعرفة- بيروت. 286 - مسند علي بن الجعد، لأبي الحسن علي بن الجعد الجوهرى، ت: الدكتور عبد المهدي بن عبد الهادي، مكتبة الفلاح- الكويت، الطبعة الأولى 1405هـ. 287 - مسند أبي بكر الصديق، لأبي الفضل جلال الدين السيوطي، ت: عبد الله الغماري، مكتبة النهضة الحديثة، مكة المكرمة. 288 - مسند أبي داود الطيالسي -رواية يونس بن حبيب- دار المعرفة، بيروت. 289 - مسند أبي يعلى الموصلي، للِإمام أحمد بن علي التميمي، ت: حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث- دمشق، الطبعة الأولى- 1404هـ. 290 - المسند، للِإمام أحمد بن حنبل. (أ) دار الكتب العلمية- بيروت. (ب) ت: أحمد محمَّد شاكر، دار المعارف- القاهرة، سنة 1392 هـ. 291 - المسند، لإسحاق بن إبراهيم بن راهويه، ت: الدكتور عبد الغفور البلوشي، مكتبة الإيمان، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1412 هـ. 292 - مسند الحميدي، لأبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي، ت: حبيب الرحمن الأعظمي، عالم الكتب- بيروت. 293 - مسند الإِمام الشافعي، دار الكتب العلمية- بيروت.
294 - مسند الشهاب، لأبي عبد الله محمَّد القاضي، ت: حمدي عبد المجيد السلفي، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ. 295 - مسند الهيثم بن كليب، لأبي سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، ت: الدكتور محفوظ الرحمن زين الله، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1410هـ. 296 - مشاهد القيامة في الحديث النبوي، تأليف: الدكتور أحمد محمَّد العلي، دار الوفاء منصورة، الطبعة الأولى 1411 هـ. 297 - مشاهير علماء الأمصار، للحافظ محمَّد بن حبّان البستي، دار الكتب العلمية- بيروت. 298 - مشكل الآثار، لأبي جعفر الطحاوي، مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية، حيدر آباد- الهند، الطبعة الأولى سنة 1333 هـ. 299 - مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه، للحافظ أحمد بن أبي بكر البوصيري، ت: موسى محمَّد علي والدكتور عزت عطية، دار الكتب الإِسلامية- مصر، الطبعة الأولى 1405هـ. 300 - مصنف ابن أبي شيبة، للحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، ت: عبد الخالق الأفغاني ومختار أحمد الندوي، الدار السلفية- الهند. 301 - مصنف ابن أبي شيبة، للِإمام أبي بكر بن أبي شيبة، تقديم وضبط: كمال يوسف الحوت، دار التاج، الطبعة الأولى 1409. 302 - المصنف لأبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، ت: حبيب الرحمن الأعظمي، من منشورات المجلس العلمي، الطبعة الأولى 1390 هـ.
303 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، للحافظ ابن حجر العسقلاني، ت: حبيب الرحمن الأعظمي، دار المعرفة- بيروت. 304 - المعارف لابن قتيبة، لأبي عبد الله محمَّد بن مسلم بن قتيبة، ت: الدكتور ثروت عكاشة، دار المعارف، كورنيش النيل- القاهرة، الطبعة الثانية 1388 هـ. 305 - المعالم السنن، لأبي سليمان الخطابي (شرح سنن أبي داود) دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1411 هـ. 356 - المعجم، لأبي سعيد أحمد بن محمَّد بن الأعرابي، ت: الدكتور أحمد بن ميرين البلوشي، مكتبة الكوثر- الرياض، الطبعة الأولى 1412 هـ. 306 - المعجم الأوسط، للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ت: الدكتور محمود الطحان، مكتبة المعارف- الرياض، الطبعة الأولى 1405هـ. 308 - معجم البلدان لشهاب الدين ياقوت الحموي (أ) طبعة دار صادر - بيروت، 1404 هـ. (ب) ت: فريد عبد العزيز الجندي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ. 309 - المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، تأليف: حمد الجاسر، منشورات دار اليمامة للبحث والترجمة- الرياض، المملكة العربية السعودية. 310 - المعجم الجغرافي لدول العالم، تأليف: هزاع بن عيد الشمري، مكتبة التقدم- مصر.
311 - معجم شيوخ أبي يعلى، للحافظ أحمد بن علي التميمي، ت: حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث- بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ. 312 - المعجم الصغير للطبراني، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني. (أ) ت: محمَّد شكور محمود، المسمى (الروض الداني) المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. (ب) ت: عبد الرحمن محمَّد عثمان، المكتبة السلفية، بالمدينة المنورة 1388هـ. 313 - معجم قبائل الحجاز، تأليف: عاتق بن غيث البلادي، دار مكة. 314 - معجم قبائل العرب، تأليف: عمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة السادسة 1412 هـ. 315 - المعجم الكبير، للحافظ الطبراني، ت: حمدي عبد المجيد السلفي، الطبعة الثانية مكتبة ابن تيمية. 316 - معجم ما استعجم، عبد الله بن عبد العزيز الأندلسي، ت: مصطفى السقا، عالم الكتب- بيروت، الطبعة الثالثة 1403 هـ. 317 - المعجم المختص بالمحدَّثين، للحافظ الذهبي، ت: محمَّد الحبيب، مكتبة الصديق السعودية، الطبعة الأولى 1408 هـ. 318 - معجم الصنفات الواردة في فتح الباري، صنعة: مشهور سلمان ورائد صبري، دار الهجرة- الرياض، الطبعة الأولى 1412 هـ. 319 - معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، تأليف: عاتق بن غيث البلادي، دار مكة، الطبعة الأولى 1400 هـ. 320 - المعجم الوسيط، لِإبراهيم أنيس وعبد الحليم منتصر، دار إحياء التراث العربي.
231 - معرفة الصحابة، لأبي نعيم الأصبهاني، ت: الدكتور محمَّد راضي عثمان، مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1408 هـ. 232 - معرفة القراء الكبار على الطبقات والآثار للحافظ الذهبي، ت: بشار عواد، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ. 233 - المعرفة والتاريخ، لأبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، ت: الدكتور أكرم ضياء العمري، مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1415 هـ. 234 - المغني لابن قدامة، لأبي محمَّد عبد الله بن قدامة، مكتبة الرياض الحديثة- الرياض. 235 - المغني عن حمل الأسفار في الأسفار، للحافظ أبي الفضل زين الدين العراقي. انظر: إحياء علوم الدين. 236 - المغني في ضبط أسماء الرجال ومعرفة كنى الرواة وألقابهم وأنسابهم، لمحمد بن طاهر الهندي الفتني، دار الكتاب العربي- بيروت، 1402 هـ. 237 - المغني في الضعفاء، للحافظ الذهبي، ت: الدكتور نور الدين عتر، دار المعارف- حلب. 238 - المفاريد عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لأبي يعلى أحمد بن مثنى الموصلي، ت: عبد الله بن يوسف الجديع، مكتبة دار الأقصى، الطبعة الأولى 1405هـ. 239 - المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، لأبي الخير محمَّد بن عبد الرحمن السخاوي، عَلَّق عليه عبد الله محمَّد الصديق، دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى 1399 هـ.
330 - مقالات الإِسلاميين واختلاف المصلين، لأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري. 331 - المقتنى في سرد الكنى، للحافظ الذهبي، ت: محمَّد صالح مراد، طبع المجلس العلمي بالجامعة الإِسلامية، بالمدينة المنورة 1408 هـ. 332 - المقصد العلي في زوائد مسند أبي يعلى الموصلي، للحافظ نور الدين الهيثمي، ت: الدكتور نايف الدعيس، مؤسسة التهامة جدة، الطبعة الأولى 1402 هـ. 333 - المقلق، لأبي الفرج بن الجوزي، ت: مجدي فتحي السيد، دار الصحابة للتراث بطنطا 1411هـ. 334 - مكارم الأخلاق ومعاليها، لمحمد بن جعفر الخرائطي، مكتبة العالمية، بمصر. 335 - الملل والنحل، لأبي الفتح محمَّد بن عبد الكريم الشهرستاني، ت: محمَّد سعيد الكيلاني، طبعة: مصطفى البابي الحلبي وشركاءه- مصر. 336 - المنار المنيف في الصحيح والضعيف، للِإمام شمس الدين محمَّد بن أبي بكر بن قيم الجوزية، ت: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإِسلامية- حلب، 1390 هـ. 337 - مناقب الشام وأهله، لابن تيمية (ضمن كتاب تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق) المكتب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الرابعة، 1405هـ. 338 - من كلام يحيي بن معين في الرجال، ت: أحمد محمَّد نور سيف، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى. مكة المكرمة.
339 - المنتخب من مسند عبد بن حميد، للحافظ عبد بن حميد الكَشّي، ت: صبحي السامرائي ومحمود خليل، عالم الكتب- بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ. 340 - منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي، تأليف: أحمد البنا الساعاتي، المكتبة الإِسلامية- بيروت، الطبعة الثانية 1400 هـ. 341 - منهاج السُنَّة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية، أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، ت: الدكتور محمَّد رشاد سالم، جامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية- الرياض، الطبعة الأولى 1406 هـ. 342 - منهج النقد في علوم الحديث، للدكتور نور الدين عتر، دار الفكر- دمشق، الطبعة الثالثة 1401 هـ. 343 - المنهل الصافي، ليوسف بن تغري، بردى، ت: محمَّد أمين وعبد الفتاح عاشور، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب 1984 م. موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبّان، للحافظ نور الدين الهيثمي، ت: محمَّد عبد الرزاق حمزة، دار الكتب العلمية- بيروت. 344 - المؤتلف والمختلف، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، ت: الدكتور موفّق بن عبد الله بن عبد القادر، دار الغرب الإِسلامي- بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. 345 - موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف، إعداد: محمَّد السعيد بن بسيوني زغلول، عالم التراث للطباعة والنشر- بيروت، الطبعة الأولى 1410هـ.
347 - الموضوعات، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، ت: عبد الرحمن محمَّد عثمان، مكتبة ابن تيمية- القاهرة، الطبعة الثانية 1407 هـ. 348 - الموطأ، للِإمام مالك بن أنس (رواية أبي مصعب الزهري المدني)، ت: بشار عواد ومحمود خليل، مؤسسة الرسالة- بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ. 349 - الموطأ، للِإمام مالك بن أنس (رواية يحي بن يحيى الليثي) دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ. 350 - الموقظة في علم مصطلح الحديث، للحافظ شمس الدين الذهبي، ت: الشيخ/ عبد الفتاح أبو غدة، مكتبة المطبوعات الإِسلامية- حلب، الطبعة الأولى 1405هـ. 351 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال، للحافظ شمس الدين الذهبي، ت: علي محمَّد البجاوي، دار المعرفة- بيروت. 352 - نسب قريش، لأبي عبد الله المصعب بن عبد الله بن المصعب الزبيري، ت: ليس بروفنسال، دار المعارف- القاهرة، الطبعة الثالثة. 353 - نصب الراية، للحافظ جمال الدين الذيلعي، دار المأمون- القاهرة، الطبعة الأولى 1357 هـ. 354 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، لجمال الدين يوسف بن تغري بردي، نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب وزارة الثقافة والإِرشاد القومي، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة.
355 - نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر، للحافظ ابن حجر العسقلاني، المكتبة الإِمدادية، مكة المكرمة. 356 - نظم المتناثر من الحديث المتواتر، لأبي الفيض الإِدريسي الكتاني، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ. 357 - نظم العقيان في أعيان الأعيان، لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي، حرره فليب حتي، مصورة المكتبة العلمية- بيروت 1927م. 358 - النفح الشذي شرح جامع الترمذي، لأبي الفتح محمَّد بن سيد الناس اليعمري، ت: الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، دار العاصمة- الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. 359 - النهاية في غريب الحديث والأثر، لمجد الدين المبارك بن محمَّد بن الأثير، ت: طاهر أحمد الزواي ومحمود محمَّد الطناحى، المكتبة العلمية- بيروت. 360 - النهاية في الفتن والملاحم، للِإمام أبي الفداء الحافظ ابن كثير، ت: أحمد عبد الشافي، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الثانية 1411هـ. 361 - نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار، للعلامة محمَّد بن علي الشوكاني، دار الحديث بجوار إدارة الأزهر- القاهرة. 362 - هدي الساري مقدمة فتح الباري، دار الريان للتراث- القاهرة، الطبعة الأولى 1407هـ. 363 - هدي الساري مقدمة فتح الباري، للحافظ ابن حجر العسقلاني، ت: الشيخ عبد العزيز بن باز، المكتبة السلفية- مصر.
364 - الوافي بالوفيات، تأليف صلاح الدين الصفدي، ت: جماعة من المحققين، بدىء في طبعة سنة 1381 هـ. 365 - الولاة والقضاة، لأبي عمر محمَّد بن يوسف الكندي، المصري، تهذيب وتصحيح: رفن كست، مؤسسة قرطبة، مدينة الأندلس. 366 - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لأبي العباس شمس الدين بن خلكان، ت: إحسان عباس، دار صادر- بيروت. 367 - اليواقيت والدرر شرح شرح نخبة الفكر، لمحمد عبد الرؤوف المنادي، ت: أبو عبد الله ربيع بن محمَّد السعودي، مكتبة الرشد- الرياض، الطبعة الأولى 1411هـ. 368 - اليوم الآخر، تأليف: عمر بن سليمان الأشقر. مكتبة الفلاح- الكويت، سنة 1406 هـ. ثانيًا- المخطوطات 1 - إتحاف الخيرة المهرة بأطراف المسانيد العشرة (المختصرة)، للحافظ أحمد بن أبي بكر البوصيري (ت هـ 84) من مخطوطات جامعة الكويت، ومنها صورة بالمكتبة المركزية بجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية (برقم: 8141، 8142، 8143). 2 - إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (المسندة)، للحافظ البوصيري، نسخة المكتبة الأزهرية، وعنه صورة بالمكتبة المركزية بجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإسلامية. 3 - تاريخ دمشق، للحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر، نسخة المكتبة الظاهرية، صورتها مكتبة الدار، المدينة المنورة 1407 هـ.
4 - تهذيب الكمال، للحافظ أبي الحجاج يوسف المزي، صورته دار المأمون للتراث. 5 - جمان الدرر في اختصار الجواهر والدرر، لابن خليل الدمشقي، مصور منه نسخة في خزانة كتب شيخنا محمود ميرة. 6 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر، لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي، نسخة دار الكتب المصرية، ومنها صورة في المكتبة المركزية بجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية، محفوظة تحت رقم (505). 7 - علل الدارقطني، للحافظ أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، نسخة دار الكتب المصرية برقم (394) ومنها صورة في خزانة الأخ/ عبد الله دمغو. 8 - كتاب الفتن، لأبي عبد الله نعيم بن حماد المروزي، نسخة مصورة في مكتبة الأخ/ عبد الله البراك، وعندي صورة منها. 9 - المسند، للهيثم بن كليب الشاشي، نسخة دار الكتب الظاهرية، محفوظة تحت رقم (280) ومنها صورة في مكتبة الأخ/ عبد الله دمغو. 10 - معرفة الصحابة، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، نسخة مكتبة طوبقبو أحمد الثالث بتركيا تحت رقم (1/ 497) ومنها صورة في مكتبة الأخ/ عبد الله بن حسن الدمغو. 11 - المقصد العلي في زوائد مسند أبي يعلى الموصلي، للحافظ نور الدين الهيثمي، نسخة الجامعة الإِسلامية المدينة المنورة، وعندي صورة منها.
ثالثاً- الرسائل الجامعية 1 - إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، للحافظ البوصيري، القسم الأول، حققه سليمان الهرين، ونال به درجة الدكتوراه من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة. 2 - أحاديث أشراط الساعة الصغرى، رسالة ماجستير، أعدّها، صالح بن محمَّد الدخيل الله ونال بها درجة الماجستير من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة عام 1411هـ. 3 - بغية الباحث في زوائد مسند الحارث، للحافظ نور الدين الهيثمي، حققه الدكتور حسن أحمد الباكري، ونال به درجة الدكتوراه من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة عام 1405 هـ. 4 - السنن الواردة في الفتن، لأبي عمرو الداني، حققه رضا الله محمَّد إدريس، ونال به درجة الدكتوراه من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة عام 1408هـ - 1409هـ. 5 - المسند، لأبي يعلى أحمد بن علي الموصلي، حققه الدكتور فالح بن محمَّد الصغير، ونال به درجة الدكتوراه من جامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية، كلية أصول الدين عام 1406 هـ. 6 - مسند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من مسند إسحاق بن راهويه، حققه وخرج أحاديثه الدكتور عبد الغفور عبد الحق البلوشي، ونال به درجة الدكتوراه من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة عام 1403 - 1405 هـ. 7 - المطالب العالية بزاوئد المسانيد الثمانية، للحافظ ابن حجر العسقلاني، من باب الإنصات للخطبة إلى نهاية كتاب الزكاة، حققه الأخ/ باسم بن طاهر عناية، ونال به درجة الماجستير من جامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية. • • •